رواية شط بحر الهوى الجزء الاول 1 بقلم سوما العربي

رواية شط بحر الهوى الجزء الاول 1 بقلم سوما العربي


رواية شط بحر الهوى الجزء الاول 1 هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة سوما العربي رواية شط بحر الهوى الجزء الاول 1 صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية شط بحر الهوى الجزء الاول 1 حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية شط بحر الهوى الجزء الاول 1

رواية شط بحر الهوى الجزء الاول 1 بقلم سوما العربي

رواية شط بحر الهوى الجزء الاول 1

فى أحد الشوارع الجانبية لحى الغوريه العتيق.
كان صوت الكروان يشدو فى سماء الفجر الصافيه
،صوته ينتشر مرفرفا على الحى كله.
حيث الهدوء يسيطر على المكان وعدد الماره قليل فى هذا الوقت من الصباح.
جلست تلك الفاتنه ذات الاربعه وعشرين عاما على طرف الشرفه العتيقه المطله على الشارع بابطابق الارضى يعزلها عن الشارع اسياخ من الحديد .
1
كانت تقبض عليهم وهى تنظر للقمر الذى بدأ يتوارى عن الأعين باقتراب النهار.
كأنها تريد لمسه والقضبان الحديديه تمنعها عنها.
اغمضت عيناها تتنهد بشجن...ثم فتحتهم من جديد وبعيها لمعة غريبه .
دق هاتفها يعلن عن الموعد الذي حددته على المنبه ظنا منها أنها قد تحظى بنومه عميقه .
لكن عبثاً لم يحدث..ككل مره تذهب بها لمقابلة عمل جديد.
استقامت من على الشرفه تدلى بقدميها على الأرض ثم وقفت لتذهب الى غرفتها تنظر حولها.
أصبح فراغ البيت يخيفها...يزاد وحشيه يوما بعد يوم.
خمس سنوات وهى وحدها منذ وفاة والدها الحبيب.
لم ولن تبرح ذلك البيت الذى عاشت به معه حيث ذكرياتهم الدافئة... إنها السلوى الوحيده لها .
اغمضت عيناها ثم اتجهت بخطى ثابتة تجاه عباءه صوفيه خلف الباب تحفظها بعناية كأنها قطعه من روحها ،تضمها لصدرها تستنشقها وهى تغمض عيناها ستين ثانيه كامله .
لتفتح بعدها عيناها الحمراء تزفر بوجع وحنين.
تشعر يوميا بالضياع بدونه الحياة كأنها توقفت من بعده.
تقدمت تفتح احد الجارورات الخشبيه فى مكتبه القديم ..تضع يدها على كفها تكتم شهقتها وهى تتلمس فرشاة الحلاقه الخاصه به وبعض أدوية الضغط والكلى التى استخدمها بآخر أيامه.
1
امتدت يدها تتحسس مسواك اسنانه المهذب مازال يحمل تأثير يده بأخر مره قلّمه به.
اغرورقت عيناها واختنقت بالدموع ككل يوم وهى تتسحب بيدها على تلك اللفه من الشاش القطنى.
14
تتذكرها جيداً واحتفظت بها ... أنها تلك اللفه التى لف بها وجه والدها عندما توفى.
انفجرت بالدمع وذكرى تلك الليلة لم تناساها ابدا...مظهر والدها وهو يخرج من سياره اجرى على اكتاف رجال الحى ..وجهه مربوط بشاش ابيض وبأنفه قطن .
إنها الذكرى التى اهتزت لها أرضها وسماها... حينما توقف بها الزمان والمكان.
قست على نفسها كثيرا وهى تحتفظ بكل هذه الأشياء التي ستعذبها كلما نظرت لها .

جسدها متوسط الطول ممتلئ بعض الشيء ومتناسق ... بشرتها البيضاء صافيه ،ووجها مستدير بوجنتان حمروان ممتلئة وشفاه منتفخه .. عيونها من العسل الصافى وشعرها العسلى المموج يتطاير خلفها بجموح..
كانت جميله جدا وناعمه...او ....هكذا تبدو......
انتهت من النظر بإمعان الى نفسها وجمالها فى المرأه ككل يوم تتأكد فيه أنها جميله .
تأخذ نفس قوى وترفع انفها عاليا ثم تمسح دموعها بكف يدها.
تبتسم فى المرأه ابتسامه ملتويه غير محددة المعالم ثم تمد يدها بعزم تلتقط فرشاه من الكحل العربى تحدد بها عيناها ببراعه واحترافية لتنتهى بعدما تركت عينان تذبح اى من سيراها.
فتحت خزانتها المكونه من دلفتين ودرجان صغيران تخرج فستان اسود بأكمام من نفس القماش يزين المعصم بقماش ابيض وطوق صغير من نفس القماش الابيض حول الرقبه .
انه الزوق العام لها ..تجمع ما بين البساطه والفخامه بمزيج يطحن القلوب.
مستخدمه عيناها ذات اللغز الكبير والسر الغير قابل للإختراق.
قوة رسَمتِها ،سحبة عيناها،اتساعهم ولون العسل الصافى مع الكحل الأسود بها يصنع نتيجة كارثيه ،عينان آسرتان لن يتسطيع اى من كان زحزحة عينيه من عليها.
لم ولن ترتدى يوماً عدسات العين الملونه ..تصر أن تبدو جميله لأنها جميله ..كل ما يعرفها عادة مايخبرها أنها جميله نعم... لكن لعيناها جمال آخر .
لذلك تصر على عدم استخدامها ابدا...هى جميله لأنها جميله وليس اعتمادا على شئ آخر.
انتهت من وضع احمر شفاه بلون الخوخ خفيف اللون والدرجه لا يعطى بهرجة منفره فى المظهر .
بعدها بكل هدوء مدت يدها تضع حجاب طويل وعريض على شعرها تخفيه كله بلفه انيقه مريحه.
فتحت أحد الإدراج تلتقط ساعه بلون الجلد البنى تكمل به زينتها وعقد من لولي بيسط جدا يتدلى على صدر الفستان الاسود الساده .
وبنظره واحده فى المرأه رأت إنعكاس هيئتها الانيقه لترفع هامتها عاليت بثقه ..اليوم مهم جدا بالنسبة لها.
خرجت بخطى ثابتة نحو الشارع تلقى السلام على السيدة الثمينه التى تفترش الارض ولأمامها اقفاص خشبيه موضوع عليها أنواع مختلفه من النباتات الجرجير،الخس،البقدونس ومعها خضار الطماطم والخيار .
فترد الأخرى على تلك الفتاه عصرية الملابس انيقة المظهر لكنها قريبه من اهل الحى جدا لم تترفع عنهم يوما.
فتكمل سيرها وهى تلقى السلام على هذا وذاك وبعدها تلك.
الحى اصبح زحمه الى حد ما فى هذه الساعة من الصباح خصوصاً مع الذهاب للمدارس.
توقفت قدمها وافترت شفتيها عن ابتسامه رقيقه تتحكم بها دوما وهى تستمع ذلك الصوت الرخيم يردد خلفها مناجيها:غنوة...
اخذت نفس مرتاح لأثر صوته عليها واستدارت له ترى امامها زينة شباب الحى أنه" الشاطر حسن"
او هكذا تناديه أحيانا سيدات الحى وهن يخطبن وده بوضوح ربما خطب إحدى فتايتهن.
ككل يوم وبأعين خبيثه لئيمه تمشط هيئته سريعاً خلسه دون أن يلاحظ هو ذلك .
تراه بجسده الطويل الضخم وعضلات كتفيه بذراعيه تعطيه عرض صعف عرضه.
1
ملامحه رغم سمارها وسيمه وشعره اسود كثيف كأنه مبتل دوما.
2
واقف على اعتاب محل البقاله الكبير خاصته (سوبر ماركت) يبتسم لها وعينه على عيناها لا تفارقها وهو يردد: صباح الخير.
حاولت التحدث بهدوء كأنها لا تهتز بمجرد سماعها صوته وقالت: صباح النور ياحسن.
مكر وخبث ولئم.. تعلم أن نطقها لاسمه بصوتها يزلزل كيانه ويكون واضحا بتحرك تفاحة ادم خاصته .
كانت عيناها عليها وكأنها تنتظر نتيجة محتومه تتعرف على استمرار تأثيرها.
بينما هو غارق بالعيون الذبّاحه ... يردد ككل مره يراها "حبك يا عميقة العينين..تطرف ..تصوف ..عباده.. حبك مثل الموت والولاده..صعب بأن يعاد مرتين"
زمت شفتيها وهى تأخذ نفس عميق مرتاح،شعور لذيذ يدغدغ حواسها وهى تقف تراه ينظر لها كما يفعل كل يوم ..نفس النظره لا تتغير .
تعلم أنه غارق بعيناها الآن فحمحمت بخفوت كى ينتبه عليها ثم ينظر بانتباه لما بين يديه ويمد يده بها مرددا: الباتيه الى بتحبيه جبته عشانك.
كأنها اعظم هداياها ..يكفى انه ينتظرها به كل صباح.
مدت يدها كى تلقتطه منه وهو يمنى يده بانحراف أحد أصابعها ربما يلامس اى إصبع من يده الممدوده.
لكنه لم يفعل والتزم الأدب يعطيها لها يراها تتطلع لذلك الشئ الاقل من بسيط بشكر وامتنان كبير .
لينتقل مجبرا من النظر بعينها وينظر لابتسامتها وملامحها.
صامت تماما وعينه تتشبع بالجمال الربانى والحٌسن النورانى لفتاة قلبه من سنوات.
لا تريد حقا لتلك اللحظة ان تنتهى...لما لا تترك العمل وكل شئ وتتزوج من حسن تنجب اولاد يشبهونه وتغسل له قدميه كل مساء... هى حقا تريد
16
استفاقت سريعاً من تلك الأفكار تاخذ نفس مرتجف ثم تردد: شكرا يا حسن.
عاود ابتلاع رمقه تتحرك معه تفاحة ادم وهو ينظر على هيئتها الانيقه البسيطه بأعجاب ثم قال:رايحه شغلك .
هزت رأسها بهدوء تردد: ايوه..عنئذنك .
غادرت سريعاً ترغب بالهرب من امامه هو وتأثيره الغير عادى عليها.
لم يستغرب كثيرا هى كل يوم تغادر بنفس الطريقة بعدما يعطيها فطورها اليومى المفضل.
ذهبت سريعا تسابق قدميها لديها أكثر من مشوار يجب ان يٌنجز اليوم.
مقابلة عملها الجديد ،اعدت لها من أيام جيدا.
وها هى قد انتهت،لم تنتظر كثيرا ،للمظهر عامل كبير وقد ساعدها لن تنكر...لقد تم القبول بنجاح ومن اول مقابلة.
استقلت سياره اجرى سريعاً وذهبت حيث عملها القديم او الذى أصبح الآن السابق.
دلفت فى مكتب بالوان بيضاء مريحه متناسقة مع اللون السماوى ويوجد باقات ورد بلاستيكية من مختلف الاشكال تزين المكان... أشكال مختلفة مبتكره وعصريه لبطاقات دعوات حفلات زفاف .
وقفت امام صديقتها تأخذ منها مظروف ابيض يحتوى مبلغ مالى أكثر من جيد .. انه راتبها.
هل أخبرت أحد يوماً ما انها تبغض راتبها وتبغض يوم الحصول عليه أيضاً.
كانت تقبض على المظروف تعصتره وتنظر له كأنه بداخله افاعى قارصه .
تتذكر مرض والدها اللعين..كم تمنت ذلك اليوم الذي ستتخرج فيه وترحمه من شغله كعامل نظافه براتبه الضغيف والذى لم يكن يدخر جهدا كى يعطيها كل ما تحلم به قدر استطاعته.
والدها الذى تمثل به الأب والام وحتى الشقيقه التى تمنت لو حظت بها،لقد لعب كل الأدوار ببراعة، لكنه لم يستطع الصمود.
هزمه المرض والفقر ،كان مريض بالكلى ،يذهب للغسيل مرتين أسبوعياً بالمشفى العام.
تعب فى المرض وتعب بطابور الانتظار الا يكفى تعب الغسيل؟!
كانت كظله ،بل كجلبابه على جسده ،تسأل هل كانت تذهب معه تسانده ام أنها ولآخر لحظات حياته وحتى فى أكثر أوقاته ضعفاً كان هو مازال قادر على امدادها بالدعم والقوه،يكفيها نفسه الذى تسمعه وه يستنشقه لتدرك إن الدنيا بخير والعالم يدور.
كم الحت عليه لو تركت تعليمها وذهبت للعمل كى تساعده فهو بحاجة لذلك.
وهو بقوه وغضب يرفض يوصيها إلا تفعل ،إن كانت تريد راحته يجب الا تضيع تعبه وحلمه فى ان تحصل على شهاده عليا وتعمل بمكان يليق بها ،أن يرى ابنته بين علية القوم لها مقعد وسطهم ،والا فهى لن تكن بذلك قد ساعدته وإنما قضت عليه وعلى تعبه وأحلامه.
1
الآن هى بيدها مبلغ رائع من المال لكنه ليس معها كى تأخذه كما كانت تحلم أنها ستفعل حين تحصل على اول راتب لها،تقم بعزيمته على لحم الضأن الذى يعشقه ومن بعدها تجلب له حلوى البسبوسه فهو يذوب معها ذوب ثم تجلب له جلباب من الصوف السودانى المعتبر الذى اخبرها يوماً أنه رأى صديق له يرتديه وقد أعجبه،وتجلب أيضاً دواء مستورد بدلاً من ذلك المحلى ضعيف المفعول ثم تذهب به للبيت وقد غلبه النوم من التخمه إثر الأكل الكثير ،تدثره فى فراشه ربما ظلت مستيقظة لجواره تملى عيناها منه ،فقد أدركت مرارة الفقد.
خرجت من مشاعرها تلك على صوت صديقتها التي تنظر لها مستغربه:انتى يابت...مش بكلمك.
رفرفت بأهدبها تحاول منع دموع عيناها وقالت بصوت جاهدت على أن يخرج طبيعى:هااا.. بتقولى حاجه يا هنا؟
زمت هنا شفتيها بغيظ تردد: بقول أنك اكيد واحده يا متخلفه يا معتوهه لما تسيبى مكان ألف حد يتمنى ييجى فيه عشان تروحى مكان تانى بمرتب اقل وعدد ساعات اكتر.
كان رد غنوة هو الصمت الرهيب فاغتاظت هنا أكثر تردد:انتى يابت انتى ردى عليا مش عايزه اتعصب عليكى.
رمشت غنوة بعيناها ثم قالت مغيره دفة الحديث:هو إحنا مش قبضنا..والشغل خلص..بينا نعمل شوبنج.
كانت تعلم نقطة ضعف صديقتها ،تتحول تلقائيا عند ذكر سيرة التسوق فقط.
بحماس مجنون ودون أي حديث سحبت يد غنوه وسارت متجهه للخارج.
_______سوما العربي___________
فى مطار القاهرة الدولي على متن الرحله القادمة من برلين .
كانت الميضفه تساعد تلك التى على مايبدو تسافر لأول مرة خارج حدود موطنها الأصلي بربط حزام الامان.
تبدو فى العشرين ممكن او واحد وعشرين،على الارجح إثنان وعشرون عاماً.
كأنها هاربه مثلا او فعلت ذلك دون علم مسبق من والديها.
تتحدث العربيه لكن بصعوبه شديده ،وكلما حاولت المضيفه الاستسهال والتحدث معها بالالمانيه لغة موطنها كانت تحتد ،مصره أنها لديها عرق مصرى وأنها تتحدث المصريه جيداً... جيدا جدااا.
وأخيراً هبطت الطائرة لتخرج منها سريعاً تسبق الريح الى باب الطائرة حيث هواء مصر وجوها الذي تخيلته كثيرا.
يبدوا أنها ستستمتع هنا كثيرا حيث مصر الفرعونيه بحضارتها واصالتها وأهلها الطيبين وووووو
ووماذا؟!! .. أنها تسير بذلك الحى الشعبى الذى وصلته بعد عناء وكادت ان تبكى وهى بالطريق تصف للسائق بلغتها الغير سليمه إطلاقها مقصدها.
إلى أن ألقاها من سيارته حرفياً بأول الشارع يردد:منك لله ضيعتى عليا اليوم مش عارفه تتكلمى وكمان بتقاوحى.
لم تفهم الكثير من حديثه...هل يسب؟هل تضايق؟مما؟! أمره غريب.
همست لنفسها تأخذ نفس عميق أنه غير مهم غير مهم.
تناست ما حدث وما يقال واخذت تنظر حولها حيث حى الغوريه القديم ،الشوارع حقا مبهره،مرصوفه بالحجر المصقول،و بها جدران مزخرفه وبوابات خشبيه ضخمه،بالاضافه الى سوق كبير به اشياء عجيبه.
1
اتسعت عيناها بانبهار وهى ترى جلباب بلدى باللون الذهبى ذات شق هائل على جانبه ومعه عصى مطعمى باللولى ...وقفت أمامها مبهوره تريد شراؤها.
وما هذا انه وشاح يحتوى على حلقات ذهبيه كثيره تصدر صوت مزهل.
ضمت كفيها معا تهز رأسها بحماس أنها سفرة الاحلام الى مصر كما أرادت.
تعرف أنها قد جازفت حين فعلت دون علم والديها لكنها كانت تعلم أن لأمها مخططات أخرى مرتبطه بمواقيت معينه تتعلق بشقيتها الكبرى وهى حقا لا تتحمل الإنتظار.
3
منذ ان عرفت بأن لها شقيقه صدمت لكنها سعيده جدا حيال ذلك فكم حلمت أن يكن لها شقيقه تشاركها كل شيء،تستعير ثيابها،تتشاجران معها وتعودان للتصالحا سريعا.
اشياء كثيره ومجنونه فكرت بها منذ ان عرفت لذلك تهورت وسافرت الى مصر لم تطيق الانتظار.
تقدمت تتخطى السوق وتدلف للحى نفسه من الداخل حيث بيوت قاطنيه الاساسيين.
حاره تؤدى الى حاره وزقاق يخلفه زقاق..لتكن الصدمه أول ما نطقت لغتها المصرية الرهيبه.
زفوها... زفه من عشرين طفل او أكثر من اطفال الحى.
يسيروه خلفها مهللين مصفقين...خلفيتها عن الاطفال انهم احباب الله.
لكن لما احد احباب الله يناديها ب:مزه.
وثانى يحاول وضع يده على وركها المكشوف.
وآخر مد يده يقرص جانبها الأيسر مرددا:ارركب الهوا.
6
وركبته... بالفعل فقد قفزت صارخه أثر فعلته الشنيعه تلك.
كانت قد اقتربت من البكاء.. لأول مرة بحياتها توضع بموقف غريب مريب كهذا.
هم خلفها ... مجموعه كبيره ولا تستطيع فعل شيء ،حتى نساء الحى ممن يجلسن لبيع المنتجات او من يسرن فى الشارع يشاهدن باستمتاع كأنه عرض مسرحي ممتع.
صدح صوت كقذيقه نوويه اخرس صوت الأطفال واوقف تصفيقهم الحار : بس ياض أنت وهو عيب كده.
بمفعول السحر توقف الاطفال وردد أحدهم بعدما نظر رفقاءه أرضا: حاضر ياعم حسن إحنا اسفين.
ردد حسن بخشونه: طب يالا كل واحد على مدرسته يالا مش عايز حد هنا.
استدار عنهم ينظر لتلك الفتاه والتى ترتدى فستان من جلد الفهد يهفهف على قدميها من فوق ركبيتها ومعه حذاء جلدى ذو رقبه طويله تصل إلى ربع قدمها
ليكن كل جسدها مغطى معادا ساقها وجزء من فوق الركبه ليردد حسن: يعنى مقفله كله وفاتحه من تحت ليه .
أخيرا رفعت عيناها له لتأثرها طلته ... أنه كتمثال فرعونى منحوت وتجسد أمامها.
هل لازال بمصر فراعنه تسير بالشارع وسط الماره؟!
3
كانت تحملق به وهو ينظر عليها باستغراب..كأن وجهها مألوف له رغم اللمحه الاوربيه التى هى عليها فسأل بشهامه:Speak arabic?
تحدته بغيظ تجيب بلغتها الركيكه: أيوه.. أنا عندى عرق مصرى.
ضحك على طريقتها العنيده بالحديث وردد:ياستى أنعم وأكرم.. انتى تايهه طيب ولا معاكى عنوان جايه عليه؟
طريقته بها لمحت حنان،تقسم أنها استشعرتها،اكيد هو ليس بذلك الحنان مع الجميع ،ابتسمت داخليا على ما يبدو أن احدهم قد أعجب بها من أول نظره.
3
وهو جميل و وسيم جدا لا بل جدا جدا جدا...تبا له حقا.
طال انتظاره جوابها لا يعلم لما رق قلبه وزوى مابين حاجبيه وهو يراها تفرق اصابعها ببعض كالأطفال فردد مجددا:يا انسه..جايه تسألى على مين؟
رفعت عيناها له تعصف بخضارها الزيتونى وتقول:جايه لأختى ،هى عايشه هنا لوحدها مع باباها.
سأل مجددا بحلم:الى هى مين؟
عاودت النظر له وهى تبكى داخليا،ليس من العدل العدل ابدا أن يكن هكذا حنون هادئ مراعى .
كانت عيناها تسير على ملامحه المنحوتة بدقه وهى تردد: اسمها غنوه ....غنوة صالح غنيم.
اتسعت أعين حسن بصدمه يردد: إيه؟! أختها ازاى؟غنوة طول عمرها عايشه وسطنا وماكنش ليها غير عم صالح الله يرحمه.
فتحت فمها بزهول تسأل:هو مات؟!
رد حسن متهكما:من خمس سنين مثلاً،انتى لسه فاكره تسألى؟!
شملها بنظره وهو يسأل نفسه هل هو معتوه ام مجنون،لما يشعر بشفقه عليها .
سألها مجدداً بخفوت:انتى ازاى أخت غنوة بصراحة مش مصدقك.
رددت سريعاً تقول بأمانه وهى تضع يدها على صدرها: لأ والله أنا اختها "نغم"..بس من الام ،ماما خلفتنى بعد ما سابت بابا نغم واتجوزت .
رفع حاجبه عاليا ما هذه المفاجأة الكبرى.
كانت تنظر حولها بارتباك واضح وهو عينه عليها لا تتزحزح
بالفعل بينها وبين غنوه شئ مشترك رغم اختلاف الملامح بين واحده مصريه شرقيه جدااا جدااا وأخرى اجنبيه الملامح صرف.
ربما ... أنها هى..العينان العميقتان الآسرتان.
نظر حوله يدرك عيون الكل تحملق بها ليحمحم قائلا بخشونة:طيب تعالى جوا السوبر ماركت اشربى حاجه واقعدى ريحى على ما تيجى.
وهل سترفض... بالطبع وافقت،تنظر على عرض ضهره المديد تردد بانبهار وحالمية:واااوو..فرعوني المثير....
10
_________سوما العربي___________
من مطار القاهرة على نفس الرحله القادمة من برلين كان هنالك رجل عريض المنكبين بوجه مفلطح ،قاسى العينين، غليظ الشفتين،ذو رأس اصلح لامعه وجسد اسطورى مهيب.
14
خرج من الطائره يتقدم وهو يحمل بيده حقيبه كرتونيه لماركة عالميه ،يتقدم الى صالة الوصول ينظر هنا وهناك يبحث عن صديقه الذى ينتظره كما أخبره.
عينه تبحث عنه يمينا ويسارا يسأل أين ذلك الغبى ...
صدح صوت عالى خلفه ينادى:هاروووون.
استدار سريعاً ينظر حيث مصدر الصوت يجد صديق الطفوله يقف خلفه وعينه لا تهتم له إنما هى كالعاده تتطلع لاجساد الفتايات الرائعات من جنسيات مختلفه هنا.
تقدم هارون يقذف الحقيبته التى يحملها بوجهها ليلتقطها الآخر وهو ينهره بمقط:انت واقف تستنانى ولا حاى تشقط يا و**.
زم صديقه شفتيه يقول بضيق:مانت واقف اهو فى إيه سبنى أمارس هوايتي..واملى عينى من الجمال يا اخى.
وقف هارون ينظر حوله يمينا ويسارا يقلب عينيه فى الماره ثم هز كتفيه وقال:ما لو فى حتة عدله كنت هوافقك ،لكن كل الى هنا عادى،شوفناه قبل كده.
هز صديقه رأسه بعدما دس كفيه فى جيوب بنطاله وقال:عندك حق...يالا بينا على العربيه.
تقدما كل منهما خارج صالة الوصول واستقلا السياره فى إتجاه بيته.
كان يضع نظارته السوداء على عينه يحجب عنها الشمس ينظر للطريق وهو شارد يضع سبابته على شفتيه .
ليقطع صديقه الصمت مرددا:جبت طقم الالماس الى طلبته "لمى"من برلين؟
اخذ هاورن نفس عميق وردد بهدوء: اه...اكدت حجز الفندق للناس؟
زفر الآخر بضيق ثم ردد:اه ياسيدى مع إن المفروض الخطوبه على العروسه انا ذنب اهلى ايه اتمرمط معاك .
ابتسم هارون يضربه على رأسه مرددا: عشان صاحبى ياض ..مش هتقف معايا يوم خطوبتى ولا إيه ،وانت عارف لمى مخها كله حسابات واجتماعات مش فاضيه للتفاهات دى يا ماجد.
نظر له ماجد نظره جانبيه ثم قال بعدم رضا: ماشاء الله ما جمع الا ماوفق،احلى حاجه فى جوازتك دى إنها ظاهره صحيه جدااا،انتو الاتنين اغتت من بعض .
رمقه هارون بأعين مغتاظه لكنه لم يهتم وأكمل بصراخ:بس عايز الفت انتباه معاليك إن فى حاجه إسمها weeding planer(منظم حفلات زفاف)،اخدوا مبلغ وقدره عشان ينظموا الزفت خطوبتك والمفروض يعنى أنهم يهتموا بكل حاجه ،بس ازاى ، ما لازم تسحلنى مع أهلك ولا كأنى عبد اشتريته.
1
كان هارون مازال على وضعه مسترخى وهو متكئ فى جلسته يعض جانب فمه وهم ليجيب عليه ساخراً كعادته لكن صوت إطلاق نار من نافذة سياره تحاول اللحاق بهم ومحاصرتهم على جانب الطريق جعله ينتفض منتبها.
اشتعلت عيناه بغضب ومد يده سريعاً يفتح جارور احد ادراج السياره، بينما ماجد تأهب بشراسه يحاول المراغه بالسيارة.
يديه مطبقه على المقود يديره يميناً و يساراً جاعلا السيارة تنحرف هنا وهنا تتفادى احتكاك تلك التي تتعمد الاصطدام بها.
بينما هارون حاول تولى امر إطلاق النيران.
يهاجم بشراسه وعينه كلها غل،يخرج رأسه وبذراعه من النافذه ،النظاره السوداء على عينه يصوب بمهاره وتأنى يحاول التحكم بأعصابه قدرما يقدر حتى يستطيع الثبات ولا يحركه الغضب الجاشم فى صدره فيفقده تركيزه ويضيع هو بطلقه رخيصه .
استمر ماجد فى المراوغه ينحرف يمينا،ثم يلتف من حول الحواجز الخرسانية سريعاً يتبع الطريق المعاكس وكان لسير السيارات باتجاه معاكس لاتجاه سيارته أثر فى تفادى اقتراب السيارة الأخرى.
لكن إطلاق والنيران مازال مستمر ،بل يشتد ضراوه.
هارون يحاول الثبات لكن هذه المره قد اختاروا شخص ماهر فى إطلاق النار.
مع احتدام الموقف صرخ هارون بماجد:زوغ منه ،زوغ منه .
صك ماجد أسنانه يضرب مقود السيارة امامه بغل وعجز: الطريق زحمه مافيش اماكن إحنا ماشيين عكسى.
لم ترحمه السيارة التي خلفه ،انما كانت سرعتها تزداد تضرب جوانب السيارات وتقلب أحدهم لتسير هى باقصى سرعه تصل لهدفها حيث "هارون الصواف"
بحركه ماهره من ماجد امسك ذراع السياره أوقفها ولف طاره القيادة بحركه دائريه مع لف ذراع السياره مره أخرى.
فالتفت على أسرها السياره بمنتصف الطريق واعتدلت لتصبح مع اتجاه سير السيارة بهذه الحاره وعكس السياره المهاجمه بعدما شل حركتها وصدمت بسياره اخرى اوقفت الطريق.
ليشق ماجد سيره مبتعدا وأثر أخير لإطلاق النار من السيارة المقلوبه ربما اخترق قلب هارون بطلقه طائشه اخيره.
بعد ربع ساعه كان ماجد قد هدأ يحاول التقاط أنفاسه ويقف بهارون امام مستشفى استثمارى فخم .
نظر هارون للمشفى وقلب عينه بملل يقول:جرى إيه مانا سليم قدامك اهو.
لم يعير ماجد حديثه إهتمام وقال : أخلص يالا.
خرج هارون دون جدال وذهب بكشف سريع يقف أمام الدكتور الذي سأل مستفسرا:خير ،بتشتكى من إيه،شايفك ماشاء الله شباب وصحه أهو،جاى لرسم القلب ليه؟!
اغمض هارون عينيه بتعب ثم قال:ده إجراء بحب اعمله كل فتره .
اكمل ماجد الحديث يخبر الطبيب: باختصار حضرتك هو من خمس سنين عمل حادثه وكان محتاج نقل قلب ،وكل فتره بيكون....
14
قاطعه الطبيب متفهما ثم ردد:مفهوم مفهوم،طبعا صح جدا لازم تعمل فحص دورى كل فتره.
أشار له على جهاز موصل به أسلاك بنهايتها حلقات جلديه مستديره بعدما نادى على احد الممرضات لمساعدته وقال:اتفضل معايا.
________سوما العربى___________
كانت تجلس أمام صديقتها فى ذلك التجمع التجارى الفخم الأضخم والأحدث بالقاهرة.
نظرت للهاتف تأخذ نفس عميق مستاء ثم وقفت لافته انتباه هنا التى قالت:رايحه فين؟
ابتسمت مردده: هو إحنا جايين عشان نقعد،قومى نلف شويه.
زفرت هنا بتعب: لا انا هشرب حاجه سخنه بطنى بتمغص عليا.
غنوة: خلاص فى محل كان فيه فستان عجبنى هروح اقيسه.
اماءت لها هنا بتعب:تمام.
سارت مبتعده بخطى واثقة،حتى توقفت بالطابق الأرضي وقادتها قدماها حيث سياره حمراء صغيره جدآ من موديلات الستينات.
اغرورقت عيناها واختنقت بالدموع وهى تتذكر حلم والدها البسيط بأربع عجلات وسقف مغلق ،يتنقل بها لكل مكان ينزه ابنته الوحيدة بعيدا عن زحام المواصلات وتحرش أشباه الرجال ،لكنها كانت حلم صعب المنال عليه فى ظل الفقر المدقع،فمرتبه البيسط لم يكن يكفى مصاريف الدراسة والطعام والشراب ،هو حتى احيانا كثيره كان يستطيع المرواغه والاحتيال عليها يخبرها أنه اشترى كل دواءه بينما فى الحقيقة هو لم يفعل تكتشف ذلك بنفسها وهى تعطيه الدواء فى ميعاده .
حتى مره من المرات امتنعت عن الذهاب لتلك الجامعه التى يوفر لأجلها مال علاجه ربما يتعلم الدرس وبالفعل تعلم.
هل كان والدها؟! أم أبنها او أخيها؟
لا تعلم...كل ماتعلمه أن الزمن توقف منذ وفاته تتذكر ذلك اليوم جيداً...وقد عادت بخطى متثاقله من دفنه.
تنظر للحى من حولها مستغربه،مصدومه،لقد دٌفن والدها للتو،لقد مات.
كيف اشرقت الشمس من المشرق فى الصباح عادى...
كيف أتت الرياح تهز أوراق الشجر ككل يوم... عادى
كيف يخرج الناس من يذهب لعمله ومن تذهب وعادى.
كيف وقف العم جمعه ييبع شطائر الفلافل على عربته والناس تقف وتأكل عادى...
كيف جلست السيده عديله تبيع خضارها على الاقفاص ككل صباح عادى.
كيف دار الزمن ...كيف تسير الحياه.. يجب ان تقف فقد توفى شخص ..بل أعظم شخص.
بكت بحرقه وجسدها كله يهتز.
آاه يا أبى منذ ذلك اليوم المشؤم أحارب كابوس غيابك كل ليله حتى اسقط فى النوم من شدة التعب.
كان يصف سيارته فى مرأب المول التجاري بغضب.. أكبر متعهد حفلات وللأن ألف خطأ وخطأ .
حتى بذلته تم تبديل اللون والمقاس وكان لابد من حضوره الآن.
صف سيارته وترجل يسير بخطى ثابتة واثقه ليتوقف وقد تجعد مابين حاجبيه عندما وصل لأذنه صوت بكاء عالى بعد الشئ.
قاده الفضول كى يسير خلف الصوت لتتسع عيناه وهو يجد فتاه تجلس خلف إحدى السيارات تقترش الارض بفستانها الانيق هذا،جسدها ينتفض وهى تحنى رأسها راضا تخفى عنه ملامحها.
اقترب أكثر ليرى ما بها محمحماً:احمم.. يا آنسه...انتى فيكى حاجه؟!
حاول مد يده كى يلكزها او يساندها ربما لم تنتبه لوقوف شخص معها حتى الآن.
لكنها رفعت وجهها له ليصدم وهو لم ينظر سوى لعيناها الجريئه الحمراء...هى اول ما خطفته ولفتت انتباهه.... عيون عسليه جميله وجريئة لفتاه ذات جمال ناعم ،حتى فستانها البسيط ناعم مثلها.
وجنتيها حمروان ويداها ترتعش..تنظر له ولعيناها سحر خاص ولعنه ربما اصابته فى الصميم....

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

كانت عيناه ثابتة عليها مأخوذ و مبهور،تحاشى بصعوبه عيناها الآسره  لينظر الى ملامحها .
نعومه وحلاوه ،وشئ آخر لم يحدده،شئ ما يصنع حالة من التيه ،الشعور بالضياع ولربما الخطر.
كأنها الخطيئة ،تتزين بعينيه،من مجرد نظره عابره لتلك العيون الواسعه.
عينيها كخطر الموت ....
حمحم يستدعى ثباته الذى افتقد منه الكثير لأول مرة بحضرة أحد.. حتى لو كانت انثى جميله.
اقترب منها يجثو بركبتيه على الأرض التى تفترشها بفستانها الجميل وتحدث بنبره حنونه آسره يتقنها جيدا عند الحديث للجنس الآخر خصوصا عندما تكن حُلوّه:مالك طيب،حصلك مشكله؟
1
كانت عيناها وحتى ملامحها قد هدأت وثبتت ،تنظر بصمت ثم تمد يدها تمسح انفها المحمر وهزت رأسها نافيه بدت كطفله صغيره يتيمه.
رق قلبه كثيرا كثيرا ومد يده لها يحاول مساندتها كى تقف .
لكنها تحاشت مد يده تضع يدها على شعرها تتأكد من وضع حجابها.
ثم تناولت حقيبتها ووقفت بهدوء.
رفع حاجبه الأيسر وهو ينظر لكف يده التى أُهمِلت للتو .
هل هى غبيه ام لا تعرف من هو.. أم إنها متعجرفه تفتكر كثيرا للذوق والأدب.
قبضت على حقيبتها الصغيره تنظر له بلا إهتمام تردد: لأ انا تمام.
اعتدل ببطئ حتى وقف ليشرف عليها بعرض كتفيه وطوله المهيب .
ليظهر الفرق الشاسع وتشعر بالضئاله لجواره.
ابتلعت رمقها وقد اهتز ثباتها قليلا،بينما هو ينظر بعيناها حيث يكمن السر الاعظم.
عيناها ثابته ،قد تبدو بارده ،لكنه.....
لكنه يقسم إن بداخلها عده ثوارات مندلعه الآن تحاول هى تهدئتها.
وهذا اراحه كثيرا،فكرة التعامل مع طلة شخص مثله بمثل هذا الهدوء والثبات ضايقه .
عدم الانبهار واقتناص الفرصه اغاظه ،همهم داخله بسأم.. انها تلك الطريقه المستهلكه فى لفت النظر.
6
وضع يديه بثبات فى جيوب بنطاله يفرد ظهره أكثر وأكثر كأنه ينقصه.
هم ليهز رأسه بعدم إهتمام ويتركها وطريقتها لتعرف إنها لم تلفته .
3
لكنها تحدثت بخفوت تردد بتهذيب: شكراً ليك.
عدل عن تفكيره...لقد شكرته ،وهذا كافى ،بل هو جعله كافى.
وابتسم لها بثقه وثبات ثم مد يده بكياسه الى جيب بذلته الداخلى وأخرج منها أحد المحارم الورقيه يعطيه لها مرددا:اتفضلى.
اخذته منه بهدوء تسلط عيناها عليه وكأنها واثقه من تأثيرها .
1
ام لانه منعكس على اهتزاز ثباته ونظره هو الآخر على عيناها ذات السحر الفتاك .

تحدث يسأل باهتمام: كنتى بتعيطى ليه؟
اعطته نظره مطوله من عيناها ثم جاوبت باقتضاب :ولا حاجة .
همت كى تتحرك مغادرة لكنه اوقفها بلهفه : لأ استنى.
ثبتت مكانها بالأرض،والتفتت تنظر له باستنكار ثم ردا:افتكرت بس حاجات مزعلانى،عنئذنك.
استدارت بكتفها كله كى تتحرك ،وشئ غريب بداخله جعله يسألها : أسمك إيه؟
عصفت عيناها بمشاعر مختلجه لكنها هدئتها وجابت دون ان تلتف له:مش مهم،فرصه سعيده.
بفعلتها زادت اهتمامه،انها امامه وستتحرك مغادره.
قصف يسأل خلفها بلهفه استشعرت بها اللوع يسأل سؤال غريب لشخص لم يراه سوى من ثوانِ: طب مش هشوفك تانى؟
3
التفت هذه المره ولكن نصف التفاته وقالت وعيناها الأسره فى عينيه تعصف به او تأسره: ماعتقدش.
قالتها بفتور وبساطة تغادر بعدها تاركه كف يده خلفها كأنها تناجيها وهى لا تهتم.
ظل واقفا بمكانه لأكثر من خمس دقائق وطيف ثوانٍ قليله مازال يؤثر عليه حتى الآن.
قد ينسى ما حدث،تلك الذكرى،حتى المكان،كل شئ،لكن تلك العينان..يقسم أنه لن ينساهم ابدا.
استنشق زفير سريع يفيق به نفسه ،يتذكر لما قدم بالأساس لهنا...هاااا..خطبته..البذله.
2
تبا لهكذا عينين،لقد انسته نفسه .......
حمحم بقوه يستدعى هيبته المعتاده ثم أخرج سيجاره البنى ينظر للطريق الذى اختفت فيه بشرود ،نفسه تراوضه على أن يذهب خلفها وهو يقاوم بقوه مضنيه وبالفعل نجح.
وتحرك مغادرا المرأب يصعد حيث اول طابق بمحل البذل ذو العلامه التجاريه المعروفة.
يتلفت يمينا ويسارا كالمعتوه ،ينظر هنا وهنا ربما لمحها حتى ولو من بعيد.
ضبط نفسه بالجرم المشهود ،انه متلهف يريد أن يراها،نهر نفسه جدا من تلك التصرفات الغبيه ،يجب ان يتعقل.
ماله وهذه التصرفات المتصابيه،وهذه أيضاً..كأنها فص ملح وذاب بلتر ماء .
لما قلبه متلهف عليها بحنان لا يوجد له مثيل بطريقه لا منطقية إطلاقا فهو لتوه رأها.
1
نهر نفسه سريعاً وارغم قدمه على الدلوف للمحل الذى جاء لأجله يريد الانتهاء مما يفعل سريعاً ويذهب.
لكنه مازال متلهف عليها بطريقة غير صحيه بتاتاً.
فرغم انهاءه لكل ما أراد شراءه ،ورغم انه ببدايه مجيئه لهنا كان على عجله أمره ،يريد الانتهاء سريعاً مما قدم لأجله.
فلما الآن يتفتل بأروقه السوق ينظر على المحال النسائية ويدقق النظر.
للمره الثانيه ضبط نفسه يبحث عن فتاه رأها منذ دقائق،لا يعرفها ولا تعرفه،او حتى تهتم.
وعلى مايبدو لم يؤثر بها وهى الان بطريقها للعوده إلى منزلها بينما هو يبحث عنها كالمجذوب.
زم شفتيه بسأم وتوقف عن سيره يشدد قبضة يده وهى داخل جيوب معطفه واستدار عن مواصلة السير يعود حيث سيارته،يستقلها مغادرا.
ظل يقود ويقود حتى وصل الى بيت كبير وعتيق بعد الشئ.
تستطيع ان تقول عليه أثرى لتلك العائله الكبيره،عائلة الصواف ذات الصيت المعروف والباع الكبير.
مكونه من بيت على مساحه ٤فدان عباره عن طابقين وحمام سباحه ولامامهم حديقه كبيره ليست من النجيله الاصطناعية كما الڤلل الحديثه ،بل هى من أشجار الفاكهة المختلفه كما أمر صاحب البيت الاول "الصواف الكبير" وقد فعل كل خلفائه من بعده.
حتى البيت نفسه من الداخل كان عتيق ،لم يمسه التغيير العصرى ،بقى كما بنى من مئة عام يتسلمه كبير العائله.
دلف للداخل تفتح له الابواب مرحبه بمالك البيت الذى ناله عن استحقاق وجداره رغم أنف الجميع.
ورغم انه ليس الحفيد الأكبر ،بل يوجد عمه كاظم فى الخامسه وأربعين من عمره وهو من أحفاد احفاد الصواف ،لكنه خفيف.
نعم خفيف اكلت النساء عقله،كل سنه يبيع عدد من اسهمه ،سهم فسهم يشتريها هارون كى يجد هو ما يكفي للأنفاق على سهراته ونزواته بالإضافة الى داء القمار الذى طالته ينغرس به يوم بعد يوم.
هم ليصعد السلم لكنه وجد عمه يقف عند باب المكتب مرددا بقوه:مش شايف أن المبلغ الى بعته النهاردة أقل كتير من الحصه الى انا عارضها للبيع يا هارون؟
توقف على أثر الصوت يوليه ظهره وهو يزفر بضيق لا يريد الحديث.
حقا لا يريد اى حديث .
صدح صوت عمه المغتاظ من خلفه يردد:هو انا مش بكلمك ،لف وبصلى ولا هتعمل عليا كبير.
وإن كان لا يريد الحديث فهل سيريد الالتفات والنظر له بعدما كان ينظر لعينان آسرتان؟!
لكنه عمه ويعرفه جيدا..لن يكل ولن يمل ،لذا اخذ نفس عميق والتف يواجه ذلك الرجل الخمسينى بطوله الفارع ككل رجال العائله وشعره الكثيف الأبيض وكذلك لحيته .
عريض المنكبين ضخم الجثه ،قوى الصحه،لديه انتفاخ بمعدته نوعا ما يحاول اخفاءه بملابس منمقه بطريقه لبس معينه.
تحدث له هارون بثبات وقال:ده سعر السوق واسأل برا.
قصف عمه يرد بغضب:ده سعر سوق السنه الى فاتت ،هو انت هتشترى النهاردة بنفس سعر سنه فاتت؟!
مط هارون شفتيه دليل عدم اهتمامه وقال: فعلاً،تصدق ماكنتش واخد بالى،احنا فى ظروف استثنائية وفى وباء عالمى هز اقتصاد العالم .
اهتزت أعين عمه يرى تلاعب ابن أخيه ،وبالفعل ردد هارون: كان المفروض :أقلل السعر عن السنه الى فاتت كمان ،بس أنا ما عملتش كده.
أشار على نفسه بكبر زهو يردد:كرم أخلاق منى بردو.
نظر له عمه بكره وغضب يقول:ياااه ،كمان، بقى عارض أقل من نص التمن وتقولى كرم أخلاق منك؟!
رفع حاجب واحد يقول بتحدى: بس خلاص أنا مش هبيع ليك.
التوى شدق هارون يجيب ساخراً: احسن،انا أصلا مش معايا سيوله.
هم ليتحرك وبالفعل استدار يصعد الدرج ليوقفه صوت عمه المهتاج يتحداه:انا هشوف حد تانى يشترى واكيد هيتعرض عليا سعر احسن.
استدار بجسده كله يهبط درجات السلم التى سبق وصعدها بخفة الفهد يتربص بعمه الذى حاول ايتلاع رمقه بصعوبه وهو يواجه نظرات إبن أخيه المرعبه تلك.
اخرج هارون الحديث من بين اسنانه لتكن مرعبه وهو ينذر عمه:انا كل يوم بحاول افكر نفسى أنك عمى الوحيد ،فبليييز....بليز ماتخلنيش انسى،واوعى تكون فاكر أن محاولة قتلى الى كل يوم والتانى دى همانى ،انا ولا يهمنى بدليل انى لحد دلوقتي بمشى من غير حراسه.
2
اشتعلت أعين عمه يقول بغضب: قولتك ١٠٠مره قبل كده مش انا الى بحاول اقتلك،شوف أنت أذيت مين وبيحاول يقتلك.
رأى العضب مندلع بأعين إبن اخيه مما اراحه كثيرا ليكمل بتلذذ:انت عارف انت عرفت كام ست على جوزها،ولا خطفت كام واحده من حبيبها ،ده انت تخصص ستات مرتبطة ،مش بتحلى فى عينك الحاجة غير وهى فى ايد غيرك،اكيد حد منهم دمه حر حالف لاياخد بتاره منك.
3
ضحك هارون بتهكم يردد:بجد والنبى؟!
كاظم:ايوه انت ليك الف حد يكرهك ،ف وحياة ابوك ماتجبهاش فيا.
شمله هارون بنظره من اعلاه لأسفله والعكس ثم ردد: هيبان..هيبان.
اخذ نفس عالى ثم اكمل: ولحد ما يبان،مافيش سهم واحد هيخرج من تحت ايدى لحد غريب،هارون الصواف بيشترى مش بيبيع والكل عارف عنى كده ،فأكيد مش هسيبك تضيع ان برستيجى والايمدج الى أنا عامله لنفسى فى السوق.
صك كاظم اسنانه بغل وهو يردد:يعنى انت عشان فارقلك شكلك تقفل عليا،يا اشترى بالسعر الى انت عارضه يا تمنع حد يشترى ،وياريت عشان عندك مبدأ وحابب تحتفظ بتعب العيله وممتلكاتها ،لا،انت كل إلى فارقلك إسمك وبرستيجك.
ابتسم هارون يهز رأسه مرددا : بالظبط.. سلام.
استدار يصعد الدرج وعقله منشغل بسؤال واحد يراوده لأكثر من عام،من ذا الذى يحاول قتله ولما؟
إنه عدو لدود،لديه إصرار رهيب...هو شهرياً يتعرض لهجوم مفاجئ منذ عام تقريباً.
بالشهور الاخيره اصبح مرتين فى الشهر كأن القاتل قد نفذ صبره..وسبحان الله هو بكل مره ينجو بمعجزة ما.
هل عمه هو من يفعلها،لانه الوريث الوحيد له الأن .
اخذ نفس عميق ،قرار خطبته السريع لم يكن من فراغ،يريد اسره واستقرار،يريد وريث لهذه الإمبراطورية.
1
دلف لغرفته يلقى تلك البذله التى ذهب ليشتريها كى يقابل تلك العينين  ويعود مشغول البال.
ارتمى على فراشه يصطدم به بقوه يضرب بمرتبة السرير مع إغلاقه لعينيه يتذكر أثر نظره بعيناه الى عيناها الكحيله الواسعه ذات العسل الصافى.
يبتسم بلا هدف وهو مغمض عينيه يتذكرها.
فتح عينه التى وقعت على الحقيبه المصنوعه من الكرتون تحتوى على علبه من اللون الازرق بداخلها طاقم من الالماس والذى اوصت به لمى.
اااه لمى...تلك الفتاه ذات الخامسه والعشرون،هو على يقين أنها لم تعشقه يوما ولا حتى تحبه ،بل تراه أكثر الأشخاص مناسبة لها .
لن يكذب كثيرا فهى أيضاً بالنسبة له كذلك،هى من أكثر الفتيات المحيطة بمجتمعه مناسبة له.
رغم أنها لا تعجبه كثيرا وهو يعلم،وهو لا يعجبها كثيرا وهى تعلم ،بل الاكثر أنها تعلم انه يعلم علمها بذلك.
4
إنه إتفاق دون حديث،لمى مختار عندما تتزوج فلن تتزوج سوى برجل يفوق أهلها مال وعز وجاه.
هو ايضا عندما يتزوج فلن يتزوج سوى بفتاه تساويه على الأقل... وبمقارنة عمليه بسيطه كانت لمى الاكثر توفيقاً والأجدر بالإختيار.
ارتفع رنين هاتفه لينظر له من بعيد،ثم استقام يلتقطه بخمول.
ينظر لاسم المتصل ثم يلمس الشاشه يفتح المكالمه ويجيب بخفوت: عايز ايه يا زفت.
جاوبه الزفت بغضب:انت بهيم يالا،تسبنى فى المستشفى وكمان تاخد عربيتى ،تقولى نص ساعه وجايلك وماتعبرنيش تانى.
2
اتسعت أعين هارون من بعد خمولها يضرب جبهته بغبااااء .
تبا لتلك العينين..انسته لأول مرة بحياته صديقه،هو حتى طوال الطريق يشعر انه نسى شئ مهم لكن تركيزه لم يسعفه بعدما استحوذت هى عليه.
هو حتى كان يشعر بعد الراحة وهو يقود سيارته كأن يديه قدميه غير معتادة عليها،يسأل ما به  .
ليتضح فى النهااايه انها ليست سيارته ،قدمه ويده كانت على حق.
لكن عقله كان هناك ،بعيدا بعيدا حيث تلك العينان الواسعة.
اغمض عينيه يهز رأسه باستنكار غير مصدق ما وصل  له .
وصاحبه عبر الهاتف ويصرخ:انت يا غبى،انا تلجت من هو المستشفى .
ردد هارون بضجر:شششششش خلصنا،قولت جاى .
ماجد بصدق: أد ايه انت بجح،اتفضل اخلص عايز اروح.
1
اغلق هارون الهاتف ونظر حوله ثم ضحك بقوه،لم يسبق أن حدث معه ذلك.
استقام من الفراش بتعب وأخذ معطفه ومتعلقاته ثم خرج من الغرفه والبيت كله يذهب لصديقه .
_______سوما العربى________
-وهى حلوه بقا على كده.
كان سؤال ملح ألقاه ماجد على هارون بعدما قص عليه ماحدث.
ليجيب هارون بأعين لامعه: حلوه اوي اوي اوي،ولا عنيها يااااه.
قالها بتلذذ وهو يغمض عينيه ليسأل ماجد بفضول:ايه زرقا ولا حضرا ولا رمادى رمادىى أنا بمون فى العنيين الى لونهم رمادى .
2
هز هارون رأسه مرددا: لأ لأ مش ملونه بس واسعه ومرسومه رسمه بنت لذينا.
التمعت أعين ماجد وسال لعابه يسأل:اوبااا،قشطه أنا بحب كده،اخدت رقمها بقا ولا عرفت عنها إيه؟
هز هارون رأسه بقمت ثم قال: ولا اى حاجه،مارضيتش تقولى حتى إسمها.
صفق ماجد بيديه يردد:وكمان صعبه،الله،انا بعشق المعاناة حتى الوصول.
2
نظر له هارون بسخريه وأكمل: فين بقا ما طارت الحته.
ماجد بيأس:ايوه صحيح،يالا خيرها فى غيرها ،الحلوين كتير، واهو انت هتخطب وتتلم اهو عشان الساحة تفضالى حبه.
نظر عليه هارون بجانب عينه يقول باستغراب شديد:مال الخطوبه بالستات مش فاهم،انا هخطب مش طالع على المعاش على فكره.
2
صمت يكمل بخفوت:بس لو اشوفها تانى بنت الذينا دى.
رفع ماجد  إحدى حاجبيه يردد:مش للدرجه دى خلاص فكك منها.
هارون بأعين لامعه: دخلت مزاجى أوى.
ماجد:ايه لو شوفتها تانى تتجوزها وتسيب لمى ولا إيه؟
ضحك هارون بسخرية ينظر له بجانب عينه ثم قال:انت عبيط يالى... لأ طبعا دى آخرها معايا ليله ليليتين حتى الورقه العرفى خسارة فيها ،اكيد يعنى مش هسيب لمى بنت الوزير واتجوز واحده من الشارع حتى لو عجبانى .
29
ابتسم ماجد يقول:ايوه انا بردو بقول مش اخلاقك.
1
ضحك هارون عالياً ثم قال:بس اشوفها تانى بس.
ضحك ماجد عالياً ثم ردد:يا مان ..واطى أنت.
ليقهقه بعدها بمجون وهو وصديقه يذكر كل منها الأخر بذكرياتهم النسائية البذيئة وتصرفاهم المجنونه.
6
________سوما العربي________
وفى الحاره بحى الغوريه.
كان حسن الشاب الوقور الذى هو على خلق يجلس خلف مكتب خشبى جديد وأمامه تجلس تلك الماكينه الألمانية شديدة الصحه والجمال.
1
تخترقه بنظراتها الممتزج بها البراءه والخجل ،تراه بطل استورى وتعترف أنها معجبه مغرمه.
تتذكر الحان تلك الاغنيه العربيه التى تحمل نفس المقطع وأنها اعجبتها كثيرا أول ما ترددت على مسامعها .
فهى ولسنوات عديده منذ طفولتها عملت بجد وإصرار على تقوية نفسها بلغة موطنها الأصلي والأقرب لقلبها بمشاهدة مسلسلات وأفلام عربيه وكذلك الاغاني أيضاً.
كانت مصره على كل ذلك وحدها فحتى والدتها لم تكن تتحدث العربيه كثيرا إلا عندما يثور غضبها فيتحرر لسانها ويعود لأصله رغما عنها.
وأول ما تهدأ تعود للحديث بالألمانيه مستنكره إصرار وعناد ابنتها فى تعلم العربيه والتمسك بها،لكنها لم تهتم كثيراً وتركتها تفعل ما تريد فمهما شطحت بخيالها لم تكن لتتخيل يوماً ان ابنتها الجميله ذات الجمال الأوروبي الصارخ،حديثة السن عديمة الخبره ستترك ألمانيا وتهرب لمصر دون إخبار أحد .
لكنها فعلت....  وها هى تجلس وجها لوجه أمام فرعونها المثير كما لقبته سراً من أول ما وقعت عيناها عليه .
3
يحدثها وهو ينظر أرضا يردد بابتسامه بسيطه:ماتقلقيش غنوه مش بتتأخر  زمانها جايه ،اشربى الى ايدك عشان يدفيكى.
نظرت عليه تردد بقوه وبساطه:انا معاك فمش قلقانه.
رفع عينه لعيناها وسمح لنفسه بالنظر لها ،مصعوق من ردها المختصر، المفيد ،البسيط،الواثق جدا.
هزت ومست شئ ما داخله وهو يدعى الثبات.
شعرت أن كلماتها البسيطة اصابت هدفها و كان رفع عينه للنظر لها بدل ماهو ينظر أرضا وهو يحدثها كنتيجه حتميه وجائزه على ما فعلت.
ابتسمت بدلال ثم سألت وهى تشير على الكوب الزجاجى  الدافئ بيدها: إيه ده؟!
ضحك بخفه ثم استند بذراعيه على المكتب يتكئ عليه هو يقول كأنه يشرح لطفله صغيره: ده اسمه سحلب.
زوت مابين حاجبيها تسال بغرابه شديدة: إيه سحلب دى؟!
2
فلتت ضحكته منه وقال: سحلب يتقال معاها ده مش دى..والسحلب ده مشروب عربى بيكون مسحوق ابيض وفيه مكسرات وبيتحط على لبن.
اتسعت عيناها تردد بذعر: مسحوق ابيض؟!!!كوك؟
انفجر ضاحكاً رغماً عنه ثم حاول التحدث يقول من بين عيونه التى ادمعت: لأ كوكايين إيه حد الله مابينا وبينه...ده السحلب ده مشروب الشعب الغلبان .
هدأت أخيرا تقول براحه:اهااااا.
هز رأسه بيأس تلك النغم على ما يبدو حكايه وحدها.
علاوه على أنها جميله ..جميله جدا.
حمحم بحرج فهو لمرتين ضبط نفسه وهو ينظر خلسه لقدمها البيضاء الممتلئه من فوق رقبة حذائها الجلدى وهو الذى ظل طوال حياته يغض البصر ،حتى غنوه لم يسبق ان فعلها معها.
1
حاول تحاشى النظر إليها ينظر أرضا من جديد وهو يستغفر الله بسره لأكثر من عشر مرات ربما غفر له .
لينتبه سريعاً على ظهور غنوة بجوار بيتها وقال:اهى اختك وصلت اهى.
التمعت عيناها تبحث عنها وسط مرور الناس بالشارع وهى بينهم .
وقفت سريعا ووقف معها حسن ثم سبقها ينادى :غنوه...غنوه.
وقفت بتعب على أعتاب بيتها ،حسن هو آخر شخص تريد رؤيته الآن.
لكن مع إصرار نداءه التفتت له.
ليتجعد مابين حاجبيها باستغراب وهى تجد فتاه صارخة الجمال تقف خلف كتفه بطريقه أثارت الغيره بداخلها.
تقدم منها وتبعته الأخرى وهى عيناها عليهم بها ألف سؤال.
كان سيتولى حسن المهمه لكن تلك الالمانيه المصريه تولت الأمر تتقدم من غنوة تنظر لها بانبهار وأعين لامعه تردد:انتى غنوة؟
رفعت غنوة حاجبها وقالت: ايوه.. انتى تعرفينى منين؟
أبتسمت نغم تقول:انا نغم.
حاولت نغم الابتسام وقالت: أهلا وسهلا...
لتكمل نغم:اختك.
هزت غنوة رأسها تقول ضاحكه:هههه نعم.. أزاى ماعلش.
تدخل حسن يقول:من والدتك يا غنوة.
على ذكر أسم تلك السيده تشنج جسد غنوة بطريقه واضحه للماثلان امامها وتفاجئا بذلك.
وهى اخذت تصرخ:مش عايزه اسمع سيرتها وأنا ماليش اخوات.
التفت الماره لصوتها مع زهول نغم وحسن.
وضعت نغم يدها على فمها تمنع دموعها وحسن يحاول تهدئة غنوة يبتعد بها عدة خطوات عن نغم يقول: ايه الى بتعمليه ده يا غنوة،انتى عمر ماكانت دى اخلاقك.
ادمعت أعين غنوة تقول باختناق:انت ماتعرفش الست دى عملت ايه في ابويا يا حسن،انا مش عايزه حتى افتكرها،مجرد سيرتها بس بتخنقنى،عايزنى اموت يا حسن؟
رق قلبه لها كثيراً يسأل بلوع:مالك بس يا غنوة،من الصبح وانا حاسس فيكى حاجه،النهارده بالذات.
اغمضت عيناها تبتسم بألم وبداخلها كلام كثير.
هى كل يوم بها اشياء وليس شئ واحد،ربما اليوم فقط فقدت القدره على المداره.
نظرت خلفها لتلك الفتاه ورغما عنها أبتسمت لا تعرف لما .
نظر لها حسن وهو يرى الحنان غلب عليها ثم قال:ايوه خديها ،اقولك .
نظر على نغم ثم قال وهو ينظر لعيونها:اعتبريها قطه ودخلت من باب شقه موارب.
1
زجرته بعينها تقول: والله..قطه..طب أخفى بقا من قدامى.
تقدمت من نغم وتركته وهو يردد: بموت فيك وانت شِرس.
أما غنوة فقد توقفت عند نغم وقالت : إسمك إيه؟
غلبتها نغم وهجمت عليها تحتضنها بقوه مبادره هى.
لتغمض غنوة عيناها بمشاعر تختبرها لأول مرة،مشاعر دافئه تتحدث دون كلام تخبرها انها ليست بطولها في هذا العالم الكبير.
_________سوما العربي_________
فى أشهر فنادق القاهره مساء اليوم التالى.
وقف هارون لجوار لمى تلك الحسناء صارخة الجمال متناسقة القوام.
والتى كانت تصرخ بغطرسه:انا قولت قالب التورته يبقى معمول من عجينة السكر باللون الوردى ازاى يتعمل بربل؟
2
حاول مدير القاعه التحدث يقول: دى غلطه هتتصلح فوراً يا فندم والبنت الى كانت مسؤله عن التنظيم مشيت جاى دلوقتي حد تانى بروفيشنال اكتر وهتشوفى بنفسك.. هى بس اتأخرت كام دقيقه.
صرخ هارون بغضب وغطرسه:ايوه وانا والهانم هنفضل واقفين نستنى معاليها يعنى ولا ايه،دى مش أول غلطه ليكوا ،مع أنى دافع كتير اوى.
9
تحدثت لمى: بالظبط انا عايزه اعرف فين الهانم دى.
تنفس الموظف الصعداء أخيراً وهو يردد:اهى وصلت الحمدلله.
رفع هارون حاجبه بغضب ينوى الصراخ فى وجهها وسبها أيضا .
واستدار لينهرها ويسبها ليتسمر مكانه وهو يردد بزهول: المزه أم عيون دباحه؟!!!!!!!!!
تقدمت تحت أنظاره المدققة المزهوله ،خطواتها توازن بين النعومه والثقه مع لمحة خجل انثوى حلّى طلتها وحضورها.
ونفس العينان التى اصابته بسهامهما بها لمعه غريبه لكنها محببه .
شملها بعينيه من عند قدميها بحذاء من الجلد الأسود الامع برباط يطول قليلا وقد دخل به آخر بنطالها من الجينز الأسود يفصل قدمها الممتلئ الملفوف مع وركيها ،صعودا الى جاكيت طويل من اللون السمنى به أزرار كثيره على طول الجاكيت من المنتصف ،تحدد خصرها المنحوت بحذان اسود انيق ،وحجاب من إحدى بلون الخوخ الفاتح يلتف حول رقبتها كشال يدفئها فى هذا الجو .
مثيره هى ،حتى لو كانت محجبه وملابسها محتشمه.
4
رأى الكثير من العاريات ولم يكن بهن أى إثارة.
تأكد الآن أنه لا تكمن الإثارة فى التعرى ،معلومه اكدتها له تلك التى لا يعرف عنها أى شىء ولا حتى إسمها .
1
اتسعت عينه بلهفه وهو يرى عيناها تقع عليه تنظر له وتتعلق بهما.
كأنها تتذكره ،انها قد رأته بالأمس،وقد دار حديث طويل.
تعده عيناها بأشياء كثيره لا يعرفها ،لكنه متأكد من أنها جميله.
توقفت امامهم تبتسم ببشاشه مردده: مساء الخير.
كان رد فعل لمى هو ان كتفت ذراعيها حول صدرها ،ترجمت غنوة الحركه مع نفسها جيدا وعرفت أنه بلغة الجسد هذه الفتاه تستعد لشن هجوم لاذع عليها على الأقل بالكلام.
ردت لمى التحيه بنزق: خير؟!وهييجى منين الخير وأنا كل حاجه فى يوم خطوبتى تقريباً باظ والسبب من الشركه الى انتى شغاله فيها.
كان يقف خلف لمى صامت ،يتابع ،يتوقع رد لاذع منها او متعجرف وربما عصبى.
لكنها ابتسمت بهدوء تقول وهى تعيد لف الحجاب حول رقبتها كى يدفئها: لأ حضرتك كل ده حصل قبل منى ،دلوقتى انتى معاكى غنوة.
زوى مابين حاجبيه.. لم يفهم اى غنوة تلك التى معها وستحل الأمور.
زٌهلت عيناه وهو يستمع لذلك الموظف الذى مازال يقف معهم وهو يقول: آنسه غنوة صالح لسه بادئة شغل فى الشركه وزى ماقولت لحضراتكم هى حد بروفيشنال وشاطر جدا.
ضرب الهواء البارد وجهه وهو يهمهم داخله يردد:همممم... إسمها غنوة... حلو اوي.. زى عيونها.
تحدثت لمى تخرجه من هيامه ومازال الغضب يملؤها:ايوه انا عايزه فعل مش كلام،الليل دخل والضيوف على وصول،وكل حاجه حرفياً كارثه،مافيش اى حاجه ماشيه صح.
اشارت غنوة بيديها الاثنين علامة لطلب الهدوء والتريث مردده:ارجووكى تهدى خالص،انتى عروسه يعنى ملكة ،والملكه تقعد فى جناحها وتشاور بس.
7
رفع حاجبه بزهول وتعجب،توقع نشوب معركة الان وان يكن ردها عنيف مٌعاند مٌكابر على عجرفة لمى ،لكنها بالعكس تحدثت بسياسه تحتويها .
فقد هدأت لمى بالفعل وبدأت تستمع لتلك الغنوة التى رددت بهدوء بعدما اخرجت دفتر صغير من حقيبة يدها:اول حاجه التورته دى خلاص بخ،فى تورته بحجم مناسب من عجينة السكر اللون الوردى جايه ....
صمتت تنظر لرساله عبر هاتفها ثم اشهرته فى وجه لمى تريها رسالة ما واكملت:لا هى وصلت مطبخ الفندق بسلام دلوقتي.
اتسعت أعين لمى بانبهار لم يكن أقل من الذى شعر به الواقف خلفها وهو يراها تردد بتمكن وهى تنظر حولها: الكراسى كلها هتتغير وكل الڤازات الى على التربيزات كمان ،حالا هيتشال الورد الصناعي ده ويتحط تيوليب زى ماحضرتك كنتى طالبه ووو.
ظلت تعد عليها كل ما سيتغير وما تم تعديله أمام عينها الآن بالفعل ولمى حقا مبهوره
صامته تماما وقد تركت لها زمام الأمور فعلى مايبدو تلك الفتاه تعرف عملها جيدا ولن تحتاج للمراجعه خلفها.
إلى أن انتهت غنوة من سرد كل شئ فقالت لمى : بصراحه يعنى براڤو،انتى انقذتى اليوم،سورى لو كانت طريقتى صعبه شويه بس...
ابتسمت لها غنوة تقاطعها وهى تهز كتفيها: مش محتاجه طبعا ،اصلا انتى كعميل عملتى كل الى عليكى ودفعتى مبلغ مقابل شغل ما،اقل حاجه تستحقيها انك تاخدى مقابل الى دفعتيه+أنك عروسه ولازم اكيد هتكونى متوتره .
أبتسمت لها لمى وقالت:تمام هطلع انا الحق باقى اليوم.
غادرت لمى سريعاً،واخيرا بقا معها وحده ينظر عليها ويديه بجيوب بنطاله.
ظنها ستتجاهله وهو أيضاً سيفعل.
لكنه صدم بابتسامة أكثر من رائعة،ذات سحر خاص منبسق من عينيها وهى تردد بنعومة:ازى حضرتك؟صدفه غريبه اوى.
حارب ثوراته الداخليه وردد: فعلاً.
اقتربت تمد يدها بالسلام وهى تقول:يمكن ده من حظى عشان اشكرك على امبارح.
رفع حاجب واحد يقول بتهكم: والله،كان من باب اولى تشكرينى امبارح مثلاً؟!
1
مد يده يلامس كف يدها ،ينتهز الفرصه كى يلمسها وهو يردد: بس مش مهم،المهم أنك بخير،وفرصه سعيده.
ظهر الارتباك بوضوح وهى تستشعر ملامسة يده ليدها،لم يكن سلام عابر.........إنه يتحسسها...
رفعت حاجبها الأيسر تقول بتحذير: أيدى.
لمعت عيناه يبريق أخاذ يردد:ناعمه.
احتدت عيناها تردد: افندم؟!
رد عليها بصفاقه يؤكد : ناعمه وحلوه زيك،بس ....
1
انتشلت يدها من يده بغضب وهو يكمل حديثه :بس عينك.
صمت لثوانى ينظر بعمق لعيناها التى تعصف الأن بغضب: عينك حلوه.... حلوه اوي،حد قبلى قالك أن عيونك حلوه.
لما يرغب بأن يكن هو أول من اكتشف جمال عيناها وأن السبق كان له؟
وهو أول من اطرى أذنها بجمال غزل الكلمات .
لكنها جاوبت بثبات وثقه مؤكده: نص البلد.
6
لا يعلم من اين له بمشاعر غيره لم يختبر وجودها بداخله ،وغير منطقى ان تتواجد لأجل فتاه لا يعرفها حتى .
ليردد وقد كسى بعض الغضب ملامحه: ياسلام!!نص البلد ازاى يعنى؟!
رددت ببساطه:شغلى..ياما قابلت وشوفت ناس.
1
اخرج يديه من جيوب بنطاله يكتفهم حول صدره أخذا وضع التحفز للهجوم وسألها:وكانوا بيقولولك إيه بقا.
اخذت نفس عميق تبتسم ثم غيرت هى اللعبه تسأل: وحضرتك سايب خطوبتك الى المفضروض كمان ساعه وواقف تسأل وتحقق فى إيه مش فاهمه!؟
سؤالها هزه...هز كيانه بالداخل...اليوم خطبته بما يفكر هو وعلام يهتم؟
لكن الغضب الغير مفسر او مبرر مازال يعصف به رغم محاولاته للثبات.
بادرت هى بالحديث تردد: ياريت حضرتك تتفضل على الجناح الخاص بيك ،انا غيرت البدله بدل بتاعت امبارح ،حتى الحلاق على وصول.
وضع يده على رأسه الاصلع الامع يردد بسخريه: فعلاً محتاج اسشور.
24
ضحكت بخفه ،ليخفق قلبه ينظر لها بأعين تهفو لضحكتها .
يسمعها تقول له كأنها تحدث طفل صغير بهدوء : لأ فى حلاقه،تظبيط دقن،ماسك... كده يعنى.
همهم بهدوء ثم اقترب خطوتين منها وقد تفاجئت وارتبكت ،ارتباك نمىّ شعور بالتلذذ داخله .
كانت عيناها الجميله تتسع بزهول من جرئته وهو يقترب منها هكذا ،والاكثر أنه يميل على أذنها مرددا: خلاص هطلع اوضتى،عارفه رقمها؟
اتسعت عيناها حتى استدارت من صدمتها ،عادت خطوتين للخلف كرد فعل طبيعي لفتاه مثلها تسأل هل هذا يعد تحرش ؟
تحول الزهول لغضب نشب بعيناها ثم ردت بثبات:اكيد...وبعتلك عليها كل الى هتحتاجه،تقدر تطلع دلوقتي لأن مافيش وقت تضيعه عنئذنك.
1
همت كى تتحرك وتتركه لكنه تقدم يقطع طريقها ويسده عنها بعدما وقف أمامها يقول ببعض الحده:مش عيب اكون بكلمك وتمشى وتسبينى؟
1
أبتسمت ابتسامه عمليه سمجة تردد: والله يافندم كان بودى اقف ونتكلم اكتر من كده خصوصاً أن حضرتك....
صمتت تمط شفتيها أكثر مؤكده: دمك ماشاءالله.... خفيف خااالص .
رفع حاجبه يلتقط نبرة السخريه والتهكم بها بوضوح ،تكمل بعمليه وضيق: بس زى ما حضرتك شايف أنا عندى شغل.
التفتت بجسدها كله كى تغادر ليقبض على معصمها يوقفها بحده.
نظرت على يده التى مسكتها تمنعها بحاجب مرفوع ثم رفعت عيناها تنظر له وقالت:فى حاجه يا فندم.
وبحركه سريعه منها نفضت يده من على يدها ،اغتاظ كثيرا وقال بعجرفه:مانا شغلك،شغلتك أنى ابقى مبسوط.
استدارت تقف امامه مباشرة تنظر بعمق داخل عيناه تعرف مدى تأثيرهم وقد اهتز بالفعل ثم رددت بقوه:شغلتى أنك تاخد شغل مظبوط ،انا مش كاسيت جايبه يسليك،لو عند حضرتك اى شكوى تقدر تتفضل تقدمها ،وانا كفيله أحلها،لكن غير كده ... أسفه.
رمقته بنظره اخيره ساحره ثم تحركت بخفه وخطوات رشيقه تتابع عملها بتمكن رهيب.
ظل بمكانه واقف لثوانى ،ثم تقدم يسحب أحد الكراسى من أقرب طاوله بمنتصف القاعه ويجلس يراقب كل وأدق تفاصيلها بأعين متلذذه نهمه .
كانت تتحرك وهى تعطى تعليمات وتعديلات لكل الموجودين بمنتهى الهدوء تلاحظ وجوده تتسع عيناها وهى تراه قد طلب له مشروب يجلس وهو يضع قدم على قدم يحتسيه وينظر لها دون مواره او حرج.
6
لتنقضى تلك الساعه ونصف وهى تحاول التغاضى عن تركيزه معها والتعامل بهدوء إلى أن ضاق به الوقت فعلاً ورأى عمه يدخل القاعه بحثاً عنه يردد بزهول:انت قاعد هنا والضيوف قربوا يوصلوا.
نظر خلفه بتهكم ثم قال:عمو كاظم،كتر خيرك والله ،انا قولت بينا ما صنع الحداد واكيد مش هتيجى.
هز كاظم رأسه وقال:مهما كان زعلى منك بس انت صواف وانا صواف والنهارده خطوبتك ،اكيد مش هسيبك ،حتى لو كنت شايفك انانى وواطى وانتهازى وزباله .
2
ضحك هارون بشده يسمع كاظم وهو يكمل :بس ده مايمنعش انى اجى اقف معاك فى يوم زى ده.
هز هارون رأسه بيأس ثم قال:فيك الخير والله.
انحرفت عيناه وهو يلاحظ تقدمها منهم تقول:لو سمحت الوقت اتأخر،لازم تجهز.
رفع حاجبه بترقب وهو يجد عمه يقف بانتباه وإعجاب يصفف شعراته البيضاء يحاول إغلاق زار بذلته من على معدته المنتفخة التى تحول دون ذلك يردد: يا مساء الخيرات والحلويات.
مد يده يصافحها:كاظم الصواف،٤٥سنه،اعزب ،وحاسس بالوحده.
3
هزت رأسها تقول: أهلا وسهلا.
ثم تجاهلته عن عمد تنظر لهارون مردده:لازم بعد ربع ساعه بالظبط تكون داخل القاعه مع العروسه،لو سمحت اتفضل لأن مافيش وقت.
كان ينظر لها بتركيز يشتتها قليلا،يلتوى جانب فمه بابتسامة ملتويه وهو يرى تشتتها من تركيزه عليها لا تقاوم كثيراً.
تدخل كاظم يحشر نفسه فى الحديث وقال: أيوه فعلاً يا هارون انت ازاى لحد دلوقتى مالبستش.
استدار ينظر لغنوة ويقول:لا لالا عندى انا دى،عشر دقايق بالظبط وهتلاقى كل حاجه جاهزه،سبيلى انتى رقمك بس عشان اديكى خبر انه خلص تيجى تستلميه.
2
رد صوت من خلفه بتهكم:تستلمنى؟! والله عال.
وقف عن كرسيه يتقدم منها بظهر مفرود ثم قال: ماتقلقيش،انا عادة مش بتأخر عن مواعيدى ،صفه من صفاتى يعنى.
شملها من أسفلها لأعلى رأسها ثم قال:ولا بسيب حاجه عجبانى،اوى،اوى اوى يعنى.
كانت تنظر له بتوجس وهو قريب منها هكذا كأنه سمكة قرش وستلتهم سمكه صغيره ،ولجواره عمه الذى اقترب منها هو الآخر مثل هارون وردد بنظرات خبيثه:صواف اوى الواد ده خلبوص صغنن،وانا الخلبوص الكبير...والخبره تفرق،الشيبه دى مش من فراغ.✨💥
1
رفع هارون حاجبه بضيق غير مبرر يردد:عمممى.
لكن كاظم لم يهتم كثيراً او يبالى وهى كانت تنظر لهما بخوف وعدم راحه وهما مقتربان منها هكذا كأنهما سيفترسانها.
وولت هى هاربه منهم تتبعها أعين هارون يفصل بعينه تقاسيم جسدها تفصيلا بإعجاب يزداد شيئاً فشيئا.
3
دلف لجناحه يغلق الباب خلفه لكن عمه دلف بعده يقول:مش شايفنى جاى وراك يا واطى.
1
التفت له هارون يردد: مانا مش بالعها اوى.
وقف كاظم يضع يديه بجيوب بنطاله كإبن اخيه وقال : لأ مانا حبيت المكان خلاص وشكلها هتبقى ليلة لوز اللوز وهتختك خاتمه عنب بإذن الله.
احتدت أعين هارون ينذره بصوت غاضب:كااااظم.
التوى شدق كاظم يقول: إيه،بتنادى عليا،فى حاجه أن شاء الله.
هارون:خليك فى ملعبك ،البنت صغيره عليك ،اهدى هااا،اهدى.
هز كاظم كتفه يقول:بقولك ايه خليك أنت فى عروستك وسيبنى انا القط رزقى.
4
زادت عصبية هارون وقال محذرا:مالكش دعوه بيها قولت ،خلصنا.
كاظم ببرود: أنا مش عارف انت شاغل بالك ليه،وقاعدلها فى القاعه وسايب الى وراك والى قدامك وماشيلتش عينك من عليها فى إيه؟
اهتز هارون قليلا لكنه تحدث بثبات قدرما استطاع:كنت عايز اشرب عصير ومش ورايا حاجه،انت عارف الرجاله مش بتاخد وقت يادوب هنط فى البدله واحدد دقنى وانزل.
أنهى حديثه ينظر على كاظم وبدأ يتوتر وهو يراه يضع اصبع أسفل ذقنه ينظر عليه فقال:مالك بتبصلى كده ليه؟!فى إيه!؟
التوى فم كاظم وقال ساخراً:من امتى وانت بتبرر لأى حد تصرفاتك؟!!طول عمرك بجح وبتعمل إلى انت عايز من غير ماتهتم بالأعذار .
زاد توتر هارون يسأل: قصدك ايه؟!
كاظم بثقه:يعنى انت بتبررلى ولا بتبرر لنفسك؟
ابتسم باتساع وهو يراه يبتلع رمقه يصعوبه لا يجد رد تقريباً .
فاقترب منه يلتقط إحدى عبوات العصير المعلقه يعطيها له قائلا وهو يربط على كتفه:خد اشرب خد بل ريقك،باين حلقك نشف ومش عارف تتكلم .
نظر له هارون يكابر فردد كاظم: أشرب أشرب ماتتكسفش ،انا زى عمك بردو.
حمحم هارون وفتح العصير يشربه ،بالفعل قد جف حلقه.
وسريعا سريعاً انهى ارتداء بذلته،وهذب لحيته يضع بها عطره الفخم ووقق يطالع نفسه بفخر.
التوى جانب فمه بثقه كبيره وغرور .
تبعه دقات خفيفه على باب الجناح بعدها دلف صديقه الذى اخذ يردد بهيام: الله على الفندق،وجمال الفندق ولا حلاوه الفندق ولا عيون الفندق.
1
رفع هارون حاجبه يقول بغيظ:عيون مين يا و**.
عض ماجد شفته السفلى يقول : الفندق يا آخى ،وتنظيمه ،هى دى الفنادق ولا بلاش ،احب اوى الفنادق المدملكه البيضاويه.
هارون بغضب:ولاااااا.
ماجد:اييه ياعم مالك كده؟!
هارون: عشان فاهمك،وعارف تقصد مين ،بس أحب اقولك المزه دى تلزمنى ،تمام.
1
زم ماجد شفتيه يردد:طب ما تسبهالى وانا هفوتلك الحته الجايه .
التف له هارون بغضب ،عادة ما تتم بينهم هذه النوعيه من الاتفاقيات حول من تعجبهم من النساء والفتيات بكل روح رياضيه .
لكن لما الأمر مختلف هذه المره وقد رأى ماجد ذلك بأعين صديقه.
حتى هارون نفسه يشعر بالغضب وأنه لا يجب الحديث عنها هكذا كأنها مشاع.
بل هى ملكيه خاصه،خاصه جدا...بيوم خطبته،يفكر بكل ذلك يوم خطبته.
تقدم ماجد يتفاوض معه وقال: طب مانقسم البلد نصين،خلص وباصى لصاحبك.
أحتد عليه هارون يقول بضيق من الوصف فقط وكونه عائد عليها: أحترم نفسك يا ماجد.
رفع ماجد حاجبه الأيمن يسأل :الله الله الله... مالك كده فى إيه.
راوغ هارون وقال :دى المزه بتاعت امبارح وصادف أنها نفسها المسؤله عن تنظيم اليوم،يعنى عجبانى وتخصنى... اخلع أنت.
ماجد:ده انت النهاردة خطوبتك .
هارون:والنبى إيه؟!طب مانت متجوز ،اوعظ نفسك قبلى يا حبيبي.
2
ماجد: أى والله عندك حق.
صمت قليلاً ثم قال بأعين لامعه:بس الصراحة..تستاهل دى عليها جسم يل.....قاطعه هارون صارخاً:ماااجد ،خلصنا...
اندهش ماجد كثيرا وقال: خلاص خلاص ياسيدى ..اشبع بيها... اقولك أنا نازل وسايبلك الجناح كله.
كاد أن يغادر لولا صوت هارون الذي استوقفه متسائلاً: هى مراتك ماجتش معاك ولا ايه؟
تسمر ماجد بمكانه لثوانٍ..ثم تحدث بجمود: النهاردة عيد ميلاد أختها .
12
هارون:تمام.
غادر بعدها ماجد دون الالتفات له مجددا او قول أى شىء والتف هارون ينظر لنفسه بالمرأه بزهو يبتسم وهو يتذكر جمال عيناها وهى تنظر له.
دق هاتف الغرفه باتصال من الفندق يخبره انه حان وقت دخوله هو وعروسه وأنها أيضاً قد انتهت من كل شيء.
أنهى المكالمه وألقى على نفسه نظره مغتره اخيره يغلق أزرار بذلته ثم تقدم بخطى مهيبه يخرج من جناحه ويذهب لعروسه.
وجدها بحال غير التى تركها بها ،فقد تركها منفعله ،مغتاظه وغاضبه.
لكنها الآن هادئه ،حالمه تبتسم وقد اتمت زيتنها وبدت فعلاً كملكة.
رفع حاجبه يردد: سبحان مغير الاحوال.
ابتسمت له تقول بفرحه: فعلاً،بس بصراحه البنت دى هايله هايله هايله،لأ وعندها حل لكل حاجه.
لا يعرف لما تضايق من الأمر،كون لمى أثنت عليها تمدحها.
فتقدم بصمت لا يسأل ولا يستفسر عما أنجزته .
شبك يدها وبذراعه وتقدم يهبط الدرج فى روتين باهت مدروس .
تفتح أبواب القاعه ليدخل وبذراعه لمى بفستانها الأكثر من مبهر .
وهى نفسها كانت جميله وانيقه ،بالاساس لمى جميله جمال لا يمكن نكرانه او التغاضى عنه .
لكنه لم يكن معها بل يبحث عن أحدهم وسط الحضور كطفل تائه يبحث عن والدته.
لكنها غير موجودة...اين ذهبت... ولما تختفى تختفى تهتم بكل شيء إلا هو...ماهو أيضا عريس هذا اليوم ومن صميم عملها الإهتمام به...تبا لها.
الوقت يمر وانقضت اكثر من فقره كانت مميزة بحضور أشهر فنانى الوطن العربي.
كذلك التورته التى طلبتها لمى بكل تفاصيلها..وهاهو يقف يحتضن لمى له برقصه بطيئه هادئه متماايله.
لتتعلق عيناه عليها...هناك..تقف بعيداً.
اشتعلت عيناه يقضم شفته بغضب وهو يراها تقف وبيدها كأس من البرتقال ترتشف منه بهدوء وهى تتحدث مع أحد الأشخاص.
لا يعرف من هو وعلى ما يبدو انه من العاملين بالفندق.
لما تبتسم باتساع هكذا لهذا السمج ،وما كل جمالها هذا خصوصاً بعدما بدلت ثيابها وارتدت بذله سوداء من الستان يتدلى من على كتفيها سلاسل من الفضه مع حجاب سمنى هادئ وزينه بسيطة أتمت طلتها.
لتكن النتيجه وكالعادة مبهره ،ملفته بأقل الإضافات.
يتراقص مع لمى وباله منشغل بتلك التى تقف هناك يراقبها.
تشنجت ملامحه وهو يشعر بتقلص بسيط فى معدته ،جاهد على مقاومته والتأقلم معه.
3
يراقب تلك التي يليق بها الأسود كثيراً مرتاح بعض الشيء بعدما ذهب ذلك السمج الذى كان معها.
لينتهى أخيرا اليوم وتتقدم منه هو ولمى متسائله:ها... إيه الأخبار ؟كله تمام؟
هزت لمى رأسها برضا تام تردد: هايل.. اكتر من هايل مش كده يا هارون.
هز هارون كتفه يردد:عادى يعنى مش أوى.
رفعت غنوة حاجبها تقول: واضح ان العريس مش راضى عن اليوم خالص.
هز كتفيه كطفل أرعن وردد: لأ بس عادى .. يوم عادى.
ابتسمت تنظر بعينيه تردد بثبات: لأ يوم عادى او مش عادى ده تحسه بفرحتك بحبيبتك وانكو أخيراً اتخطبتوا قدام العالم كله.
صمتت ثوانى وسألت عن عمد خبيث:مش انتو مخطوبين عن حب بردو ولا إيه؟
كانت عيناه بارده كأن ردها معروف ،اما لمى فغيرت دفة الحديث وقالت مباغته: إيه رأيك تشتغلى معايا.
صدم هارون واتسعت عيناه يردد: إيه؟
كذلك كان حال غنوة التى قالت متفاجئه: إيه؟
لمى بتأكيد:هديكى المرتب الى تطلبيه.. أنا شخص بيعشق الشغل المظبوط وبيقدره،هديكى المرتب الى تطلبيه ،وهتبقى مسؤله عن كل واى تنظيم يخص الشركة،انتى مش متخيله الوضع كارثى أزاى،اظن أنك الشخص الصح فى المكان الصح.
صك هارون أسنانه بغضب غير مبرر وألم معدته يتزايد ،وغنوة تقف لم تعطى اى رد فعل.
1
تحدثت لمى بعجاله: فكرى كويس إحنا هنفيد بعض اوى،انا هطلع اوضتى اغير الفستان وانزل.
غادرت سريعاً وغنوة تراقبها بزهول،بيما هارون يتحدث ببعض الغضب ووجه محمر يظهر على ملامحه تشنج من شدة الألم: أكيد مش هتوافقى صح؟
هزت غنوة كتفيها وقالت: وموافقش ليه؟
هارون:أأأ...مش هترتاحى فى التعامل معاها.
رفعت إحدى حاجبيها وقالت :ليه..انا شايفه انها شخص متفاهم وشاطر وعمليه جدآ،مستغربه بصراحه أنك بتقول كده على خطيبتك.
+
تقلصت معالم وجهه أكثر واكثر ،يبدو انه كظم ألمه كثيرا.
3
لتشهق عاليا وهى تجده يسقط بين أحضانها يقول قبلما يفقد وعيه متعلق بها :ماتسبنيش ياغنوه......
سرير معدنى بعجلات يتحرك وهو ملقى فوقه لا حول له ولا قوه .
والممرضات تدفع السرير يركضن به للداخل حيث أغلق الباب المكتوب عليه غرفة عمليات.
وقفت بتوتر تحتضن ذراعيها تحك بهم كف يدها عله يولد بعض الدفئ بجسدها البارد.
تنظر على الباب المغلق بتوتر تتذكر كيف سقط بأحضانها متشبس بها كطفل يتيم وأمه.
يطلب منها الا تتركه أبدا.
ظلت على حالتها لأكثر من ساعه  إلى أن خرج الطبيب يزيل كمامته من على فمه يتنهد بإرهاق.
اقتربت منه بخطى بطيئة مترقبه تسأله بخفوت:خير يا دكتور.
تحدث بهدوء وعملية يقول:خير خير...حالة تسمم واضحه جدآ..انتو لحقتوه فى التوقيت الصح ،لو كان اتأخر شويه كمان كان هيبقى الوضع صعب.
صمت يعدل وضع نظارته الطبيه وأكمل: أحنا عملنا له غسيل معده وهو حالياً وضعه مستقر ،هو دلوقتي فى غرفة الإفاقه عشر دقايق ونبدأ نفوقه.
نظر عليها بترقب ثم قال: بس دلوقتي لازم نبلغ الشرطه ونحرر محضر لأن الموضوع فيه شبهه جنائية.
اتسعت عيناها الجميله تفقد الطبيب تركيزه حيث جذبت انتباهه.
4
حمحم بخشونة يحاول الرجوع لصوابه ثم قال: أنا عن نفسى هبلغ عشان اخلى مسؤليتى وأنتم أحرار بعد كده تكملوا او تتنازلوا،عنئذنك.
غادر سريعا وتركها تقف مستنده على الجدار البارد خلفها.
تراه وهو يخرج مع الممرضات التى تجر السرير المتحرك من إحدى الغرف تذهب به لغرفه اخرى وهو نائم تماماً.
كان ممد على فراشه غارق بعالم ثانٍ..غير هذا العالم ،يرى نفسه مسطح على ظهره بحديقه مزدهرة بالأعشاب والورود الحمراء ينظر للسماء الصافيه وهو يبتسم ليغمض عينيه وهو يشتم نسمات خفيفه عطره تقترب منه وشعر مموج طويل يحط على صدره ...فوق قلبه تحديا ،وجنة طريه منتفخه لامسة صدره يشعر بأذنها على قلبه .
أبتسم لا إراديا يغمض عينيه وبحركه كأنه معتاد عليها مد يده يغرس أصابعه بشعراتها الناعمه الكثيفه يهمهم بتلذذ واستمتاع.
عبث وجهه بضيق وهو يستشعر اصوات خلفه تناديه لعالم لا يريد العودة إليه ،على الأقل حالياً.
فتح عيناه ليرى لمى ووالدها امامه ينظران له بترقب وخوف.
تجعد مابين حاجبيه ينظر حوله باستغراب يسب نفسه وكل شئ .....هل كان حلماً؟!
لكنه شعر برائحتها..يقسم أنه شعر بها.
ألم حاد نهش بقلبه وهو يتذكر سقوطه بأحضانها ،هو شبه توسل لها بألا تتركه.
وبعد كل هذا ،هل ضربت بكل هذا عرض الحائط..لم يرف لها جفن لأجله .
لتذهب وتتركه هو لأحلامٍ تكن  البطله بها بينما هى لا تبالى رغم انه طلبها صريحه.
كان والد لمى هو أول من تحدث مبتسماً: حمدالله على سلامتك يا ابنى.
تحدث بصعوبه أثر المخدر وسأل: إيه الى حصل؟
جاوبت لمى بعدما اقتربت خطوه أخرى: أنا الى عايزه أسألك إيه الى حصل،انا طلعت اغير الفستان واشيل الميك اب،الموضوع أخد منى وقت،لاقيت تليفون من المستشفى للفندق وبعدها الفندق كلمنى يعرفني إنك هنا..بعدها كلمت ماجد بسرعه وكلمت بابا وجينا.
نظر حوله بتشوش يحاول التذكر..تتعاقب على عقله الصور لمشاهد متعاقبة له وهو يجلس ينظر على غنوة وبعدها قدوم عمه،علب من العصائر المغلقه من مصنعها ،عمه يعطيه علبه كى يشربها وبالفعل شربها كلها.
ثم وقوعه بأحضان تلك الفتاه إلى أن استفاق هنا.
فتح الباب ليرى رجال باجساد ضخمه تسد الباب من الخارج وقد دلف الطبيب لعنده بصعوبه بعدما تعركل بهم ينظر لهم بزهول.
ثم يحول نظره على المتواجدين بالغرفه ومن بعدهم المريض،يبتسم بوقار مردداَ:لا عال عال،حمد الله على السلامه ،بقينا زى الفل اهو..انت انكتبلك عمر جديد.
همهم والد لمى يحمد الله بينما سأل هارون بتعب:هو إيه الى حصل يا دكتور.
عدل الطبيب من وضع نظارته وقال: حالة تسمم،وقويه جدا كمان،احنا لحقناك على آخر لحظه.
اتسعت أعين لمى ووالدها بينما هو لم يتفاجئ كثيرا وقال:ومين الرجاله الى برا دى؟
لمى:دول بدى جارد ماجد جابهم من اول ما وصله الخبر..دول وصله هنا قبل ماهو نفسه يوصل.. بيقول أنك لازم تتأمن،انا مش فاهمه حاجه،هو فى ايه ،مين عايز يسممك وليه؟
اغمض هارون عينيه بتعب ورأسه غارقه فى الوساده الوثيره من خلفه ولم يكلف نفسه حتى عناء الرد عليها.
بينما ردد الطبيب: أنا بلغت النيابه زى ما قولت لمرات هارون بيه.
احتدت أعين والد لمى وكذلك هى تسأل ليردد والدها:نعم؟؟ مرات مين؟
اهتز ثبات الطبيب يعيد ضبط نظارته الطبيه وقال: كان فى واحده ،بنت،كانت مع هارون بيه، هى مش مراته؟!
فتح عينه بتفاجئ ولهفه يسأل بضربات قلب تعلوو وتعلو:شكلها إيه؟
جاوب الطبيب بتوتر يخفى ابتسامته المعجبه وهو يتذكر تفاصيلها:هى بنت كده فى أول العشرين وو..
صمت يتذكر اكثر شئ مميز:أأه عينيها مميزه كده.
سمح لدقات قلبه ان تعلو وتعلو وهو يعود برأسه للخلف يتنهد براحه كبيره.. فقد كانت  هنا ..لم تتركه واستجابت لطلبه.
زادت وتيرة أنفاسه يتمنى.. يتمنى كثيرا لو لم يكن حلما وهو يسأل الطبيب:فضل هنا لحد امتى يا دكتور؟
نظر له كل من لمى ووالدها بضيق ،لهفته واضحه للأعمى.
جاوب الطبيب :هو انا مارقبتهاش يعنى،بس هى ماطولتش هنا .
ابتلع رمقه بصعوبه .... لقد كان حلما..حلما فقط.
لكن ماذا عن عطرها المميز الخفيف،لو كان حلماً فأنى له أن يعرفه؟!
1
ربما يتذكره من رائحتها التى غرق بها وهو ساقط فى احضانها يشتمها بوضوح قبلما يغيب عن وعيه؟
أخرجه من عالمه الخاص صوت والد لمى يسأل بضيق: مين البنت دى يا هارون؟وايه الى يجيبها معاك هنا؟
كان مازال مغمض لعينيه ووجد نفسه يجيب كاذباً:مش عارف ياعمى.. أنا كنت فى دنيا غير الدنيا والدكتور نفسه ماعرفش هى مين.
فكرت لمى قليلا وقالت :بيقول عيونها مميزه... يمكن غنوة؟
سألها والدها:غنوة مين؟
لمى:دى البنت اللي كانت مسؤله عن تنظيم الخطوبه، لأنى سبتها واقفه معاه على ما اطلع اغير الفستان ،ممكن لما وقع مغمى عليه جابته على هنا وبعدها مشيت خصوصاً أنى اتأخرت وأنا بغير.
رفع والدها حاجبه بضيق وعدم رضا يقول:وهى مالها وماله؟
اندهشت لمى تقول:كتر خيرها ،كويس أنها كانت موجوده واتصرفت بسرعه المفروض نشكرها.
صمتت ثم قالت: عموماً أنا كده ولا كده كنت ناويه اتواصل معاها عشان تشتغل معايا ،وهبقى اشكرها نيابة عنك يا هارون.
فتح عينه ينظر لها يردد:انتى لسه مٌصره على الحكايه دى.
لمى:انت بنفسك شوفت هى ازاى انقذت يوم كان عباره عن اخطاء وكوارث ،انا شايفه انها مكسب لأى مكان.
صمت والدها لثوانِ ثم قال :هنبقى نتكلم فى الموضوع ده وقت تانى.. خلينا فى خطيبك دلوقتي.
قالها منذرا كأنه يذكرها ان هارون كاد ان يقتل للتو ،يجب الاهتمام به أكثر من هذا.
حمحمت بحرج واقتربت من هارون تسأله عن حاله تبدى اهتمام أكثر بعدما انتبهت بالفعل.
________سوما العربي_________
كانت تجلس خلف قضبان الشرفه القريبه من الشارع جدا تنظر بهيام ذلك الفرعون الأسطورى عريض المنكبين فارع الطول شديد الهيبه ذو الطله المبهره يقف مع احد رجال الحى يتحدث باهتمام ووقار يٌسكر العقل .
تضع قبضة يدها الصغيرة مضمومه تحت ذقنها تنظر له بحالميه تبتسم دون سبب .
لقد كانت على حق حين اتبعت حديث قلبها وسافرت إلى مصر.
لتتقابل مع فرعونها المثير كما لقبته من اول ما رأته.
كان يتحدث بموضوع هام مع أحد رجال الحى ولا يعرف لما يشعر ان هناك زوج من العيون تراقبه.
حانت التفاته جانبيه منه حيث شعر بمصدر النظرات.
لترتبك عيناه وملامحه كلها ،تهتز تفاحة ادم خاصته وهو يرى نظراتها المسلطة عليه بتركيز شديد يفوح منه الفخر والزهو وأيضا الاعتزاز.
بلا اى تحكم يجد نفسه يبتسم ابتسامه جميله لأول مرة يبتسمها بحياته وهو نفسه لا يعرف أنه فعل.
رمش بعيناه وهو يرى من بعيد تقدم غنوة وقد تأخرت كثيراً عن موعد روجوعها من عملها.
التف بكامل جسده بعدما غادر محدثه وبقى هو واقف بقلق ينتظرها حتى اقتربت منه فناداها:غنوة.
توقفت تنظر له بتعب شديد وبال مشغول فاقترب منها يسأل: إيه الى اخرك كده؟
تنهدت بتعب وقالت: ده كان يوم ولا كأنه فيلم هندى ،كله عك فى الشغل وختمت بجريمة قتل ،كويس أنى عرفت اخلع اصلا.
كانت مازالت على وضعها تجلس فى الشرفه تراه وقد انصرف بنظره عنها،ألم بسيط غزى قلبها وهى تلاحظ نظراته لغنوة.
نظره معروفة ومحددة الهويه للأعمى،حزنت كثيرا لذلك وتمنت أن ما شعرت به غير صحيح.
لكن نظرات حسن كانت موزعه مابين غنوة الواقفه معه وتلك التى تجلس خلف قضبان شرفتها كالساحره الصغيره تنظر عليهم.
يشعر بارتباك وتشتت غير مفسر او معلوم سببه.
لكنه سأل غنوة: عملتى ايه مع أختك؟
اتجهت عيناها حيث منزلها تراها تجلس فى الشرفه مثلما تجلس هى دوماً.
رغماً عنها ابتسمت،رغم بغضها لوالدتها والتى هى الشخص المشترك بينهما.
لكن بتلك الفتاه سر،أم ان السر بصلة القرابه او كلمة أخت التى زلزلت كيانها.
أم حضنها وعاطفتها التى غرقت بهم اول ما احتضنتها لها؟؟
تتذكر انها لم تتحدث معها بأى شىء فقط نظفت لها غرفتها وطلبت منها ان ترتاح اليوم من مجهود السفر وللحديث بقية.
وفى الصباح خرجت سريعاً وتركتها غافيه بعدما فتحت باب غرفتها بهدوء ،ارادت الاطمئنان عليها قبلما تغادر.
وجدت نفسها تبتسم لها ابتسامه كبيره حانيه والأخرى تنظر لها مبتسمه أيضاً.
عاودت النظر لحسن تقول:لسه هنتكلم.
أخذ نفس عميق يتحدث مستغرباً:بس انا مصدوم أزاى ليكى اخت .
صمت يحمحم بارتباك وردد بحرج:وليه موقفك الغريب ده من والدتك؟؟!
على ذكر تلك السيره تشنجت ملامحها وترتر جسدها تنظر لها نظره حانقه وقالت باقتضاب:حسن لو سمحت انا مابحبش أتكلم فى القصه دى ولا افتحها من قريب او من بعيد.
استغرب ردة فعلها كثيرا ،لكنه هز رأسه بإذعان وقال:تمام تمام.
تحركت تقول باقتضاب:عنئذنك.
لم تترك له فرصه كى يسألها عن ما حدث وكيف انتهت القصه التى تحدثت عنها وجريمة القتل تلك.
بل سارت بتعب تحت انظاره تقترب من بيتها تتسع ابتسامتها أكثر وهى تنظر تجاه نغم التى تنظر لها هى الأخرى بحنان.
فتحت الباب تراها واقفه تبتسم لها مردده: حمدالله على السلامه.
ابتسمت هى الأخرى تقول: الله يسلمك،نمتى كويس.
نغم براحه: جدا.
مازلت الابتسامة تملئ وجهها وهى تتقدم منها تلقى حقيبتها على الأريكه وترتمى على الأخرى.
تمد يدها لها قائله:تعالى اقعدى نتكلم.
اقتربت نغم تجلس بجانبها ،تنظر لها مبتسمه تتأملها بهدوء ثم قالت:طلعتى شبهى.
ضحكت غنوة وقالت:انتى الى شبههى،انا اكبر منك .
نغم:هما سنتين بس.
1
باغتتها غنوة بسؤال مّلِح:جيتى ليه يا نغم؟
تلاشت ابتسامة نغم مبتعده عن المرح او الشقاوه ،بل تحدثت بجديه تقول:كذا حاجه،وكلهم مهمين،انتى أولهم.
جعدت غنوة مابين حاجبيها تنظر لها مستفهمه ،فجاوبت نغم دون سؤال آخر:انتى كنتى آخر أمل ليا .
لا تعلم لما عصف الألم بقلبها على تلك الفتاه،يبدو وكأنها كانت تتألم دون كلام.
كأن الحديث لم يجدى او يّفهَم،لو تحدثت مع من حولها لن يفهمها.
هذا ما شعرت به غنوه من مجرد نظره الألم بأعين تلك التي عرفت منذ ساعات انها شقيقتها.
تنهدت نغم واعتدلت بجلستها تعود برأسها للخلف تستند على ظهر الأريكة المبطن وقالت وهى شارده بالسقف القديم: انتى كنتى أخر أمل ليا يا غنوة.
التفت بعنقها وهى مازلت متكئة برأسها للخلف تنظر لشقيقتها وقالت:صعب اوى لما تبقى كل حياتك عايشه وسط ناس مفيش فيهم ولا حد فهمك، حتى مش بيحاولوا،الأصعب بقا أنهم شايفين أنه ايه التفاهه دى ،انتى متخيله؟!
اخذت نفس عميق تغمض عيناها وهى تقول:من أول ماعرفت ان ليا اخت،مصريه،وكمان أكبر منى حسيت براحه ،وانه فى امل...انا كنت محتجاكى.
صمتت تنظر لها بعمق:وطلعتى انتى كمان محتجانى
نظرت لها غنوة تكابر مردده: أنا؟؟
اكتفت نغم بإماءه بسيطه ترد بثقه:ايوه أنتى..انتى ماشفتيش شكلك كان عامل ازاى وانا بجرى عليكى أحضنك،كأنك ممتنه،محتاجه الحضن ده،اتفاجئتى بيه واكتشفتى انك محتجاله ،حمدتى ربنا إن ليكى حد.
اتسعت أعين غنوة بصدمه،هذه النغم وكأنها طبيب نفسى ام لديها قرون استشعار،لقد عرتها تقريباً،قالت كل ما شعرت هى به تلك اللحظة .
ابتسمت لها نغم وأكملت: أنا كمان محتجاكى زى ما انتي محتجانى،مع انى ماعرفش لسه عنك حاجة بس حاسه فينا كتير من بعض.
أبتسمت غنوة تهز رأسها ثم قالت: أنا كمان.
رفعت نغم قدميها من على الأرض تجلس القرفصاء على الأريكة بعدما التفت بكل جسدها تنظر لغنوة مردده بحماس:طب قولى بقا ياستى،احكيلى كل حاجه عن نفسك وعن شغلك كله كله.
على ذكر سيرة العمل ارتفع رنين الهاتف باتصال من رقم غريب.
جعدت مابين حاجبيها مستغربه ثم فتحت المكالمه ليأتيها صوت مألوف بعض الشئ فقالت:الو.
كان الرد من صوت انثوى يقول: ألو
غنوة: مين معايا
رد عليها الصوت الأنثوى يقول: انا لمى..لمى صفوت..خطيبة هارون الصواف الى كانت خطوبته النهاردة.
2
غنوة:ااه اه أهلا وسهلا بحضرتك.
لمى: أهلا بيكى..انا جبت رقمك من الفندق ،حبيت اولا اشكرك إنك اتصرفتى بسرعه مع هارون ونقلتيه للمستشفى.. وثانيا حبيت اسيب معاكى رقمى وكمان اديكى عنوان الشركه لأنى بصراحه بجدد عرضى ليكى بالشغل معايا وأعرفك أنه انا مستنياكى بكره وده مش انترڤيو انتى هتستلمى الشغل على طول.
اتسعت أعين غنوة تبدو أكثر جمالاً وقالت بعدما ضحكت بخفه: لأ يعنى..هو ده بجد...ده انتى واخده القرار بالنيابه عنى.
ضحكت لمى تقول مازحه:ايوه وببلغك بس.
ضحكت مجددا تخبرها أنها تمزح فقط ثم تحدثت بجديه من جديد:هو بصراحه أنا بقدس الشغل والناس الى بتقدم شغل كويس خصوصاً لما تبقى فى حاجه ليها علاقه بيها،شغل التنظيم مش حد مدخل بيانات ولا كول سنتر او حتى آر إتش لأ،ده حاجه ليها علاقه بتعاملاتى أنا اليوميه يعنى التيم بتاعى أنا وده بيخيلنى بنقيهم على الفرازه زى ما بيقولوا عشان كده أنا هاخدك معايا بأى شرط وبأى مرتب .
1
لم تسمح لها بالتفكير طويلا تقول بسرعه: معادنا بكره الساعه عشره فى مقر الشركة هبعتلك اللوكيشن على واتساب للرقم ده.. اتفقنا؟
صمتت غنوة ثم قالت بتردد:اتفقنا.
لمى:سلام.
غنوة:سلام.
اغلقت الهاتف تنظر له بشرود بينما سألتها نغم:فى إيه؟
نظرت لها غنوة بصمت ثم قالت:ده عرض شغل جديد .
نغم:عرض حلو يعنى؟
غنوة: مش عارفه.
نغم:طب احكيلى الأول عنه وعن صاحبته وبعدها نشوف .
بالفعل نظرت لها غنوة تحكى لها كيف تعرفت على تلك الفتاه وما عرضته عليها .
_______سوما العربى_________
_المره دى قريبه اوى،لما توصل لتسمم يوم خطوبتك ده معناه حاجه واحده بس.
كان هذا صوت ماجد الذى يجلس على احد الكراسى امام هارون المتسطح على فراشه.
ليجيب هارون بأعين بارده: إن الى بيعمل كده حد قريب منى،قريب اوى.
اغمض عيناه بتعب يقول: ومش بعيد يكون من دمى.
زوى ماجد مابين حاجبيه يقول مستغرباً:قصدك مين؟شكلك بتتكلم عن حد معين.
هارون:انا تقريباً طول اليوم ما أكلتش،والى شربته فى القاعه كان نبيت،بعدها علبة عصير جبهالى كاظم .
اتسعت أعين ماجد بصدمه وهو يسمع هارون يكمل: السم كان شديد المفعول لولا النبيت الى كنت شاربه انقذ الموقف شويه،ده عايز يقتلنى ومش صابر حتى عايز يخلص بسرعه.
دار ماجد حول نفسه بغضب ثم توقف أمام هارون وقال:وهتعمل إيه يا صاحبى؟
هارون: هعمل إيه؟أسجن عمى؟ونتفضح في السوق كله؟
بالفعل هذا كل ما كان يشغله،فلو أقدم عمه على قتله بكل تأكيد شخص كهارون لن يفضله على نفسه هو بالأخير بشر.
لكن ماجد كان مستغرب بعض الشئ وسأل: يعنى مشكلتك الفضايح فى السوق مش انك مش عايز تسجن عمك وتبهدله؟!
1
نظر له هارون يردد بقوه:انت عارف مبدئى فى حياتى يا ماجد"الى انا أهون عليه هو عليا اهون".
بالفعل كان هذا مبدأ حياه لدى هارون وسار عليه كثيراً وقد عاشر ماجد ذلك فهم أصحاب من الثانويه.
هارون لا يبقى على شخص حاول أذيته ،ولا يشفع لمن أقدم على ذلك أى شىء لا عشره ولا قرابه ولا اى موقف حلو بينهما.
جلس ماجد على الكرسى مجددا ثم قال: على العموم انا طلبت حراسه تأمن المستشفى لحد ما نشوف إيه الى هيحصل وهما من امبارح ماليين المكان.
هز هارون رأسه مؤيدا ليصمت ماجد هو الأخر يعود برأسه للخلف بتعب .
نظر له هارون وسأل:مالك؟
صمت ماجد ولم يجب فسأله هارون:انت لسه ابوك ممانع تعمل شغل خاص بيك؟
هز ماجد رأسه إيجاباً ليسأل هارون من جديد:يا سيدى خلاص سيبك ماكل ده هيبقى ليك لوحدك ..انت الوريث الوحيد لعيلة الدهبى.
نظر له ماجد ولم يعلق إنما صمت بعدما تنهد بتعب وقال بإيجاز:انا ماشى..هجيلك الصبح.
أوقفه هارون يقول:استنى استنى، لا صبح ولا ضهر انت تروح تخليهم يكتبولى على خروج انا مش بتاع مستشفيات.
ماجد برفض تام:لازم تقعد هنا عشان يتابعوا حالة قلبك دى حاجة مافيهاش هزار.
هارون بضيق:مااجد،خلصنا..علمت رسم قلب من شوية وكله تمام،انت عارف أنا أكره ما عليا نومة المستشفيات،هتخلص انت اجراءت الخروج ولا اقوم أنا،انا مش عويل هعرف أتصرف.
ماجد: خلاص خلاص هروح أخلص.
بالفعل بعد بعض الإجراءات ورغم رفض الطبيب لكنه بالفعل خرج وذهب لبيته يفكر بذلك الحلم الجميل.
________سوما العربي__________
عاد ماجد بعدما أوصل هارون ودخل لبيته حيث قصر كبير أوله بوابه الكترونيه ضخمه تفتح لك أبوابها لترى من خلفها حديقه واسعه بها طريق طويل بأخره الباب الداخلي للبيت.
الذى ما ان يفتح حتى تتقابل مع مجموعة رائعة من التحف.
دائما ما بغضها وبغض رؤيتها .
بعدها تجد نفسك امام مائده طويله عليها أصناف معده بمنتهى الجوده لأفراد عائلة الذهبى
الجد مصطفى الذهبى وابنه محمود والد ماجد وفريال هانم والدته وزوجة محمود.
كان ثلاثتهم بانتظاره على مايبدو لتناول العشاء فتقدم يلقى السلام: السلام عليكم.
التف له مصطفى يقول بحب: حمدالله على السلامه يا حبيبي... تعالى إحنا مستنينك.
جلس على مقعده المعروف وسطهم يرد على الجد: الله يسلمك يا جدى.
تحدث محمود بعتاب وقال:مش كنت تقولى انك هتلغى اجتماع النهاردة يا ماجد بدل ما اتفاجئ أنا.
زم شفتيه بحرج ثم قال:اعذرنى النهاردة كان خطوبة هارون ونسيت خالص.
تدخلت والدته تسأل بحده:ولما هو كده ما اخدتش مراتك معاك ليه ماهى قاعدة هنا طول اليوم بدل ماتروح لوحدك والكل عارف إنك متجوز.
ضحك بسخرية يشوبها الألم، متزوج؟!
نظر لها نظره عتب واتهام وهى ابتعلت رمقها بصعوبه  ارتباك تعلم أنه غير مرتاح وغير راضى .
لكنها ضغطت عليه كثيراً ،كانت تريد لهذه الزيجه ان تتم بأى شكل وبأى صوره..كى يعزز أبنها وضعه بالسوق والعائلة  بالتالى يقوى موقفها هى الأخرى وسط عائلة الذهبى وهى أم الوريث.
وهو فعل..استمع لحديثها وفعل، ليندم يوميا  وهو يحيا وحده تلك العيشه البائسه.
نظر على والده وجده وجدهم غير راضين تماماً يعلمون جيداً أنه غير مرتاح.
الأمر لا يحتاج صلة دم او قرابه كى يشعرا به فقط هو واضح للأعمى.
ابنهم غير مرتاح وغير متوافق فى زيجته تلك،هم أنفسهم غير مرتاحين لتلك الفتاه.
طباعها غير طباعهم بالمره ،ولم تكلف نفسها حتى عناء التطبع بطبعهم .
اخذ نفس عميق ثم جاوب والدته: قولت لها وهى ماحبتش تروح ،اغصب عليها مثلاً؟
صمتت فريال ولم تتحدث رغم الحده الظاهره بعيناها .
نظروا جميعهم على درج السلم حيث تهبط الدرج زوجة وحيدهم  صاحبة الثلاثين عاماً تصغر زوجها بثلاث سنوات.
أنها "ندى الاباصيرى"ابنة وزير الصناعه والتجاره بالطبع الإسم وحده كافى لإتمام اى زيجه وغض الطرف عن اى شئ حتى لو لم تكن صاحبة جمال عالى ولا حتى متوسط ،لكن المال يتكلم.
له لغه خاصه،فجمال الملابس والأنفاق على عمليات التجميل صنعت جسد خرافى منحوت بدقه بوجه  يصرخ من كثرة الشد والنفخ.
تتحرك بزهو تجلس لجوار زوجها دون السؤال حتى عن حاله ملقيه السلام على الجيمع تنظر لفريال وتبتسم ومحمود يهز رأسه بسخط فهى نسخه من فريال ولا يريد لابنه أن يصبح نسخه منه أيضاً.
______سوما العربى________
صباح يوم جديد
وقفت تنهى ارتداء ثيابها تحت نظرات نغم التى قالت:حلو اوى الحجاب  الابيض عليكى..طالعه زى الملاك.
ابتسمت لها غنوة فى المرأه وقالت:طب مانا ملاك هو انا فى زيى.
رفعت نغم إحدى حاجبيها وقالت:التواضع اتخلق عشانك.
ضحكت غنوة ثم ابتعدت خطوه تنظر على هيئتها كلها من بنطالها الأبيض يعلوه جاكت من الجوخ باللون السماوى مع حجاب ابيض كالحليب وشنطة ظهر مناسبه .
ألقت لنغم قبله فى الهواء ثم غادرت سريعاً.
خرجت من البيت تنظر بساعة يدها قبلما تصدم بحسن الذى قال:على الصبح كده من أولها ماشيه تخبطى فى خلق الله،امال على آخر اليوم هتعملى ايه؟
ابتسمت تقول بود: صباح الخير يا حسن،ماعلش اصلى متأخره ولسه هروح للشيخ زايد يعنى حوار.
هز رأسه وابتسم يقول: حلو..انا كنت رايح هناك بردو لناس صاحبى،تعالى اخدك فى طريقى بدل المواصلات.
وهل سترفض؟ يعنى توصيله مريحه ومع حسن وحدهم ... بالتأكيد وافقت.
وصل صباحا لمقر الشركة لدى لمى،يسأل نفسه منذ متى وهو يأتى مبكراً ولما خرج بثانى يوم من مغادرته المشفى.
أم لأنه عرف بقدومها اليوم للعمل؟
وقف فى شرفة مكتب لمى يحتسى ثهوته الى ان تنتهى من بعض الأعمال فى المخزن.
دقق النظر بعيناه  يتأكد وهو يرى صاحبة العيون الآسره تترجل من سيارة أحدهم ،بل وترجل هو الأخر .
احتدت عيناه يضع فنجانه بجانبه دون النظر أن كان وضعه صحيحا أم وقع وسٌكب ما به.
كل اهتمامه بتسليط النظر على ذلك الشاب مفتول العضلات ضخم الجثه الذى ترجل يمزاحها وهى تبتسم له بمرح تجيب عليه ثم تبتعد وهى تلوح له تبدو السعاده بوضوح على محياها.
+
تشنج فكه وانفه تهتز لا إراديا من شدة الغضب الغير مبرر .
يتابع كل منهما يوزع نظراته بينها وبين ذلك الوسيم.
ثم تحرك خارج مكتب لمى ووجهه لايبشر بالخير أبدا....
كان يسير بخطى سريعه وغضب غير مبرر يتفاقم داخله.
تخرج من سيارة رجل مفتول العضلات وتخصه بنظره غير عاديه أشعلت النار بصدره.
وهو.... هو تبتعد واضعه حدود قويه تلزمه ألا يتجاوزها ،رغم ابداءه لإعجابه بها وهو عادة لا يفعل.
1
تركته وهو طريح الفراش وغادرت،واحده أخرى غيرها لكانت ظلت لجواره حتى اطمئنت عليه وعلى صحته،تهتم به،تطعمه فى فمه وتتقرب منه .
16
لكنها اوصلته للمشفى وغادرت تذهب لبيتها ولم تكلف نفسها حتى السؤال عنه مره اخرى بعدها على سبيل الذوق حتى.
استقل المصعد الذى وصل به حيث الطابق الأول .
بينما هى دلفت للداخل وهى تتلفت تضحك بانشراح وحيويه تنظر خلفها لحسن الذى كان يراقص لها حاجبيه صانعا من فمه شكل مضحك بحركه لطالما فعلها منذ ان كانا صغاراً يلعبان معا فى الحى.
تحت أنظار ذلك المرجل المشتعل ينظر عليهم بعدما فتح باب المصعد ولم يغلق بعد ينتظرها.
وقفت عند فتاة انيقه فى الإستقبال تسأل عن مكتب الأنسه لمى ،تخبرها بأسمها وإنه يوجد موعد متفق عليه بينهما.
أبتسمت لها الفتاة ببشاشه واردفت: أيوه عندى خبر بكده،اتفضلى هى عشر دقايق وتبقى عندك ،المكتب في الدور الرابع .
ابتسمت لها غنوة تومئ برأسها شاكره ثم تسير ناحية المصعد حيث ينتظر ملك العالم فى البجاحه.
3
كانت تتقدم بعدما رأته بخطوات متردده،ترى بعينه شئ غريب وغير مريح.
نظرت للمصعد المجاور مقرره الا تصعد معه بمكان ضيق هكذا ،ستستقل مصعد آخر.
3
ابتلعت رمقها بصعوبه ترمش بعيناها الجميله فتزيد اشتعال شئ ما داخله غير محدد الهويه بعد.
وتفاقم غضبه وهو يراها تضغط بأصبعها القصيره من يدها الممتلئه على زر المصعد المجاور ليزداد غيظه.
فأولا تأتى مع رجل وسيم..وسيم جدا وهو نفسه لاول مره يشعر بأنه يغار من رجل بينما هى تبتعد عنه غير سامحه بأى حديث .
3
وثانيها لا تريد استقلال نفس المصعد معه...لاااا ليس ذلك فحسب.
المتغطرسه عديمة الزوق والاحساس لم تكلف نفسها وتسأل عن صحته،تلك البارده السمجه ألم تنقله بنفسها للمشفى وتعلم أنه كاد أن يقتل.
صك اسنانه بغيط فحتى الطبيب ظنها زوجته وهى ..... هى عديمة الزوق تفتقر للشعور والإحساس.
تعطل عقله عن التفكير جيدا وبعدما سيطر الغيظ واشياااااء أخرى على عقله.
فمد يده بحركه سريعه يجذبها معه داخل المصعد ويضغط رز الصعود .
2
بينما هى شهقت عالياً بصوت لم يسعفه الوقت كى يظهر للواقفين بالطابق الأول حيث أغلق باب المصعد عليها هى وشهقتها معه.
كانت تنظر له بأعين متسعه غاضبه ومذهوله أيضاً.
وصرخت فى وجهه قائله بغضب: أنت إيه الى عملته ده ،انت اتجننت؟
التوى جانب فمه بابستامه ساخره،شيطانيه ،لن تنكر او تكابر .. فقد دبت تلك الابتسامة الرعب فى قلبها.
والتمعت عيناه ببريق مخيف ،تتسع عيناها الجميله وهى ترى جسده مثبت أمامها لكن يده امتدت لتضغط على ذر عطل تحرك المصعد وبقى معلق بين الدور الثاني والثالث.
وهى بالأساس تخاف من المصاعد..تخاااف من المصاعد وتستقلها مرغمه .
هنا دق ناقوس الخطر بعدما اهتز المصعد قليلا وشعرت به يتوقف متعلقا.
وصوت بغيض كريه يردد بنبرة شيطانيه: على الهادى يا حلوه..على الهادى ،ده انتى نهارك نادي النهاردة.
8
المكان بالأساس ضيق وهو أيضا تقدم يقترب منها ،يضع يداه على حائط المصعد من خلفها يحاصرها بين الجدار وجسده وهى تتنفس بصعوبه خوف منه ورعب من تعلق المصعد .
ابتلعت رمقها بصعوبه وتنفسها يضيق،صدرها يطبق عليها لكنها حاولت التحدث بقوه وثبات واهى وهو يعرف ذلك مردده: أبعد عنى،وشغل الاسانسير تانى،انت إيه الى بتعمله ده أصلا؟
ببسمه صغيره من فك ملتوى ردد: وأبعد ليه؟مانتى حلوه وقطقوطه وبتعرفى رجاله اهو،امال عامله عليا انا خضرا الشريفه ليه،ده انا حتى سخى وأيدى فِرطه وبدفع حلو.
14
علت وتيرة انفاسها استجمعت بعض قوته وأقصى ما استطاعت فعله فى ظل خوفها وارتعابها أنها دفعت جسده بعيداً عنها ليصدم بالجدار الأخرى للمصعد وقد استدارت عينه من فعلتها وفقد ثباته يردد :بقا انا تسبينى مرمى فى المستشفى وتمشى رغم انى طلبتها منك بلسانى وانا الى عمرى ما احتاجت لحد ولا طلبت من حد يكون جنبى.
صرخ عاليا أكثر بلوع: ترميني وتسبينى وتمشى؟؟!
7
خفف الاستغراب والصدمة من خوفها،ارتبكت لثوانى تردد :انا.. أنا مااا.. أصلى... أنا...
صرخ بها وهو يجدها لا حديث لديها او مبرر وإلا كانت قالته بقوه : إيه ..ها..ولا اتأخرتى على الجو بتاعك ...هااا.
3
اخذت نفس متهدج ثم قالت بثبات: ده مش جو.
لمعت عيناها تقول بطريقة مستقزه...كأنها متعمده:ده حسن.
7
هل نطقت إسمه بطريقة فيها نوع من التلذذ أثارت غضبه ينظر لها بصورة مرعبه وقال وهو يرفع إحدى حاجبيه :ومين سى حسن ده كمان.
كتفت ذراعيها تعطى نفسها بعض الحمايه ثم قالت بهدوء:سؤال حضرتك غريب.. جدا بصراحه.
اهتز فكه بنفس الابتسامه المخيفه يقول :جاوبى عليا احسنلك.
سيطرت على خوفها بصعوبه وقالت بثبات: اصلا مجرد انى اجاوب دى اهانه كبيرة ليا ..اجاوبك بتاع إيه ماعلش...هو أصلا من البدايه انت مالكش حق السؤال او الاستفسار،هو أنا أعرفك؟انت تعرفنى؟!
ضحكت تردد مستهزءه :الى يشوف طريقتك وانت بتحقق وتسأل وتستفسر لأ وكمان مستنى رد شافى وافى وسريع يقول إننا متجوزين من خمس سنين مثلا وعندنا آسر وحنين.
8
صمتت ثوانى ترميه بنظره ساحره مقصوده ثم تكلمت من جديد: ده انت لسه شايفنى أول امبارح،انت بتسأل فى الى مايخصكش .
احتدت عيناه ،وهى كذلك تكمل بخطاب شديد اللهجه:بلاش تكمل عشان أنا مش كيوت زى ماهو واضحلك أنا  الشغل علمنى كتير اوى.
عض على شفته السفلى يقول بنبره لعوب مقصودة: إيه؟بتخربشى؟!
غنوة بثبات: حاجة زى كده.
أبتسم بتلاعب يردد: بموت في الشراسه.
اهتزت شفتها العليا بنفور وغضب منه ،بينما عيناه مازالت تلمع .
اغضمت عيناها تأخذ نفس طويل تزفره بهدوء وتحدثت بحلم:شغل الاسانسير لو سمحت.
لم يجيب عليها ،بل كان منشغل بتمشيط جسدها كله بعيناه كأنه يلتهمها بتلذذ خصوصا بوضعه هذا،قربه منها ومحاصرته لها،وإغماضها لعيونها.
فتحت عيناها لتصدم عيناه بهم تسحره كل مره بطريقة لا هوان بها .
حينما لم تجد رد منه رددت من جديد:لو سمحت شغل الاسانسير.
لم يجيب ذلك البغل معدوم الإحساس،يتحرش بها بنظراته القذره تلك وهى بدأت تفقد السيطرة على خوفها بعد طول مدة تعطل المصعد مع ضيق المكان واقتراب ذلك الضخم منها.
2
فتحدثت بنبره متوسله:لو سمحت بقا،أنا بخاف من الاسانسيرات.
نظرت له وجدته يعض جانب شفته من الداخل ثم قال:طيب،هجيب معاكى من الأخر.
صمت ثوان ثم أكمل: انتى وبصراحة عجبانى،اوى..اوى اوى يعنى.
كانت الذهول واضح على محياها ليس لأنه معجب فهى كانت ترى ذلك بعيناه،بل صدمها تصريحه بذلك .
أكمل بثبات: إيه رأيك نتجوز؟
اتسعت عيناها حد الاستداره وقالت :أيه؟
تحدث بجديه وقال:معاكى يومين...يومين بس تفكرى.
لقد صدمت من تصريحه الواضح بالاعجاب ليصدمها بطلبه للزواج ،وعلى الفور قفزت صورة حسن لرأسها وكادت أن تتحدث :نتجوز ازاى أنا....
قاطعها وهو يقول:هنتجوز عرفى وهكتبلك المبلغ الى تطلبيه.
5
احتدت عيناها وعلت وتيرة انفاسها تفقد أعصابها مردده:انت اتجننت ! أنت....
قاطعها مجددا يقول بهدوء :براحه بس على نفسك... إحنا نبتديها فى الأول عرفى .
صمت ثوانى ويمشط جسدها للمره المئه ثم أكمل بزهو مستفز:وانتى وشطارتك بقا.
3
مال على أذنها يقول:لو عرفتى تعجبينى وتملى دماغى ممكن احول الجواز ده لشرعى.
اغمضت عيناها تحاول ان تأخذ شهيق وزفير تستدعى ثباتها كى تناظره وترد.
وببراعه تحسد عليها فتحت عينها تبتسم وهو تنظر على رأسه: ماشاء الله عليك..قرعتك مقويه قلبك.
47
اتسعت عينه من حديثها وكاد أن يبتسم يعتقدها مزحه.
لكنها اكملت تتكئ على كل حرف مردده: شكلك غنى وفعلا هتدفع مبلغ كويس .
ضحك بثقه وفخر وهى ابتمست له باتساع ثم أكملت وهى تضحك عليه بطريقه مهينه:بس تخيل إنك فعلاً مش عاجبنى لدرجة انى هضحى بمبلغ اكيد هيكون ضخم لأنك مش بس مش حلو ولا واو قدامى لأ ده انت حتى مش مبلوع.
صمتت ثوانى تكمل بنزق وهو تحرك مقدمه ثيابها من على صدرها بأناملها علامه على التهوية لضيق التنفس:دمك تقيل على قلبى.
2
شعرا باهتزاز المعصد كبداية لتحركه من جديد،اخذت نفس متهدج مرتاح فعلى مايبدو شعر احدهم بتعطله وضغط على الزر لرفعه.
نظر حوله يدرك انها على وشك الفرار من المصيده التى صنعها لها.
يتكئ براحتيه على جدار المصعد خلفها يقول:ومين بقا الى عاجبك ...الشاب الى انتى جايه معاه مش كده؟؟
أبتسمت تردد بهيام تستفزه:حسن...هو فى زيه،ده الشاطر حسن بتاعى.
1
اتسعت عيناه بغضب يستشعره لأول مرة بحياته وصرخ بها :اه يابنت ال....قاطعته بصراخ: أحترم نفسك واحفظ ادبك..وخلى بالك ثوانى والأسانسير يفتح ويمكن خطيبتك تشوفك .
اعتدل فى وقفته يبتعد عنها يضع يديه فى جيوب بنطاله ثم قال باستفزاز معتقد أنه هكذا يرد على حديثها السابق: عندك حق،انا ماعنديش واستعداد ابدا أخسر زوجه زى لمى.. عشان كده خطبتها قدام الدنيا كلها.
اشتعلت عيناها وقبل ما تخرج قالت: صراحه عندك حق،وهى خساره فيك على فكره.
1
خرجت بخطى ثابته تسأل عن مكتب لمى ثم اختفت داخله بعدما أذنت لها السكرتيره بذلك.
وهو ضغط على زر المصعد كى يهبط به مجددا يتجه حيث وقفت سيارة حسن.
ظل يبحث عنه هنا وهناك لكنه لم يجده وحينما سأل عليه قال له الحارس أنه قد غادر.
ليضرب يده براحة اليد الأخرى وعلى الفور يهاتف صديقه الوحيد:انت فين.
جاء الرد من ماجد :هكون فين ،فى الشغل.
هارون:تعالى عايزك.
ماجد بتعب: ابويا كلمنى دلوقتي وانا رايحله مكتبه بيقول عايزنى فى موضوع مهم،هخلص واجيلك.
هارون بسأك:طب انجز.
ألقى عليه السلام واغلق الهاتف يزفر بغضب يتوعدها هى وذلك الشاطر.
__________سوما العربى______________
بخطى رتيبه تقدم ماجد من مكتب محمود يدق الباب بهدوء إلى أن سمح له.
دلف للداخل يجلس أمامه بتوتر..بالتأكيد وصله الخبر فلا شئ يخفى بالسوق ولذا استدعاه ليتحدث معه.
فكان هو من باشر الحديث يقول :بص أنا عارف إنك كنت معارض بس انا حابب أعمل شغل ليا على جنب واكبره.
مسح محمود على وجهه براحتى يده ثم قال: أنا عرفت اكيد .
أخذ نفس عميق ثم قال:بس مش ده اللي عايزك فيه دلوقتي... انا عندى موضوع مهم وخطير.
نظر له ماجد باستهجان يسأل: موضوع؟موضوع إيه؟!
اخذ محمود نفس عميق ثم بدأ يتحدث بصعوبه: أنا.. احمم..زمان .. كنت انت لسه صغير حوالى عشر سنين..حبيت بنت كانت بتخدم فى البيت عندها.. امك زى مانت شايف وعارف طبعها... وانا كنت ...كنت تايه وفى عز شبابى ...شوفتها عجبتنى ،فضلت ألف وراها لحد ما اتجوزتها،احمم،عرفى.
كان ماجد يستمع له بذهول يرمش بأهدابه من الصدمه .
بينما اكمل محمود بصعوبه فالقادم أصعب حيث قال: بعدها اتفاجئت إنها حامل،ماكنش عندى القوه أنى اواجه جدك ووالدتك،طلبت منها إنها تنزل الطفل ده وهددتها أنها لو مانزلتهوش انا مش هتعرف بيه ولا انى اتجوزتها اصلا خصوصا ان الورقتين كانوا معايا.
2
ابتلع ماجد رمقه بصعوبه وهو يرى والده محنى الرأس يكمل بتأنيب ضمير:وشكلها خافت بجد ،تانى يوم اختفت.
رفع رأسه ينظر لماجد وقال بسرعه:بس انا والله عرفت غلطتى ودورت عليها سنين عشان اصلح غلطتى واعترف بالطفل واعوضهم هما الاتنين، بس هى كانت اختفت.
اخذ نفس عميق ثم قال:لحد امبارح...جالى تليفون من مستشفى الدمرداش إن فى مريض كانسر عندهم بيموت وطالبنى بالأسم ،روحت لاقيت راجل كبير فى السن بس شكله مش غريب عليا.
صمت يأخذ نفس عميق بتعب ثم أكمل بوجع: طلع شعبان ،شاب كان فاتح كشك سجاير زمان على أول الشارع عندنا.
تراقص الدمع بعيناه وتحشرج صوته وهو يخبر إبنه:طلعت كل السنين دى كانت معاه ..اتجوزها شرعى يا ماجد..وكتب الطفل بأسمه.. أنا طلع كل السنين دى ليا بنت يا ماجد.
هبط الدمع بوضوح على وجنتيه وهو يكمل:تخيل كل السنين دى وانا ليا بنت ،حته منى،وواحد تانى هو الى بيربيها،بتقول لواحد غيرى يا بابا.
سمح لنفسه بأن يجهش فى البكاء وهو يقول:بنتى عاشت كل السنين دى فى فقر غلب وانا ربما مدينى ومقتدر...انا حاسس انى قلبى هيقف.
مد يده على جانب صدره الأيسر يمسده بتعب ،بينمت وقف ماجد سريعاً يقترب منه بلهفه مرددا:بابا،بابا،مالك يا بابا.
رفع محمود وجهه له يقول باكيا: أنا روحت وشوفتها فى المكان الى هى عايشه فيه،خرابه يا ماجد،خرابه.
اهتز كتفيه من بكاءه الواضح يردد:كانت بتبصلى بكره،عارفه أنى ابوها من زمان ومافكرتش مره تجيلى،انت متخيل الموضوع واصل معاها لفين؟
اخذ ماجد يمسح على ظهره يدعمه لكنه مازال مصدوم: بس خلاص،كل ده خلص،انتهى،انا وانت هنروح نجيبها،هتيجى تعيش معانا ومش بمزاجها،امك وجدك أنا كفيل بيهم... المشكلة أنها رافضه،رافضه خالص.
اجلى ماجد حلقه المتحشرج من شدة الصدمه والانفعال وقال: وهى دلوقتي عايشه مع مين؟! الراجل ده الى قولت عليه؟ولا أمها؟
هز محمود رأسه نافيا وأجاب:الراجل ده مات امبارح وامها ماتت من سنتين .
ضحك بسخرية وألم يقول:يعنى لولا أنها هتبقى لوحدها ومش عايز يموت إلا لما يطمن عليها ماكنتش عرفت.
ابتلع لعابه يقف بعزم ثم قال:يالا قوم معايا هنروح عندها نجيبها ولو ما وافقتش تشيلها غصب عنها وتحطها فى العربية للبيت .
لم يتحدث ماجد كانت الصدمات المتتالية أكبر من قدرة استيعابه ،هو فقط تحرك مع والده حيث تلك الفتاه.
_______سوما العربي___________
عاد حسن للحى بعدما اخبره احد العاملين معه بنشوب مشكله.
وحينما وصل كانت قد حّلّت،هم ليعود حيث وعد غنوة بأن يوصلها ثانية إلى البيت.
لكنه ما أن استدار كى يتحرك حتى تسمر فى وقفته وتوقفت أنفاسه وهو يرى تلك الماكينه الألمانية تخرج من منزل غنوة ترتدى فستان من الجلد الأسود يصل حتى ركبتيها يبرز جمال جسدها الأسطورى مع جذاء جلدى ذو رقبه من إحدى درجات اللون البنى وحقيبة ظهر بينما رفعت شعرها بشكل كحكتين فوضويتان  فوق أذنيها فبدت لذيذه ،شهيه قابله للألتهام على مره واحده.
6
تشنج فكه واقترب منها ينظر على ماترتديه برفض غير مبرر.
بينما هى كانت تتراقص فرحا لأنه هنا ويقترب منها للحديث أيضاً.
اصبحت تتحين أى فرصه كى تراه وها هو من يأتى إليها.
وقف أمامها يسأل:لابسه كده ورايحه على فين إن شاء الله.
ضمت كتفيها بدلال وهى تتحدث ببطئ:مانا مش جايه مصر اتحبس،عايزه اروح الأهرامات واروح القلعه واتمشى على النيل ،وبرج القاهره،وباليل أروح المقطم.
رفع حاجب واحد يردد: المقطم!وبالليل!همم والله عال.
أبتسمت تسأل بتلاعب: وفيها ايه يا حسن؟
لو تصمت أفضل،لما دوما تنتطق اسمه بطريقتها المميزه تلك،تبا لها وألف تب.
صك شفتيه بغيظ منها ومن جمالها لتأتى هى وتزيد الطين بدلالها ،لهنا ولم تكتفى بعد ،لااااا،بل هى أيضا تنتطق إسمه بطريقة خاصه ،خاصه جدآ،خاصه بها فقد.
4
اخذ نفس عالى وقال: اتفضلى قدامى انا هفسحك.
قفزت مكانها لا تستطيع مدارة فرحها تقول: بجد ياحسن؟
انبلجت شفتيه بابتسامة سعيده ،نغم فتاه رقيقه جميله لكن الأجمل منها عفويتها،تتصرف بما فى قلبها،لا تفكر،لا تتخابث،ولا تتلاعب.
بها شئ أكثر من مميز،تستطيع اختراق القلب كالطلقه النفاذه وهى تخترق الجسد تستقر بالقلب.
أبتسم براحه،راحه كبيره،لا تكلف بها أو حساب ثم قال بحنان آسر:ايوه ،وليا الشرف اصلا،يالا على العربيه بدل القصير الى انتى لابساه ده والجو تلج اصلا.
تقدمت أمامه بسعاده بالغه وهى تردف:تلج إيه ده الجو هنا تحفه.
نظر عليها مبتسم وهو يصعد للسياره يقود بها حيث يوم طويل ...طويل جدا.
____________سوما العربى________
جلس يضع قدم فوق أخرى بكبر ينقر على سطع مكتب لمى الفخم وهو يطالع تلك التى تجلس امامه تتحدث بثقه وثبات .
بينما هى تتصنع أنها لا تراه وكأنه هواء تنظر فقط للمى التى ابتسمت قائله: خلاص تمام كده شغلك معانا يبدأ من بكره ،بالتوفيق إن شاء الله.
ابتسمت لها غنوة ووققت تصافحها وقالت: شكراً مسز لمى.
لمى بتحذير: لأ بصى اول حاجه لازم تعرفيها عنى هى انى لاغيه الألقاب هنا.
رفعت غنوة حاجبها باستغراب فأكملت لمى:لا انسه ولا هانم ولا مدام أنا لمى وانتى غنوة،الالقاب بتعطل ،خلينا دايما أسره واحده عشان نطلع شغل حلو.
ابتسمت لها غنوة وقالت: بجد.. واو.
ابتسمت لمى تقول بثقه:هتتبسطى معانا ،انا متأكده.
ابتسمت لها غنوة ثانية ثم انصرفت مغادره وذلك الجالس على كرسيه يكاد يخرج نار من فمه،هل هو شفاف أم ماذا.
انتظر ثواني ،دقيقه ثم خمسه يجاهد على ألا يذهب خلفها بعد رفضها عرضه السخى المشرف لأى فتاه،لكنه يقسم الا يتركها وشأنها أبدا،القادم كله ألعاب ومفرقعات ،فلتلعب دور الشريفه العفيفه على راحتها ولنرى.
___________سوما العربي__________
ظل ماجد يتتبع وصف والده للطريق حتى أمره ان يقف وسط المقابر.
حيث لا حول ولا قوه الا بالله،المأوى الإخير للأنسان.
بعض الأناس إن لم يكن فئه كبيره منهم تخشى وترهب الذهاب لهناك .
فكيف يعيش أناس هنا،وكيف عاشت تلك الفتاه إثنان وعشرون عاماً.
يأتى عليها الليل هنا،تنام هنا وتلبس هنا لإثنين وعشرين عاما.
ترجل من سيارته هو ووالده وبسرعه التف حوله عدد لا بأس به من النساء والأطفال واضح جدا عليهم التشرد منتظرين أى شىء يجود به.
أخرج محمود محمود من العملات الورقيه يوزع ورقه على كل فرد وهو يبكى يتخيل انه لسنوات كانت أبنته تفعل مثلهم وتتسول وربما نهرها أحدهم او سبها بينما هو لديه أموال كحبات الأرز.
ومحمود يتابع من بعيد كل شيء يتأمل المكان ويفهم من نظرات والده كل مايشعر به الآن.
بعد دقائق تقدم للداخل حيث حوش واسع به مقبرتان وباب قديم يسبقه عتبتين.
المكان منظف كأنه منزل ،يوجد اهتمام لكن لا يوجد مال.
توقف مكانه مصدوم وهو يرى فتاه هى التجسيد الحقيقى لفينوس ألهة الجمال.
بعيناها الرماديه وشعرها الكثيف الأسود،وجهها المدور واحمرار وجنتيها المملئه ،جسدها الصغير والقصير بعض الشيء أم بياض بشرتها.
كانت تطالعهم بكره مردده: دخلتوا هنا أزاى؟!
رد هو يقول ومازال تأثيرها عليه : الباب كان موارب.
1
حاول محمود الحديث بود وترقب:ازيك يا بنتى؟
رمقته بنفور وقالت:انت مين انا ماعرفكش.
اقترب خطوه حذره يقول: أنا ابوكى يا فيروز.
1
أبتسم بجمال وراحه،حتى إسمها جميل.
خرج صوتها رافض رفض تام تردد:انا ابويا إسمه شعبان فضل الله ،ومات امبارح .
خرج صوت محمود غاضب كثيرا يقول:بس أنا ابوكى وعايش والى فات انا كفيل اصلحه.
رمقته بتقزز لكنه ابتلع كل ذلك مع غصه مريره بحلقه واشار على ماجد يعرفها عليه قائلا:ده ماجد يا فيروز،اخوكى.
على ذكر كلمة "اخوكى"ضحكت عاليا تنظر على طول وعرض ماجد ثم تنظر لمحمود بشماته كبيره واضحه استغربها كثيرا واثارت الذعر بقلب ماجد خصوصاً وهو يراها تتحرك سريعا كأنها تذكرت شئ مهم ،واتسعت عيناه وهو يراها تجلب وشاح كبير تخفى به شعرتها الرائعه.
3
لكن محمود تغاضى عن كل ذلك وقال أمرا:يالا تعالى معانا.
فيروز بهدوء ولا كأنها سمعت شئ وقالت بتقزز: اطلعوا برا .
أخذ محمود نفس عالى ثم قال لماجد بأمر:شيلها.
اتسعت عيناها تردد:نعم.
محمود:زى ما سمعتى.
عاود النظر لماجد يأمره:يالا.
اقترب منها ماجد بدقات قلب عاليه وهى صرخت:ولا يقرب منى ولا يلمسنى.
محمود : فى ايه يا بنت..ده اخوكى.
5
فيروز من بين أسنانها: قولت ماحدش يلمسنى وأنا اصلا مش هروح مع حد.
1
تحدث محمود هو الآخر بنفس طريقتها المتوارثه منه وقال: كنت عارف أن الذوق مش هينفع .
3
صرخ بماجد:خدها للعربيه.
حاولت ان تصرخ وماجد يقترب يشير بيديه محاولا تخفيف ذعرها: أهدى اهدى.
نظرت له برفض تام وهو اقترب منها يميل بظهره يضع يديه اسفل ركبيتها واخرى خلف ظهرها وبثقل ريشه حملها تنظر له بأعين رماديه متسعه من شدة العضب تنذره ان القادم ناااار كالجحيم....
كانت يداه التى تحملها متشنجه وجسده كله متوتر،يبتلع رمقه بصعوبه وهو يسأل ما به؟
يحاول النظر أمامه كى لا يتعركل ،لكن عينه رغماً عنه تذهب حيث عيناها الرماديه،إسمها فيروز لكن عيناها رماديه.
1
ابتلع رمقه مجدداً لا يعلم ماسر تلك النظره الغريبه بعيناها له.
حاول أن يبتسم لها بحنان اخوى خالص ليجدها مازلت تقابله بعبوس يقفز غل صريح اللهجه من عيناها ،كأن له لسان ينطق.
عيناها مشتلعه ،تصرخ به.
تقدم محمود سريعاً من خلفه واستبقه يفتح الباب الخلفى للسيارة ،وهو تقدم يميل بها يضعها على الأريكه.
تسمرت عيناه على عيناها يشتم أنفاسها وهو قريب منها هكذا وجها لوجه فى لحظه اختلطت فيها عطره الفخم مع رائحة جسدها كى يهتز ثباته كله بينما هى بنفس النظره من الغل والغضب.
ابتعد ببطئ يعتدل فى وقفته خارج السيارة وهو يحاول إيجاد سبب واحد لنظرتها تلك.
لكن محمود أخرجه من تلك الدوامه وهو يقول:يالا بينا على البيت .
6
نظر لابنته وقال بابتسامة سعيده جدا:ساعه بالظبط ونوصل البيت.
ابتعدت بعنيها عن ماجد ترمق محمود بنظره مستخفه مستحقره ولم تنطق.
غمر الحزن قلب محمود ،هو حتى لم يتمكن من ضمها له كأى أب وابنته،الكره والنفور يقفزان من عينها.
وماجد رغم ما يراه منها يشعر بالكثير من الشفقه والحزن والتعاطف معها.
حاول أن يبتسم لها يبثها بعض الأمان والدعم لكنها تحدثت تفاجئهما معا:ما تخلصوا تتحركوا ولا هتفضلوا واقفين كده زى ترازان.
دلو ماء مثلج وسقط فوق كل منهما،ممن يخرج ذاك الحديث؟!!!
هل هو من هذا الوجه البرئ والعيون الجميله؟؟!
رمش منهما بغباء وذهول ينظران لها كأنها كائن فضائي يتحدث.
1
صرخت بهما بصوت عشوائي سئ: اخلصواا أنا خلقى ضيق.
كان محمود هو أول من تدارك صدمته يحدث ماجد: أتحرك يابنى بسرعه.
اول ما استفاق ماجد من صدمته وأدرك أن ماحدث وسمع حقيقى وليس تهيؤاات ...ضحك.
ضحك بذهول غير مصدق يسأل هل هذه طبيعتها أساساً.. أم هى فقط متعصبه بعض الشيء الآن؟
تحرك سريعاً يدور حول السياره وعينه على جسدها الصغير داخلها.
يستقل سيارته يقود بهدوء فى إتجاه بيت الذهبى .
لمدة ساعة كامله ومحمود يحاول جذب اى حديث معها لكنها تقابله كله بالصمت الرهيب ،حتى نظرة عين توحى باصغاء حرمته منها حتى تملك من قلبه اليأس .

وماجد يقود بهدوء ينظر عليها من مرأة السيارة يراها تعود بظهرها للخلف تنظر على الطريق بشرود،فقط ترمش بعيناها .
وعلى مايبدو او الأصح ما شعر هو به أنها الآن تحارب ماضيها كله تسترجعه بهذه اللحظه .
اعتصر الألم قلبه وغصه مريره تجمعت بحلقه وهو يتخيل ماعاشت به طوال إثنان وعشرون عاماً .
يكفى فقط سكونها المقابر،هذا وحده يشيب له الرأس.
من هيئة المكان،ملابسها،ضعف جسدها يستطيع فهم ما عاشت به.
أى رد فعل منها مهما كان حاد او عنيف لا يماثل يوم واحد عاشته فى فقر مدقع لسنوات طويلة بينما والدها رجل ثرى،ثرى جدا والأدهى أنها تعلم.
تعلم ولم تفكر يوم بالذهاب له،كأنها تفضل الموت جوعاً على ان تذهب إليه.
عاد بنظره على الطريق وهو يستمع لوالده يقول: عايزك تنسى كل الى عيشتي فيه،انا هعوضك عن كل حاجه،على فكره يا فيروز أنا دورت عليكى كتير اوى.
ومجددا لا يوجد اى استجابة منها تحدث مره اخرى دون ملل: النهاردة توصلى بيتك ترتاحى وتتعرفى على عيلتك ومن بكره تنزلى تشترى كل الى تحتاجيه ،لبس ،شنط،جزم،ماكياج،اكسسورات ،كل حاجه كل حاجه،بصى اشترى مول كامل.
ضحك ماجد ينظر لها فى المرأه لتتسع عيناه وهو يراها تنظر على عيونه فى المرأه وتقول: خليه يفصل شويه أنا بصدع بسرعه.
8
حجظت عيناه يحاول كبت ضحكاته ،بينما محمود استدار ينظر لها بذهول.
كبت ماجد ضحكاته يقول لوالده: اسكت يا بابا مش عايزين نعصبها.
حاول محمود السيطره على ذهوله واعتدل فى كرسيه يشير لماجد:سوق يابنى سوق،خلينا نوصل.
جذب عيناه ينظر لها فى المرأه وهو يجدها تعتدل فى مقعدها تنظر من النافذه المفتوحه على أبواب الكومبوند الراقى الذى يسكنوا به،اسمه على لوحه ضخمه جانبيه ،تعرف هذا الإسم جيدا لطالما شاهدته فى إعلانات ضخمه من شاشة قديمه ببيتها هذا إن صح تسميته بيت .
دمعه شديدة الحرقه فرت من عينها وهى تغمض جفناها بلوع ووجع.
جعلت الدمع يترقرق فى عيناه ينظر جانبه على محمود بلوم كبير ويده تشتد على مقود السيارة بغضب شديد حتى ابيضت مفاصله يشعر حيالها بقلة الحيله والعجز .
كانت تنظر حولها رغماً عنها بانبهار ترى مساحات واسعة على جانبى الطريق من النجيله الخضراء و بحيرة اصطناعية كبيرة جداً على الجانب الأيمن للطريق والجانب الإيسر مولات ضخمه ومطاعم.
ايضا مرت على مستشفى كبيره خاصه بالمكان وقاطنيه ،كذلك مدرسه على ما يبدو أنها للغات.
كم هى ضئيله وفقيره،بائسه ومهلهله،اهلها لديهم كل هذا؟!!
كانت انفاسها مخطوفه،حقا مبهوره.
جاءت هنا بالبداية لانهما ارغموها ،لم تقوى على مقاومة ذلك الضخم الذي حملها ولا على إصرار من يقول إنه والدها.
كذلك الفضول لن تنكر.
لكن الآن،وبعدما شاهدت بأم عينها كل الطرف والبذخ الذى يعيش به والدها لا وألف لا.
هى تستحق هذه الحياه،لما تعيش فى بؤس ومرار وهما يسبحان فى النعيم والمال.
فقط الساعه التى يرتديها ذلك الضخم تحوى فصوص من الماس تكفى لتزويج كل شباب وفتيات المنطقه التى تحيا بها.
كل هذا حقها وحدها وقد حرمت منه لسنوات.
5
اتسعت عيناها تنبهر أكثر وأكثر وهى ترى البيت الذى توقفت امامه السياره حتى تفتح لها الأبواب الالكترونيه .
أى بيت....بل هو قصر.. قصر فخم يصرخ من المال.
حدائق واسعه ونافورات راقصه من المياه.
مساحه كبيره وحمام سباحه ،طريق طويل جدا يوصل فى النهاية الى باب ضخم من الحديد المكسو بالزجاج .
توقف الضخم بالسياره يصفها وترجل المدعو والدها سريعاً يفتح الباب الخلفى لها يمد يده كى تترجل.
دٌهشت عيناه وهو يراها تستجيب ليده الممتده وهى على مايبدو غير واعيه مشدوهه بما تراه أمامها وحولها.
كانت تسير متجاوبه مع يد محمود التى تسحبها الداخل بعدما دق جرس الباب وفتحت له خادمه بملامح اسيويه تنظر عليها باستغراب.
كانت فريال تجلس لجوار ندى تريها بعد الموديلات الجديده التى اطلقتها إحدى العلامات التجارية الشهيره من حقائب العام الجديد.
رفعت رأسها ببطئ وهى ترى فتاه بارعة الجمال رغم هزال وشحوب وجهها تقف بجوار زوجها .
وقفت بانتباه تسأل:من البنت الى انت ساحبها دى .
أظلمت أعين فيروز تزامنا مع دخول ماجد ،ومحمود يرفع رأسه يردد بقوه وثبات: دى فيروز،بنتى.
انتصبت ندى مردده: What؟!
صدر صوت عكاز على الدرج يردد بذهول:انت بتقول ايه يا ولد؟
ابتلع محمود رمقه ولم يأبى اى شئ ينظر لوالده الواقف على الدرج وقال بنفس الثبات: بنتى يا بابا.
بصعوبه وبطئ هبط مصطفى الدرج حتى توقف أمامهم يسأل:بنتك أزاى؟؟وكانت فين كل السنين دى؟
نظرت له فيروز بغضب كبير وحقد تردد هى سريعاً والكره يفوح من حديثها بوضوح:على أساس إنك مش عارف،وبعت تهديد كذا مره لامى تقتلها وتقتلنى.
فتح مصطفى فمه مشدوها ،ينظر لها وهو يهز رأسه بعدم فهم مع استغراب شديد: أنا؟!مين قالك الكلام الفارغ ده؟!
ترقرقت عيناها بالدمع وهى تنظر لمحمود مرددة: انا عايزه امشى من هنا،انا مش مستغنيه عن عمرى.
حانت منها نظره بجانب عينها تراقب مصطفى ،الرجل العجوز الذى تحولت ملامحه على الفور يسأل بحنان كبير: إيه الى بتقوليه ده يابنتى؟انا اقتل؟مين وصلك الكلام ده؟
بادر محمود يسأل مهاجماً:انت كنت عايز تقتلها صحيح يابابا؟
مصطفى بجنون:اقتل مين؟! أنا لسه عارف بيها دلوقتي.
كان حديثه يقطر صدقا،والده ويعرفه جيدا فصمت.
لكن مصطفى تقدم خطوه يسأل:البنت دى فعلاً بنتك يا محمود؟؟
رفع محمود رأسه ومد يده يضم كتفى فيروز لحضنه وقال:فيروز محمود مصطفى الدهبى .
2
صرخت فريال تضرب الأرض بغل: على جثتى،على جثتى تعيش في بيتى.
استدار مصطفى يقول بحسم:بيت مين يابنت عمران.
ضرب الأرض بعكازه يصرخ بها:البيت ده بيتى وبيت أحفادى،انا لسه عايش ما موتش وانا الى اقول مين يقعد ومين يمشى.
اتسعت أعين فريال بصدمه تنظر على فيروز لترى جانب ثغرها ملتوى بابتسامة شامته ونظره ثاقبه كأنها ترسل لها رساله واضحه مختصره:الأووووول.
1
اقترب مصطفى يسحب فيروز لتقف أمامه وقال:ازيك يابنتى؟
ارتفع الحاجب الأيمن لماجد وهو يستمع لصوتها الذى تحول ٣٦٠ درجه وهى تنظر ارضا باستكانه مردده: الحمدلله يا فندم.
1
هوى قلب مصطفى جدا يتعاطف مع تلك الفتاه التى يبدو عليها الفقر والاستكانه يردد:انا مصطفى الدهبى..جدك يا...
صمت يحاول تذكر إسمها.
ليرتفع حاجبى ماجد وهو يراها تدلى كتفيها بخنوع غير عادى او مريح تردد بأدب منقطع النظير تبدو كم هى مسالمه مهذبه لا حول لها ولا قوه:فيروز حضرتك.
أبتسم مصطفى بحنان كبير وفتح لها ذراعيه يردد:طب ممكن حضن كبير لجدو.
نظرت له من عيونها الجميله ووجهها الذى تنظر به ارضا فبدت كجرو برئ ...لا بل ملاك بجناحين تردد وهى يظهر عليها الخوف والترقب: لأ.. أنا خايفه منك.
تملك الألم والصدمه وجه مصطفى وكذلك محمود ليردد :ليه بس يا فيروز يا حبيبتي ده جدك.
رمقت الجميع بنظره جانبيه ثم رددت بصوت واضح به الهلع: أنا عارفه ان مرات حضرتك والدك حاولوا يقتلوا أمى،الست فريال هى الى قالت كده.
صدمه كبيره سكنت البيت،واعين الكل تتجه إلى فريال التى وقفت تنظر لتلك الفتاه التى استغلت انشغال الكل بالنظر إليها لتبعث لها بغمزه عين برسالة ثانيه أوضح:الثااااااانى.
10
_________سوما العربي_________
كان يجلس بسيارته متكئ بظهره للخلف مغمض العينين كأنه ينتظر شئ ما.
فتح عينه بغل وهو يرى إتصال من أسم مسجل على هاتفه .
حاول السيطرة على نفسه وفتح الهاتف بهدوء يسأل دون سلامات: إيه الأخبار
وكان الرد باختصار من كلمه واحده:حصل ياباشا.
اهتز الفك العلوي لهارون مع أنفه من شدة العضب والغل المعتمل صدره يسأل: تبع قسم إيه؟
المتصل : مدينة نصر.
هارون:تمام.
اغلق الهاتف مجددا دون سلامات واشعل محرك السيارة بأعين مظلمه يقود باتجاه محدد.
بعد ربع ساعة توقف امام قسم شرطه مدينة نصر يدلف للداخل بخطى ثابتة يقف امام احد العساكر الواقف على بابه دائما يسأل:الباشا جوا؟
العسكرى: ايوه يا فندم.
هارون:طيب قوله أنى عايز اقابله .. انا هارون الصواف.
ولج العسكرى للداخل وبعد ثوان خرج له يفسح لها المجال للدخول.
دلف للداخل بنظرات ثابته يصافح الضابط مرددا:باشا .
وقف له الضابط يحييه:هارون بيه أهلا وسهلا.
أشار له على المقعد الخشبى المقابل لمكتبه يقول: اتفضل .
جلس هارون بارتياح فردد الضابط بهدوء: للأسف موقف الباشا صعب جدا،انا او غيرى مش هنقدر نساعده بحاجه.
هز هارون رأسه بتفهم يقول:مفهوم ،مفهوم،استأذن حضرتك بس أقابله.
الضابط: طبعا.
نادى بعلو صوته وهو بمكانه:انت يا بنى.
دلف نفس العسكرى يؤدى التحيه العسكريه مرددا:أفندم يا باشا.
الضابط: هات كاظم الصواف هنا.
العسكرى: أوامر يا فندم.
أنصرف ينفذ الأمر،بينما هارون نظر له وأردف:ماعلش يا باشا تعبينك معانا.
الضابط:لا ولا اى حاجه.
وقف تزامنا مع دخول كاظم وقال:هسيبكوا لوحدكم دقايق .
هز هارون رأسه بتفهم ونظر على كاظم مشعث الشعر غير مهندم الثياب ينظر لهارون وكأنه منقذه .
اقترب منه بلهفه يردد:الحقنى ياهارون،شوفت الى حصل لعمك،انت لازم تلحقنى،شوفلى صرفه.
أبتسم هارون بتشفى وقال بتعاطف مصطنع:اشوفلك أزاى ياعمى ،دى القضيه لابساك لابساك.
علت وتيرة انفاس كاظم يقول: يعنى ايه،طب..طب شوفلى حد يشيلها مكانى وياخد المبلغ الى هو عايزه.
ضحك هاروه يردد بوقاحه: هو انا قاعد على بنك ادفع لحد يشيلها عنك؟
صمت ثوانى يكمل تحت أعين كاظم : ده انا لسه دافع مبلغ كبير للى حطلك الحشيش...وانت تقولى أدفع تانى.
3
اتسعت أعين كاظم يردد: إيه..انت الى عملت فيا كده.
نظر له هارون بأعين بارده ليردد كاظم بغضب شديد:بتسجن عمك،اخو ابوك..لحمك ودمك ،وكل ده لييه؟؟؟
نفض هارون يده عنه يقول من بين أسنانه: أنت عارف مبدئى فى حياتى"الى انا أهون عليه هو عليا أهون" ..انا مابسبش حد حاول يمس شعره منى،وانت ياما دبرت لقتلى وكل مره ماكنتش ببقى قادر أحدد واتأكد أنه انت.
صك شفتيه يغرس اطابعه فى ذراع عمه يردد:بس انا بعتت ماجد تانى للفندق وأخد كاس النبيت الى شربته والعصير الى انت اديتهولى لحقهم قبل ما يتمروا او يتبدلوا وحللهم ،لقوا السم في العصير.
احتدت عيناه بغضب يردد:العصير الى أنت اديتهولى بأيدك،وانا أقول من امتى التماسك الأسري ده،وايه الى يجيبك خطوبتى.
صرخ كاظم بقهر يردد: ماحصلش،انا ماعملش كده..اتخانق معاك،نتناقر...لكن قتل ؟قتل لأ،لا انت ولا غيرك.
5
لم يتأثر به كثيرا ونظر له ببرود وتشفى يقول: عشان خاطر القرابه بس هقوملك محامى ،بس ما تطمنش كتيير،اقصى حاجه هيعملها معاك أنها يحول القضيه من إتجار لتعاطى...ومن غير سلام.
قالها وغادر المكان سريعاً غير أبه لصراخ عمه من خلفه وهو يقسم بأغلظ الأيمان أنه لم يفعل
10
__________سوما العربى____________
كانت تخرج من باب الشركه لدى لمى تنظر هنا وهناك على سيارة حسن التى من المفترض انه ينتظرها كما أخبرها.
لكن سيارته ليست موجودة ،ذهبت باتجاه حارس الأمن تسأله ليخبرها أنه غادر منذ ساعات.
رمشت بأهدابها عدت مرات وقررت مهاتفته.
اخرجت الهاتف لترى مكالمات كثيره فائته من رقم نغم الذى سجلته أمس.
أكل قلبها الخوف عليها وباشرت بمهاتفها أولاً الى ان فتح الهاتف: آلو..نغم..فيكى حاجه..انتى كويسه؟
أتاها صوت نغم الفرح جدا وهى تستشعر لهفة شقيقتها عليها تقول محاوله تهدئتها: اهدى اهدى.. أنا الحمدلله كويسه.
زوت غنوة ما بين حاجبيها وهى تسمع صوت زحام وابواق السيارات بجوارها فسألت: انتى خرجتى.
جاوبتها نغم بحماس شديد:ايوه ،مانا كلمتك كتير عشان أعرفك أنى خارجه وأسألك أروح الاهرامات ازاى؟
غنوة بقلق:طيب وعرفتى..اوعى تتوهى.
نغم براحه شديده:لأ ماتخافيش ماحسن معايا .
ابتعلت غنوة غصه مسننه بحلقها تسأل بوجع اخفته بصعوبه:هو حسن معاكى.
نغم بتردد:اها.
اهتز جسد غنوة وقالت:طيب ياحبيبتي أنا كده هكون مطمنه عليكى،خلى بالك من نفسك وماتتأخريش .
باشرت بإغلاق الهاتف لا تريد سماع اى كلمه.
وقفت تشعر فجأة ببرد شديد اجتاح جسدها ينخر عظمها.
لتأتى سياره سوداء عاليه عن مستوى الأرض تقف امامها فجأة ويفتح الباب.
تجد هارون يجلس داخل السياره ينظر له نظره ،على ما يبدو كان يراهن نفسه على انه سيلحقها قبلما تغادر.
نظر لها بأعين لامعه من الدمع حمراء بصوت به من الضعف ما يكفى قال بأمر ظاهريا:اركبى.
نظرت له بصمت ليردد بضعف مضاعف وكأنه يرجوها:اركبى...انا محتاجك......
اغلقت الهاتف تنظر له بوخذات صدر تؤلم قلبها.
لم يكن عليها الذهاب مع حسن خصوصا وهى تستشعر وجود شئ بينه و شقيقتها رغم عدم تصريح أى منهما بذلك.
لكنها شعرت بوجود نظرات....نظرات بها بعض الخصوصيه..ليست قويه جدا .. لكنها ليست منعدمه وإلا ما كانت شعرت بأى شىء.
رمشت بأهدابها تفكر وقلبها يعتصر ألف مره في الدقيقة بعدما فزّت نبضاته.
شعرت بتغير صوت شقيقتها وهى تتحدث،شعور اخوى من القلب للقلب اخترقها .
وكأنها وفضلتها على نفسها،لم تسأل لما ولم تعاتب.
بل حاولت الاطمئنان عليها توصيها على نفسها وسلامتها ثم اغلقت الهاتف بسلام مختنق النبرات .
اعتصرت عيناها وهى تغمضهم بألم عاصف ،تشعر بالسفاله والدونيه.
هل أتت لتتقرب من شقيقتها الوحيده فأخذت حبيبها؟
هل هى قذره الى الحد الذى جعلها تفعل هكذا؟!
وما قصف قلبها فى الصميم حتى ادماه هو موقف شقيقتها ،صوتها بدى وكأنها تخبرها بأنسحابها من تلك العلاقة الغير مصرح بها ،ان كانت شقيقتها تريده.
بدلا من أن تشد من أزرها ،تدعمها وتقويها على تلك الحياة التى عاشتها وحيده لأكثر من خمس سنوات
جاءت لتأخذ الشئ الوحيد الذي تملكه وتبقى معها وهو ذلك الشاطر الوسيم.
تقزز ونفور من نفسها سرى فى شريانها ،كم هى سافله و منحطه.
فتحت عيناها على صوت لبعض الشباب من خلفها يقفون تقريباً ملتصقين بها وأحدهم أطلق صفير من بين شفتيه استرعى انتباهها.
التفت لهم بخوف ،مصدومه ،لتصدم اكثر من نظراتهم الجائعه التى تتفرس جسدها كله خصوصاً قديمها الظاهرتان من فوق رقبة حذائها.
وتقدم احدهم ذو جسد عريض متثدى ووجه مفلطح يتحدث بفظاظه:يا صباح القشطه على الحلاوه بالقشطه،ده باينه النهاردة هيبقى عسل مع العسل ولا ايه؟
دب الرعب بكل اطرافها التى بدأت ترتعش وهو تنتقل بعينها من ذلك الجحش السمين للأخر الواقف بجواره بجسم يتماثل مع عيدان القصب ووجه أصفر ممتلئ بحب الشاب وشعر مجعد يقترب بحركه واهيه منها مرددا وقد اوشك على لمس قدمها العاريه: رجلك دى ولا رجل كنبه؟
صدح صوت عالى بجوارهم يردد: رجل كنبه يا **** وهتاخد بيها فوث دماغ الى خلفتك.
ابتعلت رمقها تسأل لما تأخر هكذا،تحمد ربها أنه أتى بالوقت المناسب .
فقد القى زجاجات المياه الغازيه التى ذهب ليشتريها أرضا .
وقبض على رقبة السمين اولا يقبض على عنقه بين ذراعيه ويركل ذلك الأصفر المستقز بقدمه فسقط أرضا.

صرخت نغم برعب وهى ترى الكثره تغلب الشجاع ،فهم أكثر من خمس أشخاص وهو وحيد حتى لو كان قوى البنيه واكبر بالعمر.
فقد بدأو بالتجمع حوله وذلك السمين يخلص نفسه و أوشكوا على صنع دائره حوله كى يركلوه بأقدامهم معتمدين بصفاقه ووضاعه على كثرة عددهم .
لكن بحركه سريعه منه التقط إحدى الزجاجات التى سبق والقاها أرضا.
يضربها بالحائط خلفه لتنقسم لاجزاء مهشمه ويتبقى جزء لا بأس به فى يده صانعها شفره حاده.
وجدهم مازالوا مغترين بعددهم ووجوده وحده فلم يجد بد من مد يده سريعا لكل قدم تطاولت ناحيته كانت تود ركله حتى انفجر الدم من ركبة اثنين منهم ،ليتراجع الثلاثه المتبقين بجبن .
وعلى حين غفله مد يده ناحية تلك التى ترتجف من خلفه  يغادر سريعاً وهو يردد بغضب شديد:يالا بسرعه الشرطة ماليه المكان هنا .
ذهب بها سريعا تاركا خلفه اثنين مصابين وتلاثه تراجعوا خطوات بعدما شاهدوا دماء رفقائهم.
كان يسحبها خلفه تسير بأرجل مرتعشه مما عاشته منذ ثوانِ،تحاول مجاراة أقدامه الطوليه ذو الخطوات السريعه.
وهو كان يتحرك بها ووجهه محمر غضبا، غضب لم يسبق وشعر به كلما تذكر ذلك الصفيق وقد اوشك على لمس قدمها العاريه بيده القذره .
كان لها نصيب لا بأس به من غضبه أيضاً فهى من خرجت بأقدام مكشوفه لكل الناس .
همه الأكبر الأن الوصول بها حيث صف سيارته ،يبعدها عن مكان الشجار ،لو جأءت الشرطة الآن لدخلا فى سيل من التحقيقات و س و ج ،علاوه على الطريقه التى من الممكن ان تتعامل بها حين تؤخذ كمتهمه ،تصعد لعربة الشرطة و تتعامل مع المخبرين وأمناء الشرطه والله اعلم مع اى صنف منهم ستقع .
4
لو عليه هو يتحمل لكن هى لا،ايضا  لن ينكر جزء بداخله يخبره ان هؤلاء الحمقى لا يستحقوا ابدا ان يدخل قسم الشرطة بسببهم.
لذا غادر فورا وهى معه بخطوات  سريعه حتى وصل أخيرا إلى سيارته البسيطة.
بلا اى حديث فتح لها باب السيارة يضعها بها كأنها حقيبه ،ثم يغلق الباب بقوه.
وهى متسعة العين تدرك وترى جزء خفى فى شخصية فرعونها المثير،فى غضبه يصبح شخص آخر خطاء ولا يستطيع التحكم في ردود أفعاله.
هذا ما استشفته وهى تنظر له وترى طريقة تعامله معها .
ألتف حول السياره يفتح الباب ويجلس هو الأخر وللأن أيضاً لم يتحدث.
صامت تماما،بمرور دقيقة ثم إثنان بدأت تهدأ نسبياً خصوصا بعدما غادرا ذلك المكان وشعرت أنهما بأمان الآن .
فقفز لأذنها صوت غنوة وهى تسأل هل بالفعل حسن معها وبعدها تستجمع رابطة جأشها وتبتلع رمقها تطلب منها الاعتناء بنفسها.
انتشلها من كل هذا صوته الغاضب وهو يضرب على مقود السيارة بغضب ويتحدث من بين أسنانه: أنا عايز اعرف ايه اللي حصل بالظبط بعد ما مشيت.
نظرت له بطرف عينها ثم عاودت النظر أمامها متصنعه البرود بمهاره:زى ما شوفت.
أبعد عينه عن الطريق ينظر لها بأعين حمراء بعدما استفزه برودها أكثر: بقولك اتكلمى،حد فيهم لمسك قبل ما اجى ؟
كانت تنظر امامها وهى تجاوب: لأ،مافيش غير الى حاول يلمس رجلى ده.
على صوته يصرخ بها : ماهو من لبسك،ايه الى انتى خارجه بيه ده؟! فستان جلد متفصل على جسمك تفصيل وكمان قصير ،وايه ركبك العريانه دى؟
اتسعت عيناها وقد صدمها وصفه الفج تنظر له مردده بغضب: ركبك؟!!! ايه الى بتقولهولى ده.
كانت هناك قوه عاضبه غير معلومة المصدر هى من تتحكم به تندلع داخله أكثر وأكثر بلا سبب او مبرر واضح يتخيل لو لم يأتى بتلك اللحظه فقال لها من بين أسنانه بغل:كلمة ركبك ضايقتك اوى ،امال كان هيبقى إيه شعورك وهو بيحسس على ركبك هااا،لما الكلمه بس ضايقتك أمال التحرش إيه؟
مجرد التخيل قشعر جسدها كله ولم ترد فأكمل هو بغل وغضب:اللبس اللي بتلبسيه ده مابقاش نافع ،بعد كده لازم تلبسى عدل انتى سامعه،شوفى اختك بتلبس إيه واعملى زيها.
على ذكر سيرة غنوة وتذكرها حزنها حاولت التحلى بالكثير من البرود وبعض التبجح رغم أن كليهما لم تتحلى بهم يوماً ،لكنها فعلت .
فنظرت له نظره طويله بصمت ثم قالت:بس انا مش غنوة،انا نغم،اختى وبحبها جدا،فوق مانت ممكن تتخيل ،بس أنا حاجه وهى حاجه تانيه ،وانا لبسى كده ومش هغيره لأى سبب إن كان،دى طريقة حياتى الى اتولدت واتربيت عليها.
كان يستمع لحديثها الذى تتكئ فيه على كل حرف وهى تنظر له بقوه وبرود بآن واحد.
ينظر لها باستهجان وبدا مستغربا لرد فعلها،حتى الطريقه التى تتحدث بها كانت مخالفه للفتاه الجميله التى تستطيع التسلل لقلب اى شخص بطريقتها الخاصه،الخاصه جدا جدا.
وكأنه كان يتوقع أوو..او كان يريد منها أن تنصاع لأمره...يضبط نفسه بالجرم المشهود..فهل غار عليها؟
هز رأسه بزهول يردد: إيه الى بتقوليه ده؟!ده رد ترديه عليا؟
ابتعلت عصه مسننه بحلقها وغصبت على نفسها كثيرا كى تتحدث قائله: أيوه أرد عليك كده عادى جدا،انت مين إداك الحق تعلق على لبسى،لا وتدينى أوامر كمان ،ولا يمكن عشان اتخانقت عشانى من شويه؟!
اشاحت وجهها عنه تنظر امامها وتكتف ذراعيها حول صدرها تنتطق رغماً عنها:على العموم شكرا،ودى كانت اول وآخر مره هتخرج معايا فيها،انا طباعى غير طباعك وعاداتى غيرك ،صعب نتفق .
نظر لها بذهول،لم ينطق بحرف ولا حتى يستطيع التفكير.
هو بما يفكر ويشعر فى إتجاه،وعلى مايبدو انها وما تفكر وتشعر فى إتجاه آخر.
يسأل نفسه سؤال واحد فقط..... وإن كان...فلما يهتم ؟
وصوله للحى حيث يقطنا قطع سيل أفكاره خصوصا وهى تترجل من سيارته دون النظر ناحيته بالأصل.
اهتز فكه العلوى بغضب منها وترجل من سيارته يناديها:نغم.
توقفت معطيه له ظهرها فنادى بإصرار واضح به الكثير من الغضب:نغم.
استدارت تنظر إليه بوجه بارد جدا لينطق من بين شفتيه واسنانه : الكلام لسه ماخلصش.
تحدثت ببرود : لأ خلص.
حسن:مش بمزاجك.
رمشت بأهدابها وكأنها غير مهتمه ثم قالت: هبقى ابلغ غنوة الى حصل واقولها تشكرك.
كأنه تلقى ضربه شديدة على رأسه وهو يشعر انها تذكره بشقيقتها برساله خفيه،ثم استدارت تذهب سريعاً.
ليضرب مقدمة رأسه بغباء فقد نسى غنوة اول ما شاهد تلك الماكينه الألمانية تخرج من باب البيت بهيئتها تلك .
ونسى أنه قد وعدها بأن يظل كى يعود بها للحى فالمنطقة التى ذهبت لها لا توجد بها شبكة مواصلات عامه بصفه مستمره ،قد تجد سياره أجرى بصعوبه قد ذهبت لهناك بأحدهم ،بالتأكيد هى بموقف غير جيد الأن.
اخرج هاتفه سريعاً كى يتحدث إليها يطمئنها ويخبرها أنه فى طريقه إليها.
لكن صوت نسائي من خلفه يناديه ببعض الحده وعدم الرضا يردد:حسسسسن.
استدار سريعاً ليجد والدته تقف أمام المحل الخاص به على وجهها علامات السخط وعلى ما يبدو أنها قد شاهدت كل ما حدث منذ دقيقه.
___________سوما العربي___________
كانت تقف أمام باب السيارة المفتوح لها بتردد تنظر عليه وعلى بياض عينه الذى تحول لاحمرار واضح و لمعة من الدمع المحبوس بقوه تغشى عيناه التى تنظر لها على ما يبدو باستجداء.
حسمت أمرها وتقدمت تصعد بصعوبه لعتب السياره كى يساعدها على الصعود.
هدأت أنفاسه ونمت ابتسامة مرتاحه مسروره وهو يراها تستجيب لطلبه وتصعد الى سيارته.
لأول مرة تجلس لجواره وتكن بهذا القرب فى مكان صغير كسياره مغلق عليهما.
شعور لذيذ داعب صدره وقلبه يبتسم لها ابتسامة حقيقة خاليه من اى تلاعب بهذه اللحظه.
يراها و هى تحاول الا تنظر إليه تبدو متردده وكأنها وتفكر بالتراجع عما فعلت.
لكنه قاد السياره سريعاً كى يحبط كل ما تفكر به فهى واخيرا معه يكاد لا يصدق بالأساس.
كانت الصمت الرهيب هو سيد الموقف من ناحيته ومن ناحيتها حتى وصلا الى أحد المقاهي الفخمه وجلسا أيضا بعدما سحب لها مقعد بكياسه ادهشتها للحق وظنت انه يفتقدها..لكنه فاجئها للحق.
كانت تجلس على غير راحه تشعر ان تواجدهما معا لا تفسير له ولا معنى،لا تنسى ابدا تلك الفتاه اللطيفه التى تركتها منذ قليلا ومن المفترض أنها خطيبته.
بينما هو يجلس امامها صامت ينظر لعيناها وكأنه يدرك جيداً بل و يردد بداخله ان"الصمت في حرم الجمال جمال"
فكان يجلس وشبه ابتسامه مرتاحه متكونه على شفتيه ،مرتاح بقلب مّثلج من مجرد النظر بأريحية الى عيناها التى سحرته من اول لقاء.
ذاك الذى كان بالمرأب خلف السيارات وهى تفترش الأرض باكيه.
بعدها وبكل مره رأها لم تحن له الفرصه كى ينظر لها بتعمق وهدوء ليس اختلاساَ.
اخذ نفس هادئ مرتاح سعيد تزامنا مع اقتراب النادل الذى وقف أمامها يردد بكياسه:تحبوا تطلبوا ايه يا فندم.
نظر لها يتحدث بصوت به من الرواق والهدوء ما يكفى يفيض ،وبنبره لم تسمعها منه قبلا على عكس كل مره قابلته بها كان يردد :تحبى تشربى إيه؟
زوت ما بين حاجبيها تنظر له باستغراب شديد،امره حقا غريب.
إما أنه متبجح وذلك هو الأمر الأقرب للحقيقه او أنه ربما مجنون،او لديه حاله عصبيه او انفصام بالشخصية.
البارد عديم الدم.. لقد عرض عليها عرضا مشيناَ منذ قليل!!
تلاشى انعقاد حاحبيها ،تفكر "هل بربك هل هو المريض ،بل انتى المريضه لانك وافقتى منذ البداية''
خرجت من حديثها الداخلى على صوته يناديها بتلذذ:غنوة.
اسبلت جفناها ،ترمش مره بعد مره من وقع إسمها بصوته عليها .
ابتعلت رمقها تجيب بخفوت:قهوه..قهوة مظبوط.
"الطبع يغلب التطبع " هذا مارددته داخلها مره ثانيه بحديث صامت وهى ترى شدقه يلتوى بابتسامة عابثه وقد حانت منه نظره سريعه على جسدها الذى اختفى معظمه خلف الطاوله ،تقسم أنه يردد داخله شئ واحد لا ثاني له بكل سفاله ووضاعه.
لكن الأنثى تظل انثى،ربما اثارت نظرته تلك بعض من الشعور بالثقة،وعلى ما يبدو أنها كانت بحاجة إليها فى تلك اللحظه خصيصا.
2
رفع نظره للنادل وقال:اتنين قهوه مظبوط.
ردد النادل بعمليه:تحت أمرك يا فندم.. حاجه تانيه .
بدون اى عزيمه او حتى استئذان منها قال بثقه: لأ .. لما تجيب القهوه هنبقى نطلب الغدا.
اتسعت عيناها بصدمه من هدوءه وثقته المستفزة جدا وتحدثت بغضب:غدا ايه إحنا ما اتفق....
قاطعها بهدوء وثقه يردد:ثوانى يا ماما.
رفعت حاجبها بذهول وقد شٌل لسانها من ثقته بالحديث.
عاود النظر للنادل يردد:تمام كده ،مع القهوه ناخد منيو الأكل.
أبتسم له النادل وغادر لعمله لينظر لها يجدها تفتح فمها تنوى قول ما يسر ولا يسر ..فلاحقها بالحديث يقول بنبره متعبه ومرهقه جدا: أنا لسه خارج من بنج وعمليات وما أكلتش حاجه خالص.
أبتسم بألم وقد عادت تلك الغشاوة من الدمع تسيطر على عيناه وهو ينظر لها قائلاً: اخر حاجه نزلت معدتى كان العصير المسمم الى شربته.
هوى قلبها واهتز ثباتها تسأل:عصير؟!عصير إيه الى كان مسمم؟
صمت يزم شفتيه علامة ألم وخيبة أمل:عصير مسمم.. بسم قوى المفعول.
ابتلع رمقه بصعوبه يرفع عينه الحمراء لها يردد :عمى إلى من لحمى ودمى حطهولى بأيده.
شهقت تضع يدها على فمها تردد بخفوت:وعرفت منين أنه عمك؟!
اطبق جفناه يردد بألم:حللنا كل حاجه شربت منها فى اليوم ده ،طلع السم من العصير،وانا اخدته من عمى،يبقى مافيش غيره.
كان يتحدث لها يشكوها ،مرتاح من الحديث مع أحدهم أخيرا.
سألته باستغراب :وليه تشك فى عمك،الفندق مليان ناس وسهل اوى اى حد يعمل كده.
صمت وهو يرى النادل يقترب منهم ومعه القهوه يميل ليضعها بهدوء ثم أعطاه قائمة الطعام .
نظر لها نظره خاطفه ثم قال: أنا هطلبلك.
رفعت حاجبها للمره التى توقفت عن عدها بحضرته وهى تسمعه يملى على النادل أصناف بالفعل شهيه من الطعام له ولها حتى انصرف.
كانت عيناها مثبته عليه،لا تعلم أن هذا كل ما يريده الآن،ان تشلج قلبه بنظرة عيناها الجميله.
تلاشت الحديث بأى شئ فرعى وسألت باستغراب واهتمام: ليه متأكد أنه عمك.
أبعد نظره عنها بألم يبتلع رمقه وقال وهو يهز أصابعه:بينا خلافات كتير .
نظر لها مجددا يقول:مش عايز اتكلم عنها دلوقتي.
هزت رأسها بتفهم ،فابتسم هو ابتسامة سعيده حقا يردد بفرحه ظاهره على محياه: أنا دلوقتي مبسوط ،اوى ومودى حلو.
صمت لثوانى ثم اكمل دون اى حرج: عشان انتى معايا.
4
هزت رأسها بذهول حقيقى من كم البجاحه والثقه التى طمع فيها واستحوذ عليها وحده .
ضحك بخفه يفهم نظرتها جيدا،بل جدا ثم قال مكملاً ف مش عايز اتكلم عن اى موضوع يضايق دلوقتي..هحكيلك بعدين.
اتسعت عيناها..ف والله لقد تعدى كل الحدود ،أنى لها بكل هذه الثقه والغرور مع التبجح.
كان لديها حق حين اطلقت عليه "ملك العالم فى البجاحه"
بنعومة الأفاعي مد يده يمسك يدها الموضوعه فوق الطاوله على المفرش الوردى مع الزهور لتتسع عيناها الجميله حد الاستداره وهى تنظر ليده التى لامست يدها واحتفظت بها ،ثم رفعت عيناها له لتسحره وتسمعه يردد ،يطلب بتمنى وأمل: عشان انا ناوى اشوفك تانى ،ومش هتبقى مره ،ولا حتى آخر مره....
بداخل بيت الدهبى كان الوضع متأزم وغير مستقر على الأطلاق.
الكل يتجه بأنظاره لفريال التى تقف بأعين تقدح شرر.
ترى تلك الصغيره ولم يمضى على دخلولها البيت عشرة دقائق وقد قلبت البيت رأساً على عقب فوق رأسها.
الكل مسلط نظره عليها بنظرات اتهام وصدمه،وتلك الفتاه صاحبة العيون الرماديه التى لم تكره مثلها يوميا ،تقف مستغله انصراف أنظار الكل عنها تنظر لها نظره ساخره مستفزه.
إنها هى،هى" مرڤت "بكل تفاصيلها،تلك الخادمه الوضيعة التي أتت وبظرف أيام سرقت اللٌب من عقل زوجها،أسرته دون مجهود او وقت حتى.
كان يلتهمها بنظراته ،تلك النظرات التى كانت تحمل الكثير من اللهفه والجنون الكافى لكشفها خصوصاً من قبل زوجه عينها على زوجها بحضرة فتاة بارعة الجمال،تمتلك من الليونه والرقه الكثير.
4
ولم يمض وقت طويل من مراقبتها لهما حتى كشفت السر الكبير.
إبن الحسب والنسب ،زوجها متزوج زواج غير شرعى عليها،عليها هى .
تزوج عليها خادمه ، كانت النار مستعره بصدرها وقلبها ينضح غل وكره شديد.
فريال هانم ابنة عمران بيك يتزوج عليها زوجها،وممن ؟!بمن استبدلها وفضل عليها؟
3
خادمه؟!!! ياللمصيبه ... إنها كارثه حقيقيه.
للأن لا تشعر بأى ندم على أى مما اقدمت عليه وارتكبته .
لكن الآن هى تشعر بالخطر ،لقد انقلب الكل عليها ينظرون لها باتهام سافر.
بنظرات غاضبه مصدومه تقدم منها محمود الخطوات الفاصله بينهما حتى توقف أمامها مباشرة يتحدث بأعين مظلمه: إيه الى فيروز بتقولو ده؟معناه إيه الكلام ده بالظبط؟
شخصية ليست سهله كى يهتز ثباتها هكذا بسهوله،فريال وتد مغروس بأرض صلبه لا تهتز من تحتها بسهوله.
من هذه الصغيرة كى تَهٌزها لمجرد تفوهها لتراهات بلا اى دليل بيِّن، إنها فريال عمران.
بمنتهى الثبات والقوه رفعت رأسها وانفها عاليا تردد: كلام إيه يا محمود يا حبيبى؟!
هزت كتفها الأيمن يلتوى شدقها وهى تردد باستغراب شديد: وفيروز مين دى أصلا؟!
اهتز الفك العلوي لشفتيه من شدة غضبه ،اخذ نفس عميق وردد : فيروز بنتى يا فريال.
تصنعت الغضب الممتزج بالصدمة والاندهاش تردد: أنت متجوز عليا يا محمود،لأ وكمان خلفت؟!!
كانت تتابع الموقف بدقه عاليه ،تلتقط أدق التفاصيل،خصمها غير عادى او هين إطلاقا.
لمعة قوية غشت عينها من القوه والثقه ،ان كانت تلك فريال فهى أيضاً كذلك فيروز ولنرى لمن الغلبه والقوى،نظرة أرضا تفكر لثوانى وهى تعلم،مهما كان الشخص قوى،ثابت،ذكى لكن شعور الظلم والغلب يدفع اكثر وأكثر للتفوق.
لذا أخذت نفس عميق تتقدم تريها من هى فيروز إبنة ميرڤت.
تصنعت ارتعاش أطرافها بجدارة تستحق الأوسكار.
وتقدمت تحتضن ظهر والدها بحركه تعلم أنها ستولد داخله براكين من الشعور ناحيتها بوجوب توفير الأمان والدعم متلازم تلقائيا بالغل والغضب الشديد من الماضى المر،والحاضر الذى يحاول تعويضه ويشعر ناحيته بالإثم والشرك.
تغرس اظافرها فى معطف محمود تطلب منه الحمايه الغريزيه الواجبه على اى أب ناحية ابنته .
فما الحال لو كانت أبنته مظلومه منه ومن الجميع ظلم شديد لسنوات.
المصيبه ان ذاك الذى يقف هناك بعيدا ورأى كل ردات فعلها ونظراتها الخبيثة تجاه فريال بوضوح،إلا أنه اهتز داخليا كالزلزال  وشعور بالحمايه والاحتواء ناحيتها يتدفق كسيل جارف ظهر بوضوح على انفعال عيناه.
حاول بصعوبه الثبات بمكانه والا يذهب لها يحتضنها ويهدئها.
أما تلك الماكره الصغيره كانت تخبئ وجهها فى ظهر والدها تشهق بصوت كأنه حقيقى ،بل وخارج من اعماق قلب مذعور ملتاع تردد: أنا امى حكتلى كل حاجه حصلت زمان أول ما كبيرت،الست فريال خطفتها يومين بعد ما اتفقت مع ابنها وعمل نفسه عنده استدعاء ولى أمر فى مدرسته.
اتسعت أعين ماجد ينظر للتى كان يريد احتضانها بين ذراعيه منذ ثوانى وهى تتبلى عليه دون أن يرف لها جفن.
3
إلتف جسد محمود نص لفه ومعه فيروز بظهره ينظر على ماجد المصدوم مما يقال عنه.
لتتسع أعين محمود ومعه ماجد وهما يستمعان لها تكمل بغصة بكاء واضحه:وماما سمعتها وهى بتقول للرجاله الى خطفوها إنهم ينفذوا الأوامر بالحرف لأن دى تعليمات مصطفى بيه.
كانت الطامه الكبرى والصدمة التى لا قبلها ولا بعدها وهو يسمع بأذنه أن والده شارك بيده فى كل هذا.
يبتعد خطوات عن الكل وهى خلفه تباعاً،ينظر للجميع وهو يهز رأسه بصدمه  يردد:مش مصدق..مش قادر اصدق،عيلتى كلها عملت فيا كده،طب ماجد وهقول عيل صغير وسمع كلام أمه وهو مش مدرك ،مش عليه ذنب،لكن انت...انت يا بابا،ازاى تعمل كده؟؟
اقترب عدة خطوات من والده بينما توقفت فيروز بمحلها تتصنع النظر أرضا بخوف وقهر.
تحدث محمود امام مصطفى المصدوم: ازاى جالك قلب تعمل كده فيا،بعد ما عرفت أنها حامل.
صرخ به محمود بغضب يردد:عملت إيه وحمل إيه؟؟كلام إيه الفارغ ده...انت اكيد اتجننت.. معقول ابوك إلى حاجج بيت الله وملس على بابه يعمل كده؟
صرخت فيروز بقهر حقيقى تصرخ به:ايوه حصل،الست هانم دى قالت كده لامى بلسانها.. وإنها مالهاش حد تستنجد بيه .
وقفت وحدها فى تجاه ... بينما كانت باقى العائله المحترمه فى ناحيه مقابله لها .
ناظرت الجميع بكره وغل تكمل: خصوصاً إن الى سلمتيه نفسك بورقة مقطوعه من كراسه،قطع الورقتين دول ،مافيش اى حاجه تثبت أنك كنتى متجوزاه أصلا.. والباشا الكبير نفسه هو إلى أمر بحبسك.. هتعملى إيه يا مسكينه ولا تروحى فين.
صرخ مصطفى بغضب شديد يضرب الأرض بعكازه : إيه الكلام الفارغ ده.. امك أكيد غلطانه.
صرخت فيه بنفس قوته ويمكن أكثر:قصدك امى بتكدب...فى واحده بتكدب وهى بتموت يا راجل يا مفترى يا ظالم يا عيلة واطيه يا ولاد الكلب.
17
اتسعت أعين الكل وهم يستمعون سبها الواضح لهم ،صرخ بها مصطفى : أخرسى يا قليلة الادب،فى واحده متربيه تكلم جدها كده.. أما أنك ناقصه ربايه صحيح.
تقدمت خطوات تصرخ فيه وهى تشيح امامه بيداها واصابعها متشنجه مفروده: أنا مش ناقصه ربايه.. امى وابويا ربونى أحسن تربيه وعلمونى ماظلمش حد.
نطق محمود يصرخ بها: أنا الى ابوكى مش حد تانى.
صكت أسنانها بغل تردد: لأ... أنت مش ابويا ولا أعرفك.
بادر مصطفى يردد: تتكلمى مع ابوكى بأدب .
فيروز بازدراء:انت بالذات تسكت خالص.
احتدت أعين مصطفى يردد بحده :اتكلمى بأدب مع جدك يابنت.. وإن كانت أمك ماعرفتش تربيكى أنا هتصرف .
لهنا وفقدت السيطرة ،اتسعت عيناها بغضب اغمق معه ننها الرمادى ،فقد جسدها القوه وهرب من عقلها الفكر والثبات.
تشنج جسدها وأخذت تصرخ فى الكل بلا استثناء وبجنون مثير للريبه والشفقه:ماتتكلمش عن امى ..ماتجبش سيرتها على لسانك...امى أحسن منكوا كلكوا.. بدل ما تفكر أن الهانم هى الى جابت أسمك فى الموضوع وهى الى ظالمه بتفترى على امى..انت راجل ماتعرفش ربنا .. وانتو كلكو عيله زباله.. أنا بكرهكوا...عمرى ما كرهت فى حياتى حد غيركوا.
كانت تصرخ وهى تشيح بيدها واحيانا نضعها بجانب اذنيها علامه على فقدان السيطرة على النفس.
هوى على أثره قلب ماجد وكذلك محمود ،الذى تقدم منها يحاول تهدئتها فحالتها مريعه جدا فحتى مصطفى صدم وصمت مما يراه وبدأ يراجع نفسه حقا يشعر بخطئه،بينما فريال تتابع كل شيء بدقه شديدة وتركيز وندى تصرخ داخلها مصدومه فبأى عائلة قد وقعت هى وتزوجت تربط أسم عائلتها الكريمة بهم.
تقدم محمود منها لكن قدم ماجد قد سبقته يحاول احتضانها مرددا بحنان بالغ: أهدى يا فيروز أهدى.. تعالى.
3
هم ليحتضنها بلهفه يتمنى ذلك جدا ،لتمد ذراعها على طوله تضرب صدره بكفيها مردده بغل: أبعد إيدك ياض ... أبعد عنى..ابعععد.
3
تسمر مكانه ومازلت احضانه مفتوحه لها برجاء وأمل خاب.
ليتقدم منها محمود يحاول هو ربما استجابت يراها وهى مازالت متشنجه وفى حالة مريبه تردد:ابعدوا عننننى...محدش يقرب منى.
اخذت تضرب الأرض بقدميها بعلامات الانهيار العصبى ولسانها لا ينطق سوى جمله واحده كررتها عشرات المرات: أنا عايزة امشى من هنا...خرجونى من هنااا.
صرخ مصطفى بهم: اتصرفوا بسرعه .. شكلها مش طبيعي.
تقدم محمود يحتضنها يحاول تثبيت ذراعيها وهى تقاوم لكنه مصر يردد: أهدى... اهدى ياحبيبتي..خلااص بابا هنا معاكى.. أهدى خالص.
رغماً عنها ثبتها بأحضانه يصرخ بماجد: اتصل هات دكتور يا ماجد بسرعه.
كان ماجد يقف متخشب يشعر بالضعف حيالها فلم ينتبه او يتحرك ،ليصرخ به محمود مجددا:ماااجد..اتحرك.. أختك هتروح منى.
تحرك ماجد سريعاً يتصل بسكرتيرته كى تتصرف سريعاً وتطلب له طبيب.
بينما تحرك محمود بها لغرفه المكتب الكبيره الموجودة ببهو البيت.
وهى مازالت تحاول المقاومه تضرب بيدها كغريق يصارع امواج عاليه ،حقا لا ترى من معها ولا يطمئنها صوته الذى يردد : أهدى يا حبيبتى أنا بابا.
هى بالفعل لا تراه ،فقد انهارت اعصابها وتداعى تركيزها .
وظل الوضع لمدة لا بأس بها ترفض حتى التمدد على الأريكة المبطنه باللون النبيذى الفخم المصنوع من قماش تركى فاخر .
صرخ محمود فى ماجد وقد انفلتت اعصابه هو الأخر: فين الدكتور الى قولتلك تطلبه .
كانت اعصاب ماجد مضطربه أيضا ومشاعر مختطله متناقضه تفور داخله فتحدث بلهفه:كلمت مرام السكرتيره تشوف حد حالا.
هز مصطفى رأسه بنفاذ صبر يردد: اتصل استعجله ولا شوف غيره.
كانت ندى تجلس تشاهد ذلك الفيلم العربي قديم الطراز بملل وسأم ،تلاحظ لهفة زوجها على شقيقته بطريقة لم يظهرها لها ليوم واحد حتى.
تستمع لصوته يحدث سكرتيرته التى لطالما حدثها بمنتهى المهنيه يصرخ بها الآن: فين الدكتور يا مرام أتأخر ليه؟
مررت عيناها على ملامحه العصبيه المتوتره بعدما صمت لثوانى يسمع ردها وعاود الحديث: هو فين ده اللي داخل عليا ماحدش جه.
صمت فجأة وهو يستمع رنين جرس الباب ،لترفع ندى حاجبها الأيمن بزهول وهى تراه يهرول بطريقه أشبه للركض يفتح الباب.
توقف أمام الباب بصمت لثوانِ وهو يمرر عيناه على ذلك الرجل عريض المنكبين قوى البينه اشقر اللحيه والشعر بعيون زرقاء .
7
اهتز فكه بغضب يسأل هل جلبت له مرام طبيب من البرازيل ام امريكا ؟
لم يحركه سوى صوت محمود الصارخ ينادي عليه ،لكن تركيزه مع ذلك الماثل أمامه يبتسم مرددا بنبره مخميله كأنه بدأ فى مباشرة علمه يحدث مريض ممد على الأريكة المفروده وهو يقول: مساء الخير.
هز ماجد رأسه بنفور يردد: أهلا.
أبتسم الطبيب مستغرباً وقال وهو يمد يده للسلام:انا أنس شفيق دكتور امراض نفسيه وعصبيه.
تقدم مصطفى خطوتان بعكازه يردد هو بدلا عن ذلك الصنم :نورت يابنى اتفضل..دخلوا يا ماجد.
لكن ماجد مازال ينظر له بعدم تقبل رهيب فردد مصطفى مجددا:ماااجد...دخل الدكتور.
أفسح ماجد للطبيب على مضض يشير له على الداخل يسير معهم حيث فيروز التى جلست بصعوبه وبعد محاولات على الأريكة ليس استجابة لطلب والدها بل جسدها كان قد أنهك حقا وفقد كل قوته على الوقوف او مواصلة الصراخ ولا حتى الحديث.
تقدم أنس بخطى ثابته يرى تلك الفتاه الجميله تجلس على طرف الأريكة تضع راحتى يدها بجوار جانبيها وقدمها تتدلى بالكاد تلامس الأرض لقصر قامتها.
تميل بعنقها حيث تخفض رأسها أرضا تنظر تحت قدميها وهى تتنفس بصعوبه وعدم انتظام صدرها يعلو ويهبط باظطراب.
اجلى صوته الرخيم يردد: مساء الخير.
رفعت عيناها الرماديه كأنه كان ينقصه ،رمش بعينه وتمسك بمهنيته لأقصى حد يجلى اى شئ عن تفكيره وهم كي يبتسم لها ،لكن امتقع وجهه وهو يستمع لصوتها الذى اصطبغ بطريقة اولاد الشوارع بالضبط: وده  مين الطرى  ده كمااان.
24
سّر ماجد كثيرا من وصفها هذا ينظر على المدعو أنس يرى امتقاع وجهه بحرج فحاول كتم ضحكاته .
وبادر محمود يتحدث وبنيته تهدئتها : ده دكتور امراض نفسيه وعصبيه عشا....قاطعته وهى تنتفض من مكانها وقد عادت لها الشراسه مجددا تصرخ فيه:اييييه...اااااااه هى دى الخطه بقا... عايزين تطلعونى مجنونه ،وادخلى مصحه حلوه كده اتكهرب فيها لحد ما اموت هناك مش كده.
كانوا يستمعون لها بزهول ومحمود ردد سريعاً:ايه يا بنتى إلى بتقوليه ده،وانا لو عايز أعمل كده كنت هدور عليكى ليه مانتى كنتى بعيد ومش عايزه حاجه ،وكمان مكتوبه بأسم راجل تانى يعنى مش خايف تورثينى.
صمتت قليلاً تنظر له بملامح مترقبه مستهجنه ،كلامه منطقى لكنها لا تستطيع الوثوق به.
مد يده يردد برجاء:ثقى فيا مره.
نظره بنفور ليده الممدوده ثم قالت بكره واضح:سبق وامى وثقت فيك ،فضيعتها،البنت مش هتغلط غلطة أمها تانى.
اطبق محمود قبضة يده يضم أصابعه على بعض بندم شديد يتراجع خطوتين وهو يردد بخزى: عندك حق يا بنتى.
نظر للطبيب يقول: طيب خلى الدكتور يكشف عليكى حتى عشان تهدى.
رفعت رأسها تنظر للطبيب ،صمتت لثوانى وبإذعام غير متوقع وافقت.
أنس نفسه كان متوقع رفضها ،ظن أنه سيحاول معها لوقت طويل،لكنه صدم بموافقتها.
ابتلع رمقه يحاول السيطرة على الموقف وحدث الحضور قائلا:طيب لو سمحتوا تسيبونا لوحدنا.
هز محمود ومصطفى رأسهم بالقبول ،بينما ماجد رفض بشده تواجدهما معا وحدهما بغرفه مغلقه يردد: لأ طبعا أنا هفضل معاها.
نظرت له بجانب عينها تردد: أنا مش عايزه وش جنبى.
على ما يبدو أنه قد اعتاد سريعاً على طريقتها السوقيه بالحديث وأصبح يمرر لها بعض كلامها وتصرفاتها.
يكتف ذراعيه حول صدره بأصرار ليتحدث أنس: خلاص يا آنسه....
صمت بجهل وقد تجعد مابين حاجبيه ،لترفع عيناها له قاصده أسره ثم وبصوت مغاير لما حادثت به ماجد قالت برقه :فيروز.
اهتز فك ماجد بحنق منها،وازداد أكثر وهو يتسمع ذلك الواقف لجواره يردد :بسم الله ماشاء الله.
حدثه ماجد بفظاظه: فى حاجه يا بابا؟
ارتفع حاجب أنس لتلك الإهانة يسأل: أفندم!!بتقول حاجه؟
تحدث ماجد بحده  يقول:اصلى شايفك بتعاكس اختى وأنا واقف..فى حاجه؟
رمش أنس مرتين ثم حمحم بجدية: لأ مش قصدي والله انا...
قاطعه ماجد بنفاذ صبر يريد لذلك الموقف أن ينتهى سريعاً وقد شعر بانسحاب محمود ومصطفى فردد:طيب لو سمحت اتفضل شوف شغلك .
حاول أنس التحدث الى فيروز وجذب أى حديث منها لكنها كانت بحاله سيئة فأخرج أحد علب الإدويه من حقيبته يعطيها لها ثم وقف يحدث ماجد: هى دلوقتي هتاخد القرص ده يهديها شويه وبعدها هتنام ،بس هى اعصابها تعبانه وعندها كذا مشكله لازم تجيلى العياده اكتر من جلسه.
كانت فيروز قد استكانت برأسها للخلف على ظهر الأريكة وقد ارتاحت قليلا ،تنظر للسقف المنقوش بأعين مازالت مستيقظه يصلها حديثهما.
نظرت عليهما بلا إهتمام وتلاقت عيناها بأعين ماجد المتلهفه لكنها اشاحت عيناها ببرود وعدم اهتمام عنه تعاود النظر للسقف.
1
اغمض ماجد عيناه بألم عليها ثم اشأر للطبيب كى يخرج معه ويطمئن الجميع.
جلس يتحدث معهم يخبرهم بشكل مبدئي حالتها وأنها تحتاج للمتابعه مع طبيب نفسى،وانه من الضروري أن تذهب لعنده كى يستطيع التحدث معها وتشخيص حالتها بهدوء ومن ثم حلها.
تركهم بعدها وانصرف ليستدير محمود للنظر إلى فريال ينوى محاسبتها فمنعه مصطفى قائلاً:مش وقته..نطمن على البنت الأول وبعدها الكل له حساب طويل.
قالها وهو يرفع حاجباه معا دليل على أن محمود نفسه سيحاسب.
بينما إنسل ماجد من بينهم يذهب إلى المكتب ويفتح الباب يقترب منها،يجدها قد غرقت في نوم عميق أثر القرص الذى تناولته من دقائق.
يقترب منها بدقات قلب عاليه يهتز شدقيه بابتسامة ناعمه خاصه..ذات وميض خاص.. خاص جدا.
ينظر على جمال ملامحها وصغر جسدها،يميل علي جبهتها يطبع قبله عمييقه طويله يسحب فيها من انفه رائحة جسدها ليغمض عيناه .
1
رفع وجهه وابتسامته تتسع اكتر وأكثر مازال ينظر عليها لولا دخول محمود للغرفه يطلب منه أن يصعد بها لغرفتها كى ترتاح أكثر بنومتها.
11
_________سوما العربي ___________
كانت تجلس معه تراقبه وهو يلتهم قطع اللحم بتلذذ وعينه عليها هى يبتسم ،فتهتز جفون عيناها بأهدابها تبتلع رمقها بصعوبه .
نظر لصحنها الممتلئ لم يخدش من طريقة تنسيقه فى التقديم شئ ،لم تأكل للأن.
مط شفتيه بعتب يردد:مش بتاكلى ليه؟!
لم تدرى بما تجيب،مد يده مره أخرى ناحية يدها يشعر بنبضات قلبه تفذ مجددا.
سب نفسه داخله بقوه ،فعندما يمد يده ليمسك يدها يفعل ذلك كى يجعلها تذوب ذوبان مما تستشعره بفعلته وتتوه عن العالم،فيجد نفسه هو من يحدث به ذلك.
ما هون عليه هو رؤيته لها قد اسبلت عيناها ثم فتحتهما تنظر له نظره به من البريق ما يكفى كى يجعله يهيم بها مرددا:تخيلى مجرد أنك موجوده معايا نفسى اتفتحت امال لو أكلتى معايا بقا.
اخذت نفس تهدئ به ثوران عنيف يجتاح صدرها يزيد خفقان أيسرها تنظر له نظره لم تسبقها فتاه بها ،تجعله اسير لها ولعيناها.
ترك شوكته من يده وتهور ينطق بما فى قلبه مجرداً من أى نوايا:غنوة.
ترك لنفسه متعة نطق اسمها بأريحية وتلذذ يعلو صدره بأنفاس عالية يتنفس بسعاده  بعدما مسك يدها الحره باليد الأخرى يرى توسع عيناها أكثر وأكثر بتفاجئ ثم قال: أنا حاسس بحاجة كبيرة أوى ناحيتك،بحب أشوفك،بحب اكلمك،ممكن تسمحيلى أقرب منك اكتر.
اسبلت جفناها لثوانى ثم وبنعومه سحبت يداها من بين كفيه تأخذ نفس عميق ثم نظرت له تتحدث بحاجب مرفوع:مجيى معاك هنا كان لحظة تشتت وضعف .
صمتت تزم شفتيها تهز كتفيها تردد: يمكن  مننا إحنا الأتنين،لكنه غلط.
لا يعلم من أين له بذلك الحزن الذى غمره وهو يسألها بلهفه :غلط ليه يا غنوة ،انا مشدود ليكى من أول مره اتقابلنا فيها ،فاكره؟
هزت رأسها تقول: أنت راجل خاطب وخطيبتك إنسانه قمه فى الذوق والاخلاق،ده انا الى منظمه لكم خطوبتكم،وبعدين انت لسه شايفنى أول امبارح.
أبتسم يهز رأسه ثم عاود محاولة لمس يدها بأصبعه الصغير يتسلل لكفها المضمومه  وهو يقول:لمى بنت ناس وزوق جدا لكن ده مش كل حاجه عشان الإنسان يكون مبسوط وانتى عارفه،وحصلت الخطوبه لأنى ماكنتش لسه أعرفك.
أبتسم أكثر يهز رأسه بلوع وندم مرددا:ااااه لو كانت مقابلتنا اتقدمت يوم واحد يا غنوة.
تنهد عالياً ثم قال: بالنسبة بقا لأنى لسه شايفك امبارح وبقولك كده فهو ده الطبيعي،هو كده يا يحصل الأنجذاب من اول لقا يا مع السلامه تتحطى فى الفريند زون..تبقى ضمن لسطة المعارف او بالكتير ضمن الصحاب اللطاف...انتى عارفه أنا أعرف لمى من اكتر من خمس سنين عمرى ماحسيت بينا كده،ولا حتى أقل.
1
كانت تستمع له بتركيز ثم قالت: أمال اتخطبتوا أزاى؟!
أبتسم أبتسامه باهته ثم ردد: أنا اكتر حد مناسب ليها وهى اكتر حد مناسب ليا وأحنا الاتنين عارفين كده ،لا وعارفين إن كل طرف فينا عارف انه التانى عارف شعوره.
استطاع إصبعه الصغير التسلل لكفها المضموم يفتحه ينظر لها بابتس رائعه ثم ردد: طيب هقولك... إيه رأيك تدينى وتدى نفسك فرصه؟
نظرت له بتردد فلاحقها بلهفه فى الحديث: غنوة ارجوكى فكرى كويس،وادينى فرصه اقرب منك.
ترقرق الدمع بعيناها أثر حديثه الذى خطف قلبها ثم رفعتهم بعبوس تردد:بس انت من شويه ....
قاطعها بلهفه يردد: حقك عليا،كانت لحظة تهور.
صمت يتناول الكف الأخرى وأكمل: عشان خاطرى يا غنوة وافقى.
رمشت بأهدابها عدة مرات تنظر أرضا ،ثم رفعت عيناها له تبتسم بحلاوة اثلجت قلبه واخذ صدره يعلو يهبط مجددا من فرط المشاعر يميل على كفها يلثمه بقبلات متعددة ،جعلت يدها وجسدها كله يرتعش.
فابتسم لرعشتها التى عززت داخله شعور الثقه والزهو من سيطرته وحضوره اللذان فعلا بها كل هذا .
سعيد جدا بقبولها فتح باب للتواصل بينهما ،لو ما كانت تشعر بأى شىء ناحيته لما وافقت،علاوه على احمرار وجهها ،لمعان عيناها واحمرار وجهها كله.
8
قطعه عن سحر تلك اللحظة إتصال من ماجد يخبره انه يريد مقابلته جدا ،ويطلب منه إرسال رسالة له عبر تطبيق واتساب بالمكان المتواجد به.
فرد عليه هارون بسماجه: لأ..مش فاضى ..وبطل غتتاته واقفل دلوقتي.
فى العاده كان ماجد يفهم معنى ومغزى تلك النبره فيستجيب ويغلق الهاتف بعد إلقاءه على مسامع صديقه عدة جمل صفيقه،لكن هذه المره ردد ماجد بتعب وإصرار:هارووون..بكملك جد.
ذهب المرح عن وجه هارون وحل محله القلق يردد: مالك في إيه؟
ماجد بصوت واضح عليه الضياع:لما اجيلك.
هارون: طيب تمام اقفل هبعتلك لوكيشن.
أغلق الهاتف معه ينظر له بقلق قطعه صوت غنوة تقول:طيب أنا لازم امشى.
ظهر الضيق على محياه يسب صديقه ألف مره فلولاه لجلست أكثر.
حاول الحديث معها يقول:طيب ليه،استنى انا حابب أعرفك عليه،ده اقرب صاحب ليا.
هزت رأسها تنظر فى هاتفها باهتمام وترقب ثم قالت:مش هينفع لازم امشى حالا.. اختى الصغيره لوحدها في البيت.
مط شفتيه بيأس ثم قال:طيب حتى اوصلك.
رددت برفض تام: لأ طبعا مستحيل أنا ساكنه في منطقة شعبية ،مش ممكن ابدا ،وبعدين صاحبك على وصول.
1
صمت بضيق ثم قال يحاول مط وقت وجودها معه بأى طريقة ثم قال:طيب كملى أكلك.
ابتسمت لينشرح صدره وهو يسمعها تقول:هاكل معاك حاجه بسيطه عشان مش عايزه ازعلك.
أبتسم بعذوبة،حديثها يربط على قلبه وروحه التى تشعر بالوحدة وهو بلا أهل  أو أقارب.
جلست تتناول الطعام بهدوء تبتسم له بعيناها الأكثر من رائعة ثم وقفت بعدما مسحت فمها ويدها تقول:لازم امشى بقا.
حزن مجددا يشعر ببرودة غريبه مريبه لمجرد أنها ستغادر ،مط شفتيه يقول:طيب هتروحى أزاى؟
ردت عليه ببساطه: أى تاكسى.
هارون:طيب هاجى معاكى اوقفلك واحد.
ابتسمت له باتساع تقول:اوكى.
تقدمت بجواره تسير وهى تمنحه ابتسامه رقيقه خجوله ثم تنظر أرضا محمرة الوجه وهو لا يزحزح عيناه من عليها حتى خرجا وتوقفت سيارة أجرة سريعاً تزامنا مع توقف ماجد بسيارته.
5
ترجل منها يقترب من هارون يراه يودع فتاه صعدت لسياره أجرى غادرت سريعاً.
تقدم منه تزامنا مع اقتراب النادل يريد أخباره شئ ما ،فتحرك له هارون بخفه.
ليصدم الكل بطلقه مجهولة المصدر اخترقت صدره وسقط سريعاً وسط بركه كبيره من الدماء.....
الأمر أصبح مريب وغريب بشكل غير عادى،كاظم الأن بالسجن وها هو يتعرض للقتل للمره التى توقف عن عدها.
عقله سيطير منه،من يفعل به هذا.
فتح الباب ليدخل الطبيب المعالج بابتسامة مهنيه بارده .
يمد يده للوحه المعلقه على مقدمة السرير باهتمام وتركيز ثم يرفع عينه له يردد : لأ عال عال،أنت ....
قاطعه هارون يردد بتعب :أنكتبلى عمر جديد.
2
زوى الطبيب مابين حاجبيه ينظر لماجد باستغراب فرد ماجد على الطبيب ساخرا: لأ ما تاخدش فى بالك ،بس اصله سمعها كتير.
رمش بعينيه مستغربا ثم اكمل: الحمدلله الرصاصه جت فى كتفك،انت إن شاء الله يومين وهتبقى تمام.
امتعض وجه هارون يردد: اقدر أخرج امتى يادكتور؟
رد عليه الطبيب:يعنى مش اقل من ٣ أيام.
عاد هارون للخلف برأسه من شدة الضيق ونظر له ثانيه يردد:لو سمحت يا دكتور تكتبلى على خروج انا مش بكره أد قاعدة المستشفيات.
قاطعه ماجد يردد: هارون انت واخد طلقه يا حبيبى..دى مش حتة ازازة دخلت فى رجلك،وكويس إننا هنا عشان نعمل كل الفحوصات على قلبك.
هارون بسأم: اهو ده اللي ناقصنى فعلاً.
نظر ماجد للطبيب وقال: إحنا محتاجين نعمل رسم قلب وشوية فحوصات طبية كده.
استغرب الطبيب كثيرا يسأل: ليه؟الرصاصه الحمدلله كانت بعيده تماماً عن القلب
مط هارون شفتيه وردد بسخرية وهو يشيح بيده:اتفضل احكيله مأساتى وقصة حياتى.
3
ضحك ماجد بخفه ثم أشار للطبيب أن يذهب معه كى يشرح له الوضع.
وبعدما خرج،القى هارون برأسه للخلف يتنهد بأرهاق.
ثوانى وارتفعت رأسه عن الوساده فى وضع مستقيم قليلا كأنه تذكر شيئا مهما لتوه.
حاول جذب هاتفه بيده الحره يفتحه بصعوبه ويطلب رقم ما.
انتظر ثوانى يستمع صوت الهاتق دليل على الإتصال إلى أن أتاه الرد من صوت ذكورى يردد: هارون باشا..يا مساء الخيرات.
ردد هارون :ازيك يا منير عامل ايه؟
منير: الحمدلله تمام.
صمت لثوانى ينتظر الطلب الذى أتصل به من أجله شخص كهارون الصواف ، ولم يطول انتظاره إلا وتحدث هارون سريعاً: بما إنك مدير الأتش آر عند لمى مختار فأكيد أكيد ماحدش هيقدر يخدمنى الخدمه دى غيرك.
جاوب منير سريعا بلهفه: أنت تؤمر امر يا باشا.
رد هارون برضا عنه يقول:فى موظفه اتعينت النهاردة واكيد الCV بتاعها عدى عليك ،فانا عايز رقم تليفونها.
لم يفكر مجدى كثيرا،حتى لم يسأل لما،هارون تسبقه سمعته ،رجل ويريد رقم فتاه فلما سيحتاجه ،الأمر بديهى.

فتحدث على الفور:سهله يا باشا عشر دقايق ويبقى عندك.
هارون: دلوقتي يا منير،افتح الاب بتاعك وابعته دلوقتي.
اخذ منير نفس عالى وقال بإذعان: أوامر معاليك،ثوانى ويتبعتلك على الواتس،بس هى اسمها إيه.
التمعت أعين هارون وارتسمت ابتسامة جميله على شفتيه يردد بنعومه ودفئ:غنوة،اسمها غنوة صالح.
منير: تمام يا باشا دقايق ويبقى عندك.
اغلق معه الهاتف يعود برأسه مره أخرى للخلف والابتسامه تعود لوجهه  تلقائيا تتسع وتتسع .
يفكر بها وبكم سيفيده وجوده بالمشفى رغم كرهه المكوث بها.
ثوانى وعلى صوت هاتفه برسالة على تطبيق الواتساب من منير بداخله رقم صاحبة العيون الساحره.
التمعت عيناه بتلهف يتصل بها دون تفكير.
_________سوما العربى___________
استيقظت من غفوتها ،فهى لم تنم جيداً من شدة التفكير،تشعر بالتخبط والتذبذب واشيااء اخرى لم تقدر على وضع مسمى لها .
لكنها تستشعر زيادة في معدل خفقان قلبها لا يمكن التغاضى عنها كلما تذكرت حديثهما أمس.
وقفت تؤدى روتينها اليومى ثم تخرج من خزانتها (هاى كول) ابيض ساده مع بنطال من الجينز الأسود ومعطف من قماش الجوخ الثقيل يتناسب مع الطقس الغير مستقر بهذا الصباح،ومعه وشاح من التريكو السميك بأحدى درجات العسل تلفه حول رقبتها يعزز شعورها بالتدفئه مع حجاب من الوان ممتزجه متداخله صنعت شكل جميل أضفى وهجاً على بشرتها الجميله الصافيه ،فهى وإن تخلت فى أيام كثيره عن وضع اى مساحيق تجميل فلم ولن تتخلى يوماً عن كحل عينها الأسود ،هو جزء لا يتجزأ من شخصيتها إطلاقا.
ألقت نظره واثقه متباهيه على هيئتها فى المرأه وأخذت نفس عميق تقوى حالها ككل يوم وخرجت.
سارت بخفوت حيث غرفة نغم شقيقتها تفتح الباب بهدوء تنظر عليها وهى تنام على جانبها الأيسر موليه ظهرها للباب متدثره بغطائها الثميك وعلى ما يبدو أنها غارقه فى النوم
لكن الأمر أصبح غير عادى،بالأمس حينما عادت كانت نائمه والان لم تفق بعد....ماذا هناك؟
كأنها تتهرب من شئ ،هل تتهرب منها هى ؟أم ان هناك ما يحزنها؟!
كانت ستقترب من الفراش توقظها لكن توقفت تسأل نفسها،هل تضايقت من خروجها مع حسن؟
وهل خرج معها فقط لأنها لاتعرف هنا أى شىء ام لوجود سبب آخر؟وهل ذهابها مع هارون كان بسبب ماحدث وما شعرت به؟
1
وهل لهذا تتهرب منها شقيقتها؟أم أنهما تشاجرا؟
هزت رأسها باستنكار ،لم يمض على مجيئها لهنا يومان هل سرعان ما تولد بينها وبين حسن اي مشاعر،بيومان....يومان فقط؟
نظرت على شقيقتها ،عيناها عليها لكن عقلها يشرد ويعود ليتذكر حديث ذلك الضخم حين أخبرها انه فقط انجذاب وتلاقى إما أن يحدث منذ البدايه أو يظل الشخصان معا سنوات دون الشعور بأى شئ.
هل كانت هى هكذا وحسن؟!
هل كل ماهو بينهم فقط شعور بالعشره والتعود والألفه،انه منها وهى منه،عشرة عمر طويله،بينهما ذكريات جميله.
أم انها تحبه بالفعل،لو كان لما لم تدافع عن حبها بشراسه،هل هى بتلك الطيبه والسماحه كى تتنازل عنه لشقيقتها التى علمت بوجودها فقط اول امس؟!
لم تكن يوما بتلك السماحة،تعلم أنها شرسه عنيده لا تتنازل عما تريد ابدا،لو أحبت شخص ما تركته بتاتاً،لو أرادت شئ لا ترتاح إلا بعدما تملكه حتى ولو بعد فتره،إن وضعت برأسها هدف تتوقف عن رؤية أى شىء غيره،لو ذهبت يمينا وضعته يمينا ولو اتجهت يساراً اخذته معها يسارا حتى يتحقق .
استدارت تخرج من الغرفه وبعدها البيت كله وهى مازالت تفكر.
حسن كان أمامها لسنوات ،تعلم أنه يريد الزواج منها،ووالدته مرحبه جدا ،فاتحها بالموضوع من سنتين مروا وهى أجلت النقاش متحججه بمواضيع واشيااء غير مهمه وهو تفهم وصبر.
السؤال هنا... إن كانت تحبه لما لم تفعل وتزوجته حتى الآن أم ان أهدافها كانت أكبر واهم منه..من حسن.
تحركت وهى تريد مغادرة الحى سريعاً تتجنب الحديث مع أى شخص ،هى اليوم بمزاج متضارب غير مستقر ولا تريد التعامل بشكل غير جيد مع أى شخص.
تقابلت مع حسن الذى يجلس على أحد الكراسى الخشبيه أمام محله .
تحاشت عن عمد النظر له وهى تنظر لهاتفها الذى صدح صوته يخبرها بوجود اتصال من رقم غريب.
زوت مابين حاجبيها تنظر للهاتف باستغراب ،فى العاده ما كانت لتجيب لكنها ودت الهرب من الحديث مع حسن.
تعلم أنه كان يجلس ينتظرها،فتحت الهاتف تجيب وهى تتحرك ناحيه البيت وقد لاحظت انتصاب جسد حسن عن مقعده يبدو متأهب كى يتحدث معها.
فتحدثت بهدوء: ألو.
كانت تتحرك خارج باب البيت متجهه للشارع وعلى يمين يدها محل حسن عندما أتاها الرد من صوت عميق يردد:غنوة.
ضيقت عيناها بشك ،وتحدثت تسأل:هارون؟
لم ترى تلك الأبتسامه السعيده التى ارتسمت على شفتيه وهو يعود برأسه للخلف يستريح ،لكن وصلها صوته الذى تبعه تنهيده حاره وهو يقول:عرفتى صوتى لوحدك،وده له معانى كتير ،وكلها حلوه.
لكن حسن لم يستطيع الصبر وقطع ردها الذى همت بنطقه ليتحرك تاركاً محله للشخص الذي يعمل معه.
وتوقف لجوارها تمام يقول: غنوة،استنى عايز اتكلم معاكى .
استمع هارون لصوته بوضوح يصك أسنانه وشعور بشع ينهش احشائه ويشعل صدره لم يحدد ماهيته للأن.
لكن وجد صوته يخرج من بين أسنانه المصكوكه بغل وغضب يسأل بخفوت حذر:مين ده؟
صمتت لا تعلم أى منهما تجيب واضعه الهاتف على أذنها تنظر لحسن.
لكن هارون صرخ بغضب صم اذنها :بقولك مين ده وعايز منك ايه؟ردى عليا.
صمتت لثوانى ثم قالت للذى على الهاتف:ثوانى .
أبعدت الهاتف عن أذنها تسمع بضعف صوته وهو تقريباً يردد صارخا: أنا ثوانى .. انا يتقالى ثوانى.
3
إنما نظرت لحسن تقول بوجه به قدر لا بأس به من الصلابه والحياديه تردد بفتور: صباح الخير يا حسن.
تلبك قليلا من طريقة حديثها معه الجديده بعض الشيء،لكن... الغريب أنه يشعر ناحيتها بالتقصير...التقصير فقط وليس شئ آخر كما أعتقد.
تحدث بحرج وتردد: أنا أسف أنى اتأخرت عليكى امبارح بس ....قاطعته بأشاره من يدها أن يتوقف .
علام يعتذر...لقد ترك المكان كله وذهب أول ما عرف أن نغم ستخرج وذهب معها... لا يوجد تفسير آخر إلا الذى وصلها.
فهى لا تعلم بأن احدهم هاتفه كى يأتى لفض نزاع نشب داخل محله ،آخر شئ حدث بينهما هو توصيله لها ووعده ان يظل اسفل الشركة حتى تنتهي هى .
اذا فما التفسير الوحيد لكل هذا... وإن كان..فما على القلب من سلطان.
1
نغم شقيقتها وهى احبتها جدا... لذا ستصمت وتنسحب بهدوء.
كان يقف مبهوت من إشارة يدها التى تعنى أنه لا حاجه للمزيد وتحدثت بعدها تقول:حصل خير يا حسن،انا الى كنت عايزه اشكرك على توصيلك لنغم وانك اخدت بالك منها..بس عنئذنك عشان عندى شغل مهم ومستعجله.
هم حسن كى يتحدث بلهفه لكن هاتفها قد ارتفع رنينه،نظرت له باستغراب فأخر شئ كان هارون على الخط ،الغريب أن هناك اتصال بأسمه.
هل اغلق المكالمه وهاتفها من جديد.
تحدثت هى على عجاله تسكته:ماعلش يا حسن متأخره دلوقتي ..سلام.
ظل ينظر لأثرها بندم،ود أن يسألها عن نغم ولما هى مختفيه منذ الأمس.
يريد الأطمئنان على حالتها بعدما حدث .
أما غنوة فقد فتحت الهاتف تجيب عليه باستغراب تهم بسؤاله لما أغلق الهاتف لكنه بادر بهجوم عنيف عباره عن سيل من الأسئلة: دلوقتي حالا عايز اعرف مين وليه وبأمارة إيه ...بسرررعه.
1
وقفت فى منتصف الحاره مذهوله لا تعلم عما يسأل ،وقد كان لهجومه الضارى أثر كبير عليها جعلها ترتبك قليلا.
تسأل بجهل حقيقى:هو إيه؟
كانت النار تستعر داخله زياره وهو يقابل برودها هذا،تتحدث وكأن لا شئ قد حدث.
صرخ بها وقد تمكن الغضب علاوه على ألم كتفه منه: ردى علياااا.
استجمعت تركيزها وتحدثت: في ايه..ده حسن.
8
اتسعت عيناه وهو يتذكر ذلك الشاطر حسن وطريقتها المتلذذه بنطق اسمه حينما كانا بالمصعد معا،انه ذلك الوسيم الذى اوصلها صباح أمس.
خرج صوته منخض مخيف يردد:يا سلام..ده حسن؟!ايه يعني مش فاهم.
همت كى تتحدث :هو فى ايه انا.... أنت اصلا جبت رقمى منين؟
اخذ نفس عميق يحاول استدعاء هدوءه ثم قال: انا فى المستشفى،اتضرب عليا نار بعد ما مشيتى.. وانا دلوقتي في مستشفى****.
قالها بحزم لكن بطريقته الكثير من الابتزاز العاطفى واستدرار العطف بطريقه مستكبره لكنه محتاج.
واضاف بطريقه ممتزجه مابين الرجاء والكبر يسأل مستنكراً بترقب: إيه مش هتيجى تطمنى عليا؟!!!
4
ابتسمت بضعف وهى تستشعر نبرته المتوسله يحاول أن يخفيها فى كبره اللعين وقالت: لأ هجيلك أكيد عشان اتطمن عليك...بس ..
صمتت تفكر بحيره وخوف وصل له فأثلج صدره:مين بيعمل فيك كده،وازاى اتضرب عليك نار كده كتير اوى انت تقريباً مش بتلحق تقوم من الوقعه الى قبلها.
اخذ نفس عميق متعب وقال بصوت حاول الا يظهر مختنق لكن معها خانته قواه وظهر عليه التعب يقول:تعالى عندى يا غنوة،أنا محتاجلك.
صمتت تزم شفتيها،اليوم أول يوم عمل لها عند لمى.. ماذا تفعل؟
حاولت التحدث وقالت: هحاول استأذن من شغلى واجيلك اتطمن عليك.
وجد نفسه يصرخ بها مرددا: بقولك مضروب بالنار ومرمى لوحدى فى المستشفى وانتى تقولى هحاول .
صمتت لا تعلم بماذا تجيب،فصمت هو الأخر يشعر بحزن عميق ثم ردد: خلاص يا غنوة خلاص.
استغربت وهى تسمع صوت الهاتف يغلق تردد مناديه:هارون... هارون.
مطت شفتيها تتنهد بحيره ثم تخذت نفس عميق وتقدمت فى خطواتها بقوه .
___________سوما العربى__________'
عاد بظره للخلف يتنهد بحزن وأسى تزامنا مع دخول ماجد مره أخرى.
حاول التظاهر بالا شئ ينظر له لثوانى ثم يغمض عيناه ليتحدث ماجد متسائلاً بحيره: هو بعد إذن السياده عايز أفهم لما النيابه تيجى أنت هتتهم مين ؟
فتح عينه يردد بخفوت:مش عارف..مش عارف.
ماجد بحيره:تفتكر مين.
رفع هارن حاجبه الأيسر يردد:مش عارف بس .. كاظم محبوس،ده معناه أنه مش هو .
فكر ماجد قليلا ثم قال:مين قال..سهل اوى يعمل كده وهو جوا ،خصوصا بعد ما حبسته بأيدك وهو عرف.. وأنت عارف سهل أوى بالفلوس تأجر ناس من جوا السجن تعملك الى انت عايزه،ده فى ناس عايشين على المصالح دى هما وعيالهم يعنى مش بعيد يكون هو.
22
فكر هارون لثوانِ ثم قال:عندك حق.
تنهد ماجد يردد: بس زى كل مره مافيش فى ايدينا دليل على أى حاجة ولما النيابة تيجى هتتقيد ضد مجهول تانى.
صمت لثوانِ وحاول تغيير الموضوع ينظر لماجد متسائلاً: ماقولتش صحيح كنت عايزنى فى ايه امبارح.
تنهد ماجد بحزن شديد ثم قال متهربا:مش مهم.. خلاص،خلينا فى إلى انت فيه دلوقتي.
نظر له هارن ياستغراب يردد: امال بس كنت مهموم وحزين ولازم اقابلك دلوقتي ومحتاجك وبتاع ..جتك آلارف.
ابتسم ماجد بحزن ووقق على قدميه يغادر قائلا: أنا لازم امشى دلوقتي،هروح اغير ماغيرتش هدومى من امبارح،ماتقلقش فى بادى جرادات مأمنه اوضتك.
هز له رأسه بلا إهتمام ينظر على صديقة وهو يغادر بحزن وتيه.
زفر هارون هو الآخر بتعب،كل شئ حقا أصبح بلا طعم أو معنى،فحتى حياته اصبحت مهدده،لم يمض يومان على محاولة قتله بالسم ليرقد فى اليوم التالى بنفس المشفى بعد ضربه رمياً بالرصاص على يد قناص محترف كان هدفه صميم قلبه  لولا ذلك النادل الذى خرج خلفه كى ينبهه على رنين هاتفه المتواصل والذى تركه على الطاوله مع باقى متعلقاته حين وقف سريعاً بلهفه كى يوصل غنوة للباب .
على ذكر سيرة غنوة أخد ينظر حوله فى كل ركن يريدها هى... هى فقط ،ان تكن معه تراعيه.
اعتمل الحزن قلبه يشعر بغصه قويه من الوحده واليتم والاحتياج.
انتفض يرفع رأسه بلهفه للباب الذى فتح يسبقه رائحة عطر خفيف لا يخطئ فيه أبدا.
يمنع عيناه من البكاء بضعف،فشعوره الأن كطفل يتيم حرارته عاليه لا يجد من يدفئه وقد عادت له أمه من الموت تقول له أنا هنا صغيرى اطمئن.
1
نظر لها بأعين حمراء فيها ما يكفى من الضعف والإحتياج .
ثوانى وحاول مزج نظرة عينه ببعض من القوه والثبات ،والا يظهر عليه الضعف أبدا .
لكنه فشل وهو ينظر لها بروح منهكه يفتح ذراعه لها يستجديها أن تقترب سريعاً يردد:غنوة.
اقتربت منه سريعاً وقد هالها هيئته ،فكم بدى ضعيف مهزوم كطفل ضائع من عائلته فى شوارع مدينة ملبده بالغيوم والمطر يقف يرتجف بحثاً عنهم.
5
نظرته لها هزتها كليا فقد بدت له وكأنها عائلته ووجدها ينظر لها بلهفه يستجدى الدفئ.
لكن سرعان ما عاد ذراعه لجواره يشيح بنظره عنها بنفس نظرات ذالك الطفل،عابس حزين منها جدا لأنها تخلت عنه ولم تأتى سريعاً.
اخذت تقترب بخطواتها لا تفهم ما هذا التطور الرهيب والغير عادى بعلاقتها معه ،وكيف أنها تفهم عليه لهذا الحد؟! أم أنه فقط يخيل لها.
توقفت قريبه منه جدا مقابل وجهه تردد بخفوت: صباح الخير.
التف بوجهه للناحيه الأخرى عابس الوجه يزم شفتيه غير راغب بالرد عليها لكنه يريد المزيد من التدليل وسيجيب ، ابتسمت له تردد بنعومة تمط حروف إسمه قاصده المزاح ربما تخفف عنه:هارووون.
التف بوجهه لها على الفور يردد بابتسامه واسعة: عيون هارون.
رفعت حاجباها من تحوله المريب ،لتتسع عيناها وهى تسمعه يردد بصوت مختنق:اتأخرتى عليا ليه؟!
3
لم تجد ما تجيب عليه به ،بللت شفتيها بارتباك تردد:ماعلش بس كنت لازم استأذن بتأخير لاول يوم
زمت شفتيها تنظر له بلوم واتهام مردده:بسببك انت كذبت وقولت أن اختى تعبانه.
عاودت تلك الإبتسامة الجميله تزين ثغره ،ثم توقف عنها ينظر لها مليا وهى تبادله بتوتر إلى أن قال بتعب منهك:انتى وحشتييينييي.
اتسعت عيناها الجميله تأسره تبلل شفتيها بارتباك مجددا وهى تنظر له بتوتر وهو يبتسم من تأثيره عليها.
_________سوما العربي___________
أما ببيت غنوة
فللآن لم تستطع نغم النهوض من سريرها ولا حتى الأستجابه للطرق المتواصل على الباب تردد داخلها فليحنترق الجميع.
تسب ذلك الطارق الذى ايقظها من نومها مجبره،انها إحدى سماتها ،عندما تحزن كثيرا تنام كثير هربا من كل شيء.
تنهد بخفوت حين توقف أخيرا الدق على الباب ،تبتلع غصه مسننه بحلقها تتذكر ماحدث أمس من أول حزنها وتوبيخها لنفسها على ما فعلته بأختها ثم إلى التحرش ،ثم دخول حسن بسببها فى شجار مع مجموعة من الشباب،وشجارهم معا.
وصولا إلى الهم الإكبر حين عادا للبيت وتشاجرت معه عازمه ايقاف نفسها على الإنجراف معه نحو الأعمق تعلم أنها احرجته كثيرا.
تتذكر انها دلفت لبيتها وهى تسمع صوت أحدهم يناديه وعلى مايبدو كانت والدته .
ذهبت للشرفه تفتح شق صغير لا يظهرها من الداخل تراها وهى تتحدث معه بطريقة عصبيه فعلى مايبدو كانت توبخه رافضه شئ ما رفض قاطع وهى تشير بيدها على بيتها هى وشقيقتها.
بالطبع الأمر لا يحتاج للذكاء الكبير كى تفهم ،كانت هى المعنيه بكل ذلك.
تنهدت بحزن وألم تغمض عيناها تنوى النوم مجددا تهرب فيه وهى تفكر بحزن أنه فى الكثير من الأحيان إكرام الحب دفنه.
_______سوما العربي________
دلف صبى بعمر الثالثة عشر لعند حسن بالمحل يردد بعدما وضع كيس بلاستيكي شفاف به الكثير من الجبن والأطعمة : ماحدش فتح ياعم حسن.
حزن كبير غمر قلبه لا يستطيع التصرف ولا الذهاب لها وهى وحدها.
منذ أمس لم تظهر ،المفترض أنها بالداخل فلما لم تفتح.
هل أصابها مكروه؟؟
وقف عن مقعده ضارباً كل شيء عرض الحائط ينوى الذهاب لها وليحدث مايحدث.
________سوما العربى____________
ولج ماجد للبيت الساكن تماما.
نادى إحدى الخادمات يسأل: امال فين باقى الناس.
أخبرته الخادمه بلكنتها العربيه الركيكه إن الجميع بالخارج وهى لا تعلم اين.
أماء لها بلا إهتمام وصعد الدرج والتعب قد بلغ منه ما بلغ .
ليتوقف فى منتصف الردهه التى تصل بين الغرف وهو يرى تلك الحوريه تخرج من غرفتها ترتدى منامه بيتيه من بنطال أسود معطف ثقبل اسفله توب قطنى من اللون الابيض مرسوم عليه قطه حمراء.
وشعراتها السمراء المموجه تزين وجهها وتزيده جمال.. يظهر عنقها المرمرى الطويل بتلك الشامه التى تزينه في منتصفه وبدايه صدرها ظاهره قليلا .
توقفت قداماه مع انفاسه التى تهدجت ينظر لها بصدمه صامت تماما وهى على مايبدو لم تراه للأن وهى تخرج من غرفتها.
4
توقفت قدماها عن السير تتسع عيناها وهى تراه ينظر لها هكذا .
صدمت تماما  صرخت فيه:انت جيت امتى،المفروض إن مافيش حد هنا.
لم يهتم كثيراً بما تقصد ولا لما تهتم، بل كان مشدوه بيئتها هذه كأنها مصباح من النيون مضئ بڤولت عالى .
1
تقدم منها عدة خطوات ليجدها تسرع الخطى وتعود ادراجها ناحية غرفتها سريعاً.
+
اتسعت خطواته أكثر ينوى الذهاب خلفها ،يجب ان يفهم كل شئ والأم...ما عاد يطيق كل هذه المشاعر الجديده التى يشعر بها وتفتك به ........
كانت تسير مسرعه وهو خلفها ،يريد أن يقطع الشك باليقين،لما تتصرف هكذا ؟ولما يشعر ناحيتها بما يشعر وهل شعوره صحيح أم ماذا.
همت كى تغلق الباب بقوه لكن بقوه أكبر منعها يضع يده الغليظه كحائل يمنعها عن غلق الباب.
ينظر لها باستغراب به من الإصرار ما يكفى،استغراب لذلك البغض الذى يفوح من عيناها .
مستغرب من قوته الهائله الذى جعل مجرد نظرة من عين تصل بتلك القوه للشخص المعنى بها من شدة ماهى قويه نابعه من الأعماق.
مالذى فعله لها كى تبغضه هكذا؟!
كانت هى المبادره تتحدث بغل من بين أسنانه المصكوكه وكأنها تحذره: أبعد ايدك عن الباب.
شملها بنظره سريعه ثم قال بإصرار:وليه؟انا عايز أتكلم معاكى.
تحولت نظرته الفاحصه لأخرى غامضه وهو يردد: ولا هتروحى تحطى حجاب على شعرك وتقفلى بجامتك.
1
لم تنمحى نظره البغض والغل وإنما تعززت بالإذدراء ولم تجيب.
سحب نفس عميق يردد: على فكره انا اخوكى عادى ،والأخ على حد علمى ممكن يشوف أخته بالبجامه وشعرها عادى.
اربكها بحديثه مما خفف من قبضتها على الباب فاستطاع فتحه يتقدم بخطوه فتعود للخلف مثلها تنظر لأعلى بسبب الفرق الغير عادى فى الطول.
نظر لها من الكل الجوانب وهو أخيرا معها ،هو وهى وحدهما بمكان ،تقف أمامه بوضوح لا يحجبها عنه شخص ولا حتى حجابها اللعين هذا..كانت صغيرة الحجم بجواره قصيره جدا و... ولذيذه.
جمال عيناها تشتته ..نجحت فى تشتيت تفكيره وتوقف عن الحديث.
أنفاسه ساخنه ينظر لها لا يستطيع أن يحيد بعينه عنها.
إنها جميله جدا ..جمال لاشفقه فيه ولا رحمه ،ليس من العدل أن تكون جميله هكذا.
كانت هى المسيطره فى هذا الوقت وذهنها حاضر تتلاعب به وهى تقول: أنت إيه الى موقفك هنا كده وايه الطريقه الى دخلت بيها اوضتى دى؟!
حديثها أنتشله من هيامه بها يفكر ويحاول ان يتذكر سريعاً سريعاً لما جاء خلفها بتلك الطريقة.
إلى أن تحدث يقول: عايز اتعرف عليكى .
اقترب الخطوه الفاصله بينهم يختبر شئ ما...
احتل عيناه الغموض وهو يراها قد ارتبكت واتسعت عيناها من اقترابه الشبيه بالإلتصاق يكمل: نقرب من بعض اكتر.
شبه ابتسامة ساخره تكونت على جانب شفتيه وهو يكمل:مش اخوات .
مد يده بمنتهى الصفاقه والخبث يضعها على رقبتها يتحسسها وهو يكمل:مش الأخوات لازم يبقوا قريبين من بعض خصوصاً لما يكتشفوا بعض بعد سنين طويلة.
زاد ارتياح لعين بقلبه وهو يشعر بعدم راحتها من كف يده التى تسير بحراره على عنقها.
ونفضت يده بقوه تردد وهى تحاول أن تبتعد عن مرمى نظراته: لأ انا مش عايزه لا أتعرف على حد ولا اقرب من حد،ولو سمحت تخرج دلوقتي من اوضتى .
اخذ نفس عميق مرتاح يسير بتبختر نحو أحد الأرئك ويضع قدم فوق أخرى يفرد ذراعيه على ظهر الأريكة وهو يردد: أنتى مش عايزه براحتك ،بس أنا عايز وماعنديش ما يمنع.
تحدث من بين ضحكته الساخره يقول: أنتى عندك ما يمنع؟
2
نظرت له بأعين متسعه غاضبه من جرئته وخبثه،تشعر بشئ غير عادى به .
تشك أن نظراته غير بريئه،انها نظرة رجل لفتاه وليست شقيقته.
وكأنه يشك أنها أيضا تعلم ما يعلمه هو.
2
لكن نظراته أيضاً يختلط بها الخبث والمكر،ذلك الماجد يتلاعب.
يراهن على من سيربح بالنهاية،يتلاعب بأعصابها ،يرتكز على أنهما أشقاء.
اوووه ياله من اخ حنون.......
ابتسمت بتحدى وثقه بنظره ارعبته حقا كان مفادها "أهلا اخى الحنون .. إن أردت اللعب لنلعب إذا"
وتقدمت تجلس لجواره مستغله كل نقط الضعف التى استشعرتها،فنظراته التى تشك بنواياها كافيه لحفر قبره.
سارت بتحدى تجلس لجواره على نفس الأريكة تبتسم وهى ترى خبث وتحدى عيناه قد استحال للإستغراب والترقب .
يحاول فهم ما يدور بخلدها وكان السبب في هذا التحول اللحظى.
منذ قليل كانت تقف ترتجف بين يديه تحاول قدر ما استطاعت الحفاظ على مسافه معقولة بينهما.
إنما الآن فهى وكأنها تتحداه.....
بالفعل توترت نظراته وانفاسه أيضاً وهو يراها ويشعر بها تجلس لجواره .
بل والتفت تواجهه وتبتسم.. كأنها تقول له" من أنت يا أبن العز والقصور ..من انت كى تستطيع التلاعب بفتاه تربت بالشارع وتعايشت مع إحساس الجوع والنقص"
بتحدى سافر مدت يدها له بالسلام تقول:ماعلش أصلى فجأه كده بقا ليا أب وأخ مش متعوده عليهم خالص،ولا واخده على انى ابقى بشعرى قدامهم.
اتسعت ابتسامتها تتحدث وكأنها تستسمحه : أعذرني مش متعوده..بس مسيرى اتعود أكيد.
نظرت ليدها الممدوده بالسلام حتى الأن ثم لوجهه المذهول وانفاسه المتوتره من قربها تبتسم ابتسامه متحديه وتقول: إيه؟!مش هتسلم عليا؟! هفضل ماده ايدى كتير؟!
ابتلع رمقه بصعوبه ثم مد يده للسلام ..يتميز غيظاً من نظرتها المتحديه وكأن لعبتها واضحه له.
وهى أيضا تعلم أنها الأن تلعب على المكشوف،والشاطر من سيصمد أمام الأخر.
لذا أبتسم لها و هو يربط على يدها يحكم قبضته ثم رفع حاجبه وقال: لأ لو كده يبقى اخدك خضن اخوى بقا.
3
اتسعت عيناها.. فعلاً قد فهم لعبتها..خِصمها غير سهل إطلاقا.
بلمحة عين منها للباب المفتوح قليلاً غيرت رفضها القاطع وابتسمت متصنعه التساهل تفتح له ذراعيها بنظرة بعيده عن الأخوة نهائياً تقول :موافقه .
اتسعت عيناه بصدمه،هل هى صادقه ،ام أنها تتلاعب به؟!
خانه قلبه وتغلب بمهاره على عقله يراها بريئه جدا بعيده كل البعد عن الخبث والمكر.
وبجسد متلهف وذراعين مشتاقه اقترب منها يغتنم الفرصه ينوى إن يعتصرها بين ذراعيه حتى يتشبع صدره من رائحتها ويطبع جسدها برائحته .
لكن ....صوت مألوف به طيف من الغضب صدح من خلفه أخرجه من ذلك العالم الوردى الذى غرق به يردد: مساء الخير.
اتسعت عيناه وتوقف جسده عن الإقتراب مازال يعطى ظهره لمن خلفه ينظر لتلك الملاك البريء بجواره والشر يقطر من عينه وهو يجدها تبتسم له كأنها تخبرها بفوزها هذه الجوله من اللعبه تغمز له بأحدى عيناها.
ثم تحدثت بحيادية لتلك الواقفه: مساء النور يا ندى.
صك اسنانه بغيط وغل ينظر لها بأعين حمراء ثم اعتدل ببطئ ينظر ناحية زوجته التى تناظرهم بشك .
ثم تحدثت بنبرة متعالية قليلا:البجامه بتاعتى جت مقاسك أهو .
اصفر وجه فيروز..ببساطه ذكرتها بمعاناة سنوات وأيام ترغب في نسيانها.
وبغصه مريره لم تفت ذلك الجالس بجوارها يتابع ويلتقط أدق التفاصيل منها وهى وتقول: آه شكرا.. أنا خلاص هنزل أشترى لبس كتير أوى ليا وأرجعلك البجامه.
بنظره نافره مشمئزه قوست ندى فمها لأسفل تردد وهى تشير بيدها متقززه: لأ طبعاً...ترجعيلى إيه حبيبتى أنا اكيد مش هلبسها من بعدك.
صمتت ثوانى تلاحظ شحوب وجه فيروز قأكملت متصنعه البساطه والطيبه:سورى حبيبتى هو أكيد دى حاجة مش هتفهميها أنتى بس أنا مش بقدر ألبس حاجه حد غيرى لبسها سواء قبل او بعد.
كأن أحدهم صفعها بقوه على وجهها.. فيروز الذكيه الخبيثه تقف الآن لا تستطيع الرد او الصد.
وكان ماجد يقف لجوارها كالمرجل المشتعل ،كأن الصفعه وجهت له وليس لفيروز، يشعر بمراره كبيره بحلقه.
قربها منه يضمها عليه ثم قبل جبهتها يقول بعند: طبعاً يا روزا البجامه دى بقت بتاعتك خلاص أصلا مش هتبقى بالجمال ده على حد غيرك.
صدح صوت ندى غاضب تسأل:قصدك ايه يا ماجد؟
نظر لها بنظره بارده ثم سأل :هو لما أنتى مش عايزه البجامه كنتى جايه عندها ليه؟
تميزت غيظا لا تحدد سببه للأن.. لكن شعور خفى جعلها غير مرتاحه لتقاربهما معا رغم أنها شقيقته وأنها ليست ذلك الشخص الغيور غيره غير عاديه،لكنها حقا غير مرتاحه.
تحدثت بحده وغضب: النهاردة خطوبة بنت خالتو سناء وانت واعدنى تيجى معايا.
ارتفع حاجباه دليل على تذكره وقد لاحظت فيروز ذلك فالتصقت به تشبك يدها بذراعه فوراً تقول: إيه ده وعدك امتى..اصله لسه من شويه عرض عليا ييجى معايا ويختارلى كل لبسى بنفسه .
اتسعت عيناه ينظر لها مصدوم ..مذهول.
كذلك كان الحال عند ندى التى تحدثت بغضب: ده حصل فعلا يا ماجد؟!
نظر ماجد لذلك الملاك وهى ترفرف بأهدابها بمنتهى البرائه ثم نظر لندى يضع يداه بجيوب بنطاله يردد بثبات:ايوه حصل.
حاد بعينه عن ندى ينظر لفيروز يردد:مش اختى.
صمت ينظر بمغزى مريب داخل عيناها الرماديه وأكمل: حبيبتى.
ذهب العبث من على ملامحها ونظرت له بتشتت تسمعه يكمل هو بعبث وخبث: لازم أروح معاها واختار لها لبسها كله بنفسى اه...مش اختى بقا وانا اخ غيور اوووى.
نظرت له بأعين مذهوله وهو يلتوى شدقه بأبتسامه لعوب غير بريئة النوايا ابدا عن القادم.
7
__________سوما العربي___________
اخذ حسن يدق الباب بقوه مره خلف مره حتى استفاقت من نومها العميق هذا ووقق بتشوش تتجه ناحية الباب ترددب بتعب:مين؟
صدح صوت غاضب من خلف الباب يقول: أنا حسن .
اسمه وحده يزلزلها ،اهتزت داخليا بحق.
ابتلعت رمقها تحاول استجماع شتات نفسها ثم قالت :عايز ايه يا حسن.
خرج صوته غاضب حاسم يردد :افتحى.
اغمضت عيناها تتنهد بتعب ثم قالت: امشى يا حسن .
جن جنونه من تصرفاتها الغير عاديه يسأل:هو إيه الى حصل،بتعملى كده ليه؟هو أنا حصل منى حاجه زعلتك؟
تحدثت بتعب : لأ .
حسن بجنون: امال فى ايه بس؟!!
اخذت نفس عالى وزفرته بقوه تفكر لثوانٍ،التهرب ليس حلاً،يجب ان تتعامل معه بحيادية وهدوء ،بالنهايه هو لم يرتكب أى خطئ ولا ذنب له إن وقعت هى له من أول نظره تراه فتى أحلامها.
لذا فتحت الباب تبتسم له وهو ينظر لها مصدوم ،يقسم داخله بأعلظ الأيمان أن تلك الفتاه مجنونه،مجنونه حقا.
منذ ثوانى معدودة كانت تتحدث بحزن كبير شق قلبه ،والان تفتح له الباب تبتسم.
سمعها تتحدث بهدوء مردده: صباح الخير يا حسن.
يا ويله على نطقها إسم حسن بلغتها الركيكه تلك.. إنه يذوب حقا ولا أحد يشعر به او يشفق عليه.
حاول التحدث بصعوبه يرد عليها: صباح النور،انتى فين من امبارح؟
حاولت بصعوبه عدم النظر مباشرة لعيناه وقالت بصوت باهت: لأ مافيش،بس كنت مرهقه ومحتاجة أنام.
كان مازال يقف على الباب ،مشدوه من طريقة تحدثها معه.
يسأل بحيره:انتى بتكلمينى كده ليه يا نغم؟!
هزت كتفيها مع فمها وصورة غنوة لا تذهب عن بالها فتتحدث بجفاء اكبر: بكلمك ازاى؟انت اصلا كنت جاى ليه.
اتسعت عيناه مما تفعل وتقول،ابتلع رمقه يردد بصوت مختنق:كنت جايبلك حاجات للفطار.
مدت يدها تأخذ منه الكيس البلاستيكي،فمد يده لها بدوره مذهول.
ابتسمت مجامله تردد: شكرا يا حسن.
كان مازال صامت مصدوم ،طريقتها بالفعل جافه جداً وصادمه.
وضعت يدها على دلفة الباب المفتوح بحركه مفادها أنها تهم بغلقه تسأله باستغراب:فى حاجه يا حسن؟
هو رأسه سريعاً يردد: لأ ولا حاجة.
رمش بعينيه مصدوما وفر من امامها سريعاً ينقذ الباقى من كبريائه وهى تشيعه بنظرات حزينه واعين حمراء لكنها لا تقدر على خيانة شقيقتها أبدا.
لذا اغلقت الباب بقوه تقنع نفسها أن كل هذا ماهو إلا نزوه وانبهار بشخصيه لأول مرة تواجهها وسريعا ستنمحى.
تنظر بحنان للكيس الذى بيدها وتسير به للداخل كى ترى ما به.
_______سوما العربى________
وقف على قدميه مستغل الوضع اسوء استغلال يرتكز بجسده كله تقريباً عليها وهى تقوم بمساعدته على المشى وهو يستند على كتفها يضمها له قدرما استطاع ،تائه برائحتها وقربها منه اذاب قلبه واشعل جسده فأصبح كالبركان على وشك الأنفجار.
تسير معه خطوه بخطوه كأنه طفلها و أكمل عامه الأول لتوه تعلمه السير وكم أستلذ ذاك الإحساس جدا جدا.
نظرت له مستغربه تسأل:بس إيه كل البادى جاردات الى برا دول؟!
تحدث بألم يردد:مجايب سى ماجد،مصر أنى لازمنى حراسه.
غنوة:انت ليه بيحصل معاك كده وليه رغم كل المحاولات دى مش بتمشى بحرس خالص.
تحدث لها بصدق بعيد ومتجرد من أى فكر..معها فقط:مش عايز خصمى يحس انى اترعبت،لو استخدمت حرس ابقى خايف منه ،لكن كده هيفضل هو الى هايبنى وخايف من قوتى،خوفه منى هيربكه ويشتت تركيزه.
ابتسمت غنوة ورددت:صح عندك حق.
صمتت ثوانى وهى تلف به عند آخر الغرفه لتبدأ السير به من جديد تسأله باستغراب: بس ليه لمى ماجتش ولا اتصلت لحد دلوقتي،انا هنا بقالى كتير؟
أبتسم ينظر لها بعمق ثم قال: عشان انا ماقولتش لحد،ولا حتى لمى.. أنتى كفايه عليا.
نظرت له بصدمه واستغراب تتعالى دقات قلبها تهم بسؤاله ألف سؤال وسؤال.
لكن دقه عاليه على الباب منعتها وهى تجد الطبيب يدخل للغرفه ينظر لما يفعلوه باستغراب كأنهما معاتيه ثم ردد:هو المشى رياضه وكل حاجه بس انت عامل كده،على فكره الطلقه فى كتفك مش رجلك .
12
ضيقت غنوة عيناها تفتح فمها تربط الخيوط ببعض ثم تنظر لهارون بأتهام تراه يقف دون الحاجة لأحد يبتسم باتساع وصفى أسنانه فوق بعض .
دلفت معه للمركز التجارى الكبير تسير في الرواق وهو ينظر لها باستغراب يراها تعرف كل الطرق هنا كأنها تربت به .
+
لا تلتفت له حتى ولا كأنه معها بالأساس.
تقدم يقبض على ذراعها يجذبها له فالتفت ،تحدث لها ببعض الغضب:هو انا مش ماشى معاكى ،مالك ماشيه كده؟
رفعت حاجب واحد تقول:ايه يا بيضا هتتوهى؟
نبرتها الساخره المستهزءه نجحت بقوه فى استفزازه .
صك أسنانه وهو يتحدث: اتكلمى معايا عدل،سامعه ولا لأ؟
ردد بسماجه: لأ.
2
احمر وجهه بغضب يحاول كظمه ،اخذ زفير عالى وأخرجه بهدوء ثم قال:تعالى عشان نبدأ .
رفعت حاجب واحد مجددا تردد: لأ انت تروح زى الشاطر كده تقعد على أى كافيه لحد ما أخلص.
أبتسم بسماجه يردد بهدوء:تؤتؤ تؤ...انا جاى معاكى يا اختى العزيزه ،لازم اختار معاكى كل لبسك اه.
تحدثت بخوفت حذر :تيجى فين يالا أنت عبيط؟
تقوم منها خطوتين حتى بات وجهه مقترب من وجهها يردد : لأ لأ يا روزا ، بقى فى بنت تقول لاخوها الأكبر منها يالا ،خصوصا..
صمت يمرر يده على جنتها المنتفخه الحمراء وهو يكمل : لو كانت جميله أوى زيك يا فيروز.
انتشلته قبلما ينخرط جسده فى تلك الحرارة التى بدأت تدب فيه وهى تحدثه بصوت عشوائي: ولااا.. ايدك ياد..مالك كده مسهوك ،ماتنشف حبه.
نظر لها بذهول يردد مستنكراً: أنتى ازاى بتقلبى فى ثوانى كده؟وايه طريقة ولاد الشوارع الى بتتكلمى بيها دى؟!
أدمى قلبها دون ان يدرى بتلك الكلمه التى وصفها بها،هى ابنة شوارع وهو تربى بقصر الدهبى.
1
يقسم أنه رأى لمعان غير محدد الهويه بعينها لكنه أرعبه.
فرق قلبه كثيرا ومد يده يملس على كتفها مرددا بنبره نادمه معتذره : فيروز،حقك عليا انا ماكنتش اقصد.
رفعت عينان باردتان كصقيع القطب الشمالي روددت بملامح متبلده تهز كتفيها:حقى عليك ليه؟!هو انت قولت حاجه غلط؟!
اقتربت هى خطوه منه وللعجب أنه عاد للخلف ،بينما فى وقت آخر كان سيرحب بتلك الخطوه يتلقفها بأحضانه،اما الآن فقد عاد للخلف وهى تنظر داخل بؤبؤ عينيه تسأل:هى كلمة ولاد شوارع شتيمه يا ميجو؟! يا اخويا؟!!!
مع كل كلمه وكل حركة منها تؤكد له ظنونه أكثر من قبل.
كانت هى بالوضع المسيطر ،اخذت نفس عميق تسبل عيناها ثم التفت بعزم تتحرك .
وهو كان متخشب الجسد يفكر ،استفاق سريعاً يدرك تحركها فأخذ يرمش بأهدابه ينظر عليها
أخذ هو الأخر نفس عميق ثم تحرك خلفها يراها تدخل لأحد المحال التجارية تأخذ بعض المنامات البيتيه وتذهب للقياس.
دلف بعدها يجلس على أحد الارائك ينتظرها ريثما تنتهى وهو يفكر.
تفكيره يجعله يتغاضى عن اى عواقب ومساوئ كل ما همه هو الشيء الوحيد الجيد.
أنه لدرب من دروب الجنون وهو يعرف،شكه بمحله.
فيروز تعلم ما يعلمه هو جيدا.
اتسعت ابتسامه حلوه على شفتيه غير مهتم لأى شئ اخر عاداها هى،تلك الفيروزه الساحره.
بعد ثواني وجدها تخرج من عرفة القياس معها عدد غير قليل من المنامات وعلى مايبدو قد انتهت .
وقف عن مقعده يتقدم منها بنظره مغايره تماماً بها من العشق مايكفى .
مد يده يدخل لتلك الخصله السوداء التي على وجهه يلفها حول إصبعه وهو يردد:شعرك باين من الححاب.
بنفس النظره المتبلده أزاحت يده وادخلت تلك الخصله تعدل وضع حجابها ثم قالت:الزم حدودك وايدك ماتتمدش عليا تانى
غمز لها عابثا متحدياً:ليه؟!
نظر لما تحمله على يدها وقال:مش تقيسى وتورينى ..امال أنا جاى معاكى ليه؟
فيروز:اتلم احسنلك،وبلاش تلعب بالنار.
مدت يدها تمسك يده تتحسسها وكأنه حبيبها لكنها كانت فقط تنذره وهى تكمل تزامناً مع لمسة يدها: يا ميجو.
رفع حاجبه منبهرا من جرئتها وعلى مايبدو قد استصاغ اللعبه وفرد كف يده يلتقط هو يدها و يردد: مافيش حلاوه من غير نار يا روزا.
2
لم تكن نظراتهم رومانسيه ،بكل كانت حرباً شعناء،كأنه صراع الجبابره.
لم يقطعه سوى ذلك الرنين الذى صدح من هاتف ماجد.
أخرج الهاتف جيب سرواله وعينه لا تتزحزح عن عيناها .
يفتح الهاتف دون أن يرى الأسم ليتفاجئ بصوت محمود يردد:انتو فين يابنى .
1
تحدث بهدوء ومازال ينظر لها: احنا في مول مصر ،اخدت فيروز اجيبلها كل الى ناقصها.
ردد محمود بسعاده بالغه تمام حلو أوى انا جنبكم،عايز اخدها اشتريلها كل إلى نفسها فيه أنا كمان.. دقايق واكون عندكم ،سلام.
اغلق الهاتف ولم يدع لماجد أى فرصه للمراوغه،فنظر للهاتف بضيق ،أراد أن يكونا معا وحدهما.
2
تركته وتحركت غير مباليه به.
1
تحرك خلفها ينظر عليها بمشاعر مختلطة مشوشه ،الى ان وجدها تسير بين المحلات كأنها متجهه  لجهه معلومه.
سار خلفها وتركها تتجه كيفما تريد ليرى؛إلى ان وجدها تقف بجوا مخبز ما تبتسم ابتسامه خجوله بريئه جدا وخاصه جدا جدا.
استعرت النار تنهش صدره وهو يجد شاب عريض المنكبين بشعر اسود غزير يسقط على جبهته من شدة الكثافه والنعومة ذو عينان بنيه حاده ووجه خمرى يلتف يتظر لها ويبتسم ابتسامه خاصه أيضاً.
4
تحرك بسرعه قادتها تلك النار التى تنهشه يقبض على عضدها يهزها بغل مرددا: إيه الى جايبك هنا ومين الى عماله تضحكيلوا ده؟
بصعوبه كبيره اشاحت عيناها عن ذلك الشاب ونظرت له نظره مغايره للتلك التى كانت تنظر بها .
فتت قلبه وهو يلاحظ الفارق،نظرتها لذلك الشاب كانت معجبه حالمه،انا نظرتها له هو تحمل مشاعر مختلطة مشوشه وكلها غير جيده إطلاقا،يقسم أنه يرى الغل يتراقص بين جفنايها الأن وهى تردد تسال بتلاعب:بتغير على أختك ولا ايه يا ميجو؟!
2
تحدث وبالفعل الغيره تفتك به يخرج الحديث من بين أسنانه المصكوكه:بطلى لعبتك دى وانطقى،مين ده ومالك انتى وهو بتبصو لبعض كده ليه زى ما تكونوا عارفين بعض؟!
استوحشت عيناه وهو يستمع لصوت قوى يردد:مين ده يا روزا وماله ماسكك كده ،انت مين ياجدع أنت؟
2
التف له ماجد يرى خصمه عن قرب يقر أنه بالفعل أكثر من كلمة وسيم يرتدى زى خاص بالمخبز الذى يعمل به باللون الرصاصى يشمر عن ساعدين قويين يكسوهم الشعر ،وحول خصره يلتف ماريول أبيض نظيف.. يناظره بتحدى.
ترك يدها يضع يده على كتف الأخر يهم بضربه وهو يقول:انت مين يا حلو ؟
غضب الشاب من ذلك اللقب الذي يعد إهانه احيانا لو أطلق على رجل يرد مستنكراً:حلوو!!
ازاح يده بعنف وعينه تصرخ بالوعيد وهو يكمل بتهديد صريح : طب نزل ايدك بس بدل ما أحلو عليك يا قمور.
اشار ماجد على نفسه بأعين غاضبه مستنكره يردد:قمور ... أنا قمور..طب تعالى ب....
قاطعته فيروز سريعاً بعدما كانت تقف بينهما تلاحظ حرب الكلام تلك،لا تريد المزيد،فالمزيد يعنى شجار لن يضر ماجد بشئ .
تحدثت سريعاً وهى تحاول الفصل بينهم:ده عمر جارى،انا وهو متربيين مع بعض.
نظر لها ماجد ثم له يكمل بنبره مهينه ذات مغزى:فى المقابر؟
2
احتل الغضب والحقد عيناها تفهم سبته الغير مباشرة وقالت: ايوه فى المقابر.
لم يهتم عمر كثيرا بما يقال وردد يسألها بغضب:مين ده وماله بيكى وبتبرريلوا ليه أصلا..انطقى..بقا أنا ابات ليلتين فى الشغل اقوم الاقى واحد ماشى معاكى.
2
غضبت منه كثيرا تتحدث بزهول: أنت إيه الى انت بتقولو ده،انت بتشك فيا؟!
تحدث المدعو عمر من بين أسنانه:الحبتين دول مش عليا،ماتغيريش الموضوع،مين ده؟
كتف ماجد يديه حول صدره وردد: والله عال...حلو أوى الحوار إلى داير ده ولا كأنى قرطاس جوافه.
1
وتقدم خطوه يحول بينهما جاعلا فيروز تختفى خلف ظهره العريض وتحدث : مبدئيا تبعد كده وانت بتكلمها،انا إلى عايز اعرف انت مين ،طب أنا أخوها.
زوى عمر مابين حاجبيه يردد باستغراب: أخوها... أخوها ازاى؟!عم شعبان ماكنش له أى ولاد.
كان يقف بعزم وثبات مصر على فهم كل شيء الى أن صدح ذلك الصوت الرقيق خلف ظهره يردد:عمر..بتعمل ايه؟
نظروا لمصدر الصوت حيث تقف فتاه رقيقه تبدو فى منتصف العشرين من عمرها تخص ذلك العمر ببعض الغيره وعيناها تنتقل بينه وبين صاحبة العيون الرماديه.
ارتبك عمر بوضوح تحت أعين ماجد التى تلتقط كل حركة بوضوح.
فتحدث على استعجال يقول:طيب روحى أنتى دلوقتي ولينا كلام بعدين.
فيروز ليست ذلك الشخص الهين،لا تخفى عليها تلك النظرات ولا تلك الربكه التى تملكته.
تسأل بهدوء فطن:مين البنت دى؟شكلها بنت ناس اوى.
عمر باستعجال:دى بنت صاحب المكان،روحى انتى دلوقتي يا فيروز.
اسبلت جفناها مصدومه ثم ابتسمت بألم تسأل: وبسهولة كده هتسيبنى امشى من غير ماتفتح تحقيق كبير وتعرف إيه الحكايه؟!مش عوايدك يا عمر.
مطت شفتيها تكمل: أنت حتى مالحظتش أنى بقالى يومين مش فى بيتى.
تحدث عمر بغضب يحذرها:قولت امشى دلوقتي يا فيروز.
نظرت على تلك الفتاه التي تقف بعيد ترى نظراتها المتفحصة ثم قالت بتحدى: انا كده كده كنت ماشيه يا عمر ،مش فاضيالك.
همت تتحرك بغضب لكن عمر تحدث بتملك سافر: لينا كلام تانى خلى بالك.
حاولت سحب كف ماجد الذى يقف كالبركان بينهما وقالت: ربنا يسهل...يالا يا ميجو .
تحرك ماجد معها وقد تمكن الغضب منه يقف بعيدا يسحبها لأحد الأزقه الخاليه من الماره يهمس لها بفحيح:مين ده؟وايه الى بينك وبينه؟!
كانت ستهم برد متحدى غاضب ،لكن حانت منها نظرة حيث يقف عمر مع تلك الفتاه وعلى مايبدو أنه يعتذر منها ويبرر لها سبب وقوفه معها والأخرى تبتسم له تضع خصله خلف أذنها بخجل شديد وبعدها يدلفان معا داخل معا.
فعادت ترفع عيناها الرماديه لماجد وتقول مجاهده كى تخفى تلك المرارة بحلقها :ولا حاجة،جارى ومتربيين مع بعض .
لم تفلح فى اخفاء تلك الغصه بصوتها ،لم تمرؤ على ماجد ،تألم قلبه لها يسأل بتمنى:بس؟ً؟
هزت رأسها تردد: ايوه.
أبتسم لها يتنهد براحه رغم تأكده أن حدثه لما رأه صحيح وأن تلك الماثله امامه تكذب،لكنه تحدث يدللها قائلا بعدما استشعر تلك الغصه بحديثها:طيب إيه رأيك اعزم أحلى روزا على أحلى ايس كريم فى مصر كلها.
كطفلة ضائعه مشوشه امأءت برأسها موافقه،فشبك اصابع يده بيدها مستغل الموقف وضعفها الواضح يسير بها عازم على أن ينسيها ذلك الشاب ومن انجباه.
لكن اتصال من محمود أحبط كل محاولاته وهو يخبره انه قد وصل يسأل بأى محل يوجدان تحديداً.
لم تمر دقائق إلا وكانت تجلس على أحد الطاولات وعن يسارها محمود وعلى يمينها ماجد.
سأل محمود :ها ،تطلبى إيه يا حبيتى.
فيروز: أنا هاخد سطلة فاكهه،انا وماجد.
أنتبه ماجد ينظر لها يجد نظره ماكره خبيثه تحوى الكثير.
أليست هذه هى نفس الفتاه التي كانت تقف ضائعه مشوشه منذ قليل وقد أشفق عليها،لثانى مره اليوم تخضعه وهو دائما ينصاع خلفها.
نظر لها محذرا يستشعر ماتنويه وردد: لأ أنا محتاج أشرب قهوه.
اسبلت جفناها تشبك يداها ببعض ثم تقول:هتكسفنى يعنى يا ميجو؟!
أبتسم محمود يقول لماجد: لأ لأ ياماجد.. ده اول طللب تطلبه منك أختك.
نظر للنادل يقول :هاتلى قهوه مظبوط وهما اتنين فروت سلاد.
اكملت فيروز وهى تنظر لماجد بتحدى سافر:مليااانه فراولة.
زاد اللهب بأعين ماجد وقد تأكد من ذلك الفخ الذى صنعته له تلك الجميله الساحره .
3
جلس بترقب يحاول إيجاد أى مخرج ولا يجد.. خصوصاً وتلك الشيطانه تدعى الأخوه وتصر على اطعامه حبات الفراولة المقطعه أمام محمود السعيد جدا بهما معتقدا أنهما تصالحا مع فكرة أنهم أشقاء.. بينما هو يشعر بالغرق وفيروز تبتسم بتحدى ومازالت تطعمه أكثر وأكثر.
4
لولا أن فكر سريعاً وبعث رساله لسكرتيرته أن تتصل به سريعاً لأمر هام.
تنهد بأرتياح حينما صدح صوت هاتفه وقال: ده هارون .
محمود:سلملى عليه.
فتح المكالمه وفيروز جالسه تستشعر وصول صوا أنثوي لها من سماعة هاتفه وليس ذكر،فهو قريب لها أكثر من قربه من محمود.
تسمعه وهو يردد: ايوه يا هارون.. بابا بيسلم عليك.. ايه...ده حصل امتى؟لا لأ جايلك حالاً.
اغلق الهاتف يقف سريعا يأخذ مفاتيح سيارته وهو يردد : هارون تعب ولازم اروحله حالا.
تحدثت فيروز بغل من بين أسنانها: فجأة كده؟
تدخل محمود: خلاص يابنى روح انت وأنا هكمل مع فيروز اجيبلها كل الى تحتاجه.
غادر ماجد سريعاً ولم يجيب عليها ، وهى تتبعه بعيناها متأكدة انه افتعل كل ذلك كى يهرب.
2
__________سوما العربي_____________
غادر الطبيب وهى همت كى تنقض عليه تبرحه ضربا تردد:انت بتسعبط..بتستهبلنى.
1
حاول إخفاء ضحكته لكنه فشل يردد: بصراحه.. آه.
تناولت اخدى المزهريات الخزفيه بجوار الفراش ترفعها عاليا بتهديد لكنه وضع يده على كتفه المصابه يردد بتسول:هتضربى واحد مصاب،ده انا لسه بتعالج..طب أهون عليكى؟
رددت هى الأخرى دون شفقه:اه تهون عادى.
ألقت ما بيدها وتقدمت تجذب حقيبتها تقول بغضب: أنا غلطانه انى سمعت كلام واحد متحرش زيك.
ردد هارون بسماجه وهو يبتسم:بس لذيذ،والله لذيذ
5
حاولت كبت ضحكتها ونجحت ثم رددت بقوه:حيوان ،متحرش.
فتحت الباب تغادر وهو يسألها بلهفه:هتجيلى بكره.
جاوبت بقوه: لأ.
1
أبتسم عليها ثم قال: خلاص هجيلك أنا الشغل.
مطت شفتيها بغيظ تمنع نفسها عن سبه واستدارت تغادر لتصدم بجسد ماجد الذى وقف مستغرباً يراها وهى تغادر.
وتقدم لعند هارون يغلق الباب خلفه وهز يسأل:مش دى المزه الى كانت بتنظم حفلة الخطوبه .
راقص هارون حاجبيه وردد مبتسماً:هى بعينها.
جلب ماجد مقعد وجلس أمامه يقول: لأ ده انت تحكيلى بقا.
نظر له هارون يرى عليه علامات اللتعب بوجهه بقع حمراء بسيطه فقال: إيه ده مال وشك؟!
اربتك ماجد لثوانى تحت أعين هارون الدققه لكنه استجمع تركيزه سريعاً وقال يثبات: لأ ولا حاجة تعبت شويه وجيت المستشفى اخدت علاج وبعدها طلعت اتطمن عليك.
هارون: ايوه عندك إيه يعملك بقع كده فى ايدك ووشك؟
4
ماجد مراوغاً:ياسيدى بسيطه خليك فى الطلقه الى فى كتفك واحيكلى حكاية المزه دى وجبتها هنا أزاى،دى شكلها صعبه اوى.
ضربه على فخذه يزيد من تفخيمه كى يلهيه عن سؤاله،يعرف هارون لديه جنون العظمه.
4
ويالفعل نجح يرى هارون يبتسم بزهو ثم يكمل بإخباره كل شيء.
__________سوما العربى_________
خرجت نغم من المرجاض تمسح وجهها ،مازلت تشعر برغبتها فى النعاس هربا.
بالفعل استجابت لنداء عقلها وسارت بخطوات رتيبه ناعسه ناحية غرفتها تنوى استكمال نومها.
نظرت بترقب لمقبض الباب تسمع صوت فتح القفل بالمفتاح.
ابتسمت وهى تردد:غنوة.
لكن اتسعت عيناها وهى ترى سيده فى الأربعينات من عمرها ترتدي عباءه سوداء مفتوحه واسفلها فستان بيتى أسود به وردات حمراء مجسم على جسدها الطويل الممتلئ ذو معدى مسطحى.
ووشاح اسود ملفوف بعشوائية حول خصلاتها الغجريه السوداء .
نظرت لها هى الأخرى وهى تلاحظ وجود فتاه أوروبية الملامح لتصرخ كل منهما بوجه الأخرى فى آن واحد.
تزامناً مع دخول غنوة التى استمعت لصوت الصراخ قركضت سريعاً بفزع تردد: إيه فى ايه؟
اقتربت منها نغم خائفه تقول: أنا فجأة لاقيت الست دى قدامى وشكلها حراميه،عرفت تفتح الباب.
اخذت غنوة أخيراً نفسها ثم قالت بنفس متهدج: عشان معاها المفتاح.
تحدثت تلك السيده تسأل غنوة:مين دى يا غنوة.
ابتسمت غنوه وقالت:دى نغم اختى من امى.
تشنجت ملامح وجه تلك السيده تردد وهى تشيح بيدها:قطعت وقطعت سيرتها .
اغتاظت نغم جدا وتحدثت بغضب:مين الست دى وازاى بتتكلم عن امى كده.
تنهدت غنوة وقالت:دى الست أشجان جارتنا ،تعتبر هى الى مربيانى بعد ما الست الوالده سابتنى وسافرت.
نظرت نغم على تلك السيده الجميله وقالت باستنكار:ربتك ازاى دى شكلها مش كبيره .
تحدثت أشجان :عم صالح جارى من زمان وكان صاحب ابويا وفضله عليا ،عشان كده أنا كمان اخدت بالى من غنوة.
نظرت لغنوة بتفحص ثم سألت بغموض:انتى كنتى فين كده؟
غنوة:اصبرى عليا،هاخد نفسى واحكيلك.
تحدثت نغم سريعاً:استنوا هنا فهمونى،انا هنا من يومين وأول مرة اشوفك.
أشجان:اصلى كنت بعمل زياره لقبر المرحوم فى البلد.. ألف رحمه ونور تجوز عليه .
زوت نغم مابين حاجبيها تسأل غنوة: يعنى ايه؟
غنوة:كانت بتزور قبر جوزها ،مات من سنتين .
2
نغم:اااه .
أشجان:ترجمتيلها كده خلاص،تعالى احكيلى بقا.
تحدثت نغم بشغف وفضول:تحكيلك إيه أنا بموت في الحكايات.
ابتلعت غنوة رمقها وذهبت تجلس على أحد الارائك ووجدتهما جلسا لجوارها فبدأت بسرد كل القصه متحفظة على بعض التفاصيل.
__________سوما العربي_____________
انتهى هارون من سرد معظم ماحدث متحفظا على بعض التفاصيل ليجد صديقه يغمز له بعينيه مرددا: لأ لعيييب... طول عمرك لعيب.
حاول هاورن أن يعتدل وهو يتألم مرددا: عيب عليك.
تحدث ماجد : ودى بقا حكايتها معاك إيه..وهتعمل ايه فى لمى ؟هتسيبها؟
هارون بقوه:اسيب مين ياد انت عبيط..بقا انا اسيب لمى بنت الحسب والنسب واروح لدى أكيد لأ يعنى.. دى للتسالى بس... لأ وبنت الأيه سابكه الدور على الأخر عملالى فيها الملاك البريء أوى،عبيط أنا بقا وهتدخل عليا،كان غيرها اشطر .
32
ماجد :تفتكر؟
هارون:هيبان ،بس بنت اللذينا ،شكلها مش بتاعت جواز عرفى.
ماجد:وهتعمل إيه؟
هارون:لسه بشوفلها صرفه..ماتجوزها هخسر إيه يعنى؟! أنا راجل ماحدش هيعد عليا الجوازات.
5
ماجد مفكراً:طب ولمى ولا ابوها مانت عارف علاقاته .
هارون: هشوف لها حل أكيد ..ولا يمكن توافق بالجواز العرفى.
ماجد:ماعتقدش.
هارون: حتى لو،وماله.
ماجد: اكيد عايزه جواز رسمى طبعا عشان تغرق في فلوسك وتلعب بيها لعب.
نظر له هارون باستخفاف وردد:حد قالك عليا اهبل فلوس إيه الى تلعب بيها ،ليه هى سايبه ولا انا بلعب،ده انا شقيت وتعبت فى الفلوس دى.
ضحك ماجد وعلق ساخراً:اتنيل،ده انت بتتتقل اتنين وخميس،دى لو وصفه من عند دكتور ماكنتش هتبقى بالانتظام ده .
3
ركله هارون بقدمه يردد:بتتريق عليا يا و**وكمان بتفول فى وشى...بعد الشر عليا.
وقف ماجد وقال: انا غلطان انى جيت اتمطن على واحد واطى زيك،مش عارف انا مصاحبك ليه؟
هارون: ليك الشرف يا ***امشى يالا من هنا .
خرج ماجد واغلق الباب ليستلقى هارون بارتياح وبعينه لمعة مكر وتلذذ.
لم تمض دقائق حتى دلف أحد الأطباء يسأل: امال ماجد بيه فين؟
استنكر هارون السؤال جدا وقال:مشى خلاص،ليه فى حاجه؟
الطبيب: لأ بس انا روحت استفسر عن حاجه تخصه من دكتور صديق ولما رجعت عرفت من الممرضه أنه اخد الدوا ومشى قولت اكيد جالك .
هارون بقلق: لأ هو مشى.. طيب فى حاجه.
صمت دقيقه يتذكر حالة صديقه،كانت غريبه بعض الشيء يتذكر تلك البقع ذات الأحمرار الخفيف وسأل: انا لاحظت فعلاً انه مش مرتاح كده وكان فى زى بقع حمرا على دراعه ووشه.
الطبيب:ايوه.. ده مرض جلدي حساس وبيكون وراثى
7
زوى هارون مابين حاجبيه يردد مستنكراً:وراثى!!!!
دلف للبيت يجر قدميه جرا،كل شئ أصبح يزيد الثقل على صدره وهو من الأساس منهك القوى ،متعب القلب،لا يوجد شيء مبشر ابدا.
صعد الدرج وقد بلغ تعبه ذروته حتى وصل لحلقه مر من على غرفة تلك الساحره الشريره صاحبة العيون الرماديه والخطط الجهنميه.
اطبق جفناه بقوه يرغم قدميه على التحرك بعيداً ناحية غرفته،هو بحاله غير جيده إطلاقاً ولا يضمن ردة فعله ،خصوصا أن تلك الجميله غير هينه إطلاقا ،يجب أن يكن منافسها دائما يقظ فطن وإلا ستأكله.
فعلى مايبدو هى تعلم ماتفعله جيداً ولا سبيل للمزاح او العبث.
إذا من الجيد تجنبها الآن حتى يستعيد كل تركيزه،يجب تجنبها فهو بحضرتها لا يفقد تركيزه فقط بل يفقد عقله وثباته الانفعالي،تتحرك داخله مشاعر هوجاء ستقوده للجحيم حتماً.
دلف لغرفته يغلق الباب وهو يستند عليه مغمض العينين بأرهاق يفكر.
ساحرته هى..وهى تعلم،تعلم ما يشعر به فى حضرتها ،هى بنفسها كشفت لعبتها له بمنتهى الوضوح وكأنها... وكأنها تتحداه الا ينهار أمام جمالها،واثقه من قوة تأثيرها.
السؤال هنا والذى راوده بقوه.. كيف وصلها شعوره وجعلها واثقه منه بكل ذلك التأكد .
2
للأن هو لم يواجه نفسه ولم يسألها ماذا يريد منها ،يجب أن.....
قطع تلك اللحظة الضرورية والفاصله فى حياته خروج ندى من المرحاض تلتف برداء ما بعد الاستحمام الابيض القطنى.
تجلس على حافة الفراش تضع كريم مرطب على جلدها تردد دون النظر لوجهه :خلصت لف مع البتاعه دى ،ياريت تلبس بسرعه عشان خطوبة ابن خالتو.
اخذ نفس متعب ،مرهق وردد بفتور دون أن ينظر لها: تتكلمى عنها كوبس بعد كده،فاهمه؟
هبت من جلستها تردد:انت بتكلمنى أنا كده عشان واحده من الشارع لا نعرف لها أصل ولا فصل،لمجرد كلام عبيط اى حد ممكن يألفه عادى،تضمن منين أن البنت دى مش نصابه،ابوك مثلا عملDNA؟
التف ينظر لها بأعين لامعه،وكأنها اهدته حلا رائعا،يبتسم لها وهو يسأل أين غاب ذلك الحل عن عقله.
ابتسم لها يردد وهو يتقدم يميل عليها يقبل رأسها:براڤو عليكى،انا ازاى فاتتنى حاجه زى دى.
رفعت رأسها بكبر ثم اهتز ثباتها لثوانى تسأل: أنا سمعت إن هارون صاحبك أتعرض لمحاولة قتل وحد حطله سم في العصير.
رفع عيناه التى يملاؤها الإذدراء والمقط يشملها من أصابعها حتى رأسها بنظره مشمئزه: ماشاء الله ،وعرفتى كل الأخبار وانتى قاعده مكانك!
ارتبكت بوضوح تستدير تعطيه ظهرها كى تخفى عليه ارتباك ملامح وجهها تردد:ال..الل..النادى كله بيتكمل عنه..انت عارف ،هارون نجم مجتمع والكل بيتكلم عنه .
3
اغمض عيناه يهز رأسه بتعب وابتسامه سخريه تتشكل على شفتيه ببطئ.
حتى المواجهة لا يريدها،لا يهتم حتى.
تقدم يجلس على عقيبه بعدما جلست فجلس أمامها يمسك أطراف شعرها كأنه يتأملها شارد بها ثم سأل مباغتة: قوليلى يا ندى.
انتبهت له تتوقف عن دهن قدماها فسأل: انتى اتجوزتينى ليه؟
مطت شفتيها بملل،توقعته سيتكلم بشئ مهم نوعا ما ،نظرت له باستخفاف وردت: إيه مناسبته السؤال ده.
وقف يظهر طوله الفارع ينظر لها من أعلى ويقول:مناسبته أنى ولا مره سألتك انتى اتجوزتينى ليه؟
ابتسمت بتهكم ترفع حاجبها الأيمن وتباغته هى:و أنت اتجوزتنى ليه يا ماجد؟
ابتسم هو الأخر يردد بثبات درامى :الحب يا ندى،الحب .
ثم ولاها ظهره وغادر تاركاً الغرفه حاول،يدعو ويبتهل إلا يصادف تلك الداهيه الجميله الأن،يجب عليه تجنب رؤيتها.
بحضرتها تنهار كل حصونه وهى على ما يبدو باتت تعلم وتستغل ذلك جيدا ،بل وتحسن فعله،لذا يجب عليه تجنبها حتى يخطط ويرتب للقادم فهى خصم يحتاج لتخطيط،يقسم ألا يخسر اى شئ.
ابتسم وقد اقشعر جسده لمجرد التخيل يكمل حديثه مع نفسه "خصوصاً هى".
_____________سوما العربى__________
صباح يوم جديد
وقفت غنوة تنهى ارتداء ثيابها تنظر لها نغم بتأمل ،فعلا تنسيقها لملابسها مثير للإعجاب،لحسن كل الحق كى يعجب بها.
تنهدت بحزن على ذكر سيرة حسن،لا تستطيع نسيان صدمته الكبرى وحرجه من تلك الطريقة التي تحدثت بها معه،كانت فظه الى درجه كبيرة ،لم يكن يستحق على أى حال.
رمشت بجفونها ترى غنوة قد انتهت من ارتداء فستان من الكروشيه لونه أصفر بدرجه مريحه للعين وعليه جاكيت جلد من اللون الأخضر ،مالت ارضا تجلب حذاء جلدى ذو كعب باللون الأخضر ايضا .
ابتسمت لها فى المرأه وهى تلاحظ نظراتها من خلفها من خلال انعاكس صورتها تبتسم،فابتمست غنوة بحنان وتوقفت عن لف حجابها تستدير لها ترى تشوش وتخبط بعيناها ،يظهر عليهما التيه والحزن أيضاً،كذلك نومها المتواصل لساعات جعل الشك والخوف بقلبها يزداد ،تعرف هذه النوعية ممن يهربون من مشاكلهم وحزنهم بالنوم.
اقتربت تجلس لجوارها على الفراش تردد بابتسامة حنونه:تعرفى انك قريتى على اسبوع معايا ولحد دلوقتي ولا مره كلمتينى عن نفسك،مع أنى حكيت قدامك حكاية هارون .
ضحكت نغم وقالت وهى تغمز بعينها عبثاً:بس ماقولتيش كل حاجه على فكره ،ولا فكرانى مش واخده بالى.
ضحكت غنوة وكذلك نغم التى أكملت:بس انا قولت اسيبك للوقت الى تحبى تحكى فيه كل حاجه ،بردو إحنا بنى ادمين ومهما كان الشخص قريب مننا بس.
صمتت لثوانى ثم رددت شارده: فى لحظات حلوه وخاصه جدا،ساعات بنحب نحتفظ بيها لنفسنا... إحنا وبس.
عاودت النظر لغنوة تكمل جديا مبتسمه: وده ابسط حقوقك على فكره.
شملتها غنوه بنظره واحده وهى تبتسم ثم قالت: ياترى مين فينا الكبير انا ولا انتى،ايه النضج والعمق ده ؟
ضحكت نغم ثم رفعت حاجبها تردد:اممم بتزوغى صح؟
بنفس الشكل تبعا لعوامل وراثيه رفعت غنوة حاجبها أيضا تردد:اممم لو فى حد بيزوغ هيبقى أنتى يا نغومتى،انا إلى سألت ،انتى ماكنتيش بتسألى.
حمحمت نغم تستدرك حالها ثم رمشت بأهدابها تقول:ها..اه،كنا بتقول ايه؟
اكملت غنوة بتسليه تتلكئ فى كل حرف وهى تعيد سؤالها بصيغه اخرى:كنت بسألك عن نفسك وحياتك ،وكمان عايزه أعرف إيه الى حصل معاكى وليه عماله تنامى كتير كده كإنك من الى بيهربوا من زعلهم فى النوم؟
لا تعلم ماحدث لكنها قالت بمراوغه: انتى دلوقتي هتتأخرى على شغلك ،كفايه أنك ماروحتيش امبارح الى هو اول يوم،كمان عايزه تتأخرى النهاردة؟! قومى يالا بلاش لعب.
ابتسمت غنوة تردد بتسليه وإعجاب: لأ براڤو،بتزوغى تانى .
حمحمت نغم ثم قالت: لأ مش بزوغ وهحيلك،ايه رأيك نخرج انا وانتى النهاردة،انتى عارفه أنا ماعرفش لسه حاجه هنا وكمان فرصه نخرج مع بعض.
صمتت ثوانى واكملت بخبث: كمان ماليش مزاج أنك تروحى النهاردة للشخص ده.
صمتت تضيق عيناها بتذكر تسأل:أأ..هو كان اسمه إيه؟
غنوة:هارون .
ضحكت نغم وقالت: لأ أسم مميز.. أأأ ..سمعت الأسم ده قبل كده حاجه كده ليها علاقه بالستات بردو.
ضحكت غنوة هى الأخرى تردد: أيوه هارون الرشيدى،بس لعلمك التاريخ جار على حق الراجل ده وركز على ذكر علاقاته بس هو كان حاكم محارب وله فتوحات كتيره مش دايما التاريخ بيبقى صادق،فى حكام كتير وكمان شعراء وأدباء ظلمهم النقاد والمؤرخين لأهداف ماليه وكمان سياسيه وفكريه فماتخديش معلوماتك منهم.
1
نغم بسأم:ايييه..ده كلام كبير ،انا واحده مخها على ادها ماحبش ادخل الحاجات العميقه دى،المهم انك هتخلصى شغلك ومش هتروحى عنده النهاردة ..اوكى.
ابتسامه شيطانيه تكونت على شدقى غنوة بعدما فهمت على شقيقتها ورددت بعد غمزه من عينها:فهمتك،لأ حلوه وعجبتنى،هعمل كده.
نغم وهي تبتسم مثنيه على شقيقتها: جدعه،يالا عشان ماتتأخريش.
مالت غنوة تلتقط حجابها من على الفراش تلفه جيدا ثم تناولت حقيبتها وخرجت بحماس تلقى لنغم قبله فى الهواء تلوح لها بيدها وتتجه بعده لإستلام عملها.
دلفت للداخل وقبل أى شىء كان لديها مكان مهم عليها الذهاب له.
دقه عاليه منها على أحد المكاتب يتبعها صوت يأذن بالدخول،ففتحت الباب ودلفت.
تقف وهى تنظر بغضب مكظوم لذلك الرجل ،يجلس بهدوء على مكتبه يرتدى بذله عمليه جسده متناسق وشعره اقترب من الشيب لم ينظر لها حتى الأن يردد بعنجهيه: أفندم.
حينما لم يأتيه الرد رفع عينه لها ينظر بتركيز وسأل:فى حاجه يا آنسه؟
تقدمت خطوتين ثم سألت: استاذ منير مش كده؟
زم شفتيه باستغراب وجاوب:ايوه.
هزت رأسها تقترب خطوه اخرى تسأل وهى تضع كفيها على المكتب تواجهه بتحقيق :وحضرتك بقا مدير الأتش آر ولااااا....
غمزت بعينها علامة استحقار وأكمت:بتعرف الدنيا على بعضها؟؟!
اتسعت عيناه بقوة وهو يدرك مغزى حديثها الفج المهين بكلمات منقمه، وهب من كرسيه يردد بغضب: أنتى يا أستاذه انتى ،انتى مين اساسا وازاى تتجرأ اصلا وتكلمينى كده.
التفت حول مكتبه تتحدث بشراسه مرعبه محذره بطريقه دبت الرعب فى اوصاله: أنا غنوة صالح إلى اديت رقم تليفونها لهارون الصواف ،راجل وطالب رقم واحده تقوم تديهلوا،واحده المفروض أنها استأمنت سيادتك عليه.
اصبحت قريبه منه للغايه بصورة زادت رعبه جعلته يبتلع رمقه بصعوبه ويهوى بجسده جالساً على مقعده بينما هى تقترب منه أكثر تشهر أصبح سبابتها فى وجهه وتكمل بتحذير نارى:عارف لو حصل وعملتها تانى ووصلت معلومه عنى ليه ولا لأى حد أنا ممكن أعمل فيك إيه؟طب عارف أنا بكل بساطة دلوقتي لو روحت للأستاذه الى بتقبض معاليك وحكيت لها هتعمل ايه ،انت مش بس شخص غير مؤتمن لأ،ده انت بتساعد الشخص الى المفروض انه خطيبها فى الوصول لبنات غيرها،اسرح وتخيل أنت بدماغك بقا.
استقامت ببطئ وقد نجحت فى رعبه مكمله: لأ ومش بس هقول كده وبس،اصلها مش حاجه جامده اوى تستحق العقاب انا هزود وهزود وأقول أنك جيت عرضت عليا حاجات بطاله وهو الى كان باعتك،ومهما كانت لمى طيبه وبنت ناس بس هى ست وانت عارف غيرة الستات يا صديقي...ناااار.
وقفت ترمقه من علو وهو مرعوب ،منكمش بكرسيه وأكملت: ماكنتش احب تبقى دى بداية التعرف بنا خالص يا أستاذ منير،بس للأسف أنا بتحول لوحش لو حد جار عليا،ودماغى لما بتشتغل بتبقى سم،وانت عملت كده ..المره دى جت بسيطه مجرد رقم تليفون،فهعديها بمزاجى واكتفى بفلت نظرك،لكن ارجوك،ارجووك ماتخلنيش أشغل دماغى عليك.
تحدثت بطيبه وبراءه شديدة تكمل: أنا مش بحب أذى حد يا استاذ منير صدقنى.
4
ابتلع منير رمقه من تلك غريبة الأطوار،ذات الوجه البرئ والخصال الشرسه ،مالذى تقوله بعدما فعلته به منذ ثوانى.
هز رأسه يردد بخنوع:من غير ما تحلفى صادقه انا حتى شوفت بنفسى.
ابتمست له حتى ظهرت أسنانها وانيابها مصطفه فوق بعض:طيب الحمدلله.
ثم غادرت بخطوات قويه واثقه ،تاركه منير فقط يحاول الاستيعاب،لكنه يقسم بأغلظ الإيمان أنه لن يلعب ابدا فى أى شىء يخص تلك الفتاه،انها مجنونه ولا يستطيع حتى توقع ما يمكن أن يبدر منها.
يعشق المال حقا،لكن أموال هارون لن تنفعه لو اخرجت جنونها عليه .
لديه الكثير من العلاقات والمعارف يمكن أن يتسغلها بعيداً عن هارون وتلك المختله ،العمر ليس للعبث ابدا.

_______سوما العربي_______
جلس وهو متكئ على فراشه بضهره يشعر الغضب.
كل دقيقتان تقريباً يرفع يده السليمه ليرى كم الساعه الان.
لما تأخرت ،ألن تأتى ؟!
لكنه متأكد أنه بات يشكل شئ كبير لها،واثق من حاله وقدراته ووضعه جدا،من تلك التي تقاوم هارون الصواف.
دقت الممرضه الباب ثم فتحته ودلفت بابتسامة مردده:معاد تغيير الجرح.
انتبه لها يومئ برأسه بكبر دون حديث وهى باشرت بمهتها فى هدوء .
بينما كانت اصابع يده تضرب على الفراش من شدة توتره فقالت له:خليك هادى الموضوع مش محتاج التوتر ده،مجرد تغيير وتعقيم للجرح.
نظر لها منتبها...فهل هو متوتر؟!
نظر لأصابع يده وانتبه إلى حالته وقد تفاقم الغضب أضعاف،هل استطاع مجرد تأخيرها قليلا جعله بتلك الحالة؟
لم تتأخر كثيرا مازلت الساعه الحاديه عشر صباحا،صك أسنانه وهو يسأل نفسه إذا ما كل هذا التوتر والغضب؟
انتهت الممرضه تقول بابتسامة رزينه: شوفت خلصنا أهو ،وبعدين حضرتك أسبوعياً بتجيلنا وفيك حاجه.
ضحكت وهى لا تستطيع التحكم بنفسها مكمله : وبعدين ده حضرتك قربت تبقى صاحب مكان.
رمقها بنظره غاضبه اوقفت ضحكتها برعب .
1
صمت لثوانى يشيح بنظره عنها مشمئزا وهى همت كى تفر سريعاً من امامه لكنه ناداها فجأة: مافيش حد سأل عنى؟
2
التفت له بتوتر تكمل:للأ.. ما... ماهو ماجد بيه حذر اى حد أنه يقول أخبارك لحد ولا نتصل بمعالى الوزير والد خطيبتك.
هز رأسه بضيق يتذكر أنه بالفعل طلب ذلك من ماجد .
طلب ذلك كى يستطيع الإنفراد بصاحبة العيون القاتله ،واين هى الأن هااا.
نظر للممرضه ثانية يقول: ايوه عارف ..بس انا بسأل على حد معين،البنت الى جاتلى امبارح.
نظرت له بذهول لا تصدق أن هارون الصواف رجل الأعمال الناجح يمكن أن يكون بهذا الغباء.
فرددت ببساطه:مانا ماكنتش هنا عشان اشوفها يافندم.
استعر الغضب بقوه داخله وهو يرى نظرات الإتهام بالغباء تفوح من عيناها وهى تنظر له.
على آخر الزمان استحال لشخص غبى بنظر الأخرين بعدما كان يضرب به المثل فى الذكاء والمكر وسرعة البديهة.
وكل ذلك بسبب تلك الغنوة ،وبسبب تأخرها الذى لم يتعدى ساعات... تبا لها..وتبا له.
زادت عصبيته أضعاف ونظر لتلك التى تنظر له كأنه حمار فصرخ بها:اتفضلى اطلعى برا.
انتفضت تلك المسكنيه واصبحت تصفه بالجنون علاوه على الغباء تردد وهى تستدير مغادره: حاضر... حاضر حاضر حاضر.
همت كى تفتح الباب لكنه رغما عنه والحاجه مره ،يضغط شفتيه ويردد :لو غنوة جت دخليها فوراً.
استدارت تنظر له وهى تتأكد من كونه حمار بالفعل تردد بتعجب متسائله:مين غنوة؟!وبعدين هو انا منعت حد يدخلك قبل كده ولا انا سكرتيره،ماهى لو جت هتدخل.
ردد بصوت جحيمى مغتاظ:برااا..اطلعى برااااااا.
خرجت سريعاً تغلق الباب خلفها وهو يلتقط بيده السليمه الوساده التى بجواره يلقيها خلف الباب بغيظ .
لقد حولته غنوة لشخص غبى ،بل شديد الغباء لا يعرف عن المنطق شئ لمجرد ساعة تأخير ..فماذا بعد...ماذا بعد؟؟
10
__________سوما العربى_________
وقفت بغرفة الاجتماعات تباشر عملها الجديد بمهاره شديده تحت نظرات لمى التى تثنى بصمت على عملها.
بينما جلس منير لا يقدر على النظر ناحيتها بعد ما رأه منها صباحا،انها مجنونه.. لديها انفصام بالشخصية يقسم على ذلك.
لكن غنوة لم تكن تشرف على عملها الجديد فقط،انما يمكنك القول أنها فتاه عيناها بمنتصف رأسها.
لم يخفى عليها نظرات ذلك الشاب الوسيم المنصبه على لمى ابدا.
أنه " زيدان الخيال" الشريك الجديد للمى،شاب يبدو فى نهاية العشرين من عمره،وسيم لدرجة عاليه يبدو ذكى كذلك وماهر بعمله.
2
ابتسمت غنوة ترى نظرات لمى المرتبكه ،متأكده من أنها تلاحظ نظراته.
وأى فتاه تلك التى سيخفى عليها نظرات رجل معجب بها خصوصا لو كانت واضحه هكذا للأعمى.
إن كانت هى لاحظتها ألن تلاحظها صاحبة الشأن ،بل تقسم أنها لم تلاحظ فقط بل هى متأكدة أيضاً خصوصاً مع احمرار وجهها كله وتلبكها فى الحديث وهى تعرف لمى ،انها متحدثه لبقه إذا هى تعرف .
لمعت عيناها بسؤال واحد،ان كان فلما ارتبطتت بهارون.
ذلك الشاب يبدو وسيم وابن عائله لا يقل عن هارون شيئاً فعلى العكس يبدو اكثر تهذيبا وأقل سناً.
واخيرا انتهى الأجتماع ووقفت بعيداً ترى لمى خرجت من غرفة الأجتماعات وقد استوقفها ذلك الشاب يحاول جذب اى حديث معها يبدو وكأنه يمط وقت لقاهم لا يريده ان ينتهى.
فتح باب المصعد وخرج منه مختار والدها يبتسم بلا ترحيب بزيدان وردد:زيدان حبيبى.. ازيك وازى بابا.
ابتسم له زيدان وردد:بخير يا باشا وقالى أول ما تشوف معالى الوزير سلملى عليه.
أبتسم له مختار بزهو ثم ضيق عينيه على غنوة يراها تقف عن باب غرفة الأجتماعات ينظر لها بعدم ارتياح ثم اشاح بعينه سريعاً ونظر لابنته مرددا: لمى عايزك فى مكتبى.
1
اهتزت ملامح زيدان بحرج واستأذن سريعا يغادر تحت أعين غنوة المصدومه وكذلك لمى التى هرولت بغضب خلف والدها.
بينما حاولت غنوة اللحاق به تناديه: استاذ زيدان.. استاذ زيدان.
توقف ينظر خلفه يراها تتقدم منه تلهث:مش عايزه حضرتك تتضايق،هو مختار بيه كده تبعه وحش مع الكل،انما انسه لمى .. صراحه حاجه تانيه .
نظر لها بترقب يسأل ،هل مشاعره واضحه للكل بهذه الطريقة التي جعلت تلك الفتاه تلاحظها من اول مره.
هز رأسه بحرج يقول: ايوه ايوه عارف يا...
ابتسمت له تردد مبتسمه: غنوة،اسمى غنوة.
ابتسم لها براحه وأكمل: أسمك حلو اوي.
غنوة: شكراً.
هز رأسه وغادر سريعاً بخطوات واثقه،نظرت لهاتفها كى ترى كم الساعه على خروجها مع نعم.
تضرب مقدمة جبهتها وهى تتذكر أنها قد اغلقته كى لا يستطيع الأتصال بها تردد: اما غبيه بصحيح..ماتعمليه وضع الطيران.
تنهدت بتعب تفتحه ليأتى عدد المرات التي حاول بها رقمه الإتصال بها فجظت عيناها وعلى الفور وضعت الهاتف على وضع الطيران وذهب لمكتبها تجمع اغراضها فقد انتهى عملها اليوم.
وهى بطريقها توقفت قدماها تسمع صوت مختار يصرخ بابنته: أنا مش عايز كلام في الموضوع ده تانى.. سامعه ولا لأ.. قولت ١٠٠مره قبل كده أنا وابن الصواف لازم يبقى فى بنا نسب وشغل كتير ،الى أنا ماسكه عليه أد الى هو ماسكه عليا ،اسمعى الكلام.
صرخت به بقهر:ايوه بس انا مش بحبه،مش قادره اتوافق معاه ولا مع طباعه.
نظرت غنوة حولها تتأكد من خلو المكان من الماره وتلتصق أكثر بالباب يصلها صوت مختار الساخر وهو يردد: ومين بقا الى عاجبك،ابن الخيال مش كده؟؟
لم يأتيها رد من لمى وعلى مايبدو أنها لم تجيب فقد وصلها صوت مختار يقول: لمى،انتى بنتى الوحيدة ولازم تساعدينى،انا مش هسمح لأى حاجه تهز كرسى الوزراه من تحتى.
عم الصمت لثوانى ليكمل مضطراً:طيب اصبرى ،شوية وقت ،انا بحاول الاقى حل بسرعه،اصلا فكرة ان فى حد ماسك عليا ورق دى مش مقبوله ،صدقينى هى مسألة وقت.
1
اتسعت عيناها تحاول الأستيعاب،لكنها ارتعدت تتحرك مغادره بعدما استمعت لخطوات لمى تقترب من الباب .
________سوما العربى________
دلف ماجد لغرفة فريال التى انتفضت تنظر له بغضب:انت يا ولد..من امتى بتدخل كده من غير إذن.
تغاضى عن حديثها يردد دون اى مقدمات: أنا مابقتش قادر خلاااص..مش قادره استحمل البنى ادمه الى بلتينى بيها دى،انا خلاص هطلقها.
اتسعت أعين فريال تردد بغضب وجنون:نعم.. أنت اكيد اتجننت..انت عارف دى بنت مين.. إلى انت مش طايقها دى هى الى مقويه مركزك في كل حاجه ،ولا فاكرنى مش عارفه بالشركه الى فتحتها من شهر،وبقدرة قادر فى خلال شهر واحد واخده شغل وتوكيلات مايقدروش عليه حيتان السوق،كل ده ليه ماهو عشان إسم نسيبك.
ردد بكره شديد:وكل ده ليه؟هى الحدايه بتحدف كتاكيت؟ما عشان لميت بنته ورديت اتجوزها وقبلت على نفسى الى غيرى مايقبلوش.. ردى عليا ،كل كده ليه؟
نظرت له بعمق تسأل: ده نفس سؤالى الى عايزه اسأله،كل ده ليه؟ايه الى جد ؟!كل ده عشان بنت الخدامه دى..غير كده كنت هتبقى مكمل،ولا فاكرنى مش عارفه بعلاقاتك،رد عليا إيه الى جد؟وكل ده علشانها مش كده؟
بمنتهى البساطة والثبات ردد ماجد: ايوه عشانها .
7
ثم التف يغادر تحت صدمة فريال تراه يلعب بنار لن تؤذيه وحده.
________سوما العربى_________
وقف هارون يحاول الاتصال بها وللمره الألف هاتفها مغلق.
سبه نابيه خرجت من فمه بوضوح يرفع هاتف المستشفى يطلب الإستقبال إلى أن أتاه الرد: ألو..ماحدش سأل عليا.
أتاه الرد من صوت ذكورى يقول: لأ يافندم.
اغمض عينيه بغضب وغيظ ثم صرخ به:طيب اعملى إذن خروج حالا.
رد الطرف الآخر عليه باستغراب: الدكتور المعالج ليك يافندم هو بس الى يقدر يديك إذن خروج.
صرخ هارون بنفاذ صبر :خلاص كلمه وخلص كل حاجه،كده كده انا هلبس وماشى سواء كتبه أو لأ.
ثم اغلق الهاتف يحدث نفسه بجنون بأنفاس مغتاظه : بقا أنا.. هارون الصواف واحده تقدر توصلنى للحاله دى..ماشى..ماشى ياغنوه.
تناول هاتفه يتصل بماجد الذى فتح الهاتف فتحدث له دون مقدمات:ابعتلى عربيتى مع حد حالا عشان هخرج.
اغلق الهاتف على صوت صديقه المصدوم يسأل كيف سيخرج بل ويقود بإصابته تلك.
________سوما العربي___________
خرج ماجد سريعاً من غرفته ينوى الذهاب لصديقه المختل هذا .
ليتصادف مع خروج فيروز من غرفتها،اغمض عينه بتعب،انها آخر شخص يرغب برؤيته الآن وهو فى هذه الحالة.
بالفعل بدأت تستقزه بجدراه وهى تكتف ذراعيها حول صدرها تردد بسخرية:اهلييين أخويا العزيز.
اغمض عينه يصك أسنانه ثم تحدث بتحذير شديد اللهجه نافذ الصبر: ادخلى اوضتك دلوقتي أحسن ليا وليكى يا حبيبة اخوكى.
استفزها تهديده كثيراً وجعلها تزيد من سخؤيتها له وهى تردد:ليه بس يا ميجو حد يقول لأخته حبيبته الى مابتصدق تشوفوا كده،الة يسمعك يقول مافيش اى صلة دم بينا.
1
نجحت تلك الشيطانه مجددا .. صك اسنانه ينظر لها بنظره مختله ،تنجح مجدداً ككل مره.
تقدم منها وجذبها من ذراعها يدخل بها غرفتها يردد بتحدى مجنون حاسم: عايزه إيه؟تثبتى إننا مش اخوات؟طب ما اثبتلك أنا.
قالها جملته الأخيرة التى ارعبتها خصوصا وهى تسمعه يغلق الباب الغرفه يميل عليها يقترب بشفتيه من شفتيها دون النفكير لثوانى......
كان يقترب بشفتيه من شفتيها دون تفكير يمد يده يكشف ملابسها عن مقدمة صدرها وهى متسعة العين متوقفة العقل.
1
علت انفاسه واصبحت كاللهيب يلفح بشرتها التى ظهرت أمامه ،اتسعت عينيه وطار عقله لحد الجنان.
كان يتلاعب بها فى البداية يريد بث الرعب بقلبها كى تتوقف عن استفزازه،لكن بمجرد ما ظهر له جلد بشرتها الابيض ودخل لأنفه رائحة جسدها اختل عقله وجن جنونه.
اقترب بالفعل ولامس شفتيها بشفتيه يهم كى يقبلها كما يتطلب جسده بل إنه ينهار متضرعا كى يفعل.
كانت حاضرة الذهن والتصرف،استغلت انهيار جسده أمامها وقبضت بسرعه على تلابيب قميصه تستدير بسرعة الضوء مبدله الأدوار.
تحاصره هى بين جسدها والحائط ،عينها تلمع كالشرر المتطاير،تصك على أسنانها بغل تردد: إيه رأيك يا أخويا يا حبيبي لو أصرخ دلوقتي وألم البيت كله واقول إنك بتتحرش بيا؟
1
كانت عيناه متسعه،لا يعلم هل من صدمته بحديثها ...يعلم أنها قادره وتفعله.
أم لأنها حرمته تلبية نداء جسده المنهار تحت اقدامها؟!
أمام صدمته وابتلاعه رمقه شعرت بالانتشاء،تبتسم وهى تكشر عن انيابها تربط بكف يدها على كتفه عدة مرات مردده بما يكفى من التهديد مع الإهانة :ايوووه... شاطر يا كوكو،اتقى شرى أحسن،مره تانيه لو فكرتنى قطة شوارع وهتقدر تتحرش بيا ولا تزنقها شمال ويمين أنا ساعتها هوريك القطة دى ممكن تعمل فيك إيه.
3
اغمض عينه يأخد نفسه بعد هوجة مشاعره تلك التى تحكمت فى جسده واشعلت بها نار لم تنطفئ بعد..مازالت عينه تزوغ منه لصدرها المكشوف نسبيا وشعرها المنسدل حول وجهها يزيد بهاءه.
اعتدل فى وقفته بصعوبه ييتلع رمقه يمد يده يغطى مقدمة منامتها ،فابتسمت تردد بتشفى:ايوه كده الأدب فضلوا عن العلم.
اشار لها كى تتقدم وهو يردد بوقاحه: لأ ده عشان طول مانتى قدامى كده مش بعرف اتلم على نفسى،وانا عايز اتكلم معاكى كلمتين بجد...يمكن نتفق.
2
قلبت عيناها بملل واستهتار به،فهى بمركز قوى.
رفع حاجبه الأيسر يخبرها: إيه مش عايزه نتفق؟
نظرت له وهى تكتف ذراعيها حول صدرها بتحدى تردد: لأ..اتقاقنا مايلزمنيش.
التوى شدقه بابتسامة وقحه يردد:انا عارف إنك ذكيه ودى تانى حاجة عجبانى فيكى.
2
شملها من أصابع قدمها من منامتها التى تحدد خصرها صعوداً الى صدرها ثم الى شفتيها..عيناها الرماديه وشعرها الليل ثم وبوقاحه فجه اكمل: طبعاً انتى عارفه ايه هى الحاجة الأولى .
1


مد يده يهم كى يتحسس وجنتها بحراره يكمل:من أول مره شوفتك فيها .
احبطتت محاولته فى لمسها تزيح كفه بعنف عنها تردد: يمكن عشان من اول لحظه عارف إننا مش اخوان ولا حتى فى صلة قرابة بتجمعنا.
التمعت عيناه بلمعة غريبه ثم ردد:كنت فاكرك هتلفى وتدورى كتير .
ابتسمت باستفزاز وتشفى تردد متسائله: من بعد الفراوله؟
اكملت سريعا وعيناها تلمع هى الأخرى:تؤ..ماظنش.
اخذ نفس عميق وردد:صح.
صمت دقيقه كامله فى حرب من النظرات بينهم إلى أن أبتسم هو يردد: قولتلك من شويه أنتى فعلاً ذكيه.
رفع يداه عاليا علامة استسلام يردد: أنا بنفسي أشهدلك بكده،وبقولك يا فيروز انتى ذكيه ،وذكيه جدا كمان.
بابتسامة واثقه رددت:كويس إنك عارف.
ابتعدت خطوه ثم اعطته ظهرها تهم كى تتركه ،لكنه خطى خلفها يقبض على ذراعها وجعلها تلتف له يردد:أمشى يا فيروز،أمشى.
اتسعت عيناها بغل تنوى الصراخ عليه لكنه أحبط محاولاتها يردد سريعا:أنا عارف عايزه تقولى إيه،بس أسمعى كلامى وامشى،امشى وأنا هرجعك.
تقدم خطوه يحتجزها مجددا وهو يقول بينما يمرر عيناه على شفتيها ووجهها بشغف يكمل:هرجعك وانتى مراتى.
2
صدمت من نواياه،لا تأمن أحد وخصوصاً هو ،لكنها تكاد تقسم أنه يتحدث بصدق،صدق شديد بل مجنون... بالأساس نظرته لها مختله..يبتلع رمقه بصعوبه ولا يستطيع إبعاد عيناه عنها.
اكمل بوله ونفس متهدج: أنا عايزك يا فيروز،عايز اتجوزك.
كانت تجاهد كى تستفيق من هيمنته عليها وتعمل عقلها بينما هو يردد:حليها أنتى وامشى.
ازاحت يداه التى تثبتها على الجدار خلفها بعنف محاولة الإبتعاد عنه تردد: ده فى أحلامك.
جذبها لعنده فى وقفته مجدداً و اقترب منها حتى انعدمت المسافات يناظرها بشغف خطير بينما هى نظرتها متحديه مستفزه .
وتحدث بنفاذ صبر وهو يمسك ذراعيها يهزها   يقول : انتى ايييه مابتفهميش
عادت له نفس اللمعه وتهدجت أنفاسه  يكمل :طب مابتحسيش.
ابتسمت ابتسامه شامته تقول بفحيح:بقا عايز تتجوز أختك..بتوصلنى انت لهدفى بسهوله يا ميجو.. انا كده سهل اوى احطك فى مستشفى المجانين.
صرخ بها بشراسه وجنون: أنتى عارفه إننا مش اخوات.
2
التوى ثغرها بابتسامة مستفزه متحديه ثم اقتربت من أذنه مردده:خلاص... أثبت إن انت مش انت...
نظر لها نظره طويله غير محددة المشاعر ثم اقترب منها ظنته سيقبل وجنتها.
لكن اتسعت عيناها بصدمه وهى تدرك أن هدفه أذنها يهمس داخلها بفحيح:طب ما أثبت العكس.
ابتعد عنها يناظرها بتحدى،يكتف هو ذراعيه حول صدره يشملها بنظره متغطرسه.
وهى تنظر له بعمق تحاول الوصول لمقصده وما يدور بخلده.
رمشت بأهدابها وعقلها يعمل فى كل اتجاه تسأل: مش فاهمه قصدك.
بابتسامة متسليه يتلاعب بأعصابها يستلذ بذلك لأول مرة فمنذ عرفها وهى من تفعل وعلى ما يبدو أنه اخيرا قد تبدلت الأدوار وحان وقته كى يحرق هو أعصابها.
فبعد دقيقه من صمت يعد كضغط نفسى يوتر به الأجواء أكثر ردد:قولتلك أنى بعترف أنك ذكيه،ومش ذكاء عادى وانا بتعجبنى البنات الى كده بس ....
صمت يزيد من الضغط النفسي ثم زم شفتيه وكأنه مشفق عليها يكمل:تفتكرى الذكاء لوحده كفايه؟العلاقات والسلطة والفلوس والنفوذ...كل دى حاجات مهمه من غيرها البنى آدم ولا حاجة.
فعليا؛
لقد نجح فى إثارة رعبها.. لن تنكر على الأقل بينها وبين نفسها وسألت محاوله الحفاظ على ثباتها الأنفعالى أمامه ببراعه: حلو.. إيه بقا الى ممكن تعمله ؟
تقدم خطوه حتى وقف أمامها ثم ردد: لو ما مشتيش بالزوق همشيكى أنا بالعافيه.
ملس بأنامله على خصلاتها وردد بعشق:وارجعك بعدها.
أبتسم بمجون يكمل:وانتى بتاعتى..بالعافيه بردو،هتبقى حرم ماجد الدهبى.
كانت تعلم بمدى نفوذه،وحاولت كسب الوقت تتلاعب على نقاط ضعفه التى انجلت لها بوضوح.
تتصنع بوادر الرعب والترقب بينما تسأله: أنت تقصد إيه؟
بأعين متلاعبه وقحه ردد: انتى عملتى تحليلDNA؟
اتسعت عيناها متفاجئه لكنها حاولت الثبات وقالت: ولا يهزنى،اعمله الصبح.
أبتسم بأعجاب ثم ردد:مش بقولك ذكيه بس.. انا اصلا كنت حابب أبقى بعلمك كل حاجه على أيدى .. وده اول درس يا نونتى.
لكز عقلها عدة مرات بسبباته يردد: دايماً وانتى فى سباق مع حد لازم تبقى عارفه اسلحتك إيه ،وايه هى أسلحة الى قدامك وقدراته،وقدرتك إيه وقدرته هو ايه.
1
التوى شدقه بابتسامة ساخره يكمل:كمان لازم ماتنسيش أنك لو ذكيه فأنا كمان ذكى .
ارتسم الرعب بوضوح على وجهها تردد: لأ..انت أكيد مش هتعمل كده.. مستحيل.
2
ابتعد يتجه كى يفتح الباب مغادرا،لكنه توقف قبلما يخرج منه ونظر لها مرددا: فكرى فى عرضى ليكى يا فيروز،كده كده انا خلاص مش هسيبك فكونى ليا من غير مشاكل وعيشى فى عز بيت الدهبى براحتك،بلاش سكة العند عشان طويله وأنا هكسب فى النهاية.. لأن باختصار مهما كنتى ذكيه فأنتى ضعيفه قدامى اووى.
6
القى لها قبله فى الهواء مع ابتسامه خاليه من التلاعب ،بل كان بها من اللهفه والتمنى ما يكفى يردد: فكرى.
ثم غادر وتركها تهوى بجسدها على الأريكة خلفها تحاول تهدئة جسدها ،تعيد ترتيب أفكارها.
________سوما العربي__________
يقسم أن يخرج كل غضبه هذا عليها،تلك الفتاه التي نجحت في الوصول به لتلك الحاله المزريه.
غاضب بل ناقم عليها،تعدت الساعه الثالثه عصرا وللأن لم تأتيه او حتى تتصل تطمئن عليه.
لا بل والأكثر أنها تغلق هاتفها تمنعه من الوصول إليها.
اجبرته على أن تصبح محور تفكيره يدور حولها ويطوف.
فهو الأن يجلس على طرف سرير المشفى وقد جمع كل متعلقاته ينتظر صديقه كى يأتيه بسيارته.
زمجر بغضب داخلى وهو يخرج هاتفه يعيد الأتصال به يتعجله وهو يردد:الغبى ده اتأخر كده ليه؟
1
صدح صوت هاتف ماجد قريبا منه يقترب أكثر وأكثر إلى أن فتح باب الغرفه ودخل وبيده هاتفه الذى لم يتوقف عن الرنين ينظر لصديقه بحاجب مرفوع يردد:لسعت خلاص يا هارون،ما قولتلك جاى فى ايه؟ليه الاستعجال ده كله؟
وقف يحاول التغاضى عن آلم كتفه يتحدث من بين أسنانه المصكوكه:اتأخرت ليه يا زفت؟
زم ماجد شفتيه يردد ببرود وسخريه: انا ولا اتأخرت ولا حاجة أنت الى مش على بعضك .
ضيق عينيه بتركيز ثم سأل بشك: فيك إيه؟قولى يمكن أساعدك.
اخذ نفس غاضب وزفره عاليا ثم قال:مش شغلك..اوعى من وشى.
تحرك خطوات ناحيه الباب فأوقفه ماجد يسأل:هو إيه الى مش شغلى استنى هنا.
تقدم خلفه ووقف امامه ينظر له بتدقيق وسأل: إيه الحاجة إلى مخلياك مستعجل عليها للدرجه دى .
صمت لثوانى يكمل:وماتقوليش شغل عشان أنا عارفك.
حرفياً إلحاح ماجد هو أخر ما ينقضه الأن،صك أسنانه بغضب مكظوم وردد بسماجه:خليك فى حالك يا ماجد..تعرف ولا ماتعرفش.
ضحك ماجد يهز كتفيه وردد:ماعرفش يا صديقي مانت عارف.
كان هارون يتحرك ناحية الخارج لكنه تذكر شئ ووقف فجأة يسأل ماجد:ماجد صحيح ،انت إيه حكايتك مع الفرواله.
صدم ماجد فعلياً،فاجئه هاروه.
التمعت عيناه ببريق ينم عن تفاجئه وردد بنبره مستغربه: فراوله؟فراولة إيه؟
زم هارون شفتيه وردد:مش عارف الدكتور هو إلى قالى بعد ما كنت عندى ومشيت ،وانك قولتله إنك اكلت فراوله هى الى عملت فيك كده .. الغريبه بقا إن الدكتور قالى دى حساسيه بالوراثه.
اتسعت حدقتى أعين ماجد ،لم يتوقع او يحسب حساب لحديث الدكتور مع صديقه،دائما ما كان متحفظ كتوم .
لكن ذلك اليوم ألح عليه الطبيب فى اسألته وهو كان مفتقر للتركيز والثبات بعد يومه مع فيروز.
أكمل هارون يسأل سؤال بديهى:هو عمى محمود ولا طنط فريال عندهم النوع ده من الحساسية؟
4
ابتلع رمقه يفكر،هارون يغوص فى العميق،سر تافه لكن يخبئ خلفه الكثير والكثير.
حاول التحدث بنبرة بها من السخرية والثبات ما يكفيان وردد:يااه عليك يا هارون يعنى أنت واقف وسايب الى وراك عشان تسأل إيه علاقتى مع الفراوله ؟!ايه يعنى ضاربين ورقه عرفى من ورا ضهر التفاح ،ده انت تافهه،انت مش كان وراك مشوار ومستعجل عليه.
رمش هارون بأهدابه متذكرا وقال :اه صحيح.
التوى ثغره بابتسامة وقحه وردد: وبالنسبة للورقه العرفى أنا الى هكتبها النهاردة.
تقدم تاركاً ماجد الذى التقط انفاسه بعد حديث هارون عن مرضه الوراثى.
ضيق مابين حاجبيه يفكر عن اى زواج عرفى يقصد وبمن .
هرول خلفه يحدثه وهارون مازال يتقدم نحو المصعد ووقف ينتظره فسأله ماجد:عرفى إيه الى تقصده ،انت هتتجوز؟!
وصل المصعد وفتح الباب فولج هارون داخله ومعه ماجد يضغط على ذر الطابق الأرضي فى حين أكمل هارون: أيوه،ومالهاش عندى ازيد من الجواز العرفى لا تكون بتحلم بأكتر من كده.
هز ماجد رأسه بعدم فهم يحاول التذكر وسأل:هى مين أصلا؟
وصل المصعد ففتح هارون الباب بيده السليمه يصك أسنانه وهو يردد:غنوة.
تقدم ماجد خلفه يسأل: إلى كنت بتكلمنى عنها؟هى لسه معصلجه معاك،طب ماترميلها قرشين.
اخذ هارون نفس عالى بضيق وقال:شكلى هضطر أعمل كده فعلاً.
1
التف له يردد بغضب:بس هو مليون واحد،ده آخرها عندى مش هدفع اكتر من كده.
6
ماجد: طالما عايزها اوى كده هزهم حبه ،واهو كله لمزاجك.
1
نظر له هارون شزرا وقال:هو انا بلاقى الفلوس دى فى الشارع،كتير عليها،هى تمامها مليون واحد..واوعى بقا من سكتى.
تركه هارون وتحرك ناحية سيارته التى جلبها ماجد،لكن صوت ماجد العالى اوقفه يراه وهو يتقدم منه مرددا:انت رايح فين وسايبنى..انا مش معايا عربيه،خدنى معاك،اهو حتى اتفرج واقولك تسوى مليون ولا اكتر.
لا يعلم من اين طفى ذلك الغضب داخله وردد بصوت عالى: ماجد..لم نفسك فى ايه.
رفع ماجد حاجب واحد يردد بعبث: الله وفيها إيه ماطول عمرنا بنتشارك الحاجات دي،اشمعنى المره دي واخدها على صدرك اوى كده؟!
1
اخذ نفس عالى ثم ردد بصبر وهو يغمض عينيه: امشى يا ماجد من قدامى.
حاول ماجد التحدث فردد هو بنبره أعلى: قولت امشى.
ماجد ببرود: امشى انت،انت الى معاك العربية.
هارون:صح عندك حق.
1
فتح باب سيارته العاليه يصعدها بصعوبه بسبب ألم ذراعه ثم تحرك بها سريعاً.
ترك ماجد يقف خلفه يفكر فيما سيفعله متذكر ما يخطط له.
7
__________سوما العربي___________
وصل لعند مقر شركات ML التى يملكها مختار وتديرها ابنته لمى.
صف سيارته ودلف للداخل بقوه يبدو أنه قد نفذ صبره.
حاول أن يبدو هادئ رزين كما اعتادوه ،لكن لم يفلح او يدم كثيرا فقد بدأ يسأل عنها الموظفين ،كلما رأى أحدهم سأله عنها.
ومعظمهم اجمع على عدم معرفتهم بها.
كان يقف فى المصعد يغمض عينيه يتمتم يغضب: اتجننت خلاص على اخر الزمن يا هارون،ماشى تسأل عليها زى العيل الى تاهت منه أمه،وبتسال الموظفين والنهارده اول يوم شغل ليها،ماطبيعى ماحدش يكون لحق يعرفها،وحتى لو عارفينها هو معقول هيبقى معاهم خط سيرها هنا؟خلاص جننتك ؟!
مع كل حركه،كل اختفاء،كل شعور بالأختناق من لهفته عليها وافعاله الخرقاء ،جعله يتصرف بهوجائيه بعيدا عن حدود المنطق ...يزاد غضبه منها ووعيده لها،هى من اوصلته لهكذا حاله.
وصل لمكتب لمى ولم يجدها هى الأخرى،يسير فى الرواق يبحث عن لمى كى يسألها عن غنوة.
أغمض عينه مجددا بغضب يسب نفسه للمره المئه وواحد،تلك الفتاه تجعله الأم يسير بحثاً عن خطيبته التى اتم خطبته عليها من أيام كى يسألها عن فتاه تعجبه.
يرى لأى درجه قد أوصلته هى....
لمح لمى تسير في أحد الأروقه قادمه من مكتب ما.
سار لعندها بقوه مرددا: مساء الخير.
ابتسمت متفاجئة ورددت:هارون؟! مساء النور.
شهقت برعب تسأل: إيه الى فى كتفك ده.
صدم..تبا له.. أثناء لهفته عليها لم يتذكر او يفكر فى إصابته التى أخفى امرها عن الجميع.. يبدوا أنه قد وصل لحاله مزريه.
حمحم بخشونه ثم قال: حادثه بسيطه امبارح..المهم أنا كنت عايز اسألك على...
قاطعته برعب وأعين متسعه تسأل:تسأل عن ايه بس ،حادثة إيه الى بسيطة وانت بالشكل ده.
صدح صوت خشن مستغرب ينادى:هارون؟!
التف وأخذ نفس عالى بضيق،اخر من يود رؤيته الأن هو مختار الذى تقدم يقف أمامهم يسأل باستغراب: هارون! إيه الى حصلك يا ابنى؟!
هارون: حادثه بسيطه.
التمعت أعين مختار وردد:مش تبقى تاخد بالك يا بنى..حوادثك كترت اووى.
7
ضيق هارون عينيه بشك وعدم راحه انتابته فجأة يسأل:شكلك تعرف عنى كتير ياباشا.
التوى شدق مختار يردد بعدما هز كتفيه: أكيد مش خطيب بنتى،لازم أبقى عارف كل اخبارك.
صمت ثوانى بينما حرب النظرات بينه وبين هارون لم تتوقف .
لكن صوت لمى استرعاه وهى تسأل:ماقولتش ليه  ياهاورن إنك تعبت ،ازاى ماعرفش حاجه زى كده؟
مازالت عينه فى أعين ذلك الثعلب يردد:ماحبتش اقلقك عليا.
سألت هى بشك: وكنت جاى تسأل عن ايه ؟! إيه أصلا ضرورى اوى بالنسبة لك يخليك تنزل وانت بالشكل ده؟
رمش بعينيه يبحث عن حجه،مهما كان وقح لكنه لم يستطع فعلها.
اخشوشن صوته ثم قال بثبات: فى شغل مهم بينى وبين الباشا لازم يخلص ومافيش وقت.
امأت لمى برأسها لكن مختار أبدا لم يقتنع يرى أعين هارون هنا وهنا تبحث عن أحدهم...شخص مهم جدا بالنسبة له بكل تأكيد.
كانت لمى هى اول من كسر ذلك الصمت تقول:طيب أنا فى مكتبى عنئذنكوا.
غادرت سريعاً مابين إهتمام وعدم إهتمام ،موضوعه فى خانه غير صحيه ،لا تعلم هل هى تهتم لأمر هارون فهى خطيبته وقد سبق وقبلت بذلك أم لا تهتم كونها معجبه بأخر لكن أولا وأخيرا هو خطيبها ولو لم تكن تريد لما وافقت ،أم..... أم إنها لم تقدر حبها لزيدان إلا بعدما خطبت لأخر،أم يقع جزء كبير من اللوم على زيدان السلبى كونه يقف بعيد متفرج لا يملك سوى نظرات تمطر قلوب دون اى فعل منه!
بابتسامة مستفزه وأعين كالصقر نادى مختار على هارون وهو يراه مازال يفتش بعينه كل الأروقه يردد: إيه هنفضل واقفين كده،يالا على مكتبى،هو مش انت جايلى انا عشان شغل بردو ولا ايه؟
زم هارون شفتيه بضيق ثم قال: آه اه اكيد طبعا اتفضل يا باشا.
أشار له مختار بابتسامة مستهزءه مستفزه كى يتقدم معه للمكتب يقسم أنه لم يأتى من أجل عمل ولا اى شئ من هذا القبيل ،وقد تأكد من ذلك بنفسه بعدما دلفا للداخل وبدأ هارون يتحدث فى الاشئ إلى أن أنهى الحديث وغادر.
خرج من مكتب مختار غير مرتاح له ،شئ ما به اصبح لا يأمن ذلك الرجل ،هو من الأساس لا يأمنه بدليل أنه يقبض على اشياء كثيره تدينه مثلما يفعل هو،لكن الأمر الأن تعدى قصة أوراق ،شئ أكبر.
لمح منير مدير الأتش أر يمر من أحد الأروقه ويدلف لمكتبه.
أنير عقله يخبره انه ربما لديه معلومه عنها مثلما فعل مسبقاً .
دلف لعنده فوقف منير باحترام يردد: هارون باشا،اهلا أهلا ده المكتب نور والله.
هز هارون رأسه وردد: شكرا يا منير.
ابتلع منير رمقه يدعو ويبتهل ألا يطلب منه شئ يخص قطة الشوارع تلك.
لكن لم يستجاب لدعاءه فقد تحدث هارون بثبات: فاكر البنت اللي جبتلى رقمها.
حمحم منير يفرك ظهر عنقه وهو يردد بخوف: إلا فاكرها.
ناظره هارون بغيره شديدة لكن هذه المره يتخللها شك كبير وردد بعدما اخشنت نبرته:قصدك ايه؟
اتسعت عيناه مذهولا وهو يرى منير يتحدث متوسلا: أبوس ايدك يا باشا ،انت عارف أنا عينى ليك واخدمك برموش عينيا وده مش أول تعامل بينا .
ضيق هارون مابين حاجبيه وهو يسمعه يكمل:بس الله يخليك ابعدنى عنها،دى رهيبه،حضرتك مش عارف عملت فيا ايه عشان بس اديتك رقمها،فظيعه،فظيعه ياباشا .
ارتياح غير عادى وفخر غزى جسده بارتياح يخرج من صدره وابتسامه حلوه تنمو تدريجياً ،اخذ نفس عميق بحاول كبت فرحته برد فعلها حتى لو عليه هو وقال:تمام،اسمع كلامها ،وإياك،سامع إياك تدى أى حد معلومه عنها.
حمحم مبتسماً وأكمل بعدما هز كتفيه وهندم معطفه:غيرى طبعا.
1
رفع منير يديه مستسلما وردد:اعذرنى ياباشا انت حبيبي بس العمر مش بعزقه .
هارون: ياسيدى خلاص ،بس هى فين حتى؟
منير:وحياتك يا باشا ما أعرف.
زفر بغضب يزم شفتيه معا ثم وقف قائلا:ماشى يا منير،سلام.
خرج من المكان كله بعدما يأس من معرفة اين هى.
جلس فى سيارته يغمض عينيه بتعب يفكر اين يمكن أن تكون او حتى ماهو عنوان بيتها يفكر هل سيذهب بنفسه الى منطقه عشوائيه كهذه حتى لو من أجلها؟
انتفض على رنين هاتفه يأمل أن تكن هى لكن ذهبت كل أحلامه سدى بعدما شاهد الأتصال من رقم غريب.
اخذ نفس عميق ثم فتح المكالمه يقول: ألو.
اتاه الرد من صوت ذكورى يردد:الو.. هارون الصواف؟
هارون: ايوه.
رد الطرف الآخر: أنا مأمور قسم مدينة نصر،انت عارف إن عمك محجوز عندنا على ذمة قضيه ولسه التحقيقات شغاله بس هو بقاله كذا يوم تعبان وفى المستشفى وحالته بتسوء يوم عن يوم.
رمش هارون بعينيه مصدوم يفكر ثم قال: بقاله كذا يوم؟!يعنى أول امبارح كان فين؟
المأمور:فى المستشفى،قاطع أكل وشرب،بصراحه هو من ساعه ما كنت عنده ومشيت ودى حالته حتى رفض إننا نبلغك بس دلوقتي الحالة ساءت اكتر وكان لازم حد من أهله يعرف وتقريبا مالوش حد غيرك .
خرج نفس متعب من فم هارون يكاد يبكى،تأكد.... عمه برئ من محاولات قتله،لم يبادر بأذيته بينما هو فعل وألقاه فى السجن ،حتى لم يكلف نفسه عناء البحث اكثر حول الموضوع.
8
دارت الدنيا به ينزل الهاتف من على أذنه تدريجياً يبحث بل يستجدى وجود شخص واحد فقط...غنوة.. أين هى الأن كى يشكى لها كل ما بصدره.
ما يٌفعل به وما فعله هو وذلك الشخص الذي يريد حياته،يريدها الآن حقا.
تنهد بعمق يصك على أسنانه بعجز لا يعلم أين يذهب أولا ؟ايذهب ليرى عمه ،ذلك المسكين الذي ظلمه دون أى تريث او تدقيق،ام يذهب لمن يجد بها راحته يلقى بما فى قلبه ربما يستريح.
ضرب مقود السيارة بيده ثم مال ينام عليه يردد باحتياج: أنتى فين يا غنوة....
____________سوما العربى_________
-انت فين يا ماجد لحد دلوقتي.
كان هذا صوت فريال يخرج بغل من بين اسنانها المصكوكه تتحدث بخوفت نظراً لذلك التجمع العائلى خلفها بناء على أمر مصطفى كبير العائلة فكما قال يجب أن يحاسب كل شخص بما فعل فى الماضى .
رد ماجد عليها بهدوء شديد ثم قال:اهدى بس مش عارف إيه الى معصبك أوى كده؟!
استطشاطت غضبا من بروده تردد:انت إيه البرود ده،بقولك عاملين قاعده والكل هيتحاسب،البت دى شكلها عارفه كتير ولو نطقت هنضيع انا وأنت.
زمت شفتيها بغل تردد: انا مش عارفه ازاى سمعت كلامك سبتها عايشه لحد دلوقتي.
زجرها بغل يردد:فريااااال،لو حد مس فيروز بحاجة مش هتقدرى تتوقعى رد فعلى،انتى ليكى أن كل حاجه تفضل ماشيه تمام ،لكن فيروز لأ ،فيروز لأ ،لو حد مسها أنا هقلب الليله كلها .
7
زاد الغل بقلبها وهى تجد اصبعها تحت أسنانه تردد:ماشى.. هتعمل ايه بقا فى التحقيق ده.
تحدث بمنتهى البساطة يقول:انا جاى اقلب لهم القاعدة دى حالا أنا على الباب خلاص.
بالفعل دق جرس الباب وذهبت الخادمه تفتح له فدلف للداخل يقبض على مجلد ورقى بيده يرى الكل مجتمع حتى ندى حاضره.
ابتسم بتلاعب يقول: الله الله إيه القاعدة الحلوه دي،متجمعين عند النبى أن شاء الله.
لم يهتز ثبات مصطفى إنما تحدث برزانه: القاعدة دى عشان أن وقت الحساب،والكل هيتحاسب.
+
خص محمود بنظره حاده وأكمل:وأولهم ابنى الكبير الى ضحك على عقل عيله صغيره واستغلها عشان غلبانه وكمان رمى لحمه،ومرات ابنى الى كذبت وقالت أنى ورا كل ده و...
قاطعه ماجد يردد: جدى... انا أسف على قطع كلامك بس مش أسف على إلى هقولو ده،بس أنا امى مظلومه.
اتسعت أعين مصطفى وكذلك فيروز تترقب القادم،وبالفعل التف لها ماجد يشير عليها ثم قال:البنت دى هى الى كذابه،هى مش بنت محمود الدهبى اصلا.
وقفت تصرخ به عالياً:انت كذااب.
أبتسم لها وكأنه يقول إنه قد سبق وطلب التفاوض معها وهى رفضت.
أخرج اوراق من ذلك ثم قال:بابا جابها ودخل بيها هنا بس مافكرش يعمل لها DNA.
صمت خيم على الجميع فأكمل هو:اعذرنى يا بابا انى اخدت الخطوه مكانك،بس كان لازم أتأكد ،للأسف فيروز مش مننا خالص وادى نتيجة التحاليل.
هب الكل من مقعده انظارهم مسلطه كالسوط على فيروز المصدومه....
كانت تتلفت حولها بتوجس ،تبتلع رمقها بعدم ارتياح،ارادت التنزه مع شقيقتها والاستمتاع بجو اخوى دافئ تجرب شعوره لأول مره.
لم تكن تعلم أن شقيقتها والتى من المفترض أنها أكبر منها بعامان ستفعل ذلك.
أجلت صوتها محمحمه ثم قالت:غنوة انا مقدره مشاعرك ومش عايزه اجرحك بس ليه ؟هااا ليه؟! أنا قولتلك تعالى نخرج.
نظرت غنوة لها بعبوس تردد:مش انتى الى قولتيلى خدينى لأكتر مكان بترتاحى فيه ؟!
صرخت نغم بجنون: تقومى تجبينى المقابر!!!
ردت غنوة بإصرار شديد:ايوه عند أبويا.
غزى الشجن صوتها ولمع الدمع بعينها تخبرها بصوت مبحوح بعدما ضمت كتفيها نسبياً فظهرت ضعيفه لأول مره وهى تقول:كنت عايزه أعرفه عليكى،واقوله  يطمن وانه ماسبنيش بطولى فى الدنيا.
رفعت وجهها لشقيقتها فشهقت نغم وهى ترى الدمع قد اغرق وجهها تردد: اصله كان شايل همى طول ماهو تعبان ،كان خايف يموت ويسيبنى،بس انا كنت دايما متأكدة أنه هيفضل معايا ،انا عارفه إن كلنا هنموت بس عند الى بنحبهم بيختفى المنطق ،كنت مهما يتعب ونلف على مستشفيات ويتعالج ويتعب ويقوم بردو ببقى شايفه انه هيفضل معايا وعمره مايفارقنى،كنت اهله مش بنته وهو كان كل دنيتى،ولحد دلوقتي هو كل دنيتي وحياتى واقفه عليه.
اخذت نفس عالى تحاول كبت دموعها وقالت:من يوم موته وانا مش عارفه أخد خطوه جديده فى حياتى وبضيع فرص كتير.
زوت نغم مابين حاجبيها تسأل مستغربه: أيوه بس انتى شاطره اوى فى شغلك،انا عملت سيرش كده بالصدفة على الأماكن الى بتشتغلى فيها ،كنت فاكره مش هلاقى معلومات وأنها شركات كده مش اوى ،بس اتفاجئت إنها شركات كبيره.
لكزتها فى كتفها مع غمزه عابثه تردد:وبتاخدى مرتب واو على فكره.
اعتدلت فى وقفتها تسأل:بس سؤال ضرورى بقا،فلوسك دى كلها بتروح فين.
ضحكت غنوة وقالت: اصلى مبذره أوى مش بعرف اشيل قرش.
نغم:غريبه جدا انتى حتى لحد دلوقتي مش عندك عربيه ولا جبتى شقه حتى ولو صغيره ،ولبسك حلو اوي بس مش براند يعنى ،مبذره ازاى بقا.
التفت لها غنوة تردد: خروج بقا وأكل ،اكل ،يااااه أنا بحب الأكل اوى،هو بالنسبة لى ألذ لذة فى الحياه.
11
نظرت حولها وجدت الشمس اوشكت على الغروب وبدأ ضوء النهار يخفض تدريجيا ممتزجا بسواد طفيف من بداية الليل .
اخذت نفس عميق ووضعت يدها على كتف شقيقتها مردده:الجو بدأ يضلم يالى بينا نمشى.
نغم متنهده:ايوه أنا تعبت ومحتاجة أروح.
غنوة: لأ تروحى ايه؟انتى أكلتى كشرى مصرى من يوم ما جيتى؟
التمعت أعين نغم تردد: لأ لسه.


غنوة بعدم رضا:طب وده ينفع بردو،لازم نروح دلوقتي وبعدها اقدر اقولك Welcome in Egypt.
ضحكت نغم تسير معها وتخرج من ذلك الحوش الواسع مردده السلام على أهل المكان الذي يعمه السكون تدعو بالرحمه والمغفره لوالدها.
لكنها لم تغادر المكان بعد وإنما تقدمت تدفع أحد الابواب والقلق ينهش قلبها أكثر وأكثر.
ترى رجل ثمين الجثه بملامح غليظه وصوت اغلظ يردد: أنتى مين يا ابله.
رمشت بعيناها تردد: امال فين أهل المكان.
رد عليها بصوته الغير مريح يقول:عم شعبان مات اديلوا اسبوعين وبنته جت عربيه فيخمه وفيها اتنين رجاله واخدوها ومشوا .
ارتعد قلب غنوة تردد صارخه به: إيه؟!اتنين رجاله ايه؟مين دول ؟وازاى تسيبوهم ياخدوها ويمشوا عادى؟!
تحدث الرجل بقلة حيلة: والله ما نعرف يا ابله ،انا اصلا ماكنتش هنا دول الناس الى حكولى وقالوا إنهم أبوها وأخوها عشان كده سابوها وأنا لما لاقيت المطرح بقا فاضى اخدته بدل النومه فى الطل.
كانت نغم تستمع لكل شيء بجهل شديد عن مايقال او حتى عن هوية تلك الفتاه بينما غنوة تهز رأسها باستنكار شديد تردد: هو إيه الى أبوها واخوها ،مانت بنفسك لسه قايلى عم شعبان مات من اسبوعين يبقى أزاى أبوها بالعقل كده؟ايه ليها أبين؟!
فكر الرجل قليلا بحديثها يقول:اى والله عندك حق ،بس وانا بأيدى ايه نعمله بس يا أبله؟
زمت شفتيها بضيق وقلق كبير ينمو بداخلها على تلك الفتاه ذات العيون الرماديه.
تعلم أنها عانت الكثير فى حياتها،حتى تعليمها لم تستطع إكماله رغم ذكائها واجتهادها.
هزت رأسها بتصميم تردد:ماشى ماتعملش انت حاجه،بس أنا مش هسكت.
خرجت من المكان تتبعها نغم تسير بمحاذتها تسأل بفضول واستغراب: مين البنت دى يا غنوة وتعرفيها منين؟وايه حكاية باباها مات وجه راجل اخدها.
غنوة بعدم ارتياح تفكر فيما يمكن أن يحدث لتلك الفتاه وهى وحدها ،نظرت لأختها تقول بقلق:دى بنت اعرفها من كذا سنه ،عايشه هنا فى المقابر قريبه من مدفن بابا زى ما شوفتى،اهلها فقرا او تقريباً معدمين،اتعرفت عليها وساعدتها أنها تلاقى شغل كويس فى مكان كويس عشان تساعد فى علاج مامتها وباباها،الموضوع أخد وقت لانها تعتبر معاها اعداديه بس؟
نغم بصدمه: معقول؟
غنوة متنهده بأسى:ده كده حلو او على ظروفها هى تعتبر بطله ،كمان هى خلصت ثانوي بمجموع كبير بس ماكنتش أد مصاريف الكليه الى بتحلم بيها ،لا دى ماكنتش معاها حتى تمن سحب الملف من مدرستها،انتى متخيله؟
خرجت للطريق العام توقف إحدى سيارات الأجرة تصعد فيه هى وشقيقتها التى اردفت بحزن وفضول:كملى.
بغصه يملؤها الألم أكملت: ساعتها أنا كمان كنت لسه متخرجه ومامسكتش شغل جامد يعنى ،دخلت مجال تنظيم الافراح والمناسبات ده صدفه،كنت معزومه فى فرح واحده صاحبتى من الكليه بس كانت متجوزه واحد ابن ناس اوى،حصل أعطال كتير فى اليوم كان قرب يبوز،حاولت أتدخل واساعد فى تنظيم اليوم،صاحبتى بقا ،كانت منهاره وبتعيط وأنا نفسى الحق معاها يومها،وبس....شافتنى مديرة المكان وعجبها زوقى وان عندى حسن تصرف،اخدتنى علمتنى الشغلانه ومنها بقا اتنقلت من حاجه لحاجه.
كانت نغم تسمعها وهى فخوره بها تبتسم مردده: براڤو بجد يا غنوة انا مبسوطه انى عندى أخت زيك.
ابتسمت لها غنوة ونظرت بجوارها من النفاذه تشرد فى الطريق وهى تكمل:حسيت اني ربنا رزقني لمجرد بس انى فكرت أساعد البنت دى ،وفعلا ماهدتش إلا لما لاقيت لها شغل كويس فى محل الماظ،سيلر .
زمت شفتيها بحزن وأسى تكمل: فرحت اوى بالمرتب،مكان نضيف زى ده بيدى مرتب واو،افتكرت إن الدنيا خلاص ضحكت لها وهتقدر تكمل تعليمها من مرتبها .
ضحكت بحزن تكمل :راحت الدنيا قالت لها تعالى حلوه رايحه فين انتى هتفرحى وتعيشى سنك وكده ،خدى عندك امك عندها كانسر ومرتبك يادوب يادوب حق الجلسات والعلاج، ماتت امها بعد مده طويله من المرض والبهدله، قامت الدنيا بردو قالت لها لأ صحصحى معايا كده ابوكى مريض عنده مايه على الرئه ولازم يتعالج،وفضل ابوها يتعالج وهى مابين شغلها واللف بيه على المستشفيات لحد ما مات.
دمعه حاره هبطت على وجنتها ،اغمضت عيناها بأسى ثم قالت:وكأن الدنيا دى مش بتمس إلا الطيبين،تدوس عليهم وتخلى الناس كمان تدوسهم،كانها بتخاف تهوب ناحية الوحشين ... تقريبا الشخص الوحش هو الى بيعرف يعيش يا نغم،اوعى،اوعى تكونى طيبه.
5
التفت تنظر لها بأعين حمراء بها رساله واضحه وقالت: اوعى تبقى طيبه ولا تعملى الى يرضى الناس ،خدى من الدنيا كل الى انتى عايزاه،حتى لو هتاخديه منى أنا شخصياً،الطيبه مش بتنفع صاحبها ،بالعكس بتأذيه.
شعرت نغم بوضوح رسالة شقيقتها لها،حسن هو المعنى بالتأكيد.
اشاحت بعينها تتهرب من شفافية أختها،الكلام سهل،لكن تطبيقه صعب،هناك عقبات كثيرة.
شعورها بوجود شئ حتى الآن بينه وبين شقيقتها الوحيده،والدته والتى على مايبدو رافضه تماماً لأى صله قد تجمع ابنها بها،كذلك فرق الشخطيه والطباع.
فكأن كل منهما قدم من عالم موازى مختلف.
حاولت تغيير مجرى الحديث وقالت بمشاكسه: المهم تقوليلي وخدانى كده ورايحه فين ،اوعى تكونى خطفانى.
ابتسمت غنوة بألم تتغاضى عن مراوغة شقيقتها وأنها تتعمد التشويش عن الحديث فى هذا الأمر خصيصاً،لم يفت بكل تأكيد عليها عدم خروجها ثانيه من البيت ولا هروبها من واقعها بالنوم،كذلك حسن الذى على ما يبدو قد خاصم بيتهم رغم عيناه الخائنه التى تتلهف بوضوح كلما فتح باب او شباك من طابقهم.
بالتأكيد العشره تحكم عندما استطاعت رؤية الإحباط يقفز من عيناه وهو يراها هى من ظهرت وليست نغم.
على مايبدو ان حسن استطاع أخيرا تحديد هوية مشاعره ،تقريبا بفعلته هذه لم يساعد نفسه فقط وإنما ساعدها أيضا فى تحديدها.
صدح صوتها توقف السائق مردده:ايوه هنا لو سمحت.
ترجلت من السياره تقول لشقيقتها التى ترجلت بعدها هى الأخرى:هأكلك كشرى،يخليكى طول الليل تسقفى.
ضحكت نغم ومشت بحماس لجوارها تقول:يااااااه انا متحمسه اووى،يالا بينا.
سحبتها غنوة سريعا ودلفت بها للداخل .
________سوما العربي__________
كانت أعين الكل مسلطه عليها بأتهام واضح وصريح لا ثانى له.
اغمضت عيناها تبتسم بألم،فماذا ظنت هى،كم كانت ساذجه جدا.
فتحت عيناها تأخذ نفس عميق ونظرت لمحمود وقالت: إيه رأيك في الكلام ده؟
صرخ مصطفى بها يردد : أنتى كنتى بتنصبى علينا يا بنت؟
أخذت نفس عميق ثم نظرت لماجد الذي ينظر لها بألم عيناه تخبرها أنه لم يكن يملك خيار آخر كى يمتلكها.
عاودت النظر لمحمود تسأله: إيه ؟!ماردتش يعنى.
مازال بموقفه الضغيف السلبى ،الطبع لا يتغير ولا الشخصية حتى لو تقدمت السنون.
ابتسامة ألم تكونت على جانب ثغرها المزموم ،اخذت نفس عميق تنظر لماجد.
لتنتهز فريال الفرصه التى أتت تحت قدميها وصرخت : أنا قولت دى حتة بت نصابه جت تتبلى عليا ،كانت عايزه تولع البيت حريقه ، طماعه وكمان بتتطاول على اسيادها بنت امها فعلاً.
اتجهت لها على الفور عيون فيروز ترتكز عليها بغضب وهى تردد من بين أسنانها وانيابها:اخرسى ،سامعه أخرسى خالص.
اتسعت أعين فريال من تلك الأهانه الشديدة تصرخ بها:يا جربوعه يا زباله أنا هعرفك ازاى تتكلمى معايا كده.
فيروز بوعيد وغل: انا الى هعرفك أزاى تتكلمى معايا كده وازاى تتجرأى تجيبى سيرة أمى.
نظرت لمحمود تقول له باحتقار:خليك فاكر أنها وقفت هى وابنها شتمونى انا وامى وكمان شككوا فى نسبى،يعنى شككوا فى شرف امى وأنت واقف ساكت مادفعتش عنى.
كان محمود صامت بضعف وتشويش ،لكن فريال كان لديها من الغل والتبجح مايكفى لتصرخ بها:ده تحليلDNA يعنى من الأخر.
نظرت لهم جميعاً ،واختصت ماجد بنظره مطوله ثم قالت:خليكوا فاكرين الى حصل دلوقتي عشان انا مش هنساه عمرى كله.
بحركه سريعه منها تحت ترقب واستغراب الجميع خلعت جوارب قدميها تظهر قدمها اليسرى ،تحديا إصبع قدمها الكبير .
اتسعت أعين مصطفى ومحمود وهم يشاهدون شكل عقلة إصبعها وتلك العاهه المختفيه التى يحملها محمود بتقوص ظافر قدمه مع بروز صغير فى عظمتها كذلك لديها نفس "الوحمه "البنيه على جلد قدمها اليسرى كما هى بنفس الشكل الأستداره بنفس القدم اليسرى عند محمود.
اغمض مصطفى عينه بخزى وألم،لثانى مره يشعر بالضأله أمام تلك الصغيره.
ومحمود يتفاقم الألم داخله ينظر لها بعجر لا يستطيع النظر بوجهها.
الكل منشغل مصدوم وكانت هى بالقرب الكافى لفريال تقول لها من بين اسنانها: أنا كنت ساكته عليكى انتى والواد ده ،بس خليكى فاكره انتى بديتى الحرب بطريقتك ،نهايتها بقا عندى.
بكل ثقه ورأس مرفوع عاليا تقدمت بخطى ثابتة نحو الباب .
اتسعت أعين الكل ينظرون لها بصدمه ، ماجد كان أكثر لم تكن صدمه واحده بل صدمات علاوة على ورطه وقع فيها.
اول من استطاع التحدث كان محمود،يصرخ بها عاليا: فيروز ،انتى رايحه فين.
وقفت عند الباب تردد: ماشيه.
تدخل مصطفى يردد:تمشى ازاى ،فى بنت محترمه تسيب بيت اهلها.
نظرت له بحاجب مرفوع فحمحم يخفض حدة صوته قليلا ثم يقول: إحنا غلطنا بس ماعلش ده كان هيبقى تصرف اى حد فى موقفنا ،احنا كلنا متفاجئين.
ظلت واقفه لم تتحرك بها عضله واحده ،اخذ نفس عميق ثم قال:طب ايه يرضيكى.
بأنف مرفوع واعين متبلده تنظر عليهم من فوق رددت: فريال تعتذرلى.
صرخت فريال وسط صدمتهم تردد:اييه ،انتى اكيد اتجن....
قاطعتها فيروز بقوه وثبات رهيبان: تعتذرلى وتعتذر عن أنها بس جابت سيرة امى.
صدح صوت مصطفى يأمر فريال:اعتذرى لها يا فريال.
استطشاطت عيناها بغل وهمت كى تصرخ رافضه ،لكنه ضرب الارض بعكازه يأمرها مجددا بحسم: قولت اعتذرى لها.
ضيق عيناه بنظراته عليها واردف:دى أقل حاجه بالنسبة للى عملتيه فيها هى وأمها يابنت عمران.
ظل الصمت الرهيب يخيم على المكان لدقيقة كامله،الى ان تقدمت فريال بعدما حسبت حسبتها سريعاً ووقفت مرغمه أمام فيروز التى تناظرها بكره وقالت:بعتذرلك،انتى والست...والدتك.
بأبتسامه مهينه رددت فيروز فوراً:اعتذارك غير مقبول يا فريال.
تحركت خطوات أمام الجمع المصدوم تنوى الصعود لغرفتها.
لكنها توقفت فجأة واستدارت ببطء تنادى:ماااجد.
اغمض عينيه،هل حان دوره هو الأخر؟
فتح عيناه يراها تبتسم له وكأنها تخبره استعد للقادم.
بالفعل صدح صوتها بسؤال ضرورى وبديهى تقول: السؤال هنا بقا ليه ماجد اخووويا،يعمل كده ،ليه يزور نتيجة التحاليل،هو أصلا جاب منين عينين لينا يحللهم؟بينجم ولا بيسحر؟ولااا يمكن مخاوى.
غمزت له بعينها عبثاً،وهو فمه مفتوح بصدمه يدرك.
ببساطه فيروز كانت تتلاعب به،هى على علم بأدق أدق التفاصيل.
لعن نفسه وغباءه مره واحده،فإن كانت على علم بحساسيته الوراثيه وأيضاً سره الخطير هو وفريال ،ألن تعلم بأن والدها لديه نفس أصبع القدم حتى تلك البقعة على الجلد فى نفس المكان.
يظن نفسه ذكياً ولا غبى سواه هنا،تلك الصغيره تلاعبت به ،كانت كمن وضع على جبينه ملصق طريف جعله شديد الغباء مثير للسخرية.
صدح صوته عاليا ينقذ ما يمكن إنقاذه: وانا هعمل كده ليه،أكيد فى غلطة من عند المعمل،انا شايل العيله دى بروحى وعقلى.
نطق بصوت متضرع يخصها وحدها: وقلبى.
كان الغل مازال يفوح من عينها ،بل ربما زاد معدله عنما قبل.
صدح صوت مصطفى يردد: أكيد غلطه ،ماجد يفضى روحه بالعيله كلها وهو الى شايل كل حاجه فوق كتافه.
كتفت ذراعيها حول صدرها تردد بحسم: بردو ماحدش رد على سؤالي جاب عينة التحليل منين.
جاوب سريعاً:كنا بنحلق انا وهو اول امبارح سوا واخدته من بعد ما خلص من غير ما يعرف.
زمت شفتيها معجبه بسرعة تحضيره الرد تسأل: وأنا؟
تنهد مجيبا:من فرشة شعرك.
هزت رأسها تردد: لأ برافو يا ميجو.. فعلاً برافو.
تقدمت تصعد الدرج تاركه الجميع يغروقون بمشاعر متضاربه .
____________سوما العربي________
تقدمت فى الشارع الضيق المؤدى للحاره التى تقطن بها تتحدث مع شقيقتها بعدما قضيا وقتا طويلا خارج البيت .
كانت نتيجتها أنه لا يوجد بينهما أى شىء واحد مشترك،سوى تلك الروح الجميله والملامح خصوصاً العينين فهى واحده رغم اختلاف لون حدقتيهما.
كأنهما الشرق والغرب ،لكنهما عالم واحد بكل تأكيد.
تنظر كل واحدة للأخرى وتبتسم مقره ذلك.
تنهدت غنوة مفكره:لازم ادور على فيروز،اكيد هى دلوقتي في مشكله كبيره.
نغم:فيروز مين؟
صكت غنوة أسنانها تردد:البنت اللي حكيتلك عنها.
نغم:اااااه،،طب وانتى هتوصلى لها أزاى؟
غنوه:هروح بكره محل المجوهرات الى بتشتغل فيه يمكن تكون عرفت تروح،او اى حد عارف اى معلومة عنها.
توقفا على صوت أحدهم ينادى،ومن غيره.
أنه الشاطر حسن،ينادى بأسم غنوة،لم ينادى بغيره.
بالتأكيد فهى الأقرب له،وهلى مايبدو ستظل.
هذا ماجال بخاطر نغم وهى تتعمد عدم النظر له،الرساله واضحه ومباشره،لا يهتم سوى لغنوة وهو جارها منذ زمن،بالتأكيد لديهم حكايات سويا
حتى لو كانت غنوة تقارب على الميل ناحية ذلك المدعو هارون ،لكن حسن،المهم حسن ومن يريد الآن.
بينما هى تفكر بهكذا طريقه تتحاشى النظر له،كانت عيناه ترجو نظره واحده منها له لتخبرها عيناه كم أشتاق لها.
منذ فتره وهو يجلس فى مهنته الجديدة الذى امتنها حديثا مذ قدمت تلك الماكينه الألمانية وقد عين نفسه حارس شخصي لها يربط أمام البيت يترقب كل تحركاتها.
مجرد خمس دقائق،خمسة دقائق فقط غاب فيهم داخل دكانه وخرج ليجدها تسير بجوار شقيقتها بنهاية الحاره لا يعرف لاين تتجهان.
ومن لحظتها وهو لم يتوارب عن مراقبة الحاره ربما تعود.
أول ما رأهم لم يستطيع سوى اتباع عادته ونادى على صديقة الطفولة لكن المقصد كان محبوبة القلب والعين.
-كنتوا فين.
كان يتحدث بها بصوت ونظرات لهوفه لم تتوارى عن وجه نغم.
فهمت غنوة مشفقه عليه ورددت:كنت بفسح نغم وكمان ندردش سوى انت عارف،احنا اخوات مابقلناش كتير وكان لازمنا خروجه.
بنفس متهدج وقلب ملتاع على تلك التى تحرمه حتى النظره سأل:طب انتو كويسين؟!
ابتسمت غنوة،تقسم أنه لا يهتك سوى لنغم،نظرته واضحه للأعمى ،تتمنى ان يكن حدثها صحيح رغم خوفها من العواقب.
تعرف والدته جيداً وتعلم طباعها.
رددت وهى تنظر لوجه اختها تمثل به الامبالاه لا تنظر لحسن :الحمد لله.
بصدر يصرخ يأس خرج صوته يسأل من جديد:مش محتاجين اى حاجه؟
غنوة بيأس وإشفاق: لأ ياحسن شكراً.
عندما فقدت الامل في استجابة شقيقتها رددت:عنئذنك .
ردد بصوت لولا الملامه لظهر به البكاء يقول:اتفضلوا.
سحبت شقيقتها معها للداخل تغلق الباب تهم بفتح الموضوع معها لن تترك كل شئ غامض مبهم هكذا .
لكن نغم كانت وكأنها قرأت افكارها وعلمت نوياها فقالت مباغته: محتاجه انام.
بالفعل تحركت سريعاً فنادت عليها: نغم احنا محتاجين نتكلم.
رددت نغم بتعب: أكيد ،بس ممكن بكره.
ابتسمت مكمله: هنروح من بعض فين؟
غنوة بتنهيده حاره:ماشى يانغم،تصبحى على خير.
صباح يوم جديد
كان كالشريد يجلس على أعتاب شركة لمى ينظرها.
الفرق الوحيد بينه وبين المشردين أنه يملك سياره يجلس بها.
كانت عينه حمراء لم يذق طعما للنوم ،لقاءه بعمه كان كارثى.
+
غياب غنوة عنه يحرقه حيا،الغيظ بداخله ينمو ،من أين ظهرت له من الأساس كى يفعل به غيابها كل هذا.
انه يوم،مجرد يوم...لكنها تبدو وكأنها معتمده غيابها بدليل أنها أتت عملها أمس وانهته على اكمل وجه حسبما عرف من موظفة الأستقبال،ايضا تغلق هاتفها كى لا يتمكن من محادثتها.
من هى كى تسمح لنفسها ان تفعل بهارون الصواف كل ذلك،ليراها فقط ،يقسم أن يجعلها تعرف جيدا مقامها.
اهتز فكه بغل وهو يرى سيارة أجرة تتوقف بعد سيارته وتترجل منها بكل حسنها وبهائها.
بمنتهى الثبات والوقار ترجل من سيارته،تحرك بخطى ثابتة نحوها.
لا سلام ولا كلام فقط سحبها بيده من يدها وعينه تنذر عن غضب شديد.
كانت تتحرك خلفه مٌسيره وليست مٌخيره وهو يقودها يفتح باب السيارة لتصعد دون اى اعتراض و التف حول السياره يصعد هو الآخر.
انفاس عاليه غاضبه،وصمت تام مخيف.
بصوت خافت لكن به من الرعب والحسم مايكفى ردد:إحنا هنتجوز النهاردة......
صباح نفس اليوم
كانت تقف فى ميعادها على المضبوط،تهندم معطفها البمبى المصنوع من قماش الجوخ على بنطال من الجلد الأسود بحذاء اسود لامع تدخل نهاية بنطالها به،احكمت لف حجابها الاسود ولم تنسى الشئ الأساسى المميز بها.... كحل عينيها.
خرجت من غرفتها وذهبت لغرفة شقيقتها تفتح الباب بهدوء ،وكما توقعت وجدتها غارقه فى النوم الذي تتهرب فيه من أى شىء دوماً.
أغلقت الباب عليها ثانية ثم خرجت تتناول حقيبة يدها تهم كى تفتح باب الشقه كى تغادر لعملها .
لكنها توقفت مستغربه وهى ترى اشجان تقف امامها مرتديه عباءه سوداء وبيدها حقيبة سفر صغيره.
زوت مابين حاجبيها تسأل: إيه ده؟!انتى مسافره؟
زمت شفتيها بيأس تقول: حصلت حالة وفاه عند أهل امى فى الصعيد ولازم اروح.
فتحت غنوة شفتيها بصدمه تردد:ياااه الصعيد،ده بعيد أوى.
رددت أشجان بقله حيله:هعمل ايه بقا ظروف،المهم تخلى بالك من نفسك لحد ما ارجع ،فاهمه.
هزت غنوة رأسها تردد: ماشى،هاجى معاكى اوصلك.
رفضت أشجان بحزم تقول: لأ روحى انتى على شغلك عشان ما تتأخريش وأنا هتكل على الله محطة مصر قريبه.
غنوة باعتراض:بس...
قاطعتها أشجان بإصرار: مابسش،يالا ربنا معاكى.
بالفعل خرجت كل منهما اتجهت أشجان لمحطة القطار بينما غنوة اتجهت اولا لذلك المكان الذي كانت تعمل به فيروز تسأل عن اى معلومه عنها،وهل أتت ؟
لكن احبطتت كل محاولاتها،فقد اخبروها أنها منذ فتره لم تأتى ولا أحد لديه اى معلومه عنها.
وهى تعلم،فيروز ليست تلك الشخصيه التى تنخرط مع الجميع وتكون صداقات قويه،دائما وطوال كل السنوات التى عرفتها بها كانت القريبه البعيدة.
كانت قريبه فهى موجوده فى حياتها بشكل كبير كل فتره يتقابلان تجلس كل منهما تخبر الأخرى انها حزينه وان الحياة ليست عادله بما يكفى.
عندما تشعر بانقباض فى صدرها كانت هى اول من تفكر فيها للحديث معها والعكس.
لكنها البعيدة ايضا فهى لم تكن تحكى عنها الكثير فقط أطراف المواضيع..مثل تعب والدتها ثم والدها واعجابها بشاب إسمه عمر.
كانت غنوة دائما تراها هكذا وعلى ما يبدو انه ألان.. الآن فقط شعرت انها لا تفرق كثيرا عن فيروز.
هى أيضا بالنسبه للجميع القريبه البعيدة حتى شقيقتها التى ظهرت لها من الاشئ،هى كذلك معها تجلس وتحكى تقص هوامش المواضيع بينما نغم عفويه وما بقلبه تقوله سريعاً.

زمت شفتيها بيأس وعجز كيف تتصرف ،ومن هذان الرجلان اللذان اتيا واخذوها معهم،وكيف يقولان انهما والدها وشقيقها وقد مات العم شعبان كما قال ذلك الرجل.
بالتأكيد فيروز الأن فى ورطة كبيرة وتحتاج لمساعدة ،ربما كانت مخطوفه او تم الأتجار بها.
تدعو وتبتهل إلا يكن حدثها صحيح ،نظرت فى ساعة  يدها وجدت أن الوقت تأخر كثيراً .
يجب ان تذهب لعملها ،ويجب عليها التفكير أيضا كيف ومن سيوصلها لتلك المسكينه فيروز.
وصلت لعملها تترجل من سيارة الأجرة تخرج النقود من حقيبتها تعطيها للسائق ثم تسير عدة خطوات وهى تحاول غلق حقيبة يدها لا ترى امامها ولم تلاحظ أحد.
شهقت وهى تجد يد تقبض على يدها تسحبها دون سلام او كلام .
بالطبع عرفته،تعرفه من بين ألف رجل.
ظل يقودها دون التفوه بحرف يتجه ناحية سيارته يفتح لها الباب يطلب بأمر دون التحدث ان تصعد.
لم تجادل خصوصا بحالته تلك مع احمرار عينيه،هل شعرت بالقلق عليه؟
حالته كانت مذريه لدرجه كبيره ،ملابسه ليست بتلك الهندمه والترتيب الذان تعودت على أن تراه بهما.
استدار حول السياره يصعد هو الآخر بمكانه خلف عجلة القيادة يبدو كمن خرج من حرب طاحنه للتو.
وتحدث بطريقه فيها من الثبات والحزم ما يكفي: إحنا هنتجوز النهاردة.
اتسعت عيناها الجميله وفتحت فما ،ماذا يقول هو،على مايبدو انه فقط يخبرها.
رمشت بعينها تحاول فقط الاستيعاب،وهو ينظر لها بترقب ينتظر اى شئ إلا الرفض.
هزت رأسها باستنكار تردد بجنون: أنت بتقول ايه؟
بدأ غضب طفيف ينمو داخله وهو يسألها مستنكراً جداً: إيه؟!مش موافقه ولا ايه؟
اخذت نفس عميق ثم قالت: هارون ماينفعش كده ،احنا مش عيال صغيره ،الجواز ده حاجه كبيره اوى وانا لسه عارفاك ماكملتش اسبوعين،ازاى اتجوزك بس،ده غير انك راجل خاطب ،مش متخيله الى انت بتقولو بجد.
اطبق جفناه بقوه ثم فتحهم ينظر لها يستجديها قائلا:غنوة أنا بجد محتاجك في حياتى اوى،قولتلك قبل كده أنا من وقت ما شوفتك وأنا مش بلاقى الراحه إلا وانتى معايا ،انا محتاج اقرب منك بطريقة اكبر ،نفسى انام فى حضنك واحكيلك على كل الى بيحصل معايا،انا متدمر من كل ناحيه.
مد يده يتناول كف يدها وبعيون لامعه  لرجل يقسم ألا يرى اى شخص ضعفه قال: أنتى الشخص الوحيد الى بيطيب روحى،انا فى صراع مع شخص أنا نفسى مش عارفه ولا عارف بيعمل كده ليه؟
سحبت يدها من يده تزم شفتيها بتوتر ،زوى مابين حاجبيه وهو يرى تلبكها متأكد من كونها تريد قول شيء وتمنعه بالقوه فسأل:فى ايه يا غنوة؟
اهتزت شفتيها تحاول التحدث بصعوبه ،حسمت امرها وقالت:بس بيتهيئلى أنا عرفت مين بيحاول يعمل فيك كده.
استوحشن عيناه ينظر لها بوجه كله غل يسأل:نعم؟! أزاى يعنى؟!
ابتلعت رمقها بصعوبه وبتردد كبير تحت نظراته التى تلتقط كل حركة ورد فعل منها دست يدها فى حقيبتها تخرج هاتفها تسمعه حديث مختار مع ابنته ،فقد كانت سريعة البديهه حاضرة الذهن وقامت بتسجيل كل شيء.
1
كان يصك أسنانه وهو يستمع لحديث مختار القذر عنه يتأكد بما لا يحمل مجال للشك أنه من يحاول قتله ،خصوصا بعدما تأكد أيضا أن عمه كاظم لم يكن هو من يفعل كل ذلك.
ندم كبير غزى عروقه ،ايضا غل وغضب يتراقصان بعيناه.
فرد قدماه وتمدد بظهره بوضع أكثر راحة من شدة تعبه يريح رأسه على ظهر مقعده ،يغمض عيناه وهو يردد بصوت باكى: شوفتى الى انا فيه،وبتقولى عايز تتجوزنى ليه؟
اشفقت عليه كثيراً ،سمحت لنفسها تمد يدها تربط على صدره تهدهده قليلا بإشفاق شديد.
أبتسم من بين ملامح وجهه العابثه المثقله بالهموم ومال برأسه يمرره على كف يدها التى تربط عليه.
قشعريرة لذيذه بشعور جميل غزت جسد كل منهما كأنها ماس كهربائي واصل بينهما.
تحدث وهو مازال يمرر وجنته على جلد يدها قائلا بصوت مبحوح من فرط مشاعره بتلك اللحظه الخطره:لازم نتجوز يا غنوة ،والنهارده،لأ دلوقتي.
أنهى حديثه وهو يميل بشفتيه يطبع قبله على جلد يدها ،فانتفضت كالصاعقة،فقد تسارعت أنفاسها ،قبلته على يدها زلزلت بها شئ ما،حديثه عن زواجه منها بالأساس وحده يهز جبال لمجرد التخيل فقط.
لكنها أبعدت يدها وأشاحت بوجهها صامته ،فاعتدل بجلسته ينظر لها باهتمام مرددا بحيره:مالك بس ؟
زمت شفتيها بحرج ثم وبصعوبة وارتباك أخبرته: أى اتنين بيتجوزوا لازم يكون بيحبوا بعض ،او على الأقل بينهم حاجه.
أبتسم بألم يغمض عينيه بحنان كبير خالى حقا من التلاعب يقول لها:طب ما أنا بحبك يا غنوة حياتي .
7
نظرت له بصدمه واستغراب ،ابتلعت رمقها مجددا بصعوبه ثم قالت: أز.. أزاى؟! إحنا ماكملناش اسبوعين عارفين بعض.
اخذ نفس ساخن يمد يده يتحسس كف يدها وينظر في عيناها مرددا: اسبوعين إيه بس يا غنوتى،انا بحبك من اول يوم شوفتك فيه ،فاكره .
حرر احدى كفيها بكفه التى رفعها يلامس جلد وجنتها مرددا بوله مسحور بجمالها حقا:لما الصدفة اخدتنى للباركينج بتاع المول وسمعت صوت حد بيعيط ،لفيت اشوف فيه ايه ،ولاقيت بنت لابسه فستان جميل،انا حتى لسه فاكر الفستان ده كان اسود فى ابيض،كنتى قاعده بيه على الأرض وبتعيطى ،ولما كلمتك ورفعتى وشك ليا شوفت أحلى عيون اتخلقت فى الدنيا كلها ،يومها كنت بحاول أطول معاكى فى الكلام على أد ما اقدر بس انتى كنتى عايزه تخلصى كلامك معايا وتمشى وانا بتمنى الزمن يقف أصلا.
1
أبتسم ينظر لعيناها الجميله وهو يكمل: حاولت اكون عادى واشوف الى ورايا بس لاقيتنى بدور عليكى زى الأهبل وسط المكان بس للأسف كنتى اختفيتى.
ضحك بسخرية يقول:لحد ما لاقيتك انتى الى جايه تنظمى خطوبتي،هههه،شوفتى سخرية القدر.
تلاشت ضحكته وهو يرى تحول ملامح وجهها تردد:اديك قولت بنفسك ،انت خاطب واحده تانيه.
أغمض عينه بتعب ثم قال: خطوبتي بلمى كلها مصالح وورق وعقود واعتقد أنها كمان عارفه كده والدليل الكلام الى لسه مسمعهولى دلوقتي،وعشان أكون صريح معاكى أنا لسه مش هلغى خطوبتى منها دلوقتي،اللعب مع مختار عايز تكتيك تانى.
اتسعت عيناها لما تسمعه ،عض جانب فمه من الداخل وأكمل : عشان كده إحنا هنتجوز عرفى عند محامى.
7
بغضب كبير أزاحت يده التى كانت ماتزال تلمس بحراره على وجهها تناظره بأعين تطلق الرصاص.
اخذ نفس عميق ثم قال بتروى:مؤقتاً لحد ما انهى كل الابواب المفتحه عليا دى، أنا بينى وبين مختار شغل بمليارات تقريباً كل شغلى وانتى سمعتى بنفسك أنه زى ما انا ماسك عليه ورق هو كمان ماسك عليا ،وواضح ان كمان ده مش عاجبه وبيخطط عشان ياخد كل حاجه.
أشاحت بوجهها بعيدا عنه فوضع يده على كتفها يستجديها ان توافق يلح عليها مرددا:وافقى والله ومش هتندمى ،انا مستحيل أذيكى ده انتى روحى وحبيبتى.
زلزلت الكلمه شئ ما بها فالتفت بوجهها تنظر له بلهفه تسأل:حبيبتك؟!
4
ابتسم لها ابتسامه حلوه يردد بصدق شديد: ايوه،انتى حبيبتى يا غنوة.
لم ينتظر كلمه منها وإنما اعتدل تتسع عيناها باستغراب وهى تسمعه يشعل مقود السيارة يتحرك بها فسألت بقلق:انت رايح فين.
ابتسم لها بعبث وفرحه تملئ وجهه ولم يجيب إنما رفع هاتفه يحادث أحدهم تسمعه وهو يقول: أيوه يا ماجد،تعالالى عند المحامى بتاعى دلوقتي ومعاك بطاقتك وشوفلى واحد كمان معاك.
اتعست عيناها بصدمه فهو يأخذ حتى القرار بدلاً عنها تسمعه وهو يقهقه عالياً يقول لصديقه:ايوه يا واطى ،يالا مستنيك ماتتأخرش.
أغلق الهاتف ينظر لها مبتسماً يردد بسعادة كبيرة: أنا مبسوط اوى اوى يا حبيبتي أنتى مش متخيله.
هزت رأسها باستنكار شديد تسأل:هارون؟!انت بتعمل ايه.
جذب كف يدها يقبله وهو يقود ثم قال بكل ثقه وتأكيد:بعمل الصح ياروح هارون،حياتك بقت حياتى ولازم اخدلك كل قراراتك انتى كل حاجه فيكى هى أنا.
نظرت له بجنون تردد: ايوه بس انا ماوافقتش لسه.
هارون:هتوافقى يا حبيبتي،هتوافقى.
صمتت تنظر له بمشاعر غير محددة الهويه إلى أن وصلا لعند المحامى وجدت شخص ينتظره عند الباب بسيارته فقال لها: ده ماجد صاحبى ،لازم أعرفك عليه، يالا بينا انزلى.
اوقفته من يده تنظر له مطولاً ثم قالت: أيوه بس أنا ليا شروط.
هارون بلهفه:من غير ما تقولى يا حبيبتي النهاردة هيتفتح حساب بإسمك فى البنك وفيه مليون جنيه بأسمك اعتبريه مهرك وكل إلى تؤمرى بيه هيحصل بس ابوس ايدك يالا بينا بسرعه عايزك مراتى دلوقتي.
4
نظرت له بصمت تقول:اوعدنى الأول انك هتنفذ كل الى هطلبه.
من شدة استعجاله قال : اوعدك يالا بقا يا حبيبتي،معاكى بطاقتك؟
امأت رأسها إيجاباً فترجل من سيارته بلهفه مجنونه والتف حول سيارته يفتح لها باب سيارته ثم يصعد لعند المحامى هو وماجد ورجل أخر حضر كشاهد.
بغضمة عين انتهى كل شيء ووقعت على عقد الزواج .
17
وقف من مكانه يضمها له بلهفه مرددا : مبروك يا حبيبتي.
ابتمست بتشوش تقول: الله يبارك فيك بس....قاطعهم ماجد وهو يقف بينهم مرددا بسماجه: ألف الف مبروك والله فرحتلك ياصاحبى ،وشك منور وكأنك اول مره تتجوز.
2
اتعست عيناها بصدمه فلكزه هارون حتى تأوه يردد:ااااه.. إيه فى إيه.
أنذره هارون بعيناه فحمحم مرتبكا يحاول اصلاح ما قاله يردد لغنوة: اصل تأثيرك ساحر أنا شهدت على جوازه كتير عمره ما كان فرح..أااااااااه.
4
كانت أعين على غنوة تتسع بصدمه أكبر وقد ضرب هارون ماجد بقدمه فهو لا يصلح ما قاله بل يزيده سوءاً.
حمحم ماجد وقال:انا بس كنت عايز أقول.... سلام عليكم.
3
تركهم وغادر سريعاً بدل من زيادة الأمر سوءاً أكثر وأكثر.
غادر ماجد ونظرت غنوة لهارون بإتهام واضح فقال مبتسماً:هو ماجد كده دايما هزاره تقيل وبايخ.
كانت صامته تماما ،لا تستطيع تصديقه بكل تأكيد.
اقترب منها يحتضنها ،شعر بإرتجاف جسدها تحت يديه فابتسم يرفع وجهها بأنامله مقابل وجهها وردد ببالغ الحنان والأحتواء بصوت مبحوح: إيه يا حبيبتي بتترعشى كده ليه،انا بقيت جوزك خلاص.
ابتلعت رمقها بصعوبه ولم تتحدث إنما اخفضت وجهها تنظر أرضا تشعر بالتورط،انها قد ورطتت نفسها بشئ مشين مع رجل على مايبدو خبره بما يفعله ومعتاد عليه.
حاول احتضانها واعتصارها داخل صدره يردد:يالا بينا.
2
انتفضت تبعده عنها مردده:على فين.
أبتسم لها يردد بلهفه شوق شديدان:على بيتنا يا حبيبتي.
4
هوى قلبها بين قدميها ،ترى أنها قد تذهب فى طريق الاعوده،لقد تزوجته عرفيا فقط كيف بغضمة عين تنتقل للعيش معه.
5
شحب وجهها وهى تردد:بيتنا ازاى يعنى.
مسح على كتفيها صعودا. هبوطاً بكفيه يردد:هو إيه الى بيتنا ازاى يا حبيبتي انتى خلاص بقيتى مراتى ولازم تيجى معايا دلوقتي .
2
بخوف شديد ونفس متهدج قالت: إيه الى خلاه لازم يعمى؟!ده جواز عرفى يا هارون.
أبتسم لها يقول بتفهم:ماهو بكره العرفى يقلب رسمى لما اخلص حكايتى مع مختار ولحد الوقت ده انا عايزك معايا وجنبى ،فى حضنك بالظبط .
ابتعدت عنه مرتعده تحاول تنظيم تنفسها تهز رأسها بخوف وهلع وقالت: لأ لأ مش هقدر،مش هقدر.
اتسعت عيناه بغضب يردد:هو إيه الى مش هينفع ياغنوة ،انا هنام النهاردة فى حضنك يعنى هنام فى حضنك.
7
هزت رأسها بقوه تردد:مش انت وعدتنى تنفذ كل شروطى؟
هارون:ايوه بس وانتى معايا .
كتفت ذراعيها تحاول إيجادة القوة والثبات تقول:انت اديتنى وعد وانا على اساسه جيت معاك ،لازم تنفذ وعدك وانا عندى شروط مش شرط.
اخذ نفس عميق ثم قال : إيه هى بقا؟!
ابتلعت رمقها بترقب ثم بدأت تقول:اول حاجه أنا مش هينفع اجى اعيش معاك لأن ليا أخت عايشه معايا وهى كبيره مش صغيره لازم امهد لها كل حاجه ،كمان أنا مش هبقى مراتك غير لما اطلع عروسه من بيت بابا،دى امنيتى الوحيده.
تشنج فكه يردد : نعم؟! أنتى النهاردة هتبقى مراتى ودى مافيهاش صبر خالص .
رفعت رأسها تقول بحسم: وهى دى شروطى يا هارون يا كده يا خلاص،هى أصلا ورقه نقطعها  ،هتبقى كل حاجه خلصت.
اتسعت عيناه بغضب شديد وهو يراها تستهون بالرابط الوحيد بينهم،كانت لحظه مضيئه ،شعر حيالها بالندم،عصفورته لم يحكم تقييدها بعد،ربما كان عليه عقد زواج رسمى عليها كى لا تتخذ الأمر لعبه هكذا معتبره ما يربطهم هى مجرد ورقه لو قطعت او وقع عليها كوب ماء لانتهى كل شيء.
1
رفع حاجبه وردد: وماله يا غنوتى ،الغلط يتصلح .
نظرت له متوجسه تسأل: قصدك ايه؟!
أبتسم يقول: أقصد أن جوازنا لازم يبقى رسمى عشان ماتقوليش كده.
اتسعت عيناها  تقول: رسمى؟؟
أبتسم يمسح على رأسها من فوق حجابها وقال: أيوه ياحبيبتي.
حاولت اخذ انفاسها ثم قالت بصعوبه وارتباك:أنا لازم امشى.
هدر عليا بصوت فززها يقول:تمشى تروحى فين بقولك انتى أخيرا بقيتى مراتى.
نظرت لعينه تقول بإصرار شديد: وأنا لسه قايله لك شروطى،كمان أنا عندى شغل دلوقتي مانتظمتش فيه يومين على بعض بسببك.
هارون بجنون: شغل إيه الى بتتكلمى عنه،انتى بقيتى مراتى يعنى هتسيبى شغلك وتتفرغيلى ،شوفى بتاخدى كام فى شغلك وانا اديهولك بس تبطلى .
نظرت له بعمق تقول:انا بشتغل من يوم ما اتخرجت ،والى اتعودت تشتغل وتجيب الجنيه ماتعرفش تمد ايدها وتاخد فلوس من حد.
ردد بحزن:انا حد يا غنوة.
غنوة:ماقصدش انا بتكلم فى العموم .
صمتت تنظر له بضيق ثم أكملت: ده غير ان شغلى هو سندى وهو الى بقيلى،احنا كل الى بينا زى ما قولتلك ورقه لو انقطعت مش هيكون في حاجه بينا.
شعر بالألم يغزو صدره ينهشه ومد يده يمسح على وجنتها  يقول: كل ده مش هيطول وقريب اوى هتبقى بورق رسمى.
أبعدت يده عنها تقول: ولا انت مشكلتك أنى شغاله عند خطيبتك.
2
ضحكت بسخرية وألم حقيقى تردد: والله مهزله لما اكون شغاله عند خطيبة جوزى مش كده؟!
هارون: غنوة حبيبتى ماتقوليش كده أنا....
قاطعته هى تقول بتعب: أنا اتأخرت ولازم امشى.
شملته بنظره متألمه حزينه تقول: واكيد مش هينفع انت الى توصلنى لهناك عشان خطيبتك،ده معاد وصولها وأكيد هتشوفك مش كده؟
2
كان ينظر لها بصدمه متسع العين يرى لأين وصل تفكيرها،يشعر بتسببه فى ألم كبير لها .
فهمت صمته بطريقتها وغادرت سريعا بأعين لامعه من الدمع وهو يناديها يحاول اللحاق بها.
لكنها كانت الأسرع في استوقاف سيارة أجرة صعدت بها وتحركت سريعاً.
فوقف ينظر لأثرها بحزن وغضب يركل الأرض بقدمه .
___________سوما العربى___________
وصل للبيت أخيرا بتعب يفكر في تلك الشيطانه التى غزت حياته تسدد له كل ضربه واخرى اقوى من الأولى.
صعد الدرج وهو يلاحظ أن الخادمه تبدأ فى وضع الغداء على الطاولة الكبيرة.
تنهد بتعب واكمل صعوده لغرفته يرى أخرى تخرج من غرفة فيروز.
استوقفها يسأل:فى حاجه؟
الخادمه:لا ده انا بعرف الهانم انها لازم تنزل عشان الغدا.
امأ لها برأسه يأمرها وهو يرى فيروز تخرج من غرفتها: طب روحى انتى.
رأها ترمقه بنظره ساخره وتتخطاه متجهه للسلم كى تهبط لأسفل.
بحركه سريعه منه جذبها من ذراعها يوقفها أمامه ينظر لها ومازال صامت.
ابتسمت ياستمتاع تردد:اهليييين أخويا ماجد .
كان مازال صامت ينظر لها بعمق فمدت يدها تسمح على كتفه كأنها تزيح شئ وهمى ورددت بخفوت:ألا قولى يا ميجو،لما أنا أعمل عبيطه وانت تقتنع انى عبيطه يبقى مين فينا العبيط؟
ارفقت حديثها بغمزه عابثه وابتسامه متشفيه .
لم يهتم بالرد عليها وإنما سأل سؤال يشغله كثيرا: إيه الى مسكتك يا فيروز،ليه لحد دلوقتي ماقولتيش كل حاجه؟!
تحركت تلف حوله كالأفعى ثم قالت:فى حكمة بتقول لا يؤلم الشاة سلخها بعد ذبحها يا ميجو .
نظر لها برعب فابتسمت تكمل :ده غير أنى لما يجيبلى موقف يعلم لازم اتعلم منه وانت الشهاده لله علمتنى يا ميجو،مش انت الى ثولتلى اعرفى عدوك واعرفى ايه قدراته،زى ما زوت تحاليلى ،هتقدر تزور ١٠٠ تحليل يثبت انك ابن محمود.
كان ينظر لها بألم يردد:عدوك؟!انتى وخدانى عدو ليكى يا فيروز؟!
ابتعدت خطوه تنظر له بكره ونفور مردده: امال أنت إيه غير كده،ده انت فى غمضة عين زوت تحاليلى وكنت عايز تطلعنى بت نصابه ويرمونى برا.
صرخ بها يردد:عشاان....صمت بعجز يزم شفتيه بغضب وهو يرى ندى تتقدم تنظر لهم باستغراب وعدم ارتياح.
وقفت تكتف ذراعيها حول صدرها تسأل بحاجب مرفوع: واقفين كده ليه؟!
نظرت لها فيروز من اسفلها لأعلاها بإذدراء ثم غادرت دون التفوه بحرف.
استطشاطت غصبا تردد لماجد: هى ازاى تبصلى كده وتمشى كمان من غير ماترد عليا.
زفر بضيق واضح منها في وجهها وتركها غادر مصدومه تردد: لااا ده انا اتهزقت اووى.
بعد دقائق كان قد بديل ثيابه لترننج بيتى مريح يهبط الدرج يقترب منهم يراها وهى تقلب فى صحنها شارده ينظر لها كأنه يود أخذها فى أحضانه أمام الجميع يعتذر لها.
الكل يحاول الإندماج فى طعامه وكل منهم يجول بخاطره الكثير.
كان مصطفى هو من بادر بقطع ذلك الصمت الذى لا يتخلله شوى صوت المعالق يقول مبتسماً: بعد الى حصل لازم نعمل حفله كبيره اوى نعزم كل قرايبنا ومعارفنا وكل الصحافة كمان عشان نعرفهم ببنت عيلة الدهبى الى رجعت لها بعد سنين .
نظر على فيروز يقول بحنان كبير :هتبقى على شرف فيروز محمود مصطفى الدهبى،ده اقل حاجه نقدمها.
أشاح بوجهه عن فيروز ينظر ناحية ماجد يأمره:رتب كل حاجه يا ماجد ،عايز حفله تليق ببنت عيلة الدهبى الجميله دى.
ابتلع رمقه بصعوبه يقول:عيونى حاضر.
كانت عيناها متبلده،ولا شئ مما يفعلوه سيعوضها يوماً من المعاناة والحرمان وسكن المقابر ،ومرض والدتها الذى كان يأخذ كل ما تعمل به بالكاد عمل والدها شعبان كان يكفى خبر وجبن .
رفعت عيناها تتجنب النظر لمحمود،حتى لو هو للأسف فعلياً والدها البيلوجى لكنها للأن لا تستطيع تقبل الأمر ولا الأعتراف به.
بل نظرت لمصطفى تقول: أنا عايزة اكمل تعليمي.
زوى ماجد مابين حاجبيه يردد: هو انتى مش مكمله تعليمك؟!!
لم تنظر له إنما كانت عيناها على مصطفى ،جدها.
ابتلع لعابه بمراره يرى انه يزيد من كرهها له بكل ما يفعل كى يحافظ على المال ويضمنه.
1
زادت مرارة حلقه ووجع قلبه وهو يسمعها تقص حكايتها وأنها اضطرت لترك التعليم فلم تكن تملك مصاريفه ... قالت ذلك فقط لا تقص كل شيء لنهايته ابدا .
متحفظة دائما يرونها القريبه البعيدة ايضا.
أبتسم محمود يقول: وعايزه تدخلى كلية إيه؟
نظرت له بعدم تقبل وأشاحت بوجهها تنظر لجدها : أنا كنت جايبه مجموع هندسه .
+
أبتسم عليها ماجد يناظرها بفخر وحنان ،كذلك محمود مصطفى ،اما ندى وفريال فعلى النقيض تماماً.
تشدق مصطفى يقول:أمرى،شوفى عايزه تدخلى انهى جامعة وأنا من بكره ادفع كل المصاريف.
تدخل ماجد بفرحه شديدة ولهفه يقول:انا من بكره هجيبلك ليسته بأحسن واغلى الجامعات الخاصة إلى فى مصر واختارى منها براحتك.
نظرت له بصمت ثم اتجهت بأنظارها لمصطفى تقول: لأ... أنا عايزة اقدم فى كامبريدج.
9
كانت الصدمة من نصيب ماجد الذى هوى قلبه بين قدميه ينتفض من على مقعده بقوه جعلت المقعد يرتد من خلفه ويسقط أرضا مصدراً صوت عالى ينظر لها كمن تٌسحب روحه منه.....
كان كمن تٌسحب منه روحه ،تٌسحب ببطئ يصاحبه سقرات،ينظر لها بقلب ملتاع.
أتتركه بعدما وجدها، هذا هو شعوره الحقيقي والمنطقى ناحيتها يشعر أنه و أخيراً قد وجد توأم روحه،نصفه الثانى ،حواء التى ستكمله.
وهو فى أمس الحاجة لها كى يكتمل.
كان رد فعل غريب،مثير للريبه ،يبتلع رمقه ينظر لهم وهو يحاول إيجاد سبب وحجه لما فعل وإلا افتضح أمره وكٌشف عشقه المريب لها.
زاغت عينه يميناً ويساراً وبسرعه ردد بصوت مهزوز لكنه حاد: كامبريدج إيه،احنا أكيد مش هنسيبك تعملى كده،ماعندناش بنات تسافر تعيش برا لوحدها .
نظرت له رافعه حاجبها بتهكم ساخر بمعنى(حقاً) ثم وبضحكه ساخره رددت:والنبى ايه ،ده أنت امبارح بس جبت تحليل تقول بيه أنى مش بنت العيله دى.
صك أسنانه بغيظ منها ،تعيد فتح موضوع يحمد الله أنه اغلق وقد فلحت تبريراته الواهيه .
تحدث من بين أسنانه يقول:ده موضوع وقفلناه وانتى اثبتى انك بنت العيله،لكن...
صمت ينظر على محمود ومصطفى ثم قال بمكر قاصداً إشعال النار:لكن أكيد والدك وجدك مش هيوافقوا إن بنت صغيره زيك تسافر برا مصر لوحدها.
بالفعل صدح صوت محمود يردد : ايوه يا حبيبتي أنا مش هوافق بكده،وبعدين هو انا لحقت أشبع منك عشان عايزه تسبينا وتسافرى؟!
زمت شفتيها تضحك ساخره ثم نظرت لصحنها بصمت دام ثانيتين وسط توتر الأجواء ،ثم رفعت وجهها تنظر له تشبك اصابع يديها بحركه تدل على الثقة بالنفس وشن هجوم على الطرف الآخر .
وبالفعل ،بمنتهى الثبات والسخرية الاذعه رددت: تشبع منى؟!ههههه ضحكتنى والله ،شوف ....
اخذت نفس طويل يدل على الإجهاد والملل ثم قالت: انا مش هقول واحاسب فى إلى فات وأنك كنت سايبنى ،لا ... أنا هكلمك بس فى حاجه وتافهه وبسييييطه زى مثلاً انى قربت على اسبوعين فى البيت هنا و ولا مره شوفتك فيها ولا جيت قعدت معايا او دخلتلى اوضتى تشوفنى عامله ايه ،عايزه حاجه ولا لأ.... بلاش يعنى أقل ما فيها تيجى تحاول تتعرف عليا وعلى تربيتى وطباعى وتشوف بنتك دى عاشت الاتنين وعشرين سنه الى فاتت ازاى وفى إيه .
ابتلع محمود رمقه بتذبذب،بالفعل هو أكثر من مقصر .
مازلت تنظر فقط على مصطفى ،تقريبا هى تحدثه وتعنيه هو فقط،هو الشخص الوحيد الذي تشعر نحوه بالحنان الأسرى تشعر أنه جدها حقا.
فتحدث يقول بهدوء: أنتى لسه صغيره يا فيروز على إنك تروحى تعيشى فى بلد غريبه ،خطر أصلا.
وقفت عن مقعدها تقول: أيوه بس ده حلم..حلم كبير بالنسبة لى ،نفسى احققه يعوضني عن سنين عمرى الى راحت وماعرفتش اكمل تعليمى فيها زى كل الى من سنى.

أمام تلك الحاله صمت ماجد،يراها لثانى مره بهذه الحالة و على وشك الانهيار..
لكن صدح صوت مصطفى وهو أيضاً يلاحظ حالتها تلك وقال: أنتى يابنتى مش كان المفروض تروحى تعملى جلسات عند الدكتور إسمه إيه...
صمت يضرب مقدمة يجعد ما بين حاجبيه محاولا التذكر يردد:الجدع ده إسمه إيه ؟
رفع نظره لماجد يطلب منه تذكيره به وهو يكمل متسائلاً:الجدع الجته الحليوه ده ابو عيون زارقه .
رفع ماجد شفته العليا مشمئزا يردد: ولا  حليوه ولا حاجة أنت الى نفسك حلوه ياجدى.
اجفل بأعين تقدح شرر ينظر لوجه صاحبة العيون الرماديه وهى وتردد بخبث : ايوه إسمه أنس يا جدو،انا فعلاً حاسه اني محتاجه اروحله .
ابتسم مصطفى يردد بحنان كبير: الله اول مره تقوليلي يا جدى .
نظر لها محمود بحزن يقول:حتى أنا لسه مش بتقولى لى بابا.
كان ماجد ينظر لهم بغيظ يردد:انتو ده الى سمعتوه بس ؟! الهانم حافظه إسم الشخص ده الى جه هنا لأ وبتقول عايزه تروحله...تروحى فين هانم.
كانت تنظر له بلا مباله متلاعبه،لكن مصطفى ردد:طب وفيها ايه ؟ده دكتور نفسى وصراحة الواد يشرح القلب ،هااااه ماحدش عارف النصيب.
2
اتسعت أعين ماجد حتى استدارت يحاول إيجاد اى معنى لحديث جده غير ما يجول فى خاطره بسبب الغيره لكنه لا يجد.
وقف عن كرسيه يترك الطعام بغضب تنهش الغيره احشاءه بلا رحمه ترمقه بنظرات متشفيه تشعر بلذة لا وصف لها .
لكن قذف صوت مصطفى خلفه يناديه: ولد يا ماجد.
توقف مرغما يعطيهم ظهره يصك أسنانه وفكه العلوى يهتز من شدة الغيره والغيظ.
حاول التحلى بأى شىء من الهدوء يسيطر على ذلك الشعور البشع ويستدير ببطئ يناظر جده بعدما رمقها بنظره سريعه ورأى عليها علامات الانتصار والتشفى.
نظره كانت كفيله بأن تجعله يستعيد وعيه ويستدرك حاله،انه ماجد ،عقله لا يستهان به ابدا.
تحدث مصطفى يقول: ماجد انت المسؤل قدامى عن الحفله خليها بكره او بعد بكره بالكتير .
ماجد: بكره إيه بس ،يعنى لازم أسبوع قبلها حتى عشان الناس الى هنعزمها أكيد مش بايته ورا باب البيت ،كل واحد فيهم عنده مشاغل .
تشدق محمود بعنجهيه:الى عايز ييجى لعيلة الدهبى لازم يفضى نفسه والى مش هايز بقا براحته .
هز مصطفى رأسه وقال:هييجوا يا ماجد،هتشوف،هيتصرفوا وييجو،شوف انت بس شركة كويسه من بتوع تنظيم الحفلات عشان عايز كل حاجه تبقى من الأخر.
أخذ نفس عميق يهز قدمه ثم قال بإذعان: حاضر.
رمقها بنظره غامضه وهو يغادر مرددا: أنا طالع أنام.
صعد لغرفته يختفى داخلها ،طوال اليوم كله عمل على عدم رؤيتها او التعرض لها .
يجلس مفكراً بعمق وتركيز،الى أن جاءه اتصال من صديقه يطلب منه الذهاب له سريعاً.
وصل لعند هارون فى بيته يراه وهو يجلس أمامه زجاجه من الشامبين الفاخر مغلقه ولجوارها زوجى من الكؤوس.
المكان مزين بشموع حمراء وبيضاء وبعض بتلات من الورد الأحمر ملقاه أرضاً.
كأنها ليله مثيره وقد أٌحبطت من مهدها.
وضع يده على فمه يكتم ضحكته الساخره الشامته ،لكن جزء منها خرج رغماً عنه وهو ينظر لهارون  وهو يجلس كمن سكب طبخه أرضا يردد: الليله باظت ولا ايه.
رمقه بنظره غاضبه ثم قال محذراً: انا على اخرى والى فيا مكفينى ،هتعمل فيها ظريف هقوم اطلع فيك كل غيظى.. سامع ولا لأ.
قفز ماجد على المقعد الوثير محدثاً صوت عالى يسترخى براحه وبرود فى جلسته مرددا باستهزاء: وأنا وبقا عويل ومش هعرف اديك على وشك.
زفر هارون بضيق ثم قال: أسمع الى بعتلك عشانه.
لكن ماجد لم يهتم يريد معرفة التفاصيل يتعبه الفضول يسأل:استنى بس عرفنى ،عملت إيه،سبع ولا وضبع.
4
زجره هارون محذراً:مااااجد.
التوى جانب فم ماجد يردد متحسرا: شكلها لت سبع ولا ضبع بمنظرك ده.
هارون بهدوء خطير: ماجد الموضوع ده مش للهزار .
اجفل ماجد من طريقة تحدث هارون يسأل بترقب:هى جوازه بجد ولا إيه؟؟!
تجنب هاورن الاجابه عليه ،ولربما تجنب ايجاد الرد داخله .
نظر لماجد يقول:انا وصلنى تسجيل بصوت مختار أبو لمى،بنسبه كبيره هو الى بيحاول يقتلنى،ده غير أنه طلع عارف بأخر حادثه رغم أنى ماقولتش لحد... أنت قولت؟
هز رأسه على الفور يقول:لا طبعا.
صمت مفكراً ثم قال باستغراب: بس تسجيل إيه ده؟!
أخرج هارون هاتفه يقم بتشغيل ذاك التسجيل الذى طلب من غنوة ان ترسله له ففعلت.
كانت أعين ماجد تتسع شيئاً فشيئا يردد: إبن الكلب.. إبن الكلب.
رفع نظره لهارون ثم سأل:ناوى على إيه؟
صمت لثوانى ثم جاوب:رايحله وخلى اللعب على المكشوف.
وقف من مكانه فاستوقفه ماجد سريعاً يردد: استنى يا هارون بلاش تهور ،واحد زى مختار عايز ترتيب من مخ ديب.
هارون:ترتيب إيه يا ماجد ياحبيبى ده بيحاول يقتلنى ،يعنى جايب من الأخر،ومش مبطل  ماشى بمبدأ مره تصيب ومره تخيب،ايه هقعد ارتبله وهو فى مره من المرات وانا قاعد ارتب يقوم جايب أجلى،مانا مش كل مره هعرف انفد منها ،دى كلها ضربات حظ عشان لسه ليا عمر ،ولا يمكن لكل ده حكمه.
صمت يتنهد بغضب ثم قال بنفاذ صبر:انا رايحله دلوقتي،جاى معايا ولا لأ.
هز ماجد رأسه وقال:جاى معاك يا قدرى طول عمرنا سوى فى كل المصايب.
________سوما العربي__________
كان يدور بكرسيه ذو العجلات دون الالتفاف ،يهتز فقط يمينا ويساراً دليل على الثقه مع السخريه والتلاعب بل وأنه بموقف قوه ،وذلك الماثل أمامه ماهو الا سمكه كانت صغيره وتحولت إلى حجم متوسط ظنت نفسها سمكه قرش كمن يتواجه معها.
ضحك بسخرية يلقى بقلمه على سطح المكتب ،فهارون سمكه صغيره وستظل صغيره ولو نصفه بعض الشيء ربما... فقط ربما يعتبره سمكه متوسطة الحجم.
صدح اخيرا صوت يردد: سورى ...مافهمتش جاى عايز ايه؟
هارون:مختاااار ،بلاش لف ودوران،انت فاهم كويس أوى.
قهقه مختار عالياً يقول:طيب همشى معاك للأخر،انا بحاول اقتلك...اقتلك ليه من دلوقتي لما ممكن استنى لما اجوزك بنتى وبعدها اقتلك فتورث بنتى.
صمت هارون يفكر في حديثه وكذلك ماجد.
لكن هارون مازال على موقفه يقول:انت وزير الماليه يا مختار ،لو انا مت مش هتغلب تعمل كل حاجه تخليك تستولى على فلوسى خصوصاً أنك تقريباً شريكى فى كل المشاريع.
بنبره شيطانيه ردد مختار وهو يميل يضرب سطح مكتبه ببودار غضب ينذره:كويس إنك عارف أنى شريكك فى كل شغلك،وجود أسمى كشريك معاك على كل عقد هو الى بيخلى شغلك يخلص ويعدى.
وقف عن كرسيه والتف من حول مكتبه حيث اصبح فى مواجهة هارون يردد: بس انت فتحت على نفسك النار بالحركة المتهوره دى ،ووقفتك قدامى ومفكر ان كونك بكونى ،انت مش أدى يا ابن الصواف ،انت واقف على رجلك بسببى وبسبب أسمى.
استعرت عيناه يردد بتهديد صريح وهو يشيح بيده: أنا لو رفعت ايدى عنك تقع،تدوب وسط عتاولة السوق.
نظر لهما يردد: زيك زى صاحبك بالظبط بردو حماه وزير الصناعة والتجارة هو الى موقفه على رجله فى شغله الجديد ولا فاكرنى مش على علم بكمية الصفقات الى عماله ترسى عليه.
نظر لماجد وهو ينظر له بحاجب مرفوع فردد:السوق كله اوضه وصاله يابن الدهبى وأنا وانا قاعد على مكتبى  ده دبة النمله بتوصلنى.
عاود النظر لهارون الذى صدح صوته يقول:يعنى انت شايف انك انت الى عملتنى،مش أنى كمان ابن وزير سابق للماليه بردو ،وان هو الى ذكاك فى منصبك ده لما المرض كان خلاص اتمكن منه وكل الى انت بتعمله ده مجرد فاتورة بتسددها ،ولا أنى مثلاً راجل أعمال ابن راجل أعمال واخدها فى الدم كده وتربية سوق.
ضحك مختار ساخرا ثم قال معلقاً على جزء بسيط :تسديد فاتورة؟!ههههههه ضحكتنى يابن الصواف...تفتكر أنى بالنزاهه والأمانه دى؟
ردد هارون بكل تأكيد: لأ.
قهقه مختار عالياً ثم قال:براڤو،لو كنت قولت غير كده كنت هقول إنك جبت ورا.
نظر عالياً ثم ردد بزهو:بس الى انت بتقولو ده بردو مش وحش ده يعتبر مدح مش ذم فى عرفنا،وانت عارف.
هز هاروه رأسه يردد بثقه:عارف يا مختار.
مختار بسخريه: أنا ملاحظ أنا شيلت التكليف بنا خالص..بس وماله،انا احب اوى القلب الجرئ .
كتف ذراعيه حول صدره وردد:هممم..كمل كلامك،كنت بتقول ايه...سامعك
اكمل هارون بثقه:انت شايف انى شغال وناجح ومكمل لانك فى ضهرى وانى حلو معاك وممشيها ورقه قصاد ورقه.
زم مختار شفتيه بكل ثقه يردد:بالظبط..تمشى جنب الحيط أحبك،هتتمرد هعلن الحرب عليك... ابدا وورينى.
رفع هارون رأسه ثم ردد بتحدى:ماشى يا مختار،اعتبرنى بدأت،واحنا من دلوقتي فى حرب يانا يانت.
خرج من مكتب مختار سريعاً وخلفه ماجد يردد : انت اتصرفت بكل تهور،قولتلك كان لازم تقعد تفكر الأول ،حربك مع مختار مش بالسهوله الى انت فاكرها ،بلاش تخلى غرورك يخدعك.
لف رأسه له يردد بعدما توقف: لأ كنت اسيبه كل يومين يضرب عليا نار لحد ما نشيانه يصيب فى مره،انا كده بلعب على المكشوف ولحد مانعرف إيه نهاية الحرب دى اكون كسبت وقت من غير حوادث،مش هفضل كل يومين فى المستشفى ياماجد مانا مش جبل بردو وتعبت.
صمت ماجد ثم قال: همم وبحربك مع مختار كده هتبقى اخدت ريست.. لأ والله أحسنت.
اخذ هارون نفس عميق وهو يغمض عينيه بتعب ثم فتحهم ينوى التحدث ،لكنه صمت تنمو على شفتيه ابتسامه يمتزج فيها السعاده مع المكر وهو يرى غنوته تسير بعمليه شديده كانت تتحدث مع إحدى الموظفات تلقى عليها بعد الطلبات ثم تسير وهى تتصفح بعد الاوراق تبدو كمن تبحث فيهم عن شئ ما بالرواق المقابل للزاويه التى كان يقف بها مع ماجد.
اخذ ماجد يناديه : أنت يا بهييم أنا مش بكلمك.
لكنه لم يكن يهتم بمحدثه ،انما فى لحظة ما عندما باتت قريبه لم تلاحظه بعد...مد يده يجذبها من خصرها قبلما تمر مغادره للرواق الآخر.
شهقت برعب صارخه ،فتحدث بتلاعب ويده على خصرها تتحسسه مرددا:ده انا يا حبيبتي .
صرخت به بغضب شديد:انت اتجننت ازاى تتجرأ وتمد ايدك عليا ،اوعى كده.
زاد من تضييق المسافات يقول ببرأه مزيفه: الله مش مراتى.
زوت مابين حاجبيها تردد:مرات مين أنت هتتبلى عليا؟!
رفع حاجب واحد وقد احتد صوته يقول: نعم؟!!
رمشت بأهدابها ثم قالت:آاااااه،احمم ايوه أيوه ماشى افتكرت.
3
نظر لها من اسفلها لأعلاها متفحصا ثم قال بعدم رضا: افتكرتى؟؟! هى دى حاجة المفروض أنها ممكن تتنسى؟!!
ابتلعت رمقها بصعوبه أثر يده التى مازالت تتحسس خصرها ثم قالت: لأ بس انا أول مرة اتجوز يعنى ،ماعلش مستجده.
لم تصلح الأمر،بل كانت تفسده ،يشملها مجددا بنظره عدم ردد وهو يردد من بين أسنانه: أول مرة ايه ومستجدة إيه،ناويه تكرريها مثلاً ولا إيه؟!
حاولت المراوغه تنظر خلفه على ذلك الشخص الذي تقول:صاحبك واقف مايصحش كده.
هز كتفيه يردد ببرود:مايصحش ليه واحد ومراته.
رفعت حاجب واحد تردد: ده البعيد بجح بقا.
أبتسم بسماجه وجاوب:بالظبط.
2
ابتمست بخبث تردد متلاعبه:طب ولمى هانم هى ومختار بيه صحاب المكان؟
هارون:قصدك أنى بخاف؟
ردد صوت ماجد خلفه يقول منذرا: بقولك يا صاااحبى،بلاش تعكها من كل الجوانب كفايه الى انت لسه مهببه جوا ،ماتجيش ناحية خطوبتك من لمى على الأقل دلوقتي.
نظرت غنوة لهارون تردد بتقزز وبعض العضب: أسمع كلام صاحبك وشيل إيدك من عليا.
وأمام نظرتها تلك ردد هارون كطفل أرعن:طب مش شايل أيدى يا غنوة .
بكل قوتها كدت كفيها تبعد يده بصعوبه بعض الشيء لكنها نجحت تقول: أنا شغاله هنا جديد ولسه ماحدش يعرف عنى حاجه ،مش هسيب سيرتى لبانه فى لسان الكل عشان خاطرك.
هارون:طب خلى حد يجيب سيرتك كده،انتى مراتى بقولك.
ثم مد يده يجذبها من خصرها مجددا ،فزفرت بملل وعدم راحه تبعد يده محاولة من جديد
حاول ماجد التحدث ينهى ذلك الشجار الصامت فقال:انا عرفت أنك شاطره اوى ،وعندى حفله مهمه لكن تعتبر عائليه تخصنى انا شخصيا،ممكن تنظميها أنتى؟
نظر له هاروه وقد التهى بالفعل عن ملامسة خصر غنوة ينظر له بغضب ثم قال:انت اتهفيت فى عقلك هتشغل مراتى عندك ،دى مرات هارون الصواف.
احتدت عيناها تنظر له بغضب ثم قالت:هو انت شايف شغلى مهيم ويعر اوى كده.
ابتعدت عنه ثم قالت :انا موافقه .
ماجد بذهول:بجد.
هزت كتفيها تقول بثبات ومهنيه: طبعاً وفيها ايه ،الشغل شغل.
هارون بغضب سأل كأنه ينذرها:نعم؟!
نظرت له بطرف عيناها ثم قالت :نعم انت ،هو انا شغلى فيه حاجه تكسف ولا تعر وأنا ما عرفش.
صمتت لثوانى ترفع رأسها ثم قالت: على العموم لما تشوفنى هناك لو حضرت أعمل نفسك مش شايفنى عشان ماتتحرجش بسببى ،وكده كده ماحدش هيبقى عارف إننا اتجوزنا...
قالت جملتها الأخيره واستدارت مغادره بغضب شديد وهو ينظر لاثرها بغضب لا يقل عنها......
يجلس على طرف الأريكة يهز قدميه بعصبية يعض على جانب فمه من الداخل ،هاتفه فى يده يحاول الإتصال على أحدهم.
لقد انقضى النهار و أوشكت الشمس على المغيب،والمبجله حرمه للأن لا تجيب على أى من اتصالاته المتكرره.
غضبه يتفاقم،لا يصدق أنه قد تزوجها منذ أمس وللأن لم يلمسها حتى.
بل الأكثر أنها لا تهتم أو تجيب حتى عليه،لا تبالى له.
اخذ يضرب بأصابعه على شاشة الهاتف يفتح تطبيق الواتساب ثم رفع الهاتف مقرباً إياه من فمه وبعث لها رساله صوتيه يقول فيها: اظن عيب أوى أنى افضل اتصل بمراتى وهى ولا بترد ولا  عارف هى فين.
إنها حالة من الإزدواجيه مسيطره عليه ،غاضب منها فعلياً ويصرخ بها ،لكن قلبه يرقص بين اضلعه وهو يخرج كلمة "مراتى" هذه من فمه ،كونها عائده عليها ،تصفها ،تلك الجميله التى خطفت شئ ما به من أول مره رآها فيها تجلس مفترشه الأرض باكيه خلف سياره صغيره..جمالها المختلف وعيونها القاتله ، صوت دائم التردد على أذنه يخبره أنها لها كل قلبه لسبب غير معلوم لكنه على ما يبدو أصبح لها دون مجهود منها ،لن ينكر ،هو يشتهيها كما لم يشتهى امرأه من قبل... يفكر ويسرح بخيالاته كيف ستبدو وهى بين يديه ..راغبه مستسلمه وبالتأكيد مستمتعه كثيراً.
ارتجافه لذيذة سرت على طول عموده الفقرى أخرجته من خيالاته.
لينظر للهاتف فتزيد عصبيته ويعود لهز قدمه بعدما رأى علامة وصول الرساله لها لكنها لم تفتحها او تراها.
بنفاذ صبر عاود اتصالاته بها ،ومجددا لم تجيب.
وكالعادة لا يجد من يفرغ به غضبه بسبب وبدون سبب غيره.
لذا أتصل به ليرى أين هو...وضع الهاتف على أذنه يسمع صوت الاتصال ،دقه فالثانيه حتى فتحت المكالمه من الطرف الآخر واستمع  لصديقه يردد بصوت جلى عليه العصبيه والغضب لحد كبير يقول: يا مساء الزفت،عايز إيه؟
رفع هارون حاجبه يردد مستغرباً: ايه عسل،الغزاله مش رايقه ليه؟
صك ماجد أسنانه لا يوجد عنده اى صبر فعليا وقال: أنت عايز ايه على المسى.
اخرج هارون نفس عميق غاضب يردد:انا غلطان انى كلمت واحد واطى زيك عشان نخرج غور يالا.
كاد أن يغلق الهاتف فى وجهه دون سابق إنذار بحركه معروفه عنه فسمعته بإنعدام الزوق معروفه ،لكن استرعاه صوت ماجد يقول: لا انا مش فاضيلك وبعدين تعالى تعالى هنا كده قولى مين الى معصب هارون الصواف أوى كده.
صمت هارون غاضب لثوانى ثم قال: غنوة.. الهانم مش بترد علي موبايلها ولا حتى عارف أعرف هى فين.
ردد ماجد بصوت رتيب يقول: لأ ماهى عندى هنا.
انتفض هارون فى مقده كمن اشتعلت به النار ،شئ لا هوان به يأمره بقتل ماجد وهو يسبه سبات نابيه مرددا: هى مين دى الى عندك يا و***يا و***" يابن**"*"، ده أنا هشرب من دمك انت وهى.

أبتسم ماجد يزيد من التلاعب به وهو يقول : الله،الصلى على الصلى ،من امتى الحمشنه دى على واحده يا صاحبى ماطول عمرنا بنبدل فيهم عادى عشان الزهق.
كان فى اقصى مراحل التهور يدور حول نفسه كالأسد الجريح ،دون تفكير منه أخذ يتحرك ناحية مكتبه يخرج سلاحه المرخص وهو يصرخ فيه بوجع فى روحه قد أدمى قلبه : المره دي لأ يا واطى ،غنوة لأ،غنوة لأ.
4
اتسعت أعين ماجد على الناحيه الأخرى من ذلك الاعتراف الصريح الذي خرج تحت ضغط يزداد اتساع جفنيه وهو يستمع لصوت شد أجزاء لسلاح صديقه وردد بزهول : جرى إيه يا جدع فى ايه،يخربيت الى يهزر معاك ، غنوة هنا بتنظم الحفله الله يخربيتك.
هل كان لديه جرح غائر ولملمه له أحدهم؟! كلمة صاحبه التى صححت الصوره كأنها أثلجت قلبه ،كانت خلاياه ترتعش من ألم عظيم،حتى ألم الجروح قد جربها وعايشها لمدة طويله فى المستشفيات بل لازال حتى الآن يعايشها بعد كل محاولة إغتيال.
أى رصاصة اخترقت جسده ،واستقرت به لم يكن لها نفس المفعول الذى فعلته كلمة ماجد وتخيله أن أحد غيره اقترب من غنوته ، مجرد التخيل كان أقسى ألما من السم الذي فتك احشاءه ،اقسى حتى من رصاصه بسمك ال(٦ ملى) حينما تخترق الجسد تقطع اللحم وتسحب الروح.
2
إنها لحظة ضوئيه توقف لها الزمن ،عنوة أكثر حتى من مجرد زوجه او فتاه أعجبته وتمنى الحصول عليها.. هى اكتر من ذلك وأكبر،أكبر حتى من أن يجد لها تسميه أو صفه.
وقف وجسده كله ينتفض ،لقد أرتفع ضغط دمه وبرزت عروقه،كان بالفعل متحفز للقتل يشعر بها شرفه ، لمحة من مرارة الوجع والخيانه قد مرت بحلقه وهو بعمره لم يتخيلها او يشعر بها.
لطالما كان هو الخائن المتلاعب ،لا يترك حقه أبدا،لو كانت فعلتها حقا كان سيقتلها دون اى تفكير.
إحساس الخيانه مؤلم ومنها هى أكثر ألما.
ظل واقف فى مكانه لثوانى صامت يحاول استعادة انفاسه المتحشرجه بعدم إنتظام.
يضع السلاح على سطح مكتبه بهدوء يحاول التنفس ،مال بجزعه ومازال الهاتف على أذنه يسمع صوت ماجد يردد بصدمه: اه يا واطى يا أبن ال**** بتشد الاجزاء على صاحبك يا و*"" ،كنت هتقتل صاحبك عشان واحده.
كان صوته ثابت رزين لكنه حاسم مرعب حينما ردد: أيوه.
حاول تهدئة انفاسه الثائرة يجلس على مقعده يمدد  قدميه ويفرد ظهره يكمل : إلا غنوة يا صاحبى،إلا غنوة.
زم ماجد شفتيه يردد بسماجه: أفهم من كده ايه؟حبيت يا هارون ولا إيه؟؟! ده كده عجايب الدنيا بقوا تمانيه مش سبعه.
أخذ هارون نفس طويل ساخن ثم قال: هى بتعمل ايه دلوقتي؟
رد ماجد بأعجاب شديد: لأ دى طلعت رهيبه ، واقفه وسط العمال تأمر وتنهى ، و طلعت سياسيه سياسه ،مشغلاهم كلهم بالحب.
زمجر هارون يردد بغيره واضحه: بالحب ازاى يعنى ؟
زم ماجد شفتيه يهز رأسه بيأس ثم جاوب: يا بهيم أفهم، بقولك سياسيه يعنى عارفه امتى تشد وامتى ترخى فكلوا بيشتغل بالرضا فهمت.
حاول هارون كبت ابتسامة فخره وإعجابه ،يكاد يرتخى أكثر فى مقعده براحه يستمع لصوت ماجد وهو يكمل حديثه عنها: شغلها عالى اوى،وايه كمان واقفه وسط العمال تقول لده شيل وده حط ،وتد وتد يعنى.
انتفض هارون يصرخ فيه بغضب : لم نفسك يا زباله ، أنا إلى غلطان أنى سايبها فى البيت عندك ،أسمع أنا عشر دقايق وجاى  أنت فاهم.
1
ردد ماجد مستهزءا: اه يا واطى، يعنى هى الى حركتك ،غير كده انت كنت ناسى أصلاً إن فى حفله عند صاحبك.
هارون بسأم: ما خلصنا خلاص الله ،اقفل.
زم ماجد شفتيه يردد معجبا: لأ براڨو ، وغيرتك كمان بقيت بتقول اقفل بعد ما كنت بتقفل الخط فى وشى .
أمام تلك السماجه استمع لصوت غلق الهاتف فى وجهه فردد وهو ينظر لهاتفه: صدق الى قال الطبع بيخلص بعد طلوع الروح.
تمدد على فراشه ينظر لأعلى يفكر بها كالعاده ،من اقتحمت حياته لتصبح محورها.
جميلته الخبيثه ذات العيون الرماديه ،استاذه ورئيسة قسم فى المكر والدهاء ،لكنه يعشق مكرها وخبثها ،كأنه يحليها ،يضيف نكهه خاصه لها.
اغمض عينيه بتعب،متى تحلو له الأيام وترضى هى عنه.
يعلم أنه أغضبها وأحزنها كثيرا خصوصا بفعلته الأخيره ،تظن جشعه فى المال هو الدافع الأساسى لما فعل، لكنها لا تعلم شئ ،لا تعلم حقا.
أجفل على صوت فتح الباب ودخول زوجته المصون تقول بغضب: الست هانم اختك مش راضيه تفتح الباب للديزينر الى جايبه الفستان متى البنت بتاعت الميكب مش بترد عليها ،انا مش عارفه إيه حركات أولاد الشوارع دى بجد حاجه مقرفه .
استقام من على السرير يتقدم منها وقال: احترمى نفسك وبلاش تخلينى اتعصب عليكى عشان انا عصبيتى وحشه... سامعه ولا لأ ،اسمها فيروز ، تتكلمى عنها كويس ،مش هسمحلك أبدا تغلطى فيها.
اتسعت عيناها من الطريقه التى تحدث بها معها، ماجد لأول مرة يتجرأ عليها،بل بالأساس لأول مرة يجادلها ،ولا مره منذ زواجهم طلب منها تغيير أى شىء فى أسلوبها سواء بالحديث او بالغضب عن او على أحد ، دوما معها كان كالماء لا طعم لا لون .
لأول مرة يقومها فى شئ.
وهى بالتأكيد لن تصمت ،كبريائها يمنعها ،همت كى تصرخ به.
لكنه دقه وأخرى على باب الغرفه من إحدى الخادمات تخبره أن هارون صديقه قد وصل وينتظره جعلتها تصمت بارتباك ولمعة بعينها  .
شملها بنظره سريعه يرى توترها وبدون إضافة أى جديد تحرك خارجاً من غرفته.
مر على غرفة فيروز تتوقف قدميه طواعية دون إذن منه ،كان لقلبه أحكام ينفذها جسده ،عيناه ترغب بالنظر لها وروحه تريد الإطمئنان عليها.
دق على الباب مره لا رد، فإخرى وايضا لا رد.
ارتعد قلبه بين اضلعه قلقاً عليها ،يتحفز جسده كى يكسر الباب كثور هارب من المذبح.
لكن حمدا لله استطاع أخذ أنفاسه وهو يسمع صوتها يردد من الداخل: مين.
أبتسم بحنان كبير يردد بقلب ملتاع عاشق: ده انا يا حبيبتي.
عرفته من صوته تجيب: مش فاتحه،مش عايزه أشوف.
فسأل بثقه مستفزه عن عمد : حتى أنا.
ردت عليه بصوت متجسد فيه الضيق: ده هو خصوصاً أنت يا أخى.
قهقه عاليا باستمتاع  ثم أخذ يتلفت حوله كاللصوص ،يتأكد أن لا أحد بالجوار ثم مال على الباب يردد بصوت خافت: افتحى بقا يا فيروز إنتى وحشتينى.
ومن جديد لم يأتيه رد منها ، يبدو جليا إستحالة عشقها له.
حزن كبير غمر صدره وتحركت قدمه لأسفل ببطئ وحسره.
ليتصادف على السلم مع والدته التي اقتربت منه تتحدث من بين أسنانها: زعلت ندى تانى.
اخذ نفس عميق يقلب عينيه بملل ثم قال: لحقت تشتكيلك؟! ماشاءالله سرعتها بتتطور يوم عن يوم.
صكت فريال أسنانها ثم قالت: لم نفسك ، من غير أبوها ضهرك يبقى مكشوف.
اقترب منها ماجد وردد بصوت خافت يبدو كمن يتحدث بخوف : عندك حق ،عشان كده كلام فى سرك ناوى أطلقها.
شهقت فريال تقول برعب: انت اتجننت ، خلاص بنت الخادمه...
قاطعها يضع يده على قلبه  يكمل عنها ساخرا وهو يتنهد بلوع يبتسم باتساع: لحست عقلى.
احتدت عيناها تقول بطريقة شيطانيه: عايز تهد الدنيا فوق دماغك يا ماجد؟!
ضحك بسخرية ثم سأل: خايفه عليا؟!
صمت ثوانى ثم أكمل السؤال بصيغه أصح: ولا على نفسك؟؟
اغمضت عيناها تأخذ نفس عميق ،حاولت اللعب بهدوء وسياسه تقول: عارف انت كاتب مهر كام مليون؟ده ثروه لوحده.
التوى ثغره بسخريه حزينه وقال: عارف والأكيد إنى مش هدفع فى واحده زى دى جنيه.
حاول تخطيها يكمل نزول الدرج فاستوقفه حديثها وهى تقول: ولما انت شايفها كده ،رضيت تتجوزها ليه؟
أغمض عينه بألم ثم عاود نزول الدرج يٌقر: عندك حق..عندك حق.
جاهد كثيرا على الثبات والا يبكى على ما مضى وسار بأتجاه غرفة المكتب.
1
يتنهد بتعب ويفتح الباب ليضحك مرغما وهو يجد صديقه الضخم ،خائن الفتيات ،صياد النساء المتزوجات يكاد يميل نصف جسده من النافذة وهو يخرج رأسه يبحث عنها.
2
صدح صوته عاليا يردد بسخرية: ياعيني على الى حب ولا طالشى.
انتفض هارون يلتف له يدرك أنه قد رأه وهو يبحث كالمجنون .
ابتسم ماجد يقول بشماته: جابتك على بوزك.
هارون بحده: لم نفسك ياد.
هز ماجد رأسه وقال بطواعيه: وماله ياعم،الم لك نفسى ولو انى بحب أبعترها.
تقدم يجلس على مقعد مصطفى الوثير و تبعه هارون يجلس مقابل منه يسأل : هى فين؟!
ماجد: فى الجنينه ولا ممكن ورا عند الببسين.
هم هارون كى يقف ويذهب لها لكن استوقفه صوت ماجد يقول: اييييه ،خلاص ..بقيت مجنون غنوة.
اهتز الفك العلوي لهارون ينظر له بغضب ثم قال: بقولك ايه يالا ،حكاية إنك تقول إسمها كده بالنسبه لي مش مبلوعه مش عارف ليه ،بعد كده قولى المدام.
لم يستطع ماجد تمالك نفسه ،وصدحت ضحكاته تهز الإرجاء يضرب كف بأخر وهو يردد: ياااه هى وصلت معاك للدرجة دى، طب وأقسم بالله ما مصدق.
2
هارون بصوت خرج من بين أسنانه محذراً: أنا هقوم بدل ما أعمل معاك الغلط.
لكن ماجد استوقفه مجددا ،لكن هذه المره يتحدث بجديه وقال: استنى يا سيدى عايزك فى موضوع.
هارون: اتعدلت دلوقتي يعنى.
ضحك ماجد عالياً وقال مازحاً: ماهو لو ليك حاجه عند الكلب بقا هههههههه.
قضم هارون على شفتيه السفلى يمنع ضحكته وقال: تقوله استنى ياسيدى عايزك.
قهقه ماجد يقول: بالظبط... اقعد.
جلس هارون وقال بنفاذ صبر يود الركض بسرعه لعند غنوته: أخلص.
ماجد بدون اى مقدمات: فى صفقة سبايك وماس عايزها ترسى عليا.
رفع هارون حاجبه بصدمه وقال: ده ليه ولا من امتى ،عمره ما كان كارك ولا كارى.
أبتسم ماجد بحنان ثم قال :مش بس كده ، عارف محل **""" الى فى مول مصر؟
هارون: طبعا ده أكبر و أغلى محل مجوهرات وليهم توكيلات فى كل حته وهو الى صمم الطقم الى لمى طلبته فى شبكتها.
ماجد : عايز اشتريه هو وتوكيلاته بالعمال الى فيه.
هز هارون رأسه بجنون يردد: نعم،ده بفلوس كتيره اوى ،انت أكيد اتجننت.
ماجد بإصرار مريب: بقولك هشتريه ،صفقة الماس والسبايك هتغطى والى يتفضل هتبقى للمصنع عشان تصنع ،انا عايز الصفقه دى ترسى عليا بأى تمن.
نظر له هارون بشك ثم سأل: وكل ده ليه؟
صمت ماجد لمده تخطتت الدقيقة ثم قال بكل ثقه وتأكيد: لمراتى.
رفع هارون شفته العليا مشمئزا يقول : ندى؟!!
حمحم بحرج يستدرك ما قاله وحاول تصحيح يقول: أحمم ،مش قصدي حاجه بس بصراحه كتير شويه.
هز ماجد رأسه وقال بثقه : مش ندى.. انا بحب واحده تانيه وناوى اتجوزها.
كان متوقع ردة الفعل تلك التي يراها على صديقه وهو يردد: يا واطى،من ورايا؟! هى مين ؟
ماجد : مش هقدر اقولك دلوقتي،فى كذا مشكله في الموضوع ،كل حاجه هتنتهى اول ما الصفقه دى ترسى عليا، دى الى بيسموها صفقه العمر.. كمان عايز المحل ده عشان يبقى مهر حبيبتى، أصلها كانت شغاله فيه.
هز هارون رأسه بعدم استيعاب يردد: نعم، شغاله فيه؟! أنت خلاص اتجننت ،هتنزل بمستواك لحتت يت شغاله سيلز .
اهتز فك ماجد من شدة الضيق والغضب ينظر له بعيون تطلق سهام قاتله: أحترم نفسك وانت بتتكلم عنها يا هارون ماتخلنيش ازعلك.
ضحك هارون ساخراً: وانت بقا هتعرف تزعلنى!
حاول ماجد السيطره على نفسه بصعوبه ثم قال بتشفى: تصدق ،حلال إلى معمول فيك.. كفايه عليك عمايل الست غنوة.
وعلى سيرة غنوة هب من مقعده يتذكر وذهب كى يبحث عنها فى كل الأرجاء كطفل ضائع يبحث عن موطن دفئه.
عاد ماجد برأسه على ظهر كرسيه الوثير يفكر لثوانى ثم رفع سماعة الهاتف الارضي يتصل بالمطبخ إلى أن ردت عليه إحدى الخادمات فأمرها بمكر: روحى نادى فيروز هانم من أوضتها قولى لها جدها مستنيها فى المكتب.
همهمت الخادمه بطاعه وذهبت تنفد وهو أبتسم بثقه،يعلم أنها لا تقدر فى هذا البيت كله الا جدها مصطفى.
بالفعل بعد مرور دقيقتين كان يقف يبتسم بفرحه ولهفه ،يرفع هاتفه كالفتيات يرى انعاس صورته في الشاشه يغرس أصابعه فى شعره فيعيد تصفيفه ويهندم قميصه  يتأكد من كونه يبرز عضلات صدره يظهر مدى قوته .
وبعدها تحدث بصوت مرتفع: أدخل .
دلفت للداخل تنظر فى الغرفه ،تدور بعينها فى كل اتجاه لا تجد أحد غيره فسألت: جدو فين؟!
وقف عن مقعده وتقدم يقف على مقربة منها قائلا: مافيش جدو انا الى ناديتك.
أغمضت عيناها تأخذ نفس عميق بسأم ثم فتحتهم مجددا تقول: أنا مش عايزه أشوف ولا أتكلم مع حد.
اقترب منها سريعاً كى يتحدث لكنها كانت الأسرع حين فتحت الباب وخرجت منه وهو خرج خلفها يحاول ملاحقتها.
________سوما العربي________
كان يسير في كل مكان بحثا عنها تنهش قلبه الغيره وهو يرى منظر العمال الذين من المفترض أنهم يعملون معها.
أى عمال هؤلاء ، يكاد يقسم أنه هو العامل بينهم .
ما هذه الشباب الوسيمه ذوات العضل من كل جهه ترتكز عينه على أحدهم يمتلك شعر أسود غزير يسقط العرق على جبهته مختلطا مع خصلات شعره فبدى وسيم جدا،هو نفسه رجل وأطال النظر له يقر أنه وسيم ، فما الحال بزوجته.
3
أبتسم بسعادة وهو يردد داخليا ذلك اللقب المرتبط به وعائد عليها هى فقط ....زوجته...غنوة.
ظل يبحث ويبحث حتى وجدها اخيرا تنسق بعض الزهور البيضاء على طاوله زجاجيه توليه ظهرها.
سار ببطئ وحرس حتى أصبح خلفها تماماً ثم مد ذراعيه يلفهم حول خصرها يحتضنها.
شهقت برعب والتفت بوجه يطلق شرار ينوى على قتل من تجرأ على فعل ذلك.
قرأ معالم وجهها جيداً تغزوه فرحه كبيره وفخر بها واعتزاز ثم قال: ده انا يا حبيبتي،هو حد حد يقدر يلمسك غيرى يا شِرس يا خِطر انت.
أنهى حديثه بغمزه ماكره خبيثه،ليتفاجئ بها تبتسم له مردده باشتياق أفقده لٌبه: هارون.
اسبلت عيناها تتحدث بخجل وقالت: وحشتني أوى.
1
تهدجت أنفاسه يردد بذهول: بجد؟
هزت رأسها مؤكده: ايوه.. أوى.
التقط كفيها بين راحتيه يردد بلوع: انتى كمان وحشتيني اوي اوي.
حرر يد يمدها ناحية وجنتها وقال: مش بتردى عليا ليه؟ قلقت عليكى أوى وأنا بتصل مش بتردى.
هزت كتفيها تقول بيأس مبتسمه: بسيب دايما موبايلى فى الشنطه، الشغل بيبقى واخد كل تركيزى، اصلى بحب أدى كل حاجه حقها.
بأنفاس لاهسه راغبه ردد بوقاحه متسائلاً: امال مش مديه لجوازنا حقه ليه بس يا غنوتى.
اهتز ثباتها أثر حديثه، كلمة زواج التى جمعتها به تزلزلها فى كل مره تسمعها.
اقترب منها أكثر حتى انعدمت المسافات يقول : أنا خلاص مش قادر،وهموت عليكى.
كان يتحدث بما يجول فى خاطره ويشعر به، أصبح شفاف جدا أمامها ،كتاب مفتوح.
لأول مرة يعشق  ويتذوق حلاوة العشق فقرر الإستسلام له ،وأصبح حقيقى جدا أمامها.
مد يده يمررها على وجنتها مرسلاً قشعريره لذيذه على طول عمودها الفقرى وجسدها كله يقول بأريحيه وصراحه : النهاردة حصل موقف ،كنت هتجنن .
حاولت ابتلاع رمقها بصعوبه ،ترتجف أثر لمسته عليها  وتحدثت تحاول الابتعاد عن يده والانشغال عن تأثيره تسأل: موقف ايه؟!
أحبط محاولاتها فى الابتعاد بل جذبها لأحضانه يغلق  عليها يديه يحاصرها بين ذراعيه وصدره يأخذ نفس يحمل رائحة جسدها ،يشعر بجسدها بأحضانه متشنج مصدوم .
كانت كذلك بالفعل ،متسعة العين والفم تسمع صوت تنهيده حاره منه ومن بعدها احكم يده حول رأسها يزيد من التصاقها به يجبرها على قربه و ردد: مش مهم،المهم انى عرفت قيمتك عندى ، وانك مراتى الى مش هينفع استغنى عنها ابدا.
حاولت الخروج من أحضانه لكنه أحبط محاولاتها يعيد أحكام يديه من حولها ويقول: أنا قررت نتجوز رسمى ، هنروح بعد الحفله للمأذون .
4
كانت مفاجئته كفيله بأن تعطيها القوه التى استطاعت بها الخروج من أحضانه تنظر له بصدمه وذهول تردد : مأذون ، النهاردة؟!
ابتسامه حلوه سعيده جدا ارتسمت على وجهه وهو يقول: ايوه يا حبيبتي.
اقترب المسافه التى ابتعدتها وضمها له يقول: أنا بحبك اووى ، اكتر مانا نفسى كنت أتخيل .
كانت الصدمة كبيره عليها ،تردد بزهول: أيوه بس انت كنت بتقول ...
قاطعها يردد بلوع: أنسى إلى فات بقا، وبعدين أنا أول مره أحب ،وكل ده على إيدك فلازم بقا تستحملى لسانى وظفارته بس انا بتعلم بسرعه ومع الوقت أكيد هتحسن ، و هبقى مافيش منى ورمانسى خالص علشانك.
كأن هارون آخر هو الماثل أمامها الأن ،كطفل بعمر ساعات يتشكل من جديد ،يطلب منها الصبر ،يعدها أن يكون فتى مطيع .
وكان صادق،صادق جدا فى كل حديثه ،مبهوره مما تراه خصوصاً وهو يقول بإستجداء: غنوة أنا مستعد أعمل أى حاجة عشان ارضيكى بس تكونى ليا ومعايا .
4
فى تلك الأثناء خرجت موسيقى من إحدى السماعات التى ستستخدم فى الحفل يصدح منها صوت تلك الأغنيه التى تعبر عن حاله معها ،فابتسم لها وجذب ذراعيها يلفها من حول ويتراقص معها يردد كلمات الأغنيه: حبك غير حياتى نسامى دموعى و أهاتى فكرنى بكل حكاياتى  خلانى أدوووب ،انت غرامى كله يا شمس عمرى وضله، أصلك هالعالم كله، عن حبك ما اتووب.
1
كان يمسك أصبع يدها الأيمن يلفها ثم يدور بها يشعر انه لا يحمل وزناً،قد جعله الحب بوزن الريش .
تتردد الاغنيه فى الأرجاء بصوت عالى وهما يتمايلان ويتراقصان عليها ينسى كل منهما بالآخر العالم وما به ،تتراقص الضحكه العاليه السعيده على شفة كل منهما.
توقفت الموسيقى فجأة يبدو أن هناك عطل يصلحونه ، فتوقفا عن الرقص كل منهما على بعد خطوه من الأخر.
ففتح ذراعيه لها بدعوه صريحه لعناق طويل محموم لكنها لم تنفذ ،فمد يده بنفاذ صبر وجذبها له يلتحم بها وفيها.
يغمض عينيه بتعب ولوع متنهدا ،لكن فتح عينيه على صوتها وهى تقول متذكره: هارون أنا عندى مشكله ،وانت ممكن تساعدني.
أبعدها عنه ينظر لها بقلق مرددا: مشكله،مشكلة إيه؟حد ضايقك هنا ؟حد زعلك؟ انطقى بسرعه.
أشارت له بيدها تهدئه مردده: لأ لأ ده موضوع خاص شويه.
تحدث والقلق مازال يقتله : قولى بسرعه قولتلك.
غنوة : واحده صاحبتى ،شكلها فى ورطه ،اختفت فجاءه من المكان الى كانت عايشه فيه ،وبيقولوا فى ناس أخدوها وأنا حاسه انها أكيد فى مصيبه،هى بنت غلبانه جدا ومالهاش حد ،انا وهى كنا صحاب ،مش قادره ولا عارفه أعمل إيه،بيقولوا إلى أخدوها ناس أغنيه أوى ، قالوا لأهل الحته انهم أبوها واخوها وهى أصلا وبابها ومامتها ماتوا ،انا قلقانه عليها أوى خصوصا أنها صغيره.
جعد ما بين حاجبيه وقال: ماكنتش اعرف إن عندك صحاب غاليين عليكى اوى كده.
ابتسمت بسخرية وألم ثم قالت: أنت ماتعرفش عنى أى حاجة لسه.
أبتسم هو إبتسامة حلوه صافيه وقال: مش مهم،أنا واثق فيكى.
التقط كفيها يحدثها برجاء وتحذير فى نفس الوقت: غنوة أنا أول مرة أحب ،خلى بالك ، أنا طبعى صعب ، مش عارف لما بحب ببقى عامل ازاى عشان اقولك،بس عارف لما حد بيأذيينى فى شغل ولا مصلحه بعمل فيه ايه، غنوة انا سجنت عمى، عشان كان عايز يأذينى ،وأعلنت حرب على مختار عشان بس شاكك فيه ،كل دول مش حاجه جنب حبى ليكى ،مش عايز أذيكى يا غنوة.
حديثه بث بعض الرعب بها، حاولت المزاح معه لتخفيف الضغط وقالت: بتهددنى بقا ولا إيه ،من أولها كده؟
اخذ نفس عميق وضمها لأحضانه يردد وهو يمسح على ظهرها: بحذرك يا غنوة بحذرك، عشان حبيتك اوى
ابتسمت يشعر بفكها يتحرك فوق كتفه وهى تتحدث: طب هتدورلى على فيروز؟
أبعدها عن أحضانه يسأل: فيروز مين؟

زمت شفتيها بيأس تقول: انت لحقت نسيت،صاحبتى الى بقولك عليها .
هز رأسه متذكرا وقال: ايوه ايوه، بس طب أى معلومات عنها طيب .
تنهدت بحزن تقول له: إحنا غلابه اوى يا هارون ،تفتكر هقولك ايه عنها يعنى.
ضمها له بغضب مرددا: انتى حرم هارون الصواف ماتقوليش غلابه دى تانى،سامعه؟
ابتسمت له تقول: حاضر.
همهم لها يقول: كملى.
فقالت: إسمها فيروز شعبان، وكانت شغاله فى محل مجوهرات إسمه***** فى مول مصر ، عارفه؟
أخرجها من أحضانه ينظر لها باستغراب، يتذكر حديث صديقه عن فتاه يعشقها وينوى الزواج بها ،يخطط لشراء نفس المتجر كى يهديها إياه عند زواجهم .
ابتعدا عن بعض وهمت يستمعان لصوت فتاه تأتى من بعيد بلهفه تنادى بإسم غنوة
التفت غنوة لها تنظر عليها بصدمه وذهول تردد: مش معقول،فيروز.
ذهبت لها تقابلها حتى احتضنت كل منهما الاخرى بقوه.
وقف ماجد لا يفهم شئ يسأل: انتو تعرفوا بعض؟!
بينما كان هارون يقف من بعيد قليلاً،يتقدم خطوه خطوه ببطئ ينظر على ماجد بشك.
يتذكر حساسيته الوراثيه، عشقه فتاه أخرى، نفس إسم المتجر الذى تعمل به كانت تعمل فيه نفس الفتاه التي تقول عنها غنوة ،يراها الآن فى بيت ماجد بالتأكيد هذه شقيقته التى أقيم الحفل لأجلها ، تحتضنها غنوة مردده إسمها إذا هذه هى نفس الفتاه.
5
ابتعدت غنوة عن فيروز تقول لها بلهفه وقلق: أنتى كويسه،انا كنت بدور عليكى،ومين الناس الى اخدوكى دول ،وانتى بتعملى هنا إيه أصلا؟!
كانت فيروز تهز رأسها مع كل كلمه من غنوه تبتسم على لهفتها وقلقها عليها تردد: اهدى أهدى هفهمك...تعالى معايا.
ذهبت بها سريعاً وكالعادة لا تقص القصه كامله ،اخبرتها بقصة زواج أمها من محمود وقصتها مع شعبان الذى تحمل إسمه طوال عمرها.
بينما ماجد يقف لجوار هارون الذى ينظر له بشك وقال: هما طلعوا يعرفوا بعض؟؟!
هارون بنظره غامضه بها عدم ارتياح: تخيل.
لكن ماجد لم يكن ملاحظ لطريقة حديثه ، تركيزه منصب على نظرات العمال على ماكرته الخبيثه ،يلتهمونها بأعينهم.
ترك صديقه غير مهتم بحديثه وذهب لها ينهى حديثها مع صديقتها قسراً.
جذبها من ذراعها يسحبها لغرفة المكتب،غضبه وغيرته يعصفان به.
اغلق الباب والصق ظهرها عليه ووقف مقابلها يقول: إيه الى موقفك عند العمال ،مش شايفه كانوا بيبحلقوا فيكى ازاى.
بتحدى كبير قالت وهى تتحرك ناحيه أحد الارائك: وانت مالك ،انا حره.
دفعها بيده وهو يتبعها حتى التصقت بالجدار وردد بهوس وهو يضع يديه على رقبتها يود خنقها : مش حره يا فيروز،مش حره،انتى بتاعتى.
بعزم قوتها أبعدت يده عنها تقول وهى تحاول التقاط انفاسها فدخل لرئتها هواء مشبع برائحته : أنا مش بتاعت حد قولتلك.
سرحت يده من على عنقها تهبط لأسفل عنقها قليلا يتحسسه بحراره وهو يقر: لأ يا فيروز،انتى بتاعتى ،انا بحبك .
رغم كل شئ وأى شئ...للإعتراف بالحب قدسية خاصه.
جعلتها جاحظة العين فمها مفتوح مستدير تنظر له بصدمه ،فابتسم على هيئتها واقترب منها يغلق استدراة فمها بشفتيه وهو يميل عليها يجذبها له من خصرها مرددا بصدق : والله بحبك .
مال كى يقبلها وهو يشعر بكلماته اسكرتها تغمض عيناها متقبله .
فى نفس الوقت كان هارون يجذب يد غنوة معه وهو يردد: تعالى بس هقول....
صمت بصدمه بعدما فتح باب المكتب دون سابق إنذار ليرى صديقه بهذا الوضع المريب مع الفتاه التي من المفترض أنها شقيقته..عيناه فيها نظره قاتله واتهام واضح.
كذلك غنوة كانت مصدومه تنظر لهم بذهول .
تحرك ماجد ناحية هارون يحاول استدراك حاله خصوصاً بموقفه المخزى هذا ومد يده يشير لهارون على الخارج ثم قال:تعالى أنا هفهمك كل حاجه.
شك كبير وعدم إرتياح قذف فى قلب هارون ناحية ماجد لو مهما قال او برر .. لكنه ذهب معه يستمع له أولاً.
وقف فى مكان بعيد بالحديقة يتواجهان .
رفع ماجد عينه بأعين صديقه فوجده ينظر له بصمت نظره حاده فقال دون أى مقدمات: مش اختى.
سأل هارون مباشرة: مين فيكوا الى مش إبن الدهبى؟
ابتلع ماجد رمقه، يبدو أن الحقيقة ستكشف عاجلا أم آجلا، سر عمره ثلاثة وثلاثون عاما لولا العشق لما كشف.
اخذ نفس عميق متألم ثم قال: أنا.
على الناحيه الأخرى فى غرفة مكتب بيت الدهبى جلست فيروز تقص كل شيء من البداية على مسامع غنوة: كانت امى متجوزه لسه محمود عرفى ،وبتنضف اوضة الصالون وقعت منها القماشه الى بتنضف بيها تحت كنبة الصالون فنزلت تجيبها ،كان ماجد عنده عشر سنين وراجع من المدرسة بدرى ،سمعته وهو بيقول لفريال أنه أكل حاجه فيها فرواله وخوخ وتعب والدكتور قاله أنه عنده حساسيه وراثيه بس الدكتور كان عارف العيله كلها من زمان وعارف انهم مش عندهم النوع ده من الحساسيه ،ماجد اتصدم وكان مش عارف يتصرف خصوصاً أن الدكتور كلمه بطريقة وحشه جدا وقاله انت أبن مين يا ابنى فجه لفريال واجهها وهنا كانت الصدمه .
صمتت فيروز عن السرد تزامنا مع اتساع أعين غنوة تسأل: إيه؟!
فيروز: ماجد مش إبن محمود ولا حتى إبن فريال ،هو حتى مش مصرى.
شهقت غنوة بصدمه تسأل: إزاى؟!
فيروز: فريال أصلا شايله الرحم من قبل ما تقول إنها حامل و تعمل فيلم على جوزها ، أيامها قالت إنها مسافره تولد فى أمريكا عشان ابنها يبقى معاه الجنسيه ..اتفقت مع واحد وجبلها طفل بدمه ورجعت بيه مصر على إنه ابنها ، يومها امى ضربت لخمه واتكعبلت وقعت عملت صوت وفريال شكت انها كانت واقفه من بدرى وسمعت كل حاجه فبدأت تراقبها ومن هنا عرفت ان امى متجوزه جوزها عرفى فجابتها وهددتها وامى خافت خصوصاً ان قبلها محمود رفع ايده عنها وقطع الورقه العرفى وهى اصلا كانت يتيمه مالهاش حد.
3
انتهت فيروز من سرد كل القصه وغنوة تجلس مقابلها تردد بذهول: وهو دلوقتي عايز منك ايه؟!
كذلك كان ماجد قد انتهى من سرد كل شئ يجد هارون يطالعه بشك غير مصدق كل ما سمعه ،صديق عمره لأكثر من خمسه وعشرون عاماً يخفى عنه طوال كل هذه السنوات سر خطير كهذا ولا يظهر عليه أى شىء نهائياً......
كان يجلس صامت تماما،الصدمه تشٌل لسانه ،لكنها لم توقف عقله بعد.
صديقه المقرب، يومهم تقريباً كله مع بعض منذ ان كانا بنفس المدرسه وبعد كل هذه المده يكتشف عن طريق الصدفه أنه شخص آخر.
شخص أخر بهويه اخرى ،هو حتى غير مصرى ولا عربى ،والداه ليسا والده ،وعائلته ليست عائلته.
وهو يعرف كل شيء، يذه‍ب ويأتى .....معه، يدخلان ويخرجان ...معا، و للأن لم يكتشف عنه شئ لولا صدفه رتبها القدر .
كان يناظره بعين جديده، صديق عمره كأنه لا يعرفه،كأنه الآن أمام شخص أخرى،شخص جديد عليه هو لا يعرفه ،ليس ذلك الصبى الذى تعرف عليه فى مدرسته الدوليه...بأختصار شديد لقد دخل الشك فى قلب هارون ناحية صديقه ،لا يعرف بما ،لكن ماجد أثبت له أنه ليست الأشياء كما تبدو وكذلك الأشخاص.
وماجد ينظر له بصمت ،لم تكن تخفى عليه تلك النظرات ،نظره جديده من أعين الصديق الوحيد .
التوى ثغره يبتسم بألم وسخريه مرددا: ايه يا صاحبى بتبصلى كده ليه ؟
صمت يأخذ نفس عميق مثقل وهو يضحك بوجع: ولا بلاش اقول صاحبى خلاص بعد ما عرفت حقيقتى ،نظرتك هتتغير ليا عشان ماطلعتش ابن ذوات؟ صحوبيتنا هتتغير عشان طلعت من الشارع وماليش أصل كبير زيك ؟
رفع هارون أنظاره له وقال : على أساس أنى محتاج صٌحبه عاليه ترفعنى، أنا كبير من غير حد،المشكله مش فى كده.
ضم قبضته يلكزه فى صدره بعنف ويقول من بين أسنانه: المشكلة أنك كنت عارف، كنت عارف كل السنين دى وماجتش تقولى، ماقولتش ليييه ؟هو انا كنت هبيعك ولا كنت هروح اقول لمحمود ولا مصطفى الدهبى أنك مش ابنهم.
كان ماجد يتراجع خطوه ثم خطوه للخلف مع كل قبضه من يد هارون مستسلم لغضبه الذى يفرغه عليه الأن، إلى أن توقف هارون فتوقف ينظر أرضاً بصمت ،ثم رفع وجهه وقال بهدوء: كنت عيل لما عرفت، عيل كبر على أنه ليه أب وأم  وعايش حياة طبيعية فجاءه كده اتصدم إن لا امى امى ولا أبويا ابويا ولا اهلى هما اهلى ولا انا حتى أنا.
احمر وجهه من حزنه وألمه على نفسه بحياة وقصه ليس له يد بهما يصرخ في صديقه بقهر: تفتكر وانا عيل عشر سنين كنت هبقى فاهم كل الى انت بتقولوا ؟!
من بين أسنانه خرج صوت مكتوم ،مكظوم عليه قهر سنوات يردد: فريال،فريال ربتلى رعب من القصه دى،إن لو حد عرف كل حياتى هتتهد ،تفتكر كان عندى أختيارات ،أجى أقولك ويبقى فى إحتمال أخسر حياتى وعيشتى الى مش عندى غيرها، وأنا عيل مش عارف حتى لا اروح فين ولا أعمل ايه؟ماكنش عندى حل غير أنى انفذ كل كلمه بتقولها فريال من غير حتى ما أفكر لأنها باختصار و زي ما قالت  هى فعلاً الضامن الوحيد لعيشتى دى.
صمت لثوانى ينظر لهارون بضيق ثم قال: وبعدين قولى أنت كنت هاجى أقولك إيه هاااا ،وياترى وانت عيل عشر سنين كنت هتتقبل ده وهتفهم اصلا ،ولا هتتغير نظرتك ليا .


هز رأسه بحزن ،يمنع دموعه بكل ما أوتي من قوة يهز رأسه مرددا: أنت ماشوفتش الدكتور وهو بيقولى أنت ابن مين ياولد  ونظرة الاحتقار فى عينه ليا ،وهو مالوش علاقه بيا ولا صاحبى ولا إبنه صاحبى ،فكرت انه المفروض ده دكتور ،الحلم ، كلنا كان نفسنا نبقى دكاتره وأحنا صغيرين شايفين أنهم احسن ناس ،اتفاجئ بالدكتور ده بيبص لعيل صغيره بنظره اتغيرت لما عرف أنه مش إبن ذوات ،رغم انه هو هو نفس الدكتور الى كان بيجرى عليا وناقص يعملى خده مداس لما يجيلى شوية كحه ولا برد عشان كان فاكرنى إبن محمود الدهبى.
صمت مره اخرى تحت أنظار هارون المتابع لكل كا يراه منه  بتركيز شديد.
ليتحدث ماجد مره اخرى مرددا بحقد وغضب: الدكتور ده كان هو النموذج الصغير للناس فى عينى، صورته مش بتروح عن بالى ، طول ما انت أبن ناس فأنت فووووق ،طلعت غلبان الكل يدوس عليك ،والأكيد أنى مش بنسى شكله وهو واقف زى الكلب قدام فريال وهى بتهدده أنه ينطق ،وإنه عمل كل ده وفضل يدور حوالين عيلة محمود وعيلة فريال لحد ما أتأكد إن ماحدش فيهم حامل للمرض ده عشان يطلع له بقرشين فى الآخر ،اول ما فريال رمتهمله اتخرس وساب البلد كلها ومشى بعقد العمل الى هى جابتهوله .
صمت بحزن دفين وجرح ظنه قد شفى أو أنه أعتاد ألمه ،لكن مواجهة هارون له أكدت أن الجرح به دمامل مفقعه تصرخ ألما.
التف عن هارون يوليه ظهره وأخذ نفس عميق يقول: قولى إيه الى مضايقك فيها بالظبط ،انى ماقولتش ولا أنى مش إبن عيله زيك.
أغمض عينه بألم تباعاً مع صمت صديقه ثم قال بحسم: اهو انت عرفت حقيقتى خلاص، والكره فى ملعبك عايز تكمل صاحبى ،او تخرج من هنا ومانشوفش بعض تانى.
وسريعا ماتحرك يختفى بالداخل مازال يحبس دموعه ،لن يبكى .
قد بكى كثيرا وهو طفل حينما اكتشف أنه طفل لقيت قد باعه والده مقابل المال وتركه يغادر بلاده بلا رجعه.
وقف فى منتصف البيت لا يعرف لأين يذهب ، ولموطن راحته الوحيد ذهب غير مهتم بالعواقب.
فتح باب غرفتها فجأة يقتحمه  ويغلق الباب كأن غرفتها غرفته.
يرى غنوة تجلس بجوارها فقال بهدوء: هارون عايزك تحت.
نظرت له غنوة تشعر أن هارون لا يريدها ولا شيء لكنه يريد إخراجها فقط لذا تحركت بهدوء لكنها وقفت فى منتصف الغرفه متردده تنظر على فيروز بقلق فأخذ نفس عميق ثم قال: مش باكل بنى ادمين على فكره.
شعرت بالحرج والتخبط فخرجت سريعاً تشعر بتوتر الأجواء مطمئنة نسبيا لأنه لن يتهور ويقدم على فعل شيء قد يكشف سره.
بمجرد خروجها تحدثت ذات اللسان السليط تقول: يا ماشاء الله يا ماشاء الله شايفاك داخل كده ولا كأن....
صمتت عن استكمال الحديث تشهق بذهول وهى تشعر به يرتمى على الأريكة يجوارها يستند برأسه على كتفها يتنهد بتعب .
اتسعت عيناها وهى تشعر بنقطة ماء ساخنه وقعت على كف يدها الموضوعه بجوارها.
التفت تنظر له بصدمه فقال: ماتخافيش مش هضايقك ،خمس دقايق وهطلع بسرعه .
اخذ نفس من أنفه يظهر على صداه أنه كان يبكى ،او على الأقل ادمعت عيناه فعلياً.
ابتلع رمقه ثم قال: حتى لو هضايقك هفضل،غصب عنى مش بمزاجي ،مضطر ... انتى الوحيده الى لقيت فيها راحتى.
ضحكه ساخره صدرت منها وقالت: امال فين مامى فريال.
أغمض عينه بألم ثم قال: تعرفى ، فعلاً ربنا بيعمل كل حاجه لحكمه، يعنى مثلاً حرم واحده زى فريال من الخلفه يمكن لأنها ماينفعش تبقى أم بمعنى أصح ماتعرفش.
رفع رأسه عن كتفها يقول : أنا بحبك يا فيروز ،بحبك أوى ،خليكى معايا.
اشاحت عيناها عنه برفض فجذب بيده رأسها قسراً يقول: إيه ،مالك مش متقبلانى ليه ها..قوليلى يا فيروز إيه سر كرهك ليا ها؟
صمت لثوانى ينظر لها بتحدى ثم قال : مانتى طلعتى عارفه القصه وما فيها ، عيل لحمه حمرا عمر يوم اتاخد وبقى له عيله وإسم ، ولما عرفت بالصدفه وانا عيل كنت هعمل ايه ها....عيل عشر سنين ولا حتى لو كنت اكبر كنت ممكن أعمل إيه؟ لو انتى مكانى كنتى هتعملى ايه؟ ارفض وابقى فى الشارع ولا اكمل.
على صوته بقهر يصرخ بها ثم قال: قوليلى كرهانى لييه؟ هو انا الى اتجوزت امك عرفى ولا انا الى استندلت معاها ولا انا الى كنت عارف بيكى وكسلت ادور عليكى ومافوقتش وجبتك إلا لما كبرت ؟ هو انا كنت مانع عنك فلوس أهلك؟ انتى فاكره ايييه هااا فاكره اييه ... انا كنت عايش حياتى كلها فى رعب ،فريال عيشتنى ليلاتى فى رعب يا أنفذ الى هى بتقولوا يا هتعرف الكل أنى مش أبنهم.
وقف عن الأريكه  يضع يديه بجيوب بنطاله ويكمل : كنت عيل ومش فاهم ،ببات كل ليله بتنفض مرعوب لا تقول واترمى فى الشارع ،كانت بتستغل أنى عيل مش فاهم إنها أصلا اول واحده هتنضر.
اخذ نفس ساخن حزين وقال: فى الأول وانا صغيره تستخدمنى اقول أخبار معينه لمحمود أعمل مشاكل لخدامه غيرانه منها ،وبعد ما كبرت بقت بتخلينى احول لها مبالغ مش عاديه على حسابها وابقى مجبر اتصرف واغطى عليها..اتربيت على الخوف منها وشويه بشويه كبرت على كرهها.
اشفقت عليه كثيراً، ووقفت تقف لجوراه تقول: انا ماكنتش اعرف انك....
قاطعها وهو يلتف لها يقول بغضب: أنى إيه هااا؟ إيه؟
صمت لثانيه ثم أكمل بتحسر: تعرفى إن عيشتك الى مش عجباكى  دى أحسن من عيشة الخوف والرعب من الطرد فى الشارع كل السنين دى .
صرخ بها بقهر يسأل: بتعملى معايا كده ليييه؟! بتنتقمى منى على ايييه؟!
وضعت يدها على كتفه تردد بألم: مش منك أنت يا ماجد ،مش منك .
التف بجسده كله لها ثم التقط كفيها بلهفه يقول بتمنى ورجاء: طيب اتجوزينى يا فيروز ،تعالى نعوض بعض ، انتى عوضى يا فيروز ،انتى الوحيده بالى قلبى بيرقص معاها وبتمنى قربك ووالله يا فيروز والله هكون انا عوضك، انتى ماتعرفيش انا بخطط لأيه عشانك.
ابتعدت عنه خطوه تنظر أراضا تقول وهى تهز رأسها: مش هينفع،مش هينفع .
استوحشت عيناه يقترب منها ويقبض على كتفيها يهزها بغضب مرددا: لييه هااا..قوليلى سبب.
رفعت عيونها الرماديه له تسحره وتقتله فهمهم متذكرا بغيره وغضب: أااااه عشان الواد إياه..تمام.
أبتعد عنها خطوات ثم قال: طيب بصى بقا، انتى لسه ما تعرفيش ماجد ممكن يعمل إيه،جواز من راجل غيرى مش هيحصل، أنك تسافرى تتعلمى  برا و تسبينى بردو مش هيحصل.
هى الأخرى استوحشت عيناها تنظر له بصدمه وغضب ثم صرخت فيه: أنت ازاى وبأى حق تمنعنى .
ماجد ببرود: حظك بقا من بين كل البنات ماحبش غيرك فمش هسيبك كده.
اهتز فكها العلوي بغضب وقالت بتحدى: جدى هيسفرنى.
سحب نفس عالى يمثل الحزن والحسره عليها ثم قال: اقولك ايه بس يا فيروزتى ،بس انتى لحد دلوقتي لسه على الورق أسمك فيروز شعبان لسه ورقك انك بنت الدهبى ماطلعش .
نظرت له بغضب وقالت: نعم؟!!ده ازاى ده ورق زى ده مش بيتأخر.
هز ماجد كتفيه يقول ببرود: أنا أقدر اعطل أى حاجة وأصلا يوم الحكومة بسنه ،معروفه، كمان يا روح قلبى لو الأب ماجريش على الورق ماحدش هيسأل وانتى طبعا مش محتاجه أعرفك على محمود الدهبى ... أنا هنا الى بجرى على كل حاجه ،ولو انا ماجرتش كل حاجه بتقف فما بالك لو انا عايز اوقفها أصلا؟!
كانت تستمع له بصدمه مذهوله تسمعه يقول: عايزه تسافرى سافرى بس وانتى فيروز شعبان واجيلك هناك ونتجوز بسرعه ، ياتفضلى هنا جنبى وتبقى بنت الدهبى لحد ما أنا أظبط كل حاجه ونتجوز بردو .
رفعت حاجبيها بذهول منه ومن حديثه فهز رأسه قائلاً: أيوه فى الحالتين هتبقى ليا يا فيروز أنا مش هسيبك تروحى من أيدى ابدا لو مهما كانت العواقب إيه.
خرج من عندها بخطى ثابتة لشخص لا يوجد لديه ما يهتم بخسارته سواها .
واصطدم بهارون الذى يقف ينظر له بضيق مرددا : أد ايه انت قليل الزوق وجلف، هو ده كرم الضيافة ؟!
أبستم له ماجد  متفهم، هارون جاءه معتذر متقبل له على أى حال .
أبتسم ماجد وقال ساخراً: هنشوفلك حاجه تاكلها خلاص.
هز هارون رأسه وردد: لأ أخلاق.. امشى يالا قدامى نشوف هتعمل إيه أهو يمكن ست الحسن والجمال تحن عليك.
____________سوما العربي___________
خرجت نغم من بيتها تتلفت حولها تبحث عنه ...الشاطر حسن خاصتها .
تبتسم وهى تتذكر حديث غنوة معها ليلة أمس،كانت تتحدث عن حياتها وكيف نشأت متعمده ذكر سيرة حسن بأنه صديق طفولتها ليس إلا .
حاولت غنوة إرسال رسالتها بشكل غير مباشر ، كانت متحفظة فى كل كلمه مازالت لا تعلم كل صفات شقيقتها.
تقدمت تخطو ناحية محل حسن بحثا عنه ،لقد اشتاقته بجنون .
وجدته يقف وهو يرفع صوته على أحد الصبيه العاملين معه مرددا: ايوه بردو اتأخرت ليه؟
رد الصبى بتلعثم وهو يلهث: والله ما اتأخرت ده انا روحت جرى وجيت جرى... أنت الى بقيت عصبى وروحك فى مناخيرك.
نظر له بغضب فقد استفزه ببراعه وهو يذكره كم اصبح عصبى وغاضب طوال الوقت بسببها هى وحدها لأنها فقط حجبت نفسها عنه فجن جنونه وتبدل لشخص أخر.
اصبح غاضب ناقم عليها هى شخصياً بسبب تأثيرها الساحر عليه.
يتذكر حديث أمه عنها ،انها هى وشقيتها ورثا نفس الصفه عن أمهما ، فقد كانت ذات سحر كبير وتأثير عالى على من يعرفها ، لذا استطاعت أثر صالح بسهولة فى هواها ،وبعدما تركت أخذت روحه معها رغم أنها غدرت به لكن رغماً عنه ظل لآخر أيامه يعشقها.
كذلك إبنتيها ،كانت تعرف أنه لا يعشق غنوه وأنها مجرد طفله تلعب معه وكانت ذات تأثير عالى عليه لدرجة ظن أنه العشق.
إلى أن ظهرت تلك الأجنبيه شقيتها تثير فى قلبها الرعب والفزع فهى ترى الحب فى أعين إبنها لها.
يقسم حينما يراها سيتجنبها ويعاقبها كما فعلت بل وأكثر.
حمحمت كى ينظر لها ،ففجأه ذلك الذى أقسم بأغلظ الأيمان أن يتجاهلها يتقدم لعندها بأعين تقدح شرر يقبض على رثغها بغضب ويردد بغل: كنتى فين كل الأيام دى أنا عايز أفهم .
كانت صامته تنظر له بعيونها الجميله متسعه حد الإستداره فصرخ بها يهزها أكثر مرددا: ماتنطقى ساكته لييه؟! انتى عايزه تجننينى  صح ؟
همت كى تتحدث لكن صوت والدته التى تقدمت تقف بينهم تقول: انتى يابت أنتى ابعدى عن ابنى يا بت أنتى ،جياله لحد عنده ليه ؟
صمتت بصدمه تقلب النظر بينه وبين والدته وهو صامت عاجز لا يعرف أيهما ينصف وكيف يسكت والدته.
1
__________ سوما العربي__________
الضغط كبير عليه من كل الاتجاهات.
من جهه زوجته الحلوه بفستانها الأحمر الذى ارتدته ليبرز تقاسيم ومنحنيات جسدها كأنها تتعمد قتله بذبحه صدريه من شدة الغضب ، وكالعادة تزين عيونها الساحره بكحلها الأسود كى تزيد الأمر سوءاً غير قادر على الإقتراب منها يتذكر تحذير ماجد له بتواجد مختار هنا ويجب أن يهدء الأوضاع معه قليلا.
لكن مختار كان يتعمد استفزازه كأنه يعلم كل شيء.
يقف معه وعينه على غنوة يردد بينما يرتشف من كأسه: لأ خلاص مش قادر ،اهى دى الى ترجع للقلب شبابه بجد وتستاهل تقلها دهب.
زوى مابين حاجبيه وقال بعدم أرتياح: قصدك على مين ؟!
التوى شدق مختار بابتسامة ساخره شيطانيه مستغلا لتقدم خطوات غنوه منهم تسير في اتجاه فيروز فقبض على يدها يوقفها فجأة قائلا بتلاعب: أقصد الحلوه دي.
احتدت أعين هاروه يضرب بقوة يده يزيحها من على يد غنوة ثم صرخ فيه بغضب: أنت اتجننت إلى انت لمستها دى تبقى .....
توقف عن الحديث بعد صوت عيار ناري صدح صداه فى الأجواء منذرا عن إنطلاق رصاصه في اتجاه هدفها.
مستعد يعرف أنه بالتأكيد الهدف وقد قارب على اعتياد ذلك.
لكن ياليتها اصابته هو ،لقد قتل حرفياً تسحب الروح منه وهو يستمع لصوت صرخة غنوة والدماء تنزف منها بغذاررره.
فيشق سكون المكان بصوته الملتاع عليها يصرخ بأسهما ألا تتركه.....
سياره أسعاف مجهزه بكل الأمكانيات تسير بسرعة البرق تشق طريقها للمشفى ،صوت إنذارها يدوى منبأً السيارات كى تفسح لها الطريق.
و هو يجلس على عقبيه داخلها امام سرير أبيض امتقع بدماء حبيبته.
تدمع عيناه وتفرز انفه سائل لزج مخاطى  يحاول التحدث لكن لا يسعفه صوته وهو ينظر لها يراها بحالتها الغير مبشره إطلاقاً.
3
يرفع وجهه للممرضه خلفه يقول محاولا صنع أى شىء: حطى لها حاجه توقف الدم ولا شوفى حاجه تديهالها.
نظرت له الممرضه تسأل هل هو غبى أم جاهل كى يتحدث هكذا ،اى شئ هذا الذى ستضعه فيوقف نزيف دم ناتج عن عيار ناري.
1
لكن أمام ذلك التخبط والتيه وايضا ضيقها فما تراه يومياً من حالات اصابها بتبلد فى المشاعر رددت بهدوء : ماتقلقش احنا خلاص قربنا من المستشفى .
صمت يبلل شفتيه ثم يبتلع رمقه يقول لها بصيغه لا يظهر إن كان يتمنى أم يسأل او يقول شئ هو موقن به : هتبقى كويسه،هتبقى كويسه.
نظرت له الممرضه دون النطق بشئ ،كل يوم مشاهد كهذه حتى اعتادت ولم تعد تشعر بما يشعرون به .
7
بينما هو يقبض على يد غنوة بيد وبالأخرى يمسح على رأسها وهو يهمس بجوارها بأدب جديد عليه ومازال يبكى: والنبى أبقى كويسه ،ماتسبنيش بعد ما اتعودت إنك موجوده،انا عارف أنه كان المفروض الطلقه دى تيجى فيا مش فيكى .
سمح لنفسه بأن يجهش فى البكاء يهتز جسده وكتفاه مرددا: الغلطه من عندى، الى عمل كده كان قاصدنى أنا،لحاجه أنا عملتها بس مش عارف هو مين ولا إيه الحاجة دى بالظبط.
مال على رأسها يقبلها مرددا من بين دموعه ووجهه الأحمر : ماتسبنيش يا غنوة انا ماليش غيرك.
خلف سيارة الإسعاف كان ماجد بسيارته يقود سريعاً خلفها ولجواره فيروز تبكى ،متسعة العين مصدومه لا تصدق ماحدث بلمح البصر.
2
لما لا تكمل الحياه ابتسامتها لهم، سواء هى او غنوة لطالما عانا فى تلك الحياه بمفرهما .
لقد قضيا مده ليست بقليله من عمرهما فى الطرق للمستشفيات ،غنوة ظلت لسنوات تتبع والدها وأحيانا تسبقه وهو مريض كلى لفتره طويله استنفذت كل قوته وقوتها.
وهى مثلها تماما ،بالبدايه أمها ومن بعدها والدها...اغمضت عيناها تخرخ زفير متعب ، فهى مازالت تعتبر شعبان هو والدها الوحيد ،ذلك الأب البيلوجى لا تشعر ناحيته بأى انتماء او حنان.
شعرت بيد دافئه تتسلل إلى يدها الموضوعه على ركبيتها فى هذا البرد القارس.
كانت السيارة مغلقة النوافذ تحجب عنها برد الشتاء في الخارج.
لم يكن سبب تلك البروده التى تشعر بها هى برودة الطقس،بل من الحياه.... الحياه التى لم تبتسم لها مطولا مره.

كانت مستسلمه ليد ماجد التى التقطت كف يدها كله تدفئها،يضغط عليها كأنه يمنحها دعم عظيم يحتويها بصمت كانت محتاجه له.
مد يده على عرض ظهرها المكتنز يضم كتفها به ،بأنفاس عاليه ساخنه ضمها لصدره باحتياج.
مالت مستلسمه تضع رأسها على صدره وهى تشعر ببعض الدفئ يتسلل لها،تغمض عيناها تتمنى لو ينتهى كل هذا .
ضغط ماجد بيده على جسدها الذى بين يديه وصدره الآن، يهتز جسده كله من التحامها به وقربها منه.
تتعالى دقات قلبه صارخه بحنون جعلت نفس ساخن مثقل.
أبستم ابتسامة تحمل من التعب واللوع ما يكفى، يمرر يده على ظهرها صعودا وهبوطا يعزز من قربها منه وإحساسه بها .
الصمت هو أبلغ ما يقال، لن يكفى الحديث ابداً،بل هو الصمت وحده الكافى يعبر عن مايشعر به الأن ناحيتها وهى تضع رأسها على صدره وجسدها مرتاح عليه.
يقود بيد وبالأخرى يضمها له ،تأخذه تلك اللحظة المسكره فيميل ببطئ يطبع قبله دافئه على رأسها اسبلت عيناها على أثرها وهو كذلك يطبق جفنيه بقوه من شدة مشاعره التى تعصف داخله الآن بلا هواده .
الطريق كان أقصر مما تمنى فقد وصلت السياره سريعاً تتوقف خلف سيارة الإسعاف التى توقفت أمام المشفى التخصصى تفتح بابيها ويتقدم سريعاً ثلاثة من الرجال بزى اخضر يقومون بجر عجلات السرير .
يركضون به فى الرواق وخلفهم يركض هارون بلا عقل او تركيز هو فقط يحاول صناعة أى شىء لكن لا يعرف مالشئ الذى يمكنه صنعه ،لقد توقف عقله ،اوقفه قلبه الموجوع من شدة لوعته.
كان ماجد يتقدم هو الآخر خلفه هو وفيروز التى يقبض على يدها لتسير بجواره.
كان الطبيب ذو الزى الأزرق يسير بسرعه تتناسب مع سرعه تحريك الفراش يحاول الكشف عليها بشكل مبدئي وسريع كى يحدد حالتها
يتوقف كل منهم مرغما أمام باب كتب عليه غرفة العمليات .
يتقدم الطبيب حتى يدلف للداخل توقفه صرخة فيروز وهى تقول: طمنا عليها يا دكتور ،كشفت عليها صح ،هى هتبقى كويسه مش كده؟
هز الطبيب رأسه وقال: خير إن شاء الله.
تحدث ماجد سريعاً: هتبقى كويسه ياحبيبتي ماتقلقيش
صرخ بهم هارون يشعر بفقدان أعصابه: سيبوه ،سيبوه بقا يدخل لهااا.
أخيراً استوعبت فيروز و أفسحت الطريق للطبيب الذى دلف بسرعه  يعقم يديه ويبدأ فى مباشرة عمله.
وقف هارون بشكل مزرى وهيئه مريعه ينظر له ماجد بصدمه وذهول ، يراه أسوء حتى من حالته قديما وهو ينام تحت فراشه ينتفض تصطك منه أسنانه رغماً عنه من شدة الخوف والجزع الذان كانا يحياهم  بسبب فريال ،كانت هذه حالة هارون حالياً ،يشعر باليتم .
عينه مسلطة على الباب الذى دلفت منه حبيبته وجسده كله ينتفض.
يبلتع رمقه بصعوبه والهلع يقفز من عينيه ،تقدم من ماجد يردد بغضب من بين اسنانه فكه العلوى يهتز متشنجاً وهو يقول لماجد: أنا عايز مختار ،متكتف ،فاهم يا ماجد متكتف زى الكبش ،سامعنى.
1
هز ماجد رأسه أكثر من مرة ،يحاول تهدئة صديقه يوافق على اى شئ يقوله او يطلبه.
يقف مزهول وهو يراه يتحرك يميناً ويساراً بعشوائية ،يقبض على أعصاب يده بهيئه تعبر عن شعوره بالعجز.
أهم شخص لديه الآن على شفا الموت وهو لا يستطيع فعل أى شىء.
وقف يستند برأسه ويديه الإثنتان على الجدار يحاول التماسك والصبر .
لكن الهدوء والصبر أبعد مايكونا عنه ،اخذ يضرب برأسه الصلعاء أكثر من مرة على الجدار، تتسع أعين كل من فيروز وماجد لهيئته تلك.
4
ملتاعين عليها لكن حالته هو أقصى من حدود المعقول .
الأمر بالنسبه لهارون مختلف ،إنها عائلته بدفئها الذى لتوه وجده،لم ينعم بدفئها بعد،لم يسرى بجسده هو فقد استشعره وذاق طعمه ،وبلمحة عين ،بطلقه لا تساوى بضع جنيهات ستذهب منه ؟؟ هكذا؟!
يشعر بالجنون فعليا وهو يفكر بتلك الطريقه ،عينه على باب وحيد تكمن خلفه حياته التى وجدها قريباً .
اقترب منه ماجد يحاول تهدئته ولو قليلاً  ،يضع كفه على كتف صديقه الذى يوليه ظهره وقال: أهدى يا هارون،ان شاء الله هتبقى كويسه.
التف له بأعين حمراء ومنتفخ أسفلها من تأثير الدموع المحبوسه بقوه ثم ردد بغل وتهور: جبت مختار زى ما قولتلك.
قلب ماجد عينيه بتعب ،يعرف هارون جيدا وكم هو شخص متهور لا يحسن التصرف خصوصا وهو غاضب ،لا يترك حقه أبدا مهما كانت غلاوة الشخص المقابل له او حتى نفوذه.
زم شفتيه ينظر أرضاً ثم قال بهدوء وتروى: أهدى يا هارون ،بلاش تهور وقررات وقت عصبيه،انت مش رايح تجيب واحد عادى من الشارع ده وزير ومعاه حرس وموكب .
لكن هذا هو هارون،حينما يقرر شيء يصبح كطفل صغير يبكى ويدب الارض حتى ينفذ له ما يريد.
فتحدث بغضب يصرخ به: ماااجد ماتعصبنيش،مختار  ماكنش جاى بالحرس بتاعه الحفله وهو لسه هناك دلوقتي يعنى لو انت عايز تتصرف هتتصرف.
كان ماجد على علم بكل ما يقوله هارون لكنه حاول التغاضى عنه وعدم ذكره ،ماجد على النقيض من هارون، هو شخص هادئ، متأنى ، صبور ،ربما اختلاف طبيعة حياة كل منهما هى السبب فى التشكيل النهائي لشخصية كل منهما ،هارون كانت حياته سهله الى حد كبير لا يعرف معنى كلمة فرص بينما ماجد  فحياته بجملتها كانت فرصه،فرصه اعطتها له فريال وسلبته مقابلها الكثير فذاق طعم العطاء والسلب بينما هارون لم يذق سواء الأخذ فقط ،ليصبح هكذا كما هو ،لو اقترب أحد من شئ له يصبح عصبى ،متهور وعنيف لأقصى حد لا يفكر سوى برد حقه وغالباً ما يكون عن طريق العنف.
اخذ ماجد نفس هادئ ثم قال: انت فى إيه ولا فى ايه يا هارون ، أقعد اقرالها شوية قراءن ولا اتصدق بفلوس مش عايز ضرب وعنف هو ده وقته بالذمه؟!
ضرب هارون قبضه يده بالحائط الابيض الامع وتحدث بغل من بين أسنانه: الى نايمه جوا دى تبقى مراتى ،فاهم يعنى إيه؟! شايفنى عويل عشان اصهين على حقها؟!
تقدم خطوه من ماجد يكمل بنفس الغل والغضب: لو ماكنتش مراتى ماكنش حصلها حاجه،مختار الى عمل كده عشان اكيد عرف أنى اتجوزتها وانت تقولى أهدى واتصدق ؟! أجيب حقها الأول.
اغمض عينه يتشنج فكه ثم فتح عينه يشير بسبباته لماجد كأنه يخيره وهو يقول: هتخلى رجالتك تتصرف وهو لسه فى بيتك ولا اتصرف أنا؟!
ماجد بمراوغه: وانت مين قالك انه لسه فى البيت مش يمكن الحفله خلصت.
هارون بنبره غاضبه محذره: ماااجد، هو لسه فى بيتك ،الناس الى هناك دى مش هتسيب التجمع الى ممكن يعمل مية صفقه ويمشوا عشان واحده اتضربت بالنار ،انت عارف وأنا عارف ،هتتصرف قولتك ولا اتصرف أنا.
نظر ماجد خلفه فوجد فيروز تطالعه بترقب ،ترى هل سيفعل ما يقوله، وهل لدى ماجد القدره على اختطاف تكبيل وزير لديه حرس مؤمن من أكثر من اتجاه!؟ هل هو اساسا بهذه الطباع والقوه وأيضا النفوذ ؟!
بعد عشر دقائق.... عشر دقائق فقط بمجرد مكالمه لم تتعدى الخمسون ثانيه كان لديه الرد .
تتسع عيناها بذهول وهى تراه يقف لجوار هارون يشهر الهاتف أمام عينه كأنه يطلب منه مشاهدة شئ ما.
شهقه عاليه خرجت منها برعب وهى تسمع صوت مختار يزأر كأسد حبيس، يبدو أنه مكمم الفم وهارون يسبه وتوعده.
أجفل ماجد من شهقة فيروز يرفع هاتفه بيده كى يشاهد هارون ذلك البث المباشر من أحدى السيارات  ومختار مكبل الايدى والأرجل والفم ،لكن عيناه على فتاته وهى تنظر له بأعين مصدومه ،تراه قادر على أفعال مجرمى العصابات.
بعد سيل من السب والوعيد أغلق ماجد هاتفه ثم قال: ارتحت كده؟! أنا عملت إلى انت كنت عايزه ،بس خلى بالك انت بتصرفك ده فتحت علينا نار جهنم .
استشاط هارون غضبا، دائما وفى احلك الظروف ماجد معه عقله ، لكنه لا يراه الوقت المناسب ابدا للتصرف بعقل وتروى.
زوجته مصابه ،غارقه بدمائها والسبب هو،وماجد يطلب التصرف بعقل.
مال عليه وردد من بين أسنانه: خلاص هروح اجيب مسدس واضرب على البنت اللي هناك دى نار .
أبتعد عنه وهو يشعر بأرتداد رأس ماجد للخلف بخطوه يناظره بهلع وغضب .
مجرد الحديث اغضبه فماذا عن الفعل.
رفع هارون يديه عاليا علامة الإستسلام وردد باستفزاز : وساعتها عايزك تفتكر أنك تتصرف بعقل وأن فى مصالح بينى وبينك وأنى نابى ازرق وفوق ده كله إننا صحاب.
كانت ملامح ماجد قد استحالت للإجرام كأنه مقبل على إرتكاب جريمه ، فأشار عليه هارون بسبباته يردد: شوفت مجرد التخيل عمل فيك إيه؟
ضرب الحائط من خلفه مره أخرى يردد بغضب وعجز: امال بقا لما تبقى عايش فيه ،وواقف كل الى تقدر تعمله انك تجيب إلى عمل كده؟انا واقف عاجز مش عارف اعمل حاجه ولا أقدم لها حاجه.
أغمض ماجد عينه بغضب وسأم فى نفس الوقت يردد بصوت عالى: يا أخى ياريتك ما كنت شوفتها ولا قابلتها ، كان ماله العرفى والمشى البطال .
1
اغمض هارون عينه بألم يردد هو الآخر: يارتنى فعلاً.
نظر ماجد على فيروز يحملق بها، يرى في عينيها نظره غريبه جديده.
بينما هارون عينه على باب غرفة العمليات يردد بخوف: هما اتأخروا كده ليه؟
__________سوما العربى__________
بنفس الوقت
كانت نغم تقف محرجه، والدة حسن تطاولت عليها وهى لا تستطيع الرد ولا حتى التعامل.
تنظر لحسن تطلب منه أن يتصرف ،بينما والدة حسن مازلت على موقفها تنظر لها بتحدى وغضب.
بادر حسن يقول لأمه بهدوء : أهدى يا أمى ، أنا إلى ناديت نغم مش هى الى جت.
كلمته انعشت وجه نغم تراه يدافع عنها ،فهى من جاءت له وليس العكس كما قال.
ليرتفع صوت والدته تمسك طرفى حجابها الموضوع فقط على كتفيها يظهر معظم شعرها تطيح بيه بيدها يمينا ويسارا مردده بصياح عالى : هالله هالله هالله ،انت لحقت ؟! لحقت يا شملول؟! لحقت يا معدل وبقيت انت الى تدافع عنها وتجيبها فيك ؟! ده أنا شايفاها بعيني الى هياكلهم الدود وهى داخله برجليها وانت بتزعق فى الواد.
ضرب كف بأخر تشيح بيدها مردده بعويل: ياريتني كنت جبت دكر بط.
اتسعت عيناه ونظر بسرعه على نغم يراها تجعد ما بين حاجبيها وتسأل باستفهام وفضول: يعنى ايه يا حسن ؟!
حمحم بحرج وقال سريعاً : هااا.. لأ ولا حاجة..ااا دى حاجة حلوه ،أمى بقا.
قال الاخيره بفخر مصطنع كأن ما قيل من ثوانى يدعو للزهو.
1
اتسعت إبتسامتها تنظر لوالدته مبتسمه فقالت بغضب: اللهم طولك ياروح، بقولك ايه أنا خلقى فى مناخيرى ،وقسما بالله ياحسن ويمين اتحاسب عليه، الى فى بالك ده على جثتى ،انا مش هسيبك تبقى صالح التانى.
أجفلت نغم تنتبه وسألت ببعض الخوف والترقب: يعنى ايه يا طنط؟
كذلك حسن انتباهه الفضول والقلق يسأل: قصدك ايه يا أمى؟؟
هزت رأسها يمينا ويسارا تقول وهى تشيح بيدها: أبقى أسأل اختها وهى تقولك ،وأسألها بالمره هى غضبانه على أمها ليه ورفضت ولا مره تسافر لها ،مع إن غنوة بنت حلال وطيبه وانت عارف بتحب كل أهل الحته أزاى وطول عمرها متواضعه وصاحبة واجب ،ليه تبقى مع امها كده ؟! ماسألتش نفسك ولا سألتها عمرك؟
استرعى حسن السؤال هو بالفعل لم يفعل طوال كل هذه السنوات.
نظر خلفه ينادى والدته وهو يراها تغادر غاضبه.
التف ينظر لنغم التى باشرته بسؤالها: هى تقصد أيه؟
هز رأسه وهو غارق في التفكير يردد: مش عارف.
تذكرت نغم شقيقتها وقالت بقلق بينما تخرج هاتفها: غنوة كمان اتأخرت أوى.
كانت تتحدث وهى تتصل بها ،تستمع صوت الاتصال مره فأخرى وهى منتظره حتى أتاها الرد من صوت مهتز مرتعش يقول: ألو..مين؟
انتابها الهلع وهى تسمع صوت أخر غير صوت شقيقتها تسأل: أنت مين؟!...ده تليفون أختى.
اخذ الطرف الآخر نفسه يردد ولا كأنه يقول شئ مريع: أيوه.. أنا جوزها.
1
شهقت نغم  مردده: What?
الطرف الآخر بصوت عالى نتيجة لأعصابه المنفلته: زى ما سمعتى أنا جوز أختك وهى دلوقتي بين الحياه والموت مش فاضى ابررلك خالص.
سقط قلبها بين قدميها تسأل بخوف: أنت بتقول ايه .. هى فين.
كان حسن يقف لجوراها مترقب وهو يسمع ماتقول ،ليصدم بها تخبره ما حدث لغنوة .
فأخذها وتحرك سريعاً لحيث العنوان الذى قاله هذا الشخص غريب الأطوار.
_________سوما العربى________
كان يدب الأرض بقدمه ينظر لماجد بغضب مرددا : عدى ساعتين...اتأخروا ليييه؟!
كان ماجد ينظر له بصمت كأنه يخبره وماذا بيدى؟
لكنه صمت مقدرا للموقف،يرى هارون يهرول ناحية الباب فالتفت ليرى الطبيب يخرج منه .
فتقدم سريعاً هو وفيروز وهارون يسأل بلهفه وخوف: ها يا دكتور،هى كويسه صح؟ هتبقى اكيد كويسه.
اخذ الطبيب انفاسه يتحدث بأرهاق : ايوه الحمد لله، خرجنا الرصاصه ،هى بس نزفت كتير وهتبقى محتاجه رعايه ، كمان كام ساعه وتفوق من البنج.
وأخيراً التقط أنفاسه يضع وجهه بين كفيه ثم قال: طيب أشوفها.
الطبيب: لأ ممنوع دلوقتي،بكره الصبح إن شاء الله تطمنوا عليها..بعد أذنكم.
ليل طويل مرهق على الكل، انتظرت فيه نغم لجوار شقيقتها ،لكن حسن أصر على اصطحابها للبيت .
نغم تعرف بعض من عادات وتفكير المصريين ،رفضت الإفصاح عن هوية ذلك الأصلع لحسن لحتى تستفيق غنوة وتفهم منها يكفى ما يقال عن والدتهم الكريمه.
1
مع ساعات الصباح الأولى،كانت غنوة تبدأ فى فتح عيناها بتشوش تردد أسم واحد: بابا.. بابا.. بابا.
اقترب منها هارون بترقب ، وقد تهلل وجهه وهو يراها تفتح عيناها بتخبط،يسمع صوتها وقد اقشعر جسده يعتقدها تناديه هو (بابا) فيردد وهو يقترب أكثر بلهفه: أنا هنا يا حبيبتي.
4
اكتمل فتحها لعيناها تدرك من حولها ، تنظر له باستنكار وهى تسمعه يردد أنه هنا.
أبتلعت رمقها وكل ذكريات ما مر تتدفق على عقلها ثم قالت بصوت متحشرج: إيه الى حصل؟
اقترب منها وقال بعزم: ما تقلقيش ياحبيبتي،انتى بخير وأنا جبتلك حقك من الى عمل كده؟
رمشت بأهدابها،مفعول المخدر مازال له تأثير كبير  تسأل: هو مين؟ وعملت فيه ايه؟
أشاح برأسه يقول: مش مهم.. هقولك بعدين.
اقترب منها بهدوء وحذر يحافظ على تلك الإبره المغروسه بيدها ومتصله بسائل به محلول ملحى
يتمدد بحذر شديد لجوارها يأخذها بأحضانه مرددا: المهم دلوقتي إنك معايا وفى حضنى.
ابتلع رمقه يردد بوجع: انا كأن روحى كانت بتتسحب منى.
صمت لثوانى ترفع عيناها له فتصدم بعيناه الحمراء ووجهه المجهد يخبرها بتحذير شديد اللهجه:ماتسبنيش يا غنوة.. انا مش مستعد أتيتم تانى .. انتى سامعه..مش مستعد.
كان بؤبؤ عينيها الجميله يتحرك فى كل الاتجاهات تحاول الاستيعاب ،لا تصدق،هل وصل لهذه الدرجه بحبها؟!
استمعت لصوت تنفسه المثقل الساخن ويده تقترب من غطاء الرأس البلاستيكي يحاول سحبه وهو يردد: من أول ما شوفتك وأنا نفسى اشوفك بشع....
انقطع عن الحديث وهو يرى شلالات من أنهار العسل تتدفق على كتفيها وهى تنظر لما فعله مصدومه.
وحتى الصدمه استكثرها بعدما فشل في تمالك نفسه والسيطره عليها،جمحت منه وهو يقترب منها يقتنص شفتيها بتهور.
لولا شهقة تفاجئ وألم صدرت عنها جعلته مرتعب،يتذكر أنها منذ ساعات كانت مخدره فى غرفة العمليات وقد فاقت لتوها.
أبتعد عنها سريعاً لكنه مازال محافظ عليها بين ذراعيه يردد بكم هو أسف.
وهى مرتبكه ،مصدومه،تنظر له بصمت ، علاقته بها تتطور بشكل غير عادى يصدمها هى شخصياً.. تشهق برعب وهى تشعر به يمد يده فى طريقه إلى مقدمة صدرها يبتسم بخبث ووقاحه ولم ينقذها سوى دقات عاليه على الباب جعلته ينتبه بغضب يمد يده سريعاً يلملم شعراتها البنيه الجميله بحده وغضب يبحث سريعاً عن شيء يخفيها.
3
لم يجد سوى نفس الغطاء الطبى فوضعه مؤقتاً على رأسها ثم أذن للطارق بالدخول.
دلفت احدى الممرضات تغير لها على جرحها تخبر هارون بضرورة ذهابه للحسابات.
______سوما العربي_______
ببيت الدهبى.
خرجت فيروز تحاول عدم التفكير فيما حدث بالأمس لتتقابل وجها لوجه مع فريال التى تقف تحمل فى يدها كأس من العصير تنظر لها بترقب وتحدى مردده بمهانه مقصوده: أهلاً أهلا ببنت الخدامة ..الى بتحمل من غير جواز.
فريال الغبيه، لقد صنعت لفيروز ما أرادت خصوصا الأن ،انها  بحاجه ملحه لشخص تنفس فيه غضبها بالفعل.
نظرت عليها فريال برعب وهى تراها تبتسم لها بأتساع ، منذ متى وفيروز تبتسم لها هكذا.
جعدت مابين حاجبيها وهى تسمع فيروز تتناول منها كأس العصير وتقول: شكراً
همت لتصرخ بها ظناً منها أنها اخذته كى تشربه بدلا عنها تخبرها هكذا أنها هى خادمتها.
لكنها ساذجة حقا، اين هى من تفكير فيروز التى رفعت الكأس عالياً تقذفه على نفسها وهى تلقى بقبله فى الهواء لفريال قبل أن تصرخ مناديه بصوت أتقن الهلع والرعب: يا باااابااااا،يا جدوووووو.
1
اتسعت أعين فريال تفهم الأم ما تفعله تلك الفتاه.
_______سوما العربى_______
دلف لعندها سريعاً يفتح الباب مشتاق،لكنه توقف بصدمه وهو يرى قبيله من سيدات جميعهن يرتدين عباءات سوداء بحجابها.
وكل واحدة منهن عمرها لا يقل عن خمسة وأربعين عاماً.
يجلسن بالقرب من غنوة يوسونها ينظر لهم بذهول مرددا: ده إيه سوق الجمعه ده.
أقترب خطوات وهن مشغولات بالحديث الجانبى بصوت عالى وبعض منهن يتحدث لغنوة التي تتحدث معم وتنصت بعشريه واندماج.
+
ينتبه على صوت احداهن تحاول اطعامها مردده بألحاح لا هوان به: لازم تاكليها دى فرخه شامورت.
كان يجعد ما بين حاجبيه وهو يردد باستنكار وذهول شديد : شامورت؟!!
انتبهن عليه ،ينظرن له بنفس اللحظه وقد بادرت تلك التي تحمل الدجاجه تسأل: أنت مين يا ضنايا؟!
نظر لها بحده يرفض طريقتها وقال: ضناكى ؟! لأ أنا مش ضنا حد أنا جو...
11
قاطعته غنوة التى كانت تتابع ما يحدث برعب تقول : ده زميلى ..زميلى فى الشغل.
اقترب منها ينظر لها بأعين غاضبه فهمست له من بين شفتيها تردد: أبوس أيدك ..أسكت...هتفضحنى.
4
زادت حدة عيناه ينظر لها بأستنكار ورفض ..هل الزواج منه يعد فضيحه كى ترغب بإخفاءه عن الجميع؟!
13
*******
ماتنسوش
من بكره معرض القاهره روايتى دماء البتول بجناح دار الراوى صاله 1-C34
أعتقد أنكم هتحبوها 😍😍
إجتمع الكل على صوت صراخها ، يخرج محمود من غرفته سريعاً ويذهب حيث مصدر الصوت.
كذلك مصطفى انتفض سريعاً ليذهب إليها ، يلاحظ إستحالت ملامح ماجد للهلع يسبقه بسرعة البرق و يهرول ناحية الباب ومنها للسلم يقفز كل درجتين معا.
صمت بترقب يتابع ،مصطفى رجل مخضرم ولديه نظره لكل شيء ،لم يعلق او حتى يكون تصور عام ،هو فقط يراقب.
يسمع ماجد ويرى ملامحه وهو يقترب من فيروز يضمها بين ذراعيه بلهفه يقلب وجهها بين يديه ويسألها بحنان ولوع :مالك يا حبيبتي إيه الى حصل؟
حاول إخراس كل أصوات شياطينه التى بدأت تصرخ فى عقله وهو يرى مشاعر ماجد ناحية فيروز ، تغاضى عمداً و نسى كل ذلك ،بل ذهل واتسعت عيناه وهو يرى حفيدته تقف أعلى الدرج باكيه و وجهها و ملابسها مغرقه بكميه كبيره من العصير.
صرخ بحده وغضب يضرب الأرض بعصاه : إيه ده ؟! ايه الى عمل فيكى كده؟
تقدم يحاول انتزاعها من أحضان ماجد ،ليجده يشدد أكثر عليها ،أخذ الأمر منه حوالى ثلاث ثوانى حتى استوعب وتركها تخرج من أحضانه ليراها مصطفى الذى سأل مره اخرى ولكن بحدى أعلى: جاوبى يا فيروز إيه الى عمل فيكى كده؟
وقفت فريال ترى تلك الصغيرة تحيك لها المكيده بمنتهى الإتقان والسلاسه أيضاً.
تتسع عيناها بصدمه وهى ترى نظره خاصه جانبيه لها من فيروز كان بها من الوعيد ما يكفى لإرهابها.
وصوت محمود يسأل: ايه اللي حصل يا بنتى؟
نجحت فى وئد ابتسامه خبيثه لم يلاحظها أحد ، وأخذت تفرك أصابعها ببعض كعلامه عن الخوف والتوتر تتصنعهما بمهاره عاليه ثم قالت بارتباك أجادته ببراعه: مممافييش..ممافيش حاجه.
قالت الاخيره و هى تنظر بهلع متقن ناحية فريال كأنها تخشاها وتخشى الوشايه بها  ثم قالت ببؤس شديد: ما انا أخاف أقول.
كانت فريال فعلياً على وشك الإصابه بالجنون ،الغيظ يأكل قلبها.
مشكلتها ليست خوفها من عواقب الأمور ،المشكله الرئيسية لديها هى مدى خبث و دهاء تلك الفتاه.
إنها مرعبه حقا وليست سهله كما اعتقدتها على الإطلاق فوالدتها كانت أكثر من أن يقال عليها ساذجه ،بل هى أكثر وأكثر فقد فلح محمود بكلمه ونصف ان يميل رأسها ويجعلها تتزوجه عرفيا بل و تحمل منه أيضاً ،وبكلمه منها هى ارتعشت رعباً وصدقت كل ما قيل ولم تحاول التكفير فيه وفى مدى صحته او منطقيته او حتى تحاول تحرى الدقه ،بل ذابت أقدامها خوفا وهلعا وفرت هاربه بما تحمله فى احشائها ،كانت أكثر شخص ساذج قابلته فريال طيلة عمرها ،ولم تتوقع أن ابنتها ستكن على النقيض تماماً .
وأنه سيأتى عليها اليوم الذى تقف فى مرتعدة الأوصال من ابنة تلك الخادمه الساذجه.
اجفلت منتبهه وهى تسمع صوتها الذى رد على إلحاح مصطفى تقول وهى تشير عليها برعب مستفز لدرجة هى نفسها صدقته بينما تسمع تلك الحرباء تقول: فريال....فريال يا جدو ،شتمتنى ،وشتمت امى .

شهقت أكثر من مره كدليل على شدة بكائها وحرقتها تكمل بألم وحرج : ولما قولتلها بلاش ،بلاش يا طنط تجيبى سيرة أمى ،انا أمى ست محترمه ،مش ذبنها إن جوزك حبها قالتلى ماهو عشان أهبل وغاوى رمرمه.
شهقت فريال..... لأول مرة شهقت فريال رعباً من أحدهم.
ليس رعباً من أحدهم او رد فعلهم جرارا لما قالته تلك الفتاه ....لا ،الرعب من الفتاه نفسها ،إنها داهيه من دواهى الزمن.
ارتدت خطوات للخلف ، يبدو أنها استهانت كثيرا بفيروز ، تدرك أنها كانت مخطئه ،يجب ان تنتبه وتخطط لتلك الفتاه جيداً.
وقف ماجد يحتضن فيروز له ،يستغل الوضع مبتسماً و هو يمرر يديه صعودا وهبوطا على ظهرها، صدرها وأحيانا يمسح على معدتها بالعرض .
5
يعلم أن كل ما يحدث ماهو الا فيلم من تأليف وإخراج فتاته الخبيثه ، صنعته لتستمتع بذل فريال.
جيد جدا ،بل ممتاز .... يحق لها فلتستمتع خبيثته اللئيمه.
وليستمتع هو أيضاً ،يشعر بها تود الإلتفاف له ولكمه بكل قوه لديها و غيظ.
لكنه مستغل مستغل مستغل ، استغل رغبتها فى التزام التمثيل المتقن لينعم بقربها ولمسها بحراره دون مقاطعه معتاده منه .
وهو مشكوراً .... البرئ الحنون يواسى شقيقته الصغيره ويدعهما ليس ألا.
إستند على الجدار وهى بأخضانه يتصنع تهدئتها بينما هو فى أقصى وأعلى مراحل استمتاعه ،حبيبته بين يديه  وأيضاً يرى الرعب قليلاً فى أعين فريال كما فعلت به لسنوات.
كانت تشعر بيده تسير فى الخفاء على مناطق غير مسموح بلمسها مستغل إنشغال الجميع مع حديثها هى ، تصك أسنانها تود لكمه لكن ماذا تفعل ؟!
وهو شقيقها الكبير الحنون يقف يواسيها هل تستدير وتظهر كم أنها هى الجاحده تقابل الإحسان بالإساءة؟!
اغضمت عيناها بغضب تحاول كبت صرخة حدة ورفض كانت ستصدح منها ،مالبس أن اتسعت عيناها  وهى تشعر به يضمها له مرددا وهو يقبل وجنتها مره : ماتزعليش يا حبيبتى.
ثم يقبل جبهتها: ماتزعليش خالص.
2
مره بعد مره إلى أن صدح صوت مصطفى بغضب : وبعدين يا فيروز عملت ايه تانى؟ وهى الى وقعت عليكى العصير؟
صكت فيروز اسنانها ، ذلك المتحرش يتمادى وهى مجبره على التماسك الا تلتف له لتصفعه على وجهه.
يجب أن تجاوب وتتغاضى عن ذلك الذى استغل الموقف لصالحه أسوء استغلال .
فحاولت الخروج من بين يديه التى سريعاً ما عادت تقربها منه وجاوبت: ايوه يا جدى ،وكل ده ليه ؟! عشان بس قولتلها ماتقوليش على بابايا كده ده راجل محترم ،انا ماسمحش ابدا إن حد يقول كده على أبويا ابدا.. ابدا يا جدى.
رغما عنه كان جسده يهتز تباعا حينما حاول كبت ضحكاته ،يسبها داخله ،ستكشفه تلك الداهيه التى عشقها ،جعلته يضحك من مدى خبثها ووقاحتها وأيضاً تمثيلها المتقن.... يحاول السيطرة على جسده المهتز من الضحك المكتوم وهو يردد داخله : صادقه يا حبيبتي صادقه.
1
لأول مرة ... حدث يسجل في التاريخ...محمود أخذ موقف فى حياته كلها وتقدم  ...خطوه فاخرى بهدوء مثير مرعب ، ووسط الصمت الذى عم المكان صدح صوت صفعه عاليه على وجه فريال.
شهقت على أثرها فيروز نفسها ، لقد تفاجئت أكثر حتى من فريال .
بالنسبه لفريال ماحدث لهو ضرب من ضروب الجنون ..محموووود ..يرفع يده ويتجرأ عليها.. عليها هى.
تطاير الشرر فى أعينها ، تنظر على فيروز بوعيد ،لكنه صامت.
الصدمه أكبر من أى صراخ او كلام ،فريال هانم صفعت.
إهانه أبلغ من التعذيب او القتل، صفعت بعد كلمه.. مجرد كلمه تفوهت بها تلك الصغيره الدخيله هى وأمها على حياتها.
شلمتها وهى بين ذراعى ماجد الغارق فى بحر العسل معها يدعمها تدرك..حتى الجندى الوحيد الذي جندته وسلحته ليكن فى فريقها سلبه عشق فيروز وأصبح غير تابع لها.
خرجت من صدمتها بعد أكثر من دقيقه ،تتنفس بسرعه وطريقه مرعبه .
الكلام او حتى الوعيد لا يفيد، لكنها سترد الصاع صاعين بالتأكيد.
وتقدم محمود بغضب ينوى الذهاب خلفها لكن استوقفه صوت مصطفى يطلب منه أن يتبعه للمكتب هناك حديث طويل ومهم بينهما.
خلى المكان تماما وبقى هو معها يبستم بإستغلال .
شب طوال حياته على تعلم إقتناص الفرص حتى اضحى قناص ماهر .
فبعدما همت كى تذهب لغرفتها متعبه ،التمثيل مرهق فعلاً ،الأن فقط صدقت تلك الكلمات التي كانت تسمعها من العاملين بذاك المجال.
لكن استوقفتها تلك اليد المتحرشه يردد بنبره وقحه خبيثه: رايحه فين يا قطتى .
التفت له بغضب تذكر كل لمساته الوقحه وقالت بأعين تقدح شرر: انت تسكت خالص مش كفايه الى كنت بتعمله ياق..... قاطعها وهو يضع إصبعه على شفتيها يردد: ششششش، هتفضحى نفسك..عايزه تعرفيهم انى مش اخوكى .
هزت رأسها باستنكار تردد: قصدك افضحك أنت مش أنا.
أبتسم يراقص حاجبيه وقال بثقه عاليه: لأ مش هتعملى كده .
رفعت حاجبها ألايمن مستنكره ،فهز رأسه يبستم مؤكدا: ايوون..اصلى مش عايش كده والسلام ،انا بركز فى كل كلمه وحرف .
صمت يقترب منها أكثر ثم قال: فاكره فى نفس المكان هنا لما قولتيلى انه لا يضر الشاه سلخها بعد ذبحها ؟! لو قولتى حقيقتى هتبقى صحيح موتى فريال بس الموت بيريح + أنك عارفه انى مأمن نفسى ومش هتضرر اوى من انفصالى عن عيلة الدهبى.
لمعت عيناها، ماجد  أكثر شخص أستطاع قرأتها والوصول لأفكارها كأنه يخترق عقلها بسلاسه.
نظرت أرضاً تفكر لثوانِ ثم رفعت وجهها له وسألت: امال لحد دلوقتي مكمل ليه وماقولتش أنك مش ابنهم.
اخذ نفس عميق ينظر للجهه الاخرى بصمت مثقل متعب.
ماذا يقول وأى حديث سيكفى ، يعلم مقصدها ،انه يريدها ويطلب منها أن تتمسك بكونها على إسم رجل أخر كى يتزوجها .
فلما يفعل لو كان بإمكانه الإستغناء عن كل أموال الدهبى بعدما أمن مستقبله بالكثير وهى تعلم أنه نجح فى تأسيس عمل خاص به .
عاود النظر لها يقول بتنهيده : أنتى السبب يا فيروز .
بنفس الوقت ،لعبت الصدفه لعبتها بعدما ارتفع رنين هاتفها يعلن عن إتصال من أحدهم.
استوحشت نظراته وهو يرى تلك اللمعه بعيناها لرقم المتصل .
نظر عليه واخذه منها عنوة يرى الاتصال من رقم مسحل بإسم (هبه).
رفع عيناه لها وقال: مين هبه دى؟!
ارتبكت قليلا وقالت: واحده صاحبتى .
نظر لها وابتسم،تكذب بوضوح وهو يعلم ،لكن ذلك يعد انتصار وخطوة للأمام.
عن قريب ومنذ أيام ليست بالكثيره كانت على درجه عاليه من التبجح والسخط بأن ذهبت له وهو معها حيث محل عمله.
لكنها الآن تكذب كى تخفى عليه الأمر ،يعنى أنه يعد شخص ما بالنسبة لها .
فقد فطن أنه يوم كان برفقتها وذهبت لعند ذلك العامل بالمخبز كانت على علم بأنه ليس بشقيقها ولن يكون وبالتالى هو لا صله ولا سلطه عليها .
والآن تخفى الأمر بارتباك ،إذا هو شخص ما بالنسبة لها....شخص غير محدد المسمى حالياً ، لكن تلك المكانة تكفيه حالياً.
بل يعدها إنجاز أيضاً فى هذا الوقت القصير.
حاولت التحرك كى تعاود الإتصال به لكن يد ماجد القويه منعتها .
رفعت عيناها له فسأل بصوت متحشرج مبحوح: رايحه فين؟!
رمشت بأهدابها تحاول أن تبدو جاده واثقه فرددت بصوت ثابت شيئاً ما: هروح استحمى من العصير ده واغير هدومى.
التوى ثغره يبتسم ابتسامه وقحه خبيثه ارعبتها وسحبها لعنده بقرب غير عادى الصقها به يقول: طب وليه ،انا بحب عصير الجوافه اوى ، مش دى جوافه بردو ؟ انا عارف ريحتها.
شهقت من مقصده ونوياه وقلبها مطمئن نسبياً ،بالتأكيد لن يجرؤ ابدا ..متسحيل.
لكن منذ متى وقصتها معه عرفت للمستحيل معنى.
فقد حقق المستحيل وهو يقرها له يقبل وجنتها ملتهما تلك القطرات من عليها .
تشعر بالقشعريره تضرب جسدها كله كماس كهربائي تهزه كله تذوب معه مفاصلها.
تتستمع لأصوات أنفاسه التى ثقلت واصبحت ساخنه يمر بشفتيه على جلد وجهها كله متنقلا من وجنه لأخرى وهى تحاول الخروج من قبضته تهمس باسمه راجيه إياه أن يتوقف ويتركها.
بينما ندى كانت تصعد الدرج بعدما عادت لتوها من الخارج تقف بنهاية الدرج وتشهق برعب وهى تشاهد ما يحدث أمامها.
ارتعبت فيروز ..المشهد غير جيد إطلاقا بل مخزى.
لكن ماجد لم يبالى كثيرا ليس لأنه وقح فقط لا ...بل بالأساس ندى هى آخر شخص يستحق الحفاظ على مشاعره .
فضم فيروز له يخفى وجهها بأحضانه وقال بصوت به من التدليل ما يكفى : روحى ياحبيبتي يالا غيرى عشان نروح لهارون وغنوة .
اخذت تهز رأسها إيجابا بسرعه ، وخرجت من بين ذراعيه تتجنب النظر لندى تشعر بكم هى مخطئه بحقها وذهبت سريعاً تختفى بغرفتها .
بينما هو وقفت معتدلاً ووضع يديه فى جيوب بنطاله وهم بالتحرك بلا اى إهتمام لتلك التى تقف بمواجهته.
صرخت من خلفه بعدما تحرك خطوتين : إيه الى أنا شوفته ده؟
التف لها بنصف جسده يقول بلا مبالاة: شوفتى إيه مثلاً؟
اخذت تهز رأسها بجنون تردد: شوفت ايه؟! شوفت اتنين مش باين أنهم اخوات خالص أنت كنت...كنت
..
صمتت بعجز..حتى الكلام عجز عن وصف حرارة ما شاهدته.
قلب عينه بملل وعدم إهتمام لكن صوتها قصف من خلفه يقول: هى مين غنوة دى؟
التوى ثغره يبتسم... كان يعلم إن الأسم بجوار إسم هارون سيلفت اهتمامها وانتباهها.
اهتمت بإسم غنوة لجوار إسم هارون أكثر من اهتمامها ومبالاتها لحالته التى شاهدته بها مع فتاه من المفترض أنها شقيقته ،لم تهتم...لم تهتم سوى بإسم أخرى اقترن بهارون الصواف.
وقف يفكر هل يجيب عليها أم إنها حتى لا تستحق عناء الرد.
لكنه باغتها بأخر شئ جنونى حينها اقترب منها يضع يده على وجنتها وقال بحنان مبالغ به لدرجة تثير الريبه : حبيبتى... إحنا ليه لحد دلوقتي سايبين موضوع الخلفه ده... انا هموت على بيبى منك.
اتسعت عيناها بصدمه...كيف وماذا ، حديث لا يتوافق لا مع سؤالها ولا مع ما شاهدته للتو.
لقد قلب كيانها بحديثه هذا ،بل شل لسانها وتفكيرها.
ورددت بذهول و عدم تفكير : مش عارفه بس...
قاطعها وقال : لأ كده إحنا محتاجين نكشف بقا والدكتور يدينا كورس نمشى عليه.
هزت رأسها باستنكار تفتح فمها لتتحدث لكن ورد إليه إتصال هاتفي،ففتح المكالمه ترى تفاقم الغضب والصدمة على ملامحه بعدما استمع لصوت أحد رجاله يخبره: يا باشا..رجاله مختار بيه عرفوا يحدده مكانه بجهاز كان فى هدومه وهجموا على رجالتنا واتعاملوا معاهم وأخدو وخرجوا.
صدم كليا...لقد فتح باب من أبواب جهنم على نفسه بسبب هارون وتهوره.
فتقدم سريعاً يهرول ناحية الدرج مغادرا ..حينها كانت تخرج فيروز من غرفتها بعدما انتهت من تبديل ثيابها.
لاحظت خروجه بتلك الطريقة للخارج فذهبت خلفه تحاول اللحاق به
__________سوما العربي________
دلف للداخل بخطى واثقة ثابته، اليوم لديه إجتماع مع حبيبته الجميله المثقفه.
وقف فى المصعد يكبس زر الصعود حتى وصل به حيث غرفة الاجتماعات.
جعد ما بين حاجبيه باستنكار وهو يرى حالة من عدم النظام بالمكان على عكس ما اعتاده خصوصا تحت ريادة لمى.
الغريب انه وجد لمى تصرخ بالموظفين : أزاى لحد دلوقتي مافيش اى جديد .
تحدث مسؤل ال(HR): حضرتك ماحدش أهتم لأنه شغل آنسه غنوة صالح..هى على علم بميعاد الاجتماع ده من أول امبارح
لمى بحده: وهى فين دلوقتي ؟!
هز منير كتفيه وردد: ماحدش عارف يوصلها.
استدارت لا تهتم بوجود زيدان ،شغلها الشاغل حاليا هو عملها.
تتصل كثيرا على رقم غنوه ،مره بعد أخرى حتى تحدثت لنغم التى عرفتها بنفسها وأن شقيقتها تعرضت لحادث وهى الآن بمشفى****** التخصصى.
___________سوما العربى_________
جلس بسخط أمام ذلك الحشد الذي ما ان يقرب على الانتهاء حتى يعقبه فوج أخر من الرجال والنساء وجميعهم مستغربون من هو.
وزوجته المصون تعرفه عليه دوما على انه زميل لها بالعمل .
واخيرا سيستطيع الإنفراد بها ، يتلهف قلبه وهو يستمع ذلك الرجل ضخم الجثة وهو ينهى حديثه يربط على كف حبيبته مرددا: لأ بقا عايزك تقومى على حيلك كده وترجعى تنورى الحته كلها وزينة بنات الحته كلها.
ابتسمت له غنوة بوهن تردد: تسلم يا عم أبو ذكى
راضى : تسلمى يابنتى من كل شر...همشى انا دلوقتي واجيلك بكره تانى انا وخالتك أم ذكى.
صدح صوت زوجته لجوراه تردد: أيوه طبعا بس عايزه أجى الاقيكى خلصتى الفرخه ، والفاكهه الى جبتها لك هى تحت السرير طوالى .
كان يقف يراقب كل ما يحدث بضيق،غيره ،غيظ.
يقترب منهم مرددا : لأ مافيش داعي تتعبوا نفسكم ارتاحوا انتوا وأنا هاخد بالى منها.
زمت شفتيها بخوف تضرب وجنتها برعب تتمنى لو يصمت او ليرحل وترتاح من الغمز واللمز عليه من وجوده أثناء توافد القادمين من الحى لزيارتها.
فبعد ساعات فقط من انتشار خبر إصابتها وقد رأى كمية بشر توافدت لها لم يحدث ورأها فى زيادة لشخصية مهمه او وزير.. كان الكل يكتفى بباقات ورد مع برقيات بها مجرد عبارات مواسيه .
خرج الرجل وهو اخذ يقترب منها يردد بغيظ: أيه كل الناس دى؟! ده إحنا نقدملك فى الانتخابات بقا.
صدحت عنها ضحكه عاليه ثم قالت بحنان : دول اهلى الى طول عمرى عايشه فى وسطهم .
استحالت نظرت الغيظ والضيق بعيناه الى الوقاحه والرغبه يقترب منها بخطوره ينتوى الكثير وهو يمد يده يزيح غطاء رأسها مجددا بيد واليد الأخرى تمتد كى تضمها له...انتفض جسده على صوت صرخه متزامنة مع فتح الباب لسيده بالاربيعن من عمرها تردد بنداب عويل وهى تشيح بيدها: ياقلبى يابنتى..على اللى  جرالك ياختى...قلبى عندك يا نضرى.
ضرب هارون كف بأخر والغيظ يفتك به: يادى النهار الى مش عايز يعدى..هو فى ايه؟!!
بينما صعقت غنوة تردد: أشجان..جيتى من الصعيد أمتى.
أقترب منها سريعاً تردد : اول ما وصلنى الخبر والنبى ياختى ولا ليكى عليا حلفان.
التفت لهارون تسأل: ألا انت مين يا خويا .
اكل شفته السفلى يعضها غيظا ثم ردد بعدما حفظ: زمليها فى الشغل زميلها .
همهمت متفهمة لكن يبدو على ملامحها عدم القبول تلتف لغنوة كى تتحدث لها .
ليدق الباب مره اخرى وهارون يردد: هلو هلو .
لكنه أرتاح قليلا بعدما وجد ان الطارق لم يكن سوى صديقه وحبيبته فيروز.
ليتفاجى بفيروز تعرف تلك السيده تقترب منها مهلله : ست أشجان..يا أهلا يا أهلا ده إيه الصدف الحلوه دي.
اتسعت أعين أشجان مبهوره تردد: فيروووز.. ازيك يابت ... إيه الحلاوه دى.
همت كى تقف لها مردده: القومه لك.
منعتها فيروز تقول: والنبى مانتى متحركه خليكى.
اقتربت منها تحت أعين هارون وماجد الذى ينظر لها باستغراب يستمع لأصوات قبلات عاليه بطريقه مستفزه.
1
فمال هارون على أذن ماجد يقول له: بقولك ايه خليها تطرقها شويه مش عارف استفرد بمراتى .
مال ماجد على أذنه يقول: تستفرد إيه نيلة ايه الرجاله كلمونى بيقولو رجالة مختار راحوا خلصوا وخرجوا ... إحنا كده انفتحت علينا النار .
نظر له هارون بأعين متسعه يستوعب .
لكن لم يكن امامه الكثير من الوقت ،فقد ورد لماجد إتصال جديد بخبر جديد.
أخر خبر توقع أحدهما ان يسمعه ...لقد تم أغتيال مختار هو ورجاله على الطريق الصحراوي بعد هروبه من بين رجال ماجد وأثناء سفره على طريق الساحل الشمالي حيث بيت الإستجمام الخاص به.
15
كانت الصدمه كبيره جدا..وقف على أثرها كل من ماجد وهارون لا يفقهون شيئا.....
لتكلمة قراءة الرواية اضغط هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-