رواية لم يكن تصادف كاملة جميع الفصول بقلم زينب محروس

رواية لم يكن تصادف كاملة جميع الفصول بقلم زينب محروس

رواية لم يكن تصادف كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة زينب محروس رواية لم يكن تصادف كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية لم يكن تصادف كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية لم يكن تصادف كاملة جميع الفصول

رواية لم يكن تصادف كاملة جميع الفصول بقلم زينب محروس

رواية لم يكن تصادف كاملة جميع الفصول

- بتحبيه؟ يعني ايه بتحبيه؟!! 
- هو ايه اللي يعني ايه؟ بقولك بحبه و مش عايزة غيره يا مريم. 
مريم بتكشيرة: 
- غيره اللي أنتي مش عايزاه ده يبقى ابن عمه، ابن عمه اللى هتبقى مراته كمان كام ساعة، أنتي واعية للي انتي بتقوليه دا يا يارا؟ 
اتكلمت بصوت مخنوق: 
- اهو انتي قولتي، هبقى مراته كمان كام ساعة، يعني لسه مش مراته... و لسه معانا وقت نتصرف فيه. 
مريم بحيرة:
- نتصرف نعمل ايه؟ أمك و خالتك برا بيجهزوا الأكل عشان عمر و أهله، و اخوكي و والدك واقفين بيعملوا الديكور، و المفروض إني بعملك الميكاب دلوقت. 
يارا بدأت تعيط و قالت: 
- طب و المفروض أعمل ايه؟
مريم بتهكم: 
- المفروض تتجوزي عمر . 
يارا بنفور: 
- بقولك مش بحبه يا مريم، مش بحبه و رافضة الجوازة، هو بالعافية. 
- لاء مش بالعافية، بس الرفض دا كان ممكن يكون الحل لو كنا لسه في أول الموضوع، يوم ما كان عمر لسه متقدم، لكن مش يوم كتب الكتاب. 
يارا مسحت دموعها و قالت: 
- احنا لسه فى أول الموضوع، دا احنا يادوب مخطوبين من اسبوعين. 
مريم وقفت قصادها و قالت: 
- استهدي كدا بالله، و خلي اليوم دا يعدي على خير، مش عايزين مشاكل لأمك و أبوكي بلاش تحرجيهم مع الناس. 
- طب و أنا؟؟ اعيش عمرى كله حزينة عشان خايفة من كلام الناس و إحراج أهلي؟ 
مريم: 
- لاء،  عشان قولتي موافقة لما عمر اتقدم، و أنتي مكنتش لسه شوفتيه. 
يارا: 
- اهو انتي اللي قولتي بنفسك اهو، قولت موافقة بس مكنتش شوفته لسه، كنت بحسبه أحمد الشخص اللي حبيته مش ابن عمه. 
في الوقت ده قبل ما مريم ترد عليها، الباب خبط و دخل صلاح والد يارا اللي قرب منها و باس دماغها و قال: 
- ايه يا يارا، لسه مجهزتيش؟ دا عمر و أهله في الطريق اهم و بيت جدك و اخوالك كلهم وصلوا برا. 
مريم مسكت ايد يارا و قالت بابتسامة: 
- متقلقش يا عمو هخليها قمر دلوقت قبل ما العريس يوصل. 
صلاح ابتسم و قال و هو بيمسح على راس يارا: 
- أنا بنتي طول عمرها حلوة يا مريوم. 
مريم بمرح:
- طبعًا طبعًا أنت هتقولي، دا كفاية بوزها اللي يقطع الخميرة من البيت ده. 
ضحك صلاح و قال: 
- دي تلاقيها بس متوترة، عروسة بقى.
مريم: 
- أنت هتقولي يا عمو صلاح، دا أنا معاها من أولى ابتدائى و علطول مبوزة كدا نادرًا لما بتضحك بس يلا صاحبتي بقى و مضطرة استحملها. 
صلاح طبطب على كتف مريم و قال: 
- ربنا يخليكم لبعض يا مريوم و الله لو يارا كان ليها اخت بنت مكنتش هتحبها قدك كدا..
مريم بمرح: 
- يلا عدوا الجمايل بقى يا عم صلاح. 
صلاح بضحك: 
- هعد هعد، بس دلوقت هخرج عشان نكمل باقي الديكور قبل ما العريس يوصل، النهاردة كتب كتاب الغالية. 
صلاح سابهم و خرج، و مريم اتكلمت و قالت: 
- شوفتي نظرة السعادة اللي في عيون أبوكي، و شوفتي فرحان بيكي ازاي......
يارا غمضت عيونها بوجع  و قالت باستسلام: 
- خلاص يا مريم هتجوز عمر. 
مريم قربت منها و حضنتها وقالت: 
- ربنا مش بيجيب حاجة وحشة يا يارا، اكيد جوازك من عمر فيه خير ليكي. 
بمرور الوقت كانت يارا جهزت و لبست فستان ابيض سادة من الستان و عليه خمار ماليزي أبيض، و حطت مكياج خفيف يحدد ملامحها، و كانت قاعدة بتدعي من جواها إن ربنا يبعت معجزة تخلصها من الجوازة و من الموقف المؤلم اللي هي فيه دلوقت. 
الباب خبط و المرة دي دخلت نورا أخت عمر و هي بتقول  بإعجاب: 
- بسم الله ماشاء الله، الله اكبر عليكي. 
يارا ابتسمت بتكلف، إنما مريم قالت: 
- احنا بنتنا قمر. 
نورا ضحكت وقالت: 
- هي قمر مفيش اعتراض، بس احنا بردو ابننا الله اكبر عليه قمر كدا و چنتل في نفسه. 
فى اللحظة دي، يارا سمعت صوت زود من ضربات قلبها جامد و مكنش حد غير أحمد اللي قال و هو واقف ع الباب: 
- هاتي بطاقة عمر يا نورا. 
نورا دورت في شنطتها بس ملقتهاش فبصت لأحمد بتكشيرة و قالت: 
- مش معايا. 
أحمد بشك: 
- بتهزري؟ دا أنتي واخدها معاكي من يومين عشان عمر مينسهاش، تقومي تنسيها انتي!! 
مريم بصت ل يارا اللي عينها على أحمد، فخبطت على كتفها بخفة عشاه تخرجها من شرودها قبل ما حد ياخد باله، و قالت: 
- مش مشكلة يا جماعة، كدا كدا في صور للبطاقة ضمن الاوراق. 
أحمد بصلها و قال بتذكر: 
- تصدقي صح دا أنا اللي كنت طابعهم ل عمر.... معلش يا عروسة العيلة بتاعتنا كلنا بننسي. 
قال جملته الأخيرة و هو بيبص ل يارا، اللي ابتسمت تلقائي لما عيونها اتقابلت مع عيونه، بس الوضع مستمرش كتير عشان أحمد شد الباب قفله و همس لنفسه : 
- يا بختك يا عمر، هتتجوز الملاك دي، يا ريتني سمعت كلامهم و كنت اتجوزتها أنا. 
حرك رأسها و كأنه بينفض الأفكار دي عن دماغه و قال بلوم: 
- استغفر الله العظيم، ايه اللي أنا بقوله ده، دي كمان شوية هتتجوز ابن عمي يعني مكانتها عندي لازم تكون زي الأخت مش اكتر. 
المأذون طلب منهم يجيبوا العروسة عشان تمضي ع الأوراق، ف صلاح دخل و جابها و عمر اول ما شافها وقف مكانه و هو بيبتسملها بحب، إنما هي كانت واقفة و مانعة نفسها عن العايط بالعافية و كمان بتحاول إنها تبتسم رغم وجع قلبها و نفورها التام من الجوازة. 
بصت لوالدها و قالت بدموع:
- بابا هو أنا ممكن اقولك حاجة؟ 
صلاح بصلها باستغراب: 
- طبعًا يا حبيبتي، بس بتعيطي ليه؟ 
يارا بدموع: 
- بابا بلاش.... 
يتبع.........
يارا بدموع: 
- بابا بلاش.... 
صلاح باستغراب: 
- هو ايه اللي بلاش يا يارا؟ 
يارا بصت لكل الواقفين و عيونهم بتراقب الموقف في استغراب، و قالت ببسمة مهزوزة: 
- بلاش تعتبروني غريبة بعد الجواز. 
صلاح ضحك بحنان و قال و هو بيمسح على راسها: 
- دا كلام يا يارا! ازاي نعتبرك غريبة عننا و انتي روحنا يا حبيبة بابا، دا أنتي الغالية يا طفلتي. 
صلاح كمل كلامه و كان موجه لعمر المرة دي: 
- خلي بالك أنا بعطيك روحي فخلي بالك منها و متزعلهاش أبدًا. 
عمر بصلها بحب وقال: 
- متقلقش يا عمي، يارا مبقتش روحك لوحدك. 
هنا ياسر اخوها قرب من عمر و هو بيحط ايده على كتفه و قال بمرح: 
- خلى بالك يا معلم أنت لسه مكتبتش الكتاب و بتقول عليها روحك كدا قدامنا عادي! 
عمر ضحك وقال: 
- مفرقتش بقى كلها عشر دقايق، و تبقى مراتي. 
بمرور الوقت كانوا كتبوا الكتاب و الضيوف كله مشي، و مش فاضل غير عمر اللي قعد مع يارا في الصالون لوحدهم، كانت يارا ساكتة و مش قادرة تتكلم و حابسة دموعها بالعافية، ف عمر حاول يكسر الصمت و قال: 
- تحبي نعمل الفرح فين يا يارا؟ 
ردت بهدوء و عيونها في الأرض: 
- في أي مكان مش فارقة. 
ابتسم عمر و قال باستغراب: 
- مش فارقة ازاي؟ دا فرحك! معقول معندكيش أي تخيلات عن القاعة؟ 
 اتنهدت بحزن: 
- صدقني مش فارقة كتير، احجز اي قاعة و أنا مش هعترض و لو مش عايز تعمل فرح اصلا مش فارقة معايا.
عمر سألها بشك: 
- يارا هو انتي مش مبسوطة بجوازنا؟ 
رفعت دماغها و بصت في عيونه و قالت بصوت مخنوق: 
- لاء..... مش مبسوطة. 
عمر اتصدم بردها، فقال بتكشيرة: 
- و لما هو لاء، وافقتي من الأول ليه؟؟ جاية دلوقت بعد كتب الكتاب و تقولي لاء؟ 
يارا بدفاع عن نفسها: 
- و هو انا كان المفروض اعمل ايه يعني و أنا شايفة اهلي مبسوطين بيك؟ مقدرتش اهد فرحتهم. 
عمر بلوم: 
- يعني عشان اهلك تربطي حياتك بيا و انتي مش عايزاني؟ طب و أنا؟ و كرامتي و أنا متجوز واحدة مش بتحبني و مغصوبة عليا؟!! متكلمتيش معايا ليه و أنا كنت اتصرفت.... قبل ما نكتب الكتاب؟ 
مسحت دموعها اللي نزلت و قالت: 
- اتحرجت اقولك. 
عمر باستنكار: 
- اتحرجتي! طب و دلوقت مش محروجة ليه؟ 
يارا: 
- كنت عايزني اجي اقولك ايه يعني؟ كنت عايزني اجي اقولك أنا رافضة الجوازة؟ 
عمر بتكشيرة: 
- لما تقولي في الأول رافضة الجوازة، احسن ما تيجي دلوقت و تقولي رافضاك. 
يارا: 
- بس انا مقولتش رافضاك يا عمر. 
عمر: 
- ايوه صح مقولتش الكلمة حرفيًا بس كلامك دا معناه كدا يا يارا، عمومًا أنا مش هجبرك على حاجة. 
قام وقف و هو بياخد فونه، فسألته: 
- تقصد ايه؟ 
رد عليها قبل ما يمشي: 
- اقصد اني هطلقك، مش هنكمل في الجوازة دي. 
سابها و مشي و هي دخلت تعيط في اوضتها، و بعد يومين راحت مع أهلها عند عيلة عمر عشان كانوا معزومين ع العشا، و بعد الأكل كانت العيلة كلها قاعدين بيتكلموا و بيهزروا مع بعض، لكن عمر و أحمد و يارا كان كل واحد فيهم في عالم مختلف، أحمد بيراقب يارا من غير ما حد ياخد باله، و عمر قاعد بيضحك بمجاملة و هو بيفكر هيفتح معاهم موضوع الانفصال ازاي؟ أما يارا فكانت قاعدة و كل تركيزها مع عمر اللي مش عارفة تتكلم معاه بقالها يومين و كل ما بترن عليه مش بيرد و كمان بيشوف رسايلها و مش بيرد. 
قررت تحاول مرة كمان و مسكت فونها و بعتتله رسالة، و طلبت منه يتكلموا على انفراد، لكنه شافه الرسالة و مردش عليها، و لكن لحسن الحظ أبوه اتكلم فى الوقت المناسب و قال: 
- بعد إذنك يا حاج صلاح، نخلي الولاد يقعدوا مع بعض شوية. 
صلاح رحب بالطلب و قال: 
- مفيش مشكلة، اهي بقت مراته و ليه حق فيها اكتر مننا، و احنا اللي نستأذن بعد كدا. 
أبو عمر ضحك و قال: 
- أنت الخير و البركة طبعًا يا حاج صلاح، كله يمشي بإذنك. 
عمر نفذ كلام أبوه و اخد يارا و نزلوا قعدوا في أوضة الجلوس اللي في الطابق الأرضي، و المرة دي كان هو اللي ساكت و هي اللي بدأت الكلام لم قالت: 
- ينفع تكمل الجوازة، و مننفصلش؟ 
عمر رد عليها و هو بيبصلها بحزن: 
- علشان عيلتك صح؟ 
يارا حطت عيونها في الأرض و متكلمتش، فهو كمل و قال: 
- أنا كلامي صح، طب لو أنا وافقت نكمل و مننفصلش، انتي هتعيشي معايا ازاي و انتي بتكرهيني؟؟ 
يارا رفعت راسها و قالت بسرعة: 
- بس أنا مش بكرهك. 
عمر بحزن: 
- و في نفس الوقت مش بتحبيني......صح و لا انا غلطان؟؟ 
يارا بتأكيد: 
- صح. 
عمر غمض عيونه بوجع، و بعدين ابتسم بحزن و قال: 
- و أنا مش هقبل إنك تعيشي مع واحد مش بتحبيه. 
يارا برجاء: 
- طب ممكن نكمل مع بعض حتى لسنة و بعد كدا نطلق؟ 
- لاء 
- لو أنت فعلاً عايز تعمل الحاجة اللي تريحني فكمل معايا لمدة سنة. 
وافق عمر على طلب يارا، و قرر يكمل جوازهم لمدة سنة عشان أهلها، دا سبب عشانها هي، لكن السبب الحقيقي اللي خلي عمر يوافق هو إنه في السنة دي هيقدر يعمل ذكريات معاه و يكمل حياته من بعدها على ذكريات الأيام اللي هيعيشوها  سوا. 
الامور مشيت زي ما العيلة كانت عايزة، كل حاجة كانت تمام و عمر و يارا بيمثلوا إنهم مبسوطين و دا كان مزعل أحمد جدًا و مخليه بيلوم نفسه و بينكم إنه ضيعها من إيده و اللي زاد الأمر سوء إنه في خلال الأسبوعين اللي بعد كتب الكتاب ده أحمد وقع في حب يارا. 
يوم الفرح مر علي خير، و عمر و يارا رجعوا شقتهم، و اول ما دخلوا عمر قال: 
- كل واحد فينا هيفضل في أوضة يا يارا، لحد ما السنة تخلص و أصلا كلها أسبوع و أنا مسافر القاهرة عشان عندي شغل، يعني اتصرفي و كأني مش موجود.... تصبحي إلى خير. 
مر يومين عليهم و كل واحد يعتبر عايش لوحده، حتى الأكل مش بياكلوا سوا و كل واحد بياكل في توقيت مختلف عن التاني، بيتقابلوا في الصالة صدفة لو حد خارج من اوضته يجيب حاجة. 
و في اليوم التالت كانت مريم جاية تشوف يارا و كانت قاعدة معاها في أوضة الاطفال اللي يارا عايشة فيها، و كان باب الأوضة مفتوح و يارا حكت لمريم عن الوضع بينها و بين عمر و إنها بتتحرج تكلمه بسبب ظلمها ليه، ف مريم قالت: 
- يعني كل واحد فيكم في أوضة؟ 
- ايوه. 
- و عمر سمح بكدا؟ 
- يا بنتي بقولك هو اللي قال.
- يعني عارف انك مش موافقة ع الجوازة 
- ما قولتلك عارف
سألتها مريم بشك: 
- طب و عارف إنك مغصوبة ع الجوازة بسبب حبك لأحمد؟؟ 
قبل ما يارا تجاوب سمعت عمر بيقول بصدمة و هو واقف عند الباب: 
- بتحبي أحمد ابن عمي؟؟ 
يتبع.......... 
عمر قال بصدمة: 
- أحمد! بتحبي أحمد ابن عمي؟؟
يارا بصت لمريم بلوم، فمريم قالت بسرعة: 
- لاء، بشمهندس عمر حضرتك فاهم غلط. 
ابتسم بسخرية و قال: 
- فاهم غلط! اعتبروني مسمعتش حاجة. 
سابهم و رجع لأوضته، فمريم قالت بأسف: 
- و الله العظيم مكنتش اعرف إنه واقف ع الباب، أنا آسفة يا يارا. 
يارا اتنهدت و قالت: 
- مش مشكلة يا مريم، كدا كدا الوضع بينا مش تمام و هو أصلا زعلان بسبب مني و كلامه معايا للضرورة بس، و مسيره كان هيعرف سواء دلوقت أو بعدين. 
بالليل كان عمر قاعد في اوضته و بيحاول يلهي نفسه في الشغل، فسمع صوت يارا بتخبط ع الباب، فسمحلها تدخل. 
فتحت الباب و قربت من السرير اللي قاعد عليه و قالت: 
- مش هتاكل؟ 
رد عمر باقتضاب: 
- لاء 
يارا: 
- طب مش عايز تتكلم معايا؟
عمر و هو مثبت عيونه ع اللاب: 
- لاء، مفيش كلام يتقال.
يارا باعتراض: 
- بس أنا عايزة اتكلم.
اتنهد بضيق و هو بيبعد اللاب عن رجله و بيقول: 
- اتفضلي عايزة تقولي ايه؟ 
يارا بتبرير: 
- أنا عارفة إنك زعلان، و دا حقك بس أنا و الله مكنتش اقصد ادخلك في مشاكلي أو إني اظلمك بالشكل ده. 
عمر سألها بيقين: 
- يارا انتي وافقتي  على الخطوبة فى الأول عشان فكرتي إن العريس هو أحمد، مش كدا؟؟ 
حركت دماغها من غير ما تتكلم فهو قال: 
- طيب يا يارا، أنا مش هقدر الومك عشان المشاعر دي حاجة غصب عننا، بس انا عايز منك طلب واحد بس......ممكن ؟؟ 
يارا باهتمام: 
- طلب ايه؟؟ 
عمر بجدية: 
- كول ما انتي على زمتي، مش عايز أحمد يعرف حاجة عن حبك ليه. 
يارا بتأكيد: 
- طبعًا مش هعمل حاجة زي كدا، انا لو عايزة اقول لأحمد عن مشاعري كان زماني عملت كدا من زمان، لكن أنا مستحيل أعمل حاجة زي كدا سواء كنت على زمتك او لاء. 
عمر شال اللاب على رجله تاني و قال: 
- تمام. 
يارا وقفت لثواني و بعدين قالت: 
- هو احنا هنفضل كدا كتير؟ 
سألها عمر: 
- كدا ازاي؟ 
ردت عليه يارا بتوضيح: 
- يعني كل واحد فينا في اوضته و مش بنتكلم مع بعض غير لو حد من اهلي أو اهلك جه. 
عمر باستغراب: 
- طب و انتي عايزة ايه؟ 
يارا: 
- احنا اتفقنا هنعيش سنة مع بعض، فهل هنفضل كدا في خلال السنة كدا زي المتخاصمين؟ كل واحد بياكل و يشرب لوحده؟ دا حتى هدومك بتغسلهم لنفسك!! 
عمر بلامبالاة: 
- عادي، كدا كدا أنا مش بنزل غير اسبوع في الشهر أجازة ، و بما اننا قاعدين في العيلة ف الإجازة دي هحاول اقضي اكتر وقت منها تحت مع العيلة، عشان تعرفي تاخدي راحتك.... عيشي حياتك بصورة طبيعية و متشغليش بالك بيا..... اعتبريني مش موجود. 
ع الطرف التاني، عند أهل احمد كان قاعد مع والدته و هي بتتفرج على مسلسل مصري و بعدين قفلت التلفزيون مرة واحدة و بصت لأحمد و قالت: 
- ها بقى، هتعملها أمتي؟؟ 
أحمد بصلها باستغراب و قال: 
- هي ايه دي؟؟ 
والدة أحمد بزهق: 
- يعني ناو تتجوز أمتي؟ اهو ابن عمك اتجوز و أنت لسه.
أحمد بجدية: 
- ما أنا قولتلك اني مش ناوى اتجوز يا ماما هو يعني كلام ع الفاضى و خلاص! 
والدة أحمد بضيق: 
- واد أنت اتظبط كدا و أنت بتتكلم معايا و تعالى دوغري في الكلام.
أحمد بسخرية: 
- هو في دوغري اكتر من اني بقولك مش ناوى اتجوز؟ الجملة مفسرة نفسها. 
والدته قالت بصوت عالي نسبيًا: 
- لاء بقى ما أنت تفهمني؟ يعني ابوك قالك في الأول عايز يجوزك بنت صلاح قولت لاء في واحدة في دماغك، فقولنا خلاص نجوز عمر الأصغر منك الأول من يارا و بعدين أنت تتجوز...... و تيجي بعد كتب الكتاب تقول مش هتتجوز؟ دا ليه بقي أحمد بيه؟؟ 
أحمد هز كتافه وقال ببرود: 
- مفيش حاجة اسمها ليه! أنا مش عايزة اتجوز و خلاص.... و ياريت ما تتكلميش معايا في الموضوع دا تاني، عن إذنك.
مر عليهم أسبوع و أحمد و والدته علطول في خناق بسبب حوار الجواز، و يارا و عمر مازال الكلام بينهم محدود، و قبل سفر عمر بيوم، كان في أوضته بيجهز شنطته، فخبطت يارا على الباب المفتوح قبل ما تدخل و هي بتقول: 
- تحب أساعدك في حاجة؟ 
عمر بجدية: 
- لاء شكرًا انا خلصت، بس كويس إنك جيتي كنت عايز اتكلم معاكي. 
يارا بترحاب: 
- طبعًا اتفضل. 
عمر اخد ظرف ابيض كان ع الكومود و قال: 
- انا عارف إن الدراسة هتبدأ كمان أسبوع و دي آخر سنة ليكي في الكلية، فعشان كدا خلي الفلوس دي معاكي عشان لو احتاجتي حاجة. 
قال كلامه و هو بيمد الظرف ليها، فهي رجعت لورا و قالت: 
- لاء طبعًا مش هاخد الفلوس دي، مش من حقي ابدًا، أنا كمان كنت هتكلم معاك في حاجة. 
عمر بهدوء: 
- طيب قولي موضوع ايه بس قبل ما تقولي لازم تاخدي الفلوس دي الاول، طول ما انتي مراتي و على زمتي ف أنتي مسؤولة مني، حتى لو كان جوازنا ع الورق بس. 
يارا بتوتر:
- ما أنا هتكلم معاك في حاجة تخص الفلوس.
عمر باستغراب: 
- في ايه؟ محتاجة حاجة؟ 
يارا بتوضيح: 
- في شركة عاملة تدريب لطلبة السنة الأخيرة في تصميم الديكور و أنا حابة اروح، و شهور التدريب دي هيكون فيها قبض و بكدا ازود نفسي خبرة في مجال شغلي و في نفس الوقت هتكفل انا بمصاريفي و مش هتعبك. 
عمر قال باعتراض: 
- بس أنا مش موافق؟ 
يارا بحزن: 
- ليه؟ 
عمر بتوضيح: 
- مش موافق إنك تصرفي على نفسك و أنتي مراتي و على زمتي، أنا معنديش مشكلة تنزلي التدريب عادي، بس الفلوس اللي هتاخديها من التدريب دي لنفسك تحطيهم في بنك تطلعيهم لله دا حاجة تخصك، لكن طول السنة اللي احنا فيها مع بعض لو احتاجتي خيط تجيبه على حسابي لأن دا حقك، و غير كدا أنا مش هقبل تنزلي تدريب. 
خلص كلامه و مسك إيدها و حط فيها الظرف اللي فيه فلوس، و بعدين قال بابتسامة: 
- ممكن بقى نتعشى سوا قبل ما أسافر؟ 
ابتسمت بامتنان و قالت: 
- طبعًا، ثواني هحط الأكل ع السفرة. 
بعد اسبوعين من سفر عمر، كانت يارا أجازة من الكلية و كانت بتجهز مع حماتها الغدا و بعد ما خلصت حماتها طلبت منها تطلع تنده لمرات عمها اللي هي والدة أحمد، و في الوقت ده كان احمد بيتخانق مع مامتها بسبب حوار الجواز، لما قالت: 
- ايه رأيك يا أحمد في سارة بنت خالتك؟ 
أحمد باستغراب: 
- رأي فيها ازاي؟ مش فاهم! 
والدة أحمد بتوضيح: 
- رأيك فيها يعني حلوة، مؤدبة كدا يعني؟ 
أحمد بهزار: 
- بتسألي عن رأي ليه؟ لتكوني عايزاني اتجوزها. 
والدته ابتسمت و قالت بحماس: 
- ايوه، عايزاك تتجوزها، ايه رأيك بقى؟ 
أحمد نفخ بضيق و قال: 
- يا ماما أنا سبق و قولتلك مية مرة مش هتجوز، لو سمحتي تبطلي تجيبي السيرة دي بقى عشان متكرهنيش في دخول البيت. 
والدته بزعيق: 
- لا أنا و لا عشرة زي يقدروا يكرهوك في دخول البيت، البيت اللي بقيت تحب القعدة فيه و خصوصًا الدر الأرضي بتاع المرحوم جدك، البيت اللي مبقتش عايز تروح شغلك عشان تفضل فيه، البيت اللي بقيت بتتلكك عشان ترجع تاخد منه أي حاجة في نص النهار و تسيب ابوك و عمك في المصنع لواحدهم. 
احمد بصلها بشك و قال: 
- قصدك ايه؟ 
والدته بتوضيح و بزعيق: 
- قصدي إني فاهماك كويس يا ابن بطني، و عارفة إنك معجب ب يارا مرات عمر. 
أحمد بتوتر: 
- لاء طبعًا ايه اللي انتي بتقوليه ده! 
والدته باندفاع: 
- اللي بقوله ده هو الحقيقة، دا انت طول ما انت قاعد عيونك مش بتنزل من عليها و مش بتوجه كلام غير ليها، دا أنت حتى بقيت بتعمل القهوة لنفسك بعد الأكل عشان تدخل تقف في المطبخ معاها و هي بتغسل الأطباق و تروق المطبخ، و يوم ما بتنزل كليتها بتصمم إنك تروح تجيبها بحجة إن المواصلات وحشة...... ايه مفكرني نايمة على وداني و مش واخدة بالي؟ دا أنت ابني و محدش يفهمك قدي.
أحمد بزعيق مماثل: 
- ايوه صح، أنا مش بس معجب بيها، أنا بحبها.... ايوه أنا بحب يارا و مش هحب غيرها في حياتي و بطلي تجيبي سيرة الجواز بقى. 
في الوقت دا كانت يارا واقفة عند باب الشقة و سمعت كلامهم.
يتبع...........
أحمد بزعيق مماثل: 
- ايوه صح، أنا مش بس معجب بيها، أنا بحبها.... ايوه أنا بحب يارا و مش هحب غيرها في حياتي و بطلي تجيبي سيرة الجواز بقى. 
في الوقت دا كانت يارا واقفة عند باب الشقة و سمعت كلامهم، فبسرعة جريت ع السلم و طلعت لشقتها، و مسمعتش والدة أحمد قالت بغضب:  
- أنت سامع نفسك بتقول ايه! فاهم كلامك! دي مرات اخوك يعني زيها زي نورا بنت عمك و زي فريدة أختك. 
أحمد باعتراض: 
- لاء هي مش زيهم، أنا حاولت اشوفها زي اختى بس مقدرتش، مقدرتش و الله. 
اتكلمت والدته بصدمة: 
- يعني ايه مقدرتش؟! يعني ايه؟؟ ما احنا في الأول قولنالك اتجوزها و أنت رفضت ايه اللي اتغير دلوقت؟! 
احمد بتوضيح: 
- اللي حصل اني مكنتش اعرفها، مكنتش شوفتها قبل كدا لكن لما شوفتها حبيتها. 
أمه اتكلمت بصوت مبحوح و هي بتحرك أيدها برفض و قالت: 
- لاء أنت محبتهاش، أنت محبتش يارا.... أنت حبيت جمال يارا.
أحمد بتكشيرة: 
- لاء أنا بحب يارا مش هتفرق عشان ايه بقى، و مش عايز غيرها في حياتي. 
والدته ضربته بالقلم و رفعت أيدها في وشه و قالت بتحذير: 
- أول و آخر مرة اسمعك بتقول الكلام ده أنت فاهم؟ انت كدا بتتعدى الأصول و بتتجاوز حدودك، و من النهاردة المكان اللي تكون يارا فيه أنت متقعدش فيه..... أنت سامع؟ و اعمل حسابك هتتجوز سارة بنت خالتك و رجلك فوق رقبتك. 
يارا في الوقت دا كانت واقفة قدام باب شقتها بعد ما افتكرت إنها نسيت المفتاح تحت في شقة العيلة، و لكن معاها فونها فقررت تتصل على مريم و تحكيلها اللى حصل، كان باين عليها قد ايه هي مبسوطة بالكلام اللي سمعته، ضربات قلبها كانت سريعة و وشها بيضحك تلقائي. 
اتصلت على مريم اللي ردت عليها وقالت: 
- حماتك بتحبك يا يارا، تعالى اتغدى معانا. 
يارا تغاضت عن كلامها وقالت بسعادة: 
- أحمد بيحبني يا مريم. 
مريم بصدمة: 
- نعم!! أحمد مين؟ ايه الكلام اللى بتقوليه ده! 
يارا بتوضيح: 
- و الله أحمد بيحبني يا مريم، سمعته من شوية و هو بيقول لمامته....... أنا مش عارفة اعمل ايه، بس أنا فرحانة. 
مريم اتكلمت بصدمة و استغراب: 
- فرحانة! فرحانة بإيه؟ طب و جوزك....... أحمد اللي بتتكلمي عنه دا يبقى ابن عمه، و بعدين حتى لو أحمد دا واحد غريب، أنتي متزوجة و لازم تحترمي نفسك و تحترمي وجود عمر في حياتك. 
يارا باعتراض: 
- بس انا و عمر جوازنا مش حقيقي، و هو عارف إني بحب أحمد و مقالش حاجة. 
مريم باندفاع: 
- عمر مقالش حاجة عشان شخص محترم، و احترمك و قدر مشاعرك فمن واجبك إنك تقدريه و تحترميه حتى لو كان جوازكم مش حقيقي. 
يارا باقتناع: 
- طب يعني المفروض أعمل ايه؟ 
مريم قالت بجدية: 
- تجنبي التعامل مع أحمد على قد ما تقدري، و بلاش تعطيه فرصة يتكلم معاكي، و عرفيه ميجيش ياخدك تاني من الجامعة....... و نصيحة مني بلاش تضيعي عمر من إيدك..... عشان صدقيني أنتي اللى هتخسري مش عمر أبدًا. 
بالفعل بدأت يارا تنفذ كلام صاحبتها، و مبقتش توافق تركب مع أحمد عشان يروحها من الكلية، و بقت لما يدخل المطبخ عامل القهوة تسيبه و تطلع من المطبخ لحد ما هو يخلص، و هو بدأ يلاحظ التهرب ده لكنه معلقش. 
بعد ما مر الأسبوع الثالث عمر نزل إجازة، و لما وصل البيت كانت العيلة كلها موجودة فسلم عليهم كلهم، و اكتفي بإنه يسلم على يارا بالإيد بس، و هي مكنش فارق معاها وجوده أساسًا و هو حس إنها مش ملهوفة عليه أو حتى مبسوطة بوجوده. 
اجتمعوا كلهم سوا على الغدا، ف والدة أحمد قطعت الصمت لما وجهت كلامها ل عمر و قالت: 
- عمر يا حبيبي، أنت هتفضل علطول كدا اسبوع هنا و تلاتة في القاهرة. 
عمر ابتسم و رد عليها بود: 
- مع الأسف يا ماما هدى، الشركة رافضة تشغلني في الفرع اللي هنا، فهفضل كدا علطول. 
هدي باقتراح: 
- طب ما تخليك هنا و تشتغل مع ابوك و عمك في المصنع و اهو تبقى وسطينا. 
عمر رفض بهدوء و قال بحب: 
- لاء أنا حابب شغلي، و بعدين البركة في أحمد بقى واخد باله من بابا و عمي. 
أحمد تدخل في الحوار و قال: 
- الله ما تسبيه يا ماما براحته، هو اكيد مش درس خمس سنين هندسة و محضر ماجستير عشان يقعد يشتغل في مصنع أعلاف! 
هدى بصت لابنها بتحدى و قالت: 
- أنا بقول علشانه، يعني حتى فى جوازه اخد أسبوع واحد بس إجازة و ملحقش يقعد مع مراته. 
أحمد جز إلى سنانه بضيق، في حين اتكلم وائل والد عمر و قال: 
- بالحق يا عمر، مش كنت بتقول هتاخد يارا تعيش معاك في القاهرة. 
عمر بص ليارا اللي قاعدة جنبه و عيونها في طبقها و قال: 
- أنا فعلاً قولت كدا، بس يارا لسه قدامها سنة في الدراسة. 
هدي باقتراح: 
- و ماله يا ابني ما تنقلها تكمل كليتها في القاهرة، مش هي أصلا في الترم التاني؟
يارا اتكلمت و قالت باعتراض: 
- لاء يا طنط، أنا حابة افضل هنا مع صحابي و كدا كدا الدراسة بدأت و مش هينفع انقل دلوقت. 
باليل كانت يارا قاعدة في الصالون بتتفرج ع التلفزيون، ف عمر جابلها عصير و عمل لنفسه قهوة و دخل قعد جنبها، و هو بيقول بابتسامة: 
- ممكن اقعد معاكي شوية؟ 
ابتسمت و قالت بترحاب: 
- طبعًا أقعد. 
عمر عطى لها العصير و شرب من قهوته و بعدين سألها: 
- عاملة ايه؟ 
- الحمدلله بخير 
- الدراسة كويسة؟ في أي مشاكل أو حصل معاكي حاجة زعلتك في غيابي؟ 
- لاء الحمدلله كل الأمور تمام. 
عمر حس إنها بتختصر في الرد، فقال: 
- طب كويس، يا رب دايما كل أمورك تكون بخير، عمومًا لو محتاجة اي حاجة عرفيني. 
حركت دماغها من غير ما تتكلم و هو قام و سابها، دخل المطبخ كب القهوة في الحوض و غسل الفنجان، و دخل لاوضته و قفل كل النور و نام ع السرير و هو حاطط ساعد ايده اليمين على عيونه اللي مغمضة. 
كان مهموم و بيفكر في الوضع البائس اللى هو عايش فيه، ايوه صح هو مكنش عايز يتجوز يارا عشان بيحبها، كان كل اللي يهمه إنها تكون شخصية كويسة و محترمة و يرتاح لوجودها، و هو فعلاً حس بارتياح غريب تجاهها من كلام اهله عليها حتى من قبل ما يشوفها او يعرف شكلها، و لما قعد معاها شاف فيها البيت و البنت اللي هيبقى مطمن في وجودها، و بالرغم من إن كلامها معاه كان قليل في أول الخطوبة إلا أنه انجدب لهدوئها و خجلها، و بعد ما كان مبسوط و طاير بجوازهم لسابع سما  جت هي و هدمت فرحته و نزلته لسابع أرض. 
اتنهد بحزن و قام و هو مقرر يتصل على ابن عمه و اخوه الكبير و صاحبه المُقرب أحمد، عشان يقعد معاه شوية، بدل ما هو قاعد لوحده كدا و دماغه هتنفجر من التفكير. 
كانوا قاعدين يلعبوا بلايستيشن في الشقة الأرضية، بعد ما كل العيلة نامت، ف عمر رمى الدراع من إيده بضيق لما خسر قصاد أحمد في اللعبة، في حين إن احمد ضحك و قال بمرح: 
- مش من عوايدك يعني! دي تالت مرة تخسر النهاردة. 
عمر ابتسم غصب عنه و قال: 
- يلا اهو سيبتك تكسب مرة...... ما انت بتخسر علطول. 
أحمد لاحظ ابتسامته المهزوزة فسأله باستغراب: 
- مالك يا عمر أنت كويس؟ 
عمر غمض عيونه بوجع و قام و هو بيقول: 
- انا كويس بس مصدع شوية، هطلع بقى عشان أنام، تصبح على خير. 
مر أربع أيام و عمر و يارا كلامهم قليل، و عمر كان بيقضى أغلب وقته مع مع أحمد في المصنع، عشان خايف يكون وجوده في البيت مزعج ل يارا. 
كان راجع بالليل بعد سهره مع أحمد في لعب البلايستيشن، أول ما فتح بابا الشقة كانت يارا قاعدة في الصالة و بترسم ع السفرة و قدامها لوح كتير و باين عليها الإرهاق و التعب، فسألها باهتمام: 
- الساعة واحدة يا يارا؟ صاحية لحد دلوقت ليه مش عندك كلية الصبح؟ 
ردت عليه بضيق: 
- عايزة أنام و الله بس اللوح دي المفروض تتسلم بكره كلها، و اللوحة اللي في إيدي دي مش عارفة اظبطها و لسه في واحدة كمان. 
عمر قرب منها و هو بيتفقد اللوح و بعدين قال: 
- خلاص ركزي أنتي ع اللوحة اللي في ايدك و أنا هعمل دي. 
يارا قالت بسرعة: 
- لا لاء مش عايزة اتعبك معايا، ادخل انت نام. 
عمر أصر إن هو اللي يعمل المخطط اللي باقي، و بالفعل اخد اللوحة و دخل اوضته و بدأ يرسم و بعد ساعة خرج عشان يعطيها اللوحة، لقاها نايمة و مكنتش كملت اللوحة اللي معاها، فشدها بحرص من  تحت دماغها عشان متصحاش و سهر هو كمل المخطط، و راجع كل المخططات اللي هي كانت خلصتهم و لما أتأكد منهم، قفل اللوح و شالها بهدوء و دخلها أوضتها و غطاها، و بسرعة كان خارج من الأوضة عشان ميسمحش لنفسه يتأمل في ملامحها، معتقدًا إنه بكدا هيكون بيخدها لأن طالما هي مش حباه ف حتى ملامح وشها مش من حقه يشوفها. 
اسبوع الإجازة خلص، و عمر سافر القاهرة تاني و في أول يوم من سفره، اتأخرت يارا في دخول المطبخ بعد الغدا على ما أحمد يخلص القهوة، و لما شافته خارج من المطبخ قامت هي دخلت ترتب المطبخ، لكن و هي شغالة أحمد رجع دخل المطبخ تاني بحجة إن القهوة بتاعته اتكبت و هيعمل غيرها، فكانت يارا هتخرج من المطبخ، فأحمد مسكها من إيدها و منعها تخرج، فهي بصتله بضيق و قالت: 
- ممكن تسيب إيدي؟
أحمد قال بهدوء: 
- هسيب إيدك بس متخرجيش.... عايز اتكلم معاكي شوية. 
يارا بجدية مزيفة: 
- مفيش بينا كلام. 
أحمد قال باندفاع: 
- انا بحبك.....
يارا بصتله بصدمة و قلبها بيدق بسرعة، مكنتش متوقعة إنه ممكن يعترف ليها بحاجة زي كدا و هي متزوجة من ابن عمه، فهو كمل و قال: 
- أنا بحبك، و أنتي عارفة كدا، صح؟؟؟. 
يتبع............
- انا بحبك.....
يارا بصتله بصدمة و قلبها بيدق بسرعة، مكنتش متوقعة إنه ممكن يعترف ليها بحاجة زي كدا و هي متزوجة من ابن عمه، فهو كمل و قال: 
- أنا بحبك، و أنتي عارفة كدا، صح؟؟؟. 
قالت بتوتر و هي بتبعد نظرها عنه: 
- انا معرفش حاجة. 
أحمد بجدية: 
- باين عليكي جدًا إنك بتكذبي، و بلاش تقولي مش عارفة عشان أنا عارف إنك عارفة و سمعتي كلامي أنا و ماما. 
يارا بضيق مصطنع: 
- لاء أنا مسمعتش كلام حد، و ياريت متتكلمش معايا في حاجة تاني. 
- يوم ما مرات عمي بعتتك تندهي لماما عشان الغدا روحتي فين؟
يارا قالت بلغبطة: 
- أنا..... أنا طلعت شقتي اجيب حاجة الأول و لما نزلت خبط ع الباب بس محدش رد فعرفت انكم تحت..... و بعدين هو في ايه هو تحقيق! 
كانت هتخرج لكنه مسك إيدها جامد، فحاولت تشد أيدها منه لكنها فشلت و قبل ما حد فيهم يتكلم دخلت هدى اللي قربت منهم و مسكت ايد أحمد و بعدته عن يارا و هي بتقول بحزم: 
- هو أنا مش قولت الموضوع دا يتقفل بقى؟ 
أحمد بضيق: 
- ماما بعد إذنك متتكلميش، دي حاجة تخصنا.
هدى بصتله بغضب و قالت بتهكم: 
- ت.....ايه يا عنيا؟! تخصكم؟ أنت و يارا مفيش حاجة تجمعكم، و الحاجة الوحيدة اللي تخصكم سوا هو عمر.... عمر اللي هو ابن عمك و جوزها.... أنت فاهم؟!! 
زفر بضيق و سابهم و خرج، في حين التفتت هدى ل يارا اللي واقفة خايفة و مصدومة من الموقف و قالت: 
- يارا يا بنتي متزعليش، و بلاش تقولي لحد عن اللي حصل عشان ميحصلش مشاكل و أنا عارفة هتعامل معاه ازاي و وعد مني مش هخليه يقرب منك تاني.... أنا آسفة و الله و بعتذر نيابة عنه. 
يارا حركت دماغها بموافقة من غير ما تتكلم، ف هدى طبطبت على كتفها و سابتها و طلعت علطول على شقتهم و اول ما دخلت لقت أحمد قاعد في الصالة فقربت منه و قالت بتحذير: 
- دي آخر مرة اشوفك بتتكلم فيها مع يارا. 
أحمد باستنكار: 
- و دا ليه بقى؟ 
هدى بغضب: 
- هو ايه اللي ليه؟! هو أنت عايز تفضحنا و لا ايه؟ اللي أنت بتعمله دا غلط لا الدين بيقول كدا و لا الشرع يسمح باللي أنت بتعمله. 
أحمد بعصبية: 
- ملكيش دعوة بحياتي، أنا حر في تصرفاتي. 
هدى باعتراض: 
- حر دي لما تكون بتتصرف صح، لكن لما تكون بتغلط يبقى من حقى اتدخل و اوجهك و لو مسمعتش كلامي بالذوق هتسمعه بالعافية و هتنفذه و رجلك فوق رقبتك. 
أحمد بتهكم: 
- يعني ايه يعني؟ 
هدى بصرامة: 
- يعني هتتجوز سارة بنت خالتك، و اعمل حسابك يوم الجمعة هنروح نقرأ الفاتحة. 
أحمد باعتراض: 
- لاء مش هتجوز سارة طبعًا، هو الجواز بالغصب! 
هدى بإصرار: 
- معاك أنت هيبقى بالغصب، و اقولك على حاجة.....هنروح نطلبها النهاردة و نقرأ الفاتحة و مش هنستني يوم الجمعة. 
تاني يوم كانت مريم واقفة قدام قاعة المحاضرة و مستنية يارا اللى خرجت و هي مضايقة، ف مريم قالت بمرح اول ما شافتها: 
- ها يا ستي الدكتور كان بيكافأك عشان أنتي الوحيدة فينا  اللي عملتي المخطط صح؟ 
يارا بسخرية: 
- ايوه بس مكافأة كلها تأنيب ضمير. 
مريم باستغراب: 
- تأنيب ضمير! ليه؟ هو مش المخطط صح؟ 
يارا بتوضيح: 
- هو المخطط سليم، بس المشكلة في الزاوية اللي هو قال عليها من شوية. 
مريم بتذكر: 
- مش دي الزاوية اللي قال محدش ياخد باله منها غير حد دارس معماري كويس؟ 
- ايوه هي.
مريم سألتها بشك: 
- يعني عرف إن عمر هو اللي رسم المخطط؟
يارا بضيق: 
- هو ميعرفش مين اللي عملها، بس كمان متأكد إن مش أنا و قعد يزعقلي بقى عشان مشتغلتش بإيدي و إني كدا مهملة و كلام من دا يعني. 
مريم حاولت تهديها وقالت: 
- طب يا ستي خلاص روقي كدا، طب ما أنا متهزأة في المخطط بتاع المرة اللي فاتت و قدام المدرج كله كمان، فعادي يعني. 
قبل ما يارا ترد سمعت فونها بيرن برقم عمر، فاستقبلت المكالمة فورًا فهو قال: 
- السلام عليكم يا يارا.... عاملة ايه، طمنيني عليكي؟ 
ردت عليه باقتضاب: 
- الحمدلله بخير. 
عمر حس بضيقها في الكلام فقال بتوضيح: 
- أنا فاكر إنك قولتي تصحيح اللوح بيظهر بعدها بأسبوع، ف اتصلت عشان أطمن عليكي و أشوف الدكاترة قالوا ايه على اللوح. 
يارا باندفاع: 
- أنا مضطرة اعيد اللوحة تاني بسبب حضرتك. 
عمر باستغراب: 
- بسببي انا! ليه؟ 
يارا اتكلمت بضيق و بصوت عالي نسبيًا: 
- ايوه بسبب حضرتك و تدخلك فى اللي ملكش فيه، أنا قولتلك يومها مش عايزة مساعدة لكنك أصريت، و بسبب الزاوية اللي انت عدلتها بعد ما أنا نمت هعيد أنا المخطط كله تاني. 
عمر باعتذار: 
- أنا آسف و الله، كنت عايز اساعدك بس.
يارا بغضب: 
- و ادي آخرة مساعدتك، شكرًا يا سيدي، بما أنك اطمنت عليا و ع اللوح هقفل بقى.
نطقت آخر كلمة و قفلت السكة في وشه من غير ما تعطيه فرصة يرد عليها و من غير حتى ما تطمن عليه.
مريم كانت واقفة و سامعة كل الحوار، فبصت ل يارا باستغراب و كانت بتحرك دماغها بأسف وقالت بخفوت و صدمة: 
- أنتي ايه اللي حصلك؟ أنتي مكنتيش كدا يا يارا؟ ازاي تتكلمي مع جوزك بالاسلوب ده؟ دي شكرًا اللى كان المفروض تقوليها عشان ساعدك؟!! 
يارا بتهكم: 
- و هي فين المساعدة دي! أنا بسببه دلوقت مجبرة اعيد لوحة عايزة حوالي تلت أو أربع ساعات عشان تخلص، يبقى فين المساعدة؟! 
قالت مريم بدفاع عن عمر: 
- انتي زعلانة على لوحة واحدة من ضمن خمسة! طب ما انتي قولتي إن في مخطط هو اللي عمله لوحده من الالف  للياء، و أنتي اللي قولتي بلسانك إنه صحح الغلط اللي في المخططات اللي عملتيهم، و جيتي دلوقت و مسحتي تقفيلك الدرجات في الأربعة عشان الدكتور طلب منك تعيدي واحدة! مع إن الدكتور لو كان شاف الأخطاء التانية كان هيطلب منك تعيدي رسم الخمسة مش بس واحدة! 
يارا بضيق: 
- هو انتي بتدافعي عنه كدا ليه؟ انتي صاحبتي و لا صاحبته! 
مريم بتوضيح: 
- انا  بدافع عنه عشان انتي بتظلميه و هو صابر و ساكت، حتى الزعيق مش بيزعقلك و أنتي سايقة فيها و نسيتي إنه وافق يتجوزك و يساعدك  رغم علمه بإنك مش بتحبيه و دي حاجة مفيش رجل يقبلها على نفسه، و عشان صاحبتك و خايفة عليكي بنبهك لأسلوبك اللى اتغير و طريقتك و تفكيرك اللي هيخربوا عليكي جوازك، و هتضيعي واحد محترم و كويس زي عمر من إيدك. 
يارا بعصبية: 
- انتي كل شوية تقولي هيضيع من إيدك هيضيع من إيدك! يا ستي ما يضيع هو يعني آخر راجل ع الأرض! و أصلا هو مش فارق معايا، و جوزانا دا مؤقت و كل واحد هيروح لحاله. 
مريم بصتلها بعدم تصديق وقالت بحزن: 
- يارا انتي اتغيرتي خالص! انتي بقيتي أنانية و مش مهتمة بحد غير نفسك! 
يارا بتهكم: 
- أنا أنانية! أنا لو انانية مكنتش اتجوزت واحد مبحبوش عشان خاطر أهلي. أنا لو فعلًا بهتم بنفسي كان زماني مع الشخص اللي حبيته بدل ما انا عايشة و بتعذب كدا! 
مريم حركت دماغها بيأس و قالت: 
- خلينا نمشي يا يارا، الكلام دا ميتقالش هنا لو حد سمعنا ممكن تحصل مصيبة بسبب الكلام ده. 
لحسن الحظ مكنش في أي طلبة حواليهم و لا حد سمع كلامهم، و كل واحدة رجعت البيت و هي زعلانة من التانية، أول ما يارا دخلت البيت سمعت هدى بتزرغط، فقربت منهم و هي بتسأل باستغراب: 
- في ايه؟ فى اخبار حلوة و لا ايه؟ 
قربت منها حماتها و اللي اسمها سمية و قالت بضحك: 
- ايوه يا يارا يا حبيبتي، أخيرًا أحمد انفكت عقدته و قرر يتجوز. 
الخبر وقع عليها زي الصاعقة، اتجمدت في مكانها و هي بتنقل نظرها بين أفراد العيلة، لحد ما انتبهت لصوت هدى بتقول: 
- أنا روحت البارح أنا و ابو احمد و طلبنا إيد سارة بنت أختي و إن شاء الله هنروح النهاردة و هناخد أحمد عشان يقعد مع سارة شوية. 
يارا حاولت تبتسم بصعوبة و قالت بثبات مزيف: 
- بجد.... طب ألف مبروك. 
هدى ردت عليها بحب: 
- الله يسلمك يا حبيبتي. 
يارا ابتسمت ببهتان و قالت: 
- بعد إذنكم هطلع أريح شوية عشان مصدعة. 
سمية بحنية: 
- اتغدى الأول يا حبيبتي و بعدين اطلعي. 
يارا رفضت تتغدى، و كان الوحيد اللى ملاحظ زعلها و صدمتها هو أحمد اللى بدأ يشك إنها هي كمان بتكنله مشاعر، أما يارا طلعت شقتها و بمجرد ما قفلت الباب قعدت وراه و بدأت تعيط و هي بتندب حظها و التوهان اللي هي فيه، مبقتش عارفة تعمل ايه؟ مش قادرة تحب عمر و لا قادرة تنسى أحمد و في نفس الوقت مش عارفة تكون معاه بسبب جوازها من عمر، بدأت تندم و تلوم نفسها عشان طلبت من عمر يتمم جوازهم لمدة سنة، و اهو فى خلال السنة دي أحمد هيضيع منها و هيتجوز واحدة غيرها. 
حسمت أمرها و وقفت و هي بتقول: 
- لاء انا مش هدمر حياتي بسبب خوفي من المجتمع و خوفي من نظرة الناس، أنا هقول لأحمد إن جوازي أنا و عمر مزيف و إننا كلها سنة و هنطلق...... أنا مش هاجي على نفسي تاني. 
يتبع...... 
حسمت أمرها و وقفت و هي بتقول: 
- لاء انا مش هدمر حياتي بسبب خوفي من المجتمع و خوفي من نظرة الناس، أنا هقول لأحمد إن جوازي أنا و عمر مزيف و إننا كلها سنة و هنطلق...... أنا مش هاجي على نفسي تاني. 
مسحت دموعها و فتحت الباب عشان تنزل وقفت مكانها أول ما شافت الشخص اللي كان على وشك يرن الجرس، و الشخص دا مكنش حد غير مريم صاحبتها اللى أول ما شافت علامات الدموع على وشها حضنتها جامد و هي بتقول: 
- يارا حبيبتي مالك؟ معيطة ليه؟؟ 
يارا رجعت تعيط تاني و قالت بتقطع: 
- أنا تعبانة أوي يا مريم، تعبانة..... و قلبي..... بيوجعني. 
مريم بعدت عنها و مسحت لها دموعها وقالت و هي بتبص حواليها: 
-  خلينا ندخل نتكلم جوا. 
دخلوا قعدوا في الصالون، فكانت مريم قاعدة جنب يارا و ماسكة إيدها و قالت: 
- اهدي كدا و فهميني في ايه يا يارا؟ 
يارا غمضت عيونها بوجع و أخدت نفس عميق و قالت: 
- أحمد هيخطب..... و أنا مش عارفة هعمل ايه! 
مريم بجدية: 
- و انتي عايزة إشارة اكتر من كدا من ربنا إن أحمد مش نصيبك؟ 
يارا بحزن: 
- بس هو بيحبني، أنا سمعته بنفسي و عارفة إن والدته هي اللي أجبرته يخطب عشان يبعد عني. 
مريم بحنية: 
- طب ما دا كويس يا يارا، حاولي تعطي علاقتك مع عمر فرصة و صدقيني مش هتندمي. 
يارا برفض و دموع: 
- أنا مش عايزة غير أحمد مش بحب و لا هحب غيره، متحاوليش معايا عشان أنا قلبي مش بإيدي. 
مريم اتنهدت بقلة حيلة و قالت: 
- ملناش غير ربنا يا حبيبتي، صلي كتير و ادعي ربنا يرتبلك حياتك و يدبر لك امرك. 
يارا سحبت أيدها من مريم عشان تمسح دموعها، ف مريم خلعت شنطتها و قالت بتذكر: 
- ايوه صح انا جاية عشان اعطيكي شيت دكتور إيهاب، اعمليه النهاردة عشان هيتسلم بكره. 
بالليل في بيت خالة أحمد، طلب من خالته إنه يقعد مع سارة لوحدهم، ف هدى بصتله بتحذير عشان ميتصرفش من دماغه، لكنه مهتمش بتحذيرها، و أول ما بقى مع سارة لوحده قال بجدية: 
- بصى بقى يا سارة من غير مقدمات كدا، أنا مش موافق على الجوازة و خالتك جايباني هنا إجباري.
سارة حست بالإحراج من رفضه المباشر، فحاولت تبين إنها مش مهتمة و قالت بمرح: 
- الحمدلله جت منك يا ابو حميد أنا كمان مش موافقة اصلا عشان عايزة اكمل تعليمي، بس اتحرجت اقول لخالتي لاء. 
أحمد اتنهد براحة و قال: 
- الحمدلله، كنت حامل الهم و خايف تتمسكي بيا. 
سارة قالت كلماتها بنبرة هزار لكنها كانت تقصده فعلاً لما قالت: 
- جرا ايه يا كابتن، هو أنت مفكر نفسك ايه؟ هتمسك بيك بتاع ايه يعني؟ دا أنا كنت موافقة عليك جبران خاطر لخالتي مش اكتر، إنما أنت مش طموحي خالص، أنا عايزة شخصية قيمتها عالية..... مش زيك، أحمد ربنا إني قاعدة معاك اصلا. 
- جرا ايه يا سارة هتغلطي و لا ايه! 
سارة ضحكت و قالت: 
- قوم يا عم و لا اغلط فيك و لا تغلط فيا، أنا هقول لخالتي إني مش موافقة، عشان تمشي من هنا بدل ما لميت علينا الدبان كدا. 
يارا مهتمتش المرة دي بكلام مريم و كانت هتتكلم مع أحمد، لكن لما عرفت إن الخطوبة اتلغت، فقررت إنها تأجل كلامها معاه لحد ما تلاقي وقت مناسب، و كأنها نسيت تربية أهلها و الأخلاق و المبادئ اللي علموهلها، و كمان نسيت الطلب الوحيد اللي عمر طلبه منها و هو إنها تحترم كونها على ذمته و مراته. 
في القاهرة بعد مرور أسبوعين، كان عمر شغال في شركة كبيرة و مشهورة و ليها فروع كتير، و كان هو مسؤول عن تيم كامل لوحده، و في الوقت ده كان قاعد في مكتبه و بيجهز في مشروعه الخاص عشان يقترحه على المؤسس الرئيسي للشركة و اللي مش بينزل مصر غير مرة كل ست شهور، كان قاعد بيتأكد من عرضه التقديمي بحماس و معاه علاء اللي مسؤول عن إدارة الشركة. 
بادر علاء بالكلام و قال: 
- اليوم يومك يا معلم، اهو بقالك سنة و نص مستني الفرصة و أخيرًا عرفنا نجيبلك معاد. 
عمر بامتنان: 
- مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه و الله يا علاء.
علاء بمرح: 
- أنا معملتش حاجة، المهم ترفع راسي، هو اه صح ابويا بس في الشغل ميعرفش حد أهم حاجة مصلحة الشركة. 
عمر ضحك و قال بحماس: 
- متقلقش إن شاء الله ربنا هيكرمنا و هنرفع راس الشركة مش بس راسك. 
علاء بضحك:
- أنا مش خايف غير من الثقة دي.
و هما بيتكلموا رن فون عمر و كانت أخته نور، استئذن من علاء و خرج يتكلم برا المكتب، و رجع بعد خمس دقايق و بدأ يلم حاجته باستعجال و باين على وشه القلق ، ف علاء سأله باستغراب:
- مالك يا عمر؟ 
عمر بجدية و هو بياخد مفتاح عربيته و بيتحرك تجاه الباب: 
- أنا لازم ارجع البلد حالًا. 
علاء بتكشيرة: 
- بلد ايه؟ انت بتهزر! مش فاضل غير ساعتين ع العرض التقديمي! 
عمر باستعجال: 
- مش هينفع استنى، مراتي تعبانة و لازم اكون جنبها.
علاء بتهكم: 
- و أنت هتسافر تعمل ايه؟ ما عيلتك كلها جنبها و اهلها كمان، وجودك أنت اللي هيفرق؟ 
- ايوه طبعًا لازم اكون جنبها و اطمن عليها بنفسي. 
علاء حاول يغير قراره فقال: 
- طب على الأقل قدم مشروعك الأول و بعدين سافر، انت لو ضيعت الفرصة دي هتستنى ست شهور كمان و يا عالم في وقتها بابا هيوافق يعطيك فرصة و لا لاء. 
عمر بلامبالة: 
- مش مشكلة، إني أكون جنب مراتي اهم عندي من حياتي نفسها، مش بس المشروع. 
بالفعل عمر خلص كلامه و مشي و هو عقله مشغول على يارا، اللي أخته قالتله في الفون إنها اتشخصت بفيروس كورونا. 
بعد ساعات كان وصل عمر للمشفى اللي يارا فيها، و اول ما شاف عيلته جري عليهم و هو بيسأل عن يارا، ف سمية قالت بحزن: 
- يارا جوا في الأوضة دي  على جهاز الأكسجين. 
سألها عمر باستفسار: 
- هو ايه اللي حصل بقت في الحالة دي ازي؟ 
سمية بتوضيح: 
- من كام يوم كدا كانت حماتك واخدة الدور ف يارا راحت تقعد معاها و تهتم بيها، و حماتك طابت و يارا أخدت الدور  فحماتك و حماك قالوا هيخلوها عندهم و يهتموا بيها و جابوا لها العلاج للسخونية و الكحة بس مخفتش، و النهاردة لقيت حماتك بتتصل و بتقول الحقونا يارا مش قادرة تاخد نفسها. 
سمية سكتت ف عمر سألها: 
- و بعدين. 
هدى تدخلت و قالت: 
- مفيش يا ابني هما سبقونا هنا و احنا جينا و راهم و الدكتور لما كشف عليها قال إن دي اعراض الفيروس الجديد، و اخدوا منها عينة عشان التحاليل عشان نشوف النتيجة. 
عمر مسح على وشه بحزن و قال: 
- أنا هدخل اشوفها. 
قبل ما يتحرك أمه مسكته و قالت: 
- بلاش تدخل يا عمر، الفيروس دا شديد..
عمر بعد إيدها و قال: 
- أمي....اللي جوا دي مراتي، و مش هتخلي عنها. 
و بالفعل سابهم و دخل و كمان من غير ما يلبس ماسك، قرب منها و قعد جنبها، و هي كانت تايهة بسبب السخونية اللي مخلياها مش قادرة تفتح عيونها، لكن أول ما حست بوجود حد جنبها فتحت عيونها بضعف و رجعت غمضت تاني، فهو قال بحنان: 
- متقلقيش يا يارا هتكوني بخير. 
ابتسمت بخفة من تحت ماسك الأكسجين، و هو قعد حوالي خمس دقايق، لحد ما جه دكتور و معاه ممرضة و قال: 
- اتفضل حضرتك برا. 
عمر باقتضاب: 
- لاء، أنا مش هسيب مراتي لوحدها. 
الدكتور بعملية: 
- أنا مقدر خوفك، بس وجودك هنا خطر عليك و علي عيلتك، أنت لو لقط منها الفيروس ممكن تنقله لحد من عيلتك من غير ما تاخد بالك و من قبل ما تظهر عليك أعراض، فمن فضلك اتفضل أخرج....أنا هكشف عليها و هطمنكم، بس اتفضل الأول. 
بعد شوية خرج الدكتور و قال: 
- الأكسجين بتاعها بقى كويس، و حاليًا ركبنا محلول عشان السخونية و الأعراض اللى عندها، و إن شاء الله هتبقى كويسة. 
سأله صلاح باهتمام: 
- اخبار الأشعة ايه يا دكتور؟ 
الدكتور: 
- لسه هتطلع كمان نص ساعة و لما أشوفها هقولكم، بس ياريت حضراتكم تتفضلوا ترجعوا ع البيت عشان وقت الزيارة خلص من زمان و لو حد مر و شافكم هتحصل مشكلة. 
الكل رجع البيت إلا عمر اللي أصر إنه مش هيمشي و يسيبها، و عشان مش مسموح بوجود مرافقين فقرر إنه يستنى قدام المشفى في عربيته بعد ما الدكتور قال إن هيسمحلوا يدخل كل ساعتين يطمن عليها و يخرج. 
لما رجعوا البيت هدى كانت سبقت جوزها و طلعت شقتها، و لما دخلت كان أحمد قاعد يستناها و أول ما شافها سألها باهتمام: 
- ايه يا ماما، يارا عاملة ايه؟؟ 
هدى ردت بسخرية و قالت: 
- و انت مالك؟ يخصك ايه! 
أحمد باقتضاب: 
- أنا و انتي عارفين يخصني ايه، فقولي وضعها دلوقت عامل ايه؟ 
اتنهدت و قالت الكلام اللي الدكتور قاله،و بعدين قالت بجدية: 
- راجع نفسك ع اللي في دماغك ده، لأنك مبتحبش يارا. 
أحمد باعتراض: 
- لاء بحبها. 
هدى بسخرية: 
- بإمارة ايه؟ دا انت ساعة ما سمعت الدكتور بيقول كورونا، اختفيت في لمح البصر من المشفى، و حتي رجعت البيت غيرت هدومك عشان خايف من العدوى، إنما شوف عمر بقى عشان عنده اصول و بيحب مراته، أول ما وصل دخل شافها علطول و مهتمش بفيروس و لا غيره، و رغم إن الدكتور قال ممنوع مرافقين إلا إن عمر أصر يفضل برا المشفى في البرد عشان يطمن عليها....دا اللي يتقال عليه حب..... مش أنت و مشاعرك الكدابة. 
أحمد تغاضى عن كل كلامها و قال بضيق: 
- هو عمر رجع؟ 
بصتله بقلة حيلة و ضربة كف على كف و قالت: 
- مفيش فايدة فيك! 
الساعة اتنين بالليل الدكتور سمح ل عمر يشوف يارا، و قبل ما يدخل الدكتور قاله إن نتيجة الأشعة تدل إن الفيروس وصل ع الرئة و إن اللي عندها دي كرونا فعلاً، و عشان كدا طلب منه يلبس زي المشفي الواقي لكنه رفض عشان يارا متحسش إنهم بينفروا أو خايفين منها، و بالفعل دخل من غير ما يلبس حتى ماسك، و المرة دي كانت يارا فايقة و واضح إن السخونية راحت، قعد جنبها و هو بيبتسم و بيقول: 
- ألف سلامة عليكي يا يارا. 
ابتسمت و قالت بوهن: 
- الله يسلمك يا عمر..... أنت هنا بتعمل ايه الوقت متأخر؟ 
عمر قال باختصار: 
- جيت عشان اشوفك. 
سكتت و متكلمتش، و بعد دقايق معدودة الدكتور خبط على الباب كإشارة لعمر إنه يخرج، و بالفعل فهم عمر و قام عشان يمشي لكن يارا و لأول مرة مسكت ايده و ندهت عليه و قالت: 
- عمر...
يتبع.......  
بعد دقايق معدودة الدكتور خبط على الباب كإشارة لعمر إنه يخرج، و بالفعل فهم عمر و قام عشان يمشي لكن يارا و لأول مرة مسكت ايده و ندهت عليه و قالت: 
- عمر.....
بصلها باهتمام، فهي كملت: 
- أنا عايزة اخرج من هنا، مش حابة قاعدة المشفى و لا نظام الدكاترة و الممرضين في التعامل معايا و كأني وباء. 
عمر قال بمواساة: 
- استحملي بس يومين و إن شاء الله هتخرجي و أنتي بخير. 
يارا عيونها دمعت و قالت برفض: 
- لاء مش قادرة استحمل و الله، عشان خاطري خليني أخرج من هنا...... أنا مش بحب قعدة المستشفيات. 
عمر طبطب على أيدها و هو بيحطها جنبها، و خرج لقى الدكتور مستنيه و ساعة ما شافه قال: 
- نتيجة التحاليل طلعت و هي كمان بتثبت إن دي كرونا فعلًا، ف ياريت تعرف العيلة إن محدش منهم يجي هنا عشان محدش هيدخل عندها. 
عمر قال بجدية: 
- أنا هخرج مراتي من هنا بكره. 
الدكتور باستغراب: 
- تخرجها توديها فين! بقولك الفيروس موجود ع الرئة و دا هيسبب لها ضيق تنفس و فى أي وقت ممكن تحتاج جلسة أكسجين، دا غير إن وجودها في البيت خطر على أهل البيت. 
عمر سأله باهتمام: 
- مش نفسية المريض مهمة؟ 
- ايوه طبعًا. 
عمر بإصرار: 
- و يارا مش مبسوطة بوجودها هنا، و فهمت  من كلامها معايا دلوقت إن ممكن حالتها النفسية تسوء، فعشان كدا أنا هخرجها من هنا و عايز حضرتك تكتبلي على العلاج و تعرفني اتصرف ازاي؟..... و لو ع الأكسجين نجيبلها في البيت، و هقعد بيها في شقتنا و مش هخلي أي حد من العيلة يخطلط بيها أو بيا طول ما هي تعبانة. 
الدكتور بتحذير: 
- بس الأكسجين، هيكلفك كتير.
عمر بلامبالاة: 
- مش مشكلة الفلوس، أهم حاجة يارا تكون بخير. 
بالفعل تاني يوم عمر اخد يارا و رجعوا شقتهم و طلب من العيلة محدش يطلع ليهم نهائي، و اللي عايز يطمن عليها يتصل بيه، و حتى رفض إن والدتها تقعد بيها عشان هي كمان كانت تعبانة و خاف لتتعدي منها تاني، و فضل هو جنب يارا بيساعدها في كل حاجة، و بيعطيها علاجها و جاب جهاز مخصوص عشان يقيس اكسجين الدم و يلحقها بالجلسات لو حست بصعوبة في التنفس، و كان بياخد هو علاج زي ما الدكتور طلب منه عشان ميتعديش منها، و حرفياً كان مهتم بكل حاجة لدرجة تجهيز الأكل و ترتيب البيت، الحاجة الوحيدة اللي كانت بتعملها لوحدها هي إنها تبدل هدومها لنفسها، و رفضت أنه يهتم بأي حاجة تخص ملابسها فكانت بتسيب مسؤولية الغسيل على مريم اللي ألحت على عمر عشان يسمحلها تزور يارا و تطمن عليها كل يومين.
و في الفترة دي كان عمر بيشتغل من البيت و هو سهران جنبها بالليل، و بمرور أسبوعين كانت كل الأعراض راحت و صحة يارا اتحسنت و مبقتش تحتاج لأكسجين. 
كان عمر سهران في اوضته و بيشتغل على اللاب و سايب الباب مفتوح عشان لو يارا ندهت عليه، فحصل إن علاء رن عليه فقام يتكلم و هو بيتمشى في الأوضة و بعدين وقف و كان ضهره للباب، و بعد السلامات و اطمئنان علاء على صحة يارا، بدأ يكلمه في الشغل و قال بجدية: 
- مدام سعاد عايزة تنفصل عننا في المشروع اللي بينا. 
عمر بضيق: 
- بص بقى أنا مش مرتاح ليها و لا قابل أبص في خلقتها من ساعة الكلام اللي عرفته فى أول جوزاي. 
علاء ضحك و قال: 
-  عشان قالت يعني إنها مش عاجبها شغلك و مش عايزة تشتغل معاك.... و مش بتحبك و لا بترتاحلك! 
عمر بتأكيد: 
- ايوه يا سيدي بسبب كدا، قال أنا يعني هيفرق معايا هي بتحبني و لا لاء! كلها على بعضها مش فارقة معايا اصلا، و عايز انفصل عنها النهاردة قبل بكره و الله. 
علاء بمدح: 
- ما احنا معندناش مهندس اشطر منك يا عمر، عشان كدا قولتلك حاول تسايسها و تعمل تصميمات المشروع زي ما هي عايزة. 
عمر بزهق: 
- اديني سايستها و اهتميت بيها ايه اللي حصل يعني؟! 
بعد دقايق معدودة الدكتور خبط على الباب كإشارة لعمر إنه يخرج، و بالفعل فهم عمر و قام عشان يمشي لكن يارا و لأول مرة مسكت ايده و ندهت عليه و قالت: 
- عمر.....
بصلها باهتمام، فهي كملت: 
- أنا عايزة اخرج من هنا، مش حابة قاعدة المشفى و لا نظام الدكاترة و الممرضين في التعامل معايا و كأني وباء. 
عمر قال بمواساة: 
- استحملي بس يومين و إن شاء الله هتخرجي و أنتي بخير. 
يارا عيونها دمعت و قالت برفض: 
- لاء مش قادرة استحمل و الله، عشان خاطري خليني أخرج من هنا...... أنا مش بحب قعدة المستشفيات. 
عمر طبطب على أيدها و هو بيحطها جنبها، و خرج لقى الدكتور مستنيه و ساعة ما شافه قال: 
- نتيجة التحاليل طلعت و هي كمان بتثبت إن دي كرونا فعلًا، ف ياريت تعرف العيلة إن محدش منهم يجي هنا عشان محدش هيدخل عندها. 
عمر قال بجدية: 
- أنا هخرج مراتي من هنا بكره. 
الدكتور باستغراب: 
- تخرجها توديها فين! بقولك الفيروس موجود ع الرئة و دا هيسبب لها ضيق تنفس و فى أي وقت ممكن تحتاج جلسة أكسجين، دا غير إن وجودها في البيت خطر على أهل البيت. 
عمر سأله باهتمام: 
- مش نفسية المريض مهمة؟ 
- ايوه طبعًا. 
عمر بإصرار: 
- و يارا مش مبسوطة بوجودها هنا، و فهمت  من كلامها معايا دلوقت إن ممكن حالتها النفسية تسوء، فعشان كدا أنا هخرجها من هنا و عايز حضرتك تكتبلي على العلاج و تعرفني اتصرف ازاي؟..... و لو ع الأكسجين نجيبلها في البيت، و هقعد بيها في شقتنا و مش هخلي أي حد من العيلة يخطلط بيها أو بيا طول ما هي تعبانة. 
الدكتور بتحذير: 
- بس الأكسجين، هيكلفك كتير.
عمر بلامبالاة: 
- مش مشكلة الفلوس، أهم حاجة يارا تكون بخير. 
بالفعل تاني يوم عمر اخد يارا و رجعوا شقتهم و طلب من العيلة محدش يطلع ليهم نهائي، و اللي عايز يطمن عليها يتصل بيه، و حتى رفض إن والدتها تقعد بيها عشان هي كمان كانت تعبانة و خاف لتتعدي منها تاني، و فضل هو جنب يارا بيساعدها في كل حاجة، و بيعطيها علاجها و جاب جهاز مخصوص عشان يقيس اكسجين الدم و يلحقها بالجلسات لو حست بصعوبة في التنفس، و كان بياخد هو علاج زي ما الدكتور طلب منه عشان ميتعديش منها، و حرفياً كان مهتم بكل حاجة لدرجة تجهيز الأكل و ترتيب البيت، الحاجة الوحيدة اللي كانت بتعملها لوحدها هي إنها تبدل هدومها لنفسها، و رفضت أنه يهتم بأي حاجة تخص ملابسها فكانت بتسيب مسؤولية الغسيل على مريم اللي ألحت على عمر عشان يسمحلها تزور يارا و تطمن عليها كل يومين.
و في الفترة دي كان عمر بيشتغل من البيت و هو سهران جنبها بالليل، و بمرور أسبوعين كانت كل الأعراض راحت و صحة يارا اتحسنت و مبقتش تحتاج لأكسجين. 
كان عمر سهران في اوضته و بيشتغل على اللاب و سايب الباب مفتوح عشان لو يارا ندهت عليه، فحصل إن علاء رن عليه فقام يتكلم و هو بيتمشى في الأوضة و بعدين وقف و كان ضهره للباب، و بعد السلامات و اطمئنان علاء على صحة يارا، بدأ يكلمه في الشغل و قال بجدية: 
- مدام سعاد عايزة تنفصل عننا في المشروع اللي بينا. 
عمر بضيق: 
- بص بقى أنا مش مرتاح ليها و لا قابل أبص في خلقتها من ساعة الكلام اللي عرفته فى أول جوزاي. 
علاء ضحك و قال: 
-  عشان قالت يعني إنها مش عاجبها شغلك و مش عايزة تشتغل معاك.... و مش بتحبك و لا بترتاحلك! 
عمر بتأكيد: 
- ايوه يا سيدي بسبب كدا، قال أنا يعني هيفرق معايا هي بتحبني و لا لاء! كلها على بعضها مش فارقة معايا اصلا، و عايز انفصل عنها النهاردة قبل بكره و الله. 
علاء بمدح: 
- ما احنا معندناش مهندس اشطر منك يا عمر، عشان كدا قولتلك حاول تسايسها و تعمل تصميمات المشروع زي ما هي عايزة. 
عمر بزهق: 
- اديني سايستها و اهتميت بيها ايه اللي حصل يعني؟! 
الشاب اتصل ع يارا، و حاول بدل المرة عشر مرات، و في كل مرة كانت بتسمع الرنة و تشوف اسم المتصل و متردش.... و اخر ما زهقت رفضت المكالمة و قفلت الفون خالص، من غير ما تهتم هو بيرن عليها كتير ليه؟ و لا هو برا البيت بيعمل ايه؟ و هو مش من عادته خالص أنه يسهر لقرب الفجر برا البيت. 
تاني يوم قرب الضهر كدا، كانت يارا واقفة قدام المرايا و بتجهز نفسها عشان تروح الكلية، خلصت و أخدت شنطتها و خرجت تلبس الشوز بتاعها قدام باب الشقة، و هي واقفة لقت هدى طالعة و معاها صينية و عليها الفطار، و اول ما شافت يارا سألتها باهتمام:
- انتي رايحة فين يا حبيبتي؟ 
يارا بجدية: 
- نازلة الجامعة. 
هدي بحب: 
- لاء بلاش النهاردة، عشان عمر قال لازم نروح النهاردة عند الدكتور عشان نطمن عليكي. 
يارا باعتراض: 
-  مش هينفع النهاردة عشان عندي امتحان. 
هدى بتزكر: 
- بالحق سمية بتقولك إن عمر كلمها الصبح و قالها إنه اضطر يسافر بالليل عشان في مشكلة في الشغل. 
يارا بجمود: 
- ماشي. 
هدى خطر على بالها إن يارا زعلت عشان هو سافر من غير ما يقولها فقالت بمرح: 
- اكيد هيرن عليكي و يعرفك، هو بس تلاقيه مضغوط في الشغل، و عمومًا يا حبيبتي هو وصا سمية عليكي و طلب منها تجهزلك الفطار عشان تاخدي العلاج، و أنا و هي هنروح معاكي عند الدكتور. 
يارا باعتراض: 
- لاء مش هينفع النهاردة خلينا بكره. 
هدى باستسلام: 
- و الله انتي حرة مع حماتك، أنا هدخلك الأكل جوا و أفطري و خدي العلاج قبل ما تنزلي. 
يارا اتكلمت مع سمية قبل ما تروح الكلية عشان يأجلوا مشوار الدكتور، لكن سمية رفضت تأجل بسبب تأكيد عمر عليها لما كان بيكلمها، و بالفعل اتفقت مع يارا هيستنوها قدام الكلية لما تخلص الامتحان و يروحوا لإعادة الكشف. 
تاني يوم بعد ما يارا خلصت المحاضرات، و خرجت من مجمع الكليات عشان ترجع البيت و كانت معاها مريم، لكنها قررت هتنفذ قرارها النهاردة بعد ما شافت أحمد واقف وساند ع العربية و مستنيها، أما مريم فأول ما شافته قالت بضيق: 
- هو الكائن الساذج دا ايه اللي جابه تاني، مش قولتيله ميجيش؟؟ 
يارا قالت بضيق مماثل: 
- بعد إذنك يا مريم، متغلطيش في أحمد تاني، لو حابة يعني نكمل في صحوبيتنا. 
مريم بزعل و ترقب: 
- أنت بتحطي أحمد قصاد صحوبيتنا؟! مستعدة تتخلي عني و تنسي كل السنين اللي كنا فيها اكتر من صحاب..... دا احنا كنا حتى اكتر من الاخوات......مستعدة تمحي دا كله عشان خاطر أحمد اللي حبتيه من كام شهر؟!! 
يارا بصت لأحمد و قالت: 
- مستعدة اتخلى عن كل العالم عشان خاطر أحمد. 
مريم بجدية: 
- طب و لو قولتلك إني ضد فسخ علاقتك بعمر عشان تبقى مع أحمد. 
يارا باستخفاف: 
- تبقى فعلًا بتنهي صحوبيتنا. 
مريم ضحكت بخذلان و عيونها دمعت و قالت بقلة حيلة:
- مفيش فايدة....مفيش فايدة، اتغيرتي خالص، عمومًا براحتك، أنا نصحتك و عملت اللي عليا، و أظن كل واحد عارف هو عايز ايه كويس..
يارا اتنهدت بضيق و قالت: 
- ما هو براحتي فعلًا، يلا بقى هروح عشان أحمد مستني. 
مريم بصتلها بتكشيرة و قالت بتحذير: 
- أنتي قبل ما تكوني بتخالفي المجتمع، فأنتي بتخالفي الدين و بتخوني ثقة و تربية أهلك و عمر......اللي كل ذنبه إنه حبك و وافق يساعدك. 
يارا اتغاضت عن تحذيرات مريم، و سابتها واقفة و اتحركت تجاه أحمد اللي ابتسم أول ما شافها بتقرب منه.
فتح لها باب العربية و استناها تركب و بعدين هو ركب و قال: 
- افهم من موقفك ده، إنك متقبلة مشاعري؟؟ 
ابتسمت بخفة و قالت: 
- ايوه. 
أحمد ضحك بسعادة وقال بعدم تصديق: 
- بتتكلمي بجد؟؟ 
اتنهدت و قالت: 
- ايوه بجد، بس لازم تعرف حاجة، أنت لو عايزني فعلاً لازم تستنى طلاقي من عمري. 
سألها بحماس: 
- و دا هيحصل امتى؟
- المفروض كمان عشر شهور، اتفقنا من الأول هنتجوز على ورق لمدة سنة  و بعدين نطلق، و فات منهم شهرين. 
أحمد بجدية: 
- طب و انتي ليه تستني لما السنة تخلص، طالما كدا كدا زواج مزيف، اطلبي الطلاق دلوقت. 
يارا باقتناع: 
- خلاص لما أوصل البيت هكلمه و اطلب منه الطلاق.....احنا فعلاً مش لازم نكمل السنة. 
أحمد سألها باستغراب: 
- بس هو جوازكم كان اتفاق ليه؟ على حد علمي عمر مكنش مغصوب ع الجوازة.....
منعته يكمل و قالت هي: 
- بس أنا كنت مغصوبة، أنا وافقت على عمر في الأول على أساس إنه أنت. 
بالفعل يارا أول ما طلعت شقتها، اتصلت ب عمر، أول مرة مردش، فجربت تاني و المرة دي المكالمة اتفتحت، لكن اللي رد عليها هو علاء اللي بدأ كلامه ب:
- السلام عليكم، مساء الخير يا مدام يارا.
يارا استغربت الصوت، لكنها ردت بهدوء: 
- و عليكم السلام، مين معايا؟ 
علاء باعتذار: 
- مع حضرتك علاء، أنا آسف جدًا لو تعديت حدودي و رديت  بدل بشمهندس عمر، أنا قولت ممكن تكوني قلقانة بسبب اللي حصل امبارح فقولت اطمنك لأن البشمهندس فى اجتماع و ممكن يطول شوية، و سايب فونه معايا. 
يارا مهتمتش خالص إنها تسأل عن الوضع اللي يخليها تقلق، و قالت بجدية: 
- تمام، بعد إذنك لم يخرج خليه يكلمني ضروري. 
علاء بود: 
- أول ما يخرج هعرفه علطول. 
كانت يارا هتقفل لكن منعها علاء لما كمل بتذكر: 
- ايوه صح، ألف سلامة علي حضرتك، صحتك احسن دلوقت؟ 
يارا بضيق مكتوم: 
- بخير الحمدلله.
علاء: 
- يستاهل الحمد يا مدام يارا، بالمناسبة عايزة اقولك إن بشمهندس عمر بيحبك جدًا و الله، لما عرف بتعبك صمم فورًا إنه يتنازل عن حلم حياته عشان بس يكون جنب حضرتك و يطمن عليكي. 
يارا باختصار: 
- و أهو الحمدلله صحتي بقت تمام. 
علاء: 
- يارب دايمًا يا مدام يارا إن شاء الله اول ما الاجتماع يخلص هقول للبشمهندس إنك محتاجاه ضروري. 
علاء قفل المكالمة مع يارا، و كان مستغرب طريقتها الباردة في الكلام، و بسبب برودها و سفر عمر المفاجئ و عدم مجيها تشوف عمر خلاه يعتقد إنهم متخانقين عشان كدا حب يقول عن حب عمر ليها، على أساس إن كلامه ممكن يساعدهم لو في فعلا خلاف. 
الباب خبط و دخلت بنت فى العشرينات، لابسة شيك و محجبة، قعدت قدام علاء و هي بتقول بحماس: 
- ها بقى، فين مكتبي؟ 
ضحك بمرح و قال: 
- و عليكم السلام يا ستي. 
ضربت على جبهتها و قالت بأسف: 
- آسفة نسيت اقول السلام. 
قال بمشاكسة: 
- مستعجلة أوي انتي ع الشغل، مع إنك ممكن متتقبليش. 
قالت بحزن: 
- ليه؟ مش قولتوا موافقين أشتغل؟ 
علاء بمشاكسة: 
- قولنا موافقين ع الشغل، لكن مش في شركتنا! الأول هتعملي مقابلة و لو نجحتي هنشغلك. 
بصتله بغيظ طفولي و قالت: 
- طب اتفضل اعمل المقابلة. 
ابتسم على ريأكشن وشها و قال: 
- لاء مش أنا، اللي هتشتغلي معاه هو اللي هيعمل المقابلة. 
قبل ما تسأل عن هوية الشخص، الباب خبط تاني و المرة دي دخل عمر اللي كان لافف شاش على جبهته، بسبب الجرح اللي صابه لما عمل حادثة. 
أول ما علاء شافه قال بابتسامة: 
- أهو يا ستي البشمهندس عمر اللي هيعملك المقابلة، و دي يا سيدي مريهان اتخرجت السنة دي من هندسة معماري....اتفضل اقعد بقى و اسألها شوية أسئلة كدا عشان نشوف هتفيدنا لو اشتغلت و لا لاء، و استصعب الأسئلة. 
مريهان بصت ل علاء بتوعد ، أما عمر رحب بيها باحترام و قعد ع الكرسي اللي قصادها، فكان فاصل بينهم طربيزة صغيرة، و بدأ فعلاً يسألها شوية أسئلة تخص تخصصها و كان كل مرة بيصعب السؤال عن اللي قبله، لكنها كانت بتجاوب بثقة، و بعد دقايق عمر ابتسم و قال: 
- برافو يا بشمهندسة، أنا عن نفسي شايفة إن وجودك في الشركة هيكون شرف لينا. 
علاء بصلها و قال بمشاكسة: 
- يا عم براڤو ايه! إسألها أسئلة صعبة عن كدا. 
مريهان قالت بهزار: 
- متحاولش يا علاء، أنا هشتغل هنا يعني هشتغل هنا، حتى لو بالواسطة، و انت عارف إن معايا واسطة ممكن تخليني اقعد مكانك. 
علاء قال بضحك: 
- اهي دي بقى الحاجة الوحيدة اللي والدتك مش هتأثر على بابا فيها. 
ابتسمت و قالت بتأييد: 
- ايوه صح، بابا ميعرفش حد في الشغل. 
عمر كان بيبتسم بس على كلامهم لكنه خرج عن صمته و قال بتفاجئ: 
- انتوا أخوات! 
مريهان هزت راسها و قالت بحماس و هي بتقوم: 
- ايوه اخوات، هرجع البيت بقى عشان اقول الخبر الحلو دا ل ماماتي. 
عمر قال باستغراب: 
- ماماتي!!! 
علاء رد عليه بتوضيح: 
- تقصد مامتها و مامتي، بابا متجوز واحدة مصرية اللي هي والدتي، و التانية أجنبية اللي والدة مريهان...... المهم  أنت فطرت؟ 
- لاء، لسه. 
علاء بضيق: 
- عمر أنت نسيت الكلام اللي الدكتور قاله امبارح و إنك لازم تاكل كويس و تبطل القهوة اللي بتشربها عمال على بطال دي؟ 
عمر ضحك و قال: 
- لاء مش ناسي. 
علاء بصله بغيظ و قال: 
- طب خد فونك و ايوه صح المدام اتصلت و أنا رديت عليها و قالت عايزاك في موضوع ضروري. 
عمر قال باندفاع: 
- اوعى تكون قولت ع الحادث؟؟ 
علاء قاله بالتفصيل ع الحوار اللي دار بينه و بين يارا، و بعدين سأله: 
- هو محدش في البيت يعرف؟ 
عمر بجدية: 
- لاء محدش يعرف، الشاب اللي نقلني المشفى البارح رن على يارا قبل ما يرن عليك بس هي مردتش، و أصلا الموضوع مش مستاهل، هي مجرد جرح بسيط اهو و أنت سمعت كلام الدكتور امبارح إني فقدت الوعي بسبب الإرهاق و القهوة و قلة الأكل. 
علاء: 
- تمام هي أصلا مأخدتش بالها، خلص مكالمتك بقى و تعال عشان نتغدى سوا. 
عمر رجع مكتبه و أول حاجة عملها غير اسم يارا على فونه، و بدل ملجأى سجله باسمها، و بعدين اتصل عليها و قبل ما ينطق هي سبقته و قالت باقتضاب: 
- أنا عايزة أطلق. 
يتبع........
- أنا عايزة أطلق.
عمر غمض عيونه بوجع و قال و هو بيشد على إيده: 
- حاضر. 
يارا ببرود:
- ياريت تنزل بكره بقى عشان نخلص الإجراءات. 
عمر بتكشيرة: 
- أنا مش هنزل قبل أسبوعين، عشان مش ماشي على مزاجك عشان تقوليلي اتجوزني لسنة و أنا انفذ و ترجعي تقوليلي انزل عشان نطلق..... انا عندي شغل مش هسيبه عشان لعب العيال بتاعك ده..... 
نطق بآخر كلمة و قفل هو الخط بسرعة، و رجع قعد على كرسي مكتبه بعد ما حس إن الأرض بتنهار من تحته و إنه مش قادر يقف، حط ايده على وشه بحزن و حسرة، و في الوقت ده دخل علاء اللي جايب معاه أكل، و قال بمرح:
- ريحة الأكل تحفة مقدرتش اصبر على ما تخلص مكالمتك.
عمر بعد ايده عن وشه ف علاء لاحظ ملامح وشه اللي كلها حزن فقرب منه و سأله بقلق: 
- مالك يا عمر؟ أنت كويس؟؟ 
عمر بصله بضياع و قال: 
- أنا هطلق يارا. 
علاء متفاجئش، لكنه قال: 
- ليه؟ لو في مشكلة حاولوا تحلوها. 
عمر حرك دماغه بيأس و قال: 
- جوازنا هو المشكلة نفسها، و حلها الوحيد هو الطلاق. 
علاء قال بتوقع: 
- انا كنت حاسس من الأول إن الجوازة دي فيها حاجة مش مظبوطة.
عمر ابتسم بكسرة وقال: 
- ليه؟ 
علاء بتوضيح: 
- يعني.......قبل ما تكتب الكتاب كنت بتسألني على أماكن لشهر العسل و بعدين لغيت الموضوع، و كان المفروض إجازة الجواز اسبوعين، أنت أخدت أسبوع واحد، و كعريس جديد راجع شغله كان المفروض تتكلم كتير في الفون أو على الأقل رسايل، لكن أنت معظم وقتك بتقضيه معايا أو بتكون في اجتماع و سايب فونك، و كمان أول امبارح جيت هنا فجأة كدا مع إني كنت بكلمك قبلها و مقولتش إنك هتيجي..... بس محبتش أسأل عشان متقولش بتدخل في خصوصياتك. 
مر ثلاثة أسابيع، و كان عمر راجع من السفر، و لما دخل البيت مكنش في حد في انتظاره ك العادة، غير هدى اللي قاعدة بتعيط و نورا أخته قاعدة ع الكنبة اللي قصادها و متعصبة، عمر ساب شنطته و قرب من هدي و هو بيسأل: 
- مالك يا ماما هدى؟ امال فين باقي العيلة؟ 
نورا اتدخلت و قالت بغضب: 
- راحوا يصالحوا الزفتة يارا. 
عمر بصلها بعتاب و قال: 
- ايه الأسلوب دا يا نور؟ ما تتكلمي كويس! 
نورا قالت باندفاع: 
- لاء مش هتكلم عنها كويس، دي إنسانة زبالة و واطية و كويس إنك هتطلقها. 
عمر سألها باستغراب: 
- طلاق ايه اللي بتقولي عليه، و بعدين ايه اللي حصل و معصبك كدا؟ 
هدى حركت دماغها ب لاء عشان نورا متتكلمش، لكنها مهتمتش و قالت: 
- الشريفة مراتك و الأستاذ أحمد المحترم المصون بيحبوا بعض، و متفقين يتجوزوا، بعد طلاق الهانم يارا؟ 
عمر بعدم تصديق: 
- ايه اللي بتقوليه ده! 
نورا: 
- هي دي الحقيقة، انا بقالي فترة كل ما باجي هنا بلاقيهم واقفين بيتكلموا و بيهزروا مع بعض في المطبخ فالاول قولت عادي ممكن واخدين على بعض و مفيش بينهم حاجة، و بعدين عرفت إن أحمد بيروح يجيبها من الكلية، بردوا قولت عادي المواصلات صعبة و متعبة، لكن النهاردة بقى عرفت إنهم مغفلين كل العيلة و بيحبوا بعض ، و سمعتهم بيتكلموا النهاردة في المطبخ و بيقولها إنه مستنيك تطلقها بفارغ الصبر و إنه بيحبها و هي قالته إنها كمان بتحبه و مستنية اجازتك عشان تطلقها زي ما اتفقتوا....... و أنا مقدرتش اسكت وفضحتهم قدام العيلة كلها بس هي كذبتني و هو وقف في صفها و مرات عمك اللي بتعتبرها زي مامتك كانت عارفة و ساكتة. 
عمر حس بصدمة من الكلام اللي سمعه، هو أيوه عارف بمشاعر يارا و كانوا متفقين ع الطلاق، لكن عمره ما تخيل إن ابن عمه اللي بيعتبره أخوه، يطعنه في ضهر بالشكل ده، يكاد يقسم إن لو أحمد جاب سكينة و قتله مكنش هيحس بالوجع اللي حس بيه دلوقت، و لا كان هيزعل منه بالشكل ده. 
نقل نظره بصدمة تجاه هدى اللي قالت و هي بتعيط: 
- و الله يا ابني حاولت فيهم بس فشلت إني ارجعهم عن اللي في دماغهم، و فشلت في تربيتي، أنا و الله خبيت عشان كان عندي أمل الأمور تتصلح و مكنتش عايزة أحمد يخسرك...... بس أنا و الله مستحيل أوافق على يارا ل ابني أبدًا.
عمر سابهم و قام عشان يروح يجيب أهله من بيت يارا و ينهي الموضوع، أول ما وصل حماته فتحت له الباب و اول ما شافته قالت: 
- كويس انك جيت يا ابني عشان تفهمنا في ايه؟ أهلك بقالهم ساعة جوا و مش راضيين يقولوا حاجة غير انهم عايزين يقعدوا مع يارا، و هي قافلة على نفسها الباب و مش راضية تخرج. 
عمر بهدوء:
- ممكن تسمحولي اتكلم معاها؟
صلاح اتكلم بسرعة: 
- طبعًا يا ابني دي مراتك، بس هي مش راضية تفتح الباب، كلمها كدا ممكن لما تسمع صوتك تخرج. 
عمر اتجه لباب اوضتها و خبط على الباب و هو بيقول: 
- يارا...... أنا عمر، ممكن تفتحي الباب. 
فتحت هي الباب بسرعة و قالت بتهكم: 
- و أخيرًا حضرتك قررت تنزل! كل اللي حصل النهاردة دا بسببك و بسبب عنادك، و أنا مش هرجع البيت دا تاني و أنا على ذمتك. 
عمر حاول إنه يتحكم فى أعصابه و قال: 
- أنتي طالق يا يارا.... انتي طالق يا يارا.......انتي طالق يا يارا.
سمية قربت من عمر و قالت بحسرة و لوم: 
- يا دي المصيبة.... ايه اللي أنت قولته دا يا ابني! 
عمر بصلهم بجدية و قال: 
- أنا آسف، بس دا اللي كان المفروض يحصل من زمان......يلا يا بابا هات ماما و ارجعوا البيت. 
يارا دخلت اوضتها وقفلت عليها الباب تاني، و هي مبسوطة و فى عز فرحتها إنها خلاص بقيت حرة و تقدر تتجوز أحمد، أما عمر رجع بيته بعد ما رفض إنه يبرر لعيلتها أو عيلته أي حاجة، أو يتكلم عن جوازها و الثلاثة شهور اللي فاتوا، و بالفعل بعد يومين الطلاق بقى رسمي و لسه أهلها مش فاهمين ايه اللي حصل. 
حاول أحمد يقنع والدته عشان تروح معاه و يخطب يارا، لكنها رفضت رفض تام، فقرر إنه يروح لوحده و من غير اي حد من العيلة ما يعرف، و حتى مفرقش معاه ابن عمه و لا شغله رأي العيلة و لا اهتم بحاجة غير نفسه. 
في بيت يارا، كان صلاح قاعد مع ياسر و بيلوموا عمر و عيلته على طلاق يارا و إن طالما محدش منهم عايز يتكلم يبقى اكيد الغلط منهم لأن بنتهم اللى ربوها اكيد مش هتعمل حاجة غلط، و هما بيتكلموا جرس الباب رن، فقام ياسر و فتح و أول ما شاف أحمد قال باقتضاب: 
- أنت جاي تعمل ايه؟ مش كفاية اللي عمله ابن عمك و عيلتك؟ 
أحمد بجدية: 
- أنا مليش دعوة بابن عمي، و مع ذلك تقدر تقول جاي اصلح الغلط اللي هوا عمله. 
ياسر باستغراب: 
- تصلحه ازاي يعني! الطلاق بقى رسمي و خلاص مبقاش في حل. 
أحمد بغموض: 
- لاء في حل، بس ممكن تخليني ادخل و اتكلم مع عم صلاح؟ 
ياسر سمحله يدخل، و حرفيًا مكنش فيهم حد طايق وجوده، سواء كان صلاح أو ياسر، أحمد حس إن وجوده مش مرغوب فيه بس أجبر نفسه يبتسم في وشهم و يتكلم بهدوء لحد ما ياخد اللي هو عايزه. 
بادر أحمد بالكلام و قال: 
- من غير لف و لا دوران، بعد إذنك يا عمي صلاح أنا عايز اتجوز يارا. 
ياسر بص ل والده قبل ما يبتسم بسخرية و يقول: 
- انت هتهزر! 
أحمد بجدية: 
- أبدًا و الله أنا فعلًا بحب يارا و عايز اتجوزها. 
ياسر بتهكم: 
- يارا مين اللي بتحبها! دي أطلقت من ابن عمك من يومين ، لحقت تحبها امتى؟! 
أحمد بكذب:
- أنا بحبها من قبل ما عمر يخطبها، و لما عرفت مقدرتش اتكلم عشان ابن عمي و مشاعره. 
ياسر بسخرية: 
- لا و الله! طب بالنسبة لمشاعر ابن عمك دلوقت ايه؟! 
أحمد: 
- عمر مقدرش النعمة اللى كانت معاه، و أنا خلاص مش هضيعها عشان خاطره. 
صلاح بتكشيرة: 
- لاء هتضيعها أنت كمان عشان احنا مش ممكن نوافق على حاجة زي كدا، و لا اهلك هيوافقوا و لا يارا ممكن توافق إنها تدخل البيت دا تاني. 
- بس أنا موافقة. 
كان دا صوت يارا اللى اتكلمت و هي واقفة على باب الأوضة.
يتبع..........
بقلم زينب محروس 
بس أنا موافقة. 
كان دا صوت يارا اللى اتكلمت و هي واقفة على باب الأوضة، ف ياسر قال: 
- موافقة ايه! هو انتي هبلة؟ 
يارا بجدية: 
- لاء مش هبلة، بس أنا كمان بحب أحمد و عايزاه، و ياريت توافقوا. 
ياسر بصلهم بشك و قال: 
- يبقى دا سبب الطلاق؟ و عشان كدا عمر رفض يتكلم! 
يارا بلامبالاة: 
- ايوه دا سبب الطلاق. 
صلاح قام و قرب منها و هو بيبص ل ياسر و بيسأله بعدم تصديق: 
- هي أختك قالت فعلاً اللي أنا سمعته؟ 
قبل ما اخوها يتكلم ردت يارا: 
- ايوه أنا قولت كدا، سبب طلاقي من عمر هو حبي لأحمد و عمر عارف كدا كويس. 
بمجرد ما أنهت كلامها، حست بالكف اللى نزل على وشها بعصبية من صلاح اللى قبل ما تشرع بدماغها كان لاحقها بالكف التاني، و قال بعصبية: 
- و كمان بتقوليها في وشي من غير اي خجل و لا حياء! 
قالت يارا بجمود: 
- و هو المفروض إني اسكت و ادمر حياتي! 
بصلها صلاح بخذلان و قال بعصبية: 
- لاء، المفروض فعلاً إنك تتربي من أول و جديد، بعد ما سودتي  وشي و حطتيه في الأرض. 
صلاح ضربها تاني بالكف، و كل دا تحت عين أحمد اللى متحركش يدافع عنها، ف ياسر شده من طوقه و قال و هو بيسحبه برا الشقة: 
- هو أنت لسه واقف، ملكش مكان في بيتنا، و لا عندنا بنات للجواز. 
خرجت والدة يارا من المطبخ على صريخها و حاولت تبعد صلاح عنها من غير ما تفهم في ايه. 
أما أحمد فرجع البيت و هو متعصب، و كانت العيلة كلها مجتمعة على سفرة الغدا، و لما دخل هو متكلمش و لا حد اهتم بيه و كلمه، و بالرغم من إن عمر زعلان منه و حاسس بغدر و خذلان، لكنه محبش إن أحمد يحس إن العيلة واخدة جنب من ناحيته، فقال لمرات عمه اللي قاعدة جنبه: 
- ماما هدى اندهي ل أحمد ياكل معانا. 
قبل ما هدى ترد، سبقها أحمد و قال بعصبية و حقد: 
- يا ريت الطيبة الزايدة اللى عندك تبطلها، و بلاش تظهر نفسك مثالي عشان أنت مش كدا. 
اتدخلت نورا و قالت بغضب: 
- و هو مين حضرتك عشان تحكم على شخصيته سواء كان مثالي و لا لاء؟ واحد غدار زيك أصلا المفروض ميكونش عنده الجرأة يتكلم مع عمر أو حتى ترفع عيونك في وش حد من العيلة، و ياريت أنت اللى تبطل الحقد اللي عندك ده..
أحمد بغضب: 
- أنا عمري ما هبطل أحقد عليه طول ما هو مدمر حياتي. 
عمر شاور لأخته عشان متتكلمش، و سأل هو أحمد بترقب: 
- طب و هو أنا دمرت حياتك ازاي؟ 
أحمد باندفاع: 
- بسبب حضرتك لا العيلة هنا هتوافق على جوازي من يارا، و اهلها كمان مش موافقين، و دا كله بسبب حضرتك. 
عمر اتدخل في الموضوع و قدر إنه يقنع العيلتين بجواز أحمد من يارا، و طلب من الجميع إنهم يتعاملوا طبيعي و لا كأن في أي حاجة حصلت، و كأن يارا هيكون دا اول دخولها للبيت...... و بعد ما حضر خطوبتهم قرر إنه يرجع القاهرة و يستقر هناك و ميرجعش غير في المناسبات.
بعد مرور سنة و نص، كان عمر قاعد في مكتبه و بيشتغل على مشروعه الخاص بعد ما اقنع والد علاء بيه، و وافق إنه يستثمر في المشروع بشرط إن شريكه يوافق عليه. 
الباب خبط و دخلت مريهان اللى بقت قريبة جدًا من عمر بحكم شغلهم سوا، حطت فنجان القهوة قدامه و قالت: 
- اتفضل يا هندسة، عملتها مخصوص عشانك. 
عمر بصلها و قال بمرح: 
- المرة دي عايزاني أقنع علاء بإيه؟؟ 
ابتسمت بسعادة وقالت: 
- لاء هي المرة دي مش عايزاك تقنع علاء بحاجة. 
بصلها بحيرة و قال: 
- لاء كدا في حاجة غلط، انتي مبتعمليش قهوة عشاني غير لو عايزاني اقنعه بحاجة! 
اتكلمت مريهان بإحراج و قالت: 
- بصراحة المرة دى عايزة اقنعك أنت. 
عمر شرب من القهوة و سألها: 
- تقنعيني بإيه؟ 
مريهان قالت و هي بتضغط ع الكلمات: 
- ممكن تاخدني معاك و أنت راجع بكره عند أهلك؟ 
عمر ابتسم و قال: 
- تنوري و الله، بس ممكن أسأل عن السبب؟ 
مريهان بتوضيح: 
- بصراحة كدا في واحدة صاحبتي من نفس المنطقة اللى أنت عايش فيها اسمها سلمى و كانت بتدرس معايا هنا في جامعة القاهرة بس انا سافرت أكمل دراسة برا و لما رجعت كانت الكلية خلصت و هي أصلا متزوجة ف هي مش عارفة تيجي تشوفني فاتفقت معاها ان انا اللى هروح ازورها. 
قال عمر بود: 
- و الله بالنسبة لي مفيش مشكلة، بس شوفي رأي والدك و علاء الأول. 
مريهان بحب: 
- أنت عارف انهم بيحبوك و بيثقوا فيك، و موافقين بس علاء قالي استئذنك الأول و اشوف رأيك لو مفيش إزعاج يعني. 
عمر ابتسم و قال: 
- لاء مفيش إزعاج خالص، جهزي نفسك هنتحرك بكره الساعة سبعة إن شاء الله. 
مريهان بمرح: 
- ماشي يا عم عمر، يلا علي بركة الله. 
عمر ضحك و قال: 
- عم! و الله أنا خايف تغلطي قدام باقي الموظفين و تناديني بدون تكليف و ترمي برستيچي ع الأرض. 
مريهان ضحكت و قالت: 
- لاء متقلقش، أنا آخرى أشيل التكليف قدام علاء بس.....و قدام عيلتك طبعًا. 
قالت جملتها الأخيرة بمشاكسة و سابته و رجعت تكمل شغلها، أما عمر فشرد و هو بيفكر فيها و إزاي قدرت تهون عليه حزنه و تخرجه من دوامة الوجع اللي تسببت فيها يارا، من لما عرفت بموضوع طلاقه و إنه كان بيحب مراته و هي بتحاول دايمًا تخرجه من حالة الاكتئاب اللي كان على وشك يقع فيها، و دا طبعًا كان بمساعدة علاء اللي كان بيستغل كل الفرص عشان يهون على صاحبه و بالفعل قدر عمر بمساعدتهم يتخطى حبه ل يارا و بقت بالنسبة له مش أكتر من كونها مرات أحمد اللي مازال بيعتبره زي اخوه، لكن بردو علاقتهم مش ممكن ترجع معاه زي الأول. 
في بيت العيلة كان الكل مستني وصول عمر بفارغ الصبر و الكل متحمس عشان يشوف الضيفة اللي معاه، و يارا مكنتش أقل منهم في التفكير بخصوص البنت اللي عمر طلب من والدته ترتب شقته عشانها. 
عمر كان واقف قدام الباب بعد ما رن جرس الدور الارضي، و لما بص جنبه ملقاش مريهان، فبص وراه لقاها واقفة بتستخبي فيه، فسألها باستغراب: 
- مالك؟ واقفة ورايا ليه؟ 
مريهان بخجل: 
- أنا محروجة اوي. 
عمر ضحك و قال بمشاكسة: 
- لاء أنا مش متعود عليكي كدا! اظهري الشخصية الفرفوشة اللى جواكي و رجعي الشخصية الخجولة دي مكانها تاني. 
مريهان بصتله بغيظ طفولي و قالت: 
- تقصد ايه يا عم عمر؟! أنت شايف اني مش بتحرج؟ 
عمر خبط على راسه و قال: 
- عم تاني! مفيش فايدة فيكي! مش قولتلك بلاش كلمة عم دي قدام حد. 
مريهان بمشاكسة: 
- لاء هقول براحتي، عاجبك و لا لاء؟
عمر ضحك و قال بهزار: 
- عاجبني يا مري، بنت صاحب الشركة بقى و مقدرش ازعلك. 
ضحكت بانتصار و قالت: 
- ايوه كدا يا عم عمر. 
قبل ما عمر يرد، الباب اتفتح و ظهرت يارا ببطنها البارز بسبب إنها في آخر شهور الحمل. 
يتبع ........
الباب اتفتح و ظهرت يارا ببطنها البارز بسبب إنها في آخر شهور الحمل، ثواني عدت و هي بتبص ل ميريهان، ف عمر اتكلم بجدية و قال: 
- بعد إذنك يا يارا ممكن ندخل؟ 
يارا ابتسمت بحرج و قالت و هي بتبعد: 
- ايوه طبعًا اتفضلوا. 
عمر دخل و معاه ميريهان، اللي رجعت لخجلها تاني، و من أول لحظة لفتت نظر العيلة كلها لجمالها و في نفس الوقت الكل كان بيبصلها باحترام إلا يارا اللي كانت بتبصلها بغيرة و أحمد نظرته كانت متفحصة و باين عليه الإعجاب الشديد بسبب ملامحها الأجنبية سواء كانت عيونها اللي لونهم أزرق أو أنفها الصغير و الشفاه المكتنزة و خدودها المتوردة. 
عمر سلم على العيلة كلها بترحاب شديد و متبادل إلا أحمد و يارا، و قبل ما يعرفهم على ميريهان، هدي سبقته و سألت باهتمام: 
- مين بقى القمر دي يا عمر؟ مش هتعرفنا؟ 
سمية اتدخلت و قالت بود: 
- مش تعطيه فرصة! 
الكل ابتسم و عمر بدأ يعرفهم على ميريهان اللى واقفة من كتر الخجل حاسة إنها بتنصهر و كله كان ملاحظ خجلها، فعمر قال بمشاكسة عشان يكسر إحراجها من العيلة: 
- دي المديرة بتاعتي يا جماعة، ف ياريت تعاملوها كأنها أميرة عشان مترفدش من شغلي. 
و بالفعل ميريهان تناست إحراجها و قالت بغيظ محبب لقلبه: 
- طب و الله يا عمر لو بقيت المديرة هرفدك فعلًا. 
عمر بصلها بضيق مصطنع و قال بمشاكسة: 
- تصدقي إنك ظالمة! 
ميريهان بحاحب مرفوع: 
- أنا بردو اللي ظالمة! دا انت مسففني أرضية الشركة من كتر الشغل و الله لو بقيت المديرة هرفدك و ارفد علاء قبلك. 
عمر ضحك و قال: 
- الله! طب و علاء ماله؟! 
ميريهان بزعل طفولي: 
- عشان انتوا الاتنين بتتعبوني في الشغل.
سمية تدخلت و قالت بضحك: 
- لاء يا عمر ملكش حق، بقى القمر دي تتعبوها في الشغل! 
ميريهان بعفوية: 
- قوليله يا طنط، دا أنا جاية النهاردة مخصوص عشان اشتكيه للعيلة. 
عمر ابتسملها بحب و قال: 
- تشتكيني للعيلة كلها؟ مش لشخص واحد بس! 
ميريهان بتأكيد: 
- ايوه للعيلة كلها، بصوا يا جماعة... عم عمر ده...... 
عمر منعها تكمل و قال بضحك: 
- طالما وصلنا ل بصوا يا جماعة و عم عمر، يبقى انتي كدا دخلتي في جو العيلة، فبصيلي انتي بقى عشان أعرفك عليهم و بعدين اشتكيني براحتك يا ست ميري. 
ميريهان ابتسمت  فعمر قال: 
- الآنسة الخجولة دي يا جماعة تبقى المهندسة ميريهان، زميلتي في الشغل و مع بعض في تيم واحد و شاطرة أوى أوى في شغلها.......  ومع إن والدها يبقى صاحب الشركة لكنها بتبدأ لسه السلم من أوله و إن شاء الله أنا واثق إنها هتبقى مهندسة كبيرة و معروفة و ليها اسمها. 
ميريهان كانت مبسوطة جدًا و بتبصله بسعادة و خصوصًا. إنه مدح فيها و في شغلها قدام أهله مع إن دي حاجة متخصهمش، و بدأ هو بقى يعرفها بأفراد العيلة اللي رحبوا بيها بود شديد إلا يارا اللى كانت بتتكلف في ابتسامتها و لاحظت نظرات أحمد ل ميريهان اللى مهتمتش بيه أساسًا. 
العيلة كلها اتلمت علي سفرة الغدا و بعدين قعدوا يشربوا الشاي اللي أصرت ميريهان إنها تعمله، أول واحد شرب من الشاى كان وائل والد عمر اللي قال بإعجاب: 
- أنا بشرب شاي بقالي ٥٠ سنة و دي أول مرة اشرب كوباية شاي بالجمال ده.
هدي بتأييد: 
- ايوه فعلًا و الله! 
ميريهان ابتسمت باستغراب و قالت: 
- كلامكم دا محسسني إن الشاي مش حلو و دي مجاملة، أصل أي حد بيعمل شاي. 
سمية قالت بحب: 
- هو فعلاً اي حد بيعمل اي حاجة، بس النفس بيختلف و برغم إن الشاي حاجة بسيطة إلا إن في ناس مش بتعرف تظبطه......  و فعلًا الشاي دا جميل بصراحة. 
عمر وجه كلامه ل ميريهان و قال بمرح: 
-  اهو يا ستي في امل تبقى ست بيت شاطرة، العيلة بتحلف بالشاي بتاعك..... و أنا بحلف بالقهوة بتاعتك. 
سمية قالت بخبث: 
- و أنت شربت قهوتها أمتي؟ 
عمر قال بمرح: 
- قولي امتى مشربتش من قهوتها، دي من سنة و نص  بتعملي قهوة اكتر ما بتشتغل. 
ميريهان ضحكت و قالت لسمية: 
- برشيه بالقهوة عشان يخفف عني الشغل. 
الكل ضحك، ف هدي قالت: 
- هنشد ودنه عشان ميتعبكيش في الشغل..
ميريهان قالت بعفوية و بخوف: 
- لاء يا طنط، ودنه كدا توجعه! 
كلهم ضحكوا تاني ف عمر قال بتوضيح: 
- هي مش هتشد ودني بالمعنى الحرفي، ماما هدي تقصد إنها هتزعقلي يعني عشانك. 
ميريهان بتراجع: 
- لاء خلاص رجعت في كلامي، انا أصلا بحب شغلي مع  البشمهندس و مبسوطة بيه جدًا، دا شخصية محترمة جدًا و الله و دايمًا بيراعي الشخص اللي معاه و مش بينكر مجهود حد.......... حقيقي شاكرة من قلبي ل بابي و علاء عشان بسببهم اتعرفت ع البشمهندس. 
عمر بتكبر مصطنع: 
- بلاش كلامك دا عشان هتغر و هشوف نفسي كدا. 
ميريهان بمرح: 
- متنساش انني ممكن في يومًا ما اكون المديرة و ساعتها هرفدك. 
الكل ضحك على كلامها و هزارها مع عمر اللي باين جدًا إن في بينهم تفاهم و واخدين على بعض، و فضلوا قاعدين سوا و في جو عائلي كله ضحك و هزار بسبب وجود ميريهان اللي حسستهم بوضع العيلة قبل ما يارا تظهر في حياتهم. 
عمر طلب من ميريهان تطلع شقته و تبات فوق و هو هيبات في أوضة جده الله يرحمه، و نورا رجعت بيتها و كل واحد اخد مراته و طلع شقته، و من ضمنهم أحمد و يارا اللي فضلت تسكت و متتكلمش عن نظرات أحمد ل ميريهان عشان ميتخانقوش ك العادة بسبب إنه مبقاش محترمها و لا محترم وجودها في حياته كأنثي، من ساعة الحمل و هو بقى شايف إنها مش حلو، و دايمًا بقى ينتقد شكلها، و بقى بيزهق لما تقوله إنها تعبانة أو فيها حاجة بسبب الحمل، و مبيهتمش بيها، و لما بيكونوا من بعض برا و شاف بنت حلوة بيقارن بين البنت و بين يارا من غير حتى ما يراعي مشاعرها. 
أحمد حرفيًا اتغير معاها بعد الجواز و تحديدًا من ساعة ما حملت و بدأ جسمها يتعرض لتغيرات الحمل، و بقى عصبي و بيتخانق معاها على اتفه الأسباب. 
كان نايم على الكنبة اللي في الصالون و ماسك الفون بتاعه و بيبحث على الاكونت بتاع ميريهان على وسائل التواصل، دخلت يارا و هي حاسة بتعب و قالت برجاء: 
- معلش يا أحمد ممكن تنزل تجيب العلاج بتاعي من تحت؟؟ 
اتكلم من غير ما يبصلها و قال: 
- الصبح، الصبح ابقى جبيه. 
يارا بألم: 
- مش هقدر استنى للصبح، ضهري بيوجعني و عايزة استخدم مرهم يسكن الوجع شوية. 
أحمد سمع و مردش، فهي قالت: 
- أحمد أنا بكلمك، سيب الفون و بصلي. 
أحمد باقتضاب: 
- عايزة ايه من سي زفت؟؟ 
يارا بحزن: 
- بقولك ضهري بيوجعني و عايزه العلاج. 
- و هو العلاج ايه اللي نزله تحت!!
- كان عندي علاج المفروض اخده بعد الغدا عشان كدا نزلته، بس نسيت اجيبه و أنا طالعة. 
أحمد بعدم اهتمام: 
- خلاص زي ما نزلتيه، انزلي هتيه، أو استني بقى للصبح عشان بعد كدا تبقى تنسي كويس. 
يارا بألم: 
- بس أنا تعبانة و محتاجة العلاج دلوقت. 
أحمد  قام من مكانه يدخل الأوضة و قال:
- مليش دعوة بقى اتصرفي، أنا داخل أنام. 
على الجانب التاني، كانت ميريهان مش عارفة تنام بسبب إنها جعانة، فقررت إنها تنزل تحت عند عمر و تطلب منه يساعدها، و بالفعل نزلت و هو كان لسه صاحي و بيشتغل على اللاب و قاعد في الصالون اللى بيفصل بينه و بين المطبخ سلم البيت. 
ميريهان دخلت و قعدت على كرسي جنب الكنبة اللي قاعد عليها و قالت: 
- كويس إنك صاحي أنا كنت هتصل عليك أصحيك. 
عمر قفل اللاب و بصلها باهتمام وقال: 
- لاء أنا صاحي و كنت عارف إنك هتنزلي. 
ميريهان ابتسمت و سألت بحاجب مرفوع: 
- و عرفت ازاي بقى؟! 
- عارف إنك مش بتنامي و انتي جعانة. 
ميريهان باستغراب: 
- ايه دا عرفت منين؟ أنا مقولتش حاجة زي كدا!  
عمر بهزار: 
- العصفورة قالتلي. 
ميريهان بتخمين: 
- يبقى علاء هو اللي قالك.....صح؟ 
- لاء علاء مقالش، بس أنا ببقى معاه لما بتكلميه بالليل و تطلبي منه يجيبلك برجر، و عشان كدا عملت اوردر عشان نتعشى سوا.. 
ميريهان ابتسمت و قالت: 
- شطور يا عمر و الله، دا أنا على شوية و كنت هعيط. 
عمر بضحك: 
- لاء يا ستي متعيطيش، بس خليكي جدعة بقى و اعمليلي شاي زي بتاع الصبح. 
ميريهان بترحاب: 
- بس كدا! دا من عيوني، بس تعال معايا عشان أنت طويل تساعدني اجيب علبة القرنفل. 
عمر باستغراب: 
- تعملي بيها ايه؟ 
- عشان الشاي، ما أنا بعمله بالقرنفل. 
عمر بتذكر: 
- يبقى عشان كدا بقى كلهم كانوا مبسوطين من الشاي بتاعك عشان اول مرة يشربوه بالقرنفل! 
ميريهان بتساؤل: 
- انتم مش بتعملوه كدا؟ 
- لاء، أول مرة الشاي بالقرنفل دا يتعمل في بيتنا. 
فون عمر رن و كان المندوب اللي جايب الاوردر، ف عمر فتحله و اخد منه الطلب و بعدين دخل مع ميريهان عملوا شاي و قعدوا ياكلوا مع بعض و هما بيضحكوا و بيهزروا. 
و كل الحوار اللي حصل ده يارا كانت واقفة و سمعتهم و حست بالغيرة من ميريهان و الزعل علي حالها و الندم علي عمر اللي ضيعته من إيدها، و رجعت لشقتها تاني من غير ما تاخد العلاج مع إن فعلًا ضهرها كان واجعها جامد. 
تاني يوم الصبح ميريهان كانت واقفة مع هدي و سمية في المطبخ و بتحاول إنها تساعدهم في تجهيز الفطار، و صوتهم لأول مرة كان خارج من المطبخ بسبب ضحكهم و مشاكسة ميريهان اللي اتعودت عليهم و كأنها تعرفهم من سنين، و هما بيشتغلوا سمعوا صوت عمر اللي صاحي من النوم و شعره مش مترتب، كان واقف على الباب و بيقول بنعاس: 
- ماما مفيش ميه ليه؟ 
كلهم التفتوا وراهم  و ميريهان أول ما شافت شكله ابتسمت بحب، في حين إن سمية قالت: 
- في مشكلة في السخان ف والدك فصل الميه عن الحمام الارضي، لو هتاخد شاور بقى اطلع شقتك النهاردة على ما السخان يتصلح. 
عمر رجع اوضته من غير ما يتكلم عشان يجيب هدومه، ف ميريهان فكرته طلع و هي أصلا المفتاح معاها، فجريت عشان تعطيه المفتاح، و لما وصلت قدام باب الشقة استغربت عدم وجود عمر فقررت تحط المفتاح في الباب و تنزل، فلما خرجت المفتاح من جيبها وقع على الأرض، فنزلت بنصها العلوي عشان تجيبه، و في نفس الوقت اللي مسكت فيه المفتاح، حست بإيد مسكت إيدها و مكنش حد غير أحمد.
يتبع........
ميريهان حست بإيد مسكت إيدها، فسحبت إيدها بسرعة من غير ما تاخد المفتاح، و بصت لأحمد اللي اخد المفتاح   و هو مبتسم و قالت بضيق: 
- هو انت بتعمل ايه؟! 
أحمد بإعجاب: 
- كنت بحاول اساعدك. 
ميريهان بتهكم: 
- طالما مطلبتش منك مساعدة يبقى ملكش دعوة بيا، و بعدين دا مفتاح يعني كنت هشيله من ع الأرض و خلاص! .
أحمد سألها بتودد: 
- ليه بس يا ميريهان؟! أنا مزعلك في حاجة و لا ايه؟! 
ميريهان كانت مخنوقة بسبب نظراته المتفحصة، فقالت بغضب: 
- اعتقد إننا مش عارفين بعض و لا كنا زمايل في سته ابتدائي عشان تناديني من غير تكليف! ف ياريت تحط فاصل أو تتجنب التعامل معايا أصلاً، و هات بقى المفتاح. 
أحمد بشك: 
- لاء كلامك دا اكيد سببه خلفية سيئة عني، هو عمر قالك عليا ايه؟ 
ميريهان بسخرية: 
- معلش يعني بس هو انت مين عشان عمر يكلمني عنك؟!!! و معتقدش إن حضرتك مثلًا حد مهم في مجال شغلنا أو حتى مشارك فيه! ف بناءًا على إيه عمر يجبلي سيرتك! و بعدين البشمهندس عمر مش فاضي يتكلم عن حد أو حتى يفكر في حاجة غير شغله.....و خصوصًا لو الحاجة دي تخصك! 
أحمد بضيق: 
- لاء دا انتي كدا عارفة حاجة بقى! 
ميريهان بزهق: 
- ممكن تجيب المفتاح، عشان أنت مضيع وقتي على الفاضي! 
أحمد بصلها بغيظ مكتوم، و أعطى لها المفتاح و لما اتحركت عشان تمشي، أحمد حط رجله في سكتها عشان تقع و هو يمسكها، و بالفعل ميريهان اتعثرت و لكن قبل ما تقع كانت ايد عمر هي الأقرب ليها. 
ميريهان استعادت توازنها و شكرت عمر اللي مهتمش و كان بيبص لأحمد بغضب و عصبية شديدة و خصوصًا إنه شاف حركة أحمد، ف من غير ما ينطق بحرف قرب منه و ضربه لكمتين على وشه، و لما حاول أحمد إنه يضربه، تفادى عمر الضربة و تنى إيد أحمد ورا ضهره و قال بتوعد و غضب: 
- الحركة اللي أنت عملتها دلوقت دي، لو اتكررت تاني أنا مش ههتم بالرابط الأسرى اللي بينا و إننا من عيلة واحدة، ميريهان خط أحمر لما تشوفه من بعيد كدا، من الأفضل ليك متقربش منه. 
عمر خلص كلامه و زقه تجاه الباب، و بعدين بص لميريهان اللي متابعة في صمت و ذهول و قال: 
- و انتي انزلي قدامي. 
ميريهان قالت و هي بتفكره: 
- مش أنت طالع تاخد شاور؟ 
عمر بتكشيرة: 
- مش واخد زفت انا، و اتفضلي انزلي. 
ميريهان نزلت من غير ما تتكلم، و دي حرفيًا كانت أول مرة تشوف فيها عمر بالشكل دا، هو في الشغل علطول هادي و بيتعامل مع المشاكل بكل بساطة و هدوء و عمره ما اتعصب أو زعق مع حد لأي سبب. 
أحمد كان واقف مكانه و هو متعصب من رد فعل عمر، و طريقة كلام ميريهان معاه، و أخيرًا اتنهد و قال بهمس: 
- ماشي يا ميريهان، من حق الجمال دا كله إنه يتقل بردو..
مكنش واخد باله من يارا اللي واقفة  على لف السلم و سامعة الحوار من أوله، و للمرة التانية حست بغيرة من ميريهان و كأنها خطفت منها عمر و مش هي اللي باعته و غدرت بيه. 
ميريهان وقفت في المسافة اللي بين المطبخ و الصالون و التفتت لعمر اللي نازل وراها و قالت: 
- ممكن افهم بقى متعصب كدا ليه؟ 
بصلها بحاجب مرفوع و قال: 
- لا و الله! ممكن اعرف واقفة مع أحمد ليه؟؟! 
ميريهان بمشاكسة: 
- قابلته ع السلم ف اتكلمنا مش أكتر، فين بقى المشكلة! 
عمر بزعل: 
- مفيش مشكلة، بعد إذنك. 
عمر سابها  و مشي فهي قالت بسرعة: 
- استنى بس رايح فين؟ مش هتفطر؟ 
رد عليها باقتضاب من غير ما يبصلها: 
- لاء. 
ميريهان اتحركت وراه و هي بتقول بأسف: 
- و الله بهزر معاك، تعال بس يا عم عمر و هقولك اللي حصل. 
عمر مكنش يعرف إنها وراه علطول ونظرًا لطولها المشابه لطوله، ف أول ما التفت ليها اتخبطوا الاتنين في بعض، و ك رد فعل للموقف كل واحد رجع خطوة لورا، فمسكت ميريهان جبهتها بوجع و قالت بغيظ طفولي: 
- تصدق أنا غلطانة! و مش قايلة حاجة بقى. 
عمر ابتسم على ريأكشنها المحبب لقلبه و قال: 
- و الله مش بقصدي، طب آسف طيب، دماغك بتوجعك؟ 
ميريهان بعدت إيدها عن جبهتها و قالت: 
- لاء الحمدلله، مفيش وجع..... يا عم عمر. 
عمر بمرح: 
- مش هتقولي لعمك بقي ايه اللي حصل؟
ميريهان ضحكت و قالت بمشاكسة: 
- لاء..... ادفع رشوة و أنا احكيلك..
عمر بهزار: 
- لاء الرشوة حرام و أنا مليش فيها. 
ميريهان هزت كتفها بلامبالاة و قالت بعند: 
- خلاص بقى لما تراضيني، هبقى احكيلك. 
سابته و دخلت المطبخ عند سمية و هدى، فكان عمر بيبص في أثرها بابتسامة متعجبة، يعني من شوية كان هو اللي زعلان و متعصب بسببها و مع ذلك خففت ضيقه و بدل ما كان متعصب منها سابته يفكر هو  و يصالحها عشان تقوله كانت واقفة مع أحمد ليه... فحرك دماغه بيأس و قبل ما يتحرك شاف يارا اللي نازلة ع السلم و بتبصله بحزن، لكنه مهتمش بوجودها و رجع اوضته. 
بعد العصر، كانت ميريهان راكبة من عمر و فى طريقها عشان تقابل سلمى صاحبتها، و كانوا في طريقهم بيتناقشوا في شغلهم و فى مشروع مدام سعاد اللي رجعت تاني و عايزة تشتغل معاهم، و بعدين عمر غير الموضوع و قال بمرح: 
- مش هتقولي بقى اتكلمتي مع أحمد في ايه؟ 
ميريهان بصتله بعيون ضيقة و قالت: 
- مش قولتلك شوف طريقة تراضيني بيها؟ 
عمر ضحك: 
- قولتي. 
ميريهان بترقب: 
- و أنت شوفت؟ 
عمر حرك رأسه بعفوية و قال: 
- لاء. 
ميريهان بمشاكسة: 
- خلاص لما تبقى تشوف هبقى احكيلك. 
عمر ركن عربيته على جانب الطريق و قال: 
- طب يا أستاذة ميري، اتفضلي بقى شوفي صاحبتك فين عشان احنا وصلنا، دا الكافيه اللي قولتي عليه. 
- هي قالت إنها مستنية جوا، انت ارجع البيت و أنا هاجي في اوبر. 
عمر معترضش عشان ميدخلش معاها في جدال، و قرر إنه يستناها لحد ما لقائها مع صاحبتها يخلص، و بالفعل فضل في عربيته زيادة عن ساعتين و هما قاعدين في الكافية، و هو شارد بتفكير لحد ما انتبه لطفل بيجري في نص الطريق، فنزل عمر من العربية بسرعة عشان يلحق الطفل قبل ما عربية تخبطه و بالفعل كان الحادث على وشك و لكن عمر لحق الطفل على آخر ثانية و اخده و رجع بالقرب من عربيته على الجزء الخاص بالمشاة. 
عمر سأل الطفل بقلق و هو بيتفحصه: 
- انت كويس يا حبيبي؟ فى حاجة بتوجعك؟
الولد كان عنده حوالي ست سنين فحرك دماغه برفض و قال: 
- لاء. 
عمر كان بيتكلم مع الولد و فجأة ظهرت مريم من وراه و هي بتجري تجاه الطفل بقلق و بتقول: 
- احمد، أحمد  أنت كويس؟ 
عمر أول ما سمع اسم احمد افتكر كل حاجة ابن عمه عملها معاه، و بعد ما مريم قربت من الولد و حضنته بلهفة و خوف، لفت لعمر عشان تشكره و مكنتش لسه تعرف هو مين، فأول ما شافته ابتسمت و قالت: 
- شكرا يا بشمهندس، مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه! 
عمر قال بعصبية واضحة: 
- يا ريت تهتمي بيه و بلاش الإهمال دا، الولد كانت العربية هتخبطه. 
مريم بهدوء: 
- الحمدلله عدت على خير و حضرتك انقذته. 
عمر بزعيق: 
-  ايوه صح انا لحقته النهاردة، لكني مش موجود كل يوم، خليكي مسؤولة و بلاش الاستهتار ده. 
مريم بنرفزة: 
- جرا ايه يا بشمهندس عمر! أنا أكيد مش هسيبه للعربية تخبطه بمزاجي، أنا كنت بشتري شيبس عشانه و مأخدتش بالي لما اتحرك من جنبي.....
عمر بزعيق: 
- ما دا إهمال منك، فرضنا العربية كانت خبطته. 
مريم بضيق: 
- هو في ايه؟ أنت ماسكلي إهمال إهمال.... ما أنا قولت مش قصدي، و بعدين أنت بتزعق كدا ليه! 
قبل ما عمر يرد عليها، منعه و صول ميريهان و معاها سلمي اللي وجهت كلامها ل مريم و سألت: 
- في مشكلة و لا ايه يا مريم؟ متعصبة كدا ليه؟ 
مريم اتنهدت و قالت: 
- أبدًا و لا حاجة، لو خلصتي يلا نرجع البيت. 
ميريهان تدخلت و قالت بعتاب: 
- يا سلام يا مريوم، طب مش هتسلمي عليا طيب! 
مريم انتبهت لوجودها فقالت: 
- صوتك مألوف..... ثانية واحدة...... أوعى تكوني ميريهان؟ 
ميريهان ابتسمت و قالت: 
- ايوه أنا، متوقعتش نبقى في مكان واحد و متسلميش عليا. 
مريم قربت و حضنتها و هي بترحب بيها و بعدين قالت: 
- و الله العظيم مكنتش أعرف إن سلمى هنا عشان تقابلك. 
سلمى بدفاع عن نفسها: 
- ما أنا قولتلك هاتي أحمد و تعالي عشان كدا..... كنت عايزة افاجئك بوجود ميريهان....عشان انتي كان نفسك تشوفيها. 
مريم ابتسمت و قالت: 
- مفاجأة جميلة بصراحة، بس ميريهان مختلفة خالص عن الصور اللي شوفتها. 
ميريهان بهزار: 
- كل صوري فلاتر، خوفت تشوفيني من غير فلتر تخافي. 
مريم بصدق: 
- اخاف من ايه! دا أنتي مشاء الله عليكي قمر فى الحقيقة. 
عمر بعد عنهم في هدوء و سابهم يتكلموا مع بعض، و بعد شوية وقت كان راجع مع ميريهان للبيت، و كان بيسوق العربية و هو ساكت، و كانت ميريهان بتتكلم بحماس و بتحكيله قد ايه هي كانت مبسوطة و هي مع سلمى، و هو كان بيسمع و ساكت ف ميريهان سألته بقلق: 
- عمر أنت ساكت ليه؟ زعلان من حاجة؟ 
عمر باقتضاب: 
- مش زعلان. 
ميريهان بإصرار: 
- لاء فيك حاجة، مكنتش كدا و احنا خارجين من البيت. 
عمر مردش، فهي قالت بشك: 
- هو أنت كنت بتتخانق مع مريم؟؟ 
عمر بضيق: 
- لاء، قولتلك مفيش حاجة يا بشمهندسة.
ميريهان استغربت و اتأكدت إن في حاجة مزعلاه، لأن عمره ما قال ألقاب في كلامه معاها لما بيكونوا برا الشغل أو لو مفيش حد معاهم، فرددت باستغراب: 
- بشمهندسة!!! 
عمر مردش عليها، فقالت بحزن: 
- انا آسفة لو تخطيت حدودى يا بشمهندس، أوعدك مش هزعجك تاني. 
ع الطرف التاني، مريم كانت بتتمشى مع سلمي و أحمد ماشي بينهم، ف سلمى قالت: 
- انتي كنتي متعصبة كدا ليه يا مريم؟ و مين اللي كان واقف ده؟
مريم بتوضيح: 
- كنت بتخانق مع البشمهندس عمر، بسبب دلوعك يا ستي. 
سلمي ضحكت وقالت: 
- ليه ابني عمل ايه؟ 
مريم: 
- كنت بشتري شيبس من السوبر ماركت اللى ع الطرف التاني للطريق و فجأة ملقتش أحمد جنبي و كان في عربية هتخبطه بس البشمهندس لحقه، و لما روحت أشكره اتعصب عليا و يقولي إهمال و مش إهمال. 
سلمى بانتباه: 
- طب و لما هي كانت خناقة، انتي عرفتي اسمه منين؟
مريم بتوضيح: 
- ما دا عمر جوز يارا الأول، بس هو تقريبًا مش فاكرني لأنه مشافنيش غير مرتين و مااتكلمش معايا فيهم،و كمان زي ما أنتي شايفة كدا بينسحب علطول من المكان اللي فيه بنات و مش بيدقق في ملامح. 
سلمي : 
- نص كلام ميريهان كان عنه، شكلهم كدا في بينهم حاجة. 
مريم حركت كتفها بلامبالة و قالت: 
- معرفش عنه حاجة من لما انفصل عن يارا.
سملي قالت بسخرية: 
- على أساس إنك تعرفي حاجة عن يارا! 
مريم بحزن: 
- و مش مهتمة اعرف حاجة، كفاية عليا إنها اتخلت عني بطلب من أحمد الحيوان اللي و الله هتندم عشان اختارته و بكره تقولي مريم قالت. 
يارا طلعت شقتها عشان تنده لأحمد عشان الغدا، و لما دخلت كان هو بياخد شاور و سايب فونه مفتوح، ف يارا لمحت صورة على شاشة الفون فقربت و اخدته، و كانت صورة لميريهان من ع الاكونت بتاعها، و دا خلي يارا تتعصب جدًا و لسوء الحظ أحمد خرج من الحمام و أول ما شافها قرب عشان ياخد منها الفون فهي رجعت لورا و رفعت الفون بعيد و قالت بقرف: 
- انت مش هتبطل بقى العادة الزفت اللي فيك دي؟ مش مهتم بحاجة غير البنات و بس؟ طب حتى احترم وجودي! 
أحمد بصلها بدون اهتمام و قال: 
- أنا هسرح شعري و هحصلك، و سيبي الفون مكانه. 
يارا بصدمة و بزعيق: 
- هو الموضوع بالنسبة ليك عادي؟ 
أحمد بصلها بغضب و قال: 
- صوتك ميعلاش و انتي بتكلميني... و هاتي الفون. 
يارا من عصبيتها هبدت الفون في الأرض كسرته و قالت: 
-  اهو دا الفون اللي أنت شاغل نفسك بيه. 
كان رد أحمد عليها هو كف نزل على خدها صدمها اكتر، و هو سابها و راح يشيل الفون اللي كان شغال بس اسكرينة الشاشة انكسرت، ف يارا قالت بصدمة و دموع و أيدها على خدها: 
- هي وصلت لض"رب؟ 
أحمد بزعيق و عصبية: 
- ايوه، و احمدي ربنا إنه مجرد كف واحد، إنما المرة الجاية مش عارف هعمل ايه، ف اتقي شري و ابعدي عني عشان أنا مبقتش طايقك. 
يارا صرخت من بين دموعها وقالت: 
- و لما انت مش طايقني مكمل معايا ليه، ما تطلقني و ترتاح! 
أحمد قال بدون تردد: 
- بس كدا؟ تؤمريني...... أنتي طالق. 
يتبع......
يارا صرخت من بين دموعها وقالت: 
- و لما انت مش طايقني مكمل معايا ليه، ما تطلقني و ترتاح! 
أحمد قال بدون تردد: 
- بس كدا؟ تؤمريني...... أنتي طالق. 
يارا بصدمة: 
- بسهولة كدا؟ للدرجة دي بايع؟؟ 
أحمد بصلها بطرف عيونه و قال باستخفاف: 
- مبقتيش فارقة معايا، و طالما عايزة طلاق ف يلا مع السلامة، لما  ارجع من برا بقى متكونيش موجودة..
سابها و خرج و هي بدأت تعيط بشدة و تندب حظها على أحمد اللي باعت الدنيا كلها عشانه، تخلت عن مريم صديقة عمرها بطلب منه، و رفضت تعطي فرصة ل عمر بالرغم من حنيته و عارضت اهلها و المبادئ و الأخلاق و المجتمع عشان خاطره، و قعدت في البيت بعد الكلية و تنازلت عن حلمها بأنها تكون امرأة عاملة و ليها حياتها و كيانها الخاص عشان هو رفض بحجة الغيرة، و بعد ما عملت كل دا عشانه.....يجي هو دلوقت و يتنازل عنها و يرميها بالسهولة و الرخص ده!!! 
وصلت لردهة الدور الارضي و معاها شنطة هدومها، في نفس وقت دخول عمر و من وراه ميريهان اللي كل واحد منهم زعلان من التاني، ف ميريهان أول ما شافت شنطة يارا اللي كانت بتشيلها بصعوبة بسبب الحمل، قالت: 
- تحبي أساعد في حاجة؟؟؟ 
يارا بصتلها بعصبية و حقد و قالت بسخرية: 
- و انتي هتساعديني في ايه بقى بعد ما خربتي بيتي!! يارب تكوني مرتاحة بقى! 
ميريهان باستغراب: 
- مش فاهمة حاجة، بيت ايه اللي اتخرب؟؟ 
يارا بتوضيح و عصبية لمت أهل البيت: 
- أحمد طلقني بسببك، برافوو عليكي يا خطافة الرجالة، يوم واحد بس ليكي في البيت و خلتيه يطلقني. 
الكل اتصدم، إلا عمر اللي نطق بحدة و قال: 
- احترمي نفسك و أنتي بتكلميها، مش ذنب ميريهان إن في خلافات بينك و بين أحمد. 
يارا بتهكم: 
- آمال هو طلقني ليه لما هي جت بيتنا؟؟ إلا لو عشانها؟ 
عمر بغضب: 
- قولتلك احترمي نفسك و بلاش تدخليها بينك و بين جوزك، مش ذنبها إن احمد زهق و طلقك، مشاكلك حليها بعيد عننا. 
قالت يارا بحقد: 
- لاء بسببها لأن أحمد معجب بيها، و محدش عارف هي بقى عملت ايه عشان يتعلق بيها بالسرعة دي. 
ميريهان دموعها نزلت بسبب إحراجها و التهمة الموجهة ليها، و قالت بنفي: 
- و الله معملتش حاجة، و لا أعرف حاجة عن إعجابه و لا هو هامنني أصلا، صدقيني أنتي بتظلميني. 
يارا بعصبية: 
- و لما انتي مش مهتمة بيه، مُضاف عندك من أصدقاء الفيس ليه؟ 
ميريهان بصت لعمر اللي بصلها بجمود، و حركت دماغها برفض و قالت: 
- و الله لاء مش صديق عندي، أنا مش بقبل غير الناس القريبين مني، أو في بيني و بينهم شغل..
يارا بصتلها بتحدي و قالت: 
- ثواني و نشوف كلامك صح و لا كلامي أنا اللي صح..
يارا دخلت الى اكونت ميريهان من فونها بس مكنش ظاهر الأصدقاء للعامة، ف يارا قربت من ميريهان و شدت منها الفون اللي في أيدها و فتحته بسهولة لأن ميريهان مش عاملة كلمة مرور، و فتحت اكونت الفيس تبعها و بالفعل ظهر أحمد عندها في قائمة الأصدقاء، ف يارا حطت الفون قدام مستوى نظر عمر و قالت: 
- أصدقاء ع الفيس و لا بكذب؟؟  
عمر بص لميريهان  اللي بتحرك دماغها بنفي، ف يارا كملت: 
- الهانم لسه قايلة إنها مش بتقبل صداقة حد غير المقربين أو زملاء شغل، و بما إن احمد مفيش بينه و بينها شغل يبقى هو من المقربين، يعني في بينهم حاجة. 
العيلة كلها متابعة اللي بيحصل في صمت، ف عمر قال بتكشيرة: 
- دا مش دليل كافي عشان يكون في حاجة بينهم، مش معنى انهم اصدقاء على مواقع التواصل يبقى كلامك صح، وارد جدًا تكون قبلت طلب صداقة من أحمد عشان هو قريبي و أنا صديق مشترك بينهم، و كمان هي و أحمد أول مرة يشوفوا بعض كان امبارح و مستحيل في فترة الليل دي يكونوا لحقوا يحبوا بعض و تطلب منه يطلقك عشان يبقى معاها و مفيش حد عاقل يصدق الهبل اللي بتقوليه ده. 
يارا بغيظ: 
- طب و تسمى اللي حصل دا ايه؟ و صداقة النت دي ايه؟! 
عمر بهدوء: 
- معرفش و مش مهتم اعرف حاجة عشان أنا عارف ميريهان كويس و عارف شخصيتها، هي حد محترم و خلوق جدًا و مستحيل أصدق عليها حاجة مش كويسة، دا غير إنها من الأشخاص اللي بتعترف بخطأها لو فعلًا اخطئت، و عارفة لو هي بنفسها أكدت الكلام التافه اللي بتقوليه أنا مش ممكن أصدقها، أنا عارف هي تبقى مين و واثق فيها......
يارا سحبت شنطتها و خرجت من البيت بغيظ من عمر و غيرة من ميريهان اللي ليها حد يدافع عنها و مش لوحدها برغم إنها بعيدة عن أهلها، إنما هي بالرغم من إنها المفروض مش غريبة عن عيلة أحمد لكنها لما قالت اتطلقت و إنها خارجة من البيت محدش حاول إنه يمنعها نهائي، و هي عارفة السبب كويس و هو إن العيلة بالرغم من إنهم بيعاملوها كويس إلا أنهم مبقوش يحبوها زي الأول و قبل ما تطلب الطلاق من عمر. 
الشمس كانت غابت لما طلع عمر لشقته بصينية عليها أكل و معاه سمية، خبط على الباب و انتظر لحد ما ميريهان فتحتله بوش حزين، فدخل هو و والدته اللي قالت بمرح: 
- منزلتيش تتغدي معانا، قولنا نرخم احنا و نطلع. 
ميريهان ابتسمت بخفة و قالت: 
- ملوش لزوم يا طنط، أنا أصلا مش جعانة. 
سمية: 
- لاء معندناش الكلام ده، انتي مأكلتيش حاجة من ساعة الفطار. 
ميريهان بحزن: 
- و الله مش عايزة أكل، و لا عايزة أضايقكم بوجودي اكتر من كدا. 
عمر و سمية فهموا انها زعلانة بسبب موقف يارا، ف سمية حضنتها و قالت بحب و حنان: 
- يا حبيبتي انتي وجودك هنا و الله مخلي العيلة كلها مبسوطة بيكي و كلنا بنحبك، و محدش فينا مصدق كلام يار،ا باين عليكي قد ايه محترمة فبلاش تزعلي و لا تشغلي بالك بكلامها، و بعدين أحمد و يارا مبدأوش علاقتهم بطريقة كويسة فطبيعي النهاية مش هتكون كويسة. 
ميريهان بصت لعمر باستغراب فقبل ما هي تسأل، عمر توه في الموضوع و قال: 
- الأكل تلج يا ميريهان، يلا بقى كفاية كلام دلوقت يا ماما. 
ميريهان برفض: 
- لاء و الله مفيش وقت أصلا. 
سمية باستغراب: 
- مفيش وقت على ايه؟؟ 
ميريهان بتوضيح: 
- أنا همشي من هنا النهاردة. 
سمية: 
- تمشي! تمشي فين؟! 
ميريهان بجدية: 
- هرجع القاهرة الصبح بإذن الله، و من دلوقت لحد الصبح هبات عند سلمى.
سمية شهقت و قالت: 
- هو انتي لحقتي تقعدي معانا! و بعدين كدا يبقى انتي زعلانة من اللي حصل. 
ميريهان كانت بتفرك في أيدها بتوتر، فعمر بص ل والدته و قال: 
- بعد إذنك يا ماما سبينا نتكلم شوية..
سمية طبطبت على كتف ميريهان و خرجت من الشقة بعد ما سابت الباب مفتوح، ف عمر بص لميريهان بترقب و قال: 
- ممكن افهم في ايه؟؟ 
ميريهان بثبات و برود مزيف: 
- بريحك مني و من مشاكلي يا بشمهندس، متشكرة أوى على إستضافتي في بيتك، و بعتذر على المشاكل اللي حصلت بسببي. 
عمر بضيق مكتوم: 
- ما قولت عارف إن ملكيش ذنب في اللي حصل، مالك بقى؟؟ 
ميريهان اتنهدت و قالت: 
- انا كنت جاية مع حضرتك عشان اشوف صاحبتي و الحمدلله شوفتها و هروح ابات عندها النهاردة و هرجع بكره القاهرة. 
عمر بتكشيرة: 
- ايه الرسمية اللي بتتكلمي بيها دي! حضرتك و بشمهندس، في ايه!!! 
ميريهان حطت أيدها ورا ضهرها و هي بتشد عليها عشان متعيطش وقالت: 
- الرسمية دي شيء طبيعي يكون ما بينا، مينفعش نتكلم غير كدا، احنا مفيش بينا قرابة او أي صلة تخلينا نمحي التكليف، فخلينا نتعامل برسمية يبقى احسن. 
عمر بجمود: 
- انتي شايفة كدا؟؟ 
- ايوه. 
- ماشي براحتك، اتفضلي يا بشمهندسة و أنا هوصلك عند صاحبتك. 
- لاء، مريم جاية هتاخدني، بلاش تزعج نفسك. 
عمر بعناد: 
- معاكي حق، انا مش السواق بتاعك، روحي في المكان اللي يعجبك..
عمر سابها و خرج و متكلمش مع سمية اللي كانت قدام الباب بس مش سامعة كلامهم و لما شافته نازل و متعصب حاولت توقفه، بس مردش عليها...ف دخلت لميريهان تتكلم معاها لكنها أصرت على رأيها و بالفعل جت مريم و أخدتها بدل اختها. 
على الجهة التانية، كان احمد قاعد مع واحد صاحبه على القهوة، ف صحبه قال باستغراب: 
- انا ليه حاسس إنك مبسوط النهاردة؟ و لا بيتهيألي و لا ايه؟ 
أحمد ضحك و قال: 
- لاء انا فعلاً في قمة سعادتي النهاردة..
صاحبه بفضول: 
- ليه، خير؟؟ 
أحمد بسعادة: 
- خير...خير.... أنا طلقت يارا..
صاحبه بدهشة: 
- متهزرش. 
- و الله مش بهزر، انا فعلاً طلقتها.....زهقت منها. 
- مش دي يارا اللي حبيتها من اول ما شوفتها، و كنت مستني عمر يطلقها بفارغ الصبر! مش هي نفسها يارا اللي خالفت اهلك و خسرت ابن عمك بسببها! مش دي يارا بردو اللي كنت بتحلف بجمالها و تغاضيت عن المجتمع عشانها!!! 
- اهو أنت قولت بنفسك اهو....كنت بحلف بجمالها، إنما دلوقت مبقتش يارا البرنسيسه....بقت علطول شكلها مرهق و مش زي الأول، دا غير إنها بقى بتقعد تعيط كتير بسبب التعب و تطلب مني اساعدها في ترتيب الشقة و تقعد تقولي متحطش دي هنا و حط دي هنا..... و أنا مبحبش كدا.
صاحبه بصله بحاحب مرفوع وقال: 
- طب ما دا كله طبيعي و اقل من الطبيعي كمان، لو على شكلها فمتنساش إنها حامل في ابنك و الحمل بيرهق و بيتعب، كل اللي أنت قولته مش سبب كافي عشان واحد يطلق مراته اللي بيحبها، يا جدع دا حتى لو واحد غصب عنه مش هيتلكك باللي أنت بتقوله ده.
أحمد بلامبالاة: 
- يا عم فكك متشغلش بالك.
قبل ما صاحبه يجي، انضم ليهم شخص تاني و هو بيقرب منهم كرسي و بيقول: 
- عاش من شافك يا عم احمد، سمعت إنك بقيت مليونير.
أحمد ضحك وقال: 
- يبقى مبتسمعش. 
الشاب بتأكيد: 
- لاء هتبقى مقلقش، أنا سمعت إن ياسر عايز يسافر برا مصر و كان محتاج فلوس و عم صلاح قسم أملاكه بين ياسر و يارا مراتك و ماشاء الله يعني معاهم مبالغ كبيرة.
صاحب أحمد بسخرية: 
- مع الأسف بقى ملكش في الطيب نصيب يا أحمد، لو مستعجلتش و طلقت يارا كان زمان نابك من الحب جانب.
الشاب بلوم: 
- انت طلقت يارا؟ ليه؟؟ 
أحمد: 
- كدا حصل شوية خلافات... و نهينا الموضوع. 
الشاب: 
- ليه بس يا أحمد، دا الفلوس دي كانت هتنفعك و كنت تقدر تفتح المشروع اللي كنت بتقول عليه دا، طالما اهلك رافضين يعطوك تمويله، و اهو كنت هتبقى احسن من عمر.
أحمد سكت يفكر في كلامه و بعدين قال بخبث: 
- و ماله نصلح العلاقة تاني، و استحمل يارا كمان شوية على ما نستفاد.
كان نايم في أوضة جده، و مضلم الأوضة و اول ما حس بحد دخل و شغل النور، قام بسرعة، و لما شاف سمية سألها بجدية: 
- في حاجة يا امي؟ 
سمية قربت و قعدت جنبه و سألت و هي بتمسح على شعره: 
- سبتها تمشي ليه يا عمر؟. 
عمر بحزن: 
- و أنا يعني كنت نعمل ايه يا امي؟ هي أصرت تمشي فمقدرتش امنعها.....  و بعدين كدا كدا دي مجرد زيارة يعني مسيرها هتمشي. 
سمية بحنان: 
- بس ميريهان دلوقت مسؤولة منك و اهلها مطمنين عشان هي معاك و هتفضل عندنا في البيت، تقوم تسيبها تبات برا! 
عمر اتنهد وقال: 
- هي عنيدة و مكنتش هتسمع كلامي، انا مش عارف هي زعلانة ليه. 
سمية: 
- اتهام يارا ليها صعب بردو يا ابني و من حقها تزعل و تعمل اللي عملته ده، بس أنت كان لازم تمنعها. 
- مش فارقة بقى..
سمية بترقب: 
- من قلبك؟؟ انت نفسك مش فارق معاك إنها مشيت و هي زعلانة؟؟ 
عمر بتجاهل: 
- عادي...
- لاء مش عادي، أنا امك و افهمك كويس، و شوفت في عيونك نظرة ل ميريهان عمري ما شوفتها في عيونك تجاه يارا، و كلامك معايا عنها في كل مرة بنتصل نطمن عليك، بيأكد النظرة اللي في عيونك، انا مش هضغط عليك و لا هتدخل بينك و بينها بس البنت كويسة فبلاش تزعلها أو تخسرها يا عمر. 
كانت قاعدة مع مريم في الصالون و بيتفرجوا على فيلم، و بعد شوية خرجت سلمى من الأوضة فانتبهت ليها ميريهان اللي كانت سرحانة في عمر و أول ما شافت صاحبتها، قالت بحرج: 
- أنا آسفة و الله يا سلمى مكنش قصدى ازعجك.
سلمي قعدت جنبها و قالت بعتاب: 
- عيب الكلام دا يا ميري، دا أنا مبسوطة بوجودك أصل النهاردة محمود جوزى عنده نبطشية و هيبات في المشفى، بس قوليلي بقى مالك. 
ميريهان بكذب: 
أبدًا و لا حاجة.
سلمى بشك: 
- و لا حاجة ازاي؟ باين إنك زعلانة من حاجة، دا غير إني الصبح كنت بتحايل عليكي عشان نتلم اللمة دي و انتي رفضتي و قولتي إن عمر مش هيوافق و فجأة كدا ترني و تقولي ابعتي مريم تاخدني، يبقى اكيد في حاجة. 
مريم تدخلت و قالت بتأكيد: 
- ايوه فعلاً، شكلها متخانقة مع عمر. 
ميريهان اتنهدت و حسن إنها محتاجة تتكلم مع حد و بالفعل بدأت تحكيلهم اللي حصل، و قالت عن موقفها مع أحمد و كلام يارا و اتهامها و زعل عمر المفاجئ و استرجاعه للتكليف في التعامل دون أي سبب..
مريم سألتها بترقب: 
- انتي عارفة سبب طلاق عمر و يارا؟ 
ميريهان حركت رأسها و قالت: 
- أنا عارفة إن عمر كان بيحبها و اضطر يطلقها بس هو رفض يحكي و أنا مسألتش عشان دي خصوصية، بس ايه علاقة اللي انا حكيته بموضوع طلاق عمر ؟!! 
مريم سكتت لثواني و بعدين قالت: 
- مفيش مفيش، المهم بس حاولي متفهميش عمر غلط، و بعدين هو وقف معاكي و دافع عنك ضد يارا..
ميريهان بحيرة: 
- بس بعد ما مشيت من معاكم النهاردة حسيت كدا إنه مش طايق وجودي و إني حمل عليه..
مريم بغموض: 
- بلاش تحكمي عليه، اتكلمي معاه و افهمي هو زعل من ايه و بلاش تيجي عليه.
قبل ما ميريهان تتكلم، وصلتها رسالة من عمر، أول ما فتحتها اتفزعت من مكانها و قالت بصدمة: 
- عمر.......
يتبع .........
- بلاش تحكمي عليه، اتكلمي معاه و افهمي هو زعل من ايه و بلاش تيجي عليه.
قبل ما ميريهان تتكلم، وصلتها رسالة من عمر، أول ما فتحتها اتفزعت من مكانها و قالت بصدمة: 
- عمر...... 
البنات سألوها بقلق: 
- ايه ماله؟ في حاجة؟؟ 
ميريهان بتوضيح: 
- واقف تحت، و باعت رسالة طالب مني أنزل
مريم بجدية: 
- طب ما تنزلي تتكلمي معاه. 
بالفعل ميريهان نزلت تشوف عمر اللي عرف العنوان بسبب تتبع موقع فونها، كان واقف و ساند على العربية قدام مدخل العمارة و أول ما شافها قال: 
- فين شنطتك؟ 
ميريهان بزعل: 
- اجيبها ليه؟ أنا مش راجعة معاك البيت تاني.
عمر اتنهد و قال: 
- يا بشمهندسة بلاش عناد.
ميريهان حست بضيق بسبب تكلفه فقالت بحزم: 
- طب و الله مش هرجع البيت، ارجع لوحدك يا بشمهندس.
عمر بتهكم: 
- انا مش فاهمة أنتي زعلانة ليه! و انتي عارفة إن كل العيلة مش مصدقين كلام يارا...... في ايه بقى؟؟ 
ميريهان بصلته و قالت بترقب: 
- و أنت مصدق يارا و لا مصدقني؟؟؟ 
عمر سكت لثواني و هو بيفتكر كلام يارا و لما شاف ميريهان و احمد واقفين على السلم، فهي فهمت سكوته دا غلط فقالت بحزن: 
- ارجع البيت يا بشمهندس. 
قالت كلامها و سابته و رجعت للبنات، و هو خبط رجله في عجلة العربية بغضب و همس لنفسه بلوم: 
- لساني بيتربط ليه! بسكت و مش بقول عن اللي جوايا ليه!! 
قفلت باب الشقة بحزن و دخلت الصالون، ف سلمي سألتها باهتمام: 
- حليتي الخلاف؟؟ 
ميريهان هزت راسها برفض و قالت: 
- لاء، أنا عارفة إنه جاي يرجعني بس عشان خاطر إنه مسؤول عني قدام بابا و علاء، لكن هو مصدق كلام يارا. 
سلمي بدفاع عن عمر: 
- يا بنتي ما انتي بتقولي إنه دافع عنك قدامها، يبقى اكيد مصدقك.
ميريهان: 
- لاء، لما سألته مصدقني و لا مصدق يارا  مردش عليا. 
مريم بصت لأختها بشرود و بعدين اتنهدت و قالت: 
- أنا عارفة إني مش المفروض اقولك الكلام دا عشان ميخصنيش، بس أنا هحكيلك اللي حصل عشان ممكن دا يكون سبب في زعل عمر. 
ميريهان سألت باستغراب: 
- ايه العلاقة يعني مش فاهمة! 
مريم بدأت تحكي كل حاجة لميريهان من أول جواز عمر من يارا، و ازاي هو كان زوج مخلص و كويس بالرغم من كل تصرفات يارا و اسلوبها معاه، لحد ما عمر اتغدر بيه من اقرب تاني، مراته و أحمد عشرة عمره.
ميريهات كانت بتسمع و بيزول زعلها من عمر و بيزيد احترامها ليه و بيكبر في عيونها اكتر و أكتر، لأن بالرغم من كونه مش غلطان إلا أنه رفض يبرر سبب طلاقه عشان محدش يلوم يارا أو يغلط فيها. 
بعد ما مريم خلصت كلامها ميريهان وقفت و قالت بعزم: 
- أنا لازم ارجع البيت فورًا
سلمي قالت باعتراض: 
- تروحي فين الساعة بقت اتناشر، استني الصبح. 
ميريهان حركت دماغها برفض و قامت تجيب شنطة هدومها و قالت: 
- لاء مش هستنى لحد الصبح، مش هسيب عمر ينام و هو زعلان، سواء كان مني أو عشاني لازم ارجع و اتكلم معاه..
مريم ابتسمت بهدوء و قالت بتشجيع: 
- و أنا جاية اوصلك بالعربية.... 
سلمى بصت لأختها و قالت بعتاب: 
- ايه اللي انتي بتقوليه دا، الصبح اتصرفوا براحتكم، إنما دلوقت مينفعش نخرج بنات لوحدنا. 
ميريهان اعترضت و مريم و قالت: 
- لو هتيجي معانا تعالي مش هتيجي خليكي....
بعد حوالي نص ساعة، وقفت عربية سلمى قدام البوابة الخارجية لبيت عمر ، و كانت مع اختها في العربية مستنين رسالة ميريهان عشان تطمنهم إنها خلاص دخلت البيت  فكانت مريم بتتفقد فونها و فون سلمى بانتظار الرسالة، ف سلمى سألتها بحيرة: 
- انا مش عارفة انتي متحمسة كدا ليه؟! 
مريم ابتسمت و قالت: 
- أصل بشمهندس عمر دا شخصية محترمة جدًا يا سلمي و قلبي انكسر قبل كدا بسبب يارا اللي هو حبها و هي مقدرتش حبه و لا احترمت جوازهم، و أنا حاسة إن ميريهان بتحبه فمش حابة يكون في بينهم خلافات.
ميريهان قربت من باب الدور الأرضي و قبل ما تخبط على الباب سمعت عمر بيقول: 
- أنا ميهمنيش بقى سواء ترجع أو مترجعش، أنا خلاص عملت اللي عليا.
سمية برجاء: 
- يا ابني اللي حصل دا مينفعش، يعني ايه نسيبها تمشي في الوقت ده؟؟ 
عمر اتنهد و قال: 
- بعد إذن حضرتك يا ماما متكلمنيش في الموضوع دا تاني، أخوها و والدها موجودين هما يهتموا بيها بقى.
كان دا رد عمر على سمية اللي بتطلب منه يقنع هدى و يروح معاهم يرجعوا يارا و يتكلم مع أحمد عشان يردها عشان خاطر ابنه اللى لسه مجاش للدنيا.
و بما إن الكلام مكنش واضح بالنسبة لميريهان اللي مسمعتش الحوار من أوله، ف فكرت إنه يقصدها، و خطت خطوتين بعيد عن الباب قبل ما تقف و هي بتقول بهمس لنفسها: 
- هو أنا بناء علي ايه هاخد الكلام عليا؟ انا هدخل و هتكلم مع عمر عشان أنا لو أسأت الفهم ممكن اخسره لآخر عمري و أنا مش عايزة كدا.
و بالفعل رجعت تاني للباب و خبطت و استنت لحد ما الباب اتفتح كانت سمية طلعت شقتها و ظهر عمر اللي لما شافها فضل يبصلها و هو ساكت و بيفكر ليه رجعت في قرارها و هل يستغل الوقت و يتكلم عن مشاعره و لا لاء؟؟ 
ميريهان ابتسمت بهدوء و قالت: 
- مش هتخليني ادخل و لا ايه يا عم عمر! 
رمش بعيونه و قبل ما يتكلم هي قالت بمرح: 
- خلاص همشي. 
قبل ما تلف ضهرها كان هو ماسك ايدها وقال: 
- لاء، متمشيش.... خليكي.
نقلت نظرها بين وشه و بين ايده اللي على معصمها، ف عمر شال ايده بسرعة وقال بحرج: 
- أنا آسف... آسف..... ادخلي.
نطق بجملته الأخيرة و بعد عن الباب، ف ميريهان دخلت و اتجهت علطول للصالون و عمر لحقها بعد ما قفل الباب، سابت شنطة هدومها على الأرض و قالت بمرح: 
- أنا سمعت كدا جملة و انا على الباب، فأتمنى متكنش قاصدني.
عمر فهم قصدها و علطول افتكر نفس الموقف لما حصل مع يارا اللي فهمت كلامه في الفون إنه يقصدها، ف رد و قال بصدق: 
- لاء و الله مكنتش اقصدك، أنا مقدرش اقول كدا عنك، بس ماما كانت بتكلمني عشان يارا، عايزاها ترجع عشان خاطر الحمل، و محدش فى العيلة عايزها ترجع.
ميريهان حركت دماغها بتفهم و قالت: 
- يعني انا وجودي فارق؟؟ و رجوعي هنا يهمك؟.
عمر قال تلقائي: 
- طبعًا فارق، أنا و الله كنت جايلك تاني بس.......
قطع كلامه بسرعة، بس خلاص الجملة المهمة كانت اتقالت، ف ميريهان ابتسمت بحب و قالت: 
- اهو أنا سبقتك و مهنتش عليا تنام زعلان مني.... انا آسفة.
عمر قال بحب: 
- انا مبسوط انك رجعتي يا ميري، و أنا اللي آسف و الله مكنتش قاصد أبدًا إنك تزعلي سواء مني أو من يارا.....وعد و الله إن لحد ما الإجازة تخلص محدش هيزعلك أبدًا. 
ميريهان وقفت قدامه بعد ما احتفظت بمسافة مناسبة و قالت: 
- و أنا مش زعلانة منك أبدًا يا عمر، انا زعلت بس عشان كنت مفكرة إن وجودي مزعج بالنسبة ليك. 
عمر بصدق: 
- أبدًا و الله، عمر وجودك ماكان مزعج أبدًا، بالعكس وجودك في حياتي هو اللي مخليني حابب حياتي و حابب أعيش. 
ميريهان سألته بمشاكسة: 
- يعني أفهم من كدا إنك حاببني؟؟ 
عمر بص في عيونها و قال برومانسية: 
- ايوه بحبك. 
تلاشت البسمة اللي على وشها، و بصتله بدهشة فهو كرر: 
- ايوه بحبك..... أنا بحبك يا ميري. 
كانت ضربات قلبها سريعة جدًا، و خدودها احمرت بسبب الخجل، و لأول مرة تحس إنها مش قادرة تتكلم أو تنطق و ترد على عمر، جواها مشاعر ملغبطة، مبسوطة و مكسوفة و خايفة و متوترة و عاشقة، لما أدركت شعورها الأخير فمكنش منها رد غير إنها جريت بسرعة و طلعت للشقة اللي بتبات فيها و نست إن المفتاح معاه. 
وقفت قدام الباب و هي بتلقط أنفاسها بصعوبة، و بتبتسم بسعادة، خبطت على جبهتها لما افتكرت المفتاح و قالت: 
- اهو كدا مجبرة انزل تاني، و أنا محروجة اوي. 
سمعت صوته من وراها بيقول: 
- لاء مش مجبرة، و هعمري ما هقبل تكوني مجبرة.
لفت بسرعة فكان عمر واقف و معاه شنطة هدومها و المفتاح و بيبصلها بابتسامة، قرب فتح الباب و حط الشنطة و بصلها و قال: 
- انتي مش مجبرة علي حاجة، ممكن تعتبريني مقولتش حاجة. 
تخطاها عشان ينزل فهي فهمت إنه فسر رد فعلها غلط، فسألته و قالت: 
- تقصد ايه؟ 
عمر رد عليها من غير ما يلف و قال: 
- يعني لو مش بتحبيني عادي، متعود على كدا. 
ميريهان قالت بتكشيرة: 
- لاء، مش بحبك..........
يتبع........
عمر رد عليها من غير ما يلف و قال: 
- يعني لو مش بتحبيني عادي، متعود على كدا. 
ميريهان قالت بتكشيرة: 
- لاء، مش بحبك..... بس أنا......
عمر منعها تكمل و قال ببسمة حزينة: 
- مفيش داعي تبرري، أنا محترم ردك و مشاعرك، تصبحي على خير. 
مريهان دخلت الشقة و عمر نزل فقال أحمد اللي كان راجع من بره و يشاء القدر إنه يسمع رفض ميريهان لعمر، ف احمد قال بشماته:
- مش عارف ايه حظك ده، كل ما تحب واحدة ترفضك و متقبلش حبك! 
عمر بصله بطرف عينه و متكلمش فأحمد تابع: 
- قبل كدا يارا سابتك عشاني، و النهاردة ميريهان قالت مش بتحبك و يا عالم عشان مين.
عمر بهدوء: 
- معاك حق، يارا اخترتك في الأول بس يا تري لو كانت تعرف إنك حبيت شكلها كانت وافقت تتجوزك؟ لو عرفت إنك رفضتها من قبل ما تشوفها، كانت قبلت تتجوزك؟......  وبردو دي حاجة متخصنيش، بس اللي لازم تعرفه إن ميريهان مش يارا و مختلفة تمامًا عنها في التفكير و في الشخصية، يعني لو يارا سابتني عشانك، ف ميريهان اللي عيونك مش بتنزل من عليها عمرها ما هتختارك.....
أحمد بحقد و غيظ: 
- مش مشكلة، المهم انك خسرت الاتنين، ألف سلامة علي قلبك المكسور.
قال جملتها الأخيرة بسخرية، ف عمر سأله بحزن: 
- أحمد هو أنت بتكرهني ليه؟ عملتلك حاجة زعلتك مني؟ اخدت منك حاجة؟ 
أحمد سكت لثواني و هو بيفكر بس مكنش عنده إجابة، عمر دايمًا كان بيحبه،و بالرغم من إن أحمد هو الكبير إلا أن عمر كان هو اللي بياخد باله منه في المدرسة و كان بيتخانق مع الطلبة عشانه. 
عمر اتنهد بحزن و طبطب على كتف احمد و قال: 
- تصبح على خير يا أحمد، يا ابن عمي.... يا أخويا. 
عمر تخطاه و نزل عشان ينام، ف حين أحمد قعد على درجة  السلم و هو بيبص على أثره و بيفكر في إجابة يقنع بيها نفسه قبل ما تكون رد على عمر، لكن حرفيًا مكنش في حاجة عشان تخليه يحقد كدا عليه، دا حتى و هما صغيرين كان لما أحمد يكسر حاجة أو يعمل مشكلة كان أحمد بيشيلها عنه، و كان علطول بيرفض ياكل أي وجبة غير بمشاركة احمد، و لما كان يخرج مع والده و يشتري حاجة حلوة كان لازم يسيب منها عشان أحمد، حتى لما كان أحمد بيتعب كان دايمًا عمر يبات جنبه بالرغم من وجود هدى مع ابنها،مواقف كتير اوي و بالرغم من كونها في الطفولة إلا إنها بتثبت قد إيه عمر كان بيحب أحمد و متعلق بيه.
على الطرف التاني كانت ميريهان قاعدة على السرير و بتعيط، مسحت دموعها لما فونها رن برقم مريم، فردت و قالت: 
- ايوه يا مريم. 
مريم بمرح: 
- هو من لقى أحبابه فعلاً و لا ايه يا ميري، مش قولتلك طمنيني إنك دخلتي البيت؟ 
ميريهان بأسف: 
- معلش يا مريم و الله نسيت، بس متقلقيش انا خلاص دخلت اوضتي و هنام اهو. 
مريم باهتمام: 
- كل حاجة بخير يعني؟؟ 
ميريهان غمضت عيونها بحزن و قالت: 
- كله تمام، متقلقيش.....متقلقيش....خلوا بالكم من نفسكم و انتوا راجعين.
رمت الفون بعيد بعد ما المكالمة خلصت و قالت بهمس من بين دموعها: 
- مفيش اي حاجة تمام، كل حاجة باظت. 
اتنفست بحزن، و رجعت تعيط تاني و بشدة و هي بتلوم نفسها عشان زعلته، بس بالنسبة لها كدا احسن ما تعلقه بيها دلوقت و ترجع تكسر قلبه، هي ايوه بتحبه و بتموت فيه و متقدرش تعيش من غيره، بس هي مش شايفة نفسها تقدر تشيل مسؤولية زوج و عيلة، و لو كانت اعترفت بمشاعرها كان اكيد هيطلب منها الزواج لو مش دلوقت ف أكيد بعد كام يوم، و هي كانت خلاص هتعترف بمشاعرها بس لوهلة افتكرت كل اللي حصل و حياتها اللي كانت هتدمر عشان كدا تراجعت في آخر لحظة قبل ما تقرر الغلط نفسه مرة تانية. 
عمر طول الليل مقدرش ينام لحظة واحدة، و لأول مرة عيط على نفسه و على إحساسه بإنه مش مقبول من اللي حواليه، تظاهر قدام أحمد إن الموضوع مش فارق معاه، لكن في الحقيقة الموضوع فارق و فارق أوي كمان، و لحد دلوقت هو مش قادر يتخطي اللي حصله من يارا، هو ايوه صح مبقاش يحبها بس الغدر اللي حس بيه مش ممكن ينساه طول عمره و خصوصًا الخذلان و السكينة اللي رشقت في نص قلبه و كانت من إيد اقرب ما ليه.
خرج من اوضته كانت الساعة داخلة على تسعة، كان عايز يعمل قهوة لعل و عسى الصداع دا يروح، لكنه قبل ما يوصل المطبخ سمع صوت الجرس بيرن، فقرب و فتح و كان شخص مش متوقع خالص،.....و هو علاء اللي سأله مباشرة بجدية و قلق: 
- فين ميريهان؟؟ 
عمر بصله باستغراب و قال: 
- فوق، مش تسلم عليا الأول! 
علاء بأسف: 
- معلش يا عمر بس أنا قلبي كان هيقف من كتر القلق. 
عمر باهتمام: 
- قلق!! خير حصل حاجة و لا ايه؟؟ 
علاء باستعجال: 
- هحكيلك بس مش دلوقت، لازم اخدها و نمشي فورًا، ناديلها معلش و أنا مستني في العربية. 
عمر باعتراض: 
- و تستني في العربية ليه يا ابني ما تدخل، و بعدين فى ايه قلقتني و الله. 
علاء بإصرار: 
- هحكيلك يا عمر، بس بعدين.
عمر اختفي على الدرج و رجع بعد شوية و هو بينده على 
والدته بقلق شديد، ف سمية طلعت من المطبخ و هي بتقول: 
- خير يا عمر في ايه؟ صوتك مش مطمن! 
عمر باندفاع: 
- ميريهان فين؟؟ 
سمية باستغراب: 
- يا ابني مش هي بايتة عند صاحبتها! 
عمر بنفي: 
- لاء رجعت بالليل بعد ما نمتوا و طلعت ادور عليها مش موجودة، و برن عليها فونها مغلق.
سمية حست بقلق و قالت: 
- أنا صاحية أنا و مرات عمك من الساعة سبعة و ميريهان منزلتش، اللي خرج أحمد بس.
عمر بحيرة و هو بيمسح على وشه بضياع: 
- يعني هتكون راحت فين! محصلتش قبل كدا وقفلت فونها. 
سمية بقلق: 
- طب اهدي يا حبيبي و هي دلوقت ترجع، ممكن تكون راحت مشوار أو خرجت تجيب حاجة.
عمر بعصبية سببها القلق و الخوف:
- اهدي ازاي و أنا مش عارفة هي فين و لا مع مين و لا بتعمل ايه؟ و هقول ايه لاخوها إللي مستني برا؟؟! 
على الطرف التاني كانت يارا نازلة على السلم و عقلها شارد و بتفكر في الوضع اللي وصلتله و اختارته بنفسها، و فجأة و هي بتحط رجلها حطتها على الهوا، و قبل ما تمسك فى درابزين السلم وقعت و أخدت السلم كله تدحرج لحد ما وصلت لآخر درجة و هي حاسة بألم شديد، و بالرغم من صوت صريخها العالي إلا إن محدش سمعها بسبب ضجت السوق اللى قدام العمارة اللي هي عايشة فيها، كان فونها معاه و لما وقعت هو اتحدف بعيد عنها، ف زحفت من بين دموعها لحد ما وصلت للفون اللي شاشته و الكاميرا اتكسروا، و أول حد خطر على بالها هو أحمد، فرنت عليه و هي بتستخدم الفون بضعف، لكن مع الأسف مردش عليها، و كأن موقف عمر بيعيد نفسه تاني، لما جربت كتير ترن عليه لكن أحمد كان بيفصل الفون و مش عايز يرد عليها. 
يتبع.......
بدأت تحس بسائل مخلوط بالدم بينتشر حواليها، فأدركت إنه خلاص لازم تروح المشفى فورًا و إلا ممكن تخسر طفلها اللي لسه مشافش الدنيا، و كانت عارفة لو اتصلت ب والدها و أخوها هيتأخروا على ما يجوا  بسبب إنهم  بيجهزوا أوراق في آخر المحافظة، و والدتها مش في البيت، و لذلك بعد ما فقدت الأمل في إن أحمد يرد عليها، قررت إنها تتصل ب مريم اللي ساكنة معاها في نفس الشارع، و بالفعل اتصلت بيها و زي ما توقعت و كالعادة مريم مخذلتهاش و ردت عليها بجدية: 
- ايوه يا يارا؟ 
اتكلمت يارا بتعب و بكلمات متقطعة: 
- الحقيني يا مريم.....ابني هيروح مني....الحقيني.
كانت مريم عارفة من ميريهان بطلاق يارا، و كانت هي لسه راجعة من عند سلمي و يادوب لبست إسدال الصلاة بتاعها، لكن أول ما سمعت صوت يارا و كلامها، قلقت عليها جدًا و خرجت جري من البيت من غير ما تلبس حاجة في رجلها. 
على الجهة التانية، عمر خرج ل علاء و هو بيحاول يرن على ميريهان بس الفون مغلق، و دي حاجة هتجننه لأن عمرها ما قفلت الفون لأي سبب و علطول بتهتم إنه يكون مشحون عشان ميفصلش، وصل لعلاء اللي استغرب إنه جاي من غير ميريهان و سأله عليها فعمر بدأ يحكي اللي حصل و اختفائها المفاجئ. 
فقال بقلق شديد: 
- هتكون راحت فين يعني! دي متعرفش حد هنا!..... لاء استنى ممكن تكون راحت عند صاحبتها. 
عمر قال بشك: 
- لاء معتقدش. 
علاء: 
- دا مش وقت اعتقاد، خلينا نروح و نشوفها، ما هي لو مش عند صاحبتها تبقي مصيبة، أنت عارف إنها مش بتعرف تروح في مكان لوحدها. 
عمر سمع كلامه و بالفعل اتحركوا لبيت سلمي، اللي قالت إنها بعد ما وصلتها البارح هي و اختها و هي مكلمتهاش. 
علاء خبط على العربية بعصبية وقال: 
- يعني هتكون فين! لو أمها وصلت لها هتبقى مصيبة! 
عمر بصله باستغراب و سأل: 
- ايه المصيبة اللي في كدا؟! 
علاء اتنهد و قال بحزن: 
- ميريهان مش أختى، مفيش رابط دموي بينا.
عمر بصله بصدمة و قال: 
- أنت بتقول ايه؟! 
علاء بتأكيد: 
- دي الحقيقة و أنا مكنتش اعرف، و مكنتش عايز اقول عشان هي لو عرفت حاجة زي كدا معرفش رد فعلها هيبقى ايه.
عمر بحيرة: 
- أنا مش فاهم حاجة! 
علاء بتوضيح: 
- بابا وافق إن ميريهان تنزل معاك إجازة عشان هو كان خايف من والدتها، اللي ظهرت بعد كل السنين دي و عايزة تاخد بنتها، و عشان هي متتقابلش معاها قرر إنها تيجي معاك، لكن والدتها مش ساكته و بتدور عليها عشان كدا جيت اخدها. 
- طب و مين مامتها اللي معاكم في البيت؟ 
علاء بضيق: 
- بص هو الوضع ملغبط بس حاول تركز معايا، أنا لحد أول امبارح كنت اعرف إن ميريهان تبقى بنت بابا من مراته الأجنبية، لكن الحقيقة إن زوجته دي رفضت إنها تخلف أو تجيب اطفال عشان تهتم ب بنت صاحبتها اللي تخلت عن بنتها عشان خاطر تشوف حياتها و مستقبلها و تشتغل و تحقق ذاتها، و بعد السنين دي كلها رجعت دلوقت و عايزة تاخد ميريهان. 
عمر باستفسار: 
- و والدك وافق على كدا؟ 
علاء: 
- أنا معرفتش تفاصيل غير اللي قولته ده.
فون عمر رن برقم البيت و كانت والدته اللي أول ما فتح المكالمة قالت باستعجال: 
- ارجع البيت فورًا يا عمر، في هنا واحدة ست عايزة تاخد ميريهان و معاها حراسة، و ميريهان قافلة على نفسها في الشقة فوق.
عمر شاور لعلاء يركب العربية و هو بيسأل سمية: 
- هي ميريهان في البيت؟
سمية بتأكيد:
- ايوه، بقولك في الشقة فوق، كانت قاعدة على سطح البيت، تعال بسرعة يا عمر عشان الست دي عمالة بتقول كلام مش فاهمين منه حاجة غير انها عايزة تاخد ميريهان.
كل واحد منهم كان سايق العربية بسرعة جنونية، و ما صدقوا إنهم وصلوا لبيت عمر، ف كل واحد نزل جري من عربيته من غير ما يركنها و أول ما دخلوا عمر طلع لشقته علطول، في حين علاء اتجه للست الأجنبية اللي قاعدة و حاطة رجل على رجل و حواليها خمس رجالة من الحراسة. 
عمر خبط على الباب و هو بيقول بقلق: 
- ميريهان انا عمر، افتحيلي. 
كانت هي أصلا قاعدة ورا الباب و بتعيط و بترتعش و أول ما سمعت صوته قامت بسرعة و فتحت الباب و من قبل ما يتكلم رمت نفسها في حضنه، و هي بتحيط جامد، فهو طبطب عليها و حاول يبعدها عنه، لكنها كانت بتشد بإيدها على قميصه، و كأنها بتتحمى فيه من والدتها اللي حاولت تقتلها و هي طفلة عندها سبع سنين.
عمر حاول يبعدها عنه بشويش و هو بيقول بحزن على حالها: 
- متقلقيش يا ميري، محدش هياخدك، عمك عمر مش هيسمح لحد ياخدك أبدًا. 
بعدت عنه و هي بتبصله بعيون كلها دموع: 
- بجد مش هتخليها تاخدني؟ 
ابتسم لها بحب و قال: 
- لاء مش هتاخدك، طالما انتي رافضة تروحي معاها يبقى مش هيحصل يا ميري....بس بلاش دموع بقى و اهدي كدا.....عشان لو شوفت دموعك تاني هخليها تاخدك. 
كان بيقول جملته الأخيرة بمشاكسة، فهي مسحت دموعها بسرعة و قالت: 
- لاء خلاص....مش هعيط.
عمر بحب: 
- شطورة يا ميري. 
ميريهان ابتسمت بخفة وقالت: 
- يعني حتى بعد كلامي امبارح، هتفضل جنبي؟؟ 
عمر ضيق عيونه و قال بتصنع للنسيان: 
- كلام ايه؟ هو ايه اللى حصل امبارح؟ هو انتي عملتي حاجة تخليني اتخلى عنك؟ 
ميريهان بتوضيح: 
- يعني الموقف بتاع امبارح. 
عمر ابتسم و قال بمرح: 
- مش فاكر مواقف أنا، اعذريني بقى عمك عمر كبر و بقى بينسي كتير. 
ميريهان فهمت إنه بيتوه فقالت: 
- بجد يا عمر مش زعلان مني؟؟ 
عمر ابتسم و قال بهدوء: 
- لاء مش زعلان، و مش هتخلى عنك، و زي ما بخاف على نورا و مقبلش حد يزعلها، انتي كمان مش هقبل حد يزعلك. 
ميريهان بحزن و ترقب: 
- يعني أنت هتعتبرني زي نورا ؟؟ 
عمر حرك دماغه و قال بصدق و هي بيحاول يدوس على مشاعره: 
- ايوه هعتبرك زي نورا، و وعد مش هتخطى حدودى معاكي تاني و هعاملك بما يرضي الله، و اللى مرضهوش على أختي مش هقبله عليكي. 
كان بيشد على ايده و هو بيتكلم عشان يمنع عيونه من إنها تدمع، لكن مشاعره و حزنه كانوا أكبر من رغبته في التحكم فيهم، و بالفعل بدأت العيون تتجمع فيها دموع، فقال بجدية عشان يغير الموضوع: 
- ادخلي أنتي جوا و أنا هنزل اشوف علاء عمل ايه؟ 
ميريهان سألت بانتباه: 
- علاء! هو علاء تحت؟؟
- ايوه، هو عرف؟ 
عمر باستغراب: 
- عرف بإيه؟ 
- اني مش أخته؟ 
- ايوه عرف، و هو هنا عشان يمنعها تاخدك، يعني متقلقيش أنا و هو معاكي. 
على الطرف التاني كان أحمد قاعد على القهوة و هو بيفكر هيعمل ايه في الأيام الجاية، و ازاى هيعتذر من عمر على الغلط اللى ارتكبه، و يعتذر من ميريهان هي كمان، عشان سمح لنفسه يمسك فونها لما نسيته اول يوم ليها في المطبخ و اضافها صديقة على مواقع التواصل بدون علم منها. 
قطع شروده، نفس الشاب اللى كلمه على سفر ياسر، قعد جنبه و قال: 
- صاحبي المليونير، هتعتمد على فلوس حماك و مش هتشتغل و لا ايه؟ بقيت تقعد على القهوة كتير! 
أحمد بصله بطرف عينه و متكلمش، ف الشاب كمل و قال: 
- شكلك كدا لسه مردتش يارا.
أحمد قال باقتضاب: 
- ايوه مردتهاش و مش عارف اتصرف، لو عليا عايز أطلقها طلاق نهائي، بس المشكلة فى ابني، أنا عايزه و مش عايز اتحرم منه. 
صاحبه بجدية: 
- طالما عايز ابنك يبقى لازم تردها، لأن حضانة الطفل من حق الأم، و إلا بقى لو هي اتجوزت أنت تاخده. 
أحمد بيأس: 
- و هي مستحيل تتجوز بعدي عشان هي بتحبني، و ممكن تاخد وقت طويل على ما تتخطاني، و بكدا مش هقدر اكون مع ابني و أنا مش عايز اضيع أي حاجة من طفولته أو من رحلتي كأب. 
الشاب: 
- يبقى لازم ترجعها عشان ابنك، و إلا تنازل عن حلم الأبوة دا لحد ما تتجوز تاني و ربنا يكرمك. 
أحمد بضيق: 
- المشكلة إني خلاص مبقتش قابلها و لا طايق العيشة معاها، فمش عارف بقى هقدر استحمل ازاى! 
                            ********
بعد جدال طويل مع والدة ميريهان عشان تاخدها، قررت إنها تمشي بعد ما شافت إنهم مستحيل يسبوها تاخدها منهم، و مع ذلك قررت إنها مش هتستسلم بس هتصبر شوية عشان تبين صدقها، لكن لو اتكلمنا في الحقيقة، فهى مش راجعة عشان حبها لبنتها و إنما عشان تتمم بيها صفقة لما تجوزها لابن رجل اعمال امريكي. 
علاء بادر بالكلام بعد ما هي خرجت و قال: 
- أنا بعتذر يا جماعة على القلق اللي سببناه. 
عمر طبطب على كتفه و قال: 
- و لا إزعاج و لا حاجة يا معلم. 
وائل بتأكيد: 
- عمر معاه حق، مفيش إزعاج و لا حاجة، بالعكس دا احنا اتبسطنا إنك نورتنا.
علاء بحرج: 
- دا من ذوق حضرتك يا عمي و الله، لو تسمحولي هطلع اجيب ميريهان عشان نمشي. 
عمر كان عايز يمنعه لكنه مقدرش يتكلم، لكن سمية كانت ملاحظة رغبته في إنها تكمل معاهم الإجازة، فقالت هي بمحبة: 
- و تمشوا ليه يا حبيبي؟ اهو كدا بقى يبقى بتزعجنا فعلاً. 
علاء: 
- معلش يا طنط، بس لازم نمشي عشان عندي شغل، بس إن شاء الله هيكون لينا زيارة تانية في ظروف أحسن. 
هدى بإصرار: 
- لاء يا ابني، مش هتمشي من هنا غير لما تقعد معانا يومين، دا انت غالى أوى على عمر و من كلامه عنك خلانا نحبك كلنا و عشان كدا لازم تقعد معانا بقى يومين. 
قبل ما يعترض سمعوا صوت مريم اللي دخلت من الباب المفتوح و بدون مقدمات سألت بحزن واضح في صوتها: 
- أحمد فين؟؟ 
هدي اتحركت لعندها و سألت بقلق: 
- أحمد مش هنا، في حاجة و لا ايه؟ 
مريم عيطت و قالت: 
- يارا....يارا.... ولدت و الطفل نزل ميت.
صدمة نزلت عليهم الجمت لسان الكل، كلهم بيبصوا لبعض بصدمة، دي هي خارجة امبارح و كانت كويسة، فأول واحد سأل هو وائل اللي قال: 
- ايه اللى حصل؟ هش مش في الشهر التامن؟ ولادة ايه دلوقت! 
مريم بتوضيح: 
- يارا وقعت من على السلم، و مع الأسف على ما وصلت المستشفى كان الجنين مات، و من لما فاقت و سمعت الخبر و هي مش بتتكلم و قاعدة بتردد اسم احمد بس. 
العيلة كلها وصلت المستشفى عشان يطمنوا على يارا، مهما كانوا زعلانين منها بس هي حاليًا في موقف محتاجة فيه دعمهم عشان تتخطي خسارة ابنها، و بالفعل كانوا موجودين و معاهم ميريهان و علاء، و اتصلوا على أحمد و طلبوا منه يروح المشفى فورًا من غير ما يقولوا على السبب. 
أول ما دخل جرى عليهم و هو بيسأل بقلق: 
- فى ايه يا جماعة؟  كلكم قدامي و بخير اهو، بنعمل ايه هنا بقى؟. 
هدى ردت بهدوء: 
- يارا، يارا ولدت. 
أحمد ابتسم بسعادة بانت فى عيونه، و قال: 
- بجد؟ يعني أنا بقيت أب! يعني أنس جه و هينور بيتنا. 
كلهم كانوا بيسمعوا كلامه و هما زعلانين عشانه و قبل ما يعطي حد فرصة إنه يتكلم، دخل علطول الأوضة اللي فيها يارا، فكانت الممرضة بتتحرك من جنب السرير، و لما شافته سألت: 
- هو حضرتك زوجها؟ 
أحمد بجدية و هو بيدور بعيونه على الطفل: 
- ايوه أنا. 
الممرضة بعملية: 
- طيب هي أخدت مهدأ، حاول حضرتك تبقى جنبها و تهون عليها، و ربنا يعوضكم خير. 
أحمد نقل نظره بين الممرضة و بين يارا اللي دموعها بتنزل و هي بتردد اسم أحمد بوهن، فسأل  بخوف و ترقب: 
- يعوض علينا ليه؟ هو في ايه؟ و أخدت مهدأ ليه؟ و ابني فين أصلا؟؟ 
الممرضة فهمت من كلامه أنه لسه ميعرفش، فقالت بأسف: 
- مع الأسف، الطفل نزل ميت. 
قالت كلامها و خرجت و سابته واقف مصدوم، و دموعه نزلت و هو مش حاسس، معقول الطفل اللي بيستناه من  شهور مبقاش موجود! دور الأب اللى نفسه يعيشه خلاص راح!! 
سحب نفس طويل لما حس إنه مبقاش قادر يتنفس، اتحرك ببطء و خرج من الأوضة و قفل الباب وراه، و قرب من عمر و قال من بين دموعه: 
- أنا آسف، آسف على كل الأذى اللى سببته يا عمر، عشان انت شخص كويس و أنا ظلمتك ف ربنا اخدلك حقك، أنا أخدت منك يارا و ربنا اخد مني اعز ما ليا، أخد مني ابني من قبل ما اشوفه.
نقل نظره ل ميريهان اللي كانت بتعيط عشانه و عشان يارا و قال: 
- و أنا آسف يا بشمهندسة لو كنت ضايقتك بكلامي، و بعتذر عشان سمحت لنفسي امسك فونك و أضيف نفسي صديق عندك........ أنا آسف من كل العيلة عشان الاحراج اللي سببته. 
خلص كلامه و اتحرك عشان يمشي و من وراه هدي اللي كانت بتعيط عشانه و على قهرته، ف دي اول مرة أحمد يعيط فيها و يبان مكسور كدا، أما مريم فجريت وراه عشان تمنعه و قالت: 
- أحمد من فضلك خليك، يارا محتجاك جنبها.
أحمد بصلها و قال: 
- اهتمي انتي بيها أنا هطلقها رسمي. 
مريم برجاء: 
- طيب طلقها بس مش دلوقت، يارا نفسيتها كدا هتدمر لما تخسر ابنها و تخسرك في نفس الوقت. 
أحمد بإصرار: 
- لاء مش هينفع ابقى موجود جنبها، مش هعطيها أمل برجوع و لا عايز اكون معاها عشان كل مرة هشوفها فيها، هفتكر خسارتي لابني اللي اتحرمت منه قبل ما اشوفه. 
يتبع......
- بس انا مش عايزة اكون زي اختك، مش عايزاك تحبني زي نورا. 
كانت دي الجملة اللي قالتها ميريهان و هي بتعيط، و بسببها وقف عمر و التفت لها و هو بيقول بلوم: 
- بس أنتي اللى اخترتي ده، مش أنا. 
ميريهان هزت دماغها برفض وقالت: 
- كان غصب عني يا عمر. 
عمر بحزن: 
- و غصب عنك بردو توافقي على العريس؟!! 
ميريهان بتبرير: 
- مقدرتش ارفض المرة دي، بابا زعلان و مخاصمني بقاله فترة بسبب موضوع الجواز ده، فكنت مجبورة اوافق. 
عمر بهدوء: 
- و أنا مقولتش حاجة يا بشمهندسة، ربنا يتمم فرحتك على خير.
نطق بآخر كلمة و سابها و مشي و هو بيفتكر اللي حصل في الفترة الأخيرة. 
يارا حالتها النفسية ساءت جدًا و كانت أغلب الوقت بتقعد لوحدها، و اكتر ناس ظلمتهم و اتخلت عنهم هما اللي وقفوا جنبها في محنتها سواء كانت مريم أو عمر أو ميريهان اللى كانت بتجبر عمر ينزل إجازة كل شهر عشان تنزل معاه و تشوف يارا و كانت بتقضي الأسبوع كله بصحبتها عشان يخففوا عنها. 
والوضع اخد ٣ شهور لحد ما بدأت يارا تتقبل اللي حصلها و تتجاوزه، و بمساعدة علاء و عمر اشتغلت يارا و مريم في الشركة و دا قرب البنات التلاتة جدًا لبعض و بقوا أصحاب و رجعت يارا لشخصيتها القديمة و حبت الحياة لما بدأت تقف على رجلها و تنجح في شغلها. 
إنما والدة ميريهان ف استسلمت أخيرًا بعد ما أخدت مبلغ كبير من والد علاء فى مقابل إنها تتخلى عن بنتها،  و كانت ميريهان عايشة و هي خايفة دايمًا من إن عمر يحب حد غيرها و يتزوج، حبها لشغلها و رغبتها إنها تكون سيدة أعمال ناجحة مخلي عقلها يتصور إنها هتبقى زي والدتها اللى خلفتها و حاولت تقتلها عشان متبقاش عائق في طريقها و تتخلي عنها.
كانت قاعدة في مكتبها و هي بتشخبط في الورقة و بتفتكر ازاي والدتها حاولت تقتلها عن طريق إنها تحرقها و هي عايشة، ايوه صح كانت طفلة عندها سبع سنين لكن اليوم دا مش هيروح من بالها، أو نقدر نقول إن بسبب الصدمة اللي اتعرضت لها خلتها تفقد الذاكرة لوقت مؤقت ، لكنها افتكرت كل حاجة حصلت و عارفة من سنين إن عيلة علاء مش هما عيلتها الحقيقة، لكنها تغاضت عن الموضوع دا لما شافت حبهم ليها و ازاي بيهتموا و يخافوا عليها، لكن بردو الموضوع ساب عندها عقدة من الزواج. 
قطع شرودها رنة الفون برقم علاء اللي طلب منها تروح مكتبه فورًا، و أول ما دخلت كانت سيليا هناك، كانت سيدة أربعينية و لابسة رسمي و سايبة شعرها مفرود، أول ما ميريهان شافتها استغربت جدًا وجودها فسألت باستغراب: 
- في حاجة و لا ايه يا مامي؟؟ 
سيليا ابتسمت بحب و قالت: 
- أنا هنا عشان اتكلم معاكي بخصوص زين.
ميريهان تأففت بضيق و قالت: 
- تاني يا ماما! مش قولت مش موافقة عليه، هو الجواز بالعافية! 
سيليا بهدوء: 
- لاء مش بالعافية يا ميري، بس كمان عايزين سبب مقنع لرفضك! دا احنا حتي بنقولك مرتاحة ل زين تقولي عادي. 
ميريهان بضيق: 
- و هو يعني رغبتي فى عدم الزواج مش كافية؟ هو لازم يكون سبب للرفض بالإضافة لاني مش عايزة!! 
سيليا: 
- ايوه دا مش سبب، هتفضلي ترفضي لحد امتى؟ هتكبرى و انتي مش حاسة يا ميري، انتي كنتي رافضة عشان موضوع الشغل، و زين معندوش مشكلة إنك تشتغلي....فإيه المانع!! 
ميريهان اتنهدت بحزن و قالت: 
- المانع إني مش عايزاه...مش عايزاه، و بعدين مفيش حاجة اسمها هتكبري على الجواز، الجواز ملهوش سن معين يا ماما و أنتي اكتر واحدة كنتي بتكلميني في النقطة دي. 
سيليا بتوضيح: 
- انا معاكي إن الجواز ملهوش سن معين، بس كمان لازم يكون في سبب كافي، زي إنك مثلاً بتدرسي و مش قادرة تشيلي مسؤلية حاليًا لكن دا مش موجود، أو إنك مثلاً مش مرتاحة للطرف التاني و دا بردو مش موجود، أو إنك بقى.......... بتحبي حد و مستنياه.
سيليا نطقت كلامها الاخير و هي بتضغط على مخارج الحروف، و دا خلى ميريهان ترتبك فبصت ل علاء اللي بيتابع في صمت و بعدين قالت بلغبطة: 
- لاء....لاء طبعًا مفيش حاجة اسمها كدا، حب....لاء....مش مستنية حد. 
سيليا اتنهدت و أخدت شنطتها وقالت قبل ما تمشي، فكري في كلامي و حطى بابا قدام عيونك قبل ما ترفضي. عشان هو أعطى كلمة ل والد زين..
عقدتها من الزواج و حبها لعمر مكنوش أكبر من حبها للعيلة اللي اهتمت بيها و ستروها و انقذوا حياتها، مجبرة إنها توافق على زين اللى متعرفهوش عشان خاطر باباها اللى زعل منها و مبقاش يتكلم معاه بسبب رغبتها في الرفض. 
كانت قاعدة مع يارا و مريم في مطعم، و شردت منهم و هي بتفكر في رد فعل عمر لما يعرف إن يوم الجمعة هتكون قراءة الفاتحة على شاب تاني، خرجت من شرودها لما انتبهت لايد مريم اللي بتلوح قدام عيونها، فقالت بانتبه: 
- كنتي بتقولي ايه؟ 
مريم ابتسمت و قالت بمشاكسة: 
- بقول اللي واخد عقلك يا ست ميري.....مش هتقولي هو مين؟
يارا ابتسمت وقالت بعد ما شربت من العصير بتاعها: 
- أكيد عمر طبعًا. 
ميريهان قالت بتوتر: 
- لاء طبعًا، عمر ايه بس. 
يارا ضحكت وقالت: 
- الإنكار مش هيفيدك، دا وشك إحمر لما ذكرت اسمه اهو، و بعدين يا ميري نظراتك تفضحك....فقولي الصراحة و سرك في بير. 
ميريهان سكتت ف مريم نقلت نظرها بينهم وقالت: 
- دا الواضح كدا إن يارا معاها حق، أنا أصلا شاكة من زمان.
ميريهان اتنهدت وقالت بصوت مخنوق: 
- قراية فاتحتي الجمعة الجاية. 
مريم باندفاع: 
- انتي و عمر؟؟ 
ميريهان بحزن: 
- لاء مش عمر، شاب تاني تبع بابا، واحد هشوفه لسه لأول مرة. 
يارا بصدمة: 
- طب و عمر؟! دا بيحبك جدًا يا ميري.
ميريهان بحزن: 
- عارفة، بس أنا رفضت. 
مريم بحيرة: 
- ليه و انتي بتحبيه؟!! 
ميريهان بتوضيح: 
- أول مرة زورت فيها بيت العيلة عمر اعترف بمشاعره، بس أنا رفضت عشان كنت خايفة أشيل مسؤولية و أنا معرفش هكون قدها و لا لاء.....و دلوقت بقيت مجبرة اتجوز زين عشان خاطر بابا، و كمان عمر مبقتش اعرف مشاعره ايه و لا حتى كلمني على مشاعره تاني.
يارا بدفاع عن عمر: 
- متنسيش يا ميري إن عمر قلبه انكسر قبل كدا بسببي، و مع إني متأكدة إنه بيحبك اكتر مع حبني إلا إني كمان متأكدة إنه بيدوس على قلبه عشان كرامته متتجرحش اكتر من كدا، فطبيعي شخصية محترمة زي عمر مش هيكلمك على مشاعره تاني بعد ما قولتي لاء. 
                             ********
كان عمر قاعد مع علاء في مكتب الاجتماعات و بيشتغلوا على مشروع، ف علاء بادر بالكلام و قال: 
- هتفضل ساكت كدا لحد ما البت تضيع منك! 
عمر باستغراب: 
- بت مين؟ 
- ميريهان يا عمر، اقصد ميريهان. 
عمر اتنهد وقال: 
- أنا حكتلك اللى حصل من سنة و أنت عارف إنها رفضت و أنا مش ممكن اضغط عليها. 
علاء بترقب: 
- بس ميريهان جالها عريس. 
عمر بلامبالاة مصطنعة: 
- و ايه الجديد! ما بيتقدملها ناس كتير و هي اللي بترفض.  
علاء بتلميح: 
- و دا ملفتش نظرك لحاجة؟ 
عمر باستغراب: 
- لاء، هو المفروض انتبه لايه؟!! 
- لإنها مثلًا بتحبك؟! 
عمر ضحك بكسرة وقال: 
- و لما هي بتحبني ترفضني!! عادي ممكن تكون لسه مش مرتاحة أو ملقتش الشخص المناسب ليها.....في مبررات كتير يعني غير إنها تكون بتحبني. 
علاء اتنهد و قال: 
- نصيحة مني اتكلم معاها تاني، لأن بابا ضغط عليها عشان توافق على زين.... و هي مش مبسوطة و علطول قاعدة لوحدها في البيت و بتعيط، و أنا عشان بحب اختي و عايز سعادتها و بحبك و بعزك و عارف قد ايه أنت شخص محترم و كويس بدليل إنك قولتلي على مشاعرك، فأنا مش عايز اضيعكم من بعض. 
عمر بيأس: 
- مبقاش ينفع بقى، انا اعتبرتها زي نورا خلاص و مبقتش مستعد للرفض مرة تالتة.
لما نطق الجملة دي مكنش يعرف إنها دخلت هي و البنات، و أول ما علاء شافها قام و قال: 
- فرصتك الأخيرة يا عمر. 
علاء خرج و من وراه مريم و يارا، فعمر اصطنع إنه مش مهتم ب ميريهان فهى قالت: 
- ممكن نتكلم شوية.
عمر باقتضاب: 
- لاء.
و عشان ما يعطيهاش فرصة، شال اللاب و اتحرك عشان يخرج فهي وقفته لما قالت:
بس انا مش عايزة اكون زي اختك، مش عايزاك تحبني زي نورا. 
كانت دي الجملة اللي قالتها ميريهان و هي بتعيط، و بسببها وقف عمر و التفت لها و هو بيقول بلوم: 
- بس أنتي اللى اخترتي ده، مش أنا. 
ميريهان هزت دماغها برفض وقالت: 
- كان غصب عني يا عمر. 
عمر بحزن: 
- و غصب عنك بردو توافقي على العريس؟!! 
ميريهان بتبرير: 
- مقدرتش ارفض المرة دي، بابا زعلان و مخاصمني بقاله فترة بسبب موضوع الجواز ده، فكنت مجبورة اوافق. 
عمر بهدوء: 
- و أنا مقولتش حاجة يا بشمهندسة، ربنا يتمم فرحتك على خير.
نطق بآخر كلمة و سابها و مشي و هو بيفتكر اللي حصل في الفترة الأخيرة. 
بالفعل جه يوم قراية الفاتحة، و كان ليه آراء تانية، زي مثلاً إن عمر كان محتاج ملف ضرورى عشان يراجعه قبل ما يتقدم يوم السبت، ف كلم علاء اللي طلب منه يروح و ياخد الملف عشان هو منتظر الضيوف مع والده، و بالفعل عمر اتحرك للڤيلا اللي عايشة فيها ميريهان، و لما وصل وقف ينتظر علاء اللي قاله ثواني و هيخرج.
فى الوقت ده كانت ميريهان في اوضتها بتجهز، و لما خلصت و لبست حجابها قربت على الكومود و أخدت فونها و مأخدتش بالها من شمعة العطر اللى كانت والعة و اتقلبت على السجادة، و دخلت البلكون و هي بتلعب في الفون و بتكلم يارا و مريم و بتقولهم قد ايه هي حزينة و بتتمني تحصل معجزة توقف اللي بيحصل ده، و أول ما رفعت عيونها شافت عمر اللي ساند على عربيته و بيبصلها بحزن، ل وهلة حست انه هنا عشانها لكنها لما شاورت له مهتمش و لف وشه بعيد. 
فقد الأمل و رجعت تاني لأوضتها لكن أول ما شافت السجادة بتولع، بقت في حالة ما بين الوعي و اللاوعي، و بدأت تفاصيل اليوم إياه تتكرر قدام عيونها تاني فبدل ما. تتحرك للباب أو تستخدم دورق الميه و تطفي النار، رجعت تاني للبلكونة و هي بتتحرك بضهرها و عيونها اللي بتنزل دموعه مثبتة على النار، فكانت بتحرك دماغها بهستريا و مش واخدة بالها إنها بتقرب من سور البلكونة. 
يتبع..........
فقدت الأمل و رجعت تاني لأوضتها لكن أول ما شافت السجادة بتولع، بقت في حالة ما بين الوعي و اللاوعي، و بدأت تفاصيل اليوم إياه تتكرر قدام عيونها تاني فبدل ما. تتحرك للباب أو تستخدم دورق الميه و تطفي النار، رجعت تاني للبلكونة و هي بتتحرك بضهرها و عيونها اللي بتنزل دموع مثبتة على النار، فكانت بتحرك دماغها بهستريا و مش واخدة بالها إنها بتقرب من سور البلكونة.
عمر اول  ما شافها نده اسمها بصوت عالي، لكنها مسمعتش و لما خبطت في السور اللي وراها مكنش قدامها مفر أو خطوة تانية تخطيها بعيد عن النار، ف قعدت مكانها و هي بتضم رجلها لصدرها و مازالت على نفس الحالة، فى الوقت ده و بالرغم من إن النار كبيرة اوى و لكن كان فى دخان بسيط بيخرج من بابا البلكونة و قدر عمر إنه يميزه فتحرك جري تجاه مبنى الفيلا و لحسن الحظ اصطدم ب علاء اللي كان خارج بالملف و قبل ما يقول حاجة عمر قال:
- خلينا نلحق ميريهان بسرعة، حالتها غريبة و فى دخان. 
علاء رمى الملف بإهمال و اتحرك بسرعة لاوضتها و من وراه عمر و من وراهم سيليا اللي سمعت كلامهم و لفتت انتباه الضيوف بخضتها.
عمر اتجه فورًا لميريهان اللي قاعدة بترتعش، ف ركز قدامها على ركبه و جنبه علاء، و هما الاتنين بيقولوا بقلق و فى نفس واحد: 
- ميريهان مالك؟ انتي كويسة؟؟ 
جريت سيليا من وراهم و قعدت جنبها و هي بتاخدها في حضنها و بتقول: 
- متخافيش يا حبيبتي، مامي معاكي و محدش هيقرب منك.
ميريهان بتلعثم و من بين شهقاتها: 
- هتقتلني، عايزة تموتني.
علاء بصلها و سأل بصدمة من حالة أخته: 
- هو فى ايه؟ ايه الحالة اللى هي فيها دي؟ 
عمر بتدخل: 
- حد مين اللي عايز يقتلها؟ ممكن حضرتك تفهمينا؟! 
سيليا اتنهدت و قالت: 
- ممكن بس الأول حد يطفى النار! و بعدين نتكلم؟ 
قبل ما حد فيهم يتحرك، سمعوا صوت زين اللي ظهر من وراهم و هو ماسك في ايده الدورق الفاضي و جنبه أهله و باقي عيلة ميريهان: 
- أنا طفيتها. 
عمر اتلفت وراه و أول ما شافه قدر يتعرف عليه و إن هو دا العريس، فرجع نقل نظره لميريهان اللى في حضن سيليا و بدأت تهدى و قام وقف و قال بحزن موجه كلامه لعلاء: 
- همشي أنا دلوقت و ابقى طمني عليها. 
لو هيسمع كلام قلبه مكنش اتحرك من مكانه و فضل جنبها لحد ما يتأكد إنها بقت كويسة، لكنه بمجرد ما شاف زين و افتكر رفضها لمشاعره حس وجوده معاهم هيكون بايخ جدًا، عشان كدا قرر ينسحب بس دا ميمنعش إن فكرة قتلها دي رعبت قلبه و مش هيسكت غير لما يطمن إنها بقت بخير، بس قرر يعمل دا بشكل غير مباشر. 
أما علاء فقال بقلق و اهتمام:
-  ممكن اعرف  قتل ايه اللي بتتكلم عنه؟ و ايه الحالة دي؟ 
سيليا بصت لجوزها و قالت بحزن: 
- هنتكلم بعدين يا علاء. 
علاء برفض: 
- لاء مش بعدين، لازم اعرف دلوقت في ايه؟ 
والد علاء بحزم: 
- الأهم دلوقت اختك و لا فضولك! قالتلك بعدين يبقى بعدين. 
علاء باقتضاب: 
- انا خايف علي اختي، هو المفروض اسمع اختى و هي بتقول إن فى حد عايز يقتلها و اسكت! المفروض اشوفها في الحالة و مسألش مالها عشان اعرف أهون عليها! 
والد زين بتدخل غامض: 
- احنا كمان عايزين نعرف ايه اللي حصل، و ايه سبب الحالة دي؟
والد علاء اتنهد و قال: 
- خلاص يا جماعة هحكيلكم بس اتفضلوا ننزل تحت، و انتي يا سيليا اهتمي ب ميريهان و خليكي جنبها. 
بالفعل سمعوا كلامه و نزلوا، ف علاء بادر و قال: 
- ها يا بابا؟ 
والد علاء بجدية: 
- الحالة اللي ميريهان فيها دي بسبب رهبتها و خوفها من النار. 
والد زين باستخفاف: 
- و هو مين يعني مش بيخاف من النار! ما دا طبيعي بس بردو مش مبرر للحالة اللي هي فيها، دي النار مكنتش ضخمة و لا حاجة دا دورق ميه طفى النار، يعني حاجة لا تذكر، فدا مش سبب! 
والد علاء: 
- لاء دا سبب كافي جدًا، لأن بسبب حادثة اتعرضت لها ميريهان و هي صغيرة فبقى عندها فوبيا من النار لو مجرد عود كبريت بتدخل في الحالة دي، و أظن إن كل إنسان عنده نقطة ضعف و حاجة بيخاف منها فعادي يعني......هي شوية بس كدا و هتبقى كويسة. 
والد زين بتكشيرة: 
- تمام، هنمشي احنا دلوقت و لينا كلام تاني بعدين. 
والد علاء بترقب: 
- كلام ايه؟ 
والد زين: 
- الأمور جد فيها جديد ف الكلام هيتغير و الاتفاقات كلها هتتغير باللي حصل من شوية و بالكلام اللى انت قولته.
والد علاء باقتضاب: 
- اللي يتغير يتغير، اقولك على حاجة أنا اللى هخل بالاتفاق و برفض الجوازة دي، و برفض كمان على التعاقدات و الصفقات اللي ليك معانا. 
والد زين بضيق: 
- طب و الشغل ماله! أنت كدا بتغلط. 
والد علاء بلامبالة: 
- انت اللي غلطت لما مقدرتش بنتي و فكرت تلغي الجوازة عشان مجرد الحالة اللي شوفتها فيها، و عدم تقديرك لبنتي يعني عدم تقدير ليا و أنا مش بشتغل مع ناس متقدرنيش.
زين تدخل وقال: 
- يا عمي، والدى ميقصدش اللى حضرتك فهمته.
والد زين باندفاع: 
- لاء أنا قاصد كلامي، و ايوه مش هجوزك يا زين واحدة مريضة نفسيًا.
علاء بزعيق: 
- ما تحترم نفسك.
والد زين بتحدي: 
- أنا محترم نفسي كويس و عارف انا بقول ايه،و والدك بنفسه قال من شوية إنها تأثرت بسبب حادث حصلها يعني دي حاجة نفسية يعني اختك مريضة نفسية، عن إذنك.
خلص كلامه و اتحرك و من وراه زوجته اللى شدت زين من ايده، أما علاء فكان هيندفع و يضربه لكن والده منعه و قال: 
- احترم اني واقف، و تقليله من اختك دا أنا هخليه يندم عليه.
على الطرف التاني، كان عمر قاعد في عربيته اللي مركونة جنب سور الڤيلا، و مش قادر يرجع البيت بسبب خوفه و قلقه على ميريهان، و آخر ما زهق استسلم لقلبه و نزل من عربيته و هو بيهمس لنفسه: 
- مفيش مشكلة لو فسرت اهتمامي بأني لسه بحبها ما دي الحقيقة أصلًا، انا مش فارق معايا حاجة دلوقت غير إنها تكون بخير. 
و بالفعل رجع دخل للڤيلا تاني، و الدادة أول ما فتحت و شافته رحبت بيه و ندهت ل علاء اللي خرج من الصالون مهموم و اول ما شافه ابتسم و قرب منه و هو بيقول: 
- مقدرتش تمشي صح؟! 
عمر اتنهد و قال: 
- مقدرتش، قلقان اوي و خايف عليها و عايز اعرف مالها عشان أساعدها، و كمان موضوع القتل دا مخليني مرعوب و خايف عليها.
علاء ضحك بصوت عالي و قال بمشاكسة: 
- طب راعي طيب اني اخوها و متبقاش صريح كدا! 
عمر قال بقلق: 
- طب بس سيبك من الهزار و طمني عليها. 
علاء بجدية: 
- متقلقش هي بقت كويسة..
- طب و ايه موضوع القتل ده؟! 
علاء اتنهد و قال: 
- أنا مش عارف المفروض تسمع الكلام دا مني و لا منها، بس انا هحكيلك عشان أنا حاسس إن الموضوع دا مرتبط بيك.
عمر بصله باستغراب و قال: 
- خير، قلقتني.
علاء بحزن: 
- ميريهان و هي صغيرة في حد ولع في الشقة اللي هي كانت فيها، و الحريقة دي كانت قدام عيونها و كانت خلاص هتموت و هي طفلة عمرها سبع سنين، لكن الحمدلله ساعتها بابا و سيليا وصلوا على آخر لحظة و انقذوا حياتها.....و عشان كدا ميريهان بتخاف من النار و عندها فوبيا و بتدخل في الحالة اللى انت شوفتها فيها دي لما بتشوف حتى كبريت والع.
عمر اتصدم من اللى سمعه، هو ايوه صح يعرفها من حوالي ٣ سنين و كانوا قريبين جدًا لبعض بحكم شغلهم لكن عمرها ما ذكرت حاجة زي كدا.... فسأل باهتمام: 
- طب و مين اللى عمل فيها كدا؟ و ليه؟ 
- أمها.
عمر بصدمة: 
- بتهزر؟! مفيش أم تعمل كدا.
- لاء في، و السيدة اللى أنجبت ميريهان للحياة كانت واحدة منهم، و حاولت تتخلص من ميريهان بالطريقة دي لأنها كانت عائقة في طريقها المهني.
عمر بانتقاد: 
- يعني أنا اسمع إن فى أمهات سيئين، لكن مش لدرجة إنها تقتل بنتها! و لو على شغلها ما كان ممكن تتخلى عنها أو أقل فكرة مثلاً كان ممكن تسيبها في ملجأ بدل ما تحاول تقتلها. 
علاء اتنهد و قال: 
- اهو اللي حصل بقى، حسبي الله ونعم الوكيل.
عمر بانتباه: 
- طب و الموضوع دا إيه علاقتي بيه؟ 
علاء سكت لثواني و قال: 
- أنا شاكك إن ميريهان رافضة تتجوزك بسبب خوفها من المسؤولية، على حسب علمي هي عايزة تكمل ماجستير و دكتوراه و عايزة تشتغل و يبقى ليها مكانتها الخاصة، فممكن متعقدة بسبب والدتها و خايفة تكرر اللي حصل تاني....... أنا دا التفسير اللي لقيته.
عمر بحزن ساخر: 
- و يعني معايا هتشيل مسؤولية و مع زين لاء! 
علاء بمرح: 
- هو انا مقولتلكش؟ 
- لاء مقولتليش.
علاء و هو بينفض إيده: 
- مش زين خلاص بح.
عمر باستغراب: 
- خلاص بح ازاي يعني. 
- بح يعني مبقاش موجود، خلاص الجوازة اتلغت يا معلم.
- ليه؟ دا كان لسه هنا من شوية يعني.
علاء بدأ يحكي اللى حصل من شوية، و بعد ما خلص ف عمر قال: 
- ربنا يكرمها و يرزقها بالأحسن منه.
علاء بمرح: 
- طب ما الاحسن منه موجود فعلاً، بس يارب يتلحلح.
عمر فهم قصده فقال: 
- لاء مش هتلحلح، أنا ايوه بحبها بس هي لاء و أنا قولتلك قبل كدا مش مستعد اترفض تاني عشان كرامتي ساعتها هتبقى حرفيًا في الأرض.
علاء بود: 
- طب و هي كرامتك اهم و لا ميريهان؟؟ 
عمر بحب: 
- الحب مفهوش مكان لكرامة و غيره، بس دا في حالة إن الشخصين يكونوا بيحبوا بعض ساعتها هيستحملوا أي حاجة عشان بعض، و عمر ما واحد فيهم هيقلل من الطرف التاني أو يشوفه من غير كرامة، لأنه في الوقت اللى كل الناس بتكون شايفة إن دي قلة كرامة الشخص اللي بيحبك هيشوفها حب شديد و تمسك و وفاء..... إنما اختك مش بتحبني يعني لما هحاول معاها و افشل في كل مرة و ملقيش نتيجة هي هتشوفني بلا كرامة و أنا قبلها، و فى النقطة دي اقدر اقولك كرامتي اهم.
علاء بهدوء: 
- طب حاول انت و على ضمانتي، أنا متأكد إنها بتحبك بس خايفة تاخد الخطوة.....و ايوه صح دي آخر فرصة هتاخدها مني يا عمر، انا مش هتحايل عليك فاعمل اللي يريحك......و هقولك تاني أنا مش برخص اختي و إنما عايزها تكون مبسوطة في حياتها.....و خليك عارف إن ميريهان بيتقدم لها ناس كتير و زي ما بابا غصبها على زين هيكرر الحركة دي مع حد تاني، ففكر و خد قرارك بسرعة. 
بعد مرور يومين كان عمر فى مكتب الاجتماعات و معاه يارا و مريم و علاء و كانوا مستنين ميريهان عشان يراجعوا آخر عرض للمشروع قبل التقديم، و آخيرًا وصلت ميريهان اللى شايلة ملفات كتير و حطتهم على الترابيزة الكبيرة و هي بتقول بغيظ طفولي: 
- أنا مش فاهمة ايه لازمة كل الملفات دي عشان اروح اجيبها دلوقت من الأرشيف.
علاء ابتسم و قال: 
- تعالي هنا و انتي تعرفي.
قربت و قعدت على اول كرسي، في حين عمر قفل النور و بدأ يشغل شاشة العرض، لكن في الحقيقة العرض مكنش ليه علاقة بالشغل، و إنما كان فيلم  جرافيك لكل المواقف اللى جمعته بميريهان و دي كانت أكبر مفاجأة بالنسبة لها. 
عمر بدأ يتكلم و هو بيقول بحب: 
- بنت عشرينية تتشبه بزهرة جميلة من أول ما فتحت ملت الجو برائحة عطرة، زهرة جميلة كل ما تشوفها تبتسم، و دا بالظبط اللى حصل معايا لما شوفتها لأول مرة قدرت ترسم الابتسامة على وشي، هي نور الشمس اللى طلعت بعد ليل مُظلم، هي الدفا بعد شتا بارد طويل، أنا بعيش فعلاً و هي معايا بحب الحياة و بحب نفسي و بحبها، غيرت كل حاجة ببسمتها......يعني نقدر نقول إنها البسمة الحلوة اللى تجدد و ترد الروح لمكان بالي.......مش مكان، دا شخص......هونت عليا كل حاجة، و أنا عايز اهون عنها كل مشاكلها، و مش مجرد تهوين...... أنا لو عليا عايز أشيل عنها كل المشاكل، لو عليا عايز احميها و ابعد عنها اي حاجة تزعلها، لو عليا عايز اكبر معاها، اضحك معاها، لو عليا.... فأنا عايز اكون أقرب حد ليها، عايز اكون معاها بس هي تسمحلي.....مبقتش عايز اشوف الدنيا غير بعيونها..... الطف و أرق و اجمل و احن بنت في الكون، هي المستقبل بالنسبة لي.......
كان بيتكلم و هي كانت بعيط مش عارفة من السعادة و لا إحراج و لا خوف، و مرة واحدة عمر قطع كلامه و قرب منها و هو بينزل على ركبه و بيخرج خاتم و بيقول: 
- تقبلي يا ميري إني اشاركك مستقبلك؟ تقبلي تتجوزيني؟؟ 
وقفت مرة واحدة لما نطق كلمته الأخيرة، و على عكس اي حد هي قالت: 
- لاء مش هينفع.
ثواني معدودة عدت على الكل بصدمة، فعمر وقف و كان هيمشي، فعلاء اتحرك بسرعة و شغل النور، و قبل ما يتكلم ميريهان قالت بدموع: 
- انت تستاهل حد احسن مني يا عمر، انا مقدرة حبك ليا بس انا مستاهلش كل المشاعر دي، انتي ممكن تندم لو اتجوزتني. 
عمر اتنهد و رجع لعندها تاني و قال بترقب: 
- أنا هغير السؤال بس خليكي صريحة معايا....انتي بتحبيني؟؟ 
نقلت نظرها بين الواقفين، و بعدين قالت و عيونها في الأرض: 
- ايوه، بس أنت محتاج حد احسن.
عمر ابتسم و قال بهدوء: 
- طب و ليه مش انتي؟ 
ميريهان سكتت و هي مش عارفة تقول ايه، فعمر قرب منها اكتر و قال: 
- ميريهان انا مش عايز غيرك، و مش شايف و لا هشوف حد احسن منك، و معنديش مشكلة إنك تشتغلي و تحضري ماچستير و دكتوراه.
رفعت دماغها بسرعة و قالت: 
- بجد؟ 
عمر حرك دماغه و قال بتأكيد: 
- ايوه بجد، و هفضل جنبك و هشجعك و عمرى ما هتخلى عنك أبدًا.
ميريهان بتوتر: 
- بس أنا خايفة اكون نسخة تانية.
عمر بحب: 
- أنتي شخصية مختلفة عن الكل، انتي مش هي يا ميريهان، و أنا مش هو (يقصد والدها اللى اتخلي عن والدتها)
ميريهان سألته بشك: 
- هو انت عارف أقصد مين بالنسخة التانية؟ و عارف اني بخاف من النار و باخد مهدأ؟ 
عمر بحنان: 
- ايوه عارف كل حاجة، و مش فارق معايا غيرك، ثقي فيا و متشغليش بالك بحد، مع إني واثق إنك هتبقى أحسن أم في الدنيا.
ميريهان مسحت دموعها و قالت: 
- خلاص هفكر. 
عمر بمشاكسة: 
- يا بنتي انجزى وافقي بقى الناس زهقت. 
ميريهان ضحكت، فهو قال بحب: 
- ايوه كدا خلى الشمس تطلع.
ميريهان بصتله بحب و قالت: 
- موافقة يا عمر.
عمر بسعادة: 
- بحبك يا روح قلب عمر....
البنات كانوا مبسوطين أما علاء فقرب من عمر اللي كان خلاص هيحضنها، و وقف بينهم فكان الحضن من نصيبه بدل أخته، و قال بغيظ: 
- مش لما تحضن كيس الجوافة اللى هو انا و تطلبها للجواز مني و من بابا تبقي تحضنها.
عمر ضحك و قال:
- معلش السعادة نستني إنها لسه مش مراتي، بس و لا تزعل بكره نكون في البيت عندكم  و معايا اهلي.
بعد سنتين.
كان عمر واقف في المطبخ  بيعمل قهوة، لكن لما سمع صوت الباب قام من مكانه و هو بيقول: 
- نسيتي حاجة و لا ايه يا حبيبتي؟ 
ظهرت ميريهان اللى اتعلقت برقبته و قالت بدلال: 
- حبيبتك خلاص مش رايحة الشغل تاني. 
سألها باهتمام: 
- ليه في حاجة و لا ايه؟؟ 
ميريهان ابتسمت و اتكلمت و هي بتلعب في شعره: 
- قررت و بما اني أخدت الماچستير، اني مش هحضر دكتوراه إلا بعد سنة و حاليًا حبيت اقعد في البيت و اهتم ب تيام.
عمر: 
- طب و ماله يا حبيبتي ما أنا اهو ههتم معاكي بيه و مش مضطرة تأجلي حاجة. 
ميريهان بحماس: 
- أنا عارفة إنك قادر تعمل ده، بس أنا عايزة اشارك طفلي كل حاجة في حياته و حاليًا عايزة أتفرغ ليه تمامًا. 
عمر غمز لها وقال: 
- طب و بالنسبة لأبو الطفل وضعه ايه؟ مش عايزة تهتمي بيه؟ 
ميريهان ضحكت و قالت بمشاكسة: 
- لاء مش عايزة، أنا من رأي ابو الطفل ينزل يشوف شركته و مشاريعه، عشان نبقى قد المنافسة مع بابا و علاء.
عمر ضحك و قال: 
- دا مش على أساس إن علاء شريك معايا يعني! 
ميريهان ضحكت و قالت: 
- ايوه صح. 
عمر قرب منها و شدها لحضنه و هو بيقول: 
- مش مصدق أننا بجد بقينا مع بعض. 
ابتسمت و قالت بمشاكسة: 
- جرا ايه يا عم عمر طب دا احنا متجوزين من سنتين و معانا تيام و مازالت مش مصدق. 
عمر بيأس: 
- عم عمر! بزمتك في واحدة تقول لجوزها عم!! 
ضحكت و قالت: 
- و المفروض يقولوا ايه! 
- شوفي انتي بقى! 
ميريهان بترقب: 
- عمر هو انت لسه بتحبني، حتى بعد ما وزني و شكل جسمي تأثروا بالولادة؟ 
عمر بصدق: 
- أنا بحبك و بموت فيكي في كل حالاتك يا ميري، مشوفتش و لا هشوف اجمل منك أبدًا. 
ميريهان بدلال: 
-  حيث كدا بقى، ايه رأيك فى حبيبي، يا عمري، يا روحي.
عمر بحب: 
و الله انتي اللى حبيبتي و روحي و عمري و أحلى حاجة في دنيتي...... أنا بحبك أوي يا ميري. 
ميريهان بحب: 
- و أنا متيمة بيك يا عمر. 
قرب منها بهدوء لكنها بعدت عنه و جريت من قدامه أول ما سمعت صوت تيام بيعيط، فعمر قال بغيظ: 
- الواد دا قايم بدور الضرة و لا ايه! دايمًا يصحي في أوقات غلط......
خبط على دماغه بتذكر و هو بيجري هو كمان تجاه المطبخ بعد ما شم ريحة القهوة اللي فارت. 
بعد شوية خرجت ميريهان لعمر اللي قاعد بيشتغل على اللاب فى الصالة و قالت بفرحة: 
- عمر شوفت اللي حصل؟ 
- خير، شكلك مبسوطة؟ 
ميريهان و هي بتسقف بفرحة: 
- أخيرًا والد مريم وافق على جوازها من علاء.
عمر بسعادة: 
- بتتكلمي بجد! دا أنا كنت فقدت الأمل. 
- لاء وافق الحمدلله.....كدا مش فاضل غير واحدة بس هي اللي سنجل..... 
عمر بتخمين: 
- تقصدي يارا؟؟ 
- ايوه.
- طب ما هي اللي رافضة، ما البشمهندس ماجد طالع عينه من ٦ شهور و هو بيحاول يقنعها لكنها في كل مرة بتصده. 
ميريهان باقتراح: 
- طب ما نحاول احنا! 
فى مكتب يارا، كانت قاعدة و منهمكة في الشغل و حتى لما سمعت الباب بيخبط سمحت بالدخول من غير ما ترفع دماغها عن الورق اللي قدامها، فدخلت ميريهان اللى شايلة طفلها الرضيع و من وراها عمر اللي شايل شنطة صغيرة خاصة بالبيبي،  ميريهان قعدت و هي بتقول: 
- يا بنتي قومي شوية و انطلقي في الحياة بدل ما انتي بتقضي اليوم كله شغل كدا.
يارا ضحكت و قامت من مكانها و هي بتمد أيدها الاتنين عشان تاخد منها تيام و قالت بمرح: 
- هاتي تيام يقعد معايا و أنا اسيب الدنيا كلها عشانه و الله مش بس الشغل.
عمر شارك في الحوار و قال: 
- من غير ما تقولي هو أصلا هيقضي معاكي اليوم كله.
يارا بسعادة: 
- دا يا هلا بالغالي.
ميريهان بتمهيد: 
- طب و عشان خاطر الغالي ممكن توافقي على طلبنا؟
يارا: 
- طلب ايه يا ميري؟ و بعدين دا احنا نوافق عشان خاطر أمه و أبوه. 
ميريهان بصت ل عمر و بعيدين سألتها بترقب: 
- يعني عشان خاطرنا ممكن توافقي على البشمهندس ماجد. 
يارا نقلت نظرها بين الاثنين و اتحركت لعند عمر و أخدت من ايده الشنطة الخاصة ب تيام و قالت و هي بتشاور على الباب: 
- نورتوني  يا جماعة، اتفضلوا بقى عشان اقعد مع الصغنون شوية.
عمر ضحك على اسلوبها و قال: 
- يا بنتي اعطينا فرصة نقنعك طيب.
يارا برفض: 
- مستحيل و الله، مع احترامي ليك يا عمر بس أنا فقدت ثقتي في الرجالة و خلاص اتقفلت من الجواز ده، و حاليًا مش هركز غير على شغلي.....و محتاجة انكم تحترموا قراري. 
ميريهان باقتناع: 
- خلاص يا يارا، اللى انتى عايزاه...
يارا تابعت خروج عمر اللى ماسك ايد ميريهان و بيتكلموا بحب و سعادة، و بعدين اتنهدت و باست تيام من جبينه و قالت بهدوء: 
- يرضيك يا صغنن اني اتجوز تاني! قال جواز قال! بقى بعد خيبة الأمل اللى شوفتها من عمك دي ممكن افكر حتي في الموضوع! ........ دا مستحيل! 
- مفيش مستحيل، انا بطلبك كل يوم من ربنا و متأكد إنك هتوافقي.
كان دا صوت ماجد اللي اتكلم و هو واقف عند الباب، و أول ما يارا سمعت كلامه حركت دماغها بيأس و هي بتلتفت و قالت: 
- يا بشمهندس أنت ليه مش مقتنع إني مش هوافق على المبدأ دا تاني، أنا خلاص مبسوطة بحياتي كدا.
خالد بإصرار: 
- بس انا بردو مش هتخلي عنك، و مش هخسرك بسبب تجربتك السابقة، أنا هفضل احاول عشانك لحد ما توافقي.
خلص كلامه  و قرب منها و باس تيام و سابها و مشي، و هي بصت ل تيام اللى كان بيضحك، فقالت بمرح: 
- عجبك كلامه و لا ايه يا صغنن! 
مكنش فى من الطفل رد، فهي بصت للباب و ابتسمت و رجعت بصت لتيام و كلمته كأنه بيفهمها و قالت: 
- بس بيني و بينك مفيش مانع إنه يحاول عشاني، أنا بردو من حقى فرصة تانية. 
تمت بحمد الله.
كانت واقفة بتملى ميه من الكولدير و هي بتغني، و فجأة اتفتح الباب و دخل شاب حول رقبته سماعة طبية و فى ايده بعض ملفات المرضى، اول ما شافها زعق لها و قال: 
- مين سمحلك تدخلي هنا، انتي مين أصلًا! 
اتكلمت بإحراج: 
- أنا مس يارا، كنت بدور على مكان أملى منه الإزازة و.......
منعها تكمل و قال بتكشيرة: 
- شكلك كدا جديدة في المستشفى هنا، عمومًا يا مس دي اوضة الدكاترة و مش مسموح للتمريض يدخلوها طالما إحنا مش موجودين، ف خلي عندك ذوق بعد كدا..... 
قاطعته هي المرة دي و قالت بعصبية: 
- حيلك حيلك، أنت بتزعق كدا ليه؟ هو أنت عشان دكتور يعني ف تشوف نفسك علينا و لا ايه! انا معايا كلية زي ما انت معاك كلية و بشتغل في المستشفى دي زي ما انت شغال فيها. 
زعق عمر و قال: 
- احترمي نفسك يا مس، فوق ما انتي غلطانة كمان لسانك طويل، أنا هشتكيكي لإدارة المستشفى و هتشوفي هعمل ايه.....و اتفضل اخرجي من هنا. 
جزت على سنانها بضيق و مشيت، و هو دخل حط الملفات على المكتب و في الوقت ده دخل دكتور زميله و هو بيقول: 
- في كام حالة كدا حاسس إن مفيش أمل منهم. 
اتكلم عمر بعصبية خفيفة: 
- مش ناقص فالك الوحش يا أحمد. 
استغرب احمد طريقته، فسأله: 
- حصل معاك حتى ضايقتك و لا ايه؟ 
- ايوه في مس كدا شكلها جديدة لسانها طويل و قليلة الذوق دخلت الاوضة و احنا مش موجودين. 
أحمد قال بسرعة: 
- اوعى تكون قولتلها حاجة؟ 
- ايوه طبعًا زعقتلها. 
- يا نهارك ابيض، دا البنت تعين جديد و كانت بتدور على كولدير تملى منه الإزازة بتاعتها و انا اللى سمحتلها تدخل، و بعدين يا عمر دا مش بيتك عشان تزعق لها، حتى لو دخلت من غير إذن هي هنا زيها زينا.... و بعدين هو أنا اللي هقولك ما انت بتعامل الكل حلو سواء كان تمريض أو دكاترة عمرك ما زعلت حد. 
عمر بتبرير: 
- هي اللي لسانها طويل يا أحمد و زعقت قصادي. 
أحمد بصله بشك، ف عمر كمل و قال: 
- خلاص يا سيدي أنا كنت متعصب أصلا و زعلان عشان الحالة اللى في العناية دي و اهو جت فيها بقى، و هي يعني متوصيتش. 
ابتسم أحمد وقال: 
- حرام عليك هتكره البنت في الشغلانة و هي اصلا جاية عندها رهبة و خايفة. 
اليوم فات من غير احداث مهمة و تاني يوم، كانت قاعدة ما زميلتها في اوضة العناية و لقت ممرضة جاية من مستشفى تانية و معاها عرض لحالة على دكتور العناية، ف يارا اخدت منها التذكرة و راحت خبطت على اوضة الدكاترة كتير و لما محدش رد، رجعت تاني للممرضة و قالت: 
- معلش يا مس بس دا شكلهم مش موجودين، محدش بيرد. 
- معلش حاولي تاني لأن الحالة فعلاً تعبانة و لازم تدخل العناية بسرعة. 
رجعت يارا تاني و المرة دي خبطت و دخلت علطول، و من حظها السيء كان عمر اللي جوا و لما شافها قال بعصبية: 
- بردو مفيش ذوق، مش المفروض تخبطي الأول؟ 
قالت يارا بضيق: 
- على حسب علمي إن دي مستشفى و دا مكتب مش اوضة نوم، و بعدين بخبط بقالى ساعة و أنت مش بترد، فقولت اشوف هنا حد و لا لاء ممكن مثلاً حاطط سماعة في ودنك. 
عمر بغضب: 
- دا مش مبرر لتصرفك، و بعدين أنتي إزاي بتتكلمي معايا كدا، أنا الدكتور المسؤول هنا. 
يارا باستفزاز: 
- دكتور!.....بتبيع ايه يعني؟! 
كانت بتسخر منه في كلامها و دا عصبه جدًا فزعق بصوت عالي: 
- اخرجي حالًا من هنا، و مش عايز اشوف وشك عشان و الله المرة دي هتسبب في فصلك. 
يارا بعصبية: 
- خارجة يا اخويا هو أنت يعني بتخرجني من الجنة! 
بعد ما قفلت الباب افتكرت التذكرة بتاع الحالة اللي معاها، فضربت جبهتها و قالت: 
- يخربيتك يا حي*وان نسيتني أمر الحالة. 
راحت ندهت الممرضة اللي جابت التذكرة و طلبت منها تدخل بيها هي، و بالفعل دخلت و عمر كان كويس جدًا و ذوق في التعامل و قام خرج معاه عشان يقيم الحالة بنفسه. 
أما يارا لما شافته ماشي مع الممرضة و بيتكلم بهدوء، اتكلمت بصوت واطي: 
- طب ما أنت كويس اهو و بتتكلم من غير زعيق، و زمايلي اللي في العناية بيشكروا فيك امال بتزعق لي أنا ليه! 
فات كام يوم و لا هي طايقاه و لا هو طايقها و كل ما يشوفوا بعض يلفوا وشهم بزهق. 
كان عمر قاعد في العناية و يارا دخلت تلبس عشان جه وقت خروجها و لما رجعت تعرف زميلتها اللي معاها مكنتش موجودة، لكن لما عمر شافها قال بجدية: 
- تعالي يا مس ساعديني عشان نركب سنتر للحالة. 
مكنش عندها مانع بس حبت تضايقه فقالت: 
- لاء أنا الدوام بتاعي خلص، خلي سماح تساعدك....انا مطبقة من امبارح و عايزة أنام. 
- مس سماح خرجت تشوف تجيب د*م للحالة. 
- خلاص مستر محمود يساعدك. 
- محمود راح يجيب التحاليل. 
يارا بدون اهتمام: 
- خلاص استنى حد فيهم لما يرجعوا أو استنى نصاية كدا و هتلاقي الي في الشفت المسائي وصلوا. 
عمر برفض: 
- لاء طبعًا مقدرش استنى، انا ورايا حالات تانية همر عليهم دا غير إن معاد الزيارة كمان نص ساعة يعني مينفعش استنى. 
يارا بمشاكسة: 
- عارف لو دكتور أحمد اللي بيطلب مني كنت ساعدته فورًا، إنما أنت لاء مساعدتك محتاجة تفكير. 
عمر بضيق: 
- بلاش تستفزيني. 
يارا بإصرار: 
- و الله لو دكتور أحمد مقدرش ارفض أصلا حتى لو هيرن عليا يرجعني من نص الطريق. 
عمر: 
- يا مس متستفزنيش، اشمعنا دكتور أحمد يعني اللي بتحبي تساعديه. 
يارا بتفسير: 
- دكتور أحمد دا محترم جدًا يطلب منك المساعدة بذوق كدا، و مثال مُشرف للأطباء. 
عمر بتكشيرة: 
- و أنا يعني قليل ذوق! 
- أنا مقولتش كدا، بس اقولك خلاص هساعدك يلا الأولوية لمصلحة الحالة طبعًا، لكن لو عليك و الله ما هساعدك أبدًا. 
و بالفعل بدأت تساعده، و بعد ما خلصوا انتبهوا لإنذار جهاز المونيتور الخاص بحالة تانية، فجريوا بسرعة عشان ينقذوها لأن خلاص قلبها بيقف، لكن مقدروش و قلبها وقف، فبدأوا بسرعة في عملية الإنعاش الرئوي، الاتنين كل واحد منهم في دور اكتر من نص ساعة بيحاولوا و مفيش نتيجة. 
و في الوقت ده باقي استف التمريض كان وصل اللي جاب د*م و اللي جاب نتيجة التحاليل و لما شافوا الحالة جريوا يساعدوهم، لكن يارا رفضت تبعد عن الحالة و كذلك عمر اللي بيحاول بشدة عشان قلب الحالة ينبض من تاني و كما أجلوا وقت الزيارة و في الاخر الحالة ماتت. 
و دي كانت اول مرة يارا تشوف فيها الوضع ده، أما عمر فطلب من باقي الاستف يخرجوا الحالة و يعملوا اللازم، في الوقت ده كانت يارا خرجت من بينهم و هما فكروها مشيت لأن شفتها خلص خلاص. 
عمر بعد ما خرج و هو راجع مكتبه سمع صوت شهقات شديدة، فدخل من باب الطوارئ اللي جنب مكتبه. 
كانت يارا قاعدة على السلم و بتعيط جامد، فعمر قال بهدوء: 
- أنتي السبب....
بصتله بعصبية و وقفت عشان تتخانق معاه...
يتبع........
يارا بحزن:
- تقصد إني السبب في مو*ته؟؟ 
عمر بمشاكسة: 
- ليه هو أنتي خلايا مسرطنة؟ الحالة كانت حالتها متدهورة. 
يارا بغيظ: 
- امال أنا السبب في ايه؟ 
عمر كان قاصده يجر شكلها عشان يخرجها من حزنها فقال: 
- انتي السبب في إننا تتخانق اول مرة و تاخدي انطباع وحش عني. 
يارا باستنكار: 
- و الله! دا مش على أساس إن حضرتك يا دكتور اللي دخلت زعقتلي علطول من غير ما تفهم حاجة أو تسأل، دا حتى لما جبتلك عرض الحالة زعقتلي. 
عمر بعناد: 
- ما انتي مكنش المفروض ترد عليّ الحرف ب حرف، أنا كنت ساعتها مضايق أصلا فجت فيكي بقى. 
يارا بتكشيرة: 
- مش ذنبي إنك مضايق، انا معملتش حاجة تخليك تزعقلي! انا مش شماعة تعلق عليها زعلك، و بعدين انت قليت مني و فضلت تقولي دكتور و مش دكتور و حسستني إني خدامة عندك. 
عمر بتبرير: 
- لاء والله انا مكنتش أقصد كدا، انتي اللي مفهمتيش. 
يارا بغيظ: 
- تقصد إني مبفهمش! تصدق أنا غلطانة إني بتكلم معاك، أنا ماشية. 
سابته و مشيت و هي بتشتمه في سرها، ف سمعت صوت أحمد بيقول بهزار: 
- جرا ايه يا مس يارا بتكلمي نفسك! 
يارا بزهق: 
- ما اللي يشتغل مع دكتور عمر لازم يكلم نفسه، و الله يا دكتور مش عارفة مستحملينه ازاي. 
أحمد ضحك و قال: 
- على فكرة عمر دا كويس و طيب جدًا حتى اطيب مني شخصيًا و أشطر دكتور هنا في المستشفى، انتي بس له مش متعودة عليه. 
يارا بنفور: 
- و لا عايزة اتعود، أنا تمام كدا. 
تاني يوم كانت يارا قاعدة متابعة الحالة بعد ما أعطت العلاج و قاسات العلامات الحيوية، و في الوقت دا كان عمر عنده مرور و بعد ما فحص الحالة المسؤولة من يارا، قالها: 
- في امبول ***** اعطيه للحالة يا مس بعد إذنك. 
ردت عليه يارا بتكشيرة: 
- مفيش. 
عمر اخد باله من اسلوبها بس مهتمش، و قال باستغراب: 
- يعني ايه مش مفيش! كان في هنا واحد لما كنت بمر من شوية! 
يارا بجدية: 
- ما أنا رميته. 
عمر بزعيق: 
- نعم! عملتي فيه ايه! 
يارا بتحدي: 
- بقولك رميته. 
عمر: 
- و انتي بترميه ليه يا مس؟ انتي عارفة دا عامل كام؟ طب بلاش سعره، الأمبول دا مش موجود هنا في المستشفى و اهل الحالة بيجبوه من برا و اللي حضرتك رمتيه دا لسه جايبينه النهاردة الصبح. 
يارا بتوضيح: 
- يا دكتور اسمعني........ 
عمر بعصبية: 
- اسمه ايه و زفت ايه دلوقت، انتي مهملة و مستهترة و معندكيش ضمير في شغلك يا مس. 
يارا زعقت و قالت: 
- لاء بقى مسمحلكش، هو انت ايه ما بتصدق عشان تتخانق معايا! الامبول اللي حضرتك بتقول عليه دا يا دكتور صلاحيته كانت منتهية عشان كدا رميته، اكيد الحالة مش هتاخده يعني و هو ممكن يضرها بدل ما ينفعها.....و لا أنت ايه رايك! 
قبل ما يرد عليها دخلت سماح اللي كانت بتجري، و قالت و هي بتاخد نفسها بسرعة: 
- اهل الحالة دي يا دكتور اتصلوا حالًا و بيقولوا إن في أمبول **** هما جابوه و بيقولوا إنهم عرفوا حالا من الصيدلي إنه منتهي الصلاحية فبيقولوا لحضرتك بلاش تستخدموه و هما الدكتور الصيدلي هيبعتلنا واحد تاني بداله. 
يارا بصت ل عمر بطرف عنيها و بعدين سابته وراحت تشوف جهاز البامب سيرنچ، و بعدين ندهت على سماح و قالت: 
- معلش يا سماح عايزين نغير الكانولا دي لأنها مش شغالة كويس. 
سماح بود: 
- حاضر يا يارا، بس خليكي جنبي عشان تتعلمي تركبيها. 
عمر رجع لمكتبه، و يارا فضلت واقفة جنب سماح اللي لما خلصت ابتسمت ل يارا وقالت: 
- اهو يا ستي اتركبت، الموضوع سهل خالص بس جمدي قلبك. 
- أنا عارفة بس لما بشوف الدم بتوتر و بخاف و بنسي نفسي و كأني مغيبة. 
- مع الوقت هتتعلمي متقلقيش، و احنا كلنا معاكي و هتتعلمي و تبقى اشطر مننا كمان. 
في اليوم ده يارا كان عندها شفت سهر، و طلبت من زمايلها تنزل تاكل في الكافتيريا بتاع المستشفى و تطلع تاني، و اول ما نزلت سمعت صوت زعيق حوالي عشر رجالة بيتخانقوا مع أمن المستشفى و عايزين يدخلوا بالعافية، ف راحت وقفت جنب واحدة من العاملات اللي بيتفرجوا و لما سألتها العاملة قالت: 
- دول أهل الحالة اللي ما*تت امبارح و عايزين يتخانقوا مع دكتور عمر. 
يارا في ثواني جريت على مكتب الدكاترة و دخلت بسرعة من غير ما تخبط، و كان عمر قاعد مع أحمد اللي كان بيبص لعمر بتحذير إنه يزعقلها، إنما يارا جريت عليه و مسكت ايده و هي بتشده و بتقول: 
_ متزعقليش دلوقت و تعال معايا الأول. 
استغرب من مسكة أيدها، و أحمد سألها بقلق: 
- المرضى كويسين؟؟ 
- ايوه ايوه بس دكتور عمر لاء، لو مقامش معايا مش هيبقى كويس خالص. 
أحمد بفضول: 
- ليه هو في ايه؟؟؟ 
صرخت في وش عمر و قالت: 
- ما تقوم معايا بقي، خليك هنا يا دكتور أحمد و اتصرف. 
عمر فعلًا معاها،  فاخدت للسطح من باب الطوارئ و أول ما وصلت سابت ايده و انحنت على ركبتها و هي بتتنفس بسرعة، و بعدين عدلت وقفتها و قالت و هي بترجع شعرها لورا: 
- الحمدلله هربنا. 
عمر باستغراب: 
- من مين؟ 
يارا قالتله اللي سمعته من العاملة، فهو قال: 
- طب و ايه المشكلة؟ 
يارا بصتله و قالت بحاحب مرفوع: 
- أنت يا دكتور من الشخصيات اللي بتكابر أنا عارفة إنك اكيد خايف بس مش بتعترف. 
قبل ما يرد عليها شدته من ايده تاني و قالت: 
- خلينا نتخبي بين خزانات الميه دا هيكون أمان اكتر. 
قعدت على الأرض و هو قعد جنبها، و هي كانت بتبص للسما و بعدين قالت: 
- كدا بقى مش هتزعقلي.
عمر باستغراب: 
- ازعقلك ليه؟ 
- يعني علشان دخلت المكتب دلوقت من غير ما حد يسمحلي. 
- طيب و المفروض مش هزعقلك ليه؟ 
- علشان انقذتك من الناس فكدا المفروض تشكرني، بس مش مضطر تشكرني عشان كدا تعادل ضايقتك و ساعدتك.....فاهم! 
- لاء...
- يارا بتلقائية: 
- مش مهم، كدا كدا أنت لو طولت تزعقلي ما تكون فاضي هتعلمها. 
عمر ابتسم بندم و قال: 
- أنا آسف..... 
يارا بصتله و دورت ب عينها في المكان عشان تقتنع إن هو فعلاً اللي اعتذر، فهو قال بتأكيد: 
- أنا آسف يا مس يارا عشان زعقتلك و زعلتك، و علطول كنت بفهمك غلط من غير ما اعطيكي فرصة للتبرير. 
- يعني أنت عارف يا دكتور إنك غلطان! 
- ايوه عارف و معترف ب ده و أوعدك مش هتتكرر تاني، و بعد كدا هعاملك بطريقة كويسة زي ما بتعامل مع باقي زمايلنا. 
يارا رددت بخفوت: 
- زمايلنا!! 
عمر بتوضيح: 
- ايوه اقصد طاقم التمريض و الدكاترة، على فكرة أنا مش شايف فرق طبقى بين الدكتور و الممرض عشان هو مفيش فرق اصلًا، الاتنين من غيرهم المستشفيات هتتقفل و مفيش بين الدكتور و الممرض حد أقل أهمية من التاني الاتنين بنفس الأهمية.....ف مش عايزك تفهميني غلط، أنا بس كنت مضايق شوية و زعلان عشان المرضى اللي حالاتهم بتدهور و مش قادر اعملهم حاجة. 
يارا بود: 
- ربنا يشفيهم يا دكتور، و عمومًا أنا مش زعلانة نبدأ صفحة جديدة. 
- حيث كدا بقى خلينا ننزل. 
يارا باعتراض: 
- ننزل فين و إحنا منعرفش الناس مشيوا و لا لاء. 
عمر بجدية: 
- عادي يا مس يارا أنا هنزل و لو موجودين هتكلم معاهم و هفهم عادي، مفيش مشكلة يعني. 
يارا بحيرة: 
- و لما أنت مش خايف يا دكتور عمر طلعت معايا ليه؟ 
عمر بصدق: 
- أولا مكنتش اعرف في ايه! ثانيًا قولت فرصة عشان اعتذر منك، و على فكرة أنا مكنتش هزعقلك لنا دخلتي المكتب دلوقت من غير إذن......انتي معاكي حق دي مش اوضة نوم ف عشان كدا تقدري تخبطي على الباب و تدخلي في أي وقت.....
- ماشي يا دكتور شكرًا. 
- طيب يلا قومي بقى 
يارا بخوف: 
- لاء و النبي بلاش عشان أنا بخاف من الخنافات.
- خلاص أنا هكلم دكتور أحمد اشوف في حاجة ولا ايه عشان ننزل. 
عمر قام يتحرك على السطح و هو بيحاول يلقط يقف في مكان تكون فيه الشبكة حلوة، أما اتفزعت لما شافت فار بيجري قدامها فقامت بسرعة و من خوفها طلعت فوق خزان الميه اللي مع الأسف كان الغطا بتاعه داب من كتر تعرضه للشمس، ف بالتالي انكسر أول ما يارا طلعت عليه و هي وقعت في في قلب الخزان اللي كان مليان ميه.....
عمر خلص المكالمة و رجع ملقهاش، فاستغرب جدًا و فكرها نزلت.....
يتبع........
عمر نطق بإسم يارا لكنها مردتش عليه، ف كان على وشك إنه ينزل بس مع أول خطوة ليه سمع صوت خبط و بعدين صوت يارا اللي كانت ماسكة في العنق بتاع الخزان و بتحاول تخرج، ف عمر اول ما سمع صوتها لف بسرعة بس اول ما شاف شعرها المبلول و شكلها وهي متعلقة انفجر في الضحك، ف هي قالت بغيظ: 
- و الله انت اللي دخلك كلية الطب ظلمك. 
بطل ضحك و قال بتكبر مصطنع: 
- يا بنتي دا أنا اشطر دكتور ممكن تشوفيه في حياتك. 
خبطت الخزان من جوا برجلها و قالت بضيق: 
- ما هو لما تكون شايفني في الوضع دا و واقف تضحك تبقى شهادتك دي كوسة. 
عمر بتذكر: 
- تصدقي نفسي أكل محشي كوسة. 
صرخت بضيق طفولي وقالت:
- يا نهار أبيض! دا انت مش طبيعي، أخلص تعال ساعدني. 
كانت خزانات الميه كتيرة بس مش كبيرة لدرجة إنها تغرق فيها، عمر قرب و ساعدها تخرج و هو مازال بيضحك، فهي استغفرت و قالت: 
- هات.
- عايزة ايه؟؟ 
- البالطو بتاعك. 
عمر رجع خطوة لورا: 
- لاء طبعًا المشهد الرومانسي دا أنا سايبه ل حبيبتي. 
يارا باندفاع: 
- تصدق معندكش دم. 
عمر بصدمة: 
- الشتيمة دي ليا! 
- و هو في غيرك.
- و هو في مس تشتم الدكتور زميلها؟ 
يارا بتبرير: 
- و هو في دكتور يشوف المس زميلته على وشك إنها تغرق و بدل ما يساعدها يقف يضحك عليها، و هو في دكتور يسيب المس زميلته تنزل كدا قدام الناس و هدومها كلها ميه رافض يعطيها البالطو بتاعه!!! 
عمر باستنكار: 
- تغرقي ايه دا الخزان كله على بعضه اقل بكتير من المترين، يادوب اطول منك بحاجة بسيطة، يعني يغرق طفل صغير مش انتي يا شاحطة! 
يارا بسرعة: 
- شوف اهو أنت كمان قولتلي يا شاحطة، ليه بقى! عشان احنا زمايل و في بينا عشم و كدا بقى. 
عمر و هو بيخلع البالطو الطبي بتاعه: 
- عشم ايه يا بنتي دا أنا عارفك من كام يوم، امسكي البالطو اهو خلينا نخلص و ننزل. 
اول ما نزلوا كان فيه لمة و زعيق قدام مكتب الدكاترة و أحمد بيحاول يتفاهم مع الناس، واحد منهم اول ما شاف عمر شاور عليه و قال: 
- اهو الدكتور اللي موتها اهو. 
جريوا كلهم عليه، ف يارا وقفت قدامه و قالت بصوت عالي: 
- و الله ملهوش دعوة دي أعمار يا جدعان. 
راجل منهم: 
- لاء هو السبب. 
يارا بدفاع عن عمر: 
- بقى بذمتك يا حاج يعني الدكتور الأبيضاني ابو وش سمح و عيون خضرا و نضارة ده ممكن يكون السبب في موت حد! دا العيان يشوفه يخف.....أقسم بالله الدكتور عمر أغلب من الغلب. 
راجل تاني: 
- إحنا عايزين حق بنتنا اللي دخلت سليمة طلعت ميته. 
يارا باستنكار: 
- و لما هي سليمة دخلتها المستشفى ليه يا حاج! جايبها تتفسح هنا، حد قالك عندنا ملاهي!
الراجل بإصرار: 
- بردو عايزين حقنا.
يارا بزهق: 
- يا حاج تعال نتناقش و نتخانق و تاخد حقك منه في وقت تاني أنا كدا هاخد برد.....الله يخربيتكم. 
عمر مسح على وشه و اتكلم بثقة و ثبات: 
- يا جماعة حقكم هتاخدوه، أنا عايز اتنين  منكم بس اتكلم معاهم خمس دقائق في المكتب و بعد كدا اعملوا اللي انتوا عايزينه. 
بالفعل بطلوا زعيق و عملوا زي ما هو قال، أما يارا ف راحت جنب أحمد اللي كان واقف بيضحك بهستريا علي شكلها و هي بتزعق، فهي قالت: 
- هو انت كمان يا دكتور أحمد اتعديت منه! بتضحكوا علطول في الوقت الغلط كدا. 
أحمد حرك ايده و هو لسه بيضحك بمعني مش قادر، فهي خبطت على دماغها و مشيت و هي بتقول: 
- كان ممكن يمسكوهم يعدموهم العافية و الدكتور واقف يضحك. 
غيرت هدومها و رجعت بسرعة و أول ما شافتهم خارجين من المكتب و الرجالة بيتكلموا مع عمر بهدوء، فهي راحت و قالت بدون مقدمات: 
- و الله يا حاج دكتور عمر دا شاطر جدًا و عمل كل اللي عليه، و زي ما بقولك كدا و الله دا اغلب من الغلب و شغال و شقيان عشان أهله، ابوه راجل كبير في السن و ماشي على عكاز و حالته تصعب ع الكافر. 
- في ايه؟؟؟ 
كان دا صوت راجل خمسيني شعره غالب عليه اللون الأبيض، كان لابس بدلة و باين عليه وقار و احترام و شخصية واثفة من نفسها، فكانت هترد عليه لكن عمر منعها و قال: 
- مفيش حاجة يا دكتور، كانت مشكلة بسيطة و اتحلت. 
الراجل اللي تبع الحالة قال: 
- كان سوء تفاهم و دكتور عمر الله يبارك له فهمنا كل حاجة. 
الدكتور بجدية: 
- عموماً انا دكتور صلاح السعدني مدير المستشفى و لو  في أي مشكلة تقدر تقولي و مش هقصر في حقكم. 
الراجل بجدية: 
- لاء و الله و لا اي مشكلة خالص، المستشفى محظوظة بوجود دكتور محترم زيه هنا، مهربش من المواجهة و رغم زعيقنا إلا إنه فهمنا كل حاجة بهدوء و بكل احترام. 
يارا اول ما سمعت اسم الدكتور جريت على أحمد و هي بتسأله بتوتر: 
- مش دا دكتور عمر صلاح السعدني، و دا دكتور صلاح السعدني.....يعني الدكتور صلاح يبقى.......
أحمد كمل بدالها و هو بيبتسم: 
- دكتور صلاح والد عمر، هو دا اللي حالته تصعب على الكافر. 
يارا بهروب: 
- الحالة اللي في غيبوبة على الڤينت بتنده عليا. 
في مكتب أحمد و عمر ، اتكلم عمر و قال: 
- أنا زهقت من البالطو دا بحس اني متكتف. 
عمر: 
- طيب ما تلبس اسكراب دا انت عندك اتنين. 
أحمد: 
- ما هو واحد كان في الغسالة و أنا جاي و التاني مع يارا. 
عمر باستغراب: 
- بتعمل بيه ايه؟ 
- واحدة صاحبتها شغالة في التطريز اليدوي فطلبت منها تعملي عليه سماعة و قلب و كدا يعني، بيبقى شكلهم حلو و مش غالية.......ايه رأيك لو تعمل على الاسكراب بتاعك انت كمان. 
عمر برفض:
- لاء مبحبش التفاهة دي. 
قبل ما أحمد يتكلم تاني، يارا خبطت على الباب اللي كان مفتوح أصلا، بعد ما قالت السلام، مدت أيدها بشنطة ل أحمد و قالت: 
- اتفضل يا دكتور زي ما حضرتك طلبت بالظبط. 
أحمد فتح الاسكراب الاسمر بتاعه و بعد ما شافه قال: 
- تحفة يا مس يارا، تسلم ايدك انتي و صاحبتك. 
يارا: 
- لاء تسلم ايد صاحبتي بس عشان هي اللي عملته. 
و بعدين مدت إيدها ل عمر و قالت: 
- و دا البالطو بتاعك يا دكتور عمر، أتمني يعجبك، انا استغليت إنه كان معايا و عملتهولك عشان يبقى طاقم العناية كله شبه بعضه. 
عمر شاف البالطو بتاعه و عجبه فعلاً ف ابتسم وقال: 
- شكرًا يا مس يارا، عجبني، تسلم ايدك و ايد صاحبتك. 
يارا بضحك: 
- لاء المرة دي تسلم ايدي أنا، عشان أنا اللي عملته حتى هتلاقي عليهم اللوجو الخاص بصاحبتي لكن بتاعك لاء .يلا بقى امشي أنا عشان اشوف شغلي. 
أحمد خرج ورا يارا و قال: 
- مس يارا، الدكتور صلاح عايزك في مكتبه في الدور الأول. 
يارا بخوف: 
- ليه؟؟؟ 
أحمد: 
- مش عارف، بس ايًا كان اللي هيقوله بلاش تزعلي، و احنا هنا و هنحاول نساعدك..
يارا بصدمة: 
- هو سمع كلامي اللي قولته المرة اللي فاتت و لا ايه؟ 
أحمد: 
- بصراحة ايوه و عايزك عشان كدا، و دكتور صلاح عصبي جدًا مش بيتفاهم. 
يتبع.....
- ابوك هيطرد يارا من الشغل. 
عمر بخضة: 
- نعم! ليه؟؟ 
أحمد بخبث: 
- عشان اللي عملته مع أهل الحالة. 
عمر باستنكار:
- و هي عملت ايه؟.....ولا أنت شكلك بتهزر. 
أحمد بصدمة: 
- ولا!! هو أنا قاعد معاك في الشارع! انا دكتور و في مستشفى يا بيه. 
عمر سابه و خرج بسرعة ل مكتب صلاح، و من غير مقدمات فتح الباب و دخل، و قال: 
- ملهاش ذنب عشان تطردها، مفيش حاجة حصلت أصلا. 
صلاح باستغراب: 
- هي مين دي اللي اطردها!؟ 
عمر بتوضيح: 
- يارا، أحمد قالي إنك هتطردها.
صلاح ضحك وقال: 
- و مين قالك إني هطردها، و لنفترض يا سيدي أنت مخضوض كدا ليه! 
عمر بتوتر: 
- لاء أبدًا مش مخضوض، بس آمال كنت عايزاها ليه.
صلاح بتوضيح: 
- مفيش يا دكتور، كان في ممرضة عايزة تتنقل معانا هنا بس أنا مش محتاج تمريض فقولت أسأل يارا لو حابة تبدل معاها. 
عمر بفضول: 
- طب و هي قالتلك ايه؟ 
صلاح بمشاكسة: 
- ابقى اسألها انت بقى، أو اسأل دكتور أحمد. 
عمر محبش يصر في السؤال عشان ميتفهمش غلط، ف صلاح شاور على جيب البالطو و قال: 
- حلوة السماعة اللي على جيبك دي! 
عمر بانتباه و هو بيبتسم: 
- ايوه شكلها حلو، يارا اللي عملتهالي. 
صلاح بتكرار: 
- يارا! 
عمر بتأكيد: 
- ايوه يارا. 
صلاح ابتسم و قال: 
- خلاص يا دكتور يارا، يارا مفيش مشكلة، يلا بقى روح شوف شغلك و لا أنت فاضي و عايز تعطلني و لا ايه! 
عمر قاعد بيتفقد تذاكر المرضى اللى معاه، ف أحمد قال بمشاكسة: 
- أنت القط أكل لسانك من ساعة ما رجعت من مكتب دكتور صلاح كدا ليه! 
عمر بغيظ: 
- بعد الإحراج اللي اتحطيت فيه بسببك ده مش عايز اسمع صوتك. 
أحمد باستنكار: 
- و هو أنا عملت ايه يعني! 
عمر: 
- مش أنت اللي قولتلي إن ابويا هيطرد يارا؟؟ 
أحمد باهتمام: 
- طب و هو قالك ايه؟؟ 
- كان بيسألها لو عايزة تتنقل مستشفى تانية. 
- أهو يبقى أنا مكذبتش عليك، أنا بس تلاعبت بالألفاظ مش اكتر. 
عمر باهتمام: 
- طب و أنت متعرفش هي هتتنقل و لا لاء؟؟ 
أحمد بشك: 
- هو أنت حبتها و لا ايه؟؟ 
- هي مين؟ 
أحمد بتلاعب: 
- التطريز اليدوي، يا دكتور عمر، قال ايه دي تفاهة و أنا مبحبش التفاهة.
أحمد قال جملته الأخيرة و هو بيقلد عمر اللي قال: 
- اهو أنت مش فالح غير في الهزار، أنا قايم أمر على الحالات. 
يارا كانت قاعدة مع سماح في العناية و بتتحايل عليها تخليها تجرب فيها الكانولا بس سماح مش موافقة، و ما صدقت إن عمر دخل فقالت بهروب: 
- دكتور عمر عندك اهو جربي فيه. 
عمر باستغراب: 
- عايزة تجربي ايه يا يارا؟
يارا: أركب الكانولا، بص هو انا بعرف بس بخاف ف عايزة اجرب عشان اتشجع و كدا
عمر بهدوء: 
- خلاص جربي فيا، همر بس على الحالات.
بمرور الوقت كان عمر قاعد على كرسي، و يارا على اللي قصاده و بتحاول تركب الكانولا بس إيدها بتتهز، فهو قال  بتشجيع: 
- الموضوع بسيط يا يارا و انتي شاطرة و بتعرفي تعملي حاجات اصعب منها. 
و فعلا يارا اتجرأت و دخلت السن و بالفعل من اول شكة كانت في الوريد بس اول ما سحبت السن و شافت الد*م، أعصابها اتحلت و نسيت هي بتعمل ايه، و بالرغم من إنها بتضغط جامد عشان توقف الدم لكن كانت ضغطتها ضعيفة. 
سماح باستعجال: 
- بسرعة يا يارا اقفلي.........
عمر منعها تكمل كلامها و قال: 
- على مهلك يارا....متتوتريش. 
يارا بقى عملت العكس و بدل ما تكمل تركيب الكانولا، شالتها خالص، و مسحت ايد عمر من الدم و قامت خرجت من غير ما تتكلم. 
سماح باستغراب: 
- الله هي زعلت و لا ايه! 
عمر بجدية: 
- خلوا بالكم من الحالات و أنا هشوفها. 
عمر خرج لقاها واقفة بتعيط و مفتورة من العايط، استغرب جدًا لأن دا مش سبب كافي للعياط، قرب و وقف جنبها  و قال بمرح: 
- على فكرة عندي د*م كتير و لو عايزة تجربي تاني مفيش مشكلة، د*مي كله تحت أمرك لو تحبي تصفيه كله مش هقولك لاء. 
يارا بصتله بطرف عينها و هي بتمسح دموعها، فهو كمل: 
- طب اقولك كل مي تحسي نفسك فاضية هاتي كانولا و تعالي جربيها فيا و صفيلك شوية دم.
مكنتش بترد عليه فحاول يغير الموضوع و قال: 
- بلاش تعيطي عشان مزعلش منك مش كفاية البالطو اللي عملتيلي عليه سماعة و أنا مطلبتش منك، أنا أصلا حاسس إنك عملتي الرسمة دي عشان تداري مصيبة بس مش عارف هي ايه! 
هنا بقى يارا انفجرت في الضحك، فهو قال بصدمة: 
- كنتي بتداري على مصيبة فعلاً! 
اتكلمت من بين ضحكها و قالت: 
- وقع على الجيب بتاع البالطو كلور. 
عمر بصدمة: 
- يا نهار ابيض! يا نهار ابيض! .......لاء كدا عيطي براحتك بقى. 
عمر كان واخد إجازة أسبوع لكنه قطعها و رجع المستشفى تاني، كان عارف إنها وحشته بس كان بيكذب إحساسه، اول ما وصل المستشفى اول حاجة عملها إنه دخل العناية بحجة إنه بيدور على أحمد، اول ما شافها ابتسم لها بس هي كانت بتبص للسقف و سرحانة. 
استغرب إنها مهتمتش بوجوده، ف استغل انشغال زمايلها في تذاكر الحالات و قرب منها و سألها بهمس: 
- في حاجة في السقف مثيرة للاهتمام و إحنا منعرفهاش و لا ايه! 
بصت له و ضحكت: 
- بشوف الأماكن اللي هنعلق فيها الزينة. 
عمر باستغراب: 
- زينة ايه؟ 
- رمضان، زينة رمضان يا دكتور. 
عمر بتذكر: 
- ايوه صح دا رمضان كمان يومين. 
- صباح الفل، ايدك بقى على ١٠٠ جنيه عشان تشترك معانا. 
عمر بهزار: 
- اتفضلي يا ستي د*مي و فلوس تحت امرك. 
تاني يوم يارا جابت الزينة على ذوقها و علقتها هي و زمايلها، و بعد ما خلصت شغلها راحت تتوضى عشان تصلي، و لما رجعت لقت سماح بتقول: 
- الحقي يا يارا محمود قطع فرع الكهربا، كان بيعلق الفانوس اللي جابه و هو نازل قطعه غصب عنه. 
يارا عيونها دمعت و خرجت تاني من العناية في نفس وقت دخول عمر اللي لما شافها سأل سماح و قالت له اللي حصل، فخرج وراها و هو مستغرب إنها فعلاً بتعيط على حاجات تافهة. 
عمر باهتمام: 
- انتي مبتعيطيش عشان الزينة صح؟ 
زادت في العياط اكتر، فهو سألها بقلق: 
- ايه اللي مزعلك يا يارا؟ اتكلمي على الأقل لو مش هساعدك ف دا هيقلل من زعلك. 
خمس دقايق و هي بتعيط بحرقة، و بعدين هديت شوية و قالت: 
- أنا معرفتش أعيط على السبب الحقيقي، عشان كدا عيطت لما الزينة اتقطعت، قالوا لي ملوش لزوم إني أعيط و أنا في عز قهرتي و كسرة قلبي عشان كدا عيطت لما معرفتش أركب الكانولا...... أنا بقيت بعيط على حاجات تافهة عشان السبب اللي اتوجعت منه بجد كان الكل شايف اني مينفعش أعيط عشانه. 
عمر باهتمام: 
- طب و ايه السبب اللي مخليكي كاتمة كل الوجع دا في قلبك، و حابسة كل الدموع دي في عيونك. 
يارا سكتت لوهلة و بعدين قالت: 
- بسبب خطيبي.....
بقلم زينب محروس. 
عمر بصدمة: 
- أنتي مخطوبة يا يارا؟؟ 
يارا بتوضيح: 
- كنت مخطوبة، و فشكلت قبل ما اجي ب شهرين. 
عمر باهتمام:
- و لسه بتحبيه! 
يارا بجدية: 
- أنا وقتها كنت مفكرة إني بحبه و كنت شايفة إن الحياة من غيره مستحيلة، بس لما هو داس على مشاعري، بقى المستحيل بالنسبة لي إني اكمل معاه، و بعد  اسبوعين من الانفصال اكتشفت إني كنت معجبة بيه بأسلوبه و طريقة لبسه مش اكتر. 
عمر باستفسار: 
- طيب و ليه زعلانة دلوقت لما أنتي مش بتحبيه. 
يارا بتبرير: 
- بص أنا مش بعيط عشان عايزة ارجعله، بس الفكرة إن دي كانت عشرة و كنت متعودة على وجوده في حياتي و لما انفصلنا أنا مقدرتش أعيط، هو كسر ثقتي في كل الناس حتى في نفسي، بقيت دايمًا خايفة اني اختار غلط تاني، دا غير إن الموضوع دا خلاني ابعد عن ناس كتير كانوا قريبين مني و دا اللي مخليني زعلانة دلوقت، إني دايمًا حاسة نفسي وحيدة و مش عارفة اقرب من حد، و لا أسمح أن حد يقرب مني.
- بس مش كل الرجالة شبه بعض يا يارا، و غلط جدًا إنك تبعدي عن الناس اللي بتحبيهم لمجرد شخص واحد كسر ثقتك، و بعدين انتي دلوقتي بتقولي إنك مكنتيش بتحبيه، يعني تحمدي ربنا. 
يارا بتأييد: 
- أنا فعلاً بحمد ربنا إني انفصلت عنه، عارف في واحدة زميلتي قالتلي بمرور الوقت هتقولي ايه العبط اللي كنت بعمله ده، و أنا فعلاً وصلت للمرحلة دي، مش عايزة اقولك إني ممكن أفضل ساعة كاملة قاعدة مكاني و بحمد ربنا إني اتنجدت من الجوازة دي.
عمر بارتياح: 
- طب الحمدلله، ربنا يعوضك خير عنه. 
- اقولك سر؟ 
- قولي 
- تعرف اني صليت استخارة عشان استشير ربنا و اشوف اكمل معاه و لا لاء! 
عمر بترقب: 
- و ايه اللي حصل؟ 
يارا كملت و هي بتبتسم: 
- حلمت ب شاب بيقولي أنتي هتفشكلي و أنا اللي هتجوزك. 
عمر بفضول: 
- مين بقى الشخص ده؟ 
البسمة اللي على وشها اختفت و حلت بدالها علامة الصدمة، كانت دي لحظة إدراك بالنسبة ل يارا إن الشاب اللي حلمت بيه هو نفسه عمر اللي واقف قدامها دلوقت.
رددت بخفوت: 
- دكتور عمر. 
عمر بانتباه: 
- نعم يا مس يارا. 
يارا حركت دماغها بسرعة و ابتسمت بعته و قالت: 
- لازم ارجع العناية هبقى اقولك بعدين، أو مش لازم تعرف. 
جريت بسرعة من قدامه و هي مش مصدقة إنها حلمت ب عمر قبل ما تشوفه. 
أحمد جه و هو بيقول ب مشاكسة: 
- قولت ايه ل مس يارا مخليها ماشية تكلم نفسها كدا، و بنده عليها مش بترد.
عمر ابتسم: 
- و لا عملت ايه حاجة. 
أحمد بتذكر: 
- ايوه صح هتيجي فرح دكتورة يوستينا النهاردة؟ 
- لاء.
بالليل عمر كان قاعد مستنى صلاح عشان يرجعوا البيت سوا، و هو قاعد لمح بنت داخلة و لابسة فستان سواريه جملي ساده، كان طويل و صك، و كانت رافعة شعرها على شكل وردة و حاطة مكياچ خفيف، دقق النظر كويس ف اتأكد إنها فعلاً يارا، بس بتعمل ايه هنا بشكلها ده. 
قام بسرعة و راح لها و سألها باستغراب: 
- يارا انتي بتعملي ايه هنا دلوقت؟ 
يارا بتأفف: 
- كنت متفقة مع سماح هنروح الفرح سوا و دلوقت بكلمها بتقول إن في حالة احتمال تدخل العناية دلوقت و مش هتعرف تروح الفرح، فأنا مش عارفة بقى اعمل ايه.
عمر بسرعة: 
- أنا رايح تعالي معايا. 
و فعلاً راحوا الفرح سوا و الكل كان مستغرب إنهم الاتنين رايحين سوا، و أحمد أول ما شافهم راح مصفر و راح ل عمر و همس جنب ودنه بسخرية: 
- هو دا اللي مش جاي!!! دا يارا جابتك على ملا وشك يا دكتور عمر.
عمر بغيرة: 
- امال يعني اسيبها تيجي كدا عشان تروح من هنا مخطوبة! 
أحمد قال بصوت عالي: 
- الله عليك! 
كل اللي معاهم على الطرابيزة سمعوها، فأحمد مسح على وشه بيأس في حين إن يارا بصتله و قالت باستغراب: 
- في ايه؟؟ 
أحمد بضحك: 
- منورة يا مس يارا. 
يارا استغربت جدًا اسلوب أحمد، ف بصت ل عمر اللي قال: 
- فكك منه. 
في نص الفرح أحمد اتكلم بتلاعب: 
- مش عايزة ترقصي مع زمايلك يا مس يارا؟ 
قبل ما هي ترد، عمر رد بدلاً عنها: 
- مبتعرفش. 
أحمد بخبث: 
- و أنت عرفت منين بقى؟ 
عمر اتوتر و حس إنه مكنش المفروض يتكلم، ف يارا قالت: 
- أنا فعلاً مبعرفش. 
عمر ابتسم لها وقال: 
- شوفتي بقى أنا عارف ازاي! 
أحمد بمشاكسة: 
- كلنا شوفنا، كلنا شوفنا. 
و هما خارجين من الفرح، أحمد همس ل عمر و قال: 
- عقبالك أنت و يارا. 
احمد سابهم و راح يجيب عربيته بعد ما اتفق معاهم إنه هيوصلهم، إنما عمر فضل واقف جنب يارا اللي بتتكلم و بتقول قد ايه أجواء الفرح كانت حلوة، و كان تفكيره فعلاً في الجملة اللي أحمد قالها، لمجرد إنه اتخيلها قدامه بفستان الفرح بدأ قلبه يدق جامد.
كان في شباب خارجين بيجروا ورا بعض ف واحد منهم خبطها بدون قصد، ف مرة واحدة لقت نفسها و كأنها في حضن عمر، و كانت نبضات قلبه سريعة فقالت: 
- دكتور أنت كويس، قلبك بيدق جامد اوي.
انتبه للوضع اللي هما فيه و نبضات قلبه زادت اكتر و هو بيتأمل ملامح وشها، و هي كمان كانت زى التايهة و سرحت في عيونه الواسعين و اللي بيلمعوا. 
فاقوا الاتنين على صوت أحمد إلي بينده عليهم من العربية عشان يروحوا يركبوا معاه.
أحمد دخل المكتب لقى عمر سرحان ف قال بهزار: 
- اللي واخدة عقلك تتهني بيه.
عمر بصله و قال: 
- شكلي بحبها.
أحمد بتأكيد: 
- هو باين على شكلك فعلاً......هنقول مبروك امتى؟ 
عمر بقلق: 
- أنا اللي عندي مشاعر، إنما معرفش هي مشاعرها ايه. 
أحمد بتخمين: 
- اعتقد إن هي كمان عندها مشاعر ليك، و بعدين مش فاكر لما كانت بتدافع عنك كانت بتتغزل فيك يعني بتشوفك شاب وسيم و دي حاجة إيجابية.
- يعني انت شايف إني اتكلم معاها؟ 
- مش شايف غير كدا الصراحة، طالما بتحبها يبقى تعترف بمشاعرك ليها و لو هي كمان بتحبك يبقى توكلنا على الله و نجيب المأذون. 
عمر اتجه للعناية عشان يتكلم مع يارا، بس و هو في الطرقة شافها قاعدة مع محمود و شكلهم بيتناقشوا في حاجة، فقرب منها و قال: 
- انتي فاضية يا يارا؟؟
يارا بترقب: 
- عايز حاجة؟
محمود أتدخل: 
- لاء مش دلوقت يا دكتور معلش عشان بنحاول نظبط روستر الشهر الجديد. 
عمر بص ل يارا و كرر: 
- فاضية؟؟ 
يارا بجدية: 
- لو حاجة تخص الحالات اكيد فاضية.
عمر سكت و كأنه بيفكر، و ملامح وشه اتغيرت فقال: 
- أنا........ أنا.......
يتبع......
عمر بص ل يارا و قال:
- فاضية؟؟ 
يارا بجدية: 
- لو حاجة تخص الحالات اكيد فاضية. 
عمر لوهلة حس إنها مش بتبادله نفس المشاعر فقال بجدية بعد ما ملامح وشه اتغيرت بشكل ملحوظ بالنسبة لها ف أتأخر في الرد و قال:
- خلاص خلاص، لما تبقى تخلصي ابقي اسحبي عينة د*م لتحليل وظائف الكبد. 
إحساس شديد اوي و صوت داخلي بيقولها إن عمر كان عايز يعترف لها بمشاعره، و من هنا بدأت هي تنشغل و تفكر فيه ب طريقة تانية غير إنه دكتور زميل في الشغل. 
تاني يوم كانت قاعدة بتسجل العلامات الحيوية للحالة اللي هي مسؤولة عنها، ف عمر دخل و قعد جنبها و اتكلم بابتسامة و عيونه بتلمع: 
- صباح الخير يا يارا.
ابتسمت و قالت: 
- صباح النور يا دكتور.
عمر سكت لثواني، و اتكلم تاني وقال: 
- عاملة ايه يا يارا؟؟ 
ابتسمت هي اكتر و بدأ قلبها يدق جامد، و قالت: 
- الحمدلله كويسة. 
كان بيحاول يجمع الكلام اللي هيقوله، متوتر و مش عارف يبدأ ازاي، و هي كانت حاسة إنه هيقول حاجة و كانت بتتمنى فعلاً يكون اللي في دماغها صح، بس لسوء الحظ قبل ما ينطق، جتلهم سماح اللي كانت بتعطى علاج للحالة و قالت: 
- يارا كيس الد*م جاهز، اتصلوا من بنك الد*م. 
يارا قامت و هي بتقول: 
- حاضر هروح اجيبه. 
عمر رجع مكتبه و هو متضايق، و أول ما أحمد شافه سأله بلهفة: 
- عملت ايه؟ 
- معرفتش اقولها، امبارح محمود و النهاردة سماح، حاسس إن دي إشارة إنها مش بتحبني. 
- لاء طبعًا ايه الهبل ده، و بعدين دا مكان شغل ف دا طبيعي إنك متلاقيش وقت مناسب عشان تكلمها. 
عمر ب حيرة: 
- طب و هعمل ايه؟ 
أحمد باقتراح: 
- ايه رأيك لو تعزمها مثلاً على العشا في مطعم، أو استناها يوم و هي خارجة من الشغل و اتكلم معاها. 
- فكرة بردو، هجرب. 
يارا بعد ما رجعت من برا، خبطت سماح على كتفها بخفة و قالت: 
- يعني مش عارفة تيجي في وقت تاني! حبكت دلوقت! 
سماح:
- الله و أنا أعمل ايه يعني ما هما اللي اتصلوا و قالوا جاهز، و أنا و الله كنت لسه مخلصتش شغل مع الحالة عشان كدا قولتلك. 
يارا قعدت و هي زعلانة، و بتفكر في عمر و مشاعرها اللي هي مش عارفة تحددها، هل هي فعلاً بتحبه و لا دا مجرد إعجاب عشان هو مهتم بيها و بيتكلم معاها بأسلوب حلو! 
سماح قاطعت تفكيرها و هي بتقول بمشاكسة: 
- أنا شايفة إن كلامك و هزارك مع دكتور عمر بقى كتير، و كمان سمعت انكم روحتم الفرح سوا و اكلتوا الجو و الكل فكر إن في بينكم حاجة. 
يارا بغيظ طفولي: 
- ما هو لو مكنتيش قاطعتينا من شوية كان ممكن يبقى في حاجة فعلاً. 
سماح: 
- مش فاهمة! 
يارا بتوضيح: 
- بصي أنا مش عارفة كلامي صح و لا غلط، بس أنا إحساسي غالبًا بيكون صح، و أنا حاسة إن دكتور عمر معجب بيا....امبارح و أنا قاعدة مع مستر محمود بنحط الروستر كان دكتور عمر عايز يتكلم معايا، و الغريب إنه جاي يسألني انتي فاضية دلوقت؟ بس أنا كنت حي*وانة و قعدت اقوله لو حاجة تخص الحالة اه فاضية و دا معناه إني عايزة اتكلم معاها في الشغل بس، و ساعتها بقى هو ملامحه اتغيرت و سكت شوية و كأنه بيفكر في حاجة تانية و بعدين قال طلب مني اسحب عينة من الحالة، و دلوقت بردو قبل ما انتي تيجي كنت حاسة إنه عايز يقول حاجة. 
سماح ضحكت وقالت بسخرية: 
- عادي جدًا الكلام اللي انتي بتقوليه ده، بطلي عبط! 
يارا بإصرار: 
- لاء و الله في حاجة، أصل يعني أنا في مستشفى و من شغلي اللي انا هنا عشانه إني اهتم بالحالات ف لو كان فعلاً جاي مخصوص للتحليل مكنش هيسألني فاضية و لا لاء، دا دا شغلي اللي اي حاجة تانية تتأجل عشانه. 
سماح بتذكر: 
- تصدقي التحليل دا فعلاً كان طالبه من مستر محمود. 
يارا بتأكيد: 
- اهو شوفتي بقى، أنت عارفة يا سماح لما بيكلمني عيونه بتلمع مش بشوف اللامعة دي في عيونه غير ليا أنا، حتى بلاحظ إنه مش بيهزر مع حد فيكم غيري. 
سماح بتأييد: 
- في دي فعلاً معاكي حق، هو مش بيوجهلي كلام غير لو لزم الأمر و مع باقي الاستف كدا حتى الدكاترة البنات بردو، بس انتي بردو متعشميش نفسك عشان ممكن نكون بنفسر تصرفاته غلط. 
يارا اتنهدت و قالت: 
- أنا محتارة بس حاسة إني بكون مبسوطة و أنا بتكلم معاه، أنا فعلاً بحس قلبي بيضحك، و عايزة اتكلم عنه مع كل الناس، بس خايفة يكون وهم و في نفس الوقت نفسي يكون عنده مشاعر ليا. 
سماح طبطت على كتفها وقالت بود: 
- ربنا يريح بالك و يعملك اللي فيه الخير. 
مر أسبوع من شهر رمضان و عمر مش لاقي فرصة مناسبة عشان يتكلم مع يارا و لا حتى عنده الجرأة عشان يعترف، عنده احساس إنها هترفضه، و أخيرًا حسم أمره يجازف و يعترف و مش مهم لو رفضته أهم حاجة فيما بعد ما يندمش إنها ضاعت منه. 
خرجت يارا من المستشفى بعد ما النبطشية بتاعتها خلصت، و هي ماشية كانت حاسة إن في حد ماشي وراها، فوقفت فجأة و بصت وراها. 
كان شاب اول مرة تشوفه كان بيبتسم لها، كانت هتكمل طريقها و تمشي بس هو منعها و قال: 
- ممكن اتكلم معاكي شوية يا مس يارا؟ 
استغربت إنه عارف اسمها، فسألته: 
- أنت عارف اسمي منين؟؟ 
الشاب بتوضيح:
- أنا قصدي خير و الله، بصي انا قريب خالد  الحالة المحجوزة عندكم في المستشفى في الدور التالت و بشوفك كل يوم و انتي بتمضي و لما سألت عنك قالوا لي على اسمك. 
يارا بجدية: 
- و حضرتك بقى عايز مني ايه؟ 
سألها مباشرة: 
- هو أنتي مخطوبة؟؟؟؟ 
يصتله بضيق و سابته و مشيت، كانت بتحسبه عايز حاجة تخص الحالة المحجوزة عندهم، لكن طالما الأمر مش مهم يبقى مينفعش تضيع وقتها معاه، و بالفعل مهتمتش بيه و لا ردت عليه و هو بينده عليها و بيطلب منها فرصة يتكلموا. 
بعد يومين قبل ما تدخل المستشفى الشاب حاول يعترض طريقها تاني و كان بينده عليها بس هي مردتش و قررت تعرف أهله عشان يخلوه يبعد عنها، و بالفعل اول حاجة عملتها إنها طلعت لأهله و اتكلمت مع والدته اللى قالتلها إنه ميقصدش يزعجها و إن هو معجب بيها و عايز يخطبها، لكن يارا قالت لها انها بالفعل متجوزة. 
في اليوم دا بالليل بدأ الجو يمطر جامد، كانت الساعة حوالي واحدة و كانت يارا واقفة في الشباك و بتتفرج على المطر و هي مبسوطة، ف لمحت ٣ بنات واقفين تحت و بيحاولوا يحموا نفسهم بشنطهم الصغيرة من المطر فنزلت عشان تساعدهم، و لما عرفت إنهم قرايب حالة في العناية قررت تخليهم يباتوا معاها هي و سماح في اوضة التمريض. 
سماح بجدية: 
- طب و إحنا هنعمل ايه دلوقت! زي ما انتي شايفة إن كل سراير العناية عليهم حالات و احنا في الاوضة بتاعتنا مفيش غير مرتبتين، و كمان معانا مستر محمود و مستر إبراهيم و مستر عبدالله و مس ناهد، هنشفت ازاي بقى؟؟
يارا بحيرة:
- مش عارفة، بس أنا كان لازم اساعدهم، ايه رايك في اوضة الدكاترة أو مكتبهم نشفت احنا فيه و هما البنات يناموا في اوضتنا. 
سماح بيأس:  
- مستحيل طبعًا دا دكتور عمر بيخاف جدًا على اوضة المكتب و عمره ما سمح لحد يبات فيها و.....
يارا منعتها تتكلم و قالت:
- أنا هتصرف. 
بالفعل راحت خبطت على اوضة المكتب و دخلت لعمر اللي كان قاعد بيتكلم مع أحمد، و أول ماشافها ابتسم و رحب بيها، ف أحمد استغل الفرصة و قال: 
- اروح أمر أنا بقى على الحالات قبل النوم. 
عمر قرر إنه خلاص هيتكلم و يعترف حالا بمشاعره، لكنها منعته عشان تطلب منه اللي جت عشانه و تعرفه الوضع و هو بالفعل مقدرش يعترض عشانها، و بعد ما هي شكرته هو قال: 
- عايز اقولك على حاجة يا يارا؟ 
قامت هي بسرعة وقالت: 
- مش وقته، معلش يا دكتور عمر أصل لازم أخرج حالًا.
عمر بص في ساعته و قال باستغراب: 
- الساعة اتنين هتروحي فين دلوقت و كمان الجو بيمطر جامد. 
يارا بحماس: 
- ما أنا عشان كدا لازم انزل، عايزة اجيب ايس كريم بحبه اوي في الجو ده. 
بعد ربع ساعة كانت واقفة على سطح المستشفى و مستنية عمر اللي رفض إنها تنزل في وقت متأخر، و نزل هو يجيب لها ايس كريم. 
حست بحركات بطيئة و كأن حد بيقرب منها، دا خلاها تخاف لأنها لسه باعته لعمر رسالة و قالها إنه أتأخر عشان مش لاقي النوع اللي هي عايزاه. 
يتبع.........
بقلم زينب محروس
حست بحركات بطيئة و كأن حد بيقرب منها، دا خلاها تخاف لأنها لسه باعته لعمر رسالة و قالها إنه أتأخر عشان مش لاقي النوع اللي هي عايزاه.
بصت وراها بخوف و مع الأسف كان آخر شخص بتتمنى تشوفه، و هو الشاب اللي تبع الحالة، قرب منها فهي رجعت خطوتين لورا و قالت بشجاعة مزيفة: 
- انا مش عايزة اتكلم معاك لو سمحت امشي من هنا. 
اتكلم بحزن و قال:
- معلش اسمعيني، أنا و الله عايز ادخل البيت من بابه و عشان كدا عايز فرصة. 
يارا بضيق: 
- و أنا مش عايزة و قولت ل مامتك إني متزوجة، ف ياريت تبعد عني. 
الشاب بإصرار: 
- بس انا سألت و عرفت إنك مش متزوجة، ارجوكي اعطيني فرصة و لما تتعرفي عليا هتحبيني. 
يارا بنفور: 
- من غير فرص أنا مش عايزاك، مجرد لما بشوفك بس بضايق، فمن فضلك بلاش تعترض طريقي تاني و شوف حد تاني تحبه عشان أنا مستحيل افكر فيك. 
الشاب بحزن: 
- أنا آسف، كنت قاصد خير، أوعدك مش هتشوفيني تاني. 
يارا بغضب: 
- ياريت.....اتفضل من هنا بقى. 
الشاب بالفعل اتحرك عشان يمشي، و هو نازل شافه عمر اللي استغرب جدًا إنه كان على السطح، لما وصل عند يارا  سألها بقلق: 
- أنتي كويسة؟ 
يارا ابتسمت و قالت:
- ايوه الحمدلله، بتسأل ليه؟ 
عمر بتوضيح: 
- شوفت شاب نازل من هنا ف قلقت عليكي. 
يارا بتأكيد: 
- أنا زي الفل متقلقش، المهم بقى فين الآيس كريم خلينا ناكله قبل ما المطر يشتد تاني. 
و بالفعل بدأوا ياكلوا الآيس كريم و هما بيضحكوا و بيتكلموا و يهزروا، و بعدين هي قررت تحكيله عن الشاب ده، فقالت: 
- أنا عايزة اقولك حاجة.
بصلها باهتمام و هو بيتأمل ملامحها و  منتظر كلامها بس قبل ما هي تنطق رن فونها بأغنية ل تامر حسني تزامنًا مع المطر اللي رجع يشتد تاني. 
- يا ليل ما تشوفلي حل معاه، حبيبي العين عليه و حاسداه، بايني في يوم هروح خاطفه و أعين روحي ليه حارس.
هنا هي قفلت الفون و هو في جيبها من غير ما تخرجه و لا تشوف مين اللي بيتصل، و كانت هي كمان سرحانة في عيونه، و هو كمل الأغنية و هو بيبتسم لها بحب:
- يا خوفي لأقل عقلي معاه، و اسيب نفسي و اروح وياااه، مكان كل العيون ناسياه و غيرنا مايوصلوش خالص. 
كان خلاص على أتم الاستعداد إنه يعترف بمشاعره، لكن أحمد كان له رأي تاني لما رن على عمر اللي رفض المكالمة و هو بيتأفف، لكن أحمد رجع اتصل بيه تاني ف عمر رد بضيق: 
- ايه يا أحمد في ايه؟؟ 
- في مصيبة، تعال فورًا المكتب. 
عمر باستغراب: 
- ما أنت قاعد و مزاجك رايق أهو و الحالات في العناية تمام و زي الفل.
أحمد بغيظ: 
- تعرف تقولي هنتخمد فين! 
عمر بهدوء: 
- هنا في المكتب، اوضتنا النهاردة التمريض هيشفت فيها. 
أحمد بتخمين: 
- هي يارا اللي طلبت منك؟ أصل انا ياما طلبت منك نسيب الأوضة للتمريض لما بيكونوا كتير و أنت بترفض. 
عمر ابتسم: 
- يارا طلبت بقى و مقدرش أرفض طلبها. 
أحمد اخد باله من هدوم عمر اللي كلها ميه فسأله باستغراب: 
- أنت كنت برا في المطر دا و لا ايه؟ 
- كنت مع يارا على السطح.
أحمد بدهشة: 
- في المطر ده! انتم مجانين! 
عمر بضيق: 
- متغلطش فيها. 
أحمد بسخرية: 
- و أنت عادي اغلط فيك! 
- ايوه كله إلا يارا. 
- ماشي يا سيدي مش هغلط في يارا تاني. 
- اسمها مس يارا، أنا بس اللي اكلمها من غير تكلف. 
أحمد ضحك و هو بيخبط كف على كف و قال: 
- ماشي يا سيدي، قولي بقى اعترفت و لا لسه.
- كنت خلاص على وشك بس حضرتك بوظت الدنيا، بس إن شاء الله بكرا مهما يحصل هعترف لها بمشاعرى و هاخدها معايا و أنا بستلم العربية. 
يارا كانت في الأوضة مع ناهد و سماح و لما الباب خبط هي اللي قامت فتحت، عمر اول ما شافها ابتسم و مد ايده بعلاج وقال: 
- جبت الحبوب دي عشان تاخدي منها بدل ما يجيلك برد. 
يارا ابتسمت و اخدت منه الشريط و قالت: 
- أنت اخدت؟ 
- لاء. 
- طب ثواني.
دخلت الأوضة بسرعة جابت ميه و صممت إنه ياخد من الشريط عشان ميتعبش هو كمان، فهو صمم إنها تاخد العلاج الاول و بالفعل هي اخدت الاول و هو بعدها و بعدين قال: 
- عايزك تيجي معايا بكرا مشوار قبل ما ترجعي البيت. 
سألته بفضول: 
- هنروح فين؟ 
- اشتريت عربية و رايح استلمها بكرا و عايزك تيجي معايا عشان تكوني اول واحدة ركبتيها. 
يارا بمرح: 
- و هتوصلني البيت؟ 
عمر بحب:
- هوصلك البيت، و لو تحبي ممكن اوصلك طول العمر. 
قلبها دق جامد و بدأ وشها يحمر ف قالت بانسحاب: 
- خلاص تمام نتقابل الصبح.
اول ما دخلت سماح سألتها: 
- بتتكلمي كل دا مع مين. 
- دكتور عمر.
- كان عايز ايه.
- جايبلي حبوب للبرد عشان متعبش من وقفة المطر.
سماح بمشاكسة: 
- يا سيدي يا سيدي.......و كمان صمم إنك تاخديها و هو موجود. 
يارا بتوضيح: 
- ايوه، بس انا اللي اصريت إنه ياخد فهو ماخدش غير بعدي.
ناهد بصدمة: 
- دكتور عمر شرب من نفس الكوباية اللي شربتي منها؟؟ 
يارا باستغراب: 
- ايوه هو فيها ايه؟
ناهد بتوضيح:
- دا بيتقرف يشرب ورا حد، دايما معاه ازازة لوحده و لو حد شرب منها بيغيرها.
سماح قالت بهزار: 
- الحب يعمل اكتر من كدا، نيالهم عصافير الحب.
يارا بحزن: 
- أنا خايفة، مش عايزة اقرب اكتر من كدا.
سماح باستغراب: 
- لو أنتي كمان بتحبيه يبقى ايه المانع؟ 
- خايفة لما نقرب يتغير معايا و يكسر قلبي، مش عايزة نقرب عشان يفضل طول عمره حلو و كويس في عيوني. 
ناهد باعتراض: 
- و هو يفيد بإيه حبك ليه و صورته الحلوة لو هتعيشي عمرك كله زعلانة عشان خسرتيه! 
سماح:
- بلاش خوفك الزايد ده يا يارا و سيبي الأمور تمشي بشكل طبيعي و إن شاء الله ربنا هيجبر خاطرك.
بيرن عليها بقاله عشر دقايق لكنها مش بترد، ف لما شاف سماح خارجة نده عليها و سألها فهي قالتله إن يارا مشيت من نص ساعة. 
خرج من المستشفى و هو زعلان و مضايق، في نفس الوقت اللي هي كانت راجعة فيه من برا و جاية بتجري و بتبص في ساعة ايدها و شايلة علبة هدايا حجمها متوسط، اتقابلوا على البوابة و هما اول ما شافوا بعض وقفوا فهي ابتسمت و قالت: 
- كويس لحقتك قبل ما تمشي. 
- كنتي فين مش اتفقنا هنروح نجيب العربية سوا؟ 
- ما أنا روحت اجيبلك هدية الأول.
- بمناسبة ايه؟
- حلاوة العربية الجديدة، بس مش هتاخدها غير لما تجيب العربية. 
بعد ساعة كانوا في الطريق و هما راكبين عربيته الجديدة، ف عمر قال: 
- تحبي نروح نفطر فين؟ 
- لاء فطار ايه عايزة ارجع البيت عشان أنام، دا أنا معرفتش أنام امبارح......اه بالحق الهدية قبل ما انسي. 
وقف سواقة و اخد منها الهدية و هو متحمس جدًا، بس اول ما فتحها انفجر في الضحك و هو بيطلع چيركن، من كتر الضحك مكنش قادر يتكلم فهي ضحكت و قالت بهزار: 
- قولت اجيبلك لترين زيت من بتاع العربيات ده، و اهو حتي يبقالي عين اركب معاك. 
- لاء بجد جايبة زيت هدية؟!! 
يارا بجدية: 
- الله مش قولتلك إن دي هدية عشان العربية، اكيد مش هجيب للعربية ساعة مثلاً.
عمر بحيرة: 
- و هي الهدية عشاني و لا عشان العربية؟
- عشان العربية طبعًا. 
عمر بضحك: 
يا بخت العربية، لقت اللي يجبلها هدية و أنا لاء.
ضحك جامد و هو بيشغل العربية تاني: 
- و الله بعد الهدية دي لازم تعوضيني و تيجي نفطر سوا. 
كانت هتعترض بس رنة فون عمر منعتها تتكلم، كان اتصال من صلاح اللي سأل عمر لما رد عليه: 
- مس يارا معاك يا عمر؟ 
- ايوه معايا في حاجة و لا ايه؟؟؟ 
- برن عليها فونها مغلق و عرفت من الأمن إنها خرجت معاك، فعرفها تجيلي ضروري عشان نشوف إجراءات النقل.
عمر بص ل يارا بصدمة قبل ما يسأل صلاح:
- نقل ايه اللي بتتكلم عليه؟
صلاح بجدية:
- يارا وافقت تبدل مع البنت و تروح مستشفى تانية.
يتبع ...........
عمر بص ل يارا بصدمة قبل ما يسأل صلاح:
- نقل ايه اللي بتتكلم عليه؟
صلاح بجدية:
- يارا وافقت تبدل مع البنت و تروح مستشفى تانية.
عمر قفل الفون و سأل يارا بحزن:
- هو أنتي فعلاً عايزة تتنقلي؟
هزت دماغها و قالت: 
- أيوه. 
عمر و هو بيبص في عيونها: 
- طب و أنا؟ 
يارا بتجاهل: 
- أنت ايه يا دكتور؟؟ 
عمر باستنكار: 
- عايزة تعرفيني إنك مش حاسة بمشاعري، مش مستغربة حتى إن تصرفاتي معاكي غير زمايلك! دا حتي بعاملك غير الناس كلها. 
يارا و هي بتبص بعيد: 
- ايه لازمة الكلام دا دلوقت يا دكتور! 
عمر بحنان: 
- لازمته إني بحبك، ايوه بحبك و عايزك معايا و جنبي العمر كله، عايزك معايا في كل مكان اكون فيه مش بس المستشفى. 
- و عشان كدا أنا لازم ابعد يا دكتور، مينفعش نكون مع بعض في مكان واحد.
عمر ابتسم بوجع و عيونه دمعت و قال: 
- يعني انتي بترفضي حبي، و كمان وجودي ك زميل حتى! 
- تعتقد لو أنا رافضة وجودك كان زماني قاعدة جنبك دلوقت؟ مفيش في الدنيا ممرضة تنزل مع الدكتور زميلها و هو بيشتري عربية، إلا لو في حاجة، صح و لا كلامي غلط! 
نزلت دمعة على خده و قال بتوهان: 
- مش عارف. 
يارا مدت إيدها و مسحت دمعته و قالت بحب: 
- بلاش دموعك عشان متصعبش الموضوع دا عليّ، مشاعرك ليا أنا حاسة بيها و عشان كدا أنا لازم ابعد. 
- و ليه تبعدي يا يارا! 
يارا بتوضيح: 
- أنا قولتلك قبل كدا إني كنت مخطوبة، فأنا محتاجة دلوقت ابعد عنك فترة عشان اعرف احدد مشاعري، خايفة تكون مشاعري ليك مجرد حب لاهتمامك بيا مش اكتر، ف عشان كدا لازم ابعد و صدقني لما أتأكد إني فعلاً بحبك و مشاعري مش مجرد احتياج للاهتمام هرجعلك تاني.
- طب و المستشفى ساعتها هترجعيها ازاي؟
- ساعتها بقى هيبقى المدير حمايا و هطلب منه بقلب جامد إنه يتصرف و يرجعني، و الإنسان يجرب شعور الواسطة.
قالت كلامها بهزار، فهو ابتسم و سألها: 
- طيب هنبقى على تواصل؟
حركت راسها بنفي و قالت: 
- إن شاء الله الموضوع مش هياخد وقت.
بالفعل يارا اتنقلت لمستشفى تانية و مكنوش على تواصل نهائي، بس عمر بقى كان عارف مواعيد شغلها و كان كل يوم بيشوفها و يطمن عليها من بعيد، استمر على الوضع ده لمدة شهرين، و مرة واحدة بطل يروح لها و هي كانت ملاحظة وجوده و كذلك لاحظت إنه معتش بيجي يشوفها و هي داخلة و خارجة من المستشفى. 
بعد ست شهور، كانت يارا قدرت إنها تحدد مشاعرها و تعرف إنها فعلاً بتحبه، و قررت إنها بعد شغلها هتعدي على سماح بحجة إنها عايزة تشوفها بس الحقيقة هي عايزة تشوف عمر.
كانت قاعدة مع سماح في العناية و بيتكلموا، و يارا بتستفسر منها عن وضع عمر لو تعرف عنه حاجة، ف سماح قالت: 
- من لما مشيتي و هو فضل فترة كدا كويس و بعدها بقى مكشر علطول نادرًا لو شوفته بيضحك، او ممكن مبقاش يضحك أصلا، و بقى متشدد جدًا مش لطيف كدا زي الأول...... إلا صحيح يا يارا هو موضوعكم دا انتهي على ايه؟ 
- اعترف لي بمشاعره قبل ما اتنقل و أنا قولتله لما احدد مشاعري هقولك، بس بيني و بينك أنا محرجة اتكلم معاه، عايزاه هو اللي يبادر و يسألني.
سماح بسخرية: 
- بتحددي مشاعرك في ست شهور!! مش كتير شوية! 
يارا ضحكت و قالت: 
- اهو بقى.
في اللحظة دي عمر دخل، وجه كلامه لسماح: 
- من فضلك يا مس سماح عايز نتيجة التحاليل من المعمل. 
سابهم و مشي و لا اكنه شايف يارا اللي استغرابت جدًا و قالت: 
- لاء دا متغير عليّ أنا كمان.
سماح بتخمين: 
- ما يمكن دا عشان أنتي قولتيله إن مش هيبقى بينكم تواصل لحد ما تحددي مشاعرك.
يارا باقتناع: 
- ممكن.....طيب بصي هاجي معاكي نجيب التحاليل و أنا هوديها له المكتب.
بعد شوية، يارا خبطت و دخلت علطول، فعمر اول ما شافها قال بضيق: 
- هو أنا سمحتلك تدخلي؟؟ 
يارا بإحراج: 
- أنا آسفة لو ضايقتك، كنت جايبة التحاليل.
اخدهم منها و قال: 
- شكرًا.
وقفت ثواني مش عارفة تعمل ايه، فهو قال: 
- حضرتك محتاجة حاجة! 
تساؤلات كتيرة جداً جواها و عايزة تعرف سبب تغيره، فسألته بترقب: 
- عمر أنت كويس؟ 
بصلها بغضب: 
- دكتور عمر، احفظي التكليف يا مس، و اه ملكيش حق عشان تسأليني أنا كويس و لا لاء.
عيونها دمعت و بالفعل عيطت و قالت بهمس: 
- أنا آسفة.
تاني يوم في مكتب الدكاترة.
أحمد سأل عمر بفضول: 
- سمعت إن يارا كانت هنا امبارح، قلبها مال و لا ايه؟؟ 
عمر بتجاهل:
- مش فارقه.
- هو ايه اللي مش فارق! أنت مدرك إنك بتتكلم عن يارا! 
عمر بحزن: 
- ايوه يارا اللي كذبت عليا و طلعت أصلا متزوجة! 
أحمد بتهكم: 
- هو أنت صدقت العبط ده؟ المستشفى كلها عارفة إنه كان بيلاحق يارا و كان عايزها و هي صدته و رفضته، فأكيد بيقول كدا عشان ينتقم من رفضها ليه! و خصوصًا إن هو اللي جه من نفسه و قالك كدا عليها بالرغم من ان قريبه كان خرج من المستشفى، يعني واحد غيره ميشغلش باله إلا لو عايز يخليك تكسر قلبها.
عمر بحيرة: 
- معرفش، و الله ما بقيت عارف حاجة، و بعدين ما هي قالت إنها لما تحدد مشاعرها هتقولي و لحد دلوقت معملتش حاجة. 
- روح أنت و اتكلم معاها يا عمر، سماح قالت لي إنها مشيت معيطة امبارح بعد ما اتكلمت معاك. 
عمر بندم: 
- أنا فعلاً هبيت فيها، و زعقتلها.
- خلاص يبقى تتكلم معاها و تسألها عن موضوع الشاب ده، و اسألها عن مشاعرها، و طالما بتحبها يبقى لازم تثق فيها عشان الثقة اهم في العلاقة
عمر بتبرير: 
- مش قلة ثقة و الله، بس هي اتأخرت عليّ في ردها و جه كلام الشاب دا فقولت يبقى بلاش اعشم نفسي و ابني احلام وهمية.
- يبقى تتكلم معاها، و نصيحة مني لما تبقوا سوا إن شاء الله متصدقش اي حاجة تتقال عنها غير لما تسمع منها الأول. 
عمر اقتنع ب كلام أحمد و قام راح العناية، كانت ناهد و سماح و محمود قاعدين، فهو سأل: 
- متعرفيش يارا فين دلوقت يا مس سماح؟ 
سماح بجدية: 
- هي في المستشفى كان عندها شيفت، و هتيجي دلوقت عشان نمشي سوا.
قبل ما هو يتكلم، ناهد قالت: 
- اهي وصلت يا دكتور. 
عمر التفت وراه علطول و قال ممكن نتكلم شوية يا يارا؟
خرجت معاه، قدام العناية فهو بادر و قال: 
- عاملة ايه؟ 
بصت له بحزن و قالت بعتاب: 
- و هو دا سؤال يختلف عن أنت كويس اللي حضرتك قولت مليش الحق انى أسأله؟ 
عمر بندم: 
- أنا آسف و الله بس كنت زعلان مضايق عشان كنت مفكر إنك روحتي من ايدي.
- انا عارفة إني اتأخرت في الرد عليك بس اكيد لو كنت هرفضك كنت هعرفك عشان متتعلقش بيا على الفاضي. 
عمر سألها: 
- هو أنتي قولتي لحد تبع حالة خالد اللي كان هنا إنك متزوجة.
يارا حكتله كل حاجة عن الشاب قريب خالد، و بعدين سألته بشك: 
- هو أنت عشان كدا بطلت تراقبني من بعيد؟ 
عمر بتفاجئ: 
- هو أنتي كنتي بتشوفيني؟ 
يارا ابتسمت و هزت راسها: 
- ايوه و كنت ببقى مبسوطة عشان أنا كنت بستناك عشان اشوفك. 
حان الآن لأهم سؤال بالنسبة ل عمر عشان يتأكد من مشاعرها، بس مع الاسف سمعوا صوت ناهد اللي بتصرخ: 
- الحالة بتموت بسرعة CPR.
دخلوا جري و بدأ محمود و ناهد يشتغلوا على الحالة اللي مكنتش بتستجيب، و في نفس الوقت حالة تانية قلبها وقف ف عمر أتدخل بسرعة هو و سماح، و يارا راحت ندهت ل احمد، و لسوء الحظ حالة تالتة قلبها وقف و كأن الحالات متفقة مع بعضها و هنا أتدخل دكتور أحمد و يارا، ف عمر نده على احمد و بدل معاه، و بقى كل اتنين على حالة. 
الحالة اللي مع سماح و دكتور أحمد رجعت للحياة تاني، و بعدها الحالة اللي مع عمر و يارا و أخيرًا الحالة اللي مع محمود و ناهد. 
اتنفسوا كلهم براحة، و أحمد قال بهزار: 
- الحالات متفقين و لا ايه! 
ناهد : 
- و الله يا دكتور أنا اللي كان قلبي هيقف من كتر التوتر.
محمود قال بهزار: 
- احمدي ربنا، عشان مكنش حد هيعبرك، ما هو مش هنسيب الحالات عشانك.
كلهم ضحكوا، ف ناهد قالت:
- بالمناسبة دي و أننا انفذنا ٣ حالات مرة واحدة خلونا ناخد صورة بوز البطة.
يارا وقفت بحماس و قالت: 
- ايوه يلا أنا هصوركم بفوني.
مكنتش عارفة تظبط الصورة بسبب عمر اللي بعيد عنهم شوية فقالت: 
- قرب شوية يا دكتور عمر عشان ناخد سيلفى بوز البطة.
عمر قام وقف و قرب منها و قال: 
- بس أنا عايز سيلفى جوز البطة. 
كلهم بيتابعوا في صمت، و يارا ضحكت و قالت: 
- و احنا نجيبلك بطة ب جوزها منين! 
عمر بهيام: 
- أنتي البطة....و أنا عايز اكون جوزك.
ابتسمت اكتر و عيونها لمعت بحب، أهو حلمها بيتحقق و عمر اللي حلمت بيه قبل ما تشوفه قدامها و بيطلب منها الجواز، نزل على ركبته و مدلها ايده ب الحلقة البلاستيك اللي هي الجزء اللي بيتعلق منها جهاز المحلول، و قال: 
- ملحقتش أجيب الخاتم، بس لو وافقتي تتجوزيني هتتبدل الحلقة دي ب دبلة تعلن للجميع إنك ليا لباقي العمر. 
حركت دماغها بسعادة و قالت و هي بتمد ايدها: 
- موافقة، موافقة اعيشلك العمر كله. 
محمود صفر جامد و كلهم ابتسموا ب فرحة عشان عمر و يارا، ف أحمد لكز محمود بخفة و قال: 
- صفر بالراحة إحنا في عناية. 
بعد أسبوع، كانوا واقفين على سطح المستشفى، ف يارا قالت بضحك و هي بتحرك ايدها قدام عيونه: 
- تصدق الدبلة طلعت بتدفي فعلاً. 
عمر بهيام: 
- بتدفي اوي.....عندي ليكي مفاجأة، في حد قالي كدا حاجة عنك فقولت يبقى تتنفذ عشان خاطرك.
- اكيد سماح.
ابتسم و طلع من الكيس الأسمر اللي في ايده فانوس السما الملون، ف يارا اخدته منه و هي فرحانة، و قالت بتفاجئ: 
- دا عليه أسمائنا، و كمان مكتوب عليه.
بدأت تقرأ و عمر بيقول معاها و هو بيتأملها بحب: 
- سأكون لها كما تحب أن أكون، و إن لزم الأمر لفديتها بروحي، هي لي الحياة، و لا حياة بدونها. 
ول*عوا الفانوس سوا و هما مبسوطين، و سبوه يطلع للسما، ف يارا اتكلمت بحب و هي بتبص لعمر اللي بيتابع الفانوس: 
- انت الشخص اللي حلمت بيه يا عمر، وفيت بوعدك في الحلم، و أنا بوعدك....سأكون لك كما تحب أن أكون، و إن لزم الأمر لفديتك بروحي، فأنت لي الحياة، و لا حياة بدونك. 
                                   تمت بحمد الله. 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-