رواية لا أبالي كاملة جميع الفصول بقلم ريناد يوسف
رواية لا أبالي كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ريناد يوسف رواية لا أبالي كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية لا أبالي كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية لا أبالي كاملة جميع الفصول
رواية لا أبالي كاملة جميع الفصول
خارجه من الجامعه وبصت لقت عربيه جات بسرعه ووقفت قدامها والباب اتفتح بعنف وكل دا حصل ف ثوانى واتفاجئت كاميليا باللى نزل من العربيه ووقف قدامها واقل مايقال عنه انه بركان ثائر ..
كاميليا باستغراب وخوف :كيان؟!! فيه ايه حصل حاجه ولا ايه؟
كيان وهو بيتصنع الهدوء :معلش ياكاميليا اركبى عايزك فحاجه مهمه جدا متستحملش تأجيل ..
كاميليا قلبها دقاته اضطربت والتوتر سيطر عليها وهى بتسأله :حاجة ايه ياكيان ..بخصوص شهد يعنى ولا ايه ..فيه حاجه وحشه حصلت بينكم ؟
كيان :هتعرفى كل حاجه بس لما تيجى معايا اظن لا المكان ولا وقفتنا هنا قدام الطلبه كويسه فحقك ولا ايه ؟ اتفضلى معايا لو سمحتى ..
كاميليا : طيب نستنى شهد لما تخرج وتيجى معانا طيب !
كيان : لا الكلام اللى هقولهولك مينفعش شهد تكون موجوده وتسمعه ..لو سمحتى ياكاميليا مش هعطلك واظن انى مامثلكيش اى مصدر خوف ولا انا غلطان ؟
كاميليا بتردد لفت وركبت العربيه مع كيان وانطلق بيها مره وحده بكل سرعته وهو باصص قدامه عالطريق ملتفتش لكاميليا ولا مره وملامحه حاده من كتر العصبيه وكاميليا طول الوقت ماسكه شنطتها وحاضناها بخوف من كتر سرعة كيان وشكله اللى ميطمنش بأى خير وبتدعى فى سرها ان اللى خايفه منه ميكونش حصل ..
بعد مسافه طويله وقف كيان بالعربيه ونزل منها ومشى كام خطوه واداها ضهره وهو حاطط اديه فى وسطه وباصص بعيد ..نزلت كاميليا واكتشفت انهم عالمقطم فحته مقطوعه مفهاش حد غيرهم ..
قربت بخطوات بطيئه من كيان ووقفت وراه وقلبها كان هينفجر من خوف من مجهول سرعان مااتأكد لما سمعت صوت كيان بيسألها :
ليه عملتى فيا كده ؟
كاميليا بلجلجه :ععملت ايه ؟
كيان لفلها واتفاجئت بملامحه المستعره من فرط العصبيه وبخطوه وحده كان واقف قدامها ومسك دراعاتها الاتنين وبيتكلم وهو صاكك على سنانه : بجد مش عارفه عملتى ايه؟؟؟ حقيقي ياكاميليا بتتكلمى بجد ولا بتستهبلى !! .. عموما حتى لو كنتى بتستهبلى وبتغشمى نفسك انا اقولك عملتى ايه ..
دبحتينى ..دمرتينى ودمرتى حياتى بحركه وسخه وفعله شنيعه متطلعش من اجهل وحده فالكون ..مش من وحده جامعيه زيك …فيه انكم اشتركتوا انتى واختك المصون فتدليسى ..فيه انكم اتجردتوا من كل المشاعر الآدميه واتغلبت عليكم الصفات الشيطانيه اللى مستخبيه جواكم …
كاميليا كانت بتسمع وهى مغمضه عنيها ومع كل كلمه كيان كان يقولها كان يهز كاميليا بعنف من دراعاتها وهو قابض عليهم بقبضه من حديد كاميليا حست انها اخترقت اللحم ووصلت العضم من شدتها ومع كل هزه ملامحها كانت بتنكمش ودموعها تنزل بندم واسف ..
كيان سكت اخيرا عشان ياخد نفسه وغمض عنيه بألم وهو شايف دموعها وزقها بعيد عنه من اديها الاتنين وهو بيهمس بضعف :
ليه عملتى فيا كده حرام عليكى حرام ..
كاميليا فتحت وهمست بصوت باكى : كيان انا اسفه مكنش قصدى ..مكنتش فاكره الامور هتوصل لكده …والله العظيم ما كنت اقصد حاجه وحشه ابدا ابدا
كيان كان مديها ضهره ورفع اديه على وشه يفركه بقهر وهى كمان اتقهرت عليه عشان هى السبب فى حالته دى وبخطوات مهزوزه قربت منه وحاولت تقف قدامه لكنه لف الناحيه التانيه بغضب ..
كاميليا بهمس:كيان
كيان بصوت زى الرعد : هتواسينى صح ..هتحاولى تبررى لنفسك ولاختك مش كده ؟ ..هتحاولى تلاقى لنفسك مخرج من التهمه اللى من وجهة نظرك ملهاش قيمه …هتحاولى تكفرى عن جرمك بكلمتين وانتى متأكده ان الغبى اللى قدامك هيصدقهم ..وكمل بحسره …اه منتى لعبتك الكلام بقا واستاذه فيه وبتألفيه كمان …
لكن احب اقولك ياباشمهندسه ان الطريقه الوحيده عشان تكفري عن عملتك انى هفركش خطوبتى مع اختك واخطبك انتى بدالها ..
كاميليا بصدمه :ازاى ياكيان دا مش ممكن .مش ممكن ابدا !!
كيان :دى مشكلتك مليش فيه ..انتى اللى تتصرفى وتخليه ممكن ..ازاى معرفش ..انتى السبب فكل اللى احنا فيه دا وانتى اللى تشوفيله حل ..
كاميليا كانت بتسمع وهى بتهز دماغها برفض وبعد ماخلص كيان ردت عليه : كيان لايمكن اللى بتقوله دا يحصل ..انتا ازاى تفكر فى حاجه زى دى انت مجنون ؟!!
كيان بصوت عكر سكوت المكان : ايوه مجنوووون ..بقيت مجنون ياكاميليا خلاص احب اعرفك …
واتجننت على اديكى لو مهتمه تعرفى سبب جنونى …انتى السبب فى كل اللى بيحصلى ده ..
اخد نفس عميق وزفره مره وحده وبصلها واتكلم بنبرة تحدى :بصى قدامك اسبوع ياإما تحطى كل حاجه فى نصابها الصحيح بطريقتك وتصلحى غلطتك يا إما هروح لباباكى واحكيله كل حاجه عملتها معايا بنته الكبيره العاقله اللى بيحلف بعقلها ورزانتها ..بنته الباش مهندسه صاحبة الصون والعفاف اللى طالع بيها السما واشيل من على وشك قدامه قناع المثاليه واخليه يشوفك على حقيقتك ..
كاميليا بضعف :حرام عليك ياكيان انت ليه بتعمل معايا كده ..طيب لما انا وحشه اوى كده ليه عايز تخطبنى وترتبط بيا ؟
كيان ضحك بعلو صوته : حرام عليا انا مش كده ..بقيت انا المذنب دلوقتى مش انتى ولا اختك خالص صح …طيب ياستى انا السيئ الوحش ..وعايزه تعرفى عايز اخطبك ليه ؟ هقولك حاضر …هخطبك عشان للاسف حبيتك ..حبيت فيكى كل حاجه ازاى وامتى معرفش ..بعشق اقل تفصيله فيكى وعارف ان انتى كمان بتحبينى ..بصى فى عنيا وانكرى دا لو تقدرى ..قالها وهو بيمسك فكها ويرغمها تبص فى عنيه لأول مره فحياتها بالقرب دا ..وهو كمان اول مره يقرب منها ويكتشف لون عنيها وشكلهم والاتنين فضلو دقايق غرقانين فعيون بعض وكيان كمل كلامه وهو بيتجول فعيون وملامح كاميليا :
اوعى تنكرى دقات قلبك اللى سامعها دلوقتى وحاسس بيها ولا الكلام اللى فى عنيكى واللى محدش يقدر يفهمه غيرى انا بس وشايف فيهم اللى لسانك مش قادر ينطقه ويعترف بيه..
اوعى ياكامليا تقولى على كل اللى بيحصل دلوقتى واللى حاسه بيه دا (لا ابالى) وترمى كل دا ورا ضهرك وتحاولى تتجاهليه لاى سبب فى الدنيا ..قالها وهو بيرخى قبضته من على فكها وكمل بنبره هامسه خلت كاميليا غمضت واستسلمت ليها : اوعى ياكاميليا عشان انا وانتى عارفين كويس انك بتبالى ..وبتبالى جدا كمان …
لحظات من السكون كاميليا راحت فيهم دنيا تانيه من قرب كيان اللى ياما اتمنته لكنها فاقت لنفسها وهى بتتنفس انفاسه وفتحت لقت شفايفه على بعد سنتيمترات من شفايفها وبعدت عنه بسرعه وجريت من قدامه وراحت على العربيه اخدت شنطتها وجريت بعيد ودموعها مش واقفه وكيان جرى وراها كام خطوه وهو بينادى عليها لكنه ملحقهاش فرجع لعربيته وركب وطلع بيها وراها وثوانى وكان معترض طريقها بالعربيه وفاتحلها الباب …
كيان :اطلعى
كاميليا :كيان ارجوك سيبنى
كيان :كاميليا اطلعى العربيه بقولك بدال ورحمة ابويا انزل اجيبك من شعرك واديكى علقة موت وتأكدى انى فاللحظه دى نفسى اعمل دا بجد ، واديكى شايفه حواليكى مفيش هنا صريخ ابن يومين ينجدك من ايدى …
كاميليا بصت بعيد وهى بتمسح فى دموعها لكنها انتفضت مره واحده على صوت كيان وهو بيرعد:اركببببى بقولك ..
ركبت كاميليا العربيه وقفلت الباب بعنف وكيان ساق بأقصى سرعه عنده ونفس الغضب اللى كان جاى بيه لسه زى ماهو مرسوم على وشه وزاد مقلش …وبحركه مفاجأه جفلت كاميليا وخلتها حضنت شنطتها بخوف كيان مد ايده على تابلوه العربيه يفتحه ويطلع منه علبة سجاير وولاعه بعد مااداها نظرة سخريه على خوفها منه …
ولع كيان سجاره وابتدا يشرب ورمى العلبه والولاعه قدامه على التابلوه وكل دا وكاميليا مراقباه بطرف عينها ومقدرتش تمنع نفسها من سؤاله :
بتدخن من امتى ؟
كيان :من زمان ..يهمك فى حاجه ؟ ..
قالها وهو بينفخ دخان سجارته فوشها وهى رفرفت بإيدها قدام وشها فورا عشان تبعد الدخان من محيط تنفسها وكيان رجع بص قدامه وهو بيشرب سجارته بمنتهى الغضب ..
كاميليا :بس اللى اعرفو انك مبتدخنش ولا بتحب ريحتها حتى ؟!!
كيان بضحكة استهزاء : مش كل اللى تعرفيه حقيقى …ايه عرفك انى مكنتش بكذب عليكى وبشتغلك زى ماكنتى بتعملى معايا ؟!!
كاميليا بلعت ريقها بألم و بصت من الشباك واتنهدت وهى بتراقب الحجات اللى على جنبات الطريق وهى بتبعد مع بعدهم بالعربيه وكاميليا شبهتهم بأيامها الحلوه اللى عاشتها فى غفله من الزمن وخلت لحياتها قيمه او بمعنى اصح محستش انها عندها حياه اصلا غير من بعد ماكيان دخل حياتها …او حياة اختها بمعنى اصح وادق .. وهمست لنفسها : لا ياكيان مكونتش بتكدب عليا فاى حاجه انا متأكده من ده …
وغمضت عنيها وهى بترجع بذاكرتها لورا …
فلاااش بااااااك
شهد ..شهد ..هعد لغاية عشره قومتى واحترمتى نفسك ولبستى كان بها مقومتيش يبقى ذنبك على جمبك ومتلوميش غير نفسك ..مش كل يوم هفضل فى الموال بتاع صحيانك دا انا!
شهد شالت البطانيه عن وشها ونفخت بقلة حيله واتكلمت وهى بتتاوب : ياكاميليا حرام عليكى كل يوم تصحينى بالجمله دى؟..
ارجوكى خدى فى عين الاعتبار ان دى ساعة صبح والنق والنكد فيها بيقفل اليوم كله ياحبيبتى ..بليييز صحينى بطريقه ألطف من كده .
كاميليا كانت خلصت لبس فردة جزمتها الاخيره وقامت على المرايا وابتدت تلف طرحتها :
عايزانى اصحى جنابك ازاى ياست شهد يعنى ..اجى اقعد جمبك وامسك ورده وامشيها على وشك ولما تفتحى اسَبلك واقولك صباحك سكر على رأى كاظم !
شهد وهى قايمه من السرير :مثلا يعنى ..
كاميليا :لا دا بقا حلم يحققهولك تعيس الحظ اللى هتتجوزيه ..
شهد ردت بلهفه ربنا يسمع منك ويسوقه عليا ويلفحنى على الحصان بتاعه ويجرى بيا من البيت دا ويرحمنى من الصحيان بدرى والجامعه والقرف بتاعها ..
كاميليا بأستغراب :جامعة ايه اللى عايزه ترتاحى منها يامجنونه انتى؟!
شهد :الجامعه اللى لسه هقعد فيها ٣ سنين كمان اصحالها بدرى واذاكر واتعب وفالاخر اخدلى شهاده اقعد جمبها واغنى ظلموه ، وبعدين انتى عارفه انى مبحبش الجامعه ولا الدراسه ولا عندى طموح اكون اسخرونج وومن زيك ولا نيله..انا انسانه بيتوتيه جدا خُلقت لاكون ربة منزل جميله ..
كاميليا هزت دماغها بقلة حيله وهى بتحط تليفونها ومفاتيحها فى شنطتها وبتمسك كتبها فأيدها :سخرونج!!! وبيتوتيه ؟
والله عقلك دا عقل طفله وعمرك ماهتكبرى ابدا.
شهد : لا انا كبيره والله وعشان اثبتلكم انى كبرت بطلونى من الجامعه وجوزونى وانا هفتحلكم بيت واخليكم تفتخرو بيا ..
كاميليا :طيب تمام خليكى بقا فى البيت واستنى العدل عشان انا مش هستنى جنابك زى كل يوم وانتى بتتلكعى وتلبسى وتتأنتكى كأنك رايحه فرح بنت العمده ..
شهد :لا عايزانى اطلع زى الغفير زيك كده والبس كله اسود فاسود او بنى فبنى واطلع زى كأنى رايحه عزا بت العمده ..
كاميليا :انتى مفيش فايده فيكى وفالرغى بتاعك اللى مبيخلصش دا ..وعقابا ليكى هتروحى الجامعه لوحدك النهارده .
شهد :لالا ..لا ياكوكى ارجوكى متعمليش فيا كده دنا اختك حبيبتك …عالاقل لحد ماعربيتنا تتصلح ابوس ايدك مش هأخرك والله هما عشر دقايق نص ساعه بالكتير واكون جاهزه ..
كاميليا فالوقت دا كانت وصلت لباب الاوضه وفتحته وطلعت ولفت على شهد وابتسمت وعملتلها بيباى وهى بتقولها :خدى راحتك ياروحى فاللبس خدتى ساعه اخدتى نص انا لا ابالى ..قالتها قبل ماتقفل الباب مباشرة وتمشى وشهد فضلت تتنطط فمكانها عشان هتتشحطط فالمواصلات لوحدها النهارده وهى اصلا لخمه ومبتعرفش تتعامل مع الناس الرخمه اللى فالمواصلات غير بكل عصبيه ودا بيوقعها كل يوم فى مشكله ممكن توصل حد الشتيمه والضرب لو ماكنتش كاميليا معاها تحل الموضوع وتهدى الدنيا …
كاميليا خرجت ولقت باباها بيفطر ومامتها كمان صبحت عليهم وعالسريع وهى واقفه حطت شريحة جبنه فوسط شريحتين توست وابتدت تاكل وبصت لباباها وشاورتله بدماغها :يلا بينا ياكيمو عشان نلحق المواصلات ..
كامل :لا مواصلات ايه العربيه اتصلحت من امبارح والميكانيكى جابها بالليل وركنها تحت البيت وهييجى النهارده المحل ياخد اجرة تصليحها ..
كاميليا بفرحه : بجد ؟ الف حمد وشكر ليك يارب اخيراا هنترحم من المواصلات وقرفها بقا
كامل : اه بس ياكشى تحافظو عليها المرادى متبوظوهاش بعد كام يوم وصلح ياكامل وادفع ياكامل ..
كاميليا : الكلام دا تقوله للست شهد اللى متشعبطه وعايزه تتعلم السواقه وهى اصلا تور لاهى فى برسيمه ولا تفقه فالسواقه شيئا ..
كامل : لا ان كان على شهد
اوفر كلامى احسن عشان مهما اتكلم كأنى بنفخ فى قربه مقطوعه ..الا صحيح هى المجنونه صحيت بدرى النهارده و لبست بسرعه كده معقوله!
كاميليا :ايعقل برضو ؟ اكيد لأ بس هنسيبها النهارده عشان ورايا اول محاضره ومش فاضيه لدلع سيادتها..
حنان :يابنتى حرام اختك بتتشحطط فالمواصلات استنيها عشر دقايق مش هيجرا حاجه .
كاميليا بصت لمامتها ورفعت حاجبها وهى بترد عليها :بذمتك شهد هيجيبها عشر دقايق ؟ ولا ربع ساعه ..ولا حتى نص ساعه عشان تجهز ؟
الام سكتت عشان عارفه ان كلام كاميليا مظبوط وان شهد دى هى سبب العطله بتاعت كل حاجه فالبيت بسبب كسلها ولكاعتها ..اما كامليا فبصت لباباها وكانت خلصت الساندوتش اللى فأيدها : ها ياحبيبي يلا بينا ..
كامل :يلا يابنتى بينا نشوف اشغالنا وخلى الناس الكسالى كسلهم ينفعهم ..
الام قامت بسرعه : استنا خد الغدا بتاعك معاك هتنساه من لهوجة كاميليا النهارده ..اهى الكسلانه اللى مش عاجباك دى هى اللى كل يوم بتفتكر اكلك لوحدها وبتشيلهولك على قلبها طول الطريق ..اتفضل ..وادتله عمود اكل مكون من ٣ ادوار .
كامل :برضو دا ميمنعش انها كسلانه ياست حنان ..
قال جملته واخد العمود ونزل مع بنته البكريه كاميليا احب واقرب الناس لقلبه واللى محتله المرتبه الاولى فالغلاوه عنده ومن بعدها تأتى الاشخاص كُلا بترتيبه .
ركبت كاميليا العربيه هى وباباها وبمجرد دخولهم كامل فتح الكاسيت بتاع العربيه على صوت فيروز زى مامتعود يعمل كل مره وابتدا يهز دماغه مع صوتها اللى بيفصله عن الدنيا وكاميليا بصتله وابتسمت ورجعت بصت للطريق قدامها ..
بعد مسافه كاميليا وقفت ونزل باباها وبعد ماقفل الباب ميل وسألها :
هتعدى عليا النهارده بعد ماتخلصى عشان استناكى نتغدى سوا ولا هتروَحى علطول ؟
كاميليا :لا هاجى اتغدا معاك وحشونى الورود اوى وحابه افضل شويه وسطهم.. الشويه اللى بفضل فيهم فى المحل دول بيغسلونى من جوا ياكيمو والله.. وكمان انا هخلص بعد شهد بساعتين واكيد هترجع مواصلات مش هتستنانى كل ده
كامل :طول عمرك عاشقه للورد زى ابوكى ياأجمل زهره فى بستان قلبي .
كاميليا ابتسمت وهى شايفه ابوها بيبعد وبيشاورلها وعلى وشه ابتسامته المعتاده اللى ردت عليها هى كمان بابتسامه اجمل وشاورتله مودعه قبل ماتشغل عربيتها وتنطلق على جامعتها ..
اما فالاثناء دى شهد كانت طلعت صبحت على مامتها ودخلت الحمام وخرجت راحت على اوضتها وفضلت تدور على هدومها اللى قالت لكاميليا اختها امبارح تغسلهملها معاها لكنها ملقتهمش فأى مكان فالاوضه طلعت البلكونه عشان تشوفهم فآخر مكان ممكن يكونوا موجودين فيه وفعلا لقتهم عالحبل منشورين وكاميليا مأخدتهمش تكويهم مع هدومها كالعاده ..
شهد زفرت بغلب وهى بتتنطط من الغيظ واخدت الهدوم ودخلت تبرطم على كاميليا اللى ضربتلها اليوم كله وكأنها صابحه مستحلفالها النهارده ..
ومخدتش بالها ابدا للى واقف زى عادته الصبح تحت بيتها يراقبها من يجى اسبوعين من وقت مارجع من السفر بعد ماقعد فالكويت ٣ سنين كون فيها نفسه واشترى شقه وجاى يدور على عروسه ويكمل نص دينه وامه اختارتله كذا وحده من جيرانهم وقالتله عليهم كلهم وورتهمله ..بس من بينهم وقع اختياره على شهد لأنها الاجمل من بين الكل وكمان عشان بنت اخته كانت صحبتها فثانوى بس للاسف المجموع فرقهم وتعرف عنها كل حاجه ورشحتهاله بشده ..وقرر انه يراقبها فتره من بعيد ويتعرف عليها اكتر قبل الخطوبه ..
شهد بعد معاناه مع الكوى واللبس والتنسيق خرجت على كليتها متسربعه ومتاخره كالعاده وحتى من غير فطار وطول الطريق تتخانق مع اى حد يقابلها او مع دبان وشها زى مابيقولوا ..
كاميليا وصلت الجامعه وحضرت اول محاضره وخرجت من السكشن هى وصحباتها ولانها بنت مرحه ومحبوبه ولبقه كان ليها قاعده شعبيه كبيره من الاصدقاء… وكانو مقتصرين على البنات بس.. واقربهم ليها هى وفاء صاحبتها من ايام اعداى ومستمرين مع بعض لحد آخر سنه هندسه…
كاميليا بتتكلم مع البنات صحباتها وبتضحك وبصت لوفاء شافتها بتشاورلها بدماغها …كاميليا استأذنت من صحباتها وراحت مع وفاء اللى اخدتها وراحو عالكافتيريا :
قعدو عالطربيزه ووفاء بدأت الكلام : هاخد كابوتشينو اطلبلك معايا ؟
كاميليا : ميضرش نكبشن عادى ..
طلبت وفاء من الجرسون اتنين كابوتشينو وراح يجيبهم وفى الاثناء دى وفاء بصت لكاميليا بنظره كاميليا فهمتها على طول
كاميليا قلبت عنيها بملل عشان عارفه الكلام اللى هيتقال دلوقتى وزمجرت برفض ..
وفاء : هتزومى هتعضى برضو هكلمك فالموضوع تانى وتالت وعاشر لحد مااقنعك ..ماهو ياقنعك يااضربك ايهما اقرب .
كاميليا :تانى دكتور اشرف تانى دكتور زفففت
وفاء :ياكميليا بيحبك .
-وانا لا ابالى
وفاء :دكتور جامعى وابن ناس وشيك ومرتاح ماديا ووسيم ومستوفى كل الشروط والجامعه كلها بمعيداتها بطالباتها هتموت عليه وهو ساب كل دا وحب الجبله اللى هى سيادتك..يابنتى هتجلطينى رافضاه ليه حرام عليكى الراجل هيتجنن !
كاميليا :لا ابالى برضو
وفاء :وحياتك ياكاميليا ادرسى الموضوع وشوفى الراجل واتكلمى معاه لمره وحده يمكن تلاقيه هو الشخص المناسب ليكى ..ياكده ياتدينى سبب مقنع لرفضك لكل عريس بيتقدملك وتقوليلى انتى مستنيه اييييه ..والمصيبه ان كل واحد بيجيلك احسن من التانى!!
كاميليا :قولتلك مليون مره ياوفاء مش دلوقتى ..لسه بدرى عالموضوع دا ..وبعدين دكتور اشرف دا بالذات بقى مش حاساه ..مش حاسه ان هو دا شريكى فى الباقى من عمرى ..مش شايفه نفسى فيه مش حاسه ان فيه شبه بينا ..مخطفنيش ياوفاء من اول نظره كده مرتحتلوش سبحان الله معرفش ليه ؟
وفاء سابت المج وبحركه تمثيليه شدت شعرها وهى بتتكلم بصوت مفروس : وعرفتى دا كله منين وانتى متكلمتيش معاه ولا مره ولا جمعك بيه حديث ؟!! بتنجمى حضرتك ولا ايه بالظبط فهمينى ؟
ياكوكى ياحبيبتى الجواز دا سنة الحياه والاسلوب اللى متبعاه دا اسلوب خاطئ واحب ابشرك بعنوسه اذليه لو معدلتيش عنه، وهتقعدى وحيده بائسه لآخر العمر ..طالبه علم وثقافه اهو دكتور اشرف علم وثقافه وكل حاجه تانيه ..آااه عالحظ اللى خلى دكتور اشرف يحبك انتى وميبصش لوحده زيي.. دا لو كان شاور بس كده كنت هجرى عليه جرررى واتجوزه واكون بيت واسره واستقر بقا ..
كاميليا :وهو دا الفرق بينى وبينك عشان انا مش زيك ومش هاتجوز واحد لمجرد ان دا الطبيعى او عشان استمرارية الحياه ..انا بدور على انسان معين
انسان يفهمنى وافهمه من من غير ماحد فينا يضطر انه يتكلم ..انسان يكملنى ويقر ويعترف بقيمتى فى حياته وان انا كمان بكمله وميقدرش يستغنى عنى ..
انسان يتجنن معايا ويجارينى لما اقول او اعمل حاجه عبيطه ..انسان يحترم اى قرار آخده ويأيدنى فيه ويكون واثق فى تفكيرى ..صدقينى بمجرد ماهلاقى الشخص دا انا هتجوزه علطول ..انا رفضى مش رفض لفكرة الجواز عموما ..انا رفضى للشخص المتقدم ..
وفاء :طيب ماالشخص اللى بتدورى عليه دا موجود ياحبيبتى ومش هيكلفك غير مشوار صغير اد كده اهو ..
كاميليا ضيقت حواجبها وهى بتبص لوفاء اللى قطعت استغرابها وجاوبتها بسرعه :
عند وحده اسمها ام ترتر لو تسمعى عنها ..هى اللى عندها كل الحاجات الخياليه والغريبه انتى تخطفى رجلك عليها تجيبي العريس اللى عليه العين وتيجى طوالى .. بس تروحيلها قبل المغرب عشان الست بتقفل بدرى وبتنام ..
كاميليا :هه خفه ..وقامت وهى بتبص لساعتها ..اووه الوقت اخدنا وميعاد المحاضره التالته جه ..داخله ؟
وفاء وهى بتاخد نفس وبتزفره :لا انا مش هدخل محاضرات تانى النهارده تعبت ومودى اتعكر هروح
كاميليا :اول مره اشوف طالبه بتتعلم على حسب مودها ؟ استنينى طيب لما اخلص هاخدك فسكتى .
وفاء :لا هتطولى انا هاروح على طول عشان ألحق اجْهز لفرح بنت خالتى عقبال فرحى وفرحك يارب ياحبيبتى ..
كاميليا وهى ماشيه برطمت بضيق :مفيش فايده فالبيت فالجامعه فكل مكان اروحه كله معندهوش سيره غير سيرة الجواز مش عارفه ليه ؟
وفاء ردت عليها وعلت صوتها وهى بتتابعها بعنيها وهى ماشيه :
ما يمكن عشان بنى آدمين طبيعيين سيادتك …وبصت للمج اللى فأيدها ورفعته على بوقها وهى بتهمس ..تبا لكى ايتها المخلوقه الغير مباليه فعلا . .
فى الاثناء دى كانت شهد راحت الجامعه بتاعتها وخلصت محاضراتها وخارجه من باب الجامعه ولسه بتبص على تاكسى بيقرب عليها وهتشاورله لكن وقفها صوت شاب جاى من وراها :
انسه شهد ..لحظه لوسمحتى .
شهد لفت واتفاجئت بشاب على درجه كبيره من الوسامه ودرجات من الاناقه واقف وراها ومبتسم ابتسامه جميله واتأكدت انه يقصدها هى مش واحده غيرها ليها نفس الاسم لما شافته مركز عنيه عليها وردت عليه باستغراب وهى بتشاور على نفسها :
حضرتك تقصدنى انا ؟!!
الشاب :ايوه ياانسه شهد اقصدك انتى ..انا محتاج اتكلم معاكى كلمتين لو مكانش يضايقك يعنى ..
شهد بارتباك من موقف اول مره يحصل معاها ردت عليه بنبره جافه : تتكلم معايا فى إيه ؟ انت مين اصلا وعرفت اسمى ازاى انا مفتكرش انى شوفتك قبل كده !
الشاب :هو انتى فعلا مشوفتنيش قبل كده لانى كنت مسافر بره مصر ولسه راجع من ييجى اسبوعين ..انا اسمى كيان محمد الصيرفى ..حاصل على ليسانس حقوق
شهد باستغراب وتوتر :أاااطيب اتفضل قول حضرتك عايز منى ايه ؟
كيان :بصى ياانسه شهد بدون لف ودوران انا ساكن فى نفس المنطقه بتاعتك بس يمكن انتى متعرفنيش ومشوفتنيش قبل كده او مأخدتيش بالك منى ..
ومعجب بيكى وعايز اجى اتقدملك رسمى وبصراحه اكتر انا بقالى اكتر من اسبوع براقبك من بعيد وبراقب كل تحركاتك وبناء عليه عقلى وقلبي اتفقوا ان انتى الانسب من بين الكل انك تكونى شريكة حياتى ..هاه قولتى ايه ؟
شهد وشها بقا اصفر زى اللمونه وردت عليه بلعثمه وبحروف بالعافيه بتطلع :
اانا ممعرفش حاجه يععنى انت عايز اايه دلوقتى ؟
كيان :اهدى يابنتى متخافيش مالك كده حاسك اتخضيتى اوى ..وكمل بضحكه وهو بيتفحص شهد لا اتخضيتى ايه دانتى مرعوبه .
بصى انا كل اللى عايزه منك كلمه بناء عليها اتقدم لوالدك او اتراجع واصرف نظر ..بصراحه انا طول الوقت راقبتك بره الجامعه وعرفت انك ست البنات كلهم… لكن الجامعه من جوا مقدرتش ادخلها ولا اشوف ايه اللى بيحصل جواها وقلت لنفسى اسألك يمكن يكون قلبك متعلق بزميل او فيه مشروع خطوبه متأجل عشان لو فيه حاجه من دى ابعد من بعيد لبعيد ..
شهد ردت عليه بالنفى بسرعه ووشها فالارض :لا مفيش اى حاجه من دى .
كيان بفرحه :بجد؟ يعنى افهم من كده انى اتوكل على الله وافاتح والدك فالموضوع ؟
شهد وهى بتشاور لتاكسى معدى قدامها والتاكسى وقف وهى فى ثوانى اتحركت عليه بعد ماهمست لكيان :براحتك .
ومن اول ماركبت التاكسى والتاكسى اتحرك وهى كاتمه انفاسها ومتنفستش براحه غير لما بعدت المسافه الكافيه عن المحيط الموجود فيه كيان وحطت ايدها على صدرها وهى بتعمل شهيق وزفير عشان تهدى نفسها من التوتر اللى هى فيه …
واخيرا انفاسها انتظمت وابتسمت بسعاده وهى بتسترجع شكل كيان وكلامه وابتسامته وهمست لنفسها بضحكه :واخيرررا عريس ياااابووى
↚
شهد رجعت البيت واول مادخلت من الباب راحت على المطبخ سلمت على مامتها ودخلت الاوضه بتاعتها غيرت هدومها وقعدت على السرير شويه وهى مبتسمه
وبعدها طلعت البلكونه وابتدت تدور بعنيها فكل البلكونات اللى فى مرمى بصرها وبتسأل نفسها ياترى اللى اسمه كيان دا ساكن فأنهي شقه من دول؟ وياترى من امته وهو بيراقبها وهل حبها ولا مجرد اعجاب بالشكل وبس..
واستغبت نفسها وهى بتجاوب على سؤالها : حبنى ايه دا مبقالهوش اسبوعين فى مصر هيلحق يحبنى ؟ اكيد اعجاب وبعدها هيتحول لحب بأذن الله ..وغمضت عنيها مع نسمات الهوا وهى بتتخيل نفسها بالفستان الابيض وقاعده جمبه فالكوشه وبتودع حياة العزوبيه وخلاص على مشارف بداية حياه جديده اجمل واريح وبدون جامعه وصحيان بدرى وقرف وحياة الاختلاط اللى مش بتحبها خالص دى ..
اما كاميليا فخلصت المحاضرات بتاعتها الساعه ٢ورجعت على محل الورد بتاع باباها واللى كان منتظرها واستقبلها بابتسامته المعتاده وهى دخلت سلمت عليه وباست على دماغه من فوق البيريه اللى متعود يلبسه دايما وبعدها ابتدت تتنقل بين باقات الورود وتشم ريحة الورد الجميله ومسكت البخاخ وابتدت ترش الورود وباباها قام وشغل سخان كهربائى وحط عليه الاكل عشان يسخن وكاميليا بعد ماخلصت دخلت غسلت اديها والاتنين قعدو يتغدو سوا ..
كامليا بصت لباباها اللى كل شويه يبصلها ويرجع يبص للأكل تانى وقالتله :
بابا هات ماعندك وبلاش تردد .
كامل :طول عمرك لماحه ياكوكى ..بس ايه فايدة الكلام فموضوع انا عارف اجابته مسبقا ؟
كاميليا هزت دماغها وتقريبا عرفت الموضوع وهمست :عريس جديد مش كده؟
كامل : كده
كاميليا همست لنفسها بملل :الظاهر يوم العرسان العالمى النهارده ..
كامل :بصى يابنتى العريس دا ابن محمد صاحب السوبر ماركت اللى جمبى دا الولد.شافك كذا مره وانتى هنا معايا وعجبتيه وطلب ايدك منى وبصراحه هو ماديا وتعليميا مش فمستوى اللى اتقدمولك قبل كده ورفضتيهم فانا قولتله انك رافضه الجواز الفتره دى خالص ،لكن الولد وابوه اصرو انى اقولك وأمنونى امانه ،وقالولى يمكن تكون رفضت كل العرسان دى عشان من نصيبنا احنا.. وانا وعدتهم انى هقولك ..هاه قولتى ايه ؟
كاميليا وهى بتاكل :فأيه يابابا !
كامل :فحلقة دقنى ياكاميليا شوفى كده السوالف مظبوطه واد بعض ولا لأا!! ..
ولف وشه شمال ويمين قدام كاميليا اللى غصب عنها ضحكت بخفه وهو انفجر فيها : هو انتى مكونتيش معايا وانا بتكلم من الصبح ولا ايه يابنتى ؟!
كاميليا بطلت ضحك وردت على باباها بعد مااخدت نفس وزفرته :لا معاك وسمعت كل حاجه بس حضرتك عارف ان اول شرط من شروطى فالانسان اللى هرتبط بيه انه يكون فى نفس مستوايا الفكرى عشان مش هفضل اعانى مع واحد ميفهمنيش ولا دماغه يواكب دماغى فبالتالى العريس دا مرفوض ياكيمو .
كامل اتنهد وهو بيهز دماغه بموافقه على كلامها : وانا دا كان رأيي برضو ..
لكنه بص لكاميليا وكمل كلامه بنبره حازمه : بس برضو ياكوكى لازم تحطى فاعتباراتك ان الجواز دا امر ضرورى وان مهما كان الانسان مكتفى ذاتيا ماديا وتعليميا وثقافيا بيفضل عنده نقص مش بيكمله غير شريك الحياه ..وكمان لازم تحطى فاعتبارك انك لو كنتى النهارده مطمنه بوجودنا حواليكى فالعلمك هتصحى فيوم هتلاقى نفسك وحيده لا انا ولا امك ولا حتى اختك اللى اكيد هيكونلها حياتها الخاصه وقتها موجودين ..
وكمل بنبره احن : مش هتلاقى مننا ياكاميليا غير شوية زكريات مبيتحضنوش عشان يدفو ولا بيتكلمو عشان يسلو ولا فيهم قوه عشان يعينو ويساعدو ..
كل اللى بيعملوه انهم بيضعفو ويقتلو بالبطئ لو مكنش فيه حد يساعد على تخفيف وجعهم …
بصى يابنتى انا عمرى ماهغصبك على حاجه عشان انا واثق فعقلك وتفكيرك ومتأكد انك واعيه وعارفه مصلحتك كويس .
فياريت ميجيش يوم واندم على ثقتى دى وانا شايفك مكمله مشوارك لوحدك من غير رفيق درب يطمن قلبي عليكى ويخلينى اغمض عينى وانا حاسس براحه ..وخصوصا انى ابتديت احس انك رافضه الجواز شكلا وموضوعا وحججك ابتدت تكون غير مقنعه ..وانا مش بتكلم على العريس دا انا بتكلم عاللى جم قبله ..
خلص كلامه وابتسم لكاميليا ونفض اديه وقال الحمد لله وقام يتنقل بين الورود ويهذب فيهم وابتدا يعمل بوكيه ورد جميل اوى ويجهزه لزبون كان طالبه منه بالتليفون وهييجى يستلمه ..
اما كاميليا فتوقفت عن الاكل وسرحت فكلام باباها وتخيلت شكل الحياه اللى وصفهالها باباها وشافت نفسها بعد سنين قاعده وحيده محاطه بذكريات موجعه ومفيش حد حواليها …
وبصت لباباها ولاول مره تلاحظ ملامحه اللى برغم انه مبتسم الا ان وشه باين عليه الهم ..والابتسامه مش متخطيه شفايفه ..
فآخر اليوم على المغرب كاميليا وباباها سابو المحل بعد ماجه الولد اللى بيمسكه فالشفت الليلى وروحو على البيت ..
دخلو وكاميليا دخلت اخدت شاور وغيرت هدومها لهدوم بيت مريحه وبعدها باباها عمل نفس الشيئ واتجمعو كلهم فالصالون فقعده عائليه يتجاذبو اطراف الحديث فكل الامور ،الى ان حان وقت العشا فقامو البنات يحضروه على السفره وقعدو اتعشو مع بعض وطول الوقت شهد سرحانه ومبتسمه وكاميليا لاحظت دا وعرفت ان حالة شهد وراها حدث خطير وقررت انها تعرفه بعد العشا ..
وفعلا بعد مااتعشو كاميليا سحبت شهد للاوضه وبدأت معاها التحقيق وشهد اعترفت بكل حاجه من اول زغره من كاميليا ..
كاميليا باستغراب لفرحة اختها : طب والدراسه ياشهد؟!
شهد :مش عايزاها .
كاميليا قربت منها وقعدت جمبها ومسكت ايدها بحنان واتكلمت :شهد انا عارفه انك بتمرى بمرحلة ملل وكساد عقلى ودا طبيعى جدا وبيحصل لناس كتير ومرحله وبتنتهى فمتضيعيش مستقبلك فيها وتندمى بعدين حيث لاينفع الندم ياشوشو ..
↚
شهد هزت دماغها بموافقه واتكلمت بنبره عميقه :خلاص ياكاميليا .
كاميليا بفرحه :يعنى خلاص عدلتى عن قرار الجواز
شهد :لا قصدى خلاص قضى الامر وهتجوز ومفيش داعى لمحاولات الاقناع معايا عشان انا شايفه نفسى فبيتى ووسط اولادى وجوزى دلوقتى فسيبينا فحالنا الله يخليكى يااوختى ..
كاميليا هزت دماغها بقلة حيله وزفرت بغلب وبعدها كملت كلام :
شهد الجواز مقبرة الاحلام والطموحات ودى حاجه معروفه والندم كان حليف كل الى اجلو احلامهم لبعد الجواز والنتيجه انهم خسرو نفسهم وبيندبو حظهم ويقولو ياريت ..شهد ارجوكى ياحبيبتى متعمليش كده فنفسك عشان خاطرى ..
شهد :اوعدك هفكر .
بعدها كاميليا سابتها وقامت تزاكر وعقلها مش قادر يستوعب ازاى حد ممكن يضحى بدراسته ومستقبله لمجرد الجواز وتكوين اسره ؟!!
تانى يوم كامل اتصل بمراته حنان من المحل وبلغها ان فيه واحد جاى يتقدم لشهد هو واهله النهارده.. وانه هيرجع البيت دلوقتى وهيكلم البنات يديهم خبر عشان ميتأخروش وبلغها انه هيجيب معاه جاتوه وهو راجع وسألها لو عايزه حاجه تانيه غيره وهى قالتله انها هتعمل عصير فريش ومش عايزه حاجه من بره ..
وبالفعل كامل كلم كاميليا وشهد والاتنين رجعو بعربية كاميليا وشهد طول الطريق هتطير من السعاده وهى بتوصف فى كيان لكاميليا كانه انسان خيالى محصلش ..وطبعا كاميليا كانت عارفه ان شهد بتبالغ من فرط الحماس للموضوع .
الاتنين وصلو البيت وشهد اخدت شاور وابتدت تجهز اما كاميليا فكانت قاعده تتفرج على اختها وربكتها ومستغربه جدا ان ممكن حد يفرح للدرجه دى بأن انسان غريب هيدخل حياته !!
جه الميعاد بتاع وصول كيان واهله و وصلو فالميعاد بالمظبوط وكامل فتح الباب واستقبلهم وكان كيان ومامته واخته الكبيره هما اللى جايين ودخلهم واستلمت منه حنان مراته زمام الترحيب بالضيوف وقعدتهم وكامل قفل باب الشقه وقعد جمبهم ومن بعد مقدمات وتعارف
كيان اتكلم فالموضوع مباشرةً وطلب ايد شهد ..
لحظات من السكوت وترت الكل قبل ماكامل يرد عليه :
بص يبنى انا مش هكذب عليك شهد بتتعلم ولسه فسنه اولى جامعه ولسه قدامها مشوار طويل فى التعليم ..
ومن سابع المستحيلات انى هسمح انها تسيب تعليمها لاى سبب من الاسباب دا اولا ..ثانيا بقا انا وافقت انك تيجى النهارده انتا والست الوالده بناء على طلبك عشان شهد تشوفك واعرض الموضوع عليها برغم اعتراضى على اى ارتباط ليها فالفتره دى او لمدة سنتين تانى على الاقل بس انا معود بناتى انى ما اتدخلش فأى قرار يخص حياتهم ومستقبلهم وسايبلهم مطلق الحريه فالاختيار وانا كل مهمتى هى النصح والتوجيه اما اخد القرار ففالنهايه فأيدهم هما ..وعشان كده بقولك من دلوقتى ان الرفض او القبول فأيد شهد مش فأيدى ..
كيان بابتسامه :على فكره ياعمى موضوع تعليم شهد دا منتهى لانى انا مش هقبل غير بزوجه متعلمه ومثقفه واوعدك انى هكملها تعليمها عندى لآخر مرحله وهوصلها للمستوى التعليمى اللى يرضينى ويرضيك ويرضيها بأذن الله تعالى ..
اما موضوع القبول والرفض فدا نصيب وايا كان رأى انسه شهد انا هحترم قرارها طبعا ..
ام كيان :طيب بس فالاول نشوف العروسه والولاد يشوفو بعض والرد براحتكم يابو شهد .
كامل بص لحنان :قومى ياست الكل نادى شهد وخليها تيجى تقعد مع الجماعه وتشوف كيان ..
حنان قامت فورا وغابت شويه ورجعت بشهد وهى شايله صينية العصير وبتتقدم بخجل وعنيها فالارض ومامتها دخلت بصينية الجاتوه وقدمت شهد العصير للكل وسط تكبيرات وجمل معتاده بتتقال فالمواقف دى لمدح العروسه وشهد مبتسمه بخجل وفالاخر حطت الصينيه على الطربيزه وقعدت جمب باباها ومامتها على الكنبه الموازيه لكنبة كيان واهله ..
ابتدت اسئله خفيفه من الام والاخت لشهد وشهد ترد عليها باختصار شديد وتوتر وخجل وبعد ماخلصت فقرة الاسئله الموجهه ليها ابتدت فقرة اسئلة كامل لكيان عن مستوى تعليمه وشغله وظروفه وكيان اجاباته كلها نالت رضى كامل وشهد وحنان والكل اجمع من جواه انه عريس لقطه ميترفضش ..
خلصت القعده وكيان واهله روحو وبعدها اتعمل اجتماع مغلق بين كامل وحنان وشهد وكاميليا عشان يبتو فأمر العريس وكامل اتفاجأ بموافقة شهد المقنعه بالخجل والسكوت مع انه كان متوقع رفضها للموضوع .
بعدها دخلت شهد وكاميليا اوضتهم وابتدت كاميليا تستعد لموجه اخرى من المدح فالعريس من شهد وسماع مخططاتها لمستقبلها الاهبل مع كيان اللى شايفاه من وجهة نظرها هيكون اكبر واهم انتصاراتها فالحياة.
اما كامل فدخل اوضته هو وحنان مراته وابتدا التوتر اللى كان مداريه قدام البنات يظهر ويتجلى على ملامحه وهو بيفكر بجديه ومحتار ياترى قرار بنته بالجواز دلوقتى صح ولا غلط… وخايف من ان خطوه زى دى ممكن يكونلها عواقب ومن ضمن عواقبها انها تتحرم من تعليمها ومتقدرش مع ضغوطات البيوت والمسئوليه تكمل وتكون اقل من اختها وتنغمس وتدور فدايرة الدنيا وتنسى مستقبلها وتضيع فحياة كيان وتنسى كيانها هى ..
حنان قربت من السرير وقعدت جمبه واخدت نفس وزفرته وهمستله :اكيد بتفكر فاللى بفكر فيه ياكامل .
كامل :وايه هو اللى بتفكرى فيه ياام كاميليا .
حنان :بفكر فزعل كاميليا لما اختها الصغيره تتخطب وتتجوز قبلها .
كامل :لا دانتى تفكيرك فحته غير الحته اللى فيها تفكيرى خالص ..وبعدين متحطيش الكلام دا فدماغك عشان كاميليا هى اللى رافضه الجواز وبناء عليه انا مش هوقف حياة اختها زيها ولا هرهن جواز شهد بجوازها دى نقره ودى نقره تانيه خالص .
↚
حنان :امال ايه اللى شاغل تفكيرك بقا طالما مش السبب دا اللى شاغله ؟!
كامل :قبل مااقولك ولا تقوليلى ايه رأيك فالولد وانطباعك الاول عنه وعن اهله ايه ؟
حنان وهى بتاخد مكانها للنوم وبتدخل تحت الغطى :بصراحه ياكامل الولد لا غبار عليه ماشاء الله تعليم ومال ووسامه وعقل وامه واخته باين عليهم الطيبه ..
كامل وهو بيهز دماغه : فعلا كلامك مظبوط وهو دا انطباعى الاول عنهم برضو ..واللى مزود حيرتى ان الولد فرصه متتفوتش ومش هلوم شهد على موافقتها عليه وقبولها ليه لكنى خايف على تعليمها اوى ياحنان .
حنان :بس الولد اداك كلمه ياكامل انه هيكملها ؟!
كامل :وانا مضمنش بكره فيه ايه ياحنان ولا الايام ممكن تكون مخبيه ايه للبنت ..وبقول لو تفضل معانا هنا هيكون اضمنلها انها تكمل وتبقى تتجوز فآخر سنه او بعد التخرج على طول..لكن فنفس الوقت خايف لو نصحتها بكده وعملت بنصيحتى تلومنى بعدين لو مجالهاش واحد بمستوى كيان فتعليمه وثقافته وحالته الماديه ..وقتها الندم هياكل قلبي وانا اكتر حاجه بخاف منها احساس الندم دا ..
حنان وهى بتمسك ايد كامل وبتشبك صوابعها فصوابعه بحب ..متصعبهاش على نفسك كده ياكامل وسيب الامور زى ماربنا رايدلها تمشى ..وانا من رأيي تعجل بجواز شهد عشان يمكن تعمل زى كاميليا وتتعقد وترفض كل العرسان وبدال ماشايلين هم وحده نشيل هم الاتنين ..واحنا مش دايمنلهم وعايزين نطمن عليهم على حياة عينا
كامل كان من جواه مقتنع بكلام حنان بنسبة ٨٠ % وفعلا هو متخوف من النقطه دى زى مامتخوف من نقطة تعليمها بالظبط لكنه سلم امره لله ونام وتانى يوم الصبح نزل على شغله وكلم واحد صاحبه وكلفه يسأله على كيان وعيلته وصاحبه اول ماسمع اسم كيان واسم ابوه عرفه على طول وشكر فيهم جامد وقاله انه يعرفهم معرفه شخصيه…
ومفيش داعى يسأل على الولد لان سمعته سابقاه وسمعة عيلته واسمها لا غبار عليه ..
والكلام دا خلى كامل احتار اكتر وكل حاجه فكيان بتقول انه فرصه خساره كبيره لو ضاعت ..
وبعد يومين كمان فضل فيهم كامل يفكر كويس قام الصبح وهو مقرر انه يحسم موضوع كيان واليوم دا صادف يوم جمعه وهو قاعد على السفره مع مراته والبنات بص لشهد وسألها بحزم : شهد انتى شاورتى نفسك يابنتى كويس عشان نرد عالناس النهارده العريس مستعجل وعايز يتجوز قبل مااجازته تخلص ويسافر ؟
شهد ردت عليه بخجل وهى باصه لطبقها ومبتسمه :اللى تشوفه حضرتك يابابا .
كامل بنرفزه :مينفعش فالموضوع دا اللى اشوفه انا ياشهد لازم اللى تشوفيه انتى عشان انتى اللى هتتجوزى مش انا ..
شهد سكتت وحنان تولت هى الرد على كامل : ماخلاص ياكامل البنت مكسوفه وبعدين مسمعتش المثل اللى بيقولك السكوت علامة الرضى ولا ايه ؟..اتكل على الله يابو العروسه
كامل هز دماغه وابتسامه خفيفه ظهرت على وشه من وقع الكلمه على ودنه ..ابو العروسه ..حلم هيتحقق اخيرا هيبتدى يفرح ببناته ويريحهم فبيوتهم مع اجوازهم ويبقى بكده ادى رسالته على اكمل وجه ويرتاح قرير العين ..
بمجرد ماخلص فطار ملحقش يقوم ولقى تليفونه بيرن وبص لقاه رقم كيان وبصله وبصلهم وهو بيقول :شوفو البيه شكله كان بيحلم بينا قايم يتصل من الفجر ..الكل ابتسم وشهد زاد كسوفها وهو كمل ..اما اريح قلبه وابلغه بالموافقه ..
وفعلا كامل رد على كيان وبلغه بالموافقه وكيان طار من الفرحه ..
كيان جاب اهله وعمامه الاتنين عشان ابوه متوفى ومعاه خال واحد جابه واتفقو مع كامل على كل حاجه فى قعده وحده وكيان بلغ كامل ان الجواز بالكتير بعد ٣ شهور عشان شهد تكون امتحنت الفاينال وكمان عشان يادوب يلحق يقضى شهرين مع عروسته قبل مايسافر وكامل اعترض فالاول نظرا لضيق الوقت لكنه وافق مضطرا مراعاتاً لظروف سفر كيان ..
تانى يوم نزلو يشترو الدهب واللى راح شهد وكاميليا وكيان وامه ووقت الاختيار شهد كانت بتسأل كاميليا على كل حاجه ومكنتش بتاخد غير الحاجه اللى بتختارهالها كاميليا ولما كيان كان يقولها اختارى على زوقك كانت تقوله انها بيعجبها زوق كاميليا وهتخليها هى اللى تختار ..
اخدو الشبكه اللى اشتروها اخيرا ورجعو واللى كانت كلها زوق كاميليا لكن للصراحه زوقها كان رقيق وحلو وعجب الكل بس برضو كيان محبش حتتة ان خطيبته تلبس على زوق اختها وكان بيتمنى لو انها اختارت شبكتها على زوقها او حتى خلته هو اختارهالها عشان دى هتفضل ذكرى حلوه لآخر العمر ..
بعدها عملو الخطوبه وشهد وكاميليا راحو الكوافير وعملو الاتنين ميكب رقيق ولبسو فساتين مقاربه لبعض محتشمه وبكم والطرحه نفس درجة لون الفستان وكل فستان كان بلون مختلف والاتنين طلعو برنسيسات بجد كل وحده احلى من التانيه ..
رجعو البيت بعربيه كان جايبها كيان ملاكى بتاعت واحد صاحبه وكيان وشهد ركبو فالعربيه ورا وكاميليا ركبت فالكرسى القدام جمب صاحب كيان اللى كان بيسوق واللى كان اسمه عادل ..
↚
وصلو البيت وحنان اول ماشافت بناتها صلت على النبى وكبرت فى سرها من كل عين تبص عليهم ومتصليش عالنبى وكيان وشهد قعدو جمب بعض وابتدت الحفله والكل ابتدا يباركلهم وكيان كان طاير بشهد وهى متقلش عنه سعاده وانبهار بكل حاجه فيه ..
خلصت الحفله والكل روح مفضلش غير العريس بس قعد عشان يتعشى هو وخطيبته مع بعض على رواقه وفعلا حنان وكاميليا حضرولهم العشا فالصالون والاتنين قعدو يتعشو سوا وكامل وكاميليا وحنان حطو عشا لنفسهم عالسفره وقعدو يتعشو هما كمان ..
كيان وشهد الاتنين محدش فيهم عرف ياكل من الكسوف وخصوصا شهد اللى كانت ضاربه لخمه خالص ومفيش غير بس هما لقمتين بالعدد وبعدها قعدو ساكتين …شويه وكيان استأذن عشان يمشى لكنه قال لشهد متناميش النهارده عشان هكلمك فون للصبح وشهد هزتله دماغها بموافقه وهى مبتسمه بخجل وهو كمان ابتسم على حيائها اللى زايدها جمال وانوثه ورجع بيته وهو بيمنى نفسه باحلى ايام جايه مع شهد …
شهد وكاميليا دخلو اوضتهم اخيرا وغيرو هدومهم بعد يوم مرهق وشهد اترمت على السرير بتعب وزيها كاميليا ..
كاميليا ابتسمت لما بصت لشهد وشافتها سرحانه ومبتسمه ابتسامه بلهاء وهمستلها بحب : مبروك ياشهد
شهد انتبهت وردت عليها بابتسامه اوسع :الله يبارك فيكى ياكوكى عقبالك ياحبيبتى
كاميليا لسه هترد عليها لكن قاطعها صوت رنة تليفون شهد اللى رفعته وردت بتوتر وخوف واضحين جدا :ايوه ياكيان ..لا لا صاحيه نمت ايه ..اه …ماشى ..طب ازاى هههههه..قالتها وبصت لكاميليا
اللى كانت متابعه كلامها وفهمت منه ان كيان مش حابب ان كاميليا تسمعهم وخرجت فورا من الاوضه وافسحت المجال لشهد عشان تتكلم مع خطيبها براحتها وقعدت فالصاله وفتحت التلفزيون ومسكت الريموت وابتدت تقلب بملل ..
اما عند كامل وحنان …
حنان :كان نفسى تكون كاميليا اول فرحتنا ياكامل ..
كامل :ومن سمعك ياحنان لكن يلا كله تبع النصيب وهنفرح بيها قريب بأذن الله ..بس هى ربنا يهديها
حنان :يارب ياكامل ياخويا من بوقك لباب السما ..
-كيان :شهد ..شهد سكتى ليه ؟
شهد شااااااهد …هههههههه انتى مكسوفه مش كده ؟…طيب انا هجنبك الخجل دا ايه رأيك نتكلم كتابه كام يوم كده لحد ماناخد على بعض ويزول الخجل ؟؟؟
شهد استحسنت الفكره وشافت ان دا احسن حل يجنبها المشكله اللى هى فيها دى واللى هى اكبر مشكله بتقابل شهد على مدار عمرها كله ومنغصه عليها حياتها ..الكلام ..شهد مشكلتها انها مبتعرفش تتكلم الا مع اشخاص معينين واللى هما اهلها وصحبتها الاء وبس …ودول عشان عارفينها ومتعودين على اسلوبها ومبيزعلوش منها ولا من كلامها الناشف الخالى من المرونه اللى لو حد كان بيتعرف عليها جديد وشاف طريقة كلامها بيبعد فورا عشان بيعتقد انها بتتعامل معاه هو بس كده عشان مش طايقاه …او مش حابه وجوده ..ولذلك شهد مكنش ليها شعبيه ابدا ولا عمرها نجحت فأنها تكون صداقات فأى مرحله من حياتها غير بس الاء ودى تقريبا زيها ونسخه تانيه منها دا ان مكانتش اضل سبيلاً…
ودا بعكس كاميليا اختها اللى كانت بتتمتع بلسان عامل زى المغناطيس بيجذب الناس لشخصية كاميليا القويه ودايما دا كان يحط شهد وكاميليا فى مقارنه والناس على طول بتبقى مستغربه ازاى هما اخوات …
كيان ابتدا يتكلم معاها وكلامه كان عباره عن وحشتينى …بحبك ..كنتى زى القمر النهارده وشهد ردت عليهم كلهم ب..(وانتا كمان )ولما كيان شاف ردودها مختصره قفل معاها عشان حس انها ممكن تكون تعبانه فعلا ومش قادره تتكلم بعد اليوم المتعب دا وسابها عشان تنام ..
واستمر كيان كذا يوم من الخطوبه يكلمها كده ويشوف ردودها يقفل معاها وهو مديها عذر الخجل لغاية ما جالهم زياره لأول مره بعدالخطوبه اتعشى مع شهد وقعد معاها شويه على مرأى من مامتها وباباها واستغرب وهو بيكلمها من ردودها الناشفه والمختصره ومطولش ونزل وكانت الدنيا ليل…
بعدها بيجى ساعه شهد ماسكه الفون و رايحه جايه فالاوضه بحيره ومش عارفه تتصرف ازاى .وفجأه خطرلها الحل وفتحت الباب بسرعه وطلعت جرى على كاميليا اللى كانت فالصاله وقعدت قدامها وحضنتها وهى بتقولها :
كوكى الحقينى …..
يتبع….
↚
شهد :كوكى الحقينى
كاميليا بخضه :فيه ايه يابنتى مالك!!
شهد ردت عليها وهى بتفتكر اللى حصل من شويه لما كيان قفل معاها صوت عشان مش عارفه تتكلم او ترد عليه كالعاده غير بردود مختصره وبرضو فضل يكتبلها كتابه وحتى الكتابه مش عارفه ترد عليه بأيه وكانت بتطول اوى فالرد على ماتفكر فيه الاول ..وهو مستمر يسألها كل شويه ..
-شهد هو فيه ايه مالك
-انتى مش عايزه تتكلمى معايا؟
-كيان بيكلمنى وفيه كلام غريب ومش عارفه ارد عليه ولا عارفه اكتبله ايه كوكى انا ملخومه اوى ومكسوفه منه جدااا اعمل ايه ؟
كاميليا :ليه يعنى هو بيقولك الغاز ولا ايه؟!!
شهد :لا بيتكلم كلام عادى بس انا مش عارفه ارد عليه وكل اما اجى ارد عليه رد امسحه واقول يمكن الرد دا غلط وهو زعل
وفجاه سمعو صوت رسايل .تن .تن .تن .تن
شهد بصت فالتليفون وشافته كاتبلها ..شهد رحتى فين ..شهد نمتى ..شهد ..شهد بتعملى سين ومبترديش ليه !!
شهد لفت التليفون على كاميليا وهى بتمثل البكا وكاميليا ضحكت عليها وعلى لخمتها وقالتلها :يبنتى مالك فيه ايه اكتبيله معاك اهو كنت بشرب كنت باجيب حاجه..اكتبى اى حاجه وخلاص .
شهد :ايوه يعنى اكتبله ايه من دا كله اللى انتى قولتيه؟
كاميليا بغلب :قوليله رحت جبت ميه من التلاجه عطشت …وفورا شهد كتبت كده ..
كيان رد عليها برساله :حبيبى بالهنا عقبال ماتشربى من يد حبيبك عند الحوض شربه لا تظمأى بعدها ابدا ..
شهد قرتها بصوت عالى وبصت لكاميليا واتكلمت بفرحه :لا دى انا عارفه ارد عليها ..وبسرعه كتبتله اللهم آمين وقالت لكاميليا عاللى كتبته
كاميليا ضربت بأيدها مقدمة جبينها وبصت لشهد وقالتلها ..ياغبيه قوليله انا واياك يارب
شهد ابتسمت ابتسامه بلهاء : اكتبها دلوقتى
كاميليا :مينفعش ياهبله ..
كيان : قوليلى بقا احكيلى عجبتك النهارده
شهد :اه
كاميليا وهى شايفه رد شهد عليه :قوليله كنت زى القمر ياغبيه
شهد بتكتب لكن هو سبقها وكتب وانتى كنتى زى القمر النهارده مكنتش قادر اشيل عينى من عليكى ..
شهد قرتها وبصت لكاميليا بصدمه :الحقى دا حرامى سرق الجمله بتاعتنا!! هنقول ايه احنا دلوقتى ؟
كاميليا بصتلها وهى جازه على سنانها :قوليله ميرسى دى عيونك الحلوين ..
شهد كتبت كده وهو رد عليها بكلمة حبيبي ..
شهد ورتها لكاميليا وهى بتهزلها دماغها بمعنى اقول ايه ؟
كاميليا ..متقوليش مش كل الكلام تردى عليه هو هيكتب دلوقتى ويفتح كلام …وفعلا شهد شافته بيكتب ..
كاميليا وهى بتتاوب : انا قايمه انام بقا ورايا جامعه الصبح خليكى انتى هنا عشان انا عينى قفلت خالص ..
شهد بفزع :لا بالله عليكى ماتسيبينى مش هعرف ارد عليه انا ده
كاميليا بنرفزه : شهد بجد انتى اوفر اووى ماهو كلام الولد عادى اهو يعنى مفهوش حاجه تستعصى على وحده جامعيه زيك؟!
شهد : ياكاميليا مانتى عارفه اللى فيها !! طب والله منا عارفه ارد عليه اقول ايه واصلا بخاف اكتبله كلمه تطلع غلط او يفهمها بشكل غلط ويزعل منى من اولها
كاميليا :والله بقا دى مشكلتك انا لا ابالى ..واتحركت على الاوضه لكن وقفت لما شهد قالتلها : طب دى آخر مره اخر حاجه بس ..كاتبلى شهد اه لو تعلمين كم انا مشتاق الان وعندى لوعةُ ..وكاتب تحتها لوعةُ شديدةُ ..هرد عليه واقوله وانا كمان صح كده ..
كاميليا برقت عنيها وبسرعه رجعت لشهد وقعدت جمبها ومسكت ايدها اللى ابتدت تكتب وهى بتقولها :
بتعملى ايه ياعبيطه انتى ؟
شهد :برد عليه
كاميليا :هتردى تقوليله وانا كمان ياقدرى ؟…ياحبيبتى دا يقصد لوعه واشتياق من نوع تانى مش من النوع العادى بتاعنا ده ..دا الاستاذ داخل عالحامى اوى ايه دا يخرب بيته !
شهد ببلاهه :نوع تانى ازاى يعنى هو مش اللوعه والاشتياق دول نوع واحد ؟
كاميليا بضحكه :لا دا اشتياق ولوعت بعد منتصف الليل دا حاجه تانيه خالص ..
شهد :طب ارد اقول ايه باعتلى ايموشن فايَيَر
كاميليا بضحكه :قوليله قوم خدلك دش ساقع
شهد بصتلها وعقدت حواجبها وكاميليا هزتلها دماغها بتأكيد وشهد كتبت كده بعدم اقتناع من رد كاميليا ..اصل ايه جاب القلعه جمب البحر وايه دخل الاشتياق بالحموم !؟؟
↚
لكنها استغربت لما كيان رد عليها بايموشنات بتضحك وكتبلها تحتهم :ياريت كان ينفع مكنش حد غلب .
شهد.قرتها بصوت عالى وبصت لكاميليا باستفسار وكاميليا ضحكت على هبل اختها وقالتلها : غيرى الكلام بسرعه اتكلمى عالشقه والوانها اسأليه هنضرب الوان ايه وقوليله على الالوان اللى انتى حابه تضربيها ..
شهد :طب انا حابه اضرب الوان ايه قوليلى عشان اقوله
كاميليا اتخبطت وهى قاعده وبصت لشهد بغيظ وقربت منها وشهد انكمشت على نفسها وهى بترد على كاميليا : ايه ؟؟..والله مااعرف الالوان اللى لازم تنضرب دى ايه ولا اعرف اختار ولا انيل قولى انتى؟؟
شهد بنفاذ صبر :اسأليه طيب انتا بتفكر تختار ايه الوان عشان ننسق الوان الشقه مع المفروشات ..
شهد سالته وهو رد عليها :اعمليها على زوقك انتى دى مملكتك وانتى اللى تفرشيها على مزاجك …انتى تختارى وتأمرى وانا انفذ ..
شهد ورت الرد لكاميليا وكاميليا قالتلها ابعتيله ايموشن قلب ..
وعلى هذا المنوال كاميليا وشهد قضو ساعتين كاملين كيان يتكلم وكاميليا ترد وشهد تكتب وهى مش فاهمه اغلب الكلام وحاسه ان كيان بيتكلم بالغاز والغريبه ان كاميليا فاهماها وبترد عليه …والغريبه اكتر واللى شهد مستغرباه كاميليا عرفت تتكلم كده ازاى وازاى عندها القدره لادارة حوار بالشكل دا مخلاش كيان عايز يقفل معاها وخلاه كل شويه يكتب لشهد انا نفسى افضل اتكلم معاكى كده علطول ..
فالنهايه اضطرت شهد انها تقفل مع كيان غصب عنها لما كاميليا انسحبت منها بالعافيه وجريت على الاوضه عشان تناملها ساعه قبل ميعاد جامعتها..وشهد كمان دخلت تنام وغمضت عنيها وهى مبتسمه على كلام كيان اللطيف وشكله وابتسامته ورقته وكل حاجه فيه مخلياها فحالة انبهار ..
تانى يوم الصبح كاميليا صحيت على همهمات وفتحت عينها باستغراب وشافت شهد تحت الكوفرته بتزوم ومفيش على لسانها غير ..ها ..اممم..اه ..طيب
كاميليا قامت وراحت على الحمام واخدت شاور ورجعت على الاوضه ولقت شهد قاعده على السرير حاطه ايدها على خدها وبتتأفف بغلب
كاميليا :ايييه عالصبح مالك ؟
شهد :كيان ياستى ..مصحينى عشان اروح الجامعه وهاتك ياكلام حب عالصبح وانا هو يتكلم وانا مش عارفه ارد عليه غير ب وانا كمان وهو فالاخر زهق وقفل بعد ماقلى شكلك لسه مافوقتيش هكلمك بعدين ..طب لما يكلمنى بعدين ومعرفش ارد عليه برضو يقول عليا ايه مش بافوق ابدا !! وكملت بخوف انا خايفه يكتشف خيبتى التقيله ياكاميليا ويسيبنى !
كاميليا ضحكت بخفه وقالتلها بنبره حنونه :لا متخافيش مش هيسيبك ولا حاجه بكره تتعودى وتتكلمى وتنطلقى وهو اللى ميعرفش يجاريكى فالكلام ..وقعدت وهى بتلبس الكوتشى بتاعها وكملت كلامها : بس هى غريبه فعلا ياشهد انك متعرفيش تتكلمى مع خطيبك ولا عندك ردود لكلام عادى زى دا ؟!
شهد بعصبيه مكتومه : يالهوى لما اختى بتقول كده هو هيقول ايه بقى ..منتى عارفه يانيله انتى انى متنيلتش كلمت حد قبل كده ولا شوفت وحده بتكلم خطيبها ولا اعرف ردود مسهوكه زى اللى كنتى بتمليهانى بالليل دى ..ولا حتى اعرف اقولها ..الا انتى عرفتى الكلام الحلو دا كله منين يابت ياكاميليا دنا لو مش اختك وحافظاكى كنت قلت عليكى خبره هههه
كاميليا :انا شفت كتير بنات صحباتى بتتكلم مع خطبانها او حبايبها ياشهد وحتى فيه منهم اللى كانت بتقرينا الرسايل كانوع من التباهى ..وكمان فالافلام والمسلسلات بلاوى ..بس انتى معذوره انتى كل همك اللعب عالفون والنوم بس هى دى مهمتك فالحياه …حتى الجامعه ملمومه فيها على وحده اهبل منك ..
شهد : وهو انا لقيت حد فيه خير يرضى يصاحبنى غيرها ومتلمتش عليه ؟ طب والله لو كنت اعرف كده كنت اخدت دورات تكثيفيه فالشجاعه وكلام المخطوبين ..يلا بقا هو يبقى يعلمنى ولو متعلمتش يتقبلنى كده وذنبه على جمبه
قامت شهد راحت الحمام وكاميليا سمعت صوت رسالة واتس وكانت واقفه جمب السرير فقرتها
شهد …شهوده قمتى من السرير ولا لسه ..شوشو قومى وبطلى كسل ..
كاميليا ابتسمت على كيان اللى جالها رحمه من السما وعالاقل هو اللى هيصحى شهد بدالها كل يوم ويتولى المهمه الرزله دى وهى مش هتقدر تقاوح معاه زى مابتعمل معاها ..
كاميليا كملت لبس وشهد رجعت من الحمام وابتدت تلبس هى كمان وبعد ماخلصت بصت للتليفون وابتسمت على رسايل كيان لكنها مردتش وحطت الفون فالشنطه وخرجت ورا كاميليا عشان يفطرو سوا وينزلو هما وباباهم كل واحد على وجهته ..
اما امهم فقامت عشان تلم المطبخ بعد عزومة كيان بتاعت امبارح وتروق الشقه وتشوف هتعمل ايه …
شهد فالجامعه محدش كان يعرف خالص انها اتخطبت واول ماعرفو من الاء صحبتها استغربو جدا ازاى الشاويش عطيه زى ماكانو ملقبينها تتخطب وهما لأ ..واللقب دا اطلقوه عليها بسبب شدتها فالتعامل مع الكل ونبرة الحزم والتهديد اللى دايما بتتكلم بيها .. اتلمو عليها كلهم كانوع من استكشاف مين اللى خطبها وشكله ايه ..ابتدو يباركولها وشافو الشبكه واتفرجو عالصور وانبهرو بكيان ووسامته ودبسو شهد فعزومه على حاجه ساقعه وبعدها انفضو من حواليها وهما مابين حاسدين وحاقدين ومستغربين مفضلش معاها غير صحبتها الاء البنت ام نضاره الخجوله اللى متعرفش اى حاجه فأى حاجه وماشيه فديل شهد على طول والاتنين زى مايكون حله ولقت غطاها ومكتفيين ببعض ومنعزلين عن باقى العالم …
اما كاميليا فخلصت المحاضره بتاعتها وهى خارجه استوقفها صوت بينادى عليها : انسه كاميليا .. .. انسه كاميليا ممكن لحظه لو سمحتى ..كاميليا وقفت وبصت وراها وزفرت لما لقته دكتور اشرف ووقفت على مضض من باب الزوق عشان متحرجهوش قدام الطلبه
دكتور اشرف وصل قصادها وجلى صوته وهو بيقولها : كاميليا معلش ممكن اتكلم معاكى كلمتين لوحدنا ..
كاميليا عقدت حواجبها باستغراب وردت عليه ..لوحدنا ازاى يعنى ؟
اشرف : زى اى اتنين ياكاميليا بيتكلمو فموضوع مهم على انفراد بعيد عن عيون الطلبه والناس تجنبا للاقاويل ..فكافيه مثلا او رستورا ايه رأيك …وعشان نكون على راحتنا واعرف اتكلم معاكى ..
كاميليا ببرود :دكتور اشرف اول حاجه انا مقدرش اخرج مع حضرتك فأى مكان لوحدنا بدون اى صفه تربطنى بيك ..ثانيا انا عارفه حضرتك عايز تتكلم فأيه وبقولك انا اسفه انا مبفكرش فالموضوع دا دلوقتى .
↚
اشرف بترجى :طب اسمعينى لمره وحده ..انا حقيقى مش عارف انتى ليه واخده الموقف دا منى من غير ماتتكلمى معايا مره وحده وتدينى فرصه اعرفك على نفسى وعلى كل كبيره وصغيره عنى ..مش يمكن وقتها تقتنعى وتغيرى رأيك وتبقى فيه صفه تربطنا ببعض !!!
كاميليا :دكتور اشرف افهمنى انا أ…وقبل ماتكمل قاطعها اشرف :
انتى اللى افهمينى واسمعينى مره وحده بس ..كاميليا انا متابعك من سنه اولى وعينى فالخمس سنين دول دايما كانت عليكى ولما كنت بتأكد يوم بعد يوم وسنه بعد سنه ان مفيش حد شغل قلبك وان حياتك مقتصره على دراستك وتفوقك وبس كنت فرحان جدا وحاسس ان ربنا شايلك ليا وبيبعدك عن الكل عشان يقربك منى انا وتكونى من نصيبى ..
كاميليا بصتله باستغراب وهو هزلها دماغه بتأكيد وكمل …انا عارف ومتأكد ياكاميليا انه مفيش حد فحياتك ولا عمرك عرفتى حد وان قلبك عمره مادق لحد قبل كده والكلام دا انا اتأكدت منه بكذا طريقه ..يبقى ليه الرفض دا قوليلى ..ادينى سبب يقنعنى انى ابعد وانساكى واتابع حياتى بعيد عنك واطلعك من عقلى وقلبي ..
كاميليا زمت شفايفها وبصت بعيد واخدت نفس عميق قبل ماترد عليه :هتصدقنى يادكتور لو قولتلك معنديش اسباب لرفضك انت بالذات غير انى مش حاسه انك انت شريك حياتى ؟ هتصدقنى لو قولتلك انه برغم كل مقوماتك ومميزاتك الا انى مش حاسه انى عايزه ارتبط بيك ..ومن غير اسباب ..جايز العيب فيا انا فعلا ..جايز انا انسانه معقده زى ماوفاء بتقولى ..بس فعلا انا حاسه انى مشفتش فيك الانسان اللى هتقاسم معاه الباقى من عمرى ..وبرضو مش عارفه ليه قالتها وهى بتهز كتافها ..
اشرف ابتسم ابتسامه مكسوره ونكس دماغه للأرض ورفعها مره تانيه وهو بيرد عليها :
اسبابك واهيه وانا مصمم انى اثبتلك انك مخطئه فحكمك دا ياكاميليا ..وهعافر لحد مااقدر اوصلك وساعتها هخليكى تندمى على احساسك بأنى مش الراجل المناسب ليكى ..واتنهد وهو بيكمل : بس الحقيقه مكنتش متوقع انك سطحيه فتفكيرك واخذ قراراتك اوى كده ..سلام مؤقت الى ان نلتقى فى ظروف اجمل …
قالها واتحرك من قدامها وهى زفرت ولسه بتلف شافت وفاء واقفالها بعيد ومبرقالها واكيد شافت المشهد وهتنزل عليها بوابل من الشتايم دلوقتى لما تعرف الحوار اللى دار بينها وبين دكتور اشرف وهى اعصابها مش مستحمله ..لكنها سلمت امرها واستعدت لده وراحت على وفاء وقد كان من وفاء ماحسبت كاميليا حسابه ..
اما شهد فاتصل بيها كيان فالجامعه وكلمته لمدة خمس دقايق بس وقفلت معاه بحجة انها فالمحاضره وهربت منه وقالتله اللى عايز تقوله اكتبه وانا بعد مااخلص هقراه وارد عليك …وبالفعل قفلت معاه وتوالت اصوات الرسايل من كيان وهى قررت انها مش هتفتحهم غير وهى كاميليا جمبها ..
فآخر اليوم الاتنين فالعربيه مروحين وهما فالطريق شهد فتحت التليفون وابتدت تقرا الرسايل لكاميليا وتسألها ارد اقول ايه وكاميليا تضحك وتمليها وشهد تكتب ..
رجعو البيت وغيرو هدومهم وقعدو يتغدو ومامتهم قررت انها هتاخد شهد وتنزل تشتريلها فالجهاز بتاعها عشان يادوبك تلحق وشهد حلفت ماهى رايحه غير ورجلها على رجل كاميليا وهى اللى تختارلها كل حاجه على زوقها وكاميليا برغم انها ملهاش مزاج تخرج الا انها مرضيتش تكسر بخاطر اختها وراحت معاها ..
**********
رجعو البنات وامهم بالليل وهما هلكانين من اللف والاختيار وبمجرد مادخلو البيت لسه شهد هتقعد تليفونها رن برقم كيان للمره العشروميه من ساعة ماخرجو وهى كل مره تقوله لسه بره لسه مرجعناش..
فتحت وردت عليه بأجهاد وهمستله بتعب : كيان انا تعبانه جدا ومش قادره اتكلم فبالله عليك لو هتتكلم اكتبلى كتابه او سيبنى لبكره اكون استريحت واعرف اكلمك ..
كيان :لأ طبعا بكره دا ايه ..انا هكتبلك وهتفضلى معايا طول الليل نسأل ونجاوب ونعرف كل حاجه عن بعض ..فترة خطوبتنا صغيره ياشوشو وعايزين نتعرف على بعض ولو هنطاوع التعب كل يوم تعب من هنا ورايح ومش هنفضى لبعض ..
شهد باستسلام : طيب تمام سيبنى نصايه واكون معاك …قالت كده وقفلت معاه وقامت اخدت شاور قوام قوام ودخلت فالسرير وبعدها كاميليا اخدت شاور هى كمان ورجعت تنشف فشعرها وفجأه ابتدو يسمعو صوت الرسايل…
شهد بصت لكاميليا بترجى وعيون دبلانه وقبل ماتتكلم كاميليا رفعتلها صباعها بتحذير وقالتلها :متحاوليش لانك مهما حاولتى واترجيتى لن ابالى ..والمرادى لن ابالى بجد ..
شهد اعتمدى على نفسك بقى وخلى خطيبك يعرف شخصيتك ويتعود عليها عشان يتأقلم معاكى !!
شهد زفرت بضيق وفتحت التليفون وحاولت تتكلم مع كيان لكنها كالعاده معرفتش وابتدت تقرا الرسايل بصوت عالى وتجبر كاميليا اللى كانت بتحاول تنام انها ترد عليها غصب عنها …
بعد تقريبا ساعه شهد سقطت خالص وعيونها قفلت وقامت وراحت على كاميليا ونامت عليها وابتدت تبوس فيها وتترجى وكاميليا بتحاول تبعدها مش قادره …
كاميليا :خلاص ياشهد عشان انا ادايقت بجد ابعدى عنى بقا عايزه انام ..
شهد :والله ماهبعد عنك ولا هسيبك تنامى ابدا طول منا صاحيه
كاميليا :شهد عايزه ايه فهمينى انا بعد كده هسيبلك الاوضه دى خالص وهنام فالصاله مش معقول كده انا ورايا جامعه الصبح ؟!!!
شهد وهى بتمدلها التليفون :طب خدى اتكلمى مع الشيئ دا شويه وانهى معاه الكلام اللى مبيخلصش وقوليله هنام بس بطريقه تخليه يتلم ويقفل عشان مش راضى …
كاميليا زفرت بغلب وشالت الغطى من عليها بعنف واتعدلت واخدت التليفون من ايد اختها وهى بتهز دماغها :هاتى ياستى الشيئ بتاعك دا لما اشوف اخرتها معاكى ..اهو انا ان كنت رافضه الارتباط ٨٠ % بعد اللى بشوفه دا رفضته ٢٠٠ % …
شهد باست اختها بفرحه وجريت بسرعه ونامت فسريرها واتكلفتت بالغطا ومفيش ثوانى وانفاسها انتظمت وراحت فالنوم …
كاميليا فتحت التليفون وبصت للرسايل لقتهم فوق الخمسين رساله نصهم ..شهد انتى فين ..شهد انتى نمتى ..شهد ..وضربت قورتها لما لقته كاتب فالاخر ..طيب تصبحى على خير ياروحى ..عشان كان الموال دا كله هيخلص لو هى مفتحتش وكانت هتقدر تنام لكنه بمجرد ماشافها عملت سين ابتدا يكتب فورا ..
-كنتى فين ؟
– معلش روحت مشوار كده
-مشوار ؟!!
– اه مشوار مش بعيد دقايق ورجعت
-فهمت..طب مش تقولى رحت الحمام هو عيب يعنى 😂😂
-شهد ..اسمه تواليت على فكره ..المهم فكرنى كنا بنقول ايه بقا
كيان- كنا بنقول وحشتينى فالشويه دول
– وانتا كمان 😊
↚
– شهد احكيلى عن نفسك .
-عايز تعرف عنى ايه بالظبط
-كل حاجه من يوم مااتولدتى لدلوقتى ..بتحبى ايه بتكرهى ايه ..ايه اللى بيفرحك ..ايه اللى بيدايقك ..نظرتك لبكره ايه ..ايه طموحاتك ..شكل الحياه اللى رسماها لنفسك مستقبلا ايه ..كل دا عايز اعرفه ..عايز اكون قاريكى كده وعارف كل حاجه عنك عشان اعرف اتعامل معاكى ازاى …
-طيب ايه رأيك تبدا انت بالخطوه دى وتحكى كل حاجه عن نفسك وانا هحكى بعدك …
– اوامر حبيبى …بصى ياستى انا …وابتدا كيان يحكى كل حاجه لكاميليا وهى ابتدت تتشد لكلامه ولقصة حياته وكفاحه من بعد موات باباه وازاى كان بيدرس ويشتغل ووفق بين الاتنين وازاى اتخرج بتقدير واتأثرت بالمعاناه اللى عاناها بعد كده عشان يشتغل بشهادته ويقدر يفتحله مكتب محاماه وفالاخر فشل واشتغل تحت محامى كبير كان ياخد تعبه وشغله وينسبه لنفسه، ويكسب بسبب مرافعاته وياخد هو الفلوس ويرميله فتافيت ..وازاى لما جاتله فرصة السفر اتردد عشان كان نفسه يثبت نفسه هنا ويعمله اسم فبلده لكن ظروفه وظروف امه المريضه اللى بتاخد علاج للسكر والقلب والبيت ومصاريفه واخته اللى لسه متجوزتش اجبروه على التنازل وخلوه ياخد شنطتة وباسبوره ويجرى ورا الماده ويجمد حلمه الى حين اشعار آخر …
ومن خلال الكلام كاميليا اكتشفت ان كيان اكبر منها بسنتين فابالتالى هو اكبر من شهد بحوالى ٦سنين وكام شهر …
كيان خلص كلامه وتقريبا مسابش تفصيله ولو صغيره محكهاش لكاميليا بيحب ايه بيكره ايه هواياته ايه وبعد كده اداها المايك وجه الدور عليها عشان تحكى …
ابتدت كاميليا تحكى لكيان كل حاجه عن شهد لكنها وصلت لمرحلة الهوايات ولقت نفسها بدون وعى بتتكلم على هواياتها هى عن الشعر اللى بتكتبه وابتدت تقراله منه ابيات خلت كيان مش عارف ينطق بحرف من جمالها..على الالوان اللى بتحبها هى ..على الاكلات اللى بتعشقها على الاماكن اللى بتحب تروحها عن نظرتها هى للمستقبل ولأول مره تفتح قلبها لحد وتتكلم معاه بكل اريحيه كده.. وطول الوقت كيان كان بيقرا ومنبهر بشخصية شهد العميقه اللى ابتدت تظهر ملامحها الجديده قدامه واللى كانت تقريبا نفس الصوره اللى بيتمناها لشريكة حياته …
كاميليا خلصت كلام ولقت كيان باعتلها علامات تعجب !
-!!!!!!!!
كاميليا ردت عليه
-؟؟؟؟؟؟؟
– انتى طلعتى مشكله وعقلك كبير وتفكيرك واسع الافق غير ماكنت فاكرك خالص بصراحه ! وكمان احنا طلعنا بنتشابه فحجات كتير اووى !
كاميليا تداركت هى قالت ايه وازاى حكت بلسانها هى وعن نفسها هى مش عن لسان شهد وضربت جبينها بكف ايدها لكنها كملت على انها شهد..
– كنت فاكرنى هبله صح ؟
– شويه 😂
– كده ؟ طب مخاصماك وزعلانه منك
– لا لا لا مقدرش على كده كله الا زعل حبيبى ..
– لا زعلانه متحاولش
– طب قربى اصالحك
– لا
-شهد
-لا
-شوشو
-نووو
طب تعالى اقولك فزوره ولو معرفتيش تحليها تبعتيلى بوسه فويس ولو عرفتى ابعتلك انا وحده فويس ..
-كيان انتا منحرف تعرف كده ؟
-يابنتى منحرف ايه انا خطيبك على فكره..
– وتفتكر دا يديك الحق فكلام زى دا؟!!
-اه يدينى ..واصلا مرحلة الخطوبه معموله عشان كده ..ولذلك كله بيقول عليها احلى فتره عشان التجاوزات البسيطه اللى بتحصل فيها دى
-واحنا بقا كبنى آدمين كبار وناضجين نمشى ورا كلام ناس جاهله متخلفه مبتعرفش عيب ولا حرام عشان لحظات متعه محرمه صح ؟ كيان انتا واعى للى بتقوله ياحضرة المحامى الموقر !!
-على فكره قصفتينى 😔
-تستاهل القصف😎
-قاسيه
-ايون
-مجرمه
-يس
-متحجرة القلب
-اها
-متبلدة المشاعر
-هو ده
-بحبك
-وانا كمان بحبنى
-بت اتعدلى معايا لاجيلك
-لا ابالى تعالا
-بت مبهزرش انا ادايقت منك.على فكره
-برضو لا ابالى
واستمر الكلام والمشاكسه بين كيان وكاميليا اللى مفروض هى شهد لحد قرآن الفجر والاتنين مش حاسين بالوقت واخيرا انتبهو على نفسهم وقفلو ونامو …
↚
كاميليا لسه هتقول ياهادى فالنوم وصحيت على صوت شهد :
كاميليا ..كوكى اصحى وكملت بضحكه مش معقول كل يوم افضل ساعه اصحى فيكى كده هتتأخرى عالجامعه ..والله وجه اليوم اللى انا اصحى فيه كاميليا واخلص منها حبه من اللى بتعمله فيا ..
كاميليا اتكلمت وهى مغمضه عنيها : كله منك ومن استاذ راديو بتاعك اللى طول الليل بيرغى ..بصى ادخلى عالرسايل واقريها عشان لو سألك فحاجه من اللى اتكلمنا فيها تعرفى تردى ..
شهد مسكت تليفونها وجابت على الشات بتاع كيان وفضلت تمشى بأيدها الشاشه ومش جايبه للكلام آخر وضربت على خدها بصدمه :
ايه كل الكلام دا هقراه امتا انا واحفظه ازاى ..الله يخرب بيتك ياكيان الزفت انتا والرغى بتاعك ..
كاميليا ردت عليها وهى بتقوم من ع السرير وبتتمطع ..بس لازم تقري عشان فيه تفاصيل مكتوبه لو سألك فيها تعرفى تردى ..وبعدين تقريبا كيان حكالك كل حاجه عن نفسه ولازم الكلام دا تحفظيه حفظ عشان تاخدى بالك هو بيحب ايه وبيكره ايه ..
شهد وهى بتمثل العياط : كوكى انا مش عايزه اتخطب خلاص بطلت مش لاعبه
كاميليا بشماته :مش كنتى هتموتى عالجواز والارتباط ..استلمى بقا دى اول واقل والمفروض انها احلى مرحله من مراحل الارتباط وانتى واقفه محتاره مش عارفه تتخطيها او تتواكبى معاها ..شهد قامت ونفخت صدرها ورجعت شعرها لورا وهى بترد على كاميليا :
لا بقولك ايه متحاوليش تحبطينى ..انا اد المسؤليه وهتشوفى ..النهارده هثبتلك انى ادها ونص كمان …
كاميليا وهى بتتحرك ناحية الدولاب وبتطلعلها غيار : وهتثبتيلى ازاى بقا ؟
شهد :هقرا المحادثه دى كووولها واحفظها ..ولو عايزه تسمعيلى كمان معنديش مانع ..
كاميليا هزت دماغها بقلة حيله وراحت على الحمام عشان تاخد شاور قبل شهد اللى صاحيه قبلها وسابتها غرقانه وسط المحادثه اللى عدت الالف وخمسمية رساله تقريبا ..
كاميليا خرجت ولبست وبعدها دخلت شهد وهى موقفه الفون عاللى وصلتله من المحادثه وخلصت ولبست ونزلت مع كاميليا وباباها وطول ماهى فالعربيه بتكمل قرايه وتقريبا ربع الكلام مش عارفه القصد من وراه ايه لكنها بتحاول تحفظه زى ماهو وخلاص ..
كامل نزل عند المحل بعامود الاكل بتاعه وودع بناته بأشاره من ايده وهما كمان شاوروله وانطلقت كاميليا وهى باصه قدامها ومبتسمه وحاسه انها مقبله عالحياه النهارده ومتعرفش ايه السبب فأحساسها ده ولا ايه اللى وصلها ليه لكن كل اللى تعرفه انها عايزه النهارده تعيش يوم مميز يتماشى مع حالتها دى …
وبالفعل كاميليا راحت الكليه واخدت محاضره وكنسلت الباقى واخدت العربيه وخرجت بموجه من الجنون وراحت على دريم بارك ركنت العربيه ودخلت وعاشت يوم وسط.الالعاب كان بتحلم تعيشه من زمان وكانت مأجله الحلم دا ليوم غير معلوم ولما كيان سألها امبارح عن امنيه نفسها تتحقق قالتله عالامنيه المجنونه دى ورجعت اشتهت المتعه اللى هتحس بيها لو اتحققت وقررت انها تحققها …
ودا استنادا لكلام كيان لما رد عليها : شهد احنا فالدنيا دى عشان نحط لنفسنا اهداف ونحققها ..ووسط الاهداف دى لازم يكون فيه وقت ناخده لنفسنا نعمل فيه حاجه بنحبها تحسسنا بالسعاده وتجدد طاقتنا وتدينا الباور اللازم عشان نواصل مشوارنا فتحقيق الاهداف دى وتفصلنا عن التعب شويه..ولذلك انا قناعاتى ان اى حد عنده امنيه او رغبه ممكنة التنفيذ وهتفرحه حتى لو كانت بسيطه وهبله ميترددش لحظه فتحقيقها .
.وبناء عليه كاميليا النهارده استمتعت وعاشت يوم لنفسها بس .
ركبت الالعاب كلها ودخلت بيت الرعب واشترت غزل البنات ونشنت بالبندقيه وكسبت دبدوب صغير شكله كيوت وحبته اووى ..وقبل كل دا منستش انها تتصل باختها وباباها تقولهم انها هتتأخر النهارده وان شهد ترجع مواصلات وبعدها قفلت التليفون وانفصلت عن العالم ورجعت لايام الطفوله ..
وفى نهاية اليوم وتحديدا بعد العصر بساعه كاميليا رجعت بطاقه متجدده ونفسيه فوق فالسما وسعاده واضحه على ملامحها …
وقفت عند محل باباها ونزلت ودخلت حضنته وهى بتضحك لكنه قابل حضنها وضحكها برد فعل بارد ووجوم على وشه كان واضح جدا ..
كاميليا : بابا فيه ايه مالك مدايق كده ليه ؟
كامل : تفتكرى ان سبب ديقى دا حاجه خفيه ..يعنى عايزه تفهمينى انك مش عارفه ..كاميليا كنتى فين لحد دلوقتى وليه قافله تليفونك وليه مقولتليش ايه هو المشوار اللى انتى رحتيه فجأه دا ؟
كاميليا : بابا انا جايه اقولك اهو واكيد طبعا مش هخبى عليك انا كنت فين وبعمل ايه ..وبعدين قولى من امتا التشديد دا هو انتا مبقتش واثق فكوكى بنتك ولا ايه ؟!!
كامل وهو بيبعد اديها عن رقابته : انا لو مش واثق فيكى مكنش دا هيبقى رد فعلى ابدا على عمله زى دى ..انا ياكاميليا لو الشك اتسلل لقلبي من ناحية واحده منكم انتى اواختك هتلاقينى فثوانى ساحب منكم كل الصلاحيات اللى مديهالكم وحريتكم فانكم تديرو حياتكم زى ماتحبو ..
انا كل اللى مزعلنى هو عدم التقدير واللامبالاه فتصرفك دا ..ايا كان المكان اللى روحتيه والحاجه المهمه اللى كنتى بتعمليها دا ميستدعيش انك تقفلى تليفونك وتخلى القلق عليكى يتملك منى كده وخصوصا انها اول مره تحصل ..انما الثقه اللى بتتكلمى عنها دى انا قافل عليها بمفتاح وراميه فالبحر سيادتك ..
كاميليا وهى بترجع تلف اديها حوالين رقبة باباها من تانى وابتدت تتكلم بدلع :حقك عليا ياكيمو آسفه ..بس انا والله حبيت انى افصل عن العالم كله واقضى ساعات مع نفسى بدون اى مقاطعه اعمل فيهم حاجه كان نفسى فيها من زمان ..
كامل ديق حواجبه بتساؤل
كاميليا بحماس : رحت دريم بارك ياكيمو وركبت كل الالعاب واستمتعت جدا بالظبط زى لما كنت تاخدنى انا وشهد وماما من اول النهار ومنرجعش غير بالليل فاكر ؟
كامل بص بعيد وافتكر الايام الجميله وشبح ابتسامه لاح على وشه ورجع اخفاه وهو بيرد على كاميليا وبيبعد اديها عنه للمره التانيه :
عذر اقبح من ذنب ..وابدا ميدلكيش الحق فأنك متعرفنيش مكانك وتقفلى تليفونك …كاميليا انا عارف انك عمرك ماهتعملى حاجه غلط ابدا ..انتى تربيتى وانا واثق فتربيتى كويس ..انا بس كل اللى بطلبه انى اعرف انتى هتعملى ايه وتخلينى معاكى على نفس الخط ودا من باب الخوف عليكى مش اكتر …
كاميليا :طيب خلاص اخر مره هعمل كده ..حقك عليا ياكيمو بقا ..وكملت بحماس يلا تعالا افرجك الصور اللى اتصورتها هناك ..
كامل :هبقى اشوفهم واحنا فالعربيه ..ايدك معايا نقفل المحل عشان الولد اللى ماسكه بالليل مش هييجى النهارده ..وكمان خطيب اختك جاى وجايبلها الكتالوجات ولازم اكون موجود ..
وبالفعل كاميليا ساعدته وقفلو المحل وعدو على حلوانى واخدو تشكيله وروحو وكامل طول الطريق بيتفرج على مئات الصور اللى اخدتها كاميليا وهى عامله تليفونها وضع طيران وغصب عنه ابتسم وهو شايف ابتسامتها الجميله واللى كانت بتوصف اد ايه كانت مستمتعه وبرغم زعله منها الا انه كان سعيد لسعادتها دى واتمنى ان الابتسامه والسعاده اللى فعيون بنته دول ميفارقوش وشها ابدا …
رجعو البيت وشهد كانت بتستعد وتلبس وحنان كانت واقفه فالمطبخ بتطبخ والاتنين اول مادخلت كاميليا استلموها اسئله كانت فين وبتعمل ايه وليه قافله تليفونها وهى اكتفت بانها قالتلهم بعدين هتحكيلهم عشان راجعه تعبانه …
كيان وصل وكامل استقبله وشهد بتستعد عشان تخرجله بعد مامامتها بلغتها انه وصل ..
شهد وهى بتاخد نفس جامد :يلا ياكوكى عشان نخرج لكيان
كاميليا وهى بتهز دماغها باستغراب : نعم !!!!
↚
شهد :ايه نعم دى بقولك يلا نخرج ..
كاميليا :شهد ياحبيبتى واحده رايحه تقعد مع خطيبها انا اقعد جمبهم بأى صفه ؟
شهد بترجى :لا ياكوكى بالله عليكى ماتسيبينى انا مبعرفش اقعد معاه لوحدى ولا بعرف ارد على كلامه والمره اللى فاتت قعدنا ساكتين اكننا قاعديت فميتم وحتى لما كان هو بيتكلم انا كنت ببتسم واهزله دماغى زى الهبله حتى لو سألنى سؤال وكان يضحك عليا ..
كاميليا بصدمه :لاهو انتى فاكره نفسك انك وانتى قاعده جمبه همليكى وانتى تردى عليه ولا ايه ؟
شهد :لا طبعا مش للدرجادى بس عالاقل تبصيلى قلت حاجه غلط برقيلى عشان اصححها قولت حاجه صح
كاميليا بسخريه :اسقفلك صح !!
شهد وهى بتضرب رجليها فالارض : كوكى متتريقيش عشان دى فعلا مشكله كبيره وانتى مش مقدره حجمها …ياااربى مش لو كان الواحد قضاها قبل مايتخطب كان زمان عنده الخبره الكافيه دلوقتى ؟
كاميليا :شهد انتى اتجننتى ؟
شهد :ياستى بهزر والله ..المهم اعمل ايه دلوقتى ؟
كاميليا وهى بتزقها لبره : اقولك انا تعملى ايه ..تخرجى تقعدى مع خطيبك والكلام اللى تعرفى تردى عليه تردى واللى متعرفيش تغيريه بموضوع تانى وتتوهيه فالكلام ..
شهد : طيب انتى مش هتيجى تسلمى عليه طيب ؟
كاميليا :هاجى بس شويه كده لما تكونوا قعدتو حبه مع بعض وكمان عشان احضر السفره مع ماما وياستى هقول لماما اننا نتعشى كلنا مع بعض المرادى عشان نشيل عنك شوية احراج .
شهد.وهى بتطمن على لبسها وشكلها للمره الاخيره ردت عليها بتوتر : ماشى ماشى ..بس متتأخريش عليا ها .وكمان عشان تساعدينى فالاختيار
كاميليا هزتلها دماغها وهى بتطلعها من باب الاوضه وبعد ماطلعتها قفلت عليها باب الاوضه وزفرت بضيق ..اوووف ياربى ايه الغلب دا هو انا كنت ناقصاكى ياست شهد انتى وخطيبك ؟!!
بعد مسافه خرجت كاميليا سلمت على كيان وابتدت تحضر السفره مع مامتها والكل اتجمعو لاول مره على سفره وحده وابتدو ياكلو واثناء الاكل كيان كان يفتح مع حماه مواضيع شيقه بالنسبه لكامل عن الورود وانواعها واحبها واغلاها واندرها وكامل انطلق فالكلام عن عشقه الاكبر للزهور ومبطلش ..
وكيان كان بيتنقل وينقله معاه من موضوع لموضوع برشاقه فالكلام وكل المواضيع اللى اتكلم فيها كان بيتطرقلها بطريقه ذكيه واسلوب سلس يحسس اللى قدامه انه لسه بيتكلم فنفس الموضوع لكنه يكتشف انه بيتكلم فموضوع تانى مختلف تماما .
ودى حتتة ذكاء فكيان عجبت كاميليا جدا لدرجة انها مكانتش بتاكل وكانت بتلعب بالشوكه فطبقها بس وعنيها فالطبق لكن تركيزها وسمعها وكل كيانها مترصد لكلام كيان اللى ميطلعش غير من محامى شاطر لعبته الكلام وكسب عيشه معتمد على اقناع اللى قدامه بوجهة نظره واقرت انه بالفعل بارع فده جداااا وهى شايفه باباها منطلق معاه ازاى ومأيده بكل جوارحه فأى حاجه يقولها ..
وابتدت كاميليا تربط بين شخصية كيان اللى عالواتس وشخصيته مع الناس وشخصيته مع شهد واتضحلها انه فكل حالاته جذاب ومختلف ومتمكن …
اتعشو وكيان روح وكاميليا وشهد شالو السفره ودخلو اوضتهم يرتاحو وبعد ساعتين من المزاكره لشهد وكاميليا وتحضير لمحاضرات بكره من كاميليا تليفون شهد ابتدا يعلن عن وصول رسايل ..
شهد :يييييه ياكيان بقى ..دانا قدامى كوم مزاكره !وكل دا بسببك ..قال يكملى تعليمى قال ..بتاخد قرارات فحياتى من غير ماترجعلى ياكيان ..طاااايب
قالتها وبصت لكاميليا بترجى وهمستلها : كوووكى
كاميليا ردت عليها :عايزه ايه ياشهد؟
شهد مدتلها التليفون : نص ساعه بس عبال ماافضاله واكلمه صوت ربنا يخليكى ..
كاميليا :متكلميه وتقوليله مش فاضيه ايه المشكله !
شهد : دا شبطه مبيرضاش بحاجه زى دى اابدا هيقولى لا كلمينى دلوقتى واجلى كل اللى وراكى انا اهم ..وانا امتحاناتى قربت وعايزه الحق الم المنهج اللى اتكوم عليا ده ..
كاميليا وهى بتقوم : لا طالما ربنا هيكرمك و تزاكرى للامتحان اساعدك وامرى لله ..واتقدمت منها واخدت التليفون وخرجت بيه للصاله ولما بقت فيها ابتسمت بحماس وفرحه عشان هى الل كانت محتاجه فعلا تتكلم مع كيان وتكتشف وتحب الدنيا اكتر من كلامه اللى بيحببها فالحياه
كاميليا :هلا والله
كيان :وحشتينى
كاميليا :بكاش ..امال مين اللى كان معايا من شويه
كيان :تصدقى لو قلتلك بتوحشينى وانتى معايا
كاميليا :تيرارارارا ..قديمه ومهروسه
كيان :ابو ام تقل الدم ، مهو لازم اجيبلك كلام قديم امال هخترعلك كلام جديد انا يعنى ؟
كاميليا :ايوه بس مش بنفس الجمله يعنى لخبطها زود كلمه نقص كلمه حط بصمتك الخاصه كده يعنى مش نسخ ولصق هو
كيان :طب بتوحشينى وانتى
كاميليا : ؟؟؟؟
كيان: ايه شلت كلمه زى ماقولتى !
كاميليا : لا بقولك ايه شكلك حافظ مش فاهم وهتتعب قلبي معاك احسن حاجه خليك زى مانتا
كيان : معايا
كاميليا : ؟؟؟
كيان :رجعتها للجمله 😂
كاميليا وهى بتضحك:طب بالذمه دا حوار عقليات ناضجه ؟؟
↚
كيان :ومين قلك انى عقلى ناضج ..انا عقلى معاكى نص سوا وعايز عقلك كمان يكون نص سوا معايا ..شهد عايزين نتجنن سوا ..عايز اعيش معاكى مراهقه مقدرتش ولا عرفت اعيشها من مسئوليه شلتها فسن المفروض احب فيه واتكوى بنار الحب واسهر الليالى واتعذب وافرح وازعل ..عايز اعيش معاكى الحب اللى اتحرمت منه واجلت احاسيسه عشان اعيشها مع شريكة حياتى …
كاميليا سرحت فكلام كيان وابتسمت وهى بتتخيل شكل الحياه مع واحد زى كيان بجنانه برذانته بهدوئه برغيه بتقله بتفاهته هتكون ازاى ..وازاى مراته هتكون مع شخصيه مختلفه فكل دقيقه ومش هتمل منه ابدا ..
كيان :شهد ..شهوده ..حبيبي انتى معايا
كاميليا تداركت نفسها وردت عليه :معاك ياكيان ، بس سرحت فكلامك
كيان :شهد عايزك توعدينى بحاجه
كاميليا :ايه هى
كيان :عايزك توعدينى انك تتعاملى معايا بعقل ام وقلب مراهقه وروح طفله لحد آخر العمر ..عايزك تحتوينى وتكونى شاطره فدا وانا هساعدك واعلمك واقولك تعملى كده ازاى وامتا ..عايزك تمتصى غضبى لو فيوم غضبت وثورت متعاتبنيش ولا تردى عليا وقت غضبى وحقك بعد مااهدى تاخديه من عنيا وقلبي وعليه تقدير وتعويض كمان .. هاه قولتى ايه ؟
كاميليا بتوهه وعقل مشدوه : فأيه
كيان : فكلامى ياشهد ..هاه هتوعدينى ..هتدينى كلمه افضل افكرك بيها طول العمر واقولك فين وعدك ليا ولا هتخافى متنفذيش وعدك وتخلفى بيه ..ولا هتقوليلى كالعاده لا ابالى وتتهربى من كلامى ؟
كاميليا نسيت نفسها واتكلمت بلسان حالها :انا عمرى ماخلفت وعد ولا هخلف
كيان :اثباتك
كاميليا : ………
كيان : حبيبي ردى عليا بكلمه وحده تطمن قلبي وتخلينى استريح ..ولا انتى شايفه ان وعد زى دا كتير على حبيبك ؟
كاميليا غمضت عنيها ومع الالحاح بتاع كيان كتبت : اوعدك ياكيان
كيان :بأيه ؟
كاميليا : هكونلك زى مانتا عايز وبتتمنى ..اوعدك انى هعيشك واعيش معاك كل حاجه اتحرمنا منها ..اوعدك انى هعتبرك من النهارده ابنى وحبيبى وكل حاجه ليا فالدنيا
كيان :شهد انا بحبك اويييي
كاميليا بدون وعى : وانا شكلى ابتديت احبك اوى ياكيان ..
وابتدا بعدها الكلام ياخد منحنى اعمق وكل واحد باح للتانى بادق ادق اسراره وكيان فاكر انه بيكلم شهد وكاميليا نسيت نفسها وهى بتتكلم معاه وحست بألفه وراحه محستهاش ناحية انسان قبل كده
واتكرر الكلام يوم بعد يوم وليله بعد ليله وكيان مبقاش عايز يبطل كلام معاها وحتى لما كان يكلم شهد صوت كان يقولها انا مبرتحش معاكى غير فالكتابه بحس ان اللى بتكتب وحده واللى بتتكلم وحده تانيه خالص وبرضو كان يسند دا لخجلها ..
اما كاميليا فانغمست فمشاعر اول مره تحس بيها وقلبها لاول مره رفرف ونسيت ان دا خطيب اختها ونسيت العالم حواليها ومبقاش فدماغها غير كيان اللى كل مابتتكلم معاه بيخطف قلبها اكتر وتكتشف انه انسان رائع بمعنى الكلمه لدرجة انها مبقتش بتفكر طول اليوم غير فكيان وكلامه وتصدق ماييجى اليل عشان تكلمه حتى لو هو مبدأش كانت هى اللى تاخد تليفون اختها بعد ماتنام وتبدأ ..
وكتير كان احساسها بالذنب يفوقها ويفكرها بجرم اللى بتعمله فأختها وفكيان وفنفسها قبل منهم وخصوصا لما شهد اختها تتكلم قدامها على كيان بكل حماس وفرحه كأنه كل دنيتها او وهى بتشترى حاجه فجهازها وتسألها كيان هيحب الحاجه دى عليا ولا لأ …
استمر الوضع دا شهر بحاله وكاميليا كل اوضاعها اتلخبطت ومبقتش عارفه تركز فحاجه وطول الوقت شارده وتايهه وكل اللى حواليها بيسألوها ويتسألو مالها وهى تجاوبهم بمفيش ..
اما كيان فوصل لحافة الجنون وهو شايف شهد بكذا حال وكذا اسلوب مره يحسها انسانه ناضجه وانثى مكتملة الانوثه ومره يحسها عيله محبوسه فجسم شابه متعرفش من الدنيا اى حاجه …مره يحس باهمالها واستهتارها ومره يحس بأنها مسئوله وفاهمه ..
مره يحس انها بتحتويه وانه بقى كل دنيتها ومره يحس انه ولا فارق معاها ..
كاميليا كمان حست ان كيان ابتدا يلاحظ الاختلاف بين كلامها معاه وبين شخصية شهد وقررت بينها وبين نفسها انها خلاص هتبطل تتكلم مع كيان مره تانيه وتنهى المهزله دى وترجع من الطريق اللى مش عارفه رايح بيها على فين ..وبالفعل رفضت انها تتكلم مع كيان تانى وعذمت ونفذت وصمدت مهما شهد اتحايلت عليها …
اما شهد فامكنتش عارفه تعمل ايه وبقت مضطره انها تتكلم مع كيان بنفسها وزى مابتعرف وزى ماتيجى تيجى ..
وطبعا مخفيش على كيان تغير الاسلوب والسطحيه اللى بتتكلم بيها شهد وجهلها الواضح وبقا هيتجنن ويسال نفسه هى جرالها ايه لدرجة انه اتخانق معاها عشان متغيره وافتكر انها بتتهرب منه ومش عايزه تتكلم معاه وهى بترد عليه ردود مختصره وفضل كذا يوم ميتكلمش معاها …
فالكام يوم دول شهد كانت حاسه ان كيان هيضيع من بين ايديها كده وان شخصيتها الحقيقيه مش عاجباه ابدا ولو استمرت معاه كده هيسيبها لا محاله ..وعشان هى دايما بتتصرف بهوجاء راحت طلبت مساعده من بنت فالجامعه معروف عنها كثرة العلاقات والخبره مع الجنس الآخر وخلتها تساعدها او زى ماشهد بتقول تديها خبره فالمجال وتعلمها تكلم خطيبها ازاى … ودى كانت ابشع تانى غلطه ترتكبها فحق خطيبها وفحق نفسها
↚
فاتوا اسبوعين تقريبا كاميليا بطلت تتكلم فيهم مع كيان وسابت شهد تتولى امور نفسها وكانت فاكره ان بقرارها دا هترتاح نفسياً وتخلص من تأنيب الضمير، الا ان العكس هو اللى حصل ..
كاميليا طول الوقت كانت حاسه بتوهه فظيعه وان فيه حاجه غايبه منها ويومها ناقص من غير كلامها مع كيان ،وبقت تميل للعزله جدا ودايما بتتجنب الكلام مع الكل ،
وكل اللى حواليها لاحظوا التغير ده وحتى وفاء كانت هتتجنن وهى مش عارفه ايه اللى وصل صاحبتها للحاله دى ..
والاحساس دا كان يزيد اضعاف لما كان ييجى الليل على كاميليا زى دلوقتى فمعاد ماكانو يتكلمو هى وكيان وتلاقى نفسها هتموت وتتكلم معاه وتعرف كان بيعمل طول اليوم وفى كل الايام اللى فاتو زى ماكان متعود يحكيلها كل تفاصيله ..
كاميليا مقدرتش تتحمل اكتر من كده وقامت بضعف وراحت على تليفون شهد اللى كان ع الكوميدينو ومسكته وفتحت رمزه اللى كانت حافظاه ودخلت بأيد بتترعش من فرط الاشتياق على الشات بتاع كيان لعلها تلاقى فوسط حروفه اللى يهدى احساسها بالضياع من بعده ويطمن قلبها الملهوف عليه وعلى اخباره …
فضلت تقلب فالمحادثه
ولفت نظرها بعد مكالمات كتير مابينه وبين شهد وكانت بدايتها من شهد واستغربت جدا عشان شهد دايما كانت بتتجنب الكلام معاه فالتليفون !!!
فضلت كاميليا تجرى المحادثات وتجيب فالقديم وبالتحديد لغاية آخر محادثه كانت بينها هى وبين كيان
وكل اللى كانت تقراه بعدها كان بيقطع فقلبها :
– شهد ممكن تفهمينى مالك
-شهد فيكى ايه انتى اتغيرتى اوى
– شهد انتى ليه بتتعاملى معايا كده ؟
وشهد كل مره كانت ترد عليه ب..
-عادى ..مفيش ..بيتهيألك ..انا زى منا
كام يوم محادثات بالاسلوب دا وبعدها كاميليا اكتشفت ان فيه اسلوب جديد فالكتابه وجرأه حتى كيان كان مستغربها واللى اكدلها دا اكتر رد كيان على الرسايل دى ..
– شهد انا مستغربك اوى عشان دا مكانش مبدأك قبل كده ولا كنتى بتدينى فرصه اتكلم معاكى فالكلام دا …ياترى ايه اللى غيرك ؟!! ..فاكره لما قولتلك على مجرد بوسه ففويس وقولتى عليا منحرف ؟
-اه فاكره
-ايه بقا اللى خلاكى دلوقتى ترضى بالانحراف وتنحرفى معايا انتى كمان ؟
شهد- حبيتك واتعودت عليك
-وانا بموت فيكى ..هنتكلم بالليل النهارده ؟
شهد :مش بقدر بالليل كاميليا جمبى ومبتنامش بتفضل طول الليل صاحيه مانتا عارف وقولتلك كذا مره ياكيان مش هينفع
-بس انا نفسى اوى نتكلم بالليل متتصرفى اخرجى فالصاله ولا ادخلى الحمام ولا اى حاجه ..بصراحه الكلام دا مبيحلاش غير بالليل والناس نيام ياشوشو ..دا اسمه همسات ليليه ..
شهد :معلش يابيبي انتا عارف الظروف بقا ..وبعدين كلها ايام ونتجوز ونشبع همس ..
-ربنا يصبرنى
شهد – ويصبرنى انا كمان
ومن بعدها ابتدت تقرا رسايل وكل رساله اجرأ من اللى قبلها وورا كل رساله مكالمه صوتيه بين شهد وكيان اما هو يتصل او هى ومدتها عشر دقايق ربع ساعه بالكتير ..
وفضلت كاميليا تجرى المحادثه وتقرا وهى حاسه بروحها بتتسحب منها ..
وحطت ايدها على بوقها وعقلها ابتدا يستنتج ايه اللى بيحصل مابين اختها وكيان فالمكالمات الصوتيه ودخلت فحالة ذهول وعدم استيعاب للى اكتشفته …
وهو ان شهد وكيان بيمارسو ال…ج….س فى التليفون ووصلت لحافة الجنون وهى بتسأل نفسها ياترى اختها عرفت تعمل دا ازاى، وامتا ،ومن مين؟؟
وزى المجنونه راحت على شهد وابتدت تضرب فيها بكل عنف وهى بتتكلم من بين سنانها : قووومى ..اصحى ياحيوانه يامتخلفه
شهد قامت مخضوضه وهى مش فاهمه فيه ايه وكاميليا ليه بتضرب فيها وتصحيها بالقسوه دى ؟!
شهد :آاااى كاميليا فيه ايه بتعملى كده ليه انتى اتجننتى ؟
كاميليا وهى بتلف التليفون على شهد : ممكن تفهمينى ايه اللى بيحصل بينك وبين كيان فالتليفون اليومين دول ياست شهد ؟
شهد بأستغراب: ههيكون بيحصل ايه يعنى ..عادى بنتكلم زى اى اتنين مخطوبين فيه ايه ؟
كاميليا : بتتكلمو فالج……س ياشهد ؟ هو دا الكلام العادى ؟
شهد ردت عليها ببرود وهى بتبص الناحيه التانيه : ايه اللى بتقوليه دا جبتى منين الكلام دا
↚
كاميليا بغضب وهى بتلف وش شهد ناحيتها بعنف من شعرها : شهد انا مش عيله صغيره وفاهمه كل حاجه ومن المحادثات اللى بينكم عرفت ايه اللى بيحصل بالظبط ..تسمحى تفهمينى انتى ازاى تعملى كده وقبل دا كله تقوليلى مين اللى بتساعدك وتعلمك وتمليكى تكتبى وتقولى دا؟، لان دا لا اسلوبك ولا دا كلامك ولا انتى تعرفى حاجه زى دى اصلا انطقى ….أنا فهمت دلوقتى سر تاخيرك كل يوم فالجامعه بعد ماتخلصى محاضرات ..اتاريكى بتعملى كده ؟
شهد وهى بتحرر نفسها من ايد كاميليا :وانتى مين سمحلك تفتشى فتليفونى ولا فمحادثاتى ياست كاميليا؟ مش انتى اتخليتى عنى ورفضتى تكلميه بدالى وتساعدينى لحد مااتعلم عايزه منى ايه ..اكلمه زى مانا عايزه بقا واطلب مساعدة اللى يعجبنى .
كاميليا وهى بتقعد جمب شهد والدموع اتجمعت فعنيها ونبرة صوتها اتغيرت من الغضب للقهر المكتوم وهى بتقولها :
انا بعدت عشان مصلحتك ياغبيه ..عشان كيان ذكى وكان قرب يكتشف الاختلاف بينى وبينك ..
شهد : لا قرب ولا كان هيعرف والدليل ان صحبتى بتملينى اهو وهو محسش بأى حاجه …
كاميليا ردت عليها بغضب وغيره وقلبها كان بيتعصر وهى بتتخيل اللى بيحصل :
عشان مغيب من اللى بتعمليه معاه ووصلتى ووصلتيه ليه ..عشان عامل زى عيل صغير بيكتشف عالم جديد عليه ومش قادر يركز فأى حاجه تانيه ..
كيان زى اى شاب محروم لازم هينتهز الفرصه وينساق ورا شهوات وغريزه ماصدق انه لقى اللى تشبعهاله وتطاوعه فيها …
شهد : طيب ماهو دا المطلوب !!
كاميليا : يابنتى فوقى لنفسك بقى انتى ازاى قدرتى اصلا تعملى كده ومتقبلاه عادى ؟!! ..وازاى اصلا تخلى وحده تشوف كلام خطيبك ..ازاى تسمحيلها تكتبله الكلام الجريئ دا وهو يرد عليها كده ..وكملت بغصه :
طب مغيرتيش عليه منها …قلبك موجعكيش وهى بتشوف ادق اسرار الانسان اللى المفروض انه ملكيه خاصه بيكى انتى وبس، ولازم تخبيه عن الدنيا كلها وتخليه لنفسك..
ازاى بيهون عليكى بسهوله كده ؟ انتى ايه ياشيخه ..وكملت بهمس ..محستيش بنار بتشب بين ضلوعك ووحده غيرك بتتكلم مع حبيبك كأنها مراته ؟
شهد ببرود :لا عادى طبعا ليه احس بكل دا ..وبعدين دى وحده بتساعدنى مش هتحب خطيبى يعنى ؟ وبعدين هى عندها حبيب وزى مابتشوف محادثاتى بتورينى محادثاتها وبتعلمنى اتكلم ازاى مع كيان واقول ايه …
وبصراحه هى شاطره اوى فى ده وطريقتها ناجحه وكلامها فعال وانا وكيان ابتدينا ناخد على بعض اوى وكل الحواجز اللى بينا ابتدت تزول وحتى خجلى منه خف خالص بتشجيعها ليا ..
كاميليا :انتى غبيه اوى ياشهد ..غبيه ومحبتيش كيان ولو ذرة حب وحده عشان كده بتتصرفى تصرفاتك دى .
شهد بعصبيه :كاميليا كفايه بقا انا معملتش حاجه لكل دا ..انا اصلا اكتشفت ان بنات كتير بتطلب مساعدة صحباتها فالامور دى فبداية علاقاتهم وعادى يعنى ..
كاميليا :طيب وغضب ربنا والقرف اللى بتعمليه دا معاه عادى برضو ؟
شهد.:اه عادى وكل البنات بتعمل مع خطبانها كده واكتر من كده كمان ودا كلام فالتليفون يعنى مأرتكبناش الفاحشه ولا حاجه !!
كاميليا :ياسلام ياست شهد ..ودا بقا انهى دين اللى قال كده وفانهى عرف الكلام دا ؟
شهد :فى عرف كل المخطوبين ياكاميليا ..
كاميليا :مين اللى اداكى المعلومات دى وفهمك الكلام دا ..مخطوبين ايه اللى بيعملو كده ياشهد ؟ ..مفكرتيش نظرته ليكى هتكون عامله ازاى ..مفكرتيش زمانه بيقول عليكى ايه بينه وبين نفسه ؟!
شهد :مبيقولش حاجه واصلا هو مبسوط بيا كده ..احسن مايقول عليا بارده ويسيبنى زى شباب كتير فسخو خطوبتهم بسبب ان البنات اللى خطبوهم معرفوش يسايروهم فالكلام دا ؟
كاميليا :ميغور فستين داهيه،.. اللى عايز يعمل كده فالحرام دا بيبقى انسان لا له دين ولا عنده اخلاق وقلته احسن ..مين بس يابنتى اللى حط فدماغك الكلام ده
وبعدين مين قالك الواحد مابيقولش حاجه؟ دا بيفضل راكنهالها طول العمر وثقته فيها بتنعدم ودا سبب الغيره العميه اللى بيغيرها بعض الازواج على ستاتهم وبيعتقدو ان اللى عملت كده معاه فالحرام ومن غير ارتباط رسمى بعقد جواز هتعمل كده مع غيره وانه عادى عندها الكلام دا..
ودا كمان اكيد سبب فأن كتير بيبعدو عن الوحده اللى سبقلها الخطوبه لانهم اكيد بيكونو عارفين القرف اللى بيحصل بين المخطوبين !!
شهد اخدت نفس وزفرته وحاولت ترسم على وشها ابتسامه مصطنعه وهى بترد على كاميليا :
كوكى ممكن تخرجى نفسك بره الموضوع دا وانا عارفه انا بعمل ايه كويس ومش محتاجه نصايح عشان انا مبعملش حاجه اكتر من اللى كل الناس بتعمله ..
كاميليا :ياشهد فوقى بقا مش عشان الناس كلها رايحه جهنم هنروح وراهم ونمسك فديلهم زى العمى ..وبنبرة صوت اهدى كملت..ياحبيبتى اللى انتى بتعمليه دا اسمه زنى
شهد بصتلها وردت عليها باستنكار :لا طبعا .
كاميليا وهى بتمد ايدها تحطها فوق ايد شهد همستلها وهى باصه فعنيها : ياقلبي انتى كبيره وعارفه وفاهمه ..
طيب هتنكرى كلام الرسول عليه الصلاة والسلام لما قال ان العين ليها زنى والايد ليها زنى والرجل ليها زنى والفم له زنى ؟
شهد : عليه الصلاة والسلام ..كاميليا ارجوكى سيبينى فحالى انتى عايزه منى ايه دلوقتى ؟
↚
كاميليا :تبطلى اللى بتعمليه دا وتبعدى عن اللى علموكى تعملى وتقولى كده ..وكملت وهى بتاخد نفس ..وان كان على كيان انا هكلمهولك ياستى …
شهد بضحكه وهى بتخطف التليفون من ايد اختها :لا ياحبيبتى بطلنا ..انا بقيت بعرف اتكلم معاه خلاص ومرتاحين كده ..وبالنسبه للبنت اللى بتقوليلى ابعد عنها دى عالاقل وهى بتكلمه معايا مش بتلخبط وتقوله كلام غلط عنى زى الالوان والاكل والاماكن اللى بحبها ،..واضطرتنى انى البس هدوم بألوان مبحبهاش واروح اماكن مابارتحش فيها واكل اكل مش بطيقه ولا بحبه ، وكل دا عشان حضرتك كنتى بتنسى نفسك وتتكلمى بلسانك وعن نفسك مش عليا ..
كاميليا بخجل وارتباك :شهد انا كان قصدى انى احسن صورتك فعنيه مش اكتر عشان اخليه يحس انكم متشابهين ..
شهد :ايوه بس دا تاعبنى جدا ياكاميليا ؟
كاميليا بهمس : خلاص حقك عليا ..وتأكدى ان كيان وحده وحده هيعرفك اكتر ويكتشفك اكتر والحياه هتبقى مابينكم زى الفل ..كيان انسان طيب وقلبه كبير وجواه خير وخوف من ربنا لو لفتتى نظره ليه صدقينى هيبطل اللى بيعمله دا فورا انا واثقه من ده ..والدليل انى لما كنت بكلمه وكنت بصده مكانش بيتذمت ولا بيعترض وكان بيسكت على طول ..ابعدى عن رفقة السوء ياشهد ومتاخديش معلوماتك من الناس الغلط ..
شهد وهى بتهز دماغها بملل : طيب ياكاميليا بأذن الله هعمل كده
كاميليا سابتها وراحت على سريرها وقعدت عليه وهى حاسه بيأس وانها بتنفخ مع شهد فقربه مقطوعه وان اختها اتعملها غسيل مخ خلاص …
اما شهد فأخدت نفس عميق ونامت وهى بتبرطم على كاميليا عشان صحتها من عز نومها بالطريقه دى وكمان بسبب حاجه هايفه من وجهة نظرها ..
كاميليا فضلت صاحيه للصبح تتقلب على جمر وهى بتتخيل ان بنت غريبه بتتكلم مع كيان الكلام اللى قرته دا …وكمان شهد اللى بتكلمه صوت وحصل بينهم تجاوزات رهيبه فالكلام تقريبا زى المتجوزين ودا خلاها هتتجنن وفنفس الوقت مش قادره تفسر احساسها دا ياترى خوف على اختها او غيره على كيان منها ..لكن الاكيد ان الاحساس اللى هى حاسه بيه دلوقتى متعب وصعب ومش لطيف ابدااا ..
يومين مرو بعدها كاميليا كانت فيهم فى قمة غضبها من شهد وبتصدها فالكلام وفاكره انها بكده هتقدر تخلى شهد تحس بغلطها وتتراجع عنه لكن شهد ولا هى هنا وبتتعامل معاها عادى وبتكلمها برضو مهما كاميليا صدتها
كاميليا النهارده رجعت البيت بعد ماخلصت محاضراتها وفاليوم دا شهد كانت رجعت بدرى من الكليه قبلها…
واول مادخلت اتفاجأت بكيان عندهم فالبيت وشافته هو وشهد قاعدين مع بعض فالصالون وماسكين الكتالوج بتاع الالوان والظاهر بيحاولو يتفقو على الالوان بتاعت الشقه
واللى كيان مشى المره اللى فاتت من غير ماياخد قرار من شهد بالالوان اللى حباها وسابلها الكتالوج عشان تختار براحتها وتبلغه وهى من يومها لا اختارت ولا قررت وكل ماتختار لون ترجع فرأيها وكل ماتحاول تسأل كاميليا عن رأيها كاميليا تقولها اختارى لوحدك دى شقتك اعتمدى على نفسك ..
كاميليا القت السلام عليهم ودخلت على الاوضه غيرت هدومها وراحت على مامتها فالمطبخ تساعدها ..
شويه وابتدت كاميليا تنقل فالاكل عالسفره عشان يتغدو سوا وبالصدفه سمعت كيان بيشد مع شهد وصوته متعصب عالاخر :
-شهد انا بجد مش فاهمك ..مبقتش قادر افهمك ، انتى كل شويه بشخصيه مختلفه وكلام مختلف ..تقولى كلام وترجعى تنسيه وتنفيه ..مره تطلعينى لسابع سما ومرات تنزلينى لسابع ارض ..شهد انا بقيت حاسس انك شيزوفرنيا وفمرحله متقدمه كمان ولازم حد متخصص يشوفك ؟
شهد ردت عليه ببرود : كيان اهدى محصلش حاجه لدا كله ..فيها ايه يعنى لما اقولك بحب لون معين وارجع اقولك مبقتش بحبه خلاص اجرمت يعنى ولا اذنبت ؟
كيان : لا اتجننتى ..يعنى عالاقل الواحد عشان ميوله تتغير من النقيض للنقيض دا يلزمله ان مكانش سنين شهور عالاقل ..لكن فأيام ياشهد ؟ ايام ؟
شهد بضجر : يوووه ياكيان بقا انت هتمسكلى عالوحده !! انا بحبش الاسلوب دا على فكره ..وبنبرة دلع ..خليك فرفوش بقا ..خليك كيان بتاع الهمساتِ والاهاتِ والصمت ِ الرهيبِ وتبعتها بضحكه وغمزه خلت كيان ابتسم وهز دماغه وهو بيقولها :
اهو التحول حصل اهو …فثانيه خناقه ،والثانيه اللى بعدها علطول دلع ،وممكن بعد شويه الاقيكى بتمشى عالحيط ..عارفه ياشوشو انتى بتفكرينى بالبنت الملبوسه اللى اسمها ايميلى روز بالظبط ..
شهد وهى بتضحك : انا ياكيان ؟
كيان وهو بيهز دماغه بتأكيد : ايوه انتى ياشهد
كاميليا طول الوقت كانت بتسمع ومبتسمه وهى حاسه ان صوت كيان اعادلها بعض الطمأنينه والتوازن اللى كانت مفتقداهم جدا فالفتره اللى فاتت ..وروى جواها عطش شديد كانت حاسه بيه ناحيته ..
قعدو كلهم على السفره وابتدو ياكلو وفالاثناء دى ..
شهد بتمد طبق لكيان فيه صدور فراخ
كاميليا بدون وعى : لا هو بيحب الورك مبيحبش الصدر …
لحظات سكوت واستغراب من الكل واولهم كيان ..وكاميليا الدم جمد فعروقها وبرقت عنيها لما وعيت على نفسها قالت ايه وبحركة مراوغه زكيه بصت لشهد وقالتلها :
مش انتى يابنتى قولتيلى قبل كده ان خطيبك مابيحبش صدور الفراخ وبيحب الورك زى بابا بالظبط نسيتى ولا ايه؟
شهد بتوتر : اااه صحيح ..تصدقى نسيت ياكاميليا ..
كيان بص لحماته وبنبرة سخريه وضحكه سألها : حماتى بأمانه قوليلى لو شهد عندها زهايمر ومش هزعل ولا هسيبها والله… بس عشان اعرف اتعامل معاها ازاى ..وكمان لو بتعانى من اى امراض نفسيه عشان يبقى عندى فكره بس ..
حنان : لا يبنى كفاله الشر زهايمر ايه ايه وامراض ايه الشر بره وبعيد بنتى زى الفل اسم الله عليها ..
كيان ضحك وهو بيرد عليها : بس بس خلاص مهو طبعا هتقولى كده بسأل مين انا ؟
الكل ضحك وكيان وجه كلامه لكاميليا اللى كانت سرحانه وبتقلب فطبقها وهى بتسمع كل حرف بيقوله كيان :
وانتى ايه رأيك ياكاميليا ..ممكن تدينى تقرير وتحليل لشخصية شهد عشان اعرف اتعامل معاها ..اظن انتى انسب وحده للمهمه دى عشان انتى هتتعاملى مع الموضوع بطريقه علميه بحته وحياديه مش عاطفيه زى حماتى ..
كاميليا اخدت نفس وهى بترد عليه وعينها على شهد : شهد تعامل معاملة الاطفال ياكيان عشان حقيقى عقلها عقل طفله ..
كيان بصدمه : معاملة الاطفال ؟ والله كان قلبي حاسس ..طب ولامتا الكلام دا بقا يعنى له سن معين وهينتهى ولا ايه ؟
كاميليا بأبتسامه مكسورة : لحين اشعار آخر
شهد بنبره طفوليه : كده برضو ياكوكى بتنصفيه عليا ؟ طب زعلانه منك ومخاصماكى ..
كاميليا بضحكه :متزعلى انا( لا ابالى)
↚
كلمه طلعت بعفويه والكل كمل اكل عادى بعدها الا كيان اللى حس ان الدنيا وقفت من حواليه وصدى الكلمه فضل يتردد جواه باستمرار ..لا ابالى ..لاابالى ..لا ابالى!!! …الكلمه كانت شهد دايما تقولهاله فبداية خطوبتهم ..فأحلى فتره عدت عليه معاها واحلى شخصيه اكتشفها فيها ..وبعدها بطلتها خالص ..
مسمعهاش منها ولا مره لافجد ولا فهزار ولا جابت سيرتها كأنها اختفت من قاموسها نهائى ..
كيان نزل الاكل من ايده للطبق تانى وبص لكاميليا واستغراب كامل سيطر عليه وابتدا يتعامل بشخصية المحامى ويسأل شهد اسئله من كلام قديم عادى كانو متكلمينه فالفتره دى وشهد طول الوقت كانت مرتبكه وتبص لكاميليا قبل ماترد عليه ولان كيان مش غبى لاحظ حركة عيون كاميليا وهزة دماغها اللى كانت بتأيد او بترفض كلام شهد وبناء عليه شهد كانت بتكمل او بتتراجع عن الكلام ..
كاميليا حست بقلق وخوف من اسلوب كيان وحست انه بيحقق اكتر مابيدردش وخصوصا وهى شايفه ملامحه اللى هدوئها اتعكر وعلامات حيره ابتدت تسيطر عليه ..
اما كيان فابتدا عقله بالاستيعاب وابتدا يجمع خيوط ويربطها ببعضها وتقريبا صوره ضبابيه للى كان بيحصل اتكونت قدامه لكن لسه محتاج يتأكد من شكوكه اكتر عشان الصوره تكمل …
كيان : الحمد لله ..سفره دايمه تسلم ايدك ياحماتى الاكل يجنن
حنان : اقعد يبنى انت مأكلتش حاجه ؟ ..واضح ان الاكل يجنن بدليل انك قومت من غير ماتكمل طبقك حتى !!
كيان : صدقينى شبعت عالاخر هى جبرت كده تسلم ايدك حقيقى ياحماتى الاكل تحفه ..
شهد وهى قايمه عشان توصل كيان للحمام عشان يغسل ايده ..
كيان : لا ياروحى اقعدى كملى اكل انتى مأكلتيش حاجه ..وبص لكاميليا اللى كانت ماسكه فوطة السفره وبتمسح على بوقها دليل انها شبعت وقال :
كاميليا هتورينى الطريق اظن هى شبعت خلاص ..
كاميليا وهى بتقوم : اه انا شبعت الحمد لله ..اقعدى انتى ياشهد كملى اكلك انا كده كده قايمه ..
حنان : ابقى علقى عالشاى معاكى ياكوكى
كاميليا : حاضر ياحبيبتى ..ودخلت قدام كيان للطرقه المؤديه للحمام والمطبخ واللى كان فآخرها حوض قدام الحمام فوش المطبخ هو دا اللى كيان وقف يغسل ايديه عليه وبص لكاميليا فالمرايه وهى داخله المطبخ وراقبها وهى بتحط البراد عالنار وولعت وفضلت شويه باصه للنار بتوهان وبعدها اتنهدت كأنها بتفكر فموضوع كبير شاغل كل تفكيرها ..
كيان خلص غسل اديه وقفل الميه ومسك الفوطه اللى كانت متعلقه جمب الحوض وابتدا ينشف اديه وهو باصص لكاميليا اللى لفت عليه لقته واقف بينشف ايديه وعينه عليها فالمرايه ..
كاميليا قلبها دقاته اضطربت لما شافت تركيز كيان على انعكاسها فالمرايه كأنه بيتفحصها واتنحنحت وخرجت من المطبخ وهو علق الفوطه مكانها واتحرك وراها وعواصف رعديه من الشك ابتدت تضرب عقله بقوه
كيان قاعد مع شهد بعد العشا فالصالون وبيشرب الشاى وابتدا يركب كل الكلام بتاع بداية فترة الخطوبه على شخصية شهد اللى قدامه واللى كانت قاعده مشغوله بتقلب فالكتالوج بحيره واضحه ومش قادره تاخد قرار فمجرد الوان بقالها وتختار لون وتتراجع عنه تانى ولقاها مش راكبه خالص ..
كيان : شهد ايه آخر قصيده كتبتيها ممكن تقوليهالى ؟
شهد وهى محتاره فالاختيار ردت عليه بدون وعى : قصيدة ايه انا مبكتبش قصايد كاميليا هى اللى بتكتب شع….ورفعت دماغها لما انتبهت لنفسها وبصت لكيان لقته باصص للارض وبيهز دماغه وهو مبتسم
شهد بسرعه : قصدى مكتبتش من زمان من آخر قصيده كتبتها وقولتهالك ..بس وحياتك ماتقولى سمعيهانى عشان انا مش فاكره منها ولا حاجه ..
كيان بنبرة تهكم : لا متخافيش مش هقولك حاجه ..واكيد طبيعى متفتكريش منها حاجه ..قالها وهو بيحط كباية الشاى اللى فأيده على الطربيزه وبيقوم ..
شهد : ايه ياكيان رايح فين لسه بدرى مش هتستنى بابا لما يرجع زى ماطلب منك ؟
كيان : لا معلش اصلى افتكرت حاجه مهمه اوى كنت ناسيها ..
شهد : وهى ايه بقى الحاجه المهمه دى اللى مقولتليش ؟
كيان : بعدين هقولك عليها … هكلمك بالليل النهارده ضرورى عايزك فموضوع مهم اوى ..شهد كشرت ورفعت عنيها عليه ولسه هتعترض كيان كمل : واتس ..هكلمك واتس عشان متكونلكيش حجه …شهد بلعت ريقها بتوتر وهى باصاله وشايفه فعنيه نظره اول مره تشوفها ومش قادره تفسرها واللى مستغرباه اكتر نبرة اصراره دى ..
شهد :طيب متتكلم دلوقتى وقول ايه هو الموضوع المهم او حتى ادينى فكره عنه هو فيه حد معانا ولا حد سامعنا هنا ؟
كيان : لا اصل الموضوع طويل وباباكى خلاص على وصول ..وانا كمان هتأخر على مشوارى ..قالها وهو بيبص لساعته واتحرك عشان يمشى
شهد بدلع : باى ياكوكو
↚
كيان لف وبصلها بجمود : شهد الاسلوب دا مش لايق عليكى بجد وكتير حذرتك من كلمة كوكو دى وانى مبحبهاش …
شهد ممكن تتعاملى معايا بشخصيتك انتى زى ماهى بدون زيف او اقتباسات عشان بجد محاولات التشبه بحد تانى وتقليد اسلوبه وأفعاله مبتكونش ناجحه خالص.
شهد بعدم فهم : تقصد ايه ياكيان ؟
كيان بابتسامه هاديه : مقصدش ياشهد ..مقصدش ..المهم متنسيش وتنامى بالليل وتسيبينى آكل فبعضى ..وميل عليها وهمسلها جمب ودنها:
اليوم ستسقط الاقنعه ياشوشو ..
قالها ورفع ايده يحيها تحيه عسكريه قبل مايتحرك من قدامها وسابها غرقانه فحيرتها ونزل …
كيان وهو نازل عالسلم قابل كامل
حماه اللى اول ماشافه ابتسمله ابتسامه بشوشه ومدله ايده عشان يسلم عليه وهو بيقوله :
مالسه بدرى يبنى ..معلش مقدرتش اكون معاك كان عندى شغل كتير النهارده بس يعنى البيت بيتك وانتا من يوم مادخلته وانا اعتبرتك ابنى وواحد من البيت فمتأخذنيش ..
كيان وهو بيحضن ايد كامل حماه بأديه الاتنين :
وانا يعلم ربنا ياعمى انا كمان اعتبرتكم اهلى وحضرتك فمقام بابا الله يرحمه وبعتبركم عيلتى التانيه ..
كامل : ربنا يديم المحبه يبنى ..طب اطلع نقعد سوا حبه دانت واحشنى ونفسى اقعد اتكلم معاك شويه
كيان : لا معلش اعذرنى المرادى ورايا مشوار مهم هروحه واوعدك انى هزورك فالمحل فأقرب فرصه واقضى مع حضرتك يوم بحاله وهنتكلم مع بعض لما نشبع ..
كامل وهو بيطبطب على دراع كيان : اتمنى دا يحصل فأسرع وقت ..مع السلامه يابنى فى امان الله ياحبيبي ..
كيان بحب : الله يسلمك ياعمى ..ونزل تحت انظار كامل اللى وقف مراقبه بأبتسامه لحد ماغاب عن عنيه وبعدها طلع لشقته ..
**********
بالليل كاميليا قاعده بتذاكر وعينها على شهد اللى قاعده بتاكل فشافيفها ومتوتره …
كاميليا :مالك بتاكلى فنفسك ليه ؟
شهد بعدم تركيز : هاه ..لا ولا حاجه ..فترة سكوت وبعدها شهد هى اللى وجهت السؤال لكاميليا :
– كاميليا هو يعنى ايه لما واحد يقول لخطيبته اليوم ستسقط الاقنعه ؟
كاميليا ايدها توقفت عن الكتابه ورفعت عينها بعيد وهى بترد على شهد ..
كيان اللى قالك كده ؟
شهد :اه اصر انه يكلمنى النهارده بالليل ومقبلش اى اعذار وقالى الجمله دى !
كاميليا قلبها حدثها بشيئ وخصوصا بعد اسلوب كيان وتصرفاته الغريبه النهارده لكنها كدبته وردت على شهد : يمكن ميقصدش بيها حاجه ياشهد وقالها كده وخلاص للهزار يعنى .
شهد : لا ياكاميليا انتى ماشوفتيش تعابير وشه كانت عامله ازاى ..كيان مكنش بيهزر ابدا كان بيتكلم بجد …
كاميليا وهى بتديق حواجبها بحيره وتهمس لنفسها : ياترى قصدك ايه ياكيان بكلامك دا ..يارب متكون تقصد اللى فهمته ..ورجعت تكمل فنقل المحاضره اللى قدامها لكن بفكر مشغول وبال مشدوه ..
اما شهد فخرجت للصاله تدور على ترجمه لجملة كيان عند صحبتها اياها لما ملقتش عند كاميليا..
وصحبتها ترجمتلها الكلام ترجمه لا تمت للمعنى الحقيقى بأى صله .. وشبهت الاقنعه اللى يقصدها كيان بملابس شهد وانها رغبه مبطنه انه عايز يشوف من شهد اللى يعلقه بيها اكتر ..
واقنعت شهد ان دا تطور عادى فعلاقتهم ، وانها لما تعمل كده دا هيخليه ميشوفش طريقه ولا يبص لوحده غيرها… ودا برضو عادى بين المخطوبين واى خطيب لازم يكتشف جسم خطيبته وهى كمان ودا من حقهم هما الاتنين عشان محدش ينصدم فالتانى ودى من الحجات اللى لازم تحصل …
ولان شهد بقت بتمشى ورا كلام البنت دى بعميانيه بعد ما شافت تأثيره قبل كده على كيان وانه بيحوله فثانيه لطفل صغير وبيخليها تحس انه فأضعف حالاته قررت انها هتفضل ماشيه ورا كلامها للنهايه ولو طلب كيان منها حاجه زى دى هتعملها فورا ..
الساعه عدت نص الليل وبعدها بدقايق وصلت لشهد رساله من كيان فتحتها وابتدت تتكلم معاه زى ماصحبتها علمتها بجمل الدلع اللى حفظتهملها واللى بيفتحو المجال بعدهم لكلام اصعب …
لكن المرادى اتفاجأت ان كيان مش مندمج معاها ولا متجاوب بل بالعكس ردوده ناشفه وكلامه بالغاز واغلبه شهد مش فاهماه وخصوصا لما سألته مالك النهارده وهو رد عليها :
– انا النهارده بحاول اكتشفك ..
شهد ابتسمت بعد الكلمه دى واللى من وجهة نظرها اكدت كلام صحبتها
بصت حواليها واتأكدت انه مفيش حد ومدت ايدها فتحت سوستة البجامه اللى كانت لابساها وكشفت الجزء العلوى من جسمها وفتحت معاه كاميرا لاول مره…
كيان استغرب وقام قعد على حيله بعد ماكان متكى عالسرير واتصدم جدا وهو شايف شهد ببجامة بيت صدرها مفتوح وبتكشف عن جزء كبير من جسمها وكيان باستغراب سألها :
شهد ايه دا ؟
شهد وهى بتقرب الكاميرا على جسمها : ايه مش عاجباك ولا ايه ؟ انا فاهمه ياكيان انتا عايز ايه وانا اهو قدامك اكتشفنى زى مانتا عايز وزى ماتحب ..وعلى فكره كل حاجه فيا هتعجبك ..
قالتها وهى بتغمزله بعينها وكيان هز دماغه بسخريه وبعد عنيه عن شهد فالتليفون وهو بيقولها : ياليت الاقنعه لم تسقط ولم يظهر مايخفى باسفلها ..شهد اقفلى بعد اذنك الكاميرا هرن عليكى صوت عايز اسألك فكام حاجه كده ..
شهد يادوب قفلت الكاميرا وسمعت صوت امها بنبرة غضب بتسألها :
شهد بتعملى ايه ؟
شهد اتخضت والتفتت بسرعه وشافت مامتها واقفه ومسنوده عالباب بتاع الاوضه وبصالها بكل غضب ..
↚
وبسرعه ولخمه بتحاول تلم هدومها وتقفل سوستة البجامه وبلعت ريقها بخوف وهى شايفه مامتها بتقرب منها وبتقعد جمبها عالكنبه وهى بصالها بملامح اقل مايقال عنها انها بتنذر بمحاكمه قاسيه وحساب عسير …
حنان بنبره حازمه :شهد ممكن تفهمينى ايه اللى كان بيحصل من شويه دا ؟
شهد نكست دماغها للأرض ومردتش على امها وحنان اخدت نفس وحاولت تهدى نفسها وتتكلم بنبرة صوت اهدى وتحتوى الموقف عشان اى تصرف قاسى منها او عقاب شهد هتعند اكتر …
حنان : بصى ياشهد انا فاهمه كل اللى كنتوا بتعملوه انتى وخطيبك ..
وهقولك حاجه وياريت تسمعينى وتفهمى اللى هقولهولك دا كويس ..
اعتبرى اللى بتتكلم معاكى فاللحظه دى مش امك
اعتبرينى صاحبتك اختك اى حد قريب عليكى بينصحك عشان النصح من الام الاولاد دايما بيعتبروه فرض رأى ومحدش ابدا بيوافق بحاجه اتفرضت عليه ولا بينفذها مهما كانت درجة صحتها اونفعها ليه …
الكلمتين اللى هقولهوملك دول ياشهد عايزاكى تحطيهم حلقه فودنك ..
كتير بيوت اصحابها بيشتكو بعد الجواز انها مفهاش بركه ..او رزقهم قليل مهما سعو ،وكل البيبان مقفله فوشهم ودايما ابواب الرزق مسدوده فوشهم ..او انهم مهما كان فيه فلوس بتدخل بيتهم مبتكفيش..
مع ان فيه بيوت افرادها اكتر ورزقها اقل بس بيكفى ويفيض وفيه بركه ..او مثلا خساره تكون ملازمه الناس دى فأى مشروع يدخلوه او اى مصدر اكل عيش يحاولوا يفتحوه ودايما الناس بتوصف الحجات دى بالنحس وتعلقها على شماعة الحظ السيئ …
بس لا ياشهد الامور دى بيكون سببها (ذنب )الناس دى بدأت حياتها بيه او عملوه وماتابوش ولا استغفرو او كفرو عنه ..وكل اللى بيحصل معاهم دا عقاب من رب العالمين عشان تَعدو على حدوده واستهانو بيها فى لحظات طيش فقد قال تعالى فى كتابه العزيز ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) صدق الله العظيم ..
وكمان ياشهد انا يمكن اكون اتأخرت عليكى فالنصيحه دى وكان لازم اقولهالك فبداية خطوبتك بس قولت انك اكيد فاهمه وعارفه كل حدودك مع خطيبك.
وعارفه اداب الكلام فالتليفون بين اى اتنين مخطوبين
وانه له حدود من اهمها انه ميثرش شهوات وان الوحده حتى ترقيق نبرة صوتها مع خطيبها لا تجوز، او حتى الكلام اللين معاه.. لان دا بيوصله لعدم السيطره على نفسه ويدفعه لارتكاب رزيله بيخرج بها من رحمة الله …
وطبعا هتكلم معاكى بوضوح اكبر واقولهالك صريحه وبالخط العريض عشان لا حياء فالدين الحاجه دى هى (العاده السريه) ياشهد …
شهد بصت للارض بخجل وامها كملت ..بصى يابنتى انتى طبعا مش محتاجه اقولك المخاطر اللى بتحصل من ورا الحاجه دى لانك اكيد عارفه كل دا واكيد يعنى قريتى عنه اما صدفه او عمدا فى يوم من الايام ..
انا كل اللى هاقولهولك دلوقتى ان الوحده بتاخد الذنب زيها زى خطيبها لو ساعدته فحاجه زى دى حتى لو هى معملتهاش ..
والاتنين بكده بيكونو بيبتدو حياتهم بجبل من معاصى وذنوب مش بياخدو بالهم منه غير بعدين لما يلاقوه واقف فطريقهم وحائل بينهم وبين البركه فالرزق .. او حتى الرضى بالمقسوم و السعاده وراحت البال ..
وكملت وهى بتمد ايدها تمسد على شعر شهد وهى شايفه ملامحها الخايفه :
يابنتى مش معنى اننا غلطنا ان ربنا مش هيسامحنا ..لأ ياقلبي ربنا سبحانه وتعالى قال فى كتابه العزيز
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}
معنى الايه انت غلطت اه بس متستمرش فالغلط وتقول حتى لو تبت ربنا مش هيسامحنى ..لا ياروحى ان الله يحب الخطائين التوابين ..يعنى اللى بيتداركو نفسهم بسرعه وبيرجعو عن الغلط ويتوبو منه ويفضلو يستغفرو ويستغفرو الى ان يتوب الله عليهم ..
وحاجه مهمه اوى تانى ياشهد : الوحده تضمن منين ان خطيبها دا هيكمل معاها ويتجوزها ؟ مش يمكن مايحصلش نصيب زى مابيحصل كتير والخطوبه تتفض وكل واحد يروح لحاله ؟ ..ساعتها بقى قوليلى الوحده تعرف منين انه مش هيطلع سرها بره ولا يوصف اللى شافه منها لاقرب حد ليه وكل قُريب عنده قُريب ومن دا لدا الوحده تنفضح وينفضح سترها ؟!! ..
وغير كده هى نفسها لو جمعتها الطريق بيه صدفه هيكون شعورها ايه وعينها هتكون مكسوره قدامه وهو بيبصلها و حافظ كل شبر فيها ومطلع عليه وعنيه بتعريها …
وفوق دا كله جوزها المسكين اللى بيكون فاكر ان هو اول واحد يشوف جسم مراته حلاله ويتمتع بيه وميعرفش ان فيه غيره شبع منه بالحرام !!!
الاتنين التفتو على صوت كامل وهو بينادى :
فينك ياحنان هتباتى فالصاله النهارده ولا ايه ؟
حنان : جايه ياكامل ثوانى بس بتكلم مع شهد فحاجه وجايالك علطول ..
كامل : طيب ابقى هاتى ميه وانتى جايه ..
حنان : حاضر ياحبيبي ..
وبصت لشهد وكملت بنبرة عتب :
وكمان ياشهد حطى قدام عنيكى دايما ان اى غلطه هتعمليها مش هتتحاسبى عليها لوحدك ..بالعكس انا وباباكى لينا نصيب من الحساب والعقاب لان دا بيكون تقصير مننا فتعليمك اصول دينك وحدود الله …يرضيكى ياحبيبتى تجازى حبنا وتعبنا عليكى بسيئات تديهالنا وتخلينا نتحاسب عليها بدون ذنب ..
↚
شهد هزت دماغها بسرعه بالرفض ورفعت عنيها اللى بتلمع بالدموع وبصت لمامتها وبصوت نادم همستلها :
اسفه ياماما غلطه ومش هتتكرر ..
حنان بابتسامه : انا عارفه ياشهد انك انقى وانضف بنت فالدنيا وهقولك نصيحه تمشى بيها باقى عمرك ..
وانتى يابنتى بتكتشفى حاجه جديده فالدنيا ابقى تحرى مصدر معلوماتك كويس اوى ،واتأكدى انه مصدر مضمون وموثوق واى حاجه هتعمليها شوفى الاول هى حلال ولا حرام وشوفى ثوابها وعقابها وهتوصلك وتوصل بيكى لفين …
وهمست وهى شايفه ملامح شهد الباكيه
ربنا يحفظك يابنتى من همسات شياطين الانس قبل شياطين الجن ويوفقك ويرشدك الى مايحب ويرضى …
وكملت وهى باصه لايد شهد اللى بتكنسل على كيان باستمرار وهو مستمر يرن :
ردى عليه يابنتى وابتدى تحطى بينك وبينه حدود ومسافات تخليكى دايما فأمان من هنا لآخر العمر فدنيتك وآخرتك ..
اكبرى فعينه وخليكى دايما الايد اللى بتاخد بيه لطاعة ربنا والقرب منه وصدقينى وقتها ربنا هيحطلك محبه جوا قلبه تعادل الجبال وعمر ماحد يقدر يهزها او يزحزحها ابدا ..
شهد : طيب ياماما واللى بيفسخو الخطوبه عشان البنت بترفض تعمل اللى هما بيطلبوه منها ؟
حنان : صدقينى ياحبيبتى لو كان خيراً لبقى ..مش يمكن ربك سبحانه وتعالى بيكون شايف ان الشخص دا مينفعلهاش وبعده عنها بسبب خوفها منه وطاعتها ليه ؟
يابنتى ربنا بحكمته دايما بيبعد عباده الصالحين عن دروب لا تليق بهم ويسخر لهم برحمته من الاقدار اجملها …
شهد ابتسمت وهزت دماغها لمامتها برضى وامها قامت وراحت على المطبخ بعد ماطبعت بوسه على جبين شهد واخدت شفشق ميه وكبايه ودخلت اوضتها هى وكامل ..
شهد ردت على كيان اللى اتفاجأت بهدوئه برغم انها كنسلت عليه كتير اوى وكانت فاكراه هيكون شايط من الغضب لكنها متعرفش ان كيان كانت فدماغه حسابات تانيه وتقريبا اتاكد منها وهو فاكر ان شهد مش عايزه ترد عليه خوفا من ان امرها ينكشف ..
قفل معاها بعد كام كلمه وهى دخلت الاوضه وهو رجع نام على السرير والاتنين الليلادى اتقاسمو السهر وعيونهم رفضت تنام..
شهد احساس بالذنب والمعصيه مسيطر عليها بعد ما امها ادتها صفعه قاسيه بكلامها دا فوقتها عاللى بتعمله ولعنت نفسها الف مره على الطريق اللى مشيت فيه ورا وحده معندهاش اخلاق ولا دين لمجرد انها تستحوز على اهتمام خطيبها وترضيه وتعجبه …
اما كيان فكان عدم نومه احساس بالغضب والقهر وكان بيحاول انه يتوصل للقرار المناسب اللى هياخده بعد مايواجه ويكشف كل حاجه وعلى لسان اصحابها …
وغصب عنه من بين تفكيره سرح بخياله فكلام كاميليا والتفاصيل اللى كانت بتحكيهاله عن شهد واللى اتأكد دلوقتى بس انها تخصها هى،
ودا خلى قلب كيان نبض وخصوصا وهو بيسترجع المرات اللى كانت هى بتبدأ بالكلام معاه فيها ولهفتها الواضحه وهى بتسأله عن تفاصيل يومه وازاى كانت بتستمر ساعات وساعات تتكلم معاه من غير كلل ولا ملل ،وازاى كانت بتسمع منه اى حاجه بصدر رحب واى مشكله كان بيحكيهالها كان بيلاقى عندها الحل الامثل ليها لدرجة انه احيانا كان بيناقشها فقضايا مسكها قبل كده وكان يتفاجأ بفهمها للملابسات وتوصلها للحل قبل ماهو يقولهولها …
وايقن بعد كل دا ان كاميليا هى الانسانه المناسبه ليه مش شهد ..وانها حبته واتعلقت بيه زى ماهو كمان اتأكد انه بيبادلها نفس الشعور .. وقرر انه هيتأكد من دا اكتر بس وهو قريب منها وعينه فعينها عشان متقدرش تنكر ..
تانى يوم كاميليا وشهد وباباهم طلعو كالعاده كل واحد راح مكانه المعتاد وكيان كمان صحى بدرى لبس هدومه واتصل بأوبر واتأجر منهم عربيه لليوم كله وراح وقف قدام الجامعه بتاعت كاميليا واستناها بعيد لحد ماخرجت وبسرعه شغل العربيه وراح عليها ووقف قصادها واخدها للمقطم وحصلت المواجهه اللى كيان كان متأكد من نتيجتها بنسبة ١٠٠% وكاميليا كمان اكدتله ده بدون ادنى جهد …
واهم فى طريقهم للرجوع من نفس الطريق لكن ابدا مش بنفس القلوب ولا بنفس المشاعر …
خجل …ندم .. خذلان ..احساس بالغدر .. والخيانه ..احساس بالغباء ..كل دى احاسيس كانو راجعين بيها لكنها كانت كلها متغلفه بحب محدش فيهم يقدر ينكره عن التانى مهما حاول ..وكل دا حصل بسبب استهتار ولا مبلاه حطمت ٣ اشخاص …
بااااااااااااااااااك
↚
كيان وقف بالعربيه تحت بيت كاميليا ودور وشه بعيد وهى نزلت من سكات واتحركت خطوتين لكن صوت كيان وقفها :
ابعتيلى شهد من فوق ..
كاميليا بقلق وخوف : كيان هتعمل ايه ؟
كيان بنبرة اصرار : هحاسبها ..ولا فكرك هعديلها اللى عملته فيا دا بالساهل واغفرهولها ؟!!
لا ياماما دى لازم تعرف غلطها كويس وتدرك استهتارها وصلها ووصلنا كلنا لفين وتشوف ايه اللى هيترتب على عملتها دى عشان تتعلم متعملش كده تانى مع اللى هيخطبها بعد كده
كاميليا بصوت باكى : كيان ارجوك متعملش فشهد كده دى عيله مش حمل انك تحملها ذنب بالحجم دا
كيان بصلها ورد عليها بتهكم : عيله!!كاميليا نكست وشها للأرض وهو فضل باصصلها وباصرار طلع موبايله وداس على رقم شهد وكلمها وطلب منها تنزل فورا هيقولها حاجه مهمه وكل دا قدام كاميليا اللى كانت واقفه وهتموت من هول الموقف..
دقايق وشهد كانت نازله ماسكه تليفونها فأيدها وكانت لسه بهدوم الجامعه مغيرتش لما كيان قالها انه عايزها فكلمتين وانه مش هيقدر يطلع ومش هيتحركو من تحت البيت لكن اللى حصل ..
ان لما شهد نزلت وشافت كيان فالعربيه وكاميليا واقفه جمبه وحاضنه شنطتها وشكلها زى ماتكون باكيه نقلت عنيها بينهم وكيان شاورلها تركب العربيه وهى دخلتها وقعدت جمبه ولفت عليه لكن عينها على كاميليا وقبل ماتسأله او تنطق بحرف كان طالع بالعربيه بسرعه جنونيه وحتى باب العربيه اللى من ناحية شهد واللى كان مفتوح اتقفل من خبطته فعربيه تانيه وصوته خلى شهد صرخت بفزع وهى بتسأل كيان وعينها على كاميليا اللى كانت بتجرى وراهم وبتنادى على كيان: هو فيه ايه ..كيان فيه ايه واخدنى على فين ؟ وشهد مالها ؟ كيان رد عليا
لكن كيان مقابلش اسئلتها دى الا بسكوت خلى الخوف دب فقلبها وضرب اوصالها …
ربع ساعه تقريبا من الرعب لشهد بعدها كيان وقف العربيه فى حته فاضيه جمب كورنيش النيل وبص لشهد بعيون ماليها الغضب وهمسلها من بين سنانه :
اهلا بتانى احقر بنى آدمه على وش الارض ..ولا نبدل احقر بأغبى ..اظن هيكون وصف عادل جدا ويندرج تحته كل الالفاظ التانيه ..
شهد بخوف : كيان انا مش فاهمه حاجه انت بتقول ايه ؟
كيان بضحكه : مادا العادى بتاعك ..الطبيعى انك متفهميش ..عشان انتى لو بتفهمى مكنتيش عملتى كده ..مكونتيش غشيتينى ..ولا …لا ثوانى كده استنى استنى …لا انا آسف لجنابك جدا انا اختلط عليا الامر بس ..انا اللى مبفهمش وغبى ..غبى عشان عيله زيك قدرت تلعب بيا وتخدعنى وتخلينى لعبه بتتنقل من ايد دى لايد دى وانا قاعد معمى على عينى وعقلى هيشت ووصلت لحافة الجنون وانا بحاول افهم ايه اللى بيحصل بالظبط ..
شهد بخوف : ككيان ااان انا …وقبل ماتكمل كيان كان طابق بأيده على فكها قاطع كلامها وبكل غضب صرخ فيها :
انتى وحده خاينه وحقييبيره ومتتأمنيش والحمد لله ان ربنا كشفك ليا واحنا عالبر قبل مااتورط فيكى اكتر ..
شهد بتحاول تتخلص من قبضة كيان ونجحت اخيرا وردت عليه بعصبيه: انا مش خاينه ياكيان ولا عمرى كنت خاينه ولا بحب الخيانه ..تقدر تقولى انا عملت ايه لكل دا ..خنتك فأيه انطق ..عرفت واحد عليك ؟ ولا شفتنى فأحضان غيرك ؟
كيان : اللى عملتيه مايفرقش عن كدا ياهانم ..انتى كشفتى سترنا وفضحتى سرنا وخليتى الناس تشوف وتعرف وتسمع حاجات منى ومنك وعنى وعنك المفروض متخرجش من بينا احنا الاتنين ولا حد يعرفها ..
انا أئتمنتك على حياتى وعلى كل اسرارى وانتى خنتى الامانه .. من البدايه اول حاجه نبهتك ليها ياشهد ان اللى بينا محدش ابدا يعرفه وحياتنا باللى فيها يخصنا احنا وبس ومش من حق حد يعرف عنها اى تفصيله مهما كان صغرها ..وانتى وعدتينى بكده لو تفتكرى
شهد كانت بتسمع وهى باصه للارض والدموع مغرقه وشها ومش قادره تنطق ولا تتكلم ولا تعترض ..اصل هتعترض على ايه وكل كلام كيان صح ..هى فعلا عملت كل ده ..
كيان كمل كلامه بحسره وهمس وهو باصص لشهد …
طول الوقت كنت مطمن بوعدك ليا وكنت فاكر انك من اصحاب الوعود الصادقه ..لكن للأسف طلعتى منافقه
شهد رفعت عنيها عليه وهو هزلها دماغه بتأكيد وكمل بنفس النبره الهامسه : ايوه ياشهد منافقه ..عشان آية المنافق ثلاث ( اذا حدث كذب ، واذا وعد اخلف ، واذا اؤتمن خان ..) وانتى التلات شروط اتحققو فيكى تبقى منافقه ولا لأ ..
شهد بضعف : كيان ارجوك
كيان : ايه كلامى صعب عليكى؟ ..
قاسى ..مش مستحمله تسمعيه؟ ..
معلش هى كده الحقيقه دايما بتكون صعبه وبتوجع ومحدش ابدا بيعترف بحقيقته ولا يقر بيها عشان بعض الحقايق بتكون مخزيه ..
شهد غمضت عنيها بألم وبصت بعيد وهى بتهمس : كيان كفايه ..
كيان : لا مش كفايه ياشهد ..ولا يكفي اد الكلام اللى قولته اضعاف مضاعفه عشان اوصفلك انا حاسس بأيه دلوقتى ..انا حاسس زي ماتكونى غرزتى بأيدك سكين فنص قلبي واختك ضغطت عليه لغاية ماقسم قلبي نصين ..
اختك المجرمه اللى سمحت لنفسها تتصنت على اسرار غيرها وادت لنفسها الحق فأنها تشوف اللى مينفعش تشوفه ولا تعرفه عنى ..مين سمحلها انها تعمل كده ..انا سمحتلها ده ..انتو ايه مامرش عليكم قرآن ولا احاديث من كلام الله ورسوله تخلى قلوبكم تراجع نفسها ولو لحظه وحده طول المده اللى فاتت دى ؟؟
طيب ماعداش على اختك المصون ان
(“مَنْ نَظَرَ فِى كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَإِنَّمَا يَنْظُرُ فِى النَّارِ” .) ؟؟؟
عادى كده عندكم تحليل الحرام ؟ ..حتى لو انتى اذنتيلها بده انا اذنتلها ؟؟
شهد : كيان اسمعنى
كيان : اسمع ايه بالظبط ؟ قولى عايزه تقولى ايه ؟
↚
شهد : كيان حقك عليا اسفه ..والله انا عرفت غلطى ومن امبارح وانا ناويه انى اصارحك
كيان بضحكة سخريه : بعد ايه بقى ماخلاص ..معدش ينفع ياشهد ولا يفيد
شهد بخوف وصوت مخنوق : قصدك ايه ياكيان ؟
كيان : قصدى ان دا آخرنا ياشهد ..ننزل بتتر النهايه بقا للفيلم الرائع اللى برعتى انتى واختك بتأليفه وتمثيله واخراجه ..وانا ياستى بنفسى هديكم جايزة الاوسكار عليه …
شهد : كيان
كيان : بصى ياشهد انا ابوكى يعز عليا ويعلم ربنا انا الراجل دا حبيته اد ايه ..ومامتك كمان ..عشان بجد الناس دى نضيفه من جواها ومتستاهلش يكونلها بنات باخلاقكم ..فاكل المطلوب منك انك تنهى الخطوبه من ناحيتك عشان انا مش عايز اخسر باباكى ..فأنتى زى الشاطره كده تقوليله انك مش مرتاحه معايا ومش حابه تكملى فالجوازه دى ..
شهد : بالبساطه دى ياكيان ؟
كيان : ابسط مما تتخيلى
شهد : طب واللى بينا؟
كيان : ايه هو اللى بينا ..احنا فيه حاجه بينا اصلا ؟ ..انا اصلا طول الوقت بكلم فبنات غيرك واتعرفت عليهم هما وان كان فيه حاجه بينى وبين حد تبقى بينى وبينهم هما ..
شهد : لا ياكيان دا كان فالاول بس عشان خفت ميعجبكش اسلوبى ولا طريقة كلامى واصلا والله العظيم انا ماكنت بعرف اتكلم انما بعدين أ….
وقبل ماتكمل كيان قاطعها : وبعدين انتى اخدتى دور البغبغان اللى بيسمع الكلام ويردده من غير حتى مايفكر فيه ولا فمعناه ..كنتى تاخدى الكلام نسخ ولصق ومش فارق بقى نوع الكلام دا ايه المهم كلام وخلاص ..
ليه متعاملتيش معايا بشخصيتك واسلوبك وعلى طبيعتك مش يمكن كنتى عجبتينى وحبيتك زى مانتى كده وكنت هشوف فيكى اللى محدش غيرى شايفه ؟
ياريتك كنتى عملتى زى اختك وصديتينى واحتويتينى وبدلتى احتياجى للج.س لاحتياج ليكى انتى لشخصك لكلامك لمواضيعك لضحكك وهزارك …لكن للأسف انتى مش زيها ولا عمرك تعرفى تكونى زيها …طب اصارحك بحاجه ياشهد
والله العظيم والله العظيم مش انا كنت بعمل معاكى الكلام دا ..بس ورحمة ابويا كنت ببقى بعدها قرفان من نفسى ومنك انتى اكتر عشان بتطاوعينى وبتعملى معايا كده ..
وكتير كنت بسأل نفسى ياترى شهد اللى بتعمله معايا دا ممكن تكون عملته مع غيرى قبلى ؟ مهو اصل المظاهر خداعه والبنت طول مافأيدها تليفون تقدر تدخل بيه لأوضة اى شاب وتقوله وتوريه اللى يخليه يشبع منها ..وفالنهايه اهى قاعده فبيتها وفأوضتها وعلى سريرها وقدام عيون اهلها وقدام الكل البنت المصون والجوهره المكنون ..
شهد :كيان انا مش كده ابدا ..والله العظيم عمرى ماكنت كده انا اصلا انت مكنتش عارفه اتعامل معاك ازاى ..انا لو زى مابتقول كنت عرفت اتكلم معاك عالاقل .
كيان : يمكن فعلا تكونى مش كده ..بس صدقينى انا ثقتى فيكى انعدمت ..انا مبقاش عندى ثقه فأى بنت خلاص ..انا بحتقرك وبقيت باحتقر كل صنفك
شهد : كيان انا مسمحلكش
كيان : ولا تسمحى مش فارقه ..المهم دلوقتى ترجعى تكلمى اهلك وتفهميهم اننا اتخانقنا لاى سبب من الاسباب وتقوليلهم انك رميتى الدبله فوشى وفسختى الخطوبه ..
الشبكه تديها لابوكى يرجعهالى عشان دى شقى وتعب وغربه ..واى حاجه بعد كده مش عايزها حلال عليكى ..
شهد بصتله بترجى لكنه قطع عليها الطريق وهو بيبص الناحيه التانيه ..الكلام انتهى ياشهد وانتهى معاه كل اللى بينا ..
ورجع بصلها تانى وعينه على التليفون اللى فأيدها وبسرعه خطفه وهو بيقول ..باقى حاجه اخيره بس ..واخد الفون ونقل منه رقم كاميليا ومسح رقمه من عندها وهو كمان حظر رقمها من عنده وعملها حظر على كل المواقع ..
كيان رجع شهد ونزلها قدام العماره ولف بالعربيه وطلع بسرعه من غير حتى مايبص وراه ولا يشوفها وهى واقفه مكسوره بتبصله وشايفه غلطها واستهتارها وصلها لفين .
شهد طلعت الشقه واول مارنت الجرس جريت كاميليا عالباب بسرعه وفتحتلها واول ماشافت حالة اختها اللى متقلش عن حالتها فالانهيار اخدتها فحضنها والاتنين دخلو فنوبة بكا خلت امهم جات من المطبخ تجرى وهى سامعه صوت بكاهم ..
حنان بخضه : فيه ايه مالكم ؟ بتبكو كده ليه ..وصرخت بعلو صوتها …كامل جرتله حاجه ..ابوكم ماله ؟
كاميليا بسرعه بعدت شهد عن حضنها وراحت على مامتها مسكتها لما حستها هتقع من طولها وابتدت تطمنها : بابا بخير ياماما متخافيش ..
حنان بفزع : بتكدبو عليا ابوكم جرتله حاجه اكيد ، انطقو كامل ماله
كاميليا : ياماما والله بابا زى الفل وفالمحل بتاعه وهيرجع فمعاده اهدى ياحبيبتى
حنان : امال عاملين كده ليه ؟ بتبكو بالطريقه دى ليه ..بتبكو ليه اصلا ؟ شهد فيه ايه قوليلى
شهد بقهر : ماما انا سبت كيان
حنان : نعم ؟ ودا من امته وازاى ؟
شهد : لسه حالا دلوقتى لما نزلتله اتخانقنا ورميت الدبله فوشه
حنان :يابنتى بتتكلمى بجد ولا بتهزرى
شهد وهى بتتحرك ناحية اوضتها : الحجات دى مافيهاش هزار ياماما ..خلصت جملتها وكانت وصلت لباب الاوضه فتحته ودخلت وقفلته وراها واول مابقت جوا الاوضه جريت ناحية السرير ورمت نفسها عليه ودفنت وشها فالمخده وبكت بكل قهر ..بكت عشان قلة ثقتها فنفسها وخوفها ان كيان يكون زى باقى الناس وميتقبلش شخصيتها ويبعد عنها..
والنتيجه انها غلطت غلطة عمرها واللى وصلته برضو فالنهايه انه يسيبها ..لكن الفرق انه فالحاله الاولى لو كان بعد مكانش هيفرق معاها عشان دا هيبقى اختياره هو، وهى كانت هتفضل محتفظه باحترامها لنفسها وتقديرها لذاتها ..لكن فالحاله دى كيان سابها وهو محتقرها، ونزلت من نظره، واتساوت عنده بأى وحده رخيصه عادى تعمل اى حاجه عشان تعجب راجل …
بكيت وبكيت لغاية ماقلبها وجعها من البكا والندم والاسف ومحستش على نفسها غير وايد بتطبطب عليها ..
شهد رفعت دماغها وشافت كاميليا وبمجرد ما العيون اتلاقت شهد بصت للارض بخجل وهى بتقول لاختها :
هو انا حقيره اوى كده ياكاميليا زى ماكيان بيقول ..انا والله ماكنت قاصده اى حاجه وحشه ولا قصدى كل اللى هو فهمه دا ..انا كل اللى كنت بعمله انى كنت بتعلم ..بطلب مساعده لحد مااتعود واعرف اتعامل معاه بنفسى ..قلت اننا هنتجوز قريب ولما نكون مع بعض هيفهمنى ويتقبلنى وهيعرف ان دى طبيعتى .
كاميليا وهى بتمسد على شعر اختها : انا متأكده ان دا كان قصدك ياشهد ..بس مش هننكر انه كان غلط ..ومش بس انتى اللى غلطتى لا انا كمان غلطت واكتشفت انى ماقلش عنك فالغلط دنا يمكن يكون غلطى اضعاف غلطك كمان ..
احنا صحيح ازاى عملنا كده ؟ ..ازاى اصلا انا اوافق اعمل كده وانا عارفه انه اكبر غلط ولو اى وحده كانت حكتلى الموقف دا كنت هغلط الاخت الكبيره اللى هى انا اكتر من الاخت الصغيره ..كنت هرمى اللوم كله عليها عشان هى المفروض كانت وجهت ونصحت وفهمت من بعيد لبعيد ومكانتش ابدا تدخلت بالشكل ده ..
انا المخطئه الوحيده فالموضوع ياشهد فاحقك عليا انتى وكيان كمان ..
شهد : كاميليا انتى مش غلطانه ..انا اللى عندى نقص وطول عمرى مش زى باقى البنات اللى فسنى ..كنت بستغرب اوى وانا شايفه بنت بتتكلم قدامى بطريقه واسلوب احس منهم انها فالتلاتين من عمرها وزى ماتكون مرت بتجارب بعدد شعر راسها خلتها تتكلم بالخبره دى وتعرف كل حاجه بالشكل ده !!!
حقيقى كنت بحس ان فيا حاجه غلط وكيان اكدلى احساسى ..انا مانفعش للارتباط ياكاميليا مانفعش
↚
كاميليا وهى بتحضن اختها : ياحبيبتى انتى احسن وحده فالدنيا دى كلها ..انتى اه ممكن تكونى مبتعرفيش تعبرى بالكلام لكن صدقينى انتى من النوع اللى بيعبر بالافعال مش بالكلام ..انتى حبك وكل مشاعرك بتترجم من خلال تصرفاتك وميفهمهاش غير اللى يقرب منك بالشكل الكافى ..القدره على التعبير بالكلام ياشهد بييجى عليها وقت وتفقد سحرها وتأثيرها ..لكن الافعال صداها بيفضل يتردد فقلوبنا لآخر العمر ..
شهد حضنت كاميليا جامد وهى بتقولها : خليكى جمبى ياكاميليا متسيبينيش ..انا حاسه انى تايهه ..انا فاشله ياكاميليا مش كده ؟ ..انا هفضل طول عمرى لوحدى محدش هيرضى يعيش معايا صح ؟
كاميليا : وهى بتشدد على حضن شهد
-اوعى تقولى كده مره تانيه ..انتى مش فاشله انتى كل ماهنالك انك ملاقيتيش الانسان اللى يفهمك ..وصدقينى ياشهد اللى ميحاولش ويتعب عشان يوصلك ولما يوصل تعجبيه بكل مافيكى بحلوك ومرك ويخاف عليكى اكتر من نفسه دا ميستاهلكيش ..
قالت كلامها ورفعت ايدها تمسد على شعر شهد بحب ..
كاميليا وشهد محدش فيهم حس بالوقت وهما حاضنين بعض ومسنودين على بعض كأنهم بيتعكزو على بعض زى واحد مكسور بيتعكز عالتانى عشان يقوم والمشكله هنا ان الكسر فالقلب وكسر القلوب بيحتاج قلب يتعكز عليه عشان يطيب ..وللأسف كتير جدا بعد تعب وتجبير وتسنيد فيه قلوب كسرها مش بيطيب ابدا ..
الاتنين انتبهو على صوت دقات على الباب وكاميليا ردت :
-ادخل
اتفتح الباب والاتنين عدلو قعدتهم وهما شايفين بباهم بيدخل من الباب ..
كامل بهدوء قعد قدامهم على السرير التانى وبص لشهد وسألها :
احكيلى بقا ايه اللى حصل ..صحيح اللى مامتك قالتهولى ده؟
شهد هزت دماغها بتأكيد وردت عليه بضعف : ايوه يابابا اللى سمعته مظبوط ..
كامل : ياترى ينفع اعرف السبب ؟
شهد: مافيش يا
بابا كل الحكايه اننا اختلفنا على حجات فالشقه هو صمم عليها وانا صممت متتعملش شدينا مع بعض وكلمه منى وكلمه منه قولتله خلاص على كده كل واحد فيا من طريق
كامل بعدم تصديق : شهد يابنتى انا عارف ان مش ده اللى حصل وان كيان عاقل ومش ممكن يتقبل فكرة انه يفسخ خطوبه بسبب حاجه هايفه زى دى …وكمان انا عارف كويس انك لا بتعوزى حاجه ولا عمرك بتطلبي حاجه ولا حتى بتصممى على اى حاجه وطول عمرى بلفت نظرك وباتمنى انك تغيرى الطبع دا لكن بدون جدوى …فكون انك تجى دلوقتى تقولى فجأه صممت فامعلش بقى مش مصدقك.
شهد لسه هتتكلم لكن باباها قاطعها :
وقبل ماتتكلمى انا ميهمنيش اعرف السبب الحقيقى عشان طالما انتى مقولتيهوش من الاول يبقى مش حابه انى اعرفه …
انا يابنتى زى ماغصبتكيش على جواز وتركت الموضوع لاختيارك، نفس الشيئ ففسخك للخطوبه برضو شيئ يخص حياتك انتى وانتى صاحبة القرار فيه..
انا كل اللى هقولهولك واللى فأيدى ليكى نصيحه فقط لا غير … كيان يابنتى انسان صعب انك تلاقى زيه تانى ، ومش هوصفلك فيه حاجه معينه لان كل حاجه فالولد دا مميزه وانا بصراحه حبيته جدا واتمنيته يكون صهرى من كل قلبي ..وعشان كل ده بقولك فكرى فقرارك دا كويس وفاللى حصل بينكم وبجد لو مكنش السبب يستاهل ارجعيله يابنتى ومتضيعيهوش من ايدك عشان الولد فعلا خساره ياشهد ..
شهد بأسف : للأسف مش هينفع نرجع تانى يابابا الموضوع خلاص انتهى .
كامل : الظاهر الموضوع اكبر مما كنت اتصور ..عموما براحتك يابنتى ..اهم حاجه عندى دلوقتى انك تقومى وتبطلى بكا عشان صاحب القرار عمره مابيكون بالحاله دى ..
فأيا كان اللى حصل ارميه ورا ضهرك وانتبهى لمستقبلك ودراستك وخليكى فاكره ان وعسى ان تكرهو شيئا وهو خير لكم ..وان ربنا لما بياخد مننا حاجه بيعوضنا بغيرها اهم حاجه اننا نطلب منه العوض الجميل …
خلص جملته وابتسم لشهد وادى لكاميليا اللى كانت فدنيا تانيه نظره وشاف حالتها هى كمان وهز دماغه بقلة حيله على بناته اللى حالهم بقى ميسُرش…
خرج بره الاوضه واتصل بكيان عشان يحاول يعرف منه السبب لكن كل اللى قالهوله كيان:
ان دى رغبة شهد وكلنا لازم نحترمها ولما مشافش منه اى تمسك بشهد كان على اساسه كان هيحاول يصلح مره واتنين وعشره عشان يخليهم يعدلو عن قرارهم استسلم وقال لكيان
– خلاص يبنى كل شيئ قسمه ونصيب والظاهر ملكمش نصيب فبعض …حاجتك ياحبيبى بكره هجيبهالك لحد بيتك واعتبر اللى حصل انه تعارف على ناس جداد وصديق جديد اسمه كامل هيفضل دايما يعزك ويقدرك وسعيد انه اتعرف عليك ..
كيان : وانا اوعدك ياعمى ان معرفتنا ببعض مش هتنتهى بفسخ الخطوبه لانى يعلم ربنا انى حبيتك وبعتبرك زى بابا الله يرحمه ..واسمحلى ابقى اجيلك المحل من وقت للتانى اطمن عليك ..
كامل :تشرف يبنى فأى وقت محلى وقلبي مفتوحينلك دايما …يلا فى امان الله …وانهى معاه المكالمه ونادى على حنان طلب منها تجمعله حاجة كيان وشبكته وحنان راحت بقهر وزعل وعلى عينها عملت دا بعد ماكانت الفرحه مش سيعاها وهى بتجهز بنتها وبتستعد لجوازها ..
كامل ودى كل حاجت كيان ورفض هو وشهد انهم يحتفظو بأى حاجه وحتى تمن الهدوم اللى كان كيان اشتراهم لشهد كامل دفعله تمنهم ومرضاش يرجعهمله ..وقال اصله هيعمل بيهم ايه حرام يرميهم خليهم لشهد تلبسهم ..
عدى يادوب ٣ ايام وكاميليا قاعده باليل عامله نفسها بتذاكر وباصه للكتاب لكن عقلها وقلبها فحته تانيه خالص ..مع كيان ، الى صورته وكلامه وكل حاجه فيه مش بيغيبو عن عينها ابدا …واثناء ماهى كده سمعت صوت رساله على تليفونها ..بلا مبالاه مسكته وفتحت الرساله وبمجرد ماقرتها قلبها كان هينفجر بين ضلوعها ورعشه سرت فكامل جسمها ..
– كاميليا انا كيان …واحشانى ومحتاج اتكلم معاكى ..كاميليا انا عارف ان انتى حاسه بيا ..ومتأكد انك بتعانى دلوقتى زيي بالظبط ..ارجوكى ارحمى قلبي وقلبك وشوفيلنا حل فاللى احنا فيه دا .
كاميليا بصت لشهد بتوتر ولقتها منهمكه فكتاب قدامها بتذاكر فيه وبأيد بتترعش ردت على كيان :
– كيان ارجوك ابعد وانسى بقى خلاص ، لان اللى بتقوله دا لا ينفع ولا هينفع ..انا غلطت غلطه وانا معترفه بيها وبتأسفلك عليها من هنا لآخر العمر ..واكتر من الاسف والندم واعتذار عن كل حاجه حصلت مش هتلاقى منى ..
↚
– القلوب مبتعترفش بالاعتذارات ياكاميليا ..انا عن نفسى قلبي مش هيرضى باقل من حبك وقربك ..وصدقينى هعافر انا وهو عشان نحقق ده بأى تمن .
– يبقى هتتعبو انتو الاتنين وهتدفعو عمركم كله انتظار على حاجه استحاله تتحقق .
– مش حقيقى …انا مش بطالب بحاجه مستحيله انا مش بطالب ولا هحارب غير بحقى ..
– حقك !!
– اه حقى ..وعد وعدتيهونى انك تفضلى معايا طول العمر ..وعد بالحب والاهتمام قطعتيه على نفسك وانا مش هحلك منه ابدا ..
– كيان بلاش الكلام دا ..وارجوك امسح رقمى وامسحنى معاه من حياتك نهائى عش…
– بحبك
شهد وقفت كتابه لما شافت رسالته وقلبها اتعصر وابتسمت بحنين على الكلمه اللى كان بيقولهالها وسط اى موضوع مهم وعلى غفله زى دلوقتى يخليها تنسى هى كانت بتقول ايه ..
– وحشتينى اوى …وحشنى انك تردى عليها بلا أُبالى …وحشنى كلامنا مع بعض ..فيه حاجات كتير اوى نفسى اقولهالك ..
-كيان
– ياروح كيان وقلبه ..ياكيان كيان ..يانصى التانى اللى انجذبلى وانجذبتله زى قطبين مغناطيس من غير حول لنا ولا قوه ..
– كيان ارجوك
– ارجوكى انتى بطلى مكابره عشان عارف قلبك عايز يطلع من بين ضلوعك دلوقتى ويجينى ..حرريه ياكاميليا وسيبيه يجى يحضن قلبي ويطبطب عليه …
– كيان انسانى ..اعتبرنى تجربه فاشله مرت فحياتك وتخطاها ..قصة حب مكملتش زى ملايين مبتكملش
– مليش دعوه بقصص حب اصحابها ضعفا ودارو ضعفهم ورا ستارة الظروف وعلقو جبنهم على شماعة النصيب ..انا واحد ربنا دله على طريق سعادته وابدا مش هكون بالضعف اللى يخلينى اسيبها مهما كانت الاسباب ..وخصوصا انى لقيتها بعد عمر من الشقى .
– كيان مع السلامه ..خلى بالك من نفسك …بعتتها وفورا راحت عالحظر وحظرت الرقم واتس وفون ورمت نفسها على السرير وغمضت بألم وهى حاضنه التليفون ومدت ايدها شدت الغطى عليها واتكلفتت بيه وعزلت نفسها عن شهد وسابت دموعها تتحرر عشان تنزل محمله بقهر طالع من جوف روحها …
عدت ايام بعدها كيان كان كل يوم يكلمها من رقم مختلف وكاميليا متردش وتحظر وتحظر لحد ماكيان فاض بيه وراحلها عند الجامعه .
كاميليا خارجه هى ووفاء وقلبها حرفيا كان هينفجر وهى شايفه الواقف ومسنود على حيطة الجامعه ومربع اديه وعينه بتدور زى التايه فوشوش كل البنات اللى طالعه من الجامعه …بصتله بحنين وشافت دقنه الكبيره ولاحظت همدان جسمه وحست انه فخلال كام يوم كبر سنين …
لفت ودخلت للجامعه تانى بسرعه اثناء انشغال كيان بمجموعة بنات كان بيدور وسطهم عليها ووفاء دخلت وراها مستغربه ..
وفاء: مالك ياكاميليا رجعتى تانى ليه ؟
– معلش ياوفاء دخت شويه وحاسه ان ضغطى وطى..ارجوكى قعدينى
وفاء وهى بتمسك ايدها : ياحبيبتى ..تعالى تعالى ..واخدتها وقعدتها فأقرب مكان وراحت بسرعه للكافتريا جابتلها عصير ورجعتلها ..وجريت عليها بسرعه وهى شايفاها منهاره من العياط وبعض الزميلات ملمومين عليها ..
وفاء : حبيبتى انتى تعبانه للدرجادى .طيب اشربى دى وقومى معايا هوديكى لدكتور فورا
كاميلياوهى بتاخد العصير من ايد وفاء الممدوده : مفيش داعى ياوفاء انا هبقى كويسه دلوقتى ..
وفاء وهى بتقعد جمبها : كويسه ايه بس انتى مش شايفه حالتك عامله ازاى ؟ ..اشربى يابنتى اشربى ..وابتدت تفتحلها قزازة العصير وفالاثناء دى سمعو صوت :
هو فيه ايه هنا ؟ ..وبصو شافو البنات كل مجموعه بتاخد جمب عشان يظهر من وسطهم دكتور اشرف اللى اول ماشاف كاميليا برق عنيه برعب وهو بيتقدم منها وبلهفه واضحه سألها :
كاميليا!! …مالك فيه ايه ؟
كاميليا :مفيش حاجه يادكتور
وفاء ردت عليه وهى بصالها بغيظ: مفيش حاجه ازاى يعنى ..الهانم تعبانه وضغطها واطى ومش قادره تقف على رجليها وكل اللى عليها مفيش حاجه .
اشرف بخوف : سلامتك ياكاميليا الف سلامه ..طيب اتصلتى بحد من اهلك يجى ياخدك ؟ عربيتك معاكى ؟
كاميليا : العربيه عطلانه وعند الميكانيكى بتتصلح يادكتور واهلى مفيش داعى اقلقهم عليا انا هشرب العصير وهبقى كويسه دلوقتى وهاقوم اروح ..
اشرف : انتى بتقولى ايه ؟ مينفعش تروحى لوحدك طبعا افرض حصلك حاجه فالسكه لاقدر الله ؟
كاميليا : وفاء معايا
اشرف : ولا وفاء تنفع ..لو سمحتو قومو معايا هوصلكم بنفسى ..
كاميليا : ميرسى يادكتور متشكره لزوق حضرتك بس فعلا انا بقيت احسن دلوقتى وهقدر اروح متقلقش حضرتك ..اتفضل انت
اشرف باصرار : مفيش ميرسى ولا شكرا ولو سمحتى مسافة مااروح اجيب العربيه تكونى خلصتى العصير بتاعك …قالها واتحرك فورا من قدامهم وراح على عربيته شغلها وجه بيها قريب منهم وشاورلهم بدماغه عشان يقومو ووفاء قومت كاميليا وراحو ركبو العربيه باستسلام لاصرار دكتور اشرف …
اتحركت العربيه وطلعت من البوابه وبمجرد مادا حصل شهد حطت جبينها على الكرسى اللى قدامها لغاية ماعدو من البوابه والحته اللى قدامها بعدها رفعت وشها وبصت لورا وقلبها اتعصر على اللى لسه واقف يدور عليها وسط الوشوش ..
↚
رجعت بصت قدامها وعينها بالصدفه اتلاقت مع عيون الى كان باصص عليها فالمرايه وعنيه بيعكسو قلق وخوف واضح جدا ..بصتله بصه عابره وبعدها بصت للشارع وهى سرحانه وبتسأل نفسها ياترى ايه آخرة اللى بيحصل ده ..وياترى كيان ناوى على ايه وشكله وكل تصرفته بيقولوا انه لايمكن يستسلم ويبعد عنها بسهوله ابدا …
سألت نفسها بخوف …هعمل ايه لو اتجنن وقال لبابا ؟ ..طيب بابا لو عرف هيكون رد فعله ايه عاللى بنته عملته وهو حاططنى فوق مستوى الغلط ؟
وكمان شهد هتقول ايه ؟ اكيد هتفتكر انى السبب فأن كيان يقطع علاقته بيها وانى انا اللى حرضته على كده ..
وفركت وشها بتعب وهى بتهمس لنفسها ..بابا ..ماما ..شهد ..كل دول مش هضحى بيهم عشان خاطر نفسى ابدا ..ولا هسمح ان نظرتهم ليا تتغير فيوم من الايام ولا افقد احترامى قدامهم ولا حبهم ليا .
اخدت نفس عميق وزفرته ورجعت عينها جت عالمرايه مره تانيه وشافت نفس العيون مراقباها بنفس الخوف وبكل استعداد للحمايه ..
بسرعه كاميليا حسبتها واخدت القرار وشافت انه انسب قرار ممكن تاخده فحياتها والخطوه دى لو ماتخدتش دلوقتى كاميليا هتخسر كتير اوى .
دكتور اشرف وقف بالعربيه قدام صيدليه وبص لكاميليا : انزلى هقيسلك الضغط
كاميليا : لا مفيش داعى انا بقيت كويسه خلاص
دكتور اشرف : ياسلام ؟ يابنتى هو عند وخلاص متنزلى نطمن عليكى؟
كاميليا :والله يادكتور بقيت كويسه صدقنى ..
وفاء : اطلع يادكتور بتكلم مين دى لاتبالى بأى حاجه فالدنيا حتى نفسها وصحتها ..
اشرف وهو بيتحرك بالعربيه وهو باصصلها فالمرايه : حقيقى وانا اشهد انها اكبر لامباليه على وش الارض ..
كاميليا بعدها بدقايق بصتله فالمرايه وركزت عنيها فعنيه وبنبره هاديه سألته : لسه طلبك قائم ولا صرفت نظر عنه ؟
اشرف باستغراب : طلب ايه ؟
كاميليا : طلبك ليا للجواز عشان لو لسه ليك رغبه انا موافقه ..
اشرف ضرب فرامل مره وحده خلى البنات اتخضو ولف بجسمه كله لورا وبص لكاميليا واتفحصها شويه ومتكلمش وبعدها بص لوفاء اللى كانت بصالها هى كمان وفاتحه بوقها بصدمه وهمسلها :
وفاء جسى الحراره بتاعتها كده الظاهر انها سخنت …
وفاء بسرعه عملت كده وبصت لدكتور اشرف : لا بارده مش سخنه خالص ؟!!
اشرف :امال ايه طيب ؟
وفاء رفعتله كتافها ومدت بوزها ..
كاميليا بضيق : انتو هتعملو مسرحيه ليه ..حضرتك سبق وطلبت ايدى وانا رفضت لكن رجعت قعدت بينى وبين نفسى وفكرت كويس واقتنعت ووافقت ..انت بقى غيرت رأيك ومبقتش عايزنى قول عادى ..
اشرف بعدم تصديق : غيرت مين ..دانا بوابة السعاده فتحتلى ابوابها النهارده …طبعا عرضى قائم وهيفضل قائم لاخر عمرى وعمرى مااتمنيت من الدنيا غيرك ياكاميليا..
كاميليا : خلاص تقدر تيجى تكلم بابا فأى وقت يعجبك
اشرف : اى وقت ايه انا رايح معاكى البيت دلوقتى اكلمه ..
كاميليا : لا هو مش فالبيت دلوقتى فالمحل
اشرف : اروحله المحل ..اروحله اى حته .اسافرله حتى لو كان فبلد تانيه
دنا ماصدقت
وفاء كانت بتسمع ومره وحده قامت مزغرته خلت الاتنين اتخضو وبعدها اشرف ضحك بفرحه على وفاء وكاميليا بقت تبص عالناس اللى بيبصو عليهم بسبب زغريت وفاء وتزغد فيها ووفاء مش مبطله زغاريت وكل ماتاخد نفسها اشرف يضحك ويقولها اجين ياوفاء …مع كل زغروته درجه زياده فالماده بتاعتى ياوفاء ووفاء تزغرت لما نفسها اتقطع ..
وصلو البيت على وصف شهد ونزلت واشرف كمل بوفاء يوصلها بيتها وبعدها فورا على عمه كامل بعد مااخد عنوان المحل من شهد وطول الطريق الفرحه مش سايعاه …
كاميليا طلعت الشقه ودخلت سلمت على مامتها وراحت على اوضتها لقت شهد رجعت قبلها وبتصلى …
قلعت هدومها وابتدت تغير وطول الوقت عقلها مشغول ومش عارف يقرر ياترى اللى عملته دا صح ولا غلط ..استعجلت ولا فعلا دا انسب وقت زى مااقنعت نفسها قبل كده ؟
وفالاخر اهتدت انه سواء كده او كده هى خلاص اخدت خطوه ومينفعش الرجوع فيها تانى لاى سبب من الاسباب ..
خرجت بعدها لمامتها وشهد وقالتلهم على دكتور اشرف ومامتها فرحت جدا وباركتلها و شهد حضنتها وباستها وهى بتقولها :
– مبروك ياحبيبتى انتى تستاهلى كل خير …وقامت بعدها علطول دخلت اوضتها ..كاميليا ومامتها فضلو متابعينها بعنيهم وهى ماشيه وبعدها الاتنين بصو لبعض وكاميليا قامت فورا راحت وراها
كاميليا دخلت الاوضه وراحت على شهد اللى كانت قاعده على سريرها واول ماشافتها ابتسمتلها ..
كاميليا قعدت جمبها ورفعت ايدها عليها شالت خصله من شعرها نازله على عينها وهمستلها بشفقه :
شهوده ياروحى ..بكره هيجيلك اللى يعوضك عن كيان وينسيهولك
↚
شهد : كاميليا انا عارفه انتي بتفكري ازاي دلوقتي.. انتي فاكره اني غرت منك وادايقت من خبر خطوبتك مش كده؟
كاميليا بنفي.. لا خالص ياشهد انا
شهد : انا عارفه ياكوكي ان دا استنتاجك لما قمت من علي السفره.. بس ياحبيبتي صدقيني انا كل الحكايه اني لما جت سيرة الخطوبه والجواز قدامي افتكرت كيان وكل اللي حصل وادايقت اوي عشان كل مابفتكر كل حاجه حصلت باصغر فعين نفسي اوي وضميري يفضل يانبني ووصف كيان ليا باني حقيره يفضل يتردد فعقلي ويخنقني لدرجة اني ببقا عايزه اصرخ..
انما صدقيني ياكوكي انتي معندكيش فكره خبر خطوبتك دا فرحني ازاي… دي اصلا كانت امنيتي ولا نسيتي؟
كاميليا ابتسمت لشهد بحب وهي بتمسك ايدها وبتهمسلها : متقسيش علي نفسك ياشهد بالطريقه دي… متخليش العقاب اكبر من الذنب عشان دا فحد ذاته ظلم… الغلط وارد واي حد بيغلط احنا مش معصومين ومش انبياء… والدنيا فصل والانسان جواها تلميذ والمواقف هي المدرسين اللي بيعلمو وبيدو الدروس والتلميز الشاطر هو اللي يفهمها كويس.. وطول ماحنا عايشين ياحبيبتي هتفضل المواقف تعلم فينا وتعلمنا..
شوشو انتي غلطتي وانا غلطت زيك بالظبط وسبق وقولتهالك يمكن غلطي اكبر من غلطك بس انا مش هفضل طول عمرى اتأمل فغلطه غلطتها واقف جمبها وماحسش بالوقت وهو بيمر عليا..
قومي ياشهد ودوسي علي كل اللي حصل وحاولي تنسي كيان بانشغالك فدراستك ومستقبلك واهي تجربه وراحت لحالهاوانا واثقه هتقدري علي ده..
شهد : يابنتي انا كيان ولا فدماغي اصلا واحلفلك بايه نسيته من تاني يوم ولا فرق معايا حتي وبصراحه مستغربه نفسي جدا وبقول اني فعلا مش طبيعيه… انا كل اللي ماثر فيا الفكره اللي بٍعد وهو واخدها عني والكلام اللي قالهولي واللي عمري ماكنت اتخيل اني اسمعه فيوم من الايام.. واللي اكتر من دا اللي عملته انا معاه ومش عارفه كان عقلي فين وقتها واللي بستغفر ربنا ليل نهار عشان يسامحني عليها ويغفرلي…
كاميليا همست لنفسها : الحمد لله انك محبيتيهوش ياشهد والا كان زمان قلبك مدفون وسط كوم جمر زي قلب اختك…
شهد : مقولتليش بقي ايه حكاية العريس دا
كاميليا اخدت نفس وابتسمت ابتسامه كدابه وابتدت تحكي لشهد عن اشرف ومعاناته اللي استمرت سنين وهو مستنيها
رجع كامل بالليل والفرحه مش سايعاه بسبب ان دكتور اشرف قاله انه اخد راي كاميليا وهي موافقه وكامل فضل طول الوقت يحمد ربنا ان بنته اخيرا عقدتها اتفكت وهتجوز ويفرح بيها..
كامل مش مأفور ولا بيبالغ فخوفه علي بناته واستعجاله علي راحتهم.. كل ماهنالك ان كامل مريض قلب واتعرض قبل كده لجلطه وخايف تحصله حاجه قبل مايريحهم ويفوتهم فالدنيا وهما ٣ ستات ضعاف ملهمش حد فالدنيا ولا معاهم راجل يحميهم ويكون فضهرهم ..
وبعد ماكامل اتاكد بنفسه من موافقة كاميليا كلم دكتور اشرف علي الرقم اللي اداهوله وحددله ميعاد وجه الدكتور اشرف فالميعاد والسعاده اللي كانت باينه علي ملامحه وفكلامه كانت واضحه للجميع وطلب كاميليا رسمي وحددو ميعاد الخطوبه وكتب الكتاب بالمره بعد اسبوع عشان تكون اخته الوحيده رجعت من الحج هي وجوزها ويحضرو كتب الكتاب ..
ومن اليوم دا شهد مراحتش الكليه تانى واتحججت انها هتجهز لكتب الكتاب ومش هتكون فاضيه واشرف قالها انه هيشرحلها كل اللى هيفوتها من محاضرات وهيجيبلها المحاضرات من الدكاتره بنفسه ..
**************
يادوب عدو ١٠ايام من يوم فسخ الخطوبه كيان حاسسهم عشر سنين
واقف فبلكونة بيتهم وبيشرب وتقريبا دى السجاره العاشره فخلال النص ساعه اللى طلعها فالبلكونه ..واثناء ماهو واقف شاف عادل صاحبه جاى على العماره بتاعتهم ودخلها ..كيان فرك جبينه ببطن ايده وبص للسجاره فأيده لقاها قربت تخلص طلع وحده تانيه وولعها منها وطفى القديمه فالطفايه اللى كان حاططها على سور البلكونه جمبه ..مفيش دقيقتين وسمع جرس الشقه بيرن وسمع صوت امه بترد عاللى عالباب وراحت فتحتله ..جملتين تلاته ترحيب بين عادل وام كيان بعدها كيان حس بعادل واقف وراه فالبلكونه ..
كيان وهو مديه ضهره : تعالا ياعادل واقف ليه
عادل : خاويت ؟؟ طا الف الف مبروك
كيان : ادخل وبلاش هبل عالمسا .
↚
عادل وهو بيحط ايده على كتف عادل ..فيك ايه ياصاحبى ؟
كيان : فيا ايه يعنى ؟
عادل : لحقت حبيتها للدرجادى ؟
كيان ابتسم بسخريه واتكلم وهو باصص لبعيد …حبيتها لدرجه مكنتش عارف انى وصلتلها ..حبيتها لدرجة انى حاسس ان طرف من جسمى غايب ومش عارف اتأقلم من غيره ولا عارف اعيش ولا متقبل الحياه من بعده ..حبيتها لدرجة انى حاسس انى سبت معاها روحى ياعادل ..كيان كان بيتكلم وقصده على كاميليا وعادل كل ظنه انه بيتكلم عن شهد ..
عادل : طيب ماتحاول ترجعلها مره تانيه ؟ ..واصلا ايه اللى خلاها تفسخ معاك انا مش قادر افهم بصراحه ..انت لو مش صحبى كنت قلت انك عملت حاجه مش تمام خلتها قفلت منك وكرهتك ..لكن انا عارفك كويس ياكيان وعارف انك ابعد مايكون عن الغلط ..امال فيه ايه بس ؟
كيان : فيه ان النصيب هو اللى بيحكمنا ياعادل ..وكلمة النصيب بتعلو على اى حسابات تانيه ..
عادل : بص ياكيان انا عارف ان كرامتك وكبريائك لايمكن هيسمحولك ترجع لوحده تخلت عنك حتى لو روحك فيها ..فاأيه رأيك انا ياصاحبى اللى هخليها ترجعلك بنفسها وتقولك سامحنى ياكيان وارجعلى انا غلطت غلطة عمرى لما سبتك .
كيان ضحك بألم : وحياة ابوك اسكت ياعادل عشان انت مش عارف اللى فيها ..
عادل : لأ عارف اللى فيها وعندى الحل ..انا هخطب اختها الكبيره ياكيان ..بصراحه انا بفكر فالموضوع دا باقالى فتره ..وتحديدا من ساعة ماشفتها فالخطوبه وركبت جمبى فالعربيه وانا مش قادر اطلعها من دماغى ولا عارف اطلع عيون الغزلان اللى عليها دول من نافوخى ..
كيان كان بيسمع ومع كل كلمه بركان غضب يغلى من جواه اكتر ..
عادل كمل ..ومن ساعتها وحال صاحبك ومتشقلب وكيانه متلخبط ..فانا بقول اخطبها اليومين دول واسبق قبل ما حد تانى يخطبها هى او اختها وبمجرد خطوبتنا ادخل بقا لاختها من خلالها واقنعها بكل السبل انها تتراجع عن قرارها ده وترجعو لبعض ويادار مادخلك شر ..
قالها وبص لكيان بعد ماكان باصص بعيد واتفاجأ بشكله اللى زى مايكون واحد باصص لألد اعدائه وعيونه الجاحظه من كتر الصدمه واتأكد من دا وهو شايف كيان بيهجم عليه ويمسكه من هدومه ويميله على سور البلكونه وقرب وشه منه وهو بيهمس من بين سنانه :
انت بتقول ايه انت ..اخت مين اللى عايز تخطبها وعيون مين اللى بتتغزل فيها قدامى ؟؟
عادل باستغراب : كيان مالك بتعمل كده ليه ؟ فيها ايه لما اتغزل فعيون وحده ولا اقولك عايز اخطبها ؟ وكمان بقولك هساعدك ترجع لخطيبتك اللى حالك يصعب عالكافر من ساعة ماسابتك!!!!
كيان : فيها كتير ..فيها انك تنسى كل الكلام اللى قولته دا وتشيله من دماغك ياعادل ..فيها انك لو دخلت البيت دا وخطبت البنت دى وقتها لاهتكون صاحبى ولا اعرفك ..ولو على مساعدتك ليا فانا مش عايزها وبقولك اهو ياسيدى متشكر ليك جداااا..
عادل فضل ينقل عنيه مابين عيون كيان واديه اللى لسه ماسكه هدومه ومنطقش بأى كلمه لغاية ماكيان تدارك نفسه وابتدى يرخى قبضة اديه عن هدوم عادل ويبعدهم وحده وحده وغمض عنيه وزفر بندم ..
عادل انا آسف ..انا مش عارف عملت كده ازاى ..
عادل : انا كمان نفسى اوى اعرف مالك بالظبط ياكيان ..انت بقيت غريب اوى واظن ان فيه سبب خفى للى بتعمله دا وحالتك دى اقوى من مجرد فسخ خطوبه ..فيه حاجه انت مخبيها وصدقنى مش هترتاح غير لما تشارك حد فيها عشان زى ماالايد الوحده مبتسقفش فيه مواضيع احيانا دماغ وحده متقدرش تفكر فيها لوحدها …
كيان وهو بياخد علبة سجايره وولاعته من فوق سور البلكون ويحطهم فجيبه …صدقنى مافيش اى حاجه ياعادل انا اعصابى تعبانه اليومين دول بس مش اكتر ..قالها وهو بيبص لساعته وكمل بعدها بلهفه : عادل انا لازم انزل دلوقتى ضرورى ..اقعد استنانى هنا لو تحب انا هرجع بسرعه مش هطول ..قالها واتحرك بسرعه وعادل اتحرك وراه وهو بيرد عليه ..لا انا كمان هنزل اروح المكتب عشان الاستاذ مكلفنى بقضيه مهمه اكتبله المرافعه بتاعتها وهتاخد منى شغل كتير ..على فكره ممكن اجيلك بالليل اطلب مساعدتك لو حاجه وقفت معايا فالقضيه
كيان : ابقى تعالا عادى ..مع انى مش بالدماغ اللى تفكر فقضايا ولا تحلها فالفتره دى خالص ..
نزل كيان واخد تاكسى وزى كل يوم راح على بوابة الجامعه بتاعت كاميليا عشان يقدر يقابلها وفضل مستنى لخروج آخر طلاب الجامعه وبرضو ملقهاش ..
وبيحاول طول الوقت يرن عليها وبرضو بيسمع نفس الرساله اللى بتقوله هذا الرقم قد يكون مغلق او غير متاح والظاهر انها غيرت خطها خالص بعد آخر محادثه بينهم بس هو لسه عنده امل انها تفتحه فيوم وترد عليه ..
اتحرك كيان من قدام الجامعه ولما فاض بيه ولعب الحنين بقلبه قرر انه يروح المحل لعمه كامل ويقعد معاه شويه فى محاوله منه انه يشوف كاميليا هناك صدفه او يتحرى اخبارها من باباها فوسط الكلام ..
وصل عند كامل الى استقبله بفرحه وحب ورحب بيه جدا زى الاول لما كان خاطب بنته واكتر كمان ..
بعد مده من الزمن قضاها كيان مع كامل وهو بيتنقل معاه من موضوع لموضوع ويحرجم لحد مافاض بيه وسأله :
الا قولى ياعمى مرات عمى حنان عامله ايه هى والبنات طمنى عليهم ..
كامل : اصيل يابني ياحبيبي ..اطمن كلهم بخير …وعندى كمان خبر حلو انت معزوم يوم الخميس اللى بعد بكره ده على كتب كتاب كاميليا بنتى …
↚
كيان اول ما سمع كلام عن عمه كامل وقف منتور وبصدمه سأله : كاميليا مين اللي هيتكتب كتابها يا عمي؟
كامل: كاميليا بنتي يا ابني هو احنا معانا كام كميليا يعني!!
كيان كمل بنفس الصدمه :ايوه بس ده حصل امتى وازاي ومين اللي كاميليا هتتجوزوا ده؟
كامل :دكتورها في الجامعه انسان محترم وابن ناس ما يتخيرش عنك يا حبيبي
كيان :بس اللي اعرفه ان كامليا كانت رافضه فكرة الجواز نهائي يا ترى ايه اللي غير رايها بالسرعه دي؟
كامل :النصيب بقي و ربك لما يريد…
كيان فمحاولة معافره : ايوه ياعمي بس انت بتقول كتب كتاب علي طول؟؟
وبصراحه الاستعجال في الامور دي مش كويس.. واديك شوفت بنفسك انا وشهد اختلفنا فوجهات النظر ازاي وقدرنا نتراجع بمنتهي التحضر لما اكتشفنا اننا مننفعش نكمل مع بعض ، فحالة كاميليا بقي هتعمل ايه لو اكتشفت ده وهي مكتوب كتابها وتعتبر مراته وكل شيئ منتهي والانسحاب هيكون خيار مش متاح؟
كامل ابتسم وقام راح ناحية الورود وابتدا يرشها بالبخاخ وهو بيرد علي كيان :
ربك هيستر باذن الله و بيني وبينك يا كيان مخبيش عليك انا مستعجل على جواز البنات مع اني عارف ان المفروض استني عليهم لحد مايكملو دراستهم …
لكن انا يبني مريض قلب وبقالي يجي سنه حاسس ان وجع قلبي بيزيد،
ولما كشفت الدكتور قالى اني عايزه عمليه والعمليه فيها نسبة خطوره عاليه واحتمال كبير تفشل فحابب افرح بالبنات قبل ما تجرالي حاجه الواحد مش عارف ساعته هتيجي امتى وخايف اموت واسيبهم لوحدهم في الدنيا دي من غير راجل يحاجي عليهم ويراعيهم.. عايز لو عيني غمضت اقابل ربنا وانا مستريح ومطمئن على حبايبي
كيان رد عليه بقهر: الف سلامه عليك يا عمي ربنا يديك الصحه وطولة العمر. الاعمار بيد الله… بس يعني المفروض ما كنتش استعجلت وكنت عالاقل سألت على العريس ده كويس الاول اصل الجواز مش سلق بيض!!!
كامل:
لا يا ابني مسألش ازاي؟ انا سالت عليه والولد واهله لاغبار عليهم اصل وفصل وادب واخلاق وعلم وابن ناس محترمين ميتخيرش عنك ياحبيبي …
كيان لما شاف انه خلاص مفيش فايده من محاولاته وجواز كاميلبا اصبح امر حتمي وانها بتضيع منه قرر فلحظة تهور انه يحكي لعمه كامل علي كل حاجه واللي يحصل يحصل…
كيان : عمي انا عايز اقولك حاجه..
كامل كان لسه بيرش الورود وبيتنقل من سله لسله ولما كيان قاله كده وقف ولفله ورد عليه بأبتسامه حنونه : قول ياحبيبي.. عايز تقول ايه..
كيان بصله وحس بشفقه عليه وهو شايف ملامحه البشوشه المبتسمه والفرحه اللى فعنيه ومهانش عليه كل دا يتحول لقهر وصدمه ممكن يروح فيها الراجل الطيب وقلبه الضعيف ميستحملهاش لو اعترفله بحبه لبنته كاميليا..
واكيد كامل هيسأله حبيتو بعض امتا وازاى وهنا مش هينفع تتقال غير الحقيقه لو كيان حب يبرأ نفسه، لكن كاميليا وشهد هما اللى هيلبسوا ..
يااما هيقول انه حبها وبكده هيطلع قدام كامل خاين وعينه زايغه وعديم الاخلاق عشان كسر قلب بنت من بناته عشان اختها عجبته اكتر ..
كامل لما شاف سكوت كيان طول همسله بابتسامه : اتكلم يبنى انا سامعك كنت عايز تقول ايه ؟
كيان بضعف وصوت مخنوق وبقلة حيله وعيون لمع فيها الدمع رد عليه وهو بيضرب اديه فجنبينه : كنت عايز اقولك انى بحبك …وانك غالي عندى اوى ياعمى …قالها وغصب عنه دمعه اتجمعت فعينه خلت كامل قلبه رفرف على كيان بعد الكلام دا، وجرى عليه اخده فحضنه وابتدا يطبطب عليه بحنان ابوى ورد عليه :
وانا كمان بحبك اوى ياحبيبي وربنا العالم …دقايق فضل فيهم كامل واخد كيان فحضنه وطول الوقت حاسس بانفاسه اللى بتترعش كأنه بيبكى …بعده عنه وقبل مايبص فوشه كيان لف الناحيه التانيه وداره دمعته وهو بيبص للورود وقال لكامل :
حلوه اوى الورود دى ياعمى اسمها ايه ؟
كامل ابتسم وهو بيقرب من السله بتاعت الورود ومسك منها وحده طلعها ومدها لكيان ..
دا ورد جورى ..من احب الورود لقلبي ..
كيان اخدها من ايده وابتسم بحزن وهو بيمشى ايده على اوراقها وبيمسح من عليهم رزاز الميه المتكون عشان يشكل حبات تشبه الندى وسرح وهو باصصلها مفاقش غير على صوت كامل وهو بيقوله : كيان انت فيك حاجه ياحبيبي ..حاسس ان جواك كلام كتير اوى ومتردد تقوله ؟
كيان : مش كل الكلام بينفع يتقال مهما كان كتير وتقيل وكاتم على انفس صاحبه ..كمل هزله دماغه بتفهم ورد عليه : فعلا فيه حجات مينفعش تطلع برانا …بس لو حسيت فأى وقت انك محتاج حد تتكلم معاه ..انا موجود ياحبيبي وكلى اذان صاغيه …
كيان هزله دماغه وابتسم وكامل كمل . ..
↚
هتيجي يا كيان مش كده مش هتكسفني وهتقف معايا في اليوم ده زي ابني وتحسسني اني مش لوحدي صح؟
كيان وهو بيهز دماغه لكامل بموافقه وبصله بنظره مكسوره وهو بيرد عليه :
هاجي ياعمي متقلقش… لازم آجي..اصل مينفعش ماحضرش جواز كاميليا ، قالها وهو بيبتسم بألم وبعدها دور وشه وطلع من المحل بسرعه وهو بالعافيه قادر يسيطر علي دموعه عشان متلمعش فعنيه وكامل يشوفها وتفضح اللي اللسان مقدرش ينطقه..
******************ا
واقف كيان فالحمام قدام المرايه بملامح جامده.،خاليه من اي تعبير وهو بيتأمل الانعكاس اللي شايفه.. واللي حاسس انه ميعرفش صاحبه.. كأنه مش هو..
سأل نفسه ياتري راح فين كيان القديم وده مين اللي اخد مكانه.. ده انسان ضعيف ومكسور وتايه وكيان عمره ماكان كده…
كيان طول عمره قوي ومر بمشاكل وشال هموم زي الجبال وعمر ماحاجه اثرت فيه بالشكل ده…
معقول المشاعر تقدر تعمل اللي ضغوطات الحياه كلها مقدرتش تعمله؟ اسئله كتيره كيان كان بيسألها لنفسه وللاسف ملقيش اجابه لأي سؤال فيهم
رفع ايده اللي فيها ماكينة الحلاقه وابتدا يحلق دقنه بثبات وهو مزكز عنيه فالمرايه وشايف الشعر بينزل واتمني لو الهموم والمشاكل والعقبات اخترعولها اله تشيلها وتفصلها عن البني إدم بضغطة زر زي مالشعر بيتحلق وبينزل بسهوله كده…
خلص حلاقه واخد شاور وراح علي اوضته لبس بدلته الغاليه اللي كان فرحان بيها اوي يوم اشتراها فيه عشان كان جايبها يحضر بيها فرحه…
لبسها وبص لنفسه فالمرايه واخد ساعته لبسها ورش من برفانه وخرج بخطوات ثابته وبأصرار ناحية جحيمه..
كام شارع مشيهم ووصل تحت العماره وبص لفوق وغمض عنيه بألم وهو شايف الزينه والانوار فبلكونة عمه كامل ورجع فتح عنيه واخد نفس عميق وزفره وهو بيستعد انه يخطي اول خطواته ناحية الاحتفال بطلوع روحه وابتدا يطلع السلم ومع كل سلمه يطلعها كان حاسس كأنه بيدوس علي قلبه ….ولو هيوصف حاله فاللحظه دي هيشبه نفسه بواحد عرف ساعة موته والناس قررت تعمله جنازته مسبقا وهو رايح يحضرها..
***************ا
اما كاميليا فالوقت دا فكانت قاعده جمب اشرف وبتنقل عنيها مابين الناس بعدم استيعاب للي بيحصلها كأنها عيله تاييهه من مامتها فوسط مولد وبتدور علي امها بين الوشوش والناس بتحتفل ومحدش واخد باله ليها…
شهد كانت قاعده علي كرسي قريب علي كاميليا وعلطول بصالها ومبتسمه وطول الوقت تهز دماغها لكاميليا وتلفت نظرها للتكشيره اللي على وشها وتشاورلها عشان تضحك
لكن كاميليا كانت فى حته تانيه خالص وفاصله عن شهد وعن الكل حته مفهاش غيرها هي وشوية مشاعر وذكريات عاملين مابينها وبين كل اللي بيحصل دا سور عالي مش مخليها شايفه منه اي حاجه ولا اي حد..
حنان جابت كاستين عصير وقدمتهم للعرسان عشان يشربو وكل واحد يسقي التاني من كاسته فاعتقاد متوارث بأن دا بيولد المحبه بين العرسان
وبالفعل الاتنين اخدو العصير وشرب كل واحد من كاسته واشرف شرب كاميليا من بتاعته وجه الدور عليها عشان تشربه…
قربت الكاس من بوق اشرف وثواني بس كاميليا رفعت عينها فيهم وجم علي باب الشقه وشافت الواقف علي الباب وحست بعدها ان الدنيا وقفت..
وكل الدوشه اللي حواليها سكتت والناس اختفت ومش شايفه غيره هو بس ولا سامعه غير صرخات طالعه من قلبه اللي بيموت واستنجاد من عنيه عشان تنقذه، ومحستش علي نفسها غير وشهد بتشد ايدها وبصت شافت انها غرقت اشرف بكباية العصير وهي مش داريه بنفسها ولا حاسه باللي عملته…
بصت لأشرف واعتذرتله بخجل وهو بابتسامه قالها انه محصلش حاجه وقام راح عالحمام ينضف هدومه وسط ضحكات اغلب الموجودين عليه وعلي شهد وهو كان واخد الموقف بفرحه وبيضحك معاهم هو كمان..
خطوات اتقدمها كيان بثبات ناحية كاميليا وهو بيتأملها من فستانها لمكياجها لكل حاجه فيها زي ماتكون حوريه نازله من السما…
وقف قدامها ومد ايده ليها وابتسم ابتسامه حزينه وهو بيقولها بصوت مكسور: مبروك ..
كاميليا مدت ايدها تسلم عليه عشان المنظر قدام الناس وهمستله بعتاب : ايه اللي جابك ياكيان؟
كيان رد عليها بنفس الهمس : كان لازم إجي عشان اباركلك ياكاميليا …وكمان عشان اقولك انك عمرك ماهتتهني ولا ترتاحي فحياتك ..
عمرك ماهتفرحي عشان انتي ادتيني وعد وانا مش هحلك منه وهكون خصيمك من هنا ليوم الموقف العظيم وهطلب من ربنا يخلصلي حق قلبي منك فكل دقيقه..
كاميليا ردت عليه بوجع :ليه ياكيان كده ؟
كيان وهو بيهزلها كتافه : هو كده ياكاميليا.. انا ليا حق عندك ومش مسامح فيه.. وانتي بقي علي حسب درجة اعترافك بحقي اللي عندك واحساسك بالذنب قيسي عذابك من ربنا بسبب دعوة مظلوم وشوفي حياتك هيكون شكلها ايه…
قالها ولف علي صوت عمه كامل اللي كان جاي عليه وهو ماددله دراعاته ومبتسم وبيرحب بيه واخده بالحضن وبعدها عرفه علي دكتور اشرف اللي كان خرج من الحمام والاتنين سلمو علي بعض ورحبو ببعض وبعدها اشرف راح قعد جمب كاميليا وهي فاللحظه دي ابتدت ترفرف برموشها عشان تطرد قطرة دمع اتجمعت فعنيها..
وفضلت بتحاول بشتي الطرق انها تمنع عنيها متبصلوش لكنها بتفشل فكل مره وغصب عنها تلاقي نفسها محاوطاه بعنيها منين مايروح مع باباها وهو بيلف بيه يعرفه على اهل اشرف
وفمره من المرات اثناء مابتبصله شافت كيان عينه راحت علي مكان بصتله بفضول وشافت شهد واقفه فيه مع صحبتها الاء وهي كمان كانت بتبصله وبمجرد ماعنيهم اتلاقت شهد نزلت عنيها منه بخجل وهي بتنزل طرحتها علي صدرها اكتر وكأنها حاسه ان كيان شايفها عريانه.. وبكسره اتحركت بسرعه ودخلت المطبخ تستخبي منه كانها عامله عمله…
وفاللحظه دي كاميليا اتأكدت تماما ان قرارها بالبعد عن كيان كان اكبر صح ومش مهم عذابها او عذابه… العمر قدامهم هما الاتنين والايام كفيله انها تنسيهم كل حاجه… لكن اللي كان هيترتب علي ارتباطهم لو وافقت كيان كان هيبقي اصعب بكتير، وعمر حاجه زي دي ماكانت هتنفع لاسباب كتير منها:
ان شهد اختها لما تتجوز جوزها اكيد هيكون عارف ان كيان كان خطيبها فالاول فالبتالي هيمنع شهد من انها تزورها او تحتك بيها وهتكون قطيعه مابينهم وحتي لو جمعتهم الصدفه فمناسبه هيحصل بعدها مشاكل لشهد… دا غير انها هي كمان عارفه بالتجاوزات اللي حصلت بين شهد وكيان فالبتالي كأي ست هتتسلل الغيره لقلبها لو شافت اختها وكيان بيبصو لبعض مجرد نظرات عابره زي اللي حصلت من شويه دي،…. والعيشه بالطريقه دي هتكون عذاب للجميع، والحب لوحده مش هيقدر يتغلب عليه ولا يصمد كتير قدامه ..
ساعه او اقل فضلها كيان ونزل بعدها علطول بعد ماادي لكاميليا قبلها نظره طويله فهمت منها ان كيان بيودعها وهو كمان بيتودع منها…
نزل كيان ومع كل خطوه يخطيها حاسس انه سايب قلبه فالمكان دا وكل مايبعد يحس ان مكان قلبه فاضي واجوف…
فضل يتمشي فالشوارع وهو حاطط ايده فجيوبه ومش عارف هو ماشي رايح فين ولا مشي اد ايه ومانتبهش علي نفسه غير علي صوت بينادي عليه… كيان.. انت يامسطول.. يابني رايح علي فين يخرب بيتك !!
لف كيان وشاف عادل بصله باستغراب وسأله بعد مابص حواليه وشاف نفسه فشارع غريب ميعرفهوش حتي ولا يعرف اسمه ايه واول مره يعدي منه : عادل؟ انت ايه اللي جابك هنا!!
عادل وصل عنده وهو بينهج : يبني حرام عليك قطعت نفسي.. بقالي نص ساعه ماشي وراك من ساعة ماعديت من قدام بيتنا ندهت عليك من البلكونه عشان تطلع مسمعتيش، نزلت وراك اشوفك جاي منين ورايح فين ومهما ندهت عليك حضرتك ماشي بالخطوه السريعه زي ماتكون بتهرب من كلب سعران جاي وراك ومش سامعني!!!
↚
كيان : معلش ماخدتش بالي والله ياعادل بالي مشغول شويه..
عادل وهو بيهز دماغه بنفاذ صبر : كيان بجد انت حالك مبقاش عاجبني بالمره.. يبني تجاوز بقي وانسي وشوف غيرها دانت الافوكاتو كيان علي سن ورمح والف من تتمناك وتتمني تعيش تحت رجليك وانت عايشلي دور الحبيب المغدور علي اقل من شهرين خطبت فيهم!! يااخي دا اللي بيحب سنين وساب حبيبته مبيعملش زيك كده؟
كيان ابتسم واتحرك وهو بيرد علي عادل : مأفورها انا صح
عادل : بغباء ياجدع وعايش الدور اوووي
كيان ضحك وهو باصص قدامه ورد عليه : عادل عايز اروح اقضيلي يومين حلوين فاي مكان ايه رأيك تيجي معايا؟… وقبل ماترفض كله علي حسابي قولت ايه؟ بس قبل ماترد وقبل دا كله بصلي كده علي اي مكتب سفريات عايز احجز تزكره للكويت علي بعد اسبوع؟
عادل بصدمه : اسبوع اللي هو ازاي يعني.. والجواز اللي جاي تتجوزه جنابك؟
كيان : انسى خلاص
عادل : انسى خلاص؟ انسى اللي هو ازاي يعني؟
كيان : اللي هو زي الناس… انا الظاهر مليش حظ فالبلد دي لا فشغل ولا فحب ولا فجواز ولا فعيشه… فهاخد بعضي واسافر تاني والظاهر كده شكلي هستقر هناك ؟
عادل : طيب وحلمك ياكيان اللي كنت بتعد الايام عشان ترجع وتحققه فبلدك؟
كيان رد عليه بابتسامه اوسع : برضو انسى.. لم اعد ابالى..
قالها وضحك بصوت عالي علي الكلمه اللي بسببها اتقلبت حياته رأسا علي عقب وهي الوحيده اللي اخدها من بيت عم كامل ومن بناته ومن بلده كلها وهيسافر بيها ….
*****************ة
بعد اسبوع بالظبط فالمحل عند عم كامل.. وقف تاكسي ونزل منه كيان ودخل المحل لكامل اللي اول ماشافه ابتسم ووقف وراح عليه وحضنه بفرحه وهو بيرحب بيه: ازيك يابني عامل ايه ياحبيبي… طولت عليا بقالك اسبوع بحاله مجتش تسأل علي عمك كامل!!
كيان : معلش ياعمي غصب عني سامحني كنت مسافر..
كامل حمداله علي سلامتك ياحبيي.. وكمل وهو بيشد فيه وبيتكلم بحماس : طيب تعالا اقعد دنتا واحشني اوي ونفسي اتكلم معاك كلام كتير إد كده…
كيان وهو بيمسك ايد كامل اللي بتشد فيه باديه الاتنين ويبتسم… لأ معلش مش هينفع اقعد المرادي.. انا جاي النهارده اسلم عليك واقولك اني مسافر وطيارتي بعد ساعه… ومكنش ينفع اسافر من غير مااجي اودع اطيب واحن قلب قابلته فحياتي… اشوف وشك بخير يابابا…قد ايه كنت اتمني اننا نتعرف فظروف غير كده وفوقت بدري عن كده…
مع السلامه وخلي بالك من نفسك وسلملي عالبنات وعلي ماما حنان وقولها كيان عمره ماهينسي عمايل اديكي ونفسك فالاكل اللي عمره ماداق زيه ولا بطعامته حتي من ايد مامته نفسها…ومتنسانيش فدعاك يابابا وانا عمري ماهنساك وهدعيلك طول الوقت… ربنا يديك الصحه وطولة العمر واجي الاجازه الجايه الاقيك منور وسط ورودك زي دلوقتي..
كامل حضنه مره وحده وباسه فكتفه وهو بيقوله : اوعدك يابني عمري ماهنساك وهدعيلك يكتبلك فكل خطوه سلامه..ومش هخلف بوعدي غير والروح رايحه عند خالقها واللسان عاجز عن النطق والقلب فارق الحياه.. ساعتها بس هبطل ادعيلك.. مودع بالله ياحبيبي ربنا يحفظك بحفظه ورعايته…
خلص كامل كلامه وكيان بسرعه بعد عن حضنه واتحرك علي الباب وركب التاكسي وبص لكامل اللي واقف باصصله ومبتسم وبيشاورله بأيده يودعه وكيان كمان رفع ايده وشاورله والتاكسي اتحرك واخد معاه كيان وفضل كامل مراقبه بحسره وهو بيتمني لو مكانتش حصلت مشاكل وكان ربنا قسمه لشهد كامل كان هيبقي اسعد واحد فالدنيا..
كامل رجع البيت وقاعدين كلهم يتعشو وكامل كان ساكت علي غير العاده.
حنان : مالك ياكامل فيه حاجه حصلت ولا ايه؟
كامل : اتنهد وبعدها رد عليها : مفيش ياحنان.. بس كيان عدي عليا النهارده سلم عليا وهو مسافر وبصراحه حاسس انه هيقطع بيا اوي… انتي متصوريش انا حبيت الولد دا اد ايه وبقاله غلاوه فقلبي كده مش عارف اتكونت ازاي وامتا؟
حنان : هو الحق يتقال الولد ده بيدخل القلب كده علي طول…
كامل : علي فكره بيسلم عليكم كلكم وباعتلك معايا رساله ياحنان… وابتدا يقولها كلام كيان وشهد بتسمع وتاكل بعدم اهتمام ومحدش واخد بالله للي كانت ساكته وباصه بعيد بصدمه زي ماتكون شايفه ملك الموت اللي جاي يقبض روحها…
شهد بصت لكاميليا وانتبهت لحالتها وبخوف سالتها : كاميليا مالك انتى تعبانه ولا ايه؟
خلصت شهد كلمتها والكل بص لكاميليا وبسرعه مامتها جريت عليها وصرخت وهي شايفاها بتطوح فدماغها وجفونها بتفتح وتقفل بتقل وكانت اسرع لها من شهد اللي كانت جمبها وسندتها قبل ماتقع من على الكرسى من بعد ماجسمها ارتخى وفقدت الوعى تماما
كامل بسرعه شالها ونيمها على الكنبه وشهد ومامتها كل وحده ماسكه ايد وبيفوقوا فيها وهي مش بتفوق…
حنان بصت لكامل اللي واقف محتار وبيتحرك فمكانه رايح جاي وملخوم وهو شايف حالة بنته ومش عارف يعمل ايه وزعقت فيه :
كامل اتصل بالاسعاف بسرعه البنت مش بتفوق مش عارفه مالها…
↚
كامل بسرعه طلع التليفون كأنه كان ناسى امره وبسرعه اتصل عالاسعاف وقفل واتصل بأشرف اللي اول ما سمع اللي حصل لشهد خرج يجري بهدوم البيت وبالشبشب وطلع بعربيته عليها زي الطلقه..
فالاثناء دى شهد ومامتها كانو هيموتو نفسهم من البكي وقرب يغمي عليهم هما كمان من الخوف على كاميليا اللي مهما بيحاولو يفوقو فيها مبتفوقش..
عشر دقايق تقريبا وكانت واصله عربية الاسعاف وبمجرد مالمسعفين وصلو باب الشقه كان اشرف وصل تحت العماره وطلع السلم جري علي نفس واحد ودخل مع دخول المسعفين واتقدم قبلهم بلهفه علي كاميليا وقعد جمبها ومسك ايدها وهو بيسال بخوف وقلق : مالها ياجماعه جرالها ايه؟
كامل : والله ماحنا عارفين يابني قاعدين نتعشى فأمان الله فجأه وقعت وسطنا كده!!!
كيان وسع مجال للمسعفين وهما اتقدمو منها وقاسو الضغط لقوه واطي جدا وضربات القلب سريعه..
ادوها حقنه للضغط وحطولها حبايه تحت لسانها تظبط ضربات القلب علي ماينقلوها للمستشفي وهناك تتعملها التحاليل والفحوصات اللازمه لتحديد سبب الاغماء وخصوصا بعد ما عرفو انها اول مره يحصلها اغماء..
اتنقلت كاميليا للمستشفى ومامتها ركبت معاها عربية الاسعاف والباقى ركبو مع اشرف عربيته ومشيو ورا عربية الاسعاف مباشرة..
كاميليا بتفوق وفتحت عنيها وابتدت تتلفت حواليها وشافت دكتور ماسك ايدها وباصص فساعة ايده وبصت حواليها لقت نفسها فاوضة مستشفي واتكلمت بضعف وهي شايفه مامتها : ماما انافين.. هو حصل ايه..
مامتها لسه هتتكلم لكن الدكتور هو اللي تولى مهمة الرد بدالها :محصلش اي حاجه كل ماهنالك انك الظاهر بتشوفي غلاوتك عندهم..
كاميليا اتفاجات بصوت أشرف بيتكلم ورا الدكتور وبيساله : طمنا يادكتور هي مالها عندها ايه وليه اغمى عليها وتعبت بالشكل دا؟
الدكتور : انت تقربلها ايه الاول ؟
اشرف : انا جوزها يادكتور
جوزها؟ … كلمه غريبه على مسامع كاميليا لسه مش متعوده على نغمتها برغم ان اشرف قالهالها كذا مره قبل كده لكن فكل مره تسمعها تحس بتقل وقع الكلمه دي على مسامعها وعلى قلبها وعلى روحها وتتخنق منها كأنها طوق من حديد بيتلف حوالين رقابتها… غمضت عنيها بقلة حيله وسمعت الدكتور وهو بيرد على اشرف.:
يبقي اللوم كله انت اللى هتاخده بقى يابطل.. المدام عندها ضعف وفقر دم شديد وانميا هما اللي وصلوها لحالة الاغماء الاولى ليها ولو متعالجتش واهتمت بأكلها وشربها مش هتكون الاخيره وهتتكرر كتير بعد كده
اشرف بخوف رد عليه وعينه علي كاميليا.. لا يادكتور هناخد بالنا منها من هنا ورايح ومش هنسمح بحاجه زى دي انها تتكرر تانى ابدا…
الدكتور : برافو عليك.. يلا اسيبكم انا هي بقت كويسه واطمنا عليها خلاص.. اول مالمحلول يقرب يخلص حد ينادي للممرضه تشيلهولها…
اشرف : حاضر يادكتور..
للدكتور خرج واشرف بص لحماته بلوم ولسه هيسالها جاوبته هي قبل ماتسمع سؤاله :
والله يابني غلبت معاها اقولها كلي يابنتي كلي وهي مفيش بقالها يجي ٢٠ يوم اكلتها يعتبر اتمنعت الا من لقمه متشبعش عصفوره ومن قبلها برضو اكلتها بقت ضعيفه خالص معرفش ليه؟
اشرف :لا ياطنط انتي مش مهتمه بمراتي وعشان كده انا هاخدها منكم واهتم بيها بنفسى.. انا هقدم ميعاد الجواز ياعمي ومش هستني لبعد الامتحانات بعد اذنك..
انا عاوز مراتي فبيتي وتحت عيني ورعايتي..
كامل : والله يابني دي حاجه تخصكم انتو الاتنين وانتو اللي تقرروها.. شوفها ولو وافقت انا اول الفرحانين والمباركين..
اشرف بص لكاميليا وابتسم وهو بيرد علي باباها : لا كاميليا سيبها عليا انت بس..
كامل : سبتها عليك ياسيدي.. وقام وقف.. هه يلا بينا احنا نستني بره شويه ياحنان انتي وشهد خليهم يتكلمو ويتفقوا…
كاميليا بملامح جامده : مفيش حاجه هنتكلم فيها حددو الميعد اللي يعجبكم وانا موافقه عليه..
كامل :برضو اتكلمي مع جوزك الاول قبل اي حاجه واتفاهمو علي كل حاجه.. يلا ياجماعه..
خرجوا كلهم وقفلو الباب وبمجرد ماعملو كده اشرف بسرعه راح علي كاميليا وقعد جمبها علي السرير ومسك ايدها باسها
وبصلها بلوم وعاتبها بنبره حنونه وهو بيهمسلها : ينفع برضو تقلقيني عليكي بالشكل دا… انتي مش عارفه انك روحي ولما اي حاجه تحصلك اكنها بتحصلي انا بالظبط؟
كاميليا ابتسمت باحراج وهي بتسحب ايدها من ايده وهو بصلها بتفحص وزفر بقلة صبر وهو بيقولها : كاميليا انا مش قادر استحمل اكتر من كده بجد احنا لازم نتجوز بقي..
كاميليا : وانا مش لسه قايله يااشرف اللي عايز تعمله اعمله وانا موافقه علي اي حاجه تقررها..
اشرف بحيره :حاسك مش فرحانه؟
كاميليا بضيق : اشرف انا تعبانه فامش هقوم اتنطط من الفرحه يعني!!!!
اشرف هزلها دماغه بتفهم ومحبش يعاتبها اكتر ولا يضغط عليها وهي فالحاله دي،
وكمان هو من اول ماخطب كاميليا وهو حاطط فحسابه ان كاميليا محبتهوش، فبالتالي مش منتظر منها مشاعر او تصرفات ولا ردود افعال اكتر من اللي شايفها منها دي، فعشان كده مبيعتبش عليها، لانه واثق انها بمجرد ماتكون فبيته هيستخدم معاها الف طريقه ومليون اسلوب لحد ماينجح فانه يخليها تحبه زي مابيحبها واكتر وواثق من ده تمام الثقه، عشان طول عمره ماشي بمبدأ ان الاصرار بيولد النجاح والمقوله دي بيطبقها علي كل حاجه فحياته…
اما كاميليا فاسلمت امرها لله ورضيت باللي كاتبهولها ووكلته علي حياتها الجايه اللي داخلاها وهي قافله قلبها علي اللي دخله قبل اي حد وعشش فيه ومتأكده انه مش هيرضي يخرج منه تاني ابدا…
*******************ا
↚
كامل وهو داخل من باب الشقه ضحك بسعاده وهو شايف رزان بنت بنته صاحبة الخمس سنين واول حفيده ليه جايه بتجري عليه وهي بتضحك وبتتكلم بنبره طفوليه وفرحه واضحه : جدو كامل ..جدو كامل ..
كامل وهو بيشيلها من الارض : ياقلب وروح وعيون جدو كامل.. القمر كله عندنا النهارده يامرحب يامرحب… كامل لسه بيتكلم وبيبوس فرزان وسمع صوت كاميليا من جوه : قولتلك مليون مره بغير ياكيمو لما بتعمل كده مع المفعوصه دي وتفضل تحب فيها كده وتطنشني انا.. بعد كده هسيبها مع جدتها واجيلكم هنا لوحدي..
كامل ضحك وهو بيتقدم عليها وبيبوس جبينها بحب وبعدها قالها : انتي الاصل يام رزان.. انتي شجرة الورد اللي لولاها مكانتش وردة حياتنا دي شرفت ولا فرحت قلوبنا…
كاميليا وهي بتبوس باباها فخده : ربنا يحفظك لينا ياحبيبي يارب ومايحرمنا منك..
كامل وهو بيبص فالمطبخ : حنان فين امال مش فمحرابها كالعاده يعني ؟
كاميليا :ماما بتصلي جوا… هات رزه وادخل غير هدومك وانا هحضرلك الغدا
كامل : هو جوزك جاي؟
كاميليا : اه هيخلص محاضراته عالساعه ٣ وييجي يعني قدامه بالظبط.. ساعه ونص… قالتها وهي بتبص فساعة ايدها
كامل : خلاص انا هستناه اتغدي معاه متحضريش حاجه
كاميليا : بس هتجوع كده؟.
كامل :لا مش هجوع انا اصلا اكلت طبق كسكسي بالسمن البلدي الصبح وشبعان منه لحد دلوقتي..
فجأه الاتنين سمعو شهقة حنان وهي خارجه من الاوضه وبعدها زعقت: سمن بلدي ياكامل؟ سمن بلدي وانت ممنوع من اي دهون وماصدقنا انك. بقيت كويس عايز شرايين قلبك ترجع تتسد مره تانيه؟
كامل بهمس : اقففففش… رحت فداهيه ياكامل.. وبص لكاميليا وغمزلها عشان تخلصه من المازق دا وكاميليا غلوشت علي مامتها واخدتها للمطبخ عشاو تعمل لاشرف الكريم كراميل اللي بيعشقه من ايدها واللي بيجي مخصوص عشانه وبيوصي عليه حماته من قبل ماييجي.
وكامل ماصدق نفد منها ودخل علي الاوضه غير هدومه وخرج يلعب مع رزان فالصاله …
اشرف رجع وكاميليا ومامتها حطو الغدا وقعدو كلهم عالسفره وكامل مقعد رزان علي رجله وبيأكل فيها هو واشرف وحنان كل واحد مهمته يأكلها من حاجه وهي بتاخد منهم بالترتيب كل واحد فدوره تلف رقابتها عليه وتفتح بوقها وهو يأكلها ويضحكو عليها..
كامل : اللمه دي كانت ناقصاها شهد وجوزها كانت هتحلو اوي..
حنان : معلش منتا عارف ظروف شهد بقي وانه مش بأيدها ادعيلها ربنا يكون فعونها ويصبرها ويقويها…
كامل وكل الموجودين دعولها وحنان امنت وراهم وخصتها بدعوه طالعه من القلب بأن ربنا يقف معاها ويرجعها ليها بالسلامه…..
اتغدو وكامل واشرف قعدو مع بعض شويه يلعبو طاوله ويتكلمو مع بعض وحنان دخلت تريحلها نص ساعه مع رزان بعد مانيمتها وكاميليا شطبت المطبخ وغسلت المواعين وبعدها اخدتلها دش وخرجت شافت اشرف بيستعد للخروج..
كاميليا :علي فين؟
اشرف : معلش ياحبيبي هنزل ساعه كده ولا حاجه شريكي اتصل بيا الظاهر فيه مشكله فالكافيه وعايزني اروحله حالا..
كاميليا هزت دماغها بتفهم : طيب خلي بالك من نفسك..
اشرف وهو بيبوس جبينها : حاضر ياحبيبي.. يلا لا اله الا الله
كاميليا : سيدنا محمدا رسول الله ياحبيبي…
ونزل اشرف وسابها وهي بصت لباباها لقته قاعد فالبلكونه بيلعب مع نفسه ومندمج واتلفتت جواليها ملقتش حد تقعد معاه فراحت علي اوضتها القدبمه هي وشهد وفتحت الدرج بتاع مكتبها بالمفتاح اللي دايما حطاه فشنطتها وطلعت منه دفتر زكرياتها وتليفونها القديم ونفضت عنه التراب ومسكت التليفون وراحت حطته عالشاحن وطلعت قلم من شنطتها وابتدت تكتب فالدفتر وهي مبتسمه..
بقالي كتير مكتبتش حاجه فمذكراتي…
.. طبعا هتسالوا ايه اللي حصل معايا انا واختي ومعانا كلنا فالفتره اللي فاتت دي وتحديدا من وقت ماتحدد فرحي علي اشرف…
انا هحكيلكم…..
↚
كاميليا ابتدت تكتب فالاجنده بتاعتها..
اكبر غلطه غلطتها فحق نفسى لما وافقت اتجوز اشرف بسرعه من غير ماادي لنفسي الوقت الكافي عشان استوعب واتقبل اللي انا مقبله عليه لكن اللي حصل اني قولت وقتها اني كده كده بقيت مراته وعلي اسمه وجوازنا امر حتمي سواء دلوقتي او بعدين ومكنتش اعرف اني بكده بعرض نفسي لضغط نفسي رهيب تعبلي اعصابي وانا بحاول امثل دور الزوجه بأتقان..
اتحدد ميعاد فرحي انا واشرف او زي ماكنت مسمياه وقتها جنازة قلبي..
عملنا الفرح واخدني اشرف علي بيتي الجديد اللي كل حاجه فيه كانت بتحسسني بالغربه…
ماما ادتني الجهاز اللي كانت جايباه لشهد واللي كل حاجه فيه اخترتها انا باللون اللي بيحبه كيان واللي بيتماشي مع زوقه وكنت كل ماالبس حاجه منهم كنت بفتكره مع انه مكنش بيروح من بالي لكن بعض الاشياء بتحفز الذكريات انها تتراقص قدام عنينا..
اشرف… لو قولت عالراجل دا انه احسن راجل فالدنيا مش هكون ببالغ.. عشان فعلا هو كده… والكلام دا بقوله من بعد ماشفت تعامله معايا بكل احترام وحب وحنان وخوف كأني بنته اللي بيدادي ويدلع فيها ويعملها اي حاجه وكل حاجه نفسها فيها..
.
وبصراحه حسيت اني هكون صغيره فنظر نفسي جدا لو مقابلتش كل دا باحترام وشوية مشاعر حتي لو مزيفه… ايوه كنت بزيف مشاعري.. لهفتي.. ابتسامتي.. فرحتي… كنت بمثل عليه وانا حاسه من جوايا بالذنب، لاني مش قادره احبه وهو كل حاجه فيه تتحب، ووحده غيري كانت هتبقي معاه اسعد وحده فالدنيا… لكن انا طول الوقت كان جوايا حاجه بتقولي مهما كانت السعاده اللي انتي فيها، مع كيان كنتي هتكوني اسعد من كده باضعاف… ويمكن دا نابع من منطلق كل ممنوع مرغوب..
اتخرجت من جامعتي بتقدير كبير ودا طبعا بفضل اشرف ومساعدته ليا واهتمامه بمذاكرتي ودروسي ومش بس كده دا حتي اكلي وشربي كان بيهتم بيه..
نيجي بقي لشهد..
شهد من بعد اللي حصل معاها فأول تجربه ليها وهي زي ماتكون اتعقدت ورفضت فكرة الجواز لحد ماتكمل جامعتها او عالاقل تكون فآخر سنه وقتها بس تفكر فالارتباط..
وكمان عشان تكون اخدت الخبره الحياتيه الكافيه اللي تخليها تقدر تكون اد المسئوليه… بس بقت تتحري مصادر خبراتها ومعلوماتها وحاولت انها تقرب من الزملا فالجامعه وتتعلم تفتح مواضيع زي البنات وتتعلم تكون لبقه وتعرف تتعامل مع الناس…
ووحده وحده فعلا ابتدت تعرف تتكلم لكن فالاول بتختار بعنايه الناس اللي تتكلم وتتعامل معاهم…
صلاتها مبقتش تأخر فيها فرض عن ميعاده والاستغفار والذكر دايما على لسانها وحقيقي تجربة كيان دي علي اد ماكانت مؤلمه ليها علي اد ماكانت درس فهمها وعلمها حجات كتير…
نيجي لبابا حبيي… كامل اللي كان مخبي علينا كلنا موضوع عمليته لحد مافيوم وقع فالمحل ونقلوه للمستشفي واتصلو بينا من هناك ورحنا علي ملى وشنا وشفنا حالته حاله ومضينا ودخلوه عمليات فورا..
ساعات قضيناها منتظرين قدام غرفة العمليات مرت علينا اكنها سنين واحنا الخوف والقلق هيموتنا عليه وبندعي من كل قلبنا انه يرجعهولنا بالسلامه
ولان الدعا بيغير الأقدار بابا عمليته نجحت بنسبة ١٠٠٪ بعد ماكانت نسبة نجاحها ضئيله زي مافهمنا الدكتور اللي كان بيعدنا نفسيا لخسارة بابا الف بعد الشر…
قام منها وخف ورجعت صحته زي البومب بس مع نظام غذائي صحي واهتمام من ماما اللي من بعد عملية بابا وكانت حاسه انها كانت علي وشك انها تخسره بقت تراعيه مراعاة الام لابنها…
بدأت احس بتعب بيزيد يوم بعد يوم ومكنتش بقول لاشرف لحد مافيوم مقدرتش اتحمل وانا حاسه بسكاكين بتقطع فبطني..
اتصلت بأشرف اللي جاني بسرعة الريح واخدني ووداني لاقرب عيادة دكتور وكشفت واتضح اني بسقط وان المغص اللي كنت بحس بيه قبل كده كان انذار بالسقوط وكان لازم اكشف لكن اهمالي خسرني البيبي…
مانكرش اني زعلت عليه.. اصل مهما كان دا حته مني… لكن ابدا زعلي ميجيش نقطه فبحر زعل اشرف عليه… وبرغم زعله مني عشان مقولتلهوش وانا تعبانه الا انه برضو فضل يهتم بيا زي الاول واكتر لغاية ماخفيت والبيبي نزل عمر اربعين يوم…
لكن عشان لازعلي ولا زعله يطول ربنا رزقنا بعدها بشهر علطول وحملت مره تانيه ببنتي رزان.. رزتي الغاليه اول فرحتي وفرحة الكل والملكه المتوجه علي قوبنا كلنا…
اشرف من فرحته بيها كان مستحوز عليها طول الوقت لدرجة ان البنت اتعودت عليه وممكن تقعد معاه يوم كامل متسألش فيا..
عدت سنه والتانيه ورزان بنتي كبرت واللي يشوفنا انا واشرف يقول اننا عايشين حياه طبيعيه وسعيده ومفيش حد فينا ناقصه حاجه…
لكن لو فتحو قلبي وبصو جواه هيلاقو غير كده وفكرتهم دي هتتغير…
ايوه كيان لسه فقلبي وروحي وكياني… عارفه اني بكده بكون ست خاينه لكن صدقوني ياناس مش بايدي… حبي لكيان اول حب يمر علي قلبي ودايما الحب الاول له سلطان علي القلب…
↚
كل اللي مريت بيه معاه كان متعلق في روحي زي جرس مربوط ففرع شجره كل مارياح الحنين تهزه يتحرك ويعمل صوت ويفكرني بوجوده…
مقدرتش ابدا احزف المحادثه اللي بيني وبينه عالواتس واحتفظت بيها علي التليفون القديم وجبت واحد جديد وسبت دا هنا وقفلت عليه وكل مااجي هنا اشحنه وافتح واقراها من تاني وكل مره اقرا كلمة بحبك اللي قطع بيها كلامي ابتسم اكني سامعاه بيقولهالي بصوته…
هتقولولي واشرف هقولكم اشرف دا علي عيني وراسى وبحترمه ومش حارماه من اي حاجه بس للاسف قلبي مقدرش يقتحمه ولا يطلع اللي ساكن فيه…
شهد خلصت جامعتها وبمجرد ماخلصتها بابا بقي ياخدها معاه المحل عشان تقف معاه فيه تتسلي ومنها تتعامل مع الناس وبصراحه دا فادها جدا وفاد شخصيتها وحسنها وفعلا بقت تعرف تتكلم وتتعامل واصبح عندها القدره علي ادارة حوار وتكون هي المحاور الرئيسي فيه…
اتقدملها عريس والتحري والبحث بتاع كامل كرومبو اتأكد انه كويس جدا وبعد دراسة جدوي لظروفه ومقوماته شهد شافت انه مناسب ليها ووافقت علي الخطوبه واخدت الخطوه اللي بقالنا سنين كلنا نعد فيها عشانها….
اتخطبت شهد وبصراحه كنت مستنيه اشوفها اتعلمت الدرس ولا لا وكنت باجي احيانا ابات عندهم ببنتي واعمل نفسي نايمه واسمعها وهي بتتكلم واطمن وانا سامعاها بتتكلم فحدود الاصول والدين وعن تخطيط مستقبلهم وشقتهم وغير كده مسمحتلهوش ابدا يتخطي معاها الخطوط الحمره اللي رسمتهاله ورسمتها لنفسها قبل منه…
وللصراحه خطيبها كانت الحته دي عاجباه فيها جدا وحتي لو اتخانق معاها واتهمها بالبرود والجمود مرات كان بيرجع تاني بعد مااعصابه تهدي يعتذرلها ويقولها حقك عليا انا لما بتعصب عليكي باكون بمر بوقت صعب متزعليش مني وهي عشان مقدره ظروفه كانت تسامحه.. واستمرت خطوبتهم ٥ شهور وبعدها اتجوزو وهما متفاهمين وفاهمين بعض لاقصي الحدود وابتدو حياه جميله اتبنت علي الصراحه والوضوح واستمرت بالصبر وتقدير كل واحد لظروف التاني وحالته النفسيه اللي بيمر بيها احيانا… ودا هو الشكل الطبيعي لعلاقة المخطوبين والمنهج اللي لازم الكل ينتهج بيه ففترة الخطوبه…
سعاده وتفاهم عاشت فيهم مع جوزها لكن للأسف الحلو مبيكملش وبعد فتره من الجواز محصلش فيها حمل لشهد ابدو يراجعو الدكاتره وشهد اكتشفت انها عندها مشكله تمنعها من الخلفه…
انهارت شهد بعد الخبر دا والكل انهار معاها وجوزها وقف جمبها وماستسلمش ولا صدق بكلام دكتور ولا اتين ولا تلاته وفضل يلف بيها علي الدكاتره وتاخد فعلاج لمدة سنتين وشويه لحد ماسمعو عن دكتور كبير ففرنسا شاطر فالمجال دا وعالج حالات كتير شبه حالة شهد وقرر جوزها انه ياخدها ويسافر بيها فمحاوله اخيره….
وبالفعل اخدها من ٤ شهور وعملت هناك عمليه ونجحت وربنا كرمها ونجحت ودلوقتي حامل فشهرين والدكتور طلب منهم انهم يفضلو معاه لحد الشهر الخامس عشان يطمن علي الطفل وبعدها تقدر ترجع مصر وتتابع معاه من هنا…
الحياه ابتدت تستقر نسبيا معايا انا وشهد بس بعد ماكل وحده فينا اخدت نصيبها من العقاب والعذاب علي اللي عملناه…شهد اتعذبت سنين علي موضوع الخلفه وانا برغم كل حاجه حواليا الا اني مش قادره احس بفرحه كامله كأن حياتي ناقصها حاجه ومش كامله واكيد دا بسبب دعوات كيان عليا اللي متأكده انه بيدعيها عليا لحد النهارده وتاثيرها مستمر معايا …
صحيح اللي بيجرالنا بيحصل لغيرنا كتير لكن برضو انا مقتنعه ان دا ذنب كيان… كيان اللي من يوم ماسافر واخباره اتقطعت واختفي واتبخر كان لم يكن ومفضلش منه غير شوية ذكريات بيحرقو فروحي…
*************ا
النهارده هكتب فصل جديد من حياتي بعد مرور سنتين من آخر مره كتبت فيها…
ايوه مرو سنتين بحالهم ومكنَتبتش فيهم حاجه عشان مكنتش شايفه من وجهة نظري ان فيه حاجه حصلت تستاهل الكتابه وكلها احداث عاديه. .
زي مثلا ولادة شهد لابنها انس واللي عمره سنه دلوقتي حبيب خالته القمر واللي ملي عليها وعلي جوزها حياتهم وكمل سعادتهم..
حملي واديني فالشهر التامن ومستنيه عدنان انا واشرف وقبلنا رزان بفارغ الصبر
بابا وماما بفضل الله بخير وبصحهكويسه.. احيانا كانو بيتعرضو لبعص التعب لكنه تعب عادي وعابر وكان بيروح..
لكن من شهر بالظبط حصل اللي كان لازم اجي واكتبه واختم بيه مذكراتي اللي كتبتها لغرض واحد بس.. وهو وصف معاناتي مع اول حب واكبر واول جرح علم فقلبي و استمرت ينزف سنين وحارمني من السعاده..
من شهر كنا بنجهز لعيد ميلاد رزان واخدناها انا وباباها ونزلنا علي توي ستور نشتريلها اللعب اللي وعدناها بيهم هدية عيد ميلاها وبالمره اشتري الزينه والبلالين وحاجة عيد الميلاد… بنلف فالمحل ورزان وباباها راحو قسم الالعاب وانا فضلت فقسم الزينه وترتيبات الاعياد وفضلت اختار… واثناء منا مشغوله سمعت صوت خلي كل خلايا جسمي وعقلي وقلبي انتبهت… ايوه الصوت دا مش غريب عليا دا صوته.. صوت كيان… لفيت بشويش وشفت واحد مديني ضهره وشايل ولد صغير يطلع عمره ٣ سنين وبيكلمه ويلاعبه بنبره طفوليه :
↚
ايه ياقلب بابا.. يلا اختاري ياحلوه عايزه لعبة ايه وبابي يشتري علطول… بص كده ناخد دي.. ولا دي.. ولا دددي…
الولد الصغير شاور بصباعه النونو علي لعبة باتمان وباباه مسك صباعه اللي بيشاور بيه وباسه وفورا راح علي الرف جابله اللعبه وهيلف لفيت انا بسرعه قبله وعملت نفسي مشغوله بقلب واختار فالحاجه…
راح عند الكاشير وقعد ابنه علي المكتب وحط اللعبه فحضنه وطلع تليفونه بعد مابص فساعته واتصل وثواني واتكلم… ايوه يابنتي انتي فين احنا خلصنا.. اه والله هو اللي اختارها بنفسه… خلصتي يعني؟ طيب يلا تعالي فالاستور احنا مستنينك… اوعي تكوني نسيتي حاجه وتنزليني عليها فنص الليل بعد مانروح هرميكي من البلكونه… هههههه بهزر بهزر.. يلا باي.. لاف يو… قالها وانهي المكالمه ورجع التليفون لجيبه ورجع شال ابنه بعد مادفع تمن اللعبه وابتدا يتحرك بيه ريتفرج علي باقي الحاجات اللي فالمحل..وكل دا وانا واقفه وبراقبه بطرف عيني وحاسه ان قلبي دقاته مسمعه كل اللي حواليا وحتي من كتر التوتر اللي حسيت بيه ابني بقي يرفص فبطني بطريقه غريبه زي مايكون حاسس باللي بيحصل مع مامته…
مفاتش دقايق ودخلت من الباب بنت زي القمر شايله اكياس كتير ودورت بعنيها فالمحل وابتسمت اول ماعينها جت علي كيان وراحت عليهم وبمداعبه كلمت الولد الصغير… ايه ياحبيب مامي اشتريت ايه وريني كده؟ وااااو باتمان… قولي بقا انت اللي اخترته ولا بابي؟
الولد شاور علي كيان وكيان نفي بسرعه وهو بيقوله :كده ياياسين بتلبس بابي برضو انا اخترت اللعبه مش انت يبني اللي اخترتها؟
ياسين : نو يو وشاور عليه
كيان ضحك وهو بيرفع الولد لفوق ويرميه ويلقفه.. انتا ولد نصاب زي مامي… يلا بينا بقي وطالما انا اللي اخترت اللعبه تبقي بتاعتي وانا اللي هلعب بيها لوحدي
الولد وهو بيمد ايده وبيميل بجسمه ياخد اللعبه من مامته… نووو اتس ماين..
واخدها وخرجو هما التلاته يضحكو ويهزرو وكيان شايل ابنه وحاضن مراته من وسطها بالايد التانيه والسعاده واضحه جدا عليهم…
ابتسمت وانا شايفاهم بيبعدو ويومها استغبيت نفسي اوي علي كل لحظه عقلي اقنعني فيها ان كيان ممكن يكون عايش وحيد لحد دلوقتي و متعذب بسببي… واكتشفت اني ساذجه جدا واني ضيعت سنين من عمري فوهم…
معرفش ليه برغم ان اللي شفته يومها المفروض يخليني اغلي من الغيظ الا ان العكس هو اللي حصل ورجعت وانا حاسه براحه رهيبه وكان كل احساس بالذنب جوايا كنت بتعذب بيه سنين اختفي لما شفت سعادة كيان مع عيلته…
يومها خلصنا شرا وركبنا العربيه وراجعين ومش عارفه ليه ركزت اوي مع اشرف جوزي وهو بيلاعب رزان بنتنا وبيضحك معاها وهي بتضحك بسعاده وبتدلع عليه وابتسمت وانا بصاله وبتمعن فيه كاني بشوفه لأول مره… واد ايه ملامحه كانت جميله وهاديه..
فضلت كتير باصاله وانا باسترجع كل حاجه حلوه عملها عشاني وكل سعاده حسسني بيها وابتسامتي ذادت وانا حاسه قلبي ابتدا يدق بطريقه مختلفه واتأكدت وقتها ان بمجرد ماكيان خرج من باب المحل خرج من قلبي كمان….
واتخيلت ساعتها حياتي من غير اشرف واكتشفت انها ملهاش اي قيمه وفعلا مقدرش استغني عنه وان كل اللي كنت حاسه بيه طول السنين اللي فاتت لكيان احساس بالذنب مش اكتر اتحرمت بسببه من السعاده سنين…
مديت ايدي لاول مره فحياتي ومسكت ايد اشرف اللي كان ساندها علي الدركسيون ورفعتها وقربتها عليا وبوستها.. بوست الايد اللي ياما اكلتني وشربتني واعتنت بيا ولمست جبيني بحنان عشرات المرات خلال نص ساعه تطمن علي حرارتي لما بكون تعبانه.. الايد اللي من يوم مامسكت ايدي ماسابتهاش.. وراجعت نفسي وقولت مش يمكن لو كنت اتجوزت كيان كانت مشاعره ليا بعد فتره هتتغير ويحب غيري زي ماكتير بيحصل وزي ماشوفت الحب واضح فعنيه لمراته النهارده واللي يشوفه وهو بيبصلها يقول انها اول واخر حب فحياته؟.
لكن وعسي ان تكرهو شيئا وهو خير لكم وفعلا تدابير ربنا مفيش احسن منها….
يومها اشرف ابتسم بفرحه وسألني باستغراب : هو فيه ايه؟
رديت عليه من كل قلبي :
فيه اني بحبك يااشرف…
حبيبي سمع الكلمه دي وفضل باصصلي من غير مايتكلم لكن ابتسامته وعنيه كانو بيقولو كلام كتير اوي…
وعلي رغم اني قولتها لاشرف كتيييير قبل كده… الا اني حسيت انه المرادي حسها اكتر من كل مره وهو بيتنهد بارتياح وكأنه اول مره يسمعها واتأكدت وقتها ان اللي بيطلع من القلب بيدخل القلب ويتحس بذياده……
واديني النهارده صحتلي الفرصه وقدرت ادخل الاوضه لوحدى واول حاجه عملتها اني حزفت المحادثه من التليفون واديني باكتب آخر فصل فقصتي مع كيان وبعدها قفل الأجندة واتخلص منها ومن كل الذكريات اللي فيها ….
تمت……