رواية عشق رحيم حور ورحيم كاملة جميع الفصول بقلم ايمي نور

رواية عشق رحيم حور ورحيم كاملة جميع الفصول بقلم ايمي نور

رواية عشق رحيم حور ورحيم كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ايمي نور رواية عشق رحيم حور ورحيم كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية عشق رحيم حور ورحيم كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية عشق رحيم حور ورحيم كاملة جميع الفصول

رواية عشق رحيم حور ورحيم كاملة جميع الفصول بقلم ايمي نور

رواية عشق رحيم حور ورحيم كاملة جميع الفصول

في احدي محافظات مصر تحديدآ احدي قراها التي تتميز بطيبة اهلها وجمال طبيعتها داخل قصر الشرقاوي الذي يخص اكبر عائلات المحافظه .
دخل حمزة لاحد الغرف بعد ان طرق الباب دون ان يجد استجابة ممن داخلها وجد اخيه الأكبر يجلس فوق كرسي مكتبه يديره ظهره باتجاه الباب وهو يظلم جميع اضواء الغرفة الا من ضوء بسيط من احدي المصابيح فوق مكتبه
ارتسمت مشاعر الاسف فوق وجه حمزة وهو يجد اخيه في ذلك المنظر ولكن ماذا في استطعته ان يفعل بعد الذي حدث! امام جميع افراد العائلة يجد انه له الحق فيما هو فيه ولكن ما باليد حيله فما حدث قد حدث وليس بيدهم شيئآ لتغييره
تنحنح حمزة و هو يغلق الباب فأنتبه له رحيم والتفت بالكرسي باتجاه الباب رحيم وهو يمرر يده فوق وجهه
=ادخل يا حمزة تعال .ليقول له رحيم
حمزة بنبرة حاول ان يدخل بها بعض المرح قال
ايه يا كبير قاعد هنا ليه وسايب الدنيا برا ولعة =
رحيم بضحكه ساخرة ولقد ارتسمت علي ملامحه القسوة وقال
لسه هتولع كمان و كمان .
حمزة بتوجس الخوف
تقصد ايه يا رحيم ؟؟؟؟؟ =
نهض رحيم من وراء مكتبه و هو ينظر الي اخيه نظرة تخفي وراءها الكثير وقال
= ايه ؟ هعمل اللي هي طلبته انا عودتها ع كده هي تطلب وانا انفذ لها اللي تطلبه ايآ كان اللي عايزاه .
اقترب حمزة من اخية وهو يهتف باستنكار انت بتقول ايه يا رحيم يعني ايه ؟ انت عارف انها متقصدش انت اكتر حد عارف سارة .
ضحك رحيم بصوت يرعب من يسمعه و هو يلتفت لأخيه بعيون حمراء يشع منها الغضب الذي لو ترك له العنان لحرق الاخضر واليابس فليس هناك من هو مثل رحيم الشرقاوي في غضبه وقال
= ما هو علشان انا اكتر حد عارفها عارف انها تقصد خصوصآ انها بقالها فترة بتطلب الطلب ده مني و انا كنت فاكر انها بتستفزني كعادتها بس لا مقدرتش عليا لوحدي جمعت العيلة كلها علشان تحرجني قدام كل العيلة بطلبها ده و تعرف الكل بالاسرار اللي بنا .
– حمزة و هو يحاول تهدئته قال له
= بس يا رحيم انت اكتر حد عارف طبعها وعارف انها بتطلب الحاجة وتاني يوم تمل منها وانت اللي عودتها ع كده حاول تعدي الامور و هي اكيد هتنسي الفكره المجنونه بتاعتها بكره الصبح وهتشوف .
تحرك رحيم لمكتبه مره اخري و استند عليه بكفيه و يخفض راسه و هو يقول
= لا يا حمزه بعد اللي عملته النهارده مالهاش عندي غير اللي طلبته بنفسها يعني محدش له لوم عليا في اللي هعمله
حمزه و هو يعلم اذا اخذ اخيه قرار لن يستطيع احد يثنيه عن هذا القرار و بصراحة هو يري انه معه الحق فيما سوف يفعله .
حمزه يقول باستسلام
يعني خلاص هو ده قرارك =
رحيم بقسوة
=ما قولتلك هي طلبت وانا هنفذ اللي طلبته و بكرة هكون متجوز
**********
دخل حمزة الى جناحه الذى يقطن فيه هو زوجته وطفلهم البالغ من العمر سنة ونصف وهو يشعر بارهاق اليوم كله يجتمع ف جسده وياله من يوم فمازال ماحدث من زوجة اخيه امام العائلة كلها يشعره بالغضب والاستنكار فما باله باحساس اخيه نفسه هتف حمزة بحرقة كان الله ف عونك يا اخى حقا كان الله ف عونك وجد زوجته تضع ابنهم فوق فراشه بعد ان نام سار اليه وانحنى بجسده فوق فراش صغيره يقبله بحنان فما حدث اليوم لم يترك له الفرصة لرؤيته قبل نومه وقفت ندي تنظر الى زوجها تحاول ان تفهم من ملامحه ماحدث بينه وبين اخيه فلم تستطيع فهى لاترى غير نظرة حنان يوجهها الى صغيرهم فلم تقاوم فضولها فتسارع بسؤاله بلفهة ياكلها الفضول
=هااا يا حمزة عملت ايه عرفت
رحيم هو ناوى علي اية ؟؟؟
تحرك حمزة بارهاق باتجاه السرير وجلس عليه يرفع انظاره اليها ناوى على اللى هى طلبته وهينفذه ليها صرخت ندي بذهول
بتقول ايه يعنى ايه ينفذ اللى طلبته هو ما صدق ولا ايه =
نهض حمزة بعنف عن السرير وهو يتوجه اليها ويمسك بذراعيها بخشونة ”
= وطى صوتك الولد يصحى وبعدين مستغربة ليه ما انتي دايما بتقولي الاشعار ف حب رحيم لسار وانه مش باخر لها طلب اشمعنا المرة دى
ارتبكت ندي وهى تتلعثم ف الكلام
اص… ااا…. يعن….. ماهو مش كل طلب تطلبه الست من جوزها يعمله ليها حمزة بغضب =
=ومش كل ست بتطلب من جوزها انه يتجوز عليها وادام اهله كلهم
تلعثمت ندي بالكلام وهى تحاول الدفاع عن صديقتها
= ما انت عارف هى عوزاه يخلف وخصوصا انهم متجوزين معانا من 3 سنين ولسه ربنا مكتبش ليهم بالاولاد ضحك حمزة بغضب وهو يترك ذراعيها ويتحرك بعيدا عنها وهو يقول
ندي لامتى هتكونى زاى البغبغان بيردد كلام سارة من غير مايفهم =
ندي بغضب
= تقصد ايه انى ما بفهمش وانى…..
قاطع حمزة كلامها ببرود يخفى تحته الكثير من الغضب
لا يا حبيبتى مقصدش بس انتى فاهمة انك بترددى كلام سارة وانتى عارفة ومتاكدة انه مش صح واظن العيلة كلها عرفت ده النهاردة
سكتت ندي بارتباك وهى تنظر لحمزة بحزن فهذه طبيعتها دايما ترى الجانب الطيب من الناس مهما كانت طبيعتهم ” =بس يا حمزة سارة صعبانة عليا اوووى هى حاولت تفكر ف سعادة رحيم
تحرك حمزة اليها وهو ينظر اليها بحب فهو اعلم الناس بقلبها وصفاء نيتها اخذها بين ذراعيه يحاول ان يظهر لها الامور
=ندي انتى بتتكلمى عن سارة كأن موضوع الاطفال ده غصب عنها مع انك عارفة انه بمزاجها قررت انها متخلفش من اخويا فاهمة يعنى ايه ده بالنسبة لاى راجل لما يعرف ان مراته بتفضل انه يتجوز غيرها يخلف منها على انها تشيل من صلبه طفل فاهم ده بيقتل ايه ف اى راجل رحيم صبر عليها 3 سنين وافق انهم ياجلوا الموضوع وقال مع الوقت هتحن لامومة والاطفال بس لااااااااااااا الست سارة قررت ونفذت وعلي رحيم السمع والطاعة
ندي بحزن وهى تفكر ف كلام حمزة
=فعلا صعبة اوووى ازاى انا مفكرتش بالامور من ناحية رحيم يمكن علشان رخيم دايما شديد ومفيش اى حاجة بتقدر تهز شخصيته فمتخيلتش انه ممكن ينجرح زينا لم يشعر حمزة بذراعيه وهى تشتد حول ندي من مشاعر الغضب التى تستعير بداخله وهو يتذكر ماحدث اليوم
يتذكر سارة وهى تقف امام العائلة كلها تعلن بكل برود وثقة عدم نيتها الانجاب من رحيم وانها بتسمح له ان يتزوج غيرها وقتها لولا انه استطاع امساك اخيه بعد كلامها لكان رحيم قد قتلها من شدة غضبه وقتها
قال حمزة
=اسمعينى يا ندي اللى قرره رحيم هو القرار الصح اللى عملته سارة النهاردة كسر شيء ف رحيم مش ممكن الايام تصلحه يمكن رحيم بيحبها بجنون بس زاى ما رحيم بيحب بجنون بيكره برضه بجنون وده الللى سارة ما تعرفوش عن رحيم وهى بدات تشوف الوش التانى لرحيم اللى ماتمناش لالد اعدائى انه يشوفه
بعد مرور اسبوع
سارة في جناحها تزرع الارض ذهابآ و ايابآ فمنذ اسبوع وهى علي هذا الحال تنتظره بلهفة ف جناحهم كل ليلة على امل مجيئه اليها فهذه هى المرة الاولى التى يبتعد عنها كل هذة المدة هى تعلم انه غاضب ولكنه لم يكن يحتمل الابتعاد عنها حتى ف اوج غضبه منها كان دائما ياتى الى جناحهم ولا يبيت ليلته بعيدا عنها ابدا وهى كانت تستطيع اخماد غضبه منها بقبلة منها فوق شفتيه حتى يذوب غضبه بين ذراعيها او لمسة تمررها فوق وجهه تجعله يبتسم لها وينسى ماكان يغضبه اذا ماذا حدث نعم هى تعلم اتها تخطت كل الحدود بفعلتها ولكن ماذا كانت تفعل وهو منذ ان اتى ابن اخيه وهو يتحدث اليها ف موضوع الانجاب كل يوم تقريبا وعندما حاولت ان تفهمه انها لن تستطيع فعلها هى لاتحب الاطفال ولاترى نفسها ام لاحدهم يوما فلماذا تخرب جمال جسدها من اجل شىء هى لا تحبه لماذا لم يفهم احساسها لماذا لم يلبى لها هذا الطلب كما يفعل دائما فهو دائما يلبى كل طلب لها اى كان جنونه
فهي لم تجد امامها غير ما فعلته امام العائلة ووضعه امام الامر الواقع ووضع كبريائه علي المحك حتى ينفذ ماطلبته منه مرارا فهى لا تمانع زواجه باخرى تكون ام لابنائه فهى لا تخشى المنافسة لانها تعلم من تكون سارة بالنسبة الى رحيم فلا تخشى انثى اخرى مهما كانت اذا لماذا لم يفهم انها تفعا هذا لاجله هو لماذا….
صرخت بعنف وهى ترمى احدى المزهريات الى الارض لتتحطم الى قطع اخذت تنظر الى الحطام وهى لاترى شيىء حتى سمعت دقات ع باب الجناح لتجيب الطارق بدخول فتدخل فتاة من خادمات القصر و هى تنظر الى اشلاء المزهرية بخوف فتقول بارتباك
سارة هانم سيد رحيم عاوزك فى غرفه المضيفة الكبيرة ”
لتهتف سارة بسعادة وهى لم تعى من كلام الفتاة غير ان رحيم قد حضر ويريد رؤيتها”
بتقولى ايه رحيم موجود تحت”
الفتاة وهى تخفض راسها بادب
ايوه يا هانم عاوزكقاطعتها سارة بلهفة
– خلاص خلاص بطلى كلام وانزلى انا جايه وراكى
ذهبت الفتاة وهى تستغرب من الفرحة التى تظهرها سيدة القصر لمجرد هذا الطلب البسيط من السيد رحيم لها ضحكت الفتاة وهى تحرك فمها من الشمال الى اليمين بسخرية وهى تقول
مسكينة متعرفش اللى مستنيها تحت بس احسن تستاهل
********
دخلت سارة الى القاعة وهى تتوقع رحيم بمفرده لكنها فوجئت بجميع افراد العائلة مجتمعين مرة اخرى ولكن هذه المرة بطلب من رحيم الذى جلس يتوسط المجلس بكل هدوء احست سارة ان ذلك الهدوء الذى يسبق العاصفة اتجهت الانظار الي سارة فور دخولها الي الغرفه التى قامت بترحيب الجميع بصوت يكاد لا يخرج من فمها وهي تنظر اليهم بتوجس وحذر جلست تنظر الى رحيم نظرة استعطاف واستفهام قابلها منها ببرود و
سقيع نظراته تصل اليها لتجمد جميع اطرافها …
تكلم رحيم بصوت بارد و هادىء وهو ينظر الى الجميع
= طبعا كلكم كنتم موجودين ومراتى بتطلب انى اتجوز تانى وانا النهاردة جمعتكم علشان تعرفوا انى هكتب الكتاب علي مراتى الجديدة يوم الخميس الجاى و طبعا كلكم معزومين …
ساد الهرج والمرج وتعالت الاصوات بعد كلام رحيم الا سارة اخذت تنظر الى رحيم بصدمة و ذهول نعم هى كانت تريده ان يتزوج ولكن لم تكن تتخيل انه سوف يفعلها بتلك السرعة ثم من تكون تلك التى اختارها لم تدرى سارة انها نطقت بالسؤال الذى كان يجول بخاطرها بصوت مسموع
حتى سمعت صوت رحيم يرد عليها بكل تشفى ونظراته اليها تقتل
= حور بنت امين ناظر الاراضى عرفاها يا ساره؟؟….
احست كأن صاعقة قد ضربتها فجلست بذهول فوق مقعدها وهى تشعر بالروح تنسحب من جسدها الم يجد سوا هذة الفتاة الفاتنة التى لم تشعر في حياتها بالغيرة الا منها تلك التى لو استطاعت القتل لقتلتها حور التى كانت تخاف من جمالها وصباها علي رحيم عندما كانت تاتى الى القصر لمساعدة والدته فى المناسبات التى كان يقيمها رحيم اللهى الم يجد غير التى دائمآ تشتكى من غيرتها من تلك الفتاة عليه
هو نفسه لقد قتلها باختياره لتلك الفتاة بدم بارد وهو يعلم ذلك و يقصده اللهى ماذا فعلت به ليفكر لها بذلك العقاب صرخت سارة بصوت جريح
=لااا يا رحيم بلاش حور اختار اى واحده غيرها انا موافقة بس
حور لااااااا ارجوك يا رحيم بلاش حور”
ضحك رحيم بصوت بصوت خشن ونظر اليها بخيبة امل
= ده كل اللى يهمك انى متجوزش حور لكن انى اكون لغيرك فده عادى لا يا بنت عمى اللى قولته هو اللى هيحصل ومحدش ليه حاجة عندى ” ليلتفت الى جميع من ف المجلس وهو يقول بقوة وغضب
= لو حد عنده اعتراض احب اسمعه ” سارت الهمهمات بين الجميع ولكن لم يرفع احد صوته بها رجع رحيم بنظراته الى سارة وهو يقول
= تمام يبقى الكل يحضر نفسه يوم الخميس ونظر ف عيون سارة بغضب و صرامة وهو يرفع احد حاجبيه
= ولما اقول الكل يبقى بقصد الكل مفهوم”
فاحست كما لو تم النطق باعدامها ف تلك اللحظة
*******
في احدى المنازل البسيطة بالقرية تجلس حور ابنة أمين الكبرى تملك من الجمال ما يجعلها لوحة فنية تجسدت فيها أبداع الخالق فهى ورثت ملامح أمها الفاتنة وذلك كان السبب في جعلها دائمآ ف مرمى نيران غضب نرجس زوجة ابيها فحور تذكرها دائمآ بمنافستها التى فارقت الحياة فتجسدت ملامحها امامها ف ابنتها فتجعل من كل يوم جحيمآ لها
كانت حور تجلس وهى تضع راسها بين ركبتيها تحاول كتم دموعها فهى منذ ان اخبرها والدها بطلب كبير القريه برغبته الزواج منها و موافقته على طلبه وهى لاتدرى ماذا هى فاعلة فهى تخاف منه و تخشاه مثل جميع القرية بل كانت دائما تهرب من اللقاء به عندما تذهب الى قصره لمساعدة والدته عند اقامت احدى مناسبتهم فالذي كانت تسمعه عنه وعن قسوته وشدة طباعه يجعلها لاترغب ف لقائه ابدآ
طبعا الا ذلك اللقاء الوحيد الذى تحاول ان تنساه ولكنها وجدت نفسها تتذكره كما لو كان بالأمس عادت بذاكرتها لذلك اللقاء ……
كانت حور كعادتها تساعد ف احدى المناسبات التى تقام ف قصر الشرقاوي وقفت بجوار السيدة عزيزة التى كانت تشرف على من في المظبخ من خدم لتلتف لها و تقول
= حور يابنتى خدى الصنية دى و حطيها علي التربيزة بره علشان تروح للرجال في المضيفة.
ابتعلت حور لعابها بصعوبة وهى تفكر كيف تستطيع حمل تلك الصنية ولكنها تقدمت و حملتها بصعوبة و حرص وهى تخفض راسها وتعض شفتيها تحاول التركيز في خطواتها حتى خرجت بها من باب المطبخ لتكاد تهتف بسعادة لنجاحها و ما ان تقدمت خطوة حتى اصدمت بحائط بشرى ظهر امامها من العدم لتقع الصنية بما عليها فوق ملابس ذلك الشخص فترفع راسها برعب الى وجه ذلك الشخض لتجد رحيم الشرقاوي يقف امامها وشياطينه تكاد تتراقص من حوليه لتسمعه يقول وهو يضغط علي كل حرف من كلامه وهو ينظر بذهول الى ملابسه التى لم يعد يتبين لونها الاصلى من بقع الطعام التى انتشرت فوقها
= ايه اللى انتي هببتيه ده ااااااااايه اتعميتى مش شايفه قدامك
حور بتلعثم
= ما…ما…ما
ليهتف بغضب هتفضلى تمئمى قدامى كتير اجرى هاتى اى حاجة انضف بها اللى هببتيه ده
التفتت حولها تبحث عن شيء فلم تجد فمدت يديها لتنزع وشاحها من حول رأسها ليسقط شعرها علي ظهرها و تنفلت خصلاته الغجرية السودء حول وجهها لتخفى عنها ذلك الذى تسمر مكانه وعينيه تقع علي شعرها بانبهار فلم يشعر بيدها وهى تمسح بوشاحها فوق ملابسه تحاول اصلاح ما يمكن اصلاحه
وهى تقول باسف و خوف ..
= رحيم بيه اعتقد انها مش هتنفع تتنضف كده لازم تتغسل بالمياه.
خرج رحيم من شروده وهو يتنحنح ليجلى صوته ويقول بعصبية وهو يتوجه للخلف خطوة ليبتعد عن يدها و يقول
= خلاص كفاية انا كده كده هغير هدومى ..
رفعت حور رأسها و هى تعض شفتيها في حركة تلازمها عند ارتباكها فتقع عينيه فوق شفتيها يراقب حركتها المثيرة
= انا اسفه يا رحيم بيه هما لرد عليها ليقاطعه صوت زوجته ساره و هى تنظر الى حور وتقول بعصبية
= رحيم انت واقف عندك ليه ف حاجة حصلت ؟ وايه اللى حصل لهدومك ؟؟
التفت لها رحيم
= لا ابدا مفيش حاجة انا طالع اغير هدومى
تحرك رحيم لتلحقه سارة بعد ان رمقت حور بنظرة شملتها من رأسها الى اخمص قدميها باحتقار
لتقول حور بغضب
= يا ساتر الاتنين كانهم نسخة واحده عايشين الدور علي خلق الله وانحنت تجمع حطام الصنية وهى تحاول ان تنسى ما حدث تنهدت حور وهى ترجع الى حاضرها وتحاول ان تهدىء مخاوفها ولكن كيف وهي لا تدرى اى مستقبل ينتظرها معه
جلست حور تتوسط اختيها وامامهم كومة من الملابس تحاول ان فرز الصالح منها و التي يمكن ان تأخذها معها ولكن لم تستطيع التوفيق فجميع ملابسها اقل ما يقال عنها انها رديئه لاتصلح لأى شيىء فتنهدت بحيرة لاتعلم ماذا تفعل . لاحظت اختها سحر حالتها لتقول لها و هى تحاول طمئنتها =متخفيش يا حوو اكيد بابا هيشترى ليكى هدوم جديدة تاخديها معاكى متشليش هم .
نظرت اليها حور تحاول انت ترسم بسمة علي وجهها دون ان تحاول اخبار اختها استحالة ذلك فابيها لن يستطيع الا بأمر من زوجته التى من المستحيل ان تسمح بذلك
للذلك ابتسمت لاختها دون ان تقول شيىء ولم تمر ثوانى حتى دخلت زوجة ابيها نرجس الغرفة بجسدها الممتلىء تنظر اليهم وتقول بصوتها الاجش
= بتعملوا ايه انتى وهى عندك وسايبين مذاكرتكم يلا اتحركوا من عندكم .
سحر وهى تنهض من جوار حور و تتجه ناحية امها وتقول
= حور يا ماما كانت بتشوف الهدوم اللى هتاخدها معاها بس بصراحة كلهم مينفعوش
نرجس بخشونة وهى تمسك الملابس بايدها
= مالهم ماهم زاى الفل اهو وبعدين جوزها يبقى يجيب لها.
لترد عليها اختها سمر باستنكار وهى تنهض هى الاخرى من جوار حور
=ازاى يا ماما لازم بابا يجيب لحور هدوم جديدة وبعدين انا سامعة بابا بيقولك ان رحيم بيه اداله مهر لحور كبير اووى فممكن نجيب لها من الفلوس دى
نرجس بغضب وهى تمسك بذراع سمر بقسوة
=اخرسى خالص يابت انتى فلوس ايه وكلام فارغ ايه الفلوس دى للزمن وتعلمكم ولا عاوزة ابوكى لو ساب الشغل يقعد كده من غير ما يلاقى اللى يصرف بيه عليكم
ثم التفتت الى حور تنظر اليها بتحدى ولؤم ولا كلامى فيه غلط يا حور
خفضت حور راسها وهى تفهم تلميح زوجة ابيها فهى قد اخبرتها بتهديد رحيم لابيها انها لو حاولت ف يوم تركه او حاولت مغادرة القصر لاى سبب دون اذن منه سوف يقوم بطرده من عمله وترك الضيعة كلها اللهى الا يوجد حد لجبروت هذا الشخص
فترد حور عليها بخفوت
اللى تشوفيه صح يا خالتى
اتى يوم الخميس سريعآ ليتم الزواج دون اى مظاهر للأحتفال فذلك كان طلب رحيم من ابيها ليعقد القران بحضور جميع افراد عائلته رجالا ونساء ولكن دون فرد من اهل الضيعة ولكن اكثر ماصدم حور هو حضور سارة التى اتت بكل غرورها وتسلطها بفستان اقل ما يقال عنه رائع الجمال لتقف امامها و تمد اليها يدها بالسلام وهى تنظر الى فستان حةو باحتقار لتلمس يدها باطراف اصابعها كما لو كانت لديها مرض معدى لتبتعد وعلى وجهها ابتسامة ثقة وغرور لتذهب للجلوس بجوار ندي زوجة حمزة التى نظرت الى حور بحرج و اشفاق جلست حور تتوسط والدة رحيم التى كانت تبتسم اليها بمحبة ومن الجهة الاخرى زوجة ابيها التى تضحك بسعادة ولما لا وهى سوف تتخلص من هم رؤيتها مع الاستفادة ايضا بمبلغ مالي كبير من هذا الزواج فهى حتى رفضت شراء فستان جديد مناسب لتحضر بيه زفافها
فابيها اخبرها ان رحيم قد ارسل لها مبلغ من المال لشراء ما يلزمها للزفاف مع التشديد ان لايكون هناك فستان زفاف
لتستغل زوجة ابيها هذا الامر فترفض شراء ثوب جديد لها وتقوم باعطائها فستان قديم يخصها كانت قد اشترته منذ مدة ولكنه لم يناسب قوامها فاعطته لحةو لتحضر بيه الزفاف افاقت حورمن شرودها بسارة تجلس بجوارها بعد ان نهضت والدة رحيم من جوارها لتتحدث الى احد نساء العائلة همست سارة بفحيح في اذنينها
= اوعى تكونى فاكرة ان رحيم هيكون ليكى في يوم من الايام رحيم ده بتاعى انا
انتى يدوب حاجه تحمل وتجيب له الولد انما تحلمى باكتر من كده ادمرك ف ثوانى و قبل حتى ماتعرفى ايه اللى حصلك فاهمة يا حلوة.
نظرت اليها حور بصدمة وقبل ان تحاول الرد عليها تعالت الزغاريط من حولها لتنبها بدخول والدها ومعه رحيم على باب الحجرة
نهضت سارة سريعا من جوارها لتعود الى مكانها السابق قبل ان يراها رحيم وهو يتقدم الى داخل الغرفة لتتابع حور تقدمه نحوها بخوف و رهبة ليقف امامها يقول ببرود ولامبالاة
=مبروك نقدر نمشى دلوقتي
حاولت كبت دموعها من اسلوبه البارد والجاف معها فهو لم ينظر حتى اليها لتنهض وتسير بجواره بخطوات مرتعشة كما لو كانت تسير الى حتفها لاحظت حور تباطء خطوات رحيم عندما وصل الى مكان سارة لترى نظراتهم الى بعض احدهم نظرة اعتذار واسف واخرى نظرة عتاب و وجع ليسارع رحيم فجاءة فى خطواته حتى اصبحت هحور خلفه لتجده يصافح ابيها ويتحدث اليه بينما وقفت هى تودع اختيها ببكاء شديد وزجة ابيها التى مالت لتقبل وجنتيها وتقولها بصوت هامس
=اخيرا خلصت منك وهتروحي للي هيربيكى ويعلمك الادب
احست حور الارض تميد بها فترنحت تكاد تسقط ليسرع اليها رحيم ويلف ذراعه حول خصرها ليلحقها قبل ان تسقط الى الارض ليضمها اليه فتضع جبهتها فوق صدره تحس بصعوبة ف التنفس والاغماء بعد سمعها كل هذا الكلام المسموم الذى تسمعه ممن حولها شدد رحيم من ذراعيه حول خصرها يحاول ان يرى وجهها لمعرفة ماحدث لها لتهتف نرجس بارتباك
=حبيبتى يا بنتى اكيد داخت من قلة الاكل اصل كانت مشغولة طول اليوم ومكلتش اى حاجة””
اخفض رحيم راسه اليها ليسالها بخفوت
=هتقدرى تمشى لحد العربية ولا اشيلك؟؟
هزت حور رأسها بالرفض وهى تبتعد عنه لتحاول السير الى السيارة ولكن ما ان خطت خطوتين حتى احست بالدوار مرة اخرى ليسرع رحيم بوضع ذراعه تحت ركبتيها ليحملها بين يده دون ان يبالى باعتراضها الواهن ويسير بها الى السيارة ليضعها ف المقعد الامامى ويستدير ليصعد الى مقعد السائق ويذهب بالسيارة دون انتظار احد فلم يلاحظ تلك التى كانت تتابع مايحدث بعيون تنطق بالشر والقسوة وتقول بغل شديد
=طلعتى مش سهلة يابنت امين شكلك بتلعبى علي كبير بس مبقاش سارة الشرقاوي اما خليتك تكرهى اليوم اللى وافقتى فيه ع الجواز من رحيم
وصلت سيارة رحيم الى القصر بعد رحلة صامتة بين الاثنين فينزل منها ويلتف ليفتح الباب لحور ليجدها قد نزلت وهى تحاول اسناد نفسها على بابها فينحنى ليحملها مرة اخرى بخشونة بين ذراعيه لتشهق بصدمة وهى تحاول انزال نفسها من بين ذراعيه تطوح بقدميها ف الهواء وهى تصرخ به
=نزلنى يا رحيم بيه نزلنى انا اقدر امشى لوحدى
توقف رحيم ينظر اليها ويقول باستهزاء
= رحيم بيه في واحدة تقول لجوزها بيه ويوم فرحهم كمان
وتابع السير وهو يهز رأسه لتتسع عينيها وهى تنظر اليه بدهشة وتقول بخفوت
= انسان غريب
لتشهق بصدمة عندما سمعته يقول =سمعتك ع فكرة
لتخفض راسها من خجلها اكثر حتى كاد ان يلامس صدرها
تابع رحيم سيره حتى دخل من باب القصر لينادى ع احدى الخادمات لتظهر فتاة من داخل الطبخ
= افندم رحيم بيه ؟؟؟
ليسألها رحيم
= كل حاجة قلت عليها جهزت ؟؟
ردت الفتاة وهى تنظر الى حور المحمولة بين ذراعيه بدهشة وفضول
= ايوه يا بيه الجناح جاهز زاى ما حضرتك امرت .
تحرك رحيم ليصعد بيها الدرج كانها لا تزن شيىء وهو يقول
=كويس ساعة وتحضرى صنية عشا وطلعيها لجناح ستك حور
التفتت حور تنظر اليه بدهشة فور نطقه تلك الكلمات ولكن رحيم تابع صعوده بلا مبالاة كما لو كان ما قاله شىء طبيعى معتاد عليه وقف رحيم امام باب احدى الغرف لينزلها علي قدميها ويفتح الباب ويتقدمها للداخل لتدخل حور وراءه لتجد نفسها داخل غرفة يبلغ حجمها حجم منزلهم كله رائعة بالوانها التى مابين الابيض والازرق يتوسطها سرير بحجم ملوكى فوقه مفرش الوانه تتراوح مابين دراجات الازرق و في احدى اركانها اريكة رائعة بجوارها باب اخر اتجه اليه رحيم ليفتحه لها ويقول
= ده الحمام تقدرى تغيرى هدومك لحد ما العشا يجهز
نظرت حور باعجاب حولها
=هى الاوضة دى بتاعتى !!!
ابتسم رحيم لرؤية مدى انبهارها بما حولها ليقول لها بهدوء
= ايوه بتاعتك بس طبعا مش لوحدك
التفت حور بصدمة اليه لتقول بخوف
=ازاى مش فاهمة !!
رحيم وهو يضع يديه داخل جيبوب بنطاله
=يعنى هتبقى بتاعتى انا وانتى ولا عندك اعتراض ؟!
سكتت حور وهى تدرك معنى كلامه لتخفض رأسها بخجل
تحرك رحيم اليها ليضع اصبعه اسفل ذقنها ويرفع وجهها اليه ينظر ف عينيها ويحدثها بصوت منخفض كأنه يحدث طفلة امامه
=حور انتى فاهمة اللى المفروض يحصل الليلة صح ؟
اخفضت حور عينيها وهى تعض شفتيها بتوتر ليأخذ رحيم نفس عميق داخل صدره ويقول بصوت اجش مضطرب وهو يمد يده الى شفتيها يحررها من بين اسنانها
= بلاش تعملى الحركة دى تانى
رفعت عينيها اليه بصدمة لا تجد ماتقوله فيبادلها رحيم نظرات لا تدرى معنى لها حتى سمع دقات تتعالى ع باب الغرفة ليبعد رحيم عينيه بصعوبة عن عينيها ويلتف ناحية الباب يقول بصوت خشن
= ادخل
دخلت احد الخادمات تقول
=باحترام سيد رحيم السيدة عزيزه عاوزة حضرتك تحت
ليرد عليها رحيم
= طيب انزلى وانا نازل حالا خرجت الخادمة تغلق الباب خلفها ليلتف رحيم باتجاه حور يقول بهدوء
=خدى راحتك وغيرى هدومك وانا هبعتلك العشا حاالا
وما ان خرج رحيم من الغرفة حتى جلست فوق السرير تضع يدها فوق قلبها تحاول ان تهدىء من دقاته حتى تستطيع ان تتحكم في تلك المشاعر التى لاول مره تشعر بها لتسمع صوت الباب يفتح مرة اخرى لتعتقد عودته مرة ثانية لتتعال دقات قلبها بسرعة وخوف ولكنها تفاجىء باخر شخص قد تريد رؤيته ف هذة الليلة
******
نزل رحيم الدرج ليجد والدته تنتظره في بهو القصر فاتجه اليها لينحنى و يقبل يدها بحب
= خير يا امى ف حاجة
رتبت والدته فوق صدره بمحبه وهى تقول
= خير يا حبيبى اطمن بس كنت عوزة اعرفك ان الكل مستنى برا
رحيم بهدوء وملامح لاتظهر ما خلفها
=خير ومستنين ليه
والدته بارتباك
= رحيم انت فاهم هما مستنين ايه
مرر رحيم اصابعه في شعره ف محاولة منه لتهدئه اعصابه ليرد بعصبية
= بس يا امى
قاطعته والدته بهددوء وصبر
= رحيم انت عارف عاداتنا و حور متختلفش عن اى بنت ف البلد ولا انت عاوز الكل يتكلم وتتعمل منها حكاية
هتف رحيم بغضب شديد
= علشان اقطع لسان اى حد يتجراء ويجيب سيرة مرات رحيم الشرقاوي بكلمة حتى ولو بينه وبين نفسه
تقدمت والدته منه تقول بعقلانية
= وانت تدى الفرصة لأي حد ليه يتكلم اسمعنى يا بنى كل البنات كده حتى سارة مراتك حصل معاها كده رغم انها كانت مش عايشة في البلد
فمتجيش ع حور اللى اهلها كلهم من البلد وتقول لا
اخذ يفكر ف كلام امه نعم هى معها كل الحق وهو يدرى هذا وكان سيفعلها ولكن ليس الليلة فهو لم يتقبل حتى الان فكرة زواجه باخرى وايضا لم يكن سيجعل الامر مشاع للكل فقط ليعرف امه وابيها وانتهى الامر ولكن يبدو انه وضع امام الامر الواقع ولم يعد لديه اختيار فقال لوالدته بهدوء حاول اظهاره في صوته
= حاضر يا امى بس ندلها فرصة ترتاح شوية انتى عارفة اللى حصل معاها بعد كتب الكتاب
قالت والدته خلاص يابنى اللى تشوفه
تردد رحيم ليتنحنح وهو يحاول ان يظهر لامبالاته
= امى هى سارة فين؟؟
اجابته امه
=طلعت ترتاح ف اوضتها لو عاوزها هى لسه طالعة حالا””
زفر رحيم بقوة
=لااا بكرة اشوفها ع الفطار عن اذنك يا امى
تابعت امه صعوده بقلب يتالم لالمه فهى تعلم بنيرانه التى تستعير بداخله
نهضت حور بارتباك عند رؤيتها لسارة تدخل من باب الغرفة دون ان تطرق بابها لتتقدم بثقة وغرور نحوها لتقف امامها وهى تلف خصلة من شعرها حول اصابعها لتقول باستهزاء
= ده انتى مطلعتيش سهلة خالص وعرفتى تلعبيها صح لااااا ده انا المفروض اسقفلك كمان برااافو
واخدت تصفق ببطء وهى تبتسم بسخريه و حور تنظر اليها بدهشة لاتفهم معنى كلماتها لتتوقف سارة فاجئة وتمسك بذراع حورتغرز اظافرها ف لحمها لتطلق حور صرخة الم فتستمر سارة في الضعط ع ذراعها بغل و هى تتلذذ بالامها وتقول بوحشية
=بقى انتى يا حته خدامة عاوزة تعملى راسك براسى ده انا افرمك ولا ليكى عندى ديه فاهمة يا حيوانة
شدت حور ذراعيها من بين يدها لتهتف بغضب
=اخرسى اياكى تغلطى فيه انت فاكرة نفسك مين
سارة وغيرتها تعميها فتجعلها كما المجنونة بعيون حمراء
= مش عارفة انا مين انا ستك وتاج راسك يا حقيرة اوعى تفتكرى نفسك مرات رحيم بجد انتى مش اكتر من حشرة افعصها تحت رجلى
هتفت بها حور بغضب وكبرياء وهى ترد عليها اهانتها
=لا يا هانم شكلك انتى اللى مش فاهمة انا اللى ابقى مين لتقرب وجهها منها وتقول انا زاى زيك هنا وان مكنش اكتر كمان لانى هكون ام اولاده فاهمة يا ساره هانم همت ساره بالرد عليها ليقطع صوت رحيم الغاضب العاصف =حوووووووووور
نظرت ساره الى حور بخبث قبل ان تلتفت الى رحيم ويتعال صوت بكاءها المزيف
=شوفت يا رحيم و سمعت بتقولى ايه انا يتعمل فيا كده
ثم ارتمت فوق صدره وصوت نحيبها يتعال ليرتب رحيم فوق راسها يحاول تهدئتها
= بس يا سارة اهدى
ورفع وجهه الى حور يرمقها بغضب واحتقار شديد فاخدت تهز راسها بالنفى تحاول ان تتكلم لتبرر له كلامها
……انا انا ما قلتلهاش حاجة هى ال…….
ليرفع اصبعه ليشير اليها بالصمت ويقول وهو يضغط ع اسنانه بغضب
=اخرسى خالص مش عاوز اسمعلك صوت
وانحنى لسارة التى مازالت ع بكاءها التمثيلى
= ايه اللى جابك هنا يا سارة رفعت وجهها اليه تنظر اليه بمسكنة وطيبة
=كنت جاية اكلمها عنك واعرفها عاداتك علشان تكون مرتاح معاها بس انت سمعت كلمتنى ازاى
مرر رحيم اصابعه فوق وجنتيها يمسح دموعها بحنان
=طيب خلاص يا حبيبتى اوضتك دلوقت وبعدين نتكلم
احست حور بالخيبه والضعف وهى ترى معاملته الحنون لسارة ورفضه حتى الاستماع
لدفاعها عن نفسها لتقوم سارة بهز راسها بطاعة وهى تتحرك الى الخارج لتفتح الباب وتلتف تنظر الي حور بشماته وانتصار قبل خروجها
نظرت حور الى رحيم لتجد ينظر اليها بغضب جنونى يكاد يفتك بها فعلمت انها اصبحت الجانية لا المجنى عليها
اخد رحيم يتقدم من حور ببطء وهى تتراجع بظهرها الى الخلف برعب شديد من ملامح الغضب التى ترتسم على وجهه حتى التصقت بالحائط خلفها ليقف رحيم امامها و جسده يكاد يلامس جسدها ليطبق باصابعه فوق وجهها بشدة وعنف لتصرخ بألم لم يبالى به فيقرب وجهه منها يهمس بفحيح
= لو سمعتك بتتكلمى كده تانى هتشوفى منى اسود ايام عمرك تعيشى هنا زى الخيال لا ليه صوت ولا نفس
ليزداد ضغطه فوق وجنتيها ويقول بقسوة
= فاهمة ولا تحبى تشوفى عينة
هزت راسها بالنفى ليبتعد عنها يرجع الى الخلف ليقول ببرود
= شوفى بقى هتتصرفى مع اهلك اللى مستنين تحت ازاى لأنى مش ناوى اقرب منك خالص
نظرت حور اليه بخوف وصدمة لاتستيطع حتى التنفس لتأتى دقات علي الباب كحبل نجاة لها لتدخل خادمة تحمل صنية عليها طعام لتضعها فوق الطاولة وتخرج التفت رحيم الى حور ليقول بهدوء امر
= تعالى اتعشى يلا
نظرت اليه بدهشة من تقلبات مزاجه النارى في لحظة لتكون هذة النقطة التى فاض بها الكأس لتنفجر ببكاء شديد من كل ما حدث معها ف هذ اليوم العجيب
فلم تعد اعصابها تتحمل كل هذا الضغط فاخدت تشهق بغصات بكاءها و رحيم ينظر اليها بلا أى تعبيرات علي وجهه
لكنه شعر بغصه في حلقه فيتقدم من صنية الطعام لياخد من فوقها سكين اخذ ينظر اليها بتفكير وهو يديرها بين اصابعه ثم التفت الى حور يتقدم منها ببطء وهى تقف مكانها تنظر اليه بتوجس و خوف من بين دموعها تفكر هل من المعقول ان قرر قتلى عقابآ لى فاغمضت عينيها بخوف تنكمش حول نفسها ف انتظار نصل السكين ليطول انتظارها فتفتح عينيها اليسرى تلف راسها ببطء حذر لتجده يشمر من ذراع قميصه ويقوم بجرح ساعده لتصرخ برعب و هى تتقدم منه تحاول امساك يده وتقول بصدمة
= ايه الى عملته ده ولييه كده
لم يعيرها اى اهتمام ويتحرك باتجاه السرير لياخد من عليه قطعة من القماش قام بمسح الدماء بها ويتقدم من النافذة ليفتحها ويقوم برفع قطعة القماش للجمع المتجمع ف حديقة القصر لتنطلق فورا الأعيرة النارية احتفالا
وقفت حور تنظر الى ماحدث بذهول تتعجب من هذا الشخص فهو بلحظة يهددها و اخرى يفعل هذا الامر من اجلها فلم تعد تعرف موضع قدميها معه افاقت من افكارها علي صوته يقول لها ببرود
= هدخل اخد دش اخرج من الحمام القيكى غيرتى هدومك ونمتى ف السرير واياكى كلامى ميتنفذش
فتح الدولاب و يخرج ملابس له ويتقدم الى الحمام ليغيب بداخله وقفت حور كما لو كانت ف غيبوبة لتفيق ع نفسها وتسرع لتنفذه اوامر فهى لاتدرى باى حالة قد يخرج اليها لتبحث بداخل الدولاب ملابس ترتديها فتاخذ احدى بيجامتها القديمة فتسرع بارتدائها سريعا واسرعت بجر احد اغطيه الفراش لتتجه الى الاريكة تستلقى عليها و تغطى جسدها كله حتى راسها بالغطاء فلا يظهر منها شىء انتظرت حور دقائق مرت عليها كما لو كانت ساعات حتى سمعت صوت باب الحمام يفتح و خطوات رحيم تتحرك ف الغرفة حتى توقفت تلك الخطوات امامها فكتمت انفاسها تحاول ان تتظاهر بالنوم طالت فترة انتظارها لتفاجاء بالغطاء ينزع من فوقها و رحيم ينحنى عليها يحملها بين يديه فتحت عينيها بصدمة
وهو يقول
= انا قلت تكونى ع السرير مش الكنبة اظن كلامى كان واضح
ليتجه بها الى السرير يضعها فوقه
ويلتفت الى الجهة الاخرى و يستلقى عليها ويطفئ الانوار لتلتفت اليه وتقول بغضب طفولى
= مش عاوزة انام هنا انا هكون ع الكنبة مرتاحة اكتر ليقوم رحيم بوضع ذراعه فوق وجهه ويغمض عينيه فلاحطت جرح ذراعه وقد وضع فوقه لاصق طبى
رحيم
=ميهمنيش راحتك واللى اقوله يتنفذ ونامى مسمعش ليكى صوت
انتفضت حور نحوه بغضب
=هو انا كل ما هتكلم تقولى مسمعش ليكى صوت انا اتكلم براحتى وبعدين……
شهقت بصدمة عندما وجدته يشدها من يدها لتسقط فوقه يحوطها بذراعه وجهها يقابل وجهه لينظر الى شفتيها ويقول بهمس
= هتنامى ولا انا عندى حاجات احلى كتير من النوم نعملها مع بعض
هزت راسها بذهول بالايجاب فضحك بصوت منخفض
=هزت راسك دى علي النوم ولا الحاجات التانية
لتشد نفسها من بين ذراعيه وتستدير بسرعة و تلقى بجسدها فوق الفراش تعطى له ظهرها تتظاهر بالنوم ليضحك بمرح منها ويتقلب على جهته من السرير ليعطيها ظهره وينام استمرت حور بالتشبث بحواف الفراش حتى سمعت صوت انفاسه الهادئة دليلا ع استغراقه ف النوم لتنهض بهدوء وحذر تنسحب من جواره تمشى ع اطراف اصابعها حتى الاريكة لتتنفس براحة وهى تتستلقى فوقها وتستغرق ف النوم سريعا
لم تعلم ما الذى جعلها تستيقظ لتفتح عينيها فترى عينين يتطلعان اليها ف الظلام لتشهق بفزع وهى ترى رحيم يستند بركبة واحدة على الارض ووجهه بالقرب من وجهها وعينيه مازال بها اثر النعاس وشعره فوق جبهته بلا ترتيب من اثر النوم يقول بهمس وملل
=انا هفضل اعمل مشوار الكنبة ده طول الليل مش هتعقلى بقى
لينهض يحملها بين ذراعيه حتى السريرليضعها فوقه يقول بنعاس
=شكلك حبيتى موضوع انى اشيلك كل شوية
هتفت بطفولية
=انا قلتلك انا مرتاحة ع الكنبة مش فاهمة ايه اصرارك انى انام ع السرير
اقترب بجسده منها لياخدها بين ذراعيه ويقول بتنهيدة
=وانا قلتلك مكانك هنا جنبى لازم تتعودى ع كده ” ليكمل بصوت خفيض
منخفض
=وانا كمان اتعود وجودك جنبى
اكمل بنبرة هادئة
=نامى واضمن حاجةعلشان متقوميش من جنبى تانى تفضلى في حضنى طول الليل
فيضمها اكثر اليه يضع راسها فوق صدره يستند بذقنه فوق راسها ويقول بتعب
=حور اليوم كان طويل علينا احنا الاتنين فنامى خلى الليلة دى تعدى
احست حور بجسدها يتصلب من شدة قربه منها واستمرت ع تخشبها تنوى النهوض من جواره فورا استغراقه ف النوم لكن ارهاق اليوم والاحساس بالدفء بين ذراعيه تكاتفوا عليها لتسقط ف النوم سريعا
عرف رحيم من ارتخاء جسدها بين ذراعيه انها قد نامت فاخذ ينظر الى وجهها وبملامحها الطفولية يتلمس تلك الملامح باصابعه بنعومة حتى اخذه سلطان النوم هو الاخر لنوم عميق
تقلبت حور فوق الفراش تتنهد بسعادة فهى لم تنام بذلك العمق منذ مدة طويلة لتفتح عينها تنظر الى سقف الحجرة بتعجب فهذة ليست حجرتها ف منزل ابيها لتنهض بفزع تنظر حولها لتتذكر انها ليست ف منزلها بل في منزل زوجها لتمر احداث ليلة امس في بالها فتلتف الى الجهه الاخرى من الفراش لتجدها فارغة فتتنهد براحة فيها لاتريد رؤيته قبل ان تستجمع شجاعتها لتستطيع الوقوف امامه والمحاربة فيكفيها ماحدث امس نهضت من الفراش تتجه الى الحمام حتى تاخذ حمام تنعش به جسدها لتستطيع مواحهة يومها . ذهلت من منظر الحمام ومابه فهو رائع توجد به كل ما يجتاجه الشخص ليستطيع بدء يومه لتقرر اخذ دش سريع ويمكن للمغطس الانتظار حتى المساء لتنعم به انهت حمامها ووقفت تجفف جسدها بمنشفة زغبية الملمس لتلعن نفسها فهى لم تحضر اى ملابس معها وفقت بحيرة لاتدرى ماذا تفعل لتقرر لف جسدها بمنشفة والخروج سريعا من الحمام وارتداء ملابسها قبل حضور احد خرجت من باب الحمام ولم تكن تخطر خطوتين حتى اصتدمت برحيم الذى كان يهم لدخول الحمام ليتسمر مكانه من رؤيتها بتلك الصورة فتصدم بصدره ليحاوطها بذراعيه بحركة لا ارادية منه فترفع انظارها اليه برهبة وهى ترى عينيه تجول فوقها وتشعر به يضمها اكثر اليه فتتحرك بعدم راحة بين ذراعيه ليتنحنح بخشونة ويقول وهو يتراجع للخللف
= اجهزى بسرعة يلا علشان الكل تحت مستنينا ع الفطار هزت راسها بارتباك تتحرك باتجاه دولابها ووقفت تنظر بحيرة الى ملابسها تبحث عما يصلح لارتداه ف اول يوم لها ف القصر فلم تنتبه لرحيم وهو يقف ينظر الى ذراعيها ومابه به من كدمات ناتجة عن قبضة سارة فوقه وقد تحولت للون الازرق لتشعر بلمسته فوق بشرة ذراعيها يقول بصدمة واستنكار
= ايه اللى ف دراعك ده مين عمل فيكى كده احست حور بالقشعرية تسرى فوق بشرة ذراعيها من لمسته ولكنها لم تظهر ذلك لتقول بلامبالاة حاولت اظهارها ف صوتها
= مش مهم حصلت ازاى اهى موجودة وخلاص
لفها رحيم لتواجهه وهو يقول بغضب
=ازاى مش مهم دى صوابع ومعلمة ع ايدك قولى مين عمل كده
نظرت حور ف عينيه بشجاعة
= ولو قلتلك تفتكر هتصدقنى؟ رحيم بحيرة من ردها
=تفصدى ايه ؟
حور: مش مهم اقصد ايه انت امبارح قررت اى جهة هتصدقها فمبقاش ليه لازمه الكلام
بهتت ملامح رحي ليقول بعدم تصديق
= تقصدى سارة بكلامك ده وانها اللى عملت فيكى كده؟
حور بشجاعة رغم نبرة عدم تصديقه التى سمعتها ف صوته
=اه هى عاوز تصدق صدق مش عاوز عادى مش هتبقى اول مرة
ليترك رحيم ذراعها ويمرر يده ف شعره بعصبية ليعطيها ظهره ويقول بنرة لاتظهر اى ردة فعل
=البسى هدومك وحصلينى تحت ادامك عشرة دقايق
لينتفض ويخرج من الغرفة بخطوات سريعة ليصفع الباب بقوة اهتزت لها اركان الغرفة فتهز حور كتفيها تحاول كبت دموعها حتى لا تتساقط لتحدث نفسها
وانتى زعلانة ليه دلوقتي ما انتي عارفة رد فعله من قبل ما تقوليله وعارفة قيمتك عنده يبقى ليه الدموع
نزلت حور الدرج تشعر بالخجل والرهبة ترتدى فستان بسيط من اللون الازرق ووشاح خفيف تخفى بيه خصلات شعرها التى تمردت من اسفله لتغطى وجنتيها واخذت تنظر حولها بحيرة لتجد احدى الخادمات تظهر من جهة المطبخ لتسالها حور بهدؤء
“”فين رحيم بيه “”
ردت الخادمة بهدوء
“”فى اوضة السفرة يا هانم””
شكرتها حور بخفوت وهى تتجه الى الحجرة التى ما انا دخلتها حتى اسرعت السيدة وداد بالترحيب بها بمحبه
“”” صباح الخير يابنتى تعالى اقعدى هنا “”
تقدمت حور لتجلس بجوارها تحاول ان لاتلتفت ناحية رحيم الذى كان يجلس على راس المائدة بجواره سارة التى كانت تهمس اليه بخفوت ودلال و رحيم ينظر امامه بتصلب وهو يتناول طعامه يبدو عليه الضيق نظرت حور الى زوجه حمزة التى كانت تجلس امامها تبتسم لها فردت اليها بسمتها وهى تخفض راسها بخجل تتناول طعامها انتبهت حور ع صوت السيدة وداد تقول
“” عاملة ايه يا حبيبتى النهاردة شوفى يا حور انا عوزاكى تعتبرى الكل هنا اهلك ولو عاوزة اى حاجة متتكسفيش
“”
ردت حور وهى تنظر باتجاه رحيم تراه يتناول طعامه غير مبالى بما يدور من حديث لتخفض راسها وتقول
“”شكرا يا خالتى متحرمش منك “”
لتدوى ضحكة عالية ساخرة لسارة
خالتك اى خالتك دى انتى لسه فاكرة نفسك ف بيتكم وايه اللى انتى لابسة ده ده لبس يليق ع مشوار للغيط مش قصر الشرقاوى
تابعت سارة ضحكتها الساخرة ليدوى صوت رحيم الرجولى بغضب عاصف
“سارة الزمى حدودك وانتى بتتكلمى واعرفى بتقولى ايه””
شحب وجه سارة وهى ترى غصب رحيم فتظاهرت بالاسف وهى تتقول ف محاولة منها لتهدئة غضبه.
انا مقصدش يا رحيم انا بس بحاول الفت انتباهها ان وضعها هنا غير ما كان فى بيت اهلها
احست حور برغبة ف البكاء فرغبت ف النهوض قبل ان تتساقط دموعها فيزداد ذلها امامهم لتنهض سريعا بخطوات عاصفة ولكن يد رحيم امتدت اليها تمسك بيدها عندما مرت من جواره ليسالها بصوت هادىء
“” رايحة فين اقعدى كملى فطارك””
لتهز راسها وتقول بصوت مختنق بدموعها “” مش عاوزة خلاص شبعت “”
رحيم وهو يضغط كفها برفق
“” حوراسمعى الكلام وروحى كملى اكلك ولا انتى عارفة هعمل ايه””
نظرت حور اليه بدهشة ليبتسم بمرح اليها لترجع الى مكانها واخذت تتلاعب بطعامها دون ان تتناول منه شيىء شعرت سارة بالنار تستعير ف احشائها عندما رات طريقة معاملت رحيم لتلك الفتاة امامهم وتانيب رحيم لها من اجلها فقد ظنت بعد ليلة أمس انها كسبت تعاطفه معها واصبحت ف نظره مجنى عليها من تلك المخادعة ولكنه منذ الصباح وهو متغير عليها يرد ع حديثها معه ببرود وردود قصيرة مقتضبة فهل من الممكن انها اخبرته بما حدث بينهم وماقلته هى لها من كلمات قبل دخوله اليهم لالالا فتلك الفتاة فارة ضعيفة ولا يمكن ان تخبره شيىء اذا ماذا حدث صدمت سارة من الفكرة التى جاءت الى افكارها فجعلت النار تشتعل ف جسدها فرحيم اتم زواجه امس من تلك الفتاة فهل من المعقول انه اعجب بها وبصباها وعقد مقارنة بينهم لتكسبها تلك الدخيلة ايكون هذا هو السبب لتغيره معها استمرت سارة ف افكارها السوداء غير واعية لما حوله لتنتبه ع صوت رحيم يقول
” امى اعمامى كلمونى النهاردة وهيكونوا هنا بكرة مع اولادهم علشان يباركوا لحور ويتعرفوا عليها فاعملوا حسابكم ”
ثم التفت الى سارة يقول ببرود
“”سارة حصلينى ع مكتبى حالا””
ثم ترك المكان دون كلمة اخرى ابتلعبت سارة غصة رعب فهى تعلم بغضبه وتدرى فما يريد ان يحدثها لتلتفت الى حور بغل وحقد ثم تترك المائدة للحاق به
لحقت سارة برحيم الى مكتبه لتجده يقف امام النافذة ينظر خارجها بشرود بيده سيجارة تعلم انه لايلجاء اليها الا وقت غضبه ف محاولة منه لتهدئت اعصابه فعلمت انها مصدر هذا الغصب فقررت اللجوء لحيالها الانوثية حتى تستطيع الافلات اقتربت بدلال ليلتفت رحيم اليها يراقب تقدمها بنظرات خاوية وجسد متصلب لتقف امامه تسند جسدها الى صدره تهديه نظراتها الشغوف وهي تقول
“”” خير يا حبيبى كنت عاوزنى ف ايه””
لتتفاجأ به يبعدها عنه بامتداد ذراعه يسالها بجمود
“” ايه اللى بيحصل بينك وبين حور امبارح بالظبط””
بهتت ملامح سارة بصدمة اذن فعلتها تلك الحقيرة واخبرته حسنا لن تكون سارة اما جعلتها تندم وقلبت الامر عليها لتمد يديها تتلمس وجنته وتقول بدلال
“””ما انت يا حبيبى شوفت وسمعت اللى حصل بنفسك وشفتها اتكلمت معايا ازاى””
اخذ ينظر اليها يحاول معرفة الحقيقة ليسألها بشك
“”يعنى محصلش حاجة تانية بينكم قبل دخولى “”
تهربت سارة من عينيه لتقول بتوجس “”يعنى هيكون قلتلها ايه انا محلقتش اصلا افتح بوقى يا رحيم ما انت سمعت كل حاجة بنفسك ولا هى قليلة الادب دى قالتلك حاجة تانية”””
امسك رحيم يديها لينزلها من فوق وجنته ويضغطها بغضب ويقول
“” سارة قولتلك حاسبى ع كلامك واعرفى انتى بتقولى ايه واللى حصل من شوية ده مش هسمح انه يتكرر تانى فهمانى يا سارة انتى عارفة انى مبحبش اكرر كلامى””
سارة ف محاولة منها لتدارك الموقف فتقترب منه مرة اخرى تتلمس ازرار قميصه وتقول بدلال
“”اسفة يا حبيبى انت عارف ان ده مش اسلوبى بس غصب عنى مش قادرة انسى كلامها ليا”
تنهد رحيم بتعب يقول خلاص ياسارة بس مش عاوز مشاكل تانى وتحسبى ع كلامك معاها سارة وهى ترفرف برموشها بدلال وهى تمرر اصابعها فوق صدره
“”من عيونى ياقلبى
ثم همست باسمه بحنان.. رحيييم “”
سكتت لثوانى ثم تحدثت بهمس شغوف
“” انت وحشتنى اووى مش ناوى ترجع تنام ف اوضتنا من تانى””
تنفس رحيم بخشونة يقول
مش وقته يا سارةالاسبوع ده كله هيكون لحور ومن اول الاسبوع هيكون يوم ويوم ما بينكم
انتفضت سارة تقول باتهام وعصبية
“” يعنى ايه ناوى تفضل مع الهانم اسبوع كامل طب وانا يا يارحيم””
رد رحيم وهو ينظر اليها بجمود
“”انتى ناسية انها عروسة وده حقها عليا وانك وافقتى انى انام ف حضن واحدة تانية غيرك””
اهتزت سارة من كلماته وهى تتصوره بين ذراعى تلك الفتاة يبثها شغفه وغرامه لتغيم عينيها بغيرة وقسوةوتقول بانفاس عالية
“” لسه بتعاقبنى يا رحيم “”
رحيم وهو يبتعد عنها باتجاه مكتبه ويجلس عليه بلا مبالاة
“” خلاص يا سارة مابقاش عقاب بقى امر واقع ولازم تتعودى عليه””
التفتت سارة اليه بحدة
“”” ماشى يا رحيم اعمل اللى يريحك””
واسرعت بالخروج من الغرفة تلاحقها شياطين الدنيا راقب رحيم خروجها العاصف لتنهد بتعب ويغمص عينيه وهو يرجع براسه فوق كرسيه يفكر بكل ما حدث
جلست حور تفكر بما حدث ع طاولة الطعام تتسال عن حياتها ف هذا البيت فمن ناحية سارة وغيرتها وافعالها التى توضح انها لن تجعل اقامتها هنا بسهولة ومن جهة اخرى رحيم وتقلباته معها فاحيانا مراعى ومتفهم واحيانا اخرى بارد غير مبالى ولكنها لن تسكت فيكفيها ماعانته ف منزل ابيها ولن تعانى هنا ايضا اخذتها افكارها لتنتبه ع يد ندى وهى تقول لها بعطف
“حور مش عوزاكى تزعلى من سارة معلش اعذوريها اللى حصل مش سهل عليها””
هزت حور راسها بتفهم تقول
“”بس انا مليش يد ف الوضع ده انا اتحطيت فيه غصب عنى انا مخطفتش رحيم منها ولا حتى بحاول اعمل ده علشان تعاملنى كده””
حاولت ندى تهديئتها تعلم صدق كلامها فقد حكى لها حمزة ملابسات تلك الزيجة ووضع حور بها لذلك تشعر بالشفقة عليها لتقول لها بوحه بشوش
“””متزعليش نفسك واعتبرينى هنا زاى اختك بالظبظ ولو ف اى حاجة مضيقاكى تعالى احكى معايا “” ابتسمت حور بمحبة لها تشعر بالارتياح لها لم تكد تمر دقائق ع حديثهم حتى اتت احدى الخادمات لتقول
“”الهانم الكبيرة عاوزة حور هانم ف اوضةالاستقبال الكبيرة لان اهلها جم وموجدين هناك””
قفزت حور بسعادة لكلامها فهى كانت تشتاق اليهم بجنون كما لو كانت غائبة عنهم لسنين وخرجت تجرى من الغرفة بلهفة لتصدم برحيم الذى كان يهم لدخول الغرفة ليوقف اندفاعها ويقول بدهشة
“” ايه يا بنتيى انتى ع طول كده قطر واخد ف وشه “”
قفزت حور تمسك يديه بسعادة
“”بابا واخواتى هنا وانا كنت رايحة اقابلهم””
التمعت عين رحيم وهو يرى فرحتها كطفلة الصغيرة ليبتسم بحنان
“” عارف وكنت جاى اخدك علشان نقابلهم سوا””
اتسعت عيون حور بدهشة وعدم تصديق احقا سياتى معها لمقابلة عائلتها لتبتسم بسعادة ورقه اليه فرحة بما قاله لتقول
“”انت هتقابلهم معايا
فاجفل ببصره يرد عليها بمراوغة طبعا مش اهل مراتى وثم يقول بشىء من الجدية”” يلا تعالى علشان نقابلهم
ويمد يده اليها فتضع يدها بتردد واستحياء بين اصابعه فيضغطها يخفة ويمضى معها سارت حور بجواره تحاول ان تجارى خطواته السريعة حتى وصلوا الى الحجرة ليدعها تدخل قبله ليقع نظرها ع ابيها يفتح ذراعيه لها ويبتسم بسعادة لتلقى بنفسها بينهم تبكى بشدة كما لو كانت بحاجة الى تلك الضمة من ابيها لتتخلص من كل مامرت بيه . وقف رحيم يراقب انفجار حور المفاجىء بملامح مبهمة يضع يديه داخل جيبوبه يضغط قبضته بشدة بداخل رغبة ان يذهب اليها ليضمها اليه ليطمئنها فهو يشعر بالضيق لرؤية دموعها ويدرى مدى الضغط الذى تعرضت له امس لتنفجر بتلك الطريقة. وقف يراقب والدها يحاول تهدئتها وهو ينظر الى رحيم بخجل واعتذار
“”” ايه ياحور شغل العيال ده مكنتش ليلة بعدتيها عننا””
لتتدخل نرجس بالحديث تقول بلوم وخبث
“”هى حور كده طول عمرها مدلعة ودموعها قريبة “”
رفعت حور انظارها اليها وهى تمسح دموعها المنسابة ع وجنتيها تمد يدها اليها برسمية لنرجس
“” ازيك يا خالتى””
لتشدها نرجس اليها بعنف الى احضانها تدعى الاشتياق اليها امامهم “”وحشتينى يا حور البيت من غيرك وحش
ابعدت حور نفسها عن احضانها بنفور حاولت اخفاءه فتجرى ناحية اختيها تحتضنهم بفرح وسعادة لتهمس لها سمر بخفوت مرح
“” مبروووك عليكى القمر رحيم بيه مدوب قلوب العذارى قمر ياااااااااااااناس والله””
لتنظر سحر اليها بغيظ وتقول هى الاخرى بهمس
“”سيبك منها يا ابلة دى االروايات اكلت دماغها طمنينا عليكى انتى
لتقرصها سمر
“”سبنالك العقل انتى ياختى “”
لتضحك حور بسعادة بصوت عالى ع مداعبات اختيها التى اشتاقت لها لتحتضنهم اكثر اليها غافلة عن ذلك الواقف يراقبها بعيون صقرية لا تغفل شيىء
“”””””””””””””””””””
وقفت خارج مكتب رحيم تشعر بالتردد وهى تحاول اخد نفس عميق تحاول ان تهدى به نبضات قلبها لتدق الباب بخفوت لتسمع صوته الرجولى يامر بالدخول لتدخل الغرفة تبتسم بخجل لرحيم الجالس خلف مكتبه وامامه الكثير من الاوراق من الواضح انشغاله بها فتهمس بخجل
“” اسفة لو كنت هعطلك “”
لينهض رحيم من خلف مكتبه يلتف حوله ويجلس ع حافته يعقد ذراعيه فوق صدره
“”تعالى ياحور ادخلى””
تقدمت تغلق الباب خلفها وتقف ف منتصف الغرفة تقول بخفوت وارتباك
“”انا بس كنت جايه اشكر حضرتك ع اللى عملته مع اهلى النهاردة””
لم تكد تتم كلماتها ليدوى صوت ضحكة رحيم الرجولية الجذابة ف ارجاء الغرفة وقد اصابته نوبة من الضحك الشديد لتنظر حور اليه بغضب وهى تراه يجاهد حتى يتوقف عن الضحك فتضرب الارض بقدميها مثل الاطفال
“” انا غلطانة انى جيت اشكرك انسان مستفز صحيح””
ولتلتفت تريد الذهاب ولكنه اسرع اليها يمد يده يجذبها اليه يحبسها بين ذراعيه يقول بمرح مغيظ
“” ماهو مفيش واحدة تقول لجوزها مرة بيه ومرة حضرتك ومش عاوزة حد يضحك عليها””
اخفضتت حورراسها بخجل وهى تضغط شفتيها بارتباك تقول بتلعثم
“”انا.. يعنى.. اقصد يعنى انى لسه مش متعودة انى اندهلك بغير كده”” رفع رحيم راسها اليه لينظر ف عنيها يميل بجسده عليها واصابعه تلامس ملامحها بشغف يقول بخفوت اجش
“””المرة دى عندك حق ولازم عليا اصحح الغلطة دى “”
فيخفض راسه اليها ببطء وعنينه فوق شفتيها فارتعشت حور وهى تراقب اقتراب وجهه منها بانفاس لاهثة ليفتح الباب فاجئة بعنف وسارة تقف امامه تقول بفظاظة وغضب
“” ايه شغل المكاتب ده يا رحيم بيه”
“”””””””””””””””””””””””””””””””””
دخل رحيم الجناح يتقدم بهدوء ليقترب من السرير ليجدها قد ذهبت ف النوم كيف لا والوقت تعدى منتصف الليل وهو تعمد التاخر كل هذا الوقت فهو لاقدر له ع مواجهتها بعد ماحدث بينهم ف مكتبه وحديثه مع سارة بعدها ليشعر بمشاعر متفاوتة من الغضب والحيرة تفور بداخله فبعد هروب حور من الغرفة بعد دخول سارة العاصف وهى تتكلم بهيستريا وصوت عالى تقول بغل
=خلاص يا رحيم بيه مش قادر تستحمل لما تبقوا ف اوضتكم خلاص اخدت عقلك حته البت الفلاحة دى
رحيم بغضب عاصف
= اخرسى يا سارة وبلاش غلط وشوفى انتى بتتكلمى ازاى
صرخت سارة بجنون
=عاوزنى اتكلم ازاى وانا شايفة جوزى مع حته فلاحة ف الوضع ده
هب رحيم ليمسك ذراعها بقوة يقول بجمود قاسى
= اتكتمى خالص صوتك مسمعوش واللى بتتكلمى عنها دى مراتى يا هانم فاكرة ولا افكرك انه كان بطلبك وبموافقتك ف متجيش تشتكى دلوقتى يعنى غصب عنك لها احترامها اللى هو من احترامى فاهمة
بهتت سارة تنظر اليه باستنكار
انتى بتكلمنى انا كده يا رحيم علشان خاطر البت دى انا سارة تقولى كده
هدر رحيم بصوت مرعب
= انا خلاص زهقت وتعبت من كتر انانيتك عمالة تدوسى ع كل اللى ف طريقك مش همك حد اسمعينى يا سارة لو استمريتى ع اسلوبك ده متلوميش اللى نفسك واتفضلى اطلعى بره عندى شغل
ضحكت سارة بغل شوه ملامح وجهها
=شغل يا رحيم بيه دلوقت بقى عندك شغل ماااشى يا رحيم
وخرجت تصفع الباب بقوة هزت ارجاء المكان تحرك رحيم من السرير لقف امام دولابه ياخد ملابس للنوم ويذهب الى الحمام فهو ف اشد حاجة الى حما م بارد يعيد اليه صفاء ذهنه ويهدىء من توتره خرج رحيم من الحمام ووقف ينظر الى السرير بتردد ثم حزم امره وتوجه الى الريكة ليستلقى فوقها يضع يده فوق وجهه ف محاولة للنوم سمعت حور صوت اغلاق باب الحمام فتوقفت عن التظاهر بالنوم هى لم تستطيع النوم منذصعودها للغرفة تختار الطريق الاسلم لها وهو محاولة النوم قبل حضوره ولكن تضيع كل محاولاتها عبثا وهى تفكر ف كل ماحدث اليوم من احداث ليجافيها النوم حتى حضوره
ظلت تستمع الى تحركاته ف الغرفة ليسود الهدوء بعد خروجه من الحمام واختياره النوم فوق الاريكة ولكن لم تكن تمر دقائق حتى سمعته يتقلب ع الاريكة كل عدة دقائق محاولا النوم ليظل ع هذا الوضع قرابة الساعة حتى سمعته يزفر بحنق وهو ينهض من فوق الاريكة ليتجه الى السرير فاغمضت عنيها سريعا تتظاهر بالنوم لتشهق بصوت عالى عندما وجدت نفسها بين ذراعيه ليجذبها الى حضنه ليلتصق ظهرها بصدره وهو يهمس باذنيها
=هشششش متخافيش انا مش عاوز غير انى انام
ثم يضمها اليه لتهدء ضربات قلبها وهى تحس بهدوء انفاسه فوق عنقها بعد وقت قليل لتدرك انه قد ذهب ف النوم لتنام هى الاخرى سريعا بين ذراعيه.
استيقظت حور تتقلب فوق وسادتها التى احستها ع غير عادتها صلبة تحت راسها لتفتح عينيها فتجد راسها تتوسد صدر رحيم الصلب ويديها تطوق خصره واحدى ساقيها فوق ساقه كما لو كانت تكبله حتى لايهرب منها فشعرت بالدماء تنسحب من وجهها لتحاول النهوض بهدوءحتى لاتقوم بايقاظه وماان حاولت التحرك حتى وجدت نفسها تستلقى ع ظهرها ورحيم يعلو فوقها يقترب من وجهها يقول بصوت اجش
رايحه فين مش تقولى صباح الخير الاول
حور بتلعثم تحاول النهوض
انا…كنت
ليقطع رحيم كلماتها بوضع اصبعه فوق شفتيها يمرره فوقها ويقول بصوت اجش
=هااا مسمعتش يعنى صبااح الخير
جف حلق حور وحاولت التكلم ليخرج صوتها بارتباك
= صصباح ااالخيير
رحيم بصوت شغوف
= الناس المتجوزة مش بتقول صباح الخير بالكلام
اتسعت حدقتيى حور تنظر اليه بتوجس لتجده يقترب من شفتيها يهمس فوقها برقه
بيقولوها كده
وانحنى يقبل شفتيها قبلة ناعمة رقيقة ليجدها تقاوم شفتيه وتحاول ابعاده عنها بضعف وهو مستمر ف تقبلها بنعونة حتى ذابت اى مقاومة لديها لتتحول قبلته الى شغوف عاصفة فور شعوره باستجابتها الخجول له ليظل يقبلها حتى طلبت رئتيهم للهوا ليبتعد عنها يضع جبهتع فوق جبهتها مغمض العين يحاول التقاط انفاسه يقول بصوت اجش هامس كما لو كان يحدث نفسه
=ده انفجار مش بوسة ابدا
خجلت حور من كلماته فاخذت تدفعه بعيدا عنها ليستجيب لمحاولتها المرتبكة لابعاده عنها فينهض عن السرير ينظر الى وجهها المحمر من شدة خجلها يتنحنح يحاول ان يتجاوز لحظة ضعفه هذة فيقول بجمود
=انا هروح استعد للنزول وانتى خليكى براحتك كملى نوم
وذهب ف اتجاه الحمام بخطوات سريعة واسعة فورا دخوله الحمام استلقت حور على الفراش ترفع الغطاء فوق وجهها- تحاول فهم ماحدث مند قليل ومشاعرها المربكة التى احست بها بين ذراعيه فلا تجد اى تفسير لها لتظل ع وضعها هذاتستمع الى تحركات رحيم في الغرفة حتى سمعت صوت باب الغرفة يغلق خلفه بهدوء لتنهض من الفراش لتستعد لهذا اليوم الذى بدء بداية مربكة اضافت الىها المزيد من التوتر
…………………………..
جلس رحيم مع اخيه حمزة ف مكتبه لمراجعة بعض الامور المتعلقة بالاعمال لتمر عدة ساعات ينهض بعدها حمزة يلملم الاوراق ويقول
“”” كده كله تمام ولو فيه اى اوراق عاوزة امضتك هبعتلك حد بيهم “”” نهض رحيم من خلف مكتبه ينظر الى اخيه باعتذار
“””معلش يا حمزة عارف ان الشغل كتير عليك الفترة اللى فاتت “”
ليلتفت حمزة اليه بعتاب
“” عيب عليك يا رحيم وبعدين يا عم انت عريس جديد شغل ايه اللى نشغلك بيه””
تحرك رحيم من خلف مكتبه يتجه الى النافذة ينظر خارجها يضحك بسخرية
“” طبعا عريس جديد “”
انتبه حمزة لنبرة السخرية ف صوت اخيه ليقترب منه يرتب ع كتفه يساله ف اهتمام
“”فى ايه مالك يا رحيم حالك متغير من مدة””
التفت اليه رحيم ترتسم ع وجهه ابتسامة مرارة ساخرة
“”اقولك ايه اذا كان انا نفسى مش فاهم ايه اللى بيحصل معايا””
اقترب حمزة منه يمسك ذرعه يتجه به الى الاريكة ليجلسه ويجلس بجواره
“” طب اتكلم احكيلى يمكن اقدر اساعدك ”
زفر رحيم بتعب””
اقولك ايه ياحمزة ؟ان حالى متغير بسبب انى مش قادر انسى لسارة انها بسهولة وافقت اكون لغيرها انى انام بحضن واحدة اقولك انى من وقت طلبها ده وانا كل اللى بفكر فيه اد ايه انانيتها وحبها لنفسها
نهض بعنف ينظر لاخيه بقسوة
اقولك انى ما بقتش قادر حتى اسمع صوتها متخيل بعد كل حبى ليها يبقى ده حالى معاها وانى حاجة جوايا اتكسرت
صرخ بغضب
فاهمنى يا حمزة انا حاسس انى جوايا اتنين واحد يقولى سامح وانسى دى سارة والتانى مش فاكر ليها غير انانيتها وقسوتها وهى بتقول للكل انها مش عاوزة اولاد منى خلااص يا حمزة انا هتجنن .هتجنن
نهض حمزة يحاول تهدئته ويقول بعقلانية
اللى انت فيه ده طبيعى يا حمزة اى راجل مكانك هيكون ده احساسه وهو شايف مراته بتتنازل عنه لغيرها بالسهولة اللى عملتها سارة بس ف نفس الوقت بقولك حاول تنسى يا رحيم انسى علشان تقدر تعيش حياتك ولا تظلمها ولا تظلم الانسانة اللى دخلتها ف لعبتكم من غير اى ذنب فاهمنى يا رحيم
رفع رحيم راسه اليه يضيق عنينه باستفهام
“تقصد حور”
قابل حمزة نظرته اليه بقوة
ايوه حور فبلاش تقسى ع نفسك وعيش يا رحيم وفكر ببكرة خلاص اللى حصل حصل فلازم تتعامل معاه ع انه امر واقع فاهمنى يارحيم
ثم رتب ع كتفه يقول بهدوء
“”هسيبك دلوقت وياريت تفكر ف كلامى كويس “”
خرج حمزة من الغرفة تارك رحيم ف حيرته تذهب به افكاره الى تلك الصغيرة لترتسم ملامحها امامه وهو يتذكر هذا الصباح وقبلته لها واحساسه بها بين ذراعيه لتغيم عنيه بالمشاعر
و هو يتذكر لحظة استيقاظه صباحا ليجدها تتوسط صدره جسدها الدافىء بين ذراعيه لتمتد يديه تلامس ملامحها الطفولية الرائعة فيظل يتاملها لوقت لايعلم مداه حتى شعر ببداية استيقاظها وهى تحرك راسها فوق صدره فاسرع باغماض عينيه يتظاهر بالنوم حتى لا يتم اكتشافه لكنه لم يستطع المقاومة عندما شعر بها تنسحب من بين ذراعيه ليقوم بسحبها اليه مرة اخرى ويقوم بتقبلها تلك القبلة التى سلبت عقله وادراكه بروعتها وهى تبادله ايها ببراءة لتجعله ينسى كل ماحوله حتى قام بالابتعاد عنها محاولا الخروج من دوامة تلك المشاعر بل الخروج من الغرفة نفسها تلاحقه شياطينه هربا من تلك المشاعر .. اخدذت انفاسه بالتسارع يشعر بتوتره يعاوده فاخذ يتنهد بعمق يغمض عنينه ف محاولة من لتهدئة انفاسه وتلك الافكار التى اصبحت تلاحقه بلا كلل او ملل
نزلت حور الى اسفل وهى ترتدى نفس فستان عقد القران نعم هى تدرى مدى بساطته ولكن ما باليد حيلة فهو الوحيد من بين ملابسها الذى يصلح لاستقبال عائلةرحيم فلتدعى الله فقط ان يمر هذا اليوم ع خير دون ان تسمع احد تعليقات سارة الخبيثة عن ملابسها فهى لاتريد ما يزيد توترها يكفيها ماحدث هذا الصباح ودون ان تدرى وضعت اصابعها فوق شفتيها تتلمسها فهى الى الان مازلت تشعر بملمس شفتيه فوقهم وتزداد ضربات قلبها كلما تذكرت ماحدث نفضت راسها تحاول اجلاءها من تلك الافكار المربكة لتسير ف اتجاه المطبخ تعلم بوجود والدة رحيم به كماهى عادتها كلما كانت لديهم احدى المناسبات لتشرف على كل شيىء بنفسها دخلت حور المطبخ ليصدق حدسها وهى ترى الحاجة وداد تدور ف المطبخ الذى يبدو كخليه نحل وهى تدير كل شيىء فيها ببراعة تقف بجوارها ندى للمساعدة ولم تلاحظ وجود سارة ف الارجاء لتتنفس براحة وهى تلقى بتحيه الصباح بصوت خجول لتلتفت اليها الحاجة وداد وندى بابتسامة بشوش يردون عليها التحية لتندمج سريعا بينهم ويمر الوقت دون ان تشعر به حتى سمعت الحاجة وداد تقول
“” يلا انتم يا بنات اطلعوا غيروا هدومكم قبل الضيوف مايوصلوا
شعرت حور بالدماء تسحب من وجهها تحدق ف ملابسها بصدمة وهى تهمس لنفسها بارتباك
“” اغير ايه ده احسن فستان عندى وبعدين ف الورطة دى “”
لم تنتبه لندى التى لاحظت صدمتها وارتباكها لتمسك بيدها وتلتفت للحاجة وداد
“” مش هنتاخر يا ماما ساعة وهننزل ع طول تعالى يا حور معايا””
سارت حور معها تشعر بالدهشة والارتباك حتى وصلت الى جناح ندى لتفتحه تلك الاخيرة وتدخل حور اليه وهى وتقول بابتسامتها البشوش
شوفى يا حور انا معرفتش اجيب لك هدية بمناسبة الجواز فاعذرينى ملقتش وقت اجيبلك هدية مناسبة
وذهبت باتجاه دولابها تخرج منه عبائة اقل ما يقال عنها رائعة بل غاية ف الروعة وتكمل حديثها
انا عارفة ان اكيد مفيش ف جهازك عبايات وكل لبسك فساتين بس احنا هنا بنستقبل العيلة بعبايات فايه رايك تقبلى منى الهدية البسيطة دى
لم تدرى حور الا وهى تلقى بنفسها بين ذراعيها تقبلها بشدة وعنينيها تترقرق بدموعها لترتب ندى عليها بحنان وهى تقول بمرح
“” يلا روحى استعدى قبل ما الضيوف يوصلوا وخلينى استعد انا كمان “”
ابتعدت حور عنها تهز راسها تبتسم بسعادة تاخذ العبائة منها وتذهب الى غرفتها تسند الى الباب تتنهد براحة وثم تسرع الى الحمام كى تستعد
دخلت حور تلقى بسلام هامس الى الموجودين ف حجرة المعيشة ندى وزوجها حمزة الذين ابتسموا اليها ببشاشة وندى تغمز اليها لتشجعها والحاجة وداد التى ما ان رأتها حتى اخدت تهمس
=ماشاء الله تبارك الله
وسارة التى صدمت من مظهر حور لتشعر بالغيرة تنهش صدرها من مدى جمالها اما رحيم فلم يستطع ابعاد عينيه عنها وهو يتاملها بعينه كما لو كان يقوم برسمها بهم لتخفض حور راسها تحاول ان تدارى خجلها تشعر بالسعادة والثقة فهى تبدو حقا رائعة ف تلك العبائة كما لو فصلت لها فلونها الاسود يناقض بياض بشرتها وينافس لون شعرها الذى هبط حتى اخر خصرها فوقه حجاب شفاف ووهج الفضى المشغول بها العبائة يضفى هالة حولها من التوهج لاحظت حور رحيم يحاول ابتلاع لعابه بصعوبة كما لو كان ف حنجرته شىء يمنع عنه الهواء وتتسع عينيه بانبهار اخفضت راسها تشعر بالخجل من نظراته اليها وتذهب سريعا لتجلس بجوار الحاجة وداد التى قالت لها باعجاب
كويس انك لبستى عباية تستقبلى بيها الضيوف بجد حلوة عليكى اووى لتتكلم سارة تدعى البراءة تنظر الى ندى تتساءل بخبث
ندى مش دى نفس العباية اللى كنتى اشترتيها معايا من فترة
عم الصمت ارجاء الغرفة حتى ردت ندى بارتباك
لا يا سارة مش هى يمكن شكلها بس مش هى
هزت سارة راسها تتدعى الحيرة
= بس انا متاكدة انها نفسها بالظبط يمكن فعلا تشابه
القت سارة بكلماتها تبتسم بخبث لنفسها فهى متاكدة انها هي فاستحالة ان تمتلك تلك الفلاحة مثل تلك العبائة لانها ضمنت هذا باتفاقها مع زوجة ابيها الا تشترى لها ثوب واحد جديد وقبضت ع هذا الاتفاق مبلغ محترما من المال ولن تكون سارة ان لم تشتغل تلك المعرفة لصالحها
>>>>>>>>>>>>>>>>
جلست حور ف وسط تجمع لنساء عائلة رحيم تشعر بالسعادة والفرح فقد احبها الجميع و اشعروها كما لو كانت واحدة منهم فزوجات وبنات اعمام رحيم تعاملوا معها بمودة وترحاب ليسود المرح تلك الجلسة الا سارة التى كانت تتابع مايحدث يرتسم الضيق ع ملامح وجها ولكن لم يعيرها احد الاهتمام واستمرت الجلسة بصفاءها حتى تحدثت ابنة عم لرحيم تقول لحور
= بس انتى ماشاء الله عليكى ادب وجمال بصراحة لما ماما كلمتنى عنك وعن جمالك مصدقتش بس اهو شوفت بنفسى
ابتسمت حور بخجل تشكرها لتتدخل اخرى ف الحديث
حور احنا عازينك تعتبرينا اخواتك ثم نظرت الى سارة بتشفى
_ بصراحة رحيم عرف يختار المرة دى
لتنهض سارة بغضب مغادرة الغرفة لتلتفت اليها الحاجة وداد تقول بعتب
=مكنش له لزوم اللى قولتيه ده يا ورد
ردت ورد بحنق
سامحينى يا مرات عمى بس انتى شايفة كل ما نيجى هنا بتكون مقابلتها لينا ازاى بصراحة حور عكسها خالص تنهدت الحاجة وداد لا تجد ماتقول فهى تعلم صحة حديثها ولكن ليس بيدها ماتفعله مع طباع سارة
استمرت الزيارة لوقت طويل حتى قرروا الضيوف اخيرا المغادرة لتقف الحاجة وداد وجوارها زوجات ابناءها لتودعهم لتتنهد سارة بقرف
=اووووف اخيرا مشيوا صدعونى
هزت الحاجة وداد راسها باسف ولم تعلق ع حديثها ثم تلتفت الى حور
يلا يا بنتى اطلعى اوضتك ارتاحى اليوم كان طويل عليكى وانا كمان هطلع انام يلا تصبحوا علي خير اسندتها حور لتصعد معاها الدرج وما ان همت ندى باللحاق بيهم حتى استوقفتها سارة
=ندى كنت عاوزة اتكلم معاكى
ندى باستغراب “دلوقتي ياسارة مش ممكن الصبح
ردت سارة وهى تاخدها باتجاه غرفة المعيشة
ايوه دلوقتي وبعدين انتى وراكى ايه ما حمزة سافر مع اعمامك ومش جاى غير بكرة و ادم نام من بدرى تعالى بس مش هاخرك
استسلمت ندى لالحاحها وهى تسير معها ليدخوا الغرفة لتترك سارة بابها مفتوح وتجلس بجوار ندى تبدء حوارها
شوفى يا ندى انا متاكدة ان العباية اللى لبستها حور النهاردة دى بتاعتك بس اللى مش قادرة افهمه انتى ليه انكرتى ده
ندى بضيق
=يوووه يا سارة انا مش فاهمة ايه سر اهتمامك بالموضوع ده
سارة تهز كتفيها تتدعى عدم مبالاتها ابدا
= ولا اهتمام ولاحاجة بس حبيت افهم
لترد عليها ندي بملل
=ياستى الموضوع ببساطة ان حور معندهاش عبايات تستقبل بيهم الضيوف فانا عرضت عليها دى كهدية
وقفت سارة تنظر باتجاه الباب تقول بخبث
=اه يعنى العباية فعلا بتاعتك
ندى بصوت عالى تحاول ان تنهى النقاش بهذا الموضوع
ايوه ياستى يعنى كنتى عوزاتني اعمل ايه ف موقف زاى ده وبعدين ياسارة اهى عباية وبكرة اجيب غيرها مش موضوع يعنى
سارة وهى تضحك بسعادة
= لا فعلا عندك حق وعموما انتى اتصرفتى كويس
نهضت ندى تقول بتعب
= طيب اقوم انا اصل خلاص مش قادرة من التعب ولا ف كلام عندك تانى
سارة تبتسم بخبث لا خلاص اللى كنت عوزاه حصل يلا تصبحى ع خير
خرجت ندى من الغرفة غير واعية لتلك التى اخذت ابتسامتها ف الاتساع تقف تخطط كيف تستغل ماحدث ففى اثناء حديثها مع ندى لاحظت وقوف رحيم خارج الغرفة ف نهاية حديثهم وهى لن تفوت تلك الفرصة ابدا
دخلت سارة مكتب رحيم لتجد يعطى ظهره للباب يستند بكفيه على مكتبه يحنى راسه ليهتف بها فور ا دخولها بغضب “”عاوزة ايه ياسارة دلوقت””
تقدمت سارة منه بهدوء”” ابدا انا بس جيت اطمن عليك واشوف ناوى تعمل ايه مع البت دى التفت اليها رحيم بغضب “”ملكيش دعوة يا سارة بالحوار ده ومتسالنيش عن حاجة””
هتفت سارة تدعى اهتمامها””ازاى يا رحيم لازم توقفها عند حدها انت سمعت بنفسك كلام ندى واللى انت مسمعتهوش قبل دخولك ندى كانت بتشتكيلى منها ف اول كلامنا واد ايه اتحرجت منها لما طلبتها منها بكل بجاحة وطبعا اتكسفت تقولها لا انت متخيل مرات رحيم الشرقاوى تطمع ف حتة عباية لتهز كتفيها باسف مصتنع بس اقول ايه هو ده مستواها متوقع ايه من حتة فلاحة غير كده ”
صرخ رحيم”” بعنف سارة خلاص انتهينا من الموضوع ده ومش عاوز اسمع فيه كلمة تانية “” اخدت سارةتقترب منه بدلال”” تقول خلاص يا حبيبى اهدى وتعال نطلع يلا اوضتنا ننام ”
تركها رحيم ليتجه الى مكتبه يجلس عليه يقول بقسوة “”اطلعى انتى يا سارة وبعدين انا فهمتك الاسبوع ده كله هيكون لحور””
ضغطت سارة بغيظ ع اسنانها تحاول السيطرة ع اعصابها تقول “”طيب يا حبيبى خليك براحتك انا هطلع انام تصبح ع خير””
لتخرج وتغلق الباب خلفها تقف امامه تقول بشر “”مش مشكلة اهو اول مسمار يدق ف نعشك ياحور وانا يا انتى””
“””””””””””””””””””””””””””
اخذ رحيم بعد خروج سارة يسير ف ارجاء الغرفة يحاول تهدئة غصبه المستعر قبل صعوده اليها فهو لايضمن نفسه وهو بتلك الحالة ان لا يحطم الغرفة فوقها لينفس عن ذلك الغضب فهو الى الان لايتخيل ما فعلت حتى الان وتعرضه وتعريض نفسها لتلك الاهانة فهو لم يقصر معها بشيىء ولم يبخل عليها بالمال و اعطى لوالدها الكثير لشراء ما تحتاج اليه قبل زواجهم اذا لماذا تدنى بنفسها لتلك الدرجة وتطمع بشيىء بتلك التفاهة دون اى حرج او خجل اخد يتنفس بسرعة وهو يضع اصابعه ف شعره يشد عليه من شد غضبه لتلمع عينه بقسوة ويترك الغرفة يتجه الى جناحهم مقررا النفيس عن ذلك الغضب بمن تسببت به هى ولا احد غيرها اقتحم رحيم الغرفة يدخل اليها تتراقص شياطين غضبه من حوله يبحث بعينيه عنها ليجدها تجلس فوق الفراش شاردة الذهن تتلاعب بخصلات شعرها الغجرى فيتقدم منها صارخا باسمها لتنتفض واقفة بخوف من نبرته الغاضبة ليشير اليها بالاقتراب فتتقدم منه برهبة وما ان وقفت امامه حتى امسك ذراعيها بقسوة جعلتها تطلق اه الم من شدة قبضته عليها ولكنه لم يعير لألمها اى اهتمام وهو يقول بهمس غاضب
=هو سؤال و عاوز اجابة عليه بأه او لا اللى كنت لابساه النهاردة ده بتاعك ولا اخدتيه من ندى
نظرت حور اليه بتوجس وخوف لا تقدر ع النطق ليزداد ضغط يديه قوة يقول صارخا
=انطقى ساكتة ليه
انتفضت حور تجيبه بحروف مضطربة =ااااه…اااخدتها من ندى
نفض ذراعيها بقسوة يشد شعره بغضب ثم يلتفت اليها يهمس بشراسة
ليه…هاااا فاهمينى تاخدى حاجة زاى دى من ندى مش مكفيكى كل الفلوس اللى اتصرفت ع جهازك علشان تحطى نفسك ف موقف زى ده انطقى صرخ باخر كلمة لتنتفض حور بفزع من صوت صراخه وخوفها ظاهر ف عينيها لكنه لم يهتم للحظة ليشدها من ذراعيها حتى مكان خزانة ملابسها ليفلت يدها وقفت تنظر اليه بصدمة عندما وجدته يفتح خزانتها يمد يده داخلها ليخرج ملابسها وهو يقول
كل الهدو………..
ليصمت بذهول وتتوقف يده ف منتصف الطريق ينظر بداخل الخزانة بصدوم لايجد بها سوى ثلاث فساتين معلقة داخل الخزانة العملاقة التى تبتلعهم بداخلها
وقف مذهول مما يرى ليلتفت اليها بعينين متسعتن
=فين باقى هدومك يا حور ؟!
انتظر يسمع ردها فلم ياتيه اى اجابة منها فقد كانت تقف مكانها خافضة رأسها و كتفيها منحنين بانكسار وقف ينظر اليها وهى واقفة ع تلك الحالة ليتقدم منها بخطوات واسعة يمد يده رافعآ رأسها اليه ليعبس بشدة من رؤيته لدموعها التى اغرقت وجهها فاخد يزفر بحنق يقول بانفعال
=طب انتى بتعيطى ليه دلوقتي
ليزداد بكاءها الكتوم تحاول السيطرة ع شهقاتها فيتراجع غضبه فور رؤيته لها بهذا الشكل تنهد باستسلام يمد يده ببطء يمسح دموعها بانامله يقول بجدية حاول اظهارها ف صوته
=اهدى يا حور خلاص ملهاش لازمة الدموع دى
لكن استمرت شهقاتها بالبكاء التى ما عادت تستطيع السيطرة عليها فلم يدرى بنفسه الا وهو ياخذها بين ذراعيه يضمها اليه يحاول تهدئتها فاخذت تقاوم ذراعيه الملتفة حولها والابتعاد فما كان منه الا ان يشدد من احتضانها حتى توقفت مقاومتها لتستكين فوق صدره تذرف دموعها بغزارة بللت قميصه واستمرت ع حالها هذا حتى بدأت شهقاتها بالانخفاض حتى هدئت تماما فاخفض راسه اليها يقول بنبرة مهدئة مازحآ
= هااا هديتى ولا لسه فيه حنفية دموع هتنفجر تانى و تغرق لى قميصى
ابتعدت حور تحس بالاحراج لينظر اليها رحيم ليشير الى الاريكة بهدوء
تعالى ياحور اقعدى نتكلم شوية
لم ترفع اليه انظارها وهى تجلس بجواره وظلت منخفضة الراس حتى تنحنح رحيم ليبدء حديثه بنرة حاولها هادئة
= ممكن اعرف فين باقى هدومك وليه مفيش غير التلات فساتين دول ف دولابك
ظلت حور ع وضعها الصامت منخفضة الراس لا يبدو لديها النية لاجابته ليزفر رحيم بحنق يقول بعصبية
=اظن انى بكلمك وسالتك سؤال ومستنى ردك عليه
وعندما استمر صمتها انفجر غضبه مرة اخرى ليهتف
= واضح ان مفيش عندك نية انك تتكلمى طب احب اعرفك ان لو حصل وعرفت انك طلبتى اى حاجة تانى من اى حد هيكون فيها كلام تانى خالص وصدقينى مش هيعجبك ياحور
لم ينهى كلامه حتى ارتفعت راسها بعنف تنظر اليه باستنكار وعينيها تتوسع بذهول غاضب
= انت بتقول ايه انا من امتى طلبت منك او من غيرك حاجة علشان تكلمنى وتقولى كده
نظر اليها رحيم بجمود قاسى يقول
= ولما تروحى تطلبى من ندى انك تاخدى منها عبايتها وتحرجيها انها متقدرش ترفض تقدرى تعرفينى ده يبقى ايه
نهضت حور بعنف ع قدميها تقول بعدم فهم
=انت بتتكلم عن ايه انا استحالة اطلب حاجة زى دى من ندى هى اللى ادتهالى كهدية هى قالت ليه كده وتقدر تسالها
كمان ضحك رحيم باستهزاء
=ولما هى ادتهالك اشتكت لسارة منك لييه
ارتفعت غصة ف حلقها لتقول بانكسار
طبعا كان لازم اعرف ان فيها سارة رحيم بعنف
_ حور مدخليش سارة ف الكلام ندى بنفسها اللى اتكلمت نظرت حور اليه بذهول
=ندى قالت انى انا اللى طلبتها منها بنفسى !!
صمت رحيم يتذكر كلمات ندى لسارة ليدرك ان ندى لم تقول فعلا شيىء من هذا بل سارة من قالتها بوضوح لاحظت حور صمت رحيم لتتنهد بتعب فعلا
=واضح يا رحيم بيه ان سارة ملهاش دخل ف الموضوع
لتتركه مكانه وتتجه الى الفراش تشد من عليه الغطاء وتتجه الى الا ريكة تحت انظار رحيم المراقبة لما تفعل لتستلقى فوقها تعطيه ظهرها لينهرها بصوت غاضب
=هنرجع لموال الكنبة ده تانى
تجاهلت كلامه واستمرت ع وضعها لتجده يرفعها بين ذراعيه فجاءة ويتجه الى السرير يقذفها فوق بعنف يميل فوقه يستند بكفيه بجوارها محاصرآ اياها بينهم فوق الفراش يقترب بوجه منها يقول بشراسة
تفضلى مكانك هنا ما تتحركيش منه لحد ما ارجعك واياك كلامى ميتنفذش صدقينى هتزعلى جامد من اللى هعمله
ثم رفع رفع حاجبه بشر
= اياكى ارجع القيكى نمتى
ليكمل باقى جملته صارخا بعنف
=فاااااااااااااااااهمة
تراجعت للخلف تهز رأسها بالايجاب وعيونها متسعةبصدمة لينهض معطيا لها ظهره ترتسم ع وجهه ضحكة مرحة ويذهب باتجاه الحمام
وقف رحيم تحت رذاذ المياة المنساب فوق رأسه يسأل نفسه عما حدث منذ قليل اين ذهب غضبه منها والذى كان ف أوجه قبل صعوده اليها وما ان رأي دموعها حتى اصبح كأنه شىء لم يكن فهكذا اصبح حاله مع تلك الصغيرة مرتبكآ حائرآ وهو لايشعر بالراحة لمعرفته بهذا لم يكن من طباعه ابدا التضاد ف افعاله لتأتى هى لتجعل هذا حاله الدائم معها .. وقف تحت المياة وقت طويل يحاول ترتيب افكاره قبل خروجه اليها فهو لن يمرر تلك الليلة قبل معرفة كل ما يشغل فكره فهو منذ ان راى قلة ملابسها الموضوعة ف الدولاب بل انعدامها تدور ف راسه اسئلة لايجد اجابة لها ولن يترك لها الفرصة للهرب حتى يجد تلك الاجابات
خرج رحيم من الحمام يلف منشفة حول خصره يتجه ناحية خزينه ملابسه ليلمحها بطرف عينيه مازالت ع وضعها الذى تركها عليه الا من اتساع عنيها بصدمة لحظة خروجه تتركز انظارها فوق المنشفة بصدمة لتشهق شهقة خافتة جلبت الابتسامة الى شفتيه وهو يراها تضع يدها فوق عنيها تغطى عنهما رؤيته و وجنتيها ينتشر اللون الاحمر فوقهم بشدة جعلت من ابتسامته ضحكة عميقة تتردد صداها ف ارجاء الغرفة من منظرها ليحدثها بعد قليل قائلا بنبرة عابثة
= خلاص تقدرى تفتحى عينيكى
لتفتح احد عينيها تتاكد من كلامه تتبعها بالاخرى لتجده قد ارتدى شورت قصير اسود عليه تشيرت من نفس اللون ويتجه نحوها لتبتلع ريقها بصعوبة
لم تدرى ماحدث بعدها سوى انها وجدت نفسها تستلقى بين احضانه يلف ذراعيه حول خصرها يقربها منه لتتوسد برأسها صدره لتعد الدقائق حتى يأتيها النوم لتهرب من وضعها هذا لتجفل عندما سمعت صوت رحيم الهادىء يحدثها
= حور انا مش بحقق معاكى بس محتاج بجد افهم
قالت بهمس
=تفهم ايه
احست به ياخذ نفسا عميقآ داخل صدره وهو يقول
=كل حاجة يا حور فين هدومك ايه حصل بينك وبين ندى عاوز اعرف كل حاجة
قالت بامل تزايد بداخلها رغما عنها من اهتمامه
= ولو قولتلك هتصدقنى
قال رحيم دون ان يحاول تغييروضعية نومهم حتى تشعر بالراحة ولا تتوتر عند مواجهته
=جربى و اتاكدى اني هسمع كل كلامك
اخذت حور نفسا عميقا لتبدء بسرد كل ماحدث من زوجة ابيها بداية من رفضها شراء ملابس لها للزواج حتى رفضها حتى شراء ثوب تستطيع الحضور بيه عقد القران وتعمدت عدم ذكر معرفتها بتهديده لابيها ف حاله لو تركته احست بغضبه يتصاعد وانفاسه تتعالى كلما استمرت بالحديث لتنهض سريعا تجلس تواجهه تحاول التبرير لزوجة ابيها حتى تهدء من غضبه فلا يطال ابيها لتقول بارتباك
بس هى عندها حق اخواتى لسه صغيرين وطريق تعليمهم طويل وبابا مش معقول هيفضل يشتغل طول عمره علشان كده انا والله مش زعلانة منها
اخذ رحيم ينظر اليها كما لو كان يراها لاول مرة ليشدها اليه مرة اخرى لتستلقى فوق صدره ليقول بصوت اجش حاول جعله هادىء
طيب وموضوع ندى؟
احست حور بالغصة ترتفع ف حلقها لتذكرها هذا الامر فاخذت تقص عليه كل ماحدث بينها وبين ندى دون ان تغفل ذكر شىء لتقول بعدها بارتباك
رحيم انا استحالة كنت اطلب حاجة زاى كده من ندى وهى لولا انها قالت انها هدية منها انا مكنتش اخدتها منها ابدا
رفعت راسها تنظر الى وجهه تقول بامل. صدقنى يا رحيم
احس بتماسكه يتداعى عند نطقها لاسمه بتلك الطريقة فاخفض راسه يقبل جبهتها بحنان يقول بخفوت
نامى يا حور دلوقتى اليوم كان طويل عليكى واكيد تعبتى
ليشدد من احتضانه لها فتغمض عينيها براحة تحس انه قام بتصديقها رغم انه لم ينطقها بالكلمات لتغرق ف النوم سريعا غافلة عن ذلك الذى غرق ف افكاره السوداء يقضى ليلته بلا نوم يغشى عينيه غضب اسود
……………………………………….
استيقظت حور تتقلب فوق الفراش ترتسم ابتسامة سعيدة فوق شفتيها لتسكن حركاتها فور سماعها تحيته الصباحية لها بصوته الرجولى الاجش الذى اصبح يربكها ويثير اضطرابها بطريقة لا تحتمل لتنهض فورا جالسة غير واعيه لمظهرها وشعرها المشعث تراه مرتديا بنطلون من الجينز اسود اللون وقميص رمادى تعلو ستره سوداء ليقترب منها جالسا بجوارها ع الفراش يمد يده ليرتب تلك الخصلات برفق يرجعها خلف اذنيها بنعومة يسالها بلطف
= عاملة اية دلوقت ؟ نمتى كويس ؟
ابتسمت بتردد ع سؤاله بهزة من راسها ليقول لها ومازالت انامله تعبث ف شعرها
=طيب قومى اجهزى وحضرى نفسك علشان بعد الفطار ورانا مشوار نعمله سوا
اتسعت عينيها بذهول وهى تشير اليها واليه وتقول بكلمات غير مترابطة =سوا…..اانا وانت…..مشوار ؟!
ليرد بضحكة خافتة
=ايوه انا وانتى يلا اجهزى بسرعة وانا مستنيكى تحت
ثم ليقوم بتمرير اصبعه فوق انفها بمداعبة قبل ان ينهض ويتجه الى الباب ثم يتوقف ويلتفت اليها قائلا
=متتاخريش
استمرت حور ع وضعها حتى بعد خروجه من الغرفة تحس بضربات قلبها تتسارع لتضع يدها فوقه تحاول ان تخفف من سرعة تلك الخفاقات لتحدثه كما لو كان شخص يقف امامها تقول بانفاس متقطعة
ايه حكايتك كل ما يكون جنبك تدق بشكل ده اعقل كده وبلاش احلام تنهدت بصوت خافت تنهض سريعا لتستعد بسعادة تتقافز داخلها رغما عنها
نزلت حور لتجد الجميع متجمع حول مائدة الطعام الا سارة لم تجد لها اثر وهذا اراحها فهى لاتريد رؤيتها ولاتدرى رد فعلها ان راتها فذهبت للجلوس بجوار والدة رحيم تبتسم لها بخجل فلاحظت فور جلوسها توتر الجو من حولها واضطراب نظرات ندى اليها كما لو كانت تحول الاعتذار لها بعنيها وبجوارها زوجها العابس بشدة ع غير عادته كذلك الحاجة وداد اما رحيم فهو الوحيد الذى ابتسم ما ان راها حتى قال لها
هاا ياحور استعديتى علشان نتحرك بعد الفطار ع طول
هزت حور راسها وهى تحس بتوتر الجو من حولها ينتقل اليها لتشرع ف تناول طعامها بصمت اتنهى فور ان نهض يرحيم يقول لاخيه
=حمزة تعال ف الكتب ثوانى
لينهض حمزة فورا ليذهبا معا ف اتجاه المكتب لتظل حور وندى والحاجة وداد حول المائدة لتتنحنح الحاجة وداد وهى تنهض سريعا وتقول
= اقوم اشوف عاملين ايه ف الطبخ وجهزوا ايه للغدا
وتنطلق فور حديثها لتغادر سريعا ليعم الصمت بعد خروجها حتى قطعته ندى بصوت خجل
حور انا عوزة اعتذر لك ع اللى حصل بس والله انا ما قلتش ابدا الكلام اللى وصل لرحيم ده واسفة جدا لو اتسببت ليكى ف مشكلة
نظرت حور اليها بدهشة وعدم فهم لتسرع ندى القول
اصل انتى متعرفيش رحيم نزل النهاردة وقلب الدنيا فوق دماغ سارة واحنا طبعا مكناش فاهمين ايه حصل لحد ما رحيم سالنى عن موضوع العباية وعرفت ان سارة وصلت كلام ليه محصلش
لتتسع عينيها بذهول
ياااه يا حور لو كنت شوفتيه وهو بيزعق ليها انا اعرف رحيم ف غضبه بيكون صعب بس دى اول مرة اشوفه كده ومع سارة بالذات وطبعا هى مستحملتش غضبه وكلامه معاها بشكل ده وطلعت اوضتها من وقتها
توقفت قليلا عن الكلام ثم تقول باسف =بس هى بجد زودتها اووى المرة دى علشان كده حبيت اعتذرك عن اى اذى ممكن اكون اتسببت ليكى
فيه ظلت حور تستمع الى كلامها وبداخلها مشاعر متناقضة مابين الفرح لدفاع رحيم عنها فهو لم يمرر ماحدث مرور الكرام بين الخوف من ان يظنها الجميع سببا لتلك المشكلة بينه وبين سارة بشكواها الى رحيم افاقت من افكارها ع اعتذار ندى لها لتقول لها باطمئنان
حصل خير انا مش زعلانة ابدا وبعدين انتى ملكيش ذنب ف اللى حصل
ندى بحزن
انا حاولت افهم حمزة انى مليش دخل ف اللى حصل بس هو مصمم انى لو ماكنتش اتكلمت مع سارة من الاساس ماكنتش سارة لقيت الفرصة تعمل المشكلة دى
فهمت حور ان ندى اكثر ما يؤلمها هو غضب حمزة منها لتحاول التهوين عنها وتقول بمراعاة
معلش ندى هو بس غضبان دلوقت شوية لما يهدى اتكلمى معاه تانى
ابتسمت ندى لها بمحبة تهز راسها تؤكد ع كلامها لتقول بعد ثوانى بنبرة يغلب فضول عليها
متعرفيش هتروحى مع رحيم فين ؟ لتكمل حديثها باسف واضح اصل هو مرضاش يقول ابدا كل اللى قاله انكم هتخرجوا سوا
لتضحك حور من لهجتها وتقول =صدقينى انا نفسى مش عارفة كل اللى قاله اجهزى عندنا مشوار سوا
ضحكت ندى بمرح
اه لو كنت شوفتى سارة لما رحيم اتكلم عن خروجكم كانت كانها هتقتل قتيل وقتها
لتقهقه ضاحة
= وطبعا مش هقولك مين هو القتيل ليعدى مرحها حور لتضحك هى الاخرى وهى تدرى من المقصود بكلامها ليدخل رحيم الغرفة ليفاجاء بوجهها الضاحك واشراقته وهى تجاهد لايقاف تلك الضحكات لتخطف انفاسه وتتجمد نظراته فوق قسماتها الضاحكة فتراه حور واقفا بتلك الحالة لتتوقف ضحكاتها تحس بضربات قلبها تعاود التصاعد بقوة فتخفض راسها خجلا من تلك النظرات لتسمعه يقول بصوت اجش
= جاهزه يا حور
رفعت راسها تبتسم بخجل تقول
=ايوه جاهزة
ليبادلها ابتسامتها بنعومة يمد يده اليها =طب يلا بينا
فتح رحيم باب السيارة الامامى لحور لتجلس بارتباك ثم التفت الى بابه يجلس خلف المقود ليتحرك بالسيارة مخرجا ايها من القصر ليسود العربة جو من الهدوء فحور غارقة ف افكارها تتسال عن المكان الذى يقصدونه تشعر بالفضول والاثارة تتصاعد بداخلها رغماعنها لذهابها معه لمكان ما معا لتندمج ف المناظر التلاحقة من نافذة السيارة بسعادة فرحيم كان يقود السيارة بهدؤء كما لو كانوا ف نزهة ووقت العالم كله ملكا لهم لكنها لم تستطع مقاومة فضولها اكثرمن هذا لتلتفت اليه تساله بلهفة لم تستطيع مدارتها ف صوتها
=رحيم هو احنا رايحين فين التفت اليها يبتسم لها ويقول
=خليها مفاجئة وانا متاكد انها اكيد هتعجبك
اخفضت راسها تنظر الى ملابسها بتوجس وتقول بقلق
= بس انا خايفة بس ان هدومى تكون مش مناسبة للمكان اللى هنروحه
نظر رحيم اليها يبتسم يحاول طمئنتها قائلا
بالعكس فستانك جميل جدا ومش عاوزك تقلقى من حاجة عوزاك بس تستمتعى باليوم ومش مطلوب منك اكتر من كده
ردت حور ابتسامته ولكن لم تستطيع محو قلقها من داخلها لتستمر رحلتهم قرابة الساعة لتتوقف السيارة امام احدى المحال الكبرى المشهورة ببيع الملابس ذات المركات العالمية لينزل رحيم ويلتفت الى باب حور ينزلها منه دون كلمة لتنظر الى واجهة المحل بتوجس وخاشية وتسير بجواره الى داخل المكان الذى ما ان دخلوا حتى اسرع باستقبالهم سيدة اربعنية العمر انيقة الملبس بدرجة كبيرة ومعها فتاتين يبدويان مساعدتين لها لا يقلن عنها اناقة جعلت حور تتملل بقلق ف وقفتها هتفت السيدة بترحاب شديدة =اهلا يا رحيم بيه شرف لينا زيارتك للمحل
ابتسم رحيم برسمية
=اهلا كريمة هانم ياترى اللى طلبته حصل؟
كريمة بلهفة
طبعا يارحيم بيه المكان كله ملك ليكم النهاردة وكل اللى حضرتك امرت بيه حصل
ثم اشارت بيدها اتفضل معايا
ساررحيم خلفها يمسك بيد حور التى كانت ترتعش برهبة مما تراه حولها لتدخلتهم تلك السيدة مكان يبدو كغرفة استقبال ليجلس رحيم وحور فوق الاريكة الجلدية الموجود ف الغرفة امامهم اكواب من العصير لاتدرى متى اتى بها لتنتبه الى تلك السيدة تحدثها
اتفضلى معايا ياهانم
التفتت حور الى رحيم بتساؤل ليشير لها بالذهاب لتذهب معها الى غرفة ملحقة صغيرة نسبيا عن الغرفة الرئيسية تبدو كغرفة للقياس لتعطيها فستان من اللون الاحمر الداكن رائع الجمال تشير اليها بالدخول دخلت حور واسرعت ف ارتداء الفستان ووقفت اما المراة الكبيرة تنظر الى نفسها بتعجب لا تصدق ان من تقف امامها ف تلك المراة هى نفسها فقد كان الفستان كما لو كان مصبوب فوق جسدها يرسم كل منحنى فيه بشكل رائع ولونه الاحمر الداكن يبزر بهاء بشرتها ويضفى عليها نعومة احست بالسعادة تغمرها فهذه هى مرتها الاولى التى ترتدى فيها فستانا لتبدو بهذا الجمال عليها لتخرج من غرفة القياس تكاد السعدة تبرز من عينيها تقف امام السيدة كريمة التى ما ان راتها اخذت تصفق بسعادة وانبهار
= روووعة انا مكنتش اتخيل انه هيكون بالجمال ده عليكى
وامسكت بيدها
= تعالى نروح لرحيم بيه نعرف رايه ف الفستان
وقفت حور فجأه تسحب يدها منها تقول بارتباك مذعور
= لا لا مش ممكن اخرج قدامه كده
نظرت لها السيدة كريمة بتعجب
= بس يا هانم دى اوامر رحيم بيه لازم كل فستان يشوفه عليكى بنفسه
بهتت ملامح حور بخوف تهز راسها لتسير خلفها تقدم قدم واتاخر اخرى حتى وقفت امامه ليرفع راسه اليها وعبنيه تسير بانبهار عليها تتمتم شفتيه بكلمات هامسة غير مفهومة ثم فجأة اخرج لعنة مخنوقة ويهب واقفا ع قدميه ليقول بتوتر وتصلب
ايه ده يا كريمة هانم مش ده اللى قلت عليه لا لا لا استحاله ناخد الفستان ده وياريت اللى قولت عليه يتنفذ
ثم نظر الى حور ليلاحظ خيبة املها تترسم ف عينيها ليظهر تعبير حيرة فوق وجهه لم يستمر طويلا وهو يعاود النظر للفستان مرة اخرى ليهز راسه بحزم وصوت قاطع
=مستحيل ناخد الفستان ده يلا يا حور روحى غيرى الفستان ده
ذهبت خلف السيدة مرة اخرى تشعر بخيبة الامل فهى قد اعجبها الفستان بشدة ولكنها لم تستطع قول هذا له لتستمر ع هذا الحال من تغير الفساتين امام انظار رحيم لينتهى بها الامر وقد احضر لها العديد من الفساتين النهارية والسهرة والكثير من عبائات الاستقبال وملابس بيتية مريحة حتى الملابس الداخلية لم يغفل عنها ثم خرجوا من المحل بعد ان تم وضع كل المشتريات ف السيارة ليأخذها رحيم الى محل للمجوهرات تمت معاملته فيه كما لو كان احدى الملوك لتفاجىء برحيم يطلب منها اختيار خاتم من عديد وضع امامهم لتقول بدهشة “”ايه اانا؟
ضحك بمرح
هو فيه حور غيرك ف المكان
لكنها اخذت تهز راسها برفض وتقول =لااا لااا انا مش عاوزة
ضغط يا رحيم شفتيه يقول من تحت اسنانه
حور بلاش شغل عيال واختارى يلا لكنها ظلت ع تصميمها الرافض ليرجع بظهر فوق مقعده ينظر اليها وتفكيره يذهب به الى سارة التى لو كانت ف نفس موقفها لما ترددت ثانية واحدة باختيار الاغلى والاكبر حجما دون لحظة تردد او تفكير رجع بفكره الى الجالسة امامه والتى ترفض حتى النظر الى المعروضات امامها ليحسم امره وينتقى هو لها خاتم ذو فصوص ناعمة ومعاه خاتم مطابق له ذو جحم اكبر وامسك يديها بشدة وهو ينظر اليها نظرة تحذرية لها من محاولة اعتراضه للبسها الخاتم ف اصبعها برقة ونعومة اذابت قلبها الذى تقاذفت دقاته بصوت عالى حتى خشيت ان يسمعها جميع من حولها ليبتسم لها بحنان ثم يلتفت ال البائع يتتم حديثه معه استمر يومها معه بسعادة بذهابهم الى احد المطاعم لتناول الغذاء ليمر الوقت دون ان تشعر به وقد احست كما لو كانت تولد من جديد تتقافز داخلها مشاعر تجعلها تحلق ف السماء لتحين رحلة العودة فتجلس بجواره اف السيارةتنظر نحوه كل لحظة من تحت اهدابها تريد رسم ملامحه الرجوليه خلف جفونها لتظل صورته معها دائما

اخذت سارة تفرك يديها وهى تجلس فوق الاريكة تارة و تارة اخرى تنهض لتتحرك فى ارجاء الغرفة بغضب اعمى و ندى تراقبها وتهز كتفيها بلا مبالاة لتصرخ سارة بعنف
= انا هتجنن راحوا فين كل ده اخد البت دى وراح فين
لتقول ندى
= اهدى يا سارة مش كده
التفتت اليها سارة
اهدى بتقوليلى اهدى وانا عارفة ان جوزى خارج مع واحدة غيرى طول اليوم ومش عارفة فين وتقوليلى اهدى ا ه لو قدامى دلوقتي كنت قطمت لها رقبتها
ثم اتبعت كلامها بحركة من يدها كما لو كانت تلوى شيء بكل غل نظرت ندى اليها لاتدرى اتتعاطف معها وهى تراها بتلك الحالة وتحاول التهوين عنها ام تتجاهلها وتنهض من المكان فهى لاتريد مشكلة اخرى معها وخصوصا انها لم تعد تستطيع التكهن بافعالها مرت الدقائق وسارة ع تلك الحالة حتى سمعت صوت سيارة تتوقف ف الخارج لتهب سريعا تذهب الى النافذة تنظر الى الخارج لتتغير ملامحها للشراسة وهى تقول
=اهم شرفوا
وتهب سريعا للخروج من الغرفة لتفتح باب القصر الخارجى تنتظر امامه تتابع بعينيها رحيم ينزل من سيارته ويتجه الى باب حور يفتحه وهو يبتسم لها لترد حور له ابتسامته بخجل احست وقتها سارة بالنيران تشتغل بداخلها وهى تراه قادم باتجاهها يمسك بيده يد تلك الفتاة كما لو كانت طفلة صغيرة يحاول حمايتها لتبادر باستقباله ف محاولة منها لتجاوز شجارها معه ف الصباح لتبدو الامور طبيعية لتضع كفيها فوق كتفه وتميل عليه تقبل وجنته وهى تقول بصوت حاولت اظهاره طبيعيآ
=اهلا حبيبى واحشتنى
راقبت حور استقبال سارة لرحيم بشىء من الضيق وهى تراه يضع يده فوق خصر سارة يضمها بخفة ثم يبتعد دون اى تعبير ع وجهه ليقول بهدوء
= اهلا ياسارة
لكن سارة لم تفوت فرصتها وامسكت ذراعه تشده لتذهب معه الى الداخل تحاول اظهار السعادة وانها تجاوزت شجارهم تقول بهمس مغرى
= انا مستنياك ع الغدا من بدرى بس انت اتاخرت عليا اووى
راقبت حور ما يدور وهى تسير خلفهم تستمع الى حوار سارة الهامس مع رحيم تحاول لا تعيرهم اهتمام ولكنها ارهفت سمعها لتستمع الى رد رحيم عليها يقول بجمود
=معلش يا سارة اتغدى انتى احنا اتغدينا برا
تصلب جسد سارة عقب سماعها لاجابته ولكنها حاولت عدم اظهار ذلك لتقول بمرح مصتنع
=مفيش مشكلة يا حبيبى المهم انك جيت بالسلامة
دخلوا جميعا غرفة الاستقبال لتجلس حور بجوار ندى التى ابتسمت فور دخلوها تقول لها فور جلوسها بفضول بهمس
شكلك مبسوط روحتوا فين احكيلى لترد حور بنفس الهمس
= هقولك بعدين
ونظرت بطرف عنينها ناحية سارة لتفهم ندى مقصدها ولم تمر ثوانى حتى دخلت احدى الخادمات تقول باحترام “”رحيم بيه كل الشنط والحاجات اللى ف العربية نزلت تحب نوديها فين
قال رحيم بهدوء”” طلعيهم اوضة حور هانم
لتلتفت اليه سارة تساله بجمود =حاجات ايه دى يا رحيم
ليرد رحيم دون الالتفات اليها بنفس الهدوء
= حاجات تخص حور
سارة بعصبية
= ايوه يعنى ايه هى الحاجات دى
التفت اليها يقول
=حاجات ميخصكيش تعرفيها ياسارة
لتهب واقفة تقول باستهجان
ميخصنس ازاى انا لازم اعرف الحاجات دى والا….
وقف رحيم يقابلها يقول بتحدى هادىء =والا ايه يا سارة كملى كلامك احب اسمعه
تلعثمت سارة بالكلام وهى تقول
= انا… ه…
ثم ضربت الارض بقدميها بغضب
= انا لازم اعرف انت اخدت البت دى ورحتوا فين واشتريت لها ايه بالظبط
اقترب رحيم من وجهها اكثر ليقول بغضب بارد
= قلتلك ميخصكيش ومش عاوز اسمع كلمة تانية
ادركت سارة من حديثه انها قد خسرت بطريقتها تلك فهى ادرى الناس بان رحيم لاياتى ابدا بالعند فقررت اللجوء لسلاحها المعتاد معه الا وهو دموعها لتغرق عينيها بدموعها وهى تنظر اليه وترسم خيبة الامل فوق وجهها
=كده يا رحيم لتانى مرة النهاردة تتكلم معايا بالطريقة دى
ثم انهارت بالبكاء لتخرج من الغرفة ف مشهد تمثيلى رائع
“”””””””””””””””””””””
بعد خروجها العاصف من امامه انتظرت ف غرفتها تنتظر حضوره اليها تعلم جيدا انه لن يستطيع ان يمرر بكاءها امامه و سيحضر لمصالحتها وهذا ما حدث بالفعل فقد جاء اليها ليجدها مازالت علي بكاءها ليضمها اليه بهدوء يقول↚
=انا مش فاهم انتى بتعيطى ليه دلوقتي
لتزيد من تصنعها البكاء وهى تقول علشان
=انت اتغيرت معايا وبقيت ع طول عصبى مش مستحمل منى كلمة عن الهانم
زفر رحيم يحاول تجاوز حديثها بتلك الطريقة ليقول
سارة هترتاحى وتريحينى لو فعلا بداتى تأقلمى نفسك ان حور مراتى زى ما انتي مراتى بالظبط وبلاش كل شوية مشكلة ملهاش داعى
رفعت راسها تقول بعبوس
انا يا رحيم بحاول اعمل مشاكل وهعملها لمين لحتة البت الفلاحة دى زفر رحيم بغضب يبعدها عنه بقوة
تانى يا سارة هترجعى لنفس الطريقة ليكمل صارخا
=افهمى دى مراتى ومش هسمح لحد يتكلم عنها باى طريقة متعجبنيش
احتدت سارة هى الاخرى تنسى كل ماحدثت به نفسها عن محاولة جذبه اليها لتقول بسخط وغيرة عمياء بصوت عالى النبرات
محدش يبقى مراتك غيرى وحتة البت دى جاية بس تجبلك الولد يعنى حاجة تخلف وبس
احس رحيم بالنيران تشتعل بداخله من حديثها ليقول بغضب ضاغطا على كل حرف يخرج من شفتيه بتصلب
بالظبط الولد اللى انتى رفضتى تكونى امه
ويرفع سبابته يضغط بها فوق جبهتها ليكمل حديثه ببطء
وياريت الدماغ دى تفهم الكلام ده كويس
ثم يلتفت مغادرا الغرفة بخطوات متصلبة مغلقا الباب خلفه بقوة اهتزت لها ارجاء الغرفة لتقف سارة تنظر الى الباب ونار حارقة تكوى قلبها تشعر بسواد غيرتها يغطى كل شيىء امام عنيها لتقول بحقد
=كده يا رحيم طب ما بقاش سارة اما عرفت الفلاحة دى مقامها ف البيت ده
وقفت حور ف غرفتها تنظر الي تلك المشتريات التى تراصت من حولها تشعر بتلاشى فرحتها بها بعد ان كانت السبب مرة اخرى بمشكلة جديدة بين رحيم و سارة التى بعد خروجها العاصف من الغرفة وقف رحيم يمرر يده فوق وجهه يزفر انفاسه بحدة ثم التفت الى حور يهم بالحديث اليها ليصمت مغيرآ رأيه ليلتفت مغادرآ الغرفة دون كلمة واحدة ليعم الصمت التام بعد خروجه لوقت طويل حتى تحدثت ندى بنبرة حاولت اضفاء المرح عليها
= حور تعرفى ان أدم بدء يتكلم و ينادى عليا انا و باباه و حمزة هيتجنن بيه
ادركت حور محاولتها ان تجعلها تتجاوز ماحدث منذ قليل لتبتسم لها بضعف وتقول
=ربنا يخليه ليكم يارب
صمتت ندى لا تدرى ما تقوله لتلتفت حور لها تقول باعتذار
= ندى انا اسفة بس ممكن تعذرينى انا عاوزة اطلع اوضتى ارتاح
لتقول ندى بلهفة وهى ترتب علي يدها بلطف
= اتفضلى يا حبيبتى انا عارفة زمانك مرهقة بعد كل اللى حصل
نهضت حور لتبتسم لها بأسف لتغادر وتذهب الي غرفتها وها هى موجودة بها منذ وقت ليس بالقليل تنظر الى كل تلك الاشياء لتقرر بعد حين ان تقوم لترتيبها ف خزانتها لعل الوقت يمر حينها لتنهض تضعها في اماكنها المخصصة لها ف الخزينة وبدأت تشعر بالسعادة تعاودها وهى تنظر الي كل تلك الملابس بفرحه كفرحة طفلة ليله عيد بملابسها الجديدة حتى لمحت ذلك الشيىء ذو اللون الأحمر والملمس الناعم بينهم لتتوقف يدها فوقه برهبة فهى تتذكر جيدا انه لم يكن من بين الملابس شيىء بهذا اللون سوى ذلك الفستان الذى رفض رحيم وبشدة شراءه لها فها من المعقول انه….؟ امسكته بيد مرتجفة تخرجه من غلافه لتشهق بفرحة عندما رأت انه هو بالفعل اذآ فهو لاحظ اعجابها الشديد به ليقرر احضراه لها اخذته بفرحة تضعه فوق جسدها تسرع ف ارتدائه فورا لتشعر بتلك السعادة تعاودها مرة اخرى وهى تقف امام المراة ترى نفسها وقد حلت عقدة شعرها لينساب بنعومة فوق ظهرها والفستان يلتف حول منحانيتها يرسمها بروعة فاخذت تتحرك بنعومة بحركات راقصة وهى ترفع شعرها بيدها تنظر بسعادة الى المراة غافلة عن الباب الذى فتح بهدوء وبذلك الواقف ينظر يكاد يلتهمها بعينيه
دخل رحيم الى جناحه مع حور يشعر بالتعب و الأرهاق بعد حديثه الغاضب مع سارة وكان قد قرر الذهاب الى مكتبه يعمل قليلا لعله يخرج من تلك الحالة ليتذكر حور و خروجه من الغرفة دون توجيه كلمة لها يعلم انها من المؤكد احست بالسوء بعد كل ماحدث فقرر الذهاب اليها ليتحدث قليلا معها ليفتح الباب بهدوء يهم بالدخول ليتسمر مكانه تتسع عينيه بذهول وهو يرى تلك الحورية بفستانها الاحمر تتمايل امام المراة بنعومة غير مدركة لوقوفه الصامت ليشعر بالحرارة تغزو جسده مع كل حركة راقصة منها عينيه تلتهمها بشغف لم يستطيع السيطرة عليه مدركا بانه نفس احساسه عندما خرجت اليه اول مرة بذلك الفستان مشعلة فيه مشاعر لم يعرفها ابدآ ف حياته لتقفز فكرة سوداء الى عقله لتتغير تلك المشاعر الى جنون اعمى وهو يدرك انه من الممكن ان يراها رجلا غيره بتلك الصورة ليهب من مكانه و يرفض رفضآ قاطعآ هذا الفستان رغم علمه بمدى اعحابها به وهو يرى مدى خيبة أملها بعد رفضه الحازم ليشعر بالذنب يهاجمه ليحاول السيطرة عليه لكن ذلك الاحساس انتصر عليه بالنهاية ليطلب من السيدة كريمة وضع الفستان بين المشتريات مرة اخرى لكنه احس بعد رؤيته لها مرة اخرى به بالندم لمطاوعة نفسه بشراءه لها اخذ يتقدم دخل الغرفة بخطوات خفيفة ختى وقف خلفها لتنعكس صورته معها بالمراة لتشهق وهى تلتفت واضعة يدها فوق صدرها برعب فلم يستطيع المقاومة اكثر فقام باحاطتها بذراعيه يضم جسدها اليه واضعا يده فوق خصرها النحيل يقول بهمس اجش
= واضح ان الفستان عجبك
رمشت بعينيها عدة مرات تهزر راسها بتردد تتحرك معها خصلات شعرها ليمد يده برقه يزيح خصلة متمردة من شعرها الغجرى يضعها خلف اذنيها يلامس وجنتيها التى اخذت بالاشتعال من شدة خجلها وهو يقترب بشفتيه من شفتيها يهمس امامها
=طب مفيش مكافأة للي جبلك الفستان
اخذت ترتجف بين ذراعيه تحس بقدميها كالهلام لا تقوى ع حملها لترفع كفيها تستند بهم بضعف ع صدره فلم يستطيع المقاومة اكثر فاخفض شفتيه مقبلآ ايها برقة ونعومة مشددآ من احتضانه لها مستمرآ ف تقبيلها برقة شديد يستكشف بها ردة فعلها لتتحول القبلة من قبلة رقيقة الى قبلة عاصفة ينزع بها استجابة خجول منها وهى غارقة ف قبلته التى سرقت الانفاس منهم لتشتعل بينهم تلك النيران لفترة قبل ان يفلتها متنهدآ يدفن وجهه ف حنايا عنقها يهمس بخشونة منقطع الانفاس
=حور الفستان ده استحالة حد يشوفك بيه غيري ده لعينيا انا وبس
ابتعد عنها ببطء ليراها مازالت مغمضة العين فمد انامله يمررها ببط فوق جفونها برقة لتفتح عينيها يغشهما بريق مشع تنظر اليه بخجل شديد جعله يشعر بالشفقة عليها يدرك باضطراب مشاعرها امامه ليتنحنح يجلى صوته يقول
=هنزل المكتب عندى شوية شغل ويغمز بعينيه وانتى كملى اللى كنت بتعمليه
لتشتعل وجنتيها مرة اخرة فاخذ يمرر انامله فوقهم برقة ثم يتحرك بتردد ناحية الباب تارك الغرفة يعبر الممر غافلا عن العينيان من كانت تقف خلف الباب ترى وتسمع كل شىء
“”””””””””””””””””””””””””””””””
فور تاكدها من ذهاب رحيم انطلقت تحركها غيرتها الى داخل الجناح تدفع بابه بعنف تنظر الى تلك التى مازالت واقفة مكانها تنظر اليها بذهول فاخذت سارة تمرر عينيها فوقها بغل يرتسم فوق ملامحها وهى تراها امامها بذلك الفستان المثير وشفتيها منتفخة من اثر قبلته لها فهى شاهدت كل ماحدث بينهم وهى تتوارى خلف الباب من مغازلته لها حتى قبلته الشغوف لتلك الحرباء عندما حضرت لتتحدث اليها لتتفاجىء بوجوده معها لتندفع الى الغرفة فور خروجه منها وها هى تقف امام غريمتها تقول باستهزاء وهى تتقدم داخل الغرفة
= ايه يا برنسيسة اتخضيتى كنت فكرانى حد تانى
تابعت تقول بحقد
=اوعى يا بت انتى تنسى انت هنا ليه ولا مقامك ايه شكلك محتاجة انى كل شوية افكرك ولو نسيتى انا جايه دلوقتى افكرك
نظرت حور اليها تقول
بثقة لا انا عارفة يا سارة هانم عارفة انا هنا ايه انا مرات رحيم وان شاء الله ام لاولاده انتى بقى اللى مش قادرة توصلك المعلومة فده مش ذنبى
اقتربت سارة تقول بخبث حاقد
ايووووه بالظبط انتى هنا علشان تجيبله الاولاد اللي انا كنت ممكن بسهوله اجيبهم له
ثم هزت كتفيها بدلع ودلال
بس اقول ايه لرحيم اللى خايف عليا من الحمل والتعب وطبعا جمالى فدور ع بديلة
اكملت بخبثها
طب مسالتيش نفسك ليه انتى بذات مع انه كان يقدر يتجوز اجمل البنات ومن اكبر العائلات ثم اخذت بالضحك بصوت عالى
فكرى فيها انتى بقى بنت فقيرة كانت تعتبر خدامه هى واهلها عنده يعنى يوم ما يفكر ياخد منها الولد عمر ماحد هيقدر يقف قدامه يقوله لا فهمتى يا حلوة
ثم التفت تريد الذهاب تاركة حور تغرق في كلماتها المسمومة لتقف مره اخري وتقول
اه نسيت
ثم اخذت تقترب من حور تقول بغل وحقد =الخدامة مش ممكن تحط راسها براس اسيادها
وفي لحظة خاطفة امسكت باطراف ثوب حور من المقدمة تمزقه بقوة وغل حتى منتصفه لتصرخ حور وهى تبتعد عنها برعب تحاول لملمة اطراف الثوب تقول بخوف
= انتى اكيد مش طبيعية لا يمكن يكون ف حد طبيعى جواه كل الغل ده
ضحكت سارة باستهزاء
حلو الكلمتين دول برافو متنسيش بقى تقوليهم لرحيم وانتى بتشتكيله من سارة الشريرة
ثم التفتت تخرج من الغرفة بخطوات بطيئة متباهية تاركة حور تدور الدنيا من حولها تلتمع عينيها بدموعها الحبسية و قدميها تهدد بالانهيار لتجلس فوق الفراش تحدث نفسها بذعر
معقولة كلامها صح وهو ده اللى ناوى عليه معايا طب وطيبته وحنيته هما كمان ممكن يكون جزء من تخطيطه ليا انا خلاااااااص تعبت
لتنفجر ببكاء مرير ع قلب وحياة لم يكتب لها فيهاابدا السعادة
دخل رحيم ليجدها جالسة فوق الفراش ساندة ذقنها فوق ركبتيها تنظر امامها بشرود تقدم للجلوس بجوارها ينظر اليها محاولا معرفة ما بها فهى منذ تلك القبلة التى تبادلاها من يومين وهى علي هذة الحالة من الشرود والحزن الكامن بعينيها لا يعلم له سببا تجيب علي حديثه معها باجابات مقتضبة يجدها كل ليلة وقد خلدت الى النوم او ليكن دقيقا تتظاهر بالنوم حتى تتحاشى رؤيته وفي الصباح دائما صامتة شاردةكما لو كانت بعالم اخر وها هى منذ قليل رفضت النزول للعشاء متحججة بتعبها كما هي العادة في جميع الوجبات ليقرر الصعود والحديث معها لعلها تتحدث اليه بما يدور فى ذهنها فيجدها علي هذا الحال من الشرود ليتردد السؤال الذى يؤرقه داخل عقله ايمكن ان يكون حالها هذا سببه نفورها منه بعد ماحدث بينهم ومحاولتها افهامه هذا دون كلمات منها زفر بقوة محاولا اخراج تلك الافكار من راسه ليمد انامله يلمس وجنتيها بحنان يقول
= منزلتيش ليه تتعشى معايا ؟
ليتفاجىء بابعادها لوجهها عن ملمس يده لتقول باقتضاب
= مش جعانة
صدم من ردة فعلها ليعقد حاجبيه ليسالها بنفاذ صبر
= في ايه ياحور مالك بقالك يومين علي حالك ده حتى الاكل مابقتيش تنزلى ايه حكايتك بالظبط ؟
التفتت اليه بحدة تقول بتصلب
= مش عاوزة اكل واظن الاكل مش بالغصب ولا ده كمان فيه غصب
نهض من مكانه ينظر اليها بحدة رافعا حاجبه يسالها بهدؤء مخيف
=تقصدى ايه بكلامك بالظبط
انزلقت تستلقى فوق السرير تعطيه ظهرها تقول بارهاق
= مقصدش ولو سمحت سبنى عاوزة انام
وقف للحظات ينظر اليها يحدثه شيطانه بان ينهضها بالقوة ليهزها بعنف لمعرفة ماذا تقصد بحديثها هذا لكنه لم يفعل اى من هذا بل وقف يراقبها بحيرة قبل ان يخرج صافقا الباب خلفه بغضب
ظلت ع حالها هذا بعد خروجه لا تدرى كم مر عليها من الوقت فالافكار تعصف براسها تجعلها تكاد تجن لتبكى بشهقات مكتومة لا تدرى اهى تبكى بسبب كلمات تلك الحية اليها وام ع قلبها الذى يتالم تشعر به ممزقا كاشلاء ذلك الفستان المخبأ اسفل خزانتها كذكرى سعادتها به قبل ما حدث ليتزايد بكاءها لوقت طويل فتسقط ف نوم مرهق لم تستفق منه الا ع صوت تحركاته في الغرفة يصفق الخزانة بغضب ويتجه الى الحمام فظلت مستلقية تضع الغطاء فوق جسدها بالكامل تستمع اليه وهو يخرج من الحمام يستلقى بجوارها ليتخشب جسدها انتظارآ لجذبه لها كما هى عادته معها كل ليلة ليمر الوقت دون ان تسمع حركة منه حتى احست به يتقلب فوق الفراش معطيا ظهره لها لتعلم انه قد ذهب الى النوم لاول مرة منذ زواجه بها دون ان ياخذها بين ذراعيه لتظل مستيقظة يجافيها النوم لوقت طويل تفتقد دفء احتضانه لها
:::::::::::::::::::::::::::::::::
تفاجىء رحيم عند استيقاظه من النوم بمن تتوسد صدره غارقة ف النوم تتنهد بنعومة فعلى ما يبدو انها قد تحركت اثناء الليل لتندس بين ذراعيه كما لو كانت اعتادت النوم بينهم طوال عمرها لتمتد انامله دون ارادة منه تبعد خصلات شعرها بعيد عن وجهها ينظر اليها والى ملامحها الناعمة لتقف عند شفتيها ليتذكر حديثها معه بالامس الذى جعله يتاكد من ظنونه وانها بالفعل كرهت تلك اللحظة من التقارب بينهم ليتبدل حالها بعدها مباشرة ولكن بماذا يسمى التجائها الى ذراعيه اثناء الليل لتنام بتلك الطريقة احس بالتخبط بداخله ليزفر انفاسه بحدة شديدة جعلت راسها يتحرك فوق صدره تستفيق من نومها ترفع راسها باتجاهه تشهق برعب مبتعدة عنه بارتباك وحدة لتجعله ردة فعلها هذة ف اقصى درجات غضبه لينهض من الفراش بحدة دون ان يوجه اليها كلمة متجها الى الحمام صافقا بابه بعنف لتظل جالسة فوق الفراش لا تجرء ع التحرك حتى خروجه من الغرفة تراقبه اثناء ارتدائه ملابسه تراه عاقدا حاجبيه بعبوس يتحرك بحدة يعقد ازرار قميصه بشدة ليحدثها بعد صمت طويل يقول بتصلب دون ان ينظر اليها
=اجهزى وتنزلى ورايا ع طول مش عاوز دلع فاضى و من النهاردة هبات عند سارة وهيبقى ده النظام ع طول يوم عندها ويوم عندك
ليرفع راسه ينظر اليها بسخرية حادة =يعنى خدى راحتك ف نومك وملوش داعى تعملى نفسك نايمة اول ما ادخل الاوضة
ثم تحرك يخرج من الغرفة دون انتظار لكلمة منها لتظل تنظر ف اتجاه خروجه بالم والدموع تتساقط من عينيها بغزارة
*في غرفة سارة *
* وقفت تتامل نفسها امام المراة وهى ترتدى قميص من اللون الاحمر فهى منذ ان اخبرها ف الصباح انه ينوى ان يبيت الليلة معها وهى تستعد منذ مدة طويلة وقد حضرت عشاء خفيف له ولها وارتدت هذا القميص ذو اللون الصارخ تتمنى ان تحظى برؤية مثل ذلك الشغف الذى راته بعينيه لتلك الفتاة
تلملمت ف وقفتها تنظر الى الساعة وقد تجاوزت منتصف الليل بساعتين وهو لم يحضر حتى الان امن الممكن ان يكون ذهب لتلك الحقيرة مرة اخرى يمضى وقته معها قبل حضوره اليها تحركت تنهب الارض بقدميها وقد تسلطت تلك الفكرة براسها لتجعلها تستشيط غضبا تعميها غيرتها لتظل ع هذا الحال حتى سمعت صوت الباب يفتح يقف رحيم امامه ملابسه مشعثة تبدو ع ملامحه الارهاق يتقدم الى الداخل لتسرع الى استقباله ترتمى ف احضانه تشده اليها قائلةبلهفة
= ايه التاخير ده كله يا حبيبى انا مستنياك ومحضرة العشا من بدرى
ابعدها رحيم عنه برفق يتنهد بتعب قائلا =معلش يا سارة مش هقدر اكل كلى انتى انا جعان نوم يدوب اغير هدومى وانام
ليتركها متجها الى خزانته مخرجا ملابس للنوم ويتجه الى الحمام غير مدرك لصدمتها التى ظهرت فوق ملامحها لتدب الارض بغيظ تلعن تلك الحقيرة فهو من المؤكد كان لديها قبل الحضور اليها لتضعط ع اسنانها تقول بحقد
= اما وريتك يا حور الكلب
امضت ليلتها دون ان يغمض لها جفن تنتظر شروق الشمس حتى تستطيع النزول الى اسفل لتراه محاولة تصليح ذلك الصدع الذى حدث بينهم فهى اخذت تتقلب ع فراشها طوال الليل كانه فراش من جمر تفتقد وجوده معها واحتضانه لها وانفاسه حولها تكاد الغيرة تنهشها وهى تتخيل سارة بين ذراعيه تتدلل عليه لتشعر بصدرها يضيق بانفاسها من شدة غيرتها لتدركها بصدمة حقيقة انها تحبه اجل هى تحب كل شىء به رقته وحنانه معها دفاعه الدائم عنها محاولته اسعادها حتى لو كما قالت سارة مجرد محاولات منه لجذبها اليه لغرض ف نفسه الا انها قررت ان تمضى حياتها معه كما تريد لها الايام فمن يعلم فقد يحبها كما احبته لتسعد معه رغم جميع المشكلات المحيطة بيهم اخذت تحدث نفسها تحاول بعث الامل ف نفسها لتسرع ف ارتداء ملابسها والنزول سريعآ الى اسفل لتجد الحاجة وداد هى فقط من تجلس ف بهو المنزل ليسقط قلبها خوفا ان يكون قد خرج دون ان تراه ولكن جاء كلام الحاجة وداد لها لتطمئن من جديد
=صباح الخير يا حبيبتى ايه مصحيكى بدرى كده ده مفيش حد لسه نزل من اوضته
تقدمت حور تقبلها برقه وتقول
=صباح الخير يا ماما انا بس قلت اقعد معاكى شوية قبل اليوم مايزدحم علينا
رتبت الحاجة وداد فوق كفيها تبتسم لها بحنان لتستمر الاحاديث بينهم لوقت طويل كانت اثناءه تلتفت كل دقيقة ناحية الدرج ع امل حضوره حتى سمعت خطواته ينزل الدرج بخفة لتلتفت اليه بابتسامة سعيدة ماتت سريعا قبل ظهورها فوق شفتيها لدى رؤيتها لسارة تنزل خلفه بدلال وف عينيها نظرة انتصار توجهها لها لتخفض راسها تلتفت الناحية الاخرى حتى سمعت صوته يلقى بتحية الصباح بصوت عادى النبرات محدثا والدته دون ان يوجه ناحيتها نظرة واحدة
= الفطار جاهز يا امى؟
نهضت الحاجة وداد سريعا
=حالا يا حبيبى يكون جاهز لحد ما اخوك ينزل هو ومراته يكون جهز
ليومأ برأسه ويتحرك ناحية مكتبه
=طب لما يجهز ابعت لى حد في المكتب
ثم ذهب غير مبالى بنظرات حور اليه التى احست بخيبة املها من تجاهله لها لتضحك سارة بسخرية تنظر اليها مغادرة المكان هى الاخرى تمشى بخطواتها المغيظة
بعد الافطار دخل رحيم واخيه حمزة الى مكتبه لمناقشة عدة اعمال والتى تراكمت عليهم ليقرروا السهر عليها طوال ليلة امس ليجدوا وجوب سفر احدهم الى القاهرة لمدة يومين ليقول حمزة
=تمام اسافر النهاردة اشوف الامور المتعطلة دى ولو فى حاجة تحتاجك ابقى اتصل بك
هز رحيم راسه برفض يقول
=لالالا يا حمزة كفاية عليك سفر لحد كده السفرية دى انا اللى هطلعها
ليقول حمزة
……. بس يا رحيم
قاطع رحيم حديثه قائلا
=خلاص يا حمزة انا قلت انا اللى هسافر
ليهز حمزة راسه باذعان مستغربا من تصميم اخيه
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
دخلت سارة الى المطبخ تسال الخادمة =فين قهوة رحيم بيه
الخادمة بهدوء
= اهى يا هانم مع قهوة حمزة بيه حالا هوديهم المكتب
اشارت سارة الى الصنية الاخرى الموضوعة .ودى ايه؟
الخادمةوهى تشير الى كل فنجان
=ده شاى وداد هانم و الست ندى والست حور
نظرت اليها سارة لتقول بحدة
= طب يلا ودى القهوة بسرعة المكتب وابقى تعالى خدى الشاى
اسرعت الخادمة لتنفيذ الامر لتخرج من المطبخ تاركة سارة التى ما ان خرجت الخادمة حتى اخرجت من جيب فستانها زجاجة صغيرة لتقطر بها ف فنجان حور وهى تقول بغل
= ياريته كان سم وارتاح منك بس معلش اهو اخربلك الليلة زى ما خربتيها عليا
ثم وضعت الزجاجة مرة اخرى ف جيبها عند حضور الخادمة لتقول لها بامر
=اخلصى يلا ودى الشاى وتعالى اعمليلى قهوة
ثم تخرج من المطبخ سريعا ترتسم ابتسامة سعادة وتشفى فوق وجهها
“””””””””””””””””””””””””””
جلسوا يتبادلون الاحدايث فيما بينهم وهم يتناولون الشاى دون ان تدرى حور شىء من تلك الاحاديث فذهنها كان مشغول مع رحيم الذى لم يتبادل معها كلمة واحدة منذ الصباح لتغرق ف بؤسها غافلة عما حولها حتى اتى رحيم باتجاههم ينظر كالعادة باتجاه والدته قائلا بجمود
= امى انا مضطر اسافر النهاردة لمدة يومين ورايا شغل في القاهرة ولازم اخلصه
لتهب سارة بسعادة
يعنى مسافر النهاردة؟
= نظر رحيم اليها يستغرب سعادتها ليرد
=ايوه كمان ساعة
لتجرى ناحيته تتعلق بذراعه تقول بترجى
=طب اجى معاك انا من زمان مرحتش لماما اهو اقضى اليومين دول معاهم ونرجع سوا
نظر رحيم اليها بتردد ثم توجه بنظره ناحية حور ليجدها تجلس بهدوء يرتسم الجمود فوق وجهها لينظر مرة اخرى لسارة يقول بتصلب
=خلاص ماشى اهو نغير جو اطلعى يلا اجهزى
ضحكت سارة بسعادة لتتوجه الى الدرج تسبق رحيم لتتوقف فور ان سمعت صوت حور ينادى رحيم
حور بتردد
=? رحيم ممكن كلمة
رحيم دون ان يلتفت اليها
= افندم حور؟!
حور بصوت منخفض
=كنت عاوزة اروح ازور اهلى واشوف اخواتى
التفت اليها رحييم يقول بلهجة متصلبة =لا مفيش خروج طول مانا مش موجود
حور في محاولة لتغير رأيه
=بس يا رحي….
قطع كلامها يقول بحدة
قولت لا ايه اللى مش مفهوم في الكلمة علشان اعيد كلامى تانى اخفضت راسها لتقول بصوت مختنق بالدموع
خلاص يا رحيم ملوش لازمة تعيد كلامك انا فهمت
تردد لثوانى فوق الدرج لتناديه سارة بصوت نافذ الصبر
=يلا يا رحيم علشان نجهز و منتاخرش
فاسرع بالصعود وماهى بضع درجات حتى سمع صوت صرختها المتألمة ليتجمد مكانه ويسقط قلبه بين قدميه
يلتفت اليها فور سماعه لصرختها ليجدها منحنية ع نفسها بألم فلم يدرى بنفسه الا وهو يقفز درجات الدرج كل درجتان معا ليكون بجوارها ف ثوانى ينحنى عليها يضمها بين ذراعيه يقول بصوت مرتعش بخوف
= حور ف ايه مالك ايه اللى بيوجعك ؟
اخدت حور تتلوى من الألم لا تقوى علي الرد عليه ليرفعها بين ذراعيه ليلتفت الى الواقفين يتابعون الموقف برعب ليصرخ بصوت عالى
= حمزة روح هات دكتور بسرعة
خرج حمزة مغادرا بسرعة لتنفيذ طلب اخيه
ليسرع رحيم بالصعود الدرج بلهفه وخوف يمر بسارة دون الالتفات اليها لتقول بغل
=علي فكرة البت دى بتدلع اشمعنا دلوقت تعبت
التفت اليها بحدة
=سارة مسمعش صوتك دلوقت خالص فاهمة
ثم اسرع بالتوجه ناحية جناحهم لتقول سارة بصوت هامس
=يخرب بيتك انتى ايه يا شيخة ماشية معاكى بالعكس
دخل رحيم جناحهم يحملها بين ذراعيه برقة وهى مازالت ع حالها من التوجع والألم ليجلس بها فوق السرير وهى مازالت بين ذراعيه يهمس لها بحنان =اهدى حبيبتى الدكتور جاى ف السكة بس لو اعرف ف ايه مالك
تلوت بين ذراعيه تدفن وجهها ف عنقه تقول بصوت متالم باكى
=بطنى يا رحيم حاسة انها بتتقطع وكل جسمى وجعنى
واخدت تشهق بالبكاء كطفلة صغيرة تنهد بالم من رؤيتها وهى بهذا الضعف فاخذ يتلمس خصلات شعرها محاولا تهدئتها ليستمر ع هذا الحال حتى انتفضت من بين ذراعيه تسرع ف اتجاه الحمام لينظر ف اثارها لثوانى ثم يهب للحاق بها ليجدها تنحنى فوق ارضية الحمام تفرغ ما فى جوفها بداخله وصوت تأوهاتها المتألمة تخترق صدره لينحنى بجوارها يلفها بذراعيه مبعدا شعرها عن وجهها المتعرق يحاول التهوين عنها حتى انتهت فرفعها عن الارضية متجهها بها ناحيه الحوض تقف بين ذراعيه بضعف وهو يمسح بمنشفة مبللة فوق وجهها ليجعلها هذا تفيق قليلا فحاولت السيربمفردها باتجاه الباب مستندة عليه ولكنه رفعها من جديد بين ذراعيه ليدخلها الغرفة ليجد كل من والدته وسارة وندى بداخلها ليتوجه بها ناحية السرير يجلس فوقه بنفس وضعهم السابق لتشهق سارة بصدمة وهى تلوك شفتيها بغيظ من هذا المشهد الذي امامها
ظلت حور بين ذراع رحيم يحتضنها بحنان وهى تتالم بشهقات باكية ليزفر بنفاذ صبر صارخا بغضب
= هو حمزة اتاخر ليه كل ده بيجيب الدكتور
لترد والدته تحاول تهدئته
=اهدى يا بنى زمانه ف السكة وان شاء الله خير
زفر بحنق يحاول تهدئة اعصابه وهو ينحنى اليها يطمئنها بعينيه ليجد وجهها باهتا متعرقا بشدة تتنفس بصعوبة ليحس بقلة حيلته ليهب فجاءةواقفا وهى بين ذراعيه قائلا بنفاذ صبر
انا مش هستنى اكتر من كده وانا شايفها بالشكل ده انا هروح بيها المستشفى
لتصرخ سارة بغيظ
=في ايه يارحيم اهدى كده وصدقنى الموضوع مش اكتر من دلع وهتشوف
هم رحيم بالصراخ فيها ليقاطعه صوت ندى الملهوف وهى تنظر خارج النافذة =حمزة جه اهو ومعاه الدكتور
وضعها رحيم فوق السرير برقة وهو ينظر لوجهها المتألم يقول بحنان
=الدكتور جه وشوية وهترتاحى
ثم التفت للجميع بوجه مغلق
=لو سمحتوا اتفضلوا انتم وانا هكون مع الدكتور
ردت والدته بصوت مرتبك
= طب يابنى مش احسن حد فينا اللى يكون معاها
رحيم بصوت قاطع
=لا يا امى دى مراتى وانا اللى هكون معاها اتفضلوا
غادر الجميع الغرفة حتى سارة دون ان يجرء احد ع مخالفة كلامه وماهى ثوانى حتى دخل الطبيب يلقى بالسلام
بعد انتهاء الطبيب من فحصه التفت الى حور ليسالها بهدوء
= انتى اكلتى او شربتى حاجة مش كويسة ؟؟
هزت راسها بالنفى ليسألها مجددا =طب اخدتى اى ادوية لاى سبب ؟؟
لتهز راسها مجددآ ليهز الطبيب راسه بتعجب جعل رحيم يساله بلهفة وخوف =ف ايه يا دكتور فهمنى
قال الطبيب بصوت عملى
=الموضوع يا رحيم بيه ان الهانم حاجة من الاتنين اكلت او شربت حاجة مش طبيعية عملت عندها مشاكل ف المعدة بس متقلقش الموضوع بسيط وهى ان شاء الله بعد المحاليل دى هتبقى كويسة وانا ان شاء الله بكرة هعدى عليها تانى
شكره رحيم وهو يوصله لباب الغرفة مصافحآ اياه مودعا ثم يرجع الى حور ليجلس بجوارها يتلمس خصلات شعرها بحنان وهو يسالها بحنان
=عاملة ايه دلوقت مش احسن شوية
هزت راسها بضعف لا تقوى ع الكلام لينزل بانامله فوق جفونها يغلقها لها بنعومة يهمس لها
= طب حاولى تنامى وانا هنا جنبك
فتحت حور عينيها اليه برجاء لتمسك بيده الاخرى تقول تقول بضعف
=متسبنيش يارحيم خليك جنبى
رفع يديها الممسكة بكفه يرفعها الى شفتيه يقبلها برقة ويقول
=ما تخافيش انا مش هسيبك ابدا حاولى تنامى وترتاحى
اغمضت عينيها براحة حاضنة يديهم المتشابكة الى صدرها لتغرق ف نوم عميق من اثر الدواء فاخذ ينظر اليها يتلمس ملامحها بنعومة وهو يفكر ف حديث الطبيب اليه محاولا فهم ماحدث لها
ظل جالسا بجوارها بصمت لا يقطعه سوى تأوهاتها المتألمة حتى ف اثناء نومها فيعلم بانها مازالت تتالم فيهمس ف اذنيها بكلمات مطمئنة حنون محاولا التهوين عنها رغم نومها العميق لم يدرى ما مر من وقت حتى دخلت والدته تقف امامهم تنظر اليها بشفقة
=عاملة ايه يابنى دلوقتي؟؟
اعتدل ف جلسته دون ان يفصل يديهم المتشابكة
= بتتوجع حتى وهى نايمة
سالته والدته بقلق
=طب ونومها ده طبيعى يا بنى
رحيم بهدوء
=اه متقلقيش الدكتور قالى انه حاطط لها منوم ف المحاليل علشان تنام ويمر وقت ألمها
=طب يابنى تفتكر اللى حصلها ده من ايه انا مش فاهمة حاجة من كلام الدكتور
=رحيم “”ولا انا فاهم هو بيقولى اخدت حاجة غلطت اثرت ع معدتها
تنهد بتعب مكملا
=بس هى تقوم بالسلامة وبعدين نبقى نشوف
والدته
=طب هتنزل تتغدى ولا ابعتلك الاكل هنا ؟؟
هز رحيم راسه برفض
_لا يا امى مش هاكل دلوقتي بس ياريت تجهزى لها حاجة خفيفة تاكلها اول ما تصحى الدكتور امر بده
والدته
=حاضر حالا يجهز وان شاء الله تقوم بخير
رحيم برجاء
= ياااااا رب
تركت والدته الغرفة مغلقة الباب خلفها ليرجع رحيم بانظاره اليها يتاملها من جديد فلا يستطيع مقاومة الانحناء ع شفتيها يلثمها برقه هامسا امامها
=كنت هموت من خوفى عليكى وجعتى قلبى
تمللت ف نومها تجاهد لفتح عينيها تحس بالارهاق والتعب ف جميع اناء جسدها لتجد نفسها مازللت تحتضن يديه لتنظر بجانبها لتجده راسه مدفون بجانب عنقها غارقا ف النوم فاخذت تنظر اليه تتامله بحب تمسح ع وجنتيه باطراف اناملها لتجده فجاءة يهب من نومه ينظر اليها بفزع قائلا
=حور فيكى حاجة حاسة بحاجة اجيب الدكتور
ابتسمت بارهاق تقول
=لاااا الحمد لله بقيت كويسة
تنهد رحيم مغمضا عينيه براحة
= الحمد لله
وينهض من جوارها يقول
=طيب انا هنزل حالا اجيبلك حاجة تاكليها وجاى ع طول متتحركيش من مكانك
اخفضت بخجل تقول
= بس كنت عاوزة اروح الحمام اغير هدومى
لتتبع كلامها ف محاولة لنهوض بالفعل ليسرع يمد يديه اليها قائلا
=طب تعالى انا هوديكى
امسكت بيديه تستند اليها بضعف ليتحرك بها ببطء حتى باب الحمام لتقف تقول بخجل
= انا هقدر اكمل لوحدى
ادرك مدى خجلها منه ليومأ برأسه بالموافقة ليجيبها
طيب انا هستناكى هنا لحد ما تخرجى
دخلت بخطوات ضعيفة و وقف هو بانتظارها يستند الى اطار الباب حتى خرجت ترتدى ثوب بيتى ذو حمالات رفيعة قصير الى الركبتين كانت قد تركته ف الصباح خلف الباب لم تكن تجرء ع ارتداءه امامه في ظروف عادية سار بها حتى الفراش ليجعلها تستلقى ويغطيها بالغطاء ترتسم ع وجهه ابتسامة لرؤيته مدى خجلها مما ترتديه فيقول بهدوء
=هرجعلك ع طول مش هتاخر عليكى ثم يذهب مغلقا الباب خلفه
“””””””””””””””””””””””””””
جلس الجميع ف بهو القصر يسيطر عليهم الوجوم لتقول الحاجة وداد بعطف
= يا عينى يا بنتى انا مش عارفة اللى حصلها ده حصل ازاى
ردت سارة باستهزاء
=ياماما انتى بتصدقى الحركات دى دى عملت كده لما عرفت بسفرى انا ورحيم
ندى برفض
ازاى يا سارة الدكتور نفسه قال ان عندها مشاكل ف معدتها بسبب حاجة اكلتها او شربتها يعنى فعلا هى تعبانة
سارة بقرف
تلاقيها رمرمت حاجة كده ولا كده هى وراها حاجة غير الاكل
هبت الحاجة وداد واقفة تقول باستهجان
=سارة كفاية لحد كده ملوش لازمة الكلام ده كفاية اللى هى فيه
تلعثمت سارة بالكلام تقول باسف مصطنع
= انا مقصدش يا ماما انا بس بحاول افكر معاكم ع اللى ممكن يكون حصلها…
ندى : ممكن تكون معدتها حساسة لحاجة معينة اكلتها وهى ماخدتش بالها
سارة بخبث
=ممكن كل شيىء جايز
الحاجة وداد بنفاذ صبر
_طب خلاص كفاية كلام ف الموضوع ده وربنا يقومها بالسلامة
صمت الجميع عن الحديث كلا غارق ف افكاره حتى نزل رحيم يسال عن حمزة لتقول ندى
=موجود ف المكتب تحب اندهولك
رحيم : لااااا انا هروحله بنفسى
ويهم مغادرا لتستوقفه والدته بقلق =خير يارحيم حصل حاجة لحور
تنهد بتعب
لا الحمد لله احسن دلوقت انا بس كنت عاوزه علشان اعرفه انى مش هقدر اسافر واسيب حور بالحالة دى فيسافر هو
هبت سارة من مكانها لتصرخ بغضب وصوت عالى
نعم يعنى ايه مش هتسافر طب وانا مش كنت هتودينى لاهلى والله عال ياسى رحيم بقى تفضل البت دى عليا انا وايه كمان مسبش حور دى عيلة صغيرة هى
وقف رحيم ينظر الى ثورتها ببرود ليقول بصوت صارم
صوتك ميعلاش وانتى بتكلمينى ولما تتكلمى تتكلمى بادب ولو ع السفر اتفضلى الباب مفتوح محدش منعك
بهتت ملامح سارة لتقول كده
يارحيم بتطردنى من بيتى وعلشان مين حته البت الفلاحة دى
رحيم بغضب بارد
عاوزة تفهميها كده افهميها بس لكل شيىء اخر وانا بصراحة جبت اخرى معاكى
ثم تحرك مغادرا المكان تاركا الجميع ينظر اليه بصدمة وخاشية مما هو أت
انهارت فى حديثها مع والدتها فى الهاتف وهى تقص عليها ماحدث بينها بين رحيم لتسمع رد والدتها فى الطرف الاخر
= انتى اللى عملتى كده فى نفسك بجنانك فى حد يعمل اللى عملتيه ده .
صرخت سارة بعصبية وهى تشهق ببكاءها
يعني انا كنت اعرف انه ما هيصدق وياخد الموضوع كرامة ويروح يتجوز لا ومين البت دى بالذات اااه ياماما هموت .
حاولت والدتها تهدئتها تقول بهدوء
خلاص يا سارة اللى حصل حصل وشطارتك بقى تحاولى ترجعيه ليكى ده رحيم كان روحه فيكى .
سارة بغيظ وهستريا
الكلام ده كان زمان ياماما دلوقتي رحيم اتغير خالص ومبقاش طايق ليه كلمة وكله بسبب الفلاحة دى .
قالت والدتها بلؤم
خلاص يبقى تخلصى منها ايه سارة انا برضه اللى هقولك .
وضعت سارة اناملها بين خصلات شعرها تشد عليها بغيظ تتحرك بتوتر ف ارجاء الغرفة
…….انتى بتقولى فيها انا عملت معاها كل الحيل وكل مرة تفلت بنت ال
تنهدت والدتها بحنق مما تحكيه ابنتها
=خلاص يا سارة اهدى انا هحاول اجى كام يوم كده ازوك واعرف النظام عندك ايه وبعدين نبقى نشوف هنعمل ايه مع البت دى
= ماشى ياماما مستنياكى متتاخريش عليا انا هتجنن هنا .
بعد اغلاقها الهاتف مع والدتها جلست تبكى بحسرة على زوج تعلم انها اضاعته بغباءها ولكنها لن تستلم وتتركه لاخرى غيرها فحبه وحنانه حصرى لها هى فقط
************
مر اكثر من اسبوع على اصابتها بالاعياء لم يتركها رحيم لحظة واحدة ظل فيه يحيطها باهتمامه وحنانه يهتم بكل مايخص اكلها ومواعيد دوائها يقضى معها معظم اوقاته محاولا التسرية عنها احست فى تلك الفترة بمدى تقربها منه وسعادتها بذاك الوقت سعادة ارتسمت ع ملامحها لتزيده جمالا وفى الوقت الذى يتحرك فيه لمتابعة اعماله كانت تاتى اليها ندى مع طفلها ادم لتمضية الوقت معها وكم اسعدها هذا فهى احبت ادم كثيرا واصبح الوقت الذى تمضيه معه من اسعد اوقاتها ليراقب رحيم تعلقها الشديد به بابتسامة حنون ترتسم فوق وجهه كلما تحدتث عنه وهى اصبحت تفعل هذا كثيرا لتتحول الى ضحكة صاخبة عند طلبها في احدى المرات ان تاخذ ادم للمبيت معهم
ليهمس لها بخبث مرح
اظن انك لو طلبتى من ندى طلبك ده هتخلى شكلى وحش اوي ادامها وانتى مايرضكيش كده ليا .
ليغمز لها متابعآ
متنسيش اننا لسه عرسان
احمر وجهها بشدة عند ادراكها لمعنى كلماته ليزداد اقترابا منها هامسا بصوت اجش
اهى فراولة خدودك دى كل ماتظهر بتخلينى عاوز اكلك .
اشتعلت وجنتيها اكثر من شدة خجلها فلم يستطيع مقاومة ان يميل فوق وجنتيها ممرا شفتيه فوقهم برقة وحنان ليذوب قلبها من اثر لمسته
يا الهى كم تشتاقه تشتاق لوجوده لصوته للنوم بين احضانه فهى منذ سفره الى القاهرة منذ يومين ولم يغمض لها جفن فقد اعتادت النوم بين ذراعيه طوال الاسبوع الماضى فهو لم يتركها ليوم واحد ليثير هذا تعجبها خاصا انه قد قال انه سوف يقسم لياليه بينها وبين سارة ولكنها ارجعت ذلك الى مرضها واحتياجها للرعاية ولكن ما اثار قلقها ردة فعل سارة على ذلك لتجدها لم تحاول اثارتها بكلامها المسموم كعادتها
افاقت من شرودها على ندى وهى تجلس بحوارها فوق احدى المقاعد الموجودة فى حديقة القصر والتى اصبحت تقضى فيها معظم اوقاتها
اخذت ندى تتافف بضيق لتسالها حور بدهشة
=مالك ياندى فى حاجة وفين ادم مش معاكى ليه ؟؟
ندى وهى مازالت ع ضيقها
=ادم نام وماما وداد اخدته معاها فى اوضتها
التفت حور اليها تسالها بقلق
=طيب ايه اللى مضايقك كده فى حاجة حصلت من سارة ؟؟
ندى بغيظ
=هى مش سارة هى مامت سارة .
قطبت حور جبينها بعدم فهم
=مش فاهمة قاصدك
تنهدت ندى تسند على زراع مقعدها واضعة وجنتيها فوق خدها بحنق
=مامت سارة هتشرفنا النهاردة كلها ساعة وتوصل .
حور بانتباه وقد انتقل لها قلقها
=طب انتى مضايقة ليه
التفت اليها ندى تقول بغيظ
اصلها مش بيعجبها العجب وطول ماهى شيفانى تفضل تعلق على اى حاجة فيا ولازم طبعا كلامها يكون ادام حمزة وبتخلى شكلى وحش اووى ادامه .
حور بهمس
=سبحان الله طالعة لبنتها
لم تنتبه ندى لهمس حور لتقول
= ياريت بس مطولش فى الزيارة ومتعملش مشكلة زاى عادتها كل مرة .
همست حور بقلق
=لا متقلقيش دى اكيد قصدانى انا بالزيارة المرة دى .
**********************
جلست بثينة الشرقاوى تتأمل حور بتعالى واستكبار ترمقها من حين الى اخر بنظرات نارية تخبئ ورائها الكثير لم تتحدث سوى كلمات قليلة تجلس بجوارها ابنتها مقتضبة الملامح عابسة الحاجبين صامتة هى الاخرى بتكبر كما لو كانا ملكة واميرتها وهم من رعياهم
رفعت بثينة انظارها عن حور لتوجها الى ندى التى تجلس بارتباك وقلق لتقول بلطف زائف
=عاملة ايه يا ندى ياحبيبتى وزاى ادم.
ندى بارتباك
=الحمد لله يا طنط كلنا بخير .
بثينة بنفس طريقتها الملتوية في الحديث
= كويس ياحبيتى انكم بخير .
لتصمت قليلا ممررة نظراتها فوق ندى لتقول بلؤم خبيث
بس مش شايفة انك تخنتى اووى عن اخر مرة شوفتك فيها لازم تخدى بالك من نفسك شوية احسن اكيد حمزةمضايق .
صدمت حور من جراءة تلك المراة وكلماتها الجارحة لتنظر الى ندى باشفاق التى احمرت وجنتيها من شدة احراجها لترد بكلمات متلعثمة
=اااابدااا….يا طنط….انا زى ما انامتغيرتش
بثينة وهى تنظر الى سارة ضاحكة بسخرية
=يمكن مع انى مش شايفة كده ابدا .
لتبادلها سارة ضحكتها الساخرة مما جعلت حور تتمنى صفع تلك المراتين على حقارتهم وقلة مراعتهم لشعور الاخرين لكنها فوجئت بالحاجة وداد تقول رد ع سخريتهم بحزم وشدة
مش مهم اللى شيفاه يا بثينة المهم اللى احنا شايفينه وجوزها شايفه واللى هو اكيد ان ندى زى ماهى قمر وهتفضل قمر عيلة الشرقاوى ،،
ابتسمت ندى بائتمان لحماتها تشكرها بعنينها لدفاعها عنها لتهب سارة فى محاولة منها لتلطيف الاجواء بعد كلمات حماتها الغاضبة تقول بضحكة لطيفة مصتنعة
=انتى عارفة يا ندى ماما متقصدش وانها بتحب الهزار معاكى
لتأمن بثينة ع كلامها تقول باسف زائف وقد احست انها قد زادت من سخريتها
طبعا دى ندى زى سارة عندى بالظبط دى من عيلة الشرقاوى مش اى واحدة مانعرفش ليها اصل من فصل
فهمت حور من المقصود بكلماتها تلك ليحمر وجهها غضبا من اهانتها المبطنة اليها لتهب للرد عليها لتوقفها الحاجة وداد قائلة بعنف
=بثينة ملوش لازمة كلامك ده ولادى متجوزين اجمل البنات من احسن العائلات .
بثينة بلؤم
= فيه ايه يا وداد طبعا بناتنا بنات اصول وانا مقصدتش غير كده
نظرت اليها الحاجة وداد نظرات نارية تحذرها بها من استرسالها فى حديثها الفارغ لتخفض بثينة انظارها امامها تحاول تجاوز الحديث بسؤال سارة عن احوالها ومحاولة تمرير الوقت بينما حور ادراكت بالذى حدث امامها منذ قليل ان زيارة والدة سارة لن تمر ع خير ابدا بالنسبة لها على الاقل .
★***********★******** ★*******
استمرت الجلسة يسودها جو من التوتر والانزعاج بعد حديث بثينة المسموم فهى لم تترك اى فرصة لمضايقة حور وندى خاصه بعد خروج الحاجة وداد للاشراف على العشاء لتزداد فى اهانتها المبطنة التى تشجعها عليها سارة بابتسامتها الساخرة حتى سمع صوت سيارة بالخارج لتهب ندى مسرعة ناحية النافذة تنظر من خلالها تهتف بسعادة وهى تصفق بيديها بفرحة
= حمزة ورحيم وصلوا .
ثم اسرعت خارجة من الغرفة لملاقة زوجها بخطوات سريعة فرحة تمنت حور وقتها لو كان باستطاعتها هى الاخرى فعلها فهى تشتاق اليه بجنون لاتكاد تصبر على رؤيته من جديد .
نكزت بثينة ابنتها بخفة فى ذراعها تحسها على فعل المثل قبل ان تسبقها غريمتها بفعلها لتنظر اليها سارة بخشية ترفض بعنيها فامها لا تعلم بحدة الخلاف بينها وبين رحيم تتصوره خلافا عاديا كما يحدث بينهم فهى مهما حكت لها عن جفاءه معها لن تتصور مدى تغيره فى معاملته لها بعد فعلتها الحمقاء تلك لتغير نحوها من النقيض للنقيض
دخلت ندى وحمزة الغرفة متشابكى الايدى بسعادة نظراتهم الى بعضهم تنطق بالحب والاشتياق لتشاهدهم سارة بغيرة والحسد ياكلها تشتاق لمثل تلك النظرات من رحيم الذى دخل الغرفة تبحث عينيه بين الموجودين لتمر بعينى سارة للحظة عابرة لم ترى فيهم سوى البرود والجفاء لتتغير سريعا نظرة عينيه ترتسم فيها كل ما تمنت ان تراه ولكن ليس لها هى بل لتلك الفتاة التى وقفت تبادله نظراته المشتاقة والمتلهفة عليها تستقر نظراته فوقها ترسل الف رسالة ورسالة اليها وحدها فاحست سارة بان عالمها ينهار من حولها لتتوجه باتنظارها الى امها الواقفة بجوارها تتابع مايحدث بعينين تنطق بكل شرور العالم تهمس لابنتها تضغط على اسنانها حقد
=عندك حق البت دى خطر وخطر كبير كمان
******** ************* *********
استمر العشاء حتى وقت متاخر بعد ترحيب رحيم بوالدة سارة لتاخذهم الاحاديث عن احوال العائلةاثناء تناولهم العشاء والذى جلست حور فيه تتلاعب بطعامهافى محاولة منها لتمضية الوقت حتى يحين الوقت المناسب لتستطيع الانسحاب من تلك الجلسة لتتمكن من الصعود الى غرفتها لتحاول النوم رغما انها تعلم فشل تلك المحاولة فمن المؤكد ان يبيت رحيم ليلته تلك لدى سارة تعويضا لها عن غيابه الطويل لتجد الوقت المناسباثناء تناولهم للقهوة لتستاذن من الجميع صاعدة لغرفتها تحخت انظار رحيم المراقبة لها
★★★*****************★★
دخل رحيم الى غرفته هو وحور ليجدها تغرق فى الظلام الا من نور بسيط اتى من مصباح صغير بجوار الفراش ليسير بخطوات صامتة نحو خزانته يخرج منها ملابس للنوم يتجه الى الحمام محاولا عدم اصدار اى صوت حتى لا يقظها من نومها ليخرج بعد قليل يندس بجوارها ف الفراش ليجدها تنام وجهها مقابلا لجهته فى الفراش تحتضن وسادته بين ذراعيها تتناثر خصلات شعرها فوق الوسادة مخفية لوجهها ترتدى احدى قمصانها البيتية ذات الحمالات الرفيعة التى سوف تصيبه ذات مرة بازمة قلبية من شدة خفقاته لدى رؤيته لها به وما زاد الامر سوءآ انحصاره عنها حتى ركبتيها مظهرآ ساقيها كانت نتام بعمق و راحة ليعلم بانها لم تكن تتوقعه ان يأتى اليها الليلة ليجعلها ذلك ترخى دفاعاتها لتنام بتلك الطريقة اقترب منها بهدوء و حذر يتلمس خصلات شعرها برقة مزيحآ اياها يتلمس ملامح وجهها الرقيقة يشعر بمدى اشتياقه لها كما لو كان لم يغيب ليومين عنها بل لشهور ليشعره هذا بالارتباك والحيرة يحس كما لو كانت فى حياته العمر كله فهى منذ ان دخلتها جعلت لها نكهتها الخاصة تجعله يشعر بمشاعر لم يحسها طوال زواجه من سارة وهذا ما يقلقه ويجعله يشعر بضعف اتجاهها لا يريد الاحساس به من جديد اتجاه اى انثى فيكفيه ضعفآ فهو لن يكرر تجربته مع سارة مرة اخرى لن يجعل منها سارة اخرى فى حياته فهو كان المسئول الاول لما اصبحت عليه سارة من حب الذات وانانية بتساهله معها ودلاله لها بتحقيقه لجميع نزواتها مهما كانت .
زفر بشدة محاولا تصفية ذهنه من تلك الافكار ليعود الى تلك النائمة بجوار بسلام مقتربا منها اكثر مزيحا شعرها عن عنقها الناعم متلمسآ اياه برقة يستسلم لشوقه لها فينحنى مقبلآ عنقها قبلات رقيقة متتابعة شغوفآ بها لتتململ فى نومها من أثر ملامسته لها تتأوه بنعومة بصوت خفيض تجعل من محاولاته للسيطرة تخذله فلم يستطتع مقاومة ان يصعد بقبلاته الرقيقة حتى شفتيها ليقبلها بشغف ونعومة ليتفاجئ بها تهمس بأسمه بصوت رقيق من بين قبلاته لها ليدفن وجهه فى عنقها متأوهآ بحرارة يهمس هو الاخر باسمها بهمس أجش يقبل عنقها من جديد يقتل شوقه اليها والذى اخذ بالتصاعد بقوة دون قدرة له ع مقاومته
*************
ظلت حور تستسلم لحلمها الجميل الذى فيه رحيم يقوم بتقبيلها برقة ونعومة اذابت قلبها تتمنى الا ينتهى هذا الحلم لتظل فيه الى الابد حتى شعرت بانفاس لاهثة حارة تلامس عنقها لتدرك بانها ليست بحلم بل هى حقا بين ذراعى رحيم فوق فراشهم ليسيطر عليها الذعر تفتح عينيها سريعا محاولة ابعاده عنها بايدى مرتعشة ليدرك رحيم مقاومتها المذعورة له ليبتعد عنها ينظر اليها بعنين تشتعلان برغبة وشوق يرى خوفها ف عنينها ليمد انامله متلمسآ شفتيها بنعومة محاولآ بث الطمئنية فيها يقول بصوت هامس أجش من مشاعره التى تعصف به
=متخافيش منى انا مش ممكن أذيكى ابدآ
اخذت حور تنظر اليه بارتباك ليبتسم لها برقه ممرآ أصابعه فوق خصلاتها ثم ينحنى يقبلها بنعومة ورقة مذيبآ مقاومتها حتى احس بتجاوبها الخجول معه لتشتعل بينهم نيران الشوق محرقة كل شيئ
★***********★***********★**********★
اخذ ينظر اليها وهى نائمة بين ذراعيه رأسها يتوسد صدره براحة ليظل يراقبها متاملآ لملامحها الفاتنة فهو لم يغمض له جفن بعد ليلتهم العاصفة تلك ليظل ساهرآ محاولة فك قيود اسرها له فلقد وقع اسيرآ لها اسيرآ لمشاعر لم يكن من المفترض ان يشعر بها
فما شعر بيه بين ذراعيها شئ لم يختبره طوال حياته حتى مع سارة رغم سنين زواجهم مشاعر تنير الف طريق وطريق مظلم بداخله مشاعر لا قدرة له على مقاومتها ليقع اسيرآ لها
انتفض بداخله رافضآ لتلك الأفكار لا لن يكون اسيرآ لها او لغيرها يكفيه ما ظحدث هو اراد زوجة تنجب له الابناء فقط لاغير لا زوجة يقع ف حبها فهو لايريد الحب يكفيه مشاعر زائفة فلا دخل للمشاعر فى حياته مرة اخرى
نهض فجأة يحاول الانسحاب من بين ذراعيها دون ايقاظها ناهضآ يقف امام الفراش ينظر اليها نائمة بعمق شعرها يتناثر فوق وسادته وجنتيها حمراوتان وشفاها منتفخة من اثر قبلاته الثائرة لها ليلة امس
ليشعر بجسده يحثه على العودة اليها فى الفراش لينعم بدفئها مرة اخرى رافضا اوامره اليه بالتحرك لمغادرة
الغرفة لينهر نفسه بشده علي ضعفه امامها ليتحرك ويرتدى ملابسه بغضب مغادرا الغرفة سريعا بخطوات متصلبة
خرج حمزة الى نافذة غرفته لتدخين احدى سجائره حتى لايزعج زوجته وطفله ليتسمر مكانه بذهول وهو يرى اخيه رحيم ممدآ فوق احدى الكراسى الموجودة فى الحديقة ليسرع فى رمى السيجارة ويهرول مسرعا ليصل الى اخيه فى خلال دقيقتين ليجده مستغرقآ فى النوم يبدو ع وجهه الارهاق الشديد كم لو كان لم يذق النوم منذ فترة طويلة ليقترب منه يهزه من كتفه بهدوء يهمس باسمه محاولا ايقاظه ليهب رحيم فزعا من نومه ينظر حوله بعدم تركيز حتى وقع نظره على اخيه الواقف امامه ناظرا اليه بقلق قائلا
رحيم ايه اللى نايمك هنا ف البرد ده؟
اعتدل رحيم ف جلسته يحك ذقنه النابتة يحاول التهرب من سؤال اخيه يقول بصوت اجش من اثر النوم
= انت ايه اللى مصحيك بدرى كده مش عادتك يعنى !!
ادرك حمزة محاولته للتهرب ليجذب احدى الكراسى ليجلس مواجها له ينظر اليه عاقدا حاجبه
= رحيم متهربش منى انا اللي بسألك نايم هنا ليه سايب سريرك ونايم هنا ف البرد ليه ؟؟
ضحك رحيم ساخرا
= تقصد انهى سرير بالظبط مانا بقى عندى بدل السرير اتنين
انتبه حمزة لنبرة اخيه الساخرة ف حديثه ليقول له بهدؤء محاولا معرفة ما يضايقه
= ماشى ياسيدى بس برضه عاوز اعرف مالك
زفر رحيم ممرا يديه فوق وجهه يقول بخفوت
ولا حاجة يا حمزة انا زى ما انا كل الحكاية انى كنت زهقان قلت اسهر شوية والظاهر انى نمت وانا قاعد هنا
نظر حمزة اليه نظرة توحى بعدم تصديقه له متجاوز الامر لكنه لم يستطع مقاومة ان يساله السؤال الذى يحيره منذ فترة ليقول بتردد
= رحيم كنت عاوز اسالك حاجة بس لو مش عاوز تجاوب مش مشكلة ابدا
رحيم بعدم اهتمام
عارف يا حمزة سؤالك وعارف ان الكل بيسأله ليه ساكت على كل اللى عملته سارة متفكرش انى مش فاهم مرات عمك جايه هنا ليه
قست نظراته لتصبح كالرخام ف برودته = بس صدقنى كل حاجة وليها وقت ووقت الحساب لسه مجاش
نظر حمزة بقلق الى اخيه فهو ادرى الناس به فهو اذا انفجر اصبح مثل البركان اخذا معه الاخضر واليابس لايبقى ع شيئ ابدا
سأله حمزة بخفوت
= طب وحور ؟؟؟
ما ان نطق حمزة بسؤاله حتى قست نظراته ليقول بوجوم
= مالها حور !! حور مراتى وهتكون ام اولادى غير كده مفيش
حمزة بدهشة
= يعنى ايه يارحيم كلامك ده مفيش ليها اى مشاعر عندك ولو حتى شيئ بسيط
اضطربت نظراته عند سماعه تلك الكلمات ليقول بنفاذ صبر محاولا انهاء الحوار
مشاعر ايه وكلام فارغ ايه يا حمزة كفاية اوى لحد كده معنديش استعداد اعمل سارة تانية كفاية سارة واحدة بكل انانيتها وغرورها
حمزة بتردد
=بس يا رحيم حور غير سارة اى حد يقدر يعرف ده انت بس اللى خايف تشوف ده
نهض رحيم بتصلب يقول بصرامة
حمزة خلصنا من الموضوع ده وياريت ما نتكلمش فيه تانى انا رايح اغير هدومى علشان نشوف الشغل اللى ورانا وياريت تجهز انت كمان
ثم تحرك مغادرا المكان بخطوات متصلبة سريعة
اخذ حمزة ينظر اليه بعد مغادرته ليقول بقلق ياترى يا رحيم بتفكر فى ايه ودماغك دى هتوديك لفين
*******””””★★****************★★*****٪****************
استيقظت حور على صوت المياة الأتى من الحمام لتعلم باستيقاظ رحيم قبلها لتحمر خجلا وهى تتذكر ليتلهم سويا وكم كان رقيقا حنونا معها صبورا لاقصى درجة محاولا اذابة خجلها الفطرى وكم احبته لذلك لتصبح زوجته بكل ماتحمل الكلمة من معنى ليصبح زوجها وحبيبها وكم تتمنى ان يكون هذا الشعور بينهم متبادل فليس من المعقول ان يكون بكل هذا الحنان والشغف معها امس دون ان يكن لها ولو القليل من المشاعر ارتسمت ابتسامة من السعادة فوق شفتيها وهى تهزت راسها تامل ان يكون احساسها صادق لتنعم معه بحياة سعيدة مستقرة افاقت من افكارها على رحيم خارجا من الحمام يلف منشفة سوداء حول خصره وبيده منشفة صغيرة يجفف بها شعره يتحرك ناحية خزانته دون ان تلتفت ناحيتها لتنهض جالسة فوق الفراش تجذب الغطاء معها تلفه حولها بخجل تقول بصوت هامس خجول
=صباح الخير
لم يلتفت اليها وهو يخرج ملابسه يقول دون تعبير
= صباح الخير
مكملا ارتداء ملابسه دون اضافة حرف اخر لتحس حور بغصة بكاء فى حلقها فحاولت ابتلاعها لتقول بتلعثم
= ثوانى بس هجهز وانزل معاك
رحيم وهو على مازال على حالته من عدم الاهتمام او النظر اليها يقول بصوت جامد
= لا خليكى براحتك انا خارج على طول ومش راجع غير بليل متاخر
اغرقت عينيها بالدموع من بروده الشديد معها لتقول بصوت متحجرش من محاولة كبت دموعها
= رحيم مالك ف حاجة حصلت ؟؟
اتجه ناحية طاولة الزينة ينظر ف المراة يعدل من ملابسه ويرتدى ساعته يقول ببرود
=هيكون فى ايه ياحور يلا انا خارج اشوفك بليل
ثم اتجه ناحية الباب مغلقا اياه بهدوء دون ان يوجه اليها نظرة واحدة لتجلس مكانها بصدمة تحاول ايجاد سبب لتعامله معها بتلك الطريقة لاتجد سببا سوى احساسه بالندم ع ليلة امس ومحاولته افهامها بعدم تغير اى شيئ بينهم وبانها لحظة ضعف منه لن تتكرر مجددا لتشعر باهانة مريرة ف حلقها لتنهار فوق الفراش فى نوبة بكاء مريرة
سمعت حور دقات فوق باب الجناح لتنهض سريعا الى طاولة الزينة تحاول ان تزيل اثار بكاءها فترى عقم محاولتها من احمرار عينيها الشديد لتستسلم ملتفتة الى الباب تدعو الطارق الى الدخول بصوت اجش
لتدخل ندى الى الغرفة تقول بابتسامتها البشوش
=ايه ياستى فينك من الصبح ده ادم هبتجنن عليكى عاوز يشوفك
اغتصبت حور ابتسامة باهتة فوق شفتيها تقول بصوت متحجرش من اثر بكاءها
= ابدا مفيش بس كنت حاسة بشوية تعب فقلت افضل هنا ارتاح ف السرير احسن
اقتربت ندى منها بقلق تنظر اليها ترى اثار بكاءها الواضحة ع وجهها تقول بتساؤل
=مالك ياحور انتى كنت بتعيطى ؟؟
ارتبكت حور واسرعت بالتفت تعطى ندى ظهرها تقول بتلعثم
=لا ابدا ده شكلى اخدت برد واثر عليا
امسكت ندى بذراعيها تلفها اليها تقول بصوت حنون
=فى ايه يا حور احكيلى انا زى اختك
لم تدرى حور الا وهى تلقى بنفسها بين احضانها تبكى بشدة تتعالى شهقات بكاء دون ان تستطيع السيطرة عليها تبكى كل ما حدث لها بداية من زواجها منه نهاية بما فعله معها فى الصباح بمعاملته المخزية لها لتتركها ندى تفرغ كل ما بداخلها فهى تعلم كم الضغوط التى تعرضت لها لتزيد من احتضانها لها دون ان تطلب منها التوقف عن البكاء
ابتعدت عن احتضان ندى لها بخجل بعد توقف نوبة انهيارها العاصف تجفف دموعها مخفضة لراسها لتسرع ندى لسؤالها بعطف
=تحبى نتكلم وتحكيلى ايه مزعلك كده
هزت حور راسها برفض خجول تقول بصوت هامس
=ابدا يا ندى كل الحكاية ان اخواتى وحشونى اووى مش اكتر
نظرت ندى اليها بتفهم تعلم ان ليس هذا السبب لانفجارها بتلك الطريقة لكنها لم تحاول الضغط عليها لتقول بمرح
=هو ده السبب ياستى طيب لكى عليا اكلمك حمزة بتكلم مع رحيم تروحى تزوريهم
اسرعت حور بامساك يديها تضغط عليها تقول برجاء
= لا لا ياندى بلاش علشان خاطرى انا هبقى اتكلم معاه بنفسى
ادركت ندى صحة شكها بانه ليس سبب بكاءها فلم تحاول الضغط عليها قائلة بهدوء
=خلاص يا حبيبتى اتكلمى معاه انتى وهو اكيد مش هيرفض
ثم ابتسمت بمرح طب
= مدام الموضوع اتحل اغسلى وشك يلا وتعالى ننزل نلعب مع ادم تحت وهو اكيد هيعرف يخليكى تضحكى
ابتسمت حور برقة فى محاولة منها لمدارة وجع قلبها قائلة تتصتع الحماسة
= ثوانى وهكون جاهزة انزل معاكى لتتحرك فى اتجاه الحمام تحاول السيطرة على دموعها من الانهمار من جديد
وقف امام نافذة مكتبه متابعا لها وهى تمرح بسعادة مع طفل اخيه فى حديقة القصر غافلة عن مراقبته لها تتعاقب بداخله مشاعر ما بين الغضب و الندم غاضبآ من تلك المشاعر التى تعصف ف صدره لمجرد سماعه ضحكاتها تأتيه اثناء انشغاله بعمله ليترك كل شئ بيده ويقف بتلك الطريقة كمراهق صغير يراقب بشغف جميع تحركاتها ليشعر بالندم كلما تذكر معاملته الباردة لها صباحا يدرك تماما بانه قد جرحها وبشدة ولكنه لم يجد وقتها غير تلك الطريقة حتى لا يتراجع عن قراره والذى وصل اليه بعد تفكير طويل بان يجعل من علاقته بها دون تدخل للمشاعر بينهم فهو يريدها علاقة احترام ومودة ولا مكان لشئ اخر بينهم لكنه ما ان لمحها بعد استيقاظها بشعرها الغجرى ذو اللون القاتل مشعثآ يحيط بوجهها الرقيق عينيها الناعستين وشفتيها منتفخة من اثار قبلاته المجنونة لها ليلة امس ليشعر بالنيران تسرى بجسده مشعلة اياه راغبآ بالعودة اليها مرة اخرى يبثها تلك النيران و يخبرها بما تفعله به وما تجعله يشعره به ضاربا عرض الحائط لاى قرار احمق اتخذه من قبل لكنه لم يفعل اى من هذا بل تعامل معها ببرود ومهانة متعمدة منه فى محاولة منه لاثبات صحة قراره وقدرته على مقاومتها
وها هو واقفا ينظر اليها يتاكله الندم يعلم ان لا رجوع عما فعله فما حدث قد حدث والضرر قد وقع بها وبه هو ايضا
افاق من افكار على دخول حمزة الى الغرفة عاصفا يقول بغضب
=انت ازاى يا رحيم توافق ان البنى ادم ده يجى هنا
تحرك رحيم من مكانه بجوار النافذة يتجه لمكتبه يجلس بهدؤء قائلا
=اهدى يا حمزة وتعال نتكلم
زفر حمزة ف محاولة لتهدئة غضبه
=هنتكلم فى ايه يارحيم انا مش فاهم انت ازاى وافقت انه يجى هنا تانى بعد كل اللى عمله
اخذ رحيم يتلاعب بالقلم بين اصابعه بهدؤء شارد يقول
هو نازل البلد هنا يشوف ارض المشروع متنساش انه شريك للراجل اللى داخلين معاه المشروع
حمزة وهو يضغط اسنانه بخنق
انا لما شوفته حاضر الاجتماع فى القاهرة كنت هقتله وهو قاعد بكل برود قدامنا ولا كانه همه حد لولا اننا محتاجين الشراكة دى انا كنت فعلا عملتها
ضحك رحيم بتسلية وهو يرى وجه اخيه الحانق ليزداد حنق حمزة اكثر يقول بغيظ
= بتضحك يا رحيم انا مش عارف ازاى قادر تشوف خلقته وتنسى كل اللى عمله معانا
نظر اليه رحيم قد اختقت عن وجهه اى تسلية يقول بنبرة قاسية
انا مبنساش ياحمزة وانت عارف ده كويس بس مدام قبلنا الشراكة معاه يبقى كل الامور تمشى طبيعى الا لو حبها تمشى غير كده يبقى ميلومش غير نفسه وقتها
توقف عن الحديث ليسود الصمت لثوانى متابعا بعدها بهدوء
= المهم بلغ الحاجة تجهز الامور وهما يومين يمروا بطول ولا بالعرض
تافف حمزة لينهض منفذا لكلام اخيه الذى مان ان خرج اخيه من الغرفة حتى عاد الى مكانه السابق بجوار النافذة مراقبا تلك التى تحتل كل افكاره ولاتترك مكان لشيئ اخر غيرها
**★**★**★**★**★**
= وده جاى ليه ده مش حط رجله فى مكان الا لو وراه مصيبة
تكلمت الحاجة وداد بتوجس بعد ابلاغ حمزة لها بقدوم ذلك الضيف لترد ندى بطبيعتها الطيبة
يمكن يا ماما قاصد خير وعمل موضوع المشروع ده حجة وقال يحاول يصلح الامور من تانى يجى يبارك لرحيم ع جوازه
دوت ضحكت سارة الساخرة ارجاء الغرفة لتقول وهى ترجع بظهرها الى مقعدها تقول بخبث
= اه هو بيحب رحيم اووى فجاى يبارك ع جوازة الهنا
نظرت الحاجة وداد اليها بحدة
= سارة ملوش لازمة كلامك ده ولا عاوزه يسمعك وتحصل مشكلة تانى
نغزت بثينة ابنتها فى الخفاء تحاول اسكاتها تقول فى محاولة منها لاصلاح كلمات ابنتها
= سارة تقصد ان رحيم وجمال بينهم مصانع الحداد فاكيد مش جاى وناوى خير ابدا لرحيم
نهض حمزة من مكانه بعنف ينظر الى سارة و والدتها قائلا بصرامة
رحيم عمره ما بيعادى حد غير اللى بيبدء بعداوته له واظن جمال جرب وعارف ان رحيم عدو مش سهل فماظنش ابدا هيبتدى عداوة جديدة هو عارف كويس انه مش قدها
ليغادر الغرفة دون اضافة كلمة اخرى لتتبعه ندى تليها الحاجة وداد بعد ان رمقت سارة باستهجان لتلتفت الى والدتها تقول بغيظ
شوفتى بتبصلى ازاى كانى غلطت فى بنت الوزير وبعدين ما كلهم عارفين ان لا رحيم بيقبل جمال ولا جمال بيقبل رحيم يبقى فين الغلط فى اللى قلته
نظرت بثينة الى ابنتها تزفر بنفاذ صبر تقول بحدة
انا مش قولتلك هدى الامور شوية على الكل لحد مانشوف هنعمل ايه مع البت دى انا عاوزاكى ترجعى رحيم ليكى مش تقلبيه عليكى تانى
تاففت سارة بحنق تكتف ذراعيها فوق صدرها تقول
ارجعه ازاى وهو من يوم ما اتجوز البت دى مابتش غير ليلة عندى ومكررهاش تانى واديكى شوفتى بنفسك بيتعامل معايا ازاى ده مش طايق ليا كلمة
رتبت بثينة فوق يدها رقة تقول بتفهم
عارفة يا سارة بس برضه لازم تديله وقته اللى عملتيه مش سهل ابدا ع اى راجل واقولك بصراحة انا مستغربة انه مطلقيش بعد عملتك دى
صرخت سارة باستهجان من حديث امها
= ماما انتى بتقولى ايه
هزت امها بعدم اهتمام لصراخها تقول
=بعرفك بس ان اللي حصل مش قليل
تنهدت سارة تغمض عينيها تقول بصوت نادم
عاوزة تعرفى ليه مطلقنيش علشان يندمنى كل لحظة على اللى عملته و زى ما حمزة قال رحيم عدو مش سهل وانا اللى عملت منه عدو ليا
فتحت عينيها بسرعة تلتفت الى والدتها تقول بغيظ ناسية كل ندمها السابق
وبعدين هو انا كنت اعرف انه هياخد الموضوع كرامة وانه فعلا هيتجوز بعد ما رفض كتير يعملها انا حبيت ابين له انى مستعدة اضحى علشانه فيتحسب ده لصالحى بس الظاهر حسبتها غلط
ردت بثينة بصوت مذهول من حديث ابنتها وتفكيرها
انتى مجنونة يا سارة ولا ثقتك العمية فى نفسك وحبه ليكى نساكى انه راجل واكيد هياخد الموضوع على كرامته مش تضحية زى ما جنابك فاكرة ثم اخذت تهز راسها باستنكار قائلة باسف
ياريتك اخدتى رائى قبل ما تعملى جنانك ده بس معلش ملحوقة و هيرجع ليكى تانى
رت سارة بلهفة وامل
= ياريت ياماما ياريت انا استحالة اسيبه لحتة الفلاحة دى رحيم بتاعى انا وبس
رتبت بثينة على يدى ابنتها تحاول تطمئنتها تقول بخبث
متقلقيش يا قلب ماما مبقاش بثينة الشرقاوى اما رجعته ليكى وخرجت الفلاحة دى من هنا لمكان ما جات
★★★*******★★★
جلست العائلة مجتمعين بعد العشاء مشتركين جميعا فى مناقشة حول الضيف القادم الا رحيم الذى جلس فوق كرسيه براحة متابعا بعينيه حور الجالسة بعدم راحة من نظراته الحادة الموجهة اليها فهو لم يرفع عينيه عنها منذ لحظة دخوله الى الغرفة ليظل جالسا بتلك الطريقة غير منتبه لما يدور حوله من احاديث لتنتبه سارة لنظراته تلك تساله بحدة فى محاولة منها لتلهيه عن تلك الفتاة
=رحيم تفتكر جمال فعلا جاى لشغل ولا ناوى على حاجة تانية انت ايه رايك؟
ليظل رحيم ينظر باتجاه حور دون محاولة الرد عليها رغم ادراكها انه استمع الى سؤالها لتصرخ بغضب
= رحيم انت سامعنى انا بكلمك ع فكرة
التفت رحيم اليها بهدوء مركزا نظراته الصارمة عليها قائلا ببرود
=سمعتك ومش عاوز ارد عليكى ولتانى مرة بقولك متعليش صوتك وانتى بتكلمينى
توتر الجو بعد حديث رحيم ليسود الصمت ارجاء الغرفة لينهض حمزة غامزا لندى خفية لتفهم مقصده لتنهض هى الاخرى ليلقى حمزة تحية مساء سريعة ويسرعا فى المغادرة
لتنهض سارة من مكانها دون سيطرة منها على انفعالاتها لاترى امامها من شدة غضبها تقول بغيظ وحنق
=انت هتفضل على حالك ده لامتى انا خلاص جبت اخرى
رحيم بنفس بروده دون اى انفعال ظاهر على وجهه
=هو ده اللى عندى اذا كان عجبك
نفضت سارة يد امها التى وقفت هى الاخرى تحاول تهدئتها تقول بغضب
انت فاكر انى مش عارفة انتى بتعمل معايا كده ليه لا يا رحيم بيه بس احب اعرفك انك بتلعبها غلط مش حتة البت دى
واشارت بيدها ناحية حور المصدومة مما يجرى لتكمل حديثها الحاقد
اللى تعملها ند لسارة فاهم يارحيم لعبتك كلها مكشوفة ليا فاهم
نهضت حورتحاول مغادرة الغرفة سريعا غير راغبة لسماع المزيد لتلحقها سارة امام ذهول الجميع من حالتها تلك تقبض على ذراعيها تشدها بعنف
= رايحة فين يا هانم استنى اسمعى باقى الكلام انا لسه مخلصتش
صرخ رحيم بها عاصفا
=سارة كفاية لحد كده
نظرت سارة باتجاهه دون ان تفلت حور من يدها تقول بهسترية غير متحكمة بما تفعله
= لا مش كفاية لازم تفهم الخدامة بنت الخدامين دى قمتها فى البيت ده ايه
علم الجميع بانفجار الوضع عندما اسرع رحيم بغضب عاصف يجذب سارة بقسوة من ذراعيها مبعدا ايها عن حور ثم يلتفت الى حور يقول بحدة :حور اطلعى اوضتك حالا
وقفت حور مكانها تنظر اليه بصدمة فهى توقعت منه اى شئ الا طلبه هذا منها كما لو كانت طفلة يجب الا تستمع الى احاديث الكبار الا تستحق منه ان يقوم برد اعتبارها امامها من اهانة سارة لها امام الجميع ام اصبحت اهانتها امر عادى له ولعائلته فلم تدرى سوى بتنفسها تتشبث باقدامها فى الارض تنظر اليه قائلة بتحدى
=مش طالعة يا رحيم غير لما ترد على اهانتها ليا وادامى
ترك رحيم سارة تماما متوجها بجسد متخشب نحوها قائلا بغضب
= ايه بتقولى ايه مسمعتش
واجهت حور نظراته بشجاعة قائلة
لا سمعتنى يارحيم وسمعتنى كويس اوى انا مش هسمح لحد يهنى ولا يهين اهلى هنا تانى ولو انت مش قادر ترد على اهانتى انا اقدر اجيب حقى بنفسى
استمرت تنظر اليه تقابل نظراته بتحدى مماثل حتى دوت ضحكة سارة باستهجان وسخرية
=اتفرج يا رحيم بيه الفلاحة عاوزة تربينى عاوزة تعمل راسها براس اسيادها
صرخ رحيم بغضب عنيف دون ان يحول عنينه عن حور
=سارة اخرسى خالص صوتك مسمعوش و الا متلوميش غير نفسك بعدها
صمتت سارة مرتعبة تعلم انها قد تجاوزت الخطوط الحمراءجميعها وان عقابها اتى لا محالة وهذة المرة لا مفر منه
تكلم رحيم موجها كلامه تلك المرة لحور الواقفة بصلابة امامه جسده متصلب بتوتر ضاغطا على حروف كلماته يقول بهمس غاضب
= لتانى مرة بقولك اطلعى اوضتك واياك اسمع كلمة تانية منك
نهضت الحاجة وداد من مكانها تسرع الى حور تمسك يدها برقة وعطف تحدثها فى محاولة منها لتهدئة الامور
= تعالى يا حور يا بنتى وصلينى لاوضتى اصل انا تعبانة اوى
وقفت حور مكانها تنظر اليه بعينين ملتمعة من اثر دموع تحاول كبتها حتى لا تتساقط امامه فيرى خيبة املها منه مرتسمة فيهما قبل ان تمسك بيد والدته تستند عليها هى لا العكس مغادرة الغرفة دون كلمة منها
اخذ رحيم ينظر ف اثارها لفترة طويلة يرى مدى انكسارها الظاهر فى خطواتها ليلتفت شادا سارة من يدها بعنف جعلها تشهق بالم ليتجه بها ناحية الباب لتناديه زوجة عمه بلهفة وقلق رحيم استنى عاوزاك
لم يلتفت اليها رحيم قائلا بغضب
= اى كلام هيتقال يستنى لبكرة يا مرات عمى
ليغادر جاذبا سارة خلفه بعنف تتعثرث فى خطواتها وهى تصعد وراه الدرج
اخذت حور تبكى بين ذراعى الحاجة وداد داخل غرفة الاخيرة التى حاولت تهدئتها قائلة لها بعطف
انتى بتعيطى ليه دلوقتي انا متاكدة ان رحيم مش هيسيب اللى حصل من سارة ده يعدى واكيد اخدلك حقك يبقى ليه بقى زعلك ده .
رفعت حور رأسها تنظر اليها تمسح دموعها
=يعنى يا ماما مشفتيش كلامها ليا وبدل مارحيم يسكتها هى لا يقولى انا اطلعى اوضتك
ضحكت الحاجة وداد بمرح
يعنى هو انتى سكتى ما انتى وقفتى ادامه وقلتى بعلو صوتك مش طالعة لا وكمان ايه عاوزة تجيبى حقك احمدى ربنا انه كان مشغول فى اللى سارة عملته و الا كانت هتبقى ليلتك ليلة .
صمتت لثوانى تقول بعدها باستفهام مرح
بس قوليلى كنتى هتجيبى حقك ازاى كنتى هتضربيها مثلاولا كنتى هتعملى ايهلو كده يبقى خسارة انى اخدتك وطلعنا
لتغرق فى الضحك وهى تتخيل هذا المنظر امامها لتبتسم حور هى الاخرى لتتحول سريعا ابتسامتها الى ضحكة مرحة ازالت حزنها من فوق وجهها فاخذت الحاجة وداد تنظر اليها بحنان وهى ترتب فوق خدها تقول
=ايوه كده اضحكى مش عاوزة اشوفك زعلانة ابدا
احتضنها بحنان لتسرع حور الى احضانها تشعر كما لو كانت فى احضان امها تستمتع بحنانها لتظل على وضعها هذا حتى غلبها النوم
★★★★
فتح رحيم باب الغرفة دافعا سارة امامه بعنف للداخل لتتعثر من اثر دفعته حتى كادت ان تسقط ارضا لو لا تشبثها باحدى المقاعد الذى حال دون سقوطها ترفع انظارها اليه برعب وهى تراه يتقدم نحوها ببطء بعد اغلاقه لباب الغرفة بالمفتاح لا ترتسم فوق ملامحه اى شئ يدلها عما قد يحدث منه تاليا لتتراجع فى خطواتها امام تقدمه منها حتى اصدم ظهرها بالحائط موقفا تراجعها ليقف رحيم امامها ينظر اليها بعينين باردتين قاستين لتصرخ بالم حين امتدت يده ممسكة بشعرها يشد راسها اليه يكاد يقتلع شعرها من جذوره من شدة غضبه قائلا بقسوة وتصلب
انا استحملت منك اللى مفيش راجل يستحمله و رضيت و قبلت العب معاكى لعبتك زى ما انتى
بتقولي عنها وابان قدام الكل ضعيف ليكى ولحبك لحد ما اللعبة خلاص ما بقتش على هواكى قلتى لا مش لاعبة وعاوزةرحيم تانى ليا لوحدى
اشتدت قبضته اكثر حول شعرها لتصرخ بالم لم يلتفت اليه ولو لثانية مكملا حديثه انفاسه الغاضبة تلفح بشرتها يهدر بصوت عاصف
بس لا ياسارة هانم اللعب من هنا وراح هيبقى بمزاجى انا عجبك تكملى تبقى تقعدى زيك زى اى كرسى هنا ملكيش صوت ولا تتدخلى فى اى حاجة تخصنى و اياكي فاهمة اياكى اعرف انك ضايقتى حور ولو بنظرة .
تركها نافضا راسها من يده بعنف قائلا بحزم وقسوة
مش عجبك اللى قلته يبقى الباب مفتوح تقدرى تمشى لبيت اهلك ومحدش هيمنعك وحقوقك هتوصلك لحد عندك
اتسعت عينين سارة بصدمة ورعب تهمس بلوم
=هتطلقنى يارحيم
اقترب رحيم بوجهه منها ينظر فى عينيها لترى عينيه يغشيها قسوة اخافتها اكثر من كل كلماته السابقة لها يهمس بشراسة
هعمل اللى المفروض كنت اعمله من زمان من اول ما رفضتى تكونى ام لأولادى من يوم ما خلتينى زي العيل الصغير و انتى بتجمعى عالته اللى هو كبيرها وتجرحى فى رجولته وكرامته قدامهم كلهم
ليمسك خصلاتها من جديد شاد راسها اليه بعنف صارخا
اقول كمان ولا كفاية كده لان غلطاتك مش من النهاردة بس لاااااا دى من يوم جوازنا بس انا اللى كنت اعمى
تركها بعنف متجها الى الباب يفتحه مغادرا بجمود دون ان يلتفت خلفه صافقا الباب بعنف لتنهار سارة ارضا تبكى بمرارة على ما صنعته يدها بفقدانه الى الابد
★★★★★★★
همست الحاجة وداد تأمر الطارق بالدخول حتى لاتزعج حور النائمة بسلام بين احضانها لترى ولدها الحبيب يدخل الى الغرفة بهدوء ينظر الى حور الساكنة تقدم بخطواته الواثقة حتى وقف امام الفراش عينيه ترسل الف رسالة ورسالة لايقرئها غير قلب الام يسالها بهمس
=هى نايمة من امتى
ردت والدته وهى تلامس خصلات حور بحنان
= من شوية بعد ما تعبت من كتر عياطها
زفر رحيم بضيق لمعرفته ببكاءها قائلا بخشونة
= ساعات بحس انى متجوز طفلة صغيرة
ردت والدته بعتاب
رحيم متجيش عليها انت كمان انت عارف ان ليها حق فى زعلها و اى واحدة مكانها كانت قلبت الدنيا خصوصا انك معرفتش توقف سارة عند حدها على الاقل قدامها
صرخ رحيم بغضب ناسيا تلك النائمة لتنظر اليه وداد بلوم فيخفض صوته هامسا بغيظ
يعنى يا امى كنت عوزانى اجيب سارة من شعرها ادامها علشان تعرف انى اخدت حقها مكنش ينفع غير اللى عملته هى المفروض كانت تفهم ده
ارتسمت معالم الذهول فوق وجه والدته تقول بصدمة
=رحيم هو انت عملت كده فى سارة فعلا؟
زفر رحيم مخفضا راسه ارضآ يقبض يديه بشده هامسآ باقتضاب
عملت اللى تستاهله يا امى سارة خلاص فكرت انها مهما عملت محدش هيحاسبها وكان لازم تفهم العكس
زفرت والدته هى الاخرى بقلة حيلة قائلة
=والله يا بنى مش عارفة اقولك ربنا يهدى الحال
اومأ براسه متقدما ناحية تلك النائمة محاولآ حملها دون ان يوقظها اخذا ايها بين ذراعيه لتتلملم قليلا ثم تستكين بين ذراعيه مرة اخرى لتهمس والدته بخفوت
=ماتسيبها يابنى تنام فى حضنى النهاردة بدل ما تقلقها
نظر رحيم الى حور النائمة بسلام و رأسها يستريح فوق صدره ليمرر نظراته فوق ملامحها بحنان هازآ راسه برفض هامسا دون ارادة منه
=طيب و انام ازاى من غير ما تكون فى حضنى !
افاق بحرج على ما همسه به يرفع انظاره الى والدته بقلق وخوف ليجدها مازالت على نفس تعبيراتها ليتنهد براحة لعدم سماعها ما همس به ليتنحنح متحدثا بصوت ثابت النبرات
= الاحسن تنام فى اوضتها يلا تصبحى على خير يا امى .
ردت تحيته وهى تتابعه بنظراتها خارجا يحمل زوجته بين ذراعيه برقه وحنان لتبتسم بعد خروجه بمكر قائلة بمرح
=بقى كده يا رحيم ما بتعرفش تنام غير وهى فى حضنك
تنهدت تدعوه له ربنا يهنيك يابنى واشوف ولادك وافرح بيهم
مرت عدة ايام بعد تلك الاحداث كانت الاوضاع فى القصر متوترة بين الجميع بداية من سارة التى تلتزم غرفتها بعد ماحدث وكلمات رحيم اليها رافضة مغادرة القصر بعد حديث امها اليها التى اقنعتها بعدم الاستسلام لغريمتها مع وعد منها بتخليصها منها بطريقة او باخرى اما رحيم فلم يعلق ع بقاءها متجاهلا ايها تماما حتى اثناء الوجبات الوقت الوحيد التى اصبحت تراه فيه تجلس امامه محاولة الاعتذار اليه بنظراتها متوسلة سماحه ليقابلها ببرود وتجاهل رفضآ اى محاولة منها للاقتراب منه ومازاد الطين بلة انه اصبح ايضا يبيت كل لياليه لدى تلك الفتاة ليشعل نارها اكثر واكثر اتجاها
يالله كم تتمنى التخلص منها حتى ولو كان القتل هو السبيل الوحيد لذلك لفعلتها دون لحظة ندم واحدة فتلك الفتاة اصبحت كالهاجس لها لا تكره فى حياتها احد كما تكرها ولكن لتصبر كما طلبت منها والدتها تحفر لها قبرها بتفكير وهدؤء وقتها لن يرحمها احد من بين يديها
خرجها صوت الباب يفتح مخرجا ايها من افكارها لتشعر بالسعاظة للحظة ظنا منها انه رحيم ليخيب املها وهى ترى والدتها تدلف للغرفة واقفة تنظر اليها بشفقة وعطف تقترب منها تقول بحنو
= ايه ياسارة هتفضلى حابسة نفسك كتير ف الاوضة دى
سارة وهى تعض على شفتيها تقول اقتضاب
وعاوزانى اعمل ايه يا ماما وهو كل ليلة عند الهانم وناسينى من الاصل لتتغير ملامح وجهها ف ثانية تهتف بغضب
لاااا بس انا خلاص جبت اخرى منه ومنها شوفيلى حل يا ماما والا اقتلها واخلص منها انا خلاص مابقتش بفكر غير فى انى اموتها وارتاح
جلست بثينة بجوارها يرتسم الشرود والتفكير على ملامحها تنطر سارة اليها فى انتظارها لرد على كلامها لتصرخ سارة بغيظ
ماما انتى مش معايا ؟ فين المصيبة اللى كنتى بتحضريها للبت دى ولا خلاص مبقاش ليها حل
التفت اليها بثينة تقول بخبث
لا ازاى ده انا بفكرلها فى مصيبة لو ظبطت معانا البت دى هتخرج منها بفضيحة وقليل لو مطلقهاش فيها بس استنى نخلص من موضوع زيارة ابن عمك ده ونشوف هترسى على ايه
اسرعت سارة ف الاعتدال بجلستها تقول بلهفة
=ازاى يا ماما فهمينى
رتبت بثينة فوق كتفها تقول
هقولك كل حاجة بس الاول انتى معاكى رقم نرجس مرات ابو البت دى
عقدت سارة حاحبيها بدهشة واستغراب
=ايوه معايا بس عوزاها ليه دى ست طماعة وكلبة فلوس
ضحكت بثينة بخبث
ماهو علشان كده عاوزاها هى الوحيدة اللى هتقدر تنفذ اللى عاوزينه من غير ما نبان ف الصورة خليكى جاهزة وقت ما اقولك كلميها اتصلى بيها ع طول تقابلنا ف مكان المرة اللى فاتت
هزت سارة راسها بالايجاب لتكمل بثينة حديثها قائلة بخبث والشر ينطق من ملامحها
=لو اللى فى دماغى حصل ياسارة البت دى مش هتبات فى القصر لليلة واحدة
★★★★★★★★
اما حور فمنذ تلك الليلة وهى تارة تتجاهله وتارة اخرى غاضبة منه فى محاولات عقيمة منها لافهامه بمدى حنقها وغضبها مما حدث لتظل على برودتها تتعامل معه ببعض كلمات مقتضبة تتبادلها معه عند الضرورة للحديث لكن اكثر ما كان يحبطها هو انه ولا مرة واحدة حاول الحديث معها فيما حدث محاولآ شرح لها اسباب ما فعله متجاهلآ ايها تماما شيقابل دائما محاولاتها تلك بهدؤء وضحكة ساخرة كما لو كان هو الغاضب ويعاقبها بتجاهلها وليس هى لتظل على حالها فليلة باردة غير مبالية به وليلة غاضبة تريد تمزق الهواء من حوله بصراخها تود لو ضربت الارض بقدميها لتحصل منه على اى ردة فعل حتى ولو ظهرت امامه كطفلة غاضبة ولكنه يدخل ليلا الى جناحهم دون توجيه اى حديث اليها يستعد للنوم بكل هدؤء ولا مبالاة ولكن ما ان يلامس جسده الفراش حتى يسرع الى اخذها بين ذراعيه مثل كل ليلة دافنا وجهه بين حنايا عنقها مستغرقا سريعا فى النوم كما لو كان وجد ملجاه للراحة ليذوب كل غضبها السابق منه لتنام هى الاخرى بين احضانه غير مبالية بشئ ما لكن ما ان يحل الصباح حتى يعود بهم الحال الى لعبة القط والفار من جديد
★★★★★★★
دخل رحيم غرفته متوقعا لاى جنون قد يصدر عنها فقد تعود طوال الايام الماضية على حالة مزاجية مختلفة منها كل يوم فهى تارة غاضبة حانقة لا تتحمل منه حتى الاستماع لكلمة منه وتارة اخرى باردة متجاهلة اياه تماما كما لو كان هواء من حولها لا تراه ولا تسمعه لتشعره تلك المحاولات بالتسلية يدخل كل ليلة جناحهم مخمنآ فى اى حالة قد يجدها متوقعآ لأى شئ الا ما رأه منها الليلة لحظة دخوله للغرفة ليصاب بالذهول ليقف متسمرا مكانه وهو يراها واقفة فى منتصف الغرفة ترتدى فستان فيروزى اللون ذو حمالات رفيعة وفتحة صدر منخفضة ينساب فوق خصرها ثم يتسع حتى ركبتيها مع حذاء اسود ذو كعب عالى تاركة شعرها العجرى ينساب حتى اسفل ظهرها يراها برقتها بجمالها الخلاب ليظل متسمرا بذهول محاولا الكلام اكثر من مرة دون نجاح ليتقدم بخطواته منها يقف امامها تاكلها نظراته لتخفض راسها خجلا و ارتباكآ من نظراته تلك ليضع انامله اسفل ذقنها يرفع وجهها اليه يقول بصوت متحجرش من اثر المشاعر التى تموج بداخله
= لو دى الحالة الثالتة ليكى فانا موافق عليها من كل قلبى
ابتسمت بمرح لتشرق ملامحها كلها بسعادة امام عينيه لتتجمد نظراته عليها يبتلع ريقه بصعوبه وانامله تتلمس بشرة وجهها بنعومة لتتوقف فوق شفتيها متابعا ايها تتحرك اسفل اصبعه وهى تتحدث بهمس ناعم خجول
= كل سنة وانت طيب يارحيم
رفع عينيه اليها يتجمد جسده بصدمة مما تقول لتتابع بنفس الهمس
= النهاردة عيد ميلادك ماما وداد قالتلى كده وانا حبيت احتفل بيه معاك
اتسعت عينيه على وسعهما يتراجع الى الخلف بضع خطوات عنها مذهولا لتشعر حور بالقلق من ردة فعله علي حديثها تقول بارتباك خائف
=لو ده يضايقك انا اسف…….
قطع كلامها عندما قبض على معصميها يشدها اليه بعنف يحتضنها بين ذراعيه يغرق وجهه ف عنقها قائلا بصوت اجش محملا بالمشاعر
=تعرفى انك الوحيد اللى افتكرتى ان عيد ميلادى النهاردة حتى انا كنت ناسى
رفعت وجهها اليه تتلمس ذقنه النامية بحنان هامسة
= يعنى مش يضايقك اننا نحتفل بيه سوا ؟؟
هز راسه نافيآ بضعف من اثر ملامستها الرقيقة له ليراها تمسك بيده بين يديها متجهة به الى الاريكة التى وضع فوق المنضدة امامها كعكة مزينة بقطع الشكولاتة تشتعل فوقها شمعة مضاءة صغيرة لتقف تنظر اليه تحاول معرفة رأيه من ردود افعاله المتعاقبة فوق وجهه وهو ينظر الى الكعكة لتسأله بامل
= ايه رايك عجبتك ؟؟
التفت ينظر اليها بابتسامة خلابة ارتسمت فوق ملامحه الرجولية ترى سعادته بعينيه كطفل صغيرآ فرح بكعكة ميلاده ليبتسم بسعادة لرؤيتها سعادته بمفاجئتها تلك هامسة بحنان
= طيب يلا اتمنى امنية وطفى الشمعة
وقف ينظر اليها متاملآ ملامحها بدقة اشعرتها بالخجل من تأمله لها ليغمض عينيه وهو يميل ليطفئ الشمعة يسمع تهنئتها اليه بصوتها الناعم السعيد ليعتدل فى وقفت ناظرآ اليها بشرود متاملآ ملامحها يحاول السيطرة على مشاعر عاتيه تموج بداخله فلأول مرة منذ ان كان طفل صغير يحتفل احدآ بميلاده حتى سارة رغم سنينهم معا لم تتذكره ولو لمرة واحدة رغم انه كان دائم الاحتفال معها بميلادها لتبقى امه هى الوحيدة التى كانت تهنئه به دائما رغم انها لم تفعلها اليوم متعمدة حتى لا تحرق مفاجأة حور له ويالها من مفاجأة حطمت حصونه كلها دفعة واحدة لتجعله كطفل صغير فرح
تنهد من اعماقه معترفآ بانها اصبحت تتغلغل فى اعماقه تسرى فى اوردته مجرى الدم اصبح لايحتمل فراقها ولو للحظة واحدة
افاق من شروده على همسها الناعم هامسة باسمه بقلق لينفض رأسه من افكاره تلك ليرفع اصبعه ممرآ اياه فوق ذراعيها بنعومة ثم ليقوم باحاطة وجهها الرقيق بكفيه هامسآ
= عيون رحيم
ابتسمت بخجل من كلماته ليميل فوقها يقبلها بشغف وجنون غير قادر على مقاومتها لثانية اخرى ليشعر بها و لأول مرة منذ زواجهم تبادله شغفه وجنونه دون تردد او قلق ليزداد جنونآ بها مشددآ من احتضانه لها تمر بيهم الدقائق دون وعى بما حولهم حتى توقف يهمس فوق شفتيها بانفاس لاهثة
= دى احلى هدية عيد ميلاد ممكن احلم بيها
ليحملها بخفة بين ذراعيه متجها بها الى الفراش لتدرك نيته فتدفن وجهها بخجل فى عنقه تقول بأرتباك وصوت متقطع
=رح..يم طيب والكيكة بتاعتك؟
رد بضحكة مرحة
=لا الكيكة اللى معايا احلى بكتير
ارتجفت هو ينزلها فوق فراشهم مقبلآ عنقها ببطء ورقة شديدة قائلآ من بين قبلاته
= مفيش حاجة اهم من انك معايا فى اللحظة دى
استيقظت حور من نومها على صوت الخزانة تفتح وتغلق و رحيم يتحرك بارجاء الغرفة يرتدى ملابسه لتظل تتابعه باجفان نصف مغمضة لاتريد ان يعلم باستيقاظها حتى يغادر الغرفة فهى تشعر بالخجل من مواجهته بعد ماحدث بالامس خاصة انها لاتعلم ردة فعله بعد تجاوبها المخجل معه أمس وتسلميها لجميع حصونها له تخشى من معاملته الباردة او غضبه مثلما حدث منه فى المرة السابقة
افاقت من افكارها على توقف حركته من حولها تراه واقفا امام الفراش ينظر باتجهها مبتسمآ بخبث لتدرك بعلمه باستيقاظها لتقرر النهوض وتبدء هى بتجاهله قبل ان يفعلها هو لتنهض من الفراش تمر بجواره رافعة الراس دون توجيه انظارها اليه لتشهق بدهشة عندما امسك بمعصمها يشدها اليه ليلتصق ظهرها به ينحنى دافنا وجهه بين حنايا عنقها يستنشق رائحتها باستمتاع مغمضا عينيه قائلآ بصوت اجش
=مفيش صباح الخير ليا
ردت حور بانفاس متسارعة ونبضات قلبها تتسارع بجنون كما لو كانت تتسابق
= صب.اااح ااالخ…ير
تنهد رحيم بين حنايا عنقها قبل ان يديرها بين ذراعيه لتصبح مواجهه له فاخذ يتلمس ملامحها برقة قائلآ بهمس
=مش قولت قبل كده صباح الخير ما بتتقالش كده
ولم يترك لها مجالا للرد منحنيا يقبلها يلتهم شفتيها بين شفتيه بشغف لتشعر بعالم يدور من حولها غير واعية لأى شيئ سوى انها بين يديه حتى تركها يتنفس بخشونة اخذآ يديها بين يديه متجها الى الفراش ليجلس ويجلسها فى حضنه ينظر لوجهها الخجول وشفتيها المنتفخة من اثر قبلته ليمسد شعرها مبعدآ اياه خلف اذنيها يحدثها برقة
حور انا مش عاوزك تزعلى منى ابدآ وعاوزك كمان تفهمى انك مراتى ومش هقبل حد يهينك ابدا فهمانى يا حور
نظرت حور اليه قائلة بارتباك
بس يا رحيم انت شوفت هى بتتعامل معايا ازاى واللى وجعنى انك مردتش عنى اهانتها ليا
تنهد رحيم قائلا بصبر
ومين قالك انى مردتش عنك اهانتك واخدت حقك و بزيادة كمان مش لازم يحصل ده ادامك علشان تصدقى انه حصل لازم تفهمى ده من نفسك ليرفع اصابعه فوق جبهتها يدفعها بخفة مكملأ
=الدماغ دى لازم تفكر قبل ما تتصرف
عبست حور عاقدة حاجبيها بعبوس لتبدو كطفلة غاضبة قائلة
=يعنى يا رحيم تقصد انى ما بفهمش
ضحك رحيم بصوت صاخب رخيم لتنظر حور اليه فاقدة دقة من دقات قلبها لدى سماعها لتلك الضحكة الرجولية الرائعة تهمس بذهول دون وعى منها
=ضحكتك جميلة اوووى ياريت تفضل تضحك كده على طول
تجمدت ضحكته فوق وجهه بعد سماعه لكلماتها تلك يتأملها بنظرات ثاقبة لتشعر بالخجل واشتعال النيران فى وجنتيها لتسرع فى تخبئة وجهها فى تجويف عنقه هاربة من نظراته تلك تلفح انفاسها المتسارعة عنقة ليبتلع ريقه بصعوبة قائلا بخشونة وهو يتراحع بها فوق الفراش خلفه
=واضح ان فطارى النهاردة هبدئه بيكى
ليغرز انامله فى خصلات شعرها مثبتا راسها ليبثها اشواقه من جديد
★★★★★★
نزلت حور و رحيم لتناول الافطار يدها تتشابك مع يديه تشعر بالخجل محاولة سحب يدها منه ليضغط بانامله فوقها متشبثآ ها اكثر لترفع انظارها اليه تضغط على شفتيها قائلة بارتباك وخجل
=رحيم سيب ايدى علشان خاطرى انا مش هرب بس انا مكسوفة ندخل عليهم وانت مسكنى كده
ظل رحيم طوال حديثها شاردا فى حركة شفتيها غير منتبها لاى كلمة منها لترى حور شروده ذاك مقتربة منه تخفى وجهها فى ذراعه قائلة بخجل وارتباك
=رحيم وحياتى بطل تبصلى كده انا مش ناقصة كسوف
نفض رحيم راسه محاولا التركيز على كلامها له ليقترب منها قائلا بخشونة
طب اعملك ايه وانا قولتلك كام مرة بلاش الحركة دى عموما احنا لسه فيها ومفيش حد لسه عرف اننا نزلنا
ليغمز بعينيه بخبث
= ايه رايك نكمل فطارنا فوق لوحدنا
صرخت حور تتلون وجنتيها باحمرار شديد تضربه بخفة فوق زراعه قائلة بخجل
=رحيم اعقل انا مش عارفة مالك النهاردة
ضحك رحيم بشدة من حركتها تلك هامسآ امام وجهها بعبث
= والله عال يا ست حور وايدك بتطول عليا كمان
ارتبكت حور واخذت تمسد فوق ذراعه بقلق قائلة باسف
=مش قصدى والله بس انتى بجد بتوترتى
رحيم برقة
=بوترك بس
صرخت حور مرة اخرى
= رحيم…
ضحك رحيم مرة اخرى بصوت مرتفع لتلتفت حور حولها بقلق وارتباك لملاحظة ان كان اى احد قد انتبه لصخب ضحكته فخرج اليهم ليتوقف جاهدا عن الضحك يقول بصوت مرح
خلاص ياحور متلفيش حولين نفسك كده ثم جذبها اليه مقبلآ وجنتيها برقه = تعالى يلا نفطر
ثم تحرك بها الى داخل غرفة الطعام اخذا بيديها مرة اخرى بين انامله ممسكا بها بحزم ليلتفت اليهم انظار جميع الموجودين مابين سعادة فرحة وحاقدة غيورة لتجلس حور بمكانها المعتاد منخفضة الراس بخجل تحاول تناول طعامها غير غافلة عن نظرات سارة ووالدتها اليها والتى لو كانت النظرات تقتل لماتت فى الحال
★★****★★****★★****★★
ظل الحوار دائر حول مائدة الطعام بين بين افراد العائلة عن ذاك الضيف الاتى اليوم فجلست حور تتابع الحوار لتدرك مدى توتر الجميع من تلك الزيارة الا رحيم فقد وجدته مسترخيآ يستمع الى حديثهم بلا مبالاة ليتحدث اليه حمزة قائلآ
انا مش عارف يا رحيم انت ازاى كده وازاى اصلا توافق ان البنى ادم ده يجى هنا تانى بعد كل اللى عمله
الحاجة وداد وهى تهز رأسها باستنكار = و اخوك كان هيعمل ايه هو اللى بيدور على المشاكل لما يجى هنا تانى
تدخلت بثينة فى الحديث قائلة
=جمال مش ممكن ينسى ابدآ اللى رحيم عمله معاه واكيد جاى المرة دى و وراه حاجة
سارة وهى تنظر الى رحيم بتملق فى محاولة منها للتواصل معه حتى ولو بالنظرات
=هو اللى بدء بالغدر الاول رحيم مظلموش
رفع رحيم راسه فجأة اليها بنظرات نارية مدركآ لمقصدها قائلا بصلابة
= كويس انك فاهمة ده
ثم التفت الى الجميع مديرآ نظراته بينهم قائلآ بحزم
جمال جاى هنا ضيف يعنى يتقابل احسن مقابلة و اى كان اللى بنا وبينه بيت الشرقاوى مفتوح لاى حد مهما كان
لينهض منهيآ حديثه مغادرآ الغرفة التى سادها الصمت بعد خروجه لينهض حمزة لاحقا به لتقول الحاجة واد بخشية وخوف
=قلبى مش مطمن للى بيحصل ربنا يعدى اليومين دول على خير
جلست حور وندى فى حديقة القصر تتابعان ادم يلعب بمرح من حولهم حتى سألت حور ندى بفضول حاولت كثيرا تجاهله
= ندى هو مين جمال ده وليه الكل بيتكلم عنه كده ؟؟
تنهدت ندى قائلة باقتضاب
= جمال يبقى ابن عمنا بس زي ما بيقولوا كده الفرع الشيطانى فى العيلة
نظرت حور اليها و فضولها يزداد
= طب ايه اللى حصل بينه وبين رحيم ؟؟
التفت ندى اليها قائلة
=شوفى ياستى جدى قبل ما يموت سلم كل امور العيلة لرحيم رغم ان عمى سعد كان موجود بس جدي شاف ان رحيم الوحيد اللى يقدر يدير الشغل والاملاك زيه بالظبط طبعا عمى سعد غضب وثار على جدى وجمال كمان عارض جدى بس مش علشان عمى سعد لا علشان نفسه وقال انه الأحق بده لان والده هو الأكبر بين أعمامه وفضلوا على الحال ده كل يوم مشاكل وخلافات لحد ما جدى مات فجأة قبل ما يحل الامور بينهم وطبعا الامور ولعت اكتر بعد موته بين الاتنين جمال وعمى سعد من ناحية ورحيم وحمزة وباقى اعمامى واولادهم من ناحية تانية واستقرت الامور لفترة بعد ما كل اعمامى واولادهم وافقوا ان رحيم هو الاحق بينهم وان محدش يقدر يدير الشغل زيه لحد ما الشركة دخلت مناقصة كبيرة ادام شركة منافسة طبعا شركتنا كانت متأكدة من الفوز بالمناقصة دى و اترتبت كل الامور على كده لكن فجأة المناقصة راحت لشركة التانية بعطى اقل من شركتنا بكتير جدا وطبعا رحيم كان هيتجنن ازاى قدروا يقدموا عطى اقل رغم انه متاكد انهم خسرانين لو نفذوا بالاسعار دى وفضل يدور ورا الموضوع وقدر يعرف من موظف فى الشركة دى ان عطى شركتنا وصل ليهم و بالورق و ان جمال عرض عليهم تعويض اى خسارة ليهم المهم يفوزوا بالمناقصة رحيم عرف من هنا والدنيا ولعت واللى زاد الامور اكثر انه اكتشف اختلاسات من حساب شركتنا بفلوس كانت بتتحول لحساب الشركة اياها واللى عرفنا بعدين ان جمال داخل شريك خفى فيها كله طبعا كان من فلوس الشركة يوم لما رحيم عرف كل ده كان هيموته ومحدش كان قادر يخلص جمال من ايده لولا حمزة وقتها قدر يسيطر عليه كان فعلا موته واجبره ان يسيب الشركة ويخرج من حياتنا نهائى و دلوقتي راجع تانى فجأة ومحدش عارف دماغه فيها ايه جمال استحالة ينسى اللى حصل ابدا وده اللى قلقنى اوى يا حور
ظلت حور صامتة تستمع الى حديث ندى تدرك ان لهم كل الحق في القلق من عودته مرة اخرى حتى ولو كانت بدعاء العمل افاقت من افكارها على ندى وهى تنهض من جوارها تقول
=انا هقوم اشوف ماما وداد بتعمل ايه وانتى خليكى مع ادم تابعيه
هزت حور راسها بشرود تراها تتجه الى المنزل لتظل بمكانها لعدة دقائق قبل ان تنهض من مكانها لتلهو مع ادم لا ترى فائدة من افكارها تلك
★★★★★★★
رحيم سمع صوتها مناديا باسمه بصوت هامس ليدير راسه بلهفة يجدها تطل براسها فقط من باب مكتبه تبتسم بخجل ورقة ليضع ما بيده من اوراق مشيرآ اليها بالدخول لتدخل مكتبه بخطواتها الرقيقة فينهض من خلف مكتبه لملاقتها لتقف امامه بابتسامتها الرائعة فلم يستطيع مقاومة جذبها الى صدره محتضنا ايها بشدة ليظل محتفظا بها بين ذراعيه لعدة دقائق ليرفع راسه بعدها يبتسم هو الاخر اليها قائلا
=مالك ؟ فى حاجة حصلت؟ اوعى تقولى انى وحشتك!
اسرعت حور تنفى بسرعة
=لالالالا خالص
رفع حاجبه بدهشة من نفيها السريع لتصحح كلماتها بتلعثم
=اقصد مفيش حاجة حصلت
اشتدت ذراعيه حولها قائلا بعبث
=اه يعنى افهم من كده انى وحشتك !
تخضبت وجنتيها بالاحمرار تخفض عينيها عنه قائلة بارتباك
=انا كنت عاوزة اطلب منك طلب مد انامله رافعا وجهها اليه قائلا بهمس =و ايه هو الطلب ده؟
حور بأمل كنت عاوزة اروح ازور اهلى واقعد معاهم يومين
زفر رحيم بضيق لتقول برجاء
=علشان خاطرى يا رحيم انا مش بخرج خالص وهما وحشونى اووى
ابتعد رحيم عنها ناحية مكتبه يجلس مستندا عليه قائلا بحزم
=لا يا حور مفيش بيات بره البيت وبعدين يومين كتير
ضربت حور الارض باقدامها بغيظ لتطل من عينيه نظرة تسلية عند رؤيتها لحركتها هذة مستمتعآ وهى تقول بغضب
= بس انا مبخرجش خالص وبصراحة انا زهقانة
اعتدل واقفا يشدها من يدها اليه قائلا بحنان
=خلاص متزعليش ليكى عليا بعد زيارة ضيفنا نسافر انا وانتى اى مكان نقضى فيه يومين لوحدنا
قفزت من فرحتها تهتف بسعادة
=بجد يارحيم ؟!
امسك بوجهها بين يديه يقول بهمس اجش
=بجد يا عيون رحيم
ليقترب منها مقبلا ايها برقة وحنان اذابها بين يديه لترفع يديها تتشبث بعنقه تبادله قبلته ليغيبا عما حولهم حتى طلبت رئتيهم للهواء ليفترقا يستند بجبهته فوق جبهتها تتسارع انفاسه يسالها بهمس خشن
= اتفقنا خلاص
هزت راسها بالايجاب وهى مازالت مغمضة العينين ترد بنفس الهمس =اتفقنا
اخذ رحيم يتلمس ملامحها بحنان قائلآ برقة
=لو تحبى انا ممكن اجيب اهلك يجوا كلهم يقضوا معاكى يوم هنا توسعت عينيها بفرحة قائلة بلهفة
=ياريت يا رحيم انت متعرفش اد ايه هما وحشونى
لتنطفئ تلك الفرحة من عيونها سريعا وهى تتذكر سارة واهانتها الدائمة لعائلتها خائفة من ان تهينهم اثناء زيارتهم لها
لاحظ رحيم تغيرها المفاجئ ليسألها بقلق
=فى ايه يا حور اتغيرتى فجأ ليه ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة خائفة من التحدث معه عن مخاوفها خاشية من ردة فعله ليدرك رحيم افكارها تلك ليمسك بوجهها بين يديه ينظر فى عينيها بثبات قائلآ بحزم
= حور اسمعى وافهمى كلامى ده كويس انتى مرات رحيم الشرقاوى البيت ده بيتك تستقبلى فيه اللى تحبى ويتقابلوا احسن مقابلة واللى يفكر يعمل غير كده يبقى حسابه معايا وساعتها ميلومش غير نفسه فهمانى ولا اتكلم تانى
نظرت اليه بعيون امتلئت بدموعها من روعة كلماته اليها فلم تدرى الا وهى تحتضنه بقوة دون محاولة منها للكلام ليتفاجئ من ردة فعلها لثوانى قبل ان يبادلها العناق يهمس بين خصلاتها
=مجنونة وكل دقيقة بحال بس بموت فى جنانك ده
ضحكت حور بخفوت تندس اكثر فى صدره لتنعم اكثر باحتضانه لها حتى سمعت دقات على الباب ليفتح بعدها ليطل حمزة من خلاله لتنحنح بحرج عند رؤيته لهم مخفضا رأسه لأسفل قائلا باعتذار
= اسف يا رحيم كنت فاكرك لوحدك
ابتعدت حور سريعآ عن رحيم بارتباك تتمنى لو انشقت الارض وابتلعتها من شدة حرجها عكس رحيم الذى لم يتحرك من مكانه وهو مازال يحيط خصرها بيده رغم كل محاولاتها لابتعاد قائلا بثبات
= تعالي يا حمزة ادخل
ما ان خطى حمزة داخل الغرفة حتى ظهر من خلفه رجل غريب يماثل رحيم فى العمر ذو شعر بنى قاتم وقامة متوسطة تترتسم فى عينيه نظرة ذات خبث وهو ينظر الى يد رحيم المحاطة بخصر حور ثم يرفع عينيه بابتسامة اكثر خبثا مقابلا نظرات رحيم الذى ما ان راى هذا الغريب حتى شعرت بالتحفز والتوتر يسيطر على خطوط جسده لتنتقل نظرات ذلك الغريب فوق حور متفحصآ اياها بنظرات لا تستطيع تسميتها باعجاب بل نظرات اصابتها بقشعريرة باردة ونفور منه وهى تمر فوقها لتشعر باصابع رحيم تضغط فوق خصرها بشدة لدى ملاحظته لتلك النظرات قائلا بصوت بارد
=اهلا يا جمال مكنتش اعرف انك وصلت
رد جمال بصوت ساخر وهو مازل عينيه على حور
=لا ما واضح
انتفض رحيم فى وقفته بغضب مقربا حور اليه بحماية تنطق عينيه بغضب بارد لتستمر حرب النظرات بينه وبين جمال تنطق بالكثير حتى تنحنح حمزة محاولا تهدئة الاجواء قائلا بارتباك =جمال صمم انه يقابلك اول ما وصل ده لسه حتى ما سلمش على حد من البيت عموما نقدر نخلص شغلنا عما يحضروا الغدا وجمال يقدر وقتها يقابل الكل ثم تبادل نظرات ذات مغزى بينه وبين اخيه ليزفر رحيم محاولا الهدوء ثم ينحنى الى حور هامسا فى اذنيها =روحى انتى دلوقتي عرفى امى بوصول جمال وغطى شعرك ده بأى حاجة
التفت اليه حور بدهشة تفتح فمها للحديث لينبها بعينيه انه ليس الوقت المناسب لأى حديث لتومأ له براسها و تتحرك مغادرة ولكن ما ان خطت خطوتين مبتعدة حتى تسمرت مكانها حين سمعت جمال يقول بخبث
=مش تعرفنا ببعض الاول يا رحيم حتى علشان اقدر ابارك لعروستك
ثم بدون اى مقدمات تحرك عدة خطوات حتى وقف امامها يمد يده بالسلام قائلا وهو مازال على نظراته تلك لها لتشعرها بالخوف
= انا جمال ابن عم رحيم واكيد انتى حور عرفتك على طول من الوصف اللى اتقالى عنك وبصراحة اللى وصفك ليا ظلمك وظلم جمالك
هدر صوت رحيم قائلا بعنف جاذبا حور اليه
=جمال حاسب على كلامك واعرف انتى بتتكلم ازاى وبتكلم مين ثم يوجه حديثه الى حور بجمود
=حور اعملى زى ما قولتلك حالآ انتفضت حور تسرع فى مغادرة الغرفة غير راغبة فى البقاء لو لدقيقة واحدة مع ذاك المدعو جمال بنظراته النفرة لها لتتنفس بعمق فور مغادرة الغرفة تتمنى انتهاء زيارته باسرع وقت
فور مغادرة حور المكان تزايدت شرارت التوتر فى الاجواء يقف كل من رحيم وجمال فى مواجهة بعضهم نظراتهم مليئة بالتحدى والعداء حتى تنحنح حمزة قائلا بحزم
=اعتقد اننا نقعد نشوف شغلنا علشان نخلص بدرى وجمال يقدر يرجع لأشغاله فى القاهرة بسرعة ليوجه انظاره الى جمال يقول باقتضاب
= مش كده ولا اية يا جمال
جمال وعينيه لا تحيد عن رحيم
= بالعكس الظاهر زيارتى هتطول عندكم ياحمزة متعرفش اد ايه انتم وحشنى
رمقه رحيم بنظرات مشتعلة ليقول محذرا ضاغطآ بغضب على كل حروف من كلماته
=انا سمحتلك تيجى هنا علشان الشغل وبس انما جو الأهل والقرايب ده انساه اللى بنا شغل وبس يعنى نخلص شغلنا وبالسلامة وياريت متكررش الزيارة دى تانى
انصدم حمزة من كلمات اخيه الفظة وهو يراه يتخلى عن بروده وهدوءه المعتاد اما استفزاز جمال الدائم له ليزيد الاخير من الامر ضاحكآ ضحكته الساخرة الصفراء قائلا بخبث
=ياااااه لدرجة دى يا رحيم بيه عمومآ هنشوف الأمور هنا هتوصل بينا لفين ثم التفت الى حمزة يقول بسخرية
= نشوف بقى شغلنا اللى مستعجل عليه يا حمزة ولا ايه رايك ؟
ساد جو من التوتر طوال اليوم يسيطر الوجوم على الجميع بعد استقبالهم لجمال والترحيب به بفتور يسود الصمت على الجلسة التى شملت الجميع ماعدا الحاجة وداد لأستاذنها لشعورها بالتعب حتى تكلمت بثينة تسأل جمال
= اخبارك ايه يا جمال وشغلك احواله ايه ؟
جمال بهدوء
=الحمد لله كله تمام والشغل ماشى عال اوى
بثينة بفضول
= طب ومش ناوى تتجوز بقى ؟
انتقلت نظرات جمال الى حور الجالسة بجوار رحيم يقول بغموض
=اكيد بس مش لما الاقى اللى بدور عليه
تجهم وجه رحيم عاقدا حاجبيه قائلآ
= وايه هو بقى اللى بدور عليه ؟
جمال بخبث
=الجمال يا ابن عمى وشكلى كده قربت الاقيه
نهض رحيم واقفا جاذبآ حور اليه بتملك واضح قائلا بنبرة جليدية
=طبعآ وانت هدور على ايه غيره
ثم التفت الى الجميع بتجهم
=اعذرونا يا جماعة انا محتاج ارتاح يلا يا حور وتحرك جاذبآ حور خلفه مغادرآ الغرفة ليهب حمزة هو الاخر مستأذنآ ليغادر هو ندى الغرفة فلم يتبقى سوى سارة والدتها وجمال الذى اخذ بالضحك بسعادة لتسائله سارة عابسة
=انت جاي ليه يا جمال عاوزة الحقيقة حكاية الارض والشراكة دى تخليها لرحيم واخوه انما انا ما بيدخلش عليا الكلام ده
جمال وهو يضع قدمآ فوق الاخرى مريحا ظهره للخلف غامزا بعينة بخبث = دايما انتى اللى فهمانى يا بنت عمى
سارة بنعومة
=حلو اووى يبقى تفهمنى اللى فى دماغك واحدة واحدة
ابتسم جمال قائلا بدهاء
= هقولك واكيد المصلحة واحدة ولا ايه يا بنت عمى
ضحكت سارة تلتمع عينها بفرحة وخبث = اكيد يا بن عمى اكيد
★★★★
دخل رحيم وحور الى جناحهم وهو مازال على حالته من التجهم المرتسم فوق وجه متجهآ الى الاريكة يجلس فوقها لتجلس حور بجواره تسأله بخشية
= فى ايه يارحيم مالك ايه حصل يخليك بالشكل ده ؟
لم يلتفت او يرد عليها تتلبسه حاله من الغضب الأعمى فماذا يخبرها ايقول لها انه كاد ان يلكم ابن عمه بين عينيه لملاحظته نظرات الأعجاب التي يرمقها بها او انه قد كاد ان يقتله بالفعل لتجرءه بالنظر اليها بتلك النظرات وانه يغار نعم يغار عليها بمشاعر لم يختبرها من قبل كمراهق احمق زفر بحنق يعتصر قبضتيه بغضب لتراه حور على تلك الحالة التى جعلتها تبتلع ريقها وتلتزم الصمت بجواره حتى فوجئت به يمسك يديها يقبض عليها بشدة ويهمس من بين اسنانه
=حور عاوز علاقتك بجمال تبقى فى اضيق الحدود يعنى مش عاوزك توجهى ليه اى كلام ومتقعديش معاه غير وانا موجود فاهمنى
نظرت حور اليه بدهشة قائلة
= وانا هيكون ليا معاه كلام ليه اساسا وبعدين انا استحالة هقعد معاه لوحدنا صمتت لثانية تفكر لتساله برهبة
=رحيم هو فيه حاجة انت مخبيها عليا
نهض رحيم معطيا لها ظهره يقول بارتباك غاضب
=هيكون في ايه ياحور المهم كلامى يتنفذ……
ثم التفت اليها يرفع اصبعه محذرا
=اه وشعرك ده اللى ظهراه للكل يتفرج عليا يتغطى واظن انا قولتلك الكلام ده قبل الغدا
نظرت حور اليه بقلق قائلة
=طيب ما انا سمعت كلامك وغطيته بالطرحة
اسرع مقتربآ منها يقف امامها يتلمس خصلاتها الشاردة من تحت الوشاح قائلآ بخشونة
=طيب وشعرك اللى ظاهر بلونه اللى يخطف اى عين من جماله مش محسوب ليزداد صوته خشونة وعينيه تتابع حركة اصابعه وهى تعبث فى خصلاتها = تعرفى ان شعرك ده اول حاجة لفتت انتباهى ليكى بلونه اللى سحرنى وخلانى مش قادر انساكى ابدآ
رفعت حور عينيها اليه تشعر بذهول من كلماته لترى عاصفة من المشاعر تعصف بها تسمعه يهمس بصوت اجش مثقل بالعاطفة
= شعرك .. عنيكى.. ابتسامتك.. لون الفراولة فى خدودك كل ده سحرنى وخلانى زى المجنون مش عاوز حد غيرى يشوفك عاوزك ليا وبس بتاعتى انا وملكى انا…………
شدها اليه ينشر قبلات صغيرة فوق موضع كل كلمة ينطقها من ملامحها برقة شديدة اذابتها تشعر به يغرقها فى احضانه بقوة لتشدد هى الاخرى من ذراعيها حوله تستجيب له بجنون ليغيبا عن كل ما حولهم
★★★★
صرحت بثينة بتوتر تنظر اليهم قائلة : = طيب ممكن افهم انا كمان وبلاش تتكلموا بالألغاز ادامى
التفت اليها جمال قائلا
= طيب ركزوا معايا واسمعوا الكلام اللى هقوله كويس اوى
ليستمر فى حديثه الذى كلما توغل فيه اتسعت عينين بثينة بذهول وتبتسم سارة بسعادة وخبث مما ينتويه هذا الداهية وما ان فرغ من حديثه حتى هبت بثينة برعب قائلة
= ده جنان اللى بتقوله ده رحيم لو عرف هيولع فينا كلنا لتتوجه بحديثها الى ابنتها
= سارة اعقلى انتى بتلعبى بالنار و رحيم مش هيسكت ولا هيسيبك لو عرف ان ليكى يد فى اللى هيعمله المجنون ده
نهض جمال قائلا بهدوء
= ايه الجنان فى اللى هعمله كل الحكاية انى هاخد حاجة واحدة من رحيم قصاد كل اللى اخده منى طول عمرى والكل يعرف ان عروسة رحيم بيه العظيم سابته علشان ابن عمه اللى طول عمره كان بيقول عليه حرامى شوفتى بقى انا طيب ازاى
بثينة بذهول
= يعنى انتى عاوز تشاغل مراته قصاد عينيه ومتوقع يسكتلك ده قليل اما قتلك وبعدين قولى هنا انت ايه اللى مخليك متاكد كده ان البنت هتجاريك فى اللى فى دماغك ده
تدخلت سارة فى الحديث تقول باحتقار = لا من الناحية دى اطمنى دى بنت طماعة بتاعت فلوس وزى ما اتجوزت رحيم علشان الفلوس هتسيبه علشان برضه علشان الفلوس
هزت لبثينة راسها بنفاذ صبر قائلة بتعجب
= انتم بتقولوا ايه والله هتيجى على دماغكم وبكرة تقولوا بثينة قالت
ثم غادرت الغرفة وهى تبرطم بكلمات غير مفهومة لينظر جمال فى اثرها بعدم اكتراث ثم يلتفت الى سارة قائلا =طيب وانتى معايا فى اللى هعمله ولا ايه ؟
ابتسمت سارة بخبث قائلة
= طبعا انا معاك و زى ما قولت مصلحتنا واحدة المهم عندى اخلص من بنت ال…… دى
جلست حور فى حديقة القصر كعادتها صباح كل يوم فى حديقة القصر مع ندى تتابعان مرح وصخب ادم المعتاد اثناء لهوه فى الحديقة لكنها تشعر بعدم قدرتها على مشاركته اللعب كعادتها معه فهى منذ ان نهضت من الفراش وهى تشعر بالدوار وبرغبتها فى العودة الى النوم مرة اخرى كم كانت تتمنى ان تمضى يومها كله مستلقية فى فراشها ولكنها عندما استيقظت من النوم ولم تجد رحيم بجووارها وعلمت بمغادرته الغرفة دون ان تشعر حتى به قررت النهوض سريعا علها تستطيع رؤيته قبل مغادرته لمتابعة اعماله ولكنها للأسف لم تستطيع اللحاق به وها هى تجلس وتشعر بالشوق لرؤيته تنتظر عودته بلهفة وفروغ الصبر
افاقت من شرودها على ضحكة ندى وهى تحدثها ضاحكة
=ايه يا بنتى بقالى ساعة بكلمك وانتى مش هنا ايه اللى واخد عقلك يتهنى به
اعتدلت حور جالسة فى مقعدها قائلة بضعف
= ابدا يا ندى بس حاسة بشوية تعب النهاردة
ندى بقلق
= فعلا انا ملاحظة انى وشك شاحب بقالك كام يوم مالك فى حاجة وجعاكي؟؟
هزت حور رأسها تنفى
=لالالا ابدآ هو ممكن بس يكون أرهاق واكيد لما ارتاح هبقى كويسة
ندى بلهفة وقلق
= طيب قومى ارتاحى شوية لحد ما رحيم يرجع
حور وهى تحاول ان تداري تعبها
= لا انا هقعد هنا يمكن هوا الصبح يقدر يضيع من تعبى شوية
نهضت ندى سريعا قائلة
= طيب خليكى براحتك وانا هاخد ادم اوديه لدادة واعملك كوباية عصير فرش تظبط ليكى الامور
حاولت حور معارضتها قائلة
= خلى ادم معايا يسلينى
ندى وهى تحاول الامساك بادم الذى اخد يحاول التملص منها بمرح
= يسليكى ايه قولى يتعبك لا خليكى انتى ارتاحى فى مكانك وانا و شوية ورجعالك بسرعة
فور مغادرة ندى اغمضت حور عينيها تريح راسها فوق ظهر مقعدها تغيب لثوانى فى النوم لتفيق منه لدى شعورها بلمسات رقيقة تلامس وجهها لتبتسم برقة تفتح عينيها ظنآ منها بعودة رحيم لتشهق برعب فور رؤيتها جمال هو من يجلس بجوارها ملاصقآ لها انامله مازالت على وجهها تتلمسها بجراءة لتهب فورا من مكانها قائلة بفزع
=انت بتعمل ايه هنا و ازاى تتجرء وتمد ايدك عليا
اسرع جمال يشدها من يدها يعيدها الى مكانها مرة اخرى ليقترب اكثر بجسده منها يقول بهمس كالفحيح :
مقدرتش اقاوم وانا شايف كل الجمال ده ادامى وملمسوش الجمال اللى راح لواحد ميستهلش واحدة بكل جمالك ده
حاولت حور جذب يدها من بين يديه تصرخ به
=اخرس خالص ومتتكلمش معايا بالطريقة دى
ليزداد ضغطه عليها بقوة قائلا بلهجة ارعبتها
=افضلى فى مكانك متتحركيش واسمعينى كويس انا عمرى ما عوزت حاجة ومختهاش بالذوق بالعافية باخد اللى انا عاوزه وانا بصراحة كده عاوزك ليا ملكى يعنى تخليكى عاقلة كده وطوعينى وانا هعيشك فى دنيا غير الدنيا هخليكى ملكة بس تسيبى رحيم وتبقى ليا
كانت حور اثناء سماعها لحديثه تتسع عينيها بصدمة لا تقدر حتى على مقاطعته من شدة ذهولها حتى نطق بكلماته الاخيرة لتصرخ به
= انت اكيد مجنون استحالة تكون طبيعى وانا هقول لرحيم على جنانك ده
اشتدت قبضته اكثر حول يديها لتصرخ بالم ترى ملامحه كلها تتغير امامها لتصبح ملامح شيطانية وهو يقول
= انا مش مجنون انا كل الحكاية انى عوزك وانا مش متعود مخدش الحاجة اللى عاوزها فكرى فى كلامى كويس واحسبيها صح واعتقد مكاسبك معايا هتكون اكتر من وانتى مع رحيم
حاولت حور الكلام ليقاطعها قائلا بجمود محذرا اياها
=ومتحاوليش تتكلمى مع رحيم فى كلامنا ده اعتقد انك متحبيش تشوفيه بيخسر صفقة بالملايين ده غير طبعا الفضيحة اللى هتحصل ماهو انا اكيد هنكر كل كلمة قلتيها ومش بعيد كمان اقول انك انتى اللى بتشغلينى ولما رفضتك قولتى الكلام ده عنى وبعيد عن رحيم هيصدقك ولا يصدقنى الموضوع كله هيبقى فضيحة فى العيلة كلها مانا مش هسكت ولازم ادافع عن نفسى
رفع يده يرتب فوق وجنتها الشاحبة وهى تنظر اليه كما لو كانت مغيبة لا تستطيع حتى الكلام لينهض واقفا امامها ينحنى اليها قائلا بخبث
]فكرى فى كلامى كويس واحسبيها صح وازاى ما قلتلك انا عمرى ما بخسر
اعتدل واقفآ سريعآ عند ملاحظته لعودة ندى تحمل فى يدها كوب من العصير تقترب منهم حتى وقفت امامهم تنظر بريبة وشك خاصا لدى رؤيتها لحور الشاحبة بشدة تجلس بجمود فوق مقعدها لتقول له بعنف
=عاوز ايه يا جمال واقف هنا ليه ؟
ابتسم جمال بلطف خبيث
= ابدا يا بنت عمى كنت بتعرف على حور مش اكتر ماهى بقت من العيلة برضه
تجاهلت ندى كلماته لتلتفت الى حور التى مازالت على حالها تقول لها بحنان وقلق
=حور انتى كويسة هو التعب زاد عليكى ابعت اجيبلك الدكتور ؟
هزت حور رأسها بضعف ترفض عرضها تخفض رأسها غير راغبة فى الحديث لترتعش بنفور فور اقتراب جمال منها مرة اخرى يسألها بخبث
=انتى حاسة بالتعب يا حور تحبى اتصل برحيم يجى فورا
رفعت عينيها اليه تراه ينظر اليها بدهاء لتخفض عينيها مرة اخرى هازة راسها بالرفض تحاول النهوض للمغادرة لتشعر بانسحاب الهواء من حولها والدنيا تغيم امام عينيها ليكون اخر ما تسيمعه صرخة ندى باسمها برعب قبل ان تسقط ارضا تحت اقدام جمال
★*********★*********★
=انا عاوز افهم هى مغمى عليها لحد دلوقت ليه ؟
افاقت حور على صوت رحيم الغاضب يسال هذا السؤال لياتيه الرد الهادئ
= اطمن يا رحيم بية انا عطيت لها حقنة وكلها شوية وهتفوق وعاوز اطمنك ان ده شيئ طبيعى فى حالتها
زفر رحيم فى محاولة منه للهدوء حتى سمع همهمتها باسمه ليسرع اليها يسألها بلهفة
=حور انتى كويسة؟ عاملة ايه ؟حاسة بحاجة؟
لتقول والدته تحاول تهدئته
= براحة يا بنى عليها اهدى كده وخليها تفوق الاول
جلس رحيم بجوارها فوق الفراش يقوم بابعاد خصلات شعرها عن وجهها بحنان قائلا
=الحمد لله انك بخير انا كنت هتجنن عليكى لما ندى كلمتنى وقالت انك تعبانة
تكلمت حور بضعف
=هو ايه اللى حصل ؟
ابتسم رحيم بحنان لها قائلا
= ابدا ياستى بس شكلك كنت عاوزة تعرفى غلاوتك عندى انتى والضيف اللى جاى فى السكة
بهتت ملامح حور قائلة بصدمة
= ضيف مين ؟ انا مش فاهمة
اسرعت الحاجة وداد تقول بسرور وفرحة شديدة
= مبروك يا حور يا بنتى الحمد لله ربنا كرمنا واخيرا هشوف ولاد رحيم قبل ما اموت
التفت حور الى رحيم بعدم تصديق قائلة = تقصدوا انى حامل
انخفض رحيم يقبل جبينها برقة وحنان قائلا بفرحة
= ايوه يا حور اخيرا حقتتى ليا حلمى وهكون اب انا حاسس ان الدنيا مش سيعانى من فرحتى
تنحنح الطبيب لينتبه اليه الجميع ليوجه حديثه الى حور التى مازالت على حالة الجمود والصدمة
= الحمد لله يا مدام حور كل الامور طبيعية وماشية كويس بس لازم تتابعى مع الدكتور الخاص بيكى وان شاء الله كله هيبقى تمام
نهض رحيم مصافحآ اياه بحرارة شاكرا له ثم يتجه به الى الخارج مودعآ ليعود سريعا اليها يتطلع اليها والسعادة تطغى على كل ملامحه لتسرع الحاجة وداد قائلة بمرح
=اسيبكم مع بعض وانزل احضرلك الاكل لازم تتغذى كويس من هنا ورايح
لتخرج سريعا من الغرفة ليتجه رخيم اليها رحيم بعد سماعه صوت اغلاق الباب يقبلها بلهفة وشوق يعبر بتلك القبلة عما ينوج بداخله من مشاعر جياشة فى تلك اللحظة يرفعها الى احضانه يكاد يسحقها فوق صدره يقول بصوت ملهوف لاهث
= مبروك يا حور انتى متعرفيش انا فرحان اد ايه بالخبر ده
نظرت اليه حور بملامح شاحبة تسأله بصوت خفيض
= لدرجة دى يا رحيم انت فرحان
احاط رحيم بوجهها بين كفيه قائلا بحنان
= جدا يا حور جدا ده حلم وكان بعيد وانتى خلتيه حقيقة بين ايديا
اخفضت حور عينيها عنه لينتبه رحيم الى حالتها الصامتة لاول مرة ليسالها بقلق
= فى ايه ياحور مالك حاسس انك مش فرحانة ولا مبسوطة بالخبر
رفعت حور عينيها اليه قائلة بتلعثم
=لا ابدا انا فرحانة بس كل الحكاية انى لسه مش مصدقة لحد دلوقت انى فعلا حامل
ضحك رحيم بسعادة قائلا بمرح
=عندك حق انا نفسى مش مصدق لحد دلوقتي اللى حصل ثم اخذ يحدثها بفرحة عما سيفعله لطفلهم القادم من اشياء كثيرة ينبها بين الحين والاخر على الاهتمام بنفسها وبطفله غافلا عن حالة حور الصامتة وافكارها تاخذها بعيدا جدا عن السعادة

=طلعت حامل يا ماما حامل
صرخت سارة بتلك العبارة كالمجنونة تشعر بعالمها كله ينهار من حولها فاسوء كوابيسها تحقق امام عينيها فلقد خسرت امام تلك الفتاة و خسرته الى الابد ولا شئ يستطيع ارجاعه لها مرة اخرى
صرخت تتهالك على الرض باكية بانهيار لتسرع امها لضمها اليها تحاول تهدئيتها واخراجها من تلك الحالة ولكن لم تستطيع قول شيئ لها وهى تراها امامها تبكى بمرارة تردد انهيار
= خلاص خسرته خسرت رحيم مبقاش ليا خسرته ومبقاش ليا
لينقبض قلب بثينة من رؤيتها بتتالم بهذا الشكل وهى من فعلت هذا بنفسها ولكن لم تستطيع البوح بافكارها هذة وهى فى حالتها تلك لتقول لها
=اهدى ياسارة كل حاجة فى ايدينا لسه وتقدرى ترجعيه تانى ليكى
صرخت سارة بالم
=ازاى ياماما ازاى
بانك تكونى ام لأولاده انتى كمان وتبطلى العند بتاعك وترجعى جوزك تانى ليكى
رفعت سارة اليها راسها قبل ان تحاول الرد فتح باب الجناح فجأة ليدخل جمال متسللآ بهدؤء لتقول له بثينة بجمود =عاوز ايه يا جمال دلوقتي هى مش حمل كلام مع حد
وضع جمال يديه فى جيب بنطاله ينظر الى سارة المنهارة بين يدى امها ليقول بهدؤء
= اللي هقوله ده هيرجع كل حاجة من تانى زى الاول واحسن كمان رفعت سارة راسها بين احضان امها تنظر اليها بعينين حمراوتان ووجه منتفخ من البكاء لساله
=ازاى وكل حاجة خطننا ليها انتهت بحمل البت دى ورحيم خلاص ضاع منى صرخت بكلمتها الاخيرة لتنهار مرة اخرى فى البكاء ليقترب منها جمال اكثر منها يقول بثقة
=مفيش حاجة اتغيرت كل اللى اتفقنا عليه هيحصل بس بتخطيط جديد والحمل ده كانه لم يكن
نظرت بثينة اليه بذهول
= ازاى كانه لم يكن ؟
هز جمال كتفه بعدم اكتراث قائلا =يعنى يا مرات عمى الحمل لسه فى اوله ميمنعش انه معرض ينزل فى اى وقت بحركة عنيفة .. باكلة تاكلها .. بحاجة تشربها كل جايز ولا ايه يا مرات عمى ؟
انتبهت سارة لكلامه لتنهض واقفة بسرعة قائلة بلهفة
=صح يا جمال هو ده اللى المفروض يحصل
بثينة بخشية وقلق من حالة ابنتها :
= سارة اعقلى كده وبلاش تمشى ورا كلام المجنون ده
التفت سارة الى والدتها
=فين الجنان فى كلامه بالعكس انا شايفة انه كلامه هو الحل الوحيد
جمال بسرور قائلا بخبث
= ايوه هى دى سارة بنت عمى اللى اعرفها مش اللى بتعيط وتخبط دماغها فى الحيط
بثينة بلهجة محذرة
= سارة البنت لوحصلها اى حاجة انتى اول واحدة رحيم هيشك فيكى ومش بعيد يكون فيها طلاقك المرة دى
توجه جمال اليها بالحديث قائلا بهدؤء =متخفيش حتى ده هنعمل حسابه كل المطلوب من سارة دلوقتي تهدى الامور مع رحيم وحور علشان نقدر نرتب كل الامور صح وحد ثقة يقدر ينفذ اللى ناوين عليه
ابتسمت سارة بخبث
=من الناحية دى اطمن عندى بدل الواحدة اتنين بس نركز ونشوف هنعمل ايه
ادارت حور رأسها تنظر الى رحيم النائم بجوارها وجهه باتجاهها ويده تستريح فوق خصرها بحماية فهو حتى اثناء نومه يقوم بحماية
طفله المنتظر منها ولا تعلم لماذا يشعرها هذا بالحزن لاتدرى ماذا اصابها فهى منذ لحظة معرفتها بخبر حملها وهى تشعر بمشاعر متناقضة بداخلها فتارة هى سعيدة لانها تحمل قطعة من رحيم تنمو بداخلها لتصبح جزءآ منها وتارة اخرى تشعر بالحزن والخوف من ان يكون هذا كل ما يريده رحيم منها ان تعطى له الاطفال فقط ولا شئ اخر ان تكون مجرد وعاء للحمل فقط لا غير كما قالت لها سارة سابقا من قبل ….
زفرت أنفاسها بحزن وهى تتلمس ملامحه الرجولية الوسيمة بأصابعها بحنان وهى تفكر كم هى تعشقه وبجنون فهو وسيم وقوى تتمنى ان يرث طفلهم هذا منه كما سيرث ذكائه وقوته وقيادته للأخرين و احساسه بالحماية اتجاه الجميع لكن هل سيشملها هى ايضا بتلك الحماية لو اخبرته بما حدث من ابن عمه البغيض وكلامه المسموم لها لكنها لاتستطيع ان تفعلها وتخبره باى شيئ خوفا من تهديدات جمال لها فتكون سببا فى احراج رحيم امام عائلته بكلامه الكاذب عنها لالالا لن تستطيع فعلها .
ضمت يديها معا بشدة مغلقة عينيها بقوة تحاول عدم الاستسلام للبكاء ولأفكارها لكنها لم تستطع المقاومة كثيرا لتنساب دموعها بصمت فهى لم تعد تستطيع تحمل كل هذا الضغوط من حولها تشعر برغبة شديدة لمغادرة هذا القصر بكل ماحدث لها فيه .افلتت منها شهقة بكاء بصوت عالى لتسرع بوضع يدها فوق فمها تحاول كتمها لكن قد فات الاوان لتشعر بحركة رحيم المفاجئة بجانبها وقد استيقظ فى لحظة واحدة يفتح عينيه يدير رأسه لها بلهفة يرى دموعها المنسابة فوق وجهها بغزارة ليهب سريعا جالسا فوق الفراش يسالها بلهفة وقلق
= مالك يا حور بتعيطى ليه ؟فى حاجة وجعاكى ؟
لتهز رأسها سريعآ بالنفى ليظل ينظر اليها للحظات طويلة قبل ان يقربها منه ياخذها بين احضانه بحنان يهمس لها برقة شديدة
=طيب كفاية عياط وقوليلى ايه يخليكى زعلانة بالشكل ده ؟
لكنها استمرت فى البكاء دون ان تتوقف شهقاتها لا تستطيع ان تخبره بمخاوفها لتفرغ كل هذا الخوف ببكائها هذا فلم يستطع رحيم فعل شئ سوا ان يضمها اليه بقوة لا تصدر عنه كلمة واحدة حتى توقفت شهقاتها فجأة كما بدأت لتجد نفسها مضمومة اليه بقوة وجهها مدفون فى عنقه ودموعها تغرق صدره العارى فتبتعد عنه سريعآ بارتباك تحاول تجفيف دموعها بيدها ليقوم سريعا بابعاد يدها عن وجهها ويجفف هو تلك الدموع بيده هو برقة وحنان يسالها بهدؤء
=بقيتى كويسة دلوقتي ؟
هزت رأسها بضعف ليتنهد و ينهض عن الفراش يتجه الى الحمام ليعود ومعه كوب من الماء ليعطيها اياه ييقف مراقبا لها وهى ترتشف القليل منه وجهه خالى من التعبير ليأخذ منها الكوب حين انتهت منه يضعه على المنضدة الصغيرة بجواره يجلس مرة اخرى فوق الفراش معطيآ ظهره لها يسألها باقتضاب
=مش هتقوليلى ايه حصل علشان تعيطى بالطريقة دى ؟
ابتلعت حور ريقها تبحث عن كلمات تستطيع بها الخروج من ذلك المأزق ليطول صمتها فيلتفت اليها رحيم براسه قليلا قائل بحدة
=حور كل اللى بتعمليه من وقت ما عرفتى انك حامل ملوش غير تفسير واحد عندى
تكلمت حور تتلعثم فى حديثها
=تقصد ايه يا رحيم وتفسير ايه ده ؟
التفت اليها سريعآ ينظر اليها بعينين مشتعلتين
=تفسير انك مش مبسوطة بخبر حملك وانك ممكن تكونى مش عاوزاه حتى .
اخفضت حور راسها قائلة بضعف
=ايه اللى يخليك تقول كده طبعا انا فرحانة ومبسوطة انى حامل
اعتدل رحيم فوق الفراش قائلا بأسف =مش باين يا حور مش باين ابدآ ليستلقى سريعآ فوق الفراش معطيآ ظهره لها لتسكن حور دون حركة لعدة ثوانى ثم تقترب منه تضع يدها فوق ظهره تناديه بهمس لكنه لم يتحرك كما لو كان لم يسمعها لتكمل حديثها بتلعثم = رحيم ارجوك متكبرش الامور
زفر رحيم بحنق قائلا بغضب
=نامى يا حور معدش ليه لازمة الكلام والأفضل ليا وليكى انك تنامى
ابتعدت عنه بجمود الى جهتها من الفراش تستلقى عليها تنساب دموعها مرة اخرى ولكن هذة المرة بصمت
استيقظت حور على نداء رحيم لها لتفتح عينيها بصعوبة فهى لم تنم سوى فى ساعات الصباح الاولى بسبب تخبطها طوال الليل داخل افكارها السوداء حتى سقطت فى نوم مرهق لم تستقظ منه سوى على صوته الجاف مناديا لها لتنهض جالسة فوق الفراش تفتح عينيها بصعوبة يتناثر شعرها من حولها بجنون تحاول الانتباه لحديث رحيم لها تسمعه يقول بجمود
= عاوزك تجهزى نفسك علشان نروح للدكتورة النهاردة نطمن على الحمل ونشوف هتقول لينا ايه
انتبهت كل حواسها لتقول سريعا دون تفكير
=هو انت اللى هتيجى معايا ؟
نظر اليها رحيم بتساؤل قائلا ببطء
= طبعا انا اومال مين هيروح معاكى
حور بارتباك
= اى حد ماما وداد او ندى اى حد
رفع رحيم حاجبه يسالها بتحدى
=ااه يعنى اى حد الا انا تمام مفهوم ياحور بس للأسف محدش غيرى هيجى معاكى فمعلش تعالى على نفسك شوية
اسرعت حور تصحح الأمر قائلة
= انا بس مستغربة انت اكيد عندك حاحات اهم من انك تجى معايا للدكتورة
تحرك رحيم باتجاه الفراش يستند عليه بكفيه ينحنى عليه مقربا وجهه من وجهها ينظر اليها بجمود قائلا بحزم
=لا يا حور مفيش حاجة عندى اهم من ابنى اللى جاى فى السكة وانى اطمن عليه فياريت تحضرى نفسك ونقفل الكلام فى الموضوع ده مفهوم يا حور
هزت حور رأسها بضعف تنظر الى عينيه بخشية وهى تراه يبتعد عنها سريعا يتحه ناحية الباب ليلتفت اليها قائلا
= انا مستنكى تحت متتاخريش عليا
*********************
ما ان نزل رحيم عدة درجات من الدرج حتى سمع صوت سارة مناديا له ليتفت اليها يراها تقف فى اعلاه يظهر التوتر فوق ملامح وجهها ليحدثها بهدؤء قائلا = ايوه سارة محتاجة حاجة
اخدت سارة تفرك كفيها بعصبية
= كنت محتاحة اتكلم معاك لدقيتين
نظر رحيم الى ساعته لتسرع سارة فى القول
=مش هأخرك اكتر من دقيقتين
نظر رحيم قائلا
=طيب تعالى نتكلم فى المكتب
وهم بالنزول مرة اخرى لتوقفه سارة قائلة بلهفة
= لو ممكن نتكلم فى اوضتنا يكون احسن
تردد رحيم لتلاحظ سارة تردده ذلك فتخفض راسها قائلة بخضوع وضعف
=خلاص يا رحيم تقدر تنزل تشوف مشاغلك نبقى نتكلم وقت تانى
شعر رحيم بالذنب على تصرفه القاسى معها بعد ان رأها بتلك الحالة ليقوم بالصعود اليها يرفع وجهها اليه قائلا بهدؤء
= طيب متزعليش وتعالى نتكلم فى المكان اللى تحبيه
ظهرت الفرحة العارمة فوق وحهها تسرع فى الامساك بيده وتتجه معه الى جناحهم وما ان دخلوا اليه حتى ارتمت بين ذراعيه قائلة بفرحة =مبرووك يا رحيم بجد انت متعرفش انا فرحت اد ايه لما عرفت ان حور حامل
تسمر رحيم فى مكانه تتسع عينيه بذهول يسألها
= فرحتى ؟
رفعت سارة عينيها اليه تتلمس ملامح وجهه برقه قائلة
= طبعا يا قلبى فرحت انك اخيرا حققت حلمك وهتكون اب حتى ولو من واحدة غيرى وده اللى هندم عليه عمرى كله وانى كنت السبب فيه بس خلاص كل حاجة تهون علشان خطرك يا رحيم
اخذ رحيم ينظر اليها بشك وهو مازل على حالته من الذهول قائلا
= غريبة يا سارة بصراحة مش قادر اصدقك
حاولت سارة اظهار الاستسلام فى ملامحها وهى تقول
= غريبة ليه يارحيم انت نفسك قولتلى قبل كده ان جوازك من حور اصبح امر واقع وعلشان معنديش استعداد انى اخسرك رضيت بالامر الواقع ده وقبلت بيه ومستعدة اعمل اى حاجة بس ترجع ليا تانى رحيم حبيبى و جوزى حتى لو كان بانى اعتذر لحور على كل حاجة عملتها معاها بس انت تسامحنى يا رحيم .
لتسرع مرة اخرى بالارتماء بين ذراعيه تشهق بالبكاء ليتردد رحيم كثيرا قبل ان يرفع ذراعيه ليحيطها بهم قائلا محاولا تهدئيتها
= خلاص يا سارة اهدى وكل شئ هيبقى تمام
رفعت اليه عينيها الباكية قائلة بضعف
= بجد يا رحيم يعنى خلاص سامحتنى
زفر رحيم قائلآ باستسلام
=ايوه يا سارة بس اهم حاجة عندى انك فعلا ندمتى على كل اللى حصل وتحاولى تحسنى علاقتك بحور
اسرعت سارة تهز راسها بالايجاب قائلة بلهفة
= حاضر يا رحيم ولو تحب اروح لها دلوقت واعتذر لها انا موافقة بس تعال معايا اصل اخاف مترضاش تقبل اعتذارى وتفهمنى غلط
تنهد رحيم قائلا بحنان
= لا من الناحية دى متقلقيش حور طيبة واستحالة تضايقك بكلمة وبتصالح بسرعة بس انتى حاولى تحاسبى فى كلامك معاها شوية وهى الامور هتبقى تمام
احست سارة بالنيران تشتعل بداخلها من طريقة حديثه عن غريمتها ولكنها اسرعت تدارى مشاعرها بمحاولة الابتسام قائلة
= لا متقلقش خالص انا من هنا ورايح هعتبرها زى اختى انا اهم حاجة عندى انك تكون مطمن ومبسوط يارحيم
ابتسم رحيم لها بهدؤء
= ماشى ياسارة لو فعلا عملتى اللى بتقولى عليه انا هكون مطمن ومبسوط
اسرعت سارة فى القول
= وترجع تبات فى جناحنا يا رحيم
اتسعت عين رحيم بعد تلك الكلمات منها لترفع سارة يدها تحتضن وجهه بكفيها برقة قائلة
= انت وحشتنى اووى يا رحيم وحشنى حضنك واحشنى انام وانا مطمنة وعارفة انك معايا فى نفس المكان ومش عاوزة منك اكتر من كده
تنهد رحيم قائلا باقتضاب
= خلاص ياسارة ان شاء الله هرجع ابات تانى هنا
شهقت سيارة بسعادة وفرحة قائلة
= بجد يا رحيم يعنى استناك الليلة
ظهر التردد فوق وجهه لتسرع سارة قائلة بالحاح
=علشان خطرى يا رحيم انت متعرفش انت وحشنى اد ايه
هز رحيم راسه بالايجاب يربت فوق وجنتيها بحنان
=ماشى يا سارة هبات هنا الليلة معاكى
قفزت ترتمى بين ذراعيه تقبله بلهفة تضغط بنفسها عليه بقوة ليقف متسمرآ فى مكانه بجمود لا يشعر باى شئ من لهفتها تلك وهى مازالت تقبله بشوق لايشعر بشيئ منه فى نفسه لها حتى اسرع بابعادها عنه لتنظر اليه بذهول وهو يسرع فى النظر الى ساعته يتنحنح قائلا
= انا اتاخرت اووى على حمزة فلو عاوزانى اجى معاكى لحور يبقى يلا بينا
ثم يتحرك باتجاه الباب تاركا ايها خلفه تنظر اليه يظهر حريق غضبها فى عينيها تهمس من بين اسنانها بغل
=بقى كده يا رحيم طيب يانا يا انت فى اللعبة دى
كانت حور ما زالت تجلس علي وضعها منذ ان تركها رحيم منذ قليل تفكر في كلامه لها وغضبه المحق فيه لكنها لا تستطيع فعل شئ للخوف والقلق الذى يموج بداخلها من كل الاحداث التى حدثت لها من تهديدات جمال الى كلمات سارة السابقة لها عن اسباب زواج رحيم منها التى قد حاولت تنسها لترجع تضربها من جديد كل هذا جعل من فرحتها بهذا الحمل ناقصة تشعر الخوف عليه اكثر من شعورها بالفرح به
فماذا تفعل ؟ هل تخبر رحيم بكل مخاوفها تلك ام تصمت وتدع الايام تعالج هى كل هذة المخاوف
زفرت بحيرة تضع يدها فوق جبهتهها تضغط عليها بقوة تشعر بالالم يكاد يفتك براسها من كثرة التفكير حتى سمعت صوت طرقات فوق الباب لتنهض سريعا وقد ادركت مرور الوقت وهى لم تستعد ومن المؤكد ان رحيم قد بعث بمن يستعجلها للنزول سريعا لكنها تسمرت فى مكانها و هي ترى رحيم يدلف الى الداخل يدا بيد مع سارة لتشعر بالبرودة تسرى فى انحاء جسدها من مشهدهم هذا
تقدم رحيم يجذب سارة سارة خلفه ليقف امامها قائلا بهدؤء
=حور سارة كانت عاوزة تتكلم معاكى شوية
تقدمت سارة من خلف رحيم بخجل غريب عليها قائلة بصوت خافض
= حور انا كنت عاوزة اعتذرلك على اى شيئ حصل منى فى حقك ثم اسرعت فجاءة باحتضنها تقبلها سريعا فوق وجنتيها قائلة
= مبروك …
وتسرع فى الابتعاد مرة اخرى لتنظر اليها حور بذهول ثم الى رحيم الواقف مراقبا لما يحدث يبتسم برقة قائلا = سارة حبت تنهى اى خلاف بينكم وتبارك ليكى بس خافت من ردة فعلك وانك ترفضى طلبها فطلبت منى اجى ليكى معاها
امال راسه الى الجانب قائلا بمرح
=ها ايه رايك يا حور
اخذت تنظر اليه بوجه خالى من التعبير تشعر بالجمود يسيطر على جسدها لا تستطيع النطق بكلمة لتأتى الطرقات فوق الباب كنجدة لها ليدير رحيم راسه عنها باتجاه الباب يامر الطارق بالدخول لتدخل الخادمة قائلة بهدوء
= رحيم بيه حمزة بيه طالب حضرتك تنزله حالا فى المكتب
هز راسه يامرها بالانصراف لتسرع سارة فى القول
= انزل انت يا رحيم شوف شغلك وانا وحور هنقعد شوية مع بعض
تردد رحيم ينظر الى حور الواقفة بصمت يسالها بعينيه عن رايها ليجدها تنظر اليه بجمود لتلاحظ سارة نظراتهم تلك لتقول باسف وضعف
= الظاهر ان حور لسه مش عاوزة تسامحنى فالافضل انى امشى حالا
التفت اليها رحيم قائلا بهدؤء
=استنى يا سارة حور اكيد متقصدش كده بس هى لسه متفاحئة من اللى حصل عموما انا هنزل دلوقت وانتم خليكم مع بعض صفوا الامور بينكم
ثم التفت الى حور يرتب فوق وجنتيها برقة
= مش كده ياحور ؟
رفعت حور عينيها اليه لاتدرى ماذا تقول لتهز له راسها علامة الايجاب ليبتسم لها ولسارة ثم يغادر سريعا تاركا ايهم وحدهم وسط غرفة يعمها الصمت القاتل الذى استمر. لفترة طويلة حتى تكلمت سارة وهى تجلس فوق احدى المقاعد وتشير الى الاخر لحور قائلة بهدوء
= تعالى يا حور اقعدى هنا نتكلم مع بعض
التفت حور اليها تتقدم منها ببطء تجلس امامها لتقول سارة
=عارفة انك مستغربة ومصدومة من اللى عملته بس لازم تعرفى انى اكتر حد ممكن يكون مبسوط من خبر حملك
رفعت حور راسها اليها بعدم تصديق لتهز سارة راسها قائلة باقتضاب =بحملك ده كل الامور هترجع زى الاول بينى وبين رحيم واعتقد انى قولتلك قبل كده عن السبب جوازه منك يمكن وقتها قولتها بطريقة صعبة وقاسية بس هى دى الحقيقة
حاولت حور مقاطعتها لتوقفها سارة بحزم
=عارفة اللى هتقوليه وعارفة ان رحيم بدء يتعلق بيكى بس ده زى حد فرحان بحاجة جديدة عليه هتاخد وقتها معاه وترجع الامور تانى لاصلها اللى انا وانتى عرفينها كويس
شعرت حور بالدنيا تغيم من حولها من كلمات سارة والتى تدرى فى نفسها بانها الحقيقة التى حاولت الهروب من كثيرا ولكنها اتت لتضربها فى ووجها بقسوة تعاقبها على نسيانها فى وقت من الاوقات
رات سارة تعاقب المشاعر فوق وجهها لتدرك نجاحها فيما ارادت وبقوة لتسرع قائلة برقة
= علشان كده صممت النهاردة انى اجى اعتذرلك وابدء صفحة جديدة معاكى علشان نقدر الايام الجاية نعيش سوا فى راحة ونحاول سوا نسعد رحيم معانا ولتانى مرة بعتذرلك واقولك انى فرحانة بخبر حملك اللى كان السبب فى رجوع رحيم من تانى ليا
رفعت حور راسها سريعا بعنف تسالها بتوتر
= تقصدى ايه
هزت سارة كتفيها بلامبالاة
= اعتقد ده رحيم اللى يقدر يتكلم معاكى فيه ويعرفك الايام الجاية هيكون وضعنا كلنا فيها ازاى
نهضت سارة من فوق مقعدها تلتفت للمغادرة تاركة حور فى حالة من الصدمة والذهول من المعنى الذى وصلها من كلماتها المسمومة لها تبتسم بانتصار عينيها تشتعل بالحقد الذى لم تستطيع ان تداريه كثيرا فيهما تعلم بنجاحها فى ما ارادت وبشدة
*******************************
قاد رحيم السيارة عائدا بحور الجالسة بجواره فى صمت كئيب لا تتحدث اليه ابدا ولا تنظر حتى باتجاه رغم محاولته الدائمة بجعلها تتحدث اليه عما يضايقها فهى منذ زيارتهم للطبيبة وهى على هذة الحالة لا من قبل هذا بكثير وليكن اكثرا تحديدا منذ لحظة علمها بانها تحمل منه طفلا وهى على حالة الغريبة تلك تجعله يفقد صبره معها راغبا فى هزها بشدة حتى تنطق وتخبره مابها ليسكت من ظنونه التى تنهش عقله ليسود سوادها افكاره تجعله لايرى امام عينيه غير هذا السواد يتالم بقوة هو يراها امامه على تلك الحالة
زفر بحنق يلتفت اليها يراها تنظر من النافذة بشرود غافلة عما يمر به ليناديها بهدوء حاول اظهاره فى نبراته = حور ايه رايك نروح اى حته نتغدى ونقضى اليوم سوا
هزت حور راسها برفض وهى مازالت تنظر من نافذتها تقول بصوت فارغ النبرات
= لا انا عاوزة ارجع البيت حاسة انى تعبانة ومحتاجة ارتاح
سالها بقلق
=تعبانة حاسة بايه ؟ خلاص نرجع للدكتورة تانى بسرعة تكشف ونطمن عليكى
التفتت حور اليه بوجه خالى من التعبير =متخفش اوى كده تعبى ملوش علاقة بالحمل
تجهم وجهه عند سماعه لطريقة تحدثها قائلا بجمود
= له علاقة او ملوش ده ميمنعش انى اطمن عليكى
نظرت حور عدة ثوانى لا تكشف عن افكارها ثم تلتفت تنظر من النافذة مرة اخرى دون ان تضيف كلمة ليسود الصمت السيارة فترة طويلة حتى تحدث رحيم فجأة قاطعا الصمت
=كنت عاوز اعرفك انى هبات الليلة دى فى جناح سارة وهنرجع تانى لنظامنا القديم اللى كنا اتكلمنا فيه فى اول جوازنا
التفتت حور بقوة تشعر بكلماته تخترقها كسكين حادة تمزق قلبها والضجيج فى اذنيها من شدة ضغط دمها المشتعل فى عروقها لكنها لم تظهر اى شئ فى صوتها عندما تحدثت ردا عليه قائلة بلامبلاة مصطنعة
= اعمل اللى يريحك يا رحيم مبقتش تفرق معايا
صرخ رحيم بعنف محاولا ابقاء عينيه على الطريق امامه
= يعنى ايه كلامك ده ؟ نفسى اعرف ايه اللى بيدور فى دماغك دى يخليكى بالشكل ده ليه شايف البرود ده دايما فى عينيكى
اعتدلت حور فى جلستها لتصبح فى مواجهته تنظر اليه بتحدى
=شكل ايه يا رحيم ؟ كنت متوقع اعمل ايه وانتى بتقولى كلامك ده ؟ اعيط وادبدب فى الارض انك اتصالحت مع سارة ولا كنت تتمنى انزل على ركبتى واترجاك تفضل معايا وليا لوحدى لا يا رحيم بيه انتى لما اتجوزتنى كنت عارفة اتجوزتنى ليه وعلشان ايه فمش من حقى دلوقت انى اعترض على اى حاجة تحصل
لم يرد رحيم على كلماتها يركز فى قيادته للسيارة لاتصدر عنه اى ردة فعل حتى فوجئت به يوقف السيارة بجانب الطريق ينظر امامه عدة دقائق لم تسمع فيها سوى صوت انفاسه المتسارعة الدالة على غضبه الشديد ومحاولته السيطرة عليه لتنكمش حور فى مقعدها تخشى من ردة فعله تعلم انه لن يمرر حديثها اليه بتلك الطريقة على خير ليصدق حدسها حين التفت اليها بعينين تشتعل بالنيران هامسا بوحشية
= وطلما عارفة كل حاجة زي الشاطرة كده تعتقدى انى هيفرق معايا اعتراضك او حتى انك تترجينى زاى ما قولتى وكويس اووى انك عارفة قيمتك عندى فملوش لازمة الكلام
ثم التفت يدير محرك السيارة لتوقف قبل ان يتحرك بها يلتفت اليها مرة اخرى قائلا بجمود
=ااه وياريت لو ممكن تعرفنى انا كمان سبب جوازنا اللى دماغك العبقرية اتوصلت ليه
اخفضت حور راسها قائلة بمرارة
= السبب اللى خليته واضح وضوح الشمس من وقت ماعرفت انى واجبي اجيب لك الاولاد وبس
ظل رحيم ينظر اليها لعدة دقائق بصمت حتى سمعت صوته يخرج بنبرة غريبة تسمعها منه لاول مرة فيها مزيج من خيبة الامل والصدمة قائلا
=برافو يا حور بجد برافو انك قدرتى تعرفى كل ده لوحدك
ثم التفت مديرا للمحرك يتحرك بالسيارة بعنف وغضب تضغط انامله فوق مقودها حتى ابيضت مفاصله من شدة ضغطه عليها متجاهلا حور المتنكمشة فى مقعدها صامتة الباقى من من طريق العودة الى المنزل حتى توقفت بهم السيارة امام القصر لينزل رحيم منها دون كلمة تتبعه حور هى الاخرى تسير خلفه ببطء وصمت حتى وصلوا الى باب القصر لتناديه حور بصوت هامس ليلتفت اليها بجانب وجهه لتقول بنفس الهمس
= انا عاوزة اروح عند اهلى اقعد معاهم محتاجة ابعد عن هنا لفترة
اقترب رحيم منها بخطوات سريعة غاضبة يقبض بقسوة على اعلى ذراعيها جعلتها تشهق بالم وهو يقوم بجذبها الى داخل القصر يمر بالجالسين فى بهو القصر دون ان يلتفت الى احد منهم رغم محاولة والدته لايقافه بندائها المستمر عليه مستمرا فى تحركه باتجاه الدرج جاذبا حور خلفه بشدة حتى وصل الى جناحهم يدفعها الى الداخل بغضب يصرخ بها
=انتي ايه حكايتك بالظبط ليه مصممة تجيبى اخرى فى الصبر عليكى
وعندما استمرت فى صمتها تعالا صراخه اكثر قائلا
= انطقى ايه اخره اللى بتعمليه ده عاوزة توصلى لايه يا حور
رفعت حور عينيها اليه تنظر اليه بجمود مستمر على صمتها امامه ليشعر رحيم بالاستسلام من ان تتكلم
ليمرر اصابعه فى شعره يقبض عليه باصابعه بعنف يتحرك فى ارجاء الغرفة محاولا تهدئة اعصابه حتى يستطيع ترتيب افكاره ليتوقف فجأة يزفر انفاسه ينظر اليها قائلا بعنف لم يستطيع السيطرة عليه
= تمام يا حور خليكى ساكتة زى ما انتى عاوزة بس عاوزك تعرفى ان خروج من البيت مش هيحصل اهلك وحشوكى يتفضلوا يجوا هنا ليكى يزوروكى غير كده معنديش وبصراحة انا جبت اخرى معاكى ومبقتش عارف انتى عاوزة او بتفكرى فى ايه فمتلوميش غير نفسك على اللى هيحصل بعد كده
ثم انطلق مغادرا الغرفة يصفق الباب خلفه بشدة ارتجت لها ارجاء القصر تاركا حور ترتحف بشدة تشعر بالبرودة تسرى فى جميع جسدها تعلم انها تقف على حافة الهاوية معه ولا تراجع بعد الان فما حدث بينهم فاما ان تعيش معه لتظل فى الظل دائما بالنسبة له او تنبتعد تماما تاركة كل شئ فهى لم يعد لديها القدرة على المحاربة فى كل تلك الجبهات من حولها لا ترى ابدا املآ لتحارب من اجله سوى طفلها القادم تحارب من اجله
استلقت فوق الفراش تشعر بحزنها ويأسها يسيطران على روحها حتى سقذت فى النوم مكانها تهرب به عن كل ما يحيط بها
****************************
=ده انتى طلعتى استاذة كبيرة وانا معرفش
تحدث جمال بتلك الكلمات الى سارة الجالسة بجواره تنفرد به فى احدى غرف القصر بعيد عن اعين ساكنيه بعد رؤيتهم لدخول رحيم العاصف منذ قليل لتبتسم سارة بذهو وغرور قائلة
=مش قولتلك متخفش عليا وهقدر العبها صح واظن رجعت من جديد سارة الطيبة فى عيون رحيم ومن شكلهم وهما راجعين اقدر اقولك انى نجحنا فى اللى عاوزينه وان الهانم منطقتش بكلمة لرحيم
ضحك جمال بشدة قائلا
= لا من الناحية دى انا مطمن بس قوليلى عملتى ايه فى اللى اتفقنا عليه
= متقلقش كله تمام وهنبدء فى تنفيذه من بكرة بس عاوزة اقولك الست خايفة المرة دى ومصممة تعرف احنا ناوين على ايه
هز جمال راسه بلا مبالاة
=سيبك منها زوديلها الفلوس شويتين وهى هتنسى حتى اسمها بس اوعى تعرفيها اى حاجة يا سارة مهما حصل هى عليها تنفذ المطلوب منها وبس
هزت سارة راسها تطمئنه قائلة = متقلقش من الناحية دى بس من هنا ورايح نحاول نقلل من مقابلتنا لحد ما اللى عاوزينه يحصل انت فاهم ان القصر هنا فيه الف عين وعين تشوفنا
جمال
= اتفقنا و اهو اسلى نفسى انا هنا بحور حبيبتى وانا بلعب معاها واشوف نظرة الرعب فى عينيها منى ورحيم بيه مش دارى بحاجة من اللى بتحصل
ضحكت سارة بشدة تقول بخبث
=ده انت شيطان ملهوش حل
جمال قائلا بنفس الخبث
= من بعض ما عندك يا بنت يا عمى
في أحدي الأماكن العامة جلست سارة ومعها نرجس التي اخذت تتلفت حولها لتقول سارة لها بغضب

=في ايه يا نرجس خايفة من ايه الموضوع بسيط مش محتاج منك الخوف ده كله
نرجس بقلق وريبة
= طيب ما كان اي حد من اللي شغالين في البيت عملها اشمعنا انا يا ست سارة
تقدمت سارة في جلستها تسند بذراعيها فوق المائدة
= قولتلك قبل كده علشان دول اغبية وممكن يتكشفوا وكمان انا مش عاوزة حد من اللي في البيت يدري باللي هيحصل
اعتدلت مرة اخري في جلستها قائلة

= وبعدين دي مش اول مرة نتعامل فيها سوا يا نرجس ولا ايه ؟؟
تنهدت نرجس باستسلام قائلة
= ماشي يا ست سارة بس انا هاخد ضعف الفلوس اللي طلبتها قبل كده ولو حصل واتعرف اللي هيحصل انا ماليش دعوة هنكر اي حاجة اتفقنا يا ست سارة
زفرت سارة بغيظ قائلة
= اووووف خلاص يا نرجس انتهينا المهم انتي اكيد هتروحي تزوري الزفتة تطمنوا عليها تبركولها عاوزكي تتحججي بأي حاجة وتطلعي عندها اوضتها هتخبي الحاجات اللي اديتهالك ده في مكان يبان انها هي اللي مخبياها و اوعي حد يشوفك يانرجس
هزت نرجس راسها تقول سريعا
= متقلقيش ياست سارة بس هي بتاعت ايه الحبوب دي ؟؟!
قفزت سارة واقفة تصرخ بها بغضب :
=تاني يا نرجس مش قولتلك ملكيش دعوة واخلصي يلا خلينا نمشي من هنا قبل ما حد يلمحنا
قفزت نرجس علي قدميها قائلة بلهفة وهي تلملم اشيائها
= حاضر يا ست سارة قمت اهو لتهمس قائلة بخفوت
= وربنا يستر ف اللي جاي و الا وقعتك هتبقي سودا يا نرجس
★********★

جلست ندي بجوار حور الصامتة كحالها منذ ايام لتقترب منها ترتب فوق يدها قائلة بحنان
=مالك يا حور عاملة ليه كده ؟!
هزت حور راسها قائلة بخفوت
= مفيش يا ندي كل الحكاية اني تعبانة شوية من الحمل
ندي بشك
= متاكدة ان دي كل الحكاية ؟؟!
هزت حور راسها اليها بالايجاب دون كلام لتزفر ندي بقلة حيلة لا تدري كيف تخرجها من حالتها تلك التي لا تعلم لها سببآ
استمر الصمت بينهم لدقائق حتي دخلت احدي الخادمات قائلة
= ست حور اهل حضرتك وصلوا والست الكبيرة طلباكي في المضيفة
نهضت حور سريعآ فرحة بقدوم عائلتها لتسرع في خطواتها حتي وصلت الي داخل الغرفة تقف تلتقط انفاسها تدير عينيها بين الموجودين لتري اختيها تبتسمان لها بسعادة وفرح وبجوارهم زوجة ابيها والتي وللغرابة تبتسم هي الاخري لها بسعادة اقتربت منهما تحتضن اخوتيها بشدة تستنشق رائحتهم بعمق واشتياق تمتلاء عينيها بالدموع حاولت مدارتها عنهم وهي تبتعد عن احضانهم قائلة بصوت اجش متحجرش بالعاطفة
= وحشتوني اوووي يا بنات متعرفوش كان نفسي اشوفكم اد ايه
ضحكت سمر قائلة بفرحة
= وانتي كمان يا ابلة متعرفيش وحشتينا ازاي اول ما رحيم بيه كلم بابا اننا نيجي نشوفك ونباركلك وانا وسحر كنا عاملين زي المجانين
سحر بهدوئها المعتاد
= انتي بس اللي كنت زي المجنونة دي مقعدتش لحظة واحدة مكانها من ساعة ما عرفت الخبر
التفت اليها سمر قائلة بغيظ
=يا سلام ياست العاقلة ومين اللي جري زي العبيط وهو بيتنطط ويقول هبقي خالة هبقي خالة
نكزتها سحر في ذراعيها بغيظ لتردها سمر اليها في نفس اللحظة لتضحك حور بقوة علي مشحانتهم المعتادة تتمني الا تفارقهم ابدا
سالتهم حور باهتمام
= طيب بابا يا بنات مجاش معاكم ليه ؟ همت سمر بالرد عليها ليقطعها صوت زوجة ابيها قائلة برقة زائفة
= ايه يا حور مش هتسلمي عليا وانا موحشتكيش زي اخواتك
التفت اليها حور تتقدم منها قائلة برسمية
= لا ازاي يا خالتي ازيك عاملة ايه ؟؟

اسرعت نرجس باخذها بين احضانها تبالغ في تقبيلها حتي تمللت حور بين ذراعيها تبتعد عنها لتضحك نرجس بمبالغة لتستمر بيهم الجلسة مابين مزاح اختيها والتي جعلت يضحك بسعادة حتي مالت عليها نرجس قائلة بهمس
= حور يا بنتي كنت عوزاكي في كلمتين كده بيني وبينك
التفت حور اليها بدهشة قائلة بارتباك = بس ياخالتي…
ونظرت في اتجاه والدة رحيم المنشغلة في حوارها الضاحك مع سمر لتهمس نرجس قائلة
= مش هاخرك يا بنتي بس الكلام يخص ابوكي كنت عاوزة اكلمك كلمتين عنه
اسرعت تسالها بلهفة
= ماله بابا في حاجة حصلتله ؟
قالت نرجس
= ماهو ده اللي عاوزة اكلمك فيه بس مش هينفع هنا
هزت حور رأسها بالايجاب تلتفت الي الحاجة وداد قائلة بخجل
= ممكن يا ماما اطلع مع خالتي نرجس ثواني لاوضتي ونرجع علي طول
انتقلت نظرات الحاجة وداد بين حور الواقفة بخجل وبين نرجس التي تمللت في وقفتها من نظراتها لها لتقول اخيرا =طبعا يايبنتي اتفضلي انتي مش محتاجة تستاذني مني ده بيتك
ضحكت نرجس بتملق قائلة
= اكيد يا حاجة بس الاصول برضه لتخرج هي وحور متجهين الي جناح الاخيرة وما ان دخلوا الي الغرفة حتي انفجرت نرجس في البكاء بشدة افزعت حور لتسرع في القول بخوف
= في ايه يا خالتي بابا ماله متقلقنيش اكتر من كده
مسحت نرجس عينيها قائلة بحزن مصطنع
= ابوكي من يوم ما اتجوزتي وهو ولا بياكل ولا بشرب وحاله مايسر كل يوم عن التاني
اجلستها حور لتجلس بجوارها تسالها بقلق
=طيب ليه كل ده ايه اللي حصل يخليه بشكل ده
نظرت نرجس اليها بحزن
ظ=خايف يكون ظلمك لما جوزك الجوازة دي ده حتي رفض يجي معانا النهاردة علشان يباركلك
شردت حور للحظات في كلماتها لتستانف نرجس حديثها :
= اعمل ايه يا حور يا بنتي غلبت اقوله انك مبسوطة في بيت جوزك وهو يقولي ابدا دي راضية علشان خايفة عليا من رحيم بيه
قالت حور باهتمام
=طيب ايه العمل يا خالتي اخليه يطمن ازاي اني مرتاحة ومبسوطة مع رحيم
انفجرت نرجس بالبكاء تشهق بشدة = والله مانا عارفة نعمل ايه
لتستمر في بكاءها الهستيري لتشفق حور لحالها تنهض من جوارها ترتب فوق كتفيها في محاولة لتهدئتها وعندما فشلت اسرعت باتجاه الباب قائلة
= اهدي يا خالتي ثواني انا هروح اعملك حاجة تهديكي وراجعة بسرعة
نرجس من بين شاهقاتها
= لالا يا حور متتعبيش نفسك
لم تنتظر حور واسرعت خارجة من الباب تاركة نرجس التي ما ان خرجت حتي توقفت عن بكاءئها فجأة لتسرع باخراج اشرطة الدواء من حقيبتها تتجه الي خزانة الملابس تفتحها تنظر بداخلها حتي وجدت التي تخص حور تدس ما بيدها في احدي ادراجها الداخلية لترجع بسرعة مكانها تتنفس بخشونة قائلة = اديني نفذت كلام المخفية سارة بس كان نفسي اعرف هي ناوية علي ايه للبت حور
لتهز كتفيها بالامبالاة
=وانا مالي ان شالله يولعوا في بعض المهم اني طلعت بقرشين حلوين من الحكاية دي
★★*********★★


وقفت حور تودع اسرتها بعد زيارتهم لها علي وعد منها لزوجة ابيها بان تاتي لزيارتهم والحديث الي ابيها رغم علمها بصعوبة تنفيذها لهذا الوعد في ظل التوتر الدائر بينها وبين رحيم في هذة الايام لتتجهه افكارها الي رحيم الذي ذهب بنفسه لايصال عائلتها بسيارته بعد استقباله لهم بحفاوة وترحاب شديد جعلها تنسي وتغفر له كل ما يوجعها منه تنهدت بحيرة من تضارب مشاعرها تتجاهل المها الذي تشعر به اسفل ظهرها منذ حديثها المتوتر مع زوجة ابيها تتجه الي الداخل تجلس بجوار الحاجة وداد التي اسرعت تجذبها بين احضانها لتريح حور راسها فوق كتفيها لتقول وداد بابتسامة
= اكيد مبسوطة انك شوفتي اخواتك النهاردة بصراحة بنات زي العسل
رفعت حور راسها قائلة بتعب
= جدا يا ماما متعرفيش كانوا وحشني اد ايه
تاملت وداد في ملامحها المتعبة قائلة بقلق
_مالك يا حور انتي تعبانة ولا ايه ؟؟
قالت حور بألم
=مش عارفة يا ماما حاسة اني ضهري وجعني شوية
نهضت وداد سريعا تجذبها برقة
= طيب قومي يا بنتي بسرعة اطلعي نامي علي ضهرك الحركة الكتير غلط عليكي
ما ان نهضت حور حتي شهقت بالم لتسرع وداد اليها بلهفة تسندها قائلة بقلق
=لا انتي تطلعي حالا وانا هتصل برحيم يروح يجيب الدكتورة ويجي حالا
ردت حور بصوت متألم خافت
= ملوش لزوم يا ماما انا هتحسن لما ارتاح شوية
هزت وداد راسها برفض قاطع قائلة
= اسمعي الكلام واطلعي اوضتك
لتعالي صوتها مناديا لندي التي اتت مسرعة قائلة بقلق
=في حاحة يا ماما ؟؟
لتشهق بخوف وهي تري حور المنحنية علي نفسها بالم
=مالك يا حور ايه حصل ؟؟
قالت وداد بنبرة لا تحتمل اي جدال =خديها حالا ياندي طلعيها فوق لحد ما اتصل برحيم
اسرعت ندي باسناد حور تصعد بها الدرج
لتقول الحاجة وداد وهي تتصل برحيم برجاء و قلق
عديها علي خير يارب ويطمنا عليكي يا حور
وقف رحيم يتحدث الي الطبية بعد انتهائها من معاينة حور المستلقية بتعب فوق الفراش يحيط بيها ندي والحاجة وداد يشعران بالقلق الشديد بجانبهم سارة الواقفة بلا اي تعبير علي وجهها عينيها ترتسم فيهما القسوة وهي تري لهفته الشديدة علي غريمتها ولكنها حاولت عدم اظهار اي من هذا فوق ملامحها وهي تستمع الي الطببية تحدث رحيم بنبرة عملية
= اطمن يا رحيم بيه احنا قدرنا نسيطر علي الامور بس احب اعرفك اننا لازم الايام الجاية ناخد حذرنا
رحيم بلهفة وقلق
= يعني مفيش اي خطورة عليها دلوقت ؟؟
لترد عليها الطبيبة مطمأنه اياه
= ابدا متقلقش بس بلاش توتر ولا انفعال اليومين الجايين لاني لاحظت ان ضغط دمها مرتفع عن معدله الطبيعي فياريت نحرص شوية
هز رحيم راسه بالموافقة قائلا بجمود =ان شاء الله هيحصل
استأذنت الطبيبة بالأنصراف
ليلتفت رحيم الي ندي قائلا
= ممكن يا ندي توصلي الدكتورة وتخلي حمزة يوصلها
وقبل ان تتحرك ندي من مكانها اسرعت سارة قائلة بلطف
=خليكي انتي يا ندي انا هوصلها
وافقت ندي رغم دهشتها من عرضها هذا لتخرج سارة بالطبية وما ان ابتعدت عن جناح حور حتي التفتت الي الطبية تسألها بلهفة
=يعني يا دكتو ممكن ان الحمل ميكملش ؟؟
قالت الطبية بعمليتها المعتادة
=والله يا مدام دي حاجة بامر الله كل اللي في ادينا اننا نعمل اللي علينا ونسيب الباقي لربنا
اغتاظت سارة من رد تلك الطبيبة الحمقاء ترغب في هزها بشدة حتي تستخلص منها كل المعلومات التي قد تشفي غليلها ولكنها قامت بالسيطرة علي تلك الفكرة قائلة بهدوء حاولت اظهاره
= اصل انتي متعرفيش اد ايه انا قلقانة عليها
ردت الطبيبة بهدوء
= متقلقيش هي بخير اهم حاجة تبعد عن التوتر والانفعال غير كده كل امورها بخير
ضغطت سارة فوق اسنانها بغيظ من تحطم امالها من كلمات تلك الطبية الغبية لتشير اليها ان تتقدمها حتي وصلت الي حمزة الواقف بقلق اسفل الدرج ومعه جمال يسألها بعينيه عن اخر الاخبار لتوجه حديثها الي حمزة قائلة
= حمزة يا ريت توصل الدكتورة علشان رحيم فوق مع حور
اسرع حمزة يسالها بلهفة وقلق
=طيب الاخبار ايه طمنوني ؟؟
ردت سارة وهي تجعد فمها
=متقلقش هي كويسة وامورها تمام
تنهد حمزة براحة قائلا بفرحة
=الحمد لله
ثم يلتفت الي الطبية قائلا
=اتفضلي حضرتك انا هوصلك
ليتحرك خارجا يرافق الطبية وما ان اصبحوا خارج القصر حتي اسرع جمال يسألها
= انتي اللي عملتي كده صح ؟؟
ليمسكها من ذراعها بقسوة ضاغطآ عليه
=ايه الي خلاكي تتصرفي من نفسك مش قولتلك متحركيش الا باشارة مني
هزت سارة راسها بالتفي قائلة بالم =سيب دراعي انا معملتش حاجة ولا جيت جنبها كل ده حصل لوحده من غير ما ادخل
اخذ جمال ينظر اليها بشك لثواني ثم ترك ذراعها يتنفس براحة
= كويس اوووي كده شكلها هتحصل لوحدها من غير ما ندخل
التفت سارة اليه بحدة
= يعني ايه ياسي جمال لا احنا متفقناش علي كده احنا لازم نتخلص من الحمل ده وباسرع وقت انا مش هستني تجي لوحدها فاهم
همس جمال يتلفت حوله بقلق
= واطي صوتك انتي عاوزة تفضحينا
قالت سارة بانفعال
= انت اللي بتنرفزني وتقولي تيجي لوحدها لتصيح مهددة
=جمال انا مش عايزة اي حاجة تربط البت دي برحيم بعد طلاقهم
اقترب جمال منها قائلا بهمس محاولا اقناعها
=فكري فيها كويس اللي عاوزينه هيحصل وهيطلقها وهي لسه في شهورها الاولنية يعني ممكن ينزل في وقت من غير ماندخل ولا نعرض نفسنا للخطر وننكشف في كل مرة نحط ليها الدوا .اعقلي كده وفكري في كلامي كويس هتلاقيني بتكلم صح ثم تحرك مغادرا ليتركها وحيدة وسط افكارها السوداء التي تعصف بداخلها بجنون
★★***********★★

بعد خروج والدته وزوجة اخيه بعد الاطمئنان علي حور النائمة الان بسلام استلقي رحيم بجانبها محاولا عدم ايقاظها يضمها اليه برفق وحنان لتتلملم في نومها بين ذراعيه ليقوم بتقبيل كتفيها بحنان ويهمس لها في اذنيها برقة
=هششش اهدي و نامي انا هنا جنبك
همست باسمه بصوت هامس وهي مازالت علي نومها تضم نفسها له اكثر ليشعر بانفاسه عالقه في صدره من شده اشتياقه اليها ليطلقها ببطء شديد في محاولة منه لتهدئة اضطراب مشاعرة الثائرة ينحني عليها يقبلها بحنان ورقة هامسا امام شفتيها بما لم يستطع نطقه لها
=اه لو تعرفي اد ايه وحشتيني وحشني اني اسمع اسمي منك بطريقتك اللي بتقتلني بالبطئ دي تنهد بحرارة مكملا
=نفسي اعرف ايه اللي مخليكي متغيرة معايا كده لو تحكيلي وتفهميني ايه اللي مزعلك
مد انامله يقوم بابعاد خصلاتها بعيدا عن عينيها ينظر اليها بشتياق وهي نائمة براحة واطمئنان بين زراعيه ليضمها اكثر اليه ليغرق سريعا هو الاخر في نوم حرم منه منذ،فترة طويلة
لم يستيقظ منه الا علي دقات منبه هاتفه معلنا وقت استيقاظه ليسرع في اغلاقه خوفا من ايقاظها لكنه وجدها تتملل بجانبه تفتح عينيها تتمطي بكسل ليلتفت اليها قائلا بحنان
=صباح الخير عاملة ايه دلوقت احسن؟
ردت بصوت هامس تحاول النهوض من الفراش
=الحمد لله احسن كتير عن امبارح اسرع رحيم بالامساك بها يجعلها تستلقي مرة اخري قائلا بلهفة
= رايحة فين خليكي نايمة مرتاحة وبعدين لسه بدري اووي
رفعت حور عينيها اليه تري وجهه قريب منها انفاسه تلامسها برقه فاخذت عينيها تحوم فوق ملامحه ببطء وقد مرت ايام طوال منذ ان اقترب منها بهذا الشكل لتشعر بشوقها وحنينها اليه و الي رقته وحنانه عليها يسيطران علي جميع مشاعرها ليري رحيم مشاعرها تلك ترتسم في عينيها ليجد نفسه بلا وعي منه يرفع انامله لتجول فوق ملامحها باشتياق قائلا بهمس =وحشتيني يا حور وحشتيني اووي متعرفيش اد ايه وحشني قربي كده منك
لتجيبه هامسة هي الاخري وانت كمان =وحشتني اووي يا رحيم
انفرجت ملامحه بفرحة شديدة يهتف بسعادة
=بجد يا حور طيب ليه كل اللي حصل ليه الزعل بينا من الاساس
اخفضت حور عينيها عنه لاتدري ماذا تقول ؟ اتحدثه عن كل ما يخيفها وما يحدث معها من ابن عمه الحقير هذا ام تستمر علي صمتها تتحمل هي عواقب صمتها هذا
ادرك رحيم بحيرتها وافكارها التي تموج بداخلها بعنف ليسرع ينحني فوق شفتيها يقبلها بجنون وشوق شديد يبثها اياه في قبلته محاولا ابعاد تفكيرها عن افكارها تلك شوقآاغرقه في دوامات لا قدرة له علي السيطرة عليها فهو منذ متي استطاع السيطرة علي اي شئ يخصها منذ زواجه بها فقد اصبحت كالهواء بالنسبة له .. كضوء في اخر نفق مظلم يعطي له الامل …هي اصبحت الحياة بكل ما فيها بالنسبة له فهو يحبها نعم يحبها بل اصبح لها عاشقا ميئوسا منه مجنونا بها تسمر رحيم عند هذة النقطة من افكاره ليرفع راسه مبتعدا عنها بقوة وعنف تتسع عينيه ينظر اليها بذهول جعلها تسأله بقلق
=مالك يا رحيم بتبصلي كده ليه ؟؟!
لم ينطق حرفا مبتعدا عنها انفاسه تتسارع بشدة كما لو كان خرج لتو من ماراثون طويل لتسرع حور بالجلوس فوق الفراش تمسك بزراعه تساله بقلق = رحيم متقلقنيش عليك كلمني وقولي مالك ارجوك
اسرع رحيم بمغادرة الفراش يتجه الي الحمام دون كلمة لتجلس حور بصمت يتاكلها القلق عليه لا تدري ما حدث له ليصبح علي هذة الحالة
وقف رحيم تحت رزاز الماء البارد المنهمر فوق راسه يستند بكفيه فوق الحائط امامه محاولا تصفية ذهنه حتي يستطيع ترتيب افكاره لكن لم يجد في نفسه القدرة علي ذلك ليظل واقفا مكانه علي حالته هذة لمدة طويلة اخذ فيها يهمس لنفسه بما اعترف به منذ قليل .احقا فعلها واحبها ضاربا عرض الحائط كل تحذيرات عقله له واقعا في حبها عاشقا مجنونا لها كما لو كان لم يعرف للحب طريقا من قبلها زفر بخشونة يسأل نفسه اهو حقا سعيدا بهذا امستعدا لتكرار تجربته مرة اخري مع سارة ليصدم من جديد
هز راسه بعنف رافضا لتلك الفكرة فحور ليست سارة انها حتي لاتشبيها بشئ فحور رقيقة ذو طبيعة طبية تفكر في الجميع قبل نفسها او ليس قبولها الزواج به كان لاجل عائلتها دليلا علي هذا فهو يعلم انها لم تتزوجه طمعا به او في مكانة عائلته بل ليكون صادقا هو اجبارها حرفيا علي الزواج به فلم يجعل لها اختيار سوي بالموافقة به
سطع الضوء فجأة امامه تتسع عينيه بصدمة ايكون هذا حقا هو كل احساسها به الاجبار علي الحياة معه؟
ايكون هذا هو سبب تعاستها منذ معرفتها بحملها منه احساسها بزيادة قيوده عليها في حياتها معه
ضرب الحائط امامه بعنف يفرغ فيه ما يشعر به في تلك اللحظات من غضب وخيبة امل واحباط مما توصل ايه تفكيره لا يدري ما هو بفاعل
اوقف رحيم تدفق المياة وقد قرر ان لا شيئ يحل بينهم سوي بالحديث يجب ان يتحدث اليها يعلم منها كل ما تشعره به في حياتها معه ويجب ان يخبرها هو بكل ما يعتمر في نفسه من اجلها لن يستمر الصمت بينهم ابدا بعد الان
خرج رحيم من الحمام يلف خصره بمنشفة شعره مازال يقطر ماءآ دون ان يقوم باي محاولة لتجفيفه يقف امام حور التي كانت تجلس فوق حافة الفراش تفرك قبضتيها بتوتر يرتسم القلق فوق وجهها ليزداد اكثر بعد رؤيتها لشحوب وجهه الشديد وهي تراه ينحني علي عقبيه جالسا امامها ليمسك بيدها بين يديه برقه ناظرا اليهم لعدة ثواني قبل ان يزفر بخفوت يرفع عينيه اليها قائلا
= حور احنا لازم نتكلم مع بعض مبقاش ينفع نكمل كده وكل واحد فينا جواه كلام كتير لتاني .
اخذ يدها التي يمسك بها يضعها فوق صدره العاري ناحية قلبه هامسا
= انتي لازم تعرفي هنا فيه ايه ثم مد يده هو يضعها فوق قلبها يحس بخفقاته الشديدة اسفلها قائلا بصوت اجش مرتعش
= وانا كمان اعرف ايه اللي ليا هنا
توقف للحظات ينظر الي عينيها بعينين تشتعلان شوقا قائلا بصوت لا يكاد يسمع
= اتفقنا يا حور
استمرت في النظر اليه تاسرها عينيه لتهز راسها ببطء بالموافقة ليضع يده خلف راسها يقربها اليه يضع شفتيه فوق جبينها يقبلها قبلة طويلة اودعها فيها كل ما يشعر به في تلك اللحظة حتي ابتعد عنها متنهدا يقف ويوقفها معه يمرر انامله فوق وجنتها قائلا
= انا عندي مقابلة شغل مهمة جدا مقدرش اعتذر عنها و الا كنا قعدنا و اتكلمنا بس اوعدك مش هتاخر و اول ما اوصل مفيش حاجة هتعطلني اننا نبقي مع بعض ونتكلم اتفقنا
هزت حور راسها بالموافقة وقد قررت مصارحته بكل ما يحدث معها ولن تتراجع عن قرارها ابدا فقد اتي وقت المصارحة لتجيبه بحزم
=اتفقنا وانا موافقة
رحيم وقد سعد بوافقتها
= خلاص انا عاوزك ترتاحي في السرير متجهديش نفسك ابدا ولو عوزتي حاجة انا هكلم ندي تكون معاكي ومتسبكيش
عضت حور شفتيها قائلة بتردد
= بس انا كده هزهق من القاعدة هنا ممكن بس انزل اقعد معاهم تحت و اوعدك اني هخلي بالي كويس
مد رحيم ابهامه يمرره فوق شفتيها بنعومة قائلا
=موافق علشان خاطر الحركة دي بس
ابتسمت حور بخجل تبتعد عنه بارتباك ناحيه خزانته قائلة بمرح
= طيب ممكن تسيبني انا اختارلك تلبس ايه النهاردة
تقدم رحيم يقف خلفها يحيطها بذراعيه يضمها الي صدره بشدة ليلتصق ظهرها به ينحني يدفن وجهه في تجويف عنقها يستنشق عبيرها بشدة قائلا بلذة= انا تحت امر حورتي اي حاجة تطلبها مني النهاردة انا موافق عليها
ردت بصوت خافض قائلة بشك لم تستطيع اخفاءه في صوتها
= بجد يا رحيم اي حاجة هطلبها هتتنفذها ليا
ادارها بين ذراعيه يرفع وجهها اليه قائلا بهمس
=اي حاجة يا حور حتي ولو كان فيها عمري
رفعت يدها تضغط بها فوق شفتيه قائلا بفزع
= بعد الشر عليك متقولش كده تاني
قبل يدها الموضوعة فوق فمه برقة = لدرجة دي خايفة عليا حتي من كلمة بقولها
لم تشعر سوي وهي تحذبه اليها تحتضنه بشدة لا تريد ابعاده عنها ابدا تشعرها كلماته بالخوف والرهبة لا تستطيع تصور حياتها من دونه
وقفت سارة تراقب رحيم يعطي لمن حوله الوصايا العشر ليهتموا بفتاته المدللة تشعر بالنيران تتأجج بداخلها فمنذ رؤيتها له نازلا الدرج حاملا تلك الفتاة بين ذراعيه كأنها كنزه الثمين و هي تتمني غرز اسنانها في عنقها تسحب منها الروح ضاربة بعرض الحائط كلمات والدتها اليها قبل مغادرتها صباحا عائدة الي منزلهم لظرف طارئ بمحاولة ضبط النفس وعدم الانسياق وراء مخططات جمال لكنها لم تعد تحتمل رؤيتهم معا بتلك الطريقة لم تعد تحتمل دلاله لها امام الجميع وهو من كان دائما متحكمآ في عواطفه معها رافضا اظهارها علي الملأ ها هو يظهر كمراهق صغير واقعا في الحب لاول مرة .لم تعد تحتمل فكرة ان من الممكن ان تكون تلك الفتاة ام لطفل رحيم لتنتزع مكانتها الي الابد في هذا القصر وهذة العائلة وقلب رحيم نهائيا انتفض بداخلها رافضا لتلك الفكرة فلا و الف لا لن احتمل بعدا الان يجب ان تنتصر حتي ولو تحالفت مع الشيطان لذا يجب ان تتحدث الي جمال لينهي هذا اللعبة سريعا فهي قد بدات تشعر انه قد بدء يلعب لصالحه هو وحده مبعدا ايها عما ينتويه فهي لن تنتظر دقيقة اخري لتتخلص من هذا الحمل وليحدث ما يحدث وقتها
افاقت من افكارها علي تحرك رحيم مغادرا لتسرع باللحاق به تناديه امام الموجودين ليتوقف ناظرا اليها لتذهب اليه تتدلل في خطواتها باتجاهه تقف امامه تلتصق به غير مراعية لعيون من حولهم المراقبة لهم قائلة بدلال تعبث اناملها بياقة قميصه
=مش انت مشافر القاهرة
هز رحيم راسه بالايجاب شاعرا بالضيق من تصرفها ذلك يراها تستأنف حديثها بصوت مائع
= طيب ممكن اجي معاك انت عارف ان ماما سافرت علشان بابا تعب فجأة فممكن تاخدني معاك اطمن عليه ونرجع سوا
هز رحيم راسه رافضا فهو يعلم جيدا ان عمه بخير ولا يوجد شكئ مما قالته قد حدث
= معلش ياسارة مش هقدر انا متاخر فعلا خليها يوم تاني ولو مستعجلة تقدري تاخدي السواق يوصلك
اهتزت ملامح وجهها بحدة من رفضه لكنها لم تظهر له هذا لتقف علي روؤس اصابعها تطبع قبلة مفاجئة فوق خده ليبتعد رحيم عنها سريعا قاطعا تلك القبلة بعنف لتنحنح سارة تتصنع السرور
= لا يا قلبي مش مشكلة هبقي اطمن عليه بالتليفون ولما تفضي نبقي نروح سوا
نظر رحيم الي ساعته بعبوس قائلا: =اعملي اللي يريحك يا سارة انا همشي دلوقت لاني اتاخرت جدا ثم ذهب في اتجاه حور الجالسة فوق اريكة غرفة المعيشة تراقب ما حدث بعينين تشتعل غيرة لم تستطع السيطرة عليها ليراها رحيم علي هذة الحالة ليجلس علي عقيبيه امامها هامسا بحنان
= عوزك تاخدي بالك من نفسك كويس واستنيني لما ارجع اوعي تنامي مهما اتاخرت اتفقنا
هزت حور راسها بالايجاب قائلة بنفس الهمس
= اتفقنا بس علشان خطري خلي بالك من نفسك
ابتسم رحيم بسرور قائلا ليتلمس وجنتيها برقة عند ملاحظته لقلقها الفعلي عليه قائلا محاولا طمئنتها = متقلقيش عليا خلي بالك من نفسك بس
ثم نهض واقفا مودعا الجميع :
= يلا سلام زمان حمزة وصل وانا لسه هنا متحركتش من مكاني ليتحرك مغادرا تصحبه والدته بالدعوات ليغادرا معا الحجرة ليسود الصمت طويلا بعد مغادرته تجلس حور وندي متجاورين بينما سارة تجلس فوق مقعدها تهز رجايها بعصبية حتي قطعت الصمت تحدث حور بحدة
=مكنش ليه لزوم التنطيط من مكان لمكان وكنت خليكي في اوضتك احسن
نظرت حور اليها يرتسم الهدؤء فوق ملامحها لتستانف سارة حديثها تحاول هز هدوءها هذا قائلة
= عشان ميحصلش حاجة تاني وتخلي كل اللي في البيت يلف حولين نفسه علشان خطرك
شهقت ندي بصدمة من طريقة حديثها الخالية من الذوق وهمت بالرد عليها لكنها وجدت حور تعدل في جلستها تنظر اليها قائلة بثقة
= منقلقيش نفسك ياسارة رحيم موافق علي نزولي لهنا وانتي شوفتي ده بنفسك وياستي لو حصلي حاجة تاني متبقيش تتعبي نفسك بالقلق عليا
صدرت عن ندي ضحكة مكتومة حاولت اخفاءها لتدير سارة انظارها بينهم بغيظ لتدارك نفسها سريعا قائلة بخبث
= تنا ميهمنيش اللي يحصلك انا كل الحكاية اني لحظت رحيم بدء يضايق من دلعك وانتي كل شوية ترعبيه من الخوف والقلق علي اللي في بطنك
استمرت حور علي هدوئها تدرك محاولتها لمضايقتها قائلة بلطف
= اعتقد رحيم قادر يتكلم بنفسه و يقول لو ده فعلا بيضايقه ومش محتاج حد يتكلم بلسانه ولا ايه يا سارة
هذة المرة لم تستطع ندي كتمان ضحكتها لتخرج منها بصوت صاخب جعل احمرار الغيظ يتصاعد فوق وجه سارة التي اخذت تفتح فمها وتغلق عدة مرات محاولة الكلام والرد علي حور لتفشل لتدق الارض بقدميها غيظا توجه نظرتها السامه اليهم قبل ان تغادر الغرفة كالعاصفة لتنفجر ندي بالضحك تحاول الحديث بصعوبة
= يخرب عقلك يا حور اول مرة اشوفك بتتكلمي كده
نظرت اليها حور بوجه جاد قائلة
=يمكن لاني زهقت من كتر سكوتي اللي دايما بتفهمه علي انه ضعف وخوف
رتبت ندي علي يدها قائلة بجدية هي الاخري
=عارفة يا حور انك استحملتي كتير بس احيانا السكوت ادام العقول اللي زي سارة يكون هو الحل الصح
هزت حور راسها موافقة علي كلامها تتنهد قائلة
= عارفة يا ندي بس خلاص مبقتش قادرة استحمل كل الضغوط دي عليا كل حاجة متلغبطة ومبقتش فاهمة ايه الصح وايه الغلط
نظرت اليها ندي بتساؤل قائلة
= كلامك مش مطمني يا حور في حاجة حصلت رحيم زعلك في حاجة
ضحكت حور ساخرة قائلة بمرارة
= رحيم .. ياريت كل الناس تبقي زي رحيم في معاملته معايا انا عمري ما حد اهتم بيا ولا كان حنين عليا زي رحيم معايا
همت ندي بسؤالها من جديد ليقاطعها دخول جمال بخطواته الصامتة لتنظر اليه بدهشة تسأله = جمال! انت مش مع رحيم وحمزة هز جمال راسه ببطء يوجه انظاره باهتمام فوق حور الجالسة تنظر امامها بجمود قائلا : لا المشوار بتاعهم ده مليش فيه مشاغلي هنا اهم
هزت ندي كتفيها بعدم اهتمام ليتجه يجلس فوق كرسي مقابل لهم سألا حور الجالسة بتصلب بلؤم
= عاملة ايه النهاردة يا مدام حور يا تري صحتك احسن دلوقت
اجابته حور بجمود
= الحمد لله
جمال واضعا قدما فوق الاخري قائلا بنفس لهجته
= ابقي خدي بالك من نفسك كويس محدش عارف ايه ممكن يحصل لا قدر الله وخصوصا انك لسه في اول الحمل
رفعت حور راسها اليه بحدة تراه يبتسم ابتسامته الصفراء ليرتجف قلبها من مغزي كلماته لها لتنهض واقفة سريعا قائلة بعصبية
= ندي انا طالعة اوضتي حاسة اني تعبانة شوية
نهضت ندي هي الاخري قائلة بقلق =يبقي ياحور متطلعيش السلم دلوقت استريحي هنا وبعدين ابقي اطلعي براحتك امسكتها من كتفيها تجلسها مرة اخري لتحاول حور الاعتراض لكنها لم تستمع اليها تلتفت الي جنال قائلة
= معلش يا جمال خليك معها لحد ما اروح اقول للشغالة تجهز لها حاجة تاكلها وهرجع علي طول
وخرجت سريعا دون ان تستمع الي اعتراضات حور الاقرب الي الهستريا حتي يأست تماما تخفض راسها بوجه شاحب ليسرع جمال قائلا بلهجة مقتضبة فور خروج ندي
= انا هدخل في الموضوع علي طول من غير لف ودوران فكرتي في كلامنا اللي قبل كده
استمرت حور تخفض راسها ترفض النظر اليه في محاولة منها لتجاهل كلامه لتحتد لهجته عليها قائلا = متفكريش لما تعملي نفسك مش سمعاني اني هستسلم كده يا حور
رفعت حور حور راسها اليه قائلة بحدة واحتقار
=ومين قالك اني هتجاهلك او هتجاهل اي حاجة هتعملها معايا بعد كده انا هحكي لرحيم علي كل حاجة اول لما يوصل علي طول
دوت ضحكة جمال الصاخبة قائلا والشماتة تملا عينيه
= ده لو وصل اصلا…..
شحبت حور قائلة بذعر
= قصدك ايه بكلامك
هز كتفيه بال مبالاة
= اصلك متاكدة اوي من رجوعه ايه يا حور مسمعتيش عن تدبير القدر انا شخصيا بؤمن بيها جدا
هزت حور راسها بعدم تصديق وذهول قائلة
=انت عملت ايه في رحيم ؟؟
وضع جمال يده فوق صدره قائلا باستغراب زائف
= انا؟ وانا هعمل ايه انا قاعد معاكي هنا اهو مروحتش في حتة من الصبح لتتغير ملامحه فجأه متوقفا عن تمثيل البراءة تشتعل عينيه بوحشية =اسمعيني كويس لان خلاص وقت لعبنا سوا انتهي انا لسه ليا هنا يومين كمان وهشي في خلال اليومين دول تكوني طالبة الطلاق منه ليه وازاي هسيبك انتي تقوليله اللي يريحك و زي ماقدرت اوصل لرحيم النهاردة اقدر اوصله تاني المره دي كانت قرصة ودن المرة الجاية هتكون قصف رقبة فاهمة يا حور هانم
جلست حور مكانها تشعر بانسحاب الهواء من حولها يسيطر الجمود والصدمة علي جميع انحاء جسدها لتراه يقترب منها يستمر في حديثه قائلا ببرود
= لما تطلعي اوضتك شوفي دولابك سيبلك فيه هدية صغيرة تعرفك اني ليا الف طريقة وطريقة اقدر اوصل ليكي بها وده بمساعدة اقرب الناس ليكي اللي اشتريتهم زي ما اقدر اشتري اي غيرهم لو ده هيوصلني ليكي اسيبك بقي تفكري كويس وتتخيلي انا قادر اعمل ايه ليضحك ساخرا في ولي العهد
ليصمت قائلا بحدة
= وكمان ابوه واحمدي ربنا اني سبتهم لحد النهاردة عايشين
ثم استدار مغادرا الغرفة دون اضافة كلمة اخري تاركا ايها يسيطر الجمود عليها يستولي علي تفكيرها فكرة واحدة رحيم في خطر ويجب ان تذهب اليه حالا هبت سريعا تجري في اتجاه الباب لتصطدم بندي التي وقفت منذهلة من حالتها تلك تراها تصرخ بهستريا اخذت ندي تحاول تهدئتها في محاولة ان تفهم منها ما تقولها لاتفهم منها شئ سوي كلمة رحيم ويجب ان اذهب اليه لتاتي الحاجة وداد وسارة علي اصواتهم ليسود الهرج بينهم محاولين جميعا تهدئتها لتهتف سارة بعصبية
= بطلي يا بت انتي دلع وفهمينا ايه اللي حصل ورحيم ايه الي عاوزة تروحيله هي رحلة
التفت اليها وداد تنهرها صارحة بها =سارة اسكتي خالص دلوقت خلينا نفهم منها في ايه
ثم وجهت حديثها الي ندي تسالها بعصبية
= في ايه يا ندي ايه اللي حصل
ارتبكت ندي قائة بحيرة
= مش عارفة يا ماما والله انا سيبتها مع جمال ورحت اجهز لها الاكل رجعت لقيتها في الحالة دي
شحبت سارة لينسحب الون من وجهها قائلة بخوف
= بتقولي سبتيها مع جمال هزت ندي راسها بالايجاب لتسرع سارة تمسك حور تهزها بعنف
= انطقي هو قالك ايه عن رحيم خلاكي كده انطقي يا بت انتي
شدت وداد حور المصدومة من بين ذراعيها تصرخ في سارة
= انتي اتجننتي يا سارة بتعملي فيها كده ليه ابعدي عنها سبيها في حالها دلوقت
ضمتها اليها بحنان ترتب علي شعرها تحاول تهدئتها ليسود جو من التوتر الغرفة حتي تصاعد رنين احد الهواتف لتسرع ندي تنظر الي هاتفها بلهفة قائلة
= ده حمزة ولتفتح الاتصال تتحدث اليه وبعد عدة كلمان صرخت
=انت بتقول ايه يا حمزة وده حصل امتي ؟
ليلتف الجميع حولها في محاولة لاستفهام منها لتستمر في الحديث لثواني اخري تغلق بعدها الهاتف بوجه شاحب بشدة ليهتف بها الجميع في صوت واحد
= حصل ايه يا ندي اتكلمي طمنينا ابتلعت ندي لعابها بصعوبة تقاوم الرغبة في البكاء قائلة بصوت باهت =رحيم….عمل حادثة واتنقل المستشفي
= يعني ايه ميخلونيش اروح معاهم انا لازم اطمن عليه ياندي
قالت حور هذة الكلمات الي ندي الجالسة تتابعها تتحرك في ارجاء الغرفة باكية بحرقة لاتدري ماذا تقول لها فهي معها كل الحق في غضبها بعد رفض سارة الشديد اخذها معهم الي المشفي ولم تكن والدته في حالة جيدة لتدخل في جدال معها لتستطيع اقايفها ليحدث ما امرت به سارة وها هي حور مستمر في البكاء لدرجة الانهيار لاتستطيع فعل شئ لها سوي الاتصال بحمزة من بين الحين والاخر لتطمئن منه علي الاحوال وتطمئنها فقد اخبرها ان الامر قد مر علي خير ولم يصب رحيم سوي ببضع كدمات ولوي في احد زراعيه لذلك رفض رحيم المكوث في المشفي ليلة واحدة وها هما في طريق العودة الي المنزل وقد اوصلت هذة الاخبار الي حور لكنها لم تطمئن تعلم جيداانها لن تهداء حتي تراه امامها
تقدمت منها تاخذها بين ذراعيها محاولة الحديث معها بهدوء
= متقلقيش والله حمزة طمني عليه كل الحكاية انهم مش عاوزين يتعبوكي خصوصا وانك تعبانة اساسا من امبارح
شقهت حور بدموعها قائلة بضعف
= لا يا ندي مش دي كل الحكاية هما مش معتبرني مراته زي سارة و ليا الحق اكون معاه في وقت زي ده بس مش مهم انا كل اللي عوزاه اطمن عليه ومش عاوزة حاجة تانية والله
ضمتها ندي اليها لاتدري ماذا تقول لها تشعر بالغصة تملأها حزنا عليها لكنها حاولت اضفاء المرح علي صوتها
= يا بنتي بطلي عياط انتي مراته غصب عن الكل ام ولاده ان شاء الله كل الحكاية ان الكل اعصابه متوترة من وقت ما سمعنا الخبر وسارة كعادتها حبت تفرض اوامرها فجت فيكي انتي اهدي بس كده انتي مسمعتيش كلام الدكتورة ان الانفعال غلط عليكي
لتاخذها تجلسها فوق الاريكة تنظر الي وجهها الشاحب المتعب تقول
=انا هروح اعملك حاجة تهديكي وان شاء الله كلها دقايق وتلاقي رحيم بنفسه داخل يطمنك
رتبت فوق راسها برفق تغادر الغرفة لتنفجر حور في البكاء خوفا ورعبا عليه فهي السبب فيما حدث له ولن تسامح نفسها ابدا علي ما حدث له وتالمه بسببها
مرت بها الدقائق بطيئة كما لو كانت ايام ولم ياتي رحيم حتي الان ليتاكلها القلق حتي دخلت ندي عليها تلهث قائلة بلهفة
=رحيم وصل يا حور بخير الحمد لله
نهضت حور علي قدميها سريعا تجري باتجاه الخارج لملاقاته والاطمئنان عليه لتتوقف قدميها بصدمة وهي تراه يدخل من باب القصر مستندا علي كتف اخيه وجهه شاحب تغطي وجهه الكدمات واحدي ذراعيه تستند الي صدره معلقة داخل احدي الاحزمة المخصصة لهذا لتشعر بالروح تنسحب منها وهي تراه امامها بهذا الضعف فهي تعودت ان يستند الجميع عليه ليس العكس فلم تشعر بنفسها سوي وهي تجري و تلقي بنفسها فوق صدره تدفن وجهها بعنقه تنتحب بصوت عالي تتقطع له القلوب غافلة عن كل ما حولها سوي انه بين احضانها سالما لينزل رحيم ذراعه عن كتف اخيه يضمها اليه بحنان يهمس لها بضعف
= اهدي يا حبيبتي اهدي انا الحمد لله كويس اهدي ياحور علشان خطري
استمرت حور علي بكاءها تشعر بالذنب لما هو فيه فبسببها هي
كاد ان يفقد حياته لتضمه اليها بشده ليبعدها عنه رحيم برفق يخفض راسه اليها محاولا تهدئتها مقربا وجهه منها يقوم بمسح دموعها بيده السليمة هامسا
=ملهاش لزوم الدموع دي انا كويس ادامك اهو دي حادثة بسيطة وعدت علي خير ليري وجهها يشحب اكثر عند نطقه لتلك الكلمة ليزفر رحيم متوترا
= لا تعالي نقعد احسن لان شكلك كده هتقعي مني وانا مش قادر اقف حتي علي رجلي تعالي
اخذها رحيم من يدها يتجه بها الي الاريكة الموجودة في البهو ليجلس ويجلسها بجواره يضمها اليه تسند براسها الي كتفيه لتري سارة هذا المشهد امامها تتاكلها الغيرة من اهتمامه المبالغ فيه بتلك الفتاة فهو حتي اثناء تلاقيه العلاج في المشفي كان دائم السؤال عنها قلقا من اجلها رافضا المكوث في المشفي ليلة واحدة خوفا ان يزداد قلقها زفرت سارة بحنق فهي دائما الخسارة امام تلك الفتاة مهما حاولت توريطها في المشاكل فقد ظنت انه بعدم احضارها معهم ان يغضب رحيم منها لعدم خوفها اهتمامها بحالته ولكن حدث العكس فقد ايد تلك الفكرة مرحبا بها قائلا انها قد تصاب بالاعياء لو راته بحالته تلك وجعل كل اهتمامه ان ينتهوا سريعا من اسعافه ليخرج سريعا حتي يطمئنها عليه ااااه كم تتمني خنقها لعل هذا يهدء من نارها ولو قليلا فمنذ دخولها حياتهم وهي اصبحت شغالهم الشاغل حتي جمال الاحمق الذي كان من المفترض ان يجعل منها انتقامه منه رحيم قد سقط هو الاخر اسيرا لسحرها ترا ذلك في عينيه كلما اتت سيرتها لتجعل منه احمقا ليقدم علي محاولته الخرقاء بمحاولة التخلص من رحيم نعم هي تدري انه من فعلها هذا الاحمق الذي لو ظهر امامها الان لمزقت وجهه باظافرها عقابا له فهي عندما تحالفت معه كان من اجل التخلص من تلك الحمقاء وليس بان يجعلها تفقد رحيم الي الابد من اجل تلك الحقيرة التي اصبحت سببا لجميع مصائبها
سمعت سارة وداد تحدث رحيم بلهفة =قوم يا بني اطلع اوضتك ارتاح وغير هدومك ونام كفاية عليك اللي حصلك النهادرة
قال حمزة
= ايوه يا رحيم اطلع ارتاح انت وانا هروح اكلم الشركة يلغوا كل امور النهادرة ثم خرج من الغرفة متوجها الي المكتب ليقوم باتصالاته
لتسرع ندي فور خروجه تسال رحيم بفضول حاولت كتمانه كثيرا
= هو ايه اللي حصل يارحيم عملت الحادثة دي ازاي
تنهد رحيم وهو مازال يضم حور اليه قائلا بحيرة
= انا نفسي مش عارف ايه اللي حصل الموضوع كله حصل في ثواني عربية ظهرت ليه فجأة قطعت عليا الطريق مش عارف اللي سايق كان سكران ولا سرحان ولا ايه حكايته بالظبط حاولت افديه خرجت انا عن الطريق وحصل اللي حصل
ردت وداد براحة
_الحمد لله يا بني انها جات علي اد كده وربنا ستر يلا قوم اطلع ارتاح عما احضرلك الغدا يلا يا حور اطلعي معاه و ارتاحوا
قفزت سارة علي قدميها قائلة بعنف
= لا رحيم هيطلع معايا انا
لتصحح كلماتها بارتباك عندما لاحظت نظرات رحيم تضيق فوقها من طريقتها في الحديث
= اقصد يعني رحيم محتاج حد ياخد باله منه ويسهر جنبه زي الدكتور ما قال لتتغير نبرتها لاستخفاف قائلة
=حور زي ما كلنا عارفين تعبانة ومحتاجة الرعاية في حالتها دي مش العكس
لاحظ رحيم استخفافها عند حديثها عن حور ولكنه تجاهل الامر قائلا بحزم لا يقبل المناقشة موجها حديثه الي حور =حور اطلعي انتي ارتاحي لتبهت ملامحها ظنا منها انه سوف ينصاع الي حديث سارة التي اخذت تنظر اليها بتشفي ولكن رحيم اكمل حديثه عندما لاحظ نظرات سارة
=وانا هقعد شوية مع حمزة نظبط شوية امور واحصلك علي طول
التفت سارة اليه قائلة بصدمة
= ازاي الي بتقوله ده يا رحيم تجاهل رحيم حديثها موجها كلامه الي والدته =وياريت يا امي الغدا لما يجهز حد يطلعه جناح حور لاني مش هقدر انزل اتغدي معاكم
كادت سارة ان تضرب الارض غيظا بقدميها وهي تري انتصارا اخر يتحقق عليها من تلك الفتاة لكنها حاولت الثبات لا تظهر اي من مشاعرها فهي تؤمن بالمثل القائل ( من يضحك اخيرا يضحك كثيرا )وهي تنوي العمل به
★★**********★★
بعد خروج رحيم الي حمزة تكلمت وداد بعبوس
= انا مش فاهمة شغل ايه اللي ميقدرش يتاجل ده مش كفايه اللي هو فيه
ردت ندي بتفهم
=معلش يا ماما اصل صفقة الارض اللي بينهم وبين جمال خلاص ادمها يومين وتنتهي فلازم يظبطوا كل امورهم قبلها
هزت وداد راسها بتفهم تصمت لثواني لتسال بعدها
= هو جمال فين مختفي من بدري
هزت سارة كتفيها بعدم المعرفة لتقول ندي
=فعلا هو من وقت ما سيبته مع حور قبل ما يوصلنا الخبر وهو مش ظاهر
لتقرر سارة عدم تفويت الفرصة لترمي كلماتها المسمومة كعادتها
= يمكن حور تعرف هو فين بما انها اخر حد كان معاه
كانت حور طوال تلك الجلسة تجلس صامتة غافلة عن كل مايدور حولها لاتريد الاشتراك في حديث دائر ولكن عند سماعها لتلك الكلمات من سارة رفعت راسها اليها باستهجان قائلة بحدة = وهو يهمني في ايه علشان اعرف راح فين وجه منين ليه
هزت سارةكتفيها بعدم مبالاة قائلة انا =بقول يمكن يعني مقصدش حاجة تانية
ارتفع صوت وداد بحدة
=سارة خلصنا من الكلام ده جمال يروح زي ما يروح هنشغل بالنا بيه ليه كفاية اللي احنا فيه
صمتت سارة تلوك شفتيها بحدة وهي تري وداد تلتفت الي حور
=يلا يا بنتي اطلعي اوضتك زي ما جوزك قال وانا هحضر الغدا ليكم
نهضت حور مغادرة الغرفة لتلتفت وداد الي سارة قايلة بغلظة
= انتي ايه يا شيخة لسانك ده ايه مفيش فايدة فيكي ارتبكت سارة من هجوم وداد الشديد عليها قائلة بتلعثم = في ايه يا ماما انا مقصدش حاجة كل الحكاية اني بقول انها اخر حد كان معاه فيمكن تعرف مكانه
جزت وداد علي اسنانها
= برضه مفيش فايدة فيكي ؟ اه لو رحيم سمع كلامك ده ساعتها متلوميش غير نفسك يا سارة
ثم نهضت مغادرة الغرفة بغضب لتهز سارة كتفيها غير مهتمة
=هو انا قلت ايه لكل ده ولا هما مش مستحملين كلمة علي البرنسيسة
زفرت ندي بقلة حيلة تهز راسها بياس لتنهض هي الاخري مغادرة دون كلمة لتزفر سارة بحنق
= انا مش فاضية ليكم دلوقت خليني اشوف سي زفت اللي اختفي فجأة ده بعد ما نيل الدنيا بغباءه اه لو شفتك يا جمال هطلع عليك كل اللي شفته في الساعتين اللي فاتوا دول
في غرفتها جلست حور تتذكر كل ما مر بها من رعب بداية من حديث جمال اليها المسموم و صباحا وانتهاءه بخروج رحيم من المشفي لتدور الافكار في عقلها تحاول ايجاد حل لما هي فيه فلا تجد امامها حل سوي الهروب من هنا والذهاب بعيدا عندها قد يتركها جمال في حالها ويستطيع رحيم العيش في امان فهي لاتتصور ان تكون في يوم سبب في ايذاءه او تكون سببا في خسارة طفلهم ..نعم هذا هو الحل الوحيد الهروب او ان تظل في تلك الدوامة الي الابد
اغمضت عينيها تتنهد بتعب تضع يدها فوق بطنها بحماية تتمني ان تكون اتخذت القرار الصحيح فهذا الحقير لن يتواني عن تنفيذ تهديد بعد الان ولكن مهلا فتحت عينيها لتتسع بذهول ماذا كان يقصد بان اقرب الناس اليها يساعدونه وما هو الشئ الذي قام بوضع بين اغراضها …
اغمضت عينيها تتنهد بتعب تضع يدها فوق بطنها بحماية تتمني ان تكون اتخذت القرار الصحيح فهذا الحقير لن يتواني عن تنفيذ تهديد بعد الان ولكن مهلا فتحت عينيها لتتسع بذهول ماذا كان يقصد بان اقرب الناس اليها يساعدونه وما هو الشئ الذي قام بوضع بين اغراضها بمساعدتهم لتنهض سريعا تتجه الي خزانتها تبحث بين اغراضها بجنون حتي وصلت الي الدرج الخاص بها تبحث فيه حتي وجدت شريطين من الدواء مندسين بين الاغراض لتمسك بيهم بين يديها مذهولة لاتدري ما هو الغرض منهم لتستنر علي ذهولها لثواني لتنفض راسها في محاولة لتصفية ذهنها تسرع الي هاتفها لبحث لمعرفة استخدامتهم لتجلس بصدمة مما وجدته في البحث الي هذة الدرجة وصلت به حقارته ولكن كيف استطاع وضعهم هنا وبمساعدة من ومن كان يقصد باقرب الناس اليها اخذت تعتصر ذهنها في محاولة لمعرفة هذا الشخص لتجمد فجأة كل شيئ حولها تتذكر زيارة زوجة ابيها وطلبها الغريب بالانفراد بها وتركها بمفردها هنا ولكن امن الممكن ان تكون هي من فعلتها ولكن لماذا نعم هي تعلم بعدم محبتها لها وقد سعدت بالتخلص منها بزواجها من رحيم ولكن لماذا قد تساعد هذا الحقير في مخططه ضدها …
استمر بها الحال تجلس علي هذا الوضع دموعها تنهمر بغزارة لا تستطيع التحكم بها كما لو كانت بعالم اخر حتي احست بذراع تحيط بها برقة لتشهق بفزع لتجد رحيم يضمها اليه اكثر قائلا بحنان
= ششش اهدي الحمد لله الامور عدت علي خير وانا بخير ادامك اهو
اراحت حور راسها فوق كتفه تبكي
بشدة تتشبث باشرطة الدواء بين يديها لاتدري ماذا تقول ليستمر بهم الحال بهذا الشكل عدة دقائق كانت قد هدئت شهقات بكاءها فيهم لتبتعد عنه تحاول النهوض هربآ منه تدري ما هو ات ورغبته بالحديث كما وعدها صباحا لكنها لاتستطيع الان وكل هذا يحدث حولها لاحظ رحيم…
بشدة تتشبث باشرطة الدواء بين يديها لاتدري ماذا تقول ليستمر بهم الحال بهذا الشكل عدة دقائق كانت قد هدئت شهقات بكاءها فيهم لتبتعد عنه تحاول النهوض هربآ منه تدري ما هو ات ورغبته بالحديث كما وعدها صباحا لكنها لاتستطيع الان وكل هذا يحدث حولها
لاحظ رحيم محاولتها للابتعاد ليسرع بالامساك بيدها محاولا ايقافها ليجدها بداخلهم شيئ تحاول اخفائه عنه انظاره ليسالها بفضول
= ايه اللي في ايدك ده
ابعدت يدها خلف ظهرها قائلة بتلعثم وحدة
= مفيش دي حاحة تخصني
نهض رحيم هو الاخر يتقدم منها يري ارتباكها وخوفها يتزايد كلما تقدم منها ليزداد فضوله اكثر قائلا في محاولة لتهدتها
=طيب مالك انا بسالك بس مش اكتر
ردت حور وهي تتراجع اكثر عنها بحدة = وانا مش عاوزة اجوبك واظن ده من حقي
توقف رحيم مكانه يهتف بغضب
= في ايه يا حور مالك بتعملي كده ليه انا لو عاوز اعرف ايه اللي معاكي ده هعرف حتي ولو غصب عنك
احست حور بهستريتها تتصاعد لتفرغ فيه كل ما تشعر به في الوقت الحالي تصرخ به هي الاخري
= ملكش حق تعرف دي حاجة تخصني انا وبس
تملك الغضب من رحيم ليقترب منها محاولا اخذ ما تخفيه ليمسك بيدها المخفية خلفها بيده السليمة يضمها اليه بينما اصابعه تقوم بفك اصابعها من حول هذا الشيئ لينجح بهذا رغم كل محاولتها للمقاومة ليتركها اخيرا ينظر الي ما بيده بدهشه ليجده دواء قد قارب علي الانتهاء ليرجع بانظاره اليها بتساؤل قائلا
=ده ايه ؟ وبتاع مين؟ ومخبياه عني ليه؟
استمرت حور علي صمتهالا تجيب عليه ليصرخ بها بشدة
=انطقي ايه ده ؟
اخفضت حور عينيها عنه قائلة بمرارة = دي حبوب تنزل البيبي انا مش عاوزة حاجة تربطني بيك يا رحيم طلقني
اتسعت عين رحيم بذهول قائلا بعدم تصديق
= انت بتقولي ايه انا اكيد في كابوس
ردت حور بوجه خالي من التعبير
=لا يا رحيم حقيقة انا مبقتش قادرة اكمل معاك في الجواز الغصب ده ولا عاوزة اي قيد جديد يربطني بيك
بشدة تتشبث باشرطة الدواء بين يديها لاتدري ماذا تقول ليستمر بهم الحال بهذا الشكل عدة دقائق كانت قد هدئت شهقات بكاءها فيهم لتبتعد عنه تحاول النهوض هربآ منه تدري ما هو ات ورغبته بالحديث كما وعدها صباحا لكنها لاتستطيع الان وكل هذا يحدث حولها لاحظ رحيم…
انتفض جسده يشعر بالدنيا تغيم به ليترنح بشدة في وقفته لتسرع حور في محاولة لاسناده تهتف باسمه بقلق ورعب لينتفض مبتعدا عنها باشمئزاز قائلا بشراسة
==ابعدي عني اياك تقربي انت احقر حد شوفته في حياتي
شهقت حور بالم من كلماته اليها لكنها صمتت تعطي له كل الحق في غضبه واحتقاره هذا ولكنها قد وجدته الحل الوحيد لديها يجب ان يكرهها ويخرجها من حياته سريعا في اسرع وقت
اخذ رحيم يدور في الغرفة مثل الأسد الجريح وهو يهتف بكلمات غير مترابطة = ليه كده …ايه حصل من الصبح لدلوقت ……كنتي بتلعبي بيا لحد ما تعملي اللي انتي عوزاه …..ده سارة طلعت جنبك ملاك
لتراه حور في حالته هذه ليتمزق قلبها من اجله تريد الصراخ بحبها له وحقيقة كل ماحدث ولكنها خوفها قيدها من جديد بقيود من حديد لتقف مكانها تراه يتالم ولا تستطيع النطق بما يريحه من الامه
اخذ رحيم يبعثر ويحطم كل ما حوله في الغرفة يفرغ فيهم الامه و وجعه حتي الام كتفه المصاب قد نسيه في نوبة جنونه ليذكره المه الذي لايطاق بهذة الاصابة لينخفض فوق الفراش يلهث بتعب وقد امتلئت عينيه بدموع القهر يتمني لو جعلها تغادر سجن عينيه لتسيل فوق وجهه لعلها تريحه ولكن ابت عليه رجولته ان تجعله يزرفها حتي لاتراه في ضعفه ابدا او مدي عمق جرحه منها فاخذ يتنفس ببطء محاولا السيطرة علي اوجاعه وفور نجاحه في ذلك اسرع في رفع وجهه اليها بعينين تشتعلان بنيران غضبه قائلا بشراسة = اسمعي كلامي كويس لو كان عليا كنت طلقتك حالا ومن غير لحظة تفكير واحدة بس لاسف ده مش هيحصل ابدا وده مش حب فيكي او تمسك بيكي بالعكس انا مبقتش بكره حد في حياتي ادك
شحب وجهها اكثر وهي تسمع حديثه اليها تراه مكملا غافلا عما يسببه لها من اوجاع
= ابني يطلع لدنيا و اخده في حضني وساعتها تقدري تنسيه وتنسي اي حاجة تربطك بيا واظن انك مش عوزاه من الاول فمش هيكون صعب عليكي تعملي ده وده الحل الوحيد اللي عندي
حاولت حور الكلام ليوقفها رحيم صارخا بها
= مش عاوز اسمع منك كلمة واحدة اللي عندي قولته لو حاولتي تعملي عكسه قسما بالله ياحور ما هيكفيني عمرك بس لا وكل عيلتك واي حد عزيز عليكي هخلي حياتك وحياتهم جحيم تتمني الموت علي انك تعيشي فيه ليصرخ بجنون وغضب
= سمعاني
انتفضت حور من صراخه تهز راسها بالايجاب ليستمر علي صراخه كما لو كان اصابه مس من الجنون
=الجناح ده مفيش خروج منه لحد ما يوصل ابني وساعتها تقدري تغوري في داهية
ثم تحرك مغادرا الغرفة صافعا الباب بعنف ارتجت له ارجاء القصر لتنهار حور فوق ركبتيها تبكي بعنف وخسرة تعلم بانها قد هدمت المعبد فوق راسها هي وحدها ولا حد غيرها
***********
في اثناء ذلك كانت سارة تصرخ في جمال فور ان راته امامها يجلس في غرفة المعيشة واضعا قدما فوق الاخري بكل هدوء وراحة يرتشف قهوته بتلذذ
=انت اتجننت يا جمال عاوز تخلص من رحيم علشان البت الحقيرة دي نظر اليها جمال ببرود قائلا
= قوتلك كذا مرة صوتك يبقي واطي لو حد سمعنا محدش هيروح في داهية غيرك يا حرم رحيم بيه المصون
بهتت ملامح سارة قائلة بذهول = تقصد ايه ؟ نهض جمال واقفا علي قدميه ليقف خلفه الكرسي يستند عليه = اقصد يا بنت عمي لو رحيم عرف او حتي شك اني السبب في اي حاجة من اللي بتحصل مش هتردد لحظة واقول علي مساعدتي المخلصة اللي كانت معايا خطوة بخطوة صرخت سارة …
بهتت ملامح سارة قائلة بذهول
= تقصد ايه ؟
نهض جمال واقفا علي قدميه ليقف خلفه الكرسي يستند عليه
= اقصد يا بنت عمي لو رحيم عرف او حتي شك اني السبب في اي حاجة من اللي بتحصل مش هتردد لحظة واقول علي مساعدتي المخلصة اللي كانت معايا خطوة بخطوة
صرخت سارة بعنف
= انت بتهددني يا جمال بتقلب اللعبة عليا
هز جمال راسه نافيا ببطء
= لا ازاي انا مقدرش بس حبيت اعرفك اننا في مركب ولحد لو غرق هنغرق سوا ولو وصل للبر برده هنوصل سوا وكلنا هنكون مبسوطين
جلست سارة فوق المقعد باستسلام قائلة
= بس بعيد عن رحيم يا جمال انا مش مستعدة يجراله حاجة بسببك
التفت جمال جالسا هو الاخر فوق مقعده مرة اخري قائلا ببرود
= متخفيش انا لو عاوز اتخلص منه كنت عملتها من زمان كل الحكاية ان دي كانت قرصة ودن لحور علشان تعرف اني مش بلعب معهاوهي كلها يومين وتخلصي منها خالص
رفعت سارة سبابتها مهددة .
= لا يا جمال مش اخلص منها هي وبس هي واللي في بطنها انا مش عاوزة حاجة تربط به حور دي برحيم فاهم ولا لا يا جمال
هز جمال راسه موافقا قائلا بعبث
= طبعا طبعا يا سارة كل اللي عوزاه هيحصل
دخلت ندي حجرة المكتب علي زوجها دخول عاصف لتهتف به فورا بتوتر =حمزة انا عاوزة اتكلم معاك
همهم حمزة موافقا دون ان يرفع عينيه عن تلك الاوراق امامه لتتقدم ندي تستند الي مكتبه قائلة بصوت مرتفع
= حمزة سيب اللي في ايدك وركز معايا
رفع حمزة راسه قلقا من نبرة صوتها لينتقل اليه توترها هو الاخر
=في ايه يا ندي قلقتني
امسكت ندي شفتيها بين اسنانها تلوكها بعصبية
= في حاجة غلط بتحصلبس مش قادرة احدد ايه هي
حمزة بحنق
=ياه ياندي قلقتيني طبعا في حاجة غلط كل اللي بيحصل من الصبح ده ولسه واخدة بالك
هزت ندي راسها بالنفي قائلة تنفي بعصبية
=لا يا حمزة مقصدش اللي حصل لرحيم بس اسمعني وانت هتعرف اني معايا حق
ثم اخذت تحدثه بكل ما حدث امامها منذ جلوس جمال معهم اول مرة حتي انهيار حور وصراخها بحدوث شئ لرحيم لتبهت ملامح حمزة وهو يستمع الي حديثها ليقاطعها فجأة بعدم تصديق = قصدك انها كانت عارفة قبل حتي ما اتصل بيكي
هزت ندي راسها بالموافقة
= ايوه اومال انا بقولك ايه من الصبح حور كانت قاعدة مع جمال ولما افتكرت دلوقت كانت كل ما تشوفه تتوتر ومبتبقاش في حالتها الطبيعية اول مرة اغمي عليها بعد ما كانت برضه معاه لوحدهم وتاني مرة نفس الحكاية تنهار وتصرخ ان رحيم حصله حاجة واللي قلقني اكتر وشككني ان فيه حاجة غلط اني سمعته هو سارة بيتخانقوا وصوتهم كان عالي بس كل اللي سمعته اسم حور وتهديده لها برحيم بش مقدرتش اعرف بايه بالظبط هتفت قائلة برعب:
=حمزة صدقني في حاجة غلط بتحصل
شرد حمزة في حديثها يحاول التفكير بهدوء بما اخبرته به زوجته لتهتف به ندي بتوتر
= حمزة انت سرحت في ايه
حمزة بعبوس
= بحاول يا ندي افكر في اللي بتقوليه ده مش سهل ابدا
هتفت ندي بخوف
=عارفة يا حمزة علشان كده قلت اتكلم معاك ونفكر سوا ونشوف هنعمل ايه
هز حمزة راسه موافقا علي حديثها يفكر ايجب ان يخبر اخيه بما عرف ام ينتظر ربط الخيوط ببعضها
★**********★
حل المساء علي القصر وجميع ساكنيه كل فرد منهم يعيش في عالمه وما حل عليه من احداث محاولا ايجاد مخرجا له منها ….
سارة ونار غيرتها تتاكلها ببطء تحاول البحث عن طريقة لتتخلص من حور دون مساعدة من احد فقد جربت هذه الطريقة ولم تستفيد منها بشيئ التحرك بنفسها وقد وجدت اخيرآ الطريق لذلك
اما حور فمازالت علي انهيارها من بعد حديثها المدمر مع رحيم وهدمها لكل شئ كان من الممكن ان يكون لها بداخله لا تعرف هل بما فعلت حافظت علي حياته ام قد جنت عليه ودمرته
اما ندي وحمزة استمرت بهم المناقشة الي وقت متاخر ليستقر بهم الحال بضرورة اخبار رحيم فهو الوحيد القادر علي تاكيد هذة الشكوك ام نفيها ليذهب اليه حمزة الي غرفة المكتب بعد ان علم بوجوده بها ليدق الباب يدخل اليه يجد الغرفة يسودها الظلام ورحيم مستلقي فوق الريكة لينهض فورا دخول حمزة الذي اغلق الباب يمد يده ينير الغرفة لينهره رحيم بصوت اجش متحجرش وهو يمرر يده فوق عينيه سريعا
_اقفل النور ده يا حمزة بسرعة واخرج من هنا ارجوك
تجاهل حمزة اوامره ليتقدم منه ليقف ذاهلا وهو يري اخيه الاكبر وكل عالمه كان يبكي ودموعه ترتسم فوق وجهه الشاحب ليجلس بجواره سريعا قائلا بخوف
= رحيم انت كنت بتبكي في ايه حصل يخليك كده
زفر رحيم بخشونة يحاول تمالك نفسه حتي لايظهر ضعفه امام احد حتي ولو كان اخيه
= مفيش ياحمزة بس علشان خاطري اخرج دلوقت وسبني لوحدي شوية
لف حمزة ذراعه حوله قائلا بهدوء
= لا مش هسيبك وهتقولي حالا مالك
نهض رحيم من جواره يصرخ بعنف = مفيش يا حمزة كل الحكاية عاوز ابقي لوحدي كتير يا اخي اطلب ده
نهض حمزة هو الاخر يتقدم منه قائلا بنفس الهدوء
= مش كتير يا خويا بس لما الاقي رحيم كبيرنا حاله كده وهو الصخرة اللي الكل بيتسند عليها وعلي قوتها يبقي علينا نسنده وقت لما يحتاجنا حتي ولو هنسمع لوجعه بس
=قولي يارحيم مالك عرفني ايه حصل لصخرة عيلة الشرقاوي ويبقي بالحال ده
ضحك رحيم بسخرية صوته متحجرش بدموع تابي الظهور حتي ولو امام اخيه = صخرة الشرقاوي اتهدت يا حمزة
الصخرة اخدت ضربه ورا ضربه لحد ما بقي خلاص مبقتش حمل ضربة تانية جديدة
حمزة بقلق
= طيب بس فهمني ايه الحكاية اتكلم يا رحيم اوقات الكلام بيريح
صرخ رحيم بالم
= الا معايا يا حمزة الكلام بيوجع اكتر اول مرة اعرف ان كلمة ممكن تقتل روحك اسرع من سكين مسمومة
انتفض حمزة برعب من كلمات اخيه مدركا مقدار المه ليسرع بالامساك به يجلسه ويجلس بجواره محاولا تهدئته لمعرفة منه ما حدث
= طب فهمني ايه حصل كلامك قلقني اكتر
زفر رحيم يخفض راسه قائلا بمرارة = حور طالبة الطلاق ومش عاوزة مني اولاد
احس حمزة بالصدمة من حديث اخيه لتنسحب منه كل قدرته علي الكلام ناظرا الي اخيه بذهول ليري رحيم حالته هذة ليبتسم بمرارة
= صدقتني لما قلت الضربة كانت شديدة المرة دي اللي حسيت بيه وقت ما سارة قالتها ميجيش نقطة في بحر من اللي انا حاسه دلوقت حور دبحتني يا حمزة وبسكين تلمه
هز حمزة راسه برفض قائلا بحزم = استحالة حور تعمل كده ده كلنا شوفنا اد ايه كامت هتتجنن عليك وازاي او لما وصلت من المستشفي
رحيم بعنف
=ماهو ده الي هيجنني النهاردة الصبح اتفقنا اننا نتكلم ونصفي اي خلاف ما بنا وكانت مبسوطة باتفقنا ده والكل شاف خوفها وقلقها عليا وفجأة كل ده اتقلب واكتشف انها بتاخد علاج علشان تنزل الحمل وطلبها للطلاق انا خلاص هتجنن يا حمزة هتجنن ايه اللي فيا غلط علشان يحصل معايا كده من اكتر حد حبيته في حياتي
هتف حمزة بدهشة انت حبتها يا رحيم
صرخ رحيم بوجع
= ايوه حبيتها وبقيت مجنون بيها و اول ما اعترف لنفسي بده تضربني في ضهري علشان الوجع يكون اكبر واصعب قولي ياحمزة الغلط منين عاوز افهم ليه يا حمزة ليه
رد حمزة بحزم وقد اتخذ قراره
= هقولك يا رحيم ايه السبب وده اللي كنت عاوزك اكلمك فيه علشان كده عاوزك تنسي كل اللي حصل وتركز معايا في اللي هحكيه ثم اخذ يتحدث بكل شكوكه هو ندي وكل ما اخبرته به ندي من اول سقوط حور مغشي عليها تحت اقدام جمال حتي استماعها لتلك المشاجرة بين سارة وجمال وما ان انتهي حتي نهض بعنف يهتف بشراسة = الكلب انا هخليه يتمني الموت ميلقهوش الحيوان يهدد مراتي وفي بيتي
نهض حمزة هو الاخر محاولا السيطرة علي اخيه قائلا بعقلانية
= رحيم اهدي كده وفكر بعقل احنا دلوقتي مش عارفين هو قالها ايه بالظبط كمان مش عارفين سارة متورطة معاه ولا ايه حكايتهم سوا فنهدي كده ونشوف هنعمل ايه
زفر رحيم محاولا السيطرة علي غضبه يعلم بصحة كلام اخيه فاخذ يدور في ارجاء الغرفة محاولا التفكير في خطواتهم القادمة ليلتفت الي قائلا بحزم
= اسمعني يا حمزة عاوز حد يراقب الاتنين زي ضلهم واخبارهم توصلني اول باول لتشتعل عينيه فجاءة بوحشية = واه لو شكنا طلع في محله هخليهم عبرة لكل حد يفكر يلعب مع رحيم الشرقاوي
دخل رحيم الي جناحه مع حور ليجدها تجلس فوق الفراش تضم ركبتها اليها تنظر بشرود امامها حتي احست بدخوله لتسرع في النهوض من الفراش تحاول التقدم منه ليرفع سبابته يوقفها قائلا بجمود
=خليكي مكانك تقدري تنامي علي السرير انا هنام هنا علي الكنبة
تحجرش صوتها بالبكاء تحاول التحدث اليه ليتجاهلها تماما متجهآ الي خزانته يخرج منها ملابس نومه يتجه بها الي الحمام لتقف حور مكانها تنساب دموعها بصمت فوق وجهها حتي خرج من الحمام لايرتدي سوي بنطاله وصدره عاري يحمل بيده التشيرت بعد ان فشل في ارتداءه بنفسه ليرميه فوق المقعد بغضب ليذهب الي الفرلش يسحب من فوقه الاغطية يتجه بها الي الاريكة متجاهلا تماما حور الواقفة يستلقي فوق الاريكة محاولا النوم واضعا يده فوق وجهه ليقول بعد عدة دقائق عندما رأها مازالت واقفة في مكانها دون ان تتحرك قائلا بجمود =هتفضلي واقفة مكانك كتير عاوز اقفل النور وانام
لينقلب علي جنبه معطيا لها ظهره ليسود الصمت حتي تحركت حور بخطوات بطيئة تجرجر قدميها حتي الفراش تستلقي هي الاخري تغلق الانوار ليسود الظلام لكن دون ان يطرق النوم جفونها ليمر بها الوقت وهي علي هذه الحالة حتي سمعت اهه الم تصدر من رحيم وهو يتقلب فوق الريكة ببطء ثم يسود السكون مرة اخري لعدة دقائق لتصدر عنه اهه اخري ولكن هذه المرة بصوت مرتفع متألم لتنهض سريعا تجري اليه تركع بجواره علي الارض تساله بلهفة وخوف
= رحيم مالك ايه بيوجعك اصحي حمزة ونروح المستشفي ثم قامت بوضع كفها فوق جبهته لجس حرارته ليضع رحيم يده مبعدا اياها عنه يقول بخشونة =مش عاوز حاجة منك روحي نامي مكانك ومتجيش هنا تاتي
حور باستعطاف
= ارجوك يا رحيم انا عارفة انك زعلان مني بس سبني اطمن عليك وبعدها اعمل اللي انت عوزه
ضحك رحيم بسخرية قائلا
= تطمني عليا !! غريبة من واحدة لسه طالبة الطلاق من جوزها
انفجرت حور في البكاء تضع راسها فوق صدره تقول بضعف
= غصب عني ملقتش حل تاني ادامي غير ده انا مش قادرة اكون سبب في اي اذيه ليك بسببي
اسرع رحيم بالنهوض يجذبها من ذراعيها رافعا ايها لتجلس بجواره يسالها بتوتر = اذيه ايه اللي بتتكلمي عليها فهميني يا حور كل حاجة وبراحة كده
هزت حور راسها بالموافقة لتقص عليه كل ماحدث معها من جمال منذ لحظة دخوله المنزل وحتي هذ اللحظة لتراه وهي تتحدث بانفاسه تتصارع تخرج بخشونة من صدره وهو يضم قبضتيه بعنف كلما توغلت في الحديث حتي انتهت منه ليقف علي قدميه يصرخ بها
= ومفكرتيش تحكيلي علي اللي حصل بدل جنانك اللي عملتيه ده
حور بخوف
=حاولت يا رحيم والله بس غصب عني خوفت كلام سارة عن انك مش عاوز مني غير الاولاد وبس وان ده كل همك من جوازنا وضغط جمال عليا تهديده ليا كل ده خلاني اخاف انك متصدقنيش او اني اكون سبب في احراجك ادام عيلتك كل ده خلاني اسكت واخاف ويوم ما قررت احكيلك جه وهددني بيك قالي بكل صراحة انه السبب في اي حاجة هتحصل لك وفعلا بعدها علي طول جه خبر الحادثة اللي عملتها وده خلاني اصدق انه مش بيهزر ولا انه كلام وخلاص
ولما طلعت هنا افكر اعمل ايه افتكرت كلامه عن الهدية اللي سيبها في اوضتي بمساعدة حد قريب وعرفت وقتها مين ساعده الدنيا ضاقت في وشي ومبقتش عارفة اثق في مين ولا اعمل ايه وحصل انك صممت تعرف بتاعت ايه الحبوب دي لقيت نفسي من غير تفكير بقولك كل كلامي الغبي ده بس صدقني يا رحيم انا فكرت ساعتها ان ده الحل الوحيد الصح انا مقدرتش اكون سبب في اذيتك من تاني انت روحي يا رحيم الهوا اللي بتنفسه وعايشة به ومقدرش اتخيل حياتي وانت مش موجود فيها لتسرع ترتمي بين احضانه تحتضنه بشده تحاول الاختفاء بين اضلعه
وقف رحيم جامدآ في مكانه لا تصدر عنه اي حركة لمدة طويلة حتي تنهد بقوة مغلقا عينيه يلف ذراعه السليم حولها يشدها اليه بقوة
قائلا بهمس وخضوع
= غبية ومجنونة بس اعمل ايه بموت فيها وبعشقها
رفعت حور راسها عن صدره بسرعة تهتف بذهول وفرحة
= بجد يا رحيم اللي بتقوله ده
اخفض رحيم راسه يقبلها برقة وشعف في كل انحاء وجهها ومابين كل قبلة واخري يهمس
بحبك …بموت فيكي …بعشقك …مجنون بيكي
لتضحك حور بسعادة ترفع نفسها علي اطراف اصابعها تقبله بشوق تهمس بكل عشقها له فوق شفتيه ليغيبا معا في بحور العشق غافلين عن كل ما حولهم
★★***********★★
استيقظ رحيم علي لمسات تشبه رفرفات الفراشات فوق وجه ليدرك بانها حور التي اخذت تقبل ملامحه برقة تهمس بين كل قبله واخري بحبها وعشقها له لكنه استمر بالتظاهر بالنوم مستمتعا بجرأتها الحديثة معه يعلم انها فور علمها باستيقاظه سوف تعود لخجلها المعتاد معه لكنه لم يحسب لانفاسه التي اخذت بالتسارع نتيجة لاستجابته لتلك اللمسات حسابا فاخذت مع كل قبلة منها تتسارع حتي اصبح يلهث بصوت عالي جعلها تتراجع عنه تشهق قائلة بخجل
=رحيم انتي صاحي صح ؟
مجنون بيكي لتضحك حور بسعادة ترفع نفسها علي اطراف اصابعها تقبله بشوق تهمس بكل عشقها له فوق شفتيه ليغيبا معا في بحور العشق غافلين عن كل ما حولهم★★***********★★استيقظ رحيم علي لمسات تشبه رفرفات الفراشات فوق وجه ليدرك بانها حور التي اخذت تقبل ملامحه ب…
فتح عينيه سريعا التي تشتعل فيهم النيران يميل فوقها قائلا بصوت اجش = من بدري يا عيون رحيم
اخفضت حور عينيها عنه قائلة
= انا …. كنت … يعني اصل
اخذ رحيم يقترب منها حتي اصبحت شفايه تلامس شفتيها يهمس
= ايوه انا عاوز اعرف اصل دي بالظبط
وما ان كادت حور تفتح فمها لرد عليه حتي اخذ يقبلها بجنون وشغف كما لو كان لا يصدق انها حقا هنا بين ذراعيه فاخذ يبثها حبه من بين قبلاته يهمس لها بشغف
= بحبك ياحور مش متخيل نفسي في يوم اني اعيش بعيد عنك متعرفيش كلامك ليا انك مش عاوزة تكوني معايا عمل فيا ايه انا كنت بموت بالبطيء
امسكت حور بوجهه بين يديها التي اخدت بالارتجاف ترفع عينيها تنظر الي عينيه قائلة بارتعاش
= غصب عني يا رحيم مكنش ادامي حل تاني غير اللي عملته انا قبل ما اوجعك كنت بوجع نفسي حسيت ان كل الدنيا ضدي حتي اقرب الناس ليا
ما ان نطقت بهذه الكلمات حتي ابتعد رحيم عنها يجلس في الفراس معطيا ظهره لها ينفس بخشونة
= كل واحد فكر يأذيكي حتي ولو بكلمة هدفعه التمن غالي اوي و اولهم نرجس الكلب دي
اسرعت حور باحتضانه من ظهره تحاول اخراجه من غضبه ذللك لتقول بهدوء
= علشان خاطري يا رحيم بلاش تأذيها بحاجة دي مهما كانت ام اخواتي علشان خطرهم بلاش تعملها حاجة
التفت رحيم ينظر اليها بدهشة
=بعد كل الي عملته فيكي عاوزة تسامحيها
هزت حور رأسها تعتدل في جلستها لتكون امامه يحدثه بهدوء
= مش هسامحها ابدا في حياتي بس مش هقدر اكون سبب في اذيتها وانا عارفة ان ده هيأثر علي اخواتي وابويا
لتنهض تستند علي ركبتيها تقترب منه تقبله برقه تهمس
= علشان خاطري يا رحيم بلاش اللي في دماغك
اغمض رحيم عينيه محاولا السيطرة علي مشاعره يهمش هو الاخر
= انا شايف انك بقيتي تعرفي تأثري عليا ازاي يا حور هانم
اسرعت حور تندس بين حنايا عنقه تضحك بدلال تهمس له
=حبك يارحيم بحبك اااوي
احتضانها رحيم بشده يهمس هو الاخر
=وانا بعشقك يا قلب رحيم وحاضر ياستي كل طلباتك اوامر
هتفت حور بفرحة
= بجد يارحيم ! وانا اوعدك انها مش هتيجي هنا تاني ولا هيكون ليها اي علاقة بينا
زفر رحيم بقلة حيلة
= مش عارف يا حور بس كان نفسي اربيها علي كل بلاويها بس معلش علشان خطرك انتي بس
صمت رحيم لثواني لترتسم الجدية فوق وجهه يتكلم ليتكلم بنبرة شديدة الحزم
=حور عاوز اتكلم معاكي وافهمك هنتعامل ازاي في الايام الجاية وتفهميني كويس علشان اقل غلطة هتضيع كل اللي ناوي اعمله
شعرت حور بالتوجس لتعدل في جلستها تنظر اليه بقلق
= انت ناوي علي ايه يا رحيم كلامك ده قلقني
رفع رحيم انامله يتلمس ملامحها برقة =متقلقيش يا عيون رحيم انا بس عاوزك تسمعيني كويس
واخذ يتحدث اليها عما ينتاويه ومع كل كلمة يتحدث بها كانت عيونها تتوسع بانبهار
اجتمعت كل افراد العائلة في حجرة المعيشة يتبادلان اطراف الحديث في مختلف المواضيع حتي التفت الحاجة وداد ناحية رحيم الذي كان يتبادل الحديث مع اخيه حمزة يجلس بجوارهم جمال صامتا تساله بقلق
= رحيم هي حور منزلتش معاك ليه هي تعبانة ولا حاجة
تغيرت ملامح رحيم الي القسوة ليلاحظ الجميع ذلك التغير ليتحدث قائلا بجمود =فوق مش هتقدر تنزل
وداد بقلق
= ليه تعبانة ولا حاجة انا هقوم اطمن عليها وهمت بالنهوض ليوقفها رحيم بخشونة
= متتعبش نفسك يا امي هي كويس انا اللي مانع انها تنزل وبعد كده الاكل يطلع ليها فوق هي مش هتخرج من اوضتها ابدا
ساد الصمت والتوتر ارجاء الغرفة كادت سارة فيه ان تقفز علي قدميها ترقص من شدة فرحها تعلم بنجاح خطتها لترتسم السعادة والتشفي في عينيها النظرات مع جمال الجالس بهدوء فوق مقعده لاتظهر اي مشاعر فوق وجهه
نظرت وداد الي حمزة نظرة ذات مغزي تفهمها الاخير لتنحنح قائلا بتردد
= رحيم ايه رايك تجي معايا في المكتب ثواني
رحيم بجمود
= ملوش لازمة يا حمزة انا مش هفسر كلامي اكثر من كده حور مش هتخرج من اوضتها ابدا وياريت منتكلمش تاني في الموضوع ده
وما ان كاد ينهي حديثه حتي دخلت حور الي الغرفة تقدم قدم وتأخر الاخري تلقي بتحية المساء بصوت متقطع متوتر وما ان رأها رحيم حتي هب علي قدميه يتجه اليها بعنف ممسكا بذراعيها بخشونة وشدة جعلتها تصرخ بالم تسمعه يصرخ بها
= ايه اللي نزلك انا مش منبه عليكي متتحركيش من اوضتك الا بأوامري
حور بتلعثم محاولة التظاهر بالقوة
= انا زهقت من القعدة لوحدي وبعدين انا مش شغالة عندك علشان تكلمني كده
راي الجميع رحيم وجهه يتحاول الي الاحمرار الشديد ليصيبهم القلق من ان يصيبه شيئ حتي صم اذان الجميع حين صرخ بجنون يشد حور من ذراعيها اليه بقوة
= شكلك كده عاوزة تتربي من اول وجديد وانا اللي هربيكي يا حور
ثم جذبها خارجا بها من الغرفة بقوة يسحبها خلفه لتتعثر في خطواتها خلفه من شدة جذبه لها ليلحق به الجميع يهتفون باسمه محاولين ايقافه عما ينتاويه الا سارة التي وقفت تنظر الي ماحدث والتشفي يرتسم فوق وجهها ليقترب منها جمال يهمس لها بانتصار
= الظاهر اللي كنا عاوزينه حصل يابنت عمي
ظلت سارة بتلك الابتسامة علي وجهها تهمس الي نفسها
= اللي عاوزه انت حصل انما اللي انا عاوزاه انا لسه بدري عليه وشغلتي بقي اخليه يحصل
تجاهلت سارة حديثه اليها لتغادر سريعا للحاق برحيم حتي تري ما ينتوي فعله مع تلك الفتاة
★★**********★★
ادخل رحيم حور الي داخل غرفة المكتب بعنف ثم التفت الي المجتمعين خارجها يصرخ بعنف
= مش عاوز حد يدخل بيني وبين مراتي واياك حد يدخل علينا المكتب
ثم اغلق الباب بعنف اهتزت له ارجاء القصر بعنف يقف امام الباب لبضع ثواني يتنفس بهدوء محاولا السيطرة علي اعصابه حتي وصل الي مسامعه ضحكة حور الخافتة ليفتح عينيه يراها تحاول جاهدة السيطرة علي نوبة الضحك التي اصابتها لتصاب تلك المحاولة بالفشل ليسرع اليها رحيم قائلا بتوتر محاولا اسكاتها
= هش يا حور اهدي كده هتبوظي كل اللي عملناه
حاولت حور التكلم لكن لم تستطيع لتظل علي حالة الضحك التي تملكتها فلم يستطع رحيم فعل شئ لايقافها يقف مستسلما ينظر اليها بغيظ حتي قفزت فكرة خبيثة الي ذهنه ليسرع في تنفيذها يشدها اليه يقبلها بشغف وقوة لتتوقف فورا عن الضحك تقف بين ذراعيه بصدمة تحاول مقاومته سرعان ما تحولت تلك المقاومة للسكينة بين يديه تبادله قبلته بشغف هي الاخري لياخذهم الي عالمهم بعيدا عن كل ما حولهم حتي ابتعد رحيم ينفس بخشونة يهمس
=مجنونة وهتجننيني معاكي
ضحكت حور بدلال ليسرع رحيم بوضع كفه فوق شفتيها قائلا بخبث
= ايه حكايتك شكلك كده عوزاني اسكتك تاني بطريقتي
هزت حور كتفيها بدلال تدعي اللامبالاة لتهمس له باغراء حين ابتعد بكفه عنها
= انا عن نفسي معنديش اي اعتراض علي الطريقة ابدا
نظر اليها بذهول يتنفس بخشونة
= انتي لو قاصدة تجننيني مش هتعملي اكتر من كده بس المشكلة انه جنانك ده جاي في الوقت الغلط
ليتنحنح بخشونة المفروض اني بعاقبك دلوقت بس مش العقاب اللي في دماغي دلوقت ليكي خالص
ضحكت حور مرة اخري لينظر اليها رحيم بغيظ فاسرعت بوضع كفيها فوق فمها تهز راسها بالايجاب ليهمس لها بخبث
= المفروض تخرجي بتعيطي من هنا وريني بقي هتعمليها ازاي
نظرت حور اليه بصدمة ليكمل حديثه ترتسم ابتسامة لئيمة فوق فمه
=واياكي يا حور تضحكي ساعتها هتتعاقبي مني بجد
تصنعت حور الحزن تكتف ذراعيها فوق صدرها
= ده يا رحيم طيب انا زعلانة منك بجد
هتف رحيم بمرح
= ايوه ياريت تفضلي علي كده لحد ما تخرجي من هنا وليكي عليا ياستي لما نطلع اوضتنا اصالحك براحتي خالص
هزت حور كتفيها تقلب شفتيها باستهجان
= بس انا زعلانة بجد يا رحيم
همس رحيم مقتربا منها
_وانا هصالحك يا قلب رحيم ايه رايك بسهرة حلوة انا وانتي بس بشرط عاوز اشوفك بالفستان الاحمر تاني
تبدل وجه حور الي الشحوب الشديد فورا نطق رحيم بتلك الكلمات ليلاحظ رحيم ذلك التغير ليسالها بقلق
= في ايه يا حور مالك
تلعثمت حور بالكلام
= اصل يعني …..يعني
ليسألها رحيم بشك
=ايه مش عاوزة تسهري معايا
اسرعت حور بالنفي تهتف بلهفة
= لاااا ابدا بس يعني …..
هتف رحيم بفروغ صبر
= في ايه يا حور اتكلمي
لتسرع بالكلام بقلق
= الفستان اتقطع ومبقاش ينفع يتلبس
تنفس رحيم براحة واضعا كفيه فوق وجنتيها برقة
= بس كده فداكي الف فستان يا ستي ليعقد حاجبه يسألها بفضول
=بس اتقطع منك ازاي انا مشفتوش عليكي ابدا
ارتبكت حور اكثر تخفض راسها ارضا تتلعثم مرة اخري في الملام ليدرك رحيم بوجود خطب ما ليسألها بلطف = = حور احنا مش اتفقنا وقلنا مش هنخبي حاجة تاني عن بعض
رفعت حور عينيها اليه تهز راسها بالايجاب ليستأنف رحيم حديثه بهدوء كما لو كان يحدث طفلة امامه
= خلاص قوليلي ايه اللي حصل
حور بتردد
= بس توعدني مش انك مش هتتعصب ولا تتضايق ده مجرد فستان واصلا ده حصل من زمان و…
قاطع رحيم حديثها بقلة صبر محاولا اظهار الهدوء في كلامه
= ماشي يا حور حاضر بس قوليلي ايه حصل تنفست حور بقوة في محاولة لتهدئة ضربات قلبها العنيفة ثم اخذت تقص عليه ماحدث تلك الليلة بينها وبين سارة والتي انتهت بالاخيرة تمزق الفستان فوق حور وكانت وهي تقص عليه ماحدث تراقب تعاقب المشاعر فوق وجهه من الذهول الي الصدمة انتهاء بالغضب الشديد لتسرع فوق انتهاء من الحديث الي محاولة تهدئته قائلة بلهفة
= بس ده حصل من زمان والامور دلوقت اتغيرت وهي يعني ……
قاطعها رحيم مرة اخري بغضب يهتف بها
= حور
لتصمت فورا عن الحديث تنظر اليه بقلق ورعب ليغمض رحيم عينيه يتنفس بعمق اخذ منه بعض الدقائق حتي استطاع العودة مرة اخري لهدوءه ليقترب منها يمسك بيدها المرتعشة بين يديه قائلا برقة
=خلاص يا حور متقلقيش وزي ما قلتي دي حاجة حصلت من زمان يلا اطلعي انتي وزاي ما اتفقنا لازم الكل يشوفك زعلانة
هزت حور راسها بالموافقة يظهر القلق فوق ملامحها لتغادر الغرفه وهي تحاول ترسم علي وجهها علامات الحزن والألم لتسرع الي غرفتها دون الالتفات الي الموجودين خارجا لتسمع دوي صوت رحيم يهتف مناديا اخيه لتتسارع دقات قلبها برعب حتي وصلت الي غرفتها لتجلس فوق الفراش تحاول تهدئة انفاسها المتسارعة تخشي ماهو اتي
**************
جلس رحيم يتحدث الي اخيه عما ينتوي فعله وحمزة يستمع اليه باهتمام يسأله بين الحين والاخر مستفسرا عن بعض النقاط قائلا
=يعني ده قرارك النهائي يا رحيم لو عملنا كده مش هتقوم ليه في السوق تاني
رحيم بجمود
= وهو ده اللي انا عاوزه اعمل اللي قولتلك عليه يا حمزة كل ديونه اللي في السوق تكون لينا ادفع اي مبلغ بس مش عاوزه يكون مديون غير لنا وبس حتي البنك اتصرف معاه بس عاوز بكرة الصبح كل حاجة تكون تحت ادينا
هز حمزة راسه بالموافقة يهم بالنهوض مغادرا ليوقفه صوت رحيم القاسي = حمزة عرفت حاجة عن سارة
تنحنح حمزة قائلا بحرج
=مفيش حاجة مؤكدة يا رحيم بس واضح انها متورطة معاه
اغمض رحيم عينيه بألم دون النطق بكلمة ليقف حمزة لعدة ثواني مترددا ماذا يفعل ليقرر اخيرا تركه وشأنه لعله يجد راحته في الجلوس وحيدا فما اكتشفه ليس بالهين
غادر حمزة الغرفة دون ادني صوت ليجلس رحيم مغمضا العين تدور الافكار في راسه كالعاصفة في صخبها وعنفها حتي سمع دقات خافتة فوق باب مكتبه ليعتدل في جلسته مرجعا شعره الي الخلف محاولا السيطرة علي صوته يدعو الطارق الي الدخول ليفتح الباب بهدوء تدخل منه احدي خادمات المنزل يبدو عليها الارتباك والقلق تساله بصوت خافت
=رحيم بيه ممكن اتكلم معاك كلمتين
هز رحيم راسه بالموافقة يدعوها للدخول بهدوء
= تعالي يا عزيزة خير في حاجة ؟
تقدمت عزيزة الي الداخل تقف تفرك يديها بتوتر لعدة دقائق حتي هتف رحيم بنفاذ صبر
= اتكلمي يا عزيزة عاوزة ايه محتاحة فلوس ولا حاجة
اسرعت عزيزة بالتفي
= لا يا بيه خيرك سابق انا بس كنت عاوزة ……. لتسكت مرة اخري تنظر حولها بقلق ليهتف رحيم بحزم
= اتكلمي يا عزيزة في ايه اخلصي
هتفت عزيزة بتوتر
=الموضوع يخص الست سارة والست حور
واسرعت تقص عليه ما جعله يجلس فوق مقعده ليسود الجمود جميع اطرافه
★★★★
عملت اللي قولتلك عليه
هز حمزة راسه بالايجاب قائلا
= خلصت كل حاجة مع البنك وكل شيئ تحت ادينا
هز رحيم راسه موافقا ليتنحنح حمزة قائلا بتوتر
= طيب وناوي تعمل ايه مع سارة
التفت اليه رحيم اليه بغضب عاوزني اعمل ايه مع واحدة كانت عاوزة تقتل ابني وراحت اتفقت مع عدوي من ورايا وكانت عارفة انه عاوز يقتلني وسكتت وياريت علشان خايفة عليا لا ده علشان توصل للي في دماغها
وتتخلص من حور وابني اللي في بطنها تفتكر واحدة زي دي المفروض اعمل معاها ايه
حمزة بهدوء
= اعمل معاها اللي الشرع اداك الحق فيه طلقها يارحيم واخلص منها خالص من حياتك سيبها تروح بشرها ومضيعش نفسك علشان واحدة زيها
زفر رحيم محاولا وزن الامور في عقله ليقول بعد صمت طويل
=ما نشوف ياحمزة الامور هتوصل بيينا لفين
ثم التفت ناحية الباب يتبعه حمزة متجهين الي غرفة المعيشة ليجدا الجميع مجتمعين
ليقف في منتصف الغرفة قائلا بهدوء موجها انظاره باتجاه حور الجالسة بتوتر
= انا اخدت قرار وانا واثق انا واثق انكم كلكم هتأيدوني فيه لانه به هصلح غلطة مكنش المفروض اعملها بس معلش الانسان بيتعلم من غلطه وانا مبقتش قادر اكمل الحياة مع انسانة بكل العيوب دي حاولت كتير اعدي امور بتحصل منها امور تخطت قدرة اي انسان علي التحمل ويشهد ربنا اني حاولت اكمل معها وانسي ليها كل عيوبها بس للأسف هي وصلتنا للنهاية دي بايديها علشان كده احب اقولها ادامكم كلكم
صمت رحيم لتتبادل سارة و جمال نظرات الانتصار لتشع من عينيهم حتي التفت رحيم الي سارة قائلا بكل هدوء
= سارة انتي طالق وياريت ميعديش ساعة واليقكي بره البيت ده
قفزت سارة علي قدميها تصرخ بصدمة وجنون
= رحيم انت بتقول ايه مين دي اللي طالق انت اتجننت
صرخ رحيم بها هو الاخر
= ايوه اتجننت لما فضلت اربي حيه في بيتي اول ما فكرت تقرص قرصتني انا ولا فكراني يا هانم مش عارف بكل مصايبك وبلاويكي مع الكلب ده
واشار بيده الي جمال لينهض هي الاخر قافزا علي قدميه قائلا بغضب
= اتكلم عدل يا رحيم ومتغلطش دي مشاكل بينك وبين اهل بيتك مدخلنيش فيها
التفت اليه يمسكه من عنقه يضغط عليه لتعالي الصراخ من حولهم ليتجاهل رحيم كل من حوله
ليقول بغضب وعنف
= ولما انت عارف انهم اهل بيتي كنت بترمي بعينك عليهم ليه اتجرئت وهددت مراتي في قلب بيتي يا حيوان وفاكرني مش هعرف
كان رحيم يضغط فوق عنقه مع كل كلمة تخرج منه حتي كاد ان يزهق روحه لولا صراخ حور عليه ان يتركه وتدخل حمزة في اللحظة الاخيرة مبعدا رحيم عنه بصعوبة فاخذ جمال يسعل بحدة محاولا ادخال الهوا الي صدره يقول بصوت متحجرش
= ابدا انا عمري ما فكرت اعمل كده دي هي اللي …..
لم يستطع اكمال جملته فقد عاد رحيم الي الامساك به وهذه المرة لم يستطع حمزة ابعاده الا بعد وقت طويل قد كاد فيه ان يفقد حياته فعليا هذه المرة ليصرخ رحيم بجنون
= سيبني يا حمزة اخلص عليه الكلب ده مش هخليه علي وش الدنيا لو جاب سيرتها علي لسانه تاني
اسرع حمزة بالامساك به محاولا تهدئته = خلاص يا رحيم ده كلب ولا يسوي هضيع عمرك علشان ايه وهو روحه اصلا بقيت في ايدينا ومن غير ما نوسخها بواحد زيه
شحب وجه جمال اكثر من شحوبه =يعني ايه كلامكم ده تقصد ايه يا حمزة
تكلم رحيم يبتسم بتشفي
= يعني روحك بقت في ايدي بحركة واحدة مني انهيك كل ديونك اللي بره بقيت ليا انا فاهم ده معناه ايه ولا مخك الغبي مبيفهمش غير في شغل مؤامرات الحريم
صرخ جمال باستعطاف محاولا انقاذ ما يمكن انقاذه
= رحيم ارجوك انت فاهم غلط مفيش اي حاجة من اللي في دماغك ده حصلت احلفلك بايه يا رحيم
ضحك رحيم بلذة
= وفر صوتك يا جمال بيه هتحتاجه بكرة وانت واقف ادام الصحافة بتعلن افلاسك ادام الكل
انهار جمال علي ركبتيه ينتحب كلاطفال من هول كلمات رحيم الذي التفت الي سارة المذهولة التي تجلس منكمشة علي نفسها يقول بغضب وحقد
= وانت يا سارة هانم يابنت عمي قبل ما تكوني مراتي حطيتي ايدك في ايد عدوي وانت عارفة اللي ناوي عليه لا وكمان بتشجعيه وتسهليله اللي بيعمله
نهضت سارة تقترب منه قائلة باستعطاف
= ابدا يا رحيم ابدا محصلش
ابتعد رحيم عنها كما لو كانت حشرة قائلا بغل ومين اللي تفق مع نرجس انها تحط الحبوب في دولاب حور وادلها الفلوس كنت عوزاني اكتشفهم بنفسي واصدق انها عاوزة تخلص من ابني بعد ما تكوني طبعا عملتيها بنفسك بس شوفي ربنا خلي شريكك هو اللي يوقف كل خططك مش حد تاني ولما عرفتي انه مش مستعد ينفذ اهم حاجة عندك وهي انك تتخلصي من ابني روحتي تدفعي تاني للي ينفذ ويعملها المرة دي بس للاسف الخدامة طلع عندها وفاء وصانت البيت اللي عايشة في خيره وجت وقالتلي علي كل حاجة ها تفتكري مش اقل حاجة اعملها معاكي هو الطلاق مع ان لو الامر بايدي كنت قتلتك وبدم بارد زي ماكنت عاورة تتخلصي من روح ضعيفة ولتاني مرة بقولك ادامك اقل من ساعة انتي والكلب التاني ومشوفش وشكم
حاولت سارة استعطاف رحيم مرة اخري قائلة بضعف
= رحيم علشان خاطري سامحني انامقدرش اعيش من غيرك
جز رحيم علي اسنانه قائلا بشراسة : = قولي مقدرش اعيش من غير هيبة لقب رحيم الشرقاوي من غير فلوس رحيم الشرقاوي انما رحيم الشرقاوي نفسه اشك فيها دي ولو عندك كرامة تخرجي حالا من غير ولا كلمة زيادة انتي والحيوان التاني
نهض جمال واقفا يجرجر قدميه بجوارهم لتنظر اليه سارة بجنون لتنحني فوق المائدة تختطف احدي السكاكين الموضوعة بجوار احد اطباق الفاكهة لتقوم بغرزها في ظهر جمال وهي تصرخ بجنون وهستريا
=انت السبب انت اللي خلتني اعمل كده واخذت بالصراخ ليغطي صراخها علي الصوات الاخري بعد ان سقط جمال كالجثة الهامدة فاقد الحركة ليسود الهرج والمرج ارجاء الغرفة ليصرخ رحيم في الجميع ان يغادر ويطلب من اخيه الاتصال بالسعاف فورا لتستمر هذه الدوامة الساعات القادمة بعد حضور الشرطة وتحفظها علي سارة التي لم تقاوم الاعتقال لتخرج معهم بكل هدوء يصحبها رحيم بينما حمزة يرافق جمال الي المشفي فلم يحضرا الي المنزل الا في الساعات الاولي من الفجر ليجدا الجميع في انتظارهم لمعرفة اخر التطورات منهم ليقول حمزة بايجاز
= جمال لسه خارج من العمليات والدكاترة مش قادرين يحددوا اد ايه الضرر اللي عملته السكينة في ضهره وسارة النيابة وجههت ليها القتل العمد وامرت بحبسها 4 ايام علي ذمة التحقيق ومستنين جمال يفوق وياخدوا اقواله بس معتقدش هتفدها كتير لان عمر جمال ما يسامح في اللي حصله
نظرت وداد الي رحيم الجالس يستند براسه فوق ظهر مقعده تساله برفق : = وهتسيبها يابني
فتح رحيم رحيم عينيه بتعب
=لا يا امي متقلقيش كل محامين الشركة شغالين علي القضية وان شاء الله يقدروا يوصلوا لحل وجمال يفوق والقضية تتلم
هزت وداد راسها بعدم تصديق تعلم ان ابنها يحاول بعث الاطمئنان بداخلها ولكن الامر ليس بالهين وهي تعلم هذا لتهمس بصدمة :
= استفادوا ايه هما الاتتين غير انهم ضيعوا نفسهم
قال حمزة بهدوء
=هو ده اخرة الشر واللي يمشي في طريقه يا امي
وداد بتفهم
=معاك حق يا بني وادينا شوفنا بعنينا اخرة طريقه ايه
الخاتمة
بعد مرور ثلاث سنوات❤❤
اخذت حور تدور خلف ابنها البالغ من العمر سنتين وعدة شهور في ارجاء حديقة القصر وبيدها طبق طعام تصرخ به
=يابني متغلبنيش انا عارفة طالع عفريت كده لمين ما اختك اهي نسمة وربنا نسمة
لتسمع من خلفها دوي ضحكة رحيم الصاخبة لتخطف منها انفاسها تلتفت اليه تراه يحمل ابنتهم بين يديه يقترب منها بخطواته الرشيقة لتنظر اليه بحب تعشق كل ما فيه فبعد ان كادت تفقده مرة اصبحت تحمد الله ليل نهار علي نعمة وجوده في حياتها هو واطفالهم فقد رزقهم الله بتؤام صبي وفتاة عمار و جورية وقد اتوا بالفرحة والسرور
بعد عناء وشقاء وها هي فرحة اخري اتيه في الطريق اليهم
لفها رحيم بيده الحرة يضمها اليه يهمس بخبث
= عمار طالع شقي لابوه ولا محتاجة دليل علي كلامي انا مستعد
نكزته حور في صدره قائلة بخجل
= رحيم اعقل
قربها رحيم اكثر اليه ينحني يهمس امام شفتيها
=وهو حد يشوف الجمال ده كله وعوزاه يفضل عاقل طب ازاي يا حور قلبي
وقبل ان يقبلها تمللت ابنته بين يديه تضع يدها المكتنزة فوق وجنتيه تحاول جذبه اليها بعيدا عن امها لتضحك حور بشده قائلة بفرحة
= جوري بتغير عليك مني اومال هتعمل ايه مع النونو اللي جاي
تجمد رحيم تاركا جورية تنزل الي الارض لتذهب سريعا للعب مع شقيقها غافلة عما حدث لوالدها
رات حور حالته لتهزه برفق تهتف بقلق =رحيم مالك انت اضايقت اني هجيب نونو تاني
افاق رحيم من ذهوله لسمعها كلماتها الحمقاء لتتسع عينيه بدهشة ينظر لها كما لو كانت من الفضاء الخارجي يسالها :
= حور انتي مجنونة
ضيقت حور عينيها تسالها بعبوس
= انا مجنونة يا رحيم؟ الله يسامحك
لتلتفت محاولة المغادرة ليسرع بالامساك بها يشبك كفيه حول خصرها يقربها منه : ماهو مفيش الا المجانين اللي يسالوا سؤالك ده بعد ما يقولوا خبر زي اللي قولتيه حالا
ليقترب منها اكثر :
= بس قوليلي بجد اللي سمعته ده بجد انتي حامل
ضحكت بسرور تهز راسها بسعادة ليهتف هو الاخر بسعادة مش تؤام برضه مش كده
هزت حور كتفيها بدلال
= مش عارفة بس ممكن ليه لا
صرخ رحيم بجنون يحملها بين ذراعيه يتجه بعا داخل القصر لتهتف حور به = رحيم يا مجنون الاولاد لوحدهم
غمز رحيم لها بخبث
=هبعت ندي تقعد معاهم اصل انا عاوزك في موضوع مهم اووي عاوز اعرف الواد عمار طالع شقي لمين
ضحكت حور بمرح تدفن وجهها في عنقه تتمني ان تدوم بهم سعادتهم الي الابد مهما طال بهم العمر
❤❤❤❤❤❤
يتبع….
مشهد اضافى بعنوان((عشقى لكى))💕💕💕
وقف رحيم ينظر بحنان الي طفليه النائمان بسلام في جناحهم ليبتسم فجاءة لرؤيته عمار يتقلب في فراشه يزيح الغطاء عنه و يتمتم بكلمات مبهمة غاضبة فهم منها رحيم غضبه وغيرته من ابن عمه ادم علي تؤامه جوريه لمحاولة الاخير اثارة حنقه بمحاولة الانفراد بلعب وحده مع جوريه دون عمار فهذا هو الحال دائما من شد وجذب بينهم
تقدم رحيم من فراشه يعيد تغطيته يحكم الغطاء حوله ينحني يطبع قبله حنون فوق جبينه مزيحا خصلات شعره شديدة السواد عنه يبتسم برقة وهو يري نسخته المصغرة امامه فعمار يحمل جميع ملامحه وصفاته حتي في غضبه وغيرته علي كل مايخصه
لتتجه انظاره الي الفراش الاخر يري ملاكه النائم صغيرته والنسخة الاخري من عشقه في الحياة وملاكه الاخر يراها نائمة بسلام تحمل شفتيها ابتسامه صغيرة سعيدة وقد اخذت تلك العادة منها ايضا ينتشر شعرها الاحمر الغجري فوق وسادتها ليقترب منها بهدؤء يزيح تلك الخصلات من فوق جبينها طابعا قبلة حنون فوق جبينها يتذكر ذلك اليوم الذي علم فيه ان الله قد وهبه تؤام صبي وفتاة ليصيبه الذهول والسعادة وقتها ولكنها لاتضاهي يوم ان رأهم بعينه يوم ولادتهم انه رزق بنسخ صغيرة منه ومن حوريته لاينسي حتي الان ما شعر واحس به وقتها من الفرحة والسعادة لدرجة جعلته يصرخ فرحا مثل المجنون تنهمر من عينيه الدموع لايستطيع ايقافها يخر علي الارض ساجدا شكرا لله علي تلك النعمة التي انعم الله عليه بها لتزين حياته بالفرحة كما فعلتها والدتهم من قبل
وقف رحيم ينظر اليهم بحب وحنان لعدة دقائق ثم خرج بهدوء مغلقآ الباب خلفه يذهب في اتجاه جناحه مع تلك المجنونة والتي سارت منذ حملها كما لو كان قد ذهب جزء من عقلها بعيدا فهي اصبحت تبكي دون سبب وتضحك في اوقات لاتستدعي الضحك لكنه يتغاضي عن هذا يعلم انه من تأثير حملها فهو قد عاني الامرين في حملها الاول ليجعل منه هذا خبير بكل حالاتها المتناقضة ولكن ما فعلته اليوم تخطي كل جنونها السابق ليذهب تاركا لها المكان قبل ان يتهور ويفعل ما لا يحمد عقباه لعلها من بعد ذهابه تكون قد راجعت نفسها وشعرت بخطئها
تقدم يفتح الباب يحاول رسم الامبالاة فوق وجهه لعل ذلك يستطيع اخفاء شوقه ولهفته لها وما ان دخل حتي وجدها وقد هبت من مكانها بلهفة تتقدم منه بخطوات سريعة هاتفة بخوف
= رحيم كنت فين كل ده قلقتني عليك
تقدم الي الداخل بخطوات هادئة متجاهلآ اياها تماما لتلوك حور شفتيها بغضب وهي تراه يتخطاها متجها الي خزانته يفتحها ويقوم باخراج ملابس النوم الخاصة به متجها الي الحمام
ابتسمت حور بخبث ثم اسرعت بالانحناء الي الامام ممسكة ببطنها المنتفخة تأن بألم وتوجع و ما ان سمعها رحيم حتي اسرع بالقاء ما بيده ارضا ملتفتا اليها بلهفة يضمها بين ذراعيه من الخلف يسألها بقلق
= حور مالك ايه حصل ؟ ايه اللي بيوجعك؟
تحدثت حور بصوت حاولت اظهار الضعف فيه
= مفيش بس اظهار ان ابنك زعلان مني هو كمان .
زفر رحيم بقلق وهو يزيد من تمسكه بها يوجهها ناحية الفراش يجعلها تستلقي عليه بحذر قائلا بتوبيخ حذر
=لا ده اكيد من الجنان اللي عملتيه الصبح في واحدة عاقلة في شهورها الاخيرة تجري ورا ولادها في الجنينة تلعب معاهم .
هبت حور جالسة تهتف بحنق
= تقصد ايه يا سي رحيم اني مجنونة .
نظر رحيم اليها بشك يراها تعود في ثواني لحالتها الطبيعية دون اثر لتعبها السابق لتدرك حور ذلك لترجع سريعا تستلقي فوق الفراش مرة اخري تضع يدها فوق بطنها تتنهد بتعب ليسرع رحيم بالجلوس بجانبها يحدثها بقلق
= لا ياستي مقصدتش كده خاالص بس تعالي نروح للدكتورة نشوف ايه اللي تعبك
حور بصوت هادئ ضعيف
=لا بس متسبنيش وخليك هنا معايا وانا هبقي كويسة علي طول .
استلقي رحيم فوق الفراش يعدل من وضعها يضع راسها فوق صدره قائلا بحنان
=حاضر ياعيون رحيم انا هنا جنبك بس ارتاحي انتي .
ابتسمت حور بسعادة وهي تري راسه يستريح فوق راسها يحيطها بذراعيه يضمها اليه بقوة لترفع اصابعها تتلمس ازرار قميصه قائلة بخفوت
= رحيم
همهم رحيم ردا عليها لتكمل حديثها وهي مازالت علي عبثها بقميصه وقد فتحت بضع من ازراره
= انا مش عوزاك تزعل مني انت عارف اني بحب العب مع الولاد ومكنتش اقصد اني ازعلك ابدا
رفعت حور راسها بلهفة تنظر الي وجهه تتلمسه باناملها قائلة بحنان ورقة
= علشان خاطري يا رحيم اخر مرة هعمل كده
تسارعت انفاس رحيم وهو يراها تنظر اليه بتلك الطريقة يعلم جيدا معرفتها بضعفه امام تلك النظرة ليتنهد بخفوت قائلا بصوت اجش منخفض
= وانتي عارفة اني مقدرش ازعل منك ابدا يا عيون رحيم
ثم يخفض وجهه مقربا اياه من وجهها يهمس امام شفتيها
= مجنونة بس بموت فيكي
تسارعت انفاس حور هي الاخري لترد بصوت لاهث
= والمجنونة روحها فيك ولا يمكن تعيش ثانية من غيرك
التمعت عيون رحيم مشتعلة بالنيران ليخفض شفتيه الي شفتيها يقبلها بلهفة وجنون لم تجد حور قدرة في نفسها سوي مبادلته شغفه وجنونه ليجعلها تنسي اي حديث قد يقال بينهم ليغيبا سويا عما حولهم في رحلة عشقهم
♥♥♥♥
استلقت حور تضع راسها فوق صدر رحيم المغمض العنينين تهمس بخفوت وحذر
= رحيم
همهم رحيم لها بالايجاب لتسألها حور بتوجس وخشية
= مش هتقولي كنت فين طول اليوم مبتردش علي تليفوناتي وقلقتني عليك
تنهد رحيم قائلا بحذر
= لو قولتلك هتسمعي بعقل ولا المجنونة هتطلع تاني ؟؟
رفعت حور راسها اليه بعنف تضيق عينيها قائلة
= يبقي روحت عندها يا رحيم صح ؟؟
اعتدل رحيم في الفراش يهتف بعنف = مسمهاش روحت عندها يا حور انا كنت عند عمي وانتي عارفة كويس ليه فبلاش كلام هترجعي تندمي عليه بعدين
شحبت ملامح حور قائلة بألم
= غصب عني يا رحيم انا كل ما اعرف انك معاها في مكان واحد بتجنن قلبي بيوجعني وجع كأن الف سكينة اتغرزت فيه
اقترب رحيم منها يضم وجنتيها بين كفيه يهتف بلهفة
= ليه يا قلب رحيم كده انتي عارفة كلامك ده بيعمل فيه ايه ؟
اغمضت حور عينيها بألم تتساقط دموعها فوق وجنتيها ليسرع رحيم يمسحها بأنامله قائلا بلهفة والم
=دموع يا حور لدرجة دي !!
اجهشت حور بالبكاء فأسرع رحيم بضمها اليه تدفن وجهها في عنقه تبكي بخرقة ليتركها رحيم تفرغ كل مشاعرها في تلك الدموع يرتب بحنان فوق ظهرها يهمس بكلمات حنون اليها حتي هدئت شهقاتها الباكية
قام رحيم برفع وجهها اليه يمسح تلك الدموع برقة قائلا بهدؤء
= خلاص هديتي تسمحي تسمعي كلامي كويس علشان نقفل الموضوع ده نهائي
اخذت حور تعض شفتيها تهز راسها بالموافقة ليزفر رحيم بقوة قائلا بحزم وهو يمد انامله يقوم بتحرير شفتيها من بين اسنانها
= وقولت 100مرة بلاش الحركة دي وانا بتكلم معاكي في موضوع مهم
ضحكت حور رغما عنها علي كلماته تلك ليبتسم رحيم بسعادة وحنان قائلت
= طيب مش مشكلة هعدهالك المرة دي علشان عندنا كلام مهم نتكلم فيه ونبقي نشوف الموضوع ده بعدين
لتتخذ ملامحه مظاهر الجد قائلا بحزم
= انتي عارفة من بعد موضوع سارة وجمال ورفضه انه يتنازل عن القضية عمي مقدرش يتحمل اللي حصل لبنته وجاتله جلطه خليته مش بيقدر يتحرك من السرير وكان لازم اتولي انا امر الحكاية دي وده لان سارة قبل ماتكون كانت مراتي فهي بنت عمي وطبعا زي ما انتي عارفة جمال رفض يتنازل عن القضية الا لو انا اتنازلت عن كل ديونه اللي كانت ليا عنده وطبعا مكنش ادامي حل غير اني اوافق بس علي شرط انه يسيب البلد بعد التنازل وهو غار في داهية وهي خرجت من القضية بمعجزة وطبعا حصل الطلاق بعدها واللي كان الضربة القاضية لعمي واللي بسببه ادهورت حالته اكتر بس كان غصب عني مكنش ينفع اكمل معاها بعد كل اللي عملته وانتي اكتر حد فاهم اللي جوايا زي ما لازم تفهمي ان اللي بعمله ده ومرواحي لعنده مش لاي سبب غير لاني بتابع مع الدكتور حالته وكمان لاني بقيت المسئول عن كل مصالحه وشغله يعني انا لما بروح يبقي علشان عمي وبس مش لاي حاجة تانية فاهمة يا حور اللي في دماغك استحالة يحصل ابدا .
تنهدت حور بألم تنظر اليه بعيون مغشية بدموعها
= غصب عني يا رحيم انا عارفة ومتأكدة انها استحالة هتستسلم بسهولة ولو بعد 100سنة وده الي مخوفني يارحيم .
انحني رحيم يقبلها بخفة هامسآ = متخفيش يا قلب رحيم انا مش عيل صغير وقادر اعرف كل واحد دماغه فيها ايه وقادر اوقف الكل عند حده يعني ملوش لازمة كل خوفك ده .
ليبتسم برقة مكملا ناظرا في عينيها تظهر كل ما يحمله من مشاعر لها في نظرته تلك
= يعني نبطل الجنان ده ونعقل كده اتفقنا يا مجنونتي .
ضحكت حور بدلال تعض شفتيها هزة راسها بالموافقة ليهتف رحيم فور رؤيته لحركتها تلك
= يااااااه يا حور ارحميني انا مبقتش عارف اكمل موضوع جد معاكي لاخره ابدا
رفعت حور عينيها اليه قائلة بخبث ودلال
= طيب ومين قالك اني عاوزة اكمل كلامك الجد ده
اتسعت عيني رحيم بذهول
= بقي كده يا حور هانم
ضحكت حور بدلال تهز راسها بالايجاب له ليشدها اليه بقوة لتقع فوق صدره ليرفع وجهها اليه يمرر نظراته فوفه بحب هامسا برقة
=وانا كمان بقول كده مفيش احسن من الكلام اللي هنقوله دلوقتي .
ليغيب معها في دنيا عشقهم تاركين كل شيئ خلفهم الا غرامهم هذا ❤❤❤❤
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-