رواية رفقا بي يا قاتلي كاملة جميع الفصول بقلم سوليية نصار
رواية رفقا بي يا قاتلي كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة سوليية نصار رواية رفقا بي يا قاتلي كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية رفقا بي يا قاتلي كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية رفقا بي يا قاتلي كاملة جميع الفصول
رواية رفقا بي يا قاتلي كاملة جميع الفصول
الفصل الأول (حطمت قلبي )
-أنتوا اكيد بتهزروا...ده جوزي عايزيني اشوف جوزي بيتجوز واحدة تانية واسكت ازاي ؟!!
صرخت منار وهي تبكي ...كانت تنظر لحمويها بصدمة ...تكلم وائل حماها وقال ببرود:
-وايه يعني ده شرع ربنا هتعارضي شرع ربنا يا منار ...ومادام قادر يصرف عليكي وعليها يبقى ايه المشكلة ؟!
-انا معارضش شرع ربنا يا عمي بس انا انسانة ومش هستحمل أن جوزي يتجوز عليا ...أنا ممكن أموت فيها يا عمي والله ...ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها بلاش تعملوا كده صدقوني هتخربوا بيتي بالشكل ده ....مراد اتكلم وقول حاجة ...
قالتها وهي تتجه الى زوجها الصامت وتهزه كي يفعل شئ ...كانت على وشك الإنهيار ...تشعر أنها سوف تجن.!!!
-مراد قول حاجة !!!
كررتها مجدداً وهي تبكي....
لتتدخل حماتها تلك المرة وتقول:
-يا بنتي خلاص جواز مراد من هنا هيتم ...وكتب الكتاب الاسبوع اللي جاي ...أنا مش عايزة حفيدي يبعد عني يا منار افهميني...الطريقة الوحيدة اللي تخلي عمر ابن علي ابني الله يرحمه يتربى هنا أن مراد يتجوزها ....
-طيب وانا مالي ...أنا مالي ...ليه تخربوا بيتي انا عشان حفيدك يتربى هنا ....ليه ؟!ما عندك آسر ابنك واهو أعزب ليه ميتجوزهاش ...ليه حاطين عينيكم على جوزي أنا ...ليه ؟!!
شهقت صابرين حماتها وهي تقول :
-ايه ؟!اجوز ابني لواحدة مش بكر واتجوزت قبل كده ..لا مستحيل يا منار ...ابني آسر لازم أول فرحته تكون بكر مش أرملة !! وبعدين زعيقك و عياطك مش هيجيبوا فايدة.خلاص كتب الكتاب الاسبوع اللي جاي ..اتفقنا مع اهل هنا على كده !!!!
.....
في غرفة مراد ومنار ...
يعني ايه هتتجوزها خلاص يا مراد يعني ايه ؟!
صرخت بها منار بجنون ...كانت تشعر وكأنها في كابوس مخيف ...لا تصدق كل العبث الذي يحدث حولها .....من بين يوم وليلة حياتها تدمرت نهائياً ...فأهل زوجها يريدان تزويج مراد لأرملة شقيقة كي لا تبتعد بحفيدهما عنهما ...لم يفكرا أبدا بمشاعرها ولا قلبها الذي سوف يتحطم بفعلتهما تلك ...
تنهد مراد وقال:
-خلاص يا منار الموضوع انتهى أنا هتجوزها عشان ابن اخويا يتربى وسطنا ولا عايزاها تتجوز واحد تاني وابن اخويا يتربى مع واحد غريب ها قولي ؟!؟!
-طيب ما تخلي اخوك آسر هو اللي يتجوزها اشمعنا انت ؟!
قالتها والدموع تطفر من عينيها ليغمض عينيه بتعب ويتنهد قائلاً:
-حبيبتي اظن اهلي شرحولك ....آسر لسه شاب صغير ازاي أول فرحته متكونش واحدة بكر وتكون ارملة مينفعش ....
اهتاجت وهي ترد عليه:
-بقا مينفعش اخوك يتجوزها لكن ينفع تخربوا بيتي أنا وانت تتجوزها صح ؟!!
-هو ده اللي هيحصل يا منار ومحدش قال بيتك هيتخرب ولا حاجة لو عقلتي وعرفتي أن ده شرع ربنا وان أنتِ ملكيش أنك تعترضي عليه هترتاحي اوووي ...
نظرت إليه منار. الدموع تنفجر من عينيها لا تصدق ان من احبته يفعل بها.....لقد فعلت الكثير من اجله...تحملت أن تعيش في المنزل مع اهله من اجله...تحملت تسلط والدته وقسوة والده والآن كل ما فعلته قوبل بالجحود من قبله ...
رفعت رأسها وقالت :
-يعني أنت مبسوط بالوضع ده ...أكيد ما فرصة وجاتلك لحد عندك ازاي تضيعها من إيديك
عبس بدون فهم لتقول بنبرة جريحة :
-أنت فاكر اني مش عارفة أنك بتحبها. وكان نفسك تتجوزها بدل اخوك ...عارفة يا مراد...أنا قريت مذاكراتك ...
اتسعت عيني مراد بصدمة لتكمل هي بغضب :
-واهو موت اخوك جه في مصلحتك وهتتجوزها ...انت انسان حق....
لم يتركها تكمل كلامها وصفعها بقوة حتى سقطت أرضا ....
بكت منار وهي تضع كفها على. خدها وتقول :
-بتضربني ...بتضربني يا مراد ....
جذبها من ذراعها حتى وقفت على قدميها ..اعتصر ذراعها بقسوة وقال:
-واكسر رأسك كمان لو. فكرتي مرة تانية تقلي أدبك... اسمعي كويس أنا هتجوز هنا عاجبك عاجبك مش عاجبك الباب يفوت جمل...غوري انتِ وسيبي بناتي هنا يتربى وسطينا...فاهمة !!!
ثم دفعها وخرج ...سقطت هي على الأرض وهي تبكي وتقول :
-عمري ما هسامحك يا مراد ...عمري !!!
يتبع
↚
الفصل الثاني (رجاء ورفض)
وكُنتُ أُطعمهُ قمحَ فُؤادي براحتي، عجبًا كيفَ باتَ يُرضيهِ فُتات الطريق؟
محمود درويش
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-يعني ايه عايزني اشوف جوزي بيكلم بنات غيري واسكت واحط جذمة في بوقي ؟!
قالتها هنا بعيني دامعة ليزفر علي بضيق ويقول :
-يا حبيبتي أنا بكلمهم مجرد كلام مش اكتر ..يعني لا بقابلهم ولا بعمل معاهم حاجة ...مجرد كلام تسلية وبعدين يا حبيبتي حتى لو بعمل.معاهم. حاجة كفاية اني في الآخر برجع لحضنك متبقيش بومة اومال وخلي المركب تمشي ولا عايزاني اتجوز عليكي واجبلك.ضرة تشاركني فيكي وتأخد نفس حقوقك ؟!
بهتت بشدة وهي تسمع كلمته تلك ليضحك وهو يقول ؛
-شوفتي بقا اني بحبك ومش عايز ازعلك ...أنا بس مجرد بفضفض معاهم وبنتكلم ...لكن أنتِ اللي في القلب يا جميل ...يالا يا روحي جهزي الولد ويالا عشان نروح البيت وعيب متسبيش بيتك مرة تانية
..
عادت هنا من شرودها ودموعها تتساقط على صورة زوجها ...زوجها الذي مات منذ عام ...مات وهو بين أحضان امراة آخرى غيرها ...ورغم ان طيلة مدى زواجهما كان يخونها ويهملها الا انها تعلقت به ...احبته فهو أول رجل دخل قبلها ...أول رجل أمتلكها...لقد تزوجته وهي في السابعة عشر من عمرها ....وها هي لم تكمل ثلاثة وعشرون عام وقد ترملت ...أغمضت عينيها بقوة وهي تبكي مرة آخرى ...فها هي قبل أن تجف دموعها على زوجها الراحل ستتزوج من شقيقه ...حاولت الرفض...حاولت وبشدة ولكن أهلها حسموا الأمر وتخبروها ان كتب الكتاب الأسبوع القادم .
اخرجها من شرودها دخول والدتها وهي تقول :
-هنا منار برا عايزاكي .
وضعت هنا الصورة على المنضدة بجوارها ومسحت دموعها وقالت:
-عايزاني في ايه ؟!
-معرفش يا بنتي شوفيها عايزة ايه ...
تنهدت منار ونهضت وهي ترتب نفسها لتستقبل من ستصبح بعد ايام ضرتها ...
........
↚
كانت منار جالسة على الأريكة بالصالة البسيطة تفرك كفيها بتوتر لا تصدق انها اتت الى هنا بنفسها ولكنها سوف تحارب حتى النهاية ...لن تجعل أي أحد يدمر منزلها التي حافظت عليه بصعوبة ...
رفعت رأسها وهي ترى هنا تخرج من غرفتها بمفردها دون والدتها ...كانت ترتدي اسدال الصلاة وعينيها السوداء تلمع بفعل الدموع ..كانت تبكي وهذا كان واضح ...انزاح.حجاب اسدالها قليلا لينسدل شعرها الطويل ....تفحصتها منار جيدا ...انها جميلة ...جميلة جدا حتى اجمل منها...لا عجب.ان مراد ما زال مهووسا بها !! ...
-ازيك يا منار عاملة ايه ؟!
قالتها هنا لتهز منار راسها وهي ترد بخفوت :
-انا الحمدلله...
-تشربي ايه ؟!
هزت منار رأسها وقالت:
-كتر خيرك أنا جاية اقولك كلمتين وأمشي ..
-اتفضلي ..
قالتها هنا وهي تعرف ماذا الذي ستقوله منار ...
ابتلعت منار ريقها وقالت:
-بصي يا هنا احنا ستات زي بعض ونعرف كويس ايه اللي ممكن يحرق قلب الست مننا ...أنتِ اكتر واحدة هتحسي بيا يا هنا ...هتحسي اني ست وبغير وقلبي بيتحرق لما اسمع ان جوزي هيتجوز عليا ..بتقهر ...
اطرقت هنا لتكمل منار:
-عشان كده أنا جايالك وبقولك بلاش تتجوزي مراد ...بلاش تخربي بيتي وتأخدي مراد مني ومن بناته ...ابوس ايديكي متخربيش بيتي خلينا نعيش في سلام ...
تنهدت هنا وهي تنظر الى منار التي كانت الدموع تطفر من عينيها وقالت:
-كتب الكتاب اتحدد خلاص ...أنا مقدرش اساعدك يا منار ...أنا اسفة ...اسفة ...
..........
في الشارع ...
كانت منار تسير وهي محطمة...آخر أمل تبقى لها لتمنع زواج زوجها تحطم الآن ...لقد انتهى الأمر وزوجها سوف يتزوج ...هل ستقبل بالأمر ...هل ستقبل انها تكون على الهامش ؟!هل تعيش تلك الحياة وهي راضية ؟!
لمعت عينيها وهي تهز رأسها ...لا هي لن تقبل بالأمر ...هي سوف تحارب للنهاية من أجل زوجها وبيتها...لن تدخل طرف ثالث في حياتهما...لن تقبل بهذا الوضع ...اتخذت قرارها وذهبت متجهة الى الشخص الذي لن يخذلها أبداً!!!!
يتبع
↚
الفصل الثالث(خذلان)
(سلام للذين أحبهم عبثا...سلام للذين يضيئهم جرحي)
محمود درويش
♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-عايز يتجوز عليا يا سالم ...عايز يقهرني ...
قالتها منار وهي تبكي بينما تمسك كف شقيقها الأصغر منها بثلاث أعوام ...عرفت أنه الوحيد الذي سوف يساعدها ويقف بجوارها ...فوالداها قد توفيا وهي ليس لديها الا سالم الآن ...
-لا حول ولا قوة الا بالله ...معلش يا حبيبتي ربنا يهديه ويرجع عن اللي في دماغه .
قالها سالم وهو يترك كف شقيقته ثم يمسك كوب الشاي ويشربه بهدوء قم يقول :
-اشربي الشاي بتاعك واهدي يا منار وادعي أن ربنا يرجعهولك يا منار مفيش الا الحل ده ...
مسحت دموعها بصدمة وهي تقول :
-ازاي يعني يا سالم مفيش الا الحل ده ؟!ها قولي ...انت يعني شايف كده ...شايف اني اقبل أن جوزي يتجوز عليا ؟!
-يعني هنعمله ايه يا منار ...ده راجل وده شرع ربنا هنعمل ايه ؟!
هزت رأسها وهي تبكي وتقول :
-أنت اخويا مفروض تدافع عني !!
-اروح اضربه يعني يا منار ولا ايه ؟!ارتكب جريمة عشانك ولا ايه برضه مش فاهم ؟!
تنهدت منار وقالت :
-اكيد لأ يا سالم ..محدش طلب منك ترتكب اي جريمة ...بس انا عايزاك تقف جمبي ....أنا هسيب البيت واقعد هنا شوية لحد ما يحط عقله في رأسه ويشيل الفكرة دي من دماغه ...
ارتبك سالم وقال:
-تعيشي فين يا منار ...يعني أنتِ شايفة الوضع ...أنا متجوز ويدوب البيت مكفيني أنا ومراتي ...وأنتِ عارفة ظروفي يا منار مقدرش اصرف عليكي أنتِ وعيالك ومراتي الحامل ...ده صعب اوووي
نظرت إليه منار بصدمة وقالت:
-ده بيت ابويا يا سالم ..وليا فيه ز...
-لا لا يا منار أنتِ ملكيش شبر في البيت ده يا أختي ...أنتِ نسيتي ولا ايه ؟!!انتِ بيعتي نصيبك في البيت ليا ..
-انا ماخدش منك فلوس أنا اتنازلت عن حقي ليك عشان يبقى ليك بيت كامل وتتجوز فيه ...هو ده جزاتي يا سالم ؟!
هز سالم كتفه وقال:
-محدش قالك يا منار متأخديش فلوس أنا عرضت وأنتِ رفضتي وقانونا ملكيش اي حق في البيت ده ...
كانت دموعها تنفجر من عينيها وهي تنظر إليه بصدمة ليتنهد هو ويمسك كفها قائلا:
-شوفي يا اختي أنا هنصحك.نصيحة أنتِ ملكيش الا جوزك ابو بناتك ...روحي لجوزك يا منار ...روحيله وحاولي تحافظي عليه وحتى لو هيتجوز ده حقه متحاوليش تطلبي الطلاق لأن محدش هيقف جمبك حتى أنا ...
كانت تنظر إليه بصدمة ...لا تصدق أن ذلك هو شقيقها ....
تنهد وأكمل :
-يعني لو أطلقتي هتروحي فين ؟!ملكيش مكان غير بيت جوزك ...البيت هنا مش هيكفينا كلنا ...حطي عقلك في راسك وبدل ما تسيبي البيت خليكي عند جوزك وحاولي تجذبيه ليكي تاني يمكن ينسى وميتجوزش ولو حتى اتجوز حاربي عشان ترجعيه تاني ليك ....
-كتر خيرك يا سالم ...كتر خيرك ..
قالتها منار ودموعها تتساقط دون توقف ثم نهضت وذهبت ...
.....
كانت تسير في الشارع وهي لا تكف عن البكاء ...لم تهتم بنظرات الناس إليها ....كان قلبها يؤلمها بطريقة لم تختبرها بعد ...قرار زوجها بالزواج ألمها ولكن خذلان شقيقها لها دمرها نهائيا ....
أغمضت عينيها وهي تتذكر جدال مراد معها من أجل شقيقها....
فلاش باك ...
↚
-ايه ؟!هتتنازلي عن حقك في بيت ابوكي ليه ببلاش ؟!أنتِ اتجنني يا منار ...
-لو سمحت يا مراد ده اخويا متتدخلش ما بيننا وبعدين ده ورثي اعمل بيه اللي أنا عايزاه ...
-يا منار افهمي اخوكي والله ما يستاهل تضحيتك دي ...
احمر وجه منار ولمعت عينيها الرمادية بحدة وقالت:
-لو سمحت يا مراد خلاص متتكلمش عن سالم بالطريقة دي ...سالم لو عايز عيوني هديهاله بنفسي مش ميراثي في البيت وبس ...احنا دم واحد متنساش ...
مط مراد شفتيه وقال:
-براحتك
باك ...
عادت من شرودها وهي تبكي أكثر تكره أن تقول هذا ولكن مراد كان محق !!!
........
عادت إلى المنزل لتجد حماتها في استقبالها
-كنتِ فين يا غندورة شغل البيت انا شيلته لوحدي النهاردة ....
لم تعيرها منار اي اهتمام وامسكت بكف ابنتيها صاعدة للأعلى لمنزلها بالدور الثاني....
أمسكت حماتها ذراعها وقالت بغضب :
-هو أنا مش بكلمك ...بقولك شغل البيت انا اللي عملته النهاردة لوحدي ...كل ده وحضرتك بره ...
شدت منار ذراعها بقوة وقالت :
-ومن هنا ورايح أنا مش هحط ايدي في اي حاجة في البيت هنا ...خلي مرات ابنك اللي جاية هي اللي تساعدك ..مش أنتِ قررتي تخربي.بيتي يبقى خلاص متستنيش مني اساعدك ...
ثم تركتها صاعدة للأعلى...
-الصفرا دي وربنا لأقول لمراد ابني يربيكي .
.......
في منزل مراد ...
حممت منار ابنتيها التوأم ثم جعلتهما يلعبان قليلا ريثما تستحم هي بعد أن نبهت عليهما الا يتحركا ورغم سنواتهما الأربعة الا أنهما كانتا هادئتان وتسمعان الكلام ....
.....
بعد دقائق معدودة ...
خرجت هي من الحمام وهي تلف منشفة حول جسدها وتنشف شعرها بقوة ...توقفت وهي ترى مراد أمامها ...كتمت أنفاسها وهي تشعر بعينيه البنية عليها ....
نهض وهو يقترب منها وقال:
-كنتِ فين النهاردة يا منار ؟!امي قالتلي انك.سيبتيها تعمل شغل البيت لوحدها ورجعتي متأخر ...
-كنت عند سالم ..
قالتها بضيق وهي تدخل غرفتها ...دخل خلفها امسك المنامة التي اخرجتها من الخزانة لترتديها والقاها أرضا ثم قال،:
-ممكن اعرف كنتِ عند اخوكي ليه؟!...منار ايه اللي في بالك ؟!
-انا عايزة اتطلق يا مراد ...مادام هتتجوز عليا يبقى تطلقني و ..
-مستحيل ..
قاطعها بقوة ثم أكمل :
-أنتِ هتفضلي مراتي ...
-بس أنا مش عايزاك ...مش عايزاك ..
واجهته بقوة ثم أكملت :
-مبقتش احبك ..مش عايزاك خل....
ولكنه قاطعها وهو يقبلها بقوة ...في البداية قاومت ولكن في الأخير استسلمت له وبادلته قبلاته ....
لحظات وابتعد عنها وهو ينهت وقال:
-أنتِ مستحيل تبطلي تحبيني يا منار ...يالا يا حبيبتي اعقلي كده وانزلي اعتذري من أمي ...
-مش هعتذر لا مستحيل ...ومش هساعد وهتطلق يا مراد ...مش هعيش معاك ...يا انا يا أنت !!
-تمام وانتِ مش هتخرجي من هنا يا منار الا ورجلي على رجلك..مفهوم !!!!
-أنت هتحبسني ..
-بالضبط كده هحبسك ...وحتى امي مش هتنزليلها
وتأكيداً لكلامه اتجه خارجا من المنزل وهو يغلق الباب بالمفتاح... المجنون حبسها في منزلهما !!!!
يتبع
↚
الفصل الرابع (في قلبي )
أعطيتك قلبي ونسيت أنك لا تستحقه
#سولييه_نصار
♡♡♡♡♡♡♡♡
اليوم التالي مساءا ....
ولج الى منزله بالمفتاح الذي معه مستعدا تماما للتصادم الذي سوف يحدث بينه وبين منار ...
وقف مكانه وهو يراها جالسة على الأريكة ترتدي فستان منزلي محتشم....
-السلام عليكم ..فين البنات ؟!
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته البنات ناموا ...
نهضت منار وهي تسير نحوه ...الرماد في عينيها يشتعل.بينما تصر على اسنانها وتقول :
-مش مكسوف من نفسك لما تحبسني هنا في البيت من امبارح ؟!قولي مش مكسوف من نفسك يا مراد ؟!ايه شغل العيال ده ...
اتجه الى الأريكة وجلس عليها وقال بضيق :
-خير يا منار ....
-انا عايزة اتطلق ...أنا مش هقبل بضرة يا مراد ...ده مستحيل ...
زفر بضيق وقال:
-يعني أنتِ اول واحدة جوزها يتجوز عليها ...ده شرع ربنا !!!
-مقولتش حاجة بس انا مش هستحمل انك تتجوز عليا ...صدقني ممكن أموت فيها ...
-هتتعودي يا منار متخافيش ...ثم لو نفرض اني طلقتك دلوقتي هتروحي فين ؟!عند اخوكي اللي باعك ؟!انتِ ملكيش مكان غير ده دلوقتي ....
نظرت إليه وقالت:
-هقعد هنا في البيت ...أنا حاضنة يعني ده بيتي وبيت بناتي لحد ما يكبروا ...
ابتسم مراد وقال:
-لا يا حبيبتي ده مش بيتك ولا بيتي ...البيت مكتوب بإسم ابويا وأنتِ عارفة يعني مش هتقدري تلوي دراعي ...أما بقا لو مشيتي في حوار المحاكم اني مفروض اوفر ليكي مكان ده موضوع هياخد وقت طويل اكيد مش هتقضي الوقت ده في الشارع أنتِ وبناتك ...وده لو خليت البنات يخرجوا من بيت ابوهم ...أنا مستعد اطلقك بس تمشي لوحدك...
انسابت الدموع من عينيها بقهر وقالت :
-أنا بكرهك انت انسان ندل ...ندل !!!
اندلعت النيران من عينيه...ثم اقترب منها بسرعة وهو يشدها إليه ويعتصر ذراعيها بقوة حتى شعرت أن عظامها سوف تنكسر وقال:
-ايه رايك تتلمي وتحطي لسانك جوا بوقك يا منار أنا مش عايز امد ايدي عليكي ومقدر الموقف اللي انتِ فيه ...فمتستفزنيش اكتر من كده يا منار وكلي عيش ...
طفرت الدموع من عينيها أكثر وقالت بنبرة كسيرة :
-أنت بتحبها عشان كده هتتجوزها صح ...بتحبها؟!!انطق بتحبها ...لسه بتحبها ؟!
تجهم ولم يرد عليها ...ظل للحظات صامتا وتاركا إياها تحترق بنيران الغيرة ...تنهد وهو يتجه إلى غرفته ليجهز له ملابس كي يستحم ...
دخلت خلفه وقالت :
-ايه رايك ترد عليا ...ريحني انت لسه بتحبها ؟!!!
تعلقت عيناه بها لثواني بينما الجواب على فمه ولكنه عجز تماما عن الإفصاح به ....
حاول أن يتجاوزها لكي يذهب إلى الحمام ولكنها أمسكت ذراعه وهي تصرخ وتقول:
-قولي حبيتها ...حبيتها يا مراد ...انطق ريحني ...بتحبها ؟!يالا قول كنت كاتب كده في مذكراتك ...رغم أنها بقت مرات اخوك لسه بتتمناها وتحبها صح ؟!!!* ...
دفعها وهو يصرخ بدوره :
-أيوة حبيتها ...وبحبها وهفضل احبها ...
تراجعت وشحب وجهها بقوة فأكمل هو محطماً قلبها ؛
-عمري ما قدرت انساها ...أنا شوفتها قبل اخويا وحبيتها قبله بس النصيب بقا ...هي حبت اخويا ومشافتنيش ...واتجوزتك انتِ ...
ابتسم بسخرية مريرة وقال :
-افتكرت انك هتقدري تخليني انساها بس للاسف فشلتي فشل تام ...
شهقت بألم وهي تضع كفها على فمها بينما تشعر بقلبها ينزف ...ليكمل هو وعينيه البنية تبرق بشراسة :
-مكنتش حابب اجرحك بس أنتِ زوجة فاشلة يا منار ...فشلتِ تنسي جوزك حبه الأول فمتلوميش الا نفسك وبس ..
ثم غادر الغرفة تاركا إياها وكلماته تدوي في عقلها ....رباه ماذا تفعل الآن ؟!!!
.......
↚
في اليوم التالي ...
كانت البرود هو كل ما حصلت عليه من ناحيته فقد أخبرها بوضوح أن تذهب للأسفل وتساعد والدته في تجهيزات زفافه على غيرها ...كم هذا حطمها ولكنها تنازلت واستسلمت...لم تحارب ...شعرت وكأن العالم كله يقف ضدها ...فهي ليس لها أهل ولا اصدقاء ...كل ما كان لها يدعمها هو اخاها وهو أيضا تخلى عنها !!
.......
مرت الايام سريعا حتى أتى يوم كتب الكتاب ...كان من المقرر أن يتم كتب الكتاب ثم اقامة حفلة بسيطة تجمع العائلة .....
....
كانت منار في الغرفة مع بناتها دموعها تنسكب من عينيها وتكتم فاها كي لا يخرج صوته فتوقظهما ...
كان الألم في قلبها كبير ...تشعر انها سوف تموت من القهر ...كيف يفعل بها هذا كيف ؟!!!هل ستظل هكذا كسيرة الجناح ...هل ستستسلم ؟!لا هذا مستحيل ..
فجأة اشتعل الرماد في عينيها وهي تقرر ان تنزل للأسفل...يجب أن تراه وهو يقتلها بآخرى ...ربما وقتها سوف تقتلع حبه من قلبها ....
نهضت وأستحمت بسرعة ثم أخرجت افضل فستان لديها وارتدته سريعا ... وضعت احمر شفاه وماسكرا ثم أرتدت حجابها وخرجت ...
.....
نزلت الادراج وهي تتمسك بالحاجز بقوة ...شعرت أنها سوف تقع في أي وقت ولكن كان يجب ان تتماسك ...لن تدع أحد يشمت بها...
وقع نظرها على مراد الجالس بجوار الشيخ وهو يستعد لكتب الكتاب ...أرادت وقتها ان تصرخ به وتخبره ان يطلقها ولكن أبت الكلمات أن تخرج من فمها..لمعت عينيها بفعل الدموع وهي تجد هنا ترتدي فستان ازرق بسيط ووجهها الجميل الدائري خالي من مساحيق التجميل وتبدو في حالة حزن...عبست وهي تفكر أيهما يجب أن يحزن اكثر ...أليست هي ؟!
هي من تدمرت حياتها وسُرق زوجها ...
-اول مرة اشوف مراد متحمس بالشكل ده ...وشه رد على سيرة الجواز التاني ...
قالتها امرأة بنبرة خبيثة في أذنها لتستدير منار بحدة وتجد انها دعاء عمة مراد ....
رفعت منار وجهها وهي تنظر إليها ببرود ...تلك المرأة تكرهها بشكل غير طبيعي ..تكلمت دعاء وقالت لكي تقهرها:
-شايفة هنا رغم انها دايما بسيطة بس بتاخد الشو كله ..جمالها طبيعي لا شوفت في يوم حاطة احمر ولا اخضر زيك ...وحتى وهي بسيطة كده.احلى منك وجوزك هيموت عليها باين من عيونه ...ورغم أنك يا مسكينة كنتِ شايلة حماتك وجوزك وهي عزلت بجوزها عن العيلة الا انها برضه مفضلة عندهم ...مهما عملتي يا منار مش هتتحبي ...القبول ده بتاع ربنا يا حبيبتي ..
ارتجفت كفي منار وكادت أن تنهار وتبكي ولكنها استدارت سريعا وصعدت مجددا الى الغرفة وقد عرفت ان وجودها معهم كانت فكرة سيئة !!!
.......
انتهى كتب الكتاب والحفل أيضا ...وصعدت هنا مع مراد ...زوجها الجديد...تلك الكلمة كانت تخنقها ....
كانت ابتسامة رائعة ترتسم على شفتي مراد وقلبه ينبض بإثارة لم يجربها من قبل ...رغم حياته مع منار الا انها لم تستطيع ان تحرك تلك المشاعر العاصفة به ...انه يشعر الآن وهو مع هنا انه بالجنة ....
كانت هنا تفرك كفيها وهي تنظر الى الفراش المزين بالورود ...
-مي...مين عمل كده ؟!
قالتها بتلعثم ليقترب مراد وهو يجذبها إليه ويقبلها من رقبتها ويقول:
-انا وصيت امي تعمل كده ...حبيت الليلة دي تكون مميزة لينا ...
ثم أكمل تقبيلها بلهفة ...أغمضت عينيها وهي تشعر بشئ ثقيل يقبع على قلبها ....وعندما بدأت يديه تتحرك بجراءة على فستانها مزيحا إياه ....دفعته وهي تصرخ :
-لا ...
تراجع مراد مذهولا ونظر إليها وجدها استدارت له وهي تبكي ...
-فيه ايه ؟!
قالها بقلق فردت بسرعة :
-انا اسفة بس أنا مش عايزة ده !!
-أفندم؟!قصدك ايه ؟!
عضت شفتيها بتوتر وقالت:
-علي لسه في قلبي يا مراد ...مقدرش اسلم نفسي لحد غيره خاصة لو الحد ده أخوه !!!!!
يتبع
↚
رأيت حبي فلم يعجبك ...جرب الآن نيران كرهي
سولييه_نصار
شحب وجهه كالاموات وهو ينظر إليها...شعر بجرح غائر في كرامته وقلبه على حد سواء .....
-بتقولي ايه ؟!!
قالها ببهوت وهو يتمنى من كل قلبه ان تكون كاذبة ...او تمزح....
ارتبكت هنا وهي تنظر إليه بعيني دامعة وقالت بإختناق:
-علي لسه في قلبي يا مراد ...أنا مش بحبك...مقدرش اسلملك نفسي وفي واحد تاني في قلبي وروحي ...
تلك كانت طعنة قوية لقلبه...فالمرأة التي احبها اكثر من أي شئ ...المرأة التي تعذب كثيرا عندما ارتبطت بأخاه ...حاول كثيرا ان يبتعد عنها ويقتل حبها في قلبه لانها كانت زوجة أخيه ...أخيرا .أخيرا اصبحت له ولكنها تقول الآن انها لا تحبه...لماذا تزوجته اذن ؟!!
-ليه اتجوزتيني مادام مش عايزاني ولا طايقة اني المسك ... انطقي ليه وافقتي؟!لا أنا ولا عيلتي اجبرناكي على حاجة ...
انسابت دموعها بقوة وهي تشعر انها سوف تختنق فأقترب منها وهو يعتصر ذراعيها وقد رأت ان عينيه البنية اصبحت رطبة بفعل الدموع ...اخذ يهزها بخشونة وهو يقول ؛
-ليه اتجوزتيني انطقي!!!ليه اتجوزتيني مادام مش عايزاني ...أنا لعبة في ايديكي؟!!انطقي شايفاني لعبة في ايديكي ....
شهقت بألم وهي تنظر إليه بشفقة وقالت بنبرة مخنوقة ؛
-انا اسفة ...اسفة ...
-اعمل ايه بأسفك ...أعمل ايه ؟!
صرخ بقوة وهو يدفعها عنه وقد انسلت دمعة من عينيه...انها المرة الاولى التي يشعر فيها انه ضعيف لتلك الدرجة ....
-ليه اتجوزتيني. ..انطقي مادام مش هتقدري تعيشي معايا حياة طبيعية زي أي اتنين متجوزين يبقى ليه اتجوزتيني؟!!!أنا مأجبرتكيش على حاجة ...يبقى ايه المشكلة انطقي !!!!
-بس اهلي اجبروني !!!
صرخت في وجهه بحدة والدموع تنفجر من عينيها ثم أكملت وهي تشعر ان الألم يمزق قلبها :
-أهلي اجبروني اني أتجوزك يا مراد ...أنا مكنتش عايزاك ولا عمري فكرت فيك ولا عمري كنت هفكر لأنك كنت مجرد اخ ليا وبس ...أنا عمري ما فكرت فيك بالطريقة دي وحتى لما اتقدمتلي كنت هرفض فورا بس بابا مرضيش ...بابا اجبرني أتجوزك ...
-ازاي ؟!ازاي يعمل كده ؟!ازاي يجبرك ؟!
قالها بصدمة ...كان لا يفهم الأمر ...معقول زواجها منه كان رغما عنها....كان يختنق وهو يفكر بالأمر ...لماذا ..لماذا يحدث هذا معه ...عندما حصل أخيرا على حب حياته أكتشف انها لا تراه ابدا ...أكتشف انه مجرد شقيق لها ...
-انطقي يا هنا أبوكي اجبرك ازاي تتجوزيني ؟!وليه استسلمتي ؟!
مسحت دموعها وهي تجلس على الفراش المزين بالورود وهي تتذكر ما حدث ...تتذكر كيف كان رد فعلها على طلب مراد ليدها !!
فلاش باك
-مش هتجوزه ...مش هتجوزه !!!
صرخت هنا وهي تشعر بالجنون كيف يحدث هذا ...
-يا بنتي اسمعي بس
قالتها نورهان والدتها وهي تحاول ان تهدأ من روعها لتشد هنا شعرها الطويل وتقول :
-انتوا بتقولوا ايه ؟!عايزين تجوزوني لاخو جوزي؟! الراجل اللي دايما شايفاه اخويا ...وايه الخسة دي .ازاي يبص لمرات اخوه ..ده انسان فاسد...
-لا فاسد ولا حاجة ..الراجل طلبك في الحلال وده احسن عشان الواد يتربى مع عمه وعيله ابوه وهما اولى بيه يصرفوا عليه معاش جوزك الله يرحمه مش هيكفي وهو حتى مسابلكيش ورث ولا يحزنون حتى البيت اللي أنتوا كنتوا ساكنين فيه بإسم أبوه فكري كويس يا بنتي ....
طفرت الدموع من عينيها وهي تنظر لوالدتها بصدمة كبيرة وقالت بصوت مختنق:
-انا مش محتاجة حد يصرف على ابني ...أنا هشتغل واصرف عليه بنفسي بس مش هتجوز مراد ...ده واحد متجوز يا ماما ...ازاي عايزاني اتجوزه وانا مقبلش اني اتجوز واحد متجوز ...أنا عملت المستحيل عشان علي الله يرحمه ميتجوزش واحدة وتشاركني فيه ...عايزاني اتجوز واحد واشارك مراته فيه ..ده مش مقبول ...
وكزتها والدتها وقالت:
-يا بت يا غبية افهمي ما أنتِ ممكن بشطارتك تكسبي مراد في صفك ويطلقها وساعتها هيبقى خير عيلة المنصوري ليكي انتِ وابنك ....
كانت مصدومة ...حقا مصدومة من تفكير والدتها وقالت :
-ايه اللي بتقوليه ده يا ماما؟!عايزاني اخرب بيت ست زيي ...أحرق قلبها ؟!حرام عليكي ...أنا مستحيل أعمل كده !مستحيل اتجوز مراد المنصوري ...ده مستحيل ...
-لا هتتجوزيه يا هنا !!!
↚
كان هذا صوت والدها الجهوري الذي جمدها مكانها...نظرت إليه برعب وازدردت ريقها ...تلبدت عينيها بدموع الخوف ...دائما وجوده كان يبعث الخوف داخلها....
-يا بابا أنا ...
-من غير كلام هتتجوزيه يا هنا !!!ده مفهوش نقاش ....
هزت رأسها وكادت أن تتكلم الا انه اقترب منها فتراجعت برعب ...شهقت بفزع العالم أجمع وهي ترى يديه تمتد الى شعرها ...
وقفت نورهان بينهما وقالت لاهثة :
-هتتجوزه يا حاج ..هتتجوزه متخافش ...
ابعد جلال يده وقال بنبرة صلبة:
-كتب كتابك على مراد الأسبوع اللي جاي جهزي نفسك يا هنا ولا أنتِ عارفة ممكن أعمل ايه ...مفهوم ؟!
هزت رأسها بخوف وهي تبكي ...لم يكن لديها أي مهرب الآن فهي كانت أضعف من ان تواجه غضب والدها الذي دوما يتحكم في حياتها !!
..
باك
عادت من شرودها وهي تبكي وقد حكت له بإختصار ما حدث ...
نظرت إليه بعيني محمرة من اثر البكاء وقالت:
-شوف أنا مستعدة ابقى هنا واسمع كلامك في أي حاجة بس الا الحاجة دي وصدقني أنا مليش أي طلبات غير أنك تعامل ابني كويس ...مش عايزاه يفتقد ابوه...ممكن ...ممكن يا مراد ...
لم يرد عليها بل ترك المنزل غاضبا ....كان يتألم من داخله ...شعر أن كبرياؤه الرجولي قد تضرر وأول ما فعله هو انه اتجه إليها ...تلك التي لن تقول له لأ أبداً!!
.....
في منزل مراد ومنار ...
كانت تنام على فراشها والدموع تنفجر من عينيها دون توقف ...شعرت ان قلبها سوف يتوقف من فرط الألم...رأسها يمزقها وهي تتخيلها بين ذراعيه يعطيها الحب الذي بخل به عنها ...فطبعا هي حبه الأول وهي لا شئ ...اكتشفت هذا الآن....
فجأة تجمد جسدها بالكامل وهي تشعر بوجوده في غرفتهما...تسلل عطره النفاذ الى روحها ...اتسعت عينيها بقوة وهي مازالت على وضعها..ماذا أتى به الآن ...أليس من المفترض ان يكون مع زوجته !!!
انكمشت على نفسها وهي تشعر بثقل جسده على الفراش ولحظات وكان يجذبها الى صدره الرحب...حاولت التحرر وهي تقول بصوت مختنق:
-ايه هي العروسة الجديدة رفضتك ولا ايه ؟!عشان كده جاي هنا !!
لم يرد عليها ولكنها شعرت بتوتر جسده ففهمت ان كلامها صحيح ...ابتسمت بسخرية مريرة بينما تهبط شفتيه على وجنتها بدون كلام بينما يديه تتجه الى فستانها البيتي...
-ابعد يا مراد ...بقولك ابعد ....
ادارها إليه حتى نظر في عينيها الدامعة ووجنتيها الملطخة بالدموع وقال:
-ايه يا منار هتمنعي جوزك من حقه الشرعي ...لا متوقعتهاش منك ابدا!!
نظرت إليه وقالت بنبرة جافة:
-لا طبعا يا مراد مليش اني امنعك ...أنا قدامك اهو خد حقك براحتك خالص ..بس لو عندك استعداد تأخد حقك الشرعي وانا مش طايقة حتى لمستك أتفضل ....صدقني مش همنعك عني خالص بس اعرف أنك لما تلمسني هكون قرفانة اووي من نفسي وبعد ما تخلص هرجع كمان. !!
بهت وهو ينظر إليه ...تلك كانت ضربة ثانية ...حتى اقوى من ضربة هنا له ...كان يثير جنونه وهي تخبره انها تشمئز منه لذلك قربها اكثر منه وقال:
-وانا دلوقتي هبين ان كلامك كله غلط...هوريكي ازاي هتستلمي ليا ..وان كلامك ده كله خرافات ؛!!
ثم دون اهتمام بها أكمل ما يفعله وهو مصر على نزع استجابة قوية منها !!!
يتبع
↚
الفصل السادس (استسلام)
وعقابك سيكون ان تحبني ...تبحث عني ولن تجدني.)
سولييه نصار)
أخفت وجهها بعد ان انتهى منها ...تشعر بالقرف من نفسها وانها سوف تتقيأ في أي وقت ...لقد فعل ما اراده واستجابت هي !!!شعرت بالقرف من نفسها....في البداية كانت متجمدة ولم تظهر أي استجابة ولكنها ضعفت مع استمراره بالضغط عليها نهضت سريعا وهي ترتدي فستانها البيتي وتركض خارج الغرفة بينما ارتدي مراد بنطاله بسرعة وذهب خلفها ليرى ما بها ليجدها جالسة على ارضية الحمام البيضاء بينما تتقيأ بمقعد الحمام ...ودموعها تطفر من عينيها بغزارة ....
اقترب منها بخوف وهو يضع كفه على ظهرها وقال ؛
-منار ..منار فيه ايه ؟!
انتهت أخيراً وابعدته عنها وهي تنهض بإعياء وتقول ؛
-فيه اني قرفانة منك ...قرفانة من نفسي لاني حبيتك واستسلمت ليك ...قرفانة اني بتضيع حياتي مع انسان زيك ...ده اللي بحسه لما تلمسني ...بحس بالقرف!!!!
التمعت عينيه بالغضب وقال :
-من شوية مكانش ده احساسك يا منار !!!
هزت راسها بيأس وقالت:
-للاسف أنا خسرت المرة دي واستسلمت عشان للأسف بحبك ...بحبك ومش قادرة اشيل حبك من قلبي بس اوعدك يا مراد على قد ما حبيتك هكرهك ...هخرجك من قلبي ومش هترجع تاني ...ممكن مقدرش اتطلق منك ..بس الحب اللي اديتهولك لما عشت معاك مش هتشوفه مني ...هتعرف بعدين أنك خسرتني ...
ابتسم بسخرية فابتسمت هي أيضا وقالت بعيني دامعة :
-اتمنى أنك تضحك كده للنهاية لما تلاقي حبي ليك اختفى تماما وهتدور عليه ومتلاقهوش ....
كلماتها القوية طغت على فرحة الانتصار بداخله ...شعر بمرارة في حلقه وهو يتلمس صدق كلماتها وفكر بصدمة ..هل يخاف حقا أن تكرهه؟! ان ينتهي حبه في قلبها ....بالنظر الى التصميم في عينيها عرف انها تقصد ما تقوله ...ولكن هل ستنجح ...هل يريد هو أن تتوقف عن حبه ...والجواب لم يتجرأ ان يفكر به ...
لذلك بهدوء انسحب من امامها وذهب لكي ينام ...ففرحة انتصاره على منار وجعلها تستلم له لم تطل وهي تخبره بهذا ...هو حقا لا يعرف لماذا يشعر بذلك الضيق في قلبه...هو لا يحبها فلماذا يهتم ..هل هو اناني حقا يريد التي يحبها ويريد التي لا يحبها ...حقا لا يفهم نفسه ...
بعد ان ذهب أغلقت منار الباب ثم جلست في المغطس وهي تفتح مياة الصنبور ليندفع الماء عليها ...خلعت ملابسها وهي تغسل جسدها جيدا...تزيل أي آثار له ...أرادت ازاله اثاره من قلبها وجسدها على حد سواء ....انها تكره نفسها ...تكره نفسها لانها تحبه!!
............
في اليوم التالي ....
فتحت منار الباب لحماتها التي كادت أن تحطم الباب ...نظرت إليها صابرين بغضب ولكن لم تعيرها أي اهتمام وهي تدخل شقتها لترى ابنها ...وجدت ابنها يجلس مع بناته على طاولة الإفطار ....
-مراد عايزة اتكلم معاك فورا ..
نظر مراد الى والدته بحيرة وقال:
-فيه حاجة يا أمي ؟!
-عايزة اتكلم معاك انت ومراتك ممكن ؟!!
ثم اشارت بعينيها الى الطفلتين ...ليتنهد مراد ويقول :
-ملك ..ماسة معلش يا حبايبي روحوا اوضتكم دلوقتي .
وعلى الفور أطاعا والدهما وذهبا الى غرفتهما...
ما ان ذهبت حتى انفجرت والدته في وجهه وقالت :
↚
-دخلتك امبارح كانت على هنا وانت جيت وقضيت الليلة مع مراتك الأولى ...انت معندكش دم يا مراد
زفر مراد وقال:
-امي لو سمحتِ متتدخليش في الموضوع ده ..
-متدخلش ...متدخلش ازاي وانا شايفاك هتظلم البنت اللي اتجوزتها من أولها ...سايبها في ليلة دخلتها وجيت لمراتك !!
نظرت صابرين الى منار وقالت :
-انتِ اللي أكيد لعبتِ في دماغه صح ؟!خلتيه يسيب مراته في ليلة دخلتها ويجيلك صح ...أنا عارفة خبث الحريم ده !!
هزت منار كتفها ببرود وقالت:
-والله يا حماتي أنا قولتله يروح لمراته بس هو اللي جه أنا لا طلبته ولا حاجة ...تقدر هنا تأخده خالص مبروك عليها ....
نظر مراد بغضب الى منار وقال:
-ايه تأخده دي؟!هو أنا شراب ؟!أنا راجل وانا اللي أقرر ابات فين!!
هزت منار كتفيها وقالت:
-والله يا بيبي قول الكلام ده للست الوالدة اللي عايزة تمشيك على مزاجها ...ليه جايين تلوموني أنا !!!
وجه مراد غضبه نحو والدته وقال ببرود :
-لو سمحتي يا ماما متدخليش في حياتي ...أنا حر أقرر انام فين ...متعمليش كده تاني ...متجيش وتحاسبيني على حاجة أنا اعملها ...
بهت وجه صابرين وترطبت عينيها بفعل الدموع وهي تنظر الى ابنها ...لا تصدق انه قاسي معها بتلك الطريقة
-حقك عليا يا ابني ...مش هتدخل في حياتك تاني ...
قالتها بإنكسار ثم انسحبت من امامه وخرجت من المنزل ...
نظر مراد الى منار بحدة لتنظر إليه بلامبالاة ثم تتجه الى الغرفة نحو بناتها....
........
بعد دقائق معدودة خرج مراد من منزله متجها الى منزل شقيقه الراحل حيث توجد هنا ...كان قد قرر ان يتجاهلها تماما ولكنه فشل في فعل هذا ...قلبه يهفو إليها....
انحبست انفاسه وهو يجدها ما زالت نائمة على الفراش ...شعرها منتشر على الوسادة كستار رقيق من الحرير ويبدو عليها السكون...تسارعت دقات قلبه وهو يتجه إليها ...أراد أن يلمسها ...كان سيموت أن لم يفعل ....
بدأ بتقبيل رأسها برفق لتعبس وهي نائمة ...ابتسم هو بينما يضع شفتيه على شفتيها يحقق حلمه بالإقتراب منها ...بتقبيلها !!!
لحظات وابتعد منها وهو يتنهد بقوة لتجمده همساتها اثناء نومها وهي تقول:
-علي أنا بحبك أنت!!!!
يتبع
↚
الفصل السابع (تمردت)
لقد تحطمت على يدك والآن لترى انتقامي )
سولييه_نصار
ابتعد وهو يشعر وكأن أحدهما لكمه في صدره ...شعر وكأن انفاسه تقطعت ...ألم كبير احتل قلبه...انها لا تتوانى أبدا عن تحطيمه.!!!
ابتعد مراد خارجا وهو يشعر بالغضب ...كانت البراكين تشتعل.داخله.بالفعل وكم أراد أن يذهب إليها مرة آخرى ويصرخ بها ...يطالبها بأن تحبه....
ذهب الى عمله وهو متكدر والغضب يعصف به
. ......
في مكتب المحامي رضوان ....
ولج مراد وهو متجهم دون ان يحي اصدقاؤه حتى ..وجلس على مكتبه ......
-ايه.يا عريس ...ايه اللي جابك النهاردة مش مفروض انت إجازة ؟!
قالها صديقه حسن وهو يقترب منه ...زفر مراد ولم يرد عليه فجلس.حسن وقال:
-فيه ايه يا مراد مالك.؟!هي مراتك الأولى نكدت عليك ولا ايه ؟!
نظر مراد الى حسن ببرود وقال:
-حسن بالله عليك أنا مش ناقص ...أنا فيا اللي مكفيني وزيادة ...
-أووه.شكلك أتنكد عليك جامد ...
-أووف منك أنا رايح لأستاذ رضوان اسلمه.ملف قضية الأسيوطي
ثم ذهب وتركه
.......
عند هنا ...
كانت قد استيقظت قرب العصر وذلك لانها قضت الليلة كلها تبكي بسبب اشتياقها لعلي...انها تعجز عن نسيانه...لا تستطيع تقبل انها تزوجت من أخاه ....
ولجت للحمام بخطوات متعبة ثم استحمت سريعا وارتدت فستان بيتي باللون الأرجواني بأكمام طويلة ثم مشطت شعرها وعقدته في ذيل حصان ...
وجلست على الطاولة وهي تبدأ بالأكل ...فجأة توقفت عندما وجدت مراد.يدخل الى المنزل ....
-مساء الخير ...
قالها بهدوء لتهز رأسها وتكمل طعامها....تنهد مراد بضيق وهو يتذكر استقبال منار له والذي دوما أشعره بأهميته كرجل في حياتها ...هو لم يعتاد على هذا التجاهل أبداً ....
-اخبارك النهاردة ..
قالها بهدوء لترد ببرود:
-عايشة أهو ...
اقترب وجلس على الطاولة وقال:
-بصي يا هنا عشان نقدر نعيش مع بعض
نظرت إليه ليكمل هو :
-أولا تعاملك معايا ميكونش بالبرود ده....أبوكي اللي اجبرك على الجواز مش أنا خالص ...مش مشكلتي أنك خوفتي تقولي لا ...أنا كزوجك ليا احترامي وليا حقوقي اللي هاخدها دلوقتي أو بعدين ..أما كده او نطلق بالمعروف وابنك هيكون في عيني ...
بهتت وهي تنظر إليه ...هي لا يمكنها أن تتطلق ...والدها لن يتركها وشأنها ...
أكمل مراد وقال:
-أنا هديكي طبعا وقت لحد ما تتعودي بس اعرفي ان دلوقتي أو بعدين هتبقي ليا ..كملي أكلك مش هزعجك أكتر من كده ...
ثم نهض وتركها متجها الى منار ....
.......
ولج لمنزله هو ومنار وهو يبحث بعينيه عنها ليجد ضحكاتها تدوي في المنزل وهي تعصب عينيها بوشاح بينما تطارد ماسة وملك...
-تعالوا هنا أنا همسككم ...
قالتها منار وهي تضحك ...ضحكتها كانت ساحرة ...اعترف مراد بهذا ....اشار لطفلتيه بالإبتعاد ليقترب هو منها ويجذبها معانقا اياها ....عبست منار وهي تشعر بذارعين قويتين تضمها بقوة وشفاه دافئة تهبط على وجنتها ...
انتفضت كالملسوعة وهي تبعده عنها ثم تنتزع الوشاح بقوة من على وجهها وتنظر الى مراد ...لحظات وظهر الاشمئزاز على وجهها ومسحت وجنتها بقرف شديد وهي تنظر إليه ...
فعلتها تلك جعلته يشتعل.بقوة ...
-ايه اللي جابك مش مفروض تبقى مع مراتك التانية ؟!
قالتها ببرود وهي تلقي الوشاح على جنب .ليرد هو :
-جاي لمراتي ايه ممنوع ؟!
↚
-انا مش عايزة بس أمك تقول اني بحاول أسرقك من مراتك التانية وأنت أصلا أخر اهتماماتي ...فياريت تروح.عندها وتسيبني في حالي ...
ثم سحبت الفتيات ودخلت بهما الى غرفة الاطفال وأغلقت الباب بقوة ...
زفر مراد بحنق ...مشاكله مع منار تزداد ولا تقل...عاجز تماما عن ارضائها !!!
في الليل ...
ولج مراد الى غرفة الفتيات ليجدهم غارقان بالنوم على فراش ... وبالفراش الآخر كانت منار نائمة بعمق ....
بهدوء اتجه إليها وحملها بين ذراعيه وهو يخرج بها من الغرفة ...
شهقت منار وهي تستيقظ.من نومها وكادت ان تصرخ ولكنه هبط.بفمه على فمها يمنعها من الصراخ ...لن يسمح لها أن ترفضه ...جلس بها على الأريكة وهو ما زال يقبلها ...كانت تدفعه بقوة ...قررت ألا تستلم له مهما.حدث ...وعلى الرغم من الضعف الذي بدأ يغزوها الا أنها استعادت قوتها بسرعة ثم عضته بقوة في شفتيه ...
-آه ...
صرخ مراد بقوة وهو يلقيها على الأرض بينما يضع كفه على شفتيه التي تنزف...
نظر الى الدم بذهول ثم نظر الى منار القابعة على الأرض تنظر إليه بشراسة وقال:
-ايه اللي عملتيه ده يا بنت المجانين...
-اهو انت ابن المجانين...وده.هيحصل كل اما تفكر تلمسني تاني يا مراد ...خلاص من النهاردة انسى أنك تلمس شعرة بس من راسي ...روح لمراتك التانية وخليها تديك حقوقك وانسى ان ليك عندي حقوق تاني !!!
......
في اليوم التالي .....
ذهب مراد الى هنا ....
وجدها.ما زالت نائمة على الفراش وهي تضم صورة على ....
تصاعد الغضب داخله ولكنه سيطر على نفسه..ثم مد.يده وهزها بخشونة وقال:
-هنا اصحي ...يالا اصحي ...
فتحت هنا عينيها بصعوبة لتشهق وهي تجده أمامها ...
نهضت مسرعة من الفراش ووقفت وهي تنظر الى وجهه بصدمة
-ايه اللي حصل لشفايفك ؟!
قالتها وهي تشير الى شفتيه المتورمة ليتلعثم مراد ويقول :
-وقعت في الحمام ...المهم دلوقتي جهزي نفسك عشان هتساعدي امي في شغل البيت ..
-أفندم؟!
قالتها بنبرة باردة ليكمل :
-قولتلك اجهزي عشان تساعدي امي في شغل البيت !!
-لا انت شكلك مش فاهم كويس ..أنا مراتك مش خدامة للست الوالدة .. علي الله يرحمه طول حياته مطلبش مني أنزل واخدم وأكيد ده مش هيحصل بعد موته !!!
قالتها هنا بقوة وهي تنظر إليه ...تلعثم مراد قليلا وقال:
-محدش قال هتخدمي أنتِ بس هتساعدي ماما زي ما منار هتعمل الشغل كتير و ...
قاطعته وهي تقول ببرود :
-أنا واثقة ان منار ووالدتك هيقدروا يتصرفوا زي ما كانوا بيتصرفوا قبل كده...أنا مش هنزل وأحط ايدي ..لو حابة أساعد هساعد وهيكون الموضوع بمزاجي أنا مش بمزاج والدتك ...أنا مراتك مش خدامة !!!كفاية عليا شغل البيت اللي أنا كمان مش مضطرة أعمله بس بعمله ...وحاجة كمان أنا عايزة أعزل عن أهلك مبحبش حوار الاختلاط الكتير بيجيب مشاكل وبيزود العشم
نظر إليها مراد بصدمة ...لم يصدق انها تفكر بتلك الطريقة ....
اقترب مراد منها وشدها من ذراعها واعتصره بعنف وقال:
-ده مش طلب يا هنا ...أنتِ هتنزلي وتساعدي أمي من غير أي نقاش ..
فتحت فمها لتعترض.ولكنه.عصر ذراعها بشكل أقوي وقال:
-يالا يا هنا ...انزلي من غير أي كلام.!!!
........
بعد نصف ساعة ...
كان مراد يجذب هنا من كفها وهو ينزل الأدراج ويقترب من والدته وقال :
-هنا هتساعدك النهاردة يا أمي ...
ابتسمت صابرين وقالت:
-طيب منار يا أبني ...انت عارف انها شاطرة أووي وسريعة و....
-منار مش هتقدر تساعدك النهاردة يا حماتي للأسف...
كان هذا صوت منار المستفز وهي تمسك كف طفلتيها وتقترب.منهما ...
نظر مراد بحيرة الى منار التى ترتدي سترة سوداء اسفلها قميص وردي وبنطال اسود واسع ...تلف حجابها بطريقة عصرية وترتدي نظارة شمسية وعلى شفتيها ابتسامة غامضة ...
نظرت إليها حماتها من أعلى إلى أسفل وقالت:
-رايحة فين وانتِ لابسة بالشكل ده ولا واخدة اذن جوزك ولا عاملاله اعتبار ...
وضعت منار كفها على قلبها وقالت بنبرة درامية:
-وأنا اقدر برضه يا حماتي اطلع من غير اذن جوزي ...
نظرت الى مراد وقالت:
-مش قولتلك يا حبيبي الأسبوع اللي فات.أن السبت ده معايا مقابلة في الحضانة عشان ماسة وملك ....وانت عارف ان الحضانة دي انترناشونال وكويسة اووي ومش هلاقي زيها عشان كده مقدرش الغي المقابلة ...
ازدادت ابتسامتها اتساعاً وقالت:
-بس أنا واثقة ان ضرتي هتقدر تقوم بالواجب وزيادة وبكل حب مع حماتي العزيزة...ربنا يديم الحب بينكم.يا حبايبي يالا تشاو ..
ثم ارسلت قبلة لهم في الهواء ونظرت لزوجها وقالت:
-ألف سلامة على بوقك يا حبيبي تعيش وتأخد غيرها ..
ثم غمزت له وذهبت ...
يتبع
↚
الفصل الثامن(خطة جديدة ).
سأعلم قلبي ألا يحبك بعد الآن ...سأعلمه أن الاشتياق لك جريمة يجب العقاب عليها ،)
.......
-شوفتي لما عملت اللي قولت عليه وشك نور ازاي ؟!
قالتها تقى لمنار .والتي كانت جالسة براحة على المقعد.بإحدى الحدائق العامة ..
ابتسمت منار براحة وهي تنظر لطفلتيها التي تلعبان....كانت تشعر أخيرا بقليل من السكينة بعد أن كادت تفقد عقلها اليومين السابقين ...تنهدت منار وهي تنظر إلى تقى وتفكر أنها محظوظة للغاية لوجود تقى في حياتها ... من كان يتخيل أنها وتقى سيلتقيان مجددا...وسيتفقان أيضا ...فبعد أن فقدت الأمل وتخلى عنها شقيقها اتت تقى وأعطتها أمل جديد ....تذكرت منار لقاؤها معها وكيف تغيرت بعد أن قابلتها ...
فلاش باك ...
....
بعد حديثها هذا مع شقيقها شعرت وكأنها نالت طعنة قوية في قلبها ....لن تصدق أن من من دمها سوف يخونها بتلك الطريقة ...شعرت بالفعل ان قلبها ينزف ....
-منار ازيك ؟!
صوت ناعم أخترق عقلها لتنظر لمصدر الصوت وتجد فتاة جميلة تنظر إليها بذهول...
-تقى؟!
قالتها منار بإنزعاج وهي تمسح دموعها بسرعة ...هي لا تحب تلك الفتاة ...رغم أنها قريبتها من بعيد حيث أن والدة تقى تكون ابنة عم والدتها رحمها الله ولكن رغم هذا لم يتفقا منذ صغرهما وكان بينهما نفور متبادل حتى سافرت تقى إلى الأمارات مع والدها بعد وفاة والدتها حينها كانت ما زالت بالثانوية واكملت دراستها هناك وحتى أنها درست بكلية الطب وانقطعت أخبارها تماما ...
اقتربت تقى بذهول ثم ضمت منار بقوة وهي تبتسم وتقول :
-بقيتي اجمل بكتير من الاول يا منور ...جيتي على الجواز ..أنا هتجوز كمان عشان أبقى حلوة زيك ....
-أنتِ بتعملي ايه هنا ؟!
قالتها منار ببهوت لتضحك تقى وتقول :
-بقالي اسبوعين جاية من الامارات قولت هقضي في مصر الإجازة قبل ما ارجع الكلية تاني . ..
-أنت لسه بتدرسي ؟!
قالتها منار بحيرة وهي تتذكر أن تقى اصغر منها بخمس سنوات فهي في السادسة والعشرون وتقى في الواحد و العشرون من عمرها ...
هزت تقى رأسها وقالت:
-أه والله الطب وسنينه الواحد حاسس نفسه عجز في الكلية دي ...أنا لما رجعت وقابلت سالم قالي أنك اتجوزتي من خمس سنين ...بجد فرحتلك اووي تعالي نروح بيتي واحكيلي بقا على حياتك حلوة ازاي مع جوزك والقطاقيط الصغيرين ... سالم قالي عليهم أنا لازم اشوفهم و...
فجأة قاطع كلام تقى المتحمس انفجار منار بالبكاء في الشارع !!
-منار !!!
قالتها تقى بصدمة وهي تنظر إليها بصدمة ...كانت منار تبكي بشكل يمزق القلب ...تبكي بطريقة جلبت الدموع لعيني تقى عسلية اللون ...
أمسكت تقى كف منار وقالت:
-تعالى ...تعالى معايا
وبهدوء ذهبت منار مع تقى دون أن تجادلها....
.....
في منزل تقى ...
بعد أن هدأت منار وبدأت تقول كل شئ لتقى ...كانت لا تريد أن تحكي لها أي شئ ولكن لا تعرف لماذا انسابت الكلمات من فمها بسهولة وهي تبكي .....أخبرتها عن خيانة زوجها لها ...أخبرتها عن خذلان سالم لها ....أخبرتها كل شئ ...
بعد أن أنتهت منار من حديثها وهي تجفف دموعها...أمسكت تقى كفها وقالت:
-متزعليش أنا معاكي ..
نظرت إليها منار بصدمة لتقول تقى :
-أنا معاكي متقلقيش يا منار ...أنا هساعدك ...
باك ...
عادت منار من شرودها وهي تنظر إلى تقى التي تنظر إلى الأطفال وتضحك وقالت:
-أنا بفكر أتطلق يا تقى ...الاول ادور على شغل عشان اقدر استقل ماديا وبعدين ارفع خلع وابعد ...مش هقدر اعيش بالشكل ده ...انا بموت كل يوم وانا بشوف الحب في عينيه ليها...الحب اللي كان مفروض يكون ليا أنا !!!
-طيب وبعدين ؟!
قالتها تقى لتعبس منار وتقول :
-بعدين ايه ؟!
↚
-وبعد ما تتطلقي ايه اللي هيحصل يعني قوليلي؟!...هتستفادي ايه ؟!هتحرقي قلبه ؟!أنتِ ذات نفسك بتقولي أنه هو حاليا بيحب هنا فمش هيكون الموضوع مزعج بالنسباله فاللي هيحصل كالأتي ..أنتِ هتتطلقي وتبعدي ببناتك عن ابوهم وتحرميهم أنهم يعيشوا في العز بتاعه وتخلي هنا وابنها يعيشوا متهنيين وتحرمي ولادك ...أنتِ شايفة أن ده صح يا منار....
-عايزاني احارب عشانه وفي الاخر اخسر واتقهر ...
-متحاربيش عشانه ..حاربي عشانك أنتِ !!!حاربي عشان تثبتي مكانك في حياته عشان لو مشيتي تكون ضاربة قاضية ليه....حاربي عشان عيالك يا منار ....مش كل حاجة طلاق طلاق نفكر شوية...
نظرت منار إليها بعيني حمراء بفعل البكاء وقالت :
-بس ...
-مبسش ولا حاجة ...أنتِ في ايديك ترجعيه ليكي وهيبقى مجنون بيكي ...خليه مجنون بيكي وبعدين ابعدي ولما يتعلم الأدب ويقول حقي برقبتي أرجعي تاني او مترجعيش وقتها يكون قرارك بس لازم يدفع التمن صح ولا لا ؟!
........
عادت منار الى المنزل وكلام تقى يدوي في عقلها ...لا يتركها أبدا....ولجت للمنزل هي والفتيات لتجد مراد أمامها يجلس على الأريكة براحة ...اندفعت كلا من ملك وماسة إليه في سعادة ثم عانقاه ...
-ايه عملتِ ايه في المقابلة ؟!
ابتسمت له وقالت؛
-كانت هايلة وقريب البنات هيداوموا ...
ابتسم وقال :
-كويس ....
عبست وقالت؛
-بس أنت ايه اللي جابك هنا مش مفروض تبقى عند.مراتك التانية أنتوا متجوزين من قريب ميصحش كل شوية تيجي لمراتك الأولى مش عدل كده ...
نظر إليه بدهشة فأكملت :
-روح يا حبيبي لمراتك التانية عشان متشيلش ذنب انك ظلمتها أنا بحبك وخايفة عليك تأخد.ذنب ...
-لا لا اكيد وقعتي على راسك...
قالها بذهول ولكنه عجز عن اخفاء الضيق بصوته ...كيف تقول هذا بسهولة ...ألا تغار عليه ؟!!
-ليه يا حبيبي أنا بنصحك ...كفاية كده روح لمراتك التانية يالا ومن النهاردة لازم تعدل بيننا ...
ابتسمت ابتسامة جميلة في وجهه وقالت وهي تقترب منه وتعدل من ثيابه :
-حاجة تانية يا حبيبي أنا بدأت بجد أتعب ...ضهري بدأ يوجعني بسبب اني بنزل لتحت وبخدم وحقيقي عايزة الفترة دي أرتاح شوية فممكن يا حبيبي تقول لحماتي تديني راحة بس أسبوع عشان كمان ورايا حاجات كتير أعملها ...
نظر إليها بضيق وقال؛
-ومين هيساعدها يعني يا منار ...
-هنا طبعا ...واثقة أنها هتقدر تشيل شوية بس الأسبوع ده وانا من الاسبوع اللي جاي هشيل البيت ..معلش يا حبيبي تقلت عليك...
تنهد مراد وهو ينظر إليها هو لا يصدق ولكنها أظهرت استسلامها له بشأن زواجه من آخرى وهذا جيد ...ابتسم أخيرا وقال:
-اللي تحبيه يا حبيبتي متنزليش عند ماما الأسبوع ده أنا هخلى هنا تنزل !
يتبع
↚
الفصل التاسع (هزيمة جديدة )
وها أنا أمام عينيك أسقط
سولييه نصار
......
مر اسبوع ...
وقد أحضر مراد عمر أبن على وهنا للمنزل وتم تقسيم ايام مبيت مراد حيث انه ينام عند هنا يوم وعند منار يوم ... وكان الوضع هادئ نوعا ما ..منار لا تفتعل أي مشاكل وهادئة بشكل غريب ...
.........
في منزل مراد ومنار ...
خلدت ملك وماسة الى النوم لتستعد منار لزوجها فاليوم هو يومها ...
استحمت بسرعة ثم أرتدت الغلالة الاجوانية المفضلة لديه ووقفت امام المرآة وهي تتزين ...وضعت احمر شفاه وكحل ومورد الوجنتين وماسكارا ...ثم تركت شعرها الأسود الجميل منسدلا ...تراجعت للخلف وهي تنظر الى نفسها بفخر وقد شعرت بالفعل أنها الاجمل على الاطلاق ..فالغلالة الأرجوانية كانت تلتصق بجسدها .. بفتحة واسعة من الجنب ... جمال عينيها الرمادية بزرت بسبب الكحل الذي وضعته ...
ذهبت مسرعة الى طاولة الطعام وانتظرت بحماس مراد ...
جلست على المقعد وهي تنظر الى أصناف الطعام التي يحبها والشموع التى تزين الطاولة ...انها تبرز تقدم ...في الاسبوع الماضي شعرت أنها تجذب زوجها إليها أكثر وأكثر. ..لقد رأت اللهفة بعينيه .....شعرت انها ليست مجرد بديل ...ربما لها مكانه في قلبه...ولن ترتاح الا أن تحتل قلبه بأكلمه ...هي فقط .....
........
بالأسفل. ...
أتي مراد من العمل أخيرا ...انها من المرات النادرة التي يتأخر فيها في العمل بسبب الضغط الواقع على المكتب ....ابتسم وهو يتذكر ان اليوم سيذهب الى منار ......لا يصدق ان منار أخيرا تقبلت الواقع ولا تثير أي مشاكل ...اصبحت اكثر تفاهماً معه ...حتى انها لا تغضب عندما يذهب الى هنا ...تنهد بضيق وهو يتذكر ان هنا رغم محاولاته لا تسمح له بالإقتراب منها...هي تبني بينهما حاجز قوي يُصعب تجاوزه...هل سيذوب يوما الجليد التي تضعه بينهما ...هل ستسمح له بالإقتراب منها ...أنه يتوق لها ...صحيح منار تفعل ما بوسعها ولكنه لا يستطيع إخراج هنا من عقله ...يحترق لكي يلمسها...يقبلها ...يضمها الى قلبه فتمتزج روحها بروحه...متى ستسمح له بالإقتراب منها ...متى ..
. ........
في منزل هنا ...
قبلت رأس ابنها الصغير بحب عندما نام وقررت أن تذهب هي أيضا للنوم ...
خرجت الى الصالة لتذهب الى غرفتها ولكنها فجأة شهقت بقوة عندما انقطعت الكهرباء....ارتعش جسدها واحتشدت الدموع في عينيها ... وهي تتخبط فى الصالة لكي تخرج خارج المنزل ...انها تخاف من الظلام ...ذلك الوضع يجلب لها ذكريات تتمنى لو تنساها ...
-حماتي...حماتي ...
قالتها بصوت باكي لتصرخ فجأة وهي تصطدم بطاولة الطعام...
-آه ...
صرخت بقوة والدموع تنفجر من عينيها لتشهق مرة آخرة عندما شدتها ذراعين قويتين إليها ...
-أهدي...اهدي أنا مراد ..
قالها مراد الى هنا وهو يعانقها لتبكي وهي تعانقه بدورها وتقول برعب :
-النور...النور...
-اهدي خالص ...دي مشكلة في الكهربا أنا هحاول أحلها ...
ثم حاول الابتعاد عنها ولكنها تمسكت به وعانقته وهي تقول برعب :
-لا لا متسبنيش ....عشان خاطري متسبنيش ...أنا بخاف من الضلمة ...بخاف منها أووي ...
أغمض عينيه بينما تعانقه بتلك القوة بينما كانت هي غارقة في رعبها...تتذكر في طفولتها ان والدها كان عندما يعاقبها يضعها في غرفة مظلمة ..لذلك كبرت وهي لديها خوف مرضي من الظلام ...
-هنا هصلح الكهربا و...
-لا لا عشان خاطري متسبنيش يا مراد ...
أبعدها قليلا وهو يمسك وجهها وكانت النافذة المفتوحة قد سربت ضوء القمر واستطاع رؤية وجهها الرائع على ضوءه ...حبس أنفاسه وهو يراها أجمل بكثير من كل مرة....ظل ينظر الى عينيها الباكيتان ثم انحنى ومسح دموعها بشفتيه ....أغمضت هي عينيها وعلى عكس ما توقع لم تبعده بل ارتجفت وهي تنتظر خطوته الثانية ...ليتجرأ أكثر وينحنى ويأسر شفتيها بين شفتيه ....
لحظات عديدة وتفاعلت هي معه بينما تضمه إليها بلهفة ودموعها تتساقط ..شعرت ان جسدها يفيق من ثباته بينما يحملها ويتجه بها الى غرفة النوم ...
عندما أسقطها على الفراش واقترب منها ..
-مراد ..لا....لا
ولكن مراد قتل ترددها الواهي وهو يقبلها بلهفة عاشق .. وكان مصر على جعلها زوجته قولاً وفعلا !!!
. . .
↚
في اليوم التالي .....
فتح مراد عينيه وابتسامة سعيدة تستقر على شفتيه ...لقد ظل للفجر مستيقظ وهو يبثها حبه ...أخذ حق كل تلك الليالي التي حرمته منها ...صرخ بحبها مرارا...عاش معها ليلة لم يعيشها من قبل ...
نظر بجانبه لكي يضمها إليه ولكنه عبس عندما لم يجدها .....
جلس على الفراش بدهشة وتجمد عندما وجدها تجلس على المقعد ... عينيها حمراء بفعل الدموع
نهض وارتدى بنطاله واقترب منها وقال :
-فيه ايه مالك؟!
نهضت عندما امتدت كفه نحوها وقالت:
-متلمسنيش !!!
تراجع وبهت وقال:
-مالك ؟!
-ايه اللي عملته امبارح ده ؟!أنت أستغلتني...أنت ا ازاي تعمل كده أنطق ؟!
صرخت والدموع تنفجر من عينيها
-استغليتك؟!-أنا جوزك!!!واللي حصل بيننا ده طبيعي ...علي مات خلاص يا هنا ..دلوقتي فيه أنا وأنتِ واللي حصل امبارح ده زي ما أنا كنت عايزه يحصل ..أنتِ كمان كنتِ عايزاه يحصل والا كنتِ منعتيني ...
قالها مراد بقوة لتصرخ هنا وهي تبكي ..:
-لا لا مكنتش عايزاه يحصل ...أنا حاولت أمنعك ...حاولت ...
-أنتِ كدابة ...أنتِ ممنعتنيش ...لو كنتِ قولتي مش عايزه كنت هبعد ...بس أنتِ مقولتيش كده
احمر وجهها بفعل الإنفعال ....كان قلبها يعتصر من الألم ..تشعر انها خائنة...ليس جسديا فقط ..بل قلبها خائن...روحها التي تشعر باللهفة نحوه خائنة ...
رفعت وجهها وقالت بنبرة مرتعشة :
-ده مش هيحصل تاني ...أنت مش هتلمسني تاني يا مراد ..حتى مش هسمح ليك تيجي تبات هنا ..روح لمراتك هي متستاهلش منك كده !!!
-أنتِ مراتي كمان ..
زعق بها لترتجف وتقول وهي تبكي :
-وأنا مش عاوزة ابقى مراتك ...أنا مش عايزاك...روح لمراتك يالا !!
.......
بعد دقائق معدودة دخل مراد الى منزله هو منار ليتجمد وهو يجدها جالسة على مقعد السفرة ..ترتدي غلالة ارجوانية وشاخصة عينيها للأمام ...
-منار..
قالها بصدمة لترفع عينيها وتنظر إليه...الكحل سال على وجهها ويبدو عليها أثر البكاء ...
--كنت فين؟!
لم يرد لتنهض هي وتقول :
-كنت عندها صح.؟!عند هنا؟انطق كنت عندها ...
صرخت في جملتها الأخيرة بينما تضربه بقوة على صدره وهي تشتمه ...
-منار احترمي نفسك !!!
صرخ بها وهو يحاول أن يمسك كفها ولكنها أخذت تصرخ به وتضربه على صدره بإهتياج وتقول:
-شوف أنا اتصلت بيك.كام مرة ومعبرتنيش يا حقير يا حيوان يا ...
-بس خلاص اخرسي ...
صرخ بها بقوة وهي يصفعها حتى وقعت أرضا ...
وضعت كفها على وجهها بصدمة وشعرت بمرارة الدماء في فمها ...نظرت إليها والدموع تنفجر من عينيها ليقول بقوة:
-ده اللي هتاخديه لما تقلي أدبك عليا تاني ...والمرة الجاية لو حاولتِ ترفعي ايديكي تاني هكسرهالك فاهمة يا منار !!!
يتبع
↚
الفصل العاشر (عقدة الماضي )
وقيود الماضي ترفض تركي ...وحبك يحاصرني من كل أتجاه..
♡♡♡♡♡♡♡
لحظات واستعاد وعيه ...نفض الغضب منه و نظر إليها وهو يشعر بالذنب .....كانت الألم يكسو وجهها والدموع تنساب من عينيها بدون توقف ....هذا خطأ ...خطأ ..انه يفرغ غضبه بها هي ...يأسه المستمر من هنا يجعله عنيف مع منار...اقترب منها وحاول مساعدتها لكي تنهض إلا أنها قالت بنبرة باردة :
-متقربش مني ابعد ...روح خلاص مش عايزة اشوف وشك هنا...روحلها يالا خلاص ...
ثم نهضت بمفردها وهي تتجه إلى الحمام وتغلق الباب بعنف ...
نظرت إلى انعكاسها بالمرآة ورأت الحقيقة ...والحقيقة كانت أنها امرأة ضعيفة ...ليس لها أي قيمة ...وضعت كفها على وجهها وانفجرت بالبكاء ...كان قلبها يتمزق ...كان الألم داخلها يتصاعد والغضب يمتزج به ....كانت تشعر أن جميع الأبواب اُغلقت في وجهها .....
-منار ..منار ممكن تفتحي عشان نتكلم ...
كان مراد يطرق الباب بحدة ....يخاف أن تفعل بنفسها شئ....لم يكن عليه ضربها ...هو السبب ...هو...لقد نسي نفسه بسبب هنا ...أنها تثير أعصابه ...رفضها المستمر له يجعله يخطئ بحق منار التي تفعل المستحيل لإسعاده....
-منار عشان خاطري افتحي الباب لازم نتكلم ...منار أنا آسف معرفش ازاي أنا عملت كده ...انا غلطان حقك عليا بس أنتِ استفزتيني...
لم ترد عليه وصوت بكاؤها يعلو ....
-منار خلاص افتحي الباب والا هكسره ...يالا افتحي...
-امشي لو سمحت يا مراد وسيبني في حالي ...امشي عشان تروح شغلك أنا شوية كده وهبقى كويسة ...امشي يا مراد ...امشي لو سمحت ....
-طيب اخرجي الاول و....
ولكن منار قاطعته وقالت:
-شوية وهخرج...خلاص انت روح متقلقش ...
أنا كويسة هاخد شاور واطلع ...
-بس أنا عايزة استخدم الحمام ..
قالها بيأس فقالت ؛
-عندك حمامين تحت وحمام عند هنا استخدم اي واحد فيهم بس سيبني لو سمحت ...لو سمحت ...
تنهد بتعب من عنادها ...كم أراد أن يكسر الباب ويخرجها بالقوة ولكن لم يريد الضغط عليها ..هو سوف يتركها لتهدأ واليوم فقط ليأتي للمنزل سوف يأخذها للخارج ويدللها ثم يطيب خاطرها ...
ابتعد وذهب لغرفته وهو يأخذ ملابسه لكي يستحم ...لم يتجه لمنزله مع هنا بل اتجه للاسفل فهو لا يريد التصادم معها بعد كل ما حدث !!!
.....
في منزل هنا ..
كانت تقف أمام المرآة وهي تضع كفها على شفتيها تتذكر قبلاته بالأمس ...تتذكر اللهفة في صوته وهو يردد على أذنيها أنه يحبها ...لم تسمع تلك اللهفة في صوت علي في يوم من الايام ...ولم.يقبلها بهذا الجنون ...علاقتهما كانت أشبه.بعلاقة رسمية ...لم يقبلها الا قليلا ...حتى أنه لم يغازلها أبداً...لم يشبع أنوثتها ولكنها أحبته...حقا أحبته ربما لأنه أول رجل دخل حياتها....فحياتها كانت دوماً مغلقة ...لم تمتلك اصدقاء ولا زملاء حتى ...كانت من المدرسة أو الجامعة للمنزل والعكس وما أن أنهت سنوات دراستها بكلية التربية زوجها والدها لعلي المنصوري دون حتى أن يأخذ برأيها ووافقت وجعلت علي حياتها ...أحبته كما لم تحب أحد من قبل ...صحيح كان خائن ولكنه لم يضربها كما يفعل والدها ...حسنا ضربها بضعة مرات ولكن ليس مثل والدها ابدا....ولذلك رغم خيانته أحبته...واخلصت له ...أقنعت نفسها انها لن تحب غيره ...ولكن قلبها يفاجأها دوما ...فهي عندما استيقظت صباحا ووجدته بجانبها..شعرت أن قلبها يدق بطريقة غريبة لم يختبرها من قبل ...شعرت أن روحها تهفو إليه والذكريات التي نفحها في عقلها بالأمس ترفض أن تغادر ...
-ماما ...
انتفضت قليلا وهي ترى ابنها يمسك طرف فستانها البيتي ...تخلصت من ذكرياتها معه وحملت طفلها وهي تقبله وتقول ؛
-تحب تفطر يا حبيب ماما ؟!
هز عمر رأسه لتبتسم وهي تقبله وتقول :
-طيب هفطرك عشان تنزل لتيتا اتفقنا ..
-اتفقنا ..
قالها بنبرته الطفولية لتبتسم وهي تضمه اليها...أنه الجزء الاجمل بحياتها !!
......
بعد نصف ساعة تقريبا ....
كانت منار قد انتهت من تجهيز بناتها ...
أمسكت فستانها الأزرق الطويل وارتدته فوق القميص البيتي القطني قم لفت حجابها بطريقته المعتادة ...
وبعد أن انتهت اتجهت إلى الخزانة وأخرجت ملابسها ووضعتها في الحقيبة ....
....
دقائق وكانت تخرج هي وابنتيها من المنزل ...توقفت لحظة وهي تجد هنا تخرج من الشقة المقابلة لها..
-منار !!
قالتها هنا بصدمة الا أن منار لم ترد عليها أو تُعيرها اي اهتمام بل أكملت طريقها لتنزل الأدراج هي وملك وماسة...
منار رايحة فين ...
قالتها هنا وهي تحمل طفلها عمر وتنزل خلفها ...
-منار !!!
كان هذا صوت حماتها المصدوم ...كانت عيني صابرين متسعة من الصدمة وهي ترى زوجة ابنها تمسك طفلتيها وحقيبتها ...
وقفت صابرين في طريق منار وقالت:
-رايحة على فين ؟!
وتوقفت عن الكلام وهي ترى وجنتها حمراء ومطبوع عليها أصابع غليظة ...بينما يبدو أن شفتيها نزفت ...
توقفت هنا وهي تلهث وتنظر إليها بصدمة ...ستترك المنزل بسببها...لا لا هذا مستحيل ...
-زي ما أنتِ شايفة يا حماتي أنا همشي وأظنك لما بصيتي على وشي عرفتي السبب الحقيقي ايه ...ابنك الراجل مد أيده عليا ..خلاص مبقاليش قعاد.هنا ...
ثم كادت أن تتجاوزها
↚
-استني هنا أنتِ رايحة فين بالبنات ... انتِ مش هتخرجي من هنا ؟!
صرخت بها صابرين وهي تمسك ذراعها الا أن منار نفضت يدها وهي تصرخ بها :
-لا همشي ..كفاية بقا قلة قيمة... ابنك مش كفاية أنه اتجوز عليا ..لا ده كمان بيمد ايديه عليا عشان السنيورة الجديدة ..خليهالكم اهي اشبعوا فيها وانا سيبالكم الجمل بما حمل ...
اقتربت هنا من منار وهي تبكي وقالت:
-والله يا منار أنا معرفش ايه اللي حصل وخلاكم توصلوا للوضع ده ..أنا اسفة... سامحيني لو زعلتوا بسببي صدقيني أنا ....
-متكلميش يا ضرتي...خلاص أنتِ فزتي يا هنا ...خلتيه يحبك ويتعلق بيكي وبقا كمان يمد ايديه عليا عشانك ...مش هستنى كمان لما يجي ويطلقني عشانك ...فأنا اهو سيبهولك ...خديه.كله أنا مبقتش عايزاه !!!
نظرت إلى حماتها وقالت:
-إن شاء الله تكوني مبسوطة انك خربتي.بيت ابنك ...افرحي يا حماتي ...
ثم تجاوزتها بالفعل وذهبت ...
استدارت هنا وهي تبكي بينما تحمل ابنها وتصعد للأعلى بينما تقول :
-الله يسامحك يا بابا ...الله يسامحك !!
.....
نصف ساعة وكانت سيارة الأجرة تقف أمام منزل والدها أو الذي كان لوالدها وأصبح لشقيقها...لقد أتت إليه ...فكرت بالذهاب إلى تقى ولكنها لن تثقل عليها ...سالم أولى بها وبأطفالها ...بالرغم من موقفه الصادم لها آخر مرة ولكنها تشعر انه سوف يساعدها تلك المرة ...حسنا هي تأمل ....
......
-منار !!بتعملي ايه هنا ؟!
قالها سالم بصدمة ...حسنا ليس هذا رد الفعل الذي انتظرته ولكنها لم تعقب ودخلت بتعب وهي تقول بصوت مخنوق:
-ضربني يا سالم ...آخرتي بقيت بتضرب يا سالم ...
كانت حنان زوجة سالم جالسة في الصالة وهي تنظر إليها ببرود...
نهضت وقالت بإبتسامة صفرا ؛
-نورتي يا منار يا حبيبتي ...
ثم نظرت الى زوجها وقالت:
-حبيبي يا سويلم عايزاك في كلمتين ممكن ؟!
هز سالم رأسه وقال لمنار:
-اقعدي يا منار ارتاحي.عشان اشوف عملتي ايه تاني !
........
في غرفة النوم...
كانت حنان جالسة على الفراش وهي تهز ساقيها بغضب وما أن دخل سالم حتى وقفت وقالت بغضب :
-هي كل شوية هتنطلنا يا سالم ؟!
-اهدي يا حنان ..
قالها سالم وهو يحاول تهدئتها إلا أن حنان قالت بغضب :
-لا مش ههدى ..ايه اختك دي ؟!عايزة ايه ؟!هي أول واحدة جوزها يتجوز عليها ولا ايه ...ما تبطل دلع وتترزع في بيتها ...سالم أنا مش مطمنة..دي عينيها من البيت ده وبتتدحلب زي التعبان عشان تاخده ..مشيها من هنا فورا والا والله العظيم امشي أنا !!
-طيب خلاص اهدي أنا هتصرف ... حبيبتي أنتِ حامل متنفعليش عشان خاطري...
هدأت حنان قليلا وهي تقول :
-يالا روح مشيها ..مش عايزة اشوفها ..انت عارف العصبية غلط على الحوامل ...
-طيب طيب خلاص اهدي ...
قالها سالم وخرج ...
....
في الصالة ...
كانت منار قد خلعت حجابها وهي تطرق رأسها للاسفل تخفي دموعها عن بناتها ...
جلس سالم بجوارها وقال:
-البسي حجابك هوديكي عند جوزك وبطلي عته...
-ايه اللي بتقوله ده يا سالم ..بعد ما ضربني ...
قالتها منار بإنفعال وهي تنهض وقد شعرت بالدوار فجأة ولكنها أكملت بتعب :
-ضربني بقولك ...
-منار خلاص قولتلك هوديكي عند جوزك ...هو أولى بيكي أنتِ وعيالك بطلي عبط مش اي مشكلة تيجي وتجري عيالك معاكي ..عنده حق أنه اتجوز عليكي !!
بهتت وهي تسمع منه تلك الكلمة ...ثم أخذت تصرخ فجأة وهي تبكي وتقول :
-أنت يا سالم ...انت بتقول كده عنده حق ؟!!بقولك ضربني وبرضه مغلطني ...بتعمل كده ليه يعني ؟!عشان مراتك متضايقة من وجودي ...عايز ترميني برا بيت ابويا عشان مراتك يا سالم ..عا..عا...آه ...
صرخت فجأة وهي تسقط أرضاً فاقدة الوعي
-.منار !!!
قالها سالم برعب وهو يرى شقيقته ساقطة على الأرض !!!
يتبع
↚
الفصل الحادي عشر(بداية عهد منار )
سأرحل يوما وستبحث عني ولن تجدني !!!
...........
-منار ...منار ..
كان سالم يقولها وهو يرش عليها الماء ولكن منار كانت تحرك رأسها فقط وترفض الاستيقاظ ...ملك وماسة كانتا متعانقتين والدموع تنساب من اعينهما بخوف ...والدتهما ترفض ان تستيقظ!!...شعر سالم بالقلق عليها ونظر الى زوجته وقال ؛
-أنا هوديها المستشفي ...دي مش راضية تفوق خالص ....
ثم كاد ان يحملها بين ذراعيها الا أن حنان قبضت على ذراعه وقالت؛
-استنى!!!مستشفى ايه اللي بتتكلم عليها يا سالم؟!مين اللي هيدفع مصاريف المستشفى والعلاج ؟!هو احنا ناقصين يا حبيبي ؟!
عبس سالم وقال:
-عايزاني أعمل ايه يا حنان وأنا شايف اختي في الحالة دي يعني هسيبها كده ؟!
هزت كتفها وقالت:
-لا طبعا ميرضنيش ...هو أنا معنديش قلب مثلا ؟!اتصل بجوزها يجي يوديها المستشفي..جحا أولى بلحم توره ...
نظر إليها سالم بتوتر وقد شعر بثقل في قلبه ...أنها شقيقته ..شقيقته مريضة وزوجته تمنعه من إسعافه ...ولكنه كان يعرف انه لو صمم على أخذ شقيقته الى المشفى زوجته لن تصمت ....بالتأكيد سوف تقيم الدنيا فوق رأسه .
...وهو لا يريد إزعاجها وهي حامل....
لذلك أخرج هاتفه وهو يتصل بمراد ...
......
في منزل عائلة المنصوري ....
-يعني ايه سابت البيت ؟!وأنتوا ازاي تخلوها تسيب البيت ؟!محدش منعها ليه ؟!
صرخ بها مراد بحدة وهو يشعر بالجنون ... زوجته تركت المنزل ...تركته هو ....تلك الفكرة أرعبته ...عندما اتصلت به والدته وأخبرته ان منار تركت المنزل شعر بقلبه يسقط في قدميه ...حسنا يعترف انه اخطأ في حقها ولكنه وعد نفسه انه عندما يعود سوف يعتذر منها كثيرا ويطيب خاطرها ولكنها تركته قبل أن يفعل هذا ....
شد مراد شعره الداكن وهو يدور حول نفسه بينما كانت صابرين تشعر بالقلق وهي ترى ابنها في تلك الحالة ...كان يبدو غاضب بطريقة لم تراها من قبل ...
-والله يا بني حاولت امنعها بس مراتك قوية محدش يقدر عليها ...ده غير انها قالت أنك ضربتها وعلت صوتها وانا خوفت من الفضايح وسبتها تمشي ..
توقف مراد عن الدوران ...وتيبس في مكانه واطرق بوجه متجهم...ثم قال:
-انا السبب ...أنا اللي زعلتها ...أنا لازم اروح اجيبها ...لازم اعتذر منها ...
ثم كاد ان يذهب الا أن رنين هاتفه جمده مكانه....أخرج هاتفه وهو يرى المتصل ...ابتلع ريقه وهو يجده.سالم ...تردد في الرد على اتصاله ولكنه قرر ان يواجهه بشجاعة حتى لو أهانه سالم لن يرد ....
-ألو ....
لحظات وكان وجهه شاحب كالأموات وهو يستمع الى سالم...
-ايه ؟!بتقول ايه ؟!!...طيب أنا جاي فورا !!
قالها وهو يركض خارج المنزل دون أن يلتفت لنداءات والدته الحائرة ولا أسألتها الفضولية ...كان قلبه يكاد يخرج من صدره بفعل الرعب وكلمات سالم تتردد في عقله .....
استقل سيارته الصغيرة وأنطلق بها مسرعاً ...
......
وصل الى منزل سالم بسرعة قياسية وخرج ولم يغلق باب السيارة حتى .. اندفع الى المنزل وهو يصرخ ؛
-منار ...
توقف فجأة وهو يرى زوجته فاقدة للوعي على الأريكة ....انعصر قلبه بألم وهو يراها بتلك الحالة ...كان يعرف داخل قرارة نفسه انه هو السبب ...هو من أوصل منار لتلك الحالة ...اقترب منها وهو يمسك كفها ويقول بنبرة مختنقة بينما شعر بالدموع تلسع عينيه ؛
-منار !!
انها زوجته...والدة طفلتيه كيف يفعل هذا بها ؟!كيف يوصلها الى تلك الحالة ....الشعور بالذنب كان يخنقه...
-حقك عليا أنا يا منار ...
قالها بإختناق ثم حملها بعد أن لف حجابها ونظر الى سالم بغضب وقال:
-كان لازم توديها المستشفى علطول بس أنا نسيت أنك مش راجل..عمرك ما كنت سند ليها ولا هتكون !!
اشاح سالم بوجهه وهو غير قادر على الكلام ثم أكمل :
-ماسة ملك تعالوا يالا معايا ....
↚
وجه كلامه لسالم مرة آخرى وقال:
-هاجي اخد شنطة مراتي بعدين ..
ثم خرج يتبعه الطفلتين...
.... .....
بعد نصف ساعة ...
كان امام المستشفي...
حمل زوجته واتجه بها للداخل وهو يهتف بإسم طفلتيه ..
-ملك ...ماسة خليكم جمبي....
ولج.للمشفى متجها بها الى الطوارئ وقد استقبلها الممرضين بالنقالة
......
بعد قليل
في رواق المشفى ...
كان مراد يجلس على المقعد وهو يضم طفلتيه إليه ...منتظرا بقلق خروج الطبيب ليطمئنه عليها ...
خرج الطبيب بالفعل لينهض مراد ويقول :
-مراتي ..
-اطمن يا أستاذ مراتك بخير هي بس جالها هبوط ...واضح انها مكانتش بتاكل كويس ...دلوقتي معلقين ليها محلول والحمدلله فاقت بس يخلص المحلول اللي في ايديها تقدر تأخدها وألف سلامة عليها.
-الله يسلمك يا دكتور ..شكرا ...
قالها مراد براحة ....
ثم ولج هو وطفلتيه لمنار التى كانت جالسة على الفراش شاخصة عينيها للأمام بشرود ...
-ماما ...
اخرجها.من شرودها صوت طفلتيها لتبتسم بشحوب وهي تشير لهما لكي يقتربا منها ...
اندفعت الفتاتين إليها لتعانق كل منهما على حدة وتقول :
-متخافوش يا حبايبي ...متخافوش .....
-يا بنات خلوا ماما ترتاح لو سمحتوا ..تعالوا واقعدوا هنا ...
ثم اشار الى المقعد الجلدي الكبير نسبيا وبالفعل أطاعتا أمر والدهما دون نقاش ...
ابتسم مراد وهو يربت على رأسهما ويقول :
-شطار يا حبايبي ...
ثم تنهد وهو ينظر الى منار التي تشيح بوجهها بعيداً عنه وكأنها لا تطيق ان تراه ...
اقترب هو منها وجلس على السرير الصغير التى تجلس عليه ...
-منار ..
قالها بندم ولكنها لم تنظر إليه ...
مد كفه وأمسك وجهها ليجعلها تنظر إليه ...تخيل أن يرى بعينيها الألم ...او الإنهيار ....ولكنه رأى أسوأ.من هذا ...رأى البرود ...رأى ان الحب في عينيها نضب تماما وهذا جعله يختنق دون سبب ...
-منار!!
همس بها بصدمة
-طبعا حضرتك فرحان دلوقتي ...فرحان ان حتى اخويا اتخلى عني ودلوقتي تقدر تذلني زي ما أنت عايز ..صح.؟!
قالتها منار ببرود ...هز مراد رأسه بقوة ...أوجعه اتهاماتها الظالمة له لتكمل هي بسخرية مريرة ؛
-انبسط يا مراد ..اخويا اتخلى عني رسمي وسلمني ليك ...تقدر تعمل فيا اللي انت عايزة بما اني دلوقتي لا معايا بيت ولا فلوس عشان اقدر اطلق.منك ...ده اللي كان نفسك فيه من زمان عشان كده رفضت دايما تشغلني ...كنت عايزني ابقى تحت طوعك صح وتعمل فيا اللي انت عايزة ... تتجوز عليا بقا او تضربني عشان مراتك التانية ..وطبعا عشان أنا مليش حد مش هتكلم ...مبروك يا مراد وصلت للي أنت عايزه...
-انا عمري ما افكر أعمل فيكي كده يا منار ...اطلبي مني دلوقتي اللي عايزاه وانا هنفذه بس متطلبيش الطلاق أنا مش هقدر أطلقك ..
أغمضت عينيها بتعب وقالت:
-للاسف أنا مش عايزة غير الطلاق دلوقتي ...مش عايزه غيره
أمسك كفها وقال :
-طيب اديني فرصة تانية وانا مش هجرحك تاني يا منار و ...
سحبت كفها وقالت:
-للأسف رصيدك.عندي خلص يا مراد ...أنا هعيش.معاك لاني مضطرة بس واثقة انه هيجي اليوم اللي هقدر فيه أمشي بعيد عنك وساعتها مش هتردد لحظة !!
يتبع
↚
.........
ما هذا الشعور الذي يعتمل قلبي ...لماذا أختنق وأنا أراك معها ؟
.........
كان مراد يسند منار وهو يدخلها لمنزل عائلة المنصوري ...كانت تريد أن تبتعد عنه ...لا تطيق لمسته لها ولكنها لم تعارض...أرادت فقط ان تتسطح على فراشها وترتاح .....
كان هنا واقفة بجوارها حماها وحماتها وهي تحمل طفلها وتنظر الى منار والذنب يمزقها من الداخل ...تشعر انها سبب الدمار الذي طال تلك الأسرة ...
لم يكلم مراد أحد وهو يسير بزوجته للداخل ويتجه الى الأدراج ليصعد للأعلى ...توقف فجأة امام الدرج ثم حمل منار ليصعد بها ...أحمر وجهها بخجل وهي تحاول دفعه وتقول بإرتباك :
-خلاص نزلني يا مراد أنا هعرف.اطلع لوحدي...
ولكنه لم يجيبها وهو يصعد بها بينما طفلتيهما يصعدان خلفهما ....
تخضب كامل وجهها بحمرة الخجل وشعرت بالإختناق ...كانت لا تريد منه ان يقترب منه بتلك الطريقة ...لا تريد أن يحدث بينهما أي تلامس...أشاحت بوجهها مصرة ألا تتواصل.معه بصريا بينما بنيتيه كانتا تحاصرانها بإصرار ...
أخيرا وصلا لمنزلها وأدخلها غرفتها وهو يجلسها بكل راحة ...
وضع الحقيبة البلاستيكية التي كان يحملها معه والتي كانت بها ادويتها على الكومود وقال:
-هعملك حاجة تاكليها عشان تأخدي الادوية ...
لم ترد عليه وهي تنظر للناحية الآخرى ..فتنهد وهو يجلس بجوارها ...شد.كفها إليه...حاولت سحب كفها من قبضته القوية الا انها فشلت فأغمضت عينيها وهي تقول بإختناق ؛
-سيبني لو سمحت !!!
ولكن رفض ان يتركها بل رفع كفها لفمه وقبله بلطف قائلا:
-انا عارف ان زعلتك كتير يا منار ...عارف اني جرحتك وانا آسف وطالب تديني فرصة اصلح اللي انا عملته و...
-فات الاوان!..فات الاوان يا مراد
قالتها منار وهي تشعر ان شئ انكسر داخلها ...شئ لن تشفيه كلمات الآسف من مراد ...
تنهدت وأكملت :
-خلينا كده يا مراد....خلي الوضع زي ما هو ....متحاولش تصلح حاجة ...لان مفيش حاجة هتتصلح ...أنا مش هنسى.انك مديت ايدك عليا عشانها ...ولا هنسى كمان انك.بتحبها هي مش بتحبني أنا....فيه حاجات كتير مش هنساها ...
-منار اس....
ولكنها قاطعته وهي تبكي :
-خلاص يا مراد روح لو سمحت كفاية...سيبني في حالي انا رجعت وتقبلت الوضع متحاولش تصلح حاجة عشان مش هيتصلح....قلبي مش هيتصلح.مهما عملت !!!
تنهد مراد بيأس وهو ينظر إليها...هي حتى ترفض أن تنظر إليها ...يشعر أنها تذبل رويدا رويدا ...
هز رأسه وقال؛
-أنا هقوم أعملك حاجة تأكليها عشان هتأخدي العلاج ...متقلقيش على البنات امي هتراعيلهم ...اقعدي أنتِ ارتاحي ...
لم ترد عليه وهي ما زالت تنظر للجهة الآخرى ...
دار هو حول الفراش حتى واجهها وانحنى وهو يقبلها بينما هي كانت جامدة بين ذراعيه ..طالت القبلة وهو يحاول أن ينتزع منها أي رد فعل ولكن للمرة الأولى يفشل الأمر ....لم يحصل إلا على دموعها التى تذوقها بشفتيه ...
ابتعد ليجد دموعها تنساب من عينيها الجريحة ...أغمض عينيه بيأس وهو يفكر أنه ربما خسرها ...والأمر مؤلم ...رغم أنه لا يحبها ولكن التفكير في أمر خسارتها مفجع بالنسبة إليه ...
-أنا اسف
تمتم.بها وهو يخرج من غرفتها متجها إلى المطبخ وهو معكر.المزاج ...
.....
في منزل هنا ....
وضعت طفلها النائم على الفراش ونهضت وهي تجلس على المقعد المجاور ...تفرك كفيها بعصبية والضيق داخلها يزداد ...لا تعرف لماذا هذا الشعور الخبيث يتسلل إليها ...عندما رأت مراد يحمل منار وينظر إليها هي فقط شعرت بقلبها ينقبض ...
وضعت كفها على قلبها ودموعها تتساقط من عينيها ...لا لا يمكن أن يحدث هذا ...كيف تفكر ....أن تكونت مشاعر داخلها نحو مراد سوف تدمر منار ...لا يمكنها أن تفعل بإمرأة مثلها هذا ...
أغمضت عينيها وهي تتذكر كيف حرق علي قلبها ...
.....
فلاش باك ...
↚
كانت تمسك الهاتف تطالعه بذهول والقرف يزداد داخلها وهي ترى تلك الرسائل المقززة التي يتبادلها زوجها مع امرأة غريبة ...كانت الكلام الذي امامها صادم ...خادش للحياء...كانت دموعها تتدفق بقوة بينما معدتها تتلوى من الألم...أرادت ان تتقيأ من فرط الاشمئزاز
فجأة انتفضت بقوة عندما سحب.احدهما منها الهاتف ..نظرت لتجده على ينظر إليها ببرود.ويقول :
-كام مرة قولتلك متلمسيش.تليفوني ؟! ...
نظرت إليه بصدمة وقالت:
-ايه الكلام ده ...انطق ايه الكلام القذر ده ...ومين دي ؟!
-ملكيش دعوة ...اللي بعمله ...أنتِ ملكيش دعوة بيه ...أنتِ فاهمة ولا لا ....
دفعته وهي تصرخ وتقول :
-لا ليا دعوة ....لما اشوف الكلام ده بينك وبين واحدة غريبة يبقى ليا دعوة....قولي لو أنا كلمت واحد ....آه ...
لم يتركها تتم كلمتها إذ سقطت كفه على وجهها لتسقط أرضا ...نظرت إليه بصدمة وهي تجده.يخلع طوق خصره ويقول :
-بدأتي تقلي أدبك ...بس أنا اللي عملت كده ...أنا اللي دلعتك زيادة ...
-علي لا ...لا ..
قالتها هنا برعب ولكنه رفع يده وهو يسقط الحزام على جسدها فتصرخ برعب ...ثم توالت ضرباته وهو يصرخ بها :
-ابوكي كان عنده حق لما كان بيضربك...أنتِ تستحقي الضرب ...
....
بعد قليل ..
جلس على الأرض وهو ينهت بقوة بينما هي متسطحة ورأسها مواجه للأرض ...دموعها لا تتوقف عن الانهمار ..بينما جسدها يؤلمها بالكامل ...
اخرج علي سيجارته واخذ يدخنها بهدوء ويقول :
-انتوا صنف الستات مينفعش معاكم الحنية ...أنتوا تاخدوا على راسكم عشان يجي خيركم....كان لازم أعمل زي أبوكي عشان تتلمي يعني ...هو اتضربتي واتهانتي اخدتي ايه ؟!...
شهقت هنا بعنف ليكمل علي ؛
-قومي حضري الاكل يالا واتعلمي متفتشيش في تليفوني لاني المرة الجاية هرجعك عند أبوكي يتصرف معاكي ويربيكي ....
....
باك ...
عادت من شرودها وهي تبكي بعنف وتربت بكفها على قلبها ...هي لا يجب أن تحبه...لا يمكنها.ان تفعل هذا ...هي تعرف شعور القهر لأمرأة ...لا يمكنها أن تقهر منار بتلك الطريقة لا يمكنها!!!
............
كان يقف مسندا رأسه على الباب وهو يراها تأكل بهدوء ....
انتهت منار سريعا من طعامها ليذهب مراد إليها ويأخذ صينية الطعام ويقول :
-ثانية واحدة وهجيبلك الدوا...
هزت رأسها ليختفي هو للحظات ثم يعود بالدواء ..شربت منار الدواء بكل طاعة ثم تسطحت وهي شاخصة عينيها للأعلى ....
جلس مراد بجوارها وهو يمد كفه ليعبث بشعرها الا انها قالت:
-معلش ممكن تمشي حابة ارتاح شوية !!
ابتلع ريقه ولكنه لم يضغط عليها وانسحب بكل هدوء خارجا من الغرفة ....
.......
في اليوم التالي ....
لم يذهب مراد للعمل وفضل البقاء مع منار التي اصبحت تتجاهله اكثر .....
...
نزل مراد للأسفل ليخرج لشراء بعض الطلبات ...كانت هنا ووالدته ينظفان المنزل ...لم ينظر الى هنا حتى بل وجه كلامه.لوالدته وقال :
-خلي بالك من البنات أنا خارج أجيب لبن وشوية فاكهة لمنار ...
لوت صابرين فمها وقالت:
-قولي بقا السنيورة امتي ناوية تنزل تساعد ولا هي خدت على الرحرحة...
وضع مراد كفيه في جيبه وقال ببرود.:
-مش هتنزل لا النهاردة ولا بعدين يا أمي .....خلاص كده...
نظرت إليه والدته بصدمة ليكمل ؛
-لما تقرر هي تنزل براحتها تنزل غير كده لا ...
قبضت هنا على كفيها بإنفعال وهي تشعر بتزايد الضيق في قلبها ...
لم يزد.مراد حرف على كلماته وخرج !
-البت دي أكيد سحرته !!!
قالتها صابرين بغيظ ...
......
بعد ساعة تقريبا ...
كان قد أتى سالم لمنزل عائلة المنصوري لكي يزور شقيقته ...
لم تهمه.نظرات صابرين متهكمة وهي تنظر إليه ولكنها لم تثير أي مشاكل وهي تراه يتجه الى الأعلى ...
........
نهضت منار بتعب لتتجه الى المطبخ وتشرب ..ولكنها عبست وهي تسمع رنين جرس المنزل ...
من يطرق الباب الآن؟!مراد معه المفتاح فكرت بحيرة ولكنها ذهبت وفتحت الباب ...
تجمدت وهي ترى سالم أمامها ...
-خير عايز ايه ؟!
قالتها بغضب ..
-مش هتدخليني الأول يا أختي ...
ثم كاد بالفعل ان يدخل الا انها وقفت أمامه وقالت :
-لا مش هتدخل...ده بيتي وبيت أولادي وانت مش مرحب بيك هنا ..وزي ما طردتني من بيتك أنا دلوقتي هطردك من بيتي ...
ثم كادت أن تغلق الباب في وجهه ..أمسك الباب وقال بغضب :
-عيب يا منار أنا اخوكي ...
نظرت إليه بقرف وقالت:
-كان لازم تفتكر.كده لما سبتني زي الميتة ومودتنيش المستشفى واستنيت مراد يجي يوديني ...هونت عليك يا سالم مخوفتش عليا ...معقول مراتك غيرتك بالشكل ده ...
أطرق وهو لا يجد أي تبرير بعقله .هزت رأسها بيأس وقالت:
-من النهاردة أنت ملكش أخت يا سالم وانا مليش أخ ...اعتبرني مُت !!
ثم أغلقت الباب في وجهه
يتبع
↚
الفصل الثالث عشر (استسلام)
لن أخضع لك بعد اليوم ...أنظر الى عيناي لقد أختفى حبك!!!
....
اتجهت منار الى غرفتها بتعب وتسطحت على فراشها ...لم تعرف الدموع الطريق الى عينيها...يبدو انها فقدت قدرتها على البكاء ....حتى الألم لا تشعر به ...تشعر ان كافة مشاعرها متجمدة !!
.......
وقف سالم للحظات أمام الباب الذي أُغلق في وجهه وهو لا يصدق ...هل شقيقته فعلت هذا ...طردته بكل سهولة واعتبرت انه غير موجود ...داخله كان يعترف انها محقة للغاية ...ولكنه لا يمكنه اغضاب زوجته من أجل شقيقته التي تتدلل....لا بأس ايام قليلة وستهدأ وستكلمه هي بنفسها
بعد قليل ..
جاء مراد للمنزل وهو يحمل الطلبات ويصعد للأعلى بعد ان اطمأن على بناته مع جدتهما....
وقف امام باب المنزل ليفتحه فجأة خرجت هنا من الشقة.المقابلة ....
نظر إليها مراد نظرة عابرة فقالت بسرعة :
-ازيك.يا مراد ..؟!
-كويس...
-منار اخبارها دلوقتي ...
-كويسة الحمدلله ..
رد بإيجاز وهو يفتح الباب ويقول بإبتسامة مجاملة:
-عن اذنك يا هنا ..
ثم أغلق الباب ...
قبضت على كفيها والدموع تحتشد بعينيها ..كانت تختنق دون سبب واضح ....
ولجت لغرفتها بسرعة وهي تبحث بضراوة عن صورة علي زوجها ...ما ان وجدتها ..نظرت الي الصورة وهي تبكي ...تبحث عن تلك المشاعر القوية التي تكنها له فلا تجد ...تحاول تذكر أي شئ عاطفي حدث بينهما ولكنها لا تتذكر الا لمسات مراد ...حب مراد وقبلاته العاطفية...تتذكر تلك الليلة التي جعلها تلمس النجوم بها ....
-ليه...ليه بيحصل معايا كده ليه ؟!
صرخت بقهر وهي تلقي الصورة على الأرض ...شدت شعرها الطويل حتى مزقت خصلاته في يدها ثم جلست على الأرض وهي تشعر ان قلبها سوف يخرج من صدرها من فرط البكاء والإنفعال ...
-يارب أنا مش عايزة احبه يارب ...ساعدني يا رب ..
اخذت تصرخ بها وهي تبكي بعنف ...
.....
في منزل منار ومراد ...
وضع مراد الأشياء في المبرد وترك الدجاجة ليطهيها لمنار ...وضع قدر المياه على النار حتى يغلي ووضع به التوابل ثم وضع الدجاج وتركه ليطيب ثم خرج من المطبخ متجها إلى الصالة ليجد منار جالسة على الأريكة تتابع التلفاز....اقترب منها وهو يبتسم وقال :
-حاسة نفسك احسن دلوقتي ..
هزت رأسها وهي ما زالت تنظر إلى التلفاز ...
جلس بجوارها وقال بتردد :
-ايه رايك اخد إجازة ونسافر تغيري جو شوية والبنات تروح معانا ...
ردت وهي لا تنظر إليه من الأساس وقالت:
-البنات بدأو يروحوا الحضانة مينفعش ...
زفر بضيق وأمسك جهاز التحكم وأطفأ التلفاز. ثم قال ؛
-ممكن تبصيلي...
نظرت إليه ...نظراتها كانت خالية من المشاعر واختنق هو ...وقال بضيق:
-أنا بحاول اصلح جوازنا مش شايفة انك زودتيها شوية ؟!أنتِ عايزة ايه يعني ؟!عايزة كل حاجة بيننا تضيع .....
-انا تعبت من كتر الكلام في الموضوع ده !!
قالتها منار وهي تحاول النهوض ولكن مراد أمسك كفها بقوة ...
نظرت إليه ببرود...برودها يقتله ...يشعره أن قيمته انعدمت عنها ...
تنهد بإستسلام وترك يدها وقال:
-أنتِ اللي بتخسريني بإيديكي يا منار ...
-أنت عمرك ما كنت ليا عشان اخسرك فصدقني مش فارقة ..
ثم.تركته وذهبت ...
......
في اليوم التالي ...
كانت قد عرفت تقى بما حدث وقررت الذهاب الى منار وحمدت ربها أن زوج منار غير موجود الآن ...
...
-ايه اللي خلاكي تروحي عند سالم كنتِ جيتي عندي وأنا كنت هتصرف .
قالتها تقى بعتاب لتهز منار رأسها وتقول:
-سالم.كان اولى بيا أنا وعيالي بس يظهر اني كنت غلطانة ؟!ثم ايه ذنبك أنتِ تستحملي ...
-ايه اللي بتقوليه.ده.احنا بيننا كده برضه ؟!
قالتها تقى بلوم فقالت منار ؛
-معلش يا تقى صدقيني مكنتش هرتاح ابدا ...الحمدلله على كل حال يمكن الوضع ده عرفني وش سالم الحقيقي ..
نظرت إليها تقى بحزن فأمسكت منار كفها وقالت:
-متزعليش أنا كويسة ...اهو أنا عايشة ... صحيح مش مبسوطة بس هتعود ...اكيد في يوم هقدر اقوم على رجلي وهبعد عنهم كلهم...هبعد عن كل اللي أذوني ...ودلوقتي أنا معنديش اهم من بناتي مش عايزة غير انهم يبقوا بخير ويفرحوا ...
-وجوزك يا منار ..جوزك لازم تحاربي عشانه و
-أحارب عشان مين يا تقى ...ها قوليلي أحارب عشان مين ؟!عشان واحد مش شايفني اصلا ؟!واحد حرق قلبي واتجوز عليا ...ومد ايديه عليا كمان ؟!ده يستحق اني احارب عشانه ...
-منار اسمعيني ...
↚
-لا لا يا تقى مش هسمع ...أنا إنسانة ...
قاطعتها منار ثم أكملت وقد اهتز صوتها :
-أنا إنسانة برضة وبحس ...عندي قلب وبتوجع زي باقي الناس ...ليه انا بس اللي احارب وأشيل الطين ...أنا عملت ايه عشان أحارب ..أنا مقصرتش في حق مراد أبداً...كُنت قايدة ايدي العشرة ليه ...كنت بديله حب واهتمام وبخدم.امه واتحمل رخامتها عليا وانا حاطة جزمة في بوقي عشان خاطره ...شيلته هو وأمه على رأسي شيل وقولي اللي حصل في الآخر ايه ؟!راح اتجوز عليا وقهرني ...اتهمني اني ست فاشلة ..فقوليلي ليه احارب عشان شخص زي كده ...
انسابت دموعها فمسحتها بقوة أوجعت عينيها وقالت:
-خلاص يا تقى أنا قررت من النهاردة مش هحارب عشان حد لا هو ولا غيره ...اللي هيمشيلي خطوة همشيله خطوة غير كده لا ...دلوقتي أنا هحارب عشان بناتي وبس ...لكن لا مراد ولا غيره يهموني ...خلي هنا تأخده.مبروك عليها ...أنا مبقاش يهمني ...أنا خلاص خرجته من حياتي للأبد ...
-يعني بطلتي تحبيه ؟!
سألتها تقى لتهز رأسها وعينيها تلمعان بإصرار :
-أيوة بطلت احبه ...مراد انتهى من حياتي !!
ومن خلف الباب كان مراد يسمع كل كلمة ووجهه شاحب كالأموات ...طحن أسنانه بقوة وهو يتجه إلى المطبخ ويلقي الأشياء بغضب ...هو يفعل المستحيل لإرضاؤها وهي ترد عليه بتلك الطريقة...
..............
في الليل ...
قبل مراد راس ابنتيه وهما نائمات ثم دثرهما برفق وخرج من الغرفة بهدوء وهو يتجه إلى غرفته هو ومنار ...
وجدها تمشط شعرها وتقف أمام المرآة ...وقف خلفها وهو ينظر إلي انعكاسها بالمرآة ....هربت هي بنظراتها منه وهي تكمل تمشيط شعرها ...
انتهت آخيرا وهي تستدير وتحاول تجاوزه ولكنه أمسك ذراعها وقال :
-انا سمعت كلامك مع تقى ...
لم تُخفي صدمتها فأكمل هو والجرح في عينيه :
-صحيح بطلتي تحبيني ؟
رفعت راسها بقوة وقالت:
-أيوة بطلت أحبك ..
شدها من ذراعها حتى التصقت به وقال:
-أنتِ كدابة ...
ضحكت بسخرية وقالت:
-ده اللي أنت بتتمناه بس صدقني يا مراد أنا بطلت أحبك ...
وكادت أن تبتعد عنه الا أنه حملها على ظهرها وقال؛
-أنا هوريكي دلوقتي أنك بتحبيني ...
ثم اتجه بها الى الفراش بينما هي تزعق به وتضربه على ظهره ...اسقطها على الفراش وفيه عينيه نية عرفتها فورا !!! نية لجعلها تخضع له ...وهي قررت ان تفوز اليوم ...لن تجعله يفوز عليها او يخضعها ...قررت ان تحارب بقدر ما يمكنها ..
-أنا مش عايزاك مبتفهمش ...ابعد عني !!!
صرخت منار وهي تحاول أبعاده عنها بينما يقترب منها أكثر ...كانت تختنق ...لا تطيق أن يلمسها ولكن مراد أمسك ذراعيها وثبتها على الفراش وهو يقترب منها لتصرخ هي :
-خلي عندك دم قولتلك مش عايزاك ..مش عايزاك ...خلي عندك كرامة ...لو لمستني غصب عني ده هيبقى اغتصاب ...
ابتعد عنها كالملسوع وقال بصدمة :
-اغتصاب !!!!
نهضت و هزت رأسها بقوة ثم قالت:
-أيوة أغتصاب ؟!لاني انا مش عايزاك دلوقتي ..
طحن أسنانه بغضب وقال:
-وعلى ايه تتهميني بالإغتصاب ...أنا سايبلك البيت كله اهو ...افرحي بيه...وافرحي وأنتِ بتخسري جوزك بإيديك...لما تلاقيني بطلت أحاول معاكي متلوميش الا نفسك وبس !!
...
ثم.ترك المنزل بأكمله وخرج ....
...
توقف برهة وهو يجد هنا أمام شقتها ..نظر إليها بحيرة وقال؛
-بتعملي ايه برا دلوقتي ؟!
-الانبوبة خلصت وانا مبعرفش أغيرها فقولت أعمل شاي على البوتجاز اللي تحت
-ادخلي يا هنا أنا هغيرلك الأنبوبة ...
دخلت هي بكل هدوء ودخل خلفها ....
....
بعد قليل كان قد انتهى وقال بعد أن جربها :
-تمام كده انا خلصت ..تصبحي على خير.
وبالفعل كاد أن يذهب إلا أنها أمسكت كفه وقالت:
-لا ميصحش اقعد اشرب معايا شاي ...
كاد أن يرفض فقالت بإصرار :
-لو سمحت ..
هز رأسه وخرج بتعب إلى الصالة وجلس على الأريكة ...
وضعت هي الآبريق على النار ثم خرجت لتجده جالس بتعب وهو شارد تماما ...
جلست بجواره وقالت:
-أخبار منار ايه ؟!
ابتسم ساخراً وهو يقول :
-كويسة أووي أنا اللي مش كويس ...
ابتلعت ريقها وهي تنظر إلى ابتسامته الساخرة والتي كانت مدمرة لقلبها
بتردد مدت كفها المرتعش ووضعته على وجنته ...نظر إليها بصدمة ...ارتعشت ابتسامة على شفتيها وقالت:
-كله هيتصلح يا مراد متقلقش...
حاصرت عينيه عينيها ...أنها تذوب ...تستلم الآن ...قلبها يدوي بعنف داخل صدرها...يصرخ بإسمه فقط ...انها ترفع رآية الاستسلام ...قلبها يعلن عصيانه على اوامر عقلها ويصرخ بحبه!!...لم تفكر مرتين وهي تقترب أكثر منه و...
يتبع
↚
الفصل الرابع عشر (ضيف جديد)
والغيرة تفعل بي الأفاعيل...انها تقتلني
......
صوت الأبريق جعله يبتعد عنها قبل ان تقبله وقال بتوتر :
-الشاي يا هنا ...
ابتعد بإرتباك وقالت :
-اسفة ...
ثم بسرعة اتجهت إلى المطبخ وهي تضع كفها على قلبها الذي يدوي بعنف داخل صدرها...ماذا تفعل هل جُنت؟! ...
اتجهت إلى الأبريق ثم وضعت الشاي به وأطفأته ...
...
كان مراد ما زال واقفا بجوار الأريكة يشعر انه مشتت للغاية ...هنا تستلم له ورغم هذا ما زال غير شاعراً بالرضا ...ما زالت كلمات منار تدوي في عقله بقوة ...
جلس على الأريكة وهو غاضب من نفسه ...لماذا يفكر بها ...هي من الاساس لا تريده ولا تحبه ..
ولكن هناك هنا التي يبدو ان هناك مشاعر تولدت بداخلها نحوه ...وهو أيضا يحبها ...يجب ألا ينسى هذا ...صحيح أهملها مؤخرا بسبب منار ولكن هذا لن يحدث مجددا ...فمنار لا تهتم به وهو لن يهتم بها !!!انتهى الأمر ...
قاطع شروده.خروج هنا وهي تحمل صينية الشاي ...
كانت مبتسمة وهي تقترب منه وتقول :
-اتفضل الشاي..
همس.شاكرا وهو يمسك كوبه ولكن لم يخف شروده ...كلما قال انه لن يفكر بمنار يجد أفكاره تنزلق نحوها ...
وضع كوب الشاي على المنضدة بجواره وهو يدعك عينيه بتعب ....
وضعت هي الكوب على الصينية وقالت:
-مالك يا مراد ؟!
-تعبان ...حاسس ان الدنيا مسدودة في وشي ...مفروض اكون فرحان بس مش حاسس بالفرحة ...معرفش ليه.حاسس بحاجة تقيلة على قلبي يا هنا ...تقيلة اووي...
وضعت كفها بتردد على كفه وقالت :
-متفكرش كتير ربنا هيحلها من عنده ...
-اتمنى ..
تنهد.وهو يقولها ثم أمسك كوب الشاي الخاص به وشربه.دفعه واحدة شاعرا بألم غريب في صدره ...
ثم نهض وقال :
-شكرا على الشاي ...تصبحي على خير ..
نهضت هي معه بسرعة لكي تمنعه الا ان الشاي انسكب على يديها لتصرخ بألم ...أمسك مراد منها كوب الشاي بسرعة ثم وضعه على المنضدة وهو يجذبها من كفها ويذهب الى الحمام ...فتح الصنبور ووضع كفها تحت الماء ...
أغلق الصنبور ثم جفف يدها برفق وقال:
-حاسة بحاجة لسه بتوجعك ....
-لا ..
قالتها بشرود وهي تنظر إليه ...تعانقت نظراتهما للحظات ...بحث مراد في عينيها عن النفور فلم يجد ...وجد الترحيب بهما ولكن لا يعرف لماذا لم يتخذ.هو الخطوة الأولى ...ظل واقفا وهو ينظر إليها ...
هي من أتخذت الخطوة الأولى ..اقتربت منه وهي تقبله بلطف ...وقد أشهرت رأية استسلامها !!!
.......
بعد ساعة تقريبا ...
كانت تقف أسفل صنبور المياة والدموع تنساب من عينيها ...تشعر بألم طفيف في قلبها....تشعر انها خائنة ...هي من اقتربت الآن منه ...هي من سلمته كل شئ ....
أغمضت عينيها بعنف وهي تتذكر همساتها له وهو يبثها حبه ..
...
فلاش باك
-مراد ..أنا بحبك...بحبك ..
رفع وجهه عنها وابتسم لها وقال:
-وأنا بحبك كمان ...
باك ...
وضعت كفها على وجهها وهي تشهق بالبكاء ...كيف احبته بهذا الجنون...كيف ...
.......
في الخارج ..
كان مراد جالس على الفراش ...لقد اعترفت له بالحب ...شئ اراده منذ زمن ...ولكنه لا يشعر بالسعادة الغامرة...صحيح سعيد ولكنها سعادة باهتة ..ما زال اعتراف منار يخنقه ...ما زال يتذكر كيف كانت عينيها صادقة وهي تنطق بالكلمة هل صحيح توقفت عن حبه ؟!وان حدث لماذا هو غاضب بتلك الطريقة ..لماذا هو مقهور ؟!هو لا يحبها ...أجل لا يحبها !!!
...
خرجت هنا من الحمام وهي تلف منشفة حول جسدها ووقفت امام المرآة ....
نظر مراد إليها بصدمة وقال:
-ايه اللي على كتفك ده ؟!
نهض واقترب منها وهو يضع يده على كتفها الذي عليه علامة حرق كبيرة ...كيف لم يراها من قبل ...انها واضحة ...لم تكن هناك علامة حرق فقط بل آثار ضرب ...
-مين عمل فيكي كده و...
-مفيش حد أنا وقفت ..
قالتها بنبرة مغلقة ...كان من الواضح انها لا تريد الحديث ...
-علي عمل كده.صح ؟!
قالها بصدمة وهو يلمس كتفها لتستدير هي وتقول بإنفعال:
-لا مش على أنا قولتلك أني وقعت ؟!
-مالك؟!ليه متعصبة ؟!
قالها بحيرة لترد بقوة :
-عشان اللي بنعمله غلط ...غلط في حق علي وحق منار ..
كاد ان يعترض لتكمل هي :
-مش عايزة ده يحصل تاني يا مراد ...مش عايزة احب وانجرح تاني ...لو سمحت روح من هنا ...لو سمحت !!
.....
في اليوم التالي ....
↚
الفصل الخامس عشر (غيرته )...
وأنا أرغب في قتل كل من ينظر إليكِ
.............
-بس ...بس خلاص يا مراد !!!
قالتها منار وعينيها مغمورة بدموع الغضب تحاول ابعاده عن يونس ...استطاع يونس امساك كفه ثم دفعه وصرخ والدماء تسيل من فمه :
-انت اتجننت ولا ايه ؟!....
-أنت ماسك ايد مراتي ....مراتي أنا ...
صرخ مراد وهو يقترب منه مرة آخرى الا.ان منار وقفت أمامه وهي تصرخ بوجهه :
-كفاية ...كفاية يا مراد ...بطل جنان .....
نظر إليها بأعين متسعة من الغضب ....كانت النيران تندلع من عينيه ...جل ما أراد فعله الآن هو أن يخنقها ...كانت قلبه يحترق ...الغيرة فعلت به الأفاعيل ....
قبض على كفها وقال وهو يطحن أسنانه :
-تعالي معايا يالا ...
ثم أشار لأبنتيه أن يركبا سيارته ....اطاعتا امره فورا ثم سحب زوجته خلفه والشياطين تتلاعب بعقله ....
-حقك عليا أنا يا يونس ...
قالتها تقى وهي تلمس وجهه بهلع ...
ربت على كفها وقال :
-محصلش حاجة يا تقى ..خلاص كفاية دراما الناس بقت بتبص علينا ...
ابتسمت تقى بإعتذار وابتعدت عنه فقال هو :
-مين المجنون ده ؟!
-ده جوز منار يا يونس ...
-بس غيور بشكل اوفر باين عليه مهووس بيها .
قالها يونس وهو يمسك الدماء من فمه لتتوقف تقى فجأة وتنظر إليه بإبتسامة متسعة وقد تألقت عينيها بخبث ...عبس يونس وقال:
-أنتِ بتبصيلي كده ليه؟!ايه اللي في عقلك أنطقي !!
-هقولك .
...........
بعد قليل كان قد وصل للمنزل وهو يجر منار خلفه بينما هي تصرخ :
-سيب ايدي ...سيبها يا بني آدم أنت !!!
كانت غاضبة وهي تحاول سحب كفها من يده إلا أنه لم يسمح له وهو يجذبها.بجنون خلفه ..
-مراد ابني فيه ايه ؟!
ولكن لم يكن هناك أي رد ومنار تصرخ بمراد ..
-قولي يا مراد فيه ايه يا بني ؟!!
قالتها والدته وهي تراه يجر منار خلفه ...لكن مراد لم يرد على والدته بل استمر في سحب منار خلفه والتي كانت تصرخ به ....
كانت هنا تراقب الموقف وهي تشعر بالإختناق ...تراه كيف يتمسك بها ...
-أمي خلي البنات معاكِ هنا!!
قالها مراد وهو يضع قدمه على اول الدرج ...
هزت صابرين رأسها بسرعة وهي تأخذ الفتيات وتذهب بهما إلى غرفتها ...
-انا مش عايزة اطلع معاك ...مش عايزة اتكلم هي عافية ...
كانت منار تصرخ به وهي تمسك حاجز الدرج ولا تسمح له أن يسحبها للأعلى .....
-لا هتيجي...
قالها بعنف ثم حملها على ظهره لتزعق به وهي تضرب ظهره ..
-مراد نزلني يا مراد ...بطل ام جنانك ده ...مراااد بقولك نزلني ...
ولكنه لم يستمع إليها وهو يصعد لشقتهم ....
وضعت هنا كفها على صدرها وهي تتنفس بعنف ...تشعر بالإختناق وأنها سوف تموت ...الغيرة تمزق قلبها ...
ايه اللي بيحصلي ...ايه اللي بيحصلي ؟!
قالتها والدموع تطفر من عينيها ...ما هذا الشعور الذي يسيطر على قلبها ...كيف يمكنها أن تغار في هذا الموقف ...لقد دمرت بيدها حياة منار ومراد والان تغير على مراد من زوجته ...هل هي مجنونة ..ولكنها تحبه ...نعم هي أحبت مراد ...أحبت الطريقة التي يعاملها بها ...لم يحترمها أحد مثله ....لقد تمنت كثيرا أن يحترمها علي ويقدر ما تفعله من اجله ولكنه ابدا لم يحترمها ...لم يفعل هذا ...لم تحصل على الاحترام الا من مراد فقط ...مسحت دموعها التي غمرت وجهها ثم أكملت أعمال المنزل ...لم تكن تريد لمراد ان يتضايق منها ....
.....
-اللي انت بتعمله ده اسمه هبل ...هبل يا مراد !!
↚
صرخت منار وهي تضربه على ظهره بقوة والتي كان واضح أن أحدي ضرباتها لم يتحملها هو فأنزلها أرضاً وتأوه ...
نظرت إليه والغضب يعصف بعينيها وصرخت :
-ايه اللي أنت بتعمله ده ؟؟
جذبها من ذراعها حتى ألصقها به وقال ونيران الغيرة تندلع من عينيه:
-مين ده ؟!. انطقي يا منار متخلنيش اتجنن
دفعت يده عنها وقالت :
-ده ابن عم تقى ...وكنت بسلم عليه عادي ايه خربت الدنيا !!!
-اه خربت. ..أنتِ مراتي أنا وانا مش هقبل بالتصرفات دي ...
عبست وقالت:
-تصرفات ايه اللي انت بتتكلم عليها ...أنا سلمت على الراجل عادي ...انت اللي ضربته و عملت مشكلة من ولا حاجة...
جذبها من كتفيه إليه وقال بصوت مرتعش:
-متعمليش.كده تاني ...متسلميش عليه تاني !!!
كانت حالته غريبة ...كانت لا تفهم ماذا به ...لما كل هذا الغضب ....
ابتعد مراد عنها وخرج من المنزل قبل أن يتهور أكثر ويخبرها بجميع ما يشعر به ...هل يخبرها أن الغيرة الآن تقتله ...هو لم يغار بتلك الطريقة على أحد حتى هنا!!
-مراد..
توقف فجأة وهو يسمع هنا تهتف بإسمه نظر إليها ليجدها تقف على بابا الشقة المقابلة ..
-خير ..
-أنت كويس فيه مشكلة ولا حاجة ...
-لا مفيش.
قالها بإقتضاب ثم غادر .....
احتشدت الدموع بعينيها وهي تشعر بالإختناق أكثر ...
..........
مر يومين ...كانت هنا قد افتقدت اهتمام مراد بها تماما ...شعرت أن اهتمامه وجداله مع منار قد زاد عن الحد ...تشعر أن منار الآن شغلته عنها ..كان يجب أن تسعد بهذا ولكن لا هي تحترق من الداخل ...تبحث عن اللهفة بعينيه ولا تجده ...حتى أنه توقف عن لمسها بشكل نهائي ...عندما يأتي عندها ينام على الأريكة بتعب وهو شاخص عينيه للأعلى ...حاولت كثيرا أن تتقرب منه ولكنه يتحجج
ولكن اليوم قررت أن تبادر هي ...هو يحبها ..تعرف هذا ومتأكدة منه ...فقط يحتاج للتشجيع ...أقرت بهذا وهي تقف أمام المرآة وتضع احمر الشفاه القاني على شفتيها بينما تسدل شعرها الأشقر الطويل التي قامت بصبغه اليوم وللدهشة كان يناسبها كثيرا ...وضعت الكحل بعينيها الواسعة ثم تراجعت وهي تنظر إلى نفسها بسعادة...الآن تبقى اصعب شئ وهو أن تخلع هذا الروب عنها لتظهر الغلالة الحمراء التي ترتديه والتى كانت بلا أكمام نهائيا مظهرة الحرق الذي على كتفها وآثار الضرب ...ابتلعت ريقها وارادت أن تغطي كتفها ولكنها ضغطت على نفسها وخرجت إلى الصالة وهي بتلك الهيئة ...ثم جلست على مقعد طاولة الطعام وهي تنتظره ...
دقائق وكان قد أتى ...ولج للمنزل بتعب ووجدها تنتظره بتلك الهيئة ....
-مساء الخير ...
قالها ببهوت وهو يتجه إلى اريكته المعتادة ويتسطح عليها ...
عبست هنا وهي تشعر ان هناك شئ خاطئ لذلك اقتربت منه وقالت:
-فيه ايه يا مراد ...فيه مشكلة ولا حاجة ...
نظر مراد إليها وقال:
-معلش يا هنا تعبان النهاردة تصبحي على خير!!!
وبالفعل أغمض عينيه وهو يغرق بالنوم تاركا إياها تذرف الدموع ...
في اليوم التالي ....
تجهزت منار لتوصل فتياتها إلى الحضانة قابلت مراد وهي في طريقها للخارج
-صباح الخير ...
قالها مبتسما وهو يقبل وجنة منار بلطف ...
نظرت إليه بصدمة فمراد لم يتودد لها أمام عائلته ابدا ...كانت هنا تقف اعلى الدرج تراقبهما وهي تمسك الحاجز بقوة والدموع تغمر عينيها...
حمل مراد ابنتيه وهو يقبلهما ويشاكسهما وقال :
-ايه رايكم بعد الحضانة نطلع كلنا سوا ...
-هنروح فين يا بابي ..
قالتها ملك بفضول ليقبل مراد وجنتها ويقول :
-هنروح الملاهي ..
-هيييه ...
قالتها ملك وماسة في وقت واحد...
نظر مراد الى منار المنغلقة على نفسها وقال :
-انا هوصلكم يالا ...
ثم جذب كفها ممسكاً إياها بعد أن أنزل الفتاتين ...
زفرت منار بضيق ولكنها لم تعارض من أجل السعادة التي رأتها في عيني طفلتيها ثم خرجا من المنزل كأسرة واحدة سعيدة ...أسرة لم تكن لهنا مكان بينهما ...ضربت على الحاجز بغضب ودموعها تطفر بقوة ثم استدارت مسرعة لتركض إلى منزلها ولكن صوت حماتها أوقفها وهي تقول :
-يالا يا هنا يا حبيبتي عشان شغل البيت بالكوم النهاردة مش هتبقي أنتِ ومنار عليا !!
......
خرج مراد وعائلته من باب المنزل وما كاد أن يخطو خطوة حتى وجد أمامه يونس وتقى !!!!
-أنت بتعمل ايه هنا؟!!ده انا هكسر ايديك المرة دي !!
قالها مراد وقد برزت عروقه بفعل الغيرة ...
يتبع
↚
ما تلك المشاعر القوية التي تعصف بي عندما تكوني بالقرب مني ...هل هو الحب ؟!
......
-مراد اهدى شوية ممكن ؟!
قالتها منار وهي تمسك ذراعه كي لا يتهور بينما قلبها يدق بخوف ...
اقتربت تقى هي ويونس منهما لتقول منار :
-تقى بتعملي ايه في الوقت البدري ده هنا ؟!
ابتسمت تقى وقالت:
-كله بسبب يونس فضل يزن عليا عشان يجي ويعتذر منكم على سوء التفاهم اللي حصل ...
-والاعتذار ده مكانش ينفع في وقت غير الوقت البدري ده عشان تعكروا مزاجي بيه ...
ضربته منار على كتفه وهمست بغضب :
-مراد اتلم ...الراجل جاي يعتذر منك رغم أنك انت اللي ضربته بطل بجاحة!!
نظر إليها مراد بغضب ثم نظر ليونس الذي ابتسم بلطف وقال :
-أنا بجد بعتذر على اللي حصل يا أستاذ مراد...انت فهمت الموضوع بشكل غلط تماماً...
هز مراد رأسه وقال بقوة :
-انا عارف لاني واثق جدا من مراتي أنا بس بغير عليها ومبحبش حد يقرب منها...
-اكيد طبعا مفهوم وانا اللي بعتذر منك يا سيدي وعشان تقبل اعتذاري بطلب منك اعزمك على حفلة عيد ميلاد اخويا...اتمنى أنك تيجي...
-معرفش هكون.فاضي ولا لا ..
قالها مراد ببرود ثم أكمل :
-واعتذار حضرتك مقبول عن إذنك بقا عشان اتأخرنا ...
ابتسم له يونس بلطفه المعتاد وقال:
-عيد الميلاد يوم الاتنين الساعة تمانية بالليل هفرح اووي لو جيت...ياريت تيجي...
هز مراد رأسه ثم يحب اسرته خلفه.وذهب ....
نظر يونس الى تقى بضيق وقال:
-عاجبك كده.؟!أنا ليه اعتذر أنا اللي اضربت....أنا معرفش ليه بعمل.حاجات عبيطة عشان خاطرك...كأنك ماسكة عليا ذلة ...
ضحكت تقى ليذهب من امامها وهو يحرك رأسه بيأس
......
أمام الروضة ....
وقف مراد بسيارته ثم نظر الى زوجته بإبتسامة وقال :
-هعدي عليكم بعد ما تخلصوا تمام ...
هزت منار رأسها ثم كادت أن تفتح الباب وتخرج الا انه امسك كفها وجذبها إليه ليضع قبلة على وجنتها ...
ثم ابتسم لها لتخرج هي سريعا وهي تخرج اطفالها من السيارة ....بينما نظر مراد الى اثرهما وهو يبتسم شارداً ليخرجه من شروده رنين الهاتف...أخرج هاتفه ونظر إليه ليعبس وهو يجدها هنا ....
لا يعرف ولكنه لا يريد التحدث معها الآن لذلك فعل الهاتف على وضع الصامت وأنطلق بسيارته !!
....
كانت هنا تعض اظافرها من التوتر وهي تتصل به مرارا وتكرارا ...
فجأة أغلقت الهاتف بعصبية ودموع الإنفعال تغمر عينيها ...الألم يتصاعد داخلها ...تشعر ان العالم يضيق به ...خرجت من المطبخ بغضب متجها الى الأعلى لشقتها ...في الطريق اوقفتها صابرين وقالت :
-على فين يا هنا ؟!لسه مخلصناش حاجة يا حبيبتي. ..النهاردة يوم الطبيخ و ....
-ايوة وانا اعملك ايه يعني ؟!
صرخت هنا بها لتبهت صابرين وهي تتراجع للخلف وقالت:
-بسم الله مالك يا بنتي فيه ايه ؟!
-انا مش الخدامة بتاعتك عشان تأمري فيا ...منار تهرب وانا اشيل الشغل كله ليه يعني ؟!...أنا من النهاردة مش هساعد الا لما منار ترجع تخدم ...ايه ده ...هو أنتوا لما تلاقوا الواحد كويس معاكم تستهلكوه !!!
ثم صعدت بخطوات غاضبة الى الأعلى ...نظرت صابرين الى اثرها في صدمة ...لا تصدق ان هنا تتكلم معها بتلك الطريقة الفظة....رغم مشاكلها مع منار لم تتحدث معها بتلك الطريقة المشينة ابداً!!...
...........
في المكتب الذي يعمل به مراد كان جالس على مكتبه براحة وهو يحرك قلمه الرصاص ...هيئته كانت هادئة ولكن بداخله كان هنا ضجيج لا ينتهي ...افكاره المتضاربة كانت تؤرقه ...دعك عينيه بتعب وهو يتنهد ...
-ايه يا باشا مالك ؟!
قالها حسام زميله وهو يقترب منه ...نظر إليه مراد وابتسم وقال ؛
-مفيش يا حسام مرهق شوية ....
-متأكد؟!باين من شكلك ان حد ماتلك مالك يا بني ...
تنهد مراد بتعب وقال:
-مش فاهم نفسي ...حاجة من زمان كان نفسي فيها ...حاجة ضاعت مني وقررت انساها بس ربنا قدر انها تكون ليا ...بس فرحتي بيها راحت ...حاسس اني مشتت مش عارف عايز ايه ...
ابتسم حسام وفهم ما الذي يقصده وقال:
-طيب ما يمكن انت مكنتش حابب الحاجة دي بجد ...انت بس فكرت أنك عايزها عشان هي مش معاك ولما بقت معاك راحت فرحتك ...يمكن حبك الحقيقي مكانش للحاجة دي ...كان لحد تاني جمبك انت مكنتش شايفه ...
-ايه ؟!
↚
قالها وهو ينظر إليه بتوتر فابتسم حسام:
-اقصد يعني حاجة كانت جمبك وانت مش شايفها ...عن إذنك دلوقتي أنا ورايا شغل بس فكر في كلامي كويس ...
ثم تركه وذهب ....
....
بعد انتهاء دوام عمله خرج مسرعا الى الروضة...
.....
-بابي ...
قالتها الطفلتان بسعادة. هي تندفعا الى والدهما...
فتح ذراعيه وضمهما إليه بكل حب وهو يقبلهما....ابتسمت.منار دون ارادة منها ولكن عندما نظر مراد إليها مسحت ابتسامتها على الفور ...اقترب مراد منها مبتسما وقال :
-يالا
لم تجادله وذهبت معه بهدوء
........
في المدينة الترفيهية ....
-لا لا أنتوا بتهزروا صح؟!مستحيل نركب الساقية ...دي خطر على البنات ...مراد قول حاجة ...
نظر ملك وماسة الى والدهما بنظرات متسعة يشع.منها التوسل ليبتسم مراد ويقول :
-يا منار احنا هنكون معاهم متخافيش ...بعدين انتِ الوحيدة اللي خايفة هنا ...بناتي شجعان زيي مبيخافوش ...
احمر وجهها من الإنفعال وقالت:
-على فكرة أنا مش بخاف...
ابتسم لها وقال:
-خلاص يبقى تركبي الساقية معانا يالا ....
زفرت بضيق وهي تتبعه...كان الخوف يتصاعد في قلبها ...هي لديها خوف مرضي من المرتفعات ..بالذات من تلك اللعبة دوما تتخيل انها سوف تسقط وتموت بسببها !!!
.......
-أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله ..
قالتها منار بنبرة مرتعشة وهي تمسك العمود الحديدي الذي بالدولاب الدوار ...كان مراد يراقبها وهو يبتسم بإستمتاع فجأة توقفت اللعبة لتقول منار بهلع:
-ليه وقفوا اللعبة هنقع صح ...هنموت دلوقتي أكيد ...انت يا عم ياللي تحت نزلنا ... متخافوش يا بنات مش هيحصل حاجة أنا هنزلكم و ..
قاطع كلماتها ضحكات مراد وقال:
-حبيبي مفيش حد خايف غيرك هنا ...اللعبة طبيعي تقف وبعدين بتكمل تاني ..
ثم جذب كفها وقبله قائلا:
-متخافيش أنا معاكي ...
حاولت هي سحب كفها ولكنه لم يسمح لها بل ابقى على كفها بكفه ..
الحقير كان يستغل الموقف .....فكرت بها وهي غاضبة !!
.......
في بيت عائلة هنا ..
-أنتوا السبب ....انتوا السبب
قالتها هنا وهي تبكي بعنف بعد ان اتت لمنزل والدتها ...كانت بحاجة للتكلم والا سوف تموت ...
-يا بنتي بس قوليلي ايه اللي حصل ...من أول ما جيتي وانت بتبكي ...متقلقنيش عليكي...
-ليه جوزتوني لمراد يا أمي ليه ؟!ليه بتعملوا فيا...ليه ابويا بيعمل فيا.كده؟!!
اطرقت والدتها بحزن ...كان يؤلمها حالة ابنتها ...هي لم تقف بوجه زوجها ابداً ....تركته يؤذي ابنته ولم تمتلك الجراءة لتوقفه ولن تمتلك ...
-يا بنتي أنا ...
-امي انا بموت...مش قادرة اتحمل ...ليه جوزتوني مراد ...ليه ؟!!أنا بحبه يا ماما...بحب مراد ...بحبه وبموت وانا شايفاه مع مراته ...امي أنا ...
قاطعتها والدتها وقالت :
-بإيدك تقدري تخليه يطلقها ...
-ازاي ؟!
قالتها بلهفة لتبتسم والدتها بخبث وتقول :
-هقولك !
يتبع
↚
إني أحبك عندما تبكينا
وأحب وجهك غائما وحزينا
الحزن يصهرنا معا ويذيبنا
من حيث لا أدري ولا تدرينا
تلك الدموع الهاميات أحبها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلة
وتصير أجمل .. عندما يبكينا
― نزار قباني
...........
قُرب اذان المغرب
توقفت سيارة مراد أمام المنزل ...
نظر الى منار وقال:
-النهاردة اليوم كان حلو اووي صحيح ؟!
نظرت منار الى ابنتيها النائمتان وقالت بإبتسامة شاردة :
-ايوة كان حلو اووي ...
اسعدها ان ترى أطفالها سعداء ....لطالما تمنت ان تكون تلك هي حياتهم ...تمنت ان يتنزها كعائلة واحدة ...ولكن الآن تشعر ان سعادتها ناقصة ...تشعر ان تلك المبادرة من مراد قد تأخرت كثيراً....فبعض الأشياء أثرها يكون باهت عندما يفوت الآوان ...وفات الآوان لمراد ان يصلح أي شئ
-يالا خلينا نطلع البنات عشان ميبردوش .
قالتها بنبرة باهتة فهز مرد رأسه وخرج ليساعد منار في حمل الفتيات ....
دخلا للمنزل وهما يحملان الطفلتين ليجد مراد والدته جالسة على الأريكة وهي تلهث بقوة محاولة التنفس ووجهها احمر
-أمي مالك ؟!
قالها مراد بهلع وهو يضع ابنته على الأريكة الكبيرة ...اقتربت أيضا منار منها بقلق وقالت:
-مراد روح جيب البخاخة بتاعتها يالا بسرعة . ...هتلاقيه في درج أوضة النوم بتاعتها هي وباباك...
هز مراد رأسه وهو يندفع لغرفة النوم بينما تجلس منار بجوار حماتها وتربت على ظهرها وتقول :
-اهدي يا حماتي ...اهدي ....
نظرت صابرين الى منار والدموع تطفر من عينيها ...رأت في عيني منار القلق الحقيقي ...
أتى مراد وهو يحمل البخاخ ثم ساعد والدته كي تستنشقه ....لحظات وهدأت قليلا ...ظل مراد ومنار معها حتى بدت انها بخير ..
حينها قررت منار الصعود وقالت:
-انا هودي ملك فوق عشان تنام وبعدين هنزل اخد ماسة...
-لا لا انا هجيبها دلوقتي وراكِ متنزليش تاني ..
هزت منار رأسها وصعدت بإبنتها فنظر مراد الى والدته وقال:
-ليه ما اخدتيش البخاخة ...افرض مكناش.جينا دلوقتي كنتِ هتتصرفي ازاي ...ايه اللي انتِ بتعمليه ده يا أمي؟! ...
هزت صابرين رأسها والدموع تطفر من عينيها وقالت:
-مكنتش قادرة اتحرك يا ابني والله ...
-طيب فين هنا ؟!مش كانت بتساعدك ...؟!
أطرقت والدته برأسها ليكمل هو :
-أمي فين هنا مش كان مفروض بتساعدك ...
انسابت دموع صابرين وقالت:
-والله يا بني أنا قولتلها بس علينا طبيخ.النهاردة لقيتها هبت في وشي زي البوتجاز ورفضت تساعد وطلعت وبعدها لبست وقالت رايحة عند امها ولسه مرجعتش ....
ضم مراد كفه بقوة وهو غاضب منها وقال:
-طيب أنا هتكلم معاها ...أنا هطلع دلوقتي ماسة عشان متبردش
هزت والدته رأسها ثم كاد ان يحمل ابنته الا ان دخول هنا المنزل اوقفه ....
-مساء الخير ..
قالتها برقة وهو تقترب منهما...أمسك مراد ذراعها بقوة وهو يعتصره وقال:
-كنتِ فين يا هانم ؟!
-كنت عند ماما يا مراد ..أنا قولت لحماتي...
-وأنتِ يا حبيبتي متجوزاني أنا ولا متجوزة حماتك ..كان مفروض تستأذني مني ...
أبعدت كفه برفق وقالت:
-ما أنا فعلا اتصلت بيك كتير يا مراد بس أنت مكنتش بترد وانا كان لازم اروح لماما ...
ثم اقتربت من حماتها وقبلت رأسها وقالت:
-أسفة يا ماما على اللي عملته الصبح ...أنا غلطت واستحق اي عقاب منك ...ومن النهاردة ترتاحي وانا هعمل كل حاجة ...
توسعت عيني مراد لتكمل هنا :
-انا ندمانة على اللي قولته وكنت حاسة بالذنب ولما قولت لماما بهدلتني ...أنا فعلا زودتها سامحيني ...
كانت صابرين تنظر إلى هنا التي طريقة كلامها تغيرت تماما ولكن كان هناك شئ ...نظراتها كانت جافة وهي تنظر إليها بلا أي مشاعر ...كانت تصطنع الاعتذار !!!
ابتسمت هنا مجددا وربتت على كفها وقالت:
-روحي ارتاحي دلوقتي يا ماما ..
ثم استدارت نحو مراد وقالت:
-وكمان بعتذر اني خرجت من غير إذنك ده مش هيحصل مرة تانية ..
.....
في الليل ....
كانت هنا متسطحة على فراشها بمفردها....مراد اليوم عند منار ...لا بأس غدا سوف تحصل عليه ....كانت تلف خصلات شعرها الأشقر حول إصبعها وهي تتخيل اليوم الذي ستمتلكه فيه ...اليوم الذي سيكون ملكها ...ثم أغمضت عينيها وهي تحلم بهذا اليوم بينما ابتسامة سعيدة تزين شفتيها ....
.....
عند منار ومراد ..
كانت منار نائمة بعمق على فراشها بينما مراد ينام على الأريكة التي أحضرها للغرفة ...كان يعجز عن النوم ...يحترق للاقتراب منها ولكن نظراته دوما تمنعها ...لم تقولها ولكن كلما حاول الاقتراب منها رأي النفور في عينيها ...كيف تبدلت الأدوار ؟!هو متلهف وهي نافرة ؟!
فكر بيأس ...فجأة نهض وهو يقرر أن النوم لن يأتيه ابدا واتجه إلى حيث تنام منار وتسطح بجانبها ....ثم بلطف جذبها إليه وضمها وهو يغمض عينيه وينام براحة وقلبه يدوي داخل صدره بسبب اقترابها منه ...
.......
↚
في اليوم التالي ...
فتحت منار عينيها بسبب رنين المنبه لتنتفض وصوت ناعس يخترق عقلها :
-صباح الخير يا منور ...
نظرت لتجد نفسها موضوعة على صدر مراد الرحب بينما تعانقه هي ...
نهضت جالسة بإضطراب وهي تبعد خصلات شعرها عنها ....حاولت التكلم وسؤاله عما يفعله هنا ولكنها تراجعت ورمقته ببرود ثم نهضت بسرعة لتخرج إلى الحمام...
ابتسم مراد وقال:
-وراكي وراكي يا منور والله مش هسيبك !!!
.......
مر يومين حتى أتى يوم الاثنين ...كانت هنا تتقرب فيه من حماتها وحماها وتسمع الكلام ...صحيح لم تستطع اختراق الجدار الذي قرر مراد ان يضعه بينهما إلا أنها لم تستسلم وقررت أن تضرب ضربتها الثانية قريباً!!!
.........
في فيلا تظهر عليها علامات الرقي الثراء ...
دخلا منار ومراد إلى الحديقة الواسعة التي تقام بها حفلة عيد ميلاد أخ يونس الراوي ..عاصي الراوي
-انا مكنتش عايز اجي ...
قالها مراد بضيق لتنظر إليه منار بضجر وتقول :
-مراد خلاص تقى اترجتني اجي وبعدين انت ليه مكبر الموضوع ...
-مبتعجبنيش نظرات الراجل ده ليكي!!!
هزت منار رأسها بيأس ...لن تجادله بهذا الموضوع....
-منار مبسوطة انك جيتي .
قالتها تقى بإبتسامة وهي تقترب من منار وتضمها ثم تصافح مراد ...اتى يونس أيضا وصافحهما مبتسما بلطف كعادته...
-انا مبسوط بجد انكم جيتوا نورتونا ..
قالها يونس ثم أكمل :
-اتمنى يا استاذ مراد متكونش لسه زعلان مني ...رغم انك انت اللي بهدلت وشى بالشكل ده ..
قالها مشيرا إلى الكدمة التي كانت ظاهرة على وجهه ...ابتسم له مراد ابتسامة صفراء وقال:
-لا انا مش زعلان وقبلت اعتذارك خلاص ...فين صاحب العيد ميلاد عشان نقدمله الهدية ...
-أنا صاحب العيد ميلاد ..
قالها صوت أجش وهو يقترب منه ..اتسعت ابتسامة تقى وهي تمسك ذراع عاصي وتقول بحماس :
-ده عاصي ابن عمي وأخو يونس واصغر منه بتلات سنين ...
نظر عاصي إلى تقى ببرود وقال:
-ابعدي ايديكي شوية ...
أبعدت تقى فورا كفها بتوتر ..عبست منار وهي تنظر الى عاصي والذي كان أكثر وسامة من أخاه ولكن كان يبدو فظا للغاية وعينيه الزرقاء كانت خالية تماما من المشاعر ،
قدم مراد الهدية له وتكلموا قليلا ...
ابتعدت تقى قليلا ويبدو عليها الحزن فتبعها يونس .....
وقفت أمام المسبح ودموعها تنساب على وجهها
-تقى ...
قالها يونس وهو يقترب منها ممسكا ذراعها وجعلها تستدير له ...تألم قلبه وهو يرى دموعها ومسحها برفق وقال:
-عاصي طول عمره قليل الذوق متزعليش منه حقك عليا أنا ...
ابتسمت تقى وقالت:
-خلاص أنا مش زعلانة ...
-خلاص مادام مش زعلانة تعالي بقا عشان نرجع للحفلة
ثم أمسك كفها وسحبها خلفه
.........
بعد نصف ساعة من الحفل
كان مراد يضغط على الكأس بقوة وهو يرى هذا المدعو يونس يوجه كلامه لمنار فتدخل هو في الحديث ليبعد انتباهه عن زوجته وكل ما أراده الآن أن يخفيها عن عينيه ..نظرات هذا الرجل لا تعجبه....حسنا يعترف أن نظراته عادية ولكن لا يعجبه أن ينظر الى زوجته ...لا يعجبه أبداً!!!
.........
عادا اخيرا مراد ومنار من الحفل وكانت الفتيات قد نامت وطلبت صابرين منهما أن يتركان الفتيات بالاسفل ويصعدون لغرفتهما...
....
دخلا الشقة أخيرا وولجت منار الى الغرفة لتأخذ ثيابا لها ثم تستحم وتنام ...وقف مراد في طريقها وقال بتجهم:
-منار أنا مش عايز اشوف البني ادم اللي اسمه يونس ده قريب منك تاني !!
-بتغير عليا ؟!
قالتها بخبث وهي تقترب بوجهها منه ...عينيها الرمادية تتألقان بإنتصار ...ابتلع ريقه وقال:
-طبيعي انا جوزك وبغير عليكي ولو شوفتك مرة تانية بتتكلمي معاه هقتـ لك وأقتـ له ...
ضحكت بسخرية وكادت أن تبتعد الا انه امسك كفها وجذبها إليه واضعا كفيه على كتفيها كي لا تتحرك ...
-ابعد.سيبني !!
قالتها بغضب وهي تحاول التحرر منه الا انه قال ونيران الغيرة تندلع من عينيه:
-متختبريش صبري يا منار....متتخي...
ولكنها قاطعته وهي تدفعه وقالت ؛
-متقلقش يا مراد أنا محترمة نفسي كويس ..وعارفة اني ست متجوزة ...بس غريبة حر قتك فكرة اني اتكلم مع غيرك ...معرفش أنت هتعمل ايه لما اتطلق منك ...وساعتها هكون حرة تماما ...
اعتصر ذراعها وقال
-ده مش هيحصل أبداً!!
اشتعل الرماد في عينيها وقالت:
-لا هيحصل أنا وعدتك.قبل كده أنك مش هتشوف الحب في عيوني تاني ووفيت بوعدي وهوفي بالوعد ده.كمان.!!!
ثم كادت أن تتجاوزه الا أنه امسك ذراعها مرة أخرى والصقها به ثم عانق وجهها وصب نظراته فيه نظراته ...كانت غيرته حارقة...قال بنبرة خافتة خطيرة :
-أيوة بغير ...شايفة اللي في عينيا دي غيرة ...أنتِ ملكي ...مراتي ومش هسمح ليكي تتسربي من ايدي يا منار حتى لو اضطريت احبسك هنا ..
-مراد ابعد !!
قالتها بإختناق وهي تحاول أبعاده ولكنه كبلها أكثر وقال:
-مش هتعرفي تتخلصي مني يا منار لاني هفضل وراكي لآخر العمر مكانك معايا وفي بيتنا ومع أولادنا .....مكانك في قلبي ....لاني بحبك ..أنا بحبك !!!
واعترافه بالحب اتبعه بقبلة عاطفية أودع فيه مشاعره الحقيقية !!
يتبع
↚
الفصل الثامن عشر (أرفض حبك)
وتأتينا الأشياء التي انتظرناها دوما عندما تزول لهفتنا عليها.....هكذا حبك أتى متأخراً!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كادت أن تستلم ...أن تضعف ...تنسى كل ما مرت به على يده ...ولكن لا ...عقلها صرخ بها أن تدفعه ...الا تستلم له ...الا تكون ضعيفة ....وبالفعل دفعته عنها بقوة حتى كاد أن يقع ولكنه تمالك نفسه وهو ينظر إليها بصدمة ...كانت تمسح شفتيها بقرف ....يظهر عليها الاشمئزاز ووجهها محمر من الغضب....بهت وهو ينظر إليها ...لا يعرف ما هو الخطأ ...لقد اعترف بحبه للتو ...
-منار مالك ..؟!
قالها مقتربا منها وهو يمسك ذراعها ويضغط عليه برفق إلا أنها نفضت ذراعه وقالت :
-ابعد عني ...متقربش ...متقربش ...
-منار ...
-خلاص يا مراد...ابعد مش عايزة اشوفك ...
كان غضبها من نفسها اولا ...غضب من تلك المشاعر التي بدأت تعصف بها بقوة ....الضعف الذي بدأ يتسرب داخلها ..ولكن لا ...هي لا يمكنها أن تضعف الآن...لو ضعفت سيعتبر مراد ان هذا تسليم بالواقع...وهي لن تتقبل هذا الواقع...لن تتقبل أن تأخذ شئ منقوص ...أما أن يكون كاملاً أو تتركه نهائياً!!!
-منار أنا بحبك ...بحبك ليه مش قادرة تفهمي ؟!
قالها وهو يقترب منها مرة آخرى. ..يؤلمه انه ترفضه بتلك الطريقة ...ولكنها ظلت تبتعد عنه....
-مبقاش ينفع خلاص ...
قالتها بنبرة منكسرة فرد بعصبية :
-ايه اللي مبقاش ينفع ؟!
-حبك ..حبك مبقاش ينفع ...انت اتأخرت يا مراد ...اتأخرت اوووي أنا مبقتش محتاجة حبك خلاص ...لو من شهر قولت الكلمة دي كنت هموت من الفرحة لكن دلوقتي انت اتأخرت ...اتأخرت اووي ...
قالتها منار والدموع تطفر من عينيها...نظر إليها بصدمة وقال:
-ياااه للدرجة يا منار ...
هزت رأسها والدموع تنفجر من عينيها اكثر :
-ايوة للدرجادي ...انت مش دوست على رجلي يا مراد ...انت اتجوزت عليا وقهرتني ...حملتني نتيجة فشلك عشان مقدرتش تنسى هنا ...مديت ايديك عليا ...مستحيل انسى ده كله ...كلمة بحبك اللي قولتها دي ملهاش أي قيمة بلها وأشرب ميتها ...
ثم رفعت رأسها واكملت بقوة :
-حبك مرفوض يا أستاذ مراد !!
ثم تجاوزته وهي تخرج من الغرفة تاركا اياها شاحباً كالأموات....
جلس على السرير بإنهيار وهو يتذكر ما فعله بها...تلك الأشياء الفظيعة التي قالها ...كان أعمى بالفعل ...لقد ظن انه يحب هنا ...وفي سعيه المستمر خلف هنا لتشعر به حطم قلب منار ...
وضع كفيه على وجهه وهو يشعر انه في دوامة لا نهاية لها !!
......
في الحمام ...
كانت منار تقف تحت صنبور المياه الساخن ...المياه الساخنة كانت كالبلسم على جرحها الذي ينزف ...شعرت ان تعبها كله يختفي ...قررت ان تغلق عقلها تماما والا تفكر بمراد ...سوف تخطو خطوتها الثانية في التحرر من قيوده ...ستقف على أرض صلبة ...ستطير بعيدا ولن تسمح لأحد بقص أجنحتها !!
.....
بعد نصف ساعة كاملة أخذتها لتستحم خرجت وهي ترتدي منامتها الحريرية البنية بينما تجفف شعرها ...ولجت للغرفة وعبست وهي لا تجد مراد ...
هل يمكن أن يكون ذهب الى هنا ؟!
فكرت بضيق ثم هزت رأسها وقالت بغضب :
-وأنتِ مالك ؟!يروح ميروحش انتِ مالك !!! ليه بتفكري فيه ..خلاص انسيه طلعيه من دماغك بقا ...متفكريش فيه تاني ...
زفرت بضيق وقررت ان تمشط شعرها وتنام براحة ...اتجهت الى المرآة وبدأت بتمشيط شعرها بحركات سريعة وعنيفة ...ثم ربطته في تسريحة ذيل فرس وقررت ان تطمئن على ابنتيها قبل ان تنام ...فتحت الباب وتوقفت وهي ترى مراد وهو نائم بجوار ماسة وهو يضمها إليه بحنان ...أسندت على الباب وابتسمت بحزن وهي تراه ...احتشدت الدموع بعينيها وانسابت ...مسحتها بقوة وهي تقول :
-خسارة يا مراد ...خسارة !!!
ثم انسحبت من الغرفة وذهبت لتنام ....
.....
في اليوم التالي .....
اخبر مراد منار انه سوف يوصلها اليوم أيضاً...فلم تعترض ...
...
↚
خرجا.من.شقتهما السكنية وكل واحد منهما ممسك بكف.فتاة ...مراد يمسك كف ماسة ومنار كف ملك ثم نزلا الدرج ...
-مراد ابني تعالوا افطروا قبل ما تروح الشغل والحضانة...
قالها وائل والده ثم أكمل وهو ينظر الى منار ببرود.:
-هنا الله يباركلها من النجمة صاحية تحضر الفطار.مع أمك ...والله معرفش من غيرها كنا هنعمل ايه ؟!
بادلته منار نظراته الباردة ولم تعلق ولكن مراد تدخل وقال:
-من غيرها يا بابا كانت منار بتساعد في البيت وبتنزل من الصبح بدري بس مشوفتكش قولتها تسلم ايديكي او طيبت خاطرها بكلمة حتى. ...
صمت وائل ونظر الى ابنه الذي أخذ صف منار ...
تدخلت هنا وقالت برقة :
-مراد تعالى عشان تفطر ميصحش تروح الشغل على لحم بطنك...انت بتحب البيض بالبسطرمة صح ؟!أنا عملتهولك بإيدي ....
ادارت منار عينيها بملل ثم نظرت الى مراد وقالت :
-مش مشكلة نفطر وبعدين نمشي ...
هز مراد رأسه بأسف...فهو اراد ان يفطرا بالخارج وقد وعد الفتاتين بهذا ...
..
جلس كل منهم على الطاولة وبدأ مراد بالأكل ...
وقفت هنا خلف مقعد مراد ووضعت كفها على كتفه وقالت برقة شديدة :
-ايه رأيك في البيض عجبك ..
-حلو تسلم ايديكي ..
قالها بتوتر وهو ينظر الى منار التي ادعت انها تطعم.فتياتها ...
...
بعد دقائق ..
نهض مراد وهو يمسح كفه بالمحرمة وقال لمنار :
-خلصتي يا حبيبتي ...
هزت منار رأسها وهي تمسح كفها وفم.ابنتيها ثم غادروا...
بينما بقت هنا وكلمة حبيبتي التي نطقها مراد لمنار تمزقها من الداخل
..........
بعد ان اوصل.زوجته وطفلتيه لرياض الأطفال ذهب لعمله وعقله يفكر بحل لأزمته ...
.......
مرت الساعات بسرعة وهنا تلازم حماتها ..تفعل كل ما تطلبه وقبل موعد قدوم مراد بنصف ساعة ذهبت إلى صابرين وقالت بلطف مصطنع :
-ماما أنا عملت كل حاجة ممكن اطلع بقا عشان مراد قرب يجي ومحتاجة اتجهزله...وكمان ياريت تخلي عمر معاكي النهاردة...عارفة طبعا النهاردة يومي وكده ...
هزت صابرين رأسها موافقة فذهبت هنا مسرعة الى شقتها ...نظرت صابرين الى اثرها وقالت :
-البت دي مش سالكة ...
........
أتى مراد للمنزل مع منار والطفلتين وبدل من الذهاب لهنا بقا مع منار وطفلتيهما ...
....
كان جالس بغرفة الفتيات وهو يضم كل منهما إليه ويقص عليهما قصة ...كان يقلد شخصيات القصة بطريقة لطيفة تجعلهما يضحكان بقوة ....
كانت منار تراقبهم عن بعد وهي تبتسم ...كان يسعدها ان ترى السعادة على وجه اطفالها ....
ذهبت إلى. المطبخ لكي تحضر.لهم شئ ليأكلوه ...
ولكن فجأة رن هاتفها ..نظرت إليه لتجد المتصلة تقى ...فتحت الهاتف وهي تقول :
-وحشتيني مشوفتكيش النهاردة يعني ..
ضحكت تقى وقال :
-ده عشان بحضرلك مفاجأة...حزري فزري ايه هي المفاجأة ..
عبست منار وقالت:
-ايه هي يا آخر صبري ؟!
-أنا لقيتلك شغل....وشغل حلو اووي ...خلينا نتقابل بكرة واقولك التفاصيل ماشى ...
هزت منار رأسها بتوتر ...تلك الخطوة التي تخاف ان تخطوها وهي يجب أن تستأذن مراد ..بالطبع لن تعمل دون علمه ....
أغلقت مع تقى وبدأت بصنع طبق الفواكه المفضل لهم ...
وبعد ان انتهت أمسكت الطبق وخرجت من المطبخ لتجد مراد امامها ينظر إليها بتوتر ...نظرت إليه بإستفهام فقال بتلعثم :
-النهاردة يوم هنا واتصلت كذا مرة و....
هزت كتفيها وقالت:
-ما تروحلها هو حد ماسكك ؟!.
نظر إليها بتعب ولكنه أخيرا ابتسم وقبلها بسرعة على وجنتها وقال:
-تصبحي على خير يا حبي الوحيد ..
ثم غادر وتركها ... ضحكت بسخرية وقالت:
-قال حبه الوحيد قال وبعدين يروح يترمي في حضن مراته التانية...
...........
في شقة هنا السكنية ..
ولج مراد إليها ليجد هنا تقف أمامه بهيئة جميلة....ترتدي فستان أحمر بدون أكمام وبفتحة كبيرة تظهر كامل ساقها البيضاء الشاحبة ثم اقتربت منه وهي تمسك كفه وتقول:
-وحشتني ليه اتأخرت عليا..
ثم رفعت نفسها لتقبله الا انه ابعد وجهه وقال :
-انا عايز...
ولكنها قاطعته وقالت:
-انا عايزاك النهاردة تكون جمبي...تنسيني كل اللي عمله فيا علي يا مراد ...عايزك تحميني من كل حاجة وحشة حصلتلي في حياتي ...أنا بحبك يا مراد ..وعايزاك تكون ليا كل حياتي !!
-أنا آسف يا هنا .
قالها بصوت مرتعش لتعبس برقة وتقول:
-بتعتذر ليه ؟!
-عشان مش هقدر اكون زي ما انتِ عايزة ...
أغمض عينيه وأكمل بصعوبة:
-أنا اكتشفت اني مبحبكيش!!!
يتبع
↚
الفصل التاسع عشر (بداية حقد )
.لقد كسرني الجميع ولن أغفر !!!
........
-يعني ايه مش بتحبني أنا مش فاهمة ؟!يعني ايه ؟!...انت من كام يوم بس كنت هتموت عليا ولا ايه ....أنت فضلت تقولي هعوضك عن كل اللي حصلك ...راح فين الكلام ده كله يا مراد ...انطق راح فين؟!
كان مراد عاجز عن النظر لعينيها حتى ...كان مرتبك لا يعرف ماذا يقول لها ...نعم هو المذنب...هو تلاعب.بها ...
-انطق يا مراد راح فين حبك ...انطق وقولي !!!....
-انا آسف يا هنا ...
امسكته من قميصه القطني وقالت :
-بطل تقول آسف...مش كل حاجة تصلحها الأسف ....الاسف مش هيصلح الكسر اللي جوايا ..ادتني.وعود.كتير ودلوقتي بتقولي اكتشفت أنك مبتحبنيش؟!اومال بتحب مين ؟!...
نظر إليها بشفقة وقال :
-كنت مشوش ...كنت فاكر اني بحبك ...فاكر أن مشاعري كلها ملكك بس اكتشفت غلطي لما حسيت أني خسرت منار ...اكتشفت ان حياتي كلها مع منار ...هي مراتي وام.بناتي ...منار هي اللي كانت معايا في كل وقت في حياتي ...هي اللي وقفت جمبي وأنا بدل ما اشيل لها الجميل كسرتها وجرحتها.وهي صعب تسامحني وانا مقدرش.اخسرها يا هنا ...أنا بحبها ..بحبها.أووي ...وأنا واثق أن في يوم من الأيام ربنا هيكر....
-بس اسكت ...اسكت متكلمش ...
قالتها بعنف وهي تكتم فمه ...دموعها بدأت تنحدر من عينيها وقالت بإنكسار :
-عايز تطلقني يا مراد ...عايز تتخلي عني بالسهولة دي ....خلاص منار قدرت تسيطر عليك ...
أبعدها مراد وهو. يحاول تمالك أعصابه وقال:
-طلعي منار برا الموضوع ...هي ملهاش دعوة. ..أنا بقولك اللي حاسة...شوفي يا هنا أنا عارف ان اللي عشتيه مش سهل ابدا ...بس صدقيني مش انا الراجل اللي هيسعدك ...عشان ده ...
وأشار إلى قلبه وأكمل :
-ده عرف طريقه ...عرف هو عايز مين ...وانا مستعد اعتذرلك ميت مرة على اللي حصل ...بس خلينا نتطلق!!
ازدادت دموعها انهمارا
-خلاص أنا مبقتش مهمة عندك ...اخدت اللي عايزة ورمتني زي ما اكون ورقة قديمة ملهاش اي قيمة !
قالتها هنا والدموع تغرق وجنتيها ...
-هنا أنا ...
قالها مراد وهو يشعر بالذنب يمزقه إلا أن هنا قاطعته وهي تقول بنبرة منكسرة :
-خلتني أحبك وقولت هتعوضني عن كل حاجة عملها فيا علي...عن كل حاجة أنا عشتها وجاي دلوقتي تقول اكتشفت انك مبتحبنيش ...ليه خلتني أحبك مادام انت مبتحبنيش ...دلوقتي بقيت بتفكر في منار ...طيب وأنا...أنا ايه في حياتك يا مراد ...منار مراتك وأم ولادك وانا كمان مراتك وليا زيها حقوق ...ليه هي تأخد كل حاجة ..حبك واهتمامك وغيرتك ...ليه انا اللي أتظلم ...اتظلمت من بابا ومن علي وانت جاي تكمل عليا ...
-أنا آسف ...آسف
قالها بندم لتقترب منه وهي تمسك جانبي وجهه بقوة بينما الدموع تطفر من عينيها وتقول :
-أنا مش عايزة أسفك ...أنا عايزة حبك ...حبني يا مراد !!!
-مش بإيدي ...صدقيني مش بإيدي ....أنا اسف ...اسف ...
تراجعت عنه وهي تشعر وكأنه غرز سكين ساخن لي قلبها ...أنها تنزف ...تنزف بقوة ...مسحت دموعها وقالت :
-أطلع برا ...أنت أسوأ من علي ...انتوا الاتنين شبه بعض ...
لم ينظر إليها بل استدار وهرب من منزلها متجهاً إلى منزل والده ...
.........
نزل مراد إلى منزل والديه وتوقف فجأة وهو يرى والده يجلس على الأريكة يشرب كوب من الشاي الساخن ...
نظر والده فجأة إليه وابتسم وقال:
-مراد تعالى يا ابني ...
اقترب مراد من والده وجلس بجواره وهو متعب ..وقال:
-كويس انك صاحي أنا هموت عشان اتكلم مع حد ...
نظر والده إليه بقلق وقال:
-قولي يا ابني مالك ؟!فيه ايه ؟!
-بابا أنا غلطت غلطة كبيرة ...أنا دمرت حياتي ...اذيت اتنين ملهومش اي ذنب ...والاسوأ اني ممكن اخسر حد انا بحبه ومقدرش اعيش من غيره ...
عبس والده وقال:
-قصدك ايه يا مراد ؟!
-بابا أنا عايز أطلق هنا ...مش هقدر اعدل بينها وبين منار ...مش هقدر ...
ترك والده كوب الشاي ونظر إليه بغضب وقال:
-أنت اتجننت يا مراد ؟!عايز ترمي أرملة اخوك وابنها في الشارع عشان منار ؟!!للدرجادي مأثرة عليك !!!
-يا بابا ممكن تطلع منار برا الموضوع ...والله منار مقالتليش اي حاجة ...وارتاح منار اصلا لا طايقاني ولا طايقة سيرتي وقاعدة معايا عشان العيال بس ...لكن أنا عايز اصلح حياتي مع منار ...أنا وجودي مع منار وبناتي بالدنيا فأنا عايز أطلق هنا ...
-أنت اناني يا مراد ...اناني ..عايز ترمي المسكينة دي ...ترمي لحم اخوك ...
انفعل مراد وقال بوجه محمر:
-لا انا مش هرميها يا بابا ...هنا هي وابنها هيفضلوا في شقة اخويا معززين مكرمين واحنا هنصرف عليهم ...
ربع والده ذراعيه وقال بغضب:
↚
-وهو ينفع تعيش معاك في نفس البيت بعد ما تطلقها ...ده ينفع يا مراد برضه ..ده ميصحش الناس تقول علينا ايه ؟!يا بني حرام عليك متجيش على المسكينة دي ..
زفر مراد بضيق وقال:
-مش هتعيش معايا في نفس البيت ...
عبس والده وقال بحيرة :
-يعني ايه ؟!
-يعني يا بابا أنا وعيلتي هنشوفلنا بيت تاني وهنا تفضل هنا براحتها ....كده هيبقى احسن ...كده هقدر اصلح الوضع مع مراتي...
-لا لا ...منار اكيد عملتلك حاجة و ...
نهض مراد وصرخ بإنفعال:
-منار معملتش حاجة. .معملتش !! منار اصلا مبقتش عايزاني ...مبقتش شايفاني ...ولو عندها اي فرصة هتمشي وتسيبني ...أنا حياتي مهددة بالخراب بسبب تهوري وقصر تفكيري وبسبب كتر الزن عليا ...يا بابا التعدد شرع ربنا ادهولي صح انا مش هنكر بس شرط العدل والا ربنا هيعاقبني ...وأنا مش قادر اعدل ...مش قادر ..ده مش بإيدي...أنا هطلق هنا واديلها كل حقوقها ...عايز اصلح حياتي مع منار ...لو سابتني أنا هتدمر ..بناتي حياتهم هتتدمر ...الموضوع بإيدي دلوقتي ...ممكن بكرة ميبقاش في أيدي وحياتي تتدمر ...خلاص يا بابا أنا قررت
نهض والده وقال ببرود :
-لو حصل وطلقت هنا يبقى لا أنت ابني ولا أعرفك يا مراد !!
ثم تركه وذهب ....
جلس مراد على الأريكة بتعب ...لما لا يفهمه أحد ...الأمر متعلق بقلبه ...قلبه سوف يتحطم لو تركته منار!!
اعلى الدرج كانت هنا واقفة تمسك الحاجز بقوة والدموع تطفر من عينيها ...الغضب يتزايد داخلها ...والصور تتسرب إلى عقلها بقوة تؤلمها ...تتذكر علي الذي مات وهو بين ذراعي امرأة غيرها ...تتذكر خيانته ...ما قاسته وهي ترى وتسمع خيانته بنفسها ...ترى رسائله القذرة ...تسمع صوته وهو يغازل غيرها ثم يخبرها ببرود أن هذا ليس من شأنها ...والآن مراد ...مراد الذي رفعها للأعلى ثم تركها لتهوى أرضا وتنكسر ....كلاهما خائنان ..ولكن لا ...هي لن تكون ضعيفة بعد الآن ...مراد سوف يدفع الثمن .... اندفعت بقوة إلى منزله هو ومنار وطرقت الباب بعنف ...لحظات وفتحت منار الباب وهي حائرة وقبل أن تتكلم مدت هنا كفها وجذبت شعرها صارخة:
-أنتِ السبب يا خطافة الرجالة !!!
ثم بدأت في تمزيق شعرها ...
يتبع
↚
الفصل العشرون (خطة جديدة )
ها قد خطوت.خطواتي الأولى في التحرر من قيودك !
............
كانت منار لا تفهم شئ وهنا تصرخ بها وتشد شعرها بتلك الطريقة البربرية ...ولكن رغم عدم فهمها الأمر ... ضربها بتلك الطريقة من قبل هنا جعل براكين الغضب تشتعل داخلها ...أخرجت منار الشرسة من داخلها ...ما هي إلا لحظات الا واستطاعت منار أن تصل ليد هنا وتمسكها ثم تثني ذراعها وهي تمسكها من شعرها حتى تمزقت خصلاته في يدها...
هاجمت يد هنا الحرة وجه منار وخرمشته حتى ادمته...
-يا بنت الكلب ...
صرخت منار بها بغيظ ثم شدت شعرها بقوة أكبر حتي صرخت هنا وهي تشعر بمنار تدير وجهها نحوها ثم فجأة لكمتها في أنفها لتنفجر الدماء منه وصرخت بها :
-انا هوريكي يا تربية الزرايب أنتِ ..
وما كادت منار أن تلكمها مرة آخرى حتى أتى مراد وقال بصدمة :
-ايه اللي بيحصل ؟!
ثم ركض نحوهما وهو يبعد هنا عن منار ....
بكت هنا وقالت:
-ضربتني يا مراد ...شوف عملت فيا ايه ...أنا جيت عشان اسال عليك وفجأة لقيتها بتضرب فيا من غير ذنب !!
توسعت عيني منار وهي تنظر إليها وتقول :
-أنتِ بتقولي ايه يا ولية انتِ؟!أنتِ اللي جيتي تتهجمي عليا في بيتي من غير ما اعملك اي حاجة ...هي اي مصيبة عايزة تلبسيهالي وخلاص ...ايه الهم ده ياربي؟!...
-انتِ هجمتي عليا ودلوقتي بتشمتيني....شايف يا مراد ؟!
كانت هنا تبكي بعنف وهي تنظر الى مراد المصدوم من تصرفاتها ....
-لا حول ولا قوة الا بالله...أنتِ مجنونة رسمي صح؟!اتهجمت عليكي ايه ...مراد خدها من هنا بدل وديني أكمل عليها أنا مش ناقصة قرف ايه ده ؟!...دي بتقولي أنا خطافة رجالة ...ايه يا حبيبتي خير خطفت منك مين ؟!...هو مين اللي خطاف رجالة أنا ولا أنتِ ....مراد كان جوزي ...كنا مرتاحين سوا ومبسوطين .. وجيتي انتِ خربتي حياتنا ...وبسببك اهو مش هنرجع زي الأول وواقفين على الطلاق !!!
بهت مراد وهو ينظر إليها...
-هو انتِ فكراني بنافسك على مراد ...بجد انتِ تفكيري الغبي وصل لكده...أنا سيبتهولك من بدري يا حبيبتي اشبعي بيه وخديه ...أنا قاعدة هنا عشان اربي عيالي وبس ...جوزك آخر همي ...فمفيش داعي تعملي الشغل الرخيص زيك ده ...
أكملت منار وهي تصرخ بها لتمسح هنا الدماء التي تنساب من انفها بسبب لكمة منار لها ...كانت عاجزة تماما عن الكلام ...لو قالت حرف الآن سيكون موقفها سئ جدا امام مراد ...
زفرت منار بضيق وهي تنظر الى مراد وقالت:
-لو سمحت متجيش هنا تاني خليك مع مراتك ...وانا متنازلة عن الشوية اللي بتيجي تقعد معايا فيهم ...أنا مش على آخر الزمن اتهان ويتقال عليا خطافة رجالة ....
-منار ممكن تهدي...
قالها مراد وهو يحاول الاقتراب منها الا انها اوقفته بحركة من كفها وقالت وقد تجمعت الدموع بعينيها :
-خلاص كفاية كده يا مراد ...مش شايف اني اتهانت بما فيه الكفاية بسببك أنت وعيلتك ...أنتوا فاكرين اني عبدة عندكم...
هز هو رأسه ينفي ما قالته ..ألمها أحدث شرخ في قلبه...
تنهدت منار أخيرا وقالت:
-لو سمحت يا مراد ..خدها وامشوا من هنا ...يالا ...
ثم دون انتظار أغلقت الباب بوجههما!!
نظر مراد الى هنا وأمسك ذراعها وهو يعتصره ثم سحبها خلفه بعنف ...
-مراد اسمعني بس ...
قالتها هنا بصوت باكي وهي مرتعبة وهي ترى غضبه الشديد ...
ولكنه لم يستمع إليها ...لقد تجاوزت الحد انها تتصرف بجنون تام !!
ادخلها بعنف للمنزل...
وقفت في منتصف الصالة وهي تنظر إليه بخوف ...عينيه البنية تشتعل بالنيران... انها لم تراه غاضبا لهذا الحد ابدا ...
عندما اقترب منها رفعت ذراعيها لتحمي وجهها وقالت:
-متضربنيش ...متضربنيش ابوس إيديك !!!
تجمد وهو ينظر إليها...كانت تبدو وكأنها منفصلة عن الواقع وهي تردد تلك الكلمات ...
-مش هضربك ..اهدي ...
قالها وهو يبعد ذراعيها وينظر الى عينيها الحمراء من فعل البكاء ثم أكمل :
-ليه عملتي كده مع منار ...ليه يا هنا ؟!
↚
-عشان بحبك ...عشان بغير عليك يا مراد...عشان عايزاك في حياتي ...ليه مش فاهم انت الوحيد اللي عاملتني كويس ...انت الوحيد اللي حسستني ان ليا حق احب واتحب ...عاملتني كأني انسانة مش واحدة ملهاش لازمة ...بس أنت برضه طلعت زيهم يا مراد ...وأسوأ منهم ...انت طلعتني لفوق في السما ووقعتني على جدور رقبتي ....
شعر بالذنب نحوها واقترب منها وهو يربت على كتفها وقال:
-هنا أنا مش هتخلى عنك ..أنا هساعدك عشان تبعدي عن كل اللي بيأذوكي ..وربنا هيكرمك بالاحسن مني و...
ولكنها أمسكت كفه وقالت بلهفة :
-انا مش عايزة غيرك ...صدقني مش عايزة غيرك ...
ثم اقتربت منه لتقبله ولكنه اوقفها وهو مغمض عينيه وقال:
-هنا أنا آسف ...عشان خاطري متعقديش الوضع أكتر ...أنا عارف اني غلطت بس أنا بحاول اصلح غلطي فساعديني ومتقفيش في وشي ...عشان خاطري ...
ثم ابتعد وقال :
-ارتاحي دلوقتي واتجنبي منار خالص
ثم تركها وذهب لتسقط أرضا وهي تبكي ...انها تفشل ....تخسره ...ومنار هي الرابحة الوحيدة !!ولكن هل تسمح بهذا !!!
.....
في اليوم التالي
رفضت منار أي فرصة لمراد لكي يتكلم معها ...كما انها رفضت ان يوصلها هي وبناتها الي رياض الاطفال وحتى انها خرجت باكرا قبل ان يستيقظ حمويها وذهبت بعد ان حاولت اخفاء اثر اظافر هنا بمساحيق التجميل ..ففشلت تماما ...وبعدها ذهب مراد متعكر المزاج حتى انها لم يتناول فطوره ...
.........
بعد انتهاء الدوام ...
جلست منار مع تقى يتحدثان ....
-انا مش قادرة اصدق انها عملت كده ...دي اتجننت.
قالتها تقى بصدمة وهي ترى آثار شجار الامس على منار ...
زفرت منار بضيق وهي تشرب العصير الخاص بها وقالت؛
-ربنا يتوب عليا وأمشي من البيت ده مبقتش طايقاه ...
لمعت عيني تقى وقالت :
-تعرفي يا منار ده يدل على ايه ؟!
عبست منار وهي تنظر إليها بحيرة فأكملت :
-يدل على انها غيرانة منك لان مراد بيحبك انتِ وبس ...
ابتسمت منار بسخرية وقالت:
-صدقيني مبقاش يهمني ...قولتلك مش هحارب عشان حد ...
هزت تقى كتفيها وقالت :
-ومين قالك حاربي بس ...هو دلوقتي اللي بيحارب عشانك وده. مضايق هنا ...بس البت دي طلعت مش سالكة خالص يا منار ..دخلت بدور المسكينة المكسورة وطلعت تعبان فعلا ...
-انا تعبت يا تقى ...كل اللي عايزاه اني امشي بجد من البيت ده ...الضغط عليا كبير اووي ..
أكملت وهي تتذكر شئ :
-صحيح الشغل اللي قولتي عليه امبارح ده
-ايوة صحيح ...ده أنا يا ستي عملت اللي ميتعملش عشان اشوفلك شغل وفضلت ورا يونس.لحد ما كلم حد من اللي يعرفهم هنا في مصر و قدر يجيبلك شغل في مدرسة خاص ...حلوة اووي ..وكده كده أنت مؤهلاتك عليا وعملتي دبلومة وماستر ...يوم الخميس اللي جاي هتاخدي ورقك وتقدمي زي الشاطرة ويونس عليه الباقي متقلقيش ...
ابتسمت منار وقالت :
-ربنا يخليكي ليا يارب وميحرمنيش منك ...
-اشكري يونس هو اللي سعى بصراحة ..
قالتها تقى وهي ترتشف العصير لترد منار :
-بس هو عمل كده عشانك...ملاحظة انه مهتم بيكي بشكل شخصي ..
ضحكت تقى بسخرية على تفكيرها وقالت:
-اوعى يروح تفكيرك بعيد أنا ويونس زي الاخوات...هو معتبرني اخته الصغيرة ...من صغرنا واحنا على توافق عكس عاصي تماما....
سكتت تقى قليلا وظهر عليها الحزن وقالت:
-معرفش عاصي ليه.دايما قليل الذوق معايا ...بحس دايما أني تقيلة على قلبه...
هزت رأسها بسرعة وهي تطرد تلك الافكار من عقلها وقالت :
-المهم جهزي نفسك يا حلوة يوم الخميس كده ماشي ...
هزت منار رأسها وهي تتنهد وتفكر ان تلك الخطوة الأولى للابتعاد عن مراد !!
........
في منزل والدي مراد
كان وائل جالس بجوار زوجته ويتكلم بغضب :
-عايز يطلقها يا صابرين ..عايز يبعد حفيدنا عننا....الولد الوحيد في أحفادي ...
-بصراحة يا حاج أنا اتمنى انه يطلقها ...
نظر إليها وائل بصدمة لتقول هي :
-البت دي مش كويسة يا حاج...احنا اتخدعنا فيها...أنا مع ابني في القرار ده!!
.... .
في منزل والد هنا ...
كان والدها مسافر ولذلك أخذت راحتها في الصراخ والبكاء امام والدتها وقالت:
-كل خططي فشلت...فشلت يا ماما ...خلاص منار كسبت وانا خسرت ..
أمسكت والدتها كفها وقالت:
-لا لسه ...لسه فيه ورقة هنلعب بيها ...خطة تانية خالص...
-ايه هي ؟!
قالتها بصوت مرتعش والدموع تنهمر من عينيها ...ابتسمت والدتها وقالت:
-انك.تبقي حامل !!!
يتبع
↚
الفصل الواحد والعشرون (وسقطت الأقنعة)
والحرب لأجلك واجب
...
-يعني اقوله اني حامل ؟! ...
قالتها هنا بصدمة وهي تنظر لوالدتها...كانت لا تصدق ما تسمعه...هل ستكذب أيضا ؟!
قالت مجددا:
-امي ايه اللي بتقوليه ده لو اكتشفوا أنا هضيع واحتمال يطردوني من البيت ...أنا حتى بدأت احس ان حماتي مش طايقاني وعايزة تمشيني ....
شدت والدتها على كفها وقالت :
-لا طبعا يا غبية مش هتكدبي...ده هيكون صح ...أنتِ لازم تكوني حامل ...
عبست هنا وقالت:
-ازاي ومراد مبيجيش جمبي حتى.....ها يا أمي قوليلي ازاي ؟!
زفرت هي بحنق وقالت:
-يارب صبرني على الغبية دي هتموتني ناقصة عمر ...يا بنت افهمي...انتِ ست حلو وصغيرة وهتقدري تغريه يقرب منك ...انا اللي هقولك تعملي ايه يا هنا يعني ؟!يا حبيبتي كل ست وليها طرقها ومعاها مفتاح جوزها ...
-امي أنا حاولت ...
اعترضت هنا بقوة وهي تبكي لترد والدتها :
-وتحاولي مرة واتنين وعشرة كمان ...لازم تكسبي مراد في صفك ...حبه لمنار دلوقتي بسبب انها ام بناته ....فيه حاجة بتربطهم ...وانتِ لما يربطه بيكي حاجة ممكن بذكاءك تطردي منار نهائيا من البيت ده ...بس محتاجة صبر شوية وتخطيط ...المهم على قد ما تقدري اجذبي مراد ليكي ...مع جوزك انتِ كمان وده حقك .....حاولي يا هنا متيأسيش ..حاولي مع مراد ....
أطرقت برأسها وقالت بصوت مكسور :
-كتر المحاولات بتخليني ارخص من نفسي يا امي ...مش كفاية رخص.بقا ..مش كفاية اللي عمله علي ...واللي عمله ابويا ..
ربتت والدتها على شعرها وقالت:
-بس مراد غيرهم هما الاتنين وأنتِ بنفسك قولتيلي كده صح ؟!
هزت هنا راسها وهي تمسح دموعها فابتسمت والدتها وقالت:
-عشان كده لازم تحاربي عشان حقك ...فهمتي ؟!
هزت هنا رأسها فابتسمت الأم وقالت:
-يالا يا حبيبتي روحي وعايزاكي لما تيجي المرة الجاية تيجي منتصرة على منار ...بلاش عياط وبلاش ضعف وهبل ...انتِ فاهمة؟!
هزت هنا رأسها بطاعة ...
.............
في حي هادئ قليلا ...
كان مراد يسير في الشقة السكنية التي يظهر من معالمها الرقى رغم صغير حجمها...غرفتان وصالون ومطبخ وحمام وافضل ما كان يميزها هو التراس الواسع الذي يحضر نسيم لطيف للمنزل...لقد اعجبه المنزل ...وقع في حبه من المرة الأولى ... تخيل عائلته المحبة هنا ....تخيل منار تطهي له الطعام بينما هو يدرس بناته ويشاكسهما....ثم تنضم منار لهم لاحقا ...وبعد نوم الفتيات يأخذها للتراس ويضمها وهو ينظر للنجوم...تلك هي أحلامه الآن ...حلم ان يجمع شمل عائلته مرة آخرى ...حلم ان تسامحه منار وتعود وتحبه مرة آخرى ...لقد افتقد نظرات الحب في عينيها ...افتقد اهتمامها به ...كم هو غبي ..كانت ملكه لسنوات ...تعطيه الحب بلا مقابل ...تراعيه هو وبناته واهله أيضا...كانت مثالية للغاية ...محاربة ...حاربت من اجله كثيرا وهو ماذا فعل ؟!خذلها ..حطمها ...والآن هو يبحث بلهفة عن لمعة عينيها لأجله فلا يجدها ...يبحث كالمجنون ...كالعطش الذي يبحث عن قطرة.مياه بين السير الطويل في صحراء قاحلة ...انه لا يجد الحب في عينيها وحسب...وكم هذا يؤلمه ...يؤلمه كثيراً. ..ولكنه سيعيدها ...هي حاربت من اجله كثيرا وهو سيحارب الالاف المرات حتى تعود ...سيوريها بعينيها انها هي فقط في قلبه ...وانه في ظل البحث عن ذاته وجد انها هي نصفه الآخر ..هو ضائع من غيرها ....
ابتسم بسعادة وهو يقول لصاحب المنزل :
-البيت عجبني هشتريه !
.............
-سالم مش عاجبني بقاله فترة حاسة انه حاسس بالذنب بسبب اللي عمله في المحروسة اخته وانه مودهاش المستشفي !
قالتها حنان لوالدتها وهي تربت على بطنها.المنتفخ قليلا ثم أكملت :
-انا خايفة يا أمي يتهف في عقله ويرجعلها نصيبها في البيت دي تبقى مشكلة حقيقية ...
-الموضوع في إيديك دلوقتي يا حنان!
نظرت حنان الى والدتها لتكمل والدتها وتقول :
-خليه يكتبلك البيت بإسمك ...لازم يكتبه في اسرع وقت !!
........
عاد مراد الى منزله وهو متحمس للحديث مع منار ...كانت الابتسامة تزين وجهه الوسيم ...سوف يحاول الليلة ان يسترضيها ...سوف يعتذر منها ويطلب فرصة اخرى وان رفضت سيحاول مجددا ومجددا ولن يستسلم ...
-مراد ابني ..
قالتها صابرين بهمس لمراد الذي نظر إليها بحيرة وقال :
-فيه حاجة يا أمي ؟!
-تعالى يا ابني ..تعالى هنا ..
↚
اشارت له لكي يأتي لغرفتها فذهب بهدوء ....
وولج لغرفتها امسكته من يده وسحبته نحو الفراش وهي تقول بهمس :
-مراد أنا غلطت غلطة كبيرة لما جوزتك البت هنا دي ...دي طلعت مش كويسة خالص ...أنا طلعت عامية....دي ناوية تخرب بيتك ...
نظر إليها مراد بحيرة لتبدأ والدته في قص ما سمعته منذ ساعة ونصف تقريبا عندما اتت هنا من عند والدتها ...
فلاش باك....
اتت هنا الى المنزل وصعدت مسرعة لشقتها تاركة عمر الصغير صاحب العامين مع جدته ...
-اووف ايه البت المعفنة دي ؟!الولد عامل حمام ومش مشطفاه وجايباه من عند امها كده وانا اللي هشطفه...طيب هو ملوش هدوم هنا ...يبقى اطلعلها وخلاص ...
قالتها صابرين بضيق ثم صعدت وهي تحمل عمر للأعلى ...
كان باب شقة هنا مفتوح ...كادت أن تطرقه لتدخل الا ان يديها تجمدت وهي تسمع هنا تقول :
-هبدأ في الخطة النهاردة أكيد ...هو مفروض النهاردة يوم منار بس أنا هعمل أي حجة عشان يجيلي ووقتها هعمل المستحيل عشان يلمسني ..
وضعت صابرين كفها على فاها بصدمة...هل مراد توقف عن لمس هنا ...أكملت هنا كلامها الذي جعل صابرين ترتعب...
-تعرفي يا ماما أنا لو حصل وبقيت حامل ..منار أكيد هتسيب البيت ...ممكن خطتك دي تمشي ...لان حتى لو مراد بطل يحبني هي مش هترجعله ومش هيبقاله غيري !!!
تراجعت صابرين بصدمة....لا تصدق الرخص الذي بها ...
نزلت الى الاسفل وجلست على الأريكة وهي تحمل عمر وتقول :
-انا السبب ...أنا السبب ...
........
باك ...
كانت عيني مراد متسعة بصدمة وهو يسمع هذا الكلام منها ...لا يصدق ان هنا اصبحت بتلك الوضاعة...هي تنوي حقا تخريب منزله ..لذلك يجب أن يتحرك بسرعة ...
أمسكت صابرين كف ابنها وقالت بقوة :
-طلقها يا مراد دي واحدة مش سوية ..
بالفعل فكر مراد في هذا ...ولكن لكي يكون منصفا هو أيضا ظلمها ويجب أن يصلح الوضع معها ولكن اولا عليه التحدث مع منار ...
. ......
صعد الى منزله وابتسم بحنان وهو يرى منار تجلس مع اطفالهما وتلعب معهما...
-ممكن العب معاكم ..
قالها مبتسما لتنظر إليه منار بدهشة ....كان يبدو سعيدا بشكل غريب ...
اقترب وهو يرى السعادة بعيني ملك وماسة وجلس وهو يشكل معهما الصلصال ...بدا وهم يعملون سويا كعائلة سعيدة ...ضحكاتهم كانت مرتفعة والمرح يحيط بالمكان ...لقد وجد مراد ضالته ...وجد السعادة التي ظن بغباء انها مع آخرة ...فعائلته لا تقدر بثمن ....
...
بعد الانتهاء من اللعب أخذت منار البنات لتغسل ايديهما بينما ظل مراد يرتشف الشاي بالنعناع الذي يحبه بالصالة بعد ان نظف يده ...
رن هاتفه ليمسكه ويرى هنا المتصلة ...انتظر حتى تنهي اتصالها وقام بغلق الهاتف !
...
بعد نصف ساعة ..
اتت منار بعد ان ناما البنتين...
جلست بجوار مراد وقالت:
-حابة اتكلم معاك شوية ..
-عيوني اتكلمي ....
قالها مبتسما وعينيه تتألقان لها ...
ابتلعت ريقها وقالت؛
-مراد أنا حابة اشتغل..
بهت قليلا وهو يعرف سبب طلبها ...انها تريد الاستقلال عنه ...تخطو خطواتها الأولى لكي تذهب بعيدا...وهو إن وافق سيصبح مشاركا في هذا ...وإن رفض سوف يخسرها ...كان التفكير في الأمر متعب ولكنه وجد نفسه يقول:
-انا قصرت يا منار في حاجة ؟!
هزت رأسها وقالت:
-لا بس أنا حابة اشتغل ...لو سمحت ...
-بتعملي كده عشان تقدري تبعدي عني صح ؟!بتعملي كده عشان تقدري تعتمدي على نفسك وتمشي وتسيبيني ...
لم ترد عليه وظنت لوهله انه سوف يرفض ولكنه أغلق عينيه بقوة ثم فتحهما ورأت بريق يشبه الدموع في عينيه وقال:
-اشتغلي يا منار واعملي اللي عايزاه...بس اعرفي ان مفيش مفر مني ...أنتِ حاربتي كتير عشاني وانا هحارب ألف مرة عشانك ...هحارب عشان ترجعيلي ..هحارب عشان عينيكي ترجع تلمع ليا تاني ...
لم ترد عليه فأمسك كفها وقبله مكملاً:
-حقك يبقى ليكِ مصدر رزق خاص بيكي ..بس مسؤوليتك ومسؤولية البنات هتبقى في رقبتي أنا دايما اتفقنا ؟!
هزت رأسها ..ثم ابتعدت عنه وكادت أن تنهض ليقول هو فجأة:
-منار أنا قررت أطلق هنا !!!
يتبع
↚
الفصل الثاني والعشرون (سأحارب دوما )
ضعي كفك في كفي وسيري معي حتى النهاية
......
-طيب وانا مالي...تطلقها او متطلقهاش دي حريتك الشخصية يا مراد ...
قالتها منار ببرود ثم كادت أن تذهب إلا أن مراد نهض وهو يمسك كفها ويقربها منه ...وضع كلا كفيه خلف ظهرها وهو ينظر للرماد الخامد بعينيها ويتمنى وجود اللمعة بعينيها مجددا فيختنق وهو يبحث دون جدوى ...حاولت منار التحرر منه إلا أنه لم يسمح لها بل شدها إليه بقوة وهو يقول ؛
-منار بقولك هطلقها خلاص ...هنرجع لحياتنا اللي كانت قبل كده ...هصلح اي غلط عملته معاكي ...هعتذرلك ميت مرة عن جرحي ليكي ...ده مش بيعنيلك اي حاجة
-لا يا مراد مش بيعنيلي اي حاجة ...أنا بجد ميهمنيش الموضوع ...تطلقها أو لا ده مش هيصلح حاجة خالص ...ده مش هيمسح الكلام اللي انت قولته من عقلي ...مش هيصلح الجرح اللي في قلبي ...قولي ازاي انسى انك في يوم قولتلي اني زوجة فاشلة ...انك في يوم ضربتني ..دي حاجة مش قادرة اشيلها من عقلي مهما حاولت ...أنا اتكسرت على ايديك ..وكلمة آسف مش بتصلح كل حاجة يا مراد ...
-يعني مش قادرة تفتكريلي اي حاجة حلوة عملتها ليكي ...اي حاجة تشفع ليا غلطي عندك ...اي حاجة تحنن قلبك عليا ....اي حاجة يا منار ...أنا معملتش حاجة حلوة معاكي. ..
أغمضت عينيها ودموعها الحارة تنساب من عينيها وهزت رأسها وقالت:
-مش قادرة افتكر غير اني اديتك حب واهتمام وملقتش حاجة يا مراد ...لقيت الإهانة والجرح بس ....مش قادرة افتكر غير اني خدمت اهلك بعيوني وملقيتش منهم إلا النكران وشاركوك في كسري...قولي يا مراد ايه الحاجة الحلوة اللي شوفتها معاك ..لاني مش فاكرة اي حاجة ...
تنهد بألم وهو يضع جبينه على جبينها بينما دمعة تنساب من عيني ويقول.. :
-اديني فرصة ...أي فرصة اصلح اللي عملته ...اديني فرصة اصلح أنا قلبك ...متديش تاني ..أنا اللي هدي ....أنا اللي هحارب المرة دي ...حطي ايدك في أيدي بس وشوفي ازاي انا هتغير ...ازاي هحبك...هحبك اكتر ما بحب اي حد في حياتي ...منار أنا عرفت غلطي ...متفكريش فيا فكري في بناتنا ...من حقهم يعيشوا حياتهم وسطنا ...
رفعت يديها بينهما ودفعت صدره وهي تقول بينما تمسح دموعها :
-فات الأوان يا مراد ....
ثم استدارت لتذهب الا أنه أوقفها بكلماته وهو يقول :
-وانا مش هستسلم يا منار ...عمري ما هستسلم ...هحارب عشانك ...
نظرت إليه وقالت :
-يبقى هتحارب كتير ...
هز رأسه ورد:
-مستعد احارب لحد ما أموت ...مش هسيبك تضيعي من ايدي ...
لم ترد عليه وغادرت لغرفتها كي تنام ....
.....
في غرفتها كانت منار شاخصة عينيها للأعلى ...كلام مراد لا يخرج من عقلها ...أنه مستعد لمنحها الحب ...الشئ الذي إرادته دوما ...ولكن جرحها ما زال ينزف ...ربما يوما ما ستستطيع أن تغفر له ...ولكن ليس الان ...هي لا يمكنها أن تغفر له الآن !!!
..........
في اليوم التالي ....
ارتدت منار ثيابها والبست أطفالها ثم خرجت وهي تمسك كفي طفلتيها ....كان مراد ينتظرها بالصالة ...ابتسم ما أن راهما وقال:
-يالا عشان اوصلكم ....
هزت منار رأسها وذهبت معه ...
.....
نزلا للأسفل ...
كانت هنا جالسة على طاولة الإفطار وهي تنظر الى منار بكره ولكنها لم تتحدث أو تفعل أي شئ بينما قالت صابرين بحب :
-تعالوا افطروا يالا قبل ما تمشوا ...
ابتسم مراد وقال:
-لا يا ماما ...احنا هنفطر برا عن اذنكم ..
-روح يا حبيبي ربنا يسعدكم يارب ...
قالتها صابرين ثم نظرت إلى هنا وقالت وهي تلوي فمها :
-ويبعد عنكم ولاد الحرام ...
احمر وجه هنا بإنفعال ..ونهضت من على الطاولة ثم صعدت للأعلى ...
تنهد مراد بتعب ...يجب أن يحل الموضوع اليوم ...لا يوجد تأخير ....
وقبل أن يذهب قالت صابرين :
-صحيح يا مراد آسر كلمني .. هو جاي بكرة بإذن الله ...قال إنه أخد إجازة من الشغل اسبوعين هيقضيهم هنا وقولت ان دي فرصة ادورله على عروسة يمكن يتهد ويبقى معانا بدل السفر كل شوية ...
ابتسم مراد وقال:
-تفكير سليم يا أم مراد ...ينورنا القرد ده وحشني ...
وضع يده على كتف منار وقال:
-عن اذنك يا أمي هنمشي دلوقتي ...
-روح يا حبيبي ...وانا رايحة اصحي ابوك اللي مبيشبعش من النوم ده ...
هز مراد رأسه وذهب هو وزوجته وبناته ....
......
أوصلهم إلى رياض الأطفال وابتسم وهو ينظر إلى منار وقال:
-بعد الحضانة هاخدك مشوار كده ...
عبست وقالت :
-مشوار ايه ؟!
↚
-تؤ... مفاجأة يارب تعجبك ...يالا يا حبيبي روحي ...
هزت منار رأسها وكادت أن تفتح الباب وتغادر إلا أن مراد أمسك كفها وجذبها وهو يطبع قبلة على وجنتها...
أبعدته وهي تقول بخجل وانفعال :
-ايه اللي بتعمله ده يا مراد ..مينفعش كده ...
ثم غادرت السيارة وأخرجت بناتها وهي غاضبة بسبب قلبها الذي اخذ في التسارع نتيجة قبلة عابرة لم تتجاوز وجنتها....
..............
مرت ساعات عمله ببطء مغيظ...فهو كان متحمس ليذهب إليها ويخبرها بالخبر السعيد ...
......
وأخيرا انتهى دوامه ونهض مسرعا وذهب إليها ...
.......
كان يقف مستندا على السيارة وهو ينتظر خروجها ....ابتسم بسعادة وهو يقترب منها مسرعا ثم يحمل الطفلتين ويقول :
-حبايب بابا ...
ثم قبل كلاهما بحب ونظر الى منار وقال :
-اسبقيني على العربية يالا ...
ذهبت منار الى السيارة وفتحتها ليضع مراد طفلتيهما فيها ....
ثم استقلها هو ومنار وانطلق بهم ...
.....
-ايه المكان ده يا مراد ؟!
قالتها منار بحيرة وهي تنظر إلى ذلك الحي الهادئ ...
-انزلي وهتعرفي ...
قالها وهو يترجل من السيارة ويسرع إلى الناحية الآخرى ويفتح لها الباب ثم يساعدها في إخراج البنات ...
.........
ولج مراد وأسرته إلى البناية السكنية واستقلا المصعد للدور الثالث ثم توقفا أمام شقة سكنية ...
أخرج مراد مفتاح من جيبه به رصيعة (ميدالية )مدون فيها اسمي مراد ومنار بشكل مميز وبها ثلاث نسخ من مفاتيح ...
-ايه ده ؟!
قالتها ببلاهة فرد مبتسما :
-امسكي افتحي الباب ...
امسكت المفتاح وفتحت الباب وولجت للشقة السكنية
كانت منار تتجول في الشقة وهي حقا لا تفهم ...
-انا لسه مش فاهمة .
قالتها منار لمراد الذي ابتسم واقترب منها وقال؛
-انا اشتريت البيت ده !
اتسعت عيني منار بصدمة ليكمل :
- زي ما أنتِ عارفة اني معايا مبلغ كويس اووي في البنك دفعت معظمه في البيت ده ومش ندمان ابدا ...
أخرج من حقيبته اوراق الملكية وقال:
-صممت ان كل حاجة تنتهي بسرعة عشان ننقل هنا ...ده كان حلمك يا منار ...أن يكونلك بيت مستقل وانا بحققهولك اهو ...
تصاعدت الدموع في عينيها وابتعدت عنه وهي تخرج للتراس...تشعر بالإختناق ...
ذهب هو خلفها بعد أن أمر طفلتيه بألا يتحركان ...
.....
وجدها تقف على التراس وهي تنظر أمامها بينما الدموع تنساب من عينيها دون توقف ...
اقترب منها ومد كفه وهو يمسح دموعها لتقول هي :
-ليه كل حاجة بتيجي متأخر زي حبك ...ليه كل حاجة بتيجي ما كسرتني ...مكنتش قادر تحبني قبل ما اتكسر على ايديك!!
نظر إليها بندم وقال:
-آسف اني في يوم جرحتك ...أنا كنت غبي مبفهمش ...اسف اني معرفتش قيمتك الا متأخر ...بس انا عرفتها واهو بعمل المستحيل عشان اصلح الوضع ....خلينا نحاول مرة تانية نصلح حياتنا ونرجع زي الاول ...
نظرت إليه فأمسك كفها :
-ممكن تديني فرصة يا منار ...فرصة واحدة بس ...فرصة واحدة...
نظرت أرضا وقالت:
-خلينا نروح البيت يا مراد ...انا تعبت .
أغمض عينيه بتعب فأكملت هي :
-هننقل هنا يا مراد ...بس متفتكرش أن اي حاجة تتغير ...انت قولت هتحارب عشان تكسبني صح ...حارب ...بس هتحارب كتير ...
اشرق وجهه مع ابتسامة رائعة وقال:
-هحارب لحد ما أموت ..
ثم جذبها وهو يعانقها بقوة ...
رفضت أن تذوب بين ذراعيه الدافئة وابعدته وهي تقول :
-يالا كفاية خلينا نروح البيت ...
هز رأسه مبتسما بسعادة ....
....
في المساء ....
كان يقف أمام منزل هنا بتردد ...لا يعرف ماذا يقول لها ...هل ستتحمل الآمر...أغمض عينيه بتعب وهو يسب نفسه ...هو من احدث تلك الفوضى ...لن يسامح نفسه أبداً على اذيتها...فهي قد خسرت كثير ولكنه يقسم أنه سوف يساعدها حتى موته !!!
طرق الباب وما هي إلا لحظات الا وفتحت له الباب وعينيها تتألقان بلهفة ...لم تبالي بأي شئ وهي تندفع بين ذراعيه وتعانقه بقوة ...
تراجع قليلا وهي تعانقه بكل هذا الشغف ...
-هنا ...
قالها بتعب وهو يحاول أبعادها ولكنها رفضت أن تبتعد وقالت:
-وحشتني اووي ..أنا موحشتكش ؟!
أبعدها قليلا وابتسم بلطف وقال :
-خلينا نتكلم جوا ...
ابتسمت وهزت رأسها وهي تجذبه خلفها إلى الصالة وتقول مشيرة إلى طاولة الطعام :
-شوف عملتلك الأصناف اللي بتحبها ...عملتها بكل حب عشانك ...أنا بحبك اووي يا مراد ...
ثم ارتفعت على أصابعها لتقبله ولكنه أبعدها بلطف فقالت:
-ليه بترفض تلمسني ..أنا مراتك برضه ..مراتك وعايزاك و ..
-هنا ...بكرة عايزك تيجي معايا مشوار ...
-هتفسحني ..
قالتها بإبتسامة وهي تضع ذراعيها حول عنقه ليبعد ذراعيها ويرد بتوتر :
-هنروح المأذون عشان نطلق !!
يتبع
↚
عرفت إني أحبها عندما كدت أن أخسرها !!!
...........
-أنت بتهزر صح ...قول انك بتهزر يا مراد ....
قالتها هنا وقد ترطبت عينيها بفعل الدموع ...شعرت بألم حاد في قلبها وهي تبحث في عينيه عن أثر للمزاح فتختنق وهي لا تجد....
-مراد ...انت بتهزر ...اكيد.بتهزر ...انت مستحيل تتخلى عني ...أنت بتحبني ...انت قولت كده !!!
أغمض مراد عينيه وضميره يجلده بسببها...ولكنه قرر المضي للنهاية ...هو ليس مستعد لخسارة منار ...لا يمكنه أن يخسر حبه الذي وجده أخيراً ...
-تعالى يا هنا اقعدي واسمعيني كويس ...
قالها مراد وهو يمسك كفها ويجذبها إلى الأريكة حتي تجلس عليها...جلست وهي تنظر إليه...الدموع لا تنفك تنفجر من عينيها وهي تنظر إليه ...تشعر بشئ بغيض يطبق على صدرها ....
كان مراد يفرك كفيه بتوتر ...لا يعرف من أين يبدأ ...كانت هنا تنظر إليه وهي لا تتوقف عن البكاء ...استطاع أن يرى الجرح العميق بأعينها ....
-مراد انت عايز تسيبني. تسيبني أنا يا مراد ؟!!
حرام عليك ليه تعمل فيا كده ...ليه يا مراد ...
-هنا أنا لو اعتذرتلك من هنا لبكرة مش هيكون كفاية ...أنا عمري ما انكر غلطي في حقك ...أنا غلطت وانا اسف...اسف جدا ...كنت فاكر حاجات وحاسس بحاجات واكتشفت أن كل أفكاري ....كل مشاعري مش حقيقية ...اكتشفت أن كان في أيدي السعادة وانا بغبائي ضيعتها ...بس مش هضيع فرصتي اني ارجع سعادتي مرة تاني واصلح حياتي ...
نهنهت ببكاء وقالت :
-م...مش فاهمة ...قصدك ايه ...قصدك ايه يا مراد ؟!
ابتلع ريقه وقال :
-هنا أنا بحب مراتي ...بحبها اووي ...صحيح مكنتش عارف ده من البداية وحطيت في بالي انها ملكي وكنت مطمن وطمعت لما ضمنت حبها ليا ...بس ده كله تلاشى لما اتجوزتك...حسيت اني بخسرها...ومع كل خطوة كانت بتاخدها بعيد عني كنت بحس اني مخنوق اووي ...حاسس اني بموت .. فكرة اني بس أطلقها هي الجحيم بالنسبالي .....الوضع ده عرفني اني مش هقدر اعيش من غير منار ...عشان كده لو العالم كله في كفه وهي وبناتي في كفة هختارهم هما...هختار عيلتي ...وأنتِ ربنا هيعوضك عني خير أنا متأكد من كده !
نهضت وهي تهز رأسها بعنف بينما الدموع تطفر من عينيها ...
-أنت حقير ...حقير ...
صرخت به بقوة ....
نهض مراد وقال:
-عندك حق وانا مش هنكر غلطي ولا حقارتي وبعتذر منك ...
-انا مش عايزة اعتذار ...عايزة حقي ...أنا مراتك زيها ...
-أنا هطلقك وانتِ ربنا هي...
ولكنها قاطعته وهي تشد على ملابسه وتصرخ:
-انا مش عايزة غيرك ..ليه مش عايز تفهم ...ليه ...يا اخي عوضني على اللي اخوك عمله فيا ...ليه يا مراد تعاملني زي ما اكون إنسانة وتخليني احبك وبعدين جاي ترميني دلوقتي ...ليه ...أنا هموت لو انت سيبتني ...
أغمض عينيه بقوة ...كان ما تفعله يؤلمه ...يجلد ضميره...
امسك كفيها وأبعدهما ثم قال بعد أن فتح عينيه:
-أنا مش هتخلى عنك يا هنا. ..أنا هساعدك دايما ...بس جوازنا مش هيستمر ...أنا آسف ...مش هضيع عيلتي من ايدي ....
ثم تركها وذهب لتسقط هي أرضا وتنفجر بالبكاء وهي تضرب وجهها وتصرخ ثم بدأت في شد شعرها حتى تمزق في يدها ...
-ماما ...
قالها الطفل وفي عينيه البريئة خوف من حالتها تلك ...توقفت هنا عن البكاء ونهضت من مكانها وهي تحاول ألا تصرخ من الألم ثم حملت ابنها وقبلته وهي تقول بينما الكلمات تخرج متقطعة كقلبها من الداخل وتقول :
-حبيبي ايه اللي صحاك دلوقتي ...يالا ننام ...
.........
في اليوم التالي ....
كان مراد قد أخذ إجازة من عمله ...وايضا كان اليوم هو يوم العطلة برياض الأطفال قررت منار أن تخرج فيه أطفالها بعيدا عن المشاكل التي سوف تحدث اليوم ...فهي تعرف أن اليوم سوف يتم طلاق كلا من هنا ومراد وبالطبع لن تسلم من تلميحات حماها وحماتها فالأسلم تذهب اليوم بعيدا ....
...
كانت منار في المطبخ تجهز طعام الإفطار عندما ولج مراد للمطبخ ...كانت منار تشعر بوجوده خلفها ولكن لا تستدير ...اقترب مراد اكثر منها لتنتفض وهو يعانقها من الخلف وكفيه يرتحان على بطنها ثم يبدأ بتقبيل عنقها بلطف ويقول:
-النهاردة هطلق هنا ...
↚
أغمضت عينيها بإنفعال ثم استدارت وهي تبعده وتقول بنبرة جافة :
-وده هيغير ايه يعني ؟!طلاقك ليها مش هيخليني اسامحك يا مراد ...انت قولت هتحارب عشان ارجعلك ولسه قدامك المشوار طويل عشان اسامحك ...ده لو سامحتك طبعا...عن إذنك بقا ...
ثم تركته وغادرت المطبخ وهي تحمل اطباق الطعام ..
..............
أمام مكتب المأذون الشرعي.
كانت هي ترتجف بقوة بينما الدموع تطرف من عينيها بقوة . .لا تصدق أن كل شئ سوف ينتهي...لا تصدق أن هذا الحلم الجميل الذي عاشته سينتهي ....نظرت الى مراد تبحث عن أثر للتردد فلم تجد...على العكس تماما وجدته مصر على فعلته تلك ...لقد كان حبه كذبة ...مشاعره مجرد خداع ......
-يالا يا هنا ..
قالها مراد وهو ينظر إليها ...كان البؤس يرسم خطوطه البشعة عليها....ولكنه قرر أن يعوضها عن هذا كله ...سيطلقها صحيح ولكنه سيدعمها في اي قرار يكون لصالحها ...سيحميها من والدها واي شخص يريد ايذائها...لقد كانت جريمته في حقها لا تُغتفر وهو يجب أن يصلح خطئه !!
..........
في احدى الحدائق العامة
-معقول هيطلقها خلاص ..
قالتها تقى وهي تفشل في محاولة مسح الابتسامة من وجهها لتنظر إليها منار بضيق وتقول:
-بس ده ميهمنيش ... يطلقها ميطلقهاش أنا مالي ...
-يالا يا كدابة ...مستحيل ده أنتِ هتموتي من الفرحة ...وكده احسن يا منار عشان ترجعوا تتلموا تاني ...
-صعب يا تقى ..اللي عمله صعب أنساه ...
-صعب بس مش مستحيل ..
قالتها تقى بقوة ثم أمسكت كفها وقالت:
-مادام.بيحارب عشانك يبقى بيحبك ..وأنتِ متسامحيش بسهولة عشان ميكررهاش...طلعي عينيه وخليه يقول حقي برقبتي ...اقعدي وارتاحي وأنتِ بتشوفي ازاي بيحارب عشان يرضيكي ...بس لازم تسامحي ...يعني فكري في بناتك يا منار هيكونوا مبسوطين لما يبعدوا عن ابوهم ....تفتكري هيكونوا مبسوطين وهما عايشين في تشتت ما بينك وبينه...وأنتِ لو فكرتي بكرة تتجوزي ..جوزك الجديد هيرضى يربي بناتك ...هيكون احن عليهم من ابوهم...فكري في الموضوع كويس ...
تنهدت منار وهي تنظر إلى طفلتيها التي تلعبان وقالت:
-حاضر ...
............
في منزل عائلة المنصوري ...
ولج آسر بالمفتاح الذي يمتلكه وقال بأعلى صوت :
-يا ناس ياللي هنا أنا جيت ...آسر جه اهو ....
أتت والدته وهي تهلل ثم توقفت فجأة وهي تراه يمسك كف فتاة جميلة الملامح ترتدي خمار وبيدها الآخرى يوجد طفل يبدو أنه في السابعة من عمره ...
-مين دي يا واد ...
قالتها صابرين بصدمة لترتبك سابين وتحاول سحب كفها ولكن آسر ابقى عليها وقال:
-دي كل حياتي يا ماما ...دي مراتي ...
اتسعت عيني والدته بقوة وقالت:
-اتجوزت امتى يا واد ...ومين اللي معاها ده ابنكم ...لحقت تخلف كمان ؟!
-لا يا أمي ...جلال زي ابني وانا بحبه لكن هو ابن سابين .
-ده انت يومك زي وشك. ..متجوز واحدة متجوزة ...
هزت سابين رأسها وقالت:
-لا يا طنط ...أنا كنت مطلقة و...
وقبل أن تكمل كلمتها فقدت صابرين الوعي ...
-أمي ؛!!
قالها آسر برعب ليقول جلال بصوت طفولي :
-يا ساتر يارب ...ماتت دي ولا ايه !!
يتبع
↚
الفصل الرابع والعشرون (أمر صادم)
وعيناي عندما وقعت على سابين تم سبي قلبي بنجاح وماتت في نظري جميع النساء
#سولييه_نصار
...... ........
-ماما ...امي ...يا امي فوقي متخوفنيش عليكي ...
قالها آسر وهو يحاول افاقة والدته التي فقدت الوعي...كان خائف عليها بشدة ....
كانت سابين تمسك كف ابنها جلال وهي تنظر إلى أسر بتوتر ...اقتربت منه وقالت بعتاب :
-قولتلك يا آسر نجيبها واحدة واحدة ...عجبك كده اللي حصل....أنا السبب خليني امشي وانت...
ولكن آسر أوقفها وهو يقول :
-بطلي هبل يا سابين ...أنتِ مراتي عايزة تروحي فين يعني ؟!بعدين دي ماما اغمى عليها اكيد من السعادة متفهميش غلط ....هي شوية وهتفوق وهتشوفي هترحب بيكي ازاي ...روحي هاتي بس بصلة من المطبخ ...دي الطريقة الوحيدة اللي هقدر افوقها بيها يالا يا روحي ...
هزت سابين رأسها واتجهت إلى المطبخ ....
كان آسر يهز والدته كي تستيقظ وجلال بجواره عندما دخل والده وائل ....
-آسر انت جيت يا حبيبي ...
-ابويا وحشتني ...
قالها آسر وهو يندفع إلى والده ويعانقه بكل حب ..
-وحشتني يا قرد ...
-وأنت كمان وحشتني يا ابو الصحاب ..
فجأة ابتعد عنه وائل وهو ينظر الى زوجته المتسطحة على الأريكة وقال:
-مالك امك يا واد ؟!
-اغمى عليها يا بابا ...
اقترب وائل من زوجته وقال بصدمة :
-ليه ايه اللي حصل ..عملتلها ايه يا آسر ؟!
ثم نظر إلى جلال وقال:
-ومين ده كمان ؟!...
-ده جلال يا بابا ...ابن مراتي ..
-ابن مين يا حبيبي ...
قالها وائل بخطورة وقد اهتز جسده وهو يشعر ببوادر الجلطة ...
ابتلع آسر ريقه وهو يرى غضب والده وكاد ان يتكلم الا ان صوت سابين الناعم قاطعه وهو يقول :
- حبيبي جبت البصلة...
استدار وائل وهو ينظر إليها بصدمة وصرخ:
-ومين دي كمان يا حبيبي ؟!
-دي مراتي يا بابا ...
-انت اتجوزت يا آسر؟!
-استنى بس افهمك...
-تفهمني ايه يا آسر ...انت اتجوزت ...
شد آسر كف زوجته وامسكها وقال :
-ايوة يا بابا أنا اتجوزت سابين على سنة الله ورسوله
-وسابين دي مطلقة ولا أرملة ...اصلا مستحيل ده. يبقى ابنك ...
قالها وائل وهو ينظر الى سابين شزرا لتطرق سابين برأسها وهي تشد على كف آسر ....كان الخوف يعصف بها....لقد عرفت انه لن يتم الترحيب بها هنا ...
رفع آسر رأسه وهو يضم سابين إليه وقال:
-سابين مطلقة يا بابا....
-نعم يا أخويا ...على آخر الزمن تتجوز مطلقة ...ليه الحريم خلصوا ؟!
-ايوة الستات خلصوا في عيني لما شوفتها ..أنا بحبها وهي بتحبني ومفيش حاجة في الشرع يتمنع زواجي منها ...أنا اتجوزتها...ومعملتش أي غلط وجيت عشان اعرفكم بيها ...
صرخ والده بوجهه وقال:
-لا عملت غلط ...عملت غلط يا أستاذ!!! لما تتجوز من غير اذن اهلك ومن غير ما احنا نعرف تبقى غلطان ...لما تتجوز واحدة مطلقة من غير ما تشاور حد ...وتربي ابن مش من صلبك ..تبقى غلطت...انت ايه مش كفاية اخوك مراد ...أنت كمان جاي تقرفني ...اسمعني كويس يا آسر ..دلوقتي المأذون يجي وتطلق البنت دي وتغور من هنا هي وابنها ....
طفرت الدموع من عيني سابين وهي تشد على كف آسر بقوة ...كانت. تتماسك كي لا تنفجر بالبكاء ...
نظرت الى ابنها الذي كان ينظر الى وائل بغضب وقال:
-متتكلمش على ماما بالاسلوب ده و...
-بس يا واد انت متتكلمش ...يالا يا آسر جيب المأذون عشان تخلص....
عبس.آسر وقال:
-اخلص ايه حضرتك ؟!هي جاموسة ...دي حياتي يا بابا وانا اللي اعيشها ...أنا اختارت سابين شريكة حياتي ومستحيل اطلقها ...لو مش هتتقبلوها قولولي وانا امشي بيها من هنا ...لكن مراتي مش هطلقها ..
-لا هتطلقها يا آسر والا هتأخد غضبي لاخر يوم ليا في حياتك ...
-شرعا يا بابا أنا مش مذنب عشان اتجوزتها حتى لو من غير إذنك ...حضرتك ملكش تتحكم اتجوز مين ...أنا حبيت سابين وهفضل معاها طول حياتي وابنها هو ابني !!!!
............
↚
خارج مكتب المأذون ...
خرجت هنا والدموع تطفر من عينيها ...لقد طلقها وانتهى الأمر ...قطع الرابط بينهما ...كانت تشعر ان قلبها يتمزق بفعل الألم ....
نظرت الى وجه مراد وتألمت أكثر وهي ترى إمارات الراحة على وجهه ...كان يبدو سعيد للغاية ...عجز تماما عن اخفاء ابتسامته....
-يا سلام فرحان ...فرحان أنك اتخلصت مني صح؟!
قالتها هنا بصوت مختنق لينظر هو إليها بينما يشعر بالذنب ويقول :
-هنا أنا مش هتخلى عنك برضه...أنا مش هرجعك لبيت اهلك...انتِ هتفضلي في بيت علي الله يرحمه معززة مكرمة واي قرار شايفاه مناسب ليكي أنا هدعمك فيه ...ولو قررتي بكرة تتجوزي أنا أول واحد هيقف معاكي ....
-بس أنت اتخليت عني يا مراد ...بعتني بالرخيص عشان منار ...عملت خلاص اللي هي عايزاه
تنهد مراد وقال:
-منار عمرها ما طلبت مني أطلقك ..ولا حتى حطت شروط عشان تسامحني اني أطلقك...بالعكس هي لحد دلوقتي رافضة تسامحني رغم اني بلغتها بحوار الطلاق بس هي مهتمتش بالموضوع ...موضوعي مع منار لسه مطول ..وانا عايز أرجع عيلتي لحضني تاني مقدرش اخسرهم ...أنا آسف...
-آسف ..كلمة باهتة مقارنة باللي انت عملته فيا...تفتكر أنا كده هسامحك يعني ؟!
-لا يا هنا أنا عارف ان صعب تسامحيني بس بكرة هتعرفي أنك تستحقي حد يحبك بجد ..أنا ..
ابتسم بشرود.وقال:
-انا بحب منار ...بحبها اووي ...عمري ما حبيت غيرها ...ده اللي اكتشفته متأخر وانا بحاول اصلح الوضع معاها قبل ما الوقت يفوت واندم طول حياتي ....
ركز انتباهه عليها وقال:
-بكرة هتلاقي اللي يسعدك...يالا يا هنا عشان نروح البيت ....
.........
في منزل المنصوري ...
كانت النيران تشتعل به ...ظل النقاش محتدا بين وائل وآسر بينما صابرين التي عادت الى وعيها تبكي وتولول...لا تصدق ان ابنها تزوج من مطلقة !!!سيربي ابن ليس من صلبه ...ابنها التي تمنت دوما ان تزوجه من بكر...تزوج من امرأة سبقها آخر إليه !!!...
-يعني مش هتطلقها ؟!
قالها وائل بغلظة ليرد آسر بقوة :
-ايوة يا بابا مش هطلقها...مستحيل اطلقها ...سابين هتفضل مراتي لحد ما أموت ...
-يبقى من النهاردة لا انت ابني ولا أنا اعرفك....روح انت واياها مكان ما جيتوا وياريت مشوفش وشك.هنا تاني ....انت ميت.بالنسبالي يا آسر !!!
شهقت والدته واخذت تبكي بعنف ....ولجت منار هي وبناتها فجأة الى المنزل لترى هذا المظهر الماثل امامها ...آسر يمسك كف امرأة غريبة بينما والده يقف أمامه وامارات الشر على وجهه وحماتها تبكي ....
-ايه اللي بيحصل ؟!
قالتها بتوتر وهي تنظر الى الجميع ...نهضت صابرين.واقتربت منها وهي تولول وتقول:
-الحقيني يا منار آسر هيموتني ناقصة عمر ..اتجوز مطلقة يا منار ...مطلقة متخيلة ابني العبيط ورط نفسه في ايه ؟!
-امي لو سمحتي كفاية بقا ...
نظرت منار الى الفتاة التي يمسك آسر كفها ..كانت فتاة جميلة بعيون عسلية...يبدو عليها الانكسار ...تألم قلبها لمعاناتها وكل ما ارادته بالفعل ان تذهب إليها وتضمها وتعتذر منها ...
سحبت نفسها وقالت لآسر؛
-انا هاخدها فوق يا آسر ممكن ...
هز آسر رأسه بإمتنان وقال:
-وياريت جلال معاكي ...اهلي شغالين يتكلموا ومش مقدرين نفسية الطفل الصغير ...
هزت منار رأسها وهي تقول لسابين :
-تعالي...
ولكن وائل قاطعها وقال:
-تطلع فين ...عليا الطلاق ما تعتب البيت لا هي ولا آسر لحد ما يطلقها ويرميها برا البيت ...
نظرت منار بإنفعال إليه وقالت:
-عمي ميصحش كده و....
-انتِ اخرسي خالص ...كمان هتعلميني الصح من الغلط ...مش.كفاية فضلتي ورا جوزك لحد ما طلق المسكينة هنا ...كلكم صنف عايز الحرق!!!
-بابا !!!
قالها مراد وهو يدخل للمنزل هو وهنا ...كان ينظر للجميع بحيرة وأكمل:
-صوتكم عالي خير ؟!وبعدين يا بابا أنا مش قولتلك ان منار ملهاش دعوة بقراري؟!
-اهلا باللي هيجلطني هو واخوه...تعالى شوف اخوك العدل اتجوز مطلقة ...أنتوا الاتنين بقيتوا بتمشوا ورا الحريم ...واحد يطلق مراته عشان مراته الاولى وواحد يتجوز مطلقة ...
تدخلت صابرين وقالت ببكاء:
-ده أنا رفضت اجوزك هنا وكان نفسي أول نصيبك تكون بكر ...
صمت وائل قليلا ثم تدخل وقال:
-لو فعلا عايز تكمل مع مراتك دي من غير مشاكل يبقى كمان تتجوز هنا بعد شهور العدة بما ان اخوك طلقها !!!!
يتبع
↚
الفصل الخامس والعشرون (شائك )
والطريق إلى غفرانها ممتلئ بالأشواك ..أنه ينزف في طريق الوصول إليه وهي لا تشفق !!
..........
-افندم اتجوز مين ؟!انتوا بتقولوا ايه ؟!
كان يرددها آسر وهو مصدوما بينما ينقل نظريه بين والده ووالدته يشك أنهما فقدا القدرة على التمييز ...
أما بالنسبة لهنا فقد شعرت وكأن أحدهما داس على جرحها بقوة لينزف مجددا...ماذا يظنها ؟!حقا ؟!هل هي دمية بين يديه ...
تكلم وائل بقوة وقال:
-مادام اتجوزت خلاص مطلقة ولبست يبقى خلاص اتجوز كمان أرملة اخوك وربي ابن اخوك واهو اولى من ابن الغريبة ...
لم تتحمل سابين الأمر وامسكت كف ابنها وكادت أن تذهب إلا أن آسر امسك كفها بسرعة وقال :
-أستنى يا سابين...هطلع معاكي ...أنا مش هسيبك ...
نظر إلى والده وقال:
-انا بحب مراتي يا بابا ...بحب سابين ومش عايز غيرها ...أنا آسف مش هتجوز هنا وعشان مضايقش حضرتك اكتر من كده أنا هاخد مراتي وابني وامشي ..
-ده مش ابنك !!
صرخ والده به بجنون ليرد آسر :
-لا ابني يا بابا...ابن سابين يبقى ابني ...أنا عارف اني غلطت لما حطتكم قدام الأمر الواقع بس كان لازم اعمل كده عشان سابين مضيعش مني ...
-يعني هتعصي امري ومش هتتجوز هنا ...يبقى خلاص ملكش ميراث عندي وانت ميت بالنسبالي ...تتجوز هنا تاخد مراثك ...متتجوزهاش مش هتشم مني مليم ...
ابتسم آسر بحزن وقال:
-عادي مش عايز من حضرتك حاجة ...أنا جيت بس اسلم عليكم لكن أنا دلوقتي هرجع مكان ما جيت أنا ومراتي ...
ثم سحب زوجته وكاد أن يذهب إلا أن مراد وقف أمامه وقال :
-اهدى بس يا آسر ...ازاي تمشي كده ...اطلع فوق عندي وارتاح شوية ...
-مراد انا حلفت أنه مش هيبقى هنا خلاص خليه يمشي من بيتي ...
أغمض مراد عينيه بتعب ثم فتحها وقال:
-بابا أنت حلفت على بيتك لكن أنا هوديه بيتي ...عن إذنك ..
ثم.سحب أخاه وكاد أن يصعد إلا أن وائل وقف في طريقه وقال:
-اللي فوق بيتي كمان يا حبيبي ولا نسيت ...البيت بإسمي انا ...يعني انت كمان ملكش حق هنا ...وكان مفروض اطردك عشان طلقت هنا عشان ترضي مراتك ...
ابتسم مراد بآسف وقال:
-عندك حق أنا مليش مكان هنا ...لا أنا ولا آسر ..وكل ده عشان مسمعناش كلامك ...بس يا بابا أنا الحمدلله اشتريت بيت وقررت انقل ليه انا وعيلتي وكنت هقولكم على الموضوع وتوقعت انك هتزعل بس يظهر كنت غلطان ...اسمحلي بس
اطلع اجيب هدومي أنا والاولاد وهنمشي من هنا أنا وآسر ونريحكم مننا ...
............
بعد ساعة تقريبا ...
كانت صابرين تمسك كف مراد الذي قرر مغادرة المنزل هو وعائلته مع شقيقه آسر ..
-يا بني ابوس ايديك خليك ...يا بني متركبش دماغك وابقى معايا وعقل اخوك ...
كانت تبكي بعنف وهي تحاول أن توقفه ...توقف مراد ونظر إلى والدته بشفقة وقال:
-معلش يا ماما خليني امشي وانا هاجيلك كل يوم ...ده طبعا لو بابا سمحلي ادخل البيت ...
ثم قبل كفها واستدار ذاهبا ...
من بعيد كانت هنا تقف وهي تبكي بعنف بينما ترى مراد يغادر ..وشعرت وقتها وكأن قلبها ينتزع من جسدها....
......
في منزل مراد الجديد ...
فتح مراد الباب وقال:
-اتفضلوا يا جماعة ...
دخل الجميع للمنزل ...نظر مراد الى اخيه وزوجته وقال:
-اعذروني لسه مجبتش الانتريه بس الاوض مفروشة كاملة ...تقدروا تروحوا لاوضة الاطفال هنا انت ومراتك والضغنن ارتاحوا وانا هطلب اكل لينا ..ماشي ..
ابتسم آسر وهو يهز رأسه ويسحب زوجته والصغير معه ...
........
بعد نصف ساعة آخرى ..
كانت جلال ابن سابين قد نام ...نظرت إليه بشفقة وقالت:
-كنت عايزاه ياكل الاول بس هو رفض وقال عايز ينام...
اقترب أسر وضمها إليه وهو يقول:
-انا آسف يا سابين ..حقك عليا أنا اوعدك اني عمري ما هعرضك للموقف ده تاني ...النهاردة هنبات هنا وبعدين هنسافر ومش هنرجع هنا تاني ...
اغمضت سابين عينيها ودموعها تنساب وقالت:
-حاسة اني عملتلك مشاكل مع عيلتك انت ايه ذنبك بس ...
ولكن آسر وضع كفه على شفتيها وقال:
-ششش متكمليش ...اوعي. . بالعكس أنتِ نعمة ربنا كرمني بيها ...أنا حاربت كتير عشان تبقي ملكي ومستحيل اتخلى عنك ...اهلي دلوقتي أو بعدين هيتقبلوا الموضوع ....
-اتمنى ...
قالتها سابين بتعب ليجذبها آسر ويقبل رأسها ويقول:
-ابتسمي يا سابيني ...كله هيبقى تمام ...
ابتسمت له بسعادة حتى تألقت عينيها العسلية بشكل خطف أنفاسه ليقترب منها موشكا على تقبيلها الا ان طرقة على الباب جعلته يبتعد عنها وهو يشتم ...
-مين ؟!
قالها بضيق ليأتيه صوت مراد ويقول:
-يالا يا آسر الاكل جه ...هات مراتك والولد وتعالى ...
-حاضر يا مراد ...
نظر إلى سابين وقال:
-يالا البسي الخمار وتعالي ...
..........
في الخارج ..
-الله اومال فين جلال؟!
قالتها منار لسابين وآسر ..ابتسمت لها سابين بلطف وقالت:
-معلش هو قال إنه مش عاوز ياكل ونام ...
↚
-يا حبيبي أنا اتأخرت في الاكل شوية معلش ..
-لا ولا يهمك هو فعلا كان عايز ينام بسبب مشوار السفر ...
ابتسمت منار وقالت:
-طيب اقعدوا على السفرة طلبنا سمك وعملت رز وسلطة حاجة خفيفة كده ...
هزت سابين رأسها وجلست على الطاولة وبدأ الجميع في الأكل...
.....
بعد قليل .....
انتهى الجميع من تناول الطعام ....
.....
حملت سابين ومنار الاطباق إلى المطبخ بينما جلس آسر مع شقيقه مراد...
-أنت بتلومني على اللي عملته يا مراد؟!
سأل آسر شقيقه ...فمراد مقرب إليه حتى أكثر من والديه ..
هز مراد رأسه وقال:
-لا يا آسر...الحاجة الوحيدة اللي بلومك عليها انك اتجوزت من غير ما نعرف ...لكن دي حياتك ومادام بتحبها خلاص.....
ابتسم مراد وهو يلمس طوق زفافه :
-انا اكتشفت أن الحياة بتبقى اجمل مع اللي بنحبه....وإذا كان فيه طريقه ناخد الشخص اللي بنحبه يبقى لازم نعمل اللي في أيدينا عشان ناخده ...انا عرفت اني بحب منار متأخر ...بعد ما جرحتها واذيتها ...واهو بحاول اصلح الوضع معاها....وعشان اصلح الوضع قررت استقل بعيلتي بعيد عن اهلي وبصراحة ده الصح يا آسر ...قلة اختلاط مراتي بأهلي هيحافظ على بيتي ...هما ليهم يد في ان منار لحد دلوقتي مش قادرة تسامح وانا غلطان برضه واهو بصلح غلطي ...عشان كده يا آسر انصحك نصيحة ...روح وخد مراتك بعيد عن هنا ...تعالى زور اهلك علطول بس متدخلهومش في حياتك انت ومراتك لأنها صدقني هتتخرب ...ابويا مش هيستسلم وهيحاول يجوزك.هنا بأي شكل. ..
زفر آسر بضيق وقال:
-هو ده اللي أنا هعمله يا مراد ...أنا بكرة هسافر واجر بيت هناك واعيش ...
ابتسم له مراد وقال:
-وانا معايا مبلغ في البنك خد منه نصه لحد ما امورك تتضبط ...
كاد آسر أن يعترض إلا أن مراد أوقفه وقال:
-انا مستورة معايا الحمدلله الشغل ماشي الايام دي حلو اووي وغير كده استقريت اخيرا ..انت خد الفلوس ولما الدنيا تتضبط معاك رجعهم ماشي ؟!
عانق أسر شقيقه وقال:
-ربنا يخليك ليا يارب ..
.............
عندما أسدل الليل ستائره وذهب الجميع لينام ...
كانت منار جالسة على الفراش بعد أن ناما الطفلتان ...
اقترب مراد منها وجلس بجوارها وقال:
-آسر هيسافر بكرة ..
نظرت إليه وقالت:
-صعبانة عليا مراته عاشت النهاردة مأساه ...
-عندك حق ..
قالها بأسف ثم أكمل :
-انا هديله نص الفلوس اللي معايا في البنك لحد بس ما يضبط أموره ...
ابتسمت منار له وقالت:
-خير ما عملت ربنا يوفقه...
-أي واحدة غيرك كان ممكن تتضايق ..
هزت كتفها وقالت:
-وليه اتضايق...انتوا دم واحد ولازم تساعدوا بعض ...
ثم.صمتت وهي تشعر بالدموع تتجمع بعينيها بينما تتذكر ما فعلته مع سالم ...
ابتسم لها مراد وهو يتلمس وجنتها ويقول:
-عشان كده انا بحبك يا منار ...
ثم اقترب منها بنية تقبيلها الا انها نهضت وابتعدت عنه وجلست على المقعد الصغير بجوار الفراش ...
اقترب منها وجثا على ركبتيه وهو يمسك كفها ويقبله بلطف ويقول:
-ما تنسى يا منار وخلينا نعيش حياتنا ...
هزت رأسها بأسف وقالت:
-للأسف يا مراد مش كل حاجة قابلة للنسيان...في حاجات بتتحفر في القلب صعب انساها !!
-مش ملاحظة اني بحارب وبحاول ارضيكي وأنتِ مش مدياني أي فرصة يا منار ؟!
قالها مراد بصوت هادئ ولكن من داخله كان ابعد عن الهدوء ...نظرت إليه ببرود وقالت:
-أنت مش قولت انك هتحارب ومش هتستسلم ايه اللي حصل ؟!
-طيب ما أنا بحارب ...بس أنتِ بتسدي كل الطرق عليا ...ساعديني لو سمحتي ...أنتِ كده بتدمري.حياتنا !!
نهضت منار وقالت بإنفعال ؛
-انا...أنا اللي دمرت حياتنا ولا انت ...انت اللي اتجوزت عليا ودخلت واحدة تانية حياتنا ...واحدة انت بلسانك قولتيلي انك.بتحبها...مديت ايديك عليا عشانها ...انت ازاي متوقع اني اسامحك بسهولة قولي ازاي ؟!
هز رأسه بيأس وقال:
-بس احنا كده بنوقف حياتنا يا منار ...أنا عرفت غلطي وبصلح الموضوع...فساعديني شوية ...
رفعت رأسها وقالت:
-انا لا هساعد ولا هحارب ...حاربت كتير عشانك...ودلوقتي ده دورك !!!
ثم نهضت وتركته متجهة إلى الفراش لتنام...
........
في اليوم التالي...
-لا لا يا بابا سيبني ...
قالتها هنا بخوف لوالدها الذي يجرها خلفه ...فهو ما أن عرف بطلاقها من مراد أتى مسرعا ليعيدها الى المنزل ...
-تقعدي هنا ليه يا بت ؟!ما خلاص طلقك...ملكيش حاجة هنا عشان تقعدي...
-أستاذ علاء خلينا بس ...
تدخل.وائل ولكن علاء قال بغلظة:
-لو سمحت ملكش دعوة ..هي دي الأمانة ...ولدك يطلق بنتي ...بس انا قريب هجوزها لسيد سيده وابقوا قابلوني لو قدرتوا تشوفوا الولد ...
ثم جذب ابنته وحفيده خلفه ولكن فجأة توقف وهو يرى مراد أمامه يقول بقوة :
-على جثتي هنا تخرج من هنا !!!!
يتبع
↚
الفصل السادس والعشرون(وسقط القناع)
كم تبدو جميلة عينيكِ كلما أنظر إليهما أغرق ولا سبيل للنجاه!
..........
-أنت مش هتاخد هنا من هنا !!!
قالها مراد بقوة وهو ينظر لعلاء....اشتعلت النيران بعيني علاء وصرخ به؛
-وأنت مالك ...أنت مش طلقتها ؟ مالك بيها بقا سيبها في حالها !!
ثم وجه كلامه لابنته وقال :
-يالا يا بنت نمشي من هنا ...تخلص بس عدتك وهجوزك ويوروني ازاي حد ممكن يمنعني ...
وكاد بالفعل ان يذهب إلا أن مراد عاد ووقف في وجهه وفي عينيه إصرار غريب وقال:
-استاذ علاء قولتلك لا هنا ولا ابنها هيخرجوا من هنا !!!
-أنت بأي حق تتحكم في بنتي ...انت مش طلقتها خلاص ؟!ولا غيرت رأيك وعايز تردها ؟!
نظرت هنا الى مراد بلهفة ...تمنت أن يكون جوابه نعم ...تمنت أن يسحبها من يد والدها ويحميها. ..تمنت أن يعود إليها ويخبرها أن طلاقه لها كان أكبر خطأ ارتكبه بحياته ...ولكن مراد نسف آمالها عندما قال:
-انا صحيح طلقت هنا ...بس هي أرملة اخويا وابنها ابن اخويا وهتعيش في بيت اخويا معززة مكرمة وانا اللي هتولى مصاريفها أنا وابويا ...
طفرت الدموع من عيني هنا ونظرت إلى الأرض وهي تشعر بالإختناق ...لماذا يدافع عنها إذا كان لا يحبها ....ولكن ربما هو يحبها ولم يدرك الأمر حتى الآن ...
-انا بضيع وقتي معاك!!!بنتي هتخرج من هنا وريني ازاي هتمنعني ...
ابتسم مراد في وجهه وقال بإستفزاز:
-هو أنا بصراحة اقدر امنعك يا عمي ...يعني مثلا بنتك دي تشهد انك كنت بتضربها ...والعلامات اللي على كتفها دليل على كده
بهت وجه علاء قليلا ليكمل مراد بإبتسامة شريرة :
-متنساش اني محامي وفي جلستين بس اجبلك حكم محصلش ...ايه رايك ؟!
-أنت بتهددني؟!!
صرخ علاء بوجهه ليهز مراد رأسه ويقول:
-بالضبط ...أنا بهددك وبقولك هنا مش هتطلع من هنا ...كفاية بقا اللي عملته في بنتك اتقي الله هتتسأل عليها دي ...من النهاردة محدش هيجبرها على حاجة ...هي الوحيدة اللي هتقرر حياتها هتمشي ازاي ...وبالنسبة لمصاريفها هي وابنها متقلقش أنت مش هتشيل مليم ...عمر لحد ما يكبر هتبقي مصاريفه عليا أنا وجده ...
-الموضوع مش هيخلص هنا يا مراد !!
قالها علاء بخشونة فرد مراد:
-لا يا عمي الموضوع انتهى هنا ...تقدر في اي وقت تيجي وتشوف بنتك وهي في اي وقت لا حبت تزوركم براحتها ..لكن هنا وابنها هيفضلوا هنا
ابتسم علاء بسخرية وقال:
-وأنت برضه هتفضل هنا في نفس البيت !!قولي بقا ازاي هتعيش في نفس البيت اللي طليقتك فيه ؟!
-لا انا اخدت بيت تاني ونقلت من هنا يعني أمان متخافش ...هنا هتفضل مع حماتها وحماها محدش هيزعجها انا اضمنلك كده ...وده وعد مني !
...............
في بيت سالم ....
-ابعد عني يا سالم أنا مش بكلمك !!
قالتها حنان بضيق وهي تبعده عنها ثم أمسكت طبق الفاكهة الخاصة بها وبدأت بأكله...تنهد.سالم وقال:
-برضه مش عايزة تكلميني ؟!
وضعت كفها على بطنها المنتفخ وقالت؛
-ما انت اللي رافض تكتب البيت بإسم أم ابنك يا سالم ...خلاص عرفت معزتي.عندك....طلب بسيط طلبته مش قادر تنفذه ..
ابتسم وهو ينحني ويقبل بطنها وقال بعشق:
-وانا مقدرش ارفض طلب ام ابني...
ثم أكمل وهو يسحب حقيبة كبيرة نسبيا وأخرج بضعة اوراق وقال:
-البيت بقا بإسمك يا حبيبتي ...
أمسكت الورق ونظرت إليه بعينين متسعة وقالت :
-يا حبيبي يا سالم بحبك اووي....
ثم ضمته بقوة وهي تقبله على جميع أنحاء وجهه
...........
أمام المدرسة التي تجري بها منار المقابلة ...
كان يقف مراد ينتظرها بإبتسامة جميلة على ثغره ...فبعد أن أوصل شقيقه وزوجته للمحطة قرر أن يأتي ويرى ماذا ستفعل ....
فجأة انتبه وهي تخرج من المدرسة ...كانت ترتدي ملابس رسمية تليق عليها كثيرا...سترة سوداء طويلة وبنطال اسود وحجاب باللون الأحمر ...كانت تبدو رائعة الجمال بشكل سلب لبه...عندما اكتشف أنه يحبها أصبح يتفرس كثيرا في ملامحها ويعترف أنها اجمل امرأة في الوجود ..
اقترب منها مبتسما وقال:
-ها عملتي ايه ؟!
-كويس ...قالوا هيتصلوا بيا ..بس باين كده هتقبل...
شد على كفها بلطف وقال:
↚
-مبروك يا حبيبي مقدما ...وبالمناسبة الحلوة دي هنروح ناخد الاولاد من الحضانة ونحتفل ايه رايك ؟!
ابتسمت وهزت رأسها ليسحبها خلفه ويدخلها سيارته ثم يركب بجوارها وهو يساعدها في وضع الحزام وقبل أن يبتعد اخيرا وضع قبلة على وجنتها ...
-مراد عيب اللي بتعمله !!
قالتها بإرتباك وهي تضع كفها على وجنتها بينها اللون الأحمر يلون وجهها ليبتسم لها مراد بحب وينطلق بها !!
..........
مر شهر ....
والوضع لم يتغير كثيراً بين مراد ومنار ...مراد ما زال يحارب لاستعادتها ...يفعل كل شئ لكى ترضى عنه...يجلب لها الازهار ...يخبرها أنه يحبها بمئات الطرق ....يدللها ...ولن تنكر الأمر أنها سعيدة ...تشعر وكأنه يداوي أنوثتها المجروحة على يده ...وحتى أنها استقرت في عملها الجديد بالمدرسة وكان هو أول داعم لها ...لم تعد تذهب لمنزل حماها رغم اتصالات حماتها الكثيرة وطلبها المستمر ان تأتي وتراها ولكن منار كانت ترفض بإصرار فقط زوجها وبناتها من يذهبون ورغم أن مراد طلب منها كثيرا أن تأتي ولكنها كانت ترفض وهو لم يضغط عليها ...ورفضها بسبب وجود هنا هناك...هي لم تتجاوز الأمر بعد.!!..وهذا هو السبب أنها لم تسامح مراد حتى الآن ...تعذبه ..نعم هي تعترف بهذا ...كلما حاول الاقتراب منها تبعده بإصرار ولكنه بالفعل يصبر عليها ...لا يضغط عليها كثيراً..ولكن إلى متى سوف يصبر ...ومتى هي سوف تنسى ...هي حقا لا تعرف !!
...............
في منزل عائلة المنصوري ....
في الشقة التي تمكث بها هنا ...
جاءت والدتها لكي تزورها أخيرا بعد أن سمح لها زوجها بالخروج والذهاب إليها أخيراً...فعلاء ما زال غاضبا بسبب تهديد مراد له ....
......
-ابوكي هيتجنن يا بت يا هنا ...عايزاه هيفرقع كده ...لو بإيده هيقتل مراد عشان منعه ما ياخدك...
قالتها والدة هنا وهي تشرب كوب العصير ...
ابتسمت هنا بحالمية لتكمل والدتها :
-بيحاول يشوف اي طريقة يخرجك بيها من البيت ده ...بصراحة مش عارفة ابوكي ده بيفكر في ايه ؟!تفكيره غريب ..بس الحمدلله مراد وقف جمبك يا هنا ..رحمك من ابوكي واللي بيعمله ...كتر خيره ...صحيح مضايقة أنه طلقك...بس على الاقل لاقية حد يصرف عليكي أنتِ وابنك ...خليكي هنا يا هنا مترجعيش البيت تاني ...اهربي.من ابوكي وجبروته...ياريتني أنا أقدر اهرب بس للاسف مليش مكان تاني ...ومش مهم الجواز يعني اللي اتجوزوا اخدوا ايه ...عيشي لبيتك وابنك وسيبك من موضوع الجواز ده وطلعي مراد من دماغك...خلاص هو اللي اختار ..
-بيحبني ...مراد بيحبني يا ماما مبيحبش منار !
قالتها هنا بإبتسامة حالمة ....كانت السعادة تزين وجهها وتشعر أنها تطفو فوق سحابة وردية ...مشاعر عنيفة تعصف بها ...مشاعر لم تختبرها من قبل وقد عرفت أن حبها المزعوم لعلي كان مجرد هراء!!
عبست والدتها وقالت:
-بتقولي ايه يا بت ؟!الراجل طلقك وراح لمراته عشان متشوفكيش تاني وتسامحه اخدها بعيد وعاش معاها...حتى لما بيجي هنا أنتِ بنفسك بتقولي أنه مبيقعدش في نفس المكان اللي انتِ قاعدة فيه ...يبقى بيحبك ازاي بقا ؟!!
هزت هنا كتفها ببساطة وقالت:
-ورغم ده كله بيحبني يا ماما ...مراد بيحبني أنا مش منار ...بس هو لحد دلوقتي مش فاهم مشاعره ...مش عايز يواجهها...لو مكانش بيحبني مكانش وقف في وش ابويا عشاني...لكن هو بيحبني ...
لمعت عينيها بشكل غريب وقالت:
-لو اختفت منار من حياتنا هيرجعلي اكيد ...وهيعرف أنه عمره ما حبها !!!!
............
-أنتِ اتجننتي يا حنان بتعملي ايه ؟!
صرخ سالم بوجهها وهي تمسك هاتفه وتلقيه على الأرض فتحطمه ...
صرخت حنان بوجهه وقالت:
-ده اللي هيحصل لما اشوفك بتكلم واحدة تانية وتخونني ...
-أنتِ غبية اخون مين ؟!دي مريضة عندي في العيادة وعندها واحد وخمسين سنة ...مدام رنا أنتِ عارفاها ...دي قد امي...
-والله يا حبيبي ميهنيش ...متكلمهاش تاني ومتتعاملش مع ستات تاني ...والا تطلقني...
-أنتِ مجنونة يا حنان صح ؟!أنا طول عمري بتعامل مع ستات ..عشان أنا دكتور تجميل !!!عايزاني اتعامل مع مين يعني ..
-غير تخصصك !!
قالتها ببرود فقال وهو يبتعد عنها:
-أنتِ اكيد جرا لعقلك حاجة ...ربنا يشفيكي ...
ثم ابتعد ليذهب الا انها أوقفته وقالت:
-يبقى خلاص تطلقني وتطلع من بيتي ...
نظر إليها بصدمة فقالت بقوة :
-القوانين هنا قوانيني...أما تعمل اللي أنا عايزة ...أو تمشي من بيتي ومشوفش وشك تاني !!!
يتبع
↚
الفصل السابع والعشرون (طلب مغفرة)
يقتلونك ثم يطلبون الغفران !
......
-أنتِ بتقولي ايه يا حنان؟!
قالها سالم بصدمة وهو ينظر إلى القسوة بعينيها ...لم يرى تلك القسوة من قبل ...ام.كانت موجودة ولكنه كان اعمى ...فضل الا يراها ...فضل ان ينكر حقيقتها لانه فقط يحبها ...هل يفعل العشق هذا بالرجل ؟!هل يجعله أعمى عديم التمييز !!!!
-بقولك اللي هيحصل ...ده بيتي يا سالم لو منفذتش اللي أنا عايزاه يبقى تمشي براه ...وكده كده انت دكتور فاشل زباينك.مش كتير فمش هتخسر كتير يعني.....
-هو تحكم وخلاص يا حنان ولا ايه وبعدين ده بيتي وانا كتبته بإسمك ...عايزاني اسيب شغلي ...طيب هنعيش من فين ؟!
-قولتلك قبل كده ابن خالي هيشوفلك شغل في شركته ...انت عارف انه معاه شركة أدوية اللهم بارك وممكن يشوفلك حاجة معاه ...
تجمدت ملامح سالم وقال:
-ابن خالك اللي كان خطيبك قبل كده ...عايزاني اشتغل معاه؟!وانا دكتور ومعايا عيادتي وحتى لو مش شغالة كويس بس مدبرين حالنا الحمدلله ..
-هو ده اللي عندي يا سالم ..أنا مش هستحمل كل شوية أني اشوف ست. بتكلمك...أنا بغير ...
اقترب منها وقال:
-لا دي مش غيرة ...ده تملك ...أنتِ عايزة تتملكيني يا حنان ...صعبان عليكي اني منفذش حاجة أنتِ امرتي.بيها عشان اتعودتي على كده !!...بس لا أنا المرة دي مش هسمع كلامك يا حنان ...المرة دي انا عرفت حقيقتك ...طلعتي إنسانة بشعة...أنا بسببك خسرت اختي ...اختي اللي اتخليت عنها بكل سهولة ...وده بسببك ...حبي ليكي كان عاميني...بس انا عرفت دلوقتي انك جميلة من برا بس ...لكن من جوا أنتِ ابشع إنسانة أنا شوفتها في حياتي ...
-اطلع برا بيتي وطلقني يا سالم والا انا هخلعك فاهم ...
-أنتِ طالق يا حنان ...بس الموضوع مخلصش هنا ...لما تولدي ابني هعمل المستحيل عشان اخده منك واحرق قلبك عليه !!
...
ثم.خرج من المنزل وهو يكتم دموعه بشق الأنفس ...لم يصدق أنه تعرض لتلك الخيانة البشعة ...من المرأة التي احبها أكثر من أي شئ!!
............
وصل لعيادته وهو يشعر بالقهر....
ولج إليها وقرر أن ينام هنا اليوم ثم في الصباح يقرر ماذا يفعل ....
....
تسطح على الأريكة الجلدية وعقله لا يتوقف عن التفكير ....لقد خسر منزله...زوجته وشقيقته ...شقيقته منار التي فعلت الكثير من أجله ...وقفت بجواره في احلك ظروفه......أغمض عينيه والدموع تنساب على وجنته ...ماذا يفعل ؟!حتى من عمله لا يجني أموال كثيرة... أوضاعه المادية سيئة...لقد ظن أنه عندما يفتتح العيادة ظروفه المادية سوف تتحسن ولكن لم يحالفه الحظ رغم الدعايا وشغله الجاد ولكن حظه كان سئ للغاية لقد فعل الكثير لإنشاء عيادة خاصة به...صرف جميع الأموال التي كان يدخرها للمستقبل أملا في أن تتحسن أحواله ولكن لم يحدث هذا ...وظلت زوجته تتهمه بالفشل...لم يكن يمتلك الا المنزل الذي كتبه بإسمها الآن وتلك العيادة التي لا يربح منها إلا الفواتير...
أغمض عينيه بتعب وهو يعترف أن كل هذا ذنب شقيقته ...لقد خذلها وهذا ما ناله !!
.............
في منزل هنا ...
كانت تمسك صورة مراد وتتلمسها برفق وتقول:
-فاكر اني هسيبك ...انت الوحيد اللي عاملتني كأني انسانة ...أنا بحبك اووي يا مراد ...بحبك اووي ...وانت كمان بتحبني ...اصبر بس وهنبقى سوا يا حبيبي ...
ثم قبلت صورته وهي تضمه إلى صدرها بحب
.............
في منزل مراد ومنار ...
كان مراد يضع عصابة على عينيه وهو يقول :
-فينكم همسككم يعني همسككم ...
ضحكتا الفتاتين وهو يقفان خلفه ويلمسان ساقه وما أن يستدير حتى يذهبا للناحية المقابلة وضحكاتهما الرقيقة تزين المنزل ...
كانت منار تراقبهم وهي تضحك بقوة ...كانت سعيدة للغاية وهي ترى السعادة على وجه أطفالها ...ترى العائلة التي طالما حلمت بها...اب محب وأطفال يسلبون العقل وزوج داعم لها ...تجهمت فجأة وهي تقر أن هناك شئ ناقص ...قلبها لم يشفى بعد ..تشعر أن الشرخ بقلبها لم يلتئم بعد ...صحيح بعد ما فعله شعرت أن الألم خفت قليلا ولكن ما زال موجودا....الالم لا يغادرها وكلما تختلي بنفسها تنهشها الأفكار السلبية وتجعلها تشعر بالإختناق ....
شهقت فجأة وقد خرجت من شرودها بالقوة عندما شعرت بذراعين قويتين تحاصرانها ....
-بابا مسك ماما ...
قالتها ملك وهي تضحك ...
أزاح مراد العصابة عن عينيه وهو ما زال ممسكا منار باليد الآخرى ...
نظر إليها مبتسما وقال:
-خسرتي ...
ارتبكت وهي ترى بعينيه تلك النظرات الغريبة فابتعدت عنه وضجيج قلبها يصم أذنيها ...
ازدادت ابتسامة مراد وهو يرى خجلها الواضع.ثم مد لها الشال وقال:
-دورك يالا...
........
بعد ساعة من اللعب ...
ناما الفتاتين من الارهاق ولكن السعادة كانت واضحة على وجههما ....
ادخلهما مراد للغرفة الخاصة بهما ...
وكادت أن تذهب منار أيضا لتنام ولكن مراد أمسك كفها وقال:
-لسه الوقت بدري تعالي نتفرج على فيلم ..
هزت رأسها ليشرق وجهه بإبتسامة سعيدة ويقول:
-طيب يالا شوفي أنتِ حابة تتفرجي على ايه وانا هعمل الفشار بالطريقة اللي بتحبيها..
ثم ذهب إلى المطبخ لتفتح هي التلفاز وتبحث عن شئ لتشاهده ....
.....
بعد دقائق ...
كان قد خرج وهو يحمل طبق كبير مملوء بالفشار المتبل بينما هى جالسة تشاهد التلفاز ...
-حظي حلو ..لقيت الفيلم اللي بحبه ولسه في أوله...
نظر مراد الى التلفاز وقال:
↚
-آه الشموع السوداء ...عارفك بتحبيه اووي ...
جلس بجوارها وهو يعطيها الطبق ويقول وهو عابس:
-انا فاكر اني كنت بغير من صالح سليم من كتر ما بتتكلمي عن شخصيته في الفيلم ده ..
هزت كتفها وقال:
-بصراحة شخصيته تجنن اووي...بحسه خارج من الروايات ..كاريزما جبارة ...
-كلمة مدح تانية فيه وهطفي التلفزيون ومش هنتفرج ..
قالها مراد بضيق لتضحك منار بنعومة وهي تتابع الفيلم بشغف ...فهي رغم أنها رأته عدة مرات ولكن تشاهده كل مرة وكأنه المرة الأولى ....
بينما مراد لم يهتم بالفيلم من الأساس ولم ينظر إليه ...كانت نظراته متعلقة بها ...بكل تفاصيلها...عينيها التي تتألقان بشكل محبب ...تلك العينين الذي أصبح أسيرهما....ضحكاتها الرائعة ...كل شئ بها يأسره ...يكبله ...كيف ظن أنه احب غيرها....لابد أنه جن....
نظرت إليه منار فجأة وارتبكت وهي تراه ينظر إليها بتلك الطريقة ...رفع مراد كفه ولمس وجنتها وهو يقترب منها وقبل أن تعترض كتم هو كل اعتراضاتها بقبلته اللطيفة ....قبلة جعلت كل حصونها تهوى على الأرض ...ولكن فجأة انتفضت وهي تنهض وتقول بإرتباك :
-انا رايحة انام...
ثم ركضت الى الغرفة مسرعة بينما ظل ينظر إلى أثرها بحزن ....
ولكن بعد لحظات نهض من الأريكة بذهول وهو يراها تقترب منه وقبل أن يتكلم كانت تقترب منه وتقبله !!....
لم يفوت تلك الفرصة وبادلها على الفور وهو يضع ذراعيه حول خصرها ويحملها إلى غرفتهما...
....
في الغرفة
أوقفها هو في المنتصف ثم بدأت قبلاته تزداد جراءة كجراءة يديه التي بدأت تتلاعب بفستانها المنزلي ..تجمدت فجأة وانهمرت دموعها على وجنتيها وهي تراه يتمادى ...كانت غير مستعدة للأمر ...لذلك بكل ما تملك من قوة أبعدته وهي تقول بهلع:
-لا ....لا ....
كان يتنفس بعنف وهو ينظر إليها مصدوما ...ماذا حدث ...لقد ظن أنها اخيرا غفرت له ...
توسعت عينيه وهو يرى بكاؤها يتزايد ...اقترب منها وهو يعانق وجهها بهلع ويقول:
-فيه ايه ؟!مالك يا حبيبتي ...
شهقت بالبكاء وقالت بعذاب :
-مش قادرة انسى يا مراد ...مش قادرة ...حاسة أن لسه فيه حاجة واقفة بيننا...أنا عايزة انسى ...عايزة اعيش حياتي كلها معاك ومع بناتنا بس لما بفتكر انك لمست غيري بتخنق...أنا حاسة أن هنا لسه بيننا ...أنا تعبانة اووي ...حاسة اني هموت ...
-ششش بعيد الشر عليكي ...
قالها وهو يمسح دموعها ثم ضمها إليه برفق وهو يقبل رأسها وقال:
-مفيش مشكلة خدي وقتك عشان تنسي وانا هساعدك ...
ولم يزد حرفاً إذ أن الدموع المتجمعة بعينيه جعلته عاجز عن الكلام ...كم خسر هو !!!
...........
في اليوم التالي .....
خرجت منار مبكرا وقررت انتظار مراد والبنات بسيارته ....لقد بكت طوال الليل بالأمس ومراد لم يتركها...ظل يضمها وهو يحاول تهدئتها حتى نامت ...وهو من جهز الاطفال اليوم ...
فجأة تجمدت وهي ترى سالم أمامها ...
-أنت !!!
قالتها بصدمة ليقترب سالم ويقول :
-منار ...أنا جاي اطلب منك تسامحيني ...أنا والله ندمت على اللي عملته واخدت جزاتي ...
كانت تنظر إليه بصدمة وتقول:
-عايزني اسامحك...وبالسهولة دي ؟!
-وفيها ايه يعني ؟؛انتِ سامحتي مراد اهو !!
-أنت جريمتك في حقي اكبر من جريمة مراد يا سالم ...انت خدلتني واحنا دم واحد....
قالتها منار وهي تنظر إليه ...الدموع محتشدة بعينيها وهي تنظر إليه ...الألم في قلبها كان أكبر مما قد تتحمله ...
كان سالم مطرقا برأسه وهو يقول :
-اسف ...اسف ...
هزت رأسها وقالت بإنفعال :
-آسف ...ايه الكلمة التافهة دي ...تموتوني بالحيا وترجعوا تقولوا اسفين ...انتوا ليه متخيلين أن الكلمة دي هتداوي.جروحي ؟!...انت عارف انت عملت ايه ...انت وصلت لعيلة جوزي اني مليش سند. ..أنهم ممكن يعملوا اي حاجة فيا وانت مش هتتدخل ولا كأنك اخويا ...وكل ده عشان مراتك ..مراتك كانت ممشياك كويس يا سالم لدرجة اني كنت مرمية على الأرض وممكن أكون ميتة مهانش عليك ترفعني وتوديني المستشفي استنيت جوزي لما يجي عشان يوديني ...
طفرت دموع سالم بندم وقال:
-سامحيني يا منار...
-اسامحك على ايه. .اسامحك على ايه ؟!
صرخت به ثم أكملت :
-أحنا دم واحد يالا ...احنا اخوات ...مكانش لينا الا بعض ...ده انا اتنازلت ليك عن حقي في البيت من غير ما افكر مرتين ...قولت ده اخويا ...ده سندي وفي الاخر تعمل فيا كده ؟!...ده انت كنت الأهم في حياتي يا سالم وبعدين يجي الباقي....مراد نفسه كان بيقولي سالم عندك اغلى مني ...تقوم تعمل فيا كده ....تعمل في دمك كده يا سالم ...روح ..روح الله يصلح حالك ...للاسف مش قادرة اكرهك عشان انت اخويا ...بس صعب اسامحك يا سالم ...صعب انسى ان سندي كان بيشوفني بقع ومفكرش يمسك ايدي حتى ...روح يا سالم ..روح ...مش عايزة اشوف وشك تاني !!!
يتبع
↚
وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي
ما عرفش إزاي حبيتك
ما عرفش إزاي يا حياتي
وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي
ما عرفش إزاي حبيتك
ما عرفش إزاي يا حياتي
من همسة حب لقيتني بحب
لقيتني بحب وأذوب في الحب
من همسة حب لقيتني بحب
لقيتني بحب وأذوب في الحب
وأذوب في الحب وصبح وليل، وليل على بابه
......
-يا منار اسمعيني ...
قالها سالم وهو يحاول الاقتراب منها.....كان يريد الحصول على غفرانها ولكنها قالت بإنفعال :
-ابعد يا سالم عني ...قولتلك خلاص مش عايزة اشوف وشك ....مش ...
ثم شهقت ودموعها تنهمر بشكل أقوى من السابق ...
-منار !!!
قالها مراد وهو يقترب من زوجته ...ارتبك عندما رآها تبكي بهذا الشكل وسالم يحاول الكلام معها ..
-خلاص يا سالم امشي من الواضح انها مش عايزة تتكلم معاك !!!
-مش انت اللي هتقرر كده يا مراد ...أنا عايزة اتكلم مع اختي ...
وقف مراد أمام منار وهو يواجه سالم وقال:
-يعني أنت بجد مش شايف الحالة اللي هي فيها يا بني آدم أنت ...خلاص امشي دلوقتي وتعالى لما تهدى شوية وتقبل تكلمك ....
تنهد سالم بتعب وقال:
-ماشي ...بس برضه يا منار هجيلك تاني ونتكلم ...
ثم.غادر...لتستدير منار بعدها وتصعد للأعلى وهي تفشل في السيطرة على دموعها ...
امسك مراد الفتيات ثم صعد خلفها لشقتهما .....
....
-يا بنات اقعدوا هنا متتحركوش ..
قالها لمراد لهما عندما جلسا على الأريكة ثم ولج للغرفة خلف منار ...
وجدها تجلس على الفراش وهي تبكي ....اقترب منها بلهفة وقال:
-منار ...
نهضت وهي تبكي وتنظر إليه
-هو أنا ليه مطلوب مني اسامح ...ليه الكل يأذيني وبعدين يطلب السماح وبعدين اسامح؟!ليه الناس فاكرة أن كلمة آسف بتصلح كل حاجة. ...
قالتها وهي منهارة ...كان قلبها يعتصر من الألم...قدوم أخيها زلزلها كليا ...يطلب الغفران بسهولة ويتوقعه أيضا ...بعد كل ما فعله...
-اهدي يا حبيبتي ..
قالها مراد بحزن لتبكي هي وتقول:
-محدش حاسس بيا ...كله عايزني اضغط على نفسي واسامح...ليه كله بيفكر في نفسه ...محدش بيفكر فيا ليه ...
ضمها إليه برفق وهو يقول بندم :
-انا اسف...اسف يا منار على كل اللي عملته فيكي...اسف اني جرحتك ...واسف برضه على اللي عمله اخوكي ...وانتِ مش مضطرة تضغطي على نفسك وتسامحي حد ...متعمليش حاجة غصب عنك ...متسامحيش حد غصب عنك ...
ابتعدت قليلا وهي تقول والدموع تملأ وجهها :
-حتى انت!
ابتسم بإنكسار وترطبت عينيه بفعل الدموع وقال :
-حتى أنا
..............
في أحد المقاهي ...
كانت تجلس منار برفقة تقى التي قالت بها :
-يا منار ادي نفسك فرصة طلاق ايه بس ...فكري في عيالك ...
أغمضت منار عينيها وقالت بنبرة مختنقة :
-مش قادرة يا تقى ...حقيقي مش قادرة ...بحاول بس مش عارفة ...حاسة اني بنهار ...هو مراد بيعمل كل حاجة عشان اسامحه...بس لسه فيه حاجز بيننا ...لسه قلبي مكسور ...أنتِ مش حاسة بيا ...مش حاسة انك تحبي حد اكتر من حياتك وتتكسري على أيده ..
-لا صدقيني عارفة وحاسة بيكي ...بس مادام هو ندم خلاص ...
قطعت تقى كلامها ثم تنهدت واكملت :
-بصي يا منار ..انتِ اللي هتعيشي ..شوفي انتِ عايزة ايه بالضبط...متفكريش في نفسك بس ..فكري في عيالك كمان ...هل عيالك هيبقوا مبسوطين وهما بعاد.عن ابوهم...وانتِ يا منار هتبقي مبسوطة لما تبعدي عنه ..هتعرفي تحبي غيره؟ ....
والحزن على وجهها كان ابلغ.جواب .....فقد بدأت دموعها بالإنهمار ولم ترد ...
........
في اليوم التالي....
في المدرسة التي تعمل بها منار ...
كانت جالسة بمكتبها عندما أتت لمكتبها معلمة اللغة العربية...
-ميس انوار ازاي حضرتك ...
قالتها منار بود لتبتسم انوار وتقول:
-الحمدلله ..ممكن اتكلم مع حضرتك في موضوع ..
هزت منار رأسها وقال:
-ايوة أكيد ...
جلست انوار وهي تتنهد وقالت:
-ميس منار أنا بصراحة مش عارفة اروح لمين غيرك ...وجيت عشان تنصحيني وتقوليلي ايه التصرف اللي مفروض اعمله ...
عبست منار وهي لا تفهم لتكمل انوار:
-عندي طالبة اسمها جميلة ...البنت دي كانت اشطر طالبة عندي في الفصل ...كانت عبقرية فعلا ...لكن مؤخرا بدأت احس انها بدأت تهمل المذاكرة بتاعتها وبقت مشتتة وحتى انها بقت عصبية جدا ...وسلوكها اتغير...حسيت انها اتبدلت خالص ....ودلوقتي بقالها اسبوع هادية ومبتتكلمش ومنطوية وعلطول حزينة وبتبكي سألتها كتير مالها لحد ما قالتلي ان آخر فترة حصل مشاكل كتير بين اهلها وانفصلوا وابوها سابهم واتجوز
اعتصر قلب منار وهي تنظر إليها فأكملت انوار :
↚
-انا حاولت اتواصل مع مامتها وانبهها انها توديها لدكتور بس هي طنشت تماما رغم انها الست دي كانت دايما مهتمة ببنتها ...أنا اللي صعبان عليا البنت يا منار ..خسارة بنت زي كده تضيع ..عشان كده جتلك عشان عارفة أنك عندك خبرة في التعامل مع النوع ده من المشاكل عشان درستي علم نفس ...واهو يمكن تساعديها ....
أغمضت منار عينيها بألم ثم فتحتهما وقالت بإختناق:
-حاضر هتكلم معاها ....
ابتسمت انوار بإرتياح وقالت:
-عشر دقايق وتكون عندك ...
......
بعد عشر دقائق بالضبط ...
كانت منار تتطلع الى تلك الفتاة التي بدأت خطواتها الأولى بمرحلة المراهقة ....رغم ملابسها المهندمة الا ان الحزن ألقى ظلاله البشعة عليها ...لا توجد لمعة الحياة بعينيها ...
-ازيك يا جميلة اخبارك ايه ..
-كويسة.
اجابت ببهوت دون ان تنظر إليها...
تنهدت منار وهي لا تعرف من أي تبدأ الفتاة يبدو انها غير مستعدة للحديث...
-جميلة ميس انوار قالت عليكي أنك كنتِ اشطر واحدة في الفصل ايه اللي حصل ؟!
هزت جميلة كتفها وقالت:
-عادي ...
-طيب فيه مشاكل بتواجهك في البيت ...
أخيرا نظرت جميلة الى منار وتجمعت الدموع بعينيها وهي تنفجر بالبكاء فجأة ...
اتسعت عيني منار بصدمة ونهضت مقتربة منها وقالت:
-بس ..اهدي يا حبيبتي ...
-بابا سابنا وراح اتجوز ....
ضمتها منار وهي تقول:
-خلاص يا حبيبتي اهدي ...
-انا عايزة بابا ...عايزة بابا يرجع تاني ....
.....
بعد نصف ساعة ...
كانت جميلة قد ذهبت بعد ان تكلمت معها منار وهدأتها ...ثم جلست منار على مقعدها وهي تشعر بالدموع تلسع عينيها هل هي مستعدة لتلك الخطوة ..هل مستعدة ان تحرم بناتها من والدهم ويعيشون في تشتت بينه وبينها....والاهم هل هي مستعدة ان تترك مراد ؟!,..هل مستعدة للتخلي عن الحب الذي يقدمه لها ...هل مستعدة لرمي كل محاولاته لإصلاح ما فعله والجواب كان واضح !!
........
بعد ساعة تقريبا. ..
كان مراد جالسا على مكتبه ينظر الى الفراغ بينما يشعر بثقل في قلبه....يبدو ان منار لن تغفر ...انها تنسل من حياته ...يخسرها وهذا يشعره بالمرض ...يشعر انه مكبل بينما هي تبتعد عنه بتلك الطريقة ....لقد اخبرها بصراحة انها حرة لكي تغفر او لا ...لن يضغط كي تسامحه ...والآن هو في انتظار قرارها الأخير...
اخرجها من شروده رنين الهاتف ...أمسك هاتفه ورأى ان المتصلة منار ....ارتج قلبه بعنف ...معقول هي ستطلب.منه الانفصال الآن ...أغمض عينيه وهو يهدأ من ضربات قلبه ولكنه فشل تمام ...فتح الهاتف ورد وهو ما زال مغمضا عينيه...
-منار ...
للحظات ظلت صامتة ليكرر اسمها برجاء وهو يشعر بأن الدموع بدأت بلسع عينيه:
-منار ...
-مراد ...أنا فكرت كتير في حياتنا سوا ...فكرت وعرفت أخيرا أنا عايزة ايه ؟!
انسابت دموعه وهو يتوقع منها ما سوف تقوله وقال بصوت مختنق:
-قولي قرارك يا منار!
-مراد أنا بحبك...بحبك ومش عايزة اضيع أي فرصة نكون مع بعض فيها...أنا...أنا بحبك يا مراد ...
فتح عينيه فجأة ثم توسعتا على اخرهما وقال بلهفة:
-قوليها تاني كده !!!
ابتسمت منار وهي تمسح دموعها وقالت:
-قولتلك.بحبك....
نهض وهو يشعر انه في حلم ...حلم جميل قد ينتهي ...اخذ يضحك.كالمجنون والدموع تنهمر من عينيه وقال:
-بتحبيني ...بتحبيني انا...أنا يا منار ...قبلتي ترجعيلي يعني ...مش هتبعدي عني ؟!
ضحكت برقة ودموعها تتساقط وقالت:
-لا مش هبعد ...هفضل معاك ومع ملك وماسة ...هنفضل كلنا سوا ومحدش هيفرق بيننا ...
-أنتِ فين ؟!عايز اجيلك ...عايز اشوفك ...وعايز احضنك...احضنك لحد ما اصدق ان ده.مش حلم ...محتاج أعمل كده يا منار ...
ابتسمت منار وهي تجلس على الأريكة وتقول :
-انا في البيت ...وديت البنات عند تقى و ...
لم يدعها تكمل كلامها وقال:
-انا جايلك ...جايلك فورا ...أنا بحبك ...بحبك اووي ...
ثم أغلق الهاتف وهو يمسح دموعه ويمسك سترته وحقيبته ليخرج ....
-رايح فين يا مجنون
قالها رضوان رئيسه بحيرة ...
ابتسم مراد له وقال:
-معلش يا متر عندي مشوار ضروري اسمحلي اروح وعمري ما هنسالك الجميل ده طول حياتي ....
عبس رضوان بحيرة وقال:
-روح.يا ابني ...
-ربنا يخليك ليا يا رضوان يا عسل ...
قالها مراد بسعادة وهو يجذب رضوان ويعانقه بقوة ثم يبعده ويقبله على وجنته عدة مرات وهو يقول :
-والله أنا بحبك ...
-يخربيتك.بتعمل ايه ؟!ابعد يا واد !!
ابتعد مراد وهو يضحك ثم خرج من مكتبه وهو يغني بسعادة ...
..........
في منزل مراد ومنار ...
كانت منار تقف امام المرآة ترتدي فستان زفافها والحجاب الابيض بينما ابتسامة سعيدة تزين شفتيها ..الألم في قلبها يخفت ... تطرده السعادة الكبيرة التي احتلت قلبها...قررت اليوم أن تصنع له مفاجأة من نوع فريد...قررت ان يبدأ من جديد
انتهت أخيرا وهي تبتعد وتبتسم بسعادة كبيرة وهي ترى جمالها الآخاذ ...
أمسكت احمر الشفاه وكادت أن تضعه على شفتيها ولكنها توقفت وجرس المنزل يرن ..
-حالا جه ؟!
قالتها بلهفة ثم وضعت احمر الشفاه على طاولة الزينة وركضت لتفتح الباب وهي تمسك فستان زفافها ...فتحت الباب وهي تبتسم بلهفة ولكن ابتسامتها تلاشت سريعا وهي تجد هنا تقف امامها مبتسمة بغرابة !!!
-وحشتيني يا منار !!
يتبع
↚
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-هنا بتعملي ايه هنا ؟!
قالتها منار وهي تشعر بالتوتر من نظراتها ...أرادت ان تغلق الباب بوجهها ولكن بدت ان اطرافها لا تتبع اوامر عقلها.
-انا حابة اتكلم معاكي شوية يا منار ممكن ؟!
-نتكلم في ايه ؟!احنا مفيش بيننا كلام يا هنا ...ولا عمره هيكون...
-لا فيه ...فيه حاجة نتكلم فيها. ..مراد !!!
رفعت منار وجهها وقالت بقوة :
-مراد نهى كل علاقته بيكي يا هنا ...هو طلقك وبعد عن البيت خالص واختار مراته وبناته ...يبقى مفيش حاجة نتكلم فيها امشي لو سمحتي يا هنا من هنا ....
-مراد بيحبني يا منار ...أنتِ بتضحكي على نفسك ...هو قالها قبل كده ...وانتِ سمعتي بنفسك ..صح ..فاكرة لما كنا في المطبخ ...فاكرة قال ايه ؟!أنا مش قادرة انسى كلامه خالص يا منار ...انتِ ازاي نستيه...
أغمضت منار عينيها والجرح في قلبها يعود لنزيفه ولكنها فتحتها وقالت بقوة :
-وهو ندم على كلامه وعمل المستحيل عشان يرجعني وانا سامحته وهنرجع عيلة واحدة وانتِ روحي شوفي حياتك ...اسمعي نصيحتي وروحي اهتمي بإبنك واستني الراجل اللي يقدرك ويحبك ..بس ابعدي عن ابو بناتي ...سيبيه في حاله سيبي البنات يتربوا وسط ابوهم متعمليش مشاكل بيننا ....
تصاعدت الدموع لعيني هنا
-انا ممكن ابوس ايديكي لو عايزة بس تسيبهولي...
قالتها هنا والدموع تطفر من عينيها التي تزوغان بشكل مخيف ...كانت تتراجع منار بخوف من حالتها تلك لتكمل هنا:
-أصل انتِ متعرفيش ...أنا أول مرة حد يعاملني باللطف ده ...اول مرة حد يعتبر اني انسانة ...أنا كنت فاكرة اني مليش أي حقوق ومفروض اسكت واصبر ...لكن مراد ...مراد هو الوحيد اللي عاملني زي ما اكون انسانة ...هو الوحيد اللي وقف جمبي ووقف في وش بابا ...هو الوحيد اللي مضربنيش ...لكن علي وبابا كانوا بيضربوني...كانوا بيعاملوني أسوأ من الحيوان ...أنا محستش اني انسانة غير معاه ...أنا محتاجاه اكتر منك يا منار ...ابوس ايديكي خليه يرجعلي ...
ثم أمسكت كف منار وكادت أن تقبل كفها بالفعل ولكن منار ابتعدت عنها بقوة وهي تقول :
-لو مراد كان عايزك ولو واحد في المية بس يا هنا أنا كنت مشيت ...لكن مادام هو بيعمل المستحيل عشاني أنا مش هتخلى عن جوزي وبيتي !!...
مسحت هنا دموعها ونظرت إليها بشر وقالت:
-مستحيل حد يفرق بيني أنا ومراد انتِ فاهمة...ولا حتى انتِ يا منار !!!
.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان مراد يقود السيارة بسرعة وهو يصفر بسعادة ...يشعر ان قلبه سوف يخرج من صدره من فرط السعادة ...
فتح المسجل بسيارته على اغنية لعبد الحليم وهو يصفر ويغني معه:
-أول مرة تحب يا قلبي وأول يوم أتهنى
ياما على نار الحب قالوأ لي ولقيتها من الجنة
أول مرة تحب يا قلبي وأول يوم أتهنى
ياما على نار الحب قالوا لي ولقيتها من الجنة
أول مرة، أول مرة
ليه بيقولوا الحب أسية ليه بيقولوا شجن ودموع
أول حب يمرعليّ قاد لي الدنيا فرح وشموع
ليه بيقولوا الحب أسية ليه بيقولوا شجن ودموع
أول حب يمر عليّ قاد لي الدنيا فرح وشموع
اٍفرح واٍملا الدنيا أماني لا أنا ولا اٍنت هنعشق ثاني
اٍفرح واٍملا الدنيا أماني لا أنا ولا اٍنت هنعشق ثاني
أول مرة، أول مرة
أول فرحه تمر بقلبي وأنا هايم في الدنيا غريب
قولي أحكي ولا أخبي ولا أوصفها لكل حبيب
أول فرحه تمر بقلبي وأنا هايم في الدنيا غريب
قولي أحكي ولا أخبي ولا أوصفها لكل حبيب
اٍفرح واٍملا الدنيا أماني لا أنا ولا اٍنت هنعشق ثاني
اٍفرح واٍملا الدنيا أماني لا أنا ولا اٍنت هنعشق ثاني
أول مرة، أول مرة
قلبي يعيد لي كل كلامك كلمة بكلمة يعيدها عليّ
لسه شفايفي شايلة سلامك شايلة أمارة حبك ليّ
اٍفرح واٍملا الدنيا أماني لا أنا ولا اٍنت هنعشق ثاني
اٍفرح واٍملا الدنيا أماني لا أنا ولا اٍنت هنعشق ثاني
أول مرة، أول مرة
كان يغني ويصفر ...يشعر انه امتلك العالم أخيراً ...توقف فجأة وهو يرى بائع الورود ....
-هشتريلها ورد هي بتحبه. .
قالها بسعادة ثم خرج من سيارته وهو يقترب من الرجل وينظر الى الورود المصطفة امامه...كانت بمختلف الالوان ...شكلها يسلب العقل ...بهية وتريح النظر ...ابتسم وهو يتذكر ان زوجته تحب اللون الارجواني ...
نظر الى البائع وقال:
-عايز ورد ...
-امرك يا باشا هعمل بوكيه عايزة باللون ايه ؟!
-البنفسجي ...
قالها مبتسما ليبدأ الرجل في اعداد باقة الورد ولكن مراد قال فجأة :
-ولا اقولك استنى ...
توقف الرجل ونظر إليه عابسا فقال مراد:
-عايزك تعملي بوكيه كبير اووي يضم كل الالوان اللي عندك دي وكتر من اللون البنفسجي
-امرك يا بيه ...
↚
قالها الرجل مبتسما بسعادة ....
...........
بعد قليل ...
كان الرجل قد اعد باقة الورد والتي خرجت في غاية الجمال فقد اعد الرجل الباقة بشكل جعل تباين الالوان رائع الجمال ..اعطاه مراد مبلغ كبير نسبيا من المال واخذ الباقة وهو يضعها في سيارته وأنطلق بها وهو يغني بسعادة...
.......
-مش فاهمة يعني ...هو عافية ولا ايه ؟!
قالتها منار وهي تعقد ما بين حاجبيها لتهز هنا رأسها وتقول:
-ايوة عافية مادام هتقفي بيننا يبقى تموتي ...
بهتت منار وهي تنظر إليها بينما أخرجت هنا سكين من حقيبتها وهي تقترب من منار التي ابتعدت عنها ولكن الفستان كان يعوق حركتها ...امسكتها هنا من حجابها وصرخت:
-انا هقتلك يا خطافة الرجالة ....
ثم اشتبكا سويا !!!
استطاعت هنا أن تسقط منار ثم ضربت السكين ببطنها!!!
........
توقفت سيارة مراد أمام المنزل وهو يخرج باقة الورد ويقول :
-خسارة كان نفسي أجيب شوكولاتة بس مش مشكلة هخرجها واجيبلها اللي نفسها فيه
ثم صعد شقته ....
...........
أمام باب الشقة ...
تجمد مراد وهو يجد الباب مفتوح ...
ولج للشقة وهنا سقط قلبه برعب في قدمه وهو يرى المظهر الماثل امامه...منار على الأرض فاقدة للوعي بينما هنا بجوارها تبكي ....
اسقط باقة. الورود وهو يقول بشحوب :
-منار !!!!
نظرت إليه هنا بفزع وهي تبكي ...اقترب هو وجلس بجوار منار
-انا ...أنا مكانش قصدي اقتلها...والله ما كان قصدي يا مراد!!!
قالتها هنا وهي تبكي بعنف بينما إنهار مراد على الأرض وهو ينظر لمنار التي تنزف ...كانت الدموع تتساقط من عينيه...يشعر وكأن احدهما سحق قلبه ...
-لا ده كابوس ...ده مبيحصلش ...
قالها مراد وهو يبكي ....كان عقله متوقف تماما عن العمل ...
ثم نظر الى هنا وصرخ بها :
-أنتِ عملتي ايه ؟!عملتي ايه ؟!
انتفضت هنا برعب ..ليضع مراد ذراعيه أسفل ركبتي ورأس منار ويحملها بهلع...كانت تبدو كالخرقة بين يديه...وعرف وقتها انه لو خسرها سوف يموت بكل تأكيد ...هو لا يستطيع الحياة دونها...
ركض بها خارج المنزل وهو يصرخ بينما يبكي :
-مش هتموتي يا منار ...لو عملتي كده أنا هموت وراكي ...متسبنيش...عشان خاطري متموتيش ....عاقبيني بأي طريقة غير الطريقة دي صدقيني مش هستحملها ...مش هستحملها يا منار!!!
وضعها بسيارته في المقعد الخلفي ثم استقل هو السيارة لينطلق بها ....
كان يقود السيارة وهو يبكي ويقول:
-متقلقيش يا حبيبتي مش هتموتي هعمل المستحيل عشان ترجعي ليا ... ترجعي لبناتك ...لو أنا مش مهم عندك ...ملك وماسة مهمين صح ... ارجعي عشانهم...قاومي عشانهم يا حبيبتي ...ارجعي يا منار وانا عمري ...عمري ما هزعلك !!
.....
في المشفى ..
كان يحملها. هو يصرخ ويبكي
-مراتي ابوس ايديكم...شوفوا مراتي مالها ...مراتي ...
تقدم طاقم الأطباء والممرضين بالسرير المتحرك الطبي وتم وضع منار به متجهين الى غرفة العمليات ....
كاد مراد ان يدخل معهم الا ان الطبيب اوقفه وقال:
-ممنوع يا أستاذ ...
كان مراد يبكي كالأطفال وهو يقول :
-لو سمحت انقذها ..لو سمحت ...
-متخافش هعمل اللي اقدر عليه ...
ثم ولج لغرفة العمليات ليجلس مراد على الأرض ويقول:
-انقذها ...دي حياتي!!
يتبع
↚
الفصل الثلاثون(لا استطيع الحياة بدونك)
هلا تعودين ...العالم بارد للغاية من دونك
............
-هنا!!!
قالتها نورهان والدتها بصدمة عندما رأتها ....توسعت عينيها فجأة وهي ترى بقعة دماء على فستانها الطويل ...
-هنا ايه اللي حصل ؟!ايه الدم ده...
-انا قتلتها...قتلت منار يا ماما ...
ضحكت هنا وأكملت :
-أخيراً مراد هيبقى ليا !!
شهقت نورهان بصدمة...ثم أمسكت كف ابنتها وهي تدخلها للمنزل وتكتم فمها وتقول :
-بس اسكتي بتقولي ايه !!!
كانت هنا ما زالت في عالم آخر. ..السعادة التي تظهر على وجهها غريبة ....لدرجة ان والدتها خافت منها ..ابتعدت نورهان قليلا مزيحة كفها عن فم ابنتها لتضحك هنا وتقول :
-خلاص منار راحت ..ومراد هيبقى ليا ...هتبقالي عيلة يا ماما ...هقدر ابعد عن ابويا واعيش مع انسان يقدرني ...انسان ميخونيش ولا يضربني زي ما كان بيعمل بابا او علي ...
-يا مصيبتي يا مصيبتي ...
قالتها نورهان وهي تضرب على وجهها وتبكي ...
فجأة خرج علاء من الغرفة وتجمد وهو يرى ابنته ...
-بتعمل ايه دي هنا ؟!
قالها علاء بخشونة لتندفع زوجته نحوه وتقول :
-الحقني ..الحقني بنتك قتلت منار ...الحقني يا حاج ...
توسعت عيني علاء بصدمة ....وازدادت وتيرة دقات قلبه...شعر انه في كابوس وهو ينظر الى ابنته التي تبتسم ببلاهة...اقترب علاء من ابنته وأمسك شعرها وهو يصرخ بها :
-عملتي ايه يا بنت المجنونة...انطقي عملتي ايه ؟!
نظرت الى والدها برعب ليصفعها بقوة ويقول:
-انطقي هببتي ايه ؟!..
-انا ...أنا ...
صفعها مرة أخرى بقوة حتى نزف فمها وكرر سؤاله...
-ضربت منار بالسكينة !!
قالتها هنا برعب ليدفعها والدها حتى سقطت على الأرض ويصرخ بها :
- يا بنت الكلب ودتينا في ستين داهية يا مجنونة ...منك لله يا شيخة ...لحد امتى هفضل اشيل همك .
.ثم أخذ يضربها بعنف ونورهان تصرخ به ...
-حرام عليك ...سيبها سيبها...
-أنتِ تخرسي خالص ...ما هي تربيتك ...تربية عرة زيك ...
شد هنا من حجابها وقال:
-اسمعي يا بنت أنتِ ...أنا مليش دعوة باللي هببتيه ...أنتِ موتي بالنسبالي ...يالا اطلعي برا ...برا ...
ثم جذبها من كفها وهو يفتح الباب ويلقيها بالخارج واغلق الباب بوجهها ...
-ايه اللي بتعمله ده ؟!دي بنتك !!!
صرخت نورهان وهي تدفعه ثم كادت أن تفتح الباب إلا أن زوجها امسكها من شعرها دافعا إياها إلى غرفة النوم الخاصة بهما ..أخذ طوق خصره من الخزانة ودفع زوجته حتى سقطت أرضا وبدأ بضربها ليتعالى صراخها....
..............
بعد نصف ساعة .....
وصلت هنا إلى بيت عائلة المنصوري ....واول ما قابلها حماتها التي قالت :
-كنتِ فين يا غندورة وسايبة ابنك للجيران ...بقا أنا اغيب ساعتين عشان روحت السوق اجي الإقليكي اختفيتي و...
بترت صابرين كلامها. هي تنظر إلى وجه هنا المكدوم فشهقت وهي تقول:
-مال وشك يا بت ايه اللي حصلك ؟!
-حماتي ...أنا عملت حاجة !!
-عملتي ايه ؟!
قالتها صابرين بتوجس لتقول هنا:
-انا قتلت منار !!!
.................
في المشفى ...
كان ما زال جالساً على الأرض يبكي وينتظر اي خبر عنها ...فجأة خرج الطبيب لينهض هو بلهفة ويقول :
-مراتي ؟!
نظر إليه الطبيب بأسف وقال:
-قدرنا نسيطر على النزيف الحمدلله بس ...
-بس ايه يا دكتور..
-هي دخلت في غيبوبة....
بهتت ملامحه وأصابت دقاته الجنون...كان يشعر أن قلبه ثم يخرج من صدره ...ألم كبير لم يختبره أبداً عصف به ...
هز رأسه وقال:
-لا يا دكتور متقولش كده ...اتصرف وصحيها و....
وضع الطبيب كفه على كتفه بمواساه وقال:
-الامر بإيد ربنا يا بني ادعيلها كتير ...وهي دلوقتي هيتم نقلها للعناية المركزة وندعي أنها تفوق قريب .....فيه حاجة تانية الشرطة هتيجي تستجوب حضرتك عشان تعرف مين اللي عمل كده ...دقايق وهيجي شرطي وحضرتك تقوله اللي حصل بالضبط ...
ثم تركه وغادر ليستند مراد على الحائط ويضع كفه على فمه وهو يبكي دون صوت ...يبكي كما لم يبكي من قبل. ...كان الألم يمزقه ...ومن بين الالامه تصاعدت النيران قوية داخله وهو يتذكرها ...يتذكر تلك التي سلبته.حبيبته ....
سار كالمجنون خارج المشفى وهو يقرر أن يقتلها!!!
...............
في منزل عائلة المنصوري ..
↚
-هنعمل ايه يا وائل ؟!
قالتها صابرين بخوف وهي تنظر إلى هنا التي تمسك طفلها وتجلس على الأريكة ...
-انا رايح ابلغ البوليس ..
قالها وائل بهمس ثم أكمل :
-وأنتِ خليها هنا اوعى تهرب منك ماشي ...
هزت صابرين رأسها بينما يغادر وائل ...
اتجهت صابرين إلى هنا وقالت بتوتر :
-الواد نام هاتيه انومه عندي ...
-لا لا خليه في حضني شوية ...
-يا بنتي هاتيه بس انومه ..
هزت هنا رأسها واعطتها الطفل ...
....
بعد دقائق معدودة اتى مراد وامارات الشر على وجهه .....
-مراد!!
قالتها صابرين ببهوت بينما نهضت هنا بخوف ...
ولج مراد للمطبخ ثم خرج وهو يمسك سكين ...
-مراد !!!
قالتها صابرين برعب ...ليندفع مراد نحو هنا ولكن والدته وقفت بوجهه
-يا بني مضيعش نفسك أنا هسلمها بنفسي للبوليس ...
قالتها والدته برعب وهي تراه يحمل سكين ....ولكن النيران كانت تندلع بعينيه ..هو لا ينظر الا لها ...هي تلك التي دمرت حياته ...تلك التي سلبت سعادته ...
هز مراد رأسه وقال؛
-هقتلها يا أمي ابعدي !!!
ثم ازاح والدته متجها نحوها ينوي الشر ...صرخت هنا. هي تحاول الهروب منه فامتدت يده لشعرها ولكن فجأة امسكه والده وقال بقوة ؛
-اطلعي يا هنا فوق بسرعة واقفلي باب شقتك....
-سيبني يا بابا ...سيبني ...
صرخ مراد بإهتياج ودموعه تتساقط ...
اداره والده له وعانق وجهه وقال :
-انت مجنون عايز تضيع نفسك ...فكر في بناتك ...فكر في مراتك ...
-منار بين الحيا والموت ...منار بتضيع مني ..
قالها مراد وهو يبكي بطريقة جعلت وائل يتألم عليه للمرة الأولى فقال :
-منار هتصحى وتبقى كويسة ...أما بالنسبة للي فوق دي فالبوليس دلوقتي هيجي ياخدها من هنا !!!
...
وبالفعل بعد نصف ساعة كانت قد أتت الشرطة وجرت هنا للسجن !
... ...........
بعد ثلاث ايام ..
قضتها منار بالعناية الفائقة كان مراد لا يغادر المشفى ولو حتى لدقيقة ....على الرغم أنه كان يراها بشق الأنفس الا أنه فضل ان يمكث بالمشفى على المقعد البارد ينتظر أن تفيق ....
كان يصلي ... يقرأ القرآن ويدعو أن تنهض ...كان يموت قلقاً كل دقيقة وهي لا تستجيب لتوسلاته بأن تنهض ..في الأوقات القليلة التي كان يدخل لها كان يمسك كفها ويتوسل لها أن تنهض ولكن بدون اي جدوى ...
....
-يا بني مينفعش كده تعالى روح البيت ونام النهاردة وارتاح على الأقل تطمن بناتك الخايفين دوول ...
قالتها صابرين بعد أن مر أسبوع على مكوث مراد بالمشفى بجوار زوجته لا يتركها لحظة الا عندما يذهب للمنزل لكي يستحم ويبدل ثيابه وللصلاة....حالته تدهورت بشكل يوجع القلب ..لم يعد يأكل جيداً. ...ولا حتى ينام ..حتى فقد بعض الوزن وأصبحت تحت عينيه هالات سوداء ....وجهه فقد نضارته ...كان قلب صابرين يعتصر بسبب معاناة ابنها ...
-أمي أنتِ خليكي مع البنات وانا هبقى هنا. ..أنا مش هتحرك من جمب منار لحد ما تصحى ..لحد ما تصحى ..هي هتصحى اكيد ...
-يا ابني اسمع كلامي بس متتعبش قلبي ...
نظر مراد الى والدته بجمود وقال :
-روحي أنتِ يا ماما أنا مش هتحرك من جمب مراتي ريحي نفسك ...
-والدتك عندها حق يا مراد روح انت وانا موجود وابقى نبدل سوا ...
قالها سالم والذي كان متواجدا مع مراد منذ أول يوم أصيبت فيه منار ويذهب فقط للمنزل الصغير الذي استأجره فقط لكي ينام .....
رد مراد بنفس الجمود وقال:
-قولت مش هتحرك من جمب مراتي ...ريحوا نفسكم!!
.........
في غرفة العناية الفائقة ....
كان يجلس مراد يمسك كفها والدموع تنساب من عينيه ...كان يتألم وهو يراها نائمة كالأموات على الفراش الشاحب كشحوبها ...
قبل كفها وقال:
-انا السبب ...ياريتني كنت بدالك يا عمري ...
غصت نبرته بالبكاء وأكمل:
-مش ناوية تفوقي بقا يا منار ...عشان عيالك ...ملك وماسة ..دايما بيسألوا عليكي ...فوقي يا منار احنا ملناش غيرك ...احنا ضايعين من غيرك ...ازاي هتسيبينا كده ...
مسح دموعه وضحك بحزن قائلا:
-تعرفي أنا اكتشفت اني بحبك اووي يا منار ...صحيح أنا كنت عارف كده قبل ما يحصل اللي حصل بس دلوقتي أنا اكتشفت اني بحبك بطريقة متوقعتش اني احب بيها ...حاسس انك بقيتي جزء من روحي مش قادر اتخيل انك تروحي مني ...احيانا بفتكر ايه اللي هيحصلي من غيرك ...مبفكرش غير اني هضيع لو أنتِ روحتي مني...مش هقدر اعيش لو انتِ روحتي مني يا منار فعشان خاطري...عشان خاطر بناتنا قومي يا منار ...حاربي وارجعي ووقتها عاقبيني بالطريقة اللي أنتِ عايزاها. ..أنا راضي ...والله راضي ...
آذان الفجر قطع كلماته ليمسح دموعه مجددا ويقول:
-رايح اصلي يا حبيبتي وهدعيلك ...
ثم نهض وقبل رأسها بلطف وغادر ....
.......
في مسجد المشفى
بعد أن أنهى صلاة الفجر. ...
جلس على سجادة الصلاة وهو يبكي ويدعو:
-يارب اشفيها يارب. ..يارب متحرمنيش منها يارب ...أنا وبناتي ملناش غيرها بعدك يارب...يارب أنا ندمت على كل اللي عملته فيها...أنا مستحقهاش بس بناتي محتاجينها دوول لسه صغيرين...وانا يارب بحبها. .بحبها..هي روحي يارب...روحي والله ...
ثم غلبه البكاء حتى نام بالمسجد ......
..........
-يا ابني ...يا ابني اصحى ...
قالها شيخ المسجد لمراد النائم ...فتح مراد عينيه ونهض ليبتسم شيخ المسجد بوجهه ويقول:
-صباح الخير يا ابني ...
-هو النهار طلع ..
-ده الضهر قرب يأذن يا ابني ...
قالها الشيخ بوجه بشوش ..ثم أكمل :
-انا لقيتك نايم وصعب عليا اصحيك ...
نهض مراد واقفا وقال:
-شكرا يا شيخ ..أنا متشكر اووي انا غفلت عيني بعد ما صليت الفجر ...
اومأ الشيخ متفهما ليودعه مراد ويخرج متجها إلى. المشفى....
....
ما أن دخل للمشفى اقتربت منه الممرضة وقالت:
-أستاذ مراد حضرتك روحت فين بدور عليك من الصبح ...
ارتج قلب مراد وقال بخوف والدموع تتجمع بعينيه:
-مراتي حصلها حاجة ؟!
ابتسمت الممرضة وقالت:
-مبروك هي فاقت ...مرات حضرتك فاقت!!
يتبع
↚
الفصل الأخير (الحب يفوز دائما )
بحثت عن معانٍ كثيرة للحب فوجدت أن اسمك هو أجمل معنى له
.................
-مراتي فاقت !!
قالها بصدمة ...كان خائف ان يكون ما سمعه خاطئ ...او يكون بحلم جميل ويستيقظ على مرار الواقع ...
هزت الممرضة رأسها بإبتسامة وقالت:
-ايوة فاقت ودلوقتي نقلناها لاوضة عادية تقدر حضرتك تشوفها..
-انهي أوضة دي ؟!
قالها.بلهفة شديدة لتبتسم الممرضة وتقول :
-تعالى ورايا ...
وبالفعل ذهب خلفها....
.....
في الغرفة كانت منار متسطحة على الفراش وابتسمت وهي ترى مراد يلج للغرفة ...
-منار ...
قالها مراد بصوت مختنق واندفع نحوها وهو يعانقها ....
ابتسمت الممرضة وهي تترك الغرفة ....
..
كان مراد يعانق منار بحب والدموع الساخنة تهبط من عينيها ...
-افتكرتك هتروحي مني !!
قالها بصوت مختنق ...لتتجمع الدموع بعينيها وهي تضمه بدورها وتغمض عينيها وتقول:
-وانا افتكرت أني مش هشوفك تاني ...
ابتعد وهو يمسح دموعه ودموعها التى انسابت من عينيها ...ثم أمسك كفها واخذ يقبله بلطف ولهفة ....
-كنت مستنياك في بيتنا...لبست فستان فرح وكنت عايزة نبدأ من جديد ....
دس رأسه في عنقها وقال:
-هعملك احلى فرح في الدنيا دي كلها وهنبدأ من جديد ...كل حاجة هنعيشها من تاني سوا أنا وانتِ وبناتنا ...وهاخدك.كمان شهر عسل ...هحقق كل احلامك...ياااه يا منار ...أنا كنت بموت ...فعلا كنت بموت وانا شايفك يوم ورا يوم نايمة بالشكل ده ...فضلت اتكلم معاكي كتير واترجاكي تصحي بس انتِ مكنتيش بتصحي ...صممتي تقلقيني عليكي...عايزة تختبري حبي ليكي ...أنا اكتشفت اني محبتش غيرك ...أنا اتمنيت كل يوم اني اكون بدالك ...
قبلت منار رأسه وقالت:
-انا بقيت كويسة يا حبيبي...ومفيش حاجة هتفرقنا من النهاردة ...
ابتعد قليلا وقال:
-مستحيل حاجة تفرقنا من النهاردة يا منار ...
ثم اقترب ليقبلها...وضعت هي كفها على شفتيه وقالت بحياء :
-بتعمل ايه احنا في المستشفي !!
-وايه يعني انتِ مراتي ؟!
قالها يشاكسها ويضحك وهو يحاول ابعاد كفها ليقبلها ولكن فجأة انتفض عندما ولج الطبيب وهو يقول بإبتسامة:
-اخبار بطلتنا ايه ؟!
نهض مراد بخجل بينما نظرت إليه منار بغضب ...
اقترب الطبيب وفحصها ثم قال:
-لا احنا بقينا تمام اووي ...شكلك هتخرجي من هنا قريب ...
ابتسمت منار وقالت:
-شكرا يا دكتور ...
هز الطبيب رأسه مبتسما وقال :
-ألف سلامة ...
ثم تركهما وذهب...
-عاجبك كده الفضايح دي ؟!
-ايوة عاجبني .
قالها مبتسماً بإستفزاز ثم قبلها بسرعة وابتعد وهو يضحك ...احمر وجهها بإنفعال وقالت :
-انت مش محترم على فكرة ...
ضحك مجددا وهو يضمها وضحكت هي أيضا ........
............
-لسه بدري يا علاء ...
قالها احد اصدقائه عندما نهض هو من امام منزل صديقي حيث كانوا يتسامران ويدخنان بهدوء ...نظر إليه علاء بعينين نصف مغلقة بينما يشعر ان رأسه يدور بقوة ...كان بالكاد يستطيع الوقوف وذلك بسبب سيجار الحشيش الذي دخنه وقال:
-معلش يا جابر لازم اروح دلوقتي يدوب احط راسي على المخدة وانام ....
ثم ودعهم وذهب وهو يترنح ....اتجه للطريق العام كي يستقل عربة لكي تقله...كان السيارات تسير بسرعة كبيرة وهو لا يرى جيدا....يشعر بثقل كبير في رأسه فاندفع للأمام فجأة ولم يرى تلك الشاحنة الكبيرة التي اتت بسرعة نحوه وقبل ان يتوقف الرجل كانت الشاحنة تدهسه !!!!
....
بعد دقائق ...
كان هناك تجمع رهيب حول الرجل المسن الملقي على الأرض والغارق في دماؤه بينما تم بتر احد اطرافه بفعل الشاحنة الضخمة. .
-لا حول ولا قوة الا بالله...الراجل خلاص مات يا جماعة ...
قالها احد الرجال بينما قال آخر :
-مسكين التريلا بهدلته
-ان لله وان إليه راجعون الله يرحمه ...هي ليه الاسعاف مجتش لحد.دلوقتي؟!....
.....
في المشفى ....
كان نورهان تقف امام باب المشرحة وهي ترتعش بقوة ...أخيرا ادخلها الطبيب وسحب درج الثلاجة ثم كشف عن جثة زوجها ...شهقت هي واغمضت عينيها بقوة وهي تبكي ...
-هو جوزي أه ...
قالتها بصوت مختنق ليقول بآسف :
-البقاء لله...ربنا يصبرك ..
بعد قليل كانت قد خرجت وجلست على الأرض وهي تبكي بعنف ...لقد خسرت كل شئ ...ابنتها في السجن وزوجها مات ...ماذا تفعل ...ماذا !!!
........
بعد شهر تقريبا ....
كانت منار قد خرجت من المشفى وتعافت تماما لدرجة انها عادت الى عملها ....
.......
-يعني ايه هتتنازلي عن حقك يا منار !!!
كان مراد يقولها بغضب ...تنهدت منار وهي تقترب منه وتجلس على الأريكة وهي تضمه إليها وقالت:
-حبيبي امها جات هنا واترجتني ....بعد ما ابوها مات في حادثة ام هنا اتبهدلت وملهاش دلوقتي الا بنتها وعلى الأقل هنا تربي ابنها... بعدين هي مش هتطلع كده هي هتتعالج الأول ...وكده كده لو اتحاكمت إحتمال يودوها مصح البنت فعلا مش متزنة رسميا ...
-وافرض امها كانت بتضحك عليكي ومش هتعالجها وتيجي بعدين تقرفنا احنا !!!
شدت منار على كفه وقالت:
-مستحيل يا حبيبي وبعدين خلاص الست جوزها مات وهي عايزة تعالج بنتها عشان ملهاش غيرها ...واحنا بنفسنا هندخلها المصح وهندفع الفلوس ...معلش يا مراد فكر في ابن اخوك لازم يتربى في حضن امه...
قبل رأسها وقال:
↚
-اعملي اللي انتِ عايزاه يا منار. .
..........
بعد أسبوعين ....
كانت تمسك هنا حقيبتها وهي تقف امام مصح خاص فبعد ان تم عرضها على طبيب نفسي اخبرهم انها لديها اكتئاب حاد وقد تؤذي نفسها لذلك اخبرهم بضرورة ادخالها المصح ...
كانت والدتها تقف جانبها وقالت:
-حبيبتي هاجي ازورك دايما وابنك هيبقى في عيوني الاتنين خفي بسرعة يا هنا وارجعي لابنك ...انسي الماضي يا بنتي اللي كان مسود عيشتك مات ..دلوقتي حطي ابنك بس في دماغك ..ماشي ..
هزت هنا رأسها والدموع تطفر من عينيها ثم عانقتها والدتها وهي تقول:
-في حفظ الله يا بنتي ..في حفظ الله ....
............
في عيادة سالم....
كان قد انتهى تماما من عمله مبكرا كالعادة بسبب قلة المرضى لديه وفي الايام السابقة فكر.جديا في غلق العيادة والاكتفاء بالعمل في المشفى ...
نهض ليغادر ولكن فجأة رن هاتفه ...عبس وهو يجد المتصل والدة حنان ...فتح الهاتف ورد لتتسع عينيه وهو يسمع صوت حماته السابقة تبكي وتقول:
-الحقني يا سالم ...الحقني !! ...
......
في المشفى ....
كان سالم يركض في الرواق وصوت حماته ما زال يتردد في عقله ...لقد اخبرته أنها ذهبت لمنزلهما وظلت تطرق لفترة طويلة وعندما قلقت طلبت من الجيران كسر الباب ونالت أكبر صدمة في حياتها عندما وجدت ابنتها على الأرض تنزف بقوة وفاقدة الوعي...
وأمام غرفة العمليات وجدها تقف وتبكي بعنف ...
-ايه اللي حصل ؟؛
قالها سالم برعب لتقترب منه وهي تبكي بعنف وتقول:
-حنان هتضيع مني يا سالم....هتضيع ...البت دخلت البيت لقيتها غرقانة في دمها...البت المسكينة كانت واقعة وبتنزف ومحدش حاسس بيها خالص ...مكانش معاها.حد ينجدها ...بقت واقعة في الارض ومحدش شالها يوديها المستشفى...بنتي بتموت يا سالم ...
تنهد سالم وهو يربت على كتفها ويقول:
-خير ...خير إن شاء الله ..
ثم جلس وهو يفكر بحالها وحالة ابنه فقال بتعب :
-استرها يارب....
...
بعد قليل خرج الطبيب ليقترب منه سالم فيقول:
-قدرنا ننقذها...
-الحمدلله...
قالتها والدة حنان وهي تمسح دموعها ...نظر إليهما الطبيب بآسف وقال:
-بس ...
-بس ايه يا دكتور ؟!
سأله سالم بتوجس ليرد الطبيب:
-للاسف خسرنا الجنين ...والرحم اتضرر بسبب النزيف فاضطرينا نستأصله والا كنا هنخسرها وقتها ...هي مش هتقدر تخلف تاني !!!
-يا بنتي !!!
صرخت والدة حنان وهي تفقد الوعي ....
............
بعد ثلاث اسابيع....
كان سالم يجلس على الأريكة بمنزل منار ...لم تغفر بعد وهو لا يلومها ولكنه قرر ان يرد الحق لأصحابه خاصة بعد ما ارجعت له حنان المنزل ...ما زال يتذكر آخر محادثة لهما...
.......
-يعني مش هترجعلي يا سالم؟!
قالتها حنان والدموع تطفر من عينيها ...كان الندم يمزقها بينما ينظر إليها بجمود فرد هو :
-لا يا حنان خلاص اللي بيننا انتهى ...شوفي انتِ حياتك...زي ما أنا هشوف حياتي ...احنا ملناش رجوع ..
-بس محدش هيرضى بيا غيرك يا سالم...
قالتها وهي تمسك كفه...تتوسله ليعود ثم أكملت:
-رجعني وانا هبقى خدامة تحت رجليك...ولو عايز تتجوز تاني أنا معنديش مانع...
ازال يدها وقال دون شفقة :
-بس أنا مبقتش عايزك يا حنان ..مبقتش احبك ...كنت الأول بحبك فعلا وبعمل المستحيل عشان ارضيكي لدرجة اني رميت أختي واتخليت عنها ...بس دلوقتي خلاص مبقاش حبك في قلبي ..اختفى للأبد...
تنهد وهو يضع كفيه في جيبه ويقول:
-المهم دلوقتي أنا جيت عشان انتِ قولتيلي أنك هترجعيلي البيت بتاعي ...
هزت رأسها وهي تمسح دموعها وقالت:
-انا هرجعهولك يا سالم ومتنازلة عن كل حقوقي ...أنا اللي حصلي علمني كتير اووي ...
أختنق صوتها واكملت :
-زي ما اختك كانت مرمية على الأرض ورفضت اخليك توديها المستشفى ...أنا كمان كنت مرمية على الأرض وبنزف وملقيتش حد يوديني المستشفى...كما تدين تدان ...
........
عاد من شروده وهو ينظر الى منار التي قالت :
-لا فهمني تاني انت عايز تبيع نصيبك في البيت ليا...
هز سالم رأسه وقال:
-بعد ما رجعتلي حنان البيت قولت اديكي حقك وبصراحة انا ماديا ظروفي وحشة اووي فعايز ابيع نصيبي من البيت ليكي عشان هفتحلي مشروع بدل العيادة اللي مش جايبة همها دي ...
-طيب وهتعيش فين ؟!
سألته بقلق لم تستطع اخفاؤه فابتسم وقال:
-متقلقيش يا منار هستأجر شقة صغيرة على قدي وأبدأ من جديد وصدقيني مش هنختلف في السعر خالص ...
-هو أنا حاليا مش معايا أي مبلغ في ايدي يا سالم ...شغلي لسه في البداية وحتى لو بعت دهبي مش ....
-ممكن اخد الفلوس بالقسط عادي ...ويا ستي اللي تدفعيه مش مهم و...
ولكن منار قاطعته وقالت:
-لا يا سالم انت هتأخد فلوسك كاملة ...استنى عليا كام يوم ....
-اكيد ...
...............
في المساء ....
-يا حبيبي المبلغ كبير هنجيبه من فين بس ...أنا بفكر كمان ابيع نصيبي مع سالم واخد الفلوس و ..
قالتها منار ولكن مراد قاطعها وهو يشد على كفها ويقول:
-وتتخلي عن بيت أبوكي لحد غريب معقول يا منار؟!البيت اللي فيه ذكرياتك انتِ واهلك واخوكي ...هتقدري تعملي كده ؟!.
تصاعدت الدموع لعيني منار ليضمها مراد إليه ويقول:
-اسمعيني بقا يا ست حلويات ..احنا مش اتفقنا أننا هنبدأ من جديد ...يعني هنعمل فرح جديد عشان نبدأ بداية نضيفة ؟!
هزت منار رأسها ليكمل مراد:
-يبقى خلاص يا قمري اعتبري الفلوس اللي هشتري بيه نصيب سالم دي مهرك ومتتكلميش كتير ...
-بس ..
-من غير بس خلاص ...راجل البيت قرر وانتِ لازم تسمعي كلامي !!
ابتسمت له بسعادة وهي تضمه وتقبله على وجنته وتقول :
-بحبك اووي يا مراد ..
-وانا بحبك.يا قلب مراد ♡
وكان خاتمة كلامه قبلة طبعها بلطف على شفتيها .
يتبع
↚
الخاتمة (عيناكِ فتنة)
أجمل عيون في الكون أنا شفتها
الله عليك الله على سحرها
أجمل عيون في الكون أنا شفتها
الله عليك الله على سحرها
عيونك معايا، عيونك كفاية
عيونك معايا، عيونك كفاية
تنور ليالي
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد شهر ...
استيقظ مراد من نومه وهو يجد منار غارقة بالنوم...ابتسم بسعادة وهو يقبل رأسها. ..اليوم هو اليوم المنشود ...اليوم سوف تكون البداية الرسمية لهما....فمنار اخيرا قد أخذت عطلة من المدرسة التي تعمل بها وهو أخذ عطلة أيضا وجعل البنات يذهبون إلى جدتهم؛....
نهض بنشاط من على فراشه .....اتجه إلى الحمام وغسل وجهه واسنانه ثم اتصل بشخص ما ...
.......
بعد نصف ساعة بالضبط كان جرس المنزل يدق ...اتجه بسرعة إلى الباب وفتحه وهو يأخذ الطرد من الرجل ويعطيه المال ثم يغلق الباب وهو يضع الطرد بالصالة ....
ثم بعث رسالة لأحدهما ....
....
بعد دقائق معدودة استيقظت منار وعبست عندما لم تجد مراد بجوارها ...
-مراد ...
قالتها بحيرة ونهضت خارجة من غرفتها ...
-صباح الخير ..
قالتها مبتسمة وهي تراه يضع الافطار على السفرة ..
ابتسم وهو يراها تتقدم نحوه ...اقترب منها وهو يقبلها بلطف ويقول :
-صباح الخير يا حبيبي ...اغسلي وشك يالا عشان تفطري...
نظرت الى الطرد الموضوع ثم نظرت إليه بحيرة وقالت:
-ايه ده يا حبيبي ؟!
-بعدين يا منور ...يالا دلوقتي روحي اغسلي وشك عشان تفطري يالا ....
هزت منار رأسها وذهبت لتغسل وجهها ...
.........
بعد قليل...
كانت جالسة على المقعد بينما مراد يطعمها بفمها ...
-برضه مش هتقولي ايه اللي في العلبة ده؟!
-تؤ ...كلي الأول .
قالها مراد وهو يضع قطعة من الخبز والجبن بفمها ...
توقفت عن الاسئلة واستمتعت بفطورها ...
....
أخيرا انتهيا من الفطور واخذ مراد الأطباق وادخلها للمطبخ وغسلها ثم خرج وتجمد للحظات مكانه وهو يرى منار تحاول فتح الطرد:
-هوب هوب ...لا يا حبيبتي استني ...
قالها مراد وهو يتجه نحوها ويمسك كفها قائلا :
-بتعملي ايه يا حبيبة قلبي ؟!
-مراد عايزة اشوف الهدية ...
-لا قولت مش دلوقتي ...استني شوية ...
رن جرس الباب ليقول :
-اهي جات ...
ثم ترك منار واتجه نحو الباب وفتحه لتدخل تقى ومعها سيدة آخرى تحمل صندوق حديدي أنيق الشكل ...
-تقى ؟!
قالتها منار عابسة ...ليقول مراد ..
-انا همشي دلوقتي ولما تقرب تخلص خالص اتصلي بيا عشان اجي واخدها ...
ثم خرج بالفعل تاركاً منار محتارة...هي لا تفهم ماذا يحدث ...بالاول ترك البنات لدى والدته ثم جعلها تطلب عطلة وحتى هو ...والآن وجود تقى وتلك المرأة الغريبة والطرد ...
-يالا يا عروسة عشان هنجهزك ..
قالتها تقى وهي تقترب منها ...عبست منار ...لتقترب تقى من الطرد وتفتحه ثم تخرج فستان الزفاف الكبير الذي به والذي كان أروع ما رأته يوما ...
-واو ده زي فستان الأميرات.
قالتها تقى بإنبهار وهي تتطلع الى تصميم الفستان البسيط والراقي بنفس الوقت ...
توسعت عيني منار وهي لا تصدق الأمر ...فستان زفاف!!
عندها تذكرت عندما قال لها مراد انه سوف يصنع لها زفاف لا يُصدق !!لقد وفى بوعده لها....تجمعت الدموع بعينيها لتقترب منها تقى وتقول:
-لا يا عروسة مفيش وقت للعياط ...يالا عشان نجهزك عشان الليلة ليلتك ...
........
بعد ساعات من التحضير خرجت منار كعروس جديدة ...كانت رائعة الجمال ...الفستان كان ينسدل على جسدها بشكل لا يصدق ...والحجاب الذي ترتديه زادها جمالا ...عينيها الرمادية كانت مكحلة بشكل ابرز جمالهما ...
-اللهم بارك طالعة زي القمر ...
قالتها تقى وهي تنظر إليها بإنبهار ...عانقتها تقى وقالت:
-مبروك يا زميلي ألف مبروك...
ضحكت منار برقة وقالت:
-الله يبارك فيكي يا زميلي وعقبالك انتِ وعاصي ...
احمر وجه تقى بخجل لتضحك منار مجددا ...
.....
أسفل المنزل كان يقف مراد مرتديا حلة سوداء وخلفه سيارته المزينة بالورود ...كان مبتسما بسعادة ...قلبه يخفق بقوة ...حياته أخيرا استقرت مع حبيبته...وقد اتصلت به والدة هنا لتخبره ان هنا تستجيب جيدا للعلاج وهذا اراحه كثيرا ...فكم يتمنى ان تبدأ حياتها من جديد بعيد عنه هو وزوجته ....
فجأة اصابت دقات قلبه الجنون وهي تخرج من البناية ....فغر فاهه بقوة وهو ينظر الى جمالها ...بدت اجمل ما راته عينيه.....
عندما اقتربت منه ابتسم لها وهو يفتح باب السيارة ويقول :
-جاهزة تعيشي ليلة احلامك ؟!
هزت رأسها بحماسة ثم ولجت للسيارة ...
اشار مراد لتقى ليودعها وقال:
-متنسيش الساعة تمانية تيجي القاعة ماشي ؟!
هزت هنا رأسها ليستقل هو السيارة ويغادر...
.....
أمام قصر البارون ..
توقفت سيارة مراد لتتوسع عيني منار بصدمة وهي تقول:
-انت هتعمل ايه هنا ؟!
-فوتوسيشن ..
قالها مبتسما وهو يخرجها وقد جهز هو كل شئ مسبقا....
...
بعد عدة صور قد اخذها المصور الفوتوغرافي لهما استقلا السيارة واخذا يدوران بها قليلا حتى حل المساء ...
......
في احد القاعات الفاخرة ...
↚
كانت منار تتأبط ذراعي زوجها وما ان دخلت حتى أُلقى عليهما الورود من كل جهة ...كانت منار تنظر حولها بدهشة وهي ترى العديد من المدعويين منهم شقيقها سالم الذي اقترب منها وضمها دون تردد وهو يقول :
-مبروك يا حبيبتي ...
ثم.ابتعد لتجد صابرين تقترب منها وتضمها قائلة بحب:
-انا عارفة أنك صعب تسامحيني وان اللي عملته في حقك وحش بس والله ندمت ...انتِ جوهرة يا منار ...مراد الوحيد من اخواته اللي اختار عدل ...علي اتجوز مجنونة وآسر مطلقة...انتِ اللي فيهم والله يا منور ..
-امي مش وقته الكلام ده خلاص ...
قالها مراد بضيق لتنظر إليه صابرين متجهمة وتقول:
-الله يا مراد بفضفض من غلي...اخوك آسر رافع ضغطي من أول ما جه الفرح وهو لازق في مراته ومش راضي يسيبها وابوك واقف هنا وهتجيله جلطة بسببه...والله ما حد هيموتنا غير اخوك آسر ده
-خلاص يا امي عدوا الليلة عشان خاطري ...
قالها مراد بتعب لتهز صابرين رأسها وتبتعد....اقتربت تقى أيضا وضمت منار وهي تقول :
-افرحي النهاردة يومك ..انتِ اللي كسبتي يا منار ...
ابتسمت لها منار عندما ابتعدت ليمسك مراد كف منار ويتجه بها الى منتصف القاعة وهو يرقص بها على اغنيتهما المفضلة (وماله) ومراد يردد معه :
-وماله لو ليلة توهنا بعيد وسيبنا كل الناس
أنا يا حبيبي حاسس بحب جديد، ماليني ده الإحساس
وأنا هنا جنبي أغلى الناس، أنا جنبي أحلى الناس
وماله لو ليلة توهنا بعيد وسيبنا كل الناس
أنا يا حبيبي حاسس بحب جديد، ماليني ده الإحساس
وأنا هنا جنبي أغلى الناس، جنبي أحلى الناس
حبيبى ليلة، تعالى ننسى فيها اللي راح
تعالى جوا حضني وارتاح، دي ليلة تسوى كل الحياة
وما لي غيرك ولولا حبك هعيش لمين؟
حبيبي جاية أجمل سنين وكل مادى تحلى الحياة
حبيبي المس إيديا عشان أصدق اللي أنا فيه
ياما كان نفسي أقابلك بقالي زمان، خلاص وهحلم ليه؟
ما أنا هنا جنبي أغلى الناس، ده أنا جنبي أحلى الناس
حبيبي المس إيديا عشان أصدق اللي أنا فيه
ياما كان نفسي أقابلك بقالي زمان، خلاص وهحلم ليه؟
ما أنا هنا جنبي أغلى الناس، جنبي أحلى الناس
حبيبى ليلة، تعالى ننسى فيها اللي راح
تعالى جوا حضني وارتاح، دي ليلة تسوى كل الحياة
وما لي غيرك ولولا حبك هعيش لمين؟
حبيبي جاية أجمل سنين وكل مادى تحلى الحياة
حبيبى ليلة، تعالى ننسى فيها اللي راح
تعالى جوا حضني وارتاح، دي ليلة تسوى كل الحياة
وما لي غيرك ولولا حبك هعيش لمين؟
حبيبي جاية أجمل سنين وكل مادى تحلى الحياة
حبيبى ليلة، تعالى ننسى فيها اللي راح (آه)
تعالى جوا حضني وارتاح، دي ليلة تسوى كل الحياة
وما لي غيرك ولولا حبك هعيش لمين؟
حبيبي جاية أجمل سنين وكل مادى تحلى الحياة
وما لي غيرك ولولا حبك هعيش لمين؟ (آه)
حبيبي جاية أجمل سنين وكل مادى تحلى الحياة
......
انتهى الزفاف وقاد هو السيارة بها ...
.....
فُتح باب الشقة ليدخل وهو يحملها بينما هي تضحك وتعانق رقبته وتقول :
-انا مش قادرة اصدق أنك عملتلي فرح كبير زي كده وانا مخلفة منك اتنين ...
ضحك مراد وهو يضعها على الفراش برقة ويقول :
-ويا ستي كل سنة اعملك فرح لو عايزة ...أنا عندي كام منار ....
-انا بحبك أنا يا مراد ♡
-وانا كمان بحبك ♡
ثم اقترب منها وهو يقبلها يذوب بين ذراعيها وتذوب بين ذراعيها لقد انتصر حبهما....تجاوز كل العوائق وعرف مراد أي نوع من النساء منار ...هي من ذلك النوع الذي يأسرك فلا يمكنك التحرر منه أبداً...وهي نجحت في آسره ...والآن لا فرار من الغرق بعينيها...والآن لا يمكن لأحد أن يفرق بينهما ..
..........
بعد يومين ....
في الغردقة ...
كانت تقف منار امام البحر وهي تغمض عينيها وتبتسم ...المجنون صمم ان يأخذها بشهر العسل وكان يريد ترك البنات مع والدته ولكنها رفضت بصرامة لذلك اخذهما معه ....
ابتسمت منار وهي تعترف انها تعيش الآن اجمل ايام حياتها فمراد لا يتردد ابدا في اظهار حبه بطريقة تجعله تطير فوق السحاب...انه ناجح للغاية في تغذية انوثتها ...في اشعارها انها الأجمل على وجه الأرض ...وهي انثي ..والانثي تعشق من يدلل انوثتها يهتم بتلك التفاصيل الصغيرة ...هي انثي تعشق الاهتمام وتتيم بالتفاصيل ..
شهقت فجأة وهي تشعر بذراعيه حول خصرها ....
-فين البنات؟!
قالتها منار بينما منار يقبل وجنتها ...
-ناموا أخيرا...يالا بقا عشان نقعد ونستمتع بجمال الليل على الشاطئ ...ده أنا واخد شاليه. بعيد عن الناس مخصوص عشان أقعد معاكي براحتي ...
ابتسمت منار وقالت:
-هتقولي شعر ؟!
-تؤ هغنيلك ..
قالها مبتسما ...
عبست وقالت:
-هتغني لمين ؟!
شدها إليه وأمسك كفها ووضعه على كتفه ثم عانق كفه كفها و وضع كفه الآخر على خصرها وهي يدور بها ويرقص ثم يبدأ في الغناء ؛
-أنا وهي عايشين في فيلم السيما
الصورة الretro والألوان جميلة
متمردين ع الفاضي بدون قضية
بندوس بنزين جامد، جامد، جامد عشان نهرب من الدنيا ديه
أنا وهي جينا في وقت غير الوقت
وعشان كده مقضينها سوا شد وخبط
بنهرب من نفسنا بنجري ولسة بنخاف
وفي حياة جوانا لسه ما عيشناهاش
معاكي بنسى أنا مين
بحس إن أنا James Dean
عربية cabriolet موديل ستين
وإيديكي مرفوعة في الهوا
شعرك بيطير
معاكي بنسى أنا مين
بحس إن أنا James Dean
عربية cabriolet موديل ستين
وإيديكي مرفوعة في الهوا
شعرك بيطير
انهى الأغنية وهو يضمها إليه بقوة ويقول :
-ياريت حبك ليا مينتهيش ...
-وياريت حبك ليا مينتهيش ..
قالتها بإبتسامة ليرد :
-مستحيل ..هفضل أحبك.لحد ما أموت ..ده وعد ♡
ثم قرب وجه منها وهو يقبلها بلطف ومن بين قبلاته كان يهمس بحبها ♡
تمت بحمدلله