رواية ذكري انتقامية كاملة جميع الفصول بقلم هاجر نور الدين
رواية ذكري انتقامية كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة هاجر نور الدين رواية ذكري انتقامية كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية ذكري انتقامية كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية ذكري انتقامية كاملة جميع الفصول
رواية ذكري انتقامية كاملة جميع الفصول
_ بس أنا سليم يا دكتور مفيش مشكلة عندي؟
إتكلم الدكتور بعملية وقال بعد ما شاور على الملف اللي قدامهُ:
= التحاليل والكشوفات اللي قدامي بتبينلي حالة حضرتك وإن حضرتك مش بتخلف يا أستاذ عصام.
أنا كنت حاسس إن هيجرالي حاجة والدنيا بتلف بيا وقولت بعدم تصديق:
_ أكيد التحاليل غلط أو إتبدلت بحد تاني، طيب أنا هعمل التحاليل مرة تانية.
إتكلم الدكتور وقال بتنهيدة:
= يا أستاذ عصام دا التحليل التاني!
قومت وقفت وقولت بعصبية:
_ يبقى هروح لدكتور تاني إنت شكلك مش فاهم.
إتكلم وقال بهدوء:
= براحتك يا أستاذ عصام وهعديلك الإتهام اللي حضرتك قولتهُ في حقي كـ دكتور عشان حالتك حاليًا بس.
سيبتهُ ومشيت بغضب وأنا متعصب وباخد نفسي بشكل وصوت ملحوظ جدًا وركبت العربية وفعلًا كنت في طريقي لعيادة تانية.
طبعًا هتفكروني إني متضايق بس عشان مثلًا هتجوز وطلعت مش بخلف؟
للأسف المصيبة الأكبر إني متجوز ومخلف بنت والطفل التاني في الطريق، والأكيد إن كلام الدكتور العبيط دا غلط 100%.
أنا ومراتي مريم بنحب بعض جدًا وأكيد الدكتور دا مش بيفهم، روحت عملت التحاليل والكشف اللازم في العيادة التانية ومشيت.
مشيت وأنا على أعصابي لـ تاني يوم وأنا مستني التحاليل بفارغ الصبر، لما وصلت البيت دخلت وكانت مريم مُبتسمة وقالت بهدوء:
_ إتأخرت أوي يا حبيبي، أحضرلك العشا؟
فضلت باصصلها لثوانٍ وأنا بفكر وببعد كل الهواجس عن دماغي ورجعت من تفكيري لما قالت بتساؤل من تاني:
_ مالك يا عصام إنت كويس؟
بصيتلها وخدت نفسي وقولت بهدوء وأنا بقعد على الكنبة:
= أيوا كويس يا حبيبتي، ماشي حضري العشا.
دخلت تحضر العشا فعلًا ولقيت بعدها بنتي قمر اللي عندها 4 سنين جاية بتجري عليا ببراءة وفرحة أطفال وهي بتقول بسعادة:
_ بابا.
حضنتها بإبتسامة وفضلت مخليها في حضني شوية وأنا خايف وقلقان، مش مستوعب إن قمر بنتي ممكن متطلعش بنتي فعلًا!
أنا أبوها وهي بنتي ومحدش يقول غير كدا، فضلت قاعد معاها وبنتكلم على قدها لحد ما مريم حضرت العشا وبعدين قعدنا كلنا ناكل برغم سدة النفس اللي عندي.
بصيت لـ مريم وقولت بتساؤل وسط الأكل:
_ حملك كويس يا حبيبتي؟
إتكلمت بإبتسامة وقالت:
= أيوا الحمدلله، أنا بخير يا حبيبي.
إبتسمت وأنا باصص لبطنها المنفوخة شوية وإتنهدت من القلق واليوم كان خلص وروحت أنام، تاني يوم صحيت ولبست روحت الشغل.
المفروض التحاليل هتطلع بالليل وأنا مروح من الشغل، طول اليوم في الشغل معرفتش أركز خالص في الشغل بسبب الموضوع دا، كل اللي عايزهُ أخلص الشغل وأروح العيادة.
في نص اليوم قرب مِني صاحبي وقال بتساؤل:
_ في إي يا عصام مالك مش على بعضك ليه من أول اليوم؟
إتكلمت وقولت وأنا بحاول أركز في الشغل:
= أنا كويس أهو الحمدلله.
بصلي ثوانٍ بعدم تصديق وبعدين قال:
_ متأكد ولا رجعت من تاني تتعب في الذكرى؟
بصيتلهُ بإستغراب وعدم فهم وقولت:
= مش فاهم قصدك إي وذكرة إي؟
إتنهد عمر صاحبي وقال وهو بيرجع لمكانهُ ورايا بالكرسي بتاعهُ:
_ ولا حاجة يا عصام بس أتمنى تطلع كويس فعلًا.
مهتمتش بكلامهُ أوي ولا ركزت لإن دماغي كان فيها اللي مكفيها بصراحة ومشغولة بحاجات كتير أهم من اللي هو بيتكلم فيها.
وأخيرًا في نهاية اليوم كان الشغل خلص لسة عمر صاحبي بيتكلم وقال بتساؤل:
_ تيجي ناكل في المطعم اللي جنب الشغل دا بيقولوا بيعمل حبة أكـ...
سيبتهُ بيتكلم وجريت على طول على العيادة وطلعت التحاليل وكانت الكارثة والصاعقة اللي نزلت عليا.
قعدت قدام الدكتور التاني وأنا بقول بتساؤل:
_ يعني إي يا دكتور، أنا بقولك أنا مخلف!
جاوبني الدكتور بأسف وهو بيحاول يجمع الكلام عشان ميجرحنيش:
= والله يا أستاذ عصام التحاليل اللي قدامي بتقول إنك معندكش حتى ولا نسبة 1% للخلفة، يعني بيبقى في حالات مستصعبة وبتبقى النسبة بسيطة ولكن بالتحاليل اللي قدامي بتقول إن حضرتك مستحيل تخلف غير كدا معرفش والله.
فضلت ساكت ومتنح وأنا كل الهواجس إحتلت عقلي وأنا مش عارف أتصرف إزاي، نزلت من العيادة وركبت العربية وإنا بسوق العربية بسرعة رهيبة للبيت.
كنت طول الطريق بعيط بس على قمر وعلى السنين اللي عشتها على إنها بنتي وبعد 4 سنين وهي ضنايا إزاي هتقبل فكرة إنها مش بنتي ومش من صُلبي!
طلعت البيت وأنا مقرر فعلًا هعمل إي، أنا هتخلص من مريم خالص باللي في بطنها وهاخد قمر ونعيش مع بعض هي بنتي مقدرش أستغنى عنها.
طلعت وفتحت الباب وكان عمر صاحبي ومريم مراتي قاعدين في الصالة وأول ما فتحت الباب إتخضوا وهي وقفت وراه بخوف.
فضلت باصصلهم شوية بشك وقولت بتساؤل:
_ إنت بتعمل إي هنا يا عمر، ومالكم إتخضيتوا ليه؟
إتكلم وقال وهو بيحاول يخليني أهدا:
= إهدى يا عصام ومتفهمش غلط عشان أعرف أفهمك.
إتكلمت بإبتسامة سخرية وقولت:
_ بجد، أحب أفهم طيب قبل ما الضحية يبقوا إتنين!
كانت مريم خايفة جدًا وواضح عليها، بدأ عمر يتكلم وقال:
= كل الهواجس اللي عندك دي مش حقيقية يا عصام، كل اللي بتشوفوا مش حقيقي، الذكرى بتاعت مريم هي بس اللي لسة مأثرة عليك لكن كل دا مش حقيقي.
بصيتلهُ بغضب وعدم فهم وقولت:
_ هو إي اللي ذكرى ذكرى، ما مريم واقفة وراك أهي!
قرب مِني ومسكني من كتافي وهو بيهزني وقال بعصبية وإنفعال:
= يابني دي مش مريم، فوق بقى من الهواجس دي هتخسر نفسك وحياتك وكل اللي حواليك، فوق من اللي إنت فيه!
كان بيهزني جامد وأنا حاسس إني بغيب عن الوعي واحدة واحدة وأنا مش مستوعب ولا فاهم اللي بيقولهُ، يعني إي مش مريم ويعني إي ذكرى وإي اللي حصل!
كل الأفكار والتعب دا تلاشى أول ما كل اللي حواليا بقى سواد وبس.
↚
_ إنت سامعني يا عصام؟
بدأت أفتح عيني واحدة واحدة وأنا حاسس بدوخة جامدة وراسي مش مُتزنة تمامًا، شوية شوية لحد ما فوقت وكان عمر صاحبي واقف قدامي وجنبي من الناحية التانية فيروز.
إتعدلت في قعدتي نسبيًا على قد ما أقدر وقولت بتساؤل:
= إي اللي حصل؟
رد عليا عمر بتنهيدة وقال:
_ ولا حاجة يا عصام إنت بس جالك حالة إغماء.
بصيت في الأرض وأنا بفتكر كل اللي حصل وبعدين بصيت على بطن مراتي ولقيتها عادية مفيهاش حمل وبعدين سندت راسي على كفوفي بتنهيدة.
طبطب عمر صاحبي على كتفي وقال بهدوء وهو بيحاول يهون عليا:
_ إن شاء الله يا عمر هتتخطى المرحلة دي، أنا جنبك ومعاك وفيروز كمان معاك.
إتكلمت بعد ما رفعت راسي بتعب وأنا بقول وباصص لمراتي فيروز:
= أنا مش قلقان على نفسي يا عمر، أنا خايف على فيروز إنت مش عارف وأنا في الحالة بيجيلي هواجس قد إي عشان.. عشان...
قاطعتني فيروز وقالت وهي بتقعد جنبي وبتمسك إيدي وقالت:
_ وأنا قولتلك إني هفضل معاك وهنتغلب على كل دا سوا يا عصام.
إتكلمت وأنا بحاول أقنعها وقولت:
= محدش قال إننا هنسيب بعض يا حبيبتي، بس الفترة دي بس لحد ما الذكرى دي تعدي خليكِ في بيت والدك بس عشان سلامتك بعد كدا نرجع مع بعض عادي إعتبريها أجازة.
إتكلمت برفض قاطع وقالت:
_ دا إسمهُ هرب وأنانية يا عصام، وأنا مستحيل أهرب منك ولا أنا أنانية معاك، أنا فداك يا عصام إنت مش عارف أنا بحبك إزاي، وهنتخطى كل اللي إحنا فيه دا سوا مش حد لوحدهُ.
خلصت كلامها بإبتسامة وعشان أنا عارف إنها عنيدة ومش هتسمع كلامي إكتفيت بالإبتسامة وشديت على إيديها.
إتكلم عمر صاحبي وقال بإبتسامة وهزار:
_ أيوا بقى من لقى أحبابهُ نسي صحابهُ ياعم روميو.
ضحكت وقولت بهزار:
= أهي عينك دي هي اللي هتجبنا الأرض.
قعد جنبي وقال وهو بينكُشني:
= ياعم مقدرش ياعم إنت أخويا.
إتكلمت فيروز بإبتسامة وهي قايمة:
↚
_ طيب أنا هروح أحضر العشا نتعشا كلنا سوا عشان محدش فينا كل.
إتكلم عمر برفض وقال:
= لأ أنا همشي أنا عشان خطيبتي مستنياني على العشا.
إتكلمت وأنا بمسكهُ من دراعهُ وقولت بتصميم:
_ لأ طبعًا تقوم تروح فين مش هتروح في حِتة، إتعشى معانا الأول وبعدين روح مكان ما إنت عايز.
إتكلم عمر وهو بيقول برفض وصدق:
= والله إنت عارف واحد أنا مش هتكسف منك بس حقيقي خطيبتي مستنياني عشان نتعشى سوا عندهم.
إبتسمت وقومت معاه وصلتهُ للباب وقولت بإمتنان حقيقي:
_ شكرًا يا صاحبي عمري ما هكفيك حقك في اللي بتعملهُ معايا.
إتكلم عمر بإقتضاب وقال وهو نازل:
= متقولش الكلام دا تاني عشان متضايقش منك، يلا سلام خلي بالك من نفسك.
سابني بعدها ونزل وأنا قعدت على الكنبة مستني العشا، طبعًا إنتوا مش فاهمين مين مريم ومين فيروز وإي اللي بيحصل معايا مش كدا؟
الموضوع كلهُ بدأ من 4 سنين، كنت متجوز مريم حُب عمري واللي مكانش في آي مشكلة في حُبنا ولا في طول فترة الخطوبة ولا في صعوبات وحواجز.
كل حاجة تمت زي ما إحنا عايزين بالظبط من أيام الجامعة وإتجوزنا بعد ما خلصت جيش، كان فات سنة على جوازنا ومحصلش حمل.
طلبت إننا نروح نكشف ونعمل تحاليل وخلافهُ وعشان أريحها روحت معاها مع إني كنت شايف إنهُ موضوع وقت، وساعتها ظهرت أول مشكلة في حياتنا.
في التحاليل إتقال إني عندي مشكلة ومش هينفع أخلف، من بعدها دخلت في حالة صدمة وحزن طبعًا ومريم كمان ولكن مكانتش موافقة تسيبني أو تبعد عني.
في يوم جاتلي مريم وهي مُبتسمة وبتقول:
_ عصام أنا عرفت هنحل المشكلة بتاعتنا إزاي.
بصيتلها بفضول وقولت:
= خير يا حبيبتي؟
إتكلمت بسعادة وقالت:
_ بابا صاحبهُ دكتور شاطر أوي أوي كان برا مصر وجه مصر من يومين وهو مُتخصص في عمليات تلقيح البوضيات وهعرف أحمل وأخلف.
كشرت وبعدين قولت برفض:
= لأ طبعًا يا مريم الموضوع دا حرام.
إتكلمت بإصرار وقالت:
_ أنا سألت في كذا مكان وقالوا إن لو الحالة مستعصية ممكن نعمل العملية مش حرام.
إتكلمت بهدوء وأنا بفهمها وقولت:
= لأ حرام يا مريم مين قالك مش حرام، وكمان حرام عشان إنتِ معندكيش مشكلة قولتلك لو الموضوع مضايقك وإنتِ من حقك تبقي أم طبيعي مش هبقى أناني معاكِ وإنتِ...
قاطعتني بعصبية وقالت:
↚
_ متكلمش يا عصام عشان قولتلك مليون مرة مش هسيبك، عشان خاطري يا عصام أنا عايزة أبقى معاك ويبقى معانا إبننا، طيب بُص أنا حجزت مع الدكتور بعد بكرا وهنروح نكشف ونشوف وإنت شوف الدنيا لو معجبكش الوضع خلاص مش هنكمل.
فضلت ساكت وأنا باصصلها وشايف اللمعة اللي في عينيها ومرضيتش أكسر اللمعة دي وقولت بإستسلام:
= خلاص يا مريم اللي يريحك.
إبتسمت بسعادة وحضنتني وهي بتسقف، اليومين اللي بعد كدا عدوا عادي وروحت معاها المستشفى فعلًا وبدأنا إحنا الإتنين نكشف ونعمل الإجراءات المطلوبة.
كنت عارف إن الموضوع فيه إشتباه حرمانية وعايز أبعد عنهُ وكنت مقرر لما نطلع من المستشفى هقولها إني رافض عشان مش عايز نعمل حاجة تغضب ربنا.
ولكن بعد ما خرجنا وأنا شايف في عينيها سعادة رهيبة والإبتسامة واسعة وعريضة على وشها مقدرتش أبقى أناني وأرفض طلبها خصوصًا إن العيب من عندي وهي مش قابلة تسيبني.
سكتت ودا غلط أنا عارف بس إنتوا متعرفوش وقتها بيبقى إحساس الشخص عامل إزاي ربنا يبعد عنكم الإحساس دا.
كل حاجة كانت طبيعية لحد من 4 سنين بالظبط وكانت وقتها مريم حامل في الشهر السادس حصل اللي خلى اليوم دا من بعدها لإسبوع كامل يخلي في أسوء ذكرى في حياتي.
حصلت خناقة بيني وبين مريم وكانت خناقة جامدة جدًا زي آي زوجين وعشان الخناقة متوسعش أكتر قررت أسيبها بتزعق وأنزل، خدت المفتاح وقبل ما أروح لباب الشقة قالت بغضب:
_ بقولك طلقني يا عصام أنا مش عايزة أكمل مع واحد مستهتر زيك.
بصيتلها بغضب وقولت بعصبية:
= صدقيني أنا بستحملك وقت العصبية والخناق ومش باخد على كلامك بي أنا كمان عندي طاقة متكرريش الكلمة دي تاني عشان ممكن تفلت مني في وقت عصبية زيك برضوا يا مريم.
ضحكت بسخرية وقالت:
_ والله!
طيب خليها تفلت منك يا عصام.
سيبتها ومردتش عليها ولقيت المفتاح خدتهُ ولسة بفتح باب الشقة عشان أنزل سمعت صوت صريخ وحاجة هبدت جامد ورايا، خوفت.
خوفت ألف ورايا وحطيت إيدي على قلبي لإن الصريخ كان من مريم، لفيت بهدوء ولقيتها واقعة في الأرض وإتزحلقت من صابون في الأرض بالغلط عشان كانت بتنضف ووقع عليها السلم المعدن.
تحديدًا على بطنها ومن بعدها مريم بقت تنـ *زف وصوتها سكت خالص، جريت عليها وأنا دموعي بتنزل ومش عارف أتصرف إزاي لحد ما شيلتها وجريت بيها على المستشفى.
نقلتها في العربية وروحت بيها المستشفى بسرعة وإستنيت برا وأنا على أعصابي وإيدي مليانة د *م، منها هي وبنتي اللي لية مجاتش على الدنيا!
كنت في حالة صدمة وحتى العياط مش بعيط، كنت باصص ومتنح لإيدي اللي فيها د *مهم، بعد ساعات عدت عليا سنين.
خرج الدكتور وقال بنظرة إنهاك وأسف خمنت اللي هيقولوا بعدها:
_ إحنا حاولنا والله بس الواضح إن الحادثة دي كانت قوية أوي ولا هي ولا الجنين إستحملوها.
صرخت وقولت بعدم تصديق:
= يعني إي يا دكتور؟
يعني إنت قصدك الإتنين..؟
إتكلم الدكتور بأسف وقال:
_ أنا أسف، كنا بنحاول على قد ما نقدر ننقذ الأم بس ولكن كانت ضعيفة جدًا وللأسف، البقاء لله شد حيلك.
قعدت في الأرض وكان صاحبي عمر جِه في الوقت دا وحاول يواسيني وأنا كنت في عالم تاني خالص.
بعد الدفن والعزا دخلت البيت وكان ضلمة وكئيب، مفيهوش روح ولا طايقهُ نهائي، لسة هقعد على الكنبة وسط الضلمة سمعت صوت طفل بيعيط جاي من الأوضة وصوت مريم مراتي وهي بتغنيلهُ عشان يسكت.
دخلت بهدوء وإستغراب لحد ما وصلت قدام باب الأوضة المفتوح وكانت مريم مراتي قاعدة على السرير وهي مُبتسمة وشايلة بنتنا وهي بتغنيلها، بصتلي وإبتسمت بعدها.
↚
_ مريم إنتِ إزاي لسة عايشة؟
أنا متأكد إني دفنتها بإيدي، فضلت بصالي ومُبتسمة ونيمت الطفل اللي في إيديها على السرير وقربت مِني واحدة واحدة ولكني مكنتش خايف منها.
بالعكس أنا بحبها ونفسي اللي حصل يبقى ولا كإنهُ حصل، شاورت على شفايفها علامة السكوت وقالت بإبتسامة بسيطة:
= وطي صوتك قمر هتصحى.
بصيت وراها على الطفل وبعدين بصيتلها بإستفهام وقولت:
_ قمر مين؟
بصتلي بجنب عينيها بهزار وقالت وهي بتخرج وبتخرجني من الأوضة:
= بطل بقى يا عصام الشغل دا والهزار، قمر بنتنا هتكون مين يعني، يلا بينا عشان نتعشى.
روحت معاها وقعدنا وكانت محضرة سفرة مليانة أكل وعشا من اللي بحبهُ، مكنتش مستوعب ولا مصدق اللي حصل، أول ما قعدنا على السفرة هي بدأت تاكل بهدوء وأنا قولت بإستفهام:
_ مش فاهم إزاي دا بيحصل، إنتِ مش إتوفيتي في المستشفى يا مريم؟
وقفت أكل وبصتلي بإستغراب لثوانٍ وبعدين ضحكت وقالت:
= إي اللي إنت بتقولهُ دا يا عصام، إنت سُخن ولا إي، ما بنتنا عندها إسبوعين وزي الفل أهي ربنا يخليهالنا ويخليك لينا.
سكتت وفضلت مبلم وأنا مش فاهم إي اللي بيحصل، فضلت تاكل شوية ولما شافتني في وضعية الصدمة اللي أنا فيها قالت:
= ما تاكل يا حبيبي مالك إنت من ساعة ما رجعت من برا ومش على بعضك في إي؟
بصيتلها بإنتباه وبصيت على الشقة وكل حاجة حواليا ولقيت كل حاجة طبيعية، إبتسمت وإفتكرت إن كل اللي عدا دا كابوس أو آيًا كان أنا مش مهتم.
المهم إني مع مراتي حبيبتي ومعانا بنتنا قمر وكلنا بخير، بدأت آكل وعيشت بعد كدا حياتي بشكل طبيعي جدًا وفي سعادة مع مراتي وبنتي قمر اللي بتكبر كل يوم قدام عيني.
بعد إسبوع من الوضع دا صحيت من النوم وأنا حاسس بتعب رهيب جدًا، طلعت الشقة برا ملقيتش حد وكنت خلاص هغيب عن الوعيّ.
مسكت موبايلي وإتصلت بعمر وأول كلمة قولتهالهُ:
_ عمر إلحقني.
وقعت بعدها على الأرض وبدأت أغيب عن الوعيّ واحدة واحدة وأنا سامع صوت عمر بيقول بخضة وخوف:
= عصام، مالك يا عصام، ألو، ألو يابني، أنا جايلك.
بعد وقت معرفش قد إي بالظبط فوقت لقيت نفسي في المستشفى ومتعلقلي محاليل كتير وعمر قاعد جنبي دافن وشهُ بين إيديه.
إتكلمت بتساؤل وإستغراب وقولت:
_ عمر، فين مريم؟
رفع عمر راسهُ بصدمة ودهشة وبصلي وهو بيتطمن عليا وقال:
= عصام حبيبي إنت كويس، مريم إي بس اللي بتقولهُ دا الله يرحمها، إنت مبتاكلش ليه بقالك إسبوع وحصل بسبب الموضوع دا ضعف كبير عندك سبب للإغماء دا، فيك إي يا عصام؟
↚
كنت مش سامع كل كلامهُ من أول "الله يرحمها"، إتكلمت بعصبية مش مناسبة للموقف والوضع اللي أنا فيه وقولت:
_ الله يرحمها إي يا عمر بعد الشر عليها إنت إتجننت، أنا صحيت الصبح ملقيتهاش ولا هي ولا قمر بنتي.
بصلي عمر بصدمة وإستغراب وفضل ساكت شوية وبعدين قال:
= إي الكلام اللي بتقولهُ دا يا عصام، إنت كدا وضعك ميطمنش خالص!
إتكلمت بتعب وقلة تحمل وقولت بإنفعال:
_ يا عمر بقولك لسة متعشي أنا وهي إمبارح حتى روح الشقة هتلاقيها رجعت مع بنتي، بطل الهبل اللي بتقولهُ دا.
قام عمر من الصدمة اللي سمعها مِني وراح طلب دكتور نفسي من المستشفى اللي كنا فيها لإن كان فيها القسم دا.
وبعدها راح للشقة بتاعتي ودخلها ملقاش فيها حد ولما فتح التلاجة لقاها فاضية وأكل محطوط على الرخامة عفنّ من كتر الركنة واللي واضح إنهُ بقالهُ كذا يوم.
الشقة متربة وكئيبة جدًا، هنا إكتشف إن في حاجة غلط بتحصل معايا ولما رجعلي ولقاني رافض القاعدة مع الدكتور النفسي قال بتنهيدة وإصرار:
_ عصام إنت مش عيل صغير عشان نتحايل عليك، أنا لية جاي من شقتك المهجورة واللي الأكل فيها بايظ من كتر الركنة، مفيش وجود لمريم مراتك الله يرحمها ولا لبنتك اللي لسة مجاتش على الدنيا، لازم تفوق وتعالى معايا الشقة بنفسك بعد المحاليل دي.
الحقيقة مستنيتش لحد ما المحاليل خلصت وروحت معاه الشقة عشان أثبتلهُ وأثبت لنفسي إن مريم وبنتي قمر لسة موجودين.
ولكن كانت الصدمة ليا أنا لما دخلنا الشقة وكانت بنفس الوصف اللي قالهُ عمر، يعني إي؟
يعني أنا كنت عايش في وهم طول الفترة اللي فاتت؟
بعدها عمر فضل جنبي ومعايا ومصمم على مرواحي للدكتور النفسي، لحد ما فعلًا بدأت أتابع معاه وإتشخصت حالتي بعدها على إن اللي بشوفهُ بسبب إحساسي بالذنب وإني مش متقبل فكرة إنهم راحوا مِني بعد كل دا وبكل سهولة.
فضلت أتعالج عند الدكتور النفسي واللي بعدها حالتي إتحسنت ووقفت علاج لحد ما جات ذكرى وفاتها وظهرتلي مرة تانية في الأوضة مع قمر بنتي ولكن وقمر عندها سنة!
إتكلمت معايا بشكل طبيعي وقالت:
_ حبيبي وحشتني، إتأخرت النهاردا أوي في الشغل، دقايق وهحضرلك الأكل.
فضلت متنح وفي عالم تاني ولكن للأسف مقدرتش أقاوم الهواجس دي للمرة التانية ودخلت في إسبوع تاني من التهيؤات دي ولما خلص كل حاجة إختفت واللي ساعدني بعدها عمر من تاني وروحت للدكتور مرة تانية.
كان حلهم المرة دي إني أتجوز عشان محسش بالوحدة ويفضل ذكراها وطيفها معاكسني طول حياتي.
في البداية كنت رافض الفكرة لإني لسة بحب مريم حتى بعد ما عرضوا عليا أتجوز فيروز بنت الجيران اللي كانت بتحبني من زمان وهتوافق بيا.
وفضلت رافضها لحد الذكرى التالتة لمريم وقمر بنتي كان عندها 3 سنين وقتها لدرجة نطقت كلمة "بابا"!
دموعي نزلت وطبيعي إني مش هقدر أقاوم للمرة التالتة لإن دا اللي كنت بحلم بيه من زمان وسط مريم حبيبتي ودي الحياة اللي كنت بتمناها قبل ما الزمان يسرقها مننا.
ولكن بعد إسبوع كل حاجة إختفت، مش عارف ليه بعد إسبوع بالتحديد ولكن حالتي النفسية سائت أوي بعدها ورجعني عمر بالعافية للدكتور بعد رفض شديد مِني.
وبعد 5 شهور قررت إني فعلًا هتجوز فيروز، أنا مكدبتش عليها في مشاعري وعرفتها حالتي وكل حاجة، وهي كانت بتحبني وكانت بترفض كل الناس عشاني وبعدها فعلًا إتجوزنا.
ودي الذكرى الرابعة لوفاة مريم وبنتي اللي مجاتش على الدنيا، أنا لسة محبتش فيروز بالشكل اللي هي بتحبني بيه ولكن حبيتها يمكن بالقدر اللي يخليني بتطمن بوجودها وحابب وجودها.
هي عمرها ما فكرت تبعد عني وصابرة ومستنية لحد ما أحبها بالشكل اللي بتحبني بيه، ولكن باللي أنا شايفهُ منها أنا متأكد إني هحبها جدًا من حبها ليا.
ودلوقتي، بعد ما الهواجس دي رجعتلي تاني، روحت للدكتور ولكن المرة دي ومعايا فيروز، قعدنا والدكتور بدأ يتكلم وقال:
↚
_ أنا بنصحك المرة دي بما إن الوضع مختلف بوجود أستاذة فيروز إنكم تخرجوا وتغيروا جو وتتفسحوا وكمان في أيام الذكرى والإسبوع دا خصوصًا تروح تزور مريم وتقرألها الفاتحة، إحساس الذنب اللي جواك دا والهواجس هتختفي لما تقتنع إن مش إنت اللي كنت السبب يا عصام، دا قضاء وقدر وخلاف عادي بين آي زوجين حصل فيه حادثة غير مقصودة وحتى بدون تدخل منك.
إتكلمت بتردد وقولت:
= بس يا دكتور فعلًا لو كنت نزلت من الأول مكانش هيحـ...
قاطعني الدكتور وقال:
_ للمرة المليون يا عصام هتقولي نفس الجملة وهنفيهالك إنهُ لأ كان هيحصل يا عصام بالشكل دا أو غيرهُ القضاء والقدر محدش يقدر يمنعهم، ودا عمرها واللي مكتوبلها ومفيش آي قوة هتقدر تتخطاه أو تلغيه، لازم تقتنع إن اللي حصل إنت مالكش دعوة بيه.
بدأ بعدها يدينا نصايح أكتر عني أنا وفيروز وإن هي هتبقى حلقة مهمة أوي في تحسُن نفسيتي وإنهاء المُعاناة اللي أنا حاسس بيها.
فعلًا بدأنا نمشي ورا كلامهُ وأول حاجة عملتها روحت زورت قبر مريم وكانت فيروز مستنياني برا عشان آخد راحتي، دموعي نزلت وقولت:
_ أنا أسف يا مريم، أسف على خسارتك حتى لو ماليش يد فيها، إنتِ عارفة أنا بحبك قد إي وعمري في حياتي ما هحب حد قدك، أيوا إتجوزت فيروز وأيوا بحبها مش هكدب عليكِ ولكن هتفضلي إنتِ مالكة قلبي وعقلي والأولى في كل حاجة، هفضل مستنيكِ في الجنة ومتزعليش مِني لو إتجوزت بعدك أنا عمري ما هنساكِ ولا هنسى حبك يا حبيبتي.
وكلام كتير جدًا من نفس النوعية دي لدرجة إن عدا عليا ساعة وأنا بتكلم معاها وبطلع كل اللي في قلبي، يمكن الخطوة دي كانت أهم خطوة لإني إرتاحت جدًا بعدها.
رجعت لفيروز وإبتسمت وخرجنا أنا وهي فعلًا وغيرنا جو، كان عدا من أيام الذكرى 5 أيام وبعدها متكررش آي هواجس تاني بعدهم الحمدلله.
حياتي مع فيروز كانت هادية وجميلة أوي وكل ما الأيام بيننا بتعدي كل ما حبي ليها بيزيد وعمري ما ندمت على جوازي منها، قد إي هي ساعدتني وإنتشلتني من كل الهواجس والظلام اللي كنت فيه.
الذكرى الخامسة لوفاة مريم خلاص بتقرب، فاضل يومين ونبقى فيها، كنت نايم على السرير ومفتح عيني بقلق وتوتر، خايف اللي بيحصل كل مرة يحصل والمرة دي أأذي فيروز بجد.
ولكن حسيت بفيروز بتقعد جنبي وطبطبت عليا وقالت بإبتسامة:
_ متفكرش كتير، إن شاء الله مش هيحصل حاجة وهتعدي عادي وهنروح اليوم دا المقابر نزورها.
إبتسمتها بهدوء وإمتنان لإنها بتفهمني من غير ما أتكلم حتى.
"يوم الذكرى"، صحيت من النوم وكنت شخص طبيعي، فاكر أنا مين وفاكر إحنا أيام إي وفاكر مراتي فيروز وفاكر إن النهاردا يوم ذكرى وفاة مريم مراتي.
إتنهدت وزفرت بهدوء وقومت حضرت نفسي وفطرنا أنا وفيروز وروحنا نزورها، قرأنا الفاتحة وسابتني بعدها فيروز شوية وخرجت برا.
إبتيمت لقبر مريم وقولت بهدوء وإشتياق:
_ وحشتيني، الحلم اللي حلمتهُ بيكِ إمبارح جميل وكان وشك منور وإنتِ بتضحكي وبتقوليلي إنك مسمحاني ومش زعلانة مِني، وكنتِ بتقوليلي كمان إنك مستنياني إنتِ وبنتي في مكان أحسن، يارب أبقى معاكم في الجنة يا حبيبتي.
أقدر أقول دلوقتي الحمدلله، تعافيت.
مبقاش يجيلي الشعور والهواجس من تاني، مبقتش أحس بالذنب وإقتنعت إني ماليش دخل في أذيتهم، حياتي بقت صافية وهادية من تاني، مستحيل أنسى مريم وكل إسبوع بروحلها هي برضوا حبيبتي.
وفيروز مستحيل أنسى اللي بتعملهُ عشاني وعشان تحافظ على علاقتنا وأهم حاجة عندها رضايا وحُبي، وأنا والله من اللحظة دي بتمنى رضاها وحبها.