رواية فرحة مكسورة كاملة جميع الفصول بقلم سلوي عليبة
رواية فرحة مكسورة كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة سلوي عليبة رواية فرحة مكسورة كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية فرحة مكسورة كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية فرحة مكسورة كاملة جميع الفصول
رواية فرحة مكسورة كاملة جميع الفصول
سلوى عليبه..
نضحى من أجل أحباءنا بكل مالدينا من إمكانيات ولكن هل بالنهاية سنجد مقابلا لتلك التضحيات أم ستصبح كأنها لم تكن أبدا بل وسيقع اللوم عليك بأنك من أقدمت على تضحياتك دون أن يطلب منك الآخرون ...
فى منزل متوسط الحال بتلك المدينة الصغيرة الإقليمية .مدينة يشوبها الهدوء فى هذا الوقت من الصباح .فهاهو نهار جديد يحمل من الآمال والأمنيات الكثير منها ما سيتحقق ومنها من سينكسر كالعادة على صخرة الحياة وقسوتها .
تدخل فرحة والتى لم ينالها من إسمها غير صفته فقط أما بالحياة فهى لم تعش الفرحة حتى الآن .فهى آنسة فى التاسعة والثلاثين من عمرها ولكن من يراها يعتقد أنها مازالت فى العشرين وذلك لبراءة ملامحها وجسدها النحيل لكن بتناسق شديد يجذب الجميع إليها .تمتلك من طيبة القلب ونقاء السريرة مايجعلها محبوبة من الجميع وذلك مايجعل ملامحها بتلك البراءة لأن مافى قلبها من نقاء يظهر بشدة على وجهها .
ياعماااد قوم إصحى بقه أنا تعبت منك هتتأخر على الشغل.
صاحت بشدة وهى تفتح نوافذ الغرفة حتى يستيقظ عماد أخيها الأصغرذو العشرين ربيعا والذى كان السبب الرئيسى فى تخليها عن حياتها لأجله ولأجل أخواتها .
تملل عماد بنومه وهو يزفر: فيه إيه بس يافرحة عايز أنام.
إقتربت منه بغضب زائف وهى تلكزه على كتفه: أحسن عشان تبطل سهر لوش الصبح وانت عندك شغل .يلا ياحبيبى قوم بقه أنا حضرتلك الفطار بره ،يلا خدلك دش والبس وصلى واطلع عشان تفطر .
قبلهاعلى وجنتها وهو ينهض من تخته ويقول لها بحب: صباح الفل على أحلى أخت بالدنيا كلها اللى عمرها ماهنتنى على نومة أبدا ولازم تزن عشان أصحى .
إبتسمت بشدة عليه وهى بطريقها لخارج الغرفة وتقول: مش عشان تشوف شغلك ياحليوة إنت ولا انت ناسى انك موظف فى البريد وده مفيهوش تأخير وشغله من ناااار .
خرجت من غرفته وهى تدعو الله أن يحفظه من كل سوء فهو وأختها فاتن تعتبرهم أبنائها قبل أن يكونوا أخواتها .
خرجت فاتن من غرفتها بعد أن إنتهت من إرتداء ملابسها وهى تبتسم وتقبل فرحة من وجنتها : صباح الفل على عيونك يافروحه .
فرحة بحنان: صباح الفل على عيونك .لابسه بدرى يعنى ورايحة على فين ؟ مش انت برضه جمعتك متأخرة النهاردة .
إبتسمت فاتن وهى تقول: تصدقى بالله انت حافظه مواعيدى أكتر منى أنا شخصيا.على العموم ياستى إياد هيعدى عليا عشان نشوف اللى ناقص فى الشقه قبل مايروح شغله وقبل مااروح جامعتى .
صاحت فرحه بغضب: نععععم ياختى وانت ان شاء الله هتروحى كده معاه لوحدك .
فى تلك الأثناء رن جرس الباب .فذهبت فاتن لكى تفتح وهى تقول: لا يافروحه زياد هيجى معانا.
دخل زياد الأخ الآخر لفرحه محامى يبلغ من العمر ثلاثون عاما متزوج وعنده طفلان يزن وياسمين .يقطن بنفس المنزل ولكن بشقة منفصله فوق شقة فرحة وأخواتها.
ألقى زياد عليهم تحيه الصباح وهو يتجه ناحية فرخة .أخذها بين أحضانه وهو يقبل جبينها ويقول: البت دى مزهقاكى فى حاجه ولا إيه .
تكلمت فرخة بغضب: قال إيه هتروح مع خطيبها يشوفو الشقه .طب ده ينفع مش كانت تقولى كنت عملت حسابى ورحت معاها .
إبتسم زياد وقال: يافرحه إياد كلمنى إمبارح وقالى وطلب منى إن أنا وفاتن نروح معاه .ثم أكمل بثقة: يعنى فاتن مكنتش هتروح لوحدها دى تربيتك برده يافروحة وكمان إنت عارفه إن إياد محترم وعارف حدوده كويس جدااا .
تنهدت فرحة وقالت: طب تمام يعنى انت هتكون معاهم أنا كده إطمنت . ربنا يخليك ليهم ومايحرمهم منك أبدااا .
إقتربت فاتن وأخذتها بأحضانها وهى تقول بإمتنان: ولا منك يافروحه دانت أمى وأختى وصاحبتى ربنا مايحرمنا منك أبداااا ياااارب .
خرج عماد من غرفته وهو يصيح بمرح: خياااااانه بتحضنى السلعوة دى وتسيبينى .إخص عليكى يافرحة مكنش العشم .
إبتسم زياد على أخيه وقال: يابنى إكبر بقه ،أنا معرفش بينك وبين فاتن إيه دانتوا مبتقعدوش فى مكان غير لما تتخانقوا .
تحدث عماد بإمتعاض : يا أخى دانا بعد الأيام عشان تتجوز بدل ماهى كاتمه على نفسى كده .
زمجرت فاتن : بقه كده مااااشى ياعماد متبقاش بقه تيجى وتستشيرنى فى مشاكلك العاطفيه .
جحظت عينا عماد وهو يقول: طب إكتمى وانا كمان مش هديكى فلوس تانى من ورا فرحه .مع إنى الصغير وانت أكبر منى بسنتين بس انا اشتغلت وانت لسه فى اخر سنه فى الجامعه وعامله زى المنشار طالعه واكله نازله واكله.
تخسرت فرحة وقالت: أيووووة قروا قروا كل واحد يقول اللى عنده .
غمز لهم زياد وهو يقول: يلا يازفت على شغلك وانت يافاتن يلا عشان إياد تحت وبيرن .سلام يافروحة .
تركها الجميع وهى تقف فى منتصف الصاله تنظر لهم بغيظ من تصرفاتهم فكالعادة أنقذهم زياد من غضبها .
إبتسمت عليهم وتنهدت وهى تدعو الله ألا يحرمها الله منهم .
بدأت فى ضب الأغراض وتنظيف المنزل حتى تذهب لعملها .فهى تمتلك محلا للملابس الجاهزة ذات سمعة طيبة ويدر عليها ربحا وفيرا . تنفق منه على إخوتها فهى قد تحملت مسئوليتهم منذ نعومة أظفارهم وتشعر بالراحة والفخر عندما تجدهم أمامها كل يشق طريقة كما يريد .
فزياد أخيها الأصغر منها ب تسعة أعوام قد تحمل معها مسئولية إخوتها عماد وفاتن حيث أن والدتهم قد أنجبتهم بعد فترة كبيرة فهى كانت تمتلك مشاكل فى الحمل ولهذا كانت تنجب على فترات متباعدة وذلك لضعف رحمها .
فعماد أصغر من فرحه ب ثمانية عشر عاما وكذلك فاتن تصغرها ب ستة عشر عاما وعندما توفيت والدتهم كانت فاتن فى الرابعة من عمرها وعماد فى الثانية .فتحملت بطيب خاطر مسئوليتهم الثقيلة وضحت بالغالى والنفيس من أجلهم فقط ليس إلا.
أنهت ما تفعله وتوجهت لكى تفتح محل الملابس خاصتها .حيث تعمل معها صديقتها حورية ولكنها تأتى متأخرة قليلا وذلك لظروف زوجها وأطفالها.
فتحت فرحة المحل وبدأت فى تنظيم بضائعها حتى تعرضها للجميع .بعد أن تعب وجهها من كثرة الإبتسام لجميع المارة والتى يلقون عليها السلام ويسألوها عن أحوالها وأحوال أخواتها .فالجميع يحبونها ويعلمون مامرت به ولهذا لا ينفكون فى السؤال عليها دائما.
بدأت فى عملها مع دخول أول زبائنها واندمجت معهم وبدأ يوما آخر من التعب والجهد والرزق الحلال.ولكنها أبدا لم تغضب ولم تثر ولم تلعن الظروف بل إن نفسها راضية تمام الرضا وتعلم أن عوض الله دائما جميل بالنهاية حتى لو تأخر لسبب لا يعلمه أيضا غير الله .
🗯💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢🗯
أهلا بك حبيبتى فى قلبى قبل بيتى .فلقد سكنتيه وطردتى جميع ساكنيه حتى لم تتركى مكانا به وشغلتيه بعشقك الدافئ وقلبك الجميل .
ظل إياد ينظر لفاتن من مراية السيارة الأمامية .فزياد قد جلس بجواره وركبت فاتن بالخلف .فلم يزحزح عيناه عنها طوال الطريق لايصدق أن الحلم قد أصبح حقيقة وأنها بعد شهرين فقط ستكون معه وبين يديه .
فهو يعشقها منذ صغرها وكيف لا وهو كان يُدرسها بالثانوية العامة وهو مازال حديث التخرج ولكنه متمكن بمادة الجغرافيا ولهذا فتح سنترا للدروس مع أصدقائه كل فى مادته .وجاءت هى وهلت عليه كشمس ساطعة أضاءت أيامه ،فدق قلبه منذ أول نظرة ولكنه تحكم به حتى لا يفتضح أمره ،وظل كاتما عشقه لها حتى دخلت جامعتها فكان يتابعها عن بعد حتى يشبع عيناه منها وأيضا لكى يطمئن حاله أنها مازالت لم ترتبط بأحد غيره .فهو علم ظروفها بالكامل ولهذا فكان يعمل بكل قوة حتى يحصل على شقته ويجهز بها كل شئ لكى تأتى لها كملكة متوجة .ولم يكن يعلم أنها الأخرى قد دق قلبها له ولكنها كانت تعتقد أنه من طرفها هى فقط وذلك لإحترام إياد الشديد معها بل إنه لم يكن يرفع عيناه بها عندما تحدثه على العكس من باقى زميلاتها والذى يحدثهم بأريحيه .ولم تكن تعلم أنه يفعل هذا لأنه لايستطيع الصمود أمام عيناها لأنها من إحتلت قلبه على العكس من الأخريات.
ذهبوا جميعا للشقة ورأوا تجهيزاتها والتى أعجبتهم بشدة ولم يلقوا أىملاحظة سلبية على أى شئ .
إقترب زياد من فاتن وقال: إيه رأيك ياعروسه فى الشقة.
خجلت فاتن وهى تقول: جميله يا زياد ربنا مايحرمنى منك أبدا.
قهقه زياد تحت نظرات الغضب والغيرة من إياد وهو يقول: هو أنا ياختى اللى عاملها ،لو عايزة تشكرى حد فاشكرى إياد .ثم غمز له بمرح.
شعرت فاتن وكأن هناك نير*ان تخرج من وجنتيها وأن قلبها قد وصل صوت دقاته لإياد .
إبتسم إياد لخجلها الشديد وقال بعشق ظاهر: تونه تؤمر وأنا أنفذ ولو مش عاجبها حاجه هغيرها فورا.
ضحك زياد وقال بمرح: تونه وقدامى كده أمال من ورايا بتقولها إيه.
إبتسم إياد بقلة حيلة وقال: هو أنا بلحق أقول حاجه .دانا كتبت كتابى مخصوووص عشان أتكلم معاها براحتى بس زى مانت عارف أبله فرحة عامله عليا حصار ولا أكنى هخطفها وأجرى.
تحدث زياد بإمتنان : إنت عارف يا إياد إن فرحة بتخاف على فاتن أكتر من فاتن نفسها وكمان فرحة هى اللى مربياها وعمرها ضاع عليهم ولا اتجوزت ولا عاشت حياتها وكمان ياسيدى كلها شهرين وانت اللى هتزهق منها وتقول تعالوا خدوها.
إبتسم إياد بفرحة وقال: عمرها ما تطلع منى دى فاتن هى قلبى وروحى .وكمان أنا عارف إن أبله فرحة بتخاف على فاتن وأنا مقدر ده جدا بالعكس بقه أنا بحب ده منها جداا بتحسسنى إن الدنيا لسه بخير وإن فيه ناس لسه ماشيه على الدين والأصول .
رن هاتف زيا. فذهب للرد عليه وهنا إقترب إياد من فاتن وأمسك يدها وقبلها بوله وهو يقول: إمتى بقه الشهرين دول يعدوا يا تونه .نفسى أغمض عينى وأفتحها ألاقيكى فى حضنى.
خجلت فاتن كثيرا وقالت: هانت يا إياد خلاص شهرين ويعدوا بسرعة إن شاء الله .إقترب منها بشدة وقال: بحبك قوووى يا أحلى حاجه حصلتلى.
إختضب وجهها بالحمرة وقالت بخفوت: وأنا بمووت فيك يامستر ..
قهقه بشدة عليها وتمنى لو يضمها لقلبه ولكنه لم يفعلها إحتراما وتقديرا لفرحة ولوعده لها أنه لن يقربها إلا فى منزله وهى زوجته أمام الجميع .
💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢
يجلس بعمله وهو يركز وبشدة فهى تعاملات ماليه ولابد له من التركيز الشديد حتى لا يخطئ ،خاصة وأنه من أصغر العاملين فى مكتب البريد .فهو قد إختصر تعليمه حتى لايرهق فرحة أكثر ورغم تفوقه فى المرحلة الإعداديه إلا أنه قرر دخول دبلوم البريد ومنه سيعمل فى البريد فور تخرجه .وبالفعل قد حصل على مايريد وهاهو الآن يكمل تعليمه وقد قدم فى الثانوية المنزلية حتى يكمل حلمه بأن يلتحق بالجامعة .وها هو الآن فى الصف الثالث الثانوى أدبى .
أما عند فرحة فهى كانت تعمل بكل كد حتى شعرت بالإرهاق .جلست على مكتبها بعد خروج آخر زبون لديها .رن هاتفها الخلوى فوجدت أختها أمل .نعم فهى لديها أخت أكبر منها بعام واحد متزوجة وعندها ثلاثة أولاد فى عمر الشباب ولدان وبنت .
زفرت بشدة فهى تعلم أختها لا تتصل بها إلا عندما تريد منها شيئا وفقط وكأنها قد نسيت أن لها إخوة يجب أن تسأل عليهم ولو كل حين .
إلتقطت الهاتف وهى تحاول أن تهدأ وأن ترسم إبتسامة على وجهها حتى لو كانت مغتصبة .
ردت بهدوء: ألو إزيك يا أمل.
إمتعض وجه فرحة وهى تستمع لكلمات أختها حتى أنها سألتها بحدة: طب الأول حتى إسألى على إخواتك ولو من باب الذوق وبعدها اطلبى اللى انت عاوزاه.
إستمعت لردها والذى زادها غضبا فقالت لها: ماشى يا أمل هبقى أشوف الموضوع ده وأرد عليكى .معلش بقه هسيبك عشان فيه زبون دخل المحل.
أغلقت المكالمة وهى تزفر بشدة وعيناها تجمعت بها الدموع فوجدت من يربت عليها بحب وتقول: قالتلك إيه المرة دى ؟!
نظرت فرحة لصديقتها المخلصة حورية والتى لم تتركها بمحنتها وظلت بجوارها حتى أنها عملت معها بالمحل كمساعدة لها ولكن فرحة أصرت أن تعطيها راتبا مجزيا خاصة بعد أن أصبح محلها من المشهورين بمدينتها ويتوافد عليه الزبائن وذلك لرخص أسعارة وجودة خامات الملابس بالمقارنة بباقى المحلات.وأن من يدخل يجد به جميع الإحتياجات التى يريدها وبأجود الخامات.
ردت عليها فرحة وهى تغلق عيناها حتى لاتنزل دموعها كالعادة : العادى بتاعها يعنى هيكون إيه غير إنها عايزه فلوس .
صاحت حورية بغيظ: دى معندهاش دم وكمان هو جوزها بيعمل إيه مش المفروض يكفيها ولا هو طمع وخلاص .
شردت فرحة بكلمات أختها وقالت بحزن: ماهو عندها حق دى بتقولى هو انت يعنى هتصرفى الفلوس على مين إخواتك وكبروا واشتغلوا ومفضلش غير فاتن وانت لا اتجوزتى ولا خلفتى .
ثارت حورية وقالت: ياسلااام .هى ناسيه انك انت كمان كنت مخطوبة زيها لما مامتك الله يرحمها اتوفت .والمفروض انها هى اللى تضحى بحكم انها الكبيره بس لا طبعا فكرت فى نفسها وانت كالعادة سيبتى ماجد حب عمرك كله واخترتى اخواتك وهى معندهاش دم وتممت جوازها من هيثم ابن عمه رغم انها كانت خطوبه عاديه .
بس إزاى تضحى وفوق ده كله من جبروتها لما كنت بتزوريها وانت محملة ليها شئ وشويات قالتلك بدون تفكير فى مشاعرك ان زيارتك ليها بتسببلها مشاكل مع أهل جوزها عشان زعلانين على ماجد وعلى حالته بعد ماسيبتبه .
حزنت فرحة لذكرى لم تفارقها أبدا وكيف تفارقها وهى مازالت تحتفظ بصورها مع ماجد حبيبها وخطيبها والذى لم ترد من الدنيا غيره هو .ولكن تأتى ظروف وفاة والدتها بعد والدها بعام واحد والذى قلب دنياها رأسا على عقب .فكان لابد لها من الإختيار بين آخواتها وبين عشق حياتها خاصة وهى تعلم أن أمل أختها تتصف بالأنانية الشديدة ولن يهمها أى شئ غير نفسها وقد كان .
Flash back
تجلس فرحة وهى تحمل عماد الذى يبلغ عامين وبجانبها فاتن ذات الأربع سنوات ،كانت تطعمهم بكل حب عندما دخلت عليها أمل بخبث وهى تقول:
والله يافرحة الولاد من غيرك هيضيعوا .إنت ليكى صبر ليهم إنما أنا مبعرفش أتعامل معاهم خااالص ،دول حتى مبيحبونيش زيك .
إبتسمت فرحة بحزن على حال إخواتها وقالت: الأطفال على حسب الحنيه يا أمل ،لو انت قربتى منهم هيحبوكى .
تحدثت أمل سريعا وقالت: لا مانا مش عايزاهم يتعلقوا بيا عشان كده كده هتجوز فبلاش بقه .
نظرت لها فرحة وقالت دون فهم: طب ولما احنا نتجوز مين اللى هياخد باله منهم ويراعيهم .دول لسه أطفال وملهمش غيرنا.
صاحت أمل بلؤم: لا يافرحة لو انت عايزة تضحى بنفسك فده براحتك إنما أنا مش هربط نفسى بحد وحياتى تضيع من بين إيديا .أنا عايزه أتجوز وأعيش وأتمتع بحياتى.
وقفت فرحة بصدمة وهى تقول بعدم تصديق: طب وإخواتك ..
أجابتها أمل بجحود وأنانية: مليش فيه أنا مش ملزمة بحد وانت عارفه إنى كده كده مش هقدر أشيل مسئوليتهم
↚
ياليت حياتنا تمضى كذكرى نقدر على محو مانريد منها ونبتعد عما نريد ولكن حتى الذكريات تحفر بداخلنا أنهارا من الوجع ولا نستطيع محوها مع مرور الأيام .بل تأتى مجرد كلمة فتحرك المياه الراكدة للذكرى فتؤلمنا كما لو كانت اليوم .
أفاقت فرحة من ذكرياتها وهى تمسح دموعها التى نزلت ليس ندما على تضحيتها ولكن أسفا على اخت لم ينالهم منها غير الألم ولا تذكرهم إلا عند المصلحة وفقط .
نادت خورية على فرحة وهى تقول بإمتعاض: وهى بقه ست أمل عايزه الفلوس ليه المرة دى؟
أجابتها فرحة بخفوت: بتقول إن مصاريف ولادها زادت خاصة ان الولدين فى الجامعه والبنت فى ثانوى .
اممممممم وعايزه كام المرة دى ؟
إبتشمت فرحة بتهكم وقالت: عشرتلاف جنيه.
صاحت حورية وهو تقول بإستنكار: نعععععم لييه هى مش عارفه انك بتجهزي فاتن اللى فرحها كمان شهرين ،ده بدل ماتساعدك فى جهازها .هى ناسية انها من أنانيتها خدت جهازك مع جهازها واتجوزت بيه.
تكلمت فرحة بتهكم وقالت: دانا لما قولتلها فى مرة انى مزنوقة فى جهاز فاتن خاصة انى مش راضية اخد حاجه من زياد حتى عماد حاول يدينى فلوس وانا مرضتش قالتلى اعتبرى انك جبتيلى طقم ولا اتنين من اللى بتجبيهم لفاتن .د بدل ماتطلعيلى مصروف شهرى من المحل ماهو بيكسب وزى الفل.
ردت حوريه بإستنكار: أعوذ بالله د قر ده .أنا مش عارفه هى أختك إزاى دى .
تنهدت فرحة وقالت: يالله ربنا يسهلها .خلينا فى شغلنا عايزاكى تشوفى إيه اللى ناقص عشان نبعت نجيبه لأنى خلاص فصلت .
وقفت حورية وقالت من عيونى بس هدخل الأول أعملك كوباية قهوة إيه معتبره.
إبتسمت فرحة لصديقتها والتى أصبحت أقرب من أختها إليها .
بدأت فى فتح بعض الدفاتر أمامها وهى تحاول حصر ماعليها ومالها من أموال حتى دخلت عليهة فتاة صغيرة فى العاشرة من عمرها جميلة الملامح بوجهها الأبيض الدائرى وعيناها البنية التى تذكرها بشخص واحد فقط وشعرها البنى الجميل والتى ترفعه كذيل حصان .
دق قلبها عند دخول الفتاة فهى تشبهه وبشدة ولكنها نهرت نفسها فكيف ذلك وهو بعد أن فسخت خطبتها منه قد سافر وترك البلد بأكملها و لم تحاول أن تسأل حتى لا تتعب أكثر من ذلك رغم أن أمل سامحها الله كانت فى كل وقت تنفرد بفرحة تذكره لها وكيف أصبح غنيا بعد أن سافر حتى أنها علمت منها أنه قد تزوج .عندها تفتت قلبها لشظايا تجرح كل أعضاءجسدها ولكن هل سيظل دون زواج وهى من قطعت عليه كل طريق للوصول إليها .
إقتربت منها وهى تقول بإبتسامة رائعة : إيه ياحبيبتى إنت جايه لوحدك ممعكيش حد كبير .
إبتسمت الفتاة فأصبحت أجمل وهى تقول ببراءة: أصل أنا عايزة أشترى هدية لبابا عشان عيد ميلاده النهارده وأنا ماشية شفت تيشرت معروض لونه أزرق وبابا بيحب اللون ده جداااا فعايزه أشتريهوله.
دق قلب فرحة بشدة وذلك لذكرى مرت عليها وهى تبحث عن هدية لماجد يوم مولده فوجدت قميص باللون الأزرق فإبتاعته دون تردد وذلك لعلمها بعشقه لذلك اللون .
نظرت إليها وقالت: طب انت ازاى جايه لوحدك ومامتك فين؟
حزنت الفتاة كثيرا وقالت بخفوت: ماما الله يرحمها من سنتين راحت عند ربنا وهى بتجيب أخويا الصغير .
إنزعجت فرحة وحزنت على تلك الفتاة وقالت: طب ياحبيبتى انت نزلتى لوحدك إزاى ؟
إبتسمت ببراءه وقالت: لا مانا نزلت مع بابا بس هو كان قاعد مع واحد صاحبه قريب من هنا وأنا شفت التيشرت وسيبته مع صاحبه وجيت أشتريه.
أمسكتها فرحة من وجنتها بحب وقالت: يعنى زمان بابا بيدور عليكى مش كده عيب لما تخضيه عليكى .زمانه قلقان وكمان هو أخوكى الصغير فين؟
ردت الفتاة بعفوية: مع واحده قريبة بابا بس أنا معرفهاش .ثم تكلمت بخفوت: ومبحبهاش .
ضحكت فرحة على تلك الفتاة وقالت: إنت مشكله والله .
خرجت حورية على ضحكات فرحة مع تلك الفتاة فقالت: مين دى .
رفعت فرحة كتفيعا وهى تقول معرفش تصدقى مسألتهاش عن إسمها.
نظرت إليها وقالت: إسمك إيه ؟
وقبل أن تنطق الفتاة وجدت من يصيح بقوة: يافرح إنت فين بس .فرررررح .
شهقت الفتاة وهى تقول د بابا بينده عليا .
أما فرحة فوقفت مكانها ولم تتحرك وهى تجده أمامها بشحمه ولحمه بعد كل تلك السنوات .ياالله إنه كما هو بوسامته الطاغية لم يزد عليه غير بضع شعيرات فضيه زادته جمالا ووقارا .ماهذا لقد أطلق لحيته فأصبح أكثر وسامة بها .شعرت بقلبها يصرخ من الإشتياق وأيضا من الألم .
شعرت حورية بها خاصة عندما نظرته هى الأخرى فأمسكت يدها بمؤازرة وهى تقف بجوارها حتى تخبرها أنها ليست بمفردها ويجب عليها أن تصمد وألا تظهر ضعفها أمامه .
نظرت إليه هو وإبنته .إبتسمت بألم وهى تقول لنفسها إبنته والتى أنجبها من غيرها .إقترب ولامس غيرها وأنجب منها بدلا من الطفل إثنين .فمازال هناك بقلبها ذلك الجزء الأنانى الذى كان يريده لنفسها هى وفقط رغم أنها من تركته بسبب ظروفها القهرية .
إطمأن على إبنته بعد أن نهرها .رفع عيناه بإبتسامة ليشكر صاحب المكان ولكن إبتسامته سرعان ماخبت عندما وجدها أمامه . فرحة عمرة والتى كسرتها بيديها .عشقه الذى لن ولم يعشق غيره رغم زواجه بأخرى كانت له نعم الزوجه وكان لها نعم الزوج ولكنها أبدا لم تأخذ مكان تلك الفرحة المكسورة بداخلة .أراد أن ينتزعها من قلبه فوجد نفسه رغما عن هذا يسمى إبنته على إسمها رغم كذبه على نفسه عندما أسماها فرح وليس فرحه وكأن هناك فرق بين الإثنين .إذا لما كان يناديها بفرحة بابا .هل ليذكر حبيبة لم ينساها قط أم ليعوض حزن قلبه بقرب فرحته الصغيرة .حتى إبنه أسماه بالإسم الذى كانت تريد أن تسميه هى وهو ساجد .
↚
تكلم بخفوت وقال: شكرا .
لم تتكلم .صمتت وفقط .وهل يوجد كلام تستطيع أن تقوله فى مثل هذا الموقف الغير متوقع .
تنحنحت حورية وقالت: مفيش حاجه حصلت .فرحة لقت البنوته وقعدت تتكلم معاها عشان تعرف هى مين وتدور على أهلها.الحمد لله انها ماخرجتش وتاهت.
خانته عيناه ونظر إليها فوجد عيناها هى الأخرى تنظر إليه وكأنها تحتضنه ،تسأله عن أحواله، شعر بغيرة داخل عيناها وهى تنظر له ولإبنته، حنيييين وإشتياق هو كل ماقرأه داخل عيناها ولم يكن هو مختلف عنها .فدقات قلبه تكاد تصل لمسامعها .قلبه والذى لم يشعر بدقاته منذ أن ذهبت وتركته ،هاهو الآن يرجع لكى ينبض من جديد وكأنه يُذَكِره أنه مازال على قيد الحياة ،ولكن عليه أن يوقفه فهى قد إختارت حياتها ولن يتدخل فى قراراتها مرة أخرى .
أمسك بيد إبنته وقال بهدوء: شكرا ليكم وأسفين على الإزعاج .
إستدار ليخرج من المحل ولكن سحبته إبنته للداخل مرة أخرى وهى تقول بإعتراض : إستنى يابابا أنا عايزه أشترى التيشرت الأزرق اللى بره ده .
تركت يده وإقتربت من فرحه وهى تقول: ممكن ياطنط تجيبى التيشرت عشان هاخده .
إبتسمت فرحة على مضض وأجلت صوتها وهى تقول: طبعا يا حبيبتى ثانية واحده .خرج صوت فرحه مهزوزا من فرط إنفعالاتها .
نادت عليها فرح وقالت: هو حضرتك إسمك إيه ياطنط .
أجابتها فرحة بخفوت وهى تنظر لماجد : إسمى فرحة .صاحت فرح بسعادة وهى تقول : بجد إسمنا شبه بعض ياطنط فرحة .تعرفى إن بابا بيناديلى دايما بفرحة عمرى أو فرحة بابا.
دق قلبها بشدة ففرحة عمرى هو لقبها الذى يقوله هو .أما هو فشعر بالإشتياق لأيام كانت هى كل ما يتمناه منها " فرحة عمره" الضائعة .
إلتقت عيناهما وهى تحكى الكثير مابين عتاب ولوم وشفقة.
أنزل عيناه وهو يقول: يلا يافرح لازم نمشى دلوقت عشان أخوكى بيعيط .
ذهبت إليه فرح وقالت بخوف على أخيها: بجد طب يلا بينا يابابا لأنى مبحبش ساجد يعيط .بس ممكن بعد مانسكته نيجى هنا ونشترى التيشرت عشان عجبنى وانا عارفه ان حضرتك بتحب اللون ده قوووى .
يا الله لقد سمى إبنه ساجد كما كانت تتمنى هى لإسم إبنها منه هو .
إقتربت منه وهى تقول بوجع: ليه؟
نظر إليها دون فهم : ليه إيه؟
أغمضت عيناها بألم وقالت: ليه سميته ساجد ،ليه مش أى إسم تانى .عايز تعرفنى إنك خلاص بقى ليك حياة وعيشت وحبيت واتجوزت وأخدت منى إسم إبنى اللى كان نفسى أسميه .أضافت بوجع: دكان إختيارى أنا مش إختيارك .انت كنت موافق عليه بس عشان خاطرى يبقى ليه سميته لإبنك.
نظر إليها وقال دون وعى: حبيت يكون فيه أى ذكرى منك حتى لو كان إسم إنت اللى مختاراه .ثم أضاف بتهكم ناتج عن ألمه : وكمان ياريت متحكميش على حد تانى من غير ماتعرفى ظروفه .إقترب منها وقال بوجع ملأ صوته: مين قالك إنى عشان إتجوزت أبقى حبيت وعشت حياتى .مانكرش انها كانت ونعم الزوجة وانا على قد ما اقدر كنت ليها زوج كويس براعيها وبتقى ربنا فيها لكن ده .ثم أشار على قلبه : ده من يوم ما اتكسر وهو متصلحش ،حاولت بس معرفتش .لما تحس انك ملكش قيمة مع أكتر حد إنت بتحبه ساعتها بتحس بأن قلبك حد بيشيله من مكانه وبيرميه ويحط بداله ناااااااار وياريتها بتهدا دى بتزيد .
ذرفت عيناها الدموع وهى تقول له: إنت أكتر واحد عارف إنت بالنسبة ليا إيه .بس للأسف ظروفى حكمت عليا بكدة وإنت عارف.
صاح بغضب: والظروف دى مكانتش على اختك ليييه هااه ؟ إشمعنى إنت اللى تضحى وأختك اتجوزت هيثم ابن عمى وعاشت حياتها وولادها اهم فى الجامعة . إشمعنى أنا اللى قلبى يتكسر وغيرى يعيش حياته.وكمان أنا عمرى ماكنت هبعدك عن إخواتك وانت عارفه كده كويس وقلتلك متقلقيش عليهم بس رغم كده صممتى انك تكسرينى .
صاحت به : مش قلبك لوحده اللى إنكسر ،قلبى كمان اتفتت مش إنكسر .على الأقل إنت إتجوزت وخلفت وبقه عندك إمتداد ليك ونس فى حياتك لكن أنا معملتش حاجه فى حياتى غير إنى ربيت إخواتى ومش ندمانه على فكرة.
صرخ بها : مفيش فايدة فيكى هتفضلى طول عمرك تدوسى على نفسك وتاخدى فى الرجلين الناس اللى بيحبوكى عشان تكملى تضحيات . خليكى فى تضحياتك يافرحة وانسى إنك شوفتينى خااالص .
نادى على إبنته فرح بكل ما أوتى من قوة .فلقد أخذتها حورية بجولة فى المحل حتى تترك الفرصة لهم بالحديث.
أخذ إبنته وخرج كالإعصار من المحل .فهو كان بداخله يتمنى أن تكون قد شعرت بالندم ولو قليلا لأنها تركته ولكن كلامها قد جرحه مرة أخرى عندما شعر بأنها لم تندم على بعدها عنه وتحطيم قلبيهما معا.
إرتمت داخل أحضان حورية وهى تقول: إيه اللى جابه دلوقت .أنا كنت حاسه انى عايزه أرمى نفسى فى حضنه وأقوله وحشتنى .كان نفسى أعرفه إنى منستهوش وانى كل يوم مبنامش غير على صورته بس مكنش ينفع أسيب أخواتى ياحوريه مكانش ينفع .
↚
ربتت حوريه على ظهرها وهى تقول: معلش يافرحة إعذريه برضه وكمان متنسيش إنه أيامها قالك انه مستعد يجيب شقه قريبه من اخواتك بس انت اللى مخك حجر .
ردت فرحة بإنكسار: مكنش ينفع يا حورية وانتى عارفه ان مامته جاتنى وقالتلى كلام زى السم وانى هاخد إبنها منها وإنه كده مش هيتحوزنى لوحدى ده هياخد إخواتى فوق البيعة وهى عايزاه يعيش حياته ويفرح مش يشيل مسئولية وهم .
أخرجتها حورية من أحضانها وقالو بغضب: وانت كالعادة دوستى على نفسك ومقولتيش لماجد على كلام مامته وسيبتيه وفهمتيه انك بعتيه وإخترتى إخواتك .
أكملت بحزن: كسرتى قلبك وقلبه معاكى .واهو كده كده ساب البلد كلها ليكى ولأمه ،يعنى لو كان اتجوزك على الأقل كان ق فى نفس البلد مع مامته .بس هو حب يعاقبك فعاقب مامته على كلامها رغم إنه ميعرفوش .
جلست فرحة على كرسيها بشدة وهى شاردة فى نظرات والدة ماجد الكريهة وقالت بألم: أمل أختى طلبت منى مروحش أزورها بسبب مامت ماجد وتلقيح الكلام عليا وقلبان وشها لما تشوفنى .طب كانت عايزانى أعمل إيه مانا سيبته لما لقيتها مش راضية عن وجود إخواتى معايا .أجهشت بالبكاء وقالت: مش ذنبى إنه سافر ياحورية ،أنا والله كنت بتقطع وحسيت بقلبى طلع من مكانه لما سافر وساب البلد ،كنت بمنى نفسى انه حتى لو بعدت عنه بس هشوفه ولو من بعيد ،بس محصلش .
حاولت حورية أن تهدئها فقالت: خلاص يافرحة اللى حصل حصل ومحدش هيقدر يرجع الزمن من تانى .وانت مغلطيش لما قررتى تبعدى عنه عشان إخواتك بس غلطك الوحيد إنك محكتيلوش عن كلام مامته يمكن ساعتها كان كلمها وغير رأيها .بس هنقول إيه قدر الله وماشاء فعل ولعله خير .
أمسكت يدها وسحبتها معها بإتجاه دورة المياة التى بالمحل وهى تقول بمرح محاولة منها أن تخرجها مما هى فيه: يلا روحى إغسلى وشك ده بدل الزباين ماتطفش لما تشوفك كده .وإذا كان عليا فأنا النهارده هأنسك لغاية آخر اليوم وهسهر معاكى لأن زوجى المحترم هيبات عند أمه ياختى وخد معاه الولاد .
ضحكت فرحة غصبا عنها وقالت: هو إنت لسه برضه مبتكلميهاش .
زفرت حورية وقالت بحزن للذكرى: لا يافرحه ومش قادره أسامحها أبدا.أنا كنت بعاملها زى أمى وأحسن وكله عشان خاطر عادل وده اللى خلاه يحبنى ويقدرنى أكتر ،هاصة إنى نزلت إشتغلت معاكى وبقيت بساعده فى مصروف البيت .لكن إنها تحاول تخرب عليا لمجرد إنها حاسه بحب عادل ليا وإخواته البنات يملوا دماغها بكلام غلط وتصدقهم رغم إنى اللى كنت بلحقها وبناتها كل واحده فى بيتها وكمان تقوم جوزى عليا لولا إنه عارفنى والحمد لله انه سمع أخته وهى بتقومها عليا .
زفرت بغضب وقالت: وكمان أنا ممنعتوش عنها ولا حتى ولادى منعتهم .بيروحوا وبيباتوا هناك بس أنا قلتله إنى عمرى ما هخطى بيتها تانى والصراحه عادل قدر ده ومحاولش يضغط عليا إنى أروح .خاصة بقه لما سمع كلام الشيوخ وعرف إنى أصلا مش المفروض أخدمها بس ده كان فضل منى ،بس مين يفهم ده .
إبتسمت فرحة وقالت: الحمد لله ياحورية إن عادل راجل عاقل وبيحبك بجد ومقدر اللى انت عملتيه وواقف فى ضهرك .صدقينى راجل زى عادل بقه صعب وجوده فى وسط كل المشاكل اللى احنا فيها.
ضحكت حورية وقالت: طب ياختى مين يشهد للعروسه ،مانتوا بتعملوا رباطيه عليا دايما .
ردت عليها فرحة بصدق: عادل ده يبقى أخويا اللى أمى مخلفتوش أنا عمرى ما أنسى وقفتك ووقفته هو كمان معايا .ربنا مايحرمنى منكم أبدا .
💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢
عندما تكون الآنانية هى السمة السائدة بحياتنا ،تكون الخسائر هى الشئ الوحيد الذى سنحصل عليه لأننا لن نشبع من أى شئ وسنتمنى الحصول على المزيد حتى لو لم يكن مقدر لنا بالآخير .
كانت تجلس أمل وهى تشعر بالغضب بعد مكالمتها لأختها فرحة .فرغم أن أمل تتبعت أنانيتها ولم تستطع التخلى عن خطيبها ليس حبا به ولكن لأن نفسها عندها هى الأهم .ولمَ تضحى وهناك من سيقوم بهذا الدور .إلا أنها مازالت تشعر بالغيرة من فرحة خاصة بعد نجاح مشروعها وأصبح من أكبر المحلات بمدينتهم وذات صيت ذائع .إذا فلتأخذ ماتستطيع حتى لو لم تكن محتاجة إليه .
دخل هيثم زوجها بعد يوم شاق بعمله .ألقى عليها السلام ثم سأل عن أولاده وبعد أن إطمأن عليهم شعر بتغير ملامح وجهها فسألها مباشرة بنزق:
مالك يا أم ركان فيه إيه؟
زفرت بشدة وقالت بخبث و غضب: تخيل بقول لفرحة إنى محتاجه منها ألفين جنيه ولا تلاته عشان ركان عايز فلوس عشان المشروع بتاع الكلية بتاعته .قعدت تقولى خلى عندك دم وانت مبتحسبش وكلام زى السم .
نظر إليها بتوجس وعدم تصديق وقال: بقه فرحة اللى زعقت وقالتلك كده.
↚
شعرت بالغيرة من حب الجميع لتلك الفرحة حتى زوجها فهو دائما ما يقف بصف فرحة ويقدر تضحياتها مع الجميع حتى مع أولاده.
صاحت بغيرة: ياسلام هو انت مش مصدقنى ولا إيه .
نظر لعيناها وقال بقوة: أيوه يا أمل مش مصدقك عارفه ليه لأنى عاشرتك وعارف طبعك وكمان عارف فرحة وطبعها وعارف إنك لو طلبتى إيه هتديهولك حتى لو ممعهاش . ثم أكمل بغضب: وكمان إنت أصلا بتطلبى منها لييه ؟ هو ركان كان طلب منى وأنا قلتله معييش .ولا هو الحاجه خسارة ففرحة وخلاص .
تلعثمت وقالت : قققصدك إيه يا هيثم؟
صاح بغضب وقال: قصدى إنك إنسانه مش طبيعيه ،بتغيرى من فرحه مع إنك أحلى فى الشكل وكمان إنت إتجوزتى وهى لا ،ربنا رزقك بالولاد يعنى بإختصار شديد المفروض هى اللى تغير منك مش إنت .بس هى عمرها ماغارت بالعكس بتساعدك بحب .أكمل بتأنيب : إنت ناسيه ياهانم إنها هى اللى دفعت قسط الجامعه لركان لما لقتنى مجمعتش المبلغ ولما حاولت أردهولها رفضت .يبقى إيه ياشيخه إرحمى .فعلا أنا دلوقت صدقت إن مش شرط الشكل الخلو يبقى كمان الطبع حلو واهو إنت خير دليل .
صاحت أمل بغيرة وقهر: أنا مش عارفه إنت ليه دايما بتسم بدنى بكلامك عن فرحة هى فيها إيه زيادة عنى عشان كلكم تحبوها كده .ده حتى ولادك لازم يفوتوا عليها وهم رايحين وهم جايين كأنها هى اللى أمهم مش أنا .
ضحك بتهكم وقال: تعرفى الفرق إيه ،الفرق فى ده وأشار على قلبها .قلبها أبيض وبتحب الخير للكل فالكل حبها .تصدقى أنا بقالى فترة بقول ياريت كانت جوازتنا هى اللى باظت وجوازة فرحة وماجد كملت .بس يلا النصيب. .
↚
سكن الحزن القلب حتى أصبح هو المقيم الأوحد . فهل سيكون للفرح نصيب من قلبى أم أن الحزن أصبح كالمستعمر الذى يستهلك ساكنه حتى ينضب من خيراته فلا يترك مكانا لأى شئ آخر ....
يجلس ماجد بتلك الشقة فى ذلك البرج العملاق يتذكر ما حدث معه منذ سفره وعمله محاسبا بإحدى شركات الخليج حتى أنه كان يصل الليل بالنهار ليس لكى يتحصل على المال الوفير ولكن لكى ينسى ألم قلبه .فهو يريد أن يعود لسكنه المتواضع وهو لايشعر بشئ حتى ينام كالقت* يل ولكن هيهات .فعندما يضع جسده على التخت يظل يتقلب يمينا ويسارا ويأن قلبه بشدة وبزيادة عليه آنين جسده المتواصل .لم ينساها يوما ،رغم أن هناك جزء من قلبه قدر تضحيتها ولكن أنانيته بحبها كبيرة .كان يود أن تتمسك بيه لا أن تضحى به هو، أخبرها مرارا أنه سيقف بجوارها ولكن بين ليلة وضحاها رفضت وإبتعدت وبعثت له شبكته التى لم يفتحها قط .بل تركها هى الآخرى كما ترك كل شئ .
أخرجه من شرودة يد أخيه التى ربتت عليه لتوقظه مما هو فيه وذلك بعد أن نادى عليه مرارا ولم يستمع إليه .
جلس بجواره وهو يقول بإهتمام : مالك ياماجد فيك إيه؟
زفر ماجد بشدة وقال: شوفتها .
قال أخيه منتصر بإستفهام رغم معرفته الأكيدة من الإجابة وذلك لحالة أخيه الواضحة أمامه: هى مين؟
نظر ماجد لأخيه وقال: فرحة يامنتصر ،فرحه .شوفت فرحة .شوفتها وكأنى لسه سايبها إمبارح .لسه زى ماهى فى كل حاجه.إبتسم بحنين وقال: نفس ضحكتها ونفس براءتها ونفس كل حاجه جميله فيها .متغيرتش خااالص بالعكس د جمالها زاد وبقت تشد أكتر .نظر لأخيه وقال بقلة حيلة: تعرف لما شوفتها وقعت تانى فى حبها .إبتسم بتهكم وقال: على أساس إنى كنت نسيت حبها أصلا .رغم انها سابتنى وضحت بيا إلا انى عمرى ماكرهتها .كانت فيه حاجه جوايا بتعذرها ،ماهى يعنى كانت هتعمل إيه فى الظروف اللى إتحطت فيها .
ربت أخيه على فخذه وهى يقول : إنسى يا ماجد وكمان إنت دلوقت معاك ولد وبنت محتاجينلك خاصة بعد وفاة مامتهم الله يرحمها .
أومأ ماجد بموافقة وقال: فعلا عندك حق وكمان أنا مقدرش أنسى فضل مى الله يرحمها عليا وإنها وقفت جمبى لما عملت المشروع بتاعى .أكمل ماجد بإمتنان : دى هى اللى عرضت عليا الجواز تخيل ولما كنت أسألها كانت تقولى : ماهو لو أنا مطلبتكش إنت عمرك ماهتطلبنى ولا هتطلب غيرى . قررت أتجوزها يمكن أحبها خاصة إنها جميله فى كل حاجه .بس معرفتش يامنتصر ،مقدرتش .فرحة كانت خلاص ملكت روحى حتى جسمى عشان يتجاوب مع مى كنت بفكر فى فرحة .أكمل بحزن: كنت بحس إن بخون مى وأنا بعمل كده بس صدقنى لما حاولت إنى مفكرش فى فرحة مقدرتش أتجاوب معاها .
إغرورقت عيناه بدموع وقال: تعرف وهى تعبانه فى مرض موتها قالتلى إنها حبتنى لدرجة إنها كانت مستعدة تسلمنى بإيديها للى قلبى بيحبها .لأنها واثقة إن فيه حد فى قلبى هو اللى كان مخلينى أرفض أرتبط بأى حد .قالتلى كمان إنها قررت تقرب لأنها كده كده مش هتقدر تكون مع غيرى لأنها عشقتنى .
نظر لأخيه بحسرة وقال: صدقنى يامنتصر أنا عمرى مازعلتها ،كانت قبل ماتطلب الطلب أجيبهولها ،بسفرها كل سنه فى بلد وهى كانت مبسوطه .أنا سألتها والله إذا كنت ظلمتها معايا يومها ردت وقالتلى إن جوازها منى أحلى حاجه حصلتلها وأنها كانت أسعد واحده فى الدنيا معايا لأنها رغم إنها عارفه إنى مقدرتش أحبها بس عاملتها بمودة ورحمة . أكمل بشرود : تعرف إنها وصتنى لو جاتلى الفرصة إنى أتجوز اللى شاغلة قلبى أتجوزها على طول .
أكمل بتهكم: بس ياترى لو حاولت أعمل كده هترفض كالعادة عشان إخواتها ولا إيه .
إبتلع منتصر رمقه وقال بتردد : ماجد فيه حاجه لازم تعرفها بس والله أنا ماعرفت بيها غير قريب وكده كده كان خلاص انت اتجوزت واللى حصل حصل .
إنتبه إليه ماجد وقال: خير يامنتصر ،إيه اللى حصل ؟ قلقتنى .
أخذ منتصر نفسا شديدا ثم أخرجه بشدة وقال : ماما الله يرحمها وهى فى مرة بتعيط على سفرك وانك مبتنزلش يومها قالتلى إنه ذنب فرحة وذنب الكلام اللى قالتهولها .
نظر إليه ماجد بشدة وقال بترقب: كلام إيه يامنتصر ؟
صمت منتصر قليلا ثم قال بهدوء : أنا هقولك كل حاجه. ثم قاد بسرد ماحدث من والدته مع فرحة وطلبها منها أن تترك ماجد لكى ينعم بحياة مستقرة وكما كانت تعتقد أن تلك الحياة لن تكون معها بعد ماحدث لوالديها.
صاح ماجد بقلب ممزق : ماما هى اللى عملت كده رغم معرفتها الشديدة بعشقى لفرحة.
وقف منتصر وقال بروية: ياماجد إنت عارف هى كانت بتحبك قد إيه .إنت كنت الصغير بتاعها ودلوعتها وكانت مفكرة إنها كده بتبنيلك حياة مستقرة بعيد عن المسئولية ووحع الدماغ بتاع فرحة واخواتها.
صاح ماجد بتهكم: وإنت مصدق نفسك بزمتك .يعنى أكسر قلب إبنى من غير ما أفكر وعشان إيه هاااه عشان
↚
مشيلش المسئولية .وكمان قالت لفرحة إنها هتخطفنى منها .طب بعد اللى عملته إيه اللى حصل مانا هجيت من البلد كلها مش بس بعدت عنها شارعين .صرخ بألم: إستفادت إيه هى لما عملت كده .طب مكنتش بصعب عليها وهى شايفانى عايش ميت .دانا مكنتش بقدر أنزل مصر عشان مشوفش فرحة وكنت ببعت لماما كل سنه تيجى تقعد معايا بالشهرين والتلاته وساعات أكتر .بقه محستش مرة بالذنب وهى شايفانى عامل زى الآله اللى بتشتغل وبس ومبقاش عندها إحساس.
أمسكه منتصر وحاول أن يسيطر على غضبه وهو يقول: إهدى ياماجد كده مش كويس عشانك إنت ناسى إنك عندك الضغط .
نظر إلى أخيه بألم وقال: عايزنى أعمل إيه .يعنى فرحة مكانتش هتسيبنى لولا ماما جرحتها بكلامها .ضحك بتهكم وسخرية وقال: وطبعا فرحة عمرها ماكانت هتحكيلى عشان مزعلش من ماما ،فتعمل إيه بقه تقوم تسمع الكلام مش كده .
نهض مرة واحدة وذهب اتجاه الباب وفتحه وخرج كالعاصفة وهو يعلم وجهته تماما .فوالدته رحمة الله عليها لم تعد موجوده ولكن يوجد هناك شخصا آخر عليه مواجهته .
💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢
عندما نضحى بشئ ولكننا نجد نتيجة لتلك التضحية فعندها فقط يقل ألمنا ولو قليلا .لايزول الألم ولكنه يقل واو نحاول نحن أن نتجاوزه حتى لو بالإجبار .
يركض ياسمين ويزن أبناء شقيقها زياد بعد أن نزلوا مع والدتهم وفاء تلك الفتاة طيبة القلب والمعشر ،عاشقة لزياد وأسرته .تحب فرحة جدا وتحترمها بشدة .
صاحت فرحة بغضب مفتعل: باااااااس ياولاد زياد وجعتوا دماغى حرام عليكوا .بطلوا بدل ما أطلعكم شقتكم ومش هتنزلوا منها النهاردة .
ضحك زياد وهو يقول: أيوة طلعيهم يافروحة خلينا نريح دماغنا من الزن .
تكلمت وفاء بعتاب : ياسلام يازياد يعنى إحنا بنوجع راسك على كده ونفسك تخلص مننا .
إبتسم عماد وهو يقول: إلبس يامعلم يلا تستاهل .ثم نظر لوفاء وقال: بصى يا وفاء انت تزعلى وتاخدى الولاد وتروحى لبيت باباكى واهو كلنا نريح منكم كام يوم بدل التنطيط اللى بيبقى على راسى من خمسه الصبح ده .
ضحك الجميع على وجه وفاء الممتعض من مزاحهم والذى تعرفه جيدا ورغم هذا فهم يغيظونها وبشدة .
ضحكت وفاء بخبث وقالت: وماله تصدق عندك حق دى حتى ميرنا بنت عمى جايلها عريس وعايزينى أقنعها ،أما أروح بقه وأقنعها بيه.
نظرت فاتن وكذلك فرحة وزياد لأخيها عماد فوجدوا وجهه قد طاله الضيق من مجرد تلك الكلمات .ففرحه تشعر بأن عماد يميل لميرنا ابنة عم وفاء والتى تدرس فى العام الأول بالجامعة .أما زياد وفاتن فهم يعلمون ذلك يقينا.
إتجه عماد وقد تملكته الغيرة وقال: انت بتتكلمى جد يا وفاء .
ضحكت وفاء وقالت بلؤم: أيوة طبعا بتكلم جد .ثم أكملت بإبتسامة مطمأنه: بس متقلقش رفضت بحجة دراستها مع إنى عارفه السبب الرئيسى إيه .ولا إيه ياعمدة.
لعب عماد فى شعرة الكث كعلامة على توتره وهو يقول وأنا مالى يعنى .
ضحك الجميع عليه وقال زياد وهو يغمز له بعيناه: ماخلاص ياحلو اتفضخت واللى كان كان .
إبتسم عماد وهو يقول بحرج : هو ايه اللى حصل يعنى د كان سؤال عادى وكده .
اتجهت إليه فرحة وقالت بسعادة: انت لو عايز تخطبها فأنا مستعدة .انت دلوقت الحمد لله بتشتغل فى وظيفة محترمة ومرتبها كبير وغير كده بتكمل دراسة عشان تدخل الجامعه ،شقتك والحمد لله موجوده يبقى ليه لأ .
نظر إلى فرحة وقال بإمتنان: ربنا مايحرمنى منك أبدا بس دلوقت خلينا فى جواز فاتن الأول .
تكلمت فرحة بحماس: ياحبيبى فاتن خلصت خلاص جهازها كله ،يعنى الحمد لله مش ناقصه قشاية واحده والمحل الحمد لله بيكسب كويس جدا والشقه يادوب هتتشطب ونجيب العفش .هاااه إيه رأيك .
تحدث زياد بحماس: فرحة عندها حق يا عماد وكمان احنا اهو مع بعض ومتخافش اللى انت هتحتاجه هتلاقيه إن شاء الله .
ضحك الجميع بعد شعورهم بالفرحة لعماد خاصة بعد أن قرروا أن تكلم وفاء زوجة عمها لكى تأخذ منهم ميعاد حتى يذهبوا لخطبة إبنة عمها .
↚
ظلت تنظر فرحة لجمعتهم حولها وهى تشعر بالفرح والراحة التى لا ينقصها غير وجود أمل والتى لا تعلم لما لا تحب أن تأتى كثيرا وتقترب منهم لكى يظلوا كما هم يد واحدة .تذكرت للحظة ماجد فوجدت نفسها تبتسم بعشق لذلك الذى لم يخرج من قلبها ولا عقلها ولو لثانية واحدة .بل كان عشقه يزيد داخلها رغم البعد ومن قال ان البعد يولد الجفاء ففى كثير من الأحيان مايزيد البعد العشاق إلا إشتياقاً وولهاً .
أمضى الجميع الوقت بحب وتفاؤل وترابط يزيد كل يوم بسبب تلك الفرحة التى جمعتهم رغم تضحياتها بحياتها هى فكانت دائما تراهم جبراً لفرحتها المكسورة.
دق جرس الباب بقوة حتى ظن الجميع أنه يوجد مصيبة كبرى قد حدثت .فتح زياد الباب بلهفة ليرى من بالخارج وماذا يريد فكانت صدمة لفرحة عندما وجدت ماضيها أمامها ،من كانت تفكر به منذ لحظات ولم تتوقع أبداً أن تراه الآن أو لاحقاً .
نظر إليه زياد فهو يتذكره جيدا هذا هو ماجد خطيب أخته الأسبق وبن عم هيثم زوج أخته أمل.أما عماد وفاتن ووفاء زوجة زياد لم يتعرفوا عليه .
كانت فرحة تشعر بتدفق الأدرينالين إلى كامل جسدها وذلك عندما وجدته أمامه خاصة بتلك الملامح التى لا تبشر بالخير .فعيناه حمراء كالدماء وذلك من فرط ضغطه على نفسه منذ علم بما حدث بالماضى من والدته. والتى يقع جزء من اللوم على فرحة وعدم إبلاغها له .
أما ماجد فلم ينظر لأحد فكانت عيناه عليها هى وفقط .حبيبة روحه حتى الثمالة ،معشوقته حتى الممات .لايتحك بقلبه بحضرتها، فهى فقط من ثؤثر عليه بلا أدنى مجهود .فقط من نظرة أو إماءه او حتى بسمة صغيرة .
ذهب مباشرة إليها وقال بألم وعتاب: ليه ؟!
نظرت إليه دون فهم وحاولت إجلاء صوتها من هول المفاجأة وقالت بإرتباك: لللليه إيه؟!
تكلم بجرح نازف: ليه مقولتليش على كلام ماما الله يرحمها معاكى يافرحة ؟ ليييه كسرتى فرحتى إنت وهى رغم إنك متأكده إنى من غيرك ميت ؟
تحشرج صوتها بالبكاء وقالت بخفوت: مامتك كان عندها حق .إنت ملكش ذنب فى ظروفى ومش المفروض تشيل شيله غير شيلتك .
صاح بها دون أدنى إكتراث للمندهشين لذلك الكلام وعن أى شئ يتحدثون .حتى زياد لم يكن يعلم عن أى شئ يتناقشون.
إنت ماااالك هو أنا إشتكتلك ،أنا جيتلك وقولتلك إخواتك فى عيونى وهربيهم معاكى بس متبعديش عنى ،قولتلك هجيب شقة فى العمارة اللى فى وشهم وتقعدى معاهم ليل نهار أكل وشرب وحتى ممكن تجيبى إخواتك الصغيرين يباتوا معانا .أشار إليها بإصبعه بغضب وقال: حصل ولا محصلش .ردددددى عليا .
صاحت هى الأخرى وقالت بألم: أيوه حصل ،حصل ياماجد وكنت فرحانه إنك متخلتش عنى ومبعدتش لأن روحى هتروح منى لو إنت بعدت .ساعتها حسيت قد إيه ربنا بيحبنى إن اللى بحبه مطلعش أنانى ومخيرنيش بينه وبين إخواتى اللى عمرى ماكنت هتخلى عنهم .
إرتمت على الكرسى خلفها وقالت بحزن عميق: بس مامتك جاتنى وتعتبر إترجتنى إنى أبعد عنك وإنك من حقك تعيش مع واحده موراهاش تلات إخوات متعلقين فى رقبتها .نظرت إليه بدموع وقالت : قالتلى هتصرفوا عليهم منين ولا هتستحلى شقى ماجد وتصرفيه على إخواتك .صرخت بتمزق: قالتلى إنى كده بظلمك ولو إنى فعلا بحبك أبعد عنك .وبلاش أحملك فوق طاقتك وأسيبك تعيش حياتك .
إقرتب منها وقال بإبتسامة سخرية وألم : وإنت شايفه إنى عشتها .وبقيت مبسوط وفرحان . دانا مقدرتش أقعد فى البلد كلها وهجيت عشان مش هقدر أشوفك قدامى ومتكونيش ملكى . جلس هو الآخر على الكرسى المقابل وقال بعتاب مؤلم: كسرتى قلبى وقلبك يافرحة .
↚
صرخت به بغيرة مفرطه وقالت: ليييه كسرت قلبك ليييه .مانت عشت حياتك واتجوزت وخلفت وخلاص فرحة بقت ماضى وذكرى.
نظر إليها بعتاب واضح وقال: بعد كام سنه يافرحة .انا لسه متجوز من 10 سنين .قلت يمكن أنسى وأعرف أعيش بدل مانا متعذب كده فى بلاد الله .يمكن لما أتجوز ألاقى اللى تحتوينى وتنسينى حبك .بس للأسف إتجوزت واحدة عذبتها معايا بحبى ليكى .أشار إليها بقهر وقال: يعنى إنت كنت سبب فى عذاب 3 أشخاص مش أنا وانت وبس .تعرفى كم مرة نديت عليها بإسمك ، تعرفى كام مرة كنت معاها عشان متخيلها إنت، تعرفى إنى سميت بنتى على إسمك عشان لما أغلط بيه يكون عندى مبرر .
لم يتحكم بدموعه وهو ينظر إليها ويقول: تعرفى كم مرة أمسك التليفون عشان أكلمك وبمسك نفسى على آخر لحظة، طب تعرفى إنى كنت عارف عنوان المحل بتاعك وتعمدت إنى أجى فى نفس الشارع أسلم على واحد صاحبى مع إنى كنت هقابله بره بس عملت كده عشان يمكن أشوفك . صرخ بألم وهو يضرب على قلبه: طب تعرفى إنى قلبى موجوع منك ورغم كده إنت واحشاه لدرجة إنى عايز أخدك فى حضنى .عايز أضربك وفى نفس الوقت أسألك عن أحوالك وأكون أمانك. عايز أبعدك عنى بعد اللى عملتيه بس مش قادر مشوفكيش.
قوليلى حل يافرحة عمرى .قوليلى على حاجه تبرد النااااااار اللى قايده دى .
وقف مرة واحدة وهو يمسح دموعة وقال: بس أنا مش مسامحك ومقدرش أقول إنى مش مسامح أمى لأنها خلاص قابلت وجه كريم وكفاية عقابها انى سافرت وبعدت عنها رغم انى مكنتش عامله عقاب ليها .بس إنت لو كنت قولتيلى من يومها كانت كل حاجه إتغيرت .
أضاف بسخرية لاذعة: بس إزااااى فرحة هانم لازم تضحى وللأسف ضحت بأكتر حد كان متمسك بيها لآخر لحظة .انا هسافر تانى عشان مشوفكيش وقلبى ده همو*ته بإيدى ودى حاجه مش جديدة عليا لأنه كده كده مات من زمان .
خرج كالإعصار كما دخل وظلت هى كما هى تبكى على قلب من ذهب كانت هى سببا لضياعة بحساباتها الخاطئة.
أما ااباقيين فيقفون وكأن على رؤوسهم الطير .خاصة زياد والذى علم الآن كم كانت تضحية أخته غالية الثمن عليها .فمن ذا الذى يترك رجلا مثل ماجد .رجلا ينطق العشق بعيناه .حتى فى وسط قسوته بث لها عشقه الذى لم ينضب حتى الآن .نعم فملامحه رغم أنها ظلت على وسامتها ولكن ينقصها الحياة .به حزن يراه الجميع بعيناه رغم إبتسامته.
إقتربت فاتن ووفاء من فرحة، نظروا إليها بألم .أخذتها فاتن بأحضانها وعندما شعرت فرحة بهذا الدفء صرخت ببكاء وكأنها تخرج من قلبها ألم سنين كبتته حتى لا تؤلم أخواتها الصغار فتنامى داخلها حتى توغل ولابد له من الخروج .
ظلت تبكى بقهر لم يروها عليه يوماً .ألم عشق لفظته دون إرادة منها فكسرته هو قبل منها هى .
نزلت دموع زياد على أخته الحنون وهو بداخله ينتوى القيام بشئ من أجلها .فكما ضحت لأجلهم فآن لها الآن أن ترى ثمن تلك التضحية حيا أمامها .
.......................
↚
وهل كانت لأيامى معنى دون لقياك . كنت أمضى يومى بلا شعور لفقدانى الأمل برؤياك .تتخلل الغيرة أعماقى لتمتع غيرى بمحياك .لها الحق بأن تتمتع بأحضانك وتنهل من جمال عيناك وأنا أعد أيامى وليالي القاحلة دون كلمة عشق من شفتاك .وتقول أنى كسرت قلبك فأين قلبى من عشق مزق فؤادى وأنا أتمنى أن تتلمس يدى يداك .
فلقد كُسِرْتُ قبلك بإبتعادى عنك وخروجى عن حدود مرماك......
خواطر سلوى عليبه
💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
تتخبط أيامى كطائر جريح ورغم جرحه يعلم أن شفائه بيد من قام بجرحه بالبداية .ولكن هيهات هل يضر الطائر جرحا آخر يزيد من آلامه فهو بالفعل قد فقد قدرته على الطيران إذا لن يضر جرحا آخر فمتعته بالحياة قد ذهبت بإنكسار جناحيه .
ظل ماجد يمشى ولا يعلم أين يذهب وجد نفسه أمام قبر والدته .جلس أمامه وهو يقول بصوت متحشرج من كتمانه البكاء وكأنه يرى والدته أمامه: إرتحتى ياماما لما بعدتينى عنها وبعدتيها عنى .دانا جيت أترمى فى حضنك وأشتكيلك ألم قلبى وكسرته لما سابتنى وانت اللى كنت بتصبرينى وبتقوليلى اللى باعك بيعه .أكمل بحزن: مكنتش أعرف إنك أول واحد باعنى يا أمى . تنهد بقوة وقال: مش قادر ألومك لأنك دلوقت فى مكان مينفعش فيه اللوم .بس رغم كده جيتلك أشتكيلك زى ماكنت متعود ،والمفروض شكوتى منك أصلا بس مش قادر أتكلم .سكي*نة تلمة مغروزة جوه قلبى ومش قادر أقول آه ياماما .صرخ بقوة وقال: ااااااااااااااااه يا أمى ااااااااااااااااه.
وحد من يربت على ظهرة فوجده هيثم بن عمه .ساعده على النهوض وهو يشعر بالقلق عليه فسأله مباشرة: مالك ياماجد فيه إيه؟
مخنووووق يا هيثم مخنووووق .هكذا جاوبه ماجد ببساطه.
نظر إليه هيثم وقال بإشفاق: تعالى نقعد فى مكان ونتكلم ولاتحب تيجى البيت عندى .
نظر إليه ماجد وهو يحاول أن يخرج مما هو فيه فهو لايريد أن يسأله أى شخص عن أى شئ فقال : أمل عامله إيه وولادك .أكمل بألم : كان زمان معايا ولاد فى سنهم لو اتجوزت فرحة،بس يلا الحمد لله على كل شئ .
تحدث هيثم بسخرية وقال: تصدق ياريت جوازتى هى اللى باظت وأمل فضلت إخواتها عليا .بس للأسف عمر ما أمل كانت زى فرحة فى حاجه .زفر بشدة من أفعال زوجته وقال: فرحة طول عمرها قلبها أبيض وبتحب الكل حتى لو على حساب نفسها .تعرف ياماجد أنا لو فى نفس ظروفك ورجعت بعد العمر ده كله ولقيتها قدامى مش هتردد أبدا إنى أتقدم لها تانى لأنها فعلا إنسانه متتعوضش.
شعر ماجد بالغيرة تجتاح كيانه عندما تكلم عنها هيثم بمثل هذا الكلام .فنهره وقال: جرا ايه يا هيثم دى أخت مراتك يعنى ميصحش تتكلم عنها كده .
إبتسم هيثم بمرح وقال: لسه زى مانت مبتستحملش حد يجيب سيرتها غيرتك سابقاك .
تكلم ماجد بسخرية وقال: صدقنى يابن عمى انا مفييش حاجه زى ماهى غير ده وأشار على قلبه .ثم أكمل : لو أقدر أشيله من مكانه يمكن أرتاح هعملها بس أعمل إيه ليس كل مايتمناه المرء يدركه وأنا ربنا كتب عليا انى أعيش فى عدم راحه لآخر عمرى .
أشفق عليه هيثم فأخذه لمكان مفتوح عله يخفف عنه بعض مايشعر به من ألم .
أما على الجانب الآخر فكان هناك من يشعر بمثل شعوره من التمزق . دخلت لغرفتها دون كلام فهى لا تقو على مواجهة أحد .أخرجت ذلك الصندوق المدفون فى دولاب ملابسها حتى لا يصل إليه أحد .قامت بفتحه وأخرجت ذلك السلسال والذى يحمل إسميهما معا وخاتم على هيئة قلب قد أهداه لها عند نجاحها فى الثانوى التجارى حيث شجعها على إستكمال تعليمها وأن تدخل كلية التجارة بعد ذلك . نعم هى قد أعادت له شبكته ولكنها لم تستطع أن ترجع الخاتم والسلسال .وكانت تتمنى ألا يسألها عنهم وقد كان فهى لاتعلم أنه لم يفتح أى شئ وترك كل شئ هلفه وذهب .
أمسكت بعد ذلك صورهم معا والتى تحتفظ بها .نظرت إليه ولنظرات العشق القابعة بعيناه .لايمكن أن يخطئها أحد ولكن هى من فعلت ذلك وأبعدت ذلك العشق عنها دون كلام .
كان يجلس الجميع بالخارج ومازالت فاتن تبكى على أختها وحالتها التى لم ترها بها يوما .
ذهبت لزياد وسألته ببكاء : مين ده اللى كان هنا يا أبيه ؟ وصحيح الكلام اللى قاله .ثم زادت من بكائها وهى تقول: يعنى إحنا كنا السبب فى أن فرحة تتحرم من واحد بيحبها قوووى كده وهى كمان كانت بتحبه ومازالت .
نظر إليها عماد بغيرة وقال: إيه كلامك ده .يعنى إيه لسه بتحبه .لا فرحه مفيش فى حياتها غيرنا إحنا .وحتى لو كانت بتحبه زماان فأكيد لما إختارتنا احنا زى ماهو بيقول فهى نسيته ولا إيه .
كاد أن يرد عليه لولا طرق الباب .فذهبت وفاء لتفتح فوجدت أمل أمامها .رحبت بها ودخلت فوجدتهم هكذا .سألتهم عما بهم .فسرد عماد ماحدث بضيق شديد وغيرة من أن تتركة فرحة وتذهب بعيدا عنه .فهو لم يرى تضحيتها بقدر رؤيته لفكرة إبتعادها عنه فهو لن يتحمل مثل هذا الشئ .
بعد أن إنتهى عماد من سرده لما حدث .شعرت بالغيرة تنهش بها .فهى دائما ما تغير من فرحة وهاهى ماحد يعود وهو أرمل وفوق هذا لم ينسى عشق أختها ناهيك عن عودته بعد ثمانية عشر عاملا من الخارج بعد نجح وأصبح من الأغنياء .صحيح هو لم يصبح ثرى بعد ولكن غناه أصبح ملحوظا للجميع .فهل بعد كل ذلك ستفوز فرحة به .
↚
وجدت نفسها تتكلم بحقد وتقول: وهو يعنى حتى لو رجع إيه اللى هيتغير .هتتجوزه مثلا .طبعا مش هيحصل .
عند تلك الكلمة رفع زياد وجهه لها وقال بسخرية: وليه مش هيحصل يا أمل .يعنى فرضا انه رجع طلبها إيه اللى يمنع؟
صاح عماد بأنانية: كتيير يا أبيه كتيير .أولهم أنها بالفعل فضلتنا عليه وطبعا مفيش حاجه إتغيرت وكمان هى لسه هتفكر فى جواز لا طبعا .
تحدثت أمل بغيرة وخبث حتى تزيد من اشتعال ذلك العماد : طبعا ياعماد عندك حق .دانا اهو بنتى بيجلها عرسان وممكن تتخطب فى أى وقت يبقى منظرنا إيه بقه والبت وخالته بيتجوزوا مع بعض وهى أصلا لو كانت إتجوزت كانت خلفت قدها .
صرخت فاتن بحزن وقالت: بس متجوزتش يا أبله أمل وانت اللى اتجوزتى وعشتى حياتك ومقدرتيش تقدمى التضحيه اللى هى قدمتها ثم أكملت بسخرية : مع إنك الكبيرة والمفروض كان انت اللى تضحى مش هى .
إرتبكت أمل من كلام فاتن وحاولت أن تدارى على موقفها بأن صرخت بوجهها وهى تقول: إنت قليلة الأدب المفروض تحترمينى دانا أكبر منك بأكتر من 15 سنه ،إزاى تكلمينى كده .
نهض زياد مرة واحدة وقال: فاتن مغلطتش يا أمل .ولا إنت بتحاولى تدارى موقفك الأنانى بكلامك ده .
صاحت بإرتباك: أنا موقفى أنانى شكرا يا زياد ،شكرا يا أخويا .
إقترب منها وقال أيوه أنانى يا أمل .ثم نظر لعماد وقال: وانت كمان أنانى لأن إنت نفسك بتفكر فى نفسك وخلاص عايز تخطب وفرحة أول واحده وافقت وكمان مش هتشيلك هم حاجه زى ماعمرها ماشيلتنا هم أى حاجه فى حياتنا.
شعرت أمل بالغضب من مدحه فى فرحة فقالت: اااه يعنى هى وافقت على خطوبة عماد محبة فيه ولا عشان لما المحروس سى ماجد يجى ميبقاش لكم حجة ماهى خلاص خلصت بقه اللى كانت رفضاه عشانه واخواتها كلهم اتجوزوا فتقوم هى كمان تتغندر وتتجوز والناس تاكل وشنا .
صاح زياد وقال: إخرسى يا أمل ولو عايزة تيجى بيت فرحة يبقى تيجى بأدبك غير كده يبقى تتفضلى من غير مطرود .
شهق الحميع بما فيهم أمل والتى قالت بغضب: إنت بتطردنى من بيت أبويا يازياد .
تكلم زياد بفحيح وقال لها بقوة: لا يا حلوة د بيت فرحة أختك وانت عارفه كده كويس .أبوكى الله يرحمه كان سايب اه الشقه اللى احنا فيها دى بس كانت إيجار مش تمليك .وهى اللى إشتغلت وتعبت وإشترتها لما لقت صاحبها عارضها للبيع وبعدين من شغلها وتعبها إشترت بقيت البيت قالت عشان تجمعنا فيه .ولو إنت نسيتى فأنا فاكر كويس قووووى .يعنى إنت هنا فى ملكها يبقى تتكلمى كويس يا ملكيش قعاد هنا .
ثم إتجه لعماد وقال: وإنت يابيه ياللى المفروض تكون إنت أول واحد تحب تعوض أختك عن اللى شافته .لأنك كنت السبب الرئيسى فى تضحيتها الكبيرة .بس إزاااااى لازم الأنانية تشتغل . صرخ به بقوة وقال: تقدر تقولى لما تتجوز هى هتعمل إيه لوحدها .فرح اختك كمان شهرين وانت اهو هتحصلها .وانا رغم ان عايش معاها فى نفس البيت يدوب اطل عليها وانا رايح شغلى وبعدين وانا راجع ومبعرفش اقعد معاها اكتر من كده وانت كمان هتعمل زيى لأن الدنيا تلاهى وفاتن كذلك .ثم نظر لأمل وقال بسخرية لاذعة : وطبعا أمل كده كده ناسيانا ومبتفتكرش تيجى لفرحة غير عشان تاخد فلوس وبس يا إما تيجى تصطاد فى المايه العكرة زى دلوقت كده .
نظر إليهم جميعا وقال: تقدروا تقولولى وكل واحد وواحده فيكم بتتمتع بحضن جوزها أو بحضن مراته هى هتكون بتعمل إيه ؟ أقولكم أنا : هتكون بتستنى تليفون منكم ،أو بتستنى ربع ساعة فى اليوم نبص عليها فيه ،أو بتتمنى يوم نقعد ناكل فيه مع بعض زى الأول .وساعتها ممكن منعرفش نعمل ده لأن كل واحد فينا هيكون له حياته لكن هى هتكون حياتها وقفت عليكم لغاية ما كبرتوا وبعد كده جزاتها انكم تنسوها أو تتجبوا عليها بزيارة كل كام يوم وانت مفكر انك عملت اللى عليك وزياده .
أكمل بإمتنان: بس اللى انتوا متعرفهوش ان اللى عملته فرحة محدش يقدر يعمله .ثم أشار لأمل وقال: أختكم الكبيرة مقدرتش تعمله مع ان خطوبتها كانت صالونات يعنى لو سابت خطيبها مش هتتعب على عكس فرحة .
أكمل بألم لذكرى لا يعرفها غيره: تعرفوا أن فرحة وماجد بيحبوا بعض من قبل مايتخطبوا ب 3 سنين . وماجد جه كذا مرة يخطبها وبابا يرفض ويقوله لما تخلص تعليمها .
تعرفوا إن فرحة من زعلها إنها سابته جالها نزيف مبيقفش وكل الدكاتره أجمعوا إنه نفسى .وكمان جالها أورام ليفيه فى الرحم مع النزيف إضطرت تشيل الرحم وكل ده وبإجماع الدكاترة بسبب حالتها النفسية الوحشة. وفضلت فى المستشفى 5 أيام وفى الخمس أيام دول أختكم الكبيرة مستحملتكمش وفرحة صممت إنها تخرج من المستشفى وكانت بتخدمكم وهى تعبانه .صاح بقهر وقال: فى الوقت اللى السليمه ما استحملتش إنها تراعيكم كام يوم.
حتى ماجد مقدرش يعيش فى البلد بعد ماسابته وسافر ومرجعش . إستطرد بيقين: يمكن رجوعه دلوقت لسبب وكمان هو إتجوز وخلف ومراته ماتت مش يمكن فرحة تعوضهم عن أمهم وهم يعوضوها عن أمومتها مع الشخص الوحيد اللى عشقته فى الدنيا دى . لييييه نبقى آنانيين مع اكتر واحده عمرها ماكانت أنانية معانا .
شعر عماد بالخزى أما أمل فما زادها كلام زياد إلا حقدا وغيرة من دفاع زياد المستميت عن فرحة .وكانت فاتن ووفاء تذرفان الدموع بشدة على تلك الفتاة صاحبة الوجه الحميل والقلب الأجمل .
خرجت أمل وهى تشعر بالغضب فلم يعيرها أى شخص من الواقفين أدنى بالاً.
أما زياد وقف أمام عماد وقال: أنا عارف إن كلامك مش نداله منك على قد ماهو غيرة وخوف إن فرحة تبعد عنك.
بكى عماد بشدة وهو يقول: والله يازياد لو طلبت عيونى أديهالها ومتأخرش .فرحة مش أختى الكبيرة دى أمى وحبيبتى وصاحبتى وأول واحدة بترمى فى حضنها لما أحس إنى محتاج لحاجه أو محتاج أحس بالأمان .فرحة هى أمانى يا زياد .
إبتسم زياد وقال: يبقى من حق أمانك ان هو كمان يلاقى أمانه ولا إيه .خاصة بقه انك هتستبدل حضنها بحضن حبيبة القلب .
إبتسم عماد وقال: مفيش حضن يغنينى عن حضن فرحة مهما كان .
إبتسمت فاتن هى الأخرى وقالت: أبيه زياد إحنا لازم نعمل حاجه نجمعهم مع بعض من تانى .صراحه أنا حبيت ماجد ده قوووى .
ضحكت وفاء بخفوت فى محاولة منها لتخفيف حدة الأجواء وقالت: فينك يا إياد تيجى تشوف خطيبتك بتقول إيه .
↚
ضحك الجميع فقالت فاتن : بقه كده بتتجمعوا عليا وكمان تصدقوا بالله إياد نفسه لو شافه هيحبه .درغم انه عنده كام واربعين سنه بس جان فى نفسه كده ابن إلايه .بس برضه فروحه أختى قمر وتستاهل إنها تتحب الصراحه .
💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢
وما ذكرياتنا الجميله الا وقود نضعه فى حياتنا الحاليه لنمضى قدما دون أدنى مجهود .فنشعر بالسعادة لمجرد ذكرى كانت فى وقت هى كل حياتنا .
يجلس ماجد مع هيثم بعد أن هاتفه أخيه منتصر للإطمئنان عليه .فأعلمه مكانه فجاء هو الآخر .ظلوا ينظرون إليه وهو يبتسم تارة ويغضب تارة .
طلب منه منتصر أن يقص عليه ماحدث .فسرد ما كان بينه وبين فرحة وكلامهما معا .
صمت منتصر قليلا وقال بترقب: إتجوزها ياماجد .
نظر إليه ماجد بإستغراب أما هيثم فقال: طب والله كنت هقولك كده أنا كمان .وكمان انت لسه صغير وفرحة برضه مش كبيره دى لسه 39 سنه وانت 43 فيه ناس فى سنك لسن متجوزتش .
تحدث أمجد بإستنكار وغضب وغيره مفرطة : ياسلام عايزينى ارجع أتقدملها تانى عشان تفضل إخواتها عليا وترفض.
تحدث هيثم وقال بحزن: ماجد أنا شفت فرحة بعد إنت ماسيبتها كانت عايشه وكأنها مي* ته .لولا إخواتها ومسئوليتها تجاههم مكنتش كملت .
تحدث منتصر وقال بتقرير: إنت وبتحبها لا مش بتحبها بتعشقها وهى كمان يبقى ليه لا .بلاش تضيع الباقى من عمرك فى عناد ياماجد .أنا أخوك وأكتر واحد عارفك وعارف ان انت نفسك أصلا ترجعلها بس كبرياءك مانعك تعمل كده بس خدها منى نصيحة : عيش،حياتك وبلاش تبص وراك وصدقنى اللى عملته فرحة ده يزودها فى نظرك ويخليك تقرب منها مش تبعد وغير كده هتبقى متطمن معاها على ولادك لأنها حنينه بالفطرة ودى حاجه مش موجوده عند كل الستات على فكره .
أكد هيثم على كلام منتصر وقال بندم: صدقنى يا ماجد كلام منتصر صح واكبر دليل على كده هو مراتى مع انها اختها بس مفيش فيها صفة واحده زى فرحة .وبحسها كل ما اجيب سيرتها بتغيير ومش منى مثلا لا د حتى ولادها بحسها بتتغير لما حد من ولادها يتكلم عن فرحة وانه بيحبها وانها جابتله أى حاجة .
ظل ماجد يفكر بكلامهم أو بمعنى أصح لقد وحد الذريعة لكى يتقدم لها فهو كان يريد هذه الخطوة وبشدة بل إن سبب من أسباب نزوله مصر هو ذلك الأمر .فهو يود أن يشعر بالراحه وراحته معها هى فقط وليس مع احد آخر .
💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢
لا تنظروا إلي بتلك النظرات ،فما زالت عيناى مبللة بالعبرات ولكن أنتوى أن تمضى حياتى بما بها من عقبات .فلا تشعرونى بشفقتكم علي فأنا مازلت واقفة أمامكم صامدة صلبة رغم الانكسارات .....
ترك الجميع فرحة حتى تنفرد بحالها فهى الآن لا تحتاج غير نفسها وفقط . كانوا يتابعوها كل فترة دون التدخل بعد أن أوصاهم عليها زياد قبل أن يتركهم ليذهب الى مشوار لا يعرفه أحد غيره .
ظلت فرحة حبيسة غرفتها ولم تخرج منها غير للذهاب إلى الحمام فتتوضأ وتصلى فرضها ثم تغلق بابها عليها مرة أخرى.
هاتف إياد فاتن فوجد صوتها حزين فسألها بقلق فقصت عليه ماحدث .فأخبرها أنه سياتى إليها فى غضون ربع ساعة وقد كان .آتى إياد فرأى توتر الأجواء فيما بينهم .
جلس بجوار فاتن وهو يمسك يدها بمؤازرة وقال: فاتن انتوا المفروض تساعدوا فرحة إنها تعيش حياتها .
نظرت إليه فاتن بفرحة وقالت: يعنى إنت مش هتتريق على أختى ولا هتقول انها لسه هتتجوز بعد عمرها ده .
ضحك إياد على براءة تفكيرها وقال: ياحبيبتى فرحة مش كبيره للدرجة وغير كده فيه غيرها كتيييير فى سنها وأكبر كمان وماتجوزوش .يبقى ليه نحجر عليها عشان أنانيتنا .وكمان الحمد لله كل واحد فيكم دلوقت بقه له حياته واحنا كلها شهرين وهنتجوز .
اومأت فاتن بفرحة وهى تشعر بسعادة شديدة لتفهم إياد فهى كانت تخاف من تغير موقفها تجاهها . نظرت تجاه غرفة عماد والذى دخل هو الآخر لينفرد بنفسه قليلا .
فذهب إليه إياد ودخل بعد أن سمح له إياد بذلك .كذلك إقتربت وفاء من فاتن وهى تقول: ربنا يهديك ياعماد يااااارب ويفرح قلبك يا أبله فرحة .
أما عند ماجد بمنزله المقيم فيه هو وأولاده بعد أن رجع من الخارج بصحبة أخيه وابن عمه . دق جرس المنزل فذهب لكى يفتح ليجد زياد أمامه فوقف ينظر إليه بحيرة وداخله متخوف من أن يكون سبب الزيارة هى الإبتعاد مرة أخرى .
↚
أحاول أن أمضى قدما فمهما حدث بحياتى كل مقدر ورب الخير لا يأتى إلا بالخير ..فاللهم نفس راضية وعين باكية من خشيتك ...
بعد مرور عدة أيام لم يحدث بها اى جديد غير تغير فرحة حيث أصبحت أكثر هدوءا رغم محاولتها أن تكون طبيعية ولكن هيهات .قررت النزول لمحلها خاصة وهى قد تركته لصديقتها حورية وكان عماد وفاتن ينزلون أيضا للمساعدة فهم معتادون على ذلك خاصة وقت الذروة مثل الأعياد .
بدأت فى العمل علها تلتهى ولو قليلا .وجدت حورية تنظر لها بخبث .فسألتها مباشرة: مالك ياحورية بتبصيلى كده ليه؟!
إبتسمت بحالمية وهى تقول: كل ما أفتكر كلام ماجد اللى حكتيهولى أقول جاتنا نيله فى حظنا الهباب .
إبتسمت فرحة بسخرية وهى تقول: حظك هباب ليه ياختى مانتى متجوزه راجل محترم وبيتمنالك الرضا ترضى .تصدقى عادل خسارة فيكى .
نظرت حورية لها بذهول .فقالت لها فرحة: مالك بتبصيلى كده ليه .
لم تتلق أى إجابة ولكن صوته هو من أجاب عليها عندما وجدته خلفها يقول بصوته الأجش وكأنه موسيقى تهز وجدانها: السلام عليكم لو سمحتى كان فيه تيشرت عاجب بنوتى وكنت عايز أشوفه .
تنحنحت بهدوء وقالت بثبات تُحسد عليه: طبعا يافندم أنا تحت أمرك ثوانى .ثم نظرت لحورية وقالت: خدى الأستاذ ووريه التيشرتات اللى كانت عجباه.
تحدثت حورية سريعا عندما دلف زبائن آخرون فقالت وهى تشير إليهم : معلش يافروحة فيه زباين هروح أشوفهم ورى انت أستاذ ماجد اللى هو عايزه .
إقترب منها وعلى وجهه إبتسامة عاشقة وقال وهو قريب من وجهها : انت خايفه تفضلى معايا لوحدك ولا إيه .
إرتبكت من إقترابه وقالت بخفوت: لو سمحت إبعد كده ميصحش .
قال لها بتلاعب: هو إيه اللى ميصحش بالظبط .
ذهبت من أمامه وهى تقول له كنوع من الهروب : أاانا هجيب لحضرتك التيشرتات .
صاح بمرح: تمام أصلهم عجبوا فرحة قلبى قوووووى وأنا أى حاجه فرحة قلبى تقول عليها لازم أنفذها .
أحضرت له التيشرتات التى أرادها فكان يرفعهم وبضعهم وكأنه لا يعرف ماذا يريد بالضبط .
سألها ببراءة مزيفة وقال: ممكن تساعدينى فى الإختيار .أصل الصراحه كل حاجة هنا حلوة وأنا مش قادر أختار حاجة وأسيب التانية .
إبتلعت ريقها ثم أمسكت تيشرت لونه بنى وأعطته له وقالت بعملية : ده جميل وعملى وكمان يناسب سن حضرتك .
ضحك بخفوت وقال بمغزى: بس إنت عارفه إنى مش بحب اللون ده وعمره ماكان زوقى .ولا إنت خلاص نسيتى أنا بحب إيه وبكره إيه؟
رفعت عيناها وهى تحاول ألا تبكى وقالت: كل حاجه بتتغير ومفيش حاجه بتفضل على حالها .
إلا قلبى يافرحة .هكذا أجابها بلهفة .ثم إستطرد وقال: كنت كل يوم أنام وأقول يارب اللى أنا فيه يكون كابوس وأصحى منه ،قلبى عمره مادق غير ليكى انت وبس ومش عايز غيرك إنت وبس .
زفرت بشدة وقالت: للأسف اللى كان ينفع زمان مبقاش ينفع دلوقت .
أجابها بهدوء وصوت رخيم زلزل دواخلها: ليه يافرحة ؟ إيه اللى إتغير فينا .لاانتى اتغيرتى ولا انا اتغيرت . قلبى وقلبك لسه بيدقوا لما بنقرب من بعض .
إقترب من وجهها وقال بحنين: أنا متأكد إن قلبك دلوقت مش بيدق وبس لا ، د بيعلن الحرب عليكى عشان تقربى منى زى مانا هموووت وأخدك فى حضنى . كفاية فراق يافرحة ،كفايه عذاب وألم وتعاسة عشناها وإحنا بعاد عن بعض .أنا تايه يافرحة وانتى راحتى .بلاش تحسسينى لتانى مرة إنى مليش قيمة عندك .أكمل بألم: إحساسى ده بيقتلنى .إنت بعدتينى زمان بحجة إخواتك دلوقت بقه هتبعدينى ليه هاه جاوبى يافرحة عليا .
أكمل بعتاب شديد : إيه اللى عندك ممكن تبعدينى عشانة، إيه اللى يخليكى تكملى على الباقى من قلبى وتدوسى عليه ،إيه عذرك المرة دى يافرحة ..نظر لعينيها وقال بخفوت وتحدى : إلا إذا كنت بطلتى تحبينى .ساعتها بس يافرحة همشى ومش هتشوفى وشى تانى بس تقوليها فى وشى وانت بتبصى فى عينى .
كان داخلها يرغى ويزبد .تريده ولكنها لا تعرف كيف ستواجه إخوتها ،هى إرتضت بحياتها رغم مابها من آلام فكيف يظهر هو الآن ليقلب حياتها رأسا على عقب .أخذت نفسا عميقا وقررت ألا تجازف وليتركها وشأنها ولهذا ستقولها ." أنا لا أحبك" فهى مجرد كلمة وتنهى بها كل شئ .
رفعت رأسها إليه وقالت: أنا ..أنا.... أنا مب.....
إبتسم بألم وقال: عايزة تقوليها ومش قادرة .لسه بتضحى بيا يافرحة تمام أنا واقف ومش همشى غير لما تقوليها عشان ساعتها أخد قلبى وأعصره بين إيديا عشان ميفكرش فيكى تانى .
ترجته بعيناها أن يتركها .فأبى إلا أن تنفذ شرطه وبعدها ستحصل على ما تريد .
يلا أنا مستنى خليكى شجاعة وقوليها يافرحة .هكذا حثها ماجد على الكلام وهو يراهن على قلبها وأنه لن يسمح لها أن تقولها وإلا فإنه سيكون خسر كل شئ .
أجهشت بالبكاء حتى أنها جلست على الأرض تستند بظهرها على أرفف الملابس أما وجهها فتحاوطه بيديها وهى تبكى بحرقة .تبكى قلبا لايقدر على النسيان،تبكى عشقا تريد أن تعيشه ولكن لاتستطيع .
نزل إليها وأمسك يدها وأبعدها عن وجهها وقال بعشق: ليه يافرحة بتعذبى نفسك وبتعذبينى .سيبى نفسك وعيشى يافرحة .والله أنا ماحبيت غيرك ولا اتمنيت غيرك .
↚
نظرت إليه وقالت: قلبى بيوجعنى .طول عمر حبك بيوجع قلبى من كتر شوقى ليك .وضعت يدها تحت حجابها فأخرجت ذلك السلسال الذى يجمع إسميهما معا .أطبقت على الإسمين بيديها بشدة وهى تقول : لما كنت بتوحشنى قوووى كنت بلبس السلسة دى عشان إسمك يحضنى وأحس بيك .
إبتسم بحب وقال: يعنى أنا دلوقت واحشك .
إبتسمت بألم وقالت: إنت أصلا كنت بتوحشنى وإنت قصاد عينى فمابالك وانت بعيد وقاسى .
ذهل من نعتها بالقاسى فقال: أنا يافرحة ،أنا اللى كنت قاسى .
أجابته بألم : أيوة .لما سيبتنى كنت قاسى عليا ،لما بعدت وهجيت وحرمتنى إنى أشوفك قسيت عليا ، لما عرفت إنك إتجوزت وبقيت من حق واحده تانيه تضمك وتحسك وتتمتع بحبك ساعتها برضه قسيت عليها بس القسوة المرة دى كانت بموتى .
جلس بجوارها أرضا وأراح ظهره هو الآخر على أرفف الملابس وقال: ومين كان السبب فى القسوة دى يافرحة .
صرخت لأول مرة بوجهه وقالت: إنت أكتر حد عارفنى وكان لازم تعرف انى مهما قلتلك تبعد يبقى من ورا قلبى. كنت محتاجاك تقولى هفضل معاكى غصب عنك ، كنت موجوعه بموت أمى وإخواتى اللى بقوا يتمى أب وأم وأختى اللى فكرت فى نفسها وقالتلى أنا مليش دعوة .هدأت قليلا وقالت بحزن وهى تغمض عيناها بشدة لتمنع دموعها من النزول: كنت إنت أمانى وسندى وفرحت لما ما اتخلتش عنى وفضلت جمبى .نظرت إليه بعتاب : عمرك ما سألت نفسك إيه اللى غيرنى بين يوم وليله كده.
أجابها بإبتسامة سخرية: سألت يافرحة سألت .بس يمكن كلام أمى مع زعلى منك خلانى مشوفش الحقيقة لأنى عمرى فى حياتى ماكنت أتخيل أن أمى اللى انا بحكيلها من وانا فى ثانوى عن حبى ليكى تعمل فيا كده .انا يافرحه بحبك من قبل مانت تعرفينى أصلا وماما هى الوحيدة اللى كانت عارفه فعشان كده صدقت كلامها ومتخيلتش انها السبب الرئيسى فى حرمانى منك .
إعتدل ماجد وأصبح بمقابل وجهها وقال: اللى حصل حصل وأكيد ربنا ليه حكمه فى كده ومش،هنقدر نغير الماضى بس فى إيدينا مستقبلنا يافرحة وانا وانت لسه صغيرين مكبرناش عشان نقول خلاص .أمسك يدها وقال بترجى ولهفة: وافقى يافرحة وافقى على جوازنا وأنا هكمل رسالتك مع إخواتك مش هنسيبهم ولا هبعدك عنهم شغلى بره هصفيه واجى أفتح هنا فى مصر .حياتى كلها هغيرها عشان خاطرك بس قولى آه يافرحة .وحياة حبنا لتقولى آه .
شعرت بدقات قلبها كالطبول وجسدها كالهلام بين يديه.أهو قال زواج عن أى زواج يتحدث .نظرت لوجهه وجدت به من الترجى مايجعلها توافق بلا تردد .شعرت بسعادة غير عادية لمجرد الفكرة فكيف إن وافقت .ولكن طرأ على عقلها سؤال : هل عندما يعلم أنه تم إستئصال رحمها سيغير رأيه .
إبتلعت تلك الغصة المريرة وقالت بتردد: ماجد فيه حاجه لازم تعرفها .
إبتسم بعشق وقال بحنان: أنا عارف كل حاجه يافرحة .زياد حكالى كل حاجه من ساعة ماسيبتك لغاية دلوقت وعلى فكرة أنا طلبت إيدك منه وهو موافق يعنى موافقتك تحصيل حاصل .ثم غمز لها بعيناه وقال: حتى فاتن وعماد كمان موافقين .
نظرت إليه بتيه فأجابها بإبتسامة جميله ما زادته إلا وسامة: أيوه اللى بالك صح .أنا قابلت كل العيله حتى إياد خطيب فاتن وكلهم موافقين على جوازنا فكده أنا أكسب برأى الأغلبية ولا إيه .
ضحكت بعدم تصديق وهى تقول: طب إزاى وكمان جواز وأنا فى العمر ده .داخنا كنا مخطوبين مع أمل وهيثم ودلوقت ولادهم ماشاء الله فى الجامعه .
أجابها بسعادة وعدم مبالاة لما تقوله: وإيه المشكله وكمان إحنا كنا مخطوبين واحنا كنا لسه صغيرين وياما ناس فى سننا ولسه متجوزوش .
أجايته برهبة : بس أنا ....
تدخل زياد والذى كان يعلم بزيارة ماجد لأخته ولهذا فهو أتى إليهم ولكنه وجدهم يتحدثون فلم يرد أن يقاطعهم .فكان يدعو الله أن يتم التصالح بينهم لأنهم يستحقون تلك الفرصة الثانية .فهو تذكر زيارته لماجد وكيف سأله مباشرة : ماذا يريد من فرحة فأجابه ماجد بلا تردد : عايز أتجوزها وصدقنى هعوضها عن كل حاجة وحشاه حصلت .
تحدث زياد بسعادة: ماجد عنده حق يافرحة .كلنا موافقين ورأيك تحصيل حاصل .
نهض ماجد من على الأرض وأمسك يدها وجعلها تستقيم هى الأخرى ودموعها تهبط ولكنها تبدلت فالآن تلك دموع الفرح وليست دموع الإنكسار .
إقترب منها عماد وعيناه مغرورقة بالدموع وأمسك وجهها بين يديه وقال: أنا بحبك قووووى يافرحة .انا عمرى ماكنت أنانى إلا معاكى إنت من كتر إرتباطى بيكى ،إنت أمى اللى مشوفتهاش وأختى اللى بتاخد بالها منى وحبيبتى وصاحبتى اللى برمى نفسى فى حضنها لما بكون متضايق.أجهش بالبكاء وقال: عارف انك سمعتى كلامى وعشان كده كنت بتتجنبى تبصى فى وشى . بس صدقينى أنا مش هبقى مبسوط ولا سعيد لو مرجعتيش لأستاذ ماجد لأنه فعلا بيحبك . إبتسم رغم دموعه وقال: د كال ودنى من كتر ماحكالى عنكم زماان وقد إيه هو بيحبك و نفسه تكونى مراته .وافقى يافرحه وافقى وعيشى حياتك زى ماحنا عايشينها .بس اوعى تنسيىنى
إحتضنته بشدة وهى تقول: دانت إبنى وأخويا وكل حاجه ليا ربنا مايحرمنى منك أبدا يااااارب .
زغرودة علت بالمكان أجفلت الجميع ولم تكن غير حورية والتى من فرحتها لم تستطع الإنتظار .
ضحك الجميع أما فرحة فشعرت بالخجل وكأنها قد عادت مرة أخرى إبنة الثمانية عشرربيعا .أما ماجد فكأنه عاد الى ذلك الشاب العاشق وكأنه ولأول مرة يتزوج ويشعر بالفرح والسعادة .
فأجبر الله فرحتها المكسورة لفرحة مجبورة لم تكن تتخيلها يوما .
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
↚
نادى مقدم الحفل وهو يقول: جايزتنا النهارده إستثنائية .لأن من الطبيعى إن لما نقول جايزة الأم المثالية تبقى اللى تفوز معانا أم ضحت وخلفت وربت وكبرت وعلمت من غير زوج أو حتى وزوجها معاها .لكن لما نلاقى إن الأم النهاردة مش هى الأم اللى خلفت لكن هى الأم اللى ربت وكبرت وعلمت وضحت بكل نفيس وغالى قدام سعادة ولادها .ولما نلاقى إن فيه رسالة تانيه برضه لأم مثالية لكن هى أخت بس ربت وكبرت وعلمت ونفاجئ إن الاتنين لنفس الشخص اللى هى فرحة أحمد عبد الحميد .بس الرسالة الأولى من أولاد زوجها يعنى هى مرات أبوهم .
ثارت همهمات عدم تصديق بالمكان فقال مقدم الحفل: هدووووء لو سمحتوا ..إيه مش مصدقين ليه ؟ هو للأسف مش فيه دلوقت أمهات بترمى ولادها ،فيه ب ضه مراتات أب بتكون أحن من الأم وده مثالنا اليوم .وعلى فكرة الرسالة التانية من إخواتها اللى حكولنا إزاى سابت حب عمرها عشان تربيهم وازاى اشتغلت وضحت وهى أصلا كانت لسه طفله واتحملت مسئولية أسرة وطفل رضيع وعدت بيهم لبر الأمان ..
إرتفع صوت المذيع وقال بحماس وكاميرات التلفاز والصحافة تركز على صاحبة الجائزة الإستثنائية:
يلا بينا نرحب ب الأم والأخت المثالية مدااام فرحة.
وقفت فرحة وهى لاتصدق ما تسمع .فلقد خدعها الجميع على إنهم سيحضرون حفلا تبع جامعة فرح الصغيرة فكيف هذا .بكت بشدة والجميع يأخذونها بأحضانهم ويبكون أيضا .
إبتسم زياد وهو يقول: تستاهلى يا أعظم أم وأخت وأجدع صاحبة .أما عماد وهى يحمل إبنته فرحة الصغيرة : حبيبت قلبى ربنا مايحرمنا منك .وكذلك فاتن وزجها وولديها التوأم .
أما ماجد فنظر إليها بفخر وهو يقول: لو عشت عمرى كله أدور على بديل ليكى مش هلاقى .حبيتى ولادى كأنك أمهم ،محسستهمش بيتمهم ومحرمتهمش من كلمة ماما .ربنا مايحرمنى منك أبدااا يااارب .
بااااااااس هكذا صاحا فرح وساجد وهم يقولون بغضب: إبعدوا غن مامتنا بقه وخلوها تاخد جايزتها فيه إيه الله .ثم قبلاها معا وهم يقولون: مش إنت مامتنا إحنا بس ياماما .
ضحكت فرحة عليهم وعلى غيرتهم الشديدة عليها حتى من أبيهم وخاصة من عماد والذى يعاندهم دائما بها .
إحتضنتهم بفرحة وهى تقول: طبعا أنا مامتكم انتو وبس وخلى اللى يزعل يزعل .
ربنا مايحرمنى منكم أبدااااا يااااارب ويهديكى يا أمل .
وهكذا تمضى الحياة ونحن نرفض بعضا من أقدارنا ولا نعلم أن مايحدث لنا ماهو إلا خير .فالإبتلاءات تطهر القلوب كما يطهر النار الذهب .ولكننا لانصمد أحيانا أما إبتلاءاتنا .فبعد الصبر جبر مهما طال الزمان .
اللهم اجعلما من الصابرين المجبورين ..
تمت .....