رواية عناد الحب ادم وملك كاملة جميع الفصول بقلم اسماء الاباصيري
رواية عناد الحب ادم وملك كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة اسماء الاباصيري رواية عناد الحب ادم وملك كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية عناد الحب ادم وملك كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية عناد الحب ادم وملك كاملة جميع الفصول
رواية عناد الحب ادم وملك كاملة جميع الفصول
تشرق شمس حكايتنا فى قصر اقل ما يقال عنه انه لأحد الملوك او لربما يُعد لرئيس الدولة نفسها
يفتح عيناه واول ما يقابله هو وجه ملاكه
جنونه
عشقه
طفلته وحبيبته
يعشق صباحه ويتفاءل بيومه بمجرد استيقاظه على وجهها بجواره
هو آدم حلمي الشناوي من يهابه الجميع ، الكبير قبل الصغير .. الرجل القاسي متبلد المشاعر او لنقُل معدوم المشاعر فهذا هو الوصف الامثل له
يرى الحياه كتحدي لابد من الفوز به ، لم يسعى لشئ إلا و ناله
هذه هى حياته خارج اسوار قصره اما بداخله فهو رجل اقل ما يقال عنه انه عاشق للنخاع يعشق ملاكه .. ان قيل أن لديه نقطة ضعف فستكون هي ملك عماد الدين عشقه منذ الطفولة ابنة صديق والده والتي اهتم بها حلمي الشناوي بعد وفاه صديق عمره عماد الدين
عامين من الزواج ، من الحب ، من العشق ، من الجنة .. هكذا يرى بطلنا حياته
فور استيقاظه يراها ترقد بجانبه تغط بنوم عميق .. شدد على خصرها بتملك ليقربها منه اكثر حتى اختلطت انفاسه الهادئة بخاصتها المنتظمة .... بقى على هذا الحال عدة دقائق يحدق بها بحب حتى شعر بها تتملل بين يديه دليلاً على استيقاظها
فتحت عيناها بهدوء لتراه على هذا الوضع لتبتسم بحب قائلة
ملك ببحة: صباح الخير يا حبيبي
قالتها وهى تفتح عينيها بخمول مبتسمة تلك الابتسامة التى يعشقها
آدم باهتمام : صباح الخير يا قلبي ها بقيتي احسن ؟
قالها تعتليه نظرة قلق
ملك بتأفف : يوووه يا ادم .... مش هموت يعني من شوية مغص
اعتلى وجهه الفزع والهلع من فكرة فقده اياها لينهض من نومته مبتعداًعنها
آدم بغضب : اياكي تجيبي سيرة الموت تاني انتى فاهمة؟
نهضت هي الاخري لتميل نحوه تلمس ذقنه النابتة بأناملها
ملك بحب : حبيبي انت .... للدرجة دي خايف عليا ؟
تجاهلها ونهض من الفراش نحو الحمام يأخذ حمامه الصباحي .... فيخرج بعد فترة يلف جزؤه الاسفل بمنشفة ويتجهز لارتداء ملابسه
اتجهت اليه تعانقه فى محاولة منها لإرضائه
ملك: لسة برضو زعلان منى ...... دومي حبيبي انا كنت بهزر مش اكتر
تجاهل يدها المحيطة بجسده من الخلف ليكمل ارتداء قميصه ببرود
آدم بجمود : ده مش هزار يا ملك و لو اعتبرته هزار فهو مش مضحك نهائي ..... اول و اخر مرة تحصل منك والا هتشوفى مني وش تانى عمرك ماشوفتيه
ملك بغنج : طالما ناديتنى ب ملك تبقى لسة زعلان مني ..... كده برضو تزعل من ملوكتك حبيبتك ... خلاص بقى اسفة و وعد مش هتتكرر تانى ..... ثم قبلته على وجنته لترتسم اخيراً ابتسامة على شفتيه تعلن مسامحته اياها مما شجعها على الحديث فتردف ..... يلا بقى خلينا نفطر الاكل جاهز ومستنيك ....
التفت نحوها ليبادلها عناقها بقوة هامساً لها بكلمات الحب و الغرام اتبعها بقبلة غابا الاثنان فيها لفترة قبل ان يبتعد عنها
آدم : البوسة تبقى كده ......... ثم اكمل بعد تحول وجهها للون الاحمر خجلاً منه ..... ومعلش بقى لو استنيت افطر هتأخر زيادة لازم امشي حالاً ... سلام يا حبي
ولم ينتظر ردها بل قبلها قبلة سريعة ورحل لعمله
فى مكان وبلد آخر يبعد مئات الاميال عن بطلنا نجد فتاه جالسة فى مقهى ما ترتشف مشروبها الصباحي .. تغمض عيناها استمتاعاً بمذاق القهوة التى تعشقها ... تشعر بنفسها منعزلة عن العالم .. تنعم بهدوء لم يقطعه سوي رنين الهاتف لتعقد حاجبيها الجميلين فى انزعاج يزول بمجرد ان ترى اسم المتصل لترد بسرعة
......... : حبيبي حبيبي حبيبي ... انت فين من امبارح قلقتنى عليك .. متصلتش بيا زي عوايدك .. هونت عليك ... طمنى انت كويس ؟؟؟ يوووه مبتردش ليه
......... بضحك : يابنتي اديني فرصة الاول عشان ارد ..... ايه رغي رغي رغي مش بتفصلي ابداً ... امبارح ياستى متصلتش بيكي بسبب انى كنت مشغول جداً بالمشروع اللي قولتلك عليه ... انتى عارفة انى انا اللي مسكته و ميعاد التسليم قرب .... معلش بقى يا اسيل
أسيل : خلاص يا سيدي سماح المرة دي ... معلش بقى قلقت عليك مش متعودة تغيب يوم من غير ما نتكلم ..... ومرضيتش اسأل عليك ماما و بابا عشان ميقلقوش .... المهم قولى اخبارك ايه ؟
قهقة خافتة شعرت بها تخرج من شقيقها لمحت فيها سخرية من حديثها عند ذكر والديهم .. تتفهم هى سببها ... ومن ثم سمعته يجيبها بهدوء
........... : بخير و الحمد لله ... انتى اخبارك ايه و اخبار الشغل .... كله تمام مش كده؟
كادت ان تجيبه عندما لمحت صديقتها تدلف الى المطعم متجهة نحوها لتدرك للتو انها تأخرت و كعادتها عن العمل
أسيل بسرعة : ايوة ايوة كله تمام ... ايمن معلش لازم اقفل دلوقتى عشان اتأخرت ... هكلمك بعدين اتفقنا
أيمن : اتفقنا ..... خلى بالك من نفسك.. سلام
أسيل : انت كمان..... سلام
يخطو بكل ثقة متفادياً نظرات الاعجاب اليومية من حوله بل متأففاً منها .... ليصل الى مكتبه فيجد سكرتيرته كاميليا ترحب به برسمية فيكمل طريقه متجاهلاً اياها بعد ان يطلب منها قهوته الصباحية
و اثناء انشغاله ببعض الملفات يغزو مكتبه صديقه الصدوق بمزاحه المعهود
...... : يا اخى ارحم نفسك شوية و كفاية شغل .... طبعاً بدأت يومك من غير ما تاكل لقمة ولا حتى تشرب قهوتك .... نفسي اعرف شايف ايه فى الشغل ممتع للدرجة دي
آدم : قهوتى طلبتها من تلات دقايق .. مش ذنبي بقى ان الاخت كاميليا مش شايفة شغلها كويس و بعدين بتتكلم كأنك مش مدمن شغل انت كمان
يهز ايمن رأسه بعدم رضا
أيمن : تلات دقايق و بتقول مش شايفة شغلها ياعيني ده ميكفيش تعمل القهوة فيها ... وبعدين مدمن شغل اه لكن مش ع حساب صحتي ... ثم تنهد بقوة ليردف .... نهايته .. مفيش فايدة فيك على العموم انا جيت ابلغك انى خلصت المشروع ابقى بلغ شركة الاسيوطي بقى
اومأ برضى تام ليردف بعدها
آدم : ممتاز ... والاخ معتز شرف ولا مجاش زي عادته ....... ايه مش عايز يشرفنا بطلته البهية
أيمن بتأفف : معرفتش اوصله النهاردة برضو ... على العموم انا هعدي عليه فى شقته .... جاي ولا لا؟
هز آدم رأسه نافياً .. ليومأ له الاخر منصرفاً الى مكتبه
نعود الى بطلتنا أسيل لنراها جالسة مع فتاه تقاربها فى السن وصديق اخر لهما يتحدثون عن مواضيع تخص العمل حتى قاطعت صديقتها الحوار قائلة
(صاحبتها مش مصرية يعنى الكلام بالانجليزي بس هكمل عامي تمام؟)
........ : صحيح عرفتي توصلي لأخوكي و تطمني عليه .... صدعتيني امبارح بعياطك و قلقك .... انا مشوفتش حد مرتبط بأخوه زيك كده
اجابتها ضاحكة
أسيل بمرح : اااااه يا كارول الحمد لله كلمني من شوية و اتطمنت عليه ... كان عنده شغل عشان كده معرفش يكلمنى ... و بعدين مالك ومالنا .. ايمن ده حبيبي و اخويا و ابويا و صاحبي و ........
قاطعتها صديقتها قائلة بمرح مُحدِثه شريكهم
كارول : اه منك .... بدأنا و هتصدعينا ... عرفنا يا ستي انه توأمك ونصك التاني ...... ده انتى لما بتبدأي كلام عن الاستاذ ايمن محدش بيعرف يوقفك ... يلا يلا كملى قهوتك خلينا نلحق الشغل
عادت لإرتشاف قهوتها وتناول افطارها وعلى ثغرها ابتسامة واسعة لمجرد اتيانها بسيرة اخيها الحبيب فهو اقرب الناس اليها ... استغنت عن اتخاذها صديقة مقربة او حبيب واستبدلتهم بأخيها العزيز و كان هو خير بديل حقاً
عودة مرة اخرى الى بطلنا فنراه مازال منكباً على عمله و قد حل الليل عليه دون ان يشعر القى نظرة سريعة على ساعته ليجدها تشير الى الحادية عشر ليلاً انتفض من مجلسه متذكراً انه تأخر على طفلته وسارع بإلتقاط هاتفه متوقعاً وجود سيلاً من المكالمات والرسائل منها ولكن لا شئ تعجب لهذا وقرر الاتصال بها ليطمئن عليها ولكن لم يجيبه صوتها المحبب اليه بل كان صوت خشن جاف ونبرته لاتدل على ادراكه لفظاعة ما اخبره به ... ظنه انه ابشع صوت قد سمعه فى حياته ....صوتاً يخبره .......
............ : آسف يا افندم بس صاحبة التليفون عملت حادثة و اتوفت فوراً .... البقاء لله
....................
↚
يتهاوى على مقعده فى منزله فاقد الاحساس بما حوله .... مر اسبوعان على وفاتها كان خلالهم كالإنسان الآلى يقوم بمراسم الجنازة بمعاونة من والديه... و اللذان اشفقا على حالته بجانب حزنهم العميق على زوجته.
غير مصدق لما آل اليه الحال..قصره يسوده الحزن والكآبة بعد رحيلها .... اعطى العاملين اجازة مفتوحة والذين يتمثلون فى الدادة جميلة وحدها فهى لا تستطيع التماسك و هو فى الاساس بحالة لا يحسد عليها
فقدها
فقد محبوبته
فقد طفلته و زوجته
بسبب ماذا ؟!!!!!!
حادث لعين وعُطل فى فرامل سيارتها ادى الى سقوطها من فوق تلة .. لم يكن بإمكانهم التأكد ان كانت الجثة لها ام لا لولا تحليل الحمض النووي .. فقد كان كلاً من وجهها وجسمها مشوه من كثرة جروحه
طالبته الشرطة بتشريح الجثة ولكنه ابى بشدة ... يكفيه ما عانته قبل موتها.
الآن اصبح وحده لا رغبة له بالعيش...فبمرور اسبوعين زاد عمره سنتان اذاً كيف بعد فترة من الآن؟؟؟؟؟؟
يقاطع مكوثه وحيداً دخول شخص ما الى غرفة المكتب القابع بها آدم
......... : كفاية بقى اللي بتعمله فى نفسك ده ..... اسبوعين بحالهم مكلتش فيهم لقمة واحدة
.... فكرك هى هتفرح بحالتك دي ؟
لم يجيبه او يلتفت الى وجوده من الاساس
.......... : انا عارف ملك كانت بالنسبالك ايه واد ايه صعب فراقها ..... بس و بعدين .... تفتكر هى هتكون مرتاحة كده لما تشوفك تعبان ....... على الاقل كُل لقمة قوي بيها نفسك عشان خاطرها هي
آدم ببكاء : هي مش هنا .... مبقتش هنا ... سابتنى لوحدي يا معتز ... ليه ليييه عملت كده انا عمري ما زعلتها فى حاجة يبقى ليه تسيبنى ... ده ... ده انا كنت لسة مودعها الصبح و كنا كويسين سوا ... ليه حصل كده ليه؟
معتز : استغفر ربك يا ادم ...ايه هتعترض على قضاؤه .. ده عمرها و محدش بيموت ناقص عمر
↚
آدم باستسلام : استغفر الله العظيم .... ياااارب قويني على فراقها ..... الهمنى الصبر و القوة من عندك يارب
معتز : امين يارب .. يلا اسمع كلامى وقوم كُل اى حاجة و بعدين استحمى واطلع نام شوية عشان ترتاح
آدم بهدوء : حاضر يا معتز .... لولاك انت وامى و ابويا مكنتش قدرت اعمل حاجة بجد شكراً يا صحبي ...... بس غريبة ان ايمن مش باين .... معقول معرفش باللى حصل
معتز : انا كمان مش عارف اوصله بس متقلقش هشوفه فين الاستاذ ده
اومأ له بهدوء وذهبا معاً لتناول الطعام
بعيدا عن قصرنا هذا نجد فتاة تكاد تبكي بدل الدموع دماً .. قلقاً وخوفاً على اقرب الناس الى قلبها .. مختفي منذ اسبوعان لا تستطيع الوصول اليه .. تموت شوقاً لتسمع صوته المرح يمازحها ويطمئنها على حاله
اين هو ؟ لما لا يجيب ؟ لما لا يسأل على احوالها ؟ .. لولا ظروف عملها التى ترغمها على البقاء فى هذه البلاد اللعينة لحجزت بأول رحلة عائدة الى وطنها بحثاً عن حبيبها الضائع
"انت فين يا اخويا ؟"
هذا ما كانت تردده اسيل خلال اسبوعان ... اوشكت على الجنون ... تتصل بأهلها ليخبروها انهم لا يدرون عنه شيئاً منذ فترة ... تموت قهراً على اهمالهم له منذ الصغر حتى اصبح شاب ليختار هو الابتعاد والاستقلال فى شقة خاصة به وحده والآن لاتدري عنه اي شئ
دلفت صديقتها و رفيقتها بالسكن الى غرفتها لتجدها على نفس الحال منذ اكثرمن اسبوع لتردف بدهشة
كارول : ياربي ... انتى لسة على وضعك ده يا بنتى ... اكيد حصلت ظروف معاه ... سافر او تليفونه ضاع او مش فاضي .... دايما كده بتتوقعي الاسوأ
أسيل ببكاء : انا اكتر واحدة عارفة اخويا .... ايمن ميقدرش يعدى عليه يومين من غير مانتكلم ... اكيد حصله حاجة ..... ثم اكملت برجاء ...... و النبي قوليلي انك عرفتى تاخدى اذن من مستر جورج بأنى انزل مصر
كارول : حصل فعلاً بس على شرط ... لازم ترجعي بعد اسبوع والا هتترفدى ... كفاية غيابك اليومين اللي فاتو
اسيل بحماس : حاضر حاضر بلغيه شكري وانى هرجع قبل اسبوع ان شاء الله .... اتطمن بس على ايمن وهاجي فوراً
.............
تعود بطلتنا الى ارض الوطن وكلها حماس لرؤية شقيقها انهت اجراءات المطار سريعاً وانطلقت مباشرة الى شقة اخيها والتى كثيراً ما قضت بها ايام ممتعة معه خلال الاجازات التى تعود فيها الى الوطن اثناء فترة دراستها.
تخرج مفاتيح المنزل بهدوء رغبة فى مفاجئته ولكنها هى التى تفاجئت برؤية جثة اخيها ملقاه على ارضية صالة المنزل والتى من هيئتها ادركت سبب اختفائه لمدة اسبوعان كاملان لتصرخ صرخة هزت جدران المنزل ويغشي عليها لتسقط بجانب جثة اخيها العزيز
..........................
يتبع.................
↚
3. تعارف
الحب يُقوي ....و الفراق يُضِعف
هذا هو حال الأحبة غالباً لكن بطلنا يُعّد استثناء فالآن لا يوجد لديه أية نقطة ضعف .. اصبح انسان لا يخشى شئ .. ذو قلب ميت او لنقُل لم يعد لهذا القلب وجود من الاساس .. فقد أعز الاشخاص اليه ... حبيبته وصديق عمره
ماذا فاعلة بنا هذه الحياة البائسة تقسي علينا و المطلوب ان ننسى او حتى نتناسى أُناساً لا يُنسوُ
رحماك يا الله
بعد مرور ثلاثة اشهر على حادث زوجته ومأسآة صديقه نجده فى المشهد المعتاد جالس على كرسيه خلف مكتبه يبدو كالصقر المستعد للانقضاض على أية فريسة امامه .... ان كان فيما سبق قاسياً فلقد اصبح الآن جباراً وان كان عصبياً فلقد صار الآن قنبلة موقوتة جاهزة للإنفجار بأية لحظة فى وجه اى شخص يخالف اوامره او يخطئ فى عمله
هذا هو حال بطلنا .. الوحيد القادر على التحدث معه دون قلق او خوف هو صديقه وشريكة معتز فقد كان حقاً نعِم الصديق فى محنته لن ينسى له موقفه وقت حاجته .
نجدهم الآن جالسين فى انتظار شريكهم الجديد والذي سيكون بديلاً عن أيمن فلقد رفض والديه بيع اسهمه لآدم بحجة انهم سيجدون من يحل محله ويكون اهلاً لذلك.......
تدخل كاميليا معلنة وصول شريكهم الجديد فيسمح آدم بدخول الضيف
تدلف الى المكتب بخطوات رشيقة واثقة ... بثيابها المهنية السوداء و الكعب العالى الذي يكسبها انوثة تطغى على شكلها العملي
ظل ادم على جلسته يحدق بها بصمت فى حين هب معتز مرحباً بها ماداً يده لمصافحتها ناظراً لها بإعجاب لترمقه بنظرة سريعة ... علمت من تصرفه ذاك انه المدعو معتز و الاخر هو ادم شريكه .... تنحنحت بهدوء مجيبة اياه
.............. بجمود : اسفة مش بسلم
اخفض يده بإحراج يشوبه قليل من الغضب ليطلب منهما آدم الجلوس والتعريف عن نفسها لتجيب
............ : المهندسة اسيل نور الدين
لتعتلى و جوههم الدهشة ويسرع معتز بالرد
معتز : قصدك انك ......... ؟؟؟؟
أسيل مقاطعة بثقة : ايوة ... اخت ايمن الله يرحمه .. اظن مش هتلاقو انسب مني عشان يحل محله مش كده ولا ايه ؟
ًيسود صمت للحظات فيقطعه آدم قائلاً
آدم : طبعاً احنا منفضلش ان يجي حد غريب و يحل محل ايمن الله يرحمه بس انا كنت عرضت على الوالد انى اشتري نصيب ايمن من الاسهم و هو رفض .... ثم اكمل بثقة و مكر .... و بعدين اظن انك عندك شغلك الخاص فى اميريكا و مش متعودة على الشغل فى السوق هنا ... فى مصر
طالعته بحدة من سخريته و استخفافه بقدراتها لترد بثبات و هدوء تام
أسيل بجدية : انا نهيت اقامتي برة و قدمت استقالتي خلاص ... اما بخصوص انى مش متعودة على الشغل هنا فمظنش انه صح انك تحكم عليا قبل ما تشوف شغلي ... بعد ما استلم الشغل تقدر تحكم و تشوف اذا كنت مناسبة ولا لا ...... ثم اردفت بغرور .... رغم انه مش من حقك انك تقرر حاجة لوحدك بما اننا شركا يعنى مش شغالة عندك ... بس هقبل المرة دى بما انك خايف على مصلحة الشغل و المؤسسة زيك زيي
يسود الصمت المكان مرة اخرى يقطعه معتز محاولاً تلطيف الاجواء .. موجهاً حديثه الى آدم
معتز : انا متفق مع اسيل فى رأيها و اظن ان وجودها بينا احسن من وجود اي حد غريب ... وبعدين هى كانت شغالة فى امريكا يعنى سوق كبير و مستوى عالي .... انا موافق على كونها تبقى الشريك التالت لينا ... ايه رأيك يا ادم؟
↚
آدم بعد صمت : تمام مفيش مشكلة ......ثم بنبرة ذات معنى .........خلينا نشوف شغلك و نقيمه و بعدها نقرر اذا كان مناسب لينا ولا لا
اغمضت عيناها بنفاذ صبر لتذفر بعدها نفساً عميقاً محاولة التحلي ببعض الصبر ... و بعد ثوان قليلة فتحت عيناها بهدوء لتجيب بإبتسانة مصطنعة
أسيل بغيظ : تمام .. دلوقتى عن اذنكم همر بنفسي اشوف مكتب ايمن الله يرحمه و بكرة ان شاء الله هبدأ الشغل ... مع السلامة يا استاذ معتز .... عن اذنك يا بشمهندس
شعر معتز بالاحراج لملاحظته اصرار أسيل على استخدام الالقاب فأجاب مصطنعاً ابتسامة
معتز : مع السلامة يا باشمهندسة
لتبتسم هى ابتسامة جانبية فى حين اجابها آدم بإيماءة من رأسه دون حتى النظر اليها لتخرج من مكتبه وكلها اصرار لإثبات نفسها امام ذلك المتعجرف
سترى يا آدم حلمى الشناوي من هي أسيل نور الدين
من جهه اخري وفى مكان ليس ببعيد عن ابطالنا نجد رجل فى الخمسين من عمره يبدو عليه الوقار يجلس على طاولة الافطار و بجانبه سيدة فى منتصف الاربعينات ولكن بالنظر اليها تكاد تجزم انها لم تتعدي الثلاثين من عمرها لما تبذله فى سبيل العناية برشاقتها وبشرتها وما الى ذلك
الرجل : معقول اسيل نايمة كل ده .... مش عادتها يعنى ولا لسة مأخدتش على فرق التوقيت ؟
زوجته : اسيل تنام لغاية دلوقتى !!! انت بتهزر .... دي قامت من الصبح بدري و فطرت و بعد كده خرجت عشان تقابل ادم فى المؤسسة .... بخصوص الاسهم
تنهد الرجل براحة ليردف بابتسامة
............ : الحمد لله انها معترضتش على استلام اسهم ايمن لا وكمان هى اللى عرضت تاخد مكانه .. لولا عملتها دي كان زمانى دلوقتى بدور على حد ثقة يتولى الموضوع ده..... لازم نصلح اللى هببه ابنك الدلوع ... كفاية فضيحة موته واللي حصلنا من وراها
حنان بعصبية : نور الدين .. إياك تنسبه ليا ..... هو ابنك زي ما هو ابني .... ثم اردفت بتعجب ..... بس حقيقي متوقعتش يصل بيه الحال لكده ويموت بالطريقة دي....... مش قادرة اصدق انه كان مد.......
ليقاطعهم صوتاً من خلفهم هاتفاً بغضب
اسيل : لسة برضو بتعيدو وتزيدو فى التخاريف دي ...... انا مش عارفة انتو ازاى تصدقو الكلام ده على ابنكم الوحيد ....... بقى ايمن اللى عمره ما مسك سيجارة تصدقو عنه انه مدمن لا و كمان بيتاجر فى المخدرات و مات بجرعة زايدة
................................
............. يتبع
↚
اسيل : لسة برضو بتعيدو وتزيدو فى التخاريف دي ...... انا مش عارفة انتو ازاى تصدقو الكلام ده على ابنكم الوحيد ....... بقى ايمن اللى عمره ما مسك سيجارة تصدقو عنه انه مدمن لا و كمان بيتاجر فى المخدرات و مات بجرعة زايدة
ليلتف كلاً من حنان ونور الدين نحوها
حنان بحدة : مش احنا اللى خلناه كده هو اللي عمل ده فى نفسه و اتسبب بموته .... و بعدين انتي ازاي بتتكلمى معانا بالشكل ده ..... ايه نسيتي انى ابقى مامتك وده يبقى ابوكي
أسيل بحسرة : لا منسيتش ... للاسف انتو فعلاً امي و ابويا .... بس اب و ام بالاسم مش اكتر ..... مفكرتوش فى لحظة ايه السبب اللي خلى ايمن الله يرحمه يبعد عنكم و يسيب البيت .... مسألتوش نفسكم ايه اللى خلى حاله يتغير و يموت بالطريقة دي .... مصدقين انه فعلاً كان بيتاجر فى القرف ده
و اخيراً تدخل نور الدين لينهي هذا الصراع
نور الدين بغرور : كفاية كلام فى الموضوع ده .... الرغي الكتير مش هيغير حاجة من واقع انه مات و اتسببلنا فى فضيحة و اشاعات ملهاش حصر ... يكفى انى بحاول احتوى كل ده من تلات شهور و لسة فيه تبعات و كلام كتير عن ظروف موته
أسيل بإحتقار : عندك حق .... مفيش فايدة فعلاً من الكلام .... لا هتتغيرو ولا هتشوفو حد غير نفسكم و بس .... ربنا يرحمك يا أيمن ويظهر براءتك للكل
وتركتهم ذاهبة الى غرفتها محاولةً منع دموعها من السقوط
نعود مرة اخرى لبطلنا ونجده ما زال جالساً مع صديقه بالشركة
آدم : حقيقي امرك غريب يا اخي .. انت مش كنت رافض ان اي حد من طرف ايمن الله يرحمه يمسك مكانه ... ايه اتغير دلوقتى عشان تقبل اخته؟
معتز : انت عارف انى مكنتش رافض كرهاً فى نورالدين لشخصه .. كل الموضوع كان فى كمية الاشاعات و الكلام الكتير اللي اتقال بسبب موت ايمن و اللى اتعرف بعد كده بس بعد تفكير شوفت ان قبولنا بشخص من ناحيته هيقلل من الاشاعات دي و هيسكت اي حد يفتح بوقه بعد كده فمابالك بقى بقبولنا اخته نفسها.... ثم سكت متابعاً ..... بجد مش قادر افهم ازاى ايمن يعمل كده فى نفسه و فينا .... حطنا و حط الشركة فى موقف منتحسدش عليه
ساد الصمت قليلاً وبدا آدم مستغرقاً فى التفكير ليقاطع هذا الصمت صوت معتز مرة اخرى
معتز متسائلاً : بتفكر فى ايه ؟
آدم بجدية وبعض من الحدة : مش حابب طريقة تفكيرك فى ايمن ولا عتابك عليه ... المفروض انت صاحبه و عارفه اكتر من اي حد
معتز بتوتر : انا مقصدش انا بس كنت ا...........
آدم مقاطعاً : كفاية كلام و خلينا نشوف شغلنا .... بكرة تدي لأسيل اخر مشروع ايمن كان شغال عليه و تقولها تسلمهولى بعد ما تنتهى منه
معتز مغادراً : تمام ... اعتبره تم متقلقش .... سلام
ترك آدم وحيداً ينطر الى اللاشئ قليلاً مفكراً فى امرٍ ما لتعتلى عينيه نظرة تدل انه نوى على شئ وسيحصل عليه مهما كان الثمن
تمر الايام بنا سريعاً وها قد مر اسبوعان على عمل اسيل فى المؤسسة ... قد اثبتت خلالهم جدارتها للجميع وانها كفؤ لتحل محل اخيها لكن هناك من لا يزال يقف كالشوكة فى حلقها نعم ياسادة ومن يكون غير بطلنا الحبيب فبرغم عملها لاسبوعان فقط الا ان يوم واحد لم يخلو من الخلافات والصراعات بينهم ... كلاً منهما يجد فى الآخر تحدي لابد من الفوز به ....... حتى ان بعض الموظفين اطلقوا عليهم لقب ( توم وجيري ) بالطبع جيري هى اسيل وتوم هو آدم لكن خلافاتهم وتحديهم لبعضهم البعض لم يؤثر على نشاط العمل بل جعله افضل وارقى فخلافاتهم دائماً رغبةً منهم فى عمل افضل
اثناء انهماكها فى عملها شعرت بمن يدلف الى مكتبها .... علمت من هو دون رفع انظارها نحوه .... تلتتجاهل تواجده بنفس المكان و باشرت عملها بصمت
معتز بمرح : شكلك مشغولة اوي باللى فى ايدك لدرجة انك نسيتي ميعاد الاستراحة .... بتفكريني بواحد مظنش انك تحبي تسمعى حرف واحد من اسمه..... ثم اكمل بجدية .... يلا خلينا نروح ناكل لقمة ... كله الا صحتك يا أسيل الشغل مش هيطير
اسيل بجدية : شكراً يا استاذ معتز بس انا مش جعانة حالياً ده غير انى قربت اخلص شغلى و بعده عندي ميعاد مع صاحبتي هنتغدا سوا .... ممكن بقى حضرتك تسيبني اكمل شغلى و تروح انت تاكل و تهتم بصحتك
معتز ببعض الانزعاج : حقيقي مش فاهم ايه سر تمسكك بالألقاب بينا ... ليه دايماً حاطة حاجز .... ده احنا تقريباً من سن بعض ده غير انك تبقى اخت صاحبي الله يرحمه
اسيل بحدة وقد علا صوتها قليلاً : الله يرحمه .... ماهو عشان انا ابقى اخت صاحبك يبقى المفروض تراعي غيبته و تبطل الشغل اللى بتعمله ده و بعدين بعيداً عن ايمن الله يرحمه فدى طريقتى فى التعامل مع الناس و اظن اني مش مُلزمة بأنى اتعامل بالأسلوب اللى يعجب سعادتك ..... ممكن بقى تتفضل عشان انا مش فاضية للكلام الفارغ ده
هب واقفاً بغضب مغادراً المكان وهو يسبها فى نفسه لتذفر هى فى ضيق من تصرفاته السمجة
↚
اماالاخر فخرج متجهم الوجه ليلمحه آدم فيستغرب ملامحه المنزعجة لكنه تجاهل الامر و اكمل طريقه
هذه هى الحال خلال اسبوعان وهذا المعتز يحاول التقرب منها والتباسط معها فى الحديث ورغم صدها المستمر له الا انه لا يكل ولا يمل منها ابداً
بمجرد عودتها لإستكمال عملها تجد من يدخل بدون استئذان بل يقتحم المكان ويجلس على احدى المقاعد بغرور . يطالعها بإستهزاء
اسيل : محدش علمك انك المفروض قبل ما تدخل اى مكان تخبط الاول و متقعدش الا لما حد يسمحلك
آدم باستهزاء : و استأذن ليه و المكان اصلاً ملكي ثم اني دخلت مكتبك مش اوضة نومك و اظن ان المكتب مكان شغل و بس .... ولا ايه ؟
أسيل بهدوة خلافاً لما بداخلها : اولاً الاستئذان قبل الدخول يعتبر من ابسط قواعد الذوق واللي واضح انك مفتقدها ... ثانياً المكان ده مش ملكك احنا كلنا شركا فيه واوعي تفتكر انك عشان بتملك نص الاسهم يبقى خلاص انا بقيت على الهامش ... مش صحيح و اظنك فاهم ان مفيش قرار هنا ممكن يطلع من غير موافقتى ... ثالثاً بقى و الاهم .... لازم تحط فى اعتبارك انك بتكلم آنسة محترمة و واجب عليك تنقى كلامك و الفاظك لما تتكلم معايا يا .... يا باشمهندس
آدم بحدة : والآنسة المحترمة دي تكلم شريكها و الباب مقفول عليهم .... على الاقل راعو وجود الموظفين حواليكم و ماراسي نشاطاتك برة الشركة مش هنا ... فاهمة ؟
تنظر اليه بدهشة و اعين متسعة .. رُبط لسانها إثر دهشتها بحديثه ...... اما هو فلا يدري لما قال لها هذا الكلام هو يدرك تصرفات معتز جيداً واساليبه فى التقرب منها و كذلك صدها المستمر له فأقرب دليل ملامحه اثناء خروجه من مكتبها لكنها هى من استفزته لذا فلتتحمل توابع افعالها
أسيل بغضب وصراخ : اخرس ... متخلقش لسة اللى يتعدى على سمعتي و يشكك فى اخلاقي .. لا انت ولا غيرك اسمحله بكده ... انا مأخدتش بالي من قفله الباب بعد ما دخل رغم انى مش مرغمة انى افسرلك اي حاجة ..... ثم اردفت بتفكير و ابتسامة خبيثة ارتسمت على محياها ..... و بعدين انت شاغل نفسك ليه باللى دخل واللى طلع ..... ايه سر اهتمامك ده ؟!
آدم وقد فهم سخريتها منه : اهتم؟ و بيكي؟ يااااه خيالك واسع اوي ... اطمني انتي من نوع الستات اللى لايمكن فى يوم من الايام افكر حتى اني اهتم بيه
قاطع سخريته تلك رنين هاتفه لينظر لهوية المتصل فتتغير ملامحه من الاستهزاء الى الاهتمام ليردف بعدها
ادم بسرعة : على العموم انا جيت عشان ابلغك اننا مسكنا مشروع جديد .. فندق فى الغردقة و هنضطر نسافر عشان المعاينة و مقابلة العميل ... السفر هيكون بعد بكرة و هنفضل هناك اسبوع ..... سلام
وتركها مغادراً دون اعطائها فرصة للرد عليه لتنظر هى فى اثره بذهول سرعان ما تحول الى غضب فور ادراكها فوزه بالحديث ..... ضمت كفها بقوة .. تجز على اسنانها من شدة الغيظ لتردف بهمس
أسيل : وقح ...... بس ماشي يا استاذ ادم هنشوف مين اللى هيضحك فى الاخر .... انا ولا انت يا .... يا هندسة
........................
يتبع .............
↚
عاد الى مكتبه ليجيب هاتفه ..... فترتسم معالم الجدية و الاهتمام على محياه بعد فترة من الاستماع ليجيب بعدها قائلاً
آدم : كويس اوي .. استمر و بلغني بالجديد اول بأول
ثم اغلق هاتفه وظل فترة يفكر فيما وصل اليه من اخبار ثم نهض بعدها مغادراً المكتب بل الشركة بأكملها
وعلى الجهة الاخري عادت أسيل الى المنزل متجهمة الوجه وحمدت ربها انها لم تقابل اياً من والديها فهى ليست بحالة تسمح لها بالجدال المعتاد معهم
تناولت شطيرة خفيفة تسد بها جوعها وبمجرد دخولها غرفتها عادت الى أسيل الطفلة المدللة تنظر الى صورة اخيها وتحكي له احداث يومها كما اعتادت منذ وفاته .... تخبره بوجهها الطفولى الغاضب عن شريكها المتعجرف وتشكيه له
اسيل : لا والنهاردة صاحبك الرزل ده كان بيشكك فى اخلاقي .... حقيقي مش عارفة انت ازاى كنت مصاحبه و مستحمل افعاله دي ....... معقول فيه حد يعرف يتعامل معاه بهدوء وعقلانية ..... لا و الفقري التانى يا ساتر عليه ... عيل ملزق كده و فاكر نفسه دنجوان عصره ... مش حاطط اى اعتبار انى اخت صاحبه و بيحاول بأى طريقة يقرب مني ..... فاكر نفسه مين المتخلف ده ...........ثم اردفت بحنين و اعين دامعة ........ يااااه يا ايمن وحشتنى اوي ... مش حاسة بطعم اي حاجة فى غيابك ....... الايام كلها شبه بعضها مش بيميزها اى حاجة ..... اكملت بعصبية ..... غير رزالة اللى اسمه ادم ده ...... يا ساااتر
واستمرت فى حديثها هذا حتى غلبها النعاس ممسكة بصورة اخيها محتضنة اياها كعادة كل يوم
اما عند المتعجرف اقصد عند بطلنا فلقد كان يتناول عشاءه وحيداً فى قصره كعادته كل يوم .. يفكر فى العمل والمشاريع الخاصة بالشركة الى ان جاءت هي فى باله .... تلك المزعجة كادت تموت غيظاً من حديثه اليوم .... لترتسم ابتسامة صغيرة على ثغره عند تذكره تعابير وجهها .. واعداً نفسه بالاستمتاع فى اليومين القادمين بإثارتها واستفزازها ....و ها هو و لأول مرة يجد المتعة فى شئ بعد وفاه حبيبته
فى اليوم التالى لم تذهب للعمل واعتبرته اجازة لتستريح قبل السفر.... قضته فى تجهيز حقيبتها و انهاء بعض الاعمال بواسطة حاسوبها النقال .. مر اليوم عليها وحيدة لعدم وجود والديها حيث سافر والدها الى المانيا لحضور مؤتمر ما و قررت امها مرافقته .... وهذا تحديداُ ما شجع أسيل ان تأخذ يوم عطلة
لم يحدث شيء مميز خلال هذا اليوم سوى عدم إستطاعة معتز السفر معهم فى نفس اليوم لوجود بعض المشاكل فى مشروع كان هو المشرف عليه لذا قرروا انه سيوافيهم هناك بعد حل المشكلة
مر اليوم سريعاً ليأتي صباح جديد ويتقابل كلاً من آدم وأسيل فيبدأ الشجار لهذا اليوم بسبب اختلافهم ان كانا سيسافران بنفس السيارة ام كُلاً بسيارته و كالعادة نفذ آدم رأيه بأن يسافرا معاً فى سيارته لتجلس أسيل بجانبه طوال الرحلة ترتسم علي وجهها علامات السخط
آدم بسخرية : بصراحة مش فاهم ايه سبب اصرارك انك تسافري بعربيتك ده حتى الوضع ده اريحلك
أسيل بغيظ : راحتى متخصكش ... ثم اكملت مبررة ..... وبعدين انا متعتى فى سواقة عربيتي
آدم بنبرة انتصار : ما هو عشان كده اصريت اننا نسافر فى عربيتي
أسيل بدهشة : مش شايف ان طريقتك طفولية جداً ؟ ... انت بتتعمد تضايقنى و خلاص
آدم بغرور: اسف بس انتي مش بالاهمية عندى لدرجة انى اتعمد اضايقك .. كل الموضوع انى شايف ان السفر فى عربيتي عملي اكتر
لتهز راسها يميناً ويساراً بعدم رضا فترتسم ابتسامة جانبية على ثغره دليلاً على فوزه بتلك الجولة
اكملا باقى الطريق فى صمت كلاً منهما يتجنب الآخر حتى وصولهما الى الفندق
ذهبا بعد ذلك الى غُرفهم والتى حجزها لهم الفندق ليحصلا على قسطٍ من الراحة قبل مقابلة العميل
بعد فترة نزلا معاً وتوجها الى مطعم الفندق للمقابلة فيجدوه ينتظرهم على احدى الطاولات وقد رحب ترحيباً شديداً بكلاً منهم ولكن كان واضح اهتمامه الخاص بأسيل والتى كانت تحاول معاملته برسمية شديدة
و بعد حديث طويل و الاتفاق على شروط العمل وميعاد البدء
هتف العميل فجأة قائلاً بحماس
طارق ( العميل ) : ايه رأيكم تشرفونى فى حفلة الليلة ... انت عارف يا ادم ان الفرع ده لسة جديد و محتاج دعايا اكتر من اى فرع تاني .. يعنى عشان لسة جديد و مش معروف فبحاول ازود النشاطات و الحفلات فيه
أسيل معتذرة : اعذروني انا ... مظنش هقدر احضر.. حضرتك عارف اننا لسة واصلين النهاردة وملحقتش ارتاح من تعب السفر
طارق بتصميم ازعج كلا منهما : عندكم لسة كام ساعة ترتاحو فيهم .. ده غير انكم محتاجين تعاينو المكان بتاع الفندق الجديد فتقدرو تستغلو الحفلة دي خصوصاً ان تاريخ السلسلة كله هيتعرض فى حفلة النهاردة
آدم بانزعاج : تمام هنشوف .... يمكن نقدر نيجي
واكتفت أسيل بالابتسام بتكّلُف ثم و دعاه وذهبا لغرفهم للنوم
تستيقظ أسيل مساءاً على رنين هاتفها لتجيب دون النظر الى هوية المتصل فتجده صوت محبب الى قلبها لتهتف بسعادة
اسيل بحماس : كارول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حبيبتي ازيك؟؟؟ انتى بتتكلمي منين ؟ انتى جيتي مصر ؟ ده مش رقم دولي.... طب مقولتليش ليه قبلها .... انا قولت نسيتيني خلاص ياااااه فينك يا بنتى ده انا كنت بعاني من غيرك .........
كارول ضاحكة مقاطعة : متغيرتيش و مش هتتغيري لسة فيكي العادة دي .. مش بتدي فرصة للي قدامك انه يرد حتى ... و جواباً على اسئلتك كلها فأنا بخير الحمد لله و فعلاً جيت مصر و مبلغتكيش عشان كنت حابة اعملهالك مفاجأة بس انا اللى اتفاجئت لما ملقيتكيش فى القاهرة .... مسافرة من ورايا يا هانم ؟
↚
أسيل : انا فى الغردقة عشان شغل و هفضل اسبوع هنا .... ما تيجي انتى كمان
كارول : مش هينفع
أسيل بحزن : ليييه الجو هنا تحفة و هتستمتعى جداً ده مفيش سائح بيجي مصر غير لما يعدى على الغردقة ولا شرم....... هتيجي هتلاقيها مليانة سُياح مزز زيك كده
كارول ضاحكة : هههههههههه شكراً ياستى على المجاملة دى و مينفعش اجي لانى فعلاً هنا فى الغردقة .... الشغالين عندكم فى البيت بلغونى بسفرك و جيت على اول طيارة ... ممكن تقولى بقى نازلة فى انهى اوتيل
هبت قافزة من فراشها تصرخ بمرح
أسيل بسعادة حقيقية : عاااااااااااااا ...... بجد يعنى انتى هنا ؟...... طب بصي انا فى اوتيل "........." هستناكي فى المطعم ..... سلاااام بقى
كارول ضاحكة : سلام يا مجنونة
اغلقت الهاتف و من ثم تحركت بسرعة لتتجهز لمقابلتها قبل الحفل
بعد فترة و عند خروجها من غرفتها قابلته بالصدفة امام الباب لينظر لها بإندهاش
آدم بدهشة : على فين ؟ ده انا افتكرتك نايمة
أسيل : كويس انى شوفتك انا كنت هاجى ابلغك انى نازلة اقابل صاحبتى قبل ما احضر نفسي للحفلة
اكفهر وجهه فور اتيانها بسيرة الحفل
آدم بسخرية : يعني هتحضري ؟ انا افتكرتك تعبانة و محتاجة ترتاحى و تنامي
أسيل بتأفف : ايوة فعلاً قولت كده بس هو عنده حق ... حضورنا مفيد عشان المعاينة و موضوع تاريخ الفندق ده هيساعدنا فى التصاميم وهيوفر علينا وقت و مجهود
آدم بغيظ : ايوة ايوة طبعاً ما هو كل اللى بيقوله استاذ طارق صح و عنده حق فيه
اسيل بدهشة و تأفف من تأخيره لها : مش فهماك ... ايه اللى يضايق فى كلامي .. انا شيفاه منطقي جداً و بعدين ايه دخل طارق فى الموضوع
آدم بغضب: هو بقى طارق كمان من غير ألقاب !!!
أسيل بغضب وصوت عالٍ : قصدك ايه ؟ انت ........... ثم اغمضت عينيها للحظة تتذكر موعدها مع صديقتها لتردف بهدوء .............. ولا اقولك انسي الموضوع .... مفيش فايدة من الكلام معاك .. ده غير انى لازم امشي دلوقتى و الا هتأخر .......... سلام
قالتها مغادرة المكان تاركةً اياه يستشيط غيظاً و غضباً منها ومن تلفظها بإسم هذا الطارق دون القاب
.................
يتبع ..............
↚
بداخل غرفته نراه يكاد يموت غيظاًً من تصرفات مزعجته الصغيرة ... كيف جاءتها الجرأة لانهاء حديثهما و المغادرة تاركة اياه ينظر بغضب فى اثرها ... بل وتقبل دعوة السيد طارق بدون الرجوع له اولاً ...اه مهلاً هو طارق فقط وليس سيد طارق ..... فيزيد غضبه عند تذكره نطقها لإسمه مجرداً وكأنه شيء اعتادت علي فعله ... وما يتلف اعصابه حقاً غضبه الغير مبرر من هذا الامر ... فما شأنه هو بها او بهذا الاحمق ؟ لما يهتم من الاساس ؟..... انهى حيرته تلك بنهوضه ليأخذ حمام بارد عله يهديء اعصابه هذه قبل هذا الحفل اللعين
وعلى الجهة الاخري نجد حال بطلتنا على العكس تماماً .... الابتسامة الواسعة مرسومة على ثغرها فرحاً برؤية صديقتها اخيراً بعد ثلاثة اشهر عانت فيها من افتقادها
أسيل : مش قادرة اصدق انك هنا قدامى .. اخيراً رضيتي عنى و قبلتى تسمعى الكلام و تنزلى مصر .... انا شوية وكنت هتجنن خلاص .. مش لاقية حد اناكف فيه.... محدش مستحملنى ولا فاهمنى زي ما انتى بتفهميني
كارول بتفاخر : طب كويس اوى عشان تعرفي قيمتى و اللى بعانيه من الصحوبية دي ... قولتيها بنفسك محدش بيتحملك غيري
أسيل بغضب طفولى : متتكلميش كأني بلوة و محدش بيطيقنى كل الموضوع اننا اتعودنا على بعض و شبه بعض فى حاجات كتير و ده مش بيحصل بين اى اتنين بسهولة زى مانتى عارفة
كارول بجدية مصطنعة : حبيبتي انا مقولتش انك متطاقيش انا بقول بس انك مجنونة
تصنعت أسيل انها تذكرت امراً هام لتجيب
أسيل : اااه صحيح هو انا مقولتلكيش ؟
كارول بإهتمام : ايه؟
أسيل بضحك : مش انا عقلت
كارول بإنزعاج : ايوة فعلاً و دمك بقى زي السم .... اخدت بالي
لتنفجر كلتاهما ضاحكتين ويعاودا احتضان بعضهما البعض للمرة ..... السادسة ربما ؟؟
وبدأت كلاً منهما فى سرد ما لديها من احداث فى الفترة التى قضتها وحيدة لتدمع اعين أسيل عند ذكر وفاة اخيها وما تلى ذلك من اشاعات ثم تتحول ملامحها من الحزن الى الانزعاج عند ذكر معتز لتتحول مرة اخرى الى الغضب عند ذكر بعضاً من مواقفها مع آدم لتنفجر كارول ضاحكةً و هذه المرة لم تشاركها أسيل لكن بعد وقت قليل ارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة لتتوقف صديقتها عن الضحك وتنظر لها بإستغراب
كارول بخبث : وايه الضحكة دى بقى ده انا افتكرتك متضايقة منه ولا انا غلطانة؟
أسيل بقليل من الارتباك : لا طبعاً مش غلطانة انا مش متضايقة منه بس لا ده انا مش طيقاه
كارول بخبث : ايوة ايوة طبعاً واضح واضح
لتعود الى سلسة ضحكاتها ولكن هذه المرة على ما جال فى خاطرها بخصوص صديقتها وشريكها هذا .. فَرِحة لصديقتها متمنية لها السعادة .. فيما كانت الجالسة امامها تهتف بها ان تتوقف عن الضحك و السخرية منها
استمر حالهم هذا لفترة حتى استأذت أسيل للمغادرة بسبب الحفلة وتواعدتا ان يتقابلا مرة اخرى
عادت أسيل الى غرفتها لتتجهز للحفل ... ارتدت فستان بسيط ولم تهتم بتصفيف شعرها بشكل مبالغ فيه بل اسدلته فقط على كتفاها ووضعت بعض اللمسات البسيطة من المكياج لتبدو جاهزة للذهاب
فى حين ارتدي آدم ملابس كاجوال ووضع من عطره الرجولى الفرنسي ومن ثم استعد للذهاب
فتح كلاً منهما باب غرفته فى نفس اللحظة لينظرا الى بعضهما البعض و يغفلان للحظة عن شجارهم منذ قليل ... يسرح كلاً منهما فى الاخر
ولكن هيهات فقد اتى مُفسد اللحظات السعيدة ..السيد طارق .. لاصطحابهما خصيصاً .. يكاد يطير فرحاً لحضور أسيل وبالطبع لم ينسى ان يثني على اناقتها وبساطتها اما نحن يا سادة فلم ننسي صديقنا آدم والذي كان على وشك الاشتعال غيظاً من هذا الأرعن ولكنه كالعادة استطاع ضبط ملامحه حتى لا ينكشف ما بداخله
انشغل طارق بضيوفه طوال الحفل منصرفاً عن ابطالنا دون ارداة منه لا يعود اليهم الا للحظات و سرعان ما يسحبه احد الضيوف بحوار هام ...... لولا ذلك لأوشك احدهم على إرتكاب جريمة ولن يستطيع اياً كان لومه ... فأسلوب طارق المبالغ فيه ازعج أسيل نفسها وجعلها هى ايضاً على وشك الانفجار ... بداخلها تقسم انه ان لم يكن عميل مهم لكانت تناولت سلاح آلى من احد افراد الأمن هنا وافرغت الرصاصات جميعها بصدره ولربما ايضاً اخدت قليل من النبيذ تسكبه عليه مدعية انه دون قصد ومن ثم تطلب من آدم قداحته - والذي لن يتأخر عنها لحظة -نظراً لإتفاقهم ولاول مرة على هدف واحد - لتتم جريمتها وتشعل به النار
↚
ولكنها بالطبع فتاة رقيقة ليست ذا تفكير اجرامي لتفعل هذا ... لذا فستظل صامدة وتتحمل هذا الكائن السمج .. اخذت تسترسل فى افكارها البريئة تلك قبل ان تستقيظ على صوت آدم يحدثها
آدم محاولا انشاء حوار ينسيه هذا الطارق :خير ؟ شكلك مش هنا خالص ... بتفكري فى ايه؟
أسيل بتلقائية : كنت بفكر فى كلام استاذ طارق النهاردة
آدم بغيظ : اكيد طبعاً ... هو في غيره
أسيل باستغراب : قصدك ايه ؟
آدم بغيظ و حدة : اقصد انك مبتفكريش غير فى الاستاذ طارق و كلام الاستاذ طارق
أسيل بغضب : قصدك ايه بكلامك ده ؟ ... اه صحيح انت لمحت لحاجة زي دي قبل كده .... ما تقول انت تقصد ايه من غير لف و دوران
آدم بغضب : انا لا بلف و لا بدور و بعدين لو كنتي استنيتي تسمعى كلامى قبل ما تمشي و تسيبينى واقف مكانى كان زمانك فهمتى انا اقصد ايه .. لكن انتى هربتي من الحوار كله لانك مش هتقدري تلاقي مبرر لموقفك
أسيل بحدة : انا مش محتاجة ابررلك اى حاجة .... اللى عاوزة اعمله هعمله و من غير اي تفسير .... ثم اردفت بسخرية ..... و بعدين انا مش فاهمة انت مهتم بتصرفاتي و علاقاتى كده ليه .. ايه ... بتغير ؟؟؟؟
آدم : سبق و قولتهالك قبل كده لكن واضح ان ذاكرتك زي ذاكرة السمك ..... ثم اكمل حديثه ببطء شديد ........ انتي مش من نوع الستات اللى يدخل دماغي ..... فمتديش لنفسك اهمية زيادة .... طفلة زيك مش هي اللي افكر فيها حتى مجرد تفكير
اتبع حديثه هذا بنظرة استحقار شملتها من رأسها لاخمص قدميها وتركها مغادراً القاعة بأكملها
تركها مازالت تستوعب كلامه لا تصدق كونه بهذه الحقارة لكن ما بداخلها ليس بغضب بل حزن ..... حزن عميق وجرح سبَّبَهُ كلامه لها .... شعرت بلسعة بعينيها لتذهب من فورها الى الحمام تنظر للمرآة فتري دموع حبيسة فى مقلتيها ... تبكى !!!! ... تبكى بسببه وبسبب حديثه لها !!!! زاد بكاءها حزناً على حالها و ضعفها امامه .
لمَ أثر فيها كلامه لهذه الدرجة!!!!!! ليست بأول مرة يُحدثها بتلك القسوة ... اذاً
لمَ تهتم !!!!!
ظلت تبكي فترة ليست بالقصيرة حتى هدأت قليلاً لتغسل وجهها بالماء مغادرة الحمام والحفل بأكمله.
فى طريقها لغرفتها وقبل ان تفتح الباب سمعت صوت تكسير وتحطم زجاج صادر من غرفة آدم لتفزع وتهرول ناحيته .. تطرق الباب بحدة فتسمع صراخه الغاضب .. ابتلعت ريقها قبل ان تدير مقبض الباب وتدخل فتراه يقف بمنتصف الحجرة يوليها ظهره ... حركة كتفاه تدل على تنفسه الغير منتظم لترمي نظرة سريعة على الغرفة فتجد جميع ما قابل للكسر فيها محطم بالكامل
خرج صوتها ضعيفاً هاتفاً بإسمه ليبدو وكأنه لم يسمعها ... كررت ندائها ليلتفت اليها و ليته لم يفعل .. لأول مرة ترتعب من نظراته الحادة الغاضبة فلقد كان فى اقصى حالات عصبيته وانفعاله ، ملامحه مكفهرة يشوبها الغضب والالم و
الحزن ؟؟؟ حزن عميق .... ظل هكذا لبعض الوقت حتى هدأت ملامحه قليلاً وان كان مازال يبدو عليه الغضب لينطق بآخر كلمة توقعت ان تصدر منه
آدم : آسف
لتتسع عينيها فى دهشة وترمش عدة مرات ليردف
آدم : اتعديت حدودي معاكي فى الكلام فى الحفلة ..... اسف ... مقصدتش ان ده يحصل
أسيل بصوت منخفض ومازالت تسيطر عليها الدهشة : تمام محصلش حاجة خلاص .... قبلت اعتذارك
ساد صمت مخيف بعدها ليكمل
آدم بابتسامة غريبة : خلينا نآخذ هدنة ممكن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
................
يتبع ............
↚
آدم بإبتسامة غريبة : خلينا نآخد هدنة ...... ممكن ؟؟
أسيل مبتسمة بغباء : هدنة ؟ ... تمام ماشي نعمل هدنة .. بس اهدى
قالتها بهدوء وكأنها تهدهد طفل او تعامل شخص مجنون
اومأ لها بخفة
آدم متابعاً : قعدنا فترة نناقر فى بعض وبنتعامل زي الاطفال ..... ده اكيد هيأثر على مستوى الشغل و يضره فخلينا نعقل كده و نتصرف بتحضر .... اتفقنا ؟
اومأت ببلاهة لتردف بآلية
أسيل بنفس الابتسامة : تمام اتفقنا
لتقترب منه ببطئ شديد وتحادثه بهدوء
اسيل يهدوء : تمام خلينا نعمل هدنة ...... بس الموضوع مكنش محتاج انك تطلع غصبك على كل حاجة حواليك بالشكل ده ..... ثم نظرت حولها بتساؤل ..... انت فى الحالة دي بسبب خناقتنا من شوية ؟
نظر لها لفترة ثم اجاب
آدم : مش بسبب خناقتنا تحديداً بس انا الفترة الاخيرة و بسبب مشاكلنا مع بعض بقيت عصبي زيادة عن اللزوم
أسيل بهمس : على اساس انك مكنتش زي القنبلة اللى مستعدة تنفجر فى وش اي حد من قبل ما اجي حتى
آدم : صحاب ؟
أسيل بابتسامة يشوبها بعض الشك اومأت : صحاب ........ ثم نظرت لساعتها لتهب واقفة ....... الوقت اتأخر جداً ... لازم اروح اوضتى ..... تصبح على خير
آدم بابتسامة صافية : وانتى من اهله
لتتركه مغادرة الغرفة متجهة الى غرفتها ومازالت لا تصدق اعتذاره اليها بل ومعاملته اللطيفة معها
صباح جديد لكنه مختلف عن اى صباح فنجد بطلتنا مازالت ترقد بفراشها تنعم بنوم هادئ لتسمع طرقات خفيفة على باب غرفتها فتعقد حاجبيها بانزعاج وتساؤل عن هوية الطارق لتنهض متأففة لتري من ذا الذي يزعجها بمثل هذا الوقت المبكر ... فور فتحها للباب طالعها بهيأته المهيبة الانيقة وعلى وجهه ابتسامة واسعة غير مألوفة لها
آدم : صباح الفل ...... لسة نايمة يا كسلانة .. الساعة بقت تسعة
أسيل بإستغراب وابتسامة بلهاء على وجهها : صباح الخير... معلش مالها الساعة ؟؟؟؟ هو احنا عندنا ميعاد ولا حاجة ؟
آدم : لا طبعاً .... ولو كان عندنا ميعاد كنتي هتبقي اول واحدة تعرف .... بس انا صحيت بدري و حبيت ننزل نفطر مع بعض ده غير اني لغيت مواعيد النهاردة كلها عشان نخرج سوا احتفالاً بالهدنة
أسيل عاقدة حاجبيها بإستغراب : تمام ... اديني شوية وقت بس اجهز و هحصلك على تحت
آدم بسعادة : تمام بس متتأخريش عليا .... سلام
لتغلق باب غرفتها تعتريها الدهشة والاستغراب من موقفه هذا لكنها تقرر الاستسلام للوضع الحالى ومجاراته فى افعاله لتري ما سيؤول اليه الامر فى النهاية
بعد تناولهم الافطار ومعاملته لها كالاميرة
غادرا معاً للتسوق والتجول فى المدينة الرائعة بمعالمها المبهرة و على خلاف ما توقع كلاهما فلقد انسجم كلاً منهم مع الاخر و اعتادا على بعضهما سريعاً بل وجدا كثيراً من الخصال المشتركة بينهم والتى اهمها عشقهم للقهوة
استمرا فى متعتهم تلك والتى زادت بداخل اسيل عند تلقي آدم اتصال من هذا المدعو معتز يخبره فيه انه لن يستطيع الحضور الى الغردقة بسبب انشغاله بمشكلة تخص عمله .... حتى اتى وقت الغداء فتوقفا عند احدى المطاعم وجلسا يتحدثان فى انسجام
آدم : ممكن سؤال ؟؟ بصراحة السؤال ده فى بالي من فترة و حيرني جداً ؟
أسيل : اكيد طبعاً اسأل
آدم : لاحظت من اول مقابلة انك اخدة موقف مننا انا و معتز ... صح ولا انا غلطان ؟
أسيل بإبتسامة خجولة : لا مش غلطان ... بس انا ليا اسبابي لده .... زي ماانت شايف شكلى الطفولى و صغر سني بيخلي الناس اللى بتعامل معاهم يستخفو بيا و بشغلي فكان لازم اتعامل بجدية شوية عشان اقنع اللى قدامي بإني قد المسئولية اللي اتقدمت ليها .... فعشان كده ممكن تكون لاحظت ان اسلوبي فى الشغل يختلف عن اسلوبي فى العادي ...... اسفة لو كنت ضايقتك بطريقتى من اول مقابلة بس بصراحة انت خدت حقك وقتها
آدم ممسكا يديها بحنان وعلى وجهه ابتسامة دافئة : اطمني انتى محيتي الفكرة دي كلها من بالي من كام ساعة عدت والا مكنتش اتجرأت و سألتك السؤال ده
↚
لتسحب يديها بإحراج وتعتري وجهها حمرة الخجل فتعاود تناولها الطعام مطأطأة الرأس وعلى وجهها ابتسامة خجولة
نظر لها آدم بإبتسامة واسعة و شرع هو الاخر فى تناول الطعام
قاطع صمتهما هذا صوت مألوف لأسيل يصرخ بسعادة
كارول : خيااااانة ... بتتفسحي لوحدك من ورايا و من غير ما تقوليلي
أسيل كاظمة غيظها : كارول ازيك ؟؟؟؟؟ .... لو دققتي كويس هتاخدي بالك انى مش لوحدي
واخيرا انتبهت كارول لمرافق أسيل لتحمر خجلاً حيث كان ينظر لها بإبتسامة مرسومة على ثغره
كارول بإرتباك : اها ... هااااي .... اسفة بس مخدتش بالي انها قاعدة مع حد .... طبعاً مقصدش انك مش ملفت ....ااااا مقصدش برضو انك ملفت بزيادة .. يوووووه انا هسكت احسن ..قالتها بهمس
أسيل هامسة بغيظ : احسن فعلاً
آدم بمرح : اهلا انا ادم ....... اكيد انتى صاحبة اسيل مش كده
كارول : اه اهلاً ... اسفة نسيت اعرفك بنفسي ... انا كارول صاحبة اسيل ..... ..... حضرتك بقى ادم ؟؟ دي كلمتني كتير عنك
آدم بإستغراب : بجد ؟؟؟ مظنش انه كلام كويس نهائي
لتبتسم ناظرة لأسيل بخبث وتصمت
آدم بلباقة : طب ما تتفضل تشاركينا الغدا
كارول : شكراً بس مش عايزة ازعجكم ده غير ان معايا صديق ليا
آدم بابتسامة لعوبة : مفيش ازعاج ممكن تسببه انسة جميلة زيك
أسيل بغيظ : مظنش انه من الذوق انك تسيبي ضيفك لوحده كل ده
كارول : احم احم فعلاً عندك حق .... شكراً لدعوتك يا مستر ادم بس صديقي منتظرني ... اتشرفت بمعرفتك ... عن اذنكم
آدم : انا اللى اتشرفت بمعرفتك
لتغادرهم الى صديقها هذا القابع باحدى طاولات المطعم
ألتفت آدم لأسيل ليراها تنظر اليه فى غيظ
آدم : مالك شكلك متضايقة ؟
أسيل بغيظ : تحب تروح و تقعد معاهم ....... ده حتى مفيش احلي من القعدة مع انسة جميلة زيها
آدم بإبتسامة وقد فهم سبب غضبها : ايوة فعلاً مفيش احلى من القعدة مع انسة جميلة ........... و ده اللى بعمله حالياً
لتبادله هى الابتسامة فى خجل وتنسي فوراً غضبها وانزعاجها منه ليستأنف كلاً منهما طعامه فى صمت محبب
اكملا اليوم بسعادة وعادا معاً الى الفندق ليفترقا امام غرفتيهما على وعد ان يتقابلا غداً صباحاً لبدء عملهم
مرت الايام سريعاً وانتهى عملهم فى الغردقة ليأتي وقت الرحيل فتكون رحلة العودة مخالفة تماماً لرحلتهم السابقة حيث كانت ممتعة بأحاديث آدم الشيقة وغزله الغير صريح المستمر حتى اوصلها الى منزلها بسلام وقررا عدم الذهاب الى العمل اليوم التالى لينالا قسطاً من الراحة بعد تعب الرحلة
............
يتبع .........
↚
عاد بطلانا الى عملهم وروتينهم اليومي المعتاد ولكن الاختلاف هو تعاملهم الهادئ مع بعضهم البعض حتى بدأ الموظفين فى التعجب من التحول المفاجئ فى علاقتهم وانتشرت الاشاعات التى ترمي الى وجود علاقة خفية نشأت بينها فى رحلة الغردقة
ولقد انقسموا لفريقين
فريق يؤيد ان آدم بسحره ورجولته ووسامته التى تجذب كل امرأة يقابلها قد سيطر على عقل وقلب أسيل بل روضها تماما وجعلها طور بنانه
وفريق اخر يؤيد فكرة انها من سحرته بجمالها وجديتها الملازم لها رقتها وجمالها واناقتها ولباقتها فى التعامل مع اياً كان
وهناك من يشتعل غيظاً من قربهم المفاجئ هذا فنجد معتز مقهوراً يكاد يجن لمعرفة الطريقة التى استخدمها آدم للتقرب منها بهذه السرعة ليبدوان اكثر من اصدقاء فلا يخفى على احد يراهما معاً انهما اصبحا فى علاقة تتعدى الصداقة
اما بطلتنا فمنذ عودتها من الغردقة وهى يتملكها نشاط وحماس غريبين للعمل .... تشعر براحة و سعادة عند وجودها بالشركة فابتسامتها التى كانت نادراً ما يراها احد اصبحت مرسومة طوال الوقت على ثغرها تتحدث مع هذا وذاك لكن مازالت جديتها تلازمها وصرامتها بخصوص العمل مستمرة
حال آدم لا يختلف عن حال أسيل كثيراً لكن لا زال فى بعض الاوقات تتملكه عصبيته ولكن بمجرد رؤيته لوجها يعتريه الهدوء مرة اخرى
الشركة اليوم على اهبة الاستعداد لاستقبال عميل فى غاية الاهمية سيف الدين العذبي صاحب اكبر سلسة مطاعم بالعاصمة يستعد لإنشاء فرع جديد و قد قرر التعاقد مع شركة الشناوي للانشاءات والعمل معها
فنجد آدم يترأس مكتبه امامه كلاً من معتز وأسيل فى انتظار هذا العميل وكلاً منهم على علم بمدى اهمية هذه المقابلة
لتدلف كاميليا لتخبرهم بقدوم الضيف فيسمح لها آدم بإدخاله ليقفوا جميعاً فى استقباله
يدخل بهيبته المخيفة ... نظراته الثاقبة وملامحه الرجولية الفذة وطوله الفارع يتقدم منهم يحييهم بثبات ليردوا التحية ويطلب منهم آدم الجلوس
سيف الدين موجهها حديثه لأسيل بابتسامة رزينة : سمعت كتير عن الشريك الجديد فى مؤسسة الشناوي لكن متخيلتش انه يكون انسة جميلة زي حضرتك و فى سن صغير كمان
أسيل بابتسامة و بجدية : شكراً على المجاملة الرقيقة دى بس اظن الشكل و السن ملوش اي علاقة بالشغل
اومأ بهدوء ثم سرعان ما عاد يوجه حديثه لهم جميعاً
سيف الدين : اكيد عرفتو انى فى الفترة دى فكرت اعمل مطعم جديد يتضاف لسلة المطاعم الخاصة بيا و المرة دى عايزه يكون فى وسط البلد .. عايزه يكون الفرع الرئيسي للسلسة و طبعاً لازم يكون تصميمه مميز وعلى اعلى مستوى و بصراحة من ضمن كل اللي فى السوق ملقتش حد افضل منكم اتعامل معاه
معتز مبتسماً : دى شهادة كبيرة نعتز بيها يا سيف بيه و اكيد احنا يشرفنا الشغل مع سعادتك و بنوعد حضرتك انك هتلاقي شغل ممتاز
آدم : تمام ... ياريت بقى نتكلم فى تفاصيل المشروع يعنى مثلاً ايه الفترة المتاحة لينا للتصميم و التنفيذ ... و الافتتاح تحب يكون امتى ؟
ثم اكملوا حديثهم عن العمل وبقوا لفترة بعد ذلك استأذن منهم للمغادرة على اتفاق بمقابلة اخرى قريباً
تمر الايام سريعاً ويعملون ثلاثتهم على المشروع بجهد كبير .... امضوا ايامهم تلك على المنبهات والوجبات السريعة فلقد كانوا يشىرفون بأنفسهم على كل ما يخص المشروع تاركين مشاريعهم الاخري للعاملين لديهم
انتهوا من المطعم فى وقت قياسي يشهد لهم كفاءتهم فلقد كان تحفة فنية اشاد بها الجميع فى حفل الافتتاح الذي دعاهم اليه سيف الدين ليشكرهم شخصياً على الملأ على عملهم وجهدهم الواضح وبهذا الشكل يقوم بعمل دعايا لهم لدى كثير من رجال الاعمال
بالطبع لم تنقصهم الدعايا او الشهرة لكن عندما تأتي هذه الدعايا من شخص كسيف الدين العذبي فهذا سيبدد اى تردد صغير لدى اى رجل اعمال فى العمل والتعاقد معهم
ًو نجد على احدي طاولات الحفل كلاً من آدم وأسيل ومعتز يقفون معاً ليتقدم اليهم سيف الدين قائلا
سيف : بجد ابدعتم .... المكان تحفة فنية ... مفيش حد جه النهاردة الا و اشاد بشغلكم .... حقيقي انتو ناس بروفيشنال
آدم بلباقة : كل عميل عندنا وله مكانته ... الشغل و الابداع ده هو اللي يستحقه عميل مهم زي حصرتك .... ده غير انك اكيد عارف ان ده الطبيعي بتاعنا و مش جديد علينا
ليومأ سيف بإبتسامة
سيف موجها حديثه لأسيل بإبتسامة : واضح كمان ان ابداعكم و تميزكم مش مقتصر على الشغل بس لكن انا حالياً بشوف ابداع و جمال ملوش زي ... حقيقي اهنيكي يا باشمهندسة على اناقتك و ذوقك و بهنى نفسي انى جاتلى الفرصة انى اتعامل مع انسة بجمالك .... اراهن ان نص الرجالة اللى فى الحفلة يتمنو بس كلمة منك او رقصة واحدة معاكي
↚
ليعتدل فى وقفته منحنياً بنصفه الاعلى قليلاً ناحيتها مآداً بيديه اليها فى وضع يطالبها برقصة معه
لتنظر اليه فى خجل ثم ترمي نظرة على آدم والذى قد تبدلت ملامحه من الهدوء الى الغضب وقد احمرت عيناه واحتدت ملامحه لكن ماذا تفعل ! هى فى وضع لا تستطيع الرفض فيه نظرت الى اعين آدم لتفهمه انها مضطرة لقبول دعوته وهى غير مدركة حتى سبب لتبريرها له
مدت يدها بتردد ليد سيف ليسحبها معه الى حلبة الرقص ويختفيا بين جموع الراقصين
يقترب معتز الى بطلنا المشتعل ليزيده اشتعالاً بكلامه وتعليقه السخيف على الموقف
معتز : شوف .. قبلت ترقص معاه و معداش حتى خمس دقايق على رفضها الرقص معايا ... واضح انها بتعرف تختار كويس ... واحد زي الملياردير سيف العذبي انا اكون ايه جنبه... ثم اكمل بسخرية ... ده انا حتى كل اللى املكه من اسهم اقل من اسهما .. الظاهر انى اتخدعت فيها فعلاً
ًليزيد بكلامه هذا من غضب آدم فيترك معتز يكمل حواره هذا وحيدا
ويندفع هو بين الحشود ليراهم يرقصون معاً وسيف يقترب منها بشكل حميمي قليلاً فيتقدم نحوهم دون تفكير يمسكها من مرفقها بقوة محدثاً سيف
آدم : اسف بس اسيل لازم تروح حالاً لان الوقت اتأخر و والدها هيقلق
سيف بأبتسامة مصطنعة : تمام ... رغم ان كان املى نكمل رقصتنا سوا بس اكيد مش هحب انى اسببلك مشاكل
ليمسك يدها الحرة و يرفعها مقبلاً اياها بلطف واردف
سيف : اتشرفت بمعرفتك و بالتعامل معاكى و اتمنى نتقابل تانى قريب
أسيل بابتسامة متوترة : الشرف ليا سيف بيه عن اذنك
سيف : اتفضلي .... ليوجه حديثه الى آدم الذى اصبح شعلة من النار ..... اتشرفت بالتعرف عليك يا باشمهندس .. اتمنى نشتغل مع بعض مرة تانية
آدم سريعاً : ان شاء الله .... عن اذنك
ليقوم بطلنا بسحب اسيل بقوة متجاوزاً الحشود مغادراً القاعة بل الحفل بأكمله دون حتى اخبار معتز بمغادرتهم
يتجه الى سيارته فيفتح الباب الامامى ويدخلها بقسوة ويغلقه بعنف و من ثم اسرع بالركوب هو ايضاً ليبدء القيادة بسرعة قصوى ارعبت أسيل وجعلتها على وشك البكاء
أسيل بنبرة مرتعبة : آدم خفف السرعة من فضلك ... ليتجاهلها بل ويزيد من السرعة ليزيد خوفها وتهتف بصراخ وبكاء
أسيل بصراخ : آدم خفف الزفت السرعة انا مبقتش قادرة استحمل
اوقف السيارة فجأة لترتد فى جلستها ويصطدم راسها بمقدمة السيارة محدثة جرح بسيط بجبهتها
ينظر لها بغضب غيرعابيء بإصابتها فيهتف بها فى غضب
آدم : صوتك ده ميعلاش .... زعلانة حضرتك عشان قطعت اللحظة الرومانسية بينك و بين سيف باشا ايه تحبي ارجعك له تانى
أسيل بذهول : انت بتقول ايه و لحظات ايه اللي بتتكلم عنها دى .. كل ده عشان قبلت انى ارقص معاه .. مانت كنت شايف انى مكنتش اقدر ارفض .... ثم تابعت فى غضب .... متغيرتش ولا عمرك هتتغيرهتفضل زي مانت .. فاكر اخر مرة اتعاركت معايا فيها قبل الهدنة اللى عملتها .. كانت لنفس السبب ... تشكيكك فى اخلاقي وعدم ثقتك فيا ... انا اللى استاهل انا اللى كنت غبية لما صدقت انك اتغيرت او حتى ممكن تتغير فى يوم من الايام ..... لتكمل ببكاء .... بس كفاية اوى لحد كده كفاية اهانات انا هصفي شغلى فى الشركة و هبيع الاسهم سواء ليك او لغيرك مش مهم .. المهم امشي ومشوفش وشك مرة تانية
لتغادر السيارة مسرعة فيلحقها بسرعة يمسك بيدها مثبتاً اياها امامه وسط تململها بين يديه لكن دون فائدة .. تعلو وجهه علامات الندم والخوف من فكرة فقدانها لينطق بشكل لا ارادي دون تفكير
آدم : تتجوزيني ؟!
...................
↚
9. اغار
آدم : تتجوزيني ؟
لتسكن هى امامه وتتوقف عن محاولاتها للتخلص من كفه المثبتة اياها
رمشت للحظات لتغرق بعد ذلك فى هستيريا من الضحك المتواصل الى ان ادمعت عينيها
لتهتف بعد فترة وسط ضحكاتها
أسيل: انت بتهزر ولا تكون اتجننت .... نتجوز ؟ لا ده انت اكيد اتجننت رسمي ..... نسيت انك من دقتين بس كنت بتتهمنى انى برمي نفسي بين ايدين اى راجل يقابلنى ، و اه صحيح بالمناسبة ... دى مش اول مرة تتهمنى بالموضوع ده ....... ثم اكملت بسخرية ..... هو بابا مقالكش ان اساس اي ارتباط ناجح بين اى اتنين هو الثقة و احترامهم لبعض ...... خليني ابشرك بقى ان اهم شرطين كانو ممكن يخلونى اقبل النكتة بتاعتك دى انت بوظتهم بأفعالك
لتتركة وتوقف سيارة اجرة كانت مارة امامها و تغادر متوجهه الى المنزل محاولة قدر الامكان منعه من رؤية دموعها الساقطة على خديها
ليقف هو بعد ذلك وعلى وجهه علامات الغضب ممزوجة بالحزن
لقد خسرها ... عرض عليها الزواج للتو و رفضته ... فقدها بسبب غباءه و تسرعه
ليعود متخاذلاً الى سيارته ... يقودها عائداً الى قصره الكئيب
صباح اليوم التالى نرى كلاهما يستعدان للذهاب الى العمل ولم يذق اياً منهم مذاق النوم هذه الليلة
فقد قرر آدم انه لن يستسلم وسيسعى لاصلاح ما افسده بغباءه و عصبيته .... سيجعلها توافق على عرضه فلا احد يرفض آدم الشناوي ... و لطالما كانت لديه طرقه الخاصة للحصول على ما يريد
اما بالنسبة لبطلتنا فأمضت ليلتها تفكر محاولةً ايجاد سبب لاتهاماته تلك دون جدوى
كانت بالفعل قد قررت بيع اسهم ايمن رحمه الله الى اياً كان لكن ... لا وألف لا ... بعد سخريته بطلبه الزواج منها بهذه الطريقة لن تكون أسيل نور الدين ان لم تُعلمه درسه جيداً ... ستجعله يدرك انها ليست من تقبل الاهانة بصمت .....
هو من اختار الحرب فليتحمل تبعاتها
وعادت ريما الى عادتها القديمة (مثل مصري^_^) لتعود العلاقة المضطربة بينهم فبرغم قراره بكسبها وكسب مودتها مرة أخرى الا انه لا يستطيع التحكم بأعصابه امام استفزازها المستمر له وحدتها معه فلقد زادت من افعالها المستفزة و استمرت بتجاهله رغم محاولاته للحديث معها
يمر اسبوع على عرضه للزواج لا جديد فيه سوى قتالهم اليومي معاً كالمعتاد
............. : بتقول ايه ؟؟؟ عايز تتجوز !!!!!
هتف بها السيد حلمي والد آدم فى دهشة شاركته بها زوجته ناهد ليجيبه آدم بجمود
آدم بجدية : ايوة بالظبط ده اللى قلته .... عايز اتجوز ... ايه مالكم ده انا افتكرتم هتفرحولي
ناهد بدهشة : اكيد طبعا فرحانين .... بس كل الموضوع انك فاجئتنا مش اكتر .... ثم اكملت بلهفة و حنان ..... وياترى مين دي بقى اللي وقعت ادم الشناوي بجلالة قدره ؟
آدم : أسيل نور الدين ... اخت أيمن
لينتفض حلمي من مجلسه بحدة
حلمي : نععععم انت اتجننت ؟ ملقيتش غير ظي اللي تختارها ...... و بعدين مش عارف يعنى اللى طلع على اخوها بعد موته
ليعم الصمت المكان ويقطعه آدم
آدم : انت عارف ايمن كويس و عارف برضو ان كل اللى اتقال عليه بعد موته كان شوية اشاعات ملهمش اي اساس و بعدين اسيل كانت عايشة معظم عمرها برة يعنى ملهاش علاقة بأي حاجة حصلت
حلمي بسخرية : و ياترى اللى عاشت طول عمرها برة دي .. اخلاقها تناسب انك تربط اسمك واسم عيلتك بيها
آدم وهو يهم بالمغادرة : الحجات دي تعرفها لما نروح نتقدم لها عند اهلها ....... عن اذنكم لازم امشي ...... سلام
ليتركهم مغادراً الى قصره يفكر بخطة للحصول على موافقة اسيل فى اسرع وقت
فى اليوم التالى استدعى آدم أسيل بمكتبه
أسيل بتأفف : طلبتنى وكأنى موظفة عندك .... خير ان شاء الله ؟
ذفر فى ضيق متجاهلاً تأففها :عندنا عشا عمل الليلة مع عميل جديد ..... حضري نفسك على الساعة سابعة و هعدى عليكي نروح سوا
أسيل بتأفف : طيب ... سلام
↚
لتغادر مكتبه عائدة الى عملها مرة اخرى ويمر اليوم سريعاً فتغادر لمنزلها لتستعد للعشاء
مساءاً ارتدت فستان احمر من الشيفون واسدلت شعرها على كتفيها ومن ثم وضعت لمسة بسيطة من المكياج ثم خرجت لتجد آدم امام سيارته فى انتظارها ببدلة رسمية جذابة يبدو فيها انيقاً بشكل مبالغ فيه ذو هيبة تجذب كل من يراه ..... ابتلعت ريقها بتوتر ثم سارت نحوه بخطوات بطيئة ليسرع فى فتح باب السيارة لها ومن ثم يعود الى مكانه و يقود متوجهاً نحو المطعم المتفق عليه
فور وصولهم تفاجأت أسيل بعدم وجود عميل او حتى عشاء عمل لتكتشف انها خُدعت من قِبَل آدم فيتملكها الغضب وتهب مستعدة للرحيل
ليوقفها آدم قائلاً
أدم بغضب : اقعدى هتفرجي الناس علينا .. ثم تنهد ليردف .. كنت عايز بس اخرج معاكي و نتعشي سوا يعنى لا ناوي اخطفك ولا اقتلك ... و ياستى اعتبريها محاولة تانية للاعتذار عن اللى حصل مني الاسبوع اللي فات
عادت للجلوس امامه لتهتف بحدة
أسيل : محاولة تانية ؟! والله انا مشوفتش اى محاولة قبل كده للاعتذار ولا حتى اعتراف منك انك غلطت فى حقي
نفخ بضيق ليكمل محاولاً استدعاء بعضاً من هدوءه
آدم : عشان الموقف اللى اخداه من ناحيتي ..انتى حتى مدتنيش فرصة نتكلم فيها سوا بهدوء
أسيل : والله انا معملتش ده من فراغ على عكس ناس تانية تصرفاتهم ملهاش اى مبرر لا وكمان بيتدخلو فى حياة غيرهم من غير اى حق و بيقيموهم على مزاجهم
آدم بغضب وعصبية : انا معملتش كده
أسيل بغضب : لا عملت و اهنتنى كمان
آدم بضيق : ممكن اكون فعلاً عملت كده بس بس ........
أسيل بسخرية : بس ايه ؟
آدم : بس انا عندي اسبابي
أسيل بغضب : اسباب ايه دي ان شاء الله اللى تسمحلك باللى عملته معايا ؟ مفيش حاجة تبرر اللى عملته نهائي
آدم دون تفكير : لا فيه ......فيه انى بغير .. بغير عليكي من اى حد يقرب منك .. من معتز ... من الزفت اللى اسمه طارق .... من سيف الدين حتى من صاحبتك كارول لانها اقرب ليكي منى
بحبك ...ايوة بحبك و بعترف بده .... ممكن اكون قاوحت كتير بس ... بس بعترف اهو ... انا ب ح ب ك ... معرضتش عليكي الجواز كإهانة او تقليل منك بالعكس انا فكرت فى ده لما لقيتك خلاص هتضيعي مني
بعد انتهائه من اعترافه ذاك ظل يلهث لفترة ثم نظر اليها فوجدها تبكي فى صمت لترتسم ابتسامة صغيرة على وجهه ومن ثم نهض من مقعده وتحرك مقترباً منها بهدوء حتى اصبح امامها مباشرة ثم هبط فجأة على احدى ركبتيه ... و اخرج علبة صغيرة من جيبه يفتحها امامها ليظهر خاتم من الماس قبل ان يردف بدفيء
آدم بإبتسامة : و دلوقتى بعيدها تاني و اتمنى تقبلى ....... اسيل ... تتجوزيني ؟!
لتطالعه بدهشة ..... لا تستوعب اعترافه ذاك .... والان ها هو يعيد عرضه مرة اخرى .... صمتت لفترة ثم ازداد بكاءها و علت شهقاتها لتومأ بقوة عدة مرات
موافقة و اخيراً على عرضه
...................
يتبع ...........
↚
. نوم ..... ثم نوم !!!!!
لم يستسغ بطلنا اقامة خطوبة ثم حفل زفاف بعده بمدة ، بل فاجئ الجميع و اولهم أسيل بطلبه لحفل زفاف مباشرة مما اثار سخط والده اثناء وجوده بمنزل عائلة اسيل لطلبها للزواج حيث انهم لم يتفقا على ذلك ولم يتحدثا فى هذا الامر من الاساس بعد زيارته واخبارهم برغبته فى الزواج .. حتى يأتيهم بعد يومان اتصالاً منه يخبرهم ان يتجهزوا للذهاب الى بيت أسيل لطلب يدها .
الطلب الذي استقبله كلاً من والدها ووالدتها بترحاب شديد غير مصدقين ان آدم حلمي الشناوى بشحمه ولحمه جالس امامهم يطلب موافقتهم على عرضه المغري هذا .. ليخبرا ابنتهما بسعادة بعد رحيلهم انها قادرة وماكرة كفاية لإسقاط هذا الدنجوان فى شباكها وكأنهم يتحدثون عن عاهرة وليس ابنتهم .
اليوم هو اليوم المنتظر.. يوم الزفاف .. نجد عصافير الحب خاصتنا جالسين بالقرب من بعضهم البعض يستقبلون التهانى من الاقارب والاصدقاء لتفاجأ اسيل بقدوم سيف الدين لتهنئتهم وما زادها اندهاشاً هو رؤيتها كلاً من آدم وسيف يحتضن كلاً منهما الاخر بسعادة وتكاد تجزم ان من يرى هذا المشهد الآن سيظن ان صداقتهم دامت لسنوات ولكنها تجاهلت الامر ورسمت على ثغرها ابتسامة صغيرة عند التفات سيف لها لتهنئتها.
ولم يخفى عليها نظرات الكره والحقد من بعض الاشخاص على مقدمتهم معتز الذي يكاد يموت غيظاً من ضياع فريسته التى فشل فى اصطيادها بل و ظفر بها شخص آخر والذي لم يكن سوى صديقه وشريكه.
انتهى الحفل و ودع بطلانا الاهل والاقارب منطلقين الى عشهم الجديد ليصلا الى قصر آدم والذى طلبت منه اسيل الاقامة فيه ورفضت العيش فى مكان آخر فلقد كانت ذا افق واسع ... تعلم مدى حبه لزوجته السابقة وتحترم وفائه لها كل هذه الفترة يكفيها انها المرأة الوحيدة التى حركت مشاعره و جعلته راغبا بها بعد زوجته .. ابتسمت بفخر وحب عند مجيئ هذه الفكرة فى بالها لتلتفت اليه فتجده ناظراً لها يبادلها ابتسامتها هذه بابتسامة دافئة عشقتها .
↚
آدم مبتسماً بحب : اهلاً بيكي يا حبيبتي فى بيتك .. نورتى القصر و رجعتيله الحياة بعد ما كان حزين و كئيب ...... يلا اكيد تعبانة انا هوريكي فين اوضتنا عشان تغيري الفستان و ننزل ناكل اى حاجة احسن انا خلااااص هموت من الجوع
أسيل بخجل : طب .. هو احنا مش هنصلي سوا ولا ايه ؟
ليصمت قليلاً ويردف وهو يسير امامها يرشدها الى غرفتهم فيصعد الدرج
آدم : اكيد طبعاً هنصلي .. انا بحسبك جعانة اوى زيي فقولت ناكل و بعدين نصلي لكن مش مشكلة ... نصلي الاول ...ليصمت قليلاً ثم يكمل متذكراً امراً ما ... اه صح نسيت اقولك ان مفيش اى خدامين فى القصر و بصراحة بقى هو اساساً مفيش غير الدادة جميلة بس انا اديتها اجازة اسبوع كده
اومأت بهدوء لتردف
أسيل : تمام مش مشكلة انا متعودة اخدم نفسي بنفسي
ليقفا معا امام غرفة مغلقة يفتحها فتجد حجرة واسعة يتوسطها سرير كبير ذو اعمدة بجوانبه الاربعة كالأسرّة التراثية و على يمينها مرآة كبيرة بتسريحة يوجد عليها كل مستلزمات التجميل بجانب بعض من حاجياته .. وامام السرير توجد خزانة كبيرة تحتوى على اغراضه واغراضها معاً اما فى يسار الغرفة تجد باب مغلق خمنت انه الحمام .
يقف خلفها ينتظر انتهائها من تأمل الغرفة التى اصر ان لا تشاركه فى اختيارها بحجة رغبته فى مفاجأتها وقد نجح فى ذلك للتو .
آدم بابتسامة : ها ايه رأيك ؟ نجحت فى الاختبار ولا عندك ملاحظات؟ شاوري بس على اللى مش عجبك و هيتغير بدون نقاش
أسيل بإنبهار : انت بتهزر ؟ الاوضه تحفة .. كل حاجة فيها زى ما تمنيت بالظبط .... بجد شكراً يا ادم . كل شيء حواليا محسسنى انى فى حلم جميل .. بداية من الفستان و الفرح و دلوقتى اوضتنا .. لتصمت قليلاً وتكمل بحب .... ومستحيل انسي حبك اللى بقى احسن حاجة حصلتلى فى حياتى
آدم بحب : مفيش شكر بنا يا قلبي انا كلى ملكك و اى حاجة تتمنيها واجبي انى انفذهالك ..... وانتى كمان .. ملكي .. لوحدى .... حبيبتي و مراتى و بنتى ........ ثم تنحنح بحرج ... يلا بقى قبل ما اتهور ... روحى غيري الفستان ده و اتوضي وانا كمان هعمل زيك عشان نصلي سوا .. هروح اغير فى اوضه تانية عشان تاخدى راحتك
لتومأ له فى خجل و يخرج هو مغلقاً الباب خلفه
وبالفعل بدلوا ملابسهم و صلوا معاً ثم هبطا للاسفل وتولى آدم مهمة تحضير الطعام ثم جلسا لتناوله ولم تخلو جلستهم من حديث آدم المعسول وغزله الصريح لزوجته واطعامها بيديه حتى انهيا الطعام ليتركها قليلاً ويذهب لازالة الطعام فلقد اصر ان لا تفعل شيئاً وانها اليوم ملكة متوجة .
ليعود اليها يراها مستلقية على الاريكة غارقة فى النوم فيحاول ايقاظها بلطف لكن لا اجابة لترتسم ابتسامة صغيرة على ثغره ويحملها بين يديه بلطف شديد .. لتتعلق برقبته وتقترب من احضانه اكثر فتزيد ابتسامته اتساعاً ويتجه بها الى غرفتهم واضعاً اياها على السرير ومن ثم استلقى بهدوء بجانبها.
فى صباح اليوم التالى وبعيد عن بطلانا نجد من يجلس فى مكتبه وكل تركيزه مع مُحدثه يسود وجهه التوتر والخوف
معتز : ايوة يا افندم للاسف الخبر صحيح
ليستمع قليلاً الى محدثه ويردف
معتز : حاولت يا افندم بس الموضوع مكنش سهل عليا خصوصاً انى لوحدى و دلوقتى بقى اصعب لما مبقتش فى الشركة
لتتغير ملامحه الى الخوف عند سماعه الرد على كلامه
معتز بخوف : تمام يا باشا هحاول... احنا حالياً شغالين على موضوع كبير نخلص منه بس و بعدين نبدأ شغلنا الخاص
ليكمل بعد سماعه الرد من الآخر
معتز : تمام تمام يا باشا متقلقش كله هيمشي زي ما احنا عايزين . تمام يا باشا ... سلام
ليغلق الهاتف ويزفر فى ضيق ثم يعاود الامساك بهاتفه ويقوم بالاتصال مرة اخرى
↚
معتز بمرح : الو .... عارف انك مش طايقنى ولا عايز تكلم حد النهاردة بس الموضوع بخصوص الشغل
آدم بانزعاج : مش مشكلة بس يلا انجز ايه الموضوع ؟
معتز : انت عارف من قبل جوازك و احنا شغالين على المشروع بتاع الشركة الايطالية وده مشروع كبير و كل فترة بيبعتو ناس تتابعنا و تتابع الشغل وانت عارف انى مش هعرف ارد واجاوب على اسئلتهم الخاصة بالانشاءات و المعدات اللى بنستخدمها فى المشروع عشان كده هحتاجك قريب يمكن قبل نهاية الاسبوع ده
آدم بإنزعاج : حقيقي مزعجين ..تمام انا هحاول اجى و اقابلهم متقلقش
معتز : تمام انا هعرف الميعاد منهم و ابلغك ...ويردف بسخرية .... اسف على المقاطعة
آدم بغيظ : غور من هنا يا معتز مليش مزاج للرغى بتاعك ... سلام
ويغلق الهاتف بوجه صديقه
ينتصف النهار لنجد بطلتنا لا تزال تستغرق فى النوم وحدها فى فراشها الواسع فتفتح عينيها وتنظر حولها بدهشة تتساءل اين هى ! لتتذكر بعد لحظات ما حدث امس وتنظر الى ساعة هاتفها لتتفاجئ بأنها السادسة مساءاً انتفضت بمكانها .. تجلس واضعة يدها على رأسها .. ماذا حدث ؟؟ كيف استغرقت فى النوم كل هذا الوقت؟؟ لم تفعلها من قبل حتى فى مرضها لم يحدث ان نامت كل هذه الفترة .. لكن ارجعت هذا الى توترها وارهاقها فى الفترة الماضية لذا تجاهلت كل افكارها هذه واتجهت سريعاً الى الحمام ... بدلت ملابسها وهبطت الى الاسفل باحثة عن زوجها العزيز الذي تركته ونامت قبله ليلة زفافهم.
بعد بحث ليس بقصير فى ارجاء القصر وجدته يقف بالمطبخ منهمكاً فى اعداد الطعام غير منتبهاً لحضورها لتحاول هى استجماع شجاعتها وجرأتها فتتقدم نحوه محتضنة اياه من ظهره مريحة رأسها عليه لتشعر بتصلب جسده قليلاً تحت يديها اثر مفاجأتها له بحركتها هذه فيلتفت اليها ليكون وجهها مقابل وجهه لتخفض رأسها بخجل
أسيل هامسة بخجل : صباح الخير
ليبتسم آدم بخبث
آدم : مساء الخير يا زوجتى العزيزة
أسيل بخجل : آسفة ... بجد مش عارفة حصلي ايه عشان انام الفترة دى كلها .. ثم رفعت رأسها لتنظر الى عينيه وتكمل بوجه طفولى...سماح المرة دي
آدم بمرح : بعد الحضن ده والنظرة دى هكون مش طبيعي لو مسامحتكيش
لتبتسم هى فى سعادة ويردف هو بعدها
أدم : النهاردة انا فطرت لوحدى عشان مراتى العزيزة كانت نايمة فى يوم الصباحية بتاعتنا .. حاولت اصحيها لكن لا حياة لمن تنادى و اديني دلوقتى بظبط الغدا ... كانت على وشك مقاطعته لكنه اكمل .... هكمله بنفسي ومن غير اعتراض منك لكن لسة عليه شوية فخديلك كباية عصيراتصبري بيها وروحي اتفرجى على التليفزيون عقبال ما اخلص
فعلت ما اخبرها به وتوجهت بكوب العصير الى الغرفة التى بها التلفاز لتشعله وتجلس امامه .. تتابع الشخصيات الكرتونية التى تعشقها
مضت فترة ليست بالطويلة لتجد نفسها تفتح عينيها بصعوبة ويغزوها النعاس مرة اخرى فتستلقى على الاريكة وتغرق فى نوم عميق وكأنها لم تذق طعم النوم منذ دهر
يتبع
↚
تمر الايام عليهم ببطيء شديد امتلأ فيهم القصر مرة اخرى بالحزن والكآبة .. يتجاهل كلاً منهما الآخر.. لا يجلسان سوياً الا على مائدة الطعام الذي مازال آدم يقوم بإعداده نظراً لما آلت اليه حالتها من ضعف وذبول ملحوظ.
فبعد اخر حديث لهما ساءت حالتها بالتدريج حتى اصبحت تنسى معظم الاشياء حولها .. متقلبة المزاج .. عصبية اغلب الاوقات ... ولكنها مازالت تتحجج بالعمل ... مما دفع آدم لتجاهلها وتجنبها نهائياً فلا حديث بينهم سوى بخصوص العمل والذي توقفت عنه منذ فترة ليست بالقصيرة حتى انه جهز غرفة ينام ويعمل بها وتركها وحيدة بغرفتهم .
ها هو الان يجلس وحيداً بفراشه فى غرفته يفكر فى " و ماذا بعد؟" فهى لا تستجيب لأى محاولة بإقناعها للذهاب الى الطبيب فقد حدث وان طلب المساعدة من امه وصديقتها كارول للحديث معها بهذا الخصوص لكن دون جدوى.
ليبتسم بسخرية عند تذكره طلبه من والداها التحدث معها قليلاً واقناعها ليُصدم من ردهم .
فلاش باك
آدم : أسيل فى الفترة الاخيرة متغيرة ، مش على طبيعتها ... بتنسى كتير واغلب الوقت سرحانة وكمان اكلها بقى فى النازل و بقت متقلبة المزاج بشكل كبير..... اظن انه المفروض يشوفها دكتور بس هى مصرة ان كل ده ارهاق من الشغل و رافضة حوار الدكتور ده نهائي فأتمنى انكم تتكلمو معاها و تحاولو تقنوعها انها توافق
نور الدين بإبتسامة مستفزة وبعدم اهتمام : ما يمكن فعلاً يكون ارهاق مش اكتر .. متقلقش يا ادم باشا هى اكيد كويسة .
ليفكر قليلاً ويتبادل النظرات مع زوجته مكملاً حديثه بإهتمام
نور الدين : لكن بما انك قولت كده فأظن ان اسيل مبقتش تقدر تتحمل ضغط الشغل مع مسئولية الجواز الكبيرة عشان كده انا بقترح أني اتولى بنفسي إدارة الأسهم الخاصة بأيمن الله يرحمه ..... انا عارف انك مش حابب حد غريب يدخل الشركة .. مش كده ولا ايه ؟
آدم وقد فهم المغزى من حديث والدها
آدم بسخرية : مفيش داعي لده أنت قولت بنفسك انها بخير وتعبها سببه ضغوطات الشغل عشان كده شوية راحة وهتكون كويسة ان شاء الله و كمان اظن ان الاولى دلوقتي بانه يدير أسهم ايمن واللى بقت ملك لاسيل هو انا ..... على كلٍ شكراااً لضيافتكم لكن لازم امشي دلوقتى .. سلام
ليقول جملته الاخيرة و هو يهب واقفا بنية الذهاب فيقفا معه ليرافقاه الى الخارج نادمين على ضياع هذه الفرصة الثمينة من ايديهم .
نهاية الفلاش باك
ًينهض بعد فترة من التفكير متوجهاً الى دولاب صغير بالغرفة قد نقل اليه معظم ملابسه وحاجياته ليرتدي ملابسه سريعاً مغادراً غرفته بل المنزل بأكمله.
نجدها هى فى غرفتها المعتمة تتوسط فراشها ضامة قدميها الى صدرها مغمضة عيناها يرتجف جسدها بقوة من الخوف ..... لكن هى مريضة فقط لذا لما العتمة ولما الخوف ؟؟؟؟؟؟؟؟
حسناً هذا تفسيره بسيط جدااااا فإن صمتها المستمر مؤخرا وشرودها ليس الا وسيلة لتجاهل ما تراه حولها من هلاوس ....
نعم هلاوس فلقد وصل بها الحال الى تخيل اشياء حولها لا وجود لها بل تسمع ايضاً بعض الاصوات المخيفة بالطبع بجانب اعراض اخرى قد اتطلع عليها آدم حيث لم يكن بإستطاعتها اخفائها امامه .
لتنتفض فزعاً عن سماعها صوت سيارة آدم مغادرة محيط القصر فيزيد ارتجافها وخوفها ويعلو صوت بكاءها فوجود آدم فى القصر وان كان بغرفة اخري يطمئنها قليلاً لكنها الآن وحيدة وسط ما تراه وتسمعه من اشياء لا وجود لها من الاساس
ماذا حدث لها ؟ وكيف وصل بها الحال الى هذا ؟
لا تدري
لكن ما تعلمه الآن بالفعل وعلى ثقة منه هو انها مستعدة لفعل اى شئ ودفع كل ماتملك لإحضار آدم الآن الى القصر وتنعم بالامان مرة اخرى.
لم يعد آدم الى قصره الا فى السادسة صباحاً وبالطبع لم تذق بطلتنا طعماً للنوم هذه الليلة فلقد كانت تحارب اشخاص واصوات لا وجود لها سوى بعقلها فقط
مازالت تجلس بنفس الوضعية وقد تبدلت عتمة الليل بنور الصباح لتسمع طرقاً على الباب فتظنه من مخيلتها ايضاً و تتجاهله فهو امتنع عن دخول هذه الغرفة منذ فترة .. لتواجدها بها
لكن على عكس ما توقعت فها هى تراه الان يقف امامها بعد ان فتح باب الغرفة و تقدم نحو السرير عدة خطوات ليجلس على طرفه متأملاً اياها لتري فى عينيه نظرة لم تفهمها
ليقطع هذا السكوت صوته الرجولى
آدم بخفوت : عاملة ايه ؟
أسيل بسخرية : زى ما انت شايف احسن منك
↚
آدم بهدوء متجاهلاً سخريتها : لا يا أسيل انتى مش كويسة عشان تكونى احسن منى .. قوليلي حاسة بأيه بالظبط ؟
أسيل بتهكم : ايه .. خرجت ليلة امبارح و درست الطب و جاى تطبقه عليا ؟
آدم بيأس : لا يا اسيل انا مروحتش ادرس حاجة كل اللى عملته هو انى خرجت اشم هوا شوية بعيد عن جو الشغل و البيت .. روحت بعيد عشان افكر فى حل لوضعنا ده ... مش بتبصي لنفسك فى المراية مش شايفة شكلك بقى عامل ازاى ؟
لتبتسم هى بسخرية وتتذكر آخر مرة نظرت للمرآة منذ اسبوع فرأت شخصاً خلفها يبتسم لها ثم تحول شكله الى وحش بشع بعد لحظات
أسيل : مليش مزاج ابص لها و بعدين هظبط نفسي لمين وانت بتقضي كل وقتك ما بين الشركة و اوضتك اللى نقلت ليها
آدم بحدة بسيطة :انا مقررتش اتجنبك من نفسي و بدون سبب ، انا خلاص هتجنن من تصرفاتك دى ... مش فاهم ليه رافضة اننا نشوف دكتور؟ طب اسمعيني ... انا فكرت و لقيت ان اللى فيكي ممكن يكون عضوي اكتر ما هو نفسي فخلينا نروح لدكتور عادى مش نفسي .. انتى متعلمة ومثقفة و عارفة ان كل مرض له علاج ؟ .......... ها قررتي ايه ... اخدلك ميعاد مع الدكتور؟؟؟؟
لتهز رأسها يميناً ويساراً رافضة .. خائفة هى ان يكون بها شئ لا علاج له فييأس منها ويتركها وحيدة هو الآن كل عائلتها بل هو عائلتها الوحيدة التى حظت بها بعد وفاة أيمن
فيهب واقفا ًويكمل فى غضب
ًآدم : حقيقي زهقت ... خلاص زهقت و مبقتش عارف اعمل ايه معاكي ... انا متجوزتش عشان ابقى فى الوضع ده .... ليصمت قليلاً محاولاً تمالك نفسه وعدم التفوه بما يندم عليه فى وقت لاحق
يا الله
يصرخ بها آدم قبل مغادرته الغرفة الى خارج القصر لتنهار هى و تدخل بنوبة بكاء مرير لتجعل حالها لا يختلف عن ما كانت عليه قبل وصوله والتحدث اليها.
مرت ثلاثة ايام ولم يعد الى القصر اتصلت بالشركة مساء اليوم الذي غادر فيه لكن اخبرتها كاميليا انه لم يأتى للعمل وكان اليومين التاليين لا يختلفان عن اليوم الاول فلم يذه خلالهما ايضاً الى الشركة .
تكاد تجن ان لم تكن جنت فعلاً ... تركها وحيدة لثلاثة ايام لم تذق فيهم طعماً للنوم خوفاً من هلاوسها بالاضافة الى قلقها عليه .
تجلس على الاريكة فى الظلام لتشعر بباب القصر يُفتح ثم يغلق فتهب واقفة ... تراه يتقدم نحو الدرج متجهاً الى الاعلى فتهتف بإسمه فى خفوت ليتسمر مكانه لحظة ثم يلتفت اليها بإستغراب ويتحدث محاولاً جعل نبرته غير مهتمة
آدم : ايه مصحيكي لغاية دلوقتى ؟ و قاعدة فى الضلمة ليه ؟
أسيل : كنت فين اليومين اللي فاتو ؟
آدم : مظنش انه يهمك .. انا تعباااان وعايز انام ... تصبحي على خير
ليستدير مكملاً طريقه الى غرفته ليسمعها تهمس بكلمة
أسيل: موافقة
يتوقف مكانه ويلتفت اليها مرة اخرى
آدم : قولتي ايه؟
أسيل : موافقة.... موافقة انى اروح للدكتور
لتكون هذه اخر جملة نطقت بها قبل ان تقع مغشياً عليها واخر ما تسمعه هو هتافه بإسمها
يتبع
↚
فى غرفة ما بإحدي افضل المستشفيات الخاصة نجد بطلانا يجلسان امام طبيب شاب بيده بعض الاوراق والتى ما كانت سوى نتائج تحاليل اجرتها أسيل للتعرف على حقيقة ما بها .
ينتظرا على أحر من الجمر ما سيقوله الطبيب والذي كانت ملامحه لا تدل على ما يدور فى باله ... ظلا هكذا لفترة قبل ان يترك الاوراق على مكتبه و يُعَدّل من جلسته ليردف بإهتمام
ياسر( الطبيب ) موجها حديثه الى أسيل : ممكن اعرف ايه نوع المهدئ اللي بتاخديه ؟
لترمش هى للحظات وتنطق بدهشة
أسيل : مهديء ؟؟؟ انا عمرى ما اخدت مهديء ولا حتى منوم
ياسر : لكن التحاليل اللى قدامي مبتقولش كده .... بالعكس دي بتثبت انك بتتعاطي مهديء من فترة مش طويلة
لتهز رأسها يميناً ويساراً رافضة صحة حديثه وترتسم علامات الدهشة على وجه آدم
آدم : ياسر انت بتقول ايه ؟ أسيل مش بتاخد اى مهديء و بعدين هتاخده ليه ...... غير اننا لو افترضنا انها بتاخده فعلاً هل هيكون سبب للى بيحصلها ده
ياسر مفسراً : طبعاً اى مهديء عادي مش هيسبب الاعراض دي لكن المهدئ الظاهر فى التحليل واحد من المهدئات الممنوع تداولها لانه تم تصنيفه ضمن المواد المخدرة ده غير انه يعتبر من الادوية المسببة بشكل رئيسي للهلوسة .
ًلتزداد دهشتهم ويسود المكان الصمت المخيف كلاً منهما تراوده افكار مخيفة عما سمعوه من ياسر ليكمل هو حديثه قائلاً
ياسر : دلوقتى من فضلك جاوبيني عن شوية الاسئلة ....
هل بتنسي كتير الفترة دى ؟
هل بتشوفى حاجات غريبة و بتكتشفى بعدها انها مش موجودة ا او بتسمعي اصوات مش موجودة ؟
ايه اخبار اكلك ؟
بتعاني من الارق ؟ و مزاجك بقى متقلب و لا لا ؟
لتومئ هى بالايجاب على كل سؤال ويصمت ياسر قليلاً ثم يوجه حديثه الى آدم المذهول مما سمع فهناك اعراض اخرى تعانى منها و لم يعلم عنها شئ
ياسر : آدم .. ضميري المهني يحتم عليا انى ابلغ البوليس بحالة مراتك لانها تعتبر جريمة ،لكن نفيها بخصوص تعاطيها الدوا ده يخلينا نفكر بطريقة تانية وهو ان حد خلاها تاخده دون علمها
ليومئ آدم برأسه وهو فى حالة لا يحسد عليها ويكمل ياسر حديثه
ياسر : لكن مش هعمل كده على شرط ... اخد وعد منك بانك تدخل المدام لمستشفى نفسي عشان تتعالج .
آدم بإمتنان : شكراً يا ياسر على ده .. احنا مش حمل تحقيقات و فضايح و وعد منى تتعالج و بعدها هعرف مين اللى عمل العملة دي و هتصرف معاه بنفسي
واخيرااااا تكسر أسيل صمتها
أسيل : انا عايزة امشي
آدم : حاضر يا حبيبتي ثوانى بس هتكلم مع ياسر شوية و اخد منه اسم مستشفى كويسة عشان علاجك
لتعيد كلامها مرة اخرى
أسيل بعصبية : انا عايزة امشي دلوقتى ... دلوقتى يا ادم
ينظر لها آدم وياسر بدهشة ويستأذن هو وهى للمغادرة على اتفاق ان يهاتف آدم صديقه ياسر لإنهاء اجراءات دخولها للمشفى .
فى مكان اخر بعيد قليلاً عن بطلانا نجد رجل فى العقد الستين من عمره يجلس على كرسيه بهيبة يمسك فى إحدى يديه سيجاره وباليد الاخرى كأس من الخمر .. ماهو الا مروان العيسوى رجل اعمال معروف عنه اعماله المشبوهة خاصاً فى مجال تجارة الممنوعات لكن لا يستطيع احد اثبات امراً ضده .... ينظر الى الماثل امامه متحدثاً اليه بترفع وتكبر
مروان : ممكن تقولى هستنى لحد امتى ؟ قولتلك محتاج رجل اعمل سمعته متخرش المية و قولتلى انه موجود و فى فترة صغيرة هيبقى تحت ايدينا ... استنيت و استنيت و لسة مشوفتش نتيجة
.......... : رجل الاعمال ده موجود بس سمعته دي مخدهاش من فراغ و مش من السهل اقناعه ده غير ان الظروف اللى جدت دى مخدمتنيش و اللى صعب الموضوع اكتر موت الغبي ده
مروان بحدة : الغبي اللى بتتكلم عنه ده لو كنت اقنعته بأنه يبقى معانا مكناش خسرناه .... ايمن بذكاءه و شطارته لو مكنش ميت كان زمانه اخد مكانك دلوقتى
ليذفر محدثه فى ضيق ويجيبه بنظرة مكر على وجهه
.......... : متقلقش يا باشا شوية وقت و هيكون آدم الشناوي تحت ايدينا لا وهيكون كمان من افضل رجالتنا
.
↚
ًنعود الى بطلانا لنجدهم جالسين فى غرفتهم ويعم الصمت المكان ليقطعه آدم قائلاً
آدم : حبيبتي حابة امتى نروح المستشفى انتى عارفة انه كل ما كان اسرع كل ما كان احسن ليكي
أسيل بملامح جامدة : انا مش هروح فى حتة
آدم بتساؤل واستغراب : مش ايه ؟
أسيل بصراخ وبكاء : مش هروح فى حتة ..... مش هروح مصحة بين المجانين .... انا مش مريضة زيهم
ادم بغضب : لا مريضة ومحتاجة علاج ..... بلاش مكابرة يا أسيل مفيش نقاش انا قررت و الموضوع انتهى
لتعود للرفض مرة اخرى لكن يقاطع رفضها هذا صوت رنين هاتف آدم ليتأفف مخرجاً اياه ناظراً لاسم المتصل فيعقد حاجبيه بإهتمام وينظر لها بإرتباك ثم يخبرها انه سيعود بعد قليل ويخرج من الغرفة للرد على هاتفه .
لا تزال تحدق بباب الغرفة متعجبة من تصرفه هذا لم يسبق وان امتنع عن الرد على هاتفه وهى بجانبه اذا ماذا حدث لما الارتباك والمغادرة لمجرد الرد على الهاتف
لتتوقف قليلاً عن التفكير ويدق ناقوس الخطر فى عقلها ... تحاول تجميع بعض النقاط الضائعة
1. تزوج حديثاً ولم يمس زوجته
2. تأخره ليلاً كل يوم
3. غيابه لثلاثة ايام .. غير موجود خلالهم بمنزله او عمله
4. واخيراً ... زوجته مدمنة وتهلوس بل وترفض العلاج
اسباب اكثر من كافية لخيانته لها ... حسناً احتمال انه يخونها هو الاحتمال الاكبر الآن ماذا تفعل ؟ تستسلم ؟!!!!
لاااا و ألف لاااا لن تكون أسيل نور الدين ان فعلت هذا وفقدت زوجها.. رجلها .. حبيبها
ليقطع تفكيرها صوته وقد عاد اليها بعد فترة لتسارع هى بالحديث وتسبقه قائلة
أسيل : انا موافقة انى اروح المستشفى
لينظر اليها متعجباً من موافقتها..الم تكن منذ دقائق رافضة للأمر ماذا الآن ؟!لكنه استسلم لهذا منذ مدة فقد اعتاد على تقلبات مزاجها السريعة
تنهد بإستسلام ليردف مبتسماً بحنو
آدم : تمام يا حبي بس اقولك حاجة .. خلينا نعمل ده بطريقة اريح ليا وليكي .... انا مش هقدر على فراقك و انى اسيبك فى المستشفى لوحدك وانتى رغم موافقتك دى فأنا عارف انه هيبقى صعب عليكي جداً .. عشان كده انا فكرت فى حل .... احنا نسافر تركيا .... عندى بيت هناك معزول شوية ... نقعد فيه الفترة الجاية و نبدأ علاجك .. هنكون انا وانتي بس وشوية ارشادات من الدكتور هاخدها منه على التليفون .. و بعد علاجك ان شاء الله هنقضى احلى شهر عسل هناك او فى اى مكان في العالم اختاري انتي بس .... ايه رأيك ؟؟؟د
لترتسم ابتسامعة واسعة على شفتيها قد غابت عنها لفترة طويلة وتومئ له بسعادة موافقة على اقتراحه هذا ...
فى مكان آخر ليس ببعيد وتحديداً بمنزل السيد نور الدين وزوجته الفاضلة نجد السيدة حنان تخطو الى داخل منزلها فى سعادة لتتفاجأ بحال زوجها المشعث الشعر ذو ملابسه المجعدة و عيونه الذابلة يجلس ارضا محدقا امامه فى اللاشئ
لتسرع اليه بخوف محدثه اياه
حنان بقلق : مالك ؟ ايه حصل ؟
ليجيبها بيأس بعد لحظات من التحديق بوجهها
نور الدين : احنا انتهيناا .... انتهينا
حنان بخوف : قصدك ايه بأننا انتهينا ؟ انطق
نور الدين : فلوسنا و البيت ده .. كل حاجة ضاعت .... الشركة اللى حطيت فيها كل شيء املكه .... شركة وهمية ملهاش وجود من الاساس ... خلاااص فلسنا
يتبع
↚
تسمرت حنان مكانها دون حراك تحاول استيعاب كلام زوجها لتردفت بعد فترة
حنان بصدمة : يعنى ايه فلسنا ؟ انت مش كنت واثق من الشركة دي ؟ .... ثم اردفت بصراخ ..... يعنى ايه شركة وهمية ؟
ليطأطأ رأسه للأسفل قائلاً
نور الدين : بعد ما حطيت كل شيء بملك فى الشركة دى اكتشفت ان ملهاش وجود اصلاً و انهم كلهم شوية نصابين
حنان بغضب و صراخ : ضيعت كل اللى حيلتنا و كل ده ليه .. عشان تسرعك و غباءك
ليصمت نور الدين فى خزي فزوجته على حق .. لقد اعماه طمعه عن التأكد من هذه الشركة قبل ان يستثمر بها وها هو ينتهي حاله بالإفلاس
لتكمل زوجته فى شرود و هستيريا بكاء
حنان : دمرتنى اخدت كل ما اللى حيلتى و ضيعته ... اعمل ايه دلوقتي ؟ ...لتكرر بصراخ .....قولي اعمل اييييه ؟
اتجوزتنى و انا صغيرة وعدتنى بالننعيم وانى هعيش فى جنة رضيت اتجوز ارمل معاه عيلين معترضتش اكبر عيالك كان الفرق بيني و بينه 13 سنة بس ... ربيتهم لوحدى و ده لان سعادتك كنت بتتحجج بشغلك و مسؤولياتك ..... ودلوقتي ........لتصرخ فى غضب .... ضااااااعت كل حاجة ضحيت عشانها
نور الدين بصراخ هو الآخر : فكرك هتضحكي على مين بكلامك ده .. ولادي محسوش للحظة بشعور وجود الام فى حياتهم ... طمعك وجشعك هو اللى خلاكي تضحى ده لو كان اللى عملتيه و جوازك مني تضحية فعلاً .... و بعدين انا مأجبرتكيش على جوازك مني ، طول السنين دي عمرك ما طلبتي حاجة الا و كانت تحت رجليكي ، بقيت ست كل اللى فى مجتمعنا يتمنو يبقو زيها ...... ضحية ؟ ثم انك ..............
ليقطع صراخه هذا رؤيته لأسيل على باب الغرفة تحدق بهما فى صدمة لاتصدق ما سمعته للتو ايمكن ان يكونا خدعاها كل هذه المدة ...... لن تنكر انها لم تشعر للحظة بحنان الأم المعروف او حتى اية مشاعر حب تملكها حنان لها ...... لكن .... لكن لم تتوقع للحظة ان تكون تلك هى حقيقة الحال
يقطع الصمت هذا صوت نور الدين القلق
نور الدين بتلعثم: اااااا ..اسيل حبيبتي ... جيتي امتى ؟ مالك واقفة كده ليه ؟
لتطالعه هى فى ذهول .. كيف له ان يحدثها وكأن شيئاً لم يكن ؟ كيف تأتيه الجرأة للنظر بعينيها كما يفعل الآن؟!!!!
أسيل بذهول : ليه ؟؟؟
ليبتلع اباها ريقه بصعوبة
نور الدين بإرتباك : ليه ايه يا بنتي ؟
أسيل بهدوء مخيف : ليه مش بتحبني ؟ ليه دايماً بتكذب عليا ؟ ؟ ليه مش بلاقي منك معاملة اي اب لبنته ؟ دايما البنت بتلاقي باباها هو فارسها .. بيكون اول راجل تحبه ... ليه مكنتش ليا كده .... ليييه ؟ ايه ناقصني عن غيري ؟ قضيت كل حياتى مستنية منك نظرة اهتمام .. فخر .. حب ... ليه جبت واحدة زي دي تمثل علينا دور الام ؟ علمي بموت امي اهون عليا من انى انادي الست دى بأمي ........ لتكمل بضعف وبكاء ........ليه بتكرهني ؟ ليه ؟ ليه ؟
لتنطق اخر كلماتها بصراخ وتدخل فى نوبة من بكاء مرير
ًلتغادرهم حنان بغضب تاركه اياهم وحدهم ليقترب نور الدين من ابنته محدثا اياها بدموع فى عينيه ويركع على ركبتيه امامها ممسكا بيديها الاثنين
نور الدين ببكاء : سامحينى .. عشان خاطري سامحيني ..انا كان كل همي و تفكيري انى مسؤوليتي اجمع فلوس و أأمن مستقبلكم لبعدين .... لكن انا بعترف ان الطمع عمانى ... اهملتكم و حطيتكم بين ايدين واحدة غريبة عمرها ما حسستككم بالأمان..... كنت فريسة سهلة للشيطان ... ارجوكى سامحينى ... سبق و خسرت ايمن بس مقدرش اخسرك انتى كمان .... صدقيني هتبقى نهايتي
لتركع هى امامه وسرعان ما ارتمت بأحضانه ولأول مرة تشعر بحنان ابيها وحبه ودفئ عناقه
ليقضيان فترة على هذا الوضع ثم تبتعد عنه بهدوء
أسيل : كنتو بتتعاركو ليه ؟؟ دي اول مرة اشوفكم كده ؟
نور الدين وقد فهم انها لم تستمع لحوارهم منذ البداية
نور الدين : مشاكل بيننا ... متحطيش فى بالك انتى ...... ليردف بإبتسامة ... قوليلي بقى جيتي ليه ؟ ...... ده من ساعة جوازك ولا سألتى فينا ... ده انا قولت ادم خلاكي تنسينا خالص ؟؟؟
فيتملك أسيل بعض الارتباك
أسيل بإرتباك وخجل : جيت أودعكم واقولكو اننا مسافرين لشهر عسل ... و احتمال نقعد برة اكتر من شهر
نور الدين بأبتسامة : هكويس اوي فعلاً .. انتو محتاجين لده خصوصاً انكم نزلتو الشغل بعد جوازكم على طول ... خلى بالك من جوزك .... بيحبك و صعب يتعوض
لتبتسم أسيل بسعادة : عارفة يا بابا و مش محتاجة توصية .... آسفة بس لازم امشي دلوقتى عشان الحق احضر الشنط للسفر
ليومئ والدها موافقاً فتهب واقفة مقبلة اياه من وجنتينه بسعادة مودعة اياه .
ارتسمت ابتسامة رضا وسعادة على ثغر والدها لم تُرى على وجهه منذ زمن ....
بعد يومان يصل ابطالنا الى الاراضي التركية ذات الجمال الخلاب والطبيعة الساحرة .... سبحان الخلاق فمن يرى الاراضي والزروع والجبال لظن انه فى جنة فما ادراك بحقيقة الجنة التى وعد الله بها عباده
بعد هبوطهم من الطائرة انهى آدم اجراءات وصولهم وكان فى انتظارهم سيارة بسائقها امام بوابات مطار انقرة ليحتلها كلا من آدم وأسيل المسحورة بما حولها من جمال
تلاحظ أسيل ابتعادهم عن زحام و صخب المدينة لتجد السيارة تسير فى مكان منعزل قليلا لا يخلو ايضا من الطبيعة الساحرة حتى وصلا الى مكان ما توقفت السيارة ليهبطا منها جميعا حتى السائق فيحدثه آدم بلغة لم تفهمها أسيل فخمنت انها التركية لتجد هذا السائق يتجه الى سيارة ما قابعة امام منزل ليس بكبير ولا بصغير ليركبها ويقودها مغادر المكان بأكمله
↚
يلتفت آدم نحوها
آدم بإبتسامة : ايه رأيك؟؟
لترد أسيل بدون فهم مبادلة اياه بأبتسامة غبية
أسيل : رأيي فى ايه ؟
آدم وهو يشير للمنزل : بيتنا .. هنقعد هنا فترة علاجك
أسيل : انت بتهزر ؟ مستحيل تكون بتتكلم جد ... ده عايز معجزة عشان ينفع اى انسان يقعد فيه
آدم بإبتسامة ماكرة : وده بالظبط اللى هتعمليه .... انتى قولتى بنفسك انك متعودة على خدمة نفسك بنفسك
أسيل : قولت ده فعلاً لكن المنظر ده .... مشيرة للمنزل ..... مستحيل
آدم : للاسف احنا قدام امر واقع دلوقتى فلازم نتعامل على اساسه و نحاول نتقبله
أسيل بغضب مكبوت : طيب ... بس هتساعدنى
آدم بمرح : نشوف الموضوع ده بعدين
وبدأت معاناة أسيل فى تحويل مقلب النفايات هذا الى مكان صالح للعيش به
مضت عدة ساعات لنجدها مستلقية بتعب على اريكة متواجدة فى غرفة واسعة بعدما اخذت حماما دافئا ليريحها من الم جسمها بعد هذا المجهود الخارق
ونجد بطلنا ايضاً يقف فى المطبخ ليعد لهما طعام الغداء لتصيح قائلة وهى على هذا الوضع
أسيل بصوت عال: انا مكنتش عارفة انى متجوزة شيف ...... من اول يوم فى جوازنا وانت اللى بتطبخ
آدم بصوت عال : من ساعة ما اتجوزنا و اهلك هما اللى بيبعتولنا الاكل على طول ...... انا بس كنت بسخنه و بعمل السلطات فمتتفاءليش كتير النهاردة بخصوص الاكل
لتبتسم ابتسامة صغيرة عند تذكرها لوالدها وينتهي آدم بعد فترة من اعداد الطعام ليتناولاه ثم يذهبان للنوم متفقين ان غداً سيكون بداية رحلة علاجها.
يمر يوم .. يومان ... ثلاثة .... حتى انقضى الاسبوع الاول من العلاج وأسيل فى تحسن ملحوظ ..... الهلاوس قلت ..... جسدها بدأ فى التعافى من ذبوله ثم بعد مرور شهر ونصف بالتمام والكمال عادت أسيل الى سابق عهدها ولكن مازالت تعانى من بعض الآثار و لكن طمأنهم ياسر بأن هذا طبيعى وستتعافى منها بمرور الوقت
لم يغادرا تركيا بعد و فى يوم ما بعد انتهاءهما من تناول الغداء نجدهم جالسان امام التلفاز يشاهدان فيلم كرتون بالطبع بناءاً على رغبة أسيل هانم
بعد انتهاء الفيلم كانت أسيل على وشك الذهاب للنوم لكن اوقفها آدم
آدم : أقعدي شوية .... فى موضوع مهم لازم نتكلم فيه
أسيل وقد فهمت ما يرمي اليه
أسيل بإحراج : انا عارفة انت قصدك ايه و معنديش مانع يعنى انا اتحسنت زائد ان ده حقك بس انااااا يعنى كنت مستنية لما نروح شهر العسل الاول
آدم بإبتسامة : لا لا انا مقصدتش اللى فهمتيه رغم انى طبعاً معنديش مانع برضو ...... ثم اردف بإهتمام ....... بس اللى عايزك فيه موضوع تاني
أسيل بإهتمام : موضوع تاني؟
آدم :نتى عارفة تعبك المرة اللى فاتت و تعبك بسبب الحبوب اللى كنتى بتاخديها ... انا عارف انه مكنش بمزاجك .... عشان كده لازم نعرف مين عمل كده و ايه مصلحته
لتومئ أسيل موافقة
اسيل : كلامك صح بس هنعرف ازاى ؟
آدم : أسيل .. انا استفسرت من ياسر عن طريقة تعاطى الدوا ده وقالي انه إما اني تاخد بالحقن او الحبوب وطبعاً فى حالتك مش حقن فأكيد انها حبوب
أسيل متابعة حديثه بإهتمام : و؟
آدم بإرتباك: و الحبوب دي مش بتتحط غير فى الاكل او الشرب
ويسود الصمت المكان قليلاً لتنظر أسيل له منتظرة منه متابعة كلامه
آدم بهدوء وحذر : أسيل .. من ساعة ما اتجوزنا و اهلك هما اللى بيبعتولنا الاكل باستمرار
لتتسع مقلتا اسيل فى اندهاش وذهول مما يقوله .....هل قام زوجها العزيز للتو بإتهام اباها انه من يضع تلك الحبوب فى طعامها
يتبع
↚
لتهب أسيل واقفة بسرعة تصرخ بغضب
اسيل : انت اتجننت عشان تتهم بابا بالطريقة دي ؟
ليقف آدم ايضاً امامها محاولاً تهدئتها
آدم بهدوء : مقصدش هو هو تحديداً وبعدين ليه روحتى بتفكيرك لوالدك ما يمكن تكون والدتك انا عارف سوء علاقتكم و كمان ..........
ليتوقف عن حديثه هذا فترد اسيل لتحثه ان يكمل حديثه
أسيل بحدة : كمل كلامك وقفت ليه .. وكمان ايه ؟
آدم : و كمان وقت ما روحتلهم عشان يحاولو يقنعوكي تروحي لدكتور ... اكدولى انك بخير و انه اكيد شوية ارهاق ..... لا و مش كده و بس دول عرضو عليا بما انك مش فى حالة تسمح للشغل فأبوكي من حقه ينزل يمسك اسهم ايمن الله يرحمه
لتنظر له فى صدمة لاتصدق ما يتفوه به عن والدها لكن للحظة فكرت كم ان حديثه منطقى ..... منطقى اكثر من طلب والدها منها ان تسامحه وتغفر له حتى .... لتحتل الشكوك محل الغضب بداخلها وتبدأ بربط تصرفات والدها السابقة بما يقوله آدم الآن فبعد وفاة اخيها مباشرة كان كل ما يفكر به والدها هو أسهمه فى المؤسسة ثم مدى سعادته عند تقدم آدم واهله لخطبتها فبالطبع هذه فرصة لا تعوض
اخذت أسيل تفكر لفترة فى كل ما مرت به منذ عودتها من امريكا لتجد نفسها تصدق كلام زوجها وتقتنع به تماماً فتصرفات والدها وزوجته تلك وبكل أسف تأكد شكوكها
واخيراً تحدثت أسيل بخفوت
أسيل : عايزة اشوفه .... عايزه اقابله..... خلينا ننزل مصر
ليحدق بها آدم لفترة قبل ان يقول بعد تنهيدة عميقة
آدم : حاضر هحجزلنا على اول طيارة .. بس عايزك تهدي ... كل ده استنتاج مش اكتر ... مفيش حاجة اكيدة
لتكون اول رحلة فى صباح اليوم التالى
ثم ذهبا للنوم او هذا ما إدعاه فكلاً منهم لم يذق طعم النوم هذه الليلة ...
عادا الى ارض الوطن وطلبت أسيل من آدم بأخذها مباشرة الى منزل والدها وطلبت منه تركها وحدها معه
دلفت أسيل الى منزلها لترى والدها فى غرفه مكتبه وقد ظهر على ملامحه انه ازداد عمراً فوق عمره فى هذا الشهر ونصف
لينتبه لدخولها الغرفة ويرفع رأسه من على الاوراق التى يعمل عليها لترتسم ابتسامة واسعة على ثغره وينهض مرحباً بها
نور الدين بسعادة محتضناً اياها : واخيراً رجعتو .... قولتيلي هتغيبو اكتر من شهر بس متوقعتش ادم يصدق فى كلامه و يغيب عن شغله كل ده
ابتعد نور الدين عن ابنته واخرجها من عناقه عند شعوره بعدم مبادلتها العناق لينظر اليها ويجد البرود مرتسم على ملامحها
نور الدين : مالك يا اسيل ؟ شكلك مش مظبوطة .... فى حاجة حصلت بينك و بين جوزك ولا ايه ؟
أسيل ببرود و هدوء مخيف : فين مراتك ؟
نور الدين بأستغراب : فى اوضتها فوق
أسيل : ناديها خليها تنزل عايزة اتكلم معاكم
نور الدين : حاضر ... اقعدى بس كده و اهدي
ثم طلب من الخادمة ان تدعو حنان الى الاسفل
لتدخل هى بعد فترة الى الغرفة ناظرة الى أسيل بإستغراب
حنان ببرود وتعالي : خير .. فى ايه ؟
أسيل : ممكن اعرف بقى مين فيكم اللى عمل كده ؟
نور الدين بتساؤل : قصدك ايه يا أسيل ؟
أسيل : بقول مين فيكم اللى عمل العملة دي ... انت ولا مراتك المصون ؟
حنان بغضب : انا مسمحلكيش تتكلمي معايا بالطريقة دي قولى عايزة ايه على طول من غير لف و دوران
أسيل : انتو فعلاً كنتو بتبعتو لينا اكل انا و ادم من بعد جوازنا
حنان : انتى بتخرفي بتقولى ايه .... دى عادات عفا عنها الزمن خلاص .. ثم انتو عندكم خدامين مسئولين عن اكلكو
ليقاطعها نور الدين قائلاً : انا بعت الاكل بنفسي لانى عارف ان لو كانت والدتك عايشة كانت هتعمل كده برضو
أسيل بغضب وقد تأكدت شكوكها : متجيبش سيرة امى على لسانك .. ثم ان امي مكنتش هتحطلى حبوب هلوسة فى الاكل عشان تخليني مقدرش انزل الشغل و تستولى هى على اسهم ايمن
لتعتري الدهشة ملامح كلاً من نور الدين وحنان ليردف هو
نور الدين : انتى بتقولى ايه ؟ انتى اتجننتي عشان تفكرى انى ممكن اأذيكي فى سبيل شوية اسهم
أسيل : مش هو ده اللى عملته طول حياتك؟ طمعك فى الفلوس ... رميتني بين ايدين الست دي ...... وتكمل .... بس عشان تجمع فلوس اكتر و اكتر .... فمستبعدش انك تعملها
وقاطعته عندما كان على وشك الدفاع عن نفسه
↚
أسيل : كفاية كذب وخداع و طمع كل اللى عايزاه منك انك تنساني ... انسى ان عندك بنت اسمها أسيل لو كان فيه طريقة كنت محيت اسمك من شهادة ميلادي لكن للاسف محدش بيختار اهله ... سلام .. و اتمنى مشوفش وشكم مرة تانية
لتغادر اسيل المنزل تاركة كلاً منهما ينظر اليها بذهول ليتهاوى والدها على مقعده لا يستوعب ان تصدق عنه ابنته مثل هذه الاتهامات الباطلة
تمر الايام سريعاً وكما يقال الايام تشفي ... فالفترة الماضية عادت نفسية أسيل لتسوء مرة اخرى وشهيتها قلت و عادت للشرود معظم الاوقات مرة اخرى لكن هذه المرة حزناً على ما اصابها ولكن كما قلنا الايام تشفي وتنسي فبعد مرور هذه الفترة وانعزالها عن الجميع بما فيهم زوجها نجدها استيقظت صباح اليوم وتستعد للخروج الى عملها لاول مرة بعد علاجها وعودتها الى مصر فتخرج مرتدية ًملابس العمل وتقابل آدم الذى كان يتناول افطاره سريعاً قبل خروجه فيتفاجأ بها تخبره بمرافقته ولكن يوقفها رنين هاتفها فيقفا معا لتجيب .... تفتح الخط لتستمع الى محدثها وبعد لحظات تغلق الهاتف وتهمس ب بابا قبل ان تقع مغشياً عليها .
حسناً جميعنا نتساءل ما كان مضمون هذه المكالمة وكما لا حظنا فهى بخصوص والدها
لقد كانت عبارة عن رجل سأل ان كان يتحدث لأسيل نور الدين لتؤكد انها هى قبل ان يردف
"مدام اسيل اسف انى ببلغك بالخبر ده لكن احنا لقينا والد حضرتك متوفي ببيته ..... ياريت تشرفينا فى المستشفى عشان نعمل الاجراءات اللازمة "
صدمة تلو الاخرى فى بادئ الامر خيانة اقرب الناس لها ..والدها ...ثم بعد ذلك فقدانه بتلك الطريقة البشعة لتتوالى الصدمات عند معرفتها بحقيقة موته فبعد العديد من التحقيقات اقرت الشرطة انه قام بالإنتحار ......
كل ماجاء فى خاطرها انها من قتلته فلولا اتهامتها البشعة تلك لما اقدم على الانتحار هى من دفعته لذلك .... قاتلة .... وقتيلها ماهو الا والدها
تولى آدم مراسم الدفن والجنازة فلم تقوى على فعل اى شئ .... الصدمة افقدتها قواها
بعد عدة ايام نجدها تلتحف بالسواد قابعة فى غرفتها دموعها لم تجف بعد
ليدلف هو الى الغرفة يقف امام فراشها ... ملامح غامضة ترتسم على وجهه لترفع رأسها نحوه تتعجب من وقوفه بصمت لفترة ليست بالقصيرة
فيبدأ هو بالحديث
آدم : عاملة ايه دلوقتى ؟
أسيل : بخير .. مفيش داعى تقلق نفسك
آدم بإبتسامة غامضة : اتطمنى مش هيحصل ابداً
أسيل بدهشة : قصدك ايه ؟
اعتدل بوقفته واضعاً يداه بجيوب بنطاله ليردف بثقة
آدم : انا مش فاهم انتى ازاى قدرتي تعملى كده ؟
أسيل بإستغراب : اعمل ايه ؟
آدم بتهكم : تتسببي فى انتحار والدك
أسيل بذهول و قد ابتلعت ريقها بخوف : قصدك ايه ؟
آدم : ايه .. مش عارفة ان اتهاماتك لباباكي بالاضافة لظروفه فى الفترة الاخيرة كل ده دفعه للانتحار .... خصوصاً لو كانت الاتهامات دى كلها ... باطلة..... و ملهاش اى اساس
أسيل بعيون جاحظة : قصدك ايه ... يعنى ايه باطلة .... مش انا وانت اتوصلنا انه هو اللى عمل كده و بعدين .. لو مكنش هو هيبقى مين ؟؟؟
آدم بسخرية : مين عارف ؟ يمكن انا مثلاً
أسيل بتوجس : تفتكر ان ده وقت هزارك
آدم : ومين قال انى بهزر
أسيل بخوف : يعنى ايه ؟
آدم : يعنى انتى صدقتى شكوكي بأن والدك هو اللى عمل كده و روحتى واجهتيه و اتهمتيه انه اللى عملها فى حين كان حل اللغز قدامك
أسيل بخوف : لأن ده فعلاً اللى حصل و هو اللى عملها و انت ملكش اي دخل بكل ده من اساسه ...... مش كده؟
آدم بغموض : بالعكس ...... انا اساس الموضوع يا أسيل انا الأساس
↚
رمشت هى عدة مرات .. لاتصدق ما سمعته اذناها ... أزوجها العزيز يخبرها بأنه من اعطاها تلك الحبوب ولم يكتفى بذلك بل دفعها لإتهام والدها والذي لم يتحمل تلك الاتهامات من ابنته وفضل الانتحار
أسيل بذهول و تلعثم : تقصد ايه بأنك الاساس ؟ قصدك ... قصدك انت .. انت اللى عملت كل ده و بقصد ؟
ليومئ هو فى برود
فتهب واقفة .. تتقدم خطوات واسعة تقف اماه وتنظر لعيناه وتسأله بإهتمام
أسيل بهدوء مقلق : لييه ؟ هو انا مش مراتك ؟؟؟ حبيبتك ؟ و دايماً بتقولي اد ايه بتحبني ؟؟ رغم رفضي عرضك الجواز الا انك ميأستش لكن حاولت مرة و اتنين و تلاتة عشان تخليني اوافق ...... يبقى ليه ؟
لتنطق اخر جملة بصراخ وغضب
عم المكان الصمت لفترة آدم ينظر لها ببرود وعلى ثغره ابتسامة سخرية وهى تطالعه بذهول ثم يبدو على ملامحها انها ادركت شئ للتو لتردف
أسيل : خططت لكل ده ..... من البداية ... كل حاجة مشيت زي ما كنت عايز ..... الهدنة و بعدين قُربك منى وبعد كده عرض الجواز وانا زي الغبية صدقتك وصدقت حبك و في الاخر خلتني اعادي ابويا و اخليه ينتحر
لكن ليه ؟؟؟ غرضك ايه ؟؟ اذيتك فى ايه ؟؟؟
ليرد آدم ومازال البرود مرتسم على وجهه
آدم : عندي اسبابي .... اما بخصوص والدك فإنتي اللي صدقتي كلامي بسهولة وكأنك كنتي منتظرة اتهام زي ده ... حتى انك محستيش بالعطف عليه فى ازمته الاخيرة
أسيل بإستغراب : ازمة ايه ؟
آدم بسخرية : هو بابا حبيبك مبلغكيش بخبر افلاسه ؟
أسيل بصدمة : افلاس؟؟؟ ازاي ؟؟ و ازاي معرفش حاجة زي دي ؟؟
آدم : باين مقالكيش عشان متفكريش انه بيطلب مساعدة منك ........ الظاهر انه اتغير فعلاً فى الفترى الاخيرة
أسيل بخفوت : و فلس ازاي ؟
آدم بتهكم : بيقولو انه حط كل فلوسه فى شركة وهمية ملهاش وجود
أسيل وقد فقدت قدرتها على الوقوف لتسقط ارضاً تحدق بذهول فى اللاشئ وتردف
أسيل بخوف : انت اللى ورا الموضوع ده كمان .... مش كده ؟؟
ينحنى آدم ليصبح فى مستواها ويردف
آدم بإبتسامة مكر : وهو فيه غيري ؟؟؟
لتغمض هى عيناها فى استسلام لفترة وتفتحهما فتجده امامها ينظر اليها وابتسامة نصر فى عينيه
أسيل ببكاء: انت ميين ؟ انت مش آدم اللي حبيته ...... ليه .. ليه عملت كل ده ؟
آدم بهدوء مخيف : ادم اللى حبيتيه ملوش وجود من الاساس ... كل ده خطة من الاول عشان انتقم
ليهب واقفاً ينظر لها من اعلى ويكمل
آدم : خططت من البداية اني اخليكي تستمري بتعاطى الحبوب دي من غير اي علاج و بعدين اقتلك ... لكن ليه اعمل كده وأوسخ ايدي بدمك وانا قدامي فرصة اني اخليكي تكرهي نفسك لما تشوفي خيانة اقرب الناس ليكي و يمكن ده يوصلك للانتحار .... لكن حصل الاحسن من ده كله .... استخدمتك عشان اخلص من الاستاذ نور الدين نفسه
أسيل : و ليه عالجتنى ؟ كان فى ايدك فرصة عشان تخلينى اموت بسبب الحبوب دي ..... و كان ابويا هو اللى هيكون السبب
آدم : ومين قال انى عالجتك ؟
أسيل بصدمة : يعنى ايه ؟
آدم بإبتسامة : كل اللى عملته انى غيرت نوع الحبوب لواحدة تانية بتسبب الادمان بس من غير اي هلاوس
وهنا تصرخ أسيل بغضب وبكاء
أسيل : قولى .. قولى ليييه عملت كده ... عشان ايه ؟ ليييييه ؟ أنت شيطان ؟
آدم ببرود : قولتلك ليا اسبابي
آسيل بشراسة : مش هسكت ... مش هسكت عن اللى عملته فيا ... هقدم بلاغ فيه انك حطتلى الحبوب دي فى اكلي ... و انك زورت اوراق عشان تخلق شركة ملهاش وجود و تنصب على ابويا
آدم وهو يهم بالذهاب : طبيعي انك تعملي كده بس ده لو سمحتلك اساساً انك تخطي خطوة واحدة برة القصر ده
ليغادر الغرفة متوجهاً خارج القصر وقد اعطى تعليماته للحرس بمراقبتها و عدم السماح لها بالخروج ابداً ليستقل هو سيارته متجها الى اكثر مكان يشعره بالرحة والدفئ
↚
وفى شقة كبيرة بأحد الاحياء الراقية نجد من يمارس الرذيلة دون خوف من الخالق وبعد فترة تنهض الفتاة وتستلقى على صدر الراقد بجانبها
................... : فين مكافئتى على اللي عملته ؟ ده انا خرجتك من المصيبة دي بمكالمة واحدة
.............. : مصيبة ايه و مكالمة ايه ؟
............. : قتل أيمن ومرات شريكك اللي اسمها ملك
لينتفض فزعاً من مكانه ويردف فى خوف
............... : سالي ... عرفتي منين الموضوع ده ؟
سالي بمكر : حقيقي مفيش فايدة فيك .... طبعاً حضرتك نايم على ودانك و معرفتش ان صاحبك ادم عين محقق خاص عشان يعرف حقيقة موت ايمن ...بس اطمن انا لحقت الموضوع و خليت اهتمامه بصاحبه يتحول لانتقام منه .... المفروض تشكر مروان باشا على اللى عمله لانه هو اللى كلفنى بده
............... بصدمة : قصدك ان ادم اتجوز اسيل عشان ينتقم منها ؟
سالي بسخرية : وانت فكرك انه متجوزها حباً فيها .... بجد يا معتز ......... انت مفيش منك فايدة
وفى مكان آخر بعيد قليلاً عن كل هذه الاحداث نجد بطلنا جالساً على ركبتيه امام قبر طفلته وزوجته يحدثها والدموع تتساقط من عينيه الواحدة تلو الاخرى
آدم : حبيبتي عاملة ايه ؟ عارف انك اكيد فى مكان احسن .... النهاردة خذت بتارك ...... انتقمت من عيلة الحقير اللى اتسبب فى موتك ..... لكن ..... ليه مش حاسس براحة ؟؟ .... ليه حاسس كأن فى شيء ناقص ..... المفروض اكون فرحان ... النهاردة يوم عيد لينا ...... لكن انا عارف ان اللى منغص عليا فرحتي هو عدم وجودك معايا ..... اوعدك انى هحصلك قريب ... قريب جداً .. اخلص من اخر خطوة فى انتقامي و بعدها هجيلك و نفضل سوا على طول
لينهض واقفا مودعاً اياها قبل ان يقرأ لها الفاتحة ثم يتجه الى سيارته ليعود اليها مرة اخرى وبداخله حيرة عما يمكنه ان يفعله بها ويشفي غليله
اثناء قيادته سيارته تعود به الذكريات الى تلك الفترة التى قضاها هو وأسيل فى الغردقة وتحديدا يوم حفل هذا المدعو طارق
فلاش باك
عند عودته الى غرفته بعد خلافه مع اسيل واخبارها انها ليست نوعه المفضل
تآكله الندم على كلامه الجارح وكان على وشك النزول اليها مرة اخرى والاعتذار منها ولكن قاطع تفكيره هذا رنين هاتفه ليرد ويستمع الى محدثه لفترة
" استاذ آدم حضرتك طلبت منى التحري عن وفاة الاستاذ ايمن و ده اللى لقيته .... السيد ايمن فعلاً كان بيتاجر فى الممنوعات وكمان كان شغال ضمن عصابة كبيرة لكن فى حاجة تانية وصلتلها و اظنها تهم حضرتك......الاستاذ ايمن كانت خطته انه يقنع حضرتك بالشغل معاه و ان شغل الشركة يكون ساتر لشغلهم ... و فى سبيل ده حاول يستخدم مدام ملك مرات حضرتك كوسيلة للضغط عليك و اقناعك لكن لما رفضت تعمل كده و هددته انها هتحكي لحضرتك كل حاجة ... خطط لقتلها و نفذ بإنه دبر لها حادثة العربية و حضرتك عارف الباقين و موته فى شقته بجرعة زايدة "
نهاية الفلاش باك
وقتها لم يستطع التفكير او اتخاذ اي قرار فلقد توقفت حواسه جميعها عن العمل ولم يستيقظ الا على صوت أسيل بالغرفة والتى كانت تطالعه بقلق على حاله وقتها فقط قرر الانتقام والثأر لزوجته
....................
يتبع
↚
مازال صدى كلماته المملوءة بالحقد والكراهية تتردد بذهنها ... لا تصدق ان ما عاشته من سعادة وحب فى الفترة الماضية ينقلب عليها الآن موضحاً كم كانت غبية وساذجة لتصدق مثل تلك الاكاذيب .... هى لم تهب ثقتها سوى لشخص واحد لتكتشف انه آخر شخص يجب عليها الثقة به .... لكن لما ؟ ..... لما فعل هذا ؟ ..... يقول انتقام .. اذاً انتقام لاجل ماذا ؟ لا تذكر انها آذت احد قط ليكون هذا الانتقام الشنيع نصيبها ، لم تؤذ احد خاصاً آدم .... فمن يستطع أذية روحه ... نعم هو روحها ... احبته بل عشقته فى هذه الفترة القصيرة ... اذا لماذا يراها عدوة له .... لماذا ؟؟؟؟
ظلت جالسة مكانها تفترش ارضية غرفتها ضامة قدميها الى صدرها تبكى بصمت لتسمع بعد فترة طرق على الباب لتعقد حاجبيها فى تساؤل .. آدم ليست من عادته طرق الباب وخصوصاً الآن فلا داعى للتظاهر بعد كشف الحقيقة .. نهضت بتعب متجهة لفتحه فتتفاجئ بإمرأة مسنة تنظر لها بعطف وشفقة
.............. : آسفة لإزعاجك يا مدام ... انا الدادة جميلة .....
فتنظر لها أسيل بتساؤل لتكمل هي
جميلة : الظاهر ان آدم مقالش ليكي بخصوص رجوعي النهاردة
لتتذكر ليلة زفافها .. يوم اخبرها عن عدم وجود خدم بالقصر سوى الدادة جميلة والتى قامت برعايته منذ زمن لذا فهو ابقى عليها لكن اعطاها اجازة لفترة بعد زواجهم
أسيل بخفوت وتعب : لا هو كلمنى عنك بس مبلغنيش انك راجعة النهاردة .... على العموم اهلاً بيكي و ياريت بلاش مدام دي انا اسمي اسيل وبس
اومأت جميلة بهدوء قبل ان تردف بخفوت
جميلة بإبتسامة حذرة : متاخذنيش يعنى يا بنتي فى السؤال بس .. انتى كويسة ؟؟؟؟ انا بالصدفة والله سمعت كلامكم .. مكنش قصدى اتصنت والله يشهد على كلامى
لتصمت أسيل للحظات محدقة بوجه جميلة لترى فيه اهتمام وقلق حقيقي فما كان منها سوى انها ارتمت بأحضان تلك السيدة والتى لم ترها الا من لحظات قليلة و تجهش بالبكاء .....
اما فى مكان اخر تحديداً بإحدى المطاعم المطلة على النيل يجلس شارد الذهن يفكر بعمق فى امر يشغله ... فى حين كان يقبع امامه صديقه ورفيق دربه بل وشريكه فى انتقامه
........ : يعنى جايبني ومنزلنى من بيتي عشان تسمعنى سكوتك؟ مالك بتفكر فى ايه ؟ وقالب وشك كده ليه مش خلاص نفذت اللى كنت عايزه بقالك شهور ؟
ليتحدث أخيراً بعد تنهيدة عميقة
آدم : ايوة نفذته ولسة فى كتير هيتعمل بس مش عارف ليه مش فرحان ... ليه حاسس كأن فى حاجة ناقصة ؟
.............: بجد مش فاهمك يا صاحبي ... ابوها وعملنا شركة وهمية مخصوص عشان نوقعه ...بغض النظر اننا خاطرنا بشغلنا و سمعتنا بس اللى يشفع ده هو نجاحنا ... وبنته وقعت فى الفخ و بقت بين ايديك تعمل فيها اللى انت عايزه رغم انى شايف انه كفاية اوى اللى عملته فيها ... سيبها فى حالها بقى هى مش معاها اي دليل يدين حد فينا
آدم بعنف : مستحيل مستحيل اسيبها ..... هتفضل دايماً تحت رحمتى
............ بشك : ادم ... انت متأكد ان رغبتك انها تكون معاك هو انتقام و بس ؟..... انا مفاتنيش شكلك وانت متضايق ساعة ما رقصت معاها فى الحفلة ... اللى شوفته يا صاحبي كانت غيرة عاشق مش تمثيل
لينتفض آدم بغضب
آدم بحدة : سيف أنت اتجننت ولا ايه ؟ كل ده كان تمثيل عشان تتوهم اعجابي وحبي ليها وده اصلاً كان سبب طلبي منك انك تظهر فى الفترة دي ... تمثيل بس .. سامع ... فمتسرحش بخيالك لبعيد و تتوهم حجات ملهاش وجود
سيف بهدوء : خلاص خلاص يا سيدي انا غلطان و فهمتك غلط ...... خلينا فى الجد بقى ... قولي ... انت مش شايف ان حكاية انتحار نور الدين دي غريبة شوية ... يعنى رغم كرهي له بسبب اساليبه و طرقه فى الشغل لكن اللى كان بيعجبني فيه هو انه مكنش ضعيف عشان يستسلم لافلاسه كده ولا بسبب تأثره بكلام بنته اللى طول حياته كان رميها هي و اخوها
آدم بتفكير : معاك حق انا كمان اتفاجئت بخبر انتحاره بس مدورتش ورا الموضوع
سيف : وكمان فى حاجة غريبة
آدم : ايه ؟
سيف : حنان الشربيني .. مراته ... اختفت مظهرتش خالص بعد موته ... انا مستغرب ان البوليس مدورش عليها خلال التحقيق
آدم بتركيز : تقصد انه ممكن يكون ............
↚
ليكمل سيف
سيف : ايوة ممكن تكون جريمة قتل مش انتحار .......
نعود الى أسيل لنراها مازالت قابعة بين احضان الدادة جميلة والتى نجحت اخيراً فى تهدئتها من نوبة البكاء التى اصابتها لتردف
جميلة : أسيل يابنتى ..... ادم كبر قدام عيني و اعرف عنه كل صغيرة وكبيرة ... عارفة انك مش هتصدقى اللى هقولهولك بسهولة بس انا مشوفتش فى حياتى حد فى طيبته و حنيته على اللى بيحبهم ... دول حتى ولادي مش بيعاملونى زى ماهو بيعاملنى ... لكن اللى يمس حد بيحبه بسوء مش هياخد منه غير شره و قسوته و هي اوحش حاجة فيه .... عشان كده مش عايزاكي تتسرعي فى الحكم عليه و حاولى تعرفي ليه عمل كل ده و وقتها هتفهمى كل حاجة
أسيل بضعف : فات الاوان خلاص على كل ده ...... ده دمرنى .. خلانى اخسر كل اللى حواليا خلانى اتسبب فى موت ابويا و بقيت مدمنة ... خلاص مفضليش حد الجأ له
جميلة : وانا فين ؟ ايه منفعش اكون حد تثقى فيه .... ده ربنا يعلم انا حبيتك اد ايه من اول لحظة شوفتك فيها
أسيل بإمتنان وحب : انا كمان مش عارفة ازاى وثقت فيكي بسرعة و حكيتلك كل حاجة عني من ساعة جوازي ... يمكن عشان حسيت فيكي حنان الام اللى اتحرمت منه .... انتي فعلاً ملجأي الوحيد
ليعود بطلنا الى قصره ينوي جعل أسيل تتمنى الموت فربما يشعر بالراحة التى لم ينولها حتى الان .... صعد الى غرفتهم ليراها تنام بسلام فى احضان الدادة جميلة والتى لم يتذكر عودتها سوى الان لتستيقظ هى فلم تكن مستغرقة فى النوم و تراه امامها فتطلب منه الخروج معها وترك أسيل تكمل نومها فى هدوء
فى الاسفل يرحب آدم بالدادة و يعتذر منها لعدم وجوده بالقصر وقت رجوعها
نعم فهى تلك المرأة التى اعتنت به اثناء انشغال والداه كلاً منهم بعمله لذا فهي فى مكانة اعلى من مكانه والدته لديه ... يطيعها ولا يعصي لها امراً
جميلة : اسفك ملوش داعى انا لما جيت لقيت اللى استقبلنى بدالك .... بجد حبيتها من اول مرة شوفتها فيها ....... يا زين ما اخترت يا ابني
لتكفهر ملامحه ويشوبها الغموض قائلاً
آدم : متصدقيش بسرعة اى حاجة تشوفيها ... المظاهر غالباً بتكون خداعة
جميلة بغموض : عندك حق فعلاً فى اللى بتقوله لكن انا مسبقليش انى ارتحت لحد من اول مرة وخاب ظنى فيه ..... انا دايماً بعرف اميز بين الكويس و الوحش .... تمام زى ما حصل مع ملك مراتك الله يرحمها .................
يتبع
↚
آدم بتساؤل : تقصدي ايه ب "زى اللى حصل مع ملك " ؟ و ايه اللى جاب سيرة ملك دلوقتى ؟
جميلة بإرتباك : مقصدش حاجة.... مقدرش اتكلم عن واحدة ميته بحاجة وحشة
آدم : على العموم انا عايزك تتجنبيها خالص و متخطلطيش بيها خالص ... في بينا امور لسة مخلصتش
جميلة : لكن يا ابني ......
آدم مقاطعاً : ارجوكي تسمعيني ومتتجادليش معايا بخصوص الموضوع ده ..... لو عايزة راحتى
جميلة : ماشي يا ابني بس متقساش عليا و ترجع تندم
ليبتسم بسخرية من فكرة ندمه على ما يفعله بها فهي آخر شخص قد يشعر بالذنب اتجاهها
تمر الايام تليها ايام اخرى وتزداد معاناة أسيل بسبب ادمانها حيث انه امتنع عن وضع تلك الادوية فى طعامها فكانت فى بادئ الامر ترفض تناول الطعام خوفاً من ان يكون قد وضع ما تخشاه بها لكن فى النهاية اصبحت تلتهم كل ما يقدم لها بحثاً عن ذاك الدواء فهى الان تعانى من تبعات نقص تلك المادة المخدرة بجسدها
ساءت حالتها واصبح صوت صراخها وبكاءها هو الصوت المعتاد بالقصر وجميلة لا تملك ما تساعدها به فلقد اغلق باب غرفتها بالمفتاح ومنعها حتى من الدخول اليها وتهدئتها .
اما هو فلم يعد يتحمل البقاء بالقصر يكاد يجن مما يشعر به من احاسيس مختلفة .. الغضب والحزن والكره ... لم يعد يحتمل سماع صرخاتها .. لا يشعر بلذة تعذيبها ....بل ان مشاعر الكره تلك التى يشعر بها ما كانت اتجاه احد سوى نفسه يكره نفسه لانه سبب عذابها.
اصبح لا يأتى الى المنزل سوى للاطمئنان ان كانت على قيد الحياة ام انتهى امرها .... حتى اهتمامه هذا لا يستطيع تفسيره .
مرت الايام و جاء يوم لم تسمع فيه جميلة صراخها المعتاد .. تناديها لا تجيب ... دب الخوف فى اوصالها وتحركت سريعاً لإخباره .
لم تمر دقائق الا و وجدته يأتى ركضاً اليها اتجه مباشراً لغرفتها متجاهلاً جميلة التى كانت تبكي خوفاً وندماً على تركها فريسه بين يديه
فتح الباب ليدخل الغرفة التى اصبحت زنزانتها يبحث عنها بعيناه ليجدها متكورة على حالها فى احد اركان الغرفة مغشياً عليها ..... ذهب اليها سريعاً يركع بجانبها ويحتضن نصفها الاعلى محدثاً اياها فى رعب وخوف
آدم بخوف دون وعي : أسيل ردي عليا فيكي ايه ؟ اسييييييل حبيبتى ... ردى مالك .. ايه حصل بس ؟
يستمر بهزها بين يديه محاولاً افاقتها لكن دون جدوي ليحملها سريعاً متجهاً بها الى سيارته يضعها بها برفق وانطلق بها سريعاً الى اقرب مشفى
وصل المشفي وفى الطريق كاد ان يتسبب فى اكثر من حادث لكن كان الله رحيماً بهم حملها .... ترجل بها من السيارة متجهاً الى المدخل يصرخ بالجميع لمساعدته
بعد فترة نراه جالس امام احدى غرف الكشف جسده كله اصابه التوتر لا يتخيل احتمال ان يفقدها بسبب غباءه وعناده
عماه انتقامه عن كل شئ حتى عن مشاعره اتجاهها .. يذكر قبل معرفته بأمر اخيها انه ما كان يشاكسها سوى لغرض فى نفسه وهو لفت انتباهها له فهى لم تكن كالجميع الذين سحروا بجاذبيته وهيبته...
اثناء انتظاره ذاك يأتيه اتصال من صديقه سيف تجاهله فى المرة الاولى ليعاود الاتصال مرة اخرى فيجيب بعد تأفف
سيف : مبتردش ليه على تليفونك ... عندى ليك اخبار انما ايه .... عن حمالك العزيز ... بجد مش هتصدق اللى عرفته
آدم بحزن : فى ايه ؟
سيف : آدم .... مالك ؟ ماله صوتك ؟
آدم : أسيل فى المستشفى .... مش عارف حصلها ايه .. وصلت للبيت لقيتها اغمى عليها
سيف بسرعة : تمام تمام قولى بس انتو فى مستشفى ايه ؟
آدم : احنا في بمستشفى بابا
سيف : تمام دقايق وهكون قدامك ... اجمد يا صاحبي
ليخرج احد الاطباء بمجرد اغلاق آدم لهاتفه يخبره بأنها تعانى من انهيار عصبي حاد كما انها تحتاج لتغذية جيدة و رعاية شاملة لذا فالافضل ان تبقى فى المشفى عدة ايام
ليذفر نفساً عميقاً بداخله و يجلس بإرتياح على احدي كراسي الانتظار بالمشفى حامداً ربه انه لم يفقدها فهو لا يقوى على فقد حبيبته للمرة الثانية بل ويكون بسبب غباءه وانتقامه الذي عماه عن رؤية الحقيقة وهو انها لا ذنب لها فيما اقترفه اخاها لكن ادراكه هذا الان بدون فائدة فهى لن تغفر له ما فعله بها
اذا ماذا الآن ؟ يتركها ... يعطيها حريتها .... بالطبع لا ...... فهو لا يتخيل حياته دونها سيحاول مراراً جعلها تغفر له وتسامحه ..... نعم ستسامحه ولو بعد زمن
ليجد من يربت على كتفه فيرفع له رأسه
سيف بخفوت : عاملة ايه دلوقتى ؟
آدم بندم: انهيار عصبي حاد وقلة تغذية
سيف بهدوء : الحمد لله ... يعنى هى بخير
ليومئ هو فى راحة وينظر الى سيف متسائلاً
آدم : ايه الجديد بخصوص نور الدين ؟
سيف بعد تنهيدة : كتير ... خد الصدمة الاولى بقى و استعد ليها ........ نور الدين حماك العزيز كان عنده شغل تانى خاص بيه ...... شغل مع رجل الاعمال المعروف مروان العيسوي
لتتسع حدقتا آدم فى دهشة
آدم بذهول : قصدك مروان العيسوى بشغله المشبوه
ليومأ سيف مؤكداً كلام آدم ويردف
↚
سيف : لا والاصخم هو سبب وفاة نور الدين ....... خلاف حصل بينه وبين مروان لسبب معرفتش اوصله و انتهى بأمر من مروان لواحد من رجالته انه يخلص على نور الدين واظهار موته كإنتحار وطبعاً فى سبب مقنع لانتحاره هو افلاسه
صمت آدم لفترة محاولاً استيعاب ما القى به سيف على مسامعه ثم تحدث بعد لحظات
آدم : ومراته ؟
سيف : بعد ماعرفت بخبر موت جوزها اخدت اول طيارة لألمانيا
صمتا فترة ليقطع صمتهما هذا صوت جميلة القلق وهما يجداها واقفة امامهم تسالهما عن حال اسيل ليطمئنها آدم على حالها ويطلب منها الانتظار قليلا حتى يدخل ليراها قبل ذهابه ثم تتولى هى الاهتمام بها بعد ذلك
يدخل لها ليراها نصف مستلقية على سرير الغرفة تنظر الى اللاشيء بشرود يقطعه صوت آدم
آدم : عاملة ايه دلوقتى ؟
تلتفت اليه بوجه يخلو من اية مشاعر
أسيل بخفوت : بخير
ًليعم الصمت المكان لفترة كلا منهما لا يجد ما يبدأ به حديثه لكن اتخذت هى قراراها بالحديث اولا
أسيل : ممكن بقى اعرف اسبابك و لا برضو مش دلوقتى؟
آدم : اسبابي ؟
أسيل : اللى خلتك تنتقم مني ؟
آدم وقد اكتسى البرود ملامحه : ببساطة اخوكي قتل مراتي
لتنتابها هستيريا ضحك استمرت لفترة لم يقطعها سوى صراخه بها ان تتوقف
أسيل بتهكم : اسفة .. بس انت مصدق اللى بتقوله ده ؟ ايمن يقتل مراتك ؟ انت بتهزر؟
آدم : شايفة انه موضوع اهزر فيه .... ده اللى حصل ..... عارف انك اتفاجئتي من اللى سمعتيه لكن دي هى الحقيقة
أسيل بجدية : انت بجد مصدق اللى بتقوله ده عن اخوك وصديق عمرك ؟
آدم بحدة : صديق عمري ده طعنى في ضهري بدم بارد
أسيل بحدة : ده اللى انت فاكره لكن انا مستحيل اصدق الخرافات دى على اخويا ..... زيها زي غيرها وانه مدمن و بيتاجر فى المخدرات ... على العموم مهما قولت فأخويا فى نظرك غلطان و مجرم ..... ها .. حققت انتقامك خلاص ؟؟ دمرتنى و ارتحت ؟ سيبنى فى حالى بقى ..... طلقنى
آدم : نجوم السماء اقربلك ... انا هسيبك بس تقضي كام يوم عند الدادة جميلة فى بيتها و هعين حراسة عليكي و اعرفي ان عيني مش هتغيب عنك فاياكي تفكرى تلعبي بديلك و تهربي مني
ليلقى آخر كلماته تلك على مسامعها ويهم بمغادرة الغرفة ويتركها تبكى حسرة على حبها وثقتها به
تمر الايام وتقضى أسيل فترة اسبوعان كاملان بمنزل جميلة بعد خروجها من المشفى فيما تستمر الدادة جميلة فى محاولاتها لإخراجها من حالة الصمت التى اتخذتها بعد علمها بقرار آدم بعدم تركها حتى بعد انتقامه منها وفى نفس الوقت تباشر جميلة عملها فى رعاية آدم بقصره يومياً ليطلبها احد الايام فى غرفة مكتبه
آدم : وصلي لأسيل انها تجهز نفسها للرجوع خلال الاسبوع ده ... يكفيها اسبوعين تغير مزاجها فيهم
↚
جميلة : عشان خاطري يا ابني سيبها فترة كمان .. البنت حالها متغيرش كتير من ساعة ما طلعت من المستشفي .. دي يدوبك رجعت تاكل وجباتها بإنتظام
آدم بإصرار : كفاية الفترة اللى فاتت ... بكرة ترجع القصر
فلقد اكتفى من بعادها كل هذه الفترة.... يذهب يومياً الى منزل الدادة لرؤيتها تقف فى الشرفة كل يوم بنفس الموعد ليروي عطشه برؤيته لها ... اشتاق لها .. يكاد يموت شوقاً لرؤيتها امامه دون حواجز
جميلة بغضب : كفاية اللى بتعمله فيها هى ملهاش ذنب فى اللى حصل مع اخوها واللى اصلاً ملوش اي اساس من الصحة ... انا مرضتش اتكلم و افضح اللى ستره ربنا لكن الساكت عن الحق شيطان اخرس فكفاية اوى كده و خصوصاً انى فى بنت بتتظلم من غير ذنب
آدم بتعجب : قصدك ايه بكلامك ده وبعدين عرفتي ازاى موضوع اخوها ؟
جميلة بثبات : هى قالتلي سبب انتقامك منها وده اللى هيخليني احكيلك اللى حصل يوم موت ملك هانم و اللى هيوضح سوء ظنك فى الاستاذ ايمن
لينظر لها بذهول قبل ان تباشر هى بسرد ما سمعته صدفة اثناء زيارة أيمن شقيق أسيل لملك زوجة آدم صبيحة يوم وفاتها
فلاش باك
نرى أيمن جالس فى ردهة القصر بإنتظار نزول ملك لمحادثتها بأمر هام وهو ما دعاه للقدوم دون اخبار صديقه آدم لتقابله هى مرحبة به وبعينها تساؤل عن سبب زيارته تلك
أيمن بجدية : اكيد بتسألى ايه سبب لزيارة دى خصوصاً انى عارف ان ادم مش موجود
لتومأ هى بالموافقة ليردف
أيمن : انتي عارفة علاقتى بآدم قوية قد ايه .... أنا بعتبره اخويا ومش مجرد صاحب عشان كده مستحيل اشوف حد بيخدعه وبيطعنه فى ضهره واقف اتفرج
لتبتلع هى ريقها بصعوبة
أيمن : خصوصاً اذا كان الشخص ده قريب لدرجة انه مستحيل يتوقع اى اذية منه
يعم الصمت المكان قليلاً ليباشر هو حديثه
أيمن بتهديد : انا عرفت بعلاقتك مع معتز و خيانتك لآدم و عارف كمان شغل معتز فى الممنوعات و انه عايز يورط ادم معاه ........ زيارتى ليكي النهاردة مش عشان احذرك او اساومك على حاجة لأ .. انا خلاص قررت انى هقول لادم عنكم ومش هسمح انه يطعن فى ضهره اكتر من كده.. لكن جيت احذرك عشان متتورطيش مع معتز اكتر فى الشغل اللى زي الزفت ده .. انا مش هنسي اننا فى يوم من الايام كنا صحاب انا وانتى و ادم حتى قبل جوازكم ومش انا اللى اخون صحابي
لتصدم هى مما سمعته وتترجاه ان لا يخبر آدم بأمرهما حتى تخبره هى بنفسها فيعطيها فرصة ليومان فقط على امل ان تعترف لآدم وتطلب مغفرته
لكن لم يمض يوماً واحد و كانت هى جثة هامدة تلحقها وفاة ايمن ليختفى سر وفاتهم معهم
نهاية الفلاش باك
يتبع
↚
ظل فى مكانه دون حراك بعد استماعه لما سردته عليه الدادة جميلة ينظر لها فى ذهول
زوجته و طفلته البريئة خائنة
صديقه وشريكه طعنه بظهره
صديق عمره وطفولته مات ضحيتهم بل وصَدَّق عليه اتهامات جعلته يخسر حبه النقى
حبه لأسيل هو الشيء الحقيقي الوحيد بحياته لكنه ضيعه بعناده وانانيته
ليقطع تأنيبه لنفسه هذا صوت جميلة
جميلة : مكنتش عايزة اقولك الحقيقة عشان مشوفش فى عينيك النظرة دي .. انا عارفة اد ايه كنت بتحب ملك لكن يا ابني اللى زي دي متستحقش تدمر حياتك عشانها ... فوق لنفسك بقى و شوف مين اللى يستحق حبك و حمايتك ..... لسة الاوان مفاتش ... روحلها و اسعى انها تسامحك ... مظنش انه مستحيل .. اسيل اه ست قوية بس القوية دي مش بتضعف الا قدام الراجل اللى فى قلبها
ليومئ لها هو فى شرود ومازال تحت تأثير الصدمة .... ليظل هكذا لفترة ثم يمسك بهاتفه ليجري اتصال ما يُعد اول خطوة لطلب السماح منها
آدم بثبات : اظهر حقيقة موت نور الدين للكل ..... و من غير ماتجيب سيرة عن شغله المشبوه ...... اثبت بس ان انتحاره ملوش اساس من الصحة ....... نفذ بسرعة يا سيف ارجوك
ليغلق هاتفه ويلتقط مفاتيحه وجاكيته بسرعة متوجها الى الخارج
وفى مكان آخر تحديداً بمنزل الدادة جميلة نجدها تجلس فى مكانها المعتاد لا يعلم احد ان كان المكان المفضل لها ام انها اعتادت فقط الجلوس امام النافذة لتشاهد المارة فى هدوء تام ... يخرجها من هذا الهدوء صوت هاتفها الذي لم تسمع رنينه منذ تواجدها بالمشفى وربما قبل ذلك
لتتجاهله متابعة تحديقها من النافذة ليعاود رنينه مرة اخري .. تكرر الامر عدة مرات الى ان قامت من مكانها بعد تأفف لالتقاطه لترى ما الامر الهام لهذه الدرجة مقاطعاً تأملها .. فتجده رقم غريب ليزداد تعجبها فترد فى خفو
أسيل : الو
لتستمع الى محدثها والذي طالبها بتأكيد هويتها فتجيبه قائلة
أسيل : ايوة انا أسيل نور الدين
فتستمر فى انصاتها له ثم تجيب
أسيل بتعجب : هي مش خلاص القضية اتقفلت عل انه انتحار ؟؟؟ طالب حضوري ليه بقى ؟
لتسمعه من الجهة الاخرى يخبرها بتقدم زوجها بطلب لفتح القضية مرة اخري لاشتباهه فى كونها جريمة قتل لا انتحار
يسود الصمت قليلاً قبل ان يتاكد منها المتحدث كونها مازالت معه فتخبره بانها ستكون هناك فى الموعد المطلوب وتغلق الهاتف لتجلس الآن تفكر فيما سمعته للتو
تم فتح القضية مرة اخرى بناء على طلب زوجك ... والذي هو آدم ....حسناً لما يطلب آدم فتح القضية مرة اخرى...... ما مصلحته من هذا ؟ ....... أيريد القاء تهمة قتل والدها عليها وهذه المرة ليس معنوياً بل مادياً ايضاً .... ليدب الخوف فى اوصالها ... لكنها تخلصت من خوفها هذا سريعاً وقد قررت انها لن تترك له مفاتيح اللعبة بيده يكفيه ما فعله بها الفترة الماضية .... لن تسمح له بالتحكم بها مرة اخرى
↚
اما فى مؤسسة الشناوي للاعمال الهندسية نجد معتز رأس الافعى يرأس مكتبه وعلى وجهه ابتسامة واسعة فلقد ادخل آدم و الشركة للتو فى صفقة تخص اعماله وهذا سيهدئ من غضب مروان عليه قليلاً فلقد اوشك على استنفاذ صبره ليفاجأ بدخول آدم عليه ليقطع سيل افكاره ويغلق الباب خلفه بهدوء ليحتل احدى المقاعد امام المكتب
معتز بتوتر ملحوظ : اهلاً آدم .... مقولتش يعنى انك جتي الشركة النهاردة
آدم بحدة : وانا لازم استأذن قبل مااجى ... مااقولك كمان على مواعيد حضوري و انصرافي بالمرة ؟
معتز : اكيد مقصدش ده ... مالك شكلك متضايق من حاجة ؟
آدم : انت صح ..... فى شيء مضايقنى فعلاً
لينظر له معتز منتظراً منه اكمال حديه فيردف هو
آدم : قولي يا معتز من امتى وانت تعرفنى ؟
معتز بتعجب : من الدراسة ... لكن ليه السؤال دلوقتي ؟
آدم : من الدراسة .... معني كده اننا نعرف بعض من 11 سنة و بتربطنا صداقة اخوية مش كده
ليومئ معتز موافقاً فينهض آدم من مكانه ويسير حول المكتب ليصل بجوار مقعد معتز وينحنى اليه ليكون وجهه مقابل وجه الاخر لا يفصل بينهم سوى عدة انشات قليلة ويتحدث بهمس
آدم بهمس مخيف : 11 سنة عاملتك زي اخويا .... مفكرتش لحظة لما ايمن الله يرحمه رشحك انك تكون الشريك التالت لينا فى المؤسسة .... ايمن اللى مفكرتش مرتين انك تقتله بدم بارد لما كشف علاقتك بالزبالة التانية اللى اسمها ملك ... وبعد كل ده باعتلى محقق تبعك عشان يبين لي ان ايمن هو الشيطان اللى عمل المصايب دي كلها .... مش كده ؟؟
معتز بخوف وذهول : انت ..... انت ... بتقول ايه ؟
استقام آدم فى وقفته واردف
آدم : بحكيلك عن خيانتك ليا لكن اللى هحتفظ بيه لنفسي هو اللى هعمله فيك انتقاماً منك على تدميرك لحياتى ..... بجد انت صعبان عليا من اللى هيحصلك لكن انت اللى بدأت ... اشرب بقى
ليلقى بآخر كلامه هذا مغادراً المكتب ويذهب الى سكرتريته كاميليا يطلب منها تقرير يشمل كل المشاريع التى احضرها معتز للشركة ثم يذهب بعد ذلك مغادراً الشركة بأكملها
مر يومان على هذا الوضع لم يتغير فيهم شئ من الاحداث فآدم مازال يسعى لإثبات مقتل نور الدين وايضاً يبحث خلف معتز فهو واثق ان هناك من يسانده بل يستخدمه لاعماله المشبوهة تلك فمعتز لم يكن يوماً من الايام مستقل بذاته حتى يدير عملاً مثل هذا دون مساعدة من احد
وعلى الجهة الاخرى فلقد اصبحت الان أسيل على علم بالحقيقة كاملة بعد ان حكت لها جميلة ما سبق واخبرت به آدم ليتغير موقفها من الدفاع الى الهجوم فالآن هو يعلم انها على حق وهو من بحاجة للسماح والغفران بل لديها الآن الحق للانتقام منه وبصورة ابشع من انتقامة منها
الان هى فى مركز الشرطة لمقابلة المسئول عن فتح قضية والدها مرة اخري لتجد شخصاً ما يدلف الى المكتب الجالسة فيه يبدو عليه الهيبة يحيه كل من يمر بجانبه ليتقدم منها ويقف امامها فتستطيع تبين ملامحه الجذابة فهو تقريباً فى عمر الثلاثين او اكبر قليلاً يُدعى عمر السيوفي كما قيل لها ... حياها ثم دعاها للجلوس
اسيل : اسيل نور الدين ... قالولى لازم اجى عشان قضية موت والدي
عمر بإبتسامة : اهلاً أسيل معقول مش فكراني ...؟؟ انا عمر السيوفي صديق ايمن الله يرحمه كنت متعود اعكسك و اغلس عليكب وانتى صغيرة
لتتسع حدقتا اسيل عند تذكرها له وتهتف دون وعى
أسيل : عمر الغبي ... اوحش واحد فى صحابه
انفجر هو ضاحكاً عند سماعه نفس اللقب الذي اعتاد سماعه منها فى طفولتها
لتعتري وجهها حمرة الخجل عند استيعابها لما نطقت به للتو و كانت على وشك الاعتذار لولا انه سبقها بقوله
عمر : انا عايز منك شهادة حق بقى ينفعةيتقل على الخلقة دي وحشة ؟ حقيقي مش عارف ليه طلعتى اللقب ده عليا وقتها
أسيل وقد ادركت انه لم يغضب لنعته بهذا الشكل فقررت متابعة ما اعتادت عليه فى الماضى
أسيل بخبث : معترضتش على كلمة غبي .... يعنى بتعترف انك كده فعلاً
↚
لينفجر هو ضاحكا مرة اخري فتشاركه هى الضحك هذه المرة
عمر : متغيرتيش .. اسة زي ماانتى سوسة و لسانك اطول منك
أسيل بجدية بسيطة : مفيش حاحة بتفضل على حالها .... وانا اتغيرتةكتير عن الاول
عمر بأسف : عارف انك مريتي بالحجات كتير اصعبهم موت ايمن الله يرحمه .. حقيقي مصدقتش الخبر لما حالى ... و بعدها كمان والدك
لتومأ هى فى حزن ويتابع هو
عمر : أسيل بخصوص قضية والدك انا اتضح ليا بعد اعادة التحقيقات انه مكنش انتحار نهائي .. دي قضية قتل و بصراحة مش فاهم ازاى اتقيدت كأنتحار يعنى دي أقل التحريات وضحت انها جريمة .. عشان كده انا ببيتهيألى ان فيه حد بيخفي الحقيقة و من مصلحته يظهرها كإنتحار
أسيل : تفتكر مين ممكن يعمل حاجة زي دي ؟
عمرى : لغاية دلوقتي مش عارف و منقدرش نتهم شخص بعينه لكن التحريات هتظهرلنا حجات كتير و منها اكيد هنوصل للشخص ده .... متقلقيش انا اللى هشرف بنفسي على القضية و هبلغك بكل جديد اول بأول
لتومئ هى وتستأذن للمغادرة على وعد منه باخبارها بأى جديد يصل اليه
وفى طريقها الى منزل جميلة كان ما يشغل بالها سؤال واحد .. لابد ان من فى مصلحته اظهار موت والدها كإنتحار هو القاتل لكن من هو وما مصلحته من قتل والدها ؟؟؟
لولا مقابلتها لصديق ايمن ومعرفتها بانه هو من يشرف على القضية لظنت ان هذا من تخطيط آدم لاظهار انها لا ذنب لها بموت والدها لكن الان الامور جدية وهناك شخص ما استهدف والدها وقام بقتله
لتصل الى المنزل وتدلف الى الداخل فترى آدم منتظراً اياها يبدو منهك وقد نقص وزنه وازداد نحولاً استمرت فى تأمله حتى انتبه من شروده على وجودها فرفع لها رأسه ثم نهض من مكانه و تقدم منها
آدم بخفوت : اهلاً
لترد هى التحية ببرود يعتلى ملامحها
آدم : عاملة ايه ؟ دادة جميلة قالتلي انك روحتى لللقسم النهاردة .... وصلك اخر الاخبلر ؟
لتنظر له فى تعجب ويخطر فى بالها امر ما
أسيل : كنت عارف ؟
ليومئ هو موافقاً وتكمل
أسيل بحدة : كنت عارف انه منتحرش و انه اتقتل ..... خلتني أأنب نفسي على موته و افكر ان كلامي له كان السبب ..... كل ده كان جزء من انتقامك برضو مش كده ؟؟؟؟
ليحرك رأسمة يميناً ويساراً رافضاً اتهامها ذاك
آدم : انا معرفتش حقيقة موته الا من فترة قليلة .... عرفت لما كنتى فى المستشفي
ليصمت للحظات ويأخذ نفساً عميقاً ليردف
آدم : انا جيتلك النهاردة اتأسف عن اللى حصل مني .... عارف ان كلمة اسف قليلة اوي قدام اللى عملته فيكي ... بس اوعدك انى هعوضك عن كل ده .... اطلبي اى حاجة و هتكون بين ايديكى
أسيل : اى حاجة ؟
ليومئ هو وتكمل
أسيل بهدوء : طلقنى ... اللى عايزاه هو الطلاق ..... عايزة حريتي واعدك انى هسامحك بعدها
لينتفض هو فى غضب ويتقدم اليها ماسكا كتفاها بعنف
آدم بحدة وصراخ : فى احلامك يا أسيل .... في أحلامك ..... كوني حيت لحد عندك النهاردة و طلبي السماح منك مش معناه ضعفي و استسلامي ..... ا بتأسف لانى غلطت فى حقك لكن مش ادم الشناوي اللى يخسر او يتنازل عن شيء ملكه .....انت ليا .... ملكي انا و بس ... فمتسرحيش كتير بخيالك و تفكري ان حبي ليكي ضعف
لتنظر له بذهول لا تصدق ما قاله هل افسد للتو اعترافه لها بمشاعره وحبه بكلامه الاناني ذاك .... لما لا يستطيع التعبير عما بداخله دون كلامه القاسي ومعاملته الجافة تلك ....... لتبتسم بداخلها على ان السيد المبجل آدم حلمي الشناوي فاشل فى التعبير عن مشاعره ... ولاول مرة تجد ما يفشل فيه
بينما هو ادرك بعد لحظات ما تفوه به للتو ليتركها فجأة ويكمل حديثه بحدة محاولاً تغيير دفة الحديث
آدم بنفس الحدة : كفاية اوي قعاد هنا .... من بكرة تحهزي حاجتك و ترجعى القصر
ليقاطع اعتراضها قبل ان تتفوه به
آدم : من غير نقاش ... انا قررت و انتهى الامر
ويتركها مغادراً فيما كانت هى ما زالت لم تستيقظ بعد من صدمة اعترافه لها وقلبها يرقص فرحاً بتمسكه بها ورفضه لتركها او الانفصال عنها
نعم سامحته منذ علمها بحقيقة ما حدث من زوجته و هذا الحقير تحبه .... بكل غباء سامحته على افعاله تلك .... تعلم كم تبدو سخيفة .. ضعيفة .. لكنها و بكل بساطة تحبه ....لكن لن تظهر مسامحتها له .. فعليه دفع ثمن معاناتها تلك ولكن ستفعل ذلك وهى بجانبه
يقطع تخيلاتها تلك صوت ما ، اوقف سريان الدماء فى عروقها لتتسمر مكانها وتتوقف عن التفكير للحظات قبل ان يستوعب عقلها حقيقية هذا الصوت لتهرول الى الخارج داعية ربها خطأ ما تظنه بهذا الصوت
لكن
للاسف كان ظنها فى محله فقد كان هذا الصوت لرصاصة انطلقت من سلاح ما واستقرت بصدر زوجها آدم لتراه مستلقٍ على الارض غارقاً بدمائه
.........................
يتبع
↚
نراها تهرول مسرعة اليه وتنزل لمستواه فتجده قد غاب عن الوعي بالفعل فيزداد خوفها من احتمالية فقده وفى اثناء هذا ولرحمة الله بهم وصلت اليهم الدادة جميلة وفور رؤيتها لحالهم هذا تسمرت قليلاً ولكن سرعان ما استفاقت واتصلت بالاسعاف لنجدته فلولاها لما انتبهت أسيل لحالهم هذا بسبب صدمتها بما حدث ولفارق هو الحياة بين يديها
لم يمر الكثير من الوقت وهى تحاول افاقته لكن لا فائدة حتى وصلت سيارة الاسعاف اخيراً واخذته الى اقرب مشفى ليدخلوه حجرة العمليات مباشرة نظراً لحالته الحرجة
خارج غرفة العمليات نجد كلاً من الدادة جميلة وأسيل تختلف حالة كلاً منهما عن الاخرى
فالدادة جميلة قد دخلت فى نوبة بكاء مرير خوفاً من فقدان صغيرها والذي سهرت الليالي على راحته و تربيته فهى امه التى لم تنجبه
اما على الجهة الاخرى نجد أسيل حالها عكس حال الدادة فنراها جالسة بهدوء شديد و مخيف على احدى المقاعد تحدق بشرود فى الباب الذي يفصلهم عن الحجرة القابع بها هو يصارع الموت ... مازالت فى حالة صدمة لا ترى امامها سوى نفس المشهد ....آدم مستلقٍ على الارض امامها فاقداً الوعي غارقاً بدمائه
بعد دقائق يصل سيف الى المشفى يبحث عن صديقه فلقد كان على الهاتف معه وهو فى طريقه للخارج بعد مقابلته لأسيل ليتوقف آدم عن الحديث فجأة ويسمع سيف صوت ضوضاء يليه صراخ أسيل بعد لحظات كاد ان يجن لمعرفة مااصاب صديقه ولكن ما من مجيب الى ان اتت الدادة وانتبهت للهاتف الملقى على الارض بجانب آدم لتلتقطه وتخبره بكل ما حدث
واخيراً بعد بحثه عنهم لمح كلاً من الدادة جميلة وأسيل امام غرفة العمليات فأسرع اليهم لسؤالهم عن حاله
سيف بخوف : دادة جميلة ايه اللى حصل ؟ و آدم فين ؟
جميلة ببكاء وانهيار : سيف ...... آدم بيموت .... ابني بيموت ..... قتلوه ...... ياااارب انجده
لم يفهم منها سيف ماحدث فأتجه الى اسيل الهادئة لعله يفهم منها ماحدث فهدوءها هذا يدل على ان صديقه على ما يرام ... اليس كذلك؟
سيف : أسيل قوليلي انتي ايه اللى حصل و آدم فين ؟
لتصمت لحظات جعلته يظن انها لم تسمعه فتجيبه هى بهدوء قبل ان يعيد سؤاله مرة اخرى
أسيل بشرود : آدم كويس ..... جوزى بخير ....... مش عارفة اخدوه جوة ليه ....... مشيرة الى غرفة العمليات ثم نقلت نظرها الى يديها المملوءتين بدمائه واردفت بدموع ......... الدم ده جه منين ........و من ثم تمسكت بذراعه هاتفة بقلق ......... هو كويس ....... مش كده ؟
القت سؤالها عليه بغباء لينظر اليها بشفقة ... هو لم يفهم منها ما حدث لكن اتضحت الرؤية له قليلاً ... صديقه اصيب وهو بغرفة العمليات لاجراء جراحة له
استمر حالهم هذا لخمسة ساعات كاملة ولم يخرج لهم من يطمئنهم على حاله .. وبعد انقضاء نصف ساعة خرج اخيراً الطبيب وهو يذفر الهواء من فمه ثم تنهد بإرتياح قبل ان يسرعوا اليه و فى مقدمتهم سيف وهى خلفه خائفة مما هى على وشك سماعه
الطبيب : اطمنو مفيش داعي للقلق .. انا بعترف ان الحالة كانت حرجة جداً و الرصاصة كانت قريبة الى حد ما من القلب لكن الحمد لله قدرنا ننقذ حياة المريض و هيتنقل دلوقتى لغرفة العناية المركزة لغاية ما يصحى و بعد كده هننقله لاوضة عادية .... عن اذنكم
تنفس كلاً من سيف وجميلة الصعداء في حين اغشي على أسيل وسقطت ارضاً بعد اطمئنانها عليه ليحملها سيف سريعاً الى احدى الغرف و اسرعت جميلة لتنادي احد الاطباء لها
يشعر بالالم فى جميع انحاء جسده ... خاصاً ناحية صدره ... يتنفس بصعوبة ملحوظة بسبب الضمادات.... فيفتح عينيه ببطئ ليطالعه ضوء ابيض مزعج يدفعه لعقد حاجبيه بإنزعاج فيغمض عيناه بسرعة ثم يعاود المحاولة مرة اخري حتى اعتاد الضوء ليرمش عدة مرات يحاول التعرف على البيئة المحيطة به فيستوعب كونه بإحدي غرف المشفى و يتذكر سريعاً ما حدث بعد خروجه من منزل جميلة فقد كان يتحدث مع سيف على الهاتف قبل ان يلاحظ سيارة سوداء واقفة على بعد امتاراً قليلة من المنزل وما جعله يرتاب بشأنها هو ملاحظته انها لم تكن تحمل ارقاماً وقبل ان يُقدم على اى فعل لمعرفة ما وراءها وجد من يخرج يديه من نافذة السيارة يحمل بها سلاحاً ويطلق عليه الرصاص ليسقط هو غارقا بدمائه .... حاول كثيراً عدم فقدان وعيه خوفاً من ان يكون هدفهم ايذاء أسيل ايضاً لكنه لم يستطع البقاء واعياً لمدة طويلة فلقد شعر بالظلام يحيطه من كل جانب الى ان سقط فى اللاوعي
فور تذكره ما حدث بالتفصيل انتفض من سريره سريعاً محاولاً النهوض ليهب كلاً من سيف وجميلة من مكانهما ويسرعان اليه محاولان ايقافه فهما لم يكونا قد انتبها بعد لاستيقاظه
سيف بسعادة : آدم انت فوقت .. الحمد لله يارب ... قلقتنا عليك يا عم انت .... حاسس بإيه ؟
جميلة بسرعة : انا هروح انادي الدكتور حالاً
فيحاول آدم النهوض مرة اخرى لكن يعاود سيف ايقافه
سيف : آدم ؟ اهدي شوية ... قايم رايح فين ؟ قولى بس عايز ايه و انا اجبهولك ؟
ليرد اخيرا فى خفوت
آدم بتعب : أسيل ..... هي فين ؟ ...... حصلها حاجة ؟؟ ..... هي كويسة ؟
ليعقد سيف حاجبيه بإستغراب مجيباً
سيف : أسيل ؟ ايه اللى هيحصلها ؟ متقلقش هي تمام بس.........
ليقاطعه دخول الطبيب ويقوم بالفحوص الروتينية ليخبرهم انه على مايرام فقط يحتاج للبقاء اسبوعا ليكون تحت رعايتهم ويتماثل للشفاء ليستأذن بعد ذلك ويغادرهم
آدم بنفاذ صبر : انطق بقى .. هي فين ؟ ولو فعلاً كويسة مش شايفها هنا ليه
لينظر كلاً من جميلة وسيف لبعضهما البعض قبل ان تجيب جميلة
جميلة : حبيبي متقلقش هي مفيهاش حاجة ... بس ... ضغطها وطي بعد اللى حصلك و الدكتور عطاها دوا و هي نايمة دلوقتى فى اوضة جنبك
ليهدأ اخيراً ويستلقى بهدوء على سريره مرة اخري متألماً بسبب جرحه
بالغرفة المجاورة استيقظت أسيل على صوت ممرضتان يغيران لها المحلول لتنهض بسرعة من مكانها وتشرع بنزع ابرة المحلول من يدها وسط تذمرات الممرضتان معاً لتتجاهلهم متجه الى غرفة آدم فتأخذ نفساً عميقاً قبل ان تفتح الباب وتدخل
↚
جميلة : حمد لله على سلامتك ايه اللى جابك بس مش الدكتور قال لازملك راحة
لتتجاهل أسيل حديثها هذا وتتجه سريعاً بأنظارها نحو آدم تطالعه بلهفة وخوف وقلق فتسرع ناحيته وتردف
أسيل : انت صحيت .. عامل ايه ؟ .... حاسس بإيه ؟؟؟ .... موجوع ؟ ........مش بترد عليا ليه ؟؟؟ ...... لحظة هنادي الدكتور
وتتركه متجهة للخارج لكن اوقفتها يده التى امسكت بمعصمها لتنظر اليه بلهفة فتجد ابتسامة واسعة على محياه ويجيبها بخبث
آدم : قلقانة عليا .... يعنى سامحتني
لتجيب هى دون تفكير
أسيل بدون تفكير : طبعاً سامحتك ... كنت هموت من الخوف بعد اللى حصلك
لتتسع ابتسامته وينظر كلاً من جميلة و سيف لبعضهما البعض قبل ان ينسحبا بهدوء من الغرفة
احتاجت أسيل عدة لحظات لتستوعب ما تفوهت به للتو
اتسعت حدقتا عينيها ووضعت يدها الحرة على فمها ثم قامت بسحب يدها الاخرة من بين كفه لتضعها هى الاخري بجانب نظيرتها على فمها ورجعت خطوتان الى الوراء ليتحدث هو بخبث
آدم : مكنتش اعرف انك بتحبيني للدرجة دي ...... تعرفي .. طول فترة جوازنا مسبقش انك بينتى قلقك عليا او اهتمامك بيا...... واضح ان الموضوع يستحق انى اتصاب برصاصة فى صدري ..... طلع ليها فايدة اهو
لتقول هى بسرعة محاولة تغيير الموضوع
أسيل : انت جوزي قدام الكل عشان كده كان لازم اقول كده قدامهم ....... سيف بيه و دادة كانو هنا من شوية
آدم بإبتسامة : دادة جميلة و سيف الاتنين عارفين الحقيقة كلها
لتصمت هى لفترة ثم تردف بحدة
أسيل بحدة : و على سيرة سيف باشا ..... حكاية انه مجرد عميل كانت تمثيلية برضو ضمن خطتك مش كده ؟؟؟
ليذفر هو فى ملل
آدم بتهكم : يا بنتى انتى ايه .... وظيفتك هى انك تبوظى اى لحظة رومانسية بينا ...... بالله عليكي يا ستى حاولى مرة واحدة بس تنسي اللى عملته و لو لدقايق حتى ....... حطى فى اعتبارك حتى انى راجل مصاب و محتاج اهتمام و رعاية و معاملة خاصة
قال جملته الاخيرة بحب و وله و شغف ليغمز لها بإحدى عينيه عند كلمة " معاملة خاصة " لتنظر له فى استنكار تكتم ضحكة تكاد تفلت منها
آدم بمرح : طلعيها طلعيها .... احياة عيالك يا شيخة متحرمنيش منها
لترتسم ابتسامة خجولة على محياها ليهتف هو
آدم بسعادة : طب والله ده يوم سعدي
ليهتف صوت اخر وهو يدلف الى الغرفة مرة اخرى
سيف : آسف للمقاطعة بس فى فرد من البوليس بره جه عشان ياخد اقوالك
لتتحول ملامح آدم العابثة تلك الى اخري جدية ويبدو التفكير مسيطر عليه للحظات ليومأ هو موافقاً على السماح لهم بالدخول وتنهض أسيل للمغادرة لكن يوقفها مطالباً اياها بالبقاء بجانبه
يدلف الى الغرفة عدد من افراد الشرطة يرأسهم شخصاً تعرفت عليه أسيل فور رؤيته لتهتف
أسيل : عمر ؟ ايه اللى جابك ؟
عمر بإبتسامة : اهلاً أسيل ... ازيك ؟ ......انا المسئول عن القضية دي وجيت اخد اقوال آدم باشا
لتبادله الابتسامة
أسيل بخجل : اهلاً عمر انا تمام الحمد لله ...... اسفة بس انا اتفاجئت بوجودك مش اكتر
عمر : ولا يهمك انا كمان عرفت انها قضية جوزك و انا فى الطريق
ليوجه حديثه بعد ذلك الى آدم
عمر : حمد لله على سلامتك آدم باشا .... ها ياترى حالتك تسمح بالكلام و انك تحكيلنا ايه حصل بالظبط
آدم بسخرية وتهكم غاضب : لا والله السؤال الصح هو هل حضرتك فاضي عشان تاخد اقوالى .. اصل واضح انك مشغول بالكلام مع المدام بتاعتى
ليتفاجأ كلاً منهما من قول آدم ذاك لكن فهمت أسيل سريعاً سبب غضبه وارتسمت ابتسامة واسعة على محياها فلقد وجدت للتو ضالتها
وجدت طريقها للانتقام من زوجها العزيز السيد آدم حلمي الشناوي
.......................
↚
يتفاجأ كلاً من عمر وأسيل بكلام آدم لتتدارك أسيل الوضع سريعاً وتردف
أسيل بلوم مصطنع : ايه اللي بتقوله ده يا آدم ؟ ده عمر جاى النهاردة عشان ياخد اقوالك .... ثم وجهت حديثها لعمر ......... نبقى نكمل كلامنا بعدين ... ماشي يا عمر ؟؟؟؟؟
لينظر لها عمر فى دهشة ثم يوجه حديثه لآدم
آدم : آدم انت مش فاكرنى ؟ انا عمر ال.........
فتقاطعه أسيل بسرعة قبل ان يكمل حديثه وهى تنظر له نظرة ان يتوقف عن الحديث ويجاريها فيما تقوله
أسيل : ده يبقى عمر المسئول عن اعادة التحقيق فى قضية بابا .... بجد يا آدم مثال للنزاهة و بيعمل كل اللى بيقدر عليه عشان يوصل للحقيقة
يتبادل كلاً من عمر وأسيل النظارت فى حين يشتعل آدم بينهم غيظاً و غيرة ليقطع نظراتهم تلك موجها حديثه لأسيل بشبه صراخ
آدم : طب حيث كده بقى لازم نكرم الاستاذ عمر و نجيب له حاجة سخنة يشربها .... اسيل حبيبتي معلش روحى جيبلنا كوبيتين قهوة من الكافتيريا تحت و اتأكدى من انها سخنة جدااااااا فاهمة ؟
قال جملته الاخيرة قاصداً جعلها تتأخر بالخارج حتى ينتهوا من عملهم ذاك
لتتحرك هى الى الخارج وتمر ثوانى قليلة لتدخل مرة اخرى اليهم بيدها كوبان من القهوة الساخنة لينظر كلاً منهما اليها بدهشة
عمر ترتسم ابتسامة واسعة على وجهه يحاول قدر المستطاع الاكتفاء بها دون الضحك بصوت عال فقد فهم ما يدور حوله
اما آدم فأقل ما يقال عنه انه حالته الصحية لا تتحمل ما يشعر به الآن من غيظ وغضب
آدم بغيظ : جيتي بسرعة يعنى ... واضح ان الخدمة فى المستشفى فوق الممتازة
أسيل بإبتسامة واسعة : مش بالظبط بس سبحان الله بمجرد خروجي من الاوضة لقيت سيف قدامى وفى ايده كوبايتين قهوة سخنين كأنه قرا انت بتفكر فى ايه .... ثم اردفت بنبرة ذات معنى .... دلوقتى بس اتأكدت انكم صحاب فعلاً
قالت جملتها الاخيرة قاصدة ان تزيد من غيظه ليسب هو سيف فى سره
تنحنح عمر فى جلسته قبل ان يقول بجدية حاول بصعوبة رسمها على وجهه
عمر : ممكن نبدأ دلوقتي ؟
ليومأ آدم على مضض موافقاً ويبدأ فى سرد ما حدث بالتفصيل
بعد انتهاء آدم من الحديث سأله عمر
عمر : هل فى شخص معين شاكك فيه و تعتقد انه ممكن يكون ورا الحادث ؟
ليومأ آدم موافقاً ويجيب
آدم : ايوة .... معتز الكومي ..... شريكي بالشركة ... عرفت مؤخراً انه متورط بأعمال مشبوهة و واجهته قبل الحادثة بيوم لان وصلني اخبار انه عايز يدخلنى انا و الشركة فى شغله ..... بس حالياً مفيش فى ايدي اي دليل
عمر بتنهيدة : تمام ... احنا كده منقدرش نوجهله اى اتهام من غير دليل لكن انا هحط كلامك بعين الاعتبار وسط التحقيقات .... و بصراحة انا حاسس ان في حاجة بتربط بين قضية قتل الاستاذ نور الدين و بين محاولة قتلك
لتجيب أسيل بسرعة
أسيل : قصدك ايه يا عمر ؟ انه هو نفس الشخص ؟
عمر : انا فعلاً شاكك فى كده بس للاسف مفيش اي دليل معايا حالياً بيأكد شكوكي .... على العموم انا هشتغل على القضيتين مع بعض و هنشوف ايه اللى هينتج ........ ودلوقتى اسمحولى ...... هب واقفاً يستعد للرحيل ...... ومرة تانية حمد الله على سلامة حضرتك يا ادم باشا
ليكتفى آدم بإماءة صغيرة رداً على كلامه قبل ان تسرع أسيل بالحديث
أسيل : عمر استنى .. عايزة اتكلم معاك فى موضوع على انفراد
لتتبعه مباشرة الى الخارج قبل ان تعطى فرصة لآدم بالاعتراض
↚
اما فى الخارج
عمر بغضب : مبروك عليكي الجنان يا مدام .... هتخربي جوازك بإيدك .... انا مش عارف ازاى جاريتك فى اللى عملتيه ده .... لا و بضحك على مين ؟ ادم حلمي صديق الطفولة ... ده لو عرف هيعلقنى .. اه وربنا هشوف ايام سودة
أسيل : صدقنى صاحبك ده يستحق اللى بعمله و اكتر بس انا اللى طيبة بزيادة و سامحته بسرعة ..... على العموم متقولهوش انت مين دلوقتي خليه كده شوية لغاية ما يتأدب ........ سيبك بقى من الرغي ده و قولى .. مفيش جديد بخصوص قضية بابا ؟
عمر : مفيش حاجة مهمة ... لكن ...... ثم تردد فى الحديث فتحثه على الاكمال ليتنهد بعمق قبل ان يردف ........ فى احتمال ان والدك يكون متورط فى شغل مش تمام
لتصمت هى قليلاً قبل ان تجيب بثبات
أسيل : عادي انا مش مستبعدة حاجة زي ده ..... بس لو اتوصلت لأي حاجة جديدة متنساش تبلغني اول بأول
ليومئ هو لها قبل ان يستأذن منها للمغادرة لتعود مرة اخرى الى الداخل وتجده مكفهر الوجه تسأله عن عدم حضور والداه لزيارته فيخبرها ببرود بشأن سفرهم للخارج وعدم اخبارهم بأمر اصابته فتفهم من طريقة حديثه تلك بوجوب تفاديه وهو بهذه الحالة ...
مر اليوم الاول يليه يوم اخر وهكذا الى ان مر الاسبوع المحدد له للبقاء فى المشفى لم تتركه أسيل اثناء ذلك ولو ليوم واحد .... اليوم هو يوم عودته للمنزل
يصلا الى المنزل و يساعده سيف صديقه فى ايصاله الى غرفتهم ليعود اليها بعد فترة من هجره اياها واعتزاله فى غرفة اخرى
عادت أسيل الى القصر مرة اخرى وطلبت من الدادة جميلة احضار حاجياتها من منزلها الى القصر و اشرفت هى على خدمة آدم بنفسها و رعايته واستغل هو الفرصة فى التقرب منها لكنها كانت تعامله ببرود ورسمية شديدة
حتى جاء يوم كانت بجانبه تطعمه بنفسها بعد رفضه تناول الطعام الا اذا قامت هى بإطعامه بيديها حاولت معه كثيراً لكن لا مجال ليغير رأيه
اثناء تناوله الطعام رن هاتفها لتتوقف هى عن اطعامه للحظات وتجيب هاتفها ثم سرعان ما رسمت ابتسامة واسعة واجابت
أسيل : عمر .. ازيك ؟ وانت كمان واحشنى والله ....... ياعم خرجنا من المستشفى من زمان ماانت لو بتسأل كنت عرفت ........ لالا طبعاً مفيش مشكلة تنور ......... عارف العنوان ؟؟؟ ..... خلاص تمام بكرة هكون فى انتظارك ان شاء الله ..... سلام
لتغلق هاتفها وتعود بنظرها مرة اخرى الى زوجها الغاضب من طريقة حديثها مع عمر وتحاول اطعامه مرة اخرة لكنه يلقي بالطعام ارضاً ويصرخ بها فى غضب
آدم بصراخ : عاجبك اوي الاستاذ عمر ..... فرحانة اوى وانتى بتكلميه لا و بتقوليله وحشتنى ..... نسيتي انك ست متجوزة و المفروض تحترمي نفسي و تحترمي جوزك و تحافظى على كرامتك ....... بس انا بقول الكلام ده لمين .... انا اللى غلطان .. كلكم زي بعض كلكم خاينين .. ميكفكوش راجل واحد
لتصدم هى من تفكيره ذاك فهى لم ترغب سوى بإثارة غيرته انتقاماً منه لما فعله بها ..... بنظرها هذا لا شيء مقابل معاناتها السابقة بسببه وها هو الآن يقارنها بزوجته السابقة ويشبهها به ..... يتهمها بالخيانة ..
أسيل بغضب وصراخ : اخرس ... نقى كلامك قبل ما تتكلم ...... اوعى تفكر تقارني بالخاينة مراتك .... مفيش اى شيء مشترك بينها و بيني .... هى حاجة وانا حاجة تانية خالص اياك تشبهنى بيها .... اسمه عمر السيوفي .. مش بيفكرك بحاجة الاسم ده ...... لتتغير نظرة عيناه من الغضب الى دهشة تجاهلتها لتكمل ............. ايوة هو نفسه صاحبك انت و ايمن الله يرحمه .... كان دايماً بيجيله البيت يزوره و بكده اتعرفت عليه ساعتها و بقى اخ ليا زيه زي ايمن ..... مشوفتهوش من سنين و كانت صدفة ان هو المسئول عن قضية بابا .... عمر متجوز و عنده طفلين ... بيعشق مراته و اللى سبق و اتعرفت عليا و بقيت انا و هى صحاب ......... ثم حل الصمت للحظات قبل ان تهتف بحسرة ..... متخيلتش للحظة انك هتكمل انتقامك بتشبيهي بيها
لتتركه بعد ذلك وتخرج من الغرفة متجهه الى غرفته الصغيرة التى انتقل اليها الفترة السابقة وبمجرد دخولها الغرفة وغلقها الباب خلفها دخلت فى نوبة بكاء مرير
بعيداً عن بطلانا و خلافاتهم نذهب سريعاً الى الشيطان المتسبب فى كل هذا ...نراه يتحدث بحدة على الهاتف
معتز بعصبية : وانا ذنبي ايه انه لسة فيه الروح ..... طلبت مني اخلص عليه و بعت ناس عشان ينفذو .... يعنى ايه مش مشكلتك ماهى مصيبة و هنروح كلنا فى داهية كده ... ادم مش هيغلب فى انه يلاقي اى دليل ضدي ...... لا اصحي و فوق كده .. لو بعتني فأنا مش هخسر لوحدى كلمة منى للبوليس توديك ورا الشمس ..... فكر كويس و قرر هتطلعنا ازاى من الورطة دي
ليغلق الهاتف بعد بتهديده هذا غير مدركاً بتوابع ما تفوه به للتو
نعود الى أسيل والتى لم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع حتى سمعت طرقاً خفيفاً على الباب لتمسح دموعها سريعاً قبل ان تسمح للطارق بالدخول والذى لم يكن سوى الدادة جميلة
أسيل بصوت مبحوح : تعالى يا دادة
لتدخل جميلة الغرفة وعلى وجهها نظرة عطف على تلك الفتاة التى لا تخرج من مصيبة لتدخل اخرى
جميلة : ايه اللى حصل ؟ انا سامعة صوتكم العالى من تحت
فبدأت أسيل سرد ما حدث للدادة وسط بكاءها والذي عادت له بمجرد رؤيتها لوجه الدادة الحنون
جميلة : متزعليش منى يا بنتى بس انتى اختارتي العقاب الغلط فى حالته دي
↚
أسيل بذهول : انا ؟..... انا اللى غلط برضو ؟ ..... غلط ازاى بقى ؟
جميلة : انتو الاتنين فى مرحلة اظهار مشاعركم الحقيقية لبعض .... و انك تخليه يغير عليكي فى الفترة دي بالذات غلط و تسرع
أسيل : هو اعترف بحبه ليا و صدقته .... و انا كمان قولتله مشاعري ناحيته .. يعنى مشاعرنا بقت حاجة مفروغ منها .. يبقى ايه المشكلة ... ولا هو مش مصدق حبي له
جميلة بإبتسامة : يا بنتى الحب افعال مش اقوال انتى متأكدة من حبه ليكي بسبب تمسكه بيكي و سعيه انك تسامحيه لكن هو معندوش اثبات على مسامحتك فمابالك بقى بحبك له ........ خصوصاً ان قبل الحادثة انتى كنتى رافضة ترجعى للقصر معاه مش كده ؟
لتصمت كلاً منهما لفترة تفكر فيها أسيل بصحة كلام جميلة لتجد انها على حق فهى لم تثبت له بعد مشاعرها نحوه بل تسرعت بالانتقام منه بشكل قد يفقدها اياه
يقطع افكارها تلك صوت جميلة تكمل
جميلة : و متنسيش كمان صدمته فى مراته ملك ... هو لغاية دلوقتي مواجهش الموضوع ده و لا اخد وقته فى تقبل اللى حصل ... لا ده سعى فى انك تسامحيه زائد انه بيفكر ازاى ينتقم من معتز ... تيجي انتى بقى فى الحتة اللى اتجرح منها قبل كده و تستخدميها كأنتقام .... ده الضرب فى الميت حرام
لتومئ أسيل مؤكدة على صحة حديث جميلة مندهشة من عدم ملاحظتها لهذا الامر فهو لم يأخذ وقته فى التعافى من تلك الصدمة بعد لتأتى هى و بكل غباء و تزيد جرحه عمقاً
لتهب واقفة متجاهلة جميلة وتخرج سريعاً من الغرفة متجهة اليه فتدلف الى غرفتهم لتجده جالس على الارض فى تعب فتهرول اليه وتنزل الى مستواه
أسيل : آدم حبيبي مالك ؟ الالم رجع تاني ؟ استنى هنا هكلم الدكتور متتحركيش من مكانك
ليمسك معصمها موقفاً اياها لتنظر اليه فى دهشة وتعاود الجلوس بجانبه مرة اخرى لتتبين فى هذه اللحظة ملامحه و تصيبها الصدمة لما رأته
يبكي ... هو يبكي بصمت ..... بكل هيبته وجبروته ورجولته تلك يبكي الآن امامها كطفل صغير يحتاج الى عناق والدته ... لم تفكر للحظة قبل ان تدخله فى احضانها تشد عليه العناق لتستمع الى علو صوت بكائه بعد ذلك
بقيا هكذا عدة دقائق قبل ان يهدأ ويسحب نفسه من عناقها لينظر بعينيها للحظات قبل ان يشرع بالحديث
آدم : آسف ... آسف لانى شبهتك بيها...... مفيش مجال للمقارنة اساساً ...... ثم تنهد بقوة مكملاً ..... فكرت كتير و اكتشفت انها فى الفترة الاخيرة كانت متغيرة معايا لكن حبي ليها خلانى اعمى عن انى الاحظ ده وقتها ..... آسف
أسيل : متتأسفش .... هى غلطتى انا انى اخترت وسيلة مش صح خالص عشان انتقم منك
ليرفع أحدى حاحبيه بتعجب ويردف
آدم : يعنى كانت خطة للانتقام ....... مبروك .. انتى نجحتى فعلاً فيه .... انا كنت هموت من فكرة تفضيلك لراجل تانى و انك ممكن تسيبيني عشانه
لتنظر اسيل له بحب لترفع احد يديها وتضعها على ذقنه وتردف بحنان
أسيل بحب : بحبك و عمري ما هشوف ولا هحب راجل غيرك
ينظر لها بدهشة غير مصدق لما قالته للتو ليأخذها فوراً فى عناق طويل ............. لم يقطعه سوى رنين هاتفه حاولت الابتعاد عنه ليجيب لكنه اعاد ضمها اليه مرة اخرى متجاهلاً هاتفه لكن سرعان ما عاد صوت الهاتف مرة اخرى دالاً على تصميم المتصل على ان يحصل على جواب
ليلتقط هاتفه بعد تأفف مبعداً اياها قليلاً لكنها لا تزال بين احضانه
آدم : خير يا كاميليا ايه الموضوع المهم للدرجة دي ؟
ليستمع الى حديثها للحظات قبل ان يرد بجدية
آدم بسرعة : خليكي مكانك .... دقايق و هكون عندك
..................
يتبع
↚
اغلق الهاتف مع كاميليا وَهَم بالنهوض لتنهض هى معه بسرعة
أسيل بإعتراض : على جثتى انك تتحرك خطوة واحدة برة البيت و انت بحالتك دي
آدم بحب : حبي فى موضوع مهم جداً لازم اهتم بيه بنفسي ..... انا خليت كاميليا تراقب كل نشاطات معتز و اتصالها دلوقتي عشان لقت حاجة بخصوص الموضوع ده
أسيل برجاء : سيب موضوع معتز ده و كل حاجة تخصه لعمر و البوليس .... ملناش دخل بكل ده كفاية اللى عملوه فينا ... انا مش مستغنية عنك .. عشان خاطرى سيب الموضوع ده للبوليس
آدم : مقدرش ... مش هرتاح الا لما اخد بتارى من الحقير ده ... متخافيش انا مش هشوفه ولا هواجهه النهاردة انا هروح بس اقابل كاميليا و اخد منها اى معلومات ممكن تفيدنا ... و متقلقيش .. هعدي على الدكتور و انا راجع عشان يفك الشاش بقى كفاية اوى كده
لتتنهد هى فى استسلام ويتركها ليتجهز للخروج
يصل الى الشركة متجهاً الى مكتبه ليجد كاميليا تنتظره بالخارج فتحييه وتهنئه على تعافيه ليومأ لها فى هدوء ويتجها معاً داخل الغرفة
آدم : ها ايه الجديد ؟
كاميليا بجدية : انا عملت اللى حضرتك امرت بيه و ده تقرير شامل بكل مشاريع الشركة اللى جابها استاذ معتز بنفسه
ليومأ آدم ويردف
آدم : تمام ...... لاحظتى اي شيء غريب فى المشاريع دي ؟
كاميليا : لا بخصوص المشاريع لا لكن .......
قطعت كلامها ليرفع آدم راسه عن الملف وينظر لها بإهتمام
آدم : لكن ايه ؟
كاميليا : فى شيء غريب ... اخر مشروع استاذ معتز اشتغل عليه كان محتاج معدات معينة بنجيبها دايماً من شركة امريكية لكن المرة دي الشركة موصلهاش اى مكالمة او طلبية مننا .... انا اتواصلت معاهم بنفسي عشان اتأكد منهم ... و بعد بحث اكتشفت اننا اتعاقدنا مع شركة لبنانية اسمها " ..... " حاولت كتير ادور عليها لكن اكتشفت ان ملهاش اى وجود و ده اللى خلاني اتصل بحضرتك على طول
انهت كاميليا حديثها هذا و طلب منها الخروج ... جلس يفكر قليلاً فيما توصل اليه ثم هب واقفا متجهاً الى خارج الشركة لكن قبل ذلك مر على كاميليا ليسألها عن شيء ما طرأ فى باله
آدم : كاميليا تعرفي ميعاد وصول المعدات مصر ؟
كاميليا : لا لكن ممكن اعرف لحضرتك
آدم : تمام اعرفيلي و بلغيني فوراً
لتومأ هى موافقة ويكمل طريقه الى الخارج
بمركز الشرطة نجد عمر جالس يفكر بشرود فى امر ما قبل ان يدلف اليه عسكري يخبره بوصول السيد آدم حلمى ورغبته بمقابلته ليسمح له عمر بالدخول بسرعة
يقف عمر ليحي آدم
عمر : ادم باشا .... اهلاً ... اتفضل اتفضل .......ليجلس آدم بهدوء فيردف عمر قائلاً....حمدا لله على سلامتك وخروجك من المستشفى
آدم بلا مبالاة : شكراً ...... ثم اردف بتركيز و جدية ....... قولى يا عمر باشا لو لقيت راجل غريب بيحاول يقرب من مراتك و يتصل بيها يسأل عنها و عن احوالها من غير ما يكلمك او يتعامل معاك ... هتعمل ايه ساعتها ؟
عمر بإندفاع وغضب : ده انا كنت ادفنه حي
لترتسم ابتسامة صغيرة على ثغر آدم ويفهم عمر فوراً غرضه من السؤال فيبتلع ريقه بصعوبة
آدم بخبث : ممم ؟
عمر بخوف وبسرعة : آدم انت مش فاكرني ولا ايه ؟ .... انا ..آآ ... انا عمر ... عمر السيوفي صاحبك .. ده احنا كنا اكتر من اخوات .... انا وانت و ايمن الله يرحمه .... ليردف بخوف ...... والله ده كله كان تخطيط من اسيل ....... حدجه آدم بنظره جعلته يصحح حديثه فوراً .... اقصد تخطيط مدام اسيل .... هى طلبت منى مقولكش انا ابقى مين و اجاريها فى اللى بتعمله
↚
نظر له آدم دون اظهار ايه ملامح على وجهه ليزيد توتر عمر قبل ان يدخل فى نوبة ضحك فتعترى عمر الدهشة على موقفه هذا
آدم بضحك : بص لنفسك كده ... مكملتش كلامى حتى و بقيت بتترعش و بتقطع فى كلامك .... يابنى انت بتسوء سمعة رجالة الشرطة كلهم .... الله يرحمك يا رجولة
عمر بدهشة : كنت عارف انا ابقى مين .... اسيل قالتلك ؟
ليتوقف عن الضحك
آدم بجدية : مدام أسيل
فيعود توتر عمر
آدم بضحك : ده انت فى الضياع
ذفر عمر بضيق ليردف
عمر بحنق : متغيرتش ابداً لسة زي ماانت .. بتلاقي متعتك فى التريقة على اللى حواليك .... الله يكون فى عون مراتك
آدم بإبتسامة : و لية اتغير ؟؟ دي متعة اصلاً .... وبعدين ملكش دعوة بمراتى .. دي محظوظة اصلا بواحد زيي .... المهم سيبك من كل ده انا جايلك النهاردة بخصوص معتز
لينظر له عمر بإهتمام منتظراًمنه اكمال حديثه فيبدأ فى سرد كل ما سبق واخبرته به كاميليا ويعم الصمت المكان قليلاً قبل ان يعاود عمر الحديث
عمر : انت عارف كلامك ده معناه ايه ؟
ليومأ آدم قائلاً
آدم : ايوة ... اظن انها شحنة عايزين يدخلوها البلد و عاملين شغل الشركة ستار ليهم
فيومأ عمر مؤكدا كلامه ويردف
عمر : ميعاد الوصول ؟؟؟؟
آدم : مش عارف لسة بس هعرف قريب
عمر : تمام بمجرد ما نعرف الميعاد هنقوم باللازم
واثناء حديثهم هذل يرن هاتف آدم ويخرجه من جيبه فيبتسم بسعادة فور رؤيته هوية المتصل ويجيب سريعاً
آدم : حبي ..... انا تمام .... بطلى قلقك ده ...... اه خرجت من الشركة ........ ثم اردف بحدة بسيطة ........ حاضر حاضر كفاية زن بقى .... لا مش قصدى اتعصب ... بس .... حاضر هعدي على المستشفى متزعليش بقى .... سلام يا قلبي
ليغلق الهاتف ويلتفت لصديقه فيجد ابتسامة بلهاء على وجهه
عمر بإستهزاء : الله يرحمك يا رجولة ... انت بتسوء سمعة رجالة مصر كلها ..... خايف من غضب مراتك اللى طولها ميعدين المتر و نص
آدم بجدية مصطنعة : اولاً .. متستخدمش كلامى ضدي ..... ثانياً بطل تريقة على مراتي ........ ثم بقى انت عارف ان كيد النسا ملهوش علاقة بحجمهم ..... يبقى اييييه .....الوقاية خير من العلاج
ليدخلا كلاهما فى نوبة من الضحك بعدها جلسا يسترجعان بعض من ذكريات طفولتهم ثم بعد ذلك غادر آدم مركز الشرطة متجها الى المشفى ليتخلص من الضمادات وليطمئن على جرحه والذى قد اخبره الطبيب انه التئم ويمكنه بعد ذلك ممارسة حياته بطبيعية
عاد الى قصره وبعد دلوفه للداخل سمع بعض الاصوات تضحك بسعادة فأتجه مباشرة نحو مصدر الصوت ليجد زوجته العزيزة جالسة بأحضان والدته يقابلهم ابيه ينظر اليهم بسعادة
لتنتبه زوجته لوصوله وتعتدل بجلستها
أسيل : وصلت اخيراً ..... الدكتور قالك ايه ... كله تمام ؟؟؟
آدم بإبتسامة : كله تمام و الجرح لم خلاص الحمد لله و من بكرة اقدر امارس حياتى زي الاول
لتذفر هى فى راحة و يستمع هو صوت والدته المملوء باللوم
ناهد بلوم : تضرب بالنار و تتحجز اسبوع فى المستشفى واحنا اخر من يعلم .... لولا اتصال اسيل امبارح مكناش هنعرف
↚
أسيل بسرعة و تبرير: اكيد مكنش يقصد تهميشكم هو بس مرضاش يقلقكم خصوصاً وانتو فى سفر و كده ..... بعدين الحمد لله هو كويس اهو و بقى تمام
حلمي بهدوء موجها حديثه لإبنه : هنعديها عشان خاطر اسيل بس .... بجد يا ادم يا زين ما اخترت هى نعم الزوجة و حاسسها بنتي فعلاً ..... ليلتفت لها قائلاً ....... ده لو تسمحيلي اعتبرك زي بنتي ؟
أسيل بحب : ده شيء يشرفنى طبعا يا بابا
ليبتسم آدم فور رؤيته مدى انسجام اهله مع زوجته والذي لم يألفه من قبل فبرغم تولى ابيه مسئولية تربية ملك سابقا واعتبارها ابنة له حتى قبل زواجه منها ، فهو لم يشعر بها تعتبرهم كوالديها او بمعاملتها لهم بحب كما تفعل أسيل الآن ..... ليقرر بداخله اسعادها وتعويضها عن كل ما رأته من الم وعذاب
غادر والداه بعد ليلة استرجع خلالها جواً أُسَرياً اشتاق له كثيراً بالآونة الاخيرة والآن نجدهم جالسين على الاريكة امام التلفاز يشاهدون بالتأكيد احد افلام الكرتون التى تعشقها أسيل ، عند انتهاء الفيلم نظر لها وجدها تتثاءب وتفرك عينيها بنعاس
أسيل : ننام بقى ؟ خلاص مش قادرة بجد ... هلكااانة
آدم بجدية : هنقوم حاضر .. بس عايز اتكلم معاكي فى موضوع كده
أسيل : انا اللى عايزة اتكلم معاك .... روحت لكاميليا و مقولتليش وصلتو لايه ؟
آدم : هحكيلك بعدين ... قوليلي بقى .... احنا عدي علينا اد ايه من ساعة ما اتجوزنا ؟
أسيل بتعجب : خمس شهور .. اشمعنى ؟
آدم بجدية : مش شايفة انها حاجة غريبة انك مش حامل لغاية دلوقتي ؟
أسيل بدهشة : حامل ؟
ليومأ هو ببساطة
أسيل : ازاى ابقى حامل وانا مش .....
آدم ببراءة : مش ايه ؟
أسيل بخجل : انت عارف اننا م .......
آدم : لا حقيقي مش فاهم ليه .. حبيبتي ؟؟؟؟
أسيل بخجل: آدم بطل تكسفني بقى انت عارف انا اقصد ايه
آدم بخبث : اه قصدك انك لسة انسة حتى بعد خمس شهور من جوازنا ..... يعنى هو دي السبب فى انك مش حامل لحد الان
ليتحول وجهها للون الاحمر من شدة الخجل وتومأ بإحراج
آدم بخبث : يبقى المفروض نغير الوضع ده ولا ايه ؟
لترفع رأسها وتنظر الى عيناه بحب و تجيب هى فى غنج
أسيل : وايه اللى مانعك ؟
لينظر اليها فى دهشة فهو لم يتوقع هذا الرد منها ولكن سرعان ما ذهبت تلك الدهشة لتحل محلها ابتسامة واسعة ولم تعي هى ما حدث بعد ذلك فلقد وجدت نفسها ترتفع عن الاريكة الجالسة عليها ويتحرك هو حاملاً اياها متجهاً بسرعة الى غرفتهم يغلق الباب خلفهم لتصبح هى بعد ذلك زوجة له قولاً و فعلاً
.....................
يتبع
↚
23. وفاء أم خيانة ؟؟
بإحدي الڤلل الراقية نجد من يمارسان الرذيلة دون إدراك هول ما يفعلون من معصية للخالق .. ليستلقيان بعد انتهاءهما
مروان بأستحقار : رائعة زي عادتك ... عمرى ما بزهق منك
الفتاة بغرور و وقاحة : محدش بيزهق مني يا باشا
لينظر لها بإستخفاف ويلتقط من طاولة بجانبه احدى سجائره يشعلها ويردف بعد فترة
مروان : فى حد مزاولنى و عايزك تتكفلي بيه ... الظاهر رجالتى بقو ملهومش لازمة
........... : أؤمر يا باشا وانا انفذ .... قولى بس مين اللى اتجرأ على ازعاجك ؟
مروان بغموض : معتز ..... اتجرأ على اسياده و نسى اصله
لتنظر له فى دهشة ..... هو يريد التخلص من معتز وان اعترضت هى فسيجد غيرها لإتمام ذلك
........... بفضول : معقول معتز؟ عمل ايه عشان يضايق حضرتك للدرجة دي ؟
مروان بحدة : مش شغلك ... انتى تنفذي وانتى حاطة جزمة فى بوقك
لتومأ هى مباشرة وتجيبه سريعاً
............. بخفوت وتفكير : اوامرك ياباشا
يمر الليل سريعاً ليأتى الصباح محملاً بحياة جديدة لأبطالنا فلقد اصبحا بالأمس زوجاً وزوجة بحق بعد مرور خمسة أشهر كاملة ذاقا فيها العذاب لكن لم يشاء الله لهم ان يفترقا رغم كل تلك الصعوبات
تفتح عينيها بهدوء فتجد نفسها بأحضان زوجها العزيز لترفع رأسها تتأمل ملامحه لفترة و على وجهها ابتسامة تعبر عن مدى عشقها له مرت لحظات و هى تنظر نحوه قبل ان يفتح عيناه ليبادلها نظرتها العاشقة تلك بأخرى جعلت نبضات قلبها تتزايد و تتسارع فرحةً بتواجدها بين احضانه و تحمر خجلاً عند تذكرها ماحدث ليلة امس فتدفن رأسها فى صدره بإحراج ... ويبتسم هو على تصرفها هذا
آدم بإبتسامة : حبيبي صباح الخير
أسيل بخفوت : صباح النور
آدم بجدية : حاسة بأيه ؟ انتي كويسة؟
لترفع رأسها و تنظر له بتساؤل عن مغزى سؤاله ذاك قبل ان تدرك سريعاً مقصده فيزداد احمرار وجها وتجيب
أسيل : ا ...اا انا تمام
ليقهقه هو على تصرفها وخجلها منه فتقوم بضربه بخفة على صدره و يتأوه مدعياً الالم
أسيل بحنق : بطل تريقة عليا
آدم بضحك : يبقى تبطلى انتى الكسوف الزيادة عن حده ده .... انا جوزك يعنى مفيش خجل بينا .... ها بقى قوليلي ... ايه رأيك فى ليلة امبارح .
قال جملته الاخيرة تلك وهو يغمز لها ويبتسم بخبث لتشتعل وجنتاها من الخجل وتردف فى غضب
أسيل بغضب : ادم بيه ..... بطل قلة ادب و وقاحة .... مش لايق عليك الدور ده
آدم بجدية مصطنعة : ولو مقلتش ادبي و اتواقحت معاكي اتواقح مع مين ؟
أسيل بتأفف : انا بتكلم معاك ليه اصلاً ... مفيش فايدة فيك عمرك ما هتتغير ... وسع وسع خليني اقوم استحمي و احضر الفطار
فيشد هو على عناقها محبطاً اى محاولة لها للفرار من بين يديه ثم بحركة مفاجئة يصبح فوقها
أسيل : انت بتعمل ايه ؟ ... سيبني لازم اقوم
آدم بخبث : لا يا أسيل ... اللى لازم تعمليه هو طاعة جوزك و تنفيذ كلامه
لتنظر له بحب وتحيط عنقه بيديها في رقة
أسيل بغنج : و جوزي بقى يؤمر بأيه ؟
فينحنى عليها محاولاً تقبيلها
آدم : متغيبيش عن حضنه لحظة واحدة بس
↚
ثم يغيبا معاً فى قبلة عميقة و .................
اما فى مكان آخر وتحديداً بإحدي الشقق الراقية وبالاخص منزل معتز نجده جالساً يحتسي بعضاً من النبيذ قبل ان يحادث شريكه فى تلك الجلسة
معتز بسخرية : يعنى خلاص ... قرر يخلص مني .... الحقير ... بعد كل اللى عملتهوله يؤمر بقتلى ..... انا .. اللى كنت دراعه اليمين فى كل شغله
............. : قرر يقطعها .... قرر يقطع الايد دي نهائي .... المهم هتعمل ايه ؟ .... انت عارف انى لو منفذتش امره غيري هينفذه
معتز بسخرية : وايه اللى هيخليكي متنفذيش ؟
لتنظر هى له للحظات فى صمت
معتز بجدية : حقيقي يا سالى ليه جيتي بلغتيني بالكلام ده ؟ لو كنت انا دراعه اليمين فى شغله فأنتى بير اسراره .... ليه الخيانة دلوقتى ؟
لتذفر هى نفسا عميقاً وتجيب
سالي بحيرة : معرفش .... بجد مش عارفة ... يمكن احتقاري من موقفه معاك و نكرانه لجمايلك او ... يمكن لانى حسيت ناحيتك بمشاعر اول مرة احسها .... يمكن حبيتك
قالت كلمتها الاخيرة وعلى وجهها ابتسامة لم يفهم معناها
معتز بتنهيدة : لو كان اخر احتمال هو الحقيقة يبقى نصيحة مني ليكي اتخلصي من مشاعرك و شيلي الافكار دي من دماغك ... انا لا بتاع حب و لا غيره
سالي بجدية : ماشي انسى اللى قولته دلوقتى ..... انسى كل حاجة و اهرب و احتمال انا كمان اجى معاك ..... رغم كل كلامك ده فاحنا سوا عاملين ثنائي ممتاز حتى من غير مشاعر
ليحرك هو رأسه يميناً و يساراً رافضاً للفكرة فتجيب هى بنفاذ صبر
سالي : ليه لا ... ده احسن حل دلوقتي ... مروان مش هيسيبك فى حالك هيفضل وراك لحد ما يخلص عليك فعلاً
معتز بحقد : مش ههرب زي الجبان ... مش هسيبه يلعب بحياتى كل الفترة اللى فاتت دي و فى الاخر يخلص منى زيي زي اى حد من رجالته اللى ملهمش قيمة ..... هخليه يدوق طعم الخسارة الاول و بعدين ابقى افكر انجد نفسي ازاى
سالي بخوف: ومين ده اللى هيسيبلك الوقت عشان تعمل كل ده ؟ معتز ... اصحى و فوق لنفسك .. ده منتظر منى تليفون ابلغه انى خلصت عليك ولو محصلش مفيش يومين وهيبعت غيري ... و بعدين انت بتفكر فى ايه ... لتكون بتفكر تبوظ اخر صفقة عملها
لينظر لها فى صمت وتكمل هى
سالي : انت اتجننت ؟ مستحيل يسيبك تعملها دي بملاييين
معتز : لو كان خايف من الخسارة يبقى ليه يلعب بديله معايا و يطعنى بضهرى ؟ ... خليه يتحمل بقى نتيجة افعاله .. الظاهر انه غاب عنه انى سبق و خنت صاحب عمرى و قتلته بدم بارد يبقى هبقى عليه هو و على مصلحته
لتنظر له فى قلق وخوف فهى تعلم تماماً خطورة ما هو مقدم عليه
نعود مرة اخرى الى عصافير الحب خاصتنا لنراها تخرج من الحمام تنظر نحو السرير فتجده مازال يغط فى نوم عميق لتقرر هى الذهاب لتحضير الافطار بنفسها بعد اعطاء الدادة جميلة اجازة عدة ايام لترتاح قليلاً فلقد كانت تعاونها الفترة الماضية فى خدمة آدم اثناء تعافيه من اصابته كما انه فى نفسها كان يوجد سبب آخر لهذه الاجازة و هو ان تختلي به قليلاً رغبةً منها فى اصلاح وبناء علاقتهم من جديد
نظرت نحوه مرة اخرى وظهرت ابتسامة صغيرة على وجهها قبل ان تخرج بهدوء من الغرفة
بعد عدة دقائق استيقظ بطلنا من نومه اخيراً على رائحة القهوة التى تتفنن فى صنعها لينظر بجانبه سريعاً فلا يراها ليدرك استيقاظها و تحضيرها الافطار
نهض من مكانه فوراً متجها الى الحمام استغرق دقائق قليلة بداخله ثم خرج اليها ليجدها قد انتهت من وضع الاطباق على الطاولة وتنظر له بسعادة
انتهيا من الافطار وتوجها سريعاً لمشاهدة كرتونها المفضل على التلفاز وهى فى احضانه ليرن هاتفه ويذهب هو سريعاً لإحضاره عاد وهو ينظر الى هوية المتصل فيجده عمر اجاب دون تفكير
آدم : ها ايه الجديد ؟
ليشد انتباهها تساؤله هذا فهو لم يرحب بالمتصل حتى و تستمر فى النظر له باهتمام متابعةً حديثه ويلاحظ هو انشغالها بحديثه فجلس بجانبها محيطاً اياها بذراع والاخرى يمسك بها هاتفه
عمر بغيظ : اهلا يا ادم .... انا تمام شكراً لسؤالك
آدم معتذراً : آسف يا سي عمر لكن انت عارف اهمية الموضوع ليا و اتصالك يعنى اخبار جديدة مش كده ؟
↚
عمر : ماشي يا سيدي سماح المرة دي .... حبيت ارزل بس .... و فعلاً فى اخبار جديدة بس مش ليك ... لمراتك
آدم بإهتمام :قصدك بخصوص باباها ؟
لتعدل هى وتبتعد عنه قليلاً تخبره بفتح مكبر الصوت لتستمع لحديثهم
عمر : بالظبط
آدم : استنى .. اسيل جنبي و عايزة تسمع اللى هتقوله ... هفتح الاسبيكر
اخبره آدم بإستماعها لما سيقوله حتى يراعي عدم تفوهه بما يحزنها او يسيء الى والدها وقد فهم عمر سبب تصرفه هذا واردف
عمر : بعد التحريات اكتشفنا انه فعلا مش انتحار دي جريمة قتل و اللى تم كالآتى ..... نور الدين متقتلش فى فيلته مكان مالقينا الجثة لكن تم الامر كله فى مكان تانى .... المكان ده كان اخر مكان راح له ليلة الحادثة ...و بعد كده تم نقله للفيلا بتاعته ... ولما قدرنا نوصل للمكان اللى تمت فيه الجريمة اكتشفنا انها فيلا صاحبها بيأجرها كل مدة و كانت فى الفترة دي من غير اى مستأجر عشان كده و لحسن الحظ لقينا فيها كاميرات حطها صاحب الفيلا كحماية فى عدم وجود اى حد فيها ..... و الظاهر ان القاتل مكنش عنده علم بده لانه كان بيتصرف بكل راحة و هدوء ..... والحمد لله لقينا الفيديو و بعد فحص بسيط اكتشفنا ان القاتل مسجل خطر و جارى البحث عنه ... يعنى المسألة مسألة وقت مش اكتر قبل القبض عليه
انهى عمر سرد ما لديه فنقل آدم نظره الى أسيل ليجدها تبكى بصمت حزناً على ما حدث بوالدها فلقد قُتل بدم بارد فى حين انها لم تستطع انقاذه
لاحظ عمر صمتهم هذا وهتف بإسم آدم ليغلق مكبر الصوت مرة اخرى ويجيبه
آدم : عمر هكلمك بعدين
عمر : تمام .. انا مقدر موقفها بس فى حاجات مقدرتش اقولها عشانها ...... احنا اتأكدنا من ان نور الدين كان متورط فعلاً مع مروان فى شغل زبالة و خلافهم ده كان بعد معرفة نور الدين ان مروان كان السبب فى موت ايمن الله يرحمه و تهديده بأنه هيبلغ البوليس و يعترف بكل حاجة و كان رد فعل مروان انه خلص عليه .... عارف ده معناه ايه .... معناه ان اللى ورا معتز و مسانده هو نفسه مروان العيسوي
استمع آدم لحديثه ولم يبدي على وجهه اى تأثر به حتى لا تلاحظه أسيل ثم انهى الحوار معه بعد ذلك
اغلق الهاتف واستدار لها ليجدها قد هدأت قليلاً تنظر له فى اهتمام قبل ان تردف
أسيل : مين هو ؟ و ليه يقتله .... ايه مصلحته من قتله ؟
اخذها آدم فى عناق وبدأ يربت على رأسها فى هدوء محاولاً تهدأتها وبث الاطمئنان فى نفسها
آدم بهدوء : هنعرف ... هنعرف كل ده لما يتقبض عليه .... المهم دلوقتى تهدي ... عارف ان الموضوع صعب بس انا متعودتش عليكي ضعيفة
لتصمت للحظات قبل ان تبادله العناق وتردف
أسيل بإمتنان : عمري ما هنسي انك كنت السبب فى انى اعرف حقيقة موت بابا لولاك كان زمانى لسة بلوم نفسي انه انتحر بسببي
آدم بحب : ده واجبي .... ومش هرحم اي حد يفكر مجرد تفكير فى اذيتك فما بالك احسساك بالذنب اتجاه موت والدك .... كفاية اللى سبق و عملته فيكي ..... وعد منى يا اسيل انى اعوضك عن كل وجع و كل دمعة نزلت منك بسببي هقضي عمرى كله اعوضك عن كل لحظة اذيتك فيها بغبائي
لتخرج هى من عناقه و تجلس امامه تحيط وجهه بيديها وتنظر لعينيه بحب
أسيل : خلينا ننسى اللى فات .. مش عايزة افتكر تاني اى حاجة حصلت .... مش عايزة اشوف في عيك اى ندم ... عايزة نظرات حب و عشق ... عايزة اسمع كلام يعبر عن الحب اللى جواك ليا ... خلينا نرتاح بقى و نعيش لنفسنا وبس كفاية وجع و عذاب
اومأ لها بسعادة وانحنى نحوها محاولاً ان ينهل قليلاً من شهد شفتيها قبل ان تبتعد عنه سريعاً وتردف فى اهتمام
أسيل : اه صح افتكرت .... مقولتليش حصل ايه مع كاميليا امبارح
آدم بغيظ : بجد .. بجد يا اسيل ... كاميليا ؟ و دلوقتى ؟ حسبي الله ونعم الوكيل .... الله يحرق الشغل على معتز على كاميليا ... حرااااام يا ناس
لتنتبه هي لتصرفها فهى لم تشعر بنفسها عند تذكرها لهذا الامر فقط هتفت فوراً بما جاء فى بالها دون مراعاة منها لوضعهم الحالي
ارتسمت ابتسامة صغيرة على محياها واصرت على الحصول على اجابة لسؤالها فأضطر هو الى سرد ما حدث لتنظر له فى صدمة
أسيل : يعنى نجح فعلاً انه يورط الشركة فى الشغل بتاعه .... هنعمل ايه دلوقتى ؟؟؟
آدم : مفيش قلق دلوقتى طالما شغالين مع عمر و بنبلغه كل حاجة اول بأول و بمجرد معرفتي بميعاد الشحنة عمر هيقوم باللازم
لتومأ هى فى ارتياح وتعود مرة اخري للاستلقاء بأحضانه
لكنه مشغول البال بأمر آخر فمجرد القبض على معتز لا يعنى الايقاع بمروان فهو ذو مكانة معروفة ليس من السهل ادانته
...........................
يتبع
↚
مر اسبوعان لم يحدث فيهم شئ يُذكر و اليوم يوم جديد لكنه يحمل الكثير من الاحداث يستيقظ بطلنا صباحاً ويفتح عيناه ببطء فيطالعه وجه حبيبته بجانبه تغط فى نوم عميق ليتأمل قليلاً ملامحها وترتسم ابتسامة صغيرة على ثغره عند تذكره لأيامهم خلال الاسبوعين الماضيين فلقد تناسيا كل ما حدث فى السابق وعاشا فترة ذاقا فيها النعيم .. امضو ايامهم فى حب وسعادة لا يعكرها سوى شروده فى الاحداث القادمة لكنها سرعان ما تقطع هذا الشرود سواء بقبلة او عناق او حتى نظرة حب من عينيها التى اصبحت عشقه الآخر .. ظل فى افكاره تلك قبل ان يشرد بفكره بعيداً الى اتصال جاءه منذ اسبوع والذي ما كان سوي من سكرتيرته تخبره بموعد وصول الشحنة والتى تبين انها بعد يومين من الآن .
ذفر بضيق فعلمهم بهذا لن يفعل شئ سوى الايقاع بمعتز ... نعم هو يريد الانتقام منه لكنه يريد ايضاً من خلفه ويساعده فهو اساس المشكلة .... مروان ..... ذلك الشيطان.
قطع تفكيره تململها فى الفراش والذي سبق استيقاظها لتنظر اليه بإبتسامة وحب وتردف
أسيل بنعاس : صباح الخير يا حبيبي
آدم بحب : صباح الفل والياسمين يا قلب حبيبك ... نمتى كويس ؟؟؟
أسيل : معرفتش انام بسهولة عشان مكنتش جنبي لكن روحت فى النوم اول ما حسيت بيك فى الاوضة
اقترب منها يقبل جبينها فى هدوء
آدم بتبرير : آسف يا حبي ما انتى عارفة ظروف الشغل و خصوصاً ان الحمل كله بقى عليا لوحدى
أسيل بتذمر : من حقي وجودك جانبي لمدة شهر كامل من غير ما اى حاجة تشغلك عني لكن هعديها المرة دي عشان الظروف
آدم : حقك اني اكون جانبك طول العمر مش شهر بس .... لكن هنعمل ايه بقى ؟
أسيل : ماانا قولتلك ارجع الشغل و اساعدك بس مش فاهمة ممانع ليه ؟
آدم بمرح : بالعكس انا معنديش اى مانع بالعكس ده هيساعدنى انى اشوف شغلى كويس من غير ما اتسربع عشان اروح لانك وحشتيني
أسيل بحنق : انا بتكلم جد .. مش بهزر ليه ممانع انى انزل الشغل من تاني ؟؟؟؟؟
آدم : مش ممانع ولا حاجة بس انا مستحيل اخليكي ترجعى الشركة و الكائن اللى اسمه معتز ده متقبضش عليه .. وبعدين هانت خلاص و نخلص منه نهائياً
أسيل بتعجب : تقصد ايه بهانت دي .... انت ناوي على ايه ؟؟
آدم وقد انتبه على ما قاله : مقصدش حاجة .... يلا خلينا نقوم نفطر احسن انا
ميت من الجوع
لتنظر له أسيل بعدم تصديق وقد فهمت نيته لتغيير الموضوع
أسيل : ماشي هعمل نفسي مخدتش بالى انك بتغير الموضوع لغاية ما اشوف هنوصل لأيه
لتنهض هى سريعاً لتحضير الافطار وتتركه وحيداً متنهداً بإرتياح لعدم اصرارها لتحصل على توضيح لكلامه
فى مكان آخر نجده يتحدث بالهاتف معطياً تعليماته لشخص ما
معتز : زي ما قولتلك مكان التسليم اتغير عشان كده هكون مستنيك فى المكان الجديد ...... مفيش داعى لده دي تعليمات الباشا نفسه .... تمام يلا سلام
سالي : لسة مصمم على انتقامك ده ....... صدقنى مش هيسيبك فى حالك انت كده بتزود العداوة بينك و بينه
معتز : انا اللى مش هسيبه فى حاله ..... خليه يتحمل نتيجة خيانته ليا
سالي بخوف : اتمنى ميعرفش بخطتك و يتخلص منك قبل ما تنفذها
ليبتسم هو ابتسامة ثقة ويشرد فى خطته وكيفية تنفيذها
مضي يومان واتى يوم التنفيذ لنراه فى سيارته بمكان منعزل فى انتظار وصول تلك الشحنة وعلى بعد كيلومترات منه يتواجد كلاً من عمر و سيف و آدم معهم قوة من الشرطة منتشرة بالمكان حولهم فى انتظار لحظة وصولهم للاشتباك والقبض عليهم متلبسين ......
تمر الدقائق ثم الساعات تليها ساعات اخرى ليبدو على معتز التوتر فلقد تأخروا عن الموعد المتفق عليه ليهبط من سيارته يتلفت يميناً ويساراً قبل ان يلمح بالصدفة شعاع ليزر رفيع جداً يمشى بسرعة على انحاء جسده ثم سرعان ما استوعب حقيقته لكن قد فات الاوان على اتخاذه اى رد فعل فلقد استقرت رصاصة برأسه ليسقط بعد ذلك جثة هامدة
↚
صوت الطلقة قد شدت انتباه كل من عمر و سيف و آدم وسرعان ما تحدث عمر مع القوات ليستعلم منهم عما حدث
آدم : ايه الصوت ده هو حصل اشتباك ولا ايه ؟
سيف : هما وصلو ؟د
عمر بتوتر : لا محدش وصل لكن باين فى خيانة من وسطهم .... معتز اتصاب برصاصة
آدم بفزع : ايه ؟؟ مات ؟؟؟
ليومأ عمر
عمر : واحد من رجالتنا شافه لقاه خلاص
سيف بغضب : ولاد ال........ دلوقتى لا شحنة ولا معلومات ولا حتى فيه قضية من اساسه
بعد فترة اتت عربة إسعاف لنقله الى المشفى فى حين عادوا كلهم خائبين محبطين فهم لم ينالوا مرادهم
فى قصر آدم نجدها جالسة متربعة تحمل بيدها طبقاً ممتلئاً باللب وآخر ممتلئاً ايضا بقشره تشاهد التلفاز ولقد غيرت اهتمامها من الكرتون الى احد افلام الإنمي
يقطع اندماجها هذا صوت الباب يفتح ثم يغلق وخطوات يتزايد صوتها بالتدريج لتراه يقف امامها منهك القوى وسرعان ما اتخذ مقعدا بجانبها
أسيل بإستغراب : مالك .... شكلك تعبان حصل حاجة ولا ايه ؟
آدم بعد تنهيدة : لا لا مفيش ... متحطيش فى بالك .. شوية مشاكل فى الشغل هتاخد وقتها و تتحل
أسيل بتصميم : لا مش هتدخل عليا الكدبة دي ...... ادم يا حلمى ... قولى فى ايه .. يلا
آدم بعصبية وغضب : قولت مفيش حاجة ... شوية مشاكل فى الشغل ... بطلى زن بقى انا مش ناقص دلع
تتفاجأ بعصبيته تلك فهي لم تراه يحدثها بتلك الطريقة منذ اصابته ، لتتأكد بوجود شيء ما يخفيه لكنها تجاهلته وغادرت مكانها بعصبية متجهة الى غرفتهم ليذفر هو فى ضيق فلقد اخل لتوه وعداً قد قطعه على نفسه وهو ان لا يغضبها او يُعصب عليها قام سريعاً متجهاً الى غرفتهم ليدخل اليها فيجدها قابعة على السرير يقابله ظهرها جسدها يهتز بخفة مما يدل على بكاءها يذهب اليها سريعاً ويحتضنها من الخلف
آدم بإحباط : النهاردة كان ميعاد وصول الشحنة و كنت مع عمر و سيف مستنيين وصولهم ... لكن محدش جه غير معتز و اتنين من رجالته و فجأة لقيناه اتضرب بالرصاص و مات فى ساعتها
لتنتفض هى من مكانه لتقف امامه تنظر اليه بدهشة
أسيل : انت بتهزر ؟
آدم : لا مش بهزر يا اسيل ده اللى حصل للاسف فمفيش شحنة و بالتالى مفيش قضية .
لتتجاهل هى حديثه هذا وتردف
أسيل بحدة وصراخ : روحت هناك و مهانش عليك تنطق و تقولى قبلها ...... هتعمل ايه لو كان حصلك حاجة ؟؟ انا هعمل ايه ؟؟ هااا مفكرتش انا هتصرف ازاى من غيرك؟ ...... مشوفتش عملو ايه فيك قبل كده ..... مش كفاية ... انت ليه اناني ... ليه مبتفكرش غير فى نفسك .... ليه بتخاطر بنفسك وانت عارف اد ايه حياتى بقت متعلقة بيك
ليقاطعها هو بعناق قوي افضى فيه أسفه لفعلته تلك محاولاً تهدأتها فها هو الآن قد اخل بوعد آخر وهو عدم جعلها تذرف الدموع لتشهق هى باكية وتحيطه بيديها ويزداد عناقها له قوة كلما تخيلت فكرة ان تحيا بدونه ولو للحظة
بقيا على هذا الوضع فترة بعدها هدأ بكائها لكنها مازالت بين احضانه يربت بهدوء على شعرها
أسيل : ودلوقتى ايه الوضع بعد موته ؟؟؟ ازاى نثبت تورطه فى موت ايمن و ملك ؟؟؟؟
آدم بتنهيدة : دلوقتى مفيش اى دليل ضده للاسف و بموته مبقاش فى امل اننا نثبت اى حاجة عليه
لترفع رأسها اليه وتحيط وجهه بيديها
أسيل : مش مشكلة ..... متزعلش .. دلوقتى عقابه عند ربنا هيبقى اكبر من اى عقاب كان ممكن ياخده فى الدنيا .... كفاية اننا خلصنا منه ومن شره و نقدر نعيش حياتنا براحتنا ... صحيح عمر مقالكش اى جديد بخصوص قضية بابا ؟
ليصمت هو للحظات قبل ان يجيبها نافياً وجود اي معلومات تخص تلك القضية
ويشرد هو بعد ذلك فى كيفية الايقاع بمروان فموت معتز ارجعهم لنقطة الصفر مرة اخرى
↚
تبكي بحرقة عليه لا تدري كيف علم مروان بخطته ليسبقه بخطوة ويتخلص منه نهائياً
مات معتز .. مات من دق له قلبها للمرة الاولى والوحيدة .... مات و لم تبث له حبها كما ارادت ...مات و قد اقسمت ان لا تترك حقه يضيع هباءاً ....... فليذهب الجميع الى الجحيم
مر اليوم على الجميع منهم من فارق الحياة ومنهم من بكى حزناً على فراق حبيب ومنهم ايضا من اصيب بالاحباط واليأس وبعضاً قد ظن انه انتصر على الجميع لينام هانئاً لا يعلم ما ينتظره بالغد
صباح جديد يطل على الجميع بمختلف احوالهم ليستيقظ آدم على صوت تأوهات زوجته ينظر بجانبه ليجد مكانها خالياً ويسمع صوت تلك التأوهات صادر من خلف باب الحمام لينهض سريعا ً وبخطوات واسعة ليقف امام الباب يطرقه بشدة يهتف بإسمها
آدم بصوت عال : أسيل مالك يا حبيبتي ؟ فيكي ايه ؟قوليلي حاسة بأيه؟
ليكون جوابه الصمت فيزداد طرقه على الباب
آدم بصراخ : افتحى الزفت الباب ده يااما هكسره
ينتظر لحظات توقف فيها سماعه لتأوهاتها قبل ان تفتح الباب ببطيء ليرى ملامحها الباهتة وجسدها المرتجف تخرج من الحمام بخطوات مترنحة ...ليقف هو مسمراً مكانه لفترة لم يأخذ بيديها حتى لمساعدتها للوصول للسرير ..فقط يراقبها بخوف ... لم يرها بتلك الحالة منذ فترة ... منذ ... منذ جعلها تتعاطى تلك الحبوب اللعينة.. لتعود اليه تلك الذكريات سريعاً فيحرك رأسه بقوة يمينا ويسارا رافضاً عودة تلك الذكري مرة اخرى ... ليستيقظ من افكاره تلك على صوتها تهتف بأسمه فى تعب
أسيل بتعب : آدم مالك واقف كده ليه ؟؟؟ انا كويسة متقلقش
آدم بقلق : حاسة بأيه .... نفس التعب اللى كان قبل كده ؟؟؟
تنظر له بتساؤل قبل ان تدرك معنى كلامه لتحاول الوقوف والذهاب اتجاهه لكنها فجأة ينتابها دوار فور نهوضها من مكانها ليلتقطها هو بين يديه سريعا هاتفا بإسمها فى قلق فتعاود الجلوس على السرير مرة اخرى ويركع هو على ركبتيه امامها فتحدثه فى هدوء
أسيل بهدوء : اهدى الاول .. انا كويسة و الله هو بس ........
ليقاطعها هو
آدم بقلق : ايه ؟ فيكي ايه ؟
أسيل : شاكة فى حاجة كده .... يعنى انت عارف انه عدى على جوازنا فترة و ..... و .... وهى مجتش الشهر ده و فات ميعادها
لينظر لها بتعجب ويردف
آدم : مين اللى مجتش ؟
تنظر له بخجل
أسيل : يوووه بقى شغل دماغك معايا شوية
ويتلون وجهها بحمرة الخجل ليظل فجأة هكذا قبل ان يجيبها سريعاً
آدم بإندفاع : قصدك آآ ... لتنظر له بدهشة وتضربه بكتفه بخفة لعدم نطقها
آدم : لحظة لحظة.... قصدك انك .... حاااااامل
قال كلمته الاخيرة بصراخ ودهشة لتضع يدها على فمه تمنع صراخه هذا وتومأ له
أسيل بخجل : بس بس هتفضحنا ... وبعدين ده احتمال .. لسة مش متأكدة ... يعنى بيتهيألى انها نفس الاعراض فعشان كده كنت بفكر اروح اعمل تحاليل و ............
قاطعها فورا مجيباً
آدم : يلا يلا مفيش وقت قومي اجهزى
أسيل : لكن شغلك ... انت قولت ان النهاردة عندك اجتماع و ......
آدم : ملكيش دعوة انتى بس قومي البسي يلا
↚
يقطع حديثهم هذا اتصال ظنه هو من العمل فتجاهله ولكن عاود الرنين مرة اخرى ليلتقط هاتفه فيجده عمر
آدم بتعجب : ده عمر
أسيل : رد بسرعة يمكن بخصوص بابا
آدم : عمر ازيك ؟ ....... قول اللى عندك يا سيدي .....نعم ... ازاى ؟ تقصد انه اتقبض عليه ...... لا لا ولا اعرف حاجة عن الموضوع ده ..... تفتكر مين عملها ........ اه اه ... هعدي عليكي .... هروح مشوار كده و انا راجع بقى هجيلك ..... مبروك عليك انت كمان اراهنك انك هتترقى على حسي اهو ..... يلا سلام
أسيل : قالك ايه قبضو على القاتل ؟
آدم بفرح : لا خبر احلى من ده ...... باين الاخ اللى جوه ده وشه حلو علينا كلنا.
مشيراً الى بطنها
أسيل بتعجب : قصدك ايه مش فاهمة ثم اننا لسة متأكدناش اذا كنت حامل ولا لا
آدم : هنروح حالاً عشان نتأكد
أسيل: لحظة .. انا مش هتحرك من هنا الا لما اعرف ايه اللى عرفته و خلاك مبسوط كده
آدم : ماشي يا ستى اسمعى ... بس استعدي كويس للى هقوله ..... احنا اكتشفنا مؤخراً ان معتز كان شغال مع رجل اعمال كبير اسمه مروان العيسوي معروف عنه شغله اللى مش تمام و عرفنا كمان انه هو الشخص اللى اتورط معاه والدك فى شغله المشبوه .... و هو كمان اللى امر بقتله لما والدك عرف ان مروان هو السبب فى موت ايمن الله يرحمه
أسيل بدهشة : تقصد انه هو اللى بعت الراجل ده عشان يقتل بابا
ليومأ آدم موافقاً ويردف
آدم : بعد موت معتز فقدنا اي امل فى اننا نلاقى اى حاجة تدين مروان و افتكرنا اننا خسرنا الفضية خلاص و بالتالى حق والدك لكن فى مكالمة عمر دلوقتى بلغنى فيها انهم استلمو ورق و مستندات بتثبت كل اعمال مروان و اللى هتكون كافية عشان توصله لحبل المشنقة
أسيل بدهشة : ومين اللى بعت الورق ده ؟
آدم : معرفش بس اكيد حد عايز ينتقم منه ... بعملته دي وداه ورا الشمس .... ها بقى ممكن دلوقتى نروح نتأكد اذا كان ابنى حبيبي موجود و فرحتنا هتكمل ولا لا ....... يلا عشان لسة هعدى على عمر اعرف منه التفاصيل
أسيل بإبتسامة : حاضر دقايق واجهز
فى احدى مراكز الشرطة نجد مروان جالس بغرور امام عمر يطالبه بسبب للقبض عليه بتلك الطريقة ليدفع اليه بأوراق تثبت تورطه بأعمال عدة منها غسيل اموال وتجارة اعضاء وممنوعات وغيرها من التهم لينفي فورا صحة ما يتواجد بتلك الاوراق فيواجهه عمر ببعض التسجيلات والتى كانت تتضمن ايضا فيديوهات لمقابلات عديدة اجراها للاتفاق على بعض الصفقات المشبوهة لينظر اليها بدهشة ويهتف بعدها بغضب و غيظ
مروان بصراخ : سالي الحقيرة
لتتسع ابتسامتها عند سماعها خبر الحكم عليه بالمؤبد مع الاشغال الشاقة فهى قد انتقمت له شر انتقام وصدر الحكم بعد مرور شهرين من القبض عليه لتنهض من مقعدها يإحدى مقاهى مطار القاهرة الدولى تجر خلفها حقيبتها متجهة الى طائرتها المغادرة بعد دقائق قليلة الى باريس لتبدأ بها حياة جديدة لا يعكرها ماضيها الاسود
نعم مر شهران على ابطالنا ينعمان بالراحة والهدوء فكلٍ اخذ جزاءه لينتصر الحق اخيراً .... الان هى فى شهرها الثانى و مازالت تعانى من اعراض الحمل المرهقة .... يعتنى بها زوجها الحبيب وتساعده فى ذلك والدته والدادة جميلة
بعد مرور اشهر قليلة يعود من عمله ذات يوم ما ليراها جالسة ارضاً امام باب المطبخ تحدق في نقطة ما و يري الدادة جميلة تقف بجانبها تحدثها فى هدوء ولكن يبدو على أسيل انها لا تستمع لها من الاساس فيتقدم نحوهم متسائلاً
آدم : ايه اللى بيحصل هنا؟
جميلة : الحمد لله انك جيت عشان تشوف مراتك فيها ايه .... انا خلاص تعبت و غلبت عشان اعرف مالها و قاعدة كده ليه ...الا انها تنطق .. ابداً ..... شكلها مش سمعاني اصلاً
ليهبط هو ويجلس بجوارها
↚
آدم بهدوء : أسيل بصيلي..... مالك حصل ايه ؟ قاعدة هنا كده ليه؟
لتتجه بنظرها نحوه وتجيب
أسيل ببراءة :وزني زاد
آدم بتعجب : طب ما ده الطبيعي انتي فى الشهر الخامس .. طبيعي ان وزنك يزيد ايه المشكلة مش فاهم ؟
أسيل : مش دي المشكلة
رفع حاجبيه بدهشة ليردف متسائلاً
آدم : امال؟
أسيل : المشكلة انى عايزة اكل ايس كريم
آدم : و ايه الجديد فى كده ؟ ما انتى من ساعة جوازنا وانتى مدمنة ايس كريم لعاية ما كرهتيني فيه
أسيل بنبرة باكية : لكن انا وزنى زاد اصلاً و لو اكلت ايس كريم اكتر وزنى هيزيد فوق اللى زدته .... اعمل ايه ... قبل كده كنت بعمل رجيم و دلوقتى مش هينفع عشان الحمل ... اعمل ايه بقى ؟؟؟؟؟؟
لتدخل بعد ذلك فى نوبة بكاء فى حين تملك كلا من آدم والدادة نوبة ضحك جعلت أسيل تزداد بكاءا فوق بكاءها ظنا منها انهم يسخرون منها ومن شكلها
تدراك آدم نفسه سريعاً وحاوطها بيده واتجه بها الى الثلاجة واخذ علبة عائلية من المثلجات ثم اتجه بها بعد ذلك الى غرفتهم .. اجلسها على السرير وجلس مقابلها
آدم : خلاص يا ستى ولا تزعلى خلينا وزننا يزيد سوا ....... هساعدك اهو واكل معاكي
اسيل بحنق : بس انا مش بحب الرجالة التخان
آدم بغضب مصطنع : يعنى لو وزني زاد و بقيت بكرش هتسيبينى و تشوفيلك غيري .... يعنى ده جزاتى انى مستحملك وانتى شبة الكورة الكفر
أسيل بغضب : شوفت شوفت اهو اهو بتقول انى شكلى بقى وحش و شبه الكورة ..... لكن لااا متنساش ان كل ده بسببك ... ابنك هو اللى عامل فيا كده
آدم بخبث : وهو ابني لوحدى و لا كنت جبته مع نفسي كده ....... ثم انى مغصبتكيش على حاجة و كله كان برضاكي
أسيل ببكاء : عشان انت قولت انك بتحبني و نفسك فى اطفال مني
اقترب منها سريعا ليأخذها بأحضانه
آدم بحب : وانا مكدبتش لما قولت كده .. انا فعلاً بحبك .... لا بعشقك ...... ده غير انى لسة على موقفى و عايز منك عيااال كتير مش واحد بس .... انتى حبيبتي و امى و اختى و كل حاجة ليا فى الدنيا ... عوضتيني عن كل شيء مريت بيه .. معرفتش قيمتك فى الاول و كابرت و عاندت كتير مكنتش اعرف ان كله ده ما هو الا عناد حب
تمت بحمدلله