رواية بعينيك اسير كاملة جميع الفصول بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك اسير كاملة جميع الفصول بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك اسير كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة شهد الشوري رواية بعينيك اسير كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية بعينيك اسير كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية بعينيك اسير كاملة جميع الفصول

رواية بعينيك اسير كاملة جميع الفصول بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك اسير كاملة جميع الفصول

صباحًا بأحد الأحياء الشعبيه بمدينة الاسكندريه بمنزل يبدو عليه البساطه نجد هناك فتاة تجلس في غرفتها على فراشها و على ملامحها الجميله يظهر الحزن الشديد لما عاشته و شعور الندم ينهش قلبها

تتمنى فقط لو يعود الزمن بها للوراء لكن الزمن لا يعود تنهدت بحزن على حالها انتفضت مكانها عندما فتح باب الغرفة فجأة بقوة و ظهر من والدتها تدعى سميحة قائلة بحدة و غضب :
قاعده كده مفيش وراكي لا شغله و لا مشغله مش كفاية الكلام اللي بنسمعه من اللي يسوى و اللي ما يسواش يا سيلين هانم

سيلين بحزن و ألم :
محدش ليه عندنا حاجه انا مش اول و لا اخر واحدة تتطلق يا ماما

سميحه بغضب و قسوة :
بسببك عمتك في الراحه و الجايه ترمي بالكلام و تقول اتجوزت سنة و اتطلقت و زمان خالتك كوثر شمتانه فينا رفضتي ابنها اللي مفيش بنت ترفضه كان شاريكي و روحتي مسكتي في واد صايع و ضايع ادي النتيجة اشربي بقى ابقى قابليني لو حد فكر بس يعبرك او يجي يتقدملك


القت عليها كلماتها القاسية مثل قلبها تماماََ ثم خرجت من الغرفة صافعة الباب خلفها بقوة مقلية سباب لاذع من بين شفتيها

اما الأخرى وضعت يدها على وجهها و دخلت بنوبة بكاء مرير اذا كانت امها تحدثها هكذا ماذا تركت للغريب !!!
……
في احد الأحياء الراقيه في منزل جميل جدا خاص باللواء عاصم الشريف

في غرفه جميلة كل شئ بها باللون الأبيض و الأزرق نجد فتاة تخرج من غرفة الملابس بعد أن ة
ارتدت ملابسها ثم اخذت حقيبتها و هاتفها و نزلت للأسفل و هي تدندن بصوت جميل عذب :
خليه يدور عليا كل شويه و ما يلقنيش خليه يتعب شويه و يحلم بيه و ما يشوفنيش….

نزلت الأسفل و جدت ابيها يجلس يترأس المائده
على يمينه تجلس والدتها اقتربت منهما قائلة بأبتسامتها الجميلة :
صباح الورد و الفل و الياسمين على عيونك
يا ابو همس واحشني والله

ضحك عاصم بخفوت ثم ردد بحنان :
يا بت بطلي بكش بقى و اقعدي افطري

قطبت والدتها هبة جبينها قائلة بغيظ زائف :
طبعا يا اختي الصباح ده كله لأبوكي و انا لأ ما انتي من يومك دلوعة ابوكي

همس بعبث و مشاكسة :
اييييدا الحق يا عصوم ده الحاجه بتغير عليك مني الصراحه ليها حق ده انت مز والله لولا أن انت ابويا كنت اتجوزتك و خليتك تطلقها

ضحك عاصم بقوه على جنان ابنته و مرحها بينما نظرت لها هبه بغيظ و تناولوا فطارهم بمرح و بعد ذلك ودع عاصم و همس هبه

ثم نزلوا للأسفل استقلت همس سيارتها و انطلقت لجامعتها فاليوم هو بداية عام دراسي جديد و والدها أيضا ذهب لعمله و خلفه سيارة حراسة
……….
على الناحية الأخرى بمنزل لا يقل جمال عن سابقه هو منزل ” رأفت القاضي “

تخرج ميان من غرفتها سريعا و هي تنظر لساعة يدها لتجد والديها يتناولون طعام الإفطار سويًا اقتربت و قبلت كلاهما غادرت سريعًا قائلة :
اسفه اسفه بس للأسف لازم اروح الجامعه عشان اتأخرت و النهارده اول يوم سلام

عليا بحنان :
طب افطري الأول يا بنتي

ميان بصوت عالي نسبيا و هي تخرج من غرفة الطعام :
هفطر في الجامعه مع همس و لينا

توقفت قبل ان تخرج من باب المنزل تنظر لصورة شقيقها الراحل الكبيرة التي تزين الحائط المقابل لباب المنزل بحزن و اشتياق دعت له بالرحمة

ثم غادرت و اغلقت باب المنزل خلفها متوجهة للشقة المقابلة لهم حيث تسكن ” لينا ” هي صديقة ميان منذ صغرها و جارتها أيضا من الصغر يحبان بعضهما جدا مثل الأخوات

توفى والد لينا منذ عامين و من حينها تولى رأفت مسئولياتها هي و والدتها فكان والدها صديقه المقرب و كان شريكه في الصيدليات الخاصة به لذلك كل شهر يأخذ رأفت نصيب والد لينا و يعطيه لها فهو يدير العمل لحين تكون لينا قادره على استلامه في الوقت الذي تحبه

خرجت لينا مسرعة هي الأخرى و ركض الاثنان للأسفل حتى يلحقوا بأول محاضرة لهم
………
في احد البلاد الأوروبية ” ألمانيا “

في شوارع ألمانيا نجد ذلك الشاب الوسيم يركض في الشوارع يركض بقوة لعله يهدأ تلك النيران المشتعلة بقلبه منذ ما يزيد عن العامان لا تهدأ تزداد يوماََ بعد الاخر

بعد وقت عاد لمنزله و جسده يتصبب عرقاََ تخلص من كنزته و اخفض رأسه تحت صنبور المياه الباردة مردداََ بداخله بحزن و وجع :
انساها بقى يا قصي انساها !!!

بعد ذلك اخذ حماماََ بارداََ لعله يخفف من النيران التي تشتعل بداخله و بعد وقت خرج من المرحاض كاد ان يبدل ملابسه لكن توقف عندما تعالى رنين هاتفه التقطته ليرى ان المتصل ” سفيان ” ابن عمه ما ان أجاب جاءه صوته قائلاََ باشتياق :
عامل ايه يا بن عمي ايه مش مكفيك غربة بقى ولا ايه واحشني يالا

ضحك قصي بخفوت و قال بحزن جاهد ان يخفيه من نبرة صوته :
متخفش قريب ان شاء الله هرجع يا سفيان

سفيان بفرح و لهفة :
بجد و لا بتقول كده عشان تسكتني و ما اسمعكش كام كلمة دي كل مرة عشان ترجع

قصي بحب لابن عمه و شقيقه الثاني :
لأ بجد قريب اوي هرجع ، امي وحشتني و انت و الواد عمار و حبيبة قلبي ديدا كمان

سفيان بمرح :
فريده لو شافتك هتضربك بالشبشب بسبب الغيبة
دي كلها

ضحك قصي و ظل الاثنان يتحدثان سوياََ لدقائق قبل ان يغلق سفيان ليستقبل احد العملاء المهمين لديه و بعد ان انتهى فتح احد الادراج بمكتبه ليخرج ملفاََ منها لكن توقف عندما وقعت عيناه على ذلك السلسال الذهبي الرفيع الذي يتدلى منه دائرتان صوره تخصه و الأخرى تخص طفلة صغيرة اخد يلمس صورتها بأصبعه قائلاََ بحزن :
ياريتنا ما كبرنا و ياريتها ما كانت أمي و لا انتي كنت تقربيها

قاطع حديثه مع نفسه دخول سكرتيرته قائلة بدلال اشمئز هو منه :
مستر سفيان الاجتماع هيبدأ كمان خمس دقايق الكل وصل……

قاطعها مشيراََ بيده للباب لتخرج دون النظر إليها فاغتاظت هي بشده منه و خرجت و هي تكاد تنفجر من غيظها اما هو وضع السلسله مكانها ثم خرج متوجهاََ لغرفة الاجتماعات بثقه و غرور لا يليق الا به
………
بكلية الطب

بعد ان انتهاء المحاضرة الأولى نجد الثلاث فتيات و هن همس و ميان و لينا يجلسون على مقدمة السيارة كانت لينا تقضم الشطيرة التي بيدها و هي تضحك على ما تقول ميان :
بجد حاجه تقرف دكتور متخلف نفسي اعرف مين اللي سماه جميل مش لايق على اسمه خالص

ابتلعت لينا ما بفمها قائلة بمرح :
عينه طول المحاضره عليكي بيبصلك بهيام

همس بمرح و هي ترتشف من قهوتها :
يا بت و لا يهمك شاوري انتي بس و انا اخليلك وشه زي البيتزا اختك سداده

ضحكت ميان بخفوت لتردد لينا بمرح و سخرية :
طول عمرك راجلنا يا همس اللي بيجيب حقنا

ضحكت ميان بقوة تلك المرة بينما همس تنظر للينا بغضب قائلة بغيظ :
اخرسي يا سحليه انتي

كادا الاثنان ان يتشاجرا فأوقفتهم ميان قائلة :
اهدوا انتوا الاتنين بقى عندنا محاضره دلوقتي يلا عشان منتأخرش

بالفعل ذهب الثلاثة لكن توقفت ميان للحظات و هي تخرج هاتفها الذي اهتز بيدها معلناََ عن وصول اشعار جديد من احد الحسابات التي تتابعها على احد مواقع التواصل الاجتماعي لتجد انها تخص معذب قلبها و الوحيد الذي عشقته !!

فتحته باشتياق و لهفة متمنية ان ترى صورة جديدة له لكن سرعان ما تبدلت تلك اللهفة لحزن و ألم يعتصر قلبها عندما وجدت له صورة لكن كانت تشاركه تلك الصورة زوجته و هي تحيط يدها بعنقه الاثنان يضحكان و السعادة مرتسمة على وجههما

اخذت تتساءل بحزن و هي تلحق بهمس و لينا لما نساها و استبدلها بأخرى لما أخذها بذنب لم ترتكبه لقد كانت طفلة لا تفقه شيء كأنه كان ينتظر لسبب ليبتعد و ابتعد !!!
………
بنفس الوقت توقفت سيارة سوداء فخمة أمام مبنى كلية الطب و ترجل منها ذلك الشاب الوسيم صاحب الثلاثون عاماََ و هو يخطو لداخل المبنى بهيبة و وقار للقاعة التي سيدرس بها محاضرته الآن

ما ان دخل انخفضت الأصوات تدريجياََ حتى عم الصمت مالت همس على ميان قائلة بسخريه و صوت خفيض جداََ :
والله بعد الداخله اللي ترعب دي و الأناقه دي هيطلع شاحت البدله

كتمت ميان ضحكتها هي و لينا التي سمعت صوت همس بصعوبه

صعد المنصة التي يشرح عليها معرفاََ عن نفسه بكل هدوء :
انا الدكتور يزن مهران اظن معظمكم عارفني ان شاء الله هدرس لكم السنة دي مادة…….

ارتدى نظارة النظر الشفافة الخاصة به قائلاََ بجدية :
نتفق الأول على شوية حاجات عشان نمشي مع بعض طول السنة من غير مشاكل مش بحب الاستهتار و الفشل اللي هيتأخر على المحاضرة لو دقيقه بعد دخولي ميدخلش احسن مش بحب عدم الالتزام بالمواعيد لأن عدم التزامك يعني عدم تقدير ليا و تقليل مني و انا مش هسمح بدا ، دلوقتي نبدأ المحاضره بقى لو محدش عنده أي أسئلة

بالفعل بدأ في الشرح لينال شرحه اعجاب الجميع بعد حوالي ساعتان و نصف خرج من القاعة و خلفه الطلاب و كان اولهم ميان و لينا و همس التي ما ان خرجت من المدرج قالت بسخرية و ابتسامة مرحة :
شكله كده شاحت البدلة والله و قال ايه يزن مهران شكله هيطلع سباك

نظرت للينا و ميان الذين ينظرون لشئ خلفها بحرج شديد و خوف نظرت للخلف فوجدت ذلك السباك كما قالت منذ قليل خلفها اقترب منها قائلاً بغضب :
الظاهر انك متعرفيش و معندكيش اي فكره عن الاحترام عشان تشتمي الدكتور بتاعك بالطريقه دي

ابتلعت همس ريقها بتوتر و قالت بهمس سمعه يزن و ميان و لينا :
والله شكلي هبلط سنه زياده في الكليه دي

ثم رفعت صوتها و قال بتحدي و رفض للاعتراف بخطئها :
بلاش غلط يا دكتور انا محترمة

يزن بسخرية و حدة :
اه ما هو واضح الاحترام فعلا ، ع العموم جهزي نفسك عشان هتبلطي سنه زياده في الكليه دي زي ما قولتي و مش بعيد ازود قعادك كمان سنتين الا اذا اعتذرتي مني دلوقتي

همس بغيظ :
انت بتهددني و لا ايه في قانون انا ممكن اشتكيك فوق لنفسك انا همس عاصم الشريف بنت اللوا عاصم الشريف يعني القانون كله شكلك لسه متعرفش انا مين يا دكتور انزل اسأل اي حد في الكلية هيقول مين همس و خصوصاََ الشباب

يزن بسخرية و اهانة :
ليه شكلك مدوراها معاهم بقي

جزت على أسنانها بغضب ثم قالت بتحدي :
لا بس عشان معظم الشباب اللي تحت ايدي علمت عليهم و ضربتهم في منهم اللي اتطاول و اللي قل ادبه و اللي اتجرأ و هددني

اشتعلت عيناه بغضب قائلاََ بحدة :
انتي مش متربية و قسماََ بالله لو ما كنتيش بنت صدقيني كنت عرفتك معنى الكلام اللي بتقوليه و ربيتك على طولة لسانك

ثم ذهب و تركها و هو يشعر بالغضب الشديد منها ود ان يلكمها في وجهها و يقطع لسانها السليط هذا لكنه تمالك نفسه فهو لم و لن يرفع يده على امرأه ابدا اما هي بعد مغادرته ركلت الأرض بقدمها بغيظ شديد قائلة بغضب :
مين دي اللي مش متربية يا حيوان يا بارد انت

ميان بضيق و غيظ :
طول عمرك بتحبي المشاكل قد عينك و في يوم هتودينا في داهيه يا همس

لينا بغيظ :
قال ايه هو اللي بارد ده انتي اللي مستفزه و بارده الراجل محترم واللي بس البعيده هي اللي لسانها مسحوب منها

همس بضيق :
ما خلاص انتي و هي اللي حصل حصل و شكلي كده هبلط في ام الكليه دي

لينا و ميان بتشفي :
احسن عشان تحترمي نفسك بعد كده و تبطلي طولة لسان

نظرت لهم بغيظ و غادروا هم المكان و اتجهوا لتناول الغداء في مطعم قريب بعد ذلك سيذهبون للمنزل كل ذلك و همس تفكر كيف تنتقم من ذلك الحقير الذي اهانها رافضة الاعتراف بأنها هي من بدأت بالإهانة !!!
………
بعد يوم شاق في العمل توقف بسيارته امام فيلا العزايزي الكبيرة لا يرغب في الدخول ستبدأ جدته الاصرار عليه ليتزوج مرة اخرى على زوجته التي لا تستطيع الإنجاب رافضة قراره بالاكتفاء بزوجته التي يعشقها و كذلك هي

زفر بضيق ثم دخل للداخل قائلاََ بتعب لجدته فريدة التي تجلس أمام شاشة التلفاز الكبيرة بغرفة المعيشة :
مساء الخير ازيك يا ديدا

جدته بحنان :
كويسه يا حبيبي انت اخبارك ايه

سفيان بتعب و توسل خفي بأنه مجهد حتى لا تفتح معه حديثها المعتاد :
بخير يا حبيبتي بس انهارده كان الشغل كتير اوي يوم متعب جدا و مش قادر خالص

فريده بحنان :
ربنا يقويك يا حبيبي

سفيان بتساؤل و هو يقف ليغادر :
صحيح فين نرمين

فريده بتهكم و سخرية :
هتكون فين يعني خرجت مع صحبتها زي كل يوم

سفيان بضيق :
في ايه بس يا فريده نفسي اعرف مبتحبيش
نرمين ليه مش انا و هي بنحب بعض و مبسوطين سوا في ايه بقى

فريدة بغضب :
مش بحبها لأنها مستهتره مش بتحب الا نفسها مش عارفه يعني ايه مسئولية و بيت كل همها سهراتها صحابها و بس مش بتاخد بالها منك و كمان مش قادره تجيبلك ابن تفرحك بيه

سفيان بضيق :
يا حبيبتي نرمين كويسه بعدين انا ببقى في الشغل طول اليوم خليها تخرج مع صحبتها بدل ما تزهق
كمان اهو نفسيتها تتحسن مش سهل ان واحده تعرف ان عمرها ما هتبقى ام ، نا مبسوط معاها و بحبها دول مش كفايه

فريده بهمس لم يسمعه سفيان و تهكم :
ال يعني تفرق معاها دي زمانها مبسوطة عشان متشيلش مسئولية و تفضل حرة

زفرت بضيق ثم تابعت بغضب و صوت عالي :
اللي يريحك انا خلاص فقدت الأمل منك و بعدين خالتك نفسها تشوفك و تتطمن عليك بقالها سنين بعد ما امك كامليا سافرت تشوفك بس

سفيان بغضب :
فريده انا مش عاوز اعرف اي حاجه تخص كامليا او اي من حد قرايبها متهمنيش الست دي بكل حاجة تخصها ميلزمنيش اعرفها بعدين لو سألتك تاني قوليلها هو اعتبركم ميتين و ما تفرقوش معاه

فريده بغضب :
سفيان ما تخدش حد بذنب حد تاني عشان الظلم وحش يا بن شريف وحش اوي

سفيان بغضب :
محدش منهم يهمني في حاجه و لا عاوز اعرف
حاجه عنهم مش هفضل طول عمري اغنيها بقى

كاد ان يذهب لتوقفه قائله بخبث :
طب و ميان !!!

توقف مكانه بصدمة بعدما استمع لاسمها تلك التي كانت بيوم من الأيام حبيبة قلبه و أول من احب لكن الآن اختفى كل تلك المشاعر

التفت لها قائلاََ بجمود :
مالها

فريده بخبث :
مش عاوز تشوفها

تنهد بعمق قائلاََ بصرامة :
سبق و قولتلك اي حاجه تخص كامليا هانم و اي حد يقربها ما تهمنيش ياريت نقفل سيرتهم بقى

اعطاها ظهره ثم غادر دون إضافة اي كلمة متوجهاََ مباشرة لغرفته ثم للمرحاض متخلصاََ من ملابسه ليقف اسفل المياه الباردة مغلقاََ عيناه بحزن عندما داهمته ذكريات الماضي الأليم

بعد وقت اغلق المياه ثم خرج و هو يحاوط خصره بمنشفة كبيرة شارداََ اقتربت منه زوجته نرمين التي وصلت للتو من الخارج تحيط عنقه قائلاََ بصوت رقيق و هي تقبل وجنته :
حبيبي اتأخرت عليك يا روحي معلش

انهت ما قالت ثم احتضنته ليبادلها العناق بحب قائلاََ بهدوء :
انا لسه واصل اصلا و لا يهمك

ابتسمت له برقة ليقول هو بهدوء :
بس ياريت تخفي خروج مش كل يوم تخرجي
مع صحباتك

نرمين بضيق و حزن :
يعني اقعد اتحبس في البيت مثلا مش بلاقي حاجة اعملها فبخرج افك عن نفسي مع صحابي مش كفاية مش قادرة اكون ام و اجيبلك البيبي اللي نفسك فيه مش بحب اقعد عشان مسمعش كلام من جدتك كله معايرة عشان مش بخلف

سفيان برفق و حزن :
انا مقلتلكيش اتحبسي و متخرجيش يا حبيبتي انا بقلك خفي شويه مش كل يوم خروج ممكن لو عاوزه تجيبي صحباتك هنا بدل خروجك و انا هتكلم مع فريدة متزعلش نفسك دي ارادة ربنا

اومأت له بحزن و لم تتحدث متوجهة للمرحاض اما عنه ابدل ملابسه ثم توجه لغرفة شقيقه عمار كعادته كل يوم منذ ولادة شقيقه قبل ان يخلد للنوم

بينما بغرفة قريبة من غرفته

نجد ذلك الشاب الوسيم و هو ” عمار العزايزي ” يجلس على فراشه يعبث بهاتفه الذي تعالى رنينه أجاب سريعاََ عندما عرف هوية المتصل قائلاََ بمرحه المعتاد :
حبيبتشي حبيبتشي والله يا ميمونه

على الجهه الأخرى اجابته بغيظ :
أخرس يا زفت و بطل تقولي ميمونه

عمار بمرح :
بهزر معاكي يا ميمونه

اجابته بضيق و غيظ :
انا غلطانه اني عبرتك و اتصلت بيك

ضحك عمار قائلاََ :
خلاص يا بت اهدي سكت اهو قوليلي ايه سر المكالمه دي ما انا عارفك مصلحجيه

اجابته ببرأه :
انا ده انا كيوت و بريئه خالص و ملاك بجناحات

عمار بسخرية :
اه انتي هتقوليلي ده انا عارفك و حافظك صم لخصي عاوزه ايه يا ميان

ميان بدلال :
مش انا بنت خالتك حبيبتك ميان

عمار بضحك :
طبعا يا قلبي هو انا عندي كام ميان روحي و قلبي يلا ها بقى عاوزة ايه الفضول هياكلني

ميان بضحك :
بصرف النظر عن الكدب اللي قولته ده بس انا عاوزه اطلب منك طلب

عمار بفضول و حب اخوي :
قولي يا حبيبتي عيوني

ميان بتردد :
عاوزاك في مهمه خطيرة

عمار بفضول :
خير و لا شر

اجابته بضيق و تردد من تلك الخطوة لكنها مجبرة :
شر ، مستنياك بكره في الجامعه الساعة تسعة الصبح اوك

عمار بحماس :
اوك ، هترجعونا لأيام الشقاوة تاني

ميان بأبتسامه و حب اخوي لذلك الذي كان دائماََ شقيق لها يعاملها بلطف عكس سفيان شقيقه :
سلام يا عمار

اغلق الاثنان الخط غافلين عن من استمع لما دار بينهم من حديث و فهمه خطأ بالطبع انه سفيان الذي جاء ليطمئن على شقيقه ليستمع له قائلاََ ”
طبعا يا قلبي هو انا عندي كام ميان روحي و قلبي يلا ها بقى عاوزة ايه الفضول هياكلني “

علم ان شقيقه سيذهب ليلقاها غداََ كور يده بغضب شديد و هو يظن انها ألقت بشباكها على شقيقه و هو لن يسمح بذلك ابداََ لن يسمح !!!
…….

يتبع….
بعد ان انهى عمله بالجامعة توجه للمستشفى الكبيرة الخاصة بعائلته ليمارس مهنته التي يعشقها
ها هو انتهى و عاد للفيلا منهك و يشعر بالتعب
التقى بوالدته تنتظره حتى يعود قبل جبينها ثم استأذن منها ليصعد لغرفته لشعوره بالتعب الشديد لكنه اوقفته قائلة بحدة :
يا بني حرام عليك اللي بتعمله في نفسك ده لا انت اول و لا اخر واحد خطيبته تموت…….
قاطعها قائلاََ بصرامة :
ماما لو سمحتي نقفل ع الموضوع ده انا تعبان و عايز اطلع ارتاح عندي شغل بكره الصبح
كاد ان يغادر لكنها صرخت عليه بغضب :
اوقف عندك و انا بكلمك من الاحترام و التربية يا دكتور ان تقف تسمع امك لحد ما تخلص كلامها للأخر
التفت لها بصمت لتتابع هي بغضب :
بتموت نفسك بالبطيء ليه مش قادر تستوعب ان الحياة مش بتقف على حد بسمة ماتت و انت لازم تتقبل ده حياتك كلها شغل و جواز او خطوبة حتى مش عايز ده حتى احنا اللي اسمنا عيلتك بقينا بنشوفك صدفة
اجابتها بحزن مبتلعاََ تلك الغصة المريرة بحلقه :

 

بالنسبة ليكي الحياة مش بتقف على حد بس بالنسبة ليا وقفت لأنها كانت حياتي كلها
قالها ثم صعد لغرفته ملقياََ اغراضه بأهمال على الاريكة متجهاََ لتلك الصورة الكبيرة المعلقة على الحائط الذي يواجه فراشه تخص حبيبته الراحلة
مردداََ بحزن و أعين دمعة :
فراقك صعب اوي و الأصعب اني مش قادر اعيش و انا عارف اني سبب…..سبب موتك وحشيني اوي
تنهد متابعاََ بألم :
محدش كان بيفهمني غيرك بالنسبة ليهم الحياة مش بتقف على حد عزيز بنحبه لكن انتي كنت حياتي اللي خسرتها بموتك و بعدك عني
قالها ثم القى بجسده على الفراش و عيناه مثبته على صورتها كعادته كل يوم حتى غط في نوم عميق
متمنياََ ان يراها بأحلامه
………
بصباح اليوم التالي
بقاعة المحاضرات بكلية الطب كان الجميع بالداخل بانتظار وصول الدكتور يزن الذي ما ان دخل عم الصمت بينما هو بحث عنها بين الجميع ينوي تلقينها درساََ و رد

 


فقال بخبث و صرامه و هو يضرب بيده على المدرج امامها و الأخرى كانت تنظر للجهة الأخرى تجاه لينا :
انتي يا انسه
انتفضت همس مكانها قائلة :
بسم الله الرحمن الرحيم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم في ايه
تعالت ضحكات الجميع سرعان ما عم الصمت مرة اخرى بعدما القى عليهم نظراته الحادة ثم التفت لهمس قائلاََ بحدة و الجميع يتابع ما سيحدث بفضول :
دي محاضره يا انسه انتي و هي مش كافية تدردشي انتي و هي فيه ثم انا نبهت عليكم امبارح كلكم ان الفوضى و قلة الاحترام ممنوع في محاضرتي
تراجع خطوة للخلف متابعاََ بصرامة و هو يشير للباب :
اتفضلوا بره و لما تتعلموا ازاي تحترموا الدكتور بتاعكم ابقى احضروا
نظرت له همس بسخرية رغم غضبها الكبير الذي تشعر به بينما لينا و ميان نظروا لهمس بغيظ و غضب لأنها سبب ما يحدث لهما الآن
جمعت همس اشيائها قائلة ببرود استفز الأخر :
تمام يا دكتور ع العموم كويس انها جت منك اصل احنا جعانين اوي و عايزين نفطر

 

قالت الأخيرة ثم غادرت المكان برفقة ميان و لينا الغاضبتان بشدة من لسان رفيقتهم السليط الذي سبب لهما تلك الاهانة الكبيرة اليوم امام جميع الطلاب و بالتأكيد سيضعهم برأسه طوال السنة !!
……..
الثلاثة تقفن أمام باب الجامعة في انتظار وصول عمار و كانت همس تتناول العصير بيدها بهدوء و هي تستمع لتوبيخ ميان لها :
انتي غلطانة و طولة لسانك سبب اللي حصلي انهاردة هيفضل حاططنا في دماغه
لينا بغيظ :
اتخدنا في الرجلين بسببك لمجرد اننا نعرفك
ميان بغيظ :
هو بيستهبل و طالما خدنا في الرجلين ظلم لمجرد اننا نعرفها و طردنا من حضور محاضرته نهائي يبقى يستاهل اللي هيحصل انهاردة عشان يبقى فيه سبب يطردنا من محاضرته علطول بقى
لينا بحرج :
انتي مش قولتي ابن خالتك جاي يا ميان والله انا مش عارفه هنطلب منه ازاي كده شكلنا هيبقى محرج اوي و هنكسف نفسنا
همس بضيق :
بقولك ايه انتي و هي انا ناوية اعمل اللي جيت الجامعة عشانه انهاردة اللي هتبقى معايا ياريت تبطل ترمي بالكلام كل شوية و تندب ، عارفه اني متنيلة غلطانة و كنت ناوية لو المحاضرة عدت تمام من غير ما يستقصدني هعتذر و هرجع في كلامي و كده بقى هو اللي بدأ
زفرت لينا بغيظ و كذلك ميان لتقول لينا بغيظ :
نفسي ربع برود الأعصاب اللي عندك ده يا همس
بتلك اللحظة توقفت سيارة عمار السوداء امامهم ترجل منها ملقياََ عليهم السلام قائلاََ بمرح :
صباح الخير يا قمامير
ثن نظر لميان قائلاََ بمشاكسة :
صباح الفل يا ميمونة
ميان بغيظ :
متضايقنيش انا اصلا متضايقة و مش ناقصة
تبادل معها الحديث لدقائق كثيرة ليعرف سبب ضيقها و هو طردهم من المحاضرة ليشاكسها قائلاََ :

 

يا بنتي عادي خليكي ده انا متعود على كده لدرجة لو عدا يوم من غير ما اتطرد احس ان فيه حاجه ناقصة فاعمل اي حاجة قصد عشان اسمع كلمة اطلع بره
ضحك لينا بخفوت لتجذب انتابه فهو قد القى عليها نظرة عابرة هي و همس و استمر بالحديث مع ميان
تأملها بأعجاب فتاة ذات شعر أشقر مجعد بقصد او كما يطلق عليه _ كيرلي _ ترتدي فستان يصل لبعد ركبتيها بكثير و يعلوه سترة مصنوعة من الجينز كانت ثيابها محتشمة رغم انها غير محجبة
توقف بعيناه على وجهها متأملاََ اياه بأعجاب خاصة عيناها ذات اللون الأخضر ” العسلي ”
لاحظت الأخرى نظراته تجاهها فاخفضت وجهها ارضاََ بخجل و حرج و لم تكن الوحيدة من لاحظت نظرات فميان و همس قد لاحظَ ذلك
رفعت همس يدها صفق بها امام عيناه حتى يفيق بعدما نادته اكثر من مرة لكنه لم يكن منتبهاََ سوى لتلك الجميلة التي سلبت منه تركيزه :
انت يا استاذ ، طب يا شبح
ضحكت ميان فتابع عمار بزهول و لم ينتبه سوى لكلمة شبح التي استنكر خروجها من فتاة :
شبح !!

 

ضحكت ميان و لينا لتلمع اعين الأخر مجدداََ بأعجاب عندما رأى ضحكتها الجميلة مردداََ بداخله :
يالهوي يا ناس هو في جمال كده
ابتسم لها قائلاََ لميان :
مش تعرفينا على بعض
ميان و هي تشير لهمس و لينا :
همس و لينا صحابي من و انا صغيرة
ثم أشارت لعمار قائلة :
عمار ابن خالتي يا بنات حكيت ليكم عنه قبل كده
همس بتعجل :
اهرعارفينه سيبكم من كل ده ، المهم بص يا برنس الدكتور اللي بيدرس لينا السنة دي حاططنا في دماغه مش هيخلينا نحضر ليه طول السنة فهو طرد بقى بطرد عايزين نعلم عليه تساعدني معاهم نفرقع ليه عجل العربية و نخربشها و اكسرله الازاز عايزاه يتقهر عليها
ضحك عمار قائلاََ بحماس :
بغض النظر عن شبح و برنس و الحاجات دي انا موافق اهو نرجع زمان و شقاوة زمان
غادر الأربعة متفرقين نحو الجراج غافلين عن جوز العيون التي تراقبهم من البداية بغضب ذهب خلفهم بدون ان يلفت النظر ليراهم من بعد و هم يقوموا باتلاف احد السيارات

 

بعدها توجهوا للخارج و هو سبقهم منتظراََ اياهم بجانب سيارتهم المصفوفة
كان الأربعة متوجهين لسيارتهم لكن توقفت ميان فجأة عندما وقعت عيناها على سفيان من بعيد تعالت ضربات قلبها مرددة بهمس و صوت معذب :
سفيااان !!!
عمار بصدمة و تعجب :
بتعمل ايه هنا يا سفيان !!
سفيان بغضب و حدة :
انت اللي بتعمل ايه هنا
عمار بهدوء :
كنت بشوف ميان و بطمن عليها
سفيان بغضب :
تطمن عليها و لا بتوقع نفسك في مشاكل عشانها ايه لحقت لفت حبالها حواليك مش كفاية عليها الغرب قالت الاقربون اولى
عمار بتحذير حاد :
سفيان حاسب على كلامك دي بنت خالتك
صرخ عليه شقيقه بغضب و الاخرى تستمع له بصمت و قلب مقهور :
قولتلك الف مرة ملناش دعوة العيلة دي كلها نسيت اللي حصل لنا منهم
عمار بحدة :
اللي حصل زمان غلطت شخص واحد بس و انا عمري ما هاخد حد بذنب التاني ميان بنت خالتي اشوفها في اي وقت هي و خالتو عليا انت رافض كده يبقى ده يرجعلك و يخصك انت مش انا
سفيان بغضب
بتعصى كلامي يا عمار ، ايه مثلت عليك بكلمتين و دموع تماسيح عشان تخليك تعصي اخوك و تعارض كلامه
عمار بغضب :
اعصى اخويا و اعارضه لما يكون بيفكر و يتصرف غلط و عايز يسحبني معاه في الغلط
إلى هنا و كفى لم تقدر على الصمت اكثر من ذلك نظر لعمار و الفتيات قائلة بهدوء زائف :
سيبونا معاهم خمس دقايق من فضلكم
نفذوا ما قالت ليبادر هو بالحديث قائلاََ بسخرية :
ايه ناوية تعملي نفس اللي عملتيها على عمار عشان تصعبي عليا……….
قاطعته قائلة بقهر :
انت ظالم و قاسي اللي قدامي ده مش سفيان اللي كنت بجري في حضنه استخبى فيه مش سفيان اللي عمره ما جرحني بكلمه
اشاح بوجهه بعيداََ عنها باستهزاء لتتابع هي بحزن :

 

نسيت وعودك ليا زمان بتقول اني بمثل طب انت تبقى ايه ما انت كمان كنت بتمثل و بتقول كلام معملتش بيه اول ما حصل اللي حصل كأنك كنت مستني حجة عشان تبعد و بعدت انا مش بمثل يا سفيان لأني لحد انهاردة بعمل بكل وعودي ليك الدور و الباقي ع اللي خلف بيها و راح اتجوز و لا عاش حياته و لا كأن فيه واحدة خلاها تحبه و في نص الطريق سابها
تظاهر بالبرود على الرغم من تأثره الشديد مما تقول لكن سرعان ما عاد لقسوته متذكراََ ما حدث بالماضي سخر منها قائلاََ :
أداء حلو و عشرة على عشرة بس بردو مصعبتيش عليا وش البراءة و المسكنة ده مش هيأثر فيا لأني اكتر واحد عارف اللي من صنفك
نفت قائلة بقهر و دموع :
مش بقولك كده عشان اصعب عليك انا بقولك كده عشان تعرف مين اللي بيمثل و مين اللي ظالم
صعدت لسيارتها دون حديث اخر و هي تبكي بقهر لما لا تستطيع ان تنتزع هذا الحب من قلبها تريد ان تتخطاه و تحيا بسلام مثلما فعل هو و تخطاها
غادر خلفها و كلما اشفق عليها ذكر نفسه بذلك الماضي و بما فعلت به قديماََ ليعود يقسي قلبه عليها مرة أخرى !!!
……..
منذ الصباح و هي تدور من مكان لأخر محاولة ايجاد عمل تنشغل به و تبقى خارج المنزل لأطول وقت ممكن لتتجنب كلمات والدتها القاسية التي تؤلمها اكثر من سماعها من الغريب
التي من المفترض ان تقف بجانبها و تساندها اكثر من يلقي عليها اللوم و العتاب و الكلمات القاسية
ليتها منذ ان أصبحت مطلقة هي هكذا معها منذ زمن ، منذ ان كانت طفلة صغيرة لا تفقه شيء لقد ارتكبت خطأ واحد بدون عمد و هي تحاسبها عليه للآن……..لم تلتمس لها العذر !!!
اغمضت عيناها و هي تجلس على احد المقاعد الجانبية بالشوارع متذكرة كلماتها القاسية عندما علمت انها ستبحث عن عمل :

 

انت ناوية تخلصي عليا بعمايلك دي مش كفاية اللي راح زمان عايزة تخليني احصله ، الناس تقول ايه اتطلقت و راحت تلف على حل شعرها ، شغل ايه و هبل ايه اترزعي في البيت و بلاش نسمع كلام زيادة عن اللي بنسمعه بسببك
نظرت لها سيلين مطولاََ قائلة بحسرة بعد صمت دام لدقائق قليلة :
ياريتك ما جبتيني ع الدنيا دي و ياريتك ما كنتي امي و لا انا كنت بنتك ياريتني كان بأيدي اختار ام ليا ياريت !!!
قالتها ثم غادرت المنزل مقلية باعتراضها عرض الحائط لقد اخذت موافقة والدها الحنون الذي كان اقرب إليها منها
هربت دمعة من عيناها بحزن الندم ينهش قلبها من الداخل على ما اقترفته سابقاََ بحق نفسها ها هي تحصد ما فعلت !!!
عادت لمنزلها بعد ان استطاعت ان تجد عمل بأحد المطاعم الكبرى كنادلة و عادت لمنزلها ثم توجهت لغرفتها متجاهلة توبيخ والدتها لها
……..
بمكتب سفيان بشركة العزايزي
يقف امام الزجاج الشفاف الذي صنع منه واجهة مكتبه يشاهد حركة السير بالشوارع بشرود و كلمات كاميليا والدته القاسية تتردد بأذنه و كانت اخر ما استمع له منها منذ سنوات طوال
Flash Back
كانت تقف امام والده قائلة بكل برود :
زي ما سمعت يا شريف انا عايزة اطلق
سألها بصدمة :
تطلقي ليه انا عملتك حاجة ده انا عمري ما ضايقتك بكلمة طب و ولادنا
اجابته بكل برود و قسوة :
ربيهم انت ، السبب اللي كنت مستحملة العيشة معاك عشانه راح
ردد بصدمة :
سبب !!
اومأت له قائلة ببرود :
تقدر تقولي هتصرف عليا منين هنعيش ازاي اللي نفسي فيه هتقدر تشتريه و لا لأ انا مقدرش اعيش في مستوى اقل من اللي اتعودت عليه

 

سألها بصدمة و عدم استيعاب :
هتسيبي ولادك عشان خاطر الفلوس طب و انا حبنا كل دول مش مهمين عندك
اجابته بتأفأف :
الحب و العواطف مش هيصرفوا عليا و يخلوني اعيش مرتاحة و مبسوطة
ردد بصدمة و توسل و ألم شديد يغزو قلبه :
هقف على رجلي من تاني و هقدر ارجع زي ما كنت بس خليكي جنبي انا بحبك يا كاميليا
كامليا بنفاذ صبر :
كل ده كلام مش مضمون و بعدين ما تتعبش نفسك معايا انا مصممة على كلامي و ياريت ننفصل بهدوء و من غير شوشرة بلاش كلام ملوش لازمة لاني خلاص مقررة و هتجوز بعد العدة !!!
ثم تابعت بسخرية و قسوة :
عشان بس تعرف اني طيبة مش هطالبك بحقوقي عشان عارفه محلتكش حاجة و بلاش تدخل السجن ع الاقل الولاد يكون معاهم واحد مننا
نظر لها مطولاََ بخيبة أمل و صدمة من قسوة قلبها التي يراها لأول مرة يبدو ان عشقه لها قد اعماه عن رؤية حقيقتها كل تلك السنوات :
انتي طالق……طالق بالتلاتة

 

زفرت بارتياح و غادرت القصر على الفور غير عابئة بابنائها اللذان استمعا لكل شيء و الصدمة مرتسمة على وجوههم لقد كان سفيان حينها شاباََ ببداية المرحلة الجامعية و عمار الإعدادية برفقة ميان لقد كانا مستوعبان ما تقول كانت عمار يبكي بصمت بينما سفيان كان يناظرها و هي تغادر بجمود لكنه كان ينهار من داخله حرفياََ ليس سهلا من السهل ابداََ ان يستمع لتلك الكلمات من والدته
لقد كانت تلك الليلة هي نهاية علاقته بوالدته و بأي شخص يخصها او يقربها قاطع خالته و عائلتها بأكملها حتى انه نقل شقيقه لمدرسة اخرى ليكون بعيداََ عنهم كل ذلك الكره تمكن منه تجاههم و بالأخص والدته عندما تعرض والده لنوبة قلبية حادة بنفس اليوم التي تركتهم و رحلت و كاد ان يفقده حينها !!!!
انتشله من ذكريات ذلك الماضي الأليم صوت باب مكتبه الذي فتح و دخل شخص للداخل بدون اذن
التفت و كاد ان يوبخه لكن صمت و توسعت عيناه بصدمة عندما رأى……. !!!!
……..
انتشله من ذكريات ذلك الماضي الأليم صوت باب مكتبه الذي فتح و دخل شخص للداخل بدون اذن
التفت و كاد ان يوبخه لكن صمت و توسعت عيناه بصدمة عندما رأى……ابن عمه ” قصي ” امامه
الذي ما ان دخل من باب المكتب قال باشتياق :
واحشني يا بن عمي
سرعان ما تحولت صدمة سفيان لسعادة مسرعاََ نحو ابن عمه و شقيقه معانقاََ اياه بقوة مردداََ :
واحشني يا اخويا
تبادل الاثنان العناق باشتياق و بعد لحظات ابتعد الاثنان ليردد سفيان بسعادة :
فريدة هتفرح اووي لما تشوفك هي و الواد عمار
قصي باشتياق :
وحشتوني اوي والله و امي و حشتني كمان وحشاني
سفيان بضيق :
حاولت معاها كتير تسيب بيتها و تيجي تقعد معانا رافضه مش عاوزة تسيب بيت عمي الله يرحمه

 

قصي بحزن :
الاه يرحمه
سفيان بتساؤل :
مقولتش ليه انك جاي انهاردة كنت استقبلتك في المطار انا و عمار
اجابه بابتسامة بسيطة :
حبيت اعملها مفاجأة للكل
سفيان بسعادة و هو يربت على كتفه :
احلى مفجأه والله ، خلينا يلا نروح الفيلا تسلم على فريدة و عمار مجاش الشغل انهاردة و نتغدا كلنا سوا زي زمان
قصي بأبتسامة :
تمام بس هسلم و عليهم و همشي امي وحشتني اوي و كمان عايز ارتاح من تعب السفر
على مضض وافق سفيان ان يذهب دون ان يتغدا معهم على ان تكون بيوم اخر
…….
بعد ان انتهى من محاضراته المقرر عليه تدريسها اليوم توجه لجراج الجامعة لتتوسع عيناه من الصدمة عندما وجد جميع اطارات السيارة فارغة و الخدوش على كل جانب من السيارة حتى الزجاج محطم من الأمام !!
السيارة أصبحت حطاماََ !!!

 


اوصد عينيه بغضب متوعداََ بالهلاك لمن فعل ذلك
القى نظره اخيرة على السيارة قبل ان يغادر لكن استوقفه ذلك الطوق اللامع الموجود بالأرض بجانب سيارته التقطه بيديه ليجد انه متدلي منه قلب منقوش بداخله اسم ” همس”
جز على اسنانه مردداََ بغضب و غل :
جابته لنفسها و حياة امي لوريكي
طلب من سائق والده ان يأتي للجامعة و يتولى امر السيارة بينما هو خرج من الجامعة بأكملها يلعن تلك سليطة اللسان الوقحة و يتوعد لها بالعقاب الشديد فقط ليراها !!!
……….
بأحد البنايات الكبيرة التي لا يسكنها سوى اصحاب الطبقة المخملية كان قصي يضع رأسه على قدم امه بعد عناق طويل و دموع مرفق بكلمات معاتبة على كل ذلك الغياب :
انت مش هتسافر تاني ر تبعد عني انا كبرتك و ربيتك عشان تفضل جنبي مش عشان تسيبني و تسافر كل ده
تنهد قائلاََ بابتسامة بسيطة :
مش هسافر تاني على عيني بعدي عنك يا امي

 

مسدت كوثر بحنان على خصلات شعره قائلة :
ادخل ارتاح شوية من السفر و هتصحى تلاقي الأكل اللي بتبحه كله
قصي بأبتسامه و حنان :
متتعبيش نفسك يا امي انا هنام اصلا باقي اليوم بكره ان شاء الله
اومأت له قائلة بحنان :
اوضتك جاهزة انا كنت بخلي البت نرجس تنضفها كل يوم و تنضف شقتك كمان عشان لو رجعت في اي وقت
اومأ لها بابتسامة مقبلاََ جبينها قبل ان يدلف لغرفته مغلقاََ الباب خلفه نظر لكل زاوية بالغرفة باشتياق هنا قضى مراهقته و شبابه هنا كبر عشقها بقلبه يوماََ بعد يوم هنا قضى ليالي هائماََ بها طوال الليل إلى هنا ركض باكياََ عندما رفضته لأنها تعشق اخر لقد قالته بوجهه بكل قسوة
فتح درج مكتبه الموجود بأحد زوايا الغرفة مخرجاََ منه ذلك الدفتر الكبير يقلب بين صفحاته حيث رسم بحرفية شديدة العديد من الوضعيات لها تاره تضحك و وتارة حزينة و تاره و هو يضع يده حول عنقها و هي تنظر له لقد رسم تلك من خياله هي لم تحدث بالفعل لكنه تمنى ان تكون حقيقة
ارتمى على فراشه ينظر لسقف الغرفة شارداََ بها يتسأءل كيف هي الآن هل هي سعيدة يعشقها يعاملها برفق ام ماذا !!!!
تعالى ذلك الصوت بداخله منفعاََ نفسه لما يفكر بها للآن لما يعذب نفسه لما عشقها كاللعنة التي لا يستطيع التخلص منها !!
……..

 

بمنزل همس بعد وقت طويل من استذكار دروسها اخذت تعبث بهاتفها بعدما فشلت في التواصل مع ميان التي منذ ان حادثت سفيان بالصباح و هي ركضت لمنزلها رافضة الحديث مع الجميع
بفضول لا تعرف سببه كانت تبحث عن صفحت ذلك البغيض على موقع التواصل الاجتماعي اخذ الأمر منها دقائق قليلة حتى عثرت على صفحته التي لم يقم بنشر اي شيء عليها منذ وقت طويل جداََ و اخر ما تم نشره هو صورة له برفقة فتاة محجبة تبتسم بسعادة و كذلك هو و قد علق عليها بكلمات غزل رقيق :
انِ لها و كل شيء بي يخصها ♡
خاطب او ربما متزوج لكن بحثت عن حالته الاجتماعية بصفحته فوجدت انه خاطب اذا لما لم يشارك اي شيء منذ تلك الفترة التي قاربت على السنتان و نصف !!!
شاهدت عدة صور لهم و الحب ظاهراََ بوضوح بينهم
ربما انفصلا لكنه لم يغير حالته الاجتماعية
قطبت جبينها قائلة بضيق من فضولها :
طب و انا مالي بيه مهتمة اوي كده ليه اعرف !!
……..
في صباح اليوم التالي
حضرت همس المحاضرة الأولى بملل بمفردها بعد تأخر ميان و لينا في المجيء انتهت منها ثم خرجت من مبنى المدرجات
بملل و نفاذ صبر كم تكره ان تكون بمفردها في الجامعة تشعر بملل شديد
ضيق عندما تكون بمفردها
اعترض طريقها فجأة هاني انه اسوأ شاب بالجامعة على الإطلاق الجميع يعرف انه دخل كلية الطب بأموال والده……اقترب منها خطوة قائلاََ بابتسامة :
صباح الفل يا قمر ، ايه مش ناوي تحن عليا بقى ده انا شاري و نفسي انول الرضا
نظرت له مشمئزة ثم ازاحته من امامها حتى تمر قائلة بملل و ضيق :
ابعد من وشي يا شهاب انا مش طايقة نفسي
شعر بالإهانة مما فعلته فصرخ عليها بغضب :
جرا ايه يا بتاعة انتي سايقة العوج عليا ليه عشان ابوكي لوا يعني طب ما انا ابويا ليه اسم كبير في السوق بأشارة منه يقعد ابوكي في البيت و اوديكي انتي و هو و اهلك كلهم ورا الشمس فزي الشاطرة كده خافي على نفسك و عليهم و خلينا نقضي سوا ليلتين ننبسط فيه………
صدمة الجمته عندما هوت بيدها على صدغه بصفعة قاسية قائلة بغضب :
انت ازاي تتجرأ يا حيوان و تكلمني كده ، ده انت و لا حاجة انت و ابوك و اقل من اي جزمة و العيب عليه عشان معرفش يربيه و لا صح هيعرف يربي ازاي و هو مش متربي

 

رفع يده ليصفعها و جسده بالكامل ينتفض من شدة الغضب لكنه مسك يده قبل ان يفعل ذلك ثم بلحظة كان هو مسطح بجسده على الأرض بعدما عركلته بكل بساطة لطالما كانت عاشقة لألعاب الفنون القتالية
اخذت توجه له العديد من الركلات و الضربات بغضب و غل قائلة :
بترفع ايدك عليا يا حيوان يا عرة الرجالة اللي اتحسبت عليهم بالغلط…….بقت تلقي عليه السباب لم تكف عن ضربه و الجميع ملتف حولهم يتابعوا ما يحدث بصدمة و فضول لما سيترتب على تلك المشاجرة !!!
على مقربة منهم كان يزن خرج من المبنى يبحث عنها بعيناه لتتوسع عيناه بصدمة و هو يراها تبرح ذلك الشاب ضرباََ بعدما اعترض طريقها منع الأمن من التدخل و فض النزاع مخبراََ اياهم بأنه سيتصرف و يحل تلك المشكلة بنفسه
توجه ناحيتهم و عيناه تتابع تلك صاحبة الشخصية الجريئة المتمردة باعجاب لدفاعها عن شرفها دون الحاجة لتدخل الأخرين
حذبها من يدها لتقف مبتعدة عن شهاب الذي يأن من الألم ارضاََ قائلة :
تقضي ليلتين مع مين يا حيوان و تودي مين ورا الشمس ، شمس دي تبقى امك ياض
صرخ عليها يزن بغضب :
اهمدي بقى و كفاية طولة لسان
همس بغضب و هي تحاول ابعاده عنها :
سيبني عليه هموته في ايده الحيوان ده
جذبها بعيداََ قائلاََ بغضب :

 

قولت اتزفتي اخرسي خدتي حقك خلاص خلصنا ، احمدي ربنا ان انا اللي اتدخلت لو الأمن اللي اتدخل هتاخدي فصل انتي و هو
ابتعدت و صدرها يعلو و يهبط بانفعال قائلة :
هاخد فصل ليه هو اللي بدأ
يزن بضيق :
هتاخدي فصل عشان احنا مش في شارع هنا انتي في جامعة و لازم تحترمي المكان اللي فيه لو زميلك ضايقك تشتكي للأمن و هما هيتصرفوا ، طولة اللسان مش شطارة بالعكس دي قلة ادب
همت لترد عليه تعنفه على اهانتها لكنها سبقها قائلاََ بحدة :
بلاش بجاحة و مترديش الكلمة بكلمة انا عارف انك انتي اللي بوظتي العربية امبارح
انكرت مرددة بكذب :
عربية ايه اللي بتتكلم عنها
ضحك بسخرية ثم قال :
العربية اللي خربشتيها و خرمتي العجل بتاعها و كسرتي الازاز و بغبائك وقعتي سلسلتك جنب العجل
همس بغضب :
اه عملت كده و لو…….

 

صرخ عليها بحدة :
اتعدلي و اتكلمي بأدب لا انا قدك و لا من سنك عشان تتكلمي معايا كده انا دكتور و انتي مجرد طالبة يعني تلزمي حدودك في الكلام
ردت عليه بضيق :
انت اللي مستأصدني و عاوز تسقطني السنة دي
يزن بجدية :
انا مستحيل اعمل كده لان ده يخالف مبادئي كان ممكن تنهي كل اللي حصل ده من البداية و تعتذري من غير مكابرة
تنهدت قائلة رغماََ عنها :
انا اسفه
يزن بهدوء :
قبلت اعتذارك و ياريت تعاملك مع الكل يكون كده من غير تجاوز حدود و باحترام و انا هنسى اللي عملتيه كله و زي ما قولت في المحاضرة انا زي اخوكم الكبير وقت ما تحتاجوني انا موجود
اومأت له قائلة بهدوء :
تمام يا دكتور عن اذنك
افسح لها المجال لتعبر و ما ان غادرت ابتسم بهدوء مغادراََ الجامعة بأكملها
……..

 

بشركة العزايزي
بعد انتهاء احد الاجتماعات الهامة التي حضرها كلاََ من سفيان و قصي و عمار
عاتب سفيان قصي قائلاََ :
انت لحقت ترتاح من السفر عشان تنزل شغل
قصي بهدوء :
ما انت عارف مش بحب قعدة البيت و بحب الشغل
اومأ له سفيان قائلاََ :
طب اعمل حسابك هتتغدى معانا انهاردة
قصي باعتذار :
معلش خليها مرة تانية عندي كام مشوار هعمله
بعد الحاح كبير من سفيان لم يوافق الاخر و اعتذر بتهذيب ثم غادر لمكتبه الذي لم يخطو بداخله منذ سنوات باشر عمله لوقت قصير ثم غادر ليزور بعض اصدقائه ثم توجه على ميعاد الغداء لأحد المطاعم القريبة منه
سبب رفضه الذهاب لتلك الفيلا هو زوجة سفيان التي يمقت رؤيتها ضحك بداخله بسخرية الجميع يعرفون انها تستغله و هو الوحيد الذي يرفض التصديق حبه او هكذا هو يظن يعميه عن رؤية حقيقتها البشعة
كان يستند بيده على الطاولة واضعاََ رأسه بين يديه حتى شعر بأحد يقف بجانبه رفع رأسه ملتقطاََ من النادل قائمة الطعام دون النظر له حتى لكنه توقف عن تمرير الصفحات عندما استمع لصوت يعرفه تمام المعرفة :
قصي !!!
رفع رأسه قائلاََ بصدمة :
سيلين
تطلع لكل ملامح وجهها باشتياق فاق الحدود لكن سرعان ما تكرر صوتها بأذنه كأنه يسمع تلك الجملة منها الآن ” انا اسفه يا قصي انا و راغب بنحب بعض و هنتجوز قريب اوي عقبالك ”
نظرت له باشتياق مماثل هي الأخرى قائلة :
قصي انت…..انت رجعت من السفر امتى
تجاهل الرد على سؤالها قائلاََ :
بتعملي ايه هنا يا بنت خالتي
سيلين بحرج و هي تفرك يدها بتوتر :
بشتغل هنا
سب بداخله ذلك الحقير كيف جعلها تعمل بتلك البساطة بل و نادلة ايضاََ
سألها ببرود زائف :
اظن انتي معاكي شهاده ما اشتغلتيش بيها ليه
اجابته بحرج :
طالبين خبره فعشان كده ملقتش شغل
سألها بضيق فشل في اخفائه :

 

وانتي تشتغلي ليه اصلا و ازاي جوزك يقبل بكده
اجابته بحرج مبتلعة تلك الغصة المريرة التي تسد حلقها قائلة :
انا و راغب انفصلنا
صدمة الجمته لا يعرف يحزن ام يفرح لا يفهم ما شعوره الآن لكن المؤكد انه مجروح منها و بدرجة كبيرة ما فعلت ليس بهين ابداََ
اومأ لها قائلاََ ببرود :
مكنتش اعرف ع العموم ربنا يوفقك و يعوضك الأحسن منه
اومأت له قائلة بصوت مكتوم من الدموع :
شكراََ ، تطلب ايه
اجابها باقتضاب :
قهوة سادة
غادرت من امامه ليتنهد هو بألم كانت ترد عليه بحزن و انكسار هل لازالت تحب زوجها لذلك حزينة على فراقه حمقاء لما تحزن عليه لو كان يحبها لما فرط بها ابداََ
جاءت بعد قليل بالقهوة اخذها منه ببرود متعمداََ عدم النظر إليها فغادرت من امامه بحزن

 

دقائق و تعالى بالمكان صوت صراخ احد الرجال :
مش تفتحي انتي عامية مابتشوفيش
انتفض بمكانه متوجهاََ لهم عندما علم ان تلك الأهانة موجهة لسيلين التي قالت بخوف لذلك الشاب الذي صرخ عليها :
اسفه مكنتش اقصد اوقع العصير على حضرتك
اقترب قصي قائلاََ بحدة :
في ايه
الشاب بغضب متجاهلاََ الرد عليه :
انا عاوز صاحب المطعم ده دلوقتي
جاء صاحب المطعم سائلاً :
خير يا فندم
الشاب بغضب :
البت دي وقعت العصير على هدومي بتجيبوا الأشكال دي منين
بكت سيلين بصمت بينما قصي تألم قلبه لرؤيتها هكذا و شعر بالغضب الشديد مما يحدث اقترب من الرجل الذي يصيح قائلاََ بغضب و صرامة اخافته :
تعتذر منها حالاََ و تغور من هنا احسن ما اطلعك من هنا على ضهرك

 

تدخل الرجل صاحب المطعم قائلاََ :
قصي باشا نورت المطعم و المكان كله اسفين علي ازعاج حضرتك
قصي بصرامة :
اللي قولته يتنفذ
همس صاحب المطعم ببضع كلمات للشاب فاعتذر مغادراََ المكان على الفور
جذب قصي صاحب المطعم بعيداََ قائلاََ بصرامة :
دي تخصني لو عرفت ان حد ضايقها بنص كلمة ههد المطعم عليك و ع اللي فيه سامع
اومأ له الاخر سريعاََ قائلاََ بخوف :
اللي تؤمر بيه يا باشا
غادر الرجل فاقتربت سيلين من قصي بتوتر
قائلة بامتنان و حرج :
شكرا يا قصي ع اللي….
قاطعها قائلا بهدوء :
ده واجبي يا سيلين انت اختي و بنت خالتي و اي حد مكانك كنت بردو هدافع عنه

 

غادر طالباََ منها ان توصل السلام لخالته و زوجها لحين يراهم بينما هي استأذنت لتغادر باكراََ اليوم فوافق الاخر على الفور حتى لا يدخل بمشاكل مع قصي العزايزي
توجهت لمنزلها ثم لغرفتها و دخلت بنوبة بكاء مريرة الندم ينهش قلبها لحظة بعد الأخرى
………
بأحد المناطق الشعبية و بالأخص بتلك الشقة التي تقع بالطابق الأخير ببناية متهالكة مهددة بالسقوط
يجلس ثلاث شباب على الأرض امامهم الكثير من زجاجات الخمر و ارجيلة و فتاة ترقص بدلال امامهم بفجر بينما هم يصقفون لها و عيناهم تكاد تلتهمها
بعد وقت قصير من الرقص ارتمى احدهم بجانب الاخر قائلاََ بضيق :
ايه يا عم راغب هتفضل متنكد كده و مش طايق نفسك لحد امتى من ساعة ما طلقت البت اياها و انت مش مظبوط انساها بقى
راغب بغضب و غل :
انسى مين ده انا و رحمة امي ما هسيبها اما خليتها تفضل تلف حوالين نفسها من الرعب ما ابقاش انا بنت ال…..بلغت عني و جبرتني اطلقها و حياة امها لوريها بس تصبر عليا
اجابه الاخر ببرود و هو يرتشف من زجاجة الخمر :

 

يا عم فكك منها مجاش من وراها غير الهم هي مسنودة من ناس كبار انما انت لامؤخذة كحيان مش هيسموا عليك و اديك جربت لما بس عرفوا باللي عملته فيها سجنوك و كنت هتروح في داهية
راغب بغضب و توعد :
مش هيحصل قبل ما اندمها على اللي عملته فيا هي و اهلها بنت ال…….
زفر ثالثهم بضيق قائلاََ :
ما تقفلوا ام السيرة دي بقى و بصراحة بقى راغب عنده حق خليه يشفي غليله منها مش كفاية لا طال منها فلوس و لا حتى قربلها و اتسجن طلع من الجوازة دي خسران
راغب بغل :
حقي و هاخده منهم بس الصبر انا وراها و الزمن طويل
ثم حدث نفسه بغل :
اللي بينا لسه مخلصش يا سيلين ، مش هتخلصي مني بسهولة !!!
……..
كانت نرمين تجلس على فراشها تضع طلاء الأظافر تشعر بالغيظ الشديد و الغضب من فريدة التي لولا تدخلها بحياتها لكانت الآن خارج المنزل تقضي ذلك الوقت برفقة صديقاتها و بالأخص……
تعالى رنين هاتفها فالتقطته بيدها لترى المتصل توسعت ابتسامتها عندما رأت ذلك الرقم المسجل بأسم _ جيجي _ اجابت على الفور قائلة بدلال :
واحشني يا بيبي !!!!
……….
كعادتها بهذا اليوم كل أسبوع ان تنزل في الصباح الباكر تركض على الشاطئ و تضع سماعات الأذن
بعد مرور اكثر من ساعة توقفت تلتقط انفاسها بصعوبة جلست على رمال الشاطئ تنظر للسماء شاردة الحزن يخيم على قلبها منذ سنوات لقد ذاقت مرارة فقدان حبيبها اولاََ ثم شقيقها اقرب ما لها بتلك الحياة لكنه تركها و رحل
تعالى رنين هاتفها بأسم _ فريدة _ أجابت على الفور قائلة بحب :
فريدة وحشاني اوي
فريدة ( جدة سفيان ) باستنكار :
كدابة و مش مصدقاكي ، اخر مرة شوفتك فيها كان امتى يا بت انتي ، حتى المكالمة مش بتتصلي الا فين و فين
ميان بحزن :
هشوفك ازاي بس يا فريدة مل انتي عارفه ان مش هقدر ادخل الفيلا عندكم عشان سفيان ميضايقش حتى مش بحب اتصل عشان ما اعملش ليكي مشاكل معاه
فريدة بحدة :
بس با بت مشاكل مع مين طب هو حر يخبط دماغه في اي حيطه هو هيفرض اللي عايزه عليا و لا ايه ده انا فريدة يعني كلامي يمشي عليكي و عليه انتي و اي حد في العيلة دي

 

ميان بابتسامة :
طبعا يا ديدا بس بردو بلاش نعمل مشاكل
فريدة بصرامة :
اسمعي يا بت انتي تقومي دلوقتي تلبسي و تجيلي و لو اتكلم نص كلمة حسابه معايا
ميان باعتراض :
يا فريدة مش…….
فريدة بصرامة :
سمعتي انا قولت ايه
ثم اغلقت الهاتف و تركت الأخرى في حيرة من امرها لا تريد الذهاب و ترى غريمتها التي حصلت على ما حلمت طوال حياتها ان تحصل عليه
لا تريد رؤية من فازت بقلب حبيبها ، و من حملت اسمه ، و من عاشت لحظات السعادة و الحب التي حلمت ان تعيشها هي لا تريد ان تذهب و ترى سارقة احلامها…..لا تريد !!!
……..
يتناول الإفطار برفقة والدته التي من الحين للأخر تنظر له بتوتر تريد قول شيء ثم تعود و تصمت

 


سألها بهدوء :
قولي اللي عايزة تقوليه يا امي
سألته بتوتر :
مش هتتضايق و لا تكسفني في اللي هطلبه منك
قبل يدها بحب قائلاََ :
انتِ تؤمري يا ست الكل و اللي عايزاه هيحصل
ابتسمت له قائلة بتوتر :
كنت بكلم خالتك انهاردة و عرفت انك رجعت فطلبت مني و اصرت ان احنا نروح نتغدا معاهم بكره و حلفت مية يمين و انا معرفتش ارفض
صمت للحظات ثم قال بكل بهدوء :
طب و فيها ايه يا امي بكره هخلص شغل بدري و نروح سوا
ابتسمت قائلة بحنان :
تسلملي يا حبيبي
سألته بتردد :
سيلين اتطلقت دلوقتي يا بني يعني الطريق قدامك مفتوح لو جوازك منها هيسعدك اتجوزها انت بتحبها و……

 

قاطعها قائلاََ بهدوء :
سيلين ماضي يا امي و انتهى و بعدين لو لسه بحبها زي ما بتقولي مبقتش تلزمني عيشت من غيرها السنين دي كلها و هعرف اعيش الباقي من غيرها الحياة مش بتقف على حد مش انتي اللي قولتيلي كده يوم جوازها
سألته بحزن :
ما بقتش تلزمك عشان مطلقة
نفى برأسه قائلاََ :
لأ مطلقة او ارملة ده ميفرقش معايا ، بعد اللي رفضها و اللي حصل منها زمان يخلي علاقتي بيها كابن خالة قبل ما اكون بحبها ما ترجعش زي ما كانت زمان
تنهدت قائلة بحزن :
البنت حالتها تصعب ع الكافر امها مش رحماها خالص علطول بتسم كلامها بالكلام و محبوسة علطول في البيت و نزلت تشتغل من يومين بس عشان تهرب من وش امها اللي قومت الدنيا و قعدتها لما عرفت انها ناوية تشتغل
ردد ببرود و بداخله يتمزق حرفياََ حزناََ عليها :
هي اللي اختارت زمان و عملت في نفسها كده
سألته بصدمة :
انت شمتان فيها
عاتبها قائلاََ :
ايه اللي بتقوليه ده يا امي دي بنت خالتي مهما حصل انا اقصد ان كل واحد بيحصد نتيجة اختياره
هل ده معناه انِ شمتان فيها
استأذن منها ثم دخل غادر المنزل ليتهرب من ذلك الحديث الذي لا يروقه
………
بمنتصف اليوم شعر سفيان ببعض الإرهاق فقرر العودة للمنزل ليرتاح و يتناول الغداء برفقة زوجته و جدته قبل ان يدخل للداخل توقف عندما رأى سيارة نرمين تدخل من بوابة الفيلا انتظرها حتى تترجل منها و ما ان اقتربت منه قبلته من وجنته قائلة بابتسامة :
حبيبي رجعت من الشغل انهاردة بدري ليه انت كويس صح
اومأ لها قائلاََ بابتسامة و حب :
مفيش يا حبيبتي شوية ارهاق مش اكتر
– تحب اطلب الدكتور
نفى برأسه بصمت ثم حاوط خصرها و خطا الاثنان للداخل لتتساءل نرمين و هي ترى فريدة تجلس برفقة فتاة تعطيهم ظهرها :
عندنا ضيوف !!

 

فريده بابتسامة صفراء لم تصل لعيناها :
دي ميان بنت خالة سفيان و عمار
اشتعل الغضب بأعين سفيان بينما ميان التفت للخلف و ما ان رأت سفيان الذي حاوط خصر زوجته اما الأخرى كانت تنظر لها بغرور
نظرت ميان بأعين سفيان بلوم و عتاب كأنها تقول لما فعلت هذا بي يا حبيب قلبي جعلتني احبك و أهيم بكَ عشقاََ تركتني بمنتصف الطريق عالقة تركتني و رحلت و لم تعلمني كيف اعيش من دونك لم تعملني كيف اتوقف عن حبك مثلما فعلت انت 💔
كاد سفيان ان يصرخ و يعلن عدم رغبته من تواجدها هنا لكن نرمين سبقته قائلة بترفع :
اه بنت خالته بس الصراحة يا فريدة هانم انا مستغربة ازاي تدخليها هنا و حضرتك عارفه ان سفيان مش بيقبلها و لا بيقبل اي حد من عيلتها
كورت ميان قبضة يدها بغضب قائلة :
اياََ كان اللي بيني و بين ولاد خالتي مش مسموح ليكي انك تتدخلي فيه يا….قولتيلي اسمك ايه
نرمين بسخرية :
ابن خالتك اللي مش بعترف بيكي و لا بقرابتكم ، اسمي نرمين يعني اعتقد اسمي بالنسبة ليكي ما يتنسيش لأني فوزت بقلب حبيبك الأول و قدرت اخطف قلبه اللي انت فشلتي توصلي ليه
ابتلعت ميان غصة مريرة بحلقها تنظر لسفيان بعتاب لا تملك غيره ليس بيدها شيء سوى ان تعاتبه لكنه لم يبالي و أحاط خصر زوجته امامها ينظر لداخل عيناها بتحدي
فريدة بحدة :
انا اللي اتصلت بميان و عزمتها ع الغدا

 

سفيان بحدة :
لكن انا مش عايزها في بيتي يا فريدة لا هي و لا اي حد ليه علاقة بالعيلة دي و ياريت تخليها تغور بره البيت ده لأن وجودها فيه بيلوثه
كم ودت ان تصفع نفسها الف مرة على مجيئها لهنا
َاغلقت عيناها و فتحتها عدة مرات تمنع نفسها بصعوبة من البكاء التقطت حقيقتها و كادت ان تغادر لكن اوقفتها فريدة ممسكة بيدها قائلة بغضب :
سفيان ، انت بتقول ايه انت بتطرد الضيفه بتاعتي من بيتي
سفيان بغضب و لم يعي ما يقول :
البيت ده بيتي و بيت مراتي و وجود البني ادمه دي هنا مش مرغوب
ذلك تحت نظرات نرمين المتحدية و الشامتة بينما فريدة توسعت عيناها بصدمة من كلمات حفيدها
صرخت ميان عليه بغضب
انت اتجننت يا سفيان خلاص فوق لنفسك اللي بتكلمها دي جدتك ميصحش كده
عاتب نفسه قبل ان تقول هي تلك الكلمات لكنع جادل قائلاََ بغضب و سخرية :
مبقاش غيرك انتي عشان تعرفيني الصح من الغلط
قالها ثم اقترب من فريدة يود الاعتذار منها و تقبيل يدها لكنها ابتعدت عنه تنظر إليه بخيبة أمل بينما ميان لم تتحمل الإهانة و خرجت من الفيلا سريعاََ تستند على سيارتها و دموعها تنساب من عيناها بصمت لحظات و خرج سفيان الذي لم يتحمل رؤية جدته تناظره هكذا

 

تفاجأ بها امامه تبكي كاد ان يتخطاها لكنها توقفت امامه قائلة بدموع و ألم :
انا مش غبية ، مش غبية عشان اصدق انك تقطع علاقتك بيا و بعيلتي عشان شوية تخاريف متدخلش عقل اي حد
تمسك بسترته من الأمام قائلة بتوسل و دموع :
كرهتني ليه و بعدت عني قولي السبب يا سفيان من حقي اعرف ، ريح قلبي
تمسك بيدها التي تقبض بها على سترته قائلاََ بجمود رافضاََ التأثر بدموعها الكاذبة :
صدقيني اخر همي انِ اريحك
ثم دفعها بعيداََ و غادر تاركاََ اياها حزينة حائرة الألم ينهش قلبها يوماََ بعد الأخر بينما كانت تقف نرمين من خلف الزجاج تشاهد ما حدث بالخارج و هي تبتسم بمكر
بينما فريدة صعدت لأعلى و معها الخادمة و ما ان اغلقت الباب امرتها بصرامة :
جهزي الشنط كل حاجة خاصة بيا لميها
بينما هي بدأت في ارتداء ملابسها و استعدت لتغادر تلك الفيلا لتذهب لمنزل زوجها الراحل الذي كانت تقيم به قبل ان يزدهر عمل زوجها و تتحسن حالتهم
المادية عازمة على الخروج من تلك الفيلا و عدم الرجوع لها نهائياََ !!!
………
عاد قبل موعد الغداء بوقت ليس بقصير ليبدل ملابسه ثم يصطحب والدته لمنزل خالته تخلص من ملابسه الرسمية الخاصة بالعمل اخرج من الخزانة قميصاََ دون النظر إليه لكنه توقف للحظة عندما رأى لون القميص البترولي يتذكر كلماتها جيداََ عندما رأته يرتدي ذلك اللون الذي يحبه و على العكس هي تكرهه للغاية :
قصي ايه اللون ده من قلة الألوان يعني ده لون مش حلو خالص و مش حلو عليك
اجابها حينها بغرور زائف و هو ينظر لهيئته بالمرآة :
بس يا بت هو انتي بتفهمي حاجة ده لون شيك كده كل البنات اللي في الشركة عينهم طلعت قلوب اول ما شافوني لابسه
نكزته بذراعه قائلة بغيظ :
بنات سا بتاع البنات خالتي عندها علم بالموضوع ده ان ابنها بيفرح بلمة البنات حواليه و تلاقيك طبعاََ مقرطسنا كلنا و تقعد تعاكس البنات
قرص وجنتها بأصبعيه قائلاََ بغمزة و مرح :
سيلو ابن خالتك بيتعاكس ما يعاكسش
تمتمت بغيظ :
نينيني ليه توم كروز و انا معرفش
نفى قائلاََ بمشاكسة :
تؤ احلى منه
تزمرت قائلة و هي تضع يدها على خصرها :
نص الغرور اللي عندك ده
ضخك بخفوت لتتابع هي بضيق :
متلبسش اللون ده تاني انا مش بحبه و مش بحب اي حد يلبسه
ثم تابعت باعجاب :
عارف اللون الاسود و الأبيض و الأزرق بيبقوا تحفة عليك اوي و بتطلع فيهم قمر و ابن ناس
ضحك قائلاََ بمرح :
يعني لو لبست اللون ده مش هبقى ابن ناس

 

اومأت له بابتسامة ظناََ منها انه اقتنع بكلامها ليقول هو بضحك :
هخلعه و مش لابسه تاني قفلتيني منه يا بومة
نظرت له قائلة بغيظ :
انا مش بومة الحق عليا بنصحك باللي يليق عليك
داعب انفها بأصبعه قائلاََ بمشاكسة و حب جعلها تبتسم بسعادة :
طب خلاص فكي التكشيرة دي مش هلبس اللون ده تاني عشان ما شوفش التكشيرة دي
عاد للواقع و هو ينظر القميص الذي بيده ذكرياته معها جميلة لا يشوبها شائبة لولا ما فعلته 💔
……..
بعد وقت كان يقف امام منزل خالته يحمل بيده باقة ورد و والدته تحمل بيدها علبة شكولاته فاخرة
ضغط بأصبعه على زر الجرس و هو يرسم الثبات على ملامح وجهه فتح زوج خالته الباب قائلاََ بابتسامة بشوشة :
اهلا بالغالين
اخذت خالته سميحة الباقة من يده حتى يستطيع ان يحتضن زوج خالته قائلاََ بحب :
نورت بلدك يا غالي يا بن الغالي

 

قصي بابتسامه و حب لذلك الرجل :
بنورك يا عمي ليك واحشة والله
رحبت به خالته بحفاوة و دخلوا جميعاََ للداخل و هي للآن لم تأتي مر وقت قصير و خرجت ترتدي فستان باللون الأزرق و فوقه حجاب باللون الأبيض لم ينظر لها و تصنع انشغاله بالحديث مع زوج خالته
بينما هي توقفت مكانها للحظات عندما رأته يرتدي ذلك اللون عادت للوراء بذاكرتها لتتذكر نفس المشهد لمعت عيناها بالدموع لقد خسرت قصي الصديق و الأخ قبل الحبيب لتلك الدرجة اصبح لا يهمه ما تحب و ما تكره ماذا كانت تنتظر بعدما فعلت ان يركض إليها
صافحته قائلة بحزن :
ازيك يا قصي
قصي بهدوء :
الحمد لله يا سيلين انتي اخبارك ايه
سيلين باقتضاب :
الحمد لله
جلسوا جميعاََ يتحدثون سوياََ بمواضيع مختلفة كان قصي متجاهلاََ سيلين تماماََ مهما حاولت والدتها جذب انتباهه لها و ان تشركهم في حديث ينهيه هو ببعض كلمات مقتضبة

 

لتردد سيلين بداخلها بحزن و ندم :
ياريت لو تقدر تسامحني ، صحيح الواحد مش بيعرف قيمة الحاجة غير لما تروح من ايده
انتبهت لوالدتها تقول باستنكار و حزن :
شوفت اللي حصل لبنت خالتك يا قصي ، بعد سنة جواز من المخفي اللي اسمه راغب و الويل اللي شافته معاه طلقها
نظرت لوالدتها بغضب ماذا سيظن هو و خالتها بها
قصي باقتضاب رغم ان فضوله يكاد يقتله ليعرف ماذا فعل ذلك الحقير بها :
ربنا يعوضها بالأحسن منه ان شاء الله
نظر كمال لزوجته بغضب و يتوعد لها بداخله خاصة حين اكملت بمكر و كذب :
يارب يا بني ، سيلين لما عرفت انك جاي عملتلك الأكل اللي بتحبه كله
ابتسم قصي بزاوية شفتيه فهو يعلم تمام العلم ان خالته تكذب و يعلم بماذا تفكر
كمال بابتسامة لم تصل لعيناه و بنظرات حادة :
جهزي الغدا يا سميحة يلا
– حاضر ثواني و يكون جاهز
مر وقت و تناول الجميع الغداء و بعدها جلسوا يتناولون الحلوى التي اعدتها سميحة و لكنها نسبتها لابنتها و الجميع يعلم ما تحاول فعله اخذ كمال يتوعد لها فقط ليغادر الجميع
تعالى رنين جرس المنزل ذهبت سيلين لتفتح الباب فتفاجأت بوجود عمتها و ابنتاها الاثنان ابتسمت بتصنع قائلة :
اهلا يا عمتي اتفضلي ، تعالي يا أمل انتي و نهى

 

فتحيه بأبتسامة صفراء و هي تدخل :
طبعا يا حبيبتي اتفضل ده بيت اخويا الغالي
بادلتها سيلين نفس الابتسامة و دخلت خلفهم تأفأف قصي بداخله فهو لا يطيق تلك المرأة و بناتها ابداََ كذلك الجميع و من بينهم شقيقها بسبب افعالهم لكنه مجبور لتحملها فهي اولاََ و اخراََ شقيقته الصغرى
فتحيه بأبتسامة واسعة :
قصي ليك واحشة يا بني كل دي غيبه قعدتك في بلاد الغرب عجبتك و لا ايه ، بس العيب مش عليك العيب ع اللي كان السبب في سفرك منه لله بقى
والدة قصي بحدة :
متدعيش على حد يا فتحية ابني مكنش مهاجر دول هما سنتين كان بيتابع فيهم شغله و رجع مش حكاية هي
اغتاظت فتحية و ابتسمت لها اصفرار لتسألها سمحية والدة سيلين بابتسامة صفراء :
صحيح يا فتحية ايه سبب الزيارة دي بقالك شهرين يعني مش بنشوفك
فتحية برفعة حاجب :
ده بيت اخويا يا حبيبتي ازوره في الوقت اللي انا عايزاه ، مش كده اخويا
كمال بضيق :
تنوري في اي وقت يا فتحية
فتحية و هي تنظر بشماتة لسيلين :
المهم كنت جاية ابشركم نهى بنتي جالها عريس ما شاء الله عليه لا سجارة و لا كاس و لا ليه في الحاجات اياها و يعرف ربنا دكتور و عنده عيادة و شقة كاملة من مجميعه ، ان شاء الله الخطوبة بعد اسبوع مستنياكم

 

كمال بأبتسامة لم تصل لعيناها لأنه يعلم تمام العلم انها شامتة بابنته :
مبروك يا فتحية عقبال امل ان شاء الله
فتحية بابتسامة :
ان شالله تسلم يا خويا عقبال سيلين ، مع ان اشك
صمتت سميحة بكمد و غيظ لتتدفع والدة قصي عن سيلين التي كورت قبضة يدها بغضب و تحارب حتى لا تنهمر دموعها و تخذلها امام الجميع بينما قصي يراقبها بحزن اخفاه تحت قناع وجهه اللا مبالي :
ليه فتحية مالها سيلين ناقصة ايد و لا رجل عشان متشوفش نصيبها مع حد تاني دي الف مين يتمناها
ده حتى ابنك واحد منهم و سميحة قالتلي انه لحد انهاردة شاريها و عايزها و بيجري وراها عشان بس تديله ريق حلو هي بس سيلين اللي مش بتفكر في موضوع الجواز ده دلوقتي و متنسيش انك زمان كنتِ مطلقة و اتجوزتي تاني و خلفتي ولد و بنتين الحياة نش بتقف يا حبيبتي
ثم تابعت بحدة :
عندك بنتين يا فتيحة على وشك جواز فبلاش تشمتي
فتحية بلوية فم و هي تحرك يدها بالهواء :
كلام ايه اللي بتقوليه ده معقول هشمت في بنت اخويا ربنا ما يجعلنا من أهل الشماتة يا حبيبتي
نظرت لها كوثر و سميحة بضيق و صمتوا بينما تدخل كمال مهدئاََ الوضع كان قصي شارد فضوله يأكله من الداخل يريد معرفة

 

ما فعل ذلك الحقير ليوصلها لتلك الحالة
افيق من شروده على أمل قائلة برقة مبالغ فيها :
صحيح يا قصي انت هتستقر و لا هتسافر تاني
قصي ببرود دون النظر لها :
هستقر
امل بسعادة :
احسن حاجه والله مفيش حاجة تستاهل انك تسيب بلدك عشانها
قالت الأخيرة و هي تنظر لسيلين فرد عليها قصي ببرود و هو ينظر للساعة بيده :
انا بس اللي من حقي احدد الحاجة دي تستاهل او لا مش انتي
تحرجت أمل من رده فصمتت و لم تتحدث مر وقت قصير و غادرت فتحية و بناتها و ما ان اغلق الباب هبت سميحة من مكانها صارخة بغضب :
شايف يا كمال ، شايف بنتك و اللي عملته فينا خلتنا نسمع الإهانة من اللي رايح و اللي جاي و تلقيح الكلام ادي اخرة اللي خدناه من خلفة البنات
كمال بغضب و حدة :
سميحة تخرسي خالص سامعة
لم تصمت و تابعت معنفة ابنتها التي دخلت بنوبة بكاء مرير :
راحت اتجوزت واد صايع و زبالة و خلتنا ندخل الأقسام على اخر الزمن طلقها و رماها ده انا كان عندس تموت اهون من انِ

 

اسمع كلام من الرايح و اللي جاي بسببها
كوثر بحدة :
بس يا سميحة ماريصحش كده
سيلين بكل بألم و دموع مخرجة تلك الكلمات التي تحملها بداخلها :
حرام عليكي بقى ارحميني انا بنتك مش واحدة لقياها في الشارع ، كل شوية كلام الناس كلام الناس يولعوا الناس ، الناس اللي عاملة حسابهم دول مش بيعملوا حاجة غير انهم يتكلموا و بس ارحميني بقى مستنية ايه منهم اذا كان انتي مش رحماني و جاية عليا زيهم انتي اللي المفروض امي بترمي عليا بالكلام و عمرك ما دافعتي عني زي ما حصل من شوية و خالتي اللي قالت اللي المفروض انتي تقوليه مستنية منهم ايه مستنية منهم يعملوا اللي انت نفسك مش بتعمليه ، انا بكرهك و بكره نفسي لأن عندي ام زيك ، كل اللي بتعمليه فيا ده عشان محمد مات ياريتني انا اللي مت و هو اللي فضلك مع انِ متأكدة انه بموته ارتاح منك
قالت ما قالت ثم ركضت خارج المنزل سرعان ما التفتت كوثر قائلة لقصي بقلق :
اجري وراها يا قصي لتعمل في نفسها حاجة
بالفعل هو قد ركض خلفها بقلق و الحزن ينهش قلبه عليها
بينما كمال و لأول مرة برفع يده على زوجته صفعها قائلاََ بغضب :
القلم ده يمكن يفوقك و يخليكي تعقلي بقى يا سميحة انتي ايه مش بتحسي و لا عندك قلب لحد امتى هتفضلي تحاسبي بنتك على ذنب مش ذنبها لحد امتى هتفضلي معيشانا في النكد ده خسرتي محمد زمان و لو فضلتي على كده

 

هتخسريني انا و بنتك و هتفضلي لوحدك
تركها و ذهب لغرفته جسده بأكمله ينتفض من الغضب و الحزن على ابنته بينما سميحة انهارت تبكي بقوة بين احضان شقيقتها
…….
يبحث عنها بعيناه يميناََ و يساراََ إلى ان وجدها اخيراََ تسير بنهاية الشارع ركض قصي خلفها حتى يلحق بها قبل ان تعبر الطريق السريع بحالتها تلك لكنه تأخر فقد لمح تلك السيارة تأتي مسرعة بينما هي قد خطت بقدمها للأمام !!!!!
…….
يبحث عنها بعيناه يميناََ و يساراََ إلى ان وجدها اخيراََ تسير بنهاية الشارع ركض قصي خلفها حتى يلحق بها قبل ان تعبر الطريق السريع بحالتها تلك لكنه تأخر فقد لمح تلك السيارة تأتي مسرعة بينما هي قد خطت بقدمها للأمام
ركض مسرعاََ بكل ما يملك من قوة جاذباََ اياها من يدها حتى استقرت باحضانه قبل تصدمها السيارة ليكون الوضع كالتالي تحاوط هي خصره بيده و تدفن رأسها باحضانه تبكي بألم و حزن بينما هو يحاوطها بيده و صوت أنفاسه اللاهثة من الركض و الخوف هو الصوت الوحيدة الذي يصدر منه لكنه بالطبع لم يطغى على صوت بكاءها العالي الذي يمزق القلوب
تمتمت بحزن و شهقات عالية :
سي…سيبتني ليه
افيق على حاله فأبعدها عنه برفق قائلاََ :
يلا خليني اروحك
نفت برأسها عدة مرات قائلاََ ببكاء :
مش راجعة البيت ده تاني
تنهد قائلاََ بحزن :
سيلين يلا ارجوكي كفاية دموع و امشي معايا ع البيت ابوكي و امك زمانهم قلقانين عليكي
صرخت عليه بدموع و غضب :

 

قول بابا عشان اصدقك انما هي كل اللي بتعمله فيا ده و تقولي قلقانة عليكي دي كانت بتقتلني كل يوم بكلامها بالبطيء
تمسك بمقدمة قميصه قائلة ببكاء و حزن :
سيبتني ليه و سافرت ، بعدت عني ليه و انت عارف انِ مكنش ليا غيرك ، بعدت ليه و انت عارف انك الوحيد اللي بأمن ليه في حياتي سافرت ليه
قالتها و هي تنظر لوجهه الذي مهما حاول ان يبدو جامداََ إلا انه فشل و ظهر الحزن بوضوح عليه :
مش انتي اللي كنتِ عايزة كده ، كنتِ عايزاني ابعد
صرخت عليه بقهر :
عمري ما كنت عايزاك تبعد و عمري ما حبيته
ثم تابعت ببكاء يفطر القلوب :
انا كنت مغيبة كنت مصدومة لما جيت و قولتلي انك بتحبني و عايز تتجورني
سألها بسخرية :
ايه اللي يصدم في كده
صرخت عليه بغضب و دموع :
اللي يصدم انِ كنت متخيلة ان اللي بتعمله معايا ده كله بدافع الأخوة و الصداقة و بس عمري ما تخيلت ان ممكن ده يكون حب ، انا لحد يوم الفرح مكنتش مستوعبة اللي بيحصل مكنتش مستوعبة انا فين و مين ده و انك سافرت خلاص و مش هشوفك تاني

 


صره عليها بغضب :
كفاية كدب
نفت برأسها قائلة بدموع :
مش بكدب يا قصي انا مش بكدب
قبض بيده على كتفيها و اخذ يحركها بغضب :
اومال مين اللي قالتلي ابعد عني و عن حياتي مين اللي جات في نص شغلي تصرخ عليا ابعد عنها و عن خطيبها و اسيبكم في حالهم
بكت و لم تجيب أكمل هو بغضب :
مين اللي جات و عملتلي فضيحة بين الموظفين تتهمني فيها بصفات عمرها ما شافتها مني ، مين اللي رفعت ايدها و كانت عايزة تضربني ، مين اللي بكل برود بعتتلي دعوة فرحها كغريب و قاصدة توجعني بيها ، مين اللي اتهمتني و قدمت بلاغ فيا ان اعتديت بالضرب على خطيبها
دفعها للخلف قائلاََ بغضب و سخرية :
ما تردي مين اللي عمل كده انتي و لا خيالك !!!
لم تجيب و اكتفت بدموعها فسحبها من يدها لداخل سيارته اسفل منزل خالته و صعد ليأخذ والدته اخذاََ الأذن من والدها حتى تبقى معهم عدة ايام حتى تهدأ فوافق الأخر بعد اصرار من والدته حتى تبقى معها و ان قصي سيبقى في منزله المقابل لشقتها

 

ما ان نزل للأسفل بمدخل البناية ربتت والدته على كتفه قائلة بفخر :
خير ما عملت يا بني تقعد عندنا احسن ما تقعد عند حد غريب
اومأ لها بصمت و اصطحبهم للمنزل و هو يتجاهل سيلين طوال الطريق
.
.
كان قصي بغرفته يلملم اغراضه حتى يغادر للشقة المقابلة له بينما بغرفة سيلين انتفضت مكانها عندما شعرت بيد تلمس جسدها بجراءة انتفضت قائلة برعب ما ان ابصرت الفاعل :
راغب !!!
انتفضت تضم الغطاء لجسدها تحجبه عن عيناه التي تناظرها بكل وقاحة قائلة بخوف و فزع :
انت بتعمل ايه هنا !!
اقترب منها هامساََ بغل و شر :
جاي اخد روحك يا حلوة !!
انتفضت قائلة بخوف و هي تنظر حولها :
متقدرش بابا مش هيسيبك و كمان….
قاطعها قائلاََ بمكر و خبث :
قصي ، حبيب القلب مش كده
نظرت له بخوف فقال بتوعد و شر :
وحياة امك هحرق قلبك عليه
قالت بدموع و هي ترتجف حرفياََ بفزع :

 

لو قربت منه هقتلك
ضحك بخبث قائلاََ :
الأيام بينا يا حلوة و بكره تشوفي
ثم اقترب منها قائلاََ بنبرة بثت الرعب بأوصالها ووهو يلعق شفتيه بطريقة مقززة :
دلوقتي بقى خلينا في موضوعنا ده انا جايلك مخصوص يا حلوة و مش همشي غير لما اخد اللي عاوزه منك
تملك منها الرعب و اخذت تحرك رأسها بنفي قائلة بصراخ عالي يصم الآذان :
قصي
ركض قصي بخوف على اثر صراخها ثم فتح باب الغرفة بدون تفكير ليجدها تنام على الفراش تحرك رأسها يميناََ و يساراََ وجهها متعرق بشدة و تهزى بكلمات غير مفهومة يبدو انها ترى كابوساََ اغلق الباب على الفور عندما انتبه لما ترتدي و توجهت لوالدته التي خرجت هي الأخرى من غرفتها الآن بعدما استمعت لصراخها اخبرها ان تدخل تجعلها ترتدي شيئاََ ليدخب يطمئن عليها
بالفعل توجهت لها تجذبها لاحضانها بحنان و الأخرى ترتعش بخوف مسدت كوثر بيدها على رأسها و اخذت تتلو آيات من القرآن الكريم حتى تهدأ و بالفعل بدأت الأخرى تسكتين بين يدها فاعطتها خوثر كوب الماء قائلة برفق و حنان :
اشربي يا بنتي
ارتشفت منه سيلين و هي تشعر بتعب شديد و بداخلها تحمد الله ألف مرة ان كل ذلك لم يكن سوى كابوس !!
اعطتها كوثر اسدال خاص بالصلاة قائلة :
البسي ده يا بنتي قصي بره عايز يدخل يطمن عليكي
اومأت لها بخجل و التقطته منها ترتديه بحرج بينما كوثر طلبت من قصي الذي كان يقف بقلق كبير امام باب غرفتها يريد الاطمئنان عليها بالدخول
تحكم بنفسه متصنعاََ الهدوء قبل ان يدخل للغرفة
قائلاََ بهدوء :
عاملة ايه دلوقتي
اخفضت وجهها بحرج قائلة :
كويسة ، انا اسفه سببت ليكم ازعاج من اول يوم انا بكره هرجع البيت
قاطعتها كوثر قائلة بعتاب :
ايه اللي بتقوليه ده يا بنتي ده بيت خالتك يعني بيتك و مفتوحلك في اي وقت ، انت هتقعدي معايا لحد ما ترهقي مني الواد قصي بيروح الشغل نش بيرجع غير بليل نقعد انا و انتي نسلي بعض
اومأت لها سيلين بامتنان فقال قصي ببرود ظاهري :
انا كده اطمنت عليكي ، بعد اذنك يا أمي خلي نرجس تنقل باقي الحاجة بكره على شقتي
سيلين بحرج :
انا اسفه لأني…..
قاطعها قائلاََ بجدية :
زي ماسمعتي يا سيلين ده بيت خالتك يعني بيتك مش مضطرة تتأسفي ، تصبحوا على خير
ثم غادر المنزل بأكمله متوجهاََ للشقة المقابلة لهم ملقياََ بجسده على الفراش يتنهد بألم ليتها لم تفعل ذلك به ليتها اكتفت بأنها حطمت قلبه عندما احبت اخر بل فعلت ما جعل قلبه غير قادر على الغفران لها بيوم من الأيام 💔
……..
عاد عمار للفيلا ليتفاجأ بفريدة غير موجودة هي ترفض اخباره السبب و شقيقه ايضاََ كان سفيان يشعر بالخجل من نفسه ان يخبر شقيقه بما فعل
كلاهما يرفض الحديث و هو يشعر بالحيرة
………
باليوم التالي
كان الثلاث شباب ” سفيان و عمار و قصي ” يعملون بداخل مكتب سفيان َ فجأة فتح باب المكتب و دخل منه شاب وققوا جميعاََ له قائلين بابتسامة سعيدة :
يزن !!!!
يزن بأبتسامة :

 

واحشيني يا شوية اندال ما بتسألوش
ضحك سفيان قائلاََ :
ماكنش اسبوع اللي مشفناش بعض فيه
يزن برفعة حاجب و هو ينظر لقصي :
طب و البيه اللي لما رجع مفكرش يرفع سماعة تليفون و ندل من يومك
قصي بمرح و هو يحتضنه :
ليك واحشة يا يويو
يزن بغيظ :
احترم نفش اهلك و بطل الاسم الزفت ده بدل ما اديك بوكس يرجعك المانيا من تاني
قصي بصوت نسائي :
يا وحش يا قاسي
ضحكوا عليه بقوة فقال عمار بحماس :
طب بالمناسبة دي يلا نروح نتغدا كلنا سوا
يزن بابتسامة :
تعالوا نروح المطعم اللي كنا بنروح ليه ايام زمان
رحب سفيان و قصي بذلك و بالفعل توجهوا للمطعم جميعاََ
……..
خرج الثلاث فتيات من المحاضرة كانت همس تقص عليهم ما حدث و انها انهت خلافها مع يزن لاحظ الاثنان شرود ميان الذي يلازمها منذ ان التقوا في الصباح سألتها ليان بقلق :
مالك يا ميان سرحانة في ايه
نفت برأسها قائلة :

 

مفيش
ثم تابعت لتغير مجرى الحديث :
عندنا محاضرات تاني
همس بنفي و حماس :
لأ هي محاضرة واحدة بس اللي علينا انهاردة تعالوا نستغل اليوم و نخرج مع بعض نروح المول نتسوق شوية و ندخل سينما و بعدها نتغدا في مطعم السمك اللي ع البحر اللي متعودين نروحه
صفقت لينا بيدها بحماس بينما ميان اعتذرت :
انا مليش مزاج اعمل حاجة
همس باصرار :
الكلام ده عند طنط عليا في البيت احنا خارجين و انتي هتيجي معانا بمزاجك او غصب عنك و يلا بقى بلاش كآبة و حياتك
لم تدع لها همس مجال للاعتراض و سحبتها من يدها هي و لينا لسيارتها متوجهين لذلك المول للتسوق
بعد وقت طويل كان الثلاث فتيات يجلسون على تلك الطاولة الموجودة بجانب سور قصير من الخشب مزخرف و خلفه الشاطئ مباشرة كان المنظر جميل يأسر القلوب
ميان بتعب من كثرة المشي :
مش قادرة امشي خطوة زيادة
همس بتعب هي الأخرى :
انا كمان والله و جعانة اوي
لينا هي الأخرى :
انا هموت من الجوع مش عارفة اتأخروا علينا في الأكل ليه
همس و هي تشير برأسها ناحية الباب :
بصوا كده مين اللي دخل المطعم
نظرت ميان لما تشير صدمت بشدة عندما رأت سفيان برفقة عمار و قصي و يزن !!
ابتسم قصي ما ان رأها و كذلك عمار الذي بقى مثبتاََ نظراته على لينا بينما سفيان تهجم وجهه على الفور و يزن اصابته الدهشة عندما توجه قصي ناحيتهم و كذلك عمار
بادر عمار بالحديث قائلاََ لميان بمرح و عيناه لازالت مثبتة على لينا :
ميمونة وحشاني
ميان بغيظ و هي تتجاهل النظر لسفيان :
مش هرد عليك
قصي بابتسامة و اشتياق :
اخبارك ايه يا ميان
ميان بابتسامة و حب اخوي :
اخبارك انت ايه يا قصي عاش من شافك كل دي غيبة بره مصر
كاد ان يرد لكن يزن تحدث قائلاََ بهدوء :
انتوا تعرفوا بعض !!!
اومأت ميان قائلة بهدوء :
مظبوط يا دكتور عمار يبقى ابن خالتي و قصي زي اخويا بالظبط
تعمدت عدم ذكر اسم سفيان مما جعله يشعر بالغضب لكنه تظاهر بالبرود ليسأل قصي :
تعرفي يزن منين
ميان بهدوء :
دكتور يزن بيدرس لنا انا و همس و لينا في الجامعة
قالتها و هي تشير لهمس و لينا اللتان التزما الصمت تتابعان ما بحدث بهدوء
عمار بمرح :
اوعى تكون انت الدكتور اللي دمرت عربيته مع التلت مصايب دول
حمحمت لينا بحرج و تهربت همس و ميان بأعينهم ليضحك يزن بخفوت قائلاََ :
اه يا اخويا و رحمة ابوك لهتحاسب انت ع المشاريب
عمار بخوف زائف :

 

انا مالي يا عم هما اللي قالولي اعمل كده
يزن بسخرية :
وانتي يا بطة اي حد يقولك حاجة تعمليها
عمار متصنعاََ الأسى و بنبرة مضحكة :
اه ياخويا ما انا غلبان و على نياتي
ضحكت لينا بخفوت لتسرق نظرة اعجاب من اعين عمار الذي يراوده شعور دائم منذ ان رأى تلك الفتاة انها من يبحث عنها لتكون شريكة حياته و قلبه
يعلم ان كل ما يقول ضرب من ضروب الجنون فهو التقى بها مرة واحدة و الآن الثانية كيف له ان يفكر هكذا !!!
عمار بتساؤل :
بتعملوا ايه هنا صح
همس بسخرية :
بنلعب تلعب معانا
ثم تابعت بتهكم :
قاعدين في مطعم يبقى بنعمل ايه اكيد بنطفح
عمار بغيظ :
بت انتي ابرمي لسانك الطويل ده و خليه جوه بوقك ، يخربيت كده بلاعه و اتفتحت مكنش سؤال
همس بغيظ :
سؤال غبي زي…….
قاطعها قائلاََ بحدة :
زي ايه
ابتسمت بتصنع و لم تجيب ليقول قصي بابتسامة :

 

ممكن نتغدا سوا كلنا و لا هنضايقكم
نفى الثلاث فتيات باحراج كاد ان يعترض سفيان لكن عندما جلس الثلاثة جلس هو الأخر مرغماََ جتء النادل اخيراََ بالطعام لهم و بعد وقت قصير جاء الطعام الذي طلبه الشباب
عمار و هو ينظر للينا و هي ترتدي ذلك القفاز الشفاف تحاول بشتى الطرق ان تقشر تلك السمكة التس بيدها لكنها تفشل سألها بمرح :
مش بتعرفي تعمليه
نفت رأسها بحرج قائلة بصوت حزين :
بابا الله يرحمه كان هو اللي بيعملي
كان الجميع منشغلين الأحاديث الجانبية فلم ينتبه احد لما يقولوا لذا بصمت اخد من يدها السمكة و بدأ هو بتقشيرها و يضع واحدة تلو الأخرى بصحنها ابتسمت له قائلة بخجل و حرج :
شكرا تسلم ايدك
ابتسم هو الأخر قائلاََ :
بالهنا و الشفا
لاحظ الجميع ما فعل معها بينما سفيان كتم بداخله ضيقه ما فعل شقيقه و ما يراه بعيناه و يعرف نهايته لكنه اكتفى بالصمت كباقي الجالسين
رفعت ميان رأسها صدفة لتجد ذبك الشاب يدخل من باب المطعم برفقة امرأة و رجل كبار بالسن على الفور خمنت انهم والديه فقالت سريعاََ :
يا بنات شوفوا مين هنا اياد و والده و والدته تقريباََ
التفتت لينا و همس لحيث اشارت برأسها فرأهم اياد متوجهاََ لهم برفقة والديه قائلاََ بابتسامة و هو يصافحهم بحرارة و خاصة ميان التي لم يخفض عيناه عنها :
اخباركم ايه و عاملين ايه في الدراسة
همس بابتسامة :
بخير انت عامل ايه يا اياد
رد عليها بابتسامة ثم اشار لوالديه قائلاََ :
اعرفكم والدي و والدتي
ردد والدته بابتسامة ودودة :

 

اهلا يا بنات مين فيكم ميان
ميان بابتسامة بسيطة :
انا ميان و دي همس و دي لينا
ابتسمت قائلة :
اهلاََ يا حبايبي ده اياد ملوش سيرة غيركم و خصوصا انتي يا ميان
تحنحت ميان بحرج و لم تجيب اشتعلت اعين سفيان بغضب و غيرة ظن انه تخلص منها لكن لما عاد يراوده هذا الشعور الآن بينما عمار لم يكن بحال افضل منه و هو يرى لينا تتحدث و تبتسم لذلك الشاب فقال بابتسامة زائفة :
مش تعرفونا
ميان بابتسامة :
اياد كان زميلنا في الجامعة و اتخرج و الده و والدته
ثم اشارت بيدها للجالسين قائلة :
عمار ابن خالتي و سفيان اخوه و قصي ابن عمه و دكتور يزن بيدرس لنا في الجامعة و صاحبهم
تصافح الجميع بينما سفيان كان يكور قبضة يده بغضب كبير و هو يراها تصافح ذلك المدعو اياد تبتسم له و الأخر يناظرها بكل هذا الحب الظاهر للعيان استأذن منهم هو و عائلته و غادر لطاولة فارغة بالداخل
همس بمكر و هي تشرب من كأس العصير الذي امامها قاصدة اثارة غضب سفيان و الثأر لميان :
من كام يوم اياد كلمني و كان عايز رقم والدك قالي انه عايز يتقدملك بس للأسف رقم اونكل رأفت مش معايا
سعلت ميان قائلة بحرج و هي تنظر لهمس بحدة :
احم بعدين نتكلم في الموضوع ده
عمار بابتسامة سعيدة و مكر هو الأخر :
ايه ده هو معجب بميان
همس بابتسامة :

 

قول بيموت فيها ده كان يحضر معانا المحاضرات بتاعتنا بس عشان يشوفها و كان الفراغ اللي بين المحاضرات بيقضيه معانا…….
سفيان بغضب :
نسيب الأكل بقى و نفضل نتكلم في سيرة الاستاذ
همس بمكر :
طب ده مضايقك في حاجة
جز على اسنانه بغيظ و لم يجيب بينما عمار و قصي يبتسمون بتشفي تعالى رنين هاتف لينا أجابت عليه و قامت بتشغيل مكبر الصوت سرعان ما ان انتفضت عندما استمعت لصوت الخادمة تقول ببكاء و خوف :
ست لينا والدتك تعبت و اغمى عليها كلمنَت الدكتور و جاي
ركضت خارج المطعم و خلفها الجميع بقلق بعدما دفع احد الشباب الحساب
…….
وصلت لينا لمنزلها ثم صعدت لأعلى مسرعة و خلفها الجميع لتجد باب المنزل مفتوحاََ على مصرعه دخلت هو و الجميع لتجد رأفت والد ميان الذي استنجدت به الخادمة ليساعدها يخرج برفقة الطبيب فهرعت إليه تسأله بقلق و دموع :
ماما مالها !!
الدكتور بعملية :
ضغطها كان عالي ياريت تهتم بأكلها و تنتظم بمواعيد الأدوية بتاعتها و ان شاء الله تبقى كويسة
غادر الطبيب اما لينا فركضت للداخل لكي تتطمئن على والدتها و هي تبكي بقوة فخرجت عليا والدة ميان من الغرفة بعد لحظات لتتفاجأ بسفيان و قصي و عمار الذي ما ان رأها اقترب منها معانقاََ اياها باشتياق قائلاََ :
وحشتيني اوي يا خالتو
بادلته الاحتضان باشتياق هي الأخرى اما رأفت نظر لسفيان بضيق و قال لميان بجدية :
ميان هتفضلي الليلة دي مع لينا ماشي
ميان بهدوء :
حاضر يا بابا ، انا اصلا كنت ناوية على كده
همس بجدية :
انا كمان هستنى معاكم هتصل استأذن بابا
اومأ لهم رأفت بصمت بينما اقترب قصي و عمار مصافحين اياه و تعرف على يزن متجاهلاََ سفيان تماماََ مثلما تجاهله
حتى عليا التي تحدثت معها تجاهلها و تجاهل الرد عليها مما جعل غضب رأفت يزداد تجاهه و يمقته اكثر بعدما كان يعتبره ابناََ له بيوم من الأيام

 

بعد اقل ربع ساعة غادر الشباب و من بينهم عمار الذي شعر بالضيق و الحزن لأجل لينا و الغضب من شقيقه الذي منذ سنوات و هو يتصرف خطأ و يخسر جميع احبابه
……..
بمنزل عاصم الشريف
بعد ان اغلق الهاتف مع همس التي كانت تأخذ منه الإذن لتبقى اليوم عند لينا وصلته رسالة على هاتفه ما ان قرئها شعر الصدمة و الخوف تملك من قلبه فقد كانت تنص على صورة لابنته من احد المطاعم اليوم و مكتوب اسفلها :
عندك اللي تخاف عليه يا سيادة اللوا روحها قصاد اللي عندك !!!
……….
كانت سيلين تجلس برفقة كوثر امام شاشة التلفاز تتابع بشرود عقلها شارد بما حدث قبل سنوات لم تفيق من شرودها سوى على صوت كوثر قائلة :
سيلين يا بنتي معلش نص ساعة كده و خدي العشا لقصي هو هيرجع متأخر و احنا هنكون نمنا فخديه الشقة عنده و هو يبقى يسخن
اومأت لها و بصمت اخذت الطعام و مفتاح المنزل الثاني الذي بحوذة خالتها وضعت الطعام بالمطبخ كادت ان تغادر لكن تفاجأت به يفتح باب المنزل ما ان رأها سألها بتعجب :
بتعملي ايه هنا !!
اجابته بحرج :
خالتو قالتلي احطلك العشا في المطبخ
اومأ لها بصمت كاد ان يدخل لغرفته فأوقفته قائلة بحزن و ألم :
مفيش أمل نرجع زي زمان يا قصي
التفت لها قائلاََ بسخرية :
مفيش حاجة بترجع زي الأول يا سيلين اللي اتكسر عمره ما بيتصلح
اقتربت خطوة إليه قائلة بدموع و صدق :
بس انا….انا بحبك والله بحبك مش من دلوقتى من زمان كنت فاكرة ان اللي بحسه ناحيتك اخوة مكنتش اعرف انه حب……
قاطعها قائلاََ بجمود :
تمام و بعد ما عرفتي و بعد اللي قولتيه مستنية مني ايه ، مستنية اقول ايه يا سيلين
بكت بصمت ليسألها بسخرية :
مشاعر الأخوة اللي كنت حساها خليتك تقدري اللي بينا و العشرة قبل ما تعملي اللي عملتيه زمان فيا انتي و خطيبك ، انتي ما اهتمتيش بأي حاجة زمان يا سيلين دوستي و كملتي و معملتيش اعتبار لأي حاجة
اقترب منها قائلاََ بسخرية مريرة :

 

انتي باللي عملتيه خسرتيني كأخ و كصديق و حتى كحبيب اللي جابرني اتعامل معاكي هو للأسف انك بنت خالتي
كاد ان يغادر فتوقف عندما سمعها تتمتم بخفوت :
غصب عني كنت مجبورة
التفت إليها قائلاََ بغضب :
كفاية كدب بقى ، ايه اللي يجبرك تعملي كده مفيش اي سبب تقدري تقنعيني بيه و لا فيه سبب يخليني ارجع اعاملك زي الأول
صرخت عليه بقهر :
سفيان ، ابن عمك هو اللي قالي اعمل كده !!!
توسعت عيناه بصدمة مما قالت لتتابع هي سرد عليه ما حدث منذ سنوات :
هو اللي بعت ناس ضربوا راغب و طلب منه يقدم بلاغ فيك بعدها قالي اجيلك الشركة و ابهدلك وسط الموظفين و قالي اقولك كلام يجرح و هو اللي قالي ابعتلك دعوة الفرح كل اللي حصل كان من تخطيطه هو سفيان اللي قالي اعمل كل ده !!!!
……….
اقتباس جمل من البارت القادم ♥️
– انت عايزني ابقى نسخة منك عايز بعقلي و جسمي مع واحدة و قلبي مع غيرها
– ميان اللي ارخص من جزمتي متستاهلنيش ميان اللي لحد دلوقتي موقفة حياتها و عايشة على أمل انِ اكون ليها في يوم من الأيام ، الأصح تقول انِ هي اللي متستاهلنيش
كان سفيان يجلس وحيداََ ببهو الفيلا حيث اعتاد ان يجلس برفقة جدته لكنها الآن تركته و رحلت رافضة ان تنظر لوجهه حتى لقد ارتكب خطأ فادح بحقها حتى شقيقه تركه و غادر ليكون معها
تعالى رنين جرس المنزل بشدة مع طرقات عالية على الباب بسرعة كان يتوجه للباب يفتح بقلق سرعان ما تفاجأ بلكمة على وجهه من يد قصي من قوتها جعلته يتراجع عدة خطوات للخلف
دخل قصي للداخل صارخاََ عليه بغضب و غل :
روحت لسيلين و طلبت منها تعمل فيا كل ده ليه
يا بن عمي بدل ما تهدي بينا روحت زودت النار ليه
سفيان بغضب و هو يعتدل بجسده :
انت اتجننت يا قصي ايه اللي بتقوله ده

 

قصي بغضب و هو يدفعه بكتفه :
مروحتش لسيلين و طلبت منها تكرهني فيها ما طلبتش منها تقولي كل الكلام ده ما طلبتش منها تيجي و تبهدلني بين الموظفين ما طلبتش من خطيبها يقدم بلاغ فيا بأني ضربته و انت اللي كنت بعت رجالة يضربوه
سفيان بغضب :
ايوه انا اللي عملت كده ، انا اللي خططت لكل ده كنت عايزني اعمل ايه و انا شايفك كل يوم بتموت بالبطيء لأنها مش بتحبك و هتتجوز غيرك مشوفتش نفسك ساعتها كنت عامل ازاي ، كنت لسه بتحبها و هي متستاهلش حبك سابتك و راحت اختارت واحد زبالة ميسواش ضفرك كان ، كان لازم اخليك تكرهها عشان تقوى و تقف على رجلك بدل ما كنت قاعد تبكي و تولول زس الستات
قصي بغضب و هو يلكمه بقوة :
حد قالك انِ قاصر مش هعرف اتصرف عشان تتدخل انت في حياتي ، طب كنت شوف نفسك انت الأول و لاقي حل لحياتك
سفيان بغضب :
انا عملت كل ده عشانك ، عملت كده عشان شوفت انه الصح و عشان هي متستاهلكش باعتك زمان و راحت لغيرك
قصي بغضب كبير :
تبعني لو كانت عشمتني بحاجة و سابتني لكن هي عمرها ما عملت كده كان شيفاني اخ و انا اللي فهمت انه حب ، و لو زي ما بتقول ما شوفتش نفسك في سيلين ما عملتش كل اللي انت قولته دلوقتي مع ميان ما فضلتش توعد و في الأخر خذلتها و مشيت و ما التفتش ليها مرة واحدة
ثم تابع قصي بسخرية مواجهاََ اياه بحقيقته :
انت عايزني ابقى نسخة منك عايز بعقلي و جسمي مع واحدة و قلبي مع غيرها
سفيان بغضب :
انا قلبي قبل عقلي و جسمي مع مراتي انا كلي ليها

 


قصي بغضب و سخرية :
اضحك على نفسك بالكلام زي ما طول عمرك بتعمل انت لحد اللحظة دي عمرك ما نسيت ميان ما نسيتهاش و لا عمرك هتنساها مع انها متستاهلش واحد زيك
سفيان بحدة :
ميان اللي ارخص من جزمتي متستاهلنيش ميان اللي لحد دلوقتي موقفة حياتها و عايشة على أمل انِ اكون ليها في يوم من الأيام ، الأصح تقول انِ هي اللي متستاهلنيش
قصي بغضب :
انت مريض يا سفيان ، مريض
سفيان بغضب :
انا مش مريض هي دي الحقيقة متتخدعش بوش البراءة اللي بيلبسوه دول بيتلونوا بمية لون لحد ما ياخدوا اللي عايزينه
ثم تابع و هو بغل و غضب كبير :
منهم كاميليا غرضها من ابويا كان الفلوس اول ما خلصت سابته و سابتنا و حتى سيلين كانت بتستغلك بحجة انك ابن خالتها و زي اخوها و كانت بتعمل معاك كل اللي فشلت انها تعيشه في بيت اهلها خروجات و فسح و اول ما لقت البديل بتاعك و حبته سابتك بحجة انها بتشوفك اخوها و ميان اللي ما تفرقش حاجة عن كاميليا اول ما اديتها ضهري نسيتني و……..
توقف عن متابعة حديثه معنفاََ نفسه على ما كان سيقوله ليسأله قصي بحدة :
ما تكمل عملتلك ايه ميان ، و حتى لو عملت صنف الستات كله مش وحش زي ما انت فاكر فيه منهم جدتك و امي و مراتك اللي انت شايفها ملاك و سيلين اللي عمرها ما استغلتني زي ما بتقول و انا اللي كنت فارض نفسي عليها انا اللي كنت بخرجها من غير ما تطلب انا اللي كنت لما تقول بس نفسي في كذا بينها و بين نفسها حتى كنت بجيبه تحت رجليها من غير ما تطلبه مني انا مقدرش ألومها انها مقدرتش تحبني و لولا اللي عملته كان زماني انا و هي ع الأقل قادرين نتعامل مع بعض ، دلوقتي لا هي قادرة تحط عينها في عيني و لا انا قادر انسى اللي عملته كان ممكن تيجي و تقولي انه شخص زبالة و بيضحك عليها ساعتها كان هيبقى عندي فرصة معاها كنت هتصرف و اعرفها الحقيقة لكن انت نهيت و قفلت كل اللي الأبواب اللي ممكن ترجعنا لبعض او حتى اقبلها كبنت خالتي و اختي
تنهد بحزن قائلاََ قبل ان يغادر :
انا مش مسامحك ع اللي عملته ده يا….بن عمي
………

 

دخلت كوثر من باب منزل قصي بالمفتاح الذي تحمله معها لتجده يجلس على الأريكة المقابلة للباب يضع رأسه بين يديه
اقتربت منه مربتة على كتفه بحنان :
مالك يا حبيبي
تنهد ثم سألها بعد تردد :
ايه اللي حصل ما سيلين يا امي عشان تطلق !!
كوثر بحزن :
انا عرفت من قريب خالتك كانت مكتمة ع الموضوع مش عايزة حد يعرف و يشمت فيها
ثم تابعت تسرد عليه ما سمعته من شقيقتها :
يوم فرحهم بعد ما راحوا بيتهم سمعته بالصدفة بيتكلم مع واحد صاحبه على باب الشقة كان فاكر انها في الاوضة و عشان نيته سودا زيه طلعت بالصدفة و سمعته بيقولوا انه عمل كده عشان عجباه و مش طايلها و عشان حد دفعله فلوس يدخل حياتها و هو أول ما قفل الباب لقاها في وشه صرخت بس هو سكتها و فضل يضرب فيها خلصت نفسها منه بصعوبة و ضربته بحاجة على دماغه و قفلت على نفسها الباب لحد تاني يوم خالتك و جوزها لما راحوا يزوروهم في الصباحية شاف اللي حصل لبنته قوم الدنيا و قعدها و لما حاول ياخد بنته هددهم انه هيبلغ عنهم جوز خالتك مشي من هنا و الواطي حاول يقرب منها غصب بس جوز خالتك رجع تاني البوليس و اتقبض عليه و كان شارب اتعملوا كذا محضر فضلت سيلين قاعدة في بيته و قبل ما يخرج من السجن بفترة رجعت بيت اهلها على اساس فيه بينهم مشاكل و مش متفقين
رفعت عليه قضية طلاق و هو في السجن و اطلقوا
بس الصراحة الواد و لا كان يبان عليه انه بالأخلاق دي و بيني و بينك خالتك اتصرفت صح لو كانت اتطلقت تاني يوم كلام الناس مكنش هيرحمها عشان كده ابوها وافق و لما خرج من السجن اتهجم عليهم في البيت و جوز خالتك في شغله و نزل في سيلين ضرب و خالتك صوتت و لمت الناس و خلصوها من ايديه بالعافية بعد ما كسر دراعها و موتها من الضرب و هرب قبل ما يلحقوه
اومأ لها بصمت و يكور قبضة يده بغل متوعداََ للأخر بكل شر فقط صبراََ ربتت والدته على يده قائلة :
قصي ، انا يا بني عارفه ان اللي سيلين عملته مش سهل بس لو لسه بتحبها يا حبيبي اتقدملها ربنا حفظهالك و لسه زي ما هي و ندمانة ع اللي عملته

 

بلاش تعذب نفسك يا بني و اتجوزها و ارحمها من كلام الناس و ريح قلبك و قلبي و اتجوز خليني افرح بيك يا حبيبي
تنهد بحزن قائلاََ :
مش هينفع يا امي ، صدقيني مش هينفع اللي سيلين عملته مقدرش انساه كلامها اللي يوجع و لسه فاكره لحد دلوقتي هيفضل بيني و بينها انا اه بحبها بس قدرت اعيش من غيرها يبقى هقدر اكمل اللي باقي من عمري من غيرها و هقدر اتجوز عادي الحياة مش بتقف على حد انا مش هقدر اتقبلها لا حبيبة و لا زوجة و لا حتى اخت و صديقة زي الأول انا بالعافية قادر اتعامل معاها لأنها في الأول و الأخر بنت خالتي
لم تجد ما تقول تعطي كل الحق لابنها سيلين تجاوزت كل الحدود بتلك الفترة كلماتها القاسية لولدها الجارحة لرجولته و كرامته عالقة بذهنها للآن قدم خطيبها بلاغ ضد ابنها و كانت هي شاهدة على الواقعة بالكذب لقد رأت منها و من ابنها كل خير و قابلته بالسوء
………
كان عاصم يجلس بمكتبه الموجود بالطابق الأسفل بمنزله القلق ينهش قلبه بعد وصول تلك الرسالة يخاف على ابنته بشدة على الرغم من انها ليست المرة الأولى التي يصل له تهديدات بشأن ابنته إلا ان تلك المرة غير هؤلاء الناس لا يعرفون الرحمة لقد تعب هو و فريقه سنوات و بالأمس استطاع احد الضباط الماهرين بفريقه ” كارم ” ان يتحصل على تلك المستندات التي تدينهم يقوم بتسلميها ام يحافظ على حياة ابنته الوحيدة و ان وافقهم كيف يضمن التزامهم و ان غدر كيف يضمن حماية اينته
خائف و لأول مرة !!!
قاطع شروده رنين هاتفه فالتقطه مجيباََ على الفور عندما رأى ان المتصل هو ” صلاح ” صديقه القديم الذي فرقت بينهم الأيام و انشغل كلاََ منهم بحياته
لكن من حين لأخر يلتقون او يتحدثون على الهاتف
عاصم بشرود :
اخبارك ايه يا صلاح
صلاح بابتسامة :
بخير يا صاحبي انت اخبارك ايه

 

عاصم بشرود :
مش كويس خالص يا صلاح
صلاح بقلق :
خير المدام و بنتك كويسين
قص عليه عاصم ما حدث خاتماََ حديثه بضيق :
همس عنيدة و مش هتر١ى ابداََ تمشي بين حراس حتى لما كنت بعمل كده غضب كانت بتهرب منهم هي دايماََ شايفة انها تقدر تحمي نفسها كويس
صلاح بهدوء :
عاصم انت في كل الأحوال مفيش ضمانات انهم يوفوا بكلامهم زي قولت هما مفيش في قلوبهم رحمة و خطر اوي و انت عارف كويس انك مستحيل تقدر تخالف مبادءك و القسم اللي اقسمته اعمل اللي عليك و قدم الورق و المستندات اللي معاك و ربنا ان شاء الله يعدي الموضوع ده على خير اما بنتك تقدر تعين اللي يحموها من بعيد لبعيد من غير ما تاخد بالها لو رفضت رغبتك في ان يكون معاها حراس او ممكن تخليها في البيت لحد ما الفترة دي تعدي
تنهد عاصم بحيرة ليتابع صلاح مغيراََ مجرى الحديث :
انا عارف انه مش وقته بس كنت بتصل بيك عشان اعزمك ع الغدا انت و اسرتك لأنِ اكتشفت ان احنا أصحاب بقالنا اد ايه و عمري ما اتعرفت على اسرتك و لا انت نفس الحكاية
عاصم بابتسامة بسيطة :
في الحالة دي يبقى العزومة عندي انا المرة دي
ضحك صلاح بخفوت قائلاََ :
عندي و عندك واحد يا صاحبي
ابتسم عاصم قائلاََ قبل ان ينهي الحديث معه :
خلاص هنستناكم بكره بأذن الله
……..

 

بمكان نذهب إليه لأول مرة بأحد غرف الفنادق الفخمة كانت تقف تلك السيدة ذات الجمال الساحر الذي رغم مرور العمر إلا انها لازالت تحتفظ به
كانت تتحدث عبر الهاتف بجدية و بصرامة :
اعمل اللي قولتك عليه و انت ساكت بكره اسمع الخبر و لو حصله حاجة او لا مات هطلع بروحك انت فاهم يا عزوز
اجابها الأخر بطاعة :
اللي تؤمري بيه يا هانم بس المبلغ هيزيد شوية دي بردو عملية مش سهلة و هيبقى فيه سين و جيم
صرخت عليه بغضب :
خمسمية الف جنيه مفيش غيرهم اومال لو بقولك اقتله هتاخد كام بلاش طمع يا عزوز في غيرك كتير يقدروا يعملوا كده
قالتها ثم اغلقت الهاتف بوجهه ما ان اخبرها بالموافقة على المبلغ الذي حددته
جلست على الفراش تدخن سيكارتها بشراهة و هي تخطط لخطواتها القادمة بعقل خبيث كقلبها تماماََ الذي تملك منه الحقد و الغل حتى باتت لا تريد من الدنيا شيئاََ سوى افساد سعادة الجميع !!!
َ………
في صباح يوم جديد
خرجت ميان من غرفتها و هي تحاول مقاومة رغبتها الشديدة في النوم لكن تعالي رنين جرس المنزل اقلق نومها هي و والديها فلم يعتادوا على زيارات بهذا الوقت الباكر
فتحت ميان الباب سرعان ما توسعت عيناها بصدمة كذلك والديها من خلفها لتردد هي بصدمة :
انتي !!!
اقتربت عليا والدت ميان من الباب قائلة بصدمة :
كاميليا ايه اللي جابك !!
كاميليا بانكسار :
ممكن ادخل يا عليا و لا وجودي مش مرحب بيه
عليا بهدوء زائف و نظرات لوم و عتاب :
بيتي مفتوحلك من زمان يا بنت ابويا و امي و بيت اولادك كان هيفضل مفتوحلك لو بس فكرتي فينا قبل ما تعملي عملتك و تمشي
فسحت لها ميان المكان لتدخل و هي تلقي عليها نظراتها الغاضبة و الكارهه بدون حرج في اظهار بغضها لها فتلك المرأة لا تستحق اي شفقة او مجاملة حتى يكفي انها سبب تعاستها !!!
عليا بعتاب :
اتخليتي عن الكل و مشتي يا كاميليا كرهتي ولادك فينا و فيكي ليه عملتي كده
جلست كاميليا على الأريكة قائلة بدموع :
غصب عني يا عليا انا خوفت ، خوفت من الفقر لما طلبت من شريف الطلاق قالي انه هيطلقني مقابل انِ ابعد عنه و عن ولادي حتى كل الحوار اللي دار بيني و بينه و عمار و سفيان سمعوه كان باتفاق معاه عشان يكرهوني و يبعدوا عني
ميان بغضب :
انا كدابة عمي شريف عمره ما يعمل كده احنا زي ما عارفينك عارفينه و عندنا عقل يميز مين اللي مظلوم و مين الظالم و لو فرضنا هو مظهرتيش ليه بعد ما مات
رأفت والدها بحدة :
ميان متدخليش في كلام الكبار و اياكِ تكلمي خالتك بالأسلوب ده تاني
كورت قبضة يدها بغضب و ضيق ثم غادرت لغرفتها فالتفتت عليا عندما قالت كاميليا بدموع :
غصب عني يا عليا انا خوفت ارجع ، كنت هقولهم ايه هقولهم ابوكم فرقنا عن بعض ، هقولهم ايه بعد اللي سمعوه مني و هحط عيني في عينهم ازاي حتى انتي مكنتش قادرة ارفع عيني غي عينك و اشوفك كنت بطمن عليكم من بعيد و ده كان كفاية
سألتها بحدة :
طب و جوازك بعد العدة علطول من محمود تسميه ايه يا كاميليا
اجابتها بدموع و حزن :

 

قولتلك خوفت ، خوفت من الفقر خوفت اترمي في الشارع شريف كان خسر فلوسه كلها كنا هنعيش ازاي و فين كنت هتجوز محمود و اخدهم يعيشوا معايا بس شريف رفض اضطريت اوافق و يارتني ما وافقت ولادي وحشوني اوي يا عليا نفسي اخدهم في حضني ندمانة على كل اللي عملته نفسي بس يسامحوني واخدهم في حضني و اشبع منهم ، منه لله شريف هو السبب
عليا بضيق و شك بحديثها :
انتي جيالي دلوقتي اعملك ايه
كاميليا بحرج و دموع:
هو…..انا بعني ممكن…..ينفع اقعد معاكم كام يوم لحد ما اشوف مكان اقعد اعيش فيه على قد فلوسي اللي معايا
نظرت عليا لرأفت الذي اومأ لها بنعم تتصرف مثلما تريد فلم تقدر عليا على الرفض فهي بالنهاية شقيقتها الكبرى !!!
……..
كانت ميان تدور بسيارتها بالشرارع غاضبة من ظهور تلك المرأة و من موافقة والدتها على اقامتها معهم تلك المرأة كاذبة تعلم تمام العلم انها تخطط لشيء فثد استمعت لما قالته لوالديها ما ان غادرت او هكذا ظن الجميع فقد اختبأت خلف احد الجدران
نظرات عيناها تحمل مكر و خبث مهما تظاهرت بالحزن و البكاء إلا انها استطاعت ان تراه بوضوح
توقفت بسيارتها بعيداََ عندما رأت نرمين زوجة سفيان تخرج من احد البنايات و احد الرجال يحاوط خصرها بحميمية و الأخرى تضحك و تطبع قبلة على شفيته بجراءة قبل ان تركب سيارتها و تغادر !!!
……..
في منتصف اليوم
كان عمار يخرج من باب الشركة متوجهاََ لمنزل فريدة و ذهنه شارد بتلك الحسناء التي اجتذبته قلقاََ عليها و يريد رؤيتها لكن بأي صفة سوف يذهب لمنزلها فقط هي تعجبه لكن لا يستطيع ان يحدد ان كان ذلك حب ام لا يريد اخذ خطوة رسمية لكنه متردد !!!
كان شارد و لم ينتبه للسيارة التي ظهرت امامه فجأة من العدم حاول تفاديها و بالفعل حدث لكن اصتدمت سيارته بجدار ضخم فتحطمت سيارتها من الأمام و اشتعلت بها النيران !!!!
……..

 

كانت فريدة تجلس امام الطعام الذي اعدته خادمتها تهاني بدون شهية لازالت حزينة مما فعل سفيان
الذي تغير حاله منذ ان تزوج من نرمين
تعالى رنين المنزل فظنت انه عمار فتحت الخادمة الباب لتقول هي بدون ان تلتفت للخلف :
نسيت مفتاحك و لا ايه يا عمار
جاءها صوت سفيان من الخلف قائلاََ :
انا سفيان ينفع ادخل
سألته بضيق :
جاي عايز ايه
اقترب منها ثم انحنى مقبلاََ يدها و جبينها قائلاََ بأسف و حزن :
حقك عليا يا ست الكل ده بيتك و هيفضل بيتك انتي طول العمر و احنا ضيوف عندك والله ما اقصد حاجة باللي قولته كان بس كلام وقت غضب

 

اشاحت بوجهها بعيداََ عنه بصمت متجاهلة النظر له
ليقبل يدها مرة أخرى قائلاََ بتوسل :
حقك عليا يا فريدة والله زعلك عندي بالدنيا قوليلي اعمل ايه بس عشان تسامحيني ده انتي عمرك ما عملتيها مش عايرة تبصي وشي حتى
فريدة بعد صمت دقائق قالت بصرامة :
انا موافقة اسامحك و ارجع الفيلا بس بشرط !!
سفيان بلهفة و بدون تردد :
اؤمري بس
صمتت لحظات ثم قالت بصرامة :
تتجوز ميان !!!
………
كان سفيان يركض بطرقات المستشفى يبحث بعيناه عن رقم الغرفة المتواجد بها شقيقه و كذلك فريدة التي تستند على يد خادمتها تمشي بتعجل قلقة و تشعر الرعب على حفيدها الذي قام المارة بالطريق بأسعافه على الفور و جاءوا به لأقرب مستشفى قبل ان تنفجر سيارته !!!
خرج الطبيب من غرفة عمار مع وصول سفيان و فريدة و قصي من خلفهم فقد علم من يزن صاحب تلك المستشفى و كذلك هو من اتصل بسفيان عندما علم بوجوده مصاب بالمستشفى !!!
سفيان بقلق و لهفة :
عمار ، اخويا ماله يا يزن ، عمار كويس مش كده
يزن بتهدئة :
اهدى مفيش داعي للقلق هو بخير الحمد لله
فريدة بقلق :
طمني يا بني عليه

 

يزن بهدوء :
عمار كويس والله بس في شوية كدمات و كسر في ايده الشمال
قصي بقلق :
نقدر نشوفه طيب
يزن بهدوء :
هيفوق على بكره الصبح ان شاء الله تقدروا تمشوا دلوقتي و الصبح تبقوا تطمنوا عليه ، مسموح يفضل معاه موافق واحد بس
سفيان بجدية لقصي :
وصل فريدة البيت و بكره عدي تجيبها هنا ، انا هفضل مع عمار
تجاهل قصي النظر و الحديث معه و لم يشأ ان يدخل معه بحديث و مجادلة بعدما علم ما حدث له بسببه كل تلك السنوات
رفضت فريدة ان تغادر لكن بعد توسل من سفيان غادرت برفقة قصي لتأتي في الصباح الباكر
بينما سفيان راقب شقيقه من خلف الزجاج الشفاف بقلق و خوف ربت يزن على كتفه قائلاََ :
هيقوم بالسلامة ان شاء الله ، اتطمن
ثم تابع و هو يشير لداخل الغرفة :
ادخل عنده الأوضة انا طلبت منهم ينقلوا سرير تاني عشان تفضل معاه جوه
ربت سفيان على كتفه قائلاََ بامتنان :
تسلم يا صاحبي
اعطاه يزن ابتسامة صغيرة ثم غادر لمكتبه بالمستشفى مقرراََ المبيت هنا اليوم ليبقى برفقة صديقه و ما ان دخل و جلس خلف مكتبه التقط بيده ذلك الإطار المصنوع من الخشب حيث يحتوي على صورة له و لخطيبته الراحلة و حبيبته ” بسمة “

 


ينظر لصورتها باشتياق و تأمل لقد كانت أجمل شيء بحياته رحلت و رحل معها كل شيء جميل ابتسامته و سعادته و رغبته بالعيش رحلت و تركته جسداََ بلا روح يتألم لفراقها الذي كان بسببه !!!
اغمض عينيه و عقله يسترجع اخر شيء بتلك الليلة قبل ان يفقدها للأبد و كيف استند بجبينه على جبينها قائلاََ بكل عشق :
بحبك
بعدها انقلبت سيارته بهم عدة مرات و لم يدري بنفسه سوى إلا بعد ان افيق من غيبوبته التي استمرت بضعة ايام ليفجع بذلك الخبر حبيبته توفيت بدون سابق انذار رحلت و تركته وحده ، دُفنت قبل ان يودعها لأخر مرة 💔
افيق من شروده و الدموع تغرق وجهه على صوت رنين هاتفه التقطه بيده مجيباََ على الفور ما ان رأى هوية المتصل انها شقيقته الصغرى ” ياسمين ”
تزوجت منذ خمس سنوات و لديها طفل صغير تعيش برفقة زوجها بدبي :
حبيبتي اخبارك ايه وحشاني و نادر عامل ايه اوعى يكون مضايقك في حاجة
ابتسمت شقيقته على الناحية الاخرى قائلة :
الحمد لله يا حبيبي كلنا كويسين
ثم تابعت بابتسامة ساخرة مبتلعة غصة مريرة تسد حلقها :
وبعدين نادر مين اللي يزعلني ما انت عارف هو بيحبني اد ايه
اومأ برأسه قائلاََ بابتسامة :
عارف يا حبيبتي انا بس بهزر ربنا يحفظكم لبعض ، زين حبيب قلب خاله عامل ايه
ابتسمت قائلة :
بخير يا حبيبي المهم انت اخبارك ايه طمني عليك
تنهد قائلاََ بحزن و صوت مختنق :
اهو ، عايش
عاتبته قائلة بدموع و حزن لأجله :
وهي دي عيشة يا يزن ، حرام عليك اللي بتعمله في نفسك شغل و بيت بس ، بسمة ماتت يا يزن اتقبل الحقيقة دي ، الحياة مش بتقف على حد
تنهد بحزن قائلاََ :
بس عندي انا وقفت هي كانت كل حياتي ، و خسرتها ، خسرتها و خسرت معاها يزن القديم خسرتها و خسرت كل احلامي
اردفت شقيقته على الناحية الأخرى بحزن :
ماما زعلانة اوي يا يزن و قلقانة نفسها تشوفك مبسوط و تفرح بيك حتى بابا مهما اتظاهر ان الموضوع مش فارق معاه و انت تتجوز او لأ بش انا متأكدة انه زيها قلقان عليك و نفسه يطمن
غمغم هو بحدة و غضب :
كلكم انانين ليه اتجوز واحدة مش بحبها عشان بس هما يتبسطوا انا مش هبقى مبسوط لما اتجوز و لا هقدر اديها اللي هي عاوزاه لا حب و لا حتى ود و احترام مش هبقى قادر ابص قي وشها حتى و ساعتها هظلمها و هظلم نفسي معاها و هخون بسمة
ياسمين بعتاب :
محدش فينا اناني يا يزن لو انانين زي ما بتقول كنا بضينا لحالنا بس و سيبناك كنا قولنا ملناش دعوة هو حر لا كنا هنقعذ نقولك لي نصايح قرفاك ، عن اذنك يا اخويا
قالتها ثم اغلقت الهاتف دون سماع اجابة منه شقيقها الأحمق يعيش بوهم كبير سبق و عاشت به
هو يمكنه تخطيه و يمضي قدماََ و ليس مثلها ظلت عالقة به لا يمكنها البوح بما ترى و تعايش فقط تعطي نصائح لا تفيد و لا يمكنها فعل اي شيء سوى ذلك و إلا…..
………..
عاد قصي لمنزله و ما ان هم ليضع المفتاح بباب المنزل تفاجأ بصوت فتح باب شقة والدته من خلفه ظن انها والدته لتطمئن على عمار لكنه تفاجأ بسيلين فسألها بجدية :
خير يا سيلين ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتى ، محتاجة حاجة
اومأت له قائلة بأعين تلمع بالدموع :
اه محتاجة ، محتاجة انك تسامحني غصب عني اللي حصل يا قصي انا كنت مشوشة مش عارفه اعمل ايه و لا مرة خطر على بالي انك ممكن تكون بتحبني و كنت مصدومة كنت عايزة اخليك تكرهني عشان تكمل حياتك
اقترب منها قائلاََ بسخرية :
طب اديني كرهتك و كملت حياتي عايزة ايه تاني يا سيلين مش كل اللي عاوزاه حصل

 

اناسبت دموعها على وجنتيها قائلة بندم :
انا بحبك يا قصي
اومأ لها بابتسامة ظنت ان قلبه قد لان لكن كلماته صدمتها :
طب ما انا كمان بحبك ده انتي بنت خالتي و اختي الصغيرة في حد يكره اخته
ردد بصدمة و دموع :
اختك !!!
اومأ لها بصمت ثم دخل لمنزله و اغلق باب الشقة خلفه بقوة جعلتها تنتفض بمكانها بكت اكثر ثم دخلت للشقة هي الأخرى تحت اعينه التي تراقبها بحزن من ذلك الثقب الموجود بالباب
القت سيلين بجسدها أسفل المياة الباردة المرحاض ما ان دخلت للغرفة تبكي بقوة و قهر قرار فقط اتخذته جعلها تخسر كل شيء ها هي الآن الندم يأكل قلبها لحظة بعد لحظة و يوماََ بعد يوم لا ترحمها نظرات الناس التي تلحق بها العار كونها حصلت على لقب يعده مجتمعنا العقيم وصمة عار بحق المرأة و بين كره والدتها لها و ادت٥اضطرت بسببها ان تترك منزلها لتأتي هنا تشعر كل دقيقة انها ضيفة ثقيلة و تزعجهم بوجودها رغم عدم اظهار ذلك و لو بكلمة او تصرف واحد
خالتها لازالت حزينة و لم تصفى لها بسبب ما فعلته بقصي بالماضي حتى هو بالكاد يتحملها !!
ماذا تفعل بنفسها !!!
هي ثقيلة على الجميع ليس لديها من تذهب إليه يتحملها ، لا تريد توبيخ او تعنيف او عتاب

 

هي فقط تريد عناق دافيء و كلمات مطمئنة تداوي قلبها المتعب ، ليست بحالة ان تداوي جروحه حتى يسامحها و تسترجع عشقه الذي اكتشفت بعد غيابه عنها انها تكن له عشق اكبر منه و هي تحتاج من يداوي جروحها 💔
لا تريد العودة لمنزل والديها لكنها مجبرة انتظرت حتى جاء الصباح و قبل موعد استيقاظ الجميع رحلت تاركة له تلك الرسالة التي دفعتها من اسفل باب منزله !!!
………
ما ان اشرقت الشمس كانت ميان تركض بطرقات المستشفى برفقة والديها ليطمئنوا على عمار تعجبت عندما اصرت لينا على المجيء معها حتى همس ما ان علمت قررت ان تأتي و تطمئن عليه هي الأخرى بنفس الوقت وصل قصي برفقة كلاََ من فريدة و والدته يمشي برفقتهم بشرود تلك الرسالة التي تركتها له جعلت قلبه يدمي من الحزن على حالها و حاله 💔
دخل الجميع للغرفة ما ان جاء يزن و سمح لهم بالدخول قائلاََ بابتسامة لعمار الذي افيق منذ ساعات قليلة :
حمد الله ع السلامة يا بطل
عمار بابتسامة متعبة :
الله يسلمك
اقتربت منه خالته عليا قائلة بدموع و هي تقبل جبينه بحنان :
الف سلامة عليك يا بني ، قدر و لطف الحمد لله ان قومت بالسلامة
التقط كف يدها مقبلاََ اياه بحب :
الله يسلمك يا خالتو
ربتت على رأسه ليأتي دور فريدة و بعدها كوثر الجميع حوله بلا استثناء يطمئنون عليه كم شعر بتلك اللحظة بالسعادة الجميع مجتمعين معاََ لأول مرة منذ سنوات طوال بو كان يعرف لافتعله قاصداََ
اقتربت لينا خطوات قليلة من فراشه قائلة بابتسامة رقيقة :
الف سلامة عليك يا استاذ عمار

 

عمار بمشاكسة و مرح :
احلى حمد الله ع السلامة اتقالتلي والله
ضحك الجميع عليه لتقول همس بمرح و هي تحيط كتف لينا :
يا بني انت في ايه و لا في ايه قوم بس كده و ابقى عاكس براحتك نفسي اعرف مين الحمار اللي قالك اركب عربية طالما نا بتعرفوش تسوقوا بتركبوا عربيات ليه
تنحنح عمار مشيراََ بعينيه لسفيان الواقف بجانبه لتنظر له فابتسم لها بتصنع
سألته بحرج :
انت الحمار !!
نظر لها بحدة فضحكت قائلة بمرح :
متزعلش ما هو احمر منك عشان مش بيعرف يسوق كويس
عمار بمرح و هو يعتدل بجسده بمساعدة قصي الذي اخذ دور الصامت منذ ان جاء :
يا بنتي والله انا احمر منم ما شوفتش بدل ما تكحليها عميتيها
ابتسمت لها بتضنع قائلة :
مش هرد عليك
عمار بسخرية :
لا والنبي رد
ميان بضيق :
ما بس انت و هي ايه قط و فار
عمار بطفولة :
هي اللي لسانها طويل يا ميان
همس بسخرية :
عاجبني
لينا بعتاب و هي توكز همس بخفة :
بس يا همس
عمار بهيام و نظرات اعجاب واضحة للجميع :
انت مصاحبة دول ازاي ما تعلميهم شوية رقة
شعرت لينا بالحرح فاستأذنت منهم قائلة :
عن اذنكم هعمل تليفون بس بره
ما ان غادرت جلست عليا بجانب عمار على الفراش قائلة بهمس :
عجباك ، اخطبهالك
عمار بهمس مماثل و اعين لامعة :
ياريت يا خالتو بس انا عايز اتعرف عايهاو خايف اخد الخطوة دي هي عجباني الصراحة و اوي
ابتسمت قائلة بهمس و هي تربت على يده :
هتتفقوا متخافش قلبي حاسس انها هتبقى من نصيبك دي لينا دي العاقلة اللي في جوز المجانين دول صدقني
ضحك بخفوت لتقول هي :
قوم انت بس بالسلامة و نبقى نشوف الموضوع ده سوا و تكون فكرت بردو و خدت قرار
اومأ لها بابتسامة و اكتفى بالصمت كان سفيان يتابع الحديث الدائر بينهم بفضول و ضيق لتقارب عمار منها و من تلك العائلة مهما حاول ابعاده عنهم منذ سنوات
دقائق و عادت لينا بعدها دخلت عليهم نرمين بكامل اناقتها نظرت لها ميان باسمئزاز و تألم قلبها ما ان اقتربت من سفيان تتعلق بذراعه قائلة لعمار برقة بالتأكيد زائفة فالوضع المشين الذي رأتها به ينفي وجود تلك الصفة بشخصيتها الخبيثة :
حمد الله على سلامتك يا عمار

 

رد عليها بدون ابتسامة و جفاء :
متشكر
كان والد ميان من حين لأخر ينظر لسفيان بغضب بعدها ينظر لابنته متحسراََ يتسأل ما الذي تحبه فيه لقد رفضها و اختار أخرى لتكون زوجته و ابنته الحمقاء رغم ما يوجه لها من اهانة لا تزال تعشقه بداخله يقين ان نهاية ابنته ستكون بسبب هذا الحب لطالما كان سفيان لعنة و حبه بمثابة لعنة اصيبت قلب ابنته و ابت تركها
كان يتابعها بحزن و هي تنظر بقهر لتعلق زوجته بيده بدلال و الأخر يحيط كتفها بحب غير مبالي بالجميع
تمسك رأفت بيد ابنته يدعمها ناظراََ إليها بعيناه كأنه يقول انا هنا بجانبك با ابنتي مهما حدث سأظل بجانبك داعماََ لكِ بأي وقت و بأي ظرف
التقت اعين نرمين و ميان معاََ صدفة كلاََ منهما تنظر للأخرى بتحدي كلاهما تتوعد للأخرى لكن من منهم ستنتصر بالنهاية !!
مر وقت و غادر الجميع و تبقى فقط سفيان رافضاََ الرحيل و ترك شقيقه
……..
بوقت الغداء
عادت همس للمنزل متأخرة نصف ساعة عن الميعاد فوالدها قام بعزيمة صديقه و عائلته و طلب منها المحيء باكراََ لكنها تناست نفسها و مر الوقت و هي برفقة لينا بمنزلها لكي تطمئن على والدتها
دخلت للمنزل و استمعت لصوت يأتي من الصالون ذهبت لهناك على الفور قائلة باعتذار :
اسفه ع التأخير
شعرت همس بالصدمة و التعجب ما ان رأت يزن امامها كذلك هو و الآن فقط تذكر اين استمع لأسم عاصم الشريف عندما عرفهم والدهم على بعض منذ قليل
غمغمت همس بتعجب :
انت
تساءل عاصم :
انتوا تعرفوا بعض
يزن بهدوء :
همس طالبة عندي السنة دي
ردد صلاح والد يزن بابتسامة :
ما شاء الله بنتك زي القمر يا عاصم ربنا يخليهالك

 

شكرته همس ثم قالت بتهذيب :
اهلاََ بحضرتك
ثم اقتربت و صافحته و ما ان وقفت امام والدة يزن احلام جذبتها لاحضانها قائلة بحنان :
اهلا يا حبيبتي انا ابقى احلام مرات الراجل ده و ام الدكتور القمر ده
ضحكت همس بخفوت ثم قالت بمرح :
شكلك كده يا طنط ماشية على نفس الخط بتاعي بتحبي الفرفشة مش زي سيادة اللوا و حرمه
ضحك الجميع عليها عكس يزن الذي ابتسم بخفوت فقال صلاح بابتسامة :
ربنا يخليهالك يا عاصم بسم الله ما شاء الله عليها قمر هتلاقي العرسان عليها قد كده
ضحكت هبه والدة همس قائلة بغيظ من ابنتها :
من ناحية قد كده فهما فعلاََ قد كده بس عمر ما حد فيهم طلع من البيت ده زي ما دخل
لم يفهم صلاح و احلام و كذلك يزن ما تقصد فوضح لهم عاصم بضحك :
اصل همس بتقوم بالواجب مرة تكسر رجل مرة دراع كل واحد و نصيبه بقى
ضحك صلاح و احلام اما يزن فاكتفى بأبتسامة صغيرة كعادته فرددت همس ببراءة :
يعني يرضيك حضرتك مرة واحد فيهم حرق دمي جاي هو و اهله بيتشرطه علينا قال ايه انتي رفيعة كده ليه مش بتاكلي ليه هما اهلك بخلا و مش هتكملي تعليم انا عايز ربة منزل و يرموا بكلام يحرق الدم طبعاََ انا مش طالعة هادية لسيادة اللوا قومت من غيظي ضربته بطفاية السجاير في دماغه غلط انا كده و لا هو اللي غلطان
ضحك صلاح بقوة فردد احلام بمرح :
لا هو طبعا اللي غلطان و كويس اوي انك مسكتيش ليه و ضربتيه و خدتي حقك
همس بمرح ر غرور محبب لوالديها :
شوفتوا بقى انِ عندي حق في اللي عملته و انكم ظالمني
ردد يزن بداخله بابتسامة جذابة :
مجنونة
التفت عاصم لزوجته قائلاََ :
جهزي الغدا يلا يا حبيبتي
اومأت له هبه بأبتسامة فقالت احلام :
استنى هاجي اساعدك
رفضت هبة لكن بعد اصرار من الأخرى وافقت و توجه الاثنتان للمطبخ بعدها استأذنت همس من الجميع قائلة :
طب عن اذنكم دقايق و راجعة
صلاح بأبتسامة :
اتفضلي يا بنتي
صعدت همس لغرفتها قامت بأداء ما فاتها من فروض ثم ابدلت ملابسها لفستان طويل باللون البني الفاتح به بعض النقوش من نفس اللون لكن بدرجة اغمق و صففت خصلات شعرها و نزلت للأسفل حيث المطبخ قائلة بأبتسامة :
اساعدكم في ايه يا حلوين
التفت الاثنتان لها فردد احلام باعجاب :
بسم الله ما شاء الله زي القمر يا همس
همس بابتسامة و هي تبعث لها قبلة بالهواء :
ده انتي اللي قمر
ضحكت احلام فقالت هبة :
ضحكت احلام مربتة على وجنتها بحنان و عادت تكمل ما تفعله هي و هبة و هي عازمة بداخلها على شيء ما !!!
……..
بينما على الناحية الأخرى بمنزل سيلين
دخلت لغرفتها تغلق الباب عليها رافضة كل محاولات والدتها للتودد لها و اكتفت فقط بالقاء السلام على والدها الذي يشعر بالحزن على ابنته التي تذبل يوماََ بعد يوم يوم
كانت تستند برأسها على الحائط تنظر للفراغ بشرود تتذكر ذلك الموقف الذي مهما مر من العمر لن تنساه ابداََ
Flash Back
كانت ابنة الثامنة اعوام و كانت حياتها برفقة والديها يسودها الحب و السعادة التي اكتملت عندما علموا بقدوم مولود اخر ينضم لعائلتهم الصغيرة لقد كان صبياََ و كانت والدتها في شهرها السابع
كانت تلهو برفقة اصدقائها امام باب المنزل بكرة القدم و الألعاب متراصة بأحد الجوانب بعشوائية كانت والدتها تصعد الدرج بحذر من عند جارتهم بالأسفل و تضع يدها على بطنها المتتفخ و والدها بالداخل يقرأ احد الكتب كانت تقذف الكرة لطفل اخر بعمرها ليلتقفها الاخر ممرراََ اياها لطفلة اخرى ثم لها جاءت لتقذفها له لكنها تلك المرةقذفتها بقوة دون قصد لتأتي بوجه والدتها التي ظهرت فجأة خلف الطفل ليختل توازنها من المفاجأة فوقعت من على الدرج تنزف الدماء بغزارة و تعالى صراخها هي و الأطفال ليهرع الجميع من منازلهم مصدومين ركض كمال لأسفل حاملاََ زوجته بين يديه لأقرب مستشفى تاركاََ ابنته عند احد الجيران ليصعق مما قال الطبيب بعد عملية دامت لساعات زوجته ولدت طفلهم متوفياََ و الأسوأ انهم حتى يتمكنوا من ايقاف النزيف مضطرين لاستأصال الرحم

 

ما ان تعافت والدتها من تلك الحادثة و باتت تعاملها بقسوة و غلظة حرمتها من حنانها محملة اياها ذنب ما حدث لها و لشقيقها المقرر تسميته محمد و كانت تحاول خالتها تعويضها و كذلك قصي الذي كانت ملجأها عندما تريد الشكوى من قسوة والدتها 💔
Back
تنهدت بحزن ثم القت بجسدها على الفراش تضم قدمها لصدرها متخذة وضعية الجنين دموعها تنساب بصمت حتى غفت مكانها
ما ان اصبح الوقت متأخراََ و خفت الأقدام بالمكان نجد اسفل المنزل ذلك الماكر برفقة صديقه يصعدون الدرج حيث منزلها بخفه مثل اللصوص اخرج احدهم مفتاح من جيبه ثم وضعه بالباب فاتحاََ اياه بحذر
ثم سار كلاهما على اطراف اصابعهم توجه احدهم لغرفة والديها مخرجاََ بخاخ مخدر ناثراََ منه على وجه كلاهما بحذر و ما ان تأكد من تخديرهم
خرج متوجهاََ لغرفة اخرى برفقة صديقه مبتسماََ بمكر ما ان وجد مبتغاه ” سيلين ” تنام على الفراش بسكون كلن مصيرها مش والديها خدرها الاثنان و حملها احدهم مغادرين بحذر و دون اصدار صوت منطلقين بتلك السيارة التي تنتظرهم أسفل البناية يقودها ثالثهم !!!
…….
عاد رأفت من عمله يشعر بالارهاق بوقت متأخر بحث بعينه عن ابنته او زوجته لم يجدهم كاد ان يصعد الدرج ليتفاجأ بكاميليا شقيقة زوجته تنزل الدرج ترتدي فستان بالكاد يغطي ركبتيها ضيق و يرسم منحينات جسدها بوضوح فللعلم مازالت تحتفظ كاميليا برشقاتها و جمالها رغم سنوات عمرها
ادار وجهه سريعاََ متنحنحاََ بحرج :
احم احم
كامليا بخوف و رقة :
رأفت انا اسفه ، مكنتش اعرف انك رجعت

 

رأفت بحرج :
حصل خير ، اتفضلي اطلعي يلا
كامليا برقة و هي تصعد :
حاضر
لكن فجأة شهقت بألم و جلست على الدرج قائلة و هي تتمسك بقدمها :
آه رجلي اتلوت
التفت رأفت لها بعدما كان يعطيها ظهره بخوف :
انتي كويسة
كامليا بوجع و صوت رقيق ساحر :
مش قادره رجليا بتوجعني اوي يا رأفت
رأفت بحيرة و هو ينظر حوله :
طب حاولي امشي عليها كده او حركيها
بالفعل توقفت تحاول السير عليها و ما ان فعلت تعركلت فثبتها بين يديه بتلقائية فأصبحت قريبة منه للغاية و هي بتلك الهيئة بقى لوقت غير معلوم حتى هي ابتسمت برقة لكن هي بداخلها تضحك بمكر و خبث شياطين مرددة بغل :
مش هبقى انا لوحدي اللي خسرت يا عليا !!!
لم يفق الاثنان من شرودهم سوى على صوت ميان التي دخلت للتو من باب المنزل بعدما كانت تسهر برفقة لينا مرددة بصدمة :
بابا !!!
………
لم يفق الاثنان من شرودهم سوى على صوت ميان التي دخلت للتو من باب المنزل بعدما كانت تسهر برفقة لينا مرددة بصدمة :
بابا !!!
ما ان استمع رأفت لصوت ابنته انتفض مبتعداََ عن كاميليا ينظر لميان التي رشقته بنظرة عتاب فقد رأت كيف ينظر تلك الأفعى
فتمتم بتوتر و حرج و هو يتخاشى النظر لها و يلعن بداخله نفسه على ما فعل و على نظرة ابنته له :
رجليها اتلوت و كانت هتقع فمسكتها
قال ذلك ثم صعد لأعلى متحاشياََ النظر لابنته و ما ان غادر صعدت كاميليا بضجر من مجيء ميان بذلك الوقت متناسية انها من المفترض ان قدمها تؤلمها كما تقول !!
فلاحظت ذلك ميان التي جزت على أسنانها بغضب و قد فهمت ما تنوي تلك الأفعى انها تريد سرقة زوج اختها و هدم عائلتها
انتظرت حتى صعدت لغرفتها و صعدت هي خلفها مغلقة الباب بالمفتاح جيداََ قائل بقرف و نظرات تنم عن كل شر :
اسمعي مني الكلام ده كويس و لأخر مرة ، انا مش امي اللي بدموع التماسيح بتاعتك هتصعبي عليها لأنك في الأول و الأخر اختها للأسف و مش ابويا اللي قبلك في بيته مجبور عشان ميزعلش امي و مش زي كل اللي بتضحكي عليهم بدمعتين يا كاميليا
اقتربت منها قائلة بشر :
صدقيني انا اسوأ مما تتخيلي و لو بس حسيت ان اللي ابويا و امي بنوه كل السنين دي و البيت اللي حافظوا عليه بيتهد بسبب واحدة زيك ، قسماََ عظماََ لأخليكي تشوفي الأسوأ و اقدر اخليكي تمشي تلفي حوالين نفسك من الرعب
كامليا ببرود و تحدي :

 

 

 


 

تصدقي خوفت ، روحي العبي بعيد يا شاطرة و بعدين في بنت محترمة و متربية تنادي لخالتها باسمها من غير القاب و تهددها كمان لأ بجد عليا عرفت تربى بصحيح
ميان بغضب و توعد :
مظبوط انا بقى متربتش يا كاميليا و اتقي شر احسن لك انت تعرفي ميان البنت الصغيرة لكن متعرفيش لسه ميان بعد ما كبرت تقدر تعمل ايه
نظرت لها كاميليا ببرود رغم غضبها الداخلي من حديثها بتلك الطريقة معها فغادرت ميان بغضب صافعه الباب خلفها بقوة انتفضت الأخرى على اثرها
نزلت ميان لأسفل حيث طاولة الطعام لتجد والدها يجلس على الطاولة و قد ابدل ملابسه ينظر للفراغ بشرود فجلست على المقعد يمينه قائلة بعتاب :
بابا انا عندي ثقة كبيرة فيك انك لا يمكن تجرح امي او تخليني افقد في يوم احترامي ليك ، الست دي داخلة بيتنا و هي ناوية على كل شر بعد ما طلعت مشيت عادي يعني كانت بتمثل
اومأ لها قائلاََ بصدق :
انا في حياتي كلها مجبتش حد قد مز حبيت عليا يا ميان لا يمكن اجرحها ابداََ كوني واثقة في ده ، اما بالنسبة لكاميليا انا هعرف اتصرف معاها !!
بعد دقائق انضمت لهما كاميليا و عليا كانت ميان تتابع كل ما يصدر من كاميليا بترقب سعل والدها بمنتصف الطعام كادت ان تعطيه عليا الماء فسبقتها يد شقيقتها قائلة برقة :
اتفضل يا رأفت
نظر لها بطرف عينيه بقرف و استنكار ثم تجاهلها ملتقطاََ الكوب كن زوجته شاكراََ اياها بابتسامة جميلة شعرت كاميليا بالحرج و التقت عيناها يعين ميان صدفة لتجدها تناظرها بتحدي و قرف
بعد دقائق قال رأفت بجدية :

 

 

 

 

 

انا اشتريت شقة في العمارة اللي قصادنا عشان كاميليا تنقل فيها و تكون على راحتها تقدر تنقل فيها من بكره
ابتسمت ميان بتوسع فقالت كاميليا بضيق و حرج زائف :
انا اسفة لو وجودي مضايقكم
رأفت بجدية :
ده حل افضل عشان تكوني على راحتك و بكره الشغالة لما تيجي خليها تنقل حاجتك هناك
اومأت له كاميليا بضيق قائلة :
تمام عن اذنكم انا شبعت
بعد ان غادرت سألته عليا :
ليه عملت كده يا رأفت
ميان بتأييد لتصرف والدها :
بابا عمل الصح يا ماما
نظرت لهم عليا باستغراب مرددة :
انا مش متضايقة بس ليه عملت كده من غير ما تسألني يا رأفت في حاجة حصلت منها ضايقتك
رأفت بأبتسامة جميلة :
لأ ابداََ يا حبيبتي انا عملت كده عشان هي تكون على راحتها و احنا على راحتنا دي كل الحكاية
اومأت له بصمت فقالت ميان بابتسامة :
انا طالعة انام تصبحوا على خير
اومأ لها الاثنان و ما ان غادرت لثم رأفت يد عليا قائلاََ باعتذار :
انا اسف يا عليا
سألته بعدم فهم :
اسف على ايه يا رأفت
ابتسمت بخفوت قائلاََ :
على كل حاجة على اي تصرف عملته و ضايقك من غير قصد و على كل حاجة
عليا بحب :
انت اخر واحد ممكن يضايقني يا رأفت ، عُمو بحاله عشته معاك و انت مراعي ربنا فيا و عمرك ما خلفت بوعدك مع بابا اللي يرحمه و هو بيسلمني ليك و صنت الأمانة
ابتسم مقبلاََ يدها مرة اهرى بحبه و بداخله متعجباََ شتات بين الشقيقتان فكيف للرجل و المرأة اللذان انجبوا عليا انجبوا تلك الحية ايضاََ !!!
………
في الصباح الباكر
كانت تنتقي احد الكتب الخاصة بالطب من مكتبة الجامعة لحين وصول ميان و لينا
لم تجد احد ليساعدها لتلتقط ذلك الكتاب الموجود بالرف العلوي و يصعب ان تصل له فكانت المكتبة خالية بذلك الوقت الباكر
فاستعانت بذلك المقعد الخشبي القديم الذي يهتز صعدت عليه بحذر و ما ان التقطت الكتاب المنشود استمعت لصوت احدهم يأتي من خلفها مباشرة قائلاََ بجدية :
بتعملي ايه يا دكتورة
صوته فزعها فقبل ثواني لم يكن احد موجود اختل توازنها و سقطت فوق جسده فقد كان يقف خلفها مباشرة فسقط الاثنان و هي فوقه !!!
لتتفاجأ ما ان رفعت وجهها له بأنه ” يزن ” الذي كان ينظر لداخل عيناها الزرقاء بانجذاب لا يعلم سببه مهما حاول الإنكار تلك المجنونة صاحبة اللسان السليط تعجبه شخصيتها و جمالها البريء الذي لا يتلاءم مع صفاتها ابداََ لتشرد به هي الأخرى جذاب ذو هيبة تطغى بأي مكان يدخله يعجبها هدوء شخصيته و شخصيته الرزينة و الثقيلة
انتبهت بعد لحظات لوضعهم فابتعدت على فور كذلك فعل هو محمحماََ بحرج و عتاب و لوم تملك منه لأنه نظر لأخرى غير حبيبته حتى و لو للحظات بدون وعي منه
تمتمت همس بخفوت و حرج :
اسفه
بنفس النبرة تمتم يزن هو الأخر بحرج :

 

 

 

 

 

حصل خير بتعملي ايه هنا في الوقت ده
التقطت الكتاب الذي وقع ارضاََ مثلها قائلة :
المحاضرة الساعة تمانية انهاردة و صحابي موصلوش لسه فقولت اجيب كتاب اتسلى فيه على ما يوصلوا بس مطولتش فوقفت ع الكرسي و لما سمعت صوت اتخضيت لانِ كنت فاكرة مفيش غيري هنا
اومأ لها بصمت قائلاََ :
حصل خير ، بعد اذنك عندي محاضرة دلوقتي
اومأت له بصمت فغادر هو من امامها حزين و يلوم ذاته و يعنفها على ذلك الخطأ الفادح الذي ارتكبه بحق حبيبته الراحلة !!
………
افيقت سميحة في الصباح تشعر بألم شديد برأسها كذلك زوجها لكنها لم تهتم و ذهبت لتحضر الإفطار بينما كمال توجه لغرفة ابنته ليطمئن عليها طرق مرة اثنان ثلاثة لكن لا رد فتح الباب و دخل بحذر خشية ان كانت مستيقظة ان يوقظها
لكنه تفاجأ بالغرفة فارغة قطب جبينه بقلق اين ذهبت من الصباح الباكر كاد ان ينادي على زوجته لكن رنين الجرس منعه من ذلك عندما تعالى رنين جرس المنزل ذهب ليفتح فتفاجأ بقصي أمامه فسأله بقلق :
خير يا بني هي سيلين معاك
سأله قصي بقلق هو الأخر :
هي ما رجعتش امبارح
كمال بقلق :
رجعت بس صحيت الصبح ملقتهاش في اوضتها
بنفس اللحظة صعد صاحب القهوة المقابلة للبناية قائلاََ بسرعة :
الحق يا عم كمال الواد و عنتر و هو بيفتح سجلات الكاميرا شاف شابين نازلين امبارح في نص الليلو في منهم واحد شايلها و هي مش واعية
توسعت اعين قصي و كمال بصدمة فركض قصي مسرعاََ للغرفة ينظر لها بتفحص لا يوجد اي اثر لشجار كل شيء مرتب مكانه كاد ان يغادر لكنه توقف عندما دعس شيء بقدمه انزل عيناه ليرى ما هذا ليجد انها زجاجة مخدر كما مدون عليها
التقطها بيده بغضب ثم خرج للرجل صاحب القهوة قائلاََ بصرامة :
فين تسجيل الفيديو ده

 

 

 

 

كانت سميحة تبكي و تنوح بقوة على ابنتها بينما كمال لحق بالرجال لأسفل
ليروا تسجيل الفيديو سيارة سوداء بها شخص و اثنان كلاهما يصعدان للبناية مر وقت قصير و خرجوا منها احدهم يحمل سيلين بين يديه و انطلقوا بها مغادرين
قصي بحدة :
قرب و جيبلي رقم العربية دي
دقيقة و كان يغادر المنطقة بأكملها قائلاََ بصرامة لزوج خالته :
اطمن يا عمي بنتك هتبات في حضنك الليلة من غير ما يمسها اي سوء !!!
……..
بعد ما يقارب الساعة و نصف وصلت رسالة لقصي من احد رجاله بمكان تواجد السيارة و مالكها و عنوانه الذي كان بأحد المناطق الشعبية
توجه لهناك على الفور برفقة عدد من رجاله ليصعد الدرج المتهالك و خلفه رجاله استمع لصرخة تأتي من سطح البناية يعرف صاحبتها جيداََ !!!
بينما بالأعلى كانت سيلين مقيدة من قدمها و يديها بطرف الفراش المتهالك و توجد قماشة على فمها تمنعها من الصراخ بتلك الغرفة الصغيرة بينما بالخارج كان ثلاث شباب يقفون امام الباب من بينهم راغب الذي التمت عيناه بشر و هو يستمع لصوت صراخها المكتوم قائلاََ بشر :
ست الحسن و الجمال فاقت اخيراََ ، وحياة امها لكسر عينها
نظر لهم قائلاََ بوقاحة :
هدخل انا الأول و ابدأ معاها و انتوا ورايا علطول ظبطوا سوا بقى مين هيكون بعدي
ضحك الاثنان بحماس و كلاهما لعق شفتيه باثارة فردد احدهما برغبة :
طب أنجز و حياة ابوك
ابتسم الاخر بشر و دخل للداخل صافعاََ الباب خلفه مقترباََ منها و امارت السعادة و الانتشاء من الزعر الذي ارتسم على ملامح وجهها ما ان رأته يدخل من باب الغرفة
تحسس بوقاحة قدمها الظاهرة امام عينيه فقد كانت ترتدي جلباب مفتوح من الجانبين يصلح للنوم فقط حاولت سحب قدمها بعيداََ لكنه احكم قبضته عليها قائلاََ بشر :
مالك خايفة ليه ده الليلة ليلتك يا حلوة !!
تابع لمساته الوقحة على جسدها قائلاََ بغضب :
اجمدي كده معايا عشان ليلتك طويلة لسه ده فيه انا و اتنين بره مستنين دورهم ، وحياة امي لتدفعي تمن كل ساعة قعدتها في السجن هخليكي كل دقيقة تتمني الموت
امتدت يده ببعد خصلات شعرها بعيداََ عن وجهها حتى يقبلها لكنها اخذت تحرك وجهها يميناََ و يساراََ حاولت ان تصرخ اقرى و فعلتها بعدما انحصرت تلك القماشة بين شفتيها !!!
ركض قصي لأعلى ما ان استمع صراخها و تفاجأ بشابان امامه تصرف معهم احد رجاله بينما اقترب من باب الغرفة دافعاََ اياه بقدمه بكل قوة انتفض على اثرها راغب مبتعداََ عن سيلين التي تبكي بقوة جسدها يتنفض من الخوف
اقترب من راغب لاكماََ اياه بكل قوة صارخاََ على رجاله ان يبقوا بالخارج بقى يلكم الاخر حتى فقد وعيه و الدماء تغطي وجهه بأكمله ثم توجه لسيلين يحل تلك الحبال من عليها ثم دثرها بذلك المفرش الخفيف حاملاََ اياها بين يديه ثم غادر بها البناية طالباََ من رجاله التحفظ على ثلاثتهم !!
……..
بعد وقت
كان يدخل بها من باب شقته التي تكون امام شقة والدته التي بالطبع هي الآن بمنزل شقيقتها تخفف عنها وضعها على الفراش برفق كانت فاقدة للوعي ثم توجه لمنزل والدته يأتي لها بثياب ثم اتصل على الطبيبة التي تقيم اسفلهم يطلب منها ان تصعد لتفحصها
بعد وقت غادرت الطبيب و بدأت هي تستعيد وعيها و ما ان تذكرت ما حدث صرخت بفزع و هي تنظر حولها اقترب منها قائلاََ بقلق :
سيلين اهدي يا حبيبتي ، اهدي مفيش حاجة انت كويسة دلوقتي و في امان
تمتمت بذعر و هي تضم بيدها جسدها :
كا….كان…..عااا..اايز يق……
قاطعها قائلاََ برفق :

 

 

 

 

ملحقش متخافيش و قسماََ بالله هخليه يشوف جهنم ع الأرض و حقك هيرجع و محدش يقدر يقرب منك طول ما انا عايش
كان جسدها يرتعش بطريقة تثير القلق و هي تردد بخوف و ذعر :
انا خايفة اوي يا قصي ، مش هيسكت هيرجع من تاني دي مش اول مرة يعمل كده ، احميني منه
جذبها لاحضانه قائلاََ برفق و حب :
انا هنا يا سيلين اهدي يا حبيبتي مش هيقربلك تاني او حتى هتلمحيه وعد مني يا حبيبتي
تمسكت به بخوف و لازال جسدها يتنفض بين يديه حتى هدأت بعد وقت و غفت بين يديه اعادها للفراش و جلس بجانبها يتأملها بحزن
……..
خرج عمار من المستشفى باليوم التالي و لم يرد البقاء اكثر من ذبك رافضاََ الذهاب لتلك الفيلا و قرر الإقامة بمنزل فريدة بينما سفيان قد ذهب لمنزله بعد ان اوصله لهناك و اطمئن عليه و قام بتعين ممرضة تعتني به
قررت ميان زيارته و تلك المرة رافقتها لينا فقط
استقبلتهم فريدة بحفاوة قبل ان تأحذهم لغرفة عمار للأطمئنان عليه
عمار بمرح ما ان رآهم :
يا مساء الورد
كان يقولها و هو ينظر للينا بتأمل جميلة تلك الفتاة بحق بخصلات شعرها الصفراء و عيناها الجميلة ملامح وجهها التي اقرب ما يكون وجه طفل صغير يحمل براءة الأطفال تأملها إعجاب بفستانها الأخضر الفاتح الذي يصل لكاحلها بحمالات رفيعة و تحمع خصلات شعرها المموج بكعكة غير منظمة
خجلت من نظراته التي لاحظتها ميان و فريدة التي ابتسمت بتوسع حفيدها معجب بفتاة يبدو ان سيدخل عش الزوجية قريياََ
اطمئن عليه ميان لدقائق قليلة ثم غادرت برفقة فريدة التي غمزتها بالخفاء ليبقى الاثنان سوياََ
صمت يعم المكان بعد ان غادر الاثنتان قطعته هي قائلة بحرج :
انا هروح اشوفهم فين
اوققها قائلاََ بابتسامة :
خليكي قاعدة معايا
جلست مرة اخرى تفرك يدها بتوتر و خجل من نظراته المتأملة لها تمتمت بخجل :
بس بقى

 

 

 

 

سألها بابتسامة :
بس ايه !!
لينا بضيق زائف و هي تتهرب من النظر لعيناه التي لا ترحمها بنظراته :
بطل تبصلي كده و الا همشي
غازلها بمرح :
طب انا ذنبي ايه عيوني هي السبب طول عمرها بتعشق القمر و تحب تتأمل فيه يوم ما تلاقيه جنبها تبطل تتأمله ده حتى يبقى ظلم ليها و ليه
ابتسمت بزاوية شفتيها بخجل و هي تخفض وجهها ارضاََ و اكتفت بالصمت ليبتسم هو الأخر بدوره حاول تحريك جسده و ما ان فعل تأوه بألم شديد
فانتفضت هي قائلة بقلق مقتربة منه :
مالك حصل ايه ، حاسس بأيه وجعك
ربت على يدها التي لامست كتفه بعفوية من القلق ثم التقطها بين يديه مقبلاََ باطن كفها برقة جعل جسدها يرتعش من الخجل فسحبتها منه على الفور قائلة يخجل و ضيق مما فعل :
انا كده اطمنت عليك و لازم امشي عن اذنك ، و اه ياريت تاني مرة ما تتجاوزش حدودك معايا و تعمل اللي عملته من شوية يا استاذ عمار ، عن اذنك
قالتها ثم غادرت للخارج بدون اي كلمة اضافية متجاهلة محاولته لايقافها
…….
بينما بالخارج قبل خروجها كانت ميان تجلس برفقتها صامتة تشعر بالحيرة إلى من ستحكي ما رأت تبقى صامتة او تحكي له حتى يعرف حقيقة زوجته ، اهتدى عقلها ان تخبر فريدة فهي الوحيدة التي ان أخبرت سفيان سيصدقها :
فريدة……
طال صمتها لتسألها فريدة :
مالك ، من ساعة ما جيتي و انتي ساكتة ، عايزة تقولي ايه و خايفة !!
ابتلعت ريقها قائلة بصعوبة :
فريدة انا….
صمتت مرة اخرى لتزفر فريدة بضيق قائلة :
انتي ايه هتفضلي تنقطيني بالكلام
نطقت بصعوبة و هي لا تعرف ان كان ما تفعل صواب ام خطأ :
انا شوفت نرمين مع واحد !!!
فريدة بتساؤل :
مين !!
خفضت وجهها قائلة بحرج و صعوبة :
كانوا قريبين من بعض و….
صمتت و لم تجد القدرة على متابعة الحديث فتابعت فريدة بدلاََ عنها :
عايزة تقولي ان نرمين بتخون سفيان !!
اومأت لها بصمت لتتابع فريدة بابتسامة حزينة لأجل حفيدها الغالي :
انا عارفه !!!
توسعت اعين الاخرى بقوة قبل ان ترفع رأسها تنظر لها بصدمة متمتمة :
من امتى و ازاي ساكتة يت فريدة !!!
فريدة بضيق :
انا عرفت من فترة قريبة اوي و مكنتش عارفه اعمل ايه سفيان بيسمع ليها و واثق فيها ثقة عامية مش عارفه السبب ايه حتى انا لو قولتله مش هيصدقني مكنش معايا دليل و خوفت لو حصل و صدقني يموتها و يودي نفسه في داهية
ميان بزهول :
ازاي مش هيصدق يا فريدة ده عمره ما حب حد قدك انتي و علطول بيسمعلك انتي و بس
فريدة بسخرية مريرة :
بيتهيألك سفيان اتغير خالص و انتي اكتر واحدة عارفه هو اتغير قد ايه ، سفيان كلمة توديه و تجيبه من نرمين و حقيقي مش عارفه ليه بيسمع لها كده طردني من بيتي و نسب بيتي ليه و لمراته لمجرد انك غلطتي فيها و ان دخلتك الفيلا ده مش دليل انه مستحيل يصدق عليها كلمة
تنهدت بحزن قائلة :
مقدرتش اعمل حاجة غير اني اسكت و الح عليه يتجوز واحدة تانية عشان يخلف و يتلهي معاها و ما يفضلش موقف حياته على واحدة متستاهلش زي دي بس هو عنيد و مش بيسمع مني ، خايف على شعورها
قالت الأخيرة بسخرية لتسألها ميان بعد صمت لحظات :
عرفتي ازاي يا فريدة !!
فريدة بضيق :

 

 

 

 

للأسف انا اللي ببقى قاعدة اغلب الوقت معاها في الفيلا يعني ببقى شايفه اللي سفيان مش هيشوفه لأنها طول ما هو موجود بتمثل دور الزوجة المخلصة
تنهدت متابعة بحدة :
سمعتها مرة بتتكلم في التليفون معاه بصوت واطي بعدها قدرت صدفة لما نسيت تليفونها مفتوح و طلعت لاوضتها و انا فتحت سجل المكالمات على تاريخ اليوم ده و الساعة و كنت حفظتهم كويس لقيت الرقم بأسم بنت حفظت الرقم على تليفوني بسرعة و في نفس الوقت و انا مسكاه جالها رسالة من نفس الرقم و اتأكدت ان اللي باعتها راجل مش ست زي ما مسجلة الرقم و من ساعتها بقى و هي تحت عيني
أخرجت هاتفها قائلة و هي تضعه بيد ميان :
قدرت اعرف اسم اللي بتكلمه و اجيب صورته هو ده اللي شوفتيها معاه
اومأت لها ميان بصدمة لتتابع فريدة بحدة و قرف :
اسمه ” زاهر السلطان ”
سألتها بحيرة بعد صمت :
طب و العمل يا فريدة !!
فريدة بجدية :
انا قولت لسفيان يتجوز و اختارت ليه عروسه !!
ابتلعت ميان غصة مريرة بحلقها سرعان ما صدمت عندما قالت فريدة بصرامة :
العروسة تبقى انتِ يا ميان !!!
ميان بصدمة :
انت بتقولي ايه يا فريدة سفيان مش طايقني اصلاََ تقومي انت تقوليله يتجوزني !!
فريدة برجاء :
ميان انتِ الوحيدة اللي اقدر آمن على سفيان معاها لأنِ عارفه انك بتحبيه
ميان مغمغة بحزن :

 

 

 

 

بس هو لأ ، سفيان نسيني
فريدة بثقة :
بيحبك والله يا بنتي ، لسه بيحبك و زي الأول و اكتر هو بس محتاج اللي يفوقه من اللي فيه سفيان بيمر بأزمة يا ميان انا عارفه انه مصدوم من اللي حصل زمان لسه و انه مش قادر يتحاوز صدمته في امه ، اقفى جنبه و ساعديه يبعد عنها ، انا متأكدة ان بوجودك في معاه مش هتاخدي وقت كتير و الحية دي هتكون بره حياته
ميان بسخرية مريرة :
انت بتضحكي عليا بالكلام يا فريدة ، سفيان نسيني حب غيري و مبسوط معاها حتى لو متستاهلش بس حبها و مبسوط ، انا مقدرش اوافق ع اللي بتقوليه ، و لو انا وافقت بابا او ماما هيوافقوا
ثم تابعت حديثها قائلة :
انا لا يمكن اقبل اكون زوجة تانية و لا هقبل على نفسي اكون مجبورة عليه
فريدة برجاء :
طب و هو هتسيبيه كده على عماه معاها
ميان بسخرية :
مش هيصدقك انتي يا فريدة ، و هيصدقني انا
توقفت قائلة بحزن و اعين تلمع بالدموع :
انا يا فريدة يوم بعد يوم بكره نفسي عشان بحبه ، بكره نظرته ليا اللي وراها سبب كبير اموت و اعرف ، انا نفسي اكره سفيان يا فريدة ، نفسي اكرهه و انساه و اطلعه من حياتي
خرجت لينا بتلك اللحظة تطلب المغادرة فغادرت معها ميان على الفور تتهرب من نظرات فريدة المتوسلة لها كي توافق غافلة انها تطلب المستحيل فأن وافقت هي كيف سيكون رد الأخر الذي ما ان اخبرتها بشرطها الزواج منها ثار و كاد ان يكسر هذا المنزل من الغضب !!
………

 

 

 

 

كانت همس تجلس وحيدة بالجامعة تتذكر ذلك اليزن الذي يجذبها يوماََ بعد يوم لقاءهم و حديثهم قليلة لكنها تشعر بانجذاب نحوه هي هاديء الطباع عكسها تماماََ كتلة من الحركة و الجنون متنقلة من مكان لأخر لطالما كانت دوماََ تقول ان شرطها الأساسي بزوجها المستقبلي ان يكون مختلفاََ عنها لا تريده يمتلك نفس صفاتها و شخصيتها المجنونة بل تريده هاديء ثقيل يتمتع بالرزانة التي تغيب عن شخصيتها المجنونة تماماََ
فما الجيد ان تتزوج بشخص يشبهها هي لا تفضل ذلك ابداََ ذلك الطبيب يتسلل لقلبها و إعجابها به يزداد يوم بعد يوم !!!
لمحته من بعيد و هو يستقل سيارته مغادراََ الجامعة تنهدت ثم وقفت لتذهب لمرحاض الجامعة حراس والدها يحاوطوها من كل جانب تنفيذاََ لأوامره الصارمة
دخلت و هم ينتظروها بالخارج بعد دقائق كانت تقف أمام المرأة الكبيرة التي بعرض الحائط تضبط ثيابها كان المرحاض خالي من الفتيات خاصة بذلك الوقت فالشمس على وشك الغروب و الجميع يغادرون
كادت ان تخرج لتتفاجأ بثلاث سيدات منتقبات احدهم فاقدة للوعي و الاثنتان يساندوها سألتهم بقلق :
تحبوا اساعدكم في حاجة او اتصل بالدكتور
احد السيدات بمكر :
طبعا يا حلوه نحب اوي انك تساعدينا
تفاجأت همس بصوت رجالي و ليس صوت فتاة و قبل ان تأخذ رد فعل كان احدهم يأتي من خلفها راشقاََ ذلك السن الرفيع برقبتها فسقطت فاقدة للوعي كشف الثلاثة عن وجوههم و لم يكن سوا رجلان و فتاة تخلصت من نقابلها حتى ترتديه همس ليتمكنوا من الخروج بها من هنا
كان رجل يساعد الفتاة و الأخر يغلق باب المرحاض حتى ينتهوا لحظات و خرجت الفتاة اولاََ ثم بعدها الرجلان بنفس الطريقة التي دخلوا بها و لم يشك احداََ بهم فالوضع كان طبيعياََ
ثلاث فتيات رفيقتهم فاقدة للوعي و يساندوها ابتعد الاثنان بها لخارج الجامعة و من ثم أخذها منهم ثلاثة اخرين مطلقين لوجهتهم البعيدة !!!
……..
افيقت سيلين من غفوتها تشعر بألم بكامل جسدها لتتفاجأ بقصي غافياََ على المقعد بجانبها اعتدلت تنظر حولها بصدمة و هي تتذكر ما حدث في الصباح

 

 

 

 

 

تأملت وجهه بحزن و حب كيف لها ان تكون حمقاء لتلك الدرجة كيف تفضل ذلك الحقير عليه ، كيف اوصلتهم لتلك الحالة !!
فتح عيناه ليجدها تتأمله بحزن و حب ظاهر بوضوح بعيناها قبل ان يتحدث سألته بحزن :
لامتى يا قصي
لم يفهم ما تقصد فتابعت هي بحزن و ألم :
لامتى هتفضل بعيد و لامتى هنكون كده مرة انت تقرب و انا ابعد و دلوقتى انا اقرب انت تبعد
كل ما خرج من بين شفتيه تلك الجملة :
انتي اللي وصلتينا لكده
توقف امامه قائلة بدموع :
بقيت تكرهني خلاص
نظر لداخل عيناها قائلاََ بحزن و سخرية :
ياريتني قادر اكرهك كنت ارتاحت ، مش قادر انسى اللي عملتيه يا سيلين
تمسكت بكف يده قائلة بدموع :
طب انا غلطت بس غلطي يستاهل تعاقبني ببعدك طول العمر ، يستاهل نتوجع احنا الاتنين ، غلطتي ملهاش فرصة تانية ، انا بحبك يا قصي
تنهد قائلاََ بحزن :
يبقى ليها فرصة تانية لكن للأسف يا سيلين
انتظرت ان يتابع تلك الجملة التي ما ان نطقها تألم قلبها أكثر :
انا مش واثق في حبك ده و لا واثق حياتنا هتكون ازاي قدام
ترجته مرة أخرى قائلة بحزن و دموع :

 

 

 

 

 

طب انا بس عايزة فرصة واحدة بس يا قصي ، هكسب ثقتك من تاني
اشاح بوجهه بعيداََ عنها قائلاََ بحزن :
جهزي نفسك لازم نمشي ، اهلك زمانهم قلقانين عليكي انا لسه مكلمتش حد
جلست على الفراش تبكي بقوة و جسدها يهتز من شدة بكاءها :
انا محتاجالك جنبي متسبنيش يا قصي ، انا عايزة ارجع زي ما كنت زمان ، عايزة ارجع سيلين القديمة اللي كنت بتحبها عايزة الزمن يرجع بينا لأيام زمان ياريتنا ما كبرنا و ياريتني ما عملت اللي عملته
اقترب منها جالساََ بجانبها على الفراش مردداََ بقلق حزن :
اهدي يا سيلين
بكت اكثر قائلة بانهيار :
ياريتني ما جيت ع الدنيا دي و ياريت انا اللي موت عشان ارتاح و ترتاحوا مني و محمد هو اللي فضلها انا حمل ع الكل
تنهد محاوطاََ وجهها بيديه يمسح دموعها التي تقتله من الداخل :
سيلين اهدي
تمسكت بيده التي تحاوط وجهها قائلة بدموع عادت تنهمر من عيناها :
سامحني
تمتم بحزن :
مش هقدر انسى
نظرت لداخل عيناه قائلة بتوسل و دموع :
هنسيك
نظر لعيناها لحظة قبل ان يردد !!!
…….
بينما تلك الحية الأخرى كانت تجلس على تلك الاريكة بالمنزل الذي اننقلت إليه كما قال رأفت تكاد تموت من الغيظ مما فعل لكنها ابداََ لن تصمت فأن فشلت في التواجد بداخل منزله لديها طرق أخرى
اما الآن فيجب ان تعود لتلك الفيلا التي سبق و تركتها منذ سنوات و لن يسعدها سوى شخص واحد فقط !!!
التقطت هاتفها ثم على الفور رددت بغل ما ان جاءها الرد :

 

 

 

 

 

اسمعي انا ما صرفتش عليكي كل ده و لبستك و نضفتك عشان تفضلي نيمالي في الخط و ما استفدش منك بحاجة ، انا لازم ادخل الفيلا و ارجع اعيش فيها و الا عليا و على اعدائي زي ما دخلتك النعيم اللي عايشة فيه ده اقدر بسهولة اخرجك منه ، يا مرات ابني !!!
تمسكت بيده التي تحاوط وجهها قائلة بدموع عادت تنهمر من عيناها :
سامحني
تمتم بحزن :
مش هقدر انسى
نظرت لداخل عيناه قائلة بتوسل و دموع :
هنسيك
نظر لعيناها لحظة قبل ان يردد بحزن و كلماتها منذ ذلك اليوم تتردد بأذنه لا يستطيع نسيانها و كلما تتردد بعقله يأبى الاستسلام لتلك المشاعر التي تسببت في التقليل من كرامته و رجولته مرة أخرى ليتها تعلم ان ما يفعله هو الآن انه يحمي قلبه الذي لن يتحمل غدر و استهانة بحبه مرة أخرى :
مفيش غبي بيوقع في نفس الغلطة مرتين
كلماته حطمت قلبها عشقه لها خطأ لا يريد الوقوع به مرة اخرى قبل ان تتفوه بأي كلمة و تتوسله مرة اخرى تراجعت عن ذلك و قد تعالى صوت كرامتها على صوت قلبها

 

لذا بصمت احكمت وشاح الأسدال الذي ترتديه على رأسها ثم تماسكت بصعوبة حتى تقف على قدمها قائلة بهدوء اقلقه :
شكرا على مساعدتك عن اذنك
اوقفها قبل ان تغادر الغرفة قائلاََ بهدوء :
استني هوصلك بلاش تمشي لوحدك في الوقت ده
اشارت لساعة على الحائط قائلة :
الوقت مش متأخر اوي اقدر اروح لوحدي
تنهد قائلاََ بصرامة :
انا اصلا رايح عشان اجيب أمي لانها عندكم من الصبح فطريقنا واحد يلا
اومأت له بصمت ثم غادر الاثنان و الصمت يسود الجو بينهما لا هو يجد ما يقول و لا حتى هي !!
…….
قلب عاصم الجامعة رأساََ على عقب ما ما علم باختفاء ابنته من الجامعة سيارات الشرطة ملئت المكان و بعضهم يتابع كاميرات المراقبة التي ظهرت بها و هي تدخل المرحاض و لم تخرج منه !!!
كان عاصم متمالكاََ نفسه بصعوبة حتى لا يضعف او ينهار من خوفه على ابنته كان يزن عاد للجامعة ليأخذ هاتفه الذي نساه بمكتبه ليتفاجأ بما حدث بقى معهم حتى يقدم مساعدته و لا يعلم لما شعر بالمسئولية تجاه تلك الفتاة !!!
كان ” كارم ” ذلك الشاب الضابط صاحب الثلاثون عاماََ و الذي يتمتع بوسامة عالية يراقب شرائط المراقبة بتركيز شديد اكثر من مرة و من خبرته من عمله لاحظ ثلاث فتيات منتقبات دخلن للمرحاض قام بتبكير احد اللقطات لهم و هم يدخلون للمرحاض كان الفتاة الفاقدة للوعي تردتدي حذاء اسود ذو كعباََ عالياََ و قصيرة القامة

 


بينما عند خروجهم كانت ترتدي الفتاة حذاء رياضي و أطول و فتاة ترتدي حذاء اسود ذو كعب مماثل للمنتقبة ترقب اثر هؤلاء حتى وجد سيارة مصفوفة على بعد ليس بقليل من المرحاض و من ثم تفاجأ بأحد المنتقبات تكشف عن وجهها دون رقم السيارة سريعاََ ثم هرول لعاصم الذي يحاول تهدئة زوجته عبر الهاتف و التي تبكي بانهيار طالبة منه اعادة ابنتها لها :
سيادة اللوا في تلت منتقبات…….ثم قص عليه كل ما رأى باختصار ناهياََ حديثه بسرعة :
بعت الرقم على كل لجان المرور و جاري البحث عنها حضرتك
لكن خيبة امل اصابت الجميع و جعلت الخوف متمكن من قلب عاصم اكثر عندما جاءهم خبر بتواجد السيارة متفحمة على احد الطرق الصحراوية
عاصم بقلق :
طب وبعدين محدش اتصل و لا عارفين ليها طريق اعمل ايه ، هينقموا مني في بنتي
يزن بتهدئة :. اهدي بس حضرتك ان شاء الله هترجع و هتبقى بخير و تطمن عليها
تعالى رنين هاتفه برقم ميان رفيقة ابنته أجاب سريعاََ على أمل ان تكون توصلت لها و بالفعل ما ان أجاب قالت بسرعة و لهفة :

 

عمو عاصم همس امبارح خدت مني عقد عجبها عشان تلبسه انهاردة و بابا كان حاطط في جي بي اس و فتح على تليفون بابا و حدد مكانها
عاصم بلهفة :
ابعتيه بسرعة
على الفور نفذت ما قال ليجد المكان المنشود بمنطقة صحراوية خالية من الناس قام بتجميع قوات كبيرة و انطلق بها و معه يزن الذي فسر له سبب ذهابه معهم :
همس تلميذتي يا عمي و غالية عندي و لازم اقف جنبها في وقت زي ده
اثارت تلك الكلمات ربية كارم الذي انقبض قلبه ما ان رأى ذلك الطبيب و شعر بالخطر نحوه !!!
بعد وقت طويل كانت عناصر الشرطة تحاوط المكان بهدوء شديد و تصيب الرجال الذين يحرسون ذلك المبنى مرحبا بخفة و بدون اصدار صوت حتى لاحظ احد الرجال و اطلق النار عليهم و بعدها بدأ الجميع يتبادلون اطلاق النار
…..

 

بينما قبل قليل
بداخل ذلك المبنى المهجور الذي يقع على الطريق الصحراوي قكانت همس مستلقية على الأرض الصلبة بأهمال و يداها مقيدة بحبل سميك فاقدة للوعي ليست على دراية بما يحدث و لا بعائلتها بل جميع معارفها الذي دب القلق بقلوبهم على اختفائها خاصة والدها !!
فتحت عيناها ببطيء و هي تشعر بصداع رهيب يضرب رأسها ما ان فتحتها شعرت بشيء يقيد يدها بل انها بمكان لا تعرفه بالمرة انتفضت بمكانها عندما تذكرت ما حدث بمرحاض الجامعة !!
تحاملت على نفسها و توقفت متجهة نحو ذلك الباب الخشبي تحاول فتحه لكنه مغلق بمفتاح دفعت الباب بقدمها صارخة بعلو صوتها :
انتوا مين طلعوني من هنا
لا اجابة فاستمرت بركل الباب بقدمها صارخة :
انتوا يا بهايم خرجوني من هنا
الرد كالمرة السابقة استمرت بركل الباب حتى شعرت بالتعب فجلست ارضاََ تتنفس بعنف من المجهود و الغضب
لحظات و انفتح الباب و دخل منه رجل يبدو في الأربعين من عمره يتفحصها بعيناه الوقحة متمتماََ باعجاب باللغة الإنجليزية :
مثيرة
صرخت عليه بغضب :
انت مين !!
اقترب منها قائلاََ بفحيح بجانب اذنها بلهجة عربية متقنة :
انا عزرائيل ، اللي هياخد روحك
تراجعت للخلف قائلة بغضب و تحدي :
طب ما تفك الحبل ده و نشوف من فينا اللي هيكون عزرائيل و ياخد روح التاني الأول
ضحك الأخر بسخرية قائلاََ :
حلوة و شرسة ، خسارة في الموت بس هعمل ايه في ابوكي اللي مش عاوز يجيبها لبر
صرخت عليه بغضب و قرف :
ابويا هيعمل لواحد زيك ايه
قبض بيده على فكها متمتماََ بغل :
عمل كتير ، كتير يا حلوة ده اقل الأسباب قتله لأخويا الصغير و اكبرهم و اسوأ غلطة عملها معايا انه عايز يلف حبل المشنقة حوالين رقابتي و ضيق عليا كل الطرق في تهريب السلاح
همس بغضب و باشمئزاز :
ما هو ده شغلة ابويا يخلص الناس من الو……اللي زيك و يريح الدنيا من قرفهم
جذبها من خصلات شعرها متمتماََ بشر :
لسانك طويل شكلك كده طالعة لأبوكي ال…..
صرخت عليه بغضب و توعد :
اياك تغلظ في ابوايا او تجيب سيرته على لسانك الو….ده و الا قسماََ بالله هقتلك
دفعها على الفراش خلفها قائلاََ بسخرية :
بجد طب ازاي و انت متكتفة كده !!!
اعتدلت على الفور و كادت ان تركض لكنها جذبها من خصرها يلصقها بصدره و يقربها إليه اكثر قائلاََ باعجاب و اعين تلمع باثارة و رغبة بها :

 

قبل ما ابعتك عند اللي خلقك هستمتع الأول بالجمال و بعدها هخلي رجالتي تستمع زيي
ثن تابع باستمتاع و هو يتخيل تلك الفكرة و ما ينتج عن تنفيذها :
تفتكري سيادة اللوا هيحصلوا ايه لما يشوف بنته في الوضع ده يمكن يموت و يطب ساكت فيها او يعيش مزلول
صرخت عليه بغضب :
ده انا اموت نفسي و لا انِ اسمح لأي مخلوق يمس شعره مني و لا انِ اعيش ابويا مذلول
ثم تابعت بتحدي و هي تقف امامه :
لو كنت راجل مع انِ اشك في كده فك الحبل ده و خلينا اشوف ساعتها هتقرب مني ازاي
نظر لها بتحدي مماثل قائلاََ :
زي ما تحبي يا قطة ، تعرفي انِ بموت في القطط المخربشة اللي زيك كده
حل الحبال من حول يديها و ما ان فعل تفاجأ بركلة اسفل بطنه جعلته ينحني من الألم و على الفور سددت له ضربة قوية بقبضة يدها بعيناه و الأخير يتأوه من الألم و هو يضع يده على عيناه
اعتدل حتى يصفعها و ينتقم منها لكنه لم يجدها امامه و قبل ان يلتفت ليبحث عنها بأنحاء الغرفة تفاجأ بضربة قاسية على رأسه من همس التي التقطت تلك الخشبة القديمة الملقاة بأحد زوايا الغرفة و ضربتها على رأسه بكل قوتها فسقط ارضاََ الدماء تنساب على وجهه تزامناََ مع صراخه و صوت طلقات رصاص انتشر بالمكان
ركضت لتختبأ أسفل الفراش و جسدها ينتفض من الخوف الذي جاهدت حتى لا يظهر عليها امام ذلك الحقير !!!
……..

 

استطاع يزن و كارم و عاصم و بعض الضباط دخول المبنى يقتلون كل من يظهر امامهم اخذ يبحث عنها كارم بجميع الغرف و معه يزن و ما ان وصل لتلك الغرفة فتحها و كاد ان يغادر لكنه توقف عندما رأى تلك الجثة و صوت احد يبكي أسفل
دخل للغرفة و خلفه يزن الذي يبحث عنها بعيناه يحاول معرفة اين صوت البكاء هل من الشرفة المكسور زجاجها ام من الخزانة او أسفل الفراش !!
كارم بقلق و صوت حنون دافيء :
همس انتي هنا ، اطلعي متخافيش انا كارم
ما ان سمعت صوته خرجت من أسفل الفراش بجسد يرتجف من الخوف تلقي بنفسها من بدون تفكير بأحضانه و دموعه تنساب على وجنتيها مرددة بخوف و ذعر :
طلعني من هنا يا كارم ، انا خايفة اوي
ربت على رأسها و خصلات شعرها بحنان متمتماََ :
حاضر اهدي خلاص مفيش حاجة و محدش يقدر يأذيكي كلنا هنا عشانك يا همس اهدي متخافيش
كان يزن يقف بالخلف يتابع ما يحدث و شعور الضيق و الغضب تمكن منه عندما رأهم هكذا !!!
اخذ يتساءل لما هو هنا الآن !!
لما شعر بالضيق من هيئتهم تلك !!
اسئلة كثيرة عصفت برأسه عجز عن ايجاد اجابة لها

 

ابتعدت همس عنه و لازالت تبكي جعلها كارم تستند على يده قائلاََ بحنان :
سيادة اللوا هيموت من القلق عليكي خلينا ننزل نطمنه
سألته بدموع :
طب هو مطلعش ليه
تنهد قائلاََ بتردد :
سيادة اللوا اتصاب في دراعه مفيش خطر عليه متخافيش الإسعاف قربت توصل
توسعت عيناها بصدمة و قبل ان تصرخ اوقفها قائلاََ بتهدئة :
ارجوكي اهدي احنا هننزل عشان يطمن عليكي و تطمني عليه يا همس
ركضت للأسفل مسرعة تلقى بنفسها باحضان والدها الذي ضمها لصدره بارتياح مغمغماََ بخفوت :
الحمد لله يارب
……..
عاد الجميع لمنازلهم و بعد اصرار من عاصم و كارم رحلت همس و والدتها للمنزل و تبقى هو برفقة عاصم بالمستشفى
بينما يزن ابتهجت ملامحه و سعادة تملكت منه و هو يحتضن ابن شقيقته الصغرى الذي ركض إليه ما ان دخل من بابا الفيلا صارخاََ بصوته الطفولي الجميل :
خالووو
يزن بحنان و اشتياق و هو يقبل جبين الصغير :
حبيب خالو اللي واحشني
ضحك الصغير بمرح عندما دغدغه يزن برفق اقتربت شقيقته الصغرى منه ” ياسمين ” فجذبها معانقاََ اياها بيده الأخرى مقبلاََ جبينها قائلاََ بحنان :
واحشاني يا ياسمينة
ابتسمت له قائلة باشتياق مماثل :
مع انِ زعلانة منك عشان آخر مكالمة بس انت كمان وحشتني اوي يا اخويا
ابتسم قائلاََ بخفوت :
حقك عليا
ابتسمت له هي الأخرى فاقترب منه زوجها ” نادر ” مغمغماََ ابتسامة واسعة :
حبيبي يا ابو النسب واحشني
اقترب منه يزن معانقاََ اياها بابتسامة قائلاََ :
اخبارك يا نادر واحشني
تبادل الجميع السلام بحرارة ثم جلسوا بالصالون يتبادلون الحديث
احلام والدة يزن و ياسمين :
انا قولت للخدم يجهزوا الاوض ليكم خمس دقايق بس و اطلعوا ارتاحوا يا حبايبي
نادر بابتسامة :
تسلمي يا أمي بس احنا هنقعد في أوتيل لحد ما نشوف شقة جديدة بما اننا ناوين نستقر في مصر خلاص
صلاح باعتراض :
ايه اللي بتقولوا ده أوتيل ايه اللي تنزلوا فيه و بيت اهلكم مفتوح و بلاش بيت جديد كمان زي ما انتوا شايفين الفيلا واسعة و كبيرة اقعدوا معانا نتونس ببعض
بعد الحاح من الجميع وافق نادر و صعد ليرتاح هو و ياسمين التي لم تفارق البسمة وجهها سعيدة ببقائها بمنزل عائلتها
ما ان دخلوا للغرفة اغلق نادر الباب بالمفتاح ثم اقترب من ياسمين يحتضنها من الخلف متمتماََ :
وحشتيني

 

ابعدت يداه من عليها قائلة بحدة :
متلمسنيش
جز على أسنانه قائلاََ بغضب :
انتي مراتي
ابتعدت عنه قائلة بقرف و غضب :
مية مرة اقولك إياك تلمسني انا بقرف منك
جذبها بحدة يلصق ظهرها بالحائط بغضب و توعد :
انا صبري ليه حدود اتعدلي عشان ما اعدلكيش انا ، مش عشان بقينا في بيت اهلك هتسوقي العوج و مش هعرف انا اعدلك
جذب خصلات شعرها بقسوة قائلاََ بشر :
لا وحياة امك ده انا اعدلك و اعدل اللي خلفوكي كمان اظبطي كده عشان اللي معايا مش شوية اللي معايا يفضحك انت و اهلك كلهم فضيحة بجلاجل لأخر يوم في عمركم
ابعدت يده عنها خصلات شعرها بغضب قائلة :
انا و أهلي انضف منك انت و اللي خلفوك و اللي مكنتش تحلم حتى تناسب عيلة زينا و لا نسيت انت كنت ايه و بقيت ايه بعد ما دخلت بينا
قبض بيده على فكها بكل قوة قائلاََ بغضب و فحيح جاعلاََ الخوف يدب بأوصالها و أنفاسه الساخنة تضرب وجهها تصيبها بالاشمئزاز اكثر منه :
اه انا زبالة و اوسخ مما تتخيلي فخافي مني انتِ مش أغلى من اللي راحه اللي من دمي بأيدي قتلتهم ما بالك انتي يا بنت اكتر حد كرهته في حياتي هتكوني اغلى منهم مثلاََ
حركت رأسها بقوة لتفلت من قبضة يده قائلة بغضب و قهر :
لو شايف نفسك قوي فأحب اقولك ان فيه الأقوى منك و من الكل ربنا اللي خلقني و خلقك ربنا العادل اللي قال ان اللي بيعمل حاجة بيشوفها من قتل يقتل و بسمة اللي قتلتها ذنبها في رقبتك !!
ثم تراجعت للخلف قائلة بتحدي :
زي ما انت لاوي دراعي انا كمان لاويه دراعك اخويا هيعمل ايه لما يعرف انك انت اللي قتلت خطيبته هيعمل ايه لما يعرف لعبتك الحقيرة !!!!!
……..

 

في صباح اليوم التالي
الجميع بأعمالهم و اشغالهم بينما هاذان الاثنان بتلك الغرفة يفعلون الفاحشة الكبرى بعد وقت طويل كانت تلقي برأسها على الوسادة تتنفس بعنف كذلك هو
اعتدلت جالسة قائلة بضيق :
انا خايفة من كاميليا يا زاهر كنت فاكرة ان بجوازتها الأخيرة هتبعد عني و تحل عني و اهي رجعت تاني عايزة فلوس و عايزة ترجع للفيلا وسط ولادها لو فتحت الموضوع ده مع سفيان مش بعيد يطلقني
زاهر ببرود و هو يدخن السيكارة التي بيده بشراهة :
كاميليا مش سهلة ابداََ محدش في الدنيا دي يعرفها ادي و دماغها سم ده الشيطان يتعلم منها كل اللي عملته في حياتها و شغلها ال……عندي
سألته بضيق :
طب ساكت ليه ما تبعته لسفيان و نخلص منها
زاهر بضيق :
بلاش غباء اهلك ده ، احنا عايزين نكسب كاميليا و تبقى في صفنا لحد ما نوقع سفيان و بعدها نبقى نغورها في داهية مش عايزين شوشرة او مشاكل
كاميليا بضيق :

 

طب الفلوس اللي عايزاها دي اجيبها منين
زفر بضيق قائلاََ :
مش قضية يعني هبقى ادفعهم انا
اومأت له قائلة بفضول :
بتكره كاميليا ليه كده يا زاهر و كرهك لسفيان بسببها و لا في سبب تاني و ليه طلبت مني اكرهه في ميان و نعمل كل الفيلم ده !!!
حدجها بحدة قائلاََ :
نرمين وجع دماغ مش عاوز ، مش كل حاجه لازم تعرفيها احنا اللي بينا مجرد وقت نقضيه سوا و ننبسط متتدخليش في اللي ميخصكيش اللي يخصنا مسموح تتكلمي فيه اما اللي يخصني و بخليكي تعمليه بتقضي تمنه و غالي اوي مرة مني و مرة من ابن العزايزي اللي بيتمنالك الرضى ترضي
زفرت بضيق و غيظ و لم ترد ليتجاهلها هو ببرود شارداََ في الفراغ بينما الاثنان يتحدثون بأريحية كان هناك من يستمع لكل شيء بصدمة !!!!!
………
بينما على الناحية الأخرى بمنزل فريدة كان عمار يستمع من غرفته لمشاجرة شقيقه مع فريدة بصدمة !!!
حيث صرخ الاخر غاضباََ من طلبها المتكرر للمرة الثانية بالزواج من ميان :
ميان مين اللي عاوزاني اتجوزها يا فريدة ، دي بالذات لو فكرت اصلا اتجوز هتبقى اخر واحدة افكر فيها
فريدة بغضب :
مالها ميان عملتلك ايه فوق من الوهم اللي انت معيش نفسك فيه لامتى هتفضل تضحك على نفسك انت شايف ان نرمين دي تتحب و لحقت تحبها امتى و تقرر تتجوزها و انت كنت لسه قبلها بتقول بحب ميان و عايز اتجوزها طلعلي عيب واحد في ميان يخليك رافضها كده بتحبك و بتحبها و اخلاقها عالية
سفيان بغضب و صرامة :
انا حر يا فريدة و بقولك مرة تانية و تالتة و لأخر يوم في عمري ميان عمرها ما هتشيل اسمي
فريده باصرار و قوة :
طيب يا سفيان اقسم بالله لو ما تجوزت ميان لا هتبقى حفيدي و لا اعرفك و مش عاوزه اشوفك تاني و ابقى خلي حبيبة القلب مراتك اللي عمالة تخسرك اهلك واحد ورا التاني تنفعك
سفيان بصدمة و غضب :
ليه يا فريدة عايزة توصلي لايه بتجبريني على واحدة مش عاوزها و لا بطيقها ليه
فريده بهدوء :
بكره تعرف السبب و تعرف اني بعمل كده لمصلحتك و تيجي تشكرني و كلامي هيمشي يا سفيان و لو رفضت يبقى انت اللي اختارت
سفيان بصرامة و بعد تفكير :
مش هعمل حاجة مراتي مش موافقة عليها لو رفضت يبقى انسي الموضوع ده لو وافقت انا موافق يا فريدة انا مش هقهر مراتي و صدقيني لو الجوازة دي تمت يبقى انت اللي حكمتي عليها بالعذاب صدقيني هخليها تتمنى الموت
فريده بسخرية :
متخفش مراتك هتوافق بعدين يوم ما تفكر تأذي ميان محدش هيقفلك غيري يا بن شريف سامعني
نظر لها بغضب كبير مغادراََ المكان صافعاََ باب المنزل خلفه بقوة تنهدت فريدة قائلة بحزن :
صدقني يا بني انا عايزة مصلحتك بكره تفوق من الوهم ده بش يارب تفوق قبل ما الأوان يفوت !!
………
بينما بذلك المصنع الكبير الخاص بالأدوية كان رأفت يلقي نظرة على العمال قبل ان يدخل لمكتبه ليرى الضيفة التي في انتظاره و رفضت التعريف عن نفسها للسكرتير
ما ان دخل تفاجأ بكاميليا تجلس أمام مكتبه تضع قدم فوق الأخرى بغرور و بكامل زينتها و اناقتها من يراها يظن انها في بداية الأربعين كأقصى تقدير لطالما كانت تتمتع بجمال و ملامح جريئة خلاف عليا شقيقتها التي تمتلك ملامح هادئة تشع براءة
سألها بجدية :

 

خير يا كاميليا هانم في حاجة
اومأت له قائلة برقة زائدة :
اه قولت اجي بنفسي و اشكرك يا رأفت ع البيت و على كل اللي عملته عشاني
قالت الأخيرة و هي تقترب منها وضعة يدها على صدره تتحسسه بدلال محاولة اغواءه ثم فجأة مالت عليه مقبلة وجنته برقة ليضع يده على يدها….. !!!
……..
كارم علي الحسيني
في الثلاثون من عمره ذو شخصية يغلب عليها الطابع المرح رغم طبيعة عمله فهو ضابط بالشرطة برتبة رائد توفى والده الذي كان صديق عاصم الشريف منذ خمس سنوات و يعيش برفقة والدته
ملحوظة : ليه دور كبير قدام 😘
……….

يتبع….
قالت الأخيرة و هي تقترب منها وضعة يدها على صدره تتحسسه بدلال محاولة اغواءه ثم فجأة مالت عليه مقبلة وجنته برقة ليضع يده على يدها !!
ظنت انها استطاعت التأثير عليه لكن سرعان ما شهقت بألم عندما قام يثني زراعها خلفها ليصبح ظهرها امامه صارخة عليه بحدة :
رأفت انت اتجننت !!
دفعها بعيداََ عنه باشمئزاز قائلاََ بحدة :
المجنون هو انتي ، محدش مجنون و مريض غيرك يا كاميليا
أشار لها بيده من أعلى لأسفل متابعاََ بقرف :
السنين عدت و انتي بردو لسه بنفس وس….اللي معرفتيش تعمليه زمان بتحاولي تعمليه دلوقتي !!
نظرت له بغل من اهانتها ليتابع الأخر بغضب :
اختك اللي هي مراتي لحد دلوقتي متعرفش ان اختها من زمان بتحاول تسرق جوزها منها و تدمر حياتها و بيتها و بعد كل السنين دي راجعة بنفس تفكيرها الو…..اللي متغيرش و اللي اي حاجة في الدنيا تتغير إلا هو !!!
ضحكت بخفوت مبتلعة اهانتها قائلة بتحدي :
ما تنكرش اني عجباك
ضحك بقوة قائلاََ :
عمرك شوفتي حد بتعحبه الزبالة و الحاجات الرخيصة المكشوفة
جزت على اسنانها بغل و صمتت ليتابع هو :

 

مفيش صح ، ما عشان كده انا اتجوزت عليا زمان و مرضتش بيكي لما خيروني بينكم
رفعت يدها لتصفعه لكنها ظلت عالقة بالهواء :
اخرس يا حيو……
قام بثني ذراعها قائلاََ بغضب :
لولا انك ست كنت كسرت عضمك ، اللي مصبرني عليكي هي عليا اللي لولاها ماكنتش قعدتك دقيقة واحدة في الشقة و لا عبرتك و رميتك في الشارع
ثم تابع بقرف و الأخرى تتألم من ذراعها الذي قام بثنيه بعنف تستمع اهانته و قد فشلت في الرد على اي منها لطالما كان هكذا دوماََ يوقفها عند حدها كلما حاولت اغواءه و قد ظنت ان السنوات غيرته :
متستاهليش اخت زي عليا و لا ابن زي عمار مش هقول سفيان لانه طالعلك نسخة منك يا كاميليا و لا كنتي تستاهلي شريف اللي يرحمه
غمغما بغل و توعد :
صدقني هتدفع تمن كلامك ده غالي اوي
استهزاء بها قائلاََ بحدة :
أعلى ما في خيلك اركبيه و حذاري يا كاميليا تقربي من عيلتي او تأذي حد فيهم همحيكي من على وش الدنيا
ضحكت بقوة قائلة بغموض :
هو انا لسه هقرب يا رأفت ما انا قربت خلاص !!!

 


قطب جبينه قائلاََ بعدم فهم :
قصدك ايه !!
لوحت له بيدها قائلة بتوعد و غل :
بكره تعرف و بلاش تهدد و تقول كلام مش هيحصل كان غيرك اشطر يا……جوز اختي !!
………
كانت لينا تجلس برفقة ميان بشرفة غرفتها تفرك يدها بتردد بينما ميان تقف تراقب الشارع بتركيز مصوبة عيناها على تلك البناية المقابلة لها بالتحديد
دخلت عليهما همس فجأة قائلة بابتسامة واسعة :
لقيت نفسي فاضية قولت اعدي عليكم احكي الاكشن اللي حصل معايا كله
ثم جلست بجانب لينا تضع قدم فوق الأخرى مرددة بغرور زائف :
هاتيلي عصير فراولة
ميان بسخرية دون الالتفات لها :
كان على رجلك نقش الحنا و انا معرفش قومي اعملي لنفسك انت عارفة طريق المطبخ
همس بغيظ :
باردة
سألت لينا بتردد :
ميان هو عمار كويس
ميان دون لن تنظر لها :
اه بيتحسن
سألتها بتردد مرة أخرى :
طب مش واجب تروحي تزوريه
التفتت لها ميان لحظة تسألها :
ليه

 

شاكستها همس قائلة بمرح و غمزة من عيناها :
ياواد انت يا بتاع الواجب
لينا بضيق و غيظ :
انا غلطانة كنت عايزاها تعمل الواجب و تطمن على ابن خالتها
همس بمرح :
طمن عليه و تطمنك انتي كمان مش كده ، الواد ده شكلك وقعك والله
لينا بضيق :
ايه وقعك دي هتعملوا عليا حفلة بس انا اللي غلطانة اني اتكلمت و نصحتها
همس بسخرية :
متغلطيش تاني بقى و لو قلقانة عليه اهو انتي عارفه طريقه فين روحي انتي يا لينو
همس بضيق :
بت انتي مالك واقفة عمالة تبصي للشارع كده و مش معبراني انا و هي ايه اللي مركزة معاه اوي كده
ميان بتوتر :
مفيش
لينا بشك :
معاها حق انا بردو من ساعة ما دخلت و انتي واقفة كده و مركزة مع حاجة ، في ايه يا ميان !!!
ميان بانفعال :
قولت مفيش حاجة هي قصة
همس بحدة :
بت انتي تعدلي و متعليش صوتك و قولي اللي عندك احسنلك و بلاش لف و دوران
ميان بحدة مماثلة :
مش بلف و ادور قولت مفيش حاجة
تعالى رنين هاتف ميان أجابت على الفور ما ان علمت اسم المتصل و الذي لم يكن سوى حارس البناية المقابلة لهم قائلاََ بلهفة :
ست ميان الست كاميليا لسه طالعة من العمارة دلوقتي و وقفتلها تاكسي و مشيت خلاص
شكرته ثم ركضت لداخل غرفتها تجذب ذلك الصندوق الصغير و تركض للخارج و خلفها الاثنتان لا يفهمان شيئاََ
قطبت همس جبينها و هي ترى ميان تدخل لتلك الشقة و تضع أجهزة تعرفها جيداََ من عمل والدها انها أجهزة تصنت صغيرة الحجم تضعها بأماكن مختلفة غرفة النوم ، المطبخ ، الصالون ، الشرفة لم تترك مكاناََ إلا و وضعت به
لينا بضيق :
ميان انتي بتحطي ايه في بيت الست دي
همس بعدم فهم :
ست مين
لينا بضيق :
خالتها كاميليا ام سفيان و عمار
ميان بضيق مماثل :
هفهمكم كل حاجة بس مش وقته خلينا نمشي من هنا بسرعة قبل ما ترجع

 

ها هي عادت معهم حيثما كانوا من البدايه بغرفتها تقص عليهما ما حدث من البداية :
لما شوفت نرمين و اتأكدت من فريدة خليت الشغالة اللي بتنضف البيت عنده تعمل نفس اللي انا عملته من شوية و حطت أجهزة تصنت في كل مكان و سمعتهم بيتكلموا و جابوا سيرة كاميليا……ثم جعلتهما تستمعان للحوار الذي دار بين نرمين و زاهر و ما ان انتهى قالت بغضب :
كان لازم اراقب كاميليا هي كمان بعت حد يراقبها زي ما عملت مع نرمين و اللي اسمه زاهر لازم يكونوا تحت عيني انا دلوقتي اتأكدت ان سفيان لسه بيحبني و انهم عملوا حاجة كبيرة اوي خليتوا يبعد عني كده هما السبب في عذابي السنين دي كلها و بعدنا عن بعض
همس بحزن لأجلها :
ميان سفيان بعد عنك قبل حتى اللي عملوه هو ما يستاهلكيش صدقيني
ميان بدافع عنه :
غصب عنه يا همس اللي حصل بردو مش سهل انا عذراه و اكيد اللي عملوه التعابين دول كبير لدرجة تخليه يعاملني كده
همس بغضب :
باقية عليه يا ميان ليه ده لو مكتبك وصلات أمانة و متبرعلك بكليته مش هتعملي كده اش حال ما بيفوتش فرصة الا لما يسمعك كلام زي السم ابعدي عنه يا ميان و اشتري كرامتك و هو اللي هيجيلك زاحف

 

ثم تابعت بقرف :
اللي زي سفيان ده طول ما انتي لازقة فيه هيشوف نفسه عليكي لكن لما تتجاهليه و تديه بالجزمة هيلف و يدور حوالين نفسه عشان بس يرجعك ليه زي ما كنتي و يرضي غروره هو ما ينفعش معاه غير العقربة اللي متجوزها ، طلعي نفسك من الليلة دي يا ميان بتتعبي نفسك ع الفاضي مش هيصدقك زي ما جدته قالت
ميان بدموع مهددة بالنزول :
هيقضوا عليه هو بيحبني بس محتاج اللي يشيل الغشاوة دي من على عينه
لينا بحزن لأجلها :
همس معاها حق يا ميان ، البعد عن اللي زي ده راحة انتي تستاهلي الأحسن منه
ميان بدموع :
مش بأيدي والله ، مش عارفه اشوف غيره مش قادرة انساه ، نفسي اطلعه من دماغي والله مش عارفه ، سفيان كويس مش وحش هو بس محتاجني جنبه عشان اخد بأيده و اطلعه من اللي هو فيه
همس بضيق و حزن :
احنا نبهناكي يا ميان و انتي حرة بس هقولك حاجة اخيرة احنا مش عايزين غير مصلحتك و مراية الحب عامية احنا شايفين اللي انتي مش شيفاه اسمعي مننا و بيعيه مرة زي ما طول عمره بايعك و اشتري نفسك و كرامتك بلاش تجري ورا وهم
ثم تابعت و هي تنظر للساعة بهاتفها :
انا لازم امشي هعدي ع المستشفى عشان بابا هيخرج من المستشفى كمان ساعة يدوب الحق
ميان و همس معاََ :
الف سلامة عليه و حمد الله على سلامتك يا همس
اومأت له بابتسامة ثم غادرت فالتفتت لينا لميان قائلة بتردد و توتر :
ميان هو عمار مش شبه اخوه صح يعني مش نفس الطباع مش كده

 

تنهدت ميان قائلة :
بتسألي ليه
لينا بضيق :
هو السؤال حُرم ، كل ما اتكلم ليه ليه لو مش عايزة تجاوبي متجاوبيش و بطلي تعملي عليا حفلة انتي و همس بقى
ميان بابتسامة خافتة :
خلاص متزعليش
ثن تابعت و هي تربت على يدها :
عمار مش زي سفيان خالص متقلقيش منه عمار طيب و بيعرف يحكم عقله كويس و لين في المعاملة و في صفات كتير اوي حلوة عنده عيب واحد بس
لينا بقلق :
ايه هو !!!
زمت الأخرى شفتيها قائلة بغيظ :
بيقولي يا ميمونة
تمزح بينما هي أصابها القلق مما قالت فوكزتها بكتفها قائلة بضيق :
تصدقي انك رخمة و باردة اوي
ضحكت ميان بخفوت قائلة :
بهزر قومي يلا خلينا نمشي
– على فين !!
ابتسمت ميان و هي تضبط خصلات شعرها قبل ان تغادر و تجذب الأخرى معها :
نروح نطمن ع الواد زمانه مشتاق هو كمان و قاعد على نار
لينا بهدوء تخفي به لهفتها :
معنديش حاجة ممكن اروح معاكي عادي
ميان بمشاكسة و غمزة من عيناها :
يا واد يا تقيل
……..
ارتدت سيلين ملابسها بأهمال متجاهلة والدتها التي تحاول منعها قائلة بقلق :
رايحة فين يا بنتي خليكي مرتاحة
احكمت سيلين حجابها حول رأسها فاقتربت منها سميحة قائلة بحزن :
حقك عليا يا بنتي ، انا عارفه اني قصرت في حقك و كنت قاسية عليكي بس انا ندمت و فوقت متأخر صحيح بس عشمانة انك تسامحيني
نظرت لها سيلين للحظات مرددة بنبرة خاوية من المشاعر :
فوفتي متأخر اوي
بكت سميحة بندم بينما كمال كان يراقب ابنته بحزن و ألم على حالتها التي وصلت إليها لم تعد كما كانت في السابق لا بهيئتها و لا بشخصيتها سيلين التي أمامه ليست ابنته التي كبرت امامه يوما بعد يوم !!!
…….
كانت ميان تقود سيارتها متجهة لمنزل فريدة برفقة لينا سرعان ما توقفت بسيارتها عند إشارة المرور و عندما نظرت لجانب الطريق وقعت عيناها على سيلين لما تتعرف عليها للوهلة الأولى لكن عندما دققت النظر بها ابتسمت و صفت سيارتها على جانب الطريق و نزلت منها هي و لينا التي لا تفهم شيئاََ و ما ان اقتربت منها قالت بلهفة :
سيلين !!!
قطبت الأخرى جبينها قائلة بخفوت :
حضرتك تعرفيني
ميان بابتسامة جميلة :
مش فكراني ، انا ميان بنت خالة عمار و سفيان كنا بنلعب سوا و احنا صغيرين و كمان قصي و مروان اخويا اللي يرحمه
تذكرتها سيلين فابتسمت لها الأخرى قائلة :
ميان اخبارك ايه !!
جلست ميان بجانبها على المقعد الحجري الذي يطل على البحر قائلة بابتسامه :
اهو عايشة انتي اخبارك ايه
تنهدت سيلين بحزن مرددة :
عايشة بردو
انسابت دموعها على وجنتيها بحزن فسألتها ميان بقلق و هي تضع يدها على كتفها :
بتعيطي ليه انتي كويسة
لم تجيب سيلين و اكتفت لينا بمتابعة الحديث بصمت فتنهدت ميان بحزن قائلة :
انا عرفت اللي حصل زمان من فريدة ليه عملتي كده في قصي كلنا كنا عارفين انه بيحبك
سيلين بدموع و ندم :

 

انا الوحيدة اللي كنت غبية كنت شايفة معاملته ليا معاملة اخ لاخته كنت فكراه بيتعامل معايا ع الأساس ده و مكنش في دماغي حاجة تانية لما طلب مني الجواز و قالي انه بيحبني اتصدمت يا ميان و اتلخبطت انا كمان يومها كنت رايحة اقوله ان معجبة بشاب معايا في الجامعة اتعرفت عليه من سنة اولى و طلبني للجواز و انا وافقت لقيت نفسي يومها بقوله انا بحب راغب و هتجوزه و سيبته و مشيت و اتفاجأت بسفيان بعدها بكام يوم عندي بيتهمني ان سبب حالة قصي و انه حابس نفسه قالي اني مسئولة عن اللي هو فيه و لازم اعمل اللي هيقول عليه عشان قصي يقف على رجليه من تاني
تنهدت ثم أكملت حديثها :
كنت يومها مصدومة يا ميان مش قادرة اشوف قصي غير اخ زي كل السنين اللي فاتت فاختارت راغب و رفضت قصي ساعتها سفيان قالي اعمل كل اللي عملته عشان يكرهني و يقف على رجليه من تاني و يتخطاني و يكمل حياته
بكت اكثر قائلة بحزن :
نفذت و عملت اللي طلبه عارفه انه غباء بس هتكلم مع مين و اخد رأيه و هو كان الوحيد اللي القريب مني اقرب من ابويا و امي اللي رمياني من سنين
ميان بصدمة :
سفيان !!!!
اومأت لها سيلين عم الصمت للدقائق بعدها اردفت ميان بحزن :
قصي بيحبك
اومأت سيلين برأسها قائلة بندم و حزن :
بس مش هينسى الكلام اللي كنت بقوله ليه صعب مفيش حد يقبل على نفسه كده
ميان و هي تربت على يدها بحزن و شفقة :

 

طريقكم لسه مفتوح و في فرصة
نفت برأسها عدة مرات قائلة بدموع :
اترجيته بدل المرة ألف لس مفيش فايدة كل اللي على لسانه انتي اللي وصلتينا لكده و مش هيقدر ينسى
نطقت ميان بتلك الجملة التي لم تصدقها بالأساس :
الوقت بينسي كل حاجة
سألتها ميان لتغير مجرى الحديث :
انتي بتشتغلي ايه يا سيلين و بتعملي ايه في حياتك
سيلين بدموع :
مش بعمل ايه حاجة
ميان بسخرية :
مقضياها بكى ليل نهار يعني
ثم تابعت بجدية :
كده غلط ضعفك و استسلامك ده غلط البكى هيعملك ايه يعني ، ضعفك ده غلط يا سيلين اشتغلي و كملي حياتك بلاش تخسري كله مش عشان خسرتي قصي مع انِ متأكدة انكم هترجعوا لبعض بس هي مسألة وقت توقفي حياتك عليه الحياة فيها حاجات تانية لازم تعيشيها غير البكا و الدموع
سيلين بدموع و سخرية :
مكملتش اخر سنة في الجامعة مين هيرضى يشغلني اصلا
ميان بتشجيع :
أمرها سهل ، ايه رأيك تشتغلي مع بابا هو كان بيدور على سكرتيره بقاله يومين و هو مستحيل يرفض لما يعرف ان انتي اللي هتشتغلي
صمتت سيلين بحيرة و هس تشعر بانعدام رغبتها بفعل اي شيء فعادت ميان تبث الحماس فيها :
فوقي يا سيلين انتي ليه ميتة في نفسك كده فوقي كده و عيشي حياتك اخرجي و اشتغلي و العبي رياضة مارسي هوايتك ، الحياة فيها حاجات جميلة اوي احسن من الدموع و البكا طب ما انا كمان زيك يمكن اكتر منك بس مخلتش حزني يأثر على حياتي كملت و لسه بكمل
تنهدت سيلين بحزن و صمتت لدقائق لتقول ميان بتردد :
هحاول اساعدك عشان ترجعه لبعض

 

سيلين بلهفة :
ازاي !!!
ميان بابتسامة صغيرة :
هقولك بس تسمعي الكلام !!
……..
كالعادة اطمئنت ميان على عمار و تركته برفقة لينا التي لا يفوت عمار فرصة إلا و غازلها بطريقة جعلتها تخجل بشدة
بينما فريدة كانت تؤدي فرضها كانت ميان تجلس بالصالون تستمع لتلك الأصوات التي تنبعث من جهاز التصنت التي قامت بوضعه بمنزل كاميليا !!!
…..
حيث كان الوضع على الناحية الأخرى كالتالي
أسفل البناية التي تقيم بها كاميليا كانت فتاة منتقبة تدخل بحذر لمدخل البناية ثم استقلت المصعد ضاغطة بيدها على زر الطابق المنشود لحظات و كانت تدخل الشقة و الأخرى اغلقت الباب خلفها بقوة صارخة عليها بغل :
بعد كل اللي عملته ليكي بتغدري بيا و بتتهربي مني نضفتك و خليتك هانم و ساعدتك تتجوزي سفيان بتنكري جميلي عليكي و عايزة تلهفي كل العز ده لوحدك
أزالت الأخرى النقاب عن وجهها قائلة بغضب :
عملتي كل ده لمصلحتك يا كاميليا و زي ما كنت باخد كنت بديكي نسيتي الفلوس اللي كنت بسحبها منه ايام الخطوبة و كنت بغرقك بيها
ثم تابعت بحدة :
نسيتي اللي عملته عشان ابعد ميان عنه و نسيتي انِ كدبت عليه زمان عشان يكره ميان و يطلعها من حياته نسيتي راغب اللي عرفتك عليه عشان يوقع سيلين و يتجوزها عشان تننقمي من اللي خطفت حبيب القلب زمان بلاش اعدلك الباقي اللي عملتيه ليا نقطة في بحر من اللي عملته ليكي يا كاميليا
كاميليا بغل :
بتهدديني يا نرمين
نرمين بسخرية و غرور :

 

اللي اقصده لا تعايريني و لا عايرك ، الفلوس اللي بتعوزيها بتاخديها ع الجزمة لكن اياك تطلبي مني ارجعك الفيلا من تاني و افاتح سفيان في كده
صفعتها كاميليا بقسوة قائلة بغل :
هقوله ع الحقيقة و هفضحك
ردت ليها نرمين الصفعة بقوة اكبر ببرود قائلة بسخرية و عدم مبالاه :
قوليله اولا هتخسري الفلوس اللي بتسحبيها مني و انسي انك تعرفي تضحكي على ولادك او حد منهم يصدقك و قبل كل ده
اقتربت منها قائلة بتحدي :
سفيان نفسه مش هيصدقك ، ايه يا كاميليا ده احنا دافنينه سوا و كله كان بتخطيطك ازاي اقدر اسيطر عليه و اخليه ميصدقش غير اللي انا اقوله بس و ازاي افضل في نظره ملاك نازل من السما
جزت الأخرى على أسنانها بغل و حقد :
خليكي مطيعة و ارضى باللي بتاخديه مني يا كاميليا بدل ما اقطعه عنك و اروح لاختك و اقولها كل بلاويكي و ساعتها هتطردك من بيتها زي الكلاب
ثم ربتت على وجنتها قائلة باستهزاء :
في الاخر مش هيبقى ليكي غيري و ساعتها يا هقبل اساعدك يا لأ !!!!
اغلقت ميان هاتفها بصدمة مما سمعته لحظات و دخلت عليها فريدة قائلة بلهفة :
فكرتي في اللي قولته و موافقة صح !!!
ميان بصدمة و عدم تصديق :

 

سفيان وقع نفسه في ايه يا فريدة ، كلهم عصابة عايزين يدمروه ، كل مرة بكتشف حاجة تخليني اتصدم فيهم و قد ايه هما شر و الكره مالي قلوبهم
فريدة بعدم فهم :
عرفتي ايه
قصت عليها ما حدث لتكون الصدمة حليفة الأخرى قائلة بغضب :
الوضع ده ما يتسكتش عليه هقوله و اللي يحصل يحصل هقوله
ها هي ما ان اخبرته كما توقعت لم يصدقها
قائلاََ بغضب :
مستحيل أصدق الكلام الفارغ ده و ميان مين دي اللي ممكن أصدق اللي تقوله و ادمر بيتي بأيدي و اهده عشان شوية كلام قالته من غيرتها من مراتي عشان هي مش مكانها
فريدة بغضب :
عملالك ايه عشان تبقى معمي كده ، فوق بقى لنفسك انت بتمسكك بيها بتدمر نفسك و حياتك مش مصدقني روح دور في تليفون مراتك هتلاقيها مسجله عشيقها باسم واحدة من صحابها اسمها جيجي يارب تفوق بقى لان محدش هيخسر غيرك
غادر بغضب من امامها و ما ان وصل للفيلا ركض لأعلى حيث غرفته وجد زوجته بالمرحاض
تماسك بصعوبة حاى لا يلتقط هاتفها و يفعل ما قالت جدته لكن لحظة اثنان ثلاثة و لم يصمد و التقطه يبحث عن اسم جيجي و اتصل بها لحظات و جاءه الرد لتتوسع عيناه بصدمة عندما استمع !!!
………
تماسك بصعوبة حتى لا يلتقط هاتفها و يفعل ما قالت جدته لكن لحظة اثنان ثلاثة و لم يصمد و التقطه يبحث عن اسم جيجي و اتصل بها لحظات و جاءه الرد لتتوسع عيناه بصدمة عندما استمع لصوت رجولي على الطرف الأخر
خرجت نرمين من المرحاض بتلك اللحظة لتتوسع عيناها بزعر ما ان رأت سفيان و تعابير وجهه المرعبة و قد ظنت انه اكتشف خيانتها !!!
ما ان رأها دفع بالهاتف على الفراش بغضب قابضاََ بيده على ذراعها صائحاََ بغضب أعمى :
مين اللي مسجلاه باسم جيجي
ثم تابع بصراخ و هو يصفعها بقوة اسقطتها ارضاََ :
انطقي يا……بتخونيني !!
صرخت بألم صارخة عليه :
محصلش ، انت بتشك فيا يا سفيان

 

جذبها من خصلات شعرها بقسوة صارخاََ عليها بغضب و هو يضع الهاتف أمام وجهها :
اومال ايه ده ، ابويا اللي رد عليا مثلاََ ، راجل و رقمه عند مراتي متسجل بأسم واحدة ست ، ده يبقى ايه يا بن……
بكت بقوة و هس تحاول التخلص من قبضة يده المحكمة حول خصلات شعرها :
اسمعني ، كل ده كدب اسمعني و بلاش تخسرني باللي بتعمله ده ، اكيد فيه سوء تفاهم
اتصل بالرقم مرة أخرى و لازال محكم قبضة يده على خصلات شعرها بقسوة حتى جاء صوت امرأة تتحدث برقة :
سوري يا نروم بس كنت مشغولة مع ابني ، اصل احنا في تمرين السباحة دلوقتي و قولت لتوفيق جوزي يرد عليكي و انتي الظاهر كده اتحرجتي تردي عليه و الخط قطع
تنفست نرمين بارتياح و بدأت بالبكاء بينما سفيان تبدل غضبه بلحظة لندم و قد ايقن ان غضبه تمكن منه على الأخير ليشك بزوجته التي يحبها و يحفظها على ظهر قلب كيف فكر انه من الممكن ان تفعل زوجته و حبيبته هذا !!
………
هرب من امام زوجته غير قادراََ على تحمل نظرات العتاب التي تناظره بها و استخدم نفوذه و مكانته حتى يعبر تلك البوابة و يدخل الجامعة كالمرة الماضية و اخذ يبحث عنها هنا و هناك لكن لا أثر لها و ما ان أبصر رفيقاتها الاثنتان همس و لينا أسرع إليهم قائلاََ بغضب :
هي فين
لينا بتساؤل :

 


هي مين !!
جز على أسنانه قائلاََ بغضب و نفاذ صبر :
ميان فين
لينا بضيق :
سيبناها ع البحر من شوية في……..عايزها ليه
لم يجيب و قبل ان يرحل توقفت همس أمامه قائلة بغضب :
عايزها ليه ابعد عنها بقى مش شوفت حياتك و اتجوزت خليها هي كمان تشوف حياتها
سفيان بغضب :
قوليلها هي الكلام ده ، انا لا بجري وراها و لا طايقها من أساسه سبق و رمتها من زمان و انا عمري ما باخد حاجة خلاص رميتها
قالها ثم غادر بغضب مثلما دخل بينما همس صاحت بغضب :
يا اب……متفرعن على ايه و شايف نفسه هو كان يطول تحبه اصلا
لينا بضيق و حزن :
همس
لكن الأخرى لم تجيب و أكملت حديثها بغضب :
ده فعلا اخره اللي متجوزها دي ، ظلم ميان و شاف نفسه عليها و شكك في أخلاقها فربنا بلاه بواحدة زي مراته مغفلاه و بتنام في حضن غيره ساب دي عشان دي اش جاب لجاب
لينا بتحذير :
همس الكلام ده ميان مش لازم تعرفه ، هتزعل اوي
همس بغضب :

 

لا هتعرف و هقولها خليها تفوق بقى ده مينفعش معاه معروف و لا حتى يستاهل تقف جنبه
ثم تابعت بعصبية و غضب من أجل رفيقتها :
ده من الكلام اللي كانت بتحكيه ميان عن طفولتهم ازاي كان أهلها بيحبوه و كان احيانا يبات في بيتهم بالأيام و العيش و الملح اللي كلوه سوا في الاخر عشان ذنب مش ذنبهم بعد عنهم و اعتبرهم اعداء نسي العشرة و اللي كان بيشوفوا منهم ده ناكر للمعروف مش بعيد بعد كل ده يرميها تاني و يقولها مطلبتش تساعديني
لينا بحزن :
بنعمل اللي علينا و بننصحها يا همس مفيش في ايدينا حاجة تاني ، حبها ليه عاميها ع الاخر
همس بحدة :
يغور ده حب و تغور اي حاجة تيجي من وش واحد زي ده أعوذ بالله منه
تنهدت لينا قائلة برجاء :
همس ميان مش هتعرف حاجة ، اتفقنا
صمتت همس للحظات ثم قالت بعدم اقتناع من صمتها عن حديث ذلك البغيض :
موعدكيش
……..
اصدر صوت احتكاك اطارات سيارته بالأرض صوتاََ عالياََ مزعجاََ ثم نزل هو منها بغضب يبحث عتها يميناََ و يساراََ حتى وجدها تقف على ذلك الجسر الذي يصل مبنى بمبنى اخر تتمسك بالسور الحديدي و تنظر للأسفل حيث مياه الشاطئ توسعت عينيه بصدمة ماذا تفعل انها ستلقي بنفسها ستنتحر !!!
ركض بكل ما يملك من قوة سريعاََ حتى صعد وصل إليها كانت تترنج يميناََ و يساراََ التقطها بين يديه قبل ان تسقط صارخاََ عليها بغضب :
انتي كنتي هتعملي ايه
لا رد تمسك رأسها بيدها و هي تجد صعوبة في الرؤية و تلك السحابة السوداء تسحبها إليها سألها بقلق نابع من كل قلبه :
مالك
فقدت وعيها بين ذراعيه حاول افاقتها لكن دون جدوى فحملها بين يديه بسرعة و ركض لسيارته متوجهاََ لأقرب مستشفى و ها هو الطبيب يخبره بحالتها :
الانميا عندها ضعيفة جداََ لازم تهتم بأكلها و صحتها علقنا محاليل ليها و اول ما يخلص تقدر تخرج من المستشفى بس بحذر تهتم بأكلها
دخل لغرفتها وجدها لازالت نائمة الإرهاق بادياََ على ملامح وجهها الشاحب
جلس على المقعد المجاور للفراش ينظر لها بصمت كلما جاء ليتحدث يغلق فمه و يصمت
ابعد خصلات شعرها خلف اذنها مردداََ اخيراََ بما يكتمه بقلبه لسنوات و بخنقه :
انتي اللي وصلتينا لكده ، ياريتنا ما كبرنا و فضلنا عيال صغيرين او الاصح ياريتك ما كبرتي و فضلتي نفس العيلة الصغيرة ام ضفاير ياريتك فضلتي زي ما انتي يا ميان
مسك يدها بين يديه قائلاََ بصوت مختنق :
يوم ما قررت انسى كل حاجة و لومت نفسي ع اللي حصل مني السنين دي كلها و جتلك خلتيني اندم اني فكرت في كده
اسند رأسه على كف يدها متابعاََ بحزن :
فكرت ان دفنت حبك في قلبي بس كنت اكبر غلطان كل مرة بسمع اسمك و كل مرة بشوفك بحس بشعور مينفعش احسه لأني مش عاوز اكون خاين لمراتي لا بجسمي و لا بمشاعري و لا اي حاجة عايز كلي يبقى ملكها لأنها تستاهل
تنهد متابعاََ بشرود و حزن :
عملت اللي انتي فشلتي تعمليه يا ميان خلتني احترمها و احبها لكن انتي عشقتك بس فقدتي احترامك في عيني و نزلتي من نظري اوي قسوتي معاكي انتي السبب فيها ، انتي اللي خلفتي العهد الأول و انتي اللي خنتي و انا مفيش حاجة بكرهها في الدينا قد الخيانة !!!
………

 

كانت ميان تدخل من باب المنزل بمساعدة والدها شاردة فيما حدث قبل ان يأتي والدها ليأخذها من المستشفى ما ان علم بتواجدها هناك
كيف صرخ عليها بغضب رافضاََ تصديق ما تقوله جدته و هي قابضاََ بيده على فكها :
اسمعي الكلمتين دول كويس قسماََ بالله لو ما بعدتي عن حياتي و عن مراتي لهخليكي تعيشي اسود ايام حياتك انا استحملتك كتير اوي و معنديش استعداد استحملك تاني ابعدي عن حياتي بوس…..و قرفك و روحي اقرفي حد تاني و مثلي عليه دور الحب حد يكون بريالة مش انا لأني محدش في الدنيا دي عارفك قدي و عارف قذا…..ممكن توصل لأيه بسببك بيتيكان هيتهد انهاردة و انا مش هسمحلك بده انتي لحد دلوقتي شوفتي مني تهديد بس لكن اقسم بالله العظيم المرة الجاية مش ههدد هنفذ علطول فاااهمة
قالها دافعاََ وجهها بتقزز مغادراََ المستشفى بأكملها تاركاََ رقم والدها لهم حتى يتصلوا به ليأتي و يأخذها
ها هو والدها عاد بها و من حينها و هي شاردة ما ان علمت همس و لينا ركضوا الى منزلها على الفور جالسين بمفردهم لتسألها همس بقلق :
مالك يا ميان سرحانة في ايه !!
ميان بحزن و دموع :
كان معاكم حق انا اللي غلطانة كان لازم ابعد عن الموضوع ده من الأول و اشيل ايدي منه
لينا بابتسامة صغيرة :
المهم انك فوقتي يا ميان
همس بغضب من سفيان :
مظبوط و احلفك مية يمين الواد ده ميستاهلكيش خالص ده جالنا الجامعة يسأل عليكي و قال كلام زبالة زيه ، قالنا…….ثم قصت عليها كل ما قاله لهما متجاهلة نظرات لينا المعاتبة و المحذرة لها
ميان بهدوء واهي :
انا عملت اللي عليا و حذرته و هو حر بقى كل واحد يشيل شيلته مش هاجي على نفسي بعد كده عشانه
همس بسعادة :

 

هو ده الصح يا بت سيبك منه و ركزي مع الواد اياد ده بيتمنالك الرضا ترضي و بيتمنى منك نظرة
صمتت ميان و لم تجيب و بعد حديث قصير استأذن كلتاهما و غادرا حتى ترتاح بينما ميان دفنت وجهها بالوسادة تبكي بقوة و قلبها يتمزق من الألم و الوجع
……….
تفاجأت لينا ما ان فتحت الباب الذي تعالي رنين جرسه بعمار يقف أمامها يستند على عصاه طبية فسألته سريعاََ بقلق :
انت نزلت من البيت ليه مش لسه تعبان
اقترب خطوة منها قائلاََ بمراوغة :
جاي أزور خالتي ايه ما ازورهاش
سألته بابتسامة جميلة و هي تشير لباب خلفه :
خالتك في الشقة دي
ردد بغزل و هيام و هو يستند بيده على إطار الباب :
طب ما انا عارف بس ينفع اجاي و معديش عليكي اقولك صباح الورد يا ورد
ابتسمت بخفوت مشيرة بعينيها لباقة الورد التي بيديه قائلة :
ده ليا
اومأ لها بابتسامة قائلاََ بغزل و هيام :
ورد لأحلى وردة
شكرته بخفوت ليزم شفيته قائلاََ بعبوس زائف :

 

حاف كده
قطبت جبينها مرددة بعدم فهم و سخرية :
احطلك عليها كاتشب يعني ولا ايه
ابتسم بسخرية متمتماََ :
عسل يا بت ايه السكر ده
ثم تابع بابتسامة واسعة :
عني مفيش اتفضل اشرب شاي قهوة ماية
– مش كنت جاي لخالتك !!
سألها بعدم استيعاب و هو هائماََ بالنظر لها :
خالتي مين
ضحكت بخفوت قائلة مشيرة لشقة خالته :
خالتك عليا في الشقة دي
اقترب منها خطوة قائلاََ بغزل و صدق :
طب تصدقي بتنسيني الدنيا باللي فيها
ابتعدت للخلف على الفور قائلة بخجل و حرج :
احم ماما بتنادي عليا عن اذنك
ثم بدون مقدمات اغلقت الباب بوجهه مستندة عليه من الداخل متمتمة بابتسامة سعيدة و حب بدأ ينمو بقلبها ان لم يكن قد اكتمل :
مجنون ♡
.
بينما عمار يجلس برفقة ميان حيث علم بمرضها من خالته التي اتصلت للاطمئنان عليه كانت شاردة بعالم اخر ترد بكلمات مقتضبة من حين لأخر
سألها عمار بابتسامة حزينة :
بتفكري فيه
ابتلعت غصة مريرة بحلقها قائلة بصوت مختنق :
لحد دلوقتي بحط ليه اعذار بش خايفة يجي يوم و اكرهه يا عمار لو كرهته عمري ما هسامحه و لا هبص في وشه حتى على قد ما هحبه على قد ما هكرهه سفيان كل مرة بيقلل من رصيده عندي انا النهاردة قررت انِ خلاص هبطل اجري وراه مش هدخل نفسي في متاهات عشانه

 

عمار بعتاب :
هتسبيه مع الحرباية اللي متجوزها تدمرله حياته و يعيش معاها مخدوع
ميان بحدة :
هو اللي اختار يبقى أعمى عن كل الحقايق و يشوفها ملاك هو اللي بيدمر نفسه بأيده يبقى مع نفسهه بقى مليش دعوة و بعدين انت عرفت منين
عمار بابتسامه مريرة :
فريدة قالتلي ، قالتلي ان للأسف الست اللي جابتني ع الدنيا دي هي اللي بتتفنن تدمر لنا حياتنا
هي اللي بعتت نرمين لسفيان هي اللي رجعت بعد السنين دي كلها عشان بس الفلوس مش عشان احنا ولادها و ندمانة الست دي خسارة فيها تبقى ام
ميان بحزن لأجله :
متزعلش نفسك يا عمار
عمار بابتسامة حزينة :
ميتزعلش منها و لا عليها الست دي حتى الكره متستاهلوش
عمار برجاء :
خليكي جنب سفيان هو محتاجلك يا ميان
ميان بحزن :
هو مش محتاجلش و لو ليا خاطر عندك بلاش تضغط عليا انا خدت القرار ده و انا مقتنعة بيه سفيان خلاص بالنسبالي و هو حر في حياته
تنهد بحزن لتتابع هي بصوت مختنق بالدموع :
متأكدة ان في يوم من الأيام سفيان هيعرف الحقيقة ساعتها عايزاك تبقى شاهد على كل حاجة على كام مرة اترحيته يسمعني و رفض على كام مرة اترجيته ميعملش فيا كده و يتجوز و هو اداني ضهره و مشي على كام مرة نزلت دموعي بسببه و كام مرة فضل يهني فيها عايزاك تبقى شاهد مين فينا اللي خان العهد و مين اللي صان يومما يعرف الحقيقة فكره بكل ده فكره اني كل ما كنت بقرب هو اللي يبعد فكره اني كنت ماسه فيه لحد اخر لحظة بس هو اللي باع و لا همه

 

ثم دخلت في بكاء مرير و ألم يعتصر قلبها ربت عمار على كتفها قائلاََ بحزن لأجلها و لأجل شقيقه :
خلاص عشان خاطري بطلي عياط يا ميان
ثم تابع بحزن :
رغم انه اخويا بس صدقيني ميستاهلش تبكي عليه انا عارف ان سفيان تصرفاته غلط و بيكره اللي حواليه فيه بيها و انه لازم له قلم يفوقه بس دموعك خسارة فيه شايفك كتيرة عليه و شايف انه معذور انا محتار يا ميان بس في الأول و الاخر ده اخويا و انتي اختي و بنت خالتي مش عارف اشجعك تقربي و تخليكي جنبه و تستحملي و لا تبعدي و تشوفي حياتك
تنهدت بحزن تمسح دموعها بكف يدها ليقرر هو تغير مجرى الحديث قائلاََ بمرح :
اخوكي دخل القفص يا ميمونة و عاوزك تساعديه بس اقفلي حنفية الماية اللي اتفتحت في عنيكي دي عشان نعرف نتكلم
ضحكت بخفوت قائلة :
مصر كلها عرفت انك وقعت و البت زيك مفضوحة
ابتسم بتوسع قائلاََ بمرح :
الله يطمنك
تنهدت قائلة :
لينا يا عمار غيري انا و همس تماماََ
نظر لها بعدم فهم فتابعت هي :
لينا رقيقة و طيبة اوي و خجولة كمان عاقلة انا اعرفها من زمان اوي من ايام ما كنا أطفال صغيرين مفيش حاجة طفتها و كسرتها غير موت والدها الفترة دي أصعب فترة في حياتها و لحد دلوقتي مش قادرة تتجاوزها لو شايف انك مش هتقدر تصونها ابعد من دلوقتي قبل ما تعلقها بيك اكتر و تبعد و هي تتوجع
تنهد عمار بعمق مردداََ :
انا بحبها يا ميان مش عارف امتى و ازاي بس حبيتها لما شوفتها مش بيقولوا أصدق حب انك تحب و انت مش عارف بتحب ليه و عشان ايه
ميان بأبتسامة جميلة و هي تربت على قدمه :
انا واثقة فيك يا بن خالتي انك هتصونها
ابتسم قائلاََ بحماس :
الجبس هيتفك بكره بعده بقى تفضي نفسك عشان عايز………ثم بدأ يقص عليها ما ينوي و الأخرى تستمع له بسعادة و حماس مماثل
………
في المساء
كانت همس تجلس بغرفتها تنظر للصور التي التقطتها خلسة ليزن بالمحاضرة ذلك الطبيب تشعر بانجذاب غريب نحوه يوماََ بعد يوم

 

طرق على الباب افاقها من شرودها فسارعت بأغلاق شاشة الهاتف سامحة للطارق بالدخول و الذي لم يكن سوى والدها قائلاََ بحنان :
حبيبتي بكره الصبح هنقضي اليوم عند عمك صلاح بما انه يوم اجازة فنامي بدري عشان اليوم طويل
ابتسمت بخفوت رغم وسعادتها قائلة :
اوك يا عصومي تصبح على خير
اومأ لها ثم غادر لتهب هي من مكانها بسعادة تتعجب منها حين يتم ذكر اسم ذلك الطبيب و الحماس الذي يدب بأوصالها ما ان تعلم انها ستراه توجهت لخزانة ملابسها و لأول مرة تهتم بكيف سيكون مظهرها أمام احد تمسكت بذلك الفستان الأخضر الفاتح و قد وقع الاختيار عليه
توقفت مكانها متمتة بداخلها أيعقل ان ما تشعر به نحوه إعجاب بشخصيته فقط ام انها تخشى ان تصارح نفسها بحقيقة مشاعرها حتى لا تصاب بخيبة أمل خاصة انه يعشق أخرى و يحبها !!!!
………..
بعد ان رفضت رؤيته و الحديث معه ها خو يجلس ببهو الفيلا حزيناََ مهموماََ من ناحية قصي الذي يرفض الحديث معه بتاتاََ و من ناحية فريدة و عمار الذين تركاه و يعيشان بمكان منفصل عنه الآن و زوجته و ما فعل بها و ميان و عند ذكر اسمها لا يتذكر سوى تلك الذكرة السيئة التي حفرت بعقله لا يستطيع نسيانها كيف حطمت قلبه و اضاعت فرصتها الأخيرة التي كان سيعطيها لها
Flash Back
كان أول عام دراسي لها بالجامعة بعد سنوات من مراقبته لها سراََ قرر الذهاب إليها و يخبرها كم يعشقها و كم كان احمق حين ابتعد عنها و انه لا يقوى على بعادها
بحث عنها بكل مكان و عندما فشل في ايجادها عندما رأها اخيراََ كانت تقف مع شاباََ يبدو انه في نفس عمرها مقترباََ منها كاد ان يذهب إليها لكن توقف عندما استمع لصوت فتيات من خلفه :
نفسي اعرف شايفه نفسها على ايه البت دي و قال ايه انا ميان القاضي انتوا مش عارفين انا مين و لا ايه دمها سم
الفتاة الأخرى بتأييد :
سيبك منها دي بت زبالة اصلا و مدوراها مع الجامعة كلها دي اول سنة ليها و بتعمل كده اومال باقي السنين هتعمل فيها أيه ده احنا ياما
هنشوف يا بنتي ده حتى الواد معاذ معتقتهوش و مشيت معاه و اهو سحبها من ايديها زي كل يوم و يروحوا استغفر الله العظيم ورا مبنى المحاضرات
الفتاة الأخرى بقرف :
ما هي اكيد مش هتجيب ده من بره و العيب مش عليها العيب على اللي ربوها
ايدتها الأخرى :
انا امبارح شوفتها واقفة مع واد كده و كانت حضناه الواد قاعد يقلها بحبك و معرفش ايه و البت عاملة نفسها مكسوفة
صدمه جعلته عاجز عن الحركة مما سمعه فتاته التي تربت على يده و احبها بل عشقها كيف لها ان تكون هكذا لكن جملة الفتاة رنت بأذنه :
ما هي اكيد مش هتجيب ده من بره
هنا تذكر والدته و ما فعلته و هنا تأكد انه كان على حق حين ابتعد عن تلك العائلة و كل فرداََ بها و كم لام نفسه و عنفها على تفكيره بالعودة لها مرة أخرى هي لا تستحق
التفت للفتيات قائلاََ بنبرة جاهد لتبدو عادية :
لو سمحتي يا انسة انتي تعرفي واحده هنا في الجامعه اسمها ميان…..ميان رأفت القاضي

 

الفتاة بامتعاض و قرف :
هو في حد ما يعرفهاش في الجامعة ، بت شمال و زبالة من يوم ما جت الجامعة و هي تقف مع ده شويه و ده شويتين فاكره نفسها في كباريه
ثم تابعت بتساؤل :
بس انت بتسأل ليه !!
لم يجيب عليها و غادر المكان و لكن قبل ان ينطلق بسيارته رأها تقف بعيداََ تحتضن نفس الشاب قبض بيده على عجلة القيادة بعنف و غضب يحمد الله الف مرة انه استمع للفتيات قبل أن يورط نفسه معها و بكل غباء كان سيمنحها اسمه و شرفه و يجعلها زوجة له لازالت كما هي بنفس ملامحها الجميلة لكن ليت جمال الملامح كجمال القلب
………
رحبت عائلة مهران بعاصم و أسرته ترحيباً حاراً خاصة احلام التي لم تترك همس منذ ان جاءت تحتضنها و تقبل وجنتها من حين لاخر مادحة في جمالها و ادبها جعلت الجميع يتعجب مما تفعل
كان صلاح يلعب الشطرنج مع عاصم تاركين للشباب مهمة شوي اللحم و زوجاتهم بالمطبخ يشرفون على تجهيزات الطعام
بينما همس كانت تقف بجانب يزن تمسك بيدها مروحة يدوية مصنوعة من الريش تهوي بها على الفحم و هو بجانبها يقوم بتقليب اللحم على جانبه الاخر كانت تتابعه بطرف عيناها باهتمام و اعجاب كم يبدو وسيماً باللون الأبيض و هدؤه و قلة حديثه تجعلاه يكتسب كاريزما كم يعجبها ذلك الطبيب و يجعلها تنجذب له و هي التي كما تقول والدتها ” لا يعحبها العجب ”
دون ان تنتبه لمس بأصبعها قطعة الحديد الساخنة بالشواية فأنت بألم و هي تضع يدها بأصبعها و تلقي الهواه من يدها
التفتت لها يزن مغمغماً بقلق و هو يمسك كف يدها يتفحصه :
انتي كويسة
اومأت له بنعم لكنه لم يصدق فيبدو انه يحرقها من الالم المرتسم على ملامح وجهها ردد سريعاً و هو يغادر لداخل الفيلا :
استني لحظة و راجع
لكن ما ان غاب عن الانظار اقترب منها ذلك السمج كما لقبته بداخله و هو نادر زوج شقيقته ياسمين الذي لم يتوقف منذ ان جاءت عن النظر إليها بطريقة وقحة صمتت مضطرة لأنها ليست بمنزلها فلو كانت الظروف تختلف لكانت لقنت ذلك الحقير درساً قاسياً لن ينساه طوال حياته
وقف بحانبها مردداً :
ايه يا قمر واقفة لوحدك ليه ملوش حق يزن ازاي يسيبك و يدخل كده ، معندهوش نظر صحيح عشان يسيب واحدة زي القمر واقفه لوحدها كده
جزت على اسنانها قائلة بصوت خفيض :
وانت مال اهلك ، اسمع يا بتاع انت انا ساكته عن نظراتك و عينك اللي تدب فيها رصاصة دي عشان محترمة صحاب البيت لكن قسماً عظماً لو ما لميت نفسك ما هيهمني حد و همسح بكرامتك الأرض دل لو كان عندك كرامة من اصله
قالتها ثم غادرت من امامه دافعه اياه بيده باشمئزاز جعلته يجز على اسنانه بغل متوعداً لها
اوقفها يزن قائلاََ :
تعالي جبت كريم للحروق اقعدي
ثم جذبها لتجلس على المقعد و هو انحنى هو على ركبتيه ماسكاََ يدها ثم بدأ بوضع الكريم برفق على اصبعها رفع رأسه صدفه لينظر لها فتلاقت عيناه مع خاصتها ليشرد بها و بجمالها تلك الفتاة ما بها ما المختلف بها تشبه الكثير من الفتيات ليست بمميزة بل على العكس رأى الكثير يشبهونها لكن لما هي بالأخص تثير بتلك الطريقة لطالما كان تعجبه الفتيات الهادئات و كان يحب ذلك ببسمة التي تشبه شخصيته بدرجة كبيرة و عند ذكر اسم حبيبته الراحلة انتفض واقفاََ و قد عاد لوعيه معنفاََ ذاته التي فكرت بأخرى غير حبيبته الراحلة !!
توقفت هي الأخرى بخجل و حرج لم ينقذها سوى رنين هاتفها برقم ” كارم ” أجابت على الفور ليأتيها صوته من الناحية الأخرى :
همس عايز اشوفك ممكن
اجابته بتردد :
بس انا بره البيت هي حاجة ضرورية اوي يا كارم
عند ذكر اسمه ذلك الضابط نظر لها يزن يتابع المكالمة باهتمام بينما كارم سألها على الفور :
انتي فين و انا اجيلك
اجابته بتردد و هي تبتعد عن أعين يزن التي تناظرها باهتمام :
احناعند صاحب بابا ، بص هبعتلك العنوان و في كافيه جنب الفيلا هقابلك فيه و ابقى ارجع تاني
….
بعد دقائق وصلتها رسالة بتواجده بالكافيه استأذنت منهم لتغادر فسألها عاصم :
رايحة فين
أجابت ببعض التوتر :
مفيش في حد من صحابي في مكان قريب من هنا اوي هشوفها و ارجع علطول
قالتها ثم غادرت و يزن يتابعها بضيق لكذبها و أيضاََ اخذ يتساءل لما تكذب هل هناك علاقة بينها و بين ذلك الضابط !!!!
……
دخلت همس للكافيه بعد دقائق لتجده ينتظرها و ما ان رآها توقف قائلاََ أعين لامعة و حب تلك النظرة كما قالت والدته له ذات يوم انه يخصها بها وحدها دوناََ عن غيرها عيناه تلمع بالحب ما ان يراها و يصبح سعيداََ كالطفل الصغير الذي رأى والدته
سألته بعد دقيقة او اثنتان من السلام :
ها يا سيدي اي المهم اللي عايزني فيه و ما يستناش لبكره
ابتلع ريقه قائلاََ بتردد و هو خائف من رفضها له
مرة أخرى :
همس هو مفيش امل انك ، انك توافقي على جوازك مني ، كل اللي محتاجة منك تديني بس فرصة و انا اوعدك هخليكي تحبيني
اخفضت وجهها بحزن قائلة :
مش كنا قفلنا الموضوع ده يا كارم و قولنا احنا صحاب و اخوات بس
ردد بحزن و حدة :
اتقفل بالنسبة ليكي انتي بالنسبة ليا انا لأ
رددت بحزن و هي تتخاشى النظر لعيناه :
انا مش قادرة اشوفك غير كده يا كارم ، ده مش تقليل منك انت تستاهل الأحسن مني مية مرة
ردد بحزن و رجاء :
بس انا عايزك انتي و بس
تنهدت بحزن قائلة :
كل شيء قسمة و نصيب يا كارم عشان خاطري متزعلش مني مش يأيدي والله ، مش عايزة اخسرك كصديق بس لو بعدك عني و انك تبطل تشوفني هيخليك تنساني يبقى ابعد يا كارم لاني مش أنانية و مش عايزاك تفضل رابط نفسك بيا في مية بنت غيري و احسن يستاهلوك
مسك يدها قائلاََ بحزن :
بس انتي مفيش زيك ، و مفيش احسن منك يا انتي يا مفيش غيرك يا همس
لما يصعبها عليها قلبها يؤلمها عليه حقاََ لطالما كان لديه مكانة كبيرة بقلبها رغم ان لقائهم الأول لم يكن لطيفاََ ابداََ لكنه مع الوقت أصبح صديقاََ لها بمكانة ميان و همس
تنهد قائلاََ بهدوء يخفي خلفه حزنه الكبير :
كل شيء قسمه و نصيب زي ما قولتي و مين عارف ايه اللي هيحصل بكره ، مش يمكن تكوني من نصيبي في الأخر ♡
……..
ثلاثة أشهر مروا على الجميع منهم بسعادة و البعض الآخر ما بين الحيرة و الحزن كان رأفت يرى ابنته تذبُل يوماََ بعد يوم و هو ليس بيده شيئاََ لطالما كان سفيان لعنة و حَلت على ابنته ابت تركها لعنة تقتلها ببطئ يوماََ بعد يوم و هو يقف مكتوف الأيدي
دخل لغرفتها وجدها كعادتها كل يوم تجلس بالشرفة شاردة بعالم آخر تتناول طعامها بعد الحاح كبير منه و من والدتها منذ ان انهت اختباراتها منذ ما يقارب الأسبوعان و هي على ذلك الحال
اقترب منها ممرراََ يده على خصلات شعرها بحنان مردداََ بابتسامة حنونة و صوت دافيء :
حبيبة قلب ابوها مالها و ايه اللي واخد عقلها
اعتدلت بجلستها قائلة بابتسامة باهتة لم تصل لعيناها :
هو في حد يقدر ياخد عقلي غيرك يا جميل
داعب وجنتها بأصبعه قائلاََ بابتسامة :
بكاشة من يومك بس بردو مش هتزوغي من الإجابة فيكي ايه يا بنتي
ابتلعت غصة مريرة بحلقها قائلة بكذب و هي تتهرب من النظر لعيناه :
مليش بس خايفة من النتيجة هي خلاص احتمال تظهر بكره او بعده
تنهد بحزن قائلاََ بعتاب :
بتكدبي و فاكرة اني مش هعرف يعني ، الأب اللي ميعرفش ولاده بيفكروا ازاي و لا ايه اللي شاغلهم و بيكدبوا و لا لأ يبقى مش أب
ميان بحزن :
مش عايزة اتكلم و مش عايزة اكدب عليك ممكن متسألنيش با بابا و انا هحكيلك كل حاجة بس مش دلوقتى عشان خاطري
تنهد بحزن قائلاََ :
خاطرك غالي يا بنتي ، بس من غير ما تحكي انا عارف السبب و هقولك كلمتين حطيهم دايما حلقة في ودنك اشتري نفسك يا بنتي و اوعي ترخصيها انتي غالية و غالية اوي كمان اللي مياخدكيش و يشيلك فوق رأسه و يكون مقامك عالي عنده اوعي تشتريه انا اقعدك جنبي طول العمر و لا اني اسلمك لواحد يقل منك و شايفك قليلة في نظره
كادت ان تتحدث ليقاطعها قائلاََ بجدية :
سفيان بايعك من زمان بايعك من يوم ما اتجوز نرمين و من يوم ما بعد عنك و عنا لمجرد انه والدته قريبتنا و خاف لتكوني زيها و تكون امك زيها باعك لما نسي الحلو كله و العيش و الملح و العشرة و افتكر بس موقف وحش و باع ، فوقي لنفسك يا بنتي ساعات الإنسان بيبقى معمي و بيفكر ان الشعور اللي حاسه ده بيبقى حب لكن بعدين بيكتشف انه تعود او تملك حب مراهقة
تنهدت بحزن قائلة بألم :
ياريته ما كانش حب ياريته يا بابا زي ما بتقول محدش بيحب وجع القلب
ربت على يدها بحنان قائلاََ :
طب قومي يلا جهزي نفسك و وضبي شنطتك هتروحي القاهرة ، جدك اتصل و حالف يمين انك تكوني عنده بكره الصبح وحشتنيه و نفسه يشوفك عمتك كمان ما بطلتش سؤال عنك و اهو بالمرة تغيري جو بدل الحبسة دي
اومأت له قائلة :
حاضر بس ممكن نأجلها يومين تكون النتيجة طلعت و ابقى اروح علطول و انا هكلمه اقوله
اومأ لها ثم قبل جبينها مغادراََ الغرفة بحزن حتى وقعت عيناه على صورة صغيرة معلقة على الحائط بجانب عدة صور بالممر لأبنه الذي أخذه الموت على غفله و بدون انذار لو كان حياََ لأطمئن على ابنته انه ترك لها سنداََ بالحياة من بعده
……..
بينما على الجهة الأخرى كانت لينا تراسل عمار عبر تطبيق الواتساب و ابتسامة جميلة تزين ثغرها و عيناها تلمع بسعادة و حب كم تعشقه و كم تعشق أفعاله التي ربما تبدو بسيطة بالنسبة له و للآخرين لكنها تعني لها الكثير يجعلها تعشقه يوماََ بعد يوم اغمضت عيناها بسعادة و هي تلمس بيدها وجنتها تتذكر كيف اعترف لها بحبه بكل رومانسية
Flash Back
تفاجأت ذات يوم بميان تدخل عليها بفستان ذو لون فيروزي جميل يصل لكاحلها بأكمام واسعة من الشيفون و فتحة صدر مثلثية جعلتها ترتديه بحجة ذهابهم لحفلة زفاف احد اقربائها لكنها تفاجأت ما ان وصلوا لهناك بميان تطلب منها الدخول و هي ستلحق بها ما ان تصف السيارة لتتفاجأ بأنوار تضيء الأرض تتخذ شكل ممر مشت فيه لتتفاجأ بالنهاية بدائرة كبيرة يتوسطها طاولة مزينة بالشموع و الأرض مليئة بالورد الأحمر المنثور
تفاجأت بذلك الصوت الذي تحفظه على ظهر قلب يهمس بأذنها بنبرة عاشقة محبة :
والله انَ قلبي بكِ مفتون ♡
التفتت تناظره بصدمة قائلة :
انت بتعمل ايه هنا و فين الفرح و ميان…ايه اللي بيحصل بالظبط انا مش فاهمة حاجة
ابتسم قائلاََ بمرحه المعتاد :
مفيش يا ستي كل الحكاية اني قررت اخطفك ، اخطفك ليا و بس ، اخطفك زي ما خطفتي قلبي من يوم ما عيني وقعت عليكي و لا انتي بس اللي من حقك تخطفي
ضحكت بخفوت و لا زالت الصدمة تؤثر عليها :
بلاش هزار يا عمار ، ايه اللي بيحصل بالظبط
ضحك بخفوت قائلاََ بابتسامة و هو يلتقط يدها بين يديه برومانسية :
اللي بيحصل اني بحبك و قلبي و عقلي ملكتيهم من اول نظرة
ثم تابع بابتسامة جذابة اسرت قلبها :
مش عارف اقول ايه الصراحة و مش عارف اعبر عن اللي جوايا و حاسه ناحيتك و مكدبش عليكي حفظت كلام كتير محضره بس نسيت كل الكلام اول ما شوفتك و سحرتيني بجمالك ، انا بحبك يا لينا و عايز اتجوزك و لو وافقتي هكون اسعد واحد و هفضل مخلص ليكي و احبك طول العمر و لو أطول هفرشلك الدنيا كلها تحت رجليكي مش هتأخر……تتجوزيني يا لينا
قال أخر كلماته بتوتر و ما ان انتهى تنفس براحة جعلتها تبتسم و تبكي من فرط سعادتها اومأت برأسها عدة مرات
ابتسم بتوسع قائلاََ بسعادة :
موافقة
اومأت له مرة أخرى قائلة بخفوت و خجل :
بحبك ♡
ابتسم بسعادة مقبلاََ جبينها بحب و يده امتدت لتزيل دموعها بحنان ثم أخرج من جيب سترته علبة صغيرة من القطيفة ما ان فتحها التمعت عيناها بسعادة عندما اخرج منها خاتم غاية في الجمال رقيق واضعاََ اياه بأصبعها مقبلاََ يداها بحب قائلاََ :
بحبك ♡
لم تنتهي تلك الليلة على هكذا فقط بل ظل قرابة الساعة يرقص معها على أنغام الموسيقى الهادئة تحت القمر و تناولوا الطعام سوياََ بعدها اوصلها للمنزل متفقاََ معها على ان يتحدث مع والدتها بأقرب وقت
Back
سعادتها لم تكتمل للآن بسبب والدتها التي أصرت على ان تسافر لقضاء العمرة لمدة شهر و زيارة شقيقها الذي يمكث هناك منذ سنوات طوال و انشغلت معها قبلها في تحضير مستلزماتها للسفر و الآن هي و عمار منتظرين عودتها ليكون ارتباطهم رسمياََ و عن قريب تصبح زوجته
………
كان يجلس على الاريكة بجانب والدته يشاهدون التلفاز لكنه لم يكن معها بالأساس شارداََ بعالم اخر لم يفق منه سوى على صوت والدتها قائلة بحزن :
مالك يا قصي حالك مش عاجبني
زيف ابتسامة على شفتيه قائلاََ بكذب :
انا كويس يا ست الكل ، مالي بس
تنهدت قائلة بحزن :
ما انا بسألك مالك ساكت و مقاطع ابن عمك و كذا مرة يتصل ع البيت عشان يكلمك تخليني اقوله نايم حتى جدتك مش بتروح تشوفها و لا تطمن على عمار غير بالتليفون و الشغل بتتابعو من البيت بتهرب من ايه يا قصي
قبل يدها قائلاََ بمرح زائف و هو يتخاشى النظر لعيناها :
مش بهرب من حاجة بيتهيألك بس يا ست الكل ، كل الحكاية انك وحشاني و قولت اقعد معاكي فترة في البيت عشان اعوضك على فترة غيابي عنك
نفت برأسها قائلة و هي تربت على قدمه :
ده انا امك محدش في الدنيا دي يفهمك قدي ، من صغرك كل ما تكدب بتعمل الحركة دي و تهرب بعنيك مني
لم يجيب لتتابع هي بحزن :
حيرتني معاك يا بني و محير نفسك كمان بنت خالتك موجودة و شرياك و ريداك و انت كمان رايدها ليه المكابرة و العند ليه بتضيع حياتك و معيش نفسك في حزن و حيرة و سعادتك قدامك
تنهد بحزن و هو يبعد عيناه عنها لتدير هي وجهها إليها قائلة بحزن :
بعد ما ابوك الله يرحمه مات بقيت ندمانة على كل لحظة ضيعتها معاه في خصام و زعل صحيح هو مكنش بيعدي اليوم قبل ما يصالحني بس ندمانة عشان ضيعت اللحظات دي كمان
ردد بحزن و خذلان منها :
اللي عملته سيلين ملوش مبرر و مش سهل اسامح فيه ، مش هقدر يا امي
ربتت على يدها قائلة :
هتقدر ، لو بتحبها هتقدر تسامحها ، روح عاتبها و اتصافوا و خلوا الماضي على جنب و ابتدي معاها صفحة جديدة ، ريح قلبي يا بني و ريح قلبك و قلبها المتاهة اللي انت فيها دي حلها عندك و بكلمة واحدة بس
لم يجيب لتقف هي قائلة قبل ان تغادر لغرفتها :
هسيبك تفكر و متأكدة ان ابني عاقل زي ابوه مش هيضيع حياته و سعادته من ايده
طوال الليل و هو يفكر بحديث والدته و ما ان حل الصباح وجد قدماه تأخذه إليها لكنه تفاجأ ما ان ذهب و سأل عنها :
هي سيلين مش موجودة و لا ايه !!
فردوس بابتسامة :
لا يا بني دي في الشغل من صباحية ربنا
سألها بصدمة :
شغل ايه هي رجعت تشتغل في الكافيه تاني !!
كمال بهدوء :
لأ دي بقت تشتغل سكرتيرة دلوقتي و ناوية تدخل الامتحانات السنة دي ان شاء الله
سألهم بهدوء زائف :
بتشتغل عند مين بقى
فردوس بابتسامة واسعة :
عن ابو قريبة ابن عمك ميان
ردد بصدمة :
ميان !!!
رسم ابتسامة زائفة على شفتيه مستأذناََ منهم ليغادر لتمنعه فردوس قائلة :
على فين يا بني انت جاي في ايه و ماشي في ايه
– انا كنت جاي بس اطمن عليكم قبل ما اروح
كمال بابتسامة :
تسلم يا بني ، خليك شوية استنى اتغدا معانا زمان سيلين على وصول و ناكل كلنا سوا
رفض بأدب و غادر لكن توقف بمدخل البناية عندما شاهد من الخارج سيلين تقف برفقة شاب يراه لأول مرة فاقترب منهما قائلاََ بحدة :
سيلين
توترت من نبرته الحادة و صدمت من وجوده :
قصي !!!
سألها بحدة :
مين حضرته
مد الشاب يده ليصافحه قائلاََ بابتسامة :
انا صالح زميل سيلين في الشغل و حضرتك
لم يرفع قصي يده و يبادله السلام فتنحنح الأخر بحرج قائلاََ :
احم طب عن اذنكم ، متنسيش بكره يا سيلين الساعة عشرة الصبح متتاخريش
ما ان غادر سأله قصي بغضب و غيرة :
هو ايه اللي الساعة عشرة الصبح و ازاي تسمحيله يناديلك بأسمك كده من غير ألقاب
زمت شفتيها قائلة بضيق :
متزعقش و اتكلم بصوت واطي انا مش طارشة
صرخ عليها بحدة :
سيلين
رددت بحدة هي الأخرى رغم توترها لكنها تفعل ما نصحتها به ميان و لينا :
بردو بتزعق راعي ان احنا في الشارع و ميصحش كده على فكرة
عنفها قائلاََ بحدة :
يعني ميصحش أعلى صوتي و يصح تقفي مع واحد غريب في الشارع و بيتفق يقابلك بكره
زمت شفتيها قائلة بحدة :
مش غريب ده صالح
سخر منها قائلاََ :
ايه صالح ده كيس شيبسي و انا معرفش و لا كان جوز امك و لا اخوكي يطلع ايه البتاع ده
زفرت بضيق قائلة :
زميلي من ايام الجامعة و طلعنا بنشتغل سوا في نفس المكان و صالح محترم جدا و ابن ناس
سألها بحدة :
كملي الباقي ، هتتقابلوا بكره ليه و فين
كادت ان تخبره لكنها تراجعت عندما انتبهت انه يشعر بالغيرة عليها فقررت ان تشعله اكثر :
مش ملاحظ انك زودتها يا قصي و عمال تسأل في حاجة متخصكش
سألها بحدة :
مالك بتتكلمي كده ليه يا سيلين و متغيرة كده ليه
سألته بهدوء :
متغيرة ازاي يعني
تردد قبل ان يخبرها انه ظن انها ستكون منهارة :
كنت فاكر……
لم يستطيع ان يكمل حديثه لتكمل هي بدلاََ منه :
كنت فاكر هتلاقيني قاعدة ببكي و مكسورة مستنية منك تتعطف عليا بنظرة و كلمة ، بس اتصدمت لما لقتني اتجاوزت اللي حصل و بطلت اطلب منك السماح كل شوية و بدأت اشوف حياتي من غيرك
صمت لتتابع هي بحزن :
انا مش عايزة اكون كده و مش ناوية اضيع عمري على الندم من خسارتك و الندم من جوازتي من الزفت راغب ، اللي حصل حصل و مش هقدر اغيره بس اقدر اكمل حياتي و اتعلم من غلطي كلنا بشر و بنغلط و انا غلطت بس ما اجرمتش عشان اقضي حياتي كلها في حزن و دموع و ندم ، غلطت فيك اه بس اعتذرت كتير و كل مرة بلقى نفس الرد انك مش هتقدر تسامحني
تنهدت متابعة حديثها بهدوء :
مش هطلب منك تاني حبك و مش هطلب السماح اللي انت شايفه صح اعمله مش معنى كده اني بطلت احبك بالعكس ، انا والله حبيتك من قلبي بس انا مش ناوية اذل نفسي تاني ليك و في الأخر يكون نفس الرد مش قادر اسامحك و مش عاوزك
اقترب خطوة منها قائلاََ بحزن و حب :
خليكي جنبي و بس حبيني زي ما بحبك بطلي تجرحي قلبي اللي ما شافش الوجع غير على ايدك هنسى كل حاجة يا سيلين و هقفل الصفحة دي بس دي فرصتك الأخيرة معايا متخسريهاش عشان هتخسريني بعدها العمر كله
سألها بحب :
تتجوزيني يا سيلين !!!
……….
بينما على الناحية الأخرى كان سفيان مع زوجته بعطلة خارج البلاد منذ أسبوع تقريباََ كم عانى ليحصل على غفرانها بعد اتهامه الشنيع لها ، لكن بالنهاية مضت تلك الحادثة و استطاع ان يصالحها
كان يجلس على طرف الفراش ينتظر خروج زوجته من المرحاض و عقله لم يتوقف عن التفكير لم يراها منذ ما يقارب الشهران يريدها ان تبتعد و يريد قربها يشعر بأنه داخل متاهة لا يعرف كيفية الخروج منها او ربما يعرف لكنه ابداََ لن يرضى بذلك الحل ان يعيش هكذا اهون عنده من قبول هذا الحل !!!
كان شارداََ و لم ينتبه لخروج زوجته و مناداتها عليه أكثر من مرة لكنه لا يجيب لم يشعر بها إلا حينما جلست على قدمه محاوطه عنقه بيديها قائلة بدلال :
سرحان في ايه يا روحي
ابتسم بزيف قائلاََ :
الشغل يا حبيبتي
ابتسمت قائلة بتردد :
حبيبي ممكن اتكلم معاك في حاجة بس متتعصبش خلينا نتناقش بهدوء ممكن
اومأ لها منصتاََ لما ستقول باهتمام لتتابع هي بتردد :
كاميليا ، والدتك عايزة تشوفك
كور قبضة يده قائلاََ بغضب كبير :
اقفلي الموضوع ده
– بس يا سفيان ما ي…….
صرخ عليها بغضب و حدة :
مش قولت اقفلي الزفت يبقى تسكتي خالص
نظرت له بعتاب قبل ان تدخل للشرفة و تتركه وحيداً يعنف نفسه على عصبيته عليها فهي ليس لها ذنب يكفي الخطأ الفادح الذي ارتكبه بحقها
تنهد بعمق ثم دخل للشرفة ليجدها تبكي بصمت ياليته يعلم انها كاذبة و نزيفة كصاحبتها تماماً ليته يرى كم هي تشبه الحية تماماً تتلون بمئة لون لتصل لما تريد
حملها بين يديه ثم جلس على المقعد و جعلها تجلس على قدمه مردداً باعتذار :
حقك عليا يا حبيبتي بس انتي المفروض عارفه ان الموضوع ده مش بحب سيرته تتجاب و اي حاجة ليها علاقه بالست دي مش بطيقها و لا تلزمني من الأساس ، كفاية حياتنا اللي باظط بسببها و قسوة قلبها و طمعها اللي كانوا سبب في موت ابويا
ثم تابع بسخرية مريرة :
هو انا بردو اللي هحكيلك ده انتي عارفه اللي حصل كله و عرفاني اكتر من نفسي حزني و قهري على ابويا عشتيه معايا ، ميان و لما قررت اصارحها و اللي عملته و عرفته عنها ، وجع قلبي منها كل ده عشتيه معايا قسمتيني كل. حاجة من سنين يا نرمين كنت معايا في المر قبل الحلو ليه بتفتحي في القديم و انتي عارفه انه كله هيجيب وجع قلب ليا
سألته بحزن زائف :
قاسمتك في كل حاجة و مع ذلك لسه مقدرتش اوصل للمكان اللي ميان وصلتله في قلبك هي رقم واحد و انا رقم اتنين مهما عملت لسه مش عارفه املا قلبك كله
كاد ان ينكر لكنه لم تمهله فرصة للحديث و تابعت :
زي ما بتقول قاسمتك كل حاجة يعني حبك الكبير ليها مش بسهولة تنساه و لا تتخطاه و في يوم و ليلة تحبني زي ما بتقول
نفى قائلاً بحزن :
بحبها ما انكرش و انا متعودتش اكدب عليكي حبيتك و حبيتها بس انتي اغلى و كسبتي احترامي، رصيدك في قلبي اكبر بكتير منها
ثم تابع بتردد :
فريدة طلبت مني اتجوزها عشان تسامحني و ترضى ترجع الفيلا بش رفضت و اختارتك انتي و كل مرة هتكوني في اختيار مع حظ اتأكدي ان كل مرة هختارك انتي و بس
احتضنته قائلة بحب زائف و ابتسامة رقيقة قادرة على ان تخدع مئات الرجال و ليس هو فقط :
ربنا يخليك ليا يا حبيبي ، انا بحبك اوي
ابعدها عنه قائلاً و هو يقبل جبينها :
وانا بموت فيكي
ثم بلحظة حملها بين يديه قائلاً بمكر و مشاكشة :
تعالي بقى اقولك بخوت فيكي ازاي
ضحكت بدلال و هي تحاوط عنقه بيدها بينما هو دخل بها للداخل دافعاً الباب خلفه بقدمه
………
باليوم التالي عاد سفيان و نرمين من سفرتهم بعد ذلك الخبر المفزع حيث تم نقل فريدة للمستشفى لم ينتظر و اخذ اول طائرة عائداََ
يركض بممر المستشفى و خلفه نرمين التي تدعو بداخلها ان تموت تلك العجوز التي لا تكف عن تعكير صفو حياتها و هدم مخططاها
سفيان بتساؤل و قلق :
حصل ايه فريدة مالها طمني عليها يا عمار
تدخل الطبيب المشرف على حالتها و الذي كان يقف برفقة عمار قائلاََ :
فريدة هانم من الواضح ان حالتها النفسية مش كويسة خالص و في عندها مشاكل في القلب غير طبعاََ انها مكنتش مهتمية بأكلها و صحتها و الأدوية مكتتش بتتاخد في ميعادها و ضغطها مش متظبط
هتفضل في المستشفى فترة و احنا هنهتم بيها بس اهم حاجة تبعد عن اي ضغطوطات و اي زعل حياتها في خطر بجد بالمعنى الحرفي
غادر الطبيب فضرب سفيان الحائط بقبضة يده منعنفاََ ذاته على اهماله لها بالفترة الأخيرة دخل إليها بعدما سمح له الطبيب بخمس دقائق فقط مقبلاََ جبينها قائلاََ بحزن :
حمد الله على سلامتك يا ديدا
رددت بتعب و صوت خفيض :
سفيان ، عايزة ميان ، ضروري تيجي !!
تحكم في غضبه بصعوبة و كاد ان يعترض لكنها لاحظت ذلك و سبقته قائلة بتعب :
سفيان انا مش قادرة اتكلم ، نفذ اللي بقوله هاتلي ميان ضروري
تنهد بضيق و مسح وجهه بيديه ثم خرج من الغرفة بغضب لا يعرف ماذا يفعل لا يريد رؤيتها بعد أخر حديث بينهما و لأنه لا يعرف رقمها اخذه من عمار الذي اعطاه له باندهاش اتصل بها ثواني و جاءه صوتها تتساءل عن هوية المتصل تنحنح قائلاََ بضيق و غصب :
انا سفيان ، انتي فين !! +
صدمت بشدة و سألته :
افندم ، انت بتسأل ليه
زفر بضيق مردداََ بحدة :
انجزي قولي انتي فين
جزت على اسنانها قائلة بغيظ و غضب :
انت مفكر نفسك مين عشان تزعق فيا كده و تتكلم بالأسلوب ده مي…..
قاطعها قائلاََ بنفاذ صبر :
فريدة في المستشفى و عاوزة تشوفك و قالتلي اروح اجيبك انتي فين اخلصي
ميان بقلق و خوف :
انا في مطعم……فريدة مالها هي كويسة
أغلق الهاتف بوجهها و رحل لمكان تواجدها هو يزفر بضيق من حين لأخر
…….
تقف تنتظره أمام المطعم و تعنف نفسها هي الأخرى على اهمالها لها كانت شاردة و لم تنتبه لوقوفه بسيارته أمامها إلا حين سمعت صوته الساخر :
اسف لو هقطع عليكي فقرة التأمل دي
ثم تابع بحدة :
انجزي اركبي
ميان بحدة هي الأخرى :
اتكلم عدل معايا ، قولي اسم المستشفى و انا هروح على هناك لوحدي من غير ما اضطر اتكلم مع واحد كلامه كله مفتقر للذوق
زفر بضيق ثم نزل من السيارة و جرها للداخل بالقوة ثم التف و صعد مكانه لتصرخ هي عليه :
ايه الهمجية و ازاي تسمح لنفسك تمسكني كده
انطلق بسيارته قائلاََ بسخرية :
متعمليش فيها شريفة اوي و لمستي مضيقاكي ده انتي سمعتك سبقاكي يا شيخة ميان
لم تجيب فنظر لها وجدها تستند برأسها على زجاج السيارة متجاهلة الرد عليه تنظر للطريق بحزن لاحظ شحوب وجهها و كيف تقبض بيدها على حقيبتها و تغلق عيناها و تفتحها عدة مرات مانعة نفسها من البكاء تسلل لقلبه شعور الشفقة و الألم على حالته سرعان ما كان ينهر نفسه مردداََ بداخله :
اوعى تتخدع فيها و تصعب عليك كل اللي بتعمله تمثيل متخليهاش تخدعك و افتكر دايماََ انها اللي بدأت و خانت العهد
تنهد بقوة قائلاََ بسخرية قاصداََ اهانتها :
ساكتة ليه مش عمالة تتحايلي ليه و تترجيني ارجعلك و انك ملاك و اعملي الشغل الرخيص ده بتاع كل مرة و تنزلي الدمعتين بتوعك
لم تنظر له حتى و قالت بنبرة ظهر فيها مدى ما تشعر به من قهر و ألم منه :
انت بتصعب عليا يا سفيان….بتصعب عليا اوي من اللي انت فيه و من اللي هيحصل بعد كده
الندم وحش اوي نصيحة مني متجربوش انا يأست منك و مابقتش عاوزاك يا سفيان الكلام معاك زي قلته فالأفضل ليا اني اسكت و اريح نفسي
ضحك بسخرية قائلاََ :
مش على اخر الزمن هاخد النصيحة منك انتي ، ضحكتيني بجد ده انتي كفاية بس انك تقربي كامليا دي لوحدها ماركة مسجلة ان الواحد يقلق منك و من اي نصحية و كلام تقوليه
ابتسمت بسخرية قائلة بتحدي :
انا حيالله بنت اختها ، الدور و الباقي على اللي هو ابنها من لحمها و دمها و اللي اكيد هيبقى شارب منها اكتر ، وإذا كانت بنت اختها شاربة منها زي ما بتقول هيجي ابنها اللي من دمها مش هياخد منها ده حتى عيب ، ده انا حتى من النهاردة لازم احذر منك و شكراََ انك لفت نظري للجزئية دي و هي انك ابن كامليا يعني هتبقى اكيد واخد نسبة كبيره اوي من رخصها و قلة أصلها و لا ايه يا بن كامليا
قبض على عجلة القيادة بقوة قائلاََ بغضب و هو يجز على أسنانه :
تتكلمي بأدب احسن و ديني و ما اعبد هنسى انك بنت و ايدي هتنزل على وشك
غمغمت بتهكم :
لا راجل
ثم تابعت بغضب :
طب و ديني و ما أعبد لو ايدك اترفعت لأكسرهالك جرب و شوف كده ، عايزني اتكلم بأدب اتكلم انت كمان بأدب عشان لو حصل غير كده ايدي هتنزل على وشك بردوا انا مبخفش و مبقولش كلام في الهوا و هنفذ فعلا فتحترم نفسك في الكلام احسنلك
نظر لها بغضب تلك سليطة اللسان دائما تسكته بكلامها الذي يجعله يعجز عن الرد
زفر بضيق و غضب شديد و لم يرد عليها و فعلت هي نفس الشئ و شرد كلاََ منهما بأفكاره ، بعد وقت توقف بسيارته أمام المستشفى نزلت هي سريعاََ بلهفة و هو بجانبها إلى أن وصلا لغرفة فريدة
دقائق و الاثنان بالداخل و عمار ينتظر بالخارج سرعان ما انتفض على صوت صراخ
سفيان بغضب :
على جثتي ده يحصل يا فريدة !!!!
دقائق و الاثنان بالداخل و عمار ينتظر بالخارج سرعان ما انتفض على صوت صراخ
سفيان بغضب :
على جثتي ده يحصل يا فريدة !!!
فريده بتعب :
ريحوني ، انا مش هكمل علاجي هنا و اي دوا مش هيدخل جسمي إلا لما تكتب عليها
سفيان بغضب :
فريدة انتي بتفكري ازاي انا مستحيل اعمل اللي بتقوليه لا يمكن اتجوز على مراتي و خصوصاََ دي بالذات
ابتلعت غصة مريرة بحلقها قائلة برجاء و هي ترد له اهانته لها :
بلاش تعملي كده يا فريدة لا هو عايزني و لا انا بطيقه هتحطي النار جنب البنزين و الدنيا هتولع اكتر ما هي والعة بينا
نظر لها قائلاََ بتهكم :
شغل مسكنه عالي اوي قولي كلام غير ده ، ده انتي الود ودك تقومي تتنطتي من الفرحة
فريده بارهاق شديد و تعب :
ريحوا قلبي و متتعبونيش ، دي وصيتي ليكم لو ليا غلاوة عندكم و عايزني ابقى موجودة وسطكم اتجوزوا ، و زي ما قولت مفيش دوا هيدخل جسمي غير بعد كتب كتابك عليها
سفيان بغضب :
مقدرش يا فريدة ، افهميني مرة بقى و طلعي الحكاية دي من تفكيرك مش عايزها هو عافية
تمتمت ميان بداخلها بوجع :
لأمتي هتفضل تدبح فيا بالبطيء يا سفيان
فريدة بتعب :
بكره تشكرني ع اللي بعمله ده ، رفضك انت و هي من ورا قلبكم كفاية مكابرة بقى لسه بتحبها يا سفيان و انتي كمان بتحبيه يا ميان ، هتضيعوا عمركم كله في بعد بسبب لعب العيال ده و اسباب تافهة ملهاش لازمة
ميان بكبرياء :
خاطرك غالي عندي يا فريدة و انا ما ارفضلكيش طلب بس جوازي منه يستحيل يحصل و لو و حطي مية خط تحت لو وافقت بابا هيوافق و يرضى بيه زوج ليا
سفيان بسخرية :
يرفض ، هو يطول واحد زيي يرضى بيكي ده يبوس ايده وش و ضهر ان في حد عبر بنته
ميان بسخرية و تحدي :
اه يرفضك أصله عايز يجوزني لراجل
صرخ عليها بغضب :
بت انتي احترمي نفسك
انتبه كلاهما على صوت فريدة قائلة بصوت ضعيف متعب و هي تضع يدها على قلبها :
مش قادرة ، دكتور
فزع كلاهما و ركضوا للخارج يستدعوا الطبيب الذي دخل و طلب منهم البقاء بالخارج صرخ عليهم عمار بغضب :
انتوا الأتنين ما بتحسوش بيقولك تعبانة و حياتها في خطر ضاقت بيكم الدنيا و رايحين تتخانقوا قدامها ده انتوا لو قاصدين تموتوها مش هتعملوا كده
سفيان بغضب :
اسكت انت متعرفش حاجة
خرج الطبيب بعد لحظات قائلاََ بجدية :
يا جماعة ميصحش كده انتوا في مستشفى مش في شارع عشان صوتكم يعلى كده و تخلوا حالة المريضة تتدهور انا اسفه ع اللي هقوله بس ممنوع زيارات لفريدة هانم لحد ما تتحسن حالتها النفسية اهم عشان تتحسن و الظاهر ان حضراتكم سبب تعبها و الحال اللي وصلت ليه ، عن اذنكم
لكم سفيان الحائط بيده من الغضب كادت ميان ان تقول انها ترفض ما قالت و انها ستقنع فريدة لكن الأخر لم يعطيها الفرصة و سرعان ما صرخ عليها بغل و غضب :
كله بسببك انتي انا مكرهتش في حياتي و لا هكره حد قدك ، قرفان من نفسي و انا بكلمك اقوم اوافق اتجوزك هي ناقصة اصلها حد من العيلة دي
صرخت عليه بغضب :
انت قليل الذوق و مش محترم و مش متربي اللي قرفان صحيح هو انا ، كأني شايفة كاميليا قدامي بقلة ذوقها و قسوتها و عدم مراعيتها لشعور حد
صرخ عليها بغضب و هو يكور قبضة يده :
امشي من هنا
لم تتحرك فقط تنظر له بغضب و صدرها يعلو و يهبط من الانفعال فصرخ عليها مرة أخرى :
بقولك غوري من هنا ، مش طايق اشوفك خلقتك قدامي ، غوري
كادت ان تصرخ عليه لكن سبقه عمار قائلاََ بحدة :
سفيان انت زودتها اوي ، اسكت احنا في ايه و لا في ايه مش وقته خالص اللي بتعمله ده
ثم التفت إلى ميان قائلاََ :
ميان ارجوكي امشي دلوقتي و انا هبقى اطمنك على فريدة بالتليفون
اومأت له ثم غادر المكان بصمت ملقية نظرة معاتبة أخيرة على سفيان الذي يناظرها بغضب كبير و هو يظن انها من شجعت فريدة على طلبها بالزواج منها لا يمكنه تزوجها و هو لا يثق بها بل يتوقع منها كل ما هو سيء
……….
استغلت نرمين انشغال الجميع مع فريدة و ذهبت لمكان لقائها مع عشيقها ليلحق بها الأخر على الفور
ما ان وصل قضى الاثنان وقت ليس بقصير قضاه الاثنان في ارتكاب الفاحشة الكبرى التي اهتز لها عرش الرحمن ابعدها عنه و توجه للبار الموجود بالغرفة يصنع لنفسه كأس كحول
لتفاجأه بسؤالها :
بتراقب ميان ليه يا زاهر ، ايه اللي هتستفاده منها
رد عليها ببرود و تحذير :
خليكي في اللي يخصك بس و لسانك مينطقش اسمها تاني و لا ليكي دعوة بيها
ضحتت بسخرية قائلة :
اوعى تكون حبيتها
جز على أسنانه مردداََ بتحذير حتى لا تتجاوز المساحة التي دوماََ يضعها بينه و بينها :
وانتي مال اهلك ، قولتلك خليكي في اللي يخصك و لأخر مرة بحذرك اوعي تتجاوزي حدودك معايا
صرخت عليه بغضب :
اومال اللي بيحصل بينا ده ايه ، مش عايزني اتدخل في حياتك و حاطط حدود بينا مش المفروض ان حبيبتك
ردد بسخرية مستهزءاََ بكلامها :
حب !! حب برص يا روحي فوقي لنفسك هو لو اللي بينا حب كنت دفعتلك تمن الليلة و انتي مروحة لو كان حب كنتي هتاخدي مني تمن اي معلومة بتوصليهالي من عند ابن العزايزي
اقترب منها مربتاََ على وجنتها بقليل من العنف :
فوقي لنفسك يا نروم يا حبيبتي اللي زيك مش وش حب ابداََ خلينا حبايب و حلوين مع بعض احسن ما اقلب ع الوش التاني و ساعتها هتزعلي اوي انتي اللي هتطلعي خسارنة مش انا
تعالى رنين جرس المنزل ذهب ليفتح الباب ابتسم ما ان رأى الطارقة مردداََ بسخرية :
في ميعادك بالظبط
دخلت بغرور تزامناََ مع خروج نرمين من غرفة النوم بثوبها القصيرة مرددة بصدمة و خوف :
كاميليا !!!
زاهر بسخرية و هو يجلس واضعاََ قدم فوق الأخرى :
اه يا روحي كاميليا هانم ، تصوري اول ما قولتلها العز ده كله اللي ولادك عايشين فيه هيبقى بتاعك مترددتش و جت جري علطول
كاميليا بقرف لنرمين :
مطلعتيش سهلة بتلعبي ع الاتنين ، رخيصة
نرمين ببرود و هي تجلس عل قدم زاهر محاوطة عنقه بيدها بكل جراءة مرددة بسخرية :
نفس الرخص يا كاميليا ده احنا دفنينه سوا ، كنت بتلاغي واحد غير جوزك و انتي على ذمته و اول ما جوزك فلس اطلقتي و اتجوزتيه و بعدها خدتي اللي قدامه و اللي وراه و اطلقتي منه و روحتي شوفتي غيره و بعتيني لابنك عشان اضحك عليه و تستخدميني ورقة رابحة لو حبيتي ترجعي او لو عوزتي فلوس منه يوم من الأيام ، ادتيني كل مفاتيح سفيان و ازاي اقدر اكسب ثقته ، عملتي كتير يا كاميليا خليني ساكتة ده انتس وسا….و رخصك اتعدى بتاعي بمراحل
زاهر بسخرية :
انتوا الاتنين ارخص من بعض و لولا ان المصلحة جمعتنا مكنتش عبرتكم ، بس قبل اي حاجة سفيان العزايزي بكل عيلته هصفيهم واحد واحد اللي لسه باقية عليه و معارضة كلامي تقول من دلوقتي
ثم نظر لكاميليا مردداََ بتهديد :
بس اللي هترفض تبقى معايا تعرف في لحظتها انها هتبقى ضدي ، القبر اللي هياخد عيلة العزايزي كلهم هياخدها معاهم
كاميليا ببرود :
اللي هكسبه ايه
زاهر بسخرية :
تصدقي ان جوايا كنت مراهن على موافقتك و كسبت الرهان ، عارفك يا كاميليا تموتي في الفلوس اللي هتاخديه نص ثروة سفيان و النص التاني هيكون ليا و لنرمين
نرمين بطمع :
اشمعنى هي النص و انا الربع
زاهر بابتسامة و هو يمرر يده على ساقها المكشوفة امامه بجراءة :
بعد ما القصة دي تخلص هتبقي مراتي و اللي يخصني هيبقى يخصك يا جميل ، اصلي بصراحة مش هلاقي زيك اتجوزها نفس التفكير……ده احنا هنبقى كابل هايل
رمقتهم كاميليا بقرف ليعيد زاهر السؤال مرة أخرى :
لأخر مرة هسألك يا كاميليا باقية على حد منهم
نفت قائلة بقسوة :
انا ميهمنيش حد من العيلة دي كلها ، اللي يهمني الفلوس و لو حد فيكم فكر يلعب بديله معايا صدقوني مش هتبقوا اغلى من اللي بعتهم على القبر بنفسي !!!
زاهر بجدية و مكر :
يبقى نبدأ بأول خطوة ، نقطة ضعف سفيان و اللي ممكن تكسره ، اخوه…..عمار !!!
نرمين بتساؤل :
هتقتله !!!
زاهر بشر :
تؤ الموت رحمة ، انا بس هذل اخوه بيه هموته بالبطيء ، هخليه يبوس الجزم و الأيادي عشان بس شمة واحدة !!!
توسعت أعين الاثنتان بصدمة و ابتسمت نرمين عندما فهمت ما يدور برأسه لكنه لا تعرف انها حمقاء بدرجة كبيرة مثل الأخرى ، فأن ظنوا انهم علموا ما يدور بداخل عقله السام مخطئين هو فقط يوصل لهم ما يريد و يحركهم بين يديه كالدمية !!!
……..
بفيلا مهران كانت ياسمين تقف أمام المرآة تنظر لنفسها برضى بعدما قررت أن ترتدي الحجاب تأملت نفسها بسعادة لم تدوم بعد ان سمعت صوت نادر زوجها يأتي من الخلف بسخرية :
مبروك الحجاب يا شيخة ياسمين
ردت عليه ببرود :
ربنا هداني عقبال ما يهديك يا نادر
نادر بتهكم :
امين بس متنسيش تدعيلي و كتري من دعائك
ياسمين بقرف :
بدعيلك بس مش عشانك لأ عشان ابني اللي ميستهلش ان يكون ليه اب بالوسا….دي
كاد ان يصفعها فمسكت يده مرددة بقوة رغم رعبها منه و مما يمكن ان يفعله :
ياسمين القديمة خلاص راخ زمانها واللي قدامك مش هتسكت كتير يا نادر انا لو قولت لأخويا على اللي انت عملته فيه و في بسمة و انك بتهددني بشوية فيديوهات مصورهم ليا في السرير معاك اللي مفيش راجل عنده نخوة و رجولة و كرامة يعملها مع مراته هيدفنك حي يا نادر
دفعت يده مرددة بغضب :
بلاش تختبر صبري اكتر من كده لأن انت اللي هتندم في الأخر مش انا ، اللي حياته هتتدمر انت بردو مش انا
نظر لها بسخرية مردداََ بغل :
انا مش بتهدد اللي هيتفضح هو انتي وعيلتك مش انا متحاوليش تجربي اسلوب التهديد معايا انا بالذات النتيجة هتقلب عكسي معايا انا طلعت نزلت راجل انما انتي ست و شرفهم يعني راسكم انتوا اللي هتكون في الأرض يا قطة
صرخت عليه بغضب و اشمئزاز :
انا بجد ما شفتش أحقر و لا او….منك
ابتسم بسماجة و لم يعلق ثم نزل للأسفل اما عنها نزلت دمعة من عيناها حزينة على حالها و يحدث لها و تتعرض له على يد هذا الزوج القاسي !!
اغمضت عيناها تتذكر كيف كشفت حقيقته البشعة بالإضافة إلى ما فعله بشقيقها و علاقته ببسمة
Flash back
قبل أن تسافر هي و زوجها و طفلهما لأحد دول الخليج تتذكر ذلك اليوم جيداً ، اليوم الذي افيقت فيه من أحلامها الوردية على كابوس مخيف !!
بعد أن أطعمت صغيرها و جعلته يغفو بفراشه الصغير ذهبت لغرفتها و زينتها بطريقة جميلة و رومانسية للاحتفال بعيد ميلاد زوجها ثم تعطرت و ارتدت ثوب جميل ناعم
كان الوقت قد تعدى منتصف الليل انتظرت زوجها حتى ينهي عمله و يخرج من غرفة المكتب لكن طال غيابه فقررت هي الذاهاب له بخجل
كادت ان تطرق الباب لكن يدها بقت معلقة في الهواء عندما استمعت لصوت زوجها الغاضب :
بقولك ايه انت خدت الفلوس اللي تقضيك و زيادة انا مش بنك فلوس يا….فوق يالا لنفسك و اعرف بتكلم مين ، بعدين اتفقنا انك كنت تقتل يزن في الحادثة مش تقتل البت اللي كانت معاه يعني انت منفذتش المطلوب يبقى المفروض ، اصلا ما لكش حاجه عندي بس انا طلعت راجل و اديتك حقك لو فاكر بقى انك هتلوي دراعي تبقى غلطان يا روح…..كان غيرك اشطر !!!
كانت تستمع لكل ذلك بصدمة احست بأن عالمها الوردي الذي كانت تعيش فيه ينهار فوق رأسها أيعقل زوجها و حبيب قلبها !!!
حاول قتل أخيها و من دفع الثمن بسمة تلك المسكينة التي لا ذنب لها بأفعال ذلك الذي تجرد من الرحمة ايعقل بأن زوجها هكذا !!
هل كانت حمقاء لتلك الدرجة !!!!
ثبتت قدمها بالأرض لم تتحرك من مكانها سرعان ما انتفضت بفزع عندما وجدته يفتح باب المكتب بغضب سرعان ما تحول لصدمة و خوف مهما حاول اخفاءه لكنها رأته اقترب منها مردداََ بابتسامة :
ايه اللي موقفك هنا يا حبيبتي انتي كويسة
كاذب كيف يمكن لشخص ان يزيف مشاعره هكذا كيف استطاع خداعها و التلاعب بها و هي صدقته كانت فريسه له بمنتهى السهولة لم تشعر بنفسها سوى و هي تصفعه بكل قوك تملكها مرددة بنفور و الصدمة لا زالت حليفتها :
انت اقذ..بني ادم شوفته ، ذنبها ايه بسمة الغلبانة تموت بسببك حاولت تقتل اخويا ليه.، مثلت عليا كل الوقت ده ازاي
وضع يده مكان صفعتها و اسودت عينيه بغضب شديد مردداََ بضحكة لا تنم عن خير ابداََ :
يبقى سمعتيني و انا بتكلم طب طالما هي كده بقى يبقى نخلي اللعب على المكشوف و لو تاني مره فكرتي ترفعي ايدك عليا هيبقى ده ردي !!!
ثم بلحظة سقطت أرضًا أثر صفعة قوية تلقتها منه
جعلتها تسقط ارضاََ و الدماء تنزف من شفتيها
صرخت عليه بقهر و دموع :
انت مين و بتعمل كده ليه ، ازاي اتخدعت فيك كده
ضحك بسخرية مردداََ ببرود :
شكلك فضوليه اوي ، مام عشان تعرفي اني طيب قد ايه و حنين هحكيلك و اريحك نبدأ من الأول خالص بنت صلاح مهران رجل الأعمال المعروف فرصة متتعوضش بت راجل غني جداََ لو بقى في صلة تجمعني بيه هيفيدني في شغلي و اسمي يكبر ، غير طبعاََ ان بعد ما حمايا و حماتي يموته مراتي هتورث طبعا مش هتستخسر في جوزها حبيبها حاجة خططت و نفذت و الصراحة كنتي صيدة سهلة جدا يا سو مخدتيش في أيدي غلوة زي ما بيقولوا
ضحك بقوه مما جعل قلبها يدمي من الألم و القهر
متابعاََ حديثه بدنائة حقارة :
اتجوزنا و عيشنا في تبات و نبات و طبعا قدرت أكبر شركتي على حس اسم والدك و اخوكي ، اللي طول عمرها مطيرة النوم من عيني بسمة خطيبة اخوكي زي القمر هههه تتاكل اكل اللي اخوكي ميعرفهوش اني اعرف بسمة من قبله أصلها تبقى بنت خالتي حاولت معاها بس الصراحة البت شريفة و محترمة مجتش بالذوق يبقى بالعافية هددتها موافقتش و كل مرة بترفض كنت بتمسك اني افوز بيها اكتر بس قولت اضرب عصفورين بحجر اخلص من يزن و اقهر قلبها عليه و اخليها ملكي غصب عنها و بالمرة اخلي مراتي تورث الهيلمان بتاع عيلة مهران كله ايه رأيك دماغ متكلفه صح بس للأسف ماتت بدل اخوكي محظوظ اخوكي فلت من الموت زي القطط بسبع ارواح
نظرت لها بازدراء و نفور و كره لأول مره يصدر منها تجاهه مرددة بغل :
مبقاش ياسمين مهران اما فضحتك في كل حتة بابا ويزن مش هيسكتوا هاخد حقي منك
ضحك بشر مردداََ :
نسيت اقولك جزء مهم او يا حبيبتي شوفي كده
الفيديو ده
قام بتشغيل مقطع فيديو على هاتفه ثم وضعه أمام وجهها ثانيه اثنان صدمت بشدة و جحظت عينيها بذعر و خوف صارخة عليه تضربه بقوة بصدره :
اه يا سافل يا حقير والله لقتلك
دفعها بعيداََ عنه قائلا بغرور :
اتكلمي على قدك يا شاطرة كان غيرك اشطر لو فتحتي بوقك بكلمي يا روحي الفيديو الجميل ده و انتي في حضني مصر كلها هتشوفه طبعا اكيد انا مش هبان في الفيديو خالص
ياسمين بغضب :
اه يا بن……
صفعها بقوة قائلاََ بنبرة بثت الرعب بأوصالها :
ليه بس الغلط كده ياسو قولتلك بلاش الأسلوب ده معايا و مسمعتيش الكلام استحملي اللي هيحصلك بقى !!
بلحظة جذبها من خصلات شعرها بقوه يجرها خلفه إلى غرفتهم عندما وجد ذلك الجو الرومانسي و كيف زينت الغرفة ضحك بتهكم ملقياََ اياها على الفراش بقوة مردداََ بشر هو يفك ازرار قميصه :
بلاش ازعاج بقى و صريخ يا سو انبسطي كده ده الليله ليلتك زي ما بيقولوا
ثم انقض عليها كما ينقض الأسد على فريسته
اغتصبها بوحشيه و قسوة لم يبالي بصراخها و قلبها الذي تحطم إلى أشلاء على يد شخص قاسي بلا ضمير تجرد من الإنسانية و الرجولة 💔
بعد أن انتهى منها و قف قائلاََ بوقاحه و هو يضغط على شفتيه السفلى بانسانه :
الصراحه يا سو منكرش انك جامدة اوي
اقترب منها هامساََ في اذنها بخبث و شر :
كل مره هتقلي أدبك معايا هيحصلك زي كده و اكتر
اتقي شري يا روحي و متجربيهوش تاني احسنلك
قالها ثم غادر بعدما حطم قلبها و روحها لم يكتفى بذلك بل اغتصبها بأبشع طريقة
لعنت اليوم الذي عرفته فيه و أحبته منذ تلك الليلة تحول كل حبها و عشقها إلى كره نفور تعيش معه الإجبار لأجل خاطر طفلها و حتى لا تنفضح بين الجميع
Back
نزلت دموعها بوجع و قهر مغمغمة بتوسل و دعاء :
ياارب خلصني منه و من ظلمه احميني و احمي ابني منه يارب
……….
كانت فريدة ترقد على الفراش بداخل غرفتها تتحدث بصوت خفيض مع الطبيب مرددة برجاء :
نفذ اللي بقولك عليه و باقي فلوسك هتوصلك أول ما اخرج من هنا
اومأ لها الطبيب مردداََ بطمع :
احنا دايماً في الخدمة يا هانم ، انتي تأمري بس و انا انفذ ، هتخرج دلوقتي و اقول اللي اتفقنا عليه
قال الأخيرة مغادراََ الغرفة تاركاََ اياها غارقة بأفكارها تتذكر اخر مكالمة حدثت بينها و بين ميان منذ اكثر من اسبوع
Flash Back
هاتفتها فريدة تحاول اثنائها عن رأيها :
بلاش الاستسلام ده يا ميان سفيان من حقك انتي مش هي بلاش تفرطي في حقك
ليأتي رد الأخيرة بكل بصرامة :
انا متنازلة عنه يا فريدة ، سفيان مش هيبقى ليا و انا لازم افوق من الوهم ده بلاش تشجعيني على حاجة انا و انتي متأكدين انها هتضرني
فريده بغضب :
انتي اتجننتي بعد كل اللي عرفناه ، هتسبيه كده بتقولي بتحبيه فين حبك و انتي بتتنازلي عنه من أول محنة و بتسبيه لواحدة تضحك عليه و تخدعه
ميان بسخرية :
طب هو عمل ايه عشان أصدق الحب اللي بتقولي عليه ده ، لو عليه عشان نرمين بتخدعه هو راضي باللي عايشه حذرناه كلنا و هو مغمي عينه عن كل الحقايق و حابب يعيش دور المظلوم اللي عنده خق في كل الاي بيقولوا
فريدة بحزن :
حاربي و بكره هيبقى بتاعك ، سفيان هيضيع و يدمر خليكي جنبه
ميان بدموع لم تستطيع السيطره عليها :
انا بحارب عشان واحد معرفهوش يا فريدة بقى هو ده نفسه سفيان اللي كان بيدافع عني ، سفيان اللي لما كان حد ينزل مني دمعة كان يقف له ويهد الدنيا ، اللي قدامي ده سفيان غيره خالص ده بيتفنن ازاي يبكيني و يهني و يذل فيا ، مش ده اللي احارب عشانه ده واحد غريب عني معرفوش
فريدة بتوسل :
بكره يعرف الحقيقة و يرجعلك لما تتجوزا و تقربوا من بعض هتتأكدي من كلامي و ازاي هو بيحبك
ميان برجاء :
مش بيحبني يا فريدة افهمي ده بقى ، بلاش تعيشيني في وهم و احلام مش هتحصل ساعديني اعرف ابعد عن اللي يضرني متسحبنيش لحاجة هتدمرني و تقتلني بالبطيء
ثم تابعت بشرود و حزن :
بس عارفه يا فريدة طول عمري بحس ان نهايتي هتبقى على ايد سفيان و ان اللي بعيشه دلوقتي مش حاجة جنب اللي جاي قدام عشان كده بلحق نفسي و ببعد ساعديني على ده
فريدة بحزن و غموض :
انتوا الاتنين بتضيعوا عمركم في كلام فاضي و الوهم هو اللي انتي بتقوليه دلوقتي سفيان بيحبك و انتي بتحبيه و انا بقى هعرف اعدل حالكم المايل ده
لتقرر هي تزويجهم باستغلال مرضها و حالتها الصحية بالاتفاق مع طبيب مقابل مبلغ مالي ضخم حتى تحقق مبتغاها و تزوجهما !!!
Back
خرج الطبيب مردداََ بأسى لعمار و سفيان و قصي الذي جاء متحاشياََ الحديث مع سفيان :
حالة المريضة بتسوء و مش راضية تقبل اي أدوية من الممرضات و بتقول ان مش هتكمل علاجها غير لما اللي هي عايزاه يحصل و رافضة اي زيارات ليها نصيحة مني يا استاذ اعملوا اللي هي عايزاه حالتها مش مطمئنة خالص و لو حصلها حاجة يبقى بسببكم
عمار بضيق ما ان غادر الطبيب :
هي طلبت ايه بالظبط
سفيان بغضب :
عايزانى اتزفت و اتجوز ميان
عمار و قصي بصدمة :
ايه !!!
زفر بضيق قائلاََ :
اللي. سمعتوه عايزانى اكتب عليها عشان تاخد العلاج و تتحسن بتلوي دراعي
قصي بضيق :
طب ما تتجوزها ، انت خسران ايه
سفيان بغضب :
ومراتي عايزانى احطها في الموقف ده
قصي بهدوء :
لو بتحبك هتوافق عشان تساعدك ان فريدة تقوم بالسلامة ، غير كده اكتب عليها بس
عمار بضيق :
طب افرض ميان رفضت هيكون معاها حق الصراحة على معاملتك الزبالة معاها دي و لا يكون قتلالك قتيل
سفيان بثقة :
هتوافق
عمار بسخرية :
جايب منين الثقة دي
سفيان بسخرية :
بكره تشوف
قصي بهدوء :
يعني نويت تتجوزها
سفيان بغضب :
معنديش حل تاني غير ده يا اتجوزها يا اخسر فريدة
قصي بسخرية :
يا اخي لو ينفع كنت اتجوزتها انا اللي زيك خسارة فيه واحدة زي ميان
سفيان بحدة :
مش وقتك يا قصي لم الدور مش وقته استفزاز دلوقتي
قالها و هو يغادر المستشفى بأكملها و بعد وقت كان يدخل من باب مكتب رأفت والد ميان بتردد يقنع نفسه ان الرفض سيأتي من رأفت و حينها سيكون فعل ما عليه و يخبر فريدة برفض والدها حينها ستستلم فريدة و لن يكون هو مضطراََ للدخول بتلك الزيجة !!
ردد بهدوء ظاهري مرغماََ بعد ترحيب قصير من رأفت به مرغماََ هو الأخر :
انا يشرفني اطلب ايد ميان بنت حضرتك
صمت رأفت لدقائق ثم اجابه بهدوء…….. !!!
……….
كان عمار يجلس بالكافيتريا الخاصة بالمستشفى
يتحدث مع لينا عبر الهاتف معتذراََ منه على موعدهم الذي التغى اليوم لتتفهم هي الأمر تواسيه بحزن على حالة جدته اما عن قصي اتصل بكمال معتذراََ منهم على موعد ذهابه لطلب يد سيلين التي وافقت بخجل على طلبه راكضة لأعلى ليلحق هو بها محدثاََ ابيها مخبراََ اياه انه سيأتي بالغد لطلب يدها مع عائلته لكن بمرض فريدة سيؤجل كل شيء
جاء النادل بكوب قهوة لعمار الذي شكره مرتشفاََ اياها لعلها تخفف من صداع رأسه لكن ما ان انهاها سعل بقوة مستفرغاََ كل ما بمعدته ليركض قصي إليه بفزع
بينما على مقربة منهم كان نفس النادل يتحدث مع احدهم بالهاتف مردداََ بسعادة :
كله تمام يا باشا ، بس متنساش حلاوتي بقى !!
– ليه !!!
نطقها رأفت بهدوء شديد و هو ينظر لسفيان نظرات ثاقبة جعلت الأخر رغم ثباته الظاهري يهتز من الداخل
اجابه سفيان بعد صمت للحظات :
الواحد بيتجوز ليه
رأفت بهدوء :
في كذا سبب يخلي الواحد يقرر يتجوز بس سؤالي ليه عايز تتجوز بنتي و انت المفروض متجوز !!!
نطق سفيان رغماََ عنه و بكذب :
مثنى و ثلاث و رباع ، مراتي عندها مشاكل في الخلفة يعني معايا رخصة ان اتجوز تاني لأني عاوز اكون اب اما ليه بنتك برتاح ليه و شايف انها هتكون زوجة مناسبة ليا
رأفت بهدوء و كلماته تحمل القليلمن السخرية :
طب و انا ليه اجوز بنتي واحد متجوز و اقبل بيك
سفيان بنفس النبرة و ثقة :
ليه ترفض اصلاََ انا شاب بصحتي ، عندي فلوس تعيش بنتك ملكة طول عمرها ، مش كبير عليها في السن فوق كل ده ابقى ابن خالتها و قرايب
رأفت بتهكم :
القرابة دي سبق و نهيتها انت من سنين ، جاي عايز تناسب بنت انت كنت و مازالت بتشكك في أخلاقها هي و عيلة كاميليا هانم…..
كاد سفيان ان يتحدث ليوقفه صوت رأفت الصارم :
لسه مخلصتش كلامي
صمت سفيان مرغماََ و هو يلعن تلك الظروف التي جعلتها يجلس هكذا و يطلب هذا الطلب الذي جعله يستمع لتلك الكلمات من فم ذلك الرجل
رأفت بصرامة :
بنتي هتعيش طول عمرها ملكة بيك او غيرك لو ع الفلوس اللي انت فاكر انها هتعيشها ملكة فبنتي عاشت و لازالت عايشة في عز ابوها يعني عينها مليانة و يوم ما اسلمها لواحد هيكون شاريها بقلبه يعيشها ملكة بحبه مش بفلوسه
سفيان بضيق :
يعني ايه
رأفت بصرامة :
يعني كل شيء قسمة و نصيب ، ان شاء الله تلاقي نصيبك مع اللي شبهك و اللي تستاهلك و اللي هي مش بنتي
سفيان بضيق :
اخر كلامك عندك
سفيان بصرامة :
شرفت
غادر سفيان بغضب و هو يشعر بالأهانة الكبيرة من كلمات رأفت التي صدمته ما ان غادر ة
ما ان غادر من أمامه ارتسم الاشمئزاز على ملامح وجهه لا يعرف ما الذي تحبه ابنته بذلك الرجل هو مقتنع تماماََ برفضه زوج لابنته شعر بالانتصار لكونه رد و لو قليلاََ من اهانته لابنته
……….
– انت كويس !!
قالها قصي و هو يساند عمار الذي استفرغ كل ما بمعدته و أصبح وجهه شاحب و قدماه لا تحملاه يشعر بدوار شديد
تمتم بتعب و هو يستند على قصي حتى يقوده للخارج :
هرتاح و هبقي كويس الظاهر عندي برد في معدتي او القهوة كانت بايظة و لا حاجة
قصي بقلق :
طب تعالى بالمرة نكشف طالما في المستشفى
عمار بتعب :
مفيش داعي انا هتصل بالسواق ياخدني ع البيت ارتاح شوية و هبقي ارجع تاني اطمن على فريدة خليك انت معاها لحد ما سفيان يرجع
اومأ له قصي ثم اوصله بنفسه للسيارة حتى يغادر موصياََ السائق عليه ثم عاد لفريدة و عقله مشغول مع سفيان هل سيقبل به رأفت ام سيرفض يتمنى حقاََ ان يرفض فسفيان لا يستحق زوجة كميان !!
………
عاد سفيان بعد وقت ليجد قصي يقف وحيداََ ما ان سأله عن عمار رد عليه الأخر بكلمات مقتضبة
لم يكن بمقدرة قصي كتم تعليقه الساخر و هو يرى غضب الأخر الكبير مهما حاول اخفائه :
ده واضح اوي انه وافق
سفيان بغضب :
ورحمة ابوك لتسكت انا فيا اللي مكفيني مش ناقصة تلقيح كلام منك
جاء الطبيب قائلاََ بحدة مستخدماََ أسلوب الضغط عليهم كما أخبرته فريدة :
فريدة هانم حالتها في النازل خالص و الأدوية رافضاها مهما حاولنا معاها ، لو خسرنا المريضة فانتوا السبب و هتتحملوا المسئولية كاملة
سفيان بغضب مفرغاََ غضبه كله الطبيب :
ما خلاص عرفنا انها في خطر هنتصرف احنا على اعصابنا مش مستحملين تقلق فينا لك شوية
رمقه الطبيب بضيق ليتابع سفيان بحدة :
لازم ادخل اشوف فريدة
الطبيب بارتباك حاول اخفاءه :
مش هينفع ممنوع المريضة
سفيان بحدة :
هما خمس دقايق مش اكتر اتصرف
الطبيب بضيق :
تمام عشر دقايق يجهزوك و هما خمس دقايق بس مش اكتر
بعد وقت كان سفيان يجلس بجانب فريدة التي اتقنت دور التعب بشدة مردداََ بغضب :
روحتله يا فريدة و رفض ، ابوها رافض و انا رافض حتى هي قالتلك مش موافقة بلاش عِند و مساومة يا اتجوزها يا تسيبي نفسك من غير علاج و لا دوا
فريدة بصوت خفيض متعب :
كلم رأفت خليه يجيلي
سفيان بضيق و غيظ :
يا فريدة
…….
خرج عمار من غرفة الاجتماعات بعد ساعة و نصف قضاها في العمل بدلاََ من الارتياح كما قال لقصي فقد جاءته مكالمة هامة تخص العمل و لعدم تواجد قصي و سفيان اضطر للحضور و هو بالكاد يفتح عيناه و يقف على قدميه
ارتمي بجسده على الاريكة الجلدية يغمض عيناه بتعب حتى شعر بأحدهم يفتح باب الغرفة و ظهرت لينا من خلفه قائلة بقلق :
مش بترد على تليفونك ليه يا عمار انا بقالي كتير بكلمك و انت مش بترد عليا اتصلت بميان عشان اتطمن عليك و هي اتصلت بقصي عشان كانت مشيت و عرفت انك تعبان ، مالك حاسس بأيه
ردد بصوت خفيض متعب :
تعبان يا لينا
سألته بقلق شديد :
تعبان مالك يا عمار حاسس بأيه تعالى نروح للدكتور
اغمض عيناه مردداََ بتعب و خمول بجسده :
محتاج ارتاح بس الظاهر القهوة اللي شربتها امبارح كانت بايظة من ساعة ما شربتها معدتي وجعاني
تمتمت بقلق :
طب نكشف هيحصل حاجة لو كشفت و اطمنت
ردد بتعب و هو يتحسس بيده معدته :
حصلتلي قبل كده و لما خدت علاج اتحسنت خدت علاج دلوقتي بس لسه مفعوله مشتغلش
اومأت له قائلة بتصميم :
طب تعالى هوصلك البيت ترتاح
ابتسم بخفوت قائلاََ :
السواق معايا متتعبيش نفسك
تنهدت قائلة بتصميم :
يا سيدي انا عايزة اتعب نفسي تعالى يلا هوصلك انت مش شايف حالتك تعبان ازاي و وشك لونه مخطوف مش هطمن عليك لو روحت لوحدك لازم ترتاح و هعملك جنزبيل ينضف معدتك
اومأ لها استسلام ليتفاجأ الاثنان ما ان دخلا للمنزل الذي تركت لينا بابه مفتوح لنصفه بسفيان يخرج من احد الغرف يمسك بيده بأدوية تخص فريدة طلبها الطبيب
فسأل لينا مباشرة :
انتي بتعمل ايه معاها هنا
لكن عمار لم يهتم و سأله باهتمام :
حصل ايه جوز خالتك وافق
تجاهل سفيان الرد عليه قائلاََ بحدة و احتقار للينا فهو اعتقد انها جاءت مع شقيقه لقضاء ليلة :
انتي بتعملي ايه هنا معاه لوحدكم
لينا بحدة :
بتبصلي كده ليه
سفيان بتهكم و قرف :
والله اي حد مكاني هيشوفك معاه و لوحدكم هيقول نفس الكلام داخلة مع شاب في بيت لوحدكم بتعملوا ايه
عمار بحدة :
سفيان انا ما اسمحش ليك تكلمها كده ، دي هتبقى مرات اخوك يعني زي ما بتحترمني تحترمها
سفيان بصدمة و استنكار :
مرات اخوك مين !!
ثم تابع باستهزاء و هو يلقى نظرة على لينا من أعلى لأسفل بقرف :
يعني يوم ما تفكر تتجوز تفكر في دي لا بتعرف تختار فعلا يا اخويا يا زين ما اخترت
عمار بغضب و صرامة :
سفيان
نظر له سفيان بغضب مماثل و لم يفارق النظر ايضاََ للينا بغضب و اشمئزاز لتصرخ لينا عليه بغضب :
اتكلم عدل و بلاش البصة دي انا ليا عين و لسان بردو بعرف اعمل زيك
عمار بحدة :
لينا اسكتي و لا كلمة
سفيان بتهكم :
مش بقولك يا زين ما اخترت
ثم تابع بغضب لسفيان :
لأخر مرة هقولك يا سفيان تحترمها لأنها هتكون مراتي واللي يقلل منها كأنه بيقلل مني زي ما انت مش بتقبل كلمة على مراتك و انا عمري ما اتجاوزت حدودي في كلامي تحترم انت كمان لينا
سفيان بغضب كبير :
مين دي اللي تبقى مراتك فوق انت مش شايف بترد على اخوك ازاي و قبلت انها تدخل معاك البيت و انت لوحدك ده غير كله الطيور على أشكالها تقع اصل الاي زيها هتصاحب واحدة زي ميان ليه
ثم تابع بصرامة :
انا بقى مش موافق
كاد عمار ان يرد لكنوسبثته لينا التي نفذ صبرها من ذلك المتعجرف البغيض :
جرا ايه يا جدع انت محدش مالي عينك و لا ايه طايح في الكل ميان وحشة و سيلين وحشة و بعدتها عن قصي و انا مش عجباك وان شالله عني ما عجبتك انما تبصلي كده تقلل مني و فاكر هسكتلك تبقى غلطان ده انا احط صوابعي الاتنين في عينك و اردلك الكلمة بعشرة و النظرة بالنظرة
ثم تابعت باشمئزاز و لم تلاحظ نظرات عمار الحادة لها لكي تصمت :
اللي زيك اصلا مينفعش معاهم الأدب و بصراحة بقى لو فيه عيب في عمار هو انك اخوه
سفيان بغضب و تهكم :
لأ التربية واضحة فعلاََ
لينا بتهكم مماثل و حدة :
من بعض ما عندكم اصل تربيتك انت كمان واضحة اوي و على رأي المثل اللي بيته من ازاز
سفيان بغضب :
لمي لسانك يا بت انتي
عمار بحدة :
امشي يا سفيان
غادر سفيان بغضب كبير بعدها التفت عمار للينا قائلاََ بحدة :
امشي انتي كمان
– عمار
صرخ عليها بغضب و هو يشعر بالتعب الشديد :
بلا عمار بلا زفت دلوقتي افتكرتي عمار اللي اتجاهلتي وجوده و رديتي من نفسك و لا كأن فيه راجل واقف جنبك
رددت بضيق :
هو اللي بدأ بالغلط
صره عليها بحدة :
كنت سكتي و شوفتي هردلك حقك و لا لأ و لو لأ كنت اتدخلي انتي ساعتها لكن باللي عملتيه ركبتي نفسك الغلط و قللتي مني
ثم بدون كلام حذبها برفق لخارج المنزل ثم دخل و اغلق الباب خلفه ملقياََ بجسده على أقرب اريكة مغمضاََ عيناه على الفور و هو يشعر يالغرابة من ذلك الخمول الذي أصاب جسده فجأة !!!
……….
ترددت ميان في اخبار والدها بشرط فريدة و ما طلبته منها فهس بالعادة لا تخفي عنه شيئاََ لكن بالفترة الأخيرة ابتعدت عنه للغاية و أشياء كثيرة حدثت ليس لديه علم بها
قبل ان تذهب اليه تفاجأت به يدخل من باب غرفتها المفتوح فرددت بحزن :
بابا في حاجات كتير اوي حصلت معايا لازم تعرفها
جلس بهدوء و بصمت اخذ يستمع لكل ما تقول و ما ان انتهت لم تجد منه سوى الصمت لتنادي عليه بخوف و ترقب :
بابا
سألها بهدوء اثار ربيتها :
عايزة مني ايه بعد اللي قولتيه
رددت بحزن :
فريدة بتقول انه محتاجني
تنهد مردداََ بحدة :
سفيان مش محتاجلك ، علطول بايعك اشتري نفسك مرة يا بنتي و بطلي تجري وراه طول ما هو شايفك كده هيدوس عليكي اكتر و اكتر
اخفضت وجهها مرددة بحزن :
خدعوه و خلوه يكرهني
رأفت بحدة و غضب :
كل واحد عنده عقل يحكمه هو كان عنده استعداد للكره بِعد عن الكل و أولنا انتي كأنه ما صدق
ميان بحزن :
بس هو ابن خالتي في الأول و في الآخر
رأفت بتهكم :
ياريته هو كان راعى صلة القرابة دي سفيان و كاميليا نسخة من بعض بيدوسوا ع الكل
ثم تابع بحدة و صرامة :
لو انتي مستغنية عن نفسك و عايزة ترميها في النار انا بقى مش مستغني و مش سفيان اللي اسلمك ليه في يوم من الأيام ، كرامتك فوق كل حاجة و لو مش فارقة معاكي هي فارقة معايا انا ولو انتي عايزة تقللي من نفسك ابوكي مش هيقبل كده طول ما هو عايش اللي ياخدك يشيلك فوق دماغه مش بس كده يحطك جوه عينيه تكوني مقامك عالي عنده و يكون شايفك غالية ، لكن سفيان مش كده سفيان شايفك اقل منه و كارهك يا بنتي مش شاريكي
ميان بدموع و حيرة و تشتت :
انا تعبانة يا بابا كنت خلاص قولت هطلعه من دماغي و هكمل حياتي من غيره بس بعد كلام فريدة ليا في المستشفى رجعت فكرت تاني و رجعت احط مبررات انا عايزة انساه يا بابا ابعده عني انا بكره ع اللي بيعمله فيا و بكرهه عشان بحبه و هو ميستاهلش
جذبها رأفت لاحضانه و هو يشعر بالعجز و هو يراها تتألم هكذا و لا يعرف كيف يخفف عنها تمنى ان يكون ابنه على قيد الحياة ليسانده و يخفف عنه أعباء الحياة و يرشده كيف يتصرف ، ردد بدعاء :
الله يرحمك يا بني و يهديكي و يصلح حالك يا بنتي
……..
دخل من باب الفيلا بعد يوم عمل شاق كباقي الأيام ليتفاجأ بوالدته بوجهه قائلة بلهفة :
يزن
رذ عليها بابتسامة حنونة متعبة :
نعم يا أمي
جذبته ليجلس بجانبها قائلة بحماس :
ايه رأيك في همس !!
سألها بمرارغة و كذب :
همس مين
ذمت شفتيها قائلة بضيق :
انت هتستعبط و انت تعرف كام همس يعني بنت اللوا صاحب ابوك ، عسولة و مؤدبة و تدخل القلب علطول و نغشة كده و زي القمر
سألها بضيق و قد فهم إلى مغذى والدته من تلك الأسئلة :
رأيي فيها من ناحية ايه
سألته صراحة :
رأيك فيها كواحد دخل ع التلاتين و لسه مفتحش بيت زي بقيت الناس و اتجوز و مون أسرة ، رأيك فيها كزوجة ليك
رد عليها باقتضاب و هو يقف ليرحل :
مش عايز اتجوز
صرخت عليه بغضب :
هتتجوز و رجلك فوق رقبتك انا مش هفضل ساكتة على عمايلك دي كتير ، اللي قدك مخلفين بدل العيل اتنين و مفرحين اهلهم بيهم و انت لا عايز تفرح قلبي و لا عايز تعيش حياتك و تفهم ان الحياة مش بتقف عند حد
زفر بضيق قائلاََ بألم للمرة الألف لهم :
بس عندي وقفت حسي بيا شوية ليه مش قادرة تفهمي اني مش قادر ، مش قادر انساها
ربتت على كتفه قائلة بحنان :
محدش قالك انساها يا بني بس عيش متوقفش حياتك ، مش يمكن لما تقرب من همس اكتر و تشيل الحواجز اللي بنيتها حوالين قلبك و قفلت عليه لبسمة بس تحبها و تشوفها زوجة ، والله يا بني البنت لسانها حلو و اهلها محترمين و تتحب ادي لنفسك فرصة و افتح قلبك
تدخلت ياسمين التي سمعت الحوار من البداية :
ماما معاها حق يا يزن محدش قالك انساها بس اتأقلم على عدم وجودها و عيش حياتك ، صدقني محدش هينفع الذكرى اللي انت عايش عليها دي مش هتسندك في يوم من الأيام لما تكون لوحدك من غير ابن او بنت تتسند عليه و لا هتنفعك لما تنام لوحدك و تصحى لوحدك و تقضي عمرك وحيد بابا و ماما بعد الشر يعني مش باقينلك و لا انا لأني هتشغل ببيتي و لو قعدت معاك هقعد يوم او اتنين و ارجع لحياتي و ابني هتحتاج لونس و عزوة لأن دي سنة الحياة
ثم تابعت حديثها و هي ترى تأثره تلك المرة بحديثها و تردده :
غير كل ده تفتكر بسمة يرضيها حالك ده ، هي بتحبك و تتمنى ليك الأحسن هي مش هتكون فرحانة بيك كده بالعكس اللي بيحب بيفضل مصلحة حبيبه و الأفضل ليه ، فكر في كلامي يا يزن اتأكد اني بقولك الصح و ان كلنا يهمنا مصلحتك
قالتها ثم غادرت تاركة اياها في حيرة من أمره ان يختار الماضي ام يعيش الحاضر !!
……..
كان كارم يجلس خلف مكتبه الحزن يخيم على ملامح وجهه حديثه مع همس آخر مرة لم يخمد العزيمة التي بداخله على التودد لها و الاقتراب منها لعله يكسب قلبها ابتسم بحنين متذكراََ اول لقاء بينهما عندما كانت بعامها الأول من الجامعة بعد سنوات من الفراق منذ صغرهم
Flash Back
كان يخرج من مكتبه يمسك بيده احد الملفات الهامة الخاصة بمهمة كبيرة قام بدراستها و دراسة الثغرات التي بها و توجه لمكتب اللواء عاصم ليناقشه ببعض النقاط ليتفاجأ ما ان وصل بعدم تواجد العسكري أمام المكتب و الباب شبه مغلق يصدر من الداخل أصوات و كأن احدهم يبحث عن شيء لكنه بالطبع ليس اللواء فقد لمح خيالاََ لشخص يرتدي شيء أخضر اللون
أخرج سلاحه و قد ظن انه جاسوساََ ما يقوم بسرقة بعض الملفات الهامة ثم دفع الباب صائحاََ بقوة :
اثبت مكانك ااا….
توقف عن الحديث ما ان ابصر تلك الفاتنة صاحبة البشرة البيضاء و الأعين الزرقاء الصافية كلون السماء و البحر خصلات شعرها البنية تنساب على كتفيها و حول وجهها بنعومة وجهها يحمل جمال و براءة سحرته حرفياََ و فستانها الأخضر ذو الحمالات العريضة جعلها فاتنة انها آية من الجمال
خرج من شروده على صوتها الغاضب :
بترفع السلاح على مين يا بتاع انت
– ياريتك ما تكلمتي
قالها كارم بداخله و هو يتعجب كيف لتلك النبرة و ذلك الصوت يخرج من تلك صاحبة الجمال الرقيق
جز على أسنانه مردداََ بغضب :
سيبي الملف اللي في ايدك ده و قولي بتعملي ايه هنا و تبع مين ، ملف ايه اللي كلفوكي تسرقيه
همس بغضب :
ملف ايه و بتاع ايه انت مين و ازاي تدخل كده و تتكلم معايا بالاسلوب ده و ايه ده اللي اسرقه انت مش عارف بتكلم مين
قبض على ذراعها بيده مردداََ بغضب :
هعرف دلوقتي انتي مين
صرخت عليه همس بغضب :
سيب ايدي يا حيوان ازاي تمسكني كده
دخل عاصم بتلك اللحظة قائلاََ بتعجب :
ايه اللي بيحصل هنا
همس بحدة :
مين البتاع ده يا بابا بيقول عليا حرامية و شوف قافش في دراعي ازاي و رفع عليا المسدس
ابتعد كارم عنها مردداََ بصدمة :
بابا !!!
عاصم بابتسامة :
ايوه ابوها يا كارم ليك حق متعرفهاش اخر مرة اتقابلتوا كانت في ابتدائي
همس بضيق :
انا اعرف ده
كارم باعتذار :
انا اسف يا فندم فكرتها بتسرق ملفات لأني لقيتها عمالة تدور في الادراج و العسكري مش بره
همس بغيظ :
فرضاً بسرق هو فس حد عبيط يسرق في عز النهارد لأ كمان يعدي من وسط العساكر دول و ماشي بوشه كده عادي و مش خايف من الكاميرات اللي في كل حتة و اللي بصورة منها يتجاب متعلق من قفاه لا و بنت اللي بتسرق كمان
اخذت نفس عميق ثم سألته بسخرية :
انت متأكد انك ظابط
نظر لها كارم بغيظ رادداََ لها ما قالت بنفس السخرية :
وانتي متأكدة انك اسمك همس اصل طريقتك مش ماشية خالص مع شكلك و اسمك
ركلت همس الأرض بقدمها قائلة بغيظ قبل ان تغادر مكتب والدها :
انا خدت الكريدت كارد يا بابا
ثم نظرت لكارم قائلة بغيظ :
قليل الذوق
كارم بابتسامة صغيرة :
تسمحلي حضرتك الحقها اعتذر منها
اومأ له عاصم بضحك فركض كارم خلفها قائلاََ :
استني
التفتت له قائلة بغيظ :
عايز ايه
ابتسم قائلاََ بمرح :
اتقمصتي ليه مش انتي اللي بدأتي بالغلط و السخرية مني المفروض انا اللي ازعل
جزت على أسنانها قائلة بغيظ :
تزعل لو مخدتش حقك لكن انت قومت بالواجب و كلمتني بقلة ذوق
ابتسم قائلاََ :
انتي كمان كلمتيني كده يبقى خلصانة انت خدتي حقك و انا خدت حقي، صافي يا لبن
قال الأخيرة و هو يمد يده لها ليصافحها نظرت له للحظات قبل ان تصافحه قائلة على مضض :
خلاص حصل خير
ابتسم بمرح قائلاََ :
طب امشي يلا هعزمك على ايس كريم شكولاته و منجا كنت بتفضلي تزني و انتي صغيرة عليه و كنا كل ما تيجي عندنا تاكلي بتاعي و بتاعك
حمخمت بحرج قائلة :
مش فاكرة الصراحة بس مستحيل أصدق انا مؤدبة معملش كده ابداََ
كارم بسخرية :
اه مؤدبة اوي
نظرت له بطرف عيناها قائلة :
بتقول حاجة
ابتسم بتوسع قائلاََ :
بقول طول عمرك مؤدبة و هو انا اقدر اقول غير كده
ضحكت بخفوت و ابتسم الأخر على ضحكتها الجميلة التي تشبهها و من حينها توطزَدت علاقتهما حتى اصبح هو لها أقرب صديق و هي له حبيبة قلبه الوحيدة التي وقع بهواها
Back
ابتسم لتلك الذكرى الأجمل بينه و بينها لو علم انه سيقع بعشق تلك الصغيرة التي كان يلهو معها بصغره لما تركها و ابتعد عنها ثانية من الأساس
ََكم مؤلم الحب من طرف واحد ، شعور مؤلم يحرق القلب و الروح و لسوء حظه كان ممن يعانون منه قريباََ منها و ليس بقريب قربه محدود مقيد بشروط سيقف و ينتظر ان يأتي ذلك الفارس الذي سيخطف قلبها و تقبل بها و هو ما بيده شيء ليفعله 💔
…….
– الف سلامة عليكي يا فريدة
قالها رأفت الذي لبى طلبها و جاء لزيارتها
ردت فريدة عليه بصوت خفيض و تعب :
الله يسلمك ، رفضت سفيان ليه يا رأفت
تنهد رأفت قائلاََ ما جعل سفيان الذي يقف خلفه بجانب قصي يشتعل غيظاََ :
العقل بيقول انه مش مناسب لبنتي من كل الاتجاهات و انا كأب المفروض انفذ اللي في صالحها
فريدة بتعب :
هي بس اللي حقها ترفض او توافق
رأفت بصرامة :
رفضت و اتأكدي يا فريدة انها لو وافقت انا رافض مستحيل الجوازة دي تتم بنتي هتكون لراجل يصونها و تكون الأولى في حياته اديهاله و انا مطمن عليها
فريدة برجاء :
بنتك هتكون أمانة عندي يا رأفت وعد مني مفيش شعره هتتأذي منها
رأفت بضيق :
جوازها منه اكبر أذى
سفيان بغضب و نفاذ صبر من تقليله من شأنه رغم انه حقاََ لا يريد تلك الزيجة لكن رفض الأخر كان صدمة له فقد ظن انه سيقبل به على الفور كذلك ميان التي صدمته برفضها :
ليه حد قالك اني بعض مثلاََ ما انا متجوز قبلها و عمرها ما اشتكت ابويا عاش عمره كله يحب في اخت مراتك و في الأخر عملت في ايه و انا زيه بس يارب العرق ميكونش دساس و اللي عملته كاميليا ما تعملهوش بنتك
رأفت بتهكم :
ياريتك انت الأول تكون زي ابوك الله يرحمه و متاخدش من الست الوالدة يا بن كاميليا و لو على بنتي مليون واحد يتمنوها حتى انتوا منهم لدرجة انكم قاعدين تتحايلوا عليا عشان اجوزهالك
تمتم سفيان بداخله بغيظ و غل :
لولا اللي فريدة فيه مكنتش استحملتك
فريدة بتوسل و حزن :
رأفت ابوس ايدك توافق اكتب كتابهم بس
رأفت برفض :
اللي بتقوليه ده يا فريدة بنتي الوحيدة اللي هتكون
متضررة منه و زي ما انتي خايفة على حفيدك انا كمان خايف على بنتي انا مش لاقيها في الشارع
تنهدت فريدة قائلة بتعب :
سفيان سيبنا لوحدنا انت و قصي
غادر سفيان و قصي الذي كان يستمع للحديث بصمت و هو معجب باصرار رأفت على الرفض فلو كان بمكانه لما ائتمن ابنته على رجل كسفيان
فريدة برجاء :
رأفت انا متأكدة انك عارف كل حاجة من ميان ، سفيان حفيدي و قلبي واجعني على حاله هو معمي مراته عملاله غسيل مخ و محدش هيقدر يقفلها غير ميان سفيان حاله مش هيتصلح غير لما يتجوزها عقله تلقائي هيبدأ يقارن بين تصرفات نرمين و ميان
رأفت بحدة :
بنتي ما تتقارنش بحد و لو اللي عايزها للحظة قارنها بس بغيرها يبقى ميلزمنيش و فوق كل ده و اسف ع اللي هقوله بنتي مش علاج للي انتي و ابوه و امه فشلتوا فيه و اللي هو تربيته طبعاََ
تنهد متابعاََ بصدق :
صدقيني يا فريدة لو ده سفيان بتاع زمان اللي كان في كل لحظة مبين قد ايه هو شاري بنتي كنت سلمتها ليه و انا مغمض لكن حفيدك دلوقتي مش شاريها و اختار غيرها و انتي بتفرضيها عليها و انا بنتي مش معيوبة و لا لاقيها في الشارع عشان اسلمها لواحد مش عايزها و شايفها اقل منه
ترجته فريدة مستخدمة طريقة الضغط متحججة بمرضها ليأتيها رد الأخر الصارم :
بضلاش اسلوبك ده يا فريدة اللي بتعمليه هيترتب عليه حاجات كتير و بنتي هي اللي هتشيل الليلة مش انتي و لا حفيدك هي اللي هتكون في النار
فريدة بتوسل :
خليني اموت و انا مطمنة على سفيان يا رأفت طول ما هي جنبه انا هرتاح و اطمن
رأفت بضيق :
يعني انتي تطمني على حفيدك و انا اعيش قلقان طول عمري على بنتي
فريدة بدموع و صوت خفيض متعب :
الموت عندي اهون من اني اعيش و اشوف حفيدي لعبة في ايد نرمين و حياته بتدمر كده و التانية مستغفلاه ميان هتعرف تتصرف و تكشفها على حقيقتها بس كل ده مش هيحصل إلا لما تدخل للفيلا بصفة و الصفة دي انها تكون مراته
وقف رأفت قائلاََ بصرامة :
بتضحي ببنتي يا فريدة عشان خاطر حفيدك و انا بنتي مش كبش فدا و اللي عندي قولته
ثم تابع بحزن منها :
بعد اللي قولتيه يبقى ليا الحق اخاف على بنتي منك انتي كمان لأن الواضح انك بتستغلي حبها لسفيان غلط بتأثري عليها بحجة انها بتحبه عشان تنفذي اللي في دماغك و تحمي حفيدك و مصلحته بس لكن بنتي مش مشكلة في داهية
تنهد متابعاََ بضيق :
بتثبتيلي اني معايا حق ف تمسكي بقراري لأن لو مشوفتش مصلحتها في كل اللي انتي عايزاه انتي مش هتشوفيها و لا هتفكري فيها لأن ببساطة انتي كل اللي يهمك حفيدك و ده حقك زي ما حقك ان احافظ على بنت و اهتم بمصلحتها
دخلت ميان التي جاءت لتطمئن عليها برفقة لينا لتتفاجأ بوجود والدها سألته بدهشة :
بابا انت بتعمل ايه هنا !!
دخل الجميع للغرفة و هم سفيان و قصي و ميان ليقول رأفت بجدية :
كنت بزور فريدة و كويس انك جيتي قدامهم قابلة تتجوزيه و تقبلي بالوضع ده ، قابلة ان ده يكون جوزك هتأمني على نفسك معاه هتأمني انه يصون قلبك و يحافظ عليكي و يراعي ربنا فيكي و يراعي مشاعرك بالكلمة او بالفعل
صمتت ميان تنظر لسفيان بخزى ليسألها رأفت مرة أخرى تحت نظرات الرجاء من فريدة :
موافقة عليه يا ميان
ليأتي رد الأخرى صادم لها و لسفيان الذي اشتعل غيظاََ منها و من والدها اكثر :
لأ يا بابا
رأفت بابتسامة فخورة :
الرد وصلكم بنتي مش قابلة و لا انا قابل ، يبقى الموضوع خلص و يستحسن يا فريدة تاخدي علاجك و بلاش مساومة لأنك هتكوني انتي الخسرانة
ما ان خرج من الغرفة سمع صراخ عمار باسمها تزامناََ مع دخول الطبيب قائلاََ بحدة :
الكل يطلع بره !!!!
………
بينما بالخارج كانت لينا تقف أمام عمار الذي ارتاح ساعتان و عاد للمستشفى ليتفاجأ بها مع ميان قائلة باعتذار :
انا اسفة ، حقك عليا بس هو استفزني اوي الصراحة
تنهد بضيق قائلاََ بصرامة :
بصي يا بنت الناس كلمتين و مش هكررهم تاني طول ما انتي معايا حد غلط فيكي تقفي ساكتة و انا هجيبلك حقك سواء في لحظتها او بعدين انما تغلطي و تطولي لسانككده بتقللي مني و بتضيعي حقك و حقي في اني اتدخل و ادافع عنك
تنهد متابعاََ حديثه :
اعملي اللي عايزاه فس حالة واحدة بس لو انا مجبتش حقك و ده طبعاََ عمره ما هيحصل ابداََ
اومأت له قائلة :
مفهوم
لحظة و خرج الجميع و حالت هرج سادت الأجواء ليعرف منهم عمار ما حدث بالداخل ليصيب القلق قلوب الجميع
.
.
بعد وقت كان رأفت يضع يده بيد سفيان مرغماََ ينظر لابنته بعتاب فهي ما ان علمت بتدهور حالة فريدة بسبب عدم تناولها للدواء و رفضها لكل طرق الطبيب حتى تتعافى و الأخر يخبرهم انها بخطر كبير
شعرت بالخوف و الحزن عليها ستموت بسبب رفضها رددت بخوف و صوت اشبه بالصراخ :
ابعت هات المأذون بسرعة
رأفت بحدة و صدمة :
ميان !!!
نظرت له قائلة بقلة حيلة و دموع :
هتموت كده بسببي يا بابا ، مش هقدر على كده الجواز كتب كتاب بس مش هنقص ايد او رجل بس خليها تتطمن و تاخد العلاج و لما تقوم بالسلامة هطلق منه
نظرة خذلان صوبها رأفت لابنته و سفيان ابتسم انتصار رغم الموقف الذي يمروا به و رغم انه لا يرغب بالزواج لها لكن عدولها عن قرارها حتى ان كان لسبب اعاد له كبرياءه الذي اطاحت به هي و والدها برفضهم له و الآن هي من تطلب اتمام الزواج !!!!
بينما فريدة بالداخل تتابع ما يحدث عبر شاشة الهاتف و الطبيب يقف بجانبها و ابتسامة سعيدة مرتسمة على شفتيها لنجاح ما خططت له !!!!
تظاهر الأطباء و الممرضات بأن الوضع خطر كما اوصاهم الطبيب الذي يطمح ان تزيد فريدة من الأموال التي ستعطيها له على اتقانه لدوره
غادرت ميان برفقة رأفت الذي صمت بكمد ينتظر فقط ليصلوا للبيت بعدها سيقول ما لن يستطع قوله أمام الجميع
………
بتردد كان سفيان يجلس بجانب زوجته على الفراش قائلاََ بتوتر :
نرمين
ردت عليه بصوت ناعم رقيق لا يليق بشخصيتها :
نعم يا حبيبي
صمت لدقيقتان و الأخرى تنصت له باهتمام حتى جاءها رده الصادم :
انا اتجوزت ، اتجوزت ميان !!!
انتفضت واقفة صارخة عليه بغضب و صدمة :
انت بتقول ايه اكيد بتهزر صح ، بتتجوز عليا يا سفيان و مين دي نسيت اللي عملته فيك
نلى برأسه مردداََ بحزن :
منستش بس كنت مجبور فريدة…….ثم قص عليها كل ما حدث لتصرخ هي بحدة :
فريدة قالت و انت ما صدقت ما هي حبيبة القلب و مش بعيد بكره تقدر تسيطر عليك و تخليك تطلقني و تطلعني من حياتك
سفيان بغضب :
مش هيحصل لو عايز اطلقك كنت عملتها من زمان لكن انا باقي عليكي لآخر لحظة لو مكنتيش تهميني كنت وافقت على طلب فريدة من الأول و اتجوزتها جوازي منها صوري مش اكتر عشان فريدة
تنهد محاولاََ التحكم بأعصابه و عدم التهور عليها فهو يعطيها كل الحق بما تفعل الآن :
نرمين اسمعيني بس ، صدقيني مش بمزاجي حقك تزعلي بس حطي نفسك مكاني كنتي هتعملي ايه جدتي هتموت، في مقابل جوازة على ورق مش هتنقض مني ايد او رجل
صرخت عليه بغضب و هي لا تتخيل انها أصبحت زوجة أولى و ليست الوحيدة بحياته كيف سينظر إليها الناس و من بين كل النساء تزوج بأكثر واحدة تكره بحياتها :
لو كنت مكانك عمري ما كنت هفكر اجرحك بالطريقة دي انت فاكر انها سهلة انا يستحيل اتقبل ان فيه واحدة تانية تشاركني فيك حتى لو ع الورق
سألها بضيق :
يعني ايه
صرخت عليه بغضب :
طلقني يا سفيان !!!
– مش هطلقك
قالها سفيان بصرامة لنرمين التي يتعالى صدرها ثم ينخفض من شدة الانفعال و الغضب
غادرت من امامه بغضب لغرفة الثياب تضع ملابسها بأهمال بداخل حقيبة جذبتها بعنف من فوق الخزانة اخذ يخرج ما تضعه قائلاََ برجاء :
حقك تعملي اكتر من كده بس المرة دي اعذريني غلطت عارف بس فريدة كانت هتموت بس حاجة هايفة عارف انك حاسة نفسك قليلة عشان اتجوزت عليكي بس ده مش حقيقي انت غالية اوي و افتكري دايماََ اني اختارتك انتي بأرادتي و هي اتفرضت عليا
لأول مرة تكون صادقة معه بمشاعرها :
حاسة بنار جوه قلبي يا سفيان
نعم تشعر بنيران لكنها ابداََ ليست غيرة بل حقد و غل منها من خطفت قلب سفيان و زاهر مهما انكر فهي تعرف تمام المعرفة انه عشق تلك الفتاة !!!
جذبها لاحضانه قائلاََ بحزن و شفقة عليها :
مش دي اللي تغيري عليا منها انتي ضفرك بمية واحدة من عينتها ، تخلص بس المحنة دي و فريدة تقوم بالسلامة و هطلقها
سألته بدموع :
مش هتقرب منها صح
اومأ لها قائلاََ :
مستحيل
شددت من عناقه قائلة :
اوعدني
ابتسم بخفوت مقبلاََ جبينها قائلاََ :
اوعدك يا حبيبتي !!!
……..
– مالك يا رأفت ساكت ليه !!
قالتها عليا و هي تراقب صمت رأفت و ميان الغير معتاد و الأخرى تنظر لوالدها بترقب لردة فعله على ما حدث
ميان بخوف و توتر :
بابا انا…..انا اسفه
قطبت عليا جبينها بعدم فهم و توتر من الجو المشحون بين الاثنان فقالت بضيق :
فهموني حصل ايه !!
رأفت بتهكم و صوت غاضب :
مش تباركي لبنتك يا عليا بقت حرم سفيان العزايزي ، الزوجة التانية
شهقت عليا بقوة و صدمة قائلة بصوت مرتجف :
بطل هزارك ده يا رأفت
رأفت بغضب :
مش بتنيل بهزر بنتك……ثم قص عليها كل ما حدث ناهياََ حديثه بغضب كبير :
عمال اقول بنتي غالية بنتي رافضة بنتي ملكة مش هتقبل بالقليل و في ثانية صغرتني قدام الكل ما شوفتيش الزفت سفيان كان بيبص ازاي كأنه انتصر عشان في الأخر انتي اللي قولتيله هات المأذون ، رفضت و مسمعتيش مني قدامهم و اصريتي
ميان بدموع :
فريدة كانت هتموت ، و ذنبها هيبقى في رقبتي
رأفت بغضب :
ذنبها في رقبتها هي ، هي اللي ساومت على حياتها فريدة مش هاممها حد غير حفيدها و بس و انتي بالنسبة ليها اداة مهما كانت بتحبك عمرك ما هتكوني في مكانة حفيدها و مش هتخاف عليكي زيه
عليا بدموع و حزن :
ابوكي عنده حق انتي الخسرانة يا بنتي ، بعتي نفسك و دمرتي حياتك من قبل ما تبدأ حرام عليكي اللي عملتيه في نفسك ده يا بنتي
ميان بدموع و حزن :
كنتوا عايزني اعمل ايه الدكتور بيقول بتموت و الحل في ايدي اقف ساكتة و عادي و لا كأن في واحدة جوه بتموت و حياتها بكلمة مني و كمان مش غريبة دي من عيلتي
رأفت بغضب :
مفيش جواز عشان خاطر حد الجواز مش لعبة هتجوز عشان كذا تغور فريدة و تولع العيلة دي كلها اللي مجاش منها غير وجع القلب ، في داهية اي حاجة بس انت مكنتيش ترمي نفسك الرمية دي بعتي نفسك بالرخيص للي ميستاهلش
ميان بدموع و حزن :
غصب عني با بابا
تعلم عليا تمام العلم ما تمر به ابنتها شعرت بالشفقة و الحزن عليها فجذبتها لاحضانها لتنهار الأخرى في البكاء و رأفت يراقبها حزين منها و مشفق عليها و غضبه منها أكبر من كل ذلك
……..
كان عمار قد وصل لتوه لمقر الشركة ليتولى أمور العمل بالتناوب مع قصي و سفيان
يشعر بصداع يكاد يفتك برأسه و جسده بالكامل يؤلمه ما ان استيقظ هذا الصباح
طلب من السكرتيرة الخاصة به ان تأتي بكوب قهوة بينما هو اتصل بلينا كما اعتاد كل صباح ما ان اعترف لها بحبه
ليأتيه صوتها القلق :
صباح الخير يا عمار ، احسن انهاردة مش كده و لا لسه تعبان اجيلك نروح المستشفى نكشف
ابتسم بسعادة لاهتمامها به و قلقها عليه قائلاََ :
انا بقيت زي الفل لما سمعت صوتك دلوقتي
اردفت بخجل :
عمار انا شم بهزر لو لسه تعبان نروح…..
قاطعها قائلاََ بابتسامة :
انا كويس المهم انتي طمنيني عليكي و والدتك هترجع امتى قعادك لوحدك مش كويس
تنهد قائلة باشتياق :
وحشتني اوي المفروض اخر الأسبوع الجاي الجو عجبها هناك و قررت تمد فترتها و قرايبنا هناك واخدين بالهم منها
ابتسم قائلاََ بسعادة :
ترجع بالسلامة ان شاء الله و تاني يوم هكون انا و عيلتي كلها عندك نطلب ايدك
حمحمت بحرج قائلة بخجل :
انا اتأخرت و لازم انزل عشان عندي محاضرات ميان زمانها مستنياني تحت ، سلام
ابتسم مغلقاََ معها المكالمة و هو لا يصدق متى يأتي هذا اليوم و تصبح له و على اسمه
بينما بالخارج كانت سكرتيرته تلتقط القهوة من يد الساعي و جعلته ينصرف و ما ان فعل أخرجت كيس شفاف اللون يحتوي على مادة بيضاء بعدما تأكدت من عدم تواجد اي احد حولها قامت بأفراغه في القهوة حتى ذاب تماماََ بعدها دخلت بها له و بداخلها ترتعش من الخوف ماذا لو انكشفت !!!
أخذها من عمار يرتشف منها سريعاََ بعدها اخذ مسكناََ يساعده على انهاء العمل لحين يأتي دوره ليذهب للمستشفى ليبقى مع فريدة
خرجت من مكتبه تزفر براحة لانقضاء مهمتها أخرجت هاتفها تضرب على لوحة المفاتيح بعدة أحرف ترسل رسالة لأحدهم تنص على :
كله تمام يا باشا شربها متنساش حلاوتي بقى !!
……..
بعد ان تجهز ليغادر لعمله مثل كل يوم توقف لدقائق طويلة امام صورة بسمة حبيبته يتطلع إليها بشرود حزين يشعر بصعوبة بالغة في اتخاذ تلك الخطوة بعد تفكير طويل طوال الليل
كلام والدته و شقيقته كان مقنعاََ بالنسبة له إلى حد كبير خاصة انه يكن اعجاب لهمس و عائلته بأكملها ترى انها مناسبة له ماذا سيخسر ان اتخذ تلك الخطوة سيتحدث معها و يجعلها على علم بكل شيء و لها مجال الرفض او القبول
ردد بحزن و خزى بداخله :
لو عليا افضل مخلص ليكي العمر كله و محدش ياخد مكانك المفروض انه بتاعك انتي لوحدك زي ما اتعاهدنا بس دي مش حياتي لوحدي يا بسمة انا تعبت من زن ياسمين و بابا و ماما على نفس الموضوع و في نفس الوقت خايف من الوحدة زي ما بتقول ياسمين و انتي بتحبيني و عمرك ما هترضي اكمل حياتي كده وعد مني ليكي لآخر العمر هتفضلي في قلبي و هفضل فاكرك لحد مل نتقابل
خرج من الغرفة بل من الفيلا بأكمله متجهاََ للجامعة و هو يأخر نفسه قدر المستطاع قلبه لا يطاوعه على فعل ما هو مقدم عليه !!!
……..
توقفت سيارة الفتيات كانت همس و لينا يراقبون صمت ميان بحزن و همس صامتة و قد علمت ما حدث بالأمس من لينا
تمالكت نفسها بصعوبة حتى تكتم الحديث الذي بداخلها و لكنها لم تستطيع لتنفجر قائلة بحدة ما ان توقفوا بالسيارة امام الجامعة و نزلوا منها :
انا مش قادرة اسكت بقى ، انتي غبية يا ميان ازاي توافقي ع المهزلة دي جوازة بسبب ليه و عشان مين عشان واحد واطي زي سفيان ده ميستاهلش يغور في داهية هو و اللي متجوزها يولعوا في بعض ان مالك و فريدة دي ازاي تطلب منك كده ، اي حد يسمع طلبها هيعرف انها مش شايفة غير حفيدها بس لأن واحد متجوزاه لا بيطيقك و لا معبرك و متجوز و متمسك بمراته والله لو قلبتيله قرد ما هيصدقك و لا يعبرك
ميان بدموع :
كفاية بقى عمالين تلوموا فيا كنت اعمل ايه واحدة جوه بتموت و علاجها في أيدي بكلمة واحدة بس اسكت يعني و اسيبها تموت و ياريتها غريبة عني دي في مقام جدتي كان صعب اسكت محدش فيكم كان مكاني وقتها اقسم بالله غصب عني اللي حصل لو في ظروف تانية غير دي و كان الموضوع قبول و رفض كنت رفضت بس كنت مغصوبة
لينا بحزن :
طب تقدري تقوليلي هتعملي ايه دلوقتي هتكملي معاه متهانة و هو مهمشك من حياته و لا هتطلقي و تقابلي بقى نظرات المجتمع المريض ده ، انتي لسه في بداية حياتك يا ميان لو مش مستوعبة فأنتي ضيعتي مستقبلك و انتي لسه في بدايتك فريدة قضت عليكي بأنانيتها و محدش هيكون خسران غيرك
همس بغضب :
عارفه قسماََ بالله دول صنف زبالة و لا هيقدروا اللي ضحيتي بيه عشانهم
لينا بحدة :
عيب يا همس من غير غلط ميصحش كده
همس بضيق :
يصح ميصحش بقى مش فارقة دول يحرقوا الدم دمروا مستقبلها اللي هانم سلمته ليهم على طبق من دهب و لو جيتي تلومي حد ع اللي هيحصل لها هيقولوا وافقت بمزاجها محدش غصبها
ذمت ميان شفتيها و بكت بصمت و هي تستمع لحديث الاثنتان الصحيح مئة بالمئة
كادت همس ان تكمل حديثها لكن جاء من خلفهم صوت يعرفه الثلاثة جيداََ قائلاََ بصرامة :
بتعيطي ليه ع الصبح
التفت الجميع لتقع أعينهم على سفيان الذي تقدم منها حتى وقف أمام ميان ينتظر منها اجابة تحت نظرات الغضب من ميان و لينا
نظر لهم قائلاََ بتهكم :
قطعت عليكم فقرة النم على خلق الله معلش ، سيبوني معاها لوحدنا
همس بحدة :
هو سؤال واحد بس قبل ما امشي ، انت مستحمل نفسك ازاي الله يعينك عليها
سفيان بحدة و تهكم :
نفس السؤال والله نفسي اسأله ليكي انتي مستحملة نفسك ازاي
كادت همس انت تتحدث لكن قامت لينا بسحبها من يدها بعيداََ قائلة بضيق و خفوت :
الكل بيبص علينا خلينا نمشي و خليه يقول اللي عنده و يغور من هنا بقى
ذهبت معها همس على مضض بينما سفيان التفت لميان متمتماََ بضيق :
أعوذ بالله منها
تنهد ثم سألها بحدة :
مقولتليش ليه انك نازلة الجامعة انهاردة
ميان بتعجب :
اقولك ليه ما انا بقول لبابا و بستأذنه
ردد بحدة :
تاخدي اذن ابوكي لو انتي مش على ذمة راجل ، من هنا و طالع قبل ما تخطي اي خطوة تستأذني مني يا أوافق يا موافقش و اي عك و قلة أدب و مسخرة مش همسح بيها تحصل
ميان بحدة :
انا مش قليلة الادب و محترمة و تصرفاتي كلها كده عايز تصدق صدق مش عايز ان شالله عنك ما صدقت
سفيان بحدة و غضب :
انتي قليلة الأدب
ميان بحدة :
وانتي مش محترم
كاد ان يصرخ عليها لكن توقف ما ان قالت هي :
بص هي فترة و هتعدي نستحمل بعض فيها شوية من غير غلط في بعض و قلة أدب عشان الأيام تعدي و يكون في علمك هتعاملني باحترام هتلاقي نفس المعاملة لو العكس هتلاقي بردو هتغلط فيا قدام الناس هغلط فيك قدام الناس و افتكر انك انت اللي قولتلي زمان عاملي بالمثل
اومأ لها قائلاََ بحدة :
اتفقنا بس في شوية حاجات تلتزمي بيها
سألته بهدوء :
ايه هي
تنهد قائلاََ بضيق و صرامة :
اول حاجة قبل ما تروحي اي مكان يكون عندي خبر تاني حاجة تتصرفي على اساس انك واحدة متجوزة خلاص و بلاش دلع و قلة أدب
جزت على أسنانها قائلة بحدة :
هنرجع للغلط تاني
زفر بضيق قائلاََ :
نسيت ، تالت حاجة ده ما يتقلعش من ايدك
قال الأخيرة و هو يخرج من خاتم من الذهب الأبيض بجيب سترته يضعه بأصبعها اومأت له برأسها قائلة بهدوء :
موافقة انا كمان عندي شرط
سألها بفضول :
ايه هو !!!
تنهدت بحزن قائلة :
بابا زعلان مني عشان وافقت و شايف انك مش مناسب ليا يعني عشان كده اللي بطلبه منك حط خلافتنا على جنب و بلاش بتصرفاتك تقلقه اكتر لأن بصراحة هو عنده حق انت ميتأمنش على حد معاك
قالت الأخيرة قاصدة رد الاهانة له لكن ما ان نظر لها بحدة و غضب قالت ببرود :
نسيت
ردد الاثنان معاََ بضيق :
يبقى اتفقنا هنعصر على نفسنا لمونة لحد ما الفترة دي تعدي و نخلص من الهم ده
كاد ان يذهب لكنها اوقفته قائلة بهدوء :
شكرا ع الخاتم
اومأ لها بصمت ثم غادر المكان يتنفس براحة فمن الجيد حدوث هذا الاتفاق حتى يريح رأسه من تلك الخلافات و تمضي تلك الفترة بسلام المهم ان تتعافى جدته
اقتربت كلاََ من لينا و همس منها لتبادر همس بالحديث قائلة بحدة :
عملك حاجة
ميان بهدوء :
ميقدرش لأنه عارف انه لو غلط هتطاول عليه اكتر و مش هيهمني و الخلافات هتكبر بينا و هو طبعاََ مش فاضي فعملنا اتفاق و قواعد نمشي عليها لحد ما الفترة دي تعدي و نطلق
لينا بضيق :
لقب مطلقة مش سهل زي ما بنطقيه كده
ميان بحزن :
عارفه عشان كده هحارب بكل جهدي عشان الجوازة دي تنجح و اطلع من الموضوع ده كله بأقل الخساير هكشف حقيقة نرمين و زاهر و كامليا ليه المرة دي بدليل قوي و رد فعله ساعتها هو اللي هيحدد ايه اللي هيحصل بعدين
– همس
قالها يزن بهدوء و هو يقف خلفهم فالتفت الثلاثة له على الفور القى التحية عليهم ثم قال بهدوء لهمس :
ممكن اتكلم معاكي لوحدنا خمس دقايق بس
…..
– خير يا دكتور
قالتها همس بفضول و هي تجلس برفقة يزن بمكتبه بالجامعة
تنهد قائلاََ بصعوبة :
انا كنت خاطب قبل كده بسمة بس ، بس هي توفت من سنتين في حادثة كنت فيها انا و هي بس انا اللي نجيت منها و هي لا
سألته بتعجب :
ايوه بتقولي كده ليه
ابتلع ريقه قائلاََ بصعوبة :
عشان المفروض تعرفي عني كل حاجة قبل ما اطلب منك الطلب ده
– طلب ايه !!
تنهد بعمق قائلاََ :
تتجوزيني يا همس !!!!
توسعت عيناها بصدمة ليتابع هو :
انا معجب بيكي و بشخصيتك لو الشعور متبادل بينا انا حابب ندي فرصة لبعض نتعرف على بعض اكتر بصفة رسمية يعني فترة خطوبة لو اتفقنا يبقى نتوكل على الله و نتجوز لو لأ يبقى كل شيء قسمة و نصيب
تنهد قائلاََ بصعوبة :
مش هكدب عليكي انا قلبي معاها لسه…..بس حاسس ناحيتك باعجاب يمكن مع الوقت يتحول لحب كل اللي طالبه منك تستحمليني و تقفي جنبي و ندي لبعض فرصة يمكن يحصل نصيب
تحاشت النظر لوجهه قائلة بحرج :
اا…ااا….هفكر و ارد عليك
ثم وقفت قائلة بحرج :
انا همشي اتأخرت ع المحاضرة بعد اذنك
………
مر اسبوع على الجميع تعافت فيه فريدة كلياََ و بسرعة تعجب منها الجميع لكن الطبيب برر ذلك بتحسن حالتها النفسية ساعدها على التعافي بسرعة
عمار الذي بدأ يشعر بالانهاك الشديد و الخمول و الصداع الذي أصبح لا يفارقه لكنه يتحامل على نفسه مقرراََ الذهاب للطبيب بالغد سراََ حتى لا يثير قلق الجميع عليه يكفي الاسبوع الماضي و حالة القلق التي مروا بها مع فريدة
توقفت همس عن الذهاب للجامعة تفكر جدياََ بعرض يزن عقلها رافضاََ خوض تلك التجربة التي لا تعرف نتائجها و عقلها لا يتوقف عن طرح تلك الأسئلة ماذا لو….لم يحبها !!!
هل ستتحمل هي هكذا حياة هل ستقبل به و قلبه معلق بأخرى أسئلة لا تنتهي تعصف برأسها لا تعرف اجابتها و مستحيل ان تعرف فأجابتها تكمن بالدخول بتلك التجربة و تتحمل عواقبها سواء كانت النتيجة خسارة او فشل !!!
بينما فريدة ما ان علمت برغبة قصي بالزواج قررت ان تذهب اليوم لطلب يد سيلين له و تجهز الجميع للذهاب لم ترغب نرمين في الذهاب متعللة بالمرض لكنها تنوي على شيء آخر ما يغادروا جميعاََ
لتقرر فريدة استغلال الفرصة قائلة لسفيان ما ان غادرت تلك الحية التي من المؤكد انها ستأتي ما ان تعلم بقدوم ميان :
بقولك يا سفيان اتصل بميان خليها تروح معانا طالما نرمين مش جاية
سفيان بهروب :
تلاقيها مش فاضية ما الامتحانات قربت
فريدة بمكر :
لأ فاضية ، كلمها انت بس و قولها تيجي معانا بلاش توجع قلبي في المناهدة معاك
خشي سفيان من تدهور حالتها مرة أخرى فنفذ ما قالت و ما ان اتصل بها قال مباشرة :
فريدة عايزاك تيجي معانا انهاردة قراية فاتحة سيلين و قصي
ردت عليه بضيق :
انا اصلا كنت رايحة سيلين اتصلت بيا و عزمتني انا ولينا و أصرت اننا نروح
اجابها باقتضاب :
خلاص هنعدي عليكم و احنا رايحين ، سلام
ما ان اغلق الهاتف عاتبته فريدة :
بتتكلم معاها كده ليه دي بقت مراتك و ليها حقوق عليك زيها زي نرمين اعدل بينهم بالكلمة و النظرة يا سفيان حرام ، ثم تعالى هنا عيني في عينك كده ده انت بتحبها و بتموت فيها و كل اللي بتعمله ده من ورا قلبك
رد عليها بحدة :
مش صحيح ده موضوع و اتقفل من سنين
ربتت على يده قائلة :
ما اتقفلش و لا عمره هيتقفل ميان عملت حاجة انت مش قادر تسامحها عليها لحد دلوقتي و قبل ما تقول بسبب كاميليا انت بتكدب لأن دي حجة ميصدقهاش عيل صغير
اشاح بوجهه بعيداََ لتتابع هي حديثها بحنان :
بقت مراتك دلوقتي استغل الفرصة يا بني عاتبها صفوا اللي بينكم لو غلطت عاقبها البنت بتحبك و انت كمان بتحبها ادي لحبكم فرصة ليه قلبك شايف كل اللي بتعمله وحش و ليه بتتغاضى عن اغلاط نرمين ، لما كل مشكلة بنقع فيها مين بيجري اول واحد مراتك اللي عمرنا ما شوفناها معانا لا حزن و لا فرح و لا ميان اللي واقفة معانا علطول رغم كلامك السم ليها
ردد بحدة :
متقارنيش بينهم
فريدة بصرامة :
ليه مقارنش عشان الفرق واضح و يعرف العيل الصغير مين الأحسن بينهم
سفيان بضيق و حدة :
انتي مش فاهمة حاجة
فريدة بغضب :
طب فهمني انت و متقولش مش بحبها صورتها اللي و السلسلة بتاعتها اللي شايلهم في درج مكتبك مش بفتش وراك بس شوفتهم صدفة
فريدة بهدوء :
مش هقولك غير كلمتين بس يا بني قدامك فرصة من دهب يا تستغلها يا صدقني ورحمة ولادي الاتنين اللي مفيش اغلى منهم هتندم فكر في كلامي مش هتخسر حاجة لو جربت
سألها بحيرة :
طب و نرمين
جزت على أسنانها بضيق قائلة بهدوء :
مثنى و ثلاث و رباع و انت عندك سبب عشان تتجوز الخلفة من حقك تكون اب و نرمين لو بتحبك زي ما بتقول هتقبل باللي في مصلحتك و هتفرحلك من قلبها
غير الموضوع قائلاََ :
طب اجهزي يلا عشان هنتأخر
……
استأذنت ميان من والدها لتذهب معهم ليوافق بصمت محركاََ رأسه بنعم فمنذ ذلك اليوم و هو يتجنب رؤيتها و الحديث معها لازال غاضباََ منها
بعد وقت ليس بقصير كانت تخرج من البناية برفقة لينا و الاثنتان غاية في الجمال
كان عمار يتابع لينا بأعين تلمع بالحب و الإعجاب بثوبها الزيتوني الذي أنساب على جسدها بنعومة و خصلات شعرها المموجة او فيما يعرف بالكيرلي رفعته لأعلى اقترب منها رافعاََ يده لها لتضع يدها بها و ما ان فعلت رفعها لشفتيه مقبلاََ اياها بنعومة
ليردد قلبه قبل لسانه بتلك الجملة التي رأها قبل عدة ايام على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ليجد انها تنطبق عليها تماماََ و كأنها كُتبت لتقال لها فقط :
تنازل الجَمالُ عن الجَمالِ لجَمالكِ فزادَ جمالكِ عن الجمال جمالاََ ♡
ابتسمت بسعادة متمسكة بيده بقوة بينما سفيان تصنم بمكانه و هو يراها تقف تنظر للأرض بصمت بفستانها الارجواني الذي يصل لكاحلها و بدون اكتاف تحاوط كتفيها بشال اسود من الحرير و خصلات شعرها تتطاير بفعل الهواء
اقترب منها كالمجذوب حتى وقف امامها نظرت له بصمت و كذلك هو شارداََ في جمالها متناسياََ كل شيء و اي شيء
لم يفق الأربعة من شرودهم سوى على صوت قصي الساخر :
يلا يا عم الحبيب انت و هو مش وقت نحنة اتأخرنا ع الجماعة عايز احب انا كمان
ابتسم عمار جاذباََ يد لينا ليجعلها تجلس بالخلف بجانب والدة قصي التي رحبت بها بينما سفيان اشار لميان بيده حتى تمشي هي اولاََ و ما ان خطت خطوة تعثرت بأحد الحجارة و كادت ان تسقط لولا يده التي حالت دون ذلك جعلها تستند عليه ثم
فتح لها باب السيارة الامامي لتجلس بجانبه و فريدة بالخلف تراقب الاثنان بابتسامة واسعة و هس ترى تأثر حفيدها بحديثها معه في الصباح
صمت تمام يسود الاجواء بسيارة سفيان على العكس تماماََ بسيارة عمار التي يسود المرح فيها بسبب عمار الذي لم يتوقف عن المزاح و مغازلة لينا كلما اتيحت له الفرصة
بعد وقت كان الجميع يققون أمام باب منزل سيلين التي تقف بغرفتها امام المرآة تتأكد من هيئتها للمرة المئة تقريباََ لحظات من الترحيب يليها دخول ميان و لينا إليها مباركين لها لتبدي كلتاهما اعجابها بهيئتها
مر وقت قصير بالحديث عن الأحوال العامة قبل ان تتحدث فريدة بجدية :
احنا اتشرفنا بزيارتكم انهاردة عشان طلب ايد بنتكم سيلين لابننا قصي على سنة الله و رسوله
كان الفتيات يراقبون ما يحدث من خلف الستار التمعت اعين ميان بالدموع و هي تشعر الحسرة على نفسها و ما اضطرت لفعله لثد خسرت حقها بالجلوس هكذا و عريسها يطلب يدها من والدها كما يحدث مع سيلين
كمال بابتسامة :
الشرف لينا يا ست فريدة ، انا معنديش مانع مش هلقى احسن من قصي زوج لبنتي بس الأصول أصول ناخد رأي العروسة
وقفت فردوس لتأتي بسيلين لتتفاجأ بالثلاثة خلف الستار ضحكت بخفوت ثم جذبت يد سيلين التي تكاد تنصهر من شدة الخجل و الحرج من الموقف يسألها بابتسامة عن رأيها لترد بخجل شديد :
اللي تشوفه يا بابا
ابتسم كمال قائلاََ :
يبقى على خيرة الله نقرا الفاتحة
ركضت سيلين للداخل خجلة و خلفها الفتيات يضحكون بخفوت و قصي يتابعها بعيناه هائماََ بها و بجمالها
بعد ان تمت قراءة الفاتحة دخلت فردوس للمطبخ تعد اكواب الشربات و هي لم تتوقف عن اطلاق الزغاريد العالية
لحظات و دخلت سيلين تمسك بيدها صينية كبيرة عليها المشروبات تقدمها للضيوف و ما ان وقفت أمام قصي همس لها بخفوت :
مبروك طالعة زي القمر
توترت و شعرت بالخجل الشديد كادت ان تسقط منها الصينية فمسكها هو بدلاََ عنها و جلست هي بجانب والديها تنظر للأرض من شدة الخجل
تعالى رنين جرس المنزل فذهبت سميحه لتفتح الباب لتتفاجأ بوجود كلاََ من فتحية شقيقة زوجها وابنتيها أمل و نهى ارتسمت على شفتيها ابتسامة متشفية عندما رأتهم و كالعادة كانت ابنتيها يضعون الكثير من مساحيق التجميل و يرتدون ملابس ضيقة لا تخص ملابس المحجبات بصلة :
اهلا يا فتحية اتفضلي
تمتمت فتحيه بتهكم وهي تدخل و خلفها ابنتيها :
من غير ما تقولي يا حبيبتي ده بيت اخويا اتفضل طبعا
ما ان دلفوا للداخل تفاجئوا بوجود ذلك الكم من الضيوف و كؤوس الشربات فتساءلت فتحية على الفور بفضول و شك :
سمعنا صوت زغاريد قلنا نيجي نفرح معاكم خير ان شاء الله
ابتسمت سميحة قائله بشماتة فهي ابداََ لم و لن تنسى حديثها على ابنتها و معايرتها بكونها مطلقة لا تنكر انها مثلها و لكن تتبع ذلك المثل ” ادعي على ابني و اكره اللي يقول امين ” :
عقبال عندك يا فتحيه النهاردة قراية فتحة سيلين و قصي
كان ذلك الخبر بمثابة صدمة كبيرة لثلاثتهم فقد كانت تأمل فتحية بتزويج ابنتها_أمل_ من قصي بينما أمل ابنتها اشتعلت نيران الغيرة و الحقد داخلها من سيلين لأنها سرقت منها من احببته و تمنته زوجاََ لها
لطالما كان قصي عشق طفولتها والذي لم تتخلص منه للآن و كم كانت تحقد على سيلين بصغرها حتى الآن لشدة اهتمام قصي بها و عشقه الكبير لسيلين دوناََ عن غيرها فمهما حاولت هي جذب انتباهه لم يلتفت او ينظر لها ولو لمرة
دوماََ كان شغاله الشاغل سيلين فقد كانت ترى انه الزوج المثالي فهو و سيم و يملك أموال طائلة وفوق كل ذلك تحبه بجنون
بتلك اللحظة زاد حقدها على سيلين اكثر و اكثر و هي تنوي بداخلها تفريقهما و ان يكون قصي لها مهما كلفها الأمر
لم تكن لتكتم تعليقها قائلة بضيق و حقد ظاهراََ بوضوح :
مبروك يا قصي بس بصراحة ما كنتش اتوقع خالص انك لما تتجوز تتجوز سيلين
دافعت تلك المرة سميحة عن ابنتها و تلك سابقة لم تحدث من قبل جعلت سيلين تبتسم بسعادة : مالها سيلين يا أمل ناقصة ايد و لا رجل ده حتى من جمالها اللي بيغيروا منها ويحسدوها كثير قوي لدرجه انهم هيولعوا و انا شايفاهم بعيني دلوقتي نفسهم بس يكونوا مكانها
كتم الجميع ضحكتهم بما فيهم سيلين أما عن عمار اقترب من سفيان هامساََ له بضحكة مكتومة :
طول عمري نفسي اشوف الخناقات اللي من النوع ده و تلقيح الكلام
سفيان و هو يكتم ابتسامته هو الأخر :
سيبني اتفرج بتركيز بقى شكل الموضوع هيكبر و هتبقى ليلة ما تتنسيش الواد قصي ده فقر من يومه
ضحكه عمار بخفوت بينما فريدة ابتسمت قائلة : مش تعرفينا يا سميحة مين الجماعة
ردد عمار بهمس سمعه كلاََ من سفيان و قصي و ميان و لينا حيث كانوا يجلسون بجانب بعضهم :
دول عفاريت علبة المكياج
تمالك كلاََ منهم نفسه حتى لا ينفجر ضاحكاََ فذجر سفيان عمار قائلا بصوت خفيض :
اتلم يا حيوان
سميحة بابتسامة شامتة :
دي فتحية اخت كمان و دول أمل و نهى بناتها جوزها متوفي من سبع سنين و عايشين في العمارة اللي قصادنا
عمار بصوت خفيض و مرح :
اكيد مات من الخضة لما شافها هي و بناتها من غير مكياج عيني عليه يا كبد امه
تلك المرة انفجر قصي ضاحكاََ بقوة كذلك سفيان لم يتمالك نفسه هو الأخر بينما لينا و ميان وضعت كلتاهما يدها على شفتيها مانعين انفسهما من الضحك على مزاحات عمار
حمحم قصي قائلاََ بحرج :
اسفين يا جماعه بس عمار قال لنا نكته ضحكتنا
ابتسم الجميع بهدوء عدا فتحيه و ابنتيها بينما سميحة اخذت تعرف الجميع ببعضهم
فقال كمال لها :
هاتي الشربات ليهم يلا يا سميحة
ابتسمت سميحة و هي تطلق زغاريد عالية حتى تثير حنق و غضب الثلاثة و قد نجحت في ذلك بالفعل بينما نهى كانت بعالم اخر تصب كامل تركيزها على سفيان الذي جذبها بوسامته الطاغية بقت تنظر له بجراءة فلاحظ سفيان و قصي بينما عمار مال على سفيان قائلاََ بمشاكسة :
الحق يا عم البت بتتحمرش بيك
كذلك لاحظت ميان نظرات نهى لسفيان و شعرت بالغيرة الشديدة خاصة عندما بدأت الأخرى بفتح حديث معه قائلة برقة مبالغ فيها :
مبروك يا استاذ سفيان عقبالك
لم يرد عليها و تجاهلها بينما ميان تمسكت بيده قائله بابتسامة صفراء :
عقبالك انتي يا روحي
جلست نهى أمام سفيان قائلة برقة مستغلة حديث الجميع بمواضيع عامة :
انا نهى ما تعرفناش كويس
كادت ان ترد ميان لكن عمار سبقها قائلا بمرح : سوري يا قمر بس ماما قالتله ما تلعبش مع البنات الرزله
ضحك قصي بقوة ام عن سفيان رمقها بقرف و لم ينظر تجاهها مرة واحدة حتى
حمحم قصي ثم التفت لسيلين يرمقها بنظرات عاشقة هائمة و الأخرى تخفض وجهها خجلاََ كل ذلك تحت نظرات أمل الحاقدة قائلاََ بجدية :
عم كمال بعد اذنك انا كنت عاوز كتب الكتاب بعد اسبوع و الفرح بعد الامتحانات
كمال بحيرة :
ليه الاستعجال يا ابني
قصي بلهفة :
مش استعجال بس نأجل ليه ونستنى كل ده الشقة بتاعتي جاهزة مش ناقصها اي حاجة و قدام شقة والدتي طبعاََ لو سيلين حبت تغير فيها اي حاجة انا تحت أمرها كل اللي هي عوزاه هيحصل و الحاجات اللي هي عاوزة تشتريها قدامها فترة اهي تقدر تجهز نفسها فيهم و المهر والشبكة و المؤخر و كل الحاجات دي مش هنختلف عليها اللي انتم تؤمروا بيه هيتنفذ
قبضت أمل بيدها على كأس الشربات بغل و هي ترى لهفة قصي على سيلين كذلك فتحية التي مهما حاولت اخفاء ضيقها إلا انه ظهر للجميع بوضوح
نظر كمال لابنته ليرى رأيها فأومات له بنعم
فردد كمال بابتسامة :
على خيرة الله الف مبروك يا ولاد
تدخلت فريده قائلة بلهفة :
يبقى بعد الامتحانات فرح قصي و سيلين و ميان و سفيان مع بعض
تبادل ميان و سفيان النظرات بصدمة من حديث فريدة وكلاهما يشعر بالضيق و الغضب الشديد فيكفي انها اجبرتهما على تلك الزيجة و الآن تحدد موعد زفافهما دون الرجوع لهما
صمت الاثنان مجبران لحين خروجهم من هنا ابتسمت والدة قصي قائلة بنبرة ذات مغزى و هي تنظر للينا :
عقبالك يا عمار ما فاضلش غيرك و شكل الدور خلاص جاي عليك و هنفرح بيك قريب
ابتسم عمار قائلاََ بلهفة و هيام و هو ينظر للينا التي تخفض وجهها خجلة :
طبعا و قريب قوي كمان هو كمان انا مليش نفس احصلهم و لا ايه
ضحك الجميع بخفوت ، كان الجو مشحون خاصة بتواجد فتحية و ابنتيها و ما ان غادروا تتفس الجميع براحة مر وقت قصير استأذن الجميع ليغادروا و اتفق قصي مع والد سيلين ليأخذها ليريها مفاجأة قام بتحضيرها لها
قائلاََ بابتسامة مطمئنة لكمال :
ما تخافش يا عم كمال مش هتأخر بس عامل لسيلين مفاجأة و عاوزها تشوفها خليك و اثق فيا انا اخاف عليها حتى من نفسي
تنهد كمال قائلاََ :
ماشي يا ابني بس خلي بالك منها حافظ عليها انا عارف انك قد الثقة
ابتسم له قصي جاذباََ معه سيلين للأسفل ليغادروا بسيارة أخرى كان قد طلب من أحد رجاله ان يأتي بها اسفل المنزل
صعدت فريدة السيارة برفقة عمار و لينا لتهرب من مواجهة سفيان و ميان عن موعد العرس الذي حددته بالأعلى بينما والدة قصي صعدت مهما بالخلف قام سفيان بتوصيل والدة قصي اولاََ ثم توقف بسيارته امام الشاطئ و نزل منها لحظات ثم لحقت به ميان الاثنان يقفان بجانب بعضهما ينظران للشاطئ بصمت
سألته ميان بهدوء :
ليه وصلنا لهنا و ليه الكره ده ليه بعدنا كده و زمان مكنش فيه اقرب منا للتاني
ردد بخفوت و صوت معاتب :
اجابة السؤال ده عندك انتي
اقتربت حتى وقفت امامه قائلة بعتاب :
اجابة السؤال ده عندك انت مش انا ، انت اللي بعدت فجأة و لا كأني كنت فحياتك احلامنا زمان كانت ايه و شوف دلوقتي بقينا ايه جوازنا مت بعض زمان كان حلم دلوقتي مغصوبين عليه
سفيان بحدة و هو يقبض بيده على كتفها :
بسببك انتي السبب وصلنا لكده بسببك خسرتيني يوم ما خلفتي العهد اللي بينا
نزلت دموعها قائلة بعتاب :
انا مخلفتش اي عهد انا لحد لحظتنا دي بحبك فضلت شرياك رغم انك خنت العهد و خليت واحدة تانية تاخد حاجة انت قولت زمان انها حقي و ملكي
دفعها للخلف قائلاََ بغضب كبير :
خسرتي حقك ده زمان يوم ما شوفتك و انتي بتخوني كل العهود اللي اتعاهدنا عليها خسرتيها لما جيتلك و رميتي كل حاجة ورا ضهرك و بعتي حبي
صرخت عليه بغضب :
قولي انا عملت ايه شوفت ايه خلاك تبعد و تقول ان خنتك و خنت العهد مع ان يشهد ربي على كل كلمة بقولها و هو العالم بكل حاجة ان فضلت صاينة العهد لحد انهاردة قلبي لسه بيحبك و عقلي مش بيفكر غير فيك و لا خونتك بكلمة او نظرة او لمسة
صرخ عليها بغضب :
اعمى انا مثلاََ
مسحت دموعها قائلة :
مش كل حاجة بنشوفها بعنينا بتبقى صح قولي انا عملت ايه و اديني فرصتي اني ادافع عن نفسي انت حكمت و قررت تبعد من غير ما تسمع مني
جلس على الرمال يضع رأسها بين يديه عقله رافضاََ الاستماع لها و تصديقها و قلبه الأحمق يريد سماعها يريدها بجواره بداخله
يشعر بالشيء و نقيضه يريديها و لا يريدها هو بالأساس لا يفهم نفسه و لا يعرف ما يريد
شعرت بحيرته فجثت على ركبتيها امامه قائلة بغموض :
لسه بتحبني ، لسه موجودة في قلبك
لم يجيب و اشاح بوجهه بعيداََ عنها رفعت يدها تضعها على وجنته تدير رأسه لها قائلة :
مش طالبة منك غير اجابة واحدة اه او لأ و مش هطلب حاجة و لا هسألك عن حاجة و لا هعاتبك بس قولي…..انا لسه في قلبك و لا لأ !!!
وضع يده فوق يدها التي على وجنته و لسانه غير قادراََ على نطقها حاوط وجنتيها بيده يمرر اصبعه على شفتيها ثم بلحظة كانت شفتيها أسيرة خاصته في قبلة أودع فيها عشقه و حبه و حيرته و عتابه لها
تاره يقبلها بقسوة كأنه يعاقبها على ما فعلت و تاره بشغف و لهفة عاشق هامساََ بخفوت من بين قبلاته و بدون وعي :
بحبك !!!
……….
صلوا على الحبيب المصطفى ♡
قبل اي حاجة لايك و شير للبارت هتاخد من وقتك اقل من دقيقة على فكرة مش حاجة مستحيلة اول ما البارت يوصل لـ 400 لايك هينزل البارت الجديد علطول و طبعاََ ده حقي اللي بيقرأ البارت اكتر من اللي بيتفاعل بكتير
………
وضع يده فوق يدها التي على وجنته و لسانه غير قادراََ على نطقها حاوط وجنتيها بيده يمرر اصبعه على شفتيها ثم بلحظة كانت شفتيها أسيرة خاصته في قبلة أودع فيها عشقه و حبه و حيرته و عتابه لها
تاره يقبلها بقسوة كأنه يعاقبها على ما فعلت و تاره بشغف و لهفة عاشق هامساََ بخفوت من بين قبلاته و بدون وعي :
بحبك !!!
ابتسمت بسعادة و انسابت دموعها على وجنتيها حتى ذاق ملوحتها من بين قبلاته ابتعد مستنداََ بجبينه على جبينها يتنفس انفاسها و عقله غير مدرك ما يفعله الآن انساق وراء رغبات قلبه في ضمها….تقبيلها….ان يجعلها باحضانه مدى الحياة
تمتمت هي الأخرى بصوت خافت و هي تنظر لداخل عيناه بينما الأخر رفع يده يمسح دموعها :
انا بحبك يا سفيان ، متخلنيش اكرهك صدقني انا خايفة اكرهك لأني لو كرهتك لو انطبقت السما ع الأرض عمرك ما هتقدر مهما عملت تخليني احبك لو بنسبة واحد في المية ، على قد ما بحبك صدقني هكرهك
توسعت عيناه بصدمة و كلماتها اعادته لأرض الواقع فدفعها بعيداََ عنه و اخذ يلعن نفسه و غبائه على ضعفه امامها :
غبي ، غبي ازاي تعمل كده
اقتربت منه قائلة بدموع :
انا مقولتش حاجة غلط
صرخ عليا بغضب :
اللي حصل غلط وجودك غلط بسبب خونت وعدي ليها و وعدي لنفسي ان عمري ما قرب منك انتي اكبر غلطة في حياتي كل اللي باخذه منك وجع
ضحكت بسخرية قائلة بدموع :
انت اللي بتاخد مني وجع طب و انا اللي بتعمله فيا ده ايه انت الوحيد اللي واجع قلبي انت سبب حزني مسألتش نفسك واحدة زيي مستحملة كلامك ده كله ليه ، اللي هتعمل كده يأما واحدة بتحبك يا واحدة طمعانة فيك و انا اتربيت في بيت ابويا ع العز مفيش حاجة بحتاجها إلا لما تجيلي مستحيل اطمع فيك
سخر منها مردداََ بجراءة و هو يتحسس شفتيها المنتفخة من قبلاته :
ما يمكن محتاجة حاجة تانية ، اقدر اديهالك على فكرة من غير التمثيلة دي كلها و بحبك و معرفش ايه و الرفض في الأول و بعدين توافقي……
ما كاد ان يكمل حديثه و كانت صفعة من يدها تهوى على صدغه بقسوة مصحوبة بكلماتها الغاضبة :
انت فعلا خسارة فيك اي حاجة شايف نفسك على ايه قولي عمال تطلع فيا عيوب و بتقول عني وحشة انا و اهلي اللي هما اهلك بردو اللي ملوش خير في اهله ملوش خير في حد ، بتقول عني كده و بتتهمني وانا بنت خالتك اومال لو بقيت مراتك لو فاكر ان اللي بتعمله شطارة و رجولة تبقى غلطان دي قلة اصل و اخلاق ، قارن بيني و بينك و انت تعرف الفرق بين تربية اهلي اللي مش عاجبينك و تربيتك انت اللي سمحتلك تتكلم عني كده يا بن كاميليا
رفعت اصبعها بوجهه قائلة بغضب :
بتطلع عيوب فيا و بتنتقدها و شايفني رخيصة ، انت اصلا كلك عيوب و مع ذلك عمري ما قدرت اقولك عليها عشان مضايقكش لكن اللي زيك مش بيفتكر لا معروف و لا عشرة و لا اي حاجة زي الست الوالدة بالظبط لو كانت هي بقيت على عشرة العمر اللي بينها ر بين ابوك كنت انت بقيت على خالتك و جوزها الدي بيتهم كان مفتوح ليك علطول و ابنهم اللي كان بيعتبرك زي اخوه بالظبط و مع ذلك هان عليك و محضرتش جنازته
اخذت نفس عميق و صدرها يعلو و يهبط من الغضب و الانفعال الشديد :
بتقولي بحبك حب ايه ده اللي يخليك تتهمني في شرفي كل شوية قدام الكل و تفضل تطلع في عيوب فيا و تتهمني بحاجات محصلتش و عمرها ما هتحصل و انا عمري ما قولت في حقك كلمة وحشة كنت بدافع عنك قدام اي حد يقولي ده ميستاهلش حبك و سيبك منه غيره يتمنوا ضفرك كنت برد عليهم و اقول معلش معذور مجروح من والدته كنت بحطلك مبررات رغم اني عارفة ان كلها مش صح و انك غلطان بش انت بقى عملت ايه بتتهمني بحاجات غريبة خطيت ليا مرة مبرر جيت سألتني خدتني انا و أهلي بذنب امك هي اللي عملته
اخذت نفساََ ثم صرخت عليه متابعة حديثها :
انا اخر لحظة كنت متمسكة بيك لكن بعد اللي قولته ده جيبت الناهية انا لا عايزاك و لا عايزة اشوف وشك و اقولك على حاجة كمان انت تستاهل واحدة زي مراتك تعمل عليا انا مفتح و فاهمني و مراتك مغفلاك انت مينفعش معاك غير واحدة زيها كل اللي بتقوله عليا و بتتهمني بيه مراتك بتعمله و الغبية متعرفش انها بتردلي حقك ما هي الدنيا دوارة اللس بيعمل حاجة او بيوجع حد بحاجة هيجي يوم يتوجع بيها
قبض بيده على كتفها صارخاََ عليها بقسوة :
حفرتي قبرك برجليكي لما رفعتي ايدك عليا و غلطي في مراتي اللي اشرف منك و من مية واحدة من عينتك و رحمة ابويا لدفعك تمن اللي حصل ده غالي اوي
دفعت يده عنها قائلة بغضب :
اتكلم على قدك انت اكتر واحد عارف ان قلبتي وحشة و ان لو حطيت حد في دماغي مش بسيبه و بكرهه في عيشته و اليوم اللي اتولد فيه طبعي بقى من زمان و مش بغيره صدقني لما بحب بحب من قلبي و لما بكره ربنا ما يوريك قلبتي
ثم تابعت بتهكم :
كل الكلام ده كنت بتعلمه ليا و انا صغيرة فاكر
اقترب منها قائلاََ باستهزاء :
تصدقي خوفت
اقتربت خطوة منه قائلة :
خد كلامي باستهزاء كويس بكره يجي اليوم اللي تبكي بدل الدموع دم و هكشف كل حاجة يا سفيان خخليك تعرف انك غبي و ظالمني مش عشانك لأ ده عشاني ، عشان اشوفك جايلي راكع و تتذل و انت بتطلب السماح عشان تحس بالندم و شعوره اللي بيقتل البطيء
قبض بيده على فكها قائلاََ بقسوة و فحيح :
ده انتي لا عيشتي و لا كونتي و لا اتخلق لسه اللي يذل سفيان العزايزي افعصك تحت جزمتي قبل ما تعمليها
دفعت يده بعيداً عنها قائلة بتحدي :
الأيام بينا يا سفيان و مفيش اسرع من الوقت
قالت الأخيرة ثم التقتط حقيبة يدها و اوقفت سيارة أجرة و استقلتها حتى منزلها الذي لا يبعد كثيراََ و الأخر ينظر لاثرها بغضب كبير و ندم اكبر لضعفه امامه رافضاََ الاصغاء لكل ما قالت عقله لا يراها سوى كاذبة و خائنة تفعل كل ذلك لتزعزع ثقته بزوجته لأنها تغار منها و كلما لان قلبه لها و لو قليلاََ تأتي صورتها و هي بين تتبادل الاحضان مع ذلك الشاب لمخيلته فيزداد قسوة تجاهها متغلباََ لصوت قلبه العاشق لها
……..
توقفت سيارة قصي بمنطقة خالية من السكان امام مبنى يبدو انه مهجور يأمنه من الخارج رجلان
سألته بخوف :
قصي احنا هنا ليه دي صحرا !!!
نزل من السيارة و فتح لها الباب قائلاََ بهدوء :
تعالي معايا و انتي تعرفي متخافيش
اومأت له و بقت متشبثة بيده حتى دخل بها للداخل لتشهق بقوة و ترجع للخلف عدة خطوات ما ان وقعت عيناها على ” راغب ” زوجها السابق مقيد على مقعد حديد و الدماء تسيل منه عيناه مغلقة من كثرة اللكمات التي تلقاها و نصفه العلوي شبه عاري ملطخ بالدماء التي تسيل من الجروح التي ملأت جسده
تمسكت سيلين بخوف بيد قصي قائلة بارتجاف :
مشيني من هنا
قصي بقوة :
كان لازم يدفع تمن اللي عمله فيكي و مكنش ينفع تكوني ليا قبل ما حقك يرجع منه شوفي ايه اللي يرضيكي و عايزة تاخدي حقك منه ازاي
نفت برأسها عدة مرات مرددة بخوف :
طلعني من هنا عشان خاطري يا قصي
رد عليها بصرامة :
سيلين اللي قولته هيتنفذ يا تعاقبيه انتي يأما
انا اللي هعاقبه و اكمل عليه لحد ما يموت
ثم همس بخفوت :
متخافيش انا جنبك ، محدش يقدر يضرك و مش الحيوان ده اللي تخافي منه
نظرت لراغب الذي كان بحالة يرثى لها قائلة له بقهر :
ليه عملت معايا كده ، انا مأذتكش ، ليه تضحك عليا لعبت بيا ليه و دمرت حياتي
راغب باستهزاء رافضاََ قول الحقيقة :
صيدة سهلة زي ما بيقولوا حد يلاقي واحدة سهل يضحك عليها و ميعملش كده بس للأسف سكتك مكنتش شمال و كان الحل الوحيد للأسف الجواز قولت و ماله الواحد يتسمتع شهر اتنين بعدين يخلع و يرميكي
ثم تابع بوقاحة قاصداََ اثارت غضب قصي :
بس يا سولي احلويتي و ادورتي او……
صرخة ألم خرجت من بين شفتيه عندما انقض عليه قصي باللكمات القوية و الركلات بعدما استمع لكلمات ذلك الوقح الحقير
ظل هكذا يركل و يلكم غير منتبهاََ لاغمائه يفق سرى على صوت سيلين قائلة بخوف :
قصي هيموت في ايدك عشان خاطري سيبه
دفعه قصي بقدمه باشمئزاز ثم التفت لها ينظر لداخل عيناها يطمئنها ثم قال :
عايزة تاخدي حقك منه ازاي
سيلين بخوف و رجاء :
قصي عشان خاطري مشيه متأذيش حد ده مايستهلش ، لو ليا خاطر عندك سيبه في حاله ربنا هو اللي هياخدلي حقي منه
اومأ لها مقبلاََ جبينها بحب قائلاََ :
خاطرك غالي اوي يا سيلين ، حاضر همشيه بس بعد ما يتعلم الأدب و يفكر الف مرة قبل ما يجيب سيرتك حتى بينه و بين نفسه
قال ما قال ثم جذبها للخارج مصدراََ اوامر لرجاله بالتعامل معه ثم اخذها و غادر لأحد المطاعم التي سبق و قام بحجزها كاملة لهما و قضى الوقت المتبقي معها بسعادة و حب ♡
……….
بتلك الغرفة التي أصبح اثاثها حطاماََ كان يجلس زاهر ارضاََ باهمال و هو يرتشف من زجاجة النبيذ ينظر لهاتفه حيث صورة تجمع سفيان و ميان و هما قريبان من بعضهما التقطها احد رجاله الذي يراقب ميان كظلها دون ان تنتبه مصحوباََ بمقطع فيديو قصير
القى بالهاتف نحو الحائط بعنف فتهشم على الفور مصدراََ صوتاََ مزعجاََ مصحوباََ بصراخه العالي :
يا ابن الكل…..
اخذ يسب و يلعن سفيان متوعداََ له بكل شر مغمغماََ بانفعال و غل :
اللي عملته امك زمان مش همسحلك تعمله انت دلوقتي ، كاميليا زمان دمرت عيلتي و دخلت علينا بالخراب موتت امي بحسرتها و خطفت ابويا مني و انت مش همسحلك تاخد الوحيدة اللي حبيتها من قلبي ، مش هسمحلك انت سامع
نهض بترنج و تثاقل ملتقطاََ بيده اطار يضم صورة لميان و هي تبتسم التقطها لها خلسة بأحد المرات متحدثاََ للصورة و كأنها هي أمامه :
بتحبيه ليه عملك ايه حلو عشان ترضي بيه ، هو مش بيحبك صدقيني انا بس اللي بحبك و مفيش حد في الدنيا دي ممكن يحبك قدي ، انا متأكد لما نتقابل في يوم و نتكلم سوا و تتعرفي عليا هتحبيني زي ما انا حبيتك من اول مرة عيني وقعت على صورتك ، هطلقك منه و هاخد حقك تمن كل كلمة هانك بيها هي بس مسألة وقت و هتكوني ليا و فحضني يا ميان
نطق اسمها متلذذاََ و هو يمرر اصبعه على صورتها بحب و دموعه تنساب على وجنتيه متوعداََ لسفيان بالويلات عازماََ على اخذ ما هو ما اعتبره ملكاََ له و اخده منه الأخر حتى لو اضطر لجعلها تتألم سيشفي جرحها فيما بعد المهم ان تكون له !!!
………
في صباح اليوم التالي
بفيلا صغيرة مكونة من طابقين و حديقة مليئة بالزهور و مخصص بها اسطبل صغير يكفي خيلان انها فيلا ” كارم الحسيني ”
كان يجلس على طاولة الطعام برفقة والدته في الصباح يتناولون الافطار كما اعتادوا كل يوم
سألته والدته بابتسامة :
كارم مش بتشوف همس
سألها بتعجب :
بتسألي ليه
ترددت قبل ان تقول بتوتر :
كنت هقولك ايه رأيك تحدد عرضك ليها يمكن توافق او انا اكلم عاصم اخليه يحاول يقنعها
كارم بحدة :
ايه يا امي عايزة تروحي تبوسي ايديهم عشان يوافقوا ليه هموت من غيرها مثلاََ كل شيء قسمة و نصيب و انا و هي ملناش نصيب في بعض
تنهدت والدته قائلة بحزن :
اه هتموت من غيرها عيشتك كده غلط بتموت نفسك بالبطيء يا بني من ساعة ما رفضتك اول مرة و انت حالك ما يسرش ابداََ لا بقيت تضحك زي الأول بقيت علطول مهموم و همك هو انها في يوم وارد جداََ تكون لغيرك
كور قبضة يده بغصب والدته محقة بكل كلمة لتستأنف هي حديثها قائلة بتفأل :
بس اقولك على حاجة والله العظيم انا حاسة انها هتكون نصيبك انت ، هو بس الموضوع محتاج وقت خليك وراها يا كارم حاول بدل المرة عشرة عشان مايجيش يوم تندم انك محاولتش ، والله انا نفسي قبلك تكون من نصيبك حبيتها زي بنتي بالظبط محترمة و من بيت محترم
اغلق الموضوع قائلاََ باقتضاب :
اللي ربنا عاوزه هيكون يا أمي ، انا اتأخرت ع الشغل لازم امشي خلي بالك من نفسك ، سلام عليكم
ما ان غادر تنهدت بعمق و قررت ان تتحرك هي بدلاََ من ابنها و تقرب بينهما اكثر فأخرجت هاتفها تتصل برقم ما صاحبته ” هبة ” والدة همس قائلة بعد دقائق من الترحيب :
مستنياكم بكره ع الغدا كلكم و مفيش اعذار ، و بيني بينك عايزة افاتحك في موضوع !!!!
………
هاتفت لينا عمار عدة مرات لكنه لا يجيب على اتصالاتها فقررت الذهاب لمقر عمله و مفاجأته بينما على الناحية الأخرى كان عمار يجلس خلف مكتبه يضع رأسه بين يديه يشعر بصداع لا يحتمل و حكة غريبة بجسده حتى انه من شدة الألم صدم رأسه بالحائط لم يتحمل الألم كاد ان يذهب للمستشفى لكن توقف على صوت رسالة لهاتفه كانت تنص على كلمات قليلة لكنها كانت كفيلة بجعل عالمه ينهار و يسقط ارضاََ من الصدمة ” يا ترى سفيان العزايزي هيعمل ايه لما يعرف ان اخوه بقى مدمن مخدرات ”
الرقم مجهول وقف ناظراََ لنفسه بالمرآة بالمرحاض الخاص بمكتبه هيئته ما يشعر به من اعراض الألم لا تدل سوى على انه اصبح ” مدمناََ ” هالات سوداء اسفل عينيه صداع رأسه و الحكة التي تصيب جسده كل صباح و التي لا تختفي ما ان يشرب قهوته الصباحية بالشركة !!!!!!
خرج من المرحاض بنفس الوقت دخلت لينا من باب المكتب دون ان تطرق قائلة بابتسامة واسعة :
حبيت اعملك مفاجأة
اقتربت منه قائلة بقلق عندما لاحظت نظراته الغريبة نحوها و طال صمته :
عمار انت كويس !!
جذبها بدون حديث لاحضانه متشبثاََ بها بقوة خائف لا بل تلك الكلمة قليلة على ما يشعر به الآن هو يشعر الرعب مما هو قادم دفن وجهه بعنقها متمتماََ بصوت خفيض جداََ :
خليكي جنبي
ربتت على ظهره قائلة بصوت حنون دافيء :
انا جنبك قولي بس مالك حصل حاجة ضايقتك
لم يتحدث فابتعدت عنه محاوطة وجهه بيدها مرددة بقلق :
مالك يا عمار ساكت ليه لو في حاجة احكيلي و اللي هتقوله مش هيطلع بره اتكلم يمكن ترتاح حاسة انك عاوز تقول حاجة بس خايف ، لو مش واثق فيا….
قاطعها قائلاََ بحزن :
مش عايز اتكلم دلوقتي سيبني لوحدي يا لينا
– بس ازاي……
قاطعها قائلاََ برجاء :
امشي دلوقتي من فضلك
غادرت لينا مرغمة تشعر بالقلق عليه بينما هو بالداخل دخل للمرحاض مرة أخرى يصفع وجهه بالمياه لعله يفيق من ذلك الكابوس لكن مع كل دقيقة تمر يتأكد انها حقيقة لابد من تصديقها و التصرف بأسرع وقت يجب ان يتعالج !!
……….
للآن لم تستقر همس على قرار الخوف هو المسيطر عليها تخشى الألم الذي تراه بأعين ميان تخشى فشل التجربة و تخشى عدم المحاولة فتندم لاحقاََ
كان رد همس و لينا عندما علموا :
شاب كويس٥و محترم و انتي بتحسي ناحيته بمشاعر و كمان هو قالك معجب مش هتخسري حاجة في فترة تعارف مرتاحتيش اهو اديكي لسه ع البر مش هيحصل حاجة
بتردد كانت ترسل له رسالة من كلمة واحدة :
موافقة
ثم اغلقت الهاتف حتى لا يتصل بها و تجهزت لتغادر المنزل و تذهب لبيت لينا ليتفاجأ الاثنتان بعد وقت من جلوسهم بدخول ميان عليهما قائلة بحدة :
كان معاكي حق يا همس مايستاهلش
همس بغضب :
عملك ايه تاني البني آدم ده
قصت عليهم ميان ما حدث ثم انهت حديثها قائلة :
كل حاجة هكشفها هخليه يندم لامتى هستحمل منه الكلام ده ، لو كان قال بحبك بس امبارح و سكت كان عندي استعداد احارب عشان اثبتله اني مظلومة لكن هو زودها اوي و نهى اي فرصة كان ممكن اديهاله ، هعرفه الحقيقة عشان يعيش طول عمره بالندم خليه يشوف اد ايه هو ظالم مش مظلوم و انه اكتر واحد شبه كاميليا مش انا و لا امي
لينا بتساؤل :
ناوية على ايه !!!
ميان بغضب :
معايا تسجيلات لمراته مع كاميليا بس انا متأكدة مية في المية انه هيكدبهم بردو و مش هيصدق بس في حاجات كتير انا لسه معرفهاش ازاي خلوه يشك فيا و يتهمني في شرفي و بعدها هاخد حقي منهم
همس بتفكير :
مراته ، مراته لو سمعت التسجيلات دي هتترعب و تقول كل حاجة عشان تنقذ نفسها هس متعرفش انه مش هيصدق و هتقول ايه اللي يضمني انه يكدبها
ميان بحدة :
مظبوط كلمة السر عندها لأن في مرة سمعتها بتقول لكاميليا ان كل بلاويها تعرفها غير كده سمعت ان نرمين كانت بتشتغل رقاصة قبل ما تقابل سفيان بس فين بقى معرفش
همس بجدية :
هاتي اسمها بالكامل و انا عندي اللي يجيبلك قرارها كله من يوم ما اتولدت !!!
……..
في الساعه الثالثة عصراََ كانت نرمين تجلس في كافية في انتظار شخصاََ ما هاتفها قبل قليل طالباََ لقائها
ارتشفت من قهوتها و هي تنظر للساعة من وقت لأخر بضيق حتى مر عشر دقائق و جاء فرددت بغيظ و حدة :
ربع ساعة بحالها تأخير و انتي اللي طالبة تشوفيني في الأساس يا…..ضرتي !!!
ميان ببرود و هي تجلس تضع قدم فوق الأخرى :
تؤتؤ ايه يا نروم انتي عاوزاني اجي و استناكي او حتى اجي في ميعادي ، فوقي لنفسك شرف ليكي اصلاََ ان ميان القاضي طلبت تشوفك
غضبت نرمين بشدة و كادت ان ترد لكن سبقتها ميان قائلة بتهكم :
كان بودي أسألك عن احوالك بس للأسف كلها تقرف فبوفر على نفسي لأن عرفاها كلها !!
نرمين بتوجس و غضب :
قصدك ايه !!
ميان بابتسامة ماكرة :
قوليلي صحيح هو زاهر تمَام اخباره ايه !!!!!
شعرت نرمين بالصدمة فرددت بارتباك و كذب :
زاهر مين ده ، معرفهوش
ميان بتهكم :
تؤتؤ ايه يا نروم مش عارفاه ازاي اومال مين اللي كانت طالعة شقته من كام يوم و كانت لابسة فستان ازرق او مش لابسة ادق اصل لبسك كله غالي اه بس معمول للستات الرخيصة اللي زيك
نرمين بغضب رغم رعبها الداخلي :
بتخرفي بتقولي ايه و لسانك لو طول هقول لجوزي بأدبك و يعرفك مقامك
ميان بتهكم و برود :
تحبي اتصلك بيه عشان تقوليله و هو يجي عشان يعرفني مقامي اقوم انا معرفاه مقام مراته
نرمين بتحدي :
اثبتي
ضحكت ميان قائلة ببرود :
اثبت وماله مثبتش ليه ده حتى الاثبتات كتير
رجعت بظهرها للخلف و بدأت تعد لها :
اولاً بواب العمارة اللي بيشوفك و انتي طالعة و نازلة من شقة زاهر تمَام و اللي هو العدو الأول لجوزك تفتكري واحدة متجوزة رايحة لشقة واحد عازب و عارفة انه عدو جوزها تعمل ايه
ثم تابعت بتهكم و هي ترى شحوب وجه الأخرى :
ثانيا الكاميرات اللي في العمارة من جوه و برا اللي طبعاََ صورتك و انتي داخلة و انتي طالعة شقة زاهر طبعا التسجيلات دي معايا دلوقتي ، ثالثاََ لو افترضنا مثلاََ اننا عملنا بحث بسجل مكالماتك و اللي طبعاََ هيطلع معظمها لزاهر تفتكري جوزك هيعمل ايه و طبعاََ بسهولة جداََ اقدر اخد السجل ده اصل عندي الف مين يتمنى يخدمني ، رابعاََ تسجيل صوت بصوتك و انتي بتكلمي حبيب القلب طبعاََ ده بعد ما خليت حد من الخدم في الفيلاََ يحطوه في اوضتك و طبعاََ كنتي بتكلمي زاهر ايه رأيك بقى فيا اعرف اثبت
جزت نرمين على أسنانها قائلة بغل :
عاوزه ايه !!!
ميان بمكر :
ايوه كده يا نروم خلينا على المكشوف بقى
نرمين بغل و غيظ :
عاوزه ايه خلصيني
ميان ببرود :
هتعرفي بكره انا عاوزة ايه
نرمين بغضب و صوت عالي :
لخصي و قولي عاوزة ايه دلوقتي
ميان بتحذير :
صوتك يوطى ، يوطى خالص متزعلنيش عشان زعلي وحش و مش بشوف قدامي ممكن مثلاََ في لحظتها امسك الفون و ابعت كل اللي معايا لسفيان
غادرت نرمين بغضب و الخوف متملكاََ منها لتقودها قدمها نحو منزل كاميليا و ميان تلحق بها و هي على ثقة تامة انها ستذهب لكاميليا !!!
…..
افعتان هذا اللقب الذي يليق بامراتان مثلهما انعدمت من قلوبهما الرحمة
ما ان فتحت كاميليا الباب دفعتها نرمين ثم دخلت
الأخرى و اغلقت الباب خلفها قائلة بخوف :
الحقيني يا كاميليا انا في مصيبة
رددت كاميليا ببرود :
خير ولو انك ما يجيش من وراك خير
نرمين بخوف :
بنت اختك……ثم بدأت تقص عليها كل ما حدث و ما ان انتهت رددت كاميليا ببرود :
طب ان مالي دي مشكلتك انتي
نرمين بغل و غضب :
احنا التلاتة في مركب واحدة لو وقعت هتقعوا معايا عليا و على اعدائي هوقعكم معايا
زفرت كاميليا و صمتت لدقائق قائلة بحدة :
شوفي هتطلب منك ايه بكره بس و خلينا نهاودها و نعمل اللي هي عاوزاه نسكتها فترة مؤقتة لحد ما نشوف مصيبة تاخدها و نخلص منها
نرمين بسخرية :
مصيبة نخلص منها ، تبقي غبية لو فاكرة ان زاهر هيسمح انك تلمسي شعرة منها
كاميليا بتهكم :
ليه ان شاء الله
نرمين بغل و حقد كبير تجاه ميان :
عامله لهم سحر مش عارفة ابنك و هو عاجبهم فيها ايه لو تشوفي زاهر كان ناقص يهد العمارة ع اللي فيها لما عرف انها اتجوزت سفيان
اردفت كاميليا بصراحة :
قولي ايه اللي ما يعجبهمش فيها لا رخيصة زيك بصراحه أحلى منك كمان
نرمين بغضب :
انت قاصدة تغظيني مش كده كاميليا بابتسامة اثارت استفزاز الأخرى :
وانتي متغاظة ليه من اللي بقوله ، ولا عشان اللي بقوله صح ما هو المثل بيقول اللي على راسه بطحه
نرمين بغضب. :
مش وقته الكلام الفارغ ده خلينا نشوف حل للمصيبة دي انا لو وقعت مش هقع لوحدي يا كاميليا عليا وعلى اعدائي وهقول لاولادك اللي هتعمليه و عملتيه فيهم و الأسرار اللي بينا اللي محدش يعرفها غيري انا و انتي عندي استعداد اقول للكل و افضحك بينهم و ساعتها مش هيكفيهم موتك حتى اختك اللي اللي انت بتنزلي لها كم دمعة عشان تصعبي عليها مش هيكفيها موتك لما تعرف انك اللي ورا حادثه ابنها و موته و انك حاولتي مع جوزها عشان تسرقيه منها و تخربي بيتها !!!
صرخت عليها كاميليا بحدة قائلة :
بشر اخرسي حطي لسانك جوه بقك و اخرسي
اكملت نرمين و لم تبالي بالأخرى قائلة :
حتى قصي مش هيسكت لما يعرف ان انت اللي حطيتي راغب في طريق سيلين كانت محاولة منك انك تبعدي عنها و نفعت كنتي عايزه تنتقمي من امه فيه
صرخت عليها كاميليا بغضب :
اخرسي انت ما تعرفيش حاجة هي تستاهل عاليا تستاهل و كوثر كمان ، يستاهلوا اللي بيحصلهم هما اللي سبق و دمروني خدوا مني كل حاجة
نرمين بفضول :
عملوا ايه يعني يستحق انك تقتلي ابن واح و تدمري سعادة ابن التانية و تطرديها من المكان اللي عاشت فيه سنين طويلة مع جوزها انا عن نفسي مش شايفة غير سبب واحد ان اللي زيك مش بتحب تشوف حد يكون سعيد و عايزه كل حاجه ليها لوحدها
التقطت كاميليا المزهرية من على الطاولة ثم قذفتها بالحائط لتتحطم مصدرة صوتاََ مزعجاََ و الأخرى تقف ببرود تمتمت بتحذير و شر :
صدقيني مش بهزر يا كاميليا لو وقعت مش هرحم الكل لا انت و لا زاهر و لو فاكرة انك هتقدري تأذي ميان بالساهل كده تبقي غلطانة زاهر هيقفلك و ابنك لما يعرف اللي انت عملتيه مش بعيد يقتلك بأيده ما انتي مالكيش رصيد حلو عنده عشان يرحمك
كادت ان تغادر لكن توقفت و استدارت لكاميليا قائلة بسخرية :
صحيح نسيت اقولك عمار خلاص بقى مدمن رسمي تقدري تحتفلي !!!
ثم غادرت و تركت كاميليا تحطم كل ما تطوله يدها بغل و بالأسفل كانت ميان تجلس بسيارتها تستمع لكل ما يقال بصدمة !!!!!!!!!
………
بينما على الناحية الأخرى ما ان قرأ يزن رسالة همس ذهب لمقر عمل والدها على الفور مانعاََ صوت قلبه و عقله الرافض لما يفعل يشعر بأنه خائن للعهد و لحبيبته ” بسمة ” ليجد والدها برفقة ذلك الضابط الذي رأه قبلاََ القى عليهم السلام
ثم تنهد قائلاََ بجدية :
ممكن اتكلم مع حضرتك لوحدنا
قطب عاصم جبينه استأذن كارم و غادر و لم يشعر بالارتياح ابداََ تجاه ذلك الطبيب بينما بالداخل نطق يزن بجدية :
انا يشرفني اطلب ايد بنت حضرتك الآنسة همس !!
بينما بمكان اخر يختلف نذهب إليه لأول مرة كانت تلك الفتاة التي قاربت على منتصف العشرين تركض بأحد بالمنزل و خلفها شقيقتها تردد بغيظ :
لو مسكتك هعلقك يا بسمة خدي هنا !!!
…….
بذلك المنزل البسيط بأحد الأحياء الهادئة كانت تلك الفتاة التي قاربت على منتصف العشرين تركض بأحد بالمنزل و خلفها شقيقتها تردد بغيظ :
لو مسكتك هعلقك يا بسمة خدي هنا !!!
صوت ضحكاتما يعم المكان مر وقت قصير قضاه الاثنتان بمرح بعدها القت كلاََ منهما جسدها على الفراش لتردد هند بابتسامة :
فين و فين لما تهزري و تضحكي كده يا بسمة ، كله بسبب بعدك عنه طب طالما بتحبيه اوي كده ليه عملتي كده و في ايدك تكشفي الحقيقة كلها !!
اختفت ابتسامة الأخرى ثم رددت بعد صمت لحظات :
كله بسبب نادر منه لله ، انا متأكدة مية في المية انه كان سبب الحادثة اللي عملناها انا و يزن ، نادر ده اسوأ انسان ممكن تقابليه غي حياتك
هند بضيق :
طب ليه مقولتيش ليزن على كل حاجة ليه كل التمثيلية دي
بسمة بحزن و دموع :
عشان نادر مكنش هيسيبني في حالي لو كملت مع يزن و لو بعدت بردو مكنش هيسيبني انا قربت من يزن كان بطلب منه و كنت مجبورة يا انفذ اللي بيقولوا يا يفضحني بالصور اللي عنده بس الحكاية قلبت بجد و حبيت يزن
هند بضيق :
كان المفروض تفضحيه و تفهمي يزن الحكاية كلها انه كان غصب عنك و ان الحيوان ده خدرك و خدلك الصور دي بالغصب و هددك يا الفضيحة يا تقربي من اخو مراته عشان و توقعيه فيكي و انه ابن خالتك مش زي ما ممثل اول مرة شافك قدامهم انه ميعرفكيش احكيلهم امه تبقى مين و ليه هو دخل العيلة دي و قرب من بنتهم و اتجوزها عشان بس ينتقم !!!!
بسمة بسخرية :
انتي متعرفيش نادر قدي و ازاي ممكن يقلب الحقايق في لحظة و يطلع نفسه بريء ده غير مراته اللي بتعشقه مستحيل تصدقني و بردو متعرفيش يزن مش هيسامحني و ياخدني بالحضن زي ما انتي متخيلة يزن قلبته وحشة و زعله وحش
تنهدت بحزن قائلة بغموض :
كنت هكون خسرانة في كل الأحوال فاختارت اكون في نظره ميتة و هو بيحبني احسن ما يكرهني و صدقيني انا حكيتلك شوية بس من عمايل نادر اللي لسه ما تعرفيهوش كتير !!!
……..
كانت ميان تستمع لكل كلمة تخرج منهما بالتأكيد هاتان ليسوا ببشر او حيوانات هما شيء اخر لا مسمى له سوا انهم ” حجارة ” لا يحسون لا يشعرون انعدمت الرحمة من قلوبهما
ما صدمها و كسرها انها وراء موت شقيقها الغالي رحمه الله ان علمت والدتها ستموت قهراََ لكن لما هي تكره والدتها هكذا و لما فعلت ذلك بقصي و والدته و كيف يحبها ذلك المدعو زاهر و هي لم تراه بحياتها و لو مرة !!!!!
أسئلة كثيرة بدون اجابة تعصف برأسها لا تعرف ماذا عليها ان تفعل كل ما تعرفه ان أبواب الجحيم ستفتك عليهم من اليوم ، ما سيلقونه منها لن يكون بهين ابداََ !!!!
لكن الآن عليها اللحاق بعمار اول شيء !!!!!
……….
تملك منه التعب و لم يعد بوسعه التحمل اكثر من ذلك اخذ يحك جسده بقوة و يضرب رأسه بالحائط نزل راكضاََ من الفندق الذي يقيم فيه الآن فقد ترك منزل فريدة حتى لا تشك به يبحث على احداََ يبيع من تلك المواد السامة ليرتاح من ذلك الألم الذي لا يتحمل
ذهبت لمنزل فريدة التي ما ان فتحت سألتها ميان بتلهف :
عمار فين يا فريدة
فريدة بضيق :
طب قولي سلام عليكم حتى ، عمار ساب البيت عندي و نزل في اوتيل معرفش لي…….
قاطعتها ميان قائلة بسرعة :
اسمه ايه الاوتيل ده
املتها فريدة العنوان لتركض ميان حيث يوجد لكنها لم تجده بقت جالسة بالاستقبال منتظرة عودته بينما هو بصعوبة استطاع ان يجد ما يبحث عنه جلس بسيارته و ما ان قام باستنشاق تلك المادة البيضاء السامة تراجع للخلف يشعر بالنشوة و بدأت ألامه في الزوال رويداََ رويداََ
انسابت دموعه بصمت و بدأ صوت بكاءه يعلو كان يبكي الطفل الصغير من البداية ضعف فماذا سيفعل بعد عل ستكون هذه نهايته وقعت عيناه على صورة صغيرة للينا يحتفظ بها في سيارته
لا تستحقه ، لا تستحق شخص مثله دخل لذلك الطريق غدراََ و لا يعرف كيفية الخروج منه ضعف من اول مرة بالتأكيد سيضعف مرات أخرى
لا يريد لأحد ان يعرف لن يتحمل نظرة الحسرة و خيبة الأمل بعيون شقيقه و جدته و كل من حوله خاصة هي فليبتعد الآن و هما ببداية الطريق قبل ان تتعلق به اكثر لتكمل حياتها بعيداََ عنه مع من يستحقها
قادته قدمه لأسفل بنايتها ثم ارسل رسالة لها من ثلاث كلمات ” انزلي انا تحت ”
دقائق و كانت تركض إليه بتلهف قائلة و هي تتمسك بيده :
عمار قلقتني عليك اتصلت بيك كتير مش بترد حتى ميان سألتني عليك و تتصل بيك م بترد كنت فين حصل ايه مالك شكلك تعبان اوي
سحب يده من يدها قائلاََ ببرود يعكس تمامََا حالته من الداخل قلبه يدمي من الألم و لسانه مستصعب النطق بتلك الكلمات التي بالتأكيد ستجرحها :
بلاش رغي انا كويس بس مكنش ليا مزاج ارد
سألته بحزن :
مالك يا عمار متغير ليه و بتتعامل معايا كده ليه انا زعلتك في حاجة و انا معرفش
اولاها ظهره قائلاََ و ينظر بعيداََ عن عيناها :
بصراحة يا لينا انا زهقت و مش عاوز اكمل !!!
سألته بتوجس و هي تتمنى ان لا يكون يقصد ما خطر ببالها لا تتمنى ابداََ :
يعني نسيب بعض و كويس ان اللي بينا مش رسمي اللي حاسة ناحيتك اعجاب كنت فاكره مع الوقت هيكون حب بس محصلش و فوق كل ده اخويا مش موافق على ارتباطنا و انا مش هخسره عشانك يعني
ابتسمت بتوسع قائلة و هي تلكزه بكتفه برفق :
بطل هزار ، انا فاتحت ماما و قالتلي خليهم يشرفونا الأسبوع الجاي
كور قبضة يده مانعاََ نفسه بصعوبة من ان يجذبها لاحضانه يشكو لها ما حل به و يطلب منها ان تبقى بجانبه حتى يقف على قدميه من جديد لكن كيف يفعل ذلك !!
كيف يطلب منها شيء ليس متأكداََ منه ربما لا يشفى و يظل هكذا و لا يقدر على مقاومة الألم و يستسلم لتلك المادة السامة…..لأول مرة يشعر بالضعف !!
التفت لها قائلاََ ببرود :
مش بهزر ده موضوع مفيهوش هزار كل شيء قسمة و نصيب يا لينا و كويس ان احنا لسه ع البر مفيش بينا اي ارتباط رسمي
لو كانت الكلمات تقتل لكان وقع عمار صريعاََ لنظرة الخذلان التي القته لينا بها
كيف بتلك السهولة يفعل ذلك أراد ان يقترب فاقترب و أراد ان يبتعد فابتعد !!
ماذا عنها لما علقها به منذ البداية ، لما قال انه يحبها ، لما لم يقل انه فقط مجرد اعجاب
قاومت بشدة حتى لا تسقط دموعها امامه يكفي اهانة للآن لن تجعله يرى ضعفها
كورت قبضه يدها قائلة بهدوء لم يتوقعه فقط ظن انها قد تثور تحطم تلعنه تصرخ عليه ربما تصفعه لكنها لم تفعل لتفاجئه بما قالت :
عندك حق كل شيء قسمة و نصيب و الحمد لله ان نصيبي مش معاك يا عمار ، عن اذنك !!!
فقط بضع كلمات قالتهم لوهلة قد يظن البعض انه لا يفرق معها لكن بالنظر إلى عيناها من السهل قراءة الخذلان و خيبة الأمل بهما مهما حاولت هي اخفاء ذلك
بأعين تلمع بالدموع كانت ترفع يدها تحل قفل ذلك السلسال الرفيع الذي كان يحتوي قبلاََ على صورة والدها الراحل لكنها باليوم الذي اهداها به ذلك الخاتم معترفاََ بحبه قامت بتعليقه بالسلسال برفقة صورة والدها
اخرجت منه الخاتم ثم وضعته بكف يده قائلة بكل هدوء :
اتفضل ده ما بقاش يخصني
قالتها ثم خطط بهدوء لداخل البناية وما ان اختفت عن انظاره و استقلت المصعد نزلت دموعها و لم تستطع مقاومتها اكثر من ذلك
دخلت لمنزلها ثم لغرفتها مغلقة الباب عليها من الداخل و استندت عليه بجسدها تبكي بقوة جسدها يرتجف و تضع يدها على فمها لتكتم صوت شهقاتها العالية حتى لا تسمع والدتها 💔
……..
كانت تجلس ببهو الفندق تنتظر مجيء عمار و ما ان ابصرته امامها ركضت إليه على الفور قائلة :
عمار انت فين من بدري مستنياك هنا ، تعالى معايا عايزة اتكلم معاك ضروري
ردد عمار بحزن عميق :
مش عايز و مش قادر اتكلم اجليها لوقت تاني
تنهدت بحزن قائلة :
ميتأجلش اللي عوزاك فيه و هتيجي معايا دلوقتى يعني هتيجي معايا مش ماشية غير لما اتكلم معاك
دفعها من امامه ثم توجه للمصعد لحقت به كان بعالم اخر شارداََ بلينا و كيف هي تشعر الآن خائفاََ من القادم المجهول دخل لغرفته فلحقت به و تركت الباب مفتوحاََ قليلاََ وقفت امامه قائلة بحزن :
انا عرفت كل حاجة يا عمار متخافش انت هترجع زي الأول و احسن و هتتعالج
نظر لها بصدمة قائلا بحذر :
هتعالج من ايه ، ايه اللي انت بتقوليه ده
اخذت نفساََ عميقاََ ثم قالت بحزن :
انا عارفه كل حاجة ، انت بقيت مدمن السم ده و انه كان غصب عنك ، كل حاجة هتكون احسن بس انت خليك قوي و اوعي تضعف خلي عندك ارادة
جلس ارضاََ يضم قدمه لصدره قائلاََ بحزن و اخدت دموعه تنسابت على وجنتيه بغزارة مردداََ بحزن و استسلام و كلمات غير مرتبة :
حاولت مرة و معرفتش بيقولوا انك تخرج من الطريق ده صعب ما قدرتش استحمل الألم مقدرتش اقاوم و جريت على طول ، حتى لينا سبتها قولتلها كلام يوجع ما تستاهلش حد زيي ، انا انتهيت
جلست امامه قائلة بحدة :
الضعف اللي انت فيه ده عشان حاولت مرة و فشلت ، انت لو عايز تتعالج هتتعالج لكن انت ضعيف
ثم تابعت بصدمة :
بعدين انت عملت ايه لينا قولتلها ايه !!
قص عليها ما فعله و ما ان انتهى صرخت عليه بغضب :
انت ضعيف و اناني ضعيف عشان حاولت مرة واحدة بس و لما فشلت قررت تستسلم و اناني عشان اخترت بنفسك انت للينا ما اديتهاش حق الاختيار اذا كانت تقف جنبك ولا لأ
اخذت نفس عميقاََ ثم تابعت بانفعال :
لو فاكر انها هتقدر تضحيتك تبقى غلطان ، دي هتلومك اللي عملته ده هيوجعها اكتر اختارت بدالها ايه الأفضل ليها رفضت تشاركها محنتك هتشوف انك في كل محنة تقعوا فيها عشان مصلحتها تبعد من غير ما تحاولوا مع بعض الحب مشاركة تكون مع حبيبك ع الحلوة و المرة
ردد بحزن و يخفض وجهه :
غصب عني مش بايدي
رفعت وجهه لينظر لها فقالت بحدة :
لا بايدك مش غصب عنك ، بايدك تقف على رجلك
تتعالج ، ارادتك هي اللي هتساعدك انما ضعفك و استسلامك ده هيشدك و يغرقك اكتر واكتر
ثم تابعت بحزن :
حتى لينا كان بايديك تخيرها كانت هتقف جنبك لحد ما تعدي المحنة دي طالما يتحبك
نزلت دموعه اكثر فردد بحزن و انكسار :
انا عايز ارجع زي ما كنت يا ميان ، عايز اطلع من اللي بقيت فيه ده ، عايز لينا جنبي ، انا خايف
ثم تابع بحيرة :
مش عارف انا اذيت مين عشان يعمل فيا كده و يدمر حياتي بالشكل ده مين كان اللي عمل كده لأخر يوم في عمري مش مسامحه اذاني و خلاني اموت بالبطيء
نزلت دموعها هي الاخرى قائلة بحزن و توعد :
كل اللي غلط هيتحاسب و وقت الحساب قرب !!
ثم تابعت بصرامة :
غصب عنك هتقدر و هتتعالج و هترجع زي ما كنت انا هفضل معاك و لينا هتعرف على الأقل ما تكونش شايفاك لعبت بيها هتزعل اه بس مع الوقت هتسامحك
نفى برأسه قائلاََ برجاء :
لأ بالله عليكي يا ميان مش عايز اي حد يعرف لا فريدة و لا سفيان و لا قصي و أهم حد لينا مش هستحمل نظراتهم و لا خيبة الأمل اللي هشوفها في عيونهم
اومأت له برأسها قائلة :
محدش هيعرف بس أهم حاجة انك تتعالج و تقف على رجلك من تاني و ترجع زي الأول و الأحسن
ثم تابعت بجدية :
احنا نروح نكشف و أهم حاجة نعرف انت في انهي مرحلة و نشوف نظام العلاج هيكون ازاي ، و دلوقتى قوم هات اي حاجة معاك من الزفت السم ده ارميه بأيدك خلي عندك ارادة يا عمار ارادتك انك تتعالج هيا اللي هتنجيك من اللي انت فيه ده
اومأ لها و فعل ما قالت و القى بتلك المادة البيضاء السامة بالمرحاض ر غادر معها و قام بالكشف الطاريء و طلب الاثنان نتيجة فحص عاجلة دون الانتظار ليوم اخر لتبتسم ميان بسعادة ما ان رأت النتائج ادمانه في المرحلة الأولى
بدأ التعب يتملك من عمار جسده يطالب بجرعة أخرى من ذلك السم لم تعرف ميان ماذا عليها ان تفعل بنفس اللحظة كانت همس تتصل بها خرجت من السيارة بعدما اغلقتها على عمار مرددة باستنجاد :
همس انا مش عارفه اتصرف ازاي مقدرش اسيب عمار لوحده……ثم بدأت تقص عليها ما حدث باختصار فقالت همس بعد تفكير :
مفيش غيره ممكن يساعدنا !!!
ميان بتساؤل :
هو مين ده و امان و لا ايه
همس بثقة :
عيب عليكي ده أمان الأمان
– مين
همس بفخر و ثقة :
كارم…..كارم الحسيني !!!
……..
كان يقف امام باب الفيلا الخارجي في انتظار وصول همس برفقة ضيوفها بعدما قصت له باختصار ما حدث دقائق قليلة و توقفت سيارتهم نزلت همس اولاََ و خلقها ميان و عمار نائماََ على المقعد الخلفي بعدما قامت ميان بحقنه بمهدأ
عرفتهم همس على بعض سريعاََ فقالت ميان بحرج :
هو بس انا نش هعرف اخده مصحة في الوقت ده ، مينفعش اسيبه لوحده او اخده عند حد من اهله هو رافض انه حد يعرف و لو فاق هيفضل يصرخ
كارم بابتسامة صغيرة :
مفيش مشكلة ملحق الفيلا محدش بيدخله اصلاََ و عازل للصوت ممكن لو حابين يفضل هنا الوقت اللي تحبوه و يتعالج هنا لو عايزين والدتي مسافرة بعد بكره تقدروا تجيبوا الدكاترة اللي عايزينها القرار ليكم شوفوا تحبوا ايه و انا تحت أمركم حتى لو عايزين مصحة اقدر اشوف لكم مكان مضمون
شكرته ميان فحمله كارم بمساعدة بعض رجال الحرس الخاص به ثم مدده على الفراش مقيداََ جسده عليه باحكام نظرت له ميان حزينة ثم اطمئنت عليه و خرجت للخارج تبكي بصمت بينما همس ربتت على كتف كارم قائلة بابتسامة :
شكراََ يا كارم طول عمرك جدع ، اول ما طلبت منك مساعدة وافقت
نظر لها قائلاََ بابتسامة :
مستحيل أرفض حاجة تطلبيها مني
حمحمت بخجل قائلة :
نمشي بقى احنا قبل ما الوقت يتأخر و اشوفك بكره مامتك عزمتنا ع الغدا
اومأ لها قائلاََ بابتسامة :
عارف هستناكي يا همس
فجأة تحولت نظراته الحنونة لها لأخرى حذرة و هو يقول بتحذير و نبرة جادة لا تقرب للمزاح بشيء :
همس فيه برص على كتفك
توسعت عيناها و صرخت بقرف و هي تقفز بمكانها فانفجر هو ضاحكاََ عليها و ما ان استوعبت انه يمزح اقتربت منه تضربه بقبضتها بصدره مرددة بغيظ :
يا بارد هزارك رخم زيك ، معندكش دم خضتني قلبي كان هيقف
مسك يدها التي لا تتوقف عن لكمه بصدره قائلاََ بابتسامة حب و هو ينظر لداخل عيناها الجميلة :
سلامة قلبك
للحظة توقف عقلها و شردت بعيناه التي دوماََ تناظرها بكل ذلك الحب ، نظراته لها دوماََ تشعرها انها اجمل سيدة على وجه الأرض
رفع يده يبعد خصلات شعرها لخلف اذنها و ما ان فعل و لمس بيده شعرها اتتفضت و ابتعدت للخلف قائلة بحرج :
انا لازم امشي الوقت اتأخر ، سلملي على طنط
اومأ لها محرجاََ هو الأخر ثم رافقها للخارج مودعاََ اياها هي و رفيقتها حتى غادروا ثم عاد ينظر لعمار النائم و الإرهاق و التعب بادياََ على ملامح وجهه اشفق عليه فقد ذكرته تلك الحالة بشخص مقرب اليه و فقده لذا لديه رغبة قوية بمساعدة ذلك الشاب حتى لا يخسر حياته التي لم تبدأ للآن
……..
بينما بمنزل عاصم الشريف
كان عاصم يجلس بغرفته يقص على زوجته طلب يزن للزواج من ابنته لتبتسم الأخرى بتوسع مرددة بفرحة عارمة :
دي محتاجة رأي يا عاصم موافقة طبعاََ ، شاب كويس و محترم و اهله محترمين و عيلة بس نقول ايه بقى يارب بنت توافق دي مش بيعجبها العجب ده كفاية كارم و قهرتي يوم ما رفضته
اومأ لها قائلاََ بجدية :
خلاص بكره لما نرجع من عزومة الست فاطمة والدة كارم ابقى افاتحها في الموضوع و ربنا يقدم اللي فيه الخير
اومأت له موافقة و هي تدعو الله بداخلها ان توافق ابنتها على طلب الزواج بينما عاصم كان عقله يعمل على مقارنة بين كارم و يزن ، فكارم عندما جاد لطلب يد ابنته منه كان الحب ن اللهفة واضحان بعيناه عكس يزن الذي كانت كلماته و نظراته جامدة باردة لوهلة شعر انه مرغم و لأول مرة يدعو بداخله ان يأتي الرفض من ابنته فهو غير مرتاح ابداََ لتلك الزيجة !!!
……..
في صباح اليوم التالي
بخطوات واثقة كانت ميان تدخل من الباب الداخلي لفيلا سفيان العزايزي و قد تعمدت المجيء بعد رحيل سفيان لعمله
فتحت لها الخادمة ثم دخلت و جلست على الاريكة تضع قدم فوق الأخرى قائلة للخادمة بهدوء :
اطلعي للي نايمة فوق دي خليها تنزل قوليلها ميان القاضي تحت و قدامها ثانيتين و تكون قدامي احسن مش هيحصل لها طيب
قطبت الخادمة جبينها بتعجب لكن نفذت ما قالت بدون نقاش و بالفعل مرت دقائق قليلة جداََ و كانت نرمين تنزل الدرج بثوب قصير بالكاد يغطي القليل من جسدها و فوقه روب بنفس طوله لا يفيد بشيء
فعلت ذلك حتى تثير حنق وغيرة الأخرى لحظات نزلت نرمين حتى وقفت امامها قائلة بدلال :
سوري بقى يا ميان انت مش غريبة اصل سوفي حبيبي بيحب اللون ده و طلب مني البسه امبارح
ابتسمت ميان ساخرة قائلة :
طول عمره ما بيفهمش في الحلويات عشان كده لما جيه يختار اختار من النوع الرخيص و ساب الغالي ، غبي بقى نعمل ايه
رمقتها نرمين بغل قائلة :
انتي جاية ليه
ردت ميان قائلة ببرود بعد ان ارتشفت من قهوتها التي اعدتها لها الخادمة قبل نزول نرمين :
بيت جوزي و ادخل فيه في الوقت اللي يعجبني عندك اعتراض ، اصل لو عندك اعتراض اقدم انا كمان اعتراضي و انتي قدمي اعتراضك و نشوف هو هيقول ايه و هيطلع مين فينا بره
نرمين بغل :
طلباتك ايه
ميان بمكر و توعد :
هتعرفي كلها ثواني بس !!
ثم نادت بعلو صوتها على الخادمات بالقصر فحضروا على الفور و لم يكونوا سوى خمس خادمات
نظرت لهم قائلة بابتسامة :
انهاردة بريك ليكم لحد ما سفيان يرجع من الشغل اصل نرمين هانم بتحبكم قوي ، فهي هتتولى مهمة تنظيف الفيلا كلها و الطبخ وانتم بس كل اللي عليكم تشرفوا عليها ان كانت بتشتغل صح و لا غلط
انتفض نرمين بمكانها قائلة بغضب :
انتي بتقولي ايه يا بتاعة انتي مين دي اللي تنضف ده انا نرمين هانم
اشارت ميان بيدها للخادمات لينصرفوا قائلة بتهكم :
طب يا ترى نرمين هانم فاكرة انها قبل ما تبقى هانم كانت مجرد واحدة رخيصة بتعري جسمها و ترقص بيه للرجالة بالكباريهات لولا بس ان في واحد مش بيفهم جه خدها و قبل بيها من غير ما يعرف عيبها بس ملحوقة ممكن اعرفه
نرمين بغل و غضب :
انا مش ممكن اعمل كده مستحيل
ميان ببرود :
عادي ما تعمليش و انا كمان عادي هبعت الصور و كل اللي معايا لسفيان طالما الموضوع بالنسبة ليكي عادي و كل اللي هيحصل مثلاََ اقل اقل حاجة هيطلقك و هيرميكي في الشارع من غير اي حاجة يأما هيموتك و تبقى قضية شرف عادي يأما يتحكم عليكي بقضية زينا
ابتسمت بتوسع مستأنفة حديثها :
ها قررتي ايه و ياريت تقولي بسرعة عشان متضيعيش وقتي الثمين
ركلت نرمين بقدمها طاولة زجاجية و هي بطريقها للصعود لأعلى لتبدل ملابسها فعقبت ميان على ذلك من خلفها قائلة ببرود :
كل اللي هتكسريه يا نروم هتنضفيه يا حبيبتي !!
مر وقت قصير كانت نرمين تنظف الزجاج الذي كسرته و الفوضى التي احدثتها من غضبها بينما ميان كانت تضع قدم فوق الأخرى تنظر لها بغل يعلم الله وحده انها متماسكة للآن حتى لا تنقض عليها و تبرحها ضرباََ و تقتلها هي و من خلفها
اوقعت كأس العصير الذي بيدها عمداََ ثم قالت لها بغرور و تعالي :
تعالي نضفيه
صرخت عليها نرمين غاضبة و قد فاض بها الكيل :
انتي اللي وقعتيه نضفيه مش خدامة ابوكي انا
ابتسمت ميان ثم وقفت مقتربة منها بهدوء اثار ربية الأخرى و على بغتة صفعتها ميان بقوة تراجعت الأخرى على اثرها للخلف مصدومة مما حدث كيف تتجرأ تلك و تصفعها !!!
اعتدلت و رفعت يدها بالهواء لترد لها الصفعة لكن توقفت يدها بالهواء عندما قالت ميان ببرود :
لو ايدك الو….دي لمست وشي قسماََ بالله لتندمي ع اللي هعمله فيكي غير اللي هتشوفيه من سفيان
ضمت يدها بغل و انزلتها مرغمة لتبتسم ميان بتوسع قائلة و هي تربت على صدغ الأخرى ببعض العنف :
ايوه كده شطورة احبك و انتي مطيعة يا نروم
ثم دفعتها بيدها متابعة ببرود :
يلا بقي كملي شغلك و خلصي و روحي نضفي المطبخ بس اعملي بضمير اه اهم حاجة الضمير بس للأسف هو مش موجود عند اللي زيك
عادت نرمين للتنظيف و هي تشعر بالإهانة و بداخلها تتوعد لها بالويلات فقط صبراََ !!!
بعد وقت قصير كانت نرمين تقف على احد سلم طويل مخضص للتنظيف تقوم بتركيب ستارة جديدة كانت ستقوم بتلك المهمة الخادمة لكن ميان اعترضت و امرتها بالرحيل حتى نقوم نرمين بتلك المهمة
بدون ذرة شفقة و تردد كانت ميان تركل السلم بقدمها بقوة حتى وقعت نرمين من عليه صارخة بعلو صوتها من الألم لم تهتم بها ميان و قالت ببرود :
مش تفتحي يا عامية قومي كملي تنضيف
بكت نرمين من الألم الذي يعصف بظهرها و شعورها بالإهانة عادت لتكمل مهامها مرغمة لكن الأخرى كانت تتعمد ايلامها بكل مهام تقوم به حيث قدمت لها الشاي الساخن كما طلبت منها لكن ميان عن عمد اسقطته على يدها فاحترقت يد الأخرى و ظلت تصرخ بألم و الأخرى لم تبالي بها ابداََ
لم تشفق عليها و لو ذرة فأمثالها لا يستحقون الشفقة تلك الغبية لو تعرف انها لا تملك سوى القليل من الدلائل التي تهددها بهم لما كانت صمتت هكذا !!!
بعد وقت غادرت ميان قبل مجيء سفيان لتأتيها مكالمة من فريدة تريد رؤيتها فذهبت إليها و هي تفكر بما تريد التحدث معها !!!
………
صدم سفيان و شعر بالزهول ما ان دخل للغرفة و رأى هيئة زوجته ثيابها تفوح منها رائحة كريهة خصلات شعرها غير مهندمة كما اعتاد منها فهي دوماََ تعتني بنفسها و لم يسبق له ان رأها على تلك الحالة و ما زاد من زهوله و فزعه رؤية يدها الحمراء الملتهبة كانت تنام على فراشها تأن من الألم اقترب منها قائلاََ بقلق :
حصل فيكي ايه !!
نفت برأسها قائلة بدموع :
مفيش
سألها بقلق و حدة :
هو ايه اللي مفيش انتي مش شايفة نفسك حصلك ايه و ايه الصوابع المعلمة على وشك دي ، مين ضربك كده
توصل عقلها السام لتلك الفكرة فرددت بدموع و هي تبقى بنفسها بأحضانه :
ميان جت الصبح و ضربتني بالقلم و الشاي كبته على ايدي و قعتني من ع السلم و هانتني قدام الخدامين و قالتلي لو فتحت بوقي بكلمة هتخليك تتطلقني بعد ما تخليك تشك فيا و توريك صور متفبركة ليا و اصوات متركبة على أنها انها سمعتهملي و كان زي ما يكونوا حقيقين بالظبط خوفت تصدقها يا سفيان و تبعد عني و تطلقني انا مظلومة والله و عمري ما اخونك خدلي حقي منها
أصبحت عيناه سوداء قاتمة من شدة الغضب و كور قبضة يده بغل قائلاََ بشر :
جابت اخرها معايا و رحمة ابويا لوريها بنت…….
مدد جسدها على الفراش برفق قائلاََ بحنان :
ارتاحي انتي يا حبيبتي هطلبلك الدكتور حالاََ ، وحقك هيرجع متخافيش
بعد وقت حضر الطبيب و فحصها ثم غادر و بعده سفيان الذي هاتفته فريدة و طلبت منه الحضور قبل ان يعتذر منها ليأتي بوقت لاحق اغلقت الهاتف بوجهه فذهب إليها مرغماََ على تأجيل حسابه مع تلك الشيطانة كما لقبها لوقت اخر !!!!
……..
بعد وقت دخل لمنزل فريدة ليتفاجأ بها امامه اشتعلت عيناه من الغضب و اقترب منها و على بغتة صفعها بقوة حتى استدار وجهها للناحية الأخرى من قوة الصفعة و لولا انها تمسكت بالمقعد لكانت سقطت ارضاََ
شهقت فريدة بصدمة بينما ميان شعرت بالإهانة الشديدة فوقفت لترد له الصفعة لكنها مسك بيدها ثم دفعها للخلف قائلاََ بغضب :
ايدك الوس…..دي متتعرفعش عليا و القلم ده تمن انك رفعتيها على مراتي و اتجرأتي و هنتيها
صرخت عليه بغضب و تسرع :
مراتك مين دي اللي عامل عليها دي رخيصة و لا تسوى كانت بتروح تترقص بجسمها للرجالة في الكباريهات و…..آآه
صرخت بقوة عندما جذبها من خصلات شعرها بقوة قائلاََ بغضب :
ورحمة ابويا لو لسانك الو…..جاب سيرة مراتي لدفنك حية ، فكراني اهبل و هصدق التخاريف اللي بتقوليها دي هددتيها انك معاكي صور متفبركة و خوفتيها بيهم اني هطلقها و دلوقتي بتعملي زي ما قالت بالظبط كنتي فاكرة انها هتسكت و انا مكنتش هعرف ، مراتي عشان بريئة و اللي يثبتلي انك واحدة كدابة و وس….ان هي جت قالتلي مخافتش لأن اللي على حق عمره ما يخاف
دفعتها بيده بعيداََ عنها قائلة بغضب :
تولع انت و مراتك في ساعة واحدة ترمي عليا يمين الطلاق دلوقتى ورحمة اخويا الغالي لدفعك تمن القلم ده غالي اوي يا سفيان
رد عليها بتحدي :
مش مطلقك ، لو وقفتي على شعر راسك مش مطلقك يا ميان هسيبك كده زي البيت الوقف متعلقة لا طايلة سما و لا أرض
كانت فريدة تتخذ وضع المستمع و عقلها يدور بلا توقف لتجد ما يمنع ميان من ذكر الطلاق و توصل عقلها السام لذلك الحل الوحيد الذي يعبر عن انانيتها الكبيرة
دخلت للمطبخ و اعطت بعض المال للخادمة الخاصة بها تطلب منها النزول للصيدلية اسفل البناية و تأتي بشيء ما !!!
بينما عادت للداخل تتابع شجار الاثنان حيث تصرخ ميان عليه قائلة بغضب :
هتطلقني غصب عنك و القلم ده انا وريا رجالة يدفعوك تمنه غالي اوي
رد عليها بغضب :
اعلى ما فخيلك اركبيه انتي و اهلك كلهم انا ما بتهددش و لا بخاف من حد !!!
اتجهت فريدة للخادمة تأخذ منها الغرض ثم طلبت منها الرحيل و ما ان رحلت دخلت فريدة للمطبخ
بمنتهى الأنانية كانت فريدة تضع تلك الأقراص بالمشروبات الخاصة بميان و سفيان اللذان يتشاجران بالخارج و تتعالى اصوتهما
حيث كانت ميان تصرخ عليه غاضبة :
هتطلقني و رجلك فوق رقبتك انت فاكر عشان حتت ورقة ربطتني بيك الربطة السودة دي تبيع و تشتري فيا
سفيان بغضب و عناد :
مش هطلقك لما يجيلي مزاجي ابقى ارميكي زي الكلاب
ميان بغضب :
مفيش كلب غيرك و لم لسانك احسنلك ، ابويا مش هيسكتلك ورايا رجالة يوقفوك عند حدك و يعلموك الأدب و لو مطلقتنيش بالذوق هخلعك
صرخ عليها بغضب و هو يقبض بيده على معصمها بقوة المتها :
ادفنك مكانك قبل ما تعملي كده
دفعته بعيداََ عنها قائلة بحدة :
طب اعملها كده و وريني ، قولتلك قلبتي وحشة يا بن كاميليا يا تطلقني يا هخلعك و هقول انك بتستقوى عليا و تضربني و انك اتجوزتني غصب فوق كل ده خاين ساعتها سيرتك هتكون على كل لسان و ابقى قابلني لو الشراكة اللي انت داخل فيها تمت اصل محدش بيحب يشارك واحد بالأخلاق دي
صرخ عليها بغل :
انت بتهدديني
اومأت له قائلة بتحدي :
اه بهددك و يكون في علمك انا مش باقية على حاجة و بايعة يعني ما تقولش مش هتقدر تعمل كده بتهوش لا انا اقدر اعمل كده و اكتر من كده و اعرف حاجات تخلي سمعتك لبانة في بوق كل واحد بداية من كاميليا هانم و اللي عملته زمان
نظر لها بغل و غضب مردداََ :
انتي طـ….
لكن توقف عن الحديث حينما قاطعته فريدة التي دخلت عليهم تحمل بيدها كأسان عصير قائلة بتوتر :
استهدوا بالله يا ولاد و اشربوا العصير ده يهدي اعصابكم و نتفق
ميان بغضب :
مفيش حاجة نتفق عليها يا فريدة انا عايزة اطلق خليه يرمي اليمين و يخلصني
سفيان بغضب :
خلصت روحك
صرخت عليه بغضب :
خلصت روحك انت
صرخت فريدة عليهم بغضب :
اترزع اقعد انت و مش عايزة اسمع نفس حد فيكم
جلس الاثنان مجبرين بصمت كانت ميان بداخلها غضب كبير كيف يتجرأ و يهينها هكذا ، لقد صفعها و هي التي عاشت طوال حياتها بمنزل والدها لم يتجرأ احد على لمسها حتى والدها نفسه
بينما هو وصل لأقصى درجات الغضب خاصة بعد كلمات نرمين التي اخذت تقص عليه ما فعلت ميان بها و اخذت تضيف اشياء لم تحدث من عندها لتأتي ميان الآن و تزيد غضبه منها و تهدده !!!
فريدة بصرامة :
اشربوا العصير ده و اهدوا
رددت ميان بانفعال :
مش عايزة اشرب
رد عليها بغيظ و حدة :
ان شالله ما عنك طفحتي
ردت عليه بغضب :
قليل الذوق و الأدب
فريدة بغضب :
أخرس انت و هي و اطفحوا مش عايزة اسمع نفس قسماََ بالله لو معملتوش كده هتطلعوا بره و مش هتدخلوا بيتي تاني لأخر يوم في عمري
ارتشفت ميان العصير مرغمة كذلك فعل هو
كانت فريدة تراقبهم بتوتر و هي ترى انها تفعل الصواب ستمنع ذلك الطلاق بكل قوتها فهي لم تزوجهم و كل ذلك المجهود و التعب الذي بذلته يضيع !!!
استأذنت منهم لدقائق ثم دخلت لأحد الغرف و نادت عليهم و ما ان دخلوا خرجت عي سريعاََ مغلقة الباب خلفها بالمفتاح حتى انها صرفت الخادمة
طرق سفيان على الباب قائلاََ بغضب :
بتعملي ايه يا فريدة افتحي الزفت ده
ميان بغضب :
عايزة توصلي لايه بحبستك لينا كده !!!
فريدة بهدوء :
اتكلموا بهدوء و اتفاهموا انا رايحة عند جارتي و هرجع كمان شوية خدوا راحتكم و ياريت بلاش صريخ و صوت عالي
قالتها ثم توجهت للمطبخ غير مبالية بصراخهم و طرقاتهم على الباب
مسكت بيدها ذلك الشريط الذي بعثت الخادمة لتأتي به قبل قليل لم يكن سوا ” منشط ” وضعته بكأس العصير للاثنان !!!
تريد ان يكتمل زواجهم و يصبح حقيقاََ حتى لا يكون امام الاثنان خيار سوا الاستمرار بتلك الزيجة معاََ !!!
………
كان عاصم و عائلته امام منزل كارم الميعاد المتفق عليه كانت همس تحمل بيدها باقة ورد جميلة بينما والديها كلاهما يحملان علب حلوة
فتح كارم الباب قائلاََ بابتسامة :
اهلاََ و سهلاََ نورتونا
رددت هبة والدة همس بحنان :
تسلم يا ابني
افسح لهم المكان للدخول فأتت والدته من الخلف قائلة. بابتسامة كبيرة :
اهلاََ البيت نور والله
اقتربت هبة منها معانقة اياها بود و محبة :
منور بصحابه يا حبيبتي ، وحشاني يا فاطمة
ربتت فاطمة على كتفها قائلة بابتسامة :
انتي كمان والله وحشاني
بعد الغداء كانت همس تجلس برفقة كارم بحديقة الفيلا شاردة بعالم اخر فسألها :
مالك سرحانة في ايه !!!
نفت برأسها قائلة :
مفيش
سألها مرة أخرى قائلاََ :
ايه اللي محيرك اوي كده قوليلي يمكن اعرف اساعدك
غيرت الموضوع فما يشغل عقلها هو آخر شخص يمكن ان تخبره ليس لعدم ثقتها به بل لأنها لا تريد جرحه فكيف تحدث رجلاََ يحبها عن حيرتها بالموافقة على رجل اخر :
هو عمار اخباره ايه ، ميان مجتش انهاردة تشوفه
تقبل رغبتها و اجابها على سؤالها :
لأ مجتش بس انا اتصلت بحد متخصص هيتابع حالته و في ممرضة هتكون ملازمة ليه علطول
رددت همس بداخلها بتعجب :
غريبة دي قالتلي انها هتعدي عليه
ثم تنهدت بعمق قائلة بحزن :
لينا صعبانة عليا اوي حتى هو كمان صعبان عليا ، نفسي اروح اطمن عليها بس انا عارفة نفسي اول ما هشوف دموعها و زعلها هقول كل حاجة علطول ساعتها هخلف بوعدي لميان
كارم بهدوء :
هيخف ان شاء الله و يعرفها ظروفه و كل حاجة هترجع زي ما كانت
اومأت برأسها و هي تتمنى فعلاََ ذلك بينما بالداخل استأذن منهما عاصم ليجيب على هاتف خاص بالعمل فسألتها هبة حينها :
خير يا فاطمة ايه اللي الموضوع اللي كنتي عايزة تكلميني فيه !!
فاطمة بابتسامة :
من غير لف و لا دوران انا عايزة نقرب بين كارم و همس هو بيحبها و هي رفضته عشان شيفاه زي اخوها لكن احنا نحاول نخليها تشوفه بطريقة تانية مش هنغلب يعني و تبقى محاولة اخيرة ، كارم بيحبها و لسه شاريها و عنده أمل انها يعني تيجي يوم و توافق
صمتت هبة بحرج ثم رددت بحزن لأجل كارم :
مش عارفة اقولك ايه يا فاطمة بس ، همس متقدملها عريس و حاسة انها هتوافق لو محصلش نصيب معاكي في اللي بتقوليه لكن لو حصل كل الكلام اللي قولتيه ده هيفضل بيني و بينك
اختفت ابتسامة فاطمة تدريجياََ و هي تدعو الله بداخلها ان ترفض همس فهي لن تتحمل ان يكسر قلب ابنها !!!
……..
– اللي حضرتك تشوفه يا بابا !!!
قالتها همس بحرج و خجل بعد ان قص عليها عاصم رغبة يزن في الزواج منها
ابتسمت هبة بتوسع قائلة بلهفة :
يعني نقول مبروك موافقة عليه
اومأت همس برأسها بخجل فأطلقت بعدها على الفور هبة الزغاريد فاوقفها عاصم قائلاََ :
استني بس يا هبة ميصحش كده
هبة بضيق :
هو ايه اللي ما يصحش ده انا مستنية اليوم ده من زمان اخيراََ بنتك عجبها حد و وافقت عليه دي كانت بتقول لا للعرسان و لا كأنهم هدوم
استأذنت همس و غادرت من امامهم سريعاََ بخجل لغرفتها و اعين عاصم تتابعها بضيق لقد ظن انها سترفض تنهد و بداخله قرر ترك الأمر للايام لربما كان ظنه خطأ وان كان ظنه بمحله و هو مرغماََ على الزواج بابنته لكن تكتمل تلك الزيجة ابداََ و لن يعطيه غاليته !!!
…….
كان يجلس بغرفته شاردا يشعر بانه اقترف خطأ فادح باقدامه على تلك الخطوة ، يشعر بالخيانة و الذنب ينحر قلبه و ما ابشع ذلك الشعور !!
سمع صوت طرقات على باب غرفته سمح للطارق بالدخول و لم تكن سوى والدته
جلست بجانبه على الفراش قائلة بتردد :
فكرت في اللي قلتلك عليه يا يا يزن
تنهد بعمق قائلاََ بحزن بعد صمت دام لدقائق :
انا روحت لوالد همس طلبت ايديها منه
تهللت اسارير والدته قائلة بسعادة كبيرة :
الف الف مبروك يا ابني انت عملت الصح ، صدقني بسمة لو كانت عايشة و مكانك يعني بعد الشر هتعمل نفس اللي انت عملته الحياة مش بتقف على حد
رد عليها بثقة و صرامة :
بسمة بو كانت عايشة و انا اللي مكانها عمرها ما كانت هتعمل كده ، انا حاسس اني بخونها و بخون حبي ليها
سألته بجدية :
طب انت كنتي هترضى ليها بالعيشة دي من بعدك ، لو هترضى تبقى اناني و مش بتحبها لأن الحب تضحية الحب انك تكون سعيد طالما حبيبك سعيد ، تبقى مبسوط حتى لو بعيد عنك طالما هو مبسوط خلاص تستحمل اي حاجة طالما في مصلحته ، و بقولهالك و هفضل اقولها الحياة مش بتقف على حد
صمت و لم يجيب فتنهدت والدته ثم تابعت بابتسامة صغيرة :
ع العموم انت اخدت خطوة كويسة مع الوقت هتحب همس انا متأكدة هي اصلا تتحب
ثم عاتبته قائلة :
بس غلط لما روحت لعاصم من نفسك من غير ما ترجع لأبوك و لينا
نعم مخطئ و يعلم ذلك لكنه بدلاََ من ان يعتذر ردد بحدة غير مقصودة من شدة ما يمر به من ضغط :
اللي حصل بقى ما جاش في بالي و بعدين عملت اللي انتوا عاوزينه المهم انه اتعمل ، ازاي بقى مش مهم النتيجة واحدة
عاتبته والدته قائلة :
عندك حق النتيجة واحدة بس اللي بنعمله ده لمصلحتك و بكره تعرف معنى كلامي ده كويس ، شوف هتعمل ايه لما ابوك و انت عارفه زعله وحش المرة دي هيكون لي حق يزعل بجد
قبل يدها و جبينها معتذراََ منها :
حقك عليا امي انا بس مضغوط و بجد مش متحمل ، انا هروح لبابا و اقوله و هعتذر منه انا فعلاً مكنتش اقصد
اومأت له بصمت ثم سألته بجدية :
عاصم رد عليك قالك ايه موافق
تنهد بعمق قائلاََ بضيق :
هيفكر و ياخذ رأيها و يرد عليا
سألته بتفكير و قلق :
تفتكر هيرفضوا
نفى برأسه قائلاََ :
انا اتكلمت مع همس قبلها و هي وافقت بس معرفش رأي والدها ايه
تمنى يزن بداخله ان يرفض ، رفعت يدها للأعلى مرددة بدعاء :
ان شاء الله هيوافق و نفرح بيك قريب يا حبيبي لو الجوازة دي تمت هعملك فرح كبير و اعزم فيه اسكندرية كلها و الناس كلها تتكلم عنه سنة لقدام
تنهد قائلاََ بضيق :
ان شاء الله
ثم التفت بوجهه ينظر لصورة حبيبته المعلقة بالحائط أعلى الفراش بحزن كان ينبغي ان تكون هي العروس ، هي من كان يجب ان يقام لها ذلك الزفاف الكبير و ليست همس !!
نظرت له والدته بضيق قائلة بصرامة :
طالما نويت تبدأ بداية جديدة لازم صورتها تنزل من على الحيطة و كل حاجة تخصها تخرج بره اوضتك يا يزن ، محدش قالك انساها بس عيش حياتك يا بني راعي مشاعر همس كمان
اومأ لها بصمت و هو يشعر بالقهر و الحزن الكبير يا ليت الأمر بتلك السهولة التي تتحدث بها والدتها لأنهم خارج الموضوع و لم يعايش منهم احداََ ما يشعر به يتحدثون هكذا
…….
اي درب سلكت هي !!
بماذا اوقعت نفسها ليتها استمعت لوالدها و تركتها تموت ، فضلتها على نفسها و بالأخير غدرت بها ليست بغبية حتى لا تعرف سبب فعلة فريدة انها تريد ان تكسرها تريد ان تغلق كل الطرق امامها لكي ترتضي بسفيان زوج لها و تكف عن طلب الطلاق !!!
بعد مرور وقت ليس بقصير ابداََ كان كلاهما يجلس على طرف من الفراش يعطي ظهره للآخر شارداََ بعالم آخر يضع سفيان رأسه بين يديه يحاول التحكم بغضبه و استياءه مما حدث
بينما ميان كانت تنظر للفراغ بشرود و دموعها تنساب على وجنتيها و جسدها يرتجف بشدة التفتت ببطيء تنظر للفراش خلفها حيث تلك البقعة التي تتوسطه و التي تعلن عن فداحة مل حدث و فقدانها اعز ما تملك برغبتها و غير رغبتها بنفس الوقت !!
التفتت هو الأخر ينظر لها بصمت مشفقاََ غاضباََ لكن الشعور الأكبر المسيطر عليه الصدمة
تعالي رنين هاتفها و ما ان التقطته و نظرت لأسم المتصل و الذي لم يكن سوى والدها انتفضت مكانها بخوف و ذعر
اقترب منها بهدوء و ما ان رأى اسم والدها نظر لها مشفقاََ ثم التقط منها الهاتف قائلاََ بجدية :
متخافيش هتصرف ، هرد عليه انا !!
قبل ان تعترض كان يجيب على الاتصال ليأتيه صوت والدها القلق :
ميان انتي فين لحد دلوقتي مش عادتك تفضلي بره للوقت ده ، انتي كويسة يا حبيبتي
رد سفيان بهدوء :
انا سفيان ، التأخير ده من عندي كنا بنتغدى سوا و احنا راجعين العربية اتعطلت و على ما لقينا حد يصلحها ، احنا جاين في الطريق اهو مش هنتأخر
رأفت بضيق :
ميان مردتش عليا ليه !!
سفيان بهدوء :
في التويلت احنا في بنزينة و انا رديت بدالها
ردد رأفت على مضض و بضيق كبير قبل أن يغلق الخط معه :
متأخرهاش اكتر من كده !!
اعطى سفيان الهاتف لميان التي التقطته منه بتوهان لحظات مرت و التفت الاثنان على صوت حركة المفتاح بالباب و يليه دخول فريدة ترتدي قناع الجمود رغم رعبها الداخلي من ردة فعل الاثنان
اقتربت ميان منها ببطئ ثم اردفت بدموع و نفور لأول مرة تراه فريدة بعيناها :
انتي عملتي كده قصد ، عملتي كده عشان تكسريني و ميكونش غي قدامي حل غير اني اقبل بالوضع ده و بيه
فريدة بقسوة و حدة :
اه عملت كده قصد ، انتوا الاتنين اغبية بكره يجي اليوم اللي تشكروني فيه ع اللي بعمله ده
صرخت ميان عليها بغضب :
عمره ما هيجي ، اليوم ده عمره ما هيجي اللي عملتيه ده ما تستحقيش عليه شكر ، دي جريمة في حقي و حقه ضيعتي فرحة ابويا بيا و كسرتيني ياريت لساني كان اتقطع قبل ما اقول موافقة عشان انقذ بس حياتك و ياريتك قدرتي ده
بقت فريدة على جمودها و لم تتأثر بما قالت ترى انها فعلت الصواب و سيأتي اليوم الذي يقدران الاثنان فيه ما فعلت لهما !!!!
كادت ميان ان تذهب لكن ما ان فعلت و خطت عدة خطوات شعرت بالدوار و كادت ان تسقط لكن لحق بعا سفيان يتمسك بها بشدة ناظراََ هو الأخر لفريدة بخيبة امل و نفور لأول مرة بحياته قائلاََ :
حاجة زي دي ما تستحقيش الشكر عليها ، اللي عملتيه ده هيفضل علامة سودة في حياتك يا فريدة عمري ما هنساها و لا هسامحك عليها طول العمر ، نزلتي في نظري اوي و عمرك ما هتقدري توصلي للمكان اللي كنتي فيه عندي بعد اللي حصل
لم تبالي بما قال و لم تنظر لهما بالأساس ساعد سفيان ميان على السير حتى وصل لسيارته صعدت و لم تجادل استندت برأسها على النافذة تبكي بصمت خائفة مما هي مقبلة عليه !!!!
………
ما ان دخلت ميان من باب المنزل تفاجأت بوجود جدها لوالدها ” سالم ” برفقة والدها ما ان رأته ركضت إليه تعانقه قائلة بصوت باكي :
وحشتني اوي يا جدو
ربت على خصلات شعرها برفق و حنان مردداََ باشتياق مماثل :
انتي كمان وحشاني يا قلب جدك
ابعدها عنه قليلاََ ليرى وجهها قائلاََ بقلق ما رأها تبكي بهذا الشكل :
ليه الدموع دي يا غالية مين اللي مزعلك
نفت برأسها قائلة بابتسامة زائفة لم تصل لعيناها :
مفيش يا جدو بس حضرتك كنت واحشني اوي
جذبها لأحضانه و لم يصدق ما قالت حتى والدها نفس الشيء لكنه رد قائلاََ بعتاب :
طب ماكنتيش بتيجي ليه ده انا قولت لأبوكي يبعتك تقضي معانا كام يوم في البلد بس قال ان الامتحانات قربت ، كلهم هناك نفسهم يشوفوكي ، بس خلاص انا جيتلك اهو و اول ما امتحاناتك تخلص هاخدك تقعدي معانا لحد ما تزهقي منا
ارغمت نفسها على الابتسام فربت على خصلات شعرها بحنان ، جاء صوت والدتها من خلفهم قائلة لسالم :
اتفضل حضرتك اوضتك جاهزة عشان ترتاح من السفر زمانك تعبان
اومأ لها بابتسامة ثم صعد لأعلى برفقة عليا
بينما رأفت سأل ميان بحدة :
كنتي بتعملي ايه معاه
تهربت من النظر لعيناه قائلة بكذب :
جالي ع الجامعة و عزمني نتغدى سوا بس و احنا راجعين العربية اتعطلت عشان كده اتأخرنا
جز على اسنانه قائلاََ بغضب و صرامة :
مرة تانية ماتخرجيش معها في اي مكان من غير ما تعرفيني كتب كتابك انتي و هو مش معناه انك تخرجي معاه في اي وقت من غير اذني ، طول ما انتي في بيت ابوكي تاخدي الأذن مني انا
اومأت له بنعم و اعتذرت منه قائلة :
عند حضرتك حق ، انا اسفة هتطلع ارتاح تصبح على خير
ثم صعدت لغرفتها و ما ان دخلت ارتمت بجسدها على الفراش تبكي بقوة و جسدها ينتفض من شدة البكاء حتى تعالت شهقاتها رويداََ رويداََ
لم تشعر بباب الغرفة الذي فُتح و دخل منه جدها قائلاََ بقلق و هو يربت على خصلات شعرها برفق : مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه مين اللي زعلك
ثم تابع بحدة :
اوعي يكون اللي اسمه سفيان ده
اعتدلت جالسة و الدموع تنهمر على وجنتها بغزارة فتنهد هو متابعاََ بحزن و عتاب :
ابوكي حكالي و زعلت منك اوي يا بنتي ، اياََ كان السبب مففيش حد بيتجوز بالطريقة دي خسرتي كتير قوي و انتي الوحيدة اللي هتطلعي خسرانة و تشيلي الليلة
ثم تابع بضيق :
انتي مش هتكوني عند فريدة أغلى من حفيدها لو اتحطيتي في مقارنة معاه هتختاره هو و هتيجي عليكي علشانه ، فريدة مش حقانية و اللي يثبتلك ده خي عارفة سوء طبع حفيدها و مع ذلك قبلت تضحي بيكي ، فريدة بتستخدمك كأداة عشان تصلح اللي هي و ابنها و مرات ابنها فشلوا فيه و اللي هو التربية
تنهد متابعاََ بضيق :
كتير اوي بيبقوا فاكرين انهم لما يجوزوا ابنهم اللي فشلوا في تربيته و فقدوا الأمل فيه انه يتغير من بنت محترمة كده بقى هو هيتعل و انها هتعمل اللي هما فشلوا فيه ، ده على اساس ان بنات الناس مصحة
زفر بضيق قائلاََ بحدة :
فريدة عملت معاكي كده بالظبط ، اللي زي سفيان ده ناكر للعشرة يا بنتي ابوكي بيحكيلي اللي بيعمله كله اللي زيه ما يتعاشرش و لا يتوثق فيه مش ده اللي الواحدة تأمن على نفسها معاه ، باختصار كل الزي بيعمله ده مش من تصرفات الرجولة ابداََ والله يا بنتي حبك كتير على واحد زيه
انفجرت باكيه و ارتمت بين احضان جدها قائلة بقهر كبير و ندم :
عارفه اني غلطانة و يارتني سمعت من بابا ، انا في مصيبة يا جدو
ابعدها عن احضانه قائلاََ بقلق :
مصيبة ايه يا بنتي ، ايه اللي حصل قلقتيني !!
صمتت لدقائق طويلة قبل ان تقص علي بتردد ما حدث خاتمة حديثها بقهر :
يا ريتني سبتها تموت يا جدو ، انا ضحيت و قبلت بيه عشان هي في الأخر تعمل فيا كده
ثم تابعت بخوف :
هتصرف ازاي دلوقتي بابا لو عرف مش هيسامحني هيلومني عشان وافقت من الأول
قبض سالم بيده على عصاه الخشبية التي يستند عليها قائلاََ بغضب و صرامة :
سيبيلي فريدة انا هعرف اتصرف معاها ، دلوقتى احكيلي كل حاجة حصلت من الأول كل حاجة يا ميان من غير ما تخبي و لا حرف
مسحت دموعها و بدأت تقص عليه كل شيء تعرفه بداية من رؤيتها لنرمين برفقة ذلك الرجل حتى ما حدث منذ قليل
ما ان انتهت سألها بصدمة و عدم استيعاب :
كاميليا ، قتلت مروان….حفيدي !!!!
اومأت له بدموع قائلة :
عملت حاجات كثير اوي يا جدو دي مستحيل تكون بني ادمه ليه بتعمل كده معقول الطمع يوصل الإنسان للحال ده ، طب ليه قتلت اخويا ليه بتدمرنا محدش فينا اذاها !!
سالم بتهكم و غضب :
هستغرب ليه طبع سفيان و ما شاء الله واخد من الست الوالدة و جدته اتربى وسط تعابين هيطلع ايه ، يا خسارة مطلعش لابوه الله يرحمه
ميان بدموع و حزن :
عمار هو الوحيد اللي طالع لعمي شريف الله يرحمه ، كاميليا ما رحمتش حتى ولادها اذاها طالهم عمار صعبان عليا اوي
ثم تابعت بدموع :
انا خايفة اوي يا جدو ، قلبي بيقولي ان اللي بيحصل ده و لا حاجة من اللي داخلة عليه !!
قبض بيده على عصاه قائلاََ بصرامة :
هنسرع في الجوازة على قد ما نقدر حتى لو هيكون بعد امتحاناتك بيوم ما بقاش ينفع تطلقي و انتي كده ، اما فريدة خليها تحلم و تخطط و هتتصدم في الأخر ، كل واحد فيهم هيدفع التمن ، بداية من فريدة لحد اللي اسمه زاهر ده !!
………
ما ان اوصلها عاد للفيلا و ما ان دخل لغرفته اعتدلت نرمين قائلة بلهفة :
عملت ايه يا سفيان ، خدتلي حقي منها !!!
اومأ لها بصمت و شرود و هو يتحاشى النظر لعيناها غادر الغرفة و توجه للأسفل حيث بهو الفيلا صدره يعلو و يهبط من شدة الغضب و الانفعال
نظر لصورة كبيرة معلقة على الحائط تضمه هو و شقيقه و فريدة التقط احد التحف من جانبه و القاها عليها فوقعت متهشمة على الأخير
جلس ارضاََ يضع رأسه بين يديه و عقله لا يستوعب ما فعلته جدته و كيف اوصلت الأمور بينهما ، صورتها و هي ترتجف و تبكي لا تفارق باله مشفق حزين عليها ، و لربما يشعر هكذا لأنه تأكد من انه الرجل الأول بحياتها !!!
………
بعد انعزال يومان بمنزلها قررت اخيراََ ان تخرج من ما هي فيه الوقت ليس بيدها ما وراءها الكثير عمار يجب عليها الاطمئنان عليه و علاجه تواصلت اليومان الماضيان مع كارم تتابع حالته من بعيد
عليها رؤية لينا و الاطمئنان عليها اختفت منذ تلك الليلة التي اخبرها عمار انه لا يريدها
عليها الالتقاء بهمس لمعرفة معلومات عن نرمين كانت قد كلفتها بالبحث عنها
عليها العودة و مراقبة كاميليا و نرمين و ذلك المدعو زاهر يجب ان تعرف من هو !!!!
……..
تجهزت و نزلت الأسفل ما ان خرجت من البناية تفاجأت بلينا تدخلها سألتها بابتسامة حزينة :
انتي كويسة
نفت لينا برأسها عدة مرات ثم القت بنفسها بأحضانها قائلة بندم و ألم :
مكنش ينفع اثق فيه ما يستاهلش ، هو اللي قرب الأول و قال بيحبني ليه مقالش انه اعجاب ليه مصارحنيش من الأول
ابتعدت لينا تمسح دموعها فرددت ميان بحزن :
انا متأكده ان عمار بيحبك ، جايز يكون في حاجة اجبرته يبعد عنك ، اتمسكي بيا لينا صدقيني هو يستاهل حبك و انا واثقة مية في المية انه بيحبك خدي بنصيحتي محدش يعرف عمار اكتر مني
سخرت لينا قائلة بحدة و دون وعي مفرغة كل غضبها بميان :
كنتي انصحي نفسك الأول و بعدين بشكي مين لمين ، ليكي و انتي بنت خالته و هتكوني في صفه لازم هتدافعي عنه و تبرري ليه عشان خاطر حبيب القلب
ميان بحدة :
انا مش كده و انتي عارفه كويس ، لو مكنش بيحبك بجد عمري ما كنت هقولك الكلام ده ، عمار بيحبك اسأليه سبب اللي عمله……
لينا بغضب من دافعها عنه :
انا مش زيك يا ميان هفضل اجري ورا واحد مش عايزني و رفضي صريح كده ، عايزاني افضل اقنع نفسي انه بيحبني و اجري وراه ، انا كرامتي قبل اي حاجة و لو حبي لعمار هيقل منها يبقى يغور الحب ده مش عاوزاه
كلمات لينا شقت قلب الأخرى لنصفين لمعت عيناها بدموع ابت النزول قائلة بصوت مختنق :
عندك حق انتي مش زيي يا لينا
ندمت لينا على ما تفوهت به من حماقة قبل ان تعتذر منها التفتت ميان لتغادر لتقع عيناها على همس الواقفة خلفها و التي وصلت منذ لحظات لترى الاثنتان و استمعت لما قالته لينا اخيراََ
غادرت ميان و تركتهما و ما ان اعطتهم ظهرها انسابت دموعها على وجنتيها من الحزن و القهر
اقتربت همس من لينا قائلة بغضب و عتاب :
جرالك ايه يا لينا ازاي تكلميها كده ، جرحتيها اوي ، اسلوبك كان وحش جداََ و قولتي كلام ما يصحش يتقال
لينا بغضب :
انتي متعرفيش حاجة هي بتدافع عنه واقفة معاه هو مش شايفة وجعي هو خان ثقتي و مع ذلك بتقولي مجبور ، قوليلي ايه اللي يجبر واحد يعمل كده ، ليه مصارحنيش من الأول و قالي انه مجرد اعجاب كنت ساعتها هتعامل ع الأساس ده
همس بتوتر :
ما يمكن عندها حق يا لينا ، بس انتي اكتر واحدة تقدري تحددي هو فعلاََ كان بيحبك بصدق او بيخدعك ، كل واحد يقدر يعرف اللي قدامه بيحبه او بيكرهه ، القلب بيحس بكل ده
صمتت لينا للحظات تسترجع بعقلها مواقفها معه كلماته و نظراته الهائمة لها كلما رأها لكن قبل ان يلين قلبها عصفت كلماته برأسها خاصة حين أخبرها انه لن يحارب لأجلها و يخسر شقيقه
فصرخت على همس بغضب و دموع :
حطاله عذر و هي كمان حطاله عذر فكرتوا فيه هو طب و انا ايه ، هو اناني و ما يستاهلش قرب لما شاف انه معجب بيا و قالك هيقلب بحب بعدين قالي بيحبني و هو مش كده لما شاف ان مقلبش بحب بِعد طب و انا فين من ده كله مفكرش فيا ليه مصارحنيش من الأول ، حتى انه قالي اخويا مش موافق و مش هخسر اخويا عشانك
صمتت قليلاََ قم قالت بخذلان :
حتى لو حبه لاخوه اجبره انه يبعد عني اثق فيه ازاي انا محاربش عشاني و من اول موقف ازاي آمن على نفسي معاه ، يارتني ما شوفته و لا عرفته
احتضنت همس قائلة بدموع و ألم :
انا تعبانة اوي يا همس و موجوعة ، حتى ميان قولتلها كلام يوجعها و هي مش ناقصة انا مش عارفه بقول اينبس مش طايقة نفسي و لا طايقة حد مش عارفه اقول لماما ايه لما يجي ميعاد زيارتهم عشان يطلبوا ايدي ، اقولها رفض بنتك و رجعفي كلامه و قال مش عايزها ، مش قادرة اقولها كده بعد ما شوفت فرحتها لما عرفت
ترددت همس لكنها حسمت أمرها و ابعدتها عنها قائلة بحزن :
لينا ، عمار مظلوم……مش زي ما انتي فاكرة
قطبت لينا جبينها بعدم فهم فتنهدت همس بعمق ثم بدأت تقص عليها كل شيء اخبرتها به ميان و الأخرى تستمع لها بصدمة و الدموع تنساب من عيناها و قد تضاعف شعورها الخذلان منه !!!
……..
توقفت ميان بسيارتها بمنتصف الطريق تبكي بقوة كلمات لينا المتها و حطمت قلبها لكن لحظة و شهقت بقوة عندما فتح باب سيارتها و سحبها أحدهم بقوة لكن قبل ان تصرخ و تصدر رد فعل كان يقوم برش مخدر على وجهه فسقطت بين ذراعيه فاقدة للوعي !!!!
……..
دخل كارم لمكتب عاصم ليأخذ توقيعه على بعض الأوراق و ما ان انتهيقال عاصم بابتسامة :
لو في اي ورق تاني محتاج توقيع هاته ، لأن بكره اجازة يا كارم
قطب كارم جبينه قائلاََ :
مش من عوايد سيادتك ، يعني حضرتك مش بتحب الاجازات
عاصم بهدوء :
عقبالك يا سيدي همس قراية فتحتها بكره !!!!!
تصنم بمكانه و وقعت الكلمات على اذنيه كالصاعقة ، نظر عاصم له مشفقاََ عندما رأى الصدمة ترتسم على ملامح وجهه الشاحب
فردد بحزن :
كارم ، انا مش هقولك انك زي ابني لا انت ابني يعني فعلاً والله لو بنتي بس كانت وافقت مت كنت اترددت ثانية واحدة اني أوافق ، بس زي ما انت عارف كل شيء قسمة و نصيب و ربنا يرزقك الأحسن
ابتلع غصة مريرة بحلقه قائلاََ بصعوبة :
شرف ليا ان حضرتك بتعتبرني زي ابنك ، همس زي اختي و ربنا يتمم لها على خير
اومأ له عاصم بحزن فاستأذن منه كارم قائلاََ بصعوبة :
الف مبروك و ان شاء الله لما اشوفها ابارك لها بنفسي ، عن اذن حضرتك
غادر كارم المكتب بل المكان بأكمله يشعر بألم بشع يعتصر قلبه عن قريب ستصبح ملكاََ لغيره اختارته بارادتها و هذا يعني انها…..تحبه !!!!
……..
كانت فريدة تجلس بمنزلها تحاول التواصل مع عمار لكنه كالعادة لا يجيب على هاتفه حتى انها اتصلت بقصي لكنه لا يعرف عنه شيء منذ يومان هاتفه مغلق !!!
تملك الخوف من قلبها و ارتدت ثيابها لتذهب لسفيان حتى يبحث عنه فهو لا يجيب على اتصالاتها لكن ما ان فتحت الباب تفاجأت امامها بأخر شخص توقعت رؤيته ابتلعت ريقها قائلة :
سالــم !!!
……….
بتلك الغرفة التي تم تفريغها من كل شيء حاد اصبحت تلائم غرف المستشفى
كان عمار يجلس ارضاََ يضم قدمه لصدره ينظر للفراغ بشرود حزين يفكر بها وحدها من تشغل عقله و باله ترى كيف حالها ، بماذا تشعر الآن !!
انتبه لصوت فتح باب غرفته و يليه دخول ذلك الشاب الذي رأه عدة مرات حديثهما يقتصر فقط على كيف يشعر الآن !!
جلس بجانبه ارضاََ قائلاََ بهدوء :
بتحبها
اومأ له عمار دون حديث فقال كارم بهدوء :
تعرف انك بتفكرني بواحد قريب على قلبي اوي ، صاحب عمري غدروا بيه برود و دخلوه في الطريق ده غدر بس مكنش قوي كفاية و عنده ارادة عشان يتعالج كان بيضعف و يطلع يجري علطول للسم ده من تاني ، لحد ما في مرة اخد جرعة كبيرة و اتوفى
بس هو كان وحيد زي ما تقول كده عايش في الدنيا بطوله
ثم نظر لعمار متابعاََ بتشجيع :
بس انت عندك اللي تحارب عشانه ، عيلتك و حبيبتك و حياتك اللي لسه مبدأتش ، اللي حصل ده درس ليك عشان تتعلم ما تثقش في اي حد
اومأ له عمار قائلاََ بحزن :
انا قلقان عليها ، جرحتها اوي عمرها ما هتسامحني
كارم بابتسامة :
طالما بتحبك هتسامحك ، في النهاية انت عملت كده عشان مصلحتها ، بصراحة مش عارف اقولك لو مكانك كنت هعمل ايه عشان مش في الموقف يمكن اعمل ازيك او العكس
عمار بابتسامة :
بتحب !!!
تنهد كارم بحزن قائلاََ :
بحب ، بس ملناش نصيب مع بعض
– ليه
ردد كارم بحزن و ألم يعتصر قلبه :
بتحب غيري
صمت عمار مشفقاََ عليه و قبل أن يقول شيئاََ دخلت همس للغرفة و ظهرت من خلفها لينا انتفض عمار واقفاََ مردداََ بصدمة و حزن :
لينا !!!!!
غادر كارم الغرفة مشيراََ برأسه لهمس لتتبعه لخارج الغرفة و تركوا الأثنان معاََ
………
ما ان ابصرته امامها بقت تنظر له بأعين تلمع بالدموع و هي تضغط على شفيتها بقوة و جسدها يرتجف بعد صمت دام للحظات سألها بصوت حزين متألم :
جيتي هنا ليه
نطقت بصعوبة و بصوت مختنق :
عايز تعرف ان جيت ليه
اومأ له بصمت سرعان ما تحول لصدمة عندما هوت بيدها على صدغه تصفعه تنهد بعمق مبتلعاََ غصة مريرة بحلقه و لم يعلق على فعلتها
فسألته بدموع فشلت في كتمانها اكثر من ذلك :
مش عايز تعرف ضربتك ليه
كل ما خرج من شفيته ثلاث كلمات :
اكيد عندك سبب
صرخت عليه بغضب و حزن :
اسباب مش سبب ، عملت فيا كده ليه
دفعتها بصدره عدة مرات و هي تملي عليه اسألتها بلا توقف و الدموع تغرق وجهها :
ليه اخترت الحل الأصعب ، وليه رفضت تشاركني وجعك و تحكيلي ، ليه اتعاملت معايا كأنِ غريبة و انا اللي المفروض اكون اقربلك ، ليه لما قررت تبعد اختارت اكتر حاجة بتوجعني و عملتها
توقفت بجسد مرتجف عن الحركة تنظر لداخل عيناه بينما هو ساكن تماماََ يتقبل ضرباتها بصمت و قلبه يتألم و يدمي لأجلها
فسألته بضعف و عتاب :
ليه يا عمار
نزلت دموعه بصمت مردفاََ بعذاب و قلب متألم :
غصب عني ، مش بأيدي
ضحكت بسخرية و هي تمسح دموعها بيدها بعشوائية :
مش بأيدك ، لأ كان بأيدك يا عمار ، كان بأيدك تيجي تحكيلي ، كان بأيدك تحدد انا ايه بالنسبة ليك كان بأيدك تبعد بطريقة تانية من غير ما تعمل اكتر حاجة بتوجعني…..كان بأيدك تعمل حاجات كتير بس انت اختارت الأسهل
جذبها من كتفها لتصبح امامه مباشرة صارخاََ عليها بغضب و صوت معذب :
مين قالك انه كان الأسهل ، ده كان اصعب قرار فيهم اه كان فيه كذا زفت حل بس انا اختارت عذابي في بعدك ، اختارت انك تكونِ مع واحد انضف مني يستاهلك مش زيي ، انا كل اختياراتي كانت بس عشانك و لمصلحتك يا لينا
صرخت عليه هي الأخرى بغضب و دموع دافعة يده بعيداََ عنها :
ومين طلب منك تختارلي ، مين قالك انِ هبقى مبسوطة مع غيرك مين قالك ان مصلحتي مش معاك ، مين قالك انِ مش شيفاك انضف راجل في الدنيا و ان ممكن غيرك يملا عيني
ثم تابعت بحزن و ألم :
كان ممكن تنهي كل ده و ما توجعناش احنا الاتنين كان ممكن بس تسألني انتِ عايزة ايه هتختاريني و لا لأ و كنت سيبني انا اقرر و اختار
اخفض وجهه بحزن و دموعه تنهمر على وجنتيه بصمت و ما ان انهت حديثها رفع رأسه قائلاََ بوجع :
اختارتي ايه
صمتت للحظات قبل ان تتراجع للخلف قائلة بدموع :
بعد اللي عملته ده مستحيل اختارك يا عمار 💔
………
بعد ساعات قليلة
كانت غافية على ذلك الفراش لا حول لها و لا قوة بينما تلك اليد تتلمس جسدها و تتحسس ملامح وجهها بهوس و اعين لامعة بحب كبير اقترب بوجهه منها ممرراََ انفه على خصلات شعرها يشتمها مردداََ بسعادة :
انتي في امان معايا مش هسمح لهم يأذوكي ، انتي أغلى حاجة في حياتي مستحيل اخليكي تضيعي من ايدي ، مش هخسرك زيهم !!!!!
…….
ما ان علمت نرمين من فريدة التي اخبرتها عمداََ ما حدث بينه و بين ميان اقتحمت مكتبه قائلة بغضب :
انت قربت منها ، لمستها يا سفيان !!
سألها بهدوء :
بتتكلمي عن مين !!!
ركلت المقعد بقدمها قائلة بغضب :
هو في غيرها ، ميان تممت جوازك منها حلفت بوعدك ليا
رد عليها بضيق :
حصل غصب عني و عنها مكنتش قاصد اخلف بوعدي و لا كنت حابب ده يحصل
جزت على اسنانها قائلة بغضب و غل :
اكيد كله من تخطيطها عشان تجبرك تكمل الجوازة طبعا انت ما صدقت باشارة منها قربت و نسيتك كل حاجة انا و وعدك ليا و كرهك ليها و اللي عملته معاك وخيانتها و اهانتها ليا وسط الخدامين
كل ما نطق به هو فقط بضع كلمات :
الجوازة هتم للآخر يا نرمين
سألته بصدمة و غضب :
يعني ايه !!!
رد علها بهدوء :
يعني زي ما سمعتي هتم للآخر و متسأليش أسئلة تانية عشان معنديش اجابة ليها انا مش عايز اتكلم دلوقتي
لكنها لم تصمت صرخت عليه بغضب :
مش هسكت ، انت اصلا الموضوع جاي على هواك جريت وراها زي الكلب من تاني و…….
صرخت بقوة عندما جذيها من خصلات شعرها بغضب قائلاََ :
لسانك ميطولش عليا و خدي بالك يا نرمين
دفعته بعيداََ عنها قائلة بغل و دون وعي :
روح اتشطر عليها الأول و خدلي حقي منها و بعدين ابقى تعالى حاسبني ، ولا انت جاي تعمل عليا راجل دلوقتي
لأول مرة يفعلها ربما لأنها لم تفعل هكذا من قبل صفعها بقوة قائلاََ بغضب :
راجل غضب عنك و عنها الراجل اللي مش عاجبك ده اتجوزك زمان و لولا رجولتي اللي مش عجباكي كان زمانك مرمية في الشارع بعد ما جيتي مصر معكيش غير شنطة هدومك و الراجل اللي مش عاجبك ده دافع عنك قصاد الكل رغم ان تصرفات كتير اوي بتعمليها مش بتعجبني
بكت بقوة قائلة بغضب :
بتضربني يا سفيان بعد كل اللي عملته عشانك زمان و بتعايرني
زفر بضيق و دفعها من أمامه و غادر الفيلا بأكملها غاضباََ بباله الف شيء عمار و اختفاءه ما حدث بينهما الف شيء و شيء المشاكل لا تنتهي !!
غادرت خلفه هي الأخرى غاضبة حاقدة على ميان لو استطاعت ان تقتلها لما تأخرت ابداََ
………
– جاي ليه يا سالم !!!
قالتها فريدة بخوف و هي ترى نظراته الغاضبة المصوبة نحوها و لو كانت النظرات تقتل لكانت الأرض سقطت صريعة لنظراته
دفعها بعصاه المصنوعة من الخشب ثم دخل للداخل مردداََ بتهكم و احتقار :
الأكيد اني مش جاي في خير يا فريدة ، العيلة دي اصلاََ ما يجيش من وراها خير و خسارة اصلاََ يتعمل فيها خير
ثم تابع بغضب و اهانه :
لكن يجي من وراها قلة اصل و ندالة
صرخت عليه بغضب كبير :
احترم نفسك يا سالم و اعرف انت بتكلم مين انا فريدة هانم حرم مدحت العزايزي اللي محدش يتجرأ و يكلمها كدا ابداََ
سخر منها قائلاََ بحدة :
موت جوزك و ابنك رحمة ليهم من العيشة مع واحدة أنانية زيك و خصوصاََ ابنك صدمته اتنين في امه و في ابنه اللي مشافش تربية و لا عدت عليه حتى بس هقول ايه اذا كانت اساس العيلة و كبيرتها مشافتش التربية هتربي ازاي
رفعت يدها عالياََ لتصفعه لكنها بقت معلقة بالهواء حيث مصيرها بين قبضة يده :
اخرس
دفعها للخلف قائلاََ بغضب كبير و توعد :
محصلتش و لا هتحصل يا فريدة ان حد يرفع ايده على سالم القاضي ، لكن اللي هيحصل بجد ان القلم ده انتي اللي هتاخديه
ثم بلحظة هوى بكف يده على صدغها بصفعة قاسية جعلتها ترتد للخلف من قوتها
شلتها الصدمة بمكانها سرعان ما استعادت وعيها و اقتربت منه قائلة بغضب :
انت اتجننت ده انا هوديك في داهية بترفع ايدك عليا يا سالم !!!
جز على اسنانه قائلاََ بغل :
اقتلك مش بس ارفع أيدي عليكي ، اللي عملتيه في حفيدتي ميكفيش موتك
صرخت عليه بغضب :
حفيدتك تبقى مرات ابني ، اللي حصل بينهم كان بجواز مش…….
سخر منها مردداََ :
مش بقولك الأساس فاسد و ما اترباش هيربي ازاي
– بلاش غلط يا سالم
أشار لها بعصاه مت أعلى لأسفل قائلاََ باحتقار :
انت و عيلتك الغلط نفسه ، وجودكم في حياة ميان غلط كبير
ثم تابع مشمئزاََ منها :
انتي ازاي مش مستوعبة اللي عملتيه ، أنقذت حياتك من الموت و ردك للمعروف اللي عملته الحقارة و الندالة دي ياريتها سابتك تموتي تولعي يا شيخة كنا ارتحنا منك و من قرفك ، تكسريها ، تحرمي ابوها من انه يفرح بيها و يسلمها لراجل بجد مش حفيدك قليل الاصل اللي مترباش
صرخت عليه بغضب :
متغلطش في حفيدي
ثم تابعت بسخرية :
هو في حد بيتجوز غصب ، ميان من الأول كانت موافقة و عايزة هي بس خدت تعبي حجة عشان توافق و…….
صرخ عليها بغضب و اشمئزاز :
بس اسكتي ، اخرسي خالص الكلام معاكي مضيعة للوقت مفيش فايدة فيكي
اخد نفساََ عميقاََ قائلاََ بغضب و توعد :
مكنش ينفع اسكت من غير ما اضربك القلم ده ، ابرد ناري على حفيدتي بس الموضوع مخلصش على كده يا فريدة ، قسماََ بالله اللي جاي كله سواد على دماغك انتي و هما واعرفي انك بقيتي عدوة يوم ما اذيتي حفيدتي و كسرتيها
دخل بتلك اللحظة سفيان من الباب ليتفاجأ به فردد بصدمة :
انت ، بتعمل ايه هنا !!
رمقه سالم بسخرية و غموض قبل ان يغادر :
بكره هتعرف يا ابن كاميليا و بكره مش بعيد !!!
نفس الجملة تقال له الآن اولاََ منها و ثانياََ من جدها !!
………
ما ان خرجت مع لخارج الغرفة تحاشى النظر لها
غادر المحلق الخاص بالفيلا كذلك فعلت هي لحقت به حتى يتركا الاثنان خصوصية بالحديث
لم يحاول فتح أحاديث معها كعادته فسألته :
طنط كويسة هي نايمة و لا ايه !!
اجابها باقتضاب :
مسافرة عند اختها كام يوم
سألته بتردد عندما حصلت على اجابات مقتضبة كلما حاولت فتح حديث معه :
انت زعلان مني في حاجة يا كارم !!
ابتسم بزاوية شفتيه بسخرية قائلاََ :
لأ و انتي لا سمح الله بتعملي حاجة تزعل
ضمت شفتيها مغتاظة من طريقته بالحديث سرعان ما فهمت ما به عندما قال بسخرية مريرة :
صحيح مبروك يا عروسة مش كنتي تقوليلنا كنا هنفرحلك بردو
رددت بتلعثم قائلة بحرج :
كارم ااا….ااانا….
تجاهلها و دخل لمكتبه مغلقاََ الباب خلفه بغضب كدعوة منه لترحل لكن دقيقة و دخلت خلفه لتتفاجأ به تخلص من القميص الخاص به و هبط بجسده ارضاََ يمارس رياضية الضغط
اشاحت بوجهها بعيداََ قائلة بحرج :
انت لحقت ، اسفه مكنتش اعرف
اعتدل واقفاََ و التقط قميصه يرتديه قائلاََ بحدة :
مامشتيش ليه
رددت بحرج و حزن لأجله :
متزعلش مني مكنش قصدي اخبي بس هو الموضوع حصل بسرعة ، احنا اخوات و اكيد كنت هتفرحلي
أكدت على كلمة اخوة حتى توصل له مغزاها انها لا تريد خسارته كشقيق و صديق بسبب زواجها صدقاََ انتابها شعور الخوف من خسارته
شهقت بقوة عندما دفعها للخلف حتى اصتدم ظهرها بالحائط قائلاََ بغضب و غيرة :
انا مش اخوكي
ثم مسك يدها واضعاََ اياها على موضع قلبه بقوة :
حسي بده بقى و ارحميه
رددت بدموع و حزن لأجله :
كـارم
باللحظة التالية كان يدفن اصابعه بخصلات شعرها الطويل و ينقض على شفتيها بقبلة شغوفة أودع فيها عشقه الكبير لها و ألمه منها
حاولت دفعه قائلة بدموع :
كارم فوق بقى !!!!
تكرر الصوت عدة مرات حرك رأسه مصدوماََ ما حدث كله كان مجرد خيال ، اعترافه و تلك القبلة خيال !!!
افيق من شروده على يدها التي حركتها امام وجهه قائلة بضيق :
كارم فوق انت سرحت في ايه !!
نفى برأسه قائلاََ بتيه :
مفيش ، كنتي بتقولي ايه
ضمت يدها للخلف قائلة بحزن :
كنت بقولك متزعلش مني ، عشان مقولتلكش بس الموضوع حصل بسرعة
تنهد قائلاََ بابتسامة لم تصل لعيناه :
مبروك يا همس ، هتكوني أجمل عروسة
شكرته بابتسامة صغيرة و هي تشعر بحزن كبير عليه ليتها حقاََ تبادله نفس المشاعر
بينما هو حمد ربه ان ما حدث كان خيال فإن كان حقيقة لكانت تلك اللحظة نهاية علاقته بها
سيخسرها كصديقة كما خسرها كحبيبة !!!
…….
بينما على الناحية الأخرى انهت لينا حديثها و كادت ان تغادر لكنه وقف امامها قائلاََ بدموع :
ما بقتيش عايزاني يا لينا
تنهدت قائلة بدموع و حزن :
طالما اختارتلي من الأول كمل في اختيارك بقى يا عمار انت شوفت المناسب ليا و عملته من غير ما ترجعلي كمل فيه بقى
قالتها ثم دفعته من امامها و غادرت لتجد همس بانتظارها في الخارج ركضت إليها ملقية بنفسها في احضانها تبكي بقوة
سألتها همس بقلق :
حصل ايه يا لينا مالك
لم تجيب الأخرى بل ابتعدت و صعدت للسيارة تبكي بقوة صعدت همس هي الأخرى و طوال الطريق تسألها و الأخرى لا تجيب و لا تتوقف عن البكاء
بعد وقت توقفت بسيارتها أسفل مرحبا بنايتها قائلة بحزن :
مالك يا لينا ليه بتعيطي المفروض تفرحي أنه عمل كده عشانك بيحبك مش زي ما انتي فاكرة
لينا بحزن و دموع :
انتي شايفة الموضوع من الزاوية دي بس لكن هو مش بيحبني ، الحب مشاركة يا همس ، هو اختار ميان يحكيلها و انا لا ، اختارتلي بدل ما يخريني و الحجة عشان مصلحتي ، بعد كده بقى لو حصل اي موقف مشابه يوجعني و يمشي و بعدين يقولي عشان مصلحتك ، الحياة مش كده
همس بحزن :
هو عندك حق غلط في ديه ، حسبها غلط فهميه خليكي جنبه يا لينا هو محتاجلك دلوقتي عمار هيقوى بيكي و يعدي مت المحنة دي ، غلطه مش كبير و يستاهل فرصة تانية فس النهاية هو فكر فيكي قبل نفسه
لينا بدموع و حزن :
عارفة ، بس لما شوفته مصدقتش نفسي مش ده عمار اللي اعرفه تعبان خالص ، زعلانه عليه و منه يا همس
همس بجدية :
سيبي زعلك على جنب دلوقتى و اجليه لبعدين عمار دلوقتى محتاجلك ، صدقيني والله يستاهل حبك فهميه هو غلط في ايه عاتبيه ، هو غلط لما قرر بدالك من نفسه بس والله الواد كبر في نظري لما عمل كده عشانك و ضحى ، سبحان الله فرق شاسع بينه و بين اخوه
صمتت لينا و لكن دموعها لازالت تنساب على وجنتيها فسألتها همس بمرح :
ها الف و ارجع ليه
نفت لينا برأسها فزفرت الأخرى بضيق قائلة :
ليه يا بومة مش كفاية نكد بقى ده انا قراية فتحتي بكره جيت اقولكم نكدتوا عليا
صدمت لينا من حديثها فبدأت همس تسرد عليها باختصار ما حدث فسألتها لينا :
مبسوطة يا همس
نظرت لها همس للحظات ثم قالت بحيرة :
عايزة الصراحة ، لأ
قطبت لينا جبينها و هي تستمع لها باهتمام :
مش مبسوطة و مش فرحانة حاسة اني تايهة مش عارفه الخطوة دي صح و لا غلط ، انا مش ضامنة هو هيقدر يحبني و لا لأ ، انا فيه جوايا مشاعر ناحيته بس هو قالي كمان انه معجب بيا
لينا بهدوء :
ده لوحده مش كفاية يا همس ، لو كملتي كده هتتعبي معاه ، حطي في بالك ان فيه واحدة تانية هتشاركك فيه صحيح هي مش عايشة بس هو بيحبها و جايز اوي حبه ليها يفوز و تبقى مجرد زوجة لأن جايز مشاعر الإعجاب دي ما تتحولش لحب و جايز تختفي اصلاََ
صمتت همس تفكر في حديثها ثم رددت بعد صمت :
فترة الخطوبة اللي هتتحدد يا لينا !!!!
……….
بعد ساعات قليلة
كانت غافية على ذلك الفراش لا حول لها و لا قوة بينما تلك اليد تتلمس جسدها و تتحسس ملامح وجهها بهوس و اعين لامعة بحب كبير اقترب بوجهه منها ممرراََ انفه على خصلات شعرها يشتمها مردداََ بسعادة :
انتي في امان معايا مش هسمح لهم يأذوكي ، انتي أغلى حاجة في حياتي مستحيل اخليكي تضيعي من ايدي ، مش هخسرك زيهم !!!!!
فتحت عيناها ببطيء و هي تشعر بألم حاد يضرب رأسها ما ان تذكرت ما حدث انتفضت بمكانها جالسة لتتفاجأ به أمامها قائلاََ بقلق و هو يربت على كتفها بحنان و لين :
اهدي يا حبيبتي متخافيش ده انا ، انتي معايا في أمان كل اللي غلط فيكي هيتحاسب !!!
دفعت يده بعيداََ عنها قائلة بصدمة :
انت عايز ايه و انا بعمل ايه هنا
كاد ان يضع يده على وجنتها و هو يقول برفق :
اهدي اي عمري متخفيش انا مش هأذيكي ، انا بس جبتك هنا عشان احميكي منهم
دفعت يده بعيداََ قائلة بغضب :
ابعد عني ، انا عايزة امشي من هنا
نفى برأسه قائلاََ :
مش هيحصل ، اطلبي اي حاجة هتحصل إلا انك تمشي من هنا
غضبت بشدة و توجهت ناحية الباب لتخرج منه لكنها وجدته مغلق صرخت عليه بغضب :
افتح الزفت ده
صمت و لم يجيب اخدت تكسر ما تطوله يدها بالغرفة و تحاول ان تصيبه ، لكنه يتفادى كل ذلك بسهولة قائلاََ بقلق :
حبيبتي اهدي هتأذي نفسك
صرخت عليه بغضب :
بطل تقول زفت حبيبتي اعرف منين انا ، طلعني من هنا احسن اقسم بالله اموتك
اقترب منها قائلاََ بابتسامة ليست بمحلها و اعين هائمة بها و حب :
لو هموت على ايدك والله ما هعارض
كلماته لم تثير في نفسها سوى الاشمئزاز أخذ يقترب منها و هي تبتعد حتى التصقت بالحائط رفع يده ليضعها على خصلات شعرها سرعان ما دفعته بعيداََ قائلة بغضب :
ابعد عني ، إياك تقرب مني او تلمسني انت فاهم
جز على أسنانه بغضب قائلاََ بغل :
لو هو كنت سمحتيله يقرب ، لكن انا لأ ، ليه مكتوب عليا اخسر اللي بحبهم الأول بسبب كاميليا و دلوقتى بسبب ابنها !!!!!
قطبت جبينها بعدم فهم لكن على ما يبدو أنه ضحية أخرى لخالتها !!!
فتح الباب و دخل ذراعه الأيمن و الوحيد المتواجد هنا قائلاََ بهدوء و هو يحفض وجهه اضاََ :
الضيوف وصلوا يا باشا !!
اومأ له ثم سمح له بالانصرف و التفت لها قائلاََ بابتسامة :
شوية و راجعلك تاني يا عمري
رمقته باشمئزاز و ما ان غادر أغلق الباب خلفه بالمفتاح دفعت الباب بقدمها بغضب سرعان ما ابتسمت بتوسع عندما رفعت يدها تتحسس خصلات شعرها انحنت بجسدها تحاول فتح الباب بدبوس الشعر كما علمتها همس مسبقاََ هي لا تتذكر الطريقة بالضبط لكن ستحاول !!
بينما بالأسفل كانت كاميليا تجلس برفقة نرمين التي تجز على اسنانها غاضبة تسب و تشتم بميان مع دخول زاهر عليهم و استمع لها و هي تصرخ بغل و غضب :
بقى الزبالة دي ترفع ايدها عليا و رحمة ابويا و امي لاقتلها و……آآه
صرخت بقوة عندما جذبها من خصلات شعرها قائلاََ بغضب و توعد :
قسماََ بالله لو واحدة فيكم فكرت بس مجرد تفكير تقرب منها او تأذي شعره منها الموت هيكون رحمة ليها من اللي هتشوفه على ايدي
صرخت عليه كاميليا بغضب :
اتكلم على قدك ، شكلك لسه مش عارف مين اللي قدامك و تقدر تعمل ايه
صرخ عليها بقرف و غل :
لا عارف مين اللي قدامي كويس ، محدش يعرفك قدي يا كاميليا !!!
ثم رفع أصبعه بوجه كلتاهما قائلاََ بصرامة :
قولتها و مش هكررها تاني الشعرة اللي هتتأذي منها قصادها رقبتك انتي و هي مع بعض
ثم تابع بضيق :
عمار اختفى و ملوش أثر زي ما تكون الأرض اتشقت و بلعته
نرمين بخوف :
لو وصل للسكرتيرة بتاعته هتقول على كل حاجة
ارتشف زاهر من كأس الخمر بيده قائلاََ بسخرية :
لأ دي تعيشي انتي خلاص
توسعت اعين ميان التي نجحت في فتح الباب و ما صدمها أكثر كاميليا عندما قالت بحدة :
انا محتاجة مساعدة منك و فلوسها هرجع ليك يوم ما الفلوس تبقى في ايدي !!!
سألها ببرود :
هو الأكيد انه مش خير ، ناوية على ايه
رددت بحقد و غل :
قصي ، قصي يموت و يوم فرحه و قدام أمه !!
رجعت ميان بجسدها للخلف من الصدمة فتعثرت بأحد التحف فسقطت أرضاََ مصدرة صوتاََ مزعجاََ ركض الجميع على اثره ليتفاجئوا بها اقترب زاهر منها متفحصاََ يدها التي جرحت من الزجاج و الدماء تسيل منها ارضاََ قائلاََ بقلق كبير :
انتي كويسة تعالي ، الدكتور هيجي حالاََ
ابعدته عنها قائلة بحدة :
ابعد عني
ثم صرخت عليهم بغضب :
انتوا شياطين مستحيل تكونوا بني ادمين
اقترب منها زاهر قائلاََ بتهدئة :
حبيبتي اهدي
التقطت ميان سكين كان على طاولة جانبية بجانب طبق الفاكهة و لوحت به بيدها قائلة بغضب :
خرجوني من هنا اللي هيقرب مني هقتله
جاء ذراعه الأيمن من خلفها ببطىئ حتى لا تشعر به لكنها رأته بالمرآة الطويلة الموجودة بعرض الحائط و لم ينتبه هو لها
التفتت له قائلة بغضب :
خليك بعيد احسنلك
اقترب منها زاهر و لم يبالي قائلاََ بقلق :
محدش يقدر يأذيكي و انا موجود
قبل لن يضع يده على السكين ليأخذه منها طعنته به بقوة بكتفه الأيسر فصرخ متألماََ و كذلك فعلت نرمين و كاميليا من الصدمة
استغلت انشغال الرجل بتفحصه و ركضت للخارج لكنه لمحها فركض خلفها و جذبها للداخل و فشلت في تحرير نفسها لقوته التي تفوق قوتها بمراحل فما كان منها سوى انها جذبت المزهرية بيدها الأخرى و صدمتها بجبينه بقوة فسقط الأخر ارضاََ فاقداََ للوعي الدماء حوله كحال زاهر توسعت عيناها بصدمة و ذعر فركضت للخارج حاولت نرمين اللحاق بها لكن كاميليا اوقفتها قائلة يمكر و دهاء :
سبيها ، دي هي ده حفرت قبرها برجليها
قطبت الأخرى جبينها بعدم فهم فبدأت الأخرى تسرد عليها ما سيحدث و ما ان انتهت رددت نرمين بسعادة :
طول عمري بقول على دماغك دي داهية !!!!!
……..
في صباح اليوم التالي
كانت سيلين تلمس بيدها فستانها ذو اللون الكريمي الذي سترتديه بالغد بكتب كتابها على حبيبها قصي كانت تتفقد كل شيء ان كان جاهزاََ ام لا لتتفاجأ بدخول ابنة عمتها عليها قائلة بابتسامة مزيفة و ود مصطنع :
سيلين حبيبتي ازيك ، انا قولت اجي اساعدك و اشوفك محتاجة حاجة و لا لأ !!!
ردت عليها سيلين بابتسامة صفراء :
شكرا انا خلصت خلاص
جلست أمل على الفراش تتأمل فستانها و كل التجهيزات التي قامت بها بغيرة و حقد قائلة :
كنت بكلم قصيمن شوية و بعتله صورة فستاني يشوفه و قالي أنه حلو اوي و متزعليش يعني هو قالي ان احسن من بتاعك
سألتها سيلين بغيرة و غضب :
تكلمي امتى قصي بتاع ايه
رددت أمل بابتسامة ماكرة :
ايه يا سيلين انتي بتغيري و لا ايه انا كلمته عادي يعني ما احنا زي الأخوات و متربين سوا
عنفتها سيلين بغضب :
لأ مش اخوات خالتي مخلفتش غير ابن واحد بس و معندهاش بنات يعني انتي مش اخته و تتصرفي ع الأساس ده
أمل بضيق :
والله لو مش عايزاني اكلمه ابقي قوليله هو يبطل يكلمني ده اوقات كتير هو اللي بيبعتلي ع الواتس
جاء اشعار لهاتفها ففتحته و هي تراقب سيلين بطرف عيناها بمكر و تعمدت الابتسام و إطلاق التنهيدات حتى تثير حنق و شك الأخرى
القت الهاتف على الفراش و لازالت شاشاته مفتوحة قائلة بتصنع التذكر :
نسيت اقول لخالي حاجة مهمة اوي اما اروح اشوفه
ثم غادرت و جذبت الباب خلفها و لم تغلقه للنهاية و هي تراهن على ان سيلين ستفتش بهاتفها و بالفعل التفتت سيلين حولها ثم جذبتها بتردد تزامناََ مع وصول رسالة عبر تطبيق الواتس اب من رقم مسجل باسم قصي كلمات غزل جريء و صور فاضحة لابنة خالتها
توسعت عيناها بصدمة و نزلت دموعها تغرق وجهها بخذلان دخلت امل بتلك اللحظة قائلة بضيق :
ماسكة تليفوني ليه يا سيلين
التقطته منها قائلة بصدمة و خوف زائف :
انتي شوفتي ايه !!!
سيلين بصدمة و دموع :
ايه اللي بينك و بين قصي و من امتى !!!!
صمتت أمل و زيفت دموعاََ كاذبة قائلة بخوف :
من لما رجع من السفر !!!!
دفعتها سيلين من أمامها و ارتدت ثيابها على عجلة ثم ركضت لخارج المنزل متوجهة له بمكان عمله تشعر الصدمة و عقلها لا يقدر على استيعاب ما تقول لكنها ستسأله اولاََ !!!
بينما أمل ابتسمت بسعادة جاءت اليوم و هي مصممة على تخريب عقد القران ان لم يكن بتلك الطريقة سيكون بأخرى تركتها للنهاية !!!!
……
على الناحية الأخرى
كان قصي يتابع عمله بذهن شارد بما حدث بالأيام الماضية تلك المدعوة بأمل ابنة عمة سيلين لا تتوقف عن مضايقته باتصالاتها و كلما حظرها هاتفته من رقم اخر توصلت بها الوقاحة لترسل له صورتها بملابس شبه عارية و تخبره كم تحبه
تفاجأ بدخول سيلين عليه بملابس غير مهندمة دموعها تنساب على وجنتها بصمت اقترب منها قائلاََ بقلق :
حبيبتي مالك حصل ايه !!!!
اقتربت من مكتبه و التقطت هاتفه قائلة بصوت متحشرج من كثرة البكاء :
افتح باسورد تليفونك
قطب جبينه بعدم فهم لكنه نفذ ما قالت و تابع ما تفعل بتعجب دخلت على تطبيق الرسائل لتتوسع عيناه بصدمة عندما وجدها فتحت محادثة اخيرة كانت قد بعثت منها تلك الحقيرة صورة لها اليوم قبل ان تأتي سيلين بما يقارب الساعة و لم يلحق على حظرها و حذفها كباقي المحادثات فقد انشغل بالعمل
سيلين بسخرية مريرة :
ملحقتش تحذفها زي الباقي !!!
قصي بتبرير :
سيلين اسمعيني مش زي ما انتي فاهمة
صرخت عليه بغضب :
الرسايل الي حذفتها انا شوفتها من على تليفون الوا….طية التانية بتخوني معاها و احنا لسه ع البر اومال لما نتجوز هتعمل ايه ، وطالما هي عحباك اوي كده ما اتجوزتهاش ليه بدالي
صرخ عليها بغضب :
سيلين اسمعي الأول و بلاش كلام هتندمي عليه بعدين ، الحكاية مش زي ما انتي فاهمة هي……
صرخت عليه بغضب :
انت خاين ، ايه اللي مش فهماه كل حاجة واضحة صورها و على تليفونك و محادثة بينكم شوفتها ما انكرتش لما سألتها قالتلي انك بتكلمها من ساعة
ما رجعت من السفر
صرخ عليها بغضب و حدة :
سيلين قدامك حلين ملهمش تالت يا تصدقي و ده هيكون اخر ما بينا يا تثقي فيا و انا هثبتلك برائتي انتي اختاري عايزة ايه فيهم !!!!
……..
باليوم التالي قادته قدمه لمنزلها ليطمئن عليها بعد ما حدث ذلك اليوم لم يراها نزلت للأسفل بعد دقائق من وصوله مرغمة جسدها بأكمله يرتجف بعد ما حدث أمس عادت للمنزل و صعدت لغرفتها تغلق الباب خلفها رافضة الحديث ما اي احد
قبل ان ينطق بأي كلمة تعالى رنين جرس المنزل فتحت الخادمة الباب و خلفها بعض من عناصر الشرطة سألهم رأفت عن سبب قدومهم ليرد الأخر بجدية :
معانا أمر بالقبض على ميان رأفت حسين القاضي
توسعت اعين ميان بقوة و ارتجفت بخوف ثم القت بنفسها بداخل احضان جدها الذي سأله عن السبب فكان الرد صادم للجميع و خاصة سفيان الذي عادت نظرات الشك تلازمه خاصة بعدما استمع للأسم الذي قاله الضابط :
متهمة بقتل زاهر تمَام !!!!!!!
………
في الصباح الباكر توجهت لينا حيث يقيم عمار الآن ستعمل بنصيحة همس ما وصلت رحب بها كارم و قادها لهناك لكن قبل ان تدخل ردد بهدوء :
بيحبك على فكرة ، اياََ كان اللي عمله فهو من خوفه عليكي حطي نفسك مكانه و شوفي هتتصرفي ازاي ، بلاش تخسريه مش سهل تلاقي حد يحب بجد الأيام دي ، هو محتاجلك
اومأت له بصمت ثم منحته ابتسامة صغيرة قبل ان تدلف للداخل فغادر هو و الألم يعصف بقلبه اليوم هو بداية خسارتها لها ، اليوم قراءة الفاتحة و يليها الخطبة ثم الزفاف لتصبح ملكاََ لغيره
دخلت للينا لتتفاجأ بعمار يجلس ارضاََ ينظر للفراغ شارداََ عيناه حمراء منتفخة يبدو انه كان يبكي !!
اقتربت منه ببطيء ثم وضعت يدها على كتفه قائلة بصوت مختنق بالدموع :
عمار
انتفض واقفاََ قائلاََ بحزن و صدمة :
بتعملي ايه هنا !!!
اقتربت منه خطوة قائلة بحزن :
انتي شايف ايه
اعطاها ظهره قائلاََ بدموع و ألم :
شايف انك تمشي ، و تسبيني اكمل في اختياري
اقتربت تربت بيده على كتفه قائلة بحزن :
زعلان ليه مش انت اللي اختارت الأول نبعد
التفت ينظر لها مستنداََ بجبينه على جبينها قائلاََ بحيرة و حزن :
عايزك تبعدي و تقربي بس في نفس الوقت خايف عليكي مني و نفسي تكوني جنبي
عاتبته قائلة بدموع :
مش انت اللي تقرر انا اللي اقرر يا عمار ، مش كل مشكلة هتواجهنا في حياتنا هتبعد و تقول عشان مصلحتك ، انا مش عايزة كده يا عمار الحياة بينا لازم تكون ع الحلوة و المرة لازم نكون مع بعض في الوحش قبل الحلو قبل ما تعمل اي حاجة اسأل نفسك لو انا اللي مكانك كنت هتسيبني و تمشي
ردد سريعاََ بصدق :
مستحيل
ابتسمت قائلة بحب :
انا كمان مستحيل اسيبك بس لو عملت كده تاني مستحيل اسامحك يا عمار
ابتسم ثم رفع يده يزيل دموعها برفق مقبلاََ جبينها ثم جلس ارضاََ و جذبها لاحضانه لوقت طويل غير معلوم كان الاثنان جالسان في صمت قطعه عمار قائلاََ بتساؤل و قلق :
متعرفيش حاجة عن ميان من ساعة ما جبتني هنا هي و همس مشوفتهاش خالص و قلقان عليها
تنهدت بحزن قائلة :
هي كويسة بس مشغولة اوي ، وبصراحة انا زعلتها جامد مني
ثم قصت عليه كل ما حدث و ما ان انتهت عاتبها قائلاََ بحزن :
ليه كده بس يا لينا ده كلام يتقال
اخفضت وجهها خجلة من فعلتها قائلة :
انا عارفة اني غلطت اوي بس غضبي عماني هعتذر منها اول ما اشوفها هس اصلا مش راضية ترد عليا خالص
تنهد عمار قائلاََ بابتسامة ممتنة :
بصراحة هي بمية راجل اول ما عرفت جريت لعندي علطول و اتصرفت كان زماني دلوقتى لسه باخد السم ده
ربتت على كتفه قائلة بتفاؤل :
الحمد لله انك بخير دلوقتي و هتعدي المحنة دي و هترجع احسن من الأول عشان نفسك أول حاجة و عشان عيلتك و عشاني
ابتسم قائلاََ بحب :
هتصدقيني لو قولتلك انك عندي الأهم
ابتسمت بخجل قائلة :
احم ، فطرت و لا لسه
– مش جعان
ابتسمت قائلة و هي تقوم بتفريغ حقيبة يد كبيرة جلبتها معها :
لا تجوع عشان هنفطر سوا دلوقتي
سألها بابتسامة :
انتي جايبة فطار معاكي
اومأت له و اعطته ساندوتش و اخر لها فسألها :
مش عندك محاضرات
رددت بعدم اكتراث :
بذاكر من البيت الأيام دي
ردد بصرامة :
طب هنفطر و تروحي تحضري
نفت برأسها قائلة باعتراض :
لا انا معاك هنا لحدما تطلع من الاوضة دي هقضي معاك الوقت اللي بقضيه في الجامعة و هروح و اجيلك تاني يوم
اعترض هو الأخر :
لا مش هينفع متربطيش نفسك بيا ، دراستك اهم
رددت بابتسامة عاشقة و خجل :
مفيش اهم منك يا عمار ♡
………
توسعت اعين ميان بقوة و ارتجفت بخوف ثم القت بنفسها بداخل احضان جدها الذي سأله عن السبب فكان الرد صادم للجميع و خاصة سفيان الذي عادت نظرات الشك تلازمه خاصة بعدما استمع للأسم الذي قاله الضابط :
متهمة بقتل زاهر تمَام !!!!
صرخت عليا بقوة و حلت الصدمة على الجميع اقترب سفيان منها قائلاََ بشك و حدة :
ايه علاقتك بزاهر تمام !!!
اكتفت بالصمت و هي تغادر برفقة عناصر الشرطة بينما عائلتها خلفها القلق ينهش قلوبهم !!
…….
هاتف رأفت عاصم والد همس على الفور و المحامي الخاص بالعائلة و جلسوا جميعاََ قبل البدء بأي اجراءات قانونية فسألها سالم بقلق :
ايه اللي حصل يا بنتي احكي
نظرت لسفيان قائلة :
خليه يطلع بره الأول !!
صرخ عليها بغضب :
انا لحد دلوقتي هادي و ماسك نفسي عنك اتكلمي و قولي اللي عندك احسنلك انا عايز اعرف علاقتك ايه باللي اسمه زاهر ده
رأفت بغضب :
مش وقته كلامك ده
قبض سفيان بيده على يدها بقسوة قائلاََ :
علاقتك ايه بيه و كنتي بتعملي ايه هناك
سالم بصرامة :
ابعد عنها
سفيان بغضب :
مش هبعد انا بسأل مراتي سؤال محدد كانت بتعمل ايه في بيت راجل عازب و لوحدها في الوقت ده من غير ما حد يعرف
لم تجيب بل كانت ترتجف بخوف فصرخ عليها بغضب شديد :
ما تنطقي
دفعه رأفت بعيداََ عنها قائلاََ بغضب :
اطلع بره دلوقتي مش وقت الكلام ده ، تلميحاتك السخيفة دي هحاسبك عليها بعدين
كاد ان يقترب مرة أخرى لكن تدخل كارم الذي جاء برفقة همس و والدها ليقدم مساعدته :
مش وقته الكلام ده ، اتفضل بره لو سمحت راعي ان احنا في قسم مش في شارع
خرج سفيان غاضباََ فرددت ميان بخوف و فزع :
انا معملتش حاجة كنت بدافع عن نفسي
سألها عاصم بجدية :
ميان اتكلمي و قولي كل اللي حصل ، مفيش وقت لانهيارك خالص خلينا نعرف نتصرف لأن لو اللي اسمه زاهر ده مات كل الأدلة اللي موجودة تثبت انك انتي اللي قتلتي و مش هنقدر ساعتها نساعدك بحاجة
قصت عليهم ما حدث بالتفصيل فردد رأفت :
بس رفعوا البصمات مفيش اي أثر لبصمات كاميليا او حتى نرمين انتي عرفوكي من الدم اللي نزف من ايدك و بصماتك
تدخل عاصم قائلاََ :
مفيش كاميرات فتشوا الفيلا كويس و مفيش اي حاجة و لحظها الفيلا في حتة شبه مقطوعة اللي حواليها عدد قليل و محدش مركب كاميرات
همس بقلق :
مفيش كده قدامنا غير اننا نستنى اللي اسمه زاهر ده لما يفوق لأن بصفته صاحب البيت يقدر يبرئها من تهمة قتل الراجل التاني اللي معاه و تهمة محاولة قتله
ميان بخوف :
طب هي هيفوق امتى !!
رأفت بضيق :
حالته مش مستقرة ده مصاب بطعنتين واحدة في كتفه الشمال و التانية في صدره
ميان بصدمة :
انا ضربته في كتفه بس و التاني ضربته بالزهرية
همس بغضب :
اكيد نرمين و كاميليا بعد ما مشيتي ، الحارس مقتول بالرصاص لكن زاهر بالسكينة اللي عليها بصماتك
نزلت دموعها قائلة بخوف و هي تلقي بنفسها باحضان والدها :
انا خايفة اوي يا بابا
ربت رأفت على كتفها قائلاََ بحنان ابوي يحاول بث الطمئنينة إليها رغم خوفه الداخلي :
متخافيش يا بنتي ، هتطلعي من هنا و مش هتدخلي الحبس دقيقة واحدة يا قلب ابوكي
تدخل عاصم قائلاََ بصرامة :
ممكن سكوت شوية
صمت الجميع فسألها بجدية :
لما خطفك كنت في شارع ايه
نفت برأسها قائلة :
مش فاكرة بالظبط بس كنت قريبة من البيت ما بعدتش كتير تقريباََ في شارع……..
ما ان سردت اسم الشارع ردد عاصم بصرامة لكارم :
تبعت حد يقلب الدنيا على عربيتها و يشوف لو فيه تسجيلات كاميرا في المنطقة و لو ظهر فيها حد بيخطفها ساعتها نقدر نثبت انه كان دفاع عن النفس
همس بتساؤل :
بس هو هيخطفها بنفسه يعني
عاصم بصرامة :
اعمل زي ما قولت يا كارم تروح بنفسك تشوف الموضوع ده
اومأ له كارم و غادر فلحقت به همس قائلة :
انا جاية معاك يا كارم
بينما عاصم تابع حديثه لميان :
متقلقيش با بنتي الموضوع ده عندي انا هتصرف ، مش هتدخلي الحبس هتفضلي هنا في مكتب حضرة الظابط
اومأت له بامتنان و شكر فغادر و لحق به رأفت تبقت ميان مع جدها قائلة بندم :
انا غلطت من الأول يا جدو اخرج بس من هنا و هبعد عن كل حاجة هقول كل الاي اعرفه عنهم عايز يصدقني او لا هو حر
ربت سالم على خصلات شعرها بحنان قائلاََ :
هتخرجي يا غالية بأذن الله
تم تأجيل التحقيق لبضعة ساعات بعد تدخل عاصم لحين الحصول على تلك التسجيلات اولاََ !!
كان كارم يقود سيارته برفقته همس قائلة بحزن :
هو سبب اللي بيحصل لها ، ميستاهلش حبها يا كارم ، بيأذيها هو و كل اللي حواليه ، معقول ده يكون جزاءها انها حبيته فيعمل فيها كده
نزلت دموعها قائلة بحزن :
المشاكل مش بتخلص ليه ، لينا و عمار و اللي بيحصل معاهم و ميان و القضية ، بنخلص من مشكلة ندخل في التانية
تنهد قائلاََ :
كل هيبقى تمام متقلقيش
تنهدت بحزن فسألها بمرح ار هكذا حاول ان يظهر :
زعلانه عشان قراية فتحتك هتتأجل و لا ناوية تعمليها عادي
لا يمزح و هي تعرف ذلك كل ما نطقت به :
هتتأجل
زفر براحة مؤقتة لن تستمر فبكل الأحوال سيأتي ذلك اليوم و تكون ملكاََ لغيره
بعد بحث طويل فشل الاثنان في الحصول على اي تسجيلات جميعها متوقفة قبل موعد اختطافها حتى سيارتها اختفت تماماََ يبدو أنه اخذ جميع احتياطاته حتى لا يعثر احد عليها عندما يختطفها
عادا الاثنان و اليأس متمكناََ منهما و ما ان وصلا سألهم الجميع على الفور :
لقيت التسجيل
نفى برأسه زفر الجميع بضيق و حزن انضمت إليهم عليا و من قهرتها على ابنتها اقتربت منه صارخة عليه بقوة و غضب :
كل اللي بيحصل لها بسببك انت منك لله
سفيان بغضب :
انا السبب ليه قولتلها روحي شقة واحدة مش متجوز و اقتليه قولتها تمشي على حل شعرها ، لومي نفسك الأول على تربيتك لبنتك و……..
قاطع حديثه صفعة هوت على صدغه بقسوة من عليا قائلة بغضب :
أخرس قطع لسانك بنتي متربية احسن تربية ، يا مية خسارة انت و امك بتردوا المعروف كده بتدمروا بنتي و رمي……
قاطعها قائلاََ بغضب و اعين مشتعلة :
محدش ليه معروف عندي خصوصاََ من العيلة دي
كاد ان يغادر لكن رأفت منعه قائلاََ بغضب و نبرة حادة صارمة :
ارمي اليمين عليها قبل ما تمشي
لكن سالم تدخل قائلاََ غصباََ عنه :
سيبه دلوقتى يا رأفت مش وقته بعدين الكلام ده
صدم رأفت مما قال والده لكنه لم يجرأ على معارضته صمت مجبرََ بينما سفيان غادر المكان غاضباََ و كل المتواجدين يناظرونه باشمئزاز لم يكلف نفسه عناء الاستماع لها او ما لحدث و بدأ الاتهام على الفور !!!
………
كان رد سيلين الصمت و الاستماع له بدأ يقص عليها محاولات الأخرى معه و إرسالها لصور عارية ثم بعدها اتصل بأمل و طلب منها المجيء إليه و ما ان علم من السكرتيرة بالخارج تواجدها ادخل سيلين لغرفة جانبية حتى تستمع لما سيدور بينهم ثم سمح للأخرى بالدخول
ليسألها مباشرة ما ان دخلت بغضب :
انا بعتلك رسايل
ابتسمت بدلال زائد و اقتربت منه تداعب ازرار قميصه بأصابعها :
اومال مين يعني يا قصي
ابعد يدها عنه بعنف قائلاََ بغضب :
ابعدي ايدك ال…..دي عندي و ردي عليا
صرخت عليه غاضبة من اهانته لها و افرغت كل ما بداخلها بغضب :
ارد اقول ايه ، ليه حبيتها هي و انا لأ يا قصي هي كل اللي خدته منها وجع و بس لكن انا بحبك و اكتر منها كمان و اكتر من اي حد
رمقها باشمئزاز قائلاََ بغضب :
تقومي تعملي كده
صرخت عليه بغل و غضب :
اومال كنت عايزني اسيبك تروحلها كده بسهولة ، كنت عايزني اسكت و انا شيفاها بتاخد حاجة حلمت بيها ليل نهار ، كنت عايزني اسكت و اكتر شخص اتمنيته من قلبي حبيته هي تاخده ، مقدرتش اسكت كان لازم اتصرف و اهو انت شوفت من كلمتين و كام صورة جريت علطول شكت فيك و كانت هتهد كل حاجة ، هي دي بقى اللي تستحقها
تحولت نبرتها للتوسل و الرجاء قائلة بدموع و هي تقترب منه تتمسك بذراعه :
حبني انا يا قصي ، انا بحبك اكتر منها والله و هسمع كلامك و مش هعمل زي ما هي بتعمل انت بس حبني
شعر ببعض الشفقة عليها لكن غضبه و نفوره منها كان أكبر فدفعها بعيداََ عنه قائلاََ بغضب :
مستحيل احبك ، عارفة ليه
أشار لها باصبعه من أعلى لاسفل قائلاََ بنفور :
عشان انتي مش زيها ، سيلين مش رخيصة بتعرض نفسها و تعري جسمها لواحد لسه مش على ذمته و كمان على وش جواز يعني بتخربي على غيرك ، بصي لنفسك في المراية و بصلها فرق كبير بينك و بينها لو انتي مش شيفاه و واخدة بالك منه روحي اكشفي نظر
قبض بيده على فكها قائلاََ بصرامة و قسوة :
اسمعي مني الكلمتين دول كويس اوي و احفظيهم عشان لو نسيتي حرف منهم مش هبقى المسئول عن اللي هيحصلك تبعدي عن حياتي و عنها و لو بس عقلك فكر مش حاول فكر بس هتشوفي اسود ايام حياتك على ايدي
ثم قبض بيده على مرفقها يجرها لخارج مكتبه صرخت عليه بغضب :
مش هسيب يا قصي ليها ، مش هتكون لغيري انت سامع مش هتكون لغيري
دفعها لخارج مكتبه بقسوة قائلاََ :
اللهم بلغت ، انتي السبب في اللي هيحصلك ساعتها
صفع الباب بوجهها بعد ان قال لسكرتيرته بصرامة :
لو مخرجتش من الشركة بالذوق اطلبي الأمن يطلعوها بره
ما ان دخل وجد سيلين تقف أمامه تخفض وجهها أرضاََ بخجل قائلة بتلعثم :
قصي ، اا…انا ااسفة فك……
قاطعها قائلاََ بصرامة و غضب :
هعديها المرة دي بمزاجي و هقول من غيرتها عملت كده و لو انها مش كده اصلاََ بس لو اتكرر تاني يا سيلين متلوميش غير نفسك ، انا لو عايز غيرك كان زماني روحت و اتجوزتها و سيبتك بس انا شاريكي و لو في يوم حتى حبيت اعمل كده و ده مستحيل يحصل هاجي و اقولك انا مش هخاف منك
رددت بأسف و هي تتمسك بذراعه :
انا اسفة حقك عليا ، مش هتتكرر تاني
اشاح بوجهه بعيداََ عنها غاضباََ منها زفر بضيق ثم قال بصرامة :
ادخلي اظبطي حجابك عشان اوصلك
اومأت له بحزن فزفر هو بضيق حقاََ يشعر بغضب كبير منها بعد كل ما فعله تشك به !!
……..
فعلت ميان مثلما قال لها المحامي و كانت اجابتها واحدة لم تفعل شيء ، حضر قصي ما ان علم تملك منه الغضب بعدما علم ما فعله ابن عمه الذي يحتاج لدرساََ قاسياََ حتى يتربى جيداََ
قضت اليوم بغرفة مكتب الضابط و معها همس و كارم و غادر الجميع بسبب تعبهم و عدم مقدرة اياََ منهم على البقاء
……..
ما ان وصلت عليا صعدت للبناية التي تقتن بها كاميليا و رأفت يلحق بها
طرقت على الباب بغضب و ما ان فتحت كاميليا الباب دفعتها عليا للداخل قائلة بغضب :
انتي ايه ، جنسك ايه من البشر معندكيش قلب بعد ما كنت مرمية في الشارع قعدتك في بيتي و بعدها جبنالك بيت و شغالة قعدتي هانم مش ناقصك حاجة جاية بعد كل ده تطعنيني في ضهري بتأذي بنتي يا كاميليا
رددت كاميليا بغضب :
بلاش كلام فارغ ، اعرفي حدودك كويس يا عليا و شوفي انتي بتقولي ايه ، بنتك ايه اللي آذيها
كورت عليا قبضة يدها بغضب ثم باللحظة التالية صفعتها بقوة قائلة بغضب :
انا كش بقول كلام فارغ يا كاميليا ، و رحمة ابني ما انتي قاعدة هنا لحظة واحدة بنتي هتبات بره بينها بسببك و اللي اديتها قاعدة متهنية في بيتي
دفعتها لخارج المنزل بغضب ثم اغلقت الباب بوجهها و دخلت لغرفة نومها و ضبت أغراضها بعشوائية ثم فتحت الباب و القتهم بوجهها بغضب
متجاهلة صراخ الأخرى و توسلاتها بينما رأفت كان يتابع ما تفعل زوجته بصمت و لم يتدخل يعطيها كل الحق ، أمثال كاميليا لا يستحقون اي معروف من احد !!!
………
هاتفت كاميليا نرمين بنفس الوقت التي كانت الأخرى ستتصل بها و ما ان رأت مكالمتها اجابت على الفور قائلة بفزع :
الحقي يا كاميليا زاهر فلت منها و عايش !!!
زفرت الأخرى بضيق قائلة بغضب :
كان غباء منا كان لازم نتأكد انه مات ، طلع زي القطط بسبع أرواح
نرمين بخوف :
انا خايفة اوي منه
كاميليا بضيق :
اهدي ميقدرش يعمل حاجة ، ده بيهوش بس زي ما هو ماسك علينا حاجات احنا نفس الكلام
رددت نرمين بخوف و هي تقضم اظافرها :
زاهر ملوش امان
كاميليا بشر :
انا كمان مليش امان و لو حد لازم يخاف يبقى هو مش احنا !!
ثم تابعت بضيق :
بكره تشرفيلي مكان اقعد فيه انا هنزل في اوتيل دلوقتي عليا طردتني في الشارع ، بس ملحوقة شكلي هحسرها على بنتها زي ما عملت زمان !!!
……….
باليوم التالي افيق زاهر و تعدى مرحلة الخطر و ما ان علم ما حدث من محاميه صمم على الذهاب إليها رغم حالته التي لا تسمح بذلك لكنه تحامل على نفسه انها تستحق روحه ان تطلب الأمر سيعطيها لها بدون تردد
في الصباح كان الجميع عند ميان عدا سفيان الذي قرر ان يعلم ما يحدث من بعيد دون الذهاب ليتفاجئوا بشاب يستند على يد رجاله و يقف أمام باب مكتب الضابط قائلاََ بجدية للعسكري :
قول الظابط زاهر تمام
صدم الجميع و دلف للداخل خلفه عاصم و كارم فقط لتنتفض ميان بمكانها ما ان رأته و رأها اقترب منها قائلاََ بقلق كبير :
انتي كويسة حصلك حاجة ، ايدك كانت بتنزف ردي عليا انتي كويسة
اشاحت بوجهها بعيداََ عنه بغضب و قرف تنهد بحزن ملتفتاََ للضابط الذي وجه حديثه له قائلاََ :
استاذ زاهر اتفضل اقعد عشان اخذ اقولك
جلس زاهر و عيناه مصوبة بالكامل على ميان فسأله الضابط :
حضرتك بتتهم ميان القاضي بمحاولة قتلك ، ياريت تقول كل اللي حصل يوم الحادثة لأن كان فيه شخص مع حضرتك مقتول و من التحريات عرفنا انه شغال عندك
زاهر بثبات :
مظبوط هو شغال عندي و اكتشفت انه بيسرقني لما واجهته اتطاول عليا و حاول يقتلني و حصل مشاجرة بينا و رفع السلاح عليا فكنت بدافع عن نفسي مش اكتر
– يعني الانسة ميان…….
زاهر بصرامة :
بقول لحضرتك انا اللي قتلته دفاع عن النفس ، ميان مكنتش موجودة لحظتها اصلا
سأله بجدية :
بصماتها اللي ع السكينة و دمها اللي في الأرض ازاي مكنتش موجودة
ردد زاهر بجدية :
كانت موجودة بس مشيت قبل الاشتباك بيني و بينه و دمها اللي ع الأرض قبل ما تمشي من عندي ايدها اتجرحت من الازاز المكسور لو حضرتك كنت روحت الفيلا كنت هتاخد بالك منه و بصمات السكينة هي كانت بتسخدمها قبل ما تمشي بتقطع فاكهة عادي و هو مسكها و طعني بيها
بعد عدة اسئلة أجاب عليها زاهر بثبات تم الافراج عن ميان و ما ان خرجوا جميعهم من الغرفة تهللت اسارير الجميع ما ان علموا انه تم الافراج عنها
التفتت لزاهر قائلة رغماََ عنها :
شكــراََ
ابتسم قائلاََ بحب تزامناََ مع وصول سفيان الذي ما ان علم بتواجده ترك كل كا بيده و حضر على الفور ليستمع لما قال :
فداكي عمري كله المهم انك بخير
قبض سفيان بيده على عنق الأخر قائلاََ بغضب :
طب ودع عمرك بقى لأن مش هتعيش لحظة تانية على وش الدنيا
ميان بغضب و هي تحاول ابعاده عنه :
سفيان انت بتعمل ايه ابعد عنه
دفعها للخلف بقوة قائلاََ بتهكم و اهانة :
ايه خايفة على حبيب القلب من الموت
جزت على اسنانها قائلة بقرف و غضب :
اولعوا انتوا الاتنين ببعض
تدخل حراس زاهر و ابعدوا سفيان عنه ليلتقط الأخر انفاسه بصعوبة قائلاََ بمكر قبل ان يغادر قاصداََ ذرع الشك بقلب الأخر حتى يطلقها :
الشال بتاعك نستيه عندي في الفيلا يا ميان هبعته ليكي مع السواق بليل !!!!!
ثم غادر و تركهم برفقة رجاله و الألم يعصف بجميع أنحاء جسده لكنه ابداََ لم يغفل عن اجراء اتصال لنرمين التي ما ان اجابت جاءها صوته الذي يقطر منه الشر و التوعد :
حسابنا مخلصش جهزي نفسك انتي و هي قبركم اتحفر خلاص !!!
………
ما ان خرجت من تلك المحنة توجهت حيث عمار الذي ما ان رأها نهض على الفور مقبلاََ جبينها قائلاََ باعتذار :
عرفت اللي حصل حقك عليا معرفتش اكون جنبك ، مع انك كنتي جدعة معايا اول ما وقعت في مصيبة
ربتت على كتفه قائلة بابتسامة :
انا عارفه اللي انت فيه ، عدت على خير الحمد لله المهم انت طمني عليك
ابتسم قائلاََ بحماس :
كويس جداََ لينا معايا علطولمش بتفارقني ، واخدة بالها مني كويس اوي ، انا حاسس اني مش هطول هنا كان اغبى قرار خدته لما بعدتها عني و هي اصلا اللي مقوياني عشان اكمل
ابتسمت قائلة بسعادة لأجلهما :
فرحتني ، اتجدعن بقى عشان نفرح بيكم قريب
ابتسم قائلاََ بلهفة :
اخف بس ان شاء الله و اطلع من هنا و هتجوزها علطول في يومها كمان
ضحكت بخفوت فحمحم هو قائلاََ بحرج :
لينا قالتلي انك زعلانة منها بسبب الكلام اللي قالته ليكي في لحظة غضب هي ندمانة والله و مكنش قصدها متزعليش منها
ابتسمت قائلة بخفوت :
عارفه انه مش قصدها ، انا اصلاََ مش بعرف أفضل زعلانة منها هي او همس دول اخواتي مش بس اصحابي
ابتسم قائلاََ :
طب اقعدي يلا نفطر سوا لينا زمانها على وصول
انهى جملته تزامناََ مع دخول لينا تحمل عدة حقائب ما ان رأت ميان ركضت إليها معانقة اياها بقوة قائلة باعتذار و ندم :
حقك عليا متزعليش مني ، قولت كلام اهبل و حتى لما حصلت المشكلة دي معاكي مكنتش موجودة و عرفت متأخر والله ، سامحيني على تقصيري معاكي
بادلتها ميان العناق قائلة بابتسامة :
مش زعلانة
ابتسمت لينا بسعادة و جلس ثلاثتهم يتناولون الافطار سوياََ و قضوا وقتاََ طويلاً بعدها غادرت لينا برفقة ميان و الاثنتان غافلتان عن تلك السيارة التي تلحق بهما في الخفاء !!!
………
مر ما يقارب الشهر على الجميع زاهر عمار الذي و اخيراََ تم شفاءه على خير و اليوم من المقرر عودته لحياته الطبيعية لقد طمأن الجميع عليه الفترة الماضية انه اضطر للسفر خارج البلاد لأمر هام
ميان التي تمر الأيام عليها في توتر شديد و خوف من القادم أصبحت تخرج من المنزل قليلاََ جداََ ما حدث اخيراََ جعل الخوف متمكناََ منها من المفترض ان زفافها غداََ و من المفترض كأي عروس تشعر بسعادة كبيرة لكنها على العكس تشعر بالخوف مما هي مقبلة عليه غداََ ستجعله على علم بكل شيء ستخبره بكل الحقائق و بشيء اخر لا يعلمه غيرها !!!
بينما سفيان طوال الايام الماضية كان يراقب تحركاتها جيداََ انها تتردد على منزل ذلك الضابط المدعو ” كارم ” الذي تعرف عليه بقضية زاهر
بينما قصي تمر الأيام عليه هو و سيلين التي بقت ايام تعتذر منه حتى تقبل اعتذارها و من حينها تمر الأيام عليهما بسعادة استعدوا جيداََ للزفاف و كلاهما يشعران بالحماس و ينتظرون مجيء الغد بفارغ الصبر
كانت همس تقضي يومها اغلبه برفقة يزن الذي اعتاد على وجودها بحياته خاصة من بعد قراءة الفاتحة مهاتفتها كل يوم أساسي ينجذب إليها يوماََ بعد يوم حتى هي اختفى الخوف من قلبها رويداََ رويداََ حتى بدأت ترى انه مع مزيد من الوقت سينسى خطيبته الراحلة
كان كارم يتابعها من بعيد كل يوم و كلما رأى سعادتها يسعد لأجلها لكن لا بنفس الوقت يؤلمه قلبه يتمنى لو كان يتشارك معها كل تلك اللحظات يتمنى لو كان جزءاََ منه و سبب تلك الضحكة التي تزين وجهها لكن تلك تبقى فقط أمنية
بينما كاميليا تنتظر مجيء الغد بفارغ الصبر لترى كيف ستتحول فرحة الجميع إلى ميتم !!
كانت نرمين طوال تلك الفترة لا تكف عن اشعال غضب سفيان تجاه ميان أكثر و أكثر و قد شعرت الاطمئنان لكون زاهر لم يفعل شيء للآن و تأكدت من حديث كاميليا انه فقط يهدد لكنها لا تعلم ان ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة !!!!!!
بعد أن علم رأفت من سالم ما فعلته فريدة اضطر ان يوافق على ذلك الزفاف مرغماََ و بداخله يشعر بالخوف على ابنته يدعو الله ان تخرج من بين تلك العائلة سالمة دون أن يصيبها اي مكروه
الجميع منهم من متحمس للغد و منهم الخائف منهم من يتمنى ان يتوقف الزمن و لا يأتي الغد ابداََ
اياََ كان شعورهم فالغد لن يمر مرور الكرام بل هو يوماََ حافل بالمصائب كما يقولون لو يعرف كلاََ منهم ما ينتظره !!!!
………
تعالى رنين جرس المنزل فتح كارم الباب كان عاري الصدر معتقداََ انه الحارس قد جاء بمسكن من الصيدلية المجاورة ليتفاجأ بميان أمامه حمحم بحرج ثم ارتدى القميص الذي بيده قائلاََ :
اسف فكرت حد تاني اتفضلي
رددت بخفوت :
حصل خير
ثم تابعت بابتسامة :
انا بس حبيت اشكر حضرتك على استضافتك لينا الشهر اللي فات وقفت معانا جامد اوي و اسفين لو سببنا اي ازعاج ليك
نفى برأسه قائلاََ بهدوء :
مفيش اي ازعاج بالعكس نورتوني والله ، المهم انه بقى بخير
اومأت له قائلة بابتسامة صغيرة :
شكراََ مرة تانية و ان شاء الله هنستناك مع والدتك في فرحي
اومأ لها قائلاََ بابتسامة :
الف مبروك ، بس ممكن سؤال
اومأت له بنعم فاستأنف حديثه :
ايه اللي يخلي واحدة زيك توافق تتجوز واحد زي سفيان ده ، أصله الصراحة صعب اوي و تصرفاته تخلي اي واحدة تفكر الف مرة توافق عليه
اومأت له قائلة بحزن :
غلطة غلطتها و بدفع تمنها
لم يفهم عليها لكنه نصحها قائلاََ :
ع العموم انتي لسه ع البر ، شخص زيه هيتعبك جداََ ، واسف في اللي هقوله هو معندهوش عزيز تعامله معاكي يوم القسم و شوية مواقف سمعتها من همس عرفت من كده لأنه بيتكلم عليكي و انتي بنت خالته من لحمه و دمه و قدام الغريب يتوثق فيه ازاي ده
تنهد بحزن قائلة بتمني :
ياريتني كنت لسه ع البر ، ياريتني
ثم تابعت بابتسامة باهتة قبل ان تغادر من امامه :
انا هروح اشوف عمار و لينا عن اذنك
كادت ان تغادر لكن تفاجأت بشاب وسيم طويل القامة ذو جسد رياضي يدخل من باب الفيلا ما ان رآه كارم ركض إليه معانقاََ اياه على الفور قائلاََ بسعادة و اشتياق :
ليك واحشة يا بن عمي !!!
حمحمت ميان بحرج فابتعد عنه كارم قائلاََ بابتسامة جميلة تزامناََ مع دخول عمار و لينا و همس :
فارس ، فارس الحسيني ابن عمي !!
ابتسمت له ميان بخفوت قائلة و هي تصافحه :
اتشرفت ، انا ميان القاضي
……..
جاء اليوم المنتظر
بأحد الفنادق الفخمة كان يقام حفل زفاف سفيان العزايزي و قصي العزايزي كان المكان مزين بطريقة جميلة ساحرة
بجناح كبير كان الفتيات جميعهم مجتمعين ميان و سيلين و همس و لينا كانت ميان تنظر في المرآة لهيئتها بقلب مقبوض و خوف كبير عكسها كانت سيلين تلتف بفستان زفافها بسعادة كبيرة
اقتربت همس من ميان قائلة :
مالك يا ميان
لمعت اعين الأخرى بالدموع قائلة بحزن :
قلبب مقبوض يا همس ، خايفة اوي من اللي جاي حاسة ان الليلة دي هتكون أسوأ يوم بحياتي !!
نفت همس برأسها قائلة :
خوف مش اكتر زي اي بنت انتي داخلة على حياة جديدة الخوف طبيعي
نفت ميان برأسها غير مقتنعة بما تقول حاوطت خصرها بيدها بحماية انه جنينها الذي علمت بوجوده منذ ما يزيد عن الأسبوع لا احد يعلم غيرها بوجوده !!!!!
بدأ الزفاف بحضور الجميع كان سفيان صامتاََ طوال الوقت كل ما قاله بضع كلمات فقط كذلك ميان الذي يزداد شعور الخوف بداخلها كلما مر الوقت
تمايلت معه على انغام الموسيقى الهادئة بصمت قطعته هي قائلة بخفوت :
انهاردة انت اللي هتختار يا سفيان ، يا يكون اليوم ده بداية جديدة لينا ، يا نهاية سفيان و ميان للأبد نهاية قصة مش هتتفتح تاني لأخر عمري و صدقني هتبقى دي الناهية
ردد بغموض :
مش وقت الكلام ده انسي كل حاجة دلوقتى ، الليلة ليلتك زي ما بيقولوا يا عروسة !!!!!
بينما على مقربة منهم كان قصي يحاوط خصر سيلين بسعادة مستنداََ بجبينه على خاصتها قائلاََ بعشق كبير :
مبروك عليا انتي يا روحي
ابتسمت بسعادة قائلة :
انا مبسوطة اوي يا قصي حاسة اني هطير من الفرحة ، انا بحبك اوي
داعب انفه بانفها قائلاََ بابتسامة عاشقة :
فرحتك مش حاجة جنب فرحتي ، انا كنت يأست زمان ان احنا نكون لبعض ، بس ربنا عوضني في الأخر بيكي
شبت على أطراف اصابعها مقبلة وجنته بخفوت و خجل فاطلق الشباب صفيراََ عالياََ دفنت وجهها بصدره بخجل فضحك بقوة عليها
كانت ميان تتابعهما بحرمان سعيدة لأجلهما لكنها تمنت ان تعيش فرحة و سعادة سيلين التي حرمتها عليها فريدة و من ثم سفيان
………
على أحد الطاولات كان كارم يجلس برفقة والدته و ابن عمه فارس الذي مال عليه قائلاََ بهدوء :
عروسة ناقص ترقص من الفرحة و التانية في عنيها حرمان كأنها نفسها تكون مكانها و عريس ميقلش سعادة عن سعادة عروسته و التاني كأنه مغصوب مش طايق نفسه
كارم بأسف :
علاقة سفيان بميان فيها غموض كتير معرفهوش ، بس اللي اعرفه انها رمت بنفسها في النار ، اللي اسمه سفيان ده صعب اوي و هتتعب معاه
صمت فارس و لم يعلق و تابع حديثه معه بموضوع أخر و بعد وقت قصير فجأة و بدون مقدمات صدع بالمكان صوت اطلاق ناري فزع الجميع عندما وجدوا كارم يجثوا فوق نادلاََ ما و قد اتت الرصاصة بالهواء عندما لاحظ كارم حركته الغريبة و من ثم اخراجه لسلاحه بالخفاء ركض صوبه على الفور
هدأ عمار الجميع و سحبوا النادل للخارج تمسكت سيلين بثياب قصي قائلة بخوف :
كان عايز يأذي مين و ليه !!!!
سؤال تعلم اجابته ميان التي نست تماماََ ذلك الموضوع رغبة كاميليا بقتل قصي حمداََ لله انها فشلت !!!!
……..
بعد وقت طويل انتهى الزفاف و غادر كلاََ مع عروسه كانت فريدة تدخل للفيلا برفقة عمار و سفيان و ميان واحد الخادمات ترفع فستان زفافها من الخلف لتساعدها على المشي
أطلقت خادمة أخرى الزغاريد مهنئة اياهم بينما عمار كان ينظر لميان بشفقة لم تكن تستحق تلك الحياة و لا زوج كشقيقه انها تستحق الأفضل
صعدت للأعلى برفقته دون ان تلقي بنرمين التي ظلت حبيسة غرفتها طوال اليوم غاضبة حاقدة على تلك الميان
ارشدها لغرفة تبديل الثياب فدخلت للداخل تغلق الباب خلفها بدلت ثيابها بصعوبة بينما هو بالخارج توقف عن تبديل ثيابه ما ان وصلت عدة رسائل لهاتفه فتحها لتتوسع عيناه بصدمة و كور قبضة يده بغضب حتى برزت عروقه انها صور لميان بأحضان ذلك الحقير زاهر الصور بأوضاع حميمة أكان ينقصه تلك الصور لتزيد من غضبه تجاهها يكفي ما وصله عنها الأيام الماضية الحقيرة لم تكتفي بل اقامت علاقة ايضاََ مع ذلك الشرطي المدعو ” كارم ” !!!!!
كانت هيئته مخيفة تبث الرعب بقلب اي احد تفاجأت ما ان خرجت بعد وقت ليس بقصير بهيئته تلك كادت ان تتراجع لكنها عنفت نفسها و تشجعت قائلة بتردد :
انا عارفة ان اللي هقوله صعب و يمكن متصدقهوش كمان ، اللي خلاني اخد القرار ده هو اني عرفت بوجود ده من اسبوع تقريباََ
قالت الأخيرة و هي تجذب يده تضعها على موضع الجنين ، نظرت لوجهه لتستشف ردة فعله لتجد ملامح وجهه جامدة لم يظهر عليها أي تأثر !!!
قبل ان تقص عليه كل ما تعرفه يخص نرمين و كاميليا و زاهر تفاجأت به يسألها يتهكم :
طب يا ترى بقى ابن مين فينا بالظبط انا و لا زاهر و لا كارم !!!!!!!!
رددت بزهول :
انت بتقول ايه !!
رسم على شفتيه ابتسامة لا تنم عن خير ابداََ ثم توجه للباب مغلقاََ اياه من الداخل جيداً فسألته بتوجس و خوف تسرب إلى قلبها :
انت قفلت الباب ليه !!
اقترب منها و بلحظة كانت تسقط على الفراش خلفها أثر صفعته القوية التي جعلت الدماء تنساب من جانب شفتيها من قوتها و قبل ان تعي ما فعل ارتعبت عندما رأته يسحب حزام بنطاله يلفه حول يده و عيناه تناظرها بكل شر
الآن ايقنت ان شعورها لم يكن سوى حقيقة ستحدث ستبقى الليلة أسوأ ليلة بحياتها
بمنزل رأفت القاضي
انتفضت عليا بنومها تصرخ بصوت عالي بأسم ابنتها بفزع :
ميااااان
انتفض رأفت الذي لم ينم بالأساس بل كان ينظر للفراغ بشرود على صوت صراخها قائلاََ بقلق:
في إيه يا عليا مالك !!
تمسكت بيده قائلة بخوف وقلق :
بنتي فيها حاجة يا رأفت، بنتي مش كويسه أنا متأكدة ، بنتي حصلها حاجة
صمت ولم يعرف بما يجيبها هل يخبرها أنه يشعر بنفس شعورها ما أن ودعها بعد الزفاف
تنهد بحيرة هو نفسه يشعر بالقلق كيف سيهدئها لذا ردد بقلق :
أنا كمان يا عليا قلقان عليها، قلبي بيقولي في حاجة هتحصل !!
انتفضت واقفة تردد بسرعة :
أنا هغير هدومي و هروح اطمن عليها
أوقفها قائلاََ :
استني بس يا عليا هنروح دلوقتي ، الوقت متأخر احنا عدينا نص الليل
عليا بغضب :
ان شاء الله يكون ايه ، هروح اطمن على بنتي
لم يجادل معها فبدل الاثنان ثيابهما وغادروا على الفور متوجهين حيث فيلا العزايزي !!!
……….
اقترب منها وبلحظة كانت تسقط على الفراش خلفها أثر صفعته القوية التي جعلت الدماء تنساب من جانب شفتيها من قوتها وقبل أن تعي ما فعل ارتعبت عندما رأته يسحب حزام بنطاله يلفه حول يده وعينيه تناظرها بكل شر
الآن أيقنت أن شعورها لم يكن سوى حقيقة ستحدث ستبقى الليلة أسوأ ليلة بحياتها 💔
يصفع يركل لم يترك شيئا إلا وفعله بينما هي لم تقو على الدفاع عن نفسها تعالت صرخاتها العالية كلما نزل بحزامه الجلدي على جسدها الدماء تنزف من جسدها بغزارة
جذبها من خصلات شعرها قائلا بغضب ونبرة تقطر شرا وتوعد:
قسما بالله ليكون انهاردة أسوأ يوم بحياتك، واحدة زبالة زيك تخوني إيه متقدريش تعيشين من غير رمرمة وتسلمي جسمك للي يسوى واللي ميسواش
دفعها على الفراش خلفها بقسوة ثم اعتلاها ممزقاََ بقايا ثيابها التي كانت قد تمزقت بالفعل قبل قليل من ضربه الوحشي لها متجاهلاََ صراخ الجميع عليه ليفتح الباب
تابع ما يفعل حطم ما تبقى منها اغتصبها بأبشع طريقة كل ذلك وهي تجاهد لتبقى عيناها مفتوحة لتحفظ كل ما فعل حتى تكرهه أكثر وأكثر
ابتعد عنها يرتدي ثيابه ينظر لحالتها التي تدمي القلوب بلا ذرة ندم أو شفقة انحنى بوجهه هامساََ بجانب اذنها بقسوة :
بعد اللي هيحصل مش هتقدرى ترفعي عينك في عيني طول عمرك ، لو عندك شوية كرامك ماتخلنيش اشوف وشك بعد انهاردة
توقف عندما استمع لصوتاََ يعرفه جيداََ يأتي من الأسفل و هو صوت رأفت العالي ابتسم قائلاََ بتهكم :
ابوكي تحت جيه في وقته !!
القى على جسدها فراش ابيض خفيف يلف به جسدها ثم حذبها بقسوة و عنف من يدها للاسفل ليجد الجميع بما فيهم عليا و رأفت الذي ما ان رأى حالة ابنته صعق من المنظر و قبل ان يتخذ اي ردة فعل كان سفيان يلقي بها أسفل قدم والدها قائلاََ بغضب و سخرية :
بنتك عندك اهي متلزمنيش ، انتي طالق !!!!!
صرخت عليا بفزع تحاول افاقة ابنتها لكن الأخرى لا تستجيب انحنى رأفت يحمل بين يديه جسد ابنته الساكن كسكون الأموات قائلاََ بتوعد لسفيان :
قسماََ بالله لتدفع التمن غالي لو بنتي جرالها حاجة مش هيكفيني عمرك يا سفيان !!!
غادر رأفت سريعاََ و زوجته تلحق به نظر عمار لشقيقه بخيبة أمل و اشمئزاز ثم لحق بهم يتولى القيادة لأقرب مستشفى بدلاََ من رأفت الذي لو كان الموقف يسمح لتشاجر معه !!!
بينما نرمين كانت تتابع ما يحدث بشماتة و سعادة كبيرة سرعان ما شهقت عندما هوت فريدة بكف يدها على صدغ سفيان بصفعة قاسية مصحوبة بصراخها الغاضب :
انت ايه اللي عملته ده ، وصلت للي بقيت فيه كده ازاي ، مش بتحبها ان شاالله عنك ما حبيتها انما تبهدلها و تعمل فيها كده ليه ، انت مش بني آدم ما بتحسش معندكش لا قلب و لا دم
صرخ عليها بغضب :
انتي السبب دبستيني في جوازة منها مكنتش عاوزها مع واحدة زبالة و خاينة زي دي ، خانتني كنتي عاوزاني اعمل ايه اسكت
صرخت عليه بغضب :
الخاينة اهي واقفة وراك روح حاسبها ، منك لله
قالتها ثم غادرت الفيلا تنظر له بحسرة فأخذ الأخر يكسر كل ما تطوله يداه اقتربت منه نرمين قائلة بحزن زائف :
متزعلش نفسك يا حبيبي ، انت عملت الصح هي تستاهل اللي بيحصل فيها الخاين لازم يكون عقابه قاسي و اللي حصلها قليل عليها ، انت عمرك ما هتلاقي حد يحبك قدي و يكون مخلص ليك زيي يا سفيان !!
………
كان يركض كلاََ من رأفت و عليا و عمار خلف الترولي الذي يحمل جسدها الساكن متوجهاََ للطواريء
بعد دقائق خرج الطبيب يأمرهم بتجهيز غرفة العمليات لخطورة حالتها مع استدعاء طبيب الأمراض النسائية الذي ما ان رأه عمار ردد بتعجب :
انت !!!
تعجب الأخر من تواجده هنا لكنه اومأ له برأسه ثم دخل للغرفة ليباشر عمله ليتفاجأ بنفس الفتاة التي حضر زفافها قبل بضع ساعات فقط !!
……..
بكت عليا بقوة و اخذت تصرخ عالياََ و رأفت يحاول تهدئتها ، ما ان علم الجميع بذلك الخبر المفزع تجمعوا بالمستشفى جدها سالم و همس و والديها حتى لينا الجميع بانتظار خروج الطبيب !!!!
بعد وقت حضرت فريدة التي ما ان رأتها عليا ركضت إليها تصرخ بغضب :
انتي ايه اللي جابك !!!
رددت فريدة بحزن :
جاية اطمن عليها
صرخت عليها عليا بغل :
يقتل القتيل و يمشي في جنازته مش كده
فريدة بتبرير :
انا معملتش حاجة ، مكنتش اعرف ان سفيان هيعمل كده
عليا بغضب :
معملتيش حاجة ، بسببك بنتي بين الحياة و الموت هخسرها بسببك انتي و حفيدك لولا اللي عملتيه في الأول و مساومتك ليها على حياتك ، قابلتي اللي عملته عشانك و اختيارها لحياتك بقلة اصل و ندالة في الأخر تقولي معملتش حاجة ، منك لله يا شيخة حسبي الله ونعم الوكيل فيكي انتي و حفيدك ربنا ينتقم منك و منه
اقترب عمار من خالته قائلاََ برجاء بالنهاية فريدة جدته و سفيان شقيقه :
خالتي كفاية عشان خاطري ملوش لازمة الكلام
اقترب سالم قائلاََ بحدة و نظرات توعد لها و لحفيدها فقط لتمر تلك الأزمة :
امشي من هنا و رجلك متخطيش مكان فيه حفيدتي يا فريدة و الحساب بينا لسه مخلصش بس كل حاجة و ليها وقتها و اعرفوا ان باللي اتعمل في حفيدتي فتحتوا ابواب جهنم عليكم !!!
غادرت فريدة برفقة عمار الذي اوصلها للمنزل ثم عاد للمستشفى مرة أخرى ليبقى بجانب الجميع حتى و ان كان وجوده غير مرحب به من البعض لكنه لم يهتم ابنة خالته و شقيقته التي وقفت بجانبه بأصعب أيام حياته لن يتخلى عنها !!!
…….
مر وقت طويل حتى خرج طبيبان من الغرفة لتتفاجأ همس عندما رأت فارس امامها فرددت بصدمة و صوت خافت سمعه يزن :
فارس !!
تنهد الطبيب الأخر قائلاََ بجدية :
انا اسف ع اللي هقوله بس حالتها ما تطمنش ابداََ ، اتعرضت لاعتداء عنيف جداََ ، كسر في ايدها اليمين و شرخ في الشمال و كدمات كتيرة جداََ و اا…اا….
تدخل فارس قائلاََ :
العنف اللي اتعرضتله اتسبب في اجهاض الجنين !!
توسعت اعين الجميع بصدمة فرددوا جميعاََ معاََ :
جنين !!!
اومأ فارس لهم قائلاََ :
ادعولها تعدي الأربعة و عشرين ساعة الجاين على خير هتتنقل دلوقتي للعناية المركزة
بكت عليا بقوة قائلة بقهر و حزن :
ربنا ينتقم منه ، حسبي الله ونعم الوكيل فيه
جذبها رأفت إليه يشدد من احتضانها بصعوبة تمالك نفسه حتى لا ينهار حزناََ على وحيدته
تحدث الطبيب بجدية :
لو سمحتوا من فضلكم بلاش صوت عالي عشان المرضى ، اصلا وجودكم ملوش لازمة تقدروا تيجوا بكره الصبح
نفت عليا برأسها قائلة بدموع :
انا مش همشي و اسيب بنتي
تدخل سالم قائلاََ بصرامة :
عليا اسمعي الكلام هتروحي دلوقتي انتي و الكل ، الصبح تعالوا
بصعوبة غادر الجميع واحداََ يلو الأخر ليتبقى فقط سالم و رأفت بينما عمار اوصل لينا و خالته للمنزل ثم توجه حيث شقيقه و ما ان رأه اقترب منه ثم باغته بلكمة قوية جعلته يرتد للخلف و لأول مرة يفعلها عمار و يرفع يده على شقيقه الذي ردد بصدمة :
بترفع ايدك عليا يا عمار ، على اخوك الكبير !!
اومأ له عمار قائلاََ بغضب :
اه ارفعها على اخويا ، بس متقولش كبير لأن الكبير كبير بتصرفاته و انت بتصرفاتك بتصغر في عيني مرة عن التانية
نزلت فريدة من غرفتها قائلة بفزع :
انتوا بتضربوا بعض !!
تجاهل الاثنان الرد عليها و صرخ سفيان على عمار قائلاََ بغضب :
بترفع ايدك عليا علشان الخاينة دي عم……
صرخ عليه عمار قائلاََ بغضب :
فوق بقسو بلاش غباء حكم عقلك ، ميان مش خاينة الخاينة اللي انتي معيشها في بيتك و مشيلها اسمك ، ميان انت متستاهلش ضفرها اصلاََ
صرخ عليه بغضب و هو يدفعه بصدره ليرتد الأخر للخلف من أثر الدفعة :
متغلطش في مراتي يا عمار
عمار بغضب :
غبي و كلمة توديك و كلمة تجيبك فكرت تسألها الأول عن أي اتهام بتتهمه بيها ، ميان اللي مش عجباك و خليتها مرمية في المستشفى بين الحياة و الموت ، عالجت اخوك مدمن المخدرات !!
شهقت فريدة بصدمة و كذلك سفيان ليتابع
الأخر بغضب :
مصدومين ليه ، ايوه كنت مدمن مخدرات مكنتش مسافر زي ما قولتلكم
ثن تابع بغضب و صراخ عالي :
انا كنت قاعد في بيت الظابط كارم لحد ما اتعالجت لينا اللي مش عجباك دي بتقولي متنفعش زوجة ليا فضلت معايا لحد ما خفيت و وقفت على رجلي حتى همس محدش فيهم سابني يمكن انت لو كنت مكانهم مكنتش عرفت تتصرف !!!
ثم تابع بتلك الجملة الصادمة :
مراتك و كاميليا و زاهر بسببهم اخوك كان مدمن ، مكنش بمزاجي ده كان غصب !!!
قالها ثم غادر بدون تفسير اي شيء ينظر لشقيقه بخيبة أمل و اشمئزاز ضربت فريدة كفاََ بأخر ثم صعدت لغرفتها مصدومة تضب اغراضها لتغادر حيث منزلها بينما هو غادر الفيلا بأكملها !!!
…….
ما ان دخل فارس من باب الفيلا اقترب منه كارم الذي كان ممدداََ بجسده على الأريكة بالبهو :
انت لحقت ترجع من السفر عشان تنزل الشغل !!
تنهد فارس قائلاََ بتعب و هو يلقى بجسده على الأريكة الأخرى :
كانت حالة ولادة متعسرة و مفيش دكاترة في المستشفى فكان لازم اروح
ثم صمت و نظر للفراغ بشرود فسأله كارم :
سرحان في ايه !!
تنهد فارس قائلاََ :
البنت اللي حضرت فرحها من كام ساعة
– مين ، ميان و لا التانية !!
فارس بشفقة :
ميان ، جت المستشفى عندي و حالتها صعبة اوي
قص عليه فارس ما حدث متجاهلاََ ذكر حملها و اجهاضها للجنين ناهياََ حديثه قائلاََ بقرف :
بس اياََ كان تحليلي قرفان من الشخص اللي عمل فيها كده ازاي اصلاََ في راجل يرفع ايده على ست مهما كان اللي عملته مينفعش راجل ده لو فرضنا انه راجل يعني يتطاول على واحدة بأيده ، لو تشوف حالتها تقطع القلب
ردد كارم بشفقة :
قتلتها في ليلة المفروض تبدأ فيها حياة جديدة
غير فارس مجري الحديث قائلاََ بابتسامة :
انت مش ناوي تتجوز بقى و تدخل دنيا
تنهد كارم قائلاََ بحزن و ألم :
اللي عايزها و اتمنتها من قلبي مش عايزاني ، اختارت غيري
ربت فارس على قدمه قائلاََ :
مفيش ع القلب سلطان ، زي ما انت مش قادر تنساها و مش قادر تحب غيرها هي كمان اكيد زيك اختارت اللي بتحبه و…..
قاطعه كارم قائلاََ بحزن و صوت مختنق :
انا عارف ده و عاذرها بس في نار في قلبي كل ما اتخيل انها مش هتكون ليا و انها بتحب غي…..
صمت و لم يقدر على اكمال جملته فأشفق عليه فارس قائلاََ :
محدش عارف بكره في ايه يا بن عمي ، لو كانت من نصيبك هتكون ليك مهما حصل ، كل حاجة تيجي من ربنا خير متزعلش نفسك
اومأ له كارم بصمت ثم تنهد قائلاََ :
سيبك مني انت مش ناوي
ضحكت فارس بسخرية قائلاََ :
انا جربت حظي مرة خلاص
ضحك كارم قائلاََ :
عايز الصراحة انجي تعقد اي حد من الجواز ، انا مش عارف يا اخي تفكيرك كان فين و انت بتتجوزها
زفر فارس بضيق قائلاََ :
قولت اهي بنت خالي و هي أولى تكون مراتي بدل ما اروح اتجوز واحدة معرفهاش و في الأول و الأخر بنت خالي عارفها و عارف طبعها اللي كان مجرد صورة مزيفة ، في حاجات مش بتبان غير قدام
ربت كارم على قدمه قائلاََ بهدوء :
ربنا يرزقك بالأحسن منها
……..
عاد من الخارج بعدما قضى طوال الليل يدور بسيارته بالشوارع يفكر بحديث شقيقه الذي القى بوجهه بضع كلمات ثم غادر دون أن يفسر له كم هو أحمق حتى و ان فسر هل كان ليصدقه
عاد لمنزله بمنتصف الليل الظلام يعم المكان أخبرته الخادمة التي كانت بالمطبخ ترتشف المياه و خرجت عندما استمعت لصوت الباب يفتح :
سفيان باشا ، الست فريدة سابت البيت و مشيت
تنهد بحزن ثم صعد لأعلى حيث غرفته ليتوقف مكانه ما ان استمع لصوت زوجته بالداخل تصرخ غاضبة على أحدهم بالخارج بنا جعل الصدمة حليفته و تصنم بمكانه كأن دلو من المياه الباردة سُكب فوق رأسه بأكثر ليلة باردة :
عمار قال لسفيان ان انا و انت و كاميليا سبب انه بقى مدمن انا خايفة يصدقه ، سفيان اصلاََ بقاله فترة بارد معايا خايفة يكون اتأثر بكلامهم و بطل يصدقني ، ميان لازم تموت
صمتت لوقت ثم عادت تصرخ غاضبة :
المفروض كنت اغرز السكينة في قلبك اكتر من مرة عشان اتأكد انك موت و خلصت منك ، كان زمانها مرمية لي السجن لحد ما تعفن فيه ، انت بتحب فيها ايه انت و هو
عادت لتصمت ثم صرخت مرة أخرى بغضب :
بطل تهددني ، انت شكلك نسيت انا مين و عملت ايه ، انا طلعت و لا نزلت رقاصة و ربنا ما يوريك قلبت الرقاصات يا زاهر كاميليا اه نضفتني و خلتني بنت ناس عشان أوقع ابنها بس انا لسه زي ما انا و الطبع غلاب يعني يوم ما تفكر تأذيني اهد الدنيا فوق دماغك ، حتى كاميليا لو فاكر انك تقدر تغدر بيها تبقى غلطان كاميليا دماغها سم اكتر مني و منك اللي تعمل في ولادهاكده و تقتل مش هتسمي عليك و تعمل الأو…..من كده
زفرت بصوت مسموع ثم اغلقت الهاتف بوجهه فتحت باب الغرفة لتخرج منها سرعان ما صدمت بسفيان الذي كانت تعابير وجهه لا تبشر بخير ابداََ كانت مزيج من الصدمة و الشراسة
اخذ يقترب منها و هي تعود للخلف برعب قائلة :
سفيان انت هنا من امتى
ما ان أصبح داخل الغرفة صفعها بقوة حتى سقطت أرضاََ من قوة الصفعة ثم جذبها من خصلات شعرها قائلاََ بغضب و صدمة :
ليه ، ليه تعملي كده اتجوزتك فضلتك عليها دافعت عنك قدام الكل خليتك هانم عليهم ، كل اللي كنت بتطلبيه أوامر بتتنفذ في الأخر الغدر ما يجيش غير منك انتي !!!
صرخت بألم عندما صفعها بقسوة مرة أخرى يليها العديد من الصفعات بركان و انفجر ركلات صفعات لكمات يسبها بأبشع الألفاظ ثم جذبها من خصلات شعرها قائلاََ بغضب :
اسمعي يا بن…..هتقولي كل اللي تعرفيه و الو…..اللي عملتيها كلها عرفتي كاميليا منين و ايه علاقتك باللي اسمه زاهر و إلا قسماََ عظماََ لاكمل عليكي لحد ما تموتي و تغوري في داهية
اومأت له سريعاََ ثم بدأت تقص عليه كل شيء من البداية حتى اليوم بصعوبة و ما ان انتهت بكت بقوة قائلة برعب و هي تقبل يده :
ابوس ايدك سامحني انا عملت كده عشان اضمن انك ليا انا حبيتك بجد يا سفيان
صفعها بقوة قائلاََ بغضب و قرف :
انتي متعرفيش تحبي ، اللي زيك ميعرفش يحب انتي كلبة فلوس و بس اقسم بالله نهايتك انتي و هما على أيدي !!
ثم جذبها من خصلات شعرها للخارج و الأخرى تصرخ تستنجد بأحد ليخلصها من بين يديه كان الخادمات يراقبون ما يحدث بعدما انتفضوا من نومهم مفزوعين من صوت صراخهم العالي بصدمة لم يفعلها رب عملهم من قبل مع زوجته !!
صرخ سفيان على كبير الحراس بالخارج و ما ان اتي له دفعها إليه قائلاََ بغضب :
تاخذها تخفيها في اي داهية لحد ما افضالها
ثم صرخ عليها بقرف و هو يركلها بمعدتها بعدما سقطت أرضاََ أسفل قدم الحارس :
انتي طالق بالتلاتة !!!!
………
تائه يمشي بالطريق بلا هواده يشعر بأن الدماء سحبت من عروقه يمشي و لا يعلم وجهته إلى أين كان يرى نفسه مظلوم و الجميع يرونه ظالم كذب الجميع و صدق ذاته فقط ظلمها و خسرها بسبب تلك الشياطين على هيئة بشر و لكن الحقيقة لم يخسرها بسببهم بل بسببه هو بسبب سذاجته و غضبه الذي اعماه عن كل تلك الحقائق
عن زوجة خائنة فضلها على الجميع و طعنته بظهره احبها و غدرت به ، و عدو دبر له تلك المكيدة التي جعلته بخسرها و يخسر قلباََ احبه و عشقه بصدق
كلماتها تتردد بأذنه حتى الآن :
هتندم و الندم وحش اوي يا سفيان بلاش تجربه
كان من غبائه يسخر منها و لكن هي محقه الندم ابشع شعور يشعر به الإنسان عندما تقف تنظر لعقارب الساعة تتمنى ان يعود الزمن للوراء قليلاً لكن ذلك مستحيل لكن حذره الجميع و ليته استمع ، ألمو وجع كبير بقلبه بدرجة لا يتحملها بشر اكثر اثنان من المفترض ان يكونا سنداََ له طعنوه بظهره ، الأولى والدته التي لطالما كرهته بدون سبب منذ صغره و الثانية زوجته التي باعته من أجل المال
خانته مع عدوه يقسم انها لو كانت طلبت منه لأعطاها الاضعاف
بداومه كبيرة ما الذي حدث غير ذلك ما الذي لا يعلمه بماذا خدعوه ايضاََ
قادته قدمه لذلك المكان الذي يعلمه بل يحفظه على ظهر قلب ذلك المكان الذي قبلها به أول مرة ، ذلك المكان الذي شَهِدَعلى انهيارها الكامل أمامه ، ذلك المكان الذي سخر منها و من عشقها !!
ضحك بسخرية مريرة عند تلك النقطة دائمًا ما كان يسخر من عشقها و لم يكتفي بذلك بل فعل الأسوأ بكثير !!
نظر للبحر و صرخ بعلو صوته موجوعاََ :
آآآآآآآآه
آه مليئه بالوجع آه تعبر عن ما يشعر به قلبه المتألم
قلبه الذي لو كان يتكلم لكان صرخ بعلو صوته هي أيضًا تألمت هي شعرت بما تشعر به الآن و أسوأ و لكنك لم ترحمها أبدًا بل دهستها… دمرتها جعلت منها حطام انثى أحبت و خُذلت 💔تائه يمشي بالطريق بلا هواده يشعر بأن الدماء سحبت من عروقه يمشي و لا يعلم وجهته إلى أين كان يرى نفسه مظلوم و الجميع يرونه ظالم كذب الجميع و صدق ذاته فقط ظلمها و خسرها بسبب تلك الشياطين على هيئة بشر و لكن الحقيقة لم يخسرها بسببهم بل بسببه هو بسبب سذاجته و غضبه الذي اعماه عن كل تلك الحقائق
عن زوجة خائنة فضلها على الجميع و طعنته بظهره احبها و غدرت به ، و عدو دبر له تلك المكيدة التي جعلته بخسرها و يخسر قلباََ احبه و عشقه بصدق
كلماتها تتردد بأذنه حتى الآن :
هتندم و الندم وحش اوي يا سفيان بلاش تجربه
كان من غبائه يسخر منها و لكن هي محقه الندم ابشع شعور يشعر به الإنسان عندما تقف تنظر لعقارب الساعة تتمنى ان يعود الزمن للوراء قليلاً لكن ذلك مستحيل لكن حذره الجميع و ليته استمع ، ألمو وجع كبير بقلبه بدرجة لا يتحملها بشر اكثر اثنان من المفترض ان يكونا سنداََ له طعنوه بظهره ، الأولى والدته التي لطالما كرهته بدون سبب منذ صغره و الثانية زوجته التي باعته من أجل المال
خانته مع عدوه يقسم انها لو كانت طلبت منه لأعطاها الاضعاف
بداومه كبيرة ما الذي حدث غير ذلك ما الذي لا يعلمه بماذا خدعوه ايضاََ
قادته قدمه لذلك المكان الذي يعلمه بل يحفظه على ظهر قلب ذلك المكان الذي قبلها به أول مرة ، ذلك المكان الذي شَهِدَعلى انهيارها الكامل أمامه ، ذلك المكان الذي سخر منها و من عشقها !!
ضحك بسخرية مريرة عند تلك النقطة دائمًا ما كان يسخر من عشقها و لم يكتفي بذلك بل فعل الأسوأ بكثير !!
نظر للبحر و صرخ بعلو صوته موجوعاََ :
آآآآآآآآه
آه مليئه بالوجع آه تعبر عن ما يشعر به قلبه المتألم
قلبه الذي لو كان يتكلم لكان صرخ بعلو صوته هي أيضًا تألمت هي شعرت بما تشعر به الآن و أسوأ و لكنك لم ترحمها أبدًا بل دهستها… دمرتها جعلت منها حطام انثى أحبت و خُذلت 💔
………
باليوم التالي مر يزن على همس حتى يوصلها للمستشفى حيث ميان و بالطريق سألها بفضول :
مين فارس !!
رددت الاسم بتعجب من سؤاله فسألها مرة أخرى :
امبارح قولتي اسمه لما شوفتيه تعرفيه منين
رددت ببساطة :
ابن عم كارم !!!
سألها بضيق فشل في اخفائه :
كارم ده الظابط اللي كان موجود ساعة خطفك صح
اومأت له ببساطة فزفر بضيق قائلاََ بأمر :
علاقتك تتقطع بيهم هما الاتنين
شبكت يدها امام صدرها قائلة بسخرية :
في أوامر تانية تحب تضيفها
ردد بحدة و ضيق :
همس انا مش بهزر
همس بحدية :
اسبابك ايه !!
ردد بصرامة :
من غير أسباب انا خطيبك و لازم تسمعي كلامي
رددت هي الأخر بحدة :
اسمع كلامك لو مقتنعة بيه
رد عليها بغضب :
أولاََ مفيش صداقة بين ولد و بنت ثانياََ حتى لو مجرد زمالة و معرفة سطحية تخلي بينك و بينه حدود ، خاصة انه واضح اوي من نظراته ليكي ان فيه مشاعر تجاهك
اومأت له قائلة بهدوء :
انا عارفة حدودي كويس ، انا و كارم متربين سوا نعرف بعض من و انا عندي سبع سنين ، مش هقطع علاقتي بيه لمجرد انك عاوز كده ، ببساطة كارم اخويا اللي امي مخلفتهوش وقف جنبي في حاجات كتيرة جداََ و بثق فيه مش هينفع انسى كل ده و أقطع علاقتي بيه عشان حضرتك عاوز كده و خلاص و انسى كل اللي هو عمله معايا
ثم تابعت بصرامة :
ابويا لو كان شاف اي حاجة غلط كان قالي الكلام ده قبلك على فكرة
يزن بحدة :
انا مليش دعوة بأبوكي كل واحد حر انا مش هقبل ان مراتي تكون على علاقة بواحد حتى لو كانت العلاقة بينهم مجرد اخوة
همس بغضب :
بتقول اللي انت مش هتقبله و عايزني انفذه تمام انا كمان مش هقبل ان جوزي يكون بيفكر في واحدة تانية غيري حتى او كانت ميتة الفرق بيني و بينك اني شيفاه اخ لكن انت……
صرخ عليها بغضب :
اسكتي !!!
نفت برأسها قائلة بحدة :
لأ مش هسكت
صرخ عليها بغضب :
والله انتي قبلتي بالوضع ده من الأول
اومأت له قائلة بحدة :
وقف العربية
لم يستمع لها و اكمل قيادته فصرخت عليه بغضب :
بقولك وقف الزفتة دي
صف سيارته جانباََ فقام بأزالة خاتم الخطبة تضعها بيده قائلة بغضب :
قبلت من الأول و غلطت و بصلح غلطي الخطوبة اللي بينا ملغية شبكتك هتوصلك لحد عندك
ثم غادرت السيارة صافعة الباب خلفها بغضب ثم استقلت سيارة أجرة نحو المستشفى حيث ميان
……..
قادتها قدمه إليها لم يجد أحد أمام باب الغرفة التي علم بمكانها مسبقاََ من الاستقبال بالأسفل استند بيده على زجاجها الشفاف ينظر لحالتها بفزع و صدمة ماذا فعل ، كيف كان غبياََ لتلك الدرجة دمرها و هي التي فعلت الكثير لأجله
نزلت دموعه تنساب على وجنتيه بغزارة هي لا تستحق ما حدث ، كيف سينظر لعيناها بعد الآن !!كيف سيطلب منها المغفرة على كل ما اقترفه بحقها و ظلمه لها !!
جاء صوتاََ غاضباََ من خلفه :
انت بتعمل ايه هنا !!!
التفت للخلف ليجد انها همس و خلفها الجميع فقد كانوا مع عليا التي فقدت وعيها من كثرة البكاء على ابنتها و تم نقلها لغرفة أخرى
مسح سفيان دموعه التي سرعان ما تنساب مرة أخرى و تتجدد و لحسن حظه ان سالم و رأفت مع عليا بالغرفة التي بأخر الممر
سأله عمار بضيق :
جاي تعمل ايه يا سفيان
همس بغضب :
جاي يشمت طبعاََ انت حيوان والله الحيوان عنده قلب عندك ، لو فاكر انك باللي عملته فيها راجل احب اقولك انه ابعد ما يكون عن الرجولة ، انت مش راجل أصلاََ اللي يستقوى على ست لا راجل و لا عمره كان راجل من أساسه
عمار بضيق :
همس كفاية
همس بغضب :
لأ مش كفاية ، ده القتل قليل عليه شوف حالتها و شوف عمل فيها ايه بعد كل اللي عملته و ضحت بيه علشانهم ردوا الجيميل بأيه
كانت دموع سفيان تنساب و يستمع لكل ما يقال بصمت يستحق ما يقال و أكثر من ذلك جاء رأفت من خلفهم مسرعاََ بعدما رأه من بعيد ثم باغته بلكمة قوية مشحونة بغضبه و غله تجاهه اقترب كارم على الفور يفصل بينهما قبل ان يعود رأفت و يلكمه من جديد :
استاذ رأفت احنا في مستشفى ميصحش كده
رفع رأفت اصبعه بوجهه قائلاََ بغضب :
تغور في ستين داهية من هنا ، لو شوفتك جنب بنتي قسماََ بالله لاقتلك و اشرب من دمك ، الحساب بينا مخلصش اول ما بنتي تخرج من هنا أبواب جهنم هتتفتح عليك يا بن كاميليا
دفع عمار شقيقه قائلاََ بضيق :
امشي يا سفيان من هنا دلوقتي
لكن قبل ان يتحرك اقترب احد الضباط منهم
قائلاََ بجدية :
احنا هنا بخصوص ميان القاضي ، جالنا بلاغ انها اتعرضت لاعتداء و…..
تدخل عمار قائلاََ بجدية :
مظبوط حضرتك هي دلوقتي في العناية و حالتها ما تسمحش انها تتكلم !!!
رأفت بغضب :
اللي عمل في بنتي كده ، قدامك يا حضرة الظابط ، سفيان العزايزي !!!!!!!
…….
……..
بعد مرور عدة أيام كان يجلس بداخل الحبس حيث تم إلقاء القبض عليه بعدما شهد الجميع عليه انه الفاعل و بأعترافه ايضاً
اخذ يعيد حساباته من جديد كم كان مغفلاً احمق عندما سمح لهم بالتلاعب به هكذا دمروا حياته او بالأصح هو من سمح لهم بذلك حقاً لا يعرف بأي عين سيطلب منها السماح على ما اقترفه بحقها
……
بينما على الناحية الأخرى
فتحت عيناها ببطئ سرعان ما عادت و اغلقتها من شدة الضوء ظو بدأت تفتحها مرة أخرى رويداََ حتى اعتادت على الضوء تشعر بألم بشع يجتاح كل خلية بجسدها حاولت رفع يدها لكنها لم تقدر بسبب الجبيرة الملتفة حولها حتى يدها الأخرى نفس الشيء
نظرت لقدمها لتجدها على نفس الحالة ملتفة بجبيرة الذكريات عصفت بعقلها تلك الليلة التي مهما عاشت لن تنساها لقد تعرضت لكافة أنواع الذل و الظلم و القسوة
نزلت دمعة من عيناها يليها المزيد حتى تبللت الوسادة أسفلها و تعالت شهقاتها كانت تبكي و تنتحب بقوة لدرجة انها لم تشعر بالطبيب فارس ما ان دخل للغرفة اكتفى بالصمت و لم يعرف ما يقول كيف يخفف عنها كيف يواسيها
لا توجد كلمات تخفف من وجع فتاة تعرضت لذلك الكم من العنف و القسوة فب ليلة من المفترض ان تكون بداية جديدة لها !!
كم يشفق عليها و يحتقر ذلك الشبيه بالرجل الذي فعل بها ذلك لقد جعل منها حطاماََ
حمحم منظفاََ حلقه ثم ردد بابتسامة لطيفة :
صباح الخير
انتفضت بمكانها و نظرت له ليتابع هو بمرح لعله يخفف عنها :
اما انتوا البنات خميرة عكننة تموتوا في النكد ، ينفع كده واحدة تصحي من النوم بعد أيام طويلة أول حاجة تعملها تعيط
لم تهتم بما قال و سألته بتعجب :
مش انت….اتقابلنا عند كارم صح !!
اومأ لها قائلاََ بابتسامة :
مظبوط انا هو فارس اتقابلنا عند كارم و حضرت فرحك و انا اللي بعالجك كمان !!!
صمتت و نظرت للفراغ بشرود و لازالت دموعها تنساب على وجنتيها سحب مقعداََ ثم جلس بجانبها قائلاََ بابتسامة صغيرة :
اسمحيلي اتدخل و اخد من وقتك خمس دقايق ، هقول كلمتين لو ضايقوكي كأنك مسمعتيش حاجة
اومأت له برأسها بصمت ليتابع هو :
بلاش الضعف اللي انت فيه ده بلاش تستسلمي كده لو مش عشانك يبقى عشان الناس اللي واقفين ورا الباب ده لو تعرفي كام واحد واقف بره مستني بس يطمن عليكي و انك تقومي بالسلامة
تنهد ثم تابع حديثه بشفقة عليها :
انا معرفش ايه الحكاية و ايه اللي حصلك و مش عايز اعرف انا بس عايز اقولك ان مش ده اللي تزعلي عليه و لا حتى تزعلي منه ، اللي تهوني عليه يوصلك للحالة دي اعرفي انك هتهوني عليه طول عمرك ، كفاية انه قتل اب…….
صمت و لم يكمل جملته و لم تكن هي غبية حتى لا تفهم وضعت يدها على رحمها تتلمس مكان موضع الجنين و دموعها تنساب بصمت و حزن قائلة :
خسرته مش كده
اومأ لها بصمت و شفقة انتظر لحظات ثم استأنف حديثه قائلاََ :
اللي حصل صعب بس شوفي الجانب الايجابي من اللي حصل انتي عرفتي اللي قدامك و احمدي ربنا ان الموضوع خلص على كده مش أحسن ما كان ابنك يتولد يلقى اب زي ده ليه و انتي بدل ما تخلصي منه تلاقي اللي يربطك بيه العمر كله
اخرج محرمة ورقية من جيب بنطاله بينما هي تردد بداخلها بغضب كبير و شر :
ابداََ مخلصتش على كده !!!
مد يده بها ناحيتها فأشارت بعيناها نحو يدها المجبرة ليردد هو بحرج :
اسف نسيت ، تسمحيلي
قال الأخيرة و هو يمد يده تجاه وجنتها مجففاََ دموعها التقت عيناه بعيناها للحظات سرعان ما ابتعد بحرج قائلاََ :
انا كنت جاي اطمن عليكي و بصراحة مقدرتش امنع نفسي اني اقولك الكلام ده لأن لما دخلت و شوفت حالتك ، شوفت في عينك واحدة مستسلمة للي حصل و كأنه نهاية العالم ، مع ان العكس ساعات كتير بنكون فاكرين ان احنا خلاص وصلنا لنهاية الطريق و ان دي النهاية بس الحقيقة ان كل نهاية بداية حياة جديدة و بدايتها في ايدك يأما تختاري تكملي في اللي فات او تختاري تبدأي من جديد و كأن الماضي ده معداش عليكي من الأساس
منحها ابتسامة صغيرة ثم وقف قائلاََ :
حياتك في ايدك و انتي اللي بتختاري انتي عاوزة تكملي في ايه و تعيشي ازاي و اخيراََ اسف لو كلامي ضايقك و اسف لو ازعجتك ع الصبح كده بأذن الله تقومي بالسلامة
ثم تابع بمرح و هو يتوجه ناحية الباب :
هتطلع اطمن عليك الجيش اللي بره و شوية و كلهم يدخلوا يطمنوا عليكي
ما ان وضع يده على مقبض الباب اوقفته قائلة :
يا دكتور
التفت إليها فمنحته ابتسامة صغيرة باهتة قائلة :
شكرا على كلامك
ابتسم ثم غادر الغرفة مر وقت قصير و كان الجميع بغرفتها و أولهم عليا التي ركضت نحو ابنتها تقبل كل انش بوجهها بحب و الدموع تنساب من عيناها و هي تردد :
الف سلامة عليكي يا حبيبتي ، الحمد لله انك قومتي بالسلامة و بقيتي بخير
ثم تابعت بقهر و دعاء :
منهم لله اللي كانوا السبب ربنا ينتقم منهم
ابتلع عمار غصة مريرة بحلقة يقف في المنتصف لا يعلم بأي عين سيدافع و يقف بجانب شقيقه ابتلع بضيق دعاء عليا على شقيقه و على جدته لأول مرة بحياته يشعر بالخزى لكونهما عائلته
زجر رأفت عليا بعيناه قائلاََ بعتاب :
عليا احنا قولنا ايه
انتحبت أكثر قائلة بدموع و قهر :
عايزني اشوف بنتي كده و مدعيش على اللي كان السبب في حالتها دي غصب عني يا رأفت
تنهد رأفت بحزن ثم دنى من ابنته مقبلاََ جبينها بحب قائلاََ بصوت مختنق بالدموع :
الف سلامة عليكي يا قلب ابوكي
اقترب سالم هو الأخر مقبلاََ جبينها قائلاََ بحنان :
سلامتك يا غالية
استقبلت كلمات الجميع بابتسامة صغيرة ممتنة لوجودهم لتتفاجأ بحضور كارم حتى والدة لينا المريضة قدمت لأجلها و كذلك قصي و سيلين كم هي ممتنة لتلك المواقف الصعبة التي تبين للأنسان معادن الناس الحقيقة
ردد سالم بقوة :
حقك هيرجع لغاية عندك يا بنتي ، دلوقتي هو مرمي في الحبس و لسه لما تقولي شهادتك و اللي عمله فيكي ده غير اللي لسه هيحصله
رددت ميان بصدمة :
سفيان في الحبس !!!
اومأ لها رأفت قائلاََ :
ايوه تاني يوم علطول من دخولك المستشفى و هو في الحبس ، الظابط على وصول عشان ياخذ أقوالك
صمتت ميان و بالفعل مر وقت قصير جداََ و حضر الضابط و بعد ان أخذ أقوالها غادر لتمر لحظات و كان رأفت يندفع لغرفة ابنته قائلاََ بغضب :
انتي جنسك ايه بعد كل اللي عمله فيكي بردو طلعتيه من الحبس و اتنازلتي عن حقك ، عندك كرامة و دم زي البشر و لا ايه بالظبط اللي بيجري في عروقك ده ايه
ألمتها كلمات والدها و أدمت قلبها خاصة انه نطق بها أمام الجميع الذي دخلوا خلفه ليهدؤه نفت برأسها قائلة بغموض و نظرات عتاب له :
طلعته من الحبس اه لكن اتنازل عن عن حقي مش هيحصل يا بابا !!!!
……..
باليوم التالي خرج سفيان من القسم متوجهاً حيث تلك المرأة ليكون اول لقاء بينه و بينها بعد سنوات طوال اسئلة لا اجابة لها سوى عندها
– سفيان !!
قالتها كاميليا بصدمة ما ان فتحت باب غرفتها بالفندق الذي تقيم فيه حالياً بعد ان طردتها عاليا و رأت سفيان أمامها
افسحت له المجال ليدخل و ما ان أغلقت الباب اقتربت منه كادت ان تحاوط وجهه بيدها قائلة بحنان زائف :
ابني حبيبي
لكنه تراجع للخلف غير سامحاً لها بلمسه مردداً بسخرية مريرة وعدم تصديق :
ابنك !! ، بجد انا ابنك طب انتي متأكدة انك شلتيني في بطنك تسع شهور متأكدة انك أمي وأنا ابنك !!
صمتت ولم تجيب فقط ستأخذ دور للمستمع حتى تعرف ما سبب زيارته ولما يقول هذا الحديث وخاصة الآن بالتحديد فتابع هو بعدم تصديق :
لو انتي أمي فعلاً ، جالك قلب ازاي تعلمي في ولادك كده دمرتي حياتي وحياة عمار عشان ايه !!!
ثم صرخ عليها بغضب و قهر :
عشان الفلوس يا شيخة ملعون ابو الفلوس اللي تخلي أم تعمل في ولادها كده ، ذنبه ايه عمار عشان تدمريه وهو لسه في بداية حياته ، انا ذنبي ايه تخدعيني كل السنين دي ، ميان ذنبها ايه يحصلها كده ، بعدتيني سنين عن الوحيدة اللي حبيتها من قلبي ليه
ثم أشار بيده نحو قلبها قائلاً بغضب :
هنا مستحيل يكون فيه قلب زي البشر هنا في حجر فيه سواد بس
رددت كاميليا بقهر ينهش قلبها منذ زمن :
هنا فيه قلب بيحس وبيتوجع وبيحب بس هما استكتروا عليه كده
– هما مين !!
رددت بسخرية مريرة :
كلهم ، انت ملكش ذنب ولا عمار ليه ذنب ولا حتى ميان ولا ابوك كان ليه ذنب ، الذنب ذنب عمك و كوثر وفريدة الذنب ذنب ابويا وذنب عليا ورأفت كلهم السبب !!!
سألها بغضب :
طالما ملناش ذنب ليه كده ، محدش فيهم اتسبب ليكي في اذى عشان تقولي عليهم كده الذنب ذنبك انتي وبس
سألته بغضب وغل :
تعرف منين اذوني ولا لأ اللي بتدافع عنهم دول اخدوا مني أجمل سنين عمري وعشت حياتي كلها في وجع بسببهم
صرخ عليها بغضب واشمئزاز :
مفيش أم تأذي ولادها و تعمل فيهم كده مهما كانت اسبابك مش هقبلها ولا عمري هقبلها اللي زيك متستاهلش تكون أم ولا زوجة ولا أخت اللي زيك متستاهلش تكون بني ادمة اصلاً
ابتسمت قائلة بتهكم :
ماتشوفش نفسك اوي عليا كلكم وحشين واسود من جوه بس الفرق اني كنت صريحة حتى انت نسخة مني تصرفاتك كلها كأني انا بالظبط اللي انا عملته في شريف انت عملته مع ميان وخالتك أنا وانت نسخة من بعض بس انا على اسوأ شوية
ثم تابعت بسخرية :
عمار هو اللي شبه ابوك في كل حاجة مخدش حاجة مني زيك ويمكن ده من رحمة ربنا بيه
نظر لها بغضب كبير لتفاجأه بذلك.السؤال :
نرمين فين يا سفيان !!!
رد عليها بغضب :
في المكان اللي تستحقه ولولا انك للأسف أمي كان زمانك معاها ومكنتش هرحمك
رفع اصبعه بوجهها قائلاً بغضب وتحذير :
مش عايز اشوفك ولا المحك ابعدي عن حياتي قسماً بالله المرة الجاية ما هرحمك وجربي كده وشوفي اللي هيحصلك
قال ما قال ثم غادر صافعاً الباب خلفه بقوة تاركاً اياها في تساؤلاتها وخوفها من القادم !!!
…….
بالمستشفى فتحت عيناها ببطيء عندما شعرت بيد تتلمس خصلات شعرها بحنان و كذلك وجهها لتحتد نظراتها ما رأت الفاعل ” زاهر ” فصرخت عليه بغضب :
انت بتعمل ايه هنا ، اطلع بره !!
اقترب منها قائلاََ بصوت خفيض :
حبيبتي وطي صوتك متخافيش مني ، انا بش كنت جاي اطمن عليكي وحياتك عندي حقك هيرجع هخليه يتمنى الموت ع اللي عمله فيكي
ثم تابع بعتاب :
شوفتي اختيارك الغلط وصلك لفين و هو عمل فيكي ايه الغبي لو انا مكانه عمري ما كنت هعمل فيكي كده ابداََ انا بحبك و هو لأ
صرخت عليه بغضب :
تولع انت و هو في ساعة واحدة غور بره اطلعوا من حياتي بقى
رددت بضيق :
انا مش هرد على كلامك ده عشان عارف انك متضايقة من اللي حصل ، بس ليه تكرهيني انا عمري ما اذيتك بالعكس انا اكتر واحد بيحبك في الدنيا دي كلها ادي لنفسك فرصة بس تعرفيني و انا متأكد انك هتحبيني زي ما بحبك بالظبط
قال الأخيرة بصوت حزين متوسل فصرخت عليه بغضب :
اللي زيكم ميعرفوش الحب واحد بحقارتك دي و قلبك الأسود و عمايلك عمر ما يكون في قلبه ذرة حب لأن الكره و الحب ميجتمعوش مع بعض
صرخ عليها بغضب :
انا وحش و زبالة بس تعرفي ايه عني اصلا ، تعرفي عشت ايه و لا شوفت ايه دخلتي جوه قلبي عشان تحكمي عليه انه مش بيحب و لا يعرف الحب ، انا حبيتك و دي حقيقة لازم تتقبليها و يكون كويس لو تتقبليها بسرعة لأن مم هنا و طالع هكون جزء من حياتك مش هتغيبي عن عيني لحظة و قريب اوي هتكوني ليا يا ميان
صرخت عليه بغضب :
اطلع بره و مش عايزة اشوف وشك تاني ، ده انا اموت و لا أكون لواحد زيك
كاد ان يرد لكن باب الغرفة فتح و دخل منه فارس الذي كان يمر من أمام باب الغرفة و سمع لصوت صراخهم العالي
قطب جبينه قائلاََ بجدية لميان :
في حاجة !!
تدخل زاهر قائلاََ بحدة :
انت مالك روح شوف شغلك و غور من هنا
رفع فارس حاجبه ثم دخل للغرفة ليقف امامه قائلاََ بتحدي :
لو ما شوفتش شغلي و غورت من هنا ايه اللي هيحصل يعني !!
ردد زاهر بغضب :
هيكون اخر يوم ليك في المخروبة دي انت مش عارف انا مين بتلفون واحد مني ارميك بره
فارس بتهكم :
لو تعرف اعملها بس يا ترى في واحد بيتطرد من حاجة ملكه !!!!!
ثم ردد بتحدي :
فارس الحسيني صاحب المستشفى !!!
ردد زاهر بغضب :
حصلنا الرعب
ابتسم فارس بزاوية شفيته و تجاهل الرد عليه ثم نظر لميان قائلاََ بهدوء :
الأخ مضايقك في حاجة !!
رددت بضيق :
خرجه بره من فضلك
اومأ لها بصمت ثم أشار بيده للباب لزاهر حتى يخرج لكن الأخر بقى بمكانه ينظر له بتحدي فردد فارس بهدوء :
طول عمري بكره العنف و مش بحب الأسلوب ده بس شكلي هستخدمه معاك ، قدامك حلين ملهمش تالت يا تخرج بالذوق يا تخرج و كرامتك ممسوح بيها الأرض و بقضية كمان
نظر زاهر لميان بعتاب و لذلك المستفز بغضب كبير فقد فهم مغزى كلمات الأخر و ما سيفعله ان رفض الرحيل فغادر مرغماََ لكن قبل ذلك ردد بغضب و بتوعد كبير :
حسابي معاك بعدين و هتشوف !!
ردد فارس بسخرية و تحدي :
لأ ما هو انا ما بشوفش الزبالة بتقرف !!!
ابتسمت ميان بخفوت فغادر زاهر بغضب صافعاََ الباب خلفه بقوة ليردد الأخر بضيق :
المفروض تجيب معطر على حسابك يضيع ريحة الزبالة دي ، ده لو راحت كمان
استمع زاهر لما قال ازداد غضبه أكثر بينما ميان ضحكت بقوة التفت فارس لها مبتسماََ بخفوت ثم ردد بعد لحظات صمت من تأمله لها :
تاني مرة لو حد ضايقك اضغطي هنا الممرضة هتكون عندك علطول
تنهدت قائلة بسخرية :
ياريت مرة بس حضرتك تاخد بالك ان أيدي الاتنين خارج نطاق الخدمة
ضحك بخفوت ثم استأذن منها و غادر لعمله بينما هي نظرت للفراغ بشرود تفكر في القادم و كيف ستجعلهم يدفعون ثمن ما حدث لها !!!
………
بعد وقت بالمستشفى خارج الغرفة كانت همس تجلس بجانب لينا التي تنظر للفراغ شاردة سألتها همس :
مالك حاسة انك متغيرة بقالك يومين و بتتعاملي مع عمار بطريقة غريبة و بتتهربي منه هو عملك حاجة ، انتوا متخانقين سوا
نفت لينا برأسها لتسألها همس :
أومال ايه مالك !!
تنهدت همس قائلة بحزن :
انا خايفة اوي يا همس ، أنا بحب عمار بس بعد اللي حصل من سفيان و جدته بقيت أخاف منه ، خايفة يكون زيهم و خايفة يوجعني و يحصل فيا اللي حصل في ميان
ردت عليها همس بجدية :
أسئلة زي دي عمرها ما هتخطر في بالك لو انتي بتحبي عمار و واثقة فيه
لينا بحزن و صوت مختنق بالدموع :
بحبه و بثق فيه بس خايفة و ده غصب عني اي واحدة مكاني هتخاف
ردت عليها همس برفق :
اي واحدة مكانك هتحمد ربنا انها لقت حد زي عمار بيحبها و افتكري دايماََ انه عشان يحميكي حتى من نفسه سابك كان عايز الأفضل ليكي تفتكري واحد زيه ممكن حتى يفكر يأذيكي
نظرت لينا للأسفل فربتت همس على كتفها قائلة :
طلعي الأفكار دي من دماغك صوابعك مش زي بعضها يا لينا والله انتي و عمار تستاهلوا بعض شبه بعض في كل حاجة
اومأت لها لينا قائلة بصدمة عندما وقعت عيناها على يد همس:
انتي مش لابسة دبلتك ليه !!
همس بغضب :
رميتها في وشه
لينا بتساؤل :
ليه حصل ايه بس !!!
قضت عليها همس ما حدث فعاتبتها لينا:
حذرتك انا و ميان من الأول بس مسمعتيش مننا دي اشارة ليكي يا همس عشان متاخديش الخطوة دي و الحمد لله انكم لسه ع البر و انها مجرد خطوبة
اومأت لها همس بصمت فضحكت لينا بخفوت قائلة :
عارفة الإنسان ده غريب اوي دايماََ بيجري ورا الحاجة اللي بتتعب قلبه رغم ان راحته و سعادته قدام عينيه
– ليه بتقولي كده
تنهدت لينا قائلة :
انتي كارم رهن اشارة منك و مع ذلك مش حاسة بيه وعايزة واحد غيره وميان نفس الشيء اياد فضل يجري وراها و مع ذلك مكنتش شايفة حد غير سفيان دايماََ الإنسان بيجري ورا اللي تاعبه مع ان راحته بتبقى قدامه بس مش بيبقى شايف كده
اومأت همس برأسها قائلة بسخرية :
عندك حق
……..
صعد لغرفته ليبدل ثيابه التي بقت عليه لأيام طويلة بعد كل ما فعله بها تثبت له أنها الأفضل لقد تنازلت عن المحضر حتى يخرج من السجن
ما ان دخل لغرفة الملابس التقط بيده ذلك الدفتر الملقي أسفل الخزانة ويظهر جزء منه، ذلك الدفتر يعرفه لقد أهداه لها بآخر عيد ميلاد حضره معها ، جلس على المقعد يفتح أول صفحاته ليتفاجأ بصورة تجمعه بها أمام كعكة عيد ميلادها تبتسم بسعادة كذلك هو بكى بقوة والندم ينهش قلبه مع كل كلمة يقرؤها بمذكراتها التي تكتب بها كمْ تحبه وتلومه على قسوته عندما توصل لتلك الصفحة المدون أعلاها ذلك التاريخ أنه يوم زواجه بنرمين الورقة مجعدة يبدو أنه ابتلت ثم جفت توقع أنها دموعها خاصة مع كلماتها التي آلمت قلبه مسح دموعه بظهر يده لكنها تعود وتنساب من جديد بقهر يتمنى حق أن يعود الزمان للوراء يتمنى لو لم يكبر أبدا ليتهما ظلا كما هما بالسابق ، بكى بقوة صارخ بعلو صوته آآآه
مرددا بداخله ” ليتنا لم نكبر يوما ” 💔
……..
– خير
قالتها همس بحدة ما ان فتحت باب المنزل لتجد يزن أمامها
ردد بجدية :
البسي و تعالي عايز اتكلم معاكي
ردت عليه بحدة :
مش فاضية و مفيش كلام بينا يتقال يا دكتور ، غير عن الدراسة و احنا في اجازة دلوقتي
زفر بضيق قائلاََ بغضب :
همس ردي عدل و اتكلمي معايا بأسلوب كويس ، انا جاي لحد عندك بطلب منك بذوق عايز اتكلم معاكي
همس بحدة :
وانا رديت وقولت مش فاضية
زفر بضيق قائلاََ بنفاذ صبر :
همس
صرخت عليه بغضب :
جاي ليه عشان تعايرني بوضع انا قبلته بعد ما انت طلبت مني فرصة وانا عطيتها ليك واخرتها تعايرني بيها ، ليه ده انت اللي طلبتها و لا كنت انا اللي جريت وراك و قولتلك تعالي اطلب ايدي و اخطبني
ظهر بتلك اللحظة كارم من خلفه قائلاََ بحدة :
في حاجة يا همس صوتك عالي ليه !!!
جاء ايضاََ والدها و والدتها من خلفها ليردد عاصم بتساؤل :
صوتك عالي ليه يا همس ، انتوا بتتخانقوا !!
يزن بضيق :
مفيش يا عمي سوء تفاهم بعد اذنك ممكن اتكلم مع همس شوية لوحدنا
كادت ان تعترض لكن اومأ له عاصم قائلاََ لزوجته :
هبة خديهم الصالون
ثم تابع حديثه قائلاََ لكارم الذي ينظر ليزن بغضب و خوف كبير بداخله من ان يستطيع ذلك الطبيب اقناعها بالعدول عن قرارها و العودة له من جديد !!
– تعالى معايا ع المكتب
……
كانت تجلس امامه تحرك قدمها بعصبية شديدة ليردد هو بهدوء :
ممكن تهدي شوية عشان نعرف نتكلم
ردت عليه بعضب :
قولتلك مفيش حاجة نتكلم فيها دبلتك معاك و الباقي هطلع اجيبه و الخطوبة دي فضيناها خلاص
يزن بعتاب :
مش اتفقنا تصبري عليا تستحمليني مش من يوم و ليلة هنسى ، انا….
قاطعته قائلة بغضب :
استحملت و صبرت بس انت مشلتش ده ليا بالعكس عايرتني بيه و شايف اني طالما قبلت بالوضع من الأول أكمل عليه و اسكت
تنهد قائلاً بضيق :
لما خيرتك بينا اختارتيه هو
رددت بحدة :
زي ما انا خيرتك بيني و بينها و اختارتها هي
نفى برأسه قائلاً بضيق :
صعب انسى في فترة قليلة كده ، لكن بردو انا اخترتك و عايزك عشان كده جيت انهاردة ومتمسك بيكي يا همس
لم تقتنع بكلامه فرددت بضيق :
بتقول كلام و تعمل عكسه
يزن بحزن :
بسمة بالنسبة ليا حاجة كبيرة اوي صعب اتخطاها خصوصاً انها ماتت بسببي لولا ان هي اللي ساقت بدالي كان زماني انا اللي ميت وهي لسه عايشة ، غصب عني والله يا همس انا محتاج منك تساعديني وتقفي جنبي انتي من أول موقف بعدتي مش اتفقنا من الأول تستحمليني لحد ما اقدر اتخطاها
ردت عليه بحدة :
اتفقنا استحملك اه انما متفقناش تعايرني بكده انا بعدت من أول موقف بس انت اللي بدأت الأول بالمعايرة و خليك عارف كويس اوي انك مش لاوي دراعي ومش ماسك عليا حاجة عشان أقبل بالوضع ده فلو هنبندي بمعايرة يبقى المفروض انا اللي اعاير مش انت لأن انا اللي قبل بيك بالوضع ده مش انت
ردد بضيق و رمقها بنظرات حادة غاضبة :
همس !!
رفعت اصبعها بوجهه قائلة بحدة :
متبصليش كده انا اللي بقوله صح وانت عارف كده كويس انا لسه متخلقش اللي يعايرني ويكلمني كده واسكتله مهما كنت عندي ايه هرد عليك الكلمة بعشرة وهقفلك ابويا رباني السنين دي كلها عشان تيجي انت تكلمني كده واحنا لسه ع البر اومال قدام هتعمل ايه ، الحكاية بانت من اولها خلاص النهاية هتبقى ايه فأنا بنسحب عشان مش بايعة نفسي
ردد برجاء ان لا تخذله :
همس بلاش تتسرعي فكري انا مح…..
قاطعته قائلة بضيق :
تسرعي كان من الأول لما قبلت بكده بس مش مشكلة محدش بيتعلم ببلاش
تنهد ثم وقف قائلاً بضيق :
كنت فاكر هيكون نفسك طويل عن كده و هتكوني جدعة معايا وتوفي باتفاقنا من الأول بس كنت غلطان
همس بتهكم :
أنا كمان كنت غلطانة من الأول بس في حق نفسي مش في حقك
غادر يزن غاضباً ليتقابل بالأسفل مع كارم تبادل الاثنان النظران للحظات فغادر يزن اولاً بغضب تاركاً كارم يتنهد براحة اخيراً وقد علم من هيئة يزن أنها رفضت العودة له !!
……..
مر ما يقارب الشهر على الجميع شهر بالكامل قضته بداخل المستشفى حتى شفيت تماماََ بقت تلك المدة بأمر من جدها و والدها لقد حاول سفيان رؤيتها طوال ذلك الشهر تعلم لكن جدها و والدها وقفوا لها بالمرصاد لم يجعلوه يرى طيفها حتى
ارتدت ثيابها ثم نظرت لهيئتها بالمرأة اختفت الكدمات تخلصت من جبيرة يداها و كذلك قدمها دخلت لتلك المستشفى محطمة منكسرة و ستخرج منها أقوى من السابق لن تفكر بأحد !!
لن تجعل من فعل بها ذلك يفلت من العقاب سيطول الجميع انتقامها !!
خرجت همس من المرحاض تجفف وجهها و ما ان رأت ميان تقف هكذا شاردة رددت بحزن :
عشان خاطري يا ميان انسي اللي حصل و بلاش تفكري في اللي فات انا عارفة انتي ناوية على ايه ، ناوية تنتقمي منه ، كفاية اللي حصلك بسببهم خليكي بعيد بقى ، المرة دي نجيتي من الموت بأعجوبة يا عالم المرة الجاية في ايه
نفت ميان برأسها قائلة بغل :
المرة الجاية هما اللي هيروحوا ع الموت برجليهم مش انا ، مش هطلع خسرانة تاني و مش هعمل حساب لحد من انهاردة ، راعيت مشاعره و خبيت جوايا أسرار و اتحملت عشانه و في الأخر عمل فيا كده شاف مني الحب و التضحية لكن من الساعة دي كل اللي هيشوفه مني الكره و بس عندي استعداد اعمل اي حاجة بس اشوفه مذلول و مقهور
ثم تابعت بدموع لمعت بعيناها و قهر :
عمري ما هنسى رميته ليا تحت رجلين ابويا و امي بالمنظر ده و لا هنسى كلامه ليا عمري ما هنسى لما قالي بعد كده مش هتقدرى ترفعي عينك في عيني ، كسرني و ذلني و هكسره و اذله
همس بحزن :
انتي كده بتدمري نفسك ، انسي….
قاطعتها ميان قائلة بغضب :
متقوليش انسي ، انتي لو مكاني مش هتنسي هو مخبطش فيا بالغلط و النسيان مش بالساهل هقول هنسى فهنسى
ثم تابعت بصوت مختنق بالدموع :
انا فيه نار جوايا ربنا بس العالم بيها موجوعة و مكسورة و عايزة اخد حقي ناري مش هتهدى غير لما يدوق اللي انا دوقته يا همس
احتضنتها همس بقوة فبادلتها ميان العناق و اخذت تبكي بقوة حتى تعالى صوت نحيبها دخلت لينا الغرفة فأدمعت عيناها لبكاء ميان الذي يمزق القلوب اقتربت منهما تتشارك معهما العناق حزينة على حالتها
……..
– نورتي بيتك يا بنتي
قالتها عليا بسعادة لابنتها ما ان دخلوا للمنزل فمنحتها الأخرى ابتسامة صغيرة باهتة
كاد والدها ان يساعدها على الصعود بسبب قدمها التي مازالت تؤلمها قليلاً و لم تتعافى كلياً لكنها اوقفته قائلة بهدوء :
هعرف اطلع لوحدي
ما ان صعدت واستمعت عليا لصوت اغلاق باب غرفتها نظرت لرأفت مرددة بحزن :
وبعدين يا رأفت حالتها ما تطمنش الكلمة بتطلع منها بالعافية وعلطول ساكتة انا خايفة عليها اوي
ربت رأفت على كتفها قائلاً بهدوء زائف :
اهدي يا عليا اللي هي فيه ده طبيعي مش بالساهل هتنسى وتعدي
رد سالم بجدية :
خلينا كلنا نبقى حواليها منديش ليها فرصة تقعد مع نفسها وتفكر في اللي حصل
اومأ له الاثنان بحزن فتابع هو :
يلا خليهم يجهزوا الغدا وانا هطلع اشوفها واجيبها عشان نتغدا سوا
– مليش نفس
قالتها ميان رافضة تناول الطعام ليبتسم سالم قائلاً :
بس جدك مكلش حاجة من امبارح و لازم ياخد علاجه تعالي كلي معايا عشان تفتحي نفسي
سألته بغته وبدون مقدمات :
حاجتي جت من بيته ولا لأ يا جدو !!!
نفى برأسه قائلاً باستنكار :
لأ لسه انت عايزاهم في ايه تولع بكره يكون عندك الأحسن منها
صمتت ولم تجيب فتنهد سالم قائلاً :
سكوتك مش مطمني بتفكري في ايه
ابتسمت بسخرية قائلة بغموض :
الكلام كله خلص مبقاش فيه حاجة تتقال العتاب و اللوم وقته فات خلاص دلوقتي وقت الفعل !!!
سألها بتوجس :
بمعنى….ناوية على ايه !!!
نظرت للفراغ قائلة بنظرات كلها توعد :
مش خير ، أكيد مش خير يا جدو
……..
باليوم التالي صعدت همس برفقة عليا حيث غرفة ميان بعد تبادل الحديث القصير طلبت ميان من والدتها بتهذيب :
من فضلك يا ماما ممكن تسبينا مع بعض شوية
اومأت لها عليا ثم غادرت بصمت وما ان اغلقت الباب سألتها همس بفضول:
في ايه
توقفت ميان قائلة بجدية :
هننزل سوا مشوار مع بعض بس لو سألوكي رايحين فين قولي هننزل نتمشى شوية و راجعين
– طب ليه !!
تنهدت ميان قائلة بتحذير :
عايزة منك حاجة بس قبل ما اتكلم لو كلمة طلعت منك بره هتكون اخر علاقتي بيكي يا همس
اومأت لها همس فبدأت ميان تسرد عليها ما تريد باختصار انتظرت رد همس لتجد الصمت فقط فسألتها :
ساكتة ليه !!
رددت همس بعد صمت :
لو قولتلك رافضة ايه اللي هيحصل هتسمعي رأيي
نفت ميان برأسها قائلة بتصميم :
لأ اللي هعمله مفيش فيه راجعة
تنهدت همس قائلة بحيرة :
أنا بين نارين يا ميان هما اه يستاهلوا بس انتي كده هتدخلي في طريق وحش يا عالم ايه اخرته
ميان بغل:
مش فارقة المهم اخد حقي قسماً بالله لأخليه هو اللي ميقدرش يرفع عينه في عين اي حد بعد اللي هيحصله كل اللي حصل الليلة دي هيترد ليه اضعاف
همس برجاء :
ميان اللي يخليكي كفاية بقى
ردت عليها بغضب :
مش كفاية يا تبقي معايا يا لأ
ثم تابعت بتحذير :
بس لو لأ زي ما قولتلك لو كلمة طلعت بره هيكون اخر علاقتي بيكي
تنهدت همس بعمق ثم صمتت للحظات قبل ان تقول بضيق :
معاكي يا ميان و ربنا يستر !!
بعد وقت قصير كانت ميان تجلس بجانب همس التي تقود السيارة و تسألها بحيرة :
عنوان مين ده
صمتت ميان طوال الطريق وما ان وصلت لوجهتها سألتها همس :
طب ع الأقل أعرف انا فين !!!
ميان بصرامة وهي تشير بيدها ناحية شخصاً ما :
امشي وراه من غير ما تخليه يحس
ثم تابعت بجدية :
ده دراع سفيان اليمين بيعتمد عليه في كل حاجة ، اكيد هيروح عند نرمين يا هو يا سفيان لأن سفيان مش بيثق غير فيه ومكانها مش هيتعرف إلا من هما الاتنين
همس بسخرية :
ما يمكن يكون مروح بيته او رايح لمكان تاني
نفت ميان برأسها قائلة :
تؤ بيت ايه اللي يروحه في عز النهار غير كده ما بيقفارقش سفيان لحظة و المكان اللي بيروحوا سفيان لازم هو يكون موجود فيه سفيان دلوقتي في الشركة وكلفه يروح ليها بداله
همس بتعجب :
عرفتي منين !!
ميان بضيق :
عرفت وخلاص مش لازم ندخل في تفاصيل و بلاش اسئلة كتير يا همس
بعد وقت توقفت السيارة على جانب الطريق بعيداً قليلاً عن سيارة الأخر فرددت همس بقلق :
المكان هنا مقطوع خالص يا ميان
نزلت ميان من سيارتها بعد ان قالت :
عايزة تنزلي حصليني مش عايزة استني هنا
نزلت همس خلفها و بحذر تقدم الاثنتان من ذلك المتسودع القديم الذي نقش عليه من الخارج انه تابع لشركات العزايزي المخزن خالي من الخارج لا يوجد رجال اقتربت ميان من احد النوافذ الزجاجية المفتوحة لترى ما بالداخل لتتفاجأ بنرمين ملقاة ارضاً بينما الرجل يحقنها بشيردء ما في يدها رأت من مكانها حوالي أربعة رجال متواجدين بالمكان سحبت همس من يدها ثم غادروا المكان فسألتها همس :
ناوية على ايه
ردت عليها ميان بغموض :
اطلعي دلوقتي على…….. وانتي هتعرفي
زفرت همس بضيق من ميان وصمتها الذي يثير غضبها وفعلت ما قالت بعد وقت كانت تقف برفقة ميان التي تتحدث مع ذلك الرجل الذي يرتسم الأجرام على ملامح وجهه أخذت تنظر له باشمئزاز تحول لصدمة عندما بدأت ميان تسرد عليه ما يجب ان يفعل ليرد عليها الآخر بطمع :
امرك يا هانم ، بس الفلوس مش قليلة
ردت عليه ميان بصرامة :
لو كل حاجة مشيت صح الفلوس هتزيد و حلاوتك محفوظة لوحدها بس خلصلي الموضوع ده
زي ما اتفقنا
رد عليها بسعادة:
من عنيا يا ست هانم انتي تؤمري أمر
سألتها همس بصدمة ما ان غادر الرجل :
ايه اللي انا سمعته ده وانتي تعرفي الأشكال دي منين اصلاً انتي بجد ناوية تعملي كده
ميان ببرود :
هو مش خد دفعة من الفلوس ومشي قدامك يبقى فعلا هعمل كده
همس بصدمة :
اتغيرتي يا ميان اتغيرتي اوي
ميان بتهكم :
البركة فيهم ، المهم محدش يعرف حاجة الموضوع يفضل بيني وبينك لولا ان مش هعرف اخرج لوحدي مكنتش عرفت حد باللي هعمله
غادرت همس بالسيارة تشعر بالغيظ و الضيق من تصرفات ميان وصمتها الدائم لقد تغيرت مئة و ثمانون درجة عن السابق !!
…….
باليوم التالي كانت ميان تراقب هاتفها ما ان وصلت رسالة لها ابتسمت بتوسع عندما رأت الصورة التي ارسلت إليها سرعان ما هاتفت ميان زاهر الذي أجاب على مكالمتها على الفور بلهفة وعدم تصديق :
ميان انتي بجد بتكلميني !!
غصبت نفسها على التحدث مع بهدوء و أدب :
أنا عايزة اشوفك ممكن
رد عليها فوراً وبدون تفكير :
ده ممكن اوي ده انا اللي نفسي اشوفك انتي مش متخيلة وحشتيني ازاي
رت عليه بهدوء :
أنا في شقتنا اللي في……هستناك عايزاك في موضوع ضروري جدا ، موافقة على جوازي منك بس بشرط
سألها بصدمة ولهفة :
ايه هو !!
ردت عليه بغموض قبل ان تغلق الهاتف :
لما اشوفك هتعرف ، مستنياك !!!!
……
أغلقت معه الهاتف لتأتيها مكالمة من الرجل يخبرها :
كله تمام يا هانم هي موجودة دلوقتي في المكان اللي قولتي عليه مستنين الراجل يوصل زي ما قولتي
– هو على وصول مش عايزة اي غلطة
أغلقت معه الهاتف لتردد همس بضيق :
أنا مش عارفة ازاي طاوعتك لو البلطجي ده اتمسك فكرتي هيحصل ايه مش وارد جداً يعترف عليكي
ردت عليها ميان ببرود :
مش هيحصل
زفرت همس قائلة بضيق :
ربع ثقتك دي بتتكلمي ببرود ولا كأن فيه كارثة هتحصل شوية كده
ابتسمت ميان بزاوية شفتيها قائلة بثقة :
كارثة ليهم مش ليا !!!!!!
…….
بعد وقت ليس بقصير بداخل مكتب سفيان بشركته
– يعني ايه !!!
قالها سفيان بغضب وصراخ على أحد رجاله الذي زف إليه خبر هروب نرمين وتعرضهم لهجوم من رجال آخرين
أخفض الآخر وجهه قائلاً بخزى :
مقدرناش عليهم يا باشا العدد كان كبير زي ما يكونوا حافظين المكان شبر شبر
صرخ عليه بغضب وعصبية شديدة :
غور من وشي وقبل ما الليل يليل تكون بنت….دي تكون عندي فاهم
لكن قبل ان يغادر الرجل دخلت سكرتيرته برفقة احد الرجال الذي صافح سفيان قائلاً :
رمزي عبد التواب كنت عاوز حضرتك في موضوع
سأله سفيان بفضول :
بخصوص ايه !!
رد عليه الآخر بحرج :
بخصوص زوجتك نرمين انا آسف ع اللي هقوله لحضرتك بس المدام بتاعتك موجودة عندنا في القسم !!
قطب سفيان جبينه وسأله بصدمة :
قسم !!!
اومأ له قائلاً بحرج :
من حوالي ساعة تم القبض عليها بوضع مخل مع رجل الأعمال زاهر تمَام في شقة في…… !!!!!!
……..
بعدما حدث اشيع الخبر بين جميع الموظفين بالشركة لقد تم القبض على زوجة المدير بوضع مخل لم يقف انتشار الخبر إلى هنا فقط بل بسوق العمل و أصبح الجميع يعلمون بذلك الخبر بعدما تم نشره بعدة صحف كبيرة و على مواقع التواصل الاجتماعي اسهم شركته انخفضت بيوم و ليلة و اصبح علكة بأفواه الجميع
كل ما استطاع فعله انه رفع قضية ” زنا ” عليها لقد تم سجنها هي و زاهر بينما هو يحبس نفسه بمنزله منذ الأمس لا يقدر على مواجهة اي احد
تذكر جملته لها بتلك الليلة :
بعد اللي حصل مش هتقدري ترفعي عينك في عيني لو عندك شوية كرامة متخلنيش اشوف وشك تاني
نزلت دموعه بقهر أنها سخرية القدر أصبح هو الذي لا يقدر على رفع عيناه بعيناها يتهرب من لقائها للآن كرامته هي التي دهست بعدما حدث
………
أخذت فاطمة تنقل بصرها بين كلاً من فارس وكارم كلا منهم شاردا بعالمه الخاص حيث كان كارم ينظر للفراغ شاردا يظهر على وجهه الهجوم عكسه تماماً كان فارس الذي كان ينظر للفراغ وعلى شفتيه ابتسامة صغيرة و هو يتذكر موقف صغير مر عليه من قريب مع ميان
Flash back
كعادته كل يوم يمر عليها في الصباح طوال من مكوثها بالمستشفى لمده شهر فبأحد الايام دخل عليها يحمل بيده صندوقاً صغيراً يحوي بداخله قطة صغيرة كان الصندوق مغطى بقماشة حريرية فلم ترى ما بداخله
لكنه اقترب منها قائلاً و هو يضع الصندوق على قدميها :
هدية بسيطة تسليكي طول ما انت قاعدة في المستشفى
قطبت جبينها و رفعت الغطاء من على الصندوق بتوجس و هي تتمنى ان تكون ظنونها خطأ توسعت عينها بفزع عندما ابصرت ما بداخله الأحمق بماذا جاء لها انها لديها فوبيا من القطط !!
صرخت بفزع ثم القت الصندوق بيدها قائلة بخوف شديد و هي تشير للصندوق الذي سقط ارضاً :
ايه اللي انت جايبه ده
تعجب من ردة فعلها قائلاً بضيق :
في حد يرمي الحاجة كده انا غلطان يعني عشان فكرت فيكي وجبت ليكي هدية تسليكي طول ما انت قاعدة في المستشفى
اشارت بيدها نحو الصندوق قائلة وغضب و خوف : هو اللي يجيب هدية مش يسأل اللي قدامه بيحب ايه رايح تجيبلي قطة وانا عندي فوبيا من القطط العقل زينة فعلاً
جز على اسنانه قائلا بغضب من كلماتها الاخيرة : شكراً يا محترمة
لم تهتم بنبرة السخرية التي في صوته فأشارت نحو الصندوق قائلة بخوف شديد :
خرج الصندوق ده بره
جذب الصندوق بحدة غاضباً مغتاظاً منها صافعاً الباب خلفه بقوة لتتنفس الأخرى بارتياح
Back
ضحك بخفوت و هو يتذكر هيئتها حينها سأله كارم بفضول :
بتضحك على ايه !!
نفى فارس برأسه قائلاً :
مفيش
ثم تابع بتردد :
مش واجب نروح نزور ميان
كارم بهدوء :
ابوها عازمنا مع كل اللي كانوا معاه في المستشفى ع الغدا بكره
اومأ له فارس بصمت و تابع كلاهما تناول طعامه في صمت كلاً منهما شارداً فيما يخصه !!
………
باليوم التالي
استقبل رأفت و سالم الجميع همس و والديها ولينا برفقة والدتها كذلك عمار وكارم و فارس و يزن لقد قام بدعوة كل من سانده بالأيام الماضية
بعد وقت كان الجميع يجلسون بغرفة المعيشة فسألت همس عليا :
هي ميان فين !!
تنهدت عليا قائلة بحزن :
في اوضتها مش بتطلع منها خالص ، بالعافية كمان بترضى تاكل
تنهدت همس بحزن كذلك لينا التي رددت بابتسامة حزينة على حال رفيقتها :
هنطلع نشوفها
كان يزن و كارم يتبادلون النظرات بضيق بينما فارس يتبادل الحديث مع رأفت و عمار مر وقت قصير ثم نزلت همس و لينا و خلفهم ميان التي اقنعوها بصعوبة حتى تنزل صافحة الجميع ثم جلست بجانب جدها تنظر للأسفل بصمت غير مهتمة للمشاركة بحديثهم تشارك فقط بكلمات قليلة مقتضبة
كان فارس يتابعها بعينيه من حين لأخر مشفقاً عليها بعد وقت من تناول الطعام طلبت ميان التحدث مع كارم و همس بمفردهم لتسأله على ما طلبته منه منذ أيام ليخبرها ان كل شيء على ما يرام و سيكون التنفيذ بالغد !!
فما هو يا ترى !!!
…….
جاء اليوم المنتظر
ابتسمت ميان بانتصار وهي تتابع مواقع التواصل الاجتماعي التي انتشر بها ذلك الخبر الكارثي الذي من المؤكد سيحطم سمعته بين الجميع ” تم القبض على حرم رجل الأعمال المعروف سفيان العزايزي بوضع مخل برفقة رجل الأعمال زاهر تمَام بداخل أحد المنازل ”
اغمضت عيناها تسترجع ما حدث بالتفصيل وكيف اتفقت مع ذلك الرجل المدعو بمرعي ليقوم بخطف نرمين من رجال سفيان ثم اخذها لمنزل زاهر القديم الذي كان يتقابل فيه مع نرمين قبلاً ثم هاتفت زاهر ليتقابل معها بمكان معين ليكون بانتظاره رجال مرعي حيث قاموا بتخديره واختطافه ثم اتوا به حيث توجد نرمين كل ذلك تم بالاتفاق مع حارس البناية الذي اخذ مبلغ وقدره ليسهل للرجال دخولهم للبناية دون ان يشعر بهم أحد و مسح سجلات المراقبة الخاصة بالبناية فهو الوحيد الذي يمتلك نسخة من مفتاح شقة زاهر للطوارئ
بعدها قام الرجال بتجريدهم من ثيابهم ثم اتصلوا برجال الشرطة و تم القبض عليهما بذلك الوضع المخزي !!
الآن تخلصت من زاهر و نرمين يتبقى فقط كاميليا حسابها معها سيكون عسير لقد قتلت شقيقها الوحيد دمرت عائلتها و دمرت سعادتها كانت قد كلفت قبلاً احد الرجال ليراقب كل تحركاتها الآن هي تقيم بأحد الفنادق لقد نفذت كل اموالها التي كانت قد اخذتها سابقاً من نرمين قبل ان يحدث ما يحدث
فقامت برهن عقداً الماسياً كانت قد احتفظت به قديماً من زوجها السابق لتستطيع سداد فاتورة قيامها بالفندق بعدها استأجرت بالمال القليل المتبقي منزلاً صغيراً بمنطقة شعبية الآن هي تماطل مع صاحب المنزل الذي يطالبها بدفع ايجار الشهر و هي لا تملك سوى القليل جداً من المال
تجهزت ثم غادرت المنزل حيث المنطقة التي تقيم فيها ملتقية بصاحب المنزل الذي دفعت له مبلغ من المال حتى يلقي بها خارج منزله انتظرت بالأسفل تبتسم بسخرية و هي تستمع لصوت كاميليا الغاضب :
أنت بتطردني يا حيوان انت كنت تطول اصلا ان كاميليا هانم تقعد في بيتك المعفن ده
دفعها خارج المنزل قائلاً بغضب :
اما انك ولية لسانك طويل صحيح ، مش كفاية قبلت اقعدك في الشقة مفروشة بالملاليم اللي بتدفعيها ده حتى الملايم دي مش عارفة تدفعيها و قال هانم قال مش لاقية تأكل و تتمنظر ع الناس
صفعته بقوة فاشتعل غضباً و دفعها خارج المنزل بقوة مغلقاً الباب خلفها ثم دخل للمنزل و بدأ يلقي بأغراضها من شرفة المنزل الصغيرة صرخت بهستيرية و هي تطرق على الباب بقوة صرخ عليها من الداخل بتهكم :
خدي الهلاهيل بتاعتك من الشارع يا…..يا هانم
نزلت للأسفل سريعاً فتعركلت بأحد الأحجار فسقطت على وجهها صارخة بألم كادت ان تقف لكنها توقفت ما ان رأت أحدهم يقف امامها رفعت رأسها رويداً لتتوسع عيناها بصدمة ما ان رأت ميان فرددت بصدمة و زهول :
انتي !!!
اومأت لها ميان بسخرية قائلة :
ده مكانك اللي تستحقيه يا كاميليا…..مقدرش اقول هانم بمنظرك ده ، تؤ تؤ يا حرام تصدقي صعبتي عليا اصلك دلوقتي زيك زي كلاب الشارع ملهمش لا مكان لا مأوى يعيشوا فيه
انتفضت كاميليا واقفة بغضب و هي تشعر بألم بشع بساقها :
كاميليا هتفضل طول عمرها هانم غصب عن الكل لولا ان امك حرامية و كل نصيبي من ورث ابويا كان زماني عايشة هانم لحد دلوقتي
رددت ميان بسخرية و نظرات مشتعلة غاضبة :
عشان كده قتلتي ابنها و دمرتي حياة بنتها !!
لم تنكر الأخرى و صاحت بغضب و تحدي :
اه قتلت اخوكي و انا ونرمين قتلنا الحارس في بيت زاهر عشان تلبسي التهمة بس لولا ان الغبي زاهر ده بسبع ترواح كان زمانك مرمية في السجن دلوقتي
كورت ميان قبضة يدها بغل قائلة بغضب :
انتي واحدة مريضة هوديكي في ستين داهية
ضحكت كاميليا بسخرية قائلة :
لو عرفتي تثبتي حاجة اثبتي يا شاطرة البلاوي اللي عملتها في حياتي كتير وكلهم محدش عرف يمسك عليا حاجة هتيجي بت مفعوصة زيك توقعني كان غيرك اشطر
ظهر من خلف ميان كارم و همس و خلفهم عدد من العساكر قائلاً بقوة و تهكم :
لأ ما هي طلعت شاطرة فعلاً
رددت كاميليا بذعر :
انتوا مين !!
ردد كارم بقوة :
مقبوض عليكي بتهمتين قتل الأولى قتل مروان رأفت القاضي و الحارس رامز منصور و محاولة قتل زاهر تمَام
رفعت ميان بيدها جهاز صغير قائلة بتهكم و تشفي :
تسجيل بأذن نيابة يا كاميليا المفروض بقى نعكس الجملة محدش كان شاطر زيي
اقترب احد العسكار منهما حتى يضع بيدها الاصفاد فدفعته بعيداً قائلة بهستيرية :
انا معملتش حاجة هي اللي هددتني عشان اقول كده انا بريئة مقتلتش حد دي نرمين مش انا
اقترب العسكري منها مرة أخرى لكنها دفعته بعيداً قائلة بغضب :
ابعد عني محدش يقرب مني انا مظلومة
رمقتها كلاً من همس و ميان باشمئزاز تحول لصدمة عندما خطفت سلاح العسكري توجهه نحوهم قائلة بغضب :
محدش يقرب مني انا معملتش حاجة انا بريئة
كارم بقوة و غضب :
نزلي سلاحك اللي بتعمليه ده مفيش منه فايدة التهمة لبساكي و باعترافك ده غير صاحب عربية النقل اللي عمل الحادثة مع مروان القاضي و شهد أنه عمل كده بالاتفاق معاكي مكنش حادث بالخطأ ولا حاجة زي ما اتأييد في التحقيق
صرخت عليهم بغضب :
كداب أنا معملتش حاجة
كارم بغضب :
نزلي سلاحك مفيش داعي لمقاومتك مش هتعرفي تهربي من هنا
اقتربت منها ميان قائلة بغضب :
كنتي فاكرة ايه يا كاميليا هتفضلي عايشة تقتلي و تدمري حياة الناس من غير ما تتحاسبي في الاخر ربنا يمهل و لا يهمل
كاميليا بغل :
هقتلك يا ميان هقتلك و اقهر قلب عليا و رأفت عليكي قسماً بالله لتدفعي تمن اللي عملتيه ده مش هرهحمك
رددت ميان بتهكم :
كان غيرك اشطر يا كاميليا
تراجهت ميان للخلف فتقدم منها كارم قائلاً بقوة :
نزلي سلاحك ز كفاية لحد كده ما تزوديش في جرايمك
اقترب منها كارم يوجه ناحيتها السلاحخو بيده الاخرى الأصفاد ما ان اقترب منها خطوة أخرى شعرت بالخوف و ضغطت على الزناد لتخرج رصاصة من سلاحها تصيب كارم فصرخت ميان و همس بقوة بينما الجميع ركضوا إليه ما ان سقط ارضاً يمسك جرحه بألم استغلت كاميليا انشغال الجميع و فرت سريعاً هاربة
حاوطت همس كارم بيدها تبكي خائفة قائلة :
كارم رد عليا هتبقى كويس ، متغمضش عينك
رفع كارم يده نحو وجنتها مردداً بخفوت :
بحبك
ثم سقطت يده بجانبه فاقداً للوعي بكت همس بقوة
حمله العسكار سريعاً لسيارة ميان متوجهين نحو المستشفى بينما همس لم تترك يده لحظة واحدة تضغط على جرحه حتى يتوقف النزيف بينما دمائه اغرقت ثيابها 💔
…….
كانت همس تجلس على أحد المقاعد بجانب غرفة العمليات حيث يوجد كارم بالداخل تنظر ليدها بأعين حمراء من البكاء و دموعها تنساب على وجنتها بغزارة تنظر ليدها الملطخة بدماءه بصدمة
اقتربت منها ميان قائلة بدموع و اسف :
ان شاء الله هيبقى كويس يا همس ، كل اللي حصل ليه بسببي
لم تجيب عليها همس دقائق و كانت والدة كارم تقترب منهم باكية برفقة فارس تردد بهلع :
ابني ، ابني فين !!
اخبرتها ميان برفق ما حدث له فسقطت على الفور ارضاً فاقدة للوعي لحق بها فارس حاملاً اياها بين ذراعه بقلق راكضا بها لغرفة الطواريء لحقت به ميان لتتبقى همس فقط وحدها تنظر ليها مصدومة
رفعت رأسها عندما شعرت بأحدهم يقف امامها لتردد بصدمة :
يزن بتعمل ايه هنا !!
تنهد قائلاً بحزن :
ميان قالت للينا و لما قابلت انهاردة لينا بالصدفة حكتلي ولما سمعت باللي حصل فجيت اطمن عليكي قصدي عليكم
رددت همس بدموع :
أنا كويسة بس….بس كارم …..لم تقدر على نطقها فجذبها يزن لاحضانه قائلاً بحزن :
ان شاء الله يقوم بالسلامة ادعيله
رددت بحزن و صوت بكاءها اخذ يتعالى :
مكنش عندي اخوات بس هو كان اخويا كل اسراري كانت معاه ذكريات طفولتي كلها كان هو جزء منها كلها ، أنا خايفة اوي يحصله حاجة
ربت على كتفها بحزن حتى خرج الطبيب انتفضت مبتعدة عنه قائلة بخوف و لهفة :
طمني يا دكتور هو كويس صح
اقترب منه فارس الذي جاء من خلفها برفقة ميان:
خير يا دكتور طمنا
ردد الطبيب بابتسامة بشوشة :
الحمد لله اتكتب ليه عمر جديد الرصاصة كانت جنب القلب علطول لولا ستر ربنا ، هننقله دلوقتي العناية
شرح لهم الطبيب حالته بالتفصيل ثم غادر لتردد همس بدموع :
الحمد لله يارب ، الحمد لله
بعد وقت كانت ميان تجلس بعيداً تبكي بصمت اقترب منها فارس قائلاً :
ليه الدموع
رددت بحزن و دموع :
أنت مش شايف اللي بيحصل ، كارم هنا بسببي انا بأذي نفسي و بأذي اللي حواليا انا ليه عايشة ليه بيحصل فيا كده
عاتبها قائلاً برفق :
مفيش حاجة اسمها ليه ربنا يعمل اللي هو عاوزه و احنا عباده نرضا بقضاءه ، ربنا مش بيجيب حاجة وحشة كل اللي بيحصل لينا في حياتنا ليه حكمة
نظرت له بدموع ليتابع هو :
مخطرش على بالك ان اللي بيحصل ده اختبار من ربنا ليكي عايز يشوفك هترضي و لا لأ ، ربنا شايلك الأحسن و يمكن ربنا دوقك الوجع عشان لما تعيشي السعادة تحسي بطعمها
مسحت دموعها لتعاود و تنساب من جديد فأعطاها فارس محرمته قائلاً بابتسامة جميلة :
ارضي بقضاء ربنا و كوني متأكدة ان كل حاجة بتحصل ليها سبب و كله مقدر و مكتوب متحمليش نفسك فوق طاقتها اللي حصل لكارم قدر
جففت دموعها ليصمت هو للحظات ثم تابع :
خليكي متأكدة دايماً ان ربنا شايل ليكي الأحسن و عشان تتجاوزي ازمتك محتاجة اربع حاجات الصبر و الرضا و الارادة و القوة ، ارضي بقضاء ربنا و اصبري و خلي عندك ارادة و خليكي قوية عشان تتخطي اللي حصل
رددت بسخرية مريرة :
الكلام سهل بس الفعل بيبقى صعب
تنهد قائلاً بحذر :
انا مش بقلل من وجعك بس فيه عاشوا الاصعب من كده و كملوا حياتهم ، مفيش حاجة بتيجي بالساهل لازم تتعبي و تعافري عشان سعادتك أصل مفيش حاجة بتيجي ع الجاهز مش دليفري هي
قال الأخيرة بمرح فضحكت هي بخفوت فتأملها للحظات قبل ان يقول باعجاب :
ضحكتك حلوة على فكرة و الحزن مش لايق عليكي خالص ، تعرفي ان من ساعة ما عرفتك ما شوفتكيش مرة بتضحكي
رددت بتمني و حزن :
ياريت ارجع زي ما كنت ، ياريت
وقف قائلاً بهدوء قبل ان يتوجه لغرفة والدة كارم ليطمئن عليها :
كله في ايدك على فكرة قولتهالك قبل كده حياتك الجاية في ايدك تختاري هتكون ازاي
…….
كانت همس تجلس كما هي اقترب منها يزن قائلاً باعتذار :
انا اسف يا همس
نظرت له قائلة بضيق و دموع :
مش وقته الكلام ده
نفى برأسه قائلاً بحزن :
انا اسف ع اللي قولته و عشان طلبت منك تقطعي علاقتك بكارم انا كنت غلطان
لم ترد عليه فتابع هو بحزن :
طب ردي عليا
ردت عليه بضيق و هي تمسح دموعها :
مفيش حاجة يترد عليها الموضوع ده اتقفل خلاص
رد عليها يزن بحزن :
أنا با همس منكرش اني بحس ناحيتك بمشاعر بس كل اللي محتاجة وقت حتى انتي نفس الكلام الشعور متبادل بينا ليه تبعدي ، عشان كلام طلع مني في وقت غضب ، كنت متضايق من قربك من كارم
همس بضيق و حزن :
كلام طلع في وقت غضب بس صح
يزن بنفي :
لو صح مكنتش جيت لحد عندك طلبت منك ترجعيلي انتي غالية عندي يا همس و شاريكي لو ليا خاطر عندك اديني فرصة اخيرة ، انا محتاجلك جنبي
همس بحزن :
مش واثقة فيك عشان اديك الفرصة دي ، مش عايزة اجازف خايفة تخليني اندم
يزن برجاء :
طب جربيني يا همس عمري ما اخليكي تندمي بعد ما وثقتي فيا و وقفتي جنبي
إلحاح كبير منه لم تراه من قبل كلماته تدور بعقلها : انتي غالية عندي يا همس و شاريكي لو ليا خاطر عندك اديني فرصة اخيرة ، انا محتاجلك جنبي
هل حقاً يريدها و كلماته كانت بوقت غضب !!
ما يجعلها مترددة انه طوال الشهر الماضي يطلب منها اعطائه فرصة اخيرة و الآن ايضاً يطلب منها هل ذلك لأنه يريردها و لم يقصد ما قال ان ماذا !!
هي لا تنكر أنها تشعر بانجذاب نحوه و طوال الشهر الماضي لم يغيب عن تفكيرها هو اتوافق الآن على العودة له في كل الاحوال توسله له الأيام الماضية اعادت لها كرامتها بأنه هو الذي يركض خلفها و ليس العكس !!!
تنهدت قائلة بحيرة :
اوعى تخليني اندم يا يزن
ابتسم بهدوء مقبلاً يدها بعد ان اخرج من جيب سترته خاتم خطبتهما السابق يضعها بأصبعها !!!
……..
عادت ميان للمنزل في صباح اليوم التالي بعدما اخبرت والدها ما حدث و كيف هربت كاميليا و طلبت منه اخفاء الأمر عن والدتها التي بالتأكيد ستنهار ما ان تعلم ما فعلته شقيقتها الوحيدة بعائلتها
استقبلها والدها و جدها بوجوم و ما ان دخلت معهم لغرفة المكتب ردد رأفت بغضب :
فهميني لأمتى هتفضلي تعملي اللي في راسك من غير ما ترجعي لحد ، فكرك اني مش عارف ان ليكي يد في الفضيحة اللي حصلت لسفيان العزايزي بس سكت و قولت بنتك هتيجي تحكيلك عديها المرة دي لكن الظاهر ان سكوتي خلاكي تتمادي و بتتصرفي على ان ملكيش كبير ترجعيله قبل ما تعملي المصايب دي كلها
ردت عليه ميان بحزن :
انا كل اللي عملته اني كنت باخد حقي
صرخ عليها بغضب :
حقك هيجي ابوكي لسه عايش مماتش و جدك ربنا يديه الصحة و يطول في عمره موجود ولاد عمتك موجودين وراكي رجالة يعرفوا يجيبولك حقك ، عاملة فيها هيرو و بتتفقي مع بلطجية و بتعملي مؤمرات وصل بيكي الحال لكده
ردت عليه بصوت مختنق :
هما اللي وصلوني لكده يا بابا هما السبب
رد عليها بغضب :
مش هما بس السبب ، انتي اللي سمحتي ليهم بكده من الأول دلقتك عليه و تمسكك بيه في كل مرة هانك فيها خلتهم عرفوا أنه مهما عمل هترجعيله
انسابت دموعها على وجنتها بغزارة قائلة بغضب :
انا فوقت قبل فوات الاوان يا بابا كنت هبعد بس خوفي على فريدة خلاني اوافق على كتب الكتاب و يوم ما كنت هنهي كل حاجة و اطلق منه اجبرتني بالحيلة أكمل معاه و بعدين حتى لو اللي قولته يا بابا صح هل ده يديهم الحق يعملوا فيا كده
سالم بحزن و رفق :
يا بنتي ابوكي يقصد حقك هيرجع بس بطريقتنا تكوني انتي بعيد عن الصورة
رددت ميان بحزن :
انا اللي اتضررت منهم يا بابا و اتأذيت كنت عاوزة اخد حقي اشفي غليلي منهم مكنتش هرتاح غير لما أعمل كده بنفسي اللي شوفته مش شوية عشان اتخطاه كده و انسى
رأفت بحزن :
كلنا اتأذينا معاكي عارفة شعوري انا و امك كان ازاي كنت انا و هي حاطين ايدينا على قلبنا بندعي ربنا انه ينجيكي و ما تفارقيناش زي اخوكي الله يرحمه
رأفت بعتاب :
ايا كان اللي كنتي عاوزاه كنت هعمله ليكي بس كل اللي كنت مستنيه منك تيجي تقوليلي تاخدي رأيي كنت هعمل اللي عاوزاه و انا ضامن ان مفيش اي حاجة هتأذيكي ، نفسي تفدري و تفهمي اني انا ابوكي محدش هيخاف عليكي قدي نفسي تبطلي تمشي بدماغك و ترجعي للي حواليكي قبل ما تاخدي اي خطوة
اخفضت وجهها ملقية بنفسها بين احضانه قائلة بصوت مختنق و اسف :
حقك عليا يا بابا
ربت على رأسها بحنان متنهداً بعمق قبل ان يقول بعتاب و حزن :
يا بنتي ماشيك بدماغك هو اللي وصلك لهنا ، كلنا فضلنا ننصح فيكي بس حبك ليه كان عاميكي عن كل ده
تمسكت به قائلة بدموع و صوت مختنق :
انا عايزة ارجع زي ما كنت يا بابا ، عايزة ارجع ميان القديمة انا تعبانة اوي
شدد رأفت من عناق ابنته و قلب يتفتت من الألم حزناً عليها تنهد سالم بحزن ثم اقترب منها مربتاً على كتفها و كتف ابنه بمواساة
……..
بينما بالمستشفى عادت همس باليوم التالي بعدما غادرت بالأمس بعد اصرار من الجميع كانت تقف امام غرفة كارم برفقة والدته و فارس و والديها خرج الطبيب بعد وقت قائلاً بابتسامة :
تقدروا تدخلوا تطمنوا عليه بس بلاش نجهده بالكلام
اومأ له الجميع و دخلوا للداخل ابتسم كارم بتعب ما ان رآهم كان مثبتاً نظراته على همس احتضنته والدته بحذر حتى لا تؤلمه :
ألف سلامة عليك يا بني
قبل جبينها بحنان تمنى له الجميع الشفاء بقى معهم لوقت قصير بعدها امرهم الطبيب بالخروج لكن طلب من همس البقاء اقتربت منه قائلة بابتسامة :
موتني من الخوف عليك يا كارم
سألها بلهفة و اعين لامعة :
بجد خوفتي عليا
اومأت له قائلة :
اكيد طول عمرك اخويا و سند ليا بعد بابا
ارتسم الاحباط و خيبة الأمل على ملامح وجهه رفعت همس يدها تحك مقدمة انفها ليجتذب نظره الخاتم اللامع الذي زين اصبعها فسألها بصدمة :
رجعتي ليزن !!!
توترت و شعرت بالحرج و الخجل الشديد فأومأت برأسها بصمت و هي تتحاشى النظر له اومأ برأسه عدة مرات بصمت قائلاً بعدها :
قولي لفارس يسأل الدكتور هخرج امتى !!!
سألته بصدمة :
خروج ايه اللي بتفكر فيه أنت مستوعب ايه اللي حصلك و انك نجيت بصعوبة
نظر لها كارم بخيبة أمل مردداً بداخله بحزن و ألم :
الرصاصة ما قتلتنيش ، رجوعك ليه هو اللي قتلني يا همس 💔
……..
غادر سالم و رأفت المنزل بصمت ذاهبين اولاً للأطمئنان على كارم بعدها سيتوجهون للقسم لمتابعة ما حدث لكاميليا و هل عثروا عليها ام لا كل ذلك و عليا لا تعلم بما حدث
علم عمار ما حدث من لينا و بدوره اخبر سفيان فركض الاثنان للمستشفى ظناً من سفيان ان ميان قد اصابها مكروه ليكون من سوء حظه انه التقى بكلاً من رأفت و سالم اللذان اشتبكوا معه ما ان ابصروه امامهم !!
فض فارس النزاع بينهم قائلاً :
اهدوا يا جماعة احنا في مستشفى ميصحش كده
قبل ان يرد رأفت بغضب تعالى رنين هاتفه برقم لينا اجاب عليها ليأتيه صوتها الخائف :
اونكل رأفت الحقني من سمعت صوت صريخ من عندكم و قدام باب الشقة فيه بقع دم انا مش عارفة اعمل ايه بخبط الباب محدش راضي يفتحلي
اغلق رأفت الهاتف قائلاً باستنتاج و فزع :
كاميليا ، كاميليا في البيت عند عليا و ميان
ركض الجميع خلفه من ضمنهم فارس بعد دقائق كان يتسللون جميعاً من باب الخدم ليكون ظهر كاميليا مقابلاً لهم قبل ان يتقدموا منها توقفوا مكانهم و الصدمة مرتسمة على ملامح وجههم خاصة سفيان و عمار مما استمعوا !!!!!
…….
قبل قليل كانت ميان بالمنزل بمفردها بينما والدتها كانت بمنزل لينا تطمئن على والدتها تعالى رنين جرس المنزل ظنت انها والدتها ذهبت لتفتح لتتفاجأ بكاميليا امامها قبل ان تبدي ردة فعل هوت كاميليا بعصاة خشبية على رأسها بقسوة فسقطت فاقدة للوعي جرتها من قدمها بصعوبة لداخل المنزل ثم اغلقت الباب قائلة بغل و غضب :
هحرق قلبها عليكي هقتلك و اقتلها حتى كوثر و كمان و فريدة و رأفت هقتلهم كلهم محدش فيكم يستحق يعيش كلكم اذتوني
بعد وقت دخلت عليا للمنزل سرعان ما شهقت بقوة و هي ترى ابنتها ميان ملقاه ارضاََ الدماء تسيل من رأسها فاقدة للوعي بعالم اخر و شقيقتها تقف بجانبها تصوب السلاح على رأسها
كادت ان تنحني لتتفحص ابنتها لكن الأخرى هددتها قائلة بغضب :
خليكي مكانك لو اتحركتي هموتها و اقهر قلبك عليها يا عليا
عليا بدموع و خوف :
بلاش بنتي يا كاميليا
ردد الأخرى بغل و حقد :
انا كده بسببكم ، انتي و كوثر و بابا ، انتوا اللي عملتوا فيا كده !!!
عليا بدموع و كل تركيزها على ابنتها :
كاميليا اعقلي و سيبي ميان ، اياََ كان اللي حصل بنتي ملهاش ذنب فيه
حركت الأخرى رأسها بنعم قائلة بغضب :
هي ملهاش ذنب و لا مروان كان ليه ذنب بس انتي
اللي خلتيني ادخلهم جوه الأنتقام !!
رددت عليا بزهول و صدمة :
تنتقمي من مين ، من اختك يا كاميليا !!
صرخت عليها الأخرى بغل :
انتي عمرك ما كنتي اختي ، طول عمرك عدوتي
رددت عليا بحزن :
احنا اخوات ملناش غير بعض ، عمري ما اذيتك ليه بتكرهيني و انتي مشوفتيش مني غير كل حب
نزلت دموع كاميليا بحزن و حقد قائلة :
انتي اكتر واحدة اذتيني و عمرك ما حبتيني يا عليا
اخفضت يدها الممسكة بالسلاح قائلة بحزن و هي تسترجع ذكرياتها المؤلمة :
لو كنتي حبتيني بجد ماكنتيش خطفتي بابا مني ، ما كنتيش فضلتي دايماََ تثبتي ليه انك احسن مني كنتي دايماََ بتتعمدي تنجحي في الحاجة اللي بفشل فيها عشان يحبك اكتر مني و يكرهني
استمعت لها عليا بصدمة و الأخرى تتابع بغل :
من يوم ما اتولدتي و خلتيه يكرهني و يبعد عني حتى ماما موتيها يوم ما جيتي ع الدنيا !!
عليا بحزن :
بابا عمره ما كرهك بابا كان بيحبنا احنا الاتنين زي بعض و عمره ما فرق بينا ، مفيش اب بيكره حد
من اولاده
نفت كاميليا برأسها قائلة بدموع :
لأ فيه ، هو كرهني زي ما انا كرهت ولادي انا طلعاله هو كان بيكرهني و انا بردو كرهت ولادي يا عليا عملت زي ما عمل فيا بالظبط اذيتهم زي ما كان بيأذيني
اغمضت عيناها بحزن تسترجع تلك اللحظات المؤلمة :
لو كان بيحبني ليه مكنش بيقولي كده زي ما بيقولك علطول ، ليه كان بيجيلك انتي حاجات حلوة و هو راجع من الشغل و انا لا و كل ما اسأله مجبليش ليه يقولي انتي كبرتي ع الحاجات دي ، مكنتش لسه كملت الاتناشر سنة و انتي لحد ما دخلتي الجامعة كان بيجبلك
ثم تابعت و هي تكرر كلماته و الأخرى تستمع لها بحزن و ألم :
دايماََ يقولي انتي فاشلة مش نافعة في حاجة انتي كذا و كذا ده انا حتى يوم نتيجة الثانوية قالي لو سقطتي مش هتعيدي تاني و تقعدي في البيت انتي مش نافعة في حاجة
ثم تابعت بغل و حقد كبير و دموعها تغرق وجهها :
بس انتي قالك اياََ كان مجموعك متزعليش يا حبيبتي ، ده نصيبك و قدرك و لو عايزة عيدي لحد ما تجيبي المجموع اللي انتي عاوزاه و ادخلي الكلية اللي نفسك فيها
رددت عليا بدموع :
كاميليا……
قاطعتها الأخرى مرددة بكره :
انا كل كلمة لسه فاكراها لحد دلوقتي ، عمري ما بنساها و بترن في ودي كل يوم و كل دقيقة و مع كل مرة بفتكر بكرهك اكتر و بكرهه و بكره ولادي !!
ثم اقتربت منها تدفعها بكتفها قائلة بغضب :
المفروض كان يكرهك انتي مش انا ، انتي اللي لما اتولدتي موتيها مش انا
عليا بتبرير :
بابا كان بيحبك بس يمكن عبر عن حبه غلط…….
صرخت عليها الأخرى بغضب كبير و حزن :
متقوليش بيحبك مفيش اب بيعامل بنته كده ، انا عارفة اني كنت بعمل تصرفات طايشة بس ده عشان الفت نظره كان كتير اوي بيتجاهلني فكنت ببقى عايزاه يكلمني يحس بوجودي
ثم تابعت بخذلان و حزن عميق :
عمري ما انسى فرحته يوم ما دخلتي جامعة كبيرة ازاي كان بيبصلك بفخر و انا نظراته ليا كلها خيبة امل لما جيبت مجموع يدوب دخلني كلية ملهاش اي لازمة
ثم تابعت و هي تشير لنفسها بحزن و حرمان :
بس لو كان قعد و ذاكر معايا قد ما ذاكر معاكي و اهتم بيا زيك كنت هجيب مجموع اكبر منك كمان
ثن تابعت بغل و كره :
ساكتة ليه عشان انا عندي حق مش كده ، هو بيكرهني اي حد سهل يشوف كده و انتي كنتي بتساعديه على انه يكرهني
عليا بدموع و حزن :
عمري ما عملت كده كاميليا و ربنا شاهد عليا
صرخت عليها الأخرى بحدة :
انتي كدابة كنتي بتخليه يكرهني في كل مرة تنجحي في حاجة كان بيكون فرحان بيكي و انا دايماََ باصصلي بخيبة أمل كأنك قاصدة تقوليله شوف انا عملت اللي كاميليا فشلت فيه
تماسكت عليا حتى لا تنطق بتلك الكلمات التي عاهدت قبلاََ والدها ان لا تخبر احد بها :
يوم ما رأفت جيه يتقدملك قبلها بابا قاله عليا و رفضني و قاله انه عايزك انتي و مرة تانية اترفضت من حد بعد بابا عشانك يا عليا ، كنت بكرهك اوي و لحد دلوقتي لسه بكرهك و كنت بحاول على قد ما اقدر اسرق رأفت منك بس هو كان متمسك بيكي مهما اعمل يرفض و يقولي انه بيحبك
ثن تابعت بدموع و حنين لتلك الأيام :
بعدها اتعرفت على راشد العزايزي كان حنين اوي بيعاملني غيرك انتي و بابا اول لما بقوله على انجاز عملته حتى لو كان صغير كان بيشجعني و بيحسسني بقيمتي كنت بشوف في عيونه احترام عمري ما شوفته في عيون بابا ، حبيته يا عليا و محبتش في حياتي غيره
نزلت دموعها أكثر تتذكر تفاصيل ذلك اليوم :
يوم ما قولت هعترفله صدمني بأنه عايز يتجوز واحدة تانية بيحبها و القصة بتتعاد تاني ، قولتله اني بحبه و يسيبها و يتجوزني انا ، بس رده كان اختيارها هي و اترفضت بردو منه
جلست أرضا تبكي بقوة :
يا قهرتي يومها اتوجعت اوي ، ليه كله مش بيحبني ،
ليه انتي بس اللي تتحبي يا عليا و انا لأ ، ليه السعادة ليكي انتي بس
اقتربت منها عليا مشفقة عليها قبل ان تضع يدها على كتفها صرخت عليها كاميليا و هي تنتفض واقفة :
متقربيش مني
صمتت لدقائق ثم عادت تستكمل حديثها بقهر :
اخوه اتقدملي بعد ما شافني كذا مرة و حبني ساعتها وافقت عليه و بصراحة مكنتش مصدقة مشاعره ناحيتي ما هو مافيش واحدة هتترفض من دول كلهم و ابوها على راسهم و حد يجي يحبها انا خلاص كنت اقتنعت ان مفيش حد بيبحني و لا انا ينفع اتحب
ثم تابعت بغل و غيرة :
كنت كلما اشوف كوثر مع راشد اتجنن و اتقهر كنت بشوفها ازاي مبسوطة ابقي نفسي اعيش زيها ، مكنتش قادرة اتقبل شريف ، كنت علطول بعمل مشاكل بينهم و انا اللي سقطها اول مرة لما كانت حامل ، ليه هي تشيل في بطنها ابنه و انا لا ، انا كنت بحبه اكتر منها
كانت عليا تستمع لها بصدمة و الأخرى تتابع حديثها :
خلفت سفيان و بعده عمار ، صدقيني يا عليا حاولت احبهم معرفتش ، حاولت اكون حنينة عليهم معرفتش علطول كنت شيفاهم ولاد شريف. ، اما انا فولادي من راشد بس هو اللي المفروض يكون اب اولادي مش حد تاني
ثن تابعت بغل :
سنين تعدي و تمر و كل واحد مبسوط في حياته الا انا ، عارفه يوم ما بابا مات مزعلتش عليه كرهني فكرهته دعيت عليه بدل ما ادعيله
تعالت شهقاتها و هي تردد :
راشد كمان مات و مات معاه كل الحب اللي في قلبي ، اتجوزت شريف عشان متكونيش احسن مني و عشان كوثر اللي مش لاقيه تاكل متكونش احسن مني اتجوزته عشان ابقى قريبة من راشد علطول و لما مات قرفت كوثر في عشيتها لحد ما سابت قصر العيلة و مشيت و شريف افلس ساعتها اخدتها حجة عشان اطلق منه ما هو مفيش سبب عشان افضل متجوزاه ، هو اه حبني لكن انا مقدرتش احبه
ثم تابعت بحقد و هي تشير لنفسها :
كوثر مكنتش تستاهل راشد انا و هو كنا نستاهل بعض لما كنا بنتصور سوا ايام الجامعة كنا بنطلع حلوين اوي في الصور اللي يشوفنا يقول دول مرتبطين
كانت عليا تتابعها بصدمة ترى فداحة ما فعل والديها بالماضي بكاميليا و بالأخص والدها
ثن رددت كاميليا بحزن :
بعدت سنين بعد ما اتجوزت واحد تاني عشان محتاجة فلوس بعد ما بابا كتب ثروته كلها ليكي حتى في دي فرق بينا
نزلت دموع عليا بشفقة عليها قائلة :
بس يا كاميليا
لكن الأخرى لم تستمع لها و تابعت حديثها :
جبت نرمين كانت رقاصة في كباريه شوفتها صدفة نضفتها و زقتها عليه تبقى عيني وسطهم ، عرفتها ازاي تقنعه و اتفقنا مع شوية بنات عشان يخلوه يشك في ميان و ساعدتها تتجوزه
مسحت دموعها التي سرعان ما تتمرد و تنساب على وجنتيها قائلة بحقد :
كنت بعيد عن هنا بس عيني كانت عليكم كلكم ، كل ما اعرف انكم مبسوطين في حياتكم اتقهر ، ليه انا مش كده ليه انتوا تكونوا مبسوطين و انا لأ يا عليا
اخذت نفس عميق ثم عادت لتستأنف حديثها الذي جعل عليا تصاب بالذهول و الصدمة :
انا عملت كتير اوي بس بردو مش مبسوطة دمرت سعادتكم قهرت قلبك على ولادك الاتنين يا عليا بس بردو مرتاحتش
رددت عليا بذهول :
اذيتي ولادي في ايه ، ميان و عارفه اللي عملتيه فيها ، مروان اللي يرحمه عملتي في ايه !!
رددت كاميليا بغل و شماتة :
انا اللي ورا حادثة موته عشان اقهر قلبك عليه و تدوقي شوية من اللي انا عيشته و بعيشه و عشان اقهر قلب رأفت كمان لما رفضني في كل مرة حاولت اسرقه منك عشان اخرب بيتك عشان متكونيش احسن مني
رددت عليا بصدمة و قهر :
ابني !!
اكملت باقي حديثها الذي صدم الأخرى بدموع :
بس عارفه اللي قهرني ايه يا عليا ، ان بعد اللي ابوكي عمله فيا ده و تفضيلك عني في كل حاجة عرفت انه مش ابويا و لا انتوا عيلتي و لا انتي تبقي اختي حتى !!!!!!
……….
صرخت كاميليا بغضب :
ليه عمل فيا كده يا عليا ، لو كان قالي اني مش بنته كنت عرفت مكانتي كويس مكنتش عيشت حياتي كلها اسأل نفسي انا غلطت في ايه عشان يكرهني
ثم تابعت بقهر :
مكنتش فضلت معيشة نفسي في مقارنة بيني و بينك ، مكنتش هعيش شايفة اني استاهل السعادة اللي كل واحد فيكم عاشها و انا لا من القهر اللي عيشته طول حياته
سقط السلاح من يدها ارضاً وجلست هي على ركبتيها قائلة بدموع و ألم :
لو كان قالي كنت هقبل بوضعي و اعرف ان مش من حقي اطالب بأي حقوق مش حقي ، بس هو عايشني في قهر و ذل و حرمان طول عمري
نظرت لعليا قائلة بحيرة :
السؤال اللي فضل محيرني انا اصلاً مش فارقة معاه ليه يخبي عني ليه مقاليش يا عليا ، ليه استكتر يديني تبسط حقوقي لا منه اعتبرني بنته و عاملني كويس و لا منه قالي و عرفني الحقيقة و قالي انا ابقى مين ، هو السبب يا عليا المفروض هو اللي يتحاسب مكاني على كل الجرايم دي
رددت عليا بدموع :
كان بينفذ وصية ماما الله يرحمها يا كاميليا !!
سألتها الاخرى بصدمة :
انتي كنتي عارفة !!!
اومأت لها قائلة بحزن و هي تجلس بجانبها ارضاً :
لما كنت في الثانوية ، كنت مستغربة السنين اللي فاتت دي معاملته ليكي اتشجعت و سألته و حكالي كل حاجة من الأول و حلفني الكلام اللي يتقال ما يخرجش بيني و بينه !!
ثم تابعت بتذكر لذلك الحديث الذي دار بينها و بين والدها الراحل منذ سنوات طوال :
قالي ان قبل ما يخلفوني كانت فرصة حمل ماما ضعيفة كانت عايزة تتبنى بس بابا رافض الحكاية دي بس وافق عشان خاطرها لحد ما حصل و قدرت ماما تخلف و انا جيت ع الدنيا ساعتها هو كان عايزها تتخلى عنك و يرجعوكي من المكان اللي جيتي منه بس هي رفضت لحد اخر يوم في حياتها كانت متمسكة بيكي و وصت بابا بعد موتها ان سر انك مش بنتهم يدفن معاها ، بس هو……
لم تقدر عليا على قولها فقالت كاميليا بدلاً عنها بقهر :
مقدرش يحبني و لا يتقبلني مش كده
سألتها عليا بقهر وهي تتفحص ابنتها بقلق :
ابني كان ذنبه ايه و بنتي ذنبها ايه يا كاميليا
سألتها الاخرى بدموع :
انا كمان ذنبي ايه
ثم تابعت بحقد :
الذنب ذنبك و ذنب ابوكي و ذنب راشد عشان محبنيش زي ما بحبه و ذنب كوثر عشان هو حبها و انا لأ ، انا مستهلش كل ده يحصلي
جاء صوت عمار من خلفها قائلاً بقهر و حزن :
طب انا و سفيان ذنبنا ايه ، المفروض انا احنا ولادك
اقترب سفيان من ميان يتفحصها بقلق شديد ليتفاجأ بيد رأفت تدفعه بعيداً عنها بقسوة ميان قائلاً بحدة :
ابعد ايدك الو…..دي عن بنتي
انحنى فارس على الفور يتفحص جرحها حتى يسعفها سريعاً بعدها وقف سريعاً يجذب احد المفارش التي تزين احد الطاولات يلفها حول رأسها سريعاً حتى يتوقف النزيف ثم حملها بين ذراعيه ليتوجه بها للمستشفى قائلاً لرأفت بسرعة :
الوضع ما يسمحش ان حضرتك تمشي انا هاخد ميان ع المستشفى بسرعة و ابقى حصلني على هناك
ارغم رأفت على الموافقة سريعاً قائلاً برجاء :
خلي بالك منها يا بني همس هتكون معاك
اومأ له سريعاً ثم غادر وخلفه همس متجهين للمستشفى بينما رأفت التفت ينظر لكاميليا بأعين قاتمة تنوي على كل شر لكنه توقف مكانه عندما رأي عليا تحتضن كاميليا وكلتاهما تبكيان بقوة
جذبها بقسوة قائلاً بغضب لعليا :
انتي بتعملي ايه دي قتلت ابنك وكان هتموت بنتك و توديها في ستين داهية ، في الآخر تحضنيها !!!
عليا بقهر و اعتراف منها :
ابويا السبب يا رأفت ، ابني مات بسبب ابويا الذنب اللي ارتكبه زمان معاها ولادي بيدفعه تمنه و ولادها كمان كلنا دفعنا تمن اللي عمله ، مش طيقاها و صعبانة عليا في نفس الوقت ، قلبي محروق على ابني و بنتي و………
لم تكمل حديثها فقد سيطر على الجميع حالة من الفزع و الصدمة عندما سقطت كاميليا ارضاً و الدماء تغطي وجهها اثر تلك الرصاصة التي اخترقت منتصف جبينها !!!!
انحنى عمار يتفحصها بصدمة و اعين جاحظة كذلك سفيان كلاهما طوال الاعوام الماضية لم يكف كلاهما عن قول انهما يكرهونها لا يكترثون بها لكن تلك اللحظة تبخرت تلك الكلمة من قاموسهما الانكسار و الحزن سيطر عليهما تلمس عمار جبينها قائلاً بدموع :
قومي كلميني مش هقولك بكرهك تاني ، هقولك بس قد ايه بحبك و قد ايه كان نفسي تفضلي جنبي متسبنيش ، هقولك برغم كل اللي عملتيه قلبي مش عارف يكرهك يا….امي 💔
حالة صمت سيطرت على سفيان لم ينطق بأي كلمة فقط ينظر لها مصدوماً كان رافت وسالم و الرجال يبحثون عن من اطلق النار لكن لا اثر لأحد !!
احتضنها عمار و سفيان متشبثين بها بقوة كلاهما في حالة صدمة و عدم تصديق ألم عاصف يضرب قلبهما على ما مرت به والدتهما مذنبة لا احد منهما ينكر لكنها ايضاً ضحية 💔
…….
مرت الجنازة و العزاء بحضور سفيان و عمار تجاهل الجميع تعزية سفيان تماماً اكتفوا بتقديم واجب العزاء لعمار وحده مما اثار حزن سفيان أكثر بيده جعل الجميع يبغضه و ينفر منه لقد أصبح وحيداً بهذه الحياة يتمنى لو الزمن يعود لما سمح لهم بخداعه ، لكان استمع لها و كانت الآن بين ذراعيه بجانبه
بينما ميان خرجت باليوم التالي من المستشفى لقد كان جرحها سطحي و علمت كل ما حدث من جدها لم تشفق عليها ابداً فلا مبرر لجرائمها هي من اختارت ان تكمل حياتها هكذا
……..
– انا ابتديت احس ان الجوازة دي منحوسة !!
قالها قصي بأحباط لسيلين التي كتمت ضحكتها بصعوبة قائلة :
ليه بس كده
رد عليها بضيق و نفاذ صبر :
انتي عارفة كام مصيبة حصلت من بعد الفرح لحد دلوقتي ده احنا الحمد لله ان لسه عايشين اصلاً
اومأت له قائلة بابتسامة حزينة و هي تحتضنه :
اللي حصل الفترة اللي فاتت دي صعب اوي ، ميان صعبانة عليا اوي اللي حصل صعب على اي حد يتحمله ، تخيل في ليلة المفروض انها ليلة العمر زي ما بيقولوا يحصلك كل ده ، قتلها وهي هي لسه عايشة ، معندوش قلب اياً كان كرهك لشخص ده ميعنيش انك تدمره بالشكل ده
تنهد بحزن قائلاً :
سفيان طول عمره متهور بيحكم من غير ما يسمع ، علاقته بنرمين زمان من ايام الجامعة كانت قوية كانوا اصحاب جامد اوي ، كان بيثق فيها في نفس الوقت ثقته في ميان مهزوزة ع الآخر كام كلمة منها نهوا الثقة تماماً ناحية ميان
سيلين بحزن و دعاء :
ربنا يعوضها و يرزقها بالأحسن منه ، بنت حلال و جدعة و تستاهل كل خير والله
اقترب منها قائلاً بمكر :
بقالنا ساعة بنرغي سوا مع ان المفروض كنا نستغل الوقت ده !!
سألته بعدم فهم :
نستغله في ايه مش فاهمة !!
ردد بابتسامة ماكرة :
حالاً هفهمك
باللحظة التالية كان يحملها بين يديه لداخل الغرفة مغلقاً الباب بقدمه سرعان ما تعالى صراخها بسعادة عندما أخبرها ان شهر عسلهم المؤجل سوف يبدأ من الغد حيث سيسافر الاثنان بداخل مصر لمدة اسبوعان و الاثنان غافلان عن ما ينتظرهم بعدها !!
…….
بينما بأحد السجون كان زاهر يستمع لأحد المساجين الذي يتحدث معه بصوت خفيض :
كله تمام يا باشا الست اللي قولت عليها باتت الليلة في قبرها و الباشا الكبير بيقولك هيخرجك من هنا لما يجي الوقت المناسب يا زاهر باشا !!!!
اومأ له الآخر يبتسم بتوسع لقد تحققت واحدة من امنياته كاميليا ماتت لقد انتظر تلك اللحظة سنوات طوال صحيح انها لم تموت بيده لكن المهم انها ماتت أخيراً تلك الحقيرة سبب كبير من اسباب دمار حياته سابقاً الرصاصة التي قتلت بها غالية كثيراً على رخيصة مثلها !!!!
……
بينما بسجن اخر خاص بالنساء كانت امرأة بحالة يرثى لها تنظف الأرض بخرقة قديمة تلك المرأة بالطبع جميعاً نعرفها انها هي ” نرمين ”
كانت تنظف و هي تشعر بالانهاك الشديد تحاول ان تنهي عملها سريعاً حتى لا تتعرض للضرب المبرح من المسجونات التابعات لكبيرة السجن التي تدعى بـ ” تفاحة ” لكن يبدو ان اليوم لن تفلت من ايديهم ايضاً فقد اقتربت منها تفاحة تركلها بقدمها غي جانبها حتى سقطت ارضاً و تبللت ثيابها بالماء فضحكت المسجونات عليها وضعت الأخرى قدمها فوق وجهها تضغط عليه بنعلها بقوة حاولت الأخرى الابتعاد لكن دون جدوى فتلك تفاحة بنيتها ضخمة لن تقدر عليها حاولت حتى استطاعت في النهاية فسقط الأخرى ارضاً فوق ظهرها اثر حذب نرمين لقدمها
تراجعت نرمين للخلف برعب عندما انهالت عليها المسجونات بالضرب المبرح دفاعاً عن كبيرتهم التي وقفت قائلة بغضب كبير :
ده انتي ليلة اهلك سودة كتفوها يا نس….وهاتوها !!
كانت تنتحب بقوة سرعان ما توسعت عيناها بذعر عندما رأتها تخرج شفرة حادة سرعان ما نزلت بها على وجهها تشوهه لها و الأخرى تصرخ بعلو صوتها طالبة النجدة لكن بعد ماذا !!!!!
……..
مرت الأيام سريعاً مضى شهران على وفاة كاميليا لم يحدث بهم شيئاً جديدًا سوا ان عمار ذهب برفقة فريدة و سفيان لطلب يد والدة لينا لتصبح الأخرى خطيبته رسمياً و همس تتقرب من يزن يوماً بعد الآخر و ميان منذ ان بدأت الدراسة و هي تصب كامل تركيزها عليها
اليوم هو حفل خطبو ” لينا و عمار ” حفل بسيط بأحد المناطق المفتوحة على البحر يقتصر فقط على المقربون و الاصدقاء كما رغب الاثنان بذلك ، حضر ايضاً كلاً من فارس و كارم و حضر يزن بينما رأفت و عليا و سالم اعتذروا عن الحضور لقد كانت حالة عليا النفسية مدمرة على الأخير بسبب ما حدث من كاميليا و طريقة موتها البشعة كان رأفت بجانبها طوال الوقت بينما سالم قد عاد للبلد ليتابع اعماله المعطلة منذ فترة
كان سفيان يقف بجانب منفصلاً عن الجميع الكل يتعامل معه بحدود بعدما فعل ما فعل مع ميان سقط بنظر الجميع و خسر احترامهم
كان يتابع باب الدخول بلهفة بانتظار دخولها لم يراها سوى مرتان يوم مكوثها بالمستشفى و يوم اعتداء والدته بالضرب عليها
حبست انفاسه ما ان رآها تدخل من الباب بفستان اسود طويل بدون اكتاف و خصلات شعرها المموجة طليقة صبغت شفتيها بأحمر شفاه ناري خطواتها كلها ثقة نظراتها مختلفة عن السابق تلك لا يعرفها…..يعرفها !!!
ضحك بسخرية كأنه كان يعرفها قبلاً لو كان يعرفها قبلاً لكان صدقها و وثق بها لكنه ابداً لم يفهمها
مضت من امامه دون ان تعطيه نظرة واحدة و تخطته مقتربة من لينا و عمار تهنئهم و لم تعيره اي اهتمام بعدها بحثت عن همس لتجدها تقف بجانب يزن الاثنان مندمجان بالحديث و كذلك قصي و سيلين
ذهبت باتجاه طاولة كارم و فارس ما ان وجدت انها لا تعرف بالزفاف سواهم حيث عائلة سيلين يقفون بجانب فريدة و بالطبع هي لا تطيق النظر إلى فريدة حتى لا الحديث معها
منحتهم ابتسامة صغيرة فحياها الاثنان بنفس الابتسامة لكن ابتسامة فارس تختلف فقد كانت ممزوجة بأعجاب شديد بجمالها ابعد عيناه عنها بحرج بعدما لاحظ انه بقى متأملاً فيها لوقت
عكسه كان كارم الذي يكور قبضة يده بحقد و غل من يزن الذي يقف و يتبادل الحديث باندماج و استمتاع مع همس التي تبادله الحديث بشغف ايضاً
ردد فارس بخفوت و حزن بعدما غادر كارم بعيداً :
بيحبها اوي
اومأت ميان قائلة بأسف :
سهل ان اي حد يعرف انه بيحبها ، بس للأسف قلبها مع غيره ، انا اكتر واحدة جربت وجعه بس الفرق ان وجعي على حد ما يستاهلش
ردد فارس بهدوء :
محدش بيتعلم ببلاش
رددت بخفوت و هي تتحسس موضع رحمها :
بس التمن كان غالي اوي
اخذت تغلق عيناها و تفتحها عدة مرات تمنع نفسها بصعوبة من البكاء خاصة في وجوده فهي متأكدة مئة بالمئة انه يراقبها الآن !!
تركت فارس و توجهت ناحية الشاطيء تقف امامه تأخذ زفس عميق و تخرجه تحاول ان تهدأ من انفعالها بعدما داهمت الذكريات عقلها بقوة
اخذت تتحسس ذراعيها تشعر بالبرد الشديد فقد تركت الفورير الخاص بها بالسيارة كادت ان تلتفت لتذهب و تأتي به لكنها توقفت مكانها ما ان شعرت بأحدهم يضع على كتفها سترته بالطبع علمت من انه هو رائحته التي تميزها من بين الجميع قبلاً كانت تعشقها اما الآن تشمئز منها حقاً انتابتها رغبة ملحة بالتقيء التفتت دافعة سترته من على ذراعيها بقرف
كادت ان تغادر لكنه اوقفها متمسكاً بيدها مردداً برجاء :
ميان اسمعيني لحظة بس
دفعت يده بعيداً عنها بقرف دون ان تنظر له او توجه له اي كلمة ثم اقتربت من طاولة فارس مرة أخرى الذي كان يتابعها بعيناه منذ البداية نظر لها ليجدها تحك جلد معصمها و ملامح الاشمئزاز و القرف مرتسمة على وجهها
سألها بهدوء :
فيكي حاجة
نفت برأسها قائلة بنفس ملامح الاشمئزاز و هي تلتقط حقيقة يدها الصغيرة :
انا ماشية
لحق بها سريعاً و اعين سفيان تتابعهم بغيرة شديدة لا يعرف من ذلك الرجل الذي تقف بجانبه منذ مجيئها ثم لحق بها الآن ما ان غادرت !!
لحق بهما ليتوقف بمكانه بصدمة مكوراً قبضة يده بغل عندما شاهد ما يفعل ذلك الرجل !!
لحق فارس بها قائلاً بهدوء :
استني ، مينفعش تمشي دلوقتي و لوحدك
رددت بقهر :
مش قادرة استنى هنا ، مش طايقة اشوفه لو فضلت هنا دقيقة كمان مش بعيد اقتله من غلي و غضبي منه
كانت ترتجف من الغضب و البرد ازال سترته سريعاً يضعها على كتفها قائلاً بقلق :
طب اهدي و خدي نفس ، انا هوصلك
دفعها برفق نحو سيارته و الأخرى ترتعش من الغضب من الذكريات التي عصفت برأسها صعدت للسيارة تردد بغضب كأنها تحدث نفسها و الآخر يقود السيارة بصمت و يتابعها بشفقة و حزن :
عايزني اسمعه ، طب هو مسمعنيش ليه ، سنين فضل يهين و يذل فيا من غير ما يسألني و يسمع ردي عمل فيها قاضي و حكم من غير ما يسمع ، سنين فضلت اتحايل عليه يسمعني مسمعش اتهمني في شرفي اكتر من مرة من غير ما يدي لنفسه فرصة يسمعني ، حتى أجمل ليلة في حياة كل بنت خلاها اسوأ ليلة في حياتي عشان بردو مسمعنيش
توقف فارس بسيارته على جانب الطريق ينظر لها بشفقة و حزن قائلاً :
انسي و……
قاطعته قائلة بغضب و قهر :
بطلوا تقولولي انسي مش زرار هو هضغط عليه وانسى علطول محدش فيكم مكاني ، محدش شاف اللي شوفته ، واللي قاهرني اني مش قادرة اشتكي من الوجع اللي جوايا لأن متأكدة أول كلمة هتتقالي انتي اللي عملتي في نفسك كده ، قبلت الأول وبعدين انسحبت وانا ع البر بس هي استكترت عليا ده اجبرتني أكمل معاه وخلتني غصب عني جوه اللعبة بعد ما كنت انسحبت منها
دخلت بنوبة بكاء مرير و هي تضع يداها على وجهها تنهد بحزن عليها التفت بجسده إليها ثم برفق نزع يدها عن وجهها والأخرى ترتعش من شدة البكاء
رفع يداه يحاوط وجهها برقة ثم اخذ يزيل دموعها بحنان قائلاً بنبرة لينة :
كفاية دموع يا ميان
اخذ يمرر اصبعه على وجنتها برفق يمسح دموعها التي تعود و تنساب من جديد تفاجأ بها تعانقه وتبكي بقوة تعالت ضربات قلبه من قربها رفع يده يضمها إليه هو الآخر كانت تبكي بقوة و ترتعش بين يديه لم تكن تعي ما تفعل تعالى رنين هاتفها جعلها تنتفض بعيداً عنه مصدومة مما فعلت !!
رفع يده يحك عنقه بحرج من الموقف رددت ميان باعتذار و خجل من فعلتها :
اا…اسفه
ردد هو الآخر بحرج :
انا كمان اسف ، خليني اوصلك ع البيت يلا
قبل ان يقود سيارته اعطاها منديلاً و زجاجة مياه التقطتهم منه قائلة بصوت خفيض :
شكرا
بعد وقت توقف بسيارته اسفل منزلها شكرته و قبل ان تنزل من سيارتها اوقفها قائلاً :
المستشفى عندي بتقبل متدربين في الفترة دي ، يعني لو حابة تقدري تيجي المستشفى بكره انا قولت لهمس و لينا و موافقين لو انتي كمان موافقة بكره الساعة عشرة الصبح تعالي المستشفى
اومأت له بصمت ثم غادرت السيارة على الفور بقى مكانه يراقبها حتى اختفت عن انظاره ثم انطلق بسيارته مغادراً يفكر بها لما باتت تشغل حيزاً من تفكيره في الفترة الأخيرة تنهد مجيباً نفسه بنفس الاجابة التي كان يخبر نفسه بها الأيام الماضية انه فقط شعور الشفقة و الحزن عليها بسبب ما مرت به هو الذي يسيطر عليه تجاهها لا غير !!
……..
قام عمار بتوصيل لينا لمنزلها فبعد انتهاء الحفل ذهب الاثنان لتناول العشاء بالخارج قبل ان تنزل من السيارة رددت بمزاح :
على فكرة شنطة السكاكين لسه مجبتهاش
ضحك قائلاً بغيظ مقلداً اياها :
متنساش الساطور
ضحكت بقوة و هي تتذكر ما حدث بينهما قبل يوم من وفاة كاميليا
Flash back
– لينا مالك فيكي ايه
كلها عمار بنفاذ صبر للينا التي كانت تتهرب منه
رددت لينا بتوتر وتهرب من الجواب :
ماليش فيا ايه يعني
زفر بنفاس صبر قائلا بضيق :
معرفش والله بس انتي اللي عارفة
تهربت من النظر الى عيناه قائله بتوتر وكذب :
بيتهيألك يا عمار انا كويسة
رد عليها عمار بسخريه قائلا :
كويسة !!
او ما اتلغوا عده مرات بصمت فراف عه هو يده يثبت بها وجهها حتى تنظر له قائلا بتهكم وعدم تصديق :
كان ممكن اصدقك لو قولتي الكلام ده من غير ما تتهربي بعينيكي مني
ردت عليه بصوت مختنق :
مش بهرب
صرخه عليها بغضب قائلا :
في ايه يا لينا بقالك فترة متغيرة معايا قولت يمكن من اللي حصل بس انتي معايا انا بس لو زعلانة مني قولي علطول
انسابت دموعها على وجنتيها فسألها عمار بنبرو لينة قائلاً بعتاب :
طب بتبكي ليه دلوقتي ، انا زعلتك في حاجة من غير قصد فهميني في ايه يا لينا
نفت برأسها فسألها بعتاب :
طب اومال ايه يا لينا فيكي ايه
بعد صمت دام لدقائق قليلة رددت هي بتوتر وخوف من ردت فعله على ما ستقول الان :
انا خايفة يا عمار !!!
سألها بصدمة :
من ايه !!
ردت عليه بخوف و حزن :
منك و من اللي ممكن يحصل قدام !!
سالها بصدمة :
مني !!
ثم تابع بانكسار :
خايفة مني ليه عشان كنت مدمن يعني
نفت برأسها فسألها بحزن :
اومال ايه ، ايه اللي عملته عشان تخافي مني
رددت بانهيار وخوف :
معملتش حاجة بس خايفة تعمل ، خايفة تبقى زي سفيان بعدين خايفة اكون مكان ميان في يوم من الأيام
صمطه للحظات قائلاً بحزن :
ليكي حق تخافي
كاده ان يرحل من امامها لكنها وقفت امامه تمنعه من الرحيل قائلة بحزن :
رايح فين !!
ردد بالم وحزن منها :
فهمت رسالتك مش عايزة تكملي ، بس مكنش فيه داعي للف و الدوران كنتي قولتي من ساعة ما حسيتي مني بالخوف انك مش عايزة تكملي بدل ما تفضلي تتهربي مني كده
رددت هي بتوسل ان يفهمها :
عمار افهمني بس….
قاطعه قائلا بألم :
انا فاهمك كويس يا لينا
نفت برأسها قائلة بدموع :
لأ مش فاهمني
ثم تابعت بحزن وهي تتمسك بيده :
فاكر اول مرة قولتلي بحبك قولتيلي ايه كمان قولتلي انتي يعني انا رديت عليك و قولتلك وانا يعني انت ، انا بتكلم معاك دلوقتي كأني بكلم نفسي
ثم تابعت بعتاب :
انا بقولك ع اللي جوايا مش عشان تسيبني و تبعد بقولك عشان تطمني يا عمار ، تطمني انك دايما جنبي و هتحبني و مستحيل تكون كده
عاتبها قائلاً :
المفروض انتي تكوني عارفة كده من نفسك و يكون عندك ثقة فيا
تنهدت قائلة بحزن :
مين قال اني مش واثقة فيك ، كل الحكاية اني محتاجة اطمن يا عمار مش محتاجة منك لوم و عتاب انا بس محتاجة منك تطمني ، صورة ميان مش بتفارق بالي من يومها مرعوبة خايفة يجي يوم
يحصلي اللي حصلها
تنهد قائلاً وهو يحاوط وجنتيها بحنان :
أنا جنبك و معاكي صدقيني الموت عندي اهون من اني اخليكي تعيشي اللي هي عاشته انتي بنتي قبل ما تكوني حبيبتي و الأب عمره ما يأذي بنته
ضمت شفتيها قائلة و هي تمسح دموعها بظهر يدها :
طب لو عملت كده في يوم من الأيام
ضحك بخفوت قائلاً بمرح :
هشتريلك شنطة سكاكين بحالها ادبحيني بيهم كلهم لو جيه اليوم ده مع اني واثق زي ما ان شايفك دلوقتي ان عمره ما هيجي
ضحكت بخفوت قائلة وهي تلكمه بصدره :
مستناس تتأكد ان معاهم الساطور
ضحك بقوة قائلاً وهي يضع يده على رقبتها بمزاح كأنه سيخنقها :
ساطور ها
اومأت له بضحك فجذبها لاحضانه قائلاً بعشق :
انا بموت فيكي يا قلب عمار
Back
ضحك الاثنان بقوة مقبلاً يدها قائلاً بحب :
مبروك عليا انتي يا لينا وعقبال كتب الكتاب والفرح
……..
باليوم التالي اتفق الثلاث فتيات مع فارس على التدريب بالمستشفى الخاص به بداية من الغد
ابتسمت ميان بسخرية و هي تجلس امام فريدة التي فجأتهم بزيارتها صباح اليوم تخبرها عندما جلست معها بمفردهم كما طلبت :
أنا عارفة ان سفيان غلط بس ندمان ، ارجعيله يا بنتي ان…….
قاطعتها ميان قائلة بسخرية :
انتوا الاتنين بتحبوا بعض و ندمان و الكلام اللي كنت بتشجعيني عليه زمان كنتي بتستغلي حبي ليه عشان توصلي للي عاوزاه ، بعد كل اللي حصل جيتي بس عشان صعب عليكي حفيدك انما انا اولع بجاز ، كل اللي قولتيه غلط و ندمان ارجعيله
نظرت لها باشمئزاز متابعة حديثها بغضب :
غلطه بقى ده نتج عن ايه ، دمر مين بسببه ولع مين مايخصكيش انتي كل اللي يخصك حفيدك بس
صمتت ميان لحظة قائلة بغضب :
حقارت سفيان دي انا عرفت منين جدته مثل أعلى و الست الوالدة طبعاً ، ده في مثل بيقول الإحساس نعمة بس للأسف مش عندك و لا عند حفيدك
فريدة بحدة :
ميان اتأدبي و اعرفي انتي بتكلمي مين
ردت عليها ميان بصرامة :
اطلعي بره !!!!
سألتها فريدة بصدمة :
انتي بتقولي ايه !!
ميان بغضب بعد ان نادت على الخادمة :
اللي سمعتيه بعاملك بالاسلوب اللي بتفهمي بيه ، مش عايزة اشوفك تاني حتى لو صدفة و ان كان على حفيدك يولع بجاز ميهمنيش
جاءت الخادمة فأمرتها ميان بحدة و صرامة :
وصليها للباب
نظرت لها فريدة بغضب كبير ثم غادرت نادمة على مجيئها إليها
……..
بمنزل عاصم الشريف حيث يجتمع العائلتان على الغداء رددت والدة يزن فجأة و بدون مقدمات :
ايه رأيكم نخلي الفرح بعد شهر !!!
ردت عليها والدة همس :
ليه الاستعجال بس
نفت الأخرى برأسها قائلة بحماس :
لا استعجال ولا حاجة يا هبة بذمتك مش نفسك تشوفي ولادهم بيلعبوا حواليكي كده ويقولولك يا تيتا و تفرحي بيهم
هبة بتمني :
ده انا مستنية اليوم ده بفارغ الصبر
ثم نظرت لعاصم قائلة:
ايه رأيك يا عاصم
صمت عاصم للحظات ثم قال و هو يشير ليزن و همس اللذان يستمعان للحديث بصمت :
والله الرأي رأيهم هما الاتنين لأنهم اللي هيتجوزا مش احنا ، و هما اللي يقرروا مستعدين للخطوة دي دلوقتي او لأ
ردد والد يزن مأيداً حديثه :
معاك حق يا عاصم
صمتت همس تنتظر سماع رد يزن فعلى أساسه ستقرر شيئاً ما ليصمت الآخر متحدثاً بعد لحظات :
انا عن نفسي موافق
ابتسمت همس بخفوت تنظر لوالدها تحرك رأسها بنعم فردد صلاح بسعادة :
يبقى على بركة الله نبدأ بالتجهيزات من انهاردة
كان عاصم صامتاً طوال الوقت و ما ان غادر الجميع استوقف ابنته قبل ان تصعد لغرفتها قائلاً :
همس لأخر مرة هسألك انتي مرتاحة و مبسوطة ، احنا لسه ع البر لو مش مرتاحة قولي فكري كويس يا بنتي ده جواز
منحته ابتسامة صغيرة قائلة :
انا كويسة يا بابا و مبسوطة متقلقش عليا
صعدت لغرفتها فجلست هبة بجانب عاصم تلومه :
مالك يا عاصم كنت ساكت خالص طول ما كانوا هنا , بتسأل همس كده ليه هو حصل حاجة
عاصم بقلق :
انا مش مرتاح يا هبة ، يزن محترم و كل حاجة بس مش بيحب بنتك
سألته بتعجب :
ليه بتقول كده بس !!!
عاصم بشرح لتلك التفاصيل التي لم تفوت عليه :
لما والدته فتحت موضوع الجواز مكنش عنده لهفة يعني اي واحد بيحب واحدة بيكون ملهوف عليها و مستني اللحظة اللي تكون مراته لكن هو لأ لو فرضنا مثلاً انه خجول مفيش اي تأثر في عينه بالعكس شوفت حزن حتى ساعة الخطوبة كان نفس الكلام ، لما اتخانقوا و رجعوا اتصالحوا رجع صالحها بعد ايه
تنهد قائلاً بحزن :
اللي مسكتني ان بنتك مبسوطة و موافقة
هبة بابتسامة صغيرة :
والله هتطلع كل شكك ده اوهام ملهاش داعي ، انت بش ادعيلهم ربنا يسعدهم سوا
اومأ لها بصمت و عقله مشغولاً بابنته يتمنى حقاً ان تكون اوهام و ان يخيب ظنه !!
……..
بعد مرور ثلاثة اسابيع كان سفيان يجلس ببهو فيلاته التي أصبحت ساكنة بدون حراس و خدم يعيش بداخلها بمفرده كانت حالته يرثى لها اهمل عمله هيئته غير لطيفة بالمرة ينظر للفراغ بأعين حمراء من البكاء لقد خسر الجميع ميان لا تقبل النظر لوجهه حتى او الحديث معه بكلمة واحدة كل يوم يذهب إليها ينتظرها أسفل تلك المستشفى التي تعمل بها مؤخراً برفقة ذلك الطبيب الذي يتمني حقاً تشويه وجهه و قتله دوماً بجانبها نظراته لها تثير غيرته اغمض عينيه يتذكر ما حدث منذ ما يقارب الأسبوعان عندما ذهب للحديث معها لتفاجأه بردة فعلها
Flash back
دخل للمستشفى يسأل عنها حتى علم انها بغرفة العمليات صعد لها على الفور
ما ان وصل رأها تخرج من غرفة العمليات برفقة ذلك الطبيب تبتسم بتوسع و هي تحمل بيدها طفل رضيع يلتف بفراش صغير ازرق و الأخر يحمل على ذراعه طفلة صغيرة ملتفة بفراش مماثل لكنه ذو لون وردي
اقترب منهما و الغيرة و الندم ينهشان قلبه لكن توقف ما ان استمع لوالد الطفلين يقول بسعادة :
توأم
اومأت له ميان قائلة بابتسامة جميلة :
الف مبروك يتربوا في عزك و عز مامتهم
ردد ذلك الطبيب بابتسامة جذابة :
مكنتوش تعرفوا !!
اومأ الرجل برأسه و هو يأخذ الطفلة منه :
قولنا نخليها مفاجأة و كانت احلى مفاجأة ، كرم ربنا كبير رزقنا بيهم بعد خمس سنين حرمان
ربت على كتفه قائلاََ بابتسامة :
الف مبروك ، زوجة حضرتك هتتنقل اوضتها و تقدر تطمن عليها ، هي بخير و أولادك كمان بخير بس الممرضات هيبدلوا هدومهم و على ما المدام تفوق هيكونوا خلصوا
اومأ له الرجل بلهفة فتسألت ميان بفضول :
هتسميهم ايه !!
نظر لهم الرجل بابتسامة بشوشة قائلاََ :
حضرتك اسمك ايه
ردت على سؤاله فكرر سؤاله للطبيب فأجابه منحهم ابتسامة جميلة قائلاََ :
فارس و ميان ، اسامي ولادي !!!!
توسعت اعين الاثنان بصدمة و سعادة لكن فارس ربت على كتفه قائلاََ بابتسامة :
متستعجلش و خد رأي المدام ، ربنا يباركلك فيهم و يجعلهم ذرية صالحة
ابتسم الرجل و قرب شفتيه من اذنهم مؤذناََ بها ثم اخذهما الممرضات و دخل الرجل للغرفة مع الباقين ليساعد زوجته
فرددت ميان بابتسامة واسعة :
شوفت يا دكتور فارس حلوين ازاي ما شاء الله ، زمان مامتهم هتفرح بيهم اوي
ابتسم بهدوء قائلاََ :
اكيد ، انتي خلاص نويتي تتخصصي في أمراض النساء و التوليد
اومأت له قائلة بابتسامة :
ان شاء الله ، بس يا ترى لما اتخرج ليا مكان هنا اشتغل فيه و لا اشوف مستشفى تانية
ابتسم بزاوية شفتيه قائلاََ :
المستشفى كلها تحت امرك ، اعتبريني ضيف عندك و اعملي اللي عاوزاه
ضحكت بخفوت قائلة :
مش للدرجة دي يعني ، اصل بصراحة بعد اقتراحك ليا ان اتدرب هنا حبيت جو المستشفى اوي و حبيت الشغل هنا و حابة استمر ان شاء الله
نظر لها للحظات ثم قال :
انبسطت انك مرتاحة معانا هنا ، و زي ما قولتلك المستشفى كلها بتاعتك
كادت ان ترد لكن ماتت الكلمات على شفتيها ما ان استمعت لصوت تعرفه بل تحفظه على ظهر قلب انه هو ” سفيان ” منادياََ اسمها
التفتت له تنظر لوجهه الذي كلما لمحته تعود ذكريات تلك الليلة تتدفق لعقلها و كلماته الممزوجة بصوت صراخها ترن بأذنها انتفضت ما ان وضع يده على ذراعها قائلاََ بتوسل ان تستمع له و لو لمرة :
ميان ، ممكن تسمعيني
نظر لعيناها لتصدمه بنظرات نفور و كره كبير لم يسبق ان رأه بداخل عيناها دوماََ ما كان يرى الحب ، الحب فقط !!!
خطت للأمام متجاهلة اياه تماماََ فعاد و ركض خلفها يتمسك بيدها حتى لا تذهب لكنها دفعته بقوة كبيرة بعيداََ عنها مشمئزة نافرة منه و حاقدة عليه أشار لها بيده انه لن يقترب قائلاََ :
مش هقرب و مش هلمسك ، بس اسمعيني ، انا كنت معمي و مغفل و غبي انا غلطان يا ميان و غلطي كبير مش سهل يتغفر ، بس حطي نفسك مكاني كل حاجة كانت بتقول اني لازم اكدبك و لازم اصدقها انا شوفتك بعيني و سمعت اي حد مكاني كان هيفكر كده ، انا مش بحط مبرر بس ، بس يمكن اللي بقوله يشفعلي عندك انك تسامحيني ، انا بحبك و كل كلمة كنت بقولها و بوجعك بيها كانت من صدمتي فيكي و وجعي منك
كان فارس يضم ذراعيه لصدره يتابع ما يحدث بهدوء لكن عيناه لا تتوقف عن القاء نظرات محتقرة نحو الأخر يتساءل اي نوع من الرجال هذا !!!
كلمات اعتذار واحدة تلو الأخرى يقولها و الأخرى تستمع له دون حديث و ما ان انتهى نظرت له مطولاََ ثم تحدثت له و لأول مرة بعد تلك الليلة :
عايز تعرف ردي مش كده !!
اومأ لها بأعين حزينة و الندم يقطر منها فابتسمت هي بزاوية شفتيها ظن انها اقتنعت بما قال و ابتسم بسعادة سرعان ما تبددت عندما رفعت يدها ثم هوت بها بقوة على صدغة ، صفعة قوية تعالى صداها بالأرجاء ، صفعة قوية مهينة لكرامته !!
تعالت همسات الجميع من حولهم على بينما اعتدل فارس بوقفته متأهباََ ان حدث اي شيء رددت ميان بقوة و اشمئزاز :
ردي وصلك صح ، بس عايزة اقولك حاجة انا مش هحط نفسي مكانك لأن ميان القاضي مكانها مش الزبالة !!!!
صفعة و كلمات مهينة شهدها الجميع كور قبضة يده غاضباََ و صمت مبتلعاََ الإهانة لأنه يستحق !!
Back
مسح دموعه التي عادت تنساب على وجنتيه من جديد من شدة الندم و الحزن على حالته التي وصل لها بفضل
غبائه و تهوره
دخل عمار من الباب المفتوح بأهمال ليتفاجأ بحالة شقيقه اقترب منه قائلاً بحزن و اشفاق عليه :
هتفضل ع الحال ده لحد امتى
لم يرد عليه فتابع هو بضيق :
دي مش عيشة دي يا سفيان ، فوق بقى و ارجع اقف على رجليك انت كده بتخسر كل حاجة شغلك و حياتك و اللي بنيته السنين اللي فاتت هيضيع منك
رد عليه بحزن و ألم :
كل ده ملوش لازمة من غيرها ، ياريت كل ده يضيع و اكسبها هي من تاني ، الندم بينهش قلبي يا عمار و جملتها مش بتفارقني قالتلتي الندم وحش اوي بلاش تجربه و يارتني سمعت منها ، ياريت كنت سألتها يا عمار ، كاميليا ماتت بعد ما دمرتني و مع ذلك رغم كل اللي عملته موتها كسرني يا عمار
تنهد عمار قائلاً بحزن متجاهلاً الحديث عنها :
خسرتها فبلاش تخسر كل حاجة يا سفيان فوق لحياتك بقى و ابعد عنها سيبها تعرف تداوي جرحها اللي في كل مرة بتشوفك فيها بيرجع يتفتح من تاني انت مخبطش فيها بالغلط ، شافت منك وجع و عذاب سنين عشان تيجي انت و تختمه باللي عملته ، انت و ميان الحياة بينكم بقت مستحيلة و ان كانت هتنفع زمان فدلوقتي و بعد اللي حصل لأ
سفيان بغضب و أمل :
بس انا مش هيأس انا وراها لحد ما تسامحني ، هي بتحبني يا عمار حب سنين مش ممكن يتنسي في بسهولة كده ، هي بس محتاجة شوية وقت
قبل ان يتحدث عمار بكلمة كان سفيان يخرج من الفيلا سريعاً متوجهاً حيث هي سيحاول الحديث معها اليوم ايضاً
…….
كرامتها استُردت الآن !!
كبريائها الذي كان يدهسه يوماََ بعد يوم عاد إليها من جديد و هي تراه يقف بتلك الهيئة المزرية و حالته التي يرثى لها يكاد يقبل قدمها لكي تنظر له نظرة واحدة ليس فقط كلمة !!!
بل يتمنى نظرة !!
ابتسمت بتشفي و هي تراه من الأعلى عبر واجهة المستشفى الزجاجية التي تعمل بها يجلس على مقدمة سيارتها شعره مشعث و ذقنه التي كانت دوماََ حليقه نبتت و اصبحت مشعثة ملابسه التي كانت دوماََ مهندمة لم تعد كما كانت !!
لقد تغير كلياََ الحزن يملئ قسمات وجهه عيناه زابلة حمراء من كثرة البكاء كلما رق قلبها له تذكر نفسها بما فعله قبل شهور طويلة و كيف بكل برود دفعها عارية لا يسترها إلا القليل أسفل قدم والدها قائلاََ بجبروت و قسوة :
بنتك مبقتش تلزمني ، انتي طالق !!
ربما كانت تغفر له ما مضى بأكمله لكن ما حدث تلك الليلة و فقدان طفلها الذي قتله بقسوة و بدون رحمة كانت نقطة تحول لقد جعلها تلك الليلة من امرأة عاشقة له إلى أخرى لم تكره بالعالم سواه !!
تراجعت للخلف متوجهه للمرحاض تهندم من ثيابها تنظر لنفسها بالمرآة مرددة بغل :
لسه ، الحكاية مخلصتش على ندم و بس ، الحكاية مخلتصش لحد كده يا سفيان كل اللي انا عيشته انت لازم تعيشه و اكتر…..اكتر بكتير !!
نظرت لنفسها بثقة ثم غادرت المرحاض متوجهة لخارج المستشفى بخطوات واثقة و كبرياء ما ان لمحها تخرج من الباب ركض إليها متوسلاََ :
ميان ارجوكِ كفاية كده بلاش سكوتك ده اصرخي اتكلمي و عاتبي حتى لو هتضربيني مش هقدر افتح بوقي بكلمة اعملي اي حاجة بس بلاش سكوتك و تجاهلك ده ، بيموتني بالبطيء
توقفت عن السير بينما هو يسير خلفها كالمتسولين
التفت له قائلة بابتسامة لا تنم عن خير ابداََ مرددة بثقة و غل :
احب ما على قلبي انك تموت بالبطيء !!
قالتها ثم صعدت لسيارتها مغلقة اياها عليها من الداخل بينما هو يطرق على الزجاج حتى تنظر له او تسمعه لكنها لم تلتفت له من الأساس بل قادت سيارتها غير مبالية به او بتوسلاته
……..
الوقت يمر سريعاً كذلك الأيام لقد جاء اليوم المنتظر انه زفاف همس و يزن الذي سيقام بأحد الفنادق الكبيرة بحضور الجميع بلا استثناء
علم كارم قبلها بيوم فقط من عاصم لم تكن همس تملك الجراءة لتخبره بذلك لينهار حرفياً
وضع يده على قلبه يحاول ان يتنفس قائلاً بصعوبة :
فرحها بكره يا فارس 💔
فارس بحزن :
كارم اهدى عشان خاطري
نفى الآخر برأسه قائلاً بدموع و ألم لا يحتمل ينهش قلبه على ضياع من حلم بها و عشقها :
هتبقى معاه هيلمسها ، بعد كده مش هيكون ليا حق افكر فيها هتبقى لغيري ، هعيش ازاي من غيرها اللي كان مصبرني ان كان فيه فرصة ليا معاها عشان مكنش فيه في حياتها حد انما دلوقتي أعيش ازاي ، رد عليا يا فارس هكمل ازاي من غيرها 💔
عانقه فارس بقوة فلم يجد ما يواسيه به غير العناق اخذ يردد بداخله داعياً له ان يصبره الله على القادم ان كان الآن و هكذا فكيف القادم 💔
……..
في صباح يوم الزفاف كانت بسمة تخرج من منزلها لكن قبل ان تفتح باب المنزل استوقفها صوت شقيقتها هند تسألها :
رايحة فين يا بسمة !!!
تنهدت بسمة بعمق قائلة :
اتصلوا بيا من الاوتيل بيقولوا فيه فرح انها ردة محتاجني معاهم فهقطع الاجازة بقى و ارجع الشغل
ردت عليها هند بعتاب :
مش كان زمانك بتشتغلي غي مستشفى محترمة بدل الخدمة في الافراح
تنهدت الأخرى بحزن قائلة :
ياريت كان ينفع بس انا في نظر الكل ميتة ، يعني لازم اثبات و بطاقة و حاجات كتير ، انا يدوب بمشي نفسي بالبطاقة المضروبة اللي عم مصلحي عملهالي ، لولا بردو قرابته مع صاحب الاوتيل مكنتش عرفت اشتغل لأنهم كانوا عايزين فيش و ورق مش هعرف اتصرف فيهم
هند بتعنيف :
والله انتي اللي عملتي في نفسك كده
بسمة بضيق و غضب :
مش هنخلص بقى من الاسطوانة دي بتاعت كل يوم ، قولتلك مية مرة انا مش قدهم
هند بغضب و تهكم :
فالحة بس تقولي انا بحب يزن ، والله لحد دلوقتي انا مش شايفة اي دليل على كلمتك دي
بسمة بغضب و وجع :
انتي مش في النار عشان كده بتحكمي ع الامور بمنظورك انتي بس ، انتي مش مكاني عشان تحسي باللي حاسة بيه يا هند
هند بحزن و ضيق :
لأ مقدرة بس الغلط عليكي من الأول يزن بيحبك لو كنتي قولتيله كل حاجة من الأول كان زمانك معاه دلوقتي من غير ما تكدبي الكدب ده كله
– مش هيصدقني
هند بتصميم على موقفها :
مش بتقولي بيحبك
اومأت لها بسمة بصمت لترد عليها الأخرى:
لو بيحبك هيصدقك
تهربت منها قائلة بتعجل :
لازم امشي هتأخر ع الشغل
هند بسخرية :
اهربي زي كل مرة ، بس هيجي يوم و الحقيقة هتبان ابقى شوفي بقى هتواجهي يزن ازاي هتبرري عملتك بأيه ، انتي عارفة و متأكدة انه زمانه موقف حياته عليكي و سنين ضاعت من عمره وهو معيش نفسه في وهم مش بعيد يكون بيلوم نفسه انه سبب موتك
ابتلعت بسمة ريقها بصعوبة و هي تستمع لحديث الأخرى:
لما يجي يوم و يعرف الحقيقة و تتواجهوا هتقوليله ايه يا بسمة هتبرري اللي عملتيه بأيه بعدتي عنه عشان خايفة عليه و على نفسك فعملتي الأسوأ صح
ثم تابعت بغضب:
اللي المفروض يخاف نادر مش انتي روحي ليزن عرفيه الحقيقة حتى لو بعد عنك بس تكوني ريحتي ضميرك الله اعلم اللي اسمه نادر ده معيش اخته ازاي ذنب العيلة دي و ذنب يزن و اخته في رقبتك لأنك عارفة الحقيقة و سكتي خلتيهم لحد دلوقتي مخدوعين فيه
غادرت بسمة بغضب صافعة الباب خلفها بقوة حديث شقيقتها صحيح لكنها خائفة و بشدة لقد ذاقت الكثير من حقارة نادر لذا تخشاه شرفها و عرضها بين يديه صور ليست بزائفة من يراها سيظن انها حقيقة هي بالفعل ذلك لكنها كانت رغماً عنها سيتركها يزن و يشمئز منها ربما لا يصدقها حتى الجميع سيظن انها فتاة بلا شرف عائلة والدها بالصعيد متشددين للغاية ان علم احدهم بأمر تلك الصور فستكون النهاية الموت الحتمي لها !!
……..
دخل زفافها يجر قدمه للداخل بصعوبة و معه فارس بينما والدته رفضت الحضور و تعللت بمرضها لم تشأ رؤية حلم ابنها الوحيد يذهب لغيره لا تكره همس على العكس هي تعدها ابنتها التي لم تنجبها كم يعز عليها تركها بيوم كهذا لكنها لم تقدر
ابتلع كارم غصة مريرة بحلقه بصعوبة و التمعت عيناها بالدموع وهو يراها تجلس بفستانها الجميل مثلها تماماً تستقبل التهاني من الجميع يرى السعادة بوضوح مرتسمة على قسمات وجهها ياليته مكان ذلك الرجل ليت تلك الابتسامة و الضحكة له ، ليت اليوم زفافه عليها…..يا ليت 💔
ردد فارس بخفوت و حزن شديد لأجله :
ورحمة ابوك اهدى وامسك نفسك انا مكنتش عايزك تحضر بس انت اللي صممت بارك لها و نمشي علطول
اومأ له كارم بصمت ثم اقترب منها بينما كان يزن منشغلاً بالترحيب بأصدقائه قائلاً بابتسامة رسمها على شفتيه غصباً :
مبروك يا عروسة 💔
تفاجأت بوجوده فتحاشت النظر له خجلة من الموقف نظرت للأسفل تحاول ايجاد كلمات تواسيه بها لكنها لا تجد :
كارم اا…انا…..
تنهد قائلاً بابتسامة حزينة متألمة :
أجمل عروسة في الدنيا كلها
ترى الألم بعيناه بوضوح و تشعر به في صوته عيناه اللامعة الممتلئة بالدموع المهددة بالسقوط في بأي لحظة كل ما نطقت به :
ربنا يرزقك بالأحسن مني يا كارم
ردد بداخله بقهر :
انتي مفيش أحسن منك في الدنيا يا همس 💔
اخرج من جيب سترته الداخلي وردة بيضاء كما تحب هي يضعها خلف اذنها قائلاً بوداع :
يارب تكون حياتك الجديدة مليانة سعادة و تكون كل ايامك جميلة زيك ، أنتي تستحقي كل خير يا همس
تراجع للخلف ثم اختفى عن الانظار قبل ان يغادر برفقة فارس استوقفتهم والدة همس قائلة بعتاب :
ماشين علطول جيتوا في ايه وماشين في ايه استنوا حتى لكتب الكتاب ما يخلص
ابتعد يزن قليلاً ليخرج من القاعة فهو لا يحب الصوت العالي و الضوضاء لكن قبل ان يخرج تفاجأ بكارم يقف امامه قائلاً بصعوبة و هو يشير برأسه ناحية همس :
خدت فرصة غيرك بيتمناها ، معاك كنز كبير حافظ عليه بأيدك وسنانك عاملها كبنتك قبل ما تكون مراتك ، هي عنادية بس من كلمة حلوة بتلين ، اللي في قلبها على لسانها صدقني انت لو لفيت الدنيا كلها مش هتلاقي زيها
نظر له يزن مشفقاً عليه لكن سرعان ما تحول لضيق عندما قال كارم قبل ان يبتعد من امامه :
انا بقولك كده عشان قلبي بيقولي انك بدل ما تكون سبب سعادتها هتكون سبب في وجعها !!
خرج يزن من القاعة يستنشق الهواء قليلاً ثم سيعود لكن بمجرد خروجه اصطدم بفتاة تمشي بسرعة كادت ان تسقط فمسك بكتفيها ليحول دون ذلك لكن بمجرد ان رفعت رأسها توسعت عيناها بصدمة كذلك هو ابتعدت للخلف سريعاً فزعة سرعان ما تحولت لصدمة أكبر عندما قال احد المدعوين و هو يضع يده على كتفه قبل ان يدخل للحفل :
مبروك يا عريس !!
ردد يزن بصعوبة و عدم تصديق :
بسمة ، انتي عايشة !!!!
سقطت مغشي عليها من الصدمة فحملها على الفور قبل ان تسقط يضمها لصدره بقوة متشبثاً بها كالطفل الصغير المتشبث بوالدته خائفاً من ان تضيع منه مرة أخرى حملها و ركض بها خارج الزفاف و الفندق بأكمله لأقرب مستشفى متناسياً كل شيء فقط ما يفكر به الآن هي فقط بينما التي بالزفاف من اعطته ثقتها و قلبها لم يفكر بها لم تأتي على باله للحظة تركها تواجه الجميع !!
……
بعد وقت طويل مضى تعالت همسات الجميع من حولها منهم المشفق منهم الشامت و هي تجلس مكانها لا تبكي فقط تردد بخفوت و عدم تصديق :
هيجي يزن هيجي هو مش ممكن يعمل فيا كده
بدأ المعازيم يغادرون الزفاف واحداً يلو الاخر بينما هي تجلس مكانها…..حتى اقترب والدها منها قائلاً بحزن ظهر بوضوح بصوته و هو يتوعد لذلك الوغد على ما فعله به و غاليته :
يلا يا همس خلينا نمشي
حركت همس رأسها بنفي و عيناها تدور بالمكان رافضة تصديق ما يحدث لا يمكن ان يحدث معها هذا بعد كل ما تحملته لأجله و فعلته له يتركها
بيوم كهذا و يغادر !!!
والدها بغضب :
مش هيجي يا همس يلا خلينا نمشي انا اللي……
قاطعته قائلة بسعادة :
يزن !!!
التفت عاصم للخلف لتقع عيناه على يزن الذي دخل لقاعة الزفاف يتمسك بيد فتاة……بينما همس اقتربت منه قائلة بسعادة و لم تلاحظ الفتاة :
انا بردو قولت مستحيل تعمل فيا كده ايه اللي حصل و خلاك تتأخر عن الفرح
اخفض وجهه قائلاً بحزن :
انا اسف……مش هقدر !!!
همس بعدم فهم و هي تنظر للفتاة التي تتمسك بيده بقوة و كذلك يفعل هو يبدو وجهها مؤلفاً لها :
مش فاهمة مش هتقدر ايه و مين اللي انت ماسك ايدها دي !!!!
صمت للحظات قبل أن يقول بحزن و هو يتحتشى النظر لعنياها و خلفه تلك الفتاة تنظر لها بحزن مماثل كم تشفق على تلك الفتاة :
اسف…..لأني مش هقدر اتجوزك !!!!
صدمة حلت عليها نظرت له بخزى بعدما دققت بالنظر لوجه تلك الفتاة انها هي…..حبيبته السابقة لقد عادت فتخلى عنها !!!!
ركضت لخارج القاعة و الدموع تغرق وجنتيها بقلبها ألم لا يحتمل لقد خذلها….تخلى عنها بسهولة كم هو اناني بلا قلب…..كانت تركض خارج الفندق و بلحظة ظهرت سيارة امامها صدمتها بقوة لتسقط ارضاً و الدماء تحيط بها من كل جانب !!!!!
………….
يركض الجميع خلف السرير الذي يحمل جثمانها لغرفة العمليات و القلق ينهش قلوبهم
بينما بداخل الغرفة كان الأطباء ملتفين حولها يحاولون اسعافها لكن يبدوا ان الاخرى مستسلمة تماماً للموت
سادت حالة من الفزع عندما بدأت نبضات قلبها تنخفض رويداً رويداً حتى تلاشت ليصرخ الطبيب عليهم بسرعة :
جهاز تنشيط القلب
قرب الجهاز من قلبها فعلها مرة….اثنان….ثلاثة….لكن لا استجابة لم ييأس الطبيب فعلها مرة أخرى حتى شهقت الاخرى فجأة و اعلن الجهاز عودة نبضات قلبها لطبيعتها معلنة عن عودتها للحياة لكن بهمس أخرى تختلف عن السابق بكثير….همس أخرى تكره جنس ادم 💔
…….
كان يجلس بحديقة الفيلا يضع رأسه بين يديه قلبه يؤلمه على ما وصلت له همس بسببه لقد اختار سعادته على حسابها مخطأ و لا يوجد مبرر لتصرفاته حتى ذلك التبرير السخيف الذي يحاول اقناع نفسه به لا يستطيع ان يتقبله هو نفسه :
اسيبها دلوقتي واحنا ع البر أحسن ما اسيبها بعدين ، هو ده الصح !!
دخل للفيلا بقدم ثقيلة ليتفاجأ امامه بوالده يقف ينظر له غاضباً و الشر يتطاير من عينيه بينما والدته تقف بجانبه تنظر له بخذلان و خيبة أمل
خلفها ببضع خطوات تقف ياسمين تنظر له مشمئزة بجانبها نادر الذي برع في رسم الحزن على ملامحه تنهد بحزن ز قبل ان ينطق بكلمة كانت يد والده تهوي على صدغة بصفعة قاسية قوية لأول مرة بحياته يتلقاها و من والده خصيصاً !!
ردد مصدوماً :
بابا !!
جذبه والده من مقدمة ثيابه قائلاً بغضب و احتقار :
ايه مصدوم من القلم ، دي نفس صدمتنا فيك ، بس العيب مش عليك العيب عليا انا كان لازم تاخد القلم ده مني من زمان عشان تفوق لنفسك و تتعلم تبقى راجل قد كلمتك
ردد يزن بحزن و ألم :
انا عشان راجل مرضتش أكمل في الجوازة دي ، بعد ما لقيت بسمة عايشة في كل الأحوال كنت هرجع لها ، فالأفضل اني ابعد عنها من دلوقتي أحسن من بعدين يا بابا
رد عليه والده بغضب :
لو فاكر ان اللي عملته ده رجولة تبقى غبي ، اللي عملته ده ميطلعش من عيل حتى ده يطلع من واحد خسيس واحد اناني مترباش أختار سعادته على حساب غيره
رد عليه يزن بغضب و نفاذ صبر من الضغوط التي يمر بها و نظراتهم التي لا ترحمه :
انا مضربتهاش على ايديها يا بابا ، هي عارفة من الأول اني بحب بسمة قولتلها و قبلت……
صفعة اقسى من سابقتها هوت على وجهه من كف والده الذي صرخ عليه بغضب :
عشان غبية ، غبية عشان وثقت في واحد زيك فاكر ان بنات الناس لعبة تحت امره وقت ما يحب ، راح لبيت اهلها و طلبها من ابوها عشان يستندل معاها فاكر ان اللي عمله رجولة و هو سبب ليها فضيحة بين الناس هتعيش بيها العمر كله هي و عيلتها
أخفض وجهه ارضاً بخزى من نفسه و والده يلقي عليه كلماته القاسية :
خسرت البنت سمعتها و شرفها اللي هيبقى لبانة في بوق كل واحد شوية ، دمرت سمعة ابوها اللي وثق فيك و سلمك بنته ، خسرت صاحب عمري بسببك ، بسبب انانيتك دمرت كل حاجة !!
ردد يزن بحزن و حدة :
حد غيري كان المفروض يعمل ايه في موقف زي ده ، صعبانة عليك و ابنك مش صعبان عليك يا بابا ، كأن هي اللي بنتك ، انا عارف اني……
دفعه والده بقسوة للخلف قائلاً بغضب :
ياريتك يا أخي ما كنت ابني و هي اللي بنتي ، يارتني كنت موت قبل ما اشوف اللي ربيت فيه سنين بالندالة دي
أشار صلاح للباب قائلاً بقسوة :
تلم حاجتك و تغور بره البيت ده ، معدش ليك مكان فيه تاني و تنسى ان ليك اب ، لأني ميشرفيش أكون اب لندل زيك !!!
تمسكت احلام بيده قائلة بصدمة :
انت بتقول ايه يا صلاح !!
رد عليها بقسوة :
اللي سمعتيه لو ابنك صعب عليكي افتكري اللي مرمية في المستشفى بين الحياة و الموت و خسرت كل حاجة بسبب ابنك و انانيته ، هتصعب عليكي اكتر منه و في الحقيقة ابنك ما يتزعلش عليه ده مكسب للبنت انها خسرته !!!!
صعد صلاح لأعلى و خلفه احلام التي نظرت لابنها بغضب و عتاب فأقتربت ياسمين منه قائلة بسخرية مريرة و خذلان :
شيفاك مش مستحمل نظراتنا ليك موجوع !!
اشاح بوجهه بعيداً فتابعت هي حديثها قائلة بغضب دافعة اياه بيدها في صدره :
ما بالك هي بقى اللي هتواجه الناس مش انت ، هي اللي هتسمع كلامهم و هتواجههم ده لو نجيت من الحادثة اللي أنت سبب فيها
ثم تابعت بغضب و تهكم :
عيشت سنين محمل نفسك ذنب موت بسمة و هتعيش محمل نفسك ذنب همس طول عمرك لأن ده ذنب حقيقي تعاقب نفسك عليه لأن اللي حصلها كان اختيارك انت مش زي بسمة اللي كان قدر و مكتوب و في الآخر أصلاً طلعت بتشتغلك ، تقدر تقولي كانت فين كل السنين دي !!!!
غادر يزن صافعاً الباب خلفه بقوة و غضب تاركاً ياسمين تنظر لاثره بغضب كان نادر يتابع مع يحدث سعيد و بنفس الوقت يرتجف من الداخل من الخوف بسمة حية اذا نهايته اقتربت ، عليه التصرف في اقرب وقت !!!
اقتربت ياسمين منه قائلة بغضب :
صبري بدأ ينفذ منك يا نادر لو اللي حصل انهاردة طلع من تدبيرك انت و الزبالة التانية ، ههد المعبد ع اللي فيه و مش هيهمني حد !!!
قالت ما قالت ثم صعدت و تركته يقف عقله يدور يحاول ايجاد حل للخروج من ذلك المأزق !!!
……
الأيام تمر سريعاً لكن عليها كانت تمر ببطىء شديد لقد مضى شهر و هي على ذلك الحال
تجلس كما هي كل يوم تخرج من منزلها قبل استيقاظ الجميع إلى هنا و لا تعود إلا بعد في المساء تهرب من نظرات الجميع حتى والديها حالتها يرثى لها خسرت الكثير من الوزن عيناها ذابلة فاقدة للحياة تحاوطها هالات سوداء
لا تبكي فقط صامتة تنظر لأمواج الشاطيء المتلاطمة بقدمها التي وضعتها بأهمال داخل المياه حل المساء عليها و هي بنفس الحالة انسابت دمعة ساخنة من عيناها بندم
شعرت بيد توضع على كتفها لم تلتفتت فهي تعرف من الفاعل و الذي من المؤكد انه ” كارم ”
جلس بجانبها قائلاً بحزن و ألم عليها :
وبعدين يا همس !!!
كان الجواب الصمت كحالها الأيام الماضية وضع يده على وجهها يديره تجاهه قائلاً بحزم :
كلميني زي ما بكلمك ، لأمتى هتفضلي كده ، شهر بحاله على نفس الحالة لأ أكل و لا شرب حتى الكلمة مش بتطلع منك ، والدك و والدتك هيموتوا من القلق عليكي ، ازعلي محدش قال متزعليش بس متوقفيش حياتك كده ما تموتيش نفسك بالبطيء و الزبالة التاني عايش حياته عادي
انسابت الدموع من عيناها بقهر و ندم فتابع هو بحزن و وجع لوجعها :
محدش في الدنيا متوجعش يا همس ، ربنا بيعيشنا الوجع عشان لما نعيش السعادة نفرح و نحس بقيمتها ، ربنا بيجيب الخير دايماً ، اللي حصلك أكيد خير ليكي من ربنا و ليه سبب ، بس قولي الحمد لله كويس انك لسه ع البر ، خسارة اللي زي يزن مكسب ليكي و خسارة ليه لأنه غبي و ضيعك من ايده !!
رفعت يدها تضعها على موضع قلبها قائلة بألم و دموع انسابت من عيناها بغزارة :
قلبي واجعني اوي يا كارم
جذبها لأحضانه معانقاً اياها بقوة متمتماً بحزن :
سلامة قلبك…..
ابتلع باقي جملته بداخله لو يستطيع ان يأخذ المها بدلاً عنها لو ان بيده شيئاً ليفعله حتى يشفي جراحها لفعل دون تردد لكن ليس بيده الأمر لكنه لن يستسلم سيظل بجانبها حتى تشفى جراحها و تعود همس كما كانت بالسابق !!
تمسكت بقميصه من الخلف تبكي بقوة و هو يحاوطها بذراعيه صامتاً ابتعد و ابعدها عنه بعد دقائق قائلاً برفق و هو يحاوط وجهها يزيل دموعها بيديه :
دموعك الغالية دي خسارة فيه والله ، هنرجع دلوقتي بيتك و لو ليا خاطر عندك عشان خاطر والدك و والدتك بلاش تعملي في نفسك و فيهم كده سيادة اللوا طلب مني ادور عليكي و ارجعك البيت والدتك اغمى عليها و تبعت اوي
انتفضت واقفة مرددة بصدمة و قلق :
ماما !!!
توقف هو الآخر قائلاً برفق :
بقت كويسة متقلقيش
ارتدت حذائها قائلة بسرعة و دموع :
روحني البيت يا كارم بسرعة ، هي في البيت صح
اومأ له بصمت ثم جذبها باتجاه سيارته متوجهاً حيث منزلها لتركض خارج السيارة لأعلى ما ان توقفت أسفل منزلها
دخلت على الفور لغرفة والدتها التي تجلس على الفراش بوجه متعب و لينا و همس اللتان لا يفارقان منزلها منذ ما حدث سوى للضرورة يجلسان بجانبها
قبلت يد والدتها قائلة بدموع و اعتذار :
حقك عليا يا ماما انا السبب
جذبتها هبة لاحضانها قائلة بدموع و حزن :
انتي مش السبب يا بنتي ، اللي كان السبب ربنا ينتقم منه ، متقلقنيش عليكي تاني يا همس انا و ابوكي هيجرالنا حاجة طول ما انتي بحالتك دي
اومأت لها همس بصمت اقترب عاصم الذي دخل للغرفة للتو جاذباً الاثنتان لأحضانه بقوة نظرت لينا لميان مشيرة لها برأسها حتى تخرج برفقتها ليتركوهم سوياً الآن !!
نزلوا للأسفل ليجدوا كارم يجلس برفقة عمار الذي جاء منذ دقائق ليوصل لينا و يطمئن على همس
سألهما عمار بقلق :
اخبارها ايه دلوقتي !!
لينا بحزن شديد :
مش كويسة خالص مفيش حد فيهم كويس
ميان بحزن :
ازمة و هتعدي ان شاء الله
رددت لينا بتعب :
محدش فيهم هينزل دلوقتي خلينا نسيبهم مع بعض ، و نبقى نيجي الصبح
وافقها الجميع الرأي غادر كارم معهم ملقياً نظرة اخيرة على صورة همس الكبيرة التي تزين الحائط تضحك فيها بسعادة وجهها يشع حيوية عكس الآن
اغمض عينيه يتذكر ما حدث بعد يومين من دخول همس المستشفى كيف ذهب لذلك الندل و لقنه درساً لا ينسى لكنه قليل جداً على ما فعله بحبيبة قلبه
كيف بحث عنه بكل مكان و ما ان علم انه بالجامعة الآن ذهب إليها كان يقف برفقة احد الطالبات بمنتصف الجامعة اندفع تجاهه و على بغته جذبه من مقدمة ثيابه ثم لكمه برأسه بمنتصف وجهه فسقط الآخر ارضاً و الدماء تسيل من انفه !!
صرخ الجميع و شهقوا بفزع من الصدمة لكن كارمخلم يعطيه فرصة ليصدم فقد جذبه مرة أخرى يلكمه بقوة جعلته يرتد للخلف مردداً بغضب :
قلبي علطول كان حاسس انك هتوجعها ، حبيتك من قلبها و انت متستاهلش الحب ده ، كسرت قلبها بعد ما وثقت فيك و فكرتك راجل و انت اب…..ندل غدرت بيها
رد له يزن اللكمة بغضب من اهانته له أمام الجميع بتلك الطريقة مسح كارم الدماء التي تسيل من جانب شفتيه ثم رد له اللكمة اقوى بكثير و اشتد النزاع بين الاثنان لكن كان لكارم التفوق نظراً لخبرته و غضبه المشحون تجاه الآخر حضر الأمن و فضوا النزاع بينعهما و كارم لم يتوقف عن سب الآخر
…….
في صباح اليوم التالي ارتدت ثيابها بأهمال على عكس عادتها تكون ثيابها مرتبة انيقة كادت ان تغادر غرفتها لتتوجه لجامعتها التي اهملتها الفترة الماضية لكنها توقفت بأخر لحظة ستذهب و ربما تراه و يراها لن تسمح له بأن يراها منكسرة حزينة و هو يعيش حياته مع تلك عديمة الضمير التي لم تمنعه حتى من فعلته بها و تركه لها يوم الزفاف بل كانت تقف صامتة موافقة على ما يفعل !!
بدلت ثيابها لبنطال جينز و كنزة صيفية جميلة مصففة خصلات شعرها و رفعته لأعلى مع لمسات خفيفة من مستحضرات التجميل ثم اخذت اغراضها مغادرة المنزل تحت نظرات والديها القلقان عليها
ما ان فتحت باب المنزل كانت جارتها بالشقة المقابلة لها تخرج هي الأخرى رمقتها بشفقة غضبت و نزلت للأسفل دون استخدام المصعد راكضة تود الهروب من نظرات الجميع المصوبة إليها حتى حارس البناية لم تسلم من نظراته
استقلت سيارة أجرة متوجهة لجامعتها التي ما ان خطت بداخلها و وصلت لكليتها صوبت نظرات زملائها عليها و تعالت همساتها من سوء حظها ان زفافها كان كبيراً حضره زملائه سواء كان معيد او طبيب بالإضافة لعدد كبير من الطلاب هنا و من اتى نقل الخبر لمن لم يأتي
نظراتهم لا ترحمها سواء مشفق او شامت حديثهم الخافت يصل إليها ندمت و بشدة على مجيئها كادت ان تغادر لكنها التفت عندما شعرت بأحد يضع يده على كتفها
انها لينا التي وضعت يدها على كتفها الايمن مثلها ميان على الايسر قاصدين اخبارها نحن هنا بجانبك
ابتسمت لهما بامتنان فهمست لها لينا بدعم :
ميهمكيش حد ، تهربي من الناس لو انتي اللي غلطانة لكن انتي مظلومة و بريئة اللي يهرب الندل اللي سابك مش انتي !!
ميان بابتسامة :
يلا نحضر محاضراتنا و بعدها نفطر سوا و هنقعد معاكي نفهمك كل اللي فاتك مش فاضل كتير ع الامتحانات
اومأت لهما بصمت فرددت ميان بشماتة :
تعرفي ان كارم جيه الجامعة بعد الحادثة علطول و عطاه علقة محترمة و مسح بيه الأرض الكل لسه بيتكلم عليها لحد دلوقتي
بقت على صمتها ايضاً فحاوطتها لينا بذراعها قائلة بمغازلة و مرح :
بس ايه القمر ده يا هموسة
ابتسمت لها همس بخفوت و ما ان وصلت معهم باتجاه مبنى المحاضرات تفاجأت به يخرج منه يمسك بيدها يبتسم لها بحب سرعان ما اختفت ابتسامته ما ان رأها امامه اخفض وجهه بخزى مقترباً منها قائلاً بتوتر :
همس اا..انا…..
تجاوزته و مرت من جانبه دون ان تتفوه بأي كلمة لطالما كانت تؤمن ان في الصمت يكمن الكثير خاصة ان عجز اللسان عن الحديث رمقته ميان و لينا باشمئزاز فرددت لينا قبل ان تغادر هي و ميان ليلحقوا بهمس :
البجحين كتروا اليومين دول !!!
…….
– سيادة اللوا همس محتاجة تبعد شوية
قالها كارم لعاصم الذي يجلس خلف مكتبه يضع رأسه بين يديه حزين مهموم ما حدث لابنته ليس بسهل ابداً لا يعرف ما يفعل حتى تعود كما كانت
منديهاش فرصة تقعد مع نفسها
تابع كارم حديثه بجدية :
لازم ما تفضلش قاعدة مع نفسها و تقعد تفتكر اللي حصل ، لازم نشغلها طول الوقت بحيث ميكنش غي اي فرصة انها تفكر فيه
تنهد عاصم بحزن و لا يزال صامتاً فتابع كارم :
انا عندي اقتراح لحضرتك الامتحانات مش فاضل كتير عليها ، بعد ما تخلص ممكن همس تسافر تغير جو انا و والدتي و فارس كنا هنسافر شرم الشيخ عند عمي و مرات عمي ممكن همس تيجي معانا و حضرتك طبعاً و مدام هبة ده حتى انا كنت هقترح على ميان و لينا يبقوا معانا
اومأ عاصم برأسه قائلاً بحزن :
فكرة حلوة يا بني على بركة الله ، بس يارب همس توافق ، معنديش مانع أعمل اي حاجة بس المهم ترجع بنتي زي ما كانت
ردد كارم بألم و حزن :
ان شاء الله هتنسى مع الوقت هو بس الموضوع محتاج صبر حالتها النفسية الفترة دي مش هتكون أحسن حاجة هي محتاجة لينا نكون جنبها
اومأ له عاصم و قبل ان يغادر استوقفه نداء عاصم عليه مردداً بامتنان :
تسلم يا بني راجل و جدع زي ابوك الله يرحمه بالظبط ، عرف يربي
ابتسم له كارم بخفوت مترحماً عليه ثم غادر مكتب عاصم تاركاً اياه و الندم ينهش قلبه ليته عارض ابنته من البداية و فعل ما شعر به قلبه ذلك اليزن الحقير لم يحب ابنته و بالأخير غدر بها
…….
كانت تجلس تضم قدمها لصدرها تتذكر حديثها مع يزن عندما سألها أين كانت كل تلك السنوات و لم اختفت و كيف نجت اسئلة كثيرة انهالت عليها منه ليكون ردها للخروج من ذلك المأزق :
مش فاكرة اي حاجة يا يزن انا فوقت لقيت نفسي في بيت واحدة ما اعرفهاش و مكنتش فاكرة اي حاجة فضلت عايشة معاها لأني مكنتش عارفة اروح فين و اجي منين من كام يوم بس ابتديت افتكر كل حاجة و اليوم اللي سألت عليك فيه عشان اشوفك عرفت انك في الفندق بس مكنتش أعرف انك العريس !!!!
لقد قلبت الطاولة عليه لكي تخرج من ذلك المأزق عاتبته لأنه سيتزوج بغيرها و انه نساها بداخلها خوف كبير خوفها أكبر بكثير من حبها له تعالى رنين جرس المنزل ذهبت لتفتح الباب فتفاجأت به امامها رددت بصدمة و خوف :
نادر !!!
دفعها للداخل ثم دخل مغلقاً الباب خلفه مردداً بغل :
ده الحلوة طلعت عايشة و مغفلانة !!
صرخت عليه بغضب و خوف حاولت اخفائه :
انت جاي عاوز ايه
ربت بيده على وجنتها مردداً بمكر :
ايه يا حبي معقول نسيتي اللي كان بينا
دفعت يده بعيداً عنها باشمئزاز قائلة :
مفيش بيني و بينك حاجة لا فيه و عمره هيكون فيه يا نادر انت سامع !!!
غمزها بعيناه قائلاً بخبث :
طب الصور اللي معايا دي ايه
صرخت عليه بغضب :
بالغصب و مسيري يوم هفضحك قدام الكل
ضحك قائلاً :
عشم ابليس في الجنة يا روحي ده مش هيحصل ابداً كان غيرك اشطر
ثم جذبها من خصلات شعرها قائلاً بقسوة و شر :
مش هيحصل عشان لو بس فكرتي تفتحي بوقك و شرف امك هتتفضحي في كل حتة و صورك هتبقى بتتوزع ع الشمامين و في كل المواقع ع النت يتفرجوا ع الجمال الرباني ببلاش و لو فتحتي بوقك هتكوني خسرانة من كل النواحي هتخسري يزن ما هو مش هتطلعي بريئة ده انتي هتكوني شريكتي في كل حاجة ده غير الفضيحة اللي هتطولك !!
دفعته بعيداً عنها قائلة باحتقار :
انت احقر واحد انا شوفته في حياتي
سخر منها قائلاً ببرود :
ميرسي يا حياتي
ثم تابع بضيق و سخرية :
طلعتي بسبع ارواح بس أموت وأعرف نجيتي ازاي و غفلتينا كلنا !!!
تعالى رنين الجرس مرة أخرى ذهب ليرى الطارق من الاعين السحرية ليتفاجأ بياسمين ابتسم بسخرية ثم فتح لها الباب بنفسه قائلاً بتهكم :
نورتي يا زوجتي العزيزة !!!
دخلت للداخل و ما ان رأتها بسمة رددت بصدمة :
ياسمين !!
رمقتها باحتقار هي و هو قائلة :
اه ياسمين ، مصدومة من وجودي مش كده
ابتلعت بسمة ريقها بصعوبة فرددت الأخرى بقرف :
مكنتش اتخيل انك بالحقارة دي
بمسة بضيق :
انا مش هسمحلك تغلطي فيا
اشارت لها بأصبعها من أعلى لأسفل قائلة باحتقار :
مستغربة يزن حب في واحدة زيك ايه و ضحى بهمس عشانك ، محدش يعرف حقيقتك انتي و هو قدي و قريب اوي هتتكشفوا !!!
ثم تابعت بغضب كبير :
غيبتي سنين و دمرتي حياة اخويا و لما رجعتي دمرتي حياة بنت تانية بريئة جنس ملتك ايه ، بس هستغرب ليه معقول نادر هيجيب واحدة عندها اخلاق عشان ترسم على اخويا الحب و توافق تخدعه ما هي لازم هتكون معندهاش لا اخلاق و لا ضمير
بسمة بغضب :
أنتي متعرفيش حاجة
ردت عليها بغضب و نادر يتابع ما يحدث بصمت :
انا عارفة كل حاجة و يزن كمان هقوله عشان يعرف ان ضيع سنين من عمره و خسر بنت زي همس على واحدة زيك مستاهلش
رددت بسمة بخوف :
هتفضحي جوزك يعني !!
رد عليها نادر تلك المرة قائلاً بغضب و هو يقبض بيده على حجابها من الخلف :
مش هيحصل يا بيبي اعمليها كده و انا اعيشك عمرك كله بفضيحة انتي و اهلك و بالفضيحة دي هاخد ابنك و مش هتشوفيه طول حياتك و لا تشمي ريحته ابداً طول العمر !!!
دفعها بقسوة قائلاً و هو يرمق الاثنان باستخفاف مردداً قبل ان يغادر البيت :
رجالة بشنبات معرفوش يعملوا كده هيجي اتنين أهبل من بعض زيكم يهددوني
ردت عليه بمسة بغضب قبل ان يغادر :
عشان كده مش بتتشطر غير على الهبل و بتهدد فيهم خايف ليفضحوك عند الرجالة !!
……..
جاء اليوم المنشود و هو سفر الجميع لشرم الشيخ أعتذر والدي كلاً من ميان و همس عن المجيء فذهب كارم و والدته وفارس وعمار ولينا و همس كذلك ميان بعد مرور ما يزيد عن الساعتان كان فارس يدخل بهم للفندق الكبير الذي يملكه والده رحب بهم الجميع ترحيباً شديداً
– مين التلت قمرات دول يا فارس !!
قالتها والدة فارس بابتسامة جميلة و هي ترحب بهم
أشار لهم فارس قائلاً بابتسامة :
همس بنت اللوا عاصم يا أمي و لينا و ميان اصحابها عمار خطيب لينا و ابن خالة ميان
ردد والد فارس و يدعى ” ايمن ” بابتسامة :
اهلاً و سهلاً نورتونا والله
رد عليه الاربعة بابتسامة :
اهلا بحضرتك
رددت والدة فارس و تدعى ” كريمان ” بابتسامة و هي تمسك بيد والدة كارم :
احلا جناح ع البحر لأجمل بنات اتجهز مخصوص عشانكم يارب يعجبكم
رددت ميان بابتسامة :
شكراً لحضرتك
ربتت كريمان على وجنتها قائلة بابتسامة لطيفة :
يا روحي عليكي زي القمر
ابتسمت لها ميان ببعض الخجل قادهم النادل و هو يقوم بجر حقائبهم و برفقتهم عمار الذي سيقيم في غرفة بجانبهم امسكت كريمان بيد فارس تجذبه لبعيداً قليلاً فسألها بتعجب :
نعم يا ماما مسكاني كده ليه !!
سألته باهتمام :
ميان دي مرتبطة !!!
نفى برأسه قائلاً بضيق و قد فهم نية والدته :
لأ مطلقة يا أمي
رددت بحزن :
ليه دي باين عليها لسه صغيرة
تنهد بحزن مردداً :
هي فعلاً كده بس قريب هتكون مرتبطة
قال الأخيرة بشرود فلكزته بذراعه قائلة بحزن :
يا خسارة انت يا واد طول عمرك فقري ضيعت انجي من ايدك و البنت دي كمان زي القمر والله اول ما شوفتها حسيتها ليك
زفر بضيق قائلاً بتهكم :
عندك حق يا أمي بس نعكس الجملة اللي يتجوز انجي ده يبقى فقري ، ده انا الحاجة الوحيدة اللي عملتها صح في حياتي اني طلقتها
تذمرت قائلة بضيق :
مش بقولك وش فقر دي انجي زي القمر
تنهد مردداً بسخرية :
ياريت جمال الشكل كان نفس جمال القلب !!
قالها قم توجه صوب كارم يسأله :
ليه قولت لعمك يجهز جناح كبير للبنات ما كانت اوضة لكل واحدة فيهم احسن عشان كل واحدة تبقى على راحتها الخصوصية و كده
ردد كارم بحزن :
مش عايز همس تكون لوحدها ، مش عايزها تفضل تفكر في اللي حصل و تتضايق اكتر
تنهد فارس بحزن على حال ابن عمه ربت على كتفه ثم غادر هو الآخر متوجهاً لغرفته التي لحسن حظه مجاورة لغرفة الفتيات !!
…….
في المساء اجتمع الجميع حول مائدة كبيرة مستديرة على الشاطيء جو ساحر جميل و الموسيقى تعم المكان من حولهم لكن رغم ذلك كان كلاً منهم شارداً بعالم آخر كارم الذي يتحدث مع همس التي تنظر لكل شيء حولها بفتور بمواضيع عدة يشغل عقلها عن التفكير في شيء آخر
بينما لينا و عمار بملكوت آخر كانت ميان تنظر لهما بابتسامة صغيرة دوماً ما كانت ترى لينا و عمار مثال جيد للحب يليقان ببعضهما جداً مرحان ذو طباع هادئة نوعاً ما بينما تناغم جميل جداً
تنهدت بحزن على حالها و ألم عاصف يضرب قلبها كل يوم لقد مر ما يزيد عن الخمسة أشهر منذ تلك الليلة المشئومة و الألم لا يقل بل يزداد روحها مهشمة تشعر بالانكسار ما مرت به أبشع شعور يمكن لفتاة ان تمر به اغمضت عيناها بحزن
كان فارس يتابعها بعيناه باهتمام و حزن عليها مال برأسه عليها متمتماً بخفوت :
انتي كويسة !!
اومأت له بنعم يريد ان يفتح معها حديث لكن كيف يفعل طوال الفترة الماضية حديثه معها بخصوص العمل فقط
سألها بابتسامة :
عجبك الاوتيل هنا
اومأت له قائلة بابتسامة :
جداً المكان حلو اوي و موقعه ممتاز حتى تصميمه كل حاجة فيه جميلة ما شاء الله
كان كلاً منهم منشغل مع من بجانبه والديه و زوجة عمه يتحدثان سوياً كذلك كارم و همس و لينا و عمار لا يوجد سوا هو و هي !!
لاحظت هي الأخرى نفس الشيء فرددت :
انت بتحب المكان هنا
اومأ لها قائلاً بابتسامة :
جدا بس للأسف شغلي في اسكندرية مقدرش اسيبه لكن بابا ما بيحبش يبعد عن هنا خالص فحياتي بين اسكندرية و شرم الشيخ
رددت بأعجاب بالمكان :
عنده حق ما يبعدش عنه ، اصل هو فيه مجنون يبعد عن الجنة دي
تذكرت لينا موقفاً ما عندما رأت الفرقة الموسيقية تصعد لمكانها لتبدأ بالعزف فرددت و هي تنظر للفتيات :
فاكرين يا بنات يوم حفلة التخرج من ثانوي لما طلبوا منا نغني في الحفلة و اتفقنا نغني أغنية و طلعنا غنينا أغنية تانية خالص
سألها فارس بتعجب :
انتوا التلاتة بتعرفوا تغنوا
اومأت له لينا قائلة بابتسامة :
انا صوتي مش اوي بس مقبول لكن همس و ميان صوتهم تحفة اصلا اتعرفنا على همس من واحنا صغيرين و اتصاحبنا من حصص الموسيقى في المدرسة
سألها عمار بفضول :
كان مطلوب منكم تغنوا ايه و غنيتوا ايه !!
ضحكت ميان قائلة بحنين لتلك الأيام :
كان مطلوب نغني أغنية امسك في حلمك لو تعرفها فأحنا بقى غنينا لشيرين صبري قليل
ضحك الجميع فرددت همس هي الأخرى بحنين :
احنا التلاتة بنحب صوتها اوي و كل اغانيها
تدخلت والدة فارس قائلة بحماس :
طب ما تغنوا يا بنات سمعونا صوتكم
تبادل الثلاثة النظرات بابتسامة ثم حركوا رأسهم بنعم اشارت كريمان بيدها للنادل ليأتي بميكروفون لهم اتفق الثلاثة على اغنية ما ثم بدئوا بالغناء اختارت ثلاثتهم ” خليه يدور عليا ”
تعالى التصفيق بالمكان بعد انتهاء الثلاثة من الغناء مال فارس على ميان قائلاً بخفوت :
صوتك حلو اوي
شكرته بابتسامة صغيرة بينما عمار قبل يد لينا بحب قبل ان يقول كارم شيئاً التفت ميان للخلف ما ان شعرت بأحدهم يضع يده على كتفها لتتفاجأ بسفيان انتفضت واقفة مرددة بصدمة و حدة :
انت بتعمل ايه هنا !!
توسلها قائلاً بخفوت متمسكاً بيدها و الجميع يراقب ما يحدث بتعجب و عمار يزفر بضيق :
ميان ارجوكي ، ممكن نتكلم شوية
ابعدت يدخا سريعاً قائلة باشمئزاز :
ابعد ايدك عني
اقترب عمار من شقيقه قائلاً بضيق و صوت خفيض :
امشي يا سفيان مش وقته الناس عيونها علينا و عيب اللي بيحصل ده
سفيان برفض :
انا عايز اتكلم معاها خليها تسمعني يا عمار هما خدعوني ، انا ندمان……
توقف عن الحديث و اقترب من ميان التي كادت ان تذهب يمسك بيدها قائلاً برجاء و هي تحاول ابعاد يده عنها :
مياان !!
انتفض فارس واقفاً يجذبها لتقف خلفه ثم ردد بغضب بوجه سفيان بعدما دفعه بصدره ليرتد الاخر للخلف عدة خطوات :
أنت عايز منها ايه ، طالما بتحبها اوي كده محافظتش عليها ليه ، قتلتها و قتلت سعادتها خليت أجمل يوم في حياة كل بنت اسوأ يوم ليها ليه !!!
ردد والد فارس بصرامة :
فارس
انتفض كارم مكانه يفصل بين الاثنان حيث كان سفيان على وشك لكم الآخر لكن كارم امسك به يمنعه من فعل ذلك
ضغطت ميان بيدها على ذراع فارس قائلة برجاء :
عشان خاطري بلاش خناق الناس كلها عيونها علينا
ثم تابعت و هي تنظر لسفيان باحتقار :
اللي زيه خسارة فيه الكلام ، قولت قبلك ياما و عملت لكن مفيش فايدة ، اللي زيه خسارة فيه الحب والكره كتير عليه كمان ده حتى ميتزعلش عليه ، خسارته مكسب لأي حد
عمار بضيق :
يلا يا سفيان نمشي بلاش مشاكل هنا كمان
لم يستمع له سفيان و اقترب منها قائلاً بتوسل :
انا بجد بحبك ليه مش مصدقاني
ارتفع صدرها و هبط لانفعال قائلة بغضب :
عايز تتكلم ماشي تعالى
قالت الأخيرة ثم ابتعدت بعيداً لخارج الحفل فلحق بها متلهفاً و عمار يزفر بضيق طوال الوقت جلس الجميع مرة اخرىغو اعتذر عمار عما حدث كان فارس ينظر لمكان ذهتب الاثنان بغضب و اخذ يتملل بجلسته غير مرتاحاً ينظر من الحين و الآخر لهناك بينما والديه لم تخفى عليهما نظراته كذلك كارم
بينما هناك حيث تقف ميان تصرخ على سفيان بغضب قاصدة اهانته و التقليل منه كما كان يفعل دوماً :
خلي عندك شوية كرامة مش عاوزاك و لا عاوزة اشوفك عامل زي اللازقة كل ما ابعد عنك ترجع تجري ورايا أخبار كرامتك ايه
زفر بضيق ليتحكم بأعصابه لتتابع هي بتهكم :
بالمناسبة هديتي عجبتك
نظر لها بعدم فهم فتابعت هي بحزن واهي :
تؤ تؤ اخص عليا ازاي معرفتكش !!!
سألها بتوجس :
عرفتيني ايه !!!!
رددت بابتسامة عريضة و تشفي :
مش انا اللي عملتلك الفضيحة و خليت مصر كلها تجيب في سيرتك و سببت ليك أزمة في الشغل
نظر لها مصدوماً كيف تكون هي حركت له رأسها بنعم قائلة ببراءة زائفة :
اه ما هو انا اللي خطفت نرمين من عندك و انا اللي بلغت عنها هي و زاهر مش بس كده انا اللي بلغت عن كاميليا شوف كل بلوة حصلت في حياتك آخر فترة انا اللي كنت وراها
بعد ان انتهت من سرد كل شيء ذمت شفتيها قائلة : قليل اللي عملته مش كده !!!
نفى برأسه قائلاً بصدمة و عدم تصديق :
انتي مستحيل تكوني عملتي كده يا ميان !!!
ضحكت بسخرية مرددة بتشفي :
لأ عملت ، اه والله زي ما بقولك كده ، مش انا قولتلك زمان ربنا ما يوريك قلبتي
– ليه !!!
رمقته باستهزاء قائلة بتهكم :
حد غيرك يسأل السؤال ده ، اي حاجة تحصل فيك حلال والله
اقترب منها قائلاً بحزن :
ارتاحتي كده !!
نفت برأسها قائلة بغل :
عمري ما هرتاح طول ما انت عايش على وش الدنيا ، انا بجد مش قادرة اصدق جايب منين البجاحة اللي تخليك تطلب مني اسامحك
ثم تابعت بسخرية ترد بها اهاناته السابقة لها :
طب بس سؤال لو حطينا أحتمال اني سامحتك مش محتاجة اقولك طبعا ان ده أحتمال صفر في المية
اشارت له قائلة باحتقار و قسوة :
هأمن على نفسي ازاي معاك ده العيلة كلها بسم الله ما شاء الله تعر باستثناء عمار طبعاً ربنا كان رحيم بيه ، جدتك و يضرب فيها المثل في البجاحة و البعيد ما شاء الله وارث عنها الحتة دي بس على اسوأ ، نيجي بقى للست الوالدة حدث و لا حرج غل ايه و قرف ايه و قلة أصل ايه و ندالة ايه يا أخي الواحد مش عارف يعد الصفات اللي زي الزفت اللي فيها من كترهم وارث منها كل حاجة ما شاء الله
صرخ عليها بحدة و عصبية :
ميان كفاية كده فوقي و اعرفي انتي بتقولي ايه !!!
لن تبالي بل ضمت يدها لصدرها قائلة ببرود :
مش أنت اللي طلبت نتكلم ، وبعدين انا فايقة بس للأسف اتأخرت اوي على ما فهمت اللي زيكم بيفهموا بأسلوب ايه
جز على اسنانه قائلاً بغضب :
ميااان
لن تصمت بل تابعت بقسوة قاصدة التقليل منه :
تصدق خوفت كنت الأولى روح زعق كده في اللي خانتك معايا شوية فيديوهات ليها انما ايه يخلوك تقعد في بيتكم العمر كله متعرفش توري وشك للناس من الفضايح ، عايز تشوفه اخليك تشوفه بس ابقى سلملي بقى على رجولتك
ثم تابعت بتهكم و الآخر يكور قبضة يده بغضب يحاول التحكم بأعصابه قدر المستطاع :
عاملي فيها مفتح و شايف نفسك عليا و بتقارني بيها ، اهي طلعت مغفلاك و مقضياها لأ و ايه كانت بترقص لمصر كلها معايا فيديو بردو تحب تشوف
قبض على كتفيها قائلاً بغضب :
ميااان بس اسكتي
سخرت منه قائلة :
اللي المفروض يسكت انت انا معنديش اللي يسكتني او اوطي راسي منه انما انت ما شاء الله كلمة فضايح كأنها اتعملت عشانك انت و عيلتك
قبض اكثر بيده على كتفها و الأخرى تحاول ابعاد يده عنها لقد اعماه غضبه منا قالت عما يفعل افيق من نوبة غضبه عندما وجد ذلك الطبيب البغيض الذي يلتصق بها كالعلكة الفترة الماضية يجذبها بقوة لتقف خلفه فلم يتحمل ان يبقى بمكانه فجأ ليراها ليتفاجأ به يمسكها بتلك الطريقة قائلاً بغضب :
في حاجة !!!
صرخ عليه بغضب و قد جاء بوقته يريد ان يخرج غضبه بأحدهم :
أنت مالك اهلك أنت !!
رمقه فارس باشمئزاز يسأل ميان بقلق :
عملك حاجة انتي كويسة
اومأت له قائلة بتهكم و هي تنظر صوب سفيان :
معلش يا دكتور فارس استحمله ، أصله لسه واخد درس محترم و اهو كل واحد عرف مكانته و اصله !!
ردد سفيان بحزن و صدره يعلو و يهبط بانفعال :
اتغيرتي اوي يا ميان
ردت عليه باستهزاء و سخرية مريرة قبل ان تغادر من أمامه لغرفتها :
البركة فيكم !!
نظر فارس لسفيان باحتقار ثم غادر خلفها و ما ان تأكد من وصولها لغرفتها نزل يتمشى على الشاطيء في صمت بفكر بحاله لما يشعر بانجذاب تجاهه شهور طويلة قضاها برفقتها بالعمل كمتدربة تحت يده بكل يوم يشعر بانجذاب نحوها يشعر بضيق شديد عند رؤيتها برفقة ذلك المدعو بسفيان بالإضافة لمشاعر أخرى تدفق بداخله ما ان يراها هو عازماً على قرار ما لا يعلم أن كان صواب ام لا بكل الأحوال لن يخسر شيئاً !!!
……….
استيقظت بعد على الظهيرة بعد ليل طويل لم تذوق فيه طعم النوم كوابيس تلك الليلة يطاردها بمنامها منذ شهور على هذا الحال
ارتدت ثيابها و نزلت للأسفل تمشي على الشاطيء تنظر له شاردة فيما حدث لها و لهمس لما الحياة هكذا لم تترك أحد إلا و عذبته
توقفت عندما لمحت طفل صغير يجلس على الرمال يبني بيوتاً رملية كانت تفعل هي ايضاً بصغرها ذلك لكن تعجبت من وجود فارس معها و الاثنان في انسجام تام كأنهما اب و طفله
قادتها قدمها إليهم تداعب شعر الصغير ما ان رآها فارس ابتسمت ملامح وجهه قائلاً :
صباح للخير
ردت عليه الصباح قائلة بعد ان جلست بجانب الصغير الذي ينظر نحوها بفضول :
مين القمور ده !!
رد عليها الصغير ذو الثماني سنوات ببراءة :
انا فراس و انتي مين
رد فارس بدلاً عنها :
فراس ابن اختي الله يرحمها
رددت بأسف و حزن على الصغير :
الله يرحمها
قبلت جبين الصغير بحنان قائلة :
انا اسمي ميان اسمك حلو اوي يا فراس
رد عليها بابتسامة واسعة :
زي اسم خالو نفس الحروف ماما اللي اختارته ليا
ربتت على رأسها قائلة بحنان :
ماما اختارتلك اسم حلو زيك و زيها
مسك الصغير يدها قائلاً بحماس :
العبي معايا انا و خالو يلا
اومأت له و بدأت تلهو معهم فردد الصغير بمرح :
خالو بيحب يلعب بالرملة زيي و يعمل بيوت بس لما جدو و تيته بيشوفونا بيجيبها فيا عشان محدش يضحك عليه
ضحكت ميان بمرح قائلة :
معلش بقى يا فراس ده خالو بردو و لازم تداري عليه
رد عليها فارس بجدية زائفة :
لأ على فكرة أنا بس بلعب معاك عشان متعلبش لوحدك انا غلطان يعني
ضحكت بخفوت و تابعت اللعب معهما بعد وقت نجد الصغير يلعب وحده بينما فارس و ميان يجلسان بجانب بعضهما يراقبوه
ردد بخفوت و صوت حزين :
فضلت كتير اوي مستنية تسمع كلمة ماما ، كانت فقدت الأمل انها تكون ام و يوم ما حلمها اتحقق الدنيا مكنتش سيعاها لكن سعادتها مكملتش للآخر اتوفت و هي بتولده
رددت بحزن :
ربنا يرحمها ، طب هو باباه فين !!
زفر بضيق قائلاً بحزن :
وجوده زي عدمه اتجوز بعد ما ماتت و شوية شوية بطل يسأل عليه و سابه لينا نربيه هو صحيح ده اللي احنا عاوزينه بس مش لدرجة ما يسألش على ابنه ، لو فيه غلطة في حياة اختي اللي يرحمها فهي جوازها منه كلنا كنا معارضين بس هي اختارته كانت بتحبه اوي
رددت بحزن و شرود :
اللي حوالينا ساعات كتير بيبقوا شايفين اللي احنا مش شايفينه خصوصاً اهلك ، المشكلة ان في الحب بالذات العقل بيقف و القلب بس اللي بيتحكم فيك ، ياريت كنت سمعت منهم أنا كمان عشان ما اقعش في الغلطة اللي هفضل ندمانة عليها طول عمري
ردد فارس بشرود و حزن :
تعرفي انها وحشتني اوي كانت أمي التانية صحيح هي اصغر مني بس كنت بحسها أمي بحنيتها و طيبة قلبها و رقتها
رددت ميان بحزن :
الاخوات أكبر نعمة الإنسان بيملكها الاخوات سند لبعض و ضهر
تنهدت مرددة بحزن و اشتياق :
أنا كمان مروان اخويا وحشني اوي ، كتير اوي بتمنى انه يكون لسه عايش متأكدة انه مش هيسيبني كده كان أكيد هيكون جنبي و يساندني ، مش هقدر اشتكي لا لبابا و لا لماما لكن ليه كنت هقدر ، اسراري أصلاً كلها كانت معاه في لحظة لقيته اختفى من حياتي من غير ما اودعه و احضنه لأخر مرة
ابتسمت بحنين قائلة بدموع :
كنت بحس دايماً ان انا و هو واحد
نظرت له قائلة بابتسامة صغيرة و دموع :
بس انت ع الأقل معاك حتة منها كل ما هتوحشك هتبص في وشه كأنك شايفها
ردد بحزن :
ربنا يرحمهم
امنت على دعائه وقفت لكي تغادر لكنها تعرقلت بفستانها الأخضر الطويل فاختل توازنها و سقطت فأقترب واضعاً يده على الفور خلف رأسها عندما فشل في منع سقوطها حتى لا يصطدم رأسها بالحجر الذي بالأرض ليكون الوضع كالتالي هي ارضاً و هو فوقها لحظات تغيب فيها عقله و بقى يتأمل ملامحها انتفضت هي واقفة محرجة من الوضع مرددة بحرج شديد و خجل :
انا اسفة مش قصدي
وضع يده على عنقه من الخلف كعادته عندما يشعر بالاحراج غادرت سريعاً من امامه لتصطدم بسفيان الذي ظهر امامها من العدم مردداً بغضب و غيرة كبيرة تنهش قلبه من الداخل :
ابعدي عنه ميان ، بلاش
رمقته باستهزاء كادت ان تغادر لكنه جذبها عنوة لأحد المراكب المصفوفة على الشاطيء حاولت الابتعاد لكنه لم يسمح بذلك
دخل بالمركب لداخل الشاطيء مبتعداً عن البر فصرخت عليه بغضب شديد :
ايه الجنان ده ، عاوز توصل لأيه باللي بتعمله ، رجعني حالاً و إلا مش هيحصلك خير ابداً
نفى برأسه قائلاً بصرامة :
مش هترجعي غير لما نتكلم انا و انتي بنحب بعض خلينا نحل اللي بينا لأمتى هنفضل كده يا ميان مرة أبعد و انتي تقربي و مرة تبعدي و انا اقرب لأمتى
نظرت إليه قائلة بتهكم :
بحبك ده ايه الثقة دي ، يا اخي ده مفيش حد بيقرف منك و يكرهك ادي ، حب مرة واحدة ده الكره خسارة فيك ما بالك الحب
جذبها من ذراعها لتنظر له قائلاً بغضب و ألم :
بقيتي بتحبيه يا ميان ليه علطول بتكوني معاه ، بلاش توجعيني بالطريقة دي بلاش تحبي غيري انا هتغير والله و هعوضك عن كل اللي عملته بس بلاش تكرهيني و تضيعي من ايدي !!!!
…….
– أنتي مين !!
قالها قصي بتساؤل ما ان دخل لمكتبه و رأى فتاة بملابس قصيرةخز ضيقة للغاية
ردت عليه بابتسامة رقيقة و صوت رقيق بشكل مبالغ فيه :
انا نانسي يا مستر قصي السكرتيرة الجديدة
أشار إلي هيئتها مردداً باحتقار و صرامة :
اللي عملاه في خلقتك ده يتشال و تلبسي لبس محترم انتي مش في كبارية هنا
رددت بتلعثم و توتر :
حاضر ، ااا…انا اسفة
جلس خلف مكتبه مردداً بصرامة دون النظر لها :
القهوة و الاجتماعات اللي عندي انهاردة
خرجت على الفور تنفذ ما قال فهاتف هو عمار على الفور يسأله بغضب :
مين اللي عين اللي بره دي !!
مدير الحسابات يا قصي قريبته و طلب مني اشغلها شوفت ورقها لقيتها مناسبة عينتها
قصي باستنكار و غضب :
دي تتعين في كبارية مش شركة محترمة
رد عليه عمار بمشاكسة :
ايه اتحرشت بيك
عنفه قائلاً بغضب :
اخرس يا زفت انت ترجع بسرعة عشان تعينها سكرتيرة ليك و هاخد انا سكرتيرتك مش أنت اللي قبلت و لبستها ليا قدامك حل من اتنين يا تعمل زي ما قولت يا همشيها !!
رد عليه عمار بعبث :
شكل سيلين مسيطرة !!
اغلق الهاتف بوجهه و هو يزفر بضيق اكان ينقصه تلك التي بالخارج يكفي العمل الذي سيديره بمفرده فقد سافر عمار و سفيان تاركين اياه يتحمل هو كل شيء وحده !!
……
بينما على الناحية الأخرى كانت همس تجلس بمطعم الفندق وحدها تنظر للفراغ بشرود اقترب كارم منها قائلاً بابتسامة :
القمر سرحانة في ايه
نفت برأسها قائلة :
مفيش
– طب قاعدة لوحدك ليه !!
تنهدت قائلة بفتور :
لينا مع عمار محبتش ازعجهم و ميان لسه نايمة
سألها بابتسامة :
فطرتي ولا لسه
ردت عليه بتعب :
مليش نفس
اشار للنادل ليأتي ثم طلب منه ان يأتي بطعام الافطار قائلاً :
مينفعش كده لازم تاكلي كويس عشان تقدري تلفي معايا الاماكن هنا تحفة و هتعجبك خصوصاً الاوتيل هنا هيعجبك اوي
اومأت له بصمت حتى لا تدخل بنقاش فليس لديها القدرة على الحديث حتى
سألها بابتسامة محاولاً فتح اي حديث معها حتى لا تفكر بأي شيء يزعجها :
مش عايزة تتصوري انا عارف انك بتحبي التصوير خصوصاً لو في مكان أول مرة تروحيه !!
اومأت له بصمت و اخرجت هاتفها تلتقط عدة صور لها بفتور جلس بجانبها قائلاً بمرح :
ايه الانانية دي انا كمان عاوز اتصور
ابتسمت بخفوت و التقطت لهم عدة صور فعاد ليجلس مكانه يتحدث معها بعدة مواضيع و هي ترد عليه بفتور عقلها بشيء اخر تفكر ماذا لو قامت بنشر تلك الصور على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يراها ليعلم ان حياتها لم تتوقف من بعده اختارت صورها مع كارم خصيصاً مقررة نشرها
عقلها يفكر بشيء ما تريد و بشدة فعله لكن ان فعلته ستحتقر نفسها كارم لا يستحق منها ذلك !!
……..
كانت سيلين تضع طعام الغداء على المائدة في انتظار انتهاء قصي استحمامه تعالى رنين هاتفه برقم غريب نادت عليه لكنه لم يجيب
اجابت على الهاتف بفضول ليأتيها صوت امرأة تتحدث بدلال زائد و ميوعة :
مساء الخير مستر قصي انا نانسي !!!!
……..
في المساء كان كارم يجلس برفقة فارس يسأله :
مش ملاحظ انك مهتم بميان بقالك فترة زيادة عن اللزوم يا فارس !!
تنهد فارس بعمق قائلاً :
عجباني يا كارم !!
نظر له كارم مصدوماً فتابع فارس :
عجباني يا كارم و حاسس انها تخصني ، ليا بتاعتي أنا عمري ما حبيت قبل كده مش عارف ان كان ده حب بجد و لا لأ ، عايزها دايماً تحت عيني و جنبي قربها من الزفت اللي كانت متجوزاه بيحرق قلبي من جوه كل ما بشوفها زعلانة و مكسورة كده ببقى عايز اولع فيه عشان عمل فيها كده
تنهد كارم قائلاً بحزن و هو يعلم ان ابن عمه في بداية ليعايش ألم عايشه هو سنوات طوال :
طب و بعدين ناوي على ايه يا بن عمي
ردد فارس بدون تردد :
عايز اتجوزها يا كارم , هكلم ابوها أول ما نرجع !!!
……..
بينما الجميع منشغلون بحالهم لم يشعر أحد بأختفاء ميان حيث كانت لينا ترافق عمار طوال اليوم كذلك همس التي تجلس بعيداً عن الجميع و كارم معها طوال اليوم كظلها لم يفارقها
كانت ميان تصرخ على سفيان :
بقولك رجعني للبر حالاً كفاية لعب عيال لحد كده
رد عليها بتصميم :
قولتلك نتكلم الأول
صرخت عليه بغضب :
مش عايزة اتزفت هتنطق تقول ايه وانا هرد عليك أقول ايه هتقولي بحبك وندمان هرد عليك واقولك ملعون ابو ده حب مش عايزاه
رد عليه بصراخ مماثل :
ليه مش عايزة تحاولي يا ميان انا وانتي كنا ضحية ليهم ، ليه منحاولش تاني مع بعض
ثم تابع بنبرة لينة يرجوها :
أنا بحبك وعندي استعداد أفضل وراكي العمر كله بس عنيكي ترجع تبصلي زي ما كانت الأول ، نفسي أرجع أشوف نظراتك ليا زمان بدل الكره اللي شايفه فيهم دلوقتي
ردت عليه باحتقار :
كنت حاولت انت الأول لما أنا كنت بعمل اللي انت بتقوله ده كان قلة كرامة بالنسبة ليك لكن دلوقتي انت بتعمله عشان بتحبني زي ما بتقول
نظرت له لأعلى ثم لأسفل بقرف ثم رددت بتهكم :
بتحلل لنفسك وبتحرم الحاجة لغيرك بتسميها بالمسمى اللي يعجبك عشان دلوقتي عيشت وجربت اللي انا عيشته ومريت بيه
رد عليها بحدة و ألم :
هنفضل في الموال ده لحد امتى انا غلطت متنيل على عيني عارف بس كل غلط كنت بغلطه في حقك كان من وجعي منك ، كل ما كنت بكون موجع وانا بفتكر منظرك في حضن غيري كنت بوجعك اكتر
اشاحت بوجهها بعيداً بسخرية فأدار وجهه له سرعان ما نفضت يده عنها بعنف فتابع بحزن :
غلطت واستاهل ضرب الجزمة بس اللي مريت بيه مش سهل خالص يا ميان اللي دمر حياتي المفروض انها أمي ومراتي اكتر اتنين المفروض يخافوا عليا طعنوني في ضهري
ردت عليه بسخرية و هي نصفق له ببرود :
يا حرام و انت فاكر انك كده هتصعب عليا واقول اه ده اللي حصله صعب لأ الكلام ده كان زمان
ثم تابعت بغضب :
ما تيجي كده نعد مع بعض غلطاتك قد ايه
تنهد بحزن فدفعته بظهر يدها بصدره مرددة بغضب:
بعدت زمان و سبتني في وقت كنت فيه كل حاجة بالنسبة ليا و اترجيتك يومها ما تسبنيش و سبتني
عادت تضربه بصدره مرة أخرى مرددة بغضب :
بعدت سنين و وجعتني اكتر يوم ما خالفت العهد اللي كان بينا واتجوزت ، كلامك السم اللي كنت بتفضل ترمي عليا بيه
عادت وسددت له ضربة أخرى بصدره بيداها الاثنتان مرددة بغضب أكبر :
اتهامك ليا في شرفي ، حاجات كتير اوي عملتها و ختمتها بالكبيرة
رد عليه بأعين دامعة محتقراً نفسه :
اتظلمت وانتي كمان اتظلمتي لحد امتى هنفضل في الدوامة دي كل اللي طالبة منك فرصة اعوضك عن كل اللي عملته ، انا محتاجلك وانتي كمان محتاجة ليا يا ميان يبقى ليه البعد
ردت عليه بحدة :
لأ لحظة بس أتكلم عن نفسك انت رصيدك عندي خلص خالص و اللي لازم تعرفه اني عمري ما هحتاجلك لا دلوقتي ولا بعدين ده انت البعد عنك مكسب و خير
ثم تابعت بقسوة :
أصلاً مين في حياتها تحب تقرب من واحد زيك ، يأما غبية ، يأما عايزاك بنك زي مراتك اللي غفلتك
ثم تابعت بسخرية مريرة :
للأسف انا في يوم من الأيام كنت الغبية بس فوقت بس بعد فوات الاوان
رددت برجاء مرة أخرى :
ميان الله يخليكي……
زفرت بضيق قائلة بنفاذ صبر :
مش هنخلص بقى من التلزيق ايه مش سامع بقولك مش عايزاك مش طيقاك اغنيهالك مثلاً يمكن تفهم
صرخ عليها بغضب :
كفاية بقى بطلي تتعاملي بالطريقة دي انتي مش كده ، لا كنتي و لا عمرك هتكوني كده
سخرت من حديثه قائلة :
لا انا كده وبعدين ايه اللي يخليك مصدق اني بريئة انت اللي سمعته من كاميليا و نرمين يبرأني اه لكن مين قالك اني مكنتش ماشية مع كل واحد شوية أصل انت هتعرف منين وهما هيعرفوا منين
صرخ عليها بغضب و هو يمسك بكتفيها بقوة :
مياان
دفعت يده بعيداً عنها بقرف قائلة بغضب :
ابعد ايدك عني اياك ايدك تلمسني ، انت فاهم اياك
ركلت الأرض بقدمها قائلة بغضب كبير :
أرجع بالزفتة دي حالاً !!
…….
في منتصف الليل ما ان عادت لينا و همس للجناح الخاص ليتفاجئوا بعدم وجود ميان سألتها همس :
لينا مشوفتيش ميان انهاردة
نفت لينا برأسها و غادرت الغرفة لكي تبحث عنها لتتقابل مع عمار فأخبرته ان ميان مختفية اخرج هاتفه يتصل بها ليتفاجأ بهمس تقترب منهما و الهاتف بيدها قائلة بقلق :
نسيته في الاوضة ، انا كنت فاكراها معاكم !!
رددت لينا بلوم لنفسها و قلق :
انا فكرتها معاكي الصبح طلعت من الاوضة و هي كانت نايمة !!!
اقترب منهما كارم و فارس حيث كان الاثنان يتوجهان لغرفتهما سألهم كارم بتعجب :
مالكم في ايه !!!
رددت لينا بقلق :
مش لاقين ميان محدش شافها من الصبح و كمان ناسية تليفونها في الاوضة
ردد فارس بقلق :
كانت معايا الصبح ع البحر بعدها سابتني و مشيت ممكن تكون قاعدة هناك
انهى حديثه ثم ركض لهناك بحث الجميع عنها على الشاطيء بأكمله لكن لا أثر لها سأل فارس الاستقبال ان كانت غادرت ام لا لكنهم نفوا ذلك
تفاجأ الجميع بها تنزل من القارب الذي اقترب من الشاطيء بوجه غاضب برفقة سفيان الذي ينظر لها بحزن كبير اقتربت منها لينا قائلة بقلق و هي تتظر لسفيان بغضب و احتقار :
ميان كنتي فين قلقتينا عليكي اوي
لم ترد عليها ميان بل تابعت سيرها نحو غرفتها سألتها همس :
رايحة فين طيب
اجابتها بغضب :
في داهية
اقتربت لينا من سفيان قائلة بغضب :
عملتلها ايه ، انت لسه ليك عين اصلا تكلمها او توري لينا وشك عايز منها ايه تاني مش كفاية اللي عاشته بسببك ، انا عمري ما شوفت حد بالبجاحة دي !!
اقترب عمار منها قائلاً بحدة :
بس يا لينا
نقلت نظراتها بينه و بين سفيان ثم غادرت و خلفها همس التي عاتبتها ما ان ابتعدوا :
لينا انتي الذات مينفعش توجهي اي كلمة لسفيان لأنك مرات اخوه اللي هيبقى صعب عليه مهما كان يقف يسمع اهانة اخوه بودانه كده و يسكت د
اومأت لها لينا بصمت و الاثنان ركضوا خلف ميان تاركين الاربعة شباب يتبادلون النظرات بصمت من بينهم فارس الذي أخذ صدره يعلو و يهبط بانفعال مكوراً قبضة يده بغضب كبير و غيرة لم يسبق ان شعر بها
نظر له سفيان بغضب مماثل و هيئتها و هو فوقها في الصباح لا تذهب من باله اقترب منه مردداً بغضب و تهديد صريح بجانب اذنه :
اشتري نفسك و ابعد عنها ، قسماً بالله لو لمحتك جنبها بس لأندمك
سخر منه فارس قائلاً بغضب و تحدي :
طب أبدأ ندمني عشان مش ناوي أبعد !!!
لكمه سفيان بغضب فأرتد الآخر على اثرها للخلف سرعان ما اعتظل و رد له اللكمة اقوى اقترب عمار يفصل بينهما كذلك كارم الذي قبض بيده على مقدمة ثيابه قائلاً بقوة :
الزم حدك بقى عشان أنا اصلا مش طايقك و لا حد هنا طايقك ، الايد اللي تترفع على ابن عمي تتكسر لولا انك اخو عمار قسماً بالله لكنت دفعتك التمن غالي الايام اللي هتشرفنا فيها هنا تقعد باحترامك و إلا هنسى انك اخوه و انت مين و هعاملك بطريقة متحبش ابداً تعرفها !!
قال ما قال ثم سحب فارس عنوة و غادر تاركاً كلاً من سفيان و عمار وحدهما
ما ان تأكد عمار انهما وحدهما صرخ على سفيان بضيق و حدة :
جيت ليه يا سفيان ، جيت تعمل مشاكل و خلاص ميان و قالتلك مش عايزاك ، أبعد عنها بقى سيبها تاخد نفسها و تفوق من اللي مرت بيه حتى ده مش عايزاها تعمله لازم تفسد كل لحظة في حياتها
تنهد بضيق قائلاً :
انت عارف ان احنا بصعوبة اقناعناها تيجي تبعد شوية و تغير الجو تقوم انت جاي ورانا و تدمر كل حاجة ، أصلاً زمانهم كلهم فاكرين ان انا اللي قولتلك تيجي افهم بقى يا سفيان انك قطعت كل الطرق اللي ممكن تجمعك بميان و بأيدك
ردد سفيان بسخرية مريرة :
شايفك اتخليت عن اخوك يا عمار
ردد عمار بحزن :
متخلتش بس انت مسبتش خيار ليا تاني بعد اللي عملته ياما كلنا نصحناك بس ما سمعتش مننا ، ميان كانت جنبي في اكتر فترة صعبة غي حياتي متخلتش عني و كمان دي اختي و لما بقول كلمة اختي بسأل نفسي طالما هي اختي ازاي هرضى بيك ليها بعد اللي حصلها منك ، انتوا الاتنين اخواتي مش عارف اقف مع مين بس اللي اعرفه اني مش مع الغلط يا سفيان ، و قبل ما تلومني افتكر ان انت بأيدك وصلتنا لكده
قال ما قال ثم غادر من امامه و تركه للندم الذي ما ان علم بالحقيقة ينهش قلبه كل لحظة !!
……
باليوم التالي حسم فارس امره و ذهب للجناح الخاص بالفتيات يطرق الباب مرت دقيقة و كانت ميان تفتح الباب له سألته :
في حاجة يا فارس !!
اومأ لها قائلاً بهدوء :
لو ينفع عايز اتكلم معاكي شوية
اومأت له بنعم فردد بهدوء :
طب اجهزي و انا هستناكي هنا
رددت بهدوء و هي تدخل للداخل :
انا جاهزة هجيب بس تليفوني
اومأ لها بنعم دقائق قليلة و كان يجلس برفقتها على الشاطيء تنهد قائلاً بجدية :
انا مش هلف و ادور عليكي يا ميان
صمت للحظات ثم سألها بجدية :
تتجوزيني يا ميان !!!
نظرت له بصدمة قائلة بزهول :
ايه !!
كرر عليها طلبه مضيفاً إلى حديثه :
انا كنت عايز افاتح والدك بس قولت اسمع رأيك الأول قبل ما اكلمه ا…….
قاطعته قائلة بهدوء :
ليه انا !!
ردد بهدوء و بعض التوتر :
عشان شايفك مناسبة ليا ، تقدري تقولي اللي بحسه ناحيتك اكتر من اعجاب في حاجة بتشدني ليكي يوم عن التاني ، حاسك ليا و تخصيني يا ميان !!
نظرت له بصدمة ثم توقفت لتغادر فسألها :
موافقة و لا رافضة !!
تنهدت ثم ردت عليه بحيرة و عقلها يفكر بشيء واحد فقط :
هفكر و هرد عليك يا دكتور فارس !!
……
بعد ان غادرت اقترب منه كارم قائلاً :
كلمتها خلاص
اومأ له بصمت فعاد الاخر يسأله :
قالتلك ايه
تنهد فارس قائلاً بهدوء :
هتفكر و ترد عليا
ابتسم كارم بزاوية شفتيه متمتماً :
انا عارف ردها هيكون ايه !!
نظر له فارس بتعجب فتابع الآخر حديثه :
هتوافق عليك
– عرفت منين !!!
تنهد كارم بعمق قائلاً :
مجروحة و عايزة تنتقم من اللي جرحها ، عايزة ترد ليه كل اللي عمله فيها و انت هتكون الرد
سأله فارس بتوتر :
قصدك ايه
رد عليه كارم بجدية :
قصدي انك لو كملت في الموضوع ده يا فارس هتتوجع انت رايح تطلب ايدها في وقت هي لسه طالعة فيه من تجربة وحشة جداً و الانتقام هو اللي مسيطر على كل تفكيرها ، دلوقتي مش بتفكر في استقرار و بيت و عيلة زي ما انت متخيل
صمت للحظات ثم استأنف حديثه :
هتوافق عشان تنتقم من سفيان بيك !!
صمت فارس و تحاشى النظر له فتابع كارم :
انت أصلاً عارف كده من الأول بس عملت نفسك عبيط ، انت حاببها يا فارس و عايزها عشان كده عملت نفسك اعمى عن كل الحاجات دي
فارس بأمل :
عندي أمل اني اقدر انسيها اللي حصل و يكون ليا فرصة معاها ، كل يوم بيعدي يا كارم بحس اني مشدود ليها اكتر عن اليوم اللي قبله ، الموضوع ده في بالي بقالي فترة بقول دايما استنى اتاكد الأول من رغبتي في اني اتجوزها ، بس كل ما الوقت يمر احس بنفس الشعور و نفس الرغبة اني اكمل لاني شايف انها تستاهل
رد عليه كارم بابتسامة صغيرة :
على فكرة كلامي مش معناه اني بكرها او شايفها مش مناسبة ليك او وحشة ، بالعكس دي بنت بمية راجل ، كفاية الوقفة اللي وقفتها مع عمار في محنته في كمان مواقف كتير كانت جدعة فيها همس كانت بتحكيلي عنها
قام بوضع يده على كتف فارس مردداً برفق :
انا بس بفهمك انت داخل على ايه لازم تقدر حالتها و تمشي معاها خطوة خطوة و لو اتجوزتوا هي مش هتكون جاهزة تقوم بواجبتها ناحيتك الموضوع هيكون صعب عليها انت فاهمني
ردد فارس بتصميم :
هستنى ، هي تستاهل اني احاول !!
………
يومان مروا عليهم بتلك الرحلة كانت ميان تتحاشى الالتقاء بفارس تماماً بينما كارم لم يفارق همس للحظة و عمار و لينا بعالم آخر يبقى معاها منذ بداية اليوم حتى نهايته بينما سفيان عاد للاسكندرية باليوم التالي من شجاره مع كارم و فارس
قبل العودة بيوم جاء الرد من ميان بالقبول شعور بالارتياح و الفرح غمره سرعان ما ذهب لوالديه يخبرهم برغبته بالزواج منها و لم يجد اعتراض منهم ابداً بل شجعه الجميع على تلك الخطوة فقد كانت والدته تنتظر تلك اللحظة منذ سنوات !!
…….
زفرت بضيق و نفاذ صبر من كارم الذي ما انهت طعام الافطار جذبها عنوة لمكان مجهول فقد كان يغطي عيناها بقماشة سوداء
ابتسم عليها و هو يناظرها بهيام يمسك يدها و يمشي بحذر مردداً :
دقيقتين و هنوصل !!
طوال حياتها تكره المفاجأت زفرت بضيق و ما ان وصل بها ردد بابتسامة :
هشيلها بس ما تفتحيش علطول
اومأت له قائلة بنفاذ صبر :
ماشي يلا بسرعة بقى
ازال القماشة عن عيناها ثم قال بأبتسامة :
فتحي
فتحت عيناها ببطئ و نظرت حولها ثم قالت بسعادة وهي تتأمل المكان حولها والذي لم يمكن سوا حلبة ملاكمة و المكان خالي تماماً !!
كم تعشق هي تلك الرياضه منذ صغرها سألته بسعادة :
ده بجد !!!
اومأ لها قائلاً بابتسامة و هو يرمي عليها احد قفازات الملاكمة ذات اللون الأسود :
بقالك قد ايه ما اتدربتيش يا دكتورة ، شكلك نسيتي ازاي تلعبي
نظرت له بتحدي قائلة بسعادة :
مش همس اللي تنسى و بينا الماتش ده ونشوف مين اللي هيكسب و اللي هو انا طبعًا
ضحك ثم اومأ لها و دخل احد الغرف و ارتدى ملابس رياضية بنطال باللون الأسود تيشرت مماثل له ، اما عنها فبدلت ملابسها أيضًا لملابس رياضية اعطاها لها جمعت خصلات شعرها بعشوائية ثم ارتدت القفازات و توقفت أمامه على حلبة الملاكمة تنظر له بتحدي و حماس بينما هو كان سعيدًا لسعادتها و قد شعر بالارتياح كون مفاجأته ادخلت السرور على قلبها و لو قليلاً
سألته بتحدي و ابتسامة جميلة سحرته :
جاهز للخسارة يا حضرة الظابط
كارم بتحدي هو الأخر :
المهم انتي تكون مستعدة ليها ، اصل محسوبك ما بيقبلش الخساره ابدًا
ردت عليه همس بتحدي :
هنشوف ، واحد…اتنين….تلاتة !!!
بدأ التحدي بين الاثنان بحماس شديد حتى
أن همس نست كل شئ كأنت سعيدة جدًا رفعت يدها لكي تلكمه و لكنه تفاداها بمهارة مردداً بابتسامة مشاكساً اياها :
اعترفي انك متقدريش تكسبيني يا قطة
ردت عليه همس بغيظ :
ما بلاش الثقة الزايدة دي مش حلوة
ضحك بقوة قائلاً بتحدي :
مالك بس متغاظة كده ليه ، اهدي ليطقلك عرق
نظرت له بغيظ و بلحظة وضعت قدمها بين قدميه
فتعركل بها و سقط ارضاً اقتربت منه قائلة بابتسامة :
مش قولتلك الثقة الزايدة ما بتبقاش حلوة
ابتسم بخبث ثم بلحظة جذبها ارضًا لتصبح اسفله و هو أعلاها يضع يده بجانب رأسها اقترب من اذنها مردداً بمكر :
مش كارم الحسيني اللي يخسر
نظرت له بغيظ و توتر و خجل بنفس الوقت من قربه
اما عنها نظر إلى عيناها و هو هائم بها و بجمالها عيناها التي تجذبه إليها دائمًا من دون شعور
اقترب منها و هو مغيب تمامًا يريد ان يقبل وجنتها التي تلونت باللون الأحمر القاني من الخجل لكنها دفعتها قبل ان يفعل ذلك مرددة بحرج و توتر :
بيتهيألي اتأخرنا و لازم نمشي بقي
اومأ لها بحرج هو الآخر ثم قال وهو يشير لغرفة الملابس :
تمام غيري هدومك يلا عشان نمشي
ركضت سريعاً لغرفة الملابس فالجو اصبح مشحوناً ابدلت ثيابها كذلك هو ثم خرجت له قائلة :
يلا انا جاهزة
ردد كارم بمرح حتى يضيع التوتر بينهما بسبب خطأ كان سيرتكبه عندما تغيب عقله للحظات :
يلا و عازمك على الغدا يا ستي عدي الجمايل
ضحكت بخفوت قائلة بمرح مماثل :
لأ انا اللي هعزم
كارم بنفي و تصميم :
لأ انا و يلا انتي مش ماشية مع سوسن يا اختي
همس بمرح :
تمام يلا يا سوسن…..قصدي يا كارم
نظر لها بغيظ فضحكت عليه بقوة خرجوا من المكان متجهين للفندق و السعادة تغمر قلب كارم لرؤيتها هكذا مبتسمة و سعيدة
…….
دخل للمقابر و هو يمسك بيده باقة ورد ثم جلس ارضًا بعد ان وضعها على قبر منقوش عليه ” هنا قبر المغفور له بأذن الله مروان رأفت القاضي ”
تنهد قائلاً بحزن :
وحشتني يا صاحبي عارف ان الزيارة دي جت متأخر اوي و اكيد انت مش طايق تشوف وشي
أخفض وجهه بخزى و خجل من نفسه :
انا منفعش ابقى صاحب و لا حتى حبيب بِعدت عنك قبل ما تموت و مودعتكش حتى و موقفتش على كده لأ دمرت اكتر حاجة كنت بتحبها في حياتك
انسابت دموعه مردداً بألم و ندم :
ميان ، ميان اللي كنت بتغير عليها مني ، اللي ياما كنت بتوصتني عليها من واحنا صغيرين وانا ماحفظتش عليها و ضيعتها من ايدي ياريتك كنت هنا دلوقتي يمكن كنت تنصحني و تقولي اعمل ايه
ضحك بخفوت قائلاً بسخرية و حزن :
طبعًا مكنتش هتهدي النفوس و كنت هتخليها تبعد عني غصب كمان ما انا عارفك غيور اوي خصوصاً عليها بالذات
تلمس قبره بيده مردداً بحنين :
ياريت الايام دي ترجع و كنا نفضل صغيرين ، كل ما بنكبر هموم الدنيا بتكبر اكتر و اكتر
ثم تابع بندم :
انا ضيعت ميان من ايدي ، حاسس اني تايه و ضايع الندم و الوجع بينهش في قلبي و ندمي بيزيد اكتر لأني السبب في كده انا اللي بأيدي دمرت حياتي أذيت الوحيدة اللي حبتني و حبيتها الكل كان عنده حق و انا الوحيد اللي كنت غبي
مسح دموعه التي تغرق وجهه مردداً بتصميم :
اوعدك اني هفضل وراها لحد ما تسامحني ، هرجعها احسن من الأول و عمري ما هزعلها هخليها تسامحني ، بس المرة دي هحافظ عليها و مستحيل اسيبها تضيع من ايدي تاني و لو على موتي عمري ما هبقى سبب في وجع تاني ليها يا مروان !!
توقف ثم رفع يده يقرأ له الفاتحة ثم ردد بابتسامة صغيرة حزينة :
الله يرحمك يا صاحبي
…….
– أنا يشرفني اطلب ايد بنت حضرتك
قالها فارس لرأفت الذي يجلس خلف مكتبه بشركته فقد ذهب إليه مباشره ما ان عادوا من السفر
سأله رأفت بهدوء :
ليه بنتي
ابتسم فارس بخفوت لقد سأل نفس سؤال ابنته مردداً بهدوء :
لو قولت ان اللي بحسه ناحيتها اكتر من اعجاب واني شايفها مناسبة ليا وحاسس دايما أنها مسؤولة مني ، حضرتك هتصدفني
ابتسم رأفت بزاوية شفتيه قائلاً :
ليه مصدقكش
ردد فارس بهدوء :
يعني بعد التجربة اللي مرت بيها أكيد حضرتك هتكون حريص في موافقتك على اي حد يتقدم ليها بعد كده
تنهد رأفت قائلاً بعد ان التف ليجلس على المقعد أمام فارس :
شوف يا بني انا نظرتي عمرها ما خابت ، في يوم من الأيام حصل موقف من سفيان ساعتها عرفت بعده انه مش ده اللي اسلمه بنتي واطمن عليها وكل ما السنين تمر اتأكد انه هيكون وجع بنتي في الدنيا مش سعادتها
ثم تابع بحزن و الآخر يستمع له باهتمام :
يوم ما اتجوز زمان قبلها حمدت ربنا قولت خلاص هيطلع من حياة بنتي للابد
تنهد متابعاً بحزن :
بس للأسف محصلش كده بنتي اتوجعت اكتر ، مشكلة ميان انها لما بتحب بتحب اوي بتفضل تحط اعذار وحجج تبرر بيها غلط اللي بتحبهم رغم ان ده أكبر غلط اي حد ممكن يعمله ، اللي قدامك طالما عارف ان ده هيوجعك وعمله يبقى انت هنت عليه مرة و هتهون عليه بعدين و اعذارك ملهاش فايدة
ثم ابتسم قائلاً بصراحة :
نظرتي ليك من قبل ما اعرفك في المستشفى يوم الحادثة اللي حصلت ليها انك محترم و جدع يعني اللي عرفته من همس انك قابلت بنتي قبلها مرتين بس تقريباً مع ذلك وقفت جنبها طول ما كانت في المستشفى و لحد ما خرجت ، غير كده انت كنت معايا صريح عكسه تماماً ، يوم ما جالي طلب ايدها كان بيلعب بالكلام مكنش معايا صريح زي ما انت بتتكلم دلوقتي
شرد قائلاً بحزن :
ميان مكنتش عايزة تكمل او تكون على ذمته بس عملت كده مجبورة وتحت ضغط ويوم ما حبت تبعد غدروا وعملوا اللي يخليها تنجبر تكمل في الجوازة دي ، انا عارف انك مش فاهم معظم كلامي ، بس انا مش هقدر اوضح ليك واحكيلك اللي حصل بالتفصيل لأن ميان بس اللي من حقها تحكي
سأله فارس بابتسامة :
يعني حضرتك موافق
رد له نفس الابتسامة قائلاً :
موافقتي لوحدي مش كفاية لسه هي !!!
…….
– اشمعنا وافقت على فارس علطول
قالتها عليا لرأفت ما ان أخبرها بطلب فارس بالإضافة لموافقة ميان التي تعجبت منها
ابتسم رأفت قائلاً :
بذمتك انتي كمان ما فرحتيش من طلبه ومن موافقة بنتك عليه !!
اومأت له بنعم قائلة :
أكيد فرحت بس مستغربة موافقتك علطول
رد عليها بهدوء :
أهله كويسين ومحترمين جدا سألت عاصم بما أنه على علاقة بيهم من زمان ونفس الكلام اللي الناس قالوه هو قاله ، غير كده محترم يا عليا كفاية وقفته جنبنا الفترة اللي فاتت نظرتي متخيبش ابداً
رددت بصدق :
الصراحة الوالد مؤدب جداً ، بس انا مستغربة بردو موافقة بنتك علطول كده !!
صمت رأفت و هو يعلم تمام العلم ما تفكر به ابنته ابتسم و هو يتذكر شيئاً ما يتمنى ان ينجح حقاً !!
…….
في صباح اليوم التالي استيقظت سيلين في الصباح تشعر بكسل شديد و رغبة ملحة للنوم مرة أخرى نظرت بجانبها لم تجد قصي التقطت هاتفها تنظر للساعة لتجد انها تحاوزت الحادية عشر اي انه ذهب لعمله اخذت تلوم نفسها من المؤكد انه لم يتناول افطاره لأنها لم تستيقظ
خرجت بكسل للمطبخ تعد بعض الساندوتشات سريعاً ثم وضعتهم بحافظة الطعام مقررة ان تفاجأه اليوم بذهابها لعمله
.
.
بعد وقت كانت تدخل من باب الشركة و الجميع يرحب بها بابتسامة فأغلبهم حضر الزفاف و يعرفونها
مرت من مكتب السكرتيرة لكنها لم تجدها نظرت حولها يميناً و يساراً ثم دخلت للمكتب سرعان ما سقط الصندوق من يدها بسبب ما رأت !!
قبل قليل كانت نانسي سكرتيرته قد دخلت مكتبه تردد بصوت رقيق ناعم :
مستر قصي فيه ورق حضرتك لازم تمضيه
ردد دون النظر لها :
هاتيه و بعدين اعمليلي قهوة
اومأت له ثم اقتربت تقف بجانبه تضع الاوراق امامه لمحت بعيناها قدوم سيلين التي تعرفها تمام المعرفة من الصور بالطبع تقترب من باب المكتب فكان مكتب قصي محاوط بزجاج يسمح له برؤية من بالخارج و العكس لا تصنعت ان قدمها اصتدمت بطرف المكتب ثم سقطت بجسدها بأحضانه تجلس على قدميه قبل ان يبدي ردة فعل كانت سيلين تدخل للمكتب
رددت بصدمة :
ايه اللي بيحصل ده !!!
ابتعدت نانسي عن قصي متصنعة انها تعدل من ثيابها قائلة بحرج زائف :
مدام سيلين حضرتك فاهمة غلط !!
اقترب منها قصي قائلاً بقلق كأنه لم يحدث شيء :
سيلين ايه اللي جابك الشركة فيكي حاجة
كانت نظراتها مصوبة على نانسي التي اجادت رسم الارتباك على ملامحها بالإضافة إلى انها قامت في الخفاء بتلطيخ طلاء شفتيها بأصبعها ليتبين انهما كانا يتبادلان القُبل لتزيد الطين بلة بفعلتها التي كانت بدون قصد لحسن حظها و سوء حظه عندما سقطت على قدميه اصتدمت شفتيها بقميصه الأبيض من فوق !!!
نظر قصي إليها قائلاً بصرامة و نظرات حادة :
روحي شوفي شغلك
اومأت له ثم غادرت كانت سيلين على حالتها مصدومة و الدموع تنساب على وجنتيها بغزارة اقترب منها قصي قائلاً بتهدئة :
سيلين اهدي و انا هفهمك كل حاجة الموضوع مش زي ما انتي شوفتي
صرخت عليه بغضب اعمى :
مش زي ما انا شوفت ليه حد قالك اني عامية ، ربنا عمل كده و خلاني اجي في الوقت ده عشان أشوف خيانتك ليا ، بقى هي دي اللي بتخليك تروح الشغل من صباحية ربنا و ترجع اخر الليل و تقولي الشغل انا عرفت دلوقتي ايه الشغل ده
جز على اسنانه مردداً بغضب :
سيلين حاسبي على كلامك و بلاش تهبلي اسمعيني الأول و بعدين احكمي !!!
ردت عليه بصراخ و غضب :
اسمع ايه المرة اللي فاتت ساعة امل كان ينفع اصدقك انما دلوقتي ازاي اصدقك و انا شوفت بعيني خيانتك هتقولي حجة ايه دلوقتي
صرخ عليها بغضب :
فوقي لنفسك وبلاش تقولي كلام تندمي عليه المرة دي كلامك مش هيبقى فيه راجعة
قاطعته قائلة بغضب اعمى :
دن لو فضلت على ذمتك لحظة واحدة ، انت خاين زيك زي……..
جذب اغراضه سريعاً ثم قبض بيده على معصم يدها يجرها خلفه لخارج الشركة تحت صراخها العالي عليه بأن يتركها و الجميع يشاهد ما يحدث بصدمة !!
بعد وقت قصير كان يدخل للمنزل و يدفعها للداخل بقوة مغلقاً الباب خلفه دخلت لغرفتهما تضب اغراضها بعشوائية اقترب منها قائلاً :
سيلين ان……
صرخت عليه بقهر و دموعها تنساب على وجنتها :
فكرتك غير الكل افتكرت انك بتحبني بس طلعت خاين زيك زيه
اقترب منها قائلاً بتهدئة :
سيلين اسمعيني الأول بلاش تحكمي من غير
ما تسمعي مني اللي حصل
دفعته بصدره بقبضة يدها فارتد على اثرها عدة خطوات للخلف قائلة بغضب :
اسمع ايه ، اسمع انك خاين ، شوفتك بعيني بتخوني استنى اسمع ايه تاني يا قصي !!
قصي بضيق و نفاذ صبر :
مش كل حاجه بنشوفها بتبقى صح صدقيني هي اللي عملت كده كنت لسه هبعدها بس انتي اللي دخلتي صدقيني يا سيلين
ضحكت بسخرية قائلة بغضب و صوت عالي :
المفروض انِ اصدق الكلام الأهبل ده مش كده ، شايفني عيله صغيره قدامك هتضحك عليها بكلمتين
صرخ عليها بغضب و صرامة :
انا مش مضطر اكدب و لا الف قصص انا لو خونتك مش هخاف اقولك يا سيلين انا قصي العزايزي مش الصرصار اللي كنتي متجوزاه فوقي و شوفي انتي بتقولي ايه و لمين
سيلين بغضب و تهكم :
هتقولي هه عمرك شوفت حرامي بيسرق و يجي يقول انا سرقت انت كداب ، طلقني يا قصي انا لا يمكن افضل على ذمتك لحظة واحدة
مسك معصمها بقوة قائلاََ بغضب :
مش هطلقك يا سيلين و مسمعش منك كلمة طلاق دي تاني ، انتي هتفضلي مراتي و انا لحد دلوقتى لسه باقي عليكي و مستحمل جنانك فوقي كده عشان شكل مخك طق خلاص و راحت منك
صرخت عليه بغضب و عدم وعي لما تقوله :
كان بمزاجك هو اظن قولتلك عاوزه اطلق مش عاوزه اعيش معاك ايه مبتفهمش هتعيش معايا بالعافية ، مش راجل و لا عندك كرامه و لا…..آآه
اطلقت صرخة عالية عندما قاطع حديثها بصفعة قوية هوت على وجنتها بقوة فوقعت على اثرها على الفراش و خط دماء ينساب من جانب شفتيها اثر صفعته القوية تنظر له بصدمة و زعر من هيئته التي لم يسبق لها ان رأته عليها من قبل !!
انحنى بجسده فوقها على الفراش يعتصر فكها بين يديه مردداََ بقوة و نبرة ارعبتها :
شكلك نسيتي نفسك يا بنت كمال ، بقى انا مش راجل و معنديش كرامة مش كده
ثم تابع بتوعد و غضب و هو يجذبها من خصلاتها :
الظاهر اني اخدتك عليا اوي كده لدرجة انك لسانك يطول بس مش مشكلة هقصهولك
سيلين بغضب شديد رغم شدة خوفها الشديد :
يا اخي طلقني مش عاوزاك انت مبتفهم ، انت خاين مش هأمن على نفسي معاك
ثم تابعت بغضب و احتقار :
انت و ابن عمك نسخة واحدة هو عمل في ميان اللي مفيش راجل في الدنيا يعمله ، تلاقيك كمان ماشي بشورته و دلدول ليه و…….
اسودت عيناه من شدة الغضب و سرعان ما هوى على وجنتها بصفعة اقوى من سابقتها لم يسبق له ان رفع يده على امرأة و يوم ان يفعلها فعلها مع زوجته !!!
وقعت ارضاََ من قوة الصفعة فجذبها من خصلات شعرها بقوة قائلاََ باحتقار :
هطلقك مش عشان انتي عاوزه كده لأ عشان انا اللي قرفت منك و مبقتش عاوزك قرفت منك و من عيشتي معاكي شخصيه ساذجه و متخلفة كلمه توديكِ و كلمة تجيبك عديت مرة و اتنين و زي ما بيقولوا التالتة تابتة يا بنت خالتي
نظرت له بصدمه و غضب فتابع هو بسخرية يرد لها سيل الاهانات و الاتهامات التي القتهم عليه :
مش عاوزه تعيشي معايا و بتقرفي مني المفروض اي واحدة غيرك كانت حمدت ربها ان لقت حد يتجوزها او يبص في وشها مش كفايه قبلت اتجوزك متطلقة !!!
ما اقسى كلماته لقد عرف كيف يرد لها الإهانة بكت بقوة ليتابع هو بسخرية و لم تؤثر به دموعها فقد سئم منها :
كنت بحبك يا سيلين بس باللي عملتيه و قولتيه دلوقتي قتلتي اي حب في قلبي ليكي و انا اللي مش عاوزك لكن قبل ما اطلقك عايزك تشوفي ده !!!
قال الاخيرة و هو يرفع شاشة هاتفه امام وجهها لتسأله بصعوبة من وسط بكائها :
ايه ده !!
ضحك قائلاََ بتهكم :
ده انا و انا بخونك بس عاوزك تشوفيه من أوله
صوت و صورة
مسكته بأيدي مرتعشه و شاهدته و شاهدت تلك الوقحة و هي تقترب من زوجها انتهى الفيديو
فقالت بصدمة محاولة ايجاد كلمات :
قص….
قاطعها هامساََ بجانب اذنها بسخرية و غضب :
مش قصي العزايزي اللي يبقى دلدول و لا يعيش مع واحده بتقرف منه ، خليكي عارفه و حطي ده في بالك كويس اوي ، لو اخر يوم في عمري مش هتبقى على ذمتي تاني يا سيلين
قبل ان تتحدث اعتدل قائلاََ :
انتي طالق يا سيلين !!!
…….بناءاً على رغبة ميان و فارس كان طلب يدها مقتصراً على العائلة فقط على ان يكون كتب الكتاب مع زفاف صغير بنهاية الشهر لم يكن لأحد علم بالأمر سوا المقربين فقط لم يكن لسفيان علم بالأمر
كانت لينا مثل كل يوم تحاول اقناع ميان بالعدول عن قرارها لكن دون فائدة
– انتي اتجننتي يا ميان
صاحت بها لينا و هي تدفع ميان بكتفها بغضب كبير
لترد الأخرى بكل برود :
اللي بعمله ده هو الصح
لينا بغضب :
ايه الصح في كده عشان تنتقمي منه تروحي تتجوزي اي جوازة و السلام متعلمتيش يا ميان سفيان لحد امتى هيبقى سبب كل قرار تاخديه في حياتك انسيه بقى
صرخت عليها ميان بغضب و قهر :
لا يمكن انساه ان كان زمان تفكيري فيه من الحب فدلوقتي اللي مخليه في بالي و بفكر فيه هو كره و بس اللي عمله مش هيخلص على كده و حياة ابني اللي ملحقتش افرح بيه و حياة كل لحظة اتوجعت فيها لاحرق قلبه و اخليه يجي راكع صدقيني اللي جاي كله سواد عليه
لينا بغضب :
انتي كده بتضري نفسك و بس الأنتقام مش سهل يا ميان ابعدي عنه و شوفي حياتك و انسي انك تعرفي حد بالاسم ده ، هتظلمي نفسك و هتظلمي فارس معاكي
ثم تابعت برجاء :
فكري و طلعي الموضوع ده من دماغك لو ناوية تتجوزي بجد من فارس يبقى قرري عشان تدي لنفسك فرصة تبتدي من جديد مش عشان تحرق قلب سفيان
ميان بهدوء زائف :
عشان اعرف ابتدي من جديد لازم اقفل كل الحسابات القديمة ، لازم اللي دوقته هو كمان يدوقوا
كادت ان تتحدث لكن ميان تابعت حديثها قائلة بصرامة و نبرة غير قابلة للنقاش :
كلامك مش هيقدم و لا هيأخر يا لينا كتب الكتاب بعد يومين خلاص !!!!
……
جاء اليوم المنشود زفاف بسيط بحضور العائلتين بالإضافة لحضور همس و عائلتها و كذلك لينا و معهما والدتها و عمار كذلك كارم و والدته و بعض الأصدقاء المقربين و الجيران
زينة بسيطة و فروع انوار مزين بها المكان كان المأذون يجلس بين فارس و والد ميان التي تجلس على الاريكة بين والدتها و والدة فارس
انهى المأذون حديثه مردداً بابتسامة و تهنئة و هو ينزع المنديل عن يداهما :
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
قامت ميان بوضع توقيعها بتوتر و للحظة ندمت على تلك الخطوة لمحت بعيناها سفيان يقف على باب منزلها ينظر لكل شيء حوله بزهول و عدم تصديق
ابتسمت بتشفي و هي ترى هيئته و المه الظاهر بوضوح على ملامح وجهه لمحه عمار فسارع بالذهاب نحوه قائلاً برجاء :
بلاش مشاكل يا سفيان امشي من هنا دلوقتي !!
سأله بصدمة و عدم تصديق :
اتجوزت خلاص يا عمار !!!
تنهد عمار بحزن قائلاً :
كل شيء قسمة ونصيب يا سفيان بلاش تدمر حياتها في يوم زي ده كفاية اللي حصل قبل كده
دفعه للخارج فسقط سفيان على الدرج مردداً بألم و هو يضع يده على قلبه و دموعه أخذت تنساب بغزارة على وجنتيه :
خسرتها خلاص يا عمار ، بقت على اسم راجل تاني
تنهد عمار بحزن فتابع الآخر بقهر :
بقت لحد تاني هيلمسها و يقرب منها ، قلبي واجعني يا عمار ليه عملت كده كنت هتغير عشانها بس هي تديني فرصة واحدة
ردد عمار بحزن :
اللي حصل حصل يا سفيان مبقاش ينفع الكلام ده ، خلاص هي شافت حياتها ادعيلها ربنا يوفقها و بلاش تقف في طريق سعادتها من تاني
انتفض عمار بفزع و هو يرى تحول لون وجه سفيان للون الأزرق و يأخذ انفاسه بصعوبة !!
……..
بصباح اليوم التالي بفيلا مهران استيقظ الجميع على ذلك الخبر الصادم !!!
– معانا أمر بالقبض على نادر عبد الحي
قالها أحد عناصر الشرطة مقتحماً فيلا مهران بالصباح
سألهم صلاح بقلق :
في ايه يا بني خير هو حصل ايه
رد عليه الضابط بعدما أشار الضابط للعساكر للامساك بنادر الذي نزل لتوه من غرفته ليتفاجأ بهم :
في القسم هتعرفوا كل حاجة !!!
– تهريب سلاح و مخدرات !!
قالتها والدة ياسمين بصدمة و هي تجلس على الاريكة بعدم تصديق
ردد يزن بغضب و بجانبه تجلس بسمة تنظر لياسمين التي تجلس ببرود كأن من سجن ليس بزوجها :
من زمان كمان و البوليس كان مراقبه بقالوا فترة لحد ما قدروا يمسكوا دليل عليه المرة دي
ربتت أحلام على قدم ابنتها بدموع و حزن :
متزعليش نفسك يا بنتي ده….
قاطعتها ياسمين مرددة ببرود و ابتسامه واسعه :
ازعل مين قالك يا ماما ان انا زعلانة ده انا لو أطول ارقص و ازغرد هعمل كده ، نادر ده هم و اتشال من على قلبي
رددت ياسمين بخوف و تهرب :
هستأذن أنا مضطرة امشي !!
انتفضت ياسمين تقبض بيدها على معصمها مرددة بقوة و توعد :
رايحة فين يا عروسة اخويا استني ده الكلام اللي جاي كله يخصك
رددت أحلام بتهدئة ظنناً منها ان كل ذلك بسبب صدمتها بزوجها :
ياسمين اهدي يا بنتي ميصحش اللي بتقوليه ده
رددت ياسمين بابتسامة :
انا هادية يا ماما ، واللي بقوله ده من زمان نفسي اقولوا ليكم نفسي اصرخ من زمان و أقول اني كنت متجوزة احقر واحد في الدنيا و ربنا زرع في قلب اخويا واحدة زبالة ، كلبة من كلاب نادر و حطها في طريق اخويا عشان توقعه !!!
صرخ عليها يزن بضيق :
ياسمين فوقي لنفسك انتي بتقولي ايه !!
ردت ياسمين بصرامه و غضب :
بقول الحقيقة اللي لازم الكل يعرفها معنتش هخاف تاني الزبالة اللي اتقبض عليه ببقى ابن خالتها مش مقطوعة مش شجرة زي ما انت فاهم ، لا ده هو اللي حطها في طريقك تمثل عليك الحب عشان تسرق فلوسك و يضحك عليك و مش بس كده هو اللي دبر الحادثة اللي حصلت معاك من سنتين انت و هي
سألها والدها بصدمة :
انتي بتقولي ايه جبتي الكلام ده منين
ردت عليه بغضب :
منه هو اللي قالي كل حاجة يوم ما سمعته بالغلط مكالمة ليه مع اللي اتفق معاه يبدر ليك الحادثة !!
قبضت والدتها على يدها قائلة بغضب :
لسه فاكرة تقولي ، طالما هو زبالة كده ليه فضلتي على ذمته المدة دي كلها !!
صرخت عليهم مرددة بغضب كبير و قهر :
عشان كان غاصبني ، كنت مجبورة أفضل على ذمة واحد مينفعش يتقال عليه راجل لما يسجل لمراته فيديوهات و هي معاه و بيهددني بيهم ، يوم ما عرفت كنا بره البلد ضربني و اعتدى عليا
نزلت دموعها مرتده بقهر :
قالي هفضحك انتي و اهلك لو حد عرف بحاجة
ثم اشارت بيدها تجاه بسمة التي تقف بمكانها تشعر بالخوف الشديد من القادم :
يوم ما عرفت مكانها بعد ما ظهرت و طلعت عايشة روحتلها و لقيته عندها الهانم مكنتش فاقدة الذاكرة زي مل فهمتك يا يزن !!
ردد يزن بصدمة و عدم تصديق :
يعني ايه !!!
شطت عليه ياسمين قائله بدموع و هي تنظر باحتقار نحو بسمة :
يعني نادر وبسمة متفقين مع بعض يا يزن هو اللي دبر ليك الحادثة من سنين وهو اللي حط بسمة في طريقك عشان ترسم الحب عليك
التفت نحو بسمة ليجدها تبكي بصمت سألها بصدمة :
انتي ساكتة ليه ، دافعي عن نفسك !!
لم تجيب فقط تبكي بصمت فسألها بانكسار :
يعني الكلام اللي بتقولوا صح !!
لا اجابه ايضاً قبضه بيده على زراعيها يصرخ عليها بغضب شديد :
ما تنطقي ، قولي ايه حاجة
ردت بصعوبة شديدة و هي تحرك رأسها بنفي :
مش بالظبط فيه حاجات كتير اوي متعرفوهاش
ثم تابعت بحزن و هي تخفض وجهها ارضاً :
نادر اه ابن خالتي بس كنت مغصوبة أعمل اللي بيقولي عليه
رددت بقهر و انكسار :
خدرني في مرة وصورني صور وحشة وبيهددني بيهم ، هو اللي خطط اول مقابلة بينا و قبل الحادثة روحت ليه وقولتله اني حبيتك و مش عايزة أكمل في التمثيلية دي وهقولك على كل حاجة
اخذت نفساً ثم تابعت بدموع :
استغربت ساعتها من هدوءه بس فهمت كل حاجة بعد الحادثة عرفت انه ضرب عصفورين بحجر قتلني عشان ما افضحهوش وقتلك عشان بعد عمر طويل مراته هي بس اللي تورث
اقتربت من يزن الذي دفعها بعيداً عنه باحتقار قائلة بحزن و دفاع عن نفسها :
انا مثلت ع الكل اني ميتة عشان خوفت منه لو عرف اني لسه عايشة كان هيموتني ولو كنت حكيت ليك كنت هتكرهني ومش هتصدقني ، كنت شايفة هو عندكم ايه محدش كان هيصدقني يا يزن ، انا اكتر واحدة اعرفه فيكم عشان كده كنت مرعوبة منه
ثم تابعت بصدق :
انا حبيتك بجد يا يزن بس……
صرخ عليها بغضب :
متجبيش سيرة الحب على لسانك انتي وهو طينة واحدة يا خسارة السنين اللي راحت من عمري وانا بحب واحدة زيك
ثم عاد يصرخ عليها بندم :
اختارتك انتي وفضلتك عليها وجعتها عشان انتي متتوجعيش حاربتهم سنين وهما بيقولولي انساكي و انتي متستاهليش
تمسكت بيده قائله بدفاع عن نفسها :
انا مظلومة ، مكنتش عايزة اقولك عشان كده ، كنت خايفة عليك ومن ردة فعلك
صرخ عليها بغضب وهو يدفعها بعيداً عنه :
انتي خوفتي على نفسك وبس….
رددت بحزن و دموع :
خوفت عليك وعلى نفسي نادر مش سهل عايز ينتقم بأي طريقة منكم لو فاكر ان بدخوله السجن الموضوع خلص تبقى غلطان
سألها صلاح بعدم فهم :
ينتقم من ايه !!!!
صمتت للحظات ثم قالت له بحزن :
نادر ابن صباح ، فاكرها يا عمي !!!
……
– صبااح !!
كلمة ترردت بعقل صلاح عدة مرات كيف لا يعرف بهذا الاسم فصاحبته الخطأ الوحيد الذي ارتكبه بالماضي و ذلك الخطأ كاد ان يدمر عائلته و اسرته و يفقد زوجته التي عشقها !!!
نظرت احلام بصدمة له فبادلها هو نفس النظرة و ياسمين و يزن يتبادلان النظرات بعدم فهم
فرددت ياسمين قائلة بتساؤل لوالدها :
مين صباح دي يا بابا !!
تنهد صلاح بعمق و نظر لأبنته بندم و قال :
صباح دي اقذ….شخصية ممكن تقابليها في حياتك
تنهد بحزن قائلاً :
صباح كانت خدامة هنا من زمان و في فترة من الفترات حصل بيني و بين والدتكم مشاكل كبيرة بسببها كنا هنطلق كمان و ساعتها مكنتوش انتوا جيتوا ع الدنيا لسه هي سابت الفيلا و راحت عند أهلها و في يوم أسود كنت راجع مش في وعي لما صحيت لقيتها في سريري و معرفش ده حصل ازاي ساعتها والدتك شافتنا سوا و طلبت الطلاق و المشاكل زادت بس كان فيه خدامة تانية حكت كل اللي حصل قالت انها شافتها و هي بتستغل اني كنت سكران و وهمتني اني عملت كده طردتها و فكرت ان الموضوع خلص على كده بس بعدها بفترة انا و امكم الأمور اتصلحت ما بينا و كانت حامل بس..
تنهد متابعاً بحزن :
بس اتهجمت على امكم في غيابي و فقدنا اخوكم قبل ما يشرف ع الدنيا ، ساعتها دخلت السجن و خدت حكم من بعدها معرفش اي حاجة عنها ، معرفش أصلاً انها كانت مخلفة حتى عاصم يعرف الموضوع ده لأن هو اللي تابعه بنفسه زمان !!!!
رددت بسمة بحزن :
بس هي كانت مفهمة نادر و ماما ان حضرتك كنت مواعدها بالجواز و ضحكت عليها و اتجوزت غيرها و أنها لما جت عشان تنتقم منك عشان شرفها سجنتها سنين و نادر كان عاوز ينتقم من حضرتك عشان فاكرك كنت سبب بعد امه السنين دي كلها عنه و فكر انك انت اللي بعت ناس يقتلوها في السجن عشان متفضحكش !!!
نفى صلاح برأسه عدة مرات و قبل ان يتحدث صرخت احلام عليها بغضب و احتقار :
الوس…..اللي فيكي و في الزفت نادر ربنا ينتقم منه مش جاية من بره ، انتي و هو دمرتوا حياة ولادي قوليلي ايه اللي ممكن أعمله فيكي غير الموت عشان اشفي غليلي منك انتي و هو !!!
كان يزن يقف مكانه مصدوماً و كذلك ياسمين بينما أحلام دفعت بسمة بقسوة للخارج مغلقة الباب بوجهها بينما صلاح ردد بغضب ليزن :
هي دي اللي سبت همس عشانها و اللي جيت انهاردة عشان تطلب رضايا انا و امك عشان تتجوزها ، طلعت زبالة و لا تسوى و ضيعت سنين عمرك عليها !!
تمسكت ياسمين بيد والدها قائلة بحزن و شفقة :
بابا كفاية عشان خاطري ، يزن كمان ضحية زيي !!!
رد عليها بغضب :
لأ مش ضحية ، ايه اللي يجبره يسيب بنت لوحدها في موقف زي ده ، حد ضربه على ايده لأ هو اللي اختار بنفسه ، اللي بيحصل انهاردة و بيعيشه ده ذنب همس و اللي عمله فيها بسبب انانيته !!!
غادر يزن يمشي تائهاً بالشوارع و كلمات والده تتردد بأذنه و هي الحقيقة ما يحدث له ذنب همس !!
……
تفاجأت والدتها ما ان فتحت باب المنزل بهيئتها المزرية الدموع تنساب من عيناها و يسيل منها الكحل الأسود ترتدي ثيابها بأهمال كذلك حجابها امامها حقيبة ملابس كبيرة
ضربت سميحة بيدها على صدرها مرددة بفزع :
يلهوي مالك يا بنتي ، حصل ايه ، و ايه اللي عمل فيكي كده !!!
ارتمت بأحضانها والدتها تبكي بقوة و من بين شهقاتها العالية استطاعت ان تسمع والدتها فقط :
قصي طلقني يا ماما !!!
شهقتها والدتها مرددة بصدمة :
يا مصيبتي ، طلاق ايه !!
لم تشعر بعدها سوا بتراخي جسد ابنتها بين يديها فاقدة للوعي فسقطت بها ارضاً تنادي على زوجها النائم بصوت عالي و فزع فركض الآخر مفزوعاً مردداً بقلق و خوف :
سميحة في…….
توقف عن الحديث مردداً بفزع و هو يحمل جسد ابنته للداخل و خلفه زوجته :
حصل ايه يا سميحة !!!
رددت بنحيب و هي تساعده و تعدل جسد ابنتها على الفراش و تضع الغطاء عليها :
والله يا اخويا ما اعرف قالت قصي طلقني و بعدها لقيتها وقعت من طولها جيب العواقب سليمة يارب !!
التقط كمال زجاجة المياه و بدأ بنثر القليل على وجه ابنته بينما سميحة تفرك كف يدها دقيقتان و بدأت تفتح عيناها ببطئ سرعان ما تذكرت ما حدث و بدأت تبكي و تنتحب بقوة
فسألها كمال بقلق و هو يربت على رأسها :
مالك يا بابا ، فيكي ايه و قصي ازاي يسيبك تنزلي بالحالة دي و طلاق ايه اللي امك بتقول عليه !!
سيلين ببكاء شديد و ندم :
قصي طلقني يا بابا !!
سألها بصدمة و عدم تصديق :
طلقك ليه ، ايه اللي حصل بس
لم تجيب فسألها بنفاذ صبر و قلق :
ما تنطقي يا بنتي فهمينا في ايه !!!
قصت عليهم ما حدث من البداية فرددت سميحة بنحيب لزوجها :
كلمه يا كمال ، قوله يخزي الشيطان و مايهدش بيتهم عشان غلطة ، ساعة شيطان و راحت لحالها خلاص
رد عليها كمال بسخرية وحدة وهو يضرب كف بأخر :
اكلمه اقوله ايه يا سميحة ، اقوله بنتي معرفتش اربيها ، بنتي اللي دايمًا جايبه المشاكل لنفسها و خربت بيتها بأديها ، اقوله يرجع بنتي اللي غلطت في جوزها و قالتله مش راجل و عيبت فيه
صرخ بأخر حديثه بغضب :
اكلمه اقوله ايه و لا ايه ، الراجل مغلطش الغلط مننا احنا اللي معرفناش نربي بنتنا كويس يا سميحة
قال ما قال ثم رحل صافعاً الباب خلفه بقوة تاركاً الاثنتان ينتحبون بشدة احدهما نادمة و الأخرى تخشى ما سيحدث بعدما يسمع الناس بخبر طلاق ابنتها للمرة الثانية !!!
…….
كان عمار يجلس بجانب فراش سفيان بالمستشفى فبالأمس عندما واجه صعوبة في التنفس و كاد ان يختنق على الفور ذهب به لأقرب مستشفى و ها هو يجلس معه منذ الأمس و ما ان علم قصب جاء على الفور و هو الآن بالأسفل يحضر أكواب القهوة لكليمها
اخذ منه عمار خاصته قائلاً :
قصي روح انت بقى زمان سيلين لوحدها و قلقانة عليك انت بايت هنا من امبارح
رد عليه قصي ببرود :
متخافش مش هتقلك ، طلقتها !!!
انتفض عمار واقفاً مردداً بصدمة :
طلقتها انت بتقول ايه يا قصي و بتقولها ببساطة كده عادي و لا كأنك عملت مصيبة
قصي بضيق و هو يكور قبضة يده :
طلاقي ليها مش مصيبة ده العقل بعينه ، بعد اللي حصل منها طلاقي ليها قليل اوي
سأله عمار بغضب :
عملت ايه يعني انتوا الاتنين بتحبوا بعض و بعد سنين بعد اتجوزتوا تقوم بسهولة مطلقها بعد شهور من جوازكم ، فين العقل يا قصي !!
ردد قصي بغضب :
قولها هي الكلام ده بس مش هيحوق اصل مفيش عندها عقل خالص هي اللي هدمت حياتنا و قضت على اي فرصة ممكن تجمعنا مع بعض من تاني !!
قال ما قال ثم خرج من الغرفة غاضباً و اخذ يلكم الحائط بيده بعنف حتى نزفت يداه !!!
بينما عمار ضرب كف بأخر لا يفهم ما يحدث آخر طلق زوجته فجأة و اخر يركض على فراش المستشفى و أخرى تزوجت بالأمس بات يرى أشياء غريبة ترى ما سيحدث اليوم ايضاً !!!
……
ما ان علمت فريدة بما حدث لسفيان ذهبت له على الفور و أخذت فريدة تربت على خصلات شعرها بحنان مرددة بمواساة و غضب من ميان :
ما تزعلش نفسك يا سفيان ، دي متستاهلش اللي انت عامله في نفسك ده ، عمرها كل حبيتك لو كان صحيح بتحبك كانت هتسامحك لكن دي كأنها ما صدقت و راحت اتجوزت !!
أبعد يدها عنها بجفاء مردداً بغضب و صدمة :
طب قولي كلام غير ده يا فريدة ، لو حد مشكوك في حبه فهو انا مش هي ، انتي سبب من اسباب دمار حياتها و انا قبلكم كلكم
ثم تابع بقهر و ندم :
ثم تابع بقهر و ندم :
انا اللي بعتها الأول يا فريدة ، انا اللي خدتها بذنب مش ذنبها ، انا اللي سمعت كلام عليها و صدقته من غير ما اسألها حتى ، كأني ما صدقت و روحت فوق كل ده اتجوزت غيرها
رددت بغضب و كره :
انت لسه بتدافع عنها ، حد غيرك المفروض يشكك في حبها ليك ، دي اتجوزت غيرك بعد ما كانت قرفانا كل شوية انها بتحبك و م….
قاطعها قائلاً بحدة و غضب :
فرق كبير بين اللي انا عملته و هي بتعمله ، اللي هي بتعمله رد فعل ع اللي انا عملته يا فريدة
ثم تابع مواجهاً اياها بالحقيقة :
كفاية بقى تيجي عليها عشاني ، استغلتيها زمان علشاني و كنتي بتحبيها و لما خرجت عن سيطرتك و كلامك بطل يجيب معاها نتيجة بقت عدوتك ، خليكي صريحة يا فريدة و واجهي نفسك بالحقيقة ميان اتظلمت و اللي هي بتعمله دلوقتي نقطة في بحر من اللي عملته فيها !!
…….
استيقظ في اليوم التالي بعد ان قضى الليل كله يفكر بما هو مقبل عليه ، اغمض عينيه متذكراً ما حدث في المساء عندما انتهى الزفاف !!
ما ان دخلت برفقته من باب المنزل و ودعهما عائلتهما كانت تحك جلد يدها بعنف و شعرت بالندم لأنها خطت تلك الخطوة و هي ليست مستعدة لها تماماً انتفضت بذعر مبتعدة للخلف عندما وضع يده على كتفها برفق
ردد بلين و رفق و هو يهدأ من روعها منه :
مالك اتخضيتي و خوفتي ليه ، مش بعض والله
نفت برأسها قائلة بتوتر ملحوظ و خوف :
مش بخاف
ابتسم بزاوية شفتيه قائلاً بهدوء :
طيب ادخلي غيري هدومي على ما اجهز العشا
كادت ان ترفض لكنها فكرت ان رفضت لن يكون امامها وقت تضيعه حتى تتهرب مما هي مقدمة عليه اومأت برأسها ثم دخلت مباشرة للغرفة تغلق الباب خلفها بالمفتاح شعر بالضيق من حركتها تلك
بعد وقت ليس بقصير كانت تجلس على الفراش تحرك قدمها بتوتر و هي تقبض بيدها على طرف بيجامتها السوداء الحريرية
صوت طرقات على باب الغرفة فانتفضت بمكانها قائلة بتلعثم :
اا…ن…نعم
سألها بقلق :
انتي كويسة ، اتأخرتي ليه !!!
خطعت بصعوبة تجاه الباب تفتحه بتوتر و ما ان فتحته نظر لها فارس مطولاً و نظرات الاعجاب و الهيام بجمالها واضحة بعيناه ازاحت بيدها خصلات شعرها خلف اذنها بحرج و توتر من نظراته
ابتسم قائلاً بهدوء :
يلا العشا جاهز
اومأت له و خطت أمامه بتوتر نحو طاولة الطعام تجلس عليها بتوتر جلس هو الآخر يراقبها كيف ترتجف يداها من التوتر و من الحين للأخر تحك جبينها بتوتر
تنهد بعمق ثم وقف قائلاً بهدوء ليرحمها من الخوف الذي يستحوذ عليها :
انا تعبان و هموت و أنام هدخل أغير هدومي
اومأت له سريعاً و ما ان دخل للغرفة تنفست براحة انتظرت مكانها ما يزيد عن النصف ساعة بعدها مشت على اطراف اصابعها و فتحت باب غرفته ببطىء شديد و حذر ما ان رأته نائماً على الفراش و الاضواء مغلقة ابتسمت بسعادة ثم عادت تلملم الاطباق سريعاً ثم نظفت الطاولة و دخلت لغرفة أخرى مجاورة له تنام براحة تعلم انها مؤقتة لكن المهم ان اليوم مضى !!!
بينما هو شعر بها و لم ينم طوال الليل يفكر في القادم يبدو ان امامه الكثير و النتيجة غير مضمونة سيفشل او ينجح و هو يتنمى حقاً الأخيرة فأن حدثت الأولى سيكون مؤلماً جداً و صعب !!
……
في المساء توالت الزيارات عليهما من اقاربهما جذبت همس ميان لغرفتها فلحقت بهما لينا و أغلقت الباب خلفها فغمزتها همس مرددة بمشاكسة و هي تجلس على الفراش :
مبروك يا عروسة
منحتها ميان ابتسامة صغيرة كانت لينا تنظر لها بعتاب فسألتها ميان بحزن :
انتي لسه زعلانة مني !!
اشاحت بوجهها بعيداً مرددة بضيق :
انتي شايفة ايه
اقتربت منها ميان تعانقها عنوة مرددة باعتذار :
حقك عليا متزعليش مني
تنهدت لينا قائلة بحزن :
مش زعلانة منك يا ميان ، انا زعلانة عليكي شيفاكي ماشية في طريق اخرته وجع ليكي اكتر من الأول
رددت ميان بسخرية مريرة :
مش هيجرى اكتر من اللي جرى
نفت لينا برأسها مرددة بحدة تواجهها بالحقيقة :
لأ هيجرى ، هتظلمي حد زي ما انتي اتظلمتي زمان ، دخلتي فارس جوه انتقامك من سفيان و الكل عارف انه اتجوزك مش جواز صالونات و لا معرفة لا هو حاسس ناحيتك بمشاعر و قبولك للجواز معناه انك عطتيه أمل ان ليه فرصة معاكي
ثم سألتها بسخرية :
يا ترى بقى و انتي بتفكري تنتقمي ازاي من سفيان فكرتي بفارس و لا بقيتي انانية زيك زيهم مفرقتيش عنهم حاجة
قبل ان تتحدث ميان سبقتها لينا قائلة بحدة :
هتقولي ظلموني هقولك انتي كمان بتظلمي فارس
هدأت همس من الحدة بينهما قائلة بلوم :
كفاية يا لينا مش وقته الكلام ده
جلست ميان على الفراش خلفها تضع رأسها بين يديدها حزينة فاقتربت منها لينا قائلة بحزن و رفق :
متزعليش مني انا بقول كده والله عشان خايفة عليكي و يهمني مصلحتك
رددت ميان بحزن و هي ترتمي باحضانها :
من غير ما تحلفي انا عارفة و متأكدة ان ده اللي يهمك يا لينا
غيرت همس من الموضوع قائلة بمرح :
المهم سيبك من ده كله هتقضوا شهر العسل فين
– شهر عسل !!!
قالتها ميان بتوتر و تعجب
سألتها همس بحماس :
ايه مستغربة ليه ده الطبيعي ، انتوا ما اتفقتوش هتروحوا فين و لا ايه !!
نفت برأسها بضيق فقالت همس :
طب حطوا من ضمن القايمة جزيرة بالي طول عمري نفسي اروحها يخربيت جمالها
رددت لينا بهيام هي الأخرى :
عندك حق حلوة اوي أنا كمان هموت و اروح
رددت ميان بفتور :
بس انا مش عايزة اروح في اي مكان !!
صمت الاثنتان بحزن لطالما كان هذا حالها منذ ما حدث لا ترغب بأي شيء و لا تريد شيء و لم توافق على السفر إلى شرم الشيخ إلا لأن همس تحتاجها !!
…….
بعد ان غادر الجميع دخلت للغرفة على الفور تغلق الباب خلفها تنهد هو بضيق ثم جلس على الاريكة يشاهد التلفاز بملل هو ليس ممن يفضلون الجلوس بالمنزل لوقت طويل يشعر بالملل حقاً
يريد ان ينزل ليذهب لأي مكان لكن لو توافق هي اغلق التلفاز ثم اقترب من الباب حاسماً امره سيطلب منها المجيء طرق ثلاث مرات ففتحت له قائلة بتوتر متحاشية النظر له :
نعم يا فارس ، كنت محتاج حاجة
سألها بابتسامة و كلمات ذات مغزى :
مش زهقانة خصوصاً و انتي قاعدة في الاوضة لوحدك من امبارح
كان ما يقصده بحديثه ان تجلس معه لا اكثر لكنها ظنت انه يتحدث عن نومها بغرفة أخرى و انه يريدها ان تصبح زوجته حكت يدها ببعضها بتوتر تحاول ايجاد عذراً لكنها لم تجد
سألها بحماس :
انا زهقان تعالي ننزل نتعشى بره و نقعد ع البحر شوية و لو عايزة تروحي اي مكان مفيش مشكلة
نظرت لساعة الحائط قائلة بتعجب :
دلوقتي ، الساعة عشرة يا فارس
ابتسم قائلاً بعد اكتراث :
ايه يعني الساعة عشرة مش نص الليل و لا حاجة و حتى لو انتي نازلة مع جوزك ، إلا بقى لو انتي مش عايزة تنزلي معايا
ازاحت خصلات شعرها خلف اذنها قائلة بتوتر :
هدخل البس
اومأ لها بابتسامة ثم غادر هو الآخر يبدل ثياب المنزل بأخرى للخروج ارتدى قميص ابيض و بنطال من الجينز اسود خرجت هي الأخرى بنفس الوقت فضحك بخفوت ما ان رأى ما ترتدي و ابتسمت هي الأخرى فقد كانت ترتدي مثله بنطال اسود واسع يشبه التنورة و من أعلى كنزة بيضاء بأكمام قصيرة
مد يده لها لتتمسك بها شعرت بالحرج و بقت يده ممدودة ضمها مرة أخرى يعيدها بجانبه و هو يشعر بالحزن و الاحراج بينما ميان ما ان رأت تبدل ملامحه من الحماس للحزن لامت نفسها على ما فعلت
خطى خطوة للأمام فلحقت به تمسك بكف يده بتوتر نظر لها مبتسماً فتحاشت النظر له جذبها برفق خلفه مغلقاً الباب و هو يشعر بالحماس عكسها فقد فقدت الشغف بكل شيء تشعر بالفتور الشديد بكل ما حولها لم تعد كما كانت في السابق !!
……
كانت عليا تجلس على الفراش بجانب زوجها الذي يتفحص هاتفها مرددة بقلق :
رأفت فارس و ميان كل واحد فيهم كان نايم في اوضة امبارح
قطب جبينه قائلاً بتساؤل :
عرفتي منين !!
ردت عليه بحزن :
دخلت اوضة الضيوف عشان اظبط طرحتي في المراية لقيت هدوم لبنتك في الاوضة و كمان الفستان اللي كانت لابساه متعلق فيها
تنهد رأفت بعمق و صمت فعاتبته بضيق :
هو انا بقولك عشان تسكت يا رأفت
رد عليها بهدوء :
اللي بنتك عملته شيء متوقع ، لسه مخدتش عليه خصوصاً بعد الفترة اللي مرت بيها ، سيبيهم يصرفوا أمورهم سوا مع بعض و متتدخليش
ردت عليه بضيق :
ازاي مش عايزني اتدخل و أنا شايفة بنتي……
قاطعها قائلاً بهدوء :
بنتك مطلبتش النصيحة ده شيء بينها و بين جوزها يا عليا سيبهم يصرفوا امورهم سوا و مهما كان الوضع ده مش هيدوم كتير بنتك كل اللي محتاجاه شوية وقت انا متأكد
رددت عليا بغل :
منه لله اللي كان السبب طول ما هو عايش بنتي هتفضل تتعذب نفسي تنساه بقى و تبدأ من جديد
رد عليها رأفت بهدوء :
بنتك اتخلصت من حبه يا عليا لأنه اتحول لكره خلاص اللي ناقص بس انها تنسى و تتخلص من فكرة الانتقام منه
سألته بصدمة :
هي اتجوزته عشان تنتقم من سفيان !!
ضحك بخفوت قائلاً :
كنت فاكرك ازكى من كده يا عليا ، أكيد اتجوزته عشان تنتقم من سفيان ما هو مش معقول بنتك اللي زمان اتحايلتي ياما عليها توافق ع العرسان توافق على فارس وسط كل البلاوي اللي اتعرضت ليها
تنهدت عليا بحزن فربت رأفت على يدها قائلاً :
اطمني يا عليا ، فارس عارف بكل ده و عارف انها متجوزاه عشان كده انا فهمته كل حاجة قبل ما يتجوزا و قالي انه متأكد انها وافقت عشان كده
ابتسم متابعاً بهدوء :
قالي انا شاري بنتك و هفضل معاها و هحاول و مش هيأس دي هي اللي هتزهق مني و لحد ما يجي اليوم اللي بنتك تقول طلقني بلسانها ساعتها بس هبعد
رددت عليا بفرحة :
ربنا يهدي بنتك بس ، والله انا قلبي مرتاح لفارس ربنا يحميهم هما الاتنين و يهديهم لبعض
امن على دعائها ثم أغلق هاتفه و جذبها لأحضانه
هو حقاً يشعر بالتفاؤل من القادم حقاً فأهم شيء انه بزواج ابنته من فارس سيضمن ابتعاد سفيان عنها !!
…….
ما ان عادوا من الخارج كانت الابتسامة ترتسم على شفتيهما كادت ان تدخل للغرفة لكنه استوقفها قائلاً بابتسامة جميلة :
استني ايه رأيك نسهر شوية في البلكونة
اومأت له بتردد فقال و هو يشير للغرفة :
طب غيري هدومك على ما أعمل حاجة نشربها
اومأت له بصمت مر وقت قصير و كانت تجلس تنتظره جاء من خلفها فوجدها تضع يدها على كتفها يبدو انها تشعر بالبرد وضع الأكواب من يده على الطاولة بجانب الشرفة ثم توجع لغرفته و جاء بمفرش صغير اقترب منها ثم برفق حاوط كتفيها به
انتفضت بفزع عندما شعرت بيدين تلامس كتفيها هدأ من روعها قائلاً برفق :
ده أنا ، متخافيش
اومأت له ثم شكرته و هي تضم الغطاء عليها جاء بالأكواب ثم اعطاها واحداً و الاخر له طال الصمت لدقائق فسألها محاولاً فتح احاديث معها :
قوليلي صحيح انتي كنت طفلة عاملة ازاي ، يعني هادية و لا شقية !!
ضحكت بخفوت ثم سألته بابتسامة جميلة سحرته :
تفتكر انت كنت ازاي ، خمن كده
ضحك قائلاً بابتسامة :
كنتي طفلة مشاغبة و شقية الصراحة استبعد هادية دي خالص
اومأت له ضاحكة ثم سألته بفضول :
ليه خمنت كده !!
نظر لداخل عيناها قائلاً :
والدتي دايماً كانت تقولي انا و اختي و احنا صغيرين بكره تشوفوا الادوار هتتبدل الشقي فيكم بكره هيبقى الهادي و العكس مرت الأيام و فعلا كلاهما كان صح
تنهد متابعاً بابتسامة :
بس عندك عرفت ان مش ع الكل بيمشي الكلام ده ، اللي يشوفك دلوقتي و بهدوءك ده يقول كانت بنوتة شقية و هي صغيرة ، لكن من بعض المواقف اللي بسمعها من الكل قبل ما تمري بالفترة دي يعني كانت المواقف دي كلها شقاوة و حيوية يعني ده معناه انك كنتي شقية وانتي طفلة و حتى لما كبرتي
مازحته بابتسامة لطيفة :
كل ام بتقول لولادها نفس اللي مامتك قالته
ثم تابعت بحنين و اشتياق :
ماما كمان كانت بتقولي كده انا و مروان الله يرحمه هو كان هادي اوي و هو صغير و كنت أعمل كل مصيبة و التانية و هو يشيل مكاني
ثم تابعت بحماس و هو ينصت لها باهتمام كبير :
عارف زمان قبل ما التليفون التاتش يظهر بقى و اللاب و الحاجات دي كان ساعتها في كمبيوتر ماما كانت من الامهات اللي بتقول ايه ممنوع اللعب عليه في الدراسة و كانت تشيله من اوضنا و تدخله في اوضة الضيوف في مرة هي مشيت مع بابا و كنت انا مع مروان و الدادة في البيت لوحدنا
اعتدلت بجسدها تضم قدميها تقص له البقية بحماس خاصة عندما رأت انه منصت لها باهتمام :
اتسحبت براحة و دخلت اوضة الضيوف و شغلته بس فجأة لقيت الفيشة بتاعته ضربت و طلعت نار و الستارة اللي ورا اتحرقت الظاهر كان في حاجة بايظة فيها قعدت اصرخ أول واحد دخل عليا كان مروان بعدها الدادة دخلت وخرجتنا بره لما شافت النار مسكت في معظم الاوضة و اتصلت بالمطافي بابا و ماما طبعاً عرفوا و لما سألوا مين اللي عمل كده مروان خاف عليا و من نفسه قال انا اللي عملت كده ، يومها ماما عاقبته جامد قالتله مش هياكل معانا ع السفرة لمدة أسبوع و مفيش تليفزيون كمان
تنهدت بحزن متابعة بحنين لتلك الأيام :
عاقبت كمان نفسي زيه كنت باخد الأكل و أدخل اكل معاه و متفرجتش ع التليفزيون انا كمان ، على فكرة المصيبة دي مش حاجة جنب اللي كنت بعمله و العقاب اللي هو بيتعاقبه مكاني لحد ما كبرنا كان كده بيشيل عني دايماً لما مات حسيت بالخوف و الوحدة
ترحم عليه بصوت خفيض فأمنت على دعائه قائلة لتغير مجرى الحديث :
بصراحة مش عارفة اخمن انت بقى كنت هادي و لا شقي و انت صغير
– ليه !!
ردت عليه بصراحة :
عشان مش عارفة انت دلوقتي هادي و لا شقي يعني أول مرة شوفتك عند كارم كان باين انك هادي كده و رزين لكن بعد اللي حصل من شوية بسحب كلامي اصلك كنت مجنون ع الآخر
ضحك قائلاً بمرح و كلمات ذات مغزى :
في واحدة متبقاش عارفة طبع جوزها ستات ايه دي بس يا ربي بس ع العموم يا ستي كل يوم في نفس الوقت و نفس القعدة دي هحكيلك شوية عني و انتي نفس الكلام ايه رأيك
اومأت له بصمت فعاد هو يكمل حديثه بابتسامة :
كنت طفل هادي جداً عارفة الطفل الخنيق اللي هو تقيل في نفسه كده الكلمة تطلع منه بالعافية
اومأت له ضاحكة فتابع بمرح :
كنت انا بقى الطفل ده الكلمة تطلع بالعافية و تقيل كده في نفسي علطول قاعد بذاكر الولاد كلها يلعبوا بس أنا بقى قاعد وسطهم اتابع بس من غير ما اشارك ، كارم كان علطول بيتشل مني و من تصرفاتي لأن انا و هو عكس بعض تماماً الصراحة هو طول عمره كده الفرق انه عقل بس شوية صغيرين مش اكتر ، انا كل ما بفتكر تصرفاتي أصلاً زمان بقرف و اتغاظ من نفسي اوي
ثم تابع بحنين لشقيقته الراحلة :
بس اوركيد الله يرحمها كانت عكسي تماماً كانت شقية زيك و لما كبرت و أنا كبرت اتبدلت الأدوار هي اللي عقلت و انا اللي اتجننت
سألته بفضول و اهتمام :
أنت ليه مش عايش مع والدك و والدتك في شرم الشيخ و قاعد بعيد عنهم !!
رد عليها بابتسامة :
لأن والدي لما أشتري الاوتيل في شرم الشيخ كنت انا أسست مستشفى خاصة بيا هنا و متجوز و حياتي كلها هنا فكان صعب اسيب كل ده و أروح معاهم
سألته بفضول و اندماج بالحديث معه :
انا أعرف انك كنت متجوز بس معرفش حاجة عنها ليه سيبتوا بعض !!
تنهد بعمق قائلاً :
كانت بنت خالتي والدتي في فترة فضلت تلح عليا اتجوز و انا مش بالي الموضوع أصلاً بس عشان اريحها وافقت قولت بنت خالتي و متربين سوا و اعرفها و احسن ما اتجوز حد من بره ما اعرفش طباعه و اتجوزنا بس للأسف ما اتفقناش خالص و انفصلنا بهدوء
كانت على علم ببعض الأشياء من والدة كارم التي القت بكلمة ما بوسط الحديث انها زوجته السابقة كانت صعبة الطباع و كانت المشاكل لا تفارقهما طوال فترة الزواج و هنا احترمته و قدرت له ذلك الموقف انه رفض الحديث عن ابنة خالته و زوجته السابقة بطريقة غير لائقة
تلقائياً قارنت بينه و بين سفيان هي أيضاً كانت ابنة خالته و ماذا فعل بها خاض بعرضها اكثر من مرة أمام الجميع و اهانها بينما فارس عكسه تماماً !!
التقط كوب الشوكولاته الحارة الخاصة بها يعطيها اياها مردداً :
اشربي يلا زمانها بردت
اومأت له و بدأت ترتشف منها و ما ان انزلت الكوب ضحك هو بخفوت عندما تلطخت أعلى شفتيها بالمشروب على هيئة شارب
بعفوية انتقل بكرسيه ليكون على مقربة منها ثم مد يده تجاه شفتيها يزيله بأصبعه مردداً بضحكة مرحة :
زي الأطفال بالظبط
شعرت بالحرج و الخجل الشديد من فعلته في بداية الأمر كان لمسه لشفتيها حركة عفوية سرعان ما تحولت لرغبة ملحة بداخله للمسها و تذوقها ابتلع ريقه و هو محدقاً بها يمرر اصبعه عليها برفق كأنه يرسمها !!
حاوط بيداه وجنتيها بلحظة تغيب بها عقله مال برأسه قليلاً يريد تقبيلها لكن انتفضت هي واقفة مرددة بتوتر و حرج و هي تضع الكوب من يدها :
الوقت أتأخر أنا عايزة انام تصبح على خير !!
قالت ما قالت ثم فرت هاربة إلى غرفتها تغلق الباب خلفها بالمفتاح بعد ان رأت نظراته الراغبة بها شعرت بالخوف فأغلقت الباب بالمفتاح كضمان اذا حدث او صدر منه شيء !!!
بينما هو زفر بضيق و شعر بالحرج خاصة بعدما رأى نظرات رفض صريحة لقربه بعيناها و بنصرفاتها ليس خجل انما رفض !!!
…….
في صباح اليوم التالي
كانت همس تجلس بالمكتبة الخاصة بالجامعة تذاكر بعض دروسها بذهن شارد و حينما عجزت عن التركيز نزلت لكافتريا الجامعة تحتسي قهوتها و هي تتجاهل عن عمد همسات الجميع عليها و كم تتألم من ذلك !!
شعرت بأحدهم يجذب مقعداً بجانبها نظرت للفاعل لتجده كارم الذي ردد بابتسامة و غزل :
الجميل قاعد لوحده ليه
تنهدت قائلة بهدوء :
لينا مجتش انهاردة و كمان ميان أكيد مجتش فحضرت لوحدي و كنت بشرب قهوة و هكمل بقيت المحاضرات اللي عندي
ثم تساءلت :
انت بتدخل الجامعة هنا ازاي ده هنا بيطلعوا روحنا عشان ندخل لازم اللي يدخل معاه الكارنيه و لو حد معاه اثبات صلة القرابة و مش عارفة ايه !!
تراجع بظهره للخلف يضع قدم فوق الأخرى مردداً بفخر و غرور :
بيقولوا انه ظابط يا دكتورة نص كوم انتي نفسي أعرف هتشتغلي ازاي دكتورة و انتي ابسط الحاجات اللي المفروض تخمنيها معرفتيش ، دكاترة آخر زمن يا ناس !!!
سخرت منه قائلة بغيظ :
نيني ، خليني ساكتة و خلي الدفاتر مقفولة يا حضرة الظابط ، مش هيبقى حلو في حقك اللي هيتقال
رد عليها بلا مبالاه :
انا كلي مميزات يا حبيبتي مفيش عيوب
اومأت له قائلة بسخرية :
عندك حق بس مش غريبة ان راجل طول بعرض ظابط قد الدنيا لسه لحد انهاردة بيخاف من الفيران
رد عليها بتهرب :
محصلش دي كلها مجرد اشاعات !!
اومأت له قائلة بابتسامة واسعة :
اشاعات اه ، طب اكدب على حد ملكش معاه سابقة لا و منيلة بنيلة كمان انا فاكرة ان مرة و احنا صغيرين كنا بنلعب في اوضتك و لقينا فار طلعت تنط فوق السرير من الخوف و تصوب و تعيط اكتر مني ، ده حتى مامتك قالتلتي انك لسه بتخاف منهم لحد دلوقتي
ردد بقرف :
فرق بين الخوف و القرف يا مقرفة انتي بالسيرة اللي فتحتيها دي ، انا كان ليا حق اخاف انما انتي مكنتيش خايفة عشان كنتي من نفس فصيلتهم !!
رمقته بغيظ شديد فردد هو بابتسامة :
على فكرة الضحكة اللي رسماها على وشك دي و انك طلعتي من اللي انتي فيه ده بين يوم و ليلة الجو ده مش عليا ، انا عارف كويس انك الضحكة ظي قناع عشان متزعليش مامتك و سيادة اللوا
ابتلعت غضة مريرة بحلقها ثم اشاحت بوجهها بعيداً عنه فأداره له من جديد لتنظر له مردداً برفق و حب :
مثلي قدام الكل زي ما انتي عايزة بس عندي انا مش هتقدري لأني فاهمك اكتر من نفسك يا همس و عارف لما بتكوني مبسوطة بجد بتعملي ايه !!
تنهدت بحزن قائلة :
كلامهم و صوتهم و هما بيتهامسوا عليا بيقتلني يا كارم انا كل يوم بخرج من البيت بالعافية لو طلعت أشوف جيرانا اللي شمتان واللي زعلان عليا بتقهر
ثم تابعت بخزى من نفسها :
ساعات بتخطر بالي حاجات كتير عشان انتقم منه زي ما عمل فيا و الغريبه اني كنت معارضه ميان في اللي بتعمله ، بس مع الوقت لقيت جوايا نفس الشعور اللي هي حاسة بيه و نفسي أعمل كده
سألها بهدوء :
طب معملتيش كده ليه !!
ردت عليه بخزى :
مين قال لك اني ما حاولتش اعمل كده ، بالعكس حاولت مرة و احتقرت نفسي اوي بعدها و لقيت ان الشخص ده ميستاهلش مني كده ، ميستاهلش استخدمه أداة أحقق بيها انتقام و هو عندي اغلى من كده بكتير و ياما وقف جنبي و نفسي يسامحني لما يعرف اني فكرت في كده !!
صوته للحظات ثم قال بهدوء :
هو عارف يا همس ومسامح وكفاية انك اتراجعتي و قولتي انه عندك اغلى بكتير !!
نظرت له بتوجس للحظات هل يعلم انها قبلت التقاط الصور معه عندما كانوا بشرم الشيخ من اجل ان ترفعها على مواقع التواصل الاجتماعي و تثير غضب الآخر و تخبره انه افضل بدونه
اومأ لها قائلاً بابتسامة :
كنت عارف بتفكري في ايه و سكت عشان عارف مش هتكملي فيه لأن همس مش كده
ابتسمت له ممتنة فسألها مازحاً ليغير مجرى الحديث :
تعالي بقى نروح نتغدا سوا و بعدها اوصلك ع البيت بلا محاضرات بلا بتاع
ضحكت و هي تمشي بجانبه سرعان ما توقفت عندما ظهر يزن امامها من العدم يبدو انه يريد الحديث معها ستكون أول مواجهة كلامية بعد ما حدث !!!
الجميع ينتظر لهما بفضول مترقبين ما سيدور بينهما العروس و العريس الذي تركها بيوم الزفاف كيف ستكون المواجهة !!!!
…….
– بتعملي ايه !!!
قالها فارس بصوت ناعس بعدما خرج من غرفته ليجدها تقف بالمطبخ
ردت عليه بهدوء و هي تضع لطعام على الطاولة :
حضرت الفطار اغسل وشك و تعالى يلا قبل ما يبرد
اومأ لها و قبل ان يغادر التفت مرة أخرى قائلاً بابتسامة جميلة :
صحيح نسيت اقولك صباح الخير
ردت عليه الصباح بابتسامة صغيرة دقائق و كان يجلس معها يتناولون الافطار ردد بشهية :
شكله يفتح النفس
ثم التقط كف يدها يقبله مردداً بابتسامة حب :
تسلم ايدك
سحبت كف يدها بتوتر و خجل و التقطت كوب الماء ترتشف منه بحرج فابتسم هو عليها و بدأ يتناول الطعام سألها بفضول :
انتي بتعرفي تطبخي !!
نفت برأسها قائلة بأسف :
مش اوي حاجات و حاجات و اللي مش عارفاه اكتر من اللي اعرفه
ردد ببساطة :
الحال من بعضه يعني انا كمان بطبخ على خفيف
سألته بحذر :
انت زعلت عشان مش بعرف اطبخ !!
سألها أيضا بتعجب :
ليه قولتي كده
رفعت كتفها لأعلى قائلة :
أصل معظم الرجالة بيتضايقوا لما مراتتهم مايكونوش بيعرفوا يطبخوا
رد عليها بابتسامة و بكل بساطة :
انتي قولتي اهو معظم و بعدين في حاجات في الجواز أهم من الطبخ و الكلام ده حابة تتعلمي براحتك دي حاجة ترجعلك ، انا أصلاً متفق مع شغالة هتيجي تساعدك من الأسبوع الجاي طبخ و تنضيف و كله لو حابة تجيبي تاني معنديش مانع !!
ثم تابع بجدية :
انتي أصلاً متركزيش مع التفاهات دي و ركزي في دراستك عشان تجيبي تقدير كويس و اللي هو امتياز ان شاء الله ، لو حابة اشرحلك اي حاجة انا معنديش مانع في أي وقت تعالي
منحته ابتسامة ممتنة قائلة بشكر :
شكراً يا فارس ، انا مش عارفة اقولك ايه
رد عليها بابتسامة :
متقوليش و مش لازم شكراً على فكرة أنا معملتش حاجة اللي بقولوا ده الطبيعي و اللي لازم يحصل
اومأت له برأسها و شعرت بالتوتر و الارتباك عندما نظر لداخل عيناها مطولاً تصنعت الانشغال بالطعام فابتسم عليها و ابعد عيناه عنها ليرحمها
…….
بعد الإفطار كانت تنزل معه لأحد المكتبات لتشتري ما ينقصها من كتب و مراجع تحتاج إليها كانت تخرج من باب المكتبة برفقته و لم تنتبه لحفرة صغيرة أسفل قدمها فاستندت يدها تلقائياً على السور بجانبها و لسوء حظها كان عليه زجاج مكسور متناثر
صرخت بألم فهرع إليها يتفحص يدها بفزع ثم اخرج منديلاً يلفه حول يدها مردداً بقلق شديد و هو يجعلها تصعد للسيارة و الأخرى تبكي من الألم :
معلش استحملي خمس دقايق في مستشفى قريبة من هنا ، متبكيش معلش
كان يردد كلمات متاسفة على حالها طوال الطريق بالطبع مرت خمسة دقائق و كان يدخل بها للمستشفى لقسم الطواريء كانت الطبيبة تضمد يدها بينما هي تبكي بألم اقترب فارس جالساً بالقرب منها يمسح دموعها برفق فرددت بألم :
بتوجع اوي
رددت الطبيبة برفق :
حطيت بنج و مش هتحسي بحاجة !!
اومأت لها و هي تضغط بيدها على الفراش مر ما يقارب النصف ساعة و كانت تخرج من الغرفة تستند على يده لمحت بعيناها من بعيد سفيان يخرج من أحد الغرف برفقة عمار و فريدة و أيضاً قصي !!
لا تعرف ما السبب لكن ما ان رأته اشتعل لهيب الانتقام بقلبها فتمسكت بيد فارس قائلة برقة و صوت مجهد :
فارس ممكن تشيلني حاسة اني دايخة و مش قادرة امشي خالص
اومأ لها برأسه بدون تردد انحنى يحملها برفق مردداً بقلق شديد :
طب طالما لسه تعبانة تعالي نكشف تاني و لو كده ممكن تعلقي محاليل انا اصلاً……
قاطعته قائلة بهدوء :
انا بس محتاجة ارتاح يا فارس ، خدني ع البيت
اومأ لها ثم مشى بها وسط الجميع و أغلب النظرات مصوبة عليهما لكنه توقف ما ان رأى امامه سفيان يستند على يد قصي و عمار الذي ردد بصدمة :
انتوا بتعملوا ايه هنا ، ميان انتي كويسة !!
ردد سفيان بقلق هو الآخر و غيرة تنهش قلبه و هو يرى الآخر يحملها هكذا و الأخرى تحاوط عنقه بيدها :
انتي كويسة !!!
رد فارس و هو يشعر بضيق يحتل صدره فعندما نظر لداخل عيناه تهربت من النظر له كانت خجلة فعلم أنها فعلتها عن قصد لقد طلبت منه حملها لتثير غضب و غيرة الآخر
سأله عمار بقلق :
مالها ميان يا فارس !!
رد عليه بهدوء زائف :
كنا في مشوار و حطت ايدها على ازاز بالغلط فجينا نخيط الجرح
سألها قصي بهدوء :
انتي كويسة دلوقتي يا ميان !!
رددت فريدة بفظاظة :
ماهي كويسة وزي القردة اهي نازلين اسئلة فيها ليه
نظر الثلاثة لها باستنكار فردد فارس بتهكم :
طبعاً لازم تكون كويسة مش بعدت عن الهم اللي كانت عايشة فيه
كادت فريدة ان ترد لكنها لم يعطيها الفرصة و غادر ملقياً السلام على قصي و عمار فقط فرددت فريدة خلفهما بغيظ و غضب :
تلاقيها جت هنا مخصوص عشان تحرق دمه و تخليه يمرض اكتر سوسه البت و مش سهلة و سبحان الله ربنا رزقها باللي شبهها واد لسانه طويل و…….
قاطعها سفيان مردداً بحدة و هو يكور قبضة يده بغضب و غيرة :
خلصنا يا فريدة بقى خلينا نغور من هنا بقى !!
كانت النيران مشتعلة بقلب سفيان من الهيئة التي شاهدهم عليها منذ قليل سناريوهات كثيرة تخيلها هل اقترب منها ام لا ، هل سمحت هي له بذلك !!!
لكن ابداً لم ينسى نظرة التشفي و الانتصار التي رمقته بها قبل ان تغادر !!!
بينما فارس وضعها بداخل السيارة و طوال الطريق صامتاً و هي تنظر له من حين لاخر ترى كيف يقبض بيده على عجلة القيادة حتى ابيضت مفاصل يده
يبدوا انها ستواجه اول شجار معه ما ان تصل للمنزل لقد اخطأت و عليها تحمل ما سيصدر منه !!!
…….
خرجت من غرفتها بعد قضت طوال الوقت تبكي و تنتحب بقوة و الندم ينهش قلبها على ما فعلت كيف كانت حمقاء لتلك الدرجة كيف تشك بقصي بعد كل ما مروا به !!
دخلت على والدتها المطبخ و كانت الأخرى تطهو الطعام و هي تنتحب بقوة و حسرة اخرجت من باب الثلاثة زجاجة مياه و ما ان رفعتها لشفتيها شعرت بدوار حاد يصيبها جعلها تترنج بوقفتها و سقطت الزجاجة من يدها !!!
التفتت سميحة بفزع لتجد جسد ابنتها يتهاوى ارضاً صرخت بفزع تنادي بعلو صوتها على زوجها الذي ركض للمطبخ يحملها بين يديه للغرفة يحاول افاقتها لكن دون جدوى رددت سميحة بفزع :
اجري يا كمال هات الدكتورة اللي في الدور التاني البت مش كويسة خالص
ركض على الفور دقائق و كانت تجلس الطبيبة تفحصها بعد دقائق بدأت تستعيد سيلين وعيها فسألتها الطبيبة عدة اسئلة
ما ان انتهت سألها كمال بقلق :
خير يا بنتي طمنينا !!
ردت عليه بابتسامة بشوشة :
خير يا راجل يا طيب بنتك بس مجهدة شوية و انا شاكة في حاجة كده بس زيادة تأكيد تروحوا تعملوا تحليل و تكشفوا عند دكتورة
سألها كمال و سميحة بنفس الوقت بقلق :
حاجة ايه كفى الله الشر !!
ردت عليهما بابتسامة :
خير ان شاء الله بس الظاهر كده انها حامل !!!!
…….
بينما بفيلا ال مهران كان محامي العائلة يخبرهم بأسف شديد ذلك الخبر الصادم :
البقية في حياتكم ، نادر بيه اتوفى !!!!!
…….
– بتعيطي ليه دلوقتي !!!
قالتها ضحى لبسمة التي تنتحب بقوة متحسرة على ما حدث لها اليوم
لم تجيب عليها فسألتها مرة أخرى:
مش انتي اللي عملتي في نفسك كده ، انتي اللي بأيدك خليتي نفسك في نظره كده
صرخت عليها بسمة بغضب و بكاء :
بس بقى كفاية لوم انتي مش مكاني و لا هما مكاني محدش كان هيصدقني حتى هو اهو أول ما عرف ما صدقنيش و أتخلى عني من غير ما يسمع مبرراتي
ردت عليها ضحى بصرامة :
ايه يعني مكنش هيصدقك ان شالله ما عنه صدقك هو اللي هيكون خسران و اتكشف على حقيقته انما دلوقتي انتي اللي ركبتي نفسك الغلط
عدت لها ما قامت بفعله :
عيشتيه في كدبة كبيرة و ضيعتي من عمره سنين عايش بذنب موتك و وجع فراقك ، بدل ما كنتي روحتي تمثلي عليه الحب كنتي روحتي قولتي ايه كل كل حاجة و هما عيلة ايدها طايلة كانوا هيعرفوا يوقفوه عند حده
صرخت عليها الأخرى بقهر :
ده كله كلام ميضمنش ليا اني ماتفضحش ، انت بنت ، بنت افهمي بقى انتي زيي المفروض تحسي بيا انا بنت و عايشة لوحدي لو حد عرف خبر مش هيسموا عليا و هيموتوني ، انا بنت و مليش الا شرفس كان لازم احافظ عليه بأي طريقة كانت عملت اللي شوفته صح ، الخوف جوايا كان أكبر من اي حاجة تانية
سألتها ضحى بحزن :
طب والعمل دلوقتي ، نادر ربنا ينتقم منه مات و غار في داهية اللي كان مسبب ليكي رعب في حياتك خلاص معدش ليه وجود هتعملي ايه ، هترجعي يزن ليكي ازاي و هو عنده حق في بعده عنك اي حد مكانه هيعمل كده !!!
رددت بقهر و ألم :
يزن مش هيرجعلي ، يزن نسيني أصلاً يا ضحى ، انتي عارفة كام مرة غلط و قال اسمها قدامي ، يزن بيقنع نفسه انه لسه بيحبني بس هو نسيني خلاص
رددت ببكاء و وجع :
ماقالهاش بس انا حسيتها يزن اللي معايا دلوقتي مش يزن بتاع زمان ، بعدي عنه زمان خسرني ليه دلوقتي
بكت بقوة قائلة بصوت يمزق القلوب :
قلبي واجعني اوي يا ضحى ، ليه كل مرة اخسر حاجة ليه حب غيري ، ليه بيحصل معايا كده !!!
احتضنتها الاخرى بحزن و اسف عليها تنهدت بحزن عازمة على فعلاً ما في لعله ينفع بشيء !!!
……
اقترب منها بانكسار و هو يتحاشى النظر لعيناها من شدة الخزى :
همس ، انا اسف !!!
لأن لينا تعرف صديقتها تمام المعرفة علمت ان ما يحدث لن يمر مرور الكرام و لكي ترد الأهانة له فتحت هاتفها على الفور و دخلت على الصفحة الخاصة بالجامعة و بدأت بتصوير فيديو بث مباشر دقائق و كان عدد كبير يشاهده
ردت همس بسخرية و صوتاً عالي :
المفروض ده يترد عليه يتقالوا ايه !!
نظر الجميع لبعضهم و بدأت الهمسات تتعالى فرددت بسخرية مرة أخرى و تعجب :
لأ بجد حد يقولي ده يترد عليه يتقالوا ايه !!
ثم صرخت بعلو صوتها غاضبة :
المفروض السؤال للكل انتوا يترد عليكم يتقال ايه
اشارت لمجموعة من الفتيات قائلة بغضب.:
لما انتي بنت زي و بترمي عليا بالكلام و جايبين
اللوم عليا بدل ما تدافعوا عني و كل واحدة حطت نفسها مكاني يترد يتقال ايه
ثم اشارت لمجموعة شباب قائلة بغضب و صوت عالي ليسمع الكل :
لما كل واحد فيكم يرمي عليا بالكلام حضرتك مفكر نفسك راجل كده يعني
ثم اشارت ليزن قائلة باحتقار و نظرات مشتعلة بالغضب و النفور :
لما واحد زيه أقل كلمة تتقال ليه انه مش راجل و لا ينفع واحدة تأمن على نفسها معاه و تثق فيه
ضحكت بسخرية ثم تابعت بحدة و سخرية مريرة :
بعد كل اللي عمله فيا و دمر أجمل يوم بتعيشه كل بنت و خلاني اعيش كابوس كان ممكن اخسر حياتي بسببه جاي يقولي اسف !!
صرخت بغضب و هي تدفعه بكتفه بقوة ارتد على اثرها للخلف :
يترد يتقال ايه !!!
انخفضت الهمسات و الجميع يتابع بصمت سرعان ما تعالت الشهقات من الصدمة عندما رددت همس بغضب و هي تراه ينظر لها بندم :
أقل حاجة يترد بيها عليه واخد حقي منه بيها
صمت للحظات و هي تحك اصابع يدها ببعضها ثم بلحظة هوت بها على صدغة بقوة مرددة بغل :
القلم ده لو كان حد من اهلك ضربوا ليك زمان كنت اتعلمت ان بنات الناس مش لعبة يوم ما تعوزها تقرب ويوم ما تعوز تبعد تبعد
ثم تابعت بصراخ عالي و اشمئزاز :
اللي قدامكم ده جالي وفضل يترجى فيا عشان اقبل بيه و بعد ما قبلت جاي يوم فرحنا يقولي اسف مش هقدر اتجوزك ، دلوقتي كمان جاي يعتذر تاني يقولي اسف ع اللي عملته كأنه خبط فيا بالغلط و مسببش ليا فضيحة بين كل الناس
ثم تابعت بحدة و هي ترى الصدمة مرتسمة على ملامح وجهه من فعتلها و شعور الاهانة تملك منه :
يترد على كلمة آسف بتاعتك دي انك واطي و ندل و ملكش أمان و اي واحدة تفكر ترتبط بيك هتضرب نفسها بالجزمة بعدين عشان عملت في نفسها كده ، اللي تقبل بيك هتعيش حياتها معاك كلها في خوف ، هتبقى خايفة طول الوقت من ندالتك
ثم تابعت بغضب و هي تشير له بيدها من أعلى لأسفل باحتقار :
اللي حصل مكسب ليا مش خسارة ، ده من رحمة ربنا انه حصل كده عشان اسمي ما يرتبطش بأسم حيوان زيك و أعيش حياتي كلها اندب حظي اني قبلت بيك
تدخل كارم قائلاً :
كفاية يا همس !!
نفت برأسها قائلة بغضب :
لأ مش كفاية كام شهر فات ع اللي حصل و انا بس اللي شيلت اللوم و العتاب من الكل دلوقتي جيه الوقت اللي كل واحد يعرف مقامه و يعرف مين اللي غلطان مع انه معروف بس احنا بقى في مجتمع متخلف دايما اللوم ع البنت و الراجل يا عيني ملاك نازل من السما مش بيغلط
كانت ميان تتابع البث المباشر و هي تضحك بسعادة و فخر بصديقتها مرددة :
عاش يا اجدع و أجمل صاحبة في الدنيا
اقترب منها فارس قائلاً بتعجب :
مالك بتضحكي على ايه و تسقفي كده و صوتك عالي !!!
اشارت لشاشة هاتفها مرددة بفخر :
مسحت بيه الأرض يستاهل اكتر من كده
لم يجيبها فقد يشاهد الفيديو بصمت أغلقت شاشته تسأله بحزن و حرج :
انت زعلان مني !!
توقف قائلاً بتهرب من الحديث معها :
انا عندي مشوار مهم و لازم انزل
تمسك بذراعه قائلة بتبرير و هي تتهرب من النظر إلى عيناه لأنها تكذب :
فارس انت فاهم غلط !!
ابعد يدها برفق قائلاً بتهكم قبل ان يغادر :
طالما بررتي و دماغك راحت للنقطة دي بالذات يبقى انا مش فاهم غلط ولا حاجة !!!
غادر و تركها تشعر بالندم على فعلتها لقد ظنت أنه سيثور سيغضب لكنه لم يفعل عاتبها بعيناها و بتصرفاته !!
……
ما ان غادرت التجمع الكبير جذبها كارم لسيارته متوجهاً حيث الشاطيء بمكان خالي نوعاً ما من الناس مردداً بمدح :
هي دي همس اللي اعرفها ، بس عارفة لو في يوم فكرتي ترجعيله انا اللي همسح بكرامتك الأرض
رددت بصرامة :
صفحة و اتقفلت خلاص بعد اللي عمله لو روحي فيه حتى مش هعبره تاني
ردد بهدوء و هو يمشي بجانبها على الشاطيء :
تعرفي ان جوز اخته اتقبض عليه امبارح و انهاردة اتقتل في السجن
قص عليها تهمته بالتفصيل فرددت باشمئزاز :
زبالة و يستاهل خسارة فيه مراته
سألها بتعجب :
ليه قولتي كده !!
رددت بضيق :
عينه زايغة يا كارم و ضايقني قبل كده و اديته على دماغه و اتوصيت بقى انت عارفني
ردد ضاحكاً بخفوت :
عارفك ده ربنا رحمه انه مات انهاردة
رددت بسعادة و هي تشبك يدها ببعضها :
اقولك على حاجة
اومأ لها بنعم على الفور فتابعت بسعادة غامرة :
بعد القلم اللي ضربته ليه و الكلام اللي قولته حاسة اني ارتحت و زي ما يكون طاقة كده دبت فيا مرة واحدة
ابتسم مردداً بسؤال لم يستطع كتمانه أكثر من ذلك :
لسه بتحبيه !!
تنهدت قائلة بهدوء :
مقدرش أقول بحبه لأن أصلاً من الأول و أنا عارفة اني مشاعري ناحيته مش الحب الجامد اللي بيقولوا عليه بس قولت طالما فيه اعجاب و شوية مشاعر يبقى مع الوقت هيتحول لحب
ثم تابعت بعتاب لنفسها :
بس كنت غبية لما فكرت كده ، بابا بعد اللي حصل ده كله قالي الاختيارات مش لازم نعتمد فيها ع القلب بس او العقل بس لا لازم الاتنين يكونوا متفقين مع بعض على كل قرار
جلس ارضاً على الرمال و هي بجانبه مردداً :
فكرت انك لسه بتحبيه لأن الأيام اللي فاتت…….
فهمت ما سيقول فتابعت هي بصدق :
زعلي و وجعي الفترة اللي فاتت مش عليه و لا منه يا كارم زعلي كان على نفسي و اختياري الغلط و اني بأيدي وثقت فيه و عملت في نفسي كده ، وجعي كان نفس وجع اي بنت هتتحط في الموقف ده لكن هو ميتزعلش عليه لأن هنت عليه يعمل فيا كده و انا اللي اهوان عليه عمري ما ازعل عليه و لا منه
تنهدت بعمق قائلة بسعادة :
بس انت بجد مبسوطة اوي باللي عملته فيه انهاردة يا كارم ، عارف الانسان لما بيكون مبسوط و عايز يصرخ من السعادة اهو انا نفسي أعمل كده
ثم تابعت بتشفي و هو يتابعها بعيناه بسعادة لسعادتها :
منظره و هو واقف مكسور و مش قادر يرفع عينه في عيني و لا عين اي حد من الطلاب فرحتني و لينا لسه بعتالي رسالة بتقولي انه قدم استقالته من الجامعة بسبب الشتايم اللي خدها و نظرات الطلاب كلهم ليه بعد ما مشيت دول فضلوا يشتموا فيه ، طبعاً كمان لينا متوصتش دي صورت اللي حصل لايف و الكل شافوه ، اللي انا عيشته بسببه هو دلوقتي بيعيش نفسه
ردد بابتسامة حب :
لو اعرف انك هتنبسطي كده كنت خليتك ضربتيه القلم ده و هزقتيه قدام الكل من زمان
ابعدت خصلات شعرها التي تتطاير بفعل الهواء خلف اذنها مرددة بامتنان :
لينا و ميان حكولي انك جيت تاني يوم الحادثة ضربته قدام الكل و مسحت بيه الأرض
ردد بصرامة :
ده اللي كان لازم يحصل لعب في عداد عمره لما فكر يأذيكي انتي بالذات
نظرت له مطولاً ثم ضحكت فسألها بتعجب :
بتضحكي على ايه !!
توقفت عن الضحك مرددة :
عليك أموت و أعرف حبيت فيا ايه
ثم تابعت بجملة استمعت لها بمسلسل تليفزيوني :
اقسملك بالله انا شخصية لا تطاق
ضحك مردداً بمرح :
يعني هو في حد غاوي عذاب و مرمطة منه لله بقى قلبي ده اتعمى عشان يختارك انتي من باقي البنات
ضحكت تصدم كفها بكفه فتابع هو بهيام و هو ينظر لداخل عيناها :
حبك على ايه نفسي أعرف ، ده انتي لا عينك زرقة زي البحر تغرق كل اللي يبص فيها
توترت من نظراته و كلماته فتابع هو بهيام و هو يرفع يده يمررها على وجهها برفق :
ولا زي القمر تخلي الواحد يحتار القمر من امتى بقى بيطلع في عز النهار كده ، ولا مجنونة و بتتصرفي زي الأطفال ساعات كتير تخلي اللي يحبك يعيش شعور الابوة أول مرة معاكي
ثم تابع بفخر و عشق كبير :
ولا جدعة ولا سند لو الواحد وقع يبقى واثق انك هتكوني في ضهره
ثم تابع بخفوت و عشق مقترباً بوجهه منها :
تفتكري حبك ليه !!
ابتعدت على الفور مرددة بتوتر شديد :
أنا لازم امشي اتأخ…….
جذبها مرة أخرى من يدها فالتفتت له تبتلع ريقها بصعوبة من شدة التوتر رفع كارم يداه يحاوط بها وجنتيها برقة كادت ان تبتعد لكنه كان كالمغيب مال برأسه يضع قبلة صغيرة أعلى شفتيها !!!!
…….
ما ان دخل من باب المنزل استوقفته والدته قائلة بصرامة :
المرة دي مش هتتهرب مني يا قصي حالا تفهمني ايه اللي حصل ده و ازاي تطلق مراتك !!!
ردد بتهكم و هو يلقي بجسده على الاريكة :
يعني بسلامتها مقالتش ليكي !!
عنفته قائلة بغضب :
اتكلم عن مراتك بأدب
رد عليها الآخر بغضب اشد :
مراتي مراتي ، مراتي اللي بتدافعي عنها دي اتهمت ابنك بالخيانة و فضحته قدام الموظفين بالشركة و قالت عني مش راجل و هي اللي طلبت الطلاق بلسانها كنتي مستنية مني ايه
ردت عليه بصرامة :
كنت مستنية منك تتصرف بعقل مراتك غلطت اه بس كل الستات في المواقف دي الغيرة بتتحكم فيهم
قاطعها قائلاً بحدة :
المفروض تكون واثقة فيا خصوصا ان احنا اتعرضنا لمواقف زي دي و كل مرة كانت بتتصرف بنفس الطريقة دي و ترجع تندم لما تعرف اني بريء قولتلها اسمعيني مسمعتش دي غلطت فيا و قالت كلام ميتقالش
رددت والدته بتهدئة :
يا بني استهدى بالله و هي هتراضيك و تبوس راسك كمان ، ده انتوا بقالكم كام شهر بس متجوزين الناس تقول ايه مش كفاية كلامهم السم زمان ما بالك دلوقتي و الجوازة مفاتش عليها غير كام شهر
ردد بقسوة و غضب :
ميخصنيش صفحة سيلين اتقفلت خلاص و معدتش هتتفتح تاني يا أمي
كاد ان يدخل لغرفته لكنها استوقفته قائلة :
حتى لو عرفت ان سيلين حامل يا قصي !!!
تصنم جسده بمكانه للحظات ثم التفت لها قائلاً بجمود و اقتضاب :
حتى حملها مش هيغير حاجة ، و كلمة زيادة كمان يا أمي بدل ما اردها هطلقها بالتلاتة !!!!!
……
اقتربت ميان من فارس الذي يشاهد التلفاز باهتمام تسأله و هي تريد فتح حديث معه فهو منذ ان عاد من الخارج يتجاهلها :
فارس هو احنا هننزل الشغل امتى !!
سألها باهتمام و هو يغلق التلفاز عندما فتحت ذلك الموضوع الذي كان يريد التحدث معها فيه :
انتي هتكملي تدريب في المستشفى
رددت بتوتر :
انت عندك مانع اني اكمل
نفى برأسه قائلاً :
لا ابدا بس الامتحانات قربت و فكرتك هتقعدي من التدريب و تلتزمي بمحاضراتك عشان تلحقي تعوضي اللي فاتك
سألته بتوتر :
طب ايه رأيك انزل ع الأقل يوم في الأسبوع أصل الصراحة حبيت التدريب في المستشفى اوي
ردد بابتسامة :
اللي بقوله مش أمر يا ميان انا بقترح عليكي و في النهاية انتي اللي تقرري اللي حباه و عاوزاه حتى لو هتتدربي كل يوم انتي حرة
اومأت له فتابع بابتسامة :
لكن لو محتاجة نصيحتي الكلام اللي قولتيه في الآخر ممتاز كفاية يوم في الأسبوع و بعد الامتحانات ابقي اتدربي زي ما انتي عاوزه
اومأت له بنعم فتمسكت بيده قائلة باعتذار :
انا اسفة ، متزعلش مني يا فارس
لم يرد عليها كالمعتاد كلما فتحت ذلك الأمر كاد ان يدخل لغرفته لكنها وقفت امامه :
عشان خاطري خلاص حقك عليا
نظر لها مطولاً ثم قال و هو يدخل لغرفته و يغلق الباب خلفه :
تصبحي على خير
وقفت امامها باب غرفته و التي من المفترض انها غرفتهما لكنها لما تدخلها سوا مرات قليلة تعد على اصابع اليد التفتت حولها باحثة عنه لتجده يقف بالقرب من خزانة الملابس نصفه العلوي عاري
شهقت بقوة و خجل و هي تضع يدها على عيناها مرددة باعتذار :
انا اسفه مكنتش أعرف انك هتغير هدومك و بعدين انت لحقت ده انت لسه داخل قدامي دلوقتي
ردد بسخرية :
لو كنتي قولتي انك داخلة ورايا كنت استنيت
ردت عليه بحرج :
طب يلا البس حاجة مش هكلمك و انا واقفة كده
– فتحي عينك
ازاحت يدها عن عيناها ببطىء و حرج سرعان ما اعادتها مرة أخرى مرددة بغيظ :
انت لسه زي ما انت !!!
اقترب منها حتى اصبح يقف امامها مباشرة ثم رفع يده يبعد يدها من على اعينها مردداً برفق :
ملبستش لأن المفروض ان حضرتك مراتي و انا ابقى جوزك يعني مفيش داعي تغمضي عينك
اشاحت بوجهها بعيداً مرددة بخجل و توتر :
ميصحش بردو ألبس حاجة
ابتسم بهدوء ثم انحنى بوجهه يريد تقبيل وجنتيها لكنها ابتعدت سريعاً عنه تخرج من الغرفة بخطوات شبه راكضة !!!
………
في صباح اليوم التالي استيقظت مفزوعة عندما شعرت بيد أحدهم تربت على كتفها بسرعة رددت بزهول و هي ترى فارس يقف امامها جزعه العلوي عاري :
في ايه يا فارس ، انت بتعمل ايه هنا و ازاي……..
قاطعها قائلاً بسرعة :
قومي بسرعة اهلي و اهلك على وصول
سألته بصدمة و النعاس يغلب عليه :
ليه حصل ايه
رد عليها بسرعة و هو يلملم اغراضها التي بالغرفة ينقلها لغرفته :
هو ده وقته يا ميان قومي انقلي الحاجة بسرعة معايا للاوضة التانية
اومأت له سريعاً و هي تحاول طرد النعاس بعيداً عنها كان كلاهما يركضان من هنا إلى هنا بسرعة و اعادوا كل شيء لمكانه
جلست ميان على الاريكة تلتقط انفاسها بصعوبة و كذلك هو فسألته بلهاث :
هما جاين ليه !!!
ردد و هو يرتشف من زجاجة المياه التي امامه :
معرفش صحيت على مكالمتهم لقيتهم بيقولولي ساعة و شوية هنكون عندكم نتغدا سوا و نقضي اليوم مع بعض و يطمنوا عليكي انتي ناسية ان قولنا ليهم امبارح على ايدك اللي اتخيطت !!
أخذت زجاجة المياه منها ترتشف منها قائلة :
طب خلصنا بسرعة كويس يدوب نجهز نفسنا !!!
انتظرت منه اجابه لكنه لا يجيب أبعدت الزجاجة عن شفتيها تنظر له متعجبة من صمته لتجده بعالم آخر الوقح ينظر لجسدها نظرت تلقائياً هي الأخرى لتشهق بصدمة و خجل من تعجلهم لم تنتبه انها ترتدي منامة سوداء قصيرة تكشف الكثير من جسدها
ركضت على الفور نحو غرفته تغلق الباب من خلفها فضحك هو بقوة مردداً بصوت عالي و مرح و هو يلحق بها يطرق باب الغرفة :
ليه قطع الارزاق ده طيب هو لا ده و لا ده !!!
فهمت مغزاه الوقح لم تكن تتخيل انه هكذا عنفته قائلة بحدة :
بطل قلة ادب يا قليل الأدب
ضحك قائلاً بمرح :
طب افتحي الباب
– لأ
رد عليها بمكر :
طب هقابلهم ازاي طيب يعني هو انتي لوحدك اللي قالعة ما انا كمان عايز استر نفسي بحاجة
نفت برأسها قائلة :
قابلهم كده عشان تحرم تبقى قليل الأدب تاني !!
استند على الباب قائلاً بمكر :
والله لو عليا انا معنديش مانع انا عامل عليكي انتي لو شافوني كده هيقولوا قاعد كده ليه و كان بيعمل ايه مع انهم ميعرفوش اللي فيها !!
جزت على اسنانها قائلة بغيظ :
فارس بس انا اصلا غلطانة اني بحاول اصالحك انت طلعت قليل الأدب اوي
ضحك بقوة فتمتمت هي بضيق :
هجهز انا و بعدين انت ادخل
بالفعل مر وقت قصير جداً و كانت تفتح الباب له فتأملها مطولاً بفستانها الزهري الطويل الذي غطى جسدها بأكمله ابتسم بزاوية شفتيه و هو يراقبها تقف أمام المرآه تصفف خصلات شعرها و تحاول جاهدة اغلاق سحاب فستانها من الخلف للأخر لأنها تستخدم يد واحدة
ظنت انه دخل للمرحاض و ما ان رأته يقف مكانه يطالعها من الخلف بابتسامة مشاكسة اعادت خصلات شعرها للخلف تغطي ظهرها به ترمقه بنظرات حادة
اقترب منها ثم باغتها بفعلته كان يبعد خصلات شعرها يضعها برفق على كتفها ثم برفق كان يسحب السحاب لأعلى متعمداً لمس بشرة ظهرها !!
ما ان انتهى اعاد خصلات شعرها مكانها يشتم عبيرها حيث تفوح منه رائحة الياسمين ابتعدت قليلاً عنه مرددة بحرج :
شكرا ، ادخل أجهز بقى زمانهم على وصول !!!
نظر لها مطولاً ثم اومأ لها بصمت و دخل للمرحاض ما ان أغلق الباب تنهد بعمق يعلم الله وحده كم يجاهد ليستطيع ضبط نفسه عنها
كل ما بها جميل عيناها فتنة من نوع خاص أما شفتيها حكاية اخرى يطوق لقرائتها بشفاهه !!
لم يسبق له ان رغب بفتاة هكذا حتى زوجته السابقة كان الأمر بالنسبة له عادياً لكن معها الأمر مختلف لا يرغب بلمسها فقط بل يرغب أيضاً بامتلاك قلبها و عقلها مثلما فعلت هي معه !!!!
بعد قليل كان الاثنان يستقبلان الجميع بابتسامة جميلة عانقت والدة فارس ميان مرددة بسعادة و هي تقبل وجنتها :
يا روحي عليكي زي القمر
ضحكت ميان بخفوت فحاوط فارس كتف والدته مردداً بمرح :
ايه يا أمي كل ما تشوفيها تفضلي تبوسي فيها و تقولي زي القمر هتتفهمي غلط كده
ضحك الجميع فوكزته والدته بذراعه قائلة بغيظ :
بس يا واد يا قليل الأدب انت
ردد بضجر و غيظ :
هي ايه حكاية قليل الأدب اللي عمالة تتقالي انهاردة دي ، هو انا فيه في ادبي
جلس الجميع و كانت ميان تجلس على الاريكة بين فارس و والدته التي رددت بتهكم :
هو مفيش أدب أصلاً يا حبيبي
ضحك الجميع فسألتها ميان بابتسامة :
هو فراس مش معاكم ليه !!
ردد والد فارس بابتسامة :
عنده مدرسة احنا سيبناه مع الدادة بتاعته مضطرين قولنا نطمن عليكم و نرجع علطول
اومأت ميان برأسها بينما والديها كانوا يتابعون ابتسامتها المرسومة على وجهها بسعادة لم تكن ابتسامتها مزيفة بل كانت نابعة من القلب و صادقة
قبلت والدة فارس ميان عدة مرات فردد فارس بصوت خفيض مغتاظ وصل لميان :
يا بختك يا ست الكل !!
لم لتستطيع الصمت فانفجرت ضاحكة غصباً عنها و بعدها فارس سألتها والدتها بابتسامة :
ضحكونا معاكم طيب في ايه !!
نفت ميان برأسها فردد فارس بمرح :
مفيش يا ست الكل
توقفت ميان قائلة :
هقوم أعمل حاجة نشربها
لحق بها فارس بعد دقيقتين فمال عليها مردداً بغزل يراها تضع السكر بالأكواب :
سكر بيحط سكر يا ناس
ابتسمت بزاوية شفتيها كل يوم وساعة تكتشف طبع جديد به مرح جداً ، يستطيع ان يسرق منك ابتسامة او ضحكة من القلب !!!
سألته دون الالتفات له :
انت جاي ورايا ليه
استند بمرفقه على الثلاجة مردداً بتفكير و هو يعبث بهاتفه للحظات :
عشان نشوف هنطلب ايه من بره للغدا
سألها و خو يضع الهاتف بيدها على قائمة الطعام :
اختاري مامتك و باباكي بيحبوا ايه
اختارت بعض الأصناف و فعل هو المثل لوالديه قائلاً بمشاكسة و هو يغمزها بعيناه و هو يأخذ صينية المشروبات منها :
ده احنا انهاردة هيجيلنا السكر بسببك يا سكر
ضحكت بخفوت تلكزه بيده برفق قائلة :
بس يا فارس انت مالك انهاردة !!
ردد برفعة حاجب و هو يخرج برفقتها من المطبخ :
يعني لو سكتنا مش عاجب و لو اتكلمنا مش عاجب ، اثبت على رأي بقى يا سكر الحق عليا يعني انك مهونتيش عليا و صالحتك
رددت بضحك :
لأ أرجع خاصمني تاني انا راضية يا سيدي
اقتربوا من الجميع الذين يراقبون همساتهم بسعادة خاصة والدي ميان بعد قليل جاء الطعام سألتها والدة فارس و خو يجلسون على طاولة الطعام :
انتي ما بتعرفيش تطبخي يا ميان
نظرت ميان لها بتوجس و لفارس الذي يتابع بصمت فنفت برأسها قائلة بحرج :
يعني مش اوي
صفقت والدته بيدها قائلة لزوجها :
شوفت من تريقتك عليا زمان اهو ربنا رزق ابنك بزوجة مش بتعرف تطبخ مش انا لوحدي اهو
ردد زوجها بسخرية :
حبيبتي هي بتقولك يعني معني كده أنها بتعرف شوية انما انتي لحد انهاردة كل معلوماتك عن الطبخ تعملي بيضة
ضحكت ميان بخفوت قائلة بمرح :
انجاز بردو يا عمي
ضحك ضارباً كفه بكفها فرددت الأخرى بغيظ :
كده يا ميان و انا اللي قولت انك هتكوني في صفي بتتريقي عليا معاه
ضحك فارس مقبلاً يد والدته قائلاً :
شوفتي اللي عمالة تحبي فيها من شوية باعتك و راحت لصف جوزك عشان تعرفي ان ملكيش غير ابنك حبيبك تحبي فيه
ابعدته قائلة بمرح :
حبك برص
ضحكت ميان بقوة قائلة :
يلهوي على كسفتك يا حازم
دفع فارس ميان برفق قائلاً لوالدها بمرح :
خد بنتك و انت مروح يا عمي
دفعها رأفت هو الآخر قائلاً بمرح :
لأ كفاية عليا انا كده خليها عندك
نظرت ميان لوالدها قائلة بغيظ :
كده يا بابا شكراً اوي
ردد والد فارس بابتسامة حنونة :
خلاص لا انت و لا هو احنا ناخدها معانا و احنا ماشين تنورنا
ضحك الجميع و تناولوا الطعام في جو اسري اكثر من رائع تناست فيه ميان ما حدث و عاشت تلك اللحظات و جمالها
كان فارس يطعمها لأن يدها اليمين اصيبت بها كان تتناول منه بحرج و خجل شديد من نظرات الجميع التي لم يهتم هو بها من الاساس كان كم وجد فرصة ليقترب منها كان يتلمس شفيتيها بيده عمداً و كلما نظرت له بحدة غمزها بعيناه في الخفاء مشاكساً
كانت تتناول الطعام منه و هي تفكر فارس تغير كثيراً عن الأمس حقاً لا تعرف ما به صمتت للحظات ربما لم يتغير هو هكذا بالفعل و هي التي لم تعطي لنفسها فرصة بالتعرف على طباعه بسبب عزلتها معظم الوقت بغرفتها !!!
…….
قامت فريدة بعزيمة لينا على الغداء بمنزلها و كذلك دعت سفيان لم تتوقف لينا عن النظر له باحتقار لولا ترجي عمار لها ان تأتي لما سألت في الاثنان !!
بالطبع لم تخبر ميان بقدومها حتى لا تحزن تعالى رنين هاتفها فكانت المتصلة ميان اجابت عليها فجاءها صوت الأخرى قائلة :
كويس انك رديتي عليا علطول همس معاكي
ردت عليها لينا و هي تنظر لسفيان بتشفي :
لا يا ميان مشوفتش همس انهاردة
جزت فريدة على اسنانها بغضب بينما سفيان صب كامل تركيزه معها
رددت ميان بقلق :
بكلمها تليفونها مقفول كنت هقولك هاتيها و تعالي نقعد مع بعض سوا انهاردة الكل هنا !!
ردت لينا بتوتر :
مرة تانية بقى ان شاء الله انا مع عمار
ثم تابعت بمكر :
هقفل بقى دلوقتي و هبقى اكلمك بعدين سلميلي على فارس !!!
قبض سفيان بيده على الشوكة حتى ثنيت قليلاً فرددت فريدة بغضب :
انت تقطعي علاقتك باللي اسمها ميان دي بما انك هتكوني واحدة من عيلة العزايزي
ردت عليها لينا بهدوء :
انا هبقى مرات عمار العزايزي هو بس اللي الكلام ده ، طالما هو مش معترض بيبقى مفيش حد من حقه يقولي اعمل ايه و معملش ايه و قبل ده كله ميان اختي مش من حق اي حد مهما كان يقولي اقطع علاقتي بيها
عمار بصرامة :
لينا كفاية لحد كده
صمتت مجبرة فتابع سفيان بجدية و نيران الغيرة تحرقه من الداخل و الندم ينهش قلبه :
لينا معاها حق ، مشكلتك مع ميان يا فريدة تخصك انتي لكن مش من حقك تفرضي على حد يقاطعها بسبب كده !!!
نظرت له فريدة بغضب فتنهد عمار قائلاً :
لينا اتأخرت و لازم تمشي هوصلها و ارجعلكم !!
اومأ الاثنان له فجذبها و غادر و ما ان وصل الاثنان للأسفل عاتبها بضيق :
لزمته ايه اللي حصل فوق ده يا لينا
سألته بمراوغة :
هو ايه اللي حصل !!
رد عليها بغضب :
مكنش فيه اي داعي للشو اللي عملتيه قدام الكل عشان تغيظي سفيان
ردت عليه بصراحة :
لأ كان فيه داعي أنا متغاظة منه و مقهورة على ميان أنا كنت بشوف ميان و اقعد معاها اكتر منك انت عارف ان في اول جوازه كان بيعمل كده كتير فيها كنا نبقى قاعدين معاها انا و همس نلاقي رسايل من رقم غريب مبعوته ليها كأن اللي بعتها قصده يقهرها لما كشفنا ع الرقم عرفنا انه ليه
تنهدت ثم تابعت بغضب :
الموقف اللي عملته فيه مش حاجة جنب اللي عمله فيها أنا كنت بحاول ارد جزء من حق اختي و اقهره زي ما قهرها يا عمار و ما تلومنيش أنا عارفة انه اخوك الكبير بس ميان كمان اختي غضب عني بتطلع مني التصرفات دي !!
جذبها لأحضانه يلوم بداخله شقيقه الذي وضعه بتلك الدوامة و الحيرة لا يستطيع ان يقف معه امام الجميع و لا يستطيع ان يدافع !!!!
…….
رددت امل ابنة عمة سيلين بمكر :
عفارم عليكي يا بت مكنتش متخيلة انك هتنجحي في اللي قولتلك عليه بالسرعة دي
ردت عليها بسخرية :
من امتى نانسي بتهزر في الشغل طالما قبضت بشتغل بضمير
ثم تابعت ببرود :
بس للامانة اللي حصل كان صدفة انا شوفتها جاية من بعيد روحت رميت نفسي عليه و طبعت روج على قميصه و شوية حركات بقى ولعت بيهم الدنيا
ثم دفعت الأخرى بكتفها قائلة :
مع الرسايل اللي كنت ببعتها ليها من أيام ، انا أصلاً كنت فقدت الأمل من موضوع الرسايل ده بس قولت ع الأقل تزرع الشك جواها
مضغت نانسي العلكة بطريقة تجعلك تشمئز منها قائلة بنبرة ذات مغزى :
لولا الصور اللي مسكتها ع المدير ده مكنتيش هتعرفي تدخليني من باب الشركة
رددت الأخرى بملل :
جيبي من الآخر و قولي انك عاوزة فلوس زيادة
ردت عليها بابتسامة صفراء :
كلك نظر يا امولة
اعطتها مبلغ مالي كبير قائلة :
امسكي تستاهليهم يا بت ده طلقها و رماها في الشارع ده انا ناقص ازغرد من فرحتي
رددت نانسي بمكر :
دلوقتي بقى دورك الواد يا قلب امه هيبقى محتاج اللي تطبطب و تدلع
سخرت الأخرى منها قائلة :
مش قصي اللي يفكر كده ، بس انا عارفة هجيبه ازاي وحياتك في ظرف أسبوعين و يمكن أقل هكون مراته !!!!
ضحكت الأخرى بمكر قائلة :
قادرة و تعمليها ياختي !!!!
……..
في المساء كان فارس يجلس ارضاً و بجانبه ميان مع والدته و والدتها يلعبون لعبة الورق بينما والد ميان و والد فارس يلعبون بعيداً عنهم الشطرنج و هم يتسامرون
ردد فارس بمكر :
الدور ده هنلعب الشايب واللي هيخسر هنحكم عليه
رددت والدته بمرح :
هنحكم عليك انت ان شاء الله
ردد فارس بفخر :
الامهات كلها تفرح لمكسب ولادها إلى أمي العكس شايفة الحنان
ضحكت ميان و بدأت بتوزيع الاوراق للعب مرت دقائق قصيرة و كانت ميان تسحب ثلاث ورقات ليعلم كل منهم كم حكم سيحكم عليها
كان من نصيب فارس ورقة بثمانية فردد بمكر :
حلاوتك يا سكر !!
القت والدته و والدتها الورق قائلين بلا مبالاه :
مسامحين
ردد فارس بمكر و مرح :
سامحوا انتوا براحتكم لكن انا لأ مش بسامح !!
زفرت ميان قائلة بغيظ :
احكم و خلصنا
سألها بمكر و الاثنتان يراقبان ما سيقول بفضول :
الورقة اللي في ايدك بكام
ردت عليه بعدم فهم :
تمانية !!
أشار لوجنته مردداً بمكر :
تمن بوسات انقليهم هنا
ضحكت والدة ميان بخجل بينما والدته لكزته بذراعه قائلة بضحك :
اتأدب يا ولد عيب
ردد بمكر و هو ينظر لميان التي تناظره بحدة :
عيب ايه يا ست الكل دي مراتي ده حتى الورقة عليها رقم زوجي كأنها بترد تقول ده زوجي
ضحكت الاثنتان بينما ميان رددت بحدة :
مستحيل أعمل كده !!
ردد برفعة حاجب :
لأ متفقناش على لعب العيال ده اللي خسر يتحكم عليه و ينفذ من سكات
رددت والدته بضحك :
اعملي اللي بيقولك عليه يا بنتي مجنون و مش هيكست بعدين ده جوزك مش غريب يعني !!
ردد فارس بمكر :
قوليلها والله يا ماما اصلها بتنسى كتير
نظرت له بحدة و غيظ فشجعتها والدتها بمكر :
يلا يا بنتي خلصينا عايزين نبدأ دور جديد
اقتربت منه و الآخر يجلس متأهباً قبلته مرة واحدة على وجنته برقة ثم ابتعدت قائلة بخحل شديد :
هو….بس كده
ضحكت الاثنتان على خجلها خاصة عندما توقفت قائلة بتوتر :
انا هروح اجيب حاجة نشربها !!!
توقف قائلاً هو الآخر بابتسامة ليلحق بها :
هروح اساعدها نسيت انه ايديها مجروحة !!!
تبادلت الاثنتان النظرات بمكر و هم يروا كيف لحق بها ما ان دخل للمطبخ تفاجأ بها تقابله بالسكين قائلة بشراسة لم تخفي خجلها الشديد :
تاني مرة اياك تعمل كده و خصوصا قدام حد بتستغل الفرص حضرتك
اقترب منها حتى اصطدمت بالثلاجة خلفها مردداً بمكر و هو يحاوط بيديه حتى لا تهرب :
مكنتش أعرف انك بخيلة كده كل ده عشان بوسة ، بسيطة يا ستي ارجعهالك
ثم مال ببطيء طابعاً قبلة رقيقة على وجنتيها قبل ان تدفعه او تصدر عنها ردة فعل جاء صوت والدتها من خلفهما و برفقتها والدتها :
احم احم ، ليك اوضة يا بجح احترم ان احنا لسه موجودين !!!
ردد بخفوت لم يسمعه احد :
وجودكم عز الطلب
خرجت ميان قائلة و هي تشير للنافذة الزجاجية :
الدنيا بتمطر بره
ردد والد فارس بضيق :
ياه ع الحظ هنروح كده ازاي !!
ردد رأفت بضيق مماثل :
عندك حق المطر شديد اوي هيبقى صعب ننزل دلوقتي
ردد فارس سريعاً :
خلاص ناموا هنا انهاردة الاوض فاضية اهي
ردد والده بجدية :
للأسف مفيش حل غير كده
ردد فارس بهدوء و هو يشير للغرف :
طب الاوض اهي اتفضلوا هنجيب هدوم حالا ليكم !!
دخلت ميان و خو خلفها تشعر بالتوتر الشديد جذبت ملابس لوالدتها و والدته و مناشف و كذلك فعل هو بعد وقت قصير كان الجميع بغرفهم عدا فارس الذي كان يحضر الماء
ما ان دخل من باب الغرفة بحث عنها لم يجدها توجه للشرفة ليجدها تقف تضع يدها تحت المطر كالأطفال الصغار تلهو به
اقترب منها كالمغيب يضع يده على خصرها و الأخرى يمسك بيدها التي تحت المطر شهقت بفزع فطمئنها قائلاً بصوت دافيء حنون :
ده أنا متخافيش
ابتعدت عنه سريعاً قائلة بتوتر :
انا هدخل أغير هدومي قب……..
شهقت بتفاجأ عندما جذبها من يدها لتصطدم بصدره محاوطاً اياها من خصرها مردداً بصوت هائم مسحور بجمالها و حبها :
في جمالك مشوفتش ، وانا امتى أصلاً قبلك كنت بشوف !!
قال ما قال ثم رفع يده يضعها على وجنتيها يلمس شفتيها برقة و الأخرى تقف مكانها تأخذ انفاسها بصعوبة تريد مشتته مال برأسه حتى يقبلها و ما ان لمست شفتيه خاصتها جاءت صورة سفيان امامها فبدأت تدفعه بعيداً عنها حتى ابتعد مرددة بصوت حاد غاضب :
متلمسنيش !!!
…….
قال ما قال ثم رفع يده يضعها على وجنتيها يلمس شفتيها برقة و الأخرى تقف مكانها تأخذ انفاسها بصعوبة تريد مشتته مال برأسه حتى يقبلها و ما ان لمست شفتيه خاصتها جاءت صورة سفيان امامها فبدأت تدفعه بعيداً عنها حتى ابتعد مرددة بصوت حاد غاضب :
متلمسنيش !!!
غضبها و نفورها الواضح مثل وضوح الشمس كان اهانه كبيرة لكرامته و رجولته
كور قبضة يده بغضب كبير و عيناه تقدح شرار بينما هي كانت تقف تضع يدها على شفتيها تسمحها بعنف صدرها يعلو و يهبط بانفعال
دخل للداخل و بطريقه دفع طاولة خشبية بأحد الاركان فسقطت محدثة صوتاً مزعجاً انتفضت هي على اثره ثم جلست ارضاً تضم قدميها لصدرها و جسدها بأكمله ينتفض !!
مرت دقائق قصيرة حتى هدأت و استوعبت الخطأ الفادح التي ارتكبته هل سيصدقها ان قالت انها تذكرت سفيان لكن بتلك الليلة فقط !!
تلك الليلة التي للآن تسبب لها كابوس مزعج كل ليلة لا ينتهي ابداً !!
دخلت للغرفة بنفس اللحظة التي خرج منها فارس من المرحاض لكنه لم يعطيها نظره واحدة التقط وسادة و غطاء القاهم ارضاً بأهمال ثم اولاها ظهره
حاولت عدة مرات الاقتراب منه و الحديث لكنها لا تملك الجرءة هو غاضب و محق بغضبه لكن هي ايضاً ليس لها ذنب ما حدث رغماً عنها !!
……
كان عاصم يجلس بالأسفل برفقة هبة قائلاً :
كارم حكالي اللي عملته فيه قدام الجامعة كلها و الفيديو انتشر في كل حتة ده حتى قدم استقالته و غار في داهية من الجامعة خالص
رددت هبة بارتياح :
الحمد لله اهو بعد عنها والله كل ما كانت بتروح الجامعة كنت بفضل شايلة الهم و قلبي يوجعني عليها من اللي بتحسه كل مرة تشوفه فيها
ثم تابعت بابتسامة واسعة :
أنا اصلا حساها ابتدت تتخطى اللي حصل شوية شوية بشوف انها بترجع لطبيعتها
ثم اختفت ابتسامتها متابعة بحزن :
بس برجع و اشك و أقول يمكن تكون بتعمل كده عشان تعبي آخر مرة
ردد عاصم بغموض :
تؤ بنتك مبسوطة بجد يا هبة كارم بيحكيلي قد ايه كانت طايرة من الفرح لما خدت حقها منه و فوقه كمان بنتك مكنتش بتحب اصلاً
سألته بدهشة :
انت معين كارم مخبر ينقلك كل اخبار بنتك و لا ايه يا عاصم !!
ضحك بخفوت قائلاً :
اكيد لأ بس عشان عارف انه قريب من بنتك خصوصاً الفترة دي بطمن عليها منه بسأله و هو بيجاوب صحيح مش بيقول كل حاجة بس اللي عرفته منه كفاية عشان اطمن و اعرف ايه اللي هيجد بعد كده !!
بينما بالأعلى كانت همس تجلس على الفراش تقضم اظافر يدها بخجل شديد و غضب كلما تذكرت ما فعل كارم الوقح كيف يقبلها تذكرت كيف دفعته و كادت ان تصفعه لكنه تمسك بيدها
……
في صباح اليوم التالي
كانت همس تجلس بالمنزل وحدها بعدما ذهب والدها للعمل و ذهبت والدتها لتبتاع بعض الأغراض من السوبر ماركت تعالى رنين جرس المنزل ذهبت لتفتح الباب لتتفاجأ امامها بأخر شخص تتوقع رؤيته رددت بصدمة ممزوجة بحدة :
انتي !!!
اومأت لها قائلة بصوت مختنق من الدموع :
ممكن ادخل ، محتاجة اتكلم معاكي ضروري
رددت همس بحدة و احتقار :
مفيش بيني و بينك اي كلام ممكن يتقال
رددت بسمة بانكسار :
انا مأذتكيش في حاجة ليه بتعامليني كده
رددت همس بتهكم :
بجد والله مأذتكيش في حاجة ، انتي زيك زيه كنتي عارفة انه هيوقف الجوزاة و هيعمل فيا كده في موقف زي ده و فضلتي ساكتة ممنعتيش ليه اللي هيحصل مقولتيش لأ ليه و اعترضتي بس الموضوع كان جاي على هواكي
رددت بسمة بانكسار :
يزن بيحبك على فكره
ردت عليها بشراسة و نفور :
حبك برص انتي و هو ، اومال لو بيكرهني كان عمل فيا ايه
بسمة ببكاء شديد و انكسار :
اسمعيني للآخر لو سمحتي
رددت همس بغضب :
أنا لا عايزة اسمعك و لا اسمعه و لا اسمع حاجة عنكم من اصله و تاني مرة متفكريش تطلعي في طريقي و الا هندمك ع اللحظة اللي فكرتي في كده
انتي فاهمة
قالت الأخيرة بصراخ حاد بنفس اللحظة كان يأتي صوت والدها من الخلف برفقة كارم و علامات التعجب مرتسمة على وجوههما :
ايه اللي بيحصل هنا !!
ما ان دخل للمنزل برفقة كارم بعدما افسحت لهما بسمة الطريق ردد بحدة :
مش انتي اللي كنتي معاه !!
اومأت همس برأسها قائلة بغضب و تهكم :
هي يا بابا و بكل بجاحة جاية لحد هنا عايزة تتكلم معايا و بتقولي بيحبك انتي
ضرب عاصم الباب بيده بغضب قائلاً بصرامة :
كارم خد همس و ادخل دلوقتي و سيبني معاها
فعل كارم ما طلب منه بينما عاصم ردد بتحذير لبسمة التي ترتجف من الخوف :
اسمعي الكلمتين دول كويس و احفظيهم عشان توصليهم ليه كمان يحفظهم ، قسماً بربي لو لمحت ضلك انتي او هو جنب بنتي ما هرحم حد فيكم ، بنتي خط أحمر و اللي حصل ليها مش هيعدي بالساهل ابداً و قوليله يستنى مني قريب درس لو كان ابوه عمله زمان فيه كان زمانه طلع راجل بدل ما طالع عيل لا بيصون كلمة و لا عهد
ثم تابع بصراخ و غضب :
دلوقتي بقى غوري من وشي و اخر مرة المحك فيها
غادرت بسمة على الفور بخوف بينما بالداخل كان همس تحرك قدمها بغضب و كارم يقف بجانبها اراد ان يمازحها قليلاً ليخفف من غضبها لكن دخل عاصم بتلك اللحظة قائلاً بصوت حاد لكارم :
تعالى معايا ع المكتب يا كارم ، همس اعملي لينا قهوة و هاتيها
اومأت له و لحق به كارم الذي انتظر ليدخل عاصم المكتب فجذب همس من معصمها مردداً بمشاكسة :
اعملي القهوة حلوة زيك و مظبوطة بدل ما المرة دي هنشن في النص مش فوق
قال الأخيرة بوقاحة و هو ينظر لشفتيها جزت على اسنانها بغضب ثم دعست قدمه بقدمها بقوة قائلة بوقاحة مماثلة و كلمات ذات مغزى :
طب اعملها كده و انا اخليك تتحسر على مستقبلك
رفع حاجبه لأعلى من مغزى كلماتها الوقح فجذبها من يدها يقربها منه قائلاً بمكر :
ما هو مستقبلك انتي كمان يا روحي ، أصل الصراحة أنا مش ناوي اسيبك
ثم رفع ذقنها مرة واحدة قائلاً بتصميم و عشق :
وراكي وراكي لحد ما اخلي ده يبقى بتاعي
قالها و هو يضع يده على موضع قلبها توترت من نظراته و قبل ان تبدي ردة فعل كان صوت عاصم الحاد يأتي من الداخل:
كارم انت نمت عندك و لا ايه !!
دفعته بعيداً عنها و ركضت للمطبخ تضع يدها على قلبها الذي تعالت دقاته بصخب ، تنهدت ثم بدأت تصنع القهوة سرعان ما طرأ على عقلها فكرة خبيثة بدأت بالبحث عن أحد العلب ما ان وجدتها ابتسمت بمكر و أخذت تصفق بيدها بحماس !!
…….
دخلت بالقهوة لهما بالمكتب اخذها منها كارم و هي يبتسم بطرف شفتيه مشاكساً اياها بنظراته ابتسمت بتشفي عندما ارتشف من فنجانه ليتحول وجهه للون الأحمر مبتلعاً ما بفمه بصعوبة المجنونة قد وضعت بفنجانه على الأغلب ملح بدلاً من السكر
تناقش مع عاصم ببعض امور العمل لكن استوقفه عاصم قبل ان يغادر غرفة مكتبه قائلاً بغموض :
كارم مش عايز اي غلطة مفهوم !!
ردد كارم بابتسامة تنم عن كل شر :
هيحصل زي ما انت عاوز يا سيادة اللوا !!
اومأ له عاصم و سمح له بالذهاب بحث يميناً و يساراً عن همس ليجدها تقف بأحد الزوايا تخرج له لسانها بتشفي ركض بخفة نحوها يجذبها لأسفل الدرج حيث تلك المنطقة المعزولة عن نظر الجميع
مردداً بتوعد :
انتي قد اللي عملتيه ده
ردت عليه بتحدي :
لو مكنتش قده مكنتش عملته و هعمل اكتر لو فكرت تاني تقرب مني و تلمسني زي ما عملت المرة اللي فاتت يا قليل الادب
قبض بيده على خصرها مقرباً اياها منه مردداً و هو ينظر لداخل عيناها بثقة :
انا كمان قد اللي عملته و لو مكنتش قده مكنتش عملته يا همس
ثم تابع بمكر و هو يضع يده اسفل ذقنها لتنظر له :
لو عاوزاني ابعد ساعتها ليه سبتيني اقرب من الأول
توترت من نظراته و مما قال فردد بهمس بجانب اذنها بينما يمسك بيدها يضعها على قلبها :
افتحي ده ليا و بطلي تشوفيني على اني زي اخوكي ساعتها متأكد انك هتحبيني يا همس زي ما بحبك !!
تاهت بين كلماته و نظراته المليئة بالحب ليتوه هو الآخر مردداً بتنهيدة عشق و هو يدنو منها مقبلاً عيناها برقة :
تاهت عيوني في بحر عيونك و اختار قلبي ان يغوص بها فيغرق ⁦♡⁩
……
ودع الاثنان الجميع بابتسامة متكلفة لم تصل لعيناهم و ما ان غادروا اقتربت منه قائلة بحرج :
فارس ممكن نتكلم مع بعض شوية
لم يرد عليها و دخل لغرفته فلحقت به قائلة :
فارس انا بكلمك ، طريقتك دي م……
كور قبضة يده ثم التفت لها قائلاً بغضب كبير و نيران تكاد تخرج من عيناه :
أشتري نفسك و خليكي بعيدة عني لحد ما اهدى و إلا كلامي هيضايقك و يوجعك بجد !!
قال ما قال ثم غادر المنزل صافعاً الباب خلفه بغضب كبير ليجد قدمه تأخذه لابن عمه و صديقه الوحيد ليسأله الآخر بقلق بعدما جلس معه و طال صمته :
مالك فيك ايه !!
لم يجيب الآخر و كان يحرك قدميه بغضب كبير فسأله كارم بقلق :
يا بني قولي مالك حصل ايه و ليه نزلت و سيبت ميان لوحدها مش المفؤوض انك في شهر عسل
زفر فارس بضيق ثم وضع رأسه بين يديه ليسأله كارم بتوجس :
فارس حصل ايه بجد انا بدأت اقلق اوي
قص عليه ما حدث و الغضب يتصاعد بداخله اكثر ليأتيه رد كارم الصادم :
اللي حصل طبيعي جداً
صرخ عليه بحدة :
كارم متعصبنيش
تنهد كارم قائلاً :
انت متعصب ليه دلوقتي ، انت اتجوزتها و انت عارف انها مش بتحبك و خارجة من تجربة زي الزفت متوقع منها العكس ليه و مستني منها تتقبل قربك
رد عليه بغضب :
طلبي للجواز منها في الأول ، كان غرضي منه انها تكون زوجة مش اتجوزها و تقعد في اوضة لوحدها
رد عليه كارم بصرامة :
طالما من أول يوم قبلت و سكت يبقى تسكت علطول لحد ما هي اللي تكون مستعدة
ثم تابع بمكر :
بعدين بقولك ايه ، انت كل مضايقك و مخليك تخبط في الكلام انك فاكر انها رفضت تلمسها عشان لسه بتحب سفيان
صرخ عليه بغضب و غيرة كبيرة :
متنطقش سيرته قدامي يا كارم ، متعصبنيش اكتر !!
تنهد كارم قائلاً :
على فكره هي بعدت عنك بسببه اه
– كارم !!
رد عليه كارم بتهدئة :
اسمعني للآخر ، انت ليه خدت رفضها ليك عشان لسه بتحبه و مخدتهاش عشان اللي عمله فيها ، جاتلك المستشفى و متبهدلة ع الآخر و متعرضة لاغت….صاب منه اكيد تجربة زي دي تخليها تخاف من اي جنس راجل يقرب منها
كور فارس قبضة يده بغضب و غل من سفيان فتابع كارم بعتاب :
فارس انت غلطت من الأول لما اتجوزتها و انت عارف من جواك انها غرضها تنتقم منه و ترد كرامتها
ثم تابع بتوضيح :
بس على فكرة هي كمان غلطت ، جوازتكم انتوا الاتنين كانت غلط من الأول في الوقت ده و في الظروف دي
صمت فارس للحظات ثم تنهد بحزن قائلاً بألم :
انا بحبها اوي يا كارم !!
ثم تابع بحزن كبير :
والله ما عارف ليه و امتى ، كل اللي اعرفه اني بنجذب ليه يوم بعد التاني و من غير ما حس لقيت نفسي بحبها
عبث بيده بخصلات شعره مردداً باعتراف يخرج منه لأول مرة :
انا اتجوزتها في الظروف دي عشان خوفت تحن و ترجعله تاني ساعتها انا هعمل ايه ، نار بتقيد في قلبي لمجرد بس ما اتخيل انها مش عايزاني اقرب منها لأنها لسه بتحبه
ثم تابع بسخرية مريرة :
انت اكتر واحد عارف اني مكنتش حابب اتجوز انجي زمان لأني كنت رافض الجواز اللي زي كده ، كنت عايز اتجوز اللي بحبها و يوم ما القيها و أحبها ليه اتوجع كده
تنهد متابعاً بحيرة و كارم ينظر لها حزيناً هو أكثر من يعلم كيف يكون مؤلم ان تحب من لا تريدك :
بقيت بقرب منها و بقينا بنقعد كتير مع بعض و نتكلم عكس الأول و ضمنت انها بقت بتاعتي و على اسمي بس بردو على الرغم من انها قريبة بحس انها بعيدة عني اوي
نظر له قائلاً بألم كبير :
ابوها قبل الفرح بيوم حكالي كل اللي حصل معاها و اللي سمعته منه يخليني اعرف ان مهما عملت عمري ما أوصل لنص الحب اللي في قلبها لسفيان ، ده حتى في نومها بتنطق اسمه
ربت كارم على قدمه بمواساة فتابع الآخر بحزن :
حاسس اني في دوامة بحبها بس مش عارف أبدأ بأيه و أعمل ايه ، عايزها ليا يا كارم قلبها و عقلها يبقوا ليا مش ليه ، صعب اتحمل ان مراتي و اللي بحبها تبقى معايا و تفكيرها في غيري
كاد ان يرد كارم لكنه سبقه قائلاً بوجع :
متقوليش انت اللي قبلت ، اه انا قبلت بس كنت أعمل ايه لو رجعت ليه والله ما كنت هتحملها يا كارم
ردد كارم بحزن :
جوازك منها مش ضمان انها بقت ليك ممكن في اي لحظة تقولك طلقني عشان ترجعله ساعتها هتعمل ايه يا بن عمي !!
صمت للحظات فارس و لم يجيب يفكر بما قال هل سيقبل حقاً تركها بعدما حصل عليها أخيراً !!
…….
بعدما غادر جلست تبكي بقوة حزينة على ما فعلت به بدون قصد منها جاءها اتصال من لينا فردت عليها ليأتيها صوتها من الجهة الأخرى قائلة بسرعة :
ميان بسرعة تحطي نفسك في اي عربية و تيجي الجامعة الدكتور غفلنا انهاردة و عمل امتحان مفاجأ عليه أعمال السنة معاكي ساعة إلا
أغلقت معها و تجهزت على الفور تحاول الاتصال بفارس لكنه هاتفه مغلق لذا غادرت مضطرة بعد ان أنتهى الامتحان جلست معهما فسألتها همس بمرح عندما لاحظت شرودها :
مالك سرحانة في ايه ، هو الجواز بيخلي الواحد يسرح كده
رددت لينا بهيام :
عقبالي يارب
رددت همس بمرح :
بكره تقولي يوم واحد من أيام العزوبية
طال صمت و شرود ميان فسألتها لينا بقلق :
مالك يا ميان بجد ، فيه حاجة حصلت
نفت برأسها قائلة بتهرب :
مفيش بس بفكر ازاي هلم اللي فاتني ده كله
رددت همس بهدوء :
هتلحقي متخافيش كل يوم نقعد مع بعض نذاكر و نحاول نلم و ننجز شوية في المنهج و ربنا يستر
اومأت لهما ثم ذهبت تجلب لها قهوة و بعد قليل رددت لينا بصدمة لهمس :
يا نهار أسود !!
رددت همس بضيق :
بتسودي النهار ليه يا بومة !!
لكزتها بذراعها قائلة بخوف :
بصي مين هناك
رددت همس على الفور بصدمة :
يا نهار أسود ، سفيان !!
اقترب منهما فرددت همس على الفور بغضب :
انت جاي ليه هنا و عايز ايه تاني مش كنا خلصنا منك خلاص
زفر بضيق قائلاً بصرامة :
اتكلمي باحترام و بعدين انا مش جيلك انا جاي عشان لينا !!!
ثم التفت للينا قائلاً بهدوء :
ممكن نتكلم مع بعض شوية لوحدنا في الكافية هنا
اقتربت ميان منهما و هي تضع حقيبتها على ظهرها و لم تلاحظ وجود سفيان :
انا لازم امشي دلوقتي هك……
صمتت عندما رأته امامها ردد باشتياق و اعين لامعة :
ميان اخبارك ايه
قبل ان تبدي ردة فعل جاء صوت فارس الحاد من خلفها قائلاً :
ميان !!!
انتفضت مكانها كذلك لينا و همس اقترب منهما قائلاً بهدوء يسبق العاصفة :
خلصتي محاضراتك !!
اومأت له فتابع و خو يقبض على يدها :
يلا خلينا نمشي !!
جذبها و غادر و اعين سفيان تتابعهما بألم ذهبت لينا مع سفيان غاضبة بينما همس جلست مكانها غاضبة منه تود ان تذهب إليه و تدق عنقه من شدة غضبها فيبدوا ان ميان ستدخل بشجار كبير مع فارس بسبب انها رأها تقف معه !!!
ما ان دخلوا من باب المنزل رددت بتوضيح :
فارس مش زي ما انت شوفت هو…..
رد عليها بغضب كبير :
محسساني زي ما اكون اعمى و غبي و مش بفهم ، هتبرري بأيه وقوفك معاه انهاردة
نفت برأسها قائلة :
مش زي ما انت شوفت صدقني هو كان…….
قاطعها قائلاً بغضب و غيرة تتحكمان به :
المرة اللي فاتت قولتي نفس الكلام مش زي ما انت فاهم ، بتتعاملي معايا على اني غبي ، و فوق كل ده خرجتي من غير ما تعرفيني لولا اني همس كلمت كارم جنبي و عرفت انك معاهم في الجامعة
قبض بيده على كتفها قائلاً بوجع :
بعد كل اللي عمله و شوفتيه منه لسه بتحبيه ، طب ليه و عشان ايه عقلك مش بيفكرك كل مرة قلبك يحن ليه باللي عمله فيكي
ردت عليه بغضب و دون قصد و دموع و هي تدفع يده بعيداً عنها :
لو كان عقلي مش بيفكرني مكنتش اتجوزتك !!
كم ألمت كلماتها قلبه رد عليها بغضب و تهكم :
ده على أساس عيشتنا دي تتسمى جواز ، انتي شايفة ان كل واحد يقعد في اوضة و تفضلي حابسة نفسك ليل نهار فيها جواز
غضب تملك منها و هي تراه لا يستمع لها فرددت بغضب و هي تقوم بحل ازاز قميصها :
أنت اتجوزتني عشان كده ، يعني هو ده اللي انت عاوزه حقك
قبض على معصمها مردداً بقسوة من اهانتها له :
لو على حقي فيكي اقدر اخده و مش بمزاجك لأنك مراتي ، بس انا امبارح خدت عهد على نفسي ما اقرب منك تاني
ثم تابع بسخرية مريرة و هو يشير إلى جسدها :
مش هو ده اللي عاوزاه ، يكون هو الوحيد اللي لمسك مش غيره ، بتخافظي على نفسك ليه
دفعها بعيداً عنه و هو ينظر لها بأعين تكاد تصرخ من الألم الظاهر بوضوح بها
فرددت هي بدموع و حزن :
فكرتك غير يا فارس ، مفرقتش عنه حاجة !!!
قالت ما قالت ثم دخلت لغرفتها تغلق الباب خلفها من الداخل بالمفتاح و فعل هو المثل يحطم كل ما تطوله يده من شدة الغضب و الاهانة التي تعرض لها
……..
– خير !!!
قالتها لينا بضيق لسفيان بعدما جلست برفقته بالمقهى الجامعي
تنهد بعمق قائلاً بهدوء :
لينا انا مش هزوق الكلام ، انتي مش طيقاني و ليكي حق الصراحة اذا كنت انا مش طايق نفسي و لا قادر اسامحها ع اللي عملته
ابتلع غصة مريرة بحلقه متابعاً بحزن :
انا كل اللي عاوز اقوله ان فيه دلوقتي بيني و بين كرهك ليا بسبب اللي حصل في صحبتك بسببي عمار ، عمار اللي بتضايق كل ما يشوف ازاي انتي مش متقبلة حد من عيلته لأنه من صغره بيحب لمة العيلة كرهك لينا معناها انك بتحطيه بين نارين يا احنا يا انتي و انا مش عاوز اخليه يكون في الحيرة دي عايزه يكون مبسوط
اشاحت بوجها بعيداً ليتابع هو بحزن :
كل اللي طالبه منك تحاولي تتقبلي وجودي انا فريدة في حياتك عشان خاطر عمار اللي متأكد ان سعادته تهمك و تاني حاجة تسامحيني ع الكلام اللي قولته ليكي قبل كده ساعات الانسان بيكون في غفلة بيعمل كتير اوي حاجات بيكون مغيب فيها و يجي قلم جامد يفوقه زي ما حصل معايا كده
رددت بضيق :
مش عمار بس اللي بيني و بينك انت و فريدة لأ فيه ميان اختي اللي كل ما هشوفك قدامي هفتكر الوجع اللي عاشته بسببك و البهدلة اللي اتعرضت ليها من تحت راسك و خسارتها لحاجات كتير
تنهد بحزن قائلاً بألم :
مهما كانت خسارتها متأكد ان خسارتي أكبر بكتير ، كفاية اني خسرت احترام الكل و حبهم و خسرت نفسي و الاهم من ده كله خسارتي ليها اللي هعيش بيها طول عمري ، كفاية الندم اللي هيفضل ينهش في قلبي طول العمر
صمتت و لم تجيب ليردد هو بصوت مختنق بالدموع التي تلمع بعيناه تهدد بالنزول بأي لحظة :
كل اللي طالبه منك تحاولي و اوعدك لا انا و لا فريدة هنضايقك و على قد ما هنقدر هنقلل فرص احتكاكنا بيكي عشان تكوني مرتاحة
اومأت له بصمت فتابع هو بابتسامة صغيرة :
يمكن متتقبليش مني الكلام ده بس طول عمري نفسي اجوز عمار و يكون ليا اخت كمان بدل اخ ، انا موجود في اي وقت لو احتاجتي مني اي حاجة مش هتردد ثانية اني اساعدك ، و تاني مرة بعتذر منك ع اللي قولته في حقك قبل كده
اومأت له بصمت و قبل ان يقوم سألها بسؤال لم يكن ليستطيع كتمانه و صوت مختنق :
هي ميان مبسوطة مع فارس
اومأت له قائلة بقوة لتثبت له صدق حديثها حتى يبتعد عنه و يظن ان هناك امل في العودة لها :
مبسوطة اوي و هو كمان مبسوط ربنا عوضها اخيرا باللي يستحقها و تستحقه
اومأ لها و الألم يرتسم بوضوح على ملامح وجهه استأذن منها و غادر المكان
بقيت هي تحدق في اثره بشفقة كم من المؤلم ان يعيش الإنسان بشعور الندم طوال عمره تشفق عليه و تقول انه يستحق بالوقت ذاته ، فقد وهب الله عقل لكل انسان ليميز الصواب من الخطأ لكنه اختار ان يكون بلا عقل و سمح لهم بالتلاعب به !!
…….
كان يجلس خلف مكتبه ينظر للفراغ بشرود كم تمنى ان يكون اباً لطفل منها و ما ان يحدث هذا الشيء تنقلب حياتهما رأساً على عقب !!
بتسأل كيف تشك به هو بالأخص هو أكبر من هذا بكثير احبها طوال حياته غفر لها خطئها بحقه قديماً ان كان احداً مشكوكاً بحبه فهو هي ماذا قدمت له بالأساس دائماً ما يأخذ منها الشك و الألم فقط 💔
تنهد واضعاً رأسه بين يديه بحزن اخرجه من دوامة تفكيره طرق على باب مكتبه و ما ان سمح للطارق بالدخول ظهر سكرتيرته الجديدة قائلة بجدية :
مستر قصي في واحدة برا طالبة تشوف حضرتك
سألها بضيق دون النظر إليها :
أسمها ايه !!
– مقالتش بس بتقول ان حضرتك تعرفها
زفر بضيق قائلاً :
دخليها
خرجت و لحظات كانت الأخرى تدخل المكتب في كامل اناقتها و تعمدت ارتداء ملابس تشبه ما ترتديها سيلين قائلة بصوت رقيق و هي تجلس امام مكتبه :
اخبارك ايه يا قصي
رفع رأسه بصدمة من وجودها سرعان ما تحول لامتعاض قائلاً بحدة و هو يتوقف من على مقعده :
جاية ليه تصطادي في المية العكرة و تقولي زعلانة و الشغل بتاعك ده كله عارفه و حافظه
التفتت له فأصحبت تقف امامه مرددة بصراحة :
لأ مش جاية اقول كده يا قصي ، مش هقولك زعلانة عشان مفيش حد في الدنيا فرحان قدي انها بعدت عنك اخيراً
اقتربت منه اكثر قائلة بدموع و ألم :
ليه هي يا قصي خدت منها ايه عشان تحبها كده و انا قدامك علطول بعشقك و بعشق التراب اللي بتمشي عليه و كل اللي هتطلبه مني هعمله انما هي حبيتها ليه و كل اللي خدته منها وجع
جلس بمكانه بوجع اليس هذا كا كان يواجه به نفسه قبل ان تأتي إليه هو دوماً من يعطي بتلك العلاقة ماذا عنها هي لما دوماً الإنسان لا يحب إلا من يجلب له الألم و الحزن في حين ان هناك من يتمنى منك نظرة فقط !!
اقتربت منه تحاوط وجهه بين يديها مستغلة حالة التيه المسيطرة عليه قائلة بتوسل :
حبني ربع الحب اللي بتحبه ليها بس يا قصي و انا أعيش خدامة ليك طول عمري انا في حياتي كلها ما حبيت قدك و لا عاوزه أحب غيرك انا من يوم ما وعيت ع الدنيا قلبي ملك ليك انت و بس و رهن إشارة منك
نظر إليها بتوهان و عقل مشتت لتتجسد امامه صورة سيلين بدلاً منها ليجد نفسه يدفعها للحائط خلفها يقبلها بقوة قبلة قوية ينتقم بها منها على الألم الذي تسببه إليه دوماً 💔
مرت دقائق قليلة جداً و كان سفيان يفتح باب مكتبه شاعراً بالصدمة عندما رأي الحماقة التي يرتكبها ابن عمه فردد بحدة و غضب :
قصي انت بتعمل ايه !!
ابتعد قصي عنها مصدوماً بينما هي كانت في اشد سعادتها عندما فعل ذلك و ظن عقلها الاحمق انها استطاعت التأثير عليه
جذبها سفيان بقسوة يليقها خارج المكتب ثم دخل مغلقاً الباب خلفه ينظر لابن عمه مصدوماً
سأله سفيان بصدمة :
ليه عملت كده يا قصي ، ليه !!
تنهد قائلاً ببرود و كبرياء :
مش انا خاين خليني بقى اوريها الخيانة على حق
جذبه سفيان من مقدمة ثيابه قائلاً بغضب :
تثبت ايه و زفت ايه بدل ما تفكر في ابنك ، ابنك اللي لازم يجي ع الدنيا يلاقي ابوه و امه مع بعض
صرخ عليه قصي بغضب :
ارجعلها عشان ابني طب و اللي عملته فيا
رد عليه سفيان بغضب مماثل :
ترجعلها عشان بتحبها و بتحبك ، ترجعلها عشان ابنك ، ترجعلها عشان انت غلط زي ما هي غلطت
صرخ عليه قصي بغضب كبير :
انا مغلطتش معاها في حاجة بالعكس دايما هي اللي بتغلط و انا بتحمل غلطها ، دايما انا اللي بدي في العلاقة دي ، سيلين دايماً معيشاني معاها في قلق مش واثق فيها
تنهد سفيان قائلاً بهدوء :
اللي حصل لسيلين من راغب زمان و طلاقها و كلام الناس اللي كانت بتسمعه و اللي عملته فيك زمان طبيعي تفقد الثقة في نفسها و انك متستاهلهاش عشان كده طبيعي انك تكون متوقع ده يحصل منها المفروض كان دورك تطمنها مش تقولها الكلام ده
كاد ان يتحدث قصي فتابع سفيان سريعاً :
هي كمان غلطانة يا سيدي اتسرعت في حكمها و ما استنتش تسمع منك و نسيت كل اللي عملته و غلطت في الكلام اللي قالته ليك
تنهد قائلاً بهدوء :
غلط و هي غلطت روح ليها و اتفاهموا و حلوا مشاكلكم سوا اسمع منها يا قصي و فكر في ابنك
ردد بصوت مختنق :
متعملش زي يا بن عمي
ضرب قصي المقعد بقدمه قائلاً بغضب و صرامة :
مش مبرر مش قادر اقتنع باللي بتقوله ، و لو اقتنعت مش هقدر اسامحها ع الكلام اللي قالته ، سامحت أول مرة بصعوبة لكن دلوقتي مش قادر و لا حتى عشان خاطر ابني المرة دي هشتري كرامتي يا سفيان مش عايزها !!
مرت ثلاثة ايام و كلاهما يتجاهل الاخر هو يعود ثم يدخل لغرفته على الفور و لا يخرج منها سوى للضرورة و هي نفس الشيء يوصلها صباحاً لجامعتها بصمت و يعود يوصلها ثم يعود لعمله
هاتفتها لينا مساء اليوم و ما ان علمت ان الخصام بينهما مازال مستمر نصحتها برفق :
ميان حبيبتي كده مينفعش المشكلة مش هتتحل بالتجاهل روحي اتكلمي معاه و قوليله ايه اللي ضايقك منه و ان مكنش قصدك ، الموضوع خد اكبر من حجمه كان يوم ما اسود يوم ما فكر يجيلي الجامعة يتكلم معايا ، كان جاي عايز يصلح العلاقة معايا عشان اخوه فبوظ علاقتك مع فارس !!
تنهدت ميان بحزن ما ان اغلقت معها الهاتف و بعد نصف ساعة من التفكير حسمت امرها يجب ان تتحدث معه لينا محقة بالأخير هي مدينة له باعتذار عن ما حدث ذلك اليوم !!
بخطوات مترددة كانت تذهب لغرفته تطرق باب الغرقة و ما ان سمح لها بالدخول دخلت لتجده يجلس على الفراش يقوم بالعمل على حاسوبه اقتربت منه قائلة بتوتر و هي تراه يعتدل و يبعد الحاسوب بعيداً لكنه لا ينظر إليها :
عايزة اتكلم معاك ممكن
اومأ لها بصمت فجلست بجانبه على الفراش تأخذ نفساً عميقاً قبل ان تقول بجدية :
كلامي ليك على فكرة كان من غضبي منك ، بس مكنش قصدي اقوله
التفت إليها قائلاً بتهكم :
المفروض مين اللي يغضب من مين انا عايز افهم !!
رددت بخزى من نفسها :
انا عملت حاجات غلطت عارفة بس كلن ليا حق اتضايق لما اقولك اسمعني و متسمعنيش
تنهدت بحزن ثم رددت :
كنت متضايقة عشان افتكرته ، ازاي كنت بحكي ليه بس مكانش بيصدقني و احياناً مكنش بيسمع مني ، اتضايقت لما انت عملت زيه و فضلت تلوم فيا
ردد بضيق من نفسه:
انا عارف اني غلطت في الحتة دي بس غلطي ده مش معناه انك تقول……
قاطعته مرددة بخزى :
يوم ما كان اهلي و اهلك هنا لما قولتلك متلمسنيش مكنش قصدي اي اهانة ليك
كور قبضة يده بغضب لا يخمد بداخله بسبب ذلك الموقف المهين له لاحظت هي ذلك فمسكت يده بحرج قائلة بحزن و صوت مختنق و اعين تلمع بالدموع :
اللي حصل اني افتكرت الليلة دي و الكلمة كنت بقولها ليه لما افتكرت اللي حصل ، غصب عني يا فارس مش قادرة انسى اللي حصل يومها
شدد بيده على يدها التي تمسك يده كمواساة فتابعت بحزن :
في اللحظة اللي انت قربت فيها مننا هو كان لسه مقرب كمان مكلمنيش ولا كلمة ولا انا كمان كلمته و مش عاوزه هو كان جاي للينا يتكلم معاها هي و طلب يقعد معاها يتكلموا سوا موجهش ليا اي كلمة قبل ما اسيبهم و امشي لقيتك جيت
ردد بعتاب و قلبه يتألم :
عشان كده بترددي اسمه و انتي نايمة !!
نظرت له بتعجب فتابع هو بعد صمت :
يوم ما نمنا هنا سوا صحيت الصبح على صوتك و انتي بترددي اسمه في نومك
نزلت دموعها قائلة بوجع :
متفسرش الحاجة من غير ما تسألني يا فارس مش كل حاجة بتكون زي ما بنشوفها و نسمعها ، اسمه بردده و انا نايمة مش حب ، دي كوابيس بتطاردني كل ليلة بسبب اللي حصل ، انا مش بحبه و مش هينفع افكر فيه تاني زي ما كنت الأول عشان مفيش حد بيحب اللي دبحه و عيشه الوجع ده كله ، الشعور الوحيد اللي بحس بيه ناحيته هو الكره
رفع يده ليزيل دموعها لكنه انزلها سريعاً قبل ان تلمسها متذكراً عهده انه لن يلمسها بعد الآن الا حين تطلب هي ذلك لكنها تمسكت بيده قبل ان ينزلها قائلة باعتذار :
متزعلش مني و حقك عليا اللي حصل مني يومها تصرف وحش جدا بس والله كان غصب عني ، السبب مش منك انت
ثم تابعت بخزى من نفسها :
كمان لما رديت عليك يوم ما رجعنا من الجامعة كنت متضايقة عشان مسمعتنيش ، عارفة ان ده مش مبرر للي قولته و ان مكنش يصح اقول كده ، حقك عليا متزعلش مني عارفة ان غلطي كبير….
قاطع حديثها يده التي امتدت تزيل دموعها برفق قائلاً بابتسامة صغيرة :
خلاص يا ميان انا مش زعلان
نظرت له بشك قائلة :
بجد و لا كلام و خلاص ، لو لسه زعلان مني قول و هيكون معاك حق
ابتسم قائلاً بصدق :
وحياتك عندي مش زعلان بس المهم انتي متكونيش لسه زعلانة مني ، حقك عليا و بعد كده وعد هسمعك الأول قبل ما اتكلم ، اصلي مش قد كلامك القاسي ده يخربيت اللي يزعلك يا شيخة
قال الأخيرة بمرح فضحكت بقوة تمد يدها له قائلة :
خلاص صافي يا لبن
صافحها قائلاً بابتسامة جميلة :
حليب يا قشطة
نظر لها مطولاً نظرة كانت تحمل الكثير رأت فيها حاجته إليها رأت كيف يكور قبضة يده يمنع نفسه من عناقها توقفت قائلة بابتسامة صغيرة :
هسيبك تخلص شغلك بقى ، تصبح على خير
قالت الأخيرة ثم غادرت و تركته ينظر لاثرها بابتسامة واسعة تزين ثغره و هو يتابع عمله على الحاسوب بذهن مشتت بالتفكير بها !!
…..
ذهبت لغرفتها هي الأخرى تبتسم بسعادة و كأن جبلاً قد ازيح من فوق قلبها لم تكن تعلم انها يعز عليها حزنه منها ، كان الأمر في غاية البساطة لو تعلم هكذا لكانت حلت الخلاف بيومها !!
بدلت ثيابها للنوم ببجامة سوداء حريرية كما تفضل دوماً و ما ان دخلت لفراشها داهمتها نظراته و قارن عقلها على الفور بينه و بين سفيان سرعان ما طردن تلك الأفكار بعيداً و خرجت من فراشها بخطوات مترددة نحو غرفته طرقت الباب فسمح لها بالدخول
أغلقت الباب خلفها بحرج قائلة بخجل :
هنام هنا انهاردة ممكن
اومأ لها بنعم على الفور و هو لا يصدق ما يسمع صعدت بجانبه على الفراش كان الاثنان يجلسان بجانب بعضهما سألها بابتسامة واسعة سعيدة :
بتنامي في النور مطفي و لا والع !!
رددت بحرج و خجل شديد :
مش بعرف انام في النور لكن لو انت بتحبه خليه زي ما تحب ، براحتك
رد عليها بابتسامة و هو يغلق الضوء بجانبه :
أنا كمان بحب انام في الضلمة
اومأت له مدد الاثنان جسدهما على الفراش مرت دقائق عليهما في صمت و توتر حتى حسمت ميان امرها ستفعل ما جائت لأجله لن تتراجع
مسكت ذراعه و هو يراقبها بصدمة و تعجب كيف ابعدت ذراعه و اندست بين احضانه تضع رأسها على صدره و جعلت يده تحاوطها مرددة بصوت خفيض خجلة مما فعلت :
تصبح على خير يا فارس
سعادة غمرت قلبه من فعلتها و تعالت دقات قلبه و من المؤكد انها استمعت لها حاوطها بذراعه مردداً بحب و هو يضع قبلة صغيرة على رأسها :
وانتي بخير ، يا حبيبتي
قال الأخيرة بداخله بينما هي ابتسمت بخفوت كان الغرض من مجيئها هنا اعتذار على ما فعلت و بنفس الوقت تعطيه العناق الذي رأت كم يريده بعيناه !!
……
– صباح الخير
قالتها ميان بابتسامة صغيرة خجولة و هي ترى فارس يقف بالمطبخ يحضر طعام الافطار
رد عليها الصباح ثم قال :
صباح الخير يا سكر يلا حطي الاكل ع السفرة
اومأت له و بدأت بتحويل الطعام على الطاولة ثم جلست و جاء هو فرددت بحرج :
كنت صحيني احضره انا
ردد بابتسامة جميلة :
انا حضرته و خلاص مفرقتش مين اللي عمل المهم ان احنا بنفطر دلوقتي !!
اومأت لها فبدأت تتناول طعامها بصمت و هو يتأملها من حين لأخر بابتسامة عاشقة
ما ان انتهوا توقف قائلاً :
هشيل الأكل و أعمل حاجة نشربها ، تشربي ايه !!
رددت بحرج :
ارتاح انت انا هشيل و أعمل حاجة نشربها
نفى برأسه رافضاً و فعلت هي المثل فردد بتسويف :
خلاص هشيل انا الأكل و اعملي انتي حاجة نشربها ،
اومأت له قائلة :
تحب تشرب ايه !!
رد عليها و هو يوليها ظهره :
قهوة مظبوط
بعد دقيقتان دخل خلفها المطبخ ليجدها تقف على اطراف اصابعها تحاول جذب علبة القهوة من الرف العلوي لكنها لا تصل له كان يقف خلفها يبتسم بزاوية شفتيه و ما يأست من ان تصل له تراجعت للخلف فاصطدمت بظهرها في صدره كادت ان تبتعد لكنه تمسك بخصرها و بخفة رفعها لأعلى فالتقطت ما تريد انزلها ببطيء و هو يشتم رائحة الياسمين المنبعثة من خصلات شعرها بهيام !!
ابتعدت بعيداً عنه بخجل و حرج شديد و بدأت بصنع المشروبات بينما هو بقى مكانه للحظات ثم خرج للخارج ينتظرها لتأتي
مرت دقائق طويلة و كانت قد جاءت و جلست بجانبه على الاريكة تسأله :
انت معندكش شغل انهاردة !!
رد عليها بابتسامة :
عندي أكيد بس متأخر شوية ساعة كده و هقوم أجهز
اومأت له قائلة و تلتقط كوب مسحوق الشوكولاته الساخن الذي صنعته لنفسها :
خلاص هنزل في طريقك اروح اشوف ماما و بابا و بعدها هطلع الجامعة عندي محاضرة متأخرة شوية هبقى اروح انا و لينا مع بعض
اومأ لها بنعم و هو يرتشف القهوة مردداً بتلذذ :
تجنن تسلم ايدك
ابتسمت بخجل و سعادة كأي انثى تسعد عند سماع المدح من الآخرين نظر لساعة يده قائلاً :
اللي هتساعدنا في البيت هتوصل كمان نص ساعة متخافيش هي موثوق فيها و انا مجربها قبل كده عرفيها المطلوب منها قبل ما ننزل
تعالى رنين جرس المنزل ذهب ليفتح ليتفاجأ امامه بخالته و ابنتها ردد بتعجب :
خالتي !!!
اومأت له قائلة بابتسامة متكلفة :
اه خالتك يا حبيبي مالك مصدوم كده ، لو مش مرحب بيا انا و بنت خالتك نمشي
نفى برأسه قائلاً بتهذيب :
متقوليش كده يا خالتو ، البيت بيتك اتفضلوا !!
دخلت خالته للمنزل و خلفها ابنة خالته التي تدعى بسمر تعجبت ميان من دخوله خلف تلك السيدتان توققت مكانها تنظر له بتساؤل و لم ترتاح لنظرات الاثنتان المتفحصة لها من أعلى لأسفل
طلب منهم الجلوس قائلاً بهدوء و هو يحاوط خصر ميان التي جلست بجانبه بعدم فهم :
اقدملك يا حبيبتي خالتي شهيرة و بنتها سمر و حضرتها تبقى مراتي و حبيبتي ميان
ردت شهيرة بعده بمكر و هي تنظر لميان :
خالته و حماته سابقاً يا حبيبتي
كور فارس قبضة يده بضيق في الخفاء لكنه كان ينظر إليها بنفس الهدوء ثم مال على ميان قائلاً بضيق من نظراتهم التي لا ترحمها :
ادخلي غيري هدومك
اومأت له بصمت حيث كانت لا تزال ببيجامتها السوداء الحريرية منذ الأمس استأذنت منهما ثم غادرت و ما ان دخلت للغرفة رددت شهيرة بعتاب :
كده بردو يا فارس تروح تتجوز واحدة غريبة متعرفش اصلها من فصلها و يا عالم يمكن يكون وراها بلاوي و تسيب بنت خالتك مراتك اللي كان اولى ترجعلها !!
ردد بضيق و غضب :
خالتي البيت ده بيت مراتي و انتي قاعدة فيه دلوقتي يبقى من الاصول انك تحترمي صاحبته ، مراتي مفيش في اخلاقها و انا بندم اني اتعرفت عليها متأخر ، يارتني شوفتها قبل بنتك اللي ربنا كان رحيم بيا اني طلقتها و خلصت نفسي من الهم اللي كنت عايش فيه معاها
ردت خالته عليه بحدة :
فارس اتكلم معايا بأدب و خد بالك من كلامك على بنتي مش هسمحلك
رد عليها بصرامة :
زي ما انتي بتدافعي ع اللي يخصلك و مش قابلة عليه الغلط ، انا كمان زيك يا خالتي ميان مراتي تخصني انا و هي واحد اللي يزعلها كأنه زعلني و انتي عرفاني من زمان بندم اي حد بيفكر يزعلني او يجي ع اللي يخصني !!!
تدخلت سمر قائلة بضيق :
خلاص يا فارس مكنتش كام كلمة ماما قالتهم من ضيقها هي كان قصدها ان الأولى ترجع انجي و تصلح العلاقة معاها ، هي أولى من الغريب…..
قاطعها قائلاً بصرامة :
تقصد او ما تقصدش مش هسمح بأي تلمحيات او غلط في مراتي و اظن كلامي مفهوم كويس
اومأت له بضيق و غيظ كبير كذلك خالته التي صمتت بكمد خرجت ميان من الغرفة ترتدي بنطال جينز و تعلوه كنزة شتوية ذات لون زهري نظرا لبرودة الجو هذه الأيام
تفحصتها سمر و شهيرة بامتعاض بادلتهم ميان النظرات بابتسامة مجاملة و لم ترتاح ابداً لكلتاهما نظرت لساعة يدها قائلة بصوت خفيض لم يسمعه سواهما فقط و اعين الاثنتان تراقبهما :
ادخل انت أجهز على ما اقدم حاجة ليهم
اومأ له ثم استأذن منهما و غادر فسألتهما ميان :
تحبوا تشربوا ايه !!
رددت شهيرة بامتعاض و هي ترمقها بغيظ و غل :
شاربين يا حبيبتي
ردت عليها ميان ببرود :
زي ما تحبي حضرتك
رددت سمر بخبث :
غريبة ان فارس سايبك كده بشعرك اصله بيحب البنت المحجبة ده لبسه لأنجي اختي غصب
كانت تستمع لها ميان بوجه خالي من التعابير فتابعت شهيرة حديث ابنتها بخبث :
تلاقيهم بس عشان لسه متجوزين قريب ، نصيحة مني يا حبيبتي انا زي مامتك متتعلقيش بفارس اوي اصله بيحب انجي و ناوي يرجع لها
اومأت سمر قائلة بحزن واهي :
مظبوط كل الحكاية انه بس اتجوزك عشان يغيظها كنوع من العقاب يعني ، اصل الاتنين بيحبوا بعض اوي لولا بس الشيطان دخل بينهم بس طبعا انتي عارفة ان كل اتنين بيبحوا بعض مسيرهم في الآخر يرجعوا لبعض
تابعت شهيرة بمكر :
لو تشوفيهم مع بعض قد ايه حلوين و فيه انسجام بينهم ، فارس طول عمره بيحبها و بيرتاح ليها
ضحكت ميان بسخرية و هي ترفع احد حاجبيها و تضع قدم فوق الأخرى تراقب الاثنتان واحدة تغني و الأخرى ترد عليها
رددت سمر بحزن و مكر :
انتي ساكتة ليه اوعي تكوني زعلتي يا حبيبتي ، احنا بس قصدنا ننصحك و تزعلي دلوقتي أحسن ما تزعلي بعدين !!
رددت ميان ببرود :
هزعل من ايه ، انا واثقة في جوزي هو خدني من بيت اهلي و كان قد الكلمة اللي عطاها لابويا انه يحافظ عليا ، ثم يعني حضرتك سؤال لو هو مرتاح مع بنتك و بيحبها اوي كده مرجعش ليها ليه
رددت سمر بغيظ :
ما قولنا عشان يعقابها بعد ما الشيطان دخل بينهم و اضطر يطلقها !!
ضحكت ميان بخفوت قائلة بتهكم و تصنع التفكير :
بجد و هو لسه فاكر يعاقبها بعد طلاقهم بكل السنين دي طب ازاي قلبه استحمل يبعد عنها كل المدة دي طالما بيحبها
رجعت بظهرها للخلف قائلة بمكر :
بيتهيألي حضرتك كان لازم تشوفي فكرة أحسن من دي عشان تشككيني في جوزي قبل ما تيجي هنا
رددت سمر بغضب :
انتي بتقولي ايه يا بتاعة انتي اعرفي انتي بتقولي ايه و لمين !!
ضحكت ميان قائلة بتهكم :
والله انا عارفة انا بقول ايه و لمين بس انتوا اللي شكلكم لسه مش عارفين بتكلموا مين
اشارت لهما ثم تابعت بتهكم :
بلاش تستخفوا بذكائي ، حضرتك بتغني و بنتك بترد عليكي و جاين عشان تخربوا بيتي و تشككوني في جوزي ، وانا بقى موتي وسمي خرابين البيوت !!
جاء فارس بتلك اللحظة قائلاً بتساؤل :
بتتكلموا في ايه !!
كادت سمر ان تخبره ما قالت زوجته و تشحنه ضدها فرددت ميان بمكر :
مفيش يا حبيبي ده انا كنت بتحايل عليهم يشربوا حاجة بس قالوا شاربين و لازم يمشوا عشان متأخرين
جزت سمر على اسنانها بغيظ كذلك شهيرة التي قالت بابتسامة زائفة :
فعلا اتأخرنا و لازم نمشي يا فارس ، انا بس كنت جاية ابارك ليك و لعروستك و اعزمكم على فرح علي ابن خالتك يوم الخميس و الدعوة اهي اتفضل فيها العنوان
ثم تابعت باعتذار :
زي ما انت عارف مشغوليات الفرح بتبقى كتيرة مشغول ع الآخر لولا كده كان هيجي معانا انهاردة مش هيتأخر عليك
اومأ لها فارس قائلاً بهدوء :
مبروك يا خالتي ربنا يتممله على خير
شكرته بابتسامة متكلفة ثم غادرت برفقة والدتها و كلتاهما تشتعلنان من شدة الغيظ التفت فارس ينظر لميان مطولاً فخجلت من نظراته ضحك بخفوت قائلاً بمشاكسة :
هو بعد حبيبي اللي قولتيها من شوية دي ، يبقى فيه كسوف يا سكر !!
نظرت لساعة يدها قائلة بتهرب :
على فكرة هنتأخر هي مش المفروض الست توصل من شوية و لا ايه !!!
اومأ لها برأسه قائلاً :
المفروض اه بس تلاقي الطريق زحمة
اومأت له بصمت لحظات و تعالى رنين جرس المنزل ذهب ليفتح و بعدها دخل إليها و خلفه سيدة تبدو انها في الاربعين ذات وجه بشوش تدعى ” رضا ”
استقبلتها ميان بابتسامة جميلة و بدأت تخبرها الاشياء التي تقوم بها بعدها غادرت برفقة فارس الذي يتأملها طوال الطريق بحب
……
في نهاية اليوم ذهب ليأخذها من الجامعة و بطريقهم سألته بتعجب :
ده مش طريق البيت احنا رايحين على فين !!
رد عليها بابتسامة و غزل :
مش فرح ابن خالتي بعد كام يوم ، هنشوف فستان حلو لما تلبسيه يحلو اكتر و بدلة ليا و لو ناقصك اي حاجة نشتريها و نجيب اللي ناقص البيت
اومأت له بخجل من غزله فابتسم عليها بعد وقت كان تمشي بجانبه داخل أحد المولات الكبيرة دفعها برفق لداخل أحد المتاجر الخاصة بالفساتين
توقفت أمام احد الفساتين ذو اللون الأبيض بدون أكمام ينزل باتساع لأسفل و مرصع بحزام رفيع يتدلي منه نجوم لامعة باللون الذهبي لا يشوبه شائبه لكن عيبه الوحيد انه ظهره من الخلف بأكمله مكشوف و عبارة عن عدة خيوط رفيعة معقودة على هيئة انشوطة وقف بجانبها فرددت بأعجاب :
حلو اوي و لونه كمان جميل
ابتسم قائلاً بمشاكسة :
هو من ناحية حلو فهو حلو بس لو هتلبسيه ليا لوحدي انما لو عايزة تمشي بيه كده فهو ممكن بس في حالو واحدة بس
نظرت له بتساؤل فردد بسخرية :
في حالة لو ماشية مع سوسن يا روحي
ضحكت بخفوت قائلة :
مش هقبل امشي بيه أصلاً بس شكله عجبني اوي
اومأ له بصمت فبدأت تشاهد غيره حتى وقعت عيناها على فستان آخر ذو لون اسود كادت ان تقترب منه فسبقها فارس قائلاً بسخرية :
كفاية أسود من ساعة ما شوفتك دايما لابسة فساتين سودا ماعدا يوم فرحنا الحمد لله قدر و لطف كنتي لابسة ابيض
ضحكت بخفوت قائلة :
بحب اللون الأسود في الفساتين و بعدين أول اشوف رجالة مش بتحب اللون الأسود
ضحك قائلاً بفخر :
نحن نختلف عن الاخرون يا حبيبتي عندك انا مثلا بحب اللون الأبيض هو بحب الأسود اه بس الأبيض في القمة عندي
رددت بخجل دون النظر له و هي تتفحص احد الفساتين المعلقة :
الأبيض حلو و بيليق عليك اصلاً
ابتسم بتوسع و تابع الاثنان البحث عن فستان لها ليستقروا بالأخير على فستان ذو لون زهري فاتح فاتح طويل و بحمالات عريضة مزينة بورود جميلة كان بسيطاً و رقيقاً جداً
عندما جاء ليحاسب تفاجأت بالعاملة تضع الفستان الذي اعجبها قطبت جبينها قائلة :
احنا اختارنا الفستان ده بس مش…..
قاطعها قائلاً بابتسامة :
انا قولتلها تجيبه مع ده
صمتت لحين خرجوا من المتجر فسألته بتعجب :
انا مش هلبسه اصلا يا فارس ، ليه اشتريته !!
ردد بابتسامة حب :
كفاية انه عجبك
صمتت بخجل و مشت بجانبه بصمت ، ليأتي الدور عليه كان ينتقي بدلة خاصة به و بالرغم انه كان يريد اختيار قميصاً ذو لون أزرق داكن عدل عن اختياره و أختار ذو لو أبيض انتقى بعدها عدة ملابس له و كذلك فعلت هي و بعدها ذهب الاثنان للسوبر ماركت ينتقوا بعض الأغراض الناقصة للمنزل
جلس بجانبها بأحد المطاعم يتناولون الطعام فسألته بفضول :
هي طليقتك يا فارس كانت محجبة
اومأ لها قائلاً بتعجب :
اه بتسألي ليه !!
حركت كتفيها قائلة بنبرة عادية :
فضول مش اكتر
ثم تابعت بتساؤل :
طب انت اللي اجبرتها تتحجب لأنك بتحب مراتك تكون محجبة !!
تنهد قائلاً بهدوء :
اكيد لأ انجي متحجبة اصلاً من قبل ما نتجوز والدها الله يرحمه متشدد شوية في الأمور دي لدرجة انه خلالها تتحجب و هي في ابتدائي رغم اننا حاولنا معاه كتير بس مفيش فايدة
سألته بتوجس :
يعني انت مفرضتش عليها الحجاب
تنهد قائلاً بابتسامة ليطمئنها :
ميان في أمور مينفعش فيها الاجبار ، هو اه انا حابب جداً ان مراتي تكون محجبة ، بس الحجاب لازم يكون عن اقتناع من جوه البنت مش حد يفرضه عليها يعني مثلاً أنا كنت في الجامعة بشوف بنات تلبس الطرحة و هي مروحة و طول اليوم بشعرها و لا كأنها في حنة بنت خالتها ده ليه بقى عشان هي انجبرت عليه فبالتالي مش مقتنعة بيه
اومأت له بأبتسامة صغيرة و قد تأكدت من نوايا تلك المرأة انها تكذب فقد استمعت لحديثها مع فارس في الخفاء و كيف تحدثت عنها و تلومه لأنه فضلها على ابنتها و لم يعود إليها !!
بعد وقت كان الاثنان يدخلون من باب المنزل اخذت منه الحقائب الخاصة بها و دخلت لغرفتها قائلة له بابتسامة جميلة اسرت قلبه :
اليوم كان جميل اوي يا فارس انبسطت جداً ، تصبح على خير
كم اراد ان يخبرها انه جميل لأنها كانت جزءاً منه لكنه اكتفى بتمني ليلة سعيدة لها ثم دخل لغرفته يرتمي بجسده على الفراش يحتضن الوسادة التي تحمل رائحتها الجميلة !!!
كم تمنى ايضاً ان تأتي اليوم ايضاً تشاركه ذلك الفراش البارد و تضع رأسها على صدره تستمع لدقات قلبه الذي تملك نبضاته
…….
جاء يوم الزفاف في المساء
خرج من غرفته و هو يرتدي ساعة يده ليتجمد جسده بأكمله عندما رأها تخرج من غرفتها بطلتها التي تسلب الانفاس من رقتها و جمالها و خصلات شعرها التي صففت بعناية و تنساب بنعومة خلف ظهرها و زينته بسلسال ماسي رفيع و لمحة خفيفة من مستحضرات التجميل
عندما طال صمته و تحديقه بها سألته بتوتر :
شكلي مش حلو و لا ايه !!
ابتلع ريقه بصعوبة مردداً بهيام و هو يقترب منها حتى أصبح يقف امامها :
ما قولتهالك قبل كده ، في جمالك مشوفتش
تحاشت النظر النظر له بخجل فمسك يدها برفق يجذبها خلفه لغرفته فسألته بتعجب :
فارس انت واخدني على فين !!
لم يرد عليها فقط جعلها تقف امام المرآة و هو خلفها يخرج من جيب سترته علبة قطيفة سوداء ليظهر بداخلها قرط جميل ماسي ازال ما ترتديه ثم البسها اياه ببطيء متعمداً النظر لداخل عيناها في المرآة حتى خجلت منه و تحاشت النظر إليه
ابتسم عليها قائلاً ما ان انتهى يمد يده إليها حتى تتمسك بها :
نمشي
اومأت له بابتسامة جميلة و هي تضع يدها بيده فجذبها برفق للخارج و عيناه لا تتوقف عن النظر إليها و قد فتنته بسحر جمالها
…….
كان الزفاف كبيراً يضم افراد عائلته بأكملهم تفاجأت ميان بوالديه و ابن شقيقته الصغير حضروا فقد جاءوا من السفر على الزفاف مباشرة
قام الاثنان بتهنئة العروسين ليشاكسه ابن خالته ” عمرو ” بصوت خفيض :
شوف يا اخي بالرغم ان انجي اختي بس شكلك هتكون موفق في الجوازة دي ، طول عمرك بتقع واقف حظك بس خاب مع اختي
لكزه فارس بذراعه بغيظ ثم جذب ميان و التفت ليغادر ليتفاجأ هو و هي امامهم بسفيان يقف خلفهم صافحه عمرو مردداً بابتسامة واسعة :
نورت الفرح يا عم سفيان عاش من شافك
نظر فارس لابن خالته بغيظ و غضب كبير ليعرفهم على بعضهم قائلاً :
فارس الحسيني ابن خالتي و مراته ميان و حضرته يبقى سفيان العزايزي فيه بينا شغل كتير من زمان !!
حاوط فارس خصر ميان مقرباً اياها منه و هو ينظر لسفيان بغيرة كبيرة كذلك يفعل الآخر وضعت ميان يدها على يد فارس التي تحاوط خصرها تبتسم له متجاهلة النظر لسفيان الذي يركز بصره على يد الآخر التي تحاوط خصرها يريد قطعها
جاءت والدة فارس من الخلف عندما لاحظت حرب النظرات بينهما و الجو الذي اصبح مشحوناً قائلة بمرح و هي تجذب ميان نحوها :
هاتلي مرات ابني القمر دي اعرفها على باقي قرايبنا دي من ساعة ما دخلت و عنيهم هتاكلها ، ما شاء الله عليها زي القمر
غادر فارس معهما و عمرو متعجباً مما حدث و لا يفعم شيئاً الاثنان و كأنهما بحرب و سيقتلان بعضهما
كور سفيان قبضة يده بغل و غيرة كبيرة و هو يراها تتجول معه بالزفاف هنا و هنا و تبتسم بسعادة
كان يقف بجانب والديه و خالته فاقتربت منه سمر قائلة بمكر لفارس متجاهلة ميان تماماً :
منور الفرح يا فارس
جذب فارس ميان من خصرها لتكون قريبة منه مردداً بنظرات محبة و قد تعمد اغاظة الأخرى لأنها تجالهت زوجته :
انا بنور دايماً بنور مراتي فلو الفرح منور بيا زي ما بتقولي يبقى الفضل ليها
كانت انجي قد جاءت و استمعت لما قال فأقتربت منه مرددة بصوت رقيق معاكساً للغيرة التي تنهش قلبها و الحقد تجاه ميان :
فارس ليك واحشة
ثم اقتربت منه تقبل وجنتيه برقة فابتعد على الفور بعدما باغتته بتلك القبلة بينما ميان رفعت حاجبيها بصدمة من جراءة الأخرى
رددت والدة فارس بضيق :
ميصحش كده يا انجي ، فارس مبقاش جوزك عشان تبوسيه كده احترمي ان احنا واقفين و احترمي الحجاب اللي انتي حطاه على راسك
ردت عليها انجي بمكر :
مش قصدي يا خالتو انا بس متعودة على كده من زمان و بعدين فارس أكيد عارف اني مقصدش و ان اللي حصل تعود مش اكتر إلا بقى لو مراته بتتضايق
ثم نظرت لميان قائلة بحزن زائف :
متزعليش نفسك يا حبيبتي بس خليكي عارفة ان اللي حصل ده بس عادي مش قصدي حاجة كده و لا كده فارس مبقاش جوزي اه بس ابن خالتي في الأول و الأخر
ضحكت ميان بسخرية و لم تجيب عليها بل ركزت نظراتها داخل عيناها بقوة ثم نظرت لحذائها فتوترت الأخرى و شعرت بالارتباك قائلة :
انتي بتبصيلي كده ليه هو كلامي مش عاجبك ، اتضايقتي منه
ضحكت ميان بسخرية قائلة لفارس متجاهلة الأخرى تماماً مما اثار حنقها و غيظها :
تيجي نرقص الأغنية دي تحفة اوي
اومأ لها و هو يبتسم بزاوية شفتيه و قد فهم ما تحاول فعله فجذبها من خصرها للمكان المخصص للرقص يحاوط خصرها بيديه و هي بدورها احاطت عنقه بيديها تتمايل معه على انغام الموسيقى
ردد فارس بصوت خفيض هائم و هو ينظر لداخل عيناها الجميلة :
سبحان من خلق الجمال و جَملك ♡
ابتسمت بخجل و هي تنظر للأسفل ليجد نفسه بتلقائية يقبل جبينها بحب لم تمانعها ميان كاذبة ان قالت ان بداخلها تريد اثارة غيرة الآخر و جعله يشعر بالقهر كلما رأها سعيدة و انها تخطته تريده ان يتألم مثلما جعلها تتألم
سعيدة و هي ترى بطرف عيناه كيف يعلو و يهبط صدره بانفعال متمالكاً نفسه بصعوبة لكن سعادتها معكرة حيث يتعالى ذلك الصوت بداخلها يخبرها ” ما ذنب فارس ” !!
كان هناك العديد من العيون تتابعهم بغيرة و حقد من بينهم سفيان الذي اخذ يضغط على الكأس بيده حتى انكسر و بدأت الدماء تنساب من بين يديه يريد ان يغادر لكنه ان غادر لا يعرف متى سيراها و قد بلغ اشتياقه لها عنان السماء ان اراد رؤيتها عليه ان يتحمل النيران المشتعلة بصدره و هو يراها برفقة ذلك الحقير من وجهة نظره فقد اختطفها منه
ضحك بسخرية مريرة الزمن يعيد نفسه كل ما فعله بها قديماً يرد له الآن اضعافاً مضاعفة
بعد ان انتهت الرقصة ذهبت لتجلس برفقته لكنها توقفت ما ان استمعت لأحدهم ينادي عليها التفت الاثنان لتتفاجأ بأخر شخص متوقع رؤيته هنا :
اياد !!!!
اومأ لها قائلاً بابتسامة واسعة :
اخبارك ايه يا بنتي اختفيتي فجأة انتي و البنات مبقتش اشوفكم غير صدفة ليكي واحشة ، احم قصدي ليكم واحشة
رفع فارس حاجبيه و هو يشتعل من الغيرة ليتابع الاخر بصوت بدا حزين لكن الفرحة تتراقص بداخل عيناه :
انا كلمت لينا من فترة لما كنت بره مصر قالتلي انك اتجوزتي من اللي اسمه سفيان ابن خالك و اتطلقتي
ثم تابع بصوت خفيض وصل لمسامع فارس ليزيد من غيرته و غضبه اكثر :
الحمد لله يعني !!
ردد فارس بحدة و هو يحاوط خصرها بيده :
مين القمور
رددت ميان بتوتر :
ده اياد كان زميلي انا و لينا و همس في الجامعة بس هو اتخرج خلاص
قطب اياد جبينه و هو يرى يد ذلك الغريب تحاوط خصرها فسأل هو الاخر بتوجس و غيرة :
مين حضرته يا ميان و ازاي يحط ايده عليكي بالشكل ده !!
اقترب منه فارس و مثل انه يهندم له بدلته من الأمام لكن بلحظة كان يجذبه من ياقته مردداً بصوت غاضب و شرس :
حضرتي ابقى جوزها و احط ايدي مكان ما احط ، القمور ماله بقى يخصه في ايه !!!
ردد اياد بصدمة و حزن ظاهر بوضوح :
جوزها !!!
ثم ابعد اياد يده عنه متابعاً بغضب و حزن ظاهراً بوضوح على ملامح وجهه :
اتكلم بأسلوب أحسن من كده يا استاذ
رددت ميان بشفقة عليه :
متزعلش منه يا اياد هو بس متعصب شوية
ردد بحزن قبل ان يغادر :
حصل خير الف مبروك يا ميان انتي تستاهلي كل خير في الدنيا
ردد فارس بنفاذ صبر :
يا صبر ايوب
نظرت لأياد برجاء ان يرحل فردد بحزن :
العروسة تبقى بنت عمتي اتفاجأت بوجودك هنا فحبيت اسلم ، عن اذنكم و مبروك ع الجواز
ما ان جذب فارس ميان لخارج الحفل مردداً بضيق و غيرة كبيرة و هما يقفان وحدهما بعيداً عن الكل:
مين اللي اسمه اياد ده كمان ما هو انا كنت ناقص ، البس في الزفت التاني و يجيلي عليه هدية كمان انهاردة
رددت بضيق :
على فكرة كان ممكن تتكلم بأسلوب أحسن من كده معاه يا فارس ، اياد انسان محترم جداً و ساعدنا كتير لما كان معانا في الجامعة و مكنتش حابة اجرحه ب……
صمتت عندما استوعبت ما ستقول ليضيق هو عيناه مردداً بشك و توجس :
ايوه تجرحيه بأيه و مين الزفت ده و ايه علاقته بيكي بالظبط يا ميان عشان يتكلم بكل الحزن ده و الدمعة كانت هتفر من عينه لما عرف انك اتجوزتي
تنهدت قائلة بحذر :
مفيش هو بس….بس…….
قاكعها قائلاً بنفاذ صبر :
مش هنقضيها بسبسه اتكلمي من فضلك يا ميان
رددت بحذر و هي تغلق عين و تغمض الأخرى :
بيحبني و كان اتقدملي قبل كده !!
كور قبضة يده بغضب كبير و غيرة فمسكتهي بيده قائلة بضوت رقيق :
فارس الموضوع مش مستاهل كل العصبية دي ، موضوع و خلص خلاص و اتقفل اياد لما عرف اني اتجوزت سفيان و بفكر في غيره بِعد و قدر ده بس لما عرف اني اتطلقت الأمل رجع ليه و لما عرف اني اتجوزت تاني انا متأكدة انه مش هيظهر في طريقي من تاني
ثم تابعت بعتاب :
اياد محترم جداً و عمره ما اتجاوز حدوده معايا او مع البنات علاقتنا بيه محدودة جداً لو انا شوفت منه غير كده كنت اول حاجة هعملها هوقفه عند حده و هقطع علاقتي بيه ، بس انت يالاسلوب اللي اتكلمت معاه بيه ده مش لطيف خالص و اكيد زعل….
جذبها نحوه مردداً بألم و هو ينظر لداخل عيناها :
ليه دايماً بحس اني اخر حد بتفكري في شعوره ، ليه هما الأول بعدين انا يا ميان !!
عندما لاحظت سفيان يراقبهما و خلفه ابنة خالته انجي اقتربت منه تحاوط وجهه بيدها مرددة بابتسامة جميلة :
بنت خالتك و خو معاها بيبصوا علينا ممكن نأجل الكلام لحد كا نرجع للبيت يا فارس صدقني مش قصدي خالص اوصلك الإحساس ده حقك عليا ، يمكن متعرفش اللي هقوله دلوقتي و أول مرة تسمعه بس انت بالذات يعز عليا اوي زعلك مني
اومأ لها بصمت ثم جذبها لأحضانها لتتشبث الأخرى به بقوة هو يعلم ان لو الأمر بيدها لابتعدت الآن لكنها تفعل ذلك فقط بدافع الانتقام 💔
بعد وقت ليس بطويل
كانت ميان تجلس تجلس بجانب فارس الذي يتحدث مع أحد اقاربه بتركيز التقت عيناها بأعين سفيان بدون قصد لتجد الندم متجسداً بها بينما هي لم تكن بنظراتها سوى النفور فقط لا غير !!!
التفت فارس لميان قائلاً عندما لاحظ ضيق ملامحها :
مالك زهقتي ولا ايه !!
ردت عليه ميان بصوت حزين :
فارس هو احنا ينفع نمشي
سألها بتوجس :
حد ضايقك يا ميان ، انجي ضايقتك بكلامها او…..
رددت بضيق و حزن :
من كلامها و من وجوده حواليا حاسة اني مخنوقة لمجرد ان متأكدة انه منزلش عيونه من عليا انا و انت لو مش هتتضايق خلينا نمشي لو سمحت
اومأ لها على الفور ثم توقف ليغادروا فأقتربت منهما سمر تحمل بيدها كأسين عصير تعطي أحدهما لميان ثم الآخر لفارس :
على فين يا عرسان !!
ردد فارس بجدية :
ميان تعبانة و عايزة ترتاح هنمشي
رددت سمر بنبرة مرحة و نظرات تخفي خلفها الكثير من المكر :
تمشوا من غير ما تشربوا حاجة ميصحش ، عايزين تمشوا اشربوا العصير انا طفلة اوي في الحاجات دي حتى اسألي فارس مش هتمشوا فعلاً
زفرت ميان بضيق هي بالأساس لا تطيق رؤيتها جذبت الكأس ترتشفه بسرعة و ما ان انتهت أخذت منها الكأس هي و فارس الذي جذب ميان للخارج و بكل خطوة يشعر بها تتمايل و تمشي بغير اتزان
ما ان وصلوا لخارج الفندق توقف يسألها بقلق :
ميان مالك انتي حاسة بدوخة !!
كانت تبتسم ببلاهة و هي تترنج بوقفتها سألها بتعجب و قلق بعدما جعلها تستند عليه :
مالك ايه اللي حصل مش كنتي كويسة دلوقتي !!
ردت عليه ببلاهة :
انا كويسة اوي بس انت مالك بقيت تلاتة كده ليه !!
– تلاتة !!!!
قالها فارس بزهول فاقتربت منه تحاوط عنقه بيدها ليشتم حينها رائحة خمر تفوح من فمها تعجب و سرعان ما تذكر ما حدث و تملك الغضب منه
كاد ان يعود للداخل لكنه توقف عندما تمايلت بوقفتها و كادت ان تقع حملها بين يديه على الفور متوجهاً للجراش حيث سيارته و اعين سفيان لا تفارقهما و ما ان غادرا جلس بداخل سيارته يضرب المقود بيده من الغضب و النيران التي تشتعل بصدره الآن نزلت دموعه تنساب على وجنتيه من القهر و الندم يتسأل انه من البداية يشعر هكذا و لا يتحمل ما باله هي التي قضت سنوات في ذلك القهر و الألم لم تمل من حبه بل كانت في انتظاره 💔
…..
دخل بها من باب المنزل و هي لم تتوقف عن تحريك قدمها بالهواء و هي تغني بعلو صوتها العذب :
انت مين في الهوا و في الشوق هو انت حبك ده ايه مكتوم…..
قاطعها قائلاً بتوسل و هو يدفع الباب بقدمه :
ابوس ايدك اكتمي انتي ، لحظة كمان و الجيران هيبلغوا البوليس عننا
ركلت بقدمها في الهواء حتى انزلها فتابعت بغناء و هي تتمايل بجسدها :
اللي ملكش فيه ملكش دعوة بيه مالك بيا خليك في حالك مش فيقالك عاوز مني ايه
ضحك بقوة عليها ثم اقترب منها يحاول جذبها لغرفتها لكنها ترفض المشي معه فحملها على كتفه كشوال البطاطا يدخلها لغرفتها قائلاً بتوسل ان تتوقف عن صراخها :
ابوس ايدك اقفلي السرينة اللي فتحتيها دي هنروح في داهية بسببك !!
ارتمت بجسدها على الفراش قائلة بتعب :
انا عاوزة انام
ردد بارتياح :
ياريت والله تنامي
اقترب منها يزيل عنها حزائها ثم جعلها تعتدل بالفراش ثم وضع على جسدها الغطاء القى عليها نظرة اخيرة قبل ان يغادر الغرفة مغلقاً الأضواء خلفه
كان يجلس على فراشه يتحدث مع والديه حتى يأتوا إليه ليناموا هنا لحين سفرهم لكنهما رفضا بسبب اصرار خالته على ان يبقوا بمنزلها
تنهد بضيق و هو يتذكر انجي و سمر متأكداً مئة بالمئة انهما وراء ما حدث لميان و انهما من وضعا الخمر بكأسها !!
دخل للمرحاض ليتحمم و يبدل ملابسه بعدها خرج و هو يجفف خصلات شعرها ليتصنم جسده بمكانه مما رأت عيناه !!!
…….
بينما بأحد الأماكن المهجورة كان يجلس أحدهم جسده مقيد بمقعد خشب و عيناه مغطاة بقماشة سوداء يصرخ عليهم بغضب :
انتوا مين فكوني و إلا هوديكم في ستين داهية !!
جاءه صوت يقطر منه الشر :
كان نفسي اقولك نورتنا يا دكتور بس الزبالة بتوسخ مش بتنور !!!
سأله بتعجب :
انت مين و عايز ايه !!
ردد بجانب اذنه بشر :
انا عملك الأسود في الدنيا !!!
……
تصنم جسده بمكانه و سقطت المنشفة من يده و هو يرى باب الشرفة مفتوح على مصرعيه و الأخرى ترفع قدمها على السور ركض إليها على الفور مردداً بفزع و هو يجذبها نحوه :
انتي بتعملي ايه !!
دفعته بعيداً عنها مرددة بثمالة :
عايزة أطير زي تنا ورنا ما بتطير
ثم نظرت له قائلة بابتسامة واسعة بلهاء :
معاك شوية تراب اساطير
رد عليها بتعجب :
تراب اساطير !!!
ذمت شفتيها مرددة بضيق و هي تحك خصلات شعرها بأصبعها بتفكير :
شكلك مش معاك خلاص هتطير انا
ثم بلحظة صعدت على طاولة بجانب الشرفة ترفع يدها مقلدة شخصية كرتونية شهيرة قائلة بصوت ثمل :
إلى اللا نهائية و ما بعدها
ردد هو بصدمة مما يرى :
لأ هي هتبقى نهايتك فعلاً !!
نظرت له بحدة قائلة بتزمر طفولي :
متقاطعنيش سيبني اطير بتركيز
قبل ان تفعلها لحق بها يجذبها من يدها ثم حملها على كتفه يدخل للغرفة مردداً بزهول :
يا بنت المجنونة !!!
القاها على الفراش فتأوهت مرددة بألم :
آآه راسي
اغلق الشرفة ثم عاد إليها سريعاً يسألها بقلق :
مالك انتي كويسة
اعتدلت بجسدها جالسة ثم اقتربت منه تلكمه بصدره بغيظ ثم تخطته تخرج من الغرفة مرددة :
انا حرانه اوي ، الجو حر كده ليه
لحق بها على الفور ليجدها تدخل لغرفتها و تغلق الباب خلفها بخطوات مترنجة فتح الباب على الفور ليتفاجأ بها تفف بمنتصف الغرفة تزيل اكتاف الفستان من على جسدها حتى كاد ان يسقط من عليه فردد بصدمة و هو يقترب منها سريعاً يرفع الفستان قبل ان يسقط من عليها :
يا نهار أسود انتي بتعملي ايه !!!
ابعدته عنها مرددة بضيق و هي ترفع اصبعها بوجهه بينما جسدها يتمايل من الثمالة :
انت تاني ، ماشي ورايا ليه ، عايز مني ايه مش عارفة اطير براحتي مش عارفة البس براحتي انت رخم ليه
ردد بصدمة :
انا رخم !!
اومأت له برأسها عدة مرات اختل توازنها و كادت ان تسقط فلحق بها يجذبها نحوه نظرت له ببلاهة تغمض عيناها و تفتحها عدة مرات و الآخر يضحك بخفوت عليها كم تبدو لذيذة و هي تتصرف هكذا
اقتربت منه تحاوط عنقه بيديها مرددة بغزل مفاجأ :
تعرف ان عينك حلوة اوي انا عايزاها !!!
ردد بزهول و عدم فهم :
عايزاها ازاي يعني !!
قربت يدها من عيناه مرددة بحماس :
عايزاها يعني هبدل عيني بعينك بص مش هوجعك هدخل ايدي و هاخدها بسرعة مش هتحس بحاجة
ابتعد عنها بزهول لقد اذهب الخمر عقلها على الأخير انفجرت هي باكية تردد بحزن :
انت مش عايز تديني عينك ليه ، مليش دعوة انا عايزاها اشمعنا انت عندك زيها و انا لأ
اقترب منها مردداً بسرعة يردد كأنه يحدث طفلة صغيرة :
حاضر هديهالك بكره بس بطلي عياط
نظرت له قائلة بشك :
انت بتضحك عليا و مش هتديني حاجة ، اوعدني الأول يلا
ردد بداخله بضحك :
سامحني يارب مضطر اجاريها و اخدها على قد عقلها
ثم تابع بابتسامة لها :
اوعدك اطمنتي كده
اومأت له برأسها كادت ان تخلع فستانها مرة أخرى فلحق بها مردداً بسرعة :
هتعملي ايه !!
رددت بضجر و نفاذ صبر :
انت زهقتني اوي ، بطل تقاطعني كل شوية
تنهد قائلاً بنفاذ صبر و تعب :
انتي مش كنتي عايزة تنامي
نفت برأسها قائلة بضيق :
مين الحمار اللي قال كده
رد عليها بغيظ :
انتي اللي قولتي
ردت عليه بضيق و هي تقترب منه :
يا كداب مامتك مقالتلكش ان اللي بيكدب بيروح النار مش بيروح مارينا !!
ثم تابعت ما كانت ستفعله حاولت جر سحاب فستانها من الخلف لكنها فشلت نظرت إليه قائلة بضجر :
تعالى افتحلي البتاع ده رخم اوي زيك
اقترب منها قائلاً بغيظ و هو يكور قبضة يده و يرفعها أمام وجهها :
لسانك طويل كده ليه !!
اخرجت لسانها قائلة ببلاهة :
لأ انا لساني صغير خالص حتى شوف
ابتسم عليها فضحكت قائلة و هي تضع اصبعها في خصره سرعان ما ابعدها قائلاً بضحك :
بس
نفت برأسها و تابعت دغدغته بخصره و الاخر يتراجع للخلف يضحك بقوة كذلك هي حتى سقط على الفراش و هي فوقه قلب الوضع و بدأ يفعل مثلها و الأخرى صوت ضحكاتها العالي يرن بالأرجاء يطرب اذنيه بعد دقائق كان يرتمي بجانبها على الفراش يأخذ انفاسه و كذلك هي
التفت برأسه ينظر إليها لتفعل هي المثل رفع جسده قليلاً ثم مال عليها ليصبح فوقها رفع يده يتحسس كل جزء بوجهها بداية بجبينها نهاية بشفتيها التي اخذ يمرر يده عليها برقة شديدة كأنه يرسمها و الأخرى تنظر له بصمت
نظر لداخل عيناها مردداً بعشق لها :
تعرفي اني بحبك اوي ، نظرة منك بس كفيلة انها متخلنيش قاعد على بعضي
استند بجبينه على جبينها ثم تابع بحب :
اتجوزت قبل كده اه بس مكنش اختياري ، انما انتي اختياري الوحيدة اللي اختارتها و شوفت فيها انها بتكملني ، قلبي عايز قربك دايماً و عقلي مش بيفكر غير فيكي ، عملتي فيا ايه عشان احبك كده ⁦♡⁩
كانت تستمع بصمت و ما ان انتهى رفعت يدها هي الأخرى تضعها على وجنته مرددة :
خليك جنبي ، متسبنيش !!
نظر لها بصدمة ثم ردد بوعد ممزوج بسعادة :
عمرها ما هتحصل انا جنبك دايماً ، لحد ما انتي تقولي ابعد خلاص و تزهقي مني
اقترب منها ببطيء ملتقفاً بشفتيه خاصتها بشغف و حب كبير طار عقله من السعادة و هو يشعر بها تحاول ان تجاريه بينما تضع يدها بخصلات شعره تقربه منها أكثر !!!
…….
في صباح اليوم التالي فتحت عيناها ببطيء و هي تشعر بصداع شديد يؤلم رأسها نظرت حولها بتعجب تحاول معرفة اي هي لكن الأهم من ذلك الذي يحاوط خصرها من الخلف و يلتصق بها هكذا التفتت سرعان ما شهقت و انتفضت مكانها عندما رأت الوضع فارس ينام عارياً بجانبها يرتدي بنطالاً فقط و هي ترتدي قميصه !!!
استيقظ اثر دفعها ليده مردداً بصوت ناعس :
صباح الخير
انتفضت من على الفراش تقف بعيداً عنه مرددة بصدمة و هي ترى ثوبها ملقي بجانب الفراش كذلك كذلك ملابسها الخاصة :
ايه اللي حصل ده !!
اعتدل ينظر لها مطولاً و ألم بشع ينهش قلبه من فزعتها هكذا لأنها تظن انه حدث بينهما شيئاً تحسست جبينها تحاول تذكر ما حدث قائلة :
انا اخر حاجة فكراها لما طلعنا سوا من الفرح ، ايه اللي حصل بينا امبارح يا فارس !!
اقترب منها حتى أصبح يقف امامها قائلاً بهدوء ظاهري لا يمس لقلبه المشتعل من الداخل بصلة :
تفتكري انتي ايه اللي حصل
رددت بضيق و نفاذ صبر و هي تنظر للفراش الغير مرتب بالمرة كل ما حولها يشير لشيء واحد تتمنى ان يكون خاطئاً :
لو أعرف مكنتش سألت انا مش فاكرة حاجة خالص ، رد عليا ايه اللي حصل بينا
تنهد قائلاً بملامح وجه جامدة :
اللي انتي بتفكري فيه !!!
ابتلعت ريقها بصعوبة مرددة بصدمة :
حصل بينا حاجة
صمت و لم يجيب فتحسست بشرة عنقها بصدمة كادت ان تركض من امامه لكنه امسك بها يجذبها نحوه قائلاً :
رايحة فين
ردت عليه بعنف غير مسبوق منها معه :
اللي حصل بينا اكيد انا مكنتش في وعيي لأني…..
قاطعها قائلاً بتهكم و الألم يرتسم بوضوح داخل عيناه مهما حاول اخفائه :
لأنك لو في وعيك أكيد مش هتسمحيلي أقرب منك مش ده اللي كنتي هتقوليه
رددت بحدة و عدم وعي :
انت قربت مني ليه و انت عارف اني مش في وعيي استغليت حالتي صح
قبض على يدها مردداً بغضب :
بجد بس ده مكنش كلامك امبارح لما كنتي عايزة قربي منك ، مكنش كلامك و انتي بتقولي متسبنيش خليك جنبي ، مكنش كلامك لما جيت ابعد لكن انتي اللي رفضتي و كنتي عايزة القرب يمكن اكتر مني
ردت عليه بحدة :
مكنتش في وعيي انا مستحيل أعمل كده
كادت ان تغادر لكنه قبض على يدها مرة أخرى مردداً بغضب كبير و شعور بالأهانة يتملك منه بقوة :
كل لحظة حلوة بينا بتتفنني ازاي تدمريها ، بس متخافيش مقربتش منك و لا هقرب لا دلوقتي و لا بعدين يا ميان ، محصلش بينا حاجة !!!
قال الأخيرة و هو يدفعها للخلف بعيداً عنه بحدة نظرت له بصدمة و عدم تصديق ليتابع هو بتهكم :
لو مش مصدقاني و خايفة على نفسك تقدري تروحي تكشفي عشان تعرفي اذا كان جوزك لمسك و لا لأ !!
بقت مكانها مصدومة فردد بحدة و غضب من الأهانة التي يشعر بها الآن و دون النظر لها :
اطلعي بره !!
بقت مكانها مصدومة فأقترب منها يقبض بيده على يدها يدفعها خارج الغرفة ثم اغلق الباب بوجهها ثم عاد للداخل يركل المقعد بقدمه بعدها جلس ارضاً يحاول تهدئة النيران المشتعلة بداخله منها
وقعت عيناه على ثيابها الملقاة ارضاً بالأمس كان حقاً على وشك اتمام زواجهما لولا أنه بأخر لحظة تعالى رنين هاتفه ليجعله يفيق مما كان سيقدم عليه !!!
يحمد الله الآن ألف مرة انها استفاق بالأمس بالوقت المناسب و إلا كان حتماً ستكون الأهانة أكبر 💔
بينما هي انفجرت باكية ما ان أصبحت بمفردها و هي تقف أسفل مرش المياه تحك جسدها بعنف حتى سببت بعض الجروح لنفسها 💔
…….
بينما على الناحية الأخرى كان قصي يتراجع بظهره للخلف بتعب من العمل الذي يجهد نفسه به ليلاً و نهاراً بلا انقطاع كان يغمض عيناه بتعب و هو يشعر بتخدر بأكتافه و عظام رقبته تؤلمه
شعر بيد على اكتافه انتفض مكانه عندما فتح عيناه ليجد انها سيلين صرخ عليها بغضب :
انتي ايه اللي دخلك هنا !!
نزلت دموعها قائلة بحزن و اعتذار :
قصي اسمعني بس…..
ردد بتهكم و سخرية مريرة :
غريبة ما انا كنت بقولك بردو اسمعيني الأول ، بس مردتيش عليا عرفتي دلوقتي اد ايه مهم انك تسمعي الأول قبل ما تتكلمي
نفت برأسها قائلة بندم :
مكنش قصدي عقلي اتغيب لما شوفتها قريبة منك ، غيرت و عقلي مكنش فيا ليه مش عايز تعذرني في غيرتي عليك
سخر منها قائلاً بغضب :
انتي مصدقة نفسك غيرة ايه اللي تخليكي تقللي مني بالشكل ده ، غيرة ايه اللي تخليكي تكرري نفس الغلط من تاني و كمان قدام الموظفين
رمقها بغضب متابعاً بنفاذ صبر منها و ألم :
عذرتك كذا مرة بس طاقتي نفذت زهقت منك و من شكك اللي ممكن في لحظة يهدم حياتنا
وضعت يده على رحمها قائلة برجاء :
طب و ابننا !!!
نظر لها للحظات ثم تابع بغضب :
حتى اللي في بطنك مش هيكون سبب عشان ارجعلك و اردك من تاني يا سيلين
نظرت له بوجع و كادت ان تغادر لكنه استوقفها عندما رأى أمل بالخارج على وشك الدخول قائلاً :
مش تقوليلي مبروك الأول قبل ما تمشي !!
– على ايه !!
ردد بقسوة :
إصلي هتجوز قريب ، ده حتى العروسة مش غريبة عليكي امل بنت عمتك !!
ابتسمت أمل باتساع بعدما استمعت لما قال فأقتربت منه مرددة بمكر :
انت قولتلها يا حبيبي كنت سيبني انا اقولها بنفسي احسن تزعل اني مقولتلهاش و تفكر اني كنت عايزة اخبي عليها
نفت سيلين برأسها قائلة بعدم تصديق :
قصي الكلام ده مش صح أكيد
سألها بسخرية و هو يتمساك بصعوبة امامها :
ايه اللي يخليه مش صح
اقتربت منه قائلة بدموع :
انت متعملش فيا كده و مستحيل تتجوز دي بالذات
ردد بسخرية مريرة :
كان الأولى تثقي فيا من الأول بدل ما وصلتينا لكده بتسرعك و غبائك
رددت امل بتهكم :
طول عمرها كده يا حبيبي ، بس يلا محدش بيتعلم ببلاش و اهي اديها اتعلمت الدرس ، بس اشك اصل اللي في داء ما بيبطلوش
هجمت عليها سيلين تجذبها من خصلات شعرها صارخة عليها بعضب و غل :
انت تخرسي خالص يا خطافة الرجالة انتي ، هقتلك بأيدي يا خرابة البيوت
ابعدها قصي عنها بصعوبة مردداً بغضب :
بس بقى ، ابعدي عنها
صرخت عليه سيلين بدموع و قهر :
بتزعق فيا عشانها يا قصي نسيت هي عملت فينا ايه ، هتتجوز دي ، اللي فضلت تبعتلك في صور زي بنات الليل ما بتعمل ، دي رخيصة هتتجوزها
ثم تابعت بتيه :
طب و انا هتتخلى عني انا و ابنك !!
رد عليها بوجع ظهر بوضوح مهما حاول اخفائه :
انا متخلتش عنك انتي اللي اتخليتي اما بخصوص ابني فمتخافيش انا عمري ما اعملها رجالة عيلة العزايزي مش خايني و لا بيرموا لحمهم
قال الأخيرة بقوة فعادت سيلين تهجم على أمل من جديد لكنه لحق بها قائلاً بغضب :
قولتلك ابعدي عنها
نفت برأسها عدة مرات قائلة بغل :
مش هبعد هي السبب أكيد هي اللي خربت بينا مفيش حد غيرها مستفاد اني ابعد عنك غيرها الحرباية دي
صرخ عليها بغضب :
كفاية فضايح بقى
دخلت سكرتيرته قائلة باعتذار و هي ترى الوضع:
مستر قصي انا اسفه م……
صرخ عليها بغضب و عصبية :
كنتي في اي داهية ازاي تسيبي مكتبك عشان كل من حب يدخل يدخل كأنها وكالة من غير بواب
اعتذرت قائلة بخوف :
انا اسفه كنت يجيب الملف اللي حضرتك طلبته من الأرشيف معرفش ان ده……
قاطعها قائلاً و هو يشير لسيلين :
طلعيها بره !!!
نطقت بأسمه بعدم تصديق و هي تشعر بالأهانة :
قصي !!
دخل سفيان قائلاً بغضب :
ايه اللي بيحصل هنا ده صوتكم عالي ليه
نظر قصي لسكرتيرته بغضب قائلاً :
سمعتي انا قولتلك ايه طلعيها بره
مسكت السكرتيرة بيد سيلين لكن سفيان ابعدها قائلاً بصدمة و حدة :
قصي انت اتجننت ازاي تعامل مراتك كده قدام الموظفين !!!
رد عليه بضيق :
مبقتش مراتي دي طليقتي يا سفيان
ركضت سيلين للخارج حاول سفيان اللحاق بها لكنه لم يلحق :
سيلين استني بس !!
تنهد ثم عاد للداخل قائلاً بغضب لأمل :
انتي بتعملي ايه هنا ، اطلعي بره
ردت عليه بتحدي :
قصي بس اللي من حقه يطردني مش انت لأني في مقام خطيبته و مراته قريب يعني تكلمني كويس
– خطيبته !!!!
نظر سفيان لقصي قائلاً بصدمة :
الكلام اللي بتقوله ده صح يا قصي
التفت قصي لها قائللً بصرامة :
اطلعي بره
بقت مكانها مصدومة فصرخ عليها بحدة :
مش قولتلك غوري بره !!!
ما ان غادرت التفت سفيان لقصي قائلاً :
انا بجد مش عارف اقولك ايه غير بلاش تكرر غلطي يا قصي بلاش غضبك يعميك و تضيع كل حاجة من ايدك أعمل حساب ابنك اللي لسه مشافش النور ، بدل ما تهدم بيتك أرجع ابنيه من تاني و شوف ايه اللي كان ناقصه من الأول و عَمره
ثم تابع بقهر و ألم :
بسبب غلطي في حقها ضيعتها من ايدي و بقى أقصى طموحي اني اشوفها و أملي عيني مينها ، بضرب نفسي مية جزمة و اقول لو ترجع يا زمن 💔
…..
قبل ان يذهب لعمله مر أولاً على بيت خالته ليجد والديه و ابن شقيقته الراحلة مازالوا هناك فتحت له خالته الباب و قبل ان تتحدث دخل للداخل كالعاصفة يقبض بيده على يد انجي مردداً بغضب :
حركاتك دي مش هتبطليها ، اللي فيه داء عمره ما يبطله الو……في دمك انت و اختك ، فاكرة اني ممكن ارجعلك لو عايزك كنت رجعتلك زمان بس انا ماصدقت خلصت منك
ردت عليه بحدة :
انت اتجننت يا فارس ازاي تكلمني و تمد ايدك عليا كده فوق لنفسك
رد عليها بغضب و هو يدفعها بقسوة للخلف :
انا فايق كويس لكن انتي اللي لازم تفوقي من الوهم اللي معيشة نفسك فيه لو السما انطبقت ع الأرض مش راجعلك يا انجي احترمي نفسك و احترمي الحجاب اللي على راسك و بلاش الحركات الرخيصة اللي انا عارفها كويس و عارف انها متجبيش إلا منك
تدخلت خالته قائلة بغضب :
انت زودتها اوي يا فارس احترم وجود الكبار حتى و راعي انك بتغلط فينا و في قلب بيتنا !!
صرخ بغضب عليهم :
لما تعلمي انتي بناتك ازاي بحترموا نفسهم يا خالتي ابقى تعالي حاسبيني على اي تصرف يطلع مني ، لما بنتك المحترمة تخدع مراتي امبارح و تحطلها في العصير wine عشان تسكر يبقى بناتك محتاجين اعادة تربية من جديد
صرخت عليه سمر بغضب :
احنا معملناش حاجة روح اسأل اللي سكرت كانت بتشرب فين و مغفلاك
صرخ عليها فارس بغضب افزع الجميع :
لسانك لو نطق بكلمة معجبتنيش في حق مراتي ، هتشوفي مني وش هيزعلك اوي و هنسى انك بنت خالتي ، مراتي خط أحمر و اشرف منك و منها ع الأقل مبتعملش حركات رخيصة !!
جذبت والدة فارس يده و هي تنادي بعلو صوتها على فراس الصغير ليأتي من الغرفة بينما والده جذبه من ذراعه ليغادروا و قبل ان تغادر نادين رددت بحدة لشقيقتها :
ربي بناتك يا شهيرة ، ربيهم كويس و ابعديهم عن ابني و مراته و إلا هتخسريني
…….
كانت همس تجلس بجانب لينا التي تتحدث مع عمار على الهاتف و هي تتظر للفراغ بشرود و تبتسم و هي تتحسس وجنتها و تاره فوق شفتيها و كلمات كارم تتردد بأذنها
أغلقت لينا الهاتف و التفتت لها قائلة بمكر و هي تلاحظ حالة الهيام المسيطرة عليها :
سرحانة في ايه ، مين اللي واخد عقلك يا هموسة !!
رددت همس بتوتر من نظرات الأخرى :
محدش و بلاش تلميحاتك دي مش اللي في دماغك
رددت لينا بمكر و براءة زائفة :
الله طب انتي ايه اللي عرفك اللي في دماغي
جزت همس على اسنانها قائلة بغيظ :
لينا !!
صمتت لينا لكن صمتها لم يطول و رددت بمكر :
طب انا احلفلك ع المصحف انك بتحبيه
سألتها همس بتوتر :
هو مين ده
غمزتها لينا قائلة بمكر :
يعني مش عارفاه ، كارم !!
رددت همس بتوتر و هي تتحاشى النظر لها :
انا بحب كارم !!!
ردت عليها لينا بنفاذ صبر :
لأ ابوه
ثم تابعت بغيظ :
يا بت ده انتي من بدري سرحانة و عينك بتطلع في قلوب ، ده غير التلفون اللي مش مبطل رن و انتي هتموتي و تردي عليه و علطول معاه ده احنا بقينا نشوفك صدفة ، ده انتي لولا الجامعة مكناش هنشوفك
رددت همس بسخرية :
شوف مين اللي بتتكلم ده انتي طول الوقت مع عمار اومال لما تتجوزيه بقى مش هنشوفك
ردت عليها لينا بمكر :
طب عمار خطيبي كارم بقى ايه نظامه
حكت يدها ببعضها لتدفئها قائلة بتوتر ملحوظ :
زي اخويا !!
نظرت لها لينا بغيظ قائلة :
اقسم بالله انا مسكت دلوقتي لساني بالعافية عشان مشتمش ، بقى كارم اخوكي بقى كل ده و اخوكي اومال لو جوزك كان ايه اللي هيحصل بقى
حمحمت همس ثم توقفت قائلة بضيق :
انا رايحة اجيب حاجة اشربها عشان شكلك مش هتسبيني في حالي انهاردة
جاءت بعد دقائق ميان تجلس بجانب لينا صامتة و شاردة هي الأخرى فرددت لينا بضيق :
لأ بقى انتي كمان جاية سرحانة فيكي ايه انتي و هي طب همس و عارفة سرحانة في ايه ، انتي بقى مالك ايه اللي واخد عقلك
نفت ميان برأسها قائلة بصوت مختنق :
مفيش حاجة ، انا بس مصدعة شوية !!
جاءت همس تجلس بجانبهما قائلة :
انتي جيتي طب كويس اهو تحل عني شوية
رددت لينا فجأة بسعادة :
على فكرة انا كتب كتابي اخر الأسبوع ده يعني بعد حوالي خمس أيام
نظرت لها ميان قائلة بزهول :
نعم !!!
بينما همس حدجتها بغيظ قائلة :
امتى حددتوه ، احنا اخر من يعلم يعني يا ندلة !!
ضحكت لينا قائلة :
حصل فجأة والله انا لقيت عمار و اخوه مرة واحدة طبوا علينا امبارح عايز يحدد ميعاد كتب كتاب لحد ما نقرر الفرح امتى و الشقة تكون خلصنا تجهيزها
ثم تابعت بحماس :
عشان كده عايزين ننزل سوا نجيب فستان لكتب الكتاب يكون حلو عشان يعجب قرة عيني
ضحكت همس قائلة بحماس :
هنلبس احنا التلاتة لون فستان واحد كتب الكتاب هيكون في البيت عندي
كانت ميان شاردة بعالم اخر فسألتها لينا بقلق :
ميان بجد مالك فيكي ايه
سألتها همس هي الأخرى بقلق :
انتي متخانقة مع فارس !!
نظرت لهما للحظات ثم اومأت برأسها عدة مرات و الدموع تنساب من عيناها بحزن :
متخانقين و كالعادة انا اللي غلطانة ، انا دايماً اللي بغلط و الحق بيكون عليا ، دايماً بزعله غصب عني بس المرة دي زعلته جامد اوي و مليش عين اروح اكلمه أصلاً و اعتذر منه مش قادرة احط عيني في عينه أصلاً
تبادلت لينا النظرات مع همس التي سألتها بقلق :
ايه اللي حصل طيب قوليلنا يمكن نعرف نحل الموضوع سوا
نفت ميان برأسها فسألتها لينا بتفهم :
حاجة مينفعش تحكيها يعني خاصة بينكم
اومأت لها بنعم فرددت همس برفق :
كل مشكلة و ليها حل فارس بطبعه هادي و هيتفهم انتي بس سيبيه يهدا الأول و بعدها اتكلمي معاه و اعتذري منه و ان شاء الله كله يبقى تمام
بكت ميان قائلة بحزن :
كل مرة أقول اسفه و كل مرة اغلط ، كل وقت يكون بينا حلو بغبائي اضيع كل ده و ازعله مني لسه مصلحاه من كام يوم و دلوقتي زعلته تاني أكيد زهق مش هيسمع مني أصلاً و هيكون عنده حق غلطي المرة دي كبير اوي و جرحه
ربتت لينا على كتفها قائلة برفق :
طب اهدي متعيطيش ، هتتحل والله
نظرت لها همس بحزن و صمتت و حدسها يخبرها ان المشكلة التي حدثت بينهما بالطبع لسفيان دخل بها
لكنها صمتت و لم تتحدث بالأمر فقط سألتها :
طب هو فارس فين دلوقتي
رددت ميان بدموع و حزن :
في المستشفى انا كمان المفروض كنت اروح انهاردة عشان يوم التدريب بتاعي زي ما اتفقنا بس خوفت اروح و هو أصلاً زعلان مني أكيد مش هيبقى حابب يشوفني
جذبتها هس من يدها قائلة بحماس :
انتي تطبي عليه دلوقتي و تاخدي معاكي ورد شيك كده و حلو و تصالحيه كده في حموتها عشان يعرف انه زعله عندك بالدنيا و مقدرتيش تستني لحد ما يرجع البيت
ايدتها لينا قائلة باقتناع :
الصراحة شايفة انها فكرة حلوة
اومأت لهما و بالفعل اشترت باقة ورد جميلة و هي بطريقها للمستشفى لتصدم ما ان وصلت أمام غرفته بما استمعت له !!!
……
قبل قليل كان يجلس بمكتبه بعدما أنتهى لتوه من عملية ولادة متعسرة ليتفاجأ بمن تدخل مكتبه انها انجي انتفض بمكانه قائلاً بحدة :
ليكي عين تيجي لحد هنا !!
اقتربت منه قائلة بعتاب و صوت رقيق :
بقيت قاسي عليا اوي يا فارس ، حصل ايه مني يعني عشان تبقى كارهني كده و انا اللي في حياتي محبتش حد قدك
قبض على يدها قائلاً بغضب :
بلاش كدب ورقك كله مكشوف قدامي انا بالذات قولي بحب فلوسك كنت متجوزاك عشان اخرج كن سجن ابويا متجوزاك عشان استغلك انما حب اللي زيك متعرفش الحب اللي زيك بتاخد و بس و مش عايزة تدي
ثم تابع بحدة و هو يدفعها بعيداً عنه :
سنين جواز عيشتهم معاكي في قرف و مصدقتش خلصت منه عايزاني ارجع ليكي برجليكي تاني ده انا ماصدقت خلصت منك
رددت بضيق و شعور الاهانة يلازمها :
مش بقولك بقيت قاسي
اقتربت منه قائلة باغواء :
حبيتها يا فارس مش كده ، حبيتها بس يا تري قدرت تنسيك انجي !!
دفعها بعيداً بقرف فتابعت هي مرة أخرى بدلال :
بتعرف تعمل اللي انا بعمله ، بتبسطك زي ما كنت بتتبسط معايا ، ولا حبيبتها خلاص و نسيتك الدنيا باللي فيها
رفعت اصبعها تضعه على وجنته مرددة باغواء :
بذمتك موحشتكش يا فارس ، نسيت ليالينا سوا !!
كانت ميان بالخارج تستمع للحديث الدائر بينهم تملك الغضب منها سرعان ما فتحت الباب و…… !!!!!
…….
ما ان غادرت ميان رأت همس كارم يأتي بسيارته من بعيد ركضت قائلة للينا بسرعة :
انا رايحة اجيب حاجة و جاية !!!
ذهبت لتختبأ بمكان ما بينما كارم اقترب من لينا قائلاً بابتسامة صغيرة :
اخبارك ايه يا لينا
ابتسمت بخفوت قائلة :
كويسة الحمد لله ، انت ازيك
رد عليها ثم نظر لسيارة همس قائلاً بتساؤل :
هي فين همس !!
ضحكت لينا قائلة :
أول ما شافتك جاي من بعيد هربت
ضحك بخفوت لتتابع هي بمكر :
اسمع مني انا بتحبك والله بس هي متبتة في حكاية زي اخويا دي ، خليك وراها متزهقش مع انها تزهق بلد انا عارفة
قالت الأخيرة بمرح جعلته يضحك بسعادة فتابع حديثها مرة أخرى :
انت بس خليها تولع ، الشطة و الليمون بتاع الحب خليها تغير و تحس انك هتضيع من ايدها و هي اللي هتتمسك بيك ، مش هي شيفاك اخوها أتعامل ع الأساس ده و هي لما تشوف كده من نفسها هتخاف تخسرك و بدل ما تبعد هتقرب
نظر لها قائلاً بابتسامة جانبية :
مش سهلة انتي يا لينا !!!
ضحكت قائلة بمرح :
اللي تصاحب ميان و همس بكمية الغباء اللي فيهم خصوصاً في الحب لازم تبقى بالمكر ده عشان يلاقوا اللي تنصحهم مع انهم مش بيسمعوا مني و قولت زي ما قولتش
قالت الأخيرة بمرح فضحك عليها بقوة قائلاً :
ربنا يكتر من امثالك يا ست لينا ع العموم ألف مبروك عمار اتصل يعزمني انهاردة عقبال الفرح يارب
شكرته و اكدت عليه المجيء بينما هو غادر و كلمات لينا تدور في عقله سيعمل على تنفيذها بأقرب وقت يا هو يا هي تلك المجنونة ⁦♡⁩
…….
عاد من العمل باكراً ليجد والدته امامه قائلة بنبرة صارمة حادة :
اسمع بقى انا سكت و قولت يمكن يعقل لكن طالما معقلتش و عمال تغلط يبقى لازم اللي يوقفك عند حدك مين أمل دي اللي رايح تتجوزها ، الأولى لو عايز تتجوز تفكر في مراتك ام ابنك اللي مش في حساباتك خالص
رد عليها بسخرية :
هي لحقت اشتكتلك
ردت عليه بحدة :
مقالتش حاجة اللي انت ناوي تتجوزها من غير ما تعرف امك رايحة توزع الخبر على الكل و امها من شوية بتتصل بيا تقولي دي اخرتها اعرف من الغريب يا ابن بطني
اغمض عيناه بغيظ من الأخرى فرددت والدته بصرامة و غضب :
نهاية الموضوع ده قسماً عظماً لو مردتش مراتك يا قصي و رجعتها بيتها و قطعت علاقتك بالزفتة التانية لا انت ابني و لا انا اعرفك و لساني ما يخاطب لسانك طول العمر ، بدل ما تراعي مراتك في الفترة دي و تروح معاها للدكتور و تطمن على ابنك رايح تقول هتجوز الزفتة دي !!
……
كانت ميان بالخارج تستمع للحديث الدائر بينهم تملك الغضب منها سرعان ما فتحت الباب و دخلت ميان عليهما بدون مقدمات
ابتعدت انجي بينما فارس بقى صامتاً ينظر لها بجمود و عدم مبالاه اقتربت منهما قائلة بنبرة رقيقة
تتمسك بذراع فارس و تقبل وجنته برقة :
حبيبي كويس اني لقيتك في مكتبك مش في العمليات انا خلصت محاضرات بدري و قولت اعدي عليك نروح سوا
صدم من فعلتها لكنه بقى على هيئته بينما كورت انجي قبضة يدها بغل و حقد خاصة عندما التفتت ميان لها قائلة ببرود و تهكم :
انجي انتي هنا مخدتش بالي منك خالص ، مقولتليش بتعملي ايه هنا
ردت عليها انجي بسخرية :
مكتب ابن خالتي و من حقي ازوره في اي وقت ، إلا بقى لو انتي عندك اي اعتراض ، غيرانة مثلاً على فارس مني
ضحكت ميان بخفوت قائلة بسخرية :
غيرانة !!!
كان فارس يتابع الحديث الدائر بينهما في صمت سرعان ما تحول لغضب عندما لاحظ استهزاء ميان بأخر كلماتها
تابعت ميان حديثها بسخرية :
اغير منك انتي لأ بجد ضحكتيني ده انتي اخر واحدة انا ممكن اغير منها ، اصل هغير من ايه ما هو لو كان عايزك كان رجعلك من زمان
ردت عليها انجي بغل و تصنع التفكير :
بس فيه مثل كان بيقول ايه ، كان بيقول ايه يا انجي اه افتكرت ، بيقول القديمة تحلى و لو كانت وحلة
ضحكت ميان قائلة بسخرية :
وحلة ايه يا انجي عيب يا حبيبتي متقوليش على نفسك كده
قضمت انجي جلد فمها من الداخل بغل و حقد كبير بينما فارس بصعوبة اخفى ابتسامته دخلت احد الممرضات قائلة بجدية لفارس :
دكتور فارس محتاجين حضرتك تحت في الاستقبال
اومأ لها بصمت و قبل ان تغادر اوقفتها ميان قائلة بتهكم و هي تنظر لأنجي بسخرية :
استني لو سمحتي يا انسة وصلي المدام في طريقك لباب المستشفى اصلها جت ع المكان الغلط !!!
غادرت انجي برفقة الممرضة و هي تتوعد لها و تشعر بالغل و الحقد الشديد بينما ميان التفتت تنظر لفارس الذي كان كما هو يناظرها بجمود اقتربت منه تعطيه باقة الزهور قائلة باعتذار و هي تحني رقبتها :
فارس انا اسفه مكنتش اقصد اللي حصل
لم يأخذها منها بل لم ينظر لها من الأساس كل ما فعله ان ردد بجدية قبل ان يترك الغرفة و يرحل :
غيري هدومك لو جاية تتدربي اما لو لأ فانتي عارفة تروحي ازاي !!!!
شعرت بالحزن الشديد من فعلته تنهدت بحزن و ابدلت ثيابها لتباشر عملها و مهما حاولت الحديث معه يتجاهلها و لا يرد سوى بكلمات مقتضبة مر الحال بينهما هكذا لعدة أيام مهما حاولت لا يسامحها !!
…….
خرجت من المنزل بعدما نظرت لهيئتها للمرة الأخيرة فستان شتوي الجزء العلوي من الصوف الأزرق الثقيل نظراً لبرودة الجو بفصل الشتاء و الجزء السفلي منه مصنوع من الجلد الأسود رفعت شعرها الأعلى بكعكة جميلة تناسب منها بعض الخصل على وجهها اعطتها مظهراً رائعاً اكثر و بعض لمسات التجميل الخفيفة
لقد قامت والدة كارم بدعوتها على العشاء اليوم ما ان وصلت أمام باب الفيلا الخاصة به طرقت الباب لكن قبل ان يفتح وقفت بجانبها فتاة أول مرة تراها ترتدي ملابساً لا تليق بالمرة مع الحجاب الذي تغطي به رأسها !!!
فتح الباب و ظهر من خلفه كارم الذي ردد بابتسامة :
اهلا بالقمرات !!
نظرت له برفعة حاجب من تلقيبه بالأخرى بالقمر تساؤلات كثيرة دارت برأسها تتساءل من تلك و لما يدعوها هكذا دخلوا للداخل فمسك كارم بيد سمر قائلاً بابتسامة :
اعرفكم ببعض همس متربين سوا من زمان و دي سمر بنت خالة فارس نعرف بعض بردو من واحنا صغيرين
نظرت لها همس بابتسامة صفراء بادلتها الأخرى بمثلها بينما كارم كان يبتسم بزاوية شفتيه و هو يلاحظ تغير همس و علامات الضيق المرتسمة على ملامح وجهها و هي تنظر ليده الممسكة بيد سمر !!
قادتهم والدته لغرفة الطعام و لم تتوقف عن القاء نظرات غاضبة تجاه كارم الاحمق لقد قامت بدعوة همس ليتقربوا من بعضهم ليقوم هو بدوره بعزيمة سمر التي لم تحبها يوماً و منذ سنوات و هي تحاول الايقاع بكارم ليتزوج بها !!
طوال العشاء لم يتوقف كارم عن الحديث مع سمر متجاهلاً همس تماماً حتى بعد ان خرجوا للصالون ظل ملازماً لها
كانت تجلس تنظر إليه و هو يتحدث مع تلك المائعة كما اطلقت عليها و كيف يضحك الاثنان سوياً كارم يتجاهلها تماماً منذ ان جاءت لم يحدثها سوى مرة او اثنان فقط !!!!
دخلت والدته لتصلي العشاء و طلبت منها انت تنتظرها لكنها لم تستطع ان تبقى و تراهما هكذا قضمت شفتيها من الداخل بغيظ و غيرة
قادتها قدمها للحديقة تتمشى بها حتى توقفت امام باب الاسطبل الخاص بالخيول دخلت للداخل تمسد على رأس أحد الخيول ذات اللون الأبيض برفق و هي تتحدث :
انا ليه متضايقة عشان بيكلمها ، طب انا ليه مش بنسى كلامه و علطول في بالي ، انا محتارة حاسة بفرح بس مع الفرح ده خوف و توتر كبير
استندت برأسها على رأس الخيل برفق مرددة :
يمكن اتضايقت عشان حسيته اتجاهلني مش زي ما متعودة منه ، او يمكن اتضايقت عشان لقيت نفسي قاعدة وسطيهم لوحدي ، او يمكن عشان سبب انا مش قادرة انطقه و لا اقتنع بيه او يمكن بكابر !!
تنهدت قائلة بحيرة :
انا مش فاهمة حاجة و مش عارفة حاجة مية سؤال بيدور جوايا و الإجابة بتروح لجهة واحدة و هي اني بحب كارم ، بس ازاي ، طول عمره اخويا و دايماً بشوفه كده
ضمت ذراعيها لصدرها متابعة بحزن :
المشكلة اني خايفة أكون بتسرع زي المرة اللي فاتت ، مجرد اعجاب فكرته حب و كان للشخص الغلط و دلوقتي كارم و انا……
صمتت للحظات ثم تابعت بحزن و غيظ :
انا زعلانة و متضايقة اوي عارف انا نفسي دلوقتي اروح اجيبها من شعرها ، ده اول مرة يشوفني لابسة فستان من غير ما يعلق و يقولي حلو و اني زي القمر
ذمت شفتيها مرددة بضيق ت غيرة :
حبها امتى دي اصلا تحسها سهنة كده و مش مظبوطة ، يمكن عشان أحلى مني شوية و محجبة
كانت تتحدث بعشوائية و غضب من نيران الغيرة التي تشتعل بقلبها غافلة عن ذلك الذي يقف بالخارج يستمع لحديثها و ابتسامته تزداد اتساعاً
اقترب منها عندما قالت اخر جملة بحديثها مردداً بهمس جانب اذنها :
مفيش أحلى منك في الدنيا كلها
شهقت بفزع و التفتت بجسدها للخلف كادت ان تسقط لكنه لحق بها محاوطاً خصرها بيديه فأصحبت قريبة منه جداً حتى تلامس انفه بأنفها !!!
ابتلع ريقه بصعوبة و هو ينقل نظره بين عيناه و شفتيها و الأخرى تنظر له بأعين متوسعة من الصدمة رددت بصوت هامس مرتجف :
انت بتعمل ايه هنا !!
ردد بحب و هو يقربها منه اكثر :
انا دايماً في اي مكان قلبي يكون موجود فيه
توردت وجنتها بحمرة الخجل حاولت ابعاده عنها لكنه تمسك بها اكثر يجذبها نحوه مردداً بحب :
مش كفاية هروب بقى !!
رددت بتوتر و هي تخفض عيناها بعيداً عنه :
هروب من ايه
ابتسم مردداً بجانب اذنها بمشاكسة :
هروب مني و من جواب اسئلتك اللي اجابتها اللي بتروح لجهة واحدة و هي انك بتحبيني زي ما انا بموت فيكي ⁦♡⁩
توسعت عيناها بتوتر و صدمة لقد أستمع لحديثها فرددت بتلعثم :
انت فاهم غلط مش زي ما انت سمعت !!
رفع ذقنها مرة واحدة لتنظر له مردداً :
همس مش بتعرف تكدب و لو حصل و حاولت عيونها دايماً بيفضحوها زي دلوقتي كده قلبك بيقول حاجة و لسانك بيقول حاجة و عينك بتعرف من عيني عشان بتكدبي
توترت فوضعت يدها على يده التي تحيط خصرها تبعده عنها لكنها بقى متشبثاً بها بقوة مردداً بصوت خفيض و هو ينظر لداخل عيناها :
ليه مستخسرة فيا تقولي اللي حاسة بيه ، ليه بتهربي مني يا همس ، ليه !!!
رددت برجاء ان يتركها تذهب :
كارم
ردد بصوت خفيض ووهو يقترب بوجهه منها :
قلب كارم اللي من يومك مغلباه معاكي
اخذ يقترب منها ببطىء حتى اصبحت شفتيه على مقربة من خاصتها اغمضت عيناها بتلقائية و ما ان اوشك على لمسها جاء صوت سمر من الخارج :
كارم انت هنا ، كااارم !!!
جذب كارم همس لأحد الزوايا البعيدة حتى لا تراهما سوياً بقى مكانه يراقبها دخلت و خرجت عندما لم تجد احد بينما همس كانت تنظر له بشرود التفت برأسه ينظر إليها رفع يده يضعها على وجنتها يتحسسها برقة و لا يعرف لا هو و لا هي متى التقت شفتيهما معاً بتلك القبلة المليئة بالشغف ♡⁩
…….
كانت تدخل معه من باب المنزل تخفض وجهها ارضاً تفاجأت صباح اليوم به على باب منزلهم يخبر كلاً من والديها انه سيردها لعصمته من جديد
ها هي الآن تدخل معه من باب المنزل و ما ان أغلق الباب جاءت لتتحدث لكنه قاطعها قائلاً بصرامة :
اول حاجة عشان نكون على نور انا رديتك عشان خاطر امي اللي اجبرتني على كده و عشان خاطر ابني تاني حاجة
ثم اشار بيده لأحد الغرف :
هتقعدي في الاوضة دي و ملكيش دعوة بيا ، انتي في اوضه و انا في اوضة في شغالة هتيجي من بكره تساعدك في شغل البيت
ردد بصرامة و هو ينظر لداخل عيناها التي تنساب منها الدموع بصمت :
كل اللي بيني و بينك ابني يا سيلين !!
قال ما قال ثم غادر المنزل و تركها وحيدة تبكي و تنتحب بقوة تعالى رنين جرس المنزل ذهبت لتفتح الباب لتجد امامها والدته ارتمت بأحضانها تبكي بقوة ربتت الأخرى على ذراعها و هي تأخذها و تدخل للداخل تجلس على اقرب اريكة :
بطلي عياط لأنه لا بيقدم و لا بيأخر ، انا خليته يرجعك ليه الباقي بقى عليكي اتلحلي كده و خليه يسامحك
تنهدت بعمق ثم تابعت :
قصي زعلان منك و مجروح اوي ، بس للامانة هو معاه حق يزعل اركزي يا بنتي و اعقلي مش عشان موقف حصل من غير ما تسمعي منه تهدي بيتك و حياتكم ، حافظي على بيتك و الأهم من ده كله خلي عنك ثقة في جوزك لو هو عايز غيرك كان اختار و من زمان بس هو اختارك انتي و حبك انتي بس من بين كل البنات
مسدت على بطنها موضع الجنين قائلة :
حافظي على بيتك يا بنتي عشان خاطر ابنك اللي جاي في السكة و عشان قصي اللي انتي عارفة و متأكدة انه بيحبك و هو اخر واحد في الدنيا دي ممكن يأذيكي ، استحمليه لحد ما يصفى من ناحيتك غضبه منك عاميه دلوقتي عن اللي بيعمله
اومأت لها سيلين و هي عازمة على اصلاح ما افسدته بسبب قلة ثقتها و تسرعها الدائم ستستعيد ثقة زوجها من جديد !!
……..
في صباح اليوم الذي يسبق يوم عقد قران لينا كانت تجلس معه على طاولة الطعام يتناولون الافطار في صمت تام قطعه رنين هاتف ميان برقم والدها الذي ما ان اجابت اخذ يسألها عن حالها ثم طلب منها ان تعطيه فارس ليتحدث معه
اخذ منها فارس الهاتف يرحب به بعدها اخبره رأفت :
زي ما انت عارف يا فارس كتب كتاب لينا بكره لو تحب هات ميان و تعالى بيتوا معانا انهاردة و بكره و اهو بالمرة ميان تكون جنب لينا في الوقت ده و عليا تشوفها
لمس فارس رغبة والديها في مجيئها فوافق بدون تردد و ما ان اغلق الهاتف اخبرها لتتجهز ثم دخل لغرفته قائلاً دون النظر إليها :
جهزي نفسك عشان ننزل
اومأت برأسها بصمت حزينة على حالها و حاله !!
……
في المساء بمنزل والديها بعد ان قضوا بعض الوقت سوياً رددت عليا بابتسامة :
اطلعوا ارتاحوا يا ولاد زمانكم تعبانين و يومكم كان طويل ، تصبحوا على خير
صعد برفقتها لغرفتها اغلق الباب خلفهما بالمفتاح ثم بدون اي حديث اخرج من حقيبته ملابس للنوم نظر حوله إلى ان وجد باب اخر خمن انه المرحاض دخل إليه و تركها تقف بمنتصف الغرفة تنظر لأثره بحزن
ابدلت ملابسها بغرفة الملابس و خرجت تقف امام الفراش قبل ان تتحدث وجدته يأتي بوسادة يضعها على الاريكة الصغيرة الموجودة بالغرفة و يمدد جسده فوقها متجاهلاً اياها تماماً
اقتربت منه قائلة بتوتر :
فارس الجو برد و الكنبة صغيرة مش هترتاح في النوم تعالى نام على السرير أحسن ما تتعب
لم يرد عليها فتابعت هي بحزن :
فارس لأمتى هنفضل لكده ، اعتذرت منك كتير بس مفيش فايدة بردو مش راضي تكلمني ، انا يومها كنت…..اا….ااا…
ضحك بسخرية قائلاً و هو يغمض عيناه :
روحي نامي و الصبح تكوني فكرتي في حجة تقوليها تبرري بيها اللي عملتيه زي كل مرة بس صدقيني مش مهما لقيتي حجة مش هتنفعك
اعتدل بحسده جالساً مردداً بحدة :
عارفة ليه ، لأن عمري ما هقدر أكون معاكي زي الأول من يوم جوازنا مغلطتش فيكي كنت براعي كل كلمة بقولها أحسن تضايقك ، احترمت رغبتك بأنك مش عايزاني اقرب منك او المسك
ثم تابع بألم فشل في اخفائه :
لكن انتي زي ما قولتلك بتتفنني تدمري اي وقت سعيد بينا و ازاي بتختاري تقولي اقسى كلام ليا
صمت للحظات ثم تابع بضيق و وجع :
انا بشر يا ميان من لحم و دم مش ملاك نازل من السما عشان استحمل كل اللي بتعمليه و اسكت انا بردو بحس و بتوجع يعني كلامك اللي بتقوليه و بعديه و اقول معلش مكنتش تقصد لكن لأمتى هفضل اقول مكنتش تقصد
صمتت تستمع لحديثه و هي تتألم لأجله و لأجلها نظر لها مطولاً ثم قال بصرامة :
من انهاردة حتى لمسة الايد مش هلمسها ليكي يا ميان !!!
قال ما قال ثم مدد جسده على الاريكة يعطيها ظهره تنهدت بحزن ثم ذهبت تمدد جسدها هي الأخرى على الفراش تضم قدمها لصدرها تبكي و هي تضع يدها على شفتيها تكتم شهقاتها
لم يغمض له جفن و هو يستمع لصوت بكائها الذي يؤلم قلبه قادته قدمه إليها قائلاً بصوت حزين معاتباً اياها :
يعني انا مش فاهم مين فينا اللي المفروض يزعل من التاني يا ميان
جلس على طرف الفراش بجانبها ثم جذبها لتجلس امامه قائلاً بحزن :
بتعيطي ليه دلوقتي طيب
رددت بدموع و حزن :
انا مش بكون قصدي ازعلك و لا ببقى عاوزة كده ، ليك حق تزعل عارفة بس انا كمان اعمل ايه ، مش بأيدي ، قلبي بيوجعني و انا شايفة نفسي بعمل فيك اللي اتعمل فيا انا ، انا مبقاش عندي طاقة لأي حاجة
تألم قلبه لأجلها فردد بحزن مكوراً قبضة يده يمنعها بصعوبة من لمسها و ازالة دموعها التي تألم قلبه :
طب امسحي دموعك و كفاية بكى
لم تفعل و تابعت بندم :
الغلط عندي من الأول ، انا ظلمتك معايا زي ما اتظلمت زمان عملت اللي هما عملوه فيا معاك ، جوازي انا و انت من الأول غلط !!
رد عليها على الفور :
جوازي منك هو أحسن حاجة انا عملتها في حياتي يا ميان
صمتت للحظات ثم سألته بحزن :
طب انت لسه زعلان مني !!
ابتسم قائلاً بمرحه المعتاد :
ما هو مش بعد البكى ده كله و النظرة اللي بتبصيلي بيها دي هقول زعلان ده انا يبقى معنديش دم
ضحكت بخفوت و هي تمسح دموعها فردد بغزل :
بعد الضحكة دي انا مش بس نسيت الزعل انا نسيت اسمي اصلاً
ابتسمت بخجل قائلة و هي تبتعد بجسدها قليلاً :
طب يلا هنام سوا هنا
رأفت الرفض بعيناها ليس بسبب انه لا يريد بل بسبب جرح كرامته التي كانت هي سبباً فيه رددت برجاء و هي تتمسك بيده :
عشان خاطري يا فارس !!
صمت للحظات ثم اومأ لها بنعم تمدد على الفراش بجانبها و فعلت هي المثل تضع الغطاء فوقهم أغلق الأضواء و عم الصمت على المكان
نام على جانبه و فعلت هي المثل كلاً منهما ينظر للآخر بصمت قضمت شفتيها بخجل ثم اقتربت منه ترفع يده و تندس بين احضانه تضع رأسها على صدره بينما هو ضم قبضة يده مانعاً اياها من مبادلتها العناق و كلماتها ترن بأذنه للآن لا يستطيع نسيانها ، شعرت هي بما يدور بداخله فرفعت رأسها قليلاً تضع قبلة صغيرة على وجنته مرددة بخجل :
تصبح على خير يا فارس
ثم عادت و مرة أخرى تضع رأسها على صدره و تجذب يده حتى تحاوطها لم يصمد طويلاً سرعان ما شدد من احتضانها يستنشق رائحة شعرها الذي أصبحت لديه كالادمان يغمض عيناه ينعم بتلك اللحظة التي لا يعلم متى ستتكرر مرة أخرى !!
…….
في صباح اليوم التالي طرقت عليا باب غرفتهما عندما تأخروا في النوم و لينا لم تتوقف عن السؤال عن ميان لكن لا اجابة فتحت الباب بحرج لتقع عيناها على ما جعل السرور يدخل لقلبها ميان تتوسد صدر فارس و الاثنان في نوم عميق
بينما خارج الغرفة قطب رأفت جبينه عندما رأى عليا تقف هكذا تبتسم ببلاهة اقترب ليرى ما السبب ليتفاجأ بالمنظر هو الآخر نظر إليها معاتباً ثم جذبها للخارج يغلق الباب خلفه قائلاً :
يصح كده بردو يا عليا تدخلي عليهم و هما نايمين
رددت بحرج و لكن نبرتها لم تخلو من السعادة :
قلقت لما خبطت عليهم و محدش رد بس سيبك من كل ده مش شكلهم حلو و هما كده ربنا يهدي سرهم و يحفظهم لبعض و افرح بيهم و اشوف اولادهم عن قريب ان شاء الله
امن على دعائها ثم قال بهدوء :
طب تعالي ننزل و سبيهم يصحوا براحتهم همس جت للينا خلاص و عرفتها انهم لسه نايمين لما يصحوا هبعتلها ميان
اومأت له و هي تنزل للأسفل برفقته و الابتسامة لا تفارق وجهها لحظة و لسانها لا يتوقف عن الدعاء لهما بالسعادة
…….
تملل بنومته لتقع عيناه عليها تتوسد صدره بقى ينظر إليها متأملاً جمالها بافتتان كاد ان يرفع يده يبعد احد خصلات شعرها عن وجهها لكنها تمللكت بنومهه ثم فتحت عيناها ببطىء لتقع عيناها عليه يناظرها بحب ردد بابتسامة صغيرة :
صباح الورد
ابتعدت عنه بحرج جالسة و هي تردد بخجل :
صباح النور
اعتدل جالساً مشاكساً اياها بقوله :
اللي يشوف الكسوف ده ميشوفش اللي عملتيه امبارح و انتي بتنامي في حضني و بتبوسيني
تحاشت النظر له مرددة بغيظ و خجل :
انا غلطانة تصدق بقى
ردد بصوت عالي وصل إليها قبل ان تدخل للمرحاض بعدما ركضت من امامه من الخجل :
اغلطي علطول انا معنديش اي مانع يا سكر
…….
في المساء بمنزل لينا و بحضور عائلة عمار المكونة من سفيان و فريدة و قصي و والدته و سيلين كذلك حضرت عليا و رأفت و كارم و كلاً من والدي همس عاصم و هبة
ما ان جاء الشيخ الذي سيكتب الكتاب خرجت لينا و خلفها ميان و همس و ثلاثتهم متأنقين بفساتين بيضاء رقيقة طلتهم تسلب الأنفاس
اقترب عمار من لينا يقبل يدها برقة قائلاً بحب و صوت خفيض سمعته هي فقط :
الناس كلها عندها قمر واحد بتتأمله في السما و انا محظوظ عندي قمرين قمر اشوفه الصبح و قمر اشوفه بليل ♡⁩
ابتسمت بتوسع و هي تخفض وجهها خجلاً بينما كارم تصنم بمكانه و هو يرى المصيبة التي امامه إلى متى ستظل تسرق قلبه و عقله و تسلب انفاسه من شدة جمالها الذي لم يرى له مثيل
لم يكن حال فارس أفضل منه فما ان طلت عليه ميان بهيئتها الجميلة التي تسلب الأنفاس و هو اصبح بعالم اخر لا يستطيع ابعاد عيناه عنها و لو للحظة لحسن حظه انه كان هكذا و لم يلاحظ سفيان الذي كان مثله تماماً لكن نظراته كانت ممزوجة بالندم الذي لن يفارقه طوال حياته لأنه خسرها
جلس المأذون بين عمار و خال لينا الذي جاء من خارج البلاد خصيصاً ليعقد قرانها لعدم توافر ولي لها ردد الاثنان خلف المأذون الذي ما ان انتهى ردد جملته الشهيرة :
بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير
ابتسم عمار بسعادة و هو يضع توقيعه كذلك فعلت لينا و الشهود ثم قبل جبينها بسعادة
استقبل الاثنان التهاني من الجميع ليقف عمار فجأة قائلاً بصوت عالي مرح :
كتبنا الكتاب و اتبارك لينا خلاص يبقى يلا بقى مع السلامة هاخد مراتي نحتفل سوا
لم يعطي لأحد فرصة للحديث فقد جذبها من يدها يخرج من الباب قائلاً بمرح و الجميع يضحك عليه :
سلام يا قوم !!!
كانت ميان تقف بجانب فارس الذي لم يكف عن النظر إليها للآن ما برأسه عليها مردداً بحب :
طالعة زي القمر
ابتسمت بخجل و هي تتحاشى النظر إليه بعد وقت رفعت عيناها بدون قصد لتتقابل مع اعين سفيان للحظة شردت بهيئته و هي تراه يكاد يبكي من الندم عيناه تلمع بالدموع لم تشعر بالشفقة تجاهه ابداً بل على العكس ارادت ان تزيد من نيران غيرته و تزيد من ندمه اكثر تمسكت بذراع فارس ثم بلحظة انحنت تقبل وجنته برقة
بتلك اللحظة ما كان يقودها حقدها عليه و غضبها منه ارادت ان تغضبه و لم تحسب حساب فارس الذي لم ينزل عيناه عنها لحظة واحدة و رأى ما فعلت و ما كان دافعه اشتعل الغضب بداخله لكنه تمالك نفسه بصعوبة حتى لا يلاحظ احد
التفتت تنظر له لتتقابل عيناها بنظراته التي ظهر الغضب بوضوح بداخلها مهما حاول اخفاء ذلك اخفضت وجهها بخزى و هي ترى نفسها تختلق شجاراً اخر و خصام بينهما و لم يفت على مصالحتها له سوى بضع ساعات !!!
…….
عادت برفقته بعدما رفض البقاء الليلة بمنزل والديها متعللاً ان لديه عمل هام في الصباح الباكر ما أن دخلت من باب المنزل وهو خلفها صفع الباب بقوة ثم دخل لغرفة مكتبه وصفع الباب خلفه بقوة أيضا أفزعتها هو غاضب لأول مرة من زواجهم تراه غاضبا هكذا، لكنه محق بغضبه تعلم تمام العلم أنه تحمل منها الكثير
تنهدت ثم طرقت باب مكتبه و دخلت تحك جلد يدها بتوتر ابتلعت ريقها ثم رددت بتوتر :
فارس اا… أنا آسفة مكنتش قصدي…
قاطعها قائل بسخرية ونبرة حادة:
مكنتيش قاصدة طب قولي لغيري الكلام ده
انتفض من على مقعده غاضبا مرددا بغضب :
قولي لغيري الكلام ده ، كل مرة تغلطي غلطة أكبر من اللي قبلها وتقولي أسفه وأنا أفوت واعدي بس انتي زودتيها آوي ما هو طالما أنا بسكت واعدي وبكلمة أسفه الخلاف يخلص بينا بقيتي تتمادي
رددت بصوت مختنق بالدموع :
أنت عارف سبب الجواز ده ايه
صرخ عليها بغضب اعمى :
قبل ما نتجوز مقولتيش حاجة أنا عرضت وأنت وافقتي على أساس جواز عادي الحياة بين تستمر مش كل واحد في اوضة وعايشين تحت سقف واحد زي الغربا، عرضي للجواز من الأول مكنش عشان تستخدمينني اداة تنتقمي بيها من سفيان !!
انسابت دمعة من عينيها يليها الكثير قائلة بحزن :
غصب عني انت ليه مش حاسس بيا مش بأيدي اللي انا فيه ده هو اللي وصلني لكده
صرخ عليها بغضب :
فوقي بقى من اللي انتي فيه ده، انتي في ايدك كل حاجة بس انتي اللي اختارتي تكوني كده اختارتي من الأول تربطي حياتك وسعادتك بيه وخلتيه شايف انه مهما عمل فيكي هترجعيله عشان لسه بتحبيه و حتى بعد كل اللي عمله فيكي لسه جزء من حياتنا و تفكيرك
اقتربت منه تتمسك بيده قائلة بدموع :
فارس اا… انا…
رد عليها بنفاذ صبر وتعب :
فارس تعب ومفيش حاجة تتعمل معملهاش حاولت معاكي بدل المرة كتير و بردو مفيش فايدة، كنت بعدي و اقول معلش اعذرها بس كل مرة كنت بقول كده وافوت تتمادي اكتر وانا بشر يا ميان وتعبت !!
ثم تابع بحزن وألم واعتراف يخرج من بين شفتيه لأول مرة :
حاولت اخليكي تحبيني زي ما بحبك بس مقدرتش ، دايما سفيان بيني وبينك !!
قال الأخيرة ثم غادر المنزل صافعاً الباب خلفه بقوة غاضب و بشدة منها جلست ارضاً تضم قدمها لصدرها تبكي بقوة لقد سئمت من تلك الحياة و ما فيها
بلحظة شعرت بإلياس و فقدت ايمانها لتجذب قطعة زجاج متناثرة على الأرض امامها تضعها فوق شريان يدها و بدون لحظة تردد او تفكير كانت تقطعه لتتناثر الدماء من يدها لتقع فاقدة للوعي بعد ان نزفت الكثير من الدماء !!!!!
…….
في صباح اليوم التالي فتحت عيناها ببطيء تنظر للمكان حولها بعدم استيعاب سرعان ما تذكرت ما حدث بالأمس تلمست يدها لتجد انها مضمدة لا تستطيع تحريكها من شدة الألم
دارت بعيناها بالغرفة التي تبين معها انها غرفة بالمستشفى وقعت عيناها على فارس الذي ينظر من نافذة الغرقة بشرود التفتت عندما سمع صوتها تتأوه من الألم
اقترب منها يقف امامها مردداً بحدة و هو يتخيل هيئتها بالأمس و هي فاقدة للوعي و بركة من الدماء تحاوط يدها و حديث الطبيب معه بالأمس انه لو تأخر قليلاً لكانت قد فقدت حياتها :
كنتي بتفكري في ايه و انتي بتعملي في نفسك كده ، ردي عليا كنتي بتفكري في ايه ، فاكرة نفسك بتخلصي روحك من العذاب تبقي غلطانة انتي بتخلصي نفسك من عذاب ارحم بكتير من اللي كنتي هتشوفيه في الآخرة عشان كفرتي و يأستي من رحمة ربنا
دخلت في نوبة بكاء مرير كانت هيئتها و هي تبكي تمزق قلبه من الداخل لكن غضبه منها كان اكبر فخرج من الغرفة متوجهاً لمكتبه بنهاية الممر عندما لاحظ نظرات الجميع المصوبة نحوه بزهول
…….
خرجت من المستشفى باليوم التالي و هي في حالة صمت تام و كذلك يلوم نفسه لأنه قسى عليها بالحديث فوصلت لتلك الحالة
ايام تمر و هي على نفس الوضع صامتة تفعل ما يقول بصمت و دون اي اعتراض مهما حاول فتح احاديث معها لا تستجيب !!
بأحد الأيام دخل من باب المنزل لتقع عيناه عليها تفرد جسدها على الاريكة تنظر للفراغ بشرود تبدو و كأنها بعالم اقترب منها قائلاً بحزن :
لامتى هتفضلي كده !!
لم ترد عليه فانحنى على ركبتيه ليصبح في مستواها مردداً بصوت مختنق حزين معاتباً اياها :
بتزعلي مع ان المفروض الوضع يكون العكس انا اللي ازعل مش انتي
اعتدلت بجسدها تود الدخول لغرفتها لكنه تمسك بيدها مانعاً اياها من التحرك و قبل ان يقول شيئاً سبقته هي قائلة بنبرة خاوية لا حياة فيها و هي تبعد يده عنها :
عايزة انام !!!!!
بالفعل تركته و دخلت لغرفتها تغمض عيناها من الواقع الذي تعيش فيه لكوابيس اشد قسوة من الواقع ، لا يرحمها حتى بنومها !!!!
بينما فارس بقى مكانه ينظر لاثرها بحزن شديد و بداخلها يلعن سفيان و ما فعله بها و غضبه الذي تمكن منه ليقول لها تلك الكلمات القاسية التي قادتهم لما هما عليه اليوم 💔
……
الوضع بينهما كما هو تذهب لجامعتها ثم تعود للمنزل او تذهب للمستشفى لتواصل تدريبها
بعد عدة ايام من تجاهل كل اتصالاته و كل محاولاته للتواصل معها قررت مهاتفته متغلبة على خجلها عندما علمت من والدها انه ذهب في الصباح ليلقي القبض على احد العصابات الخطيرة أردت الاطمئنان عليه لكن ما يزيد عن النصف ساعة هاتفه مشغول اخذت تتساءل ترى مع من هو يتحدث !!!
مرت دقائق عليها و تعالى رنين هاتفها اجابت عليه قائلة بغيرة و هي تعتقد انه يتحدث كل ذلك الوقت مع تلك المدعوة سمر :
كنت بتكلم مين يا كارم بقالي ساعة برن عليك !!
جاءها صوته الهاديء :
مفيش دي سمر كنتي عايزاني في حاجة ضروري
صمتت للحظات و هي تكور قبضة يدها بغضب كبير و غيرة تشتعل بقلبها سألها بمكر :
همس مش بتردي ليه ، انتي كنتي عاوزاني في حاجة عشان كده بتتصلي !!
ردت عليه بحدة قبل ان تغلق الهاتف بوجهه :
لأ مش عايزة حاجة منك ، وفر وقتك للبتاعة اللي كنت بتكلمها و من غير سلام
سألتها لينا بمكر :
مالك متعصبة ليه كده
ردت عليها همس بغضب :
فين ده اللي متعصبة شيفاني بشد في شعري يعني ما انا كويسة اهو
ضحكت لينا بسخرية قائلة :
ده اللي ناقص فعلاً
صرخت عليها همس بحدة و نفاذ صبر :
لينا سبيني في حالي دلوقتي
تنهدت ميان قائلة بهدوء :
همس حصل ايه لكل العصبية دي !!
أخذت تحرك قدميها بعصبية قائلة بغيرة واضحة :
بقالي ساعة بكلمه عشان اطمن عليه و في الآخر يقولي بكلم ست زفته انا استاهل ضرب الجزمة والله اني عبرته و اتصلت بيه
– هو مين ده !!
ردت لينا عليها بثقة :
هيكون مين يعني اكيد كارم
سألتها ميان :
همس انتي غيرانة عليه !!!
نفت برأسها قائلة بتوتر :
لأ طبعاً أغير ليه و على مين كل الحكاية ان اتغاظت عشان مردش عليا
لكزتها لينا بذراعها قائلة بتهكم :
لا والله هبل احنا بقى
رددت ميان بهدوء :
يكلمها و لا لأ انتي ايه اللي مزعلك في الموضوع
اشاحت بوجهها بعيداً عنهما لتردد لينا بمكر :
ما انتي ياما اتصلتي بينا و محدش رد أول مرة تتعصبي ، مش شايفة انك مكبرة الموضوع ، لا تكوني بتغيري من ست زفته اللي بتقولي عليها
ردت عليهم بحدة تداري بها توترها :
بيتهيألك مفيش الكلام ده !!
رددت لينا بسخرية :
والله انتي اللي بيتهيألك
صمتت ميان للحظات قبل ان تقول بهدوء :
همس ارسي على بر ، ريحي نفسك و ريحي كارم كمان لو مش عايزاه سيبيه يشوف حياته ، اما لو العكس فالطريق قدامك معروف و سهل بكلمة واحدة بس هتكسبيه
رددت همس بتوتر :
انتوا كبرتوا الموضوع اوي كل الحكاية بس ان البنت باين انها مش كويسة…..
قاطعتها لينا قائلة بمكر :
ملكيش دعوة يا همس بأي حاجة كويسة او مش كويسة الموضوع في ايد كارم ميخصكيش خالص انتي رفضتي حبه و شيفاه اخوكي يبقى تسبيه يشوف حاله و يأسس حياة لنفسه
صمتت همس بضيق بينما ميان رددت بهدوء :
لينا معاها حق حددي انتي عاوزة ايه الأول يا همس بعدها على أساسه اتعاملي
صمتت همس تنظر للفراغ بشرود بينما لينا تبتسم بمكر على نجاح خطتها هي و كارم !!!
……..
بالمستشفى كان فارس يجلس برفقة طبيبة تجاوزت الخمسون تعمل برفقته بالمستشفى و يثق بها تدعى سهيلة
طال الصمت بعد حديث سريع يسأل عن احوالها قطعته هي قائلة بابتسامة هادئة :
خير يا دكتور فارس حضرتك جايلي عايز تقول ايه !!
تنهد قائلاً بجدية و بعض التوتر :
الصراحة كنت عايزك في موضوع شخصي و اتمنى الكلام اللي يدور بينا ميطلعش بره
اومأت له قائلة بجدية :
أكيد طبعاً يا دكتور تقدر تتكلم براحتك
اومأ لها برأسه ثم بدأ يقص عليها ما حدث لميان منذ البداية على حسب حديث والدها معه و ما ان انتهى رددت هي بهدوء و هي تخلع نظراتها الطبية :
طب حضرتك ليه مخلتهاش تيجي هنا بنفسها
تنهد بعمق قائلاً :
عشان مش عارف اذا كانت هي هترفض الخطوة دي او لأ هل اللي بيحصل ده طبيعي و فترة و هتمر و لا فعلاً لازم تدخل حد مختص زي حضرتك
اغمض عينيه متابعاً بحقد و غضب من سفيان :
بسمع صوتها ساعات بتنادي اسمه و هي نايمة ، كانت قالتلي قبل كده انها بتحلم بكوابيس الليلة دي
نظر لها متابعاً بحيرة :
المفروض اني أعمل ايه و اتصرف ازاي معاها
ابتلع غصة مريرة بحلقه مردداً بألم :
لم بقرب بتبعد مش عايزاني المسها و اللي محيرني ليه هي بتبعد عشان لسه بتحبه و باقية عليه و لا عشان اللي حصل سبب ليها عقدة من الموضوع ده ، اللي مخليني في حيرة كده انها مش بتفوت فرصة كل ما نكون موجودين في مكان معاه تعمل حركات عشان تخليه يغير ، بتستخدمني أداة يعني
ابتسمت قائلة بهدوء :
دكتور فارس حضرتك مش محتاج تقنع زوجتك لأنها في الأصل بتتعالج
نظر لها بصدمة فتابعت هي بهدوء :
حضرت معايا جلسة واحدة امبارح حكتلي كل اللي حصل و التانية قريب اوي و كل اللي حضرتك بتتكلم عنه ده انا عرفاه
لازالت الصدمة مسيطرة عليه لتتابع هي :
كانت محتاجة تتكلم مع حد تطلع كل اللي جواها
ابتسم بسعادة على اتخاذها تلك الخطوة فتابعت حديثها بجدية :
دكتور فارس انت عايز تساعدها و انا متأكدة من ده اول حاجة العلاقة الزوجية بينكم مش لازم تكون دلوقتي خالص
نظر لها باهتمام لتتابع هي بجدية :
ده لأن الطبيعي ان اي ست بتتعرض لحادثة زي دي بتسبب اثر نفسي كبير منها انه بتبقى رافضة العلاقة الزوجية او اي تلامس من الجنس الآخر لأن الوضعية دي بتفكرها باللي حصلها ، الموضوع عايز صبر
اومأ لها قائلاً بلهفة :
اي حاجة مستعد اعملها طالما في مصلحتها
ابتسمت قائلة بهدوء :
واضح انك بتحب زوجتك اوي يا دكتور فارس بس خليني اقولك حاجة مفيش بنت بتحب اللي يعيشها تجربة زي اللي اتعرضت ليها ، و نادراً ده اذا مكنش مستحيل ان في اي ست في الوجود يكون جواها ذرة حب لشخص اذاها كده ، الموضوع بيبقى رغبة في انتقام
اومأ لها برأسه فتابعت هي بحزن :
ميان بتمر بحالة صعبة رغبتها في اي حاجة معدومة يعني انت ملاحظتش انها بتفضل منعزلة بعيد عنك طول اليوم في اوضتها اغلب الوقت و مع نفسها ، حتى اصحابها على حسب كلامها كانت بتفضي يومها اغلبه معاهم
اومأ لها بنعم و هو ينصت لها باهتمام :
ده حتى مذاكرتها مش زي الأول ذهنها مشتت و ملهاش رغبة في اي حاجة الكلام اللي بقوله على حسب كلامها معايا
اومأ لها قائلاً بحزن :
هي فعلاً كده و ساعات كتير لما بتكلم معاها بحس انا في دنيا تانية مش مركزة و بترد على اد الكلمة
تنهدت قائلة بجدية :
دكتور فارس انا لولا ان حضرتك ليك دور كبير في علاجها مكنتش اتكلمت بس علاج ميان في ايدك لأن على حسب كلاهما انت ليك مكانة كبيرة عندها
رد عليها بدون تردد و لهفة :
سبق و قولتلك اي حاجة في مصلحتها هعملها المهم تتجاوز الأزمة دي و ترجع لحياتها الطبيعية
ابتسمت قائلة بحماس :
تمام يبقى كده كويس اوي ، اول حاجة ميان مش لازم تكون لوحدها ابداً اشغل عقلها متديهاش فرصة انها تفكر في اللي حصل ، خلي بينكم مثلاً رياضة مشتركة تمارسوها كل يوم ، متخليهاش تفضل في عزلتها طول الوقت في الاوضة الهي عقلها عن التفكير في الليلة دي ، كل ما تلاقيها لوحدها اشغلها
ثم تابعت بجدية :
ميان للأسف يوم التقارب اللي حصل بينكم او زي ما فكرت انه حصل اتعصبت لأنها افتكرت اول مرة قرب منها سفيان كانت مش في وعيها و التانية كانت بالغصب و التالتة كانت معاك و بردو مش في وعيها يعني التلاتة مكنوش برضاها يعني بالنسبة ليها اشبه بالاغت…صاب فهمت قصدي
اومأ لها حزيناً لتتابع من جديد :
ده المطلوب منك دلوقتي انك تكون داعم ليها يا دكتور فارس ، حسسها بالأمان يعني اتعامل معاها كأخ و صديق خلي صفة الزوج دي لبعدين هنحتاجها
قالت الأخيرة بمرح ثم صمتت للحظات و تابعت :
ميان ادت كتير قبل كده دلوقتي هي محتاجة تاخد ، محتاجة الحب
تنهدت قائلة بهدوء :
صدقني الحب هو سر كل حاجة في حياتنا و سبب انك هنا قدامي و سبب حالة ميان و سبب حالة سفيان اللي عمري ما شوفته بس من وصف ميان هو فعلاً محتاج يتعالج و ياخد الخطوة دي زيها
اومأ لها بصمت و قبل ان يغادر التفت لها قائلاً :
بلاش ميان تعرف اني عرفت
– ليه !!!
تنهد قائلاً بجدية :
لو كانت عايزة تعرفني كانت هتقولي ، بلاش اسبب ليها حرج خليها هي من نفسها تختار الوقت المناسب اللي تقولي فيه او تحتفظ بيه لنفسها زي ما تقرر
اومأت له قائلة بابتسامة :
دكتور فارس كلامي معاك و نصايحي مش تقليل منك بالعكس انت محترم جداً و زوج مراعي احنا عشرة ده غير اني عارفة تعاملك مع زوجتك السابقة كان ازاي رغم ان زواجك منها كان من غير حب فما بالك بقى باللي بتحبها ، بس مع كده حبيت اقولك
اومأ لها بامتنان ثم غادر المستشفى متوجهاً لجامعتها فرأها تجلس على اطار السيارة تضع سماعات الأذن تستمع الموسيقي و تنظر للفراغ بشرود اقترب منها قائلاً بابتسامة و هو ينتزع السماعات من اذنها :
قاعدة لوحدك ليه
ردت عليه بهدوء و هي تنظر للأمام :
محاضرتي لسه فاضل عليها نص ساعة همس و لينا راحوا المطعم عشان يتغدوا
سألها و هو يستند بحسده بجانبها على السيارة :
طب انتي مروحتيش معاهم ليه !!
تنهدت قائلة بشرود :
مليش نفس
نظر لها قائلاً بحزن :
امبارح بردو مكنش ليكي نفس و قبله و قبله كنتي بتاكلي بالعافية ، لازم تهتمي بصحتك اكتر من كده
تنهد ثم تابع بضيق :
انتي لا بتهتمي و لا بتسبيني اهتم
طال صمتها قبل ان تقول بصوت مختنق :
انا تعبانة اوي يا فارس ، انا مش عايزة اي حاجة مش عايزة اكل و لا عايزة ادرس و لا…..ولا عايزة اعيش !!
تكونت طبقة من الدموع على عيونها قائلة :
الموت ارحم من العيشة اللي انا عيشاها دي ، لا عارفة ارجع زي الأول و لا عارفة أكمل حياتي انا في النص بالظبط يا فارس مش عارفة اخد خطوة و كل ما بخطي خطوة برجع تاني لنقطة الصفر
أغلق سيارتها ثم جذبها من يدها برفق يدخلها لداخل سيارته ثم أنطلق بها لمكان هاديء على البحر خالياً من الناس و الأخرى مستسلمة تماماً لما يفعل
جذبها لتجلس على الرمال و جلس بجانبها مردداً بصوت دافيء و رفق :
كلامي معاكي آخر مرة وجعك عارف و قبله بردو كلامي وجعك بس بيبقى غصب عني بتوجع منك و ده بيكون رد فعلي قولت ليكي كلام قاسي اخر مرة حقك عليا
تراجعت بجسدها تنام على الرمال قائلة بحزن و خط من الدموع يسيل من عيناها :
انت كل اللي بتقوله و بتعمله صح يا فارس انا بس اللي غلطانة زي ما كنت زمان غلطانة ، انا ظلمت نفسي زمان و ظلمتك معايا
نفى برأسه قائلاً بحب :
انتي مظلمتنيش يا ميان انا عارف من الأول ان ده هيحصل بس وافقت لأن ده الطريق الوحيد اللي هيقربني منك و اضمن بيه قربك لأني خوفت تحني ليه من تاني
نفت برأسها قائلة بنفور :
مستحيل احن ، الشخص بيحن لحد حبه من قلبه ليه ده مع بعض ذكريات حلوة ، بيحبوا بعض انما عمرها ما حصلت ان حد يحن لواحد اذاه بالشكل ده
اغمضت عيناها و الذكريات تعصف بعقلها دون رحمة ارتعش جسدها و انتفضت جالسة تأخذ انفاسها بصعوبة ادار وجهها له يسمح دموعها برفق مردداً :
تيجي نسافر !!!
نظرت له بتعجب ليتابع هو بحماس :
انا من زمان نفسي اخد اجازة الف العالم كله فيها ، حاسس ان دلوقتي جيه وقتها ايه رأيك بعد الامتحانات هاخدك و نسافر علطول
لو كانت ميان القديمة لقفزت من السعادة لكنها رددت بخواء و نظرات فارغة :
مش عايزة او بالأصح مليش نفس أعمل حاجة
ادار وجهها له مرة أخرى قائلاً بتصميم :
مش باخد رأيك على فكرة ده امر ، اخر يوم امتحانات ليكي هو يوم السفر و هقعد معاكي الفترة دي نلم المنهج سوا عشان مش فاضل كتير ع الامتحانات و هتنجحي و بتقدير كمان
ثم تابع برفق :
هتبطلي تفكري في الماضي و تفكري في المستقبل بس هتطلعي من الحالة اللي انتي فيها دي ، الناس كلها تتمنى يكون ليها ضحكة قمر زي ضحكتك لكن انتي مش مقدرة النعمة اللي عندك
ثم تابع بغزل :
بس مش معنى انها جميلة و قمر تروحي توزعيها على امة لا إله إلا الله ، لأ خليها ليا بس عشان اتفتن بيها اكتر ما انا مفتون و نرحم الناس كمان من فتنة جمالك اللي تاخد العقل ⁦و تخطف القلب ♡⁩
ضحكت بخفوت فابتسم عليها قائلاً بمشاكسة :
شطورة بتسمعي الكلام
صمتت مرة أخرى و عادت تنظر للفراغ بشرود فتنهد بحزن و نهض يحملها بين يديه قائلاً بمشاكسة :
الظاهر ضحكتك عنيدة زيك مش عايزة تظهر لكن على مين انا اعند منها وراها وراها
سألته بتعجب و هي تحاول النزول من بين يديه :
فارس نزلني ، انت بتعمل ايه !!!!
شاكسها قائلاً بمكر :
هعمل اللي يخلي ضحكتك العنيدة تظهر و عشان ده يحصل لازم……
صمت فسألته بتعجب و توجس من نظرات المكر التي تتراقص بعيناه :
لازم ايه !!
…….
كان كارم يستند على سيارته ينتظر همس لتنزل يود الحديث معها ايام طوال مرت منذ ذلك اليوم الذي قبلها فيه و هي تتهرب منه حتى بعقد قران لينا و عمار كان لديه امل ان يتحدث معها لكنها غادرت على الفور مع والديها و بالأمس اراد ان يثير غضبها و غيرتها لأنها عذبته ببعدها عنه كل تلك الأيام الماضية
لكن تصلب جسده بمكانه عندما ظهر سيارة يعرف صاحبها تمام المعرفة انه ذلك الحقير ” يزن ”
اقترب منه قائلاً بغضب و هو يقبض على مقدمة ثيابه بيديه :
انت ايه اللي جابك هنا ، ليك عين يا بجح !!!
دفعه يزن بعيداً عنه مردداً بغضب :
انا عارف و متأكد انك انت اللي خطفتني و اعتديت بالضرب عليا و لولا ان مفيش دليل على كده اثبت بيه ان انت السبب كنت وديتك في ستين داهية !!
ردد كارم باستهزاء و وقاحة :
طب احمد ربنا انه كان اعتداء ضرب مش حاجة تانية اصل عندنا ناس تانية تقوم بالمهام دي يا بيضة !!!
صرخ عليه يزن بغل :
سافل قسماً بالله لهوريك و بكره تشوف !!
رمقه كارم باستهزاء قائلاً بغضب :
انت هتلف و ترجع من مكان ما جيت و تغور من هنا احسن اقسم بالله المرة الجاية لو شوفتك مشيت من شارع همس فيه مش هيكون ضرب بس و ابقى قابلني لو عرفت تمسك عليا حاجة
باغته يزن بلكمة قاسية ارتد على اثرها كارم بضع خطوات للخلف فاعتدل كارم و رد إليه اللكمة بقوة أكبر جعلت انف الآخر ينزف !!
احتد الشجار بين الاثنان حتى نزلت همس و صدمت من المنظر ابعدتهما عن بعضهما قائلة بحدة :
بتعملوا ايه انتوا اتجننتوا !!!!
التفتت لكارم الذي ينظر للآخر بغضب و الدماء تسيل من جانب شفتيه مرددة بقلق :
انت كويس يا كارم
سعادة غمرت قلبه رغم كل شيء و هو يرى لهفتها عليه و قلقها الواضح اومأ لها بنعم فالتفتت ليزن تصرخ عليه بغضب :
انت ايه اللي جابك هنا ، جايب البجاحة دي منين
اقترب منها يزن قائلاً بندم و حزن :
همس احنا لازم نتكلم سوا ، انا محتاج اتكلم معاكي لازم تسمعيني !!
صرخت عليه بغضب :
انا بقى مش محتاجة اتكلم معاك او اسمعك ، امشي من هنا و تنسى خالص انك تعرفني او شوفتني في يوم من الأيام
ردد بحزن و ألم :
انا مقدرش انساكي ، اوقات كتير بنبقى عايشين في الوهم ، وهم الحب انا كنت كده انا حبيتك بجد يا همس ، غلطت في حقك اه بس ندمت و انتي كمان بتحبيني انا و انتي محتاجين بعض !!
شملته بنظراتها من أعلى لأسفل بنفور و اشمئزاز قائلة بكره :
انت ازاي كده ، ازاي مستحمل نفسك كده ، اناني اكتر حد اناني شوفته في حياتي ، لما ظهرت بسمة سبتني عشانها بغض النظر انا في موقف ايه و هيحصل فيا ايه كل اللي همك نفسك و بس ، نفسك قبل اي حد و دلوقتي لما لقيت نفسك بتحبني جاي عايز ترجعلي بردو لأنك عاوز ده
رفعت يدها تشير إليه من أعلى لأسفل باحتقار :
انا مستغربة نفسي ايه اللي كان عاجبني في واحد زيك لا عنده دم و لا نخوة و لا يتحسب ع الرجالة من الأساس
صرخ عليها بحدة :
همس حاسبي على كلامك
سخرت منه قائلة :
محدش طلب منك تتكلم معايا او تسمعني ، ده يستحسن يعني لو تغور من هنا و ممكن تفضل ده بس في حالة انك مهزق و عاوز تسمع اللي يقل منك اكتر و اكتر !!!
نظر لكارم بحقد و يرى الآخر يناظره بتحدي و تشفي على حالته الآن و الاهانة التي تعرض لها
اقترب يزن منه قائلاً بقسوة و غضب :
لو كانت عايزاك كانت اختارتك من الأول طول السنين اللي فاتت بس همس حبتني انا بجد مش انت يا كارم متفرحش اوي انك…….
كلماته جاءت في الصميم و المت قلب الآخر سرعان ما تحول الألم لسعادة و هو يستمع لكلمات الأخرى ترد عليه بحدة مدافعة عنه :
حبك برص ، مين قال اني بحبك هو شوية اعجاب يتسموا حب ، طب حتى لما تقارن قارن نفسك بحاجة من نفس مستوى قيمتك مش أعلى منك ، مقارنة مش عادلة الصراحة انت جنب كارم صفر ع الشمال انا من رأيي تقعد معاه كتير يمكن تتعلم منه ازاي تبقى راجل بجد و تعرف تحب !!!!
توسعت ابتسامة كارم بسعادة سرعان ما تحول لفخر عندما رأها ترفع اصبعها بوجهها تهدده بشراسة :
انا لحد دلوقتي بكلمك بس متخلنيش احطك في دماغي بجد ساعتها اقسم بالله اطهقك في عيشتك كلها و اخليك تكره اليوم اللي ظهرت فيه قدامي مرة تانية ، اشتري نفسك و ابعد عن طريقي احسنلك
قالت جملتها الأخيرة ثم التفتت لكارم تصعد السيارة برفقته أنطلق بها و هو يشير بيده على رقبته ليزن كتحذير له ان اقترب منها مرة اخرى !!!
طوال الطريق الصمت يعم المكان قاطعه كارم قائلاً بمكر و مشاكسة :
قفلتي في وشي ليه من كام يوم و ليه مش بتردي على مكالماتي يا همس !!
ردت عليه بشراسة :
انا حرة ، قولت اسيبلك الجو مع الست سمر بتاعتك دي عشان تبقوا على راحتكم
ردد بمكر :
خير ما عملتي يا هموسة اصل بيني و بينك بفكر اتجوزها ايه رأيك !!!
سألته بصدمة :
سمر مين اللي بتفكر تتجوزها يا كارم !!
…….
بينما على الناحية الأخرى بأحد المخازن المهجورة كانت فتاة مقيدة على احد المقاعد و يبدو من هيئتها انها تلقت ضرب مبرح
لحظات و فتح باب المخزن و دخل منه قصي بهيئة تبث الرعب لكل من يراها و قبل ان يتحدث او يتفوه بأي حرف نطقت برعب و خوف شديد :
انا مليش ذنب أمل هي اللي خططت لكل حاجة !!!!!!
……
رددت همس بصدمة :
سمر مين اللي بتفكر تتجوزها يا كارم !!
رد عليها بمكر :
هو فيه سمر غيرها
جزت على اسنانها بغضب و صرخت عليه بحدة :
وقف العربية و نزلني هنا !!!!
سألها بصدمة من ردة فعلها :
همس حصل ايه لكل ده
صرخت عليه بغضب عندما توقف بالسيارة على جانب الطريق و اغلق ابوابها حتى لا تخرج :
افتح الزفت الباب ده
قبض بيده على يدها يديرها لتنظر اليه مردداً بحدة :
بلاش صوت عالي و جنان قوليلي حصل ايه !!!
صرخت عليه بغضب :
طالما انت بتفكر تتجوزها قربت مني ليه ، لمستني ليه يومها ، ليه قولتلي كده و انا اللي كنت لسه بقوله يتعلم الحب منك ، مفرقتش عنه حاجة
صرخ عليها بغضب مماثل :
طب انتي قربتي ليه مع انك كان ممكن تبعديني بس اللي حصل كنتي عايزاه زي ما انا كنت عايزه اكتر منك يا همس
قبض بيده على يدها يقربها منه حتى اصبح وجهه مقابل وجهها قائلاً بصراخ و بعلو صوته :
انا مش زي ال…..التاني و بلاش تشبهيني بيه ، انا حبيتك و انتي عارفة كده كويس و عمري ما كنت هتجوز لا سمر و لا غيرها لأني بحبك انتي و بس يا غبية الأولى كنت عملتها السنين اللي فاتت مش دلوقتي بعد ما بقيتي اقربلي من اي وقت
صرخت عليه بحدة :
اومال قولتلي بتفكر تتجوزها ليه !!!
ضربها على رأسها برفق قائلاً بغضب :
قولت يمكن البعيدة تحس على دمها و تنطق بكلمة
ثم تابع بيأس :
بس طلع معندهاش دم خالص
صرخت عليه بحدة :
متشتمنيش
نظر لها بتحدي قائلاً :
قولت حاجة غلط انا يعني !!
تفاجأ الاثنان بمن يطرق على الزجاج و لم يكن سوا فتاة تبدو في منتصف العشرينات قائلة بمرح :
اسفه ع المقاطعة بس حبيت انبهكم ان مصر كلها واقفة متابعة الحوار من اوله
توسعت اعين الاثنان بصدمة و نظروا حولهما ليجد عدد لا بأس به من الناس قد تجمعوا على اثر صراخهما العالي يتابعون ما يحدث باهتمام كأنه فيلماً سينمائياً !!!!!
نظر لها قائلاً بغضب :
عاجبك كده ، اهو اتفضحنا بسببك
ردت عليه بغضب مماثل :
بسببي انا بردو
رد عليها بحدة و هو يقود السيارة سريعاً هارباً من المكان و من نظرات الناس :
لأ انا !!
اوصلها لجامعتها سرعان ما دخلت للداخل و لم تنظر له نظرة واحدة بينما هو ذهب لعمله و الغيظ منها متمكناً منه بينما هي بنهاية اليوم حسمت امرها فيما ستفعل عليها ان تصل لجواب نهائي و حاسم فيما يخص علاقتها بكارم ستكون الطريقة قاسية تعلم لكنها ستفعلها و ليحدث ما يحدث !!!!!!
………
كانت أمل تجلس بصالة المنزل برفقة والدتها و شقيقتها قائلة بضيق و غل :
بقى بعد التخطيط و الفلوس اللي صرفتها دي كلها يقوم يردها
رددت نهى شقيقتها بتهكم :
ده الطبيعي يا اختي ، من يومه بيحبها و مش معبرك لو كان عطاكي ريق حلو زمان كان عطاكي دلوقتي بس كل الحكاية انه كان بيكدها بيكي
صرخت عليها أمل بغل :
اخرسي بدل ما تهديني بتشعلليني اكتر ، بس و رحمة ابويا ما هسيبها تتهنى بيه
فتحية بغضب هي الأخرى :
جدعة يا بت بنت امك بصحيح ، هي مش أحسن منك في حاجة و لا انتي ناقصك ايد او رجل عشان هي تاخده و تفوز بيه ، قصي صيدة تعيشك ملكة العمر كله و تعيشنا كمان معاكي
ردت عليها بضيق :
انا بحب قصي ، عايزاه عشان بحبه مش عشان الكلام الفارغ ده
سخرت منها نهى قائلة :
اكدبي على غيرنا يا روحي ، الهيلمان اللي قصي فيه حاجة من الحاجات اللي مخلياكي تحبي قصي ، ابصملك بالعشرة و احلفلك ع المصحف ان لولا العز اللي هو فيه مكنتيش عبرتيه حتى و لا فكرتي في الحب و الكلام الفارغ ده
جزت أمل على اسنانها بغضب و قبل ان تتفوه بأي كلمة تفاجأ الثلاثة بمن يدق باب المنزل بعنف شديد افزعهم شهقت فتحية قائلة برعب :
استر يارب مين اللي بيخبط كده
ذهبت نهى لتفتح لتتفاجأ بقصي امامها يدفعها بعنف من امامه يدخل لداخل المنزل بحث بعيناه عن امل و ما ان وجدها قبض بيده على خصلات شعرها بقسوة صارخاً عليها بغضب كبير افزعها اكثر :
جنس ملة اهلك ايه ، فكرك لو عملتي عمايلك…..دي هعبرك او هبص في وشك تبقي غلطانة عمري ابداً ما بصيت الرخيص و لا نفسي راحت ليه
قال الأخيرة و هو يصفعها بقوة اسقطتها ارضاً فصرخت فتحية عليه بغضب و فزع :
ابعد عني بنتي و اطلع بره بيتي احسن اقسم بالله اصرخ و الم عليك الشارع كله ت اقول انك اتهجمت علينا و رجالة الحته مش هيسبوك
اخرج سلاحه مصوباً اياها نحوهم قائلاً بغضب :
اعمليها يا فتحية عشان القبر اللي اتفتح لبنتك انهارده يلمك معاها
اختبأت نهى خلف والدتها برعب بينما قصي انحنى يجذب أمل بقسوة من شعرها فصرخت عليه :
مش هسيبك ليها يا قصي و لا هخليك تتهنى بيها و رحمة ابويا لقتلها و احسرك عليها
صفعها مرة أخرى بقوة أكبر جعلت الدماء تنزف من انفها و شفتيها قائلاً بغضب :
ورحمة ابوكي انتي مش هتعيشي ثانية أصلاً عشان تلحقي تعملي اللي بتقوليه ده
ارتعبت مما قال و من هيئته التي تبث الرعب و الفزع بقلب اي احد خاصة عندما قبض بيده على خصلات شعرها يجرها خلفه ليخرج من المنزل
اقتربت فتحية صارخة عليه برعب :
سيب البت انت واخدها فين !!
صرخ عليها بغضب :
لو رجلك خطت خطوة واحدة بس برة عتبت باب البيت يا فتحية اعتبريني عزرائيل لأني ساعتها هاخد روحك و روح بناتك
ارتعبت امل أكثر خاصة عندما نزلت لمدخل البناية لترى بعض الرجال ذو الجسد الضخم كمم احدهما فمها حتى لا تصرخ و الآخر قيد جسدها ثم القوا بها بداخل السيارة دون ان يلاحظ احد متوجهين لمكان ما لا يعلمه سواهم بينما قصي ذهب لمنزله رغم انه علم الحقيقة لكن قلبه لا يزال حزيناً منها !!!
…….
دخل المنزل ليجدها تجلس على الاريكة تقوم بحياكة كنزة صوفية لطفلها او طفلتها القادمة جلس بجانبها بصمت لم تجرأ هي على مقاطعته ليباغتها بسؤاله :
ايه اللي وصلنا لكده !!!
اخفضت وجهها قائلة بحزن :
انا السبب اللي عمله فيا راغب زمان مش قليل ، انا كنت شيفاك كتير عليا ، خوفت انت كمان تكون شايفني كده فبقيت خايفة علطول معنديش ثقة لا في حبك ليا و لا في نفسي
ردد بحزن و عتاب :
لو كنت عايز غيرك كان قدامي بنات اشكال و الوان سواء هنا او لما كنت بره البلد ، مكنتش هضيع سنين من عمري و كان زماني اتجوزت و عايش حياتي مكنتش بصيت ورايا و اختارتك
عاتبته قائلة بحزن :
اختارتني بس شايفني كتير عليك ، زي ما الناس شايفاني كده ازاي انت تتجوزني بوضعي….مطلقة
رد عليها بانفعال :
كلامي كان رد فعل لكلامك كنت مستنية مني ايه و انا سامعك بتقللي مني و من رجولتي ، كل انسان عنده طاقة و في اي وقت بتنفذ ده اللي حصل معايا يا سيلين تعبت من كل مرة اجري وراكي فيها و اقعد اشرح ليكي ، ببقى مستني منك تثقي فيا بس ده مش بيحصل دايما القى هجوم كأنك مستنية ليا اي غلطة عشان تسبيني و تبعدي
تنهد بعمق قائلاً بتعب :
انا تعبت يا سيلين و معنديش استعداد اكمل و انا حاطط ايدي على قلبي عشان خايف انك تهدمي البيت و تطلبي الطلاق و الدوامة تلف بينا من تاني ، معنديش استعداد اعيش في بيت من ازاز اي خبطة تهده و تكسره
صمت للحظات قائلاً :
الغلط في الأول كان عليا و عليكي يا سيلين ، عليا عشان كان لازم اعرف من الأول خالص ان صفحة راغب متقفلتش و ان كان ليها توابع ظهرت دلوقتي بعد ارتباطنا و على اساسه كان المفروض أتعامل ، و غلطك انك متكلمتيش معايا و موثقتيش فيا
رددت باعتذار :
انا اسفه ع اللي قولته و عملته يومها مكنش قصدي كل كلمة قولتها انت مش كده خالص يا قصي
صمت للحظات ثم تنهد قائلاً :
انا كمان اسف ع اللي قولته ، انتي عمرك ما كنتي في نظري قليلة يا سيلين و موضوع مطلقة و الكلام الفارغ ده ميفرقش معايا ، انا حبيتك زي ما انتي و اختارتك الباقي مش فارق معايا و لا يهمني بس….
قاطعته قائلة بجدية :
مفيش بس يا قصي اللي حصل حصل و كان درس كبير لينا و اتعلمنا منه اوعدك اني مش هكرر اللي عملته و اني هحافظ على بيتي و جوازنا عشانك و عشان ابننا اللي جاي
تحسس بيده بطنها البارزة قليلاً بحب ما حدث بينهما لم يجعله يفرح بطفله القادم كما يجب انحنى يضع اذنه يحاول الاستمتاع لأي شيء او الشعور بحركته لكن دون جدوى نظر لها بتساؤل فاجابته بضحك :
لسه شوية على ما يكبر و يتحرك هانت و نعرف هيكون بنت و لا ولد
ردد بتمني و هو لا يزال يضع يده على بطنها :
هتكون بنوتة زي القمر ان شاء الله
ابتسمت بسعادة سرعان ما تلاشت عندما تنهد بعمق قبل ان يبدأ يسرد لها ما حدث و ما فعلت أمل لتسأله بالنهاية بصدمة و توجس :
انت هتعمل فيها ايه !!
ردد بغموض :
اللي يريحنا منها و من شرها !!!!
تمسكت بذراعه قائلة بصدمة :
اوعى تكون هتقتلها يا قصي
نفى برأسه قائلاً بغضب :
نفسي أعمل كده و هعمله فعلاً لو هوبت ناحيتنا تاني بس حالياً لازم ليها قرصة ودن تخليها تفكر الف مرة قبل ما تعمل كده و تأذينا
– اللي هو ايه بقى اللي هتعمله !!!
ردد بهدوء ظاهري و هو يتخيل هيئة أمل الآن و ما يحدث بها من قبل رجاله :
متشغليش بالك انتي ، انا هعرف اتصرف معاها كويس !!!!!
…….
تفاجأت ميان في السابعة صباحاً بمن يدق باب غرفتها لم تكن تعي اي شيء ذهبت لتفتح الباب و هي تمس بيدها عيناها بنعاس
تخشب جسده ما ان وقعت عيناه عليها ترتدي بيجامه حريرية ذات لون زهري لم يغلق عدة ازرار منها فظهر مقدمة صدرها
بصعوبة ابعد وجهه مردداً بصعوبة :
ظبكي هدومك
ذهب النعاس سريعاً ما ان ادركت الوضع سرعان ما استدارت بجسدها تغلق الازرار للنهاية بعدما فتحت اثناء تحركها الكثير بنومها
التفتت له قائلة بخجل و حرج من الوضع :
كنت عايزني في ايه يا فارس !!!
رفع يده يضعها على خصلات شعره من الخلف قائلاً بابتسامة :
اجهزي يلا عشان هننزل نجري شوية
رددت بتعجب :
نجري !!!
اومأ لها قائلاً و هو يضع بيدها حقيبة ورقية لمتجر ملابس شهير :
اه البسي الهدوم دي رياضية و واسعة هتناسبك
رددت بفتور و نعاس :
بس انا مش عايزة اجري سيبني انام
نفى برأسه قائلاً بصرامة :
لا هتفوقي يلا و هنعمل اللي قولته بطلي كسل ، بعد ما نخلص هنفطر بره سوا و بعدها تروحي الجامعة تحضري محاضراتك و تيجي ع المستشفى
بقت مكانها تنظر له بتذمر و رفض دفعها برفق لداخل الغرفة قائلاً بمرح :
يلا يا ماما الوقت بيجري ، اصل انا مش هسيبك فيلا اجهزي بسرعه يكون افضل
دخلت و اغلقت الباب خلفها تضرب بقدمها الأرض بتذمر ضحك عليها و جلس ينتظرها
مر وقت قصير بعدها خرجت من الغرفة تنظر للثياب التي احضرها حيث تكونت من بنطال قطني ذو لون زهري واسع بسوار من عند القدم و تيشرت مماثل له
ترفع شعرها لأعلى بفوضوية لكنها بدت جميلة جداً
توترت من نظراته لها و شعرت بالخجل فرددت سريعاً قبل ان تتوجه ناحية الباب :
يلا خلينا نمشي عشان اخلص بدري و الحق محاضراتي
رفع حاجبه مردداً بمشاكسة و هي يمشي خلفها :
دلوقتي بقيتي متأخرة ده انتي كنتي في سابع نومة من شوية و هاين عليكي تخنقيني عشان صحيتك
رددت دون النظر له بخجل :
هخنقك فعلاً لو زودت في الكلام تاني يلا
ضحك بخفوت و ما ان نزل الاثنان للأسفل توجه بدأ الاثنان بالركض فحمسها اكثر قائلاً :
لو انا سبقتك هتعزميني ع الفطار و لو انتي يبقى العكس يا سُكر
اومأت له بتحدي و بدأت في الركض و هو بجانبها بعد مرور ما يقارب الساعة كانت تقف تلتقط انفاسها كذلك هو أمام احد المطاعم التي تطل على الشاطيء
رددت بغرور واهي و هي تمثل انها ترفع ياقة قميصها الغير موجودة :
يلا هتعزمني ع الغدا عشان تحرم تتحداني و في الآخر خسرتك
دفعها برفق لداخل المطعم قائلاً :
خسرت بمزاجي
رددت بسخرية :
شغل عيال اوي يعني ، اعترف اني اسرع منك و خسرتك يا دكتور فارس
سحب لها المقعد لتجلس قائلاً بغيظ :
لسه الأيام بينا جاية مسيري اغلبك ما هو مش دايماً انتي اللي هتفضلي تكسبيني ليكي يوم
رددت بسخرية :
دايماً ايه هو انا غلبتك غير الدور ده ، و لا تقصد يعني ان ده اعتراف رسمي منك اني هغلبك علطول لأني اشطر منك
جلس مردداً بحب :
من يوم ما عرفتك و انتي بتغلبيني يا ميان نظرة من عيونك و كلمة منك و دمعة بس او نظرة حزن كفيلة انها تغلبني و تخليني اتراجع عن اي موقف اكون مقرر اخده بعد كل مرة ازعل فيها منك
تنهد متابعاً بعشق :
انتي مش بس هزمتيني في السبق مرة لأ هزمتيني ألف مرة و انتي مش واخدة بالك في كل مرة عقلي كان بيقولي ابعد كنت كل ما اشوف عيونك قلبي يقولي لأ اوعى دي نصي التاني اللي فضلت ادور عليه سنين اوعى تضيعه من ايدك
تكونت طبقة شفافه من الدموع على عيونها من شدة تأثرها بحديثه و عشقه الظاهر بوضوح تمنت حقاً ان تبادله هذا العشق تمنت لو كان حبيبها لكن ليس بيدها شيء
نطق لسانها بما تشعر بدون تردد :
ياريتني احبك يا فارس ، ياريتني !!
ردد بلهفه و هو يجذب مقعده ليجلس بجانبها :
ليه ياريتني ، افتحي انتي قلبك ده ليا و انا واثق انك هتحبيني زي ما بموت فيكي
رددت بحزن و يأس :
مش بالساهل و يا عالم هقدر و لأ ، انا أصلاً مش عارفة القى نفسي عشان….
ردد سريعاً مقاطعاً ياها :
نحاول مع بعض و هنقدر
تنهدت قائلة بيأس متمكن منها :
هتكون محاولاتك ع الفاضي و هتسبب الوجع لنفسك بسببي لو مقدرتش……
ردد بحب و هو يحاوط وجهها بين يديه :
تروح ع الفاضي ايه يعني ، انتي تستاهلي اني احاول لحد ما أوصل ليكي العمر كله و عمري ما هيأس
ثم تابع و هو يضع يدها على موضع قلبه الذي تعالت دقاته بقوة اسفل يدها :
قلبي بيقولي انك ليا و مش لغيري ، بيقولي انك نصي التاني اللي مش هكتمل غير بيه ، بيقولي انك انك محتاجة ليا زي ما انا محتاج ليكي ، بيقولي انك الحاجة الوحيدة اللي عملتها صح في حياتي و هكون أكبر غبي لو ضيعتك من ايدي
ردت بحزن و صوت مختنق بالدموع :
ابعد يا فارس انا كنت زيك كده و حاولت و عملت كتير عشان بس نظرة بس طلعت من ده كله خسرانة انت كمان هتخسر زيي ابعد عني و اشتري نفسك
رد عليها بتصميم و هو ينظر لداخل عيناها :
خسارتي هتبقى خسارة فعلاً لو ضيعتي مني ، انا اتجوزتك عشان خوفت تضيعي مني عارف ان الوقت مش مناسب و انك كنتي بتمري في ظروف مكنش ينفع فيها انك تدخلي في ارتباط تاني بس كان عندي فرصة و اتمسكت بيها كنت عارف انك قبلتي عشان تنتقمي من سفيان
صمت متابعاً بحزن :
قبلت عشان خوفت تحني ليه و ساعتها تضيعي من ايدي كنت عارف اني هتوجع كده و هيكون صعب عليا بس الوجع ده كله يهون قدام وجع خسارتك
تمسك بيدها مردداً بتصميم و عزيمة :
الفرصة اللي كانت قدامي اتمسكت بيها بأيدي و اسناني و لحد دلوقتي متمسك بيها و مش ناوي اضيعها من ايدي
كانت تستمع له و دموعها تنساب على وجنتيها بصمت و هي تستمع لما يقول و هي تردد بداخلها بتمني ليتها تحبه حقاً ليت الأمر متروك لها
رددت بتهرب و بعض الخجل :
انا جعانة !!!
كان ينتظر منها رداً اخر غير الذي قالته لكنه ضحك بخفوت مردداً بمرح :
انا من كتر مواقفك معايا هألف كتاب و هسميه احببت عدوة الرومانسية
ابتسمت باصفرار قائلة بغرور واهي :
هَتحَب بردو
ردد بمرح و بغمزة من عيناه :
اموت فيك يا واثق انت
رددت بخجل و هي تنظر بعيناها بعيداً :
على فكرة انا جعانة و اتأخرت ع الجامعة و انت اتأخرت على شغلك
ابتسم بخفوت و بدأ الاثنان بطلب الطعام لحسن حظه انه اختار طاولة بزاوية بعيدة عن الانظار فما دار بينهما الآن لم يكن من اللائق ان يراه او يستمع له احد مر وقت و كان يدخل برفقتها للمنزل كلاً منهما توجه لغرفته ليبدل ملابسه
جلس على الاريكة ينتظرها و ما ان خرجت تفاجأ بما ترتدي من ملابس سوداء فردد بتعجب :
يا ساتر يارب مين مات ع الصبح !!
سألته بعدم فهم :
نعم مين مات !!!
نفى برأسه قائلاً :
لأ ما انا بسألك انتي
رفعت كتفيها لأعلى بعدم فهم فردد فارس :
بتسودي اليوم ليه من اوله ده انا قولت حد مات ادخلي غيري اللون المشرق اللي انتي لبساه ده
ابتسمت باصفرار قائلة بنفاذ صبر :
فارس انا مليش خلق يلا خلينا نمشي
ردد بضيق و غيظ :
تصدقي بالله انتي كرهتيني في اللون الأسود كل ما بتلبسيه بحس ان احنا داخلين على خناقة جديدة ادخلي غيره احنا لسه متصالحين مش طالبة خناق تاني يا ميان الهي تنستري
ضحكت بخفوت على ما قال و على طريقته بالحديث لكنها عاندت قائلة :
بس عاجبني و عايزة امشي بيه يلا بقى هنتأخر
نفى برأسه مردداً بعناد :
قسماً بالله ما هتعتبي من الباب باللون ده ادخلي غيريه و خدي بالك كله من وقتك
بقت مكانها تنظر له بغيظ فدفعها للداخل برفق لتقف امام الخزانة جزت على اسنانها قائلة بنفاذ صبر :
فااارس
فتحها و بقى يقلب بالملابس حتى وقعت عيناه على كنزة من الصوف ذات اللون الزهري التفت لها يعطيها اياها مردداً بهيام :
تعرفي ان اللون ده يجنن عليكي أحسن من الاسود مليون مرة ، البسيه يا ميان
اخذته منه قائلة بحرج و خجل :
ماشي يلا استنى بره على ما اغير هدومي
ردد بمشاكسة :
بيقولوا اني جوزك تحبي اجيبلك القسيمة !!!
نظرت له بغيظ و هي تزجره بعيناه فردد بمرح قبل ان يغادر :
براحة عليا طيب قلبي مش قد النظرة دي و لا الجمال ده و……
قاطعته بدفعها له لخارج الغرفة تغلق الباب خلفه فردد بصوت عالي من الخارج :
اه منكوا يا ستات انتوا قوين و مفترين
ضحكت من الداخل بخفوت و بدأت بتبديل ملابسها ما ان خرجت ردد بغزل :
ده الجمال عدى الكلام اوي يعني
ابتسمت بتوسع فتابع هو بمرح :
ما قولنا براحة عليا قلبي مش حمل ده كله جمال و ضحكة اجمل و…..
اقترب منها متابعاً بمكر و جراءة :
شفايف أجمل بكتير كريز و عايز يتقطف و اللي هيقطف مستني فرصته
توسعت عيناها بصدمة من جراءته نظرت له بحدة قائلة بغضب :
فارس انت قليل الادب انا غلطانة اني وقفت اتكلم معاك انا ماشية !!!
جذبها قبل ان تذهب مردداً بضحك :
انتي كنتي فين ساعة الفرح و كتب الكتاب ها كنتي فين ردي عليا ، قليل الأدب عشان بقول مستني فرصتي اقطف اومال لو قطفت من غير استأذان هيحصل ايه بس
ردت عليه بحدة و خجل من جراءته الزائدة :
اللي هيحصل هسيبيه لتوقعاتك بس اعتقد انه مش هيعجبك خالص خالص
خمن ما ستفعل فضحك بقوة يجذبها معه للخارج طوال الطريق لم يكف عن الحديث معها ما ان اوصلها لجامعتها اخبرها ان تأتي له ما ان تنتهي و غادر بصعوبة و تركها
…….
عادت من جامعتها على المستشفى إليه و باقي الأيام كانت تسير على هذا المنوال تستيقظ صباحاً تركض برفقته و طوال الطريق يتحدث الاثنان سوياً ثم يوصلها إلى جامعتها و يتوجه لعمله و تنهي محاضراتها و تذهب إليه يساعدها في الدراسة حتى انها تواظب مع الطبية النفسية الخاصة بها بانتظام
بينما فارس كان سعيداً بذلك يشعر انه يقترب منها يوماً بعد يوم و الكثير من الحواجز قد زالت بينهما
لقد حرص ايضاً على عدم معرفتها انه قد علم انها تذهب لطبيبة نفسية حتى لا يسبب لها الحرج و تعمد عندما يأتي موعد جلستها ينشغل عنها بشيء و لا يسأل حتى لا يجعلها تتوتر و تشعر بالخوف
ها هو الوقت يمر و ها هي انهت امتحاناتها و تقضي الوقت معه بالخارج كل يومان بدولة أخرى لقد مضى على انتهاء امتحاناتها ما يقارب الشهران و نصف
في باديء الأمر لم تشعر بالحماس لكن مع الوقت بدأت تتفاعل معه و تكتشف المكان منذ بداية اليوم حتى يغلبها النعاس
اليوم وصل الاثنان لتوهم لاندونسيا و بالأخص جزيرة بالي حيث المناظر الطبيعة الخلابة كانت تنظر للمكان حولها بانبهار و اعجاب شديد بما ترى
تمسك بيده و هو يدفعها برفق لداخل الكوخ حيث سيقيم هو و هي رددت بانبهار :
ما شاء الله المكان جميل اوي يا فارس
ردد بغزل و هو يغلق الباب خلفهما :
يجي ايه جنب جمالك
ابتسمت بخجل من غزله الذي بات يعجبها خاصة و هو يقوله بطريقته تلك غيرت الموضوع قائلة :
انا هرتب الهدوم في الدولاب
اومأ لها قائلاً و هو يرفع الحقائب على الفراش :
طب يلا خليني اساعدك و بعدها نرتاح شوية
اومأت له و بدأ الاثنان بالفعل مر وقت ليس بقصير كان فارس يخرج من المرحاض يرتدي بنطال قطني فقط بينما جزعه العلوي عاري يجفف خصلات شعرها
شهقت ميان بقوة و التفتت بجسدها للجهة الاخرى مرددة بحدة :
اي يا بابا البس هدومك انت فاكر نفسك لوحدك فيه معاك بنت……
قاطعها قائلاً بمرح :
قصدك مراتي ، معايا مراتي
اقترب منها حتى اصبح يقف امامها يضع المنشفة حول رقبته ما ان رأته ركضت للمرحاض قائلة بغيظ :
ايه قلة الأدب دي !!
ضحك بقوة عليها قائلاً بصوت عالي :
شكرا يا مراتي
جلس على الفراش يتلمس بيده قماشة بيجامتها و هو يبتسم بمكر فمن خجلها ركضت للمرحاض دون ان تأخذ الثياب
دخل للشرفة يقف بأحد زواياها بعيداً عن الانظار حتى لا تراه مر وقت قصير و كانت تخرج رأسها من الباب تنادي عليه بصوت خفيض لكنه لم يجيب ارتفع صوتها بعد ذلك لكنه لم يرد
ظنت انه خرج فخرجت هي الاخرى على اطراف اصابعها لتحبس انفاسه مما رأى كانت تلف جسدها بمنشفة صغيرة لا نفع لها فقد سترت القليل من جسدها الذي ظهر امامه بسخاء
قبض بيده بقوة على سور الشرفة بجانبه و هو يختبأ بجسده حتى لا تراه يبتلع ريقه بصعوبة بينما حرارة جسده بدأت في الارتفاع و هو يراها تذهب لباب الكوخ تغلقه من الداخل و قد قامت بإزالة المنشفة لترتدي ملابسها
مرت دقائق عليه كلما حاول ابعاد عيناه عنها سرعان ما يعود ليتأمل جمالها الذي سحره
زفرت بارتياح قائلة بصوت وصل لمسامعه و هي تجلس على الفراش :
هوف الحمد لله ، كنت هعمل ايه لو مكنش خرج !!
ابتسم بمكر محمحماً بصوت عالي قبل ان يدخل للغرفة محاولاً منع ابتسامته على هيئتها اللطيفة حيث كانت تنظر له بصدمة و اعين متوسعة من الصدمة سألها ببراءة زائفة :
مالك مبرقة كده ليه !!!
رددت بخوف و بلاهة :
ها ، مفيش انت كنت فين ، انا فكرتك خرجت
ردد بمكر :
كنت بعمل كام تليفون ليه حصل حاجة
نفت برأسها سريعاً و هي تحمد ربها بداخلها يبدو انه لم يراها بينما كان منشغلاً بهاتفه بينما هو اخفى ابتسامته بصعوبة عليها لو تعلم انه رأى كل شيء يراهن انها سيغشى عليها من شدة الخجل !!!
جلست امام المرآة منشغلة بتصفيف خصلات شعرها بعدما قامت بتجفيفه و الآخر يجلس على طرف الفراش يتأملها بابتسامة عاشقة
اقترب منها قائلاً و هو يأخذ الفرشاة من يدها :
تسمحيلي
نظرت له بعدم فهم سرعان ما تحول لخجل و توتر عندما انحنى على ركبتيه ليصبح بمستواها ثم بدأ يصفف خصلات شعرها بحنان و رقة وضع يده على كتفها بينما انحنى برأسه يشتم بهيام رائحة الياسمين التي تفوح منه
رددت بصوت خفيض و تلعثم من الخجل :
فا…فارس !!
ردد بهيام و هو لا يزال على وضعه :
روحـه ♡⁩
انتفضت واقفة بعيداً عنه قائلة بتوتر :
الوقت اتاخر مش هننام !!
اومأ لها بنعم و هو يقترب من الفراش يقف هو و هي امامه قبل ان يقول هو شيئاً كانت تتسطح على الفراش تنام على جانبها توليه ظهرها فعل المثل هو الاخر سألها و هو ينام على جانبه لكن على عكسها كان ينظر إليها :
ميان تعرفي انك جميلة اوي
ردت عليه بمرح تداري به خجلها :
اه عارفه
ردد بعبث و هو يضع اصبعه على خصرها يدغدغها :
يا واثق انت !!
نهرته قائلة بحدة و خجل :
فارس بس
سألها بمكر :
طب انا جميل و حليوه و لا شيفاني ايه
ردت عليه و هي تلتفت له تنام على جانبها الآخر لتنظر له :
يهمك رأيي يعني
اومأ لها قائلاً بحب :
محدش يفرقلي رأيه غيرك انتي
ردت عليه بخجل و هي تخفض عيناه :
اه حلو
ردد بأسى و حزن واهي :
بتقوليها من غير نفس خلاص عرفت ردك مش لازم تضحكي عليا و تقولي اني حلو رغم ان انا مش كده خا……
توقف عن الحديث عندما وضعت ميان يدها على شفتيه قائلة :
بس اسكت مش قصدي كده خالص هو…….
توقفت عن الحديث عندما قبل اصابع يدها التي على شفتيه برقة فابعدتها هي على الفور بخجل قائلة :
بتستغل الظروف انت يا فارس
غمزها قائلاً بمشاكسة :
زوجة زيك و بنفس الوضع اللي احنا فيه ده مينفعش غير استغلال الظروف
حركت رأسها بيأس فتابع فارس بمكر :
نرجع لموضوعنا انتي شيفاني حلو و لا لأ
التفتت لتعطيه ظهرها دون اجابه لكنه جذبها من يدها برفق مانعاً اياها من التحرك قائلاً بمكر :
مش سامع الاجابة
اخفضت وجهها قائلة بحرج و خجل :
انت وسيم و حلو و عيونك حلوة بس فيك عيب واحد بس لو تبطله
سألها بتعجب و فضول :
ايه هو !!!!
ردت عليه بمشاكسة و هو تنام على جانبها الآخر و تعطيه ظهرها :
تبطل تقول كلام قليل الأدب
قبض بيده على خصرها يسحبها نحوه بتلقائية مردداً بمكر و هو يستند برأسه على كتفها العاري حيث ترتدي تيشرت بحمالات عريضة :
الكلام اللي بقوله قليل الأدب اومال لو سمعتك قلة الأدب بحق و حقيقي هتقولي ايه
توترت و ارتعش جسدها من حركته التي بدت انها تلقائية كان قريباً منها لدرجة انها تشعر بأنفاسه الساخنة تداعب بشرة رقبتها
رددت ميان بتوتر و هي تضع يدها على يده حتى تبتعد عنه :
فارس انت بتعمل ايه ، ابعد !!
تغيب علقه و جذبها نحوه اكثر حتى التصق ظهرها بصدره مردداً بصوت خفيض بينما رغبته بها قد سيطرت عليه و هو يمرر شفتيه على بشرة عنقها :
سيبي نفسك يا ميان ، انا جوزك ، جربي المرة دي مش بجبرك بس بقولك جربي لو في اي لحظة حسيتي انك مش عايزة تكملي قوليلي ابعد و هبعد
ارادت الابتعاد لك لمساته الخبيرة لم ترحم جسدها قبضت بيدها على فراش السرير و هي تغمض عيناها بقوة عندما ادارها إليه و بدأ بتقبيل عنقها
بدت ملامح الانزعاج على ملامح وجهها عندما ظهر امامها موقف مشابه لها برفقة سفيان بتلك الليلة كيف كان يقبل عنقها بوحشية و قسوة
انتفضت جالسة تضم قدمها لصدرها بخوف و هي تسمح جلد عنقها و تحكه بقوة قائلة بصوت حاد لاهث :
ابعد متلمسنيش !!!
عنف نفسه على ما فعل بلحظة تغيب بها عقله و تحكمت به رغبته بها ردد بقلق و ندم :
ميان اهدي انا اسف ، اسف !!!
رددت بدموع و جسدها يرتعش و لازالت تحك عنقها بيدها بقوة :
شوقته هو مش انت ، كان قاسي ، هو دبحني ، ااا…انا….ليه حصل……
عندما تلعثمت بالنهاية جذبها لاحضانه مردداً بندم :
انا اسف يا ميان ، انا غلطت ، اهدي عشان خاطري
بقت بأحضانه حتى استكانت و هدأت نادته و هي تخفض رأسها بحرج :
فارس اا…انا……
رفع عنها الحرج قائلاً بتغير للموضوع :
الوقت اتاخر يلا ننام عشان بكره ورانا حاجات كتير لازم تكوني فايقه
اومأت له قائلة بصوت خفيض وصل لمسامعه :
متزعلش مني
شدد من عناقها قائلاً بهدوء ظاهري بينما بداخله بركان يغلي من الغضب تجاه سفيان الذي لو يطول لدفنه حياً على ما فعل بها :
انتي مغلطيش يا ميان ، متزعليش انتي مني ، انا اللي اتسرعت الغلط عندي مش عندك
سألها بمرح قبل ان يعتدل بجسده يمدده على الفراش :
الحضن ده مسموح و لا ايه يا سُكر
اومأت له بخجل و حرج فجذبها لأحضانه متنعماً بها عازماً على عدم تكرار ما حدث قبل قليل يجب عليه ان يتحكم بنفسه اكثر من ذلك
……..
تجلس على صخرة بوسط المياه و هي تتذكر حديثها ليلة امس مع الطبيبة عبر الانترنت و ما اخبرتها به :
طلعي الخوف من قلبك يا ميان انتي دلوقتي مع فارس متفكريش في بكره و لا في امبارح فكري في اللحظة اللي انتي بتعشيها حالياً و بس
تنهدت بعمق و هي تنظر حولها المكان هنا ساحر بمعنى الكلمة اعجبها لدرجة انها طلبت منه ان يقضوا اخر يومين لهما هنا قبل ان يعودوا لمصر لأجل زفاف لينا و عمار
شهقت بفزع عندما وجدت أحدهما يحملها بين يديه بالطبع عرفت من انه فارس حيث ردد بابتسامة سعيدة و هو يدخل بها للكوخ :
عندي ليكي مفاجأة تحفة
سألته بفضول و خجل عندما جلس على الفراش و تركها تجلس على قدميه :
ايه هي !!!
رد عليها بابتسامة واسعة :
نتيجتك ظهرت !!!
انتفضت واقفة تردد سريعاً :
طب ادخل ع الموقع يلا بسرعة
رد عليها بضحك :
دخلت خلاص و جبتها
سألته بلهفة :
طب ها عملت ايه جبت تقدير مش حلو و لا شيلت مادة انا أصلاً حاسة…….
قاطعها قائلاً بسعادة لنجاحها :
جيد جداً مرتفع
صرخت بفرح و هي تصفق بيدها بسعادة صعدت على الفراش تقفز عليه بفرح و الآخر يتابعها سعيداً لأجلها تعبت من الققز فجلست على الفراش تلتقط انفاسها و ما ان فعلت نظرت له قائلة بامتنان :
شكراً اوي يا فارس
سألها بعدم فهم :
على ايه !!!
مسكت كف يده قائلة :
على كل حاجة بتعملها عشاني ، انا مكنتش هجيب التقدير ده لولا انك فضلت معايا قبل الامتحانات لميت ليا الدنيا و ساعدتني
تنهدت متابعة بابتسامة صغيرة :
شكراً عشان فضلت معايا الفترة دي كلها و عشان تخرجني من اللي فيه سيبت شغلك و اتعطلت أكيد فيه مشاكل حصلت بسبب غيابك الفترة دي كلها عن المستشفى و…….
قاطعها قائلاً بابتسامة عاشقة :
انتي مش مبسوطة
اومأت له قائلة بصدق :
مقدرش انكر ده ، فكرتك ان احنا نسافر كانت كويسة جداً و فادتني اوي و انبسطت بيها و غيرت جو…..
قاطعها قائلاً بابتسامة جذابة :
طالما مبسوطة يبقى انا مبسوط يولع الشغل ع اللي فيه ع اللي عايز يروحوا طالما انتي مبسوطة بحاجة يبقى فداها الف حاجة
ضحكت بخفوت فردد هو بمشاكسة :
بس على فكرة دي مش مثالية مني ، تؤ دي انانية بس انتي مش واخدة بالك اصلك طول ما انتي مبسوطة انا مبسوط عرفتي بقى
رددت عليه بمرح :
مش بقولك استغلالي
داعب انفها باصبعه مردداً بعبث :
طب بما اني استغلالي و ده طبع فيا و اللي فيه طبع مش بيغيره انا بقول استغل الظروف و اقطف الكريز
قال الأخيرة و هو يدفعها برفق على الفراش و يعتليها شهقت بخجل و قبل ان تتفوه بأي كلمة تفاجأت به يقبل جبينها مردداً بحب :
اضحكي علطول و خليكي مبسوطة يا ميان انا مش عاوز غير كده بس
ابتسمت بخجل و هي تنظر لداخل عيناه سرعان ما ضحكت بقوة عندما بدأ يدغدغها رددت بصعوبة من بين ضحكاتها :
بس بس يا فارس
بدأت هي الأخرى تفعل له المثل لكن يده كانت الأسرع يدغدغها دون توقف حتى ركضت بانحاء الغرفة تهرب منه ترفع اصبعها بوجهه قائلة بضحك :
بس خلاص كفاية
اقترب منها فركضت لخارج الكوخ سرعان ما لحق بها يحملها بين يديه قائلاً و هو يقلد صوت ريا :
على فين يا شابة ده احنا هنريحوكي
ضحكت بقوة على طريقته و الأخر قلبه يرقص فرحاً بضحكاتها التي تطرب قلبه و اذنه يقسم انها أجمل و اعذب موسيقى يستمع لها بحياته و بدون ملل
بعد وقت قصير نجد الاثنان كلاً منهما يمسك دراجة سألها فارس بابتسامة :
بتعرفي تركبي العجل اكيد
اومأت له قائلة بدون وعي :
اه مروان اخويا اللي يرحمه و قصي و سف……
لم تكمل حديثها و صمتت فسألها متجاوزاً الأمر :
هما اللي علموكي
اومأت له قائلة بحنين لتلك الأيام ليتها لم تأتي و ليتهم لم يكبروا :
علموني انا و عمار و سيلين لما كنا صغيرين
غيرت الموضوع قائلة بحماس :
تعرف اني كنت بكسبهم كلهم في السباق بيها محدش فيهم قدر يغلبني ، حتى انت مش هتقدر تغلبني دلوقتي
قالت الأخيرة بتحدي فغمزها قائلاً بمشاكسة :
بعشق التحدي و اللي يحبوه
ضحكت بخفوت و هي تصعد الدراجة تقودها بسرعة مبتعدة عنه و الآخر ركض بخاصته خلفها و ضحكاتهم العالية ترن بالمكان و اعين من حولهم تناظرهم بابتسامة
…….
في المساء كان ينتظرها خارج الكوخ حتى تخرج لحظات و فتح الباب و خرجت هي منه بفستان زهري على ذوقه و كم يعشق هذا اللون عليها
نزلت درجات السلم الصغير بحذر لكن قدمها تعركلت و كادت ان تسقط لكنه تمسك بها لتصبح بين ذراعيه محاوطاً خصرها بحب قائلاً بهيام و هو يبعد خصلات شعرها عن وجهها ليراه بوضوح و يُفتن به اكثر :
سؤال مش لاقي ليه اجابه ، عملتي ايه في قلبي عشان يحبك كده و ميشوفش غيرك ♡⁩
ابتسامت بخجل و هي تبعد عيناها عنه سرعان ما شهقت تحاوط عنقه بيدها تلقائياً عندما انحنى يحملها بين ذراعيه رددت بحرج :
فارس !!
ردد بحب :
كان نفسي اقولك عيوني بس اقدر اعيش من غيرها ، نفسي اقولك قلبي بس كمان اقدر اعيش من غيره اه مش كتير بس هعيش
قال الأخيرة بمرح ثم تابع بعشق و ولع بها :
بس انتي لو افترقت عنك ثانية أموت ، زي الروح بالظبط لو فارقت الجسم فانتي روحي يا ميان ، انا يعني انتي ، وانا ايه أصلاً من غيرك ♡⁩
جعلها تجلس على المقعد حيث الطاولة المزينة بالشموع تطل على الشاطيء و الاشجار تحاوطهم المكان مزين بطريقة جميلة حتى تلك الخيمة كانت لطيفة جداً….لا يوجد بالمكان سواهما
انحنى على ركبتيه امامها فرددت بتوتر و خجل :
فارس اا…انا مش عارفة……
فهم ما تريد قوله فرفع يده يضعها على قلبها مردداً بحب :
انا مش عايزك دلوقتي تقولي يا ميان ، عايزك تسمعيني و بقلبك تحسي كل كلمة بقولها و تفتحيه ليا ، انا مستاهلش كده ، مستاهلش تحاولي
ردت عليه بصدق :
انت تستاهل كل حاجة حلوة يا فارس
رد عليها بابتسامة عاشقة :
يبقى استاهلك انتي ، انتي الحلو اللي في الدنيا كله بالنسبة ليا ♡⁩
ابتسمت بخفوت و هي تنظر إليه بامتنان لوجوده بحياتها مسك يدها يجذبها برفق لتقف ثم ضغط بيده على زر بهاتفه لتشتغل الموسيقى بالمكان حاوط خصرها بيديه لتفعل هي المثل و تحاوط عنقه تتمايل معه على انغام الموسيقى حيث اختار تلك الأغنية خصيصاً لتعبر عن ما بداخله ” نسمة شوق ”
ابتسمت بخجل و هي تستمع لكلمات الأغنية خاصة حين مال عليها مداعباً انفها بانفه مردداً مقطع من الأغنية بحب :
جوه القلب انا راسمك و من روحي عليكي بغير و بفرح لما اقول اسمك عرفت انا ليه بقوله كتير ♡⁩
ما ان انتهت الأغنية حملها مرة أخرى لداخل الخيمة متسطحاً ثم جذبها لتنام على ذراعه ينظر لداخل عيناها حيث توجد ضالته
تشجعت قليلاً حتى تقول جزءاً مما تشعر به حتى و ان كان بسيطاً لكن يكفي ان يسعده مثلما يفعل هو لها طوال الأشهر الماضية
سألته بخجل و توتر :
اقولك على حاجة يا فارس
اومأ لها بنعم فمالت برأسها على اذنه مرددة بخجل :
انا أول مرة في حياتي اعمل حاجة صح
نظر لها بابتسامة لتكمل و بالفعل أكملت حديثها قائلة بخجل شديد :
يعني جوازي منك الأول كنت بقول اني اتسرعت فيه لكن دلوقتي بقولك انه الحاجة الصح الوحيدة اللي عملتها في حياتي
ردد بسعادة و قد تهللت اساريره :
صلاة النبي أحسن
ضحكت بخفوت و هي تلكمه بصدره بخفة و الخجل متمكناً منها على الأخير شدد من عناقه و هو يقبل أعلى رأسها بحب
رفعت رأسها بخجل تطبع قبلة صغيرة على وجنتيه قبل ان تعود و تندس بين احضانه من جديد تخفي بها وجهها الذي اصطبغ بحمرة قانية
ابتسم بسعادة و هو يعتدل جالساً و يجعلها تجلس مخرجاً من جانبه صندوق صغير يضعه بين يديها قائلاً بابتسامة :
شوفيها و اتمنى تعجبك
فتحتها بفضول لتجد انهما اسوارتان تشبهان الساعة تعرفهما لقد رأت منهما الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي سألته :
مش دول اساور الحب !!!
اومأ لها و هو يخرج احدهما يضعها بيدها و فعلت هي المثل تضغط على الزر بساعتها لتنير ساعته رددت بسعادة و اعجاب :
حلوة اوي يا فارس شكراً
ردد بحب و هو يضع خصلات شعرها خلف اذنها حتى يرى وجهها :
قولتلك قبل كده و هفضل اقولها مفيش أحلى منك
ابتسمت بخجل بينما الاثنان اخذا يتبادلان النظرات بصمت اقترب منها حتى مددها برفق و اصبح يعتليها ركز نظره على شفتيها و رغبة ملحة تدفعه لتقبيلها في الحال لكنه يمنع نفسه بصعوبة لأجلها
كاد ان يبتعد لكنها تمسكت بيده تحرك رأسها بخفة بنعم تعطيه الإشارة الخضراء ليقترب !!!!!!
…….
بينما بالاسكندرية كان يجلس سفيان بحديقة الفيلا ينظر للفراغ بشرود و بالطبع شعور الندم لا يفارقه ابداً مرت شهور على اخر مرة رأها بها عدا تلك الصورة التي قامت برفعها على موقع التواصل الاجتماعي الانستغرام
كانت الصورة تشع سعادة حيث كانت تتعلق بعنق فارس من الخلف و تضحك بفرح على قدر ما هو حزين لأنه خسرها على قدر ما هو سعيد لسعادتها يتمنى حقاً ان تدوم لقت تألمت بسببه كثيراً
شعر بأحدهم يجلس بجانبه و لم يكن سوا يزن الذي كان بحالة يرثى لها ردد سفيان بتهكم :
مش هسألك مالك لأن الجواب واضح من عنوانه
تنهد يزن قائلاً بندم و وجع :
ليه مش بنعرف قيمة الحاجة غير لما تضيع من ايدينا ، اختارتني و وثقت فيا و خذلتها ، سببت ليها فضيحة كبيرة بين الناس لأني كنت ندل و اختارت اللي متستاهلش اللي فضلت سنين تخدع فيا
ضحك بسخرية قائلاً بحزن :
لأ و بعد كل ده اكتشف اني بحبها كأن ربنا عايز ينتقم مني و يقولي اللي ضيعتها من ايدك و جرحتها بسبب انانيتك دلوقتي مش هتعرف توصلها غير في احلامك اللي مستحيل تكون حقيقة عشان تبقى تقدر النعمة اللي في ايدك بعد كده ، المفروض اعمل ايه !!
ردد سفيان بوجع هو الآخر :
جاي تشكي همك لمين كلنا في الهوا سوا يا صاحبي
تعالى رنين هاتف سفيان و ما ان اجاب جاءه صوت المحامي الخاص به قائلاً بسرعة :
سفيان باشا زاهر هرب من السجن و نرمين انتحرت !!!!!!!!!
……
بينما بمكان نذهب إليه لأول مرة حيث تدخل تلك السيارة الفارهة عبر بوابة حديدية كبيرة لتتوقف أمام قصر كبير يشبه الخاص بالملوك كان يجلس بداخلها رجلان يردد احدهما بجدية و هو يضع شاشة الهاتف امام الاخر :
عيونا عليهم زي ما امرت يا باشا بقالهم شهور بيسافروا لكذا بلد و حجزوا عودة و هيرجعوا بعد بكره اسكندرية !!!!!
ضغط بيده على كأس النبيذ بقوة حتى انكسر بيده و نزفت الدماء منه بغزارة و هو يرى بالفيديو المصور من قِبل رجاله فارس و هو يعتلي حبيبته تهجم وجهه الذي ارتسمت عليه كل ملامح الشر عندما قبلها ذلك الحقير كما لقبه لقد لمس ما هو ملك له !!!!
ردد بصوت ينم عن كل شر :
خليكم جاهزين اول ما اقولكم تنفذوا ، تنفذوا علطول الغلطة منكم هيكون تمنها حياتكم ، فاهم !!!
اومأ له الرجل قائلاً بطاعة :
اوامرك يا زاهر باشا !!!!!!
عاد الاثنان من السفر بيوم الحناء الخاص بلينا على منزلهما ثم تجهزوا بالمساء و ها هو فارس توقف بسيارته اسفل البناية ثم نزل منها و هو يمسك بيدها سرعان ما حاوط خصرها عندما تعرقلت قدمها بشيء ما و كادت ان تسقط
سألها بقلق :
انتي كويسة
رددت بحزن و ضيق :
يا ربي ع الحظ ده وقته الكعب يتكسر ، همشي ازاي دلوقتي انا ده ا……..
توقفت عن الحديث عندما انحنى بدون حديث يحملها بين ذراعيه حاوطت عنقه بتلقائية فشاكسها قائلاً بحب :
اومال دراعي ده موجود ليه ، يشيلك العمر كله من غير تعب
اشاحت بوجهها بعيداً عنه من الخجل فدخل بها للمصعد و ما ان اغلق عليهما طبع قبلة صغيرة على احد وجنتيها فنهرته قائلة بخجل :
فارس !!
ردد بهيام و هو يمرر انفه داخل خصلات شعرها حيث تنبعث منه رائحة الياسمين :
فارس خلاص عشق اسمه بسببك ، قوليه كمان
صمتت و هي تنظر للأسفل بخجل فردد مرة أخرى :
قوليه !!
نطقت بصوت خفيض من الخجل :
فارس
انحنى بوجهه يريد تقبيلها لكن فجأة فتح باب المصعد و ظهرت امامهما فريدة التي رددت بحقد و غضب و هي تنظر إليهم باحتقار :
صحيح اللي اختشوا ماتوا
رفع فارس حاجبيه قائلاً بتهكم :
وانا اقول بردو انتي عايشة ليه لحد دلوقتي
كتمت ميان ضحكتها بصعوبة بينما فريدة نظرت لفارس بغضب فتح باب المصعد خرج منه اولاً و هو يحمل ميان قائلاً بسخرية :
الجو بقى يخنق
انزلها برفق امام منزل لينا حيث فتحت همس لهما الباب و جاءت من خلفهما فريدة لتستمع لما يقال بنفس الوقت خرج سفيان من المصعد و استمع لما قالت همس لفارس و ميان بمرح :
ايوه يا عم العرسان اللي سافروا و قالوا عدولي ، بس شكل السفر بيحلي و بينور الوش لازم اجرب
ردد فارس بمرح و هو يتوجه ليقف أمام منزل ميان حيث ستقام حفلة توزيع العزوبية للشباب :
اتجوزي يا اختي و انتي تعرفي بيحلي و لا لأ و العريس موجود مستني بس اشارة
تلعثمت همس و دخلت و خلفها فريدة تتأفف بضيق بينما ميان التي وقعت عيناها على سفيان صدفة بعدها نظرت لفارس الذي قبض على يده مانعاً نفسه باعجوبه من ان يبرحه ضرباً على ما فعل بحبيبته
اشار لها فارس برأسه لتدخل فأومت له بنعم تفعل ما قال و ما ان اغلقت الباب اقترب سفيان يقف بجانب فارس ينتظرون ان يفتح احد لهما الباب
فتح عمار ليحول نظراته بين الاثنان بتوجس في الحقيقة لقد نسى و لم يحسب حساب لقاء الاثنان سوياً !!!!!
…….
عند الشباب كان كارم يتبادل النظرات مع يزن بسخرية و تحدي بينما فارس كلما التقت عيناه بأعين سفيان يشتعل غضباً لم يقل مقداره عند رأفت الذي يتحمله غصباً لأجل عمار
استأذن منهم رأفت قائلاً بجدية قبل ان يغادر :
البيت بيتكم انا هطلع ارتاح فوق مليش في الجو ده
كان عمار يقف برفقة احد رفاقه المقربين الذي قام بدعوتهم فردد واحداً منهم بحماس :
هديتي ليك يا باشا عشان تودع العزوبية ، حاجة كده مش هتشوفها غير انهارده و لأخر مرة قبل ما تدخل قفص الزوجية برجيلك
قطب عمار جبينه بعدم فهم سرعان ما توسعت عيناه بصدمة عندما فتح رفيقه الباب لتدخل منه راقصة ترتدي عباءة سوداء فوق بدلة الرقص الخاصة بها
ردد عمار بصدمة :
نهار ابوك اسود ايه الهباب ده
ردد الآخر باستنكار و هو ينظر لجسد الراقصة التي ازالت عبائتها لتبقى ببدلة الرقص التي كشفت عن الكثير من جسدها :
هباب ايه يا عم انت مبتشوفش و لا ايه ، دي نعمة حتى يقول للنعمة لأ
ردد عمار بغضب و استنكار :
نعمة دي تبقى خالتك يلا
لكزه الاخر قائلاً بضيق :
ليه الغلط بقى انا غلطان اني بعمل معاك الواجب ، طلعت وش فقر
اشاح فارس وجهه بعيداً عنها بتقزز كذلك فعل كارم بينما قصي عبث بهاتفه غير مهتماً بما يحدث كذلك الحال مع سفيان و يزن
اقتربت الراقصة من فارس قائلة بميوعة :
مالك يا قمر انت مدور وشك عني ليه ، مش عجباك طب جربني الأول
اطلق رفيق عمار صفيراً عالياً بينما الجميع تركزت نظراتهم على فارس الذي ردد بقرف قبل ان يتركهم متوجهاً للشرفة :
عمر ما عجبني الرخيص
لوت الأخرى شفتيها بغيظ و اقتربت من سفيان فدفعها بعيداً عنه بقرف لتردد بغيظ :
جرا ايه يا اسمك ايه ، انتي جايبني هنا ليه عشان اتهزق و لا عشان أشوف شغلي
علق قصي بتهكم و قرف :
لا و نعم الشغل الصراحة
ثم نظر لعمار و رفاقه قائلاً بحدة و صرامة :
مشوها من هنا ، مش ناقصين قرف
تعالى رنين جرس المنزل بشدة كذلك الطرق على باب المنزل فتح رفيق عمار لتدخل لينا من الباب قائلة بحدة بعدما ارتدت مئذر طويل يغطي جسدها كذلك فعلن الفتيات همس و ميان و سيلين كلاً منهما دخلن يبحثون عن ما يخصهم بغضب و غيرة
فقد اخبرتهم احد المدعوات لحفل الحناء انها رأت راقصة تدخل لمنزل الشباب
ردد عمار و هو يبتلع ريقه بصعوبة :
طبعاً لو حلفت ليكي ع المصحف من هنا لبكره انها كانت لسه هتمشي مش هتصدقيني
صرخت عليه بغضب :
يتخوني يا عمار و احنا لسه ع البر اومال لما نتجوز هتعمل ايه ، الجوازة دي لا يمكن تتم !!!
قالت لينا كلماتها الأخيرة ثم غادرت من امامه بغضب لكن قبل ان تغادر من الباب كان يجذبها لأحد الغرف يغلق الباب خلفهما
نظرت همس لكارم بغيرة و غضب لكنه تجاهلها تماماً رغم شوقه الكبير للنظر إليها و اشباع قلبه من رؤيتها بعدما ابتعدت عنه طوال الأشهر الماضية فخمن على الفور انها ترفضه
اقتربت سيلين من قصي تنظر له بغيظ و غيرة كبيرة فردد هو بهدوء :
مكنتش أعرف ان فيه رقاصة جايه
لم يهدأ ذلك من نيران الغيرة المشتعلة بقلبها فجزت على اسنانها قائلة بغيظ و ضيق كبير :
انا عايزة اروح خلينا نمشي
اومأ لها بنعم و بالفعل تجهزت ثم جذبها من يدها مغادراً المكان بينما ميان أخذت تبحث عن فارس و الغضب متملكاً منها اقترب منها كارم قائلاً بهدوء مشيراً حيث يوجد فارس :
حاولت معاه و مرضيش و اداها اللي فيه النصيب
نظرت له بصمت فتابع حديثه بمرح و صوت خفيض لم يسمعه سواهما :
اقسم بالله بيحبك و مش عاوز غيرك ، هو يعني لو كان يعجبه النوع ده كان اتجوز ليه من الأول
دخلت إليه لتجده يقف يستند بذراعه على سور الشرفة يضع سماعات الأذن ربتت على ظهرها فالتفتت ينزر لها مدهوشاً ازال السماعات على الفور يسألها بقلق :
بتعملي ايه هنا و ازاي دخلتي……
ردت عليه بغضب :
شوفنا المايعة اللي بره دي و هي داخلة عندكم !!
سألها بمرح و هو يلمح همس تقف بالخارج :
داهمتوا المكان يعني
اومأت له و هي تنظر إليه برفعة حاجب فجذبها من خصرها مردداً بغزل :
هو انا اقدر ابص لغيرك ، معايا ست البنات عيني تروح لغيرها ليه
اخفضت وجهها بخجل قبل وجنتها مردداً بمشاكسة :
حبيبي الغيران
ردت عليه على الفور بتوتر :
لأ طبعاً مش زي ما بتقول
ضحك بخفوت قائلاً :
اه ما انا عارف طبعاً كل الحكاية انك كنتي داخلة عليا هجم و مكنش فاضل دقيقة و ترتكبي جريمة عشان مش غيرانة
ردت عليه بغيظ و توتر :
تصدق انا غلطانة اني جيت
كادت ان تذهب لكنه امسك بها يجذبها نحوه بقوة حتى اصطدمت بصدره مردداً بحب و هي يمرر اصبعه على شفتيها :
رايحة فين
كادت ان تجيب لكنه لم يعطيها الفرصة للحديث حيث داهمت شفتيه خاصتها بقبلة اودع فيها حبه و عشقه الكبير لها دخل كارم عليهما مردداً بتهكم و هو ينظر للجهة الأخرى :
يا عم روميو الجيران لو شافتك هتطلب بوليس الأدب روح حب في بيتك
دفعته ميان بخجل و ركضت للخارج لتجد لينا تخرج من احد الغرف تقف مع همس التي سألتها :
مالك انتي و هي وشكم احمر كده ليه
خرجت لينا و خلفها ميان بينما همس نظرت لكارم اخر مرة ثم غادرت بعدما رمقت يزن بنظرة محتقرة ألمت قلبه و لم يكن حاله أفضل من سفيان الذي غادر المنزل على الفور و النيران تشتعل بقلبه ما ان رأى الآخر و هو يقبلها !!!!!
……
ما ان غادرت ميان غمزه كارم قائلاً :
شايف ان الوضع بينكم بقى تمام ، دي دخلت هجم مع البنات و عيونها عمالة تدور عليك في كل مكان
ضحك فارس بخفوت قائلاً بسعادة :
حاسس اني بقيت اقرب ليها من الأول يا كارم ، فكرة السفر كان قرار صح ليا و ليها ، كل الحواجز اللي كانت بينا ابتدت تدوب مع الوقت
ربت كارم على كتفه سعيداً لأجله مردداً بمكر :
يعني شكلي هبقى عم قريب !!
ضحك فارس بسخرية قائلاً :
لأ متسرحش بخيالك اوي ، احنا بالكتير اوي تلاقينا لسه في الخطوة اللي بعد الحضن و ساعات مش بنوصل ليها
لوى كارم شفتيه مردداً :
اتنيل و تقولي بقيت اقرب ليها ، ده انتوا على ما تدخلوا دنيا و تخلوني عم هكون طلعت ع المعاش و بقيت جد
لكزه فارس بذراعه قائلاً بتهكم :
هو القرب بالنسبة ليك كده بس ، لأ بقينا اقرب لأن بقيت احس اني امانها بجد ، بقت تفهمني و افهمها صح ، عرفت عنها اللي مكنتش اعرفه و هي كمان كده ، حضني بدل ما كانت بتخاف و تتحرج تترمي فيه بقت هي اللي تيجي ليه بارادتها
ابتسم بسعادة متابعاً حديثه :
حتى الكوابيس اللي كانت بتجيلها بقت قليل اوي و ان شاء الله تختفي ، ده حتى عينها مراحتش على سفيان زي ما انت قولت اول ما دخلت و حست بالغيرة جاتلي انا مش ليه هو ، لما جت تحاسب حد عشان شاف غيرها جاتلي انا دورت عليا انا بعيونها مش هو يا كارم
تنهد قائلاً براحة :
خطوة الدكتورة كانت فكرة كويسة اوي ، قالتلي اللي كنت تايه عنه
شرد بحديثها يعيده بابتسامة جميلة :
قالتلتي هي حالياً معندهاش القدرة تعطي بس محتاجة تاخد و لو رفضت افضل وراها متيأسش ، ميان محتاجة تتحب و تاخد لأنها زمان عطت كتير
نظر لكارم متابعاً حديثه بحب لها وحدها :
ده اللي انا بعمله دلوقتي يا كارم بحبها و بس ، بعمل اللي عليا على أمل تحبني بجد و تكون من نصيبي و قلبي بيقولي ان ده اللي هيحصل ، هي ليا مش لغيري
ربت كارم على كتفه قائلاّ بسعادة لأجله :
ربنا يحفظها ليك يا اخويا و تكون من نصيبك بجد
امن فارس على دعائه ثم ردد بمشاكسة و غمزة من عيناه :
طب نصيبك انت اخبارك معاه ايه
ردد كارم بمزاج معكر و ألم :
بقالي شهور مش بشوفها
ثم قص عليه ما حدث ناهياً حديثه بغضب :
من يوم ما وصلتها البيت مشوفتهاش كلمتها مش بترد حاولت اوصل ليها بس مفيش فايدة ، لحد ما زهقت و جبت اخري يا فارس
اغمض عينيه مردداً بألم :
طول عمري بجري وراها عشان نظرة و عقلي صورلي انها بتحبني بس الحقيقة انها محبتنيش و لا عمرها هتحبني ، كان الأولى تحبني زمان مش دلوقتي ، همس طول عمرهت شيفاني زي اخوها بس
ربت فارس على كتفه قائلاً بحزن :
انا مش عارف اقولك ايه
ردد كارم بسخرية مريرة :
متقولش ، أصل مفيش حاجة تتقال ، كل حاجة اتقالت و كل حاجة اتعلمت بس الغلط كان عندي ، حبي ليها كان دايماً مخلي عندي أمل انها ممكن تحبني بس كل حاجة وضحت و بانت بعدها عني الفترة ظي كلها و هروبها ملوش غير معنى واحد
قبض بيده على سور الشرفة مردداً بوجع :
معناه انها بتقولي ابعد و اطلع من حياتي ، قلبي عمره ما حبك ماتتعشمش يحصل كده لأنه مستحيل
ثم تابع بألم و هو يشير بأبهامه تجاه قلبه :
بس المهزق ده يا اخي رغم كل اللي عملته الفترة اللي فاتت كان هاين عليه ينط من مكانه و يجري عليها يحضنها و يشبع منها و يعاتبها على غيابها و قسوتها عليه
بينما ذلك الحوار يدور بينهما كانت هناك من تستمع لكل ما قاله كارم بالطبع هي همس حيث عادت برفقة الجميع بعدما غادرت كل المدعوين منزل لينا عادت للداخل تقف بجانب لينا و هي تنظر للشرفة حيث يقف كارم بحزن و بألم شديد
……
بعد انتهاء تلك الليلة و بوقت متأخر جداً كان الجميع يرحل واحداً يلو الآخر رجال و نساء ردد رأفت بتعب بينما يرى حالة منزل لينا :
يلا يا جماعة انهاردة كلنا هننام في البيت عندنا الشقة هنا مقلوبة ع الاخر بكره تتنضف
كان الحديث موجهاً لوالدة لينا و همس و ميان و بالطبع فارس اومأ له الجميع بانهاك و تعب بقيت والدة لينا بغرفة وحدها و الفتيات الثلاثة بغرفة ميان بينما فارس كان ينام بمفرده بالغرفة المجاورة لهم بعدما رددت لينا بمرح قبل ان تدخل الغرفة و تجذب ميان ثم تغلق الباب بوجهه :
هتنام لوحدك انهارده يا فارس احنا التلاتة هننام سوا لأخر مرة محدش عارف هتتكرر تاني امتى !!
عبث بيده بخصلات شعره بضيق منذ ان عادوا من خارج البلاد و هو لا يراها و لا يتحدث معها سوى القليل دائماً مع الفتيات
جلس على الفراش يذم شفتيه بضيق و اشتياق كبير لها و حقد على لينا تلك الشريرة التي اخذت منه زوجته قام بتبديل ملابسه ثم القى بجسده على الفراش يحاول النوم
بينما ميان بقت تتحدث مع الفتيات قليلاً قبل ان تذهب كلتاهما في النوم و بقت هي مستيقظة مررت اصبعها على شفتيها تتحسها برفق و هي تتذكر قبلته
ابتسمت بخجل و كلماته تتردد بأذنها هل تكذب ان قالت انها لا تشتاق لاحتضانه و وضع رأسها على صدره و تنام براحة و امان
اخذت تتقلب بالفراش يميناً و يساراً لكن دون جدوى لا يزور النوم جفونها نظرت لهمس و لينا كلاهما يغطان بنوم عميق
بحذر شديد كانت تخرج من الغرفة و هي تحرص على عدم اصدار اي صوت اغلقت الباب و توقفت امام غرفة فارس و قبل ان تضع يدها على المقبض رددت بتعنيف لنفسها :
بتعملي ايه يا ميان يقول عليكي ايه هو دلوقتي
لكنها سرعان ما تخلت عن ترددها و فتحت الباب بحذر لتجد الظلام يعم الغرفة عدا نور خفيف قام بتركه اغلقت الباب و هي تمشي على اطراف اصابعها
جلست على الفراش بجانبه و هي تعض على شفتيها بخجل بعدها جذبت يده برفق تندس بين احضانه
سرعان ما شهقت بفزع و خجل عندما شدد من عناقها مردداً مردداً بصوت مشتاق حنون :
وحشتيني اوي
سألته بخجل :
انت لسه صاحي ، منمتش !!!
رفع رأسها لتنظر له قبل جبينها قائلاً بحب :
بقولك وحشتيني
اخفضت وجهها بخجل قائلة بصوت خفيض :
سمعتك
ابتسم عليها قائلاً بمشاكسة :
طب مردتيش ليه
اغمضت عيناها قائلة بخجل :
تصبح على خير يا فارس
ضحك بخفوت و هو يشدد من عناقها مر وقت قصير لم يغفو كذلك هي تمللت بنومها فسألها :
مش عارفة تنامي
اومأت له قائلة بحرج :
اه ، هو انا جعانه مكلتش حاجة من الصبح هنزل اشوف حاجة اكلها
اعتدل قائلاً بعتاب :
ينفع كده طيب مكلتيش ليه و كنتي هتنامي و انتي جعانة كمان
اشعل الضوء و اعتدل واقفاً سرعان ما ثبت بمكانه عندما وقعت عيناه على ما ترتدي بيجامة ذات لون فضي حريرية مكونة من شورت قصير يصل لمنتصف فخدها و الجزء العلوي منه بحمالات رفيعة جداً كشفت الكثير من جسدها
ابتلع ريقه بصعوبة مردداً باعين قاتمة بينما يتقدم منها و هي تتراجع حتى اصطدمت بالحائط و هو يحاصرها بيديه :
حرام عليكي ، انتي معندكيش اخوات ، البني ادم ضعيف
ارتجفت شفتيها بينما هي تحركها تحاول الحديث من شدة الخجل فرددت بتلعثم :
ما انا و البنات لبسنا زي بعض مخدتش بالي لما خرجت من الاوضة و……
لم تستطع ان تكمل حديثها فقد داهت شفتاه خاصتها بشغف و عشق كبير ابتعد عنها بعد وقت ليجدها تغمض عيناها بقوة و وجنتيها مصطبغة بحمرة قانية
ابتسم عليها مقبلاً وجنتها برقة قائلاً بمشاكسة :
حبيبي المكسوف
فتحت عيناها ثم دفعته دون ان تنظر لوجهه تركض بقوة للمرحاض و تغلق الباب عليها من الداخل ضحك بقوة ثم اقترب من الباب يدق عليه قائلاً :
انا هنزل احضرلك حاجة تاكليها ع السريع بس متخرجيش بره الاوضة كده ، استنيني هنا و انا جي علطول يا سُكر
ذهب و على شفتيه ابتسامة جميلة و هو سعيد بالتقدم الذي يراه بعلاقتهما بينما نفس الابتسامة لم تفارق ميان لكنها كانت ممزوجة بخجل كبير و هي تمرر اصابعها مكان قبلته
لكن مع ذلك تساؤلات كثيرة لا تفارق عقلها اهمها لما أصبحت هكذا لما اصبح اقتراب فارس منها يسبب لها الخجل على عكس ما كانت البداية كان تخشاه !!!
……
نزل للأسفل و بدأ يصنع لها عدة ساندوتشات دخلت عليا للمطبخ لتشرب الماء فتفاجأت بفارس سألته بصوت ناعس :
فارس انت لسه صاحي عاوز اي حاجة يا بني
نفى برأسه قائلاً ببعض الحرج :
مفيش ميان كانت جعانة فنزلت اعملها حاجة تاكلها
ابتسمت بسعادة و هي ترى اهتمام فارس بابنتها اقتربت منه قائلة :
محصلش صدفة اني قعدت معاك و اتكلمنا سوا يا فارس بس عايزاك تعرف اني مبسوطة ان بنتي كانت من نصيبك انت ، لأني شايفة في كل تصرفاتك قد ايه انت شاريها و عايزها و همك راحتها
ردد فارس بحب :
صدقيني انا اللي مبسوط ان بنتك كانت من نصيبي
ابتسمت قائلة بحنان :
هي بنتي و انت كمان ابني ، خسرت ابني بس ربنا عوضني بابن تاني اتمنى تعتبرني زي والدتك و ده بيتك زي ما هو بيت ميان
ردد بمرح و هو يقبل يدها بحب :
هو انا اطول انك تعتبريني ابنك يا ست الكل ، جبتيلي اغلى هدية ع الدنيا و هي بنتك دي كفيلة تخليني مش بس اعتبرك زي والدتي دي تخليني ابوس ايدك كل يوم
ابتسمت عليا قائلة بحنان و هي تربت فوق كتفه :
ربنا يرضى عليك يا بني و يهدي سرك انت و ميان و يحفظكم و يخليكم لبعض
امن على دعائها و هو يبتسم بحب بينما على باب المطبخ كانت ميان قد نزلت لتراه عندما تأخر فاستمعت لحديثه مع والدتها و الابتسامة لا تفارق شفتيها
أخذت عليا الماء و التفتت لتغادر لتقع عيناها على ابنتها فرددت بمكر :
على اساس انتي و البنات هتناموا سوا
ردد فارس من خلفها بمكر و أستمتاع و هو يرى خجل الاخرى و تلعثمها :
مراتي متقدرش تبعد عن حضني لحظة بقى
ضحكت عليا ثم صعدت و تركتهما تقص ما رأت على رأفت بسعادة و الاخير سعادته لا تقل عنها و هو يرى انه قام بتسليم ابنته للشخص الصحيح
……
ما انهى الاثنان تناول ما احضره فقد تقاسماه سوياً بعد اصرار منها كانت تقف تغسل اسنانها و هو بجانبها يتحديان بعضهما كالأطفال ضحكت بقوة على هيئته دقائق و كان يخرج من المرحاض يحملها بين يديه و الأخرى تتحاشى النظر له بخجل
جلس على الفراش و جعلها تجلس بين قدميه احتضنها من الخلف مستنداً برأسه على كتفها و هي تقلب بقنوات التلفاز و ما ان شعرت به يفعل ذلك سقط جهاز التحكم من يدها بتوتر و خجل
ردد بحب و هو يستند برأسه على كتفها :
لو اعرف انك هتبعدي عني كده ، مكنش جبتك و رجعت من بره و كنا فضلنا هناك سوا
رددت بتوتر و هي تحاول الابتعاد بينما شعرت به يمرر انفه على بشرة كتفها و يضع قبلات صغيرة برقة شديدة :
ااا….اا…الوقت اتأخر مش كده ، يلا ننام
ضحك بخفوت و هو يطفيء الاضواء ثم تمدد بجسده على الفراش يجذبها لاحضانه مقبلاً جبينها بحب و حنان
……..
في الصباح الباكر كان الفتيات يجهزون طعام الافطار سريعاً حتى يكملوا الباقي من التجهيزات لليوم التفتت عليا لميان قائلة :
ميان اطلعي صحي جوزك يلا عشان يفطر
اومأت لها بصمت ثم صعدت و هي تحمد الله انها استيقظت قبل الفتيات و إلا لم تكن لتسلم من لسانهم و مزحاتهم لأنها تركتهما و نامت برفقته
فتحت باب الغرفة بهدوء و اقتربت منه بحذر تناديه برفق حتى لا تفزعه :
فارس ، فارس اصحى يلا عشان تفطر
لا اجابه وضعت يدها على كتفه تربت عليه عدة مرات برفق و هي تنادي عليه
فتح عيناه رويداً و ما ان وقعت عيناه عليها جذبها برفق لتنام بجانبه مردداً بصوت ناعس :
صباح السُكر يا سُكر ♡⁩
رددت بخجل و هي تحاول النهوض :
الصباح النور ، الفطار جاهز تحت ، يلا قوم عشان نفطر كلنا سوا
ردد بمشاكسة و هو يستند برأسه على كتفها :
طب انا عايز احلي الأول
سألته بعدم فهم :
تحلي ع الصبح ، طب قولي عايز اي…….
توقفت عن الحديث عندما اختطف قبلة سريعاً منها مردداً بحب و مشاكسة :
أحلى تحلية ع الصبح مش مضرة بالعكس بتدي باور انما ايه ، متستقليش بيها
دفعته و ركضت للخارج بخجل فضحك بقوة و تجهز متوجهاً للأسفل يجلس معهم بعدما القى الصباح عليهم جميعاً
رددت لينا بمرح و مشاكسة :
مراتك امبارح يا فارس العرسان عليها كانوا ايه
غض حلقه و سعل بقوة مردداً بغيرة كبيرة بعدما ناولته عليا الماء :
هما مين دول و ايه اللي جابهم عندكم
رددت همس بمرح :
اهدى يا عمنا دي كل ست في الحلفة عايزة تاخدها لابنها و الست منهم لما تعرف انها متجوزة تتحسر في ايدك كنز خد بالك منه
صمت فارس بضيق ثم دخل للشرفة فلحقت به ميان بينما تنظر لهمس و لينا بعتاب فبطبيعة الرجل الغيرة حتى و ان لم يحب فانه من طبعه الغيرة
رددت والدة لينا بعتاب :
لازمته ايه الكلام ده بس ، ليه حق يتضايق
ردت عليها همس بمرح :
خليه يغير شوية و الحب يولع في الدرة
ضحكت عليا قائلة :
انتي و هي سوسة
ضحكت لينا و هي تصدم كفها بكف همس و هما تضحكان بمرح بينما بداخل الشرفة اقتربت ميان من فارس قائلة :
انت زعلت بجد و لا ايه لينا و همس بيهزروا مش قصدهم حاجة
ردد بحدة و غيرة كبيرة بينما يضرب سور الشرفة بقبضة يده :
من حقي أغير يا ميان اي راجل بيغير على مراته عشان تخصه ، ما بالك بقى مراتي و الوحيدة اللي في حياتي اللي حبيتها ، امبارح من ستر ربنا اني مطلعتش بروح التاني
فهمت من يقصد بالطبع سفيان قربها منه قائلاً بغيرة تحرقه :
ميغركيش الهدوء اللي شيفاه انا جوايا نار قايدة مش بتنطفي ، نار بتحرق في قلبي كل لحظة لما افكر ان التاني قرب منك و لمسك و بسببه حصل حاجات كتير ، نفس النار بتقيد فيا كل كل ما بحس ان فيه حد بصلك و او بيتمناكي و عايزاك ، زي الزفت اللي قبلناه في الحلفة و كان ناقص يعيط لما عرف انك اتجوزتي !!!!!
لم تجد ما تقول سوا انها رددت بتوتر :
فارس دلوقتي انا مع مين
نظر لها فرددت بهدوء :
انا معاك انت و على اسمك انت و الباقي ميهمش في اي حاجة ، متضايقش نفسك عشان خاطري
رفع يدها مقبلاً اياها بحب :
خاطرك غالي اوي و انتي غالية يا ميان ، انتي حبيبتي ، الوحيدة اللي حبيتها في الدنيا و غيرتي من حبي فيكي
نادت عليها والدتها فابتعدت عنه تدخل للداخل و هو خلفها اعتذرت منه كلاً من همس و لينا قائلين انهما كانا يمزحان فقط حرك رأسه بنعم لكنه حقاً لم يهدأ للآن نفس النيران بداخله
……
في المساء بأحد أكبر الفنادق بالاسكندرية بدأ الزفاف و نزلت لينا الدرج تتمسك بيد والد ميان ليسلمها لعمار قائلاً بابتسامة و حنان :
خلي بالك منها دي امانة في رقبتي بنت الغالي ، متخلنيش في يوم اندم اني سلمتها ليك زي ما ندمت زمان و سلمت اللي قبلها لأخوك
ردد عمار بحب :
امانتك في الحفظ و الصون يا جوز خالتي ، اوعدك تفضل في قلبي طول العمر
اقترب منها عمار مقبلاً جبينها قائلاً بحب :
وأخيراً يا وردتي ، مبروك عليا انتي
ابتسمت بسعادة و خجل و هي تتمسك بذراعه متوجهين حيث المكان المخصص لهما
نزلت ميان الدرج بفستانها ذو اللون السماوي و الذي ناسبها بشدة و ترتدي مثله همس التي اخذت تبحث بعيناها عن كارم و ما ان نظرت له ابعد عيناه سريعاً لكنها امسكت به
اقترب منها فارس مردداً بغزل :
صعبان عليا الناس انهارده والله
سألته بتعجب :
ليه !!
ابتسم مردداً بغزل و حب :
عشان هيفضلوا في حيرة طول الليل ، يفضلوا يسألوا من امتى القمر كان بينزل ع الأرض
ابتسمت بخجل و لم تجيب فجذب يدها متوجهاً للطاولة المخصصة لهما برفقة والديها كانت فريدة تنظر لفارس و ميان بحقد بينما ترى ان تلك السعادة كان من المفترض ان يعيشها حفيدها و ليس ذلك الغريب ترى ان ميان حق سفيان فقط
ذهب فارس ليتحدث بالهاتف خارج القاعة بعيداً عن الضوضاء و ما انتهى التفت ليدخل فوجد فريدة امامه كاد ان يمر و يتجاهلها فرددت هي :
متفرحش اوي ، ميان لا يمكن تحبك طول عمرها بتحب سفيان و هو كمان بيحبها انت مجرد دخيل بينهم و هيجي يوم اللي تشوف فيه بنفسك ميان بتسيبك عشان خاطر حفيدي ، اشتري كرامتك و خلي البُعد يجي منك
ضحك فارس بسخرية مردداً باشمئزار منها :
مش قولتلك عرفت انتي ليه عايشة لحد دلوقتي !!
قالها ثم غادر و تركها مع الغل الذي ينهش قلبها كلما رأت ابتسامة الأخرى و حفيدها لا !!!
اشتغلت الموسيقى بالمكان و افتتح الرقص العروسين كان عمار يهمس بكلمات بأذن الأخرى فتخجل و تلكمه بصدره
جذب فارس ميان يتمايل معها على انغام الموسيقى مرت دقائق قليلة و اشتغلت اغنية جعلته يبتسم بتوسع مردداً بجانب اذنها بصوت خفيض :
مش بتفكرك بحاجة الأغنية دي
عنفته قائلة بخجل :
بس يا فارس
ردد برومانسية :
كانت اول مرة تسمحيلي فيها اقرب و اقطف الكريز برضاكي
اشاحت بوجها بخجل بينما ما ان وصلت الاغنية لذلك المقطع المفضل لديه فعل مثلما فعل قبلاً استند بجبينه على خاصتها مردداً كلمات الأغنية بحب :
جوه القلب انا راسمك و من روحي عليكي بغير و بفرح لما اقول اسمك عرفت انا ليه بقوله كتير ♡⁩
بينما كان الاثنان مندمجان في الحديث كانت اعين سفيان عليهما و الحسرة و الندم لا يفارقان قلبه اشتعلت عينيه غيرة عندما لاحظ تقاربهما
…..
كان كارم يقف بعيداً ينظر خلسة لمعذبة قلبه حتى لا تلاحظ كذلك يزن الذي كان يناظرها بحب و اشتياق لم يكن يعرف انه يحبها بكل هذا القدر
مر الوقت و الجميع يرقص بمرح و لكن انتبه الكل فجأة لذلك الصوت الذي يعرفه معظمهم لتردد سيلين بتعجب و تساؤل :
قصي هي همس هتعمل ايه !!
حرك كتفه بعدم معرفة و تابع باهتمام كذلك فعل الجميع :
اول حاجة الف مبروك يا لينا ، اختي و صحبتي اللي بحبها و بموت فيها ، مبروك يا عمار بس حسك عينك تزعلها لأن هتشوف مني وش عمرك ما شوفته
ضحك عمار و اومأ لها فأخذت همس نفس عميق ثم رددت بابتسامة جميلة :
عايزة اقول حاجه قدام كل الموجودين ، في شخص بينكم هنا دلوقتي بقوله قدام كل الموجودين
صمتت للحظات ثم تنهدت قائلة بصدق :
انا بحبك
انتبهت حواس كارم و كذلك يزن لها و اعتدل و انتفض والديها واقفان من الصدمة بينما لينا و ميان تبتسمان بسعادة و هما تعرفان ما تنوي عليه همس !!
أخذت نفس عميق و تابعت :
يمكن الكل يقول انها جراءة مني ، بس الشخص ده هو اللي وقف جنبي و ساعدني شالني لما وقعت
اقتربت من كارم قائلة بينما تنظر لداخل عيناه بحب :
مسك ايدي و طلعني من اللي فيه ، شخص فضل يحبني من غير امل اني احبه
كان يستمع لها بصدمة و هي تكمل حديثها :
استحملني في وجعي على شخص تاني جرحني ، استحملني و فضل يحبني من غير ما يمل مني
نزلت دمعة من عيناها و هي تقول :
كان بيقويني بالكلام و بالفعل شخص يعرفني اكتر من نفسي و ياما جرحته بكلامي من غير قصد و بأفعالي كمان و مع ذلك بردوا عشقني و فضل شاريني
تنهدت قائلة بحب و امتنان كبير له :
تفتكروا الشخص ده ميستهلش اني أقف و اقول قدام الكل اني من كل قلبي بحب
مسكت كف يده و الآخر ينظر إليها بعدم تصديق قائلة بحب صادق و حقيقي تشعر به :
سامحني على غبائي و على اني زمان فرط في الحب ده و قدام كل الناس دي بقولها ليك تاني و لأخر العمر هفضل اقولها من كل قلبي
تنهدت بعمق ثم تابعت بحب صادق :
بحبك يا كارم
تعالى التصفيق بالمكان بحرارة و ذلك العاشق من كم الصدمات التي تلقاها الان و وقعت على مسامعه يشعر انه بحلم و كل ما يحدث غير حقيقي دقات قلبه عالية ، اعلى من صوت تصفيقهم
كان فارس يصفق بقوة مطلقاً صفيراً عالياً فرحاً لأبن عمه الذي كان فقد الأمل
اغمض عينيه و فتحها عدة مرات لا يصدق ما يرى سرعان ما جذبها يعناقها بقوة فهمست بجانب اذنه بحب و بصدق :
والله بحبك ♡⁩
ابتسم بسعادة و ابعدها عنه ينظر بداخل عيناها
ليرى تلك النظرة التي كان قديمًا على استعداد ان يدفع عمره بأكمله مقابل رؤيتها
ردد بعدم تصديق :
همس هو اللي بيحصل ده حقيقي !!
اومأت له و هي تضحك بخفوت قائلة بمرح :
اه حقيقي ، تحب اقرصك عشان تتأكد
ضحك بسعادة و كاد ان يقترب ليعانقها لكن سبقه عاصم يمسك به قائلاً بتوعد :
نتلم بقى و كفايه قلة أدب و اعمله اعتبار ان ابوها واقف ، متزودوش في حسابكم عشان ليلتك انت و هي هباب ان شاء الله !!!!
ابتعد كارم و هو يبتلع ريقه بصعوبة كذلك همس التي لم تحسب حساب لرد فعل والدها لكن يبدو ان الأمر لن يمر مرور الكرام !!!!
…….
توجهت ميان للمرحاض لتضبط ثيابها و عند خروجها تفاجأت بمن يكمم فمها من الخلف و يقوم بغرز حقنة ما برقبتها جعلتها تفقد الوعي و لم تدري بشيء بعدها لم يكن ذلك الشخص سوا ” زاهر ”
الذي اخذ يمرر يده على وجهها مردداً بعشق :
هانت يا حبيبتي مبقاش فاضل كتير عشان نبقى مع بعض ، مش هسيبك من النهاردة هتفضلي معايا و جنبي مش هسمح لحد ياخدك مني تاني ، الكل هيدفع تمن اذيتك ، الكل !!!!
خرج من المرحاض بعدما طلب من رجاله ان يقوموا باخلاء الطريق له اخذها و غادر من الباب الخلفي قائلاً بنبرة حازمة تنم عن كل شر :
اسحبوهم لبره و خلصوا عليه بعدها !!!!
اومأ له أحد الرجال الذين قاموا بالتمويه عن نفسهم بارتداء ملابس العاملين بالفندق عندما لاحظ فارس تأخر ميان كاد ان يذهب لها لكن اقترب منه النادل قائلاً بسرعة :
زوجة حضرتك داخت و ورتني صورتك عشان انادي ليك تلحقها !!!!!
ركض فارس بلهفة و قلق للخارج خلف النادل و هو يقطب جبينه بتعجب عندما قاده للباب الخلفي توقف عن السير قائلاً :
مراتي ايه اللي جابها هنا أصلاً و ……
توقف عن الحديث عندما غرز أحدهم عنقه من الخلف بحقنة ما جعلته يترنج بوقفته و تتشوش رؤيته فسقط فاقداً للوعي !!!!!!!
بينما سفيان ذهب ليجري اتصالاً هاماً بعدما القى نظرة مطولة على شقيقه بسعادة و فخر ليتفاجأ بأحد عمال الفندق يخبره ان أحدهم صدم سيارته بالجراج بدون قصد تأفأف و ذهب ليرى ما حديث ليكون مصيره كمصير فارس و ميان !!!!!
……
بينما بداخل الزفاف كان عمار يرقص مع رفاقه و لينا تقف مع همس و سيلين يلتقطون الصور تعالى الصريخ بالمكان عندما خرج صوت رصاصة اخترقت جسد أحدهم !!!!!!!
…….
بعد ساعات بمكان ما وسط الصحراء كان صراخها العالي المستغيث يشق سكون الليل الفزع و الرعب تمكن منها و هي تراه يسكب بنزيناً على هيئة حلقة كبيرة تحيط بمقعد الاثنان المكبلان بالحبال بقوة و ما ان أنتهى مما يفعل
اقترب منها زاهر مردداً بابتسامة و هيئة غير متزنة :
حبيبتي بس بتنادي على مين مفيش حد تاني غيرنا هنا و بعد شوية مش هيكون فيه غيري انا وانتي !!!!
حاوط بيده وجنتيها مردداً بشر و غل :
خايفة عليهم ليه الاثنين يستاهلوا يموتوا
أشار ناحية سفيان مردداً بحقد و غضب :
هو عشان كان سبب في عذابك و غلط في حقك أكبر غلط ، ده اناني كل اللي يهمه نفسه و بس
ثم أشار ناحية فارس الذي يحاول قطع الأحبال عنه مزمجراً بغضب و هو يراه يضع يده بتلك الطريقة على زوجته :
أما هو غلط غلطة عمره لما اتجوزك و خدك مني من تاني
رددت بصراخ و غضب و دموعها تنساب برعب :
انت مجنون !!!
صرخ عليها بغضب و قهر ظهر بوضوح في صوته :
مجنون بسببك ، ليه دايماً بتختاري غيري يا ميان ، محدش فيهم حبك قدي انا قتلت عشانك ، كاميليا ماتت لأسباب كتير اولها انها اذيتك و نرمين كمان خدت اللي فيه النصيب ، أنا عندي استعداد أموت عشانك و اقتل اي حد يفكر بس يقرب منك سواء يأذيكي او ياخدك مني ، انا مش طالب كتير حبيني بس ربع الحب اللي بحبه ليكي
صرخ عليه فارس بقوة و غضب كبير و هو يراه يمرر يداه على خصلات شعرها :
قسماً بالله هقتلك !!
صرخ عليه سفيان من بعيد بغضب :
لو لمست شعره منها يا زاهر قسماً بالله لأدفنك حي
ابتعد عنها مخرجاً قداحته يشعلها مردداً بغل و حقد كبير :
ده لو عيشت انت و هو يا بن العزايزي !!!
القى بالقداحة ارضاً حيث قام بسكب البنزين فأشتعلت النيران حول الاثنان بقوة انحسبت انفاسها برعب و هي تجد صعوبة في رؤيتهما بعدما تصاعدت النيران لأعلى أكثر صرخت بعلو صوتها تنادي عليهما
اقترب زاهر منها مردداً بهوس و هو يمرر يده على خصلات شعرها عدة مرات :
بكره تنسيهم ، انا هخليكي تنسيهم و تفتكري حبي ليكي بس ، هما ماتوا كل اللي فرق بينا زمان مات ، دلوقتي هنبقى لبعض لأخر العمر يا روحي
صرخت عليه بغضب ودموع وهي تحاول التحرك لكن دون جدوى تستمع لسعال الاثنان بقوة من وسط الحلقة النارية :
أنت مجنون ، منك لله انا بكرهك !!
بقت تصرخ حتى فقدت وعيها انحنى يحملها بين يديه ملقياً نظرة اخيرة للخلف قبل ان يغادر و هي معه !!!!!!!!
……..
فتح عيناه ببطيء سرعان ما عاد يغلقها سريعاً من شدة الضوء نظر حوله بعدم فهم و استيعاب يتساءل اين هو !!!!
انها المستشفى نظر على يمينه ليتفاجأ بجسد سفيان على نفس حاله سرعان ما عصفت برأسه ما حدث ازال قناع الاكسجين عن وجهه و بدأ بأذالة جميع الاجهزة التي تقيش مؤشراته الحيوية دخلت الممرضة سريعاً تحاول منعه و معها الطبيب يحاولون منعه اثناء ذلك أستيقظ سفيان هو الآخر و ما ان تذكر ما حدث فعل نفس الشيء
دخل كارم يمنعهم قائلاً و هو يتمسك بفارس :
فارس اهدي اللي بتعمله ده غلط عليك
ردد بشراسة و هو يدفعه بعيداً عنه :
مراتي فين يا كارم ، ميان فين !!!!
صمت كارم بحزن ليقترب منه سفيان قائلاً بقلق ينهش قلبه :
ميان كويسة مش كده ، لحقتوها من بين ايد اب…..
ردد كارم بتهرب :
لازم ترتاحوا حالتكم……
قاطعه فارس و هو يتمسك بمقدمة ثيابه بغضب جامح بينما يكاد قلبه يكاد يتوقف من فرط ما يشعر به من قلق عليها الآن :
رد عليا مراتي فين ، ايه اللي حصل ، انطق !!!
اخفض كارم عينيه قائلاً بحزن :
تليفونك كان معاك و حددنا مكانك منه لما لاحظنا اختفائك انت و ميان و كمان سفيان راجعنا الكاميرات و شوفنا اللي حصل
تابع فارس بتوتر بينما سفيان و فارس يستمعان له بلهفة :
حددنا المكان و لما وصلنا كانت النار حواليكم و كنتوا فاقدين الوعي وصلنا في الوقت المناسب ، بس للأسف ميان مكنتش موجودة !!!!!
ردد فارس و سفيان معاً بصدمة :
يعني ايه !!!!
اشاح كارم بوجهه بعيداً قائلاً بحزن :
يعني احنا بقالنا حوالي اربع ايام مسبناش مكان غير لما دورنا فيه عليها بس مفيش ليها و لا للزفت اللي خطفها اي اثر
كاد سفيان ان يخرج من الغرفة و الغضب متمكناً منه لكن توقف عندما قال كارم :
انت بالذات مينفعش تسيب المستشفى !!
سأله بحدة دون ان يلتفت له :
ليه ان شاء الله
ردد كارم بحزن :
اخوك في الاوضة اللي جنبك !!!!!
اقترب منه سفيان قائلاً بقلق :
عمار ماله ، جرا ايه لاخويا ما تنطق !!
تنهد كارم قائلاً بارهاق :
حد هاجم الفرح و ضرب نار عليه ، بس متخافيش من ستر ربنا الرصاصة مكنتش في مكان حيوي و حالياً هو كويس بس لسه مفاقش
ركض سفيان بخطى غير متزنة لخارج الغرفة متوجهاً حيث شقيقه بينما فارس ردد بحدة للممرضة التي تقف بنهاية الغرفة :
هاتيلي اي زفت البسه
نفذت الممرضة ما قال على الفور و بالفعل غادر المستشفى بغضب متجاهلاً حديث الجميع اخذ يبحث بكل مكان و كارم معه يقص عليه توصلوا إليه الأيام الماضية !!!!
سأله فارس بغضب :
ممكن يكون خدها و سافر !!
نفى كارم برأسه قائلاً :
مستحيل امنا الوضع مش هيعرف يخرج بره البلد
ردد فارس بغضب و هو يشعر بالعجز بينما يلكم عجلة السيارة بقدمه من الداخل :
ابن…..ممكن يكون سافر بيها في اي محافظة تانية ، ممكن يكون اذاها
قال الأخيرة بأعين دامعة و صوت مختنق و القلق عليها و الفزع لا يفارقه يتساءل كيف هي الآن !!
……
كانت لينا تجلس بجانب عمار الذي لم يكن حاله أفضل من فارس و سفيان كانت تبكي بقوة و حزن عليه و على صديقتها التي للآن لا يعرف احد اين هي !!!
فتح عمار عيناه بتعب رددت لينا على الفور بلهفة :
عمار انت كويس
مرر لسانه على شفتيه الجافة مردداً بعطش :
عايز اشرب
جلبت له المياه على الفور وساعدته على الشرب تسأله مرة اخرى بقلق و دموع :
انت كويس يا عمار مش كده ، حاسس بأي تعب !!!
حرك رأسه بنعم وهو يشعر بألم كبير مكان جرحه رددا بصوت متعب :
ايه اللي حصل انا اخر حاجه فاكرها كنت برقص من اصحابي و انتي بتتصوري و بعدها…..
انفجرت في نوبة بكاء مريرة قائلة بحزن :
كنت هموت من القلق عليك يا عمار ، حصلت بلاوي كتيره ، محدش عارف يتصرف ، ميان مش عارفين هي فين فارس سفيان كمان !!!
ردد بعدم فهم و هو يعتدل جالساً بحذر شديد و تعب :
حصل ايه يا لينا انا مش فاهم حاجة ، بلاوي ايه اللي حصلت و مش عارفين تتصرفوا في ايه ، ميان مالها مش عارفين هي فين ازاي !!!
ثم تابع بصدمة :
حصل حاجة بين فارس و سفيان !!!!
ببكاء يتخلله شهقات عالية اخذت تقص عليه ما حدث و الآخر في حالة صدمة و لسان حاله يردد اليوم الذي انتظره طويلاً و ظن انه سيكون يوماً لا ينسى اصبح حقاً لا ينسى و لكن من كم الكوارث التي حدثت به !!!!
………
ايام تمر و الحال كما هو لا جديد لم يترك مكاناً إلا و بحث عنها فيه لا يأكل لا ينام حالته اصبح يرثى لها الجميع مجتمعون بمنزل عائلة ميان و والدتها لا تتوقف عن البكاء و النواح
جلست والدة فارس بجانبه قائلة بحزن :
متعملش في نفسك كده يا بني هنلاقيها بأذن الله ، قوم ريح شوية و كل لقمة عشان تقدر تصلب طولك
لم يرد عليها فقط يضع رأسه بين يديه عقله ليس معهم بالأساس بل معها هي يتذكر اول لقاء ثم اول قبلة بينهم برضاها ثم لحظاتهم الجميلة عندما كانوا خارج البلاد و فرحتها بنجاحها و بهديته التي لم تنزعها من يدها منذ اخر……السوار !!!!!!
انتفض مكانه يركض للخارج حيث منزلهما الذي لما يخطو داخله منذ ما حدث سوا مرات قليلة جداً يبحث هنا و هناك عن مكان السوار الخاص به لحق به كارم و كذلك سفيان الذي ظن انه علم شيئاً عن مكانها ليتفاجأ به الاثنان يأتي لهنا صعدوا خلفه ليتفاجئوا بباب المنزل مفتوح و فارس يركض من هنا لهنا يفتش عن شيء ما !!!!
سأله كارم بتعجب :
بتعمل ايه يا فارس ، بتدور على ايه !!!!
لم يرد عليهما فارس بل دخل لغرفته و اخد يبحث فلحقوا به بلهفة التقط السوار من داخل احد الادراج ليجده يحتاج للشحن فقط نفذ اخر مرة كان يرتديه فيها بينما هي كانت ترفض نزعه من بين يديها يتمنى ان تكون لا زالت ترتديه !!!!
سأله كارم بقلق :
فارس انت بتعمل ايه !!!
ردد فارس بصوت مختنق و تمني :
اخر فرصة عشان اعرف اوصلها هو ده ، لو لسه لابساه هقدر اعرف مكانها ، ازاي تاه عن بالي الموضوع ده كل الايام اللي فاتت
كان سفيان يقف على اعتاب باب الغرفة يستمع لما يقول نظر على الفور لما بيد فارس ليجد انه مجرد سوار قبل ان ينطق بشيء لفت انتباهه حديث فارس الذي :
ليه يحصل كده يا فارس ، بعد ما خلاص كانت الأمور بينا تمام و كنا كويسين و حسيت اني كسبتها بجد ، كل حاجة تتهد من أول و جديد و تروح من ايدي
فرت دمعة من عيناه و هو يردد بوجع :
قلبي مش قادر يرتاح و لا بيوجعني و الف سؤال و سؤال مش بيفارق عقلي ، هي فين كويسة و لا لأ حد اذاها ، نار بتحرقني من جوه لمجرد التخيل ده
صمت متابعاً بشرود و حزن :
كان فيها اللي مكفيها يا كارم ، ليه يحصل كده
ربت كارم على كتفه مردداً بجدية :
حكمة ربنا ، يمكن اللي بيحصل ده وراه خير ، محدش عارف حكمة ربك ايه ، ارضى بقضاءه يا فارس و اصبر هنلاقيها بأذن الله
كان سفيان يستمع لهما و هو يشعر بالعار من نفسه فارس لمدة أسبوعين لا يقدر على فراقها و بتلك الهيئة يكاد يبكي حقاً ، بينما هو قد هجرها سنوات لم يرف لها فيهم جفناً بل كان قاسياً !!!!
قارن نفسه بفارس ليجد نفسه يردد بسخرية مريرة هل هو حقاً احبها !!!
بعد وقت انتفض فارس بمكانه و هو يرى ساعته تنير ارسل هو الآخر لها لتشعر باهتزاز الساعة على يدها فابتسمت بسعادة هذا يعني انه حي فارس لم يمت !!!!
لكن صمتت عندما خطر بعقلها ان الساعة يمكن ان تكون وقعت بيد شخصاً اخر سرعان ما نفضت تلك الفكرة عن بالها فارس تركها بالمنزل اخر مرة يستحيل ان يكون احداً آخر هذا يعني ان فارس حي !!!!!
لكن خاصتها على وشك ان ينفذ شحنها فعلت ما قاله لها آخر مرة عندما كان يعلمها كيف تعمل
بينما على الجهة الاخرى عند فارس قام بتوصيلها بتطبيق ما استغرق منه الأمر نصف ساعة مع عدة اتصالات من كارم كان يركض بعدها الثلاثة بلهفة خارج المنزل متوجهين حيث تأتي الأشارة التي كان ينتظرها !!!!!
……
قبل قليل بمكان آخر كانت تصرخ عليه لكن لا اجابه لا تفعل شيء سوى الصراخ
– خرجني من هنا بقى !!
صرخت ميان عليه و هي تركل المقعد الخشبي بقدمها لقد مر ما يقارب الأسبوعان و هي بنفس المكان تصرخ و لا يجيب يضع لها الطعام و يغادر دون ان يجيب على اسئلتها
اقترب منها مردداً بابتسامة :
اهدي بس يا حبيبتي و كلي اكلك يلا !!
اطاحت بصينية الطعام من امامها صارخة عليه بغل وغضب :
مش عايزة منك حاجة ، حصلهم ايه سفيان و فارس….
قاطعها قائلاً بغضب و هو يضغط على فكها بقسوة :
اسمهم مايتذكرش على لسانك هما ماتوا خلاص يكون أحسن لو اتقبلتي الحقيقة دي
بكت بقوة رافضة تصديق تلك الحقيقة القاسية فأخرج هاتفه يضع شاشته امام عيناها قائلاً بتلذذ :
شايفة صور جثثهم اهي ، كان لازم يموتوا و كان لازم انتي تبقي ليا من الأول
صفعته بقوة ثم أخذت تلكمه بصدره صارخة عليه بقهر و كره شديد و بكاءها العالي يصم الآذان :
لا كنت ليك أول و لا هكون ليك في الآخر ، ربنا ينتقم منك…
قاطع حديثها صفعة قاسية هوت على وجنتها فسقطت ارضاً من قوتها مصطدمة بجبينها بطرف الفراش الحديدي !!
شهق بفزع و انحنى نحوها مردداً بفزع و هو يزيل الدماء التي بدأت تنزف من جبينها بيده :
حبيبتي حقك عليا تتقطع ايدي مكنش قصدي بس انتي عصبتيني و كمان رفعتي ايدك عليا…..
دفعته بعيداً عنها باشمئزاز فردد باعتذار :
انتي زعلانة مني عشان مديت ايدي عليكي ، متزعليش
ثم التفت حواله عدة مرات بعدها وقف مخرجاً قداحة من جيب بنطاله قائلاً بنبرة ارعبتها :
طب بصي عاقبيني زي ما انتي عايزة خدي ولاعة اهي ولعي احرقي ايدي عشان اتمدت عليكي اول واخر مرة يا حبيبتي متخافيش مني انا مش زي ابن….. سفيان عمري ما ارفع ايدي عليكي تاني !!!
كانت ترتجف من الخوف و هي تراه يشعل القداحة يضعها تحت يديه التي صفعتها كان يبدو كأنه ماس من الجنون ضرب عقله مردداً :
انا عارف انك رقيقة و مش هتتحملي تعملي فيا كده عشان كده انا هعاقب نفسي عشان ضربتك !!!!!
دفعت يده من امامها بفزع و خوف من هيئته فردد زاهر بحنان و رفق :
مش قادرة تشوفيني بتوجع يا روحي ، ربنا يخليكي ليا انا هروح اجيب اكل تاني بدل ده زمانك جعانة اوي عشر دقايق وراجعلك !!!!
خرج زاهر بعدها نظرت للساعة التي بيدها منذ ما حدث ترسل اشعارات يومياً لكن ما من استجابة سرعان ما دب الأمل بقلبها عندما رأت الاشارة تأتيها من الجهة الأخرى !!!!
……..
فتح الباب و دخل يضع الطعام امامها على الفراش لكنه لم تقترب منه جلس اسفل قدميها مردداً بصوت حزين متألم :
ليه يا ميان حبتيهم ، وليه دايماً كل اللي بحبهم مش عايزني و يسبوني و يمشوا
لم تنظر له بل كانت على وضعها تدفن وجهها بين قدمها ليتابع هو بقهر :
انا عمري ما كنت وحش يا ميان هما اللي عملوا فيا كده ، انا عمري ما اذيت نملة لكن هما اللي ابتدوا بالاذية هما اللي ابتدوا و عملوا مني اللي انتي شيفاه ده ، مش انا !!!!
لم تنظر له اشاحت بوجهها بعيداً فتابع هو بدموع :
بصيلي يا ميان ، بصيلي مرة من غير ما اشوف كره و قرف في عيونك انا والله مش وحش
صرخت عليه بغضب :
متجبش سيرة ربنا على لسانك ، اللي زيك ميعرفش ربنا عشان يجيب سيرته !!
رد عليها بقهر :
وهما كانوا عرفوا ربنا ، كانوا عرفوا ربنا و هما بيدمروا عيلتي و حياتي و مستقبلي
اشاحت بوجهها بعيداً ليتابع هو بما صدمها :
كاميليا و جوزها كانوا السبب ، هما السبب قتلوا عيلتي ، دمروا حياتي !!!!
رددت بصدمة :
كاميليا عملتلك ايه و عمي شريف اللي يرحمه اذاك في ايه ، عمره ما اذى حد !!!
نفى برأسه قائلاً بدموع و غضب :
مش ابو سفيان كاميليا و جوزها اللي اتجوزتوا بعد ما اطلقت من ابوه !!!
نظر لداخل عيناها مردداً بصوت حزين مشتاق :
تعرفي انك شبهها اوي ، فيكي شبه من امي اوي يا ميان نفس العيون اللي كل ما بشوفها بلقى فيها حنان و دفى
زفرت بضيق و هي تشيح بوجهها بعيداً مرة أخرى فتابع هو بحزن شديد و ذكريات الماضي تعصف برأسه :
امي اللي كل ذنبها ان جوز كاميليا الو…..عينه زاغت عليها و عجبته ، ابويا كان بيشتغل عنده ساعي في الشركة و انا كنت في الجامعة ظروفنا كانت كويسة الحمدلله ومستورة معانا بس جت فترة حصلتلي حادثة قعدتني في البيت من غير شغل
تنهد متابعاً حديثه بحزن :
كنت بشتغل جنب الدراسة عشان اصرف على نفسي واساعد ابويا في مصروف البيت ، الحادثة اللي حصلت و العملية اللي عملتها قعدت بسببها فترة في البيت و صرفنا اللي كنا محوشينه كله
صمت للحظات ثم تابع مبتلعاً غصة مريرة بحلقه :
الظروف زنقت معانا خالص و انا مكنش ينفع انزل شغل فأمي اشتغلت خدامة في الفيلا عند كاميليا و جوزها على فكرة هي عمرها ما اشتغلت بالعكس كانت قاعدة معززة مكرمة في بيتها و عمرها ما اتبهدلت و ياريتها ما راحت !!!
استمعت له باهتمام ليتابع بقهر :
يوم ما نزلت اتبهدلت و اتهانت و لا كانت بتتكلم ، ابن….كان بيضايقها بنظراته بس هي استحملت عشان مكنش قدامها حل غير كده الحمل كان هيكون تقيل على ابويا لحد ما في يوم استغل ان الشغالين و البيت فاضي و……
صمت و لم يقدر على قولها خمنت ما يريد قوله فتابع هو بدموع و حزن :
اتهجم على امي و اعتدى عليها و هي متكلمتش فضلت ساكتة و كاتمة الحزن و القهر في قلبها بس قلبي كان حاسس ان فيه حاجة بتحصل ، دي مش امي دي واحدة تانية بتدبل كل يوم عن اللي قبله ، محدش عارف السبب ايه !!!
مسح بيده وجهه متابعاً بحزن :
نسألها بس مش بترد سرحانة علطول و ساكتة ، انطفت و بنطفي كل يوم
شرد بتلك الذكرى الاليمة مردداً بحزن :
لحد ما في يوم لقينا اللي بيخبط على باب بيتنا و بيزعق بصوته كله و كانت كاميليا ، كانت عمالة تصرخ و تقول ان امي لافت على جوزها و خانت ابويا معاه و كلام كتير من ده و المشكلة انها كانت بتقول حاجات متتقاليش بس كانت كفيلة انها تخلي اي حد يقتنع !!
صمت متابعاً بحزن و هو يمسح دموعه :
فضحتنا في الحتة كلها و ابويا صدق ، صدق و طلقها في ساعتها من غير ما يسمع منها ، طلقها و بطلاقه ليها كأنه بيثبت التهمة عليها
كانت تستمع له بحزن و تأثر فتابع بقهر :
بس امي حكتلي كل حاجة روحت للراجل ده و كنت واخد معايا سكينة ناوي اقتله و اخد حق امي واجهته و اعترف بكل بجاحة باللي عمله ، معرفتش اعمله حاجة لأن رجالته كانوا اكتر مني ، سكينة تعمل ايه وسط كل دول……
نزلت دموعه أكثر و هو يروي بوجع تفاصيل تلك الليلة التي تغيرت حياته بها :
رجعت يومها و لقيت ابويا قاتل امي ، قتلها عشان مقدرش يستحمل كلام الناس و من زن اهله في البلد عليه اصل كاميليا ماتوصتش و وصلت الخبر لأهلنا في البلد ، طبعاً هما كمان متوصوش من زنهم عليه….
اغمض عينيه متابعاً حديثه بألم :
رجعت لقيته قاتلها عشان ينضف شرفه ، قتلها و مات في لحظتها من القهر ، كاميليا و جوزها دمروا حياتي قتلوا عيلتي
كادت ان تواسيه لكنها توقفت عندما تابع حديثه بغل تشفي و قد اختلفت نبرته كلياً :
اشتغلت كل حاجة تجيب فلوس تخطر في بال اي حد حرام او حلال مكنتش فارقة ، اشتغلت و عافرت سنين لحد ما وصلت للي انا فيه ده و قررت اخد حقي منهم واحد واحد !!!
كور قبضة يده متابعاً بغل و شماتة :
قتلت ابن…..ده بس قبل ما اعمل كده خليته يشوف بعينه اللي عمله في امي في بنته و قدامه ، قهرت قلبه عليها و على ابنه اللي قتلته بايدي خليته يجرب احساس انك تخسر عيلتك قدام عينك
ضحك بسخرية قائلاً بغضب :
حتى كاميليا انا اللي اتفقت مع محامي جوزها الأخير و زورنا وصية عشان متاخدش مليم من فلوس جوزها و تشحت في الشوارع ، جمعت معلومات عن ولادها وكل عيلتها
صمت متابعاً بحب :
عشان اتفاجأ من بين كل ده ببنوتة زي القمر عيونها كلاها حنان جميلة لدرجة اني سألت نفسي في لحظتها معقول في بنت بالجمال ده و كأنها خدت الجمال كله و احتفظت بيه لنفسها ، مكنتش عارف ايه اللي بيحصلي بس كل اللي اعرفه اني لقيت نفسي مهتم بيكي بدور وراكي انتي بدالهم ، قلبي بيتحرك ليكي و عايزك
ردد بفرح بينما هي تبدلت نظراتها من التأثر للاشمئزاز :
كاميليا خدمتني خدمة من غير ما تعرف لما خلت سفيان يبعد عنك ، نرمين حكتلي كل حاجة من يوم ما عرفتها بعد جوازها من سفيان
ردد بحب و هيام و قد رفع يده ليضعها على وجنتها لكنها دفعتها بعيداً بقرف :
كنتي دايماً تحت عيني بس مكنش عندي الجراءة اكلمك ، خليت ابنها يبقى مدمن عشان اقهر قلبها بس اللي زيها معندوش قلب و كنت عايز اوجع سفيان بردو لأني كنت شايفه اكبر عدو ليا حتى قبل كاميليا لأنه خد قلبك اللي انا احق بيه
صمت متابعاً بتشفي و فرح :
قتلته هو و كل عيلته ، قتلت كاميليا و نرمين و سفيان و حتى عمار ، دمرت عيلة الاتنين و قتلتهم زي ما دمروني
رددت بصدمة و قلق :
عملت ايه في عمار !!!!!
قص عليها ما فعل بتشفي فصرخت عليه بغضب و قهر و هي تدفعه بصدره بقوة :
يا ابن…….
ردد بقهر و هو يبتعد عنها :
كل اللي فرق معاكي عمار عايش ولا لأ ، بعد كل اللي حكيته ليكي يا ميان
ظلت تصرخ عليه بقهر و هي لا تستطيع التقدم بسبب السلسال الذي يقيد قدمها غادر و تركها و هو يمسح دموعه قبل ان يخرج حتى لا يراه رجاله هكذا !!!
……..
دخل عليها بعد قليل ليجدها على نفس الحال الطعام كما هو و هي تجلس على الفراش تضم قدمها المكبلة بسلاسل حديدة إلى صدرها و الدموع لا تفارقها
جلس امامها فسألته بخوف و رجاء ان يقول الحقيقة ليرتاح قلبها :
فارس مات بجد يا زاهر ، عمار مات ، سفيان كمان !!!!
سألها بألم و وجع :
حبتيه يا ميان ، ليه تحبيهم هما و انا لأ…..
صرخت عليه بوجع و قهر :
عمار معملش حاجة و فارس مش زيك و لا زي سفيان ، فارس ما سببش ليك اي اذى ليه اذيته ، فارس معملش اي حاجة
صمتت للحظات ثم تابعت بقهر و ألم :
معملش حاجة غير انه حبني !!
رد عليها بشراسة و هو يقبض بيده على كتفها يجذبها لتقف امامه :
غلط غلطت عمره انه قرب ليكي و خد حاجة مش بتاعته ، خدك مني و…..
صرخت عليه بغضب و هو تدفع يده بعيداً عنها :
انا مش ليك و لا عمري هكون ليك ، انا لا يمكن في يوم اسلم نفسي و اشيل اسم واحد و…..زيك و فوق كل ده قاتل و ايده مليانة بالدم
صرخ عليها بشراسة و استنكار :
بعد كل اللي حكيته ليكي ، بعد كل ده مصره تشوفيني وحش يا ميان
ردت عليه بقرف و اشمئزاز :
انت كده أصلاً ، انت اللي اختارت تكون كده ، انت اللي اختارت الانتقام بالطريقة دي و بالشكل ده
رد عليها بتهكم و سخرية :
اتأذيتي اقل من اذيتي بكتير و اصريتي ع الانتقام ، انتقمتي مننا بتحللي الحاجة لنفسك و تحرميها عليا
صرخت عليه بغضب و استنكار :
مفيش مقارنة بيني و بينك انا لما انتقمت ما قتلتش مشيت بالقانون ، أترفع عليك انت و نرمين قضية زينه و اتسجنتوا بتخطيط مني اه بس قبل كده كان بيحصل بينكم كده فعلاً ، انت زاني
ثم تابعت بحدة :
سجنت كاميليا و انتقمت منها بالقانون على كل جريمة عملتها
اشارت له متابعة حديثها مصوبة عليه نظرات مليئة بالبغض و الاحتقار :
انت بقى قتلت و دمرت حياة بنت الراجل ظلم مع ان مشكلتك مع ابوها ، دمرت حياتها و قتلتها و هي في عز شبابها و قتلت ابنه ، قتلت نرمين و كاميليا و سفيان و فارس و عمار ، انت قاتل و زبالة
كان ينظر إليها بغضب بينما هي تابعت حديثها غير مبالية به و بأي شيء :
انا محاسبتش حد فيكم على حاجة من عندي كله على عمايلكم و من غير ما أقتل روح
قبض بقسوة بيده على ذراعيها مردداً بصرامة :
عاجبك او مش عجبك ، اتقبليني زي ما انا لأنك مش هتكوني لغيري ، حبيني زي ما انا لو مش عايزة تأذي حد تاني
ردد بتوعد و بنبرة ارعبتها بجانب اذنها بينما الاخرى تحاول دفعه بعيداً عنها بكل قوتها :
اي حد هيفكر يقرب منك و تقربي منه ، مصيره هيكون زي مصير اللي قبله و انتي شوفتي و جربتي
ابتعد عنها مردداً بقسوة و هو ينظر لشفتيها :
الاتنين يستاهلوا الاكتر من الحرق ، سمحتي لفارس يلمسك ليه ، ليه بعد ما قولت سفيان باللي حصل منه طلعتيه من حياتك ، روحتي لغيره و حبتيه
صرخت عليه بغضب و هي تدفعه بعيداً عنها :
ابعد عني متحطش ايدك ال….دي عليا انا بقرف منك ، بحبستي هنا فاكر اني كده هحبك و مش هشوف غيرك ، ده الموت اهون من اني اعيش معاك او اكون لواحد زيك
اشتعلت عيناه بغضب مما قالت سرعان ما دفعها على الفراش بقسوة قابضاً بيده على فكها مردداً بنبرة بثت الرعب بداخلها :
طالما كده كده هتفضلي قرفانة مني يبقى قرف بقرف بقى
قال ما قال ثم ثبت يدها التي تحاول دفعه بعيداً عنها فوق رأسها و شرع في تقبيل عنقها بشراسة و عنوة و الأخرى تحاول دفعه بعيداً عنها تصرخ بعلو صوتها لكن لا فائدة
تملك منها الرعب عندما امتدت يده إلى قميصها يشقه لنصفين رفعت قدمها لتدفعه بعيداً عنها لكنه ثبتها جيداً و تابع ما يفعل باصرار على ان يضع صك ملكيته عليها اليوم
بكت بقوة و اخذت تتوسله عندما لم تجد طريقه أخرى لتبعده لكنه لم يستمع لها !!!!
…..
بينما بالخارج كان فارس و سفيان مع كارم و عناصر الشرطة اخذوا ينتشران حول ذلك المنزل الذي يقع بوسط الصحراء بحذر لم يكن يقف سوا رجلان فقط على مقدمة المنزل
تولى امرهما رجال الشرطة مرت لحظات و تعالى صوت صريخ عالي بث الرعب بقلبه سرعان ما ركض للداخل و خلفه سفيان و لم يحسبا حساب اي عواقب
دفع فارس بقدمه باب الغرفة الذي يأتي منها صوت الصريخ ليتفاجأ بذلك الحقير يجثو فوق زوجته يحاول الاعتداء عليها ركض على الفور ينتزعه من فوقها يسدد له لكمات متلاحقه بقسوة و غضب كبير بوغت الآخر بما حدث فلم يقدر على صد لكماته او الدفاع عن نفسه !!!!
بينما سفيان ركض على الفور تجاه ميان التي اعتدلت تحاول تغطية جسدها قبل ان يدخل الرجال وقف امامها يعطيها ظهرها متخلصاً من جاكيته على الفور يعطيه لها قائلاً بعجلة :
البسيه بسرعة
فعلت ما قال بايدي مرتجفة و اعصاب تالفة التفت إليها عندما شعر بها تقوم من على الفراش يسألها بلهفة و قلق :
انتي كويسة ، حصلك حاجة !!
حركت رأسها تنظر إلى فارس الذي جثى فوق الآخر يسدد له اللكمات للآن بدون توقف حتى فقد الآخر الوعي انحني يجذب ذراعه ثم قام بكسره بدون رحمة بينما لسانه لا يتوقف عن السباب
تدخل كارم قائلاً بتهدئة :
فارس سيبه بقى خلينا نشوف شغلنا و هو هيتحاسب ع اللي عمله ، اهدى بس هيموت في ايدك كده
انحنى فارس يلتقط سلاحه من الأرض يصوبه تجاه جسد زاهر فشهق الجميع بقوة و خوف !!!
ردد كارم بصدمة :
فارس هتعمل ايه !!!
صرخ عليه فارس بغضب اعمى :
ابعد من وشي
ردد كارم بتصميم :
لأ مش هبعد
رددت ميان من الخلف بدموع و خوف حيث لم تقدر على الاقتراب بسبب السلسال الحديدي الذي يقيد قدمها :
فارس انت هتعمل ايه نزل السلاح !!
لم يرد على احد و شد صمام الأمان و قبل ان يطلق وضع سفيان يده على السلاح مردداً بصرامة :
الموت مش خسارة فيه ، بس اللي خسارة بجد السنين اللي هتتسجنها لو ضيعت نفسك و قتلته ، هي محتاجة ليك ، لو مش هتسمع منا اسمع منها هي
رددت ميان مرة أخرى بتوسل و دموع :
عشان خاطري يا فارس
اومأ فارس برأسه و التفتت بعيناه ينظر إليها ليجدها مقيدة بهذا الشكل فالتفت على الفور و بدون ذرة تردد اطلق رصاصة اصابت قدم الآخر الذي كان بدأ يفتح عيناه بتعب فأطلق صريخاً عالياً من شدة الألم الذي يشعر به و هو يلكم الأرض بيده !!!!!
اقترب فارس منها بلهفة ملقياً سلاحه ارضاً يحاوط بيديه وجهها مردداً بلهفة و اعين دامعة :
انتي كويسة صح ، معملش فيكي حاجة !!!!
رددت بدموع و هي تلقي بنفسها داخل احضانه :
اتأخرت اوي يا فارس و انا كنت خايفه اوي ، فكرت ان حصلكم حاجة ، هو قالي انكم مو…..
لم تقدر على الاكمال فابعدها عنه مقبلاً جبينها بحنان ثم حاوط بيديه وجهها مرة أخرى يزيل دموعها برفق قائلاً باعتذار :
حق عليا ، غصب عني
ثم كرر السؤال مرة أخرى بقلق ينهش قلبه و عدم تصديق انها بين يديه :
انتي كويسة بجد
اومأت له برأسها عدة مرات فأجلسها على الفراش ليقترب سفيان من جسد زاهر يبحث عن مفتاح السلسال الذي يحاوط قدمها و ما ان وجده اخذه يعطيه لفارس الذي قام بنزعه من على قدمها سريعاً
ابتعد سفيان للخلف ينظر للاثنان بحسرة و ندم لسان حاله يقول ياليته كان مكان فارس و هي زوجته و تخصه ، وياليته استطاع ان يضمها إليه مثلما فعل الآخر ليطمئن قلبه عليها
بينما كارم ما ان اخفض فارس سلاحه امر عناصر الشرطة ان ينتظروا في الخارج قليلاً
انحنى فارس يحملها بين ذراعيه بحنان فحاوطت عنقه تضم نفسها إليه و تضع رأسها على كتفه تستمد منه الأمان الذي افتقدته طوال الفترة الماضية
– فارس حاسب !!!!
قالها كارم فجأة و هو يقف خلف فارس مصوباً سلاحه ناحية جسد زاهر مصوباً عليه عدة طلقات ليلقى الآخر حتفه على الفور
الحقير لقد كاد ان يطلق النار عليه !!!
التفت فارس ينظر لجثمان الآخر بتشفي و غل بينما ميان نظرت له بضع لحظات ثم تراخت يدها من حول عنق فارس و سقطت فاقدة للوعي !!!!!!!!
……
…….
فتحت عيناها ببطىء لتعتاد على الاضاءة سرعان ما انتفضت تضم قدمها لصدرها بخوف شديد و زعر ربت فارس على خصلات شعرها مردداً بحنان:
حبيبتي اهدي ، خلاص كله عدى دلوقتي انتي معانا محدش يقدر يأذيكي
القت بنفسها داخل احضانه تبكي بقوة و تشكو إليه ما حدث كأنها تحدث والدها :
كنت خايفة اوي يا فارس ، اتأخرت عليا ، ده….ده مريض قتل و قال……
قاطعها قائلاً و هو يشدد من عناقها يطمئن نفسه قبلها انها بخير و بين يديه الآن :
عدا كله عدا خلاص متفكريش في اي حاجة
دفنت وجهها بصدره تبكي بقوة بينما والديها ينظران لها بحزن جذب رأفت عليا للخارج و الجميع خلفهما تاركين الزوجين معاً
…….
اخرجها من احضانه يحاوط وجهها بيديه استند بجبهته على خاصتها مردداً بصوت متألم حزين :
روحي كأنها اتسحبت مني و رجعتلي برجوعك
رددت بصوت مرتجف حزين و لازالت تحت تاثير الأيام الماضية التي عاشتها :
انا خايفة يا فارس
انهت ما قالت و لم تقول و لم يقول هو بعده فقط التهم كرزتيها بقبلة ناعمة بادلته اياها على استحياء ابتعد عنها ينظر لداخل عيناها للحظات ثم خلل اصابع يده بين خصلات شعرها يجذبها لاحضانه
مضى وقت و الاثنان على وضعهما ابتعدت عنه فجأة قائلة بصوت مرتجف حزين :
طلقني يا فارس !!!
ردد بصدمة و عدم استيعاب :
انتي بتقولي ايه !!
رددت بصوت حزين و هي تتحاشى النظر إلى عيناه :
بقولك طلقني ايه ذنبك عشان يحصل فيك كل ده ، كنت هتموت بسببي ، انت عمال تتأذي و كل ده بس عشان حبتني
ما انهت جملتها تفاجأت به يضع يدها أسفل ذقنها ليجعلها تنظر اليه مردداً بحب ارهق قلبه و عقله :
طب و هو حبك ده شوية ، يجي ايه اللي شوفته جنب نظرة حب بس اشوفها من عيونك
نزلت دموعها بحزن تتساءل لما يحبها بهذا القدر ، من المفترض ان تفرح لأن أحدهم يحبها هكذا لكن هي لا كانت حزينة لأنها لا تستطيع ان تعطيه ما يعطيه لها فارس للان يقدم لها دون ان يأخذ
افيقت من تساؤلاتها على صوته قائلاً بصرامة :
اسمعي الكلام ده و احفظيه كويس عشان مش
هعيده تاني يا ميان
نظرت له باهتمام و تعجب من تغير طريقته فجأة :
انا وعدت ابوكي قبل جوازنا اني احبك و اصونك اعاملك بما يرضي الله ، أكون ليكي اب و صديق قبل زوج و عدته اني عمري ما هسيب ايدك و لا اتخلى عنك إلا لما انتي تطلبي ده ، بس ساعتها نكون خلاص وصلنا لحيطة سد مفيش حلول تانية
رددت بصوت حزين :
طب ما احنا وصلنا لحيطة سد
اقترب منها حتى أصبح وجهه قريباً من وجهها يفصل بينهما انش واحد مردداً و هو ينظر لداخل عيناها :
لو انتي شايفة كده يبقى لازم نروح نكشف على نظرك عشان نطلعلك نضارة بسرعة
نطقت اسمه بحزن :
فاارس
ردد بقلب مرهق :
تعبتي فارس معاكي يا ميان
رددت بصوت مختنق :
عشان كده بقولك طلقني
استند بجبينه على خاصتها مردداً بعشق :
كل اللي يجي منك احبه يا ميان ، حتى لو الوجع
ابتعدت قائلة بدموع و ألم :
ليه تحبني كده ، ليه انتي مثالي كده يا فارس ، ليه بتعمل معايا كده و قابل مني كل ده لي…
قاطعها قائلاً بصدق :
مش مثالي بس بحبك و مش بأيدي ، الكلمة دي كفاية عشان أكون معاكي كده ، انتي نفسك عملتي زي ما عملت و قبلتي منه كل حاجة زمان ، حتى الوجع كنتي بتقبليه منه ، ليه شايفه ان اللي بعمله غلط و كتير
ردت عليه بقهر :
عشان ده الغباء بعينه ، الغباء انك تحب و تقبل الاهانه ، الكرامة فوق كل شيء ، انا غبية عشان معملتش حساب لكل ده ، متبقاش غبي زيي يا فارس
نظر لداخل عيناها قائلاً بجدية :
انا مش بعمل غباء انا معاكي عشان انتي محتاجة ليا ، معاكي عشان بحبك و عارف ان كل تصرف بيطلع منك غصب عنك ، لكن هو عذره ايه عشان تقبلي منه كل ده ، قارني صح يا ميان
صمت الاثنان ليسألها بتردد و خوف من الإجابة :
رفضك ليا و للي بعمله لأنك لسه بتحبيه و عايزاه يا ميان !!
انتظر من الجواب و كان الصمت التمعت عيناه بالدموع التفت يعطيها ظهره يغلق عيناه و يفتحها عدة مرات مبتلعاً غصة مريرة بحلقه
كاد ان يخرج من الغرفة لكنها تمسكت بكف يده قائلة بصوت مرهق حزين :
خليك جنبي يا فارس ، متسبنيش !!
جلس بجانبها مردداً بجانب اذنها بصوت متألم رافضاً النظر إلى عيناها :
مش هسيبك و هفضل جنبك ، لحد ما تقرري بنفسك انتي عاوزه ايه ، يا تكوني ليا او تكوني لغيري ، المهم تكوني مبسوطة يا ميان !!
……..
بعد عدة أيام عادت ميان لمنزلها هي و فارس و عاد الاثنان ينامان بغرفة منفصلة عن بعضهما من جديد الأمر الذي اثار غضب فارس و بشدة لكنه صمت
بينما ميان كانت تجلس على الفراش تتذكر حديثها مع والدة فارس قبل ان يسافروا من جديد :
شوفي يا ميان ربنا اللي يعلم انتي من يوم ما اتجوزتي فارس بقيتي بنتي زي ما هو ابني و الام مفيش حاجة تهمها غير سعادة اولادها ، وانتوا الاتنين ولادي
سألتها ميان بتوجس :
هو حصل حاجة مني !!!
تنهدت والدته ثم قالت بحزن :
انتي وفارس كل واحد فيكم قاعد في اوضة ، جوازكم لسه متمش لحد وقتنا ده مش كده
كادت ان تتحدث ميان لكنها قاطعتها قائلة :
من غير ما تكدبي انا عرفت ، سمعت كلامك معاه ، كمان لما دخلت شقتكم ايام ما كنتي مخطوفة شوفت هدومك في اوضة و هو في اوضه تانيه و واجهته يومها
اخفضت ميان وجهها ارضاً بحرج منها فتنهدت الأخرى متابعه بهدوء :
شوفي يا ميان انا معرفش ايه الحكاية بالظبط بس اللي اعرفه انك مش بتحبي ابني و مش عايزاه
نظرت لها ميان بصدمة لتتابع الأخرى :
منكرش اني لما عرفت مكنتش طيقاكي و كنت زعلانه منك اوي بس لما هديت و حطيت نفسي و بنتي الله يرحمها مكانك لقيت ان اللي حصل صعب على ايه بنت تتحمله
ابتسمت بفخر قائلة :
ساعتها احترمت ابني و كنت فخورة بيه لأنه كان راجل معاكي و صبر غيره كان قال و انا مالي
رددت ميان تلك المرة قائلة بامتنان :
هو فعلاً كان راجل معايا و وقف جنبي ، ليكي حق تكوني فخورة بيه
ربتت الأخرى على قدمها قائلة بصدق :
ابني اول مرة يحب يا ميان ، اول مرة اشوفه ملهوف على حد كده ، أول مرة احس أنه مبسوط ، قربك منه بيبسطه لو انتي مش واخده بالك ، انا شايفه ، عيونه عليكي طول الوقت
ثم تابعت بحزن :
لو كنتي شوفتي حالته الأيام اللي فاتت كان تايه و روحه ردت ليه اول ما رجعتي لحضنه من تاني
تنهدت قائلة بشرود :
ابني اختارك بنفسه و محدش جبره عليكي ، أول مرة اشوفه متمسك بحد و عايزة كده ، زمان من الزن بتاعي اتجوز انجي و مرتحش و لا كان مبسوط بالعكس كنت بحس انها حمل عليه
ثم نظرت إليها قائلة بابتسامة :
لكن انتي حبك بجد و قلبه قابل منك كل حاجة حتى الوجع زي ما قالك
اخفضت ميان وجهها بحزن لتتابع الاخرى بحنان :
انا ام و بتكلم دلوقتي مع اللي سعادة ابني بين ايديها و سعادتها هي كمان
ردت عليها ميان بحزن :
فارس يستاهل الأحسن مني
– بس هو عاوزك انتي ، اختارك انتي
ثم تابعت باستنكار :
بعدين تعالي هنا هو في احسن منك ، والله العظيم يا بنتي مش ببالغ بس انتوا الاتنين بتكملوا بعض ، اللي عندك مش عنده و اللي مش عنده عندك
صمتت ميان لتتابع الاخرى بابتسامة :
انا مش هطول في الكلام بس هنصحك نصيحة ام خايفة على بنتها و خديها مبدأ في حياتك حتى لو ملكيش نصيب مع ابني
نظرت لها ميان باهتمام لتتابع الاخرى بحنان :
اوعي يا بنتي تشتري اللي باعك مرة لأنه هيبيعك ألف مرة بعد كده لو هونتي هتهوني طول العمر و لو قبلتي الاهانه منه و قبلتي بيه بعدها غصب عنك هتقبليها طول العمر
كانت تمسك بكف ميان و تعد عليه نصائحها بحنان :
اللي يشتريكي اشتريه الحب عمره ما بيدوم صدقيني ، لكن الاحترام و الموده هما اللي بيدوموا
ثم قامت بثني اصبع آخر متابعة :
خدي اللي يسمعك و يكون امانك خدي السند ، خليكي مع اللي عمل مش اللي قال ، موتي من البعد عنه مرة و لا تموتي و انتي عايشه معاه الف مرة
ثم تابعت ببعض الحرج :
انا سألت جدك و اتكلمت معاه من غير ما ادخل في تفاصيل بينك و بين فارس و حكالي اللي حصل
عاتبتها قائلة :
عايزة الومك و في نفس الوقت صعبانه عليا ، الومك عشان قبلتي تنقذي واحدة زي دي من الموت بجوازه طلعتي منها انتي بس اللي خسرانه و ياريتها شالتها ليكي بالعكس جت عليكي اكتر
ربتت على شعرها بحنان قائلة :
يا بنتي بقينا في زمن محدش فينا بقى بيفتكر الحلو إلا من رحم ربي ، نفسك لو مخوفتيش انتي عليها محدش هيخاف عليها ، انتي اللي في ايدك ترخصي نفسك و في ايدك تغليها ، جريك وراه عشان تثبتي ليه حبك و انك بريئه خلاه يتفرعن ، كل افعاله معاكي باينه اوي انه مش شاريكي
ثم تابعت بعتاب :
يا بنتي اللي شاري هيبرر هيسأل هيحط الف عذر لكن هو كأنه ما صدق ، عمل كل ده و هو عارف انك بنت خالته يعني قريبته لحمه و دمه واللي ملوش خير في أهله ملوش خير في حد ، قريبته و قال و عمل كده ما بالك و انتي مراته !!
ثم تابعت بتساؤل :
طب هو بس سؤال حبتيه على ايه !!
نظرت لها ميان قائلة بتبرير هي بالأساس لا تقتنع به لوقتنا هذا :
مكنش كده الأول و احنا صغيرين كان….. قصت عليها كيف كان و كيف كانت حياتهما
فرددت الأخرى بهدوء :
بتحبيه و انتي صغيرة ، يعني حب مراهقة ، كبرتي بيه و اتعودتي عليه ، ومين فينا محبش في السن ده
نظرت لها ميان بتيه لتتابع الأخرى بصرامه :
انا مش بقولك كده عشان فارس ابني لأ بقولك كده بصفتي ام مقدرتش اعرف كل ده و اسكت ، غلطانه يا ميان و الغلط راكبك من ساسك لراسك و هما كمان غلطانين بس انتي اللي عطيتي ليهم الفرصة يستخدموكي
انهت حديثها قائلة برفق :
اختاري اللي شاريكي دايما يا ينتي و اللي شايفك غالية عشان تفضلي في عينه غالية طول العمر
……….
– انا نحس اقسم بالله انا نحس !!
قالها عمار و هو يستند على لينا ليتمدد على الفراش بمنزله الذي طلبت لينا ان يكون ببناية رأفت والد ميان حتى تكون بجانب والدتها
ضحكت لينا عليه فهو لا يتوقف عن التذمر منذ ان خرج من المستشفى ليتابع هو محدثاً نفسه بقهر و نبرة مضحكة :
يوم ما قولت خلاص اتجوزنا و هيتقفل علينا باب تحصل المصايب دي كلها
جذبها لتجلس بجانبه مردداً بحسرة :
الظاهر مش مكتوب لينا ندخل دنيا ابداً و السرير…..
قاطعته قائلة بحدة :
بطل قلة ادب
ردد بمكر :
قلة ادب عشان قولت اومال ساعة الفعل ايه بقى
جاء صوت سفيان من الخلف قائلاً بتهكم :
يا اخويا قوم على حيلك الأول و ابقى فكر في قلة الأدب !!!
ركضت لينا للخارج بخجل فجلس سفيان بجانبه يسأله بحنان :
انت كويس يا عمار ، احسن دلوقتي
اومأ له عمار بحب و امتنان لكن بداخله تغلب الشفقة على شقيقه الذي خسر كل شيء و كم يتألم قلبه عندما يراه هكذا الجميع بدأ حياة جديدة و أغلق صفحات الماضي عداه لا زالت صفحاته مفتوحه !!
……..
بعد مرور بضعة ايام عاد كل شيء لمساره الطبيعي كانت ميان تجلس على احد المقاعد الخشبية تقوم بالنفخ بكف يداها و تحكهم ببعض لتدفئهم كانت تنظر بابتسامة لفارس الذي يعبر الشارع ركضاً إليها
قام بوضع غطاء للرأس من الصوف على رأسها ثم قام بلف شال من الصوف أيضاً حول رقبتها و قام بتلبيسها قفاذات مماثلة من الصوف
سألها بحنان و هو يجلس بجانبها :
لسه بردانه
نفت برأسها بابتسامة جذبها لاحضانه مقبلاً جبينها بحنان و حب اشارت بيدها لبائعة الذرة المشوي قائلة بشهية و حماس :
فارس عايزة منها
ابتسم مقبلاً جبينها ثم ذهب و غاب لدقائق قليلة و عاد يضع بيدها خاصتها اخذته منه تتناول منها بشهية كبيرة رفعت عيناه تنظر إليه لتجده يحدق بها رددت بحرج :
بقالي كتير مكلتهاش عش…..
قاطعها قائلاً بحب :
بالهنا و الشفا
منحته ابتسامة صغيرة ثم عادت تتناولها بصمت كذلك هو ضحك بخفوت قائلاً بتذكر :
حد يصدق ان اللي سملت عليها و حضرت فرحها بعدها بكام ساعة دلوقتي مراتي و حبيبتي و روحي اللي لو فارقتني اموت
نفت برأسها قائلة بخفوت :
عمري ما كنت اتخيلها بصراحة و من غير ما تزعل
اومأ لها لتتابع هي بتردد :
عمري ما كنت اتخيل في يوم نفسي مع غيره
صمت و لم يعلق لتسأله بتوتر :
انت زعلت !!
نفى برأسه لتتابع هي :
قولنا من غير زعل
غير الموضوع قائلاً بهدوء ظاهري :
تعالي نتمشى شوية عشان ندفى
اومأت له و مشت بجانبه قليلاً سرعان ما ضمته تحاوط خصره بيدها قائلة و هي تستند برأسها على كتفه تنظر إليه :
انا اسفه
ضمها إليه أكثر قائلاً بصوت خافت و حب :
بحبك
تمشى الاثنان لدقائق بدأت قطرات الماء تتساقط من السماء سرعان ما تحولت لأمطار غزيرة ضحكت بسعادة و هي تصفق بيدها
جذبها سريعاً بعدما تخلص من سترته يضعها فوق رأسها يحميها من الأمطار قائلاً :
تعالي يلا ناخد تاكسي العربية ركنتها بعيد عن هنا !!
نفت برأسها و هي تبتعد عنه ترفع يدها مستمتعة بقطرات الماء التي تتساقط من فوقها
فارس بقلق :
ميان بتعملي ايه ، هتتعبي الج…….
وضعت يدها على شفتيها قائلة بنبرة مرحة :
بس تعرف تسكت ، سيبني الجو كده حلو و المطر كمان ، طول عمري نفسي أعمل كده
اخذت تدور حول نفسها اقترب منها يضع يده حول خصرها ابتسمت بتوتر مسك كف يدها ثم جعلها تدور حول نفسها عدة مرات ثم جذبها إليه يراقصها تحت المطر برومانسية و حب
كان الجميع يركضون سريعاً ليحتموا من الأمطار لكنهم توقفوا ما ان وقعت اعينهم على هذا الثنائي الجميل انهى فارس رقصتهم يرفعها لأعلى من خصرها برومانسية
انزلها ببطيء مستنداً بجبينه على جبينها مردداً بنبرة عاشق :
بعشقك يا اللي ماشوفت في جمالك و لا هشوف
ابتسمت بخجل التفت الاثنان حولهما بعدما انتبوا لعدد الناس الكبير الملتف حولهم منهم من يشاهد و البعض الآخر يصور اخفت وجهها بصدره
ضحك بخفوت و هو يجذبها و يذهب بعيداً عن الأعين
يبحث عن تاكسي منذ ما يقارب الربع ساعة لكنه لا يجد سيارته مصفوفة بعيداً و الامطار لا تتوقف !!
تفاجأ الاثنان بسيارة تقف امامهما فتحت النافذة الخاصة بها و ظهر من خلفها سفيان قائلاً بهدوء :
مفيش تاكسي هيكون فاضي دلوقتي و في الوقت ده تعالوا يلا اوصلكم !!
نظرت ميان إلى فارس الذي ردد بجدية :
شكراً مش عاوزين
تنهد سفيان قائلاً :
فكر فيها ممكن تتعب في الجو ده و يا سيدي اعتبروا نفسكم ركبتوا تاكسي مع حد غريب كلها توصيلة البيت مش بعيد عن هنا كلها أقل من نص ساعة
نظر فارس لميان ثم له بتردد و اضطر مرغماً ان يصعد معه !!!
……
بعد مرور دقائق من الصمت و كان الجو مشحوناً ضغط سفيان بيده على مشغل الراديو لتصدح بالمكان تلك الأغنية التي جعلت الجو مشحوناً اكثر من السابق :
سيبتك تعيش بعدي الحياه وفضلت مستنيك سنين واقف مكاني 🎵
متجيش تلومني إن النهارده بقى في حياتي حد ثاني
كنت هفضل كل ده مستني إيه
حب إيه اللي إنت بتدور عليه 🎶
بعد الغياب ده مفيش عتاب أتهز ليه
عايز الحقيقة 🎵
علشان مكانك إتملى عينيك وقلبك غيرانين و
بقيت في ضيقة إنساني لو لسه فاكرني وإنت ليك مليون طريقة أيامنا راحوا 🎵
مقدرش أقولك غير كده ولا ينسى قلبي بكلمتين
تعبه وجراحه 🎵
مين اللي قالك الحياه وقفت في يوم على اللي راحوا
كنت هفضل كل ده مستني إيه 🎶
حب إيه اللي إنت بتدور عليه
بعد الغياب ده مفيش عتاب أتهز ليه 🎶
كانت كلمات الأغنية تدور و للحظة شرد سفيان و ميان بنظرة طويلة عبر المرآه حيث كانت تجلس بالخلف وحدها و بجانب سفيان في الأمام فارس
كلمات الأغنية كانت تصف حالهما بالضبط بينما سفيان كان يتابعهما و نيران تشتعل بصدره و ألم حاد يعصف بقلبه
بعصبية اوقف المشغل لتشيح ميان بنظراتها بعيداً كذلك فعل سفيان مبتلعاً غصه مريرة بحلقه
……..
كانت همس تتصنت على حديث والديها حيث الحت على والدتها لتتدخل فوالدها منذ ان فعلت ما فعلت يوم زفاف لينا و هو يمنعها من مقابلة كارم بل يرفض تحديد موعد ليأتي و يطلب يدها رسمياً
رددت والدتها برجاء :
حدد ميعاد مع كارم بقى يا عاصم هتفضل لأمتى تأجل كده
نفى برأسه قائلاً بضيق :
لأ خليهم يتربوا عشان المسخرة اللي عملوها دي
عاتبته قائلة بضيق :
يا عاصم بلاش عند غلطوا و اعتذروا بس متنكرش انك فرحت لبنتك ، كمل فرحتك و فرحتهم بقى ، اديك اهو هتسلمها للي يستاهلها بجد
اقتربت منه تقبل وجنته قائلة بحب و توسل :
وغلاوتي عندك كفاية كده و رد عليه حدد ميعاد لقراية الفاتحة ، دي مامته مش مصدقة امتى تيجي عشان تخطبها ليه فرحانة اوي
صمت لدقائق ثم تنهد قائلاً بضيق :
نادي عليها اما اسألها اذا……
ضحكت قائلة بمرح :
تسأل ايه يا عاصم دي بنت اللي طلبت ايده قدام الكل اسأله هو موافق ولا لأ !!!
……..
ايام تمر بدون جديد ميان على حالتها تتابع مع طبيبتها النفسية بعلم فارس و عاصم الذي قرر ان يتقدم كارم لهمس رسمياً ما ان يعود من الخارج حيث اضطر للسفر عاجلاً لعمل طاريء
يعني ايه تقعد معاه !!!
قالها فارس بغضب و هو يضرب بيده على المكتب عندما اخبرته طبيبتها النفسية
ردت عليه ببرود :
يعني تقعد معاه يا دكتور فارس ، سفيان و ميان لازم يتواجهوا سوا
رد عليها بحدة و غضب :
اتكلموا سوا قبل كده ليه عايزة تقربيها منه تاني
ردت عليه بهدوء :
انت خايف يا دكتور
اشاح بوجهه بعيداً عنها فتابعت هي :
خايف من المواجهة بينهم تطلع انت الخسران ، خايف ميان تحن ليه مش كده
سألته بهدوء :
لو سعادتها معاه ، انت تكره ليها السعادة
رد عليها بغضب :
ميستاهلهاش ، هيوجعها اكتر
رجعت بظهرها للخلف قائلة بهدوء :
يمكن اتغير ، كلنا بنتغير يا دكتور فارس ، الخسارة و الندم بيغيروا فينا كتير
سألته مرة أخرى :
تكره ان ميان تكون مبسوطة !!
ردد باستنكار :
أكره !!!
جلس مردداً بحب و هو شارد بها :
دي الابتسامة منها بتنور حياتي كلها ، بس انا اناني ، حبها مخليني اناني ، قولتلها اي حاجة تسعدك هعملها بس دلوقتي مش قادر اوفي بكلامي قلبي مش مطاوعني اخليها تبعد عني بعد ما خلاص كانت بين ايديا !!!
ثم تابع بتساؤل لنفسه :
طب لو اختارته انا هعمل ايه من غيرها !!
نظر لها قائلاً بحزن :
انا قولت كلام و خلاص بس في الحقيقة انا مش قادر انفذ والله ما قادر و لا لساني و لا قلبي هيكون راضي بكده
ابتسمت قائلة :
بتحبها للدرجة دي يا دكتور
اومأ لها مردداً بعشق :
انا كنت ايه قبلها ، كنت مين مجرد شخص عادي مفيش اي حاجة تخليه عاوز يعيش ، بس هي دخلت حياتي و حلت ايامي ، معاها بحس اني اب و اخ و صاحب ، انا عيشت كل دول معاها ، مش هبالغ لو قولت اني بصحى كل يوم عشان اشوفها
سألته بهدوء :
ندمان عشان حبيتها ، ندمان عشان حبيت واحدة بتحب غيرك !!
رد عليها بصدق و عشق :
لو كان الموضوع بأيدي كنت اختارت احبها بردو ، مش ندمان على حبها بالعكس ندمي اللي بجد لو مكنتش حبيتها او لو مكنتش موجودة في حياتي
…….
كان يجلس بغرفة مكتبه بعد حديثه مع الطبيبة القلق ينهش قلبه و لا يفارقه يتذكر حديثها معها بخصوص ذلك الموضوع و كيف رفضت الإجابة على السؤال
قلبه يؤلمه و الآن فكيف سيكمل حياته بدونها ، كيف سيتحمل ان تأتي إليه و تخبره انها لا تريده و تريد الطلاق لتبقى برفقة الآخر مجرد التخيل يؤلمه بهذا القدر فكيف ان كان واقع !!
دخلت عليه دون ان تطرق الباب قائلة بحماس :
فارس دخلت مع دكتورة سلوى عملية ولادة ، جابت بنوتة زي القمر سموها ” تاج ” عسولة اوي ما شاء الله عيونها لونهم حلو……
لم تكمل حديثها و شهقت بتفاجأ عندما جذبها من يدها يعانقها بقوة و يدفن رأسه بعنقها رددت بزهول :
فارس بتعمل ايه !!
حاولت دفعه برفق لكنه لم يسمح تشبث بها اكثر مردداً بصوت خافت متألم :
خليكي يا ميان ، احضنيني كأنها آخر مرة ممكن
رددت بصدمة :
انا مش فاهمه حاجة يا فارس ليه بتقول كده !!
من تشبثه بها بتلك الطريقة فهمت انه لا يريد بهذا الوقت سوا عناق فقط لذا بدون تردد كانت تضمه إليها و تمرر يدها على خصلات شعره بحنان
انحنى يحملها بين يديه ثم جلس على الاريكة و هي فوق قدمه يدفن وجهه بعنقها رافضاً النظر إليها حتى لا ترى عيناه التي تكاد تصرخ من شدة الألم
لكنها ابت ذلك وضعت يدها على وجنتيه بحنان قائلة بصوت رقيق :
مالك يا فارس ، حصلت معاك حاجة
نفى برأسه ثم باللحظة التالية التهم كرزيتها بقبلة شغوفة مليئة بالعشق تفاجأت هي من فعلته !!
بحث بيده عن خاصتها حتى وجدها فجعلها تحاوط عنقه حتى تبادله سيل قبلاته ترك اسر شفتيها أخيراً ثم انحنى يقبل عنقها بحب و يشتم عبقها المميز
نطقت بخفوت و هي تحاول الابتعاد دون ان تسبب له اي حرج او تجرحه لكنها حقاً لا تستيطع البقاء و التحمل أكثر من ذلك تلك الذكريات لا ترحمها و كذلك التوتر و الخجل شعر بضيقها و انها تحاول الابتعاد دون ان تسبب له حرج
ابتعد طابعاً قبلة صغيرة على كرزتيها بحب طرق على الباب جعلها تنتفض من على ساقه تضبط ثيابها و تهذب هيئتها التي تبعثرت
فعل المثل لتدخل الممرضة قائلة بجدية لميان :
الدكتورة رغدة عايزة حضرتك في مكتبها
طبيبتها النفسية لما تستدعيها بهذا الوقت و هي تعرف بوجود فارس اومأت لها فغادرت الأخرى كادت ميان ان تخرج لكنها توقفت على صوت فارس قائلاً بصوت حزين و حب :
ميان ، انا بحبك
منحته ابتسامة صغيرة قلقه تتساءل ما به فارس اليوم !!!!!
……..
– ليه عملتي كده !!!
قالتها ميان بحدة للطبيبة ما ان علمت انها استدعت سفيان لتتحدث معه
رددت الأخرى بهدوء :
كلامك معاه ضروري بس بهدوء ، طلعي كل اللي جواكي يا ميان اسمعيه و خليه يسمعك
صرخت عليها بغضب :
مفيش كلام بيني و بينه
رددت الطبيبة بهدوء :
لأ فيه ، يمكن تكوني فاكرة كده بس في كلام بينكم لسه متقالش
ثم رددت بعد صمت للحظات :
على فكرة يا ميان سفيان بيتعالج بقاله كام جلسه بس ، انا اتواصلت معاه لأنك محتاج يكون هنا ، يمكن اكتر منك !!
دخل سفيان بعد دقائق و جلس امامها و الطبيبة تتابع الحوار الدائر بينهما بصمت تترك لهما الفرصة للحديث
سألها بصوت متألم حزين :
حبتيه يا ميان ، حبيتي فارس !!!
ردت عليه بتهكم :
ايه اللي يخليني محبوش السؤال هنا ليه احبك انت ، سؤال بقالي فترة مش قادرة اتخطاه
اشارت لنفسها قائلة بحدة :
ازاي كنت بالغباء ده !!
اومأ لها قائلاً بسخرية مريرة :
عندك حق , اي واحدة تحبني تبقى غبية ، حتى انا بسأل نفسي نفس السؤال !!
صمت و صمتت ليسألها :
كل الطرق اتقفلت بينا خلاص يا ميان مفيش امل ، قلبك خلاص مفيش جواه اي ذرة حب ليا ، اقسملك اني هحارب لحد ما تسامحيني بس لو فيه امل
اشاحت بوجهها بعيداً عنه ليردد هو بحزن :
انا حبيتك…..
قاطعته قائلة بحدة :
متقولش حبيتك انت متعرفش تحب و لا تعرف يعني ايه حب
ثم تابعت و هي تتذكر مواقف فارس معها :
الحب كلمة كبيرة اوي مفهومها بعيد عنك
اشارت لنفسها قائلة بحزن :
انا كمان حبيتك او كنت بحبك او كنت فاكرة اني بحبك ، مش عارفه بس اللي أعرفه اني مبقتش عايزاك و لا حتى قابله كلامي معاك
نزلت دموعها و هي تردد بصوت متألم :
انا عطيتك كتير استحملت منك كتير مقابل انك عمرك ما عطيت لنفسك فرصة تسمعني حتى ، قدمت ليك و لعيلتك كلها و في المقابل خدت منكم كل اذى
نفت برأسها قائلة :
الحب كلمة كبيرة اوي ، مفهومه عرفته مع فارس
أخذت تعد على يدها ما قدمه فارس لها و ما رأته منه طوال الفترة الماضية :
الحب أفعال و هو عمل و قال ، وقعت و سندني ، اتوجع مني بس عمره ما لف ضهره ليا زي ما انت ما عملت مع انه كان ليه الحق يعمل كده ، عكسك انت
نفت برأسها قائلة بتهكم :
عمري ما شوفت في عيونك نفس نظرته ليا ، انت عملت فيا كتير اوي لحد دلوقتي مش قادرة اتخطاه
حتى لما قولت هسامحك بدور على حاجة حلوة ليك مش لاقيه ، شريطك معايا كله وجع وبس
رفعت يدها تضعها على رحمها قائلة بدموع :
يومها كنت هسامحك عشان خاطر ابني ، كنت مقهورة بس مع الوقت حمدت ربنا ع اللي حصل ، ربنا كان رحيم بيا و فهمت ده متأخر ، كل مرة كان بيحطلي اشارة عشان ابعد عنك بس انا اللي كنت عامية و عاندت كتير ، حتى بعد اللي حصل كان رحيم بيا و مرضيش يربطني بيك اي حاجة
كان يستمع لها بقلب متألم حزين نادم مسح دموعه التي انسابت من عيونه رغماً عنه قائلاً بتأييد لحديثها :
قدام كلامك ده كله معنديش حاجة اقولها و لا عندي تبرير بالعكس انتي صح يا ميان ، كل كلامك صح ، ربنا كمان كان كل مره يعطيني إشارة بس انا العند كان عاميني فضلت اتمرد لحد ما خسرتك بجد
مسح دموعه مردداً بقهر :
كنت زمان شايف نفسي كتير عليكي بس كنت غلطان انتي اللي كتير عليا ، انا منفعش ليكي انتي تستاهلي فارس !!!
توقف ليذهب قائلاً بصوت مختنق :
على قد ما انا مكنتش بطيقه ، بس هبتدي احبه عشان قدر يعمل اللي انا مقدرتش اعمله ، بالعكس كمان هو صلح ورايا ، ربنا يسعدكم سوا ، بس عايز اطلب منك طلب
نظرت له بصمت فردد بتوسل و صوت مختنق قبل ان يغادر :
لو في يوم قدرتي تسامحيني سامحيني ، ممكن !!
…….
خرجت من عند الطبيبة و قد علمت لما كان فارس يتصرف هكذا لقد ظن حقاً انها ستختار سفيان !!
دخلت عليه قائلة و هي تغلق الباب خلفها :
كنت عارف اني بتعالج عندها
اومأ لها بصمت و هو يتحاشى النظر إليها فسألته بتعجب :
مقولتليش ليه !!
ردد بهدوء مفتعل :
لو كنتي عايزة تقوليلي كنتي جيتي من الأول ، محبتش أسبب ليكي حرج
سألته بمكر :
عرفت ان سفيان كان موجود انهارده
اومأ لها قائلاً بعدما ابتلع غصه مريرة بحلقه متوجهاً حيث واجهة مكتبه الزجاجية التي تطل على الشارع :
شوفي عايزه امتى نتطلق عشان……
اقتربت منه تقف امامه قائلة بصدمة :
طلاق ايه !!
ردد بصوت حزين و هو يتحاشى النظر إليها :
مش عايزه ترجعي ليه !!!
حاوطت بيدها وجهه مرددة بما جعل الصدمة حليفته حتى ظن انه اصيب بالصم :
انا عايزاك انت يا فارس
رددت مرة أخرى بخجل و هي تخفض رأسها بخجل :
عايزاك انت و بس
ردد بصدمة و هو يشير بيده :
طب و هو !!!
ضحكت قائلة بمشاكسة :
هو مين
رددت بمرح و هي تتحرك لتذهب للخارج :
هسيبك بقى لما تفوق من الصدمة ابقى…..
جذبها إليه يكبل شفتيها بخاصته بقبلة تحمل قدر كبير من العشق الخالص لها وحدها بادلته اياه على استحياء سرعان ما انتفض الاثنان عندما فتح باب المكتب فجأة و ظهر من خلفه !!!!!!!!
……
………
جذبها إليه يكبل شفتيها بخاصته بقبلة تحمل قدر كبير من العشق الخالص لها وحدها بادلته اياه على استحياء سرعان ما انتفض الاثنان عندما فتح باب المكتب فجأة و ظهر من خلفه كارم الذي اطلق صفيراً مشاكساً و هو يستند بيده على اطار الباب
ركضت ميان للخارج سريعاً بخجل فجز فارس على اسنانه مردداً بغيظ :
انت ايه يا اخي هو انا موعود بيك دايما تقطع عليا كده و تفصلني
ضحك كارم و هو يغلق الباب خلفه جالساً على المقعد مردداً بمرح :
ده من نيتك السودا بس
جلس فارس امامه مردداً بغيظ :
طب اتنيل بقى و اسكت
تحدث كارم قليلاً لكن عقل فارس لم يكن معه بل كان شارداً مع التي ركضت للخارج خجلاً
ابتسم بسعادة و هو يمرر يده بخصلات شعره سأله كارم بزهول عندما لاحظ انه ليس معه بل شارداً بعالم آخر و ابتسامته من الأذن للأذن كما يطلقون :
مالك ياض سرحان في ايه و ضحكتك من الودن للودن و عينك بتلمع ده انت شكلك أصلا بيقول انك هتقوم تتنطط من الفرحة ، حصل ايه بالظبط !!
قص فارس على الفور ما حدث باختصار ناهياً حديثه بسعادة بالغة :
قالتلي عايزاك انت يا فارس ، اختارتني انا يا كارم مش هو ، بقت ليا لوحدي خلاص
ضحك كارم قائلاً بمرح :
اومال لو قالتلك بحبك كنت عملت ايه !!
شاكسه فارس قائلاً بجراءة :
مكنش زماني قاعد معاك دلوقتي ، كان زماني بخلي عمك و مرات عمك اجداد
اطلق كارم لفظ خارج بصوت خفيض ثم قال :
سافل طول عمرك
رمقه فارس بضيق قائلاً بغيظ :
رجعت امتى
وضع كارم قدم فوق الأخرى قائلاً :
الصبح بدري روحت ارتحت شوية و قولت اعدي عليك عشان نروح نشتري بدلة بسرعه عشان قراية الفاتحة و الخطوبة بكره
ردد فارس بتعجب :
مش ابوها قال قراية فاتحة بس
ابتسم كارم بمكر قائلاً :
ما انا ناوي ادبسه في خطوبة و لو وصلت لكتب كتاب يبقى فل اوي !!
ضحك فارس يصدم كف يده بكف ابن عمه دقائق و كان الاتنان يخرجان من المستشفى برفقة ميان بعدما قاموا بتوصيلها للمنزل
……
دخلت والدة يزن عليه الغرفة لتجده يجلس كما هو الأيام الماضية حالته يرثى لها انعزل عن الجميع بصعوبة وافق والده ان يعود للفيلا من جديد
اقتربت منه قائلة بصوت حزين :
لأمتى هتفضل لكده يا يزن ، حالك مش عاجبنا !!
رد عليها بسخرية مريرة :
المفروض انك اتعودتي يا أمي ما انا كده من زمان ، من يوم ما حبيتها و في الآخر اتخدغت فيها ، عيشت سنين شايل ذنب موتها و قلبي كان موجوع عليها
ردت عليه بمغزى :
زعلك مش على بسمة بس يا بني !!
اومأ لها قائلاً بحزن و ندم :
زعلي عليها و على اللي مكنتش تستاهل مني كده ، زعلي اني اشتريت الرخيص و بعت الغالي
تنهدت بحزن و كادت ان تتحدث لكن قاطعها طرق على الباب يليه دخول الخادمة تردد بهدوء :
الانسه بسمة تحت و عايزة تشوف الدكتور يزن !!
انتفض يزن ينزل للأسفل صارخاً عليها ما ان رأها
ايه اللي جابك هنا ، ليكي عين توريني وشك بعد…..
قاطعته قائلة برجاء :
يزن اسمعني
صرخ عليها بغضب و هو يقبض بيده على معصمها :
مفيش بينا كلام اطلعي بره بالذوق بدل ما هطلعك انا بعد ما امسح بكرامتك الأرض
سألته بصوت حزين متألم :
انت بجد حبتني يا يزن !!
رد عليها بتهكم :
نفس السؤال هسأله ليكي حبتيني !!
ردد الاثنان معاً بوقت واحد :
كداب / كدابه !!
سبقته قائلة بحزن و دموع :
كداب عشان لحد دلوقتي مش عايز تسمعني و لا تحط ليا عذر ، قولتلك كنت مغصوبة ، انجبرت أعمل كده بس انت مش سامعني اصلاً ، مش عايز تحط ليا عذر زي ما تكون ماصدقت عشان تخلص مني
ثم تابعت بقهر و كره لخوفها :
ليه مش عايز تحط نفسك مكاني ، انا حبيتك ، من ناحية كنت خايفة و من ناحية كنت بين نارين يا اتفضح و الحاجة الوحيدة اللي املكها و هي شرفي كان هيكون لبانه في بوق الناس
ثم تابعت بحزن :
جاتلي فرصة من دهب صحيح خسرتك انت فيها و كان لازم اضحي بس أفضل بكتير من اني اعيش و ابقى لعبة في ايد نادر يتحكم فيا و يذلني و يخليني أعمل حاجة تضرك
صرخت عليه بغضب :
خوفت انا جبانه يا يزن ، انا في الدنيا دي لوحدي مليش حد ، مليش ضهر و لا حد اتسند عليه لو جي يوم و وقعت ، لو كنت حكيت ليك من الأول بردو مكنتش هتصدقني ، كنت هتعمل نفس اللي بيحصل دلوقتي
ثم تابعت بصوت ضعيف و قلة حيلة :
متلومنيش اني خوفت ، الخوف مش بأيدي !!
تركها و صعد دون حديث فرحلت الأخرى بقلب مكسور و الدموع تنهمر من عيناها بغزارة لقد مات نادر لكنها لازالت تعاني من اذيته !!
…….
كان همس تجلس برفقة كارم بالشرفة وحدهما بعيداً عن الجميع بالخارج حيث تمت قراءة فاتحتهما و تحولت لخطبة بعد الحاح من كارم على ان يكون الزفاف و كتب الكتاب بعد شهر من الآن !!
ردد بسعادة و هو ينظر لداخل عيناها :
انا مش قادر اصدق لحد دلوقتي انك خلاص هتكوني ليا يا همس
ابتسمت بخجل ليشاكسها قائلاً :
اللي يشوف الكسوف ده ما يشوفكيش و انتي بتقولي قدام الكل انا بحبك !!
نظرت له بحدة و خجل قائلة :
كارم !!!
ردد بتساؤل و ابتسامة جميلة متأملاً جمالها الفاتن بهيام :
اللي محيرني ، ليه كنتي بتبعدي عني قبلها ، مكنتيش بتردي على تليفوناتي و……
قاطعته قائلة بهدوء و خجل و هي تضع خصلة من خصلات شعرها خلف اذنها :
كنت محتاجة ابعد شوية عشان احدد انا عاوزة ايه وعرفت ، عرفت اني مقدرش اعيش من غيرك ، واني لو لفيت الدنيا كلها عمري ما هلقى زيك يا كارم !!!
ردد بهيام و حب :
يا روح قلب كارم
ابتسمت بخجل فتابع هو بمشاكسة :
لأ انا عاوز همس اللي كانت في الفرح ، اطلعي بيها ، همس دي متمشيش معايا !!
رفعت حاجبها قائلة بغيظ :
يعني ايه متمشيش معاك ، عاجبك و لا مش عاجبك ، ليكون عندك اعتراض احنا لسه فيها اهو !!
اطلق تنهيدة مردداً بهيام :
عاجبني و نص و تلت اربع كمان ده انا مصدقت
ضحكت بخفوت و خجل فقبل يدها بحب ليأتيه صوت والدها الحاد من بعيد فقد كان يراقبهما بتركيز :
بتعمل ايه يا زفت !!
ابتعد على الفور مردداً بصوت خفيض وصل لها جعلها تخجل و بنفس الوقت تضحك :
الحمد لله ان سيادة اللوا ميعرفش اني دوقت الكريز كان زماني معدوم رمياً بالرصاص !!!!
…….
كانت ميان تقف بالمطبخ تعد مشروب ساخن لنفسها لتتفاجأ برنين هاتفها برقم غريب اجابت ليأتيه صوت تعرفه و تبغضه :
ازيك يا ميان ، انا انجي
زفرت ميان بضيق قائلة بنفاذ صبر :
خير !!
رددت انجي بمكر :
كنت عايزة اجي البيت عندكم انهاردة !!!
ردت عليها ميان بفظاظة لا تليق إلا بأمثال انجي :
خير ، عايزة تشرفينا و تورينا طلتك البهية ليه
ردت عليها الأخرى بمكر :
اصلي نسيت السلسة بتاعتي في البيت عندكم ، في اوضة النوم !!
ردت ميان عليها بحدة و زهول :
وانتي دخلتي بيتنا أصلاً امتى !!!
ردت عليها الأخرى بمكر من الطرف الآخر و هي تضرب كفها بكف شقيقتها سمر :
لما كنتي مخطوفة ، اصل مقدرتش اسيب فارس لوحده في وقت زي ده فضلت جنبه متعرفيش قد ايه قربنا من بعض زي الاو……
اغلقت ميان الهاتف بوجهها و لو تستمع للمزيد ثم دخلت لغرفة فارس و اخذت تفتش بها حتى وجدت سلسال رفيع جداً يتوسطه قلب صغير بجانب مصباح الاضاءة الذي بجانب الفراش قبضت عليه بغضب
دخل فارس الغرفة و قد عاد لتوه من الخارج يطلق صفير عالياً بمزاج رائق و هو يحل ازرار قميصه تفاجأ بها داخل غرفته !!!
اقترب منها يود تقبيل وجنتها لكنها ابتعدت للخلف تضع السلسال أمام وجهه تسأله بحدة :
السلسلة دي بتاعت مين !!!!
سألها بتعجب :
هي مش بتاعتك !!
ثم تابع بهدوء :
لقيتها امبارح مشبوكه في طرف السرير ، و نسيت اسألك اذا كانت بتاعتك و ضايعه منك
ردت عليه بحدة و غضب و قد بدأ صوتها بالعلو :
لأ مش بتاعتي بس انت عارف بتاعت مين
جز على اسنانه مردداً بحدة :
صوتك يوطى و انتي بتتكلمي معايا يا ميان !!
ثم تابع بحدة و عدم فهم :
بعدين هعرف منين بقى ان شاء الله ، بشم على ضهر ايدي و انا معرفش
ثم تابع بتفكير و الأخرى تكاد تنفجر من الغضب :
يمكن تكون بتاعت همس او لينا لما كانوا هنا !!!!
ردت عليه بغضب :
يعني مش بتاعت سمر لما جتلك البيت هنا و انا مخطوفة يا فارس !!!
رد عليها بهدوء :
يمكن تكون بتاعتها هبقى ابعتها ليها
القت بالسلسال بغضب قائلة بغيرة و حدة :
تولع السلسلة و لا تغور في داهية ، انجي دخلت بيتي يا فارس و انت سمحت بكده و يا ترى بقى حكتلك عن لياليكم زمان اللي مش هتقدر تعيش زيها !!!
جز على اسنانه قائلاً بحدة :
ميااان ، الزمي حدودك و حاسبي ع الكلام اللي بيطلع منك !!
ردت عليه بحدة و عدم وعي :
مش هحاسب مضايقك الكلام و متضايقتش وانت بتدخل طليقتك بيتك و في غيابي
تنهد محاولاً التحكم بغضبه :
اهدي عشان نعرف نتكلم ، ممكن !!!
نفت برأسها قائلة بحدة و غيرة :
مش هتزفت اهدى ، قولي قالتلك عن لياليك معاها ، الليالي اللي انا مش هعرف اعيشها ليك و يا ترى بقى عيشتك واحدة منهم
تمسك بيدها يحاول تهدئتها مردداً :
ميااان اهدي فيه ايه !!
ابعدت يده قائلة بدموع :
رد عليا قربت منها هنا يا فارس ، خو…….
قاطعها صارخاً بحدة و غضب :
اياكي تنطقيها يا ميان ، بلاش تهدي كل اللي وصلنا ليه ، بلاش !!!!
قبض بيده على ذراعها مردداً بحزن منها :
اللي بينا و اللي عيشناه سوا و شوفتيه مني أكبر بكتير من السؤال ده
قال ما قال ثم فتح الباب يجذبها من يدها يخرجها خارجها ثم عاد يغلق الباب عليه من الداخل تاركاً اياها تهدأ بمفردها !!!
……..
بعد يومين من التجاهل كلما جاءت لتتحدث معه لا يجيب عليها لقد جلست مع نفسها بعدما هدأت لتستوعب ما فعلت و قال فارس معه ما عاشته معه للآن تحت سقف هذا المنزل أكبر من اتهامها له بكثير !!!
اقتربت منه و هو يجلس على الاريكه بصالة المنزل قائلة بصوت حزين و ندم :
فارس انا اسفه !!!
لم يجيب عليها فتابعت هي مرة أخرى برجاء :
حقك عليا متزعلش مني
كالمعتاد منه الصمت فرددت بحزن :
طب هنفضل متخاصمين لأمتى
اقتربت تجلس بجانبه قائلة بتوسل :
طب رد عليا
صمت مرة أخرى دخلت لغرفتها تصفع الباب خلفها ثم ارتمت بجسدها على الفراش تبكي بقوة تعالى رنين هاتفها برقم والدته
اجابت عليها تقص ما حدث ببكاء ليأتيها صوت الأخرى المغتاظ من الجهة الاخرى :
أعمل فيكي ايه ، قوليلي أعمل فيكي ايه ، يخونك ايه يا هبلة ماكان الأولى رجع ليها بدل ما اتجوزك ، و اتمرمط المرمطة اللي هو فيها دي !!
ردت عليها بصوت متحشرج من البكاء :
معرفش ايه اللي حصلي اول ما كلمتني و قالتلي كده ، كمان لقيت السلسه في اوضته
سألتها والدته بمكر :
غيرتي عليه
لم تجادل او تنكر بل رددت بخجل :
يمكن !!
ضحك الأخرى بخفوت قائلة :
طب امسحي دموعك يا ختي و انا هتصرف ، و موضوع انجي ده عندي
ثم تابعت بغيظ و تحذير :
عارفه لو زعلتي ابني تاني يا ميان ، هسيبك تتفلقي من العياط و لا هعبرك
اومأت ميان برأسها و كأن الأخرى تراها قائلة :
آخر مرة والله مش هزعله تاني
ضحكت الأخرى بمرح و اغلقت معها الهاتف و اسرعت تهاتف فارس قائلة بمرح :
مزعل مراتك ليه
رد عليها بحدة :
مين اللي مزعل مين يا امي !!
ضحكت قائلة بمشاكسة :
يا واد بدل ما تفرح
ردد باستنكار :
افرح !!!
رددت بحنان :
غيرانه عليك
صمت يستمع لها و هي تقص له ما حدث ثم انهت حديثها قائلة بهدوء :
مراتك غلطانه اه و انا كمان كنت بغلط كده زمان مع ابوك الغيرة تعمل اكتر من كده ، بس اهي هديت و رجعت صالحتك من نفسها
صمت فتابعت هي بمرح :
روح صالحها يلا
رد عليها بعناد :
مش دلوقتي و هيكون عشان خاطرك بس
ضحكت قائلة بمشاكسة :
ابني و عرفاك ده انت هتموت و تكلمها
رد عليها بكذب :
مش صح
ضحكت بقوة ليردد هو بابتسامة صغيرة :
كنت فاكر انك هتقلبي عليها بعد ما عرفتي اللي حصل !!!
تنهدت قائلة بحنان :
منكرش اني اتضايقت في الأول اوي و مكنتش طايقاها بس بعدها حطيت نفسي مكانها و اختك اللي يرحمها مكانها ، لقيت انه صعب اقسى عليها بعد اللي شافته و صعب عليا ازعلك لما اشوفها زعلانه
ثم تابعت بحب و حنان :
فوق كل ده حبيتها زي بنتي يا فارس ، حبيتها لأنها طيبة و بنت حلال و ناس طيبين و قبل كل ده اني اول مرة اشوفك متمسك بحد و عايزة كده
رد عليها بفخر و حب :
تسلميلي يا ست الكل و متحرمش منك
ردت عليه بحنان :
ولا منك يا حبيبي ، يلا روح صالحها البت مش مبطلة عياط و بتشتكيلي منك
ضحك بخفوت بعدما أغلق الهاتف معها توجه لغرفة ميان و بتردد دخل عليها مردداً بغيظ :
رايحة تشكيني لامي يا ميان !!
اعتدلت بجلستها تومأ له برأسها قائلة بدموع :
اه عشان انتي مش راضي تكلمني
اقترب منها قائلاً بعتاب :
يفرق معاكي اوي زعلي
اومأت له قائلة بصدق و حرج من تصرفاتها :
اوي ، مش بحب تزعل مني و لا بحب تخاصمني ، حتى مش بحب اضايقك بس هي بتخرج مني كده تصرفاتي طايشة عارفة بس……
لم تكمل ليتنهد هو قائلاً بيأس من حالته :
نفسي مرة أفضل ثابت على مبدأ و أفضل زعلان منك
ضحكت قائلة بمرح :
مش هتعرف
رد عليها برفعة حاجب و تساؤل :
ليه بقى ان شاء الله
ابتسمت قائلة بخجل :
عشان بتحبني و متقدرش على زعلي
غمزها قائلاً بمشاكسة :
يا واثق انت !!
رفع يده يزيل دموعها برفق لتسأله برجاء :
خلاص صالحتني
ابتسم بمكر قائلاً و هو يميل بها على الفراش :
لحد دلوقتي لأ ، لازم اتمم الصلح و امضي عليه بنفسي !!!
………
– مالك فيكي ايه !!
قالتها همس لميان عندما لاحظت شرودها الدائم اليوم
نفت ميان برأسها فسألتها لينا :
متخانقة انتي وفارس !!
اومأت ميان بصمت و كادت ان تقول انها مشاجرة و انتهت فسألتها لينا بقلق :
ليه حصل ايه هو انتوا لحقتوا تتخانقوا ده احنا لسه طالعين من مصيبة كبيرة تهد الحيل
قصت عليهما ما حدث باختصار و ما ان انتهت رأت الصدمة على وجه كلتاهما فسألتها همس :
يعني متجوزين وعايشين زي الاخوات
اومأت لها ميان بصمت فعادت همس تردد :
انتي في اوضة وهو في اوضة
اومأت لها بنعم مرة أخرى فتابعت همس بجراءة :
البوسة حتى مفيش مقضيها بس احضان والواد يا قلب امه تلاقيه مش بياخد الحضن غير في الأعياد كمان
ميان بتوبيخ :
همس بلاش قلة أدب ايه اللي بتقوليه ده !!
كتمت لينا ضحكتها بصعوبة فانتفضت همس قائلة بغيظ :
والله ما حد قليل الأدب غيرك بقى يا بنت المفترية بتعملي كل ده في الواد وساكتلك ، ده احنا نحمد ربنا ونبوس ايدينا وش وضهر انك لسه على ذمته وما طلقكيش بالتلاتة !!
رددت ميان بحدة :
همس بس بقى
همس بغضب :
بس انتي يا شيخة أموت وأعرف الواد ده حب فيكي ايه ده انتي زمانك قفلتي نفسه من الحب ، اكتر من ست شهور جواز ولحد دلوقتي متخطتيش معاه مرحلة الحضن نهار اسود عليا
ضحكت لينا تلك المرة بقوة خاصة عندما قالت همس بعد تصديق و حدة :
فوق ده كله شكت فيه انه على علاقة بغيرها ، شاكة ده انتي لازم تكوني متأكدة و لو احساسك غلط هيبقى حقيقة قريب ، ده انا لو مكانه اشك فيكي
نظرت ميان بحدة للينا التي تضحك بقوة فرفعت لينا كتفها قائلة باستسلام :
غصب عني وبعدين أول مرة همس تقول حاجة صح
سألتها همس بحدة و توجس :
انتي لسه بتفكري ترجعي لسفيان !!!
نفت ميان برأسها على الفور قائلة :
سفيان ايه انتي التانية ، افتكري سيرة عدله
سألتها لينا مرة أخرى :
ميان انتي بجد لسه بتفكري في سفيان !!
تنهدت ميان و بدأت تقص عليها ما حدث الفترة الماضية باختصار و المواجهة التي تمت بينها و بين سفيان ناهيه حديثها بجدية :
سفيان صفحة و قفلتها خلاص و مش ناوية افتحها تاني ، كل الطرق بينا اتقفلت
– بس لسه بتحبيه !!
رددت بضيق :
ليه لو بفكر فيه يبقى حب ، ليه لو افتكرته يبقى حب ، حد يفهمني !!
تنهدت بحزن متابعة :
اللي عمله مش سهل عشان انسى و ابطل أفكر فيه ، مش سهل ابداً
شردت بتلك الليلة المشؤومة قائلة :
الليلة دي نقطة سودا في حياتي مش قادرة انساها ، علطول احداثها كلها في بالي كأني عيشتها امبارح ، بس الليلة دي كلها مرتبطة بسفيان
نظرت لهما قائلة بحزن :
مش بحبه بس في نفس الوقت مش قادرة انساه ، مش مش قادره انساه حب لأ مش قادرة اتخلص من كرهي ليه الكوابيس اللي كانت بتجيلي قلت اه ، بس لسه فاكراها
سألتها همس :
طب و فارس !!
رددت ميان بابتسامة جميلة ما ان ذكر اسم فارس :
مفيش مقارنة بين الاتنين يا همس ، مقارنة مش متكافئة خالص لأن كفة فارس اللي هتطب
لا تعرف لينا لم راودتها تلك الفكرة لكنها اتصلت على رقم فارس بالخفاء حتى يستمع لحديث ميان عنه تعرف انها خطأ و لكن تلك الرغبة الملحة التي تراودها الآن كبيرة :
عارفه لما تحسي باحساس حلو بس مش عارفة تفسريه ، فارس بيعمل حاجات كتير حلوة اوي ليا
شردت بتصرفاته معها قائلة بنبرة غلب عليها الحب لكنها لم تلاحظ ذلك :
بحب لما أكون بكلمه في حاجة و فجأة وسط الكلام القاه يقوم يتغزل فيا و يقول كلام حلو مش عارفة بيجيبه منين بس بيعجبني
ابتسمت بخجل متابعة بنظرات تبدلت كلياً :
بحب لما بيقعد يشيلني كل شوية بسبب او من غير سبب و يفضل يمشي بيا و نهزر بحس كأني بنته و هو ابويا ، نظراته ليا و حنيته
تذكرت حديثهم الليلي سوياً متابعة :
بحب هزارنا و قعدتنا سوا طول الليل نتكلم في اي حاجة و الوقت يعدي
نظرت لهما قائلة بصدق :
حابة نفسي و انا معاه يا همس ، كنت مع سفيان بحبه اه لكن كنت ببقى كارهة نفسي عشان دايماً مع كل موقف ليه معايا كله اهانه يخليني اسأل نفسي انا بحب فيه ايه ، ليه اقبل على نفسي كده
ثم تابعت بابتسامة و هي تتذكر فارس :
لكن مع فارس دايماً بسأل نفسي انا ليه محبوش ، مش قادرة اقول ان اللي بحسه انه حب بس في نفس الوقت مش قادرة انكر ان
اشارت لقلبها قائلة براحة :
ده حابب القرب و حابب العلاقة اللي بينا صح هي فيها ظلم ليه ، بس عايزاه جنبي ، عايزاه علطول معايا ، قلبي راضي و مرتاح
ابتسمت همس و كذلك لينا التي اغلقت الهاتف بأبتسامة ماكرة بعدما ارسلت رسالة لفارس من كلمتين فقط :
عد الجمايل
كان فارس على الناحية الأخرى يبتسم بسعادة بلغت عنان السماء من شدتها الجميع ينظرون إليه ببلاهه اعتذر منهم و جعلهم ينصرفوا فقد كان اجتماعاً مع أطباء المستشفى !!!
……..
كانت لينا تجلس برفقة عمار يشاهدون فيلماً اقترب منها يمرر يده على خصرها فضربت يده بخفه
عاد يكرر فعلته و هو يجذبها إليه فضربته مرة أخرى قائلة بحدة و خجل :
عمار !!!
جذبها إليه يستند برأسه على كتفها يضع عليه تلثيمات رقيقة ابتعدت عنه بتوتر قائلة بصوت مبوح :
انا عايزة انام ، هدخل ارتاح شوية
جذبها إليه قبل ان تغادر مردداً بهمس و حب مقبلاً ثغرها برقة :
لينا ، مش كفاية بقى !!
تعلم انه يريد اتمام الزواج فمنذ ان تعافى تتهرب منه دائماً بسبب الخجل الشديد كادت ان تتحدث لكنه لم يسمح بذلك فقد التهم كرزيتها بقبلة انستها كل شيء
انحنى يحملها بين ذراعيه يدخل للغرفة يضعها على الفراش و ما ان هم ان يقترب منها تعالى رنين هاتفه للمرة الخامسة تقريباً مما جعله يبتعد ليجيب
ليأتيه صوت قصي قائلاً بخوف :
عمار سيلين بتولد تعالى بسرعه احنا بنجهز و هنطلع ع المستشفى ، العربية في الصيانة من الصبح !!!
…….
بعد تفكير طويل من يزن و لأيام طويلة اتخذ ذلك القرار الذي لا يعرف ان كان صواب ام خطأ و ها هو يقف امام افراد عائلته يخبرهم :
انا هتجوز بسمة !!!!
…….
…….
كان جميع افراد عائلة العزايزي يقفون بداخل الغرفة حيث تم نقل سيلين إليها برفقة رضيعهما بعد انتهاء عملية الولادة
كانت تحمل صغيرها بحب و هي تقبل يده الصغيرة التي تجعلك تود قضمها من شدة جمالها
بلغت سعادة قصي هو الآخر عناء السماء و هو يقبل طفله الصغير قطعه من قلبه بحنان و رفق شديد
ربت سفيان على كتفه مردداً بحب :
ألف مبروك يا ابن عمي بتربى في عزك يا حبيبي
ابتسم له قصي و هو يحمل طفله بحذر شديد :
عقبالك انت كمان يا بن عمي
رسم سفيان على شفتيه ابتسامة باهته و هو يجلس بجانب فريدة التي كلما رأت حالته لا تستطيع سوا الحقد على ميان التي بسببها حفيدها تعيساً جداً !!
كان عمار سعيدًا رغم انه لم يتوقف عن القاء نظرات حانقه نحو قصي و بجانبه لينا تكتم ضحكاتها بصعوبة عليه
…….
– ما شاء الله زي القمر
قالتها ميان و هي تقف بجانب فارس تحمل صغير سيلين و قصي بحذر و حنان في حفل سبوع المولود
نظرت إليهما قائلة بتساؤل :
سميتوه ايه !!
ردد الاثنان معاً بحب :
يـامـن
ابتسمت قائلة بحب و خي تقبل انف الصغير برقة :
ما شاء الله اسم جميل زيه يتربي في عزكم يارب
رددت سيلين بحب و مرح :
امين يارب و نفرح بيكم قريب ان شاء الله و نشوف ليكم بيبي صغنون كده و تكون بنت و احجزها لابني حبيبي
التقت اعين ميان بفارس بخجل و رأت عيناه تلمع بالسعادة لمجرد التخيل فقط داعب الصغير بين يديها بحب و انضم اليهم الجميع عدا سفيان الذي اخذ جانباً حتى لا تتضايق ميان من تواجده
……..
رددت بسعادة ما ان عادوا من الخارج و قاموا بتبديل ملابسهم و ها هي الآن تجلس برفقته على فراشه تتحدث بسعادة :
شوفت كان جميل ازاي و صغنون خالص تحس انك عايز تاكله اكل من جماله و اسمه كمان حلو اوي ، يا خلاثي عليه
رد عليها بابتسامة جميلة و هو يمسك كف يدها يضع عليه قبلة رقيقة :
عقبالنا
سحبت يدها من بارتباك و توتر ملحوظ قائلة :
اا…ااا…انت بتحب اسامي ايه في الولاد
رد عليها بمرح :
بحب البنات اكتر
– اشمعنا !!
رد عليها بتذكر لشقيقته الراحلة :
عشان حنينين و الرقة كلها بتكون فيهم
ثم تابع بحماس :
انا عايز بنوتة مش واحدة لا كتير و اسميها اوركيد على اسم اختى الله يرحمها
رددت بنفس الحماس و حنين :
جميل اوي الاسم انا كمان عايزة اسمي مروان ، مروان اللي يرحمه كان بيحب اسمه اوي ، كان يفضل يرسم اسمه بأشكال مختلفة ، عمري ما شوفت حد بيحب اسمه زيه ، الله يرحمه
تنهد بعمق يسألها بهدوء :
ميان ، تفتكري هنوصل للمرحلة دي
سألته بعدم فهم :
مرحلة ايه !!
رد عليها بنفس الهدوء :
انا يكون عندنا اولاد و تكون لينا عيلة و نقعد نختار اساميهم سوا و نستنى تشريفهم على الدنيا بفارغ الصبر ، تفتكري هنوصل للمرحلة دي
اومأت له بخجل قائلة و هي تتحاشى النظر له :
ااا…الموضوع محتاج وقت ، بس مش مستحيل هو اقرب بكتير من التأكيد ، فاهمني
ابتسم قائلاً بحب و هو يحرك رأسه بنعم :
فاهمك
ابتسمت بتوتر قائلة :
يلا ننام الوقت اتأخر
قالت الأخيرة و هي توليه ظهرها و تنزل اسفل الغطاء اغلق الأضواء ثم فعل المثل يجذبها إليها بصمت لتنام داخل احضانه تضع رأسها على صدره
رفعت رأسها تضع قبلة صغيرة على وجنته قائلة بخجل و حرج :
تصبح على خير يا فارس
ابتسم مشدداً من عناقها قائلاً بغزل و صوت خفيض :
تصبحي على خير يا قلب فارس
…….
باليوم التالي بفيلا كارم
– شوفي اللي عايزة تغيريه ايه و كلنا هنا تحت امرك
قالتها والدة كارم لهمس حيث جاءت اليوم لترى الفيلا فقد اتفقت هي و كارم على المكوث برفقة والدته بالفيلا
ردت عليها همس بابتسامة واسعة وهي تعناقها بعد ان طبعت قبلة قوية على وجنتها :
الفيلا قمر و فرشها قمر و اللي فرشتها قمرين
ضحكت والدة كارم بقوة و هي تعانقها هي الآخرى بسعادة قائلة :
ماشي يا بكاشة اطلعي اوضة كارم شوفيها الاوضة التانية يمين في الدور اللي فوق
سألتها هبة أولاً بجدية :
هو كارم هنا !!
نفت والدته قائلة بابتسامة و قد فهمت عليها :
لأ في شغله من الصبح ، خلي همس تطلع تشوفها و تعالي نعمل انا و انتي قهوة نشربها لحد ما تنزل ، بس انتي اللي تعملي القهوة طول عمري احب اشربها نن ايدك و طالما انتي هنا اشتغلك بقى يا هبة
ضحكت الأخرى بخفوت و هي تذهب معها للمطبخ بينما همس صعدت لأعلى فتحت باب الغرفة لتتفاجأ بألوانها المريحة للأعين خليط من الأبيض و الأزرق
الأساس جميل يوجد غرفة ملابس و أيضًا بأحد زوايا الغرفة يوجد مقعدين و اريكة و شاشة كبيرة
فتحت احد الادراج التي اسفلها بفضول لتجد البوم صور مكتوب عليه باللغة الإنجليزية ” My soul ”
فتحت اول صفحاته لتتفاجأ بصورة كبيرة لها تبتسم فيها بتوسع ابتسمت مثلها الآن بقت تقلب صفحاته مع كل صفحة منه كانت تبتسم اكثر و هي تقرأ العبارات التي دونت اسفلها لكن تتساءل من اين حصل كارم على تلك الصور
كانت منشغلة به و لم تنتبه لمن دخل الغرفة منذ قليل و وقف مكانه يراقبها بابتسامة عاشقة اغلق الباب بهدوء و اقترب يحتضنها من الخلف فانتفضت مكانها مبتعدة عنه قائلة بفزع :
هو انت ، حرام عليك خضتني يا كارم
اقترب منها خطوة مردداً بمشاكسة و حب :
سلامتك من الخضة يا قلب كارم
سألته بتوتر :
انت هنا من امتى !!
رد عليها بابتسامة و هو يقترب منها بضع خطوات :
من لما فتحت اول صفحة
سألته بتوتر و هي تتراجع للخلف :
شوفت ماما تحت كانت بتسأل عليك !!
ابتسم بزاوية شفتيه قائلاً :
مشوفتش حد انا جيت اخد ملف نسيته و كنت راجع شغلي محدش تحت !!
رفعت اصبعها تحك به جبينها بتوتر قائلة :
انا هنزل اشوفهم طيب
ما ان مرت من جانبه و ذهبت باتجاه الباب قبض على يدها برفق يعيدها مكانها قائلاً :
عايزة تمشي كده ، انتي عارفة انا بقالي قد ايه مستني اللحظة دي ، اني لما ارجع القاكي هنا في بيتي و في اوضتي ، سنين يا همس
ردت عليه بخجل و توتر :
مينفعش أفضل هنا لازم انزل
اقترب منها فتراجعت للخلف حتى اصطدمت بالجدار خلفها حاوطها بذراعيه حتى لا تهرب قائلاً بهيام :
حلمت كتير باللحظة دي و باللي بعيشه ده لدرجة اني لسه حاسس انه حلم و هفوق منه و انتي مش معايا يا همس
ردت عليه بخجل و صدق :
بس ده مش حلم انا معاك و ليك و بحبك يا كارم
ابتسم بسعادة و هو ينحني يقبل جبينها بحب ابتعد ثم طبع مثلها على وجنتيها ثم تركزت نظراته على شفتيها و ما ان هم بتقبيلها دفعته بعيداً و ركضت لخارج الغرفة لكنه لحق بها يغلق الباب لتصبح محتجزة بيه و بين ذراعيه شددت بيدها على مقبض الباب قائلة بصوت مهزوز و توتر :
ابعد ايدك يا كارم خليني اطلع
لم يرد عليها بل وضع يده على خصرها يجذبها للخلف حتى اصطدم ظهرها بصدره يبعد خصلات شعرها جانباً طابعاً قبلة صغيرة على عنقها و ما ان همت لتأخذ رد فعل انتفضت بفزع عندما استمعت لصوت والدتها و والدته يأتي من الخارج :
تعالي اما نشوف اخرة صبري دي بقالها ساعه في الاوضة بتعمل ايه !!
التفتت همس لكارم تدفعه بقوة ناحية غرفة الملابس تحت صدمة و زهول الآخر و هي تردد بخوف :
هتفضح ، ادخل بسرعة و انا هطلعهم
جذبها قبل ان تخرج طابعاً قبلة قوية على وجنتها فصرخت عليه بصوت خفيض قبل ان تجذب الباب تغلقه خلفها :
سافل و قليل الأدب !!
سألتها والدتها ما ان دخلت للغرفة :
طولتي كده ليه بقالك ساعة بتتفرجي عليها
رددت همس بتوتر :
اه شوفتها خلاص وكنت نازله ليكي
رددت والدة كارم بحماس :
ليا صحبتي عايشه بره و نازلة مصر قريب اوي خليتها تجيب لهمس تشكيلة حلوة من بره لزوم جهاز العروسة شوفت صورهم يجننوا
رددت همس بحرج :
مكنش فيه داعي تتعبي نفسك
ضحكت والدة كارم قائلة بمكر و مشاكسة :
هو انا هتعب لأغلى منك ، و بعدين ما هو ابني اللي هيستفيد و هيتدلع
ضحكت هبة بقوة و هي ترى تورد وجه ابنتها التي اسرعت تخرج من الغرفة من حديثهما المخجل و الذي كان تحت سمع كارم الذي بالطبع سيكون الآن يبتسم بمكر خلف الباب !!!
خرج الاثنان خلفها و من بعدهما كارم الذي غادر من الباب الخلفي يبتسم قائلاً بمرح :
حبيبتي يا ست الكل
………
– عايز ايه !!!
قالتها عليا بحدة ما ان نزلت للأسفل عندما اخبرتها الخادمة ان سفيان جاء يريد الحديث معها
ردد بصوت حزين مرهق :
عايز اتكلم مع خالتي ينفع
ردت عليه بحدة :
انا مش خالة حد ، انا خالة عمار بس انا معرفكش من الاساس !!
ردد بقهر و حزن من نفسه :
متعرفنيش
نزلت حتى أصبحت تقف امامه قائلة بغضب :
ايوه معرفكش ، انت واحد غريب عني ، واحد غير اللي انا ربيته ، كنت بتقعد معايا اكتر ما بتقعد ما امك ربيتك انت و اخوك وسط ولادي و عمري ما فرقت و اخوك اللي معاشش معايا قدك طمر فيه التربية و العشرة و القرابة
ثم اشارت إليه متابعة بخيبة امل :
مش زيك روحت و بعت و مسبتش حتى إلا لما جبت سيرتنا بالباطل و خصوصاً بنتي ، يوم موت ابني مروان استنيتك تيجي بس مجتش ، كان بيحبك اوي كان نفسه يشوفك ، جالك كتير بس انت صديته حتى الوداع استكترته عليه
ثم ضربته بقبضة يدها بصدره مرددة بحزن :
بنتي حبيتك و مع ذلك مفرقش معاك دوست عليها و كسرت قلبها و كسرت قلبي و قلب ابوها عليها
نزلت دموعها رغماً عنها قائلة بقهر :
ده انتي من و انت عمرك يوم مكنتش بتفارق حضني ابداً إلا قليل كبرت على ايدي ، امك مكنتش بتحبك ربع الحب اللي حبيته ليك انت و اخوك ، كنت دايماً بقول انتوا و ولادي اخوات ، انتوا سند ليا انا و رأفت مع ميان و مروان بس خذلتني
أخفض وجهه ودموعه تنساب بصمت فصرخت عليه بحدة و عتاب :
مش بترد ليه !!
مسح دموعه مردداً بخزى من نفسه :
عشان مفيش رد ، مش لاقي اللي اقوله ، غلطان و استاهل اكتر من كده و لو مكانك مكنتش سمحت أصلاً اني ادخل واحد زيي من باب البيت
ثم تابع بقلة حيلة و حزن ارهقه :
بس كل الابواب مقفولة في وشي ، خسرت كتير ، قلبي لو بيعرف ينطق كان صرخ بعلو صوته من الوجع
نزلت دموعه من جديد مردداً بقهر :
في حالة زي كده الواحد بيجري علطول يترمي في حضن امه يستخبه فيه بس هي مش موجوده و لو كانت موجوده مكنش وجودها هيفرق ، فريدة مش هتهديني بالعكس كرهها لميان هيزيد
ثم نظر إليها قائلاً برجاء ان لا تخذله :
بس انتي غير ، انتي امي بجد ، امي اللي في يوم من الأيام بسبب غباء مني خسرتها زي ما خسرت كل حاجة حلوة في حياتي ، انا محتاج لحضن امي دلوقتي ، هلقيه مفتوح !!
لامس كلامه الصادق قلبها لكنها ابت ان تسامحه قائلة بقسوة جديدة عليها :
حضني لا يمكن يضم حد اذى بنتي بالشكل ده ، قلبي لا مسامحك و لا هيقدر يسامحك
اومأ لها و التفت ليغادر و هو يشعر بالخذلان و الألم لكنه لا يلومها بل يعطيها كل الحق ما فعله ليس بهين ابداً كاد ان يغادر لكنه توقف على صوتها قائلة بصوت مختنق و لم يطاوعها قلبها رغم كل شيء :
استنى !!!
التفت ليجدها تفتح ذراعيها له فهرول الآخر يعانقها بقوة و دموعه تنساب دون توقف كان يتمسك بها كالطفل الخائف من فقدان والدته يشكو لها مردداً بصوت مليء بالقهر و الندم :
سامحيني و خليها تسامحني ، قلبي واجعني اوي من بعدها ، خسرتها و خسرت الكل ، انا بحبها اوي
شددت من عناقه تبكي منه و عليه و ردت عليه بالأخير بحزن :
راحت للي يستاهلها و انت ربنا يبعتلك اللي تستاهلك يا سفيان
رد عليها بحزن و صوت باكي :
بس انا عايزها هي ، خليها تسامحني و انا عمري ما هزعلها تاني ، قلبي مش راضي عن بُعدها و نار قايدة فيا لأنها مع غيري
ثم تابع بوجع :
قالتلي مش عايزاك و عايزاه ، قولتلها هبعد بس مش قادر ، مش قادر اعيش من غيرها ، مش قادر اعيش بالوجع اللي جوايا ده ، الموت مش بيجي ليه ، ع الأقل هو رحمه لواحد زيي
صممت و لم تعرف بما تجيب عليه و اكتفت بالصمت بينما تمرر يدها على كتفه بحنان
……..
– ليه يا يزن !!
قالتها ياسمين بحزن ليزن
سألها ببرود :
هو ايه اللي ليه
ردت عليه بحدة :
ليه بسمة بعد كل اللي عملته !!
تنهد بعمق قائلاً بحزن :
انا و هي نستاهل بعض يا ياسمين
صمت لتكمل هي باعتراف :
نادر فعلاً كان بيهددها و انا بقلب في حاجته بعده ما مات لقيت صور ليها فعلاً واضح اوي فيها انها كانت مغصوبة !!
التفت إليها يسألها بسخرية :
لو مكنتش شوفتها صدفة يوم الفرح كانت هتفضل طول عمرها تمثل و تكون في نظري ميته
تنهدت قائلة بحزن :
سيبها في حالها يا يزن ، كفاية اذى بقى
ردد ببرود :
مش هعمل ليها حاجة ، بس كفاية عليها انها تعيش طول العمر معايا و هي عارفه ان قلبي و عقلي مع غيرها مش معاها !!
سألته بحدة :
طب ليه تعيش مع واحدة مش بتحبها !!
ردد بسخرية مريرة :
عشان نهايتي معروفة ، ربنا عطاني فرصة و حب بجد بس انا اللي ضيعته من ايدي ، قلبي معرفش يحب بعد بسمة غير بسنين طب تفتكري همس بقى اللي حبيتها من قلبي هقدر انساه بسهولة كده ، الحب الحقيقي بيجي مرة واحدة بس في العمر يا ياسمين !!
ثم نظر للسماء متابعاً :
لو كنت حبيت بسمة بجد مكنتش حبيت همس بعدها او حتى اعجبت بيها
سألته بحيرة :
انت عايز ايه يا يزن !!
رد عليها بحيرة هو الآخر و تشتت :
مش عارف بس اللي اعرفه ان انا و بسمة نستاهل بعض !!!
ثم ردد بسخرية مريرة :
امبارح كنت بتمنى بسمة تكون مكان همس و دلوقتي بتمنى العكس !!!
…….
بينما في المساء اغلق عمار باب المنزل و باب الغرفة عليه هو و لينا من الداخل مردداً باصرار و هو يقترب منها يتمسك بيدها حتى لا تهرب منه قائلاً بمكر :
شوفي مش هقولك لو ابويا قام من تربته لأ لو الاموات كلهم قاموا و العمارة اتهدت كده و القيامة قامت مش هتهربي مني انهارده يا لينا و هدخل دنيا يعني هدخل دنيا !!!!
………
الأيام تمر حتى أصبحت شهور لقد مضى فصل الشتاء و حل فصل الربيع لقد أصبحت متزوجة منه اكثر من عام
تحملها أكثر من عام يعاملها بصبر و لازالت تتابع مع الطبيبة
هل تبالغ ميان ان قالت ان اليوم أصبح لا يمر بدونه و انها أصبحت تمقت ابتعاده عنها و لو للحظات !!
بينما كارم و همس قاموا بتأجيل الزفاف ليكون بالصيف رفض كارم بالبداية بشدة لكنه اقتنع في النهاية بعد الحاح شديد منها
بينما تمر الحياة بين عمار و لينا و كذلك سيلين و قصي بين هدوء و جنون لكن يسودها الود و المحبة
…………
دخلت لغرفته فوجدته يضب ملابسه بداخل حقيبة سفر فسألته بتعجب :
هتروح فين يا فارس ، انت مسافر !!!
رد عليها بابتسامة :
كويس انك صحيتي ، عيد ميلاد فراس الأسبوع ده هنروح نقضي كام يوم لحد العيد ميلاد ونرجع ، ماما اتصلت عزمت الكل و لينا و عمار رايحين و كمان همس و كارم و مراة عمي و والدك و والدتك جاين حفلة كبيرة و كام يوم حلوين اجازة للكل نغير جو ، ده حتى سيادة اللوا عاصم و مراته جاين
صفقت بيدها بحماس ثم ذهبت لتضب اغراضها هي الأخرى و ما ان انتهت دخل عليها قائلاً :
تعالي نسهر شوية لو مش جايلك نوم
اقتربت منه قائلة بدلال :
ماشي بس بشرط
جذبها إليه مردداً بمشاكسة :
اشرط يا سكر انا كلي ملكك أصلاً !!
رددت بحماس و شهية :
نفسي دلوقتي اكل مكرونة بالصلصة تكون حراقه و معاها بانيه و ياه بقى لو بطاطس محمرة و ياه بقى لو المكرونة اسباجتي
سألها بابتسامة :
والملطوب !!
رددت بدلال و هي تداعب زر قميصه ببعض الخجل :
تطبخ انت عشان مش بعرف اعمل
ضحك بخفوت قائلاً بمكر :
بس انا مش بتثبت بالكلام لازم مقابل كبير
سألته بغيظ :
هتسيبني نفسي فيها يعني !!
ردد بمكر :
يرضيكي انا كمان أفضل نفسي في حاجة
سألته بتعجب :
نفسك في ايه !!!
ركز بصره على شفتيها و اخذ يحركها للأمام ويعيدها بخفة كمعنى انه يريد قبلة فرددت هي بخجل و غيظ بعد ان دفعته بعيداً عنها :
مش عايزة و مش هسهر مع قليل الأدب زيك
جذبها مرة أخرى إليه قائلاً بضحك :
خلاص يا ست قمصة هعملك متزعليش مني علطول كده ، بهزر
جزت على اسنانها قائلة بغيظ :
فاارس !!
ردد بهيام :
جننتي فارس و اهل فارس
ردت عليه بخجل شديد و هي تخفض وجهها ارضاً و بصوت خفيض جداً حتى لا يسمع :
تتجنن بيا أحسن ما تتجنن بغيري
سألها بمكر و قد سمعها :
قولتي ايه !!
ردت عليه على الفور :
مقولتش
ضحك قائلاً بمشاكسة :
سمعتك على فكرة
لكزته بذراعه قائلة بخجل :
انت رخم
دخل الاثنان للمطبخ فسألته :
ايه الحاجات اللي هتستخدمها عشان احضرها ليك
حملها من خصرها يجعلها تجلس على الطاولة الرخامية قائلاً بحب :
انتي تقعدي هنا زي الملكة و انا هجهز كل حاجة
جلست تأرجح قدمها في الهواء و هي تنظر إليها كيف ينتقل من هنا إلى هنا يعد إليها ما تحب ، كيف ينظر إليها و يعاملها كالملكة كل ما تطلب مُجاب
تذكرت بتلك اللحظة كلمات الطبيبة معها بالأمس :
سيبي نفسك يا ميان ، فارس جوزك كل اللي تحسي بيه ناحيته اعمليه من غير تفكير ، فارس جوزك مش خطيبك ، و مشاعرك ناحيته اللي ابتديتي تحسي بيها قوليله و اعترفي ، ريحي قلبك و طلعي الكلمات اللي جواكي و فرحيه معاكي !!
تشجعت و نزلت من على الطاولة تقترت منه و هو يخرج البهارات انحنت للأسفل ثم استقامت لتصبح بينه و بين خزانة اغراض المطبخ الطويلة
قبل ان يتحدث كانت تعانقه بقوة بادلها العناق بصمت و هو يقربها منه اكثر مرت دقائق فسألها بصوت خفيض :
مش قصدي حاجة حضني ملكك لوحدك طول العمر ، بس فيه سبب للحضن ده
ردت عليه بنفس النبرة وبصدق وهي تغمض عيناها :
حسيت اني عايزة احضنك ، بلاش يعني
لم يرد فابتعدت قائلة بمرح و خجل :
شكله بلاش
جذبها إليه مرة أخرى مردداً بلهفة :
انتي مصدقتي ، ده الكلام اخد و عطا !!
ردت عليه بمرح :
عطا مات خلاص
ضحك قائلاً بمرح مماثل :
عندك حق و عشان مات مش باقي غير الاخد يبقى اخد بقى
– تاخد ايه !!!
لم يرد بلسانه بل رد شفتيه التي التهمت خاصتها بقبلة شغوفة تحمل العشق الكبير لمن بين ذراعيه الآن جن جنونه و هو يراها تبادله بنفس الشغف و قد تركت العنان لمشاعرها كما اخبرتها الاخرى
انحنى يحملها بين ذراعيه و لم يصبر حتى يدخل للغرفة بل مددها على الاريكة و اكمل ما بدأه منذ قليل مر وقت قصير و انتفض الاثنان عندما سمعوا صوت شيء ما يأتي من المطبخ مع رائحة حريق….لقد احترق الطعام !!!
التقطت ميان كنزتها بسرعة ترتديها بخجل وهي لا تصدق ما حدث !!
كيف لم تنتبه او تشعر بما كان يحدث !!
كيف تغيب عقلها لولا ذلك الصوت و تلك الرائحة كانت حقاً ستصبح زوجة لفارس دون اي اعتراض !!
اين تبخر خوفها بل و الادهى انها حقاً كانت راغبة ليست نافرة او كارهه !!
نظر إليها فارس و هو الآخر غير مصدق ليس بأحمق كانت تريده مثلما يريدها لكن هل يقترب مرة أخرى ام يظل بعيداً !!
جاءه الرد منها قائلة بخجل شديد و هي تتحاشى النظر إليه فمنذ زواجهما لم يصل القرب بينهما لتلك النقطة :
تصبح على خير
قالتها و ركضت لغرفتها دون ان تنظر خلفها و الآخر بقى مكانه يلتقط انفاسه لا يصدق للآن ما كان سيحدث !!
جلست ميان فوق الفراش تضع يدها على قلبها ما حدث منذ قليل اكد لها انها حقاً أصبحت عاشقة لفارس !!!!!!!
……….
في اليوم التالي كان الجميع مجتمعون حول طاولة مستديرة يتناولون طعام العشاء في اجواء جميلة على البحر و ضحكاتهم ترن بالمكان
اشتغلت الموسيقى بالمكان لكن فارس بقى مكانه يجلس على الرمال يردد كلمات الأغنية و هو يحتضن زوجته و تاره يمرر يده بخصلات شعرها و يداعبها بأنفه و الأخرى بالرغم من خجلها الشديد إلا انها كانت سعيدة و بشدة
ايوه مافيش منك تخيل 🎶
مهما هقول عنك قليل
كل نهار في نهايته ليل الا ليلي نهار 🎵
ايوا مافيش قلب الا قلبك
ايوا مافيش حب الا عندك 🎶
يالي حبك خلي قلبي بين ايديك يحتار
عيني عليك قلبك حنين 🎵
اجي عليك علي طول تبين
دا انت عليك احساس يجنن هو دا الاحساس 🎶
لسا بتسال ليه بحبك مع انك عارف هقولك
هما حاجه وانت حاجه انت غير الناس 🎶
انتهت كلمات الأغنية و معها ردد فارس بحب لميان :
بـحـبـك
كان كارم ينظر لهمس من بعيد بتحسر و غيظ لعاصم الذي رفض قيام ابنته من جانبه ضحكت همس بخفوت على هيئة كارم ، بينما عمار اخذ يراقص لينا بحب و الأخرى تحاوط عنقه بسعادة
……..
باليوم التالي بمنتصف اليوم كانت تجلس على الاريكه بجانبه يشاهدون احد الأفلام بجناحهم كان يتابع هو بتركيز بينما هي كانت تتملل بجلستها منذ الأمس و هي تحاول قول ثلاث كلمات لا تقدر
استجمعت نفسها ثم رددت سريعاً :
فارس اا….انا…..
نظر لها باهتمام لتكمل لكنها صمتت مرة أخرى
فسألها بقلق :
انتي ايه يا ميان ، من امبارح و انتي كل شوية تقولي فارس وتسكتي ومتكمليش !!!!
ربت على خصلات شعرها مردداً بحنان و قلق :
حصل حاجة ، قوليلي متخافيش
نفت برأسها قائلة بتوتر و خجل شديد :
محصلش ، انا هروح اعمل شاي !!
قالت الأخيرة و هي تركض لداخل المطبخ الصغير الملحق بالجناح هاربه منه تفكر كيف تخبره انها مستعدة لاتمام زواجهما ، من اين ستحصل على كل تلك الجراءة
دخل خلفها مردداً بقلق و هو يجعلها تستدير لتنظر إليه :
لأ بجد فيكي ايه فهميني ، مش على بعضك ليه
نفت برأسها قائلة و هي تتحاشى النظر إليه :
انا كويسه مفيش حاجة
ردد بتهكم :
بجد كويسه ، عشان كده بتعملي شاي تشربيه و انتي اصلا ًمش بتحبيه !!!!
نظرت إلى داخل عيناه بصمت للحظات قبل ان تردد بخجل :
ما خلاص حبيته !!!!!
كلماتها زلزلته من الداخل و للحظة شعر بالتوتر و ان تلك الكلمات لها مغزى آخر فسألها بنبرة متوترة :
هو مين !!
ردت عليه بخجل شديد :
الشاي يا فارس !!
تعالى رنين هاتفه فابتعد ينظر لشاشته ثم إليها بعدها خرج من المطبخ و مرت دقائق و خرج من الجناح بأكمله فغادرت خلفه حيث يجلس الفتيات برفقة نادين على الشاطيء تقص عليهم مواقف تجعلهم يضحكون بقوة قبل ان تتوجه إليهم ظهر والدها امامها قائلاً :
تعالي يا ميان عايز اتكلم معاكي !!
اومأت له بتهذيب و بعد دقائق كانت تجلس معه بمكان هاديء على الشاطيء مردداً هو بهدوء :
جوزك اثبت فعلاً انه راجل و يستاهلك ، من غير ما اسألك عايزاه و لا لأ ، عيونك و نظرتك ليه ابتسامتك ضحكتك الصافية اللي بتطلع كفيلة انها تعرفني انك مرتاحة و مبسوطة
تنهد قائلاً بفخر :
نظرتي ليه عمرها ما خابت
منحته ابتسامة صغيرة ليتابع هو :
عارفة وافقت عليه اول ما اتقدملك ليه !!
نظرت له بتساؤل ليكمل رأفت حديثه :
عشان جاي و شاري مش بايع ، قالي كل اللي حاسس بيه مخباش عني حاجة
تنهدت بعمق و اكتفت بالصمت فردد هو بعتاب لم يقدر على كتمانه :
طول عمري انا و عليا نقولك اوعي تشتري اللي بايعك ، بس كان حب سفيان لعنه عميتك عن كل ده
اخفضت وجهها بحرج و خجل من ما عرضت والديها إليه في السابق فربت هو على كتفها مردداً :
هقولها ليكي من تاني يا بنتي ، لو في يوم و حصل مع اني شبه متأكد انه مش هيحصل ، لو حسيتي في يوم انه بايعك و مش عايزك بيت ابوكي مفتوح ، اوعي تيجي على نفسك تاني لمجرد انك بتحبي ، اوعي تقدمي تضحيات عشان حد مقدرش
رددت بخجل شديد بعد صمت دام للحظات :
انا بحب فارس يا بابا !!!!!!!!
ضحك بخفوت مردداً بسعادة و مرح :
عيونك فضحاكي يا قلب بابا
ركضت من امامه بخجل تتوجه للفتيات حيث مازالوا جالسين برفقة والدة فارس و بدون اي مقدمات رددت و هي تجلس معهم :
انا بحب فارس !!!
تهللت اساريرهم جميعاً و اكثرهم والدة فارس عانقتها بقوة و هي تتخيل سعادة ابنها عندما يستمع لتلك الجملة ضحكت همس و هي تضرب كفها بكف لينا قائلة بمرح :
سبيها يا طنط ام فارس البت هتموت مخنوقة قبل ما تقول لابنك بحبك
ابتعدت نادين قائلة بلهفة :
بعيد الشر عنها حبيبة قلبي دي
قصت عليهم بحيرة و خجل و اختصار مشكلتها فقد ارادت التحدث مع اي حد و إلا سيحدث لها شيء :
يعني ازاي هروح اقوله انا موافقة و جاهزة و اني بحبه !!!
رددت والدة فارس بمرح :
ده جوزك يا بنتي ، مفيش حاجة تخليكي تتكسفي ، قوليله انك جاهزة و بس
نفت ميان قائلة بصوت خفيض و وجه أحمر قاني من شدة الخجل :
مقدرش اقول كده يا طنط
تدخلت لينا قائلة بمرح و غمزة من عيناها :
طب مش شرط تقولي اعملي
نهرتها ميان قائلة بخجل و حدة :
لينا انتي بتقولي ايه ، بس عيب !!!
ثم تابعت بحرج و خجل شديد و هي تضع يدها على وجهها :
انا أصلاً مش عارفة ازاي بتكلم معاكم كده ، انا مش هعمل حاجة و لا هقول حاجة انا كده كويسة خلاص
ردت عليها والدة فارس بغيظ بعدما لكزاها بذراعها بخفة :
لأ بقولك ايه انا عايزة اشوف احفادي على كلامك ده مش هشوفهم غير في الحلم بس !!!
انهت حديثها ثم توقفت قائلة بصرامة :
خلص الكلام انتي هتقومي معايا دلوقتي و انتي كمان يا بت يا همس انا مش عارفة هما عاجبهم فيكم ايه العيال دي
اشارت لميان متابعة حديثها بسخرية :
واحدة ولا كأنها في ميتم علطول بالأسود و مبهدلة في نفسها
ثم اشارت لهمس متابعة بتهكم :
والتانية بايظة من كله مفيش انوثة كده و رقة
رددت همس بصدمة و سخرية :
جبر الخواطر اخترعوه من سنين يا طنط ام فارس ، سمعتي عنه و لا ايه !!
لكزتها بذراعها قائلة بضيق :
بلا جبر خواطر بلا نيلة انتي و هي قوموا معايا ، ده انتوا حكايتكم حكاية خلونا نلحق اليوم من اوله !!
سألتها ميان و همس معاً بينما لينا تضحك عليهما :
على فين !!!
غمزتهما قائلة بمكر لميان :
هنروح سوا نعمل اللي يدلع ابني يا مراة ابني !!!!!!!!
…….
بعد يوم طويل كانت كل فتاة تدخل لغرفتها تشعر بالسعادة من التغير الذي طرأ عليها لقد ابتاعت ملاً منهم ثياب جديدة و غيروا من ملابسهم المعتادة
قاموا ايضاً بتغير قصات شعرهم و قامت نادين بشراء ثياب نوم قصراً للينا و ميان اقل ما يقال عنها انه مجرد قماشة لا تستر ابداً
رغم اعتراض الاثنتان لم تستمع لهما و قامت بشرائهم قائلة لهمس بتوعد :
متفرحيش فيهم اوي كده ، هجيبلك زيهم بس لما تتجوزي الغلبان التالت !!
دخلت ميان لغرفتها تخبيء الثياب سريعاً و بتردد شديد كان تمسك بيده تلك الغلة البيضاء التي اشترتها والدته في حيرة من امرها !!! ترتديها اليوم ام لا !!!
……
……..
– ميان !!!!
قالتها والدة فارس بصدمة و هي تقترب من ميان التي جلست على أحد المقاعد عل الشاطيء تقضم اظافر يدها بتوتر شديد
التفتت ميان تنظر إليها بتوتر فرددت والدة فارس ” نادين ” متابعة بقلق :
انتي بتعملي ايه هنا مش المفروض تكوني مستنية فارس و تظبطي الدنيا
ردت ميان عليها بتوتر شديد و خوف :
مقدرتش انا خايفة يا طنط !!
ثم تابعت تشرح لها الوضع :
منه خايفة و منه مكسوفة ، خايفة من اللي داخله عليه ، يعني يحصل مني موقف غبي و انيل الدنيا كالعادة و مقدرش اكمل
ثم تابعت و هي تحك جبينها باصبعها بتوتر :
مكسوفة و مش عارفة هعمل كده ازاي اصلاً ، انتي فهماني !!!
اومأت لها الأخرى بنعم قائلة بتفهم :
فهماكي يا ميان ، اللي انتي فيه ده طبيعي ، خوف اي بنت بتحس بيه ، مريتي بتجربتين قبل كده غصب ، لكن دلوقتي برضاكي تعتبر دي الأولى ليكي طبعاً كأي بنت هتحسي بخوف و توتر
ثم تابعت بحنان و هي تربت على كتفها برفق :
بس انا مش هقولك عن فارس ، بيتهيألي اللي شوفتيه منه طول فترة جوازكم دي دليل لوحده انه لا يمكن يعمل حاجة غصب عنك
التمعت اعين ميان بالدموع قائلة :
بس هجرحه لو حصلت مني حاجة غلط ، انا زعلته كتير اوي قبل كده ، خايفة اروح اقوله انا جاهزة و اطلعه لسابع سما بعدين مقدرش اكمل و ساعاتها انزله لسابع ارض
مسحت دمعه انسابت من عيناها مرددة :
مش عايزة اول ذكرى لينا و انا بقوله اني بحبه تشوهها ذكرى تانية
شجعتها والدته قائلة برفق :
اتكلمي معاه و قوليله ، فهميه و عرفيه اللي جواكي ، خليه يشوف انك عايزة تقربي خطوة و هو هيقرب منك عشرة ، اتكلمي معاه يا ميان في كل اللي خايفة منه و حاسة بيه
ابتسمت و هي تتخيل رد فعل فلذة كبدها عندما يستمع لتلك الكلمة التي حلم بها :
كلمة بحبك اللي هتقوليها ليه كأنك جبتيله السما بحالها ، بعدها قوليله هنجرب قدرت أكمل يبقى الحمد لله و كويس اوي ، مقدرتش نحاول مرة و اتنين لحد ما اتجاوز الصدمة دي
ثم تابعت بحنان :
هعيدها ليكي تاني يا ميان فارس جوزك ، يعني مهما اتكلمتي مع حد ملوش اي لازمة ، كلامك معاه هو المفيد
اومأت لها ميان بصمت ثم قالت بامتنان :
شكراً اوي يا طنط !!
ربتت الأخرى على وجنتها بحنان قائلة :
مفيش بنت بتشكر امها ، ده انتي حبيبة الغالي و اللي ربنا عوضني بيها عن فراق بنتي ، ربنا يسعدكم مع بعض و اشيل اولادكم قريب بأذن الله !!
ابتسمت لها ميان بخجل ثم غادرت و تركتها عازمة على فعل شيء ما !!!
……..
كان فارس يبحث عن ميان في الارجاء فلم يجدها بالغرفة و لا مع اي احد من العائلة و هاتفها مغلق تقابل بالأخير مع والدته التي سرعان ما قبضت على يده تجذبها لداخل جناحها
ردد باستنكار :
في ايه يا امي قافشة فيا زي ما تكوني قافشة في حرامي كدا ليه !!!
ردت عليه والدته بغيظ :
اتلم يا واد واقعد عايزة اتكلم معاك !!
اعتذر منها قائلاً بقلق :
طب هشوف ميان فين بس و هرجعلك علطول ، كنت بدور عليها و مش لقيها !!
طمئنته قائلة :
ميان لسه ماشية قبل ما انت تيجي علطول بخمس دقايق و راجعة الاوضة
اومأ لها ثم جلس تنهدت قائلة بحيرة :
بص مش عارفة أقول و لا مقولش بس انا عارفة انها مش هتنيل حاجة و لسانها هيفضل مربوط ، بس في نفس الوقت مش عايزة اقولك عشان لما تطلع منها هي الأول هتبقى المفاجأة أحسن !!
سألها بعدم فهم و حيرة :
مفاجأة ايه ، انا مش فاهم حاجة !!
صمتت للحظات ثم تحدثت قائلة بابتسامة :
اللي فضلت مستنيه اتحقق ، و اللي كان نفسك تكسبه كسبته خلاص ، كسبته و بقى ليك لوحدك
ثم ربتت على كتفه قائلة بحنان :
ربنا عوضك و جبر قلبك و حقق اللي فضلت تتمناه ، انت وقفت جنبها و صبرك و كسبت يا فارس
ردد بصعوبة و هو يتمنى حقاً ان يكون ما توصل إليه عقله حقيقة :
قصدك اا…ان….هي ، قصدك ان ميان….
اومأت له قائلة بابتسامة :
بالظبط و حقك اللي ربنا شرعه ليك و انت كنت راجل و صبرت ، هي مكسوفة تقولك ، بقالها كام يوم بتحاول بس مكسوفة…..وخايفة !!
سألها بصدمة :
مني !!
نفت برأسها قائلة بحنان :
خايفة على زعلك يا فارس ، خايفة تقولك جاهزة بس بعدين متقدرش تكمل للنهاية و انت تفكر غلط و تزعل منها
كانت تتحدث و الآخر يستمع لها بصدمة الجمته جعلته غير قادراً على الحديث اذنيه و عقله و قلبه نفسه من الصدمة لا يستوعبوا ما قيل للآن
ابتسمت قائلة بسعادة :
آن الآوان اشيل ولادك بقى قريب ان شاء الله !!!
…….
لم ترتدي ذلك الثوب الأبيض الذي لا يليق به سوى قول قماشة لا تستر بس تكشف الكثير
ارتدت فستان طويل صيفي ذو لون سماوي عاري الكتفين يتصل بحبل رفيع التف حول عنقها و كان ظهره عارياً بعض الشيء قد اخفته بخصلات شعرها المموج الطويل
توقفت أمام المرآه تحدث نفسها بتوتر :
اول ما يدخل هقف قصاده و هقوله علطول ، ايوه هعمل كده ، فارس انا…..انا……
ابصرته خلفها في المرآه فالتفت على الفور حتى دارت خصلات شعرها معها قائلة بتوتر شديد :
انت جيت من بدري !!!
ابتسم قائلاً بهدوء ظاهري :
لسه جاي حالاً
اومأت له بصمت فمد كف يده إليها لتضع خاصتها عليه فادارها حول نفسها مردداً باعجاب شديد و هو يتأمل بحب جمالها الذي لم يرى له مثيل :
ايه الجمال ده كله
سألته بخجل و هو تضع خصلات شعرها خلف اذنها :
شكلي حلو !!
ردد بهيام :
انتي اللي بتحلي اي حاجة عليكي و قولتلك قبل كده
في جمالك مشوفتش
ابتسمت له بخجل فصمت للحظات ينظر داخل عيناها فتوترت الأخرى و تهربت بعيناها بعيداً عنه
فسألها فجأة و هو يبتسم بزاوية شفتيه :
ميان مش عايزة تقولي حاجة !!
سألته على الفور بتوتر :
حاجة ايه !!
نفى برأسه قائلاً بابتسامة صغيرة ماكرة :
مش عارف بس حاسك عايزة تقولي حاجة ، شكلك كده عازوة تقوليلي نطلق بس…..
نفت على الفور قائلة بلهفة :
لأ طبعاً مش كده خالص !!!
سألها بمكر :
يعني فيه اللي عايزة تقوليه !!
رددت بتلعثم و خجل :
اه ، لأ ، مفيش انا هروح اشوف همس فين !!
مرت بجانبه فجذبها إليه مرة اخرى حتى اصطدمت بصدره كانت قريبة من للغاية و هو يردد بنبرة اسرتها :
قولي يا ميان !!
سألتها بتوتر و هي تشعر بانفاسه الساخنة على شفتيها حيث كان قريباً منها جداً :
أقول ايه !!!
ردد بحب و هو يطبع قبلة صغيرة على رقبتها :
قولي اللي شايفه في عيونك دلوقتي
ردد بخفوت شديد بالكاد سمعه هو :
فـارس !!
ردد بحب و هو يطبع قبلات صغيرة على وجهها برومانسية :
روح فارس و قلب فارس
حاولت الحديث لكن لا يخرج من بين شفتيها و الآخر لا يرحمها بقبلاته التي اخذ ينثرها فوق وجهها برقة شديدة فردد بنبرة راجية شعرت بها :
قولي يا ميان !!
ابتعدت خطوة للخلف قائلة بتوتر شديد و خجل :
لازم…..هروح اشوف البنات
ثم بخطوات سريعة اقتربت من الباب تضع يدها على مقبضه لكنها توقفت ما ان شعرت به خلفها مباشرة يضع يده على يدها و الأخرى يحاوط بها خصرها
مردداً بصوت خفيض و غيرة و هو يستنشق رائحة الياسمين التي تفوح من خصلات شعرها :
هتخرجي كده !!
ركضت لغرفة الثياب تغلق الباب خلفها بالمفتاح فضحك بخفوت عليها و هو يضع يده بجيب بنطاله
انحنى يلتقط تلك الغلة البيضاء التي سقطت ارضا بجانب الاريكه يبتسم بمكر !!!
…….
بعد منتصف الليل و قد شارف الفجر على الآذان كانت ميان تجلس على الشاطيء تنظر للبحر امامها بشرود لا تعرف كم مضى من الوقت و هي هنا
شعرت بأحدهم يضع وشاح على كتفها التفتت و هي متيقنه ان الفاعل ليس سوى ” فارس ” الذي كان واقفاً خلفها منذ ان جاءت لكنها اراد ان يتركها بمفردها فيبدو انها تريد ذلك
ردد بعتاب و هو يجلس بجانبها :
انا زعلان منك يا ميان
نظرت له بانتباه قائلة بتعجب :
انا عملت ايه !!!
اومأ لها قائلاً بعتاب و نبرته رغم هدوئها لكن كانت صارمة غير قابلة للنقاش :
تاني مرة متخرجيش في وقت زي ده قوليلي انك عايزة تيجي و هكون معاكي ، صح المكان هنا لينا بس احنا مش لوحدنا معانا ناس تانية غريبة ممكن اي حد كان يتعرض ليكي ، تاني مرة متعمليش كده يا ميان ، اتفقنا
اومأت له قائلة باعتذار :
عندك حق ، انا اسفه يا فارس
اومأ لها بابتسامة صغيرة فرددت هي بشرود بينما استندت برأسها على كتفه فحاوطها الآخر بيديه :
تعرف يا فارس انا اكتر واحدة غبية و مش بتفهم في الدنيا دي !!!
سألها بعدم فهم و ضيق من اهانتها لنفسها :
ليه بتقولي كده !!
تنهدت قائلة بحيرة :
عشان لما كان الشخص الغلط كنت ليل نهار بردد الكلمة دي ، ولما جيه الوقت اللي حسيت بيها بجد و من قلبي و عقلي مقتنعة بيها مع الشخص الصح ، لساني كأنه مربوط مش قادر ينطقها
سألها بهدوء ظاهري :
خوف !!!
تنهدت قائلة بما يدور بداخلها :
مش منه أكيد بس عليه من غبائي و تصرفاتي اللي دايماً بتجرحه ، و مش بس خوف خجل ، حاسة بحاجة عمري ما حسيتها و كأني بحب أول مرة !!
ثم تابعت بتساؤل و خجل :
بس اللي بحبه بقى فاهمني و مش هيزعل مني لو فشلت او حصل مني موقف غبي زي كل مرة
رد عليها بحب و هو يضع يده على وجنتها :
طول عمره حاسس بيكي و فاهمك اكتر من نفسك ، طول عمره شايفك بنته اللي مهما تغلط هيعدي و يفوت ليها و عمر قلبه ما هيقسى عليها ، شايفك اخته اللي محتاجة انه يطمنها ويسمعها ، شايفك حبيبته اللي مهما عملت عمره ما يقدر يشوف غيرها وهيمسك ايديها لحد ما تقوم من تاني و تعرف هي عايزة ايه
ردت عليه بحب و هي تتجرأ و تقترت لتجلس على قدمه لتصبح بين احضانه تضع يدها على وجنته بحب و الآخر لا يصدق ما يحدث :
كأب و كأخ و كحبيب ، بقولك عايزاك يا فارس ، قلبي قبل عقلي عايزك و مش شايف غيرك ، انا ليك
ثم مسكت بيده تقبل باطنها بحب قبل ان تضعها فوق موضع قلبها قائلة بحب و الآخر يقسم انه قلبه سينفجر من شدة ضرباته :
عقلي معاك و قلبي ليك لوحدك ، انا ملكك لوحدك يا فارس ، انا…..انا بـحـبـك
هل قالتها حقاً ام انه يتوهم !!!!
هل ما يعيشه الآن حقيقة من الأساس ام انه من كثرة ما حلم بها اصبح يتوهم !!!
ابتلع ثم سألها بعدم تصديق :
قولتي ايه
ابتسمت بخجل قائلة و هي تدفن وجهها برقبته تتهرب من النظر لداخل عيناه :
بحبك ، بعدد سنين عمري اللي عيشتها من غيرك يا فارس بحبك ، و بعدد كل لحظة حلوة عيشتها معاك بحبك
لم يجد ما يقول و ما يعبر به عما بداخله رفع وجهها لتنظر إليه لتتفاجأ بأعين دامعة من شدة التأثر بما يعيشه الآن
فاجئها بقبلة شغوفة اودع فيها كل ما يشعر به تفاجأ بها تبادله بنفس الشغف رغم خجلها و ما صدمه حقاً انها ابتعدت عنه للحظة تردد بحب و هي تنظر للأسفل بخجل :
بـحبـك
ليعود و يستكمل ما قاطعته هي قبل قليل بحب كبير كان الاثنان في اندماج متناسين كل ما حولهما حتى انتفض كلاهما على صوت أحدهم يحمحم بحرج لم تقوى ميان على رفع عيناها حتى بل دفنت وجهها بأكمله بصدر فارس الذي نظر للخلف ليجد كارم ينظر إليه بمشاكسة فأطلق سباب لاذع من بين شفتيه قبل ان يتوقف و هو يجذب ميان خلفه
جاءت همس من خلفه قائلة بخجل شديد :
كويس ان محدش فيهم حس بيا الموقف محرج اوي
ثم نظرت له متابعة بغيظ و توبيخ :
لكن انت بجح ازاي قدرت تقف كده و تعرفهم انك شوفتهم ، قليل الأدب
ابتسم بمكر و هو يجذبها من خصرها لتلتصق به مردداً بهمس :
بموت فيها !!!
سألتها بتوتر و هو تحاول ابعاده عنها :
هي ايه !!
ابتسم طابعاً قبلة صغيرة على وجنتها مردداً بمكر :
قلة الادب
لكمته بصدره قائلة بغيظ :
تصدق انا استاهل ضرب الجزمة عشان عبرتك و نزلت شوفتك عاوز ايه ، قلقت منامي و نزلتي في الوقت ده و مجاش منك غير قلة الأدب يا قليل الادب انت !!
كادت ان تذهب لكنه جذبها مرة أخرى مردداً بحب :
وحشيني يا همس
اخفضت وجهها مرددة بخجل شديد و هي تتحاشى النظر إليه :
انت كمان
سألها بمكر :
انا ايه
ردت عليه بخجل و غيظ :
مش بقولك الغلط عندي من الأول
ابتسم قائلاً و هو يتأمل خصلات شعرها التي صففتها بطريقة جديدة و غيرت من لونه :
تعرفي ان اي حاجة عليكي بتبقى أجمل ، كفاية بس انها عليكي عشان تحليها
سألته بخجل و هي تضع يدها على خصلات شعرها حيث قامت بتغير هيئته لقصة الغرة :
حلوة عليا
ابتسم و هو يتحسس وجنتها بظهر يده مردداً بحب :
انتي اللي محلياها مش هي اللي حلوة عليكي
ابتسمت بخجل فوضع يده أسفل ذقنها يرفع وجهها لتنظر إليه وببطىء اقترب منها ينوي تقبيلها و ما ان شارف على ذلك دفعته قائلة بخجل و مرح بعد ان ركضت بعيداً عنه :
تصبح على خير يا حضرة الظابط
نظر لها بغيظ مردداً بحنق :
مش كفاية عليا ابوكي اللي طلعلي بدور الحمى فجأة كده و كاتم على نفسي ، هتجوز امتى بقى يارب ، خلاص جبت اخري !!!
……
بينما فارس ما ان توقف هو و ميان امام باب الجناح الخاص بهما انحنى يحملها بين يديه برومانسية فحاوطت بدورها عنقه بتفاجأ بعدما خرجت من بين شفتيها شهقة خافتة
ابتسمت بخجل و هي تدفن وجهها بعنقه فضحك بخفوت و هو يدخل للداخل صافعاً الباب بقدمه
انزلها على الفراش و مدد جسده فوقها بقى صامتاً كذلك هي ينظر لعيناها بعدم تصديق رفع يده يمررها على ملامح وجهها مردداً بعدم تصديق :
هو انتي بجد يا ميان ، يعني انتي فعلاً دلوقتي معايا ، معايا لأول مرة بصفة حبيب و حبيبته مش بس زوج و زوجه ، انتي فعلاً قولتيها و لا انا من كُتر ما حلمت بيها بقى بيتهيألي
رددت بخجل و حب :
بجد ، انا حبيبتك و انتي حبيبي
ردد بخفوت و قلب يقرع كالطبول :
انا ايه !!
ابتسمت قائلة بدلال رقيق و خجل :
انت حبيبي
تنهد قائلاً بابتسامة بعد ان طبع قبلة على جبينها :
وانتي روحي و عمري كله ، خليكي دايماً جنبي ، انا د هموت على قربك بس مش دلوقتي يا ميان ، كله هيمشي صح
سألته بعدم فهم و خجل :
هو ايه اللي هيمشي صح !!
ردد بمرح و يداعب انفها بخاصته :
بكره تعرف يا سكر
ثم تابع بمكر و ضحك :
ده انتي اصلاً تلاقيكي مصدقتي ، وقولتي كويس جت منه ، مش كده !!
غيرت الموضوع قائلة بخجل و هي تدفعه برفق من فوقها متوجهة بخطوات سريعة ناحية غرفة الملابس :
الوقت اتأخر يلا ننام !!!
لكنه كان أسرع منها حيث جذبها قبل ان تخطوا خطوة لداخل الغرفة مردداً بجانب اذنها بصوت خفيض مشاكس :
اهربي براحتك دلوقتي ، بس خدي بالك بعدين مش هتعرفي تهربي كتير
ابتعدت عنه بخجل و توتر كبير زاد اكثر عندما التقط بيده قميصها الذي نست ان تخفيه وقتها من على الاريكة مردداً بمشاكسة :
عشان بس اليوم ده ميروحش ع الفاضي ، البسيه و انا راضي اتفرج بس
اختطفته من يده قائلة بخجل شديد و غضب واهي :
قليل الأدب !!!
اغلقت الباب عليها من الداخل تنظر للقميص الذي بيدها تبتسم بخجل و هي تضع يدها على وجنتها تتحس سخونتها
اطلقت زفيراً قبل ان تحسم امرها و تبدأ بتبديل ثيابها !!!!
مر ما يقارب النصف ساعة كان فارس يجلس على طرف الفراش عاري الصدر ينتظر خروجها لكنها تأخر
كاد ان يتوجه ناحية الغرفة
لكنه توقف ما ان وقعت عيناه على قدمها العارية التي زينتها بخلخال رقيق و هي تخرج من الغرفة ارتفع بعنياه رويداً رويداً يتأمل جمالها بافتتان بذلك القميص الأبيض الذي كشف عن الكثير من جسدها
ابتسم بخفوت و هو يراها تجذب القميص للأسفل بيدها كأنها بذلك سوف تكسبه طولاً
اقترب منها ببطىء حتى اصطدم ظهرها بالحائط مردداً بهيام و عشق بينما عيناه لا تفارق النظر لعيناها :
متميزٌ بين الجَمال جمالها وجمالها فوق الجمال جميلاً
ابتسمت بخجل ليتابع هو بمشاكسة و مكر :
بتلعب بالنار يا سكر ، و اللي قبلنا قالوا السكر لما يلعب بالنار…..
صمت للحظات ثم تابع بمكر تزامناً مع صدور شهقة خجلة منها عندما انحنى و حملها سريعاً بين يديه يلقيها على الفراش و هو فوقها :
تدوبه !!!
كاد ان يقبلها لكنها وضعت يدها على شفتيه تمنعه من التقدم قائلة بابتسامة و دلال :
تصبح على خير
اعطتها ظهرها تضع الغطاء عليها فسألها بجراءة و هو يمرر اصبعه على ذراعها :
نوم ايه بس ، مش عايزه تدوبي !!
ابعدت يده عنها مرددة بمكر مماثل رغم خجلها :
تصبح على خير يا فارس
زفر بضيق مردداً بحنق :
والله انتي الخسرانه !!!
ردت عليه باستفزاز :
بحب اخسر ، تصبح على خير
القى بجسده على الفراش مردداً بهمس وصل إليها :
وانتي اللي تبقي في حياته يعرف نوم ، ده انا و النوم هنطلق بالتلاته انهاردة وانتي نايمه جنبي كده
ضحكت وهي تضع يده على شفتيها حتى لا تصدر منها أصوات لكنه شعر بها فابتسم يجذبها إليها من خصرها لتضع رأسها على صدره مردداً بحب :
اموت انا بس عشان ابتسامة منك مش ضحكة ، تقومي انتي تكتميها
ابتسمت بتوسع و هي تنظر إليه فرفعت رأسها تطبع قبلة صغيرة على وجنته مرددة بحب :
بحبك ، تصبح على خير
سرعان ما عادت تدفن وجهها بصدره فضحك الآخر يضمها إليه اكثر و هو ينام بسعادة لم يسبق ان عاشها
كذلك المثل معها
……..
على الناحية الأخرى بجناح لينا و عمار كانت تقف امامه بذلك القميص الذي لا يقل جراءة عن الخاص بميان لكن اللون يختلف تأملها عمار بأعين نهمة متفحصة لجمابها الذي يزيد يوماً بعد يوم
اقترب منها قائلاً بهيام :
ده ليلتنا فل ان شاء الله
داعبت ياقة قميصه مرددة بدلال لاق بها :
حبيت نحتفل سوا مع بعض
سألها و عيناه لا تتوقف عن التمتمع بالنظر إلى جمالها الفاتن :
نحتفل بأيه !!!
تمسكت بكف يده تضعه على بطنها قائلة بسعادة :
بأن بعد تسع شهور هكون مامي و انت اجمل بابي
تصنم جسد الآخر بعدما استمع لما قالت فسألها بصعوبة و عدم استيعاب :
ااا….انتي….انتي….لينا..انتي….
اومأت له قائلة بسعادة :
حااامل يا عمار !!!!
باللحظة التالية لم تشعر بنفسها و إلا هي تطير بالهواء بين يدي عمار الذي اخذ يدور بها و هو يصرخ بجنون انه سيصبح اباً !!!
……….
سعادة غامرة ملئت قلوب الجميع ما ان عملوا بحمل لينا خاصة والدتها و كذلك الحال مع فريدة التي لم تسعها الدنيا من السعادة و لم يختلف سفيان عنها
مضت الأيام و ها هم قد عادوا للاسكندرية يستعدون لزفاف همس و كارم ليفاجأ الجميع قبل الزفاف بعشرة أيام بفارس يفجر تلك القنبلة حيث سيقوم بعمل زفاف من جديد له و لميان التي طارت من السعادة حينها
ليتفاجأ بها تقول بلحظتها بمكر عندما اصبحوا بمفردهم :
بما ان هنعمل فرح من أول و جديد و كل حاجة هتتعاد من تاني فدلوقتي انت تعتبر خطيبي مش جوزي عشان كده انا هبات في بيت بابا لحد يوم الفرح !!!!
حك باصبعه فوق حاجبه مردداً بابتسامة رسمها على شفتيه غصباً :
انا هعتبر كلامك بصيغة هزار ، عشان لو عكس كده انا ماسك لساني بالعافية عشان مقولش كلمة !!!!
ردت عليه بحدة و غيظ :
فااارس !!
جذبها من خصرها إليه مردداً بمكر :
فارس ايه بس ، طب لو وافقتك هتقدري تنامي من غيري ، حضني مش هيوحشك الايام دي كلها
ردت عليه بمرح و كذب :
تؤ عادي ، هعرف انام !!!
اومأ لها قائلاً بمكر :
اه انتي هتقوليلي ، رجليكي اللي كنتي بتتسحبي عليها دي تشهد و معاها ايدك اللي كانت بترفع ايدي في نص الليل و تنزل تحت الغطا و تحت راسها على صدري و تبو……..
لكمته بصدره بخفة قائلة بخجل و غيظ :
ده مش انا ، انا بمشي و انا نايمة ، عندك اعتراض ، لو عندك قول احنا فيها اهو و بدل ما يكون جواز يكون طلاق !!!!
جذبها إليه أكثر مردداً بمكر :
مش لما اتجوز الأول ابقى افكر في الطلاق ، وبعدين امحي كلمة طلاق من قاموسك ، الكلمة دي متتذكرش على لسانك و لا في حياتنا صدفة حتى ، انتي عقدتيني منها خالص
ضحكت بخفوت قائلة بمشاكسة و تصميم :
بس بردو عند كلامي !!!
سألها بصوت خفيض و عتاب :
مش هوحشك
تنهدت قائلة بحب :
هتوحشني اوي يا فارس
ابتسم قائلاً :
خلاص ايه لازمته كل ده !!
ضحكت قائلة بخجل :
كده وبعدين عشان اوحشك
تنهد قائلاً بحب ارهق قلبه و عقله :
انتي وحشاني علطول يا ميان…
– مش مسامحك على فكرة ها !!
قالها فارس بنبرة طفولية جعلتها تضحك قبل ان يغادر المنزل ويتركها عند والدها لحين موعد الزفاف
…….
كانت تتقلب على فراشها بعدم ارتياح فضحكت عليها همس قائلة بمشاكسة :
كان لازمته ايه بقى العناد ، ده انتي مش عارفة تنامي من غير حضن حبيب القلب
لكزتها ميان قائلة بحنق :
وحشني و مش عارفة انام ، بس كنت محتاجة الكام يوم دول أكون مع نفسي شوية اظبط نفسي و اتهيأ للي داخله عليه ، الموضوع مخيف بالنسبة ليا
سألتها همس بتعجب :
انتي مش متابعة مع الدكتورة !!!
ردت عليها ميان ببعض القلق و خجل :
متابعة معاها و حكيت ليها اللي حاسه بيه حالياً بس كلامها واحد عشان الذكرى القديمة تتمحي لازم ذكريات تانية جميلة بديل عنها
رددت ميان كأنها تحدث نفسها :
مرعوبة و في نفس الوقت مطمنة عشان فارس ، عايزة و مش عايزة في نفس الوقت ، جوايا لهفة اني اخد الخطوة دي بس في نفس الوقت فيه خوف
تنهدت همس و صمتت هي ايضاً مثلها تشعر بنفس الشيء خائفة و مطمئنة بنفس الوقت
تنهدت هي الأخرى قائلة بتفكير :
انا كمان قلقانة ، هدخل حياة جديدة يا ميان ، صح كنت هدخلها قبل كده و مع غير كارم بس مش عارفة انا عقلي كان فين من كل ده ، طب انا هفشل في الدنيا الجديدة عليا دي ، هكون قد المسؤولية ، هقدر اشيل بيت فعلاً ، حاجات كتير قلقاني بس بطمن نفسي ان كارم معايا وان اللي وقف معايا حاجات كتير اصعب من كده ، في أمور تخصنا احنا الاتنين هيسيبني !!
ثم تابعت بابتسامة صغيرة و هي تنظر لميان :
انا عمري ما تخيلت ان انا و انتي يكون نصيبنا كده ، ان انتي بعد حبك لسفيان تكوني في الآخر لغيره و تحبيه كده و لا كنت اتخيل ان كارم اللي انا رفضته اكتر من مرة و فضلت شيفاه اخويا يكون نصيبي اللي فضلت اهرب منه ، وان انا وانتي نتجوز من عيلة واحدة و نكون سلايف
ضحكت ميان قائلة بشرود في الماضي :
ولا انا كنت اتخيل يا همس
عانقتها همس بحب قائلة :
مش لينا لو جابت بنوتة هتسميها ميان !!
ابتسمت ميان بسعادة لتتابع همس بمرح :
بتقول عشان بتحبك و عشان عايزة تحرق دم فريدة لما تسمي على اسمك ، لينا مش قادرة تتقبل فريدة خالص ، يمكن سفيان قبلته شوية لما لاحظت انه اتغير و بقى حاجة تانية
رددت ميان بهدوء :
ربنا يصلح الحال
…….
– كنت قد الكلمة يا فارس !!!
قالها رأفت لفارس و هو يجلس معه بأحد المقاهي على الشاطيء في صباح اليوم التالي
تنهد فارس قائلاً بحب :
بنت في ايديها حياتي ، بُعدها عني معناه موتي و انا على وش الدنيا ، يعني مكنش قدامي حل تاني غير انها تحبني لأني مكنتش عارف اذا كنت هقدر اوفي بوعدي ليك و اطلقها فعلاً و لا لأ !!!
ابتسم رأفت قائلاً بامتنان :
ميان حبيتك يا فارس بجد و قالتها ليا و كانت فخورة بحبك ، انت رجعت ليا بنتي اللي اعرفها من تاني ، انا عارف ان الفرح اللي هتعمله ده بداية جديدة ليك انت و هي ، عشان كده حابب اوصيك كام وصية
استمع له فارس باهتمام ليتابع الآخر بجدية :
حافظ على بنتي يا فارس لو في يوم عدى عليك و حسيت بس انك مش عايزها رجعها بيت ابوها و هيكون مفتوح ليها دايماً ، اوعى في يوم تقرب من كرامتها او كبريائها وتمسهم دول حاجتين لو انكسروا مش بيرجعوا بالساهل و ساعات مش بيرجعوا اصلاً وانت شوفت بنفسك
اومأ له فارس قائلاً بحب :
حضرتك مش محتاج تقولي الكلام ده ، تفتكر بنتك بعد كل اللي عيشته معاها و معافرتي الوقت ده كله عشان اكسب قلبها ممكن بالساهل كده استغنى عنها او ابيعها ، انا احميها حتى من نفسي ، اطمن
ابتسم رأفت قائلاً :
انا عارف و مطمن ، لأول مرة في حياتي ابقى مطمن على ميان بجد ، ربنا يسعدكم يا بني
…….
كان يقود سيارته بتركيز و لا يعرف من اين اتت تلك السيارة من الاتجاه المعاكس على غفلة بسرعه عالية لولا انها تفادها لكان الآن في عداد الأموات
نزل سريعاً من سيارته التي اصيبت ببعض الخدوش فقط ينظر للسيارة الأخرى حيث اصتدمت بالرصيف الجانبي وحدث بها بعض التلفيات
نزلت من السيارة فتاة اقل ما يقال عنها انها جميلة ، بل هي أجمل من الجمال ذات قامة قصيرة و جسد نحيف بعض الشيء ملامح وجهها مليئة بشقاوة و براءة الأطفال ما يميزها حقاً خصلات شعرها الطويلة حيث وصل طوله لأسفل خصرها جمعته في جديله بعشوائية !!!!!
تفحصت سيارتها قائلة بغضب و حسرة :
عربيتي ، انت عملت ايه يا غبي انت !!!!!
صرخ عليها بغيظ بعدما افيق من تحديقه بها :
يعني كمان غلطانه و بدل ما تعتذري بتطولي لسانك
صرخت عليه بغضب مماثل و قد اجتمع الناس حولهم اثر صوتهما العالي :
تكسرلي عربيتي و عايزني اسكت و اسقفلك يعني و لا ايه يا غبي !!!
كور قبضة يده مردداً بغضب و غيظ كبير :
طولة لسان تاني ، حظك من السما انك ست و انا مش برفع ايدي على ستات !!!
سخرت منه قائلة بغيظ :
انت لو بترفع كنت هتقدر و لا انا هسكتلك اصلاً ، اتكلم على قدك و اعرف انت بتكلم مين !!
صرخ عليها بنفاذ صبر :
ما تلمي نفسك يا بت انتي بدل ما……
ردت عليه بتحدي و حدة :
ما ايه ، انت ليك عين تتكلم اصلاً
صرخ عليها بغضب :
ده انا بردو ، يا بجاحتك يا شيخة ، يعني بتسوقي غلط و كنتي هتموتيني و جايه تغلطي
ردت عليه بعناد :
انا مغلطتش انت اللي ركبك عربية ظلمك ، جاهل في السواقة و كمان بتكابر يا بجاحتك
ثم تابعت بغيظ و هي تشير باصبعها للسيارة :
شوف انت هتصلح العربية على حسابك و هتعتذر مني احسن ما والله ما هيحصل ليك طيب
رفع حاجبه مردداً بتهكم :
تصدقي خوفت !!!
ردت عليه بغيظ :
انت قليل الذوق
صرخ عليها بحدة :
وانتي متربتيش و كلمة كمان هنسى انك بنت و هعلمك التربية اللي اهلك نسيوا يعلموها ليكي
قالها وكاد ان يرحل لكنها تمسكت به قائلة بغضب :
انتي اللي متربتش و مش هتمشي من هنا قبل ما تصلح ليا العربية اللي اتكسرت بسببك
صرخ عليها بغضب شديد و نفاذ صبر :
زعلانة عشان فوانيس العربية انكسروا ، طب و حياة امك لحسرك عليها كلها
قبل ان تعي ما يحدث كان يلتقط احد الحجاة من على جانب الطريق ثم بكل قوة القاها على زجاج سيارتها الامامي لتصرخ الأخرى بغضب و قهر :
عربيتي ، آآآه يا حيوان والله ما هسيب حقي…..
انطلق بسيارته و تركها مردداً بتهكم و استفزار :
الحقي نفسك بحباية ضغط يا…..يا ام لسانين !!!!!
……..
– علاقاتك مع الكل بدأت تتحسن !!
قالتها الطبيبة النفسية لسفيان بابتسامة
اومأ لها بصمت ثم قال :
بحاول أصلح اللي اتكسر بيني و بينهم السنين اللي فاتت بسبب غبائي
مدحته قائلة :
خطوة كويسة جداً يا سفيان
اومأ لها قائلاً بابتسامة باهته حزينة :
خطوة كويسة بس الكل مش صافي من ناحيتي
ردت عليه بمواساه :
الوقت بينسي و الحلو بيمحي الوحش و طالما اتعيرت و الكل شاف كده بعينه ، هيسامحوك من قلوبهم ، بس هي مسألة وقت
– معاكي حق
صمت لدقائق قبل ان يسألها بتردد :
ميان حبت فارس فعلاً و لا اختارته عشان تقهرني
من المفترض ان لا تجيب لكن على سفيان ان يغلق صفحة ميان كما اغلقتها هي تماماً و بدأت من جديد فردت عليه بوضوح و صراحة :
ميان نسيتك يا سفيان و انت انساها و اقفل صفحتها ، و قصدي بكلمة نسيتك يعني نسيت اي حاجة تخصك حتى الانتقام مبقتش عايزاه ، ميان دلوقتي مبسوطة مع جوزها اكتر من اي وقت فات
سألها مرة أخرى :
بتحبه بجد !!
اومأت له قائلة بصرامة :
اه بتحبه و هو كمان بيحبها يا سفيان
ثم تابعت بهدوء :
كان عندك امل تسمع مني العكس عشان تحارب لحد ما تسامحك !!
اومأ لها بحزن قائلاً :
لحد دلوقتي لسه عندي أمل ، بس اللي مصبر قلبي ع الوجع اللي عايشه انها بتحبه و سعيدة معاه ، ياريته يفضل مقدرها طول العمر و ميعملش زيي و يكسر قلبها من تاني ، قلبها اللي كتير على اي حد
صححت له قائلة بهدوء :
زي ما دكتور فارس كان عوض لميان هي كمان عوض ليه على سنين فاتت ، ميان مش كتيرة عليه و لا هو كتير عليها هما الاتنين حرفياً بيكملوا بعض
صمت و الحزن يخيم على قلبه و الندم ينهش به للآن دخلت الممرضة قائلة باحترام بعد ان سمحت لها الطبيبة بالدخول :
دكتورة محتاجينك في الاستقبال تحت ، اهل مريضة عند حضرتك مبهدلين الدنيا و ابوها شكله راجل متخلف و جاهل طايح في الكل
قطبت جبينها ثم غادرت معها قائلة باعتذار لسفيان :
عن اذنك دقايق يا سفيان و راجعالك !!
ما ان غادرت الطبيبة بقى سفيان بمفرده ينظر للفراغ بشرود و صمت قطعه دخول فتاة تقول بصوت مرتفع يبدو عليه البكاء :
مامي الحقيني ، عربيتي اتخرشمت ع الآخر…..
صمتت عندما لم تجد والدتها بالغرفة فالتفت سفيان بالمقعد الذي كان يجلس عليه حيث كان يعطي ظهره للباب و قد عرف هوية الفتاة دون ان ينظر
نظر إليها مردداً بأسف مصطنع :
يا روح مامي انتي بتعيطي ع العربية ، تحبي انادي حد من الممرضين هنا يقيس ليكي الضغط ، اصله شكله مش مظبط عندك
جزت الأخرى على اسنانها بحقد و غيظ و كادت ان تهجم عليه لتدخل الممرصة بنفس الوقت قائلة :
انسه اماليا الدكتورة تحت في مكتب دكتور فارس فيه مشكلة و بتحلها تقدري تستنيها بره عشان…..
سألتها أماليا بغيظ و اعين تشتعل غضباً :
مين ده !!
حمحمت الممرضة بحرج ان تقول عن سفيان انه مريض او حالة لتخمن الأخرى فرددت بسخرية و دون مراعاة للمشاعر :
انت بقى المجنون اللي ماما بتعالجه !!!
رد عليها بتهكم و هو يضع يده بجيب بنطاله :
وانتي بقى العبيطة الهبلة اللي بيقولوا عليكي بنتها
صرخت عليه بغضب :
انت قليل الذوق
ردت عليها بغضب دون ان يرفع صوته :
وانتي قليلة الأدب ومتربتيش !!!
ثم تابع بتهكم :
مبقاش الا العيال اللي زيك ، يطولوا لسانهم كمان
ركضت الممرضة للخارج لتنادي على الطبيبة بعدما رأت ان الشجار يشتد بينهما
أماليا بغضب و غيظ كبير :
مش لساني بس اللي هيطول ، ايدي كمان لو ماتلمتش
سخر منها قائلاً بغضب :
ربنا خد من طولك و حط في لسانك اللي عايز قصه
ركلت الأرض بقدمها مرددة بغيظ :
متقولش لساني طويل أحسن ما اطوله عليك بجد !!
ضحك بسخرية و قد لاحظ شيئاً ما الآن فردد بتهكم :
كمان لادغة !!
كادت ان توبخه لكن جاء صوت والدتها الصارم من خلفها مرددة بحدة و صدمة :
أماليا ، ايه اللي بيحصل هنا !!!!!
…….
بحفل توديع العزوبية الخاص بالشباب و الذي اقيم بحفل كارم الذي مال عليه فارس قائلاً بحنق :
انا عايز اروح اشوفها ، وحشتني اوي ، كان فين عقلي وانا بفكر في الفرح والكلام ده
ردد كارم بصبر نافذ هو الآخر :
انا كمان مستني بكره بفارغ الصبر ، نفسي اشوفها
ثم تابع بمكر :
تفتكر بيعملوا ايه هناك دلوقتي !!
ضحك فارس قائلاً بصوت خفيض و مرح :
بيرقصوا اكيد !!
ردد كارم بحماس :
انا عايز اتفرج
لكزه فارس بذراعه قائلاً :
اظبط يلا وانشف كده ، بكره تتجوز وتتفرج براحتك
ضحك كارم بسخرية قائلاً :
ده في الحلم بس ، مين دي اللي ترقص ، ده انا شايل هم ليلة بكره هتعدي ازاي ، وانت تقولي ترقص !!
ضحك فارس قائلاً بمشاكسة :
ده واضح ان همس المسيطرة من اول يوم
رد عليه كارم بسخرية :
اسمالله عليك ياخويا ، شوف مين بيتريق على مين ، ده انت بالذات متتكلمش دي البت كانت بتخليك تنام في اوضه لوحدك و كنتوا زي الاخوات اكتر من سنة
ردد فارس بحسرة :
هو انا سمعتي بايظة خالص كده !!
ردد كارم بمكر و حزن واهي :
اه والله ياخويا ، انا لو منك اروح دلوقتي اطب عليهم في الحفلة و تقوم رازعها بوسة تجيب ليها ارتجاج في المخ تصلح صورتك قدام الكل ، أحسن يفتكروك سوسن ولا حاجة
ثم تابع بمشاكسة :
انا عن نفسي هعمل كده ، ما انا كتبت كتابي خلاص
عقبال ما ادخل يارب ومش عايز حاجة تاني !!
ضحك فارس بخفوت و هو يرسل بضع كلمات لشخص ما ليأتيه الرد بعد دقائق فابتسم بتوسع و هو يعطي الهاتف لكارم سرعان ما خرج الاثنان بدون ان يلاحظ احد من المكان !!!!
…….
اشتعلت اعين كلاً من انجي و سمر ما ان وقعت عيناهم على ميان و همس و هما تتمايلان بدلال على اصوات الاغاني التي تصدح بالمكان
اقتربت والدة فارس من انجي و سمر و مالت عليهما قائلة بحزم :
طالما جيتوا هنا ، نفسكم ميطلعش ولا تقولوا غير كل خير و بس واللي هتعمل عكس كده ، متلومش غير نفسها و بس !!!
جلست كلاً من ميان و همس بينما لينا لم تتحرك سوى القليل بأمر من الجميع لأجل جنينها
كانت انجي قد وصلت لأعلى درجات الحقد و الغضب بينما ترى ميان تتمايل بدلال و انوثة و زاد الأمر اكثر عندما رأت السيدة التي ترسم الحناء توشم جسدها بأسم ” فارس ” و خالتها تقدم لها عقداً من الألماس خاص بالعائلة
مالت انجي على شقيقتها سمر قائلة بغل و حقد :
شايفة بتعمل ايه ، و خالتك راحت عطيتها العقد بتاع العيلة اشمعنا لما اتجوزت فارس معملتش كده ، طايرة بيها من الفرح و كأنها أول مرة يكون ليها مراة ابن و ان الزفتة دي مش التانية
جزت سمر على اسنانها قائلة بحقد مماثل و هي تنظر لهمس التي تتلقى شبيه العقد الذي مع ميان خاص بعائلة الحسيني :
يوم ما يفكر يتجوز ميفكرش غير في دي ، يسيبني أنا اللي فضلت طول عمري مستنية منه نظرة و يروح لدي ليه فيها ايه زيادة عني ، جميلة طب ما انا كمان جميلة و أحلى منها
رددت انجي بابتسامة لم تخفي نظرات الحقد و الغل بعيونها تجاه ميان :
فرحانة اوي يا ميان ولا كأنها ليلة فرحك الأولى ، مع انه المفروض فرحك التالت مش كده ولا ايه !!
ردت عليها ميان بتهكم :
اهو ع الأقل حد عبرني مش قاعدة جنب الست الوالدة سنين زي البيت الوقف !!!
جزت انجي على اسنانها بغل قائلة بتقليل من ميان :
تحبي تاخدي شوية نصايح مني تنفعك ، اصل محدش يعرف فارس قدي و ياما قضينا ليالي سوا متتوصفش بكلام و كان بيكون مبسوط ع الآخر
صمتت ثم تابعت بسخرية و تقليل :
هتعرفي تبسطيه !!!
ضحكت ميان باستهزاء قائلة :
لو كان مبسوط سابك ليه من الأول ، قال أخد منك انتي النصايح وفريها لنفسك يا روحي يمكن ، شوفي يمكن تلاقي حد يعبرك !!
رددت سمر تلك المرة بحقد مماثل تجاه همس :
ايه شعورك يا همس ، أكيد خايفة مش كده ، ان العريس يسيبك و يهرب يوم الفرح و يرجع في كلامه زي ما اللي قبله عملها !!!!
ردت عليها همس بتهكم و هي تضع قدم فوق الأخرى :
ايه يعني هرب ، كلب وراح و جيه بداله راجل الكل بيتمنى نظره منه و غيري هيموت عليه و بيتمناها بس حبيبي مش بيحب الرخيص اللي مرمي تحت رجليه تؤ اختار الغالي ، ما هو الغالي بياخد الغالي
نظرت والدة فارس اليهما بتوعد و هي تهمس لشقيقتها بحنق :
لمي بناتك والله لو الليلة باظت بسببهم ما هيحصل ليهم طيب و لا ليكي عشان معرفتيش تربي
زفرت الأخرى بضيق و لم تجيب لتتابع انجي بغل و لم تكن لتصمت :
يمكن عارف انه رخيص بس حب يجرب و هو مش بيحب الحرام طول عمره !!!
كما يقال ” لعبت بعداد عمرها ” عندما لفظت تلك الكلمات التي جعلت اعين همس و ميان تشتعل غضباً خاصة حين قالت سمر هي الأخرى بغل و سخرية فقد فقدت السيطرة على نفسها تماماً :
لأ مش يمكن يا انجي هو فعلاً كده ، اصلها لو غالية كان غيره سابها و فضل عليها تانية ليه !!!
ردت عليها ميان بصوت حاد و شخرية :
طب متقوليش على نفسك كده يا سمر ، قطعتوا قلبي هو يعني عشان فارس فضلني على انجي و كارم فضل همس عليكي تبقي رخيصة
اقتربت منهما هامسة بنبرة ساخرة مسببة لهم اهانه كبيرة :
شهادة حق انتوا رخاص من الأول اصلاً !!
دفعتها انجي بكتفها قائلة بغضب :
انتي بتقولي ايه يا بتاعه انتي !!!
لم تتحمل همس و هجمت على سمر تبرحها ضرباً و يدها ايضاً لم ترحم انجي ابتسمت ميان بشر و انضمت لها و لم تتوصى بهما
خلصهما الجميع بصعوبة من بين يدي همس التي صرخت عليها بغضب و سخرية :
بجاحة و رخص عينك عينك كده ، هو الجواز بالعافية ، مرخصين نفسكم اوي كده ، اتنين مش عايزينكم هو عافية……
قاطعتها والدة فارس قائلة بحدة و غضب لشقيقتها وبناتها :
خدي بناتك و امشي و الحساب بينا مخلصش !!
غادر الثلاثة بغضب فاقتربت لينا منهما قائلة بمرح :
عاش يا وحوش كسحتوهم ، يستاهلوا الصراحة
ضحكت همس و ميان بخفوت بينما والدة فارس اعتذرت نيابة عنهما بحرج فمررت ميان و همس الأمر بدون حديث !!!
………
قرب الفجر كان الحفل قد انتهى منهن من غادر و منهن من بقى للصباح
كانت ميان تقف أمام المرآة و تعطي ظهرها لها ترى أسم ” فارس ” الذي نقش على ظهرها باحترافية شديدة
ابتسمت بخجل و هي تتخيل ردة فعله عندما يراه كادت ان ترفع كتف عبائتها لكنها توقفت ما ان فتح الباب فجأة و دخل منه اخر شخص توقعت رؤيته
شهقت بصدمة قائلة بزهول :
فارس !!!!
بينما فارس اغلق باب الغرفة بالمفتاح و هو يقف بمكانه يتأملها بافتتان و اثارة عباءة ذات لون أحمر ناري احاطت جسدها و ابرزت مفاتنها بطريقة عجز لسانه عن وصف جمالها لتزيد الأمر و تصبح اكثر اثارة بعدما ارتدت ذلك الخلخال و احاطت مقدمة شعرها الطويل الذي جعلته طليقاً بتمويجات رائعة بشال ذات لون أحمر ناري
ان بقى يصف بجمالها طوال عمره لن تفي الكلمات اقترب منها بخطوات بطيئة و عيناه لازالت تتأمل كل انش بها بافتتان
ها هو اصبح يقف امامها بأعين قاتمة من الرغبة مردداً بصوت عاشق متيم بها وحدها من بين كل نساء الأرض :
لساني مش لاقي كلام يوصف جمالك ، لو فضلت طول عمري اوصف حقه هيكون مهدور كمان
رددت بصوت خفيض و هي تبتعد للخلف :
أنت دخلت هنا ازاي ، المفروض انك متجيش لو حد شافك هنا……
قطاعها قائلاً بانفاس مأخوذة و هي يجذبها بحميمة من خصرها نحوه :
انتي مراتي ، بتاعتي ، أجمل حاجة في حياتي
رددت بصوت خفيض مرتبك و هي تراه يقترب ينوي تقبيلها :
فـارس مينفعش !!!
على حين غرة انحنى يحملها بخفة بين ذراعيه متوجهاً بها ناحية الفراش يضعها عليه و هو فوقها حاولت دفعه مرددة بتوتر شديد و خجل :
فارس وبعدين……
ابتلع حديثها داخل شفتيه بقبلة شغوفة اذهبت كل اعتراضها و ضربت به عرض الحائط فها هي تبادله على استحياء ليجن جنونه و يضع يده على كتفها ليزيل تلك العباءة
لكنها سرعان ما افيقت و دفعته لتجلس بتوتر تأخذ انفاسها بصعوبة و يا ليتها لم تفعل فما ان جلست انسابت اكتاف عبائتها لتقع عيناه على اسمه الذي قامت بوشمه على ظهرها رفع يده يتحسسه ببطىء شهقت ميان بخجل ما ان فعل ذلك و قبل ان تبدي ردة فعل كان يجذبها برفق لتنام على بطنها و بدأت شفتيه بتقبيل ذلك المكان بحميمية ادارها إليه و شرع في اكمال ما بدأ فيه و الأخرى في عالم اخر راغبة و هناك ما يقف بين تلك الرغبة
ابتعد للحظات يتخلص من قميصه و قد سيطرت عليه رغبته الشديدة بها و عشقه عليه تماماً استجمعت نفسها سريعاً قائلة بصوت مرتجف :
فارس ابعد مينفعش !!!
دفن وجهها بعنقها مردداً بانفاس لاهثه :
مش قادر ابعد و مش عايز ابعد اصلاً
عاد ليكمل لكنها استوقفته قائلة برجاء :
عارفه انه حقك ، بس متضيعش علينا فرحة بكره يا فارس ، صبرت كل ده ، فاضل بس كام ساعة و انا كلي هكون ليك
توقف عما يفعل و هو يمدد جسده بجانبها على الفراش يلتقط انفاسه اعتدلت جالسة تهندم ثيابها على استحياء سرعان ما شهقت عندما جذبها إليه مرة أخرى مردداً بتوعد و نبرة مضحكة :
هاخد حقي منك تالت و متلت ، عشان انتي مفترية
ضحك بخفوت سرعان ما ابتسمت بتوسع عندما تابع بهيام و عشق :
بس أحلى افترا شوفته على ايدك
سألته بخجل :
دخلت هنا ازاي !!
تنهد قائلاً بضحك :
المخبر السري بتاعي انا و كارم هنا و فتح لينا الباب ، كان عندي أمل احضر فقرة الرقص بس مليش نصيب
قال الأخيرة بحسرة مضحكة فردت عليه ميان بغيرة بينما لكزته بصدره العاري :
تتفرج ع البنات بعينك اللي هخزقها دي لو بصت لغيري يا فارس
جذبها إليه أكثر مردداً بهيام :
لو كانت قادرة تبص لغيرك ، كانت راحت ليه من زمان ، انما هي مشافتش ولا هتشوف ولا بتشوف غير ست البنات بس
ابتسمت بخجل قائلة بخفوت و حب كبير :
بحبك يا فارس
مددها على الفراش مرة أخرى مردداً باثارة :
انا بقول نكمل اللي كنا بنعمله !!
طبعت قبلة على وجنته قائلة بضحك و هي تركض من على الفراش تضبط هيئتها في المرآة :
قليل الأدب
تمتم بصوت خفيض :
كل شوية قلة ادب قلة ادب ، اومال لما ندخل في الجد هتقول ايه !!
ارتدى قميصه دون ان يغلق اي زر منه يتأملها و هي تقف امام المرآة تتأمل هيئتها بابتسامة اقترب منها حتى وقف خلفها فرددت هي بحب :
نظراتك ليا وكلامك بيخليني اشوف نفسي اجمل واحدة في الدنيا
التفتت إليه متابعة حديثها بهيام :
انا بشوف نفسي في عيونك يا فارس ، بحبك و لأخر نفس فيا هفضل اقولها ليك ، انا بحبك
ردد بتأثر و صوت عاشق :
وانا مش عاوز غير كده حبيني و بس يا ميان ♡
……
بينما بالغرفة التي بجانبهم كانت همس تتمايل بدلال بعبائتها ذات اللون السماوي التي لم تختلف عن خاصة ميان سوى باللون و لم تلاحظ اعين كارم الذي تسلل للغرفة بخفة و لم تشعر به يتأملها بهيام و رغبة اشتعلت بكل خلية بحسده و هو يراها بتلك العباءة التي حددت تفاصيل جسدها
من ضمن الاشياء التي لا يعرفها كارم ان همس عاشقة للرقص الشرقي ، لا يعرف ذلك سوى ميان و لينا ، كانت تتمايل باحترافية عالية و مرونة و دلال اطاح بعقله و قلبه المفتون بها
لمحته بالمرآة التفتت على الفور لكنها لم تجد احد ظنت انها تهيأ لها فعادت لتكمل ما تفعل حتى فقد الآخر اخر ذرة تماسك لديه و بخطوات واسعه كانت يذهب إليها يجذبها إليه و يلصق شفتيه بخاصتها بقبلة شغوفة حميمة
اما عن همس كادت ان تصرخ و حاولت ان تدفعه لكنه ابتعد للحظة مردداً بصوت خفيض و حب :
انا كارم ، متخافيش
استكانت بين ذراعيه لوقت قصير قبل ان تدفعه بعيداً عنها قائلة بصدمة و زهول :
انت بتعمل ايه هنا !!!!
رد عليها بمكر و هو يتراجع بها حتى سقط الاثنان على الفراش :
مكنتش اعرف انك بتعرفي ترقص حلو اوي كده
توسعت عيناها بصدمة قائلة بتوتر و خجل شديد :
لأ مش بعرف ، وبعدين ايه قلة الأدب دي ، ازاي تتفرج عليا و انا…..وان…….
قاطعها قائلاً بسخرية :
عندك حق انتي فعلاً مش بتعرفي ترقص ، ده فيه كتير اوي أحلى ، محتاجة تحسني ادائك يا هموسة
لكزته بصدره قائلة بغيظ و غيرة شديدة :
وانت شوفت غيري فين !!!!
ردد بتهرب هو بالأساس لم يرى غيرها :
متغيريش الموضوع ، انتي مش بتعرفي ترقصي…..
قاطعته قائلة بتحدي و غرور و هي تنتفض واقفة بعيداً عنه :
سلامة النظر مين دي اللي مش بتعرف ، مسكين و غلبان مشوفتش الجمال
جذبها إليها مرة أخرى حتى سقطت على جسده قائلاً برغبة و هو يمرر يده على جسدها :
اه انا مسكين وغلبان اعطفي عليا بقى و خليني اشوف الجمال
نفت برأسها قائلة بخجل شديد :
مش دلوقتي !!!
سألها بمكر و هو يتأمل قدمها العارية حتى لفوق ركبتها و المزينة بخلخال جميل :
اومال امتى
ردت بتهرب و خجل شديد :
قولت مش دلوقتي
ضحك بخفوت قائلاً بهيام :
الواحد من دلوقتي قلبه مش مستحمل يشوف الجمال ده ، اومال لما يبقى في ايده هيجرى ايه ، هو فيه كده يا ناس
ضحكت بخفوت و خجل و هي تقترب منه تعانقه بحب و اشتياق :
على فكرة وحشتني اوي الأيام اللي فانت
بادلها العناق بحب و اشتياق مماثل :
وانتي وحشاني حتى وانتي معايا دلوقتي يا همسة قلبي ♡
……..
زفاف تحدثت عن للاسكندرية بأكملها من جماله و فخامته لقد حرص كلاً من كارم و فارس ان يكون كل شيء على أجمل وجه و يمحو اي ذكرودة سيئة قد حفرت بعقول الفتيات قبلاً
– هو انت !!!
قالتها أماليا بصدمة وهي ترى ذلك الوقح الهمجي كما اطلقت عليه يقف من بعيد و عيناه مصوبة على ميان عروس فارس و دموعه تنساب بصمت !!!
اقتربت منه و اختفى الغضب و حل محله الشفقه استطاعت ان تخمن انه يحب زوجة فارس من نظراته إليها
سألته بصوت رقيق و نظره متعاطفة :
انت بتعيط !!!
ادار جسده سريعاً عنها يمحي دموعه قبل ان يراه احداً اخر فتابعت أماليا بشفقة :
الواضح انك بتحبها ، شعور يحرق القلب و يوجعه و يموت بالبطيء بس شوف الجانب التاني من الحكاية هي مبسوطة و مع اللي بتحبه و بيحبها
رد عليها بشراسة رافضاً اي شعور شفقة من ناحيتها :
ميخصكيش !!!
جزت على اسنانها قائلة بغيظ و غضب :
تصدق انا غلطانه اني عبرت واحد زيك ، مينفعش معاك غير اللسان الطويل والدبش بس يا همجي
صرخ عليها بغضب قبل ان يغادر :
لمي لسانك و بلاش غلط ، لو شوفت وشك تاني في اي حته انا فيها هنفخك !!!!
……..
انتهى الزفاف اخيراً ليزفر كلاً من كارم و فارس براحه و حمل كلاً منهما عروسه بين ذراعيه متوجهين لعش الزوجية
دخل فارس بميان و هو يبتسم بتوسع لغرفة النوم و الأخرى تكاد تغرق في خجلها
فردد بمرح مشاكساً اياها :
الليلة ليلتك يا عروستي !!
لم ترد عليه فوضعها على الفراش و جلس امامها ينظر إليها بحب توترت من نظراته فرددت بتهرب :
انا هدخل اغير هدومي
قبل ان تقف مسك بخت فارس مردداً بصوت حنون مراعي :
ميان ممكن تهدي ، صدقيني مفيش حاجة هتحصل غصب عنك ابداً
ثم حاوط وجهها بيديه يتحسسهم بحب متابعاً :
حسي بأي حاجة الليلة إلا الخوف ، و انتي المفروض انك اكتر واحدة عارفة اني احميكي من نفسي مش بس من الناس
اومأت له بتوتر و خجل فانحنى يقبل جبينها بحب و بدون حديث جعلها تستدير يفتح سحاب فستانها برفق متعمداً لمس بشرتها و ما ان انتهى ردد برفق :
هسيبك تغيري هدومك و هلبس في الاوضة التانية ، متنسيش تتوضي عشان نصلي سوا
تركها و خرج لتسرع هي و تبدل ثيابها بذلك القميص الطويل ذو اللون الأبيض من الحرير بفتحة صدر و ظهر طويل كشفوا عن الكثير
بالطبع تعرف من أحضر هذا انها والدة فارس و على ذكرها تعالى رنين هاتف ميان باسمها فاجابت عليها :
قلبي كان حاسس انك هتردي
تنهدت بعمق ثم تابعت بصبر و حنان :
متخافيش يا ميان ، انسي الخوف ، بلاش تضيعي فرحة انهارده بخوفك اللي ملوش داعي ، فارس جوزك و انتي مراته و حبيبته لا يمكن يأذيكي ، انا مش محتاجة اقولك الكلام ده عن فارس
ثم تابعت برفق و حنان ام :
اطمني يا بنتي و شيلي الخوف من قلبك ، انا اسفه لو كنت ضايقتك باتصالي في وقت زي ده بس حسيت بخوفك لما سيبناكم ومشينا فحبيت اطمنك
رددت ميان بامتنان حقيقي و حب :
اتصلي في اي وقت يا طنط عمري ما اتضايق ابداً ، شكراً على كل حاجة عملتيها معايا و على مكالمتك ، شكراً عشان كنتي ام ليا بجد
ابتسمت والدته على الجهة الأخرى بسعادة ، فخورة بكونها تستمع لتلك الكلمات من شفتي زوجة ابنها ، فخورة بكونها نجحت بفعل ما حُرمت منه
فقد كانت تعاني بعمر ميان من قسوة والدة زوجها ، في الأساس هي تستنكر القسوة التي تنالها معظم النساء من والدة الزوج !!
لما لا تسود العلاقة المودة و الحب بدلاً من القسوة !!
…….
انتهى الاثنان من الصلاة و قرأ الدعاء و القرآن
ها هو يجلس على طرف الفراش يراقبها بصمت و هي تمشي بالغرفة بتوتر ملحوظ
تحاشت النظر إليه مرددة بتوتر و خجل :
تشرب شاي ، شكلك عاوز هروح اعملك !!!!
كادت ان تخرج من الغرفة لكن بلحظة كانت تصطدم بصدر فارس الذي ردد بهمس و صوت حنون :
اهدي يا ميان !!!!
ردت عليه بتوتر و خوف :
ما….ما..انا هاديه اهو مالي يعني !!!!
سألها بحنان :
بتحبيني !!
صمتت للحظات ثم قالت بصدق و حب نابع من قلبها :
بحبك و حبي ليك و اللي بعيشه معاك مسبقش اني عيشته و لا حسيت بيه ، حب و امان و رضا بقربي منك يا فارس
ردد برفق و هو يقبل يدها :
طالما انا امانك و بتحبيني ، ليه خايفه مني
رددت بتوتر و خجل :
مش منك !!!
مرر يده بخصلات شعرها مردداً بصوت خفيض حنون :
سيبي نفسك خالص يا ميان ، غمضي عيونك و حسي بيا بس ، عيشي اللي هيحصل و خلي الخوف على جنب
حاوطت عنقه بيدها ما ان انحنى وحملها بين ذراعيه برقة استند بجبينه على جبينها يداعب انفه بخاصتها برفق
توجه برفق بها ناحية الفراش يمدد جسدها على الفراش و هو يعتليها ينظر إليها بهيام و الأخرى تغمض عيناها بقوة و تشعر بتوتر شديد و خوف
رفع يده يمررها برفق على ذراعها العاري و ما ان وصل إلى رقبتها مرر اصبعه عليها برفق حتى توقف لحظات عند شفتيها يمرر يده عليها كأنه يرسمها مردداً بهمس و نبرة عاشق :
بحبك
انفرجت شفتيها تلقائياً ما ان شعرت بانفاسه الساخنة تداعبها و سرعان اختطفها في قبلة ناعمة رقيقة اخذ يعمقها ما ان شعر باستجابتها له
ابتعد بعد دقائق ليجدها تقبض بيدها على فراش السرير فمسك بيدها يشبك اصابعه بخاصتها مردداً كلمات الحب و الغزل على مسامعها و لم تتوقف يده عن مداعبة جسدها بهيام
ردد بصوت خفيض بجانب اذنها بعدها طبع قبلة رقيقة عليها :
بتحبيني !!
اومأت له عدة مرات بصمت و هي تغمض عيناها تشعر بلمساته الحانيه التي أخذتها لعالم اخر سرعان ما فتحت عيناها ببطىء عندما ردد مرة اخرى بنفس الهمس قاضماً اذنها بشفتيه برفق :
قوليها !!
رددت بهمس و اعين ناعسة من كم المشاعر التي تعيشها الآن :
فـارس
ردد بهمس شديد و هو يطبع عدة قبلات على عنقها بحب و رغبة :
روحـه
رددت بهمس مماثل و خجل و هي تشعر بلمساته تزداد جراءة :
بـحـبـك !!!
كانت اخر كلمة تنطق بها الليلة التي استطاعت فيها ان تكسر حاحز الخوف بداخلها و تتغلب عليه بذكريات أجمل بكثير من تلك الليلة التي مؤكد لن تنساها بحياتها لكن ليس بنفس مقدار السابق
بينما فارس كان شعور السعادة بداخله يكاد يبلغ عنان السماء و هو يوشم جسدها باسمه و يضعوصك ملكيته عليه
كانت ليلة مليئة بالحب حرص فيها على ان يمحي كل ذكرى سيئة برأسها و نجح في ذلك
………
دخل من باب الجناح الخاص بهم و هو يحملها بين ذراعيه يناظرها بابتسامة عاشقة ، هائم بها و بجمالها الذي لم يرى له مثيل !!
لا يصدق للآن انها اصبحت تخصه…ملكاً له !!
انزلها برفق و ما ان لمست قدمها الأرض ركضت !!! توسعت عينيه بذهول و هو يراها تحمل فستانها و تركض باتجاه تلك الكعكة التي وضعت بمنتصف الغرفة قائلة باشتهاء :
الله دي بالشكولاته ، حلوه اوي ، جت في وقتها انا هموت من الجوع و مش قادرة !!!
جلست على الاريكة و اخذت تتناول منها بتلذذ و نهم تخلصت من طرحتها
حتى انها نست وجوده تماما و أصبح وجهها ملئ بالشكولاته و هو مازال يقف ينظر لها بصدمة و أعين متسعة مما تفعل تلك المجنونة
ضحك بمكر و هو يزيل الببيون و يتخلص من سترته كذلك قميصه الذي بدأ يحل ازراره واحداً يلو الاخر
مردداً بمكر و هو يقترب منها :
مش ناوي تدوقيني الفراولة بالشكولاتة يا قمر انت
التفتت له قائلة ببراءة :
انت عاوز فراولة بالشكولاتة اتصل اطلب……
ضحك بخفوت قائلاً بمشاكسة :
مش خساره لما اطلب منهم يجيبوا فراولة و انا اصلا عندي الفراولة كلها
سألته بعدم فهم و هي مشغولة بالتهام الكعكة بتلذذ :
هي فين دي !!!
حرك رأسه بيأس فرددت بحنق :
ما توضح كلامك يا بابا فيه ايه !!!!
ابتسم بمكر قائلاً :
حاضر يا روحي من عيوني هوضح اوي و بالتفصيل الممل و الشرح المفصل كمان
ثم بلحظة حملها بين ذراعيه فشهقت قائلة بغيظ :
حد يخض حد كده ، اتفضل نزلني بقى
كارم بمشاكسة :
تؤ ادفعي الأول !!!
ردت عليه همس باستنكار :
ادفع !!
اومأ لها بجدية فرددت بغيظ :
حاضر عاوز كام يا اخينا و…….
قاطعها عندما القاها على الفراش و قد يأس منها مردداً بغيظ :
والله انتي فقر ومبتفهميش ، عاملك رومانسي و بعاكسك وانتي ما شاء الله كتلة غباء والظاهر انك مبتجيش غير بالسك على دماغك وملكيش في الرومانسية !!
خجلت مما قال و لكن غيظها كان أكبر فرددت :
متشتمنيش !!!
رفع يده يكاد يلكمها لكنها رددت بتوتر :
اهدي بس يا شبح هتعمل ايه !!!
نظر لها بسخرية و قال :
ناس مبتجيش غير بالسك على دماغها و العين الحمرا !!
اغتاظت بشدة و رددت بحنق :
انا سكتالك من الص……
شهقت بقوة و لم تتمكن من اكمال حديثها حيث القى بها على الفراش و هو فقوها قائلاً بمكر :
انا دلوقتي بس عرفت ازاي هسكتك و كنت
عامل حسابي والله !!!
توسعت عيناها بصدمة و هي تشعر بيده تقيد يداها الاثنان بالأصفاد فصرخت عليه بغيظ و غضب :
كارم انت بتعمل ايه فكني و الا……
قاطعها عندما اقترب من اذنها قائلاً بمكر :
اهدي يا عروسة ده الليله ليلتك زي ما بيقولوا !!!
توسعت عيناها بخجل شديد فضحك الآخر بقوة و هو يتخلص من قميصه مردداً بمكر قاصداً مشاكستها :
استعنا ع الشقا بالله
صرخت عليه لكنه لم يعطيها الفرصة و ابتلع صراخها بين شفتيه ينهل من رحيق شفتيها بعشق كبير لها وحدها دون جنس حواء
قبلة قادتهم لليلة طال انتظارها و كانت حلم بعيد بالنسبة له و تحقق لتصبح زوجته قولاً و فعلاً ♡
………….
بمنزل جميل ينبعث منه الدفيء ما ان تخطو بداخله خاصة مع صوت وردة الذي ينبعث من داخل حجرة المطبخ حيث تقف الأم تعد الافطار لاولادها و زوجها قبل ان تتوجه لعملها هي الأخرى
كانت أماليا تقف في منتصف الغرفة تركض من هنا إلى هنا تردد بارتباك و هي على وشك البكاء :
حبكت يعني تروحي الفرح امبارح اهو نمتي متأخر و صحيتي متأخر و هتخسري فرصة شغل متتعوضش فقرية من يومك يا أماليا !!!
دخل شقيقها الأكبر ” علي ” من باب الغرفة المفتوح قائلاً بمرحه المعتاد مع الجميع :
كالعادة متأخرة و بتلفي حوالين نفسك
ردت عليه بغيظ و هي تضع بعض الاوراق الهامة بحقيبة ظهرها التي نقش عليها رسومات كرتونية :
بس يا علي انا مش نقصاك خالص دلوقتي ، كلمة كمان و هعيط والله ، خالك هيبهدلني اتأخرت و مش عارفة أعمل ايه
ضحك بخفوت قائلاً بحنان :
متخافيش هتعدي والله و لو ضاعت الفرصة دي تيجي غيرها ، ده انتي بنت هاشم السباعي يعني الف شركة يتمنوا يخدموا ابوكي و نشتغل بس عندهم
رددت بضيق:
مش عايزة واسطة ، حبيت الشغل ده عشان اختاروني على حسب تصاميمي مش عشان اسم بابا ، يلا حتى لو روحت انا متأخرة المفروض دلوقتي أكون في الشركة ، ملوش لزوم اروح بقى
ضحك قائلاً بحنان و تشجيع :
ايه يعني اتأخرتي اعتذري قبلوا خلاص مقبلوش هما الخسرانين والله ، يلا شوفي هضحي و ان شاء الله ما عن حد حوش و هوصلك في طريقي
ضحكت بسعادة و هي تعانقه بقوة سرعان ما ابتعدت عنه تركض للخارج و هو يلحق بها يضحك على جنونها ♡
……..
ركضت أماليا حتى توقفت امام السكرتيرة الخاصة بصاحب الشركة تردد بانفاس لاهثه :
أم….أماليا السباعي عندي ميعاد تبع شركة……اللي هتكون مسئولة عن التصميم الجديد للشركة
اومأت لها و قبل ان تتحدث خرج من غرفة المكتب خالها و ابنه قائلاً بتهكم :
طب ليه تتعبي نفسك و تيجي ، كنتي كملي نوم في البيت و خلينا احنا هنا في نص هدومنا مع الناس
رددت بأسف و حرج :
حقك عليا والله مقصدش ، اا….ان…انا بس….
قاطعها ابن خالتها فادي :
حصل خير يا أماليا بس اهم حاجة دلوقتي تركزي على مواعيدك ، هما عدوا المرة دي تأخيرك عشان عجبهم شغلك و عايزينك انتي اللي تنفذيه ، لازم تلتزمي بميعاد التسليم اللي اتفقنا عليه
صفقت بيدها بسعادة و هي تعانق خالها تطبع عدة قبلات على وجنتيه مرددة باعتذار و سعادة :
حقك عليا يا خالو اخر مرة من……
قاطعها قائلاً بتهكم :
عارف هتظبط ساعتك عليا نفس الجملة المعتادة و بترجع ريما لعادتها القديمة
ردت عليه بمرح :
انا اسمي أماليا مش ريما يا خالو ، سلامة الذاكرة
نظر لها بغيظ ثم دفعها من امامه و غادر ت خلفه ابنه يضحك عليهما المشاكسات بين الاثنان لا تنتهي بينما هي لم تلحق بالمصعد فدخلت الذي بجانبه لكن قبل ان يغلق تفاجأت بأحدهم…….
………
………
ما ان وقعت عيناها على ذلك البغيض الذي دمر لها سيارتها يركب برفقتها المصعد رددت بغيظ و حدة :
طلعتلي منين انت تاني
لم يرد عليها سفيان لتتابع هي بغيظ :
بص مش عايزة اتخانق ومزاجي رايق مش عايزة اعكره فنسكت احسن
تنهد قائلاً ما ان توقف المصعد و نزل بهما :
على فكره انتي اللي كبرتي الموضوع ، والدتك ست محترمة جداً و بعزها ، معرفش انتي طالعة لسانك طويل كده لمين !!!
ردت عليه بحدة و غيظ :
شوف بترجع تغلط تاني ، بعدين انا لساني طويل مع اللي يستاهل !!!
تنهد قائلاً بصبر نافذ :
خلصنا من الموضوع ده خلاص و اتقفل ياريت بعد كده تحفظي لسانك عشان مش اي حد هتكلميه كده هيسكت لو شخص مش محترم أقل حاجة هتلاقي كف نازل على وشك
جزت على اسنانها بغيظ فردد هو بهدوء :
الموضوع ده يخلص ازاي !!!
ردت أماليا على الفور :
تعتذر و تصلح العربية اللي بوظتها !!!
صحح لها قائلاً :
قصدك اللي انتي بوظتيها بجهلك للسواقة
زفرت بضيق ليوافق قائلاً بصرامة :
انتي كمان تعتذري منه على طول لسانك
اومأت له على مضض و ما ان اعتذر الاثنان لبعضهما سألته محاولة تذكر اسمه :
صحيح انت اسمك ايه !!
التفت إليها قائلاً بهدوء :
سفيان….. سفيان العزايزي !!!!
توسعت عيناها بصدمة قائلة :
صاحب…..
قاطعها قائلاً بتسلية :
بالظبط ، انتي بقى مين و بتعملي ايه هنا
اخبرته عن هويتها و ركضت للخارج توبخ نفسها عدة مرات و تندب حظها السيء ، بعدما وجدت حصلت على فرصة عمل تأتيها من ذلك الرجل !!!
……..
خرجت من المرحاض و هي تتمنى ان تنشق الأرض و تبتلعها من شدة الخجل كلما تذكرت ليلة أمس
بخطوات سريعة دخلت لغرفة الملابس تتحاشى النظر إليه ضحك عليها بخفوت و أستمتاع و هو يستند بجسده على ظهر الفراش
اعتدل واقفاً يدخل خلفها يراقبها و هو تنتقي ثوب مغلق حتى ترتديه و ما ان وقعت عيناه على اختيارها اقترب منها يحاوط خصرها بيديه ممرراً انفه على خصلات شعرها يستنشق رائحة الياسمين التي تفوح منه بهيام
شهقت بفزع سرعان ما تبدل و حل محله الخجل الشديد و الارتباك عندما قال بمكر :
اللي انتي هتلبسيه ده تلبسيه لما تكوني قاعدة مع ابن اختك مش قدام جوزك ، ولو كنت زمان سمحت بيه فدلوقتي لأ
رددت بصوت خفيض مرتبك من الخجل :
فارس !!!
ادارها إليه سريعاً مردداً بهيام و هو يضع قبلات رقيقة متفرقة على كامل وجهها :
عمري ما شوفت حد طماع زيك ، طمعتي في الجمال كله و خدتيه لنفسك ، معملتيش حساب باقي جنس حوا و لا حساب اللي هيتفتنوا بيكي و حالهم هيبقى زي حالي
سألته بخجل شديد و هي تتحاشى النظر إليه :
بتجيب الكلام الحلو ده منين
ردد بعشق نابع من أعماق قلبه و غزل :
الكلام الحلو كله اتعمل عشانك و مهما يتقال ليكي منه قليل و مش كفاية ، انتي أجمل واحدة عيني شافتها
ابتسمت بسعادة سرعان ما شهقت عندما حملها فجأة بين ذراعيه فسألته بخجل :
بتعمل ايه يا فارس نزلني !!!!
ردد بمكر و هو يخرج من غرفة الملابس :
مفيش كنت عايز اتناقش معاكي في سؤال محير البشرية كلها لحد دلوقتي لو جاوبتي عليه هسيبك
سألته بتعجب :
سؤال ايه !!!
ردد بمكر :
كم عدد طائر البطريق في القطب الجنوبي في الشتا !!!
فتحت عيناها و اغلقتها تحاول استيعاب ما قال سرعان ما تذكرت انها جملة من مسلسل شهير قد تابعته من قبل
اخذت تحرك قدمها باعتراض حتى ينزلها لكنه لما يستمع لها ملقياً بجسدها برفق على الفراش مردداً بمكر و هو يلقي بنفسه فوقها :
اهدي بس اصل السؤال ده لازم يتناقش بهدوء و بروقان عشان نطلع باجابة تفيد البشرية كلها
ضربته بصدره قائلة بغيظ :
انت قليل الأدب على فكرة !!!
ردد بمكر و هو يمرر يده على مفاتن جسدها :
عايزاني اسيبك
اومأت له بنعم فمال عليها مردداً بمكر بجانب اذنها :
ارقصيلي !!!
دفعته من فوقها و ركضت بعيداً قائلة :
حد قالك قبل كده انك سافل و قليل الأدب
ضحك قائلاً بمرح :
يوووه مبعدش يا جيمي
جزت على اسنانها قائلة بغيرة واضحة ما ان تذكرت كلمات انجي التي لا تفارق ذهنها :
اه طبعاً وتلاقي الست هانم اللي كنت متجوزها و كنت بتقضي معاها ليالي متتنسيش كمان كانت بتقولك نفس الكلمة صح
تنهد قائلاً بابتسامة :
ايه لازمة الكلام ده دلوقتي مش كنا قفلناه خلاص
قلدت انجي قائلة بغيظ و غيرة :
كل ما تشوف وشي تقولي ليالي زمان مع فارس و جت ليلة الحنة مع اختها العقربة و رخموا عليا انا و همس وضربناهم من كلامهم السم اللي رموا بيه علينا قدام الناس
شاكشها قائلاً بمرح قاصداً اثارة غيرتها :
هي كانت ليالي فعلاً
صرخت عليه بغضب و غيرة :
فاااارس
ردد بمكر و مشاكسة مرة أخرى :
عارفة هي كانت بتعمل كل حاجة إلا حاجة واحدة
رفعت حاجبها تنظر إليه بشر ليتابع بنفس المكر :
مكنتش بتعرف ترقص زيك يا سكر !!!
اعتدلت بجسدها و اخذت تضرب صدره بغيظ و غيرة و الآخر يضحك بقوة جذبها إليها مردداً بخفوت :
ما ترقصيلي !!
نفت برأسها قائلة بخجل شديد :
لأ مش هيحصل
قالتها ثم اندثت باحضانه ضحك عليها بخفوت فسألته بخجل شديد :
هو انت انبسطت معايا !!
لم يفهم ما تقصده فوضحت له اكثر بوجه احمر قاني من شدة الخجل :
قص…..قصدي على امبارح واللي حصل
سأله باستغراب :
ليه السؤال ده !!
ردت بصوت خفيض دون النظر إليه :
جاوبني وبصراحة لو سمحت
تنهد قائلاً بجمود صدمها :
لأ يا ستي منبسطش
ابتعدت عنه تنظر إليه بصدمة سرعان ما تحولت لخجل شديد و سعادة :
انا كنت هطير من الفرح ، امبارح أسعد ليلة في عمري كله و مهما عدت سنين و حسيت بشعور السعادة الليلة دي غير ، لانها معاكي انتي و بس
ثم تابع بمكر قاصداً اثارة خجلها اكثر :
بس الاهم من كل ده ، انتي انبسطي ، ايه انطباعك ، كنتي عايزاني ابعد و لا حبيتي قربي
دفنت وجهها بصدره اكثر ولم تجيب من شدة الخجل اعتلاها مردداً و هو ينظر لداخل عيناه التي تتهرب من النظر إليه من الخجل :
جاوبت من غير ما اعرف السبب ، حقي انك تجاوبي انتي كمان
قضمت شفتيها بخجل ليباغتها بذلك السؤال.:
ميان ، انا مين ليكي ، انا هنا معاكي بصفتي ايه !!!
رددت بخجل :
جوزي…..وحبيبي !!!!
ابتسم على الأخيرة مردداً بعشق و هو يداعب انفها بخاصته :
وانتي مراتي وحبيبتي ، الكسوف ملوش مكان بينا ، تتكسفي من اي حد إلا انا ، انا و انتي واحد مش كده
اومأت له سريعاً بخجل قائلة بصوت خفيض :
احنا واحد
ابتسم قائلاً بحب بعدما طبع قبلة صغيرة على شفتيها :
انبسطي !!
لم ترد فسألها مرة أخرى :
مسمعتش !!!!
رددت بصوت خفيض خجول بالكاد سمعه :
انبسطت
ردد بحزن واهي بعدما ابتعد عنها :
بس كده ، خلاص مفيش داعي تكدبي عرفت انك منبسطيش زيي !!
تمسكت بذراعه و جعلته يتمدد مثلما كان و بخجل شديد كانت تدفن وجهها بصدره مرددة بصوت خفيض :
انبسطت اوي ، بسببك قدرت اتخطى و افهم حاجات كتير اوي منها اني كنت غبية في كل لحظة كنت ببعد فيها عنك ، شعور حلو بس عشان معاك انت يا فارس
ابتسم بتوسع قائلاً بمكر و هو يقلب الوضع حتى اصبح يعتليها :
مش بقولك لازم نعرف عدد طائر البطريق في القطب الجنوبي في الشتا !!!
رددت بخجل شديد و هي تحاول ابعاده :
فارس !!!
تابع تقبيل عنقها بحميمية مردداً برغبة و مكر :
سبيني اركز و اناقش براحة و بشويش و على اقل من مهلي !!!
قال ما قال ثم انقض على شفتيها بقبلة شغوفة و يده تمتد ببطيء تغلق انوار الغرفة لتسكت شهرزاد عن الكلام المباح ♡
……….
بينما على الناحية الأخرى فتحت همس عيناها بكسل حيث لا يزال النعاس يسيطر عليها لتتوسع عيناها بصدمة عندما رأت الوضع الذي هي فيه و كذلك كارم
قبل ان تفعل اي شيء تذكرت ما حدث و اخذت تمرر اصابع يدها على شفتيها بخجل جاءت لتغادر الفراش لكنها توقفت عندما رفعت يدها لتجدها مكبلة بأصفاد تتصل بيد كارم هو الآخر الذي افيق ما تحركت يده
قائلاً بصوت ناعس و هو يجذبها لاحضانه مرة أخرى :
قلبي كان حاسس انك اول ما هتصحي هتهربي ، فسبقت و ربطتك جنبي !!
لكزته بصدره قائلة بغيظ :
تقوم تحط الكلبشات في ايدي ايه حد قالك اني من المجرمين و الحراميه اللي بتتعامل معاهم
ابتسم بزاوية شفتيه مردداً بمكر :
اه ، انتي اخطر منهم كلهم و اكبر حرامية
جزت على اسنانها قائلة بغيظ :
انا حرامية !!
اومأ لها قائلاً بهمس و هو يمرر انفه بخصلات شعرها يستنشق رائحتها بهيام :
اه و اخطر منهم كلهم ، سرقتي قلبي ، سرقتيني كُلي ، كل ده و تبقي معملتيش حاجة
ابتسمت بخجل و لم تجيب ليردد هو بمشاكسة :
عشت و شوفت اليوم اللي اشوفك فيه بتتكسفي يا همستي !!
لكمته بصدره بغيظ قائلة :
انت رخم اوي على فكره
سألها بمكر :
رخم اوي فعلا
اومأت له بنعم فردد بمكر و هو يعتليها :
طب ما تيجي تشرحيلي رخم ازاي !!!
……..
بعد مرور يومين
كانت تمشي برفقته بشوارع باريس تضحك بسعادة سرعان ما تحولت لغيرة و هي ترى فتاة تمر من جانبهم تنظر لكارم بوقاحة بل و غمزت إليه بطرف عيناها !!
التفتت همس تنظر إليه بحدة و غضب عندما وجدته يحاول ان يداري ابتسامته
لكمته بصدره قائلة بغيرة :
ايه مداري الضحكة ليه ، عجبتك البجحة قليلة الأدب دي ، والله لاجيبها من شعرها !!
قالت الأخيرة و ركضت خلف الاخرى لحق بها كارم يجذبها من خصرها إليه قائلاً بمرح قاصداً اثارة غيرتها اكثر :
اهدي يا حبيبتي ، متزعليش هي اه أحلى منك شوية لأ شويتين تلاته بس انتي بردو حلوة و عجباني متزعليش نفسك
صرخت عليه بحدة و غيرة :
المقشة الصفرا دي أحلى مني ، روح اكشف نظر يا حبيبي ، دي تقرف الكلب ، على فكرة مشيت من هنا لو عجباك روح لها
قالت الأخيرة بغيظ ثم مشت بسرعة و تكركته يقف بمكانه يضحك عليها ، ركض خلفها سريعاً مردداً :
يا مجنونة استني ، هو الواحد ميعرفش يهزر معاكي
التفتت تلكمه بصدره قائلة بغيظ :
تهزر معايا تقوم تحرق دمي
جذبها إليه مردداً بضحك :
اهو توفي شوية من الديون اللي عليكي ، ده انا ياما شوفت على ايديكي من ده كتير ، ياما اتحرق دمي
ضحكت بخفوت قائلة و هي تلكمه بيدها بخفة :
بتردها ليا يعني !!
اومأ لها قائلاً بمرح :
بصراحة اه
سألها بابتسامة جذابة و هو يحيط خصرها يتجولون بالشوارع :
صدقتي اصلا انها ممكن تكون عجبتني او بصيت ليها يا همس !!
نفت برأسها قائلة بصدق :
لأ طبعاً ، انا بس غيرت عليك و ده حقي ، لكن عمري ما اصدق انك تبص ليها او عينك تروح لغيري ، كان الأولى تعمل كده و متستنانيش كل السنين
ابتسم بجانب شفتيه عندما جذبته من مقدمة ثيابه قائلة بشراسة :
اما بقى بخصوص كلامك اللي قولته ، احب اقولك انك قطعت برزقك و تاني مرة لو عملتها يا حبيبي ، قول على نفسك يا رحمن يا رحيم !!
قبل ان تبتعد انحنى يحملها بين ذراعيه فشهقت على اثرها بفزع قائلة :
بتعمل ايه يا مجنون نزلني ، الناس بتبص علينا
تمسك بها اكثر قائلاً بتحدي :
اللي ليه حاجة عندي يجي ياخدها !!
ثم تابع بمكر :
وبعدين سيبك منهم ، خلينا نرجع الاوتيل دلوقتي عشان تعرفيني ازاي اقول على نفسي يا رحمن يا رحيم ، بس تشرحيلي بالتفصيل الممل…. !!
…….
بينما على الناحية الأخرى بغرفة بأحد فنادق اليونان نجد صوت ميان يعلو بتذمر و هي تحاول ان تجعل فارس يستيقظ :
فارس اصحى بقى ، بقالنا يومين هنا و مخرجتش لأي مكان لحد دلوقتي ، اصحى بقى
جذب الوسادة على رأسه قائلاً بنعاس :
حاضر ساعتين و هقوم !!
جذبت الوسادة منه قائلة بغيظ و تذمر :
لا مش ساعتين هتقوم دلوقتي انا جعانه و زهقانه و عايزة اخرج كفاية نوم بقى ، الجو بره يجنن عايزة اخرج يا فارس !!
جذبها إليه حتى اصبحت تعتليه و تستند بيدها على صدره مردداً بصوت ناعس :
طب قوليلي صباح الفل الأول
ابتسمت قائلة بحب و هي تطبع قبلة على وجنته :
صباح الفل ، يلا بقى
كادت ان تقوم لكنه جذبها مرة أخرى مردداً بمكر :
لأ انا قصدي على صباح فل تانية مش دي !!
قطبت جبينها بعدم فهم سرعان ما شهقت عندما انقض على شفتيها يقبلها بحب بعدها ابتعد قائلاً بمشاكسة :
صباح السكر يا سكر ♡
ضربته بصدره قائلة بيأس :
عمري ما شوفت حد بيصحى على قلة الأدب غيرك
جذبها برفق حتى سقطت على الفراش و هو فوقها مردداً بمكر و يده تمتد بجراءة تحل ازرار قميصها :
يبقى ما بتشوفيش يا روحي و لا تكشفي نظر
ابعدته عنها قائلة بغيظ :
انت بتعمل ايه ، انا عايزة اخرج ، كفاية قلة ادب
سألها ببراءة :
انتي شوقتيني بعمل قلة ادب دلوقتي
رفعت حاجبيها قائلة بتهكم :
اومال بتعمل ايه دلوقتي !!
ردد بمكر و هو يغلق أضواء الغرفة :
هشكفلك نظر يا سُكر ♡
……..
يجلس ينظر للفراغ بشرود غير منتبه لأماليا التي تتحدث قرابة النصف ساعة بالعمل و ما ان وجدته شارداً غير منتبهاً إليها رددت بضيق :
بقالي ساعه بتكلم ولا انت هنا و ده وقت البريك و انا جعانه مفيش فيا طاقة أعيد الشرح تاني
خرج من شروده مردداً بهدوء :
روحي اتغدي
اخذت تجمع اغراضها قائلة بتساؤل :
طب وانت مش هتتغدى زي باقي البشر
ردد بضيق :
مليش نفس !!!
جلست مرة أخرى قائلة بتردد :
بقولك ايه هو انت فعلاً قريب مراة الدكتور فارس
تجهم وجهه على الفور من سؤالها فتابعت بتوتر :
هو انا قولت حاجة غلط ، انا بس بسأل
رد عليها باقتضاب :
تبقى بنت خالتي و طليقتي !!!!!
توسعت عيناها بصدمة فسألته على الفور :
لسه بتحبها !!
زفر بضيق قائلاً بحدة :
انتي مش صدعتيني و عايزة تتغدي ما تروحي بقى مكان ما كنتي رايحه و حلي على دماغي
ردت عليه بسماجة :
رجعت في كلامي ، عايزة اسمع الحكاية
لم يجيب فأخذت تسأله :
طالما بتحبها اوي كده ليه اتطلقتوا !!
ردد بتهكم :
عرفتي منين اني بحبها اوي كده
ابتسمت قائلة بهدوء :
جدو الله يرحمه كان يقول الراجل اللي يبكي على واحدة ست معنى كده انها غالية عنده اوي و بيعشقها ، ليه سبتها طالما مش قادر على بُعدها
صمت مرة أخرى فعادت تسأله :
مكنتش بتحبك !!
انفجر بوجهها قائلاً بصوت مختنق و ندم :
السبب هو انا ، كل حاجة وحشة حصلت ليها كانت بسببي ، محدش حبني و فضل يعافر معايا قدها و ياريتني قدرت !!!
رغم انها تأثرت بحديثه و شعرت بالحزن لأجله لكنها رددت بمرح مماثل لشخصيتها التي تكره الحزن و تلك الاجواء :
انا بردو قولت كده ، اتعاملت معاك من أول مرة و قفلتني منك و مكنتش طيقاك ما بالك هي اللي كانت مراتك ، يا اخي ده من أول مرة كنت كده ما بالك هي الظاهر كان نفسها طويل و خلقها واسع
صمت و لم يجيب لتعاود الحديث قائلة بحرج :
هو في المواقف اللي زي ديه ايه اللي بيتقال !!!
رد عليها بعد صمت بضيق :
أكيد اي حاجة كويسه غير الدبش اللي رميتيه
نظرت إليه بغيظ قائلة :
تُشكر يا ذوق !!
قالتها ثم غادرت مرت نصف ساعة و ها هي تعود إليه مرة اخرى :
رجعتي تاني ليه ، خبطي الباب بعد كده قبل ما تدخلي ده بعد اذنك يعني
جلست أماليا على الاريكه الجلدية بمكتبه و هي تفتح اكياس الطعام :
سمي الله و تعالى كُل يلا
لم يأتي فرددت بغيظ :
هفضل مستنية جنابك يعني يلا عايزة اكل
رد عليها ببرود :
ما تاكلي هو حد حايشك !!!
زفرت بضيق قائلة :
مش بحب أكل لوحدي
اقترب منها ببطىء فابتسمت بتوسع و هي تعطيه احد الساندوتشات فسألها :
ايه ده !!!
رددت و هي تقضم من خاصتها بشهية :
سندوتشات بطاطس سوري ، ايه مش بتحبها !!
ردد بهدوء و هو يتناولها :
اول مرة اكلها !!!
رددت بتهكم :
هو فيه حد ميحبش السندوتشات السوري ، دول بيعملوا حاجات انما ايه عسل اوي
ابتسمت متابعة بحماس :
دوق دوق ده انت مش بعيد تدمنه بعد كده
بعد وقت ابتسمت قائلة و هي تعطيه احد المحارم :
خد امسح الكاتشب ، بهدلت نفسك !!
سخر منها قائلاً :
قولي لنفسك الأول ، اول مرة اشوف شنب احمر في ابيض عندك انتي
نظرت له بغيظ و لم ترد فسألته :
عجبك !!!
اومأ لها قائلاً بهدوء :
حلو اوي
ابتسمت قائلة بحماس :
هخليك تجرب الباقي هيعجبوك
اخرجت هاتفها تعطيه له قائلة بحماس :
بما انك خلصت صورني صورة حلوة
سألها بدهشة و استنكار :
وانتي بتاكلي !!
اومأت له قائلة بعدم اكتراث :
اه بحب اتصور في اي وقت !!!
اخذ الهاتف يلتقط لها صورة و ما كاد ان يغلق الهاتف طلبت منه ان يصور عدة صور حتى تختار الأفضل
دخل بتلك اللحظة قصي و قبل ان يتحدث توقف مكانه ينظر للمنظر مصدوماً سفيان يجلس باريحيه يأكل برفقة تلك الفتاة التي لم يلتقي بها سوى مرات قليلة جداً بل و يلتقط لها صوراً
حمحم سفيان بحرج قائلاً :
خير يا قصي كنت عايزني في حاجة
اومأ له قصي و لايزال على زهوله :
اه كنت هقولك انا هروح بدري انهارده عشان عندي مشوار و كمل انتي بدالي
اومأ له سفيان بحرج و ما ان غادر نظر لأماليا التي تلتقط لنفسها عدة صور مرددة بتغزل بنفسها :
عسل طول عمرك يا ميلا
اخذ يضب معها الاغراض و ينظفون مكانهم بعدها جلست معه يتحدثون بالعمل :
اللون الأسود حلو و شيك و كل حاجة بس انت مختاره اوفر اوي
اشارت إلى احد الصور :
شوف اللون البني بكل درجاته خصوصاً الفواتح منه جميلة اوي و شيك و مريحه للعين خصوصاً بقى لو ممزوجه مع اللون الأبيض
ثم تابعت بحماس :
ممكن كمان نستخدم الفيروزي مع الرمادي الفاتح كمان شيك اوي ، فيه الوان كتير اشيك من الاسود ، الصراحة الفواتح تجنن و بتدي احساس مريح للعين
اومأ لها بصمت و هو يتابع ما تعرضه عليه بذهن مشتت فقد تركزت عيناه على جيدها الطويل الذي ظهر بوضوح بعدما رفعت خصلاتها لأعلى و بعض منها يتدلى بشكل فوضوي جميل
لا يعرف ما يحدث لكنه يجد صعوبة في ابعاد عينيه عنه خاصة بتلك الشامة التي طبعت على يمينه
ما ان نظرت إليه اشاح بوجهه سريعاً حتى لا تنتبه لكنه بداخله يوبخ نفسه و بشدة على فعلته سرعان ما عاد عقله يردد باعجاب ان تلك الفتاة تمتلك عنقاً جميلاً حقاً !!!!
رددت بحماس و هي تشير لاحد الصور :
اما بخصوص مكاتب الموظفين ممكن نغير من شكلهم لكده هيكون جميل جداً و تقدر تستغل مكان اكتر و يكون واسع ليهم
اومأ لها بنعم فاخذت تضب اوراقها قائلة :
كده يبقى اتفقنا على الطوابق بتاعت الموظفين و المسئولين فاضل بس الاستقبال معايا تصميم حلو و شيك اوي ليه
سألها بهدوء :
هتبتدي امتى فيهم.!!
ردت عليه بعد تفكير :
هبدأ بعد يومين نكون جهزنا الحاجات اللي اتفقنا عليها و تكون حضرتك فضيت لينا الطابق اللي هنبدأ شغل فيه و عشان انت مستعجل هزود عمال بحيث اننا نخلص كل طابق في يومين منزودش عن كده ، عندك اي ملاحظات عايز تضيفها !!
اومأ لها قائلاً بهدوء :
ذوقك في الألوان حلو على فكرة
اومأت له قائلة بابتسامة واسعة و غرور واهي :
شكراً كلهم بيقولولي كده
ثم شاكسته قائلة :
فكها كده الله يخليك مش ناقصه اكتئاب و حزن ، مسيرك تلاقي اللي تنسيك ميان و تكون عوض ليها و عوض ليك ، انا معرفش ايه الحكاية بس طالما الغلط كان عندك اتعلم منه بلاش تكرره تاني
تنهد قائلاً بغيظ :
حد قالك انك حشريه قبل كده !!
ردت عليه بسخرية :
طب انت حد قالك انك قليل الذوق و دبش قبل كده
رد عليها بغيظ و حدة :
لسانك بيطول تاني
اخرجت له لسانها قبل ان تغادر قائلة :
مش أطول من لسانك اللي طول الأول
ابتسم بخفوت عليها بعد ان غادرت ثم عاد ليتابع عمله !!
…….
انتهى شهر العسل الخاص بهم و ها هم عادوا لوطنهم من جديد و كلاً منهم لحياته
– مالك حصل حاجة !!
قالها فارس بقلق و هو يرى تخشب جسد ميان و هي تنظر لشخص ما بغضب و نفور بعدما تركها لدقائق ليشتري زجاجة مياه
لم تجيب فكرر النداء بقلق :
ميان !!!
كورت قبضت يدها بغضب قائلة :
هو اللي اتفق مع كاميليا و نرمين عشان يخلوه يشك فيا ، يومها جالي و حضني بالغصب ساعتها استغربت عمل كده ، مكنتش فاهمه ليه بس بعدين فهمت !!!
كاد ان يلحق به فارس ليبرحه ضرباً لكنها تمسكت به قائلة بقلق :
انت هتعمل ايه !!
التفت إليها قائلاً بغضب :
انتي شايفة ايه ، سيبيني و متدخليش !!!
نفت برأسها قائلة برجاء :
كفاية يا فارس متخلنيش اندم اني قولتلك ، بعدين هو مشي خلاص
زفر فارس بضيق و جلس على مقدمة السيارة فجلست بجانبه في صمت قطعه هو قائلاً بحيرة :
هو المفروض اني كنت اضربه ، ولا اشكره ولا أعمل ايه بالظبط !!
نظرت له بعدم فهم ليتابع :
لولا اللي عمله كنتي زمانك مع سفيان دلوقتي ، لا كنت هتقابل انا و انتي و لا كنت هعرفك ، و لو عرفتك بعدين كنت متأكد اني هحبك بردو و ساعتها وجعي مكنش هيتوصف بكلمات و كنت هعيش بيه طول العمر….
ثم نظر إليها قائلاً :
اقولك على حاجة !!
اومأت لها بنعم فتنهد قائلاً :
على قد ما نار بتقيد فيا لما بفتكر اللي عشتيه و اللي عملوه معاكي على قد ما بترجع تهدى و غصب عني لما بسأل نفسي لو مكنش حصل كده ، كنتي هتبقي ليا و تحبيني و لا كنتي…….
قاطعته قائلة بحب :
كنت هحبك يا فارس ♡
مسكت بكف يده قائلة بابتسامة :
سفيان لو مكنش غلط ساعتها كان هيغلط بعدين لأنه زي اللي واقف و مستني ليا غلطه عشان يثبت لنفسه انه تفكيره صح و اني شبه كاميليا و اني هكون خاينة و هستغنى عنه بعدين زي ما هي عملت ، واني هكون زيها ، تفكيره غبي بس بابا قالها ليا قبل كده هو كأنه ما صدق خلص منا !!
استندت برأسها على كتفه قائلة :
كله كان هيبان مع الوقت و اللي حصل ده كله أحتمال كان يحصل بعدين……
تنهدت بعمق قائلة بحب و صدق :
شوف يا فارس نصيبي اني اكون ليك و احبك ، انت نصيبي اللي فرحانه بيه و هندم لو مكنتش ليا ، انا عارفه ان فيا عيوب يا فارس و عارفه انها تطهق بلد بحالها و تغيظ و يمكن محدش يستحملها و الفترة اللي فاتت حصل مني مواقف مش لطيفة خالص معاك ، بس مع كده وقفت جنبي و كملت
تنهدت قائلة بامتنان :
استحملتني و قبلتني بعيوبي و حبتني زي ما انا ، عملت معايا كتير حبتني و خلتني احبك ♡
نظرت لداخل عيناه التي دوماً تناظرها بكل حب :
دلوقتي و بعدين و في اي لحظة في عمري بحبك و هفضل احبك يا فارس
ثم اشارت بيدها نحو قلبها قائلة بامتنان :
قلبي مبسوط و هيطير من الفرحة يا فارس ، حاسة اني اتولدت من جديد و كل يوم بقوم و افتح عيوني عشان بس اعرف انا هعيش معاك ايه انهارده ، بحب خناقنا سوا و بحب ضحكنا مع بعض ، كل حاجة بعيشها معاك يا فارس متعة
قبل جبينها قائلاً بعشق صادق :
كل اللي عملته قليل و فداكي عمري كله مقابل بس ابتسامة و ضحكة منك تنور الدنيا ♡
ابتسمت بخجل و هي تشبك اصابعها باصابع يده متوجهين لمنزل والديها حيث كانوا سيقوما بزياراتها
…….
– بتعملي ايه عندك في وقت زي ده !!!
قالها سفيان لأماليا التي تقف على جانب الطريق و قد رأها و هو يقود سيارته و هو يعود من عند فريدة التي مثل كل مرة تجعله يندم انه ذهب إليها
رددت هي الأخرى نفس السؤال :
انت بتعمل ايه هنا !!
تنهد قائلاً بضيق :
تعالي اروحك ، انتي ازاي تنزلي متأخر كده
– معايا اخواتي !!
اقترب علي شقيقها الأكبر قائلاً بجدية :
مين حضرته !!!
عرفته به كاد ان يغادر لكنه اوقفته قائلة بعفوية :
تعالى اقعد معانا هنشرب عصير قصب
اومأ له علي قائلاً :
اه اصل الست الهانم بتعشقه وكل نزوله لينا اساسي نشربه كلنا مع بعض
ابتسم بخفوت و هو يجلس على المقاعد الحجرية الموجوده على جانب الطريق بعث علي رسالة لشقيقه حتى مر وقت قصير و اقترب منهم شابان يحملان عدة اكواب
قدمت له أماليا الكوب الخاص به فسألهم :
انتوا اربعه اخوات صح !!!
اومأت له قائلة بابتسامة واسعة :
اه علي الكبير و بعده نائل و بعده يزيد و انا اخر العنقود أماليا
ابتسم بخفوت مصافحاً اياهم فسأله يزيد :
عندك اخوات !!
رد عليه بهدوء :
عمار الصغير و ابن عمي قصي
ردد الجميع بوقت واحد :
ربنا يخليكم لبعض
تركت أماليا الكوب من يدها تركض بلهفة صوب بائع حلوى ” غزل البنات ” لحق يزيد و نائل بها
ليتبقى سفيان و علي الذي ردد بمرح :
مطلعه عينك في الشغل مش كده
ضحك سفيان بخفوت قائلاً :
واضح انكم بتحبوها اوي
ضحك علي قائلاً بحب :
الاخت ام تانيه ، حنية الدنيا فيها بابا كان دايماً يقول انها بينا كلنا احنا كبيرنا في يوم هنكون صحابه انما هي قبل ما تكون بنت هتكون ام و اخت و صديقه
ثم تابع و هو ينظر نحو اخوته :
الصراحة أماليا لينا كده ، اقولك على حاجة !!
احنا التلاته منعرفش اي سر عن بعض إلا قليل اوي لكن اسرارنا كلها معاها ، خسران اللي معندوش اخت والله خسر حنية كتير اوي
ردد سفيان بابتسامة صغيرة :
ربنا يخليكم لبعض
جلست أماليا بجانب سفيان قائلة بخفوت و مرح :
شكلك عايز تروح ، باين عليك زهقت و محروج تمشي صح
نفى برأسه فسألته بتعجب و هي تضع قطعة حلوى بفمها :
اومال مالك ساكت ليه
تنهد قائلاً بحزن خفي :
بتفرج عليكي انت و اخواتك علاقتكم حلوه اوي كان نفسي يكون عندي اخوات كتير زيك و يكون عندي اخت و اب و ام ، كان نفسي يكون عندي عيلة حلوه زيك كده
رددت بمرح و هي تضع كف يدها امام وجهه :
الله أكبر شكلك بتحسدنا ، قل اعوذ برب الفلق
ضحك بخفوت قائلاً بيأس :
مش بقولك لسانك متبري منك !!
لم يخفى على اخوانها اهتمامها بسفيان لكنهم اكتفوا بالصمت لوقت اخر و استأذنوا منه ليغادروا !!!
……..
بمنتصف اليوم التالي كانت تمشي بجانبه في المول تنظر لكل شيء حولها إلا هو و سؤالاً واحداً يدور بذهنها ” لما جاءت معه ” هي تفاجأت به باستراحة الغداء يطلب منها ان يتناولوا الغداء سوياً لتجد نفسها توافق على الفور ولا تعرف لماذا !!
بداخلها اسئلة كثيرة تريد اجابة لها و لكنها لا تعرفها !!
سألها سفيان :
ناكل ايه في كذا مطعم اختاري !!
اشارت لأحد الطاولات قائلة :
خلينا هنا
جلست معه و هي شاردة بعالم اخر :
سرحانه في ايه !!
نفت برأسها قائلة :
مفيش
ثم تابعت بتردد :
عايزه اسألك سؤال و تجاوبني
اومأ لها بصمت فتابعت بتوتر :
ليه طلبت مني اجي معاك ، جاوبني بصراحة ها
تنهد قائلاً بحزن لم يقدر على اخفائه :
عمار رجع البيت عشان مراته و قصي كمان كل واحد بقى ليه عيلته و انا اللي لسه بدفع تمن اخطائي ، كلهم انشغلوا في حياتهم ، عمار بقى بعيد عني مش زي الأول و كمان قصي انشغل في بيته مع مراته و ابنه ، فريدة بقيت اكره اروح ليها بسبب كلاهما اللي مش بيتغير
سألته بحزن :
حاسس بوحدة !!
اومأ لها بعد صمت و هو يشعر بالاختناق فتابعت هي ببساطة :
طب هما بعدوا ما تقرب انت
ردد باستنكار :
افرض نفسي عليهم يعني
ردت عليه باستنكار قائلة :
ليه بتسميها كده ، اخواتك و الدنيا لاهيتهم شوية فيها ايه بتحصل دي سنة الحياة ، قرب انت منهم يمكن محتاجينك ، ساعدهم قولهم انا هنا جنبكم
صمت لتتابع هي بمرح :
على فكرة انا مش نقالة كلام و لا عصفورة ، تقدر تحكيلي في اي وقت ، عندي دايماً حلول
ابتسم بهدوء ثم ضحك بخفوت عندما قال بمرح :
بعدين عزمتني بس عشان ملقتش غيري ، تشكر يا عم كلك ذوق
ثم تابعت بحماس و هي تخرج هاتفها بعدما طلب الاثنان الطعام :
على ما الاكل يجي افتح لاعبني دور بابجي !!
ردد بتعجب :
بابجي !!!!!
اومأت له قائلة ببساطة :
اه بابجي ايه متعرفهاش
نفى برأسه لتتابع هي بزهول :
في حد في مصر ميعرفش بابجي
اومأ لها قائلاً ببرود :
اه انا قدامك اهو
رددت بحماس و هي تترك هاتفها و تمسك خاصته :
هعلمك دي سهلة خالص ، الأول حملها عندك و……
على الناحية الآخرى كانت ميان تمشي بجانب فارس الذي ردد بغيظ :
يعني جيتي خطفتيني من وسط المستشفى و المرضى عشان نشتري حاجات يا اخرة صبري
رددت بدلال و هي تتمسك بيده :
مش من حقي يعني ولا ايه !!
ردد بهيام و مشاكسة :
حقك و نص و تلت اربع ، ده انتي طول عمرك خطفاني هتيجي ع المره دي
ضحكت بخفوت سرعان ما شهقت بخجل عندما حاوط عنقها بيده يقبل وجنتها بحب و هو يقول : يخربيت جمال امك تتاكلي اكل
نهرته قائلة بحدة زائفة :
فارس اتلم الناس حوالينا !!
همس بجانب اذنها بمكر :
طب ما تيجي اكلك و فكك من ده كله
حركت رأسها بيأس قائلة بضحك :
مش فايدة انا عارفة ، تعالى يلا عشان عايزة هفاجئك بأحسن قرار انا هاخده !!
التفت الاثنان عندما جاء صوت من خلفهما :
دكتور فارس !!!
ردد فارس بتعجب :
أماليا !!
اومأت له قائلة بابتسامة واسعة :
اخبار حضرتك ايه
اومأ لها قائلاً بهدوء :
بخير يا أماليا انتي اخبارك ايه
كادت ان تجيب لكن جاء من خلفها سفيان ليسألها فارس على الفور بضيق :
انت كنتي معاه ، انتوا تعرفوا بعض اصلاً !!!
اومأت له و اخبرته انها تعمل بشركته فصمت فارس مرغماً و لم يتحدث حالياً بينما ميان كانت تشتعل غضباً من أماليا التي قالت بحماس :
بطلت تتصل بيا ليه يا دكتور فارس فيه حاجات كتير لسه مشوفتهاش هتعجبك اوي و لا انت صرفت نظر خلاص بعد ما اتجوزت
تدخل سفيان قائلاً بهدوء :
أماليا يلا عشان اتأخرنا !!!
سأل فارس بحدة ملحوظة :
اتأخرتوا على ايه بالظبط
اقتربت أماليا خطوة و رغماً عنها التوى كاحلها فاستندت على يد سفيان و فارس اللذان لحقا بها :
حاسبي !!!
رفعت ميان حاجبها بغيظ و غيرة ثم غادرت المكان بغضب شديد لحق بها فارس قائلاً باعتذار و تعجل :
معلش يا أماليا مضطر امشي دلوقتي هكلمك بعدين
ما ان غادر سألت أماليا سفيان :
هو فيه حاجة غلط حصلت ولا ايه ، ليه مراته مشيت كده بسرعه و باين عليها اتضايقت !!
ردد بهدوء ظاهري :
من كلامك
سألته بدهشة :
هو انا قولت حاجة غلط !!
اومأ لها قائلاً بعتاب :
في واحده تقول لواحد متجوز و قدام مراته اللي أكيد هتفهم غلط ، بطلت تتصل بيا ليه يا دكتور فارس فيه حاجات كتير لسه مشوفتهاش هتعجبك اوي و لا انت صرفت نظر خلاص بعد ما اتجوزت
رددت بتعجب :
هو ايه الغلط في كده ، انا كنت بكلمه عن ديكور فيلا جديدة اشتراها قبل جوازه المفروض انا اللي مسئولة عن الديكور بتاعها و كل ده بس بعدها اتجوز و تقريباً نسي الموضوع و انا معايا تصاميم جديدة اوي و أفكار حلوه هتعجبه
اومأ لها قائلاً بهدوء :
بردو خلي بالك من كلامك عشان ممكن اللي قدامك يفهمك غلط و من غير ما تقصدي تعملي مشكلة ما بينهم
سألته بقلق :
اتصل بيه و اكلمها اشرح ليها الموضوع ، أحسن يحصل مشكلة بينهم بسببي !!
……
– متضايقة ليه !!
قالها فارس بضيق ما ان دخلوا من باب المنزل
ردت عليه بسخرية :
مفيش حاجة تضايق أصلا
سألها مرة أخرى بصبر نافذ و بداخله يغلي من الغضب و قد شعر لوهلة انها غارت على سفيان و لا يعرف لما :
ميان ، فيكي ايه
ردت عليه بغضب :
ما قولتلك مفيش حاجة ، عايز تضايقني وخلاص
جذبها من يدها قائلاً بحدة :
مياان ، صوتك ميعلاش وانتي بتتكلميني
ثم سألها و لم يكن ليصمت :
غيرانه عليه !!!
سألته بصدمة :
هو مين
صرخ عليها بغضب :
هيكون مين ، هو فيه غيره اللي من ساعة ما شوفتيه معاها و وشك قلب وسبتينا و مشيتي مش طايقة نفسك
صرخت عليه هي الأخرى :
انتي غبي يا فارس ولا بتستهبل !!!
كور قبضة يده مردداً بغضب :
لأخر مرة يا ميان بقولك لسانك ميطولش ، عماله تغلطي و انا ساكت
نظرت له بغضب للحظات ثم غادرت من امامه للغرفة فلحق بها قائلاً بحدة و غضب يتولد بداخله تلقائياً كلما رأى سفيان :
انا بكلمك متسبنيش وتمشي !!
ردت عليه بحدة :
مش عايزه اسمع كلامك اللي يحرق الدم ده
رد عليها بغضب :
كلامي اللي يحرق الدم و لا تصرفاتك
بنفس الغضب كانت تصرخ عليه قائلة :
تصرفاتي رد فعل لتصرفاتك
ردد بتهكم :
ليه عملت ايه لسيادتك و انا مش واخد بالي
صرخت عليه بغضب :
بتقولي بغير عليه ، طب ليه و على ايه ، ما هو كان قدامي ندمان و ناقص يبوس رجلي ، بس انا رفضته….رفضته و اختارتك انت ،الواحد بيغير ع اللي يخصه و هو ميخصنيش ، انما انت تخصني
– بتغيري عليا انا من مين !!!
ردت عليه بسخرية و غيظ :
هو فيه غيرها اللي من ساعه ما شوفتها وهي ناقص تنط في حضنك ، ايه اللي مشوفتهوش لسه و هيعجبك يا دكتور و جوازك مني منعك عنه ، مسهوكه و مش حلوه خالص انا احلى منها
ثم تابعت بغضب و غيرة :
انت كنت على علاقة ببنات قبل كده ، ساكت ليه ، رد عليا و لا مش لاقي رد
ضحك بخفوت لتصرخ عليه بغيظ :
متضحكش كده انت قاصد تغيظني يا فارس
كادت ان تذهب من امامه لكنه انحنى يحملها على كتفه يلقيها على الفراش مثبتاً اياها بجسده :
استني بس !!
حاولت دفعه بعيداً عنها قائلة بغيرة :
ملكش دعوة بيا ، روح ليها يمكن تلاقي اللي هي متأكدة انه هيعجبك
رد عليها على الفور بصدق :
مفيش غيرك انتي بس بيعجبني
ذمت شفتيها قائلة بغيظ :
كلام
سألها بحب :
تعرفي عني اني بتاع كلام
ثم سألها بدون مقامات بما يشعر به منها دوماً :
ليه دايماً بحس انك مستنية مني أكون وحش ، او يطلع مني تصرف ندالة ، ليه يا ميان دايماً بيوصلي الشعور ده منك !!
ثم تنهد بعمق متابعاً حديثه :
بحس أنك مستنية مني اعمل نفس اللي عمله ، عشان تكرهيني او تبعدي عني !!
تحاشت النظر لعينيه لكنه رفع وجهها حتى تنظر إليه مردداً بحزن :
بصيلي ، احساسي صح مش كده !!
صمتها كان كافياً ليعلم انه على حق فتابع بحزن :
طب ليه شوفتي مني ايه يخليكي تحسي كده ، طب اللي عشتيه معاه يديكي كل الحق انك تخافي و تستني اي تصرف كده منه ، لكن انا شوفتي معايا ايه !!!
اخذ يردد بحزن :
حب و حبيتك اكتر من اي حد و نفسي ، في كل مرة كنتي بتغلطي كنت بتعصب ايوه ، بس كنت بنسى كل ده مجرد بس ما تيجي عندي ، استحملت و كتمت جوايا كل موقف صدر منك و قولت معلش مجروحة ، اصبر عليها شوية
جذبها لتقف امامه مردداً بتعجب منها :
حقي فيكي و صبرت عليه و عمري ما غصبتك على حاجة ، مش بقول كده مَن ولا معايره و لا اي حاجة من كده و ربنا اللي عالم بس زهول و سؤال عايز ليه اجابه ، ناقص ايه تاني اعمله يطمنك من ناحيتي !!
صمت لدقائق و هو ينظر إليها كيف تقف امامه تخفض وجهها أرضاً و الدموع تنساب على وجنتيها بغزارة مردداً بخذلان :
طالما اللي حسيته صح ، يبقى كلمة بحبك مكنتش من قلبك زي ما قولتيها ، الحب و الخوف ما يجتمعوش مع بعض
تركها و كاد ان يرحل من الغرفة لكنها لحقت به تحتضنه من الخلف تضع رأسها على ظهره مرددة بصدق و دموع :
بحبك والله بحبك ، وغلاوتك في قلبي اللي مفيش فيه غيرك بحبك يا فارس
ثم تابعت قائلة بصوت مختنق سبب ذلك الشعور :
خوفي من ناحيتك سببه اني شايفة نفسي قليلة اوي جنبك و انك كتير عليا ، شايفه اني مهما قدمت ليك قليل ، خايفة ان القليل اللي بقدمه ليك مع الوقت يخليك تسيني او تزهق او تلاقي غيري ، عشان كده…..
اكمل هو بدلاً عنها بسخرية :
بتشوفي اي غلطه مني حتى لو مش صح انها كارثة تحاولي تكرهي نفسك فيا و……
ابعدها عنها ليغادر لكنها منعته قائلة بحزن :
رايح فين !!
صرخ عليها بغضب :
رايح في اي داهيه اطلع فيها غضبي من غبائك اللي ملوش حدود
ردت عليه بحدة و غيظ :
بتشتمني يا فارس
اومأ لها قائلاً بغيظ :
كتير عليكي في ايه عندي رجل زيادة و انتي لا يعني
اشاحت بوجهها بعيداً عنه فتمالك اعصابه مردداً بصدق و هو يجعلها تنظر له و يضع يدها على موضع قلبه حيث تسكن هي وحدها :
يا عبيطة ، انتي ساكنة هنا و دخلتي قلبي خلاص و قفلتي عليه بمفتاح ، لو عايز غيرك كانوا موجودين قبلك كتير ، بس انا اختارتك انتي و بس
حاوط وجهها بيديه مردداً بصدق :
مين قال انك قليلة ، بالعكس انتي غالية اوي ، غالية لدرجة اني فضلت كل ده مستني اسمع بس منك كلمة بحبك ، لو مكنتيش غالية مكنتش عافرت عشان تكوني ليا ، اعرفي قيمة نفسك لأن الظاهر انك مش عارفها كويس ، انتي اللي كتيرة عليا
اخفضت وجهها أرضاً سرعان ما رفعها هو قائلاً بصرامة :
متوطيش راسك ، هقولها ليكي تاني يا ميان ، انا اختارتك انتي و بس من كل البنات ، حبيتك انتي و بس ، عمري ما ندمت على حبك حتى لو مكنتيش ليا بردو عمري ما كنت هندم اني حبيتك في يوم
ثم تابع بتهكم :
بتقولي اللي بتقدميه ليا قليل
استند بجبينه على خاصتها مردداً بحب :
حبك ليا ده لوحده بالدنيا واللي فيها ، حبيني وبس وانا مش عايز اكتر من كده
رددت باعتذار و خجل :
انا اسفه ، متزعلش مني
ابتعد حتى يغادر فتمسكت به قائلة بحزن :
رايح فين ، انت زعلان مني لسه ، انا اسفه
ردد بمكر :
مش بتصالح باعتذار انا
– اومال ايه !!!
ردد بمكر و هو يغمزها بطرف عيناه :
شوفي انتي بقى و قدري
صمتت للحظات ثم قالت بخجل :
طب اطلع بره
ردد بزهول :
هو ده تقديرك !!!
دفعته لخارج الغرفة قائلة بخجل :
اطلع بره و شوية و هتشوف !!!!!
انحبست انفاسه من الانبهار و هو يتأمل بهيام كيف تقف بدلال و هي تميل بحسدها على الباب و ترتدي تلك اللعنة المتمثلة في عباءة باللون الزهري كما يحب عليها تلتصق على جسدها كجلد ثاني لها و تزين قدمها بخلخال و تحيط خصرها بشال مرصع بفصوص لامعه تصدر صوتاً كلما تحركت و تركت شعرها الطويل المموج كما يحب طليقا مزين بسلسال رقيق يتدلى لأخر شعرها !!!
ابتلع ريقه بصعوبه و هو لا يترك انش بها إلا و تأمله
اقترب منها بجسد مشتعل مردداً بمكر :
ده واضح ان ليلتنا فل !!
تلك المرة هي من اقتربت و هو من تراجع للخلف حتى سقط جالساً على الفراش ثم تراجعت لتقف في منتصف الغرفة تتمايل بدلال على الأغنية التي قامت بتشغيلها من هاتفها المحمول
لا تعلم كيف اكتسبت كل تلك الجراءة و رغم خجلها الشديد لكن كلما رأت نظرات الانبهار و السعادة بعينيه التي لا تحيد النظر عليها تشجعت اكثر
اقتربت منه بدلال و هي تميل عليه بظهرها بدلال و قبل ان يجذبها ابتعدت عنه و قد ضربت خصلات شعرها وجهه بنعومه مرددة بمكر و بغمزة من عيناها :
اتـقـل !!!
ابتسم و بدأ يحل ازرار قميصه واحداً يلو الآخر و هو يشعر بارتفاع حرارة جسده ، قضم شفتيه باثارة و هو يراها كيف تتمايل بكل هذا الدلال
نفذ صبره و بخطوات سريعة كان يجذبها إليها حتى اصطدمت بصدره مردداً بمكر بجانب اذنها :
مش قولتلك يا سكر اللي يلعب بالنار تدوبه
رددت بمكر مماثل و هي تبتعد عدة خطوات للخلف :
عندك حق خلاص بلاش منه !!
جذبها إليه سريعاً مردداً بمكر و هو يمرر يده على جسدها البض :
ده بعد كده مش هيكون الا منه
رددت بخجل و غيره كلما تذكرت كلمات تلك الوقحة :
انبسطت معايا ولا مع انجي اكتر !!
ردد بتيه و هو يضع قبلات صغيرة على وجنتها :
انجي مين !!!!
ابتسمت بسعادة لأنه لم يتذكرها حتى فابتعدت عنه قائلة بخجل :
انجي طليقتك !!!
رد عليها بهدوء و هو يقربها منه :
ميان انسي كلام انجي خالص لأنه مش صح لأني لا عمري حبيتها ولا عمري كنت مبسوط معاها و الموضوع بينا أصلا كان بالنسبة ليا عادي و يمكن كان تقيل كمان و تقضية واجب حياتي انا و هي كانت علطول في خناق
ثم تابع بحنان و هو يقبل يدها :
انا اسعد ليلة في حياتي و اللي عمري ما هنساها ، او ليلة كنتي ليا فيها و اسعد لحظة يوم ما قولتيلي بحبك يا فارس و كل لحظة في حياتي معاكي سواء فرح او حزن او خناق مهما كانت تكون هكون مبسوط
ابتسمت بتوسع سعيدة بما يقول تتساءل كيف لشخص ان يكون بكل ذلك النُبل و الحنان كيف له ان يكون مراعياً و عاشقاً هكذا ، تحبه بل تعشقه لكن ترى دوماً ان عشقها له لا شيء امام عشقه لها ♡
شهقت بفزع سرعان ما تحول لخجل و هي ترى نفسها مرفوعة في الهواء بين ذراعيه و الآخر يردد بمكر بعدما القى بها برفق على الفراش :
نناقش بقى الموضوع الأهم
سألته بخجل و هي تتراجع للخلف :
موضوع ايه !!!
سألها بمكر و هو يقترب منها متخلصاً من قميصه :
جايباها منين !!
سألته بتوتر :
هي ايه دي
مال عليها مردداً بمكر و مشاكسة :
حبوب الجراءة اللي وخداها عايز اشتري مخزن و املاه بيها ، زعليني بعد كده براحتك و صالحيني كده
كان آخر ما نطق به قبل ان يأخذها لدنيا غرامه و تسكت الالسنه عن الكلام المباح ♡
……
في المساء كانت أماليا تجلس أمام التلفاز برفقة والدتها بذهن شارد و ابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيها كلما تذكرت تفاصيل اليوم التقطت هاتفها تشاهد الصور التي جمعتهما سوياً تأملت ضحكته باعجاب
مررت اصبعها على الصورة كيف لشخص ان يكون بكل هذا القدر من الوسامة ، جميل لأبعد حد يمتلك ملامح رجولية بحته علاوة على ذلك رغم ان يبدو جنونياً لكنها حقاً تحب مشاجرتهما سوياً
نهرت نفسها على تفكيرها بهذا الشكل و بررت هذا بأنه يبدو إليها غامضاً و يجذبها نحوه الفضول لا اكثر لذا دائماً تفكر به !!!
نظرت إلى والدتها قائلة بتردد :
ماما هو ايه حكاية اللي اسمه سفيان ده !!!
نظرت والدتها إليها بحدة فردت أماليا على الفور بتوتر اثار شكوك الأخرى :
مش هو بيتعالج عندك ، كان عندي فضول اعرف يعني مش اكتر !!!
ردت عليها والدتها بحدة :
ميخصكيش يا أماليا و بعدين من امتى و كان عندك فضول لأي حالة مريض عندي !!
ردت عليها بتوتر :
مش انا اللي بصمم الديكور الجديد للشركة بتاعته مع خالو ، كان عندي فضول اعرف
نظرت لها والدتها بصمت للحظات فسألتها أماليا بارتباك :
بتبصيلي كده ليه يا ماما !!
نفت برأسها قائلة بهدوء ظاهري :
مفيش انا قايمه احضر العشا
مشت عدة خطوات ثم التفتت لها قائلة بحدة :
أماليا ، ركزي في شغلك و بس واللي لو امكن تخلصيه بسرعه في الشركة دي ، مينفعش تفكري في سفيان بأي شكل من الأشكال ، كلامي مفهوم
ردت عليها بتوتر :
معرفش ليه حضرتك بتقولي كده ، كان بس مجرد سؤال فضولي مش اكتر
تنهدت الأخرى قائلة بضيق :
اتمنى يكون كده و ميكونش حاجة تانية !!!
…….
باليوم التالي بالجامعة و بالاخص المقهى الموجود بالجامعة حيث يجلس الفتيات
نظرت لينا لهمس و ميان قائلة بمرح :
ايه شبعتي عسل ولا لسه ، استحليتوا قعدة البيت مش كده !!
رددت ميان بكسل :
مكنتش قادرة انزل والله فارس هو اللي اجبرني عشان ميفوتنيش حاجة
رددت همس هي الأخرى :
نفس الكلام شكلهم متفقين
ثم نظرت للينا التي تجلس بحذر على احد المقاعد تضع يدها على بطنها البارزة :
هما مالهم بيتهامسوا كده ، فيه ايه !!
– مش يزن هيتجوز بسمة !!
قالتها لينا بعفوية لميان و همس التي لم تقول سوى :
هما الاتنين يستاهلوا بعض ، هي انانيه و هو ميتخيرش عنها
رددت ميان بشرود :
الحياة دي غريبة اوي يا بنات بين يوم و ليلة حياتك تتبدل ، كنت في حال و بقيت في حال تاني ، كلنا كده ، اللي اتأذى فينا ربنا عوضه واللي كان السبب بيدفع التمن لحد دلوقتي
ثم تابعت بحزن :
بس بيدفعه باسوأ حاجة و هي الندم ، انك تعيش بالشعور ده طول عمرك و تقول ياريتني و في كل لحظة حلوه مش قادر تفرح بيها و دايماً تقول لو الزمن يرجع ، دي حاجة صعبة اوي
وافقتها كلاً من همس و لينا الرأي و على ذكر يزن نجده هنا بالفيلا الخاصة بوالده يضع يده بيده و يردد خلف المأذون الذي ما انتهى من كتب كتابهم ردد جملته الشهيرة :
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
لم يتحدث احد غادر المأذون في صمت و الجميع يجلس في صمت مستنكرين ما يفعله ” يزن ”
توقف مقبلاً جبين بسمة التي ستنهار بأي لحظة و ستنفجر باكية من شدة القهر و ما تشعر به الآن من ألم ينهش قلبها
التفت إليهم قائلاً بهدوء ظاهري :
انا حجزت لينا في مطعم بره نتعشى كلنا سوا ، يلا عشان منتأخرش !!
مسكت والدته بيده تجذبه لأحد الغرف رغماً عنه و ما ان اصبحت معه بمفردها رددت بحدة و استنكار :
شوف انا مكنتش موافقة ع الجوازة دي ابداً ، بس لازم اقولك كام حاجة تخليهم حلقة في ودنك ، اتقي الله في مراتك ، صحيح هي عملت بلاوي بس بتحبك ، قلبها مقهور بره و شكلها مكسورة من اللي بتعمله فرح لأ و لا قرايب عزمت ، هتعيش معانا هنا كمان ، طب فين حقوقها ، فين حرية الاختيار ، غصبتها على كل ده……
قاطعها قائلاً ببرود :
هي وافقت على كل ده خيرتها و هي وافقت ، يبقى الموضوع خلص ، هي اللي عملت في نفسها كده ، مترجعش تشتكي !!
صرخت عليه والدته بخيبة امل و غضب :
خيرتها بين ايه و ايه ، شايف انها تستاهل كل ده ، طب انت بقى تستاهل ايه ما انت كنت زيها غلطت هي عملت في نفسها كده و انت…….
قاطعها قائلاً بغضب و قهر و صوت عالي وصل إلى مسامعهم في الخارج :
انا كمان غلط عارف و بدفع التمن زيها ، عقابي اني اعيش معاها و انا مش طايقها و لا قادر اسامحها ، عقابي اني اتجوزتها و قبلت بيها ، عقابي اني اشوف اللي بحبها و عايزها في حضن غيري و اسكت و اقبل ببسمة لأن مفيش قدامي غيرها
ثم تابع بحقد و غضب :
لو مكنتش ظهرت قدامي يومها كانت همس زمانها ليا ، لو مكنتش ظهرت في حياتي من الأول مكنش حصل كل ده ، انا و هي عقاب بعض يا امي ، انا و هي نستاهل بعض ، عقابي اني هعيش معاها و مش بحبها و لا طايقها و عقابها انها تعيش و تتجوزني و انا بحب غيرها
خرج من الغرفة بغضب اعمى لتصطدم عيناه بأعين الجميع المليئة بالحسرة لكن قبلهم كان اعين بسمة التي انسابت منها الدموع بقهر و ألم
اقتربت منه قائلة بوجع :
عندك حق في اللي قولته ، بس العيب مش عليك ، العيب عليا انا ، ياريتني فعلاً ما ظهرت في حياتك ابداً و لا شوفتك
كادت ان ترحل لكنها عادت إليه مرة أخرى قائلة بدموع :
انت عمرك ما حطيت نفسك مكان حد ، شايف نفسك الأهم دايماً ، كل اللي يفرق معاك انت عيشت ايه ، انما غيرك يولع
ثم لكمته بصدره قائلة بوجع :
انا بعترف اني غلطت ، بس كنت أعمل ايه ، انا بنت ، بنت و عايشة لوحدي في الدنيا دي ، مليش حد يقف ليا و لا ضهر و لا سند ، معنديش غير شرفي ، خوفت لإني معنديش اللي اتسند عليه ، خبيت و كدبت عشان انقذ الحاجة الوحيدة اللي املكها
ثم تابعت بدموع و قهر :
كدبت و كدبة جرت كدبة ، لا كنت عاملة حسابي اني هحبك و لا الامور هتوصل بيا لكده ، كنت عايز مني ايه اجي احكيلك ، طب انا أعرف منين عشان اروح احكيلك و انا اول مرة اشوفك و اعرفك ، ما يمكن كنت تطلع اسوأ منه ، لما عرفتك و حبيتك كنت عايزه احكيلك بس خوفت بردو متصدقنيش و لا تعذرني !!
اشارت له بيدها قائلة بسخرية مريرة :
كان عندي حق اخاف لأنك عملت اللي خايفة منه ، مش عايز تصدقني و لا تعذرني ، شايفني عقاب ليك ، حتى مش طايقني و مجبور عليا
مسحت دموعها التي سرعان ما تعود و تنساب من جديد :
همس كان معاها حق ، ربنا بيحبها عشان كده بعدها عنك ، انا كمان لازم ابعد عنك ، انت لا تستاهلها و لا تستاهلني ، انت متستاهلش حد
نزلت دموعها اكثر و هي تقول بألم :
ورقة طلاقي توصلني و اتمنى تكون دي اخر مرة اشوفك يا….يا يزن !!!
قالت الأخيرة و ركضت للخارج و خلفها قريبتها تحاول اللحاق بها بعدما القت نظرة غاضبة محتقرة ليزن الذي تهاوى ارضاً يضع رأسه بين يديه و يرتسم على وجهه الهم و الحزن
بينما بالخارج حاولت ان تلحق ببسمة التي ما ان خرجت من الباب الخارجي للفيلا و الذي يقود إلى الطريق السريع
كانت الدموع تغشي عيناها و تشوش الرؤية لديها فلم تنتبه للسيارة التي جاءت من خلفها صدمتها بقوة حتى سقطت ارضاً غارقة في دمائها 💔
…….
بعدما خرج من الشركة اكتشف انه نسى هاتفه بالداخل عاد مرة اخرى كان موعد انصراف الموظفين
و بالفعل لم يكن بالشركة سوى القليل فقط !!
انتبه لصوت يأتي من الجهة التي من المفترض انها خالية من الموظفين حيث يقام فيها التجديدات
دخل يبحث عن مصدر الصوت ليجد تلك المصيبة تقف على درج عالي تحاول التقاط هاتفها الذي يتعالى رنينـه
سأله بتعجب :
انتي لسه مروحتيش !!
التفتت بفزع على اثر صوته فاختل توازنها و كادت ان تسقط لكنها اقترب يتلقفها ليصبح الوضع كالتالي تستند بيديها على كتفه و هو يحاوط خصرها النحيل بيديه رفعت وجهها الذي دفنته بكتفه من الفزع
لتلتقي عيناها بخاصته كانت قريبة منه للغاية لدرجة ان انفها يلامس خاصته
دون ان يشعر رفع يده يبعد خصلات شعرها الذي يتطاير بنعومة حول وجهها يضعه خلف اذنها
انتبهت لوضعهما فانزلت يدها من عليه تضعه على يده التي تحاوط خصرها تبعدهم عنها لكنه كان شارداً فيها و لم ينتبه فرددت بتوتر و خجل من الموقف و لم تنتبه انها لأول مرة تنطق اسمه :
س…. سفيان !!!
انتبه على نفسه فابتعد عنها بحرج لتركض سريعاً للخارج دون ان تنظر خلفها و تركته يشد بخصلات شعره معنفاً نفسه على ما حدث !!
………
مرت الأيام بسرعة، وتحولت الأسابيع إلى شهر
ذات يوم جلست أماليا في شقتها، عيونها تتجول في أرجاء المكان بينما تفكر في سفيان. كان حضور سفيان في حياتها يثير الكثير من التساؤلات رغم تعمق العلاقة بينهما، ظل سفيان غامضًا بعض الشيء مما جعلها تشعر بالحيرة !!!
هل المشاعر التي بدأت تنمو بقلبها تجاهه هي مشاعر الحب ، أم مجرد انجذاب إلى الغموض الذي يحيط به !!
من جهة أخرى كان سفيان يشعر نحو أماليا بشعور لا يستطيع تفسيره هو حب أم انجذاب لشخصيتها أم لانها نوعاً ما ملئت الفراغ و الوحدة التي كان يشعر بها مؤخراً كان خائفاً من ان يتخذ خطوة و يظلمها معه مثلما فعل مع ميان…
……
في غرفة مظلمة لا يكسر سكونها سوى صوت الجهاز الذي يقيس ضربات القلب
كان يزن يجلس على كرسي بجانب السرير عيناه مثبتتان على الجسد الهامد أمامه انها ” بسمة ”
لكنها ليست كما عرفها من قبل…ملامحها الشاحبة لا تعكس أي حياة، وكأن روحها غادرت هذا الجسد منذ أن دخلت في غيبوبة قبل شهر
نظر إلى نفسه في مرآة صغيرة معلقة على جدار مرحاض الغرفة، لم يعرف الرجل الذي يحدق فيه ذقنه الطويلة، الهالات السوداء تحت عينيه، وجسده الذي بات هزيلاً
كأن الحياة نفسها هجرت كل ما فيه ضاق صدره بحمل أثقل من أن يطيقه، حمل الذنب الذي يطارده في كل لحظة
همس بإسمها “بسمة…” لكن صوته كان أقرب إلى نداء يائس، مزيج من الخوف…الحزن…والندم….
عاد بذاكرته إلى الوراء…هل كان فعلاً يحب همس ؟
اليس من المفترض انه كان يحب بسمة من الأساس ؟
لكن تلك اللحظة التي رأى فيها بسمة غارقة في دمائها، شعر أن قلبه انتزع من صدره، وكأنها حملت معها جزءاً منه !!
لكن إن كان يحب بسمة فلماذا تركها تعاني؟
لماذا ركض وراء همس وترك بسمة تتآكل أمام عينيه؟
ابتسم بسخرية مريرة لقد فعل نفس الشيء مع همس ايضاً !!!
” أنا أناني… أنا مؤذي ” همس لنفسه وكأن الكلمات تحولت إلى سيف يمزق صدره جلس في صمت مستسلماً لفوضى مشاعره غير قادر على تحديد ما يريده حقاً
هل كان يبحث عن حب جديد مع همس ؟
أم انه لم يحبها من الأساس ؟
من أحب ، من يريد ؟
في تلك اللحظة لم يكن يعرف الإجابة كل ما يعرفه أن قلبه قد تحطم ، وأنه ظلم كل من أحبهن
بعد دقائق…
خرج من الغرفة وهو يشعر كأنه يتحرك في ضباب كثيف لم يكن يشعر بأي شيء جسده ثقيل و عقله مشوش
فجأة وجد نفسه وجهاً لوجه مع جميلة قريبة بسمة التي كانت تقف عند باب الغرفة عيناها مشتعلة بالغضب…
– انت متستهلش حبها !!
صرخت في وجهه بصوت مليء بالمرارة :
قاعد معاها ليه…قالتلك إنها مظلومة مصدقتهاش…انت مابتحبش غير نفسك وبس
شعر بثقل كلماتها وكأنها رصاص يخترق صدره، لكنه لم يستطع الرد كانت عيونه تائهة لا تعرف إلى أين تتوجه لا تفهم حتى من أين جاء كل هذا الألم
جميلة لم تتوقف استمرت في مهاجمته و الدموع تغرق وجهها :
لو حصلها حاجة ذنبها في رقبتك…مراعتش إنها بنت في وسط مجتمع هينهيش فيها لو حاجة زي دي نزلت واتفضحت ليه…كانت بتحبك بس مكنش في إيدها حاجة تعملها
وقف عاجزاً غير قادر على قول شيء….صوتها كان يعيد له ذكريات تلك اللحظات التي أدار فيها ظهره لبسمة، تلك اللحظات التي اختار فيها أن يهرب إلى همس يعترف لها بحبه بدلاً من أن يواجه الحقيقة و يسمعها !!
تابعت جميلة حديثها بحدة و دموع :
هي خسارة فيك، و همس ربنا بيحبها عشان خلصها من واحد زيك…هي لو خاينة، فأنت خاين أكتر بدلتها بغيرها وكنت هتتجوز همس عشان تنساها بيها شوية بتحب بسمة، وشوية بتحب همس. ودلوقتي اتجوزت بسمة وهتموت عليها !!!
كلمات جميلة اخترقت يزن بعمق وشعر بالضياع اكثر غير قادراً على تمييز مشاعره بعد الآن كل ما يعرفه أنه في تلك اللحظة كان محاطًا بشبحين…أحدهما يمثل حبه الضائع، والآخر يمثل ذنبه الذي لا يغتفر !
لحظة…اثنتان…ثلاث…بعدها لم يعد يزن يشعر بشيء كل شيء من حوله بدأ يضيق ويخفت كأن الغرفة تتحول إلى نقطة صغيرة في الظلام عيناه أصبحتا ثقيلتين وصدى كلمات جميلة يطغى على كل صوت آخر في رأسه
فجأة شعر كأن الأرض تسحب من تحته وسقط
جسده انهار على الأرض بقوة فاقدًا الوعي !!!
……
بعد شهر العسل بدأت همس تدريبها في المستشفى الخاصة بفارس برفقة ميان و في أحد الأيام
أثناء تجوالهما في ممرات المستشفى شعرت ميان فجأة بالدوار واستندت على الحائط
هرعت همس نحوها بقلق قائلة بعدما جعلتها تجلس :
ميان، أنتي كويسة…فيكي إيه !!
أجابت ميان بتعب وألم شديد في معدتها :
“مش عارفة بقالى كام يوم تعبانة
سألتها همس بقلق :
طب فارس عارف…ازاي تسكتي على نفسك كل ده من غير ما تكشفي….بتستهبلي والله
ظهرت علامات الضيق على وجه ميان و هي تستند برأسها على الحائط ساعدتها همس في الوقوف قائلة بصرامة :
قومي واسندي عليا هنروح نكشف دلوقتي احنا أصلاً في المستشفى
….
بعد حوالي نصف ساعة
كانت الطبيبة تسحب عينة دم من ميان وتدون عليها بضع كلمات…ثم أعطتها للممرضة قائلة :
تحليل مستعجل النتيجة تطلع خلال ساعة بالكتير
سألت ميان وهمس معاً :
تحليل إيه ده…ما تفهمينا !!
ابتسمت مها، التي أصبحت صديقة لهما منذ أن بدئوا العمل بالمستشفى قائلة :
اهدوا، مفيش داعي للقلق…أنا سألتك حاسة بإيه… قولتي دوخة وآلام في معدتك و زيادة في القيء الفترة دي….وكمان سألتك عن أخبار الضيفة اللي بتيجي كل شهر قولتي اتأخرت
أومأت ميان برأسها فتابعت مها ضاحكة :
كل ده ما لفتش نظركم لحاجة !!
ردت همس بضيق ونفاد صبر :
جيبي من الآخر يا مها، قلقتينا، مالها ميان
حركت مها رأسها بيأس وقالت :
دخلتوا طب ازاي..أنا مش عارفة أصلاً ليه ما رحتوش لدكتور متخصص وجايين ليا
ردت ميان بنفاد صبر وتعب :
انجزي يا مها….في إيه !!
أجابت مها بابتسامة واسعة :
فيه اني متأكدة بنسبة ٩٠ ٪ ان الدكتور فارس و حضرتك هتستقبلوا ضيف صغنون إن شاء الله بعد تسع شهور….ينور دنيتكم بس هتأكد اكتر بعد التحليل !!!!!
صُدمت ميان مما قالت و تجمدت مكانها بينما كانت مشاعرها تتداخل بين الصدمة والفرح صرخت همس بسعادة وعانقت ميان بقوة :
هتبقي أحلى مامي يا ميان
دمعت اعين ميان و شعرت بشعور عميق من الفرح يجتاحها و بينما كانت دموعها تسقط لم تستطع إلا أن تفكر في فارس تصورته وهو يتلقى هذا الخبر كيف ستتغير ملامحه إلى الفرح و الحماس
اختلطت مشاعرها بالفرحة العارمة والحماس لمشاركة هذا الخبر السعيد مع فارس
ابتسمت بسعادة بعدما خطر ببالها شيء من المفترض ان غداً عيد ميلاد فارس لكنها ستغير الخطة !!!!!
……
– نايمه !!!
رسالة من كلمة واحدة فقط وصلت لأماليا عبر تطبيق التواصل الاجتماعي ” الانستغرام ” من سفيان الذي تردد كثيراً قبل ان يرسلها فالوقت متأخراً
بتردد مماثل له كانت أماليا تجيب عليه برسالة :
لأ
سألها محاولاً فتح حديث معها :
صاحية ليه لحد دلوقتي
تنهدت و هي تعاود النظر إلى السماء قبل ان ترسل له بتردد و حيرة :
مش جايلي نوم خالص
تنهد هو الآخر قبل ان يجيب عليها برسالة :
انا كمان ، بس انتي مش جايلك نوم ليه !!
تكومت بداخل الارجوحة التي تحتل جزء كبير من شرفتها الصغيرة و هي تقول بحيرة :
بفكر !!
سألها سفيان : بتفكري في ايه ؟
تنهدت و لم تعرف بما تجيب !!
هل يمكن ان تخبره انها تفكر به هو !!!
عندما لم تجيب عليه و استغرق الأمر بضع دقائق بتردد كان يتصل بها سرعان ما انتفضت الأخرى عندما شعرت باسمه ينير شاشة هاتفها !!
قلبها يريدها ان تجيب عليه بينما عقلها يرى ان ذلك خطأ كبير و كالعادة كما يحدث مع الكثير منا مشاعر القلب تغلبت عن اي شيء اخر و اجابت عليه بتوتر شديد
صمتت و كذلك فعل هو حتى تجرأ و قطع هو الصمت قائلاً :
بتفكري في مين مطير النوم من عينك !!
تنهدت قائلة بحيرة :
في واحد غامض بالنسبة ليا !!
سألها بهدوء :
ليه غامض !!
ردت عليه بحيرة ارهقتها :
عشان معرفش عنه حاجة ، دايما في حيرة اللي بيعمله حاجة و نظرات الباقين ليه حاجة تانية ، مليش حق اني اسأل ، بس….اا…اا….
صمت للحظات قبل ان يقول بحزن :
بس ايه !!
رددت بحزن و هي تسمح بيدها على مقدمة شعرها :
مفيش !!
سألها بتردد :
انتي حبتيه !!!
كان الرد عليه صمت دام لدقائق قصيرة فرد هو بدلاً عنها قائلاً بحزن :
اي واحدة مكانك هتخاف على نفسها و تبعد و هيكون ليها كل الحق ، انتي تستاهلي تحبي حد أحسن بكتير و رغم ان هو محتاج ليكي جنبه بس انتي تستاهلي الأحسن منه
صمتت و لم تجيب ليتنهد هو قائلاً بحزن :
تصبحي على خير !!
قبل ان يغلق الهاتف جاءه صوتها الخفيض :
مش عارفة بحبه ولا لأ ، حاجات كتير اوي بحسها ناحيته ، اهمها اني مش عايزاه يبعد عني و مش عايزة يجي يوم عليا من غير ما اشوفه ، عايزاه جنبي طول الوقت ، لما بيبعد عني بزعل اوي و بحس اني مخنوقة…….ونفسي اعرفه اكتر !!
هربت دمعة من عيناها تعبر عن حيرتها و هي تتابع حديثها بصوت خفيض :
لو اللي بيحب بيحس بكده ، يبقى انا…..يبقى انا كده بـحـبـه !!!!!!!!!!
ثم تابعت بتساؤل و صوت حزين :
بس هو بقى بيحبني !!!
اغمض عينيه قائلاً بحزن و حيرة :
هو مش عارف حاجة خالص ، مش عارف غير انه مش عايزك تبعدي عنه و تفضلي جنبه !!!
ثم تنهد بعمق متابعاً بحزن :
بس في نفس الوقت شايف انك تستاهلي الأحسن منه بكتير ، شايف انك ملاك و تستاهلي حد يكون شبهك و زيك
سألته بحيرة :
هو ايه حكايته بالظبط !!
ردد بسخرية مريرة :
حكايته لو عرفتيها هتكرهيه و تكرهي الساعة اللي شوفتيه فيها ، هتبعدي زي ما كلهم بعدوا عنه !!!!!
……..
في اليوم التالي بمنتصفه عام فارس للمنزل يبحث في أنحاء المنزل عن ميان لكنه لم يجدها اتصل بها ليفاجأ بصوت رنين قادم من غرفة النوم….
بدت تعابير الدهشة على وجهه وهو يتوجه إلى الغرفة ليجد هاتفها المحمول على الطاولة بجانب الفراش تحته ورقة مطوية فتحها ليقرأ :
عشان تلاقيني محتاج تتعب شوية، فكر في الحاجة اللي كنت تعملها لما نكون متخانقين سوا…بحبك
ابتسم فارس وضحك بخفة ثم انتقل إلى الغرفة الأخرى والتي كانت غرفتها السابقة ليجد صندوقًا على الفراش على الصندوق ورقة مكتوب عليها : بحبك تاني
فتح الصندوق ليجد صندوقًا أصغر بداخله ، وعندما فتحه وجد ورقة صغيرة مدونًا عليها “بموت فيك”
ضحك فارس بسعادة و هو يتساءل بداخله ” روحتي فين يا ميان ”
ثم فتح الصندوق الأصغر ليجد ورقة أخرى مكتوبًا عليها :
اهدا يا عم، هتعرف روحت فين…ندخل في الجد بقى، أكتر مكان بحب أقعد فيه بالبيت علطول
قرأ السطور الأخيرة و ابتسم، قائلاً :
عارفه إنه كتير بس رخامة….دور عليا بقى
ضحك بقوة وتوجه إلى غرفة المعيشة حيث يجلسان عادةً لمشاهدة الأفلام ليجد ورقة أخرى مطوية وعندما فتحها ضحك بخفوت ” لا، أنا مش هنا ”
توجه إلى الشرفة حيث وجد ورقة مطوية على الطاولة وعليها وردة حمراء فتح الورقة وابتسم عندما قرأ :
برافو عليك، بس أحب أقولك إن المكان الوحيد اللي أحب أكون فيه بكل الدنيا هو حضنك لأنه المكان الوحيد اللي بحس فيه بالأمان…احم…المهم خلينا في الجد زي الشطور انزل تحت هتلاقي حد يجيبك عندي، بس الأول روح أوضتنا وافتح الدولاب
توجه فارس إلى غرفة النوم وعندما فتح الخزانة وجد ملابس له معلقة وعليها ورقة صغيرة مكتوب عليها : يلا البسني
ارتدى بنطال جينز أزرق وقميص أبيض، ثم وجد وردة أسفل عطره مكتوبًا عليها “يلا رشني”
ضحك و هو ينثر العطر و سرعان ما لاحظ كلمة “بحبك” التي جعلته يشعر بالسعادة
نزل إلى الأسفل ليتفاجأ بسائق عائلتها يفتح له الباب بصمت صعد إلى السيارة وجد ورقة بجانبه مكتوبًا عليها :
طب بذمتك الناس مصعبتش عليك وانت نازل من البيت كده، هيحصلهم زهول لما يشوفوا القمر ماشي على الأرض أيوه….ابتسم كمان واخطف قلوبهم أكتر ع العموم أحب أقولك انني بحبك اكتر منهم ومن اي حد
ضحك فارس بسعادة تغمر قلبه و تملكه الشوق لرؤيتها الآن !
بعد وقت….
توقفت السيارة في الميناء حيث ترسوا السفن قبل أن يتحدث شعر بالسائق يضع قماشة سوداء على عينيه، معتذرًا :
أنا آسف يا دكتور فارس…أنا بنفذ الأوامر !!
ضحك فارس بخفوت و توجه مع السائق إلى القارب الصغير وبعد وقت توقف القارب.وجاء السائق ليحل العقدة من على عينيه ، مشيرًا له بصعود اليخت الكبير
صعد فارس إلى اليخت وعيناه تبحث عنها حوله بكل مكان حتى وقع نظره عليها كانت تقف على سطح اليخت المزين بالأضواء والورود الحمراء متألقة بثوب أبيض !!
كان هذا الثوب هو نفسه الذي أهداها إياه بعد الزواج في اول مناسبة تحضرها معه كزوج و زوجة
تجمد للحظة، مذهولًا بجمالها ورقتها كأنها تشرق بين الورود اقترب منها ببطء وعيناه تملؤهما الافتتان يشعر بقلبه ينبض بقوة
وقفت ميان أمامه بابتسامة جميلة وعيناهما تتلاقى حيث شعرت ميان السعادة و هي دوماً ترى نفسها بعيناه أجمل النساء و منذ ان عرفته لم تجد بعيناه غيرها فقط
اقترب منها ببطء، نظراته مليئة بالحب و الشغف لا يصدق كيف لها ان تسرق منه أنفاسه هكذا جذبها اليه يقبلها بحنان…قبلة مليانة بالمشاعر التي يعرف ان مهما تحدث قليل
ابتعد عنها مستنداً بجبينه على جبينها قائلاً :
نا بحبك اوي… مفتون بيكي بطريقة مش طبيعية إنتي عملتيلي سحر صح !
ضحكت بسعادة وهي تعانقه بحب قائلة بصدق :
انا مبسوطة أوي يا فارس
ابتعدت عنه قليلًا و عيناها تملؤهما لمسة من الحزن وسألته :
انت ليه مظهرتش في حياتي من زمان…يا خسارة كل لحظة عيشتها بعيدة عنك وبعيدة عن حضنك اللي عمره ما حسيت فيه غير بالأمان
تلاقت نظراتهما وفي تلك اللحظة لم يكن هناك حاجة للكلمات كان هناك حديث صامت بين الأعين، مليء بالمعاني العميقة التي لا تحتاج إلى تفسير
فارس قد اغرقته سعادته بها ولم يستطع الرد بالكلام فجذبها إليه مجددًا وقبلها بعمق…قبلة مليئة بالعشق الذي لا ينفك بل يزداد مع كل لحظة
– كل سنة و احنا مع بعض يا حبيبي
قالتها ميان بحب و هي تحاوط عنقه بينما الآخر إمارات السعادة تبدو جليه على ملامح وجهه و هو يرى ما قامت بتحضيره لأجله لم يفرح بتلك الأشياء بل سعادته الكبرى و الوحيده انها تذكرته و فكرت به
لم يجد ما يعبر به من الكلام فباغتها بقبلة أودع بها عشقه الكبير و الصادق نحوها ابعدته عنها على الفور قائلة فجأة :
احنا مش لوحدنا !!
ردد بزهول و هو ينظر حوله :
نعم ، مين اللي موجود هنا معانا !!!!!
جذبته إليها قائلة بخفوت بجانب اذنه :
ده ضيف صغنن خالص
سألها بتعجب و هو لا يزال ينظر حوله ليعرف من معهما :
مين ده و فين
التقطت يده تضعها على بطنها قائلة بابتسامة واسعة :
هو قاعد هنا !!!!!!!!
لم يستوعب ما قالت فسألها ببلاهة :
بيعمل ايه !!
ضحكت قائلة بمرح :
بيصيف ايه يا فارس مالك
اغمض عينيه و اخذ يفتحها عدة مرات بزهول و صدمة مردداً بلسان ثقيل من الصدمة :
ده بجد !!
اومأت له عدة مرات و لم تقدر على تمالك دموعها التي انسابت من شدة الفرحة :
هتبقى أحلى بابا يا فارس
بدون سابق انذار حملها بين ذراعيه و اخذ يدور بها صارخاً بسعادة لكونه سيصبح اباً عن قريب
ضحكت ميان بقوة و السعادة تغمر قلبها لرؤيته سعيداً بتلك الدرجة انزلها و هو يكوب وجهها بيديه يقبل كل انش به بسعادة ثم انحنى اخيراً يضع يده على بطنها موضع الجنين تاره يقبله بحنان و تاره يضع رأسها عليها كأنه يعانق طفله
انحنت لمستواه سرعان ما انتفض يمنعها من ذلك قائلاً بلهفة شديدة و هو يحاوطها برفق :
لا متوطيش ، كده غلط عليكي تعالي انتي واقفة ليه اصلاً
حملها بين ذراعيه دون ان يعطيها فرصة للحديث يضعها على الأريكة الموجودة بأحد الزوايا قائلاً بلهفة كبيرة :
عرفتي امتى و ازاي ، انتي كويسة مش نفسك في حاجة ، حاسة بأي تعب طيب ، طالما حامل بتعملي كل المجهود ده انهارده ليه و مرتاحتيش ، احنا هنلف و نرجع دلوقتي نطمن عليكي و عليه ، ايوه….
وضعت يدها على شفتيها توقفه عن الحديث و هي تضحك قائلة بسعادة :
براحة واحدة واحدة يا فارس
جذبها لاحضانه بسعادة دقائق و ابتعد عنها مقبلاً جبينها بكل حب فبدأت هي تسرد عليه كل شيء و ما ان انتهت رددت بسعادة :
ملقتش هدية اجمل من كده تكون هدية عيد ميلادك
ردد بحب و يضع رأسها على صدره :
انتي أجمل هدية يا ميان ، انتي أجمل حاجة حصلت في حياتي ، انا بعشقك
ابتسمت بسعادة تقبل وجنته قائلة بحب و هيام :
وانا بموت فيك يا فارس ♡
التقط اعينهما بنظرة طويلة مليئة بالعشق بادرت ميان تلك المرة و الصقت شفتيها بخاصته كان كلاً منهما غارقاً في الآخر
ابتعد فارس بصعوبة قائلاً :
مش هينفع
سألته بتعجب من ابتعاده :
ليه !!!
رد فارس عليها و هو يقف يوليها ظهره مردداً برغبة يكافح لأخماده لأجل سلامتها هو طفله :
انتي لسه في اول الحمل كده غلط و قبل كده كان فيه….
رددت بصعوبة و هي تتذكر جنينها السابق الذي اجهض بتلك الليلة المشئومة :
متخافش انا كشفت و الدكتورة قالتلي ان كله تمام و مفيش اي خطر عليا انا و البيبي يا فارس
اقترتب تعانقه من الخلف و تستند برأسها على ظهره مرددة بحب و عاطفية :
متبعدش يا فارس
التفت ينظر إليها ليرى مدى رغبتها في قربه كان متوجساً من الاقتراب حتى لا يؤذيها لكنها طمئنته قائلة :
متخافش علينا يا فارس ، لو فيه اي خطر عمري ما كنت هغامر بالبيبي و اضره
كانت ترى رغبته بها و خوفه من ايذائها هي و الجنين فبادرت هي تقبله بحب قائلة :
انت حياتي و روحي يا فارس ♡
حملها بين ذراعيه برفق و برومانسية ينزل بها لغرفة النوم الموجودة بالأسفل و ما ان دخل اغلق الباب بوجوهنا جميعاً كلاً منهما غارقاً في الآخر و سكتت شهرزاد عن الكلام المباح
…….
بعد عودة ميان وفارس إلى منزلهما، سرعان ما انتشر خبر حمل ميان بين الجميع لتغمر السعادة قلوبهم خاصة أهلها وأهله
كانت الفرحة عظيمة لدرجة أن العائلتين قامتا بتقديم الأضاحي كتعبير عن الفرح والشكر لهذا الخبر السار
باتت أجواء الفرح والتهاني تملأ المكان حيث اجتمع الأحبة للاحتفال بهذا الحدث السعيد والكل يترقب بشوق ولادة الطفل الذي سيضيف مزيدًا من البهجة إلى حياتهم
……..
في غرفة الاجتماعات، بعد خروج الموظفين ظل سفيان و قصي وحدهما
لاحظ قصي تشتت سفيان خلال الاجتماع فسأله :
سفيان مالك طول الاجتماع مش مركز و سرحان ، حصل حاجة معاك و لا ايه !!
تنهد سفيان بعمق ثم قال بعد صمت.:
تايه ، حاسس اني تايه…جزء من قلبي لسه متعلق بميان ، وجزء تاني عايز قرب أماليا ، بس خايف أظلمها….مش متأكد إذا مشاعري حقيقية ولا لأ
ثم تابع بحزن مبتلعاً غصة مريرة بحلقه :
انا تعبان يا قصي
نظر إليه قصي بحزن لكنه ردد بجدية :
لازم تواجه نفسك و تاخد خطوة ، خليك صريح مع نفسك ومع أماليا لو مش حاسس إنك تقدر تديلها كل اللي تتمناه يبقى الأحسن تكون صريح معاها و تقولها كل اللي في قلبك
رد سفيان بحزن :
لكن الصراحة ممكن تأذيها وتجرحها
طمأنه قصي قائلاً :
الصراحة هي احسن و اقصر الطرق ، خليها هي اللي تقرر بعد كده إذا حابة تكمل ولا لأ
صمت سفيان مفكراً في كلام قصي لكن سأل نفسه بقلق كبير و خوف تسرب إلى قلبه
إذا اكتشفت أماليا ماضيه، هل ستقبل به ؟
كيف ستنظر إليه ؟
هل ستكون قادرة على الوثوق به من الأساس ؟
تنهد سفيان وهو يتذكر حديثه مع فريدة منذ فترة قصيرة
Flash back
كان يجلس برفقة فريدة يتناول معها الغداء في صمت قطعته قائلة بمكر :
عسولة اوي أماليا !!
اومأ لها بصمت و لم يعقب على حديثها فتابعت :
باين عليها متربية و بنت ناس ، الف شاب يتمناها
لم يعقب ايضاً فلم تجد حل سوى ان تقولها مباشرة :
ايه رأيك تتجوزها !!
جز على اسنانه مردداً بحدة :
فريدة شيليني من دماغك و موضوع الجواز دي انسيه تماماً ، طلعي أماليا من دماغك لأني مش هسمحلك تخليها نسخة من ميان
ردت عليه بحدة و غضب :
ميان…ميان…ميان…ايه مش هنخلص منها و من سيرتها ، الحق عليا اني عاملة على مصلحتك ، فوق بقى من الوهم اللي معيش نفسك فيه ، لسه فاكر انها بتحبك و في يوم هترجعلك تبقى غلطان دي قليلة الاصل و خدعتنا المدة دي كلها ، هي لا حبتك و لا باقية عليك ، مع اول فرصة جت ليها اتجوزت و عاشت حياتها و سابتك !!
صرخ عليها بغضب و نفاذ صبر :
فوقي انت من الوهم اللي معيشة نفسك فيه ، مش كفاية عليكي ذنب ميان عايزة تشيلي ذنب أماليا ، مفكراني غبي انا عارف انك هتلفي و تدوري و تعملي نفس الاسطوانة على أماليا و هتطلعيني ضحية و ميان هي المذنبة مع ان العكس صحيح و انا و انتي المذنبين في حقها
ردت عليه بمكابرة و حدة :
فين الغلط مش هي بتحبك زي ما بتقول ، كان حصل ايه يعني ما ياما بيحصل بين المتجوزين ، هي اللي كأنها ما صدقت تخلص منك عشان ترمي حبالها على غيرك
رد عليها بحدة و نفاذ صبر :
انتي ازاي كده ، انا مش عارف اقولك ايه ، فوقي لنفسك يا فريدة قبل ما تخسري كل حاجة ، و اولهم انا ، لو قربتي من أماليا او وصلني انك بس عملتي نفس اللي عملتيه مع ميان انا اللي هقف ليكي و ساعتها كمان هتنسي ان ليكي حفيد اسمه سفيان ، و لو عاملة عليا انا بقولك ملكيش دعوة بيا ، مش محتاجة مساعدتك !!!
Back
جزء بداخله يخشى فريدة و ما يمكن ان تفعله بأماليا
هل سيعاد الماضي و تصبح أماليا نسخة من ميان !!
راقبه قصي بحزن عميق، وهو يعلم بالصراع الذي بداخل سفيان…
رأى الألم والحيرة واضحين على وجهه ، وعرف مدى معاناته همس قصي في نفسه بالدعاء متمنياً أن يهدي الله قلب سفيان ويمنحه الراحة و السلام
…….
– ممكن اعرف طلبت تشوفني ليه؟
قالتها أماليا بنبرة يملؤها الفضول وهي تنظر إلى سفيان الذي استجمع نفسه ثم أخذ نفساً عميقاً قائلاً بتردد واضح :
اسمعيني للآخر و فكري في كلامي براحتك ، بعد كده ردي عليا !!
أومأت برأسها موافقةو هي تستمع إليه بتركيز فابتلع ريقه وقال بخوف داخلي :
عارف إننا اتقابلنا من فترة قصيرة، وإن طلبي دلوقتي ممكن يكون مجنون بالنسبة ليكي….و ممكن جداً ترفضي
سألته بتردد وحرج :
قصدك إيه !!
تنهد بعمق وأجاب بتردد :
قصدي…إني عايز أتجوزك !!!!!!!!
تهربت من نظراته بعيداً و أخذت تحك جلد يدها بتوتر ملحوظ فتابع سفيان بوضوح :
خلينا نكون صرحاء مع بعض فيه مشاعر متبادلة بينا من ناحيتي مش هقولك حب، هقولك ارتياح…لو قولتلك حب هبقى بكذب
ثم تابع بصوت منخفض يملؤه الحزن :
عارف إن طلبي ظلم ليكي ، بس بجد أنا متلغبط و حاسس إني محتاجك جنبي
نظرت إليه بجدية وسألته :
انت لسه بتحب ميان، مش كده ؟
تحاشى النظر إليها فتابعت هي بهدوء يعكس مشاعرها المختلطة :
شوف أنا محبتش قبل كده، وتجاربي في الحياة مش كتيرة…قرار زي ده مش هيتاخد لمجرد شعور بالارتياح
ثم تابعت بنبرة جادة :
أنا مش هقبل أكون لواحد وأنا عارفة إن فيه غيري في قلبه….أنا مش قليلة عشان أقبل أكون زوجة لواحد بيحب غيري وعايزني لمجرد شعور ممكن يختفي مع الوقت ومايتحولش لحاجة تانية…. وساعتها أنا اللي هكون الخسرانة !!
أومأ لها بصمت والحزن ينهش قلبه فتابعت هي :
بص يا سفيان فيه حاجات كتير أنا معرفهاش عنك،ط لكن من نظرات البعض ليك بحس إن فيها كره. حتى كلامك عن نفسك من وقت للتاني بيخليني أحس إنك كنت شخص مش كويس في الأول، بس اتغيرت وبتحاول تتغير. أنا ماليش حق أسألك عن حياتك اللي فاتت، لكن من حقي أعرف إنك مش بتحبني، وإنك بتحب غيري !!
تنهدت ثم تابعت بصدق :
مش هكدب عليك وأقولك إن مافيش فضول عندي أعرف حياتك كانت إزاي قبل كده، بالعكس…أنا عايزة أعرف….
تجمدت الكلمات في حلقه وهو يراقب تعابير وجهها المتغيرة ظل الصمت يخيم بينهما للحظات قبل أن يقاطعها بتوتر لعلها تفكر في الأمر مرة أخرى :
أماليا انا مقدرش أوعدك إن كل حاجة هتبقى مثالية….بس اللي أقدر أوعدك بيه إني هعمل كل اللي اقدر عليه عشان اسعدك..
نظرت إليه بتفكير وكأنها تزن كلماته في عقلها لم تكن ترغب في أن تتخذ قرارًا متسرعًا و لكن شيء ما في صوته و في توتره، لمس شيئًا في قلبها
ربما هو صدقه ربما هو إحساسه بالضياع و ربما رغبتها هي في أن تمنحه فرصة !!
أخذت نفسًا عميقًا ثم قالت بهدوء :
سفيان، أنا مش هضحك على نفسي و أقول إني مقتنعة تمامًا، بس فيه جزء مني عايز يديك فرصة يمكن نقدر نبني حاجة مع بعض…يمكن نلاقي في الآخر حاجة حقيقية
انفرجت أساريره وكأن عبئًا ثقيلاً انزاح من على كاهله…لم يكن يتوقع هذه الإجابة، و لكنها كانت كافية لتضيء له طريقًا كان يظنه مسدودًا :
انا مش هخيب ظنك، وأعدك إني هبذل كل جهدي عشان نلاقي سعادتنا مع بعض
ابتسمت بخفة وقالت :
بس فيه شروط يا سفيان
ابتسم هو الآخر وقد لاحظ أنها بدأت تشعر ببعض الراحة :
قوليلي إيه شروطك وأنا مستعد انفذها
نظرت إليه بجدية وأجابت :
أولاً…لازم نكون صرحا مع بعض من الأول…مفيش أسرار….مفيش تردد….تاني حاجة.لو في أي لحظة حسيت إني مش قادرة أكمل تبقى عارف إن ده حقي…مش عايزة نبقى متأذين أكتر من اللي لازم
أومأ برأسه مؤكداً على كلامها :
اتفقنا هنبني علاقتنا على الصراحة من البداية وحقك في انك تاخدي القرار ده محفوظ طبعاً
ابتسمت له في هدوء وأكملت :
فيه حاجة تانية يا سفيان
نظر إليها بترقب :
إيه هي ؟
تابعت بهدوء :
عايزة نبدأ بالعقل قبل القلب نتعرف على بعض أكتر نتكلم…نشوف إزاي نقدر نتفاهم ونعيش مع بعض وبعد كده، لو حسينا إن فيه حاجة حقيقية بتتكون نقدر نكمل ، يعني عايزة اعرفك اكتر يا سفيان عايزة اعرف طباعك شخصك…..
رد بإصرار وهو يشعر بأنها أعطته الضوء الأخضر للبدء :
موافق….هنبدأ مع بعض خطوة خطوة
أحنت رأسها قليلاً موافقة و قلبها ينبض بمزيج من التردد والأمل…ربما هذه الفرصة ستفتح لهما بابًا جديدًا في حياتهما…وربما سيكتشفان أن هناك شيئًا أكبر من الارتياح بينهما !!
……..
عادت أماليا إلى المنزل وهي تشعر بالقلق بعد لقائها بسفيان…..دخلت إلى غرفة المعيشة حيث كانت والدتها تجلس تنهدت و بدأت تقص لها ما حدث و ما ان انتهت بقت تصرخ عليها بغضب لترد عليها أماليا بجدية :
أنا مليش دعوة بماضيه، أنا ليه دعوة بإنه بقى إيه مش كان إيه !!
قالت والدتها بصوت مرتفع معبرة عن غضبها :
بتقولي كده عشان غبية المفروض تعرفي…تعرفي ايه الماضي اللي هتقبليه ده….مش مجرد كلام بتردديه وخلاص…مخوفتيش للحظة من الماضي ده مسألتيش نفسك ليه ممكن ميان و فارس يكرهوه بالشكل ده
ارتفعت حدة صوت والدتها، و زادت سرعة كلامها :
صح، لو فاكرة نفسك التانية في حياته…تبقي غلطانة قبلك كان على ذمته اتنين في وقت واحد….هو مش بالبراءة اللي انتي شيفاها دي، ده أذى كتير وعمل بلاوي لو سمعتيها، تفكري مليون مرة قبل ما تربطي اسمك مع اسمه…..يا غبية
استمر النقاش بينهما و كان الجو مليئًا بالتوتر
رددت أماليا بتصميم :
سفيان اتغير وصلح من نفسه
صرخت عليها والدتها :
وانتي عرفتي منين…عرفتي كان إيه واتغير في إيه بلاش تحكمي على الأمور بسذاجة
ردت عليها أماليا برجاء :
أنا مش صغيرة…أنا قادرة أفرق إذا كان اللي قدامي بجد شاريني ولا لا
ثم تابعت بصدق :
قلبي بيقولي يستحق فرصة ، قلبي بيقولي إنه يستاهلها ومش هيوجعني
أجابت والدتها بصوت حزين و تعب :
يا بنتي، مش هيحبك ولا عمره هيحبك…هو بيحب ميان ولحد دلوقتي مش قادر ينساها…انتي متخيلة هتكوني إيه…هتكوني بديل ليها…فار تجارب بيجرب فيكي إذا كان هيقدر ينساها ولا لا…ولو كان لا…أنتي اللي هتكوني خسرانة…لما تكوني في مكان وهي معاكم و ده وارد جداً عيونه هتدور عليها قبلك.. ساعتها قلبك هيوجعك، وهتموتي من القهر بدل المرة ألف مرة
ثم تابعت برجاء لعلها تستمع لها وتقتنع :
اسمعي كلامي يا بنتي ، أنتي تستاهلي أحسن منه
تجمدت أماليا للحظة، ثم ردت بجدية :
ماشي فرضنا هخسر….هخسر بس أكون اتعلمت سيبيني أختار….وأنا اللي هتحمل المسؤولية…أنا مش صغيرة يا ماما
أخذت والدتها نفساً عميقاً، ووجهت كلامها بصرامة : أنا هثبتلك إن كلامي صح
أماليا، وهي تنظر إلى والدتها بعينين مليئتين بالدموع ثم قالت بصوت ضعيف :
أنا عارفة إنكِ خايفة عليا، لكن لازم أعطي فرصة لنفسي وأشوف الأمور بنفسي….خليني اجرب واتعلم مس هاخد خطوة الجواز غير لما اتأكد مية في المية انه يستاهلني
صمتت والدتها ثم قالت بهدوء يسبق العاصفة :
خليه يقابلنا بعد بكره ع العشا في…..خلي ابوكي و اخواتك يشوفوه من غير ما يعرفهم انه عايز يتجوزك
انا هقولهم اني عزمته ع العشا عشان وقف جنبك في الشغل و ساعدك…كشكر ليه
قالت ما قالت ثم غادرت و تركت أماليا مكانها تشعر بالتوتر من صمت والدتها المفاجأ تدعو الله بداخلها ان لا تخيب ظنونها به و ان تكون اختارت الصواب
…….
جاء اليوم المنشود و في منزل ميان و فارس
ارتدت ميان ثوبها الأحمر الطويل ، وتطايرت خصلات شعرها مع كل حركة
كانت تنظر إلى نفسها في المرآة بسعادة بينما فارس كان يراقبها من بعيد، مغمورًا بالسعادة
فجأة، اقترب فارس وجذب ميان من خصرها برفق مما جعلها تلتفت إليه بابتسامة مشرقة انحنى ليقبلها لكنها ابتعدت قليلاً و وضعت يدها على شفتيه بلطف تدندن بدلال اذهب عقله :
حلم البنات انت 🎵
ومغرومة فيك إنت وقلبي نقاك انت 🎶
ونحنا لبعض خلقنا من هالليلة وطالع راح يبقى
القلب والع 🎵
ما راح بيضل شارع إلا ويحكي بقصتنا 🎶
تأمل فارس عينيها، وسحبها إليه أكثر مردداً بحب :
أحبك أكتر من كده إيه ، ارحمي قلبي شوية وبراحة عليه هو مش قدك
ضحكت ميان بسعادة عارمة ، وبدأت تدور حول نفسها مرة أخرى بحرص شديد وهي تقول :
أنا مبسوطة أوي أوي
فارس، وهو لا يزال يحتفظ بيده حول خصرها نظر إليها بعيون مليئة بالحب الصادق و قال بابتسامة :
عمري كله فدا ضحكة منك يا ميان
احتضنته بسعادة غامرة و هي لا تصدق ما هذا الرجل كيف له ان يكون هكذا كيف له ان يعشقها بهذا الشكل ويجعلها عاشقة له بهذه القوة ♡
بعد وقت
كان فارس وميان يدخلان المطعم الفاخر تمسكت ميان بذراع فارس، الذي أحاط خصرها بيده وأعطاها ابتسامة محبة
قادهم النادل إلى الطاولة التي كانت تنتظرهم عليها الطبيبة والدة أماليا و عائلتها المكونة من ابنائها الأربعة تجهم وجه فارس حين رأى سفيان جالساً بينهم كذلك فعلت أماليا و هي تنظر لوالدتها بلوم مالت ميان عليه وهمست بخفوت :
فارس من فضلك…خليك هادي الليلة دي احنا ضيوف هنا و الناس حوالينا….بلاش مشاكل
اقترب الاثنان من الطاولة رحبت الطبيبة بهما متجاهلة نظرات فارس الغاضبة و عندما جاء الدور على سفيان صافحه فارس ببرود واضح
جذب فارس ميان لتجلس بجانبه ليصبح هو بالمنتصف بين سفيان و ميان
ساد جو مشحون خاصة عندما لاحظ الجميع وجود توتر بين سفيان وفارس لم يكن أحد يعرف أن ميان هي زوجة سفيان السابقة وأن هناك صلة قرابة بينهما سوى أماليا ووالدتها
رددت ميان بهدوء، دون أن يلاحظها أحد :
فارس الناس هتلاحظ شكلك باين عليه
ردد علي شقيق أماليا الأكبر، بمرح :
بس إيه، يا عم فارس ، الجواز بيحلي الواحد كده خلي بالك أنا مش بحسد والله ، انا بقر بس
ضحك الجميع بخفوت عدا البعض فتدخل نائل احد اشقاء أماليا قائلاً بمرح :
والله، برافو عليكي يا مدام ميان….في جوازة فارس الأولى كان بيكون علطول عصبي لكن واضح إن الوضع اختلف دلوقتي
ابتسم فارس بزاوية شفتيه وكذلك ميان
بينما كانت أماليا تراقب سفيان بتركيز لاحظت كيف كان ينظر إلى الأسفل و لكن قبضة يده كانت مشدودة بغضب
عندما قدم النادل طبق الشوربة الساخنة لميان اهتزت يده وسقط القليل من الشوربة على ميان مما جعلها تصرخ من الألم انتفض الجميع و أسرع فارس لتجفيف يدها
لم يستطع سفيان البقاء هادئاً، فاقترب بقلق واضح قائلاً :
أنتي كويسة….تحبي نروح لدكتور !!
رد عليه فارس بشراسة :
ميخصكش
تعجب الجميع من قلق سفيان المبالغ فيه من وجهة نظرهم تجاه امرأة يبدو أنه يراها لأول مرة، وكذلك من نبرة فارس الهجومية
ردت ميان على الفور لتجنب أي شجار قائلة و هي تسحب فارس معها :
فارس معلش تعالى ساعدني هروح اغسل ايدي أحسن
ذهب معها فارس على مضض، بينما اعتذر سفيان قائلاً بتهذيب :
شكراً على دعوتكم…بس أنا مضطر أمشي عندي مواعيد بدري بكره الصبح….تصبحوا على خير اتمنى لكم سهرة لطيفة
…….
في صباح اليوم التالي
اقتحم فارس مكتب والدة أماليا غاضبًا وصرخ :
إزاي تعملي كده…إزاي تجيبيه وتقعديه معانا على نفس الطاولة وانتي عارفة اللي بينا وبينه…..غرضك ايه من ده كله !!
ردت عليه بثبات واهي :
أحب أحتفظ بالسبب لنفسي
بغضب دفع فارس كل ما على مكتبها إلى الأرض مرددًا :
قسماً بالله لو اللي حصل اتكرر تاني أو حسيت إنك بتستغلي ميان عشان أماليا ، مش هيحصل خير أبداً أنا مش غبي وفاهم إنتي بتحاولي تعملي إيه ، عايزة تبعدي بنتك عن سفيان….اعملي كده…بس مش على حسابي أنا ومراتي !!
أنهى كلماته وغادر صافعاً الباب خلفه، متجهًا نحو مكتبه لكن صوت صراخ مرتفع قادم من نهاية الممر استوقفه !!
هرع فارس إلى مصدر الصوت ليجد رجلًا يمسك بشابة ويضربها بقسوة…بينما كانت الاخرى تصرخ و تستغيث بدون تردد تقدم فارس بسرعة و دفع الرجل بعيدًا عن الشابة واضعاً إياها خلف ظهره و هو يصرخ بغضب :
إيه الهمجية دي !!!!
تقدم الرجل نحو فارس غاضبًا و هو يحاول الوصول للفتاة مجددًا :
انت مال أهلك
ازداد غضب فارس فلكمه بقوة فسقط الرجل أرضًا و الدماء تنزف من فمه نهض الرجل بسرعة محاولًا رد اللكمة لكنه تلقى لكمة أخرى من فارس اسقطته أرضًا مجددًا
أشار فارس للأمن ليمسكوا به حتى تأتي الشرطة
تدخلت طبيبة نسائية كانت شاهدة على الواقعة و قالت بخوف :
الراجل ده من ساعة ما عرف إن مراته حامل في بنت، نزل فيها ضرب وكسر المكتب عندي يا دكتور فارس
أومأ لها فارس…ثم صرف الواقفين وأخذ الفتاة إلى مكتبه وما إن سألها عن قصتها حتى انفجرت بالبكاء قائلة بحزن :
غصبوني عليه…ده راجل معندوش لا قلب ولا رحمة… بيضرني دايمًا وبيعيّشني في ذل وإهانة. أبويا باعني له عشان الفلوس اللي بياخدها منه كل شهر. أنا تعبت… حتى لما ربنا أراد إني أحمل، مرحمنيش… طو لما عرف إني حامل في بنت ، الدنيا قامت
مسحت دموعها لكن سرعان ما عادت للبكاء قائلة بقهر و مرارة :
لو عندي مكان أروح عليه أو الجأ له كنت روحت
شعر فارس بالشفقة نحوها فردد مواسياً اياها :
معندكيش حد من أهلك تقعدي عنده
هزت رأسها بالنفي قائلة بقهر :
مليش غير أبويا ، ولو روحت له هيوديني لأبو عدنان تاني عشان يضمن الفلوس اللي بتوصله كل شهر
تنهد فارس ، وسألها بجدية :
هتعملي إيه لما تخرجي من هنا
ردت عليه بصوت مرتجف :
معرفش…أنا خايفة أوي
جمع فارس أغراضه ، ثم وقف قائلاً بحزم :
لحد ما أمورك تتظبط وأبو عدنان ياخد جزاؤه هتكوني ضيفة عندي وعند مراتي متخافيش، بيتي أمان ليكي
نظرت الفتاة له بتردد وخوف….فشعر فارس بذلك وردد بصوت حنون :
متخافيش، هتكوني ضيفتنا وهتقعدي معانا معززة مكرمة لحد ما أدبر ليكي شغل ومكان تعيشي فيه بأمان. بس لحد ما ده يحصل، مش هتفضلي في الشارع تعالي معايا ، ولو حسيتِ بقلق تقدري تمشي
اضطرت للموافقة إذ لم يكن لديها خيار آخر !!
بعد وقت
دخلت خلف فارس من باب المنزل ، لتجد أمامها ميان فتاة جميلة ابتسمت لها بفضول التفت فارس نحو ميان وقال بهدوء :
دي مدام جنة….ضيفة عندنا كام يوم يا حبيبتي
أومأت ميان برأسها بترحاب ومدت يدها لتصافحها قائلة بابتسامة دافئة :
أهلاً بيكي، نورتينا…أنا اسمي ميان اتشرفت بمعرفتك
ابتسمت جنة بتوتر وصافحتها بخجل قائلة :
أنا آسفة لو هزعجك بوجودي، بس مليش مكان تاني أروح عليه
نفت ميان برأسها و نظرت إليها بشفقة فقد رأت آثار الضرب الوحشي على وجهها والنظرة المكسورة في عينيها ردت بلطف :
إزعاج إيه بس…ده إنتي هتنورينا….هنقضي وقت حلو سوا….أنا بكون لوحدي طول اليوم لأن الأستاذ بيكون في الشغل….هتنبسطي هنا متقلقيش
ابتسمت جنة بخجل فقادتها ميان إلى إحدى الغرف و أعطتها ملابس لتبدل ثيابها بعد ذلك، عادت إلى فارس الذي عانقها على الفور قائلاً بتعب :
تعبان ومش قادر أتكلم يا ميان
بادلت ميان العناق بصمت و بعد دقائق تركته يجلس على الفراش و توجهت إلى الحمام لتجهزه له
بعد وقت قصير
خرج من المرحاض ليتفاجأ بالغرفة معتمة، عدا الضوء المنبعث من الشموع المعطرة
جذبته ميان برفق ليستلقي على الفراش على بطنه ثم بدأت بوضع الزيوت وتدليك ظهره برفق حتى شعر بالاسترخاء و غفا بين يديها ابتسمت وهي تطبع قبلة صغيرة على جبينه قبل أن تغادر الغرفة وتتوجه إلى جنة التي كانت قد غفت من التعب
عادت ميان إلى الغرفة، وتأملت فارس وهو نائم بحب فجأة تحرك في نومه وجذبها إلى أحضانه مرددًا بصوت ناعس :
بحبك ♡
ابتسمت بخجل وحب قائلة بصوت خفيض قبل أن تغلق عينيها وتستسلم لدفيء أحضانه :
وأنا بموت فيك ♡
…….
بعد بضع ساعات استيقظ فارس من النوم ليجد ان ميان غير موجودة بجانبه
تثاءب بكسل ثم خرج من الغرفة مرتديًا بنطال و صدره عارٍ اخذ يمرر يده على شعره يبعثره متناسياً الضيفة التي معهما بالمنزل
ليتفاجأ بها تجلس في الصالة برفقة ميان !!
شعر فارس بالحرج عندما رأى جنة فابتسم بحرج قائلاً : أنا آسف
ثم هرع سريعًا إلى غرفته فلحقت به ميان قائلة بحرج لجنة التي وطأت رأسها واحمرت وجنتاها من الخجل :
معلش يا جنة، هو بس لما بيصحى من النوم بيبقى مش مركز تلاقيه نسي انك موجودة هروح أشوفه لو محتاج حاجة !!
اومأت لها جنة بخجل فدخلت ميان خلف فارس وأغلقت الباب قائلة بغيرة :
إزاي تخرج قدام جنة بالمنظر ده !!
فابتسم فارس بمكر واقترب منها قائلاً :
بتغيري عليا
قبل أن تتمكن من الرد جذبها برفق وقبلها برومانسية استمر الاثنان في الانغماس في تلك اللحظة الحميمة، ناسيين تمامًا وجود جنة
فجأة، جاء صوت طرق على الباب تبعه صوت جنة من الخارج تقول بخوف :
الباب بيخبط جامد
خرج فارس بسرعة من غرفته يرتدي قميصه على عجل متوجهًا إلى الباب ليرى من يطرق بهذا العنف و بمجرد أن فتح الباب وجد كارم واقفًا أمامه و ملامحه تعكس الغضب وصوته يردد :
لازم نتكلم فورًا
أمسك فارس بذراع كارم وسحبه إلى غرفة المكتب أغلق الباب خلفهما بهدوء ليضمن عدم سماع أحد لحديثهما
بادر كارم بالحديث بنبرة حادة :
أبو عدنان ده راجل مش مظبوط و خطير و انك تخبي مراته في بيتك ده هيعرض حياتك وحياة ميان وابنك اللي لسه مشفش النور للخطر !!
رد فارس بحزم :
جنة مسئولة مني ، ولازم أحميها بنفسي
كارم، وهو يحاول السيطرة على غضبه قائلاً :
ما اختلفتش معاك…تفضل مسئولة منك وكل حاجة لكن بعيد عن بيتك اللي مفيش عليه اي حراسة حتى ، انا هاخدها واخبيها في مكان متأمن كويس لحد ما نقدر نمسك أبو عدنان
سأله فارس بحدة :
يعني ايه تمسكه مش الامن سلمه ليك الصبح
ردد كارم بضيق :
ضرب نار على عسكري و هرب !!
ثم تابع بجدية :
بلاش عناد يا فارس ، ميان هتكون في خطر ده اذا مكنتش خلاص في خطر ، أبو عدنان مش هيسكت غير لما يوصل لمراته ويعلم عليك زي ما علمت عليه
سكت فارس للحظة يتذكر ميان و قد بدا له أن حكايتها تشبه حكاية جنة نوعاً ما !!
لهذا السبب أراد أن يساعدها كان يرى في جنة صورة حبيبته ميان و الحالة التي كانت فيها لكن ميان كانت محاطة بالكثير من الناس بينما جنة ليست كذلك ليس لها احد
رد على كارم بجدية و تمسك بموقفه :
شوف يا كارم البنت مش هتخرج من بيتي الا لما اضمن ليها عيشة كويسه وحياتها تكون كويسه ، انا اعتبرتها مسئولة مني و زي اختى
ثم تابع بجدية حتى يريح الآخر :
هات حراس براحتك واحرص البيت بس خروج جنة من هنا مش هيحصل يا كارم !!
استسلم كارم اخيرا بعد مجادلة كبيرة بينهما جنة كانت تقف قريبة من الباب تستمع لما قيل و قد نمت ابتسامة جميلة على شفتيها لموقف فارس معها و نُبله و تساءلت بين نفسها لما لم تحصل مثل زوجته ميان على رجل مثله !!!
……
بعدما غادر كارم وهو غاضب، دخلت ميان لفارس وسألته بقلق :
ليه كنت بتتخانق أنت وكارم…شكله كان متعصب اوي و هو خارج
تنهد فارس بضيق ثم قص عليها الأمر من بدايته و ما ان انتهى ردد بتعب :
المسألة مش مجرد حماية وبس ، الموضوع أعمق من كده…جنة ملهاش حد وأبوها باعها للراجل ده مقابل الفلوس…أنا حاسس إني مسئول عنها لحد ما أقدر أساعدها تبدأ حياتها من جديد بعيد عن الكابوس اللي عايشاه
سكتت ميان لبرهة ثم رفعت نظرها لفارس وقالت بحزن :
أنا حاسه بيها، لأني عيشت تقريبًا نفس التجربة يا فارس…منكرش إني غيرت شوية من تمسكك بيها ، لكن في نفس الوقت صعبانه عليا و زعلت عليها شعور وحش اوي يا كارم….بس الحمد لله كنت محظوظة لقيت حد زيك
نظر فارس إليها بحنان وأخذ يدها بين يديه، قائلاً بصوت مليء بالعاطفة :
ميان، أنتي دايمًا ليكي الأولوية في حياتي…اللي بعمله دلوقتي عشان جنة تلاقي فرصة تانية في الحياة ، زي ما إحنا لقينا بعض….أنا عايز أديها الفرصة تبدأ من جديد، وتلاقي نفسها بعيد عن الراجل اللي دمر حياتها
ابتسمت ميان بخفة وهي تضغط على يده بلطف ثم تابعت قائلة :
أنا فاهمة و واثقة فيك ، خلينا نساعدها مع بعض و أكيد ربنا هيعوضها يا حبيبي
ابتسم فارس وهو ينظر إلى ميان بحب، ثم احتضنها قائلاً بصوت دافئ محب :
أنا محظوظ لأنك مراتي وحبيبتي ، انتي كنزي اللي ربنا رزقني بيه في الدنيا
ابتسمت له بحب و هي تشعر بالدفء الذي يملأ قلبها بسبب كلماته الصادقة
….
بينما كانا يعيشان هذه اللحظة الرومانسية، كانت جنة تقف خارج الغرفة، تنظر بصمت إلى الصور التي تجمع ميان و فارس المعلقة على الجدران
الصور كانت مليئة بالحب والسعادة ، تعكس اللحظات التي عاشها فارس وميان معًا
كانت هناك صور تُظهرهما في لحظات من الضحك و الرومانسية وأخرى تُظهرهما في لحظات مجنونة مليئة بالحيوية
لم تستطع جنة منع نفسها من الشعور بغيرة و حقد مفاجئ تجاه ميان فهي جميلة ربما اكثر من ميان لكن
تساؤل مرير تسلل إلى عقلها لماذا كان نصيبها ان تكون مع رجل قاسٍ مثل أبو عدنان !!
بينما ميان تحصل على كل هذا الحب والاهتمام من رجل مثل فارس !!
كانت تلك الأفكار تتصارع داخلها، تشعرها بالظلم و المرارة أغمضت عينيها للحظة، محاولة تهدئة نفسها، وتقبل حقيقة حياتها، وهي تفكر في ما قاله فارس لها عن بداية جديدة لكن الحزن العميق ظل يثقل قلبها و هي تستمر في النظر إلى الصور ، متمنية لو أن حياتها كانت مختلفة
……
بعد عودة كارم إلى المنزل وهو غاضب دخلت عليه همس بقلق.وسألته عن سبب غضبه فجلس كارم على الأريكة متأففًا، ثم بدأ يقص عليها ما حدث بينه و بين فارس و بعد أن انتهى تنهدت همس بلطف ثم قالت بصوت هادئ :
بص يا كارم كل واحد بيشوف الأمور من وجهة نظره فارس تقريبًا عاوز جنة متكونش لوحدها، هو مش عايزها تحس بالغربة يمكن بيحاول يخليها تحس بالأمان
توقفت قليلاً ثم نظرت إليه بعينيها المليئة بالتعاطف قبل أن تكمل :
شعور وحش أوي يا كارم لما تحس إنك وحيد، و أقرب الناس ليك باعوك والشخص اللي المفروض يبقى نصك التاني و سندك و امانك هو اللي بيشتريك وبيعاملك بالقسوة دي…فارس عايز يخليها تحس بدفى العيلة، يمكن افتكر ميان وإنها مرت بنفس العنف ده، عشان كده عاوز يساعدها
نظرت إليه بابتسامة صغيرة قائلة :
سيبه براحته يا كارم، هو أدرى بيها…وزي ما اتفقتوا زود الحراسة على بيته على قد ما تقدر.و متزعلش منه انتوا ملكوش غير بعض ، اقف جنبه وساعده
ثم أضافت بلطف :
وأنا بكره هروح أشوف ميان وأطمن عليها الحمل أكيد تاعبها
ابتسم لها بحب ثم قال وهو ينظر داخل عينيها :
عقبالك يا حبيبتي
ابتسمت همس بخجل فاقترب منها كارم واحتضنها بحنان قائلاً بصوت مليء بالشوق :
أنا هموت على اليوم اللي أبقى فيه أب ، وأشوف طفل منك نفسي يكون شبهك في كل حاجة ، و يا سلام لو بنت بنفس شقاوتك وجنانك
ضحكت بخفة، وقبلته على وجنته بحب قائلة بعشق صادق :
انا كمان بحبك أوي يا كارم
عانقها كارم بقوة والشعور بالحب والدفء يغمرهما ،
كأن العالم كله توقف للحظة ليتأمل في تلك اللحظة السعيدة بينهما كانت تلك اللحظة البسيطة كافية لتزيل كل التوتر والغضب الذي شعر به كارم اليوم
…….
في صباح اليوم التالي
كانت همس في بيت ميان تطمئن عليها تعرفت على جنة، لكنها لم تشعر بالراحة تجاهها كان هناك شيء غير مريح، شيء لم تستطع تحديده
دخلت ميان إلى المطبخ ومعها همس وجنة كل واحدة منهن بدأت تحضير بعض التسالي استعدادًا لمشاهدة فيلم معًا
بعد دقائق من الانشغال جلس الثلاثة في غرفة المعيشة، الأجواء كانت هادئة
نظرت جنة إلى الاثنين وسألتهما بفضول :
انتوا في طب مش كده
هزت همس وميان رأسيهما بحرج خفيف مدركتين أن جنة لم تكمل تعليمها سألت جنة بفضول :
تخصص ايه إن شاء الله
ردت همس بهدوء :
أنا اطفال
بينما ميان رددت بابتسامة :
وأنا نسا وتوليد
صمتت جنة للحظة ثم قالت بنبرة هادئة :
ربنا يوفقكم
ميان شعرت ببعض التوتر فقامت بالرد مازحة لتحاول تخفيف الجو خشية من ان تكون جنة شعرت بالحزن لكونها لم تكمل تعليمها :
والله مش عارفة كان عقلنا فين واحنا بنقرر نكمل تعليم….بلا هم ووجع دماغ…اللي خدها من قصيرها ريح دماغه والله
رددت همس بضحك مؤيدة اياها :
عندك حق والله
لكن جنة ابتسمت ابتسامة باهتة كانت خالية من الحياة، مشاعرها الداخلية كانت بعيدة تمامًا عن تلك الابتسامة المصطنعة
بداخلها كانت مقهورة تتمنى لو كانت مكانهما كيف لها عرفت أن همس متزوجة من ضابط…كان واضحًا أنه يحبها رأت ذلك عندما صعد ليوصلها للبيت ثم ودعها بحب وحنان
لكن هي؟ لم يكن لها حظ في شيء لا في التعليم، ولا في أهل يدعمونها، ولا حتى في مال يساعدها على تحسين حياتها….حتى في الزواج، لم تحظ بفرصة اختيار شريك حياتها بنفسها
كانت تشعر بثقل هذا الواقع و شعور الفقدان و الحرمان كان يعصف بها بينما تجلس بجوارهم تحاول بكل جهدها إخفاء ما تشعر به
…..
في منتصف اليوم غادرت همس و عاد فارس إلى البيت متعبًا بعد يوم طويل
منذ أن جاءت جنة للإقامة معهما أصبح يطرق الباب قبل أن يدخل حتى لا يفاجئها و هي في لحظة راحة فتحت له ميان بابتسامتها الجميلة التي دائمًا ما تأسره
فور دخوله نظر فارس يمينًا ويسارًا يتأكد أن لا أحد يراقبهما ثم أغلق الباب خلفه فجأة جذبها إليه بقوة قلبه ممتلئ بالحب والاشتياق همس لها بصوت خفيض “وحشتيني”
ابتسمت ميان بخجل وهي ترد عليه بحب :
وأنت كمان
فكر في الاقتراب منها مرة أخرى وجودها دائمًا ما يجعله ينسى نفسه لكنها تراجعت بلطف قائلة : ميصحش، جنة ممكن تيجي في أي وقت
لكنه لم يستطع مقاومة جمالها فخطف منها قبلة سريعة لكن في نفس اللحظة
دخلت جنة إلى الغرفة و شهقت بخجل عندما رأتهم في هذا القرب الحميم…عينانها اتسعتا و وجهها احمر خجلاً من المفاجأة…بينما حاولت ميان أن تستعيد هدوءها وتخفف من حرج الموقف
بعد لحظة من الصمت المحرج قالت ميان بتلعثم :
أنا هروح أحط الغدا
ثم استدارت بسرعة و غادرت محاولة إخفاء خجلها
بينما فارس لم يقل شيئًا توجه لغرفة النوم مباشرة تاركاً جنة وحدها
بقيت واقفة في مكانها مشاعر متضاربة تجتاحها الصورة التي لم تستطع إخراجها من رأسها كانت تلك اللحظة الحميمة بين فارس وميان جعلتها تشعر بغيرة مفاجئة وكأن طعنة خفية أصابت قلبها لم تستطع منع نفسها من التفكير
ماذا لو كانت هي مكان ميان !!
جالت عيناها في الفراغ بينما كانت تتخيل نفسها بين ذراعي فارس تتمنى لو أن الأمور كانت مختلفة لو أن فارس كان زوجها هي لكن هذا الحلم البسيط كان يرافقه شعور باليأس لأن الواقع مختلف و فارس هو زوج ميان…وليس لها !!
عادت للواقع ولكن المشاعر التي تملكتها في تلك اللحظة تركتها عالقة في دوامة من الأمنيات والأحلام المستحيلة
…….
كان عائداً من عمله بوقت متأخر من الليل بعدما اضطر للمغادرة بسبب حالة ولادة متسعرة ليتفاجأ بعدة سيارات تلاحقه لتسبقه واحدة تقف امامه لتسد عليه الطريق….قطب جبينه بتعجب لما يحدث !
نزل من السيارة بوجه متجهم وقبل أن يتحدث تفاجأ بعدة رجال يخرجون من السيارة ويتقدمهم ذلك الرجل عديم الرجولة الذي كان يعتدي على زوجته أمس بالضرب.
اقترب من فارس، الذي لم يرف له جفن، قائلاً بتهديد :
مش قولتلك مش هسيبك؟ فكرك إنك ترفع ايدك على أبو عدنان ده هيعدي بالساهل ده انت حفرت قبرك بايدك
شملها فارس بنظراته مستخفاً به قائلاً :
لو خلصت الشو خلصني يلا وهات أخرك عشان عاوز أنام !!!
استشاط الآخر غضباً واقترب منه سريعاً ليلكمه لكن مسك به فارس مسدداً له لكمة قوية جعلته يقع أرضاً أسفل أقدام رجاله والدماء تنزف من أنفه بغزارة
تقدم رجال أبو عدنان نحو فارس بعد إشارة منه مستعدين لضربه….لكن فارس وقف بشجاعة لا مبالي بهم…جاهزًا للمواجهة
هجم عليه الرجال وتبادلوا اللكمات والركلات بشكل عنيف لكن رغم شجاعة فارس وقوته إلا ان الكثرة تغلب الشجاعة واستطاعوا في النهاية التغلب على فارس وإحكام القبض عليه
جذبوا فارس بقوة ليقف أمام أبو عدنان الذي رفع يده بغل ليضربه لكن فجأة…….
…….
هجم عليه الرجال وتبادلوا اللكمات والركلات بشكل عنيف لكن رغم شجاعة فارس وقوته إلا ان الكثرة تغلب الشجاعة واستطاعوا في النهاية التغلب على فارس وإحكام القبض عليه
جذبوا فارس بقوة ليقف أمام أبو عدنان الذي رفع يده بغل ليضربه لكن فجأة و قبل أن يفعل اي شيء توقف عندما استمع لصوت محرك سيارة قادم من بعيد.انوارها بدأت تخترق الظلام تقترب ببطء حتى توقفت تمامًا !!
الجميع كانوا في ترقب ينتظرون ما سيحدث فُتح باب السيارة و نزل منها شخص آخر من توقع فارس أن يراه في تلك اللحظة انه “سفيان ” الذي اقترب منهم بخطواته الهادئة و نظراته الثاقبة و لم يبدو عليه أي توتر
نظر إليهم جميعًا ثم قال بصوت هادئ لكنه مليء بالقوة بعدما توقع ما يحدث و هو ينظر لفارس :
الليلة تتفض وكل واحد يروح بيته سليم احسن
ضحك أبو عدنان بسخرية لاذعة و صوت ضحكته كان مليئًا بالتهكم والغضب قائلاً :
وانت مالك اهلك ، مين انت !!
رد سفيان بابتسامة باردة تخفي خلفها الكثير :
تصدق بالله…انت جيت في الوقت المناسب انا كنت هموت و اضرب حد وشكلها من نصيبك
لم يستطع أبو عدنان ولا رجاله استيعاب ما حدث حيث باغته سفيان بلكمة قوية كانت كافية لتطرحه أرضًا في ثانية واحدة
ما إن سقط قائد الرجال تشتتوا و عمت الفوضى في تلك اللحظة انقض فارس على أقربهم و من هنا بدأت المعركة ،كانت الضربات تتبادل بين الطرفين
صرخات مختلطة بأصوات اللكمات والتكسير الفوضى ملأت المكان !!
دقائق قليلة مرت لكن بدت وكأنها ساعات ، انتهى كل شيء كان رجال أبو عدنان ممددين على الأرض بعضهم يئن من الألم ، و وجوههم مليئة بالدماء بينما أبو عدنان كان مرميًا بينهم عاجزًا عن الحركة بالكاد يلتقط أنفاسه !!
امسك هاتفه و هو يلتقط انفاسه بصعوبة يتصل بكارم و يطلب منه المجيء بعناصر الشرطة و قص عليه ما حدث باختصار
بعدها جلس فارس و سفيان على مقدمة السيارة كلاهما يلتقط أنفاسه بصعوبة لم يكن بينهما حديث او نظرات كلاً منهما ينظر للفراغ بعيداً عن الآخر !!
بعد مرور بعض الوقت
وصلت عناصر الشرطة إلى المكان وقبضت على أبو عدنان ورجاله و كارم كان برفقتهم، قبل أن يغادر معهم ألقى نظرة حادة لائمة على فارس لأنه لم يسمع نصيحته و غادر دون حراسة
بقي في المكان فقط فارس و سفيان…كلاهما كان جالسًا في صمت تام عاجزين عن قطع هذا السكون الثقيل
فارس كان يشعر بصعوبة كبيرة في شكر سفيان على مساعدته و سفيان بدوره لم يكن يعرف كيف يبدأ الحديث لكنه و اخيراً قطع الصمت قائلاً بنبرة هادئة :
مبروك…إنك هتكون أب !!
هز فارس رأسه بهدوء و بعد لحظات من الصمت خرجت من فمه كلمة بدت و كأنها ثقيلة عليه :
شكرًا
اومأ سفيان برأسه بصمت اعتدل فارس ليستعد للمغادرة لكنه ما إن وقف و بدأ في المشي حتى شعر بآلام حادة في قدمه أطلق آه قصيرة تعبر عن الألم الذي أصابه فلاحظ سفيان ذلك فورًا فاقترب منه بنبرة تحمل شيئًا من القلق :
إيه مالك !!
ردد فارس الذي كان يتألم لكنه يحاول التظاهر بعكس ذلك بضيق : مفيش
رغم صمت سفيان إلا أن عيناه لم تفارقا فارس الذي بالكاد خطا خطوة أخرى قبل أن يتكرر الألم من جديد هذه المرة لم يتردد سفيان جعله يستند عليه غصباً و قاده إلى السيارة ثم أدخله برفق و أخذ مكان السائق، في حين جلس فارس صامتًا بجانبه لم يكن قادرًا على القيادة بسبب إصابته و كان يشعر بالضيق لأن الشخص الذي يساعده الآن هو الشخص الذي يكن له الكراهية !!
في طريقهم إلى المنزل كسر سفيان الصمت وسأله بلهجة جادة
“مين الناس دي؟ إيه اللي حصل؟ كانوا بيتخانقوا معاك ليه؟”
فارس التزم الصمت لدقائق، ثم بصعوبة بدأ في سرد ما حدث، باختصار شديد و بعد أن انتهى من الحديث، كان رد سفيان الوحيد :
انت غبي !!!!
رد فارس بحدة وهو ينظر له بنظرات غضب:
انت بتقول إيه !!
تجاهل سفيان غضب فارس، واستمر في الحديث بنبرة هادئة :
أنا مقولتش حاجة غلط….انت فعلاً غبي…إزاي تدخل واحدة زي دي بيتك وهي المفروض غريبة، وجوزها معروف إنه خطر….إزاي تسيبها مع مراتك اللي حامل في ابنك….إنت ازاي أمنت عليهم….يأما مش فارق معاك، يأما انت فعلاً غب……
قاطعته نظرات فارس الغاضبة و الذي كان يجز على أسنانه من شدة الانزعاج من إهانة سفيان له
لكنه فضل الصمت وفي المقابل، صمت سفيان أيضًا
عندما وصلا إلى البناية، ساعد سفيان فارس على النزول من السيارة، ورافقه حتى وصل إلى شقته
فُتح الباب بواسطة ميان التي شهقت بقوة ما ان رأت هيئة فارس قائلة بقلق و خوف شديد :
حصل ايه ، انتوا اتخانقتوا !!!
رد فارس عليها بصوت حنون محاولًا تهدئتها :
حبيبتي ما تتخضيش…ما فيش حاجة
تقدمت ميان بسرعة نحو فارس لتحاول أن تسنده، لكن سفيان تدخل بسرعة ومنعها بلطف قائلاً هو ينظر إلى الأرض حتى لا يُشعر فارس بالغضب :
ما ينفعش تسنديه….انتي حامل، وهو تقيل عليكي !!
زفر فارس بضيق واضح، كان وجود سفيان في المكان بالنسبة له شيء مكروه خاصة في وجود ميان !!
حاولت ميان التعامل مع الوضع بقدر من الهدوء، خاصة بعدما أشارت لسفيان على مكان غرفة النوم بمجرد أن وصلوا إلى الغرفة، ساعد سفيان فارس على الاستلقاء على السرير، وبدأ الألم يزداد وضوحًا على وجهه…بينما كانت ميان تراقب بصمت انهمرت دموعها وهي ترى الكدمة الزرقاء الكبيرة التي تملأ ساقه، والتي كانت السبب في كل هذا الألم
في هذه اللحظة، دخلت جنة الغرفة و سألت بقلق :
إيه اللي حصل؟ مالك يا دكتور فارس !!!
اقتربت جنة ببطء نحو فارس، ومدت يدها لتلمس الكدمة في قدمه لكن فارس أبعد قدمه بسرعة، وكان واضحًا ضيقه مما كانت ستفعل
شعرت ميان ايضاً بالانزعاج من تصرف جنة، لكنها لم تظهر أي رد فعل مدركة أن الوقت ليس مناسبًا لهذا النوع من المشاعر بسبب تعب فارس
بنبرة مليئة بالخوف، قالت ميان :
انا هتصل بالدكتور
لكن فارس قاطعها وهو يحاول أن يخفي المه و يطمئنها عليه :
الموضوع مش مستاهل… دي كدمة بسيطة وهتروح ما تقلقيش !!
لم تقتنع ميان تمامًا، و كانت ستتصل بالطبيب حتى تدخل سفيان قائلاً بجدية :
انا اتصلت بالدكتور، وهو قدامه خمس دقايق وهيكون هنا
كان رد فارس على حديثه حادًا :
وانت مين سمح لك تتدخل اصلاً !!!!!!
وقفت ميان صامتة، غير راغبة في الدخول في نقاش أو تصعيد الموقف رغم ان هي الأخرى لم تكن تطيق سفيان…إلا أنها شعرت بضرورة شكره على وجوده و مساعدته لفارس
لم تكن تعرف ما إذا كان هناك شجار بينهما أم لا لكنها كانت متأكدة أن سفيان كان على الأقل واقفًا بجوار زوجها في هذا الموقف الصعب نظرت إلى فارس بنظرات عتاب مشيرة إلى أنه كان فظًا في حديثه معه و قبل أن يتمكن سفيان من الرد
رن جرس الباب فتحت جنة و دخل الطبيب الذي بدأ بالكشف على فارس و بعد أن فحصه بدقة كتب له بعض الكريمات و المسكنات لعلاج الجرح في قدمه و الكدمات التي على وجهه
شعر فارس حينها أنه قد بالغ في رد فعله تجاه سفيان و رغم أنه لا يحبه ولا يطيقه ، إلا أنه لم يستطع تجاهل حقيقة أن سفيان ساعده في وقت الحاجة
فقال للطبيب قبل أن يغادر وهو يشير لسفيان :
لو سمحت ، اكشف عليه كمان !!
في البداية رفض سفيان لكن فارس أصر بحزم مما دفعه في النهاية للقبول كشف الطبيب عليه سريعًا وطمأنه بأنه بخير…..ثم غادر بعد الانتهاء
بينما كان الجميع في حالة من الصمت، لاحظ سفيان شيئًا غريبًا جنة التي كانت تقف على جانب الغرفة تراقب كل حركة بينه وبين ميان وكلما اقتربت ميان منه أو وضعت يدها عليه كانت نظرات جنة تتغير لتصبح مليئة بالغضب والحقد و كأن شيئًا بداخلها يشتعل !!!
طلب سفيان من ميان بهدوء دون النظر إليها :
ممكن شوية مايه !!
لم ترد لكنها أومأت برأسها و غادرت الغرفة بهدوء دون أن تنطق بكلمة تبعتها جنة التي، قبل أن تغادر اقتربت من فارس و قالت بصوت حاولت أن تجعله ناعمًا قدر الإمكان :
ألف سلامة عليك يا فارس…قصدي يا دكتور فارس والله خوفتني عليك، الحمد لله إنها عدت على خير
قالت كلماتها، ثم غادرت الغرفة لكن فارس لم يرد عليها….بقي هو و سفيان في الغرفة وحدهما
نهض سفيان ليقف امامه قائلاً بجدية :
أنت غلطت لما دخلت الست دي بيتك و صدقني من اللي شايفه احب اقولك هيحصل من وراها مشاكل بينك و بين ميان
قالها ثم غادر تاركاً فارس يفكر في حديثه وهو يعلم انه تسرع بمجيئه بتلك الفتاة لتبقى بمنزله !!
التقى سفيان بميان عند خروجه من المنزل، فاستوقفها بهدوء قائلاً :
خلي بالك من البنت اللي في بيتك يا ميان، نظراتها ليكي مش مريحة أبداً، وعينيها على فارس…فتحي عينك وحافظي على بيتك
همت ميان بالكلام، لكنه قاطعها بصدق :
مش قصدي أشكك في إن فارس ممكن يستجيب لها أو يفكر فيها، أنا قصدي إنها ممكن تزرع بينكم مشاكل. لو مش مصدقة، جربي وقربي من فارس و ةهي موجودة
اكتفت ميان بالصمت، وقبل أن يغادر سفيان استوقفته قائلة :
كنت فاكرة إنك ما هتصدق وتقلبني على فارس
ابتسم سفيان بهدوء وقال :
ممكن يكون حصل اللي حصل بينا في الأول، بس ده ما يمنعش إنه راجل بجد وبيحبك، وعمل اللي أنا مقدرتش أعمله معاكي وجوده جنبك بيسعدك، وده مش بس أنا اللي شايفه، ده الكل شايفه….أي حاجة تفرحك يا ميان هعملها، لأنك دلوقتي مش بس بنت خالتي، أنتي أختي، والأخ ما يهموش غير سعادة أخته
صمتت ميان ولم تجب، فتابع سفيان بهدوء :
عارف إن قلبك مش صافي ناحيتي، ويمكن عمره ما هيصفى، وده حقك…بس لو في يوم قدرتي تسامحيني، سامحيني…و أنا موجود دايماً كأخ ليكي
أومأت ميان برأسها بصمت فقال أخيراً قبل أن يغادر ويغلق الباب خلفه :
ربنا يسعدكم مع بعض، وإن شاء الله البيبي يوصل بالسلامة وتفرحوا بيه
……
على مقربة منهما كانت جنة جالسة في غرفتها
الأضواء خافتة و الجو هادئ كانت تحتسي كوباً من الشاي وهي شاردة الذهن تحاول الهروب من دوامة الأفكار التي تسيطر عليها منذ أيام
كانت دائماً تشعر بأن هناك شيئاً ناقصاً في حياتهاشيئاً لا تملكه، موجود لدى غيرها و ميان كانت تجسد كل ما كانت هي تحلم به
سألت نفسها بصوت منخفض :
ميان أحلى مني في إيه عشان يكون عندها كل ده !!كان صوت فارس و هو يتحدث عن ميان و عشقه لها يتردد في أذنيها كالصدى حب فارس لميان كان واضحاً في كل نظرة و كل كلمة يقولها عنها شعرت بغصة في قلبها….غصة مليئة بالغيرة والحقد
تتحدث مع نفسها بصوت خفيض مليء بالمرارة :
نفسي في راجل يحبني ربع الحب اللي فارس بيحبه لميان…يحميها ويكون سند ليها !!
دمعة انحدرت على وجنتها مسحتها بسرعة لطالما تمنت شيئاً بسيطاً…زوجاً يحبها ويشعر بها و….
فجأة، توقفت و لمعت فكرة في ذهنها كشرارة نار لماذا لا تحاول أن تكون مكان ميان !!
أليس من الممكن أن يحبها فارس فهي أجمل من ميان ولديها صفات أفضل بكثير !!
تعرف كيف تهتم به أكثر، وتجيد جعله يشعر
باهتمامها، وهي أيضاً أصغر سناً منها أليس من الممكن أن يعجب بها فارس !!
وضعت يدها على بطنها وشعرت بنبض خفيف ، انه جنينها الذي يذكرها فقط بأيام العذاب و الذل التي عاشتها مع والده “هو فارس هيقبل بيا وبابني” سألت نفسها محاولة إقناع نفسها بأن الأمر ممكن
كان عقلها مليئاً بالأفكار المتضاربة، ولكن شيئاً واحداً كان واضحاً أمامها انها احق بفارس من ميان !!
شعرت بروح جديدة تتسلل إلى داخلها، وكأنها وجدت أملاً جديداً…فارس، الحب الذي كانت تتمناه، الحماية التي كانت تبحث عنها
نهضت من مكانها، ونظرت إلى نفسها في المرآة
كانت عيناها تلمعان بتصميم جديد ابتسمت ابتسامة خفيفة، وشعورها بالغيرة تحول إلى تصميم وضعت يديها على بطنها مرة أخرى، وعينيها تلمعان برغبة ماكرة !!!!!!
……
بعدما علمت ميان بما حدث مع فارس وأنه نجا بمساعدة سفيان في اللحظة الحاسمة، لم تستطع السيطرة على دموعها التي انهمرت بغزارة من شدة خوفها وقلقها عليه حينها، احتضنها فارس برفق وربت على شعرها ليهدئ من روعها، مطمئنًا إياها :
أنا كويس يا حبيبتي متخافيش خلاص كل حاجة هتنتهي قريب !!
بعد لحظات هدأت ميان و هي بين ذراعيه بينما كان فارس يداعب شعرها بحنان فجأة، بصوت هاديء سألته :
ينفع دلوقتي أتكلم مع فارس صاحبي، مش جوزي و حبيبي !!!
عدل فارس من جلسته وسرعان ما انتبه لحديثها باهتمام فرفعت وجهها إليه، ما زالت بين أحضانه، و ترددت قبل أن تتحدث خشية أن تغضبه :
حاسة ان غضبي من سفيان مبقاش زي الأول…بحس إن قلبي بدأ يهدى، مسامحتش ، بس في نفس الوقت مش قادرة أشيل كل الكره ده
ثم أكملت وكأنها تخاطب نفسها :
يمكن عشان قلبي اتملى بحبك… والقلب اللي مليان بالحب ميعرفش الكره أبداً…..فاهمني
حرك فارس رأسه مؤكدًا ولكن في داخله، لم يكن مرتاحًا لتلك الكلمات، فقد شعر بالضيق لأنها تحدثت عن سفيان وفكرت فيه
اعتدلت ميان في جلستها، وأحاطت وجهه بيديها بحب ثم قالت معتذرة :
أنا آسفة لو زعلتك بس والله كنت محتاجة أطلع اللي جوايا يا فارس
ابتسم فارس برقة ، وداعب أنفها بأنفه قائلاً :
مقدرش أزعل منك يا سكر
ابتسمت ميان بحب وراحت تطالع عينيه بحب ثم رددت بعد لحظات من الصمت بصوت هادئ مليء بالعاطفة :
أنا معاك دايمًا…قلبي وروحي ملكك
توهجت لحظتهم بالحنان والرومانسية غمرتهما لحظات من السكون الرقيق، و كأن العالم من حولهما قد تلاشى بدأت أنامل فارس تتحرك برفق على شعرها، فيما راحت ميان تتأمل ملامحه بعيونها المليئة بالحب همست له بصوت خافت :
كل لحظة معاك بتخليني أحبك أكتر وأكتر…أنت الأمان اللي كنت بدور عليه طول حياتي
ابتسم فارس وضمها بقوة إلى صدره هامساً بصدق :
وأنتي الحب اللي مفيش زيه…..انا مكنش هيبقى ليا وجود من غيرك
تبادلا النظرات الحميمة لفترة قبل أن يميل فارس نحوها ليطبع قبلة عميقة على شفتيها في تلك اللحظة شعرا بأن كل ما حولهما يتلاشى وأنهما وحدهما في هذا العالم محاطان بشعور لا ينتهي من الحب
استسلمت ميان لدفء حبه تعمقت لحظتهما في الرومانسية و استمرت الليلة بهدوء وسكينة
حيث امتزجت فيها العواطف بالحب، وانتهت بلحظات حميمية ملأت قلبيهما بالراحة والاطمئنان كأنهما قد وجدا الجنة في أحضان بعضهما البعض ♡
……
في المستشفى….بدأت بسمة تتحرك ببطء من غيبوبتها في تلك اللحظة، كانت الممرضة التي تهتم بها تتفقد حالتها بشكل دوري وقد لاحظت حركتها فطلبت الطبيب على وجه السرعة و ما ان دخل الطبيب أجرى الكشف عليها و أعلن انها بدأت تفوق من غيبوبتها
عم الفرح بين الجميع جميلة و أفراد عائلة يزن لكن كان هناك شيء ناقص انه ” يزن ” الذي كان في الغرفة المجاورة حيث كان فاقدًا للوعي مغمورًا بالمحاليل بسبب سوء تغذيته وعدم اهتمامه بصحته خلال فترة غياب بسمة كان حاله محزنًا و يعكس مدى معاناته….
بعد فترة جلست جميلة بجانب بسمة، تحضنها بشدة بكل شوق، وهي تبكي بحرقة بينما بسمة كانت صامتة كأن عقلها في عالم آخر و فجأة، سألت بصوت حزين ومجروح :
مسألش عليا ولا حتى اطمن مش كده….ما فرقتش معاه !!!!
كانت جميلة في حيرة لا تعرف كيف ترد هل تقول الحقيقة عن حالة يزن أم تصمت !!
لم يكن لديها خيار سوى أن تقول الحقيقة فقصت عليها ما حدث طوال فترة غيابها
شعرت بألم عميق ووجع كبير ، قلبها مليء بالقلق عليه….لكنها ستختار كرامتها و ترحل لن تجبره عليها لقد اكتفت منه و من كل شيء ستغادر و تبدأ من جديد في مكان جديد بعيداً عن الكل !!
….
عندما استفاق يزن من فقدانه للوعي وجد نفسه محاطاً بالأجهزة الطبية والمحاليل التي كانت مرتبطة بجسده….حاول أن يجمع شتات عقله المتعب و سأل بصوت ضعيف عن بسمة !!
لم يتلقى اي رد بعد وقت كان يعتدل بجلسته يريد الذهاب إليها فردت عليه والدته بصوت هادئ لكن مع لمسة من الحزن :
بسمة سابت المستشفى…هي و جميلة مشوا من غير ما حد يحس و محدش يعرف عنهم حاجة !!
تجمدت الكلمات في أذن يزن و أصابته صدمة شديدة….بدا وكأن العالم حوله توقف للحظة في قلبه تراكمت مشاعر الندم والخسارة خسر بسمة الآن، كما خسر همس من قبل !!
عينيه امتلأت بالدموع و هو يشعر بالوحدة والألم مُدركًا أنه قد فقد شخصين مهمين في حياته بسبب عدم قدرته على التعامل مع مشاعر
…….
استفاق فارس في الصباح الباكر يتأمل ميان و هي غافية بين ذراعيه بنظرات مليئة بالعشق والافتتان ظلت عيناه تطوفان على ملامحها الهادئة لفترة طويلة و كأنه يريد أن يختزن هذا المشهد في ذاكرته للأبد
بصعوبة تحرك و ترك السرير بحذر حتى لا يوقظها اتجه إلى المطبخ ليُعد الإفطار مدركًا أن الحمل في بدايته يكون متعبًا عليها كما أن الخادمة أخذت إجازة لعدة أيام
بينما كان فارس يجهز الإفطار دخلت جنة إلى المطبخ تملؤها علامات الاستفهام والدهشة قائلة بصوت لا يخلو من الصدمة :
دكتور فارس حضرتك بتعمل الفطار بنفسك كنت تقولي وانا حضرته ليك بنفسي بدل ما تتعب نفسك
رفع فارس نظره نحوها للحظة ثم عاد لما يفعل قائلاً بهدوء وهو يقلي البيض :
مفيش تعب أنا متعود على كده من زمان ، روحي انتي اقعدي وخمس دقائق والفطار هيكون جاهز تكون ميان كمان صحيت
جلست جنة على الكرسي الموجود في المطبخ بغيظ عند ذكر ميان و سألته بمكر ظناً منه انه سيشعر بالضيق من ميان :
ميان مش بتعرف تطبخ…أنا بصراحة من ساعة ما دخلت البيت ما شفتهاش في المطبخ
ابتسم فارس ورد عليها :
بتعرف حاجات وحاجات
شعرت جنة بالدهشة من رد فعله الهادئ وسألته :
ده مش بيضايقك
ردد فارس و هو يعد الطعام و ابتسامته لم تفارقه قائلاً بصدق :
أتضايق لو أنا رحت اتجوزت واحدة عشان تكون خدامة ليا…إنما أنا اتجوزت اللي بحبها، خدتها ملكة من بيت أبوها، وواجب عليا إنها تفضل ملكة في بيتي…. الطبخ و شغل البيت مش بيقلل من الست عارف بس الحمد لله أنا قادر أخليها ما تعملش أي حاجة وظروفي كويسة يبقى ليه أتعبها هي من نفسها بتحاول وبتتعلم على قد ما تقدر لأنها حابة كده….لكن لو مش حابة، دي حاجة ترجع ليها
ثم سرح بنظره وكأنه يتحدث إلى نفسه ، بنبرة مليئة بالعشق والحنين، ناسيًا وجود جنة في المطبخ : اصلاً كفاية وجودها جنبي
شعرت جنة بغيرة شديدة وحقد كبير تجاه ميان، وقررت أن تلفت انتباه فارس إليها وتقترب منه بأي وسيلة. وقفت فجأة، وتمثلت التعب، متأوهة بصوت منخفض وكأنها على وشك الإغماء
انتفض فارس من مكانه بسرعة، اقترب منها وأمسك ذراعها بحذر قبل أن تسقط، وفي لحظة خاطفة ألقت بنفسها في حضنه وكأن الأمر حادثة غير مقصودة
كان فارس على وشك إبعادها بغضب، لكن قبل أن يفعل ذلك، دخلت ميان فجأة ورأت المشهد
توقفت مكانها، وعيناها اللتان كانت تطلقان نظرات مليئة بالحب والحنان عندما استيقظت وهي تتذكر ليلة أمس الرومانسية، تحولت الآن إلى نظرات مشتعلة بالغيرة والغضب
صاحت بغضب وغيرة واضحة :
فارس!!
ابتعد فارس بسرعة وهو لا يزال ممسكًا بيد جنة لمنعها من السقوط، وهو بالكاد يستطيع الوقوف بسبب آلام ساقه نادى على ميان محاولًا تهدئتها :
ميان، تعالي ساعديني…جنة دايخة
رفعت ميان حاجبها في شك واضح، وهي تنظر إلى جنة التي كان من الواضح عليها أنها تمثل
ربما لم تكن ميان لتلاحظ التمثيل لولا أن سفيان سبق وأن نبهها
اقتربت ميان من فارس ثم دفعته برفق بعيدًا و هي تقرصه في يده التي كان يمسك بها جنة و قالت ببرود يخفي خلفه غضب كبير :
سيبني أنا أساعدها
سندت ميان جنة حتى وصلت بها إلى غرفتها، وألقتها بحذر على الفراش ثم وقفت بجانبها تنظر إليها بنظرات مملوءة بالمعاني الخفية و قالت بلهجة ساخرة ومغزى واضح :
ألف سلامة عليكي يا حبيبتي ارتاحي…خدي بالك بقى و ابقى سلي نفسك واتفرجي على شادية تمثيلها أحسن بكتير ركزي مع حركاتها…زي ما أنا بركز مع غيري !!!!!!!
……
خرجت ميان من غرفة جنة وهي غاضبة بشدة، عيناها تلمعان بالغيرة والغضب اندفعت نحو المطبخ حيث كان فارس، وبدون تفكير رفعت سكينًا في وجهه وصرخت بغضب حارق :
عارف يا فارس لو لمستها بإيدك دي تاني، أو كلمتها، أو حتى وجهت لها نظرة، أنا هقطعك حتت بالسكينة دي، ومحدش هيعرفلك طريق
نظر فارس إليها محاولًا تهدئتها، وبدأت ابتسامة خفيفة تتسرب إلى وجهه، يحاول كتم ضحكته بصعوبة :
اهدي يا حبيبتي مالك ، تقمصتي دور المرأة والسطور كده ليه !!
لكن ميان جزت على أسنانها بغضب و قالت :
اسكت يا فارس متعصبنيش أكتر ،جرب واعملها ، وأنا والله لأدبحك ها !!
في تلك اللحظةاقترب فارس منها بلطف ممسكًا يديها بحذر ثم أخفض السكين قائلاً بصوت خفيض محب لها و لكل ما فيها :
وأهون عليكي
ترددت ميان للحظة، وضعفت أمام صدق مشاعره، نظرت إليه بعينيها المليئتين بالعاطفة وقالت بصوت هادئ وصادق :
عمرك ما تهون عليا أبدًا يا فارس
ابتسم فارس بسعادة غامرة، وامتلئت عيناه حبًا و امتنانًا اقترب منها أكثر، وطبع قبلة دافئة على جبينها ممتنًا لوجودها في حياته
……
بعد وقت كان فارس وميان ومعهما جنة جالسون على الطاولة يتناولون الطعام بصمت قطعته جنة بابتسامة لفارس قائلة :
فارس… قصدي الدكتور فارس حضرلنا الفطار بنفسه، بجد لذيذ جدًا ، انتي مش ناوية تتعلمي الطبخ اكتر يا ميان !!!
رفعت ميان عينيها ببرود زائف ثم ردت بنبرة هادئة لكن مغزاها واضح :
احنا متعودين على كده، مرة هو ومرة أنا، ميفرقش ربنا يبعد عننا العين بس
جنة حاولت تدير دفة الحوار مرة ثانية و عينيها على فارس قائلة بمكر لتوضح لفارس ان ميان لا تصلح او تجيد مهام الزوجة :
نصيحة مني يا ميان، الراجل بيحب الست تكون شاطرة في كل حاجة، خصوصًا في الطبخ ده شيء مهم جدًا.”
ميان نظرت لها بابتسامة زائفة كأنها مستعدة تمامًا للرد ثم قالت بنبرة ذات مغزى :
أكيد، بس تعرفي ، فارس بيحب حاجات تانية بردو زي إن الست تكون واثقة في نفسها و ما تحاولش تثبت نفسها على حساب حد تاني
نظرت إليها جنة بغيظ قائلة :
ماشي، بس مهما كان الأكل والطبيخ جزء مهم دي حاجة كل راجل يحب يشوفها في مراته
مالت ميان للأمام قليلاً و نظرتها كانت ثاقبة و هي تقول بهدوء :
اكيد لكن الأهم اننا بنعمل كل حاجة مع بعض ، من غير ما حد يحس إنه محتاج يثبت أي حاجة للتاني الراحة في العلاقة أهم من مين بيعرف يطبخ
صمتت جنة بغيظ و لم تجد رد بينما فارس ابتسم بصمت و هو مستمتع بالحوار بينهما
تراجعت ميان للخلف و هي ترتشف من كوب العصير الخاص بها غير مبالية الأخرى بالنسبة لها الحوار انتهى !!
……..
اخذ فارس اليوم بأكمله اجازة
كانت ميان جالسة في الصالة بجانب فارس مستمتعة بالمشاهدة كان فارس كل فترة وأخرى كان يمسك يدها بلطف ويطبع قبلة على كفها ثم يضع يده على بطنها برقة، كأنه يريد أن يخبر طفلهما المنتظر بأنه هنا و يحبه
بينما كان الجو هادئاً ورومانسياً تسللت جنة من خلفهما ترتدي بيجامة مريحة بدون حجاب شعرها القصير الناعم يتمايل بلطف بالكاد يصل إلى عنقها التفتت ميان بسرعة عندما شعرت بخطوات جنة
بينما كان فارس لا يزال مشغولاً بالفيلم تحدثت ميان بنبرة حادة خرجت منها دون إرادة بسبب الغيرة التي شعرت بها عندما رأت جنة و هيئتها و أن فارس من الممكن ن يراها بهذا الشكل :
جنة نسيتي طرحتك ولا إيه ، فارس هنا !!
اقتربت جنة منهما بجرأة و عيناها تلمعان بتحدي ثم قالت بصوت هادئ متعمدة أن يظهر فيه لمسة أنثوية جذابة :
عارفة ،أنا أصلاً لبست الحجاب غصب مكنتش محجبة….ابو عدنان هو اللي فرضه عليا ، وحالياً هو مش موجود ومفيش حاجة تغصبني عليه فليه ألبسه
شعرت ميان بالغضب بينما فارس بدوره بدا محرجًا لم يكن يعرف كيف يرد أو يتصرف في هذا الوضع الحساس
الجو امتلأ بالتوتر و حاولت ميان كتم مشاعرها بصعوبة لكنها أدركت أن الوضع لم يعد يحتمل الصمت
دخل فارس غرفته بهدوء غير مبالٍ بنظرات جنة الغاضبة والمليئة بالغيظ لأنه لم ينظر إليها و لو للحظة حتى !!
لاحظت ميان مدى استياء جنة من تجاهل فارس لها
رمت كوبًا زجاجيًا على الأرض بقوة مما أحدث صوتًا مدويًا !!!
ارتعبت جنة من صوت التحطم قائلة بفزع :
مش تخلي بالك يا ميان !!
رددت ميان بهدوء لم يريح الأخرى :
تعرفي يا جنة، لما كنت صغيرة كان عندي كلبه !!
نظرت إليها بدهشة لحديثها الذي ليس بمحله لكنها لم تقاطعها فتابعت ميان حديثها الذي كان يحمل بين طيات الكثير
كانت كلبه صغيرة لقيتها في الشارع ، خدتها، نظفتها، واعتبرتها صاحبتي واختي
صمتت لثواني ثم تابعت فجأة ميان بنبرة حادة :
كانت طماعة ، تخيلي كانت عاوزة تسرق حب بابا مني و كانت تعمل كل حاجة عشان تلفت نظره و تخليها يحبها هي و يبعدني انا عنه
كانت جنة تستمع لها بصمت فتابعت ميان بهدوء يسيق العاصفة :
عارفة لما لاحظت كده عملت إيه !!
مجددًا لم ترد فوقفت ميان فجأة أمام جنة قائلة بشراسة اخافت الأخرى :
مسكتها و فتحت الشباك و رميتها و ماتت ، لأنها كانت طماعة و فكرت تاخد حاجة مش بتاعتها و بدل ما تحمد ربنا بقى انها لقت اللي يفتحلها بيته طمعت اكتر
ثم نظرت إلى جنة بتحدي و أضافت قائلة :
دي كانت كلبة ما بالك لو انسان ، اكله بسناني ، انا بدعي علطول ان اللي قدامي ميغلطش عشان ميشوفش قلبتي لان لو شافها ربنا يعنيه ع اللي جاي
شعرت جنة بعدم الارتياح و الربية من الكلمات القوية التي خرجت من ميان التي تجاهلتها و غادرت بثقة غير مبالية بتأثير كلامها على الأخرى !!!!!
…..
دخلت ميان على فارس الغرفة و علامات الغضب والغيرة بادية عليها قائلة بعصبية :
شوف بقى يا فارس ، اللي اسمه عدنان ده دخل السجن خلاص…انا مش مجبورة أستحمل وجود اللي اسمها جنة دي في بيتي !!!
نظر إليها بجدية قائلاً بهدوء :
انا اتسرعت و غلطت لما جبتها هنا ، فعلاً قعدتها طولت وما يصحش وجودها معانا…انا طلبت من بابا يشوف لها شغل في الأوتيل عنده مع سكن طبعا اهو يكون بعيد عن أبو عدنان وأبوها….بابا هيرد عليا بكره الصبح و لو كده هسفرها ليه في اقرب وقت
صمتت للحظة، فسألها فارس بفضول :
ليه قلبتي عليها وعايزاها تمشي !!
جلست ميان بغضب ثم قالت :
لأنها مش كويسة، ونظراتها مش مريحة ، بحس ان عينيها على كل حاجة عندي يا فارس، بس كنت بكذب نفسي ، لكن النهارده اتأكدت….بتتكلم وكأني حياتي ملكها البنت دي مش كويسة ، و عينيها مليانة حقد ، ده غير ان البجحة عينيها منك انت !!
اومأ لها بصمت قائلاً باعتذار :
حقك عليا الغلط عندي من الأول ، اوعدك سيبسني يومين بس و انا هتصرف
اومأت له قائلة بهدوء :
متعتذرش يا فارس انت مغلطش انت كان قصدك خير بس هي اللي مقدرتش ده و طمعت في اللي مش ليها ، انا كمان شاركت معاك في القرار ده لما صعبت عليا و وافقت !!!
صمت الاثنان غافلين عن جنة التي انسحبت من امام باب غرفتهم بعد أن سمعت حديث فارس وميان لم تفهم تفاصيل الحديث بوضوح سوى أنهم قرروا ابعادها و انها اصبحت مكشوفة امامهما
فكرت طويلاً حتى توصلت إلى حل يمكن ان يخرجها من الموقف و يطيل مدة بقائها دخلت إلى غرفتها
حتى مضى بعض الوقت ما يقارب النصف ساعة ارتفع فجأة صوت صراخها في أرجاء المنزل فهرع فارس و ميان نحو مصدر الصوت و.صدموا عندما وجدوا جنة ساقطة على الأرض في غرفتها و تنزف دماً….فزع فارس، وبدون تفكير حملها بسرعة و تبعته ميان ركضا معاً إلى المستشفى
بعد دقائق وصلوا إلى المستشفى نُقلت جنة على الفور إلى غرفة العمليات بعد الفحص السريع و قفت ميان بجانب فارس امام غرفة العلميات
نست كل شيء و شعرت بالآسف تجاهها عندما تذكرت كيف دخلت لتلك الغرفة من عام و اكثر و كيف خرجت منها !!!!
بعد وقت خرج الطبيب من غرفة العمليات و على وجهه ملامح التعب والحزن اقترب منهم ثم قال بصوت هادئ، لكن مثقل بالأسف :
النزيف كان شديد، وحاولنا بكل الطرق نوقفه، لكن للأسف مقدرناش ننقذ الجنين ، المريضة الحمد لله حالتها مستقرة هننقلها أوضة دلوقتي و تقدروا تطمنوا عليها
وقفت ميان في مكانها مذهولة وكأن الدنيا توقفت للحظة….صمتت الكلمات في حلقها بينما غامت عينيها بالدموع التي لم تتمكن من النزول فورًا رفعت رأسها إلى السماء و دعت لها بالصبر كذلك فعل فارس
لا يعلم كلاهما كيف سيخبروها بما حدث !!
……
دخل سفيان بيت أماليا بخطوات مترددة و كأنه يشعر بثقل كل خطوة ، كان يدرك أن المهمة التي جاء من أجلها لن تكون سهلة
استقبلته أم أماليا بوجه جامد و بجانبها وقف علي أخو أماليا الكبير الذي سبق وأخبرته والدته عن طلب سفيان ليد شقيقته و عن ضرورة وجوده أثناء هذا اللقاء لعدم وجود والده في الوقت الحالي
ما ان قام علي ليرد على مكالمة عمل مهمة حتى بادر سفيان بالحديث بدون مقدمات :
انتي اكتر واحدة عارفة إني اتغيرت….واني مبقتش نفس الشخص اللي كان في الماضي ، ليه رافضة !!
نظرت إليه والدة أماليا بنظرة حادة مليئة بالازدراء ثم قالت بصوت غاضب مرتفع :
عشان دي بنتي ، تستاهل راجل أحسن منك مليون مرة ، ناقصها إيه عشان تتجوز واحد متكونش هي أول فرحته ، وتاخد واحد زيك كان متجوز قبلها بدل الوحدة اتنين وحكاياته معاهم مشرفة
صمتت للحظة ثم أضافت بغضب متصاعد :
انت اصلاً بتستهبل ولا إيه حكايتك ، فاكر عشان عالجتك هسلمك بنتي و ارضى بيك زوج ليها !!
رد سفيان بصعوبة متحسسًا كل كلمة :
أنا شاري بنتك و…..
صرخت عليه بغضبٍ أكبر وعيونها تلمع من شدة الانفعال ، بينما أماليا كانت واقفة مزهولة من حدة حديث والدتها
دخل علي من الشرفة على صوت الصراخ العالي وتابع الحوار بعينين متسعتين يحاول أن يستوعب ما يجري
صاحت أم أماليا بصوتٍ قاسٍ موجهة كلماتها نحو سفيان :
وأنا معنديش بنات ليك يا سفيان ، مش مستغنية عن بنتي عشان ترجعهالي بملاية تحت رجلي أنا وأبوها وأخواتها مطلقة ، روح شوفلك حد غيرها بنتي أغلى وأشرف من إنك تلمسها حتى بنظرة
سكتت الغرفة فجأة و كأن الهواء قد تجمد من شدة التوتر !!
وقف سفيان بلا حراك عيناه تعكسان مشاعر من الانكسار والألم كان يعرف أن الطريق للارتباط بأماليا محفوف بالعقبات، لكن لم يتوقع أن يكون بهذه القسوة !!!
الجو في الغرفة كان مشحوناً بالتوتر نظرت أماليا إلى والدتها بحيرة ، بينما كانت الكلمات تتطاير في الهواء بين سفيان ووالدتها كسهام حادة
حاولت أماليا أن تتماسك لكن قلبها كان يخفق بشدة من فرط الصدمة لم تستطع تصديق ما تسمعه فلم تكن قد تخيلت في يوم من الأيام أن الرجل الذي أحبته يمكن أن يكون له ماضٍ بهذه البشاعة !!
قالت أماليا بصوتٍ مرتجف، متمنية أن ما سمعته ليس حقيقيًا :
ماما ايه اللي بتقوليه ده ، ملاية ايه….ااا…ااا…
رددت والدتها و هي تنظر أليه بنبرة أكثر قسوة :
لو فاكرة نفسك التانية في حياته تبقي غلطانة ، قبلك كان على ذمته اتنين، وفي وقت واحد كمان هو مش بالبراءة اللي أنتي شايفاها دي ، ده أذى كتير و عمل بلاوي، لو سمعتيها هتفكري مليون مرة قبل ما تربطي اسمك مع اسمه !!
صمتت قليلاً ثم أشارت إلى سفيان قائلة بحدة :
قولها ماضيك المشرف، قولها عملت إيه في ميان و ازاي دمرت حياتها ولولا فارس وقف جنبها وخلاها تقف على رجليها من تاني، كانت ضاعت
ثم تابعت باحتقار :
قولها ازاي قتلت ابنك بإيدك ، احكي يلا ولا أقول أنا عمايلك !!!!
كانت أماليا في حالة من الذهول والصدمة لم تستطع التحدث حاولت تجميع كلماتها لكن صوتها اختنق في حلقها كل ما استطاعت قوله لسفيان بصوت مهزوز غير مصدقة ما تسمعه :
الكلام ده صح ، انت ساكت ليه ، ما تتكلم !!!
صمت سفيان و عيناه موجهتان إلى الأرض لم يكن لديه أي دفاع يقدمه ، صمته كان اعترافًا بكل ما قالت والدتها التي تابعت بغضب :
ضربها واعتدى عليها زي الحيوانات، ورماها تحت رجلين أبوها يعتبر من غير هدوم وقدام الكل عمل كل ده وهو عارف إنها حامل ، اتهمها في شرفها وكان بيشك فيها، مخلاش مكان مفضحهاش فيه، وهي المفروض قريبته يعني مرعاش إنها لحمه ودمه انتي مش هتكوني أغلى منها في يوم من الأيام
ثم تابعت بقسوة غير عابئة بشيء كل ما يهمها ان تخرجه من قلب ابنتها و تجعلها تكره نهائياً :
ده غير ماضي الست الوالدة المشرف وعمايلها كله على بعضه مينفعكيش يا أماليا هو مش شبهك انتي تستاهلي الأحسن يا بنتي ، هتظلمي نفسك معاه
حاول سفيان ان يتحدث لكن الكلمات لا تخرج من بين شفتيه وقفت أماليا بصعوبة أمامه قدماها تهتزان كأنهما لا تقويان على حملها نظرت إليه بعينين تملؤهما الحيرة والرجاء كأنها تتوسل إليه أن ينفي ما سمعته للتو صوتها خرج مهزوزًا وهي تقول :
أنت عملت كده فعلاً ، دافع عن نفسك ، قول إن ده محصلش و هي بتقول كده عشان تخليني ارفض !!
لكن سفيان ظل صامتًا عيونه مثبتة على الأرض لم يستطع أن يرفع نظره ليواجهها كان شعور الخزي يثقل على صدره ، كأن جبالاً قد أطبقت عليه
صمته كان أبلغ من أي كلام و مع هذا الصمت تأكدت أماليا من أن كل كلمة قالتها والدتها كانت حقيقة !!
كانت صدمة أكبر من أن تستطيع استيعابها الرجل الذي أحبته لم يكن فقط قاسيًا بل وحشيًا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى
تراجعت خطوة للخلف وضعت يدها على صدرها كأنها تحاول أن تمنع قلبها من الانفجار :
غلطت لما قلت إن الماضي ميفرقش معايا
همست لنفسها كأنها تحاول إقناع نفسها بما سمعته كيف ستعيش مع رجل ارتكب كل هذه الفظائع !!
كيف ستؤمن على نفسها معه بعدما عرفت حقيقته
التفتت ببطء لتنظر إلى والدتها والدموع تملأ عينيها كانت نظراتها مليئة بالحزن والألم
ثم نقلت نظرها إلى شقيقها علي الذي كان يقف متجمدًا في مكانه محاولاً استيعاب الموقف
كان يستطيع أن يشعر بوجع شقيقته
اختنقت أماليا بالكلمات وأحست وكأن الحروف تختنق في حلقها.عاجزة عن الخروج
لم تكن بحاجة إلى كلمات الآن فقد كانت عيونها بدموعها الصامتة تقول كل شيء ، كانت تعلم انها لن تستطيع الاستمرار في هذا الوضع وان عليها ان تتخذ قرارًا !!
في تلك اللحظة أدركت أماليا أن الحب ليس كافيًا ليبرر البقاء مع رجل بلا رحمة
رجل لا يستحق حتى أن يُمنح فرصة لتبرير أفعاله كان قرارها واضحًا حتى لو كان صعبًا كان عليها أن تحمي نفسها وتبعد عن هذا الجحيم، مهما كلفها الأمر
رددت بصعوبة قبل ان تذهب لغرفتها :
انا مش عاوزاه يا ماما !!!
تبع علي شقيقته لكنه توقف عند الباب بعدما سمع صوت المفتاح ، كانت تحتاج للبقاء وحدها لحظة للتفكير و التصالح مع مشاعرها
وما إن أصبحت بمفردها حتى انهارت في بكاء مرير أخيرًا اعترفت لنفسها بالحقيقة التي ظلت تنكرها
ليس اعجاب ما تشعر به نحوه كان حباً صادقاً
كيف ستعيش الآن مع تلك الحقيقة و ذلك الألم يا ليتها لم تراه
…….
وقف سفيان خارج الغرفة، يشعر بألم عميق كأن وجعه يتضاعف مع وجعها كان يتوقع رد فعلها هذا لكنه كان يأمل أن تمنحه فرصة ، ان تصدق بأنه تغير كان يتمنى لو أنها لم تعرف شيئًا عن ماضيه على الإطلاق !!
التفت إلى والدتها التي كانت تقف خلفه عيناه مملوءتان باللوم والعتاب كيف يمكنها أن تكشف كل ما بينهما بهذا الشكل كأنها عرته أمام الجميع ألم تكن تعرف أن كل كلمة بينهما يجب أن تبقى سرًا
سألها بحزن وألم :
عملتي كده ليه؟ انتي دكتورة وعارفة إن كل كلمة بتتقال بينا سر ، مفيش حاجة تطلع برا ، نا مغلطش حسيت بمشاعر ناحيتها وبدل ما الف وادور جيتلك طلبت إيدها منك
همّت والدتها بالكلام لكنه قاطعها و صوته مليء بالوجع :
فضلتي تقوليلي طول الوقت ، انت مش وحش يا سفيان ، كنت ضحية الظروف ووالدتك هي السبب
اللي عملته أثر عليك…كنتي دايمًا تقوليلي إني مش وحش واني بتحسن، وشايفة التحسن والتغير عليا لكن أول ما جيت أطلب إيد بنتك نسيتي كل اللي قولتيه وعايرتيني بالماضي وياريته بيني وبينك بس !!
صمت قليلًا ثم تابع بحزن و حدة :
بدل ما تفضلي تقولي شعارات درستيها يا دكتورة اتعلمي الأول تطبقيها في الواقع
ردت عليه والدتها بحزم و برود :
أنا أم وبنتي عندي أهم منك ومن أي حد سواء كنت بعالجك أو لا ، عرفت ماضيك أو معرفتوش ، أنت مش الشخص اللي أتمناه لبنتي ولا أتمنى إنها تكمل حياتها معاك
نظرات سفيان كانت مشحونة بالوجع والخسارة لم يكن يتوقع هذا الرد القاسي من امرأة ظلت تدعمه طوال الوقت حتى تحول الماضي إلى سيف مسلط على رقبته !!
…….
عندما أخبروا جنة انها فقدت ابنها انهارت في نوبة بكاء مريرة و كأن قلبها تحطم إلى آلاف القطع حاولت ميان تهدئتها مدركة الألم الذي تمر به فقد عاشت هذا الوجع من قبل لكن كلماتها لم تكن كافية ميان كانت تشعر بكل دمعة تنزل من عيني جنة كأنها تعيد تجربة فقدانها الخاصة مرة أخرى !!
مرت الأيام ببطء في المستشفى يومان من الحزن و الوجع، لم يفارق جنة الإحساس بالفقد للحظة رغم كل محاولات ميان وفارس لمواساتها بقي الألم عالقًا في صدرها ثقيلًا وكأنه لن يزول أبدًا !!!!!!
في اليوم الثالث قررت جنة مغادرة المستشفى وجهها شاحب، ونظراتها تائهة عادت إلى بيت فارس ما ان أصبحت في الغرفة بمفردها نقلت بصرها بين الأرض و الفراش وتحولت نظرات الحزن بعيناها لنظرات اخرى كلها انتصار لأنها حققت مرادها !!!!!
……
كان فارس يجلس في غرفة مكتبه مستغرقًا في عمله ليُفاجأ بصوت الباب يُفتح دون استئذان
رفع رأسه بسرعة ليرى سفيان يدخل بخطى ثقيلة، دون أن يلتفت إلى فارس متجهًا نحو الأريكة
جلس عليها، ثم ارتمى إلى الوراء، واضعًا رأسه بين يديه في صمت
سأل فارس بضيق وحنق واضحين :
إيه اللي جابك !!
أطلق سفيان تنهيدة طويلة، وكأنها تحمل أوزانًا ثقيلة من الألم لكنه لم ينطق بكلمة كان فارس على وشك أن يطلق سيلاً من الكلمات الحادة
لكنه فجأة توقف عندما رأى الحزن مرسومًا بوضوح على وجه سفيان والتعب يطغى على ملامحه
رغم كل ما يكنه فارس من مشاعر كره تجاهه شعر ببعض الشفقة تتسلل إلى قلبه و بدلاً من الصراخ في وجهه حاول كبح غضبه بسؤال خرج منه و كأنه مرغم على النطق به :
إيه اللي حصل !!
رفع سفيان رأسه ببطء و عيناه تكادان تشعان بالألم والندم وقال بصوت خافت مملوء بالوجع :
أنا لحد إمتى هفضل أتحاسب على اللي عملته !! غلطت عارف إني غلطت لكن ندمت وتوبت ومين فينا مش بيغلط !!
نظر فارس إليه ثم رد عليه بحدة :
غلط عن غلط يفرق، بلاش أفكرك إنت عملت إيه… خلينا ساكتين أحسن
تنهد سفيان بتثاقل و كأنه يحمل ثقل الدنيا على كتفيه، واستطرد :
مبقتش طايقة تبص في وشي لما عرفت الماضي بتاعي حسيت إني اتعريت قدامها ، مكنتش قادر أرفع عيني في عينها قلبي وجعني على وجعها مديلها كل الحق في ردة فعلها بس كنت أتمنى لو فضلت جنبي وصدقت إني اتغيرت !!
سكت قليلًا فسأله فارس كأنما يسأله عن رأي دفين :
بتحبها !!!
تنهد سفيان و رد عليه بحيرة و تعب :
والله مش عارف إذا كان حب ولا احتياج ، بس حاسس بوحدة من غيرها ، حاسس إن يومي مفيش فيه أي روح
انحنى فارس إلى الأمام وسأله بحذر :
إيه اللي حصل بالظبط !!
أخذ سفيان نفسًا عميقًا و قص عليه كل ما حدث فرد عليه فارس بجدية :
هتظلمها معاك لو مش متأكد من مشاعرك ، بلاش تاخد الخطوة دي
هز سفيان رأسه نافيًا :
أنا مقولتش جواز فترة خطوبة أيًا كانت المدة اللي تحددها لو كل واحد ارتاح للتاني واتأكد من مشاعره نتجوز !!
نظر إلى الأرض بنظرة خالية كأنه يحدث نفسه :
بس عارف ، برجع أقول لنفسي إيه الهبل ده دي تستاهل الأحسن مني
سكت لبرهة ثم همس :
أي بنت في الدنيا تستاهل الأحسن مني…أي واحدة هترضى تحط اسمها جنب اسمي رغم الماضي ده… تبقى مجنونة !!
رفع رأسه قائلاً بتوسل لفارس بعد لحظات من الصمت :
كلم والدتها قولها إني عاوز أشوف أماليا….قولها إني موافق على أي شروط تقولها….قولها إني محتاج بنتها… قولها والله إني اتغيرت !!
قبل أن يستطيع فارس الرد اقتحمت ميان الغرفة دون أن تطرق الباب كعادتها !!
رفعت عينيها في دهشة وقد صدمتها رؤية سفيان جالسًا والدموع في عينيه لم تستطع تصديق ما تراه كيف يمكن لمكان واحد أن يجمع بين فارس و سفيان !!!!!
…….
عاد كارم إلى المنزل بعد يوم طويل من العمل تعب و إرهاق يغمران جسده و مع ذلك تحول كل ذلك الشعور بمجرد أن رأى مشهدًا أمامه في حديقة الفيلا همس بابتسامة مشرقة تدفع كرسي والدته بحماس و
تضحك معها بكل سعادة
كانت تلك اللحظات مليئة بالدفء و السعادة، فلم يشأ كارم أن يقطعها بل اكتفى بالمراقبة عن بعد
صعد إلى غرفته بهدوء وأخذ حمامًا سريعًا ليزيل تعب اليوم ثم ألقى بنفسه على السرير و ما إن وضع رأسه على الوسادة حتى غلبه النوم سريعًا
بعد نصف ساعة دخلت همس الغرفة و هي تتنفس بصعوبة من الركض وما إن رأت كارم نائمًا حتى ارتسمت على وجهها ابتسامة عاشقة
اقتربت منه ببطء تتأمل ملامحه التي حفظتها في قلبها قبل عقلها و بجراءة غير معهودة منها انحنت لتطبع قبلات خفيفة على كل تفاصيل وجهه
شعر كارم بلمستها واستيقظ لكنه تظاهر بالنوم فضوليًا ليعرف ما ستفعله ، نبض قلبه تسارع مع كل لمسة، ومع كل قبلة لم يستطع التحمل أكثر من ذلك فمد يده في شعرها وجذبها نحوه اكثر
ابتعد بعد قليل و نظر إلى عينيها المليئتين بالحب والشوق وقبل أن يتمكن من قول أي شيء
فاجأته همس مرة أخرى بجراءتها حين همست له قائلة بحب “وحشتني”
كانت تلك الكلمة تحمل الكثير من المشاعر العميقة و صداها في قلبه أكبر من أي كلام قد يقال
ثم….وكأن كل الحواجز بينهما تلاشت تحولت الغرفة في لحظة إلى ساحة مشتعلة بالعواطف
كل واحد منهما كان يسعى أن يظهر حبه للآخر.دون كلمات، فقط العشق هو من يتحدث في تلك اللحظات…كل لمسة، كل نظرة ، كانت معركة صغيرة في حرب الحب التي تجلت بينهما
لكن فجأة !!!
في خضم هذا الجنون توقف كل شيء….ابتعد كارم بعدما شعر بشيء غريب !!!
ابتعد قليلًا نظراته تحولت من الحب إلى القلق حين رأى همس تتألم ، لاحظ أن ملامح وجهها تغيرت و ان كل شيء ليس على ما يرام
سألها كارم بصوت مليء بالقلق :
همس إنتي كويسة !! إيه اللي حصل
أمسكت بطنها برفق وهي تشعر بألم مفاجئ همس بصوت ضعيف :
مش عارفة يا كارم….انا تعبانة اوي
تجمد كارم في مكانه للحظة ثم انتابه الفزع لم يحتمل رؤية التعب والألم في وجهها
فردد بصوت مفزوع :
لازم نروح المستشفى حالًا بسرعة
قفز من السرير و ارتدى ملابسه على عجل أخذ نفسًا عميقًا محاولًا أن يظل هادئًا ثم ساعدها على ارتداء ملابسها
حملها بين ذراعيه برفق ولكن بحزم و كأنها أغلى ما يملك في العالم و ركض بها إلى السيارة دون أن يفكر مرتين في تلك اللحظات كان كل ما يشغل تفكيره هو سلامتها فقط !!!!!
……..
عاد كارم إلى المنزل بعد يوم طويل من العمل تعب و إرهاق يغمران جسده و مع ذلك تحول كل ذلك الشعور بمجرد أن رأى مشهدًا أمامه في حديقة الفيلا همس بابتسامة مشرقة تدفع كرسي والدته بحماس و
تضحك معها بكل سعادة
كانت تلك اللحظات مليئة بالدفء و السعادة، فلم يشأ كارم أن يقطعها بل اكتفى بالمراقبة عن بعد
صعد إلى غرفته بهدوء وأخذ حمامًا سريعًا ليزيل تعب اليوم ثم ألقى بنفسه على السرير و ما إن وضع رأسه على الوسادة حتى غلبه النوم سريعًا
بعد نصف ساعة دخلت همس الغرفة و هي تتنفس بصعوبة من الركض وما إن رأت كارم نائمًا حتى ارتسمت على وجهها ابتسامة عاشقة
اقتربت منه ببطء تتأمل ملامحه التي حفظتها في قلبها قبل عقلها و بجراءة غير معهودة منها انحنت لتطبع قبلات خفيفة على كل تفاصيل وجهه
شعر كارم بلمستها واستيقظ لكنه تظاهر بالنوم فضوليًا ليعرف ما ستفعله ، نبض قلبه تسارع مع كل لمسة، ومع كل قبلة لم يستطع التحمل أكثر من ذلك فمد يده في شعرها وجذبها نحوه اكثر
ابتعد بعد قليل و نظر إلى عينيها المليئتين بالحب والشوق وقبل أن يتمكن من قول أي شيء
فاجأته همس مرة أخرى بجراءتها حين همست له قائلة بحب “وحشتني”
كانت تلك الكلمة تحمل الكثير من المشاعر العميقة و صداها في قلبه أكبر من أي كلام قد يقال
ثم….وكأن كل الحواجز بينهما تلاشت تحولت الغرفة في لحظة إلى ساحة مشتعلة بالعواطف
كل واحد منهما كان يسعى أن يظهر حبه للآخر.دون كلمات، فقط العشق هو من يتحدث في تلك اللحظات…كل لمسة، كل نظرة ، كانت معركة صغيرة في حرب الحب التي تجلت بينهما
لكن فجأة !!!
في خضم هذا الجنون توقف كل شيء….ابتعد كارم بعدما شعر بشيء غريب !!!
ابتعد قليلًا نظراته تحولت من الحب إلى القلق حين رأى همس تتألم ، لاحظ أن ملامح وجهها تغيرت و ان كل شيء ليس على ما يرام
سألها كارم بصوت مليء بالقلق :
همس إنتي كويسة !! إيه اللي حصل
أمسكت بطنها برفق وهي تشعر بألم مفاجئ همس بصوت ضعيف :
مش عارفة يا كارم….انا تعبانة اوي
تجمد كارم في مكانه للحظة ثم انتابه الفزع لم يحتمل رؤية التعب والألم في وجهها
فردد بصوت مفزوع :
لازم نروح المستشفى حالًا بسرعة
قفز من السرير و ارتدى ملابسه على عجل أخذ نفسًا عميقًا محاولًا أن يظل هادئًا ثم ساعدها على ارتداء ملابسها
حملها بين ذراعيه برفق ولكن بحزم و كأنها أغلى ما يملك في العالم و ركض بها إلى السيارة دون أن يفكر مرتين في تلك اللحظات كان كل ما يشغل تفكيره هو سلامتها فقط !!!!!
……..
متقولش إني الدكتورة بتاعته….أنا دلوقتي قدامك بصفتي أم خايفة على بنتها و حتى لو أنا وافقت أبوها واخواتها مستحيل يوافقوا
تنهد فارس قائلاً بلوم وعتاب :
بتقطعي قدامه الطريق ، بدل ما تساعديه…..
قاطعته قائلة باستنكار :
عشان أقف جنبه أضحي ببنتي، مهما أكون متعاطفة معاه و مهما حصل هو مش هيكون اغلى من بنتي !!
…..
كان كارم يسير في الممر مضطربًا كان القلق ينهش قلبه فقد دخلت همس إلى غرفة الكشف و لم يخرج أحد ليطمئنه حتى الآن
مرت لحظات طويلة قبل أن تخرج الطبيبة، فتوجه نحوها بسرعة وسألها بلهفة :
همس مالها طمنيني عليها !!
أجابته الطبيبة بهدوء :
مفيش حضرتك المدام بس في بداية الحمل و احم… المفروض متحصلش علاقة بينكم في الوقت ده خالص عشان كده حصل نزيف بسيط
ردد كارم بصدمة و عدم استيعاب لما قالت :
حمل؟!
أومأت الطبيبة برأسها قائلة :
اه حمل ، مكنتوش تعرفوا ولا ايه !!
كان كارم في حالة من الصدمة، غير قادر على استيعاب ما سمعه همس حامل…هذا يعني أنها تحمل جزءًا منه ومنها !!
سعادة عارمة اجتاحت قلبه لدرجة أنه لم يستطع النطق لكنها سألها فجأة بقلق :
هي كويسة المهم والبيبي طمنيني عليهم
ردت الطبيبة بطمأنينة :
لا متقلقش حضرتك كل حاجة تمام….الأفضل تستشيروا دكتورة متخصصة تتابع الحمل، كمان لازم همس ترتاح كام يوم ، الف مبروك
بعد أن غادرت الطبيبة، دخل كارم إلى غرفة همس وجدها نائمة….اقترب منها وقبل جبهتها بحنان و امتنان لوجودها في حياته
استفاقت همس على صوت خطوات كارم فتحت عينيها برفق فوجدته جالسًا بجانب سريرها وجهه مليء بالفرح والامتنان فسألته بصوت ضعيف :
كارم، إيه اللي حصل !!
أجابها كارم بابتسامة عريضة :
حصل انك هتبقي أحلى ام في الدنيا و انك شايلة جواكي حتة مني ومنك حصل اني بسببك عايش سعادة عمري ما حلمت بيها….انتي حامل يا همس !!
عيناها تلألأت بالدموع وأمسكت بيده بلطف :
بتتكلم بجد ، إحنا هيكون عندنا بيبي !؟
يدها في يده وابتسم قائلاً :
إيوه ده أحلى خبر سمعته في حياتي
ابتسمت في سعادة و عانقته بقوة و الدموع تنساب من عيناه بفرح….شعرت همس أن الصمت في تلك اللحظة كان أبلغ من أي كلام
سعادة و فرح غمرتا قلوب الجميع بخبر حمل همس توالت التهاني والابتسامات تضافرت الأمنيات الطيبة، ليُعبر الجميع عن فرحتهم بهذا الحدث السعيد الذي لم يكن ليزيد من لحظاتهم بهجة و سرورًا
…….
دخل فارس المنزل و عينيه تبحثان في كل زاوية عنها ، كأن قلبه يتسابق مع خطواته ليجدها كان يريد أن يضمها إليه بشدة يُشعرها بكل ما يحمل قلبه من حب وحنين
تفاجأ بجنة تقابله، مرتدية ملابسها، معتنية بمظهرها، قبل أن تبدأ بالكلام، تجاهلها ببرود
كان يعلم لما تتصرف هكذا ، لقد وصل إلى أقصى درجات صبره معها…غداً سيجعلها تغادر !!
دخل إلى غرفة النوم….قلبه قبل عيناه يبحث عنها رآها جالسة على كرسي في إحدى زوايا الغرفة تؤدي صلاتها…..كانت تبدو هادئة و جميلة اقترب منها وما أن أنهت صلاتها حتى انحنى وقبلها في منتصف جبينها بحنان وعشق قائلاً بصوت هادئ :
حرماً
ابتسمت بحب و قبلت يده التي كانت تحيط بوجهها ثم ردت عليه برقة :
جمعاً إن شاء الله يا حبيبي
نظرت إليه و رأت في عينيه نظرة غريبة فسألته بابتسامة جميلة لا تفارق شفتيها :
مالك
أجابها و هو يرفعها بين ذراعيه يجلس بها على الفراش وهي على قدمه : أنا بحبك أوي
ردت عليه بحب وهي تقبل خده :
وأنا بموت فيك
ابتسم الاثنان لبعضهما بحب وهدوء كان حبهما كالشمس في يومٍ بارد، يدفئ القلوب دون أن يُطلب هي بالنسبة له ليست مجرد حبيبة، بل الروح التي تمنحه الحياة وفي كل مرة ينظر إليها، يشعر أن العالم ملكاً له هي النور الذي يضيء طريقه، وهو الأمان الذي يغمُر قلبها بالسكينة…معًا لا يحتاجان إلى كلمات كثيرة فالحب بينهما هو اللغة الوحيدة التي يفهمانها…لغة تنبع من القلوب وتُسمع بالروح
سألها فجأة : تيجي نسافر
ابتسمت ميان بحماس قائلة :
ياريت، يا سلام بقى لو تكون كل العيلة مع بعض في مكان واحد و نتجمع
تذمّر فارس قائلاً :
أنا عاوز نكون لوحدنا…آه بحب لمتنا كلنا سوا بس عاوز نقضي وقت لوحدنا مع بعض
ابتسمت بتوسع ثم قالت :
نقضي معاهم يومين وبعدها نكون لوحدنا
حرك فارس رأسه موافقاً ثم قال :
خلاص، هقولهم وأشوف ظروفهم….هنروح نطمن عليكي وعلى البيبي و نتأكد إذا كان السفر مسموح ليكي ولا فيه تعب عليكي
بعد أن تحدثا عن السفر وخططهما المستقبلية ساد الصمت بينهما للحظة لكن لم يكن صمتًا عاديًا !!
كان مليئًا بالحب والشوق، كأن كل كلمة قيلت تركت أثراً عميقًا في قلبيهما…فارس كان لا يزال يمسك ميان بين ذراعيه، عينيه تتأملان ملامحها التي تزداد جمالًا كلما اقترب منها أكثر شعر بدفئها و رقتها التي دائمًا ما كانت تشعره بأنه وجد ملاذه الوحيد في العالم
اقترب فارس أكثر وملامح وجهه تنطق بالشوق الذي كان يحمله في قلبه….لم يكن بحاجة إلى المزيد من الكلمات فكل شيء كان واضحًا في نظراتهما
بهدوء، رفع فارس يده ولمس وجهها بلطف وبدأ يقرب شفتيه نحوها. كانت لحظة مليئة بالعشق، عندما قبله كانت مليئة بكل المشاعر التي حملها في قلبه لها….كأن كل هموم العالم تلاشت في تلك اللحظة ليبقى فقط هو وهي محاطين بحب لا ينتهي
لم يكن يريد أن يتركها….شعرت هي بذلك في كل لمسة….كل حركة….في تلك الليلة، لم يكن هناك مكان للحديث أو التفكير…..فقط الحب والعشق هما ما جمعا قلبيهما في هدوء الليل
……..
في صباح اليوم التالي، استفاق فارس الذب كان يحتضن ميان برفق قبل وجهها بحب وهو يناديها :
اصحي يا كسولة
تمسكت ميان به أكثر ثم قالت بصوت مغمغم : سيبني شوية كمان يا فارس، مش قادرة أفتح عيوني
ابتسم بحب، ثم نهض بهدوء متجنبًا إيقاظها ابتسم عندما تذكر ما حدث في الليلة الماضيةو كيف قضيا وقتًا مميزًا معًا يعبران عن حبهما بشغف
خرج من الغرفة ليجد جنة جالسة في الصالة، تلتهم أظافرها، وبدا عليها الغضب بمجرد أن رأته انتفضت قائلة بغيرة و هي تقترب منه :
صوتكم كان عالي !!
عبس فارس في وجهها بعدم فهم :
صوتنا !!!!!
اكملت بجرأة و وقاحة :
كنتوا مع بعض وصوتكم عالي !!!!!
صدم فارس من وقاحتها، فرد عليها بنفس الأسلوب : واحد ومراته مالك ومالنا….ازاي تتجرأي وتتكلمي بالجرأة دي
ارتبكت جنة وتلعثمت وهي ترد عليه :
أاا…أنا معرفش…قلت كده إزاي…..
قاطعها قائلاً بحدة :
اسمعي، أنا دخلتك بيتي عشان صعبتي عليا ، مش أكتر ولا أقل…ندمت لأني عملت كده لو فاكرة إن حركاتك دي هتوصلك لحاجة، تبقي غلطانة وغلطانة أوي كمان وعايزة اللي يفوقك
كانت ترتجف من الخوف من حديثه الصريح فتابع فارس بغضب :
أنا بحب مراتي، ومحبتش ولا هحب في حياتي غيرها ولا إنتي ولا ألف من عينتك ولا بنات حوا كلهم يملوا عيني
ردت عليه بغل صريح :
أنا أحسن منها ألف مرة
عنفها فارس بغضب واحتقار :
إنتي أسوأ منها ألف مرة تيجي إيه إنتي فيها بغلك و حقدك
رددت بتوسل :
أنا هسعدك أكتر منها، وهتتبسط معايا أكتر هعمل كل اللي تقوله عليه بعرف أعمل حاجات كتير وبطبخ حلو وبسمع الكلام وحتى أنا موافقة أكون زوجة تانية……بس تقبل بيا أنا ضحيت بأغلى حاجة عندي عشانك يا فارس !!!
صرخ فارس عليها بغضب لكن بصوت منخفض حتى لا تستيقظ ميان و تسمعهما :
اخرسي يا مريضة….ضحيتي بإيه، أعرفك منين انا إنتي متستاهليش غير واحد زي أبو عدنان وأبوكي، أنتوا التلاتة عينه واحدة
ردت بغيظ وغضب :
عملت إيه ، خلصت من ابني عشان ميكونش عائق بينا….عشان مترفضنيش بسبب ابن شخص تاني غيرك
كانت ملامح فارس مزيجًا من الزهول والاحتقار فقال بحدة وغضب :
لمي هدومك…..مش هتقعدي هنا ليلة تانية…..هدبرلك شغل في فندق، والسكن هيكون هناك
تركها فارس ودخل الغرفة ليجد ميان مستيقظة ابتسمت له قائلة بهدوء :
صباح الخير يا حبيبي
قبل جبينها بحب ثم دخل للمرحاض و بقيت ميان في مكانها وقد تحولت ملامحها من الهدوء إلى الشراسة !!!!!
…….
في منتصف اليوم اجتمع الجميع في فيلا كارم لتهنئتهم وما ان جلست ميان وحدها مع همس ولينا وسيلين
تباينت المشاعر بعد أن كشفت ميان عن ما فعلت جنة لتكون سيلين اول المعلقين قائلة بصدمة :
إيه البجاحة دي….بدل ما تحمد ربنا إنها لقت حد يفتح لها بيته في ظروفها
لكن لينا لم تقتنع، فردت بلهجة مليئة بالاحتقار: سيبك من كل ده، دي قتلت ابنها دي واحدة مريضة
نظرت همس إلى ميان التي كانت صامتة وسألتها : هتعملي إيه يا ميان ، ناوية على ايه
أجابت ميان بنبرة غامضة :
عاوزة اتنين ستات بس بيضربوا حلو….هخرجها بفضيحة عشان تحرم تعض اليد اللي اتمدت لها
ابتسمت سيلين بحماس و قالت :
واحنا روحنا فين بس
سخرت ميان قائلة :
أبداً، موجودين، بس زي قلتنا ، أنا حامل و الأخت همس كمان
ثم تابعت بشراسة :
ياما كان نفسي اكلها بسناني بنت ال……
ردت سيلين بحماس :
وانا و لينا روحنا فين؟ أنتي عارفة يا روحي ان كل واحدة فينا مضغوطة في أول الولادة و عايزة تفش غلها في حد…..ففرصة جت لينا من ذهب يبقى نستغلها في حد يستاهل
رددت لينا بمرح :
وطبعاً إحنا أولى من الغريب يا قلبي
ضحكت ميان عندما اضافت همس بمرح :
وأنا هاجي وأجيب فشار وأتفرج معاكي
ضحكوا جميعاً و بدأت ميان تملي عليهم ما سيفعلون
فابتسم الأربعة ببشر !!!!!!
…….
في المساء تفاجأ فارس عندما طلبت منه ميان أن تبقى جنة معهما بعض الوقت رفض ذلك بشدة في البداية، تذكر كيف أنها قبل يومين كانت تطلب منه أن يأخذها إلى مكان ما، و الآن تطلب منه أن يسمح لها بالبقاء !!!!
مع إصرارها الكبير، قرر فارس أن يستجيب لرغبتها فأحضر خادمتين إلى المنزل لتكونا مع ميان حتى تنتهي فترة إقامتة جنة، مما يعزز من شعوره بالأمان رغم عدم اقتناعه الكامل بالفكرة، إلا أنه رضخ لإلحاح ميان في الأخير
……..
في الصباح الباكر بعد اصرار كبير والحاح من همس أوصلها كارم إلى بيت ميان، غير مدرك لسبب إصرارها على الذهاب في هذا التوقيت و هي مريضة !!
في نفس الوقت كانت لينا وسيلين قد تركتا أطفالهما عند والدتيهما وتوجهتا إلى منزلها أيضاً
بعد ليلة طويلة من التفكير في كيفية البقاء في المنزل، أو على الأقل افتعال مشكلة بين فارس وميان، غفت جنة أخيرًا وفي الصباح، بعد أن طلبت من ميان السماح لها بالبقاء حتى الصباح، تفاجأت بموافقة ميان الفورية، مما أثار حيرتها لم تكن تتوقع أن تسير الأمور بهذه السلاسة، وهو ما جعلها تشعر بشيء من الارتباك والتردد حيال خططها
أستيقظت جنة ثم خرجت من غرفتها بعد ان تجهزت كما امرها فارس في المساء تبحث بعيناها يميناً و يساراً عن الموجودين بالمنزل لتتفاجأ ما ان دخلت الصالون بميان تجلس برفقة همس و اثنتان لأول مرة تراهما القت عليهم الصباح فلم يرد عليها احداً منهن
شعرت الحرج فقالت لميان بهدوء :
ميان ، ممكن أتكلم معاكي لوحدنا !!
ردت عليها ميان ببرود :
هنا مفيش حد غريب، قولي اللي عندك
صمتت جنة لبرهة تفكر لربما ان تحدثت مع ميان امامهم تشعر بالحرج فيتزايد غضبها و تثور على فارس اكثر و تطلب الطلاق !!
استجمعت نفسها ثم قالت بصوت حاولت ان تجعلها حزين قدر المستطاع لتؤثر به على الأخرى و تحصل على تعاطفها :
أنا اترددت كتير قبل ما أقولك….بس مش حابة تفضلي على عماكي و يكون فيه حد بيغشك….أنا بردو أكلت معاكي عيش وملح في البيت ده….
قاطعتها ميان قائلة بهدوء يسبق العاصفة :
مبحبوش !!
سألتها جنة بزهول :
هو إيه
ميان ببرود و هي تضع قدم فوق الأخرى :
الكلام الكتير مبحبوش….قولي اللي عندك علطول
جنة حاولت السيطرة على غضبها، لكن كلامها خرج بصوت مرتجف مليء بالغل :
جوزك حاول معايا كذا مرة…اتحرش بيا وأنا صديته حبيت أقولك عشان متكونيش على عماكي و يفضل يضحك عليكي زي ما ضحك عليا و جابني هنا و فهمني ان نواياه بريئة لكن هو في الاصل عينه زايغة ، ومش محترم !!!!!
ابتسمت ميان بهدوء ، ثم قتربت منها بخطوات بطيئة و ابتسامة ليست بمحلها بثت الرعب بأوصالها
رفعت ميان يدها بلطف و ربتت على وجنة جنة، مما جعلها تنتفض مكانها ظناً منها انها ستضربها !!
لكن المفاجأة جاءت في كلمات ميان التي خرجت بصوت هادئ يسبق العاصفة :
كان ممكن افوت أي كلمة قولتيها عليا…لكن إنك تغلطي في جوزي وتتهميه اتهام***زي ده…..
تغيرت نبرتها فجأة إلى الشراسة و هي تقول :
ده انتي كده جنيتي على نفسك !!!
قبل أن تدرك جنة ما يحدث، كانت ميان قد أمسكت بشعرها بعنف فصرخت تستنجد بأحد بعدما فشلت في تخليص نفسها من بين يديها التي تقبض على خصلات شعرها بعنف
تقدمتا لينا و سيلين و يبعدان ميان عن جنة حتى لا يتأذى جنينها و بالفعل ابتعدت لكن بعدما اقتلعت في يدها بعض خصلات شعرها
حاولت جنة الهجوم على ميان لكن قامت كلاً من سيلين و لينا بسحبها و انهالوا عليها بالضرب متعجبين من وقاحتها !!!
بينما كانت ميان تقف تراقبها بتشفي و هي تصرخ من شدة الألم فلم ترحمها لينا كلما تخيلت ان تلك كانت تريد افساد حياة صديقتها و سيلين ايضا كانت تبرحها ضرباً و هي تراها ابنة خالتها التي ارادت سرقة زوجها منها !!
كانت همس تجلس على الأريكة تمدد جسدها براحة ، تتناول حبات الفشار باسترخاء و هي تشاهد جنة و هي تنال ما تستحق و كم تمنت لو تذهب و تعطيها ما فيه النصيب كما يقال لكنها تخشى على جنينها ان يتأذى !!
بعد وقت قصير
كانت جنة ملقاة على الأرض، يتملكها الألم أثر الضربات القاسية التي تلقتها !!
ابتعدت عنها سيلين ولينا، تاركتين إياها تتلوى من الألم بينما كانت ميان واقفة على مقربة، تتأملها بنظرات ممتلئة بالاشمئزاز والغضب….نار مشتعلة تتأجج في قلبها كلما تذكرت نيتها الخبيثة و رغم ثقتها الكبيرة في فارس، إلا أن مجرد تخيل ما كانت تخطط له يجعل دماءها تغلي
كيف تجرأت على التفكير في هذا الأمر ؟
كانت الرغبة في الانتقام تسيطر على ميان لو استطاعت لكانت التهمت جنة بأسنانها
تقدمت ميان بخطوات غاضبة نحو غرفة جنة، وبدأت تجمع أغراضها التي بالأساس تخصها من البداية بحركات سريعة، وهي تستشيط غضبًا وبينما كانت تفرغ الأدراج، توقفت فجأة عندما رأت بعض مستحضرات التجميل الخاصة بها، وأشياء أخرى كانت قد فقدتها منذ فترة في خزانة الأخرى !!!
شعرت ببركان من الغضب يتفجر بداخلها تشددت قبضتها على الأغراض، وكأنها تحاول كبح نفسها من انفجار أكبر
خرجت تجر الحقيبة خلفها ثم مسكت بذراع الأخرى تدفعها خارج المنزل بقوة، ثم رمت حقيبتها أمامها دون اكتراث !!
وقفت ميان أمام جنة، تحملق فيها بنظرة مليئة بالاحتقار والاشمئزاز، وكأنها ترى شيئًا أكثر دناءة من أن يكون إنسانًا كانت عيونها تشتعل بالغضب الذي لم تستطع كبحه، فصاحت بكلمات قاسية :
فتحتلك بيتي، عاملتك زي أختي، وفارس ساعدك و دافع عنك وكان ممكن يتأذي بسببك…..ده كان ممكن يموت وده كان ردك للمعروف إنك تخوني ثقتي و تحاولي تخربي حياتي، تحطي عينك على جوزي!!!!!
ثم تابعت بغضب وقرف :
وصلت بيكي الحقارة والقسوة إنك تقتلي ابنك بإيدك؟ طب ليه؟ وعشان إيه يا شيخة؟ ربنا ينتقم منك! قتلتي روح بريئة
كانت جنة تقف أمامها متهاوية، عاجزة عن مواجهة هذا الطوفان من الغضب والكلمات اللاذعة جسدها يرتجف من لكن ميان لم تشفق لم يكن بداخلها أي مكان للرحمة في تلك اللحظة تقدمت نحوها بخطوات سريعة، والغضب يشتعل في عينيها، ووجهها مرسوم بملامح القسوة فجأة، ضربتها ميان على وجهها بصفعة عنيفة، اخرجت فيها كل غضبها :
زي ما دخلتي البيت ده من الشارع، هترجعي للشارع برده و المساعدة اللي جوزي كان هيقدمها ليكي؟ خسارة في واحدة حقيرة زيك، عينها ع اللي في إيد غيرها
ثم بصقت عليها بقرف شديد، وكأنها تريد التخلص من كل أثر لها، واستدارت دون أن تنظر خلفها، تدخل البيت وتغلق الباب بعنف في وجه جنة، تاركة إياها وحيدة
جنة، التي لم تعد تعرف إلى أين تتجه، جلست على رصيف بارد، تبكي بحرقة وندم لا يمكن وصفه كان كل شيء يدور في رأسها، كلمات ميان الجارحة تردد في ذهنها، تدور كالسكاكين الحادة
كانت أمامها فرصة لتبدأ من جديد، لكنها لم تحافظ عليها، واندفعت في طمعها حتى فقدت كل شيء
لم يكن أمامها أي مستقبل واضح…ظلم يتبق لها سوى بيت والدها، والذي سيسلمها مرة أخرى لأبوعدنان، ليعيدها إلى ذات العذاب الذي هربت منه !!!
…….
كان يقف هناك ، ينتظرها كل يوم يترقب ظهورها كما يترقب الظمآن قطرة ماء….ظلت عيناها عليه للحظة فركض نحوها لم يتحمل انتظارًا أطول
تجاهلته بشدة، وسارت بسرعة تحاول الهرب كأن وجوده يزيد الجروح عمقًا….لكن سفيان لم يستسلم لحق بها وأمسك بيدها ليس بعنف، بل بحذر كمن يخشى أن يكسر شيئًا هشًا
سحبها بهدوء بعيدًا عن الأنظار، وعيناه تبحثان في وجهها عن أمل أو ذرة تفهم
انتفضت أماليا وسحبت يدها من قبضته وصرخت فيه بغضب كامن :
إزاي تمسك إيدي كده، إياك تعمل كده تاني….إياك أساسًا تظهر قدامي في أي مكان ، ابعد عني…أنت طلعتلي منين
كانت كلماتها تنطق بالضعف رغم محاولة إخفائه كأن صوتها خانها في النهاية أما هو ظل يتأملها كان يرى وجهها لأول مرة بعد غياب طويل…..الألم يعتصر قلبه وهو يشاهد تلك العيون المتعبة و الوجه الذي فقد نوره وحيويته
كيف يمكن أن تكون هي نفسها الفتاة التي أحبها ؟ أين ذهبت تلك الأماليا التي جذبته بروحها المرحة وجنونها الجميل ؟
كل شيء فيها يبدو باهتًا…..تمامًا كما يشعر داخله أدرك حينها، أن كل من أحبه، تأذى بسببه
رغم الغضب الذي يشتعل في صدرها، كانت تشعر بضعف يتسلل إليها وهي تقف أمام سفيان
كانت عيناه، المليئتان بالندم والشوق، تنفذان إلى أعماقها، ولكنها لم تكن مستعدة للتنازل أو حتى لسماعه
حاول سفيان أن يقرب المسافة بينهما، وبدأ صوته يرتجف قليلًا وهو يقول :
أماليا، اسمعيني…..أنا عارف إن كل اللي حصل كان غلط، بس أنا ندمت و اتغيرت……
لكنها كانت قد اتخذت قرارها نظرت إليه بعينين مليئتين بالألم والعتاب :
ندمان….تفتكر إن الندم كفاية…..ازاي تتوقع إني أصدقك بعد كل اللي سمعته عنك ، ازاي كنت بالقسوة دي كنت غلطانة لما قولت ان الماضي ميفرقش معايا ، بعد اللي عرفته وسمعته ندمانة على كل لحظة شوفتك فيها…..ندمانة اني عرفتك اصلا ، لو ليك اخت هترضى بواحد زيك ليها !!!!
كانت كلماتها قاسية لكنها صادقة، تصب كل ما في قلبها من عتاب وألم و هو يقف صامتًا….عاجزًا عن الرد….كل كلمة كانت تطعنه في القلب لكنه لم يستطع سوى أن يقف متحملًا اللوم، متفهمًا حجم الأذى الذي سببه لها
استدارت ببطء بعد أن انتهت من كلامها و قبل أن تبتعد تمامًا قالت بصوت خافت كأنها تحدث لنفسها :
ابعد عني ارجوك ، اه فيه مشاعر ناحيتك بس مش كفاية عشان أتغاضى عن ماضيك ده ، كفاية وجع
ثم مشت بعيدًا، خطواتها مترددة لكنها ثابتة لم تلتفت خلفها، رغم أنها شعرت بنظراته تلاحقها أما هو بقي واقفًا في مكانه، يشاهدها وهي تختفي تدريجيًا عن أنظاره حاول أن يناديها مرة أخيرة لكنه أدرك أنها محقة !!
……..
مر شهران ثقيلان منذ أن انقطعت أماليا عن سفيان، حاول خلالها مرارًا العودة إليها، لكن دون جدوى بدا الأمر وكأنها أغلقت صفحته تمامًا، أو هكذا حاولت أن تظهر للعالم، ولكن داخلها كان ينزف لم تكن تتوقع أن تكون تجربتها الأولى في الحب بهذه القسوة، أو أن تصل جراحها إلى هذا العمق
هربت من آلامها إلى العمل، تغرق فيه ساعات طويلة لتنسي نفسها، حتى إنها وافقت على مشاريع في محافظات بعيدة، بشرط أن تعود للإسكندرية في نفس اليوم…واليوم كانت تستعد لأول مرة للسفر إلى القاهرة لمعاينة شركة جديدة تتولى تصميمها
بينما كانت تضع اللمسات الأخيرة على تجهيزاتها للسفر، دخلت والدتها، وبنبرة يعتريها الحزن قالت : لحد إمتى هتفضلي واخدة الموقف ده مني أنا كنت بعمل كده لمصلحتك، وانتي شوفتي بنفسك، مكنش يستاهل حبك ولا تضحيتك بنفسك عشانه
رفعت أماليا عينيها نحوها، ونطقت أخيرًا بعد صمت طويل، بنبرة تحمل خيبة أمل كبيرة قبل ان تغادر :
كان قدامك ألف طريقة تعرفيني بيها الحقيقة، لكن مش بالقسوة دي لا عليه ولا عليا، عمري ما هكون مبسوطة وأنا شايفة أمي قاسية كده
انحنت الأم برأسها بحزن ابنتها معها حق كانت تعرف في أعماقها أنها تصرفت بقسوة، حتى وإن كانت نيتها هي حماية ابنتها !!
نزلت أماليا إلى سيارتها وانطلقت باتجاه القاهرة، غير مدركة أن عيون سفيان كانت تراقبها من بعيد، كما كان يفعل دوماً منذ ابتعدت عنه كان يقف كل صباح أمام بيتها، ينظر إليها وهي تخرج، يتبعها حتى تصل إلى عملها، لعله يشبع عينيه وقلبه برؤيتها ولكن اليوم، شعر بشيء مختلف حين رأى وجهتها نحو القاهرة امتلأ قلبه بشعور غريب، كقبضة ضاغطة، فقرر أن يتبعها
بعد ساعات من القيادة، كانت أماليا تقف أمام صاحب الشركة “عصام” تحدث إليها بنظرات لا تخلو من الإعجاب، بينما هي تحاول أن تتجاهل هذا الشعور غير المريح الذي يزحف إلى قلبها أنهت حديثها معه بشأن تفاصيل المشروع وقالت له موعد الانتهاء، وهمت بالرحيل لكن قبل أن تخطو خطواتها الأولى، استوقفها بابتسامة خبيثة لم تلحظها قائلاً :
هتيجي معايا دلوقتي تعايني الفيلا اللي على الطريق الصحراوي، زي ما اتفقت مع خالك
نظرت إليه بدهشة، وقالت :
خالي!!!، مقالش حاجة عن الفيلا دي ولا حتى عطاني خبر بكده
أجابها بثقة وهو ينظر إلى ساعته :
اتكلمت معاه قبل ما توصلي بنص ساعة تلقيه ملحقش يقولك ع العموم ممكن تتأكدي بنفسك لو مش مصدقة كلامي
ترددت للحظة، شعرت بعدم ارتياح، وافقت أخيرًا، و ركبت إلى جواره في السيارة كان يقود بسرعة مريبة، بينما هي تشعر بانقباض في صدرها يتزايد كلما اقتربوا من الطريق الصحراوي خاصة ان الليل قد حل !!!!!
توقف عصام بالسيارة أمام فيلا معزولة على الطريق الصحراوي، نزل بسرعة وفتح الباب لأماليا، التي تملّكها شعور غير مريح زاد حدته مع كل دقيقة مضت نزلت من السيارة، ولكن القلق كان يعتلي ملامحها، خطواتها مترددة، شعرت كأنها في فخ محكم !!
دخلت إلى الفيلا، وأحست ببرودة الهواء تتسلل إلى عظامها استدارت نحو عصام بصرامة قائلة :
سيب الباب مفتوح من فضلك، يا أستاذ عصام !!
ابتسم لها بمكر قائلاً :
بس كده، انتي تؤمري!!!!
ثم أغلق الباب بعنف جعلها تنتفض في مكانها، و الخوف يشتعل في قلبها كشرارة ملتهبة
اندفعت نحو الباب محاولة فتحه، لكنه أسرع منها، أدار المفتاح وأغلق الباب بإحكام، ثم لوح بالمفتاح أمامها وقال بنبرة تملؤها الشهوة :
رايحة فين يا حلوة، وشرفي الفيلا دي مدخلاهاش غير الحلوين اللي زيك !!
تراجعت أماليا إلى الوراء بخطوات سريعة، وصوتها يرتجف بالغضب والخوف :
افتح الباب، أحسن والله…….
قاطعها وهو يخلع سترته بنظرات ملؤها التجرؤ و التفحص لجسدها بشهوة :
هتعملي إيه يعني، هتصوتي…صوتي، محدش هيسمعك ولو حد سمعك، انتي هنا بمزاجك، ركبتي معايا بمزاجك ودخلتي لهنا بمزاجك، يا حلوة !!
شعرت أماليا برعب يخترق قلبها كخنجر، والندم يعصف بأفكارها كيف وقعت في هذا الفخ !!
أخذت تتلفت حولها، حتى التقطت نظرها مزهرية طويلة على طاولة قريبة، فاندفعت نحوها وأمسكتها بيد مرتعشة، ثم صرخت بصوت مرتفع، كلما اقترب عصام منها زاد صراخها، لعل أحداً يسمعها وينقذها
لكن عصام تابع تقدمه بثقة، فتراجعت وهي ترفع المزهرية عالياً، ثم هوت بها نحوه بكل ما أوتيت من قوة إلا أنه أمسك بيدها بقسوة، انتزع المزهرية ورماها بعيداً، ثم دفعها بعنف لتسقط على الأرض كانت تحاول أن تقاومه، قدماها تركلانه ويديها تحاولان دفعه بعيداً، لكنها كانت تشعر بثقل جسده يقيد حركتها وكأنها تغرق في مستنقع من اليأس
في تلك اللحظة، عندما كانت صرخاتها تصدح في المكان كأنها نداء استغاثة، سُمع صوت طرقات عنيفة على الباب تحول الطرق إلى ضرب عنيف حتى انكسر الباب بفعل قوة مفاجئة، ليظهر سفيان مندفعًا كالعاصفة !!!!!!
كانت أنفاس أماليا تتسارع، وعيناها تملؤهما دموع الخوف والذعر، بينما انقض سفيان على عصام الذي كان منشغلاً بمحاولة إخضاعها، ولم يدرك ما حدث إلا بعد أن سحبه سفيان من فوقها وأسقطه أرضًا انفجرت دموعها عندما شعرت بأن كابوسها أوشك على الانتهاء، كانت ما تزال ترتجف من الخوف
سدد سفيان ضربات متتالية إلى عصام، كل ضربة كانت تخرج معها غضبه وألمه، ضربات لم تكن فقط دفاعًا عن أماليا، بل انتقامًا من كل لحظة شعر فيها بالعجز منذ أن تباعدا كان صوت أنين عصام يتلاشى مع كل لكمة، حتى أصبح بلا مقاومة تُذكر، فيما كان سفيان يعيد إليها الأمان الذي كاد أن يُسلب منها
بعد أن انتهى تركه بصعوبة، استدار نحو أماليا التي كانت تجلس على الأرض، عيناها زائغتان من هول ما مرت به، فاقترب منها وجلس بجانبها، واحتواها بذراعيه، بينما هي تنفست أخيرًا الصعداء احتضنته وكأنها وجدت في ذراعيه الأمان الذي فقدته خلع سترته على الفور وحاوطها بها بحرص، شاعراً بالغضب عندما رأى البلوزة التي ارتدتها قد تمزقت بفعل ذلك الحقير بينما كان يهم بحملها نحو سيارته، أحس بوجودها كشعلة دفء في قلبه، لكنها لم تكن تدرك أن الأمان الذي كانت تبحث عنه كان مهددًا بلحظة واحدة
بينما وضعها برفق على الأرض، شعر فجأة بانقباض قوي في جسده، وصدر منه أنين خافت ارتابت أماليا، وفزعت حين تكرر الأنين، فالتفت خلفها لترى ما يحدث كان المشهد أمام عينيها صادمًا، فقد رأت عصام، الذي كان يتخبط على الأرض، يرفع مسدسًا مصوبًا نحو سفيان وجهه كان مشوّهًا، مغطى بالدماء، عينيه تومضان بغضب كبير
صرخت أماليا، لكن صوتها تلاشى في غيوم الرعب و في لحظة مرعبة، شاهدت عصام يتراجع، ثم يقع على الأرض فاقدًا وعيه، بينما سفيان هو الآخر لم يكن أفضل حالًا بدأ جسده ينهار، دماؤه تتساقط بغزارة على الأرض، وكأنه يحاول أن يمسك بأنفاسه الأخيرة
بكت أماليا بقوة، دموعها تنهمر دون انقطاع تمسكت بجسده بقوة، والذعر يجتاح قلبها، تنقل بصرها المرتجف بين وجهه ويدها الملطخة بدمائه
انسابت دموعها كالشلال، ونحيبها المتقطع شق سكون الليل وهي تهمس بتوسل ممزوج بالرعب :
افتح عيونك…أنت مش هتسيبني، صح؟ مش كنت عايزني أتكلم معك؟ اهو أنا هنا، جنبك…ليه سكت دلوقتي !!
ازدادت حدة بكائها وهي تواصل بصوت مكسور :
شوف… أنا هنا، ومش هبعد عنك تاني….بس عشان خاطري افتح عيونك…متسبنيش رد عليا، سفيااان !!
بأعين شبه مغلقة، وبصعوبة بالغة، رفع يده المرتعشة ليمسح على وجهها، وهو يهمس بصوت متقطع وثقيل :
طول عمري كنت سبب وجع لغيري…حتى أنتي، هكون وجع ليكي…ربنا عمل كده عشان يريح الكل…مني ومن وجعي
هزت رأسها بنفي، والدموع تتساقط كالمطر، قائلة :
بس أنا مش عايزة ارتاح منك… قوم وابقى جنبي…أنا قابلة منك كل حاجة، حتى الوجع… والله مش هبعد عنك تاني مش اتفقنا نعمل فرحنا في نص البحر وتجيبلي فستان الأميرة أريل اللي بحبها؟ واتفقنا نعيش حاجات كتير مع بعض…
ثم وضعت جبينها على صدره، وصوتها مكسور بالوجع :
بس ما اتفقناش أنك تسيبني وتمشي
كانت آخر كلماته، بينما يده تلامس وجنتها برفق :
بحبك
في اللحظة التالية، تراخت يده وسقطت بجانبه ابتعدت لتنظر إليه بعينين متسعتين من الصدمة وعدم التصديق، ثم صرخت بهستيريا :
“لأ… لأ…افتح عيونك…متسبنيش…لأ، عشان خاطري، قوم !!
بدأت تصرخ بقوة، تضم جسده إليها بقهر، وكأنها تحاول استعادة الحياة التي انسلت منه !!!!!
كانت نظرتها إليه هذه المرة مختلفة، لم تكن نظرة ضعف أو انكسار، بل كانت أشبه بنظرة ناجٍ يرى حطام سفينة خلفه دون أن يرغب في العودة، وقفت أمامه، قوية، ثابتة، عكس كل ذكرياته عنها أما هو، فبدا مكسورًا، هزيلًا، كأن الحياة نزعت منه كل ما كان يجعله صلبًا
تأملها يزن بصمت، وكأن عينيه تبحثان عن تلك المرأة التي عرفها يومًا، لكنه لم يجدها، هي الآن شخص آخر، شخص خلقه الألم والخذلان
كانت هناك رسالة واضحة في تلك النظرات، رسالة قرأها دون أن تحتاج للكلمات، قطع الصمت صوتها، حاسمًا، لا مجال للنقاش فيه :
طلقني!!!!
كانت الكلمة بمثابة إعلان نهائي، جرس يعلن نهاية الرحلة، لم تكن فقط تطلب منه إنهاء علاقتها به، بل كانت تقول له بوضوح إنها انتهت منه، انتهت من هذا الحب الذي صار عبئًا
كانت الكلمة كالسقوط الأخير، لم تكن مجرد طلب، بل كانت نهاية فصل، كانت إعلانًا أن الحب الذي جمعهما يومًا لم يعد له مكان هنا، شعر للحظة أن كل شيء بداخله ينهار، لكنه لم يعرف كيف يعيد ما انتهى كل ما استطاع فعله هو الصمت، صمت رجل يدرك أنه……خسر كل شيء!!!
تلاقت أعينهما وسط صمت عاصف، صمت حمل بين طياته كل الكلمات التي لم تُقال وكل المشاعر التي تراكمت لسنوات طويلة وقف يزن أمام بسمة كأنه يبحث في ملامحها عن شيء يعرفه، شيء يعيد إليه تلك المرأة التي أحبها يومًا، لكنه لم يجد سوى شخص مختلف، شخص أنهكته الأيام وأعاد تشكيله الألم
قطعت بسمة الصمت أخيرًا، بصوت هادئ لكنه كالسيف القاطع، حادٌ في وضوحه :
أنا وانت وصلنا لنقطة النهاية، بعد كل السنين دي، اكتشفت إن حبك بدل ما يريحني كان عبء عليا يا يزن، الحب أمان، لكنه معاك كان خوف، خوف من المواجهة، خوف من الحقيقة، وخوف من إنك تسيبني وما تصدقنيش وأنا…أنا أكبر غلط ارتكبته إني خوفت أواجهك، وخوفت من نادر
توقفت لحظة، تنظر في عينيه وكأنها تريد أن توصل له كل ما عجزت عن قوله في الماضي ثم تابعت بصوت أشبه بالاعتراف الأخير :
أكبر غلط عملته في حياتي إني سمحت للخوف يسيطر عليا، لو كنت صدقت نفسي من الأول، كنت عرفت إن أي علاقة مفيهاش ثقة مصيرها الفشل وأنا وأنت….ما كانش بينا ثقة، عشان كده وصلنا للي احنا فيه
ظل يزن صامتًا، كأن الكلمات التي يسمعها تخترق أعماقه، لكنها تقيده، تمنعه من الرد أما هي، فكانت تتحدث كمن ينفض عن روحه عبئًا ثقيلًا ظل يحمله لسنوات :
الحقيقة يا يزن… إنك محبتنيش، ولا حتى حبيت همس, لو كنت حبيتني بصدق، عمرك ما كنت هتحب غيري، ولو كنت حبيت همس برده بصدق، مكنتش هتفكر فيا من تاني زي ما انا شايفة في عيونك دلوقتي، انت محبتش حد غير نفسك
شعرت بأن كلمتها الأخيرة أصابته، لكنها لم تتراجع بل رفعت رأسها بإصرار لتواجهه بما كانت تخفيه طويلًا :
أيوه، انت أناني، وأتمنى تعترف بده لنفسك، العيب مش في إنك غلطت، العيب إنك مكمل زي ما انت، وأنا كمان غلطت، غلطت كتير، خوفي من نادر خلاني أخدعك، ونسيت إن ربنا فوق الكل وقادر على كل شيء…..ده ذنبي، وأنا مش بتهرب منه، بالعكس انا دلوقتي اتعلمت كتير وعمري ما هرجع زي ما كنت، انا عاوزة ارمي الماضي وافتح صفحة جديدة، ببسمة جديدة، بس مش عاوزاك تكون معايا لأنك خلاص….تعبت يا يزن
جلس يزن على أقرب مقعد، كأن قدميه لم تعد تقويان على حمله، لم يتكلم، لكن عيناه كانتا تقولان كل شيء، ألم، وندم
استجمعت بسمة أنفاسها، ثم تابعت بصوت منخفض، لكن كل كلمة كانت كجرس يُعلن النهاية :
أنا مش عارفة إذا كنت أنا السبب في حيرتك أو في اللي وصلتله دلوقتي، لكن انا بعتذر، بعتذر عن كل لحظة وجع اتسببت ليك فيها، وعن خداعي ليك
نظرت إليه للحظة، ثم تابعت، وعيناها تحملان مزيجًا من الحزن والإصرار الذي لا يتزحزح :
مهما حاولنا، مستحيل نرجع زي ما كنا، لا أنا هنسى كلامك اللي وجعني، ولا انت هتنسى اللي انا عملته، فأفضل حاجة نقدر نعملها لنفسنا… إننا ننهي العلاقة دي بهدوء، أنا تعبت كتير في حياتي، ومعنديش استعداد أكمل اللي باقي منها في وجع وتعب….
كانت كلماتها ثقيلة كالصخر، لكنها واضحة، كأنها تضع نقطة النهاية في قصة استنزفت كل ما فيها، بقي يزن في مكانه، صامتًا، عاجزًا عن الرد، لكنه أدرك في تلك اللحظة أن ما بينهما انتهى وأن نظراتها الأخيرة كانت تحمل الحقيقة المؤلمة لم يعد في قلبها له مكان…..ولن يعود أبدًا
اقترب منها بخطوات ثقيلة، الصمت يلف المكان كأنه شاهد على وداع لن يُنسى نظر في عينيها للحظات، وكأن الكلمات تخونه أمام ما يشعر به، دون أن ينطق، مد ذراعيه واحتضنها بقوة، حضن كان يحمل كل ما لم يستطع قوله، حضن وداع عرف كلاهما أنه الأخير
لم تتردد بسمة، بل احتضنته هي الأخرى، بقوة لا تعبر عن ضعف بل عن وداع مُر، عن لحظة تُسدل فيها الستارة على قصة لم تعد تنتمي لهما
بعد لحظات، ابتعد يزن قليلاً، نظر إلى ملامحها كأنه يحفظها في ذاكرته للأبد، ثم لثم جبينها برقة، كان صوته مبحوحًا، يحمل كل الألم الذي يعجز قلبه عن تحمله، حين قال أخيرًا :
أنا آسف….انتي طالق يا بسمة!!
تراجعت بسمة خطوة إلى الوراء، ثم زفرت بعمق كأنها تطلق سراح سنوات من الألم والوجع، شعرت بثقل ينسحب من على صدرها، وكأنها أخيرًا تنفست بحرية
خرج يزن بخطوات بطيئة، كأن كل خطوة تمزقه أكثر، وما إن أغلق الباب خلفه، حتى خانتها دموعها….تركتها تسيل بلا مقاومة، دموع لم تكن على فراقه فقط، بل على سنوات من الحب والوجع والخوف، انتهت أخيرًا
بكت بسمة بحرقة، لكنها في أعماقها شعرت براحة غريبة، راحة منحتها يقينًا بأن هذا القرار، رغم ألمه، كان خلاصًا لها !!
…….
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-