رواية عريس مراتي شريف ورقية كاملة جميع الفصول بقلم شيماء سعيد

رواية عريس مراتي شريف ورقية كاملة جميع الفصول بقلم شيماء سعيد

رواية عريس مراتي شريف ورقية كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة شيماء سعيد رواية عريس مراتي شريف ورقية كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية عريس مراتي شريف ورقية كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية عريس مراتي شريف ورقية كاملة جميع الفصول

رواية عريس مراتي شريف ورقية كاملة جميع الفصول بقلم شيماء سعيد

رواية عريس مراتي شريف ورقية كاملة جميع الفصول

وقف قدام مرايته وهو مش مصدق نفسه إن أخيرا ربنا هيجمعه بالإنسانة اللى طول فترة الخطوبة بيحلم إنه ربنا يجمعه بيها .

وساعده أعز صحابه فى ربط الكرافت للبدلة وهمس فى ودنه شريف وقال ..عايزك تبيض وشنا الليلة يا صاحبى .

فضحك كريم وقال ...ده انا هولعها يا شريف .

ضحك شريف ...يا شقى ، عقبالى يارب لما ألاقى بنت الحلال انا كمان .

كريم ..مقولتلك تعمل زييى ، وتخلى والدتك فى مصر تخطبلك وتفضل تكلم وتحب معاها فى الفيديوهات وتصبر نفسك لغاية متوصلك بيضة وانت تقشرها يا صاحبى .

ضحك شريف ...لا مش بحب شغل النت ، انا عايز أشوفها فيس تو فيس الأول عشان أكون مطمن للإنسانة اللى هرتبط بيها طول عمرى .



كريم ...ربنا يسعدك يا شريف انت تستاهل كل خير .

شريف ...وانت كمان يا صاحبى ، وخلاص كده جهزنا والعروسة قربت توصل ، يدوبك المشوار للمطار .

وتبدء اللحظة السعيدة بقا ، بس قولى هى جاية بفستان الفرح صح .

كريم ..اه طبعا ، امال انا راسم نفسى ليه بالبدلة .

شريف ...حلو اوى ، كده هكلم بقيت الشباب ، عشان نعملك زفة فى مطار الإمارات محصلتش .

ويمكن تطلع تريند كمان .

كريم ...تسلم وياريت والله ، خلينا نشتهر وتكون وش العروسة حلو عليه .

فى حين كانت رقية فى الطيارة قعدة قلقانة ومتوترة وبتكلم نفسها .

يا ترى هيعمل ايه لما يشوفنى ، يا ترى هعجبه ؟

بس خايفة أوى عشان الفيديو اللى كنت بكلمه عليه كان بفلتر وشكلى فيه أحلى كتير من الحقيقة .

ده غير إن جسمى من تحت مليان وهو مش شاف غير من فوق بس .

يا ترى هيقبلنى على كده !

يارب حلينى فى عينيه يارب .

ويشوفنى حلوة وأعيش معاه فى سعادة وهنا وأودع بقا الحياة الكئيبة اللى كنت عايشة فيها مع مرات أبويا وعيالها .



اللى كانت مشغلانى عندها خدامة ، ومصدقوا أتجوز عشان يخلصوا منى وهما اللى قالوا أتصور فيديو بفلتر عشان أعجبه ومبينش كل جسمى قدامه .

يارب عدى اليوم ده على خير وأفرح زى كل البنات فى اليوم ده .

يارب يطلع هادى وحنين زى الست والدته اللى شافتنى فى الفرح وخطبتنى ليه .

ست كويسة أوى صراحة ، بس برده انا كنت لابسة ساعتها فستان واسع من تحت مش مبين إنى مليانة .

وبعدين هتفضلى قلقانة كده ، سبيها على الله يا رقية .

ولى كتبه ربنا هشوفه .

وبدئت الطيارة تنزل فى مطار دبى ومع كل حركة كان قلب رقية بيتحرك معاها ، لغاية ما حطت إيديها على قلبها فى محاولة منها عشان يهدى شوية .

وفعلا بدئت رقية تستعد للنزول والكل كان بيدعلها ويبرلكها لأنها عروسة بفستان الفرح .

ونزلت رقية وخلصت ورقها واتجهت المكان اللى هتقابل فيه كريم ومع كل لحظة كان قلبها بيدق جامد بخوف وجتلها رعشة فى جسمها لما شافته بيقرب منها ومن وراه أصحابه عمالين يصفروا ويسقفوا ويغنوا وفرحانين .

وللحظة قلب رقية فرح وهى شايفاه من بعيد فرحان ومبتسم .

بس كل خطوة كان بيقرب منها كانت بتحس إن ابتسامته بتختفى وحدة وحدة .

وده خلاها توقف فى مكانها متتحركش ، وحست بخنقة وكأن حاجة وقفة على صدرها وبدء جسمه يرتعش كل ما يقرب منها .

وفجأة وقف قدامها وبصوت جهورى عالى سمعه كل اللى حواليهم...انتِ مين ؟ 

يستحيل تكونى خطيبتى ، رقية مش كده خالص ولا ده لونها ولا ده جسمها .

فين رقية ؟

رديت عليه وانا دموعى بتنزل ...انا رقية يا كريم ، صدقنى انا رقية ، انت إزاى قلبك مش حاسس بيه للدرجاتى واحنا اللى ياما سهرنا للفجر بنكلم وتقولى إمتى يجى اليوم اللى يجمعنى بيكى .

ومتصوريش انا أرتبطت بيكى قد ايه ، لدرجة انى بحس بيكى حتى من غير ما أشوفك .

اتعصب كريم وقال بإنفعال ...لا مش ممكن ، يأما كنتوا بتخدعونى ، واللى كانت بتكلمنى وحدة تانية على اساس أنتِ مش كده .

عشان ألبس فى الاخر صح !

بس لا يا ماما مش كريم اللى يضحك عليه بالشكل ده .

وللاسف مش هقدر أكمل الجوازة دى .
رديت ودموعى بتنزل بقهر ...يعنى ايه يا كريم ، ده انا جيالك سفر ومليش حد هنا بعدك غير ربنا ، ويستحيل أرجع للعيشة اللى كنت فيها تانى ، ده حتى معييش فلوس أرجع .



ارجوك يا كريم ، انا مش وحشة واكيد لما تعاشرنى هتحبنى ، فأدى لنفسك فرصة معايا وانا راضية بقرارك بعد كده .

بس بلاش دلوقتى أرجوك ، انا مش هستحمل قهرة القلب دى ، والفضيحة بين الناس .

وبعدين حولت ألمس أيده ، عشان يحس بيه ويرجع عن اللى فى دماغه ، بس لقيته أتنفض وبعد إيده عنى .

لغاية ما حسيت خلاص فى اللحظة دى إنى إنتهيت وهموت خلاص .

ولقيته بيقول الكلمة اللى عمرى ما كنت أتوقعها فى بداية حياتى اللى ياما حلمت انها هتكون سعيدة وان ربنا هيعوضنى بعد سنين القهر والظلم دى .

لقيته بيقولى ..للأسف يا رقية ، انا مش هقدر أكمل ولا أجيبك بيتى ، ياريت تسامحينى لانى أتخدعت فيكى للأسف .

وبعدين بصلى بكل قسوة وكمل ...رقية أنتِ طالق .



قال الكلمة وانا محستش بنفسى غير وانا بصرخ وبعدين وقعت فى الأرض مغمى عليا .

فى الوقت ده كنت سامعة كلام كتير حواليا وأصوات عالية بس مش قادرة أفتح عينى أو بمعنى أصح بتهرب من الواقع اللى بقيت فيه وبتمنى بجد انى مقومش تانى وانى أموت أحسن .



لغاية ما جه فى ودنى صوت مميز أوى بيقول ( انت ايه اللى هببته ده يا كريم ، إزاى تعمل كده مع إنسانة زى دى ، سابت بلدها وأهلها عشان تجيلك وتلاقى معاك الحب والأمان ، تقوم تطلقها كده بكل سهولة ).



كريم ...يعنى عايزها تكتب عليه جوازة والسلام ، لا يا سيدى من اولها كده فركش أحسن وترجع بلدها وانا أشوف حالى .

شريف بغضب .....بس على الأقل كنت أديت لنفسك فرصة معاها يمكن تحبها مع الوقت ، أو على الأقل مكنتش أحرجتها بين الناس وكنت استقبلتها شوية فى بيتك وكلمتها بينك وبين نفسك وبعدين تشوف مسألة رجوعها لمصر لتانى .

لكن كده للأسف انت كسرت قلبها والبنت فعلا ممكن تموت فيها من القهرة دى .

كريم بلا مبالاة  ...بس بس يا عم شريف ، وسيبك من موضوع المشاعر ده ، انت ناسى أننا فى غربة والغربة هى اللى علمتنا إننا لازم ندوس على قلبنا عشان نعرف نعيش .

شريف بحزن  ...ندوس على قلبنا اه ،لكن مش على قلوب الناس .

كريم ..خلاص بقا يا شريف ، انا قفلت وكده الليلة باظت ، محتاج أروح بقا واشوف هعمل ايه وهقطع طبعا اجازتى واروح الشغل تانى من بكرة عشان أستفيد بفلوس اكتر .

شريف ...طيب والانسانة المرمية فى الارض دى هنعمل فيها ايه ، هنسبها كده ؟

كريم ..اه سبها ، واهو حواليها ناس كتير ولما تفوق تتصل بأهلها يتصرفوا يرجعوا بأى شكل .

انا مليش فيه ، يلا بينا .



بصله شريف بإستنكار وقال ...خلاص أتفضل انت روح ، لكن أنا مش هروح غير لما أطمن على الإنسانة دى .

كريم بحنق ...اووف بقا ، هى كانت تقربلك وانا معرفش ولا ايه .

شريف ..اه تقربلى فى الإنسانية اللى انت طلعت متعرفش عنها حاجة. 

كريم بإنفعال ...شريف ألتزم حدودك ، لان كده كتير اوى وانا ساكت عشان بس الصحوبية اللى بينا .

شريف ..لا أتكلم عادى يا محترم وانت اصلا بتصرفاتك دى ، عار عليه أن يكون ليه صديق زيك .

كريم ..كده يا شريف ، ماشى، تمام .

من اول دلوقتى انت فى حالك وانا فى حالى ، سلام .



وفعلا خد بعضه ومشى ، ومشى معاه معظم أصحابه الا واحد بس فضل مع شريف واسمه مدحت وقال ..عجبتنى والله يا شيفو بس هنعمل ايه مع البنت دى ، دى صعبانة عليه اوى .



شريف ...يلا بس بينا نخدها اى مستشفى نطمن عليها ونشترى ليها فستان لان شكلها بفستان الفرح صعب أوى فى الظروف اللى حصلت دى .

وبالفعل حاول شريف فى البداية يفوقها ولما فاقت بص لعينيها اللى كانت مليانة دموع وقال ...بصى يا آنسة رقية انا طبعا مش عارف أقولك ايه ، بس كل اللى اعرفه ، أنه كل شىء نصيب فمتزعليش واكيد ربنا شيلك الأفضل .
ودلوقتى ممكن تيجى معانا للمستشفى نطمن على صحتك الأول وبعدين متقلقيش من حاجة انا هتصرف وهحجز ليكى على أول طيارة نزلة مصر ومتشليش هم اى فلوس .



فصرخت رقية صرخة فزعتنى ...أرجع مصر لمين ؟

لمرات ابويا وعيالها تانى عشان يذلونى بزيادة لما يعرفوا اللى حصل .

لاااا مش عايزة أرجع أرجوك .

ولقيتها مسكت ايدى وحبت عليها وعايزها تبوسها وهى بتترجانى وبتقول ...أرجوك شوفلى اى شغلانة هنا  إنشالله أمسح سلالم حتى  بس مرجعش تانى أرجوك .



معرفش ليه ساعتها قلبى وجعنى عليها أوى ساعتها وحسيت زى ما يكون فعلا بقيت مسئول عنها ويستحيل أسبها ولازم أساعدها على قد ما أقدر .

فبصيت ليها بنظرة إطمئنان وقولت ...هحاول حاضر  أوفرلك شغل هنا بس عايز أعرفك أنه مش بالساهل لان مش معاكى تصريح لسه إقامة ولا عمل .

رقية ...وانا هصبر لغاية ما تلاقى .



مدحت ...بس لغاية ما تلاقى يا شريف ، هتروح فين يا صاحبى ؟

 دى واحدة ست مش راجل هيقعد معانا فى السكن .

فضرب شريف على رأسه وبعدين نطق بعد تفكير وقال كلمة صدمت مدحت ورقية ذات نفسها ...هو مفيش غير حل مؤقت دلوقتى يا رقية لغاية ما نشوف هنعمل ايه لغاية ما أقدر أشوفلك سكن وشغل .

وهو انى أكتب عليكى يا بنت الناس وبكده تكونى مراتى وتقعدى معايا فى الاوضة بتاعتى السكن يعنى لغاية ما نشوف الحال .

بصتله رقية بصدمة وبرده مدحت اللى فاجئه بكلامه ...تجوزها يا شريف !

شريف ...انتوا شايفين حل غيره قدامنا ؟

بصت رقية للأرض بحرج وقالت ...بس يعنى ..ومقدرتش تكمل .

فكمل شريف ...صدقينى هكون زى أخوكى الكبير يا رقية ، فمتخافيش ومتقلقيش خالص منى .

وده وضع مؤقت لغاية ما ندبر أمورنا ونشوف هتعملى ايه ؟

ها قولتى ايه ؟

بصت رقية تانى للأرض بحرج وخدودها بقت شبه الطمطماية وقالت بهمس ...موافقة .

فابتسم شريف وقال ..على بركة الله .

يلا بينا على المستشفى نطمن عليكى وبعدين على المأذون .

وانت يا مدحت أخرج هتلها فستان زى ما أتفقنا .

فرفعت رقية وشها بحرج وقالت ..ملوش لزوم مستشفى انا بقيت كويسة وكمان معايا فى شنطتى عباية .

هاخدها وأروح حمام المطار أغير .

بس يعنى والله خايفة اكون بحلم إنك بتعمل كده عشانى وأخرج من الحمام مش ألاقيك .

مش عارفه ساعتها هعمل ايه ؟

بصلها  شريف بإطمئنان وابتسم ....متقلقيش يا رقية ،هتلاقينى موجود ، هو فيه حد برده يسيب أخته ويمشى .

ابتسمت رقية وحمدت الله على قدره وطلعت العباية وراحت الحمام غيرت فستان الفرح ومسكته فى ايديها وحضنته وبكت مرددة ....ربنا يسامحك يا كريم .

وخرجت بالعباية ولقت فعلا شريف ومدحت فى انتظارها وراحوا بيها على أقرب مأذون وفعلا حصل وكتبوا الكتاب وكان شاهد عليه اتنين من أصحاب شريف مدحت وجه واحد تانى اسمه عمر زميله فى الشغل .



واخده مدحت على جمب وقاله بصوت ضعيف ..مبروك يا هندسة جوازة بلوشى ، ظبط نفسك بقه كده معاها مؤقتا مع انها يعنى لا مؤاخذة مش قد كده ، بس أهو المهم الغرض وشبع نفسك لغاية ما تاخد اللى تبسطك اكتر .

فكشر شريف وقال...عيب اللى بتقوله ده يا مدحت ، هى اه مراتى بس ده على الورق بس ، ومش هاجى جنبها .

لانه حرام وانا جوه نفسى عارف أنه مجرد وقت وينتهى وهسبها لصاحب النصيب .

وكمان هى مش وحشة بالعكس أنا شايف إنها حلوة ومش قصدى الشكل وبس ، حاسس انها كمان حلوة من جوه وطيبة اوى وغلبانة .

مدحت ...بس بس ايه ده كله ، لا اوقف عند حدك يا باشمهندس ، وأوعى تحبها دى ولا هى لونك ولا تليق عليك .

واعتبرها حالة إنسانية وخلاص .

شريف ..انا فعلا بعتبرها أختى المسئول عنها قدام ربنا .
مدحت ...ربنا يجازيك كل خير يا ابن الأصول .

ويلا نسيبك بقا الوقت اتأخر عشان نلحق ننام ساعتين ونشوف شغلنا .

وبالفعل استأذنوا ومشوا وبص شريف لـ رقية لاقاها مكسوفة وحطة وشها فى الأرض وخددوها بقت شبه التفاحة .

فابتسم لخجلها وقال ..هو لسه فيه بنات بتكسف كده !

شريف ...يلا بينا نروح يا رقية .

وفعلا وصلوا السكن بتاعه اللى كان عبارة عن أوضة وحدة بحمام فوق عمارة .

فبص شريف بحرج لرقية وقال ..معلش بقا يا رقية ، الحال فى الاوضة يعنى مش قد كده ، ما هو ما كنتش عامل حسابى إن ده ممكن يحصل .

دخلت رقية مكسوفة وتبص حواليها ولقت نفسها بتبتسم على شكل الأوضة الغريب ومش مترتبة نهائى وهدومه بالفعل فى كل حتة ، غير علب الأكل المرمية والورق اللى على الأرض .

وفجأة شريف مسك رأسه وكأنه افتكر فجأة ..اه انا نسيت أجيب عشا واحنا جايين فى السكة وكده للأسف انا لازم أرجع مسافة ساعة كده يا رقية .



بس قبل ما أنزل عايزك تاخدى راحتك وتغيرى هدومك وتتعاملى طبيعى وكإنه بيتك بقا ماشى .

فحركت رقية رأسها بخجل .

شريف ...طيب هتعوزى حاجة أجبها وانا جى بالمرة ، اطلبى اللى تحبيه وانا هجيبه.

ابتسمت رقية بإمتنان ...متشكرة أوى ، عايزة سلامتك ، بس متغبش عليه ، عشان أنا بخاف اقعد لوحدى كتير.

ابتسم شريف وطمنها ..متقلقيش مفيش حاجة تخوف هنا وكل واحد فى حاله .

وعلى العموم هحاول برده متأخرش .

ويلا سلام مؤقت واقفلى برده على نفسك عشان تكونى مطمنة .

وفعلا مشى شريف ، وبصت رقية حواليها وقالت ..انا لا يمكن أقعد فى مكان مش نضيف كده .

انا هحاول أنضفه على قد ما أقدر وأدينى أضيع وقت عقبال ما يجى .

وبدئت رقية تشيل كل الاوراق المرمية وعلب الأكل وتشيل الهدوم وتمسح التراب والأرض وتغير فرش السرير ورجعت بصت تانى بسعادة للمكان اللى اتغير تماما فى وقت قصير .

وارتاحت على السرير ولقت عينيها بتغمض من كتر التعب ومحستش بنفسها وراحت فى سابع نومة .



شوية ووصل شريف ودخل الأوضة بس وقف مصدوم وهو مش متخيل فعلا إن دى أوضته وأنها بالنضافة دى ، لدرجة أنه رجع وبص الباب عشان يتأكد فعلا إنها هى أوضته ومتلغبطش .

ورجع دخل تانى وابتسم لما شاف رقية نايمة على السرير بإرتياح .

شريف ...سبحان الله نايمة وكأنها ملاك وكإنها فى بيتها .

بس مش عارف أعمل ايه أسبها تكمل نوم ولا أصحيها عشان تاكل لإنها اكيد نايمة جعانة .

لا انا هصحيها تاكل وبعدين تنام براحتها .

وفعلا بصوت هادى نادى عليها ...رقية ، رقية ، رقية .

فصحيت رقية ودارت شعرها بسرعة بالطرحة وقالت بخجل ...شريف ، انا آسفة نمت من غير ما أحس .



شريف ..لا براحتك إحنا قولنا ايه ، ده بقا مكانك خلاص .

بس ايه اللى عملتيه ده ، انتى خليتى المكان جنة بعد ما كان مقلب زبالة ، ومش عارف أشكرك ازاي !

ابتسمت رقية ...تشكرنى ، انا اللى مش هعرف أرد جميلك ده عليه ابدا ، غير انى أدعيلك بالستر فى الدنيا والآخرة.

ابتسم شريف ...ولا جميل ولا حاجة ، ويلا بسم الله نتعشى مع بعض وبعدين هسيبك تنامى براحتك ووترتاحى ، بس مخلصنيش تنامى جعانة .

كلمت نفسها رقية وعينيها بدئت تلمع بالدموع ..هو إزاى فى شخص بالحنية دى كلها ، ده انا ياما نمت ليالى جعانة بعد ما مرات أبويا بتحرمنى من الأكل لو أشتكيت لابويا عن اللى بتعمله فيه طول اليوم .

ولما مات أبويا الله يرحمه ويسامحه بقا كنت باكل اللى يفضل منهم ولو مفضلش أعرف انى هنام على لحم بطنى كالعادة .

ورغم قلة الأكل إلا مش عارفه انا ليه جسمى مليان من تحت .
يلا نصيبى باين ، الحمد لله على كل حال.



وبعدين قعدت أكلت مع شريف لإنى كنت جعانة اوى وأكلت كإنه اخر زادى حتى انى انكسفت وبصيت ليه بحرج بس هو صراحة كان عامل نفسه بينقنق فى الأكل ومش بياكل كويس عشان يخلينى انا أشبع .

ده ايه الإنسان ده بجد ، ده نعمة من عند ربنا ويبختها اللى هتكون من نصيبه بجد .

شريف ..الحمد لله رب العالمين ، اقوم بقا أصلى ركعتين لله وأنام عشان الشغل بدرى .

رقية ..ربنا يعينك يا باشمهندس ، ومتنساش بالله عليك تسئلى على اى شغلانة ، عشان أنا مش عايزة أكون حمل عليك اكتر من كده .

لقيته بصلى وابتسم وقال ...يا ستى سببها على الله ، وهى مستورة بفضل الله.

انا بشتغل شغلتين ومكفى نفسى الحمد لله.

الصبح فى الشركة الهندسية وبالليل حاجة على ما قسم كده بسيطة .

بس فيه فلوس حلوة عشان أنا مش عايزة أطول أوى فى الغربة ويدوبك بس أجمع فلوس اقدر بيه أعمل مشروع واجيب شقة فى مكان نضيف عشان كده مستحمل موضوع غسل الصحون ده رغم انى باشمهندس قد الدنيا .

زعلت رقية وحست بالحرج أكتر لانه فعلا تعبان فى الشغل وعايز يحوش مش يصرف عليها وهى مش من بقية أهله .

فقالت ...ربنا يعينك يا باشمهندس والشغل مش عيب وربنا يحقق لك كل أمانيك يا قادر يا كريم .

ابتسم شريف وأمن على دعائها ...يااارب .

بصى انا هصلى وهنام وهصحى بدرى وانتى هتكونى نايمة ، فعايزك لما تقومى تفطرى كويس وانا هجيب معايا الغدا جاهز .

رقية ...لا كده كتير كل شوية أكل جاهز واكيد عشان أنا موجودة صح .

وده انا مش حباه لانى كده هحس إنى بجد حمل تقيل عليك وهكلفك وانت محتاج كل قرش فى الغربة دى .



شريف ..يا ستى مفيش مانع يعنى كل فترة نظبط نفسنا بأكلة حلوة ما احنا بنشتغل برده ومحتاجين لقمة ترم العضم.

عشان بطننا نشفت من الفول والتونة والجبنة .

فانا بكرة هجيب كبسة تكبسنا انا وانتى .

ضحكت رقية وبصتله بإمتنان وقالت ...الله يعطيك ما يحرمك .

بس بدال عايز ترم عضمك ، سلمى أنا أقوم بالمهمة دى .

وهعملك أحلى اكل من إيديا .

بصلها شريف بفرحة ...بجد يا رقية ، يا سلام ده انا نفسى فعلا فى أكلة حلوة من اللى بتعملهم أمى حلة محشى ولا طاجن بمية .

رقية ...بس كده من عينيا الأتنين ، انت بس جبلى الطلبات وهترجع من الشغل هتلاقى أحلى حلة محشى .

شريف ...صراحة مش مصدق ، ورغم انى لسه متعشى بس حاسس إنى جوعت من السيرة بس .



فضحكت رقية وضحك شريف وقال ...تصورى من زمان مضحكتش من قلبى كده ، أنتِ بنت حلال والله يا رقية .

وإن شاء الله ربنا هيعوضك بالإنسان اللى يستاهلك .

......

تانى يوم أستعد شريف للشغل ، وبص بنظرة سريعة على رقية وهى نائمة بالعباية والطرحة وابتسم لحيائها رغم أنه كتب عليها وكان ممكن تقلع عادى طرحتها لكن الخجل منعها .

ثم توكل على الله ومشى وحست  رقية بيه لما نزل ، فقامت بعده وتوضت وصلت وقرئت وردها اليومى وشغلت تليفونها على سورة البقرة عشان البركة تعم المكان .

وبدئت تحضر المحشى بسرعة عشان تلحق تجهزه ويستوى قبل ما شريف يرجع من الشغل .

ده غير ترتيب الاوضة على نحو ما يجب وتعطيرها كمان .

وعدى الوقت وجهزت فعلا رقية المحشى وبدئت فى التسوية اللى خلت ريحته فاحت لغاية ما وصلت للجيران .

وشمها جاره سعد وجاره محمد مغتربين برده مصريين .

فكلم محمد سعد وقال ...انت شامم اللى انا شمه يا سعد ولا ده بيتهيألى من كتر الجوع .
سعد ...اه فعلا شامم يا صاحبى ، ريحة محشى بس يا ترى جاية منين دى ، دى أول مرة أشمها فى العمارة الفقرية دى 

مين الخاين اللى عمل كده من ورانا وعارف إننا هنموت على ريحة الحبايب دى .

محمد ..ايوه خاين ولازمن ولابد نكشفه ونصادر الحلة .

سعد ..طيب يلا بينا ، هجوووووم .

وقعدوا يشمشموا زى الهوهو لغاية ما وصلوا لأوضة شريف .

سعد ...ده طلع الخاين شريف ، بس مش معود يعنى ، ده كان لما  كانت بتجيله حاجة من بلدهم مع حد من قرايبه كان بيقسمها علينا زينا زيه .

ايه حصله المرة دى ، للدرجادى المحشى غيره .

وفى الوقت ده كان جه شريف من الشغل وشافهم بيشمشموا ولسه بينادوا ويقولوا يا شريف يا خاين .

لقوا نفسهم الأتنين ممسوكين من قفاهم وشريف بيقول بغضب وصوت عالى ..بتعملوا ايه هنا ؟

سعد ...ايه انت جوه ولا بره يا عم شريف .

ضحك شريف ..انت شايف ايه ؟

محمد ..امال مين اللى جوا وعمل المحشى المهفف ده ، تكونش يا راجل مصاحب جنيه .

وفتحت رقية الباب ، فمحمد وسعد رجعوا لورا وقالوا ...بسم الله الرحمن الرحيم ، الجنية .

فضحك شريف ...جن لما يلهفك انت وهو .

وعيب اللى بتقوله ده ، دى رقية مراتى .

إتهزت رقية من جواها وفرحت اوى بكلمته ( رقية مراتى ) بس دامت فرحتها لحظة ورجع الحزن لقلبها تانى لما عرفت انها مجرد فترة وهيطلقها .

سعد ومحمد فى نفس واحد ...انت اتجوزت من ورانا يا شريف .

عملتها امتى يا خلبوص ؟

بس يا بختك يا عم ، ناس ليها الفول والتونة وناس ليها المحشى .

بس الف الف مبروك ، فرحنالك والله ، ربنا يسعدك .

شريف ...الله يبارك فيكم .

سعد ومحمد ...طيب هنستأذن بقا ومعلش احنا اسفين مكناش نعرف اللى فيها .

شريف ...لا والله ما انتم ماشيين غير لما تتغدوا معانا .

سعد وهو بيزق محمد ويدخل ...بس يعنى مش عايزين نزعجكوا وانتوا لسه عرسان .

فضحك شريف ...لا ابدا .

شريف ...يلا يا رقية حضرى الغدا .

ابتسمت رقية وشورت على عيونها وكأنها بتقوله ( عيونى ) .

واكل شريف مع أصحابه وكان مستمتع جدا بالأكل وكل ثانية كان بيبص لـ رقية بإمتنان وكأنه بيشكرها .

سعد ...تسلم ايدك يا مدام رقية والله ، بس تصورى أن ايدك دى تتلف فى حرير وممكن تجبلك فلوس وأنتِ قاعدة فى البيت كده .

ده يعنى لو شريف يوافق .

رقية ...ازاى ؟

سعد .. أقولك، يعنى لو تعملى الأكل المصرى حلو ، وتبيعه للشباب اللى نفسهم ياكلوا أكلة حلوة كل فترة أو حتى الإمارتى ذات نفسه لأنهم بيموتوا فى الأكل المصرى .

بص شريف لـ رقية وقال ...طيب والله فكرة حلوة .

بس هنجيب الزباين منين ؟

محمد ...متشلوش هم الزباين ، سبولى انا الموضوع ده ، بدال عندكم النية ، ثم شاور محمد على بطنه وضحك وقال ...بس انا ليه طبعا نسبة مع كل زبون صباع محشى ولا طاجن بمية ولا طشة ملوخية ولا يا عينى مسقعة.
رقية ...حاضر بس قولى الطلب قبلها بيوم عشان أحضر .

وفعلا مع الوقت اشتغلت رقية فى الأكل المنزلى .

وفى يوم رجع شريف تعبان ورمى نفسه على السرير ، فجريت عليه رقية وقالت بقلق ...مالك يا شريف ، شكلك تعبان كده من ايه ؟

شريف ..مش عارف دماغى هتتفرتك وجسمى وجعنى جدا .

قربت رقية ولمست جبهته وقالت بصوت مخضوض ...ده انت مولع نار ، ألف سلامة عليك .

شريف بضعف ...الله يسلمك يا رقية ، بس ياريت تناولينى برشام باندول عشان الحرارة تنزل والألم يخف عشان اقدر انزل شغل بالليل .

رقية ....هجبلك البرشام اه ، لكن يستحيل تروح الشغل وانت تعبان كده حتى لو اتحسنت شوية لكن لو روحت الشغل هيزيد عليك التعب عشان كده لازم ترتاح الليلة دى ومش تقوم من السرير .

شريف ...مينفعش يا رقية لازم أروح عشان صاحب الشغل ده ، انسان مش تمام وبيتلكك لاى حد وما هيصدق أغيب عشان يخصملى من الشهر ومش بعيد يمشينى عشان يوفر ويجيب بدالى واحد هندى عشان الهنود بياخدوا مرتبات أقل مننا وبيشتغلوا زى الحمير مش بيكلموا ، وانا محتاج الشغل ده جدا .

ففكرت رقية شوية وقالت ...ما انتش رايح الشغل ومتقلقش مش هيتخصم منك حاجة .

شريف ...ازاى ده ؟

رقية ...لانى هروح بدالك النهاردة واعمل كل المطلوب منك .

شريف ...لا يمكن ازاى يا رقية ، هتتعبى جدا ، دول مش بيرحموا صدقينى وانا مستحمل بس عشان الحوجة وحشة .

رقية ..انا خدت قرار ، هروح يعنى هروح بس اوصفلى فين يا شريف .

شريف بحرج ..مش عارف اقولك ايه يا رقية ، بس كده هتصعب عليه نفسى اكتر ، لإنى مش حابب أبهدلك معايا يا بنت الناس .

نظرت له رقية بإمتنان ...انت تبهدلنى ، ده انت اللى رتبتنى بعد ما كنت متبهدلة من الكل والله يا شريف .

ومهما عملت مش هقدر أوفى جميلك عليه .

شريف ..انتى إنسانة جميلة يا رقية بجد ، وانا مش عارف أقولك ايه .

رقية ..متقولش حاجة غير العنوان ،وسيب الباقى عليه ودلوقتى  انا هديك البرشام وبعدين تشرب شوية شوربة كده مع حتة فرخة صغيرة ، وتنام وتريح جسمك عقبال ما أرجع .

شريف ..مش هيجيلى نوم طول ما أنتِ بعيدة عنى يا رقية .

أحمر وش رقية من الخجل ولفت وشها وخدت نفسها ومش مصدقة الكلمة اللى قالها شريف بس قالت اكيد يعنى خايف عليه مش قاصده حاجة .

حتى شريف بعد ما قال كده ، عاتب نفسه وقال ..انت ايه اللى بتقول ده ، لا فوق لنفسك دى مجرد حالة إنسانية انت بتساعدها وخلاص .

بس مش عارف انا لسه قلبى وجعنى لمجرد انها ممكن تبعد عنى حتى لو رايحة مكانى فى الشغل !

وفعلا حصل وراحت رقية مكان شريف بحجة أنه تعبان وأنها مراته وهتشتغل بداله .

وده كان سبب فى إعجاب كل اللى بيشتغل فى المطعم ده ، لانهم حسوا قد ايه عرف شريف يختار زوجة كويسة توقف جنبه فى اصعب المواقف وتكون راجل وقت الشدة .

وبعد مجهود ساعات تعبت فيهم جدا رقية ورجعت البيت مهدودة بس فى نفسها قدرت شريف اكتر وحست قد ايه هو بيتعب واتمنت أن بعد التعب ده كله يحقق حلمه ويرتاح .

دخلت رقية واستقبلها شريف بلهفة كأنه طفل وما صدق أمه رجعت .

حتى هى جريت عليه تتطمن وحطت أيدها على جبهته تشوف الحرارة نزلت ولا لسه عالية .

شريف ..حمدلله على السلامة يا رقية ، اكيد تعبتى ، انا اسف جدا والله وطول ما أنتِ هناك ، انا كنت بعاتب نفسى ، إزاى قبلت تروحى .

رقية ..سيبك منى ، ومتقلقش عليه انا بمية راجل ، المهم طمنى عليك انت حاسس بايه دلوقتى ، والحمد لله الحرارة نزلت .

شريف بابتسامة حلوة ، خلت قلب رقية ينتفض من مكانه وهى بتقول فى سرها ..يخربيت ضحكته الحلوة .

وللحكاية بقية 😊
شريف.....بخير يا رقية ، طالما إطمنت إنك رجعتى بالسلامة ، ودلوقتى أقدر أغمض عينى وانا مرتاح .

وارتاحى انتى كمان ونامى يا رقية .

رقية ..يستحيل أرتاح قبل ما تتعشى الأول .

شريف ..لا مش قادر ، انا هنام ، بس لازم تتعشى انتى أكيد عشان جعانة .

رقية بتذمر طفولى ..لو مش هتاكل معايا مش هاكل واتحمل ذنب بقا أنام جعانة .

وعلى فكرة انا جبت عشان خفيف يعنى هيريحك زبادى ، ومن النهاردة هحاول فعلا أظبط اكلى عشان أخس شوية .

حس شريف أنها زعلانة من جسمها وهتحرم نفسها من الأكل عشان تخس فقال ...بصى يا رقية ، عايزك تعرفى أن اهم حاجة فى الإنسان هى أخلاقه الطيبة مش شكله وجسمه .

فلو عايزة تخسى عشان بس ترضى الناس ، فالناس زى ما بيقولوا مش بيعجبها حد ولا حتى الصيام فى رجب .

اما لو عشان صحتك ماشى ، لكن انتِ فى النهاية حلوة كلك على بعضك كده ومش يهمك حد .

فرحت رقية وتاهت فى نظرتها لشريف اللى غض بصره سريعا عشان يحاول يسيطر على نفسه ومش يعشمها بحاجة هو ميقدرش يوفيها .

وجه تانى يوم ونزل شريف الشغل فى الشركة الهندسية وقابل مدحت .

مدحت بترحيب ...إزيك يا بطل ، واخبار العروسة ايه ؟

شوفت لها مكان ولا لسه ؟

شريف ..لسه والله ربنا يسهل  .

مدحت ..كل ده ، ايه يا ابنى شكلها عجبتك وعايز تكمل ولا ايه ؟

بس لا يا شريف مش للدرجاتى يعنى ، انت واخدها ثواب مش اكتر ، فكفاية كده ، دى داخلة فى خمس شهور معاك يا أخى .



فخليها تشوف مكان ولا أقولك فيه بنت جديدة هنا فى الشركة كانت بتدور على وحدة تسكن معاها عشان يتقاسموا فى الفلوس ، ايه رئيك تقولها ؟

شريف بتردد ...ااااه ، اااه ماشى هقولها.

مدحت ...ايوه قولها وخلى بقا كل واحد يروح لحاله وتشوف نفسك عشان أجازتك قربت وان شاء الله المرة دى ترجع مجبور الخاطر بوحدة تحبها وتحبك وبنت ناس .

شريف ..ان شاء الله.

وفى نهاية اليوم لما رجع شريف وزى كل يوم كان بيحكى لرقية اللى حصل فى يومه وهى برده كانت بتحكى ديما يومها وكأنهم اتعودوا على كده .

كان على لسان شريف يقولها على السكن مع البنت اللى قال عليها مدحت ، بس كل ما كان يحاول يكلم ميقدرش .

فكلم نفسه ...ايه مالك يا شريف ، ما تقولها وتخلص ، وتشوف حياتك بقه زى الأول .

بس مش عارف إزاى هرجع مش هلاقيها تستقبلنى بضحكتها دى ، ولا هتكلم مع مين وهرجع لوحدتى من تانى ولا هلاقى مين يهتم بيه ويخاف عليه زيها .

فسكت شريف ومقدرش يكلم .

وعدت الأيام وكل يوم كان يحس أنه بدء يتعلق برقية فعلا وأنها بقت جزء منه بس مش قادر يعترف بده ولا يبين ده ليها عشان متتعلقش بيه .

بس اللى مش عارفه أن رقية فعلا أتعلقت بيه ويوم عن يوم كان حبه فى قلبها بيزيد لدرجة أنها كانت كل يوم بتحلم أنه خلاص هيطلقها وتمشى فتقوم من النوم مفزوعة وتبكى وتدعى ربنا أنه ميحصلش .

رقية ...يارب انت عالم بحالى وقلبى ، وعارف انى حبيته عشان هو يستاهل الحب ده ، انسان جميل وحنين اوى ومعتقدش هقابل واحد زيه تانى .
فياريت يحس بيه ويحبنى زى ما حبيته ويكمل جوازى منه وميطلقنيش ، انا هموت بجد لو ده حصل .

....

تانى يوم رجع شريف من الشغل شاف رقية وقفة مع محمد وبتضحك معاه وبتديله أوردر الأكل عشان يوصله للزبون .



فوشه قلب واتغير وقعد يستغفر عشان يسيطر على أعصابه بس مقدرش وراح بسرعة عليهم وبص ليها بغيظ وقال ...ايه حضرتك واضح إنك  مبسوطة اوى ، طيب خير ما تبسطينى معاكى .

وهنا حس محمد أن شريف أضايق لإنه مش وجه ليه اى كلمة وكل غضبه على رقية .

فحب يهدى الأمر وقال بلطف ...حمد لله على السلامة يا باشمهندس ، وكويس انك جيت عشان تدوق صينية الباشميل اللى عملتها ليك مدام رقية مع الأوردر .

صراحة إيديها تتلف فى حرير والأوردرات كترت جدا ربنا يعنها .

ودلوقتى هسيبك تدخل تستريح وهروح أوصل الأوردر .

عن إذنكم .

ومشى فعلا محمد ، وفجأة لقت رقية اللى بيصرخ فى وشها : عايز أفهم الإنسان ده كان بيقولك إيه عشان حضرتك توقفى تضحكى بصوت عالى بالشكل ده ؟



ومش حاسه انك يا هانم بقيتى على إسمى ، يعنى مفروض كل كلمة وضحكة تكون بحساب .

بس للأسف انا شكلى غلطت لما قولت أتجوزك .

أتلون وش رقية وحست إن الأرض بتدور بيها ومش مصدقة أن شريف بيكلمها بالأسلوب ده ، وكمان بيعايرها بجوازه منها .

وليه كل ده ، هى عملت ايه غلط ، ده محمد كان بيشكرها على أكلها وان الناس قربت تاكل صوابعهم مع الأكل من كتر حلاوته فضحكت ضحكة بسيطة مش اكتر .

فليه ده كله يا شريف ؟

فمحستش بنفسها غير وهى بتقوله وهى بتبكى بقهر ...فعلا انت كنت غلطان لما ربطت نفسك بيه ، بس لغاية كده فعلا وكفاية يا ابن الناس كتر خيرك وكل واحد منا يروح لحاله وتشوف نفسك .

فطلقنى يا شريف خلاص وارتاح من الهم اللى جبته لنفسك ده .

وانا آسفة بجد انى دخلت حياتك بالشكل ده .



قالت الكلمة رقية ودخلت جوه تبكى وسابته لأنها عارفة نفسها مش هتتحمل كلمة انتِ طالق ، وعارفة أن اكيد هيحصلها حاجة خصوصا بعد ما قلبها اتعلق بيه ، بس هى عارفة أنه حقه وان مهما طالت المدة فى الاخر ده الطبيعى أنه يحصل .

لكن شريف وقف متجمد فى مكانه وهو مش مستوعب اللى قاله وحس أنه ندم عليه وكمان مش مستوعب أن فعلا لحظة الفراق قربت وأنه خلاص لازم يطلقها وسئل نفسه :ايه مالك ومال الكلمة زعلتك كده ؟

مش المفروض ده اللى يحصل ومن زمان كمان ، بعد ما خلاص بقه ليها دخل وكمان مفروض تروح تعيش مع البنت اللى قال عليها مدحت وانت اللى عمال تأجل .



طيب ليه ما تخلص بقا وتشوف حالك وهى تشوف حالها ، ليه عايز تربطها بيك رغم إنك عمرك ما بصيت ليها كزوجة ، وشايفها أخت ليك.

فدخلت وراها وشوفتها بتبكى على السرير وصوت بكاؤها عالى اوى وحسيته زى السكينة بيقطع فى صدرى انا .

واتمنيت فى اللحظة دى أخدها فى حضنى وأطبطب عليها واقولها انا آسف ومش قصدى ، بس للأسف مقدرتش أعمل كده عشان خوفت تفهمني غلط انى عايز أقرب ليها لحاجة فى نفسى وانا اللى وعدتها أحافظ عليها زى أختى .



بس كل اللى عملته انى وقفت جنبها وقولت ...رقية أرجوكى تسامحينى ، انا بس أضيقت  شوية من ضحتك العالية ومعرفش ليه بس ده اللى حصل .

وعشان كده قولت الكملتين دول لكن مش قصدهم والله وعايزك تسامحينى .

قامت رقية وهى بتمسح دموعها لكن نظرة عينيها ليه قتلتنى فيها عتاب ولوم لكن مكلمتش وكل اللى قالته ...ولا يهمك يا شريف ، اللى حصل بس فعلا خلاص كفاية كده .

وانت عملت اللى عليك وزيادة ، وانا بقيت فى وضع أحسن .

فحدد معاد للطلاق  بعد ما تشوف  ليه سكن مع بنت كويسة .

سمعت كلمة طلاق للمرة التانية ومعرفش ليه قلبى وجعنى مع أنه متوقع ده ومحستش بنفسى غير وانا بسئلها بصوت عالى ....انتى عايزة تتطلقى يا رقية ، يكونش عجبك الأستاذ محمد ولا حاجة ؟ 

بس خلى بالك ده بتاع بنات ومش مبطل صدقات مع بنات من كل حتة تتوقعيها  .
بصتلى ساعتها رقية بصة عمرى ما هنساها ابدا بعد ما وجعتها كلمتى اوى واللى معرفش انسحبت من لسانى وقولتها إزاى ؟

ولقتها وقفت قصادى وقالت بقوة مش واخد عليها منها لإنى مشوفتش منها غير كل حنية وقالت ...انت ايه اللى بتقوله ده يا شريف ، عيب اوى .

انا عمرى ما عينى بصت لراجل نظرة مش تمام ، حتى اللى كان مفروض أتجوزه كنت بكسف لما أسمع منه كلمة حب ومكنتش برد عليه ، ده غير إنى عارفة حدودى كويس مع اى حد بتعامل معاه  

وبعدين لقيتها بتبكى تانى وبتكمل : انا كمان عارفة نفسى مش حلوة يعنى عشان أعجب بحد ولا هو يعجب بيه .

فكفاية أرجوك ، إرحمنى .



فوقفت وانا مش عارف أرد عليها أقول ايه تانى بعد اللى قولته ده ليها ، بس اللى مستغربله ليه مش شايفة نفسها حلوة ، لا هى حلوة بجد وملامحها رقيقة ومحدش شافها وقال غير كده ،ده حتى زمايلى فى شغل باليل اللى شافوها بيشكروا فيها وأن حلاوة روحها محلياها اكتر لدرجة انى بقيت أغير لما حد يسئلنى عليها .

حولت أجمع اى كلام واقولها لكن للأسف مبقتش عارف اقول ايه فسكت وحولت أنام ساعة عشان أقدر أروح شغل بالليل لكن معرفتش أنام ولقيت نفسى بقوم وقولتلها انا نازل يمكن عشان أهرب من عينيها اللى بتعاتبنى ويمكن كمان بهرب من نفسى اللى مش عايزة تعترف انى خلاص فعلا أرتبطت بيها ويستحيل أفارقها .

فطلعت وقفلت الباب ورايا بس لقيت نفسى وقفت لما سمعت صوتها وهى بتبكى بحسرة وبتقول ...يارب أهون عليك أطلق لتانى مرة من غير ذنب ،طيب الأول وراح وخلاص نسيته عشان طلع مش راجل وميستهلش ولو دمعة وحدة من عيونى .

لكن شريف لاااااا ، لو عشت العمر كله مش هلاقى راجل زيه ابدا عشان كده حبيبته ، اه حبيبته من قلبى بس يا ترى هو حبنى ؟



فسمعت صوت بكاؤها زاد وهى بتقول ...لااا محبنيش لو حبنى مكنش قال كده ، ده مستنى بفارغ الصبر اليوم اللى أمشى فيه ويطلقنى عشان يشوف حاله .



سمعت كلامها وبقيت ألف حوالين نفسى ومش عارف أعمل ايه ، أدخل اقولها انا كمان حاسس انى عايز أكمل معاكى عمرى كله وانى شوفت فيكى كل مواصفات الزوجة اللى كنت بحلم بيها .

بس انا لسه متردد وخايف برده يكون ده مجرد إعجاب وهيروح لحاله .

ولو كملت معاها هكون بظلم نفسى وأظلمها معايا أنها تلاقى فرصة أحسن منى ، وحد يكون بيحبها بجد .

فمشيت وروحت شغلى بس مكنتش مركز خالص واشتغلت كإنى آلة من غير روح .

وأتعمدت اتأخر عشان لما أروح تكون نايمة ومتتقابلش عينى معاها لإنى لسه مش عارف أخد قرار بجد .

بس كل اللى حاسه انى مش قادر فعلا أخسرها .



لغاية ما جه تانى يوم وروحت شغلى فى الشركة الهندسية و قابلت   مدحت  ولقيته بيبتسم ليه وقال ...يا باشمهندس ، أما عندى ليك خير بمليون جنيه ، هيخليك تخلص من المصيبة اللى عندك دى وترتاح .

شريف بقلب مقبوض  ...مصيبة وارتاح ، ليه فيه إيه حصل ؟

مدحت ....يا سيدى متخفش كده انا بهزر معاك .

القصد انا عندى واحد صاحبى ، بيدور على عروسة وهو طيب وعلى نياته ومش مهم عنده الشكل أوى ، المهم تكون بنت حلال وتواسيه فى غربته .

فوصفت ليه رقية ، وصراحة انا قولت أنها اختك ، عشان صعب يجى يطلبها منك وانت جوزها هههههههههههه يعنى .

فقولتله أن عندى واحد صاحبى وحبيبى اسمه شريف ، وعنده أخت معاه مفيش بعد كده فى الأخلاق والادب .

واتفقت معاه يجى يشوفها عندك بعد العشا.

فانت بعد الشغل كده ، روح وأديها فكرة وخليها تظبط حالها كده ، يمكن تعجب الراجل ويشيل بقا الشيلة وترتاح انت .

محسش شريف بنفسه الا وهو ماسك مدحت من قميصه وبيقول ...انت اتجننت جايب عريس لمراتى !!

يا بجحتك يا شيخ .

ده انا هقتلك وأشرب من دمك .

فضحك مدحت رغم تهديد شريف وغضبه ، وده خلى شريف يتهور فعلا وكان عايز يخنقه من غيظه .

بس مدحت لحق نفسه وقال ببهجة ...وعرفت أوقعك يا ريس لانى حسيت إنك فعلا حبيت رقية بجد ومش مجرد حالة إنسانية زى ما بتقول .

وعلى فكرة مفيش عريس ولا حاجة دى تمثلية عشان أتاكد من مشاعرك ونكلم بجدية شوية 
عشان أنا حاسس من كلامك أنها كمان بتحبك وانت بتحبها وانتم الأتنين بتعذبوا نفسكم على الفاضى وبتضيعوا أحلى أيام من بين ايديكم .

مسح شريف وشه بإيديه وأتنفس بعمق وابتسم بحرج لمدحت واتأسف ...انا أسف يا مدحت معلش سامحنى مكنتش فى وعيى بجد .

فابتسم مدحت وطبطب عليه بحنية وقال ...عارف يا صاحبى وعندك حق فعلا أن تغير على الملاك اللى معاك دى .

شريف كشر تانى عشان غار عليها وقال ...بتقول ملاك !

ضحك مدحت وقال ..يارب صبرنى ، اعمل ايه فى الراجل ده ، هيموت عليها وبيغير حتى منى وبيقول قال ايه عليها أختى .



وايوه ملاك وانت اللى قولت عليها كده وانا بكرر كلامك مش أكتر ، مش هى دى اللى بتقول بتأكلك بإيديها وتسهر على راحتك وشوفت منها حنية زى حنية الست الوالدة .

فابتسم شريف وأكد كلامه .

مدحت ..خلاص فين المشكلة انك تتم جوازك منها ، وتعيش حياتك وتخلف حتة عيل تفرح بيه .

شريف ...انا فعلا بعترف انى حبيتها يا مدحت ، بس مسألة الجواز مكنتش فى بالى دلوقتى خالص غير لما أستقر وأحقق حلمى .

عشان كده كنت بعاند نفسى ومش عايز أعترف بده .

مدحت ...وفيها ايه لما تجاوزها بجد وحلمك يكون حلمها وتتحققوه مع بعض ، هيكون أجمل وأحلى طول ما هى جمبك بتساعدك وبتشجعك حد يطول يا سيدى وحدة كده تشجع مش كل همها هات وهات وبس وكأنك عندك مال قارون هنا .

إبتسم شريف ..عندك حق يا مدحت ، انا مش عارف أشكرك إزاي انك نورت بصيرتى كده ؟

مدحت ...لا شكر على واجب يا صاحبى ، يلا قوم روح وخد مراتك فى حضنك واسعدها وأسعد نفسك بيها وقول يارب هيكرمك بكل اللى تتمناه .

ومش بس كده ، فرحها ووديها كوافير وخليها تلبس الفستان إياه تانى فاكره بس المرة دى هتجوز راجل بجد ،مش زى أخينا الأولانى ( كريم ) اللى بيلطم دلوقتى لما شاف وحدة هنا مصرية زينا بس اتولدت هنا عشان أبوها وأمها هنا بيشتغلوا  هنا من زمان اوى  بتاع ٢٥ سنة كده .

والبت ايه تقول سنيورة حلوة حلاوة ودلوعة وفلوس وهو شافها من هنا وأدلق على طول وراح يخطبها ومفيش شهر كان مجوزها ، بس تعال شوفه دلوقتى بيلعن اليوم اللى أتجوزها فيه .

إستغرب شريف وقال ...ليه كده بدال لقى فيها كل المواصفات الحلوة دى.

مدحت ...يا صاحبى الجواز مش بحلاوة الست بس ، المهم الروح اللى هتعاشرها هى اللى هتدوم.

وهو عجبه اه أنها حلوة وسمبتيك لكن البت مدلعة أوى وشايفة نفسها عليه وعايزة الأكل جاهز ديما وبتسيب البيت يضرب يقلب وتروح تقعد عند أمها طول النهار وترجع للنوم ولما يعاتبها تقوله طلقنى ، عشان عارفة مش هيقدر ، عشان كاتبين عليها مؤخر ٥٠٠ الف ، فخليه يشرب بقه مش هو اللى أختار .

ده حتى المثل بيقول ( قبل ما تناسب حاسب ) .

حرك شريف رأسه وغمض عينيه وسرح فى رقية وجمالها وروحها وحنيتها ونضافتها وقال ..ده انا كده معايا كنز ومش حاسس بيه .

فوقف شريف وقال لمدحت ...طيب بعد اذنك هروح بقه لمراتى لامؤاخذة .

فضحك مدحت ...كده ، بس بقولك ايه ، هسمحلك حضن بس مراضية ، مفيش أكتر من كده غير لما تعمل اللى قولتلك عليه .

وتلبس عروسة وانا هجمع الشباب ونعملك فرح على ما قسم كده عشان نفرحها وتفرح معانا إنك اتجوزت صح .

وبعدين يا ريس تعيش بقا وتدعيلى .

ابتسم مدحت وبص لشريف بإمتنان وقال ...والله انت يا صاحبى اللى عايز حضن كبير ، وانا عمرى ما ننسى جميلك ده ابدا ، انت مش صاحب بس ، انت أخويا والله .



وحضن شريف مدحت بحب واستأذنه ورجع لرقية وهو مشتاق ومش عارف يقولها إزاى إنه بيحبها وعايز يكمل معاها حياته .

فلما وصل ودخل لقاها برده على سريرها والدموع عملت خطين فى خدودها .

وهى لما حست بيه قام ووقفت ومسحت دموعها بسرعة ، وقالت ..حالا هحضر لك الغدا عقبال ما تاخد دش كده يا شريف .

وابتسمت ابتسامة جميلة رغم دموعها حركت قلبه وقالت ...انا النهاردة عملتلك كشرى مصرى اللى بتحبه وكان نفسك فيه من زمان صح .

وجت تمشى عشان تحضر الأكل لكن شريف وقفها بصوته ...رقية استنى عندك .

فلفت رقية وبصتله بتعجب وقالت ...ايه يا شريف فيه حاجة ؟

شريف بمكر ...هو فيه برده عريس ياكل كشرى ليلة دخلته ، مش المفروض حمام ولا انا انضحك عليه .

بصتله رقية وهى مش مستوعبة بيقول ايه وكل اللى جه فى دماغها أنه عايز يجوز ، ويعنى كده خلاص اللى بينهم انتهى وهيطلقها عشان عروسته تيجى مكانها .
فقعدت تبص حواليها لكل جزء فى المكان وقد ايه هيوحشها مع إنها مجرد أوضة بس هى خلتها كأنها قصر بلمساتها وترتيبها .



فحست أن الدنيا بتدور بيها ومحستش بنفسها غير وهى بتصرخ وتقوله ...هتجوز وتطلقنى يا شريف خلاص .

وبعد كده اغمى عليها .

فجرى شريف عليها وهو بيقول ...يا مجنونة ، هتفطسى قبل ما تغرفيلى الكشرى ، طيب إستنى لما ناكل الأول .



قومى يا حبيبتى ، أطلق مين بس ، ده انتى حبيبتى يا رقية .

انا هتجوزك انتى يا حبيبى ، وكفاية كده على الورق بس ، لا الليلة هنلعب عريس وعروسة بحق وحقيقى .

قامت رقية وهى مش مصدقة نفسها وعينيها بتبكى وبتقول ..انت مش هطلقنى ؟



وشريف يحرك رأسه يعنى لااااا .

رقية : انت قولت ايه يا شريف ، انت بتقول انت بتحبنى بجد ، انا سمعت صح !

ولا دى تهيؤات ، قولها تانى يا شريف ، عشان خاطرى .

شريف بضحك ...بحبك يا مجنونة من ساعة المحشى والله لغاية كشرى النهاردة بس انا عايز اتعشى حمام ، مينفعش أجوز من غيره .

رقية مش مصدقة نفسها وبرده بتبكى ، فشريف حضنها عشان تهدى وتسكت وقال ..وبعدين هو احنا نزعل نبكى ونفرح نبكى .

كفاية كده انا عايز أشوف ضحكتك الحلوة اللى سحرتنى وخلتنى أحبك يا رقية .



ابتسمت رقية وبعدت عنه وقالت ...يااااه يا شريف ، متصورش انا كمان بحبك قد ايه ,وكنت بتعذب كل ما افكر أنه هيجى اليوم اللى تطلقنى فيه وأبعد عنك بس كنت حاسه انى هموت بعدها بجد لإنى مش هقدر أعيش من غيرك .

غمزها شريف ...يعنى طلعتى بتحبينى اهو ، منا عارف انى اتحب والله. 

ضحكت رقية ...اه ومش تتحب وبس ، ده انت ملكتنى بحبك .

فضمها شريف لحضنه وهى استسلمت للمشاعر الجديدة عليها .

وحس شريف فعلا فى حضنها أنه ملك الدنيا كلها فى قربها .

وشوية وبعد عنها وقال ...يلا حضرى نفسك وادألبسى الفستان ، عشان صحابى مصممين نعمل فرح ونفرح يا حبيبى الأول .

بس انا مش عارف كوافيرات هنا صراحة .



رقية ...وليه كوافير وتكلف نفسنا ، انا معايا علبة الميكب بتاعتى وعلى فكرة انا بعرف أتمكيچ ولا أجدع ميكب أرتيست .

شوف هتنبهر ، بس يلا هوينى عشان أنا عايزاك تتفاجىء .

شريف بضحك ...ربنا يستر .



بس أهويكى ايه ، انا جعان ، أكلينى الأول .

رقية بضحك ...شوفت انت عروسة تأكل عريسها قبل الفرح .

لااا خليها بعده .

شريف بداعبة ....لا انا كده هلغى الفرح عشان مش مستحمل ، جعان يا ناااس .



رقية ...لااا خلاص هتاكل يا حبيبى ، إحنا فينا من كده .

واطلع يلا السطح ، هتلاقى حمام كتير بيقف ، اصطادلنا جوزين ، وندبحهم وأعملهملك عيونى على العشا .



فضحك شريف ،وبالفعل مر الوقت واتجهزت فعلا رقية وكانت زى القمر فى ليلة التمام .

لدرجة كل الموجودين قالوا ...بسم الله ماشاءالله والله صبرت ونولت يا شريف .
وفعلا شريف انبهر بجمالها وأخدها فى حضنه ومسبهاش لما مدحت كلمه وقال ..وبعدين يا عريس الصبر يا خويا. 

خلينا نفرح بيكم الأول .

وقعدوا الشباب يغنوا ويرقصوا وشالوا شريف وضحكوا من كلهم من قلوبهم .



والكل بارك وهنى وبعد كده سابوهم يبتدوا حياتهم بالحب اللى جه بإقتناع من الحنية والعشرة الطيبة .

وقضوا ليلة سعيدة كانوا بيحلموا بيها من فترة .



وبعد كده كانت رقية نعم الزوجة واشتغلت واجتهدت هى كمان واتوسع مشروعها فى الاكل البيتى وشريف كمان لغاية ما قضوا حوالى سنتين كانت خلفت فيهم رقية بنوتة جميلة سموها ( ذكرى ) عشان تفكيرهم بأجمل أيامهم مع بعض .

وكان شريف بيتواصل مع أهله اللى فرحوا وحبوا رقية من غير ما يشوفها من وصف شريف ليها .

وقالوا لازم لما ترجع نعملك فرح تانى عشان تفرح بيك تانى .

شريف ...فرح تانى ده انا معايا ( ذكرى) 

قالوا وماله وهنلبس كمان ذكرى فستان فرح .

وفعلا بفضل الله نزل شريف مصر مع رقية وبنته وعملوا فرح من جديد وكأنه كان بدايه الخير وربنا كرمه وعمل شركة هندسية وحقق حلمه .

ورقية مع الوقت اشتهرت كـ شيف وعملت فيديوهات وطلعت على الفضائيات كمان .

وربنا عوضها عن حرمان السنين ، وما أجمل عوض الله .

وتوتة توتة خلصت الحدوتة  
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-