رواية قنينة عطر كاملة جميع الفصول بقلم ريناد يوسف

رواية قنينة عطر كاملة جميع الفصول بقلم ريناد يوسف

رواية قنينة عطر كاملة جميع الفصول هي رواية من كتابة ريناد يوسف رواية قنينة عطر كاملة جميع الفصول صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية قنينة عطر كاملة جميع الفصول حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية قنينة عطر كاملة جميع الفصول

رواية قنينة عطر كاملة جميع الفصول بقلم ريناد يوسف

رواية قنينة عطر كاملة جميع الفصول

يامريم.. مرررريم ..انتى فين ياهانم 

+



                          
مريم جات تجرى من المطبخ وشايله طفل على دراعها عمره ميتعداش شهور وفالايد التانيه ماسكه معلقة تقليب خاصه بالاكل ووقفت قدامه وعينها على ولدين قاعدين فالارض يلعبو باللعب بتاعتهم  .

+



                          
ايوه يااحمد انا اهو جمبك بتزعق كده ليه !

+



                          
احمد :انا ازعق براحتى ..لما ادور على حاجتى وملاقيهاش فمكانها يبقى ازعق برااااحتى يامريم ..
شوفى القرود بتوعك ودو حاجتى فين انتبهيلى شويه ياهانم وانتبهى على حاجتى  ؟

+



                          
مريم بنبرة صوت هاديه بتحاول تمتص غضبه :ايه بس اللى عاوزه ومش لاقيه قولى عليه وانا اجيبهولك ..كل حاجتك فمكانها مفيش حاجه بتتنقل  ولا حد  من الولاد بيحرك حاجه من مكانها.

+



                          
احمد :طيب اتفضلى هاتيلى التيشرت الازرق تيشرت الحظ بتاعى النهارده فيه ماتش مهم ومش بحضر غير بيه ..

+



                          
اتحركت مريم فورا من قدامه على الاوضه لكنها وقفت قدام الاوضه ورجعت على المطبخ حطت فيه المعلقه بعد ماقلبت بيها الطبيخ واتاكدت انه مشاطش ووطت عليه ..بعدها راحت على الاوضه وفثانيه جابت التيشرت من الدولاب وراحت بيه على احمد ..

+



                          
مريم :اتفضل التيشرت اهو ..
اخده احمد من ايدها بعنف وابتدا يلبس فيه قدام عنيها وهى ابتدت تهز فالطفل اللى ابتدا يفرك بضيق ..

+



                          
احمد خلص لبسه 
مريم :هتتاخر النهارده بره ؟
احمد :مش عارف حسب الظروف هسمع الماتش مع اصحابى وبعدها نقعد على كافيه شويه لو كانت القعده حلوه واخدتنا الحكاوى هنقعد لقينا الجو رَخم هنرجع ..وطبعا هكلمك وانا هناك مش هنسى .

+



                          
هزت مريم دماغها واحمد اخد مفاتيحه ومشى من قصادها وهى مشيت وراه لغاية باب الشقه 

+



                          
احمد :يالا انا نازل عايزين حاجه اجيبهالكم معايا ؟

+



                          
مريم جاوبته بهزة دماغها بالنفى لانها عارفه انها حتى لو قالتله على حاجه هيرجع من غيرها ويقول نسيتها وتضطر انها هى برضو اللى تنزل وتجيبها ..

+



                          
نزل احمد زى كل مره ولا وداع رومانسى ببوسه على الجبين او جملة لا اله الا الله محمدا رسول الله مقسومه بينهم زى الازواج ولا حتى التفت ورا ضهره مودع لآخر مره ليها قبل مايكمل نزول السلم ولا اى حاجه تدل على اهتمامه باللى سايبها ورا ضهره دى كأنها جماد ملوش احساس ..فيه حجات صغيره كده الراجل بيستكبر يعملها بس عند الست بتكون بحجم الدنيا كلها ..واحيانا بيستكترها على الست ودا العن واضل ..

+



                          
نزل احمد، ومريم زى كل يوم جهزت العشا ،وعشت الولاد وحمتهم   ونيمتهم  ،ودخلت اخدت شاور ولبست اجمل حاجه عندها وعملت جو رومانسى وفضلت مستنيه احمد لغاية مايرجع عشان مينفعش يرجع يلاقيها نايمه والا تبقى زوجه مهمله حتى لو كان راجع وش الفجر من سهراته مع الشله بتاعته عالقهاوى والكافيهات ..

+

                
فضلت مستنيه تحارب النوم اللى غزا جفونها بعد يوم عصيب مابين ٣ اطفال محتاجين رعايه ومابين شغل البيت وتنفيذ تعليمات احمد اللى مبتخلصش 
واخيرا باب الشقه اتفتح عشان تاخد نفس بارتياح بانها اخيرا هتقدر تاخد قسط من الراحه ..احمد :السلام عليكم 
مريم :وعليكم السلام 
-ايه نمتى ولا ايه ؟شكلك كنتى نايمه 

+



مريم بنفى :لا لا ابدا ادينى صاحيه اهو ..قالتها وراحت تلم هدوم احمد اللى ابتدا يرميها فكل مكان بعشوائيه عشان ترجع كل حاجه لمكانها المخصص واللى لو دور عليها احمد ملقهاش تحصل معركه ..

+



مريم -هتتعشى ؟
احمد :لا اتعشيت مع اصحابى ..بس تعبان ومحتاج انام ..متنسيش تصحينى بكره بدرى عشان متأخرش على ميعاد الشغل زى كل يوم .

+



مريم كان نفسها ترد عليه وتقوله منا بصحيك وانتا اللى مبترضاش تصحى او بمعنى اصح مبتقدرش من كتر السهر ..لكنها عارفه انها لو قالتله كده ليلتها مش هتعدى ففضلت السكوت احسن ..وجاوبته بإقتضاب :حاضر 

+



ومن سكات شالت الاكل اللى كانت محضراه على السفره ودخلته المطبخ تانى وراحت على الاوضه عشان تنام اخيرا لكن الظاهر ان قرارها دا معجبش سى معاذ ابنها الصغير كالمعتاد وصحى يعيط عشان تروح تشيله بسرعه قبل ما ابوه يعلق على صوته والازعاج بتاعه وطلعت قعدت بيه فالصاله لغاية مايرجع ينام مره تانيه وكملت للصبح على دا الحال مطبقه من غير نوم ..

تانى يوم بنفس الروتين قامت وصحت احمد وحضرتله الفطار ونزلته على الشغل وفطرت الولاد ولبستهم ونزلتهم للباص بتاعهم  وابتدت بعدها فشغل البيت اللى مبيخلصش وكملت فالدايره اللى بتلف فيها طول الوقت ومش لاقيالها آخر ولا نقطة نهايه تقف عندها تاخد نفسهة شويه .

+



كل الشغل والتعب والمجهود والاجهاد عند مريم ولا حاجه ..انما اللى بيتعبها بجد التجاهل بتاع احمد والاسلوب القاسى اللى بقا دايما يتعامل معاها بيه .. اهماله المستمر ليهم ..وغير دا قلبها اللى اتكسر على ايده مره ومش قادره تتخطى الكسر دا ولا قادره تجبره ومهما عدى عليه الوقت مابيزيد الجرح الا التهاب ووجع ..

+



فلااااش باك 
بعد سنه جواز وكان جواز عن حب استمر طول سنوات الجامعه وانتهى بالجواز ونتج عن الجواز دا طفل جميل واحمد كان طاير بيه من السعاده وطول ماهو فالبيت يلاعبه ويلعب معاه ومريم مبسوطه وبتحمد ربها ليل نهار على جوزها وحب عمرها وعلى ابنها وبيتها وسعادتها واستقرارها النفسى ..

+



لكن مع الايام ابتدت تبدر من احمد تصرفات غريبه من غير قصد بس كانت بتدايق مريم جدا ..لكن كالعاده احمد كان عنده اكتر من مبرر لكل حاجه بيعملها ..

+



ابتدا معظم وقته يقضيه برا البيت ..بقا يرجع متأخر ..التليفون مبيفارقش ايده ومبينزلش من على ودنه وكلامه كله وشوشه ..بقا جاف جدا معاها وردوده بقت مختصره ..

+



        

          

                
ومريم كل ماتساله ماله وليه متغير وليه بقيت بتعمل كده يقولها مفيش ومبعملش حاجه وعادى ..

+



كانت فاكره انها فترة فتور وهتعدى وخصوصا انها كانت تسمع ان الازواج بيعدى عليهم وقت علاقتهم تصاب بالفتور ودا حله ان الزوجه تغير اجواء البيت لجوزها وتغير من نفسها وتجدد فمظهرها وتحاول تحتويه اكتر ...وبالفعل دا اللى حصل ومريم عملت كل دا وزياده على امل انه يتغير لكن مفيش فايده بس برضو ميأستش ..

+



مريم : احمد ..احمد حبيبي تعالا بتعمل ايه عندك فالصاله كل دا!

+



احمد :ايوه ياحبيبي جاى اهو ثوانى بس بتكلم مع صاحبى بخصوص الشغل وهخلص واجيلك 

+



مريم :طيب بسرعه تعالا جمبى عشان بطبق الدولاب وزهقانه تعالا اتكلم معايا عشان تسلينى 

+



احمد :حاضر يامريم هكمل المكالمه واجيلك ...وفضل مستمر يكلم صاحبه وفضلت هى تنادى عليه وهو يصبرها لغاية ماهى خلصت وطلعتله لقته باصص فالتليفون ومبتسم بنشوه واول ماشافها قفل التليفون بسرعه وقام راح عليها :
حبيبي انا خلصت اهو ولسه كنت هقوم وجايلك ..

+



مريم :يااااراجل 
احمد :قلبه ...تعالى بقا ننام تعبت اوى من القعده عايز افرد ضهرى ..تعالى اعمليلى مساج عشان افك واعرف انام كويس ...وبالفعل نام على السرير على بطنه وابتدت مريم تعمله مساج عشان تبص تلاقيه راح فسابع نومه ...
اتنهدت وراحت نامت ونفخت بغلب وهى باصه للقريب منها وبعيد عنها وبرغم انه جمبها الا ان فيه مابينهم مسافه كبيره وحاجز اتبنى مش عارفه تعبره عشان توصل معاه للقرب المفترض يكون بين الازواج والتفاهم اللى المفروض يسود حياتهم اللى مفضلش غير فتره صغيره واختفى .

+



غمضت عنيها ونامت للصبح يومها بعد مابصت لابنها النايم بسلام ..

+



واستغربت لما صحيت ملقتش احمد فالبيت لقته صحى و لبس وخرج من غير حتى مايصحيها ولا يقولها رايح فين وهو النهارده اجازه من شغله ..
قامت بخيبة امل راحت على ابنها اللى صحى وابتدت معاه الروتين اليومى بتاعه لكن طول الوقت فكرها مشغول بأحمد وتصرفاته ..

+



احساس بالوحده بيتسلل جواها كل يوم اكتر من اليوم اللى قبله..فجوه عملها بُعد احمد عنها مفيش حد قادر يسدها من اصحابها ولا جيرانها ولا حتى اهلها ..عشان كل واحد من حبايبنا بيبقى ليه مكان ومكانه جوانا مينفعش يتحط فيها حد غيره ..

+



احمد رجع آخر النهار اتعشى ونام علطول ومريم كمان نامت لكن فجأه بالليل حست بيه بيتسحب من جمبها بشويش وبينزل من على السرير وخرج بره الاوضه وقفل الباب وراه ..

+



مريم حست بنغزه فقلبها وحطت ايدها عليه لما خمنت مجرد تخمين هو بيعمل ايه ..قامت واتسحبت ووقفت ورا الباب وجالها صوته الهامس وكل همسه وراها سكوت ويعقبه ضحكه بصوت واطى ..مريم مكانتش سامعه غير صوته هو وهمسه وحتى الكلام مش مفهوم ...هى حاسه هو بيعمل ايه ...احمد بيخونها ..ايوه بيخونها وكل تصرفاته بتأكد دا ..

+



        
          

                
مدت ايد بتترعش من الخوف ومسكت بيها مقبض الباب وكانت هتلف الاوكره وتخرج بس رجعت شالت ايدها وهى بتسأل نفسها :

+



هتستحملى ..هتقدرى على المواجهه ..طب وحتى لو قدرتى  لما ينكر عينى عينك ويقول بكلم صاحبى زى كل مره فين حجتك ودليلك على خيانته ؟

+



رجعت للسرير بخطى يائسه متألمه وقعدت عليه وضمت رجليها على بعض وسندت دماغها عليهم وفضلت تسمع فصوت ضحكاته المكتومه  ساعات لحد ماتعبت وحطت دماغها على المخده وغمضت عنيها بهروب من الواقع المؤلم ..

+



تانى يوم مريم قامت واتصرفت مع احمد عادى واستأذنت منه قبل ماينزل عشان تروح بيت اهلها تقضى اليوم هناك وراحت فعلا واول ما شافت امها اترمت فحضنها واطلقت العنان للدموع اللى حابساها من امبارح ..

+



الام فضلت تطبطب على مريم وتواسى فيها من غير ماتعرف سبب بكاها وفضلت تكرر على مسامعها اكتر كلمه بتكرهها ..معلش ..وكأن المعلش دى بقت الحل السحرى لجميع المشاكل والدوا لكل جرح والصبر على كل مصيبه ..

+



مريم رفعت دماغها اخيرا من حضن مامتها لما سألتها بحنان :
بصى بقا انا سبتك تبكى لغاية مافشيتى خُلقك ..احكيلى بقا ايه اللى مزعلك للدرجادى ..
مريم مسحت دموعها وبلعت ريقها قبل ماتجاوب على امها بألم :

+



احمد بيخونى ياماما ..بيحب عليا وسمعته بودنى ..

+



الام بلعت ريقها وحاولت تدارى الصدمه اللى ظهرت عليها وردت على بنتها بلجلجه وهى بتحاول تكون طبيعيه قدامها :

+



طب وايه يعنى ..مهما كل الرجاله كده خاينين بطبعهم وعينهم فارغه وميملاش عينهم الا التراب ..كداب يابنتى اللى يقولك فيه راجل مش خاين ..كلهم خاينين بس الخيانه درجات بتختلف من واحد للتانى 

+



بالظبط زى البحر اللى فيه ناس كتتير بتستحمى ..تلاقى واحد عالشط ودا اللى بيخون بعنيه وواحد عالشط برضو بس بس حاطط رجليه بس فالميه وتلاقي واحد داخل شويه والميه مغطيه يادوب نص جسمه ..

+



وفيه بقا اللى غوط ودخل فالغميق ..
لكن فالنهايه كلهم فنفس البحر ورامين نفسهم فنفس الميه وبيتمرجحو مع موج الخيانه ...هاه قوليلى بقا جوزك زى انهى واحد فيهم ..اللى عالبر ولا مغوط ؟قوليلى سمعتى ايه ؟

+



مريم :سمعته بيكلم وحده فالتليفون ياماما طول الليل وكل كلامه معاها سهوكه وضحك ونحنحه ..

+



الام :يبقى لسه عالبر مغوطش 
مريم بقهر :وتفرق يعنى ..وبعدين انا الخيانه نفسها هى اللى دابحانى ياماما ..بصيلى انا ناقصنى ايه عشان يخونى ويحب عليا ..هيكون فيها ايه احسن منى !

+



الام :يابنتى انا عارفه انك مش ناقصك حاجه بس الراجل طبعه كده خاين .. وبعدين مين قلك انه بيحبها ..مش يمكن وحده بيتسلى معاها يومين ويسيبها ويرجعلك !

+



مريم :ماما حضرتك سامعه نفسك بتقولى ايه ؟!

+



مريم :انا مليش دعوه بكل الكلام دا انا دلوقتى وحده جوزى خانى وجايه اسألك اعمل ايه واتصرف ازاى ..

+



اواجهه واطلب الطلاق منه ولا اعمل ايه ..ماما انا متدمره حرفيا .

+



الام اخدت نفس بقوه وبصت للطفل الصغير النايم ورجعت بصت لبنتها :

+



متعمليش حاجه يامريم ..مينفعش تعملى حاجه عشان ابنك يابنتى يتربى بين ابوه وامه ..مينفعشى يتحرم من ابوه ويتيتم وابوه لسا فالدنيا ..استحملى ياحبيبتى معلش ..فالاول وفالآخر جوزك ملهوش غيرك ..والباب مبيرساش غير على عقبه ..

+



مريم :طب ونفسى اللى اتكسرت ياماما ..وقلبى اللى دبحه ..وكرامتى اللى داس عليها ..

+



الام :دى نزوه وهتعدى يامريم صدقينى .. قومى يابنتى ارجعى لبيتك اللى تعبتى عشان تعمليه وحافظى على جوزك متسيبيهوش لوحده تانيه ..بس اهم حاجه انك متعرفيهوش انك عرفتى بخيانته لان كله بعد كده هيبقى عالمكشوف وعينه تقوى ولو واجهتيه وزنقتيه اول مايتزنق تلاقيه يستخبى فالشرع ويقولك بحبها وهتجوزها وربنا قال مثنى وثلاث ورُباع ..يعنى هيحلل خيانته ..اسمعى كلامى ياحبيبتى انا ادرى بمصلحتك ..طنشى يامريم ..طنشى وعيشى يابنتى ..

1



 رجعت مريم يومها من عند مامتها بسرعه مقدرتش تفضل اكتر  ..

+



رجعت وهى متجرعه كأس الخيبه ومتحامله على نفسها عشان خاطر بيتها وابنها وحياتها اللى لسه فبدايتها ..وقررت مع نفسها انها هتبذل جهد اكبر عشان تحافظ على كل دا ..
وصلت لشقتها وبمجرد مادخلت سمعت صوت احمد بيضحك وموجود فالشقه بالنهار على غير عادته ..حطت ابنها على الكنبه واتقدمت وهى سامعه كلامه وضحكه ووقفت قدام الاوضه ومدت ايدها على الاوكره وغمضت عنيها بألم وهى فاكره انه بيتكلم فالتليفون زى عادته ..لكن الالم تحول لموت سرَى فجسمها كله بمجرد ماسمعت همسات انثويه وصوت ضحكه خليعه خلت الدنيا كلها اسودت قدام عنيها فتحت الباب بسرعه عشان تشوف ابشع منظر ممكن ست تشوفه او تتخيله ..

+



جوزها وبين اديه وحده تانيه...حطت ايدها على بوقها وابتدت الدنيا تلف بيها وهى شايفه الاتنين قدامها مش عارفين يعملو ايه و بيستخبو فبعض من الكسوف ومره وحده وقعت على الارض مغمى عليها ...

+



وللحكايه بقيه ....
مريم ابتدت تفتح عنيها وشافت نفسها فوق الكنبه واحمد قاعد جمبها بيفوق فيها ولابس هدومه وعلامات الخوف باينه على وشه وابنها جمبها على الارض وعلى صرخه وحده 

+



                    
مريم بعدته عن طريقها وقامت بضعف وراحت على الاوضه بصت ملقتش حد فيها ..لكن الفرشه متنعكشه وبعض من هدوم اللى كانت مع جوزها لسه عالارض ..مريم  حطت وشها بين ايديها ودخلت فنوبة بكا هستيرى ...بكا بكل قهر ..قهر من خيانه شافتها بعنيها ومنظر لغاية دلوقتى عقلها مش مستوعبه ...

+



                    
رجعت تانى قعدت على الكنبه واخدت ابنها فحضنها وكل دا واحمد ملازمها خطوه بخطوه بس من غير مايتكلم واديه محاوطاها بس من بعيد ..
اخيرا احمد قرر الكلام ويادوب نطق حروف اسمها وهى فورا بصتله بعيون حمرا من الغضب كأنهم نذير حرب خلته قطم الكلام بعد ماهمس بكلمه وحده بس ..آسف 

+



                    
آسف ..فضلت ترددها جواها كتير عشان تلاقيلها قيمه او معنى قصاد اللى عمله 
لكن للاسف ملقتلهاش اى قيمه ..

+



                    
آسف ..ازاى كلمه وحده تتقال بعد كل جريمه وبعد كل كسره وكل وجع والمفروض انها تعادل كل دا وتمحيه ..
دقايق من الصمت ميتسمعش فيها غير شهقات الطفل الصغير ..والدقايق بقت نص ساعه والنص ساعه بقت ساعه ومريم  ساكته متكلمتش لكن صوت احمد وهو بيعتذرلها مره تانيه كان كفيل انه يفجر كل براكينها .

+



                    
مريم بمنتهى الهدوء :قولى لقيت فيها ايه مش فيا ..قولى انا قصرت معاك فأيه! قولى ايه اللى حرماك منه ورحت تدور عليه معاها وفحضنها؟

1



                    
احمد بسرعه مسك ايدها وفضل يبوس فيها ويتأسف وصوته كله ندم وهو بيقولها :

+



                    
والله نزوه ..والله غلطه ومش عارف غلطتها ازاى ..دى اول مره تحصل صدقينى ..اصلا والله العظيم انتى ست الستات والعيب كله فيا انا ..انا اللى حبيت اجرب دا لمره وحده مريم انا بحبك والله العظيم وعمرى ماحبيت ولا هحب غيرك ..مريم سامحينى اوعدك دى اول وآخر مره ..

1



                    
مريم بجمود :عرفتها ازاى وامتا 
احمد :زميلتى فالشغل ..واتجوزتها بعقد عرفى والله ..انا مش عامل حاجه حرام ولا عيب يامريم ..لكن برضو مكنتش ناوى استمر معاها ..
نزوه وكانت هتنتهى وانا وهى متفقين على كده ..مريم انا مليش غيرك انتى الاساس ومقدرش استبدلك بوحده تانيه ابدا ..

+



                    
مريم بصدمه :متجوزها يااحمد ؟!
احمد :نزوه والله يامريم مش اكتر صدقينى ومحبتش اعمل حاجه حرام   

+



                    
مريم بصتله بعيون خاليه من الحياه وهمستله :طلقنى يااحمد ..
كلمه خرجت منها كانت كفيله انها تجن جنونه وتقلب موازينه وتخليه يركع على رجليه قبالها ولسانه مبطلش اسف ولا اعتذار ..كان عامل زى العيل الصغير اللى عامل غلطه وخايف حد الرعب لما جه وقت العقاب ..

+



          

                
مريم بعدت عنه وسابته قاعد على الارض وراحت على الاوضه التانيه عشان مستحملتش تدخل مكان تم فيه طعنها بأكثر الطرق قسوه 
نيمت ابنها وفضلت تلف فالاوضه زى المجنونه ..ضحكت على نفسها وهى من شويه كانت منهاره من مكالمة تليفون وكانت فاكره انها قمة الخيانه ..مكانتش فاكره ان القمه دى جوزها هيتسلق قمه اعلى منها ويوصل فالخيانه لاعلى القمم ..

+



طلعت تليفونها واتصلت على مامتها واول ماسمعت صوت امها صوتها رج المكان وهى بتقول لامها :

+



ماما تعاليلى بسرعه ..ماما انا بموت احمد اتجوز عليا وحده تانيه ..اتجوزها عرفى وجابها فشقتى..شفته بعينى مع غيرى وعلى سريرى ...احمد دبحنى ياأمى .

+



الام: اهدى يامريم انا جيالك ياحبيبتى ..قالتها و قفلت السكه وبسرعه نزلت راحتلها .

+



مريم بمجرد ماسمعت صوت امها فالشقه فتحت باب الاوضه وطلعتلها جرى واترمت فحضنها وهى شايفاها باصه لأحمد بلوم وعتب وهو حاطط وشه فالارض ومش قادر حتى يرفع عينه عليها ..

+



الام : تعالى ياحبيبتى ..وشدتها وقعدت بيها عالكنبه وفضلت مريم تبكى فحضنها وهى تمسد عليها بأشفاق وأحمد جوزها بين كل لحظه والتانيه يرفع عنيه على مريم وينزلهم تانى ..

+



الام همست لمريم :كفايه عياط انا سبتك تخرجى كل اللى جواكى ..اتعدلى كده واجمدى شويه هتموتى نفسك من العياط ..وبصت لاحمد واتكلمت بعتب :

+



برضو بنات الناس يتعمل فيهم كده يااحمد ؟! هى دى الامانه اللى ابو مريم امنهالك وقلك مريم هتكونلك كل اهلك وانتا تكون سندها بعد منى متكسرهاش..هو دا السند ياحمد ..هى دى الامانه ..هو دا جزاتنا عشان اديناك بنتنا تقوم تكسرها وتكسرنا بالشكل دا ؟

1



احمد اخد نفس وابتدا يبرر لام مريم عملته بنفس التبريرات ..آسف ونزوه وغلطه وكلام كتير اوى ميقدمش ولا يأخر ...
وقابل اعتذاره دا لوم وعتاب كتير من الام ومريم سامعاهم هما الاتنين وساكته خالص ولا تأثرت ثانيه وهى سامعه كم الاعتذارات  والوعود من احمد والحلفان انها غلطه ومش هتتكرر ..وبعد المد وجزر الام بصت لمريم واتكلمت بحزم :

+



مريم اديه آخر فرصه ..هو حلف انها غلطه و مش هيكررها تانى ..
مريم بصت لمامتها بذهول وقبل ماتتكلم او تعترض الام اتكتلها على عنيها بتأكيد على الكلام ..

+



مريم :ماما انتى بتقولى ايه!! عايزانى اسامحه واديه فرصه تانيه بعد ماشفت خيانته بعينى ليه وازاى! دا مستحيل 

+



الام : هقولك يامريم ليه.. عشان ابنكم يامريم ، عشان الطفل ميشيلش ذنب غلطه ابوه عملها وامه مغفرتهاش ..عشان البيت ميتخربش يابنتى ..

+



سامحيه يامريم وخدى كل الضمانات عليه ..سامحيه والغلطه الجايه منه اوعدك ملهاش سماح وانا بنفسى اللى هقفلك واطلقك منه ..وبصت لاحمد اللى اكد على كلامها ..
والله ياطنط ماهتتكرر انا مستعد احلفلها على كتاب الله واديها كل الضمانات اللى تطلبها وتضمنلها انى مش هعمل كده تانى ..

+



        

          

                
مريم بصتله وبصت لمامتها وهى مش متقبله اى كلمه من كلامهم ولا موافقه عليها ..اصل يعنى ايه تسامحه بسهوله كده بعد اللى عمله..هما مايعرفوش ان الخيانه هى الحاجه الوحيده اللى بيعجز قصادها الغفران !
الام بصت لمريم وركزت على عنيها وهى بتهمس :خلاص يااحمد مريم هتديك آخر فرصه ومن بعدها مفيش اى فرص تانيه ..

+



غلطه وحده منك بعد كده وهتبقى خربت بيتك بأيدك ..تليفونك ميتقفلش برمز تانى ابدا ..تقولها لما تخرج خارج رايح فين ومع مين ..ترجع تقرب من مراتك وابنك من تانى وتاخدهم فحضنك وتحادى عليهم ..

+



احمد :حاضر ياطنط والله هعمل كل دا ..
الام :وكمان يابنى لو فيه حاجه نفسك فيها قول لمراتك عليها وهى تعملهالك ..اكل لبس دلع ..اى حاجه ..الست عندها قدره انها تتغير ١٨٠ درجه وبتقدر صدقنى ..مفيش حاجه عند ست ومش عند التانيه ..

+



كل وحده عندها كل حاجه بس هى احيانا مبتبقاش عارفه جوزها بيحبها تتعامل معاه ازاى ولا ايه الحاجه اللى هو حابب يشوفها فيها  ..والحل هنا بيبقى فأيد الزوج ..هو اللى يعلم ويوجه ويلفت نظرها للى بيحبه ..

+



احمد هزلها دماغه بموافقه وبصت لمريم لقتها مغمضه عنيها ومربعه اديها وسانده ضهرها على الكنبه بتعب 
الام لسه هتوجه لمريم الكلام لكن صوت بكا الطفل قطع كلام الام وخلى مريم قامت راحتله الاوضه وشالته وابتدت ترضعه ..

+



الام دخلت الاوضه ورا مريم وقفلت الباب وقعدت جمبها على السرير ومدت ايدها مسدت على دراع مريم اللى عنيها ابتدت تدمع بضعف وبعدها بصت لماماتها وكلمتها بنبرة عتاب ..ماما حطى نفسك مكانى ..كنتى تقدرى تستحملى دا لو كان حصل معاكى ..كنتى تقدرى تسامحى ؟
الام اخدت نفس وزفرته وغمضت عنيها وهى بتهمس :قدرت يامريم ..قدرت واستحملت وسامحت ..سامحت عشانك انتى واخواتك ..عشان تكبرو بين ام واب ..وعشان ماسبش جوزى لوحده رخيصه تاخده منى وتهدلى كل تعب السنين اللى تعبتها معاه ..
انا شفت ابوكى بعينى يامريم زى مانتى شوفتى احمد بالظبط ..بس الفرق ان الست هانم اللى كان معاها هى اللى كلمتنى وقالتلى وبلغتنى بالمعاد والمكان ..ورحت وشفت وقلبي وقتها عمل زى لوح قزاز مش هقولك اتشرخ ..لا دا اتكسر الف حته

+



مكدبش عليكى الصدمه بتبقى صعبه اوى ..وحاسه بيكى وبالنار اللى جواكى كويس ..بس لما اعترف بندمه وتاب سامحته واديته فرصه تانيه ..اديته فرصه تانيه عشان كل حاجه بينا ..اولادنا وبيتنا وحبنا ..اديته الفرصه لكن راقبته وترقبتله وبالفعل كان كل يوم بيثبتلى عن اليوم اللى قبله انها كانت غلطه ونزوه وعدت ..
واخدت نفس وكملت :واديكى شايفه بنفسك انا وابوكى دلوقتى عاملين ازاى ومافيش مابينا غير كل احترام وتقدير ..
مريم كانت بتسمع مامتها بصدمه وبعد.ماخلصت امعا كلامها رفعت ايدها وفركت وشها بتعب وكان الطفل رجع نام تانى .

+



الام سمت على الطفل وشالته من على رجل مريم ونيمته ومسكت اديها الاتنين وكلمتها بأصرار :

+



        
          

                
مريم انا عايزاكى قويه زى امك ..مش عايزاكى بالضعف اللى يسمح لحد انه يخرب بيتك وياخد منك كل حاجه وانتى واقفه تتفرجى ..اخرجى خدى منه العقد العرفى وقطعيه وخليه يتصل عليها ويرمى عليها اليمين ..خليه يتنقل من مكان شغله ..حاوطيه وابقيله زى مايحب ويتمنى واملى عينه ..
مريم لسه هتفتح بوقها لكن امها سبقتها وكملت :
عارفه يامريم هتقولى ايه ..وعارفاكى هتقولى انك مش مقصره وانك بتعملى كل جهدك ..لكن الظاهر ان اللى انتى بتعمليه مش هو اللى بيعجب جوزك ..انتى حبيبتى ماشاء الله عليكى جميله ..يبقى هو مكنش بيدور على جمال ..كان بيدور على حاجه تانيه لازم تعرفيها ..اسأليه واعرفيها منه واعمليهاله ..مهما كانت اعمليهاله لاهو عيب ولا حرام ..
بصى انا مش هقول لابوكى ولا لاخواتك اى حاجه ولا هعرفهم ان فيه حاجه بينك وبين جوزك ..عشان لما تصتلحى انتى وهو ميفضلوش هما شايلينهاله ومعاملتهم معاه تختلف ويصغر فنظرهم ..

+



مريم هزت دماغها لامها وخضعت لكلامها لكن من جواها بركان ثائر لا كلام امها ولا اى كلام فالدنيا يقدر يطفيه ..لكنها مضطره ..بصت لابنها واتنهدت وبصت لمامتها :

+



لو سمحتى ياماما روحى الاوضه التانيه وشيلى كل الفرش اللى على السرير وخديه معاكى وانتى نازله واتخلصى منه مش هستحمل اشوف مكان وساختهم بعينى مره تانيه ..
الام هزت دماغها وقامت وهى بتقول لبنتها :هنضفلك الاوضه والشقه كلها ..بس انتى استهدى بالله وروقى كده وهونيها عشان تهون يامريم ..
مريم هزت دماغها والام خرجت ومن بعدها مريم نامت على السرير وحضنت ابنها وغمضت عنيها فى محاوله منها انها تهرب من الواقع للنوم متمنيه انها لما تصحى يكون كل اللى حصل دا كابوس شافته فمنامها مش اكتر ..

+



بعد مسافه صحيت مريم على صوت ابنها بيناغى ..فتحت عنيها وبصت حواليها ملقتهوش ..ركزت وسمعت صوته بره الاوضه ..قامت وفتحت الباب وبصت لقت احمد جوزها شايل الولد وبيلعب معاه لاول مره من فتره طويله والولد بيضحك وبيناغى مع ابوه بفرحه ..ربعت اديها واتسندت على الباب وفضلت تراقبهم شويه وبعدها احمد اخد باله لوجودها ..

1



نزل الولد بهدوء وراح عليها ووقف قدامها ..بتردد مسك ايدها وهى مقاومتش ابدا ولما لقاها هاديه اتجرأ وسحبها من ايدها وراح بيها على الكنبه وقعدها وقعد قدامها ..وبكل اسف اعتذرلها ..وشكرها على الفرصه اللى ادتهاله ووعدها انه من النهارده هيتغير ويكون زى ماتحب وتتمنى ..

+



وبالفعل احمد وقتها اتغير ورجع تانى احمد بتاع زمان ضحك ولعب وهزار ..التليفون مبقاش يمسكه غير للمكالمات الضروريه ويتكلم من خلال السماعه الخارجيه ومريم تكون سامعه والرمز اتلغى ..الشغل اتنقل منه ..الخروج خف خالص ويكاد يكون انعدم الا من مرات معدوده مع اصحابه ولما يكون بره كان يتصل بمريم يسمعها صوت اصحابه عشان تطمن ..

+



وعدت سنه على دا الحال والوضع مستقر واحمد رجع زى الاول لكن مريم هى اللى مش قادره ترجع زى الاول تانى ..على الاقل من جواها مع انها بتمثل انها تخطت الموضوع ..

+



        
          

                
مريم حملت مره تانيه ومع بداية شهور الحمل ابتدا التغيير يطراء على احمد مره تانيه ..بس المرادى تغيير مختلف عصبيه على اتفه الاسباب ..اوامر مستمره ..بقا يطالب باهتمام زياده من مريم مع انها محاوطاه طول الوقت باهتماها لكنه فأى فرصه يتهمها بالتقصير ...

+



مريم كانت عارفه ان احمد بيدور على مبررات عشان يكرر خيانته ليها وبيحاول بشتى الطرق يثبت تقصيرها فحقه عشان ياخده ذريعه لاى حاجه يعملها بعد كده ..

+



لكن مريم ابدا مدتلوش الفرصه دى وكانت واقفه لكل طلباته واوامره بالمرصاد وكل دا عشان تكون بطله وتحافظ على بيتها واسرتها اللى كل مادا بتكبر ..
وادى طفل تالت انضم لاسرتها ومسئوليه زياده واحمد رامى عليها مسئولية البيت والعيال كلها ..

+



وكل ماتطلب منه المشاركه فحاجه بخصوص الاولاد وشرا طلبات البيت متلاقيش منه غير اهمال ..رجعت خروجاته تكتر من تانى واتلم على شلة شباب بقا طول الوقت معاهم لكنه مستمر يعرف مريم رايح فين ولسه بيكلمها ويفتح السماعه عشان تسمع صوت صحابه ولسه تليفونه مش مقفول برمز ..

+



لكنه طول الوقت محسسها ان خيانته ليها قريبه ومرهونه بغلطه وحده منها لدرجة انه حولها لآله لتنفيذ اوامره بدون اى اعتراض ..
وكل دا عشان تحافظ على بيتها واولادها ..لكنها اكتشفت ان وهى بتحافظ على بيتها خسرت نفسها ..خسرت روحها وشبابها وسعادتها ..
وبرغم كل السنين دى الا انها لسه حاسه ان الشرخ اللى سببهولها خيانة احمد ليها مش عايز يلم ..حاسه انه حتى لو كان طاب فهو طاب على غلط ..
ندمت عشان طاوعت امها ومشيت على نهجها ونسيت ان مش كل حل بينفع مع الكل وان الصوابع مش زى بعضها والناس درجات فالاخلاق وان تجربة شخص ناجحه مش مقياس لنجاح الكل زيه ...
وان حتى لو هى مشيت على خطى امها جوزها احمد ابدا مش زى باباها.

+



باااااااك 
فاقت مريم من شرودها على صوت بكا ابنها وكانت ماسكه فوطه وبتمسح الرخامه بعد ماخلصت تشطيب المطبخ والطبيخ وراحت على الولد شالته ودخلت الاوضه بيه عشان ترضعه ونيمته وقامت اتمشت فالشقه مع نفسها شويه وبعدها اهتدت الى انها تمسك ورقه وقلم وابتدت تشخبط عليها بحروف طالعه بوجع من قلب مكسور :

+



من انا ..وماذا فعلت بحالى!! ولماذا ؟..

+



اكان حقا بيتى والمحافظه عليه يستحق ان اقدم نفسى له قربانا وان اضحى بها له فداء ..
فيما كنت افكر وانا اتجرد من كرامتى  وعزة نفسى واضعهم تحت حذاء رجل ليخطو عليهم فى مقابل الا يعاود خيانتى! 
لماذا لم ار وقتها انى استحق من يُجاَهد للحفاظ علي ولست الوحيده التى يجب عليها الجهاد ..لماذا لم اتمسك بحقى بأن اجد رفيقا ليقاسمنى الجهاد بدلا من ان اتقاسم الحياة مع عدو يخبئ لى خنجرا خلف ظهره متظاهرا بالمسالمه ، وحين يقرر غرزه فى قلبي هل حينها سيقف الجميع فوقى بكل اسى ويقولون هنيئا لها قد ماتت شهيدة الحياه الاسريه والمحافظه عليها  ..ام سيتهمنى الجميع بأنى انا التى اوصلته الى هذا بأفعالى التى لم يعد يحتملها؟

+



وها انا الان اقف فى منتصف الطرق ولا اعلم هل اتراجع الآن واعود بحثا عن ذاتى وعن نفسى بعد ان قطعت كل هذه المسافه؟ ..
ام انى تأخرت كثير ويجب على ان اكمل طريقى مثلما انا واواصل لأجل اطفالى وأكتفى بهم حياه وأوئد ماتبقى من آدميتى واترحم على مامات من مشاعرى ..

+



انا حقا عاجزة عن الاختيار ..
انا الان اشبه بقنينة عطر كسرت على يد من اشتراها واكتشف لاحقا ان رائحتها ليست المفضلة عنده فرماها من طول ذراعه لترتطم بالارض وتتناثر اجزائها ولم يلقى بالا للقول الذى اوصى علينا و قال رفقا بالقوارير...

+



تمت .....
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-