رواية لعنة الام وبناتها كاملة جميع الفصول بقلم سوما العربي
رواية لعنة الام وبناتها كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة سوما العربي رواية لعنة الام وبناتها كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية لعنة الام وبناتها كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية لعنة الام وبناتها كاملة جميع الفصول
رواية لعنة الام وبناتها كاملة جميع الفصول
فى لندن
صباحاً يجلس على مكتبه بكل وقار منكب على مراجعة اوراق هامه خاصه بالعمل.
اغمض عينيه بملل عند سماع فتح الباب بقوه من قبل ذلك الثور صديق عمره.
وضع قبضة يده تحت ذقنه بملل منه وقال:هو انت مش هتبطل الهمجيه بتاعتك دى يا طور انت... ولا انا كل يومين هغيرلى باب بسببك.
ادهم بغضب منه:وانا كل يومين هفكرك انك وااااطى.
مالك ببرود:انا مش فاهم فعلاً انت مضايق نفسك ليه.
ادهم :يعني انت اللى طلبت تروح هناك وتسهر وعشان انت صاحبى وحبيبى وكفاءة روحنا هناك وانت عارف انها بتسهر هناك تقوم تسيبنى هناك وتخلع.
مالك:انا اه كنت عايز اروح اسهر هناك بصراحة المكان حلو لكن اكتر من كده ماليش فيه وانت عارف... وبعدين يعني انت بكل العضلات دى مش عارف تسيبها وتمشى.. ولا انت الى ليك مزاج.
ادهم :اوووف.. مالك ماتستهبلش انت عارف انها بتحبني اد ايه وماكنتش عايز احرجها.
مالك باستنكار :والله.
ادهم :احممم... ماهى جامده اوى الصراحه.
مالك ببرود:طيب.. ماتجيبهاش فيا بقا.
ادهم :ايوة بس انا بقالى مده قاطع معاها وهى بتطاردنى فى كل مكان... يبقى معناه ايه بقى انى رايح المكان اللي عارف انها بتسهر فيه كل يوم.
مالك:ادهم... ايميليا مش هتسيبك كده بسهوله... ياريت تنهى الحوار ده بقى.. ولا الزفته التانيه الى اسمها كيرا... دى جت هنا الشركه من يومين وانت مسافر شيكاجو وفاكره انك هنا ومصره تقابلك.. احنا مش فاتحينه شاطئ الغرام هنا... ده مكان شغل... الحاجات دى مش هنا.
ادهم :يانهار ابوها اسود.. ماشى هوريها.
مالك:وشوفلك حل فى فى ابوك ده... فى ورق مهم لازم يتمضى وهو مش عايز يسيب الست الوالده عشان مش بتحب لندن.
ادهم :ماتلم نفسك ياجدع انت.. انت هتجيب سيرة الام كمان.
مالك :ماهى حاجة تطهق عشان القطه بتاعتها تعبت وماتت هنا من سنه وهى مقاطعه لندن خالص وعز بيه مابقاش يحب يروح فى حته من غيرها وقاطع لندن هو كمان.. وانا يقف حالى هنا.
ادهم :بس بس اهدى وبعدين لم نفسك وانت بتتكلم عن اهلى.. وعلى أساس يعني ابوك إلى عارفين نشوفه ماهو كل فين وفين لما بييجى ومش بيبقي فاضى لنا... ابوك بييجى يعمل هانى مون جديد هنا.. ده ولا مره جاب فيها حد من اخواتك.. جامد ابوك ده... عاحبنى.
مالك بعصبيه:ادهم اتلم.
ادهم :بس بس.. اهدى.
ثم استقام من موضعه وتقدم ناحيته و وضع يده على كتفه يهدأه قائلاً :مش هتبطل عند بقى... انا عارف انت متعصب ليه.. ماتروحلها خدها 100قلم على وشها وقلها انا بحبك وانتى ليا من زمان.. انت لسه هتستناها لما تيجى تكلمك هى.
مالك :يخبربيت رومانسيتك... انا عارف الستات هتموت عليك على ايه.. اخدها 100قلم على وشها.
ادهم :مش بهزر.. انت هتفضل كده لحد امتى.
مالك مدعيا الا مبالاة :كده الى هو ازاى.. انا ناسى الموضوع من زمان.. كنا عيال وماكنتش فاهم.. ابسط مثال انى سبتها وسافرت وبقالى اكتر من 11 سنه ماشوفتهاش.
ادهم :ممممم.. لا اقتنعت بصراحة... ماعرفتكش انا كده.
اقترب منه اكثر وقال:ولاااا مثل على الدنيا كلها انا قاريك ها.
قال هذا مع تزامن رنين الهاتف برقم حمزه.
ادهم باستهزاء:رد.... اليوم خلص هناك ورويتر بتاعك متصل عشان التقرير اليومي.
شتم مالك تحت أنفاسه من صديقه الذي يعلمه ويعلم كل مايخفيه رغم محاولة التظاهر بعدم الاهتمام.
انقطع الاتصال فتأكد من خروج ادهم وعاود هو الاتصال باخيه وانتظر الرد.
مالك:الو... ازيك ياحمزه.. عامل ايه.
حمزه:حمزه كويس يا خويا بس زهق منك ومنهم ومن ابوك وقرب يتبرا منكوا كلكو يا عيله....
صمت ولم يكمل فقال مالك باسهزاء:سكت ليه ماتكمل... كمل يامحترم.
حمزه:اعمل ايه مانا جبت اخرى مش عارف هلاقيها من ابوك ولا من امى ولا اخواتى الى جننونى وانت وابوك مجننى بيهم.
مالك باهتمام :ليه ايه اللي حصل.
حمزه :لا بس قبل ما اقول اى حاجة لازم نتفق بقى... انا لازم يتعملى مرتب منك على التقارير الى بعملهالك كل يوم دى.. اه ماعلش الشغل شغل يا ابن والدى.
مالك:مرتب... ليه وبعدين مش بتشتغل مع ابوك وبدأ يعلمك الشغل.
حمزه:مش بيدينى حاجه.. والبركه فى الحاجه شهد.. خايفه الفلوس تفسد اخلاقى.
قهقه مالك على سذاجه تلك السيدة وقال:ههههههه.. هى لسه على نياتها كده... فلوس ايه اللي تفسد اخلاقك.. ده انت تفسد اخلاق بلد.. ده أنا ساعات بخاف على اخلاقى منك.
حمزه :بطل ضحك انا اصلاً بكلمك وانا مش شايف قدامى.. وكمان تعالى هنا... احنا مش هنشوفك بقى ولا ايه؟
تلاشت ابتسامة مالك تدريجيا وقال:لأ... ابقى تعالى انت.
حمزه :يعني اعمل ايه افهمهالك ازاى.. ابوك مش عاطقنى وبيقولى مين ياخد باله من اخواتك... انا جيتلك السفريه الى من ست شهور دى بعد محايلات ياما وسيدة القصر شهد هانم اتدخلت ولولا كده ماكنش وافق.. وبعد ماكنت هقعد اسبوع كامل اتصل بيا يقولى تعالى حالا اختك عايزه تروح الدرس.
انفجر مالك فى الضحك بشده وهو يتذكر رد فعل حمزه فى ذلك اليوم وقد قارب على الإصابة بالشلل.
حمزة مكملا:مش عارف انا اعمل ايه.. هو فى جنان كده يجبنى من لندن عشان تاج هانم عايزه تروح الدرس... واسافر واحجز طيارة واجى وفى الاخر الاقيها بتقولى يالا يا حمزه عشان درس البيانو.
لم يستطع مالك اخد أنفاسه حقاً من كثرخ الضحك حتى ان عيناه ادمعت.
جمزه بتأفف:انت بتضحك... ده أنا يومها اخدت حبايه تحت اللسان من بتوع مرضى الضغط دول.
مالك:ههههههه. ههههههه.. مش قادر.. مش قادر بجد..ههههههه انت بتتعب معاها اوى يابنى.
حمزه بغيظ :معاهم.. قصدك معاكوا.. ولا ناسى تقاريرك.
مالك باهتمام :طب ايه.. قول.
حمزه :بس يا سيدى....
واخذ يقص عليه معظم تفاصيل يومها.. وكذلك بعض المعلومات عن يوم تاج شقيقته فهو لا يقل اهتماما بها وبامرها وحمايتها ابدا.
_____________________
فى القاهرة
صباحاً بأحد الغرف الملكيه يستيقظ يونس وهو يفتح عينيه مبتسماً على قبلات امرأته الجميله التى يزاد هوسه بها مع مرور السنين وقد أصبحت اكثر فتنه وهى فى قمة ومكتمل انوثه اى امرأة في بداية سنوات الأربعين فاصبحت قابله للالتهام أكثر واكثر فجسدها أصبح بانوثه امرأه في الأربعين ولكن وجهها مازال بنضاره العشرينات.
شعرت به وهو يضمها إليه فرفعت وجهها عن عنقه مبتسمه.
يونس بحب:صباح الخير يا حبيبتي.
شهد :صباحى انت يا نوسى.
اغمض عينيه بوله:اعمل فيكى ايه ها.. أحبك اكتر من كده ايه.
شهد بنعومه :تحبنى اكتر واكتر واكتر.
ضمها يونس اليه وقال :ربنا يخليكي ليا يا روحى.
قبلها قبله سطحيه وقال :بالنسبة بقا للعلامة إلى سبتيها على رقبتى دى نعمل فيها ايه.
شهد ببساطة :هنداريها بالميك اب زي كل يوم.
ابتسم مجددا وقال:طيب عدل ربنا بقا.. تعالي.
شهد :ايه.
يونس :هعملك زيها.. الحق حق.. وانا فى الحاجات دى حقاني اوى.
ضحكت بميوعه وقالت:مش هتكبر ابدا... عديت ال55ولسه زى مانت.
يونس :برضه 55..كل مره تقولى كده تقومى الصبح ندمانه... انتى الى جبتيه لنفسك... تعالي بقا اندمك.
شهد:ههههه... لأ لأ.. خلاص حرمت.
يونس بإصرار:ابدا.
شهد :طب وشغلك.
يونس وهو ينقض عليها :يستنى.
__________________
ثم غرق بها بعالمه الذى يخصها به هى فقط.
فى غرفة اخرى تجلس تلك الجميله وهى تتصفح هاتفها وتبتسم.
قفزت شقيقتها الصغرى على الفراش وافزعتها قائله:بتضحكى على ايه.
جورى بفزع:تاج.. يخربيتك خضتينى... فى ايه بكلم كريم.
تاج:ايه ده... هو مختفى فين بقالو كام يوم.
جورى :مش عارفة بس شكله عنده ضغط شغل.
تاج:طب سيبك منه وتعالى نخرج كده فى الخباثه ونركب عجل.
جورى:كان على عينى والله نفسي بس انتى عارفه ابوكى.
تاج بتذمر:اوووف.. مش عارفه هو وحمزه ومالك بيعملوا كده ليه معانا.
جورى:خلاص بقا مانتى لما كام مسافر من شهر كنتى بتخرجى بيها كل يوم.
تاج بصراخ :ده من شهههر.
جورى :بس وطى صوتك هيسمعونا... ماشفوهمش وهما بيسرقوا.
تاج:طب اعمل ايه؟
جورى:انسى الموضوع.. بقولك.. انا خارجه انا وزينه وحنين تيجى معانا.
تاج:اجى اهو اى خروج... بس انا عاجبنى اوى علاقتكوا ببعض رغم انهم خلصوا جامعه واشتغلوا بس لسه صحاب زي ماكنتوا فى مدرسة وجامعة واحدة واكتر.
جورى مبتسمه:انا كمان بحبهم اوى... زينه عيد ميلادها كمان اسبوع.. هتيجى معايا صح.
تاج :اكيد.. بس الهديه عليكى.
جورى بغضب:ليه؟ مش بتاخدى مصروف زيك زيى.
تاج:لأ مش زيى زيك.. انتى بتاخدى اكتر.
جورى :عشان انا اكبر وفى جامعه.
تاج باستعطاف:جووجوو حبيبتى.. اختى الجميله.. ماتكلميهملى يزودولى المصروف شويه.
جورى:لأ يا تاج مصروفك حلو بلاش استهبال... كمان مش كل مره هتحطينى انا فى وش المدفع.
تاج بتذمر:خلاص خلاص.. تعالي ننزل نفطر.. اهو نلحق حاجة قبل ما حمزة يبلع السفره.
جورى :انا الى غايظنى انه مش بيبان عليه.
تاج وهى تستقيم لتقف :يالا يالا.
______________
فى غرفة الطعام يجلس حمزه على السفره وهو يقضم الخيار منتظر قدوم الجميع لتناول الإفطار ولكنه لايطيق صبرا. جائع يا عالم.
دلفت تاج مع جورى فقالت جورى بمرح:صباح الخير يا موزه.
نظر لها بانتعاض ولم يجيب. جلست بجواره مبتسمة باستفزاز وقالت ايه يا موزه مش بترد عليا ليه.
تاج بتستفزاز هى الأخرى :ماترد على البونيه يا موزه.
نطر لهم بغضب وقام بقضم الخيار بعصبيه وكأنه يريد قضم رقبتهم بدلا من الخيار.
استمروا في استفزازه فى نفس الوقت كان يهبط الدرج وهو يمسك بخصر جميلته بمنتهى الحميميه يتحسسه بتملك وهى تبتسم له بحب.
جلس على رأس المائدة وقال مبتسما بإشراق :صباح الخير يا ولاد
الاولاد:صباح النور
يونس :ايه يا حمزه مالك؟
حمزه بامتعاض:ماليش.. ماليش.. بقولك ايه يا بوص... ماتخلينى اسافر لمالك يومين وحشنى اوى.
جورى باستغراب :هو ليه مش بييجى خالص.. ماجاش غير فى موت جدو وبعدها فى موت تيتيا... وكمان ماحدش شافه.
نظر لها يونس ثم نظر لشهد ولم يجد رداً.
نظرت لهم بحيرة هى وأخواتها فهو لم يمكث طويلا ولم يحاول رؤية جورى ولكنها لا تعلم. تعتقد انه لم يرى الجميع وذهب.. وفكر تاج وحمزه هو لما لا يريد شقيقهم رؤيه جورى؟
والامر محير اكثر بالنسبه لحمزه فهو مستغرب جدا من كونه يطلب منه تقارير مفصله عنها وعن يومها. ماذا اكلت.. ماذا شربت.. مع من تحدثت.. من هاتفت.. يغتاظ كثيرا من تقربها من كريم ولكنه هدأ قليلا حين علم ان هكذا علاقته بتاج أيضاً وأنه يعتبرهم أشقائه. إذا لما يهتم كل هذا الاهتمام وبنفس الوقت يجاهد على الا يراها... حقا محتار فى امره خصوصاً وأن مالك يرفض تماما التحدث فى هذا الأمر.
اما عن يونس كان هو الآخر في حيره.. اصبح لا يعلم مايدور فى خلد ابنه.. هل يرفض التواجد هنا والعودة من اجل وجود جورى.. هل اصبح لا يحبها.. لكن ان حدث ففى هذا الوقت لن يفرق معه وجودها من عدمه.. وإن كام يعشقها لما يتركها.. لما حتى لا يراها ويشبع نظره بها.
نظرت له شهد وهى تعلم كل مايفكر به.. هى الأخرى اصبحت فى حيره من هذا الأمر.
انتهى الافطار وذهب حمزه مع يونس للعمل وتوجهت شهد لاعمال المنزل مع المساعدة.
بينما جورى وتاج ذهبوا للالتقاء بزينه وحنين.
___________________
فى الفرع الرئيسي لشركات يونس العامرى يدلف للداخل مع والده وكالعادة يجد العم سامر عامل البوفيه يتحدث في الهاتف بعصبيه ونفاذ صبر مع ابنته.
سامر :لينا... تروحى حالا البيت.. انا مش قولت مافيش خروج.... لا مافيش عشان خاطرى... تسمعى الكلام ورجلك فوق رقبتك..... اه تهونى عليا عشان شكلى دلعتك زيادة.... لييييينا... لأ.. يابنت..... طيب ماشى.. اعمل ايه مش بحب ازعلك ماحنا مالناش غير بعض بعد امك الله يرحمها.
كان حمزه يستمع للمكالمه من طرف العم سامر وهو يضغط على شفتيه بغيظ فهو كالعادة لم يسطيع القسوه عليها ورضخ لطلبها... هذا العم لين كثيراً... وهذه اللينا تستغل حبه لها وتتمادر اكثر واكثر
ولكن.. لما تهتم حمزه؟
اتسعت عينيه وهو يتسال داخله لما يهتم بأمر تلك الجميلة ذات الأعين الزرقاء الواسعه وشعرها الاسود التى دائما ماتفسد جمال لونه من صباغاته المتكرره في فترات قريبه. ماذا؟
هل هو معجب بها.
صدم كثيرا وتسارعت دقات قلبه ولم يستفيق الا على يد العم سامر قائلاً :ايه ياحمزه يابنى... يونس بيه دخل مكتبه بقاله شويه وفكرك وراه وقالى اناديك... انت فيك حاجه.
حمزه:شكلى انا وانت هنتعب اليومين الجايين اوى ياعم سامر.
سامر ببلاهه:والنبى مافاهم حاجة.
حمزه:وانت هتفهم ازاى من الهم الى وراك.
سامر:انت سخن النهاردة ولا ايه يا بنى.
حمزه بتمنى :ياريت.. ياريتني كنت سخن اقله ساعتها هقول أن الى حاسه خطرفه من السخونيه... اه ياحوستك السودا ياحمزه.. بقى يوم ماتقع تقع الوقعه السودا دى.
ثم وجه حديثه للعم سامر وقال:لا هو انا اكيد عجبنى شكلها بس.. اه صح.. هو مافيش غير كده.. وفى فرق بين الحب والإعجاب بالشكل صح؟ صح ياعم سامر؟
سامر وهو يضرب كف بكف ويتحسر على هذا الصبى:لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. ياعينى يا بنى.. ماعلش... هى الثانوية العامة تعمل اكتر من كده.. بس اجمد كده عشان تقدر عليها.
حمزه بعزم:هقدر عليها إن شاء الله.
______________________
ثم توجه لمكتب والده تاركاً العم سامر يدعو له بالتغلب على صعابه.. ولا يعلم ان من اهم صعاب حمزه هو ترويض ابنته.
اما فى احد الكافيهات كانت تجلس جورى وتاج مع حنين وزينه يتحدثون بنميمه فقالت جورى لزينه:طب احكيلنا احكيلنا على البنات اللي اخوكى مصاحبهم.
زينه:ده انا هتجنن منه.. هو ازاى مش بيتلعلط فيهم... بس يعرف شويه بنات يالهوووى.
حنين:وهو فاضى ده.
زينه:لا مايغركيش البدله.. وبعدين ده بكلمتين وغمزه بيقعوا وساعات من غير وساعات تانيه هما الى بيعاكسوه.
جورى :يانهار اسود.. هى بقت كده.
تاج:واكتر ده انا بشوف فى الشارع كل يوم بلاوى... المشكله ان اى شاب ظابط بيبقى عارف ومتاكد ان اى بنت هتموت عليه من كتر البنات الى بتعمل كده.
حنين :عندك حق والله طب ده انا شوفت امبارح منظر.
البنات بفضول :ايه ها... ايه ايه.
اشارت لهم حنين بالاقتراب وهى تهمس لهم بما رأت وهم يستمعون بفضول وتفاجئ.
شهقوا جميعاً في نفس واحد فقالت حنين:اه والله.. وطلبت رقمه كده ولا اتحرجت.
جورى:لا مش مصدقة بجد...هى الدنيا اتشقلب حالها.
تاج:احنا بس الى مقفول علينا من كل ناحية.
زينه :وهو لسه مالك مارجعش من برا.
تاج :لأ وشكله مش ناوى.
حنين :بس اكيد الحكاية دى فيها سر.. واكيد بنت.
جورى :اشمعنى يعني.
حنين :مانتى لو بتقرى الروايات الى ببعتهالك على فيس بوك كنتى عرفتى ونصحتى شويه.
جورى باستنكار:وايه علاقة النصاحه بالروايات مش فاهمة.
حنين:الروايات غير انها بتعيشك فى جو حلو لو رومانسيه لكن كمان أحياناً بتنقلك خبرة ناس غيرك واوقات تانيه بتعرفك حاجات انتى ماكنتيش تعرفى إنها موجودة اصلاً... فى منها حاجات مش صح وعيب وفى منها افكار بتبقى أوفر وأفكار تانيه بيتبقى خارج العادات والتقاليد لكن برضه العلم بالشئ ولا الجهل بيه.
جورى:ماشى. هحاول اخد بنصيحتك... واهى حاجة تسلينى برضه.
زينه:طب همشى انا بقى.. ولاد خالتى جايين النهاردة وقولت لماما انى مش هتأخر.
البنات :اوكى باى.
زينه :باى.
وعندما ذهبت قالت حنين :كويس انها مشيت عشان نعرف نشتريلها هدايا.
جورى:الوقت جرى بينا والمغرب قرب يأذن وانتى عارفة فى البيت مش بيخرجونا انا ولا تاج بالليل لوحدنا.
حنين بتفكير:طب مانكلم طنط شهد... لو عمو يونس عرف انها معانا هيطمن.
تاج وجورى بتهكم:ده هيقلق اكتر ويجيب عليها واطيها.
حنين :ليه بس التشائم ده.. كلموها بس.
جورى:كلميها انتى بقا.
تناولت حنين الهاتف وقامة بالاتصال على شهد ثوانى وجاءها الرد فأجابت بمرح:اهلا اهلا اهلا اهلا يا مساء الفل يا جميل.... انتى الى عمله ايه يا موزة الكومبوند كله... ياختى حلوه... بتتكسفى يابطه... ههههههههه.. طب بقولك ايه احنا كنا خارجين وقولنا تيجى معانا تفكى..... هههههه عليا النعمة انتى عسل ايه السهوله دى... يالا بينا... مش زى بناتك الفقر... خلاص خلاص براحه وبعدين ده انا حنونه حبيبتك ولا هو كان كلام... حبيبتشى حبيبتشى حبيبتشى... 3حبيبتشى...اوكى.. سلام.
وضعت الهاتف على الطاوله وهى تناظرهم بامتعاض :انا مش عارفة ازاى امكوا دى خلفتكوا انتو... دى عسل شهد مكرر... مش زيكوا.
تاج:هى قالتلك ايه؟
حنين :وافقت جدا وقالت هكلم يونس.
جورى وحنين :اااااه يدينا ويديكى طولت العمر
_______________
فى لندن
وقف ادهم من على مكتبه بغضب ونفاذ صبر وقال لتلك التى تقف امامه:ايمى... انسى الامر... لم اعد اريد استمرار علاقتنا.
ايميليا بصراخ:لن يحدث ادهم... لست أنا من تترك.. لا تنسى هذا الحديث.
ادهم:ايمى لقد سئمت حقا وانتى تعلمين من البداية انى لا استمر في اى علاقه لاكثر من شهرين.. لذا لا تتصنعى عدم المعرفه والصدمه.
ايميليا بثقه وهى تقترب منه وتتحسس عضلات صدره:بلا.. كنت اعلم ادهم.. فأنت وطباعك معروفه وسط الكثير من فتيات لندن.. وقعت لك ولم اكترث.. لن تجد فى العالم من هى افضل منى.. ام انك تود ان تتزوج عربيه مصريه مثلك مثل الكثير من الرجال العرب.
ابعد يدها عنه وقال بكل تأكيد :بالطبع لا عزيزتي... لست انا ذلك الرجل... بل والاكثر أن فكرة الزواج بعيده.. لا بل مستحيله سواء لكى او لغيرك... لذا فلا تتأملى كثيراً... ادهم الفيومى لن يتزوج.
ايميليا برغبة :إذا عزيزي.. انا اوافق.
ادهم:على ماذا؟
ايميليا :الا نتزوج... فقط ابقى معى.
ادهم :ايمى... انتهينا.
ايمى:لا ليس بعد....
قطع حديثهم اقتحام مالك المكتب بغضب.
تفاجئ ادهم كليا ولكن ايمى لم تبالى كثيراً وظلت على وضعها.
مرر مالك نظراته بينهم وقال :ايه يا ادهم باشا... ده مكان شغل.
نظر ادهم لايمى بضيق وقال :مانا بطرد فيها بقالى ساعه اهو.
مالك بغضب:ياريت نخلص من الحوار ده دلوقتي حالا ولازم نتكلم... انا فى مكتبى يا بيه.
خرج مالك بغضب وتحرك ادهم خلفه فقالت ايمى :بماذا كنتم تتحدثون؟
ادهم بغضب تقدم منها وقبض على ذراعها بقسوه وقال:قدمك لا تخطو هنا مره اخرى... وهذا اخر تحذير لكى.. علاقتنا انتهت.
قال اخر كلماته وهو ينفض ذراعها ويتجه لمكتب مالك وهى تناظره بإصرار وقوه.
دلف لمكتبه بغضب فقال مالك:هى لسه لازقه.
ادهم :خلاص بقى قفل على الحوار ده.. كنت عايزنى فى ايه.
مالك بجدية :جورج تعبان ومش هينفع يسافر مصر لابوك.
ادهم :والمطلوب؟!
مالك بقوه:هتسافر انت.
ادهم برفض قاطع:انسى... مستحيل.
مالك:مش هينفع نسفر حد غير جورج يبقى يا انا يا انت.
ادهم :طب ماتسافر انت.
مالك:ادهم ماتحسسنيش انك لسه عارفنى امبارح... وكمان اسافر انا ليه هو ابويا انا هو الى معطل الشغل... ده ابوك انت يا بيه... يبقى انت الى هتسافر.
ادهم :مالك... انا بتخنق من جو مصر... بقالى اكتر من 5سنين ماروحتش هناك... وماكملتش هناك يومين.
مالك:بس دى بلدك حد مايحبش بلده... دى جدورك.
ادهم:مالك.. بقولك ايه.. انا اخدت على العيشا هنا انا بقالى 11 سنه هنا.. اخدت على لندن وسهرات لندن وبنات لندن.
مالك وهو يتناول هاتفه الذى يصدر صوتا عاليا:اااااه قول كده بقا... بنات لندن يا و**.
ثم نظر للهاتف مبتسما وقال:طب اتفضل بقا عايز اكلم اختى.
ادهم :طب ماتخلينى اكلمها معاك ده انا عمرى ماشفتها ولما سافرت اخر مره كان كل اهلك بيصيفوا.
مالك برفض وقد انقطع الاتصال:اوريك مين يالا... تاج دى خط احمر.. تاج على راس الكل... مستحيل تلمح طيفها...وكمان بقا انا اوافق انك تشوفها يا بتاع البنات يا *****
ادهم بزهول:فى ايه يا جدع دى بالنسبه لي عيله صغيره فى ايه... ده أنا هسلمها لعريسها معاك يوم فرحها.
مالك مبتسماً :يااااااه.. ده هيبقي من اسعد ايام حياتى.
ثم عبث مجددا وقال:بس انت مستحيل تحضر فرحها مانت مش بتحب تنزل مصر.
ادهم:فعلاً اكيد مش هحضر فرحها.
عاود الاتصال مجددا فقال مالك بسماجه:من غير مطرود.
ادهم بغيظ:اوكى اوكى.
وخرج وهو يتمتم... خايف على اخته العيله منى... دى عيله.. وانا ادهم الفيومى.
هز مالك رأسه من غيظ صديقه وقام بفتح المحادثة التى اخبرته بها تاج انها فى احد المولات مع امها وجورى وعزمت على انتقاء احد الهدايا له يأخذها إليه اول شخص قادم إليه من مصر.
ظلت تعرض عليه بعض الاشياء وهو كل فكره في حبيبته... هل ازعجها أحدهم... كيف ينظر ناحيتها الشباب ووووو.
_______________
فى مكتب يونس العامرى يجلس على غير هوادة.... وافق على خروجها فكبته لها اصبح يخنقها وباتت تشتكى وتتذمر لذا وافق على طلبها ولكن غيرته لا تهدأ ابدا
ثوانى واتاه اتصال من جورى فوقف منتصبا وذهب سريعاً وهو يهاتف حمزه
_____________
فى كافيه الشركة تقف تلك الفتاه الجميله مقابل والدها وهى تراضيه قائله :خلاص بقا يا سامورتى... والله اخر مره اتأخر.
العم سامر :كل مره تقولى كده وكل مره بتتاخرى.
كان قادم من بعيد واستمع لاخر احاديثهم وبلا شعور تقدم من تلك الجميله وقال :مساء الخير.
العم سامر فقط:مساء النور يا حمزة يابنى.
نظر هو ناحية لينا التى اشاحت وجهها يضيق فقال:مش بتردى ليه؟
لينا:مش عايزه ارد.
رفع حاجبه وقال :ده الكلام ده ليا.
لينا بحده:اه ليك.. ولا عشان ابويا شغال فى شركتكوا فا المفروض انى اقدملك فروض الولاء والطاعه.
احتقن وجهه من طريقتها فى الحديث وقال:بت.. تتكلمى كويس والا والله... هعمل الى ابوكى مش عارف يعملوا.
لينا ببرود:خوفت انا بقى.
تصاعد رنين هاتفه فأجاب على والده ثم اغلق الخط وهم بالرحيل ولكن قال بقوه وثبات:انا ماشى... بس اعملى حسابك... هتخافى ها... هتخافى.
ذهب سريعا للحاق بوالده وتركها تشتعل غيظا منه
____________
فى احد أشهر مولات مصر
وصلت الشرطه بعدما هاتفها أحدهم من شجار هناك والتعرض ببعض الفتيات.
كانت جورى منهاره فى حضن والدتها شهد وهى تبكى. وتاج لاتقل عنها ذعرا وكذلك حنين.
تقدم رجلين من ضابطى الشرطة منهم بثبات وقال:اهلا وسهلا.. معاكوا المقدم رامز الغندور... ايه اللي حصل.
شهد:احنا كنا بنشترى حاجات من هنا ومعايا بناتى... وكان فى اربع شباب عمالين يلفوا ورانا من اول اليوم.....
توقفت عن الحديث وصمتت وهى ترى يونس قادم إليهم ركضا وخلفه حمزة ويتبعه كريم الذى علم من امه.
وصل اليهم وضمها إليه بحماية وأمان وقال بغضب وهو يتفقد الفتيات جيدا :ايه ده... ايه اللي حصل.
نظر الى الأربع شباب المكبلين من قبل بعض الشباب وقال بغضب وهو يتقدم منهم:ومين دول وعملولهم ايه.
تقدم منه رامز وقال:لو سمحت يا يونس بيه... حاول تهدا عشان نعرف كلنا ايه اللي حصل ونعرف هنجازيهم إزاى.
حمزه بغضب :نجازيهم إزاى... دول هيتعلقوا كده من رجليهم لحد مايجيبوا دم.
تقدم الشرطى الاخر وقال:حمزه اهدا.
همست تاج لحنين وقالت:مين ده... وعارف حمزه منين؟
حنين بهمس:هو ده وقته.... ده زين.. توأم زينه الى كنا لسه بنتكلم عنه.
اماءت لها تاج بينما حمزة يناظر زين قائلا:اهدا ازاى... ده أنا هطلع عين***النهاردة.
زين :اهدى بس لما مدام شهد تكملنا الى حصل.
حاول حمزه الهدوء ونظر ناحية جورى ووالدته تحتضتها. تقدم منها واخذها بين ذراعيه وكأنه الكبير وهى الصغيره(بالطبع فالرجوله ليست بالسن).
نظر رامز بانبهار الى تلك الصهباء وعيونه لاتصدق ماتراه... منذ دخوله للمكان وهى مختبئه بحضن والداتها ولكنه رآها الآن.
تحدث زين هذه المره وقال:ممكن نفهم ايه اللي حصل.
شهد:الاربع شباب دول رايحين جايين ورانا من بدرى وكل ماندخل مكان يدخلوه ورانا.. لحد ما قعدنا فى الكافيه نشرب حاجة.. جم قعدوا بالعافيه وفضلوا يضايقونا ووو.. وولما اتخانقنا معاهم.. واحد فيهم.. سحب جورى وكان مصر ياخدها معاه.
علت شهقات جورى فى نفس اللحظة انقض حمزه ويونس وكريم على اولئك الرجال بالضرب المبرح فحاول رامز وزين مع بعض الشباب المتجمهر التدخل للفصل بينهم وذهبوا بهم الى مركز الشرطة.
بعد مده خرج الجميع من مركز الشرطه بعدما امر بحبس اولئك الرجال واللذين طالبوا هم بنفسهم بان يحبسوا.. بالطبع فالحبس اضمن وأمن كما يروه من عيون تلك الرجال والتى تؤكد انهم سيؤكلون احياء.
داخل مركز الشرطة وبعد ان اغلق المحضر جلس زين وهو مضيق عينيه يحاول تذكر شئ ما.
تحدث رامز فجاءه وقال بجديه:زين... انت تعرف الناس دى منين.. انا شوفتك وانت بتكلم حمزه وكأنك عارفه وهو عارفك.
زين:انا كنت فى نفس المدرسة مع مالك وجورى وبعدها كريم دخل نفس المدرسه.
رامز:اه ده الشاب ابو عيون ملونه.
زين:اه هو.
رامز:ايوه بس حمزه صغير.. عرفته ازاى.
زين:مانا وكريم صحاب جدا وهو بيخرج مع حمزه كتير فابنتقابل... على فكره راجل اوى حمزه ده.. مايغركش سنه... واد راجل ومن زمان ودماغه حلوه وتعجبك.
رامز بتوهان:هى عجبتنى خلاص.
زين بابتسامته اللعوب:اللعب يا سمك.. ايه... وقعت؟
رامز:مش عارف بس من ساعة ماشوفتها وحاسس بحاجات كده.
زين بحاجب مرفوع :رامز! وحاسس؟! الاتنين فى جمله واحدة.. طب ازاى... ياض ده انت من كتر العط بفكر اتنقل بوليس الآداب عشان اتستر على بلاويك... ياد ده انا خايف الاقيهم بيتصلوا بيا فى يوم يطلبونى اجى اضمنك... خايف اشوفك ملفوف فى ملايه.
رامز باستهزاء:شوف مين إلى بيتكلم... ده انت زين فاضل... الى مصاحب نص بنات مصر الجديدة ومدينة نصر والمعادى.
زين :انت قديم اوى... انا دخلت على 6اكتوبر والمهندسين وقريباً هخترق الزاويا الحمرا بقوه وشراسه.
رامز:طيب ماتجيش بقا تعيب عليا.
زين:لاااا حد الله.. انا اسهر.. اخرج.. اصاحب.. لكن اكتر من كده ماليش فيه... واسكت بقا عشان انا فى موضوع شاغلنى دلوقتي.
رامز بحماس :ايه البت الحمرا التانيه.
زين:تاج... دى عيله... كمان انا ماليش فى الحمر.
رامز :امال ليك فى ايه؟
زين لنفسه دون أن يجيب رامز :ليا فى الشقر... بس مش عارف افتكر اسمها ايه يعني كان لازم يرفضوا يدخلوا اساميهم فى المحضر.
رامز بانتباه:بتقول حاجة؟
زين:ها... لا لا.. سيبك منى وقوم شوف شغلك
رامز بهيام:هو انا هعرف اركز فى حاجة من بعد ماشوفتها.
نظر له زين فى صمت وغرق كل منهم فى تفكيره.
__________________
فى لندن
يشعر باختناق شديد لا يعلم مصدره.. فى باله شئ واحد هى وردة الجورى خاصته ولكن لا يريد ترك قلبه لهذا الشعور كى لا يداهمه الحنين الذى يفشل دائما في كبحه.
تناول هاتف مكتبه وطلب ادهم الذى جاؤه بعد دقائق.
مالك بصرامه :ادهم.. احنا حجزنالك على طيارة بكرا.
ادهم بغضب كبير:هو فى ايه... قولتلك مش مسافر... فى ايه يا مالك... انت بتحركنى على هواك.. مش نازل مصر... مش بحب اروح هناك.. انا حر.. شوفلك حد غيرى.
مالك بثبات:بتعلى صوتك عليا يا صاحبى.
قالها بدهاء كبير... يعلم كم يعجز ادهم أمام صداقتهم.. ومالك كذلك أيضا.
ادهم محاولا الهدوء :بتثبتنى... ماشى يا مالك.. بس اعمل حسابك.. هما يومين.. يومين بس.
مالك:وبتقولى ليه كانى هطلب منك تقعد فى مصر.. ياخى ان شالله ترجع على نفس الطيارة المهم تخلص المطلوب.. مافيش حد نثق فيه عيرى انا وانت وجورج... وبعدين يا بارد مش عايز تشوف امك وتطمن على اختك وتغلس على ابوك شويه؟
ادهم:عايز... بس مش عايز اسافر مصر.
مالك بنفاذ صبر:خلاص بقا يا زياره سريعه وتخلص لحد مانشوف حل لابوك ده.
لم يجيب ادهم وانما خرج من مكتب مالك وهو يشتعل غضبا وضيقا وكأنه ذاهب فى رحلة إلى الجحيم.
_____________
وصلوا إلى فيلا العامرى وجدوا ماهى تخرج سريعاً وقالت بلهفة وحنان وغضب:حنين... بنتى... ازاى كل ده يحصل وماحدش يكلمني.. اخص عليكى يا شهد.
شهد:انا عارفه ان ليكى حق بس والله حنين هى اللى أصرت مانقولكيش.
ماهى لحنين:كده يا حنين.
همست شهد لحنين:امك دى فرفوره اوى.
ماهى :بتقوليلها ايه يا شهد.
شهد:بصراحة بقا لازم تنشفى شويه عن كده.
ماهى بسخريه:شوف مين اللي بيتكلم.
شهد:احممم.. حنين.. عيب.. مامى.. اتفضلى اعتذريلها.
اخذت حنين والدتها ودلفت للداخل تحاول مراضاتها فهى سريعه الحزن سريعه الفرحه.. قلبها كطفل صغير.
التفتت شهد لتدخل وجدت أعين يونس تناظرها باحمرار وغضب.
ابتلعت ريقها وهى تنظر لبناتها وتردد معهم:ياسواد السواد.
بالداخل
يجلس حمزه على احد المقاعد وهو يتصفح هاتفه.
ويونس يقف بغضب كبير وأمامه تصطف
شهد وبعدها جورى وبعدهم تاج فى صف واحد كالمذنبين.
والاخر يغدوا امامهم ذهاباً وإياباً بغضب وقال:اعمل فيكوا ايه... ها.. اعمل ايه.
حمزه وهو مازال على وضعه :ماخلاص بقا يا بوص ماتكبرش الحكاية وترعبهم... شويه عيال كسر وعلمناهم الأدب.
شهد بخوف وتأكيد على حديث إبنها :بالظبط كده.
يونس بغضب:هو ايه اللي بالظبط.. دول كانوا...
صمت بغضب فمجرد التذكر يفاكم غضبه.
اما جورى وتاج فيلتزموم الصمت التام.
شهد بتلعثم:مالك بس يا يونس.
انفجر يونس بغضب:مالى.. اعمل فيكى ايه.. لا ومش انتى وبس... مخلفالى بنات ملونه وكل واحدة احلى من التانيه بتقولى مالك.. جننتى يونس العامرى الى بتتهزله رجاله بشنبات ومكفاش لااااا.. روحتى جبتيلوا بنتين نسختين منك.
تحدث حمزه بهدوء:قولتلك... قولتلك انت مدلعهم اوى يا بوص.
يونس :اعمل فيكوا ايه ها.
جورى:والله ياعمو احنا مالناش ذنب.
تاج:يا بابا والله ماعملنا حاجة.
شهد:خلاص بقا يا يونس سماح المره دى.
نظر لهم ثلاثتهم بغضب وقال بقوه منقطعة النظير:مافيش سماح ومافيش خروج.. ومن النهاردة لازم اشد عليكوا انتو التلاته... وانتى اولهم.
قالها وهو ينظر لشهد. واتجه بقوه وثبات ناحية الدرج وصعد لغرفته.
وقفوا الثلاثة بحزن فهم معاقبين فقال حمزه:اخيرا هيشد عليكوا مره.
لم يكد ينهنى كلامه حتى ظهر يونس اعلى الدرج ووجه حديثه لشهد بوجه عابس يحاول الحفاظ فيه على الصرامه:تعالى اتفضلى عشان عايز انام.. قصدى جهزيلى لبسى عشان خارج بدرى جدا.
قالها ودلف للداخل من جديد فنظر حمزه لاثره ببهوت وقال بسخرية :انت لحقت نخيت... بس بصراحه برافوا.. فضل 3دقايق شادد عليكى... العيله دى هتموتنى.
جلست جورى وبعدها تاج وهم ينتهون براحه.
فى حين ذهبن شهد له وهى تبتسم بحب تعلم... لا يستطيع النوم بعيد عن احضانها ولكنه يحاول إظهار الثبات امام أولاده وأمام الجميع.
نظر حمزة لاثرها وقال:روحى ياختى.. روحى نايميه.
لكزته جورى وقالت بسخريه :عيب... عيب ياموزه.
عبث هو على ذلك اللقب البغيض جدا له.
فقالت تاج :تؤتؤ تؤ.. عيب عليكى يا اختشى.. ماقولنا بيتقمص من الاسم ده.
وقف حمزه بغضب منهم وقال:مش هتبطلوا الاسم السمج ده.
جورى ببراءة مصطنعة :بندلعك ياموزه.
حمزه بغيظ:يابنتى ابوس أيد الى خلفوكى.. ارحمينى.. عم سامر لاقيته هو كمان عرف الاسم الزفت ده... خايف باقى الموظفين يعرفوا هما كمان هبقي مسخرة الشركه.
جورى بتسليه:عم ساااامر.. اااه.
تاج:لأ لأ ياجورى.. اخص عليكى... كده تكسفى الواد الى حيلتنا..ثم أكملت :الا قولى يا موزه هو عامل ايه في دروسه.. كويس؟
انتفض بغضب وقال:انا ماشى وسيبهالكوا.
وما أن خرج حتى اتته رساله وكانت من والده وقال فيها :ياريت اللى حصل النهاردة مايوصلش لمالك.. ولا فاكرنى مش عارف بتقاريرك.
تمتم حمزة بزهول:هو بيعرف كل حاجه كده إزاى؟
_____________
فى السادسة صباحاً علمت تاج بخروج والدها مبكراً جدا فقد ذهب لتفقد أعماله في الإسكندرية.
اخدت دراجتها دون أن تخبر أحداً بعد ان ارتدت فستان صيفى من اللون البنفسج الذى اضفى على لونها الابيض مع زرقة عينيها وشعرها الأحمر وهجا متعالى وسحر مهلك للقلوب.
خرجت وهى تعلم علم اليقين انها لم تقابل احدا بالخارج فحتى من يمارسون الرياضة يفعلون بعد السابعه واكثر.
____________
قبل قليل خرج ادهم من مطار القاهره متأفف:هو فين السواق الزفت ده...
ثوانى وركض إليه احدهم قائلاً :حمدالله على السلامه يا ادهم بيه.. اتفضل.
ثم فتح له باب السيارة الخلفى.
جلس فى سيارته بتأفف فذهب سريعا السائق وباشر القيادة به وطوال الطريق لم يرا احدا فقال بضيق وصوت مسموع :امال مصر.. وماحدش بينام.. وام الدنيا وبتاع وانا مش شايف حد خالص فى الشوارع.
السائق:حظك يا باشا.. ده دلوقتي الناس بتبقى لسه نايمه والشوارع هاديه توصل بسرعه وبروقان.. ركك بس كمان ساعتين... هتلاقيها فوق بعضها.. هتشوف مع الايام يا باشا.
ادهم :ولا ايام ولا غيره... انا راجع لندن على طيارة بكرا.
ثم التقطت هاتفته وحدث صديقه فأجاب مالك:ايه وصلت؟
ادهم :بقا ده توقيت تحجزلى فيه.. انا مش شايف حد فى الشوارع خالص.
مالك:ياسيدى وده يشغلك في ايه.. انت مش راجع كمان يومين تلاته.
ادهم :يومين تلاته ايه... انا هحجز طيارة بكرا.
مالك:يابنى مانت كده كده سافرت خلاص اقعد واشبع من أهلك شويه.
ادهم :مالك.. خلاص.. انا راجع بكره.
مالك:براحتك... احمم.. اااا.
ابتسم ادهم قائلاً :هطمنلك عليها.
ابتسم مالك على صديقه الذى يفهمه دون حديث.
توقفت السيارة فجأة فقال ادهم :فى ايه.
السائق :بنت باين العجله بتاعتها فيها حاجة.
ادهم بتأفف :اوووف طب انزل شوف فى ايه.
ترجل السائق من سيارته فاكمل مع مالك حديثه وأغلق معه قائلاً :اقفل اما اشوف الزفت ده اتاخر ليه؟
فتح باب سيارته ووجد السائق منحنى يحاول إصلاح تلك الدراجه.. ناظره بغضب فهل عطله وعطل وقته من اجل الآخرين.
رفع نظره فتجمدت عيناه خرج قلبه من موضعه من تلك الفاتنه المنشغله بدراجتها... اخذت عينيه تمشطها بكل جرءه وإعجاب نادر الحدوث... شعرها النهار الطبيعي.. بشرتها الحليبيه الامعه.. زرقة عينيها واااااه من زرقة عينيها... لكن تبدوا صغيره... يالهى... هل هى حقيقية.
تقدم أمامها وه يناظرها باعين شغوفه.
لاحظت وجود هاله كبيرة من الظل طغت على المساحه الواقفه عليها فرفعت عينيها وليتها لم تفعل.
مجرد ان رأته فز قلبها خوفاً من هيئته وقالت بخوف وهلع:اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق... اعوذ بكلمات الله التامات من شر... انت ايه... مارد ولا جنى ولا ايه.
زهل من ردة فعلها والسائق يكبت ضحكاته فقال ادهم:اهدى يا انسه في... قاطعته برعب شديد :انت بتتكلم زينا... ابعد عني لا تأذينى ولا أذيك... لا تأذينى ولا أذيك.
شل لسانه تماما من ردة الفعل الغير العادية هذه.. وهى اخذت دراجتها بعد أن صعدت عليها وركضت من امامهم وتركته فى حاله غير عادية
↚
جلس فى بهو فيلتهم واحضان والدته لا تساعه من قوة بنيانه وضخامة جسده.
رغم اى شئ وكل شئ اشتاق حقا لحضن والداته الحنونه.
جسده معهم ولكن قلبه شارد.. تلك الحوريه الحمراء..
ردة فعلها على مظهره اذهلته.. لطالما كان يبهر الفتيات والنساء بعضلات جسده الضخمه. ومظهره الصارخ بالرجوله.
لأول مرة يوضع فى موقف كهذا.. بعد انتهاء الموقف وبعد أن اختفت فجأة وبسرعه زال زهوله وظل يضحك لمده.
تنهد بقوه وطيفها وملامحها لا تمحى من باله.. تعتقده مارد.. وماذا عنها تلك الجنيه.. شفتيها المنتفخه الصغيره.. شعرها النار الطويل.. بشرتها البيضاء.. بحر عيناها ذات الأمواج العاتية...
اعمض عينيه بقوه وغضب وهو يرى حالة لا يتوقف عن التفكير بها.. زادت عصبيته وهو يدرك انه لا يعلم من هى ولا حتى إسمها... ماذا تريد منها ادهم... هل وقعت... لا لا مستحيل.. لكن ليتنى أراها ثانيه... جز على أسنانه بغيظ وهو يذكر حاله انه لا يعلم عنها شيئا.. لكنه يريد وبشده.
اخرجه من دوامة شروده صوت حنين المرح قائله:بابا ماصدقش نفسه لما قولناله... ساب كل اجتماعاته وجاى حالا.
ادهم :واحشنى والله.
ماهى محذره:بس بالله عليك.. بلاش بابا دى.. بتعصبه اوى.. بالذات منك.
ادهم :الله مش ابنه انا يعني.. امال انا ابن مين.. مش حقى اقوله يا بابا.
حنين باستنكار:بحجمك ده... مش عارفه عديت من الجمارك إزاى.
قذفها ادهم بالوساده بغيظ وقال:لمى لسانك يا اوزعه.
حنين :يابنى كفايه جيم شكلك بقا يخوف.
سرعان ما تلاشى غيظه ولمعت عينيه وهو يتذكر جنيته والتى تبدو صغيره جدا.
لاحظت حنين تغير معالم وجه اخيها فلكزت ماهى بكتفها واشارت لها فانتبهت ماهى على لمعان اعين وحيدها والذى لاول مره تراه بعينه فنظرت لحنين بزهول وعدم تصديق.
فى تلك الأثناء دخل عز سريعاً وهو سعيد جدا بقدوم ابنه.
ادهم :وحشتنى اوى يا بابا.
نفضه عز لخارج احضانه وقال :يادى النيله عليا وعلى الى جايبنى.. برده هيقولى بابا.. بابا مين ياحبيبي ده انت الى بابا.
ادهم:تانى.
ماهى متدخله:بس بس كفايه خناق... تعالوا يالا عشان الغدا.
وسرعان ما اجتمعوا على الطعام في جو لا يخلوا من المرح.
تحدث عز قائلاً :النهاردة معزمين على العشا عند يونس العامرى.. لما عرف ان ادهم هنا اصر ييجى يزوره بنفسه.
حنين باستغراب :امال بتقول هنروح احنا ليه يا بابا.
ادهم معترضا:ماهى بتقولك يا بابا اهو ماعترضتش يعنى.
عز:طب دى بنتى البطوطه صغنونه كده وشقرا.. مش زيك.. شايف فرق الاحجام.
ادهم بمنقاره:ماعلش اصلها طالعه شقرا لامها لكن انا ضخم زي السيد الوالد.
قالها وهو يشير بعينيه على جسد عز الرياضى رغم سنوات عمره ال 54.
عز بغيظ :قصف جبهة كده فى عز الضهر... ماشى يا بن ماهى.
ماهى متدخله:ماقولتش ياعز هنروح احنا ليه عند يونس.
عز بتذكر :اه.. اصل بنته تعبت جامد جدا.. حتى كان مسافر اسكندرية ورجع بسرعه اول ما عرف.. وانا لما عرفت قولت زوقيا نروح احنا.
ماهى مبتسمة :برافو عليك يا حبيبي.
نظر لها وابتسم بعشق فبادلته نفس النظرة فى حين قالت حنين بحيرة :ماتعرفش ايه الى حصلها.
عز:لأ.
ادهم متدخلا:دى تاج صح؟ انا عمرى ماشوفتها.
حنين:يبقى فايتك كتير.. تاج وجورى دول نسخه مش بتتكرر كتير.. حاجه رهيبه.
شرد مجددا وعقله يصرخ أن اى انثى لن تكون بجمال تلك الجنيه التى تسكن ملامحها فى قلبه وعقله.
خرج من شروده على حديث حنين :تاج دى الولاد حواليها منين ماتروح.. معاكسات ومضايقات.. كلهم نفسهم يصاحبوها.
لم يهتم كثيرا وقال :انا جاى تعبان من السفر هو ينفع ما ارحش.
ماهى بتوبيخ:ازاى بس.. ده الناس عازمينا علشانك وعارفوا انك هنا هنقولهم اية.. عيب كده يا ادهم.
ادهم:خلاص خلاص...هروح معاكو بس مش هتأخر هناك... هستاذن انا وارجع.
ماهى بيأس منه :اوكى.
وقف من على مقعده وقال :هطلع انام بقى.
اماء له الجميع وصعد هو لغرفته القديمه يتمدد على فراشه.. لم يكن يريد النوم.. إنما أراد الاختلاء بنفسه كى يهيم فى تذكر ملامح تلك الجنية التى لقبته هو بالجنى.
_________________
دخل الى بيته بسرعه ولهفه اخبروه بالهاتف ان ابنته تاج قد مرضت فجأة وحالتها غريبه.
وقف بالخارج فتقابل مع شهد سألها بقلق :مالها تاج يا شهد.
شهد:مش عارفة بس مخضوضه ووشها اصفر انا كنت بعملها ميه بسكر.
بالداخل كانت تحتضنها جورى وهى مذعوره فقالت جورى لتهدئتها:اهدى.. اهدى بقا مافيش حاجة.
تاج:انا طلعلى جنى.. مارد اصفر.
جورى:بس يابت بطلى هبل ما عفريت الا بنى آدم.... وكمان احسن عشان تبقى تطلعى تتسحبى زى البرص وتطلعى تركبى عجل.
قطع حديثهم دقات يونس على الباب ودلف ومعه شهد.
ذهب إليها واحتضنها قائلاً :ايه يا حبيبة بابا ايه الى حصل.
تاج وهى تحمى به:عفريت.. عفريت يا بابا.
يونس بزهول وعدم فهم:عفريت!؟ عفريت ايه.
ثم وجه حديثه لجورى وقال:هو فى ايه.
جورى:ده الى بتقوله من الصبح.. طلعلها مارد اصفر... وبيتكلم زينا.
قهقه يونس قائلاً :مارد اصفر ..ايه الخيال ده يا تاج.. وطلعلك فين بقا.
اتسعت اعين تاج ونظرت باستنجاد ناحية اختها فقالت جورى:اااا. ا. طل. طلعلها فى الجنيه ياعمو.. ااه.. اصلها حبت تفطر فى الجنينه النهاردة.
ضيقة شهد عينيها تناطر بناتها وهم يهربون باعينهم منها.
يونس بحنان وهو يمسد على شعر ابنته:ماتخافيش.. مافيش حاجة.. انا هشغلك قرأن في البيت والجنينه وكله.
ظل يمزح معهم جميعاً بعض الوقت ثم وقف مستعدا للعودة لعمله وقال:انا هرجع شغلى خالو بالكو من ماما.
نظرت تاج وجورى لبعضهم ثم نظروا له بشراسه وقالت جورى:احنا اللي عيالها.
تاج:مين يخلى باله من مين؟
يونس:خالو بالكو من بعض يالمضه انتى وهى.
هم بالرحيل لكن توقف قائلاً :اه صحيح.. شهد.. ادهم ابن عز رجع من لندن النهاردة فانا كنت هروح انا وانتى وحمزه نسلم عليه لكن لما جالى تليفون منك وهو معايا وعرف ان تاج تعبت أصر ان هما الى ييجوا يزرونا.
شهد :والله فيهم الخير.. كلهم زوق.
تاج :مش ده صاحب مالك.
يونس:اه وماسكين الشغل مع بعض.
تاج:كويس اوى هبقى انزل عشان اديلوا هدية كنت اشتريتها لمالك.
يونس:تمام... همشى انا بقى... خالو بالكو من نفسكوا.
_____________
فى مركز الشرطة يجلس رامز وهو هائم جدا.
↚
دلف زين للداخل وألقى السلام ولكن لا رد
زين :رامز... راامز... رااااااامز.
رمز منتفضا:ايه فى ايه يابغل انت.
زين :انا بغل... فى ايه مالك مش على بعضك بقالك يومين.
رامز :احممم. الا بقولك ايه يا زين يا اخويا.
زين بحاجب مرفوع :زين... اخويا... مالك ياض ماتظبط.
رامز:مانت لو سمعتلى.
زين:قول.
رامز:طبعاً انا عارف انا مقطوع من شجرة وحتى عمى بطل يسأل عليا من زمن.
زين بنفاذ صبر:هااا.. اخرة الصعبنيات دى ايه.
رامز:عايزك تخطبلى.
زين:نعم يا خويا.
رامز :ايه يا جدع عايز اكمل نص دينى.
زين:وده من امتى.. بقا انت تتهد وتبطل عط وتتجوز.
رامز:ليه بس مين قال كده... ابطل عط؟ انا؟ انت تصدق حاجة زى كده عليا.
زين :بصراحه لأ وعشان كده مش موافق.
رامز:ليه يابنى البنت عجبانى وبنت ناس وعيله وحلوه وزى القمر.. وانا ظابط اد الدنيا واى حد يتمنانى لبنته.. واهلى ميتين يعنى لا حما ولا اخت جوز.
زين :اه بس عطيط كبير اوى.
رامز:شباب بقا وللشباب احكام.
زين:وهى مين بقا الى عليها العين.
رامز باعين لامعه:البنت الحمرا الى حصلت الخناقه فى المول بسببها.
زين بانتفاضه:جورى... يانهار اسود.. بقى انت تتجوز جورى.. دى بنت بريئه وهاديه.. تاخد واحد عطيط زيك ليه.
رامز :اقعد بس واستهدى بالله.. ماهى عجبانى عشان كده.. حلوه ومؤدبه وصغيره.. يعنى هعلمها الى عايزها تعرفه والى مش عايزها تعرفه مش هعلمهولها... دايماً هبقى فاهمها وعمرها ماتعرف تحور عليا.. وبعدين واحد عطيط زيى زى ما قولت لف ودار وصاع مش هيتجوز غير قطة مغمضه وانت عارف (وللأسف دى حقيقى وبيحصل).
زين برفض تام :لا طبعا.. انت ازاى كده.
رامز:ماتحسسنيش انك عم الشيخ شعراوى.
زين :لا انا مش شيخ انا بنى آدم وخطاء... بس انا مش دايس اوى زيك كده.. اخرى اخرج.. اسهر... لكن ماعملش حاجة تغضب ربنا... ده غير انه كله بيبقى على نور... هما بيبقوا عارفين.. لكن انت داخل على غش ونيتك مش سليمه.. ناوى تغش البنت وتستغل انها طيبه ومؤدبه وبنت ناس.
رامز بكذب:ليه بس كده يازين بس.. مش يمكن ناوى اعتدل واستقيم.. هو يعنى الى زيى مالوش انه يتوب.. وربنا فاتح بابه لينا فى اى وقت.. وبعدين ماهو مين كان هينصحنى ده انا يتيم اب وام.
زين بقوه:ولاااااا... الحبتين دول تروح تعملهم على حد غيرى.. وايه يتيم دى كمان ياشحط انت.. ده انت عديت ال34.
رامز محاولا التأثر:اه والله يتيتم مانت عارف.
زين :رامز باشا... اليتيم ده الى اتبهدل واتمرمط واتشحطت.. الى كان عايش بالعافيه.. لكن انت عندك ورث ماشاءالله.. وعمك راجل محترم وفضل مراعيك. وماتبراش منك غير بعد فضايحك.. مش عليا انا ها... مش عليا.
زفر رامز بنفاذ صبر ولكن حاول التحلى به أكثر فتلك الصهباء تروق له كثيراً ويردها كما لم يريد امرأة من قبل فقال بهدوء :بس يازين.. انا عارف انك أصغر منى بكذا سنة... بس انت صاحبى وانا بعتبرك اخويا.. ده انت اول حد جه على بالى اول ما فكرت انى لو هتقدم هروح بمين معايا.
زين برفعة حاجب :صاحبك... ده أنا لسه منقول معاك هنا من كام شهر.
رامز بملاحقة :مش من كتر الشهور... مش بكترها يازين يا خويا.
لاحظ هو هدوء زين فاكمل قائلاً :يابنى مايمكن جورى دى.. هى ايد التوبه الى ممدودة ليا من ربنا... حد عارف.. والعبره بالخواتيم... ربنا يحسن خاتمتنا جميعاً.
زين بسخريه:تصدق قشعرت.
رامز:اهو.. شوفت... زين فاضل قشعر.
زين بنفاذ صبر :انت عايز ايه؟
رامز بسرعه:عايزك تاخدلى معاد منهم النهاردة وتروح معايا نتقدم وناخد ورد.
زين باستنكار:ورد! ورامز... فى جملة واحدة... زمن المعجزات رجع.
رامز:ياخى نشفت ريق إلى جايبنى... هتيجى معايا ولا لأ.
اغمض زين عينيه بضيق فقال رامز:اخلص... اتصل بيهم.
نظر له زين بتردد فقال هو بالحاح :يالا بقا... خير البر عاجله.
زين:مش معايا رقم يونس العامرى.
رامز :بس معاك رقم حمزه.
قال الاخيره بغمزه. فزفر زين بضيق فهو لم ينسى ذلك الأمر ولكن اراد التخلص من تلك الورطة.
رفع هاتفه وقام بالاتصال على حمزه.
______________
فى منزل الفيومى تجلس ماهى وحنين وكذلك عز ينتظرون ادهم الذى تأخر كثيراً.
وهو بالأعلى يتحدث في الهاتف بضيق بعد أن ارتدى قميص ابيض مع جينز اسود ووضع عطرة الممتاز.
ادهم ببرود وضيق:كيرا... قلت انتهى الأمر.
كيرا :لما ادهم.. انا اعشقك وانت تعلم.
تنهد بضيق فتلك الفتاه حقاً بريئه ولكنه لا يعرف الحب.
ادهم :كيرا... لم اعدك بشئ... اسف على تعلقك الشديد بى.. ولكنى لا أريد أن نستمر ويتدهور الحال بكى اكثر من هذا.
كيرا:أعلم ادهم.. بدأ الأمر كاصدقاء وانا كنت اعلم وانا من الحت عليك ولكنك بطل احلامى ادهم.
ادهم:كيرا يبدو انكى لا تتعلمى ابدا... قلت انتهينا.
كيرا:هل تعشق إحداهن ادهم.
ادهم بسخرية :لم تخلق بعد كيرا.
كيرا:إذا لما تبتعد.. لن تجد من تهيم بك عشقا مثلى.. سانفذ كل ماتطلب ولكن لا تبتعد ع... قاطعها هو :كيرا... لن يجدي نفعاً وحقا انتى اول فتاه اشعر بالحزن ناحيتها لكنى أيضاً لم أسعى يوما لتحويل مسار علاقتنا... انا اعتبرك كشقيقتى كيرا.
كيرا:ولكن ماحدث بيننا لا يحدث بين الإخوان ادهم.
ادهم:أعلم كيرا وقد كان خطأ فادحا... كيرا عودى الى أسرتك... محاولتك الاستقلال بمعيشتك كرفيقاتك لم تجدى نفعا بل زادت الامر سوءاً وانتى تحاولين منذ أعوام كثيره.
ثم اغلق الهاتف وهو يشعر بالحزن والشفقه على هذه الفتاة ولكن لابد من إنهاء الامر فهى كل مادى تتعلق به اكثر عن ذى قبل.
_واخيرا تكرمت ونزلت سموك.
قالها عز بغيظ وضيق.
ادهم وهو يهبط الدرج بكل شموخ :فى ايه بس يا عز.
ابتسم عز باتساع :شوف اهو كده انا احبك.. مش تقولي بابا.. وانت اعرض من باب الفيلا.. عامل زى مارد المصباح.
ابتسم أدهم باشراق وهو يتذكر ماقالته تلك الجنيه. نظروا لبعضهم باستغراب فقالت ماهى:طب يالا يلا اتاخرنا على الناس.
↚
________________
فى فيلا العامرى يقف حمزه مع والده يتحدثون.
يونس :يعني ماقالكش عايز ايه.
حمزه :لا... بس اكيد عشان موضوع المحضر.
يونس:ما قفلناه وخلصنا... وليه يعني مصر ييجى دلوقتي.
حمزه بحيره:مش عارف ومستغرب زيك بالظبط.
قطع حديثهم رنين جرس الباب فذهبت هنيه لفتحه.
بعد الكثير من السلامات والترحيب جلسوا جميعاً لتناول الطعام.
بالاعلى
جورى:ها.. خلصتى.
تاج:لا لسه... بصى انزلى انتى قبل ماحمزه يلتهم الاكل ويلتهم الناس الحقيلك والحقيلى حاجة معاكى.
جورى :هههههه.... اوكى.
هبطت الدرج بهدوء فتوجهت انظار الجميع إليها.
يونس مبتسما بحب وفخر:دى جورى.. فاكرها يا ادهم.
بالطبع اثنى ادهم داخلياً على جمال تلك الفتاة.. تستحق لقب مدام مالك العامرى حقا فهى جميلة جدا.. ولكن بنظره ليست كجمال تلك الجنيه.
يونس :ادهم.. بكلمك.
ادهم منتبها:ايوه طبعا فاكرها... كنا ساعات بنلعب مع بعض انا وهى ومالك.
جورى باستغراب:مالك! .. كنا بنلعب مع بعض؟
ادهم باستنكار:ايوه طبعا... انتى مش فاكره ولا ايه.
نظر للجميع قائلاً :هى جالها فقدان ذاكرة ولا إيه.
شهد باندفاع ام:بعد الشر على بنتى.
ادهم بحاجب مرفوع:امال ناسيه مالك وايامه ليه.
يونس بسخريه:لأن يا بيه انت وصاحبك ساعتها كنتو كبار من 14ل19 سنه لكن هى كانت طفله من 4ل9سنين.. والفترة دى فى عمر البنى ادم مش بيفتكرها مظبوط لما يكبر.. وفى ناس مش بيفتكرها خالص.
ادهم بزهول وتفاجئ:إيه... يانهار اسود... ده فى عمر عدى كده على الفاضى.
جورى باستغراب:هو فى ايه.
يونس :مافيش ياحبيبتي... كملى اكل.... هى تاج فين صحيح.
جورى:بتكلم واحدة صاحبتها وجايه.. قالتلى انزل بسرعة الحقلها اى حاجة قبل ما حمزه يلتهم كل السفره.
حمزه بغضب وامتعاض:حتى قدام الضيوف كمان.
حنين بسخرية :اخس عليك... بقى احنا ضيوف برضو يا موزه.
كتم ادهم ضحكاته بعدما كان يفكر في افكار صديقه الخاطئه التى اضاه فيها عمرا.
حمزه بضيق:ياخبر اسود ومنيل... هو وصلك انتى كمان.
حنين:ده مسمع فى المنطقة كلها.
حمزه لجورى بصراخ وعويل:منك لله... اشوف فيكى يوم يا جورى يابنت شهد.
شهد بتأنيب :ولد عيب مش قدام الضيوف.
حمزه باستنكار وسخريه:ماقالتلك احنا مش ضيوف.
نطرت له بذهول وقالت:والله ماهو ابنى... انا بريئه منه.
نظرت ليونس باتهام وقالت:الواد ده ابن يونس بس.
اتعست عينيه وسعل بطعامه وقال:ايه الى بتقوليه ده.
شهد:ايوه.. الواد ده مش ابنى.
حمزه :بتتبرى منى يا شهد.
كل هذا وسط ضحكات الجميع عليهم.
شهد :اه.. جورى وتاج بس هما اللي بناتى.. انت ابن يونس بس.
ماهى بمرح:لأ بقى ده هو مكس بينكوا واخد شخصية يونس بيه وقوتها.. وواخد منك شقاوتك وخفة دمك.
شهد باستنكار :تفتكرى؟!
اماءت لها ماهى بتأكيد فقال حمزه بعويل:بقا الناس الغرب عارفين قيمتى وانتى مش عارفة قيمة الجوهرة الثمينه الى معاكى يا شوشو.
يونس بحده:حمزه.. فى ايه.
حمزه وهو يعلم مقصد والده على تواجد عز حمحم قائلاً :اسفين يا رياسه.
يونس :رياسه دى فى الشغل.. انا هنا ابوك يا افندى.
حمزه بمرح:يا بابا رياسه دى زى يا بوص.. ياكبير.. يا فخامه.. كده يعني فتح معايا كده.
نظر له بزهول:فتح معايا كده! يونس بيه العامرى بيتقاله فتح معايا كده.
ومال على شهد قائلاً بخفوت من بين اسنانه:انا شوفت معاكى ومع عيالك الى عمري ماشوفته.. الاول انتى وبعدها عيالك.
ضحك الجميع بقوه وهو الذى يظنهم لم يسمعوا ما قاله.
ارتفع صوت جرس الباب وذهبت هنية لفتح الباب.
. وجدت رامز يقف وهو ممسك بباقة ورد كبيره ويبتسم باتساع كالابله.
استغربت منه بشده ولكنها رحبت به هو وزين وادخلتهم احد غرف الاستقبال الى حين انتهاء العشاء.
بعد مده انتهى العشاء وذهب الرجال الى غرفة الاستقبال للتحدث مع رامز وزين ظناً من عز وادهم انهم حضروا من اجل محضر الشرطة الناتج عن مشاجرة المول والتى كانت حنين جزء منها.
علمت شهد بوجود ضابطى الشرطة فذهبت لتعلم ما الأمر.
دلف الاربع رجال يونس وعز وادهم وحمزه بكل هيبه وشموخ من باب الغرفه. وجدوا رامز مازال ممسكا بباقة الورد يبتسم بلاهه وهو يرفع مقدمة شعره لأعلى ثم يهندم ياقة قميصه وزين ينظر لهم بحرج من ذلك الرامز.
نظر اه ادهم بشك يعلم تلك الهيئة جيدا.. رأها كثيرا فى الأفلام والمسلسلات العربيه.
دلفت شهد بعدهم وجلست قريبه من يونس الذى همس لها بغضب:دى قاعده رجاله.. اتفضلى يا شهد.
شهد:عايزه اعرف فى ايه.. وايه الى جايبهم فجأة كده.. لايكون حصل حاجة.
ناظرها بغضب اكبر وقال :اتفضلى انتى وانا هبقى احكيلك اكي... قاطع كلامه حديث رامز بحرج :اححمم.. انا طبعاً اسف على الزيارة المفاجئه دى.
يونس:هو حصل حاجة فى موضوع المح... قاطعه رامز وقال بحرج:لأ خالص يا باشا.. العيال دى اتشدت صح واتعمل معاهم الواجب وزيادة.
نظروا له جميعا باستنكار وتساؤل إذا فلما جئت هكذا سريعاً وفجأة.
ناظرهم بحرج وهو ينظر لزين كى يسانده فى الحديث كما اتفقا ولكنه لم يفعل فاضطر رامز ان يكمل هو :احممم.. انا كنت طالب القرب من حضرتك.
رفع ادهم حاجبه وشكوكه تؤكد الآن فاكمل رامز:انا يسعدني ويشرفنى اطلب ايد الانسه جورى.
يونس وادهم بغضب:نعععععععم.
نطروا لهم باستغراب فهم لا يفقهون شيئا.. فيونس وادهم هنا فقط ادرى اثنين بحب مالك لجورى وانه يعتبرها امرأته وخاصته.
قبض ادهم على رامز من تلابيبه ورفعه قليلا عن الأرض وقال:بتقول ايه يا عين امك.
↚
رامز بحرج منه هيئته :ايه حضرتك.. ايه اللي بتعمله ده.. على فكره انا ظابط شرطة ومتضرب اد 10زيك..بس انا عامل حساب لوجود يونس بيه.
يونس بأمر :نزله يا ادهم.
ادهم :انزل مين.. ده جاى يخطب جورى.. وحضرتك عارف جورى ايه لمالك.. صاحبى... يعنى هى تعتبر بالنسبالى مرات صاحبى.
تدخلت شهد بحدة ولكنها كطفله:انتو جوزتوا بنتى وانتوا قاعدين.
ادهم :الامر بالنسبه لى منتهى.. هى لصاحبى ومن زمان.
شهد:سيب الجدع يا ادهم.. سيب عريس بنتى.
نظروا لها بزهول واستنكار فقال يونس :نزله يا ادهم.. الراجل ضيفى وفي بيتى.. نزله.
انزله ادهم بغضب ثم ظفر بضيق.
تقدمت شهد ومعها كوب من الماء بابتسامة متسعه كأى ام يتقدم رجل لخطبة ابنتها.
ناولته كوب الماء قائله مبتسمه باتساع:ماعلش.. بيهزروا معاك.. هما هزارهم تقيل كده.
ثم قالت وهى تنظر لهيئته بعدما هندمها:احمم.. نورتنا.. عارف.. شايف السفره الى برا دى.
قالتها وهى تشير الى الطاوله التى عليها بواقى الطعام والخدم يرفعوها:شايف كل الأصناف دى.. جورى الى عملاها.
يونس بتحذير:شههههد.
اشارت له بأن انتظر ثوانى.
وأكملت لرامز متسائلة :ااا.. امال فين باباك ومامتك.
رامز :توفوا الاتنين من زمان.
شهد بتأثر :ياحرام. وكمان يتيم.
رامز مصطنع التأثر كى بنجح فى موافقتها:اه.
حمزه :هو مين الى يتيم... الشحط ده.
رامز :انا مش هرد عليك.. انا زى اخويا الصغير.
نظر له زين الذى التزم الصمت من البداية ولم يعلق.
حمزه:ايه زين بيه.. ماتقولنا رائيك.
علم زين مغزى ومقصد حمزه من حديثه فقال بحرج:اا.. هقول ايه.. ده طلب.. يا توافقوا يا ترفضه.
يونس ناهضا:على العموم سيبنا فتره ونرد عليك.
ادهم بغضب:فتره ايه ونرد ايه... دى مرات اخويا.. انتو بتتكلموا فى ايه.
ونهض وتركهم بغضب وذهب لمهاتفة مالك فى حين اخذ حمزه زين للحديث معه.
هبطت تاج الدرج وهى جائعه جدا. ذهبت للمطبخ وطلبت طبقها المفضل.. مكرونة اسباجتى مع الكثيييير من صوص الطماطم.. ذهبت الى الارجوحه لتاكله بتلذذ واستمتاع.
وقف ادهم فى الحديقه يحادث مالك ويخبره بما حدث.
مالك :والبغل ده شافها فين.
زين:هو ايه اللي شافها فين.. مش حصل خناقه كبيرة فى المول بسببها هى واختك واختى والشرطة راحت المكان.. ماهو ده الظابط الى كان بيحقق في الموضوع.
مالك بغضب:خناقه.. خناقه ايه.. وازاى حمزه مايقوليش على حاجه زى كده... طب اقفل اقفل اما اكلم الحيوان ده.
أغلق الهاتف سريعاً فاستدار ادهم على صوت والدته تنادي حنين التى كانت تجلس على الارجوحه مع احدى الفتيات.
ذهبت اخته ولم تراه.. والافضل انها لم تراه.. فحالته كانت صعبه للغايه.. لاول مرة.. لاول مره قلبه ينبض بعنف.. عيونه ستخرج من محاجرها وهو غير مصدق لوجود جمال كهذا. إنها هى.. هى تلك الفتاة صاحبة الدراجة..جنيته التى اغوته فى اقل من دقيقه.
قاده عقله حتى قبل قلبه وقدماه... معها يتحول العقل الى قلب أيضاً وهذا خطر.
تقدم منها بسرعه غير مصدق خوفا من ان تختفي من جديد.
وقف قبال الارجوحه وقال:لاقيتك تانى.
صرخت بفزع:المارد الاصفر... المارد الاصفر... سلاما قولاً من رب رحيم.. سلاماً قولاً من رب رحيم.
ادهم بزهول وغضب لخوفها منه:اهدى فى ايه.
تاج:ده جايلى انا بقا.... يا بابا.. ياحمزززه.
كل هذا وهو مغتاظ جدا من خوفها منه.
ثوانى وكانت الطامة الكبري.. هو للان لم يسأل نفسه من هى وماذا تفعل هنا فى منزل العامرى وتأكل بكل تلك الاريحيه وكأنه بيت والدها... انه فعلاً بيت والدها.
هرولة يونس لها واحتضانها سريعاً وهو يهتف باسمها :تاج... مالك ياحبيبة بابا.
انبهاره واعجابه بها لم يجعله يسأل من هى.. ذهب اليها فقط.. ياللهى... إنها تاج.. اخت مالك.. صديق عمره.
لحظه.... يالحظك العاثر ادهم... مالك...مالك اكثر الناس علماً بنزواتك ونساءك وسمعتك السيئه... تاج تلك الصغيره.. ياللهى.. لقد كام يمزح منذ قليل ويستهتر من رفض مالك رؤيته لاخته.. وقد نعتها بالصغيره.
مشاكل كثيرة في مقابلتك ادهم.
_____________
على الجانب الآخر كان حمزه يقف مع زين يتحدث بغضب:يعني انت عارف بكل بلاويه.. وأنه كل ليله مع واحدة وجاى معاه وواخدله معاد عشان يخطب اختى... اختى انا يازين.
زين :حمزه... ده مجرد طلب.. وهو فضل يتحايل عليا لحد مااضطريت اوافق.. وانا عارف إنك عارف عنه كل حاجه وهتقول لابوك.. وانا كمان كنت ناوى انوره عشان ابقى باريت ذمتى.
وجد احد ينادي على فتاه باسم حنين
↚
التفت فوجدها تلك الشقراء.
زين لحمزه:يالا اتكل انت على الله عشان فى حوار.
حمزه وهو ينظر لما ينظر اليه:حنين؟!!
زين:اسمها حنين؟ انت تعرفها؟
حمزه :دى حنين عز الفيومى.. اخت ادهم وصاحبة جورى وتاج.
زين مبتسما:انا كنت متأكد انى عارفها... ازاى نسيتها.... اتكل على الله بقااا.
حمزه بسماجه:مش ماشى.
لم ينهى كلمته حتى تصاعد رنين هاتفه فجحظت عيناه بخوف وقال:مالك... اكيد عرف الى انا مخبيه... يالهوووى.
ذهب يجيب على الهاتف فى حين لم يبالى له زين واتجه ناحية تلك الشقراء التى تحدثت معها والدتها ثم غادرت..التفتت لتعود الى تاج وجدته امامها.
حنين باستغراب :زين؟!
زين بفرحه:انتى فكرانى... حنين.. انا زين.. زين فاضل.
حنين:ايوه فكراك.. توام زينه.
زين:انتى لسه فكرانا من ايام المدرسه.
ضحكت بسخريه:انا واختك بيست فرند يا زين باشا.
زين:بجد.. انا ماكنتش اعرف.
حنين بمغزى:ماعلش مشغوليات بقى.
زين مبتسماً :انا مبسوط جدا انى شوفتك.. فكرتينى بأيام حلوه اوى.. ياريت لو نتقابل تانى هكو.... قاطعته بصرامه اتسعت لها عينه :ماظنش هينفع... عن اذنك.
ذهبت وهى تكبت داخلها حب طفولتها.. لا تعلم أن الآخر يحاول كبته الان أيضا.. فهى حب طفولته الذى انشغل عنه فى كليته الشاقة وهى انقطعت اخبارها أيضاً وهو أصبحت الفتيات من يسيعين للتقرب منه فلم يعترض واحب الامر كثيراً. لم يكن يعلم أنها القريبة البعيده.. تعلم اخباره من اخته وكم اصبح عابثا.. فقررت دفن تلك الصفحه.. وه. اول ما رأها تجدد فى قلبه كل شئ من جديد
_____________
فى لندن يقف بغضب وهو يزرع المكان ذهابا وإياباً يحدث حمزه:يعني ايه تتعرض لتحرش وماتقوليش... يعنى ابوك منعك.. وهو مش عايزنى اعرف ليه... مش عارف عرف منين يا اذكى اخواتك... يونس العامرى ده بير غويط.. ماشى ماشى... ومين ابن ال***إلى جاي يتقدملها ده.... هو ايه اللي ايه اللي مزعلنى... اقفل يا حمزه.. وحسابى معاك لما اشوفك.... لااااا ماتطمنش اوى كده.. هتشوفنى قريب اوى.... سلام.. وعينك عليها فاهم.
اغلق فى وجهه بغضب ثم قام بماهفة مديرة مكتبه لتججز له اول طائره.
____________
فى فجر يوم جديد تهبط الطائره القادمه من لندن.
خرج من المطار واستقل اول سيارة اجرة توقفت له.
كان ادهم يقف فى شرفته كما كان يقف عز لمراقبة ملك وكان الزمن يعيد نفسه.
ادهم:مش هتخرج اكيد دلوقتي.. يعنى مش هتركب عجل زى ما شوفتها اول يوم... يادى الخيبه.. يوم تقع تقع فى اخت مالك.. ده عارف كل بلاويك... انا لازم ابدا احسن صورتى قدامه.
ثوانى واتسعت عينيه وقال بزهول :ياستنك السوده يا ادهم... تاج لحستلك مخك لدرجه انى بتخيل ان مالك قدام بينهم دلوقتي... لاااا.. انا هقفل البلكونه دى ومش هحاول اشوفها تانى الى هتجننى دى.
وبالفعل أغلق الشرفه بعزم وإصرار وتوجه لفراشه فى محاولة بائسه لعدم التفكير فيها ولكنها لعنته منذ ان رأها.
______________
زهول واسغراب مسيطر على الجميع عدا يونس الذى يبتسم بخبث.. كان وبكل ثقة في انتظار قدومه بهذه السرعة.. لقد زهل حقا.. وانا كذلك.
سأل عن الجميع فاخبره أن جورى وتاج بغرفتهم مازالو نائمون.
صعد هو الاخر رغم اشتياقه ولكنه سنتطرها حتى تستفيق.
بعد عدة ساعات استقظت جورى على ضجه كبيرة من اختها تاج وهى تقفز فرحا:جورى جورى.. اصحى يا جورى.
جورى بفزع:ايه فى ايه.
تاج بفرحه:مالك رجع من شويه.
جورى بزهول:معقول.
تاج :اه وسلمت عليه... احلو اووى.
جورى :طيب هغير وانزل.
بعد دقائق خرجت من غرفتها فوجدت الغرفه المقابله لها والتى اغلقت منذ زمن تفتح. وخرج ذلك الوسيم الذى وقف مبهوتا أمام ما يرى.. جمال لا يوصف.. لم يتخيل إنها اصبحت هكذا.
ابتسمت له بترحاب ومدت يدها مبتسمة. لم يبالى انما بمتهى البطئ وبخطوات مدروسه اقترب منها واحتضنها بهدووووء وهو يبتسم اخيرا براحه.
جحظت عينيها باستغراب منه ولكن ظنت انه يعتبرها كشقيقته. بالتاكيد. كاتاج.
مالك:عامله ايه.
جورى:الحمد لله... انت عامل ايه؟
ابتلع ريقه وهو يشبع نظره منها وقال:بقيت كويس.
كلمات تافهه وقليله استنكرها جدا وهو يبتسم داخليا بسخريه.
مرر عينيه على ملابسها وقال :ايه لبسك ده.
جورى باستغراب :ايه.
مالك بسخريه :بنطلون وتشيرت مع حجاب.. مش راكبه على بعض.
جورى:ما التي شرت طويل وواسع جدا.
مالك :والله.. ورايحه فين كده؟
جورى:خارجه مع صحابى في الجامعه.
مالك بصرامه :ادخلى فوراً. غيرى ده والبسى حاجة تناسب حجابك وبعدها نتكلم.
نظرت له برفض قاطع وقالت :لأ طبعا انا مابحبش حد يعلق على لبسى.
مالك بقوه:بس انا مالك ولا مش فاكره.. انا رجعت خلاص وكل حاجه هترجع زى ما كانت ياجورى.
قالها بقوه وإصرار فى حين هى تناظره بجهل واستنكار.
*********
↚
يجلس على مائدة الطعام يهز قدميه بغضب وهو بالطبع يداريهم خلف الطاوله. لن يهتز ابدا. ها.. بما تهزى مالك.. والدك يعل بكل ماتشعر به.
وفعلاً كان يونس يقم بقضم العيش مع الجبن الابيض وهو ينظر لابنه بشماته كبيره جدا. والاخر يناظر تلك الجالسه أمامه يبدو قد تغيرت كثيراً وأصبحت صلبة الرأس.. لم توافق ابدا ابدا على أوامره طالما أن ماترتديه باكمام وطويل يغطى مفاتنا الى ماقبل الركبه بقليل وهو واسع جدا فهذا هو تصميمه وفقا لموضة هذه الايام وتحته بنطال من الجينز مع لفة حجاب تخفى كل شعرها.. اذا فلما تلك الأوامر.
امممم حسنا يبدو أن أحدهم يحتاج الى إعادة تاديب.
اما باقى الأفراد فكل منشغل بأشياء اخرى. حمزه مع تلك اللينا التى تحتاج الى الترويض. اصبح متيقن انه يكن لها شيئاً غير الاعجاب بالشكل فقط. لكنه لن يتسرع ابدا لا يريد أن يجنى على نفسه وعليها فربما ما يعيشه هو فقط مراهقه. لطالما كان حمزه الفتى المتعقل المجنون فى نفس الوقت. بالطبع فهو ابن يونس العاقل الحازم وشهد المرحه الشقيه المجنونه.
وعلى الناحية المقابلة تجلس شهد تتحدث بخفوت مع تاج :ايه عملتيه امبارح ده.. حرجتى والولد جدا.
تاج بخفوت :ولد.. بقا ده يتقاله ولد.. ومش شايفاه اتحرج ولا حاجة.
شهد:تاج.. من امتى بقيتى قلية الذوق والاحساس كده.
تاج:ماهو والله الى أوفر.. كل دى عضلات ماشى بيها.. ومالقاش غيرى انا... ده أنا اقل كائن فيكوا.
شهد :ماشى انا عارفه كل ده بس ده مايمنعش ان رد فعل كان عنيف واوفر شويه.. مهما كان حجمه هو فى الأول والاخر بنى ادم زينا.
لفت نظر يونس حديثهم الجانبى فقال بتوجس:ايه.. انا بقلق منكوا انتو الاتنين.. بتتفقوا على مين فينا.
تاج بتذمر:اشمعنى انا الى دايماً ظانن فيا السوق كده... ما جورى وحمزة اهم.
جورى بزهول:هى جورى كانت عملت حاجة مانا فى حالى من الصبح اهو.
اصطك مالك على أسنانه وهو يتمتم:فى حالك اوى يا ختى.
يونس لتاج وشهد :جورى شعنونه شويه اه بس مش بتتفق ولا بتعمل خطط ومؤامرات زيكوا ولا انتو فاكرنى ناسى الى كنتوا بتعملوه فيا... اعترفوا لوحدكوا كنتو بتتفقوا على مين وهتعملوا فيه ايه؟
شهد :مظلومه والله ده انا كنت بعاتبها على الى عملته مع ادهم.
ورغما عنهم ابتسم الجميع حتى مالك وقال:هههههه... ده أنا هفضل اعايره شهر قدام على الموقف ده.
يونس:هههههه حاجة تضحك وتزعل.. انتى حرجتى الراجل اوى.
تاج :يا بابا والله ماكنت اقصد... والله والله ياعالم اتخضيت.
حمزه:هو فعلا أوفر اوى.. ايه ده؟بس الصراحة.. شكلك راجل وصاحب صاحبه وجدع
مالك :انتى عارفه يا تاج الى عملتى معاه كده ده واتخضيتى منه كام بنت فى لندن وأمريكا نفسها تقف معاه 3 دقايق بس.
تاج:مش عايزه اعرف ولا أشوفه تانى والنبى حد فيكو يعتذرلوا بالنيابة عنى.. قولولو عيل وغلط.
شهد:بس انتى الى غلطتى فيه.. وهما جرانا يعني البيت لازق فى البيت.. انتى الى لازم تتحملى نتيجة غلطك.
جورى :يا ماما خلاص لو هى مش عايزه تشوفه تانى بلاش نجبرها... صحيح الموقف كان بايخ وحصل مرتين مش مره بس هو عارف إنها ماكنتش تقصد يعني.. انا لما اشوف حنين هخليها تفهمه وحضرتك تفهمى طنط ماهى وخلاص.
شهد:جورى بطلى تحاميلها فى كل حاجة حتى الغلط.. هى لازم تبدأ تواجه أخطاءها.. هى الى احرجته يبقى تروحله بيته وتعتذر خصوصا ان البيت لازق فى البيت.
مالك باعتراض :تروح عند مين... عايزه تودى اختى عند ادهم؟!ادهم الفيومى... ده مستحيل ابدا.
يونس باستغراب :فى ايه يابنى.. ده حتى صاحبك.
مالك :صاحبى واخويا وبحبه بس اختى خط أحمر.
يونس بسخريه خفيفة :مش للدرجة دى انا زيك بخاف واغير عليها واكتر بس دى طفله بالنسبة له واخت صاحبه.. انت اتجننت يا مالك تفكيرك راح لبعيد اوى.
اغمض عينيه وتنهد فوالده محق الى حد كبير.
فتحهم من جديد وهو يناظر حبيبته وقاتلته. وجدها تتحدث ومندمجه مع الجميع عداه هو فقط.
هز رأسه بخفه يوبخ حاله. ماذا فعلت مالك؟ ماذا فعلت. اعتقدت ان البعد ربما يقرب. ربما يشعل مابينهم ولكن للأسف حدث العكس تماما.
تنهد بأسى وتحرك تاركاً الطعام.
شهد:رايح فين يا مالك.. تعالي كمل فطارك.
مالك :شبعت الحمد لله.
نظرت ليونس كى يذهب خلفه ويرى مابه. بعد كل تلك السنوات عاد بنفس نظرة الحزن التى تحملها عيناه. لاذنب لها فيما حدث ولكن تحمل نفسها جزء من الذنب.
فهم يونس نطرة شهده بالطبع ولكنه لن يتحدث معه هنا. يعلم أن كبت سنوات سيفتح عليه باب اغلق منذ زمن فلن يتحدث أثناء وجود حبيبته جورى. لن يضع ابنه فى هذا الموقف من الضعف أمام امرأته ابدا.
وجه نظره لتاج قائلاً :خلاص يا روح بابا.. تروحى مع ماما وتعتذرى للراجل.. اوكى؟
تاج :انت تؤمرنى يا يافخم.
اتسعت اعين يونس ونظر لحمزه الذى سعل بطعامه ونظر الجهه الأخرى يحاول تخبئة وجهه وهو يرى نظرات الجميع موجهه اليه بالاتهام.
يونس :انت عديت البت كمان.
حمزه بتذمر وعويل:ايه عديت البت ده هو انا دور برض ولا فيرس كبد وبائى.. فى ايه يا شقيق انت بتعاملنى كده ليه.
يونس:شقيق.. بقا تاج الرقيقة الملونه تقول يا فخم.
حمزه:ماهى عشان ملونه لازم تبان ناشفه وعضمه جامده عشان ماتبقاش مطمع.. الحق عليا يعني.. ده بدل ماتشكرونى على مجهوداتى.ثم نهض وهو يتحدث سريعاً :هى دى شكرآ يا حمزه يابنى.. مش مقدرين قيمة الشمعة إلى بتحترق كل يوم عشانكوا... بعلمها عشان تجمد تقوم تقولى كده.. والله حرام.
قال اخر كلمه وهو يغلق باب الفيلا الخارجى وهو يتنهد براحه:الحمدلله.. نفدت منيهم.
ثم صعد سيارته واتجه الى وجهه معينه.
فى الداخل كان يونس ينظر لاثره بزهول وشهد بحزن وفم مقوس كالأطفال قائله:والله حرام ظلمنا الواد.. طلع بيعملها عشان تنشف.
يونس بصراخ :هى دخلت عليكى انتى كمان... ده بياخذنا بالصوت كان بياخدنى فى دوكه... هستنى ايه يعني من ابن شهد.
↚
شهد :هاتها بقا فى شهد.
يونس بجنون:هو حد جنن يونس العامرى غير شهد وعيالها.
تاج :والله ظالمنا.
يونس :هو انا مش قولت قبل كده تتحجبى زى اختك.. الكلام مش بيتسمع ليه... انا مش عايز أضغط عليكى وبقول سيبها تلبسه بمزاجها وعن اقتناع بس انتى طولتى اوى على فكره.
جورى متدخله:تاج عمو عنده حق.. انتى مابقتيش صغيره وماشاء الله تبارك الله جميله وشعرك لوحده بلونه فتنه لازم تتحجبى وحاولى تحبى الموضوع.
شهد:انا اصلاً كل مره بتيجى خارجه ببقى حاطة ايدى على قلبى.
تاج:حاضر والله انا فعلاً هعمل كده قريب.
يونس :هو ياريت انتو الاتنين تتنقبوا زى ماما يبقى افضل.
شهد برفض قاطع :لأ.
يونس:ايه ده فى ايه... مالك طلعتى مره واحده كده ليه.. وماله النقاب مانتى منقبه اهو.
شهد:مش عايزه بناتى يعملوا حاجة اتفرضت عليهم زيى.. لو حابين يبقى ياريت لكن لو مش حابين يبقى لا.. انا لابسه النقاب من وانا فى ثانوى.. اهلى كانوا ناس بسيطه ومش بتوع مشاكل.. لقوا ان الحل الأسهل انى اتنقب.. مش هلومهم يمكن كان عندهم حق او معذورين... لكن انا كان فى حاجات كتير نفسى البسها واعملها النقاب مانعنى عنها.
يونس :كل ده فى قلبك يا شهد.
شهد:كنت هقول ايه.. انا حبيته ورضيت بيه بس مش هنكر انى مالبستوش عن اقتناع.
يونس وهو يكمل احتساء قهوته قال بسماجه وتملك فى نفس الوقت :وماتفكريش انى ممكن اخليكى تقلعيه.
شهد :مش عايزه اصلا... انا اخدت عليه وحبيته وبقيت مرتاحه فيه خلاص.. لكن لو جورى وتاج مش حابين كده يبقى خلاص وهما ماشاءالله انت معاهم ربنا يخليك ليهم وليا وكمان فى اخواتهم مالك وحمزة.
يونس بحب وهو ينظر للفتاتين:طبعا دول في عنيا.
شهد لتاج :طب يالا بقا عشان نروح بيت ادهم.
تاج :اووف.. حاضر جايه.. ربنا اوستور.
ذهبت شهد وتاج وبقى يونس مع جورى بمفردهم. همت جورى بالقيام للخروج فقال يونس:جورى.. استنى عايزك.
جورى:فى حاجة حصلت يا عمو.
يونس بصعوبه:احمم.. انتى جايلك عريس.
جورى بتفاجئ :عريس.. ليا انا؟
يونس :امال ليا أنا.
جورى:لأ مش قصدى بس قبل كده كنت حضرتك بترفض من الاول وبتقول انى لسه صغيره.. اول مره تيجى تاخد رائى.
تنهد بضيق من نفسه فهو كان يرفض دائما بكل انانيه ليحتفظ بها لابنه ولكنه والله لن يفعلها ثانيه. نعم بكل دقه بقلبه يريدها لابنه يعلم أن جورى هى الشئ الوحيد الذي سيسعد ابنه. ستكون هى حلو حياة ابنه كما كانت امها له ولكن ان لم تكن تريده فلن يكمل فى انانيته أبدا.
تحدث بعد مده وقال مضيقا عينيه:جورى.... هو انتى فعلاً مش فاكره اى حاجة من ايام ما كان مالك عايش معانا قبل مايسافر.
جورى :لأ طبعا فاكره حاجات طشاش كده .. كان بيلعب معايا كتير وكنت معظم الوقت معاه.. فى حاجات فكراها وحاجات لا يعني صور كده بتيجى فى عقلى.
اندهش يونس كثيراً وقال:امال ليه قولتى قدام ادهم إنك مش فاكره انه كان بيلعب معاكوا.
جورى:هو انا فعلاً مش فاكره غير شوية حاجات بسيطه خالص بس بصراحه كده ياعمو انا قولت كده قصد.
يونس باعين متسعه :قصد.. ليه.
جورى :مش عارفة بس بصراحة انا واخده بالى ان مالك عنده مشكلة معايا... انا كنت شاكه بس وطول السنين الى فاتت دى كلها كنت فاكره انه مش بيشوف اى حد فينا. لكن عرفت من يومين انه تقريبا كل ساعتين بيكلم تاج وحمزه وكمان حمزه بيسافرله... يبقى مشكلته معايا انا.. بصراحة ده خلانى اقول واعمل كده.. لكن ده مايمنعش انى فعلاً مش فاكره غير حاجات قليله اوى.
تنهد يونس بثقل. اااه لو تعلم تلك الفتاه كيف يعشقها ابنه.. لن تكرر ماقالته هذا ابدا.
يونس:جورى.. مالك ماعندوش اى مشكلة معاكى.. هو كان لازم يسافر يكمل تعليمه ويمسك الشغل هناك زى ادهم ابن عز واهو ادهم كمان ماكنش بييجى مصر طول الفترة الى فاتت دى.
جورى بحزن:هو مين العريس الى متقدملى ده ياعمو.. وشغال ايه كل حاجه عنه.
يونس يتوجس:ليه.
جورى:عشان احتمال كبير اوافق عليه.
يونس :ياسلام واشمعنى دلوقتي.
جورى:انا حاسه اني سبب في مشكلة.. مش عارفه ايه المشكلة بالظبط بس حاسه ان فى حاجة مش صح... يمكن لو اتجوزت وسبت البيت مالك يرجع يعيش هنا بشكل طبيعي.
يونس بغضب :انتى ايه الى بتقوليه ده... انتى لحمى ودمى.. بنت اخويا.. انا الى ربيتك على أيدي... وانتى من زمان عارفة ان البيت ده بيت والدتك ومكتوب باسمها.. اخر مره اسمع منك الكلام ده فاهمه.
جورى:حاضر.
ثم اكملت بهدوء :بس ده مايمنعش انى اشوف لو العريس ده كويس ومناسب ليا.. يمكن يكون في نصيب.
يونس:خلاص يومين بس هسال عليه واقولك كل حاجه وانتى قررى وانا معاكى في اى حاجة.
جورى وهى تقف:ربنا يخليك ليا يا رب.
يونس:انتى خارجه؟
جورى:اه هقابل زينه.
يونس:هى عامله ايه.. انا وصيت عليها فى البنك عشان خاطرك.
جورى:احمم.. هو ممكن واسطه اخيره ياعمو ان شالله يخليك.
رفع يونس حاجبه وقال:مش مرتاحلك يابنت شهد.
قالها وهو يتذكر ويشبهها بشقاوه والدتها وحبيبته
جورى ببراءة مصطنعة :والله ابدا.. انا بس طالبه من حضرتك تخلى تدريبها مع كريم.
يونس:جورى... انا مش حابب اضغط على كريم او اسببله اى ازعاج.. ده بنى ادم محترم ومكافح.. رغم انه عارف انى ليا اسهم ومصالح فى البنك ده لكن هو قدم على الوظيفة زيه زى اى حد وعمل مقابلات واختبارات وبنجاحه اترقى بسرعه.
جورى:عارفه والله ياعمو.. بس اسمعنى بس.
يونس :والله ما مرتاحلك.. قولى قولى.
↚
جورى:هو كده كده بيضرب واحدة تانيه يعني مشترك فى التدريب وده من صميم شغله.. كل الى احنا هنعمله اننا هنعمل تبديل بس كده.
تنهد بقوه وقال:ماشى ياجورى بس برضه مش مرتاح.
جورى :تسلملى يا احلى عمو فى الدنيا دى كلها.. فى عم حلو كده يا ناس.. ياخراشى.
ثم ركضت للخارج سريعاً وهى تقفز بمرح وهناك اعين تتبعها بشغف وحب.
اما بالداخل ابتسم يونس وهو يهز رأسه بياس:والله ما مرتاح.. قال وتقولى يمكن يحصل نصيب.. قصدها يحصل مصايب.
نظر للحديقه وهو يعلم اين يجلس ابنه وقرر الذهاب للحديث معه حديث تأجل لسنوات طوال ولكن حان وقت حسم الأمر.
_______________
فى فيلا الفيومى
جلست شهد مع صديقتها ماهى تتجاذبان اطراف الحديث فقالت شهد:بصراحة يا ماهى.. انا جايبه تاج عشان تعتذر لادهم على الموقف البايخ الى حصل.. بس هى والله ماكنتش تقصد.. مش كده ياتاجى؟
تاج:اه والله ياطنط.. انا بس اتخضيت من شكله على الصبح كده وماكنتش لحقت افوق من الصدمه وشوفته تانى باليل في الجنينه فى حته ضلمه.
ماهى بتعاطف:حبيبتي.. ده تلاقيكى اتخضبتى جامد.. ده حقه هو الى يعتذرلك.
تاج:اه والله ياطنط.. تصدقى انتى حبيبتى.. خمسه مواه. وقذفت لها قبله فى الهواء
ماهى وهى تقذف لها قبله هى الاخرى:همسه هاو انيو.
تاج:ايواااا بقا ويالا بقا.
شهد :بببسسسس.
صمت الاخرتان فقالت شهد:ايه فى ايه.. انتو الاتنين اعيل من بعض.
ماهى:هى الى بتجرجرنى والله.. ببقى عاقله في نفسى كده اشوف تاج بنتك دى بالذات ماعرفش فى ايه بيحصل.
تاج:يامهميهو ياحبيبتشى احنا فى بينا كميا غريبه جدا.
قذفت لها ماهى قبله اخرى فى الهواء ثم نظرت لشهد بخوف واعادت الكره وشهد تهز رأسها بيأس.
_________________
:عااااااااااا.. الواد الى حيلتى بيتشقط منى يامااااااااا.
صرخت بها زينه بعويل لجورى التى تنظر حولها بحرج وقالت :يخربيتك فضحتينا.
زينه بعويل:اه ياحوستك السودا يا زينه.. الواد بيتشقط.. بقولك البت لازقاله على طول.
تنهدت جورى وقالت :هى البنت دى حلوه؟
زينه:اه ياختى.. تحل من على حبل المشنقه.. اكيد مش هيبصلى انا بسمارى ده.
جورى :انتى هبله يابت... ده السمار نص الجمال ومش كل البيض حلوين.. وانتى ماشاءالله الله اكبر قمر.. خلى عندك بس ثقه في نفسه هتعجبى كريم واللى جابوا كريم.
زينه بحزن:ماتحاوليش تجبرى بخاطرى يا جورى رحم الله امرء عرف قدر نفسه وانا عارفه قدر نفسى.. واحد أشقر وعينه ملونه زى كريم ابن خالتك ده هيبصلى ليه.
جورى:لأنك جميله وجدا.. ومش بس شكل.. لما يعرف بس انتى اد ايه دمك خفيف وجدعه ومؤدبه وشاطره فى دراستك وشغلك لازم هيحبك.
زينه بتساؤل:تفتكرى؟
ثم اكملت بعويل:ااااه ياريتني كنت بيضا وبضب والله البياض عند الرجال يتحب.
جورى بزهق:يووووه برضه.. احنا لازملنا اجتماع.. انا هتصل على تاج وحنين.
ظلت تهاتف حنين وبالطبع الاخرى لا تجيب
جورى بتافف:اووف طبعها ولا هتشتريه.. هكلم تاج تروح تجيبها من سريرها كالعادة.
زينه زهى ترتشف العصير:ممرمطينها معانا اختك تاج دى والله.
ابتسمت جورى وهاتفت تاج التى كانت تتحدث بمرح واندماج شديد مع ماهى.
أجابت هى قائله :الو.. ايوه.. مانا هناك اصلاً... كالعادة مش بترد.. هجبهالكوا من قلب سريرها.. باى.
وبدون استئذان وكالعادة وقفت لتتجه للدرج المؤدى لغرف البيت فقالت شهد:تاج.. انتى رايحه فين؟
تاج باستغراب:ايه رايحه اصحى حنين عمالين يكلموها مش بترد.. ايه الجديد.
شهد:الجديد ان بقى فى راجل فى البيت ولا انتى ناسيه.
ماهى متدخله:راجل مين؟ اااه قصدك ادهم؟ يا شيخه انتى هتخافى على تاج منه دى نص عمره تقريباً.
شهد:عارفه ومش حكاية خوف اد ماهى دى الأصول.
ماهى ببساطة :اطلعى يا تاج اطلعى.فاكملت تاج الصعود وشهد تنادى عليها بغضب.
ماهى:يابنتى اهدى.. واصلا ادهم دلوقتي في سابع نومه.. انتى عارفه فرق التوقيت ملغبطله اليوم.
تنهدت شهد بيأس وصمتت.
اما بالأعلى
كانت تسير متجهة إلى غرفة حنين التى تعلمها عن ظهر قلب.
وفى اقل من لحظه كانت هناك يدين تجذبها بقوه للخلف حتى دخل لغرفته وأغلق الباب وهو يناظرها بشغف لم يسبق وشعر به.
حقاً ماهى هو بالفعل فى سابع نومه. هه.. هو لم يذق للنوم طعما منذ ان رأى جنيته.
فى البداية كانت مذعوره جدا ولكن حاولت السيطرة على حالها فهى هنا لإصلاح والاعتذار عما فعلته ورد فعلها الصادم جدا.
تحدثت بتلعثم بينما هو يمشط جسدها ووجهها بعينيه:اا.. بص.. هقولك.. انا اسفه.. بس انا اتخضيت جدا منك.
صمتت وانتظرت ان يقول حسنا لا بأس ولكن لم يحدث وبقى يحدق بها بشغف.
تاج:مش بترد ليه.
ادهم:ماتخلنيش اشوفك تانى.
رده صدمها جدا فقالت :ليه انت لسه زعلان؟
ادهم :لأ بس عشان انا ببقى عايز اشوفك.
تاج:يعنى ازاى.. هو منين بيودى على فين؟ يعني تقولى ماتخلنيش اشوفك عشان انت عايز تشوفنى.. مش فاهمة حاجة.
ادهم :ومش هتفهمى.
تاج :يعني انت لسه زعلان.. انا والله ماقصد.. أنت بس ظهرت مره واحده وبصراحة بردو ماهو مافيش كده.. الامينو حلو.. بس كتر الضرب وحش.
ادهم :امينو؟
تاج :اه.. كلها ضاربه امينو وعارفه بعضيها.
رفرف ادهم بعينيه وقال:انتى عندك كام سنة.
تاج بابتسامة متسعه:17 في عين العدو.. خمسه عليا خمسه.
لاول مره يبتسم بحب وقلب ينبض بقوه هكذا. اغمض عينيه بحزن ويأس:ياريتك كنتى اكبر من كده شويه.. وياريتك ماكنتيش اخت مالك.
تاج :الله الله انت هتلبخ ولا ايه.. انا الى غلط بتدخل ابيه مالك في النص ليه.
ابتسم بحزن قائلاً :ابيه مالك.
↚
ضحك داخليا بسخريه وهو يذكر نفسه انه من نفس عمر مالك الذى تلقبه ب ابيه.
فتح لها الباب من خلفها وقال :روحى لحنين روحى احسن وماتخلنيش اشوفك تانى.
تاج بغضب منه:انا اعتذرتلك وعملت إلى عليا.
فى نفس اللحظة خرجت حنين من غرفتها المقابله لغرفة اخيها فوجدتهم يقفون يتحدثون.
حنين باستغراب :ايه الى موقفكوا كده.
تاج:انتى فين.
حنين:ههههههه هما باعتينك تصحينى.
تاج:ماهو تقريبا مكتوب على وشى صحى حنين صحى حنين.
ابتسم ادهم بحب على شقاوتها وروحها التى خطفته ولكنه يكبت احساسه هذا باقصى قوة لديه.
حنين:طب تعالى نشوف حكاية سى كريم.
وعلى سيرة هذا الفتى الذى تقع له اجمل امرأة ولطالما كام عقده صديقه نشطتت ذرات الغيره فى جسده وقلبه لأول مرة في حياته وقال:كريم ايه اللي رايحين تشوفوه.
عضة حنين طرف لسانها كعقاب على ذلته وقالت :كريم! كريم حد قال كريم؟
تاج مكمله:لا انت بتجيب الكلام جه منين؟ الف بعد الشر عليك.. هو تغيير الجو بيعمل حساسية.. انت تاكلك فرخه كده بالشوربه بتاعتها وهتبقى فله..ثم إدارة حنين باتجاه النزول للدرج وقالت وهى تسير:وانا هوصى ماهى انتيمتى عليك.
ابتسم بحب وهو يرواده شعور غريب بين الحب والحنان يمتزجان لها فقط يريد ان يربيها على يده.
أطلت من خلف حائط السلم بشقاوه وقالت:علىَ فكرة اسمى تاج.
ثم غادرت بخفه من جديد وهو يبتسم ويردد :تاج ادهم الفيومى.
وكأنه قرر وعزم الأمر. ولكن القرار ليس بيده.. قدره ولعنته هى تلك الفتاة. لو بيده الأمر لاعتبرها ابنته ولكن لا مفر ادهم لامفر.
_____________
فى حديقة فيلا العامرى
تقدم بخطوات هادءه من ابنه الذى يجلس على احد المقاعد بهدوء.
جلس لجوراه فنظر له مالك ثم عاد للنظر امامه كما كان.
مدة من الصمت حلت عليهم الى ان تحدث يونس:ده الى كنت خايف منه.
نظر له مالك ولم يتحدث فقال:ضيعت احلى سنين عمرك الى فاتت والى جايه على مافيش.
مالك وه ينظر امامه محاولا التحدث ببرود اكتسبه من رجال لندن :مافرقتش كتير.. امى سابتنى.. ودلوقتي جورى.
يونس بغضب:انت اللي كنت مصمم تخسر كل حاجه.. امك سابتك احنا ذنبنا ايه.. انت ماكنتش صغير وماحدش حكالك هنقول بيكدب لا ده انت شوفت كل حاجه بنفسك.
مالك وهو يفقد بروده ويعود لطباع والده :ايوه شوفت.. وشوفتها وهى بتختار العربيه والفلوس عليا.. كل السنين اللي فاتت وانا بحاول اسامحها بس مش عارف.. حاولت تكلمتى وتقابلنى كتير بس ماكنتش بقدر اكمل معاها خمس دقايق... كل الى كنت بقدر اعمله انى اطمن عليها وعلى احوالها وصحتها بس مش عارف احس معاها احساس ابن وامه.
اغمض يونس عينيه بأسى وحزن على ما عاناه ابنه وقال:وجورى ذنبها ايه.. ليه سبتها...مش يمكن كانت هى تبقى سبب فرحك.
مالك بحب حزين:جورى هى الحاجه الحلوة الوحيدة اللي فى حياتى.
يونس:ولما هى كده تقوم تسيبها وتمشى.
مالك بأسى :كنت بتعلق بيها اكتر واكتر.. كل يوم لما بقف قدام المرايا بشوفك انت.. بشوف يونس العامرى وهى نسخه من امها.. لعنه بتصيب اى حد عينه تقع عليها.. خوفت.. خوفت.
يونس :ممكن تكون شهد لعنة بس اجمل لعنه حصلت لابوك يا مالك.. انا مش هنكر ولا أكابر قدامك انا من اول ما انت بدأت تكبر وانا معتبرك صاحبى مش ابنى.. حب شهد غير حياتى وحلاها.. لو هى لعنه وبنتها لعنه فيارب تصيبك لعنتهم.. لأنك ابنى وانا عايزك مبسوط.. طول السنين اللي فاتت وانا بربيها عشان هى بنت اخويا وبنت حبيبتى لكن كان في حاجة اهم.. إنها حبيبة ابنى.. الى غلط غلطة عمره لما سابها ومشى.
مالك:خوفت.. خوفت تخذلني هى كمان.. لما امى الى انا لحمها ودمها خذلتنى.. هى ممكن تعمل ايه.. خوفت افضل جنبها اضيع عمري عليها وهى ماتحبنيش.. والى شايفه منها مايقولش إنها ممكن تحبنى.
يونس:انت بتتكلم عن طفله عمرها تسع سنين واقل كمان.. حب ايه اللي عايزها تبينهولك ولا تعرفه حتى.
اغمض عينيه وتنهد بقوه فقال يونس ساخرا :وبعدين اديك سافرت وبعدت سنين.. مش شايفك بطلت تحبها بالعكس شايف حبك زاد.
لم يعلق مالك فاكمل هو :البنت شايفه انها سبب مشكلة ليك هنا.. وانك مش حاببها ومش راضى عن وجودها هنا... ولذلك هى قررت توافق على العريس عشان تمشى وتسيبلك البيت.. اشرب بقا يا كبير.
قالها بنفس طريقة حمزه وغادر والاخر يقف من مكانه بغضب مزمجرا برفض:ده على جثتتى.
هم للدخول خلف والده لكنه وجد ادهم يدلف للداخل وهو ينظر حوله كأنه يبحث عن احد.
بالطبع فهو يبحث عن تاجه جنيته المسحوره.
جلس ونيران الغيره تاكل كل منهم. وكل منهم يحاول مدارتها على الآخر فقال ادهم :احممم. امال فين الى اسمه كريم ده.. احم عايز اشوفه.
مالك باستغراب :ليه؟
ادهم بتلعثم :لاا بس ااا.. اصلى عايز اطمن لا جورى.. قاطعه مالك بنظره اخرسته فصمت ادهم.
مالك:مالك ياض فى ايه مش على بعضك ليه... هى ايميليا كلمتك.
ادهم :لاا ايميليا ايه وبتاع ايه.. ده أنا قطعت اى علاقه ليا بأى بنت اه.. وغيرت رقمى.. حتى فيس بوك وانستجرام.
رفع مالك حاجبه وقال :وده من ايه.. ناقص نقولى طالع عمره اول الشهر.
ادهم :ناويها والله يا اخ مالك.. توبة الى الله توبة نصوحه.. وناوى إن شاء الله اروح اغسل ذنوبى وبتمنى ان ساعتها تكون مراتى معايا.
مالك بزهول :مراتك... هو انت ممكن تتجوز.
ادهم :وماتجوزش ليه.
مالك:انت اللي كنت بتقول.
ادهم :شكلى هغير رائى وكل حياتى.
مالك:مالك يالا انا مش مرتاحلك.. وبعدين تعالى هنا.. انت مش كنت مش طايق مصر وناوى تسافر تانى يوم.. ايه اللي حصل... هتسافر امتى.
ادهم :شكلى مش هسيب مصر ابدا.
مالك:وده من امتى؟
ادهم :اصلى حبيت مصر وجو مصر وبنات مصر.
مالك:اهلاااااا.. بنات مصر.. انت لحقت.. علقت كام واحده.. بقولك ايه.. بلاش عك هنا.
ادهم بمحاولة يائسة :يا اخى توبت الى الله وربنا.
مالك:صدقتك انا كده.
تنهد ادهم بيأس فيبدوا أن محاولته في تغيير فكره مالك عنه مستحيله فكيف سيصدق هذا التغيير وهو صديق عمره ويعلم بكل نزواته ونساءه.
الطريق اليكى طويل تاجى
تمتم بها ادهم بحب وهو يبتسم متذكرا شقاوة صغيرته.
والاخر ينظر امامه بشرود واصر
↚
صباح يوم جديد
فى شرفه مطلة على حديقة فيلا العامرى. يجلس مالك وهو لم يبرح مكانه منذ الأمس... يجلس يعد العدة للهجوم على قلب امرأته وحبيبته.. يحدد أهدافه ومن اين سيبدأ وماهى اول الخطوات.. لن يكون هو مالك العامرى أن تركها لغيره.. الخطأ خطأه من البداية. لو كان بجانبها ولم يسافر كانت ستكون قصة حب بها العديد والعديد من ذكريات سنين طويلة فما أجمل من حب الطفوله.. يجعلك تعلم بكل خبايا واسرار حبيبتك.. تعلم ماتريد دون أن تتحدث. فقط تنظر الى عينيها تعلم ماذا هناك.. لكان لديكم اثنتيكم كما هائلاً من الاوقات الجميله تتذكروها وتقصوها لأبنائكم.. لكن ماذا فعلت مالك.. اضعت كل هذا من يدك بسبب الخوف.. لو كان الخوف رجلاً لقتلته.
وقف من مكانه بثقة وتحدى وهو ياخد كمية كبيرة من هواء الصباح فى رئتيه. ابتسم ثانية بثقه وهو يحدد او خطوه وهى التقرب اليها وإزالة اى حواجز بينهم.. بعدها سيغزو قلبها بضراوه. لن يرحم قلبها الا بعدما ينبض لاسمه هو فقط.
دلف لغرفته فتح احدة شنط سفره واخرج منها علبه تشبه الهدايا. وضعها بحب على الفراش واتجه المرحاض ينعم بحمام منعش يستعد لمعاد الإفطار المعروف لدى الجميع. فشهد تضع نظام جيد وصارم لهذا البيت.
______________
ad
فى فيلا الفيومى
وضعت ماهى مع الخادمة اخر طبق من اطباق الافطار وهى تنظر حولها وقالت لعز:هو ادهم فين كل ده.
عز:مش عارف... استنى هروح اشوفه.
حنين :خليك انت يا بابى... هروح اناديه.
عز:لا استنى.. انا هشوف ماله كده.. فيه حاجة متغيره... من امتى وهو بيطول قاعده في مصر كده.
ماهى:ده بدل مانقول الحمدلله ويارب يفضل هنا ويبطل سفر ويتعب قلبى منةقلقلى عليه.
هز رأسه بيأس من هذه المرأة التي لن تكبر ولن تنضج ابدا وقال وهو يبتسم بحب:يا ماهى يا حبيبتي مش لازم نعرف ايه اللي غيره كده... لايكون حد علم على ابن الفيومى فى لندن ولا حاجة.
قال اخر كلماته هو يصعد الدرج وذهب لغرفة ابنه.
فى غرفة ادهم كان يقف أمام الشرفه المطلة على فيلا العامرى. يدقق النظر يتحقق ان كانت خرجت او ظهرت. لقد استحوذت على عقله وقلبه وانتهى الأمر وتعدى كل الحدود المسموح بها.
بالخارج يقف عز يدق الباب ولكن بالطبع ذلك المنشغل بالداخل لا يجيب
ودون تردد قتح الباب ووقف مزهولا وهو يرى نفس المشهد يتكرر بعد 18عاما..كان يقف مثله هكذا يطل على ذلك البيت وبنفس الطريقة يريد ان يرى تلك الحمراء حينما ظن حالة يحبها. والان يجد ابنه الكبير المعروف بكثرة علاقاته. يقف بكل هذا الشغف يتلصص على جيرانه.
ad
تنهد بزهول وهو يقترب منه حتى وقف خلفه وقال :واقف كده ليه يا ادهم.
اتسعت عينيه بحرج ثم اغمضهم وهو يسب ويلعن من بين أسنانه على هذا الموقف المحرج جدا له.. لطالما كان هو ادهم الفيومى.. من تركض خلفه الفتيات ولم يهتز او يهتم هو لأحد... لم يظهر شغفه ناحية احد.
حاول السيطرة على لهفته التى كانت باديه على وجهه وحمحم بجديه مستديرا لوالده وقال:احمم.. فى حاجة يا عز.
عز بحاجب مرفوع:عز... واقف كده ليه.
ادهم :لا إله إلا الله... يعنى لما أوفر على نفسي الخناق والمناهده معاك عشان بتتقمص من كلمة بابا ابقى غلط.
عز:واقف كده ليه يابن ماهى.ثوانى واتسعت عينيه وقال:جووورى؟
ادهم باستغراب :جورى.. جورى ايه.
عز :انت معجب بجورى؟
ادهم باستكمار وزهول:جورى! لأ طبعا... جورى حبيبة مالك من زمان.
عز:واما انت عارف انها تخص صاحبك.. سامح لنفسك ليه انك تعجب بيها وتبص عليها.
ادهم :ومين قال انى ببص عليها هى.
عز:ماهو مافيش حد غيرها.
اغمض ادهم عينيه بألم. بالطبع لن تخطر جنيته على بال والده.. ليست من سنه ولا حتى تتاسبه.
فتح عينيه بحزن وتحرك للهبوط لاسفل دون التفوه بحرف. وترك عز المحتار خلفه يعد ويحصى افراد منزل يونس ولم يجد احد. اتسعت عينيه وقال:نهار اسود... شهد.. لأ لأ دى اكبر منه... بس مش كتير دول9سنين ولسه ملفوفه و... صمت وهو يقول :استغفر الله... مش كنت توبت ايه اللي بقوله ده.. نهار اسود لو يونس عرف.. ده بيغير عليها موت.. لا لا انا اكيد بيتهيئالى.. بس امال ايه اللي حصل خلاه لسه قاعد في مصر... ده يونس العامرى هيعمله كفته.
ad
ثم اتجه للنزول للافطار هو الآخر.
______________
فى فيلا العامرى
خرج من غرفته وهو فى أبهى حلة يرتدى جينز من الازرق مع قميص اسود مفصل على جسده. رائحة عطره تسبقه بقوه.
اتجه ناحية عرفتهم فوجد تاج تخرج من الغرفه ابتسمت وقالت بمديح:وااااااو.. ايه الجمال والشياكه دى يا ابيه.
مالك مبتسماً :حبيبتي انتى الى جميله.
تاج:طبعا جميلة مش اخت مالك العامرى.
مالك وهو يهز رأسه بيأس:هتفضلى طول عمرك بكاشه... رايحة فين كده.
قالها وهو ينظر لملابسها تبدوا ملابس للخروج. فقالت :اعمل ايه الدروس بدأت وما ادراك ما تالته ثانوى.
مالك:بدأت امتى انتو لحقتوا.
تاج:احنا بنريح شهر ولا شهر ونص بالكتير ونكمل تانى.. اسكت ماتقلبش عليا المواجع.
مالك :خلاص صعبتى عليا.
تاج:بجد...طب ما تخليهم يزودولى المصروف.
مالك:ههههههه.. انتى لسه ياعينى ماحدش زودلك المصروف... ده انتى من السنه اللي فاتت.
ad
تاج بعويل:ريقى نشف ولسانى طلع فيه شعره من كتر المحايله.
مالك:انتى يا اوزعه انتى بتجيبى الكلام واللماضه دى منين.
تاج:والله ماعرف... شكلها جينات ولا ايه... المهم ماتغيرش الموضوع.. هتكلمهم يزودولى المصروف. اشمعنى جورى يعنى.
مالك:اا. احممم.. هى فين صحيح.
تاج:شوف انا بقوله ايه يقولى ايه.. والنبى كلمهم يزودولى المصروف انا واخوك حمزه الغلبان.
مالك بسخرية :حمزه غلبان.. عموماً اعتبرى الموضوع ده منتهى ومصروفك انتى وهو زاد.
تاج بفرحة :بجد.... روح الهى تنستر.
مالك:ههههههه.. انستر.. انتى مش معقول بجد.
تاج بانتباه:ايه الهديه الحلوه دى لمين... ليا.
مالك بحرج :احمم.. لا دى لجورى.
رفعت تاج حاجبها وقالت:ياسلام.. وده من امتى.. ده هى الشرق وانت الغرب.
ابتسم بسخرية على ماترسخ فى ذهن الجميع وكان بيده كل هذا وقال:لو تبطلى لماضه...
قاطعته هى:اموت..يرضيك يا اخ مالك.. على العموم يا برنس هى فى الوضه خلصت لبس وهترج ناو.. اطير انا بقا الحق الفطار حمزه مش بيرحم.
ad
↚
ذهبت سريعا وهو ينظر لاثرها بحنان كم يحب اخته الشقية تلك.
استدار وتقدم خطوتين وتوقف امام غرفة حبيبته. ارتفعت دقات قلبه مع دقاته على الباب.
ثوانى وفتح الباب وهل القمر في تمامه.
وجهها مثل البدر ترتدى فستان من الاخضر وحجاب اوف وايت هادى ملفوف بطريقة بسيطة تناسب حر الصيف.
نظر لها بوله يؤنب حاله بشدة
فقد كبرت بعيداً عنه والسبب فى كل ذلك هواجسه وخوفه.
أخرجه من تفكيره صوت جورى بابتسامة بشوشه:صباح الخير... ايه الشياكه والجمال ده.
قالتها بعفوية وصفاء نيه لا تدرى ماذا فعلت بذاك الرجل الذي لم يعشق فى حياته غير مره واحده رغم البعد ورغم الهواجس اللعينة.. رغم محاولات العديد من الفتيات لكنه لم يكن يرى غيرها..كان دوماً يبحث عنها بينهم
لكن ظلت هى القلب.. هى العشق وهى النبض والشريان.
ابتسم بوله وهو يشبع عينيه من ملامحها وقال :انتى الى جميلة ياجورى.. كلمة الجمال اتخلقت عشان توصفك.
ماهذا.. القلب دق دقه... لا لا. احمم.. انه مالك.
ابتلعت ريقها وقالت بخجل:شكرا... ربنا يخليك.. واضح ان شغلك علمك تبقى مجامل.
قالتها بتوجس وذكاء تريد أن تتأكد من أنه يثنى على جمالها حقاً ويقول من جديد.
وبالفعل تحدث وقال :اتعلمت كل حاجه ممكن تتخيليها فى الشغل الا المجامله... انتى فعلاً جميلة ياجورى.
ad
ارتفعت حراره وجهها واحمر بشده وقالت :الجو حرر كده ليه.
ابتسم بحب واقترب اكثر قائلاً :ممكن ادخل... هوريكى حاجة بس.
نظرت له بحرج فهم عليها وقال:خلاص مش مهم... خلينا هنا.
ثم قام بفتح مابيده وقال:اتفضلى.
نطرت لما بين يديه وقالت :الله... ده اللون الى بحبه.
مالك بحب:لون الجورى الاحمر.. مش هيليق على حد غيرك.
ابتسمت له بحب وقالت:مش عارفة اشكرك ازاى.. انا فعلاً كنت ناويه اروح اشترى فستان جديد لعيد ميلاد زينه... وفرت عليا المشوار واللف.
مالك :يعني عجبك.
جورى:عجبنى! ده تحفه... بس هدخل اقيسه اشوف المقاس.
مالك :هيطلع مظبوط... انا متأكد.
احمر وجهها ثانية بحرج فمسك يدها وقبل باطنها بحب وهو ينظر بعينيها ورسالة عشقه واضحه جداً.
. أما هى متسعه العين.. يستحيل... مافهمته من نظرة عينيه مستحيل.. بالتأكيد تتوهم.. او انها تريد ان يكون هذا حقيقى فيصور لها عقلها هذا.. عودى لرشدك جورى.... هذا ماحدثت به نفسها.
ترك يدها مرغما وقال :دخلى الفستان ويالا عشان ننزل نفطر سوا.
ad
بزهول وبلاهه ادخلت مابيدها للغرفة ثم خرجت له. وقفت بجانبه ليسيرا لاسفل لكنه فاجئها وهو يمسك يدها بتملك شديد وينظر فى عينيها حين رفعتهم له بثقه.
ثقة جعلت جورى العنيده قوية الشخصيه تصمت وتسير كالمنومه مغناطيسيا. فقط شعرت انها تريد الاحتماء خلف ظهره من كل الدنيا.
هبطا سوياً فرفع الكل انظاره وسقط الطعام من يدهم وهم يرون مالك ممسك يد جورى بتلك الطريقة.
حمزه وتاج فمهم مفتوح ببلاهه ويونس يبتسم بسخرية لم يكن يعلم أن ابنه سريع السيطرة بهذا الشكل. يعلم أنه لن يصمت ولكن بهذه السرعة لم يتخيل ابدا.
اما شهد فصعقت وهى تردد داخلها: هستنى ايه يعني من ابن يونس... ضحك على عقل البت زى ما ابوه ضحك عليا.
_ههههههههه بتقولى حاجة يا حبيبتي.
هااااااا.. ماذا لم تكن تتحدث داخليا وكان صوتها مسموع.
يونس مكملا:اه سمعتك.
ناظرته بحقد طفولى وهو يطالعها بحب.
بينما هى تنظر لمالك الذى اجلس ابنتها لجواره وشرعوا في طعامهم.
وهى شردت فيما حدث ليلة أمس
فلاش باك
اعدت كوبين من النسكافيه المميز بيدها وصعدت الدرج وقامت بطرق الباب.
أجاب هو:اتفضل.
دلفت للداخل مبتسمة ببشاشه دائما ما تذكره بحبيبته وقالت:مساء الخير... انا قولت اعملنا 2 نسكافيه ونقعد نتكلم سوا.
مالك :اكيد.. اتفضلى.
تقدمت هى للشرفه وجلست قائله بمرح :تعالى نقعد هنا. الجو النهاردة جميل.
تقدم وجلس مقابلها فقالت هى:مش لايق عليك على فكره
مالك ببرود قليلاً :هو ايه.
شهد :جو رجالة لندن البيض الباردين... ممكن تكون بقيت شاطر وعملى زيهم بس طباع ابوك بتجرى فيك.
مالك بسخريه خفيفه :وانتى طبعاً ادرى الناس بيونس العامرى.
اعتدلت فى جلستها وقالت بثقه وقوة :اه يا مالك... انا ادرى الناس بيه.. طب اقولك الأقوى... انا اولى الناس بيه.
اعتدل فى مجلسه بحده بعدما كان يتكأ ببرود فقالت :ايه.. اتضايقت ليه... عيبك الى ضيع عمرك في سنين لوحدك هو إنك عايش في دوشة افكار... مش عايز تواجه وتحلل الموقف.. زمان هربت واتغيرت فجأة وكأنك بتعاقبنا احنا... انا ذنبى ايه يا مالك.. انا ماكنتش عايزه امك تطلق من ابوك.. ولا كنت عايزة أخذه منها.
مالك :بس اللى حصل انك اخدتيه منها.
شهد :عايز تفهمنى انك ماكنتش واعى ساعتها وعارف انى ما اخدتهوش منها لأنها ببساطة ماكنتش ماسكه فيه... انت من سن كريم ابن اختى.. وزى ما كريم كان فاهم كل حاجه بتحصل بين امه وابوه انت كمان اكيد فاهم.. انت كنت شاهد على كل حاجه... انا ابقى مذنبه لو كنت خططت لجوازى من ابوك... لو كنت خططت عشان اوقعه.. جوازى من ابوك كان عشان كلام الناس وبس وحتى هو لما اتجوزنى اتجوزنى عشان ينفع أنى اعيش وسطكوا عادى واربى بنتى.. وانا برضه اتحوزتوا عشان مش هلاقى حد احن على بنتى غير عمها.. وفضلنا على كده شهور... وانا كنت كافيه خيرى شرى.. عارفة انه جواز سورى وان هى الاولى والاحق.. لكن هى مارحمتنيش ومش عايزه افكرك هى عملت ايه لأنك فاكر زى مانا فاكره.. بعدها انا وابوك قربنا من بعض وده كان ترتيب ربنا مش حد تانى وجت والدتك وعملت الغلطه الى مافيهاش سماح.. ليه تعاقب الكل على الى عملته (لم تريد قول انها تركتك).. بدأت تتغير بدأت تتهمني مع انى عارفة انك عارف ومتاكد انى ماليش ذنب.
مالك:بس انا عمرى ما جيت اتهمتك.
شهد:وهو انت لازم تقولها بلسانك.. عينك كانت دايما بتتهمنى يا مالك.. انسى الى فات لانه خلص.. انت عارف انا بحبك اد ايه ومن زمان.. والقعده دى كانت المفروض تحصل ومن زمان لكن ماكنش بيبقى في فرصه.
مالك :شهد... انا اسف.
شهد بمرح:شهد... ده انت شايل التكلفه خالص مابينا.. قولى حتى يا طنط ولا اى حاجه.
مالك بابتسامة خفيفة :ده هما 9سنين.
شهد :ماشى يا سى مالك... مقبوله منك... اشرب يالا النسكافيه.
باااااااك
فاقت هى على حمحمه قوية من ابنتها الصغيره تاج:احممم... احم احم. احممممممم.
حمزة بزهق:ايه فى ايه. ايه الازعاج الى على الاكل ده.
جذبته لها وقالت بخفوت:اسكت.. ايه.. كتك نيله مانت لو عارف... ابيه مالك قالى هيكلم بابا وماما يزودولنا المصروف.
حمزه بسرعه:احمممم. احم احم.
ضحكت جورى عليه وشاركته حمحمته هى الأخرى. وفى المقابل يكبت مالك ضحكاته والآخرين يناطروهم باستغراب.
↚
مالك وهو يكبت ضحكته:فى حاجة.. مالك يا حمزة انت وتاج.
تاج بنبرة اقرب للبكاء :انت نسيت ولا ايه يا ابيه. احمم. اا. احمم.
حمزه بنفاذ صبر واندفاع:ماتكلمهم ياعم يزودولنا المصروف انتو هتذلونا.
ضحك الجميع ومعهم جورى فناظرها بعشق وهيام فرح بضحكاتها ثم نظر لوالده :بابا.. بعد إذنك نزود مصروف تاج وحمزة.
شهد متدخله:مصروف ايه اللي يزوده... مصروفهم كده حلو... كتر الفلوس غلط.
مالك بهدوء وتفهم جديد عليه:مش الفلوس اللي هتخليهم يبفسدوا.. هما لو عايزين يعملوا حاجة غلط والله لو ايه هيعملوها.
حمزه متدخلا:يسلم فمك ياخي.
تاج:جان وجنتل مان.
يونس يرزانه:خلصتوا؟
صمت الجميع فنظر هو لمالك ثم لشهد الرافضه تماماً وقال :هزودهم 200جنيه.
تاج :ملياردير مليارير يعني.
شهد:اصلاً كده كتير كمان.
حمزة :ياستى فى ايه.. ماتبقيش قطاعة ارزاق على الصبح.
يونس بتحذير:حمزه.. احترم نفسك وانت بتكلم مامتك.
حمزه:اسفين يا زعامه.. هطير انا بقى.
تاج:استنى انا عندى درس معاك.
هز رأسه بياس وقال:هروح مشوار 10 دقايق على ساعتك وراجع.
تاج بغمزه:روح يا شق.. الاخوات لبعضيها مابالك بقا احنا توأم.
حمزه:عليا النعمه رجوله وفخامه وحاجه تقفيل خواجات.
كانت ستهم بالرد كما تعلمت وطبع هو على شخصيتها ولكن قاطعهم يونس:عليا النعمه اسطى من الحرافيين والصبى بتاعه.. انتو استحالة تكونوا عيالى أبدا.
نظر ناحية شهد التى قالت وهى ترفع يدها باستسلام:والله ما اعرفهم.. بريئه منهم انا كمان.
حمزه:هقوم انا بقى قبل مايشيلوا اساميهم من شهادة ميلادى.
يونس :ماتتاخرش على اختك.
حمزه وهو يغادر :حاضر.
نظر يونس ناحية جورى وابتسم بعبث وقال:ها يا جورى.. نقول ايه للعريس.
نظر مالك لوالده بغضب فناظره الاخر بتسليه وقال :اصل الولد واقع موت.. وعمال يكلم كل معارفى عشان يتوسطولوا عندى.. بيقول هيموت على البنت الملونه ام شعر احمر دى.
مالك بغضب:ايه... وهو شاف لون شعرها فين وازاى.
شهد متدخله فهى تعلم تلك الغيره فهذا الشبل من ذاك الاسد ولكى تنقذ ابنتها إجابة بما حدث سريعاً :ماهو الشاب الى كان عمال يشد فيها وحاول ياخدها.. من كتير المقاومة الحجاب فك شويه واتبهدل وخصل كتير بانت.
اغمض عينيه بغضب فقد حدث لحبيبته كل هذا وهو هارب بعيد بسبب مخاوف وهميه اضاعت عمره وكم غضب من حاله لما فعل وما جنى.
قطعت تاج الحديث وقالت:انا هخرج اشوف زمان حمزه جه.
شهد ويونس :لا إله إلا الله.
تاج مبتسمة :محمد رسول الله.
عاد يونس بنظره ناحية جورى وقال :ها يابنتى.. اقول للراجل ايه.
.نظر لها مالك بقوة ورفض وتحذير قابتلعت ريقها بخوف وقالت بتلعثم:مش عارفة ياعمو... طب وقت بس افكر.
يونس بتلاعب وهو ينظر بجانب عينه على ابنه:اوكى يا حبيبة عمو... بس ماتتاخريش عشان الراجل بقاله كتير مستنى... والله انا شايف انه عريس كويس ومستقبله حلو ولايق عليكى كمان.
شهد متدخله بغباء:هو مش انت قولتلى انه.... قاطعها يونس:اه اه ياحبيبتى ولد مؤدب جدا ومالوش فى اللف ولا الدوران.
شهد بغباء مرة أخرى :لأ انت قولتلى انه صاي... قاطعها وهو يرسل بعينه رسالة كي تفهم فصمتت ونظرة ناحية مالك الذى انتفض من مقعده بغضب وهو ممسك يدها وكأن هذا هو الوضع الطبيعي او انهم توأم ملتصق.
جورى باستفهام وبعض الخوف:ايه فى ايه.
مالك من بين اسنانه:ايه مش كنتى خارجه... هوصلك.
نظرت ناحية والدتها لتسمح أو ترفض فقال يونس بتلاعب :روحى ياحبيبتى ماما موافقه... ده زى اخوكى واكتر.
زاد غضبه وسحبها خلفه لن ينتظر كلمه اخرى والا سيحدث مالا يحمد عقباه ابدا.
بينما يونس يقهقه برجوله ووسامه تزداد مع سنوات عمره وتلك الخطوط البيسطه فى جانب عينيه.
وشهد نست ماحدث فقط ظلت تنظر له بوله واعجاب.
انتبه لها ومسك يدها مقبلا اياها بحب فقالت وهى تضع اليد الاخرى تخت ذقنها:انت امور اوى يا يونس.
قهقه عالياً من جديد وقال بصعوبة من بين ضحكاته:ههههههه أمور ههههههه يونس العامرى يتقاله امور.
شهد بتذمر:هو ايه اللي كل مانكلمك يونس العامرى يتقاله كده.. ماهو يونس العامرى الى امور فعلاً نعمله ايه يعني.
وقف من مكانه وجذبها لاحضانه وسار بها ناحية المكتب بعدما اغلق الباب قائلا :ربنا يخليكي ليا ياحبيبتى يارب.. انتى إلى دايماً بتجددى شبابى.. من يوم ماعرفتك ودخلتى حياتى وحبيتك وانا حاسس نفسى حلو فعلاً... دايماً بتقوليلى كلام يخلينى طاير وحاسس انى اجمد واحلى راجل خلقه ربنا... ربنا يخليكي ليا يارب.
شهد بحب:ويخليك ليا ياحبيبي.
ثم أكملت بتذكر :اه صحيح.. انت بتشتغلنى... انت مش قولتلى من يومين ان رامز الى متقدم لجورى ده واد صايع وبتاع ستات وشرب وسهر حتى عمه اتبرى منه من افعاله.
يونس مؤكدا :اه.
شهد بجنون:امال ليه بتقول لجورى تفكر وأنه ولد محترم والكلام ده.
احتضنها يونس مجدداً ودفن راسه في عنقها يشتم عبيرها الجميل وقال :وتفتكرى ان مالك هيسيبها توافق عليه او على غيره... ده رجع عشانها... وانا عارف ان دلوقتي او بعدين جورى مش هتتجوز غير مالك.. بس انا بقا حابب اربيه عشان يعرف انه غلط وكمان يصونها لأنه ما اخدهاش بسهوله.
شهد وهى تمرر يدها على ظهره بحب :طيب وهتربيه إزاى.
يونس:لااااا.... ده أنا ناويله على حاحات كتير... وهو ونصيبه بقا.
لم يستمع لها حديث فقال بتوجس:شهدى... انتى نمتى.
شهد بخمول فى احضانه:لا لسه بس انت عارف لو استنت شويه كمان فى حضنك هنام.
اخرجها سريعا وقال بشوق:لا تنامى ايه... ده أنا عايز اربيكى انتى كمان.
وبسرعه انقد عليها يجدد عشقه وشغفه بها رغم مرور سنوات
________________
فى فيلا الفيومى على الإفطار هبط ادهم وخلفه عز وجلسوا لتناول الطعام
تحدث عز قائلاً :انت هتسافر امتى يا ادهم.
سعل فى طعامه بقوه وهو يتذكر امر عمله المتوقف في الخارج.. لكن مستحيل ان يسافر ويترك جنينة مستحيل.
ادهم بتلعثم:مش عارف.. انت لحقت زهقت منى ولا ايه يا عز.
ماهى متدخله:انت غريب اوى ياعز فى حد بيبقى عايز ابنه يتغرب.
عز:انتى تسكتى خالص... بقى فى مدام عاقله في الخمسين تعمل الجنان إلى عملتيه ده.
حنين :ههههههه مانت عارف يا بابى.. هى لما بتتلم على تاج بيحصل ايه.
انتبه بحب وقلب يدق على ذكر سيرة حبيبته وهو يلاحظ طريقة كلام اهله عنها وعلى شقاوتها وعلاقاتها بأمه.
ماهى وكأنها طفله مذنبه:والله ياجماعه انا ببقى عاقله خالص هة تيجى ناحيتى بس الاقينى اتعفرت.
عز بجنون:ماهو ده الى هيجننى... ده انتى طول عمرك ساكته وقليلة الكلام والحركة ايه اللي حصلك.
ماهى:اهو شوفت.
↚
عز:يبقى هى تاج بنت يونس خلاص ماتتجمعوش مع بعض تانى.
ماهى :ليه بس كده ياعز.
عز:ياحبيبتى انتى بتقعدى معاها بتتحولى... فى واحدة فى سنك ومقامك تعمل الى عملتوه ده.
حنين:بصراحة لا.
ماهى :خلاص بقا فيها ايه يعني لما لعبنا كوره قدام الفيلا من برا.ماهى رياضة زى اى رياضه.
عز بجنون:اللعب له مكانه انتو عملتوا زى الى بيلعب كوره كفر فى الحاره ده غير ان مش سنك أبدا.
ماهى:ماله سنى... السن ده مجرد رقم.. انا لسه بصحتى وشبابى وحلاوتى.. عشان دخلت الخمسين أقول لنفسى اتعبى ونامى فى السرير ماينفعش تبقى بالصحه والحلاوه دى انتى جبتى الخمسين.. حاجة غريبة والله.
حنين:هو الغريب في الموضوع ان تاج مجنونه اه بس مش للدرجة دى... هى كمان جنانها بيزيد ومخها بيفوت لما بتتلم عليكى يا مامى.
كل هذا وهو يستمع بزهول ويبتسم بحب وشعور بحنان كبيير يتدفق داخله يخصها به وحدها.. اعتبرها خاصته وانتهى الأمر... اعترف لنفسه بعشقه وجنونه بها. من الآن هى ابنته وطفلته وحبيبته. وستكون امرأته بلا أدنى شك.. لكنه لم يكن يعلم أنها بكل هذا الجموح والشغب.
انتهى الطعاك وخرج هو للذهاب لمقر الشركة مع والده فاوققتهم ماهى :استنوا انا خارجه.
حنين :وانا كمان تعالى اخدك معايا.
ماهى :طيب ماتيجى انت يا ادهم معايا نخرج سوا.. مرات قليله الى خرجت فيها معاك زى اى ام وابنها.
ادهم برفض شديد :مانا معاكى اهو ياماما لكن خروج برا وشوبيج واقعد استنى لاااااا
_____________
وقفت تاج تهاتف حمزه:ايه بقالى ساعه واقفه.
حمزه:بصى حصل حوار كده... هتغطى على اخوكى ولا هيبقي ضهرى مكشوف.
تاج:عيب عليك.. اختك رجوله.. بس هتعرفنى ايه الحوار اتفقنا.
حمزه:اهو انتى كده أخويا وحبيبى وكفاءة... بس ما وعدكيش انى احكيلك... سلام.
ثم اغلق الهاتف فقالت يضجر:قفل في وشى الحيوان... هعمل ايه انا دلوقتي
فى نفس الوقت كان الجميع في منزل الفيومى يستعد للخروج فخرج عز بسيارته اولا وانطلق. وصعدت ماهى مع حنين بعدما رفض ادهم رفض قاطع.
وخلفهم ادهم سيذهب بسيارته للشركه.
توقفت حنين امام فيلا العامرى وهى تجد تاج تقف وحيده.
ماهى بفرحة :تااااج.. ازيك.
حنين بتحذير:احنا لسه قايلين إيه.
تاج :عايزين يقطعوا علاقتنا يامهميهو صح... عايزين يفرقوا بين قلوبنا.
توقف ادهم بنبضات قلب مرتفعه وهو يرى جنيته الساحرة وترتدى ملابسها التى
تتكون من بنطال اسود وتيشرت نبيتى تحته توب اسود يظهر بياض عنقها ويضفى وهجا على وجهها الأبيض المستدير. ترفع شعرها النارى برباط(توكه) من الأسود فسرح هو فى هيئتها البيسطه الساحرة. يناظرها بإعجاب ووله كبيرين.
ترجل من سيارته وهو يستمع لحديثها بقلب يبستم حبا وحنانا. فمن وقع لها وعشق شقيه ذات روح مرحه جدا يبتسم تلقائيا كل من يراها او يتحدث عنها.
ماهى باندماج غريب مع تلك الشقيه:احنا مش هنفترق ابدا ياعمررى.
حنين:تااااج.. ابعدى عن امى.. فسدتى اخلاقها.. الست بتتحول لما بتشوفك ووصلت لمرحلة خطر خالص.
تقدم ادهم ووقف معهم وهى تقول:يا ناس عايزين تحرمونا من بعض ليه... يرضيك كده يا ابيه.
اخترقت الكلمه حواسه ووقف متسمرا.
مجدداً وقالت :ابيه ادهم... ماترد عليا الله.
ماهى:سيبك منهم وتعالى نخرج انا وانتى.
تاج:انا عندي درس دلوقتي.
ماهى:احنا لسه فى اول السنه هتلحقى تذاكريه.
تاج:انتى كده بتشجعينى على الانحراف.. وانا الصراحه بحبه.
حنين:روحى درسك يا تاج وانتى يامامى تعالى عشان اوصلك.
ادهم متدخلا فجأه :لأ انا هروح معاهم.
نظروا له بتفاجئ فقال :ااا.. احم.. عشان مايعملوش مصيبه تانيه.
وقفت حنين مبهوته. هل مافهمته من عيون اخيها صحيح فرددت بزهول وهى تنظر لاثر سيارته تغادر وهم معه:تااااااااج... ده يبقى ادهم اتجنن.
ثم استقلت سيارتها واتجهت لوجهتها.
توقفت في احد الكمائن فتأففت بضجر:اصلى ناقصه تأخير.
وجدت من يقف خلف زجاج السياره وينظر لها بتلاعب قائلاً :يا مساء العناب.
حنين:زين! بتعمل ايه هنا؟
زين بسخرية :كنت باخد دقنى كده على السريع مع فوطه سخنه وبخف الجناب... انا ظابط الكمين.
حنين:طب ايه.. مش همشى.
زين:لااااا.. انا ماعنديش ولا واسطه ولا محسوبيه.. الرخص يا انسه.
قال الأخيرة بجدية مصطنعه فقالت هى :اهى اتفضل.. سليمه وساريه.
زين بجديه مصطنعه :لا معلش... لازم اتاكد إنها مش مزورة.
حنين :مزوره... زين.. انا حنين.
زين بوقفه عسكرية مصطنعه :قولتلك ماعنديش ولا واسطه ولا محسوبيه.. ولا عشان معرفه هتفتكرى انى هعديلك.. انا لازم اطبق القانون.
حنين:مش هينفع.
زين:اتفضلى قدامى يا انسه... يا شويش زكريا.
الشاويش:أفندم يازين بيه.
زين:كرسيين وشمسيه هنا للانسه.
الشاويش:طب جبرت كده نلم الكمين ولا ايه.
لكزه زين بمرفقه فقال الاخر بغباء :الحته دى اصلا مافيهاش سكان كتير واول مره نقف هنا.
زين من بين أسنانه :امشى من قدامى حالا.
وصار هو خلف حنين تاركا الشاويش زكريا يتمتم بسخط.
حنين :زين اتأكد من الرخص بقا هتأخر عندى مقابلة شغل.
زين:هنتأكد حاضر.
ذهب خلفها وهو يتمتم :قال شغل قال.. مين قال انى هسيب مراتى تشتغل.
______________
فى احد البنوك العربيه
↚
يجلس ذلك الشاب شديد الوسامه بشعره الأشقر ولحيته. عيونه الزرقاء او رصاصى لا أستطيع التحديد. يتحدث في الهاتف بحنان:يا امى والله انا كده مرتاح اكتر... لأ خالص والله انتى عارفه ومتاكده انى ماعنديش مشكلة مع عمى طارق.. كنت محتاج اخد شقه بقى لوحدي واستقل ابنك كبر ياملوكه... ههههههه يعني مش هتحسى انى كبرت غير لما اتجوز... ههههههه خلاص خلاص انا عارف اني مش هخلص... سلام.
انهى حديثه وهو يتنهد بهدوء سرعان ما انتبه الى تلك الجالسه لجواره.
كريم:زينه.. ها فهمتى اخر حاجة ولا لسه محتاجه إعادة.
زينه :لأ خلاص فهمت.. حضرتك بتفهمنى بسرعه اكتر.
كريم:هو بصراحة انتى الى نبيه فعلاً ومش لعبيه غير بنات كتير دربتهم.. وتعالى هنا.. ايه حضرتك دى.. احنا بنا معرفة قديمه.. احنا ياما اتقابلنا فى بيت جورى ولا ناسيه.
زينه بلهفه:لأ طبعا فاكره جدا.
ابتسم وهو ينظر لها مستغرب من ذاك الشعور الذي يهمس ببداية تكوين داخله... ماهذا
____________
فى حديقه فيلا العامرى.
توقف هو تحت احد الأشجار وقال بغضب:هو انتى فعلاً هتفكرى فى العريس إلى متقدم ده... انتى اتجننتى.. عايزة تتجوزى.. اه وماله... خدى وقتك يا حبيبة عمو بس ماتتاخريش الراجل مستعجل.. تروحى مولات ليه وتحصل خناقه ليه اصلا ويشوفك.. ماتقعديش فى البيت ليه.. انتى سيبانى اتكلم زى المجنون مش بتردى عليا ليه.
جورى باعين متسعه:هو انت سبتلى فرصه.. انا عايزه ارد والله.
مالك :اهو اتفضلى سامعك.. قولى... ساكته ليه.. ماتنطقى.
جورى وهى تنظر ليدها التى يقبض عليها بقوه:طب سيب ايدى طيب.
مالك:ياسلام.. ماتتكلمى وانا ماسكها.. ماتتحججيش.
جورى بحرج:يا مالك انا مش متعوده على كده.
مالك :لا ياختى اتعودى.. وجاوبى يالا عشان صبرى نفد.
جورى:انا خوفتنى اوى... فى ايه.. خرجت اجيب هديه.. شباب رخموا علينا.. حصلت خناقه والبوليس جه.. ذنبى انا ايه؟
مالك بعصبيه:وذنبى انا كمان ايه؟
جورى:مش فاهمة والله.
مالك بنفاذ صبر :أنتى هتقولى النهاردة بالليل لبابا إنك فكرتى وقرارك النهائى مش موافقة.
جورى بخوف شديد وهى تهز رآسها :حاضر حاضر.
مالك بغضب:سمعينى كده هتقولى ايه؟
جورى بخوف:مش موافقة على العريس ومش هتجوز خالص.
مالك بغضب اعلى:انا قولت كده؟ انتى بتجودى.
جورى بقلة حيله:طب اعمل ايه؟
مالك :تقولى الى انا قولته وبس ايه مش هتجوز خالص دى... واتفضلى قدامي يالا هفسحك.
جورى :بجد هتسيبنى ارجع اوضتى.
مالك :بقولك هخرجك.. يالا.
سارت امامه وهى مستغربه جدا اين جورى قوية الشخصية ولما تكن هكذا امامه ومعه والاخر يسير خلفها بغضب وهو يتمتم :قال مش هتجوز خالص قال... اعنس انا يعني ولا ايه مش فاهم.
_______________
أمام سنتر احد الدروس وقف حمزه بغضب ينتظر خروجها.
ثوانى وخرجت بعد انتهاء الدرس وهى ترتدى سلوبت من اللون الزيتى وتحته قميص من اللون السمنى وشعرها البنفسج الجميل يتطاير خلفها.
وجد احد الصبيان يسير بجوارها يتحدثون فوقف أمامهم وقال:انتى يا انسه.. تعالي عايزك.
لينا :ليه فى ايه.
حمزه:يالا من غير كلام.
الصبى:مش انتو صحاب الشركة الى باباها شغال فيها.
حمزه:عليك نووور.
لينا :حتى لو.. ده مش معناه انى هحطلك واطى وانفذ اوامرك.
الولد:لا يكون ابوكى هو الى ياعته ولا فى حاجة.
حمزه :لا مش حمزة العامرى الى يتدارى ورا حد.. انا الى عايزها.. وتقطع معاها خالص ياخفيف.
الولد:ده بأمارة ايه ان شاء الله.
قبض حمزه على يد لينا واحلسها فى سيارته وذلك الولد يناظره بغضب شديد واستدعى كل اصدقاءه ليروا ما سيفعلوه مع ذلك الحمزه.
فى السياره تحدثت لينا بعصبيه:ممكن افهم انت بأى حق تجرجرنى وراك كده.. ولا فرحان بالعربية الى جيبهالك ماما.
حمزه ببرود :يعنى بذمتك لو ماما جابتلك عربية زى دى مش هتاخديها.
لينا :بصراحة لا.
حمزه :طب شوفتى اهو.. ثم اكمل بعصبيه:وانتى بقا ايه. مش بتمشى غير مع ولاد.. ايه حكاية الواد ده... مش هتتلمى بقا.
لم تستطيع الاكمال فى دور القوه وقالت وهى تجاهد دموعها:انا محترمه غصب عن أى حد.. انت زيك زيى كل الناس بتحكم على الظاهر بس.
حمزه بصراخ وهو يقود:ايوه برضه مصاحبه ولاد ليه.
لينا:عشان انا عايده 3 ثانوى لانى مادخلتش الامتحانات اصلا وتعبت.. وهو الوحيد اللي من سنى ومن منطقتى لأنه عايد السنه هو كمان وانا مش عارفة اصاحب الى أصغر منى.. كل شله مكتفيه ببعضها ومش عايزين يدخلوا حد بينهم.. فهمت حاجة ولا أعمى القلب والنظر لسه.
قالت الاخيره وهى تجهش ببكاء شديد وهو ينظر لعا بأسف وغضب من نفسه.. يبدو أنها ليست كما تبدو نهائياً مثلها مثل الكثير من الناس
**********
خلص البارت
↚
صباح يوم جديد
فى شرفه مطلة على حديقة فيلا العامرى. يجلس مالك وهو لم يبرح مكانه منذ الأمس... يجلس يعد العدة للهجوم على قلب امرأته وحبيبته.. يحدد أهدافه ومن اين سيبدأ وماهى اول الخطوات.. لن يكون هو مالك العامرى أن تركها لغيره.. الخطأ خطأه من البداية. لو كان بجانبها ولم يسافر كانت ستكون قصة حب بها العديد والعديد من ذكريات سنين طويلة فما أجمل من حب الطفوله.. يجعلك تعلم بكل خبايا واسرار حبيبتك.. تعلم ماتريد دون أن تتحدث. فقط تنظر الى عينيها تعلم ماذا هناك.. لكان لديكم اثنتيكم كما هائلاً من الاوقات الجميله تتذكروها وتقصوها لأبنائكم.. لكن ماذا فعلت مالك.. اضعت كل هذا من يدك بسبب الخوف.. لو كان الخوف رجلاً لقتلته.
وقف من مكانه بثقة وتحدى وهو ياخد كمية كبيرة من هواء الصباح فى رئتيه. ابتسم ثانية بثقه وهو يحدد او خطوه وهى التقرب اليها وإزالة اى حواجز بينهم.. بعدها سيغزو قلبها بضراوه. لن يرحم قلبها الا بعدما ينبض لاسمه هو فقط.
دلف لغرفته فتح احدة شنط سفره واخرج منها علبه تشبه الهدايا. وضعها بحب على الفراش واتجه المرحاض ينعم بحمام منعش يستعد لمعاد الإفطار المعروف لدى الجميع. فشهد تضع نظام جيد وصارم لهذا البيت.
______________
فى فيلا الفيومى
وضعت ماهى مع الخادمة اخر طبق من اطباق الافطار وهى تنظر حولها وقالت لعز:هو ادهم فين كل ده.
عز:مش عارف... استنى هروح اشوفه.
حنين :خليك انت يا بابى... هروح اناديه.
عز:لا استنى.. انا هشوف ماله كده.. فيه حاجة متغيره... من امتى وهو بيطول قاعده في مصر كده.
ماهى:ده بدل مانقول الحمدلله ويارب يفضل هنا ويبطل سفر ويتعب قلبى منةقلقلى عليه.
هز رأسه بيأس من هذه المرأة التي لن تكبر ولن تنضج ابدا وقال وهو يبتسم بحب:يا ماهى يا حبيبتي مش لازم نعرف ايه اللي غيره كده... لايكون حد علم على ابن الفيومى فى لندن ولا حاجة.
قال اخر كلماته هو يصعد الدرج وذهب لغرفة ابنه.
فى غرفة ادهم كان يقف أمام الشرفه المطلة على فيلا العامرى. يدقق النظر يتحقق ان كانت خرجت او ظهرت. لقد استحوذت على عقله وقلبه وانتهى الأمر وتعدى كل الحدود المسموح بها.
بالخارج يقف عز يدق الباب ولكن بالطبع ذلك المنشغل بالداخل لا يجيب
ودون تردد قتح الباب ووقف مزهولا وهو يرى نفس المشهد يتكرر بعد 18عاما..كان يقف مثله هكذا يطل على ذلك البيت وبنفس الطريقة يريد ان يرى تلك الحمراء حينما ظن حالة يحبها. والان يجد ابنه الكبير المعروف بكثرة علاقاته. يقف بكل هذا الشغف يتلصص على جيرانه.
تنهد بزهول وهو يقترب منه حتى وقف خلفه وقال :واقف كده ليه يا ادهم.
اتسعت عينيه بحرج ثم اغمضهم وهو يسب ويلعن من بين أسنانه على هذا الموقف المحرج جدا له.. لطالما كان هو ادهم الفيومى.. من تركض خلفه الفتيات ولم يهتز او يهتم هو لأحد... لم يظهر شغفه ناحية احد.
حاول السيطرة على لهفته التى كانت باديه على وجهه وحمحم بجديه مستديرا لوالده وقال:احمم.. فى حاجة يا عز.
عز بحاجب مرفوع:عز... واقف كده ليه.
ادهم :لا إله إلا الله... يعنى لما أوفر على نفسي الخناق والمناهده معاك عشان بتتقمص من كلمة بابا ابقى غلط.
عز:واقف كده ليه يابن ماهى.ثوانى واتسعت عينيه وقال:جووورى؟
ادهم باستغراب :جورى.. جورى ايه.
عز :انت معجب بجورى؟
ادهم باستكمار وزهول:جورى! لأ طبعا... جورى حبيبة مالك من زمان.
عز:واما انت عارف انها تخص صاحبك.. سامح لنفسك ليه انك تعجب بيها وتبص عليها.
ادهم :ومين قال انى ببص عليها هى.
عز:ماهو مافيش حد غيرها.
اغمض ادهم عينيه بألم. بالطبع لن تخطر جنيته على بال والده.. ليست من سنه ولا حتى تتاسبه.
فتح عينيه بحزن وتحرك للهبوط لاسفل دون التفوه بحرف. وترك عز المحتار خلفه يعد ويحصى افراد منزل يونس ولم يجد احد. اتسعت عينيه وقال:نهار اسود... شهد.. لأ لأ دى اكبر منه... بس مش كتير دول9سنين ولسه ملفوفه و... صمت وهو يقول :استغفر الله... مش كنت توبت ايه اللي بقوله ده.. نهار اسود لو يونس عرف.. ده بيغير عليها موت.. لا لا انا اكيد بيتهيئالى.. بس امال ايه اللي حصل خلاه لسه قاعد في مصر... ده يونس العامرى هيعمله كفته.
ثم اتجه للنزول للافطار هو الآخر.
______________
فى فيلا العامرى
خرج من غرفته وهو فى أبهى حلة يرتدى جينز من الازرق مع قميص اسود مفصل على جسده. رائحة عطره تسبقه بقوه.
اتجه ناحية عرفتهم فوجد تاج تخرج من الغرفه ابتسمت وقالت بمديح:وااااااو.. ايه الجمال والشياكه دى يا ابيه.
مالك مبتسماً :حبيبتي انتى الى جميله.
تاج:طبعا جميلة مش اخت مالك العامرى.
مالك وهو يهز رأسه بيأس:هتفضلى طول عمرك بكاشه... رايحة فين كده.
قالها وهو ينظر لملابسها تبدوا ملابس للخروج. فقالت :اعمل ايه الدروس بدأت وما ادراك ما تالته ثانوى.
مالك:بدأت امتى انتو لحقتوا.
تاج:احنا بنريح شهر ولا شهر ونص بالكتير ونكمل تانى.. اسكت ماتقلبش عليا المواجع.
مالك :خلاص صعبتى عليا.
تاج:بجد...طب ما تخليهم يزودولى المصروف.
مالك:ههههههه.. انتى لسه ياعينى ماحدش زودلك المصروف... ده انتى من السنه اللي فاتت.
تاج بعويل:ريقى نشف ولسانى طلع فيه شعره من كتر المحايله.
مالك:انتى يا اوزعه انتى بتجيبى الكلام واللماضه دى منين.
تاج:والله ماعرف... شكلها جينات ولا ايه... المهم ماتغيرش الموضوع.. هتكلمهم يزودولى المصروف. اشمعنى جورى يعنى.
مالك:اا. احممم.. هى فين صحيح.
تاج:شوف انا بقوله ايه يقولى ايه.. والنبى كلمهم يزودولى المصروف انا واخوك حمزه الغلبان.
مالك بسخرية :حمزه غلبان.. عموماً اعتبرى الموضوع ده منتهى ومصروفك انتى وهو زاد.
تاج بفرحة :بجد.... روح الهى تنستر.
مالك:ههههههه.. انستر.. انتى مش معقول بجد.
تاج بانتباه:ايه الهديه الحلوه دى لمين... ليا.
مالك بحرج :احمم.. لا دى لجورى.
رفعت تاج حاجبها وقالت:ياسلام.. وده من امتى.. ده هى الشرق وانت الغرب.
ابتسم بسخرية على ماترسخ فى ذهن الجميع وكان بيده كل هذا وقال:لو تبطلى لماضه...
قاطعته هى:اموت..يرضيك يا اخ مالك.. على العموم يا برنس هى فى الوضه خلصت لبس وهترج ناو.. اطير انا بقا الحق الفطار حمزه مش بيرحم.
ذهبت سريعا وهو ينظر لاثرها بحنان كم يحب اخته الشقية تلك.
استدار وتقدم خطوتين وتوقف امام غرفة حبيبته. ارتفعت دقات قلبه مع دقاته على الباب.
ثوانى وفتح الباب وهل القمر في تمامه.
↚
وجهها مثل البدر ترتدى فستان من الاخضر وحجاب اوف وايت هادى ملفوف بطريقة بسيطة تناسب حر الصيف.
نظر لها بوله يؤنب حاله بشدة
فقد كبرت بعيداً عنه والسبب فى كل ذلك هواجسه وخوفه.
أخرجه من تفكيره صوت جورى بابتسامة بشوشه:صباح الخير... ايه الشياكه والجمال ده.
قالتها بعفوية وصفاء نيه لا تدرى ماذا فعلت بذاك الرجل الذي لم يعشق فى حياته غير مره واحده رغم البعد ورغم الهواجس اللعينة.. رغم محاولات العديد من الفتيات لكنه لم يكن يرى غيرها..كان دوماً يبحث عنها بينهم
لكن ظلت هى القلب.. هى العشق وهى النبض والشريان.
ابتسم بوله وهو يشبع عينيه من ملامحها وقال :انتى الى جميلة ياجورى.. كلمة الجمال اتخلقت عشان توصفك.
ماهذا.. القلب دق دقه... لا لا. احمم.. انه مالك.
ابتلعت ريقها وقالت بخجل:شكرا... ربنا يخليك.. واضح ان شغلك علمك تبقى مجامل.
قالتها بتوجس وذكاء تريد أن تتأكد من أنه يثنى على جمالها حقاً ويقول من جديد.
وبالفعل تحدث وقال :اتعلمت كل حاجه ممكن تتخيليها فى الشغل الا المجامله... انتى فعلاً جميلة ياجورى.
ارتفعت حراره وجهها واحمر بشده وقالت :الجو حرر كده ليه.
ابتسم بحب واقترب اكثر قائلاً :ممكن ادخل... هوريكى حاجة بس.
نظرت له بحرج فهم عليها وقال:خلاص مش مهم... خلينا هنا.
ثم قام بفتح مابيده وقال:اتفضلى.
نطرت لما بين يديه وقالت :الله... ده اللون الى بحبه.
مالك بحب:لون الجورى الاحمر.. مش هيليق على حد غيرك.
ابتسمت له بحب وقالت:مش عارفة اشكرك ازاى.. انا فعلاً كنت ناويه اروح اشترى فستان جديد لعيد ميلاد زينه... وفرت عليا المشوار واللف.
مالك :يعني عجبك.
جورى:عجبنى! ده تحفه... بس هدخل اقيسه اشوف المقاس.
مالك :هيطلع مظبوط... انا متأكد.
احمر وجهها ثانية بحرج فمسك يدها وقبل باطنها بحب وهو ينظر بعينيها ورسالة عشقه واضحه جداً.
. أما هى متسعه العين.. يستحيل... مافهمته من نظرة عينيه مستحيل.. بالتأكيد تتوهم.. او انها تريد ان يكون هذا حقيقى فيصور لها عقلها هذا.. عودى لرشدك جورى.... هذا ماحدثت به نفسها.
ترك يدها مرغما وقال :دخلى الفستان ويالا عشان ننزل نفطر سوا.
بزهول وبلاهه ادخلت مابيدها للغرفة ثم خرجت له. وقفت بجانبه ليسيرا لاسفل لكنه فاجئها وهو يمسك يدها بتملك شديد وينظر فى عينيها حين رفعتهم له بثقه.
ثقة جعلت جورى العنيده قوية الشخصيه تصمت وتسير كالمنومه مغناطيسيا. فقط شعرت انها تريد الاحتماء خلف ظهره من كل الدنيا.
هبطا سوياً فرفع الكل انظاره وسقط الطعام من يدهم وهم يرون مالك ممسك يد جورى بتلك الطريقة.
حمزه وتاج فمهم مفتوح ببلاهه ويونس يبتسم بسخرية لم يكن يعلم أن ابنه سريع السيطرة بهذا الشكل. يعلم أنه لن يصمت ولكن بهذه السرعة لم يتخيل ابدا.
اما شهد فصعقت وهى تردد داخلها: هستنى ايه يعني من ابن يونس... ضحك على عقل البت زى ما ابوه ضحك عليا.
_ههههههههه بتقولى حاجة يا حبيبتي.
هااااااا.. ماذا لم تكن تتحدث داخليا وكان صوتها مسموع.
يونس مكملا:اه سمعتك.
ناظرته بحقد طفولى وهو يطالعها بحب.
بينما هى تنظر لمالك الذى اجلس ابنتها لجواره وشرعوا في طعامهم.
وهى شردت فيما حدث ليلة أمس
فلاش باك
اعدت كوبين من النسكافيه المميز بيدها وصعدت الدرج وقامت بطرق الباب.
أجاب هو:اتفضل.
دلفت للداخل مبتسمة ببشاشه دائما ما تذكره بحبيبته وقالت:مساء الخير... انا قولت اعملنا 2 نسكافيه ونقعد نتكلم سوا.
مالك :اكيد.. اتفضلى.
تقدمت هى للشرفه وجلست قائله بمرح :تعالى نقعد هنا. الجو النهاردة جميل.
تقدم وجلس مقابلها فقالت هى:مش لايق عليك على فكره
مالك ببرود قليلاً :هو ايه.
شهد :جو رجالة لندن البيض الباردين... ممكن تكون بقيت شاطر وعملى زيهم بس طباع ابوك بتجرى فيك.
مالك بسخريه خفيفه :وانتى طبعاً ادرى الناس بيونس العامرى.
اعتدلت فى جلستها وقالت بثقه وقوة :اه يا مالك... انا ادرى الناس بيه.. طب اقولك الأقوى... انا اولى الناس بيه.
اعتدل فى مجلسه بحده بعدما كان يتكأ ببرود فقالت :ايه.. اتضايقت ليه... عيبك الى ضيع عمرك في سنين لوحدك هو إنك عايش في دوشة افكار... مش عايز تواجه وتحلل الموقف.. زمان هربت واتغيرت فجأة وكأنك بتعاقبنا احنا... انا ذنبى ايه يا مالك.. انا ماكنتش عايزه امك تطلق من ابوك.. ولا كنت عايزة أخذه منها.
مالك :بس اللى حصل انك اخدتيه منها.
شهد :عايز تفهمنى انك ماكنتش واعى ساعتها وعارف انى ما اخدتهوش منها لأنها ببساطة ماكنتش ماسكه فيه... انت من سن كريم ابن اختى.. وزى ما كريم كان فاهم كل حاجه بتحصل بين امه وابوه انت كمان اكيد فاهم.. انت كنت شاهد على كل حاجه... انا ابقى مذنبه لو كنت خططت لجوازى من ابوك... لو كنت خططت عشان اوقعه.. جوازى من ابوك كان عشان كلام الناس وبس وحتى هو لما اتجوزنى اتجوزنى عشان ينفع أنى اعيش وسطكوا عادى واربى بنتى.. وانا برضه اتحوزتوا عشان مش هلاقى حد احن على بنتى غير عمها.. وفضلنا على كده شهور... وانا كنت كافيه خيرى شرى.. عارفة انه جواز سورى وان هى الاولى والاحق.. لكن هى مارحمتنيش ومش عايزه افكرك هى عملت ايه لأنك فاكر زى مانا فاكره.. بعدها انا وابوك قربنا من بعض وده كان ترتيب ربنا مش حد تانى وجت والدتك وعملت الغلطه الى مافيهاش سماح.. ليه تعاقب الكل على الى عملته (لم تريد قول انها تركتك).. بدأت تتغير بدأت تتهمني مع انى عارفة انك عارف ومتاكد انى ماليش ذنب.
مالك:بس انا عمرى ما جيت اتهمتك.
شهد:وهو انت لازم تقولها بلسانك.. عينك كانت دايما بتتهمنى يا مالك.. انسى الى فات لانه خلص.. انت عارف انا بحبك اد ايه ومن زمان.. والقعده دى كانت المفروض تحصل ومن زمان لكن ماكنش بيبقى في فرصه.
مالك :شهد... انا اسف.
شهد بمرح:شهد... ده انت شايل التكلفه خالص مابينا.. قولى حتى يا طنط ولا اى حاجه.
مالك بابتسامة خفيفة :ده هما 9سنين.
شهد :ماشى يا سى مالك... مقبوله منك... اشرب يالا النسكافيه.
باااااااك
فاقت هى على حمحمه قوية من ابنتها الصغيره تاج:احممم... احم احم. احممممممم.
حمزة بزهق:ايه فى ايه. ايه الازعاج الى على الاكل ده.
جذبته لها وقالت بخفوت:اسكت.. ايه.. كتك نيله مانت لو عارف... ابيه مالك قالى هيكلم بابا وماما يزودولنا المصروف.
حمزه بسرعه:احمممم. احم احم.
ضحكت جورى عليه وشاركته حمحمته هى الأخرى. وفى المقابل يكبت مالك ضحكاته والآخرين يناطروهم باستغراب.
↚
مالك وهو يكبت ضحكته:فى حاجة.. مالك يا حمزة انت وتاج.
تاج بنبرة اقرب للبكاء :انت نسيت ولا ايه يا ابيه. احمم. اا. احمم.
حمزه بنفاذ صبر واندفاع:ماتكلمهم ياعم يزودولنا المصروف انتو هتذلونا.
ضحك الجميع ومعهم جورى فناظرها بعشق وهيام فرح بضحكاتها ثم نظر لوالده :بابا.. بعد إذنك نزود مصروف تاج وحمزة.
شهد متدخله:مصروف ايه اللي يزوده... مصروفهم كده حلو... كتر الفلوس غلط.
مالك بهدوء وتفهم جديد عليه:مش الفلوس اللي هتخليهم يبفسدوا.. هما لو عايزين يعملوا حاجة غلط والله لو ايه هيعملوها.
حمزه متدخلا:يسلم فمك ياخي.
تاج:جان وجنتل مان.
يونس يرزانه:خلصتوا؟
صمت الجميع فنظر هو لمالك ثم لشهد الرافضه تماماً وقال :هزودهم 200جنيه.
تاج :ملياردير مليارير يعني.
شهد:اصلاً كده كتير كمان.
حمزة :ياستى فى ايه.. ماتبقيش قطاعة ارزاق على الصبح.
يونس بتحذير:حمزه.. احترم نفسك وانت بتكلم مامتك.
حمزه:اسفين يا زعامه.. هطير انا بقى.
تاج:استنى انا عندى درس معاك.
هز رأسه بياس وقال:هروح مشوار 10 دقايق على ساعتك وراجع.
تاج بغمزه:روح يا شق.. الاخوات لبعضيها مابالك بقا احنا توأم.
حمزه:عليا النعمه رجوله وفخامه وحاجه تقفيل خواجات.
كانت ستهم بالرد كما تعلمت وطبع هو على شخصيتها ولكن قاطعهم يونس:عليا النعمه اسطى من الحرافيين والصبى بتاعه.. انتو استحالة تكونوا عيالى أبدا.
نظر ناحية شهد التى قالت وهى ترفع يدها باستسلام:والله ما اعرفهم.. بريئه منهم انا كمان.
حمزه:هقوم انا بقى قبل مايشيلوا اساميهم من شهادة ميلادى.
يونس :ماتتاخرش على اختك.
حمزه وهو يغادر :حاضر.
نظر يونس ناحية جورى وابتسم بعبث وقال:ها يا جورى.. نقول ايه للعريس.
نظر مالك لوالده بغضب فناظره الاخر بتسليه وقال :اصل الولد واقع موت.. وعمال يكلم كل معارفى عشان يتوسطولوا عندى.. بيقول هيموت على البنت الملونه ام شعر احمر دى.
مالك بغضب:ايه... وهو شاف لون شعرها فين وازاى.
شهد متدخله فهى تعلم تلك الغيره فهذا الشبل من ذاك الاسد ولكى تنقذ ابنتها إجابة بما حدث سريعاً :ماهو الشاب الى كان عمال يشد فيها وحاول ياخدها.. من كتير المقاومة الحجاب فك شويه واتبهدل وخصل كتير بانت.
اغمض عينيه بغضب فقد حدث لحبيبته كل هذا وهو هارب بعيد بسبب مخاوف وهميه اضاعت عمره وكم غضب من حاله لما فعل وما جنى.
قطعت تاج الحديث وقالت:انا هخرج اشوف زمان حمزه جه.
شهد ويونس :لا إله إلا الله.
تاج مبتسمة :محمد رسول الله.
عاد يونس بنظره ناحية جورى وقال :ها يابنتى.. اقول للراجل ايه.
.نظر لها مالك بقوة ورفض وتحذير قابتلعت ريقها بخوف وقالت بتلعثم:مش عارفة ياعمو... طب وقت بس افكر.
يونس بتلاعب وهو ينظر بجانب عينه على ابنه:اوكى يا حبيبة عمو... بس ماتتاخريش عشان الراجل بقاله كتير مستنى... والله انا شايف انه عريس كويس ومستقبله حلو ولايق عليكى كمان.
شهد متدخله بغباء:هو مش انت قولتلى انه.... قاطعها يونس:اه اه ياحبيبتى ولد مؤدب جدا ومالوش فى اللف ولا الدوران.
شهد بغباء مرة أخرى :لأ انت قولتلى انه صاي... قاطعها وهو يرسل بعينه رسالة كي تفهم فصمتت ونظرة ناحية مالك الذى انتفض من مقعده بغضب وهو ممسك يدها وكأن هذا هو الوضع الطبيعي او انهم توأم ملتصق.
جورى باستفهام وبعض الخوف:ايه فى ايه.
مالك من بين اسنانه:ايه مش كنتى خارجه... هوصلك.
نظرت ناحية والدتها لتسمح أو ترفض فقال يونس بتلاعب :روحى ياحبيبتى ماما موافقه... ده زى اخوكى واكتر.
زاد غضبه وسحبها خلفه لن ينتظر كلمه اخرى والا سيحدث مالا يحمد عقباه ابدا.
بينما يونس يقهقه برجوله ووسامه تزداد مع سنوات عمره وتلك الخطوط البيسطه فى جانب عينيه.
وشهد نست ماحدث فقط ظلت تنظر له بوله واعجاب.
انتبه لها ومسك يدها مقبلا اياها بحب فقالت وهى تضع اليد الاخرى تخت ذقنها:انت امور اوى يا يونس.
قهقه عالياً من جديد وقال بصعوبة من بين ضحكاته:ههههههه أمور ههههههه يونس العامرى يتقاله امور.
شهد بتذمر:هو ايه اللي كل مانكلمك يونس العامرى يتقاله كده.. ماهو يونس العامرى الى امور فعلاً نعمله ايه يعني.
وقف من مكانه وجذبها لاحضانه وسار بها ناحية المكتب بعدما اغلق الباب قائلا :ربنا يخليكي ليا ياحبيبتى يارب.. انتى إلى دايماً بتجددى شبابى.. من يوم ماعرفتك ودخلتى حياتى وحبيتك وانا حاسس نفسى حلو فعلاً... دايماً بتقوليلى كلام يخلينى طاير وحاسس انى اجمد واحلى راجل خلقه ربنا... ربنا يخليكي ليا يارب.
شهد بحب:ويخليك ليا ياحبيبي.
ثم أكملت بتذكر :اه صحيح.. انت بتشتغلنى... انت مش قولتلى من يومين ان رامز الى متقدم لجورى ده واد صايع وبتاع ستات وشرب وسهر حتى عمه اتبرى منه من افعاله.
يونس مؤكدا :اه.
شهد بجنون:امال ليه بتقول لجورى تفكر وأنه ولد محترم والكلام ده.
احتضنها يونس مجدداً ودفن راسه في عنقها يشتم عبيرها الجميل وقال :وتفتكرى ان مالك هيسيبها توافق عليه او على غيره... ده رجع عشانها... وانا عارف ان دلوقتي او بعدين جورى مش هتتجوز غير مالك.. بس انا بقا حابب اربيه عشان يعرف انه غلط وكمان يصونها لأنه ما اخدهاش بسهوله.
شهد وهى تمرر يدها على ظهره بحب :طيب وهتربيه إزاى.
يونس:لااااا.... ده أنا ناويله على حاحات كتير... وهو ونصيبه بقا.
لم يستمع لها حديث فقال بتوجس:شهدى... انتى نمتى.
شهد بخمول فى احضانه:لا لسه بس انت عارف لو استنت شويه كمان فى حضنك هنام.
اخرجها سريعا وقال بشوق:لا تنامى ايه... ده أنا عايز اربيكى انتى كمان.
وبسرعه انقد عليها يجدد عشقه وشغفه بها رغم مرور سنوات
________________
فى فيلا الفيومى على الإفطار هبط ادهم وخلفه عز وجلسوا لتناول الطعام
تحدث عز قائلاً :انت هتسافر امتى يا ادهم.
سعل فى طعامه بقوه وهو يتذكر امر عمله المتوقف في الخارج.. لكن مستحيل ان يسافر ويترك جنينة مستحيل.
ادهم بتلعثم:مش عارف.. انت لحقت زهقت منى ولا ايه يا عز.
ماهى متدخله:انت غريب اوى ياعز فى حد بيبقى عايز ابنه يتغرب.
عز:انتى تسكتى خالص... بقى فى مدام عاقله في الخمسين تعمل الجنان إلى عملتيه ده.
حنين :ههههههه مانت عارف يا بابى.. هى لما بتتلم على تاج بيحصل ايه.
انتبه بحب وقلب يدق على ذكر سيرة حبيبته وهو يلاحظ طريقة كلام اهله عنها وعلى شقاوتها وعلاقاتها بأمه.
ماهى وكأنها طفله مذنبه:والله ياجماعه انا ببقى عاقله خالص هة تيجى ناحيتى بس الاقينى اتعفرت.
عز بجنون:ماهو ده الى هيجننى... ده انتى طول عمرك ساكته وقليلة الكلام والحركة ايه اللي حصلك.
ماهى:اهو شوفت.
عز:يبقى هى تاج بنت يونس خلاص ماتتجمعوش مع بعض تانى.
ماهى :ليه بس كده ياعز.
عز:ياحبيبتى انتى بتقعدى معاها بتتحولى... فى واحدة فى سنك ومقامك تعمل الى عملتوه ده.
حنين:بصراحة لا.
↚
ماهى :خلاص بقا فيها ايه يعني لما لعبنا كوره قدام الفيلا من برا.ماهى رياضة زى اى رياضه.
عز بجنون:اللعب له مكانه انتو عملتوا زى الى بيلعب كوره كفر فى الحاره ده غير ان مش سنك أبدا.
ماهى:ماله سنى... السن ده مجرد رقم.. انا لسه بصحتى وشبابى وحلاوتى.. عشان دخلت الخمسين أقول لنفسى اتعبى ونامى فى السرير ماينفعش تبقى بالصحه والحلاوه دى انتى جبتى الخمسين.. حاجة غريبة والله.
حنين:هو الغريب في الموضوع ان تاج مجنونه اه بس مش للدرجة دى... هى كمان جنانها بيزيد ومخها بيفوت لما بتتلم عليكى يا مامى.
كل هذا وهو يستمع بزهول ويبتسم بحب وشعور بحنان كبيير يتدفق داخله يخصها به وحدها.. اعتبرها خاصته وانتهى الأمر... اعترف لنفسه بعشقه وجنونه بها. من الآن هى ابنته وطفلته وحبيبته. وستكون امرأته بلا أدنى شك.. لكنه لم يكن يعلم أنها بكل هذا الجموح والشغب.
انتهى الطعاك وخرج هو للذهاب لمقر الشركة مع والده فاوققتهم ماهى :استنوا انا خارجه.
حنين :وانا كمان تعالى اخدك معايا.
ماهى :طيب ماتيجى انت يا ادهم معايا نخرج سوا.. مرات قليله الى خرجت فيها معاك زى اى ام وابنها.
ادهم برفض شديد :مانا معاكى اهو ياماما لكن خروج برا وشوبيج واقعد استنى لاااااا
_____________
وقفت تاج تهاتف حمزه:ايه بقالى ساعه واقفه.
حمزه:بصى حصل حوار كده... هتغطى على اخوكى ولا هيبقي ضهرى مكشوف.
تاج:عيب عليك.. اختك رجوله.. بس هتعرفنى ايه الحوار اتفقنا.
حمزه:اهو انتى كده أخويا وحبيبى وكفاءة... بس ما وعدكيش انى احكيلك... سلام.
ثم اغلق الهاتف فقالت يضجر:قفل في وشى الحيوان... هعمل ايه انا دلوقتي
فى نفس الوقت كان الجميع في منزل الفيومى يستعد للخروج فخرج عز بسيارته اولا وانطلق. وصعدت ماهى مع حنين بعدما رفض ادهم رفض قاطع.
وخلفهم ادهم سيذهب بسيارته للشركه.
توقفت حنين امام فيلا العامرى وهى تجد تاج تقف وحيده.
ماهى بفرحة :تااااج.. ازيك.
حنين بتحذير:احنا لسه قايلين إيه.
تاج :عايزين يقطعوا علاقتنا يامهميهو صح... عايزين يفرقوا بين قلوبنا.
توقف ادهم بنبضات قلب مرتفعه وهو يرى جنيته الساحرة وترتدى ملابسها التى
تتكون من بنطال اسود وتيشرت نبيتى تحته توب اسود يظهر بياض عنقها ويضفى وهجا على وجهها الأبيض المستدير. ترفع شعرها النارى برباط(توكه) من الأسود فسرح هو فى هيئتها البيسطه الساحرة. يناظرها بإعجاب ووله كبيرين.
ترجل من سيارته وهو يستمع لحديثها بقلب يبستم حبا وحنانا. فمن وقع لها وعشق شقيه ذات روح مرحه جدا يبتسم تلقائيا كل من يراها او يتحدث عنها.
ماهى باندماج غريب مع تلك الشقيه:احنا مش هنفترق ابدا ياعمررى.
حنين:تااااج.. ابعدى عن امى.. فسدتى اخلاقها.. الست بتتحول لما بتشوفك ووصلت لمرحلة خطر خالص.
تقدم ادهم ووقف معهم وهى تقول:يا ناس عايزين تحرمونا من بعض ليه... يرضيك كده يا ابيه.
اخترقت الكلمه حواسه ووقف متسمرا.
مجدداً وقالت :ابيه ادهم... ماترد عليا الله.
ماهى:سيبك منهم وتعالى نخرج انا وانتى.
تاج:انا عندي درس دلوقتي.
ماهى:احنا لسه فى اول السنه هتلحقى تذاكريه.
تاج:انتى كده بتشجعينى على الانحراف.. وانا الصراحه بحبه.
حنين:روحى درسك يا تاج وانتى يامامى تعالى عشان اوصلك.
ادهم متدخلا فجأه :لأ انا هروح معاهم.
نظروا له بتفاجئ فقال :ااا.. احم.. عشان مايعملوش مصيبه تانيه.
وقفت حنين مبهوته. هل مافهمته من عيون اخيها صحيح فرددت بزهول وهى تنظر لاثر سيارته تغادر وهم معه:تااااااااج... ده يبقى ادهم اتجنن.
ثم استقلت سيارتها واتجهت لوجهتها.
توقفت في احد الكمائن فتأففت بضجر:اصلى ناقصه تأخير.
وجدت من يقف خلف زجاج السياره وينظر لها بتلاعب قائلاً :يا مساء العناب.
حنين:زين! بتعمل ايه هنا؟
زين بسخرية :كنت باخد دقنى كده على السريع مع فوطه سخنه وبخف الجناب... انا ظابط الكمين.
حنين:طب ايه.. مش همشى.
زين:لااااا.. انا ماعنديش ولا واسطه ولا محسوبيه.. الرخص يا انسه.
قال الأخيرة بجدية مصطنعه فقالت هى :اهى اتفضل.. سليمه وساريه.
زين بجديه مصطنعه :لا معلش... لازم اتاكد إنها مش مزورة.
حنين :مزوره... زين.. انا حنين.
زين بوقفه عسكرية مصطنعه :قولتلك ماعنديش ولا واسطه ولا محسوبيه.. ولا عشان معرفه هتفتكرى انى هعديلك.. انا لازم اطبق القانون.
حنين:مش هينفع.
↚
زين:اتفضلى قدامى يا انسه... يا شويش زكريا.
الشاويش:أفندم يازين بيه.
زين:كرسيين وشمسيه هنا للانسه.
الشاويش:طب جبرت كده نلم الكمين ولا ايه.
لكزه زين بمرفقه فقال الاخر بغباء :الحته دى اصلا مافيهاش سكان كتير واول مره نقف هنا.
زين من بين أسنانه :امشى من قدامى حالا.
وصار هو خلف حنين تاركا الشاويش زكريا يتمتم بسخط.
حنين :زين اتأكد من الرخص بقا هتأخر عندى مقابلة شغل.
زين:هنتأكد حاضر.
ذهب خلفها وهو يتمتم :قال شغل قال.. مين قال انى هسيب مراتى تشتغل.
______________
فى احد البنوك العربيه
يجلس ذلك الشاب شديد الوسامه بشعره الأشقر ولحيته. عيونه الزرقاء او رصاصى لا أستطيع التحديد. يتحدث في الهاتف بحنان:يا امى والله انا كده مرتاح اكتر... لأ خالص والله انتى عارفه ومتاكده انى ماعنديش مشكلة مع عمى طارق.. كنت محتاج اخد شقه بقى لوحدي واستقل ابنك كبر ياملوكه... ههههههه يعني مش هتحسى انى كبرت غير لما اتجوز... ههههههه خلاص خلاص انا عارف اني مش هخلص... سلام.
انهى حديثه وهو يتنهد بهدوء سرعان ما انتبه الى تلك الجالسه لجواره.
كريم:زينه.. ها فهمتى اخر حاجة ولا لسه محتاجه إعادة.
زينه :لأ خلاص فهمت.. حضرتك بتفهمنى بسرعه اكتر.
كريم:هو بصراحة انتى الى نبيه فعلاً ومش لعبيه غير بنات كتير دربتهم.. وتعالى هنا.. ايه حضرتك دى.. احنا بنا معرفة قديمه.. احنا ياما اتقابلنا فى بيت جورى ولا ناسيه.
زينه بلهفه:لأ طبعا فاكره جدا.
ابتسم وهو ينظر لها مستغرب من ذاك الشعور الذي يهمس ببداية تكوين داخله... ماهذا
____________
فى حديقه فيلا العامرى.
توقف هو تحت احد الأشجار وقال بغضب:هو انتى فعلاً هتفكرى فى العريس إلى متقدم ده... انتى اتجننتى.. عايزة تتجوزى.. اه وماله... خدى وقتك يا حبيبة عمو بس ماتتاخريش الراجل مستعجل.. تروحى مولات ليه وتحصل خناقه ليه اصلا ويشوفك.. ماتقعديش فى البيت ليه.. انتى سيبانى اتكلم زى المجنون مش بتردى عليا ليه.
جورى باعين متسعه:هو انت سبتلى فرصه.. انا عايزه ارد والله.
مالك :اهو اتفضلى سامعك.. قولى... ساكته ليه.. ماتنطقى.
جورى وهى تنظر ليدها التى يقبض عليها بقوه:طب سيب ايدى طيب.
مالك:ياسلام.. ماتتكلمى وانا ماسكها.. ماتتحججيش.
جورى بحرج:يا مالك انا مش متعوده على كده.
مالك :لا ياختى اتعودى.. وجاوبى يالا عشان صبرى نفد.
جورى:انا خوفتنى اوى... فى ايه.. خرجت اجيب هديه.. شباب رخموا علينا.. حصلت خناقه والبوليس جه.. ذنبى انا ايه؟
مالك بعصبيه:وذنبى انا كمان ايه؟
جورى:مش فاهمة والله.
مالك بنفاذ صبر :أنتى هتقولى النهاردة بالليل لبابا إنك فكرتى وقرارك النهائى مش موافقة.
جورى بخوف شديد وهى تهز رآسها :حاضر حاضر.
مالك بغضب:سمعينى كده هتقولى ايه؟
جورى بخوف:مش موافقة على العريس ومش هتجوز خالص.
مالك بغضب اعلى:انا قولت كده؟ انتى بتجودى.
جورى بقلة حيله:طب اعمل ايه؟
مالك :تقولى الى انا قولته وبس ايه مش هتجوز خالص دى... واتفضلى قدامي يالا هفسحك.
جورى :بجد هتسيبنى ارجع اوضتى.
مالك :بقولك هخرجك.. يالا.
سارت امامه وهى مستغربه جدا اين جورى قوية الشخصية ولما تكن هكذا امامه ومعه والاخر يسير خلفها بغضب وهو يتمتم :قال مش هتجوز خالص قال... اعنس انا يعني ولا ايه مش فاهم.
_______________
أمام سنتر احد الدروس وقف حمزه بغضب ينتظر خروجها.
ثوانى وخرجت بعد انتهاء الدرس وهى ترتدى سلوبت من اللون الزيتى وتحته قميص من اللون السمنى وشعرها البنفسج الجميل يتطاير خلفها.
وجد احد الصبيان يسير بجوارها يتحدثون فوقف أمامهم وقال:انتى يا انسه.. تعالي عايزك.
لينا :ليه فى ايه.
حمزه:يالا من غير كلام.
الصبى:مش انتو صحاب الشركة الى باباها شغال فيها.
حمزه:عليك نووور.
لينا :حتى لو.. ده مش معناه انى هحطلك واطى وانفذ اوامرك.
الولد:لا يكون ابوكى هو الى ياعته ولا فى حاجة.
حمزه :لا مش حمزة العامرى الى يتدارى ورا حد.. انا الى عايزها.. وتقطع معاها خالص ياخفيف.
الولد:ده بأمارة ايه ان شاء الله.
قبض حمزه على يد لينا واحلسها فى سيارته وذلك الولد يناظره بغضب شديد واستدعى كل اصدقاءه ليروا ما سيفعلوه مع ذلك الحمزه.
فى السياره تحدثت لينا بعصبيه:ممكن افهم انت بأى حق تجرجرنى وراك كده.. ولا فرحان بالعربية الى جيبهالك ماما.
حمزه ببرود :يعنى بذمتك لو ماما جابتلك عربية زى دى مش هتاخديها.
لينا :بصراحة لا.
حمزه :طب شوفتى اهو.. ثم اكمل بعصبيه:وانتى بقا ايه. مش بتمشى غير مع ولاد.. ايه حكاية الواد ده... مش هتتلمى بقا.
لم تستطيع الاكمال فى دور القوه وقالت وهى تجاهد دموعها:انا محترمه غصب عن أى حد.. انت زيك زيى كل الناس بتحكم على الظاهر بس.
حمزه بصراخ وهو يقود:ايوه برضه مصاحبه ولاد ليه.
لينا:عشان انا عايده 3 ثانوى لانى مادخلتش الامتحانات اصلا وتعبت.. وهو الوحيد اللي من سنى ومن منطقتى لأنه عايد السنه هو كمان وانا مش عارفة اصاحب الى أصغر منى.. كل شله مكتفيه ببعضها ومش عايزين يدخلوا حد بينهم.. فهمت حاجة ولا أعمى القلب والنظر لسه.
قالت الاخيره وهى تجهش ببكاء شديد وهو ينظر لعا بأسف وغضب من نفسه.. يبدو أنها ليست كما تبدو نهائياً مثلها مثل الكثير من الناس
**********
↚
فى فيلا يونس العامرى
يحلس عز بحرج شديد. يعلم أن طلبه مرفوض حتى قبل أن يطلبه. لم يريد القدوم من الأساس ولكن اصرار ابنه والحاحه المميت جعله يرضخ فى النهاية.
وامامه يجلس يونس المزهول ثم قال بجدية :ماتقول ياعز طالب القرب منى فى مين.
ابتلع عز ريقه بحرج وصمت فهذه ثالث مره يخبره انها تاج. هو من الأساس ظل يتأكد من ابنه لاكثر من سبع مرات انها تاج. كان يخشى عليه من غيره يونس على شهد.. الأمر الان أقوى وأشد.
تحدث ادهم بقوه فهو يريد الظفر بها. وتصرفات ابيه المتردده هذه لا تعجبه.
ادهم :تاج.. تاج ياعمى.
فى نفس اللحظة دلف مالك للداخل بغضب وقال:ده انت مصمم بقا.. انت ياض انت مش قولتلى من يومين وانا هزئتك.. ولااا.. تنسى حاجة اسمها تاج.. انت فاهم.
ادهم ببرود :تشكر... تشكر ياصاحبي.
مالك بحسم:ادهم.. بلاش تدخل صحوبيتنا فى النص.. انا لحد دلوقتي محافظ عليها حتى بعد الى انت قولته.. ياريت انت كمان تحافظ عليها.
ادهم :مش هينفع يا مالك.. خلاص خلى صحوبيتنا على جنب.. وجوزنى اختك.. انت عارفنى كويس وعارف انى هحافظ عليها.
مالك:ادهم.. انت رافع حاجة.. ده أنا أدري الناس بكل بلاويك اقوم اسلمك اختى.. انا عندى استعداد اسلمها لواحد من الى شغالين امن عندى ولا اجوزها لواحد زيك.
ادهم :ماتحسسنيش انك ملاك بحناحات.
مالك:بقولك ايه.. كلنا بنعمل الغلط بس مانرضاش يحصل لاهل بيتنا... وانت نفسك لسه عامل كده مه زين ولا نسيت.. لولا ابوك كان زمانكوا رافضين الجوازه دى.
قطع شجارهم حديث يونس:خلصتوا خناق يا بهوات ولا لسه؟ ولا كأن فى اتنين كبار قاعدين.
صمت الجميع فنظر يونس لهم قليلا مضيقا عينيه بتفكير وقال :عز.. انا هفكر فى كلامك ويومين إن شاء الله وارد عليكو.
مالك بغضب:تفكر فى ايه يا بابا.. هو مرفوض. انت مرفوض يالااا.
ادهم متهللا:هو قال هيفكر.. انت مالك انت.
عز :تمام يا يونس.. واتاكد اي ان كان ردك ايه.. ده عمره ما هيغير حاجة فى صداقتنا وشغلنا.
يونس:اكيد.
عز :نستأذن احنا بقا.. يالا يا ادهم.
مالك لادهم:يالا يا خويا.
ادهم :طب ماتزوقش.
بعدما انصرفوا قال مالك ليونس:بابا.. ممكن افهم ليه مارفضتش نهائي.
يونس مدعيا البرود:وارفض ليه.
اتسعت أعين مالك بزهول وقال:تاج لسة صغيره.. صغيره جدا.
يونس ببساطة :يستناها لو حابب.
زاد زهول مالك وقال بغضب:يستنى ايه.. ده ادهم.. ادهم الفيومى.. ده رافق نص ستات لندن انت اكيد بتهزر.
يونس:اممممم.. طب ومامنعتوش ليه... ليه مانصحتوش يرجع لربنا ويتوب سيبته ليه.
مالك:ياسيدي وانا مالى هو حر.. هو انا واصى عليه.. مايعمل الى هو عايزه.. هو يعني كان بيضرب حد على ايده.
يونس:اه بس كان ممكن تصلح منه.
مالك :الراجل من حقه يعيش وانا ماليش فيه.
يونس:طب اهو الى كنت سايبه يلف ويدور وساعات كنت بتعمل زيه كمان جه يتقدم لاختك.. كان ممكن توعية وتدله على طريق ربنا..
مالك :بابا... قاطعه يونس:ياسيدي وانت مالك هو طالب ايدك انت للجواز وانا مش واخد بالى.. ده طالب ايد بنتى.
مالك بقوه:بس دى اختى.
يونس بصرامه وغضب :اختك! اختك بأمارة ايه.. أنك سايبها سنين كل الى بينكوا اتصالات.. جاى دلوقتي تقول اختى.. وجورى كمان.. جاى دلوقتي تفتكر جورى.. سايبها 11 سنه ولا مكالمة ولا سؤال.. مش يمكن حبت حد تانى.. مش يمكن حد دخل فى حياتها وملاها... جاى دلوقتي تقول اختى وحبيبتى... عايز تاخد حبيبتك وتسافر وكمان تتحكم مين يتجوز اختك ومين لأ... ولا انت فاكر ان الزنا بس هو اللي غلط.. لا يا بيه.. الشرب غلط.. السهر مع الستات العريانه غلط.. انك تبعد عن ابوك واهلك واخواتك الصغيرين فوق ال11سنه غلط.. وجاى تلوم على ادهم.. مانت نسخه منه بس هو 100%وانت90%.
وقف مالك مبهوتا من كلام والده لا يعرف ماذا يجيب وماذا يقول.
تحرك يونس ناحية الباب ثم عاد اليه وقال :خطوبة جورى هتتم.. واحتمال كبير اوافق على ادهم لسة مش عارف بصراحة.
نظر له مالك برفض فقال هو :يابنى ربك مش بينزل من السما ياخد حق حد بأيده لأ ده بيسلط ابدان على ابدان.
قال ما قال بمنتهى البساطة وانصرف.
________________
فى البنك الذى يعمل به كريم وزينه.
يجلس امامها لا يعرف ماذا يحدث ولكن هناك شئ غير مفهوم.
وامامه تجلس هى بتركيز للعمل فقط.
كريم بضيق :لأ بقا هو فى ايه.
زينه بتفاجئ:فى حاجة يا استاذ كريم.. انا غلط في حاجة فى الشغل.
كريم :هو فى ايه يا زينه... بقالك يومين متغيره.. ايه الحكاية.
زينة :مش متغيره ولا حاجة.. انا ماعملتش اى غلطه في شغلى.
كريم:مش بتكلم على الشغل... انتى متغيره..متغيره معايا كده مش حاسك زى الاول.. حاطه كلامك معايا قل خالص.. هو انا عملت حاجة ضايقتك منى.
زينه :لا خالص والله ده حضرتك من الناس المحترمه جدا.
كريم :حضرتك ومحترمه! فى ايه يا زينه.. مالك انتى مش انتى. لو ضايقتك في حاجة مخلياكى متضايقه منى قولى انا مش حابب إنك تبقى متضايقه منى
نطرت له.. هل مافهمت صحيح.. هل يهتم لأمرها.. هل لايريد ان تتعامل معه برسميه.. لكن سريعاً ما وبخت حالها تبا لكى زينه انه قلبك من يريد ان يفهم هذا فقط. بالتأكيد يفعل ذلك مع الجميع فكريم رجل هادئ وقور ذو سيره طيبة بين كل زملائه وزميلاته. بالتأكيد لا يخصها بشئ.
كريم :زينه.. مش بتردى ليه... انا مضايقك اوى كده.
زينه:لأ خالص والله.. ربنا مايجيب زعل.. ده أنا حتى كنت لسه هعزم حضرتك على عيد ميلادي.. حفله كده صغيره انا وزين.
↚
ابتسم كريم لها بحب وقال:طيب ينفع أعرف كده على اخر لحظه.
زينه:ده لسه على الساعة 7كده.
كريم:يعني مش فاضل يا هانم غير 3ساعات..عنئذنك.
زينه :رايح فين... الشغل لسه ماخلصش.
كريم :ورايا مشوار.
وتركها وغادر سريعا.
_______________
فى فيلا العامرى
انتفضت شهد من موضعها بحده وغضب:انت بتقول ايه يا يونس.. وازاى ماترفض فى ساعتها.
يونس:شهد اهدى.
شهد:اهدى ايه.. ادهم مين ده الى يتجوز بنتى.. لا وكمان تاج.. انت عارف هو عنده كام سنه.. ده اكبر منها ب13سنه.. ده اتجنن اكيد.
نظر لها بصدمه وقال:ده انا افتكرتك رافضه عشان العك الى فى حياته.. لكن رفضك عشان السن.
شهد بغضب :يونس... هو كله على بعضه غلط في غلط.. مشيه غلط.. فرق السن الكبير بينهم غلط... ده ماينفعش حتى يقفوا جنب بعض.. شكلهم هيبقى يضحط.. ولا انت عشان هو غنى ومليونير ابن مليونير خلاك نسيت كل ده.. انا اجوزها لزبال ولا اجوزها ليه.. اى شاب ابن حلال وعنده شغلانه ومكان يعيش فيه هجوزهاله.. لكن ادهم.. الى بينه وبينها 13سنه.
يونس بحزن:وفيها ايه يا شهد.
شهد باندفاع :فيها أنه ماينفعش.. انه اتجنن خالص.. هو بيفكر ازاى ده.. انا ايه اللي يخلينى اجوز بنتى لواحد زى ده.. لما هو يبقى عنده 50سنه هتبقي هى لسه فى عز شبابها.
ابتلع غصة مؤلمه بحلقه وقال :زيى انا وانتى كده صح؟
انتبهت على ماقالت ومافهمه وتقدمت منه وقالت بهدوء بعض الشئ عما سبق:يونس انا ما اقصد انا..
قاطعها بألم :انا كنت عارف ان اللحظة دى جايه جايه مهما اتأجلت.. بس ما كنتش اعرف انى.. انى هتوجع بالشكل ده.
تقدمت منه بلهفه وقالت بحب :يونس حبيبي... ماتفهمنيش غلط.. انت عارف انا بحبك اد ايه ومبسوطه معاك.. ولازم تفرق.. انت مش هو.. انت راجل محترم طول عمرك وقدرت تحتوينى وتخلي.. قاطعها هو:لو كنت عريس عادى ومتقدملك ماكنتيش هتوافقى.. اتجوزنا بسبب ظروف جبرتك على كده.. لكن لو مافيش الظروف دى ماكناش هنبقى مع بعض دلوقتي.
شهد بحزن:يونس ليه بتقلب فى الى فات.. ربنا هو الى رايد لنا كده... كان رايد اننا نتجوز ونكون لبعض.
بدون حديث اخذ سترته واتجه خارجا ولم يجيب عليها ولا على منادتها له فهى ودون ان تدرى ضغط على وتر حساس جدا لديه.
______________
بغرفة الفتيات تقف جورى وهى ترفع إحدى حاجبيها لتاج قائله :يعني ايه هتلبسى كمان شويه.. طب ماتلبسى دلوقتي وتيجى معايا.
تاج:لا.. انا لسه جايه من الدرس تعبانه.. شويه وهلبس.
جورى:تعبانه اه... تاج .. التوب الاخضر مايتلبسش فاهمة.
تلعثمت تاج فى الرد فهى قد كشفت:ظلمانى والله.. مظلومه ياناس.
جورى :ماشى... هيبان.. ولو شوفتك داخله بيه الحفله ولا هيهمنى حد.. انا مجنونه واعمل اى حاجة.
تاج بخفوت:عارفة عارفة.. هتجبيه من برا يعني
جورى :بتقولى ايه.
تاج :بقول انك هتتاخرى كده.
جورى:مش مرتحالك والله.
خرجت سريعا وهبطت الدرج وخرجت سريعاً حيث كان مالك يقف بغضب أمام ادهم الذى يناظره بتحدى وقوة.
مالك وهو يلكزه على صدره :انت ياض انت ماعندكش دم.. مش قولت مافيش تاج ولا فى جواز ورجلك ماتعتبش هنا تانى.
ادهم بدراما:بتتخلى عن صحوبيتنا بعد كل السنين دى.
مالك :ولاااا.. دى حاجة ودى حاجة.
ادهم :تمام.. يعنى بعد كل حاجه احنا صحوبيتنا زى ما هى.
مالك :بالظبط كده... وبرضه مافيش تاج.
ادهم:يا اخى انا مش عارف انت رافض ليه.. هتلاقى فين عريس زيى كده.
مالك :بقولك ايه الشويتين دول تعملهم على ماهى امك...مانا مابقاش شاهد على كل بلاويك واجى اجوزك اختى الصغيره عادى كده.
ادهم بسخرية :وانا لو كنت لاقيت صاحب عدل ياخد بأيدي وينصحنى كنت يمكن اتعدلت... لكن واحد مصاحب مالك العامرى هيطلع ايه.. إمام زاويه.
زفر مالك بضيق وقال بنفاذ صبر:انا عايز اعرف انت واقف هنا فى بيتى دلوقتي ليه.. هو انت كل شويه هتنطلنا هنا.
ادهم :النهاردة عيد ميلاد زينه وزين. وجيت اخد تاجى عشان اوصلها.
مالك بنفاذ صبر:برضه هيقولى تاجى.. ولاا انت مش اختك رايحه.. روح وصل اختك هى اولى بيك.
ادهم من بين أسنانه :ما الى اسمه زين بعد ما بابا بلغه بموافقته وهو واخد السكه رايح جاى وجه دلوقتي ياخدها الحفله.. ماشى.. يصبر عليا بس.. بقى انا اجوز اختى لبتاع البنات ده.
مالك بسخرية :ماعلش.. ماهو من اعمالكم سلط عليكم... يالا بقا هوينا.. انا هوصل تاج.
ادهم :طب تمام.. انا عادى.. انا جيت عشان صحوبيتنا مش اكتر.
نظر له مالك باستغراب فقال:اصل الامن بتاع الكومبوند بلغونى ان رامز على البوابه من برا وزمانه جاى ياخد حبيبتك دلوقتي.. هو صحيح بارد بس لايق عليها عنك... اوباااا..اهى جورى جت اهى وراك.
التفت مالك لها. وجد ملاك على هيئة بشر. ترتدى الفستان الأحمر الذى جلبه لها هديه. رغم انه فضفاض بعد الشى لكنه بارع الجمال عليها مع حجابها المناسب ومكياج هادي جدا. اتجه إليها وهو ينظر اليها بإعجاب وقال :احلى واحدة ممكن اشوفها.
ابتمست له بضربات قلب عاليه وهى تتأكد انه اصبح له وجود بداخلها.
ولكن جورررى. جورى.. اين هو اتفاقك. حاولت السيطرة على حالها فروحها دائماً خاضعة له. لا تعلم لما تجد نفسها تنفذ كل أوامره ولكن مهلاً يجب تغيير كل شئ. اين كان هو طوال كل تلك السنوات. لم يكن يحادثها حتى. ولا مره سأل عن حالها. كم مره مرضت هى. كم مره واجهة مشكلة ولم يكن هو موجود. والآن أتى ليتزوجها ويقتلعها من جذورها ويرحل بها. لا مالك لاااااا.
فاقت من شرودها على صوت مالك :جورى... مش بتردى عليا ليه؟
اسدعت الجمود وقالت :فى حاجة حضرتك.
رفع حاحبه قائلاً :حضرتى!؟...فى ايه يا جورى. ايه اللي قلب كيانك كده.
جورى مصطنعة الجمود:مافيش حاجة عشان تتغير اصلا.. وكمان مش وقت كلام انا متأخرة.
مالك بحده:بت.. ماتتظبطى كده بدل ما اظبطك انا.
لا تنكر. لقد ارتعدت بعض الشئ ولكن تمالكت نفسها وقالت:جرب تعملها كده.. وانا احيبلك خطشيبى يقطعك.
↚
ضغط على شفتيه بغيظ وهو يكور قبضة يده وقال :تجبيلى مين يابنت شهد.
جورى:هو ايه بنت شهد بت شهد.. ماتجيبش سيرة امى على لسانك.. ايه ده فى ايه.
قالت الأخيرة وهى تعود للخلف بذعر منه وهو يتقدم منها بغيظ :ماهى شهد دى الى جننت ابويا.. تسكت... لا ازاى.. جابت واحده ملونه تجنن امى... لا وما استكفتش بكده.. قامت رايحه نسخه العن واضل سبيل جننت صاحبى وهتخسرنا بعض قريب.
تقدم منهم ادهم وهو يرى بداية ظهور جنان صديقه:انجز يا صاحبى.. الأعداء على وصول.
استمع له مالك وفهم مقصده فقال لها:يالا عشان اوصلك.
لملمت شتات نفسها وقالت بقوه واهيه:ايه ده لا طبعا.. انا خطيبى محرج عليا ماكلمش رجاله غرب.
حسنا لقد ختمتها بهذه الجمله.
قبض على كتفها وسحبها خلفه وهى تقول :ادك انا... بتستقوى عليا يا بن يونس.
لم يجيب إنما اغلق الباب عليها ووقف محتار بشده.
نظر له ادهم وقال بتلاعب:مش عارف اقولك ايه..خلاص خلاص يا صاحبى انا هجيب تاجى.
مالك :ادهممم.
ادهم:خلال مش هقول تاجى خلاص..انا هجيب تاج ادهم الفيومى ايه رأيك.. بذمتك مش اسم مزيكا... لايقه عليا جدا... كأنها... قاطعه مالك:ادددددهم.. مش وقته.. هتجيبها معاااااااك بس انا بحذرك.. فاهمني اكيد.. دولا أن حمزه في درس فى منطقة بعيده ماكنتش.. قاطعه ادهم بملل:أفضل لكلك انت كده.. واهو ابو بدله وكاب جه اهو.
قال ذلك وهو ينظر لسيارة رامز التى تدلف للداخل.
دخل مالك لسيارته وقادها متجاوزا ذلك الرامز فتقابلوا عند نقطة واحدة فابتسم له مالك بسخرية وكبر يخبره انها له وهو دائما من سيربح.
خرج مالك نهائياً من حديقه البيت. توقف أمام ادهم وسيارته وترجل بغضب فقال ادهم بسخريه:انت اكيد دخلت الشرطة كوسه.نظر له رامز بغضب فاكمل قائلاً :ماهو مش كل من عمل شنب أمير كراره بقا سليم الأنصاري.. ههههههه الله على شنبك.
تجهم وجه رامز واحتقن من الغضب ثوانى تهللت ملامحه وهو يرى النسخه الأخرى من جورى. إن كانت جورى رحلت فليوصل تاج تمتم رامز :انا جاى فى أى حاجة.
نظر ادهم حيث ينظر ذلك السمج. فوجد صغيرته تتقدم للخروج وهى تتلفت يميناً ويسارا كاللصوص.. هممم حسنا يبدوا ان شقيته فعلت شيئا او سرقت احدهم. هز راسه بحب ويأس ثم دفع ذلك الرامز بلا اهتمام فالتصق بسيارته وتقدم منها قائلاً بحب وهو يمسك يدها:فتتلفتى حواليكى كده ليه؟
تاج بحذر :ادهم هى جورى مشيت؟
ادهم:اه.
تنهدت براحه وقالت :الحمد لله.
ادهم بابتسامة استغراب :ليه فى ايه.
تاج:اصلى كنت عايزة البس التوب الاخضر بتاعها. وهى ماوقتش.. اصله لسه جديد وهى مالبستهوش اصلا. وطلبته منها كذا مره.
ادهم بحب:طيب خلاص ابقى قوليلها تانى.
تاج بكبرياء :لاااا.. أنا عندي كرامه بطلب الحاجه من اختى مره واحده ولو ماوافقتش بسرقها.
قهقه ادهم بحب عليها وهو يغرق بعشقها يوم بعد يوم بسبب روحها الجميله. فهو قد اعجب بجمال شكلها وانتهى الأمر ولكن جمال روحها يغرقه كل يو أكثر وأكثر.
ادهم بحب:طب يالا عشان اوصلك.
تاج:اوكى.
تقدم منهم رامز بابستامه سمجه بعدما تعافى قليلا من دفعة ادهم القاتله وقال:أهلاً أهلاً انسه تاج.
همت لتجيب ولكن ادهم بقرف:أهلاً.
رامز:اتفضلى معايا اوصلك.
ادهم:بس يا بابا.
ازاحه بعيدا عن طريقة وقاد باتجاه منزل زينه.
_____________
بسيارة زين
يجلس وهو يقود سيارته بسعادة فمنذ يومين أخبره عز بموافقته على خطبته لابنته. يحبها كثيراً ولم يكن يدرى.. كثرة الفتيات حوله شغلته قليلا وهى أيضاً ابتعدت فجأة ولم يعد يعلم عنها شئ لسنوات. ولكنه الان معها ولها.
على المقعد المجاور تجلس هى وهى سعيدة جدا جدا ولكن لا تظهر ابدا. فهذه احدى طباع حواء.
تكتف ذراعيها امام صدرها وترفع انفها بشموخ طفولى مضحك. تنظر للجهه الاخرى في محاولة لاظهار انها غير راضيه عن تلك الخطبة وتلك الزيجه وهذا ما اخبرته به أمس حين حادثها بالهاتف..
ابتسم زين وهو يقول بتلاعب يقطع الصمت :اول مره اشوف فى زمنا ده واحدة مغصوبه على الجواز. اشاح بوجهه عن الطريق ونظر لها بعبث قائلاً :بطل الكلام ده بقا.
حنين بشموخ:لا مين قال كده.. مغصوبه طبعا.. اصل بابا صعب.. صعب جدا.. صعب اوى.
قهقه بوسامه وتاهت به لثواني ولكن تمالكت نفسها بقوه.
توقفوا فى احدى اشارات المرور. وبلحظه كانت إحدى الفتيات تلوح له من سيارتها بغنج مستفز.
تظاهر هو أنه لا يرى ولكن حنين لكزته بقوه وغيظ بمرفقه:كلم يا نحنوح.. حبيب قلب البنات.
زين بدراما:نحنوح.. فى بنوته رقيقه تقول لخطيبها الى هيبقي جوزها يا نحنوح.. ده أنا لو الشاويش ذكريا يعرف.
حنين:ماتغيرش الموضوع.
تحرك زين بسيارته سريعا فقالت بغضب:ايه جريت كده ليه.
زين ببساطه :الإشارة فتحت.
نظرت له بغيظ وصمتت.
_________________
وصلوا لمنزل زينه وهى صامته طوال الطريق. اوقف السياره بغضب وقال:هو سيادتك مش بتتكلمى ليه.
جورى:وهو انت سيبت لسيادتى اى قرار.. انا كان المفروض اجى الحفلة مع خطيبى.
مالك بغضب :خطيبك منين.
جورى:هو ايه الى خطيبك منين.. ده خطوبتنا الأسبوع الجاي كمان.
مالك :وماله.. هنشوف الموضوع ده.. اتفضلى قدامى.. واياك تروحى فى حته تفضلى جنبى ماتتحركيش.
جورى:ربنا يسهل.. وترجلت من السيارة
مالك :ماشى.. والله لاربيكى من اول وجديد.
بعد قليل وصلت سياره ادهم هو الآخر فترجل منها سعيدا وفتح السياره لحبيبته فابتسمت له قائله:طب وعليا النعمه جان وجنتل مان.
ضحك بحب عليها وقال :عشان تعرفى بس.
تاج:لأ مانا خلاص شوفت... بقولك ايه.. خبينى بقا كده وانا داخله من جورى.
ادهم :ليه.
تاج:ايه يابنى مانتش شايفنى لبست التوب بتاعها.
ادهم بحب:ما اخدتش بالى.. اصلى ماركزتش فى اللبس اد ماركزت مع الى لبساه.
.كان يتحدث بصدق وهو متعجب من نفسه فهو دائما كان يدقق فى اجساد النساء مع ملابسهم المفصلة ولكن مع الحب كل شئ مختلف.
تقدموا للداخل تزامنا مع قدوم سياره رامز.
ترجل منها بسخط وذهب باتجاه منزل زين.
↚
____________
بمنزل زينه وزين.
كانت أجواء عيد ميلاد هادئ مع زينه بسيطه.
هدايا قيمه وجميله من كل الاصدقاء.
تقدم كريم للداخل بهدوؤه المعتاد وشخصيته المتزنه والتى تخطف لب الفتيات لوقاره وهيبته.
ناظره ادهم المتفاجئ من وسامته الحقيقة وكذلك مالك بغيره شديده.
لم ينتبه اساسا لأحد. إنما تقدم منها مبتسما وقال:كل سنه وانتي طيبه يا زينه.
ابتسمت باتساع وقالت :وانت طيب يا استاذ كريم.
كريم :كريم بس يازينه.
تقدم زين وهو يجد صديقه متجاهله تماما ويقف مع اخته وهو الذى من المفترض انه جاء هنا لأجله.
وقف فى المنتصف بينهم وقال ببلاهه:وانا عاطف معاكو هنا في الحفله.
ضحكت زينه بشده ومعها كريم فقال:كل سنه وانت طيب يا صاحبي.
زين بحاجب مرفوع :وانت طيب.
فهم كريم على نظرته فهم شباب مثل بعض وقال :عايزك لوحدنا دقيقه.
زين بتوجس:وماله اجى.. اتفضل قدامي يا بيه.
ذهب كريم للتحدث مع زين واندمج الجميع بالحفل.
دخل رامز بعضب ووقف امام مالك وقال لجورى:انتى ازاى تركبى معاه هو.. انتى.. قاطعه مالك بغضب :صوت امك ده مايعلاش.. انت ازاى تعلى صوتك عليها اصلا.
رامز:انا خطيبها وهبقى جوزها.. يعنى ليا كل الحقوق.
مالك:شطبنا.
رامز:نعم؟يعني ايه؟
مالك :يعني شطبنا مافيش ولا جواز ولا حتى خطوبه.
حاولت جورى التحدث فأخرسها بنظرة عينيه. دار رامز نظره مع نظراتهم لبعض فعلم ان بينهم شئ.
مالك :يالا اتفضل هوينا بقى مش عايز اتخانق في بيوت الناس.
تحرك رامز بغيظ وقال:ماشى.. بس انا كلامي مش معاك... انا ليا كلام تاني مع يونس بيه.
نظر لاثره بغيظ الى ان اختفى. حول نظره لجورى التى تنطر له بغضب وقال:ايه.. كملى العصير يالا.
جورى:ياسلام وكأنك ولا عملت حاجة.. اباجوره انا فى النص.
مالك:مش وقته احنا برا البيت لما نرجع نبقى نشد فى شعر بعض.
وبلا إرادة ابتسمت على هذا التشبيه وكذلك ابتسم هو الآخر.
انتهى كريم من التحدث مع زين وذهب باتجاه زينه.
بينما زين المتفاجئ ذهب ليحادث امه كما اتقف مع كريم.
تقدمت احدى الفتيات من زين فوقف قليلا يرحب بها فهى إحدى اقاربه. وهناك من تناظرهم بغيره وغيظ.
تقدمت منهم ووقفت وهو تكتف يديها حول صدرها وقالت بسماجه:مساء الخير.
انتبه زين لها وعلم انه الآن من المفقودين. ولكن رحمه مرور والدته من امامه فناداها سريعا واتجه ليحادثها.
وقفت زينه امام الفتاه وقالت:ماتعرفناش.
الفتاه:انا ندا.. بنت خالة زينو.
حنين:زينووو..
ندا:اها.
تقدم زين لهم مجددا فقالت حنين :زينو اه.. بصى انا مش بغير عليه... بس ابوكى راجل بصيلوا.
ثم تحركت بغضب وذهب هو خلفها مزهول.
وقف كريم امام زينه وقال:ممكن نفطر بكرا مع بعض.
زينة بحرج :ماهو...
كريم :انا قولت لزين.. واكمل بغمز:ومامتك كمان.
زينه باعين متسعه فبدت اجمل والطف :يعني ايه.
كريم بتلاعب:هقولك بكرا على الفطار.. ودلوقتي يالا نطفى الشمع.
زينه بفضول شديد والحاح:والنبي والنبي قوووول.. الفضول قاتلنى.
كريم بوسامه :ههههههه. لا خليكى كده... ههههههه عشان تدخلى السنه الجديده بفضولك ده.
زفرت بسخط طفولى. فابتسم بحب ومسك يدها لاول مرة فانتفضت القشعريره بجسدها ونظرت له بزهول. ابتسم مجددا باتزان وسحبها أمام الجميع ليذهبوا لإطفاء الشمع وباقى فتيات العيله تناظرها اما بفرحه لها او غيره وهم يرون اهتمام هذا الوسيم الأشقر ذو العيون الزرقاء بها.
كانت حنين تسير بغضب تجاه السلم للنزول فلحق بها زين على آخر لحظة.
مسكها بقوه وقال :ايه يا مجنونه رايحه فين.
حنين بغضب:هسيبك مع البنات يا زينو.
زين بتلاعب:ايه غيرانه.
نظرت له بغضب ثم اشاحت وجهها عنه بلا كلمه.
نظر لها وقال باصرار:غيرانه والله.
اندفعت قائله:اه.
تفاجئ جدا وسعد بذلك بشدة وقال بحب:مش حقك تغيرى ابدا.
نظرت له بحزن فقال هو:ايوه لانى مش هاممنى ولا فارق معايا اى واحده فيهم.. كل الى تهمنى.. هى حبيبتي الى بحبها من وانا صغير.. البنت الشقرا ام عيون خضرا.. الى ياما طلعت عينى..
اتسعت اعين حنين.. اهو كذلك مثلها.. يحبها منذ الصغر.
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت:زين انت.. قاطعها وهو يومئ بحب:ايوه يا حنين.. انا بحبك من واحنا أطفال.. بس دخولى كلية الشرطة غير شوية حاجات.. وانتى بعدتى وبعدها... قاطعته بحب ولهفه:انا بعدت عشان انت كنت اتغيرت وكنت عارفه علاقاتك بكل البنات اللي انت تعرفهم فكنت ببعد اكتر واكتر.
نظر لها بتفاجئ اهى الاخرى مثله.
زين:يعني انتى حاسه نفس الى حاسه ناحيتك من واحنا لسه صغيرين.
هزت رأسها بخجل فاقترب واحتضنها بقوه فقالت بتفاجئ :زززززين.
قال هو بضحك بجانب اذنها:حضن برئ والله.
ضحكت هى وابعدته عنها وقالت :حضن برئ مع زين فاضل.. هنضحك على بعض.
ضحك ومسك يدها وقبلها وقال بمرح:ده انا هروح ابوس البت ندا دى.
نظرت له بغيظ وشراسه فقال:ماهو لولاها مكناش بقينا مصارحين بعض دلوقتي... ياااااه انا مش مصدق والله.
حنين :لأ صدق.
قبل يدها مجددا بحب وقال:طيب تعالي عشان نطفى الشمع مع بعض.
شبكت يدها بيده ودلفت للداخل معه.
______________
يومان مروا ويونس حزين جدا من شهد وابتعد. لأول مرة منذ سنوات يبتعد هكذا.. يحاول أن لا يظهر شيئا أمام ابناؤه. وهى تحاول معه باستماته وحب ولكنه مازال غاضب حزين.
دلف عز الفيومى الى مكتبه بناء على ميعاد سابق بينهم وجلس امام يونس الذى تحدث قائلاً :بص يا عز... احنا صحاب وشركا قبل اى حاجة ومافيش حاجه هتأثر على الى بينا.
↚
عز :اكيد يا يونس.. ده احنا الى بينا سنين.
يونس :كويس اوى.. بص بقا.. الاتنين الجزم إلى انا وانت مخلفينهم دول عايزين يتربوا.
صمت وهو يتمتم بخفوت:ومافيش غير بنات شهد الى هيربوهم.
عز:بتقول ايه ماسمعتش آخر جملة.
يونس:بقول أنى هعمل معاك اتفاق وحقك ترفض او توافق.
عز:تمام قول.
يونس:انا هوافق مؤقتا على خطوبة ادهم وتاج.
عز بتفاجئ:معقول.
يونس:اهدى بس واسمعنى... البهوات سافروا واتغربوا وسابوا اخواتهم وكانوا مقضينها برا.. فاهمني طبعا... انا هربى مالك وادهم في وقت واحد.
وبعد حديث طويل قال يونس:انت طبعا حر عايز توافق وافق عايز ترفض حقك.
عز:لأ انا موافق.
يونس مبتسماً :تمام.. كده مش فاضل غير انى أعرف تاج وان شاء الله هحاول اخليها توافق هى مش بترفضلى طلب... وعلى فكره... لو حابب تعرف ادهم فهموا... هو بنى ادم برضه وانا مش حابب العب بمشاعره.
عز:هشوف.. سيبها بظروفها.
انتهى الحديث وتوجه كل الى بيته واخبر عز ادهم الذى طار فرحا ولم يبالى حتى أنها خطبه تحت الاختبار وليست بشكل صحيح ودائم فهو سيفعل اى شئ ولكن لتبقى جنيته له.
اما يونس فقد لاقى صعوبه كبيرة لإقناع تاج بخوض هذه اللعبه ووعدها ان الامر لن يطول كثيراً فهو يعلم أن لديها مذاكره وهى بمرحلتها النهائية من الثانوية العامة.
دلف لغرفته وجدها تجلس بابها حله تنتظره وكم كانت فاتنه هكذا.
تقدمت منه قائله بحب واعتذار :كفاية بعد بقا يا يونس.. انا مش اد بعدك عنى.. عمرى مانمت بعيد عنك.. جاى بعد السنين دى كلها وتعمل كده.
رغم الحنين الذى بداخله ولكنه حزين منها فقال:قولت ارحمك من العجوز الى كابت على نفسك والى اضطريتى تتجوزيه عشان الظروف.
شهد:معقول يا يونس بعد كل الى بينا وكل الى حصل حوالينا وبعد كل السنين دى بتقول كده.. انت عارف ومتاكد من جواك انى بعشقك.. لو اعترضت على فرق السن الى بين تاج وادهم ده لأن مش كل الناس انت مش كل الرجاله يونس العامرى.. انا خايفه على بنتى.. وتاج مش زيى.. تاج بتحب الحياه والناس وعايزه تنطلق.. افهم يا يونس وفرق.. تاج مش انا وادهم مش انت.. انا وانت مناسبين لبعض وبنحب بعض لكن حتى تاج مش بتحبه.
زفر بقوه وقال:تعالى اقعدى يا شهد هفهمك.
علمت انه لم يصفو لها بعد ولكنه سيفهمها ما يدور بعقله فقط. وبالفعل بدأ هو باخبارها بكل شئ.
_________________
فى الصباح على الإفطار وبحضور الجميع قال يونس لمالك:ممكن افهم ايه اللي عملته مع خطيب جورى ده.
مالك ببساطه :والله انتو شايفينوا خطيبها انتو حرين لكن انا مش معترف بالخطوبه دى.
يونس:امممم عندك حق.. عشان كدا الجمعه الجايه خطوبه جورى ورامز وتاج وادهم.
جحزت عيون جورى من المفاجأة. ماذا خطوبه رسميه؟!!مهلاً مهلاً.. ماذا!؟ ادهم وتاج؟ كيف هذا مستحيل.
قام مالك من مقعده بغضب و خرج للحديقه. وبعد طول تفكير رفع هاتفه بخبث وقام بالاتصال على احد الأرقام الى ان جاءه الرد:الو.. كيرا... انه انا مالك العامرى.. نعم نعم صديق ادهم... كنتى تريدين ادهم لكى... حسنا.. ستاتين لمصر فهو على وشك الزواج.. انا ساساعدك.... ستخبرين والدته انكى حامل منه.. نعم.
صرخ بقوه وقال:لااا ابوه لأ ده صايع ومش هتدخل عليه.... لالا لا أقول شئ.. فقط قومى بحجز اول طائرة.
واغلق المكالمه وهو يقول:بتلعب ابابا.. وانا هطلع لمين يعني.. ماهو ليك.. افضى انا بقى للست جورى هانم والبأف التانى ده.
قالها وهو يتوعد بداخله بالكثير والكثير
↚
بشركة العامرى
دلف يونس للداخل باحد المكاتب المتوسطة التى خصصت لحمزه كى يتدرب بها.
ولكن ذلك الشارد لم يشعر به.
نظر له بنظره متفحصه وهو على يقين أن ابنه به شئ جديد. فطباعه متغيره بعض الشئ هذه الأيام وكأن هناك شئ يشغله.
تحدث فجأه بعدما استدار ووقف الى جواره ووضع يده على كتفه:مالك يا حمزه؟
انتبه بتفاجئ كبير وقال:لا. احم.. لا ولا حاجة يا بابا.
يونس بمزاح:مش قولنا بابا فى البيت.
حمزه :ااه. اه.. تمام يافندم.
ايقن مليون بالمئه ان هناك شيئا. زفر بتمهل وقال:فيك ايه.. قولى.
حمزه :ولا حاجة ده بس من ضغط الشغل مع بداية الدروس مصعب الموضوع شويه.
يونس :وايه الجديد مانت بتشتغل معايا من السنه اللي فاتت وكنت بتيجى هنا قبل الدروس وبعد كده تكمل دروسك ومذاكرة.
حمزه بتهرب:ماهو.. ماهو السنه دى شهادة والنظام الجديد ده غريب اوى.
يونس بقوه:ماهو عشان السنه دى شهادة مش عايز حاجه تكون شاغله بالك خصوصا انك عملت كام غلطه صغيرة كده فى الشغل وعدت بس مش هتنسى واتفرج عليك وانت كده.
نظر حمزه له بحرج لأول مرة ولم يعرف ماذا يجيب.
رفع حاجبه بدهشه أكبر وشكوكه تزاد وهو يرى حمزه ذو اللسان السليط محرج وعاجز عن الحكى.
مسك يده واقفه وسحبه خلفه حتى جلسوا على احد الارائك المتوسطة.
يونس :بص انا مش هقولك انا اب فرى وصاحب ولادى واعتبرني صاحبك واحكيلى. وكمان عارف ان مافيش واحد بيصاحب ابوه ويامنه على أسراره هههههه
ضحك حمزه هو الآخر فاكمل يونس :بس انا مصلحتك عندى أهم.. عايزك تتعلم كل الشغل وتبقى رقم واحد من بعدى وزى مالك اخوك وده مش هيحصل وانت مشغول بحد.
نظر له حمزه فقال:يابنى انا عديت بكتير اوى.. والنظره دى انا عارفها... كلام فى سرك يعني كاعربون صحوبيه عشان تعرف بس.. نظر له حمزه بحماس وفضول فاقترب يونس هامسا:امك شهد دى طلعت عين الى خلفونى وياما قعدت زيك كده وانيل.
ضحك حمزه فقال يونس:شوفت انا بقولك على اسرارى إزاى.
حمزه بلا مبالاه :لا ماهو ده مش سر.. تيتا عزيزه الله يرحمها حكتلى قبل ماتتوفى. قال كلامه بابتسامة سمجه.
يونس :ده انت تنح... ولااااا... انطق قول فى ايه.
حمزه:شوفت..اهو.. اديك رجعت يونس الاب الشديد.. امال فين انا صاحبك وبتاع وكلام نعناع.
يونس:انت ياض انت يابن شهد.. اخلص قول فى ايه لو عايز حد يساعدك.. لان وعلى حسب تخمينى كده مافيش حد هيعرف يساعدك غيرى.
حمزه:احممم.. هو حضرتك مخمن ايه بالضبط.
نظر له نظره شامله وقال:مش الحوار فيه بنت برضه.
ابتسم بسخريه على حديثه وطريقته الى اصبحت متأثرة بطريقه حديث صغيرته عليها. فهو لم يكن يتحدث هكذا مثل شباب ورجال العصر كان دائما يونس العامرى الوقور المتزن.
جلس حمزه إليه بتمسح كالقطط وقال بحماس :يعنى انت يابرو.. ممكن تخلصلى الحوار ده.
يونس:برو.. هى حصلت.
حمزه:ماهى زاطت بقا.
يونس :مانا الى جبته لنفسى.. قول فى ايه.. ومين دى.. ومن غير لف ودوران.
حمزه بجدية تشبه ذلك اليونس كثيراً :قبل ما اقول اى حاجة او هى مين.. انا عارف انى لسه صغير وحضرتك مش هتبقي واخد الموضوع على محمل الجد اوى وهتشوفنا شويه عيال... بس اتا بقالى فتره بحاول اتأكد من الى حاسة.. وكل ما الوقت يمر بتأكد أن فى جوايا حاجة قويه ليها... ولو انا ساكت ده عشان اسيب الوقت يثبتلى وليها كمان.
استمع له باهتمام وبلا اى استخفاف له او لمشاعره الجديدة وقال :ومين قال انى شايفك صغير.. بص يا حمزه اسمعها منى كلمه وخدها من ابوك الى شاف كتير اوى... فى رجاله عدت الأربعين بس اعيل منك.. وفى شباب زيك ب100راجل.. انا شقيت اوى وتعبت اوى عشان اكون المجموعه دى... معقول هجيب واحد انا شايفه عيل وامسكه فى وقت قصير جزء من شغل بملايين... انت اتولدت راجل.. مش بالسن يابنى.
تهلل وجه حمزه من فخر ابيه به وقال: بجد يا بابا.
يونس بحب وفخر :بجد... ها هى مين بقا.
حمزه بقوه وحماس:لينا.
تلاشت ابتسامة يونس وقال :نعم؟ لينا مين؟
امتعض وجه حمزه ظنا انه يتحدث عن الفارق المادى وقال بتوجس :لينا بنت عم سامر.
يونس:انت عبيط يالا... دى اكبر منك.
تهلل وجه من جديد وقال :بجد.. يعنى دى مشكلتك بس.
يونس:وانت شايف انها حاجة عادية يعني.
حمزه:قولت هترفض عشان ابوها شغال عندنا.
يونس بنبره عاديه جدا :وهو يعنى شغال عندنا حرامى ولا طبال.. راجل شغال شغلانه زى بقيت الرجاله وفاتح بيته.. وما تغيرش الموضوع.. دى اكبر منك.. انا فاكر كويس.. اتولدت قبلك.. ايوه اه.. كنا لسه عارفين ان امك حامل فيك انت وتاج وهى كان السبوع بتاعها واديت لابوها مكافأة كبيره وإجازة عشان كده انا فاكر كويس اليوم ده.. يعنى كده هى اكبر منك ب... قاطعه حمزه:ب9شهور.
يونس :أكبر منك بسنه بلاش حركات امم شهد دى ماتحورش.
حمزه:يا سيدى سنه.. بس من امتى يونس العامرى بيعترف بفرق السن.. ماحضرتك اتحوزت ماما وانت أكبر منها بكتير وماشاء الله لايقين جدا على بعض.
رغماً انه اشرق وجهه بحب شوقا لها رغم حزنه منها وحمزة مازال يواصل حديثه:ووافقت على خطوبة ادهم من تاج.. رغم أن انا نفسي مش راضى عنها.. يبقى جاى تتكلم فى السنه إلى بينى وبينها.
يونس:يابنى.. دماغ الست مش زى الراجل.. الست لما بتتجوز واحد كبير بتجس كده انه ربنا خالقها دماغها كبيره وتستوعب.. مش عايزه اقولها ميه بالميه ان عقل الست بيبقي أكبر مننا شويه.. بس لو بصبت حواليك هتلاقى ان بنات كتير متجوزه رجاله أكبر منهم ومتفقين ومكملين ربنا يبارك للناس كلها.. لكن صعب تلاقى جوازت الست اكبر من الراجل.
حمزه :بس فى وناجحه.
يونس :ماشى بس قليله.
حمزه :بس يا بابا اهم حاجه فى العلاقه دى ان الراجل يبقى ماسك زمام الامور فى ايده.. زيك انت وماما كده.. بتحبها جدا وده واضح للكل بس زمام الامور فى ايدك انت وده برضه واضح للكل.
اخد يونس نفس عميق وهو يرى ان حديث ابنه صحيح وعقله ناضج فقال:حمزه.. انت لسه صغير.. وهى كمان حتى لو أكبر منك بس فى الاصل هى برضه لسه صغيره... وانا خايف عليكو.
صمت لدقيقه ثم قال :بس انا عايز اطمنك... وماحدش عارف يمكن ده الخير ليك.. وكمان عشان اضمن انك تركز فى مستقبلك.
حمزه بتهلل وتوجس:يعني ايه؟
وقف من مجلسه وقال:هتعرف بعدين... واقول خلص الشغل الى وراك والا هيتخصم من مرتبك.
حمزه بضيق:مرتبى؟ ده تقريباً باخد اقل من اصغر وموظف.. مع انى شغال اكتر منهم.
يونس:هو ده اللي عندى... مش كفاية مركبك عربيه بالشئ الفلانى.
حمزه:على فكره دى حاجة عادية على اى واحد ابوه مليونير.
يونس:لا يا حدق.. ده عند العيال الطريه.. لكن انت تدفع اقساطها مت من مرتبك.. ولو بصينا على مرتبك هنلاقيه مايكفيش قسط عربية زى دى او يعنى يادوب يسدها... يعنى الملاليم الى مش عجباك دى انا مجبى عليك بيها.
حمزه بامتعاض:يعني جايبلى العربيه قسط مش كاش زى ولاد الاغنيا.. وكمان بتقولى بجيى عليك.. تحس انك ابويا اوى.
يونس وهو يغادر :وعلى فكرة اتخصملك ساعتين تأخير وامبارح الى كله أخطاء ركز بقا عشان ممكن ماتعرفش تقبض الملاليم الى مش عجباك آخر الشهر كمان.
خرج وترك حمزه خلفه يتمتم بزهول :ده انا لو لاقيط كان هيعاملنى احسن من كده.
__________________
باحد المطاعم ذات الطراز الشبابى يجلس كريم مبتسماً بهدوء يعذر ارتباك تلك الرقيقة التى امامه واعجايه يزاد يوما بعد يوم فقد خطفت لبه بملامحها الشرقيه جدا جدا. سمارها الناعم. عيونها الهادئه.. فمها الصغير.. جديتها بالعمل ومع اى شاب غريب تخفى لمن سيكون زوجها فقط رقه لا متناهيه وهو على يقين من ذلك.
اما هى فحدث ولا حرج. الفضول يأكلها وبنفس الوقت لاتريد ان تعشم نفسها بما لن يحدث فهى بالكاد خلال الأيام المنصرمه كانت تجاهد للسيطرة على حبها.
تحدث هو:ساكته ليه.
زينه:احمم.. مانت برضه ساكت.
ابتسم بحب وهدوء وقال :قوليلى يا زينه.. يعنى على سبيل الدردشه.. ايه مواصفات فتى احلامك.
تفاجئت كليا من سؤاله وقالت :ماليش.
استغرب بشده قائلاً :معقول! ده اى بنت بيكون عندها مواصفات مهمه جدا وصعبة في فارس احلامها.
↚
زينه بحزن لنفسها:هقولك ايه... هقولك انى من اول ما وعيت على الدنيا وفهمت مشاعر البنات وانا شايفاك انت بكل صفاتك فارس احلامى.. بس انت عمرك ماحسيت ولا هتحس.. وحاولت اقرب كتير... اسكتى واوعى تقولى حاجة زى دى ابدا... كملى قدامه بكل ثقه.. يعنى هيبقي لا حب ولا كرامه.
طال صمتها فقال وهو يفرقع اصابعه أمامها :هااااااى... روحتى فين يابنتى؟
زينه:هاااا... لا ولا حاجة.
كريم :هو ده سؤال صعب اوى كده... امال لو دخلت على الى بعده هتسرحى اد ايه ولا هترضى عليا امتى.
تناولت مشروب الكابتشنو الساخن جدا وهى تقول :ههههههه طب ادخل على الى بعده وانا واثقه هفاجئك بسرعة الاجابه. ثم اكملت ارتشاف وهو يقول:طيب انا هجيب ماما ووالدى ونيجى نخطبك النهاردة.
بصقت ما بفمها عليه من بعد فى خط مستقيم من هول الصدمه والمفاجئه.. وهو لم يقل عنها.
ثانيه.. ثانيتين.. تنظر بزهول وحرج لما فعلت... وهو بزهول لما حدث.
نظر لها قائلاً :لا وعدتى ووفيتى.. ده انتى ابهرتينى بسرعة الاجابه فعلاً.
وضعت يدها على فمها وقالت بحرج:اسفه والله بس انا.. هو انت قولت ايه؟
كريم وهو ينظف ما فعلت :ماهو انتى يا موافقه جدا.. يا رافضة جدا.
نظرت له بزهول ولم تجيب فلم يفهم ما يحدث إنما ظن خطأ وقال:شكلك ماكنتيش متوقعه انى ممكن افكر فيكى كده... بس انا ما سمحتش لنفسى اخد خطوة بجد غير لما عرفت منك انك مش مرتبطة بحد.. وحسيت اننا ممكن نكون مناسبين لبعض.
من كثرة الزهول لم تجيب ايضا. فتاكد من ظنونه وقف قائلاً بادب ووقار :مافيش اى حاجة ممكن تأثر على علاقتنا كا زملاء ابدا.. وانا موجود في اى وقت تحتاجى فيه اى حاجه.
وهم للرحيل بهدوء وشموخ فنادت عليه فجأه وبقوه:كررريم.
توقف وهو يعطيها ظهره. مهلا لم تقل استاذ كريم.. استدار لها يناظرها بتوجس.
تقدمت منه وقالت بحياء شديد وهى تنظر أرضا :ااا.. كنت بقول يعني.
كريم:تقولى ايه؟
زينه:ااا.. هات الجاكت انضفهولك وابقى خدوا النهاردة بالليل... مش انتو هتيجوا بالليل برضه.
نظر لها بسعاده وهى تناظره بخجل شديد يبتسم لها وهى تبتسم فقط.
__________________
فى فيلا العامرى كانت جورى تتحدث على الهاتف مع زينه.
جورى بفضول قاتل:قولى بقااااا.
زينه بفرحه ستتوقف لها قلبها:بس جمعى البنات.
زفرت بقوه وقالت:طب اقفلى اشوف تاج فين تروح تصحى الأميرة النايمه.
زينه:هتفضل تاج كده تصحى حنين لحد امتى.
جورى;ههههههه.. استنى اشوفها فين.
اغلقت معها الهاتف واحكمت وضع حجابها وخرجت من غرفتها وهبطت الدرج وجدت وسيمها يجلس على احد الارائك وهو يستند بظهره يتصفح هاتفه بكل هدوء.
نظر لها نصف نظره وقال وهو مازال ينظر للهاتف:اهلا اهلا بعروستنا.
عروستنا!
تمتمت بها بزهول وهى مستغربه جدا هدوءه وسكونه هذا.. هل يعقل نسى أمرها ولم يعد يهمه.. هل محاها من قلبه ومحى فكرة ارتباطه بها... لقد كانت تريد تأديبه فقط ليس الا فهى اصبحت مدركه انها تحبه.
نطرت له بحزن وكانت ستضعف وتبوح بكل شئ وبخطتها أيضاً فى سبيل الا يتركها فهى لن تقدر على الابتعاد حتى لو استطاع هو.
همت للانفجار بالحديث ولكن قاطعها دخول تاج من الخارج باندفاع قائله:عروستى الحلوة واقفه كده ليه؟
لملمت حالها بحزن وقالت بصعوبه:هنروح لحنين.. زينه عندها مفاجئه وشكلها نايمه.
لوت تاج شفتيها فهى تعلم رفض مالك القاطع للذهاب لهناك فنظر الاثنان نحوه فقال هو بهدوء:روحوا.
نظروا له ببلاهه مرددين:هاا.
مالك :روحوا... القعدة هناك أكيد هتعجبكوا.
قال الاخيره بمكر فى حين فروا هم بسرعه خشية ان يغير رأيه.
. قهقه هو عالياً وقال: هبل والله.. ده أنا مستنى الوقت يظبط كده من بدرى.
ثم قهقه عاليا باستمتاع وهو يقول :البس بقا يابن الفيومى عشان تبقى تقرب من اختى اوى. ههه. ههههه.. ههههههه.
______________
بفيلا عز الفيومى
يجلس بملل وهو يتأفف وقد عاد حالا من الخارج.. انتظرها خارج سنتر الدروس رغم تحذيرات مالك بعدم تكرارها ولكنه ذهب وبعد طول انتظار علم انها غادرت من الأساس.
تهلل وجهه ببلاهه وهو يرى جنيته تدلف للداخل بمرح كبير.
اتسعت ابتسامته وهو يراها تسرع الخطى فاتحه ذراعيها بالاحضان تجاهه.
فتح ذراعيه لاستقبالها وهو يقول:ياحبيبتى... اخيرا حسيتى بيا.
ظل فاتح ذراعيه منظرا ذلك الحضن الذى احترق شوقا له. ثوانى وتصنم جسده بصدمه.
-مهاميهو حشتينى حشتينى حشتينى.
نعم!! ماذا
لقد كانت تفتح ذراعيها لوالدته.. هذه الاحضان لها.. جز على أسنانه وهو يستمع لفرحة امه بها.
ماهى بسعادة طفله :وانتى وحشتينى اكتر... انتى فين.
تاج:اهو الدنيا مشاغل يا ماهى ياختى... الثانويه العامه قاطمه وسطى.
ماهى باندماج غريب معها فقط:اه ياختى.. ربنا يكون فى عونك.. شدى حيلك كده.
نظر ادهم لهم بزهول مرددا:امى؟ امى فين... انتى عملتى فيها ايه؟ فين ماهى سيدة المجتمع؟
جورى التي كانت تراقب باعتياد:هى امك بتتحول كده اول ماتتلم على تاج... لحد دلوقتي عاجزين عن اننا نفصر سر الكيميا الى بينهم.. من يومين لعبوا كوره زى العيال ودلوقتي زى مانت شايف... عالمه ودلالة.
ضرب جبينه بيده وهو يهز رأسه بيأس ثم ابتسم بحب على صغيرته.
حاول جذب انتباها للحديث ولكن استعجلتهم جورى وصعدوا لحنين.
______________
امام امن الكومبوند الذى تقطن به الاسرتان توقفت سياره رامز وهو ذاهب إلى بين يونس العامرى لجلب فستان الخطوبة وفقاً للعادات( لا يعلم ماذا ينتظره). ولكن توقف عن الدخول وهو يرى سيارة اجرى(تاكسى) تقف والسائق يقف أرضا والى الناحية الاخرى فتاه في حوالى ال26من العمر. لاول مرة يخطف رامز. رغم جمال جورى إلا أن هناك شئ جذبه لتلك الفتاة.. يبدو انها ليست مصريه.
ترجل من سيارته فصافحه افراد الامن باحترام.
فرد امن باحترام له :رامز بيه.. اتفضل يافندم
رامز بهيبة شرطى يحاول ابهارها به وهى بالفعل انبهرت ولكن يظل ادهم هو حلمها :فى ايه يا طلعت.
طلعت:ابدا يا باشا.. الانسه ولا المدام دى داخله فيلا عز بيه الفيومى وماحدش هناك بيرد عشان اشوف اسيبها ولا لأ.
استدار لها رامز وغرق بعيونها الخضراء قائلاً باناقه:تتحدثين العربيه.
كيرا:لا... اتحدث الإنجليزية.
رامز وهو يصافحها ببوادر إعجاب حقيقى:رامز.. ضابط شرطة.
↚
كيرا:اهلا.. انا ادعى كيرا.. حبيبة ادهم.
رامز:نعم؟ ماذا قولتى؟
كيرا بفخر :انا كيرا حبيبة ادهم الا تعرفه.
رامز بسخريه:بالتأكيد اعرفه... يبدو اننا سنستمتع كثيرا.
نظر الى طلعت وقال :دخلها على ضامنتى.
طلعت:اوامرك ياباشا.
قام بمحاسبه سائق التاكسي واصطحبها معه بسيارته يريد مشاهدة ذلك المسلسل الهندى بكل احداثه الأوفر جدا.
_____________
يقف مالك فى احدى شرف بيته يطل على بيت الفيومى وهو يناظر ادهم الذى لا يعى شئ ثوانى واتسعت عينه ومالك وهو يرى كيرا بعينها تدلف داخل بيته. نظر تجاه مالك الذى اشار له بكوب القهوة التى يحملها بشماته ثم دلف للداخل.
تمتم ادهم بغيظ بتلعب يابن العامرى... ماااشى شوف بقا ابن الفيومى هيعمل فيك ايه... رفع هاتفه وقام بإجراء احد المكالمات الضرورية... ثم اتجه لمواجهة مانصب له
_____________
بغرفة حنين
صرخت الفتيات بفرحه غير مصدقين.
تاج:ياااااه اخيرا... ده أنا كنت قربت اتشل.
زينه على الهاتف :ومين سمعك ده انا كنت خلااااص فقدت الأمل
حنين:بس ده انتى رهيبه... مسكتى نفسك ازاى.
زينه:مانا ماكنتش عايزه ابان انى واقعه اوى كده... وانا اصلا ما صدقت.
جورى:جدعه يابت تربيتى.
زينه :بفكر نعمل خطوبتنا سوا.
كسى وجه جورى الحزن مجددا فقالت حنين:لو شايفه ان العند زاد بينكوا خلاص.. مافيهاش حاجة إنك توقفى وتتمسكى بحبه.. مش حلو ان اول دبله تلبسيها تبقى دبله واحد تاني غير حبيبك.
شردت جورى بحديث حنين بحزن وهى لا تدرى بما يخطط له حبيبها فى غرفته فهو ثعلب فعلاً كيونس والده.
___________
بالاسفل دلفت كيرا للداخل
استقبلتها ماهى مرحبه:أهلاً اتفضلى.
كيرا بالإنجليزية :عذرا سيدتى.. لا أتحدث العربية.
ماهى:حسنا أيتها الجميلة... تفضلى اجلسى... هل انتى صديقه حنين... لم اراكى من قبل.
كيرا:لا انا اكون حبيبه ادهم.
جحزت اعين ماهى وهى تراها تضع يدها على معدتها المسطحه وتقول :وام طفله.
ابتسمت ماهى ببلاهه تزامنا مع دخول عز.. ذهبت له وتشبست به كطفله وقالت بفرحه:عز... مبروك هتبقى جدو.
عز:جدو... هو انا طايق ابنك يقولى يا بابا لما ابقى جدو.
كان ادهم يذهب تجاههم فى نفس الوقت يحمد الله ان جنيته مازالت عند حنين فقد بعث لها رسالة ان تعطل نزولها قليلاً.
تقدم منها قائلاً :لما انتى هنا كيرا.
قامت بسعادة لرؤية فارسها العربى الذى طالما حلمت به. احتضنه تحت نظرات ماهى التى تقطر قلوب😍.
ماهى :امممم.. كيوت اوى ياعز.
هز رأسه بيأس منها وقال :ياحبيبتى... اكبرى الله يخليكي.. ده احنا فى كارثة.
اما ادهم ابعدها عنه قائلا بجمود:اجيبينى.. لما جئتى كيرا؟
كيرا بحب :جئت من اجلك حبيبى. ثم كذبت قائله:ومن أجل طفلنا.
عز:طفلنا... انت هتلبسنى مع يونس العامرى يا بن الجزمه.
ماهى بحزن:عز.
عز:استنى انتى يا حلوه... انطق باخويا... الكلام ده بجد.
ادهم :بقولك ايه يا بابا.. دى لعبه من صديقى الصدوق.. انا بقالى اكتر من اربع شهور قاطع معاها واى كلام بينا كان محاولات منها اننا نتكلم تانى بس الحته دى بقا راحت عن باله.. والاهم من كل ده.. وجه نظره لكيرا وقال :انكى مازلتى عذراء كيرا.
تفاجئت كيرا كليا فقد اعتقدت انها نجحت فى جداعه. فقد ظنت انه كرجل شرقى إذا اوهمته انها قد فقدت عذريتها على يديه فسيتزوجها ولكن لم يحدث بل ولم ينخدع ادهم.
نظر لها بقوه وقال:ادهم لا يخدع يا صغيره... لا شفقه لكى لدى بعد الآن... والان عودى حيثما اتيتى.
خرجت كيرا بخزى فى نفس الوقت الذى تم طرد رامز فيه من فيلا العامرى بعد مشاده كلامية بارده مع مالك فذهب على وعد بالعودة حين عودة صاحب البيت. نظرت له ونظر لها. ووقفوا مقابل بعدهم.. بدون حديث.. فتحت باب سيارته وصعدت بها لا تعلم لما فعلت ذلك. استغرب فعلتها ولا يعلم لما ابتسم لها بحنان... يشعر ان هناك شئ مشترك بينهم... ربما الضياع... كل منهم لا يعرف ماذا يريد فى حياته.
__________
فى المساء تقابل منير والد كريم مع ملك امام منزل زينه. تحت عيون طارق الذى احترم الموقف وترك والده من يذهب معهم فهذا حقه وحق كريم رغم غيرته الشديدة خصوصا مع علمه بمحاولات طليقها المستميته خلال سنين للرجوع لها. ولكن فشلت حتى يأس هو تماما.
فى منزل زين قراءة الفاتحة وكريم ينظر لتلك المحمره خجلا بفرحه كبيره.. فهو أصبح متيم بها. ومنير يناظر ملك بندم شديد يحدث نفسه:كانت ليا وبتاعتى ودلوقتي حتى النظره متحرمه... ندمت يامنير بس بعد ايه.. ياريت السنين ترجع يا ملك ياريت.
ولكن ملك لم تعد تشعر ناحيته بشئ لاحب.. لاكره.. هى الآن سعيدة فقط بفرحه ابنها الوحيد.
____________
بفيلا العامرى.
يجلس بغرفة مكتبه يفكر مليا... يشعر بخطأ كبير فيما فعل وسيفعل... يجب أن يربى ابنه بيده لا ان يستخدم فتياته.. كذلك ذلك الادهم... شهد معها بعض الحق... تاج منطلقه وتحب الحياة معاشرة الناس.. حتى انها لم تتحجب حتى الآن... هو عليه خطأ كبير ايضا.. أين كان هو من ابنه لمدة 11 عام.. والآن يستخدم جورى لعقابه... ذلك الرامز سمعته سيئه جدا وجورى امانه أخيه.. وابنه حبيبته... ااااه حبيبته.. لقد اشتاق لها جدا.. هى لم تقصد... حتى لو.. انا حزين منها.
تضارب افكار كثيره تعصف به وهو غير قادر على ترتيبها واتخاذ قرار حالا.
______________
بمكتب مالك بالشركة وبعد استدعاء السكرتيره المؤقته له لامر هام فى هذه الساعة المتأخرة.
مالك بغضب لها:ودى حاجة مستاهله يعني.
هبه السكرتيره يتلعثم:والله يافندم خوفت اجلها.. يونس بيه مش بيرحم حتى لو كان ابنه.
زفر بضيق فهى قد قطعت عليه وصلة مخططاته:خلاص خلاص اتفضلى.
خرجت بخوف وهى تزفر براحه.
بدأ هو بتصفح ما امامه من اوراق حتى يعود سريعاً فلا وقت امامه... الخطبه غدا.
فتح الباب ببطى مثير مع صوت حذاء نسائى.. اتسعت عينيه مستغرباً :ايميليا؟!
ايمليا باغواء وهى تتجه ناحيته :نعم انها انا.
نظر لها وهى تخلع عنها ثيابها فقال بزهول منها:ايمليا ماذا تفعلين.. هل جننتى... انا مالك ولست ادهم.
ايمليا وهى شبه عاريه:بل انت هدفى منذ البداية أيها الاسمر الوسيم.
اتسعت عينه وهى تحتضه وتقبله تزامنا مع همس يأتى من الخارج باستياء:تؤتؤتؤ... كده برضه يا مالك.. لا لا يا صاحبى.
نظر بغضب له وهو يراه يرفع هاتفه ويسجل فيديو له.
احمرت عينيه اكثر وهو يغادر قائلاً :واحدة بواحدة يا صاحبى... وتاج هتبقى ليا... انا اتصرفت مع كيرا الى بعتهالى.. وبعتلك انت الجثه دى على أساس أنها تقدملى خدمه عشان نقدر نتجوز وكده... واطيه.
مالك بغضب :استنى عندك... أنا عملت كده عشان اختى لسه صغيره.. وكيرا الى انت ضحكت عليها.
ادهم :كيرا لسه بنت... ابوك وافق... مش فاضل فى طريقى لتاجى غيرك... والفيديو ده ضمان سكوتك... اعذرنى ياصاحبي بحبها... وكل شئ مباح في الحب والحرب.. اوقف تسجيل الفيديو وهو يغلق الباب عليهم قائلاً :انجوى ياولاد..
↚
تقف في شرفة غرفتها تنظر الى حديقة المنزل. العمال يقفون على قدم وساق ويعملون بحزم شديد لتنفيذ كل اوامر ذلك المتعجرف.
نعم مالك. هاهو يجلس وهو يضع ساق فوق ساق يختار حتى اغانى الحفل بنفسه بكل فرحه وشموخ.
دمعه ساخنه انحدرت من عيناها وقلبها يتقطع لاشلاء. وقفت خلفها زينه قائله :اهدى يا جورى... ماتعمليش فى نفسك كده يا حبيبتي.
التفتت لها جورى بوجه محمر من البكاء:مش شايفه الى حصل.. كل حاجه انقلبت ضدى.. ياريته مارجع ولا شوفته.. انا كنت عايشه عادى.. ليه جه يفكرنى بالى فات ويبوزلى حياتى.
تقدمت منهم حنين وقالت:هونى على نفسك يا جورى.. مافيش حد مستاهل دموعك.. وانسى.
جورى:انسى ايه.. انسى انى حبيته.. انسى انى هتخطب لواحد زباله وبتاع بنات.. انا كان عقلى فين وانا بوافق على الفكره الزفت دى.
زينه:طب بصى للموضوع بنظره تانيه.
جورى :إزاى يعنى؟
زينه:هقولك... قطعت كلامها وهى تنظر ناحية تاج التى تنظر لهم بغيظ مضحك.
ضحكوا جميعاً لا اردايا وهم يجدوها تنظر لهم بغيظ وشرايه وهى حالسه على طرف الفراش بجانب فستان خطبتها.
حنين وهى تكتم ضحكتها:مالك انتى كمان يابومه؟
تاج بغيظ :مانا شايفه قدامى مجموعة من البرود واتجمعت.. ماحدش فيكوا واخد باله من الى بيحصل معايا.. انا اتخطب انا... انا بتاعة جواز انا... تااااااج..تتخطب..ولمين لادهم.
حنين:وماله اخويا ياختى... ده طول بعرض بيمشي يهد الارض يا اوزعه.. ياشبر واقطع.
زينه :الله.. الردح اشتغل.
وقفت تاج مكمله:طب كويس انك عارفة انه طول بعرض وانا شبر واقطع.. كان اولى تلفتى نظر اخوكى.. ياجدعان.. ياجدعان والله شكلنا يضحك جنب بعض.
ضحكوا مجدداً فزفرت بقوه. وتنهد جورى أيضاً فقالت زينه:ياجماعه زى ماقولتلكوا... بصوا للموضوع بجانب ايجابى شويه.
جورى بجزن:انا مش شايفه اى جانب ايحابى.
حنين بفرحه:ازاى بس... طب انتى عمرك كنتى تتخيلى اننا نعمل خطوبتنا فى يوم واحد ومكان واحد.
زينه مكمله:ده انا تعبت كتير اوى على ما اقنعت كريم اننا نعملها هنا فى بيتكوا.. انتى عارفه هو حساس اد ايه.
حنين:واهو فرح وهيصه وعاملين قعده بنات وبس يعني هنرقص ونهيص ونبقى بشعرنا وتبقى درمغه للصبح.. بصو احنا نفرح النهاردة والصبح إن شاء الله تفشكلو حطبتكوا انتو الاتنين... نعمل ايه مع عمو يونس الى عازم الناس من مده عشان مشغولياته خايف لا ينسى حد.
ظلت تاج وجورى على حالتهم فقالت زينه بفرحه وهى تجذبهم بمرح وتقفز :يالا قومواااا... انا وحنين هنكمل جواز.. وانتو على اخر اليوم تفركشوا.
حنين وهى تجذبهم للرقص :واهو حفله ورقصه وعشوا ونديها للصبح انتو هتخلعوا وانا وزينه نتدبس... يالاااااا.
ظلوا يلهون كثيرا وجورى وتاج قد انقلع همهم قليلاً فهم سيلهون الليله وبنهاية اليوم سينتهي كل شئ ويصبحوا هم الأحرار وحنين و زينه من سيكملون.. كما قالوا...
_____________
بغرفة يونس يجلس وهو عاقد ذراعيه حول صدره.. لقد تاخر في إتخاذ قراره.
ذلك اللئيم ابنه وضعه أمام الامر الواقع.. جهز قائمة بكل المدعوين وأرسل لهم دعوات على هذه الخطبه منذ أسبوع على ان المرسل هو يونس العامرى.
رغم أنه والده.. يحمل نفس جيناته.. لكنه الان لا يعلم بماذا يخطط ابنه.
قطع شروده خروج حبيبته من غرفة الملابس وهى ترتدى فستان من الازرق مخصص للسهرات.. يبرز منحنياتها والتي نضجت بطريقة مهلكة لامرؤه على مشارف الاربعين وكم تكن المرأة مكتمله الجمال والأنوثة في هذه السن.
خطفت لبه واطاحت بعقله وهى تتهادى بخطاواتها عن قصد وتتجه لمرأتها تقف بدلال تضع عطرها الذى يذيبه عشقا وهى تعلم تلك الخبيثة الفاتنه.
اشتعلت عينيه بغضب وهو يراها تضع احمر شفاه صارخ على شفتيها.
تتظاهر انها لم ترى غضبه او حتى تتوقعه.
حاول التظاهر بأنه لا يهتم ولكن مع احمر الشفا هذا لا يستطيع. انفجر بغضب وقال :انتى بتعملى ايه يا هانم.
التفت له قائله :ايه... بحط روووج.
يونس :روووج... ورايحه فين بالروج ده يا هانم.
شهد:الله مش خطوبة بناتى... حقى افرح بيهم ومعاهم.
يونس :وهو الفرحه ماتحصلش غير بالروج.. ولازم يكون احمر.
شهد:والله هو عاجبنى.. ومش عايزه امسحه.
يونس بغضب :والله... امسحهولك انا يا حلوه.
تقدمت منه بدلال مثير وهى تعطيه احد المناديل الورقيه وقالت :اتفضل .
يونس بسخرية :ايه ده.
شهد بدلال:منديل.
يونس بقوه:خليهولك... انا يونس العامرى يا شهدى..
وقبل أن ينقض عليها قبضت على الفستان بخوف مضحك وقالت :يونس... بلاش تقطع الفستان ابوس ايدك.
زال غضبه وانفجر ضاحكا يتذكر جنونه وهوسه بها الذى دائما يجعله في مرات كثيرة يقطع عنها ثيابها وهى أيضاً ضحكت بحب تتذكر لحظاته معها... احتضنته تهمس اسفا.. وهو يمسح على شعرها بحب ولكن يده الراغبه كجسده تفتح لها سحاب فستانها وهو يقول بهمس مثير:مش هقطع الفستان اهو.
وفى ثوانى كان ياخذها معه لعالمه الملئ بالقوه والعنف الذى غرقت بعشقهم منه وبه وله فقط.
_______________
↚
خرج رامز من مبنى السفارة الخاصه بكيرا وهو ينظر لها مستغربا... حتى هى مستغربه.
نظرت له وقالت :ماذا فعلنا نحن.
رامز:لا اعلم.. لكنى اردت فعل ذلك... بكى شئ غريب كيرا... شئ يجذبنى ولا اعلم لما.
كيرا:هل ما فعلته صحيح؟
رامز :اذا لما جئتى معى ووقعتى على عقد الزواج.
كيرا بجنون:لا اعلم.. لا أعلم.. ربما شعرت مع بدفئ افتقدته.. ربما لانى نمت فى بيتك الدافئ دون خوف من ان تمسنى بسوء.
رامز بسخرية مره :هه.. اى بيت دافئ كيرا.. بيتى لازع البرودة حتى فى عز الصيف... وانا... ههه انا لا اترك اى انثى دون اخد ما أريد... ولكن انتى من اضفتى دفئ لبيتى شعرت به لاول مره... انتى اول فتاه لم اطمع بها رغم شدة سحرها لكنى اردت حمايتها بروحى.. كل هذا اعجاز لا يحدث لى ابدا... لذا وبكل تهور لم اتردد ثانية ان اخذكى معى واعقد زواجى عليكى... لن اضيع طاقه النور التى انارت فى طريقى المظلم.. ربما انتى من كنت ابحث عنها
كانت تستمع له بزهول تشعر لأول مرة بصدق ما يقول.. لاول ليله تنسى ادهم.. طوال وهى معه وفى بيته تنسى ادهم ولعنة ادهم التى حلت عليها منذ سنوات.. كانت تتمنى دائما ان تجد من تنساه معه.. صادقت العديد والعديد من شباب لندن حتى انها صادقت عرب ومصريين لربما تجد من وسطم من ينسيها ادهم.. ولكن وحده ذلك الشاب الذي لا تعرف عنه شئ هو من نست وهى الى جواره فارس احلامها الورديه.. هه.. ابتسمت بسخريه فهى لاتعرف شئ عن من تزوجت منه.
كان ينظر هو لعيناها وهو يشعر بتهوره ولكن لن يترك فرصته كى يحيا مثل باقى الخلق تضيع من يده.
وهى غارقة فيما حدث وما تريد.
تحدثت بعد ثوانى وقالت :وماذا عن ديانتى؟
رامز:كما رايتى.... انا مسلم يسمح لى دينى بالزواج من غير المسلمه والا لكنا واجهنا مشاكل فى اتمام عقد الزواج... إذا ارادتى الاستمرار على دينك لا مانع لدى.. ولكن اطفالى فهم طبقاً للشرع والقانون هم على دينى.
ابتسمت بحنان قائلة :أطفال؟
رامز مبتسما بحنان هو الآخر :نعم... دعينا ننجب كثيراً... ما رأيك ان نصنع لنا اسره كبيره تعوضنا عن اى شئ فقدناه فى هذه الدنيا.
استصاغت الفكرة بشده رفعت عيونها له قائله:ماذا تعمل انت.
هز راسه بحب فهى الان فقط تذكرت ان تساله:فتح لها باب السيارة واغلقه بكل ود ثم استدار وجلس لجوارها وقاد متجها لبيته وهو يخبرها انه ضابط شرطة وماهى رتبته ولم ينسى ابدا ان يقص لها عن بعض المهام التى خاضها بقوه وضراوه وهى تستمع له بانبهار وحماس تشعر بضئالة ادهم امامه فهو بطل اكثر منه وهى تشعر وكأنه بطل احد أفلامها الأكشن المفضله.. سعيدة جدا إنها حظيت به. مستعدة للعيش معه تشعر بحماس شديد.
_______________
فى غرفة يونس كان يحتضنها بحب وتملك لا يزول وهى تتحدث بحب :ماكنش قصدى يا يونس.. بس انا عارفه انك بتحبنى وفاهمنى.
يونس بمكر يصطنع الحزن:لا انتى زعلتينى اوى.. اوى.. لا ايه ده انا وعلان اوى.
رفعت انطارها له بصدمه وقالت بغيظ:وانا الى افتكرتك صالحتنى.. طب اوعى بقا.. اوعى.
لكزته بغيظ على صدره العارى فضحك بقوه وجذبها له قائلاً :ههههههه خلاص خلاص.. اهدى.
نظرت له بحزن وقالت :طولت اوى فى زعلك منى.. كنت بتنام بعيد عني لاول مره من ساعه ما اتجوزنا.. وانت المفروض فاهمنى اكتر من نفسى وعارف انى ما قصدش.. بس انت مش ادهم... وانا مش تاج... انا طبعى غير.. عارفه انك بتغير وبراعى ده وبراعى انه حقك والى مساعدنى انى منقبه من زمان وانا اصلاً بيتوتيه. لكن تاج لأ.. تاج غير.. تاج منطلقه وبتحب الحياة.. دى حتى لسه ما احجبتش.. بتحب تصاحب كل الناس وتحب الضحك والهزار.. وادهم مش انت.. انت راجل محترم ومالكش لا فى العك ولا السكه الشمال لكن هو انت عارف هو بيعمل ايه... العلاقه دى غلط... هى جيل وهو جيل.
تنهد مطولا وقال:انا طول الايام اللي فاتت بفكر في كلامك.. هو صح.. بس..
قاطعته متنهده:بيحبها.. صح؟
يونس:ماشوفتيش هو مجنون بيها ازاى... ادهم ده مافيش ولا واحدة ولا حاجة قدرت تهزه كده... بنتك جننته.. ده ماكنش ناوى ولا بيفكر في جواز اصلاً... ابوه مزهول من الحاله الى ابنه فيها.
شهد :مش هتمنى لبنتى غير راجل يحبها كده... بس خلى بالك يا يونس.. الحب الى بطريقة دى مع واحد شاف كتير وعمل بلاوى كتير مع فرق السن يبقى كارثة.. فاهمنى.
تنهد مطولا وهو يحتضنها قائلاً :فاهمك.
نظر لها بحيره وقال:ومالك ده كمان... مابقتش فاهمله حاجة.
شهد بحيره:ولا انا... شكله سلم بالأمر الواقع.
يونس:ماعتقدش.
شهد:شكلنا طلمناه يا يونس.
يونس:لا طبعا... هو فاكر ايه... لازم كان يتأدب.. وهو راجل كنت هضربه يعني.. ماكنش قدامى غير جورى.
تنهدت وقالت :انا رامز ده مش عاجبنى.. وانت عارف.
احتضنها بدفئ وقال :النهاردة بس يعدى عشان الناس اللي البيه عزمهم ودبسنى واخر اليوم بناتك هيرجعولك وكأن مافيش حاجة اصلا.
نظرت له بحب مبتسمه ثم بعدها حسته على النهوض كى يستعدوا فالمساء قد حل ولابد وان الجميع على وصول.
______________
فى منزل رامز.
انتفض من عليها بزهول يشعر بفرحه عارمه وقال :كيرا.... كنتى عذراء.
اماءت له بخجل واحتضنها بحب يتغلغل داخله بلا اراده منه.
وهى لاول مرة تشعر بدفئ كبير.. متحمسه لصنع عائلة وافناء حياتها لهم.
تحدثت بعد مده وقالت :رامز.
رامز:همممم.
كيرا:سنكون اسره سعيده اليس كذلك.
رامز مبتسما :امل ذلك.
كيرا :سنعطيهم ما افتقدناه.. وما كنا نبحث عنه... لن نجعلهم أشخاص سيئه مثلنا.
رامز وهو يمسح على ظهرها بحب:لأول مرة أومن بمقولة فاقد الشيء يعطيه فهو اعلم الناس بمراره فقدانه.
ضمت نفسها له وهو شدد على احتضانها. يعدون انفسهم بصنع اسره سعيدة. ورامز يتذكر تهديدات مالك له صباح اليوم ويبتسم.
__________________
وقف يونس فى الحديقه المعدة ببراعه لهذا الحفل.ينظر بذهول حوله فقد اهتم ابنه بكل شئ. عجبا.
استدار وهو يبحث عنه ولكن لم يجده فذهب للبحث عنه.
_____________
يقف ادهم وهو يستعد لهذه الليلة.. ستكون ليلة احلامه يعد نفسه بذلك
فى غرفة الفتيات يستعدون بمرح شديد فقد عزمزا على الاستمتاع بتلك الأمسية.. حنين فرحة بخطبتها لحب طفولتها.. وزينه كذلك ستخطب لفارس احلامها.. جورى وتاج فرحين من أجل اصدقائهم جدا وسيلهون كثيرآ وفى اخر الليل لن يخسروا شيئا.. فقط أمسية رائعه ورقص ومرح.
انهت شهد ارتداء نقابها وهى تبتسم بحب فقد سامحها يونس حبيبها.. بل وصنع أمسية هائلة لهم للنساء فقط.. ابتسمت على غيرته التى لا تهدأ ابدا.
كذلك اكملت ماهى ارتداء فستانها الجميل وهى تبدو كفتاه فى الثلاثين وليست امرأة في الخمسين ابدا. تشعر انها تحلق من الفرحه فهى بجانب حبيبها عز العشوائي الوسيم.. واليوم خطبة ابنتها المدلله وكذلك ابنها.. ياااااه ستلهو مع تاج كثيرا الليله.
نعم هذا ما كانت تحدث به نفسها.
↚
خرج عز من غرفة الملابس وهو يرتدي حلته السوداء. نظرة له بانبهار وهو يناظرها بإعجاب لا يعلم كيف فى هذا العمر ولا تزال تتمتع بمظهر الشباب... ربما لقلبها البرئ النقى.
وبخ نفسه للمره المليون على مدار سنوات على اليوم الذى فكر فيه للنظر لغيرها... لا يعلم ماذا كان حدث لو تزوج بملك.. هل كان سيخسر تلك الملاك.. اقترب منها وهو يقبل يدها بحركة يفعلها دائما منذ ذلك اليوم كندم منه على ما جعلها تشعر به.. وهى تعلم تلك الحركة جيدا وتعلم معناها ولكنها قد سامحته منذ سنوات رغم صعوبة الجرح.
وامام فيلا العامرى توقفت سياره طارق مقابل لسيارة منير الذى لم يحد بعينه عن ملك. تلك المرأة الرقيقه التي علم ببشاعه فعلته معها.. وأنه ورغم ما جناه من ثروات واموال طائله لكنه خسر امرأة جميلة جدا ومهذبه.. فعل الكثير خلال سنين طويلة لربما تعود له ولكن يبدو أنها وجدت رجلا يستحقها وعوضها كثيرا ولا تريد ابداله برجل آخر ابدا.. ولم توقف الامر على ملك فقط.. فابنه الوحيد أيضا اتخد من طارق بدلاً عنه مثلاً اعلى له.. علاقته به ليست كما يجب أن تكون علاقة اب بابنه الوحيد.. لكنه يعامله باحسان.. لم يحرمه من حقه كوالد فى الذهاب يوم خطبة ابنه بل وقدمه هو للحديث بالنيابة عنه وكم شعر هو بالفخر الذى كاد يتحول لدموع ندم فلا حق له بهذا الفخر.. فما فعله ليس إلا نتاج تربية ملك.. فقد احسنت هى صنعا فر حين كان هو يلهث خلف النساء.
ترجلت ملك بفستان من لون الذهب مع حجاب مناسب وزينه بسيطه وهى تتابط ذراع طارق بحب وفخر. تاركه منير يتحسر ندما فات أوانه وهو يتذكر كم فرصة اعطته وكم جاهدت للحفاظ على بيته الذى كان يسعى بقوه وجهل لهدمه وظنها ستنظره دائما.
دلف كريم وهو يرتدى حله من اللون الرصاصى وكم بدى فائق الجمال بشعره ولحيته الشقراء مع عيونه الزرقاء وجسده الرياضى يتهادى فى خطواته بوقار. طبطب على كتف والده يخبره بنظراته انه قد فات الأوان فقد خسر والدته وانتهى.. فهم منير على ابنه واتجه معه حيث يقام الحفل.
بعد دقائق كان زين يهبط من سيارته. استدار بفرحه يفتح الباب لامه وساعدها على الهبوط وهى ترتدى عباءه سمراء تناسب سنها ووزنها اللمتلئ. وتقدم بها للداخل.
دلف عز هو يحتضن كتف ماهى التى ارتدت فتسان من الاسمر يناسبها جدا وهى تنظر حولها بانبهار وحماس.. توقف قبل ان تدلف حيث المكان المخصص للنساء وقال بترجى مضحك:ماهى.. ابوس ايدك... ابعدى عن تاج على اد ماتقدرى... فى شخصيات مهمه جداً حاضرة الحفله... ابوس ايدك يا شيخه.
ماهى :عيب عليك.... لا ماتخافش.
عز وهو يغادر :ربنا يستر.
غادرت هى الاخرى وهى تعيد تذكير نفسها :مش هكلمها.. مالييش دعوه بيها... بصى لو شوفتيها مالكيش دعوه بيها يا ماهى فاهمه.. دلفت للداخل فاستقبلتها شهد تحتضنها بترحيب هى وملك واول ماسالت عنه:هى تاج فين؟
________________
يقف أمام الشرفه ينظر للحفل الذى اشرف على اعداده بنفسه. ابتسم بسخريه واغلق أزرار بدلته وانهى رسالة ما الى مجهول وقام بإرسالها.
خرج من غرفته وهو يبتسم بقوه.
وقف يونس وهو ينظر حوله بغضب شديد... أين ذلك الرامز... تاخر كثيراً.
التف حوله وجد ابنه يدلف للحفل بابهى حله. يبتسم باتساع وثقه. توقف امامه وقال:ها يا بابا... ايه رأيك في الحفله... كل حاجه تمام صح.
يونس مستغربا :مش فاهم حاجة... هو فى ايه.
مالك:الله.. هو الحفله مش عجباك ولا ايه.
يونس:لا كل حاجه تمام وده الى مقلقنى يا بن يونس.
مالك:لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم... انت مش كنت طلبت منى حفلة جامده لبنت اخوك.. ناسى كلامك.. دى اول حفيده هتتجوز من أحفاد العامرى وعايز فرح جامد وبتاع.. اظن مافيش اجمد من كده.
نظر له يونس وقال وهو يقصد هيئته:لا ده انت الى مافيش اجمد من كده... ولا كأن فرحك النهاردة.
مالك :هه.. مين عارف.. ربك قادر على كل شئ.. طبطب على كتفه وقال وهو يغادر:ادعيلى ياوالدى.
غادر يرحب بالحضور ويبتسم بثقه تاركاً يونس يتمتم بتوجس:ناوى على ايه يا ابن يونس.
_____________
بغرفة الفتيات
كانت لكل فتاة منهم من يساعدها بوضع الميك اب وضبط الحجاب يناسب فستانها.
جاءت رساله لأحد الفتيات. وبعدها فجأه. سقط منها علبه كريم مصنوعة من الزجاج وكسرت على فستان جورى.
فزعت الفتيات ووقفت تلك الفتاة تدعى الصدمه والخوف وقالت:انا.. انا اسفه جدا... مش عارفه ده حصل إزاى.
نظرت لها جورى لا تعلم ماذا تقول :خلاص يا انسه.. يعنى هعمل ايه يعني.. اهو اللي حصل. هو يوم باين من اوله.
الفتاه:طب انا هتصرف... انا هكلم مالك بيه وهو ان شاء الله يلاقى حل.
جورى برفض شديد:لأ مالك لأ... انا هتصرف.
الفتاه :هو الى جابنا وقالنا اى حاجة تجد نكلمه وهو هيتصرف.
تاج:خلاص يا انسه كلميه.. التفت لجورى وقالت :اهدى يا جورى هو الى هيعرف يتصرف بسرعه... انتى ماعندكيش فستان ينفع سهره ويناسب الخطوبه دلوقتي... عدى اليوم.
. وفى دقائق كان الباب يدق وتقف فتاه بحوزتها فستان مغطى بالكفر الخاص به ولكنه يبدو كبيييير جدا.
_____________
بالاسفل
دلف ادهم للداخل بثقه وبداخله ينوى الكثير.. تأكد من وضع مسدسه فى ملابسه وتقدم وهو يبتسم بثقة.
وقف يونس مقابل مالك وقال وهو يصطك اسنانه:العريس فين يا مالك. انطق.
مالك ببرود:فتشنى.
يونس بغضب:انطق.. عملت ايه.
مالك :ماتستعجلش ياوالدى.
يونس:انت هتستهبل.. هتفضحنا ومعاليك تعدتنى... وعازملى نص مصر.
مالك وهو ينظر بغيظ من ادهم الذى يتقدم مبتسما له باستفزاز مضحك :ربنا مايجيب فضايح يا والدى.
وقف امامه ادهم واحتضنه قائلاً :مبروك عليك يا صاحبي.
احتضنه مالك فهو رغم اى خلاف صديقه ويحبه ولكنه انتهى من احتضانه وقال:والله يا صاحبى كان نفسي اقولك مبروك انت كمان بس هو على جثتى انت عارف.
ابتسم ادهم بثقه كبيرة وقال:لا انا عندى جثة تانيه اهدد بيها ماتقلقش على صحبك.
↚
رفع مالك حاجبه وقال:يعني ايه يا بن الفيومى.
ادهم وهم يطبط على كتفه:ماتشغلش بالك يا صاحبي... ركز انت فى ليلتك.. متوصى انت بنفسك اوى.
ورغما عنه ضحك مالك على صديقه الذى يعلمه اكثر من نفسه وادهم أيضاً يبتسم فهو يعلم ما يفكر به صديق عمره.
تقدم يونس من ادهم وهو يشعر بالندم وقال:ادهم يابنى.. عايزك دقيقة.
تقدم منه ادهم مبتسما يتوقع ما سيقوله. وبالفعل بدأ يونس الحديث :ادهم.. اظن انا ماضحكتش عليك.. واتفقت مع ابوك يعرفك كل حاجه.. بس حتى فى دى غلط... هو الليلة دى تخلص عشان ابن الكلب صاحبك ورطنى وعزم الناس وبعدها كأن مافيش حاجة.. ولا خطوبه ولا غيره.
ابتسم ادهم بثقه ونظر له وهو يهز رأسه بموافقة استغربها يونس بشدة متمتما بتوجس:هو فى ايه العيال الاتنين دول انا مش مرتاح لهم.
بدأ الحفل والكل مستمتع ويونس يرحب بضيوفه. وجد من يجذبه من ذراعه وقال:معاك بطاقة يا والدى.
يونس :معايا ليه.
مالك وهو يجذبه معه ويقول ببساطة :طب يالا عشان المأذون جه.
توقف يونس بتافجئ:نعم ياروح ***
مالك ببساطه:بقى ابويا انا الراجل المحترم يقول كده.
يونس بغضب :انطق قول فى ايه انا مش فاهم حاجة وفين رامز.
مالك :رامز مش جاى.. انا هددته هفتحله فى كل الى فات ونجيب بقا البنات اللي ضحك عليهم حتى لو كان بمزاجهم.. ده غير انه اتجوز النهاردة.. وانا زى ماحضرتك عارف.. عازم الناس من زمان.. يرضيك يعني نتفضح.. يرضيك انا عن نفسي مايرضنيش ولا يخلصنى ابدا... ده كله الا سمعتك يا والدى.
يونس وهو ينظر له بغيظ :اه يا ابن ال... أكمل مالك مبيسما بسماجه:العامري... ابن العامرى... وانت فاكر يعني هطلع لمين... ماهو ليك.
يونس:اتاريك.. زينه من احسن نوع ومهتم اوى ولابس ولا اما تكون عريس.
مالك :يالا يا بابا ابقى اندهش بعدين الماذون مستنى.. يالا الناس كلها عارفة ان النهاردة كتب كتابى وفرحى على جورى وجايين على أساس كده.
اتسعت اعين يونس فاماء مالك :ايووووووه انا كاتب في الدعوة كده... يالا بقا.. اتاخرنا مش انت وكيل العروس برضه.
تقدم معه يونس بغيظ ولكن لا يستطيع التوقف وقد وضعه ابنه الثعلب مثله أمام الامر الواقع.
ومع آخر كلمات الماذون (بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير) كان مالك يتنهد براحه. يشعر أنه كان يعدو لمسافة طويله والان فقط ارتاح.
رفع بصره على صوت مسدس ادهم وهو يقوم بشد الاجزاء. اتسعت اعين الجميع وهم يرونه يوجه سلاحه ناحية نفسه ويقول مهددا :لو ما جوزتونيش تاج حالا هموت نفسي.
عز بذعر:ادهم.. انت اتجننت.. سيب المسدس من ايدك.
مالك بخوف على صديقه وتفاجئ:ادهم.... اهدى يا صاحبى.. فى ايه.
ادهم :ماحدش يقولى اهدى.. لو ما كتبتش على تاج حالا هموت نفسي... انا مش لعبه في ايدكو.. هتتخطبلها.. لا مش هتتخطب. لا لا خطوبة مؤقته.. لا لأ مافيش اصلاً.. اييييه.. ده أنا ماصدقت لاقيتها.. ومش هخرج من هنا غير على ضهرى او متجوزها... اختاروا
تقدم عز بلهفه وترجى من يونس المصعوق وقال:ابوس ايدك يا يونس وافق.. اول مره اطلب منك طلب.
يونس:يا عز... ازاى.. ده جواز... وبعدين البنت قاصر لسه.
عز:انت ولى أمرها يعني يجوز شرعاً.. كام شهر ونخليه قانونى. جوزهم ابوس ايدك ده ابنى.
وافق يونس مرغما ووضع يده بيد ادهم الذى كان يده بيد يونس والاخرى مازال يضع مسده مواجه لراسه بتهديد حتى آخر دقيقة فهو لا يضمنهم. ولم يبعده عنه الا بعد انتهاء المآذن نهائيا. ثوانى ووجد لكمه قوية موجهة له من مالك بغيظ.
ابتسم له يجاهد المه ولكنه سعيد وقال:الله يبارك فيك يا صاحبي.. طول عمرك مختلف.
مالك بغضب :اه ياو****يا... قاطعه ادهم :يا ايه.. ها.. لم نفسك.. سديهاتك معايا.
انفجر الجميع ضحكا ويونس لا يصدق ما حدث وكذلك مالك.
اما بالداخل عند الفتيات كانت جورى مزهوله وهى قد ارتدت الفستان الذى احضره مالك وكان رائع عليها بشدة.
هبطوا لاسفل لا يعلمون ماحدث.
وكيف تغير كل شئ.
↚
تنظر لاصدقاءها ثم الى المرأه ثم تعاود النظر لهم وهم ينظرون ببلاهه لها وهى تناظرهم نفس النظرة البلهاء.
ماهذا.. فستان زفاف ملوكى.. كيف ومتى وأيضاً لماذا. هل يخطط لتزويجها لرامز دفعه واحده كى يتخلص منها ومن عناء قصتهم ام ماذا.
تحدثت حنين بعد فتره وقالت :هو ايه اللي بيحصل... شكلها هتقلب بجد ولا ايه؟
زينه:هنعمل ايه دلوقتي... اكيد هو ما اشتراش الفستان كده من فراغ... يبقى الكل عارف.. صح ولا ايه.
جورى :ده ازاى يعنى.. هيجوزونى فجأة.. طب حتى لو مالك يعملها... عمى يونس وافق إزاى وهو عارف انى مش موافقة لا وكمان عارف ان رامز ده أخلاقه زفت وقطران.. حتى ماما عارفه.
تاج:طب هنعمل ايه... المفروض ننزل كلنا دلوقتي ماما مابطلتش رن.
حنين:جورى... طالما فيها فستان فرح يبقى الكل عارف.. والمعازيم تحت من كل حتى فى مصر... هتبقي فضيحة لو مامزلتيش.
جورى بعصبيه:يعني ايه... انتى اتهبلتى ياحنين... انا كده هلبس فى رامز.
تاج :لا طبعا ماتوافقيش... ده جواز... يعنى مشروع العمر كله.
زينه:لازم نتصرف بسرعه.
جورى:انا هنزل معاكو ونحاول نشوف عمو يونس فين يلغى كل ده لاى سبب... يقول تعبت جالها الزايدة اى حاجة.
تاج :طب يالا ادخلى انتى المكتب تحت وانا هروح اندهله.. قال تتجوزى رامز قال... اكيد مالك جرى لعقله حاجة.
جورى بدمعه حزينه هربت منها:مابيحبنيش... ولا عمره حبنى... كام مره كان ممكن يعافر عشانى ويختارنى بس ما اختارنيش.
ضمتها زينه بحزن وقالت :خير... لو كان خيرا لبقى.
تاج :ياختى.. اطرد قرد ييجى غزال.
حنين بزهول:يامجنونه... ده اخوكى.
تاج :ماهى كمان اختى.. الى معايا طول عمرها.. وهو بصراحة زودها اوى.. طب كان فضل هناك احسن.
مسحت جورى دموعها وقالت:يالا مافيش وقت.. قبل ما الناس تاخد بالها وتبقى فضيحه.
خرجت الفتيات من الغرفه لا يعلمون بتغير مصيرهم.
فى نفس الوقت بالاسفل.
الماذون ليونس:اين العروس.
يونس:انهى واحده فيهم.
الماذون :الاتنين يا استاذ.. الاتنين لازم يوافقوا قدامى ويمضوا كمان.
ادهم بتفاجئ:إيه ده ايه ده.. ده ايه الكلام ده.
يونس بسخرية :ماعلش... ماعملتش انت حساب دى... هو انت يابيه مش عارف ان لازم موافقة العروسه والا الجوازه تبقى باطله.
ادهم باعين متسعه :ايه؟
عز مكملا بسخرية :ايوه طبعاً لازم موافقتها قدام الشهود والمأذون.. لا وكمان لازم امضتها.... يعنى حتى لو وهبتلك نفسها كده هيبقي اركان الجواز الشرعى اكتملت.. لكن مش هتبقي متجوزها قانونى لأنها ما مضتش على عقود الجواز ولا اتسجل في الشهر العقارى... فهمت حاجة يابيه... ماشاءالله شحط ومش عارف فى أمور دينه ولا حتى القانون... لااا.. انا خلفت وربيت.
كان يقف بزهول.. اعتقد ان الامر انتهى وهى اصبحت له... فقط مجرد وقت وتتقبله وهو سيعمل على ذلك المهم انها اصبحت امرأته.. ولكن هدم كل شئ.
ادهم :يعني ايه.. هى اكيد هتوافق... لازم.
يونس:انا هدخل للاتنين دلوقتي واشوف.
ادهم :استنى انا جاى معاك.
_______________
بالداخل كانت الاربع فتيات يهبطن الدرج عازمين على التحدث أولاً الى يونس لإنهاء هذه الليلة دون زواج جورى من رامز.
تفاجئول بدخول يونس ومالك وادهم وعز وكريم وزين .
بعدهم دلفت شهد وماهى بعد ان ذهب حمزه لمنادتهم.
تفاجئت الفتيات بيونس يدعوهم للدخول للمكتب للحديث.
دلفوا جميعاً وقبل انغلاق الباب
تفاجئوا بدخول مروه.
نظرت لها شهد بزهول وكذلك ماهى ويونس. اما هى تناظرهم ببرود ولا مبالاه.
نظر يونس تجاه ابنه. علم انه قد خطط لكل شئ ودعى والدته فمهما كان ومهما حدث هى والدته وهذا حقها.
تقدمت مروه واحتضنت ابنها وباركت له وشهد تلقائيا تتمسك بذراع يونس لاثبات تملكها له. وكم تراقص قلبه لذلك فصغيرته مهما كبرت ستظل كما هى. تملكها له يعطيه شعور بالزهو والفخر.
ثوانى وانتبهت شهد على مايحدث.. فابنتها ترتدى فستان زفاف.
شهد بزهول:جوورى... ايه اللي لبساه ده... لابسه فستان فرح ليه.
نظرت ليونس مستفهمه:مش قولت خطوبه وبس.
يونس بهدوء مريب للاعصاب:شهد... اهدى. اسمعوا كلكو... دلوقتي مالك كتب كتابه على جورى.
الفتيات وشهد وماهى بزهول :اييييه.
ثم تصاعدت الهمهمات المتفاجئه. فقال يونس مكملا :وكمان ادهم وتاج.
زهول من الجميع ومن وسطهم نطقت ماهى:اللله... مبروك يا حبيبي... كده تاج هتيجى تعيش معايا.
يونس لعز بخفوت:مراتك هتشلنى.
عز:بس طيبه والله
يونس:مانا عارف.
اما على الناحية الأخرى توجد تلك التي سترقص بجنون من فرط الفرحه. و لكن تحاول التماسك. والفتيات ينظرن لبعضهن بزهول فقالت تاج:ده ازاى... وامتى... بابا... انت ما اتفقتش معايا على كده.
↚
ادهم :تاج... ليه رافضه... انا... قاطعته هى بغضب :انت ايه.. فى حد بيتجوز حج بالطريقة دى.. انا مش عايزه اجرح فيك بس انت الى اتعديت حدودك واتعديت على حقى وخصوصيتى.. انا الى زيى بيذاكر عشان عنده ثانويه عامه مش بيتكتب كتابة ويتجوز وكمان من وراه... كل ده وانا لسه لاتكلمت ولا جيبة سيرة الفروقات إلى بينا فى كل حاجة... وحضرتك يابابا.. مش قولتلى انها خطوبه بس ومؤقته كمان.. واحدة في سنى تتجوز ليه وازاى. انا مش موافقة ومش هوافق.
وتركتهم وغادرت سريعا. فنظر ادهم حوله بغضب وجنون وهو يصيح:يعنى ايه... يعنى ايه.
تقدم منه مالك وقال:اهدى.. اهدى يا ادهم.
ادهم بغضب :ماتقوليش اهدا... ماحدش يقولى اهدى. اهدى ازاى.. معناه ايه الكلام ده.
يونس:معناه ان جوازكوا مش كامل لا شرعا ولا قانوناً.. لا وافقت على الجواز ولا حتى مضت على العقود.
ادهم :لأ.. لا.. تاج بقت مراتى.. انا اعتبرتها كده اصلاً من زمان.. وكتبت كتابى عليها وانت كنت وليها وفى شهود.. يعنى بقت مراتى وهتيجى تعيش معايا في بيتى.
ثم اخذ يصيح بجنون:تاااج... تاااج.. انزلى حالا هنروح بيتنا.
تقدم مالك بجنون وغضب :تاخد مين يابنى.
اشتبك معه بالأيدى وقال:مراتى.. هاخد مراتى.
تدخل زين وكريم للفصل بينهم.
زين:اهدوا.. المشكلة ماتتحلش كده ابدا.
مالك:ده اتجنن خالص.
ادهم :وانت لو مكانى هتعمل ايه... انا عايز مراتى.
مالك وهو يصيح به بغضب :مش مراتك... هو انت اطرش مابتسمعش.. لا وفقت ولا مضت.. تبقى مش مراتك لسه.
تدخل كريم برزانه يحسد عليها :اهدوا بس... يا ادهم.. ادى العقود واقفه على امضتها... لو مضت تبقى وافقت.. وانت وشطارتك.
نظر له ادهم وكأنه انار له بصيرته. نفض مالك عنه ثم التقطت اوراق الزواج وهو عازم على جعلها له ولو كلفه الامر أعوام.
غادر ادهم بغضب ولم يلتفت لنداء اى منهم.
وفورا اتجهت الأنظار إلى جورى التى كادت ان تنسى امر زواجها بسبب ما فعلته تاج.
اتسعت عينيها وهى تستمع لعمها يونس :وانتى يا جورى.. هتوافقى ولا لأ.
همت للحديث ولكن مالك تحدث:نعم؟ ايه اللي هتوافق ولا لأ... هتوافق طبعا... اتفضلى أمضى.
استشاطت غضبا منه ومن عجرفته فقالت وهى تجاهد لكبت سعادتها الجنونية :أوافق ايه... لا... لا طبعا مش موافقة.
ثم استدارت تتصنع العضب ولكنها تقابل أوجه جنين وزينه وهى تبتسم بجنون وسعادة وهم يكبتون ابتسامتهم.
يونس:زى ماتحبى يا جورى بس..
قاطعه الاخر بغضب:زى ماتحب ايه... مش بمزاجها اصلا... اتفضلى أمضى يا هانم والا مش هيحصل كويس.
لا تعلم لما يخونها جسدها دائما امام أوامره. ولكنها تجاهد عاة على عدم التحرك فى حين تحدث يونس بغضب:هو ايه اللي اتفضلى امضى... هو بالعافيه... لو هى مش موافقة ومش عايزه مش هيحصل.
والأخرى تتسع عيناها...فهل سيلغى الزواج... هل بالغت بالرفض.. نطرت باستنجاد لرفيقاتها فقالت حنين بسرعه :خلاص بقا ياجورى... لازم جوازه فيكو تتم عشان الناس اللي برا.
زينه مكمله على هوا وحديث صديقتها:اه ياجورى والا هتبقي فضيحه والناس لسانها مابيرحمش وعمو يونس رأس ماله سمعته.
جورى وهى تتظاهر بالتردد:ااممم.. اااعشان عمو يونس بس.
مالك وهو يهم للاشتباك معها ولكن اوقفه زين:دى بتقولك عشان عمو بس... سامعين..
يونس :حقها.
مالك :ماشى... وماله... اتفضلى... اتعطفى واتكرمى ياست جورى هانم.
تقدمت بكبرياء تحاول مدارات جسدها الذى لولا الملامه لرقص الان من جنون فرحته.
بكل كبرياء وتأفف وقعت على عقود الزواج التى سبق ووقع هو عليها.
استدارات بقلب يرتجف فرحا وقالت:هطلع اشوف تاج.
يونس:جورى... رايحه فين... لازم تطلعوا تلبسوا الدبل قدام الناس.. ده إعلان جواز... وعشان كمان حنين وزين. وزينه وكريم يلبسوا الدبل معاكوا.
حنين :هنطلع نشوف تاج ونرجع.
خرج الجميع. والان فقط استفاقت شهد التى كانت تنظر لما يحدث بمنتهى البلاهه وكذلك ماهى اما مروه فالامبالاه فقط.
تحدثت شهد ليونس قائله:هو ايه اللي حصل... لأ ماعلش من الاول كده.
هز رأسه بيأس منها وقال :من الاول ايه بس ياحبيبتى... جورى وتاج اتكتب كتابهم.
شهد ببعض الحدة :هو ده وعدك ليا.. مش قولتلى اخر اليوم بناتك هيرحعوا سلام.
قال للجميع مقدرا انفعالها:سيبونا لوحدنا لوسمحتوا.
تركهم الجميع متفهمين الموقف مع نظرات مروه التى لازال بها بعض الكره لهم.
اغلق الباب عليهم وطبطب على كتفها وهو يقص عليها مافعله مالك وادهم.
شهد:وانت دخلت عليك.. يعنى هو معقول كان هيقتل نفسه بجد.
يونس :واحد قدام الناس حاطت المسدس على دماغه وبيهدد.. وابوه عمال يتحايل عليا قدام الناس خايف على ابنه.. اضطريت أوافق.
شهد:بس البنات.. قاطعها هو:جورى بنتك وانتى اكيد عارفة وفاهمه انها بتمثل بس... وهى موافقة وكل حاجه.. والا كانت رفضت زى تاج.. الاتنين نسخة منك وضاربه منهم زيك.
شهد:يعنى انا ضاربه منى.
يونس بحب :دى احلى حاجة فيكى ياروحى.
ابتسمت بحب له وهى تتفرس ملامحه بحب ثم اقتربت منه وطبعت قبله عميقه على خده.
نظر لها قائلاً :ابن اختك انا.. تعالى اوريكى.
ثم هجم عليها يقبلها بجنون وحب تثيره دائما تلك الصغيرة.
_______________
خرج مالك للحفل وهو يزفر بغضب... كانت ترفض.. امتنعت امام الجميع.. وافقت فقط خوفا من حديث الناس.. حسناً جورى حسنا.. فقط لتنتهى هذه الحفله.
↚
بالأعلى دلفت لغرفتها واول ما دخلت.
ظلت تقفز فرحا كطفله. تقدمت من تاج بفرحه:انا مش مصدقة... اتجوزتوا هو.. مش مصدقة.
تاج :شوف بتقول ايه ومش مراعيا الى حصل معايا.
حنين :ده انا هاين عليا اديكى 100جزمه على بوءك.. رفضتى اخويا يام شعر احمر.. ياشبر واقطع انتى.. الواد كان هيجراله حاجة.
تاج:والنبى تسكتى وحاولى ماتفكرنيش انك اخوكى عشان ده مش فى مصلحتك.
زينه :بس بقى... ايه النهارده خطوبتنا.
جورى بفرحة :وانا اتجوزت مااااالك... مش مصدقة بجد.
تاج:عملتى ايه تحت... اوعى تكونى مضيتى بسرعه زى العبيطه وفضحتينا.
لكزتها على كتفها بخفه وقالت :لسانك.. لسانك عايز قطعه... لا طبعا... عملت نفسى مغصوبه ورافضه وطبعا البركه فيكى قولت هوافق بس عشان الناس ماهو مش هيبقي انا وتاج.
. تاج بغمزه:جدعه يابت.
حنين:طب ايه.. هتفضلى مكشره كده.
تاج :حد يمشى البت دى من قدامى... يابنتى هو انتى مابتحسيش.. بقولك كاتبين كتابى.. يعنى انا دلوقتى المفروض مدام... هه مدام فى الثانوية... هروح الدروس وانا حامل.
زينه :ما قالك الجواز باطل.. طالما لا وافقتى ولا مضيتى يبقى باطل.
تاج بتصنع الفرحه ولكن للحقيقة قد تضايقت بعض الشئ فقالت:احممم.. يعنى انا كده مش مراته صح.
حنين :ياختى انتى تطولى.
تاج:هضربها.
جورى:ببسسسسس.. ايه... خلى عندكو دم.. النهاردة المفروض فرحى.. بطلوا خناق وهيصولى.. وانتى يا تاج.. جوازتك ما تتمش غير لما توافقى وتمضي خلاص... ودلوقتي انا عايزه افرح... فرحونى يالا.
حنين لتاج:يالاااا... فرفشها يا ببلاوى.
قفزت تاج مره واحده وهى تغنى:واهو جالك يابت.
أخذت جورى ترقص بفرحه مجنونه وهى تردد معها وكذلك زينه وحنين :اهو جالك يابت.. رايح بالك يابت
.. اطبخيلوا الضهر بطه واطبيخلوا العصر بطه.. كترى يا بط الشطه واهو جالك يابت... اهو جالك يابت.. ريح بالك يابت..
ظلوا يرقصون بمرح وجورى معهم بسعادة وجنون.
وبعد مده كانت تعدل من هندام فستانها وهى تستمع لوصايا صديقاتها.
حنين:اللبوز شبرين.
زينه:هو ولا فى دماغك اصلا.
تاج :ماتبصيش ناحيته خالص... انتى مغصوبه.
جورى:ماتقلقوش هديله الوش الخشب.
تقف الى جواره وهو يلبسها الدبل تيتسم ببلاهه.
هو ده اللي اتفقنا عليه.
قالتها حنين لهم وهم ينظرون لها بغيظ.
تاج :انا قولت البت دى هبله وهتفضحنا.
زينه :تبقى بعيد عنه ديك رومى برابنط... تقف قدامه.. بطه بلدى.
تاج:طب هنسيبها كده.
وجدت من يجيب خلفها.
لا طبعا إزاى.
تاج بتفاجئ:ادهم.
ادهم بلامبالاه:اه.. ايه.. مش هنلبس الدبل بقا ولا ايه.
حنين بزهول:دبل ايه.. هو منين بيودى على فين.. هو مش كان كتب كتاب... وبعدها هى ماوفقتش.. فكده بخ.
ادهم :لا ياحنون.. احنا اصلا متفقين على خطوبة وتلبيس دبل... اما الامضا والموافقه دى سبيها... هتحصل هتحصل.
تاج :يعني ايه.
قبض على كفها وسحبها خلفه حيث مكان مخصص لكل كابل وقال:هنلبس الدبل يا مدام.
. تاج:مدام مين ياخويا... انا انسه.
ادهم ببرود:مدام ادهم الفيومى... هو انا ماقولتلكيش.... مش انا كنت موصى واحد حبيبى يصور كتب الكتاب.. والواد ماشاءالله رفعها على الفيس بوك وكل الناس شافتها... ايوه. ايوه يعنى دلوقتي قدام كل الناس مراتى... ودلوقتى.. قام بإدخال خاتم خطبته فى اصبعها مكملا:دبلتى فى ايدك... الشمال ها... اشوف بقا ذكر مقرب ناحيتك... عشان اشلفت وش امه.
كانت فقط تنظر له بصدمه... مع اى الرجال وقعت هى... يبدو أنه لا مفر منه.. ولكنها تاج ابنه يونس وشهد.. لن تستلم بالتأكيد.
بجانبهم وقف كريم بطلته الخاطفه وهو يطالع تلك الجميلة الهادئه... جمالها مميز وساحر.. تلك السمراء التى هزت قلبه وخطفت لبه. البسها خاتم خطبتهم وقبل يدها بنعومه وبعدها حاولت جمع شتات نفسها أثر قبلته وقامت بوضع خاتمها فى اصبعه هو الآخر.
عند زين وحنين.
زين:البس ياوحش... مش كنا خليناها كتب كتاب احنا كمان.
حنين:لااا ياحبيبي انا ما اتكروتش.
زين:لا كروته ايه... هو الاشقر ابو عيون خضرا ده يتكروت برضه... احنا لازم نعمل فرحنا لوحدنا... ايه الزحمه دى.. اربع خطوبات ومنهم اتنين قلبوا بجواز وحوارات ولبش... بس اخوكى ادهم ده لعييب.
حنين :اه بس شكلها هتطلع عينه.
زين:احسن عشان يدوق الى اخته عملاه فيا.
حنين بنعومه :انا برضه.
زين:بس بحبك وعهد الله.
ابتسمت بحب وهو يغمز لها بوقاحه وحب.
وعلى الطرف الآخر يقف مالك وهو ينظر لها مستغربا:على أساس مغصوبه وكده.. ايه؟. وغمز لها بعينه
رسمت الامتعاض بحرفية شديدة على وجهها وقالت:ايه... مش لازم حد يحس بحاجة.
مالك :امممم... ماشى وماله... لينا اوضه تلمنا.
تمتمت فى سرها :اوضه... تلمنا... هو انا هبات معاه فى اوضه واحدة... استر يالى بتستر... ده أنا مش عارفة امسك نفسي وهو بس واقف جنبى... امال واحنا في اوضه واحدة.
فى مكان بعيد بالحفل يقف يونس مع سامر والد لينا المفاجئ بشده :بس يابيه... العين ماتعلاش عن الحاجب.
تنهد يونس قائلاً :عين ايه بس وحاجب ايه.. سيبك من الكلام ده.. انا ولا بقتنع بيه ولا يهمنى.. المهم بس هى توافق... انا عارف انهم لسه صغيرين.. وممكن يكونوا متسرعين عشان كده قولت يبقوا فى حكم المخطوبين.. ساعات لما المواضيع دى بتقلب بجد مشاعرنا الحقيقيه بتبان... والله لو حب بجد يكملوا... مش بجد ومراهقه وشغل عيال.. يبقى عرفوا وفهموا... كلمها انت بس.
فى ناحية أخرى وقف الى جوارها قائلاً بغضب:مش قصير شويه الزفت الى انتى لابساه ده.
لينا ببرود :وانت مالك.
حمزه :مالى اه... طب بصى ياحلوه... شايفه الحاج ابوكى ده.. اه.. بصى واقف مع ابويا... عشان بيخطبك منه.
لينا :لمين؟
حمزه:لا هو كبير عليكى وبيموت فى امى.. ماتظبطى كده وتقولى ظبط... هيكون لمين يعني.. ليا.
لينا بغضب:نعععععععم.
حمزه:انتى هتفرشيلى الملايه ولا ايه... فى ايه فضحتينا.
لينا :ده إزاى يعني... انا مش موافقة.
↚
حمزه بغضب :ليه... فهمينى مره ليه... وليه دايما رافضة اى كلام منى ليكى مع انك بتتعاملى مع كل الناس.
لينا باندفاع :لانى مش هفضل طول عمرى لينا بنت الساعى.
حمزه بزهول :ومين قال كده... انا عمرى قولت كده ولا عاملتك كده ولااى حد من اهلى.
لينا:لا... بس لو ارتبط بيك هفضل دايما بنت الساعى الغلبان الى حبها ابن صاحب الشركة وكلام الروايات والافلام ده.... انا يوم ما هتجوز هتجوز واحد من نفس مستوايا.. لا يعايرنى ولا اعايره.. مش اخد واحد هو واهله وكل الناس عارفين ان ابويا شغال عنده.. ولعلمك بس ده مايقلش من ابويا فى نظرى لا.. ده جزمته برقبة الكل... بس هقول ايه على قلوب الناس ال****ماحنا بقينا فى زمن زى الزفت.
حمزه:كل ده جواكى... عشان كده دايما تصدينى... انا ماليش دعوة بكل ده.. ابوكى راجل محترم لامختلس ولا مرتشى ويشرفنى انه يبقى حمايا فين المشكله.. ده غير أننا هنبقى بس فى حكم المخطوبين وفى الجامعة نبقى نعمل خطوبة ونتجوز بعد مانخلص.
لينا بنفس الشراسه:لا... قولت لأ.
حمزه:اممممم... واضح ان الذوق والهدوء مش بيجبوا نتيجة معاكى.صاح بصوت جهورى عصبى:اسمعى يابت.. من بكرا هتنقلى كل دروسك معايا.. مدرستك هتفضلى فيها عشان دى اخر سنه خلاص وكده كده مافيش حضور.. لكن الجامعة.. انتى هتقدمى فى الجامعة الى هقدم فيها انا وتاج. فاهمة؟
كانت تنظر له بخوف فهى حقاً تهابه ولو اظهرت عكس ذلك.
ابتلعت ريقها وحاولت جمع شتات نفسها وقالت بتلعثم:اا. انت انت ازاى بتكلمنى كده.. انا اكبر منك.
حمزه بنفس الحده والغضب:انا لسه ماسمعتش رد... فاهمه؟
لينا بذعر قالت كقطه وديعه:فاهمة فاهمة.
حمزه بامر لا نقاش به:اتفضلى قدامى تشوفى عند تاج حاجة اطول من كده شويه يا انسه يامحترمه.. ومن بكره شعرك يرجع للونه الاصلى.. وعلى الله.. على الله يالينا اشوفك ضارباه حاجة تانبه... هتبقى سنتك سوده... اتفضلى.
ذهبت معه وهى لا تعلم أين تذهب شخصيتها العنيده امامه.
عذرا لينا فكل ابناء يونس هكذا.
تقف جورى وهى تسأل نفس السؤال لنفسها.. اين شخصيتها القويه.. لماذا دائما تتبخر امامه.. يطعمها من قالب التورته وهى تبتسم واصدقائها ينظرون لها بغيظ.. لقد اضاعت كل خطتهم وكل وصاياهم تلك البلهاء الغارقه فى عشق مالك.
تقف شهد تقوم بارتشاف العصير من تحت النقاب. وجدت من تقف لجوارها قائله:مبروك عليكو ابنى كمان يا شهد.
التفت لها شهد بامتعاض قائله :أهلاً مروه... نورتى بيتى.
مروه بكره:ههه بقى بيتك صحيح خلاص... فضلتى تتسحبى لحد ما فوزتى.
شهد بثقة :لا ده الحب الى ربك بيزرعه فى القلوب حاجة كده مش بأيدينا وربك برضه له حكمة من كل حاجه بيعملها.. ومابيجبش الا الخير.
نظرت لها مروة لثواني وقالت تحاول مدارات كرها:على العموم كل ده مابقاش مهم.
شهد :صح... ابنك اتجوز بنتى.. وبقينا نسايب.
مروه:صدقينى... لو كان بأيدى ماكنتش سمحت ان ده يحصل... بس للأسف بنتك نسخه منك وهو نسخه من ابوه... لكن لو عليا كنت منعت ان الجوازه دى تتم.
شهد:ماتغيرتيش يا مروه ولا هتغيرى... كنت فاكره أن بعد الى حصل والوقت والسن غيروكى.. لكن واضح ان الطبع بيطلع مع طلوع الروح... هتعيشى كده وتموتى كده.
مروه:لأ ياشهد.. مهما عدى وقت ولا سن.. عمرى ماهعرف اتقبلك او اتقبل بنتك... على العموم ماتقلقيش... انا مش فاضيه لا ليكى ولا ليها... انا دلوقتي عندي البزنس بتاعى.. اتجوزت كذا مره واتطلقت عرفت انى من نوع الستات الى مش لازمها وجود راجل فى حياتها... ودلوقتي عايشه لنفسى ولشغلى وابنى... ومبسوطه اوى.
شهد :طيب كويس... مش هقولك غير ربنا يسامحك ويوفقك.. عن اذنك. و... نورتينا.
قالت الأخيرة لتعلمها انها اصبحت ضيفه هنا.
كان يونس يتابع من بعيد حديثهم الشبه حاد ولكن لم يشا الاقتراب فهو بات يعلم بغيره صغيرته الشديدة عليه.. والقاتله فى بعض الأحيان.
رآها تتجه اليه فابتسم لها بحب. تعلقت بذراعه بتملك فقال:شكلك اتخانقتى معاها.
شهد:لا خالص.
يونس :يابت.. ماعرفتكيش انا كده.
شهد :خلاص حصل خير.. مش مهم إلى حصل.. المهم انك بتاعى لوحدي.. وليا.
قالتها بإصرار وحزم وهو ينظر لها بوله وعشق ثوانى وتحدث بحزن:شوفتى.. ريهام وجوزها وولادها ماجوش برضه.. مع انى ماكد عليها كتير.
تنهدت شهد قائله:اتغيرت اوى.. تقريبا ماشوفنهاش من بعد موت باباك.
يونس:انا عارف ان الدنيا تلاهى بس مش كده.
شهد :خلاص بقا انت عملت الى عليك اكتر من مرة.. انسى وافرح.. النهاردة فرح ولادنا.
يونس بفرحه:مين كان يصدق.. مالك وجورى يتجوزوا والطريقة والسرعه دى. ومين عارف يمكن تسع شهور كده ولا حاجة وتبقى تيتا.. ههههههه هتبقي احلى وأصغر تيتا في الدنيا.
ابتسمت له بحب وهو كذلك ثم اخذوا ينظرون الى ابناءهم وفرحتهم وخصوصا مالك وجورى.
من وسط الحفل فجأه صدعت إحدى الأغانى الشهيرة وظهر مغنيها المشهور(سامو زين) :الورد الاحمر عودوا.. عودوا.. عودوا.. وجماله معدى حدوده اااه حدوده.
نظرة جورى له بعدم تصديق فقال هو بحب:احلى اغنية لاحلى وردة جورى في حياتي.
بدأت الاغنية تصدح في الأجواء والجميع يتمايل عليها بفرحه كبيره وتلك العاشقه تغرق فى عشق وسيمها اكثر واكثر.
اقترب الفنان من تاج يجذبها للرقص فهى جميله جدا.
ابعده ادهم بقوه وغضب فتلاشت ابتسامة تاج فهى من اشد معجبين ذلك الوسيم اللبناني. نظرت لادهم بامتعاض وهو ينظر لها بغيره وغضب وحماية.. لقد جن بالاخير.. كيف يقترب من جنيته وزوجته. حتى لو كان زواج غير مكتمل او باطل فهو ادهم العنيد لن يهدأ حتى يجعله مكتمل وصحيح.
_________________
انتهى الحفل الكبير والذى يوصف باكتر من رائع.
وعلى اعتاب السلم المؤدى لغرف النوم كان يونس يقف يوصى مالك على ابنة اخيه.
وبالجهه الأخرى وقفت الفتيات موبخين:هو ده اللي اتفقنا عليه... فاتحه بوقك زى الهبلة طول اليوم.
جورى:مش قادرة اصله موووووز.. جااامد وانا بحبه وبقيت مراته.. انا بقول خلاص بقا.
حنين:اتهدى... خلاص ايه.. عايزاه ياخدك ويسافر.
حنين :ولا السنين اللي سابك فيها.
تاج:ولا الفرح والجواز الى من غير إذنك.
جمعيهم بصوت واحد:لازم يتربى.
جورى:ربنا يستر.. ادعولى امسك نفسى لاحسن ده انا شويه وهروح ابوسه من بوقه.
حنين:لا خليكى جدعه امال.
زينه :انتى لحد دلوقتي تمام.
تاج :اوعى تفضحينا يابنت شهد.
جورى بامتعاض :ساعات بحس أنك مش اختى.
تاج:عادي نفس الشعور.
جورى:طب غورى من قدامي.
تاج :جاك غوره.
حنين وزينه:ده وقت خناق بالذمه.
تاج:مش هى الى بدأت.
تحدث يونس:يالا ياجورى.. اطلعى مع جوزك... الف مبروك يا ولاد.
بخجل شديد وتخبط ذهبت معه وهى تتوعد له بالكثير.
↚
وقفت على باب غرفته متردده صراعات كثيره داخلها. تحبه.. تعشقه.. تركها.. تخلى عنها لسنين.. تريده وتزوجته... لم يسأل عنها ولو مره طوال سنوات. ولكنها. تعش.... قطع ملحمة افكارها وهو يحملها بين ذراعيه بحركه كلاسيكيه بين ذراعيه وهو يدلف بها لغرفتهم.
تنظر اليه وهو يحملها كأنه لا يحمل شئ:وعليا النعمه رشدى اباظه... يالهووى... اثبت قدامه ازاى ده... قوينا على الصعب يارب.
كانت تتمتتم بكل هذا داخلها وهى تتفرس ملامح وسيما الذى كان يلتهم هو ملامحها بعينيه.
نظرت حولها للغرفه وهو مازال حاملها. إضاءة خافته تثير الروح والمشاعر شموع ذهبيه والورد الاحمر الجورى منثور على الارضيه والفراش.
اعادة نظرها له بزهول متى صنع كل ذلك.. فاجئها بالرد:كل ده معمول حسابه من زمان.. كنتى فاكره انى هسيب حد ياخد وردتى منى.
تفاجئت كليا.. كيف له ان يعلم بما يدور بخلدها.
أبتسم بثقه قائلاً :عارف دماغك بتروح فين.. وبتفكر فى ايه... انتى ليا وبتاعتى من زمان.
ثقته وحديثه قوى شعورها بالغضب منه.
حاولت نفض نفسها عنه والنزول من بين ذراعيه. ولكن قوتها لا شيء امامه.
نظر لها باصرار وهى تناظره بغضب:نزلنى.
مالك :انزلك فين ياحلوه... ده الليله ليلتنا.. وانا واعد ابويا أسلمة عيل بعد تسع شهور من دلوقتي.نظر فى ساعة يده قائلاً :واهو عدى من التسع شهور ربع ساعة... تعاليلى بقا ياحلالى ياحلو انت.
وضعها على الفراش فقالت بغضب:لو قربت منى هصرخ والم عليك البيت كله.
مالك ببساطه ووقاحه:ماتصرخى عادى.. ده انتى حتى كده هتبقى بتسيطينى.
اتسعت عينيها وقالت:اه يا سافل.
ابتسم بتلاعب قائلاً :والنبى انتى الى سافله.. فهمتى مقصد كلامى منين.. وانا الى فاكرك مؤدبه..هههههه
قهقه عالياً فزاد غضبها واستعر جنونها واخذت تصرخ عاليا بقوه.
توقف عن الضحك وهو يقول بتفاجئ:فى ايه يابنت المجنونه.
جورى بصراخ:يامستفز ياباااارد. عااااااااا.... ياعموووووو... ياماما... حمززززه.
وجد فى ثوانى دقات عاليه على الباب وكأنهم كانوا خلفه.
ركضت هى بسرعه وفتحت لهم.
وجدت الجميع وكذلك زينه وحنين لم يغادروا بعد.
يونس وهو ياخذها باحضانه:ايه يا حبيبة عمو فى ايه.
مالك باستنكار:حبيبة عمو.. ده أنا مش عارف اخدها الحضن ده.
تاج بهجوم وشراسه:اييييه.... البت بتعيط لييييه.
زينه بشراسه:عملت فى البت اييييه.
حنين :عملتلها ايه.
مالك:فى ايه... هى مصاحبه عصابه...ده انتو ولا ريا وسكينه.
حمزه:قول عملت لاختى ايه من اول يوم.
مالك :اهو حسب الله جه اهو... ده أنا اخوك.
حمزه:وهى اختى.. يعنى الناحيه الضعيفه المنكسره.
شهد:عملتلها ايه يا مالك.
يونس بغضب :ماتنطق عملت للبنت ايه.
مالك :ماعملتش حاجة.
يونس بخيبة امل :خالص.... اخس الله يخيبك... انت مش ابنى لأ.
مالك وهو ينظر لها :عجبك كده... سوءتى سمعتى.
نظر لوالده وقال :ماتقلقش ابنك وحش...قاطعه قائلاً :طب بس بس.. اسكت.
مالك بعصبيه:لا كله الا كده... هو الراجل ايه غير سمعه.
شهد بحنان :جورى حبيبتي... هو زعلك فى حاجة.
خرجت من احضان عمها قائله وهى تنظر لأختها وصديقاتها باصطناع الدموع تحاول كبت ضحكاتهم وضحكاتها:خلاص ياماما.... خلاص ياعمو... حصل خير... ماهو بقا جوزى.. ولازم استحمله... حظى كده بقا.
مالك بغيظ وهو يجز على شفتيه باسنانه:حظك كده بقا.. ماشى يابنت شهد... هستنى ايه يعني من بنت شهد.
لم يستمع احد غيرها فأخذت تراقض له خاجبيها باستفزاز بعد ان اعادها يونس لاحضانه.
قام بالفصل بينها وبين حضن والده واخرجها منه وقال:ايدك كده بس ياوالدى.
يونس وهو يخرجها من حضنه ويعطيها له:اتفضل يا خويا ورينى... وانا الى كنت فاكرك.... نظر له مالك بغضب ثم نظر لها بغيظ. أعاد نظره لوالده وقال:طب اتفضلوا انتو انزلوا عشان اشوف الموضوع ده.
نظر لعددهم مستنكرا:وايه كل ده.. كنتوا بايتين ورا الباب.. وقال لحنين وزينه:وانتو ايه.
حمين وزينه بصوت واحد :احنا بايتين هنا.
ثم اكملت معهم تاج وجورى :ياعمرى.
ضحكت شهد ومعها يونس وحمزه ومالك يناظر تلك العصابة التى وقع فيها بغيظ وقال :طب ممكن تتفضلوا بقا وتسيبولى مراتى.
تراقصت دقات قلبها وهو يقول كلمه زوجتى وأنها عائدة عليها هى.. يالله شهور جميل اغضمت عينيها له باستمتاع.
لكزتها حنين بخفوت:ماتفوقى ياسندريلا.
تاج بخفوت:هنفضحنا اقسم بالله.
زينه:لا انشفى كده.. ده لسه الحرب فى اولها.
↚
مالك بغيظ وهو يلاحظ تهامسهم:بتقولولها ايه.
تاج مصطنعة البراءه :بنوصيها عليك الله.
مالك:والله ما مقلق الا منك انتى يا ام شعر احمر.. ياشبر واقطع.
حنين:شوفتى.. مش انا بس... ده ربنا نجده اخويا.
تاج بغيظ لمالك:على اساس انك متجوزه واحدة شعرها اسود ليل ولا فرعه طويله... ماهى بشعر احمر وشبر واقطع برضه.. وانتى يالى اسمك حنين انتى.. حاولى على اد ماتقدرى ماتفكرنيش انك اخته.. ده احسنلك لو خايفه على عمرك يعنى.. ثم غادرت وهى تدب في الأرض بغضب اضحك الجميع.
حنين لها:استنى يا ابو الغضب ماتزعلش.... هههههه خد هقولك.
ذهبت خلفها هى وزينه. اما يونس وشهد وحمزه ظلوا واقفين.
مالك :اتفضلوا.. اتفضلوا معانا.
يونس :ماشيين ياخويا.. على الله بس بفايده.
غادروا جميعاً فنظر لها بغيظ وهو يغلق الباب :عجبك كده.. شردتينى قدامهم.
ثواني حتى بدأت تستوعب انهم غادروا وعادت معه بمفردهم.
ذهبت سريعاً للمرحاض للهروب منه وكى تبدل فستانها.
وقف على باب المرحاض وقام بالدق عليه قائلاً بعبث:مش هتعرفى تفتحيه... انا متوصى اوى بحكاية السوسته دى.
خرجت له والغضب الذيذ يكسو وجهها فبدت قطه شرسه وقالت :طب اوعى بقا.
مالك :رايحة فين يامجنونه.
جورى :رايحه لماما تفتحهولى.
مالك بجنون:يانهار اسود... ده انتى مصره تفضحني.. لا والمره دى هتبقى بجلاجل.
وجدها مازلت تخطو للخروج. جذبها بعنف وقال:تعالى هنا.
جورى بخوف:ايه.
مالك بنفاذ صبر:شكل الصبر مش جايب معاكى نتيجه يابنت شهد... تعالى بقا.
أدار جسدها له وقام بفتح سحاب فستانها. وضع يده على ضهرها العارى اغضمت عينيها تحاول التماسك.
ولكن
اين التماسك أمام ابن يونس.. اين التماسك امام مالك.. مالكها ومالك قلبها... خلال تلك المدة المنصرمه علمت لما لم تعشق احد او تعجب حتى باخر.. جزء منها.. قلبها متعلق به. لم تكن تعلم.. ذلك القلب الصغير ذو التسع سنوات تعلق به.. عقلها تدرب وتمرن على الانصياع له.. الان فقط تسطيع ان تفسر لما دائما جسدها ينصاع له ولاوامره.
اصبحت له قلبا وقالبا.. اصبحت زوجته وملكه.. سعادته لاتوصف وهو يرى صغيرته بين يديه الآن. اصبحت امرأة كاملة الانوثه.. كانت تخفيها بحجابها وملابسها الفضفاضه.. كم تخيلها طوال سنوات بعده وهى بين يديه ولكنه لم يكن يعلم أنها بكل هذا الجمال وجسدها بكل هذه الإثارة.. هو الان اسعد رجل على ظهر الأرض.
_______________
فى الصباح يخرج يونس وهو يحيط خصر شهده بيده بتملك وحب فقد كانت سهرة أمس طويله جدا واستيقظوا متاخرين... يبدوا ان الجميع كذلك فهاهى تاج تخرج الان مع زينه من غرفتهم وكذلك تصادف مع خروج حمزه.
يونس مبتسماً :صباح الخير يا ولاد.
الجميع :صباح الخير.
شهد:امال فين حنين.
زينه:وهى دى بتصحى بدرى.
تاج:لا قولى هى بتصحى خالص.
شهد:طب يالا ننزل نفطر ولما تصحى تبقى تفطر براحتها.
تاج :وجورى وابيه مالك.
يونس مبتسماً :لا دول عرسان هيفطروا لوحدهم.
اكملوا السير نزولا الى طاوله الإفطار. حيث كانت هنيه تضع صحون الإفطار تفاحئوا جميعاً بذلك الضخم يجلس على الطاوله كأنه بيت والده يلتهم إحدى البيضات المسلوقه.
اتسعت اعين الجميع وأولهم تاج.
تحدث هو وهو مازال يلتهم ما على الطاوله:ايه يا جماعة اتاخرتوا على الفطار كده ليه... دى مواعيد بالذمه.
يونس باستنكار:انت بتعمل ايه هنا يا ادهم.
ادهم ببساطة قاتله:بفطر ياعمى.
يونس:عمى؟!!... ومافطرتش فى بيتكوا ليه؟
ادهم ببساطة :ما ده بيتى ياعمى.
حمزه بغيظ :بيتك ازاى يعنى.
ادهم وهو يتذوق الفول:ماهو بيت مراتى يبقى بيتى... الفول ده ناقص لمون.
تاج بغيظ:مرات مين... هو احنا مش خلصنا من الموال ده.
يونس:اهدى يا تاج.
حمزه بغيظ :تهدا ايه... ده خلص الاكل... افطر انا ايه دلوقتى.
شهد وتاج بغيظ:هو ده اللي فارق معاك.. الاكل!
حمزه :اه الاكل... اى حاجة تانيه فى الدنيا ممكن تتحل.
قزف له حمزه قبله فى الهواء وهو يلك الطعام قائلاً :حبيبى يا ابو نسب والله.. سايبلك بيضتين اهو وطبق مربى.
حمزه وهو يجلس الى جواره بجوع وشغف:تسلم... بس ماتقولش ابو نسب دى تانى...هات العيش من جنبك.
يونس:بس انتو الاتنين... ادهم.. انت جاى ليه دلوقتي.
ادهم :جاى أوصل المدام بتاعتى الدرس... اصل انا جنتل فى نفسى اووى.. اسيبها يعني تركب تاكسى ولا تطلب اوبر.
حمزه وهو يلك الطعام بشراهه:الراجل ده بيقول الصح.. هات الخيار بقا.
شهد :الواد ده اكيد مش ابنى.
حمزه:18سنه وانتى بتتبرى منى... طب والله العظيم ابنك.
تاج بصراخ :انتو فى ايه ولا فى ايه... مدام مين الى بيتكلم عنها... مش قولتوا الجوازه باطله وكأن مافيش حاجة حصلت.
ادهم :نعععععععم.. أنا كاتب كتاب.. ده أنا اروح فيكوا فى داهية.
يونس:ادهم.. أظن انك مش عيل صغير وفهمت كل الكلام اللي قولناه.. هى لاوفقت ولا مضت.
ادهم ببساطة :بس انت وليها وجوزتهالى وحصل إشهار.. وكل الناس دلوقتي بقت عارفة إنها مراتى.
يونس :انهى ناس.. الناس ماشفتهاش وهى بتمضى واكيد عرفوا إنها وافقت.
ادهم بمكر:هو حضرتك بس ما اخدتش بالك يا يونس بيه ياتعلب... انا اخدتها قدام الكل ولبستها الدبله زيى زى زين وحنين اختى وزى زينه وكريم وزى جورى ومالك.. حتى كمان انا لبستها الدبله فى الشمال...صح يا تاجى.
نظر الكل إلى يدها وجدها بالفعل ترتديها في يدها اليسرى. ابتسم بخبث قائلاً :شوفتوا... يعنى دلوقتي قدام الكل هى مراتى وانا جوزها.. ماحدش شاف الرفض الى حصل مابينا جوا... اقعدوا بقا يالا نفطر كلنا زى اى عيله لطيفه كده.
شهد بزهول :يعني ايه الكلام ده يا يونس.
يونس بغضب:يعني البيه وقف حال بنتك.. الكل دلوقتي فاكرها مراته.
تاج بغضب:حتى لو.. مش مهم... بنات كتير بتطلق عادى.
ادهم:هو انا لحقت اتجوزك عشان اطلقك.
يونس:بس انا يونس العامرى.. لو عايز أطلق بنتى هطلقها...ولا طلاق ايه هى اصلا مش متجوزاك رسمى عشان نطلب طلاق.
شهد :ولا حتى شرعى.
ادهم ببساطة :لا شرعى ولا قانونى بس قدام الناس متجوزانى..صمت قليلاً وقال ببعض الهدوء والحزن:عمى... ممكن اتكلم مع حضرتك لوحدنا دقايق.
يونس :ماشى.. اتفضل.. أما نشوف اخرتها.
اغلق المكتب من الداخل عليهم فقال ادهم :حضرتك مش موافق على جوازى من تاجى ليه.
↚
يونس بغضب:يابنى اختشى واتلم.. احترم حتى انك قاعد قدام ابوها.. فى وشى كدا بتقول تاجى من غير خشا ولا حيا.
ادهم :بعض ما عندكم يا يونس بيه.. ولا تحب افكرك... انا سمعت عن قصة حبك لمامة تاج.. متأكد انك اكتر حد ممكن يتفهم موقفى.. لاكتر من سبب.. احنا ظروف حبنا شبه بعض.. فرق السن والرفض ونفس درجة الجنون في الحب... اكيد هتحط نفسك مكانى وهتبقى عايز تدينى فرصة.
تنهد يونس بقوه قائلاً :عارف وفاهم... وعارف يعني ايه راجل ناضج طول بعرض يحب.. بيبقى زى الطفل اليتيم اللي لاقى امه... بس المره دى الموضوع مختلف.. دى بنتى.. مهما عشت مأساة فى حبى مش هعوضك ولا اديك فرصة على حساب بنتى.
ادهم بلهفه:انا كل اللي طالبه بس ان اخد الاذن من حضرتك انى ابقى شبه مسؤل عنها.. اوديها.. اجيبها.. امنع حد يعاكسها او يضايقها.. والله والله ممنوع اللمس او انى اقرب منها... انا عارف كل الى داير فى بالك.. والله ما هقرب منها.. بس على الأقل اخد فرصتى انى اقنعها بيا.. مش يمكن ييجى اليوم الى تقبل بيا زوج وتوافق وتمضى.
يونس بزهول:تمضى على ايه.
ادهم :عقود الجواز.
يونس:هما فين دول.
اخرجهم ادهم من بذلته مما ازهل يونس:انت شايلهم معاك فى جيبك.
ادهم:باخدهم معايا منين ما اروح.. وكلى امل انها نوافق.
نظر له لا يعرف بما يجيب من حالته الميؤس منها.. وصل لأقصى درجات العشق.. فالعاشق فقط من يشعر بالعشاق مثله.
_______________
تجلس وهى تهز قدميها بغضب وزينه تناظر حمزه باعين متسعه فقد التهم معظم الطعام وحده.
تحدثت بزهول :تاج.. كان عندك حق.. ده بلع تلت اربع الاكل لوحده.
حمزه:قل أعوذ برب الفلق.
زينه:هحسد ايه بلا نيله.. الا ما باين عليك.
حمزه:مادى أحسن حاجة.
تذكر موعد درس لينا فقفز سريعا قائلا :عندى مشوار مهم.. سلام انا.
لم يجيب عليه أحد فغادر وهو يفكر بأمر تلك العنيده التى احبها.. يعلم أنه سيتعب معها كثيراً.
دقائق وخرج يونس من غرفة مكتبه ومعه ادهم الذى ينبض وجهه بالفرحة فقد وافق يونس على إعطاءه فرصه بعد أن اخذ منه وعد بعدم المساس او الاقتراب من ابنته. ووعد الحر دين عليه.
كان ذلك تزامنا مع هبوط حنين التى مازالت ناعسة العينين تتعثر على الدرج وهى تفرك عينيها من النعاس.
زينه:وأخيراً صحيت الاميره حنين.
حنين بكسل ونعاس:هممممم.. صباح الخير.. ده زينوو الى صحانى.
زينه:يعني لولا تليفون حاظابط ماكنتيش صحيتى.
حنين بحب ونعاس:اممممم.. حاظابط قلبى.
تاج بغيظ :عليا النعمة ماعندكوا دم.
حنين:ايه ده... ادهم.. بتعمل ايه هنا.
ادهم:هو انتى ازاى تباتى برا البيت.. ومن امتى اصلا.
حنين بذعر:دى اول مره والله...وبابا وافق عشان فرحانين كلنا وكده.
ادهم:ماشى.. بس دى آخر مرة سامعه.
حنين:حاضر.
زينه وهى تميل على تاج :والنبى حمش.
زمت تاج شفتيها وقالت:اه.. اوى.. بس برضه لأ.
ادهم :تاجى يالا عشان اوصلك.
نطرت الى والدها الذى قال:بصى يا تاج بابا... انا اديت ادهم فرصة انه يجيبك ويوديكى يمكن يحصل قبول من ناحيتك.. ولو ماحصلش خلاص هو هيبعد من نفسة... ياستى اعتبريه سواق عندك.
ادهم باعتراض :ايه سواق دى.
يونس:والله ده إلى عندنا.. ولا نفركش.
ادهم بغيظ:ومالو... اتفلضى يا تاج هانم.
تاج:اوكى.. وذهبت وهى لاول مرة لا تعلم هل هى رافضة ام موافقة.. جزء منها يريد الحاحه وتدليله... وجزء يرفض بشدة.
نظرت زينه فى هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين. اعتذرت من الجميع وذهبت للإجابة على حبيبها الاشقر كريم وهى هائمه به بشده
جلست حنين تتمسك بكوب النسكافيه وهى تغفوا على مقدمة السفره. فقد وعدت ضابط قلبها ان تستفيق وتحدثه.
إلى امامها كانت تجلس شهد التى ضربة مقدمه الطاوله بغيظ طفولى فشهقت حنين من الخضه :فى ايه يا طنط.
يونس:نامى انتى يا حبيبة عمو.
عاودت حنين وضع رأسها على يديها فوق الطاوله ونامت وشهد تتحدث بغيظ:هو ايه اللي حصل ده انا عايزه افهم.
يونس:لما تلاقى راجل طول بعرض بيتحايل عليكى تديله فرصه هتعملى ايه.. عمرنا ما هنلاقى حد يعشق بنتنا زى ادهم كده.. وانا واخد منه وعد.
تحدثت بغضب افزع تلك النائمه:بس برضه يايونس.
حنين بفزع:ايه يا جماعه فى ايه.
يونس:نامى تانى ياحنون. فعاوت النوم... فى ايه ياشهد.. اهدى.
قامت بفزع من جديد:ايه يا طنط.
شهد:مش انا.
حنين:اه ده فونى.ثم قامت بنشاط كبير وركضت للخارج تجيب.
شهد :فوقتى دلوقتي ياختى.
يونس :ها قولتى ايه.
شهد :ماشى يا يونس.. بس الموضوع ده مايطولش.. لو مافيش قبول من ناحية تاج يبقى خلاص.. دى بنت.. وليها سمعه.. كفاية فيديو كتب الكتاب.
يونس بعيظ وهو يرتشف قهوته:لعبها صح ابن الفيومى.
____________________
بغرفة مالك وجورى.
استيقظت على اشعة الشمس البسيطه. فتحت عينيها بارهاق وهى تتذكر احداث امس كلها.. تذكرت نفسها وهى بين ذراعيه.. حبه الواضح.. شغفه بها وجنونه.. كيف عاملها بمنتهى اللطافه.. كلمات الحب التي كان يصف حبه بها.. غزله لجسدها الجميل ووقاحته فى بعض الأحيان.. تحبه ولكن لابد من تأديبه على فترة عيابه عنها.
خرج من المرحاض مبتسما بحب وهو يرى وردته قد استيقظت.
مالك بحب :صباحية مباركه يامدام مالك.
ابتلعت ريقها بصعوبه تحاول مدارة تلك الفرحه الشديدة.. وفرحتها بذلك اللقب الجميل.
تحدثت وهى تحاول التظاهر بالعبوث:صباح الخير.. بس هو انت لسه فاكر فى مصر عندنا بيقولو ايه فى الصباحيه.
مالك بحب:اكيد فاكر يا روحى.
جورى بحزن:اممم..بس ده انت بقالك 11سنه برا مصر.
مالك :بس مشيت من هنا وانا كبير.
جورى :اه صح كنت كبير وفاهم وعارف. وبعدت بمزاجك.
فهم عليها وقال:جورى.. انا بحبك من واحنا لسه عيال.
جورى:ياااااه... لسه فاكر تقولى كده.
. مالك :عارف انى غلطان.. وشخصيتى فيها حاجات كتير غلط.. جوايا الشئ ونقيضه.. بس والله العظيم بحبك.
جورى:جاى دلوقتي تقولى بحبك.. كنت فين طول 11 سنه. مافكرتش كام مره تعبت وانت ماسالتش.. كام مره وقعت فى مشكله.. كم مره احتاجتك وماكنتش موجود.. كنت انت فين.... سهران مع بنات لندن.. ودلوقتى جاى تقولى بحبك.. لكن الى مزعلنى فى كل ده عارف ايه.. انا.. وقلبى.. وجسمى.. انا قدامك بضعف.. قلبى بحسه ليك.. وجسمى بينفذ كل اوامرك. ليه.. ليه ده بيحصل معايا.
مالك بفرح فما قالته اجمل من أجمل اعتراف:يعني بتحبينى.
جورى :ايه ده... ايه الغرور ده.. ده الى سمعته من كلامى.. ده الى همك بس. وانا.. مافكرتش فيا.. سبتنى لوحدي.. بتحبنى فين.. وعملت ايه للحب ده.
مالك وهو يحاول تهدئتها:حسبت حاجات كتير غلط... ماكنتش فاهم انك ساكته عشان صغيره.. فى حاجات حصلت بين امى وابويا وامك انتى كنتى صغيره مافهمتيهاش ولا شوفتيها.
جورى برفض:ولا حتى عايزه اعرف.. وكون انى بقيت مراتك فده لان قلبى وجسمى خانونى قدامك زى كل مره.. ولعلمك سفر معاك انا مش هسافر.
تركته وذهبت لغرفة الملابس وهو متسع العين.. كيف علمت بكل مخططاته.
خرجت بعد ان ارتدت ثيابها فقال :عرفتى منين.
جورى:عرفت من مكان ماعرفت مش هيفرق كتير.
مالك :رايحه فين.
جورى:هنزل الجنينة اشم هوا واشوف ماما.. صحيح مانت جوزى بقا ولازم استأذنك واعرفك.
خرجت بعد ان صفقت الباب خلفها بعنف. وضع يديه على وجهه. فما فعله طوال سنوات البعد سيتوالى عليه الآن.
↚
فى احد الأحياء الشعبية
خرجت لينا من منزلها المتواضع جدا. وجدت بعض فتيات الحى من نفس عمرها يقفون فى شرفات منزلهم بغنج ودلال ينظرون لذلك الوسيم وسيارته الفارهة.
غيره غبيه اجتاحتها فذهبت له بغضب وقالت:انت ايه اللي موقفك كده فى نص الشارع.
حمزه :مستنى الست هانم عشان تخلص لبس.. درسك بدأ من 10دقايق كنتى فين.. نظر بتقييم لما ترتديه وقال :الله الله.. عشان كده السنيورة متأخرة.. ايه اللي انتى لبساه ده بقا.. اتفضلى اطلعى شيلى الى على خلقتك ده وغيرى الزفت ده.
لينا بعناد مهزوز وضعيف:اكيد يعني مش هسمع كلامك.
حمزه بغضب:والله العظيم مانتى متحركة خطوه باللى عملاه في نفسك ده.
لينا:الدرس بدأ.
حمزه بسخرية :والله.. دلوقتي بس افتكرتى ان الدرس بدأ.. يالا.
هدر بعنف وغضب فتحركت قليلاً ثم عادت بغيره وهى ترى إحدى الفتيات تغمز له بعبث. قبضت على يده وسحبته معها بقوه وقالت :تعالى استنى فوق.
حمزه:ازاى يا مجنونه.
لينا:النهاردة اجازة وبابا فوق... ولا انت فرحان بالغمز واللمز والى تحت.
ابتسم بعبث وهو يرى بداية حبها وهى الغيره.
_____________
مرت ثلاثة أشهر وجورى تذيق مالك العذاب.. يوم تقترب ويومين تبتعد. بداخله الكثير من الحديث ولكنه لا يستطيع البوح لها. عذبته كثيراً بل ولوعته . كذلك ادهم.
ادهم ذاااق الامرين على يد تاجه.. الى الآن هو عاجز عن عد عدد الشباب الذين قام بضربهم بسببها.. ماهذا.. حيثما تواجدت يظهر لها معجب.. هل يترك عمله ويتفرغ لضرب معحبى حبيبته.
يحمل معه اوراق زواجهم وكل يوم يعرضه عليها وترفض.
اما حنين وزين فعشقهم منتهى الجنون والشغف.
كريم وزينه قرروا تقديم موعد زفافهم.. فهم متوافقين الى درجه كبيره فلما الصبر إذا.
ذهبت اليه فى مكتبه مبتسمه فاخيرا استقرت على شكل فستان زفافها.. وجدت تلك الشقراء زميلته في العمل تقترب منه مصطنعه انها تعرض عليه شئ ما فى العمل ولكنها فى الحقيقة تعرض عليه أشياء أخرى.
غض كريم بصره يعلم تلك الحركات جيدا ولكنه ليس هو ذلك الشخص ابدا.
تلاشت ابتسامة زينه وهى ترى ذلك الوضع.. خرجت سريعاً وهى تبكى بقوه. ولم تجيب على اى نداء من نداءات حبيبها.
اقتربت من الخروج من باب البنك. جذب ذراعها بغضب وقال :مش بنده عليكى.
زينه بدموع :قولت اسيبك مع الست هانم الشقرا.
كريم بغضب :ولما انتى شوفتيها بتعمل كده ماجتيش ليه طالبتى بحقك فيا ومشتيها.. تشوفى كده وتمشى تعيطى بدل ما تبعديها وتقوليلها ده خطيبى وحبيبي... فين شخصيتك وفين غيرتك.. انا لو شفت حد مقرب منك هاكله بسنانى وهدافع عن حقى فيكى.. مش همشى اعيط وبس.
زينه بدموع:خوفت.. قولت اكيد عجباك.
تنهد بهدوء...لديه علم بأن حبيبته لاتثق بنفسها بالقدر الكافى وهذا الشئ الوحيد الذي يزعجه بها ويريد تغييره.
تقدم منها ومسح دموعها قائلا :البنت دى قدامى من زمان وغيرها وزيها... بس انا حبيت واحدة تانية خالص... حبيت زينه.. عشقت ملامحها... بشرتها الخامرى.. عيونها الواسعة... رموشها الطويلة.. بساطه لبسها.. عقلها الناضج.. حنان قلبها.. جمال روحها.. شطارتها فى شغلها... انا بعشق التركيبة دى.. ولا شقرا ولا بيضا تلفت نظرى.. انا بعشق الملامح دى... وبعد كدة لما يحصل حاجة زى دى هى الى تجرى وتخاف لأنها بتعمل حاجة مش من حقها لكن انتى الى تفضلى بعين قويه لان ده حقك انتى فاهمة.
ابتسمت بحب وقالت:انا بحبك اوى يا كريم.
لمس يدها بيده وقال:وانا كمان ياروح كريم... يالا نطلع نعزمها على فرحنا.
اماءت له وهى تأخد نفس طوبل بثقه كبيرة ورأس شامخ.. فحبيبها ومن سيصبح زوجها هو من يشد من ازرها ويقويها وهذا هو قمة الحب.
_______________
يجلس على طرف الفراش بغضب كبير... منذ يوم زفافهم وليلتهم معا لم تسمح له بالاقتراب منها ابدا.. تقترب احيانا وتبتعد كثيرا ولكن علاقته بها كزوج وزجه ممنوع من ناحيتها تماماً. يعشقها.. ادمنها.. أخطأ نعم.. ولكنه تربى على يدها جيدا.. ضاق صدره كثيرا.. سيتحدث معها بكل ما يعتمر صدره ربما يستريح.
دلفت للداخل بعد انتهاء الغداء الذى لم يحضره.
لم تنظر له رغم اشتياقها. فخيانة جسدها لها تلك الليلة احزنتها كثيرا. لم يكن عليها ان تصبح زوجته بكل تلك السهولة كان يجب عليها تأديبه.. لا تعلم تلك الوردة الحمراء ان مالكها تأدب بما فيه الكفاية بعد ولوع واشتياق.
تقدم منها بثبات وقال:بقا فى بنت فى سنك ترفض العيشة في لندن.. هناك احسن من هنا 100 مره.. بلد نضيفه وناس نضيفه.. نقعد هنا ليه.
جورى :مين قالك إنها احسن من هنا.. واه رافضة اسافر.. جنة من غير ناس ماتنداس.. انا جامعتي هنا.. اهلى صحابى.. الأماكن الى بخرج فيها.. بحب الناس اللي هنا.. ولا عايزنى اسافر للناس اللي خلوك شبههم في كل حاجه.
تحدث بغضب :شبههم إزاى يعني.
جورى :بقيت بارد زيهم.. حياتك شغل في شغل.. هى دى العيشه ودى الناس اللي انت حببها.. مش كفاية سبتنى 11سنه من غير ما تسأل عني.. لأ وكمان راجع تتجوزنى وتاخدنى وتمشى.. عايز تقلعنى من جدورى وتزرعنى فى ارض بارده ولا حواليا ناس ولا صحاب.
تقدمت بثبات وعيونها داخل عيونه وهو يعود للخلف:عارف يا مالك.. انا بحبك.. بس مش مسمحاك... وعيشتك مش عجبانى.
اتسعت عينيه بزهول قائلا :بجد... بجد بتحبينى يا جورى.
لم تجيب هى واعطته ظهرها. استدار لها بلهفه ممسكا يدها وقال :بتحبينى... انتى قولتى كده.. انا متأكد... جورى... والله كنت ملخبط.. كان غصب عنى.. بس كل اخبارك كانت بتوصلنى... اى مشكلة وقعتى فيها وبابا ماعرفش بيها عشان المشاكل انا بتليفون منى كنت بحلها... انا كنت دايما معاكى وحواليكى.. بس.. بس كنت برفض اشوف اى صورة ليكى.. كنت عارف.. لأ متأكد.. لو شوفت خيالك في اى صورة هرجع على اول طيارة.. هرجع للى هربت منه.. انا عيشت ايام صعبه اوى قبل ما اقرر اسافر. يمكن كنتى صغيره مش فاهمة ولا واخده بالك.. بس. انا امى اتخلت عنى وقدامي.
اخد يقص عليها كل ماحدث وهى ذات 3سنوات لا تعى شئ وهى تستمع متسعه العين لا تستوعب ما عاشه وحده وما عاناه.
القى من على كتفيه هموم سنوات ثقال.. باح لها بكل شئ.. وكل أخطائه.. كل ماحدث في 11سنه.
كان باحضانها طفل صغير تهدهده أمة.. بعد وصلة حديثه واعترافاته.. بعد ان تعرى ذاتيا امامها من كل شئ.. يشعر وكأنه بلا هموم... بلا أخطاء.. حضن جوربته وهو فقط.. هذا هو عالمه.
قبلته على جبهته بحب وهى تضمه اليها كطفلها. نعم.. نعم قد سامحته وستبدأ معه من جديد.
تنهد براحه كبيرة داخل احضانها وقال:بحبك اوى يا جورى.
جورى:وانا كمان بحبك اوى اوى يا مالك.
اعتدل نص جلسة قائلاً :بجد.
إعادته لاحضانها تمسح على شعره الأسود قائله بحب وراحه:بجد... بس مافيش سفر.
مالك :حاضر... مافيش سفر.. هشوف اى حد بثق فيه يمسك مكانى هناك.
اعتدل مجددا وقال برغبة :وحشتينى اوى... هو انا ماوحشتكيش.
قالها بتساؤل كمن ينتظر الأذن بالاقتراب. وجاءه الرد وهى تومئ بخجل. قبل أن يأخذها معه فى محيط عشقه ومشاعره. وأخيرا سيصبح مالك وحورى معا.
________________
↚
خرجت تاج من سنتر الدروس فى يوم ممطر جدا.
وجدته يجلس بسيارته ينتظرها كعادته منذ شهور.. لا يكل ولا يمل منها.. فى كل يوم يطلب توقيعها على عقد الزواج دون اى ملل وهى دائما ما ترفض.
استقبلها مبتسما وقال :قولتلك هتمطر هاتى بالطو ماسمعتيش الكلام.
تاج :ماكنتش متوقعه خالص بصراحه.. الجو كان حلو اول اليوم.
. خلع عنه معطفه الثقيل واقترب منها بعد أن جلست لجواره وأغلقت الباب وقال:شغلتلك الدفايه.. كنت عارف ان بنوتى هتيجى سقعانه.
ابتسمت له فهو دائما ما يشغل تفكيره بها هى فقط.. طوال الشهور المنصرمه وهو معتدل حمزه ينقل لها كل حركاته.. يومه للعمل ولها فقط. استفاقت على تلامسهم وهو يضع عليها معطفه واقترابه الخطير منها.
عطرها الذيذ اذهب عقله وتلامسه البسيط دمره داخليا.. وشفتيها تغويه.. بلا اى عقل اقترب منها وقبل شفتيها قبله سطحيه أطاحت به.. تذوق شفتيها مجددا بتمهل وحب تحت قطرات المطر التى توقفت على زجاج السياره تمنع الرؤيه.
حاول السيطره على حاله فهو لايريد اخافتها. ولكن تلك القبله اثبتت له شئ مهم... تلك الصغيره أصبحت ماءه وهواءه. لن يستطيع الابتعاد ولو أراد هو ذلك.
اما هى فكانت متسعه العين.. هل سمحت له بالاقتراب.. هل اخد اول قبلاتها.. هل شعرت بسعادة من قبلته.
سكوتها أنار له عتمه طريقه.. شعر أن هناك امل.
ارتبكت كثيرا وشعرت بالحرج.. فاشعل راديو السياره لكى يشغلها ويخفف من ارتباكها.
استعت للمذيع وهو يتحدث أنهم بشهر فبراير الذى قارب على الانتهاء وهو شهر الوقوع في الحب وسؤال الحلقه هل وقعت ام لا. مع تردد سؤال المذيع كانت تسأل حالها هل وقعت بالفعل. ولكن للأسف تهربت من الاجابه.
_____________
دلفت حنين للداخل وهى تتابط ذراع زين تبتسم بحب وسعادة فاليوم زفاف زينه صديقتها.. كان الحفل فى أفخم قاعات القاهرة وزينه ملكه فى فستان زفافها.. أما ذلك الاشقر فحدث ولا حرج.
تقدمت إحدى الفتيات من زين تصافحه. وحنين تشتعل غيظا. لاحظ هو ذلك وقدمها قائلا بحب وفخر :ودى حنين.. حبيبتي وخطيبتى.
ابتسمت بحب وثقه نابعة منه هو. كم تعشق هذا الزين.
بينما مالك يحتضن وردته الحمراء بتملك شديد ووالده يناظره بسعادة فاخيرا قد ارتاح بال ابنة الذى عانا نفسيا لمدة سنوات.
بينما ادهم يجلس يحتسى الكحول بغضب ويأس. شهور مرت وهو يحاول ولا فائدة معها.. وهاهى تجلس مع بعض اقاربها وأصدقائها تمزح وتبتسم لا يعلم أنها تنظر له كل ثانية تراقبه بشدة ولا تعلم السبب ولا تسألها حتى.. هى حقاً لا تعلم.
كذلك حضرت لينا بكل طاعة مع حمزه بعد ان ارتدت الحجاب أخيراً.. يبدو أنه مسيطر موالده.. هذا الشبل من ذاك اليونس.
انتهى حفل الزفاف وعاد كل الى منزله.
إلا ادهم.. انتصف الليل وهو مازال يقود بلا هدف يحتسى الكحول الذى قد سبق وانقطع عنه من أجلها كما انقطع عن كل ما كان يفعله.
توقف بسيارته داخل فيلا العامرى وهبط منها وهو يترنح ويصرخ باسم معذبته:تااااااج....ياتااااااااج....تاااااجى...ليه بتعملى فيا كده... يا تااااااج.
خرج الجميع بفزع يرون ماذا يحدث. وجدوا ادهم بحالة مزريه وتبدوا عليه علامات السكر.
ذهب اليه مالك بلهفه صديق:مالك ياصاحبي.. ايه اللي عمل فيك كده.
ادهم بسكر ويأس :اختك.. حبيبتي.. اختك الى عملت فى ادهم الفيومى كده.. هى ليه مش بتحبنى.. انا.. انا بحبها اوى. بحبها اوى يا مالك... طب.. طب اتوسطلى عندها.. انا.. يا تاااااااج.
خرجت أخيراً وهى لا تصدق ما يحدث. وقفت مزهوله لا تستطيع الكلام.
تقدم لها وهو يترنح وقال بلسان ثقيل:بتعملى فيا كده ليه... انا بحبك اووى.. طب طب بصى.. اسالى ماما.. ماهى.. مهاميهو صاحبتك.. هتقولك اتعلم الأدب.. و. ووملمستش اى واحدة من يوم ماشوفتك.. ليه بتعذبينى.. انا عارف انى غلط كتير.. وربنا بيعاقبنى بيكى... بس توبت والله.. ربنا بيقبل التوبة.. ماتسبينيش غرقان كده.
تقدم يونس منه وقال:اهدى يابنى.. اهدى مش كده.
شهد باشفاق:خده يا مالك روحه بيته.
تقدم منه مالك وحاول إسناده بينما هو يهزى فقط باسمها.
كان سيغادر مع مالك ولكن نداء جنيته اوقفه.
تقدمت منه وقالت له :العقود معاك.
اتسعت عينيه وقال بلسان ثقيل:ها... اه.. اه معايا.
تاج :طب هاتهم.
اخرجهم سريعاً من جاكت بذلته واعطاه لها.. جذبت القلم من معطفه وقامت بالتوقيع على كل العقود تحت صدمة الجميع.
تقدمت جورى منها قائله:تاااج.. انتى بتعملى ايه.
تاج:انا موافقه يا جورى.. موافقة يا ادهم.
احتضنها بشوق وعدم تصديق. ففصل بينهم مالك وقال :ماتتلم يابنى احنا واقفين.
لم يجيب الاخر وانما كان مغيب.
أمر يونس مالك باخذه للبيت على ان يعود لهم في الصباح.
_____________
فى صباح يوم جديد
استيقظ بفزع وهو يستوعب ماحدث.. اخرج الأوراق من بذلته وجد توقيعها عليها وعلم انه لم يكن حلماً. اول ما قام به هو الذهاب للشهر العقارى وتوثيق العقود به.. فهو لا يضمن جنون جنيته.
بعدها ذهب الى يونس واتفق معه على الزواج بعد الثانوية العامة مع حنين وزين.. ان تتم تاج دراستها التى تريدها.
وافق بصعوبة على الانتظار حتى انتهاء امتحانات هذا العام وذلك من أجل جنيته أيضاً.
↚
مرت الأشهر ببطء على ذلك العاشق وهاهو الان يقف اسفل الدرج باهم قاعات القاهرة ينتظر جنيته.. وكانت فعلاً جنيه فى فستان الزفاف الذى رسم منحنياتها ببراعه وهى للان لم ترتدى الحجاب ولكنه لا يريد إجبارها على شئ.
دقائق وهبطت حنين متابطه يد والدها عز وزين يقف ينتظرها.. ينتظر حب طفولته وشبابه.
وجورى تقف ببطنها المنتفخه قليلاً الى جانب زينه بنفس الانتفاخ ينظرون الى صديقاتهم بفرحة وسعادة. ثوانى وانضم لهم ازواجهم يحتضونهم بحب.
وقف حمزه بعضب قائلاً :وانا قولت فى اجازه نص السنه يعني فى اجازه نص السنه.
لينا بغضب :انا فى هندسة.. يعنى مش لعبه ومابصدق الاجازه تيجى.. خلينا اخى السنه.
حمزه باصرار :قولتلك ادخلى معايا تجارة انجلش رفضتى وانا مارضتش أغضب عليكى فى الموضوع ده بالذات لأن دى دراستك.. لكن خطوبتنا هتكون في اجازة نص السنه.
حاولت الاعتراض فقال بحسم:انتهى.. انا رايح اعرف ابويا وابوكى.
ذهب من امامها وهى تتمتتم :أوامر اوامر... بس عسل وهو بيؤمر وينهى كده.. قمر ابن الجزمه.
____________
مرت الأشهر وهاهو حفل خطوبه حمزه وعنيدته لينا. علاقتهم هو المسيطر الوحيد فيها ولا وجود لفارق العمر.
يقف والد لينا وهو يسمح دموعه من الفرحه.. طبطب عليه يونس قائلاً :ربنا يديك الصحة وتفرح بولادها.
سامر بتمنى:يارب.
ثوانى وارتفع الصراخ.. من.. من.
ماذا جورى تلد.
حمزه :بقا انتى مستنيه تسع شهور وجايه تولدى النهاردة.
جورى بصراخ :سكت الحيوان ده يامالك.
مالك:طب.. طب تعالى يالا.. يالا على المستشفى.
جورى برفض:لا تضربه الاول.
حمزه :انتى فى ايه ولا فى ايه.
لينا بخوف:هو هيضربك بجد ولا ايه.
حمزه :يضرب مين يابت خطيبك جامد.
صرخت من جديد فركض مالك بها الى المشفى والجميع خلفه.
وبعد ساعات كان شهد فى عراك مع شهد من سيحمله اولا.
مالك :انا الى ابوه... انا الى هشيله.. اوعو كده..
يونس:هتسميه ايه يا جورى.
جورى:يونس.. نسميه يونس.
ابتسم لها بحب وقال:بس يمكن ابوه ما يوافقش.
مالك:وانا هلاقى اسم احلى من كده... خلاص اسمه يونس مالك يونس العامرى.
بعد مرور اسبوعين
فى حفل بسيط للمولود.
وقفت زينه وقد اقتربت ولادتها بجانب كريم يحتضنها بحب.
بجانب اخر. زين وحنين الحامل بشهرها الثالث.
حمزه لجوار عنيدته لينا التى نجح في ترويضها.
ادهم وهو يحيط كتف جنيته التى تخبئ له خبر حملها تريد جعله مفاجأة.
كذلك حضر رامز وكيرا مه ابنهم نور فقد دعاه زين بعد أن علم بصلاح حاله هو وكيرا السعيده جدا بتلك السفره التى بدلت حياتها للأفضل.
وبعيدا عنهم يجلس عز لجوار ماهى وهو يوصيها بعدم الاندماج الليله مع تاج فيكى كوارثهم التى زادت من بعد ان انتقلت تاج للعيش معهم وماهى حقا تجاهد على عدم الذهاب لها الآن فعلاً يكفى كوارث لا تعلم ماذا تفعل بها تاج.
كذلك ملك وطارق يجلسون بهدوء يتابعون مايحدث.
وقف يونس بجانب حبيبته وقبل يدها قائلاً :مبروك علينا يا حبيبتي.
شهد:مش مصدقة بجد.. انت مش متخيل انا اد ايه مبسوطه.. ربنا يخليهم لينا.. ويخليك ليهم وليا.
قبل يونس جبينها قائلاً :ويخليكى ليا يا شهد حياتي.