رواية جنون اولاد الجندي كاملة جميع الفصول بقلم فريدة الحلواني

رواية جنون اولاد الجندي كاملة جميع الفصول بقلم فريدة الحلواني

رواية جنون اولاد الجندي كاملة جميع الفصول هي رواية من كتابة فريدة الحلواني رواية جنون اولاد الجندي كاملة جميع الفصول صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية جنون اولاد الجندي كاملة جميع الفصول حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية جنون اولاد الجندي كاملة جميع الفصول

رواية جنون اولاد الجندي كاملة جميع الفصول بقلم فريدة الحلواني

رواية جنون اولاد الجندي كاملة جميع الفصول

شخصيات الجندي

أبطال قصتنا الأولى

عائله الجندي

أولاد هاشم و حبيبه

عشق : في العشرون من عمرها فتاه وقحه مجنونه تدرس في إدارة أعمال

حكم : توأم عشق يدرس في كليه الهندسة ...رغم سنوات عمره العشرون إلا أنه مثال للوسامه و الرجوله أيضاً

تيم و تميم : توأم ذو السبعه عشر عاماً

أولاد ملك و إبراهيم

روح و حبيبه : توأمان يبلغان من العمر خمسه عشر عاماً فقد رفض إبراهيم أن تنجب قبل أن تنهي تعليمها حتى لا تجهد

نوح : يبلغ من العمر أثنى عشر عاماً

أولاد أمل و مؤمن

عمر : يبلغ من العمر سبع و عشرون عاماً ...نسخة طبق الأصل من هاشم و لكن ذاد عن وقاحته بمراحل

ريم و عمار : توأمان يبلغان من العمر تسعه عشر عاماً

أولاد دينا و فوزي

جنى : تخرجت من كليه حقوق ثم تزوجت و سافرت مع زوجها إلي إحدى الدول الأجنبية

أحمد : يبلغ من العمر تسع و عشرون عاماً تخرج من كليه الطب و يعمل في مشفى الجندي بل هو المسؤول عنها

أبطال قصتنا الثانية

عائله الشناوي

رؤوف محمد الشناوي: يبلغ من العمر أربعون عاماً ...يعمل مدرس لغه عربية في إحدى المدارس الخاصة

شخص نرجسي بكل ما تحمله الكلمة من معنى...و سأشرح معني ذلك من خلال الأحداث بالتفصيل

علا عبدالهادي : تبلغ من العمر خمس و ثلاثون عاماً ...تزوجته منذ ثلاث عشر عاماً و أنجبت منه ولد و فتاة

نها : عشر سنوات

يوسف : أثنى عشر عاماً

دي الشخصيات الأساسية و هتظهر معانا شخصيات جديده مع الأحداث

أوعي تيأسي مهما كان الموقف صعب أو الي بتمري بيه فوق طاقتك ...عافري و كملي و فكري هتلاقي مليون حل ...لأخر لحظه أوعي تيأسي ....علي أهون سبب ربنا بيحلها...و طول ما أنتي قويه و عارفه قيمه نفسك مفيش حاجه هتقف في طريقك ...انا واثقه
و بحبك



داخل أحدي الغرف التي تقبع في الطابق الثالث في فيلا الجندي

نجد فتاه رائعه الجمال تنام في سكون تام ...من يراها يظن أنها ملاك هبط من السماء لينير الارض ببهائه

يدلف عليها شاب ضخم الجثه ...ملامحه رجوليه مهلكه لاي أنثي ...و بمنتهي الهدوء يغلق الباب خلفه و يتجه نحوها بتمهل ...من يراه يعتقد أنه يخشي عليها حتي من سماع صوت خطواته حتي لا يقلقها

وقف يطالعها بعشق تملك منه منذ صغره ...هز رأسه بيأس من حاله و حالها ...فقد نجحت في الأطاحة بعقله كما سلبت قلبه من أول يوم جائت فيه إلي الحياه

جلس بتمهل ثم مد يده برفق أسفل جسدها ...و فجأه ....
قام بسحبها فوق ساقه بمنتهي القوه ...لم يلقي بالآ بأنتفاضتها بل التهم ثغرها باسنانه ...قبله مليئه بالغيظ و الغضب من تصرفاتها الطائشه

استعادت وعيها سريعا و لكن قلبها ما زال يدق بسرعه بسبب فزعها من تلك الطريقه التي أيقظها بها

هل أبنه هاشم الجندي تترك حقها ...لا و الله ...جعلته يندمج في قبلته التي تعلم أنها عقاب ليس رغبه ثم قامت بعض لسانه بغيظ

برقت عيناه من شده الألم و الغضب في أن واحد ...هل يترك حقه ...بالطبع لالالا

تحولت قبلته الي القسوه و يده اعتصرت خصرها حتي كاد إن يتحطم تحت زراعه القويه مما جعلها تستسلم و تحاول الإبتعاد ...لم يتركها إلا حينما رأي الدموع تلمع داخل مقلتيها

بمجرد إن فك أسرها ...ضربته بغضب فوق صدره و قالت بوقاحه و لسان سليط: يخربيت ام كده يا جدع ...في حد يصحي حد كده

جزبها من خصلاتها و قال بغل : يخربيت ميتين أم لسانك يا قلب الجدع ...يا بت ...يا بت أنا مش هعرف أربيكي

لم تهتم لغضبه و قالت : و تربيني ليه إن شاء الله دانا متربيه خمس مرات ...تحب أعدهملك

نظر لها بشر و عقله يأمره بقطع لسانها ...لن يتحمل اكثر من ذلك

و تلك الجنيه علمت انها تخطت كل الحدود ...رسمت البراءة علي وجهها ثم استدعت الدموع سريعا و هي تقول بحزن أتقنته : كده برده يا عمر ...تخضني بالطريقه دي ...أمسكت كفه ثم وضعته فوق قلبها و أكملت : بص قلبي بيدق ازاي مالخضه هونت عليك

يعلم جيدا أساليبها التي تحتال عليه بها ...يحفظها أكثر من أسمه ....ابتسم بشر و قرر إن يستغل خداعها لصالحه ...نظر لها بخبث ثم قرب وجهه منها و بدأ يوزع قبلات حاره علي سائر وجهها

...يعلم جيدا إن بداخلها الآن حربا مدروس ما بين رغبتها في قربه و ما بين رعبها من دخول أبيها الآن كما يفعل دائما

و الجميله تلك كانت حالتها حقا ...و لكن خوفها من أبيها كان أكبر من أي مشاعر داخلها نحو هذا الخبيث و التي تفهم العيبه جيدا

حاولت جاهده الإبتعاد و هي تقول بغيظ : بس يا عمر ...أبعد بقي أنت عارف إن أتش هايجي يصحيني متستهبلش

لم يلقي بالا لما تقوله بل ذاد فجورا و هو يقول بخبث : وحشتيني يا قلب عمر ....خليه يدخل عشان يجوزنا
 ومالك بقي بدل ما أحنا كل شويه نتقفش

عشق بدموع حقيقيه : عشان خاطري ...مش هقدر أبدااا بابا يشوفني في موقف زي ده

كاد إن يرد عليها الا أنه سمع صوت أخته بالخارج تقول بصوت عالي نسبيا : صباح الخير يا خالو ...عامل إيه

ارتعش جسد عشق رعبا و قالت : يا نهار أسود أبويا بره ...أدخل الحمام بسرعة

نظر لها بشر ثم في لحظه كان يحملها معه داخل المرحاض دون إن يهتم لغضبها الناري الذي ظهر علي ملامحها دون إن تقوي علي الصراخ أو الأعتراض

في نفس اللحظه التي كان يفتح فيها هاشم باب الغرفه ...كان الآخر يغلق باب المرحاض و يلصقها عليه من الداخل

هاشم : فينك يا عشق ابوكي
جز عمر علي أسنانه بغل و غيره من هذا اللقب الذي حزره كثيرا من نطقه

نظر لها بشر ...فقابلته بنظره راجيه إلا يتهور
و قامت بالرد علي أبيها بصوت مهزوز : أنا هنا يا أتش ...صباحك سكر يا مسكر

أقترب هاشم من المرحاض و سالها بشك : مالك يا حبيبي أنتي تعبانه ...صوتك مش طبيعي

تمالك حالها سريعا كي لا يشك في أمرها و قالت : لا يا حبيبي كويسة أطمن ...أنا بلعت حتت معجون و أنا برد عليك

أبتسم هاشم بحب علي جنون أبنته و قال : طب يلا عشان متتأخريش..
.صمت للحظه ثم سألها بغضب : هو الزفت ده كان هنا ...ريحته ماليه الأوضه

برقت عيناها برعب و لكنها ردت بثبات : لا يا أتش طبعا ...بس أنت عارف إن بستعمل نفس نوع البيرفيوم بتاعه ساعات

رد عليها بغيظ نابع من غيرته عليها : أبوكي لأبو إلي جابه يا بنت الكلب أنا عارفه عاجبك في إيه ...أخلصي و حصليني علي تحت حرقتي دمي عالصبح...و فقط ترك الغرفه بأكملها صافعا الباب خلفه بقوه هزت أركان المكان

قبل إن تتنفس الصعداء جحظت عيناها برعب حينما رأت الوحش الذي يأثر جسدها يناظرها بشر

لم تعطيه الفرصه كي ينفجر بها مثل كل مره يسمع من أبيها تلك الكلمات

كبت وجهه بيدها الصغيره ثم أقتربت منه و أهدته قبله معتزره عما بدر منها بالأمس...و من أبيها الآن

و العاشق كان أكثر من مرحب بهذا الأعتزار الذي سيستغله أسوأ إستغلال

كاد جسدها إن يتحطم من شده ضغطه عليه بجسده الضخم ...نسي كل ما يعكر صفو علاقتهم و لم يفكر في شيء إلا إطفاء نار شوقه لعشقه...أو محاولة واهيه لأطفائها ....مهما أقترب منها ...لا يشبع شوقه و رغبته بها أبدا

و الجميله ذو اللسان السليط ...تصبح بين يده قطه وديعة تتمسح في صاحبها و في نفس الوقت أنثي جامحه تعلم كيف ترضي رجلها و حبيبها الذي لا تري غيره ...

ذادت لمساته فجورأ و لم يستطع صبرا اكثر من ذلك ...أقترب و أقتربت أكثر ...نارا حامية أشعلت أجسادهم و قلوبهم أصبحت متضخمه من شده ما يشعرون به

و حينما بدأ جنونه معها قال بصوت يملأه الرغبه : أنا تعبت منك و من عشقك يا عشقي

ضمته بقوه و قالت بنبره تقطر عشقا: و مش هتعرف تخلص منه يا قلب عشقك و روحها


و في مكان مغاير تمام عن ذلك الجنون الذي يعطي طعما للحياه مهما كان شدته

نجد منزل رغم رقيه إلا إنك بمجرد إن تتواجد فيه تشعر بالبرودة تحتاج كل خلاياك...منزل بارد ...منطفيء...لا توجد به روح إلا حينما يغيب عنه ذلك النرجسي الذي يعيش و يقوي علي تدمير من حوله حتي أقرب الناس إليه...يتغذي علي سلب طاقتهم ....لا يهتم باي شيء و لا أي شخص إلا نفسه

دائما هو علي صواب ...هو الملاك المنزه عن أي خطأ و الباقي شياطين

مكانه في الجنه بين الأنبياء و الصالحين ليس علي الارض وسط الرعاع ...

هذا هو تفكير و منطق رؤوف الذي عاش به طوال حياته ...و للاسف مهما حاولت تلك المسكينه التي ابتليت به أن تقنعه بانه علي خطأ لا تجد منه غير الأهانه

أبتسمت بحب لولدها الذي دلف عليها و هو يقول : خلصتي يا ماما و لا لسه

علا : خلاص يا حبيبي اختك جهزت إيه رأيك في التسريحه الجديده حلوه عليها صح

ضحك الصبي بخفه و قال مازحا : لما أكبر هفتحلك بيوتي سنتر تخربي شعر البنات فيه براحتك يا لولو

نظرت له بغيظ مصطنع ثم قالت : كده يا جزمه ...نظرت لأبنتها التي هربت من تحت يدها و قالت : انا ببوظ شعرك يا نونا

نها بغلب : شعري بيدعي عليا يا ماما من كتر شدك فيه
ضحكو ثلاثتهم بمرح و لكن ضاعت تلك الضحكات البريئه حينما دلف عليهم رؤوف

نظر لهم ببرود و أراد كعادته ان يعكر صفوهم...بالنسبه له ...ليس لهم الحق في الضحك من غيره فهو مصدر السعاده الوحيد في هذه الدنيا

نظر لولده و قال : مستر إسلام بيشتكي منك ...أنا كام مره قولتلك حسن خطك هتسقط و أنا مش هساعدك...أوع تفكر إنك بتنجح كل سنه بمجهودك....دول بينجحوك عشان خاطري أنا

وقفت علا بغضب فقد أكتفت مما يفعله مع أبنائها و تحطيمهم
قالت ببرود : إلي هو ازاي يعني يا رؤوف ...يوسف جايب ٩٢% السنه الي فاتت ..بتعبه و مجهوده مش عشان أنت أبوه

نظر لها بغضب و غيظ ثم قال : أنا كداب يا ست علا خلاص أنا هشيل أيدي منهم و وريني بقي هيفلحو ازاي

كادت إن ترد عليه إلا إن نظرات الحزن داخل أعين صغيريها أجبرتها علي الصمت ...تنهدت بهم ثم تجاهلته و قالت : يلا يا حبايبي الباص قرب يوصل

تحركو للخارج دون إن يعيروة أدني أهتمام و الأم تقول بحب : يوسف حبيبي خد بالك من أختك و أبقي روحلها الفصل أطمن عليها

يوسف بمزاح حزين : كل يوم بتقولي نفس الجمله يا ماما خلاص بقي غيري التجديد حلو بردو

ضربته فوق رأسه و قالت : طب يلا يا لمض ...أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ...في حفظ الله يا حبايبي

عادت له و ملامحها يملأها الغضب ...وقفت قبالته و قالت : أنت ااايه يا أخي كفايه بقي حرام عليك ...دمرتني و خلتني أنسانه ضعيفه و بخاف من أي حاجه و كل حاجه و أتحملت و قولت نصيبي ...أنما يوصل بيك الغباء إنك عايز تدمر ولأدك كمان

رد عليها بغل: أنا عايزهم يبقو أحسن مني ...أنتي إلي غبيه و عايزه تكرهيهم فيا

علا بجنون : و الله ده إلي هو ازاي إن شاء الله ...الولد متفوق و بمجهوده و أنت عايز تقنعه. أنه فاشل و بينجح بس عشان أنت أبوه

رؤوف : أنا عمري ما أكدب ابدااا لو مش مصدقه أتصلك بالمدير أسالية

نظرت له بإستهزاء ثم قالت : مش محتاجه تكلم حد ...أنا عارفه إبني و واثقه فيه ...و بعدين لو كان الولد ناجح بنص المجموع كان ممكن أصدقك....إنما لما يكون إبني فاضله كام درجه و يقفل يبقي باي منطق ممكن أقتنع بكلامك ....روح شوف شغلك يا رؤوف الله يهديك لنفسك

نظر لها بإحتقار ثم غادر دون إن يتفوه بحرف ...أما هي بمجرد إن سمعت صوت الباب يغلق بقوه ...أنهارت فوق المقعد و بكت ...هي الآن من بعد إن علمت بمرضه تمثل القوه أمامه حتي لا يتغذي علي ضعفها...و لكن رغما عنها تنهار ...تحملت ما لم يتحمله بشر و صبرت و أحتسبت

وهو بعدما تأكد من تدميرها حول طاقته السامه تجاه أطفاله كي يجعلهم تابعين له و يتغذي علي ضعفهم و هذا ما لم تسمح به أبدأ مهما كلفها الامر

و نعود الي أولاد الجندي الذين دائما ما يكون صباحهم صاخب و مليء بالجنون

بعد إن أنتهي عمر من التهام عشقه ...ضمها فوقه بقوه و قال : أنتي عارفه إني لسه زعلان منك صح

أبتسمت بحب ثم أهدته قبله ماجنه داخل تجويف عنقه و قالت : لا قلبك مش هيخليك تزعل من عشقك ...حقك عليا متزعلش مني يا حبيبي

أحكم إغلاق زراعيه حول خصرها العاري و قال بغلب : ماهو قلبي أبن الكلب ده هو إلي مخليني مش عارف أربيكي

أرتفعت قليلا عنه و قالت بوقاحه : بالله أنت مصدق بوقك هو أحنا الأتنين شوفنا بربع جنيه تربيه ....أنت تربيه أتش و أنا تربيتكم أنتو الأتنين شوف بقي الميكس ده هيطلع إيه

عض علي شفته السفلي بغل ثم قرص خصرها و قال : أنا مني لله أبويا الغلبان كان بيحاول يربيني...بس أنا إلي مسكت في هاشم و تبت فيه و أدي النتيجه

غمزت له بشقاوه ثم قالت : أحلي نتيجه و ربنا بالك أنت لو كنت طلعت مؤدب و لا كنت عبرتك هو في أحلي من الراجل الصايع الضايع إلي مش لأقي حد يحكمه

ضحك برجوله ثم أنقلب بجسده حتي أصبح فوقها و هو يقول بفجور : عندك حق يا عشقي ...قبلها بنهم ثم أبتعد و أكمل : سيبك من حصه التربيه دي و تعالي أصبح عليكي

ظلت تدفعه و هي تصرخ بجنون : يا نهار أسود يا نهار أسود كده أنت عايز أتش يطلع يلمنا بالملايات و لا يضربنا طلقتين

نظر لها بغضب ثم قال : نعمممم يا روح أمك ...دانتي مراتي يا بت هو أنا شاقطك

نظرت له برجاء ثم قالت: عشان خاطري هو بقاله فتره شاكك فينا بالله عليك كفايه و يلا ننزل قبل ما يطلع ليا تاني

رفع جسده عنها بغضب و لم يتفوة بحرف ...بل تناول ثيابه الملقاه ارضا و ارتداها سريعا كي يغادر المكان

تنهدت بهم ثم وقفت خلفه و حاوطت خصره ...ظلت توزع قبلات معتزره فوق ظهره العاري و هي تقول لتراضيه : حقك علي قلبي ...تعاله بدري و نسهر سوي للصبح ...عشان خاطري متزعلش مني

لان قلبه تجاه صوتها الرجي...التف بجسده كي يواجهها ثم رفعها لتكون قبالته ...أهداها قبله عاشقه ثم قال : ماهو أبن الكلب الي في الحته الشمال مش بتهوني عليه ...نظر لها برغبه ثم أكمل بوقاحه : بس و حيات امك بالليل لو قولتي تعبتي و لا يا لهوووي حد هيسمعنا هنفوخ امك

ضحكت بدلال ثم قالت بوقاحه: لا سيب الفراوله للاتش و أنفوخني أنا يا ميرو

عض شفته السفلي بغل كي يكتم رغبته و غيظه منها ثم تركها و غادر سريعا كي يهرب من دلالها الذي اذا أستسلم له لن يتركها حتي يلفظ أنفاسه الاخيره


بعد قليل هبطت إلي الأسفل لتجد الجميع ملتفا حول الطاوله في أنتظارها هي و عمر و ريم التي فضلت الانتظار بالاعلي لسبب ما

دلفت عليهم بابتسامه حلوه و مزاج رائق ...توجهت أولا الي حبيبها الاول ثم مالت عليه لتقبل وجنته بحب ثم لفت زراعها حول عنقه و هي تقول: صباح الجمال علي اتش قلبي

مثل الغضب الذي لا يقوي عليه معها و قال : يا سلام ...مانا خلاص راحت عليا

عشق بزهول : يا نهار ابيض مين إلي قالك كده ...نظرت لأمها بشك و اكملت : اوعي تصدق الناس الي عايزه تفرق بينا يا اتش أنا مليش غيرك

أبتسم بأتساع فقالت أمل بغيظ : أنا مرارتي أتفقعت من جو العشق الممنوع ده ...نظرت لها بخبث و أكملت : فينك يا بني يا غلبان تيجي تشوف مراتك الي بتحب في غيرك

تطلعت لها بغيظ ثم أتجهت لأمها و قبلتها ثم قالت : شوفتي شغل الحموات مش أنتي هبله و بيضحك عليكي بكلمتين

شهقت ملك برقه و قالت: بنت عيب
ضحكت حبيبه أبنتها عليها و قالت : يا مامي عيب عليكي انتي و الله كلمه عيب أصلا مش موجوده في قاموس عشق

نظرت لها بشر و قالت : خساره تربيتي فيكي يا كلبه البحر

أما الآخر تقابل مع أخته قبل إن يهبط الدرج و قبل إن يلقي عليها تحيه الصباح وجدها تمد يدها له و تقول : ايدك علي خمس الاف جنيه يا سي روميو

نظر لها بغيظ و قال : ليه عالصبح
ريم : عشان انقذتك من الأتش قبل ما يقفشك في وضع مخل يا قلب اختك و عشان مرضتش أنزل من بدري و فضلت مستنياك عشان يبقي ليك حجه للغياب يا روحي هاااا أستاهل و لاااا

لف زراعه حول كتفها ثم قبل رأسها و قال : تستاهلي عنيه يا حبيبه أخوكي بس أبقي أعمليلي تخفيض عشان عالحال ده علي ما أتجوز هكون فلست

دلف عليهم و هو يضحك بصخب مع اخته ...القي عليه التحيه و هو ينظر لهاشم بوداعه و الأخر يقابله بشك

بعد ان جلسه في مكانه المعتاد وجده يقول : صاحي رايق يعني الي يشوفك بالليل و انت عمال تجعر زي البغل ميشوفكش دلوقت

رد عليه مؤمن بغلب : بالله يا هاشم سيبه هو كده حلو مش ناقصين مرار طافح لما بيقلب

و هذا الوقح لم يهتم بكل ما يقال بل كان ينظر لعشقه و يغمز لها بوقاحه

و لسوء حظه راه الذي تقتله الغيره علي ابنته

صرخ عليه بغل: هفقعلك عينك دي يا بن الكلب
رد عليه ببراءه : عيني بترف يا خالو

هاشم بجنون : خالو مين يا بغل و أنت تسد الباب

مؤمن بغلب : أنا أنا هطلقك كفايه كده عليكي انتي و ابنك انا هسافر عند امينه و شروق

حبيبه : خدني معاك يا مؤمن خلينا نسيب الدنيا للمخابيل دول

نظر لها هاشم بشر : و حيااااات أمك يا فراوله

ضحك الجميع عليه و قالت ريم : يعني أفهم بس عشان دماغي عملت أيرور أنت بتشتم و لا بتدلع

حكم : متركزيش يا بنتي دول خلو الواحد عقله طار

ردت عليه حبيبته الصغيره : انت مجنون لوحدك يا كوكو
رد عليها بغضب أرعبها : بت ...
نظرت له بخوف و قالت : بدلعك بلاش

نظر لها أبيها بشر و قال : يا بت أتلمي و أحترمي نفسك دانتي لسه مطلعتيش من البيضه منك لله يا عشق

و في وسط كل هذا الصخب و الجنون وجدو صوتا رقيق يقول : تيمو انا زعلانه منك

رد عليها تيم بحب : ليه يا روحي مقدرش
روح : نسيت الشوكليت بتاعتي

اخرج قطعه كبيره من جيبه ثم مدها لها و هو يقول : أنا مقدرش انسي روحي ابدا

هاااااااشم ....هكذا صرخ ابراهيم عليه ثم اكمل بجنون : لم عيالك لو خايف عليهم ...ابعدهم عن بناتي احسنلك

رد عليه ببرود : بنات عمهم و عمتهم و كمان خاطبينهم ايه بقي

ابراهيم : دول لسه في اولي ثانوي يا جاحد اتقي ربنا

هاشم بغل : أشمعني انا خطفته البت الي حيلتي من تانيه ثانوي و بعد ما خلصت اجبرتوني أكتب كتابها للبغل ده

رد عمر بوقاحه : متقرش عليا يا هاشم كده مش في مصلحه بنتك

وقف هاشم كي يذهب له و يدق عنقه الا ان لله من نورا و العم نصار وقفا سريعا ليمنعانه

نصار : معلش حقك عليا انا ...ده عيل مترباش
وضعت عشق يدها فوق راسها و قالت بغيظ : لو يتقطع لسانك هنرتاح كلنا

مال عليها و همس بفجور : انتي مش حاولتي من شويه و متقطعش ...أبقي كثفي مجهودك بقي

لم يتحمل هاشم أكثر من ذلك ...تخلص من يده عمه و عمته ثم .....
ايه ده انتي مضايقه ...و لا مخنوقه...او يمكن حاسه ان الدنيا كلها جايه عليكي ...مش مهم الدنيا يا مسكره المهم ربنا الي خلق الكون معاكي مش هو قال سبحانه ( لا تحزن إن الله معنا ) يبقي متفكريش قولي يا رب و انتي كلك يقين انه هيحلها من عنده و حاشاه انه يخذل عبد احسن الظن بيه ...انا واثقه

و بحبك







بعد انتهاء وصله العراك الصباحي الذي اعتادت عليه عائله الجندي ...ذهب الرجال الي العمل و الشباب الي دراستهم

اما النساء و الفتيات فقد جلست معا كما العاده

حبيبه بنزق: يا ساتر اخيرا شويه هدوء انا ضغطي علي و مبقتش قادره اتحمل الي بيحصل كل يوم

امل : لا لسه مخلصناش لما مقاصيف الرقبه يروحو مدارسهم و كليتهم كده نقدر نقول الحرب خلصت

نظرت لها عشق بغيظ ثم قالت : شكرا شكرا انتي حما انتي ...بدل ما تربي ابنك بتتشطري عليا

ريم : و الله انتي و هو ما حد يقدر عليكم قال يعني انتي ملاك بريء

ملك : أحب اطمنك يا امل ان الهوانم مش رايحين انهارده

شهقت حبيبه بفزع ثم قالت : لييييه مش في جامعه و مدرسه

روح برقه : يا انطي اصل عمر منع عشق تروح الجامعه انهارده و طبعا احنا مينفعش نسيبها لوحدها

ردت حبيبه بغيظ : صدقي بالله يا روح لو حد غيرك الي قال الكلام ده كنت حدفته بالشبشب بس انتي طالعه لامك الواحد بيخاف يبصلك حتي

ريم : انا عن نفسي مش هينفع اقعد ...عندي محاضره مهمه

عشق : ما تبطلي ام النداله بتاعتك دي و اترزعي ياختي الدنيا مش هتخرب يعني

نورا: انتي فاشله عايزه الباقي يبقي شبهك ههههه

عشق : حتي انتي يا نوري ...طب انا ذنبي ايه مش حفيدك الي حكم عليا مروحش

نظرت امها لها بشك و قالت : ايه المصيبه الي عملتيها عشان يعمل كده ...عمر مش هيحبسك فالبيت الا لو في كارثه

زاغت ببصرها و قالت : معملتش حاجه هو الي بيحب يأفور المواضيع

ضحكت حبيبه الصغيره ثم قالت : ايوه صح هو بيحب يافور المواضيع ....انك تجيبي الست من شعرها في نص الشارع دي حاجه سهله صح

صدرت شهقات عاليه من الجميع و قالت حبيبه بجنون : يا نهار امك أسود...ست مين الي جبتيها من شعرها يا بت

ردت بتبجح : واحده صافره كده كانت بتتسهوك عليه ...اسكتلها

امل : لا غزيها بمطوه يا بت

ألقت لها قبله في الهواء ثم قالت : حبيبي يا عمتو و الله

ملك : مينفعش كده يا عشق أنتي كل يوم بتعملي مصيبه أكبر من الي قبلها ...حكمي عقلك يا حببتي

ريم بشماته : لا و ايه طلعت الست مرات مستثمر كبير لسه هيمضو معاه عقد و اصلا شافتهم صدفه و كانت بتسأل عمر علي تأكيد الميعاد

حبيبه : منك لله اعمل فيكي ايه هتخربي بيتنا قريب بسبب جنانك ده

عشق بغضب : و أنا ايش عرفني ...انا كنت ماشيه معاه في أمان الله لقيت واحده مايعه بتسلم عليه و تقوله ...قلدت صوتها بغيظ ...علي ميعادنا يا عمر

و البيه بوقه بقي من الودن للودن اسكت انا بقي

امل : لااااا طبعا و دي تيجي ...عملتي ايه يا منيله

عشق : جبتها من شعرها و هاتك يا ضرب و أبنك الي ينشك شالني من فوقها و زعقلي

نورا : انا خلصت فيكي كل الكلام ...و طبعا جوزها عرف و الدنيا اتهدت

عشق بإحراج قليلا : لا الوليه طلعت عاقله و قدرت اني بغير عليه و البيه فضل يعتذرلها

حبيبه الصغيره : و انتي يا قادره معتذرتيش

ردت بنبره تقطر عشقا : مين دي الي تعتذر عمر حتي و لا فكر يطلبها مني ...هو قعدني فالعربيه و اتصرف معاها ...ده جابها لحد عندي كمان تسلم عليا قبل ما تمشي ...لمعت عيناها بعشقا خالص و هي تكمل : عمره ما قل مني و لا خلاني اعتذر لحد
حتي وانا في المدرسه كنت ابقي عامله المصيبه و هو الي يتصدر و يفضل يشغل دماغه و يلف و يدور لحد ما يطلع الي قدامي هو الي غلطان لا و بعتذرلي كمان انما انا استحاله يخليني اقولها لحد مهما كان مين

ملك : الصراحه هو بيعشقك من اول ما اتولدتي و كان بيتجنن لو حد قرب منك حتي لو حكم توأمك

حبيبه بحكمه : و هي استغلت ده و بتعمل كل كارثه و التانيه من غير تفكير ...ماهي ضامنه لو عمر قلب عليها أبوها هيحاملها ....الاتنين بوظوها بدلعهم

عشق : ايه يا فراوله مالك ياما ما تهدي شويه بلاش النفسنه دي طول عمرك بتغيري مني عشان انا عشق الاتش ههههه

خلعت خفها و القته عليها و هي تقول بغيظ : انا مني لله اني خلفتك اصلا

امل : بصي ابوكي مدلعك و بيحبك ااااه ....انما الفراوله عنده حاجه تانيه....الدنيا كلها في كفه و هي في كفه لوحدها

ملك : الي عملته معاه محدش عمله ...حبيبه أثبتت حبها لهاشم بالأفعال مش بالكلام بس

نظرت حبيبه للأمام و قالت بعشق لم ينضب مع مرور السنوات : هاشم ده مش حته مني ...ده كلي عايشه بيه و ليه ...انا نسيت نفسي و حياتي كانت عامله إزاي قبله ...لو اديته عمري و قلبي قليل عليه ...ده هاشم ابن الجندي يا ناس إزاي معشقهوش



أطلقت عشق صافره مثل الصبيه و البنات يصفقن بحرارة بعد سماع تلك الكلمات التي دائماً تقولها الفراوله و تعبر بها عن عشقها ل...ابن الجندي

و علي النقيد تمام ...جلست علا بعيون دامعه تذكر ما مر بها مع ذاك الذي يسمي نفسه رجلا

لم تكن تعلم عن طباعه المقيته شيء كان في فتره الخطوبه مثال للرجل الحقيقي و الجميع يحسدها عليه

و بعد أن أغلق عليهم الباب لم يمر سوي شهران و بدأ يكشف عن وجهه الحقيقي

انه نرجسي خفي من هؤلاء الذين يتصنعون المثاليه و لكن داخلهم قبح العالم و خبثه

بدأ رويداً رويداً يفقدها الثقه في نفسها...كانت فتاه جميله مرحه تحب الحياه ...اجتماعيه و الجميع يحبها

و كأي فتاه متزوجه حديثا تحب أن تتمتع باشيائها الجديده و خاصا الثياب التي لم تكن تجرؤ علي ارتدائها قبل ذلك

و في يوم عاد من عمله و رآها في ابهي طله ترتدي قميصا شفاف يبرز جمال مفاتنها و تضع بعض مساحيق التجميل التي زادت من جمالها

تطلع لها ببرود و كأنه لم يراها ....استغربت في باديء الأمر و لكنها لم تعطي الامر أهمية رغم أنها كانت تنتظر منه كلمه ترضي أنوثتها

علا : احضرلك الاكل انا مجهزاه ثواني و يكون عالسفره

رد عليها ببرود : اه بسرعه عشان تعبان و عايز انام عندي شغل الصبح بدري

نظرت له باستغراب و قالت : شغل ايه يا رؤوف بكره الجمعه يا حبيبي انت نسيت

رؤوف : اكيد مش ناسي انا مبنساش حاجه ابدا ...عندي معاد مهم اخلصي بقي انتي هترغي كتير

شعرت بالم داخلها و لكنها أيضا أعطت له العذر...ربما كان متعبا لذلك لا يجد طاقه للحديث

مرت الليله ببرود بعد ان خلد الي النوم و لكن ما أثار دهشتها هو عدم استيقاظه صباحا...حتي حينما حاولت أن توقظه نهرها بغلظه : ملكيش فيه انا عارف بعمل ايه سيبيني نايم عشان تعبان

و مرت الايام و لاحظت عدم اقترابه منها إلا كل فترة و نفس الموقف يتكرر كلما عاد و رآها بثياب مبهره

مره تلو الأخرى و مع مرور الوقت نجح في جعلها تفقد الثقه في نفسها و تعتقد أنها انثي بارده لا تؤثر فيه

و في يوم من الأيام قررت مواجهته كي تريح عقلها من التفكير

لم ترتدي اي شيء ملفت بل جلست بثياب عاديه و قالت : رؤوف عايزه اتكلم معاك شويه

لم يترك هاتفه و لكن رد ببرود : لو حاجه تافهه زي عوايدك يبقي اسكتي عشان عندي شغل و مش فاضيلك

ردت عليه بغضب بعد أن فقدت قدرتها علي التحمل : و أنت من أمتي فاضيلي يا رؤوف انت يا تعبان يا عندك شغل

رد عليها ببرود : انتي الي غبيه و بتختاري الوقت الغلط اعملك ايه يعني

علا : لا انا مش غبيه ...طب قولي ايه الوقت الصح عشان اقدر اكلمك فيه ...ايه هاخد منك معاد مثلا ...دانت ياخي حتي لما بترجع تلاقيني لابسه قميص نوم اول حاجه بتقولها من غير حتي ما اقرب منك ...انا تعبان و عندي شغل الصبح

و تاني يوم مش بتصحي و لا بيبقي في شغل اصلا

نظر لها بغضب ثم قال : يعني انا كداب...انا عمري ما اكدب ابدا انتي الي مش بتختاري الوقت المناسب اعملك ايه يعني

جن جنونها ...عن اي وقت يتحدث

صاحت بقهر : وقت ااايه هااا....احنا داخلين علي سنه جواز مش بتنام معايا غير كل شهر او شهرين مره و لما يجيلك مزاجك انت من غير حتي ما تراعي اني تعبانه او مليش نفس اعمل حاجه

ابقي لسه مخلصه البيت و مهدوده في تنفيضه و تيجي تطالب بحقك مني و مقدرش اقول لا ...و يا ريت بتراعيني ...الا تخلص و تسبني زي الكلبه كأنك قرفان مني ...ايه ده بجد

نظر لها بتشفي و بداخله انتشي ...فقد نجح في اول خطوه ....ها هي لاحظت عدم اقباله عليها

رد عليها بهدوء : و انتي عايزاني انام معاكي كل يوم. ....انتي معندكيش دم ...انا طول اليوم من المدرسه للدروس عشان اوفرلك العيشه الي مفيش واحده زيك عيشاها

اعمل ايه اسيب شغلي و افضل جنبك انا مكنتش اتخيل ابدا انك بالبجاحه دي ....اشحال لو مكنتيش بارده و فشلتي انك تثيريني كنتي عملتي ايه

انا مكنتش عايز اقولها لك بس انتي الي اضطرتيني لكده عشان بس متطلعيش عليا سمعه اني بارد و لا مليش في الجنس
للاسف يا علا انتي الي ست بارده و متعرفش يعني ايه تخلي راجلها يشتاقلها و انا بلمسك كل شهر و لا اتنين زي ما بتقولي عشان مبقاش هاجرك و اخد ذنب علي الفاضي

عادت من تلك الذكري المؤلمة و قد انهارت في بكاء مرير لم يفيقها منه إلا قرع جرس الباب

جففت وجهها سريعاً و اتجهت نحو الباب

ابتسمت ببهوت حينما وجدت دينا امامها تقول : صباح الخير يا حببتي ...انا دينا ...ام احمد جارتك الي في الوش

مدت يدها بطبق مغطي ثم قالت بود : ده رز بلبن...اصل ابني الدكتور أحمد كان بيعمل عمليه صعبه طول الليل و انا حلفت لو ربنا كرمه و نجحت هفرق رز بلبن عالعمارة كلها



تناولت منها الطبق و قالت : ربنا يفرحك بيه ديماً يا حببتي متشكره جدا

و كعادت دينا التي لم تتخلص منها ...قالت بطيبه : انا الصراحه كنت مكسوفه اخبط عليكي ...أكمنك يعني بقالك سنه ساكنه هنا و مش بتكلمي حد خالص بس قولت انا و نصيبي بقي

علا : لا و الله انا بس بتكسف اكلم حد معرفهوش ...تعالي اتفضلي انا قاعده لوحدي

دينا : وقت تاني عشان الحق اوزع علي باقي الجيران ابقي تعالي انا قعده لوحدي ديما

ابتسمت علي و قالت : من عنيه حاضر

مر باقي اليوم بسلام لم يحدث فيه أي جديد غير بحث تلك المجنونه في صفحه حبيبها ...و كلما وجدت تعليقا من إحدى الفتيات لا تنتظر بل تحادثها عالخاص بوقاحه بل تهددها ايضا

زفرت ريم بحنق و قالت : يا بنتي اتهدي بقي مش هينفع كده و انتي عارفه ان عمر بيضايق من حركاتك دي

ردت عليها بوقاحه : انا لو معملتش كده كل يوم و التاني هجيبو من شقه مفروشه ....اخوكي نسوانجي قديم يا روحي و لو مخلتش عينه في وسط راسه يبقي عياره هيفلت

ريم بذهول : يا بنتي ده كان زمان لما كنتي صغيره ...لكن من وقت ما كتب كتابكم و هو ماشي علي السراط المستقيم اتقي الله

عشق بغل : يموت الزمار و صباعه بتلعب ...و اخوكي لو مكنتش شديده معاه مكنش هيتوب ...تربيه وسخه

ضحكت ريم و قالت بشماته : ماهي تربيه ابوكي الي هو برده كان نسوانجي قديم و امك طلعت عينها معاه لحد ما ربته و خلته يتوب

عشق : ابويا و امي دول استحاله تلاقي زيهم ...عارفه انا بحب نظره اتش لامي اوي تحسي انها طول ماهي قدامه مش شايف غيرها ...و هي كمان مش بتبطل كلام عليه كأنهم لسه صغيرين ....يا ريت انا و عمر نكون نصهم حتي

ريم بحكمه : من الي حكهولنا عليهم و قصتهم مكنتش سهله و المواقف و الصعاب الي عاشوها مع بعض و عدوها سوي هي الي وصلتهم للعشق ده ...و انتي لسه قدامك العمر يا حببتي بس محتاجه تعقلي شويه و تثقي في عمر

كادت ان ترد عليها الا انها وجدت اعصاراً يقتحم عليها الغرفة ...صرخت بفزع و قفزت فوق الفراش و هي تقول : ايه يا عمر قطعتلي الخلف يا جدع

رفع الهاتف للأمام و هو يتجه إليها و يقول بغل : انا هقطع كل حاجه فيكي يا غلب عمر و مراره....ااااااايه ده

أنتفضت ريم خوفاً....اتجهت نحو الباب و هي تقول : مامي بتنده عليا ...و فقط اغلقت الباب خلفها تاركه تلك المجنون بين براثن الوحش

نظرت عشق تجاه الباب بغيظ ثم قالت : ماشي يا واطيه ...أعادت بصرها للذي يقف و هو يغلي من الغضب و قد رأت في الهاتف. محادثه لتلك الفتاه التي سبتها و هددتها منذ قليل

مثلت الشجاعه و قالت : ايه يا وحش مالك بس البت دي ضايقتك قولي و انا اجيبها من شعرها

في لحظه كان يقفز فوق الفراش بخفه و يمسك خصلاتها بغل

صرخت بفزع و قالت : ابويا جاي دلوقت علي فكره هاااااا

ضحك بغل ثم قال بشماته : ابوكي عنده عشا عمل مع بتوع اليونان يعني مش هيرجع قبل الفجر

بهتت ملامحها بعدما علمت ان لا مفر منه ...و لكن تصمت لا و الله

امسكت بيده الممسكه بشعرها و قالت بتبجح : اوعي سيب شعري و لا عايزني ابقي قرعه و يبقالك حجه تعرف غيري

عض شفته السفلي بجنون ثم قال بغل و هو يحركها للأمام و الخلف : اعمل في اهلك ااااايه ...انا جبت اخري منك

بصعوبه عادت للخلف بجسدها لتلتصق به و تقول بدلال رغم صوتها المرتعش : آخر ايه يا ميرو داحنا لسه فالأول...أنت هتبوظ الليله و لا ايه

يعلم الاعيبها ...تغويه لتيقنها بضعفه امامها ...يلعن قلبه الذي أصبح يخفق بجنون و يطالبه بها ...يلعن جسده الذي يستجيب لها من اقل لمسه ....يلعن عشقه لها آلاف اللعنات و يكرهه ايضا

ترك خصلاتها الناعمه ثم لف زراعه القويه حولها من الخلف و الصقها به بقوه
مال عليها واضعا راسه في تجويف عنقها و قال بهمس غاضب مليء بالرغبه: اعمل في اهلك ااايه ....لثم جيدها بقبله محمومه ثم اكمل : انا تعبت منك

لفت راسها كي يصبح وجهها مقابل وجهه ....كانت يدها تملس علي جانب وجهه و هي تنظر له بعيون تلمع بالعشق ثم قالت : متعلش حاجه ...اعشقني و طمني انك مش هتكون لغيري و بس

قرب وجهه لخاصتها حد التلامس ثم قال بصوت متهدج : طب مانا مش بعمل حاجه طول عمري غير اني اموت فيكي عشق يا عشقي ...مبقتش قادر اخد معاكي موقف ...لمسه منك بتموتني و تخليني عايز ادخلك جوايا ...اعمل ايه تاني يا عشقي الي وجع قلبي

لم تجد ردا علي حديثه الا ان تلتهم ثغره الذي اهداها تلك الكلمات ...و لم يكن هو بأقل منها اشتياق إذ استلم هو قياده تلك الملحمه و لا يعلم كيف كان يلمس جسدها او يجردها مما يفصله عن نعيمه...و هي كانت تجابه جرأته بما يعادلها و هي تكمل فك وثاق ثيابه بلهفه و كأنها لم تلمسه منذ سنين



و اذا كان عشقهم مجنون ...فعلاقتهم و تلاحمهم معا كان أكثر جنونا و جموحا

هل يضاجعها كي يطفيء نار شوقه لها ...ام ليعاقبها علي المواقف المحرجة التي تضعه فيها ...ام لانه عجز عن إيجاد كلمات تصف ما يشعر به تجاهها ...كل هذا لا يهم ...مهما كانت الأسباب الاهم انها تؤدي جميعها لما هو عليه الآن معها

بل فلتذهب كل الأسباب الي الجحيم مقابل المتعه التي احظي بها الان مع تلك الجامحه التي تتلوي أسفل جسدي و تتاوه بعهر دون خجل

و هو سيكون معها اكثر مجونا بما انه يعلم جيدا ما يجب عليه فعله مع عشقه و عشيقته....

امطرها قبلات محمومه علي سائر جسدها الذي يحركه مثل اللعبه بين يديه...كاد أن يكمل الا انه سمع طرقا فوق الباب و .....
يا بت فوقي و اعرفي قيمه نفسك ...فشلتي في حاجه ...حاجه كنتي بتتمنيها و محصلش نصيب ...مش اخر الدنيا صدقيني ربنا شايلك الاجمل و الاحسن ليكي ....لو بس وثقتي في حكمه ربنا هترتاحي ...بعد كل صبر و تعب هتلاقي جبر و عوض عقلك مش هيتخيله...اتكي عالصبر و هتشوفي عوض ربنا ليكي مش سبحانه قال ( و لسوف يعطيك ربك فترضي) خليكي مؤمنه و متفائله با الآيه دي و هتنبهري بالعوض الي هيجيلك انا واثقه

و بحبك

عاشق خفي ...لا يقوي علي الإفصاح عن عشقه الذي دفنه داخله منذ الصغر ...و لكن ما بداخله فاق كل قدراته علي الاحتمال

قرر اليوم ان يذهب لها و يعترف بما يكنه لها داخل قلبه العاشق ....برغم ارهاقه بعد إجراء عمليه صعبه استمرت لعشر ساعات الا انه لم يهتم و لن يتراجع عن قراره

غادر المشفي سريعا ...قاد سيارته بقلب ينبض بجنون...يتمني ان يكون داخلها بعض المشاعر ...او لا ....لا يهم الاهم ان توافق عليه و بعدها سيعمل جاهدا علي حفر اسمه داخل قلبها

وصل امام الجامعه و ظل منتظرا خروجها علي احر من الجمر ...يعلم عنها كل شيء حتي مواعيد محاضراتها...

يحفظه اكثر من اسمه ...و لما لا و هو من حين لآخر يأتي الي هنا خلسه كي يراها من بعيد و يملي عينه بحبيته

ينظر اليها بحريه لعدم قدرته علي فعل ذلك حينما يجتمع معها وسط العائله ...و يظن أن كل ما بداخله سرا لا يعلمه احد ...و لكنه غفل عن ان العاشق عيونه تفضحه دون حديث

كاد ان يبتسم حينما راي طيفها يظهر من باب الجامعه...الا ان الابتسامه قتلت في مهدها حينما وجد شاباً يمسك يدها و هي تنظر له بحب و كأن العالم خلي من حولها و لا يوجد غيره

نعم فهم سريعا تلك النظرات ...حتي حينما سحبت كفها منه بخجل و رفض لتلك الفعله ...الا ان الامر بدي واضح وضوح الشمس بالنسبه له

لم يستطع تحمل هذا المشهد ...نار الغيره نهشت قلبه...و بدون تفكير وجد حاله يترجل من السياره و يتجه إليها بوجه متجهم

وقف قبالتهم فجأه...نظرت له ريم برعب و قالت : أحمد...

نظر للشاب بغل و قال : مين ده

تلجلجت ريم و لم تقوي علي الرد

فقال الشاب بتبجح : انت الي مين ...دي خطبتي

جحظت عيناه بغضب ناهيك عن السكين المسموم الذي غرز داخل قلبه

تمالك حاله و قال : و الله خاطبها ...نظر لتلك المرتعبه و قال : انتي اتخطبتي من وري اهلك يا ريم

دمعت عيناها بل بكت من شده خوفها بينما الشاب قال بوقاحه: انت مين و عمال تحقق معاها كده ليه

احمد : انا ابن خالتها ...و محدش في العيله يعرف حاجه عن ال....خطوبه

ارتبك الشاب بعد ما علم هويته و قال : انا ايهم البلتاجي ...زميل ريم في الجامعه و كنت ناوي اتقدملها فعلا بعد ما اخلص السنه دي ...حبيت اوضح لك عشان متفهمش غلط

نظر له ببرود ثم قال للباكيه بينهما : اتفضلي قدامي ...انا هوصلك

ايهم : يا استاذ افهم بس

احمد بغضب مكتوم : انا دكتور مش استاذ يا ...ايهم ...و مفيش حاجه افهمها غير الي عايز واحده بجد بيدخل البيت من بابه ...انما شغل الصحوبيه و احنا لبعض بتاع الكليات ده ...و لا اخلاقنا و لا اتربينا عليه ...يلااااا

هكذا صرخ بها كي تذهب معه ...بل قام بامساك كفها بعنف حتي يعبر بها الطريق و داخله يغلي كالمرجل ....غيره و وجع و جرح غائر لا يقوي علي تحمل ألمه

جلست جانبه برعب و هي تبكي بجنون ...صرخ بها بكل ما يحمله من الم: اااخرسي بقي اخرسي ...بتعيطي علي ايه هااااا..طبعا خايفه اقول لأهلك صح

ردت عليه بصعوبه من بين شهقاتها : انت مش هتقولهم صح
احمد بجنون : كنت عارف ان هو ده الي فارق معاكي …مش فارق معاكي اسم عيلتك و سمعتهم ...ثقتهم فيكي الي مكنتيش قدها ...كل ده مجاش في بالك صح

ردت عليه بصدق من بين دموعها الغزيره : اقسم بالله ابدا ...انا عمري ما خرجت معاه و لا حتي كلمته في الفون ...بعد محاولات كتير منه معملتش اكتر من ان كلمته جوه الجامعه ...و قولتله انا مقدرش اعمل علاقه معاه في السر لو بيحبني يتقدملي

ابتسم بقهر و قال : و ايه الي مانعه...لسه بيكون نفسه ...مش ده ابن محمود البلتاجي منافس عيلتك

ريم : ايوه هو ...بس عشان عاد سنه رابعه كذا مره باباه مكنش هيوافق يخطبله غير لما ينجح السنه دي ....قالي انه هيذاكر الشهرين الي فاضلين عالامتحانات عشان يخلص و يتقدملي ...اقسم لك ان ده كل الي حصل

سالها بصوت مذبوح لم تشعر به من شده رعبها : بتحبيه ....و ليه ده بالذات

ردت عليه بخجل : مرتحاله ...و حتت انه ساب كل البنات الي كان يعرفها عشاني دي الي شجعتني اوافق عليه

صمت حل علي المكان لبضع دقائق ...حاول فيهم كبح دموعه التي احرقت مقلتيه ...يريد الصراخ حتي يبح صوته ...لا يتحمل الألم الذي يشعر به داخله



و لكن في الاخير ...هو رجل ....سيكتم كل هذا داخله و لن يشعر احد به

اقترب من بيتها فقال بتعقل : محدش هيعرف بالي حصل ...بس عايزك توعديني انك مش هتكلميه تاني حتي جوه الجامعه...هو خلاص عرف انك ....عايزاه يبقي يشد حيله و ينجح عشان يتقدملك تمام ...هتقدري و لا

ردت عليه سريعا: اوعدك و حيات بابا عندي ما هكلمه ابدا غير عشان بس اقوله الكلام ده و بعد كده و لا كأني اعرفه لحد ما يتقدملي ...وعد

اوقف السياره قبل الفيلا بقليل ثم نظر لها بعيون تصرخ حزن و الم ...تنهد بهم و قال : و انا مصدق وعدك يا ريم ...عمرك ما كدبتي...انا مصدقك

نظرت له بذهول لما تراه داخل عينه و اخيرا لاحظت نبرته الموجوعه...خفق قلبها بشده الما عليه لا تعلم لما ...و لا تعلم أيضا لما هو هكذا ...و لكن فالاخير ارجعت كل هذا لغضبه من ذلك الموقف الذي رآها عليه

تحرك قليلا حتي تهبط امام الباب و هو يقول : قوليلهم اني قابلتك صدفه قدام الجامعه و عربيتك كانت مافيهاش بنزين ...عشان كده وصلتك ...سلام

قاد سيارته بجنون ارعبها بعدما تركته ....لا يري امامه من الدموع التي غشيت عيناه ....و بمجرد ان وصل الي مكان خالي ....اوقف السياره و صرخ بقهر من بين دموعه المنهمره : اااااااااه

و اااه من قهر الرجال ...خاصا اذا كان لا يستطع إظهار ألمه و لا التعبير عنه باي شكل من الأشكال

حينما دلفت الي الداخل حاولت الابتسام امام النساء و لكن أمها سألتها بشك : ريم ...انتي معيطه

ردت عليها بتلجلج : ااا...اصل دعاء صحبتي كانت تعبانه و زعلت عليها

شكت عشق بها و قررت أن تنقذها من تلك الاسئله التي ستنهال عليها من الجميع

وقفت سريعا و هي تقول بمزاح : ما تسيبو البت تاخد نفسها ايه يا جدعان ...تعالي يا ريمو عايزاكي في حاجه مهمه ....سحبتها و اتجهت نحو الاعلي سريعا دون ان تعطي لهن مجالا للرد عليها

نظرت حبيبه بشك و قالت : البنات بيدارو علي بعض ربنا يستر

جلست معها و قامت بقص كل ما حدث و هي تبكي بانهيار ...و عشق تستمع لها بذهول و غضب و الكثير من الاشفاق علي ذلك العاشق الذي تعلم ما يكنه داخله لتلك الغبيه

و بعد ان انتهت صرخت بها : انتي اتجننتي يا ريم ...انا كام مره حذرتك من الزفت ده ...يا نهار اسود عليا و علي سنيني ...بردو مافيش فايده فيكي

ردت عليها بانهيار : و الله ما بكلمه يا عشق و انتي شوفتي بنفسك لما فضل يتصل بعتله رساله و قولتله مش هرد و مش هكلم حد من وري اهلي

عشق بغيظ : امال ايه الي خلاكي تقفي معاه انهارده

ريم : صمم يكلمني عشان يقولي انه فاتح باباه في موضوعنا

عشق : انا مش عارفه حبيتي فيه ايه الصايع بتاع البنات ده

قبل ان ترد عليها وجدت هاتفها يرن بإلحاح...رات اسمه فقالت بخوف : ايهم بيتصل ...اكيد قلقان عليا

لوت عشق فمها بغيظ و قبل ان تتفوه بحرف تفاجأت بريم ترد عليه قائله : الو

ايهم بلهفه: مالك يا حببتي بتبكي ليه حد عملك حاجه

ريم : لا ...احمد وعدني انه مش هقول لحد بس بشرط اننا منتكلمش لحد ما تتقدملي

رد عليها بغل : و هو ماله انتي هتسمعي كلامه
ريم : انت عارف اصلا من الاول ان ده مبدئي و انت الي اجبرتني اقف اتكلم معاك انهارده ...من فضلك متتصلش بيا تاني و لا تحاول تكلمني لحد ما اهلي يعرفو غير كده اسفه ...سلام ...أغلقت الهاتف دون ان تنتظر سماع رده .

عشق : جدعه برافو عليكي ....اما نشوف سي روميو هيعمل ايه عشانك يا ست جوليت ....اكملت بداخلها : و انت الله يكون في عونك يا احمد و يصبر قلبك علي وجعه

نظرت لها باشفاق و قالت مازحه : تعالي اضحكك عالي حصل امبارح

نظرت لها بعدم اهتمام فاكملت : عمر كان عندي و انتي عارفه طبعا سفالته بعد مانتي هربتي يا كلبه البحر ...اخد راحته عالاخر و هو مطمن ان اتش سهران بره

و في عز ما هو علي اخره لقينا الباب بيخبط

نظرت لها بذهول و قالت : هااااا و بعدين طلع ابوكي

ضحكت عشق بصخب حينما تذكرت هيئته و قالت : لا حبيبه

ريم بغباء : أمك

عشق بغيظ : بطلي غباء هي أمي و لا ابويا بيخبطو اصلا عالباب...بيبو ابراهيم ياما

ريم : و بعدين دخلت ....شافتكم

فلاش بااااك

نظرت له برعب و هي متشبثه به بعدما سمعت طرق فوق الباب

اما هو فجن جنونه و أقسم حتي ان كان ابيها لن يتركها وهو في تلك الحاله التي وصل إليها

همست له بخوف : الباب يا عمر ...قوم بسرعه

ضغط علي جسدها و قال بهياج : لو العيله كلها بره مش هسيبك انسي ...انا علي اخري انتي اتهبلتي يا بت ...اعقب قوله بالتهامها و هي تحاول ابعاده و هي تقول بتوسل و خوف : عشان خاطري ...انا مش قافله بالمفتاح...نسيت



ارتفع من فوقها و قال بهمس غاضب : قولي مين

ابتلعت لعابها و قالت بصوت مهزوز و هي تحاول تمثيل النوم : مين

انا حبيبه يا عشق انتي نمتي

سباب بزيء خرج من فمه مما جعلها تضع يدها سريعا فوقه كي تكتم صوته و الذي وصل للتي بالخارج بسهوله فقالت برعب و خجل من الموقف : اااا...خلاص خلاص انا كنت عايزاكي تشرحيلي حاجه بس شكلك نايمه

ابعد يدها و قال بهمجيه : غوووري يا حبيبه و انتي فاشله اصلا

هرولت حبيبه و هي تقول برعب: انا غورت خلاص خلاص و ربنا يابا

نظرت له بغضب و قالت : لو مفضحتناش يجرالك حاجه ما البت كانت هتمشي لوحدها ...منك لله

نظر لها بعيون ملتهبه و قال : بعشق ...يا عشق عمر و وجع قلبه ...و فقط مال علي جسدها العاري يرسم فوقه حروفا من نور عشقاً ملأ قلبه و أضاءة

و هي سرعان ما لبثت أن تنهال عليه بقبلات و من بينها تنطق بما تكنه له من عشق اذاب قلبها ...و قد نسي الاثنان ما حدث منذ قليل

بااااااك

بس يا ستي فضل معايا لحد الفجر صليناه جماعه و راح علي اوضته

ضحكت ريم بصخب بعد سماع ما حدث ثم قالت : اخويا ده مشوفتش في بجاحته اقسم بالله ...لا و تقي اوي بيصلي بيكي الفجر بعد الي عمله

عشق بجديه : مانا مراته يا زفته. هو احنا بنعمل حاجه حرام و بعدين عمر عمره ما ساب فرض و لو لقاني كسلت و لا جمعت فرضين بيطين عشتي
داخل مقر شركة الجندي ...كان يجلس معهم و يدير اجتماع هام ...وجد هاتف عمر يصدح بنغمه عشقه ...نظر له بغيظ و قال سريعا : اياك ترد احنا عندنا شغل مهم

نظر له عمر بتوسل و قال : مينفعش يا هاشم افرض فيها حاجه ...هشوفها بسرعه و ارجع

رد عليه بغيره : و لو فيها حاجه هتكلمك انت ليه ...ملهاش اب تكلمه

صرخ بهم ابراهيم : باااااس ...ابوس ايديكم انا تعبت من المناقره دي ...روح يابني شوف مراتك عايزه ايه ...و انت يا هاشم اتهد بقي و ارضي بالأمر الواقع ...هو مفيش حد خلف بنات غيرك و لا ايه

مؤمن بغلب : و أنا الي بتشتم و اتبهدل من وراهم هما الاتنين

هاشم : ااااه محدش عنده عشق ذي عشقي في حاجه ...حد عنده اعتراض

في ظل ذلك كله كان عمر قد خرج من الغرفه و قام بالرد علي عشقه التي حينما سمعت صوته قالت بعتاب: مش بترد ليه علي طول

رد عليها بنزق: عشان ابوكي كان معايا و طلع عين امي لحد ما سابني ارد عليكي

ضحكت بدلال ثم قالت : يا لهوووي دلوقت هيزعل مني

عمر بغيره : ده الي هامك و انا اولع صح

ردت عليه بنبره تقطر عشقا : انت ...انت حبيب عمري الغالي الي اموت لو الهوا عدي من جنبك ...دانت عمري يا عمر

رقص قلبه فرحا بعد سماع تلك الكلمات التي دائما تلقيها عليه ...تطفيء بها نار غيرته المشتعله دائما

تنهد بحب ثم قال : ماشي يا عشق عمر ...عايزه ايه يا حبيبي محتاجه حاجه

عشق : لا يا قلب حبيبك بس وحشتني قولت اسمع صوتك ...يلا روح شوف شغلك و لما تخلص كلمني

هل يترك العالم و يذهب إليها الان كي يخبرها كم اشتاق لها ...اصبر عمر سيأتي الليل سريعا و وقتها أفرغ نار شوقك فوق جسدها الذي وشم باسمك

رد عليها بحنو : و انتي كمان وحشتيني يا عشقي هموت و اجيلك دلوقت بس...كاد أن يكمل الا انها انتفض حينما تلقي لكمه قويه فوق ظهره

التف بجسده ثم نظر لهاشم قال و قال : انا لو قطعت الخلف هيبقي بسببك يا هااااشم

رد الآخر بغيظ : الهي تتقطع رقبتك عشان هاشم يرتاح ...اخلص عندنا شغل ...سحب منه الهاتف عنوه و قال بغيظ بعد سماع ضحكات ابنته الغاليه : و انتي يا بنت الكلب اياكي تتصلي بيه تاني روحي شوفيلك كلمتين ينفعوكي ...و فقط اغلق الهاتف سريعا ثم نظر للواقف يغلي امامه ببرود و عاد من حيث اتي و ما زال محتفظا بالهاتف معه

جلست حزينه داخل غرفتها ...لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله ...مازالت صغيره و لكنها تحبه ...تجهل طريقه التعامل معه لذلك تتصرف بطفوليه تغضبه منها كثيرا من الأحيان

و لكن ما لا تعلمه ان حبيبها حكيم يتمتع بعقل راجح ....رغم غضبه منها الا انه يراعي صغر سنها و عدم خبرتها

سمعت طرقته المعتاده فانتفضت من مكانها ...و قبل ان تصل الي الباب و هي تقول بلهفه : حكم

فتح هو و اتجه اليها دون ان يغلق الباب خلفه

وقف قبالتها و قال ببرود ظاهري : بتعملي ايه ...بردو عالفيس و مش بتذاكري

ردت عليه بحزن من بين دموعها : و الله ابدا ...انا بذاكر و مدخلتش الفيس من وقت ما قولتلي و الله

رق قلبه لبكائها فقال بحنو : طب متعيطيش خلاص ...تنهد بهم ثم سحبها من يدها كي تجلس جانبه فوق الاريكه

نظر لها بحب ثم قال بتعقل : أفهمي يا حببتي إللي بتعمليه ده غلط ...انك تسيبي مذاكرتك و تفضلي فاتحه الفيس طول الوقت ده غلط



ردت عليه بخجل: مانا بشوف انت فاتح و لا لا

ابتسم بغيظ ثم قال : يعني كده بتراقبيني مثلا و لو فاتح هتعرفي بكلم مين طبعا لا ...زفر بحنق ثم اكمل بغل : هي عشق الي بوظت دماغك منها لله

ردت عليه بمدافعه : لا حرام عليك ...دي بتعملني

حكم بجنون : بتعلمك ايه يا بت و اصلا مفيش مقارنه بينكم ...هي بجحه و اتجوزت واحد ملقاش الي يربيه...انما انتي يا حببتي غلبانه و انا واحد بتقي ربنا فيكي رغم انك صغيره بس عيني مش شايفه غيرك و لا هتشوف
نظرت له بعيون تخرج قلوبا و قالت : بجد يا حكم

ابتسم بعشق و قال : جد الجد يا قلب حكم ...يلا قومي اغسلي وشك و ذاكري و انا هروح الشركه و لما ارجع هراجع معاكي الي عملتيه

جلس هذا الفاجر مع رفاق السوء يشربون الخمور و معهم بعض الفتيات

نظر له احدهم و قال بخبث : البت كرفتلك يا ايهم باشا ...مش دي الي راهنت عليها انك هتجيبها تحتك

نظر له بغضب و قال : لم نفسك يا روح امك و اعرف انت بتكلم مين ...انا ايهم البلتاجي الي لما بيعوز حاجه بيعملها

ردت عليه احدي الفتيات التي تكن الغيره داخلها تجاه ريم : الصراحه عنده حق ...دانت بقالك شهرين مش عارف تخرج معاها بره الجامعه

ايهم بغل : كلها اسبوع و يكون احلي فيلم ليها منشور فالجامعه كلها و هتشوفو
تعالي اقولك سر ...انتي جميله و جدعه اوي ..اااه و ربنا مش بجاملك انتي فعلا كده ...الي تتحمل كل الي انتي عشتيه تبقي جدعه ...الي لسه واقفه علي رجليها تبقي جدعه ...و الي لسه بتعافر في الدنيا تبقي اجدع من اي حد
و لسه هتكملي و هتوصلي ....هتسجدي لربنا و انتي بتبكي من الفرحه بعد ما عيونك تعبت من دموع الحزن ...فاضل تكه بأمر الله و الفرحه هتملا قلبك الطيب استبشري... انا واثقه
و بحبك
الام الحقيقيه ...هي من تضحي من أجل أبنائها...تحبس كل اوجاعها داخل الضلوع لترسم ضحكه حلوه امام صغارها ....تحاول أن تعوضهم عما ينقصهم ...مهما عانت و تحملت ...يظلون هم هدفها الوحيد في الحياه ...فليعينها الله علي تحقيقه
وصل الصغار من المدرسه ليجدو تلك الام الحانيه تستقبلهم كما اعتادت بين زراعيها مع ابتسامه ارغمتها علي الظهور
جلست معهم و بينما كانت تفرغ حقائبهم و تراجع ما بها ...شعرت أن ولدها به خطب ما
علا : مالك يا حبيبي حصل حاجه معاك
يوسف: مفيش يا ماما راجع مصدع
علا : ولاااا ...اخلص هو انا مش عارفاك...ايه الي حصل اتخانقت مع حد
يوسف : الصراحه اه ...مصطفي الي حكيتلك عنه رخم عليا و ضربته
علا بغيظ : يا لهوووي انت يابني كل يوم لازم تعمل مصيبه
تدخلت نها بمزاح : شوفتي يا مامتي انا الي مريحاكي مش بعمل حاجه
نظرت لها بغيظ مازح ثم قالت : لا انتي هتجلطيني يا قلب امك ...نظرت ليوسف و اكملت : و بعدين ايه الي حصل ...ابوك عرف
نظر لها بحزن ثم قال : اه الأخصائيه بعتتله ...قالها عنده حصه هيخلصها و ييجي
علا بحزن : طبعا مجاش
يوسف : و لا شوفتو طول اليوم و الحكايه اصلا خلصت و اتصالحت انا و الولد
علا : جدع انت اصلا راجل يا حبيبي و متاكده انك حليت الموضوع بعقل حتي لو كان باديء بخناق
رد عليها بمزاح كي لا يحزنها : امي حببتي الي رافعه معنوياتي
ضحكت بحب و قالت : انا اصلا بثق فيك بجد علي فكره و انت عارف اني بعتبرك راجل ...يا واد انت صاحبي من صغرك بحكيلك و تحكيلي و باخد رايك كمان
تدخلت نها في الحديث قائله : انا هقوم اغير قبل ما ابو لهب يوصل و يبدأ دروس القيم و الأخلاق...يوسف انا لو منك ادخل نام قبل ما يرجع و ارحم نفسك مالي هتسمعه
علا بجديه : انتي يا زفته كام مره اقولك عيب و اياكي اسمع منك الكلمه دي ده ابوكم و ليه احترامه مهما عمل
وقف يوسف ثم نطر يده في الهواء و هو يقول بغيظ : يا شيخه بقي ارحمينا...احنا عايزين نطلع عاقيين و انتي خلصتي ضميرك قدام ربنا ...مش هتجبرينا نحبه
صرخت به بحزم : يووووسف ...
صاح بها في المقابل : يووووسف ايه يا ماما ...هتفضلي تقولي ابوكم و مهما عمل و مش عارف ايه ....و انا اصلا عمري ما حسيت بالكلمه دي ..انا كل الي بحس بيه الخوف و بس مش هتجبريني احبه
انا مش عارف ليه بتدافعي عنه شوفتي منه ايه غير الذل و الاهانه ....انتي قابله ده انا مش هقبله و لا هتعرفي تجبريني عليه ...و فقط تركها و غادر مع اخته
و ترك الام المسكينه التي تحاول جاهده ان تجعل صغارها اسوياء و هي تقوم بدور الأب و الأم معا و تزرع الثقه داخلهم
و لكن ذلك الشيطان في لحظه يهدم كل ما تبنيه و هي لا تكل و لا تمل ...تبدأ من جديد مرارا و تكرارا و لآخر نفس سيخرج منها
تقابل تميم مع عمار في حديقه الفيلا ...الاول وصل توه من الجامعه ...و الثاني كان يعبث بهاتفه يراسل احد الفتيات
عمار : يابني ارحم نفسك انا مش عارف ملاحق علي كل البنات دي ازاي غير انك في ثانويه عامه
ضحك تميم و قال : لازم يبقي في حته طريه كده تهون عليا المرار الي انا فيه
ضحك عمار و قال : حته واحده بس ...قول عشر خمستاشر ...انا مش عارف ياخي ازاي انت و تيم توأم ...و لا حكم اخوكم الكبير الي مش بيبص لجنس أنثي
تميم: انا مالي يابا تيم حب روح و حكم شقط حبيبه ...الحمد لله بنات العيله خلصت كده و بعدين انا ليه احب و اوجع دماغي بكهن البنات انا كده باشا
ضحك عمار بصخب ثم قال : انت كده ابن هاشم بحق
نظر له بغيظ و قال : شوف مين بيتكلم قال يعني انت امام جامع مانت خاربها و رحله شرم تشهد
عمار بغيظ : بس يا جدع متفكرنيش كانت حتت مزه عشت يومين ملهومش حل و كنت ناوي اكمل اسبوع ...لقيت عمر باشا بيتصل بيا مسخر الي جابوني و خلاني رجعت في نفس اليوم
تميم : مانت الي غبي لو خلصت الشغل الي كان طالبه منك قبل ما تسافر مكنش قدر يتكلم
مانا و تيم في ثانوي و بردو هو و ابويا مش راحمنا لازم ننزل الشركه يومين او تلاته في الأسبوع
عمار : يا عم المفروض يعرفو اننا لسه بندرس يسيبونا نعيش يومين قبل ما ندخل في المدعكه

تميم : لما اقولهم كده يقولوا عندك وقت للبنات الي بتصيع معاها و معندكش وقت للشغل
اكمل عنه عمار بغيظ: ما تسترجل ياااض و انشف كده ماحنا كلنا كنا بنتعلم و نشتغل في نفس الوقت ...انت مش هتطلع زي زويل يعني
ضحكا الاثنان معا بصخب ثم قال تميم بفجر يشبه ابيه : سيبك انت هو احنا بيحوق فينا حاجه ...المهم عملت ايه مع البت الي تقلانه عليك دي مش فاكر اسمها
عمار بغل: و لا عبرتني ...بس علي مين هجبها هجبها دانا عمار الجندي مفيش بت تقولي لا
داخل فيلا عماد البلتاجي
جلس ذلك الفاسق مع ابيه بعدما عاد لتوه من تلك السهره الماجنه
عماد بغضب : حمد الله بالسلامه يا بيه ...راجع العصر و انت خارج من امبارح
رد عليه ايهم بتبجح : بقولك ايه سيبك من الكلمتين الي حفظهم دول و اسمع مني ...عايزك في موضوع مهم و هيفرحك غير انك هتطلع منه بمصلحه حلوه
عماد بغيظ : هو انت بيجي من وراك خير ...قول الي عندك اما اشوف
ايهم : انا عايز اخطب
عماد : انت اكيد اتجننت تخطب ايه يا فاشل و انت بقالك تلت سنين مش عارف تتخرج من الجامعة ده غير انك كنت بتاخد السنه في اتنين حتي الشركه بتيجي فيها كل فين و فين
ترك ابيه يخرج كل ما لديه و هو ينظر له ببرود و بعدما انتهي قال : خلصت ...طب لو قولتلك ان الي عليها العين و النيه بنت الجندي هتقول ايه
نظر له ابيه بذهول و قال : بنت الجندي مين ...الجندي الي نعرفه و لا حد تاني
ابتسم ايهم بغرور ثم قال : هو هاشم الجندي يبقي خالها و تبقي اختك عمر الجندي بذات نفسه
طار عقل ابيه من الفرحه و هو يقول : انت بتتكلم جد ...انا مش مصدق عرفتها ازاي دي و لا ايه الي خلاك تفكر فيها
ايهم ؛ زميلتي في الكليه
عماد بقلق : بس تفتكر ممكن يوافق عليك ...انت سمعتك زفت ده غير ان شركتي منافسه ليهم و انت فاهم
ايهم : هيوافقو غصب عنهم ...البت دايبه فيا و هما من النوع الي مش بيجبرو بناتهم علي حاجه
عماد بفرحه عارمه : لو ده حصل شاليه الساحل الي كنت هتموت عليه هيكون هديه مني ليك و انا من بكره هروح اخطبهالك بس اهم حاجه تكون مالي ايدك من البنت كويس
ايهم : عيب عليك دانا ايهم البلتاجي ...روح اطلبها و انت مطمن عالاخر
عاد ذلك البغيض الي منزله بوجه متجهم ...و قبل ان يلقي السلام لاحظ طبق الأرز موضوع فوق الطاوله
سالها ببرود : انتي عملتي رز بلبن لابنك الحيله...ده علي اساس انه يستاهل يعني
ردت عليه ببرود : مش انا الي عملاه ...دي جارتنا الي في الوش جابتهولي الصبح
رد عليها بغباء : ايه الي خلاكي تاخديه منها و طبعا لازم تعملي حاجه و تديهلها و شغل البيئه ده ....انا كام مره قولتلك مش عايز اختلاط بالجيران
ردت عليه بغضب : هو فين الاختلاط ده ...احنا بقالنا قد ايه ساكنين هنا معرفش حد في العماره و لا حتي بشوفهم غير صدفه
رؤوف : و انتي عايزه تعرفيهم ليه هااا ...طبعا عشان تسيبي البيت و الي وراكي و تفضلي ترغي مع النسوان و فالاخر تعمليلي مشاكل من غير داعي .
علا بجنون : هو كل الي بيعرف حد بيحصل مشاكل انت قاطعني عن الدنيا بحالها لو مش اخد بالك
رد عليها ببرود و داخله اصبح منتشي بعدما اوصلها لتلك المرحله من الغضب فهو شيطان يعيش و يتغذي علي أغضاب الآخرين و حزنهم بالنسبه له قمه الفرح
رؤوف : انتي شغلتك البيت و العيال و بس ...روحي شوفي التراب الي مالي سلك الشباك و مانع الهوا انه يدخل بدل ما بتضيعي وقتك في تفاهات
ردت عليه بغضب: حرام عليك دانا لسه مسحه الشقه كلها اول امبارح هو انا بقعد طول اليوم
رؤوف : ايه يعني اعمليه تاني و انتي وراكي ايه ...بس خلي عندك ضمير و متعمليش الحاجه من عالوش...ده بيتك يا هانم مش شغاله موظفه فيه
جلست حزينه باقي اليوم رغم تمثيلها المزاح ....تفكر في احمد ابن خالتها الذي تعلم مدي عشقه لريم منذ زمن ...كثيرا ما نصحته ان يتقرب منها و لكنه رفض و بشده ...وقتها قال برجوله : مش هقولك عشان صله القرابه الي بينا ...بس هقولك ان عمر صاحبي الوحيد استحاله ابص لأخته أو اكلمها من وراه ...ده غير عمي هاشم انتي عارفه غلاوته عندي قد ايه زي ابويا و اكتر و عمري ما انسي الي عمله مع ابويا زمان و لا الي عمله معايا طول حياتي
لم تجد حلا امامها غير الاتصال علي حبيبها ...حتي و أن كانت لا تستطع اخباره بما حدث ...يكفيها سماع صوته الذي يحتويها
و لأن قلوب العاشقين تشعر ببعضها البعض ...بمجرد أن امسكت الهاتف كي تتصل به وجدت اسمه ينير الشاشه كما انار قلبها
ابتسمت بعشق ثم ردت عليه قائله : لسه حالا بمسك الفون عشان اكلمك


عمر : قلبي قالي انك عايزاني ...مالك يا حبيبي صوتك في حاجه
تنهدت بهم و قالت : مفيش بس انت وحشتني يا عمر ...مش عارفه اقعد ساعتين علي بعض بعيد عنك
الان تأكد من حدثه بعد سماع نبرتها الحزينه و التي تحاول جاهده ان تبدو طبيعيه
رد عليها بتعقل : و عمر هيتجنن عليكي يا عشقه ...تحبي تخرجي شويه تغيري جو ...اكمل مازحا : اكيد نفسيتك تعبت عشان بقالك يومين محبوسه فالبيت و معملتيش اي كوارث ...غير عالفيس و ده طبعا ميرضيش الشبح
ضحكت بهدوء ثم قالت : اها تصدق ممكن
رد عليها بجديه : ممكن بس الاكيد ان حبيبي في حاجه و مش عايز يقولها ...البسي انا جايلك
عشق بلهفه : يا حبيبي مفيش حاجه صدقني و بعدين انت عندك شغل مهم انهارده مش لسه بتحكيلي من شويه
وقف يلملم اشيائه من فوق المكتب و هو يقول بعشقا خالص : كنوز الدنيا تحت رجلك يا عشقي ...يولع الشغل تفتكري انا هيكون فيا عقل اعمل حاجه و انا مشغول علي حبيبي ...يلا اجهزي مسافه السكه هكون عندك
أغلق معها و كاد ان يخرج ...وجد هاشم ينظر إليه بحب و امتنان ...فقد سمع ما قاله الان لابنته الغاليه ...يطير قلبه فرحا كلما راي عشق عمر لابنته و اهتمامه المبالغ فيه تجاهها
حتي و ان كان يغار عليها كأي أب او اكثر قليلا ...و لكن من داخله سعيد ان ذلك الرجل الذي رباه علي يده ...هو من أئتمنه علي قطعه منه
ساله بوجل و هدوء : مالها عشق ...فيها حاجه
عمر : لا يا خالو اطمن شكلها زهقانه عشان بقالها يومين مخرجتش
نظر له بتوسل ثم اكمل : هروحلها معلش يا خالو نخرج سوي ساعتين مش هتاخر ...انا عارف ان ملف المناقصه لازم يخلص انهارده عشان يتقدم الصبح بس متقلقش انا اخدته معايا و لما ارجع هسهر عليه لحد الصبح ...وعد
نظر له هاشم بحب و فخر ....ثم سحب من يده الحقيبه الجلديه التي تحتوي علي هذا الملف الهام ثم قال : روح شوف البت مالها و ابقي طمني و انا هقعد انا و ابوك و هتصل بعمار نراجعه متقلقش
تطلع له بتردد ثم قال : بس ده مسؤوليتي انتو مش ذنبكم حاجه
ربت هاشم علي كتفه و قال : روح ياض بدل ما رجع في كلامي ...و الله اقعدك تعمله و اروح انا اشوف مال عشق ابوها
جز عمر علي اسنانه كي يكتم غيرته من ذلك اللقب ثم قال : لا و علي ايه تشكر يا خال...سلام
هل يكمل هاشم عقلانية الي النهايه ...بالطبع لا ...امسكه من زراعه بقوه قبل ان يتحرك للخارج و قال بغيره : هما ساعتين يابن الكلب دقيقه زيادة هنفوخك
ضحك عمر تزامنا مع وصول ابيه الذي قال بغيظ : انت ياض انا متبري منك ....يابني انا من ساعه ما عشق اتولدت و انا بتشتم حرام عليكم انا تعبت
رد عليه هاشم بغيظ مازح : تستاهل عشان معرفتش تربيه
تطلع له مؤمن بصدمه و قال : مين الي معرفش ...هو انا اساسا ادخلت في تربيته مانت اخدت الواد من يوم ما اتولد
نظر لهم عمر بنفاذ صبر ثم اتجه نحو الباب و هو يقول : معاكم ربنا بقي مش هقدر احضر خناقه كل مره علي مين الي خلف و مين الي ربي ...نظر لهاشم بكيد ثم اكمل ليرد له ما شعر به حينما قال ...عشق أبوها
عمر : سلام عشان متاخرش علي عشقي
كاد هاشم ان يهجم عليه الا ان مؤمن منعه و قال سريعا : حقك عليا انا ابوس دماغك ...هو عيل ابن ستين كلب مترباش
وجدها تنتظره في حديقه الفيلا بشرود ...و ما جعله يتيقن ان ما بها ليس بهين...حينما وجدها ترتدي ثيابا عاديه لا تليق ان تخرج بها معه ...فهي تهتم كثيرا بمظهرها حينما تكون معه ...ما بك صغيرتي ...صبرا..بضع دقائق و ترمين همك داخل ضلوعي
وقف قبالتها و قال من داخل سيارته : ينفع اشقطك...ساعتين بخمس تلاف...جاي و لا الدور الجاي
ابتسمت بحب و هي تجلس بجواره ثم اغلقت الباب و قالت : ادفع عمري كله في مقابل دقيقه واحده بس جوه حضنك يا حبيبي
لمعت عيناه بعشق جعل خافقه ينبض بجنون ...ابتسم بحلاوه ثم أمسك كفها و قبله بامتنان
نظر لها و قال : قلب حبيبك و عشقه ...و فقط انطلق بسيارته مغادرا المكان و ما زال محتفظا بكفها داخل كفه الكبير
و بمجرد ان ابتعد قليلا ...قام باغلاق النوافذ المعتمه ثم ترك كفها و ربت بكفه فوق ساقه و هو يقول : حبيبي
فهمت ما يطلبه و سريعا ما تحركت من مجلسها لتجلس فوق ساقيه و تضع راسها فوق صدره باحتياج
لف زراعه حول خصرها بقوه ثم قبل اعلي راسها و هو يحاول أن ينتبه للطريق
تنهد بحيره ثم قال : خليكي في حضني كده لحد ما نوصل بيتنا ...انا بعشقك يا عشقي
ضمته بقوه ثم قبلت صدره و قالت : و انت بتجري في دمي يا قلب عشقك. ...مش مهم نروح فين المهم اني معاك و في حضنك و بس
لا يريد أن يسألها عن سبب تلك الحاله التي هي عليها الآن...سيتحلي بالصبر الي ان يصل بها الي شقتهم التي اشتراها من أجلها بل و قاما بتاسيسها معا ...كل قطعه موضوعه بها تمثل لهم ذكري

كل ركن داخلها شهد علي لحظات جنونه بها ...و الآن لا يجد مكان غيرها كي يحتوي فيه عشقه و يجعلها تخرج كل ما يعتمل صدرها من ضيق ...و بدوره سيعمل جاهدا علي إخراجها من تلك الحاله مهما كلفه الأمر
اللهم بحق أسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أستجبت و إذا سؤلت به أعطيت ترزقهم راحه القلب و البال ...ربنا يرضيكي و يرضي عنك و يرزقك من حيث لا تحتسبي...يااااا رب أجبرها جبر يتعجب له أهل السموات و أهل الأرض جبراً يليق بعظمتك
قولي أمين و هيستجيب و هيبهرك بعطائه أنا واثقه
أنا بحبك


ما لنا بعشقً أذاب القلوب ...مالنا بقلبً أحتوانا و خبأنا بين ثناياه ...مالنا بروحً صنعت حولنا درعً حامي يتصدي بدلاً منا لغدر الحياة

و ما أجملها من يد رغم خشونتها...يصبح ملمسها أنعم من الحرير حينما تمسح دموع قد سالت بخجل من ذلك الذي لا يقوي علي تحملها رغم قوته

لم يتفوه بحرف طوال الطريق و لا حتي عندما صعد بها إلي الأعلي و دلوفه لمكانهما السري

بل الأجمل من كل ذلك هو جلوسه فوق الأريكة و سحبها فوقه ...لفها بزراعه القويه بحنان ...أصبحت مثل الرضيعه المستلقيه علي صدر أمها ...منكمشه فوق قلبه الذي يخفق بقوه رغم هدوئه الظاهري

لم يمل من صمتها ...و لن يسألها ما بها حتي لو كان يتالم من تلك الحاله التي لم يراها عليها من قبل

يعلم تمام العلم أن راحتها داخل ضلوعه ...ستتحدث حينما تطمأن أنه معها ...حينما يتغلغل عطره الممزوج برائحة رجولته بين خلاياها لتشعر بالأمان

ستلقي عليه كل ما يعتمل صدرها من ألم و وجع و سيكون خير من يحمل عنها كل ذلك لتعود عشقه المجنونه التي رسمت البهجه في حياته

كان يوقن بكل ذلك و هي...لم تكذب ظنه بها أبدا

بعد فتره قضتها صامته علي هذا الوضع ...تنهدت بحزن ثم قالت بهمس : عمر
ملس علي شعرها بحنان و هو يقول بنبره تقطر عشقا : عشق عمر و دنيته الحلوه...سامعك يا حبيبي ...أتكلمي يا عشقي

سالت دموعها بغزاره و هي تقول : أنا خايفه ...أوعي تسبني يا عمر ...أنا أموت من غيرك ...شهقت بقوه و هي تكمل : أنا عارفه إني تعباك و بعملك مشاكل كتير ...بس و الله أنا بحبك و بموت من الغيره عليك عشان كده بتجنن و عقلي بيتلغي لما أحس أن ممكن واحده تقرب منك ...متزعلش مني عشان خاطري و متسبنيش

أبعدها برفق ثم كوب وجهها ...أخذ يمسح دموعها بحنان ثم قال : حد يسيب روحه و عمره يا عشقي ...دا أنتي بنت قلبي ...شيلتك أول ما أتولدتي ...محستش إن دراعي إلي شيلك...حسيت أن قلبي هو إلي شالك...من يومها ما فرقتكيش لحظه

شوفت و عرفت ستات أشكال وألوان ...بس و لا واحده منهم ملت عيني و قلبي زي الجنيه الصغيره إلي كانت مطيره النوم من عيني

طول الوقت مشغول بيكي. ..يا إما عشان وحشتيني ...يا إما بفكر في المصيبه الجديده إلي هتدخلي عليا بيها

حياتي كلها كانت عباره عن عشق...عشق و بس ...عشق ملي قلبي و بقي يجري في دمي ...و عشق البنت المجنونه إلي مينفعش يوم يعدي من غير كارثه

من و أنا صغير هاشم أخدني الشغل معاه ...و كنت بتعلم و بعرف بنات ...بخرج مع صحابي و بسافر

أي حد يشوفني كان يقول حياتي مليانة ...بس أنا كل ده مكنش فارق

حياتي و قلبي و عقلي كان مشغول بالجنيه الصغيره إلي كانت و ما زالت و هتفضل لآخر نفس فيا مطيره النوم من عيني

تفتكري بعد كل ده أقدر أسيبك ...جالك قلب تقوليها يا عشقي

نظرت له بندم من بين دموعها و قالت بحزن : حقك علي قلبي و الله ...أنا مش عارفه ليه قولت كده بس حاسه إن قلبي واجعني أوي يا عمر

مال برأسه ليمطر صدرها بوابل من القبلات التي من شأنها ستهديء قلبها المتألم دون حتي أن يعرف سبب ذلك ...الأهم عنده الآن هو إراحه قلبها و بعد ذلك سيعرف السبب بالتأكيد
ملست علي شعره بمنتهي الحب ثم مالت لتقبل رأسه بأمتنان ...أرتفع و قال بعشقاً خالص : سلامه قلبك ما الوجع يا عٌمر عمر ...قوليلي مالك يا حبيبي و لو في حاجه نحلها سوي

لاحظ التردد داخل عيناها و هي تقول : مفيش حاجه
نظر لها بقوه ثم قال بحسم : عشق ...من أمتي بتخبي عليا حاجه ...فيكي أيه ...قولي و مهما كان إلي حصل أنا معاكي متخافيش

ردت عليه بصدق من بين دموعها الغزيره: لو حاجه تخصني مكنتش هتردد لحظه إني أحكيلك إنما إلي واجعني يخص غيري ...و أنت عارف إن عمري ما هقدر أحكي حاجه تخص حد

أصبح عقله يعمل في جميع الأتجاهات ...حديثها دب الرعب داخل قلبه ...يعلم أنها صديقه لكل الفتيات ...و الجميع يأتمنها علي أسراره

إذا الكارثه تخص أحدهم و يجب عليه التحلي بالصبر كي يعرف ما حدث و يحاول حله

أما هي رغم أنها ترفض إفشاء السر ...إلا إنها حقا تريد إنقاذ من أعتبرتها أختها من ذلك النذل و لكنها تخشي من رده فعل حبيبها حينما يعلم ما القصه

بمنتهي الهدوء ...أخذ يلثم وجهها ليجفف دموعها بشفتيه و هو يقول : أحكيلي ...متخافيش يا حبيبي ...شكل الموضوع كبير و أنتي معرفتيش تحليه...عندك شك إني هحله بالعقل

أبتعدت عنه سريعاً و هي تقول بيقين : عمرك الصراحه ما أتهورت في حل مشكله...تنهدت بهم ثم أكملت : بص أنا هحكيلك لأن فعلا مش لاقيه حل ...بس توعدني إنك هتتصرف بعقل و مش هتعرفهم إني قولتلك

أبتسم بهدوء ثم قال : أحلف بعشقي و لا كأني عرفت حاجه منك و هتصرف بعقل ..أطمني

ترددت قليلاً و لكنها حسمت أمرها و بدأت تقص عليه كل ما حدث بمنتهي الصدق و بعد أن أنتهت قالت ببكاء : أحمد صعبان عليا أوي ...ده بيعشقها من زمان ...أنا كذا مره طلبت منه يقرب منها رفض و قالي دي أخت صاحبي الوحيد و بنت الناس إلى يعتبرو مربيني ...لما تخلص جامعه هتقدملها

و هي غبيه أنا واثقه إنها مش بتحب الزفت ده ...هي بس مبهوره أنه ساب البنات إلي بيصيع معاهم و أختارها هي ...بس أنا مش مرتاحه يا عمر ...قلبي مش مرتاح

أنهت حديثها و نظرت له بخوف بعدما وجدت ملامحه باردة ...علمت وقتها أن داخله يغلي و سيشعل الدنيا بمن فيها

كوبت وجهه بيد مرتعشه ثم قالت بتوسل : عمر ...عشان خاطري متسكتش كده ...قول أي حاجه ...أنا بخاف من سكوتك أكتر من عصبيتك و غضبك

جز علي أسنانه بغل لدرجه إنها سمعت صوت أزيزهم ثم قال بنبره خرجت من الجحيم: من بين كل إلي أتقدمولها..
ملقتش غير ابن الكلب الصايع الفاشل ده و تحبه

عشق بخوف : أنا متأكده إنها موهومه و الله هو الحب سهل يا حبيبي

عمر : أنا عارف إن أحمد بيحبها من زمان
نظرت له بذهول فأكمل : قالي من سنتين و قالي أنه هيستناها تخلص تعليمها لما عرف إنها رافضه الأرتباط و هي بتتعلم ...الواد بيموت فيها و هو ده الي أطمن عليها معاه بس هي غبيه و أنا لا يمكن أسيبها تضيع نفسها مع ابن الكلب ده

سألته بوجل : أنت هتقولها إنك عرفت ...طب أنت ناوي علي إيه
زفر بغضب ثم قال : أكيد مش هقدر أقولها عشان متزعلش منك ...مش هتفكر إنك قولتيلي عشان خايفه عليها و أنا أستحاله أحطك في الموقف ده يا حبيبي أبدا

أبتسمت له بحب ثم قالت : حبيبي يخليك ليا و ما يحرمني منك أبدا

أراد أن يغير مجري الحديث حتي يخفف عنها ما تشعر به من حزن ...و قد قرر داخله أن يحل تلك المعضله بتعقل

غمز لها بوقاحه منافيه لغضبه و قال : يخليني أيه بس مانتي بقالك ساعتين معبرتنيش ببوسه حتي

تقبلت إغلاقه للحديث ...تعلم ما يدور داخله الآن ...و جاء دورها كي تخفف عنه و بعدها ستخرج كله ما يكنه داخل صدره و تتناقش معه بحكمه كي تعرف ما ينتويه

أبتسمت بصعوبه ثم ملست علي صدره بأغواء و هي تقول : تصدق عيب في حقي و الله أخص عليا

و العاشق بمجرد لمسها المغوي له أنتفضت كل خليه في جسده تطالبه بها ...كي يطفيء نار شوقه لها و يخرج غضبه علي جسدها الذي دائما كان يتحمل نوبات جنونه

و قبل أن يقترب منها وجد هاتفه يصدح داخل جيبه ...زفر بحنق ثم قال بغيظ : ده أكيد أبوكي ...هرد عليه و...
قطع حديثه حينما وجد أسم أبيه

نظر لها و هو يقول : ده أبويا ...فتح الهاتف سريعاً و هو بقول : خير يا بابا في حاجه
مؤمن : عماد البلتاجي أتصل بهاشم و طالب يقابلنا بكره

نظر لها بجنون و هو يقول : خير عايز أيه
مؤمن : ده كان عايز يجي البيت هو و ابنه بس هاشم مرضاش و قالو يجي الشركه حتي حرق دمه و قاله مش بندخل حد غريب بيتنا عايز حاجه تعالي الشركه

عمر بغضب مكتوم : ماشي ...يشرف مقالش عايز أيه
مؤمن : لا مقالش بس خالك خمن أنه عايز يطلب واحده من البنات و طبعاً مفيش غير أختك

عمر : تمام يا بابا ...لما أرجع نتكلم بس بالعموم...ده عند أمه ...ماعندناش بنات للجواز عشان تعرف رأي من الأول مش هجوز أختي لعيل ### زي ده ...سلام ...و فقط أغلق الهاتف مع أبيه

في نفس وقت شهقاتها العاليه و هي تقول : هااااا يخربيته هو لحق

أبتسم بجانب فمه ثم قال بسخرية : مش عايز يضيع وقت ابن الصايعه...لف زراعه حول خصرها بقوه ثم قال : متشغليش بالك ...كده بغباؤه سهلها عليا و جالي في ملعبي

نظرت له بعدم فهم و قالت : يعني أيه ...أنت ناوي علي إيه مش مرتحالك

حملها و قام من مجلسه و هو يقول بوقاحه و رغبه ظهرت جليه علي نبرته : عيب عليك يا وحش. ..أنا هخليكي ترتاحيلي عالآخر ...و تريحيني...حبيبك تعبان ...وصل بها داخل الغرفه الخاصه بهم ...ثم قام بالصاقها عالحائط المجاور للباب و هو يكمل بعدما لف ساقيها حول خصره : فوكك بقي من كل الهري ده ...ملس علي جسدها بفجور و هو يكمل : فكريني كده آخر مره لمستك أمتي أصل حاسس إنك وحشاني أوووي و بقالي فترة مقربتش منك

ضحكت بدلال و هي تقول : أممممم...تقريباً من الصبح ...بدأت في حل أزرار قميصه بمنتهي الجرأة و هي تكمل بصوت جعله يريد التهامها : تصدق كتير أوووي ...خلعت عنه القميص و هي تعض شفتها السفلي بفجور ثم أكملت : تصدق كتير ...ليك حق أوحشك يا قلب عشقك ...و فقط ...لا نعلم من الذي تحرك أولا لألتهام ثغر الآخر

علي قدر ما كانت قبله ماجنه ...علي قدر ما كانت مليئه بالعشق و الأحتياج الذي يكنه كلا منهما للآخر

و رغم فجوره معها و جرأتها معه ...إلا أن كان من الواضح أن الأثنان يفرغان ما يعتمل صدرهم سواء من ألم تشعر هي به ...أو غضب يجعله يغلي بداخله

و الأجمل أن جسديهما أصبح مثل الأسفنجه التي أمتصت كل ما بداخلهم...

لم تظهر ألمها وهو يقضم كل قطعه في جسدها ...بل أظهرت أستمتاعها و رضائها عما يفعله ...و هو أستقبل نوبات جنونها و جموحها فوق جسده بصدر رحب بل و بمتعه جعلته ينتشي كما لو كان أخذ جرعات عديده من أي مخدر...نعم هو أخذ بالفعل و لكن كانت الماده هي مخدر العشق الذي أمتزج بالنشوه التي لم يصل إليها إلا معها

و الجنيه الجريئة و التي تربت علي يده ...حينما وجدت صفعاته ذادت عن الحد الذي أعتادته...أجبرته علي الأبتعاد ثم أشرفت عليه بجسدها بعد أن تمدد هو فوق ظهره و قالت بغيظ لذيذ : أنت قد الغشوميه دي يا روحي

قرصها بمجون ثم غمز لها بوقاحه و هو يقول بلهاث : أنا ملك إيدك ...أنتقم براحتك يا وحش ...

و فقط ...تحولت القطه الوديعه التي كانت تختبيء داخل ضلوعه بخنوع ....إلى لبؤه شرسه تنهل من أسدها ما تريده
حتي تحول الفراش إلي ساحه معركه ..ما بين السنه تتبارز داخل ثغرهما...و ما بين أجساد تتمني الألتحام ...أيادي تكتشف أجسامهم و كأنها لم تمسها من قبل ...إلى أن أنتهيا معاً و كل منهما روي عطشه و عشقه من الآخر ....هل بعد كل ذلك أكتفي أحدهما من الآخر ...لا أظن

أنتصف الليل و أخيراً قرر أن يعود بها بعد أن تبدل حالها تماماً عما كانت عليه قبل أن يأتو إلي كنزهم كما يسموه

أحياناًحينما تحادثه و يكون جانبها الفتيات تقول له : مش هنروح لكنزي...يفهم وقتها أنها تريده و لكن لا تستطع الإفصاح أمام من معها

يبتسم بسعادة و يرد عليها بعشق : أول مره أشوف كنز عايز يروح لكنز...ألبسي و أنا جايلك حالاً يا عشقي

و بينما كان يقود السيارة صدح الهاتف و أسم هاشم أنار الشاشه أمامها

قالت بزعر : يا مصبتي أبويا بيتصل
ضحك برجوله و قال بعدما أخذه منها : أقسم بالله أنا حبيته زيادة أول مرة يعمل واجب معانا و ميقطعش علينا

فتح الهاتف و قبل أن يتفوه بحرف وجده يصرخ به بغضب: البت فين يابن الكلب

ضحك عمر و قال بكيد : مراتي حببتي جنبي فالعربيه و راجعين عالفيلا محتاج حاجه يا خالو

جز هاشم علي أسنانه بغيظ ثم قال بجنون : خالك مش طايقك يا بغل أخلص عشر دقايق و تكون قدامي سااامع
عمر : من عنيه أنت تؤمرني يا خالو سلام يا حبيبي ...أغلق معه و أنطلقت ضحكاته الصاخبه لعلمه بما عليه أبيها الآن

نظرت له بغيظ ثم وكزته داخل صدره بغل و هي تقول : يخربيت أم كيدك يا جدع ...كده هتخليه يولع فينا

رد عليها من بين ضحكاته الشامته: هو علي طول مولع فيا و حارقني خليني أخلص منه شويه يا عشقي

تطلعت له بمكر ثم قالت : و هتعمل إيه بقي لما نرجع و يرضهالك ...طبعاً هياخدني في حضنه و يفضل بقي يبوس و يحضن و يقول يا عشق أبوكي

أشتعلت نار الغيره داخله مما جعله يقول بهمجيه : طب خليه يلمسك يا عشق و أنا هطلع عين أمك

و الآخر نظر للهاتف المغلق بجنون ثم نظر أمامه و قال بشك : الواد رايق و مبسوط كده ليه ...جحظت عيناه بغل و هو يقول : ينهاااار أبوك أسود يابن الكلب...أنا عارف الحاله دي كويس ...أقسم بالله لو لمسها لأكون قاطعهولك

ضحك الجميع عليه بصخب بينما ذلك المسكين مؤمن وضع يده فوق رأسه بغلب و قال : أنا مني لله أني أتجوزت أساسا ...مكنتش شوفت الخلفه السوده دي ماهو الكلب الواطي يجيب لأهله الأسيه


معلش الفصل صغنن سيكه بس حبيب أمه ( طبعا بتريق) جاب صحابه فجأه و عايزين ياكلو محشي ...و طبعاً هما و أبني مفيش في رزالتهم و لا شتيمه نافعه و لا تهديد بالشبشب جاب نتيجة
قالولي و الله لو ولعتي فينا مش ماشيين غير لما ناكل إحنا عيال شقيانه من الساعه ٨ في الدروس
أنا بقي : بلا خيبه قال يعني فالحين
ليه حاسه إنك ضعيفه مع إن جواكي قوه تهد جبال ...لو فكرتي شويه هتلاقي إن المواقف الي مريتي بيها لو مكنتيش قويه أستحاله كنتي تتحمليها...يبقي فوقي و أعرفي قيمه نفسك و قدراتك ...مفيش حاجه هتهزمك و مفيش حد أحسن منك ...أنا واثقة
و بحبك

الحقارة أسلوب حياه ....من أسوء الطباع التي يتحلي بها بعض البشر ...و لكنها درجات تختلف من شخص لآخر ...بعضهم ما زال داخله بقايا ضمير فيلوم حاله و يحاول التغيير
و منهم من يتخذ من حقارته سلاح لتدمير من حوله ...ذلك هو النرجسي ...يصنع ذاته من تدمير الآخرين...لا يوجد لديه عزيز و لا غالي ...حقا أنه شيطان يمشي علي الأرض
اليوم كانت المدرسة تجهز لأحتفال يحضره شخصيات هامه ...و كانت علا من ضمن المشاركين في تنظيمه ...
و الحق يقال كانت تعمل بجد و أجتهاد حتي يظهر بشكل مشرف ...لا تنتظر ثناء من أحد و لا كلمة شكر ...هي تفعل كل ذلك من أجل أطفالها...يكفيها فرحتهم بوجودها معهم و مشاركتها لهم في كل شيء و أي شيء
و كان يوسف من ضمن فريق يقوم بعرض عسكري أمام الضيوف و نها ترتدي زيّ فرعوني لأحد الملكات
كان مظهرهم حقاً مبهر ...و برغم وقوفها مع رفقائها من أولياء الأمور الذين شاركوا في تنظيم هذا العرض إلا أن عيناها كانت علي فلذات أكبادها تلمع بسعادة و هي تراهم يقومون بدورهم بإتقان
أنتهي الأحتفال و أمتلأ فناء المدرسة بالكثير الذي يقفون علي هيئة مجموعات
الجميع يضحك ...فرحين بإنتهاء اليوم بشكل مرضي
و من ضمن هؤلاء علا ...التف حولها عدد من النساء مع بعض المعلمين يشكرونها و يثنون علي المجهود الرائع التي قامت به
حتي مدير المدرسة أتى إليها خصيصاً و قال بأمتنان : أنا مش عارف أشكرك إزاي علي إلي عملتيه
أبتسمت بهدوء ثم قالت: أنا معملتش حاجة يا أستاذ محسن دي مدرسة ولادي و أكيد حابه أنها تكون أحسن مدرسة
تدخل أحد المدرسين و قال : الصراحة أنتي أشتغلتي في العرض ده أكتر مننا و اللبس الفرعوني ده كان فكره تحفه الكل مبهور بيها
ظل كل من حولها يلقي عليها كلمات الثناء و الشكر و هي تشعر بالسعادة و فجأة
وجدت ذلك الحقير يقتحم التجمع بوجه بارد و يقول : مش العرض خلص ...خدي عيالك و أمشي قاعدة ليه هو أي رغي و خلاص ...و فقط القي سمه القاتل و ذهب بمنتهي البساطه و كأنه لم يفعل شيء
الجميع وقف مبهوتاً و في نفس الوقت يشعرون بالشفقه عليها ...بعد أن كانت سعيدة بأنجازها التي فعلته فقط من أجل أطفالها...شعرت بالقهر بعد ما أحرجها أمام الجميع
حتي بضع دقائق تعيش فيهم سعادة أو فرح لا يهنأها عليها ...لما تكون سعيدة ...لما الجميع يمدح فيها...إذا يجب أن أعيدها إلي مكانتها حتي لا تغتر كان ...هذا تفكير الشيطان الذي أبتسم بشماتة و أنتشي بداخله بعدما أولاهم ظهره و رحل
كسر فرحتها...أهانها...قلل منها أمام الجميع ...تلك عادته ...حسبي الله و نعم الوكيل
أجتمع هاشم و عمر و معهم إبراهيم و مؤمن و عمار مع عماد البلتاجي و أيهم الذي كان يرسم الأحترام و الرجولة التي لا يمت لها بصله
و بعد عبارات الترحاب المعروفة تحدث هاشم بجديه : خير يا عماد ...طلبت تقابلنا و كنت عايز تيجي البيت
أبتسم عماد و قال : يا ريت و الله حتي المدام كانت تتعرف علي الهوانم
عمر بتبجح : الكل عارف إن الهوانم إلي عندنا مش بيختلطو بحد من وسط رجال الأعمال...حتي الحفلات إلي بنعملها معظمها بره البيت ...أتفضل ...خير
شعر عماد بإحراج شديد بينما أيهم كتم غيظه و أقسم بداخله علي كسر أنف هذا المغرور
تنحنح عماد ثم قال : الحقيقة دي ميزه عيله الجندي ما شاء الله قمه الأدب و الأحترام و ده إلي شجعني أن أطلب إيد بنتكم لأبني أيهم
أنتفض إبراهيم و قال بغضب مكتوم : بنت مين ...و لمين لأبنك ...نظر لأيهم و أكمل بأستهزاء: أنت خلصت الجامعة و لا لسه يا ...أيهم
أبتلع عماد لعابه بوجل بينما رد أيهم بوقاحة : لسه ...و التعليم مش في دماغي أوي أنا مهتم أكتر بالبيزنس
نظر هاشم لإبراهيم بمغزي ثم قال : أقعد بس يا إبراهيم ...حقه أنه يتقدم لأي واحده ...و حقنا نقبل ...أو نرفض
وضع ساقاً فوق الأخرى بتكبر ثم قال ببرود : هااا يا أيهم مين بقي إلي عليها العين و النيه
أيهم : ريم يا أنكل ...هي معايا في الجامعة و الصراحة عجبتني أخلاقها و إنها مختلفة عن باقي البنات
كاد مؤمن أن يرفض و يقوم يطردهم إلا أن هاشم حذره بعينه ...الجميع صمت بعد هذا التحذير هو كبيرهم و يثقون في حكمته لذا سيتركو له الأمر
نظر عمر بغل لهذا الحقير و لكنه قال ببرود : طب مش كنت تصبر لحد ما تخلص جامعة ...هتتجوز و أنت بتدرس و الله عيب عليك
رد عماد سريعاً: نعمل خطوبة عشان يتشجع و يخلص السنه دي و بعدها الفرح ...أيه رأيكم
نظر هاشم و عمر إلي بعضهما البعض و كأن حديث هام يدور بينهما
هز عمر رأسه بتفهم ثم قال هاشم بحسم: البنت رافضه الأرتباط قبل ما تخلص الجامعة
رد أيهم بتسرع : طب أسألها يا أنكل ...يمكن تكون غيرت رأيها ...أو توافق ما أنا زميلها يعني و كده
وقف هاشم فجأة بطريقة أرعبت الأب و أبنه و لكنه قال ببرود : تمام ...أساساً مكناش هنرفضك غير لما ناخد رأيها زي ما بنعمل مع أي حد بيتقدملها....أتصل بيا كمان يومين يا عماد و هبلغك ردنا....شرفت
كتمت غضبها و قهرها الي أن عادت منزلها ...لن تصمت له تلك المرة فقد فاق كل حدود التحمل بالنسبه لها
أنتظرته بفارغ الصبر و بمجرد أن دلف عليها و قبل أن يتفوه بحرف صرخت بجنون : أنت ااايه يا أخي ...ليه كده ....
نظر لها ببرود و قال : مالك يا علا أنتي أتجننتي ...أنا لسه داخل البيت حالاً
علا بغضب : أيه الموقف الزباله إلي حطتني فيه قدام الكل في المدرسة ...ليه تقلل مني قدامهم
الكل واقف يشكرني عالي عملته و أنت بدل ما تفرح و تبقي فخور بيا و بأولادك تعمل كده
مثل الغضب رغم فرحته الداخليه بتلك الحاله التي ينجح دائماً في إيصالها إليها و قال : أحترمي نفسك و صوتك ميعلاش
نظرت له بجنون و قالت : ده إلي فارق معاك ...صوتي ...يعني كل إلي قولته و لا في دماغك
رد عليها بغباء متعمداً التقليل من شأنها : كان لازم أفوقك يا مدام ...عارف إنك بتحبي اللمة حواليكي و الناس تمدح فيكي ...أنا مش عارف ده نقص عندك و لا قله ثقة في نفسك ...نظر لها بشيطانيه ثم أكمل : واقفه فرحانه بالرجاله إلي بتبصلك و أنتي ماليه وشك بميكب يقرف فاكره نفسك حلوه ....مع شكلك اللي عامل زي البلياتشو ...و قولتلك ألف مرة شكلك وحش بيه و أنتي مش بتسمعي الكلام
جن جنونها بعد سماع تلك الكلمات ...شعرت أنها تريد قتله ...صرخت بجنون : أنااااا عندي نقص ...الناس كلها شيفاني ست جدعة و محترمة و بيحسدوك عليا و أنت شايفني كده
و ميكب أيه إلى مالي وشي و أنا مش حاطه حاجة غير روج و مسكره
لم يلقي بالاً لتلك الحاله التي وصلت إليها...هو أكتفي بذلك...أخذ جرعته منها و أكتفي
تحرك إلي الداخل و هو يقول : حضري الأكل عشان عندي شغل مش فاضي للتفاهات بتاعتك دي ...
نظرت تجاه أختفائه بقهر و جنون ...دموعها أغرقت وجهها و لا تقوي علي منعها...تحمد الله أن أطفالها الآن في إحدي الدروس ...فهي دائماً تحاول التحمل قدر المستطاع كي لا تتشاجر معه أمامهم ...و لكن حينما يطفح بها الكيل تنفجر رغماً عنها
صدح هاتف ريم يعلن عن إتصال ...نظرت للهاتف وجدته رقم غير مسجل
ردت بأدب : السلام عليكم
أيهم بخبث : و عليكم السلام ...وحشتيني
أرتعش جسدها بعد أن تعرفت علي صوته و لكنها تمالكت حالها و قالت بجديه : أيهم ...إحنا مش أتف.....
قطع حديثها سريعاً : أتفقنا منتكلمش غير و أنتي خطبتي...و أنا بكلمك بعد ما نزلت من عند أهلك
أنتفضت من مجلسها و قالت بعدم تصديق: أهلي ...كنت عندهم ...ليه
مثل الفرحه و هو يقول : عشان أتقدملك يا حببتي ...روحت أنا و بابا و لسه ماشيين حالاً
سألته بلهفة لم تستطع مدارتها : بجد يا أيهم...قالو لك أيه طمني
أيهم : هياخدو رأيك و لو وافقتي هنعلن خطوبتنا...ها أيه رأيك
أحمر وجهها خجلاً و هي تقول : أنت عارف
أيهم : يعني نقول مبروك
و في الغرفة التي تبعد عنها قليلاً ...كانت عشق تتحدث مع أحمد بشفقة ...و لكنه لم يقبلها
قال لها برجوله رغم الألم الذي يشعر به : ربنا يسعدها ...أنا بس صعبان عليا أختيارها الغلط هي إلي هتتعب
جزت علي أسنانها بغيظ ثم قالت : أيه يابني السلبيه إلي أنت فيها دي ...متعودتش منك علي كده يا أحمد ...أنا عارفة إنك بتموت فيها ...حارب عشانها ريم تستاهل علي فكرة
أحمد بحزن حاول مداراته : يا بنتي أفهمي...أنا مستعد أدفع عمري كله عشان تكون ليا مش أحارب بس ....بس ده لو كان قلبها خالي ...لكن هي بتحبه يا عشق بتحبه ...أنا شوفت نظرت عنيها ليه و هي واقفه معاه
هدخل حرب خسرانة و أنا إلي هموت في الآخر بردو
عشق: و حياااات الغالي يا جدع البت ما بتحبوش بس هي هبله مبهورة بيه أنه صايع و بتاع بنات بقي و كده ...ساب كل ده عشانها عرفت يا غبي
جز أحمد علي أسنانه بغيظ ثم قال : لسانك يا بنتي أحترميني شويه
عشق بغيظ : أنا مش بغلط...أنا بوصفك يابن خالتي ...تنهدت بهم و قالت : علي فكره ..راح هو و أبوه و أتقدملها ...لسه ماشيين من شويه
قبضه قويه أعتصرت قلبه العاشق وهو يقول بصوت كله حزن: و وافقت
عشق : أتش قالهم هياخد رأيها ...بس أنا مش مطمنه ...عمر بيتكلم ببرود كده و لا كأن في حاجة ...و أبويا أصلا و لا بيطيق الواد و لا أبوه ...أيه إلى يخليه مرفضش علي طول
أحمد بأستغراب : هيكون أيه يعني ...ما أكيد زي كل مرة لازم ياخد رأيها ...أكمل بقهر : بس المرة دي هتخلف تواقعاتهم و توافق
دلف عليها الغرفة دون أستأذان ...وجدها تجلس خلف مكتبها ...في الظاهر لمن يراها يعتقد أنها تقرأ إحدى الكتب العلميه بتركيز ...و لكن حبيبها حينما رآها...علم أنها شاردة بحزن
أغلق الباب خلفه ثم وقف مكانه و حينما رفعت رأسها و نظرت إليه
فرد زراعيه في دعوة صريحة كي تختبيء داخل صدره ...و هي كانت بحاجة لتلك الدعوة
هرولت تجاهه ثم ألقت برأسها فوق صدره ...لفت زراعها حول خصره بعدما أحتواها بحنان
تنهدت بحزن و قالت : أحمد صعبان عليا أوي يا عمر ...هيموت من القهر بس عامل نفسه جامد بقي و كده
ملس علي شعرها بحنان ثم قبل أعلى رأسها و قال : عشان حمار ...بقي أنا أكون بحب واحدة و أسيبها لغيري ...جحش كبير أقسم بالله
أبتعدت عنه سريعاً ثم قالت بأستغراب : يعني هيعمل أيه ماهي غبيه و فاكره نفسها بتحب الزفت ده ...هيقولها حبيني بالعافيه
قرصها من وجنتها و هو يقول بتملك : ااااه يقولها كده ...و يحاول و يطلع عين أمه لحد ما يكسب قلبها
نظرت له بغيظ ثم قالت : و لو معرفش يا فصيح يعمل أيه
حملها سريعاً كي تجابه طوله ثم نظر لها بعشق و قال بإقرار: ياخدها بردو ...و عشقه ليها يكفيهم هما الأتنين
كوبت وجهه و قالت بأبتسامة حلوة نجح ببراعه في رسمها علي ثغرها : ده تفكيرك أنت يا حبيب عشقك....أخد كل حاجة بالدراع إنما القلوب مش بتتاخد كده
قبلها بسطحية ثم مد يده واضعاً أيها فوق قلبها ثم ضغط عليه و قال بتجبر : أهو مديت إيدي و أخدته ...يبقي بالدراع بقي بالبوق بأي حاجة...المهم أنه بقي بتاعي و بس
نظرت له بعيون عاشقه رغم تمثيلها الغيظ و قالت : يا لهوووي عليا بجد ...محدش يغلبك أبدا في الكلام
قرب وجهه لخاصتها حد التلامس ثم قال بوقاحه : في الكلام بس يا عشقي ...سحب شفتها السفلي يمتصها بأغواء ثم أبتعد و أكمل : طب و الفعل
غمزت له بشقاوه ثم ردت بوقاحه تماثله : أسد يا قلب عشقك و أنا أشهد
كاد أن يرد عليها إلا أنها أنتفضت برعب بين يديه حينما سمعت صوت أمها تقول و هي متعمدة أن تتحدث بصوت عالي : يا هاشم سيب البت تذاكر ...كفايه إلى عملته بالليل
أنزلها بغيظ و قبل أن تتحدث قال بغل : أبوكي لأبو إلي جابك يا شيخه ...أعقب قوله بالأتجاه سريعاً نحو الشرفة و منها قفز فوق السور بخفه ليهبط داخل الغرفة المجاورة لها ...دلف لداخل غرفة حبيبه و روح اللذان أنتفضتا بذعر و كادا أن يصرخون بفزع
إلا أنه نظر لهم بغضب و قال : أقفلي بوقك يا زفته أنتي و هي ااايه شوفتو عفريت
ردت حبيبه بخوف دون قصد : أنيل
نظر لها بغضب فقالت سريعاً : يا عمر حرام عليك كل شويه تخضنا كده إحنا هيجلنا سكته قلبيه بسببك
رد عليها بغيظ : أعمل أيه ...روحي قولي لعمك يرحم أمي و أنا أرحمكم
ضحكت روح برقه ثم قالت : أتجوزو بقي و ريحونا البيت كله بيتكهرب لما أنت و عمو هاشم بتكونو موجودين
طوح يده في الهواء ثم قال بنزق : الباشا مستني النوغه تخلص تعليم و يمكن بعدها يقولي هتعمل دراسات عليا
و بالجوار كان يقف أبيها أمامها بغيظ رغم محاولات الفراولة لتهدأته
عشق : يا حبيبي ما أنا صالحتك بالليل و أنت ضحكت أيه إلى زعلك تاني بس
قبل أن يرد عليها قالت حبيبه بغيظ : أبوكي عايز يدلع يا بنتي...أنا مرارتي أتفقعت
نظر لها بعشق مثلما يفعل دائماً ثم قال بوقاحه : يبقي العيب فيكي يا فراولة ...نسيتي الأتش خلاص و بقيتي مهتمة بولادك و أنا راحت عليا
رفعت حاجبها الأيسر ثم قالت بقوة : بالله أنت مصدق نفسك ...هو أنا ورايا غيرك ...أكملت بحب رغماً عنها : أنا حياتي مافيهاش غيرك يا قلب الفراولة و لا تنفع أعيشها من غيرك
تنهد بعشق ما زال يتضخم مع مرور السنين ثم أمسك كفها و قبله بإجلال ...نظر لها و قال : يديمك نعمه في حياتي يا قلب هاشم و عمره و دنيته
تطلعت عشق لهم بعيون مبهوره ...قلبها يقفز فرحاً كلما رأتهم هكذا ...بل تحاول جاهده أن تصل بعلاقتها مع عمر إلي ما وصل إليه أبويها
هاشم بجديه : المهم عايزكم في موضوع مهم ...
جلسو معه ليسمعو ما يقوله بإهتمام و بعدما أخبرهم بما حدث قال : حاسس إن هو مالي إيده من البت ...قوليلي يا عشق لو في حاجة بينهم عشان أعرف الدنيا فيها أيه
ردت عليه بثبات رغم خوفها من الداخل: إلي أعرفه إن ريم عمرها ما تعمل علاقه مع حد و لا تخون ثقتكم فيها أبدا يا بابا ...أنت عارف تربيتنا و أخلاقنا عاملة إزاي
حبيبه: كنت رفضته و ريحت دماغك يا هاشم
رد عليها بحكمه : أنا عليا النصيحه إنما دي حياتها و هي إلي لازم تختارها
حبيبه : حتي لو غلط و هتضيع نفسها ده أسمه كلام برده
نظر لها بمغزي ثم قال : تفتكري أنا ممكن أسيب حد من ولادي يضيع ...أنتي عارفة إن كلهم ولادي و ربيناهم يكونو كلهم أخوات و أيد واحدة...و أنا مش هسمح لحد أبدا أنه يفرقهم و لا يدخل بينهم
يبقي هقبل إن أسلم بنتي للشيطان
عشق بفخر : الله عليك يا أتش قلبي أنت ...يبقي أكيد ناوي علي حاجة صح
نظر لها بمكر ثم قال : عشق أبوكي إلى بيفهمه من غير ما يتكلم
كادت أن تقفز فوقة كما تفعل دائماً الإ أنها تيبست مكانها حينما دلف عليها حبيبها الذي سمع أخر ما قيل و نظر لها بعيون ملتهبة من الغيرة و هو يقول دون الأهتمام بمن ينظر إليه بشماتة : و أيه كمان ياااا...عشقي
إياكي ...شوفي إياكي تسمحي لحد يقلل منك ...لا أنتي قليلة و لا هو أحسن منك ...يبقي ليه تقبلي ...خدي حقك و أوعي تبيني ضعفك قدام حد لو بتتقطعي من جواكي ...إبتسامتك و ثباتك هيقهر إلي كان ناوي يقهرك...أنتى قويه حطي ده في دماغك و خليكي مؤمنه بيه ...

كله هيعدي و هتكوني أحسن ما بتتمني ....أنا واثقة

و بحبك

العشق ...سلاح ذو حدين ...إما أن يمنحنا الحياة بعدما نقتل به أي عقبه تقف في طريقنا ....

أو يقتلنا نحن بعدما لا نستطع أن نحيا دون من ...عشقنا

أنت فقط أيها العاشق من تختار أيهما سيكون الحد الأمثل بالنسبه لك

كان ممدد فوق فراشة في سكون تام...من يراه يعتقد أنه غارق في نوم عميق ...و لكن من يعرفه جيداً يعلم أنه في حاله حزن و ألم أفقدته القدره حتي عن التحرك من مضجعه

و كأنه زهد الدنيا و ما فيها و لا يريد شيء إلا النوم الذي لم يخطو باب جفنيه منذ الأمس

و الأم التي تشعر بأوجاع صغيرها مهما كبر ...هي فقط من تستطع إخراجه من تلك الحالة

تنهدت بهم دارته سريعاً و هي تتقدم نحوه راسمه علي ثغرها إبتسامه طيبه و هي تقول : واد يا أحمد...عارفه إنك صاحي

هز رأسه بيأس ثم أعتدل قليلاً و قال : يا أمي كل الشهادات إلى متعلقه قدامك دي و لسه بردو واد بالنسبالك

جلست جانبه ثم قالت : أنت هتكبر عليا يا روح أمك و لا أيه الله يرحم لما كنت بتعملها عليا و تغرقني بعد ما قلعتك الكادلس

ضحك بهم و قال : هو مفيش حاجه تعايريني بيها غير دي ...

دينا بجديه مازحه : لا في كتير بس أنا لازم أستر علي أبني أيوه امال أيه

أحمد : ماشي يا دودو صحتيني ليه بقي

دينا : زهقت من القعده لوحدي ...نفسي أرغي مع حد ...أبوك بينزل من الصبح مش بيرجع قبل حداشر و لا اتناشر...و ماليش اختلاط بالجيران ...أعمل إيه

أحمد بغيظ مازح : تيجي تقرفيني أنا و تطيري النوم من عيني

ضربته بغيظ و هي تقول: قررررف ...أنا قرف ...أخص علي تربيتك ال...

وضع يده فوق ثغرها سريعاًثم قال معتذراً : أسف يا ست الكل ...حقك عليا أنا غلطان

نظرت له بشر و قالت بعد أن أزاحت يده : عيل زباله ملقاش إلى يربيه ...المهم

نظر لها بإهتمام فأكملت : الست إلي في وشنا دي صعبانه عليا أوي يا أحمد ...جوزها شكلو مفتري ليل نهار مبهدل فيها هي و العيال ...و شكلها يا عيني غلبانه مش بسمعها ترد عليه

أحمد : ملناش دعوة يا ماما ...كل واحد هنا في حاله ...و أدام هي راضيه خلاص إحنا منعرفش ظروفها

دينا : ربنا يهده البعيد مفيش غيره إلى صوته طالع في العمارة

أحمد : علي فكره أستاذ رؤوف ده شخص محترم جداً و الناس كلها بتشكر فيه

أنا شخصياً أتعاملت معاه أكتر من مرة و الصراحة قمه في الذوق و الإحترام

ردت عليه بحيره : أمال يابني لما هو كده مبهدل مراته و عياله ليه علي طول

أحمد : يمكن هي يا ماما مش مريحاه الله أعلم ربنا يصلح حالهم ...المهم ...جني كلمتك النهارده

دينا : و هي تقدر تعدي يوم متكلمنيش دا أنا كنت أتجنن ...نظرت له بحنو ثم قالت : أحضر الأكل و لا لسه مش جعان

تحرك من مرقده ناوياً النهوض و هو يقول : يا ريت يا ست الكل بس بسرعة عشان متأخر و عندي عمليه مهمه

قامت من مجلسها ثم نظرت له بغيظ و قالت : شوف الواد إلي معندوش دم ...أفتكر شغله دلوقت عشان ميقعدش يتكلم معايا ...أكلم الحيطان أنا يعني و لا أعمل إيه ...أتجهت للخارج ثم أكملت بهمس : أما ينزل أخبط ع الست الغلبانه دي أشوف المفتري ده كان بيزعقلها ليه بالليل

قبل أن يتجه للمرحاض وجد هاتفه يصدح...نظر له وجد أسم عمر ينير الشاشة ...رد عليه قائلاً بعتاب : الناس إلي مش بتسأل

عمر : أنت شارب حاجة ياض ع الصبح ما أنا كنت معاك من تلت أيام ...خف البنج شويه يابن خالتي كده غلط علي دماغك

ضحك أحمد ثم قال : عندك حق دماغي فوتت...المهم أخبارك إيه

عمر : فل الحمد لله ...أنت فين

أحمد : في البيت ...في حاجة و لا أيه

عمر : عايز أقابلك ضروري ...بس بلاش الشركة و لا المستشفي...لو معندكش عمليات بدري تعالي نتقابل علي الكافيه كمان نص ساعة

أحمد : تمام هلبس و أنزل علي طول بس في أيه طمني

عمر : يا واطي هو أنا بيجي من ورايا غير الخير

أحمد بغيظ: تباً لتواضعك يأخي ...سلام

تشعر بالجوع ...حقاً شعور مؤلم ...من الممكن أن يكون عادياً بالنسبة لمن لا مأوي لهم...و لكن هي تسكن في منزل فخم و الجميع يعتقد أنها من الأثرياء أو علي الأقل ميسورة الحال
لكن داخل ذلك المنزل يسكن ذكر بخيل في كل شيء ...المشاعر و الماديات ...ليس لضيق حاله لا ....و لكنه يتخذ من المال الذي يملكه وسيله لإذلال زوجته و أطفاله...هل تصدقون أنه لم يأتي بأي طعام لهم منذ يومان

و كل هذا لما ...لأنها تألقت في حفل المدرسة ...و لأن ولدها قال أمامه : أنا فخور بيكي يا ماما كل صحابي بيحسدوني عليكي

كلمات صادقة خرجت من فم طفل لم يعرف معني الحنان. و الأمان إلا علي يد أمه ...

و الأب الحقير يعاقبهم بالحرمان من الطعام بسبب ذلك

قبل أن يغادر قالت له : سيبلي فلوس عشان أنزل أجيب أكل قبل ما العيال ترجع من المدرسة

رد عليها بحقارة : أتصرفي أنا معييش فلوس

نظرت له بصدمة و قالت : أتصرف إزاي يعني أديني أي حاجة عشان العيال ...

و بمنتهي النداله قال : حطيلهم عيش فالميه

ردت عليه بجنون : هما بط

تركها دون أن يكلف نفسه عناء الرد عليها

و ها هي تجلس تفكر فيما تفعله ...تملك بعض القطع البسيطه من الحلي الذهبيه بعدما باعت معظم ما تملكه لتلبي إحتياجات أطفالها حينما يرفض هو أن يأتي بها

تنهدت بهم ثم قالت : يارب ألاقي حد بتاع دهب فاتح و أنا رايحه أجيبهم....بكت بقهر و هي تكمل : الدهب عمره ما هيكون أغلى من عيالي ...منك لله يا رؤوف ضيعت كل إلي حيلتي معرفتش أشيل حاجة للزمن

داخل أسوار الجامعة ...وقف أيهم أمام ريم عنوه ثم قال : مش هطول بس أنا عايز أطمن ...أهلك كلموكي

أحمر وجهها خجلاً ثم قالت : لا محدش كلمني ...عشق قالتلي علي إلي حصل و المفروض أن خالو هاشم هيتكلم معايا

نظر لها بحب زائف ثم قال : أنا خايف يرفض ...مع إن كنت متفق معاكي أتقدملك بعد ما أخلص الجامعة...بس مقدرتش أصبر بعد ما ابن خالتك شافنا

أدعي الرجولة و هو يكمل كذباً : مكنتش هقبل أبداً أحطك في موقف محرج مع أهلك ...و ربنا أعلم أنا عملت أيه مع بابا عشان أقنعه

خفضت رأسها في الأرض و قالت : ربنا يقدم إلي فيه الخير ...و فقط تركته و غادرت سريعاً دون أن تضيف حرفاً آخر

أما هو تطلع نحوها بغل ثم قال : هانت يا بت الجندي ...كلها كام يوم و تكوني معايا و ساعتها هاخد كل إلي أنا عايزه

أجتمعت نساء العائلة يتحدثن سوياً بعد أن خلت الفيلا إلا منهم

تحدثت أمل بغضب بعدما أخبرتها حبيبه بما قاله هاشم : أيهم ...ده عيل صايع ...أنا عندي تقعد جنبي بايره و لا أنها تاخد الزفت ده

حبيبه : هاشم قال لازم ناخد رأيها...حتي عمر قال لو أختي موافقة أنا موافق

صرخت أمل بغضب : يبقي أكيد جري لمخه حاجة ...إزااااي يا ناس أنتو هتجننوني

ملك برقه : أهدى يا أمل مش كده ...أفهمي إلي حصل بالظبط و بعدها قولي رأيك

نورا: تفهم أيه ماهو واضح إنهم متفقين و موافقين كمان

حبيبه : أنتي تعرفي عنهم كده يا نوري ...أنا أصلا قولت لهاشم يرفضه و نخلص قالي لازم البنت تعرف ...و لو موافقة يبقي عليا النصيحة

ملك : إزاي يا بيبو معقول هاشم ده رأيه ....أستحالة

حبيبه : و الله يا بنتي ده إلي قاله و قالي أتكلمي مع البنت أنتي و أمها و بلغوني رأيها

داخل إحدي أكبر المدارس الخاصة ...كان يقف التوأمان في ركن بعيد نسبياً عن تجمعات الطلبه التي تملأ فناء المدرسة

وقفت قبالتهم فتاة جميلة شكلاً فقط و لكن الأخلاق...الله وحده أعلم بها

أبتسمت ببرود و هي تقول : هاي يا بنات أخباركم

زفرت حبيبه بحنق بينما ردت روح برقه : الحمد لله ...أنتي أخبارك بقالك فترة مش بتيجي

سندس : كنت مسافرة دهب و لسه راجعه ...نظرت لحبيبه ثم قالت بغيظ مكتوم : هاي يا حبيبه أنتي مخصماني و لا أيه

ردت بتبجح: هو إحنا صحاب عشان أخاصمك و لا أكلمك ...نظرت لها بكيد ثم أكملت : و إلي جايه تسألي عليه ...أنتم مع جني من أسبوع ...ريحي نفسك بقي

جن جنون الفتاة بعد سماع تلك الكلمات ...نظرت لها بغل و قالت : كدابة ...تميم عمره ما يسبني أبداً

روح برقه : أهدى يا سندس ...إحنا منعرفش حاجة كلميه و أتفاهمو مع بعض

صرخت بها بغضب مما جعل تلك الرقيقة تدمع عيناها من الخوف و الإحراج : أكلم مين أنتي كمان دا أنا هسود عيشته

كادت حبيبه أن تهجم عليها إلا إنها وجدت تيم ظهر أمامها دون أنظار

نظر بغضب لتلك المتبجحه خاصه بعدما رأي دموع روحه الرقيقة

تيم : في أيه
حبيبه بتسرع : بتزعقلنا عشان تميم مش بيكلمها

نظر لها بغضب ثم قال بأمر لا يقبل النقاش : لو مش عايزه تتهاني و يتقل منك قدام الكل ...متفكريش تقربي منهم تاني سااامعة

أنتفضت الثلاث فتيات رعباً من صرخته ...نظرت له سندس بغل رغم رعبها الداخلي منه و قالت : أنا هعرفكم أنا مين ...و فقط تركتهم و أنطلقت بعيداً لعلمها جيداً إنها لا تقوي علي الوقوف أمامه لحظة واحدة

تطلع لحبيبته بحنان ثم قال : بتعيطي ليه يا روحي ...البت دي عملتلك حاجة

ردت عليه برقه : لا بس أنا بخاف من الصوت العالي

تدخلت حبيبه بمزاح : شبه أمك بسكوته ...و أنت يا عم النحنوح أيه إلي جابك أنت مش ثانوية عامه و ملكش حضور

نظر لها بغيظ و قال : أنتي مالك يا باردة...أنا مش عارف إزاي حكم أخويا العاقل الراسي يطس في نظره و يحب جعفر

ردت عليه بغيظ ؛ أنا توأم روحك علي فكرة لو أنطسيت في نظرك و مش عارف يعني

روح : عيب يا بيبو كده ...ده أكبر منك

حبيبه بجنون : هتجلط من رقتك يا شيخة...نظرت لتيم و أكملت بقهر مازح : أنت صح أنا فعلاً جعفر

ضحكو معا بعد أن نجحا الأثنان في إخراج تلك الملاك شبيهه أمها من حاله الحزن و الخوف التي كانت عليها

حبيبه : بجد أنت جاي ليه مش عندك درس دلوقت

تيم : أتأجل و حكم قالي أجي أخدكم عشان طلع في شغل الشركه

حبيبه بحزن : يعني مش فاضي ييجي ياخدني

تيم بتعقل : بابا أتصل بيه و بعمار حتي تميم هناك و أنا هوصلكم و هروح يبقي كده أكيد في حاجة مهمة ...أصلا أتصل بيكم أنتو الأتنين محدش رد

روح : الفون صامت و ملحقناش نفتحه لما سندس وقفت معانا

تيم : حصل خير يلا عشان الحق أروح بدل ما الأتش يقيم عليا الحد

بعد أن تبادلا التحيات و بعض الأحاديث البسيطة

نظر عمر بجدية لأحمد و قال دون مواربة: طبعاً عرفت أن أيهم أتقدملها

غامت عين أحمد بحزن و لكنه رد بثبات : ربنا يسعدها مع إلي بتتمناه

نظر له عمر بغل و قال : أنت أهبل ياض و لا عندك عم عبيط ...إزاي تتخيل إننا ممكن نوافق علي عيل ### زي ده

أحمد : حتي لو رفضتوه...هي عايزاه

عمر : عشان هبله و مش عارفه مصلحتها ...بس أنا بقي هعرفهالها كويس و هعلمها من أول و جديد

أحمد بعدم فهم : يعني إيه مش فاهم

عمر بخبث : ميخصكش بقي ...مش أنت أتمنتلها السعادة يبقي فوكك متشغلش بالك

فقد أحمد أعصابه و قال بغضب دون أن يهتم بصوته العالي في مكان عام : ما تنطق يأخي هو ده وقت برودك

ضحك عمر برجوله ثم قال : أيوه كده ...دور المكسور ده مكنش لايق عليك الصراحة...

جز أحمد علي أسنانه بغيظ ثم قال بغضب جم: عمررررر ....أنا علي أخرى و ربنا الله أعلم بيا ...أساساً الشيطان بيوزني أروح أقتله و أخلص ...فا الأحسن إن أنت إلى تخلص و تقولي إلي فيها عشان متجننش عليك

نظر له بغضب مفتعل ثم قال : تتجنن علي مين ياااض ...دا أنا تربية هاشم الجندي ...مش ابن ذوات هتكلم بالشوكه و السكينة

كتم أحمد غيظه من هذا البارد الذي يعلم تمام العلم أنه يتعمد استفزازة ثم قال : تمام ...أنا هادي خالص أهو ....أتفضل يا عمر باشا قول إلى عندك

نظر له عمر بشماتة ثم قال بغرور : أيوه كده تتعدل...تطلع له بجدية ثم أكمل : .....

عارفة الفصل صغير ...حقكم علي قلبي بس بجد فصلت ...من بكري بأمر الله الفصول هتبقي طويله زي الجزء الأول
هانت و الله ..خديها مني بشرى ...انا عارفه انها ضاقت اوي عليكي و حاسه انك خلاص جبتي اخرك ....لو وصلتي للحاله دي اعرفي ان الفرج قرب و اوي كمان ...ربنا رحيم كريم احن علينا من نفسنا ...حاشاه انه يسيب عبده تعبان او مهموم ...احسني الظن بالله و خلي جواكي يقين انه هيستجيب لكل دعوه طلعت من قلبك الطيب...هتلاقيه يبهرك بعوضه و عطائه ...انا واثقه

و بحبك

حينما يقدم لك احدهم نصيحه خاصا إذا كانت من قلب محب لك ...إياك أن تتجاهلها او تغلق أذنك كي لا تسمعها حتي لا يأتي عليك وقت تعض علي يدك من الندم

جلست ريم مع امها و حبيبه ...الاولي كتمت غيظها من ابنتها كي لا تكسر راسها اليابس بعدما اخبرتها بتقدم ذلك الحقير لخطبتها و رأت علامات السعاده جليه علي وجهها

اما الثانيه تحلت بالحكمه التي عرفت بها كي تحاول أثنائها عن الموافقه

حبيبه : ريم حبيبتي احنا كل الي يهمنا سعادتك ...بس تكون مع راجل بجد و يستاهلك

انا معرفش ايهم بس سمعته و سمعه ابوه سبقاهم لا تربيتنا و لا اخلاقنا

ريم : يا خالتو و الله ايهم كويس بس هو كان طايش شويه ...

امل بغيظ : شويه ...ده صايع يا بنتي مش هقولك كل يوم مع واحده ...كفايه انه فاشل في التعليم غير انه شحط و مفكرش يشتغل لما يتجوزك ابوه هيصرف عليكم انتو الاتنين

ريم : لا طبعا هيشتغل مع باباه هو بس كان مستني يخلص جامعه

امل : يا بنتي ده داخل علي السته و عشرين سنه تقريبا يخلص ايه ...مانتي شايفه اخواتك الله اكبر عليهم من صغرهم بينزلو الشركه مع ابوكي و عمامك و الحمد لله نجحو في شغلهم و تعليمهم

امل بغل : يا شيخه ده حتي تيم و تميم الي في ثانويه عامه بيروحو الشركه من وقت للتاني ...و انهارده كان عندهم درسين لغوهم عشان هاشم طلب الكل يكون عنده ...و برغم كده تفتكري لو قصرو في دراستهم هيسكت

حبيبه بغلب : يا لهوووي مين الي يسكت ...انتي مش فاكره عمل ايه في حكم لما كان في ثانوي ...كان فاحتو في المشروع الجديد و لما الولد جاب خمسه و تمانين فالميه بهدله

امل : و عمر تقريبا من الاعدادي و هو ناقل كتبه و كل حاجته في الشركه لحد ما خلص جامعه

نظرت لابنتها و اكملت : مكنش بيسيب عمر ابدا من و هو صغير علمه كل كبيره و صغيره و بعد ما كبر و فهم الشغل قالو اخواتك مسؤولين منك تعلمهم الي اتعلمته

و اديكي شايفه بسم الله ما شاء الله كلهم من أصغر واحد لاكبرهم رجاله تشرف و قد المسؤوليه ناجحين في دراستهم و في شغلهم و الكل بيعملهم الف حساب

رغم كل ذلك لم تقتنع ...صمت أذانها عن الحقيقه...و اغلقت عيناها حتي لا تري الكارثه التي ستوقع نفسها بها

ريم : يا ماما يا حببتي احنا عيله إستثنائيه سواء الرجاله الكبار او الشباب ...مش ذنب ايهم انه معندهوش اب زي خالو هاشم و لا بابا و لا عمو ابراهيم ...الغلط علي اهله مش هو

بس و الله هو حد كويس جدا و عايز يتغير...حتي مامته فرحانه جدا انه بدأ ينزل الشركه مع باباه

امل بغيظ : مياده ....مياده الي طول اليوم من نادي لحفله لمش عارف ايه عندها وقت لابنها اصلا ...أنتي مصدقه نفسك

ريم : عادي يا خالتو كل الناس كده انتو بس عشان منغلقين علي نفسكم و مش بتحبو الاختلاط

امل : مين قال كده احنا لينا أصحابنا و معارفنا بس اختارنا ناس محترمه و نفس أخلاقنا ...

ريم بحزن : أنا مش عارفه اقنعكم إزاي انه كويس ...كفايه انه ساب كل البنات الي يعرفها عشاني و هينجح و يشتغل عشاني

نظرت حبيبه لأمل بمغزي ثم قالت : خلاص يا حبيبتي دي حياتك و انتي حره فيها ....احنا علينا النصيحه يا تقبليها يا لا ...

نظرت لها بقوه ثم اكملت : انتي الي هتشيلي شيلتك...افتكري الكلمه دي كويس و افتكري ان انا و امك بقالنا ساعتين بنحاول نقنع فيكي ...براحتك انا هبلغ هاشم بموافقتك

بعد ان أعطت حارس العقار ورقه بها بعض الطلبات التي تحتاجها ... كادت أن تغلق الباب الا انها وجدت علا تخرج من منزلها و من الواضح علي وجهها الحزن و البكاء

اقتربت منها و قالت ببشاشه : صباح الخير يا ام يوسف عامله ايه يا حببتي

نظرت لها علا بحزن رغم الابتسامه التي جاهدت لرسمها ثم قالت : صباح النور ...الحمد لله .. حضرتك عامله ايه

دينا : ايه حضرتك دي قوليلي ام احمد علي طول ...احنا جيران و الباب في وش الباب

علا : حاضر يا ام احمد

دينا : مالك يا حببتي شكلك معيط ...اكملت بغيظ : هو نكد عليكي تاني...دانا بيبقي هاين عليا ادخل اديلو قلمين كل ما اسمعه بيبهدلك انتي او العيال

انتبهت لحديثها فقالت سريعا : حقك عليا ...اصل انا دبش و الي فقلبي علي لساني و الصراحه انتي صعبانه عليا
لم تقوي علا علي التحمل اكثر من ذلك ...انفجرت في بكاء مرير و هي تقول : اعمل ايه نصيبي كده

دينا بحزن : يقطعني مكنتش اقصد ازعلك حقك عليا ...طب ما تكلمي حد من اهلك يجي يتصرف معاه

نظرت لها من بين دموعها ثم قالت بقهر : اهلي شايفينو ملاك و انا الي مفتريه ....و لما بشتكلهم بيطلعوني غلطانه و الكل بيصدقوه

دينا : ييجو و يسألوني انا ...دانا ببقي سامعه صوته و قله ادبه بس اخاف اتدخل يحرجني و انتي بتكوني صعبانه عليا

علا : ده العادي يا ام احمد...مينفعش يقعد في البيت من غير ما ينكد علينا غير انه مش بيشوف نفسه غلطان ابدا

ابتسمت بهم و هي تكمل : تصدقي بالله ...ساعات بصدق اني غلطانه فعلا و انا الي ظلمته من كتر ما بيقدر يقنعك بالي عايزه و الي فيه هو بيجيبو فيا انا

دينا بزهول: يا لهوووي هو في كده ...ما احنا كلنا بنغلط محدش ملاك يعني

علا بهم : كلنا شياطين الا هو الملاك الوحيد ...مكانه مش علي الارض كان المفروض يعيش في السما

مسحت دموعها ثم قالت باحراج : معلش صدعتك علي الصبح...المهم متعرفيش محل دهب يكون فاتح دلوقت اصل الي بتعامل معاه مش بيفتح بدري

دينا : مفتكرش هتلاقي دلوقت ...معظهم بيفتح بعد الضهر ...سألتها بتردد ...طب انتي محتاجاه ضروري يعني

ترددت علا كثيرا ان تقول لها و لكن هي بحاجه لمن يسمعها

نظرت لها بحزن و خزي ثم قالت : كنت عايزه ابيع السلسله بتاعتي ضروري قبل ما اروح للولاد

دينا : طب قوليلي محتاجه ايه احنا اخوات يا حببتي بدل ما تبيعيها خساره الدهب مبيتعوضش

بكت علا بقهر ثم قالت : انا بعت كل دهبي تقريبا ...بس كله يهون عشان ولادي ....هعمل بيه ايه لما يرجعو جعانين و انا معنديش لقمه فالبيت ...

اعقبت قولها بالانهيار ...حقا كانت تشعر بثقل فوق صدرها تريد أن تتخلص و لو من جزء ....برغم انها لم تتحدث من قبل مع دينا ...و من طبيعتها الا تقص خصوصياتها لأحد...لكن هي بشر تحتاج لمن تتحدث له و تشتكي همومها التي أثقلت صدرها

جلست بوجه متجهم رغم مظهرها الطفولي في حديقه الفيلا ....تقرأ احد الكتب العلميه و لكن دون تركيز

منذ ان رآها و هو يتقدم اليها علم ان صغيرته بها شيء ما يؤرقها

جلس فوق المقعد و قال بحب : مالك يا بيبو ...حد زعلك يا حببتي

نظرت له بحزن و قالت: حكم ...انا جعفر انت شايفني جعفر

علم ان اخيه البغيض هو السبب في تلك الحاله ...رد عليها بحنو : مين الي قال كده ...دانتي اجمل بنوته فالدنيا

ردت عليه بغيظ و طفوله : اخوك تيم ...فضل يدلع في روح و يقولي انا جعفر يرضيك كده ...و انا اصلا قولتله كذه مره ميقوليش كده ...انا جعفر يا كوكي

حكم بمهادنه بعد ان كتم ضحكته بصعوبه : لا يا قلب كوكي دانا هطلع عينه عشان زعلك يا حبيبتي و مش هخليه يقولها تاني ابدا

نظرت له بفرحه ثم قالت بشماته : اااه اضربه يا كوكي عشان خاطري الواد ده بارد بيرخم عليا

نظر لها بحب ثم قال : من عنيا يا قلب كوكي ...المهم ...وحشتيني النهارده مشوفتكيش

احمر وجهها خجلا ثم قالت : و انت كمان ...مانت كان عندك شغل طول اليوم ربنا يقويك

حكم : هاشم كان شادد انهارده عالاخر و موقف الشركه علي رجل ...محدش فينا قعد يرتاح نص ساعه علي بعضها

حبيبه باهتمام : ليه يا حبيبي ...حصل حاجه في مشكله يعني

حكم : شكله في حاجه مضيقاه قام مطلعه علينا ...بس للامانه انا و عمار استهبلنا اليومين الي فاتو و كنا مقصرين في للشغل

حبيبه بتعقل رغم سنها الصغير : ماهو كان غصب عنكم يا حبيبي مش كان عندكم حاجات مهمه في الجامعه

حكم : هاشم باشا ملوش في الكلام ده بيقولك لو انت راجل بجد هتقدر توفق بين دراستك و شغلك و مش هتخلي حاجه تأثر علي التانيه

ضحكت بهدوء و هي تكمل عنه : ايوه و لما حد يعترض يطلع ابن الحاره الي جواه و يشتم شويه و بعدين يقولكم فالحين تصيعو مع البنات يا شويه كذا كذا ههههه

ضحك حكم معها ثم قال بهم مازح : الي بيجنني انه بيجمعني مع عمار طب هو صايع انا مال امي

تطلع لها بعشق و اكمل بجديه : انا عيني و قلبي مش بيشوفو غير حببتي الصغيره ...و الي نفسي تكبر بقي عشان اكمل معاها باقي حياتي ...

نظرت له بخجل ثم قالت : بجد يا حكم ...يعني انا احسن من البنات الكبيره الي معاك في الجامعه او اللي بتشوفهم الي في كل حته
حكم : انتي عندي بالدنيا و ما فيها يا بيبو ...مش بشوفهم اساسا ...حتي لو عيني جت علي واحده منهم غصب عني ...بلاقي قلبي يقولي حبيبتك احلي

حبيبه : ربنا يخليك ليا يا حبيبي ...انا كمان بحبك اوي و الله

في ايه يا بت مالك ما تتعدلي انا مش كنت بكلمك من شويه و كنا زي الفل ...هكذا قال عمر بغضب لتلك المجنونه التي لا تمر ساعه في يومه الا و تكون أطاحت بعقله احدى كوارثها

ردت عليه بغيظ : بجح بجح...عارف لو ربنا يديني نص بجاحتك بس كنت خربت الدنيا و الله

جذب شعره بجنون و هو يقول : عشق....في ايه ...ايه الي قلب حالك كده

ردت عليه بنبره مختنقه عكس ما كانت عليه منذ لحظات : مفيش...بس حاسه انك متغير معايا و مبقتش تحبني

زوي بين حاجبيه للحظه ثم برقت عيناه بعد ان تذكر شيء هام

تطلع للمفكره التي امامه علي سطح المكتب ليري تاريخ اليوم و حينما تأكد من شكه

قال بوقاحه : جاتلك متقدمه يوم عن الشهر الي فات ...عشان كده هرموناتك طفحت عليا

ردت عليه بغضب و وقاحه: ده الي انت فالح فيه ...قله الادب و بس اشمعني دي الي حافظ معادها اكتر من اسمك ...عشان بتاخد اجازه من سفالتك صح

ضحك برجوله ثم قال بغلب: لا يا حبيبتي عشان جنانك بيزيد اضعاف و هرموناتك بتطلع ميتين امي

عشق بلامبالاه: قدرك بقي اعترض.... حاسه اني مش طايقه نفسي و عايزه اضرب حد ...و في نفس الوقت عايزه اقعد ساكته كده و خلاص ايه ده بجد

رد عليها بمهادنه مراعاه لحالتها النفسيه التي يعلمها جيدا في تلك الايام

عمر : احلي قدر يا عشقي ...هخلص شغل و اجيلك اضربيني زي مانتي عايزه

ابتسمت بحب و قالت بدلال : يا ريت كان ينفع بس اجازه بقي اربع ايام

رد عليها بمجون: مش هتفرق كتير يا عشقي انتي عارفاني بتصرف متقلقيش

ضحكت بحلاوه ثم قالت بحب : انا قلب عشقك و روحها ربنا يخليك ليا يا حبيبي ...المهم عملت ايه مع احمد

وفى بحنق ثم قال : عيل دماغه غبيه ...الاول عاش الدور بقي و ربنا يسعدها و كده بعدين طلع الوحش الي جواه

عشق : طلع لوحده ...مش مصدقه الصراحه

عمر : عيب عليك يا أسد مانت فاهم حبيبك بقي

عشق بفضول : قولي الي حصل بالتفصيل عشان خاطري عشان خاطري

ضحك علي طريقتها الطفوليه ثم قال : لما ارجع هاخدك في حضني و احكيلك...

وحشتيني يا عشقي اوووي

مر يومان لم يحدث فيهم اي جديد ...ظاهريا و لكن بداخل الجميع انتظار و ترقب لما سيحدث اليوم

نظرت حبيبه لهاشم و هو يرتدي ثيابه بهدوء مريب ثم قالت بشك : مش مرتحالك يا اتش ...الي يشوفك و انت بتتشيك كده يقول انك موافق و فرحان عشان ريم هتتخطب النهارده

نظر لها بهدوء ماكر ثم قال : دي مجرد قراءه فاتحه يا فراوله عادي يعني

تقدمت منه ثم وقفت قبالته...تصنعت العبث في ازرار قميصه ثم قالت بدلال : مش مصدقه بوقك يا قلب الفراوله

لف زراعه حول خصرها ثم مال عليها مقبلا ثغرها بسطحيه و قال بصدق : مشكلتي معاكي يا فراوله انك فهماني و قرياني بطريقه مستفزة

ضحكت بدلال ثم قالت بعشق : هو في حد مبيفهمش نفسه يا قلب الفراوله ...قولي بقي ناوي علي ايه

رد بتسويف : و لا اي حاجه ...هسيبها تكتشف وساخته بنفسها عشان متجيش تلوم حد فينا

زفرت بحنق ثم رفعت حاجبها الايسر و قالت بغيظ : هاااشم....الكلام ده تقوله لحد غيري ....اخلص ناوي علي ااااايه

التهم ثغرها فجأه ليهديها قبله عاشقه لم يمل منها طوال السنوات الماضيه ...بل دائما يشتاقها حتي و هي معه

بعد فتره فصلها و قال : اطمني يا عمر هاشم الي مكنش عايشه قبلك ...مش هفرط في حد من ولادنا مهما حصل ثقي فيا

كوبت وجهه بعشق ثم قالت : هو انا بثق في حد غيرك اصلا ...من يوم ما خرجت من المستشفي زمان ...و من وقت ما اتحديت عجزك عشاني و قاومت و جيت علي نفسك عشان تقف علي رجليك من تاني....عشان خاطري انا ...الوقت ده لقيتك هاشم تاني غير الي عرفته او كنت بسمع عنه قبل ما اعرفك

عمرك ما خذلتني ...و لا قصرت معايا ...حسستني من يومها انك معرفتش ست غيري و اني مليا قلبك و عينك ...خلتني ملكه

بقيت احب زعلي منك عشان طريقه مصالحتك ليا ...و لو انا زعلتك في يوم بحس انك زي الطفل الصغير ابو قلب ابيض من جواه ميعرفش يعني ايه زعل بس بيحاول يمثل الغضب ...تفتكر بعد ده كله مش هثق فيك
تنهد بعشق تضخم داخل قلبه و قال : بحبك يا فراوله ...و مش عارف اعمل حاجه في دنيتي غير اشكر ربنا علي النعمه الي انعم عليا بيها ....انتي حياتي يا فراوله


وفى بحنق ثم قال بغل و هو يلصقها به أكثر: شوفي انا اساسا مش طايق الناس الي جايه دي ....وفى بحنق ثم اكمل : دلوقت بقي مش طايقهم اكتر و عايز اتصل اقولهم متجوش

نظرت له بذهول من تبدل حاله ثم قالت : ليه كده مش هينفع يا هاشم

الصق جبينه بخاصتها ثم قال بنبره تقطر عشقا : هاشم هيموت علي فراولته و عايز يأكلها دلوقت ...و مش قادر يبعد...اعمل ايه

قبلت فمه بسطحيه و قالت بمهادنه و عشق و وقاحه : يقلبهم بسرعه عشان يسهر للصبح معاها

حز علي اسنانه بغيظ ثم قال : ......
كل واحد فينا عنده هم أو كرب أو مشكلة حاسس أنها كبيرة عليه...بس لازم نتأكد و يكون عندنا يقين إن ربنا أكبر من أي هم أو مشكلة ...قولي يا رب ...هيحلها و هيراضيكي و هيجبر قلبك الطيب ...أنا واثقة

و بحبك

داخل فيلا عماد البحيري كانت نشوي تقف مع أيهم ولدها الوحيد تتفقد هيئتة قبل المغادرة

نظرت له بفرحة ثم قالت بغرور : زي القمر يا حبيبي يا بختها بيك

أبتسم أيهم بتكبر بينما قال عماد بغيظ : يا رب ميسودش وشنا قدام عيله الجندي ...أول مرة في حياته يعمل حاجة صح...الجوازة دي لو تمت هتنقلنا في حته تانية

ضحك أيهم بداخله علي أوهام أبيه الذي يعتقد أنه سيتتم تلك الزيجة...لا يعلم أنه بمجرد أن يأخذ منها ما يريده سيتركها دون ذرة ندم أو...ضمير

و في المقابل في فيلا الجندي

كانت الفتيات تجتمع في غرفة ريم التي تجهزت بأبهي طله و داخلها سعادة غامرة...لكن في جزء بسيط منها يشعر بعدم الإرتياح لا تعلم لما ...أرجعت هذا الشعور لخوفها من هاشم الذي تري الرفض داخل عيناه

عشق : زي القمر يا ريمو و الله خسارة فيه

ريم بغيظ: ليه يا بنتي ده مز آخر تلاتين حاجة و البنات كلها هتتجنن عليه

حبيبه : مش بالشكل يا ريم

روح : خلاص يا بنات هي مرتحاله ملكوش دعوة بقي

دلف عليهم عمر بعد أن طرق الباب ...أول ما رأت عينه كانت عشقه التي جعلته يغلي من الغضب ...تقدم منها ثم أمسك زراعها و قال بغيره : أاايه إلي أنتي لابساه ده و أيه الهباب إلي في وشك ده

ردت عليه بتبجح: في أيه مش أنت قولت إننا مش هنقعد معاكم أصلاً يبقي براحتي بقي و بعدين الفستان ده أنا هموت و البسه الصراحة

عمر بغل : و البيت مافيهوش رجاله ...لما أركب قرون تبقي تقعدي بيه يا عشق

حاولت التخلص من قبضته و هي تقول بعناد : مش هغيره يا عمر ...بطل تحكم بقي أنت متعرفش تقعد يومين من غير ما تعمل معايه مشكلة

لا يجد ما يرد عليها به ...لا لضعفه أو عدم وجود رد مناسب عليها ...و لكن لأنه لا يملك الصبر أو الوقت للجدال معها

التف بجسده كي يداريها بجسده عن الفتيات التي تقف مرتعبة و لا أحد منهم يقوي علي التدخل

ثم في لمح البصر كان يمد يده ليمسك بصدر الثوب المفتوح و يشقه نصفين

أرتفعت شهقات الفتيات بعدما سمعو صوت تمزيق الثياب ...أما هي نظرت له بغضب جم ثم قالت : تصدق بالله أنك غبي ...و الله يا عمر ما هفوت الحركة دي ....و فقط أنطلقت تجاه المرحاض و هي تقول بغل : روووح ...هاتلي أي زفت من أوضتي بسرعة

أعقبت قولها بأغلاق الباب بقوة جعلتهم ينتفضون

أما هذا الغيور ...لم يلقي بالا لما حدث بل شعر بالأرتياح بعدما ضمن أن لا أحد سيري تلك الفتنه التي جعلت جسده يغلي شوقاً و رغبة بها بمجرد أن وقعت عينه عليها

التف بجسده مرة آخري و قال ببرود : روح ...نظرت له برعب فا أبتسم و أكمل : هاتيلها الفستان الزهري إلي لسه جايباه الأسبوع إلي فات
لمعت عيناه بوهج الغيره و هو يكمل : مع أنه عسل عليها بنت اللذينه منها لله بأم حلاوتها دي .... بس أهو أرحم من غيرة

تطلعن له بذهول ...ما هذا المختل ...هل يمدح أم يذم فيها ….لم يهتم كثيراً و هو يكمل لأخته بأمر لا يقبل النقاش : لو رجلك خطت ناحيه الصالون إلي هيقعد فيه الرجاله هقطعهالك...و فقط تركهم و غادر ببرود و كأنه لم يفعل شيئاً

سألت ريم بصدمة : أنا مش فاهمة إلي قاله ده ....هو مش المفروض إن كلنا هنكون مع بعض

نظرت لها التوأمان بعدم فهم و لم يجدو رداً علي سؤالها

وصلت عائلة البحيري إلي فيلا الجندي ...وجدو هاشم و مؤمن و معهم عمر في أستقبالهم ....بينما إبراهيم و نصار كانا بالداخل

رحبو بهم ثم أشار لهم هاشم إلي المكان المختص لأستقبال الضيوف

تحركت معهم نشوي كي تجلس معهم ...وجدت عمر يمنعها و يقول ببرود : لا حضرتك مش من هنا

نظرت له بعدم فهم فأكمل : أتفضلي معايا عند الهوانم جوا ...

نشوي بذهول : مش فاهمة هو لسه في حاجة كده

عمر بتبجح: اااه في عند الرجاله إلي عندهم نخوه مش بيخلو حريمهم يقعدو مع رجاله غريبة

جلس الرجال معاً يتبادلون بعض الأحاديث الجانبيه و بعدها بقليل

تنحنح عماد ثم وجه حديثة لهاشم قائلاً : أنا يسعدني و يشرفني أن أطلب أيد بنتكم لأبني

لم تظهر علي ملامح هاشم أي علامات ....السكون و فقط

بينما مؤمن كان يتضح عليه عدم الرضي مما جعل إبراهيم يميل عليه هامساً بتعقل : ما تهدي بقي هو مش هاشم قالك بره عنك القصة دي

مؤمن : دي بنتي يا أخي إزاي أرميها بأيدي لعيل زي ده

إبراهيم: بنتنا كلنا يا مؤمن و أولنا هاشم و أنت عارف

هاشم : عايز أفهم بس قبل ما نقول مبروك

أنتبه الجميع له فأكمل : أبنك هيكمل تعليمه و هو متجوز و لا أيه نظامة

ماهو مش معقول البنت تخلص جامعة و هو لأ

نظر عماد إلي ولده كي يتحدث فقال بغرور : أكيد مش هقبلها يا أنكل ...السنة دي هخلصها بأي شكل

همس عمر بغل لعمار: أنكل ...عيل ### أتبلينا بيه

عمار : أكتم بلسانك ده يا أخي هاشم هيروقو دلوقت أتقل

تيم لتميم : أنا هرجع يا جدع أيه ده بجد

كتم تميم ضحكته ثم قال بغيظ : بعد أنكل دي عايز الأتش يفكر بس يقول علينا ####

هز هاشم رأسه بهدوء ثم قال : تمام ...مبدأياً معندناش مانع بس بشروط

رد عماد بلهفة: كل طلباتكم أوامر من مهر لشبكة لأي حاجة ...إحنا عندنا كام ريم

أبتسم هاشم بجانب فمه ثم قال بتجبر : لا ده كده كده بنتنا هتتوزن الماس مش دهب ....أنا قصدي حاجة تانية

نظر له هو و أبنه بتوجس فأكمل : طول فترة الخطوبة مفيش خروج و لا فسح...كل الكلام الفاضي ده مينفعش معايا أدام مش علي ذمتك

رد أيهم بغل مكتوم : إزاي بس يا أنكل أمال هنتعرف علي بعض و ناخد علي بعض أمتي ...مش فترة الخطوبة أتعملت عشان كده

رد عمر سريعاً بغيظ : تتعرف عليها عندنا يا حبيب أنكلك...في وسط أهلها ليك زيارة يوم في الأسبوع و تحمد ربنا عليها كمان

لم يتحمل أيهم تلك النبرة المتعجرفة التي يحادثونه بها ...كاد أن يرد بغباء دون أن يهتم حتي إذا رفضوه بعدها

إلا أن أبيه لحقه سريعاً و قال بفرحة : و ماله حقكم ...دي الأصول و محدش يزعل منها

أيهم بغل : إزاي يا بابا
أنتهز عماد الفرصة و قال سريعاً : أنا من رأي نكتب الكتاب أفضل من الخطوبة عشان الولاد يبقو براحتهم و أنتو تكونو مطمنين

كان مؤمن أن يصرخ به إلا أنه صدم حينما سمع هاشم يقول : كلام جميل ...و كده أفضل بردو

جحظت عين أيهم بصدمة بعدما وضعه أبيه أمام الأمر الواقع ...بينما الباقي ينظرون لهاشم بأستغراب و لكن لا يستطع أحد الأعتراض علي ما قال

بالداخل....جلست نشوي بغرور مع نساء العائلة و فتياتها...رغم إنها أنبهرت من جمالهن و أناقتهن إلا أنها زادت من غرورها و هي تقول بتكبر: حقيقي أنا مستغربة أوي

إزاي عائلة من أكبر العائلات لسه تفكيرهم رجعي كده

ردت حبيبه بهدوء مغرور : فين الرجعيه ...أنتي عمرك شوفتي ملكة بتقعد مع عامة الشعب

نشوي بغل : يعني أيه يا مدام أيه الكلام ده دي إهانه لا يمكن أقبلها

أبتسمت حبيبه ببرود ثم قالت : فين الإهانة ...أنتي مصبرتيش أكمل كلامي

نظرت لها نشوي بغضب فأكملت : إلي أقصده إن رجاله عيله الجندي بيعاملو ستاتهم و بناتهم علي أنهم ملكات ....مش أي حد يقرب منهم و لا هما ممكن بيختلطو بأي حد ...ده إلي أقصده

ملك مهدئه الوضع : حضرتك إحنا عيله محافظه شويتين و ده ميزعلش حد و لا يقلل من إلي حياتهم منفتحه

نشوي بغل مكتوم : ااااه...أنا لاحظت فعلاً أنكم مش بتحضرو أي حفلات و لا حتي بتختلطو بحد في النادي ....سوري يعني الكل بيقول عليكم متكبرين أوى

أمل بغيظ : لو الإحترام بقي تكبر يبقي إحنا فعلاً كده

كادت ريم أن تبكي مما يحدث أمامها و أعتقدت أن الأمر سينتهي لا محاله

مالت عليها عشق و قالت بغيظ : صدقي بالله أنا هاين عليا أقوم أجيب الوليه دي من شعرها ...

ريم بخوف : بالله بس بقي هي نقصاكي أنتي كمان. ...مش شايفة أمك و أمي عاملين أيه ...دول هزأو الست بالأدب..خايفة تمشي و تبوظ الخطوبة

عشق بفرحة : يا رب تعملها و الله أبوسها مع إني بقرف

جهزت الطعام الذي أحضرته بعدما صممت دينا أن تعطيها المبلغ الذي تحتاجة ...و هي بدورها أصرت أن تعطيها السلسال الذهبي الذي كانت تنوي بيعه و إلا لن تأخذ منها شيء

و الخنزير جلس معهم علي رأس الطاولة يأكل دون أن يسأل من أين أتت بكل هذا ...بل كان معترضاً علي نوع الطعام

نظر لها بغضب و قال : كام مرة قولتلك متعمليش الفراخ بالطريقة دي ...أنتي مبتفهميش هتفضلي غبيه كده أنا مبقتش عارف أكل لقمه عدله

أرتعبت داخلها من صراخة و قالت : العيال بيحبوها كده أنا و أنت بناكل أي حاجة إنما هما لأ

رؤوف بغباء : كل مرة تتحججي بالعيال و أنتي أصلا بتستسهلي ...أنتي مش موظفة ده بيتك أهتمي بيه شوية أنا مش بتكلم غير لما ألاقي الدنيا باظت

يوسف بغيظ : هي ماما وراها حاجة غير البيت يا بابا ...أنت خلتها تسيب الشغل و تقريباً محدش بيزورنا....يبقي أيه بقي

نظر له بغل ثم قال : ده أكبر دليل علي فشلها ...إذا كان مورهاش حاجة غير البيت و حاسس إني عايش في مقلب زباله أمال لو كانت لسه بتشتغل كانت عملت أيه

نظرت له بقهر و قالت : حرام عليك دا أنا مبقعدش...

رؤوف : أنتي مصدقة نفسك طب شوفي جارتنا إلي في الدور التالت كل يوم بتنشر غسيل و بيتها ديماً زي الفل ...و لا ولادها نضاف و مهتمين بدراستهم....علي جوزها بيحكيلي ديماً

يوسف بحزن : يعني إحنا فشله يا بابا

رؤوف : اه طبعاً فاشل ...تعالي شوفي عيال صحابي عاملين أيه و لا شكلهم نضيف إزاي أول ما تشوفهم تحس أنهم ولاد ناس

نها بطفولية : أمال إحنا ولاد أيه يا بابا

كان قد أنهى طعامه بينما هم لم يمس أحد منهم شيء ...ضرب فوق الطاولة بقوة ثم أنتفض ممثلاً الغضب و هو يقول : و الله ما طافح...أيه قله الأدب و البجاحه دي بتردو عليا الكلمة بكلمة ...نظر إلي التي تبكي و أكمل : حتي تربيتك فاشله أنا معرفش أنتي أيه لازمتك في الدنيا ...منكم لله ربنا ينتقم منكم ...خدتو صحتي و فلوسي و فالآخر بتقلو أدبكم عليا

أستغل عماد موافقة هاشم التي لم يتوقعها و قال بفرحة عارمة : علي خيره الله يبقي الجمعة الجاية نعمل حفلة كبيرة نعلن فيها

عمر : بسرعة كده دا أنت مستعجل أوي

عماد : خير البر عاجلة زي ما بيقولو

هاشم: تمام مفيش مشكله الجمعة الجاية بس متعزمش حد
نظر له عماد بأستغراب بينما أيهم أرتاح من داخله لذلك الحديث فهو لا يريد أن يعلم أحد بتلك الخطبة

عماد : ليه يا هاشم بيه عايزين نفرح بالولاد

هاشم : كده أفضل العيلة عندك و عندي و شويه أصدقاء مقربين ليا و بس و في الدخله نعمل فرح كبير

رغم عدم رضاه لما قيل إلا أنه لا يملك حق الأعتراض

تنهد بعدم رضي و قال : تمام إلي تشوفو نقرأ الفاتحة بقي و نشوف عروستنا

عمر بوقاحة: و تشوفها ليه ما أبنك عارفها هي فرجه ...اقرأ الفاتحة و خلاص و مراتك قاعدة معاها جوه

أنقضي هذا اليوم الكارثي و رحلت عائله البحيري

و أجتمعت عائله الجندي معاً في هدوء مريب علي غير العادة

أخيراً أستطاع مؤمن التنفيس عن غضبه حينما قال لأبنته : أنا مش راضي عن الواد ده عشان تبقي عارفة ...بس خالك هاشم و عمر قالولي سيبها براحتها ده أختيارها

نظرت له بدموع و لم تجد ما تقوله

بينما تحدث هاشم بحنو : مبروك يا بنتي ...أنا نفذت رغبتك رغم أعتراض الكل...أتمنى متندميش

الكل ذهب إلي مضجعة بحيرة و حزن علي تلك الجميلة الطيبه التي أوقعت حالها مع حقير مثل هذا

أما أحدهم ...لم يكن مهتم بكل هذا بل ينتظر بفارغ الصبر الأنقضاض علي تلك العنيدة الوقحة ...و التي كانت ترمقه طوال الجلسه بنظرات تحدي و غضب جعلته يريد أن يدق عنقها أمام الجميع

و ها قد أتته الفرصة بعد أن خلد الجميع إلي النوم

توجة نحو غرفتها بكل ما يحمله من غل و غضب ...أقتحمها دون أن يكلف حاله عناء الطرق فوق الباب و.....

و من هنا تبدأ قصتنا مع ...جنون أولاد الجندي ....هل سيصمد العشق أمام الجنون ...أم سينهار

أم أنهم سيثبتون أن العشق و الجنون وجهان لعمله واحدة
ديماً لما حد ينصحنا في وقت المشكلة عشان منسمعش لكلام الناس ...أول حاجة بتتقال كبري دماغك الكلاب تعوي و القافلة تسير....أنا بقي بقولك لا أوعي تسمعي كلامهم
وقفي القافلة و أحدفي الكلاب بالطوب بعدها كملي طريقك ...أوعى تسكتي لحد حتي لو قال كلمة ...سكوتك هيتفهم ضعف و أنتي أبدااااا مش ضعيفة ..أنا واثقة
و بحبك
رحل يوسف و أخته إلي المدرسة ....و هي جلست الآن بعد أن أنهت كل ما تريد عمله في المنزل كي لا تسمع كلمات سامه من ذلك الشيطان ...تصفحت داخل اليوتيوب بملل تحاول أن تجد طريقة عمل طعام مختلف كي تغير من الروتين اليومي الذي أعتادت عليه
و في ظل أندماجها وجدت فيديو بعنوان ...كيف تعرفين أن زوجك نرجسي خفي
قطبت جبينها بغرابة ....لا تعلم كيف ضغطت عليه كي تسمعه ...ذهول ...صدمة ...عدم تصديق ...برقت عيناها و توقف عقلها عن العمل
كان الفيديو عبارة عن طبيب نفسي يسأل ثلاثون سؤال و علي المشاهد أن تكون إجابته نعم أو لا ....ثم يجمع عدد الإجابات بنعم ...و يجمع عدد لا
ثم يضع الطبيب تقييماً من واحد إلي عشرة إذا كانت الإجابه نعم أو لا يقول التشخيص
و حينما جمعت كل الإجابات التي من الأساس كلها نعم ...علمت أن زوجها الذي عاشت معه كل تلك السنوات ...نرجسي خفي من الدرجة الأولى و هو أخطر أنواع النرجسية و أشدهم حقارة
سمعت الطبيب يقول بشكل مبسط كي يفهمه الجميع : النرجسي ده أسوء من الشيطان بمراحل ...خبيث لأبعد حد ممكن تتخيلوه بيختار ضحيتة بعناية شديده جداً
طبعاً متخيلين أنها هتكون ضعيفة ...أكيد لا بالعكس بيختار ست ناجحة جميلة شخصيتها قوية اجتماعية و بتحب الحياة
أول ما يلاقي كل الصفات دي في واحده يبدأ ينصب شباكه حواليها ...عنده القدرة علي أقناعها بشخصيته المثالية إلي بيرسمها بمنتهي الإحتراف
و طبعاً الضحية بتنبهر بيه و تقع بسهولة ماهي لقت فيه كل الصفات إلي أي وحده بتحلم بيها
يفضل يكدب و يمثل و يعيش دور الملاك لحد ما يمتلكها و هنا يبدأ يستنزفها بالمعني الحرفي للكلمة
يكون هو الغلطان في أي موقف و يقنعها إنها هي إلي غلطانه ...يستعمل معاها طريقة شيطانية عشان يفقدها الثقة في نفسها إزاي ....
هقولك ...في العلاقة الحميمة النرجسي بطبعه بارد و بيخاف علي صحته و معظمهم عندهم عجز جنسي زي سرعة قذف أو مشاكل في الإنجاب و كل ما يندرج تحت كلمة عجز مع أختلاف الحالات
بس هو أستحالة يعترف بكدا ديماً هيحسسها أنها مش ست و أنها مش مرغوب فيها ...و هي إلي باردة و مش قادرة تحرك مشاعرة و تثيرة
يهملها عن عمد بالشهور و لما يجيلو مزاج يقرب منها بيرضي رغبتة و بس و فالآخر بردو يحسسها أنها مش نضيفه أو مش كويسة و أنه لمسها بس عشان ربنا ميحاسبوش
الكلمة إلي ديماً بيقولها ...أنا عمري ما أكدب أبداً ...و هو آله الكدب
يفضل وراكي لحد ما يخليكي تخسري شغلك عشان متبقيش مستقلة مادياً و من هنا يبدأ يتحكم فيكي و يذلك ما أنتي محتجاله
و فالآخر يخسرك كل علاقاتك سواء عيله أو صحاب ...و بكدا يبقي زي ما بيقولو بالبلدي قصقص ريشك و مبقاش ليكي غيره
هنا يجي دور الأنغلاق ...يقفل عليكي عشان يبقي هو محور الكون بالنسبالك و أي معلومة حابه تعرفيها تبقي عن طريقة هو ....يحسسك إنك إنسانه مش كويسة أخلاقك زبالة ...لدرجة أنه ممكن يطعن في شرفك لو بس فكرتي تبعدي عنه
و لو حد قاله طب أدام هي كده مستمر معاها ليه ...يرد بمنتهي البراءة و هو بيمثل دور الضحية ...عشان العيال مش ذنبهم أن دي أمهم و لو أنا سبتها هتفجر أكتر و تجيب العار لولادي...
و بعد ما يتأكد أنه خلاص دمرك يفضل محتفظ بيكي و في نفس الوقت يدور علي ضحية جديدة يدمرلها حياتها ....و لو في يوم أكتشفتي خيانتة و ده صعب جداً لأنه خبيث بدرجة محدش يتخيلها ينكر لا و يحسسك قد أيه أنتي ظالمة و مفترية لدرجة إنك بتصدقيه و تكلمي نفسك
خصوصيته خط أحمر أستحاله يسمح لحد يعرف عنه حاجة بيتلون زي الحرباية
لدرجة أنه بيخلق معاكي أي مشكلة عشان تسيبي الأوضه و ينام لوحده ...ماهي من ضمن خصوصيته
كانت تسمع كل ما يقال و عيناها تزرف بدل الدموع دماً أخيراً أكتشفت حقيقته ...علمت مع من كانت تعيش و لما كان يفعل معها كل تلك الأفعال الشنيعه
ظلت تبحث عن كيفيه التعامل معه و كيف تتعافي منه و الأهم من ذلك كله ...يجب عليها أخبار أولادها عن تلك الحقيقة المُره حتي لا ينهارو أكثر من ذلك
و علي الجانب الآخر...كانت عشق أبيها و حبيبها تجلس فوق الفراش شاردة ....ضامه قدميها إلي صدرها ...لم تنم منذ أن تركها عمر وهو غاضب منها و بائت كل محاولات أرضائه بالفشل
تعلم أنها مدلله...بل نالت من الدلال ما لم يناله أحد ...فهي ثمرة عشق الهاشم و النسخة المطابقة لثمرة الفراولة خاصته
أبتسمت بهم حينما تذكرت طفولتها ...عندما كانت أمها تريد أجبارها علي شيء و هي ترفضه ...تلجأ الفراولة إلي هاشم كي يقنعها أو حتي يجبرها
و تلك الجنيه الصغيرة ما تفعل شيء غير الإشاره بأصبعها السبابة من خلف ظهر أمها ...و يأتي الرفض بعدها من أبيها بل و يقنع فراولته به أيضاً
ضحكت بهدوء عندما تذكرت أغرب إعتراف بالحب حظيت به فتاة علي وجه الأرض
لم يأتي لها بباقه من الورود الحمراء و لا حتي ركع أمامها يعترف بعشقه
بل كانت تجلس في حديقة الفيلا ....وجدته أتياً إليها بوجه متجهم
رغم خوفها من هيئتة إلا إنها كالعادة سألتة بتبجح : مالك يا مارو قالب وشك ليه
نظر لها بغل و قال : و حيات أمك يعني مش عارفة
ردت بجرأة : اااااه عشان كنت واقفة في البريك مع تامر ...طب فين المشكلة
هنا جن جنونه و لم يستطع تحمل بجاحتها أكثر من ذلك ...أمسكها من زراعها بقوة ثم قال بغضب : متخلنيش أمد أيدي عليكي ...أااايه إلي وقفك معاه
خافت حقاً و ردت بصوت مرتعش : و الله هو إلي جه يسلم عليا ...أصلا ده عيل سيس أنا أرجل منه
زفر بحنق ثم قال : أنتي عارفة أني بحبك و هتجوزك لما تكبري صح
رغم أحمرار وجهها خجلاً ...و خفقان قلبها فرحاً ...إلا أنها ردت ببرود ظاهري : أيه الكلام ده يا عمر عيب كده أنا لسة صغيرة ...دا أنا يادوب في تالتة إعدادي
جز علي أسنانه كمداً ثم قال بهمجية : مين دي إلي صغيرة ياماااا..دا أنتي وليه مطلقة خمس مرات و أترملتي تلاتين
برقت عيناها من الصدمة و لكنه لم يهتم بل أكمل بصراخ غاضب : أسمعي يا زفته أنتي ....أنا عرفتك إلي فيها و إلي أنتي أساساً عارفاه ...أشوفك بس بتكلمي جنس ذكر ...بصي هنفوخك يا عشق سااااامعة
لم تقوي علي الرد بل كانت حقاً ترتعش خوفاً من هيئته الإجرامية...و لكن ما هي إلا لحظة و سمعت صوت أبيها يصرخ و هو يتقدم نحوهم : ماسك البت كده ليييه يا طور أنت ....وصل أمامه و أكمل بغضب : قدك دي عشان تمسكها كده
و أصلا مين أداك الحق تعمل كده و لا تعلي صوتك عليها
كان يقول تلك الكلمات و هو يسحبها منه كي يضمها تحت زراعه بحمايه و هو يكمل : تعالي يا عشق أبوكي متخافيش يا حببتي
نظر له عمر بإجرام ثم قال : تمام يا هاااشم ....أعمل حسابك قرايه فتحتي علي بنتك إنهاردة ...أو هخليك تقرأ الفاتحة علي روحها ...و فقط تركهم و غادر سريعاً دون إضافه حرفاً آخر ...بل الأدهي أنه أبتسم بأتساع حينما سمع سباب هاشم اللازع و هو ينعته بأبشع الألفاظ
تنهدت بهم بعدما عادت من تلك الذكري الغريبه و الأجمل علي الإطلاق ثم قالت بهمس : طب أعمل إيه في أم دماغه الجذمة دي ...ما أنتي زودتيها بردو يا زفته خلي أبوكي ينفعك لما تطلقي بقي
شردت مرة أخرى لتتذكر ما حدث منذ بضع ساعات بعدما دلف عليها عمر كالأعصار
فلاش بااااااك
بعد أن أقتحم الغرفة أغلق الباب خلفة بأحكام حتي لا يقطع خلوتهم أحد
رغم رعبها من هيئته إلا إنها نظرت له بغضب و قالت بتبجح: هو الباب ده أتعمل ليه هاااااا
نظر لها بشر و هو يقترب منها و يقول : عشان أكسره علي دماغ أهلك ....بتتتتتت شغل خدوهم بالصوت ده ميكولش معايا ...دا أنا إلي مربيكي
ردت بوقاحة : يا راااجل مش لما تربي نفسك الأول ....يا صايع يا صايع يا بتاع النسواااان
جزبها من خصلاتها بعنف بسيط و قال بغل : أنا معرفتش الصياعه غير لما أتجوزتك ...كان فاضلي تكه و أبقى إمام مسجد
نظرت له بصدمة و قالت : ليييبه متجوز رقاصة
رد سريعاً : أوسخ ...أهي الرقاصة معروف تمامها و ممكن تتوب ...عض شفته السفلي بجنون ثم قال : إنما أنتي ....مش لاقيلك وصف ...لا عارفك بنت ذوات و لا بنت شوارع ...أنا جبت أخري منك
ردت بتحدي : طب حلو أوووي يا مارو أستني بقي أوريك أولي
بتتتتتتتتتتت....
أنتفض جسدها برعب حينما صرخ بها هكذا ...علمت أنها تعدت كل الخطوط الحمراء ...و غضبه منها اليوم لا ينفع معه تبجح و لا تحدي مازح كما تفعل في بعض الأحيان
لانت ملامحها و قالت بمكر أنثوي : كده يا عمر ...يعني خلاص عشق مبقتش عجباك و لا مالية عينك ...بقيت كلي عيوب و أنت مجبر تتحملها ...بس أنا مرضاش إنك تيجي علي نفسك
إذا فقد عقله ستكون هي السبب ...نظر لها بغل و قال بغضب ممزوج با السخرية : ززززفت يا فنانة ما شاء الله أدائك زبالة
ضحكت بدلال ثم قالت بعد أن وكزته بكتفها داخل صدره : طب أجبر بخاطري و قول جميل ...و الله لو قولتها كنت خليتك تفتحلي شركة إنتاج سينمائي و تعملي فيلم
هز رأسه بيأس ثم قال : فيلم أيه ...أقولك أنا هكتب السيناريو أيه رأيك
رغم أنها تعلم بسخريته إلا إنها مثلت الدهشة و قالت : بجد يا حبيبي ...طب قصته أيه
لف خصلاتها حول كف يده و قال : القصة من جملتين ...واحد حب واحده جننته و طلعت ميتين أمه قتلها ...بس كده
وضعت كفها فوق عنقها و قالت بخوف مازح : أهدى يا وحش عيالك محتاحينك ...هتضيع نفسك عشان واحدة هبله زي ...أنت الكبير يا ريس
ترك شعرها ...و أتجه ناحية الفراش ثم جلس علي حافته ...وضع كفيه جانبة و قال بغضب هاديء : أنا تعبت و مش عارف أعمل معاكي أيه الصراحة ...سنين و أنتي مجنناني و مخلياني الف حوالين نفسي. ....و بعدهالك يا عشق ...و بعدين
شعرت بالندم ...حبيبها لا يصل لتلك الحالة إلا إذا كانت حقاً تعدت كل الحدود المسموح بها
تقدمت نحوه بهدوء ثم جلست فوق ساقه ...أمسكت وجهه عنوة لتكوب وجهه و قالت بهدوء : يا حبيبي أنت إلي كبرت الموضوع ....أصلا أنت و بابا قولتولي إن مش هنقعد مع الرجالة قولت البسه عادي ما إحنا كلنا ستات
نظر لها بغضب ثم قال : و عيال عمك دول مش رجالة ...و أخواتك مش رجالة ...لابسه فستان نص صدرك طالع منه و الفاتحة واصله لركبتك و عايزة تقعدي بيه
من أول ما أشتريته قولتلك ده قميص نوم مش فستان و لا هتجنني علي لبسه أوي ...لما نروح شقتنا البسيه براحتك
لو مكنتش شوفتك قبل ما تنزلي بيه ....كان هيبقي أيه الوضع هااااا ....صدقي بالله أبوكي نفسه إلي بتعملي كل مصيبه و بتتحامي فيه مني لو كان شافك كان سود عيشتك
تعلم إنها مخطأه و لكن لا تود الأعتراف ...نظرت له بحزن كي تستعطفه و قالت : مفكرتش كده يا عمر .....أنا قولت هقعد بيه مع الستات و قبل ما يمشو بشوية هطلع أغيره قبل ما أخواتي يشوفوني
نظر لها بغيظ ثم قال : أنتي المفروض متفكريش خالص ...تفكيرك بيجي بعده مصيبه علي دماغ إلي جابو عمر ...و قولتلك كده مليون مرة
لامست بكفها الصغير شعيرات صدره الظاهرة أسفل قميصه بأغواء ....نظرت له برجاء يعلمه جيداً ثم قالت بهمس بمغوي : حقك عليا ...أنا غلطانه
رغم إرتفاع درجة حرارة جسده من لمساتها التي تعلم تمام العلم تأثيرها عليه إلا أنه مثل الصمود و عدم التأثر و هو يقول: كل مرة تقولي نفس الكلمتين و ترجعي بمصيبه أوسخ من إلي قبلها
قاربت وجهها لخاصته حد الألتصاق ثم قالت بعشق : و كل مرة حبيبي يسامحني...و هيفضل يسامحني ...مش أنا عشقه و بنت قلبه
لم يقوي علي صدها ...تلك الشيطانة كانت تتحدث بهمس و شفتيها بين خاصته و كأنها تقبله أو ...تملس عليهما برجاء أن يخطفهم داخلة
في لحظة كان يمسك رأسها من الخلف بهمجية و يلتقط ثغرها و يعاقبه بقبله ماجنه بعدما نجح في أغوائه
و هي ...تربت و تعلمت علي يده حتي أصبحت خبيره في فن الأغواء و ...الأحتواء
لفت يداها حول رأسه كي تقربه لها أكثر دون أن تهتم بقضمه لشفتيها....بل الأدهي من ذلك و ما جعله يجن أكثر ...حينما رفعت جسدها قليلا ًكي تجلس فوقة بطريقة أفضل و تلف ساقيها حول خصره
و ما كان منه إلا أنه يلف زراعه حول خاصتها ليقربها منه بقوة و جنون
أطاحت بما تبقي من عقله حينما بدأت حركاتها فوقه تصبح أكثر فجوراً و تطلب ....رغم إنها تعلم أن الوقت الحالي ليس مناسباً للتلامس ....إلا إنها لم تهتم ...كل ما يهمها الآن إرضاء وحشها الثائر الغاضب و الذي ما زال يلتهمها
أنتقل بقبلاته الحارقة إلي جيدها التي أمالته للجانب كي تفسح له المجال أكثر
سمعته يقول بصوت متحشرج رغم غضبة : أنتي عارفة أنه مش هينفع خالص إنهاردة و لا بكره ...يبقي كان أيه لزومه من الأول ...و مش ده إلي هيراضيني و أصالحك صح
غرزت أصابعها داخل خصلات شعره ثم قالت بصوت لاهث : و من أمتي فرق معانا الوقت و لا المكان ....و مش بصالحك بقربي منك ....أنت واحشني و بس حتي لو زعلان مني أستحاله هتقولي لأ
و يظل العشق هو المسيطر الوحيد في تلك العلاقة المجنونة ....مهما كان الغضب أو الحزن ...أو أي مشاعر سلبيه يحملها أحدهم تجاه الآخر بسبب موقف ما .....يذهب كل هذا إدراج الرياح حينما تتلاقي القلوب في عناق حميمي ....و تنصهر الأجساد حد التلاحم....و هنا ....تقام معركه حاميه بين الأثنان ...يحاول كل واحد منهم إثبات عشقه للآخر ...بل و ذوبانه به
و بعد الإنتهاء ...ترتفع الأنفاس كي تعلن خسارة الطرفان في معركة العشق ...فكلاهما يجري في دم الآخر....و كلاهما ...يذوب عشقاً للآخر حد الهلاك ...فكيف يأتي الأنتصار
باااااااك
بعد أن عادت من شرودها ...شعرت أن العشق أحتل أوردتها و أرادت أن تأتي بحبيبها إلي هنا مرة آخري ....لن تذهب إليه...ستجعله يأتي بمليء إرادته و لن تتركه تلك المرة دون أن تسمع منه كلمة ...عشقي حتي تتأكد من مسامحته لها ...فبرغم ما حدث بينهما بالأمس إلا أنه بعدما أنتهي قال : أنا قلبي لسه زعلان منك
أمسكت هاتفها ثم عبثت به قليلاً ...بدأت في كتابة رسالة تعلم جيداً مدي خطورة حروفها و لكنها ستجازف من أجل....حبيب عمرها
كانت تلك الأحرف المجنونة مثل صاحبتها هي
( فالعموم براحتك يا عمر بيه ...أنا عرفت تمامي عندك....بعد ما أخدت مزاجك ...تسيبني و تمشي و قال أيه لسه زعلان ....أنا قلبي واجعني بجد أول مرة أحس إني رخيصة )
و فقط ...ضغطت علي زر الإرسال ثم لمعت عيناها بوهج التحدي و أبتسمت بشيطانية ...قفزت من فوق فراشها كي تكمل ما تبقي من خطتها قبل أن يأتي لها مثل الثور الهائج
القوة بتتولد من رحم الضعف ...لما تضعفي أو تحسي إنك مكسورة قولي يا رب من قلبك ...هيسمعك و هيديكي القوة إلي تقدري تقفي بيها من تاني و تكملي ...أعملي كده و هتنجحي و هتكوني أحسن من الكل ...و بعد ما كان الناس بتبصلك بشماته ...نظرات القهر هتملي عنيهم عشان فشلو إنهم يكسروكي أنا واثقة

و بحبك

عاد أيهم صباحاً بعدما ترك أبويه و ذهب لإحدى سهراته الماجنه

وجدهم يتناولون وجبة الإفطار قبل أن يذهب أبيه إلي عمله

تقدم منهم ثم قال بلسان ثقيل : صباح الخير

نشوي : صباح النور يا حبيبي تعالي أفطر معانا

قبل أن يرد عليها وجد أبيه يقول بغضب : أنا قولت أرتباطك ببنت ناس محترمة هيغيرك....إنما أنت مفيش فايده فيك طلعت من عندهم علي الصيع إلي ملموم عليهم ...يا أخي خلي عندك دم و أنضف بقي

أيهم بغل : أنا مش طايق نفسي بسببك ...إحنا أتفقنا علي خطوبة بتدبسني ليه في جواز و قرف هااااا

نظر له عماد بشك ثم قال : يعني أيه الكلام ده ...هتفرق في إيه خطوبة من كتب كتاب ...أنت مش أخد الموضوع جد و لا إيه

وعي أيهم لما قاله فقام بإصلاح الآمر سريعاً : لا طبعاً جد ...بس خطوة كتب الكتاب دي كان المفروض تتأجل شويه لحد ما أشوف الوضع معاها أيه

نشوي بعدم فهم : يعني أيه يا حبيبي مش المفروض إنكم بتحبو بعض

رد سريعاً : طبعاً يا ماما ...البنت كويسة و كل حاجة ...بس أهلها مش مريحيني...أنتي مشوفتيش كانو بيتأمرو علينا إزاي و لا عمر ده إلي الغرور راكبو مش عارف علي أيه

نشوي بغل : في النقطة دي عندك حق .....أتعاملو معايا بمنتهي التكبر و قله الذوق ....ريم كانت هتعيط من الكسوف بسبب إلي عملوه معايا بس للأسف متقدرش تتكلم

عماد : أسمع يابني نصيحة لوجه الله مش عشان أنت أبني ....البنت متربية و أخلاقها فوق الممتازة غير كل البنات الزباله إلي عرفتهم ...لو عايز حياتك تتعدل و تبقي راجل بجد حافظ عليها

غير أن نسب عيله الجندي حقيقي نسب يشرف و أي حد يتمني يكون مكانك ....ناس محترمة و ليهم أسم و سمعه معلهاش غبار....غير أنهم هينقلونا نقله تانية في شغلنا

يعني من الآخر جوازة الأحلام أتمني متضيعهاش من إيدك

نظر أيهم لأبيه بغيظ ...غروره صور له أن لا يوجد مثله ...و برغم كل ما سمعه الآن ...إلا أنه ما زال مصراً علي ما ينتويه

بعد أن أرسلت تلك الرساله التي نسجت حروفها من كيد النساء ...أتجهت إلي المرحاض لتنعش جسدها بحماماً دافيء كي تستعد للطوفان القادم

و بسبب صوت الماء لم تسمع الباب الذي فتح بغضب بالخارج

بعد أن لف بعيناه في أنحاء الغرفة بحثاً عنها ...أنتبه لصوت المياه الآتي من الداخل

لم يكن داخلة أي رغبة في لمسها أو التقرب منها ....كل ما يريده الآن قطع لسانها الذي يتفوه بكلمات كارثية تثير جنونه

دون ذره تفكير أتجه إلي المرحاض و فتح بابه بقوة جعلها تنتفض ...التفت سريعاً لتري من الفاعل و هي تداري مفاتنها بيداها كرد فعل تلقائي غير مقصود

و الغاضب بعدما فتن للمرة التي لا يعلم عددها بجسدها الذي يهلك رجولته ....أشتعلت النار داخل صدره غلا بعد تلك الحركة العفوية

تلاقت العيون في حديث صامت ما بين الإعتذار ...و التوعد

لم يفكر مرتان ...و لم يهتم بنظراتها العاشقه ...بل تقدم منها و بعد أن وصل قبالتها ...شد يداها التي ما زالت علي نفس الوضع
نظر لها بغضب جم ثم قال : من أمتي و أنتي بتخبي جسمك مني يا عشق ....لو نسيتي إني جوزك...ضغط علي كفيها بقوة و هو يكمل : أوعى تنسي إنك ملكي ...كل حته فيكي أتوشمت بأسمي ...سااامعة و لا محتاجة أفكرك و أثبتلك كلامي

رغم عيونها التي لمعت بالدموع خوفاً و ألماً من ضغطه علي يدها ....إلا أنها و علي عكس المتوقع أو ...الطبيعي لأي أنثى في مثل هذا الموقف المرعب

لم تهتم بثيابه و لا بجسدها المبتل ...بل لم تلقي بالاً للنار التي تنطلق لهيبها من عيناه الغاضبة

قطعت المسافة الصغيرة الفاصلة بينهما ...الصقت جسدها بخاصته ....رفعت وجهها لتثبت عيناها التي لمعت بالعشق في خاصته التي بدأت في الاهتزاز قليلاً

ثم قالت بنبره تقطر عشقاً و تصميماً علي مراضاته: مع أني أستحاله أنسى أجمل حاجة في حياتي و إلي هي جوازي منك ....و جسمي طول الوقت حاسس بلمستك إلي وشمتها عليه

عضت شفتها السفلي بأغواء و هي تكمل : بس معنديش مانع أبداً إنك تفكرني....الصقت جسدها أكثر و أكملت : و توشمني

لانت ملامحة...و برغم جسده الذي نجحت في أشعاله كعادتها دوماً ...إلا أنه ما زال غاضب و بشدة و ما زاد غضبه أكثر هو تأثيرها عليه خاصه في تلك المواقف

نظرت له بحب و قالت: وحشتني يا عمري ....متزعلش حقك علي قلبي

زفر بجنون ثم قال : أيه الكلام الزفت إلي أنتي بعتاه ع الصبح ده

أبتسمت بدلال ثم غمزت له بوقاحه و قالت : ملقتش حل أجيبك بيه غير كده ....مكنتش هقدر تفضل زعلان مني ساعة كمان و لا دقيقة

أنا منمتش بعد ما أنت سبتني كنت هتجنن عشان حبيبي زعلان مني ...و لو أعتذرتلك بطريقة عاديه كان خصامك هيطول

عض علي شفته السفلي بغل ثم لف ذراعه حول خصرها العاري و قال : تقومي قايله الكلام الزباله ده عشان أجيلك جري صح ...أنتي شيطانه يا بت شيطااااانه

رفعت ذراعها لتحيط نصف وجهه بكفها و هي تقول له بجنون : لاااا..أنا بعشقك و مقدرش علي بعدك ثانيه خصوصاً لو كنت زعلان مني

تضخم قلبه العاشق لها من تلك الكلمات التي خرجت بنبره يعلمها جيداً ...أثلجت قلبه الثائر و سكبت علي ناره ماءً لينطفيء سريعاً

رفعها كي تجابهه و قال بعتاب عاشق لا يقوي علي البعاد : و أنتي عارفة أني مقدرش علي بعدك و بتجنن لما بنزعل من بعض ...بحس الدنيا ضاقت بيا حتي مبقدرش أتنفس في بعدك عني ....بس أنتي زودتيها أوي يا عشقي جنانك ده لازم يبقاله آخر ...تعبتيني ....و جننتيني معاكي

التقطت شفتيه الغليظه لتهديها قبله عاشقه و معتذره ...و الأكثر أمتناناً لتلك الكلمات التي أشعرتها بأهميتها عنده

قاوم لجزء من الثانية و لكن لم يستطع ....حقاً لم يستطع صد هجومها و لا تمثيل البرود

كيف له هذا و بين يديه عشق من نار يهوي لهيبها بل يتمناه و لا يستطع العيش بدونه

التهام ...نهم ...جنون ...كل هذا لا يصف التحامهم و لا جنون كلاً منهم بالآخر

لن يهتم بثيابه التي أبتلت...بل لم يكن يمتلك من الصبر ليخلعها عنه ....فكان أسلم حل هو أسنادها علي الحائط و شق قميصه بنفاذ صبر

و جنيته الصغير لا تعطيه حق التمهل ...كانت شغوفه به ...تعشقه....تتمناه في كل لحظة و لا تطيق الأبتعاد

نفذ لها رغبتها و وشم جسدها بأسمه و عشقه الذي فاق الحد ...و حينما أراد أن يطلق العنان لجنونه الذي ما زال يكبله بنطال بغيض
وجدها تغمز له بفجور و هي تقول : سيب ده عليا يا حبيبي ...أنا هقلعهولك عشان وحشني و عايزه أصالحك بطريقتي

و الهمجي أبتسم بأتساع رغم ملامحة الثائرة حينما علم ما تنوي فعله ...دعي الله أن يستطع التحكم في صوته الذي يطلق كلمات و أصوات ماجنه في ذلك الوقت ك رده فعل طبيعيه لما تفعله به تلك الشيطانه التي تجيد العزف علي أوتار رغبته بها

أما هي ...بعدما جلست علي ركبتيها أمامه ...أهدته نظره مفادها ....لن أري رجلاً غيرك في هذا العالم ...و لا أريد غيرك ...

و من هنا ...بدأ جنون العشق الذي فاق كل الحدود ...و كلا منهما يحاول أن يمنع الآخر من التنفس حتي كي لا يفتضح أمرهم....أو تمنو هذا و حاولو فعله ....قدر المستطاع

جلست فوق سجادة الصلاة بعد أن قامت بأداء ركعتان شكر لله أنه أنار بصيرتها و جعلها تعلم حقيقه ذلك الشيطان الذي عاشت معه طوال تلك السنوات و هي معتقده أن العيب فيها هي

أيقنت أن هذا أبتلاء من عند الله و ستصبر عليه ...بل فوضت أمرها كله لله و هي علي يقين أن المولي عز و جل سيأخذ حقها ...أنه الحكم العدل ...و أيضاً الرحيم الذي دائماً يقف جانبنا و يغمرنا بلطفه

كانت قديماً تمتلك من الحكمه و الذكاء ما يجعل الجميع يعجب بها و يثق في قراراتها

و هي الآن بعدما علمت أنها علا ....الواثقة من نفسها و صاحبه الشخصية القوية

قررت أستعادت كل ذلك كي تخطو هي و ولديها إلي بر الأمان....هي الآن علمت كيف ستتعامل مع تلك الشخصية الحقيره القذره

حسمت أمرها ....ستبحث عن عمل دون أن يعلم ذلك ...و الأهم أن تستطع ممارسته و هي في المنزل ...ستعود إلي أستقلالها المادي

و حتي أن كانت مجبره علي العيش معه لا من أجل أطفالها أو عدم موافقة أهلها فقط ....بل لأن ذلك الديوث و البغيض حينما طلبت منه الطلاق ذات مرة قال لها بمنتهي الحقارة : أطلقك عشان تعيشي مرتاحه ...أنسى

و مرة أخرى طلبته و صممت عليه ...و ما كان منه إلا أن يسبها في شرفها و يقنع أخوها أنها تحادث رجال غيره

و كان دليله بعض المحادثات التي أجراها هو من صفحة مزيفة كان قد أنشأها من فترة تحسباً لمثل تلك المواقف ....قام من خلالها بعمل علاقة مع عده رجال بأسمها هي ....

و حينما أقسمت و أنهارت أن كل ذلك كذب و أفتراء ...لم يصدقها أحد بل كل ما سمعته هو كلام جارح و ....أحمدي ربنا أنه ستر عليكي و قبل يعيش معاكي بعد ما كشفك

تنهدت بهم و قالت بتصميم: خلاص يا علا ...مش هقولك أنسى ...هقولك تناسي عشان تعرفي تتعاملي معاه زي ما سمعتي في الفيديوهات....و كمان عشان تقدري تلاقي شغل تعمليه من البيت

نظرت أمامها بعزم و هي تكمل : إن شاء الله هلاقي شغل و ربنا يرزقني برزق ولادي ....مش هخليهم يحتاجوه تاني و لا يتذلو ليه تاني ....يااااارب قويني و أجبرني و حيات حبيبك النبي أقف جنبي و أجبرني يا أكرم الأكرمين يا أرحم الراحمين يا مجيب دعوة المضطرين...يا الله

بعد ما فكرت لبعض الوقت كي تجد الشخص المناسب و الموثوق به ....أمسكت هاتفها و قامت بالأتصال علي إحدي صديقاتها القدامي و التي تعلم جيداً محبتها لها

دعت الله بداخلها إلا تكون غيرت رقمها

و قد أستجاب الرحمن لها في التو و اللحظة

أبتسمت بأتساع حينما سمعت صوت سمر يقول : السلام عليكم

دمعت عيناها و ردت بصوت مختنق : سمر ...و عليكم السلام و رحمه الله و بركاته ....أنا علا أنتي مسحتي رقمي
ردت الأخرى سريعاً بفرحة : حببتي ...وحشتيني ...أقسم بالله أبدا أنا فوني أتسرق و كنت مسجلة كل الأرقام عليه ...دا أنا هتجنن عشان أوصلك ....قابلت جوزك من فترة صدفه و طلبت منه رقمك .... أحرجني و قالي أنا مش عايز مراتي تكلم حد

ردت عليها من بين بكائها : مقاليش و الله

سمر : أنا ميأستش قولت يغور اللبن إلي ييجي من وش القرد ...جتلك البيت بس للأسف كنتي مش موجودة الله أعلم أو نايمة ...هو إلي فتحلي...حرق دمي بكلمتين و طردني

علا بقهر : منه لله ...أنا فوضت أمري لربنا و راضيه بحكمة

سمر : أهدى يا حببتي ربنا منتقم جبار و أنتي جدعة و قوية ...ياما أتحملتي و أكيد ربنا هيجبرك و يعوض صبرك خير ...طمنيني عليكي عايشة إزاي و عملتي أيه الفترة إلي بعدنا فيها عن بعض

قصت لها بعض ما حدث إلي أن علمت بنرجسيته ...و ما سمعته عن طرق التعامل معه ثم أكملت بقوة : بس يا ستي ...أنا قررت أشتغل عشان ولا أنا و لا ولادي نحتاجلو ....هو أصلا بيذلنا يا سمر ...تخيلي لو شاف يوسف أو نها في حضني أو هزرو معايا ....يحرمنا من الأكل يومين بأي حجه بقي

غير حاجات كتير حارم ولادي منها ...ده العيل بيقف قدامه كأنه شحات ذليل عشان ياخد منه حاجة ....و ياريت بيديلو علي طول

لازم بسمعو كلام يحرق الدم الأول ....أنا معييش فلوس أجبلك منين ....أنتو عايزني أسرق و لا أمد أيدي للناس أرحموني ربنا ينتقم منكم ....ضيعتو شبابي و فلوسي و يا ريت طمر فيكم ....تنهدت بهم و أكملت : و من ده كتير بقي

سمر بغل : ربنا ينتقم منه الجعر الواطي ...شقي أيه إلي ضيعتوه أمال مين إلي شطب علي فلوسك و دهبك و خسرك شغلك ...المهم عايزة تشتغلي أيه و أنا معاكي في أي حاجة غصب عن عين إلي جابوه

قبل أن يخلد للنوم ...قام بالأتصال عليها ليمثل الحب و الأهتمام

ردت عليه بهدوء : صباح النور يا أيهم عامل أيه ...أنت لسه نايم

رد عليها بكذب: لا يا حببتي أنا لسه صاحي قولت أشوفك لو أعدي عليكي نروح الجامعة سوي

ردت عليه بوجل : مش عارفة ...بس معتقدش أنهم هيوافقو

أيهم بخبث : مين إلي هيرفض بالظبط ...هاشم ...أنا نفسي أفهم من غير زعل هو ليه أبوكي ملوش شخصية كده و سايب خالك يتحكم فيكم كلكم

ردت عليه بغضب : أيه الكلام إلي بتقوله ده ....إحنا مفيش بينا الكلام ده ....خالو هاشم كبير العيله و ليه أحترامه من الكبير قبل الصغير ....و أصلا بيعاملنا كلنا كأننا ولاده

جز علي اسنانه كي يكتم غضبه و قال بمهادنه : أنا مقصدش يا حببتي ...أنا الي حسيت بيه قولته أنا مش واحد من العيله عشان أعرف نظامكم أيه

ريم : نظامنا يا أيهم إننا كلنا واحد و أخوات مفيش حاجة عندنا أسمها ده ابن مين و لا مين بيتحكم و مين لا ...طب عارف أصلا بابا كان رافض الخطوبة و خالو هو إلي أقنعه

تنهدت بخوف ثم أكملت : هما مراهنين علي ندمي يا أيهم ...أرجوك بلاش تكسرني و لا تخليني أندم

قلب عينه بملل ثم قال : أبدا يا حببتي عمري ...أنا هخليكي تثبتي للكل أن إختيارك كان صح ...المهم شوفي هتستأذني من مين عشان أعدي عليكي و كلميني تاني

أغلقت معه و أتجهت إلي الأسفل كي تخبر عائلتها...أما هو زفر بغل و قال : هموت و أنام بس ماشي هاجي علي نفسي لحد ما أخلص إلي عايزه يا ...يا ريم كلنا واحد هههههه

هبطت إلي بهو الفيلا وجدت الجميع جالسون معاً ...تقدمت منهم ثم ألقت الصباح بتلجلج ...فركت كفيها و هي تقول : ااااا....أيهم عايز يعدي عليا عشان نروح الجامعة مع بعض

كاد أبيها ان ينهرها إلا أن هاشم نظر له بتحذير ثم نظر لها بحنو و قال : قوليلو مش رايحة الجامعة تاني يا ريمو

نظرت له بصدمة ثم قالت : يعني أيه ...ليه يا خالو أنا عملت حاجة

ردت عليها حبيبه سريعاً : لا يا حببتي متخافيش ...هو قصده الأسبوع ده مش هتروحي ...يا دوب نلحق نجهز الحفلة و الفساتين

وضعت يدها علي قلبها الخافق بجنون كي تهدأ و قالت : أنا أترعبت

مؤمن بغيظ : أطمني يا أختي

ملك : ضحي جايه النهاردة علي فكرة هي و البنات

عمار بغيظ : بناتها آخر رخامة يا كوكا خصوصاً البت ورد يا ساتر عليها لسان عايز قطعه

إبراهيم بغيره و غيظ : و الله ما حد عايزه قطع لسانه غيرك أنت يا بغل ...أيه كوكا دي متحترم نفسك يا شحط أنت

ضحك الجميع عليه بينما كان هاشم يميل علي عمر و يقول بهمس : أيه الدنيا

غمز له عمر بثقه ثم رد بهمس مماثل : عيب عليك يا كبير ...دا أنا خليفتك في الملاعب

هز هاشم رأسه بهدوء ثم قال بمغزي : عايزك تلفها لفه هدايا يا حبيب خالك

عمر : .......
أوعي يهمك كلام الناس ...أعرفي لو كنتي نكره مكنش حد هيفكر فيكي ....إلي بينتقدك عارف من جواه إنك ناجحة و أحسن منه مليون مرة ...متسمحيش لحد أبدا يهز ثقتك في نفسك ...أنتي جميلة من جوه و من بره و قويه..أنا واثقة

و بحبك

غليان ...نار حارقة لا يقوي علي تحملها ...يحاول أن يهدأ و يتذكر أتفاقه مع عمر و لكن كيف لعاشق أن يتقبل وجود حبيبته مع غيره و بمليء إرادتها

كان رافضاً تماماً أن يقتحم حياتها لعدم قدرته علي فرض نفسه عليها ...و لكن حديث عمر العقلاني أثناه عن تلك الفكرة

هو يعشقها منذ الصغر ...أيضاً كان خطأة حينما لم يفكر أن يقترب منها ...إذا هو من أضاعها من يده ...و لا أحد عليه إعادتها غيره

تضخم قلبه بالعزم و التصميم بعدما تزاحمت تلك الأفكار داخل عقله ...نظر للأمام بعيون تلمع بالأمل و قال : هتحمل الكام يوم دول ...هعتبرهم عقاب عشان مقربتش من الأول ...و بعدها هعمل كل حاجة عشان تحبيني و تحسي بحبي ليكي

سمع طرق فوق الباب ..أجلي صوته و قال : أتفضلي يا ماما

دلفت دينا اليه و قالت : بقولك يا حبيبي ...عايزة أطلب منك طلب بس عشان خاطري مترفضش

أحمد : أؤمريني يا دودو طلباتك أوامر يا حببتي

دينا : إلاهي يراضيك و يرضي عنك يا حبيبي ...تنهدت بهم ثم قالت : أم يوسف جارتنا إلي في الوش ...محتاجة شغل بس و هي في البيت ...

أحمد : إزاي يعني شغل أيه إلي من البيت لو حابه تيجي تشتغل معايا في المستشفي

دينا : لا يا حبيبي مش هينفع...بس أنا مش فاهمة أوي كلامها بس هي عايزه تعمل قرش بدل الذل إلي جوزها معيشها فيه هي و أولادها...يابني ده بيذلهم علي اللقمة

أحمد : لا حول و لا قوه إلا بالله ...طب خليها تفهمني عايزة أيه و أنا هحاول أساعدها

أبتسمت بأتساع و هي تقول بفرحة : إلاهي يجبرك و ما يحوجك لحد ...تعالي هي بره أفهم منها

جلست بإحراج أمامه و هي تسمعه يقول بهدوء: أيه نوع الشغل إلي حابه تعمليه

علا : حضرتك أكيد تعرف دكاترة في الجامعة أو المكتبات التابعه ليهم ...أنا ممكن أكتب الرسايل العلمية أو أترجمها ....ممكن أي فاكسات بردو يعني شغل من النوع ده يعني

أبتسم لها بهدوء و قال : إذا كان كده سهل جداً ....ممكن كمان أكلم عمي هاشم أو عمر تشتغلي معاهم في الشركة بس من البيت تترجمي الفاكسات أو تكتبي إيميلات كده يعني

دمعت عيناها من الفرحه و قالت : بجد ربنا يخليك أنا مش عارفة أقولك أيه شكراً بجد

دينا : مش قولتلك ربك كريم أدام أحمد قالك كده اعتبري نفسك أشتغلتي خلاص

أتصلت سريعاً بصديقتها و قالت بفرحة عارمه : سموره باركيلي الدكتور أحمد إلي قولتلك عليه هايجبلي شغل

سمر بفرحة : مبارك عليكي يا حببتي ...و أنا عملتلك العضوية في الشركة هجبلك الكتالوج زي ما أتفقنا و من بكره إن شاء الله هفرجه لكل صحابي في الشغل أنتي عارفة الموظفين بيحبو الحاجات دي بس مشكلتهم أنهم عايزين قسط

علا : تمام ربنا يخليكي ….مش مشكلة أدام ناس مضمونه خلاص و متنسيش تقوليلهم علي الوجبات الجاهزة و الخضار المتنضف

سمر : من عنيه ...بس كده مش كتير عليكي يا حببتي يعني ترجمة و شغل مكياج و كمان أكل جاهز

تنهدت بألم ثم قالت: مش كتير و لا حاجة أنا هعرف أنظم وقتي متقلقيش

و أنا رايحة أجيب الولاد من المدرسة بأذن الله هبيع السلسه و الخاتم ...هشتري تاب علي قدي كده مؤقتاً و خط جديد بحيث يكون للشغل ...أنتي عارفة أنه بيفتش تليفوني

سمر : ربنا ينتقم منه يا رب .....ربنا يرزقك من واسع فضله و يعوضك خير أنتي و أولادك علي كل إلي شوفتيه
علا بأمل : أنا عندي يقين في ربنا أنه هيرزقني برزق ولادي و أعوضهم عن كل إلي شافوه....أهم حاجة بالنسبالي إنهم ميحتاجوش ليه تاني أبدا ...علي الله بقي

أجتمعت نساء و فتيات عائله الجندي ...يتناقشون معاً علي ما يجب القيام به في تلك الأيام القليلة المتبقية

عشق : يعني كده مش هتروحي الجامعة الأسبوع دا كله

ريم بحزن : أيوه ...قولت لأيهم زعل جداً و تقريباً قفل معايا الكلام

أمل بغيظ: هو من أولها هيفرد نفسه و لا أيه ...و الله أخربها أنا مش طيقاه أصلا لا هو و لا أمه

حبيبه : أتهدي بقي يعني أنتي شوفتيها سمعت كلامه ...نظرت لريم الحزينة و أكملت بحنو : و لا يهمك يا ريمو كلها أسبوع و تبقي مراته و محدش يقدر ينطق نص كلمة

المهم ...شوفي الفستان إلي هتختاريه و قوليلي جابلك سيره عن الشبكة ...يعني هو هيشتريها و لا هتنزلو سوي تنقيها معاه

ريم : لا يا خالتو متكلمش معايا في حاجة ...هو زعل عشان مش رايحة الجامعة و قالي هو كمان مش هيروح بس و قفل

ملك : خلاص يا حببتي متزعليش لسه خمس أيام علي الحفله أكيد هيكلمك و يرتب معاكي ...بس ف العموم الشبكة دي هديه العريس و زوقه

ألقت لها عشق قبله في الهواء ثم قالت: و النبي ما ليا حد عاقل غيرك في البيت ده يا كوكا هو ده الكلام

نظرت لها حبيبه بغيظ ثم قالت : اااه يا بت الجزمه ...يعني أنا مجنونه

عشق بغل مازح : أنتي بالذات تسكتي يا فراولة أنا قلبي شايل و معبي منك

ضحكت نورا و قالت: يا بنت عيب إلي يشوفك يقول متربية في حاره

أمل : تربية أتنين أصيع من بعض مستنيه منها أيه تبقي عالمه ذرة مثلاً

عشق : الله ..ليه كده يا حماتي الواد آخر أدب و الأتش مفيش حد في أحترامه ...بتخبطي في الحلل ليييبه بقي

ضحكو جميعاً عليها و قالت حبيبه بسخرية : حصل علي يدي ...متربيين خمس مرات أعدهملك

عشق : دي كلمتي علي فكره بطلو تقليد بقي ...جاتكم داهيه مليتو البلد

وصلت ضحي و أبنتها التوأم ورد و حياه إلي فيلا الجندي ...قام بإيصالها زوجها إيهاب الذي ترك الحراسه و أصبح يتقلد إحدى المناصب داخل الشركة

بعد أن تبادلو التحيات و الترحيب ...قالت أمل بود : بقالك فترة مجتيش يا دودو ...دا أنتي إلي فاضلة من البنات ...هبه بعد ما أتجوزت و سافرت قطعت أخبارها ...و أمينه و شروق كل فين و فين لما يتصلو

ضحي : غصب عني و الله أنتي عارفة إيهاب مش بيرضي أنزل أنا و البنات لوحدنا و ديماً مش فاضي

ملك : و لا يهمك يا دودو ما إحنا مع بعض علي طول في الفون

حبيبه : و المصيبتين دول عاملين إيه معاكي لسه مغلبينك

ردت ورد بوقاحة : ليه كده بس يا فراولة دا إحنا غلابة خليكي محضر خير

روح برقه : بتهزر معاكي يا حبيبي

حياه : بت أنتي تسكتي خالص كل ما تتكلمي بحس أني جعفر جنبك

حبيبه : كلنا جعفر جنب روح هي مش توأمي بس مش مسمحاها علي الرقه إلي هي فيها دي هتجلط

عشق بوقاحة: بس يا زفته أنتي و هي سيبو واحدة فينا تثبت أن الجندي خلف بنات مش هتبقي كلنا دكوره كده

مالت عليها ريم و قالت : و ده رأي عمر باليل بردو ...بتفضلي دكر

ردت بتبجح : أنتي هبله يا بت ...أكيد لأ بقلب رقاصة علي طول

مرت الأيام سريعاً ما بين تحضيرات هذا الحفل المريب ...و ما بين هدوء هاشم و عمر الذي أثار حيره الجميع

و عن أيهم لم يقم بزيارتها إلا مرة واحدة و معه أمه كي تشرف علي جميع التجهيزات

و قد أمر عمر كلا من حكم و عمار أن يتواجدا في المنزل و لا يعطيانه الفرصة للإختلاء بريم مطلقاً ...مما أثار غيظ و غضب أيهم و لكنه صبر حاله أنه لم يتبقي سوي يومان و وقتها سينتقم من عجرفتهم و تكبرهم عليه بعد أن يدمر تلك البريئة

و اليوم هو اليوم المنتظر للجميع ...نظمت الفيلا بطريقة رائعة علي يد متخصصين كي تناسب هذا الحفل الكبير

و برغم أن هاشم أمر عماد ألا يدعو أحد ...قام هو بدعوة جميع رجال الأعمال و بعض السياسيين و رجال الدولة
كان حفلاً مهيباً مكتمل من جميع النواحي ...ولا ينقصه إلا شيء واحد

إلا و هو ...العريس

حاولت بشق الانفس أن تحبس دموعها حتي لا تفسد زينه وجهها التي وضعتها لها أشهر ميكب أرتيست ….كادت أن تجن

الوقت يمر و لم يأتي أحد من عائلة البحيري

الفتيات حولها يحاولن بكل جهد أن يلهوها بل و يتمازحون معها كي تهدأ قليلاً

عشق : يا بنتي أكيد السكه زحمه و لا هو أتأخر في تجهيز نفسه أنتي عارفة أيهم أكيد اليوم ده هيكون عايز يطلع أحلى منك أنتي شخصياً

ريم بخوف : يا عشق فونه مقفول من بدري و دي حاجة غريبة ...المفروض كانو وصلو من ساعة بس محدش ظهر منهم خالص ...أنا مرعوبه

داخل سيارة عماد ...كان الوضع كارثي ...إذ أنه بعدما أنتظر ولده كثيراً و لم يأتي قرر أن يصطحب زوجته و يذهب إلي الحفل بعدما أطلق رجاله يبحثون عنه في كل مكان ...فقد كان مختفياً منذ الأمس بعدما أخبر أمه أنه سيسهر مع أصدقاءه قليلاً و يأتي باكراً كي يرتاح و يستعد لحفل خطوبتة ...و لكنه لم يأتي حتي الآن

نشوي بغضب : أنا مش فاهمة أنت بتفكر إزاااااي ...هنروح الحفلة نعمل أيه من غير أبنك ....أنا عماله أتصل بيه فونه مقفول و صحابه مش عارفين هو فين

صرخ عماد بغضب جنوني : أمال عايزاني أزود الطين بله ....و لا إحنا و لا ابن الكلب إلي هيتسبب في خراب بيتي

نشوي : قصدك أيه

عماد : قصدي إن ولاد الجندي مش هيقولو إننا مش لاقيين المحروس أبنك هيقولو إن كل ده فيلم عشان نشوة سمعتهم ...و أكيد مش هيسكتو

نشوي : أيه التفكير المتخلف ده ...أنا كل ده ميهمنيش أنا عايزه أطمن علي أبني أكيد جرالو حاجة

هز رأسه بيأس و قال : الخبر الوحش بيوصل قبل الحلو يا مدام ....أبنك شكله خلع من الجوازة

نشوي بخوف : لا يا عماد أكيد لا ...ميعملهاش ده هو إلي قال عايزها محدش غصبه عليها...إن شاء الله علي ما نوصل يكون ظهر أطمن ...و كويس جداً إن هاشم قال حفله عائليه يعني لا قدر الله لو حصل حاجة الموضوع هيبقي بينا و بينهم من غير فضايح

صدمة ...أحلت الأثنان حينما دلفا معاً إلي حديقة الفيلا التي كانت مقتظه بالحضور ...أبتلع لعابه برعب و قال : هي دي إلي عائليه ...ده مسابش حد في البلد معزمهوش

تقدم هاشم و معه مؤمن و عمر منهم و قال الأول بغضب جم : أنتو فين يا عماد كل ده تأخير الناس أكلت وشنا

عماد برعب : آسف ...فعلاً آسف غصب عني ...تلفت حوله و أكمل : أنت مش قولت عائليه ...دي البلد كلها هنا

تنهد هاشم بغيظ و قال : فعلاًزكنت ناوي علي كده ...لكن إيهاب الله يسامحه أول ما عرف الخبر نزله علي صفحته بميعاد الحفله ...و طبعاً كل إلي يكلمني يبارك مقدرش أطنش و مقلوش يحضر

عماد : ااااا....اااه طبعاً و أنت حبايبك كتير اللهم بارك و ألف مين يتمني يجاملك

عمر : طب يلا عشان المأذون مستني من ساعة

مؤمن بغل : مأذون أيه يا ابني ...نظر لعماد المرتعب و أكمل ؛ ابنك فين يا عماد

خافت نشوي من هيئتة فأمسكت بذراع زوجها سريعاً

أما ذلك المسكين الذي علي وشك الإصابة بنوبه قلبيه قال راجياً : أرجوك يا هاشم بيه ...تعالي نتكلم في المكتب عشان الناس

نظرت له بشك ثم قال بنبرة خطر : في أيه يا عماد ...أبنك فين ...لو إلي في دماغي طلع صح صدقني مش هتقدر تتخيل أنا ممكن أعمل فيك أيه

كاد الرجل أن يبكي رعباً و لكنه تمالك حاله و قال : من فضلك ...أرجوك تعالي نتكلم جوه عشان محدش ياخد باله من حاجة

كان في ذلك الوقت أحمد يقف من بعيد مع بعض الرجال ...و داخله سعادة غامره ...فهو قاب قوسين أو أدنى من أمتلاك محبوبته الغالية ...و من بعدها سيطلق العنان لقلبه و مشاعرة ...بل سيترك كل خليه في جسده تخبرها كم عشقها و تمناها

سحبه عمار بتمهل كي يحادثه بعيداً عن الجميع
وقفا في مكان خالي و قال عمار بجديه : أحمد...انت عارف إنك زي أخويا ....لكن عارف إن ريم مش أختي بس ...دي توأمي

متأكد أنها هتتوجع أوووي ...مش عشان بتحبه لا ...الموقف كفيل أنه يدمر أي بنت ...لو أنت شايف نفسك مش هتقدر تتحملها و تداوي وجعها يبقي أنسحب و صدقني علاقتنا هتفضل زي ما هي ...بل بالعكس هحترمك أكتر ...إنما مش هقبل أبدا إنك تضيف وجع علي وجعها

أبتسم أحمد و قال بيقين : لو مكنتش ليها الدوا يبقي موتي أحسن ...و لو مكنتش واثق من حبي ليها إلي هيخليها هي كمان تعشقني مكنتش أبدا هوافق علي كلام عمر

إحنا تقريباً متربيين مع بعض و كلكم عارفين إن كلمتي واحدة و لا بعرف ألف و لا أدور ...و الأهم من ده كله إن مش بيأس من حاجة عايزها خصوصاً لو كان هدف ...و ريم هدفي و حياتي إلي لا يمكن أتخلى عنه و لا أضيعه من أيدي

أبتسم عمار بإرتياح ثم عانقه بأخويه و قال : أنت معاك نصي التاني خد بالك منها و أنا واثق فيك ...يا أخويا

صراخ و سباب لاذع خرج من فم هاشم بعدما أخبره عماد عما حدث

حاول تهدأته و هو يقول : أكيد حصله حاجة ...ده هو إلي مختارها ليه هيهرب ....أنا كلفت رجالتي و صحابه يدورو عليه و يجيبوة من تحت الأرض متقلقش

عمر : و الناس إلي بره دي هتستني لما تلاقي المحروس أبنك ال#### ....قسماً بالله لأكون مخلص عليه

نشوي برعب : هي الدنيا سايبه...أنت عايز تقتل ابني بدل ما تدورو عليه معانا

هاشم بهمجية : أسكتي يا وليه أنتي ...كلامنا مع إلي المفروض راجل البيت و كبيركم ....إلي حط أيده في أيدي و قرأ فاتحة بنت من بناتي

نظر إلي عماد و أكمل بغضب : و هو المسؤول قدامي يلم الفضيحة دي ...بعدها أنا هعرف أحاسبه إزاي

كاد عماد أن يرد عليه إلا أن هاتفه صدح...أخرجه بلهفة و نظر إلي شاشته ....وجده أحد أصدقاء ولده الفاسق

رد عليه سريعاً : أيه يابني طمني ...لاقيته

وائل برعب و حزن : ......
العوض بييجي في لحظة ...علي قد ما صبرتي و أتحملتي علي قد ما ربنا هيكافأك و يراضيكي...خليكي متأكدة من ده ...أنا واثقة
و بحبك
الخذلان ...أصعب شعور من الممكن أن يعيشه المرء ...خاصه إذا كنت تضع فيه ثقتك و لم تتخيل أن الضربه تأتي منه
كاد أن يفقد وعيه حينما سمع وائل صديق ولده الحقير يقول بذعر : الحق يا أنكل أيهم أتمسك
عماد بصدمة : أتمسك ...يعني أيه و أتمسك فين مش فاهم يابني أتكلم علي طول قلبي هيقف
أمره هاشم بقوة : أفتح الأسبيكر
فعل ما أمره به بيد مرتعشة فسمع الجميع ما يقال في ذهول تام
وائل بتردد : اااا...أخد بنت معانا في الجامعة شقته إلي في المقطم و كان ااااا....تقريباً حد من الجيران بلغ عنه الشرطة و جه بوليس الآداب أخدهم ملفوفين بملايه
ثارت ثائرة مؤمن و هو يصرخ بجنون : يا نهااار أسود ...هو ده إلي كنت هجوزه لبنتي....نظر لهاشم بغضب ثم صاح به لأول مرة : هو ده إلي وعدتني بيه ...قولتلي وافق و ملكش دعوة علي ضمانتي....طب هو يغووور في ستين داهية ...إنما بنتي هتعمل أيه. ...و الناس إلي بره دي هتقولها اااااايه ....رد عليا يا هاشم بيه يا كبير العيلة
لم يرد عليه هاشم رغم غليانه الداخلي ...أما عمر قال بغل : إلي حصل ده مش هيعدي بالساهل
نشوي بجنون : أنتو بتتكلمو في أيه و أنت يا عماد واقف كده ليه يلا بينا نلحق الولد بسرعة
نظرت عماد لهم بقهر ثم قال : أنا مش لاقي حاجة أقولها
هاشم بقوة : روح شوف المحروس و أنا هتصرف في الفضيحة دي أنا السبب فيها عشان وافقت علي واحد ##### زيه ...و أنا إلي هحلها....كاد عماد أن يتحرك إلا أنه أغمض عينه برعب حينما سمع هاشم يكمل بتهديد صريح : أستنى ردي يا عماد بيه
حكممممم وصلهم لبره
خرج الرجل و زوجته بقلب يخفق رعباً ...من ناحية علي ولدهم الوحيد الذي إذا لم يخرجوه من تلك المصيبة سيفضحون أمام الجميع غير أن مستقبله سيضيع إذا سجن
و من ناحية أخري تهديد هاشم الصريح له و الذي يعلم أن نار ابن الجندي ستحرق الأخضر و اليابس
نظر هاشم لمؤمن بغيظ و قال : أنت غبي و لا أندمجت في الدور ...إحنا مش متفقين
مؤمن بعدم فهم : متفقين علي أيه أنا معرفش حاجة غير إنك قولتلي وافق بس يا مؤمن و ملكش دعوة دي بنتي
صمت للحظة ثم نظر له و لولده بشك و قال: أوعى تقولي إن أنت و ابن الكلب إلي واقف جنبك ده و إلي فجأة بقالكم كام يوم بقيتو حبايب و ليل نهار تتودودو مع بعض ...أنتو إلي مدبرينها
أبتسم عمر بأتساع و قال بفخر : خالو قالي عايز مصيبه ملفوفة لفة هدايا...و أنا الصراحة مقدرش أقوله لأ
هاشم بمزاح : طول عمرك حبيب خالك يابني
مؤمن بغل : لفة هدايا و لا لفة ملايه الله يخربيتك....طب هنعمل أيه في الناس إلي بره دي أختك كده هتتفضح
قبل أن يرد عليه أحدهما كان يدلف أحمد و يقول بفرحة عارمه : و ليه يا عمي ....هو أنا منفعش عريس ليها
كاد مؤمن أن يجن ....نظر له بعدم فهم و قال : متنفعش لأيه يابني ...أنا مش فاهم حاجة
تنحنح عمر و قال : أحمد بيحب ريم و عايز يتجوزها يا بابا ده بعد إذنك
برقت عيناه من الصدمة ثم قال بغل : اااااه يابن الكلب ....لبست الزفت مصيبة و أنت مجهز عريس لأختك....نظر لهاشم ثم أكمل بجنون : طول عمركم أنتو الأتنين لما تتفقو مع بعض أستنى بعدها مصيبة كبيرة
ضحك هاشم بصخب ثم قال : خلاص بقي يا أبو عمر ...المهم موافق عالواد ده و لا أشوفلك غيره
هز مؤمن راسه بيأس ثم قال : معلم ...أقسم بالله طول عمرك أستاذ و رئيس قسم ...و أنا بردو أقول هاشم يوافق علي #### ده ...لا و كمان كتب كتاب و بعد أسبوع
ضحكو عليه برجوله ثم نظر لأحمد و قال : يابني أنت متربي في وسط عيالنا و مش هلاقي أحسن منك لبنتي بس ااا
قاطعه أحمد سريعاً : عارف كل إلي هتقوله. ...المهم نكتب دلوقت عشان الناس إلي بره دي متقلقش و أطمن أنا عارف هعمل أيه ...بنتك في عينيا يا عمي
عمر بخبث : و حيات أمك عايز تكتب عشان الناس و لا عشان تضمن يا نمس
نظرت لهاشم و أكمل بشماته : أنا هطلع مع أحمد للناس ...و أنت يا خالو أطلع بلغ ريم شوف هتجبهالها إزاي
نظر هاشم له بغيظ ثم قال : اااااه يا واطي يابن الكلب بتدبسني
غمز له بكيد ثم تحرك للخارج بعد أن سحب ذلك المبتسم بأتساع و ببلاهه إلي الخارج
وصل عماد و زوجته إلي قسم الشرطة المحتجز به ولده عاري لا يستر جسده النجس إلا ملائه بيضاء...تقابل مع المحامي الخاص به و الذي هاتفه أثناء قيادته
سأله بخوف : طمني يا متر ابني هيتحبس
المحامي : أطمن يا عماد بيه هنشوف المحضر الأول و ربنا يسهل ليها حل
و بما أن الضابط الذي تولي القبض علي أيهم و من معه قد تلقي توصيه من جهه عليا ...أدار التحقيق بمنتهي القسوة رغم أنه يعلم نهايته و لكنه قام بما طلب منه و أكثر
وقف أيهم مع الفتاة التي تدعي جاسمين هو يغلي و هي تمثل الأنهيار
نظر لهم باحتقار ثم قال : شكلكم حلو بالملايات ...الصحافة بره هيتجننو عشان ياخدولكم كام صوره حلوه ...ههههههه أصل إلي لقطوها و أنتو نازلين من البوكس مكنتش واضحة أوي
جاسمين بانهيار حقيقي : لاااااا أرجوك ..أبوس إيدك بلاش فضايح أكتر من كده
الضابط : أنتي خايفة علي شكلك قدام الناس و مش خايفة من ربنا ...ااايه القرف ده
أيهم بتبجح : عايز أكلم بابا أظن من حقي عشان يجبلي محامي
أبتسم بسخرية ثم قال : أكيد بابا وصله الخبر يا حبيب بابا ....نظر له بغضب ثم صرخ به : ما تنشف ياااااض و أسترجل ده البت صوتها أتخن منك
صعد هاشم و مؤمن إلي الأعلى متجهين لغرفة ريم التي تجلس داخلها بحزن مع الفتيات اللائي عجزن عن التهوين عليها
دلف هاشم أولاً بوجه متجهم حقاً بعدما رأي الحزن البادي عليها
نظر لها أبيها بشفقه و لم يقوي علي التفوة بحرف
أما هي ...أنقبض قلبها رعباً من هيئتهم المريبه ...سألت بوجل : مالك يا بابا ...في أيه يا خالو ...هو أيهم وصل و حصلت مشكلة معاه
هاشم : أيهم مجاش ...و مش جاي
زوت بين حاجبيها و نظرت له بعدم تصديق ...بينما أرتفعت شهقات الفتيات من حولها
سألته بجنون رغم صوتها المرتعش : يعني أيه ...هو أتصل قال كده....حصلت عنده ظروف يعني ...ااااه أكيد في حاجة فونه مقفول من الصبح
مؤمن : عشان ابن كلب نجس
عشق بغضب حقيقي بعد أن رأت إنهيار أختها : فهمونا في أيه البت قلبها هيقف يا بابا
هاشم : الوسخ مسكوه مع بنت في شقه
ريم بصدمة و عدم تصديق : مش فاهمة قصدك يا خالو ....بكت رغماً عنها و هي تكمل بتوسل : أرجوووك قولي الحقيقة...طب أنتو رفضتوه و بتقول كده عشان مزعلش....طب لو كده الحفلة دي كلها أتعملت ليييبه...طب و أنا محدش فيكم فكر فيا و إني عايزاه ....حرام عليكم تكسروني في أحلى يوم في حياتي
مؤمن بغضب : إحنا وافقنا عليه غصب عننا عشان خاطرك بس طلع وسخ و ابن كلب نعمل أيه ...نروح نضمنه في القسم عشان ترتاحي
عشق بغضب : بالراحة يا عمو مش كده قولنا أيه إلي حصل ...و هتعمل أيه فالناس إلي تحت دي ....أعقبت قولها بالنظر إلي أبيها بلوم
فتحدث هو بحسم : يا بنتي إحنا معملناش حاجة ....أبوه كان هنا من شوية و بيدور عليه من الصبح ....لحد ما واحد صاحبه أتصل بيه قاله الحق أبنك بوليس الآداب قبض عليه مع واحدة و نزلو ملفوفين بملايه ....حتي تميم لسه موريني صورة و هو نازل من البوكس قدام القسم
شهقات عاليه مصاحبه بدموع القهر علي تلك المسكينة التي وقفت متصنمه لا تقوي علي الرد أو أستيعاب ما سمعته الآن
ضمتها عشق بحنو و هي تقول : متزعليش يا حببتي ...الحمد لله إن ربنا كشفه قبل ما تدبسي فيه
نظرت لأبيها و أكملت : طب هنعمل أيه في الناس إلي تحت دي يا بابا ...هتمشيهم و هتقولهم أيه
مؤمن : أستحاله ...كده هنتفضح أكتر و سمعتها هتبقي في الأرض....الناس هتقول العريس طفش منها يوم فرحها أكيد شاف عليها حاجة
تقدم هاشم من تلك المتخشبه ...سحبها من يد أبنته ثم ضمها بحنو و قال : حقك عليا أنا يا بنتي ...بس صدقيني ميستاهلش دمعه واحده منك
هنا ...أستوعبت قليلاً ما حدث ...أنهارت داخل صدر هاشم تبكي بحرقة و هي تقول بصعوبة : طب ليه يضحك عليا دا أنا حبيته و الله يا خالو ....هو أكيد عمل كده عشان مرضتش أخرج معاه من وراكم ....مكنتش هقدر أخون ثقتكم فيا و الله مكنتش هقدر
ضمها بقوة و قال بفخر : أنا فخور بيكي يا حببتي ...تربيتنا نفعت و كنتي أنتي و كل أخواتك قد الثقة
أبعدها عنه قليلاً ثم نظر لها بقوة أكمل بحنو : أنتي بتثقي فيا يا ريم
هزت رأسها بصعوبة علامة الموافقة فأكمل : إحنا مش هنقدر نلغي الحفلة ....و الحمد لله من رحمه ربنا بينا إن الناس إلي تحت متعرفش مين العريس
نظرت له بعدم فهم من بين دموعها و قالت : مش فاهمة ...أبتسمت بقهر و هي تكمل : هتأجر واحد يمثل أنه العريس
هاشم : مش أنا إلي أعملها يا ريم ...و مش هحاسبك علي الكلمة دي عشان عارف إنك متقصدهاش
أحمد فوزي هيكتب عليكي
لمعت عين عشق بإعجاب و هي تقول بداخلها : يابن اللعيبة يا عمر ...تربية الأتش بصحيح ...أقسم بالله لأقطعهولك عشان خبيت عليا
بينما برقت عين ريم و هي تقول بعدم تصديق : أحمد....أحمد ابن خالتو دينا ....ده واحد رافض الجواز أصلا ...هتجبره عليا عشان يسترني...
ترضاهالي
صرخ مؤمن بغضب : أنتي أتجننتي يا بت ااااايه يستر عليكي دي
رفع هاشم كفه كي يسكته و نظر لها بقوة ثم قال : بردو مش هلومك....خلينا نخلص من الليله دي بأقل الخساير و بعدها لينا كلام مع بعض....و متنسيش إن أنتي إلي حطيتي نفسك و حطتينا معاكي في الموقف الزباله ده
أنتي مجبرة توافقي علي أي حل أشوفه مناسب عشان نخلص ...و بعدها يحلها ربنا يا بنت مؤمن
بعد أن تلقي الكثير من الإهانات....و بعد أن تأكد المحامي الخاص به من صحه الإجراءات التي كان يأمل أن يجد بها ثغرة تمكنه من إخراج أيهم و الفتاة
ناهيك عن وجود أهلها بعد إن هاتفتهم و ما فعله أبيها من تهديد و وعيد لأيهم
قال المحامي بحسم : الحل الوحيد إنهم يتجوزو
صرخ أيهم بغل و جنون : أنت أتجننت ...أتجوز مين جااااسمين إلي أتجوزت تلت مرات عرفي و الكل عارف مشيها
صفعة قويه هبطت علي وجنته تلقاها من أبيه الذي قال بغضب جحيمي : أنت تخرس خاااالص يابن الكلب ....هي دي إلي تستاهلها عشان وسخ....إنما بنت الناس المحترمة متنفعش معاك
نظر للمحامي و قال : أمشي في الإجراءات يا متر خلينا نخلص
أب الفتاة : أنا بنتي متتجوزش في قسم شرطة ...دي جاسمين الفادي ....
عماد بجنون : ماهي بنتك بردو إلي واقفة قدامك ملفوفة بملايه يا فادي باشا ....أنا عارف إنك متربي في أمريكا و إنك أوبن مايند....بس مش للدرجة دي
جز علي أسنانه كي يكتم غضبه ثم أكمل: هنعمل مؤتمر صحفي نعلن فيه إنهم مخطوبين من فترة و إلي حصل طيش شباب ...هنعمل زفت فرح الأسبوع الجاي عشان نلم الفضيحة و بعدها لا هو أبني و لا أعرفه
كاد أيهم أن يقتلهم جميعاً من فرط غضبه و جنونه ...أبعد كل تلك العلاقات التي خاضها ...يتزوج من فتاة عاهرة....بل تعدت مرحلة العهر ...لها العديد من العلاقات المحرمة و هو يعلم ذلك ....بل الجميع أيضاَ يعلم سوء سيرتها
أما هي ...أخفضت وجهها للأسفل ممثلة الحزن و الخجل و لكن في الحقيقة ...أنها كانت تحاول كتم ضحكتها حينما رأت أيهم بتلك الحالة...و تذكرت أتفاقها مع ذلك الذئب الماكر ...عمر الجندي ...و ما قاله لها وقتها ....ها هو ينفذ بالحرف
مر أسبوعا علي ما حدث
رأي أبطالنا خلاله الكثير من الأحداث...و لكن أهمهم ما صدم الجميع
ألا و هو ....التالي
دلف عليهم إعصاراً غاشم
أنتفض هاشم من مجلسه غضباً من ذلك المشهد و قال : في ااااايه يااااض ماسك البت كده ليه ...هي قدك يا بغل أنت
عمر بغضب : ااااااه قدي
قلدت عشق إحدي فتيات التيك التوك التي أشتهرت في الأونه الأخيرة و هي تقول بتبجح : ااااااااااه
فالشارع إلي ورااااه....دا أنا هعملك محضر ابن فاجرة دلوقت
هزها بقوة و هو يقول بغضب : أنا مش نبهت عليكي متابعيش البت دي تااااااني
عشق بجرأة نابعة من وجود أبيها : و أنت مااااالك ....أوعي تفكر عشان مكتوب كتابنا هتلغي شخصيتي و لا تتحكم فياااااا
حبيبه بغضب : ببببت ...أحترمي نفسك ....أنتي بتكلمي جوزك
هاشم بمدافعة رغم علمه بخطأ أبنته : شيل إيدك من عالبت يابن الكلب هتكسر دراعها أنت ملقيتش إلي يربيك
همس مؤمن بغلب : هو إلي رباه و أنا إلي أتشتم منكم لله
القاها بغضب تجاه أبيها و وجدها ترتمي داخل أحضانه ممثلة البكاء كعادتها حينما تشعر بخطأها
نظر اليها بغيظ ثم قال : اااااايوه عيطي بقي و أعملي الشويتين بتوع كل مرة
هاشم بغيظ : هي عملت أيه لكل ده
عمر : تقبل مراااااتك تعلي صوتها عليك فالشارع....أكمل بغضباً جم و كعادته منذ الصغر يهتف له بأسمه دون القاب وقت غضبه منه : قول الحق يا هاااااااشم ينفع
زاغ ببصره و قال مدافعاً بالباطل عن أبنته الوحيده : لسه صغيرة و مش فاهمة حاجة
نظر له عمر بقوة ثم قال مالم يتوقعه أحد بعد كل هذا العشق الذي كنه لها منذ الصغر : تمام يا هااااااشم بيه.....بنتك عندك لما تكبر يحلها الحلاااااال
ربنا سبحانه و تعالي بيقولك أنه قادر علي كل شيء ....عارفه يعني أيه ...يعني في لحظة قادر يبدل حالك و يرزقك و يفرج همك ...قادر يغير حياتك كلها ...كل الي مطلوب منك تحسني الظن بيه و تقوليله يا رب مليش غيرك ...هيبهرك بعطائه أنا واثقة

و بحبك

طعنه قويه من سكين حاد غرست داخل قلبها و هي في منتصف الدرج التي كانت تصعده لتهرب من الثور الهائج ...سمعت ما قاله ...عقلها توقف عن العمل

لن تتخيل أبداً أن تخرج تلك الكلمات منه مهما حدث ....كيف استطاع نطقها ...هل تخلي عنها ...لم يعد يعشقها ...إذا توجد أنثي أخري دخلت حياته

أما بالأسفل الجميع تصنمو و كأن علي رؤوسهم الطير ....لم يتوقع أحد أن يفعل ذلك

أول من كسر الصمت هي حبيبه حينما قالت بغضب : حقه ...و لو عمل أكتر من كده حقه يا هاشم

رد عليها ببرود رغم غليانه الداخلي: كسر حوقه...أنا هربيه من أول و جديد

صرخت به بجنون : ربي بنتك الأول الي شربته المر بدلعها المرق ....الواد أتحمل جنونها و دلعها لحد ما جاب آخره ....أنا حذرتك كتير يا هاشم كل إنسان ليه طاقة ...و بنتك بسببك أتخطت كل الحدود ....و فقط تركته و أتجهت للأعلى و في طريقها تقابلت مع أبنتها التي ما زالت تقف دون حراك ...الصدمة شلت جسدها

رغم إعتصار قلبها ألماً عليها إلا أنها نظرت بغضب و قالت : لو خسرتي عمر ....تبقي خسرتي حياتك بحالها ...خلي جنانك ينفعك

نظرت لأمها بغل بعد إن إعادتها تلك الكلمات الي أرض الواقع : أخسر اااااايه و مين ...أنتي صدقتي الفيلم الي عمله ده....ما أنا طول عمري كده أشمعني دلوقت ....أكيد أتلم علي واحده هي الي غيرته ...وحشته الوساخة و حنلها

نظرت لها حبيبه بجنون ....رفعت كفها ثم هبطت علي وجنتها صافعه إياها بقوة و هي تقول : فوووقي بقي

برقت عيناها التي تحجرت داخلها الدموع و قالت : أنتي بتضربيني يا ماما

حبيبه بصراخ دون أن تهتم بالذي يقف بالأسفل يغلي من الغضب : كان لازم أضربك من زمان و أكسر دماغك كمان ....أنتي ااايه طايحه في الدنيا محدش هامك و لا مالي عينك

أبوكي كان بيطلع ميتين أهلي لو رفعت صوتي عليه .....ليه سايبك تعملي كده في جوزك ....هو محدش خلف بنت غيره

أنا هعرف أربيكي من أول و جديد يا عشق و الي معملتهوش زمان هعمله دلوقت

حبيييييبه....صرخ بها هاشم بغل ....نظرت له بغضب و قالت : الي متقبلهوش علي نفسك متقبلهوش علي غيرك

عمر ده ابنك و أنت الي مربيه ....ليه ترضاله الإهانة هاااااا...كلنا عارفين إن روحه فيها ...و دلعها آخر دلع ....معني أنه يوصل للدرجة دي يبقي الي عملته أكبر من أنه يتحمله ...أو إن الي اتحمله منها كتير لحد ما جاب أخره

بنتك عندك يا هاشم ...يا ريت تلحقها قبل ما تضيع حياتها ....و فقط أنطلقت الي الأعلى قبل أن تبكي أمامهم

مؤمن : أنا هتصل بيه و أجيبه ابن الكلب ده أشوف عمل كده ليه

هرولت عشق تجاه غرفتها و هي تبكي بإنهيار ...بينما هاشم قال بغضب مكتوم : سيبه دلوقت يا مؤمن ...لما يهدي نتكلم معاه و نفهم أيه الي حصل

أمل : دي عين و صابتنا و الله من يوم الحفله الزفت الي عملناها....ريم حابسه نفسها في أوضتها مش عايزه تكلم حد ...و أدى عشق و عمر هما كمان ...أنا هتجنن ده الواد روحه فيها مهما تعمل كان هو الي بيداري عليها أيه الي حصل لده كله يا ربي
ملك بإنهيار : أنا هطلع أتكلم معاها و أفهم منها أيه الي حصل ...نظرت لأخيها و أكملت : هتيجي معايا يا هاشم

رد عليها بغضب جم : لو شوفتها قدامي دلوقت هكسر عضمها....أكيد عملت مصيبه خلت عمر يوصل للحاله دي ....أنا الي غلطان دلعي ليها بوظها بس أنا هعرف أعدلها

ملك ...قوليلها أبوكي بيقولك ملكيش كلام معاه

مؤمن: أصبر يا هاشم مش كده و مش في الوقت ده كفايه أمها ضربتها أول مرة في حياتها

هاشم : هي و لا فارق معاها ضرب أمها ليها و لا الي قالو جوزها لأنها واثقه إني هكون في صفها.....لازم تعرف إن أنا كمان قلبت عليها عشان تعقل بقي كفايه كده

جلست علا صباحاً تعمل بهمه عاليه بعد أن رحل الشيطان الي عمله ....كانت تقوم بتنظيف كمية كبيرة من الخضراوات التي أشترتها بالأمس تاركه إياها لدي دينا التي رحبت بذلك كثيراً

وقفت تعمل بجد و نشاط و لسانها لا يتوقف عن ذكر الله ...تحمده تاره ...و تستغفره تاره أخري عملاً بقول النبي صلي الله عليه و سلم ...من لزم الإستغفار جعل الله له من هم فرجا و من كل ضيق مخرجا و رزقه من حيث لا يحتسب ...

صدح هاتفها الذي وضعته جانبها ...فتحت مكبر الصوت و قالت بمرح كعادتها قديماً : سماره قلبي وحشتيني

ضحكت سمر بسعادة و قالت : حببتي الي رجعت تاني أيوه كده يا لولو ....ها طمنيني وصلتي لفين

علا بحماس : أصلا خلصت تنضيف الخضار كله و بكلمك و أنا بحطه في الأكياس بعد ما أوزنه

سمر : برافو عليكي طول عمرك شاطره و قلبك حامي في شغلك ....طب كده هتلحقي تدهولي إنهارده قبل ما الموظفين يروحو و لا أخليكي بكره

ردت عليها بلهفة: لا طبعاً بإذن الله ساعه و أخلص ...هنزل بدري شويه عن معاد الولاد أقابل محمد السواق يوصلهملك علي طول

سمر : زي الفل الستات أصلا ما صدقو يلاقو حاجة كده و كمان قالولي لو بتعملي محاشي ممكن يشترو منك

علا : أعمل ماشي أي حاجة يطلبوها قوليلهم ماشي و بإذن الله أعملهم كل حاجة

سمر : أنا أصلا قولت كده من قبل ما أكلمك ….و كمان في كام واحدة طلبت شويه حاجات من الكتالوج و عطوني المقدم يلا هيصي يا ست لولو

دمعت عيناها من الفرحة و هي تقول : الف حمد و الف شكر ليك يا رب ...أنا كنت واثقة في ربنا أنه هيكرمني و الله

كان مثل البركان الثائر و هو جالس داخل مكتبه و معه أخيه عمار و حكيم و أحمد

طال الصمت في المكان ...و الثلاث شباب يتطلعون لبعضهم البعض بتوجس و لا يريد أحدهم بدء الحديث

ذم أحمد شفتيه بعدم رضي ثم قال بهدوء : عمر ...ينفع تفهمنا أيه الي حصل بدل ما إحنا قاعدين بنتفرج علي نفسنا

زفر بغضب جم ثم قال : أنا مش طااايق نفسي ...الأفضل تتكلو علي الله مش عايز أشوف حد

عمار : مش هينفع نسيبك لوحدك و أنت في الحاله دي

عمر بجنون : أنت شايفني بشد في شعري .....سحب نفساً عميقاً في محاولة منه لتهدئة حاله ثم قال : جماعة بالله عليكم سيبوني لوحدي أنا مش عايز أخسر حد فيكم و مش قادر أتكلم ...لو سمحتو

وقف حكم و هو يقول بتعقل : يلا يا شباب ...هو فعلاً محتاج يقعد لوحده و أنتم عارفينو لما بيتعصب مش بيعرف يتكلم

وقف أحمد و قال : إحنا في مكتب أبوك لو إحتاجتنا رن بس و هنكون عندك ....و فقط قرر الثلاثه المغادرة دون إضافه المزيد

بمجرد أن فتح حكم الباب ....قال بصدمة : بابا

هاشم : بره

في لحظة كانو بالخارج مغلقين الباب خلفهم

عمار بقلق : هنعمل أيه ...هنسيبهم لوحدهم دول هيخربو الدنيا

حكم : لا متخافش عمر ده بالنسبه لأبويا زي عشق و أكتر كمان عمره ما هيهون عليه زعله ...كويس أنه جالو هو الوحيد الي هيقدر يعرف منه الي حصل

أما بالداخل ...وقف عمر أحتراماً لدخول هاشم و لكن ملامحة كانت متحفزه للهجوم المتوقع

هاشم بعتاب عكس ما توقع الآخر : هانت عليك ...قدرت تنطقها

هنا ...رغماً عنه ظهر الألم و الوجع جلياً علي ملامحة بل علي نبرته الحزينه و هو يقول: و لا عمرها تهون يا هاشم ...تهون علي روحي إنما عشقي لا و أنت عارف

تقدم منه ثم جلس علي الأريكة و قال بأمر حاني : تعالي أقعد و أحكيلي أيه اللي حصل

فعل عمر ما قاله ثم قال بغضب: بعد ما أخدتها من الجامعة قالت زهقانه و مش عايزه تروح...قالتلي تعالي نتمشي في المول عشان عايزه أشتري حاجات
قولتلها من عنيه ...روحنا و أشترينا كل الي عايزاه ...كنا ماشيين نضحك و زي الفل ...فجأه بنت خبطت فيا غصب عنها و البيبسي أدلق عليا

البنت لسه هتعتذر لقيت الهانم جايباها من شعرها و هاتك يا ضرب و شتميه متطلعش من بنت شوارع

شيلتها بالعافية و بحاول أهديها و أفهمها إن البنت فعلاً متقصدش ...زعقتلي قدام الناس و تقولي أنت عاجبك تلزيق النسوان فيك و كلام كتير ...حسيت إن الي قدامي فعلاً مجنونه مش مجرد واحدة بتغير علي حبيبها

هاشم : و البنت

عمر بغل : البنت خطيبها كان واقف مع صاحبه أول ما شاف الي حصل طبعاً أتجنن حقه ...الأمن أخدنا كلنا و الراجل صمم يعمل محضر ...بس مدير المول طبعاً أدخل و حل الموضوع عشان خاطرنا و خلصت علي كده

شعر هاشم بالغضب من أبنته التي تخطت كل الحدود ...زفر بغضب ثم قال : أمها ضربتها و أنا قولت لملك تبلغها متكلمنيش

أنتفض عمر بجنون و قال بقلب لهيف رغماً عنه : ضربتها إزاااي

أبتسم هاشم بحنو و فرحة ثم قال بمزاح : شوف الواد ...مش كانت بنتك عندك يا هاشم ...أنت مال أمك بقي

عمر بغيظ : أنت سبب المصايب دي كلها ...بتعمل كل مصيبه و التانيه معايا و هي معتمدة إنك هتقف معاها حتي في الغلط

هاشم بدفاع كاذب : طب ما أنت كمان لما بتعمل مصيبه بره بتدافع عنها و هي غلط

عمر بحكمة : عشان مقدرش أكسرها قدام حد يا هاشم بس بعد الموقف ما بيعدي بفهمها غلطها

إنما أنت طول الخط بنتي صح بنتي صغيرة ...من الآخر دلعنا إحنا الأتنين فيها بوظها

هاشم : عندك حق ...أنا المرة دي مش هدخل ...بس قولي ناوي تعمل أيه من غير ما تتغابي علي البت ...لأني واثق إنك مش هتسيبها بس هتربيها

لمعت عين عمر بالغضب و العزيمة و هو يقول : ناوي فعلاً أربيها ...بس إياك تدخل

ضربه هاشم بغل داخل صدره و قال : مش هدخل بس متتغباش عليها يا ابن الكلب بدل ما انفوخك

نظر عمر له بجنون و هز رأسه بمعني ...لا فائدة

و علي الطرف الآخر ...كانت الفتيات يجلسن مع عشق يحاولن تهدأتها من البكاء المرير التي لا تقوي علي منعه

ريم : أهدى يا عشق كفايه عياط يا بنتي عينك بقت زي الدم

حبيبه : أكيد قال كدا من زعله و شويه و هيتصل يصالحك

روح : عمر بيعشقك يا عشق و أستحاله يقدر يبعد عنك

ردت بقهر : المرة دي غير ...بكت بقوة و هي تكمل : مهما أعمل عمره ما فكر يسبني و لا يهددني حتي

ريم بوجل : عشان المرة دي أنتي زودتيها أوي يا عشق ...غير إنك غلطانه في البنت ...قليتي منه في وسط الناس لما زعقتيله

عشق بجنون : و الله ما أقصد أنا مشوفتش قدامي غير واحدة لمست حبيبي ...بتاعي ...مش من حق حد يلمسه غيري ...إيش عرفني إنها مش زي البنات الي قبل كده الي بيتعمدو يعملو الحركات الوسخة دي عشان يلفتو أنتباهه

حبيبه : حتي لو يا حببتي ...أنتي واثقة من حبه ليكي و أنه مش شايف غيرك ...طب أهو سابك هتعملي أيه ...لازم تعتذري ليه

أنتفضت من مجلسها بجنون ثم قالت بحرقه و قهر : أعتذرله....

بتحلمي

نظرو لها بعدم فهم فأكملت بقهر و تصميم : و حيات حرقه قلبي علي كلمة بنتك عندك يا هاشم لأخليه يندم

ريم بخوف من هيئتها الإجرامية: ناويه علي أيه يا مجنونه ...عشق أعقلي عمر مش بيجي بالعند و أنتي أكتر واحدة حافظاه

نظرت للأمام بقوة و قالت من بين دموعها المنهمرة : و حياااات عشقي ليه لأخليه ييجي لحد عندي ....أنا هعرفك بنت هاشم لما تبقي عند أبوها هتعمل أيه ...يا عمر

أنا عارفة الفصل صغير ...بس بجد مليش نفس أكتب و محبتش أعتذر ...بكره أعوضكم بأمر الله
أخد الحق حرفه....مثل كلنا عارفينو بس قليل الي بيعمل بيه
أخد الحق مش بالخناق و لا إنك حتي تضربي الي أذاكي...خليكي ذكيه ...أهدي و ركزي و اتجاهلي لحد ما ييجي الوقت المناسب و أوجعي الي وجعك أضعاف بمنتهي الهدوء ...ميستاهلوش غير كده أقسم بالله
أنا بحبك
ما أجمل أن تجد نصفك الآخر الذي يفهمك بل يحفظك عن ظهر قلب ...يعلم ما يدور داخل عقلك دون الحاجه الي التحدث
يقرأ عيناك ...يري ما داخلك...هذا جميل و لكن
حينما ينشب خلاف بينهما يصبح الآمر معقداً للغايه ....كلاهما يعلم طريقة إنتقام الآخر ....إذا الحرب تحتاج الي ذكاء كي ينتصر أحدهما علي الآخر
أجتمع أل الجندي حول مائدة الإفطار في صمت و ترقب ...و العاشق يغلي كالمرجل رغم برودة ملامحه ...و لأول مرة يبدأ طعامه دون أنتظارها
ليس غضبه بسبب ما حدث فقط ...بل ليقينه بما ستفعله الآن ....لم يخيب ظنه أبداااا
جز علي أسنانه بقوة حتي كادت أن تتحطم ...حينما وجدها تدلف عليهم بكامل زينتها كما توقع
رسمت إبتسامه منتصره بعدما قرأت غضبه الذي لمع داخل عيناه ثم مالت علي أبيها لتقبل وجنته و هي تقول : صباحو يا أتش قلبي
و الأب العاشق لأبنته أهتز بداخله و لكنه تمالك حاله بشق الأنفس و قال بجمود: صباح الخير
فهمت علي الفور غضب أبيها منها فهمست داخل أذنه بهمس راجي ماكر : متحرجنيش قدامهم يا أتش ...هتخليه يشمت فيا هو و فراولتك
كاد أن يضعف إلا أن نظره عمر المحذره جعلته يتمالك حاله بشق الأنفس و يقول : أقعدي أفطري
زمت شفتيها بغيظ ثم أعتدلت...نظرت لأمها و قالت بحزن : صباح الخير يا ماما
هزت حبيبه رأسها دون رد...تحركت لتجلس مكانها جانبه دون أن تعيره أدنى إهتمام
مالت ريم علي حبيبه الصغيرة و قالت بهمس متعجب : أيه ده ...دي قعدت جنبه تفتكري هتصالحه...أنا توقعت إنها تغير مكانها
أبتسمت حبيبه بجانب فمها و قالت بإعجاب : عشان أنتي هبله...عشق هتجنن عمر مش ببعدها...لأ بقربها بنت اللعيبه أتعلمي يا خايبه
غامت عين ريم بحزن و قالت : أتعلم ليه و لمين ...لواحد خاين و لا واحد أتجبر عليا
تناولت بعض اللقيمات رغماً عنها و هي تتصنع الامبالاه ثم وجهت حديثها لتوأمها : حكم أنت الي هتوصلني الجامعة النهاردة و لا حد تاني
كاد أن يرد عليها أخيها و لكن رد عمر الصادم اخرسه : مفيش جامعه و لا مع حكم و لا مع غيره
نظرت له بغضب و أعتقدت أنه تراجع عن موقفه...كادت أن تهاجمه إلا أنها صدمت حينما أكمل ببرود : لما نخلص من بعض أبقى أخرجي براحتك
رغم ألم قلبها الذي يخفق بجنون بعد تلك الكلمات التي لم تتخيل أن تسمعها منه
إلا إنها مثلت القوة و قالت لأبيها: بابا أنا لازم اروح الجامعة لو سمحت قوله ملوش حكم عليا
نظر لها هاشم بغضب مكتوم ثم قال : للأسف يا عشق أبوكي ...محدش له حكم عليكي غيره في الوقت الحالي
تطلعت له بصدمة و قالت ببهوت : يعني أيه
هاشم بقوة حانيه : يعني هو لحد دلوقت جوزك ...محدش يقدر يراجعه في كلمه أو قرار ....و زي ما قال لحد ما تخلصو من بعض وقتها ترجعي لحكم أبوكي ....أو أخواتك
جنون ...كل ما تشعر به هو الجنون ...فقد خسرت أول جوله بينهما بعدما تخلي عنها أهم حليف ....لا بل من الواضح أن الجميع سيتركها تواجه الوحش بمفردها
همست روح لتيم بمزاح : واحد صفر لعمر
كتم ضحكته بصعوبة ثم قال : أصبري مش هتسكت ...أختي و أنا عارفها
و بالفعل لم تصمت تلك العنيده بل نظرت للذي يأكل با أستمتاع و قالت بغل : يبقي أنت الي مجبر توصلني ...عندي محاضرات مهمه مش هينفع مروحش ....و أبقى خلصنا بقي بسرعة عشان عايزه أبقى براحتي
هل يصمت هذا الخبيث الغاضب ...لا و الله
مسح فمه بمحرمه ورقيه ببطء شديد ...وقف بتكاسل ثم سحب هاتفه و مفاتيحه من فوق الطاوله
نظر لها بتحدي تعلمه جيداً ثم فجأة...مال عليها مقبلاً وجنتها أمام الجميع ثم أعتدل و قال : لما أفضي...يا بنت خالي ....و فقط تحرك من أمامها قبل أن تفيق من صدمه أشتياقها و غضبها منه
نظر له هاشم بغل و غيره ...كاد أن ينهره إلا أن حبيبه نظرت له بتحذير ألا يتدخل
و الرقيقة روح تضحك و تقول : اتنين واحد هههههه
عااااااا ....هكذا صرخت تلك المجنونه و أنطلقت من أمامهم الي الأعلى و هي تسب و تلعن في حبيبها الذي علم ما ستفعله من قبل حتي أن يراها
أمل بغيظ مازح : البت بتشتم الواد ينفع كده
رد عليها مؤمن بغلب : أصل أبوها مشتمهوش إنهارده و ده مش سلو عيليتنا لازم أبنك يتشتم تلت مرات فا اليوم
رد تميم بضحك : ده مضاد حيوي و لا أيه
ضحك الجميع علي مزحته و قال إبراهيم: دا إحنا هنتسلي الأيام الجايه أوي ...روحي يا حببتي سجلي عندك النتيجة أول بأول
نظر له تيم بغيره ثم قالي : روحي و حببتي في نفس ذات الوقت ...تطلع له بمكر ثم نظر لملك و أكمل : كوكا حببتي أبعدي جوزك عن روحي
وجد ملعقه صلبه ترتطم في جبينه و صراخ موجه إليه : أحترم نفسك يا ابن الكلب
وقف هاشم بغضب بينما صفق مؤمن بحرارة و هو يقول : اللهم صلي عالنبي ...ربنا جاب لي حقي من غير ما أنطق
أنه الجنون بعينه يا سادة ...جنون أولاد الجندي
قطع المعركة التي كادت أن تقام دلوف أحمد الذي أختفي تلك الأيام متعمداً ذلك ...و اليوم قرر أن يأخذ أولى خطواته تجاه حبيبته التي أصبحت ملكه لن يتركها إلا حينما ينقش حروف عشقه داخل قلبها البريء
أبتسم بود و قال مازحاً: صباحو فل يا أتش...أهدي كده و صلي عالنبي ده عم إبراهيم حبيبك بردو ...هو ميقصدش
زفر هاشم بحنق ثم قال : اللهم صلي عليك يا نبي ...تعالي يابني أفطر
أحمد : أنت عارف دينا مش هتنزلني من غير فطار
نظر الي التي تجلس بخجل و حزن ثم قال : عشق كلمتني بالليل و قالتلي أعدي عليها عشان أوصلها الجامعه هي و ريم
برقت عيناها بذهول خاصه حينما سمعت أمها تقول : عشق أتعمل عليها حظر وصل ريم
أبتسم بأتساع و قال : من عنيه يا خالتو ...
نظر له مؤمن بفرحة داخلية حينما علم أنه سيتقرب من أبنته بل سيداويها من جرحها و لكن بتمهل ...أنه حقاً طبيب ماهر
جلست ريم معه داخل السيارة التي يقودها بتمهل دون أن يتفوه بحرف ...يعلم أنها ستبدأ الحديث بما إنها تفرك كفيها بتوتر ...هي الآن تبحث عن كلمات مناسبة لتقولها
و بالفعل ...أبتلعت لعابها بوجل ثم قالت : أحمد....أنا عارفة إن وضعنا غلط و إنك مجبور ....
قاطعها سريعاً بمزاح صدمها: و حيات أمك يا ريمو بلاش دراما دلوقت أحسن دينا مطلعه عيني قبل ما أنزل ...
نظرت له بذهول و قالت بعدما أعتقدت أنه يسخر منها : يعني أيه دراما
أحمد با أبتسامه بشوشه دغدغت حواسها: لفظ دراما مجرد هزار مش أكتر ...كان من باب أولي تسألي دينا عملت فيا أيه دا أنا هتجنن
سألته بفضول : طنط دينا مفيش أطيب منها عملت أيه مش معقول زعلتك
مثل الغيظ و هو يقول: كان نفسي أفطر بيض بالبسطرمة ...ست الحبايب مشكوره عملتلي طبق بصي كنت شامم ريحته و أنا تحت الدش ....أطلع ألاقيها أكلت البسطرمة كلها و سايبالي البيض بس
و الي يجلطني بقولها فين ياما البسطرمة تقولي أصلك أتأخرت و أنا كنت جعانة
قولتلها أيوه يعني فين البسطرمة بردو ...تشوحلي بي أديها كده و تقولي : البيض في طعم البسطرمه هو أنت بتتوحم
طبعاً أنا أخدت الكلام علي صدري و حلفت ما أنا واكل ...نظر لها ببراءة و أكمل : يرضيكي ست الحبايب تعمل في أبنها كده
كادت أن ينقطع نفسها من كثره الضحك و هو يقلد طريقة أمه العفوية بل و يقص عليها ما حدث بطريقة جديه تشعر من يسمع إنها مشكله كبيرة حقاً
رقص قلبه فرحاً بعد سماع ضحكاتها التي نجح ببراعة أن يخرجها منها
بل ما أسعده حقاً حينما سألته بإهتمام : يعني أنت مفطرتش زي ما قولت لخالو
رد عليه بطريقة جعلتها تشفق عليه : لا خدتها عند و نزلت علي لحم بطني ...غير أني مش هعرف أكل طول اليوم
ريم بأستغراب : ليه
أحمد : أولاً مش بحب أكل في المستشفي ...و أنا يا دوب هوصلك و بعدها عندي عمليتين وري بعض يعني مفيش وقت
ردت عليه بطيبه : بس كده مينفعش هتتعب و مش هتعرف تركز ...عشان خاطري كُل أي حاجة قبل ما تبدأ العمليات
ها هو وصل لهدفه و بسهولة ...أوقف السيارة جانب الطريق ثم التف بجسده ليناظرها و هو يقول بنبره تجبر من يسمعها علي الموافقة بأي شيء
أحمد : متعودتش أكل لوحدي ...أنتي معندكيش حاجة مهمة إنهاردة ينفع نفطر سوي و أرجعك الفيلا و بعدين أروح شغلي
أحمر وجهها خجلاً ثم قالت بتلجلج: ااا...أنا أصلاً مكنتش عايزه أروح بس ماما....قطعت حديثها فجأة ثم ظلت بين حاجبيها و قالت بعدم فهم : عرفت منين إن معنديش حاجة مهمة النهاردة
لمعت عيناه بعشق مكتوم و رد قلبه : أعلم كم عدد أنفاسك صغيرتي
و لكن لسانه رد بثبات يحسد عليه : عشق قالتلي جدولك لما كلمتها إمبارح ...بس كده
هزت رأسها بتفهم فأكمل : هاااا هتفطريني...و لا هتعملي زي حماتك
أبتسمت بخجل و قالت : لا حرام عشان شغلك
هل ينقض علي ثغرها الذي نطق الموافقة علي أول خطواته تجاهها ....صبراً أحمد ليس الآن ...سيأتي الوقت الذي تلتهمها فيه و بكامل إرادتها...صبراً فقط
جلست فوق فراشها بحزن ....لِما الحياه أصبحت فارغه .....لِما لا تجد لها معني و لا طعم بعد أن كانت صاخبة
حبيبها كان يملأها ...أما بعراكهم معاً ...أو بعشقهم الذي تشهد عليه جدران المكان بل كل أنش فيه
بكت بقهر و هي تتطلع الي صورهم المجنونة معاً ...تعلم أنهم لن ينفصلا....لن يقوي أحدهما علي العيش دون الآخر....و لكن الهجر الذي حكم عليها به صعباً للغاية
إذا كان هذا حالها و لم يمر إلا نصف اليوم...فما بالها لو طال هجره لعدة أيام
لا ...لن تصمت و لن تسمح له بذلك ....تعلم أنها اخطأت و لكن ...متي اعترفت أو حتي تركته يغضب دقيقة واحدة
ستعيد حبيبها دون أدني مجهود...لن يقوي علي تحمل بعدها
و كان حاله لا يختلف كثيراً عنها ...أشتاقها حد اللعنة ....يتمالك حالة بشق الأنفس كي لا يذهب إليها و يلقنها درساً لن تنساه لكن داخل أحضانه
و من بين تفكيرة و اشتياقه وجدها تنشر صورة علي الواتساب الخاص بهما فقط و هي ترتدي بيجامة أقل ما يقال عنها فاجرة
ناهيك عن الزينه التي جعلت منها فتاة ليل ...و الأدهي من كل ذلك ...الفيديو التي قامت بتصويره لنفسها و هي ترقص بدلال أهلك رجولته
تلك الخبيثة تعلم كيف تثير رغبتة ...و غضبه معاً ...و كما توقعت وجدته يتصل بها
أبتسمت با أنتصار و لكنها ردت بجديه : خير
صرخ بها بعقل مغيب : أنا هطلع ميتين أهلك ...اااايه الي منزلاه عالتيك توك ده
ردت بكيد و إنتصار : سلامة عيونك يا ابن خالي ...أنت ماخدتش بالك إني عملاه خاص محدش يشوفو غيري ...و أنا فكرت إنك طلعت من كل حساباتي بعد ما كل واحد بقي في حاله
جزبتك لفخها بمليء إرادتك أيها الأبله....فقد غيب عقله حينما رآها هكذا و لم يتذكر إنها دائماً تفعل تلك الحركة
رد عليها بجمود: اااه ماخدتش بالي يا بنت خالي ...يا ريت تبطلي الحركات دي لحد ما أطلع من حساباتك
جن جنونها و هي تقول بغل : حركات أيه إن شاء الله ...أنت فاكر إني متعمدة مثلاً
أبتسم بتشفي ثم قال بمكر : لا خالص مش ده الي أقصده
ردت بغيظ : ملهاش معني تاني
عمر : لا طبعاً ليها ...أنا أقصد الحركات دي يعني أنتي بتحبي تصوري نفسك فيديو كتير ...فبلاش اليومين دول لحد ما نخلص ...بس كده ده الي أقصده
هل تصرخ أم تسبه بأبشع الألفاظ كي تنتقم منه ...أشتاقته حد الجحيم لكن عنادها كان هو من يتحكم بها ...و غرورها بعشقه جعلها تصرخ أن تجعله يأتي إليها
كتمت غضبها و قالت : طب يا ريت تطلع بقي دلوقت عشان أنا زهقانه و مش لاقيه حاجة أعملها غير أصور نفسي كتير ...إن شالله و أنا عريانه بقي ملكش فيه
أبتلع لعابه بصعوبة ثم قال بثبات زائف: عادي براحتك مش هشوف حاجة مشوفتهاش و حافظها....أنتي لسه مراتي براحتك يا قطة
أبتسمت بشر و قالت بداخلها : جيت لملعبي و برجليك يا حبيب مراتك
جلس معها في مكان هاديء ...تناولا إفطاراً بسيطاً و لكنه ملييء بالضحك و البهجه الذي نجح أحمد في رسمها حول ريم
و ها هو قرر أن يتحدث بجديه حانيه كي يحاول التقرب إليها بل و يجعل منها أنثي قويه تواجه أي موقف تتعرض له بشجاعه
نظر لها بحنو و قال : ها بقي ...ممكن تقوليلي مش عايزه تروحي الجامعة ليه
أحمر وجهها خجلاً و حزناً و لم تقوي علي الرد عليه ...بل أطرقت رأسها الي الأسفل
مد يده و قام برفعة و هو يقول : أوعى تطاطي راسك قدام حد أو عشان حد مهما كان ....أنتي معملتيش حاجة غلط تخجلي منها
دمعت عيناها بحزن و هي تقول : مش قادرة أستوعب الي حصلي ...و لا قادرة أصدق إنك أنت الي بتقول كده و بتعاملني كده كنت متخيله حاجة تانية خالص
نظر لها بعشق و قال بنبرة لينه : إنك مش قادرة تستوعبي الي حصل هنتناقش فيها....بس إنك مستغربه مني هقولك غلطانه
نظرت له بعدم فهم فأكمل : أولاً أنا واثق في أخلاقك ....و عارف إن مكانش فيه علاقة بينك و بينه يبقي أخد منك موقف وحش ليه ...ثانياً أنا حابب أوضحلك أني مش مجبور عليكي زي ما أنتي فاكرة ....مين في الدنيا ميتمناش يرتبط بوحده زيك
مفيش في طيبه قلبها ...جميلة ..رقيقة ..جدعة و بنت ناس محترمة ...أكيد يبقي حمار يعني لمؤاخذه
كادت أن تبتسم بهدوء إلا أن الأبتسامه قتلت في مهدها حينما أكمل قائلاً بقوة ....
و علي الناحية الأخري....بعد أن قال كلماته التي أستفزتها....قالت له بتحدي تمام خليك عند كلمتك بقي ...و فقط أغلقت الهاتف في وجهه و قبل أن يسبها حتي و يعيد الأتصال وجد منها مكالمة صاردة و لكن ....برقت عيناه حينما علم ما تنتويه تلك الشيطانة
عض علي شفته السفلي بجنون حتي آدميت بعدما فتح مكالمة الفيديو ليراها أمامه بهيئه الهبته و ما زاد الطين بله حينما سمعها تقول بنبره يعلم مغزاها جيداً :......
نفسك ليها حق عليكي ...ليه بتعملي حساب لكل الناس إلا هي ...أنتي أحق بالأهتمام ...لو نفسيتك مش حلوة و لا هتعرفي تشتغلي و لا تربي و لا حتي تعيشي
أوعي تزعلي عشان حد الي ميقدركيش اعتبري أنه ممرش أصلا في حياتك
أنتي تستحقي التقدير و الحب و كل حاجه حلوة ...أنا واثقة
و بحبك
شعور النجاح له مذاق خاص ...لا يعلم نكهته إلا من ذاق حلاوتة
و ها هي تلك القوية التي تحدت الظروف و الشيطان الذي يسكنها ....تمسك بيدها أول نقود تتقاضاها منذ سنين ....بكت و هي تسجد سجده شكر لله ....أكرمها و رزقها و هي داخل بيتها
و الصغار يقفون أمامها بفرحة رغم عدم تصديقهم لما حدث ....سؤال واحد يدور داخل كل منهما ...أحقاً لن نحتاج الي أبينا الذي كان يتخذ منا عبيداً له
رفعت جسدها ثم فتحت ذراعيها لتستقبل داخلها أولادها الذين لا تملك غيرهم في هذه الحياة
ضمتهم بقوة حانيه و هي تقول : اللهم لك الحمد خلاص يا حبايبي ربنا كرمنا و مش هنتذل ليه تاني...ربنا يرزقني برزقكم و أجبلكم كل الي عايزينه
أبتعد يوسف عنها و قال بفرحة : أنا مش مصدق نفسي يا ماما ...و الله أنتي بطله ...أشتغلتي و كسبتي و أنتي في بيتك
علا : ربنا بيرزق الدودة تحت الحجر يا حبيبي ....أنا أتوكلت عليه و أحسنت الظن بيه الحمد لله
نها : عايزة فون جديد يا ماما الفون الي بابا أداهولي بايظ ....و هو كل شويه يقولي أنا جبتلك فون ده أحسن حاجة دا مش عارف أيه
ضحكت علي طريقة أبنتها المغتاظه ثم قالت : إن شاء الله هجبلك أنتي وأخوكي ....بس شويه كده أجمع مبلغ يكون معانا عشان منحتاجش ليه و لا لغيرة
يوسف : كده يا ماما ممكن نمشي و ناخد شقه لوحدنا مبقناش محتاجينلو
تنهدت بهم ثم قالت : يا حبيبي الخطوة دي مش سهله أبدا ....حتي لو معانا فلوس و ونعتمد علي نفسنا ...بس أبوك مش سهل و أستحاله يسبني
لمعت عيناها بدموع و هي تكمل : آخر مرة بقولو أبوس إيدك طلقني عشان خاطر العيال ...قالي أطلقك عشان تعيشي مرتاحه أنسي
بعدها بقولو يعني أيه غير الكلام في ثانية ....المهم يا حبيبي مش وقت الكلام ده سيبها علي الله و هو هيدبرها أحسن مني
نها : أنا خايفة بابا يعرف إنك بتشتغلي هياخد منك الفلوس تاني
علا : متخافيش يا حببتي أنا عاملة حسابي كويس و ربنا يسترها معايا إن شاء الله ...أطمنو و متفكروش في حاجة غير مذاكرتكم و بس
يوسف : و الله بذاكر يا ماما بس هو ديماً يقولي يا فاشل و إن ولاد صحابه أحسن مني
علا بقوة: مش أنا فهمتك حالته يا يوسف ...الي زي ده بيدمر كل الي حواليه حتي ولاده أهم حاجة عنده ميكونش في حد أحسن منه
إحنا بقي نعمل أيه ...نظرا لها بإهتمام فأكملت : نتجاهل أي كلام وحش بيقوله و نكون واثقين من نفسنا ....كل الي عليكم تتجاهلو أي حاجة بيعملها ...نظرت للأمام بغل و هي تكمل : و سيبوني أنا أتصرف معاه زي ما سمعت الدكاترة عاليوتيوب
يوسف : حاضر يا لولو المهم أنا جعان نظر بخبث و أكمل بمزاح : في أكل و لا
ضحكت بصخب و قالت : عملت بانيه ليكم و هو مكرونة زي ما قالي أعملها
ضحكت نها و قالت : هناكلوه تحت البطانية زي إمبارح عشان ميشوفوش و يقول منين أو ياكلو هو ههههههه
ضحكو معها و أكمل يوسف : بالظبط كده بس أهم حاجة عود البخور عشان يغطي علي الريحه
ضحكت علي مزاح أطفالها و لكن بداخلها قهر ....يخبؤ الطعام حتي لا يراه و يحرمهم منه ...تذكرت بالأمس حينما قال أنه لا يملك المال كالعادة و كان يجلس اليوم كله في المنزل
ظلت هي و الأطفال جائعين طوال اليوم الي أن أتي المساء و بمجرد أن دلف لينام قامت بطلب وجبه جاهزة من أحد المحلات حتي لا ينامون و هم جياع كما كان يحدث سابقاً
هرج و مرج بل زحام كبير يحدث داخلها بعدما سمعت كلماته الحانيه العقلانيه ....تخجل من نفسها ...لا تعلم ماذا تقول و لكنها حقاً شعرت إنها بحاجة الي التحدث مع أحدهم
ريم : كلامك ده لخبطني و خنقني أكتر
نظر لها بذهول و قال : ليه يا ريم ...أنا مكدبتش عليكي و ربنا يعلم
بكت ثم قالت : عارفة يا أحمد ...بس المشكلة فيا أنا ....مش لاقيه حد يفهمني حتي لما بتكلم مع البنات يا إما بيهاجموني أو بيقولو كلام عادي الي هو مناسب للموقف و خلاص
أمسك كف يدها بحنو ثم قال : طب ما تجربي تتكلمي معايا و شوفي يمكن ردي يريحك
ريم : أنت بالذات مينفعش أتكلم معاك أو أقولك الي جوايا
فهم ما تعنيه فقال سريعاً : ثقي فيا ...أنسي أن إحنا مرتبطين ...أتكلمي و خرجي كل الي جواكي مهما كان أنا هسمعك و هفهمك صدقيني
نظرت له بشك و لكن نظراته الحانيه شجعتها...أو أحتياجها لإخراج ما تحمله من هم جعلها تطلق العنان للسانها كي يصف ما تشعر به
أنا مقهورة أوي يا أحمد ...الموقف الي أتحطيت فيه كان أكبر من أني أتحمله ...بفكر لو مكنش خالو و عمر صممو أني مقولش لحد في الجامعة علي الخطوبة ....طب لو كانو صحابي حضرو و أكيد كنت هقولهم أنه هو العريس كان هيبقي شكلي أيه
طب لو أنت ما أنقذتش الموقف و بقيت العريس قدام الناس كان أهلي هيتفضحو
كل ده كوم و الي عمله فيا الزبالة ده كوم تاني ....أنا معملتش معاه حاجة وحشة ...أنا متعاملتش معاه أصلا و لا عمري حاولت أكلمه ...و لما جه كلمني و قالي أنه بيحبني و عايز يتعرف عليا رفضت
حاول معايا كتير بس كنت بصده ...كنت عارفة سمعته الزفت مكنش عندي أستعداد أكون واحدة من البنات الكتير الي في حياته
بس تصميمه و قسمه أنه بيحبني خلاني من جوايه أحس أني مختلفه عن كل الي عرفهم يمكن ده الي شدني ليه
هو الي قالي عايز يخطبني أنا ماجبرتهوش علي حاجة ...عشق كانت ديماً تقولي أنتي محبتهوش بس مكنتش بصدقها
لما حصل الي حصل بعد ما فوقت من الصدمة حسيت إن كل الي قاهرني أني صدقت واحد زي ده و مسمعتش كلام أهلي ....مكنتش هسامح نفسي أبدا لو كنا أتفضحنا قدام الناس ...حاجات كتير بس أكتر حاجة وجعاني ضميري الي بيأنبني بسبب أهلي ...مكنوش يستاهلو أني أقف قدامهم عشانه
كلهم فاكرين أني زعلانة و بتعذب عشان بحبه و خاني
كان يسمعها بي أنتباه شديد و حينما وصلت لتلك النقطة قال بلهفة رغماً عنه : ما ده طبيعي يا ريم ...كلهم عارفين كده بسبب تصميمك عليه
هزت رأسها برفض و قالت بصدق : المشكلة أني مش لاقيه وجع جوه قلبي عشان الشخص نفسه ...الي واجعني كل الي قولتهولك مش أكتر
رقص الفرح داخل مقلتيه ناهيك عن صخب قلبه الذي كان يقرع الطبول داخله
تمالك حاله و قال بتوجس : أنتي عارفة إن فرحة إنهارده
أبتسمت بجانب فمها ثم قالت: الحقيقة لا مش متابعة أي حاجة تخصه ...واحدة من صحباتي كانت بتكلمني عشان زعلانة لأني معزمتهاش
قالتلي في وسط الكلام إن الجامعة كلها مستغربه أني أتخطب فجأة لحد ميعرفهوش و في نفس الوقت هو يخطب واحدة زي دي ...الكل كان متوقع أنه يخطبني أنا
الصراحة مهتمتش أوي بكلامها و غيرت الموضوع بعد ما سألتني هحضر فرحة و لا لأ
أحمد بإهتمام : عشان كده مكنتيش عايزه تروحي الجامعة
ريم : بصراحة أه ...يعني أنا مش بعرف أكدب و أكيد في ناس كانت أخده بالها أنه بيكلمني أوقات...و أكيد هو كان معرف صحابه أنه هيرتبط بيا
رفعت كتفيها ثم أخفضتهم و هي تكمل بحيرة : مكنتش عارفة هقول أيه ...فا قولت أغيب شويه تكون الحكاية أتنست شوية
أبتسم براحة لم يعرف لها طعماً منذ فترة ...نظر لها بعشقاً خالص ثم قال برزانة : أولاً محدش له حاجة عندك ...ثانياً أنتي مش هتكدبي علي حد لأن أصلا مكنش فيه حاجة بينك و بينه و دي أنا واثق منها
بمعني الي هيسألك عليه هتقولي أنتو فهمتو غلط مفيش حاجة من دي أصلا ....نظر لها بقوة حانيه ثم أكمل بتردد و لكن بنبرة ثابتة : قوليلهم أنا و ابن خالتي بنحب بعض من زمان و أتخطبنا ...بس كده
أحمر وجهها خجلاً ثم قالت بمزاح كي تداري خفقان قلبها الشديد : دبست نفسك في جوازة و قولنا ماشي ...كمان حب ...كده كتير ههههه
مال بجرأة علي وجنتها و أهداها قبلة حانيه رغم قوتها ...لم يهتم بصدمتها
أبتسم و قال : أحلي تدبيسه في الدنيا ...بالله خليني مدبس كده أنا مش عايزة أفوك أبدااااا
ذلك العشق العاقل الرزين ...يشوبه بعض الجنون و لكن أساسه العقل
علي النقيد تماماً ...هناك جنون أساسه و منشأه العشق ...لا يوجد به منطق أو عقل ....فقط الجنون الذي جعل عشقهما مختلف كل الإختلاف عن غيره
فتلك المجنونه التي أقسمت علي أن يأتي إليها بكامل إرادته...بعد أن أجبرته يحادثها عبر مكالمة مرأيه
في نفس اللحظة كانت تتخلص من ثيابها التي من الأساس لم تكن تستر شيء
تناظرة بتحدي و هي تجلس بتلك الطريقة المهلكة ...لم تتفوه بحرف ...أكتفت ب أبتسامه متشفيه بعدما رأت جحوظ عيناه ناهيك عن عظمة الحنجرة التي كانت تصعد و تهبط ببطيء و صعوبة
حقاً رفع لها القبعة كان فخوراً بتربيته لها رغم غليانه و غضبه منها ...تعلم مفاتيحه و جرأتها معه تثير جنونه و تلغي عقله
حاول التشبث بحبل الثبات الواهي ...أفترسها بعينه التي كان يخرج منها لهيب الرغبة
تحدث بنبرة باردة رغم تحشرجها و قال بوقاحة : حلو الشو ده ...المفروض كده أضعف و أجيلك جري صح
سحبت قميصه الذي تحتفظ به لديها ...أرتدته أمام عينه المشتعله بتمهل ثم قالت بجرأة بعدما عضت شفتها السفلي بأغواء : أنا مش محتاجة أعمل شو علي فكرة ....لأني واثقة إنك حافظ كل حته فيا و قاعد بتغلي عشان تلمسها من قبل ما أكلمك حتي
غلي الدم في عروقه ...تظاهر بالبرود حينما أراح ظهره الي الخلف رافعاً ذراعه كي يضعها خلف رأسه ثم قال بوقاحة : الحال من بعضه ...فالعموم لو عايزاني أنا في الخدمة يا بنت خالي ...أهو يبقي بالحلال قبل ما نبعد
هنا و لم تتحمل أكثر ...مجرد كلمه كانت بمثابة خنجر طعن قلبها العاشق له
أنتفضت من مجلسها و قالت بجنون و تحدي لا يقوي علي التصدي له : و لا حتي في أحلامك تقدر تبعد ...أنا بجري في دمك يا عمر ...أنا روحك ...و محدش بيفارق روحه ....غير بالموت ....و فقط ...أغلقت الهاتف في وجهه ثم القته بغل فوق الفراش
ظلت تشد شعرها و هي تدور حول نفسها بجنون ...أتجهت نحو خزانه الملابس و أخرجت أول ما طالته يدها ...أرتدت سريعاً و هي تحارب دموعها التي تريد الأنفجار من مقلتيها....أتجهت للخارج و هي تحاول أن تري الطريق أمامها
أما هو ...زفر بغضب جم ثم قال : طب ما أنتي عارفة يا بنت الكلب أمال أيه بقي ...أخلصي و تعالي أعتذري...هخدك في حضني حتي من غير ما أعاتبك ....وحشتيني يا عشقي ...هموووت عليكي
فتحت الباب دون أن تطرقه...نظرت لها حبيبه بعدم إهتمام و هي جالسة فوق فراشها تتصفح هاتفها بهدوء
أتجهت لها ثم صعدت فوق الفراش من الناحية الأخري...وضعت رأسها فوق صدر أمها و قالت بحزن: متزعليش مني
رغماً عنها غلبتها عاطفة الأمومة....لفت ذراعها حول طفلتها الباكية ...ثم رفعت الأخرى لتملس علي شعرها و هي تقول بحنو : أنا مش زعلانة منك ...أنا زعلانة عليكي
ردت عليها من بين دموعها المنهمرة بغزارة : أنا مش عايزاة يسبني يا ماما ...مش هقدر أعيش من غيرة
حبيبه بحكمة: يبقي تمسكي فيه بإيدك و سنانك و تعقلي ...دلعك و جنانك هما الي هيخلوكي تخسريه يا قلب أمك
أبتعدت عنها و قالت بجنون : أعمل أيه يا ماما ...بغير عليه بتجنن لما بشوف واحدة بتبصله و لا يتقرب منه ...وقتها عقلي بيتلغي
حبيبه: الغيرة حلوة و الجنان مطلوب ...بس يا حببتي الي بتعمليه ده مش غيرة ...أنتي بتقلي منه و من نفسك قدام الناس
الي بتحاول تقربلة دي مش محتاجة إنك تضربيها عشان تبعد ...كده هتحس إنك خايفة منها و مش واثقة من نفسك
مجرد ما هتمسكي إيده و تبصلها بتحدي هي كده الي هتخاف تقرب ....أما جنانك ده جميل بس جوه البيت مش بره يا عشق
جننيه و خلية طول الوقت مشغول بيكي ...و أنتي جوه بيته ...لكن بره خليه ديماً يبقي واثق إنك بتشرفيه في أي مكان و بترفعي منه قدام الناس...ده الصح يا حببتي
عشق : أنتي كنتي بتعملي كده صح ...طب علميني
ضحكت حبيبه ثم قالت بحنين : أنا و أبوكي طريقة معرفتنا مكنتش الطف حاجة ...أنتي عارفة القصه ...الفرق الي بيني و بينك إن عمر حبك من يوم ما أتولدتي ...آه عرف ستات و أنتي صغيرة بس كنتي في قلبه و عارف إنها فترة و هتعدي
إنما أنا عرفت أبوكي و حبيته و هو أشهر و أكبر نسوانجي في البلد ...كان رافض الجواز ...مكنش عنده أستعداد يعيش مع واحدة بس
حبني و حبيته ...جننته و هو طير النوم من عيني ...الي مرينا بيه كان كفيل يخلي كل واحد فينا يتمسك بالتاني لآخر نفس
عشق : بس كنتي مجنناه يا ماما ...ديماً بيحكيلي
حبيبه : كنت و ما زلت الصراحة...بس زي ما قولتلك جوه بيته و في حضنه إنما برة ...بيبقي ملك محدش يقدر يرفع عينه فيه و أنا أولهم
تنهدت عشق بهم ثم قالت بحيرة: طب أعمل أيه ...أعتذرله عشان مسبنيش
حبيبه بقوة : أما يجيلك أعتذري
نظرت لها بعدم فهم فأكملت : ماهو الكلمة الي قالها دي مينفعش تعدي كده با الساهل....مهما حصل بينكم المفروض متخطرش علي باله أصلا مش يقولها قدام الكل ...لازم يتربي عليها و وقتها أعتذري و توعديه إنك هتعقلي
زفرت بحنق ثم أكملت بغيظ : و بعدين مش تربيته هو و هاشم كانو فاكرين هتطلعي أيه يعني
عشق بحزن : هاشم ...هو فين هاشم ماهو باعني خلاص
حبيبه بغيظ : مين الي باعك يالي تنشكي....ده كل خمس دقايق يتصل بيا ....البت فين...البت أكلت ...البت شربت ...طب خرجت من أوضتها
و لما يقولي روحي أطمني عليها و أقوله لا يبهدلني و يقفل السكه في وشي
ضحكت عشق بهدوء ثم عانقتها بحب و قالت : ربنا يخليكي ليا يا فراوله ...أنتي صح أنا هعمل بكلامك خلاص و هبطل جنان
بعد أن ضمتها بحنو أبعدتها و قالت بمزاح : مش مصدق بوقك يا خلف
حكت عشق رأسها و قالت بتردد مازح : اااا...هحاول يعني هحاول بقي و خلاص
نظرت للأمام بجدية و تصميم ثم أكملت : و حياااات أمه لأخليه يلف حوالين نفسه ابن أمل .....
أنتي ضعيفة...مش بسألك عشان تردي بأة أو لأ ....أنا الي هقولك أكيد لأ أنتي مش ضعيفة...محتاجة بس تبصي جواكي و تفتكري واجهتي أيه طول حياتك و عديتي منه ...مش شرط تكوني قدرتي علي كل حاجة لأنك مش إنسان خارق ...بس هتلاقي إن معظم الي واجهتيه في حياتك عدي و قدرتي تتخطيه
نفسي تؤمني بنفسك و بقدراتك عشان أنا نفسي واثقة فيكي كملي و هتوصلي و هتنجحي أنا واثقة
و بحبك
حديث العيون أبلغ و أعمق من كل لغات العالم..خاصه إذا دار بين عاشقين يتلهف كلاً منهما للآخر حد اللعنة ...سنري جنوناً من نوع جديد الآن ....سأسرد لكما حواران...واحد في العلن ....و الآخر في الخفاء و كلاهما في نفس المكان من نفس الأشخاص
أنه حقاً جنون
أرتدت زيّ محتشم للغاية لأول مرة ...رسمت علي وجهها الجديه الشديدة و هي تدلف اليهم و تقول : السلام عليكم
الكل ترك ما بيده و نظرو لها بذهول ...من تلك البتول التي طلت عليهم فجأة...حتي أباها كان ينظر لها بصدمة و يتسأل داخله...أين أبنتي المجنونة التي تأتي بصخب و تعانقني كل صباح
تطلعت لها حبيبه بشك ...إنما هي حاربت ضحكاتها التي كادت أن تنطلق و تفضح مخططها الجديد ...أتجهت نحو مقعدها جانب حبيبها الذي وضع كفه أسفل ذقنه و أخذ يفركه بتمهل
نظرت له ببراءة أعتقدها الجميع إلا هو رأي داخل عيناها تحدي سافر مما جعله يتوعد لها داخله
عشق : بعد إذنك يا عمر ...أنا لازم أروح الجامعة إنهارده و بما إنك لسه جوزي قولت أخد إذنك و أي حد من أخواتي يوصلني
بثقت حبيبه الصغيرة الماء من فمها بعد أن أبتلعته بالخطأ حينما صدمت مما سمعت و نظرت لها بصدمة و هي تقول : مين دي الي بتتكلم يا جدعان
نظر لها عمري بمعني : هاتي ما عندك صغيرتي و لكن أمام الجميع قال : مفيش مشكله أنا هوصلك
هذا ما سمعه الجميع و لكن الحقيقة هي ما كانا يقولاه بأعينهما
ألا و هو
عمر : أنتي الي جبتيه لنفسك و جيتي في ملعبي
عشق : و لا تقدر تعملي حاجة اصلا و لا حتي تلمس شعره مني
عمر : تمام نوصل شقتنا و نشوف
ضحكت عيناها بتحدي و قالت بعيناها : و مين قال إن هروح معاك بتحلم
حينما طال الصمت بينهما أمام الجميع دون أن يدرو بهذا الحوار المخفي
قال مؤمن بطيبه : ربنا يهديكم يا ولاد دا أنتو روحكم في بعض
خلعت حذائها بخفة ثم ملست علي قدمه بأغواء و هي تقول بنبره جديه : كل شيء نصيب يا عمو
نظرت للذي تجهم وجهه بجنون و أكملت : معلش مش هينفع توصلني ...أنا بس بعرفك احتراماً لكلام بابا لما قالي طول ما أنا علي زمتك هو ميقدرش يدخل
هنا ...قرر هاشم التدخل فعلاً بعد أن شعر بريبه في نظراتهم : خلاص يا عشق خليه يوصلك و أتكلمو مع بعض ربنا يهدي
وصل عمر الي ذروة غضبه و رغبته في ذلك الوقت بسبب ما فعلته به بلمساتها المغويه
يعلم الله كم جاهد حاله كي يظهر أمامهم بثبات و هو يقول بغل مكتوم : خلاص بقي هتعمليها حكاية ليه ...أنا زي أي حد من أخواتك خلصنا
هذا ما قيل أمام الجميع
أما بعينه قال : أصبري عليا دا أنا هطلع ميتين أهلك ....العبي براحتك بس مش معايا يا بت دا أنتي تربيتي
وداخل عيناها لمع الأستخفاف و هي تقول : هو أنت عرفت تربي نفسك الأول عشان تربيني ...خيبه
عشششق....هكذا صرخ بعلو صوته فجأة بعد أن أستفزه الرد الذي قرأة داخل عيناها
أنتفضت بخوف مع من حولها بعد تلك الصرخة المرعبة...وجدته يقف من مجلسه و يقول: يلااا
وقفت برعب حقيقي و هي تقول : يلا فين ...حكم ه ....
قطع حديثها بقوة : قولت يلااا....سمعتي
أمل بهدوء : بالراحة يابني عليها أنت رايح توصلها و لا تتخانق معاها
حبيبه بتعقل : روحي معاه يا عشق و اتفاهمو بالعقل الطريق طويل أتكلمو براحتكم
بداخلها: بتسلميني تسليم أهالي...يخليكي ليا يا حاجه ....نظرت لأبيها بي أستنجاد
فوجدته يقول : أسمعي كلام أمك يا عشق
نظر لهما الذي يتطلع لها بشماته و قال بغيظ : و أنت يابن الكلب بالراحة علي البت ...خاصمتها يومين و خلصنا ...مش حكاية هي
أبتسم بجانب فمه ثم قال بسخرية مبطنة جعلتها تبلع لعابها بصعوبة : من عنيه يا خالو ...هي قبل ما تكون مراتي....بتكون بنت خالي الي رباني
إبراهيم بمزاح : و نعم التربية الي محدش شاف منها حاجة ههههه
مؤمن : لا شوفت يا حبيب أخوك ...أنا بس الي شوفت بهدله و قله قيمه من وري التربية السودة دي
هاشم : مالها تربيتي يا زفت أنت وهو ...
أمل بضحك : لاااااا...اسألني أنا...أبني طلع بتاع نسوان من و هو في الكي جي ...دي أقل حاجة أكمل و لا بلاش
حبيبه بضحك : سيديهاته كلها معانا مش محتاجة تتكلمي
لم يلقي إهتماماً لكل ما يقال حوله ...بل أمسك كفها بإحكام و بدأ يتحرك تجاه الخارج بخطوات واسعة كادت أن توقعها بعدما فشلت في مداراته
صرخ هاشم بجنون : بالراحة يا بغل يابن الكلب
رد عمر بهمس : البغل هيعرف بنتك إن الله حق دلوقت يا هاشم
عشق بخوف : هقع يا عمر أنا عملت أيه لكل ده أنا كنت بتكلم بأدب
فتح باب السيارة الأمامي ثم دفعها داخلها و هو يقول بغضب : أيوه أخدت بالي من الادب ده ...أغلق الباب بقوة و أكمل يتوعد: أنا بقي محتاج أزودلك دروس الأدب ده شويه ....معرفتش أربي نفسي عشان أربيكي صح ...اتحملي بقي .....تركها دون إضافه المزيد ثم التف حول السيارة ...صعد خلف المقود ثم أنطلق سريعاً مما جعل الرعب يدب داخل قلبها
ليس هذا ما خططت له ...هي أرادت استفزازه فقط لم تكن تريد الذهاب الي الجامعة و لا الخروج أساساً من المنزل
تعلم جيداً الي أين سيذهب بها ....و ماذا سيحدث هناك
زمت شفتيها بغل و قالت داخلها : منك لله يا عشق ...فاكرة نفسك هتقدري عليه أهو لفك و طبقك و حطك في جيبه الصغير ...أشربي بقي
بالداخل كان هاشم حقاً غاضب و القلق ينهش قلبه ...يعلمه جيداً فهو شبيهه في كل شيء ....يعلم كيف تعذب عمر خلال اليومين المنصرمين....
رغم تظاهره بالجمود أمام الجميع إلا عيناه الحزينة و المشتاقه لمن عشقها منذ الصغر كان تشي بما داخله
و من غير هاشم الجندي يعلم عذاب العاشق في أبتعاد محبوبته ...
زفر بهم و قال : مكنش ينفع أسيبه يخرج معاها و هو في الحالة دي
ردت عليه حبيبته بتعقل : و مكنش ينفع الموضوع يطول أكتر من كده ...أمسكت كفه بحنو ثم طبعت قبله رقيقة فوقه و أكملت : سيبهم يا حبيبي و لا عمر هيقدر يقسي عليها ...و لا عشق هتقدر علي زعله أكتر من كده
هما هيلاقو نقطة صلح ترجعهم تاني لبعض ...و لو ملقوش هيخترعو....دول بيجرو في دم بعض يا أتش
تنهد و قال : عارف ...و الله عارف ...بس خايف علي البت أنا مجرب وجع الراجل لما يكون عاشق و حببته تبعد عنه ....وقت لما يشوفها مش بيحس بنفسه و لا أنه اتغابه عليها
كل الي بيبقي شايفه قدامه ...عذابه في بعدها ...حرب بتقوم جواه ما بين أنه عايز ينتقم لإشتياقه ليها و ما بين قلبه الي هيتجنن عليها
دمعت عيناها و قالت بحنين : يااااه يا هاشم ...بعد السنين دي كلها لسه فاكر
كوب وجهها بتملك ثم نظر لها بعشق و قال: و لا عمري نسيت لحظة يا فراولة ....لسه وجع بعادك عني حاسه كأنه دلوقت ...بخاف أرجع من الشغل ملقاكيش برغم أنه أستحاله ....بخاف تخرجي من غيري و مترحعيش مع إن بردو أستحاله ...بس غصب عني أتولد جوايا الخوف ده و مبقتش قادر اسيطر عليه تعايشت معاه إنما مش قادر أمحيه من جوايا
قربت وجهها لخاصته و قالت بنبرة تقطر عشقاً : دا أنت روحي يا هاشم حد يبعد عن روحه ...لما بعدت زمان ...بعدت بجسمي بس إنما روحي كانت معاك ...صورك مكنتش بتفارقني ليل نهار...أشتياقي ليك كان نار بتاكل في روحي ...مكنش سهل عليا و الله زي ماهو كان صعب عليك
أبتسمت بحنين و هي تكمل : و بعدين ما انت عرفت تجبني لحد عندك يا أتش طلعت مش سهل أبداً
ملس علي وجنتها بحب و قال بعد أن أرتسمت علي محياه أبتسامه حلوة : كنت مراهن علي قلبي معاكي يا فراولة ...من يوم ما عرفتك عمري ما راهنت عليكي و خسرت أبدااا ...ديماً كنتي بتثبتيلي أن قلبي كان له بعشقك
ولادنا طلعو حته مني و منك في كل حاجة ...عشق أبوها أنا مجنون بيها مش عشان بنتي و بس لأ ...عشان نسخة منك في كل حاجة ...جمالك و جنانك و جدعنتك و طيبة قلبك ...حتي دماغك الناشفة...مسبتش منك حاجة يا قلب هاشم و حظه الحلو من الدنيا
قبله رقيقه وضعتها فوق ثغره المبتسم ثم قالت : عشق و حكم دول حصاد عشقنا و مكافأة ربنا لينا علي كل الي أتحملناه ...عشان كده ليهم مكانه لوحدهم غير الدنيا بحالها يا قلب الفراولة ...ربنا يديمك نعمه في حياتي
وصل أخيراً الي شقتهم الخاصه ...أوقف السيارة برعونه جعلتها تصرخ بخوف و لكن بتبجح : أنت أتجننت عايز تموتنا...علي فكره أنا مش طالعة معاك أصلاً مااااشي
نظر لها بغل و قال : لو مش عايزة الشارع كله يتفرج عليكي و أنتي بتجري من شعرك خليكي جوه العربية يا عشق
نظرت له بصدمة لعلمها أنه يتحدث بجدية ثم قالت : تعملها يا عمر
ضرب المقود بجنون و هو يقول بصراخ : اااااه أعملها ....أخلصي
أنتفضت رعباً و لم تجد حلاً إلا الأنصياع لأوامرة ....حقاً هي في قمة رعبها ...لم تراه بتلك الحالة من قبل ....
برقت عيناها بذهول و خوف حينما أغلق الباب بقوة أهتزت لها أرجاء المكان
وجدته يقترب منها بهيئة إجراميه جعلتها توقن الآن فقط حجم خطأها في حقه
بدأت تعود الي الخلف كي تبتعد عنه و هي تقول بصوت مرتعش : في أيه يا عمر ...أنا عمري ما شوفتك بالشكل ده ...أهدي و نتفاهم ط.....ااااااه
قطعت حديثها بصراخ حينما أمسك ذراعها بقوة ثم قال بغضب جحيمي : عشان فاض بيا يا عشق خلااااص جبت أخرى منك و من جنانك
نظرت له بصدمة ثم قالت بعد أن لمعت عيناها بالدموع : أنت زهقت مني يا عمر ...يعني لما قولت هتسبني كان بجد ...أنا مش قادرة أصدق
رغم إشفاق قلبه عليها إلا أنه رد بجمود : لو روحي فيكي مش هسمحلك تدوسي علي كرامتي يا عشق
كام مرة بهدلتيني معاكي قدام الناس ...كام مرة ضربتي واحدة أساساً أول مرة أشوفها ...كام مرة علمتك...كام مرة نبهتك إن طاقتي في تحملك ليها آخر....بس أنتي و لا في دماغك
أتغريتي بحبي ليكي و مدافعة أبوكي عنك ...بس خلاص كفاية لحد كده بجد مبقتش طايق جنانك و لا قادر أتحمله أكتر من كده
رغم دموعها المنهمرة إلا أنها حقاً شعرت بالغضب و الجنون يتحكمون بها بعد تلك الكلمات التي لم تتخيل أبداً أن تسمعها منه
نظرت له بكل ما تحمله له من عشق و غضب ...و جنون ثم ضربته فوق صدره بقوة و هي تقول بصراخ : دلوقتي مش قادر تتحملني....
قولي يا عمر عيبي ااايه غير أني بغير عليك بجنون ااااانطق ....و مين السبب غير إني بعشقك ...مش أنت السبب يا بتاع النسوان
صرخ بها : تاااااني ...تاني يا عشق ...أنا بقالي كام سنه معرفتش واحدة عليكي هااااا
صرخت بقهر : و أنا اتعذبت كام سنة و أنا كل يوم أشوفك مع واحدة شكل هاااااا
خطبتني من ابويا و أنا في الإعدادية عشان تضمن وجودي ....ركنتني في البيت و أنت طايح مع كل واحدة شويه و الحجه اااايه إن أنا صغيرة
حتي بعد ما كبرت و كتبت كتابي فضلت تخوني....لحد ما جتلك لغاية عندك و قولتلك أنا مراتك لو قصرت معاك أبقى أعرف غيري و هيكون وقتها حقك
بكت بقهر و هي تكمل : أنت كنت بتتجنن لو جتلي المدرسة و لقيت واحد واقف قريب مني مش معايا ....كنت بتموته من الضرب إزاي يقف في مكان أنا فيه
ضربته بغل و هي تكمل بإنهيار : يا بجاحتك يا شيخ ...أمال أنا ...أنا كان إحساسي أيه و أنا عارفة إنك نايم مع واحدة غيري ....مش حتي خارج معاها
كنت بمووووت عارف يعني ااايه بموت.....قولي بقي عايزني أعقل إزاى و أنا كل ما أشوف واحدة بتبصلك أقول يمكن نامت معاه في يوم قوووولي
أنفطر قلبه علي إنهيارها ...فليذهب غضبة و قراراته الي الجحيم...صغيرته لم تخلق للحزن و لا للدموع
سحبها بقوة كي يريح رأسها فوق صدره ...ضمها بكل ما أوتي من عشق و هو يقول : ششششش....
أهدى يا حبيبي خلاص...أهدي عشان خاطري
رغم تشبثها به إلا أنها قالت بإنهيار : ملكش خاطر عندي خلاص ...أنا بكرهك
رفعها بقوة ثم قبل رأسها و قال بمزاح : مش أكتر مني يا عشقي ....أعقب قوله بالتوجه نحو الداخل و ما إن وصل الي الفراش ...جلس و هو ما زال محتفظاً بها داخل ضلوعه
ملس علي شعرها بحنان و هو يقول : اهدي بقي يا بت خلينا نتكلم مش بحب أشوفك بتعيطي و أنتي عارفة
لم تبتعد عن صدره و إنما قالت بحزن : أنا موجوعه منك يا عمر ....قلبي واجعني أوووي منك بجد
كلماتها كانت بمثابة خنجر مسموم غرز داخل خافقه ...هو خلق فقط ليكون مصدر سعادتها لا وجعها ...تباً لك عمر بل اللعنة علي كرامتك و كبريائك....فليذهبا الي الجحيم و لا تري دمعه في عين صغيرتك...
أبعدها عنوه ثم أخذ يقبل وجهها بجنون و هو يرتشف دموعها المناسبة ....قال بعشقاً خالص من بين قبلاته: حقك علي قلبي يا عشقي ....أهون عليا أموت و لا أكون سبب وجعك
و الحزينة ترد بلهفة رغماً عنها : بعد الشر عنك أوعي تقول كده تاني
و العاشق يبتسم بهوس...و رغبة و عشق تملك من روحه ...ثم يلقي بكل ما كان ينوي عليه عرض الحائط و.......
جميعنا نخطأ ..لا يوجد بشر معصوم من الخطأ و لكن ما يميز شخصاً عن آخر ...إن أحدهم يعترف و الآخر كبريائه يمنعه من ذلك

ليتنا نعلم أن هذا الأعتراف ينقذ حياتنا من الدمار الذي من الممكن أن تطاله روحنا ...الأذكياء فقط من يعلمون ذلك

وجع آخر شعر به حينما ردت عليه بلهفة ...بعد الشر عنك

جرحها ...خانها ..هو من أجبرها علي الخوف و عدم الثقة فيه بسبب تصرفاته الطائشة و الحجة ...إن ما ما زالت صغيرة

و لكنه أيضاً منذ أن أقترب منها لم ينظر الي غيرها بل كان يتحمل كل تصرفاتها المجنونة و يعتبرها عقوبة لما أقترفه في حقها

تباً للكبرياء ...بل اللعنة علي كل شيء يجعل صغيرتي تبكي أو تشعر بالألم

كوب وجهها بتملك ثم نظر لها بعيون تصرخ بالإعتذار ثم قال : بس أنا من يوم ما لمستك مقربتش لغيرك يا عشقي

عارف إني كنت غلطان و كون إني حبيت بنت صغيرة ده مش مبرر إني أعرف غيرك ...معترف إني كنت أناني قفلت عليكي الف باب و أنا بره عايش حياتي

بس أقسملك بالله إني ندمان علي كل الي عملته و بحاول أكفر عنه بس مش عارف إزاي

مكنتش أعرف إن أكبر عقاب و أنا أستحقه إنك مش بتثقي فيا و ده في حد ذاته موت بالنسبالي

ردت عليه من بين دموعها : لا أنا بثق فيك و عارفة إنك مش بتبص حتي لغيري ...شهقت بقوة و أكملت : أنا مش بثق فيهم هما يا عمر ...بحس إنهم عايزين ياخدوك مني ...و أنا مقدرش اتخيل حياتي من غيرك

و عارفة أنت اتحملتني كتير عشان تكفر عن ذنبك معايا ...أنا فاهمة كويس ده ...و مسمحاك علي فكرة

بس غصب عني بخاف ...بخاف تزهق مني ...بخاف مكنش زي أي واحدة نمت معاها ...بخاف تمل و تحن ليهم تاني من باب التغيير ...

قاطعها سريعاً بيقين عاشق لا يري غيرها : أنا ازهق منك يا عشقي...طب إزاي دا أنا في عز زعلي منك و بتكوني مجنناني بجري عليكي و بنسي أي حاجة مجرد بس ما تلمسيني

ببقي قاعد في الشغل و تفكيري كله فيكي أنتي ...يا إما بستني مصيبه من مصايبك...يا إما ببقي مشتاقلك لدرجة أنه بيبان عليا

يعني في كل الأحوال بتكوني شاغله عقلي و قلبي ...و آخر اليوم بجري عليكي ...يا إما عشان تصالحيني لو زعلان أو بمثل أصلا الزعل ....قلبي مش بيعرف أبدا يزعل منك يا عشقي

يا إما عشان أشوف مراتي حبيبتي و عشقي محضرة ليا مفاجأة أيه إنهاردة...شقاوتك بتولعني ...دلعك بيجنني

و جنانك ده هو الألوان الي برسم بيها حياتي ...تفتكري بعد ده كله ممكن أشوف غيرك ...بإختصار يا حبيبي أنا حياتي بتدور حواليكي ...أنتي محورها

قرب وجهه منها حد التلامس ثم أكمل بعشقاً خالص: أنا مش بتنفس من غيرك يا عشقي ...مش بعيش غير بس جوه حضنك يا عشق عمر

أبتسمت بفرحة و قالت بقلب لهيف : و أنا كمان يا قلب عشقك ...بتجنن و أنت بعيد مش عشان خوفي و بس لا عشان مش بعرف أكون من غيرك

أنا لا كنت و لا هكون إلا بيك أنت و بس يا حبيبي ...أنا مش بعرف أعبر عن الي جوايا زيك بس بحاول...لازم تعرف إن أنت روح عشق و قلبها ...قلبها الي مش بيدق غير بأسمك و حبك و بس

ضمها بحنان ...قبلات كثيرة فوق رأسها من بينهم كلمه آسف التي لا يجد غيرها

و لكن خفقان قلبه الشديد الذي تسمعه بأذنها الموضوعة فوقه ...أخبرها بما عجز عنه لسانه

و لأن الجنان هو أساس عشقهم ...و الوقاحة من أهم سماته...بعد أن شعر بهدوئها

ملس علي شعرها و قال : أنتي مش عارفة توصفي الي جواكي بالكلام يا حبيبي

أبتسمت فوق صدره بعدما فهمت مغزي حديثة

لذا ردت بمكر و دلال : و لا بالفعل يا قلب حبيبك

أبعدها بقوة ثم قال بغيظ و هو يملس علي صدرها بفجور : كل الحاجات دي متعرفش تفعل حاجة ...عيب في حقك و الله

عادت الي شراستها معه بعد أن أعاد لها روحها التي تهيم به عشقاً

أبعدت يده عنها بقوة و هي تقول بعناد : يخربيت أم بجاحتك يا جدع...حارق دمي و مموتني من العياط و في الآخر عايزني أدلعك ...كادت أن تتحرك من أمامه و هي تكمل : كان فيه و خلص أنا ...اااااه
أمسكها سريعاً قبل أن تتركه و ألقاها فوق الفراش مما جعلها تقطع حديثها و تصرخ بفزع

أشرف عليها بجسده المعضل ثم نظر لها بفجور و قال : خلاص يا حبيبي ...أنتي عندك حق ...اقترب بوجهه حتي لامس شفتيها دون تقبيل ثم أكمل بهمس مغوي : سيبي الطلعة دي عليا ....قبلها بجموح ثم أبتعد قليلاً و قال بصوت متحشرج من فرط الرغبة التي تملكت منه : حبيبك هيصالح كل حته فيكي ...مش هيسيب حته زعلانة منه

رغم تأثرها و أشتياقها له إلا أنها ردت بمكر أنثوي بعشقه منها : بس أنا قولت قلبي بس الي زعلان منك ...أنت بتتلكك و لا أيه

نظراته الماجنة ...يده التي بدأت في نزع ثيابها إجباراً يملأها الرضي ...لم يكن كل هذا هو رده الوحيد عليها

بل شفتيه التي كانت تلامس خاصتها بأغواء و هو يقول : مفاتيح قلبك الزعلان معايا يا عشقي ..أنا هعرف أدخله من منين عشان اصالحه

لامس شفتيها بلسانه ثم أكمل : مش هسيبه غير لما يكون راضي عني ...بس أنتي متدخليش بيني و بينه سيبيني أراضيه براحتي

هنا ...قد وهنت بين يديه ...أستسلمت لكل ما يفعله معها ...و لما لا و هي تربت علي يده ...بل حقاً مفاتيحها معه ...يملكها قلباً و قالباً

لم يمتلك قلبها فقط ...بل أصبح مهيمناً علي جسدها الذي أصبح يتلوي أسفله جراء فجور افعاله عليه

لم تكن الأجساد فقط هي من تصرخ أشتياقاً لكل لمسه يحتاجها كلاهما من الآخر...بل القلوب أيضاً كانت تتوسل لهما أن يخرجا جزءاً مما يعتمل داخلهم

عشقه ...حياته ...تربية يده ...لم تقوي علي العناد ...تحولت من أنثي مجنونة متمردة...الي أنثي حالمة...شرسة ...متطلبه بين يديه

بل تحولت من زوجه الي عشيقه تمارس معه كل ما تعلمته منه حتي لا يشتهي غيرها

و هو رجل ...يقدس المرأة الجامحة ما دامت هكذا معه فقط ...لم يترك أنشاً في جسدها إلا و رسم حروف عشقه و جنونه بها فوقه ...و كلما إزداد فجور ....زادت هي من جرأتها حتي أصبح الفراش ساحه حرب ....و لكن الطرفان سيخرجون منها منتصرين

أنتصرو علي الغضب ...علي الشك ...علي الخوف الذي كان كفيل أن يدمر عشقهم

و في الآخير نري أجمل مشهد ...أجمل من العلاقة نفسها ...حينما يحتويها فوقه ...يستر كلا منهما الآخر بجسده ...يقبلها بحب بعيداً عن أي شهوة ...و الجميلة تبادلة بنهم و كأنها تراه الآن فقط بعد غياب دام سنوات

كانت تجلس مع صغارها تساعدهم في واجباتهم المدرسية...

.تفاجأت بحضور زوجها قبل ميعاده المعتاد

نظرت لأطفالها و قالت بهمس : الحمد لله إني خلصت ...كان قلبي حاسس أنه هيرجع بدري

لم يلقي عليهم كلماته السامه مثل كل يوم ...بل لم ينظر إليهم من الأساس ....كان شكله مهموماً للغاية لأول مرة تراه بتلك الهيئة

لم تهتم كثيراً و أرجعت هذا الي خلاف مع أحد الأصدقاء أو....مع إحدي النساء اللائي يقيم علاقة شفهيه معهم ...فهو يعوض نقصه الرجولي في تلك العلاقات

و لكن بعد مرور ثلاثة أيام ظل علي تلك الحاله الغريبة

تحدثت مع ولدها و قالت بحيرة : ولا يا يوسف ...أبوك فيه حاجة

رد عليها بلا مبالاه و إحنا مالنا هو حر من أمتي بنعرف عنه حاجة

علا : لا بس شكله المرة دي في حاجة كبيرة معاه

يوسف : أهم حاجة إننا مرتاحين من كلامة الي زي السم معانا ...أدعي ربنا يفضل كده علي طول

ضحكت بهم ثم قالت : يا زفت عيب ده أبوك

طوح يده في الهواء ثم قال بغيظ مازح : أنتي عمرك ما بتتعلمي ...أنشفي بقي شويه يا لولو قلبك الطيب ده هو الي ضيعك

ضربته فوق رأسة برفق ثم قالت بغضب مفتعل : أتلم يابن الجزمة بدل ما أديلك شبشبين يعدلوك

ضحك و قال بكيد : أنتي الي إيدك هتوجعك يا لولو ...أنا مبقتش أحس بالضرب جتتي نحست

وصل بها أمام باب الجامعة أوقف السيارة ثم نظر لها بحنان و قال : بين المحاضرات طمنيني عليكي ...و أول ما تخلصي هتلاقيني مستنيكي

أبتسمت بهدوء ثم قالت : كده بتعطل نفسك كتير عشاني يا أحمد ...أنا أصلا حاسه بتأنيب الضمير من يوم ما خرجنا سوي

سألها بإهتمام : ليه يا ريمو

ريم : عشان يومها قولت إنك عندك عمليتين كبار و أنا فضلت ارغي معاك و فجأة لقيت اليوم خلص من غير ما أحس بالوقت ...زعلت أوي من نفسي
ضحك بصخب ثم قال : أجمل حاجه فيكي هبلك...نظرت له بغيظ و عدم فهم فأكمل: من الآخر أنا اليوم ده كنت مفضي نفسي ليكي

بس الصراحة اضطريت اقولك كده عشان تاكلي معايا ...نظر لها بجديه ثم أكمل : و عشان حاجة كمان كانت بالنسبالي مهمه جداً

سألتة بإهتمام : حاجة أيه

أبتسم بحب و قال : لا دي مش وقتها لأنك كده أصلا أتأخرتي علي أول محاضرة

شهقت بفزع ثم قالت : هااا كده راحت عليا الدكتور ده مش بيدخل حد بعده أبدا

بينما كانت تقول ذلك لمح أيهم يقف داخل بوابه الكلية و ينظر تجاههم بغل

نظر له بتحدي ثم تطلع لها بحنان و قال : ده دكتور بهاء صح

هزت رأسها بموافقة فأكمل و هو يهبط من السيارة : طب تعالي أنا جاي معاكي

أوقفته بعدما أمسك يدها و تحرك نحو الداخل و هي تقول بعدم فهم : جاي معايا فين يا أحمد هو أنا في الكي جي

أبتسم و قال : ثقي فيا بس و متشغليش بالك

كادت أن ترد عليه إلا أنها رأت ذلك البغيض ينظر لها بغل و وعيد ...داخله كان يغلي ليس لأنه يحبها أو ندم علي ما فعله ...بل حقداً علي تلك الجميلة التي كان يشتهيها...غير أنه صدم حينما علم بخبر زواجها من ابن خالتها ...كان من الممكن أن يعود لها بعد أن يقنعها ببراءته معتمداً علي طيبه قلبها و سذاجتها

شعر أحمد بتخشب يدها داخل كفه ..ضغط عليها برفق ثم تركها و قام بلف ذراعه حول خصرها و قال بقوة : و لا تشغلي بالك و لا حتي تبصيله...يلا يا حببتي

كل ما يحدث الآن معها صدمة ...رأت أيهم ...حركة أحمد الجريئة المتملكه أمام الجميع ...و آخرهم بل أهمهم قول ...حبيبتي الذي أول مره تسمعها منه

و المسكينة لم تفق من كل تلك الصدمات بل وجدت أخري أشد و أقوي

إذا تيبس جسدها الذي ما زال يحاوطه بعدما وجدته يفتح باب قاعة المحاضرات دون استأذان

الطلبه ينظرون تجاهها بصدمة ...و الدكتور كاد أن ينهر من فعل ذلك إلا أنه أبتسم بأتساع و تحرك من مكانه سريعاً تجاه أحمد الذي يبتسم له بود

بهاء بترحاب : دكتور أحمد ...مش مصدق نفسي أنت بنفسك هنا ....

ترك حبيبته ليصافحه برجولة و هو يقول : حبيت افاجأك و لو خبط عارفك مش هترد و لا هتسأل في الي بره

تعالت الهمهمات...و ريم تقف بوجه يصرخ خجلاً ولا تقوي علي النظر لأحدهم

جحظت عيناها حينما لف ذراعه حولها مرة أخري و هو يقول : لينا قاعدة مع بعض آخر اليوم ...نظر للتي تموت خجلا و أكمل بنبرة رجوليه يملأها العشق الظاهر للعلن : أنا جيت بس أستاذنك مراتي تحضر المحاضرة....

عارف إن ممنوع حد يدخل بعدك بس أنا الي أخرتها

أبتسم بهاء و قال بذهول : بتهزر ...ريم الجندي مراتك ...نظر لها و أكمل : مقولتيش ليه يا ريم ...دكتور أحمد ده من أعز صحابي و بعتبره قدوتي

لم تقوي علي الرد خاصه و هي تسمع كلمات الفتيات الولهانه برجوله أحمد و وسامته

و قبل ان يرد عليه أحدهم وجدوه يكمل حديثه بصوت عالي كي يسمعه الجميع : يا شباب ....

حل الصمت علي المكان فأكمل بفخر : دكتور أحمد فوزي ...أصغر و أشطر دكتور في مصر كلها و الدول العربية كمان

رغم سنه الصغير بس قدر يوصل لمكانه غيره حاول سنين و مقدرش يوصلها

كان صاحب أخويا من وهما في ثانوي و دخلو طب سوا ...دكتور أحمد مثلي الأعلي و هو السبب إن أكون هنا بدرس ليكم

نظرات فخر خرجت من عيناها اللامعه رغماً عنها تجاهه ...قلباً يخفق بجنون لأول مرة ...تلك النبضات لم تجربها من قبل ...و عاشق يحتويها بقوة ليقول لها دون حديث. : لا أري غيرك صغيرتي

دلفت الي أبنتها و علي وجهها أبتسامه حلوه ...وجدتها تقرأ أحد الكتب العلميه بتركيز

اقتربت منها و قالت بمزاح : أنا خايفة من الهدوء و العقل الي نزل عليكي فجأة ده يا بنتي ...مالك طمنيني أنتي تعبانه و لا الواد عمر عمل فيكي حاجة

ضحكت بصخب ثم قالت : ليه بس يا فراولة ...هو و لا كده عاجب و لا كده عاجب حيرتوني

حبيبه بشك : لا مش الفكره بس إنك تخرجي بحال و ترجعي واحدة تانيه ده الي محيرني

تنهدت بحب و راحه ثم قالت : أنا سمعت كلامك يا فراولة ...خليت الجنان للبيت و بقيت أحكم عقلي بره ....ده غير إن ارتحت جداً لما قولت كل الي جوايا و الي مخوفني و سبب كل الي بعمله لعمر

لمعت عيناها بعشق و هي تكمل : دواني يا فراولة ...كل وجع قلبي منه دواه...لا ده خلاني أحس إن قلبي متوجعش أصلا

أبتسمت حبيبه بفرحة و قالت : الحمد لله يا حببتي ربنا يرزقك راحة القلب و البال ...الصراحة مفيش أحسن منها يا بنتي...أوعي تشيلي في قلبك منه ...طلعي كل الي جواكي علي طول عشان حبكم يفضل صافي و القلوب متشلش من بعضها لحد ما تخنق عشقكم

تجهم وجهها فجأة و هي تكمل بغلب : أنتي عقلتي و هو اتجنن لا و عايز يحطني في وش المدفع

نظرت لها عشق بعدم فهم و قالت بوجل : في أيه يا ماما هو حصل حاجة أنا معرفهاش

نظرت لها بقلق ثم قالت : .....
ربنا سبحانه و تعالي حنين أوي بجد ...أحسني الظن بيه و أدعي ديماً أوعي تملي ...طب أقولك حاجة و أنتي قاعدة كده مع نفسك أو حاطه راسك علي المخده بدل ما تفكري تعملي أيه في أي حاجة شغلاكي أتكلمي معاه أحكيلو أشتكيلو ...خرجي الكلام من جواكي زي ما يطلع من غير ترتيب ...هو أعلم بيكي ...هيسمعك و هيراضيكي و هيجبر قلبك الطيب أنا واثقة
و بحبك
أسبوعاً مر بسلام علي الجميع الا العاشق الذي فقد صوابه...عمر ...كان يغلي كالمرجل بسبب أم عشقه التي رفضت طلبه و لكنه لن يكل و لن يمل حتي يصل الي ما يريد
أما علا تلك المسكينة القوية حالها تبدل ...طوال تلك الفترة رحمت من العذاب الذي كانت تعيش فيه هي و صغيريها....و لكنها في حيره من أمرها
وقفت مع دينا صباحاً أمام الباب و قالت بحيرة : معرفش في أيه يا أم أحمد و الله ...بقالو أكتر من أسبوع حاله اتبدل...وشه مسود و مش بيتكلم مع حد فينا و لا بيعمل أي حاجة غير أنه قافل علي نفسه
دينا : يا أختي بركه ربنا يكفيكم شره أهو ريحك عشان تشوفي شغلك براحتك
علا : أنا فعلاً مرتاحه أنا و العيال بس برضو قلقانه حاسه إن في حاجة كبيره و مش عايز يقولها ...خايفه يفاجأني بمصيبه من مصايبه و أنا مش ناقصة
دينا : طب ما تسأليه يمكن يقولك أصل أنتي كده هتتعبي من التفكير يا بنتي ولادك محتاجنلك و أنتي الله أكبر عليكي ربنا كرمك من وسع مش عايزاكي تقصري في شغلك بسببه
علا : لا طبعاً يا أم أحمد أستحاله أقصر فيه دا أنا ما صدقت ربنا جبرني و رضاني عشان خاطر عيالي بس الفضول مموتني عايزه أعرف ايه الي قلب حاله كده
دينا : يبقي ريحي دماغك و اسأليه لو قالك تمام مقالش يبقي براحته و أنتي أنتبهي لمصلحتك
علا : عندك حق أنا فعلاً هعمل كده أما أشوف أخرتها معاه
وقف أيهم يغلي أمام صديقه بعدما رأي ريم تخرج من الجامعة مع أحمد الذي أصبح معها دائماً ذهاباً و إياباً....و ما جعله يشعر بالغل هو مظهرها الذي تضح عليه السعادة
وائل : يابني مالك بتاكل في نفسك كده ليه كل ما تشوفها ...
أيهم بغل : بنت الكلب و لا كأنها كانت تعرفني دي مش بتبصلي أصلا
وائل : الصراحة حقها يا صاحبي يعني بعد الي حصل ده كله لو كانت بتموت فيك هتكرهك
أيهم : أنا هتجنن من يومها إزاي محستش بنفسي و مين الي بلغ عني ...و لا ##### الي اتحسبت عليا و اضطريت اتجوزها عشان متسجنش
وائل : دي بقي ضاربه قاضيه ليك الكل بيتكلم من وراك علي فكرة ...أنا لو منك أطلقها إنهاردة قبل بكره و أحاول أرجع لريم ...المفروض تكون اتعلمت الدرس يا أيهم الي حصلك مش سهل
رد بمنتهي الغل و الغضب : أبويا حلف عليا يتبري مني و يحرمني من الميراث لو طلقتها قبل ست شهور ....و ريم ...مقدرش حتي أقرب منها
وائل بعدم فهم : طب أبوك و قاصد يعمل كده عشان يربيك....إنما ريم ليه متقدرش تكلمها لو عشان خاطيبها بيوصلها ممكن بين المحاضرات تحاول معاها البنت كانت بتحبك بجد
زفر بغضب ثم قال : هاشم الجندي هدد أبويا لو فكرت أقرب منها هيوقع أسهمنا في البورصه...هو أصلا كان هيعمل كده بعد الي حصل بس أبويا راحلو الشركة و اعتذرله كتير فكان ده رده
وائل : أحمد ربنا إنها جت علي قد كده حد غيرهم مكنش سكت
أيهم بجنون : لا مجتش علي كده و بس يا صاحبي
نظر له وائل بعدم فهم فأكمل : ابن الكلب عمر ...بعد ما طلعت من القسم بيوم كنت لسه في البيت ...جالي هو و باقي شباب العيله فقعوني علقه بنت كلب قدام أبويا و أمي الي وقفو يتفرجو و محدش قدر ينطق بكلمه
خصوصاً ابن الكلب أحمد فرمني و عمر قالها صريحه في قلب بيتنا ....فكر بس تبص لأختي و أنا أخليك تبقي سوسن ده بعد ما أحصر أبوك علي شقي عمره
وائل بصدمه : يا نهااار أسود كل ده حصل و أنا معرفش ...يبقي نصيحة مني أبعد عن أي طريق البت دي تكون فيه ....من الآخر محدش في البلد يقدر يقف في وش عيله الجندي ...دول ناس نابها أزرق ....ولاد سوق مش ولاد زوات زي باقي الطبقه بتاعتنا ...نظر له بإشفاق ثم أكمل : للأمانه البت دي عمرك ما هتعرف تعوضها رغم إنك كنت ناوي تلعب بيها ...بس ربنا بيحبها و نجدها منك ...يا ريتك كنت نويت جد معاها يا أيهم
نظر له بغضب ...لم يهتم و أكمل بجديه : الي حصلك ده فوقني يا أيهم ...خلاني أكتشفت قد أيه كنا أوساخ و زباله ...مكنش ينفع نتحسب علي الرجاله لأننا مكناش منهم ...يا ريت أنت كمان تفوق و تتعلم
نظر له أيهم بذهول ثم قال : يعني أيه كنا ## #
وائل بشجاعة : الصراحة ااااه..أنا نصحتك و خلاص أنت حر في حياتك
رد عليه بسخرية : أنت نويت تبقي شيخ جامع و لا أيه
وائل : برغم إنك بتتريق بس ماشي هقولك الي نويته...نويت استرجل و أنزل مع أبويا الشركة ...أذاكر و اخلص من السنة الي بقالي فيها أربع سنين....و أهم حاجة أني اتقي ربنا في بنات الناس عشان ميترضش لأختي ...نظر له بشفقه ثم أكمل : و لا أقع في واحده ....لم يكمل الجمله بل تركه و غادر بعدما أخبره أن حياته تبدلت و أخذ عبره مما حدث لصديقة
و صديقه رغم أن الحديث هزه من الداخل ...إلا أن شيطانه كان أقوى من أن يجعله يتأثر بتلك الكلمات
هز رأسه بسخريه و قال : أما نشوف هتعمل فيها راجل قد أيه يا وائل غور دا أنت ابن#####
و التي كان الحديث يدور حولها دون علم ...كانت تجلس جانب زوجها داخل السيارة و ضحكاتها الحلوة تملأ الدنيا بما فيها
منذ أن بدأ يقترب منها و لم تكف عن الضحك و السعادة ....يا له من طبيب ماهر استطاع أن يشفي جرحها و يعيد ثقتها في نفسها في وقت أقل بقليل مما كان يتخيله
قطعت ضحكاتها الصاخبه حينما تفاجأت به يمسك يدها ليرفعها و يقبلها بعشق
أحمر وجهها خجلاً مما جعله يصف السيارة جانب الطريق ليحادثها و هو يري تأثير كلماته عليها
نظرت له بغرابة و قالت : وقفت ليه
ملس علي كفها الذي ما زال محتفظاً به و قال : أنتي زعلتي عشان بوست إيدك
أحمر وجهها بشده ...ردت عليه بتلجلج: اااا...ليه بتقول كده
تنهد بحيرة ثم قال : عشان كنا بنضحك و لما عملتها سكتي فجأة
تنهدت هي الأخري و قالت بخجل : لا ...بس اتكسفت
هنا ...تنفس الصعداء بعدما كان يحبس أنفاسه خوفاً من ردها
قرب جسده تجاهها قليلاً ثم أمسك كفها الآخر و سألها بلهفة يشوبها التعقل قليلاً : ريم ...أنتي مبسوطه معايا....يعني الفترة الي فاتت و إننا قربنا من بعض شويه ...فرقت معاكي ...حاسه بحاجة جواكي. ...أو حاسه إنك حابه تكملي معايا
صمتت قليلاً تقاوم خجلها ...هو يستحق أن تحادثه بصراحة ...ما فعله معها جعل قلبها يتحرك رغماً عنها تجاهه ...و حتي إن لم تستطع الأعتراف بهذا صراحة له ...ستخبره عن مدي سعادتها في وجوده معها ...هو يستحق ذلك
نظرت له بهدوء ثم قالت : أنا مبسوطة جداً معاك ...بعد ما كنت متخيله إن بعد الي حصل هعيش اسوء أيام حياتي و هكتئب
لقيتك بتعيشني أيام عمري ما عيشتها....رجعتلي ثقتي في نفسي من قبل ما تضيع حتي
كنت خايفه و مهزوزة...مش قادرة أواجه الجامعة و لا الحيوان ده ...طمنتني و حسستني بالأمان لا دا أنا بقيت ماشيه في وسط الكل حاسه أني ملكه و الكل بيحسدني عليك
تنهدت بحب ثم أكملت : و الأهم من ده كله إنك أحتوتني....و لا لومتني و لا فهمتني غلط ...للأمانة كنت أتمنى إن علاقتنا تكون في ظروف أحسن من كده ...أكيد كان هيبقي ف.....
هل تعتقدون أنه سيتركها تكمل ...هل أحد يشعر كم الضغط النفسي و العصبي الذي كان يعيشه في تلك الدقائق حتي يتمالك حاله و لا ينقض عليها من أول ما بدأت تتحدث
كفي صغيرتي ...كفي لن أستطع التحمل أكثر من ذلك و لا كتمان عشقي لك الذي كان بمثابة وحش ينهش احشائي طوال تلك السنوات حينما كنت عاجز عن الأعتراف به
لم تكن قبله ...بل كان التهام ...يصرخ لها بين شفتيها التي أنصاعت له باعتراف طالما تمناه
يصرح لها بالفعل قبل القول إنها له الحياة ...الفرحة التي تمناها طيله حياته
يحاول الآن أن يفصل قبلته الهمجيه كي يطلق للسانة العنان ليسمعها أجمل الكلمات و اصدقها ...و لكنه حقاً فشل في ذلك
و بدلاً من أن يبتعد وجد حاله يعمق قبلاته أكثر ...و لكن أيضاً القلب يصرخ داخله ...تحدث أيها الغبي ...ها قد جائت لحظة الأعتراف ….و الغبي لا يقوي علي الأبتعاد
كل ما استطاع فعله أن يترك ثغر تلك المصدومه و يقوم بإمطار وجهها بقبلات عميقه و هو يقول من بينهما : أخيرا ...أنا تعبت ....سنين و أنا بتعذب...نفسي أقولك بحبك. ..لا بعشقك ...مكنتش قادر
أبتعد قليلاً ثم كوب وجهها ...طالع عيونها التي امتلأت بالدموع بعيون تصرخ عشقاً ثم أكمل : حبيت بنت ناس أعتبرتهم أهلي و ليهم فضل كبير عليا ...مكنتش هقدر أدخل بيتهم و ابص لحرمته
حبيت أخت صاحبي الوحيد و عشان محسش أني خونت ثقته قولتله ...أنا بحب أختك
قالي بس هي رافضه الأرتباط غير بعد ما تخلص جامعة
قولتله عارف و هصبر لحد ما تخلص أنا بس حبيت أقولك عشان تبقي عارف
دبحتيني لما شوفتك معاه ...بس قلبي قالي لا ريم مش كده أوعي تظلمها...قولت لنفسي يابن الكلب دا أنت شايفها بعينك
و قلبي يقولي كدبها و صدقني أنا ...و هو الي طلع صح ...طلعت حببتي قد ثقتنا كلنا فيها ....مش عيب إنك اتخدعتي في شخص..العيب إنك تتمادي معاه و يكون بينكم علاقة لمجرد أنه وعدك بالحب
يااااه يا ريم ...متتصوريش أنا فرحان قد أيه كأنك اعترفتيلي بحبك ...بس أنا راضي و الله راضي با اللي قولتيه و عندي بالدنيا و ما فيها
سألته بصدمة من بين دموعها المنهمرة : كل ده جواك و أنا معرفش ...طب إزاي ...أنا آسفه بجد إن محستش بيك ...ااااا
مال عليها ليلتهم ثغرها بعشق ثم أبتعد سريعاً و قال بوقاحة جديدة عليه جعلتها تكاد تموت خجلاً : و لا تقولي أي حاجة يا حببتي لأن أنا حالياً عايز أقطع شفايفك و كل ما بتتكلمي بتجنن ...أنا مكتفي با الي سمعته منك إنهاردة
ضحك بصخب حينما رأي الصدمة ملأت ملامحها ...أعتدل لينطلق بسيارته مرة أخرى و هو يقول بمزاح وقح : أبو جمال أمك يا شيخة في كل حالاتك قمر ...بتعيطي قمر ...زعلانة قمرين...مصدومة ...عايزه تتاكلي أكل
عندي سرطان ....تلك الكلمات خرجت من فم رؤوف بصعوبة و دموعه المنهمرة تؤكدها
صدمت علا و لم تقوي علي النطق لبضع لحظات ...فقد دلفت له منذ قليل و قالت بهدوء : مالك يا رؤوف بقالك أسبوع شكلك مش طبيعي...و حينما رفض التحدث و أخبرها أنه بخير أكملت : يا رؤوف أنت ملكش غيري أنا و ولادك لا ليك علاقة بأهلك و لا بأخواتك...لو في حاجة معاك قولي
و كان اعترافه بذلك المرض اللعين هو الرد الذي لم تتخيله أبدا
نظرت له بشفقه و قد نسيت في تلك اللحظة كل ما فعله معها و قالت : عرفت إزاي و أنت في أي مرحلة
رد عليها بكسره: عرفت من أسبوع و عملت أشعه و تحاليل
مش عايز حد يعرف سامعة
علا : هو أنا بكلم حد أصلا ...طب الدكتور قالك أيه ادالك علاج و لا كيماوي
رغم أنه بالفعل سيخضع لتلك الجلسات المؤلمة إلا أنه رفض الأعتراف بذلك و لأنه حقير يعتقد أن الجميع مثله
رد عليها بتكبر : أعوذ بالله أنتي عايزة تخلصي مني كيماوي أيه و زفت إيه
نظرت له بغل و قالت : أعوذ بالله منك أنت يا أخي أنت فاكرني هشمت فيك ...أنت مهما كان أبو ولادي و ربنا يعلم إن في نيتي إن أطمن عليك
رؤوف : أنا زي الفل حتي الدكتور طمني و قالي دي بؤرة صغيرة في الطحال و هيديني علاج يحجمها
وقفت من مجلسها و قالت : ربنا يشفيك ...و فقط تركته و غادرت دون إضافه المزيد ...لن يتغير حتي و هو يواجه الموت سيظل حقير
أنتفض الجميع برعب و ترقب بعدما نطق عمر تلك الكلمات ببساطة : هاشم ...أنا عايز أعمل فرحي آخر الشهر مش هستني سنتين كمان
أنتفض هاشم من مجلسه بجنون ...لطمت عشق وجنتيها برعب ...حبيبه وضعت كفيها فوق رأسها و هي تقول بهمس : منك لله يا مجنون قولتلك أصبر ...الدنيا هتولع دلوقت
هاشم بهدوء خطر : أنت أهبل ياااض و لا بتستهبل فرح أيه ده الي كمان شهر
عمر بثبات : فرحي علي عشقي يا هاشم ...كفايه كده ...جوازها مش هيعطلها عن التعليم الي هي فاشله فيه أساساً و بتنجح كل سنة بمقبول
هاشم بجنون : إن شالله تاخد السنة في سنتين أنت مال أهلك ...إحنا أتفقنا لما تخلص و أنت وافقت يبقي متفتحش الموضوع ده نهائي لحد ما البت تتخرج
تدخل إبراهيم و قال بتعقل : ملوش لازمه يا هاشم التأجيل...كده كده هيتجوزو خلينا نفرح بيهم بقي
صرخ هاشم بجنون : أنت عايزة ياخد بنتي مني علي جثتي
هل يصمت ذلك العاشق المتبجح لا و الله
صرخ هو الآخر بفجور : هتعمل الفرح بمزاجك و لا أدخل عليها و أخلص و أبقى أعمله بقي مع سبوع النونو
شهقات مرتفعة من النساء و سباب خرج من مؤمن لأول مرة أما هاشم .....
أوعي تخافي من حد ...و لا تسيبي حقك لحد ...محدش أحسن منك و لا حد ليه فضل عليكي ...الي عمل معاكي حاجة كويسة أنا واثقة إنك ردتيها أضعاف ...يبقي خليكي أنتي و بس
أنا بحبك
إبراهيم ..مؤمن و حكم معه عمار الأربعه يمسكون بهاشم الثائر في محاولة منهم لمنعه أن يضرب هذا الفاجر الذي برغم كل هذا لا يصمت
و إنما يقول بتبجح : عايز تضربني يا هاشم بلاش أنانيه يا جدع ما أنت حبيبتك كل يوم بتنام في حضنك أشمعني أنا
و هاشم يصرخ بجنون : أنت عايز تحتضنها يا ابن الكلب يا #####
عمر : أحضنهااااا بس ...ليه نايمة مع سوسن
عشق بصراخ : باااااس الله يخربيتك و بيت اليوم الي حبيتك فيه أيه الي بتقوله ده
لم يهتم بكم السباب الذي يطلقه هاشم نحوه و إنما رد ببرود : بقول الحق يعني هتتبسطي لما أخونك يعني
شهقت بصدمة و حزن و أبيها يقول : و تخونها ليه يا ### روح أتجوز غيرها و سيبلي بنتي
رد بجدية منافيه لما كان يحدث وسط صمت الجميع بصدمة : حد يسيب روحه يا هاشم ...بنتك بتجري في دمي ...نفسي أشوف عشق تانية منها تبقي ليا عشق أبوها زيك ...د أنت الي علمتني أحبها إزاي يا هاشم ليه عايز تحرمني منها ...كام سنة و أنا متحمل و صابر و مراعي أرتباطك بيها عشان عارف إنها بالنسبالك مش مجرد بنتك و بس
بس أنا بردو غصب عني ...دي حببتي و دنيتي ...قدامي و مش قادر أطولها ...يرضي مين ده يا ناس
حقاً ...لم يجد أحد رد يناسب تلك الكلمات التي هزتهم جميعاً من الداخل
إلا ثمرة الفراولة خاصه هذا الهاشم الذي بمجرد أن ذكره بما تعني له عشق أبيها ...تذكر تلك الأيام التي لا تغيب عنه ذكراها....تقدمت منه بهدوء
ثم وقفت قبالته بعدما تركه الرجال
ربتت علي صدره بحنو و قالت بحكمه يشوبها الرجاء : جمعهم يا حبيبي ...أنت قلبت الدنيا عشان ترجعني ليك و أكون معاك و في حضنك...بس وضعك كان أهون منه علي الأقل أنا كنت بعيد
إنما هو حبيبته قصاده و مش قادر يكون معاها عشانك ...طالت و لا قصرت هيتجوزو يبقي خليها عليك و خلينا نفرح بولادهم....عشان خاطري يا أتش...و حياتي عندك متكسفنيش
و الأتش لا يقوي علي رفض رجائها...تنهد بهم و حيره أستشفتها سريعاً فأكملت : و حيات الفراولة عندك خلينا نفرح بيهم بقي
نظر لها بغل و قال : عارفة أني مش هقدر أقولك لا صح
قبل حتي أن تبتسم بفرحة ...و قبل أن يستوعب أحد موافقته الضمنيه ...كان عمر يتقدم منهم ثم يسحبه سريعاً
عانق هاشم عنوه و هو يقول بفرحة عارمه : يخليك للشعب يا هاشم ...ربنا يخليك لينا
و هاشم يدفعه بقوة و هو حقاً لا يطيق قربه منه و لكن الآخر أحكم عليه بقوة و هو يقول بمزاح : متحاولش مش هبعد عنك
هاشم بغل : أبعد عني أنا مش طايق الي جابوك بدل ما أرجع في كلامي
يوسف: أنا مش فاهم يا ماما ...يعني هو تعبان و لا بيشتغلنا و لا أيه ...
علا بهم : و الله يا ابني ما عارفة لما عيط و قالي أنه تعبان صدقته بس بعد كده زي ما أنت شايف رجع زي ما كان ...و لا لاقيه علاج بياخده و لا أعرف بيتعالج فين ...حتي دورت علي ورق التحاليل و الإشاعات الي المفروض قال عملها مش لاقيتها
يوسف بلامبالاه : يبقي كبري دماغك يا ماما ...أنتي عملتي الي عليكي هو بقي عايز يفضل لوحده أو فاكر إننا هنشمت فيه يبقي براحته
علا : طب هنفضل كده يا ابني و بعدين أنا مضمنش أبوك ممكن يكون مرتب لأيه أنا عارفة أنه و لا ريحنا و هو عايش و لا هيسبنا نرتاح لو جراله حاجة
مر شهر بعد آخر ما حدث ...كانت عائلة الجندي بأكملها تتجهز لهذا الحفل الأسطوري الذي خطط له عمر كي يسعد عشقه و يجعله يوماً لا ينسي
رغم محاولات هاشم العديدة لخلق شجار معه و علي أثره يقوم بإلغاء الحفل ...إلا أن عمر مارس أقصى درجات ضبط النفس حتي يفوت عليه الفرصة لفعل ما يريد
أما علا ...فقد تدهورت حاله رؤوف فجأة مماأضطره أن يحتجز داخل المشفي الخاص بعائلة الجندي بعد أن ساعدها أحمد في ذلك
هل يتعظ هذا الشيطان ...لا و الله فقد أذاقها الأمرين أثناء مرافقتها له ...فقد كان داخله يشعر بالغل و الحقد ...لما أنا أموت و هي تنعم بالحياة
و رغم ذلك تحملت كي تأخذ ثوابها كاملاً ...و حينما كانت تشتكي أفعاله لصديقتها قالت لها بغيظ : أنا لو منك تسيبيه يولع إيه الراجل ده ...ده بينه و بين الموت خطوة طب يعمل حاجة عدله في آخر أيامه
و الأصيلة ترد عليها بطيبه : أنا بعمل بأصلي يا سمر ...و بعمل عشان خاطر ربنا الي بيعملو دلوقت مش هيكون قد الي عمله فيا طول عمري ...راح و لا جه أسمه أبو ولادي
أجمل طله من الممكن أن تراها يوماً ...كانت تقف بها عشق أمام أبيها
تتزين بالثوب الأبيض الرائع و أبيها لم يستطع منع دموعه من الهطول حينما رآها بتلك الهيئة الملائكيه
كوب وجهها ثم قال بصوت مختنق : عشق أبوكي ...هياخدك مني ابن الكلب
حاربت دموعها كي لا تهطل و تفسد زينتها ...كوبت وجهه هي الأخري و قالت بأختناق : محدش في الدنيا يقدر ياخدني منك يا أتش...دا أنت أبويا و صاحبي و حبيبي ...أنا شوفت منك و معاك الي مفيش بنت في الدنيا عاشته مع أبوها
دموعك غاليه يا أتش...الغي الفرح اعمل اي حاجة بس متزعلش
رد عليها بدموع : لا يا حبيبي ...أنا فرحان و الله فرحان أنا إنهاردة اطمنت عليكي عشان سلمتك لراجل هيشيلك جوه قلبه و عنيه
أكمل بمزاح كي يهون عليها : هو صحيح ابن ستين كلب و مش طايقه بس بصراحة هو ده الي أئتمنه عليكي
أمل بمزاح من بين دموعها الذي هبطت تأثراً بما يحدث أمامها : يابني أرحم الراجل بقي حرام عليك ...من يوم ما أبني خطب بنتك و أنت مبطلتش شتيمه فيه الرحمة حلوة مش كده
و العاشق يقف أسفل الدرج يغلي كالمرجل ...حاول إخوته تهدئته إلا أنه حقاً غاضب
حكم : يابني ما تهمد بقي يعني هو هيخطفها تلاقيها لسه مخلصتش
عمر بغل : لا خلصت من نص ساعة أنا مكلمها...هو متعمد اااا....
قطع حديثة فجأة و هو ينظر بعيون تصرخ عشقاً للتي ظهرت أعلي الدرج متأبطه ذراع أبيها و الأبتسامه تملأ وجهها عكس أبيها الذي ينظر له بتجهم
كاد أن يتحرك للأعلي كي يأخذها إلا أن أحمد أمسكه سريعاً و قال بحكمة: أثبت ...لو فكرت تطلع سلمه هيرجع بيها فوق و أبقى قابلني لو طولتها
رد عليه بغل: أنت مش شايف نازل علي أقل من مهله إزااااي
حقاً كان المشهد مستفز للجميع ...هاشم يهبط درجة ثم يقف لبضع لحظات و عشق أبيها لا تقوي علي الأعتراض
و لكن ما صدم الجميع حقاً هو حينما وصل أمام ذلك المتلهف...بمجرد أن مد يده كي يأخذها منه
تجاهله ...بل تجاهل الجميع الذين شهقو بذهول حينما تحرك بها نحو المكان المخصص للرقص دون أن يعير هذا الذي جن جنونه أدنى إهتمام
نظر عمر نحوه بغل و غضب ثم قام بخلع جاكت حلته و القاة فوق الأرض بجنون
أمسكه أحمد و إخوته حتي أبيه وقف يتوسله: أهدى يابني عشان خاطري ...هو هيرقص معاها و بعدين خدها معلش راعي مشاعرة
هنا لمعت داخل عقله فكرة شيطانية ....نظر تجاه حبيبه التي تقف بغيظ ثم قال : خليه يرقص معاها ...حقه
أعقب قوله بالأتجاة نحو حبيبه ثم سحبها معه دون أن يتفوه بحرف ....و هي قالت له بوجل : أنا مش هقدر أكلمه يا عمر تاخدني فين يابني
وصل جانب هاشم الذي جحظت عيناه حينما فهم ما سيفعله ذلك الخبيث
لم يهتم عمر بل نظر له بكيد و قال لحبيبه : أنا مش عايزك تكلميه....أنا هرقص معاكي
ضحكت بغلب بعدما فهمت خطته الخبيثة ...هو يعلم غيره هاشم الشديدة عليها حتي من أولادة الذكور ...إذا سيترك عشق كي يمنعه من لمس ثمره الفراولة خاصته
و هذا ما حدث ...أوقف تلك الرقصه الكارثية ثم قال له بغل : بتعمل أيه يابن الكلب
رد عليه ببرود : و لا حاجة ...هرقص مع حماتي لحد ما أنت تخلص رقص مع ....مراتي
جز هاشم علي أسنانه بجنون فأكمل عمر : خلاص يا خالو متزعلش
خد بتاعتك ....أمسك يد عشق و أكمل و هو يسحبها : و هات بتاعتي
لف هاشم ذراعه حول خصر حبيبه بتملك ...ثم ضغط علي كف عشق بقوة و هو يقول : الأتنين بتوعي ...محدش هياخد واحدة منهم مني
رد عليه عمر بتعقل و حب حقيقي يكنه له : مقدرش أخدها منك يا هاشم و أنا عارف إنها عشق أبوها...بس هي عشقي ...أنت حببتك في حضنك أهي ...أرجوك سيبلي حببتي
تنهد هاشم بندم ثم ترك يدها و قال برجاء أب : خد بالك منها يابني ...دي عشق أبوها و نور عينه ...أنا حاسس إنك يتقطع من لحمي ...ربنا يهنيكم
عانق عمر هاشم بقوة و هو يقول بأعتراف : متخافش يا هاشم. ...جوه قلبي قبل عنيه ...مش عشان هي عشقي و روحي و بس...أبتعد و أكمل : عشان حته من هاشم الجندي الي رباني و علمني و بقيت عنده ابنه البكري و صاحب عمره ...الي عمل أسم عمر الجندي في السوق و بقي الكل بيعملي الف حساب...أنت أبويا يا هاشم مجرؤش أزعلك لو علي موتي
احتضنه هاشم بحب و قال : أنت فعلاً ابني البكري ...ربنا يسعدكم و أفرح بولادكم يا رب ...أبتعد و أكمل بمزاح حزين: خدها بقي قبل ما أرجع في كلامي
هل ينتظر. ...لا و الله ...قبل حتي أن ينهي آخر كلمة ...كان يلف ذراعيه حول خصرها ثم يرفعها و يدور بها وسط المكان و هو يصرخ بجنون : أخدتك من بوق الأسد....بعشقك يا عشقي بعشقك
و علي بعد مسافة قليلة ...كان هناك عاشقان ينظران الي ما يحدث بتمني أن يكونا مكانهما
أحمد و ريم ...قد تطورت علاقتهما كثيراً بعدما أعترف لها بعشقه...و رغم أقترابهم من بعضهما البعض إلا إنها كانت تخجل أن تصرح له بمشاعرها نحوه
و لكن الآن ...و بعدما رأت نظرات التمني تملأ عينه قررت أن تسعده كما جاهد هو من قبل
ضغطت علي كف يده كي ينتبه إليها ...نظر لها بإهتمام و قال : أيه يا حببتي محتاجة حاجة
لمعت عيناها بعشق و فخر ...نعم تفتخر أن هذا الرجل حبيبها
أبتسمت بهدوء و قالت : بحبك
زوي بين حاجبيه بصدمة ثم قال بعدم فهم : نعم ...مش فاهم
ضحكت بسعادة و قالت بمشاكسه : بحبك يا دكتور أيه الي مش مفهوم في كده
صدمة ...فرحة ...جنون ...كل هذا كان يشعر به و الأدهي أن قلبه كاد أن يتوقف من شدة خفقانه
أعطاها كامل إهتمامه و هو يقول بعدم تصديق : أنتي بجد ....بجد قولتيها و حساها جواكي. ...ريحيني أبوس إيدك هتجنن مش مصدق
ريم بجديه يملأها العشق : و ليه مش مصدق يا حبيبي ...أنت تستاهل تتعشق فوق العشق عشقين و الله ....أنا من رحمه ربنا بيا أنه جعلك من نصيبي ....أنا بحبك بجد يا أحمد مش بقولها كده و خلاص
كاد أن يرد عليها إلا أنها قالت له بتعقل : حبيبي رد عالفون مش مبطل رن من وقت ما أتكلمنا
لم يهتم و قال : بالله ده وقته دا أنا هولع في الفون و لا أني اسيب اللحظة دي
ضحكت بهدوء و قالت : رد يا دكتور لتكون حاله مستعجلة ...أكملت بنزق مازح: دي ضريبه الي تحب دكتور
هز رأسه بيأس ثم أخرج الهاتف و نظر به ...وجدها علا
رد سريعاً وجدها تقول ببكاء : الحقني يا دكتور الله يخليك أنا آسفه عارفه إنك في فرح
احمد : أهدى بس و قوليلي في أيه
علا : رؤوف تعبان جداً و الدكتور الي مسؤول عن حالته مش موجود و لا عارفين نوصله ...و أنا خايفة ...أنا لوحدي
أحمد بجديه : متخافيش أنا جايلك حالاً ...أغلق معها و نظر لريم بأسف و حيره
ربتت علي يده و قالت : روح يا حبيبي أكيد حاله خطيرة...أنا هفهم عمر و عشق متقلقش
نظر لها بعشقاً خالص ثم قال بجنون : هو أنا لو قطعتك بوس دلوقتي هيحصل حاجة
ضحكت بخجل ثم قالت : يلا يا مجنون شوف شغلك ...تمالكت حالها و قالت بجرأة لأول مرة : تتعوض لما تخلص شغل
بمجرد أن وصل المشفي ...وجد تلك المسكينة منهارة من البكاء ...أقترب منها و بمجرد أن رأته قالت : مات ....رؤوف مات يا دكتور
أحمد : البقاء لله ...علي فكره ربنا رحمه لأن حالته كانت خطيرة و مؤلمة شدي حيلك
جائتها صديقتها و قامت بأحتوائها في عناق دافيء و هي تقول : أهدى يا حببتي خلاص...الله يرحمه متجوزش عليه غير الرحمة
أبتعدت قليلاً و قالت بأستغراب : أنتي زعلانة عليه للدرجه دي يا علا ...أنا مش فهماكي أيه الأنهيار الي أنتي فيه ده ...ده لسه مبهدلك و حارق دمك قدام الناس كلها الصبح...فوقي يا حببتي ولادك محتاجنلك
هنا ...لم تتحمل أنفجرت ببكاء و قهر : أنا حزينه علي عمري الي راح يا سمر ...حزينة علي ولادي الي أتيتمو برغم إنهم كانو يتاما الأب و هو عايش ...حزينة إني مش قادرة أحزن عليه غصب عني من اللي شوفته طول حياتي معاه...و الله أنا ما غبيه و لا قلبي جاحد بس هو معملش حاجة تخليني أحس بحزن عليه و ده واجعني فهماني
سمر بأشفاق : فهماكي و حاسة بيكي يا قلب أختك ...متزعليش مني ربنا لو كان طول في مرضه كان يبقي بيخلص منه ذنوبه في الدنيا ...بس هو رحيم و عدل خلاه يحس بالضعف الي كان بيحسسه ليكم طول عمره ....و عجل بأجله عشان يقتص منه في الأخرة
أعملي الي عليكي للآخر يا بنت الأصول وصليه للي خلقه هو هيتصرف معاه و بعدها فوقي لنفسك و لأولادك عشان محتاجنلك ....و الأيام كفيله أنها تداوي جرحك ...ربنا يعوضك و يراضيكي علي كل الصبر الي صبرتيه
و في اللحظة التي كانت تنتهي حياة أحدهم ...كانت تبدأ حياة آخر
آخر عاشق بل يذوب عشقاً في من ولدت علي يده ...رباها...دللها ...عشقها ...جرحها و داواها
و اليوم...يغلق عليهم باب أمام الجميع ليس سرقة رغم إنها ملكه و حقه ....و لكن اليوم له مذاق آخر
الجميع رآها معه بل تمنو لهم السعادة ...الآن سيملك كل أنش فيها بل سيزرع داخلها عشقه و يتمني أن يأتي بثمارة
عناق ساحق حتي كادت ضلوعها أن تنكسر بين يديه ...قبلات مجنونه لدرجة أن دمائها سالت ليبتلعها بنهم
و هي لم تكن أقل منه لهفة و رغبة ...حبيبها الذي لم تري رجلاً غيره ...طالما كان حلم لها رغم وجوده معها ....إلا أن الآن فقط ...أصبح الحلم حقيقة
لا تعلم متي القي ثوبها فوق الأرض...و لا كيف مزق ملابسها الداخلية
و لا كيف أتتها الجرأة و القوة أن تساعدة في التخلص من ثيابه رغم أرتعاش جسدها بأكملة ليس يديها فقط
جنون ...عاشا معاً طوال حياتهم في جنون و صخب....لكن الآن ...يعيشان جنون من نوع آخر لا يجيده غيرهما
و حينما أقتربت اللحظة التي كانا يحلمو بها معاً ....رفع رأسة قليلاً ثم ثبت عيناه المشتعله بجمر العشق و الرغبة داخل عيناها المتوهجة و قال بصوت لاهث : هتبقي ملكي بجد يا عشقي ...هختمك بختمي
و عشقه ترد بيقين : أنا أصلاً ملكك من غير حاجة يا قلب عشقك
صرخة خرجت منها فا ألتهمها داخل فمه ....ثبات يعذبه رغم المتعه التي لم يتخيلها ....ثم تمهل كي لا يؤلمها ...ثم جنون مع كلمات خرجت من أعماق قلبه الملعون بعشقها
و الجميلة تتحامل علي ألمها و تسمعه أعذب الكلمات التي أملتها عليها روحها الهائمة به
و أخيراً قبلات رقيقة ممتنه تتناثر علي وجهها المتعرق أثر المجهود المضني الذي بذلته مع هذا الثائر الجامح
و ....مبارك عليكي يا عشق عمر ..أخيراااا
و عشقه ترد بوله : يبارك لي في عمرك و قلبك و روحك يا قلب عشقك الي بتموت فيك
تمت
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-