جلست على ارضية الغرفة الباردة تضم قدميها بين ذراعيه تستند بذقنها على ركبتيها المضمومه لصدرها تحتضن نفسها و هى تبكى .
تبكى نفسها و تبكى وحدتها و يتمها.. لأول مرة تشعر بكم هى ضعيفة و لا وزن لها و لا قوه.
أنها لا تزن ريشه حقا... ما كانت به لم يكن سوى قوه مزعومة، قشره خارجيه فقط.
هى وحيده وضعيفه لا أحد لها و لا أحد معها.
شردت متذكره كل تصرفات ماجد من محاوطته لها و تدليلها و إلحاحه عليها بحبه .
دلاله و تحمله كل تقلباتها و أفعالها قربه بعض الشيء منها.. حتى أنها أصبحت تعشق مناكفاتهما معا و رفضها الصريح الذى يقابله بالتقبل و راحبة الصدر .
خوفه عليها و كذلك غيرته كل هذه الأشياء كادت أن تتحول الى شئ جميل.. شئ جيد قد يجمع بينه و بينها.
لكنه و بعدما فعل لن أصبحت تكرهه أكثر من أى شخص على الأرض.
بما فعل أنساها كل الحلو و ذكرها فقط بالبشع.. حتى انساها عمر و ما فعل ، لا تفكر فى خديعته حتى مطلقاً.
ماجد جعلها تنسى الدلال و الصبر و التحمل و تضحياته التى يزعمها .
أطرقت برأسها أرضاً و قد أظلمت عيناها و كل شيء يعاد على ذاكرتها كأنه شريط فيديو متسلسل.
فأى تضحيات و هو قد عاش بالعيشه التى تستحق مع العائله التى كان من المفترض أن تكن لها هى.
نام بفراشها الدافئ بينما هى تغو بجوار جثث الموتى ليلا ... درس فى احسن المدارس بينما هى كانت تذهب لما لا يمكنها تلقيبه حتى بالكتاب . .. حتى أنها لم تستطع أخذ أى درس خصوصي فلم تكن تملك تكلفتها.
ليالى من الجوع و البرد القارس و الحرمان و هو ببيت الذهبى يحيا مكانها.
و عندما ظهرت قام بتكذيبها و تزوير اوراق تثبت عكس الحقيقة كى يظل محتفظا بوضعه و تلقى هى بالشارع... يقول إنه يعشقها و سيتزوجها.
كيف... ف بعد تلك الصوره التى رأتها اليوم منه تكاد تجزم انه يريدها عشيقه لا أكثر.
ف بأى منطق كان سيفاتح عائلته برغبته فى الزواج من الفتاه التى ثبت أنها جاءت للنصب عليهم؟!
أيقنت آلان انه اتخذ العشق وسيله كى يزيحها من طريقه و لم يستسلم بسهولة إلا بعدما اثبتت بالدليل القاطع أنها ابنة محمود.
ليأتى بعدها و يخبرها أنه يريد الزواج منها ، كيف هااا؟! كيف؟!
إنه نفس المنطق... فكيف سيتقدم ليطلب يدها من الاسره التى ستكتشف انه ظل طوال خمسه و ثلاثين عاما يخدعها .. بل و ظل معهم ببيتهم يعشق ابنتهم يحضنها و يتقرب منها تحت اعينهم و هم غافلين على أساس أنها شقيقته؟!
رفعت عيناها تنظر أمامها ... كل شيء خدعه.. خدعه كبيره عاشت بها بل و كادت أن تصدقها.
لا تعلم ما هى نواياه او مسعاه.. ربما أراد الاحتفاظ بباقى أموال الذهبى لو تزوجها و ربما أراد خديعتها مجددا.
لا تستطيع تحديد أعراضه بدقه لكن ما تستطيع الجزم به حد اليقين أنه خدعها .
بل و الأكثر انه اتهمها بشرفها و لم يؤمن بها او ببرائتها و لو لثانيه واحده.
أدمعت عنياها أخيراً بعد تماسك طال لفتره لتبدأ بعدها بالنحيب و البكاء الهستيرى تعود لها تلك الحاله التى تملكتها حينما دلفت لبيت الذهبى أول مره.
فتقف من مكانها تتحرك بغوغائيه تحاول فتح الباب فتجده محكم الغلق من الخارج.
لتزداد هستيريا بكاءها و تبدأ في قذف أى شىء تطاله يدها و هى تصرخ بغضب و عجز شديد.
__________سوما العربي______________
و أخيراً وصلت غنوة إلى حيها العتيق ، تترجل من سياره الاجرى رفقة أشجان التى تساندها بيد و تحمل حقيب ملابسها باليد الأخرى.
ليتقدم منها لفيف من الاهالى رجال و نساء يطمئنوا عليها من بينهم حسن... حسن الذى جلس على باب بيته كالإسد الرابط ينتظر خروج جنيته من الداخل.
فمنذ ذلك اليوم و هو لم يرى وجهها ، توقفت عن مهاتفته بعدما كانت هى من تلح فى الاتصال به.
هى تقريباً اختفت تماماً.. هذا ما طلبه منها و بادر هو بفعله .
قالها لها بمنتهى القسوه و الجفاء ، طلب منها أن تبتعد و تنسى تلك القصه قاطعا أى سبيل للحديث او حتى احتمالية عودة المياه لمجاريها.
1
لفظها بكل قسوه و عنف و هو الآن غاضب..غاضب لأنها فعلت و امتثلت لما أمر و باشر هو و طلب.
و كأنها... و كأنها بالفعل كانت ستفعل ذلك مع مرور الوقت.. كأن ما فعلته سهل هين عليها و بضغطة زر نست كل شيء.
كأن حديث والدته صحيح و ها هى تنسى بسهوله... لو كل هذا صحيح فهو مازال يريد رؤيتها.
يريد رؤيتها ليسألها و يتعلم منها كيف يفعل ، كيف ينساها كما استطاعت هى.
جلس داخل البيت بحضور أشجان بوجه أحمر غاضب بشده أمام غنوة التى ترمقه بنظرات صامته متيبسه.
و أول ما نطقت به قالت: أد ايه انت بجح.
اتسعت عيناه بغضب فرفعت صوتها عليه أكثر رغم ألم جرحها تقول: ده انت تستحق الشنق فى ميدان عام ، عايز تدبح الى قدامك و تتقمص انه عيط.
وقفت من مكانها تضغط على جرحها الغائر بيدها لكنها فى حالة من الغل و الغيظ جعلتها تستجمع كل قواها و تهم كى تهجم عليه ، لتتقدم أشجان فى محاولة منها لمنعها تذكرها بجرحها.
و هو وقف بأعين متسعه غاضبه لا يتقبل الإهانه و قال بصوت عالى و هياج : كنتى عايزانى أعمل إيه ، عايزانى افضل لما ابقى نسخه تانيه من ابوكى.
عند ذكره لتلك السيره المحرمه كأنه قد خطى الحدود الحمراء.
فزادت هياج و عصبيه هى الأخرى تردد: أنت اتجننت .. بتجيب سيرة ابويا على لسانك.. أنت تيجى إيه فى أبويا.
رد عليها بغضب هو الآخر: لأ مانا جيت خلاص و بقيت مكانه بس انا قدرت الحق نفسى قبل ما أبقى نسخه تانيه منه .
توقفت عن حدتها و تحركاتها هنا و هنا تقف امامه متيبسه كأنها فقدت قدرتها او رغبتها في الحديث .
بينما هو يردد: إلى انتى عمرك ما كنتى بتحكيه أنا عرفته.. طول عمرى و أنا بسأل انتى ليه مش بتروحى لأمك وليه مافيش بينك و بينها اى إتصال وليه اول ما ظهرت لك أخت من ناحيتها كانت دى حالتك ، عرفت الحقيقه و عرفت امك و عرفت أنها هوائيه و لعبيه و عرفت قصتها مع ابوكى و أكيد بنتها طالعه زيها و أهو كل الى كنت شاكك فيه و خايف منه حصل ، الهانم أول ما قولت لها امشى مشيت... قدرت تمشى.. عملتها و مشيت... مشيت و سابتنى.
وقف يلهس أمام نظرات غنوة التى ترمقه بتشفى و هو يردد بصوت مختنق لاهث: عرفت تمشى و تنسانى ... طب و هى بتعمل كده كانت تعملنى ازاى أنساها أنا كمان.
2
ابتسمت غنوة برضا و هى تراه هكذا و قالت ببساطة: إيه يا سى حسن؟ مش ده كان اتفاقكوا.
اخذ يهز رأسه يمينا و يساراً برفض شديد و هو يردد: لأ ماتفقناش على كده.. ماتفقناش توحشنى و ماعرفش أشوفها.
التفت غنوة تعود للأريكه التى خلفها و جلست عليها متأوه بألم بينما تحدثت أشجان التى تراقب كل ما يحدث بصمت : غلطان يا حسن و غلطك كبير ، كنت فكراك عندك نظر و ليك نظره فى الى قدامك ، صوابع إيدك مش زى بعضها يا ابنى و البت دى مش كده و أنا أشهد.. سمعت كلام أمك و قولت البت لأمها ؟! غلطان يا حسن ما عندك غنوة أهى مش زى أمها خالص.. انا عارفه أمهم و طول عمرى من أول ما شوفتها لا أطيقها و لا اطيق سيرتها بس من نظرتى لنغم بقولك لأ هى مش زيها ابدا.
رفع حسن عيناه لأشجان ثم لغنوة التى رمقته بمقت و نفور ثم قالت بإزدراء : قوم روح لأمك قوم.
ظل بمكانه ينظر لها بأعين متسعه من إهانتها الساخره المبطنه لتكمل مردده و هى تشيح بيدها على الخارج: قوم يا حبيبي روح لأمك لا تستعوقك.. أنا مش فضيالك.
رفعت عيناها للسماء بقلب متعب تردد: يا ترى انتى فين دلوقتي يا نغم.
عاودت النظر له تقول: بقولك أخفى من قدامى ده انت ما عندكش دم ، البت ماتعرفش حد غيرنا هنا ياترى راحت فين بس.
أشجان : لا تكون سافرت تانى.
اغضمت غنوة عيناها بألم ، هل صحيح غادرت و تركتها بعدما اعتادت وجود شقيقه من دمها بحياتها؟
إن صدمت فى حسن فما ذنبها هى؟
بينما حسن وقف منتصبا فى مكانه يردد: مش هسيبها... هى مفكره نفسها ايه و مفكره قلوب الناس ايه لعبه فى أيدها.. أقسم بالله ما سايبها أنا مش شويه فى البلد.
5
إستدار ينوى المغادره لكنه التف بغضب يناظر غنوة مرددا: قسما بعزة جلال الله لاعمل الى صالح ماعرفش يعمله، مش أنا الى واحده تدخل حياتى تقلبها و تمشى كده عادى .. هجيبها و هقصقص جناحتها لو فكرت تطير ، هى مفكره الدنيا سايبه.
غادر سريعاً بخطوات مبعثره متخبطه ، لا يعرف اين يذهب ولا من اين يبدأ كى يصل لها
و غنوة تشيعه بنظرات ممتعضه غير راضيه ، كل ما تفكر به هو اين ذهبت نغم الآن.
_________ سوما العربي_________
كان يقف مقابل صديقه ينظر له بنفاذ صبر يتوقع ما أكتشفه الآن و يريده من أجله ، مستعد لمواجهة غضبه فلو طال الزمن او قصر بالتأكيد كان سيعرف كل ما فعله ، و هو لديه الكثير و الكثير من المبررات التي يعتقدها كافيه كى يصمت هارون.
لكن الأهم ألان هو العوده سريعاً لعند حبيبته المظلومة ، مرعوب من فكرة أنه ظلمها و أهانها يعملها علم اليقين و يخشى رد فعلها... يعلم فيروز لن تمرر ما حدث.
لم يكن رعب من رد فعلها وحسب ، بل قلبه ملتاع يؤلمه و هو يتذكر ما وضعها به من إتهام مهين ، ظلمها و لم يؤازرها أو يظهر ولو حتى كذباً ثقته الا متناهيه بها ، بل كان الشك هو أقرب شئ لقلبه .
يعصر عيناه بغضب و هو يتذكر كيف سحلها أرضاً يجرها على السلم رافضا حتى إستخدام المعصد بل تعمد سحقها و جرها خلفه حتى تمزقت ثيابها و انخدش جسدها .
للأن يتردى صوتها فى أذنه و هى تتعوده صارخه بأنها لن تنسى له ما فعل و سيندم أشد الندم.
أجفل على لكمه عنيفه سددت له من قبضة يد هارون.
اطبق جفناه بغضب يحاول تمالك عصابه و تحمل نوبة غضب صديقه فهى مبرره جدا و هو يعلم .
صك أسنانه يحاول كظم غيظه و غضبه يضع يده على وجنته مكان لكمة هارون ثم تحدث بصوت غاضب: قولتلك سيبنى امشى دلوقتي انا عملت مصيبه و لازم الحقها و بعدين نبقى نتحاسب.
لكن ما قاله هكذا ببساطة لم يفعل بهارون شئ سوى أن من غيظه و غضبه ليهجم عليه بلكمه اخرى على الناحيه الثانيه من وجنته.
اخذ ماجد يلهث بشده يحاول التماسك فقد بدأ غضبه يتفاقم و بدأ الجميع فى المكان يتجمهرون بينهما ، و أمام لكمات هارون الشديده رفع ماجد قبضه يده يسدد له لكمه هو الآخر مرددا: أهدى يا بنى ادم و اسمعنى الناس بتتفرج علينا.
1
رد له هارون الضربه يردد :خليهم يتلموا و يتفرجوا عليا و أنا بضرب صاحبى ، إلى كنت فاكره صاحبى ، ضهره فى ضهرى طلع هو بيعمل اييه.
وجه ماجد رغماً عنه لكمه لهارون و هو يردد: قولت هفهمك أنا عملت كده ليه؟ ماتكبرش الموضوع و بلاش نخسر بعض
زادت أعين هارون قتامه و هو يردد بهياج: نعم.. ما اكبرش الموضوع؟!
قبض على ملابسه و سحبه يمسح به سطح البار حتى ارتد على اثره فى نهايته و ارتمى أرضاً ليقع عند أقدام بعض زبائن الكازينو.
تقدم منه هارون يقبض على ملابسه بمهانه يوقفه رغماً عنه و ماجد يردد بأنف ينزف دما : أسمع يا غبى و افهم كان لازم اعمل كده عشان ده كان شرط مختار عشان الصفقة الى كلمتك عليها و انت طنشت.
زاد غيظ هارون و مال عليه يبرحه ضربا و هو يردد : بعت صاحبك يا واطى ، قالك أخلص منه وانت نفذت، و بتتكلم ببرود عادى و لا كأنك عملت حاجه .
كان يردد كل كلمه بكلمه و هو يزاد وحشيه يردد: بتحاول تقتلنى... تقتلنى انا ؟
اتسعت أعين ماجد ينفض يده عنه بغضب و يجابهه بلكمه قويه و هو يصرخ فيه بجنون : قتل إيه الى بتتكلم عنه ، أنت جرى لمخك حاجه.
ضربه هارون فى معدته بعدما سدد له ضربه من قدمه مال على أثرها جسد ماجد لاسفل متألما و بعدها باغته بلكمه جعلته يترنح أرضاً .
و صرخ هارون : كفايه بقا كدب و خيانه و بجاحه ، أنا ازاى عمرى ما شكيت فيك ، كل مره كان بيحصلى حاجه كنت بتبقى انت الوحيد اللي معايا فيها ، بلف أسلمك ضهرى و أنا مطمن لك، و عارف إنك حامى ضهرى ، لييييه ؟؟ عملت كده ليه؟
كان ماجد يتلقى ضرباته و قد توقف عن رد ضربات هارون ، هل يتهمه هارون بأنه هو من يحاول إغتياله من فتره؟!
فصرخ به : ايه الى بتقولوا ده ، أنا ماعملتش كده و لا عمرى افكر أعملها.. كل الى عملته هو أنى أخدت شوية شغل مهم منك و وقعت الصفقه الاخيره عشان مختار و أنا عارف إن مش ده اللي يهدك يعنى ولا يوقعك.. لكن قتل إيه الى أنت بتتكلم عنه ، أنت اتجننت أكيد.
تحدث هارون بغيظ : كفايه بقا بطل تمثيل كفايه.. كفايه.. كفايه أوى لحد كده.
1
توقف عن ضربه ينظر له بنفور و تقزز يردد: مش عارف اصدق أنك عملت كده ، بس فعلا كان لازم ابقى متوقع كده من واحد مالوش أصل زيك.
أتسعت أعين ماجد و توقف به الزمن عند جملة صديقه الاخيره بعدما عايره بأصله .
وقف ماجد من على ارضيه المكان و الكل من حولهما يتابع .
ظل كل منهما يتنفس بسرعه من شدة الغضب فقال ماجد : بتعايرنى بأصلى يا هارون ، يا ابن الأصول و الحسب و النسب.
هارون : و ندمان على سنين عمرى إلى كنت فيها مصاحب واحد زيك.
ماجد بجمود : عندم دليل واحد على تهمتك ليا؟
صرخ به هارون: كل حاجه دليل لوحدها مافيش مره اتعرضت فيها لمحاولة قتل إلا وكنت معايا و فى الاخر طلعت متتفق مع مختار ، أنا مش هرحمك ، هعيشك جهنم على الأرض ، هعرفك أنك غلط غلطت عمرى لما فكرت تلعب معايا.
رفع هاتفه كى يأمر رجاله بالدخول لتقييده و أخذه لكنه تفاجئ بوصول الشرطه بعدما ابلغ صاحب المكان عن نشوب عراك بالداخل.
لتأتى الشرطه كى تفض الأمر خصوصا بعدما علموا بمكانة هارون و ماجد .
لكن تفاجئ كل منهما و هما يجدان الشرطه تلقى القبض على ماجد يخبره أنه متورط في قضية مقتل مختار.
خرج من المكان و عقله يضج بالفكر ، ما علاقته بموت مختار و لما يتهمه هارون أنه وراء محاولات قتله.
قبضة قويه تعتصر قلبه و هو يفكر بحبيبته المحبوسه حاليا داخل جدران شقته يريد العودة إليها سريعاً يبدى ندمه الشديد يتحمل منها أى رد فعل حتى تصفح عنه
لكن كل شيء يخرج بعيدا عن حدود سيطرته و هو مكبل بأساور من حديد متجه الى عربة الشرطه لا يعرف كيف ستخرج فيروز من مكانها يلعن نفسه و غباءه فهو قد اخطفها و احكم غلق بابها بنفسه و لا احد يعلم أنها هناك فيمكنه الذهاب لها كى تخرج من محبسها.
صعد سيارة الشرطة و هو ينظر لهارون بنظرات خاويه لائمه و هارون يردد أنه لن يتركه ينعم بالراحة وأنهما اصبحا ألد أعداء الآن
6
_________ سوما العربي____________
جلست نغم على أطراف فراشها فى إحدى الفنادق السياحية الفخمه المطله على النيل و قد أغلقت هاتفها للتو بعدما أكدت حجز تذكره طيران لألمانيا.
تحاول منع دموعها ، قلبها مكلوم على ما حدث معها فى سفرة الاحلام كما كانت تلقبها معتقده ذلك بل و موقنه به بشده.
خانها دمع عيناها فالحياة بدون شخصك المفضل كئيبه للغايه.
تأمل أنها تستطيع النسيان و تجاوز تلك الفتره.. حسن كان تجربه سيئه جدا عايشتها وحدها بصمت و هى تراه مجذوب لشقيقتها و بعدما شعرت بالقليل من ميله ناحيتها و تأملت بغد أفضل معه جاء هو يلفذها من حياته كأنها علقه.
كانت تبكى كل ليله من فرط ما تشعر به و تعيشه... قررت الابتعاد تخرج من هذه التجربه بحقيقه واحده.
أنه افضل للإنسان الا يحب ابدا.
اغمضت عيناها و تقرر ألا تبكى مجددا فحتى البكاء لم يعد يكفى للتعبير عن نزيف قلبها .
يجب ان تغادر تلك البلاد حزينه على فراق شقيقتها التى تناغمت معها سريعاً و عشقت ذلك الإحساس.
تعلم أن غنوة ستغضب منها كثيرا و ربما لن تغفر لها فعلتها و أنها تركتها وحيده من جديد .
لكنها حقاً لا تستطيع .. المكوث معه تحت سماء أرض واحده يقتلها ، يقتلها حتى فكرة أنه يتنفس معاها هواء نفس المدينه ، تتذكر ءلك اليوم ، آخر يوم رأته فيه و هو يقف يتحدث بعصبيه مفرطه مع أحد العاملين معه متخذه القرار الصحيح و هى تحكم غلق النافذه أنه يجب التوقف عن مراقبة شئ لم يعد لك.
أخذت نفس عميق و حزين تأمل أنها ربما تستطيع فيما بعد التحدث مع غنوة تبرر لها لما تخلت عنها و عادت لموطن والدها.
تمددت على الفراش فى محاولة بائسه منها للنوم استعدادا لطائرة الغد.
____________سوما العربي____________
ظلت تدور فى الغرفه حولها و قد تأخر الوقت كثيراً و لم يعد ذلك النذل ثانيه كأنه لا يقوم بسجنها هنا.
حالتها مذريه و لديها خدوش و جروح تؤلمها ، شعرها مبعثر و ملابسها ممزقه من تعنيفه لها يأن جسدها كله بالألم علاوه على الجوع و العطش.
مر وقت ليس بقليل و هى تبحث عن أى شىء يساعدها في الخروج من هنا .
تمكن الإعياء منها و جسدها كله يرتجف تبكى هوان نفسها و تلك الحالة التي هى عليها.
حاولت بشتى الطرق فتح باب الغرفه المغلق لكنها لم تفلح.
كررتها للمره العاشره و بلا جدوى إلى أن ابتلعت لعابها بصعوبه و ألم تتجه للنافذه المغطا بستائر قامت بسحبها ثم فتحت النافذه ليتجدد داخلها الأمل من الخلاص و هى تراها مطله على شرفه اتخذت واجهه البيت كله تصل بها لشرفة الصاله.
فتحتها على الفور و ذهبت حيث شرفة الصاله لتغمض عيناها بتعب و هى تجدها مغلقه بباب زجاجى .
بللت شفتيها تفكر و بيديان مرتعشه رفعت إحدى المقاعد الموجودة و القته على الزجاج بعنف ساعد على كسره لتقم بفتح الباب و تصبح فى الصاله تحاول جاهده فتح باب الشقه.
بكت بحرقه و شعور العجز و الألم يتسلل لها ، حاولت التركيز مره اخرى و استجماع كل قوتها للخلاص.
و فكرت في استخدام سكين لفتح قفل الباب ، فاتجهت للمطبخ تبحث عن سكين و خرجت من جديد تحاول و تحاول بايدى مرتعشه حتى سقطت باكيه ترتجف.
تسأل ربها متضرعه إن يخلصها ، رمشت بأهدابها سريعاً و هى تتذكر ذلك الباب الموجود في المبطخ يؤدى إلى سلم من المعدن.
تهلل وجهها و ذهبت متعثره تسقط و تقف حتى وصلت للباب تخشى أن تجد صعوبه بالغه فى فتحه هو الآخر.
لكنها تنهدت بفرحه و هى ترى الباب يفتح بسهوله و طواعيه يبدو أنه قد نسى أمره و لم يغلقه كما فعل بكل شيء.
بدون أى تفكير اخذت تخبط الدرج تلوذ بالفرار من جحيم عايشته لساعات و على يد من؟! على يد ماجد ... الذى كاد أن يوهمها بحبه .
__________سوما العربى__________
جلس فلاديمير على بار كبير داخل قصره البارد يرتشف من كأس به نبيذ معتق.
ينظر بهوس لشاشة الهاتف المفتوحه على صورة لفيروز لا يحيد بنظره عنها.
تقدم أحد رجاله منه يتوقف بطاعه ليقول هو بغضب : هل تقدم بك العمر و أصبحت على مشارف التقاعد ستيڤ؟
التف ينظر له و ردد بفحيح: هل تحتاج سنوات كى تنفذ ما اطلبه.. قلت لك أريدها و الآن.
ابتلع ستيڤ لعابه بصعوبه ثم قال: أختفت فجأة سيدى و لأ احد يعلم أين هى؟
هدر فلاديمير بغضب : تصرف ، أريدها.
ضغط ستيڤ على سماعه بيضاء متصله بأذنه يسمع منها شيء ما فتهلل وجهه كأنه هري من عقاب بالقتل بعد هذا النبأ و قرر نقله لسيده بفرحه و انتصار: جدناها سيدى.. ظهرت الآن و رجالنا خلفها.
لمعت أعين فلاديمير و ألتف له يردد: أجلبوها الآن .. هل فهمت ، لتكن معى الليلة.
6
ردد ستيڤ بطاعه و هو يهز رأسه قبلما يغادر: أمرك سيدى.
إستدار مغادرا يترك خلفه فلاديمير و عاود النظر لصورة فيروز يردد: أاااااه حلوتى ، و أخيراً ، ستكونين الليله بأحضانى .
2
ابتسم بخبث و هو يطالع ضحكتها و شقاوه ظاهره بعياها الرماديه يردد : و ستعاقبين على كل الليالى التى سرقتى فيها النوم من عينى منذ رأيتك.
________سوما العربى ___________
جلس ماجد فى سيل من التحقيقات و الاسئله لا يعرف لما تم توجيه تهمة قتل مختار له او حتى فرضية تورطه بها ، لقد مرر له صفقه عمل فقط و لا يعرف عن سبب مقتله شئ.
كان يوم عصيب مرير مر عليه ، من أطول الايام فى حياته كأنه ضهر.
رأى فيه بعينه تاثير السلطه و النفوذ و فرق المعامله بينه و بين بقية المتهمين... إسم الذهبى وحده شكل فارقا.
و استطاع المحامى إخراجه بكفاله على ذمة التحقيقات التى لم تتوقف بعد و قد اخبره محاميه أن القضيه كبيره و لها ذيول وأطراف ولن تنتهى بهدوء او سريعا
ليدرك حقيقة واحدة كان غافلاً عنها ، أنه فى أشد الأوقات حاجه لإسم الذهبى بعد إسمه كى يسانده فى القادم و الذى على ما يبدو انه سيكون صعباً للغاية.
ذهب على فوره لاهثا إلى شقته يصعد بسرعه و يفتح الباب بحثا عن حبيبته ينوى الاعتذار لها و تحمل أى رد فعل حتى تسامحه.
لكن تخشب جسده بعدما فتح الباب بأيدى مرتعشه و ظهر له باب الشرقه المكسور .
ليتذكر سريعا باب المطبخ المؤدى لدرج خارجى ، ركض إليه و وجده مفتوح يعنى أنها خرجت منه.
هرول سريعاً يخرج من الشقه و البنايه كلها يقود سيارته بسرعه متهوره يتجه ناحية البيت ف بالتأكيد ذهبت لهناك.
يقود و هو يمسح على وجهه بألم ، إحساس بالعجز يخنقه ، و المراره كأنها مر العلقم فى حلقه ، يعلم فيروزته جيدا و يعلم أيضاً علم اليقين انه هدم كل شيء بينه وبينها هذا أن كان قد استطاع بناء أى شىء.
وصل للبيت يصف سيارته بإهمال ، يفتح باب المنزل بتخبط و يدلف للداخل تحت أنظار الجميع .
ينظرون له بإستغراب تحول لصدمه و هم ينادونه و هو لا يجيب هو فقط يصعد الدرج قاصداً غرفتها .
و هم من خلفه مستغربون حالته و لما ينادى شقيقته بهذه الطريقة المريبه.
فتح باب غرفتها يهجم عليه ليهوى قلبه بين قدميه و هو يجدها فارغه منها.
ألتف لهم بأعين حمراء و وجه مصفر هلعاً يردد بتلعثم : فين فيروز؟!
نظر له مصطفى بريبه مرددا: هى مش خرجت معاك الصبح ؟ أنا الى عايز اسألك هى فين و إيه إلى حصل فى القسم ؟ و هى راحت فين لما اتقبض عليك و لا أصلا ايه دخلك بحكاية قتل مختار؟
كان يتنفس سريعاً يبتلع رمقه بصعوبه بسبب جفاف حلقه يستمع لسيل من الأسئله من محمود تاره و مصطفى تاره أخرى .
كل هذا هراء ، غير مهم ، هم انفسهم غير مهمين و هو كذلك.
الأهم الآن حبيبته... فيروز.
رفع هاتفه يحاول الاتصال بها للمره الالف و للمره الالف أيضاً هاتفها مغلق.
كانت أنظار محمود و مصطفى مسلطه عليه و قد قذف الخوف لقلوبهما و هما يشاهدان حالة الهلع التى تملكته ترتجف اوصاله و هو يحاول الاتصال بها ، و أصبح السؤال الأوحد و الأهم عندهما اين فيروز .
وضع يده على وجهه يحاول أخذ أنفاسه ، و بشق الأنفس يمنع دموعه التى لم يسبق و ذرفها من بعد سن الثانية عشر.
كان بكاءه مسبقا خوف و هلع من تهديدات فريال إلى أن وعى قليلا و أدرك أن فى وجوده أمانها و ليس العكس ، و من يومها و بسبب نوبات بكاءه و الحاله التى عاش بها لسنوات أقسم الا يبكى أبدا، إلى أن جاءت فيروز.
زادت دقات قلبه و هو يجد اتصال بالفيديو من شخص ما.
زادت مرارة حلقه و عقله يرمى إليه بمئات السيناريوهات كلها أبشع من بعض .
بأصابع مرتشعه و ترقب خوفاً من اخبار سيئه أضطر لفتح الهاتف .
جعد ما بين حاجبيه و هو يرى شخص أمامه غريب لم يسبق و أن رأه.
و إبتسامة شر ممتزجه بإنتشاء منبلجه على وجهه البارد يردد بينما يحرك أصبعه على فوهة كأسه : أهلا أيها العربى .
زم شفتيه بإزدراء يغمض عيناه و يتصنع التذكر فيما يردد: أظن أسمك ماجد... و و
صمت يزيد من الضغط العصبى عليه ثم أكمل: تبحث عن شئ تقريباً...
تضخمت نبضات قلبه و زاد معدل الادرينالين فى دمه ينظر للهاتف كأنه سيتحول لشخص أخر مرددا: من أنت و من تعنى بحديثك الاخير؟
بنبرة شيطانيه و هاله من الغموض و الهيبه ضحك قهقه بصخب مرددا: انا من تجرأت و لعبت معه عزيزي أنت و مختار و سرقت ماستى الغاليه .
صمت يضع كأسه و يمد يده على صحن الفواكه الموضوع بجواره يلتقط منه إحدى حبات التوت البري ينظر لها بتلذذ مرددا: لكنها لم تعد أغلى من هديتى التى اختارت أن أحصل عليها عوضاً عن الماسه.
كان يردد حديثه و هو ينظر لحبة التوت كأنه يعنيها او يصفها ثم التهمها مهمها بتلذذ و هو يغمض عيناه يكمل بإستمتاع : شئ مقابل شئ .
صرخ فيه ماجد و عقله يضج بالافكار و لا ينقصه مراوغة ذلك الماجن : تحدث بوضوح ، تقصد من؟ أنا لا أفهمك .
أبتسم فلاديمير و جذب ببطء شديد جهاز لوحى أخر كان موضوع مقابل منه مفتوح على الكاميرا المسلطه على فيروز .
أنهار ماجد و هو يرى فيروز نائمه بهيئه مزريه توضح أنها مخدره ، فى طائره تبدو خاصه فى سماها متجهه إلى وجهتها الآن خارج حدود يده.
شعور بالعجز و فوران الدم يغزوانه و لا يجد ما بيده كى يفعله خصوصاً و هو يستمع لصوت فلاديمير يردد: أقصد صغيرتى الجميله ، لا تعلم كم أشتاق لإحتضانها بين ذراعي.
استحالت أعين ماجد لنيران و وجهه مكفهر يستمع له بصدمه يراه و هو يقلب الهاتف فى يده و ينظر لها عبره بوله مرددا : أميرتي النائمه.
ليصدح صوت ماجد و هو يزأر كالأسد الحبيس : سأقتلك، سأقتلك إن اقتربت منها.
قهقه فلاديمير بصخب و هو لم يشيح بعيناه عن صورة فيروز يردد قبلما يغلق : إلى اللقاء صهرى العزيز.....
__________ سوما العربي___________
وصل هارون إلى الحاره التى تسكنها فيروز يصف سيارته أمام باب منزلها و هو يهاتف مديرة أعماله : لأ مش هستنى كل ده يا هويدا ، نص ساعه و يكون عندى مأذون غيره ، و أستنى لما أخد كام صورة لينا بعد كتب الكتاب عشان تنشوريها على كل الصفحات العامه ، فاهمه ، عايز الخبر ينتشر ... سلام.
ترجل من السيارة يحاول نسيان غدر صديقه ينتظر فقط خروجه من محبسه كى يصفى باقى حسابه معه.
لكن ليتجه الآن حيث موطن راحته و حلاوة أيامه.
بشئ من التقزز و النفور كان يتقدم و هو يطالع سكان الحاره و بيوتها العتيقة الأيله للسقوط كلها إلا من بعض البنايات الحديثه نسبيا لكن تظل بأشكالها و ألوان دهانها أقل من شعبيه.
3
حاول التغاضى عن كل ذلك و لو لمدة نصف ساعة ، ليتحامل على نفسه فيها كى يبطل شرط حبيبته فى رغبتها بعقد قرانها ببيت والدها.
دلف داخل البنايه كما ينص العنوان ينظر للجدران المتهالكه بضيق يضغط على نفسه حتى يأخذ حبيبته من هنا.
وقف أمام باب شقتها يدق الباب ، ثوانى و فتحت له بوجهها المشرق تردد بصدمه : هارون؟!
لكنه إبتلع أسمه و شهقتها معا و هو يهجم عليها يقبلها بعمق و تهور يضمها له وهو يتقدم للداخل يغلق الباب بقدمه.
3
تمر إحدى يديه بلا اى تردد على مفاتنها يفترسها بيد جائعه و الأخرى تطوق خسرها .
أنت غنوة بخفوت مما زاده إثارة و تهور يزيد من ضمها له يبحث عن أول أريكه خلفه كى يزيد فى أخذ راحته.
بالفعل تعثرت قدمه بأحد الأرائك فمال بها كى يستريح عليها وهى مازالت بين ذراعيه يعتصرانها برغبه حارقه أفقدتها هى الأخرى تركيزها و شعر بها لاول تبادله تهوره ، فأبتسم من بين قبلاته بسعاده حقيقة و بدأ فى فك أزرار منامتها يكشف عن جسدها الرائع.
شهقت برعب وهى تسمع صوت دقات الباب و الذى انتشلها من تلك المشاعر الجارفه المحمومه التى أخذها فيها هارون فجأة.. لتدرك زوبانها بين يديه و انسجامها معه بل و شعورها بالاستمتاع أيضاً.
انتبه هو أيضاً نتيجه لتصلب جسدها بين أحضانه بدلا من الانصهار ينظر لها فيجدها محمرة الوجه لا تستطيع رفع أنظارها فيه .
هم كى يسأل عن السبب ليدق الباب مجددا و يستمع لصوت أشجان تردد: افتحى يا بت يا غنوة حمرتلك الفرخه.
1
صك أسنانه بغل مرددا: يا دى الفراخ الى مش وراكوا غيرها.
1
ترك غنوة تحاول إستيعاب فداحة ما فعلت و ذهب هو يفتح الباب يكتف ذراعيه حول صدره يردد: شامورت بردو؟!
نظرت له أشجان بنزق ثم قالت: إنت بتعمل ايه هنا يا معدول.
رفع إحدى حاجبيه يردد : معدول!
سب من بين أنفاسه ثم تحدث بضيق : جاى عشان أكتب الكتاب وسط الحته هنا و أخد مراتى و أمشى أظن كده أبقى بطلت حجتك ولا ايه؟
أصفر وجه أشجان و حولت أنظارها إلى غنوة فتجدها شاحبة الوجه هى الأخرى تنظر أرضاً بأنفاس لأهثه .
ابتلعت رمقها بصعوبه ثم قالت: لأ عداك العيب.. و حيث كده بقا يبقى حتماً و لابد نبل الشربات .
دلفت للداخل قاصده المطبخ و هو اتجه لغنوته يجلس بجوارها مرددا: ست لا تطاق و لسانها مبرد ، لأ و داخله مزاج كاظم أوى ، طول عمره و هو غريب حتى فى المزاج.
إلتف يضم غنوة له مبتسماً ثم قال : مبروك يا حبيبتى .
إبتسمت له بصعوبه فمال برأسه على كتفها يردد: و أخيراً النهاردة هنام فى حضنك.
تنهد بأنفاس ساخنه يردد: أعملى حسابك انى هبقى لازق فى ديلك زى العيل الصغير ، أنا ما صدقت لاقيتك ، أنتى أمى إلى اتحرمت منها.. مش هسيب حضنك ثانيه حتى مش عارف هعمل ايه فى شغلى و كمان أنا بفكر.....
قطع حديثه تقدم هادمة اللذات و هى تضع كأسين من الشربات امامهما و تبتسم مردده : أشربوا يالا يا عرسان على ما اروح انادى أهل الحته دول هيفرحوا اوى.
ابتعدت مغادره ثم التفت لهارون تردد: أشرب شرباتك يا عريس ألا ده فال وحش على الجوازه.
ليسرع فى رفع كأسه بلهفه و هو يردد: لأ فال وحش إيه ده أنا ما صدقت.
خرجت سريعاً تنادى أهل المنطقة بينما هو يكمل كأسه لأخر قطره تحت أنظار غنوة.
2
________سوما العربى _________
وقفت نغم فى المطار تستمع لصراخ والدتها عليها : ماذا الآن ألم تكن تلك هى بلدك و ترغبين فى المكوث بها فتره أطول و حينما أطلب منك أنا ذلك تقولين انك تريدين العوده.
صرخت بها نغم هى الأخرى تردد: نعم و لن أبقى هنا كثيرا ، لن أجعلك تستغلينى كى تحكمى مخططك ضد غنوة.
بادلتها والدتها الصراخ تردد: ضدها كيف يا غبيه ، هل تعليمن أى شىء عمن تتحدثين ، إنها فرصة الإحلام.
بصوت ناقم كاره رددت نغم: أعلم المدعو" ألبير " جيداً و أنه ضمن قائمة اغنياء العالم و أعلم أيضاً كم دفع لكى مقابل شقيقتى ، إنها ثروه.
رددت أمها بصوت حاولت صبغه بالبكاء : ما دمتى تعلمين لما تصرين على الوقوف ضدى ، قد أسجن فى أى وقت إن لم أسلمه غنوة لقد صبر على عامان كاملان و قد أخبرنى صراحة إن الشوق يقتله و لن يصبر كثيرا ، ساعدينى يا نغم بأن أمهد لها القصه فقد اخبرنى أنه وخلال شهران إن لم أتصرف فسيفعل هو.
أطبقت نغم جفناها بألم ثم رددت بصوت مهزوز : إذا بدلينى أنا بها ، أتركى غنوة و شأنها يكفى ما مرت به وحدها.
صرخت فيها والدتها تردد: يا غبيه ، يا غبيه ، الا تظنينى قد حاولت ، لا فعلت و عرضت عليه الكثيرات من أقاربى العربيات أيضا فهى إبنتى على كل حال لكنه مصر على غنوة إصرار قذف الرعب فى قلبى.
2
زاد الرعب فى قلب نغم على شقيقتها مدركه الخطر الذى يدور من حولها و هى لا تدرى عنه شيء .
فقررت استغالال تأخر إقلاع الطائرة بسبب الظروف الجويه و أن تذهب لغنوة تحذرها ، فتحركت على الفور مغادره تردد ببرود قبلما تغلق الهاتف : أعذرينى فأنا لن أساعدك فيما تريدين أبدا.
ثم أغلقت الهاتف سريعاً تنهى سماع صوت والدتها و هى تصرخ عليها و تحركت قدماها سريعاً تستقل أول سيارة أجرى متجهه إلى حى الغوريه.
__________ سوما العربي ___________
فتح هارون عيناه بتشوش و تخبط يشعر بثقل فى جسده و سائر أوصاله.
تأوه بخفوت و هو يشعر بصداع يعصف بدماغه ، يحاول تذكر ما حدث و أين هو.
رمش بأهدابه يرى سقف غرفة نوم ببيت قديم ، ليتذكر على الفور أنه ببيت غنوة.
أتسعت عيناه وهو يشعر بيداه و قدماه مقيده بأصفاد معدنيه.
1
هز رأسه بأستنكار يحاول الاستيعاب ، يرفع أنظاره على صوت أقدام متردده تقترب منه ، ليبصر غنوة و هى تقف أمامه فردد ضاحكاً: إيه يا حبيبتي إلى حصل ، و بعدين إيه التكتيفه دى؟!
ثوانى و إلتوى شدقه بابتسامة جانبيه وقحه يغمز لها بعينه مرددا: مش تقولى إنك ليكى فى الجو ده ، سسس يا شرس يا خطر إنت.
+
أبتلعت لعابها بصعوبه و اقتربت منه تردد بوجه صلب جامد : نفسك في ايه قبل ما تموت....
فى غرفه قديمه الطراز ذات أثاث عتيق و على فراش من خشب الزان الأحمر عليه حشو من القطن يسمى ب ( مرتبه )
و مرأة زينه تقريباً لا تحوى عليها شئ ، بجوارها مشجب معلق عليه جلابيب رجاليه من ألوان قاتمه.
و ستاره من الشيفون الابيض معلقه على نافذه قريبه من الشارع .
رمش بأهدابه عدت مرات و هو يشعر بتخدر نسبى فى مناطق متفرقه من أوصاله .. يشعر أنه لا يستطيع التحرك ... كما لو كان مقيد.
فتح عيناه بتشوش يرى اين هو .. فذاك المكان غير مألوف بالنسبة له .
لتتسع عيناه من فوره و هو يتذكر أحداث الساعات المارقه.
يدرك أنه الآن فى بيت غنوة... زوجته ...
فقد قدم ليتزوجها اليوم... سابه نابيه خرجت من بين أسنانه و شفتيه و هو يفكر هل نام بليلة عرسه.
يردد بصوت مسموع عليه أثر النوم : نمت يوم فرحك يا أسد.
بحركه لا إراديه هم بضرب مقدمة جبهته لكن صدم بكونه مقيد بشئ ما.
اتسعت عيناه بإستغراب شديد و ذهول و ارتفع بنصف جسده يحاول أن يرى ماذا هناك.
لتزداد دهشته و هو يجد يداه و قدماه مقيدتان فى اساور من حديد موصله بأغلال مربوطه فى طرف الفراش.
حاول أن يتحرك كى يخلص نفسه و هو على مشارف الجنان يسأل ما الأمر و ما هذا العبث و اين غنوة و من قيده هكذا... صدره يؤلمه و عقله يعمل فى كل الاتجاهات فهل من يحاول قتله هو من قيده هكذا و أخذ غنوة كى ينتقم منه ... هل أدركوا أن قتله غير كافى فقررو أن يقتلوه ببطء.. إيذاء غنوة لهو أشد أثراً عليه من قتله.
عند هذه النقطة هاج فى مكانه و أصبح كمصارع روماني يتصارع مع اغلال.
إلى أن شعر بريحها الهادئ الذي يعرفه عن ظهر قلب قادم من خلفه ينبئ بقدومها.
لكنه لم يهدأ و يثبت فى مكانه إلا بعدما رأها هى كلها.. أمامه سليمه لم يصبها سوء .
هنا هدأ قليلا و قال : ايه يا حبيبتى التكتيفه دى
صمت و قد شرد عقله جهة الشمال المحببه و المقربه لفكره و تكونت على زوايا فمه إبتسامة عابثه يرافقها غمزه من إحدى عينيه ثم ردد : مش تقولى إن ليكى ف الجو ده يا بنت اللذينا أنتى.
2
لكن بالمقابل كانت ملامح وجهها ثابته جامده ، و بنفس الجمود و الثبات نطقت بوضوح : نفسك في ايه قبل ما تموت.
ضحك و قال : اوووه لا و واثق من نفسك... شرس شرس يعنى..قشطه أنا بحب كده.
2
يبدو أنه للان لم يستوعب للأسف.. و ظل ينظر لها بجوع و رغبه يردد : إيه بقا... هتفضلى بعيد كده مش هتقربى أو فكينى حتى.... ده أنا هموت عليكى من أول يوم شوفتك فيه... فاكره.
ابتسمت بسخرية و قالت : إزاى أنسى يوم زى ده.
حمى الدم بعروقه و قال لها بتهور و مجون : بت.. فكينى بقا انا مش قادر بجد.. نفسى احضنك حتى و أحس بيكى.
ظلت بمكانها ثابته ... شعر بوجود خطب ما و شئ غير صحيح خصوصاً بجمود ملامحها هذه.
فقال : إيه يا غنوة فى ايه... تعالى فكى البتاع ده... لسه قدامنا ليله طويله و محضرلك مفاجأت كتير .
لكنها مازالت ثابته بعد.
فهتف هارون : غنوة.. يالا بجد... كفايه هزار.
غنوة : لسه فاكره هزار يا أبن الصواف ؟
نبرة صوتها كانت مغايره... توشى بالكثير.. كأنها تتحدث بجديه .
هارون : هو فى ايه.. و بعدين... أنتى أصلا ازاى عرفتى تعملى كده و أنا ما حستش.. اصلا ازاى نمت؟
اتسعت عيناه و قد صعقه ما اهتدى له و هى زادته تأكيد بعدما أخذت تهز رأسها مردده : خدرتك.
استلقى على الفراش يتسطح بظهره و قد الجمته صدمة الإستيعاب و قال : إيه.. طب ليه.. عملتى كده ليه ؟ أنا مش فاهم و مش قادر استوعب.
عاطفه جامحه تحكمت بها للحظه لكنها وئدتها سريعاً وبللت شفتيها ثم قالت : مش قادر تستوعب إيه بالظبط ها.. قولى كده و أنا أجاوبك.
هارون : غنوة.. انتى بتتكلمى بجد كده ليه.. ده زى ما تكونى قاصده فعلاً كل حاجه بتعمليها .. ليه كده بجد... انتى المفروض إنك بتحبينى.
عادت لتبتسم نفس الابتسامه التى يراها لثانى مره فقط منذ عرفها ثم قالت : و انت ؟ بتحبنى ؟
لم يتخذ حتى وقت للتفكير و أخذ يردد بكل جوارحه : أوى.. بحبك اووى يا غنوة.
ضحكت بسخرية و ألم ثم قالت : صح.. بدليل إنك كنت عايز تتجوزنى عرفى و لا بدليل إنك كنت بتقول عليا لصاحبك انى أخرى ليله .
أتسعت عيناه بصدمه.. مين أين عرفت كل ذلك.. فقد قاله بالفعل لماجد.
انتبه لها و هى تكمل : و أنى لو عصلجت هترميلى مليون جنيه و أن ده تمامى عندك و كتير عليا كمان مش هتدفع فيا أكتر من كده... و لا لما قولت له أنى بمثل عليك دور الشريفه العفيفه.
بهت وجه هارون لما تسرده على مسامعه و ابتلع رمقه بصعوبه يحاول أن يشرح لها : حبيبتي.. ادينى فرصة أشرح لك انا...
قاطعته هى بغضب تقول له : تشرحلى؟! تشرحلى إيه بالظبط... فاكر لما قولت له إنك هتجبنى يعنى هتجبنى... و عارف إزاى توقعنى كمان... و هتخلينى زى اللعبه فى إيدك.
ابتعدت خطوه تشير بيديها مردده بتحقير : بس الحقيقة إنك من أول الحكايه و انت إلى لعبه فى أيدى... أنا بطلة الحكايه كلها و انت مجرد شخص فى حكاية غنوة.. حكايتى أنا ... لوحدى أنا إلى بدأتها و كتبتها و إنت يا غلبان فاكر نفسك بطلها.
ابتعدت خطوه أخرى ثم قالت : فاكر أول مره شوفتك.. كل ده كان متخطط له.. حتى انى أنا الى وديتك هناك... فاكر؟
ضحكت بسخرية و جاوبت : عشان تجيب بدلتك إلى اتغيرت فى ثانيه بسبب غلطه من شركة تنظيم الحفلات .. الغلطه دى بفعل فاعل و الى هو حضرتى ، بعد ما انضميت للشركه دى بالخصوص و سبت شغلى رغم ان مرتبى فيه كان أعلى... و أول حاجه عملتها أنى اخترت تنظيم خطوبة لمى بنت الوزير .. و روحت الفرح و أنا عارفه إنك هناك و اتعرفت على لمى إلى سبحان الله اخدتنى اشتغل عندها..
هزت كتفها ضاحكه تردد : كأنها متيسره.
تنهدت لثوانى تمنع عبره غالبت قوتها و زحفت عن عيناها ثم أكملت : بعدها كل شيء بدأ يمشى بصوره اسرع حتى من ما أنا اتخيلت.
كان يستمع لها و هو يشعر بالبرده... كان قلبه حقا يؤلمه... لأول مرة يعلم أن كلمة وجع القلب لها إحساس و ليست مجرد كلمه.. القلب يتوجع احيانا بالفعل.. أنه لشعور مؤلم حقا.
و بنفس مرتعش و قد ادمعت عيناه بدأ يهز رأسه يمينا ويسارا برفض تام.. كأنه يرفض الواقع و ما يسمعه.. هى كاذبه رغم أنها تعترف.. سيكذبها و يكذب لسانها الذى نطقت به و سيكذب عيناه التى تبصرها و حتى أذنيه التى سمعتها و فقط سيصدق قلبه .. قلبه ذاك الذى يؤلمه الآن .. لكنه يخبره أنها كاذبه.
و بدأ يردد : لأ... لأ.. انتى أكيد بتكذبى عليا.. ده مجرد هزار منك.. و..
صمت يحاول مد يده المقيده يمسح بها أنفه و أعمل عقله بسرعه ثم عاود بعض من الهدوء لقبله و ردد : طب.. طب عملتى كل ده ليه و ليه الشحططه دى.. تبقى.. تبقى أكيد بتحبينى..أأيوه.. عشان كده عملتى كل حاجه ممكن تقربك منى... صح.. انا ازاى ما أخدتش بالى .
1
تهلل وجهه و ردد بصوت يملؤه العشق : يا حبيبتي يا غنوة.. للدرجه دى بتحبيني.. لردجة تعملى خطط عشان تحاولى توصلى لى و نتقابل.
اقتربت منه و مالت على أذنه تهمس بها : لأ... ده عشان كل محاولاتى لقتلك فشلت.
3
جحظت عيناه و هو ينظر لها بصدمه رافض حتى محاولة الاستيعاب لكنها أجبرته حين أخذت تهز رأسها تومئ مؤكده .
رددت بتأكيد : أيوه يا هارون يا صواف انا الى كنت ورا كل محاولات قتلك .. و تقريباً بقالى أكتر من سنه بحاول أعمل كده و ياما أجرت ناس و دفعت فلوس... تقريباً كل فلوسى رايحه على قتلك و بس ، و كلها بتفشل.. و لما تعبت و يأست قررت أعملها أنا، و بأيدى..
1
___________ سوما العربي __________
ما كان ليستطيع التحمل أكثر.. مرت عليه ساعات الليل ببطئ شديد و هو جالس بانتظارها.
المسافه من قاره لقاره ليست بقليله مطلاقا ، لكنه أنتظر.
تقدم بخطى ثابتة و واثقه نحو الغرفه التى أشاروا له عليها وقف بالخارج و نظر إلى سيده أربعينية كانت تقف على الباب تنظر أرضا بإجلال ثم قال بهدوء منافى للمعركه القائمه داخله : هذه هى الغرفه؟
ردت السيدة باحترام : نعم سيدى.
هز رأسه بفتور ثم أمرها ببرود : إذا إنصرفى.
دون أن ترفع رأسها اعترضت قائله : و لكن يا سيدى...
قاطعها مجدداً : قولت إنصرفى.
غادرت السيده سريعاً و دلف هو للداخل سريعاً يغلق الباب خلفه.
يرى تلك الفتاه التي أسرته من صوره عبر شاشه و هى فى قارتها السمراء و هو بأقصى الشمال.
اقترب ببطئ يشبع عيناه منها حتى اقترب و بات قريب منها يستنشق انفاسها الذكيه.
سمح لنفسه بإزاحة حجابها قليلا يمرر كفه على عنقها المرمرى و هو يردد : جميلة انتى.. اين كنتى تختبئين عن ناظرى و من اين خرجتى لى ؟ !
اخذت ترمش بعيناها مره بعد مره.. تستمع لصوت يخترق عقلها فيوقظ غفوتها.
فتحت عينيها لتبهره بجمالهما و جمال لون الرماد .
فصمت و لم تسعفه الكلمات و هى انتفضت من مكانه تردد بتخبط و تعثر : انت مين يا جدع انت و بتعمل ايه هنا... و لا... و لا أنا الى بعمل إيه هنا و أنا فين.
كان مازال على صمته يستمتع بردات فعلها يراقب تحولاتها.
فصرخت بجنون : أنت مين و انا فين ؟!
هز رأسه و هو يردد بصوت مسموع بلكنته : ألا تتحدثين الانجليزيه ؟
جملات قليله تعملها و ما نطقها كانت جزء منها لذا استطاعت أن تفهم عليه و جاوبت : لا.. بعض الجمل فقط.
هز كتفيه و ردد : هممم.. حسنا أذا أنا مضطر لأن أتحدث أنا العربيه و لو انى لأ احبذ التحدث بها.
فيروز : انت بتقول ايه أنا مش فاهمه منك حاجه.
وقف من مكانه و اقترب منها يضع إصبعه بقوه على مكان دم مجلط أثر تعنيف ماجد لها .
و على أثر ضغطة إصبعه القويه المقصوده عن عمد صرخت متألمه فقال بلهجه مصريه متكسره : مين عمل فيك كده .
وضعت يدها تتأوه بألم : أااه.. بتتكلم مصرى أهو.. انت مين طيب و أنا فين و جيت هنا إزاى ؟
لا يهتم سوى بما يريد و عاد يكرر : مين عمل فيك كده.
و هى الأخرى عاندت : أنا فين
لم يجيب. فسألت بيأس : طب انت مين.. مين جابنى هنا.. عايزه أرجع لأهلى... أنا هنا ليه ؟
إلتف بتمل شديد ثم طالعها و ردد ببرود : عايزه تعرفي.. أوكى.. انا فلاديمير و أنتى هنا ببيتى... مش هترجعى لأهلك و أنتى هنا لأن عجبانى .. و أنا قررت تبقى ( الجيرل فرند بتاعتى )
2
لم يكن ينتظر ردها و إنما تركها مشدوهه و خرج ببرود لكن قبلما يخرج التف يقول : فى فستان هيكون عندك بعد دقايق انا بنتظرك تحت.. كونى مطيعه.
نجح فى استحضار شياطينها... بعمرها لم يعاملها أحد هكذا.. و شياطينها ليست عاديه مطلقاً.
لذا على الفور مدت يدها إلى إحدى مطفئات الطبغ المصنوعه من الكريستال و فورا قذفتها فى منتصف الهدف و هو رأسه من الخلف جعلت الدماء تسيل من رأسه .
6
استدار يتأوه بألم يضع يده مكان جرحه النازف ، ينظر لها بذهول لا يصدق حقا أن هذا قد حدث و معه هو..
رغم إظهارها الشجاعه لكنها بداخلها ترتعد تفطن من نظرته لها أن القادم جحيم .
____________ سوما العربي ________
جلس ماجد على عقبيه أرضاً يضع يداه على رأسه و الندم يأكله.. هو من وصل بها لتلك النهايه.
هو من شك بها و بسلوكها و قد نجح ذالك الرخيص فى تلفيق تهمته و إستغفاله .
لم يكن يدرى بما يفعل.. حبه لها أكبر من أى شعور قد مرء عليه بحياته و على قد حبه كانت غيرته .. فلم يستطع التحمل و لم يدع لعقله الفرصه برهة من الوقت كى يفكر.. و بمنتهى الغباء إبتلع الطعم و فعل ما حطم علاقته بها بعدما بدأت تميل له و قد اقترب منها كثيرا.
لم يتركه الواقفين حوله و شأنه بل باشر الجد بالصراخ عليه : فى إيه يا ماجد... مين إلى كان بيكلمك ده و أختك فين؟
صمته و عدم جوابه كانت تزيد الأمر سوءاً فيزداد القلق و يصرخ محمود : ما ترد يا ابنى ... فيروز فين ؟
ما من جواب لديه قد يجيبهم به ... فهو أيضاً السبب فيما حدث معها... تهوره و تصرعه هم من قادوه كى يتعامل مع تلك الفئة من البشر.. لو صبر قليلا.. لو ترك الأمور تسير بيسر و لم يدفعه تعجله للإستعانه بمختار و علاقاته لما خسر هارون و ما وصل لهنا و اصبح متورط فى مجموعة من الشبوهات هو لا ناقة له و لا جمل فيها.. فيأتى مسك الختام بأن اختطفت حبيبته من قبل تلك الجماعات .
عاود محمود تكرار سؤاله بصوره أكثر إلحاحاً : رد علينا يا أبنى فين أختك ؟ انت مش بترد ليه ؟ فى ايه؟؟ فيروز حصل لها حاجه؟
هنا همت فريال بضرب مجموعة عصافير بحجر واحد و قالت بلؤم : انت عملت فيها إيه يا ماجد.
إلتف لها محمود و سأل : هيكون عمل ايه يعنى؟ و ليه أصلاً ؟! هو فى ايه بالظبط ؟!!!
التمعت أعين ماجد ببريق شر خافت ... و رفع رأسه شيئا فشيئا ناحية فريال يناظرها بتفحص ولد الارتباك على علامات وجهها .
لكنها لم تتحاشى النظر له بل وضعت عينها بعيناه تتحداه.. و الرساله واضحه لاثنتيهم تذكره بأخر شجار حدث بينهما بسبب فيروز و كيف تحداها بوضوح.
ليدرك وسط كل بلاويه الآن أن لفريال يد فيما حدث... لكن ما هو تحديدا لا يعلم و لا يهم الآن كثيرا فالأهم هو العوده بفيروزته قرب قلبه بين الشريان و الوريد يطمئن عليها و يعيد غلق قلبه و هى بإمان داخله و من بعدها يعود لصراعه و مواجهة خصومه .
وقف عن مكانه بسرعه و قوة دبت داخله بفعل الادرينالين الذى تولد داخله طالما الأمر يتعلق بحبيبته لن يصمت ابدا و لن يجلس مكتوف الأيدى ينتظر .
صرخ مصطفى و هو يرى ماجد يقف على قدميه من جديد و يتجاوزهم مرددا : انت يا أبنى .. ما تقف تفهمنا ايه إلى بيحصل و فيروز فين .
لكن ماجد كان مازال يتحرك سريعاً ناحية الباب ليخرج.
مصطفى : ماجد... أقف عندك.. جدك بيكلمك يا ولد .
وقف ماجد و هو يوليهم ظهره و يده على مقبض الباب .
مطصفى : رايح فين؟! و مكالمة إيه الى حولتك كده و فين فيروز ؟!
إلتف ماجد برأسه و قال : ما تقلقش أنا رايح أجيبها و مش هرجع البيت هنا غير بيها.
محمود : ليه هى فين و لا ايه الى حصل.
لكن ماجد ما من جواب لديه ليقوله حالياً فنظر له و لم يجيب و خرج تاركاً خلفه محمود و مصطفى يهتفان بإسمه و هو لا ينظر للخلف.. مستمر في السعى لديه هدف .
__________ سوما العربي ___________
خرجت سريعاً من المطار .. حتى لو أضاعت طائرتها لا يهم ستستقل التاليه لكن يجب أن تذهب و تحذر غنوة التى لا تجيب على هاتفها.
لن تتركها فريسه لمخططات أمهم التى لا ترى نصب عيناها سوى أهدفها .
استقلت أول سيارة أجرة تطلب من السائق ان يذهب لها لحى الغوريه فينصاع لها سريعاً.
غادرت سيارة الأجرة المطار تقطع الطريق تقف فى إحدى إشارات المرور جهة طريق العوده من المطار للحاره
و على الناحيه الأخرى من الطريق فى اتجاه الذهاب من الحاره للمطار فى نفس إشارة المرور لكن بالإتجاه المعاكس.
جلس حسن فى سيارته ينظر لساعته مره و لإشارة المرور الحمراء مره يدرك كم تأخر جداً ... يضرب تارة القيادة و هو يتذكر تلك الرسالة التي أرسلتها نغم لشقيقتها غنوة تخبرها أنها ستسافر اليوم على متن طائرة السابعه و النصف المتجهه إلى برلين .
أخذ نفس عميق و هو يرى أخيراً الضوء الأخضر لإشارة المرور فيتحرك سريعا يشق الطريق ناحية المطار
يعلم لا وقت.. ما تبقى سوى دقائق يتمنى لو استطاع اللحاق بها و بوقتها لن يتناقش او حتى يرجوها .. بل سيرغمها لا سبيل لما هو دون ذلك .
ظل يرقد تجاه صالة الركاب ليمنعه أحد الضباط مرددا : رايح فين يا استاذ.. ممنوع .
حسن : انا عارف انه ممنوع بس لازم الحق خطيبتى قبل ما تركب طيارة برلين.
نظر الضابط بإشفاق وقع له قلب حسن و زاد الأمر حين زم الضابط شفتيه و قال بأسف : للأسف طيارة برلين فى السما من عشر دقايق.
هوى قلبه أكثر و تخدلت يداه و بقى واقف لدقائق بتيبس يدرك ضياعها منه.
2
ليخرج بصعوبه من المطار يرفض الذهاب للبيت او الحاره التى جمعته بها.. خرج يقف على شط النيل يتذكر حين جاء بها لهنا و من يومها أصبحت نزهتها المفضله.
__________ سوما العربي ___________
كان مازال إمامها على الفراش مقيد اليدين والقدمين و هى تقف أمامه ترى لمعة من الدمع بعيناه .
غالبت عاطفتها ناحيته و استدعت الجحود من جديد و قالت له : إيه.. شايفه الدموع في عينيك.. لأ ما تصدمنيش و تقولى إن عندك إحساس زينا.
اغمض عينه يقضم شفته السفلى بغيظ مكظوم ثم عاد و فتحهما من جديد ينظر لها و قال بنبره قادمه من أعماق الجحيم : كل إلى قولتيه له حساب .. حساب لوحده.. لكن الاهم دلوقتي بالنسبه لي انتى عرفتى منين كل الكلام قولتيه ده.. ده كان بينى و بين ماجد بس ..و لا انتى على علاقه بيه يا هانم يا محترمه ؟
التوى جانب فمها بابتسامة مستهزءه ثم قالت له : إيه.. تكونش غيران عليا ؟!
صرخ فيها : انطقى أحسن لك.
غنوة : أحسن لى؟! إيه مش هتبطل بقا النافخه الكدابه بتاعتك دى.. فوق يا هاورن يا صواف انت متكلبش فوق سريرى فى قلب بيتى.
صك شفتيه خفيه و قال بغضب مكبوت : هو انتى فاكره انى هفضل متربط كده كتير و لا إنك هتقدرى تعملى فيا حاجه أصلاً ؟! أنا هارون الصواف ماروحش بلاش ابدا و عمر موتى ما هيكون بالسهولة دى و أنتى أضعف من إنك تعملى لى حاجه أصلاً... كده و لا كده هقوم لك و ساعتها الحساب يجمع.
عاد يتحدث من بين أنيابه مرددا : سؤال واحد سألته و عايز إجابته دلوقتي ... عرفتى الكلام الى اتقال ده منين ؟
هتفت بغضب متناسيه أهدافها : يعنى بتعترف انك قولته.
أبتسم بمكر.. عادت غنوة التى يعرفها من جديد لتوها و ما يفرق معها هو أنه قال عليها هذا حقا.
فرد بتبجح : اه قولت .
غنوة : يا بجاحتك و مش هامك.
هارون: انتى بتسميها بجاحه بس انا بسميها قوه... مش خايف اجاوب على أى سؤال بتسأليه .. أنا مش زيك .
نجح في إستفزازها و إثارة غيظها فردت بسرعه : لأ إور اوى.
ضحكت بسخرية و قالت بشماته : ده انا بحتة لينك أد كده ركبت موبايلك من اكتر من سنه و أنت و لا انت هنا.. زى المقطف بالظبط .
و أخيراً أسبل جفناه يتنهد براحه.. كلماتها نزلت على أذنيه أثلجت قلبه و أطفئت نار كانت تتأجج فى صدره.. هدأ كثيرا من تلك الناحية و الآن حان وقت الحساب.
حاول ان يستقيم قليلا فى مكانه رغم تقيد أوصاله و قال : مقطف ؟ أنتى واخده حباية شجاعه و لا ايه ؟
غنوة : ما تستعجلش على رزقك ... هو انت لسه شوفت شجاعه
زم شفتيه و قال : مافيش فى الى عملتيه أى شجاعه... انتى مجرد واحده كدابه و خداعه.. كل ده ليه.. خطط و مؤامرات ليه... كل ده عشان الفلوس .. يلعن ابو الفلوس اللي تخلى واحده تعمل فى نفسها كده .. أنا فعلاً نظرتى ليكى كانت فى محلها.
آلمها بكلماته و حفرت داخل زوايا عقلها و مخها أيضاً لكن تصنعت اللامبالاة ببراعه و قالت بعدما قلبت شفتها السفلى ببرود : تفتكر رأيك فيا يفرق معايا مثلا ؟
ولته ظهرها تستدير عن ناظريه بعدما فشلت فى السيطره على مشاعرها و فلتت دمعه من عيناها بعد كلماته الاخيره.
فصرخ فيها عاليا يردد بوجع : ليييه ؟ عملتى كل ده ليه.. ده انا حبيتك.. حبيتك أوى يا غنوة .. أنتى بقيتى كل عيلتى.. لو كنتى طلبتى كل فلوس الدنيا كنت جبتها لك تحت رجلك مقابل انك تبقى معايا... أنا لاقيت فيكى ابويا و أمى.. ليه عملتى كده .. دفعولك كام عشان تعملى كده.
إلتفت تنظر له و قد هزمتها دموعها .. فأتسعت عيناه و هو يرى دموعها مغرقه وجهها .. توجع قلبه و ردد بألم : ليه ؟! ليه يا غنوة كل ده ؟! أنا بحبك و هحميكى... أنا عارف إن إلى مسلطينك عليا أقوى منك و يمكن تكونى مجبره و خايفه منهم ... ماتخافيش أنا مش هسيبك... و لا حبى ليكى حتى هيتغير.. انتى عملتى كل ده غصب عنك و عندك ألف عذر و ماكنتيش عارفه إنك هتحبينى و لا أنا هحبك.. و الله مش فارق معايا و عايز اعرف هما مين عشان أحميكى منهم مش أكتر.
أغمضت عيناها بألم مجددا.. فقد قاده عقله للتفكير فى إتجاه آخر.. لم يكن عقله تحديدا و إنما هو قلبه لو أرادنا الصدق.
عاد يردد بتمهل : قولى.. قولى يا غنوة و أنا و رحمة أبويا و أمى مش هتخلى عنك.
فتحت عيناها و قالت بثبات : أنت فاكر إن حد مأجرنى أقتلك ؟!
رد بلا أى ذرة شك : ايوه.. انا متأكد كمان.
غنوة : و لو قولت لك إن مافيش حد و أن أنا الى بعمل كده .
هارون : مستحيل أصدق .
غنوة : ده انا بقولك كده بنفسى اهو.
هارون : عشان خايفه منى لكن أنا بطمنك .. إطمنى يا حبيبتي مش هسيبهم يأذوكى .
غنوة : لو حد مأجرنى مش هيصبر عليا سنه و كان غيرنى و شاف غيرى و كنت هبقى بصرف من فلوسه مش ابقى قربت أفلس بسبب الفلوس اللي بصرفها على تأخير ناس تقتلك.
صدم هارون و قال بوجع قلب ظاهر على نبرة صوته : إيه ؟! طب ليه.. ليه يا غنوة .. ليه ؟
وقفت أمامع تنظر له بأعين باكيه .. مسحت دموعها بكفيها ثم قالت و هى تضحك بوجع و ألم : ليه؟ ههههههه تصدق أنا كمان بقالى خمس سنين نفسى اجيبك و اربط قدامى كده زى الكبش و أخد حقى منك بس قبلها أسألك بردو ليه... ليه قولى ليه.
+
كان يشعر بها متألمه .. من ماذا ؟! لا يعلم .. لكنها موجوعه و بشده هو متيقن من ذلك.
أقتربت منه و قالت : قولى ليه قتلت أبويا... عملك إيه عشان تقتله و تعيش و لا كأن حاجه حصلت .....
كان ينظر لها بصدمه ممزوجة بالإستهجان و الإستنكار ، عما تتحدث و عن من ، و ذا الذى قتل والدها .
من أين او حتى منذ متى يعرفه ؟! هو لا علاقه له به من قريب او بعيد.
و تقول انه قتله ؟! فعل الصح و الخطأ لكن بعمره لم يقترف تلك العمله ، ان يقتل شخص ؟! ينهى حياته ؟! كيف له ذلك؟! لا يستطيع .. بل مستحيل .
هو متأكد من ذلك بشده لكن ؛
نظرة القوه و الغضب التى تصرخ دون صوت من عيناها تؤكد إنها الأخرى متأكدة.
يكاد يجزم أنه يرى النيران مشتعله بعيناها تود الفتك به حيا... رغم خيانة جسدها لكل ذلك يشعر به يهفو إليه يميل ناحيته أحياناً كأنها تود إحتضانه.
كانت هذه حالتها حتى لو أنكرت بشده ، عقلها يصرخ غيظا و قلبها ملتاع يطلب الراحه بأن تلتحم به و يخبئها عن العالم .
هز رأسه بعدم إستيعاب و سأل : قتل إيه ده الى بتتكلمى عنه ، أنا أصلاً ماعرفش أبوكى و لا عمرى شوفته ، ده غير انى مستحيل أقتل.
اهتزت شفتها العليا بنفور و قالت : طبعاً.. أنت ماتوسخش إيدك أبدا .
صرخ فيها بنفاذ صبر : أنا بتكلم جد .. أنا عمرى ما اقتل أبدا ... ماعرفش أبوكى أصلا هقتله ليه ؟! ده انا ما عملتهاش مع مختار الى بينافسنى و كان يجبنى تحت عشان ابقى تحت رحمته و لا مع أى حد فى بينا منافسات شغل بملايين ، أقوم أعملها مع راجل زبال م.....
قطع حديثه يعض لسانه و يغمض عيناه مما تفوه به لحظة تهور و غضب .
إبتسمت بألم ساخره ثم أكملت : سكت ليه ما تكمل ، راجل زبال مش لاقى ياكل مش ده قصدك ؟!
احتقن بقلبه ألم لأجلها فقد جرحها بكلامه و ردد بتروى يعتذر : غنوة أنا مش قصدى ما تزعليش أنا بس ..
قاطعته مجددا و قالت : بس إيه ؟! و ما أزعلش على إيه ؟ هو انت قولت حاجه غلط ؟ فيها شتيمه يعنى ؟!
هزت كتفيها و قالت بحيادية و تقبل شديد : ما أنا أبويا فعلاً كان بيشتغل فى البلديه ، زبال يعنى ، و كان فعلاً مش لاقى ياكل ، و بيصرف على تعليمى بالعافيه و كان بيستخسر فى نفسه الدوا عشان أجيب كتب ، طب أقولك بقا التقيله ؟
كان يستمع لها و الدموع بدأت تتكون فى عيناه ، كأنه يبكي بدلا عن حبيبته مادامت تتكبر على البكاء ، يهز رأسه إيجاباً على سؤالها فتسقطت على وجنته دمعه ثقيله .
أغمضت عيناها و كأنها تحلم حلم جميل ، لكن صدمته حين رددت بحالتها تلك : أمى ، سابتنى و أنا حتت لحمه حمرا عشان أبويا مش قادر يعيشها و رجعت لأهلها تانى و خلعته ، و من يومها و المرض ركبه و مع العمر كان بيزيد .
لو كان أحدهم غرس سكين بقلبه الآن لكان وقعه سيكون أقل ألما مما إستمع له ، مازال يدمع هو عوضاً عنها و هى تكمل : طب تعرف أنى كنت بتنقل من البيت ده للبيت ده طول اليوم لحد ما أبويا يخلص شغله و ياما سمعت كلام وحش ، ماهو بردو الناس بتتحمل قرف عيالهم عشان هما عيالهم ، لكن يتحملوا قرف عيله لا بنتهم و لا من دمهم ليه ؟! معذروين بردو ... هههه إذا كانت أمى نفسها رمتنى .
أغمض عيناه بألم لا يستطيع التحكم في دموعها ألما عليها و بدأ هو يردد : أنا أسف.. أسف على كل يوم وحش عشتيه .... أنا هعوضك عن كل يوم وحش عدى عليكى و أنتى مش معايا .
مسحت أنفها و عينها سريعاً تمنع نفسها من الإنخراط فى البكاء و قالت بجمود : فى الجنه إن شاء الله يا روح قلبى .
هارون : طب مش قبل ما تقتلينى تعرفينى أنا عملت ايه في أبوكى ؟! حتى أعتبريها امنية ما قبل الموت .
اخذت نفس عميق تنظر لأعلى تتصنع التفكير ثم قالت : يا برئ يا غلبان يا مظلوم ، عاش يا فنان ... إنزال بقا من على المسرح ، خلاص الجمهور سقف.
صبره ينفذ كل فتره و يحاول بالفعل تجديده لكن هذه المره فشل و ظهر غضبه على صوته حين ردد : أنا مطول بالى و مش عايز اتعصب من الصبح ، أوعى تكونى مفكره ان البتاع الى مكلبشانى فيه ده مانعنى او مخوفنى ، ده حظاظه فضى يا ماما ، أنا إلى متعمد اطول بالى و استحملك .
غنوة : لسه فيك حيل تكابر يا هارون .. لأ عاش .
انخفض معدل غضبه قليلا و أبتسم يردد : شوفتى ... إسمى لسه بيطلع منك حلو ازاى ... هو انا مطول بالى عليكى من فراغ يعنى .. انتى منى و أنا منك.
لكن غنوة أشاحت بوجهها بعيداً كأنها تتحاشى حديثه كى لا يخترق فؤادها بالصميم .
فتحدث مجددا بلهفه : طب كملى و قوليلى أنا قتلت أبوكى إزاى لانى فعلا مش عارف و عايز اعرف .. شكلك موجوعه و بتتكلمى بجد و فى حاجه زى كده حصلت فعلاً .
التفت تنظر له بغل و رددت بغيظ : ما تبطل بقا.. بطل تمثيل بقااا.. أنت فاكرنى مصدقه كوكتيل الحنيه بتاعك ده .
اقتربت منه أكثر تهمس امام وجهه من بين أنيابها : عامل نفسك برئ مش عارف ، عنيا ... أعرفك يا نن عين غنوة من جوا... تحب تسمع من أول فين ،من أول تعب أبويا ؟ و لا من أول جلسات غسيل الكلى و الطوابير إلى تقصف العمر لوحدها و تجيب المرض و لا من العمليه إلى ماكنش عارف يعملها عشان الفلوس و بعد فتره أصلاً مابقتش نافعه لأن الكبد كان باظ خالص و هو فضل عايش على الغسيل ؟ و لا لأ لأ.. كل دى صعبانيات متعبه و انت صراحه مالكش دخل بيها .. ده أمر الله.
هز رأسه مؤكدا بشده لتومئ هى الاخرى برأسها مؤكده ثم أكلمت تردد : بس ربنا ما قالش ابدا إننا نقتل حد عشان إحنا نعيش .. و نقول ماهو كده كده جسمه خربان و كان هيموت.
صدم هارون و ردد : أنا ما عملتش كده .
1
التفت تنظر له و قالت : من خمس سنين الساعه ١٢ و نص الضهر كان عندى امتحان ميد ترم ، روحت عشان امتحن و اضطريت اسيب ابويا يحضر الجلسه لوحده ، فى نفس اليوم و الوقت ده ابن وزير كبير فى البلد عمل حادثه خطيره و طبعاً الناس على الطريق مش عارفين ده مين و لا إبن مين فطلبوا إسعاف مستشفى حكومه ، و الإسعاف جت و أخدت الشاب و طيران على المستشفى ، و هما بيدوروا معاه على أي حاجه توصل لهويته أو أهله اتصدموا إنه ابن وزير .. و اتصلوا بأهله ... جم أهله الاغنيه صحاب البلد يجروا بسرعه و بعد كام ساعه كان لازمه عملية نقل قلب .
كان يستمع لها مصدوم يراقب تعابير وجهها و هى تسرد أحداث ليست بجديده عليه .
ضرب كفيها ببعض و هى تكمل بمرح يخفى سخريه من شدة الألم : يعملوا إيه يعملوا إيه ؟ ده إبن الوزير هيموت و لازمه قلب حالا ، و لو مات مش بعيد ابوه هيشمع لهم المستشفى و لا يشطب إسم كل واحد فيهم من النقابه ما هى بلد الى خلفوه بقا ، ففكروا بسرعه و كان مافيش غير حل واحد ... إنهم يشوفوا له قلب يناسبه .. بس ده مش سهل أبدا .. قام دكتور محترم و بيخاف ربنا و ذو خلق قالك نشوف حد ناخد قلبه بسرعه مافيش وقت المرضى هنا في المستشفى أكتر من الهم على القلب ، فضلوا يدوروا و يدورا ، بس كل واحد كان بيكون فيه على ، لحد ما لاقوا الحاج صالح و قالك باااااااس.. ده راجل مخوخ و أيامه معدوده كده كده .. و لو مات و لا راح فى داهيه ماحدش هياخد باله أصلاً .
أدمعت عيناها تقول بغصه مؤلمه : أصل إيه يعنى ، هيروح و لا حدش هيحس بيه .
كان جسده مثل الثلج و هو يستمع لما تقوله ، يقطر قلبه دما عليها خصوصاً و هى تكمل بصوت مختنق متحشرح تستخدم كفيهل فى الشرح : تخيل ، أخدوه و كان صاحى مشى معاهم و دخلوه اوضه عمليات ، خدروه و فتحوا قلبه .. فتحوا قلبه من غير رحمه و خلعوه منه .. عشان إبن الوزير ياخده و يعيش ، ما حسوش بأى ندم و لا للحظه ، أنا.. أنا.. أنا كل ما أتخيل.. طب..طب تصور أنت كده.. تاخد واحد.. بنى آدم.. حى يرزق .. تسوقه معاك و أنت خادعه و هو يا قلبى طيب و مش مدى خوانه و تخدره و تفتح صدره بمشرط و تدب إيدك فى قلبه تغرسها فى وسط دمه و شرايينه و تخلع قلبه تاخده عشان و تديه لواحد تانى ، عشان شايف إنه راجل كبير و كده و لا كده كان هيموت و إبن الوزير هو الى يستاهل يعيش.
4
أطبق عيناه بقوه يكبى... الآن فقط فهم كل شيء .. و هى انهارت باكيه .. تبكى بكاء متواصل.
بعد مدة ليست قليلة حاولت التوقف عن البكاء تتحدث بشرود و ألم : مات و ماحدش حس.. اتصلوا بيا قالو لى تعالى أستلمى أبوكى.. بين ساعه و التانيه بقيت لوحدى فى الدنيا ، لا أم و لا حتى أب ... ما كنوش حتى خايفين و عارفين إن ماحدش لا هيحس بيه و لا بيا.
نظرت له بأعين ضائعه ضعيفه و قالت : عارف.. أنا نفسى مستغربه.. أزاى ؟! ابويا مات و الدنيا مشيت.. بعد ما دفنته و خرجت من المقابر كنت ببص على الدنيا حواليا زى المجنونه و أنا شايفه الشمس طالعه عادى و الناس رايحه جايه على شغلها و مصالحها عادى .. كنت بسأل نفسى و أنا فعلاً مستغربه ، إزاى الكون مكمل و لا حاجة أتغيرت .. ده انا أبويا مات .. عم صالح مات .. إزاى ماحدش حس و لا الأرض اتزلزلت... كل ده و أنا فاهمه كمان إنه مات موتت ربنا .. ماكنتش اعرف لسه.
هارون : و عرفتى منين ؟
كادت أن تجيبه لولا صوت من الخارج جذب انتباهها ، ينبئها أن أحدهم أصبح يتشارك معهما الشقه و قد دلف إليها .
وقفت سريعاً منتصبه بعدما كانت جالسه أرضا على الارض بجوار السرير.
مسحت دموعها بكفيها سريعاً لترى من هنا .
________ سوما العربي ________
طوال مدة قيادته للسيارة و هو يحاول الاتصال على نفس الرقم لكنه مغلق.
ضرب بقبضته عدة مرات على مقود السيارة فشعور العجز يخنقه.. لكنه لن يكل و لن يمل ... بل لن يجلس مكتوف اليدين ينتظر.
أمام عقار من طابقين فى أحد أحياء المنيل توقف بسيارته و ترجل منه سريعاً يدلف للداخل حيث حديقه متوسطة الحجم لبيت عتيق لكنه جميل و مريح ، دق جرس الباب لتظهر له سيده بسيطه لكنها أنيقة رددت بلباقة : Bonjour
إبتسم لها بصعوبه و قال : بنچور مدام .. ممكن أقابل مهند لو سمحتى .
إبتسمت بلطف و قالت : اها.. إتفضل إتفضل.
دلفت للداخل و هو معها تهتف مناديه أبنها : مهند .. مهند .
صدر صوت من الداخل يردد :Oui Maman.
خرج سريعاً ليرى من هنا ، صدم كليا و تخشب جسده و هو يرى ماجد الدهبى هو الماثل أمامه .
حمحم باضطراب و قال : ماجد ... أهلا أهلا وسهلا .. إتفضل.
ضغط بيده على نظارته و ردد : إحمم .. تعالى معايا جوا أحسن.
أبتسم ماجد إبتسامة عابثه تحوى فى طياتها التهديد خصوصاً حينما قال : ليه جوا فى أوضتك أنا بقترح كافيه لاتيه فى التراس مع طنط .
ألتفت له تلك السيدة و إبتسمت معجبه بذوقه مثنيه عليه : إقتراح هايل ، فعلاً الجو النهاردة تحفه.
سارع مهند بالحديث يقول : لأ لأ.. هو هييجى معايا جوا ... تعالى يا ماجد يا حبيبي تعالى .
جذب ذراعه بعنف يجره لداخل غرفته و يغلق الباب غير مبالى بهتاف والدته المعترضه .
أغلق الباب و جذب ماجد من ياقة قميصه يرد من بين أسنانه بطريقة سوقيه : هى حصلت ياد.. جايلى لحد بيتى ... إيه .. فاكرنى هخاف من الدكن ده.. لأ يابا.. ده انت شكلك رافع ستر و العمليه مشعشعه ، بس شكلها جالت منك و الحته طلعت فستك ، مش أنا الى يتحط عليه خلى بالك.
بكل برود و ثقه تحدث ماجد : شششش ... وطى صوتك يا مهند يا حبيبي .. و لا انت يعنى عايزنى أعلى صوتى و أعرف سيدة المعادى إلى برا دى حقيقة إبنها .. طب إنت يرضيك.. يرضيك تبقى عايشه على إن ابنها إسمه مهند و هو أصلا بيتقاله يا "دونجل " .
صك دونجل أسنانه و قال : ولااا.
لكن ماجد لم يصمت و أكمل : و لا تخيل لما تتصدم بالباقي.
دونجل : ماااجد.
ماجد : بقا من قدرك مفهما انك موظف في بنك و أنت أصلا ضارب شهادة بكالوريوس التجاره بعد ما سبتها و روحت حاسبات ، قولى أنت هيحصل لها ايه لما تعرف إن أبنها عايش عيشه برا و معاها فى بيتها مفهمها حاجه تانيه .. دى تجيلها جلطه فيها.
دونجل : انت جاى تهددنى يالااا...
ماجد : إستغفر الله... أنا بس صعبان عليا امك
دونجل : ولا .. سكة و طريق كده قول عايز ايه .. بس تعالى لى دوغرى و على السخان عشان هابئ عليا حوار و فيه كام بلبل حلوين و أنا النحتايه دى تلزمنى.
5
مط ماجد شفتيه و قال ساخراً : هابئ و بلبل و نحتايه.. تؤتؤتؤ.. كلمات مش مناسبه خالص لعفش بيتكوا ، و لا وى ماما إلى كانت من شويه.
دونجل : دى داخليات مالكش خلطه بيها ، ماتبقاش بكت و قول جاى فى ايه أنا مش فايق لك.
ماجد : ما انت عارف ، بكلمك من الصبح و انت ناطر إيدك
دونجل : أنت عايز تغرزنى وسط شغل مافيا و تهريب و تقولى ناطر إيدك.
ماجد : مش عاملى فيها الهاكينج الجامد ، ما تورينا أماره يا قمور .
دونجل : و اهكر حساب أى حد ، لكن مافيا و قتل و سلاح ، لأ ، برا عنى .
نفد الصبر هو من البدايه قد اطال باله كثيرا ، انقض عليه يقبض على ثيابه و قال : انت دلوقتي لو ما عملتش الى بقوله و جبت المعلومات إلى أنا عايزها ، إحنا الاتنين هننقل الست الوالده لجهاز رسم القلب ، أصلها هتحتاجه بعد ما تعرف حياتك عايشها أزاى.
دونجل : أنت بتهددنى يا أبن الدهبى ؟؟
القاه ماجد من بين يديه بعنف و حاول أن يهدأ يسحب نفس عميق ثم حدثه بألم و خوف شديد : يا دونجل أنا فى مصيبه كبيره ، الناس دى خاطفه أختى و عايز أى حاجة توصلنى ليها مش هستنى لما هو يكلمنى لازم ابقا سابق و بأكتر من خطوة كمان .
رمش دونجل بأهدابه حرجاً و قال : أحمم.. طب مش تقول كده من البدايه.. كله إلا الولايا.
4
ماجد : أصيل يا دونجل.
اعتدل دونجل من على ارصية الغرفه و قال له : نجيب أمه ، بس اما ترجعها أمانه عليك تجوزهالى .
صرخ فيه ماجد بغيره : ولاااا ... هى هبت منك على المسا و لا إيه ؟
دونجل : و فيها إيه يا كبير ، أنا طالب حلال ربنا.
مد يده يقبل يد ماجد قائلا برجاء : أبوس ايدك يا شيخ ،أمانه عليك تجوزهالى .. ده انا من ساعة ما شوفتها و هى معششه جوا نفوخى مش عايزه تطلع.
إحتدت أعين ماجد و صرخ فيه بغضب : أخرس بقولك.
دونجل : خساره فيا يعنى ؟ فكر بس .. حياة الغاليين عليك يا شيخ لأحسن دى مجننه دماغ أمى بعيونها الرهيبه دى .. فكر بس .. فكر.
أغمض ماجد عيناه بقوه يخفى رغبته الواضحه فى قتل ذلك الماثل و هو يجلس بكل أريحيه يتغزل فى جمال حبيبته و على ما يبدو انه عاشق سرى لها من فتره و هو لا يعلم.
تنهد على مهل فهدف التوصل لأى شئ يوصله بها هو الأهم الآن .
لذا أبتسم بسماجه و قال : ربنا يسهل.. هبقى أفكر.. بس نرجعها الأول.. هاا مش يالا بقا تساعدنى نرجعها .. أقله تبقى ثبت أماره تخلينى اختارك انت.
دونجل : لأ أوام أهو.. دى هتبقى المودام حتى .
صك ماجد أسنانه فى الخفاء يتمنى الوصول إلى حبيبته سريعاً و من ثم يفكر في أكثر الطرق بشاعه للتخلص من ذلك الذى نظر لفيروزته بإعجاب..
و بهمه منقطعة النظير بدأ دونجل أو "مهند" فى محاولة الايقاع بتلك الشبكه.
__________ سوما العربي _____________
وقف على باب الغرفه التى تركها بها بغضب يحاول كظمه .. رأسه مضمدة بلفافه من الشاش الابيض بعدما داواه الطبيب من ضربتها الشديدة له .
لا يصدق ما حدث معه حقا ، لن يستطيع تمرير الموقف حقا ، على الأقل لحفظ هيبته أمام رجاله .
و أيضاً لتفريغ غضبه و كى لا تكررها ثانيه ، لابد من رد فعل قوى يشفى غله و غيظه .
فتح الباب و خرجت تلك السيدة الاربعينيه فقال لها : هل انتهت ؟
السيده : نعم سيدى ؟
فلاديمير : إذا لما لم تخرج .
السيده : أنها أتيه خلفى .
فلاديمير : إذا إذهبى أنتى.
غادرت سريعاً تنفذ الامر و هو بقى مكانه يقف يرفع رأسه بغضب و نفور ينوى تلقينها درساً قاسياً .
فتح الباب من جديد لتتباطئ به اللحظات ، تتسع عيناه انبهارا شيئاً فشيئا و هو يراها تخرج من الغرفه بذلك الفستان المرصع بفصوص من الماس فضى اللون يحاكى لون عيناها الآسره.
تتقدم ، لا بل تتبختر فى هدوء و ثقه ، يبدو جلياً بوضوح أنها تعلم قيمة نفسها و درجة جمالها متأكده أنها أكثر بكثير من المقبول بل هى جيد مرتفع.
بحث بداخله عن ذلك الذى اقسم بأغلظ الإيمان أن يعنفها بقسوه على فعلتها لكنه لم يجده .. على ما يبدو قد ذهب مع الريح.
و بقى أسير جمالها يتحدث داخلياً : اووه بربك فلاديمير .. كيف تُعنف هذه ؟! إنها ڤينوس بجمالها المتفرد .. نحن رجال عصابات لكن نسائنا مدللات لا حرج عليك فى ذلك يا رجل .
2
إقترب منها و قد صرف نظر تماماً عن تأديبها ، بالأساس لن يطاوعه قلبه خصوصا بعد كل هذا الجمال الذى يراه .
بينما هى تنظر له بريبه و ترقب بعد ما صنعت به تدعو أن تأتى العواقب سليمه.
ارتجفت بخوف و هى تراه يمد يده كى يقترب و يملس يديها.
شعر بها فنظر لها بوله و هو يتحسس كفيها بين كفيه : شششششش ... لا تخافى ڤينوس.
جعدت ما بين حاجبيها و قالت : فيروز.. إسمى فيروز .
أخذ نفس عميق ثم قال : ده قديم ، قبل ما أقابلك حد غيرى سماه ليكى ، لكن أنا قررت أن أسميكى من أول و جديد .
نظرت له بتقبل و بداخلها تصرخ بجنون : يا روح النونه ... عبيط ده و لا ايه ؟!
لكن إبتسمت له إبتسامة حلوه و قالت : لكنى أحب فيروز.
فلاديمير : و هتحبى ڤينوس.. زى ما هتحبينى.. أنا متأكد من ده.
منعت ببراعه تحسد عليها سيل من السباب النابى و ابتمست له يطريقه تذيب الحديد ثم قالت بدلال : حقك بصراحه تتكلم بالثقه دى.. وضعك يسمحلك.. و وسامتك كمان.
إبتسم بإتساع و قال بشعور عظيم بالإنتعاش بعد كلماتها تلك : شيفانى وسيم حبيبتى ؟
فيروز : حبك برص.
1
فلاديمير : إيه ؟؟
صححت سريعا : دى كلمه مصرى... Something Good... حاجه كده بتتقال بين العشاق .
تأوه فلاديمير بوله عاشق و ردد : أووه.. يعنى انتى بتعشقينى.
فيروز : لسه بصراحه.. إنت و شطارتك .
فلاديمير : بمعنى ؟!
فيروز : يعمى أنا أصلا مش عارفاك و لا عارفه انت مين و لا بتعمل ايه .. تعرفنى منين أصلاً و عايز منى إيه .. ياريت تعرفنى يعنى.
فلاديمير : أوكى.. هقولك كل حاجه على العشا.. يالا بينا.
سحبها معه و مازال ينظر لها بوله لا ينظر حتى للدرج كأنه يحفظه .
يبتسم لها مردداً : الفستان حلو اوي عليكى.. بس.. كان هيبقى أحلى لو لبستيه زى ما هو و من غير حجاب.
فيروز : من غير حجاب إيه انت عبيط ؟
فلاديمير : إيه ؟
فيروز : something Good.
فلاديمير : اها.
1
اقترب بها من الطاوله الممتده لأمامها عليها اصناف مختلفه من الطعام أعدت بعنايه و بصوره جذابه و مرتبه.
سحب لها معقد وثير و قال لها : إتفضلى حبيبتى.
إبتسمت له بصعوبه مضطره لأن تتقبل حتى تعلم ما النهايه.
إلتف و جلس على رأس المائده و قال : إنتى عارفه أنا كنت ناوى أعمل فيكى إيه على عملتك دى .
حمحمت فيروز تحاول أن تجلى صوتها و قالت بخوف : إيه ؟
فلاديمير بهدوء : ماكنتش لسه حددت ، كنت بفكر لك فى أكتر من حاجه ، مش سهل حد يمد إيده عليا و لا مره بتعدى عادى كده.
فيروز سريعاً رددت بصوت به الكثير من الحده : و أنا كمان مش سهل حد يحاول يلمسنى أو يفضل يدينى فى أوامر و تعدى عادى كده.
إرتخى على مقعده و ارتشف القليل من نبيذه و قد نمت على جوانب فمه إبتسامة معجبه فردد بلكنته : أوووه ،صغيرتى تصلح زوجة لرجل مافيا .
تتمنى لو لم تكن كلماته التى رددها بالانجليزيه غير مفهومة أو معلومه لها لكنها تعلم ترجمة معظم كلمات الجمله التى تفوه بها ،خصوصاً أنه نطق كل كلمة منها بتمهل على حدى، و معناها وحده كارثى .
اهتز فكها بابتسامة تردد بعقلها : يا رب كل ده يطلع خيال و أنا فى الاخر أطلع عنقود عنب.
1
جذب انتباهها و تحدث سريعاً يقول : بتفكرى فى ايه ؟
فيروز بابتسامة سمجه : فى حظى الحلو إلى وقعنى فى طريقك... أحمم مش هتقولى بقا أنت مين و عايز منى إيه ؟
فلاديمير : هجاوبك على كل أسئلتك بس.. عندى سؤال شاغلنى.
فيروز : إيه هو ؟
فلاديمير : يعنى.. توقعت تكونى اشد عنف من كده و مش مستسلمه بالطريقة دى .
نظرت له بهدوء بينما تحدث نفسها : امال انت مفكر إيه .. ده انا تربية شوارع .. و المثل بيقول لما الريح يكون عالى تاطى له.
جعد فلاديمير ما بين حاجبيه و قال بإستهجان : ماردتيش عليا.. و لا مش عندك رد ؟
كادت أن تتحدث لولا ارتفاع رنين هاتف فلاديمير يعلن عن إتصال عبر (سكايب).
نظر للهاتف بإستغراب من إسم المتصل الغريب و فضوله جعله يرى من.
فتح الاتصال ينظر بإستغراب تحول لذهول أعقبه الغضب و هو يبصر ماجد أمامه على شاشة الهاتف يجلس على مقعده ثم ردد : إيه رأيك سيد فلاديمير.. عرفت أجيبك أنا .. و دلوقتي لازم نتفاوض.
على أثر صوته الذى لا يوجد له مثيل انتفضت بلهفه و قلب ملتاع تتقدم حتى أصبحت لجوار فلاديمير تنظر لماجد بأعين تشابكت فيها المشاعر ، و فلاديمير مازال يسلط أنظاره على ماجد بغضب.
__________ سوما العربي __________
تحركت سريعاً لترى من فتح الباب إن كانت نغم الوحيدة التي تملك مفتاح قد سافرت و قبلما تتحرك بوغتت بدلوف ذلك الشخص لعندها.
اخذت أنفاسها براحه و هى تبصر أشجان أمامها متذكره أنها أيضاً تمتلك نسخه من المفتاح.
أشجان : هو لسه حى؟!
صعق هارون حد الصدمه لم يكن يتخيل أن أشجان على علم بكل شيء و ردد بذهول : إنتى كنتى عارفه كل حاجه ؟!
إبتسمت له بسماجه و استهزاء ثم قالت : امال كنت مفكر إيه يا ضنايا
صك هارون أسنانه و ردد من بينهم : يعنى كل الى كنتى بتعمليه ده عن عمد ، و كل ما أقرب منها خلاص الاقيكى فوق دماغى بتصوتى و مناكفه و صداع و لا.. ولا الفراخ الشامورت..
قال الاخيره بغيظ كبير فقالت بإستهزاء : غيظاك اوى الفراخ الشامورت.
هارون : اه يا بنت ال ....
أشجان : لأ لأ لأ.. انا عايزاك تلم لسانك بلاش أخر أعمالك يبقى شتيمه انت مش ناقص ذنوب و عذاب القبر وحش... يالا يا با.. يالا عندك طلعه.. منكر و نكير بإنتظارك .
هارون : اه يا بنت ال
أشجان : بقولك ايه انت هتعصبنى عليك و تخلينى أعمل فيك زى ما عملت فى سواق التاكسى الغبى إل ...
قاطعها صوت صراخ و عراك قادم من الخارج و أصوات تنادى أشجان فهرولت للخارج و خلفها غنوة .
حاول هارون فك قيده يصارع الواح الفراش القديم متأكد أنه يستطيع تكسيره حيث لن يقدر على فك الأصفاد.
+
لكن دخلت فى تلك اللحظة نغم التى قالت : هارون بيه ؟ مين عمل فيك كده .
هارون : أختك.
نغم : ليه ؟
هارون : انتى لسه هتسألى.. هاتى المفتاح من الدرج الى هناك ده.
فتحت سريعاً و جلبت المفتاح تحل وثاقه بينما يردد : ماشى يا غنوة .. أقسم بالله لاوريكى.
كانت مشاجرة عنيفه و الأصوات عاليه ، الكل يحاول التدخل لفض ذلك النزاع القائم على الا شئ .
تجمهر عدد غفير فى الشارع و الشرفات يتفرجون على ذلك المشهد المسرحى .
لا يعلم اى منهم تفاصيل كثيره سوى أن "الست أشجان" تتشاجر مع أحد سائقى سيارات الأجرة.
و قد حاول عدد لا بأس به التدخل او محاولة إسكات أشجان قليلا لكنها لم تسمح لأحد بذلك او حتى تعطى الفرصه.
بل ظلت ممسكه بيتلابيبه تهزه يمينا و يساراً تقلل من قيمته و هى تهتف بصوت عالى : و الله لو عملتوا ايه مش هسيبه الناقص ده ، هو إيه سكتنا له دخل بحماره ، اربعين جنيه إيه الى عايزهم ، أربعين عفريت أما يبقوا ينططوه .. ليييه و لا على إيييه .
بينما السائق الذى غرته قواه مسبقاً و ظن انه لن يقدر عليه أحدا ،كان كالخرقه الباليه بين يدى أشجان بعدما أهانت كرامته شر إهانه يردد نفس الجمله من أول ما بدأ الشجار : أنا مش عايز أمد أيدى عليكى.
1
جذبت ياقة قميصه بصوره أكثر عنف و مهانه تردد بتجبر : لأ مد .. ورينى.. ما تمد .
و غنوة لجوارها تحاول إثنائها عن كل ما يحدث فلديها ما هو أهم .
غنوة : يا ستى سبيه بقا و لو على الاربعين جنيه أنا هدفعهم خلينا نشوف إلى ورانا .
لكن أشجان كانت ماتزال تقبض على تلابيب السائق فى وضع الاستعداد كى تضربه بجبهتها فى جبهته حين ردت عليها رافضه بشده : تديله إيه هما الخمسه و عشرين جنيه إلى خدهم و بس و يحمد ربنا و يبوس أيده وش و ضهر كمان ، ده الناس بقت جشعه اوى ، و من قدره ماشى ورايا لحد هنا و أنا وليه عزبه و وحدانيه .
ضحك عدد من الجمهور رغم عنهم فالتفت تبصر من ضحك هذا بحده ليكتم الكل ضحكاته فتدخلت غنوة بتوسل : يا ستى سبيه بقا أبوس أنا إيدك ، أنتى ناسيه المصيبه إلى عندى فى البيت .
توقفت أشجان لدقيقه تفكر ثم قالت : ماشى.. هسيبه بس عشان أنا رجلى وجعتنى من الوقفه مش أكتر .
أبعدت يداها من على قميصه و أستعدت لكى تبتعد و هى تقول: ما تبقاش تعمل كده تانى.
تقدم أحد الرجال يعطيه زجاجة ماء ليشرب و هو يقول له : خد إشرب يا أبنى خليك تمشى .
التقط منه السائق زجاجة الماء يرتشف منها القليل و قال بأنفاس مضطربه لاهثه : و ربنا ما رضيت أمد أيدى عليها عشان واحده ست و لو إنها مش ست اوى يعنى .
إستمعت إليه ، من حظه العسر أنها إستمعت إليه ... لقد كادت ان تغادر أخيراً ، لكنها استمعت لما قال.
و عادت تهجم عليه و هى تردد : سمعتك.. سمعتك .. هى مين دى الى مش ست اوى يا سليل سيد قشطة انت ، و الله و الدرافيل بقت تتكلم يا ولاد ، دى القوالب نامت و الإنصاص قامت .
4
غنوة: خلااص بقا.. كفايه.. قولتلك سبيه ورانا مصيبه.
انتبه لها أحد الواقفين و ردد بصوت مشدوه : مصيبه ؟؟ مصيبة ايه يا غنوة يا بنتى ؟!
ارتبكت غنوة لكن حاولت ان تظهر متماسكه و قالت سريعاً : لأ ولا حاجة ، ده الاكل شاط .. يالا أشجان عشان نشوف صرفه يالا سيبى الراجل بقا
ألتفت أشجان و نظرت للسائق قائله : أنكتب لك عمر جديد و اتنجدت من تحت إيدى.. لو شوفتك النواحى دى تانى هتبقى ليلتك سودا سامع.. يالا . .. يالا زق عجلك و اتكل على الله.
تعجل الرجل فى المغادره سريعاً فتلك السيده رهيبه فعليا و قد اضاعت له يومه فى الشجار على أجره زياده لم يأخذها بالآخير .
و هى سارت باتجاه البيت تدخل و هى تستمع لغنوة تردد بعصبيه : بقا انتى واقفه ساعه تتخانقى على عشرة جنيه زياده يا مفتريه .
فتحت الباب و دلفت للداخل و هى تردد : الله مش كنت بأمن تربه للمعدول .
صدح صوته يقول : ياااه بنفسك ، كنتى بتوصيلى على التربه بنفسك.
تقدمت تنظر له بشماته سعيده جدا ثم رددت : و أنا هعملها لأغلى منك يعنى ، ده مشوار الهنا و السعد ، بقالى كام سنه نفسى أمشيلك المشوار ده .
هارون : فيكى الخير فيكى الخير .
انتبهت غنوة و أشجان على وجود نغم تقف لجوار هارون فقالت : نغم .. مش كنتى بتقولى مسافره .
نغم : ايوه بس رجعت عشان فى موضوع مهم جدا و ضرورى لازم تعرفيه .
لكن غنوة لم تكن تبالى بالموضوع الذى عادت لأجله كل ما سيطر عليها لحظتها هو الحزن الشديد و قالت برفض : و الله .. أممم ده شكله موضوع مهم أوى إلى خلاكى تأجلى سفرك و ترجعى ، بس على فشوش يا نغم ، امشى إطلعى برا .. انا مش عايزه اعرف الموضوع ده .
صدم هارون كثيرا من ردة فعلها لكن نغم كانت متفهمه جدا و قالت : غنوة .. إفهمينى .. أنا مشيت غصب عني ... أنا قلبى اتكسر و كان لازم اسيب هنا .
حاولت غنوة مجاهدة الدموع لكن على ما يبدو لم تفلح و قد حانت منها رغماً عنها نظرة ناحية هارون رددت بعدها : فعلاً ؟ قلبك اتكسر ؟! ما أنا يومياً قلبى بيتكسر .. ماقولتش همشى و أفارق ليه.. جيتى من الأول ليه .. ما أنا كنت عايشه .. كنت عايشه و متأقلمه و أخدت على كده و أنا عارفه أنى بطولى ، جيتى انتى لييه و ليه خلتينى أتعلق بيكى .
زرفت الدموع رغماً عنها تحت أعين هارون الذى لم يحيد بنظره و تركيزه عنها يشعر و يتفهم ما تقوله .
إكملت غنوة بعدما مسحت دموعها و قالت بشئ من الحده و القوه : بس تعرفى .. الغلط مش عندك لوحدك.. انا الى كان لازم ارفضك من البدايه و أعرف أن زيك زي أمك ، هوايتكوا انكو تعلقوا قلوب الناس بيكوا و تستلذوا بشوفتهم و هما بيتعبوا و يتعذبوا بسبب بعدكم و انسحابكم من حياتهم ، أنتى بتعملى نفس الى أمك عملتوا فى أبويا زمان .
نغم : يا غنوة أنا....
قاطعتها غنوة صارخه بها : مش هسمع منك كلام.. اطلعى برا .. انتى لا عندك قلب و لا بتحسى زيك امك بالظبط... نسخه منها
1
كلماتها الأخيرة ذكرت نغم بنفس الحديث السام الذى بخه حسن فى وجهها فخرجت عن شعورها و صرخت فيها : و هو أنا بس الى زي امى ؟ انتى كمان بنتها و واخده نفس الطباع حتى الشكل و طبقة الصوت .
غنوة : إخرسى.
نغم: لا مش هخرس.. إيه زعلتك الحقيقة ؟ انتى زيها بالظبط.. مش ده هارون الى كنتى دايبه فيه دوب .
غنوة : دى قصه طويله إنتى ماتعرفيش عنها حاجه .. انتى ماعشتيش ربع إلى أنا عيشته.
تدخلت أشجان : ما نسيب بقا الغُسل الدفنه الى ورانا و نقعد نجيب تاريخ امكم من أوله ، اييه فى ايه ؟
أشارت على هارون و رددت بغيظ : أنا مش هرتاح و لا يهنالى بالى غير لما الواد ده يرتاح على جنبه اليمين فى التربه الى أنا اخترتها له بنفسى
مالت عليه و قالت بشماته و تشفى : اما أنا يا واد اختارت لك حتة تربه فى مقابر الصدقه إنما إيه
هارون: مقابر صدقه.. أخرتها فى مقابر صدقه .
أشجان: هو الموت كمان فيه أنعره ، هو كفن و تربه زى كل الأموات ، بس نقول ايه ما أهو إبن أدم مخلوق نمرود .
شمرت عن ذراعيها تقول : استعنى على الشقا بالله.
لكن هارون قد باغتهم بضربه من جبهته فى جبهتها جعلتها ترتد أرضاً و شهقت على أثرها نغم و غنوة التى قالت : انت فكيت نفسك أزاى؟
نظرت لنغم التى رفعت كفيها كعلامة إخلاء مسؤوليه و قالت : و الله هو إلى قالى أفكه و بعدها ما ابينش انى فكيته ماكنتش فاهمه حاجه افتكرتكوا بتهزروا مع بعض.
لم تتاح لغنوة الفرصه كى تسبها حيث باغتها هارون بأن وضع يده على فمها كممه و حملها على ذراعيه يغادر بها يستقل السياره السوداء التى توقفت للتو أمام باب البيت فوضعوا فيها غنوة قسرا دون أن ينتبه عدد كبير بما حدث و غادرت فى لمح البصر .
كانت تصرخ بصوت مكتوم من كفه التى تمنعها ، إقترب من أذنها و قال من بين أسنانه : أخرسى خاالص و أسكتى أحسن لك .
صمتت برعب مما تراه فى عيناه ، التوى جانب فمه بابتسامة شريره و قال : أيووه .. تخرسى خالص و تقعدى كده بينك و بين نفسك تستعدى للى جاى عشان الى جاى سواااد .... سواد يا غنوة... و لا أقولك يا غنوتى.
أبتسم بسماجه و قال : لأ أنا أقولك الأحسن ، يا زوجتى الجميله .
نزع كفه من على فمها ثم اعتدل فى جلسته يستند بظهره و رأسه على المقعد الخلفي للسيارة ثم أخذ نفس عميق يردد بصوت أمر لكنه هادئ : مش عايز من هنا لحد ما نوصل أسمع لك صوت.. فاهمه .
___________ سوما العربي _________
فورما سمعت صوته انتفضت من مقعدها و التفت حول الطاوله تتعثر فى المقاعد الكثيره المحيطة بالمائده بطريقه استرعت انتباه فلاديمير الذى يتابعها بأعين صقر .
و وقفت امام شاشة الهاتف تتسمع إلى صوته يردد : مرحبا سيد فلاديمير ، ما رأيك ، لم تكن تعتقد اننى قد استطع الوصول اليك بنفسى ، وحدى و بهذه السرعه.
أبتسم فلاديمير و ردد : للحقيقه .. نعم.. دعنى أسجل إعجابي بفريق عملك ، عمل جيد جيد يا صديقى فمن يصل بهذه الطريقة الى الحساب الشخصي الخاص بى فهو خارق الذكاء .
تدخل دونجل فى الشاشه و قال بابتسامة مغتره : شكرا لك سيدى .
ثم أكمل بنظره ملتاعه : كله لاجل العيون الرمادى ، يرخص لها الغالى و الله .
بسرعه كرد فعل طبيعي دون التفكير سدد له ماجد ضربه قويه مغتاظه ثم نظر إلى فلاديمير الذى جعد ما بين حاجبيه و قال يدعى الغباء و الجهل : ماذا قال ذلك الصبى.
1
ماجد : لا عليك و دعنا ندخل بصلب الموضوع .
فلاديمير : و لكنى مصر على فهم قصده.
وقفت دونجل بتعثر و قال له بعدما تأوه بألم : أاااه... لا عليك سيدى .. أنها مواضيع اسريه .. فأنا مجبر على تحمل ذلك البغل فقط كونه شقيق الفتاه التي انتوى بإذن الله الزواج بها .
فلاديمير : ماذا ؟ تتزوج من ؟
صرخ ماجد يقول : هل سنترك كل شيء و نصب كل حديثنا حول زواج كلايكما .
هنا و اقتربت فيروز أكثر حتى ظهرت مع فلاديمير فى الشاشه.
كانت تقف بعيد عن كادر الكاميرا لمنها تراه ، شئ ما حركه لتجعله يراها ، لا تعلم هل لتريحه بإشباع عيناه بها ام لتقتله بإزدياد شوقه لها.
و حينما لاحت صورتها أمام عيناه تقف خلف فلاديمير كأن الزمن قد توقف به ، لمعت عيناه بدمعه مزيج من الاشتياق و الفرحه يردد : حبيبتى ... وحشتيني اوى.
تدخل دونجل يقول خلسه : و أنا.
كانت تنظر له بأعين صامته تماما بها من الإتهام ما يكفى لأن تبدو كرصاص اخترق صدره.
انتبه الكل على صوت فلاديمير الذى ردد : من هذا أيضاً.
قالها يقصد ذلك المعجب الولهان الذى تقطر عيناه قلوب و هو يبصر فيروز أمامه.
تحدث دونجل بزهو و فخر : أنا مهند و الشهره دونجل سأصبح بإذن واحد أحد خطيب تلك الجوهره الحسنا التى نزع من قلبك كل إحساس و خير حين فكرت بإختطافها... هذه ؟! أتُخطف هذه ؟ كيف طاوعك قلبك يا رجل بحق الله ؟ كيف ؟! قل لي كيف ؟
بدأ الغضب يشتعل فى صدر فلاديمير الذى قال لماجد : بماذا يهذى هذا الجحش.
دونجل : لاااا.. لقد تمت إهانتى.. لن أصمت.. لن أصمت.
ماجد: كفااااااا.
صمت الكل و بقا هو ينظر فى أعين فيروز التى مازالت تواجهه بنفس النظره و سألها : فيروز.. عامله ايه يا حبيبتي ؟
جاوبت عليه بجمود : بجد ؟ بتسأل ؟! أنا المفروض أكون ميته دلوقتي بعد الى عملته فيا و جالك قلب تعمله و لا بعد كلامك الى قولتهولى.
اغمض ماجد عيناه يطبقهما بقوه شديدة و هو يردد : أنا آسف.. أسف.. حقك عليا.. الغيره عمتنى يا حبيبتي ..ال...
قاطعه دونجل يردد ببلاهه : حبيبتك إيه و غيرة إيه.. أنا ليه حاسس أنى فى حلقه من حلقات العشق الممنوع... لأ استنى.. غلطان غلطان.
ضرب كف بآخر و قال : شوف يا أخى الدماغ القذره لما تشتغل ... يعنى واحد و اخته ما لازم تبقى اخته و حبيبته يعنى.. صحيح يا ولاد إن بعض الظن إثم.
1
زفر فلاديمير بضيق و ملل بعدما قلب عيناه و ردد بنفاذ صبر : خلصتوا ؟؟ و لا لسه شويه.
جعد ماجد ما بين حاجبيه باستنكار بينما ردد دونجل : أوباااا.. ده طلع ابن بلد اهو و بيتكلم زيينا.
ماجد : يعنى بتتكلم مصرى و قاعد واجع قلبنا من الصبح... رجع فيروز و الى ليك خده و لو انى مش عارف هو ايه فعلا .
فلاديمير : اها بس مين قالك اني لسه عايز الماسه بتاعتى ، أنا مكتفى بالى معايا.
قال الاخيره و هو ينظر بوله ناحية فيروز ، نظره جعلت فك ماجد يهتز بغضب و غيره و نفور و صرخ فيه : هو فى ايه بالظبط و لا ايه الحكايه ؟
فلاديمير : زى ما فهمت بالظبط ، أنا موافق اتنازل عن صفقه الماس و أهديها لزوجتى فيروز و كمان الماسه .
صرخ دونجل : زوجة مين ، ده انا اروح فيكوا فى داهيه ، انا قتيل الجوازه دى .
فلاديمير : يستحسن الشئ ده يسكت و أنا من جهتى هسيبه عايش بعد الى قاله على زوجتى.
ماجد : زوجة مين أنت أكيد اتجننت .. مين قالك إن ده ممكن يحصل أصلا ؟
فلاديمير ببرود : إيه سبب إعتراضك ؟
و كعادة ماجد الشكاكه و المتهورة رفع نظره يوجه حديثه إلى فيروز متسائلاً بإستهجان : شايفك ساكته يعنى على غير عادتك و لسانك الطويل ؟!
أعوجت رقبة فلاديمير يرفع رأسه يبصر فيروز بفرحه و هيام ثم قال بصوت يرقص فرحا : ده دليل على إنها موافقه ، أنا كمان وصلتني معلومات عن لسانها الطويل .
بينما فيروز تقف متسعة العين مكسورة الفؤاد.
مجددا... مجددا يكررها ماجد ، الشك .. إنه الشك مجددا.
أقرب و اسرع شئ يفعله ، لم تنسى حتى الآن و هو حتى لم يبرر فعلته و يبدى ندمه حتى سرعان ما جدد و كرر الأمر.
بينما ماجد لم يكن يبصر دمعها جيدا ، حبه الشديد لهو كره ملتهبه تعصف داخله بغيره ، غيره تفتعل أخطاء فادحه لا تغتفر بسهوله .
صرخ بلا تفكير أوقفته الغيره يهتف : ما تردوا عليا ، هو انا بكلم نفسى ، تعرفها من امتى .
رفع عيناه المتهمه بوضوح و سألها هى : ما تردى انتى يا هانم ، يعرفك منين يخليه يخطفك عشان شغل انتى مالكيش دعوة بيه ؟ و من أمتى ؟! ايه إلى يخليه واصل للمرحله دى ؟ و انتى ... أنتى فين لسانك الى مابيرحمش ؟! شايفك ساكته يعنى ؟
اطبقت جفناها بقوه تكافح دموعها ثم فتحتهما مجددا تسحب نفس عميق ثم رددت ببرود: تفتكر هيكون ايه غير الحب يا ميجو يا أخويا.
اتسعت عيناه بصدمه بينما تهلل وجه فلاديمير فرحا و ضرب مهند وجهه بكفه مرددا : طارت المزه.
_________ سوما العربي ____________
كانت صامته تماما بترقب طوال الطريق الذى لم يستغرق الكثير من الوقت او يحتاج ذاكره قويه لحفظه و لا معلومات للتعرفه.
بل كانت تحفظه عن ظهر قلب ، أنه منزل الصواف العريق ، يرجع أصله إلى مؤسس تلك العائله منذ قرابة المئة عام ورثه الإبن للحفيد .
و بينما يشق السائق بالسياره للداخل كانت هى تنظر لذلك البارد الجالس بجوارها و قالت : إحنا جايبن هنا نعمل ايه ؟
رد عليها بكلمه واحده : بيتى .
صكت أسنانها بغيظ و قالت بينما تكور قبضة يدها بغيظ و غل : ما أنا عارفه انه بيتك.
وضع نظارة الشمس على عينه مما زاده وسامه و ردد بوقار ساخراً بينما ينظر أمامه : أه صحيح مانتى معاكى تاريخى كله و خط سيرى.
مد يده فتح باب السيارة بجواره و قال أمراً : إنزلى .
ترجل من السيارة ينتظرها لكنها لم تمتثل لأمره و تفعل فاستدار حول السياره يفتح الباب لها و قال بغضب : إيه ساعه هستناكى .. مش قولت إنزلى .
لكن غنوة لم تكن خائفه إلى حد كبير ، لا يوجد لديها ما يمكن خسارته فردت عليه بأعين قويه : و أنا بردو سألتك جينا هنا ليه ؟
باعجاب برع فى مداراته ردد بجمود : اظن عندك ودان ، و أنا قولت ده بيتى .
غنوة : خو أنا سالتك انت هنا بتعمل ايه ؟ أنا سؤالي واضح .. أنا هنا بعمل إيه ؟!
وضع كفيه داخل جيوب بنطاله و قال ببرود : ما هي دى إجابة السؤالين ، أنا هنا ليه عشان ده بيتى .. أنتى هنا ليه ؟
رفع صوته عاليا و قال : عشان انا هنا و ده بيتى .
عاد يخفض نبرة صوته و مال على أذنها يكرر : عرفتى أنتى هنا ليه ؟
رفع صوته مرة أخرى جعل صوته يهز الأركان و ردد : عشان إنتى مراتى يا هانم .
صدح صوت يردد متهللا : ايه ده ؟ أنت اتجوزت يا واد يا هارون ؟
التف ليبصر عمه يخرج من باب البيت فجعد هارون ما بين حاجبيه و سأله باستنكار : عمى ؟! أنت خرجت امتى من المستشفى ؟
كاظم : لاقيت مالوش لزوم بعد ما غزال مصر القديمة بطل يروح .
هارون : غزال مصر القديمة مين ؟!
لم بتخذ ثوانى حتى فهم و قال بغل : عمى ... لو عايز تفضل عمى و أنا أبن اخوك بجد تنسى الست دى نهائى .
كاظم : ليه كده بس.. مش قولتلى عندك استعداد تعمل أى حاجة عشان أسامحك و ارجع كاظم بتاع زمان
هارون بغيظ : و مالقتش إلا الحرمه السعرانه دى ؟
3
ردد كاظم بوله بينما يعض شفته السفلى : ماهو عشان كده .. حرشه .
2
تقوصت شفة هارون السفلى بتقزز و ردد : يخربيت مزاجك يا عمى.
إلتف و نظر إلى غنوة التى مازالت تجلس في المقعد الخلفي و صرخ فيها : ايه.. هتفضلى قاعده .. مش قولت لك إنزلى.
غنوة : و أنا قولت لك مش نازله.
هارون ببرود : يا سلام.. أوى أوى.. أشيلك .
صرخت برعب و قالت : لأ لأ خلاص.. هنزل هنزل.
ترجلت من السيارة بسرعة فقال : ايوه كده .. الادب فضلوه عن العلم.
غنوة : يعنى انت و لا متربى و لا متعلم.
اهتز فكه و صك أسنانه يردد بغيظ مكظوم : لمى لسانك عييب ... عيب تطولى لسانك على جوزك.
غنوة : جوز مين انت صدقت نفسك.
تدخل كاظم بذهول متسائلا : إنتو صحيح اتجوزتوا .. أنا كنت حاسس من أول يوم شفتك معاها فى القاعه ايام خطوبتك الاولانيه ، أسد و غزال و الله .. كان لازم تتجوزوا.
هارون : شكرا يا عمى .
كاظم : شكرا يا عمى ؟! يا أخى مش حلوه.. مش مستطعمه .
هارون : هو إيه .
كاظم : هارون المؤدب البار بأهله ... التانى أحلى .. هارون الواطى الزباله .
نظر هارون بوعيد ناحية غنوة و ردد : انا شايف كده بردو.
و فى لمح البصر مال عليها حملها بحيث تدلت رأسها من على ظهره و صعد بها الدرج غير عابئ بصراخها و كاظم من خلفه يردد : يارتنى بعرف أزغرط و الله ... حفيد الصواف بيتجوز يا ولاد
3
ظل يصعد بها الدرج و هى تصرخ فيه بغضب شديد
سار بها من ممر لأخر حتى وصل إلى غرفته و أغلق الباب خلفه حتى أنها استمعت لصوت المفتاح يدور فى الباب .
ثم أنزلها أرضاً سامحا لها بالصراخ : انت يا بيه انت يا استاذ .. انت فاكرها سايبه.
نظر لها و ضحك بصدق يقهقه عاليا ثم قال : الله .. ما هى كانت سايبه من كام ساعه و كنتى هتموتينى انتى و الوليه الى معاكى الى عايزه تريحنى على جنبى اليمين .. دلوقتي مابقتش سايبه و بقا فى حكومه فى البلد ؟
2
أقتربت منه تقول بتهذيب شديد : صدقنى.. أنا مش بكرهك و لا عايزه أذيك.
نظر لها هارون بعدم إستيعاب و قال : يا راااجل .. صحيح ماكنتيش عايزه تأذينى ، انتى كنتى ناويه تقتلينى بس.
اقتربت منه خطوه اخرى تردد بنفس التهذيب تشرح لها بيدها ببساطه و سلاسه : صدقنى أنا فعلاً مش عايزه منك أى حاجة و الله .. هما اربع غرز اتنين فى اتنين هفتح بيهم صدرك من ناحية الشمال و أخد قلبك و بس والله.
3
كان يستمع لها و هى تشرح بسلاسه و بساطة كأنها ستختلس معلقه مكرونه من صحن كبير .
ضحك رغماً عنه و هو يردد بجنون : يا سلام .. بالبساطة دى .
غنوة : أهو... شوفت .
هارون : انتى هبله و لا عبيطه.
تحولت ملامح وجهها للعضب الشديد ثم صرخت فيه : لأ مش عبيطه ... أنا فعلا اقسملك بالله ما عايزه منك حاجه غير قلب أبويا.. عشان ادفنه جنبه . أنا ابويا مش مرتاح فى نومته
انفجر هارون فى وجهها يصرخ بجنون: و لما تاخدى قلب أبوكى يا غبيه ما انا كده هموت.
1
صرخت هى الأخرى بدورها : ما تشوفلك قلب أى قلب تانى تشتريه بفلوسك ، هو أنت هتغلب يعنى .
زم شفتيه و هو يشعر أن الحديث معها يأخذه بإتجاه الجنون.
اتسعت عيناها و هى تبصره أمامها يخلع عنه معطفه ثم من بعده شرع فى فك أزرار قميصه فصرخت برعب : انت بتعمل ايه ؟!
أستمر في خلع ثيابه يردد : الكلام معاكى هيودينى مستشفى المجانين عشان كده أنا شايف إن الفعل أحسن من العته إلى إحنا بنتكلم فيه ده.
تراجعت للخلف برعب و هى تردد: فعل إيه الى بتتكلم عنه.
اخذ يقترب منها و هو يجيبها بشوق و رغبه : واحد و مراته لأول مرة لوحدهم فى أوضة نومه تفتكرى هيكون إيه الفعل.
فهمت ما يرنوا إليه و تملكها الرعب أكثر تصرخ عالياً خصوصاً و هى تراه قد تخلص من قميصه بالفعل و بقى امامها يقترب منها كالفريسه التى اوقعها فى الفخ و هو عارى الصدر ..
كان يجلس و هو ينظر إلى إنعكاس صورته فى مياه النيل ، كل شيء يذكره بها و بطيفها كانت خفيفه فى كل شىء ، روحها ، ظلها ، حتى فى جمالها كان خفيف لم يكن ذلك المبالغ فيه مطلقاً .
بفقدها فقد طعم الحياة الحلو هو بيده من فعل ذلك لا أحد غيره ، من يلوم و اللوم كله عليه فقط .
لكن يوجد خطأ عليها .. نعم ، بل و خطأ كبير أيضا ، فهى من ظهرت من العدم ، هى من جاءت تهز عرش قلبه حتى عقله زلزلته دون مجهود يذكر.
لا مخطئ بل قد فعلت.
دفن وجهه بين راحتيه و هو يتذكر كم من مره كانت تتودد له و تطلب قربه بكل لطف ، كم كانت مراعيه و هادئه متقبله كل غضبه و ثوراته الغير مبرره حتى تقلباته المزاجيه تحملتها.
تحملته حتى و هو فى صراع مع نفسه يحدد ان كان يميل لها أم لا .
بل هى حتى من بادرت بإظهار حبها له ، بل و عرضت الزواج عليه و كان موافق ... المصيبه تكمن هنا....
لم يصدها يوماً و لم يمنعها أن كان لديه ألف سبب و سبب كما ذكر .
لم يكن تفكيره وحده بل نفس كل تلك الأفكار كانت تتوارد إلى خاطر نغم فى نفس التوقيت .
تتذكر كل ما حدث معها كأنه شريط عرض سينمائي و هى تجلس على مقعدها فى الطائره التى ستغادر بها هذه البلاد نهائيا بلا رجعه .
تأمل ذلك و ستحرص على ان يكن ذلك ... و كان كل ما سبق يدور بخلدها هى الأخرى .
فتحت نافذه الطائره لجوارها بينما تشعر بإهتزازها و إقلاعها عن الأرض تستعد لكى تحلق بعيداً عن تلك الاراضى التى لم تجلب لها سوى مشاعر الحزن و الحسره .
2
أبصرت أمامها معالم القاهره فشعرت بأن كل معلم منهم و كأنها يودعها معتذرا عما فعله ابنهم بها .
1
اغلقت النافذة بحده و كأن الإعتذار غير مقبول و أستراحت برأسها للخلف تتكئ به على ظهر مقعدها السياحى تغمض عيناها تتذكر كيف أتت إلى تلك البلاد و بأى حاله غادرتها .
فقد أتت شعله من النشاط و الشغف بداخلها طاقه كبيره و حب أيضاً .
كانت متتوقه لرؤية شقيقتها مشتاقه ، شددت من إطباق جفناها تمنع نفسها من البكاء فهى الآن أكثر إشتياقا و حبا.
تتفق مع غنوة فيما قالت فياليتها لم تأتى و لم تراها و تتعلق كل منهما بالآخرى ، فقبل ذلك كانت غنوة لها مجرد سيره تثير فى نفسها مشاعر حلوه كون لديها شقيقه قد تكون رائعه و حنونه ، تتذكر لليالى كم جلست تتمنى ذلك .
لكن ها هى قد أتت و جلست معها استشعرت فيها حنان أمها الذى لم تراه منها ، غنوة ما هى إلا صوت و صوره لأمها لكن الشخصية مختلفه.
أنه المزيج الرائع ، فزواج العم صالح الرجل الطيب الحنون من إمها الهيفاء المثيرة كام نتاجه غنوة من الخارج هى" ڤيولا " أمهما و من الداخل هى العم صالح بطيبته و أخلاقه .
رغماً عنها شبح ابتسامه تكونت على زوايا شفتيها و هى تقر أنه ليس الأمر كذلك تماماً ، ليس بتلك المثاليه و أن غنوة هى شقيقتها و تحبها جدا و هى بالفعل طيبه و حنونه جدا لكن هذا لا ينفى أبدا انها تمتلك لمحه من بعض خصال ڤيولا السيئه كالخبث و الدهاء و انها بارعه جدا فى التمثيل ، تفعل بمهاره شديدة .
فهى نفسها صدقت صدقا تاما أنها تعشق ذلك الأقرع ، ليتضح فى النهاية أن كل ذلك ما هو إلا خطه كبيره كانت معتمده على الذكاء و التخطيط و سياسة النفس الطويل الذى هو بالضرورة صفه متوارثه لها من صالح ، لكن عبثا فأخيرا غلبت صفة ضيق الخلق و قلة الصبر التى تملكها ڤيولا و قررت إختصار المسافات فقد سئمت و جلبته لبيتها كى تقتله.
فتحت عيناها بحنين ، فالطائره لم تكد تجتاز الغلاف الجوي لمصر و ها هى قد اشتقاقت شقيقتها بجنون.
و أيضا إشتاقت لذلك الحسن معدوم الحس و الضمير تبا له بكل لغات العالم ، عليه لعنة الله لما فعله بقلبها ، لن تسامحه ما حيت .
3
________ سوما العربي __________
كان يقترب منها رويداً رويداً بداخله جنون و إشتياق لا يوصف ، و لا تسعه حتى الكلمات .. هو عاجز عن وصفه ، لكن عيناه فعلت بجداره .
يفكك أزارار قميصه زر زر ، مع كل زاد يزداد الرعب داخلها تصرخ فيه لكنه لم يكن يبالى صراخها او اعتراضها ، القى قميصه أرضاً بإهمال و اقترب منها أكثر يخلع عنه ساعة يده الثمينة ذات الفصوص الماسيه .
إلى هنا و لم تتحمل ، لقد خلع ساعته .
3
صرخت فيه بقوه أكبر : أنت بتقلع الساعه لييه .
كان قد أصبح إمامها تماما ، بل ملتصق بها و هو عارى الصدر و ساعة اليد.
إبتسامة عابثه ناتجه عن الشعور بلإنتصار بعد صبر طويل تكونت على جوانب فمه و لم يجيب بعد بل فرد ذراعيه و ضم بخفه كتفيها كدفعه جعلتها تدخل فى أحضانه العاريه مرغمه ليقول : أصلها غاليه أوى ، أخاف عليها من المدعكه إلى هتحصل.
4
نعم .. كان حدسها صحيح.. كانت محقه .
حاولت ان تبتعد عنه و قالت بقوه واهيه : أبعد عنى يا جدع انت ، أنت فاكرها لحمه عند جزارين و لا ايه .. لو خلاص مش قادر روح شوفلك واحده من الى بالساعه .
هارون : تبقى مادرستنيش كويس يا غنوتى .. و أنا الى قولت إنك معاكى ماجستير و دكتوراه في هارون الصواف .. أنا ماليش فى الرخيص يا حبى .. و لا السهل.
صمت و هو يغمز لها بعبث ثم إكمل سريعاً : أنا أحب الصعب الى زيك كده ، و بعدين بقا حد يسيب مراته و يروح يرمرم من برا ده انا حتى أبقى عبيط .
جاوبت عليه بقوه تهوى رويداً رويداً كلما طال قربه منها و جلده يقابل جلد بشرتها و تشعر به : أنا هعتبر نفسى ما سمعتش كلامك ده و دلوقتي حالا أبعد عنى .. و إلا..
قاطعها و هو يقترب منها يميل عليها يقبل وجنتها قبلاات صغيره متقطعه يردد بصوت أجش : و إلا ايه .. هممم.. يعنى الحق عليا .. هو انا فى منى.. أنا قولت أساعدك.
شعر بقوتها تنهار بالفعل و كما توقع ، جسدها يخونها و يستجيب بخبث لقبلاته .
أبتسم بحب شديد و هو يستمع لصوتها الذى حاولت أن يخرج صارماً لكنه كان لين إلى حد كبير يظهر فيه تصنع الحده و هى تسأله : تساعدنى ازاى بالى بتعمله ده .
غض على شفته السفلى و قال بابتسامة عابثه : إنتى مش كنتى عايزه قلب ابوكى.. يالا.. اتفضلى.. مدى ايدك خديه .
1
اتسعت عيناها بصدمه منه و من حديثه لتزداد ابتسامته يقول : مدى ايدك ماتتكسفيش .. أنا زى جوزك بردو يعنى نعتبر قرايب .
1
غنوة : و كمان بتسخر و تستخف بألامى .
هز رأسه يمينا ويسارا و هو يضحك ثم اقترب الخطوه التى قد ابتعدتها هى و قال بأنفاس ملتهبه : غنوة ، أنا بحبك ، و عايزك و انتى كمان يا غنوة ، إنسى الى فات و ليكى عليا يا ستى انى هحاول أنسى .
غنوة : تحاول.. الله على كرم أخلاقك.
هارون : شوفتى.. و لعلمك دى أحلى حاجة فيا .
حاولت إبعاده حتى و لو إنشات و قالت : قولت لك ابعد عني.
لكنه كان مستمر فيما يفعل يمد يده إلى حجابها ينزعه عنها برفق و تمهل شديد كأنها لم و لن تعترض .
انتهى من فك حجابها يفكك خصلاته الكثيفه حول وجهها المستدير ينظر لها متأملا بوله : قمر .. حبيبتى قمر و لو إن لسانها طويل شويه.
لم تيأس رغم خيانة جسدها لها و ظلت تحاول المقاومه تردد بصوت لين مهزوز : إبعد عنى يا هارون .
لكن هارون لم يبتعد و إنما زاد قربه بعدما استمع لنبرة صوتها التى تنافى ما رددته .
حديثها يأمر بشئ و جسدها الذى يشعر به منصاع له ينفذ شئ أخر .
ضمها له بذراعيه لتلتحم بجسده العارى فتشعر بقشعريره لذيذه انتقل مداها إليه يشعر بها مستلذه تحاول الإعتراض
تنهد بحراره و بعدها ردد بصوت رخيم : انتى بتحبينى و أنا متأكد ، أنا عمرى ما ضحكت على نفسى ، بعرف الى قدامى من نظرة عينه بس .
كلماتها أثارت غيظها و ابتعدت عنه بحده تقول : انت هتعيش ، ده انا لفاك فى جيبى من أول يوم قابلتك فيه ، فاكر يوم الاسانسير ، و لا فاكر الى قبله .
إبتسم بإتساع و ثقه يردد : لا طبعا مش ناسى ، انتى إلى شكلك ناسيه يومها أنا قولت إيه .
تذكرت على الفور و اشتعلت عيناها تردد : فاكره لما عرضت عليا اكون عشيقتك.
هارون : براڤو عليكى ذاكرتك قويه .
غنوة : يا بجاحتك .
هارون : هو أولا لما تحبى تضايقينى او تشتمينى ما تقوليش يا بجح او بجاحتك لأن ده وسام على صدري أساساً ، أنا هارون البجح و ليا الشرف.
6
غنوة : أنعم و أكرم .
هارون : ثانياً يا مراتى يا حلوه دى مش بجاحه منى أنا بس بضربلك مثال حى لأنك و أنتى واقفه معايا ساعتها كنت شايف فى عينك إنك مش بتحبينى ولا حاجة و انتى ساعتها ماكنتيش بتحبينى .. تنكري ؟
غنوة : لأ
هارون : براڤو .. فينا بجاحه من بعض
غنوه : لم نفسك و أحفظ أدبك .
زم شفتيه و هز كتفيه مستنكرا يردد: أنا مش عارف ليه شايفه البجاحه وحشه .. دى حاجة لذيذه أوى.
صكت أسنانها بغيظ فقال : ما علينا .. أنا مبسوط انك ما أنكرتيش ... ساعتها انتى كان فى ف دماغك خطه ، بصراحه و بجاحه ببجاحه يعنى أنا كنت فاكره طمعانه فيا ، بس طلعتى طمعانه فى قلبى .
قال الاخيره بنبره لعوب ماكره و هو يغمز لها بعينه اليسرى .
و استطرد فى الحديث : هدف سامى و هدف نبيل كمان .
إحتضنها له يقول : بس بعدها انتى حبتينى يا غنوة و أنا عارف حتى أنا نفسى بدأت أغير نويايا ليكى و مابقتش الحكايه مجرد لعبه لأ ، انا بقيت فعلاً بحبك و عايز اتجوزك .. لما نظرت عيونك ليا اتغيرت غصب عنك و أنتى مش واخده بالك أنا كمان الى جوايا اتغير و اتبدل .. و هو ده الى حصل فعلا لو مهما حاولتى تقاوحى و تنكرى .
أبعدت نفسها عنه و قالت بكل ما تملك من قوه : بس انا مش بحبك يا هارون يا صواف.
مد يده يداعب خصلات شعرها ثم قربهم من انفه و استنشق عبيرهم و ردد بوله : لأ.. و الله بتحبينى يا حرم هارون الصواف .
صرخت فيه : فوق بقااا... أنا مش مراتك
فردد كى يسايرها : ماشى يا حبيبتى مش مراتى و لا حاجة كده حلو.
حديثه البارد أثار عصبيتها فصرخت فيه : انت بتاخدنى على أد عقلى .. شايف انى عيله صغيره و لا عبيطه ؟
قبلها قبله خفيفة و سريعه يردد : أحلى عيله صغيره و عبيطه شوفتها ف حياتى .
اهتز فكها العلوى من زيادة استفزازه لها و قالت : أممم.. طب أحب أصدمك و أقولك انى مش مراتك و لا حاجة يا باشا.
هارون : بجد .. أمال المأذون و كتب الكتاب إلى أنا جيت عشانه بيتك ، يا بنت اللذينا عرفتى تجرجرينى صح.
أخذت نفس عميق تبتسم بإنتشاء و شعور رائع يتسللها كلما شعرت انها غلبته فى أى أمر مهما كان تافه و قالت بحبور : كتب كتاب إيه الى بتتكلم عنه ، يا حبيبي هو عيي تانى ؟
رفع حاجبه بتوجس و قلق ، نيرتها اللعوب الواثقه أثارت حفيظته و سأل : كتب كتابنا ، أنا مش جيت لك و جبنا المأذون .
غنوة : يا خساره يا هارون ، كنت زينة الشباب.
هارون : انا مابحبش الهزار بتاعك ده .
غنوة : و أنا ههزر معاك بتاع إيه ؟ تكونش جوزى مثلا و أنا ماعرفش ؟!
زادت عصبيته و أوشك صبره على النفاذ يصرخ فيها : بطلى أسلوبك ده و قوليلى قصدك ايه ؟ مافيهوش هزار الموضوع ده .
غنوة : و أنا قولت لك أنى مش بهزر .. إحنا ماتجوزناش أصلاً .
هارون : نعمم ؟ ده انا أروح فيكى فى داهيه.
غنوة : تؤ تؤ تؤ .. مش عايزاك تستعجل على الداهيه و لا تشغل بالك بيها أنا هوديك بنفسى بعد ما اخد قلب أبويا .
لكنه لم يبالى كثيرا ، تركيزه منصب على شئ واحد : ردى عليا .. قصدك ايه .. مش عايز اتجنن عليكى ... يعنى ايه مش مراتى و ما اتجوزناش ؟!
غنوة : زى ما سمعت .. ما إتجوزناش .. أنت مضيت على حاجه ؟ شوفت المأذون حتى ؟
عاد بذاكرته للخلف يحاول أن يتذكر و هى ساعدته حين قالت : أنا خدرتك قبل ما يحصل أى حاجة بالشربات بتاع أشجان... فاكر؟
اتسعت عيناها بصدمه و غضب يتذكر أن ما تقوله قد حدث و هو بالفعل آخر ما يتذكره عن ذلك اليوم و لا يذكر أنه قد وقع أى عقود او شئ من هذا القبيل .
نظر لها بغل و غيظ .. شعور انه مغفل يوصله الى قمة الجنون.
أبغض شعور لديه و قد أوصلته له غنوة لاكثر من مره و ليست واحده .
فأقترب منها بخطوات ثابتة يردد بأعين مشتعله : بقى انا تضحكى عليا و تستغفلينى كل ده .. و كمان فى الآخر يطلع مافيش كتب كتاب .
كان كلما تقدم منها خطوه تعود هى بذعر للخلف خطوات ترى الشر منبثق من عيناه و قد نجح فى إثارة رعبها بينما يردد: براحتك.. كتب الكتاب ده كان عشانك .. لكن أنا بكتب كتاب او من غيره معتبرك مراتى فمش فارق معايا كتير يعنى .
ردت عليه بينما تحاول الهرب منه : قصدك ايه ؟
أجابها و هو مستمر في الاقتراب منها محدد الهدف : يعنى أنا عايزك من اول يوم شوفتك فيه و انتى دلوقتي فى بيتى ، تحديداً في اوضتى و ثانيه واحده و هتبقى على سريرى.
اتسعت عيناها بصدمه و رعب فأبتسم بظفر و قال : عايزك تنسى الدنيا بقا و تغمضى عينك و لا ماتتعبيش نفسك و تحاولى تنسى أنا هنسيكى يا روح هارون.
حاولت الفرار من بين يداه سريعا لتذهب ناحيه الباب تقبض على مقبض الباب تحاول فتحه لتكتشف انه مغلق بالمفتاح .
التفت برعب لتجده قد حاصرها بين جسده و الباب و ذراعيه حولها يلفها بهما يردد : هتروحى منى فين بس يا روحى... أنا مش ناوى اعتقك من إيدى النهاردة ، و ما صدقت اليوم ده جه .
غنوة : لو قربت منى هصوت و ألم عليك الناس .
هارون : ناس مين الى هتلميهم بس يا حبيبتي مافيش هنا غير كاظم و أراهنك أنه بيحاول يتصنت علينا دلوقتي .
2
غنوة : يا عيلة قذره.
رد عليها هارون و هو يداعب خصلات شعرها : أوى.. إحنا فى عيلة فى القذراه و البجاحه إيه ما قولكيش .
1
حاولت ان تتوسل له مردده : لو سمحت عشان خاطرى ... إلى انت عايزه ده حرام
هارون : مين قال كده .. أنتى مراتى
غنوه : يا دى النهار الابيض .. هو انا مش قولت لك الى فيها لحقت تنسى.
هارون : تؤ.. أنتى الى نسيتى إننا اتجوزنا عرفى و أنتى مضيتى على العقود بكامل إرادتم و هو الجواز إيه غير إيجاب و قبول.
غنوة : و إشهار.
هارون : ما أنا جيت لك.. جيت لك يا بنت الناس عشان نعمل الإشهار و انتى الى ماعجبكيش و عارضتى .. يعنى العطله من عندك شوفتى بقا هارون حبيبك طيب أد ايه و نيته صافيه و خير .
صرخت فيه بجنون : ما تقولش حبيبى .
أبتسم و التصق فيها أكثر يردد : لأ حبيبك.. أنتى بتحبينى.. و أوى كمان .. غنوة انتى مش شايفه نفسك عامله ازاى قدامى دلوقتي .. و مش شايفه جسمك الى بيقرب منى لوحده .. طبيعه .. ربنا بيخلق كل زوجين فى الدنيا دول بيدوروا على بعض.
ضمها له بهدوء شديد و هى استكانت بين أحضانه مستسلمه رغماً عنها فكل ما يقوله صحيح و هى فقط تقاوم مقاومه واهيه و مكشوف حتى أنها واهيه.
زاد من ضمها له مبتسماً و هو يشعر بها تعشقه لكن تقاوم يردد بجوار أذنها : شششش ... أنسى كل الى فات و كفايه تفكير و سيبى نفسك ليا.
أغمضت عيناها إثر همسه الذى اثار فيها قشعريرة قويه و قد خارت قواها و خانها كل شيء فيها حتى عقلها و ذكريات والدها و العهد الذى اتخذته.
تتتخدر بين ذراعيه و هى تشعر به يفكك أزارار قميصها و يده تتسلل بخبث إلى بشرتها الغضه من الداخل يردد فى أذنها عبارات تذيب الحديد.
هو كذلك كان مخدر كليا و مغيب عن الواقع .
و بينما هو مازال مستمر في فك قميصها جعد ما بين حاجبيه و هو يستمع لصوت جلبه قادمه من بعيد من الخارج .
. أصوات متداخله تقترب شيئا فشيئا يستمع أحدهم يردد إسمه .
1
أقترب الصوت أكثر و بصوره أقوى جعلت غنوة تستفيق على فداحة ما فعلت و أنها كادت تستسلم له .
أبعدته عنها بعزم قوتها و هرولت ناحية شرفة غرفته لترى ماذا هناك و هو الأخر يتبعها .
لتتسع عينا كل منهما بصدمه كبيره ، أخر شئ توقعه ، بالفعل آخر شئ .
فهو حرفياً على شفا الجنون و هو يبصر امام بيته تلك السيده التى تدعى أشجان و هى تتقدم جيش من رجال و نساء الحى واقفه فوق إحدى عربات النقل الصغيره بيدها مكبر صوت تردد فيه هتافات و عبارات كثيره و يردد كل رجال الحى من خلفها.
5
ظلت أشجان تردد سبابها و الجمع من خلفها يردد.
خرج إليهم حارس البيت يقول : انتو مين و عايزين إيه.
ردت عليه أشجان فى مكبر الصوت كى يسمع الكل : عايزين الى مشغلك.. عايزين بنتنا ..مش هنمشى من غيرها ... مش كده يا رجاله .
رد عليها الجميع : كده
تولت أشجان المهمه و رددت : أنت يالى ما تتسمى يالى أسمك هارون.. أطلع لنا هنا.. بت يا غنوة... أنا جيت لك اهو.. عملك حاجه يا بت ؟
10
بينما هارون يقف يحاول فقط أن يستوعب ، لم يحاول إبداء أى رد فعل بل هو حالياً فى مرحلة محاولة الإستيعاب ... أن ما يراه يحدث بالفعل على الحقيقه و ليس بفيلم عربى .
صرخت غنوة عالياً كى تجذب أنظارها و هى تلوح بذراعيها: أشجااااان.. أشجاااان .. انا هنا يا أشجان .
2
تعالت دقات على باب الغرفه فذهب سريعاً و فتح وجد كاظم هو من كان يدق ، يقف و هو لا يستطيع تمالك نفسه من الفرحه يردد و هو يتراقص : غزال مصر القديمة جه برجليه ... عندنا تحت .. عاااا.
1
نظر له هارون بإستياء و ردد : عاااا ؟! دى بتصيح لابن أخوك ؟ هو ده الى مخليك مش عارف تقف على بعضك و مسيب مفاصلك ؟ ده بدل ما تروح تشوف الفضيحه الى هى بتحاول تعملها و توقفها.
رقص كاظم فرحا يصفق بيديه مهللا و هو يردد : ما أنا جايلك عشان كده .. قشطه يا ولا .. مربااا.. مربا يا واد يا هارون.
5
صك أسنانه ورد عليه بينما كور قبضتيه : أبعد من سكتى يا عمى أحسن بلاش ترجعنى هارون القديم معاك.
رد عليه كاظم سريعا لكن و هو يتحرك امامه بهروله : ابعد ايه .. ده انا قتيل الليله دى.. و هسبقك كمان .
3
تحرك سريعاً و من بعده هارون تلحقهم غنوة التى جلبت حجابها و ذهبت سريعا فبالتأكيد ستسطيع الفرار من هنا
خرج ثلاثتهم ليهلل أهالى الحاره حينما ابصروا غنوة أمامهم و رددت أشجان فى مكبر الصوت : الواد ده عملك حاجه يا بت .. قولى ما تخافيش .
1
هارون : هو انا مش قدامك اهو ما تكلمينى عادى هسمعك على فكره إيه لازمته الكلام فى البتاع إلى فى ايدك ده حد قالك عليا اطرشيت .
ردت عليه أشجان فى مكبر الصوت من جديد عند عمد مادام يضايقه و قالت : لأ لسه بس ما تقلقش .. هطترش و تخرس كمان و تنشل عن قريب و على يدى بإذن واحد أحد.
هارون ساخرا : على يدك ؟ طموحه اوى
أشجان : و قسما بالله ما حد هينول الشرف ده غيرى.
عض كاظم شفته السفلى و ردد : أموت أنا .
اشجان : سكت الراجل الكهنه ابو ركب دايبه الى جنبك ده .
2
كاظم : لاااا.. انا ركبى مش دايبه.. ده انا جامد اوى.
هارون : استنى انت يا عمى دلوقتي
كاظم : لأ مش هستنى .. لازم اوريها إن ركبى مش دايبه و انى مش كهنه .
2
أشجان : بقولكوا إيه.. كل ده مش قصتى.. إحنا عايزين بنتنا عشان نروح.
غنوة : خلاص يالا ... أنا جايه معاكوا.
خطتت بقدميها كى تتحرك لكنه جذبها من ذراعها بقوه و قال : تعالى هنا انتى رايحه فين .
غنوة بقوه : ايه هروح .
هارون : قلبك قوى اوى .. فاكره إن التجمع الحلو ده فى صالحك ؟
جعدت ما بين حاجبيها تنظر له بترقب بينما هو زم شفتيه بإستياء مصتنع و قال : للأسف يا زوجتى الجميله التجمع ده ضدك .
غنوة : نعم ؟
هارون : أمممم .. ف بكل أدب و هدوء كده تدخلى بيتك مش عايزين شوشره .
غنوة: بيتى إيه أنا بيتى هناك.
رفع هارون حاجبه الأيسر و قال بتهديد واضح : بيتك هنا .. بيت جوزك يا روحى إلى هو انا .. انتى بنت بلد و عارفه تفكير ولاد البلد مش هيبقى حلو ابدا لما أطلع الورق العرفى الى معايا ... هتبقى فضيحه يا روحى .. طب انتى يرضيكى ؟! يرضيكى سمعة عم صالح تتمرمغ فى التراب .
كان يقولها بتبجح شديد يتصنع حرصه الشديد عليها.
و غنوة تقف متسعة العين مصدومه بالفعل غير قادرة على اتخاذ أى رد فعل من الصدمه فما قاله هو ما لم تحتسب له حساب أثناء وضع خطتها الذكيه تلك..
جلست تنظر للبحر بشرود ، ما من شئ يتمثل فيه الامان حالياً ، هى حتى باتت لا تتوقعه فى أحد ، فحتى والدها أتضح أنه كان على علاقة بشخصيات مشبوهه و ربما بل من المؤكد أن جزء من ماله غير شرعي ، ترجو ألا يكن كله .
إلتفت تنظر خلفها تلبية لذلك الصوت الذي يناديها فوجدت ذلك الشرطى الذى اقترب منها بخطوات رشيقه حتى بات خلفها مباشرة يقول : آنسه لمى إنتى لازم تتحركى معانا دلوقتي .
رمشت بأهدابها بتشوش ، مازال عقلها مُعطل للآن ، رمقته باستنكار و سألت : أتحرك معاكوا ؟ ليه ؟ هو انا متهمه مثلا ؟!
رضوان : لأ مش قصدى... أقصد إننا لازم نقفل المكان هنا .. البيت من المفروض أن حصل فيه جريمة قتل و لازم يبقى تحت تصرفنا و مراقبتنا لفتره يعنى حضرتك ما تقدريش تستنى هنا ، كمان فى تحقيقات لازم تكمل ، حاجات كتير المفروض تحصل و نظراً لحالتك بقترح تيجى معايا أوصلك و بلاش تسوقى .
وقفت منتصبه تنظر له بجمود ثم قالت : معايا السواق .. شكراً لذوقك .. تقدر حضرتك تتفضل و أنا هحصلك .
حمحم بإرتباك ، لرغبة ما داخله أراد توصيلها معه ، و لرغبة ما أيضاً أوقفها يسأل بفضول شديد : أنسه لمى .
لمى : أفندم .
رضوان : هو هارون الصواف يعنى مش ظاهر .. بقالنا يومين فى تحقيقات و تشريح جثة ، المفروض انكم مخطوبين .
بابتسامة متألمه ردت عليه بنبره ساخره : ماجاش عشان هارون الصواف خطيبى بيتجوز دلوقتي عقبال عندك .
اتسعت أعين رضوان فقد تفاجأ بما قالت بل و تفاجئ أيضاً بطريقتها التى نطقت بها الخبر .
كان مازال على وقفته متفاجئ لتلتف إليه بعدما سارت خطوتان و قالت له : هاجى معاك.. أنت ممكن توصلنى اوكى .
رفع انظاره لها ، تفاجئه مجددا مره تقبل و مره ترفض و ما قصة خطيبها الذى يتزوج هذا .
هز رأسه و هو لا يجد ما يقوله و تقدم معها ناحية سيارته يغادر بها المكان بعدما تأكد من إستتباب الوضع .
______________ سوما العربي ______________
جلس على طرف المقعد و هو يهز قدميه من الغيظ و الغيره لا يجد ما يفرغ فيه غضبه سوى ذلك المسكين الجالس على المقعد المجاور ، ضربه كف جديد على مؤخرة عنقه.
ليصرخ "دونجل" بألم : اااااااااااه.
ماجد : إتصل بيه تانى.
دونجل : مش بيفتح الاتصال .
ماجد : حتى لو عمل بلوك أدخله من ميل تانى و انت هتغلب يعنى .
إصطك دونجل أسنانه بغيظ و نفاذ صبر من غباء نظيره ثم ردد بكلمات متقطعة من شدة الغضب : أدخله من صفحه تانيه ليه و هو ما عملش بلوك يا بنى آدم... هو بس مش بيفتح الاتصال، و خلاص هرشنى يعنى اى إتصال من اى صفحه او ميل تانى هيعرف أنه أنا و بردو مش هيرد ، هو الى مش عايز يرد إفهم بقا .
زاد جنون ماجد و هتف بغضب : يعنى ايه يعنى مش عايز يرد.
زم دونجل شفتيه بحقد يردد : اه ما طبعا حد يبقى معاه المزه دى ، و لوحدهم و يرد على حد ، يالا بالسم الهارى ، ما هي اصلها بتبقى أرزاق .
فلتت أعصاب ماجد و وقف و هو يقبض على تلابيب قميص دونجل يرجه فى يده مرددا : تقصد ايه ؟! إنطق.
حاول دونجل تخليص نفسه منه يبعد قميصه عن قبضتى ماجد : ايه يا عم حاسب ، انت هتتشطر عليا انا و بعدين خلاص ده هيبقى ابو نسب ، حتى شبهك بعيون خضرا و اشقرانى ، يعنى هتبقوا عيله فله ، الدور و الباقى عليا بعد ما المزه طارت من إيدى .
تضاعف غضب ماجد : قصدك ايه يالا .
دونجل : انت هنجت ؟ كل شويه قصدك ايه قصدك ايه ... ايه مالك ، ما الكلام شارح بعضه ، مش بيرد علينا عشان مستفرد بالمزه و مش عايز حد يقاطعهم .
اشتعل صدر ماجد بالغيرة و الغيظ يزداد و هو بالفعل يتخيل ما هو ممكن ان يحدث عندهما الآن .
عند فيروز
كانت مازالت واقفه و الغضب ينهش بقلبها و عقلها لا يرحمهما ، لم تكن تلاحظ ذلك الذى وقف عن مقعده بأعين لامعه براقه و أقترب منها حد الالتصاق يحك جسده بها واضعاً انفه على وجنتها يردد بحراره يردد : إتمنى يكون إلى قولتيه صحيح .
لتوها فقط انتبهت لاقترابه الخطير منها هكذا بل ة اتسعت عيناها بصدمه خصوصاً و قد سمح لنفسه بأن يمد ذراعيه و يحاوط خصرها بحميميه شديدة و هو يسحب نفس عميق محمل برائحتها .
انتفتضت تحاول الابتعاد عنه لكنها لم تفلح فقد شدد من قبضته لها يبتسم بإنتشاء زاده تمنعها فقالت هى : إيه الى بتعمله ده ؟ أبعد عنى .
لكنه لم يمتثل لأمرها بل همس لجوار أذنها بنبره قريبه من الهوس : أنتى عجبانى يا فيروز... عجبانى عيونك الى خطفتنى و خددوك المدوره الى زى خدود الأطفال و لا جسمك .. جسمك رهيب ... عجبانى يا فيروز.. عجبانى أوى و حلفت لأجيبك عندى و تبقى معايا فى نفس الأوضه و نفس السرير.
كانت تستمع له و هى تنتفض برعب تتسع عيناها شيئا فشيئا و هى تستمع بصدمه لوصفه الوقح لها .
أبتلعت لعابها برعب و قالت بابتسامة مهزوزه : أنت كمان جان و ... وسيم و كمان أتراكتڤ .
التوى شدقه بإبتسامه مغتره ثم قال : عاجبك ؟
بكل براعة اتقنت التمثيل و قالت بوله : أوى .
1
تهلل فرحا و قال : مش حلو تقوليها بالكلام بفضل تقوليها بالفعل فوق فى اوضتى او هنا لو تحبى ، متوقع أنا هتكونى حاجه فوق الخيال أنا نفسى عمرى ما جربتها .
كانت تنهار داخلياً .. الأمر مأساوى و بمرور الدقائق يتعقد أكثر و لا تملك بيدها سوى الحيله الفطريه داخلها فابتسمت بتوتر و قالت : لاااا كله إلا الحرام أه و انت عارف
زاد من ضمه لها و همسه أيضاً يردد : عايزه تتجوزينى ؟
رمشت بأهدابها تحاول فقط الاستيعاب ، يتحدث كما لو كانت الان تركع تحت اقدامه تتوسله و تطلب من الزواج من شدة هوسها به و هو سيفكر.
لتجيب سريعاً نافيه : لأ مش هينفع .
فلاديمير : ليه ؟
فيروز : أنا مسلمه .
فلاديمير : زواج مدنى .
فيروز : ما هو ده حرام بردو .
فلاديمير : موافق أدخل الإسلام عشانك.
استغربت رد فعله و سألت بصدمه : هتسيب المسيحية بسهوله كده ؟
لينفى ببلاده مرددا : نو ... أنا مش مسيحى .
ضربت على صدرها تقول : يهودى ؟ أنا كنت حاسه .. المعامله دى معاملة يهود .
فلاديمير : نو حبيبتى و لا حتى يهودى .. أنا إبن الطبيعية .
19
شحب الدم من وجهها تردد بفم مفتوح : إسم الله على مقامك .. صبرتى و نولتى يا فيروز .
4
فلاديمير : و دلوقتي قربى منى أكتر عايز أحس بيكى .
حاولت التحلى بالقوه و قالت له : قولت لك مش هينفع غير بعد الجواز.
اخذ نفس عميق و قال : اوكى نص ساعه نروح نتجوز و نيجى.
لكنها رددت بصوت مهزوز : لاا.. الجواز عندنا له شروط و أنا بنت بنوت لازم ولى .
ضيق ما بين حاجبيه و قال : بنت بنوت ؟
جاوبته : عذراء .
برقت عيناه بفرحه و التوت زوايا فمه بنصر عظيم ثم سأل : و ولى ؟
فيروز : شخص من عيلتى او أقرب الأقارب او حتى الجيران .
ضحك بغموض و ردد : أووه.. ده معناه إن لازم نروح مصر عشان يحصل كل ده .
رددت سريعاً و هى تشعر بدنو هدفها : بالظبط.
أبتسم بإستمتاع و صمت لدقيقه ينظر لها و قد راقه ذكائها و طريقة تخطيطها مع صبرها كأنها تحفر بئر بإبرة خياطه و كم هى فطنه و سياسيه .
دقيقه كانت كفيله بان تجعل دقات قلبها فى تسارع مستمر خصوصا و هى تبصر تلك الإبتسامة الغير مطمئنه بالمره .
تسمعه يردد بلكنته الإنجليزية : أووه.. تروقيننى جدا يا صغيره .. أتوق بشده لرؤية أطفالى منكى .
تخطى معدل دقات قلبها و هى تفطن بعض من كلماته التى استطاعت تكوين جمله شبه مفيده منهم أوحت لها بالمعنى المنشود بما يدل على كشفه لها .
خصوصاً حين ألتصق بجسده على جسدها و همس فى أذنها : و ليه نروح لهم يا زوجتى الجميله لما ممكن بالطياره ييجوا هنا .
أنهى حديثه و أبتعد عنها ينظر لها بإعجاب شديد كأنه يردد دون حديث : شابو .
لتردد بوجه شاحب : إلى جاى سواد مش كده ؟
ضحك جدا من قلبه عليها يقرض بيده طابع حسنها ثم يغادر و چلچة قهقهاته تملئ المكان من حولها تزيدها رعباً .
تقدم من جهاز الكمبيوتر خاصته ثم بدأ يعبث ببعض الازرار الذى فتحت أمامه فيديو إتصال بالطرف الآخر فى مصر ليجد ماجد و كأنه غريق منتظر قارب النجاة يقف مقابل كاميرا الكومبيوتر كانه سيخرج له من الجهاز فضحك فلاد و قال بينما يقرب فيروز منه و يقبل يدها : جهز نفسك حبيبى ماجد ، راح أبعتلك طياره خاصه بتجيبك لعندى بأقرب وقت .
صمت ثم رفع رأسه ناحية فيروز يردد بوله : لحتى تكون ولى زوجتى الجميله .
ماجد : أنت بتتكلم سورى و لا مصرى و لا انت حكاية أهلك ايه .
3
فلاديمير : أى لغة بتخيلا حبى .
عاد ماجد خطوه للخف يضع يده على رأسه يحاول الاستيعاب و ردد : أفهم بقا .. تتجوز مين و زوجة إيه الى بتتكلم عنهل.
إبتسم فلاديمير يرفع رأسه ناحية فيروز ثم قال بكلنته الإنجليزية بأعين تقطر إعجاب : تلك الماكره الجميله .
اتسعت أعين ماجد بغضب و ود كى يصرخ بهم و يفرع غضبه لكن شئ ما اوحة به نظرة فيروز دون حديث جعلته يتوقف و يفكر بحلم و تروى يحاول كبح جماح غيرته قليلاً و إعمال عقله فهدوء فيروز هذا يفهمه جيداً أصبع أعلم الناس بها.
لذا أبتسم بكياسه ثم قال بنفس اللكنه : إذا ستصبح صهرى .. كم اسعدني هذا الخبر ، متى سيحدث ذلك.
نظر له فلاديمير نظره ثاقبه ثم قال : فى أسرع وقت ربما غدا ، فأنا لا أطيق صبراً على إمتلاك تلك الجميله ، و ما رأيته فهى شرسه جداً و عنيده و لن ترضا بما هو دون الزواج ، و لن أخفى عليك عزيزى فقد بت صهرى ، فأنا أكاد أصاب بالجنون كلما تخيلت نتاج زواجى من جميلتى الخبيثه تلك ، بكل تأكيد سننجب شياطين حمراء و نغزو بهم العالم .
أبتلع ماجد لعابه بصعوبه يحاول التحكم فى غضبه و غيرته ثم رفع أنظاره ببطئ ناحية فيروزته يردد بصوت يملؤه الندم : لازم أتحمل انا فعلا أستحق العقاب على تهورى فى كل الى حصل .
بادلته النظره كأنها تؤكد له ذلك ، ربما ما يحدث و رغم خوفها الشديد و قلقها لكن به شئ مريح ، شئ أسعدها و أراحها لرؤيتها عقاب ماجد دون اى تدخل منها ، لكنها لن تكتفى .
لذا رددا على الفور : لسه ما خلصناش يا ... أخويا .
اطبق جفناه بقوه ثم فتحهم من جديد يردد بألم و صوت مختنق : حقك .. يا حبيبتي و روحى .. هجيلك فى أقرب وقت .
و على حين فاجأه ضغط فلاديمير زر أنهى الاتصال و رفع رأسه ناحية فيروز ينظر لها بشك إلى حد ما ثم قال : مش شايفه إن علاقتكوا ببعض غريبه شويه .
رفعت رأسها و كأن نهج حياتها واحد ( أفضل وسيلة للدفاع الهجوم ) تردد عليه بثبات : قصدك ايه ؟
فلاديمير : طريقته معاكى مش أخ و أخته أبدا ..حتى و هو حاضنك او مقرب منك .
فيروز : و أنت شوفت كل ده فين ؟ ده انت مراقبنى بقا.
فلاديمير : أها و عينى عليكى و عليه .
صمت يضع يداه فى جيوب سرواله ثم قال : على العموم جهزى نفسك بكره هنتجوز .
شملها بنظره راغبه ثم قال بصوت متهدج حتى لو كان حاسم : و حاولى تدارى نفسك عنى لحد ما أتجوزك ، إحنا دلوقتي فى لحظه مش بتحصل معايا كتير أنا مش بالنبل ده أبدا ، ساعات كمان و أنا شارب ممكن اتهور عليكى خصوصا و إنتى بالجمال ده قدامى .
صاح مناديا على السيده التى عينها بخدمتها كى تأتى و ما أن حضرتك حتى قال : رافقيها إلى غرفتها و إياكى من أى خطأ او تغافل للحظه عنها فهى ماكره و خبيثه إلى أقصى حد .
رفعت السيده أنظارها لرب عملها و هى مصدومه نوعاً ما مما تفوه به ليهز رأسه مجياً بكل تأكيد : نعم هى كذلك و هذا شيء من ضمن أشياء كثيرة تروقننى بها .
قال الأخيره و هو يتفحص جسد فيروز بعينيه حتى كأنه يوشك على إلتهامها .
ثم إلتف للخادمه و قال بتحذير شديد اللهجه : إحرصى على ألا يراها أحد و لتغلق الباب عليها من الداخل جيدا ، و أنا سأشدد على الحرس بتحريم الدخول لهنا من الآن فصاعدا ، أفهمتى .
هزت رأسها تنظر أرضاً ثم قالت : نعم سيدى.
هز رأسه يقول : جيد .
هم كى يغادر لكنه لم يستطع و اقترب يضم فيروز له يطبق على أضلعها داخل أحضانه يردد : سأشتاق لكى حلوتى .
جملته كانت واضحة الترجمة بالنسبة لها فابتسمت مجيبه : و أنت أيضاً ، كن بخير لأجلى ، أرجوووك .
رفع إحدى حاجبيه و ردد : يالكى من ماكره هههههه
أنهى حديثه و يقهقه عالياً ثم قال : سأتحرك مغادرا الأن فلو بقيت لثانيه اخرى سألتهمك بشهيه مفتوحه ، أقسم أن أفعل .
غادر سريعاً و هى الأخرى تحركت مع تلك السيده تعود لنفس الغرفه التى سكنتها مذ جاءت لذاك المكان .
____________ سوما العربي ____________
عادت خالية الوفاض إلى أرضها من جديد ، أرضها ؟! هل هذه هى أرضها أم هناك حيث حبيبها المتخاذل الجبان ؟!
باتت تشعر أنها ارتكبت خطأ كبير حينما حركتها مشاعرها المجنونه المتهورة و ركضت خلفها كالبلهاء باحثه عن شئ ما لم تحدد ماهيته بالضبط.
و ها هى قد عادت من جديد بقلب انشق نصفين نصف مع شخص لم يكن جدير بقلبها جرحت بسببه شقيقتها التى تركت معها النصف الآخر ، شعورها بأنها غدرت بغنوة بسبب حسن يزيد من مقتها و سخطها عليه .
دلفت للبيت تجر حقيبتها جرا ، فتحت الباب لتجد ڤيولا تقف منتصبه فور رؤيتها لها و قالت : حمد لله على سلامتك عزيزتى .. همممم .. هل انتهيتى من سفرة الاحلام ؟
قلبت نغم عيناها بملل و تعب لتقول ڤيولا : و الان عزيزتى اين ما طلبته منكِ
تقدمت نغم للداخل و قالت : لا لم أفعل والدتى الحبيبه.
صرخت ڤيولا عاليا بمجون تهم بالصراخ عليها لكن نغم بادرت بالقول : فلتأجلى صراخك على لما بعد أنا الآن مجهده و أريد النوم .
همت كى تغادر لكن توقفت تسأل : اين ابى ؟ إشتقت إليه .
و قبل ان تجيب ڤيولا ردت هى : نعم نعم تذكرت بالطبع هو كالعاده فى العمل .. ما الجديد ؟ طاب مسائك امى
و بكل برود القت لها قبله فى الهواء ثم ذهبت لغرفتها تاركه ڤيولا خلفها تستشيط غضبا.
و لم تمر دقيقه حتى أتاها الإتصال المترتقب من صوت قاسى نوعا ما يقول دون مقدمات : أين صور زوجتى ؟
تلعثمت ڤيولا فى الحديث لا تعلم بما تجيب : أ.. أهلا وسهلا بك سيد ستيڤ انا انا .
قاطعها ستيڤ بنبره قويه غليظه : سؤالى واضح ڤيولا اين صور زوجتى ، أعتقد أنه يحق لى التقييم ، لأعرف فيما دفعت أموالى .
حاولت ڤيولا الظهور بمظهر القوه تردد : أعتقد لم تدفع إموالك و انت معصوب العينين ولم تشترِ سمك فى المياه ، لقد سبق و أطلعت على صور لها.
ستيڤ : كانت بعمر اصغر من الآن .
ڤيولا : خمس سنوات لن تشكل فارقا .
مررت يديها على جسدها كأنه يراها و قالت : و كما تعلب فالقالب غالب ، و غنوة هى أكثر قربا لى فى الشبه حتى أكثر من نغم التى عاشت عمرها كله معى .
ستيڤ : فلتعرفى ڤيولا ، لن انتظر كثيرا ، لست بذلك الحلم و الصبر ابدا لكن ؛ لأجل غنوة فقط فعلت ، لكن لن استطيع الاستمرار طويلا ، فأنا احترق شوقاً لرؤيتها ، و تعلمين كذلك علم اليقين اننى لست بحاجه إلى مساعدتك العظيمه و لكنى أفضل تمهيد الأمر لها كما قلتى لا أن اقتحم حياتها هكذا لذا ؛ إن لم تفعلى شيئا و سريعاً سأتدخل أنا و لا تنسى هناك قسط جديد من القرض وجب تسديده خلال ايام قلال ، لذا و جب عليكى التعجيل من إجلك لا من أجلى فقصتى معها أمر مفروغ منه ، غنوة لي و ليست لأحد سواى و لا حتى لنفسها ، مفهوم ؟
ثم أغلق الهاتف فى وجهها دون أن يترك لها فرصه للرد فارتمت على الأريكة الموجودة خلفها لا تعلم ماذا تفعل فهى على علم بما يستطيع فعله .
______________ سوما العربي ______________
مازالت تقف أمامه متسعة العين و قد توقف عقلها الذى بدأ يوبخها الآن على ما فعلت .
اين كان عقلها حين وافقت على فكرة الزواج العرفى من البداية بل و التوقيع أيضا و إستأمانه على العقدين.
كانت تظن أنها هكذا تشعره باستجابتها و أنها ذائبه فيه كذوبان قطعة سكر فى كوب شاى أسود و لا تريد شئ منه تعشقه بحق ، و أن الزواج العرفى سيجعلها قريبه منه فى أوقات كثيرة و ربما فلحت مره فى تنفيذ ما تريد.
تراه ليس بزواج من الأساس و هو بالتأكيد لن يبادر بإشهاره ، لينقلب السحر على الساحر .
و ورقتى الزواج العرفى الذان ظنتهما شئ سيرغب بشده فى إنكارهما و التملص منهما ليأتى هو و يخالف كل التوقعات فيستخدمهما ضدها لابتزازها و الضغط عليها .
كان لا يزال يقف مقابلها ينظر لها بتحدى سافر فقطع كل ذلك الصمت صوت أشجان التى تحدثت عبر مكبر الصوت : انتى يا بت .. واقفه كده ليه ، يالا خلينا نروح .
التفت غنوة و غمزت لها بعينها ان تصمت .
فهمت أشجان بنباهتها الا محدودة على الفور و تركت مكبر الصوت ثم هبطت من على السيارة بخفه و رشاقه تترجل على قدميها أمام كاظم الذى استقبلها يلوح لها بيديه : براحه على الأرض عشان مش بتاعتنا .
4
نظرت له أشجان شذرا ثم قالت : إتهد يا راجل انت ،أنت ما فكش زقه .
كاظم : أنا ؟! ده انا قلبى حديد .
أشجان : ربنا يسامحك على الكدبه دى .. أوعى من سكتى .. أوعى .
تخطه سريعا تقف لجوار غنوة تهمس لها : إيه يا بت.. بقا انا لامه اللمه و مأجره العربيه و جيالك و انتى واقفه متنحه ؟ ما تتحركى يالا الناس واقفه مش فاهمه حاجه .
لتجيب عليها غنوة هامسه : هدى اللعب حبه إبن الصواف بيهددنى بالورق العرفى الى معاه .
اشجان : نهار أمه اسود .
غنوة : ده هيبقى نهار امى أنا إلى أسود .
أشجان : لا كده لازم ناخده على حجرنا ، على الأقل لحد ما الناس الملمومه دى تمشى و نشوف هنعمل فيه إيه
غنوة : بالظبط .
أشجان : طب يالا ، خشى عليه .
التفت غنوة تحمحم مجلية صوتها ثم قالت لهارون : أحممم... على فكره آخر حاجه كنت أتوقعها منها و بتقول إنك هتعودنى ، كنت عارفه ، كنت متأكده ، كل ده كلام ، هو الكلام سهل انا عارفه .
أبتسم هارون و قال : مش محتاجه تعملى كل ده خالص ، انا عندي استعداد تاخدينى على حجرك و أنا زى الأهطل كده عادى
6
أٌحرجت كثيرا ، هندمت ملابسها تهمس لأشجان : أحمم أحمم ، شكله سمعنا .
ضحك هارون و قال لأشجان : يالا زى الشاطره كده زى ما لامتيهم اسرفيهم .
أشجان : عينى يا اخويا حاضر.
2
نظر لها هارون و قال مستنكرا : من أمتى الطاعه دى.
أبتسمت له أشجان تقول بسماجه : ده نظام لو ليك حاجه عند الكلب
هارون مكملا : قوله يا سيدى.
أشجان : بالظبط يا سيدى .
بعد عشر دقائق
كانوا يجلسون داخل البيت بعدما أصرت أشجان على مرافقة غنوة ورحب كاظم بذلك .
غنوة : أظن إننا نتفق.
هارون : على ايه
أشجان : هو ايه اللي على ايه ، عايزين الورقتين الى معاك.
هارون : ليه ؟
غنوة : هو ايه اللي ليه انت هتعلب.
هارون : أنتى الى بدأتى اللعب يا حياتى.
أشجان : ده انا اللي هنهيلك حياتك بإيدى إن شاء الله.
هارون : أنا مش فاضى رايح شغلى.. لما ارجع نبقى نكمل كلامنا .
وقف سريعاً يغادر لتقف أشجان لجوار غنوة مردده : هنعمل ايه .
غنوة : إصبرى هقولك .
وقف كاظم من مقعده يتمسح بها مرددا : بس.. بس .
صرخت أشج فى وجهه : إيه عايز إيه.
كاظم : ما براحه يا غزال .. انتى تملى طلقك حامى كده .
أشجان : أه .
كاظم : و هو ده اللي عاجبنى فيكى... حرشه .
أشجان بنزق : بقولك ايه أنا دماغى هابه منى و مش طالبه ، قول عايز ايه و خلصنى .
كاظم : عايزك تخلى عينك عليا عشان هبقى حبيبك الفتره الجايه.
4
نظرت له أشجان من أسفله لأعلاه ثم قالت : بس يا راجل يا ابو ركب بايشه.
هارون : بس لذيذ .. و ربنا لذيذ
نظرت لغنوة تقول بنفاذ صبر: قدامى نشزف زفت اوضه نقعد فيها لحد ما تبان لها آخر.
فى ساعه متاخره من الليل
تسللت كل من أشجان و غنوة إلى مكتب هارون بالطابق الأرضي و بسرعه و خفه بدأت كل واحدة بالبحث فى إتجاه.
ليضاء النور فاجئه ويظهر هارون يهاتفه يسجل فيديو لتلك اللحظه و هو يردد : أضحكى يا حبيبتي عشان الصوره تطلع حلوه.
الصدمه تمكنت من كل أطرافها سواء أن هى او أشجان التى أخذت تردد بصوت كله نحيب و عويل : يانهار مدوحس.. غفلنا إبن آل "***.
كادت أن تخرج من فمها الطاهر ، انبل أنواع السباب و الطفه و لم يمنعها سوى صوته الصارم حين ردد: كملى خلى يومك يسود أكتر و أكتر .
1
التزمت الصمت تماما على الأقل حالياً تقف و هى تضم كتفيها كالتلميذ المذنب كذلك غنوة التى فكرت فى الإنحناء حتى تسكن الريح .
فغنوة ربيبة أشجان و لا تفرق هذه عن تلك كثيرا فى الصفات سوى أن غنوة متعلمه و حرباء تستطيع التلون بأى لون على عكس أشجان فهى عصبيه جدا و كما يلقبها أهالى الحى " تروبش ''
لكن المكر واحد و التفكير واحد و إن وجد فرق فهو رد الفعل .. لكن على ما يبدو أنهما قد اتفقا دون حديث على نفس رد الفعل و التزمت كل منهما الصمت .
نظر لهما هارون و قال : إيه ده إيه ده إيه ده... أنا مش مصدق عينى.. مالكوا ساكتين كده إيه الادب ده يا حلوين.
ردت غنوة بكل تهذيب و أدب بل و طواعية أيضا و هى لم تحد بعيناها عن ارضيه الغرفه المصقله ب "الباركيه" تردد بخنوع تام : و هى العين تعلى عن الحاجب بردو يا سى هارون.
چلچت ضحكه عاليه من القلب خرجت من هارون و هو يردد بذهول : الله ... حلو ده.. عجبتنى أوى سى هارون دى منك .. لأ و جديده.. حرشه صحيح على رأى كاظم... بجد فرحت من قلبى.
لتجيب رغماً عنها بغيظ و غل : قلب أبويا... اللى هخلعه منك بأمر الله.
هارون بحاجبان يتراقصان : ما خلعتيه و الى كان كان .
أنهى حديثه بغمزه عابثه أثارت غيظها و عصبيتها أكثر و أكثر و تداعى معها كل ثباتها الذى حرصت عليه من البدايه.
همت لفتح فمها ترد له القول بأقذر ما التقطته أذنها من شباب الحى لكن لكزتها أشجان فى جانبها سريعاً تذكرها بضعف موقفهم و إصبعهم الذى اصبح بين أنيابه.
ليردد هارون : الله... بجد بجد منظروكوا يشرح القلب .. انا بجد بجد نفسي تشوفوا نفسكوا عاملين أزاى قدامى دلوقتي هموت بجد و يحصل كده.
أشجان : من ناحية الموت ما تقلقش هيحصل و عن قريب و يبقى لى أنا الشرف ده.
هارون : أشجاااان.. شيجو .. لأ لأ ماحبتهاش منك ابدا .. عايزه تقتلينى .. طب بذمتك أنا لما اتقتل مين يضايقك و يعصبك .
أشجان : شيجو مين يا بن آل.
هارون : بنت.. عييييب.. عيب.. أنا من ساعة ما شوفتك و أنا عايزة استفتسر ليه ست زيك يبقى لسانها زفر كده.
أشجان : عشان تعرف تعامل ال ...
هارون: بننت عييب.. قولت عيب.. و بعدين أنا من ساعة ما عرفت الحقيقة و أنا عايز أقولك على حاجه.. دلوقتي طول ما أنا عايش و رايح جاى قدامك أنتى عايزه تقتلينى.. يعني عندك تارجت.. فى هدف عايشه عشانه .. لو انا موت تعيشى تعملى إيه ؟! شوفتى أنا قلبى عليكى إزاى و انتى الى وحشه و عايزه تخلصى منى .
رددت أشجان بنفور : أيه ياض السكر ده يخربيت دم اهلك.. سمج.
نظرت لغنوة و قالت : سبحان الله .. أصل القبول ده هبه من الرحمن بردو.
هارون : بمناسبة القبول صحيح و بمناسبه لحظة الخضوع و الأدب الى مش بتتكرر معاكى كتير يا شيجو فكرتينى بحاجة مهمه.
أشجان : ايه انت هتسوق فيها... شيجو شيجو... هتصاحبنى و لا ايه يا ابن آل..
بطرت حديثها مرتده عن ما كادت تقوله ليقهقه عالياً ثم يقول : لأ مش هصاحبك و لا حاجة أنا أن جيتى للحق مش طايق أبص فى وشك.
أشجان : من القلب للقلب يا حبيب والديك.
هارون : بس ده لا يمنع الى بفكر فيه.. أصل كاظومه.. عمى.. كان واخد على خاطره منى فتره و أنا قررت ادلعه.
استقام من جلسته يفتح الهاتف و يتصل بعمه و لم يقل سوى بضع كلمات : أنزل لى تحت المكتب محضرلك مفاجأه حلوه.
أنهى المكالمه لتقول غنوة : بقولك ايه يا ابن الصواف خلص و قول اخرة الليله دى إيه.
دار هارون من حولها و هو يردد باسى مصطنع : تؤ تؤ تؤ ، ماحبتهاش منك خالص يا غنوتى فى بنوته حلوه و رقيقه و بعيون دباحه زيك كده تكلم جوزها بالطريقة دى
انتهى بحديثه و هو بالفعل ينظر لها و لعيونها بإفتنان يضع يده أسفل ذقنها.
لكنها نفضت يده من عليها و قالت بصوت مكظوم الغيظ من بين أسنانها : أنا مش مراتك و مش غنوة حد قولت لك ألف مره قبل كده.
سحب هارون نفس عميق ثم قال بثبات : خليها الف ميه و واحد ياحبيبتي.. خلى بالك أنا مطول بالى عليكى لآخر لحظه و مراعى إلى فيه و إلى انتى عشتيه و الى خلاكى واصله لمرحلة قتل شخص و انتى أصلا تخافى تحضرى دبح خروف العيد.
ليصدح صوت أشجان المتذمر : ماتخلصنا ياض أنت ، هنفضل متذنبين كده كتير قدامك.
هارون : لأ صوتك بدأ يعلى.. صوتك بدأ يعلى و أنا كده هبدأ أزعل.. يرضيكى هارون يزعل؟
أشجان : ما نتفلق يا أخى .
هارون : أنا شوفت كتير و قليل لكن فى بجاحتك ما شوفتش.
أشجان : لا ما تقولش على نفسك كده و أنا أروح فيك فين.
نظر إلى غنوة و قال بينما يشير على أشجان: لأ اصيله.. ما إحنا بردو بينا عشره و مستشفيات
سكت قليلا ثم أكمل بغل : و فراخ شامورت.
3
أشجان : أهى غليت على حظك الدكر و من يومها و إحنا مقضينها سمك مقلى.
2
صمتت هى الأخرى لثوانى ثم أكملت بنزق : خلينا واقفين منذنبين على كعابنا لحد ما أبو ركب بايشه يحرك العضمتين و ينزل.
هارون : لأ لأ ما تقوليش كده ده احنا عيله ما قولكيش يعمى ساعه السفاله و قلة الأدب الصحة فجأة بتبقى حديد.. اراهنك ثانيه كمان و هتلاقى كاظم جه.
ليطل وجه من خلف الباب فى التو يردد بعبث : مين بينده .
فأشار عليه هارون مرددا : شوفتي مش قولت لك.. عمى و أنا حافظه يبان عجوز بس نينجا .
3
اقترب هارون سريعاً و عينه لم تحد عن فاتنة مصر القديمه يردد و هو بشيح بيداه بجنون : يالهوى يالهوى يالهوى.. ده حلم ده و لا علم يا واد يا هارون.
1
هارون : علم يا عمى علم.
كاظم : هى مالها واقفه و مؤدبه كده .
هارون : ممكن إخليها تبوسك دلوقتي.
5
كاظم : حقيقى.. أنت ولد بار.
1
أشجان : ما تخلص أنت و هو ، هو إحنا هنفضل متذنبين كده كتير ، جرى اييييه.. انت سوقت فيها أوى .
قفز كاظم كطفل صغير يهلل بسعاده : الله.. حرشه..ولا بقولك ايه.. ما تستغل أنها ف وضع السكون ده و تجوزهالى.
أشجان : تتجوز مين يا راجل يا كهنه.
هارون : لأ لأ لأ.. ما حبيتهاش.. ما عجبتنيش.. كلميه كويس.
زجرته أشجان بعينها و هارون يبادلها بتحدى و حاجب مرفوع لتجد نفسها مرغمه على ذلك فقالت من بين أسنانها: حقك عليا يا سى كاظم
هارون : مش حلوه.. ماعجبتنيش.
لكن كاظم قفز فرحا يردد بجنون : لا لأ عجبتنى أنا.. حلوه اوي.. انا طول عمرى نفسى أبقى كمال.
رفعت أشجان حاجبها الأيسر و قالت : كمال ؟!!
1
كاظم : أيوه... و انتى روقه .
1
نظرت أشجان لهارون و قالت : عمك لسع.
صرخت غنوة بجنون : بااااااااااس .
صمت الكل فجأة لتقول بصوت حاد : ايييه.. واقفه فى مورستان .
التفت إلى أشجان تردد : إيه يا أشجان نسيتى إلى إحنا فيه.
ثم التفت إلى هارون تقول بغضب و نفاذ صبر : و أنت يا الصواف.. يا ريت لو خلصت حبت التهريج و شغل العيال بتاعك ده تنجز و تختصر و تقول عايز ايه .
هارون : عايزك أنتى يا غنوة.
وضحه أربكها و زاد من توترها بينما قالت اشجان : بجح بصحيح.
أقترب منها كاظم يردد بينما يندم ياقة منامته الحريريه : انا اوقح منه.. أصل المنبع واحد .
1
نظرت له أشجان بنفور و قالت : أى و الله صحيح على الأصل دور.
و هارون تركيزه لا يحيد عن غنوة التى جذبها من ذراعها ثم قال : تعالى معايا.
جرها خلفه قصراً رغم تمنعها ، رافضه بصوت عالى و هو لا يبالى.
فى حين بدأ كاظم يقترب من أشجان خطوه بخطوه و كأنها فريسه يخطط للإنقضاض عليها.
و أشجان تعود خطوه بخطوه للخلف و هى تراقب أقترابه منها المثير للقلق مردده بخوف : يا نااس.. يا هاروون.. هارون بيه.. أنت نسيت بنى آدم هنا.. يا نااس.
لكن كاظم مازال يقترب منها و عينه يقفز منها العبث
1
_________ سوما العربي ____________
جلس فى الطائره التى ستقله إلى حيث البلاد الباردة الموجودة بها حبيبته يعود بذاكرته و هو مغمض عينيه للخلف يتذكر لقاءه يذلك الشاب حين عاد إلى بيت الدهبى لأخذ بعض الأغراض قبل السفر و وجده يقف خارج أبواب البيت يطلب الدخول و الحارس يمنعه .
ترجل من سيارته و صفق الباب خلفه بقوه و عنف ثم قال بغضب : أنت إيه الى جايبك لحد هنا يالا.
التف له نظيره يجيب عليه بصوت عالى : أنت ما لكش كلام معايا .. انا جاى أقابل فيروز... أنت مالك أنت.
اصطك ماجد أسنانه و تقدم منه يلكزه فى كتفه بعنف و مهانه بينما يردد : أسمها ما يتنطقش على لسان الى خلفوك يالا... و لما الكلام يبقى على فيروز يبقى مالى و مالى و مالى كمان ... و أحسن لك تاخد بعضك و تمشى من هنا على رجلك.. حظك انى مش فاضى دلوقتي و لا فايق لك ، بس و عهد الله لا أخلص كل الى أنا فيه ده و افوق لك و ساعتها هطلع على جتت أهلك كل الى حصل و الفيديو المتفبرك الى عملته ده قسماً بالله لاعملك واحد زيه بالظبط و مع راجل مش مع ست إيه رأيك بقا.
زوى "على" ما بين حاجبيه و نظر له بغضب مرددا : فيديو ؟! فيديو إيه الى بتتكلم عنه ده .. ااااه.. ده أكيد حوار أنت عامله عشان تبعدها عنى مش كده ؟
جاوب ماجد من بين أسنانه : لأ ده انت وسخ أوى.. و عايز تاخد فوق دماغك يمكن تتعدل.. هى حصلت كمان هتعمل العامله و عايز تقيفها على مقاس غيرك .
على : عاملة إيه أنا مش فاهم منك حاجه .. أنت أصلا شكلك بتحور لو فى حاجه كنت هتقول على طول و تيجى دوغرى.
فرد ماجد صدره و صلب ظهره يردد بقوه : أوى أوى.. عايزنى أجيلك دوغرى ؟ أجيلك يا حلو.
و على حين فاجأه باغته بلكمه قويه فى وجهه لم يحدد موضعها تأوه إثرها على بقوه و ما لبس أن قبض ماجد على تلابيب قميصه يهزه للأمام و للخلف فيما يردد : الفيديو القذر الى عملته لها يا قذر عشان تهددها بيه و مبكسل وشك فيه عشان ما تبانش بروح أمك.
1
بكل قوه و غضب نفض على يد ماجد من عليه يردد : أنت بتهلفط تقول إيه.. أنا مستحيل أعمل كده .
ماجد : قالوا للحرامى إحلف .
على: براحتك لو مش عايز تصدق مش مهم ، المهم عندى فيروز ، بس انا فعلا ما عملتش كده ، إفهم يا بنى آدم أنا بحبها و عايز اتجوزها مافيش واحد بيعمل فيديو للبنت إلى ناوى أنها تشيل إسمه مهما وصل الخلاف ما بينهم و مهما حبيت أربطها بيا او أضغط عليها .
تراجع ماجد خطوتين للخلف يستوعب ثم نظر له بتقييم و قال : أمال مين الى عمل كده ؟!
رد عليه على بغضب و حسم: ما أعرفش بس مش هسكت على إلى حصل ده و الى عمل كده هجيبه بلبوص و ساعتها مش هرحمه و هخليه يندم على اليوم ال......
قطع حديثه حين لاحظ إختفاء ماجد من أمامه و قد تعدى أسوار بوابة بيت الدهبى العاليه تاركه يحدث نفسه كالمجاذيب .
و دلف ماجد للداخل يصرخ بإسم فريال عاليا و قد تحكم فيه الغضب.
أستمع لصوت خطواتها تتهادى على درج السلم تهبط و هى تتبختر فى زهو مردده : حبيب ماما.. أخيرة عرفت أن مالكش غيرى و انك من غيرى و لا حاجة.
اقترب منها ماجد يردد بفحيح : انتى الى من غيرى مش هيبقى ليكى وجود.. أنا بكلمه منى انفى وجودك جوا العيله دى كلها .
نظرت له متفاجئه من تهوره ثم قالت: إيه ؟ بنت الخدامه لحست مخك خلاص.. مستعد تضحى بكل الثروه و النفوذ و الجاه عشانها .
أبتسم لها بإتساع بينما يهز رأسه إيجاباً و يردد : لحسته خالص و أكلت بيه حلاوه و بقيت لعبه فى إيدها كمان و لو قالت لى إخلص منك هعمل كده يا فريولا .. الوضع اسوء مما تتخيلى .
كانت تستمع لما يقوله و عيناها تتسع بصدمه ليقترب من أذنها و يردد بصوت متشفى ليزيد من قهرها : أنتى صعبانه عليا أوى يا فريال ، زمان حتة الخدامه دى خطفت قلب و عقل جوزك و جت بنتها دلوقتي أخدت الكتكوت الى ربتيه و بقى فرخه بتبيض بيض دهب بس مالحقتيش يا حرام تاخدى منه كتير أصل بنت الخدامه خلاص بقت متحكمه فيه.
نظرت له فريال تحاول التحلى بالتماسك و القوه و قالت له : و مش مكسوف و انت بتقول على نفسك كده.
ماجد ببرود : تؤ... أنا من زمان كان طموحى أبقى أراجوز أصلا.. إلعبى غيرها.
1
هم ليتركها و يغادر لكن عاد لها و قال : و أه.. بالنسبة الفيديو اللطيف إلى عملتيه.. عايزك تجهزى بيبى دول شيك عشان هتظهرى فى واحد زيه قريب .
شهقت بخوف و هلع ليهز رأسه مؤكداً و يكمل ببرود : انا همى شكلك و برستيجك ، أصل ما ينفعش تطلى على الناس بحاجه مش سينيين ، وان بيس يا فريال و أوعدك مش كتير هيتفرجوا على الفيديو ، لسه جوايا جتة أصل ، تربيتك بردو.
عاد من شروده و هو يشعر بإهتزاز الطائره نتيجة إحتكاكها بالأرض ليتنهد بتعب لا يعلم من اين يلاحق على كل تلك المشاكل و لا تلك الجميله التى اينما ذهبت ظهر لها معجبين ، فلم يكد ينتهى من ذلك العلى حتى ظهر المدعو فلاديمير و على ما يبدو أن الأمر معه لن يمر مرور الكرام.
___________ سوما العربي ___________
بقصر فلاديمير ليلا.
كاد الليل أن ينجلى و هى غارقه فى ثبات عميق منذ ساعات طويله بينما فلاديمير قد عاد لتوه من الخارج يترنح يمينا و يسارا و على ما يبدو قد حجب عقوله نتيجة إسرافه فى الخمر الليله.
يسير و هو يدندن لحن عربى قد دار بالصدفه فى المكان ليعجب به فقد ذكره بحبيبته العربيه النائمه فى قصره ليصر على إعادة غناءه عشرات المرات حتى انقضى الليل و قرر العوده الى قصره .
فلما يفكر بها فقط بينما هى الآن فى احد أسرة بيته و يمكنه الظفر بها بدلا من جلسات الغرام هذه التى لا تليق بشخص مثله.
و على الفور عاد للقصر و هو يدندن نفس اللحن يسير بتعثر ثم من بعدها يصعد الدرج حتى وصل لغرفتها .
فتح الباب بتخبط يقترب منها بخطوات مترنحه حتى وصل إلى فراشها يمد يده يكشف عن ساقها ثم يمرر يداه من أسفله لأعلاه و قد جن جنونه لرؤية جمالها المخفى هذا و الذى تخفيه عن أعين الجميع تحت ملابسها.
1
انتفضت من نومها بخوف و هى تشعر بيد أحدهم تسبيح حرمة جسدها و قد تمكن منها الهلع و قد أبصرت ذلك البغيض أمامها يفترسها بعينيه فتصرخ به : إنت بتعمل ايه.. إبعد عنى.
ليردد بمجون : اه حبيبتى كنت اتوقع ذلك جسد رائع و بشره غضه ، كم أنتى جميله ، تصيبيننى بالجنون... هيا أقتربى منى حلوتى ، دعينى اتذوقك و أتنفس أنفاسك.
لك تفهم كل حديثه الذى قاله بلكنته الإنجليزية أثناء سُكره لكن المراد واضح للأعمى
ف حاولت الثبات و أن تلجأ لعقلها كما فعلت منذ أن جاءت لهنا كى تستطع كسب بعض الوقت فقالت بصوت مرتعش مهزوز : فلاديمير حبيبى مش قولت إننا هنتجوز ؟ و لا رجعت فى وعدك ليا ؟
جاوبها بصوت فقد كل اتزانه و تمكنت منه شهوته : نعم حبيبتي نعم ساتزوج و أنجب منكِ سبعة أطفال و لكن دعينى استمتع بكِ الان فأنا أريدك بجنون و هذا لا يمنع ذاك .
على ما يبدو أن حيلتها لن تفلح فى كل المرات ، فذلك المتمثل أمامها الآن ليس بوعيه مطلقاً و عيناه مظلمه برغبه جامحه .
حاولت القفز و الركض بعيداً عنه لكنه أسرع يغلق باب الغرفه و يوصده بالمتاح ثم فتح أحضانه لها قائلا : أنا لكِ و انتى لى الليله صغيرتى ، تعالى إلى أحضانى كى أنهل منكِ .
صرخت فى وجهه : إبعد عنى... إبعد عناااى.
على باب القصر وصل الرجال بماجد و دلفوا به للداخل فورا و تو وصوله إستمع لصوت صرخة حبيبته تستنجد من أحدهم فهرول بكل قوه يتتبع الصوت غير مبالى بإعتراض الرجال المرافقه له و لا محاولتهم اللحاق به .
1
___________ سوما العربي __________
سار بها حيث الحديقه و ترك يدها التى جرها منها مرغمه إلى أن وصل لهنا فترك يدها و قال : ممكن نقعد نتكلم زى أى اتنين كبار و عاقلين لو سمحتى ؟
كتفت ذراعيها حول صدرها ثم قالت : أول حاجة تدينى قلب أبويا الأول و بعدين نتكلم ، تانى حاجة أنا مافيش كلام بينى وبين واحد زيك.
صك أسنانه بغضب ثم قال بفراغ صبر : يا مثبت العقل و الدين يا رب ، هو فى كده يا بنت الناس ده انا لو بكلم عيله فى إعدادى هيكون الحوار بينا منطقى أكتر ، أديكى قلب أبوكى و أعيش انا بأيه و ابقى ساعتها أجى أكمل كلام معاكى أزاى ؟
غنوة : مش قصتى انت قارفنا بعيشتك ليه ، و بعدين قولت لك قبل كده إنت مش هتغلب ، شوف لك قلب حد تانى مانت عندك فلوس إكوام إكوام.
هاورن : يا ستار يعنى جايه تاخدى قلبى و كمان بتقرى عليا.
غنوة : حيلك حيلك .. انت صدقت نفسك و لا ايه. ده قلب أبويا أنا.. و أنا عايزاه دلوقتي.
فتح لها أحضانه يقول لها بعبث و تلاعب : تعالى خديه.. تعالى ده انا حتى زى جوزك و مش هتاخدى فيا ست أشهر.
صكت أسنانها بغيظ ثم قالت : يا أخى أفهم ، انت مش جوزى ، و أنا مش بهزر هنا عشان شكلك واخدها على سبيل الدعابه انا مش هسكت غير لما أخد قلب أبويا و أدفنه مع جثته فى نفس القبر عشان يرتاح فى مومته .
هارون : طب و أنا ؟!
غنوة : يا سيدى نشوفلك أى قلب و لا أقولك بيقولوا دلوقتي فى تقنية زراعة أعضاء خنازير ، حلوه دى و مناسبه ليك .
1
هارون : هى حصلت ، خنزير يا بنت....
2
لجم لسانه هلى طول الفور من سبها و أكمل : طيب .. خلينى معاكى للأخر .. و انتى متضايقه عشان الى حصل مع أبوكى.. حقك و أنا حاسس بيكى ، بس قوليلى أنا مالى ، ذنبى ايه ، أنا واحد كنت بين الحياة والموت و نايم على سرير المستشفى مش واعى أصلاً و الدكاتره هما الى اتصرفوا روحى انتقمى من الدكتور الى عمل كده مش منى.
غنوة بغضب و غل : و تفتكر انا ما فكرتش فى كده ، بس على ما قدرت أعرف هو مين بالظبط كان هو مات ، و سبحان الله مات بالقلب ، ف مش فاضل قدامى غيرك أفش غلى فيه ، ثم إن مين جاب سيرة إنتقام انتقم منك بتاع إيه أنا كل الى عايزاه قلب أبويا ماليش دعوه بيك تتعذب او تتهنى الله معك بس أخد قلب أبويا.
هارون : طب و دى اقولها ايه دلوقتي ...
أخذ نفس عميق ثم قال : بصى يا غنوة أنا....
قطع حديثه صوت الحارس يقول : عدم الامؤاخذه يا بيه .
هارون : فى ايه يا يا عم كرم ؟
العم كرم : فى جدع برا طالب يقابل الست غنوة ضرورى.
+
هارون و قد أندلعت داخله الغيره : نعم ؟! جدع مين ده ؟؟!
تقدم يسبقها ليرى من ذا الذي سولت له نفسه أن يأتى إليها فى بيته و يطلب لقياها.
و هى كانت خلفه تسير متخبطه و بالفعل تسأل من سيأتى لها ببيت هاون ؟!
وصلا إلى البوابه الحديدية الضخمة التي تفصل بين الشارع العمومى و بين فيلا آل الصواف العتيقة لتتسع أعين غنوة الجميله بزهول و هى تبصر أمامها حسن.
كيف و لما جائها هنا و من اين عرف انها هنا تحديدا.
أما هارون فقد اشتغلت به نيران الغيره ... تعصف به خصوصا و هو يرى ذلك الوسيم يقف أمامه عينه على امرأته و ينتظرها .
على ما يبدو أن أحدهم على وشك ارتكاب جريمه .
ما أن اوشكا على الاقتراب منه حتى تقدم حسن يردد : غنوة انا كنت ..
لكن قاطعه هاورن و هن يقبض على تلابيبه مرددا : أنت أتجننت و لا مش باقى على عمرك ؟ هى حصلت تجيلها لحد هنا .. ده انا هشرب من دمك.
بقوه و غضب مفض حسن يد هارون من عليه و قال : لم نفسك و اتكلم على أدك .
حاولت غنوة التدخل مردده : بس يا هاروم سيبه عيب كده .
نظر لها هارون بغيظ و حديثها لم يثنيه عن ما يريد بل زاد من حدة عضبه و غيظه يردد من بين أنيابه : انتى تسكنى خالص .. ليكى روقه .. بتدافعى عنه .. طب اصبرى بقا عليا
حسن : و لا انت عويل يالا و لا تقدر تعمل حاجه.
و هارون لم يكن ينقصه كلمات حسن المتحديه له ف بالأساس غيرته نار تحركه .
كور قبضة يده كى يسلم بها على وجه حسن الوسيم لكن صرخة غنوة : خلااااص.. كفايه يا هارون.. إيه هتضرب واحد في بيتك.
ذكيه .. بل مذهله... تستطيع اللعب و استغلال الظروف ملتفه الى أدق التفاصيل.
ف بالفعل كلمتها تلك كانت كفيله لأن يتراجع هارون عن لكم حسن الذى قال بغضب أكبر : مستنى ايه ما تضرب.
زجرته غنوة مردده بصوت يابس : جرى إيه يا حسن أنت عايزها مجزره هنا و لا ايه.
لكن و رغم خلو صوتها من اى نعومه او ميوعه لكن كل ذلك لم يرضى ذاك المتملك الغيور و نظر لها بغضب يردد من بين أسنانه : لا أتقصعى شويه كمان كده مش كفايه .. وايه يا حسن دى .. بتطقى إسمه ليه من الأساس .
لم تكن لتصدق ما تراه عيناها او تسمعه و لأى درجه قد وصل هو .
لكن حسن لم يسمح بهذه الفرصه او يعطيهم المساحه بل قطع عليهما كل ذلك حين ردد : غنوة .. أنا عايزك فى موضوع مهم.
تبا له .. الا يتعلم او حتى يتعظ .. لما يشعل ثورات ذلك البركان و هو بالأساس على وشك الانفجار و بجملته تلك فجره .
فنسى هارون أى شىء و كل شئ و انقض عليه كى يبرحع ضربا : غنوة ؟! غنوة ؟! إسمها ما يتنطقش تانى على لسانك انت سامع.
لكن حسن لا يقل عنه قوه و لياقه و تفادى الكثير من ضرباته و سدد له البعض فى مشاداه تحولت إلى شجار عنيف حاولت غنوة بإستماته فصله .
و هارون مازال يردد : غنوة و عايزك فى موضوع .. الأتنين فى نفس الجمله ؟ ده انت واخد حبوب شجاعه بقا.
جذبت غنوة هارون لعندها بأعجوبه و قالت : بسسسسسس.
كان هارون يتنفس بسرعه و غضب و هى تقول لحسن : قولى كنت عايز ايه و إيه جابك لهنا .
حسن : مش قبل ما اربيه و أعلمه الأدب .
تقدم هارون كى يلكمه مجددا: تربى مين ياض .. تربى مين ده انا..
قاطعته غنوة تحاول إنهاء تلك المهزله : قول يا حسن كنت ايه؟
تذكر حسن مهمته الأولى و الاهم من العراك مع ذاك التافه جدا من وجهة نظره فلمعت عيناه و هو ينظر لغنوة ثم قال : عايز عنوان بيت نغم .
بدأ هارون يستغرب نوعاً ما .. و غنوة صدمت لثوانى ثم تحدثت : ما أنت عارف.. دى رجعت ألمانيا .
تراقص الدمع في اعينه و قال بينما ينظر أرضا محاولا إخفاءه و إخفاء ضعفه المفضوح أمامهما : هسافر لها... هروح وراها إن شالله اروح الصين .. مش هسيبها يا غنوة... أنا.. أنا بحبها.. من يوم ما مشيت و أنا مش أنا.
نظرت له غنوة بضيق و غيرة ثم قالت : انت تعرف إن أنا مش طيقاك.
9
كام لا يزال ينظر أرضا لا يقوى على رفع عيناه بها خصوصاً بعد كلماتها تلك لكنه رد عليها : عارف ... عارف إن نغم سافرت بسببى .
ردت عليه غنوة بضيق شديد : لولاك و لولا موقفك السلبى معاها و شخصيتك الضعيفه كان زمانها معايا دلوقتي .
حسن : عندك حق.. أنا غلطان و غلط كبير كمان .. بس صدقيني ناويت اصلحه .. أنا كلمت حد من صحابى يشوف لى فيزا و هبيع الى ورايا و الى قدامى و أسافر لها يمكن ده يعفر لى عندها شئ من الى عملته.
تراجع هارون عن غضبه و غيظه فى ظل كل ما سمعه للتو .. فقد اضحى من ظنه عدو ما هو إلا زميل .. كلهم واحد فى كار العشق .
حنى صوته قليلا و وجه حديثه لحسن : ولا... مش محتاج اى مساعده ؟ انا أعرف حد ممكن يخلص لك كل ح بسرعه.
لكن حسن سيظل حسن حيث رد عليه قائلا : كفى نفسك .
زم هارون شفتيه يحاول كظم غيظه ثم قال له : تصدق أنى غلطان و ابن كلب عشان فكرت أساعدك.
أوقفته غنوة بعدما بحثت فى هاتفها مطولا ثم قالت : أهو.. ده العنوان.
دونه حسن على هاتفه ثم قال لها : شكرا.
نظرت له غنوة بعدم تقبل ثم قالت : لو مش أد الخطوه دى الله يخليك بلاش تاخدها .. نغم مش ناقصه.
حسن و بعيناه إصرار شديد : مش هسيبها.. مهما يحصل يا غنوة .. نغم ليا أنا و بس .
هم كى ينصرف لكنها استوقفته مردده : أنت عرفت مكانى منين ؟
حسن : أهل الحارة كلهم تقريبا مالهمش سيره غيرك... سلام.
غادر سريعاً و غنوة تردد : يا مصيبتك يا غنوة اتفضحتى ... عم صالح اتفضح وسط الحته كلها.
ألتفت لهارون كى تلقى على عاتقه كل التهم لكنها وجدته متيبس الوجه مظهره مخيف.
ثم قال بهدوء : ممكن افهم بقا فى ايه ؟
غنوة : زى ما سمعت..
هارون : قولت انطقى.
غنوة : انت كمان هتعلى صوتك عليا مش كفايه الى عملته ... أنت ازاى يا بنى انت تعلم كده .
جذبها هارون من مرفقها و سار بها للداخل يردد : لااا ..ده انتى يظهر كده الادب مش نافع معاكى.. اتقضلى معايا بقا
كان يجرها خلفه و هى تتحرك بخطوات واسعه كى تجارى خطوات قدميه الواسعه رغما عنها حتى دلفا للداخل حيث كان كاظم يجلس مقابل أشجان.
و كانت الصدمه من حليف غنوة و حتى هارون حين وجد أشجان تجلس بجواره أرضا و هو يتحدث لها ز بيده صورة لشخص يحكى تقريباً لها قصته .
أشجان : لأ لأ يا اخويا لأ.. كفايه حاكم إن أنا دمعتى قريبه و مش بتحمل .. قطعت قلبى.
همست غنوة لهارون بذهول : هو فى ايه ؟
رد عليها هارون كذباً : ما أعرفش.. و مش مهم اعرف دلوقتي.. خلينا فيكى انتى يا هانم.. قدامى على فوق.
دفعها للأمام أكثر من مره يوجهها حيث غرفته الواسعه .
دفشها برفق للداخل ثم دلف هو الآخر و أغلق الباب من خلفه.
تراجعت خطوات للخلف تراه و هو يغلق الباب فتقول: إيه ؟ فى ايه ؟ أنت بتقفل الباب كده ليه ؟
كانت تتراجع للخلف بينما هو يتقدم منها بخطوات بطيئة مثيره حتى اقترب منها و بات كل منهما يتنفس انفاس الآخر .
أبتسم بإنتشاء و هو يشعر بتذبذب و توتر جسدها مما يدلل على تأثرها به .. بل تأثر شديد و ليس بعادى .
زاد من ضغطه عليها حين اقترب منها يلامس وجنتها اليسرى بشفتيه يمررهما عليها حتى وصل لأذنها ببطئ و إثاره ثم همس لها بنبره ساخنه : وحشتينى... إيه.. ما بتفهميش ؟ طب بلاش ، ما بتحسيش ؟
تلك اللحظات الفاصلة طوال طريق شفتيه من وجنتها لأذنها كانت كفيله لإذابة كل الجليد الذي حاولت التحفظ عليه ليكون سلاح رداع ضده و ضدها إذا لزم الأمر .
ذابت بين يديه و هو يشعر بإنصهارها الذى أثلج قلبه و أكد له كل ظنونه .
ضمها له و هو يردد : ليه بتبعدى و أنا عايز نقرب.. قولى ايه يريحك و أنا أعمله .
استمر فى همسه المثير بينما يده امتدت تفكك حجابها و يكمل : بس قولى أى حاجة ماتفرفنيش عنك .
ابتعد عنها ينظر لها نظره كامله بعدما حرر خصلاتها الغزيره يردد بوله : أنا مش هايب الموت .
كوب وجهها بين كفيه و أردف : و كنت يومياً بتعرض للقتل و لا مره فكرت أعين حراس .
أخذ نفس عميق و حرر وجهها يمد ذراعيه يضمها كلها لأحضانه و هو يهمس لجوار أذنها : بس دلوقتي غير.. كل حاجه فرقت لما دخلتى حياتى .
زاد من ضغط ذراعيه يضمها له و كأنه يطبعها على جسده يسحق عظامها : أنا عايز احافظ على حياتى على أد ما أقدر ،عايز اعيش كتير اوى ، عمر طويل .. عشان أعيشه معاكى .
كانت تتحرك طواعية بين ذاعيه يقلبها كيفما يريد و جسدها ينصاع لمالكه منفذاً.
إعلان غير مصرح لكنه الأقوى من نوعه .. لن يفيد ما سيردده اللسان منكراً .
هارون مالكها و مليكها و هى فقط تكابر .
أبتسم بخفه لشعوره بكل هذا و اقترب منها يقبلها و هو يبدأ فى فك أزرار قميصها و تتسللت يداه تدريجياً إلى مقدمة عنقها ثم إلى مقدمة نهديها.
1
___________ سوما العربي _____________
قبل قليل
كان كاظم يقترب من أشجان رويداً رويداً و هى تردد : إثبت مكانك لا تولع .
3
توقف على بعد أقل من خطوه يمد يده ناحية سرواله ف اتسعت عيناها بصدمه و ذهول تردد : أنت بتعمل ايه يا جدع أنت.. جرى لمخك حاجه و لا ايه ؟
لكنه كان مستمر و هى تصرخ: قسما بالله اصوت و ألم عليك الناس .
لتتفاجئ به يخرج هاتفه من سرواله يشهره فى وجهها على صورة إحداهن .
نظرت له بتذبذب ثم قالت : استغفر الله العظيم ... شوف و أنا الى فكرتك....
3
بطرت باقى حديثها و هى ترى اختفاء العبث من عيناه و احتل مكانها سحابه من الحزن الصامت فرددت بخفوت : أنا مش عارفه آخرة دماغى القذره دى إيه... استغفر الله العظيم.
كان صمته غريب بالنسبة لها فنظرت له بتردد ثم سألت : مين دى ؟!
جاوبها على الفور بكلمه بحزن أكبر : دى تقى.... بنتى .
اتسعت عيناها بصدمه و ضربت على صدرها تردد : أنت عندك بت ، و عروسه كده إسم الله.
هز رأسه و هو ينظر عبر الهاتف لصورة تقى بينما يردد مؤكدا: أيوه ... عندها عشرين سنه.
كانت تنظر له بذهول و ترقب فيما إلتف هو خارت قدماه فجلس أرضاً و مازال ينظر لصورة أبنته بحزن .
و أشجان تراقبه و هى لا تفقه شئ و تريد إشباع فضولها ، فتقدمت تجلس لجواره و بداخلها بعض من الشفقه ناحيته ثم سألت : و هى فين ياخويا.
جاوبها بصوت مهزوز : عايشه مع أمها.
أشجان: انتوا اتطلقتوا من كتير ؟
اغمض كاظم عيناه ثم جاوبها بعد أن زفر نفس عميق مثقل: من عشرين سنه بردو.
أشجان : هو انتو كده دايما ؟! ما بيعيشلكوش نسوان ؟!
نظر لها كاظم بطرف عينه ثم قال : هى الى ما تتعاشرش .
أشجان : شوف مين الى بيتكلم ؟!
كاظم : عندك حق.. أنا مافيش حاجه علمتنى الأدب غير رميتى فى السجن ... هارون فاكرنى زعلان منه ، مايعرفش إن الود ودى أروح أبوس دماغه على عملته دى ، هى الى فوقتنى .
عاد لينظر أرضا بحزن ثم ردد : بس بعد فوات الأوان .. بعد ما كنت خسرت بنتى .
رغما عن أشجان تعاطفت معه و ظهرت طبيعتها التى لا تتخير عن سيدات حيها و بدأت تربط على كتفه و هى تردد : ليه بس بتقول كده كفا الله الشر ؟ هى جرى لها حاجه ؟
كاظم : اتجوزت غصب عنها.
شهقت أشجان سائله : أزاى و لا ليه ؟
كاظم : الى حازز فى نفسيتى إنها جت تستنجد بيا لأول مرة في حياتها و أنا خذلتها .
على الفور تشنج وجه اشجان و أبتعدت عنه لإنشات تردد فى وجهه بإمتعاض : إخص الله يخيبك .
زادت معالم الحزن على وجهه و هو ينظر لها بجانب عينه ثم عاود النظر لصورة تقى .
عضت أشجان باطن فمها من الداخل ثم قالت : طب هى اتجوزت مين ؟
رد كاظم بصوت مختنق : إلوريث .
أشجان : ايه ؟ وريث إيه ؟
عاد برأسه للخلف ثم قال بحزن : وريث إمبراطورية شديد ... تسمعى عنها ؟
جعدت أشجان ما بين حاجبيها و هى تردد : بيتهيألى .
كاظم : ده يا ستى يبقى ضياء عاصم شديد .. إبن اخت طليقتى ... و ابن خال تقى .
أشجان : طب ما حلو ده ، يبقى بيحبها
نظر لها كاظم بجانب عينه ثم ضحك مهموم و علق ساخرا : هههه و الله ضحكتينى ، لا بيطيقها و لا بتطيقه ، دول جوزوها له عشان يربطوه و يضمنوا رجوعه .
أشجان : إزاى الكلام ده ؟
تنهد كاظم ثم قال : كان بيتعلم برا و بعدها شبت فى العيشه هناك.. جت على هواه ، راح عشان ياخد الليسانس من هناك ، الأربع سنين بقوا عشره .
رمشت أشجان بأهدابها عدت مرات بتخبط ثم سألت : انت يا راجل انت عايز تجننى ؟! منين بقاله عشر سنين برا و منين اتجوزوا و امتى أصلا و بنتك كلها على بعضها عندها عشرين سنه ؟
كاظم : اتجوزوا من سنتين ، أبوه جوزها له بتوكيل منه و هو برا .
أدمعت عيناه و ردد بصوت مشروخ : مش هقدر انسى نظرتها ليا و الدموع فى عينيها و هى بتبص لى ، كانت مكسوره ، كانت بتبص لى تقولى الحقنى حتى لو على آخر لحظه بس انا ما عملتش أى حاجة، خذلتها ، لدرجة .... لدرجة إنها ماكنتش عايزانى أبقى وليها ، و طلبت جدها يكون و ليها مكانى .
أجهش فى بكاء مرير تراه أشجان لأول مرة و هو يكمل : إبن الكلب كسرها و رفض حتى يفتح فيديو يحضر كتب الكتاب و لا حتى يشوفها .
أشجان :لأ لأ يا اخويا لأ.. كفايه حاكم إن أنا دمعتى قريبه و مش بتحمل .. قطعت قلبى.
صمتت لثوانى ثم أكملت : بس ربك و الحق ماتواخذنيش يعنى ... إنت غلطان .
رفع عيناه لها ثم أكمل : عارف و ماليش عين اتكلم... أنا حتى ماليش عين إشوفها ، بس.. بس هى طلعت أحسن منى و كانت بتيجى تزورنى فى السجن و المستشفى.
أشجان : بنت حلال و النبى... فيها الخير ... بس أنت ماقولتليش يا خويا ، الوليه أمها مالهاش عين تشوف و تميز إن بنتها مش مياله للجوازه دى ؟! دول حتى بيقولوا البت سر أمها .
رد عليها كاظم بأسى : أمها ؟! ههههه ، دى خطتة عمرها و ما صدقت إن كل ده حصل .
لكزته أشجان فى كتفه و رددت : ما انت بردك غلطان ، إن ما كانش الأب هو الى ينجد بنته فى المواضيع إلى زى دى مين ينجدها ها ؟!
اسبل كاظم جفناه بتعب ثم قال : البت كانت داخله فى حوار كبير.. حوار كبير أوى .. و جوازها من ابن خالها هدى اللعب حبه.
أشجان : أنت بتتكلم بالألغاز كده ليه و .. صمتت فجأة حين استمتعت لصوت غنوة .
بالأعلى عند هارون و غنوة .
كانت بين يداه قطه نعمه تتسمح به و تطلب المزيد و هى مغمورة فى سيل قبلاته التى لم تتوقف .
لتنتبه فجأة مصدومه ، حين إنسدلت يداه على جلد بشرتها الغضه من صدرها إلى معدتها المسطحه .
لقد فكت أزرار قميصها و بقى مفتوح أمام ناظريه .
كارثه بكل المقاييس ، ابتعدت عنه مجفله تحرر نفسها منه لتدرك هيئتها المزريه .
لقد فُك حجابها و إنسدلت خصلاتها حتى تشعثت حول وجهها و عنقها و انخلع عنها المعطف و بقت بقميصها الذى لم يسلم من العبث و فتحت كل إزراره أمام عيناه الجائعه المتلهفه .
لتنتفض مذعوره تحاول لملمة مشاعرها المبعثره و هيئتها المزريه تغلق ملابسها بسرعه و عدم ترتيب .
و هارون يدرك موقفها يحاول إعادتها لما كانا عليه فيردد بلهفه : رايحه فين .
جاوبته بخوف و تخبط : أوعى يا هارون سيبنى .
لكنه تمسك بها و قال : مش هسيبك ،أنتى مراتى ، تعالى نكتب الكتاب و نتجوز .. انا بحبك يا غنوة.
لكنها كانت ما تزال تحاول لملمة شعرها بأناملها المرتعشه : انا لأ .
وثب سريعاً يقف أمامها بصدره العارى لتنتابها القشعريرة فى كل جسدها خصوصاً حين ردد : انتى كدابه يا غنوة... أنتى بتحبينى و أنا عارف .. أنتى ما شوفتيش كنتى ازاى بين ايديا.. ما شوفتيش لهفتك عليا ، انتى منى يا غنوة و أنا منك.
اخذت تهز رأسها بتوتر و خوف ، مصدومه من فداحة فعلتها و زاد عليها هو حين واجهها بالحقيقة فعلاً و قولا.
مما جعلها تفر هاربه سريعاً تهبط الدرج متخبطه فى الجدارن و هو يركض خلفها يحاول اللحاق بها حتى قبض على عضدها يجذها منه : إنتى ليه بتعملى كده ؟! إيه اتخضينى من نفسك ؟! و إنك أنتى عايزانى و بتكابرى ، عايزه قلب أبوكى ؟ تعالى و عيشى جنبه .
كانت بحاله مزريه جدا تردد بلا تركيز : أنا مش عايزاك و مش بحبك و يوم ما أفكر اتجوز مش هتجوز واحد زيك .. أنا مش ناسيه كل الى قولته عنى ، و إلى حصل ده غلط ... غلط كبير أوى.. انا أستحق العقاب عليه.
شدد عليها يردد : أهدى.. أهدى و بلاش فى لحظة عصبيه تقولى كلام كله غلط .
لكنها صرخت فيه و قالت : إسمع .. اوعى تكون فاكر أنك هتكسر عينى عشان لحظة ضعف ، انا همشى من هنا حالا .. بلاش خيالك و غرورك يصورا لك حاجات مش حقيقيه .. أنت ولا حاجة أصلاً و لا حاجة و يوم ما إتجوز هتجوز واحد يليق بيا .
تفاقم الغضب بداخله و ردد : تتجوزى ؟ انتى عقلك فى مخك و انتى بتقولى الكلام ده ؟
غنوة : أيوه.. و مش بعيد اعزمك على الفرح و لا اقولك.. أنا هخليك وليي ، ما انت بقلب أبويا بقا .
انتهى الحديث العادى و الصبر كله و تقدم منها يردد بتهديد واضح : إلى قوليته ده أنا هحاول أعمل نفسى ماسمعتوش لمصلحتك و عشان ده يحصل إطلعى دلوقتي على اوضتنا أحسن.
و هل هى مجنونه كى تعود بنفسها ، و هى التى كلما تذكرت ما فعلت رغبة بدفن نفسها حيه .
نزعت ذراعها من قبضته القويه و همت كى تتحرك مغادره لكنه استوقفها بقوه أكبر يردد : انا سكت لك كتير و عديت كتير بردو بس لو خرجتى دلوقتي من الباب ده أنا مش عارف أنا ممكن أعمل ايه ،بلاش تعادى هارون الصواف ، ف بكل هدوء ارجعى اوضتنا و خلينا نتفاهم.
اخذت تهز رأسها بطريقه هستيريه أظهرت ضعفها الشديد بحضرته و التى لم تستطع إخفائها عنه كثيرا مما زاد من فرحته و إصراره على محاولة التفاهم معها .
أقترب منها يفتح لها أحضانه مرددا : بلاش مكابره يا غنوة إنتى عايزانى و الله ما مصبرنى على قلة أدبك و ظفارة لسانك غير كده .
ما أن تلامس صدره العارى مع جسدها حتى انتفض جسدها نتيجه لإشعار تلقاه من عقلها ينذرها ألا تفعل فهى بحضرته راضخه بالفعل .
دفشته بقوه ليبتعد عنها و فرت تهبط الدرج سريعاً هاربه و أشجان تهرول خلفها تحاول فهم ما حدث.
بينما هارون يردد متوعدا : لو خرجتى من باب البيت مش هيحصل خير .
لكنها لم تستمع له ترى أنها لو بقت لن يحدث خير أيضاً ، لذا أسرعت مغادره و أشجان خلفها تستوقف أول سيارة أجرى و تصعد فيها مع أشجان التى تريد الاستفسار عن ما جرى .
____________ سوما العربي _______________
تقدم ماجد يصعد الدرج بسرعه رهيبه و هو يستمع لصوت إستنجادها الصارخ الذى توقف فجأة مما زاد من رعبه عليها.
دفش الباب بقدمه و تقدم ليصدم بفلاديمر المسجى أرضاً و هنالك شق برأسه تسيل منه الدماء .
رفع أنظاره بلهفه ليبصر حبيبته تحمل بيدها شمعدان من النحاس و صدرها ينتفض من تسارع وتيرة نبضاتها و أنفاسها المتلاحقة.
اقترب منها كى يضمها له مشتاق قبل أن يكن إطمئنان و هو يردد : حبيبتى فيروز .. أخيراً رجعتى لحضنى تانى .
سكنت في أحضانه لثواني لا تعرف هل بسبب رعبها مما حدث منذ قليل ام إنه الإشتياق ، لا تعلم أو ... لا تريد أن تعلم.
لكنها دفعته بعيداً عنها متجنبه عن عمد النظر داخل عيناه بعيناها ، مانعه الإلتقائهما كعقاب بسيط.
حاول جذبها مره اخرى يقول : حقك تزعلى منى ممكن لما نرجع مصر تعملى كل الى أنتى عايزاه بس نطلع من المصيبه دى .. إنتى عملتى فيه إيه ؟
قالها مشيراً إلى جسد فلاديمير الملقى أرضاً.
أنتظر إجابتها التى لم تكن لتخرج ، فيروز خصامها صعب جدا ، أصعب حتى مما يتخيله هو.
قطع كل ذلك صوت تأوه فلاديمير الذى بدأ يقف بتخبط بمساعدة من رجاله .
انتاب الخوف فيروز من جديد فيما صلب فلاديمير طوله بصعوبه يضع كفه موضع جرحه مرددا : أااااه ... جيد ... جيد جدا صغيرتى .. فقد كنت ثمل ... أاااه لكن يبدو يدك ثقيله قليلا ؟! أرجو أن يقل ثقلها فى المستقبل ، لكن لا بأس ، عمل جيد.. جيد جدا ... أاااه ... أوه لقد حضر صهرى العزيز .
قال جملته الأخيرة و هو يبصر ماجد يقف أمامه بجوار فيروز .
ليتحدث من جديد : جيد أيضاً ، الآن نستطيع إنهاء كل مراسم الزواج .
إجتاح الغضب جسد ماجد كله لكنه حاول السيطره عليه و ان يتمسك بالصبر و الحكمه ريثما يستطيع الفرار بحبيبته من هنا على الأقل ، لذا اغتصب إبتسامة عريضه على شفتيه و ردد : لكن أعتقد أن لنا حديث طويل أولا سيد فلاديمير .
فلاديمير بأعين تلمع بالغموض : و أنا أيضاً اعتقد ذلك صهرى العزيز و لكن ، يخيل لى أن الحديث لن يكن بغرفة زوجتى ،أليس كذلك ؟
صك ماجد أسنانه فى الخفاء ثم قال مبتسماً : نعم.
فلاديمير : إذا .. عمت مساء الآن و فى الصباح لنا لقاء آخر.
قالها و هو يشير إليه للخارج كى يتقدم معه فسارا سويا و خلفهما رجال فلاديمير الذى التف برقبته يقول لفيروز : أغلقى عليكى الباب جيدا حلوتى .
ما أن غادر الجميع حتى ارتمت بثقلها على الفراش لا تعلم ماذا سيحدث معها ، لكن الشيء الأكيد هو أن خلاصها مع ماجد على الأقل سيعيدها إلى بلادها و هناك تستطيع التصرف على عكس التواجد ببلد غريبه كليا مع رجل العصابات هذا .
صباح يوم جديد على الجميع .
فى حى الغوريه
1
تقدمت أشجان و هى تحمل فى يدها صينيه مستديرة عليها كوبين من مشروب الشاى بالحليب لجواهما بعض المخبوزات المصنوعة من السمن البلدي.
وضعتها أرضاً لجوارهما فى الشرفه ثم جلست لجوارها تنظر على الماره ثم تنهدت تنظر لها مردده : بردو مش هتقوليلى حصل إيه ؟
اسبلت غنوة جفناها ثم قالت : مش كل حاجه ينفع تتحكى .
أشجان: يا بنتى انا بقالى ٣ أيام من ساعة ما خرجنا من عند الى ما يتمسى و أنا عماله أسألك مش بتردى .
ألتفت غنوة تنظر لها بحزن و كادت أن تتحدث لولا رنين هاتفها يعلن عن وصول رساله جديده فتحتها ليتحول وجهها من الهدوء للغضب .
فسألت أشجان : فى إيه ؟
غنوة : أمممم .. بدأ اللعب القذر أهو .
جعدت أشجان ما بين حاجبيه و سألت : لعب ايه يا بت و من مين.
لكن انتفضت كل منهما على صوت صراخ قادم من أحد البيوت .
أشجان: يا ندامتى.. ده صوت الوليه ام حسن ... تعالى نروح نشوف فى ايه .
____________ سوما العربي ____________
فى قصر فخم و كبير أستيقظت تلك الصغيره على صوت رنين هاتفها.
أزاحت شرشرف السرير من على وجهها وجاوبت على الهاتف بخمول : ألو.
أتاها الرد من صوت انثوى غاضب : انتى لسه نايمه يا تقى هانم ، اصحى كده و فوقيلى ما أنا مش هيتحرق دمى لوحدى.
استقامت تقى بنصف جلسه على الفراش ثم قالت: إيه الى حصل على الصبح يا نادين.
نادين : إلى حصل يا بارده إن سيادتك نايمه و أنا عماله اتعارك مكانك.
هزت تقى رأسها باستغراب و قالت : عشانى أنا؟! مع مين ؟! و لا ليه اصلا ؟
نادين : مع باقى شلة النادى بسبب صور البيه إلى المفروض أنه جوزك .. منزل صورة ليه وسط مليطة حريم فى أسبانيا و كام واحده بقا نزلوا تريقه على جروب الواتساب.. انتى مش فاتحه و لا ايه .
ردت تقى بكلمه واحده : و مش هفتح ... سلام يا نادين.
أغلقت الهاتف فى وجه نادين التى مازالت تصرخ فى وجهها و نظرت أمامها بأعين بارده او إصبحت تتقن البرود.
لتستقم بعدها واقفه تستعد لتبديل ملابسها .
بينما فى نفس القصر لكن بلأسفل حيث غرفة مكتب الجد جلس على مكتبه و بجواره إبنه الكبير يصرخون فى وجه حفيد تلك العائله عبر شاشة الكمبيوتر : مش هتتلم بقا .. و على الملأ يا وسخ .. طب راعى شعور مراتك ... ده انت متجوز قمر .
ليجيب ضياء ببرود شديد : قمر ؟! ضحكتنى و الله يا جدى .. هههه هى تقى العجله ام حبوب شباب و شعر متنتف قمر.. دى بشعه.. حتى عشان كده مش حاطه ولا صوره ليها على اى تطبيق حتى الانتسجرام .
الجد : ده لما كانت عيله صغيره .. دلوقتي كبرت و أحلوت اوى.. انت بقالك عشر سنين ما شوفتهاش... أنت مسافر و هى لسه عيله و من يومها ماشوفتهاش .
+
ضياء بنفاذ صبر : جدى لو سمحت .. انا خلاص عملت الى طلبتوه مقابل الى أنا عايزه فخلاص ماحدش بقا كل شويه يقعد يعمل كده و تضايقونى .. و أه انا الى مش عايز أشوفها.. انا لازم أقفل دلوقتي عندى شغل ... سلام.
اغلق هو المكالمه من جهته لينظر الجد ناحية ابنه ثم يقول : شكلنا غلطنا غلطة عمرنا يا عاصم .
قطع كل ذلك دقات خفيفه على الباب و بعدها دلفت تقى بجمالها الهادئ و شعرها الطويل يتحدى حديث ضياء عنها بتحدى سافر فتلك الطفله الصغيره هى الآن على النقيض تماماً بتلك الأنسه الحسناء ... بشرتها بيضاء لامعه و وجنتيها منتفخة و قوام ممتلئ بمنحنيات مثيره يبرزه تناسق ملابسها العصريه .
أبتسم لها الجد و قال : تعالى يا تقى يا حبيبتي .
تقدمت بهدوء ثم قالت : جدو انا عايزه اتطلق.