رواية حب بالتبادل كاملة جميع الفصول بقلم هاجر نور الدين

رواية حب بالتبادل كاملة جميع الفصول بقلم هاجر نور الدين

رواية حب بالتبادل كاملة جميع الفصول هي رواية من كتابة هاجر نور الدين رواية حب بالتبادل كاملة جميع الفصول صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية حب بالتبادل كاملة جميع الفصول حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية حب بالتبادل كاملة جميع الفصول

رواية حب بالتبادل كاملة جميع الفصول بقلم هاجر نور الدين

رواية حب بالتبادل كاملة جميع الفصول

صحيت من النوم وأنا مبسوطة ومُبتسمة، النهاردة الخميس..يعني العيلة كلها هتتجمع تحت في بيت جدي وسهرة لِوش الصبح ورامي إبن عمتي هييجي، قومت من على السرير بِفرحة وحماس خدت حمام دافي ولبست فستان رقيق ونزلت، مكنوش لسة جُم فـَ دخلت المطبخ مع ماما و مراتات عمامي عشان نحضر الفطار عقبال ما ييجوا، ودخلت معايا فاطمة اللي أول ما شوفتها كشرت وقولت:

_خير، لابسة فستان سواريه وميك اب كامل، رايحة فرح يعني، دا إحنا قاعدين في البيت?

إتكلمت مرات عمي واللي هي أمها وقالت:

=وإنتي مالك بالـ بت ما تعمل اللي هي عايزاه، ولو غيرانة منها إعملي زيها ياحبيبتي.

بصيتلها بدهشة وقولت بسخرية:

_غيرانة منها جدًا الحقيقة، لدرجة إني مش عارفة أعمل زيها.

إتدايقت مني ولسة هترد إتكلمت ماما وقالت:

=مالناش دعوة يا ملك، تعمل اللي تعملهُ المهم خُدي الأطباق يلا طلعيها عشان هما وصلوا خلاص.

إبتسمت وجاية آخد الأطباق لاقيت إيد فاطمة ممدودة وعايزة تاخدها هي، بصيتلها بقر *ف وقولت:

_قالت يا ملك، إيدك لتوحشك.

خدت الأطباق وطلعت حطيتهم على السفرة وكان رامي قاعد بعد ما سلم عليهم وأول ما شافني إبتسم وقال:

=عاملة إي يا لوكا?

إبتسامتي وسعت وضربات قلبي زادت وقولت:

_الحمدلله بخير، إنت عامل إي?

جاوب بِنفس الإبتسامة وقال:

=بخير لما شوفتك.

إتكسفت وبصيت على بقيت العيلة بإحراج ودخلت المطبخ بسرعة، جدي نغزهُ في جنبهُ وقرب منهُ وقال في ودانهُ:

_كدا كسفت البنت، إتلم كدا وإعقل ها.

بص لـِ جدي وقال بإبتسامة:

=مقولتش غير الحقيقة، الله!

إبتسم جدي وهو باصصلهُ بِحُب لإنهُ حفيدهُ المُفضل تقريبًا، بس بعدي أكيد، بعد شوية خرجنا كلنا من المطبخ وقعدنا على السفرة عشان نفطر، كنت قاعدة جنب ماما في الكرسي اللي في وش رامي، وفاطمة كانت قاعدة جنبهُ، مسكت العيش وحطتهُ قدامهُ وقالت بِمياعة:

_إتفضل يا رامي لازم تتغذى كويس.

بصيتلها بدهشة وعصبية، بس ردهُ كان كفيل يبسطني لما قال:

=أتغذى ليه مش فاهم هو أنا حامل!

كُلي يا فاطمة الله يرضى عليكي.

ضحكنا كلنا على اللي قالهُ وكنت فرحانة فيها، ساب العيش اللي هي جابتهُ وخد عيش تاني، بعد ما كلنا قومنا عشان نلم السفرة ودخلت عشان أعمل الشاي، كان كل واحد قاعد في مكان في الصالة، بس اللزقة فاطمة دي كانت قاعدة جنب رامي وبتتلكك إن هي مش فاهمة حاجة في الدراسة وعايزاه يفهمهلها لإن هو بيدرس نفس التخصص اللي هي بتدرسهُ، طلعت إديت كلهُ الشاي وجيت عندهم وقولت بغيظ وأنا ببُص لِـ رامي بغضب:

_بقول أغير الشاي وأجيب ليمون.

ردت عليا بتناحة وقال:

=ياريت، حتى الجو حر.

بصيتلها بعصبية ولسة كنت هرد بس إتكلم رامي بسرعة عشان ميحصلش خناقة بيننا وقال:

_هاتي الشاي، أنا أصلًا مش بحب أشربهُ غير كل خميس من إيدك.

إبتسمت وهي كانت بصالي بِنظرات عايزة تقتـ *لني بيها ولكني مهتمش ليها، جِه عزت إبن عمي ووقف جنبي وقال بغضب بيحاول ميبينهوش هو كمان:

_قومي يا فاطمة تعالي عايزك في موضوع.

شاورت بإيديها بعدم إهتمام وقالت:

=بعدين.

إتدايق وقال:

_معلش بعد إذنك عشان محتاجين نجيب حاجات لـِ جدي من تحت.

زفرت بِنفاذ صبر وقامت وهي بتقول:

=تمام إتفضل.

مشيوا بعدها من قدامنا وأنا قعدت مكانها على الكنبة اللي جنب رامي ولاقيتهُ قرب راسهُ مِني شوية وقال:

_وحشتيني.

بصيتلهُ بصد *مة وهو إبتسم وقال:

_أقصد يعني وحشتني كوباية الشاي منك، بتعمليها بطريقة مختلفة.

حاولت أداري خجلي وقولت بغضب مُصتنع:

=أه، ما هو ممكن فاطمة تعملهُ برضوا وهيكون طعمهُ مُختلف.

كشر وقال عشان يرضيني:

_يا ساتر، دي مهما تحُط سُكر هيفضل طعمهُ دلِع وماسخ.

ضحكت على كلامهُ وقولت بسرعة وسعادة لما إفتكرت:

=شوفت صح، خلود صاحبتي اللي كنت حكيالك عليها قبل كدا خلاص فرحها بعد يومين.

إتكلم بدهشة وقال:

_مش قولتيلي قبل كدا إنها فركشت?

بصيتلهُ شوية بتفكير وبعدين قولت لما إفتكرت:

=لأ، مش دي، دي كانت صاحبتي عادي وإسمها ندى، لكن دي خلود البنت اللي دايمًا بتشوفها معايا دي أقرب واحدة ليا.

هزّ راسهُ وقال بتفكير:

_مش فاكرها أوي بصراحة، بس ألف مبروك، عقبالك.

بصيتلهُ بـِ قر *ف وقولت:

=عقبالي أه، عقبالك إنت كمان.

إبتسم وقال:

_يارب.

بصيتلهُ بغضب واللي هو عايزة أشدهُ من شعرهُ بجد.

_________________________

"عند عزت وفاطمة"

كانوا راجعين البيت بعد ما جابوا الطلبات، إتكلم عزت وهما ماشيين وقال بتردد:

_فاطمة أنا عايز اسأل على حاجة.

ردت عليه بدون إهتمام:

=اسأل.

خد نفسهُ وكان بيفكر هيقولها السؤال إزاي وقال بعد صمت دقيقتين:

_إنتي بتحبي حد?

بصيتلهُ بإستغراب وقالت:

=مش فاهمة ليه السؤال?

إتوتر وقال:

_عادي يعني عايز أعرف بصفتي إبن عمك وكدا وعايز مصلحتك.

بصت قدامها وقالت:

=متخافش، مش بكلم حد.

سكت ومعرفش يقولها إي تاني لإن فاطمة مش طيقاه أصلًا عشان تجاوبهُ تاني، كان دايمًا جواه شعور إنها بتحب رامي ومُهتمة بيه زيادة عن اللازم أوي ودا من معاملتها ليه الظاهرة قدام آي حد، كان قلبهُ بيتـ *قطع لما بيشوفها بتهتم بيه وهو اللي بيحبها مش بتبصلهُ لما بترد عليه حتى، طلعوا بعدها البيت وكنت أنا قاعدة جنب جدي وبوريلهُ ڤيديو وبنضحك، بس مرة واحدة لقيتهُ إتكلم وقالي:

_عرفتي إن رامي عايز يخطب صح?

بصيتلهُ بصد *مة وقولت:

=نعم!!
_عرفتي إن رامي عايز يخطب صح?

بصيتلهُ بصد *مة وقولت:

=نعم!!

إبتسم وقال:

_هو مقالكيش ولا إي، دا إنتي أقرب واحدة ليه.

بصيت قدامي بغضب وحُزن بحاول أداريه عشان جدي مياخدش بالهُ وبعد دقيقة قومت من جنب جدي وروحت على الكنبة اللي جنب الكنبة اللي قاعد عليها رامي وقولت بغضب:

_إنت مقولتليش ليه?

كان ماسك التليفون ومركز فيه وأول ما سمعني بصلي بإستغراب وقال:

=مقولتلكيش على إي?

غمضت عيني وخدت نفسي عشان أهدى وقولت:

_متعملش مش فاهم عليا.

بصلي بغرابة أكتر وقال:

=إنتي سُخنة!

أنا فعلًا مش فاهم!

برقتلهُ وقولت:

_يعني إنت مش ناوي تعمل حاجة قريب?

بص قدامهُ بتفكير وقال:

=لأ.

بصيتلهُ بغضب وسيبتهُ وقومت، كل دا كان تحت نظرات جدي اللي كان باصصلنا ومتابع الحوار ومُبتسم، رجعت قعدت تاني جنب جدي، إتكلم وقال:

_بتحبيه?

بصيتلهُ بسرعة وصد *مة وقولت بتوتر وأنا ببتسم عشان أخفي التوتر:

=هو مين دا اللي بحبهُ يا جدي?

بصلي بعد ما ديق عينيه شوية وقال:

_على جدهُ يعني!
إوعى تفكري إني مش واخد بالي منكم إنتوا الإتنين ومن حوارات القط والفار بتاعتكم دي، أنا بس بأجل بِمزاجي.

إتكسفت وبصيت في الأرض وقولت:

=يا جدي مفيش حاجة زي كدا، دا إبن عمتي بس.

بص قدامهُ وقال بِهدوء:

_خلاص إذا كان كدا أخطبلهُ بقى زي ما هو عايز.

بصيتلهُ بِحُزن تاني بس سكتت وبعدين رجعت بصيت لـِ رامي تاني بغضب ونظرات نارية وهو باصصلي بِعدم فهم، كان لسة هييجي ليا أنا وجدي عشان يعرف بنتكلم في إي بس جات فاطمة قعدت جنبهُ وهي بتضحك، بصيتلهم الإتنين بنظرات حامية، إتكلمت وقالتلهُ:

_بقولك يا رامي، تحب نلعب لعبة?

رد عليها بِملل بعد ما مسك التليفون وقال:

=لأ، كبرت عقبالك.

إتكلمت بعدم يأس وقالت:

_بس دي مش لعبة عيال صغيرين، هنلعب دومنة أو كوتشينة.

بصيلها بِـ نفس ملل وقال:

=إسمهم لعب برضوا، مش عايز ألعب أنا.

كانت لسة هتتكلم بس روحتلهم أنا وقولتلها بقر *ف:

_تعالي ألعب معاكي أنا يا حبيبتي.

بصتلي هي كمان بقر *ف وقالت:

=لأ، مش عايزة خلاص.

إبتسمتلها بإستفزاز، إتكلمت هي وقالت:

_طيب بقولك إي يا رامي، تعالى ننزل نجيب آيس كريم ونتمشى شوية.

بصيتلهُ بِـ نفس النظرات النارية، وهو بصلي وإبتسم بإستفزاز وقال:

=هفكر.

إتكلمت بسرعة من غير ما آخد بالي وقولت:

_يعني إي تفكر يعني!

غمضت عيني أول ما إستوعبت أنا قولت إي وهو إبتسم، لكن التِنحة دي مسكت في الكلمة وقالت بإبتسامة:

_طيب إشطا يلا ننزل.

بصيتلها وقولت:

=قال هيفكر مقالش إنهُ هينزل.

إتكلمت هي وقالت:

_وإنتي مالك إنتي، يلا يا رامي ننزل.

بصيتلهُ بغضب وقبل ما هو يرد عليها جِه عزت وقال بصوت عالي بتردد:

_جماعة بِما إننا كلنا متجمعين يعني فـَ كنت عايز أقول حاجة كدا.

كلنا إنتبهنالهُ وهو العرق بدأ يظهر على جبينهُ من كتر التوتر والتردد وبعد دقيقتين تقريبًا قال وهو مُبتسم وباصص لـِ فاطمة:

_أنا بصراحة كدا، عايز أطلب إيد فاطمة.
قامت فاطمة بغضب وصد *مة وقالت:

_تطلب إيد مين!

إنت عبيط ولا إي!

بصيلها عزت بـِ كسرة وصد *مة أكبر من ردها وجدي قام وقف وقال بِحِدة:

=فاطمة، إتعلمي الأدب ومترديش كدا على إبن عمك الكبير.

ردت فاطمة بغضب وقالت:

_مش سامع بيقول إي يا جدي، دا إتهف في دماغهُ بجد.

زعق جدي وقال:

=بقولك لمي نفسك يا فاطمة وإتكلمي عِدل أحسنلك.

وجه كلامهُ لـِ عمي أبوها وكمل:

=شوف بنتك يا عمرو.

قام عمي ومسكها من دراعها بغضب طفيف وقال:

_عيب كدا يا فاطمة، حتى لو رافضة الرفض مش بالطريقة الوقحة دي.

إتكلم عزت وهو باصص في الأرض بِـ كسرة نفس وقال:

=خلاص يا عمي، الغلط غلطي برضوا أنا اللي من غير تجهيزات أو علم آي حد فيكم كدا قومت فجأة وقولت كدا، الغلط من عندي أنا هي ملهاش ذنب.

خلص كلامهُ ونزل من البيت بسرعة وحُزن، شاورت لـِ رامي عشان ينزل وراه وفعلًا قام ونزل وراه، إتكلم جدي بغضب وقال:

_كسفتينا وأحرجتيه وكسرتي بـِ نفسهُ، يا خساة تربيتنا ليكي بجد.

ساب جدي القاعدة ودخل أوضتهُ بغضب، قومت وراه ودخلت قعدت جنبهُ وطبطبت على كتفهُ وقولت:

_متزعلش نفسك يا جدي، أهلها يتكلموا معاها، إنت بس متتعصبش عشان صحتك.

خد نفسهُ وقال:

=إنتي شوفتي بـِ عينك يا ملك عزت وشهُ إصفر وشحِب إزاي أول ما ردت عليه الرد الماسخ زيها دا.

بصيت في الأرض بأسف وقولت بإبتسامة عشان أهدي الجو:

_برضوا متزعلش نفسك، أنا هقوم أعملك كوباية ليمون كدا تهدي بيها أعصابك وآجي أقعد معاك تحكيلي عنك إنت وتيتة زمان زي ما بتعمل كل يوم.

إبتسم لإنهُ عارف أنا بقول كدا ليه عشان ميزعلنيش وقومت بعدها من جنبهُ وروحت المطبخ.
__________________________________________

"عند رامي وعزت"

بعد ما نزل رامي وراه لاقاه قاعد على أول الشارع لوحدهُ بتوهان وحُزن وهو باصص في الأرض، وقف جنبهُ وحط إيدهُ على كتفهُ بـِ مواساه وقال:

_ولا يهمك، هي الخسرانة أصلًا.

بصلهُ عزت بِـ غل وحقد وقال:

=إنت فيك إي زيادة عني عشان تحبك إنت!!

بصلهُ رامي بإستغراب ودهشة وقال:

_مفييش حاجة زيادة يا عزت، وبعدين بتقول كدا ليه، وهي مبتحبنيش ولا حاجة مجرد مشاعر مراهقة بس وهتروح لحالها.

شال إيدهُ من على كتفهُ بِعـ *نف وقال:

=مش واضح يا رامي، والأحسن إنك متتكلمش معايا خالص، كدا هتهون عليا أكتر لإني مش طايق أشوفك.

سابهُ بعدها ومشي تحت دهشة رامي، رجع البيت تاني وكان البيت كلهُ في توتر بسبب اللي حصل من شوية وكل إعمامي طلعوا بيوتهم ومن ضمنهم بابا وماما ومفضلش غيري أنا وجدي بس اللي قاعدين وعمتي كانت نايمة في الأوضة اللي جوا، دخل رامي وإبتسم وقعدت جنبنا، إتكلمت بتساؤل بصوت واطي وقولت:

_عملت إي?

إبتسم وقال:

=هو بس متأثر شوية من اللي حصل وبيشم هوا وهيرجع.

إبتسمتلهُ بس إفتكرت إنهُ عايز يخطب روحت مكشرة في وشهُ تاني وبعدين قومت قولت بِحماس:

_هقوم بقى أعملنا شاي باللبن عشان نقعد نسهر وتحكيلنا عنك إنت وتيتة.

شجعوني وقومت عملت الشاي باللبن ورجعت تاني، بدأ جدي يحكيلنا وهو مُبتسم وصوت عبد الحليم حافظ شغال في الخلفية بيقول "أنا لك على طول خليك ليا، خد عيني مني وطُل عليا، وخد الإتنين واسأل فيا، من أول يوم راح مِني النوم"

_كانت جميلة أوي، لابسة فستان أصفر صيفي واسع وفوق راسها الإشارب، كانت بتجري وتتمشى بين بنات البلد، بس هي كانت مُميزة لدرجة تخليك متشوفش غيرها، كانت زي الوردة في نُص شوك كتير، وزي قمر بيضوي في نُص العتمة، كانت الأمل لـِ كل يأس، كانت كل حاجة جميلة بجد، اليوم اللي إتعرفت عليها فيه كان أكتر يوم سعد في حياتي، كانت خايفة تقف معايا عشان محدش من أهلها يشوفها وكُنا دايمًا بنتكلم مع بعض بالنظرات، عمرنا قبل الجواز ما قعدنا مع بعض ولا حتى إتكلمنا جملتين على بعض ودا اللي كان مخليني بشتغل أكتر وأكتر عشان أحوش أكتر وأعرف أتجوزها عشان تبقى في بيتي ومحدش يقدر يمنعني بعد كدا، لحد ما جِه اليوم دا فعلًا، أه تعبت كتير جدًا عشان أوصلها بس كان تعب ليه طعم جميل كدا، إحساس الإنتصار في الآخر وإني فُزت بيها كان أجمل إحساس وأجمل جايزة، عمري ما فكرت أحب غيرها بعد ما ماتت، ولا قلبي هيدق لغيرها، كانت خير زوجة وحبيبة في الدنيا ودلوقتي أنا بس مستني أبقى زوجها وحبيبها معاها في الجنة.

خلص كلام وأنا ورامي قاعدين مركزين ومُبتسمين، لحد ما خلص وإترحمنا على تيتة وبعد شوية قام جدي ينام وأنا قومت عشان أطلع البيت فوق، وقفني رامي وقال بإبتسامة:

_مش هتقوليلي تصبح على خير زي كل خميس?

بصيتلهُ بقر *ف من فوق لـِ تحت وقولت:

=إبقى خلي خطيبتك تقولك.

بصلي بإستغراب وسيبتهُ وطلعت من قدامهُ وهو مش فاهم حاجة.
عدا الإسبوع التاني من بعد اللي حصل في هدوء شديد جدًا، عزت مبقاش يقعد في البيت إلا لما بييجي ينام بس، وفاطمة ولا هاممها اللي عملتهُ ومحدش فتح الموضوع تاني، النهاردة المفروض كل العيلة هتتجمع تاني في بيت جدي، الساعة كانت 3 العصر وكنا كلنا قاعدين بعد ما فطرنا إلا عزت مكنش موجود كـَ عادتهُ في أخر إسبوع، جِه رامي قعد جنبي بغيظ وقال:

_أنا شوفت الصور اللي كنتي منزلاها يوم فرح صاحبتك، عايز أفهم إي اللي كنتي لابساه دا!

بصيتلهُ بإستغراب وقولت:

=فستان!

بصلي بدهشة مصتنعة وقال:

_بجد، تصدقي فكرتهُ حاجة تاني..

غير نظرتهُ لـِ نظرة غضب وكمل:

_مش شايفاه كان ديق شوية?

داريت الإبتسامة اللي كانت عايزة تظهر وعملت نفسي متدايقة وقولت:

=لأ مكنش ديق كان كويس، وبعدين بابا وجد شافوه وممانعوش.

بصلي بغيظ وسكت وبعدين قال:

_ماشي يا ملك، كلها بالليل ومش هيبقى رأي بابا ولا جدي حتى في المقام الأول بالنسبة ليكي.

بصتلهُ بإستغراب وقولت:

=مش فاهمة!

عدل قاعدتهُ وبص قدامهُ وقال:

_بالليل تفهمي.

بصيتلهُ بعدم فهم وفضول بس قولت إني مش هفتح كلام معاه تاني من ساعة ما عرفت من جدي إنهُ عايز يخطب، قعدنا بعدها عادي لـِ باقي اليوم لحد ما جِه بالليل ورامي راح قعد جنب جدي وجدي جمعنا كلنا حواليه وقال بإبتسامة لـِ بابا:

_رامي طالب إيد ملك يا صابر.
بصيتلهم بصد *مة وأنا مبرقة ومش مستوعبة، اللي هو مش عارفة أفرح ولا أستخبى ولا أعمل إي، إتكلم بابا بإبتسامة بعد ما بصلي وقال:

=لو العروسة موافقة فـَ أنا معنديش مانع.

كلهم بصولي عشان يعرفوا رأيي وأنا كنت لسة في صدمتي وبعدين بصيت في الأرض وقولت:

_اللي شايفينهُ ياجدي.

إبتسم جدي وقال:

=إفرضي إحنا دلوقتي رافضين، يبقى إنتي رافضة.

بصيتلهُ بسرعة وقولت:

_رافضين ليه?

إستوعبت اللي قولتهُ مرة تانية من التسرع والغباء بتاعي وسكتت وأنا باصة في الأرض، ضحكوا كلهم عليا وعدوا الموضوع وإتكلموا مع بعض عن الخطوبة هتبقى إمتي وهننزل نجيب الدهب إمتى وهتبقى في البيت بيننا بسيطة وهادية، كلنا بعد الخبر كنا فرحانين جدًا إلا فاطمة اللي أول ما سمعت جدي قال كدا إتصد*مت وقامت من القاعدة، بصراحة مهتمتش بيها لإنها كانت مزوداها أوي وزاد بُغضي منها بعد اللي عملتهُ مع عزت وهي مش حاسة بـِ آي ذرة ندم، باقي اليوم رامي كان بيحاول يقعد يتكلم معايا بس أنا كنت بتجاهلهُ على قد ما أقدر عشان مكسوفة منهُ، خصوصًا بعد ما عرفت إن اللي عليز يخطبها أنا مش واحدة تاني، الفرحة مكنتش سيعاني بجد، الحب اللي كان بيني وبين نفسي مرحش هدر السنين دي كلها، وخلاص هنبقى لبعض بجد وهو كمان بيحبني، مرّ بعدها إسبوع وإتخطبنا خلاص، فاطمة محضرتش الخطوبة وكانت فوق بس عزت كان موجود، خلصت الخطوبة البسيطة وقعدنا بعدها ناكل جاتو وكيكة وإحنا مبسوطين، رامي كان قاعد جنبي وقرب مني شوية وقال بإبتسامة:

_مبروك عليكي أنا.

بصيتلهُ وقولت بإبتسامة:

=تؤتؤ مبروك عليك أنا مش العكس.

إبتسم وقال:

_ياستي هخليها عليا، بس فعلًا يابختي بيكي.

إبتسمت وإتكسفت وسكتت، قرب مني تاني وقال بتساؤل:

_هتقوليلي تصبح على خير قبل ما أمشي، خلاص بقيتي خطيبتي.

بصيتلهُ بدهشة وقولت:

=إنت لسة فاكر?

إبتسم وقال:

_هو أنا أقدر أنسى حاجة قولتيها، وبعدين خلاص كلها كام شهر وهتبقي في بيتي مينفعش أسيب تفصيلة بتقوليها إلا وهي بتبقى هنا.

خلص كلامهُ وشاور على عقلهُ، إبتسمت وسكتت تاني، حقيقي الفرحة مكنتش سيعاني ومكنتش مصدقة إنهُ خلاص بقى ليا وكلها كام شهر فعلًا وهنبقى في بيت واحد، كملنا باقي اليوم بِـ هدوء وسعادة وكل واحد مننا طلع الشقة بتاعتهُ ورامي وأهلهُ كانوا بايتين تحت عند تيتة لـِ تاني يوم، مخليش اليوم من مكالمات رامي ليا وهو بيوضحلي حسهُ الفُكاهي عالي قد إي لحد ما نيمنا.
عدا شهر على خطوبتي من رامي وكان شهر هادي جدًا مفيهوش آي مشاكل، اللي إتغير في الشهر دا بس هي عادات فاطمة، بقت ساكتة ومكتئبة وأغلب الوقت لوحدها، رغم إني مش بستلطفها ولكن مرضتش أسيبها لوحدها وبحاول أهون عليها بس كل ما باجي أكلمها بتصدني فـَ قررت إني ماليش دعوة بيها تاني، كُنا قاعدين كلنا زي كل خميس وفجأة عزت قام وقال بإبتسامة:

_أنا عايز أكلمكم في موضوع.

كُلنا بصينالهُ بـِ إهتمام، كمل بِسعادة وقال:

_أنا في بنت في بالي بقالها كام يوم وكنت عايز أروح أخطبها.

كُلنا بصينالهُ بفرحة وجدي قال بتشجيع:

=طيب ومستني إي، هات رقم والدها ناخد ميعاد منهم ونروح.

بص لـِ جدي بإبتسامة وسعادة وقال:

_بجد يا جدي?

إتكلم جدي بإبتسامة وقال:

=بجد يا عيون جدك، ههزر في الكلام دا ولا إي!

جري على جدي وحضنهُ بِسعادة وكلنا كُنا مبسوطين ليه جدًا، خصوصًا إنهُ تخطى الموضوع اللي حصلهُ من فاطمة، كنت شايفة الصد *مة على وش فاطمة ودا غريب لإنها بنفسها اللي رافضاه، بعدها نزل عزت عشان يجيب شوية حاجات ناقصة البيت ونزلت فاطمة وراه، إتكلمت بسرعة وقالت:

_عزت إستنى.

وقف بإستغراب وقال:

=في حاجة يا فاطمة?

وقفت شوية بتردد وتوتر وهي بتجمع تقول إي وقالت:

_إنت بجد هتخطب واحدة تاني?

رد عليها بعدم إهتمام وهدوء:

=زي ما سمعتي.

إتكبمت بتلقائية وحُزن وقالت:

_طيب وأنا، مش كنت بتحبني?
إبتسم إبتسامة جانبية وقال:

=كنت يا فاطمة ودلوقتي أنا بحب واحدة تانية وهخطبها وإن شاء الله مش هترفضني.

_أيوا بس لسة بتحبني أنا!

إتكلم بنفاذ صبر وقال:

=ليه متأكدة أوي كدا، فاطمة مش كل حاجة ملكك والفرصة بتبقى مرة واحدة بس لكل شخص، الحاجة اللي مُتاحالِك دلوقتي مش هتفضل مُتاحالِك على طول، عن إذنك لإني مش فاضي ووقفتنا وكلامنا مالهومش لازمة.

سابها ومشي بِعدم إهتمام وهي قعدت على السلم وبدأت تعيط، نزلت من وراها وغصب عني سمعت آخر كلام قالهُ عزت، قعدت جنبها وهي صعبانة عليا حالتها، حطيت إيدي على كتفها وقولت بأسف:

_إن شاء الله ربنا هيعوضك خير، إنتي بس متعمليش في نفسك كدا وإعرفي إزاي تخرجي نفسك من اللي إنتي فيه.

مسحت دموعها وبصت على إيدي وبعدين بصتلي بِحُزن وقالت:

=إنتي إزاي برغم كل المدايقات اللي كنت بعملهالك وبرغم كل اللي كنت بعملهُ لسة تمام من ناحيتي، إزاي قادرة تكوني باللُطف والحنية دي مع شخص كان بيأذيكي بـِ قصد!

بصيتلها وإبتسمت وقولت:

_لإني مش حابة أعيش في الضلمة يا فاطمة، الناس اللي الحقد والغيرة والكُره بيسيطروا عليهم بيعيشوا طول عمرهم في ضلمة ومحدش بيحب يعيش طول عمرهُ في ضلمة، نور العين غالي ما بالك بـِ نور القلب!

عيشي حياتك يا فاطمة وإستني اللي يحبك وتحبيه بجد، عيشي حياتك بِسعادة من غير حقد أو كُره وإنتي هتلاقي الدنيا بتضحكلك من كل إتجاه.

خلصت كلامي وهي حضنتني وهي بتعيط، شديت على حضنها لحد ما خلصت وبعدين مسحت دموعها وطلعنا مع بعض، الكل إستغرب إننا مع بعض وبنبتسم وكمان إيدينا في إيد بعض، ولكن دي حاجة بسطت الكُل أكيد.

عدا إسبوعين بعد اليوم دا وكُنا في خطوبة عزت، كُلنا كنا مبسوطين وفاطمة كانت موجودة وبقت حاسة بِسلام أكبر، ودا شئ فرحني جدًا إني قدرت أساعدها قبل ما تغرق في الضلمة، جِه رامي قعد جنبي على الكرسي وقال بإبتسامة:

_كلها 3 شهور وتبقي مراتي.

بصيتلهُ بإبتسامة وقولت:

=أخيرًا بجد، ربنا يتمم اليوم دا على خير لإني حقيقي خايفة تحصل آي حاجة.

بصلي بِنظرة شك وقال:

_يا لئيمة عشان كدا كنتي بتساعدي فاطمة عشلن متعملكيش مشاكل.

بصيتلهُ بصد *مة وأنا بقول:

=وطي صوتك يخربيتك، أكيد مش دا السبب الوحيد يعني.

غمزلي وقال:

_بس من ضمن الأسباب.

بصيتلهُ وإبتسمت على شكلهُ وقولت:

=يا سيدي ماشي.

الحياة في عيلتنا بقت هادية جدًا، رجعنا زي الأول خالص، كلنا عيلة واحدة ومفيش آي مشاكل بيننا وبنستنى كل خميس بفارغ الصبر عشان نقعد كلنا مع بعض لـِ وش الصبح وإحنا بنحكي وبنضحك.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-