رواية اسري القلب يونس وبدر البدور كاملة جميع الفصول بقلم دينا ابراهيم
رواية اسري القلب يونس وبدر البدور كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة دينا ابراهيم رواية اسري القلب يونس وبدر البدور كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية اسري القلب يونس وبدر البدور كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية اسري القلب يونس وبدر البدور كاملة جميع الفصول
رواية اسري القلب يونس وبدر البدور كاملة جميع الفصول
توفيق بتعب: يخربيتك عيل معفن كنت هتموتني طول الطريق بسبب عينك الزايغه...
جابر بإحراج من صديق والده الذي رباه بعد وفاته واعتربه بمثابه ابنه ويناديه جابر بابي: والله ابدااا ده بس الخضرة عندكم تشد ...
توفيق بلؤم: الخضرة هي اللي بتشد! ياولااه ده انا الي مربيك بس استني اما ارجع مصر ...
جابر: هههههههه خلاص سماح...
توفيق بابتسامه: طيب يلا اركن و اقعد علي المصطبه واوووعي تدخل البيت،ابراهيم اخويا ممكن يقتلك انت فاهم !
جابر بحنق: فاهم فاهم انا مش عارف انتو اخوات ازاي!
توفيق: ولا انا يابني والله ...يلا وهخليهم يبعتولك غدا وادعيلي متأخرش ونمشي في نفس اليوم..
دق توفيق علي باب المبني المكون من طابقين كأغلب بيوت الصعيد ...فتحت احدي الخدم الباب وهي تغطي وجهها ...
روحيه: استاذ توفيق يا ميه الف اهلا وسهلا حمدلله علي سلامتك ثواني وهقول للحاج انك رجعت بالسلامه...
ضحك توفيق علي حماستها واقفل الباب خلفه بينما انطلقت هي كالقطار لاخبار اخيه بوصوله..جلس علي احدي المقاعد ينتظر ويتذكر مكالمه ابنه اخيه الغير معتاده له مساءا...
فلاش باك امس...
توفيق: الو مين معايا ؟
ابنه اخيه: الو ياعمي الحجني...
-ايه يابنتي مالك في ايه ؟ ابوكي جراله حاجه ؟
-لاه بعيد الشر ..بس مصيبه تانيه نازله علي دماغي اني..
توفيق بخوف: اهدي كده واحكيلي في ايه..
-اخوك عايز يجوزني ويجعدني من العلام ببجول كفايه الثانويه العامه مالوش لزوم تكملي ... والله اموت نفسي ده عايز يجوزني لواحد شيخ من سنه عشان معاه فلوس...
-يا نهار ابوه اسود ده متفق معايا تكملي ووعدني ...بصي يابنتي متقوليش ولا تعملي حاجه وانا من بكرة هكون عندكم متقلقيش...
انتهي الفلاش باك...
عاد الي الواقع علي صوت اخيه المرحب له، تعانق الاخوين في محبه فهم يعشقان بعضهم البعض بالرغم من اختلافهم في الطباع ...
ابراهيم بسعاده: اهلا ياولد ابوي نورتنا والله ...مجولتش ليه انك راجع كنت بعت الولد يستقبلك...
نوفيق: مالوش لزوم يا ابراهيم انا جيت مع جابر هو قاعد برا خلي حد يبقي يبعتلوا غدا وياخده وسط الرجاله ... انا ان شاء الله جاي صد رد وراجع مصر علطول...
ابراهيم باستغراب: باااه يونس و مرت اخوي مش براا ! في حاجه ولا إيييه ؟!
- لا انا جاي في موضوع ولو انت عاقل كده نخلصه بسرعه...
- اجعد طيب...
ثم اردف ابراهيم بصوت امر اعتاد عليه ...
- ياروحيه اعملوا شاي وجهزوا الغدا لتوفيق وطلعوا للي معاه وجولي لمحمد ما يفارجهوش ويجوم وياه بالواجب...
خبط ابراهيم علي ساق اخيه كأشارة ترحيب: نورت بيتك ياخوي، بس اعرف في ايه بالظبط الا اني اتوغوشت جوي ؟!
توفيق بحزم: انا جاي وناوي اخد بدور معايا ...
-بدور بنتي ! تاخدها كيف يعني مش فاهم عليك ؟!
توفيق: احم مش هي خلصت الثانويه ! وانا اتفقت معاك اني هاخدها تدرس عندي وانت قلت ان شاء الله هنشوف وادي وقته جه اهوه ..انا قدمت ورقها في التنسيق وهيطلع الاسبوع الجاي فقلت اجي اخذها من دلوقتي...
ابراهيم بغضب: كلام ايه ده ياخوي انت اتجنيت ولا إييه واحنا من ميتا بنودي بناتنا تتعلم بعيد ولا تتعلم اساسا الحورمه ملهاش غير بيت جوزها وانا اخترتهولها ...
قاطعه توفيق بنفس الغضب: جوزها اللي قد ابوها مش كده ..مش مكسوف من نفسك ياجدع انت وانت بترمي بتك لواحد قدك !
-الراجل مايعيبوش سن او شكل المهم اللي يملكه يا خوي ولا انت المدينه غيرتك...
-انت اللي جشعك غيرك ياخويا وبعدين كلام الصعيدي الصح مبيرجعش فيه ولا ايه..
ابراهيم بضيق وهو يشعر بضعف حجته: اني موعدنس اني جلت ربنا يسهل والبت جالها عدلها اجوله لااااه !
توفيق بتفكير: طيب احنا نتفق انا عارف انك همك الفلوس وانا همي تعليمها واحنا مش هنخسر بعض عشان واحد صح ولا ايه ياخويا !
ابراهيم بتأفف: جول اللي في دماغك انا عارفك زين ...
لمعت عين توفيق بانتصار واستمر في حديثه: انا عايز بنتك لابني يونس ...
ظهرت اسارير الفرح علي وجهه وقال بسعاده: مجولتش ليه من الصبح فالح بس تنكد عليا بكلامك الماسخ...
توفيق يقاطعه: اسمعني للاخر وعشان يونس مهندس وليه مركزه لازم بدور تكمل تعليمها...
بدت علامات الغضب علي وجهه إبراهيم: يعني ايه ! ابنك بيشترط عليا مش عجباه بنتي ولا ايه...
توفيق بحده: ماتهدي كده يا جدع انت ! الواد ماتكلمش لكن بدور لما تكمل تعلمها انت كده بتحقق رغبتهم هما الاتنين فان هي تكمل تعليمها وحقه انه يتجوز وحده في مستوي تعليمه وساعتها بقااا الفدادين والشعل بتاعنا مش هيتقسم وهيتوحد زي مانت كنت عايز...
ابراهيم وهو يحاول ان يحرك افكاره برأسه: طيب والموضوع ده هيتم كيف ؟ هيتجوزها وهتكمل تعليم عندكم ...
توفيق بتوتر: لا طبعا هو لسه بادئ شغله اديلوا فرصه سنتين علي الاقل وكمان تكون بدور فاضلها نص المشوار...
ابراهيم بحنق: يعني لساتني هستحملها سنتين دراسه وتوجع دماغي بالكتب ليل نهار..وبعدين ايه يكون نفسه ديه هو ناسي ان علي جلبك فلوس قد إكده !
توفيق ببراءة: وهتستحملها ليه انا هخدها معايا ...انا اللي الفلوس علي قلبي قد كده شوف نفسك ...
-ليه ان شاء الله ماتتعلم إهنه !
-لا اصل هي ناويه علي هندسه بأذن الله يعني انا اللي هفيدها ...
ابراهيم وهو يكاد يشد علي شعره: ماتتنيل تدرس لوحدها كيف الخلق يأما تجعد خالص في البيت، وبعدين كيف يعني ادهالك وابنك رايدها ! إييه هنغالط في الاصول من الاول...
توفيق بهدوء و ابتسامه صفراء: اخلص يا إبراهيم انا هاخدها يعني هاخدها وبالنسبه ليونس فهو مستقل اصلا في شقه تانيه...
ابراهيم بعند: لااااه مش موافق بردك...
توفيق و قد وجد ما سوف يجذب أخيه الذي لا يري سوا المال والمصلحه: احم مش انت مش شهرين كنت عايز تدخل المشروع اياه ده وتاخد إيراد المحاصيل لوحدك وانا اخدها السنه الجايه بدالك...انا مستعد اتنازلك عن نصيبي في المحاصيل السنه دي و مش عايز اخذها بدالك السنه الجايه ...
لمعت عين إبراهيم وبدأ يلعب بشنبه كأشارة تفكير: اممممممم وانت هتستفاد إييه ؟!
توفيق بضيق: هستفاد راحت ابني وبنتك اللي مش عارف مستحملاك ازاي ...فكر فيها شويه مش كده يا ابراهيم انسي الفلوس حبه وبص لمصلحتها...
-هترجع لحديثك الماسخ تاني هاجوم وما هعاوشد اتحدث معاك ...
توفيق: خلاص خلاص قوم يلاا قول لبدر البدور تجهز عشان لازم ارجع مصر انهارده عندي شغل مهم بكرة..
ابراهيم بسخريه: وانت إيش ضمنك اني راح اوافج اصلا...
ضحك توفيق: وتضيع الفلوس دي كلها يا راجل قول كلام غير ده ...
ابتسم ابراهيم ابتسامه تؤكد علي كلام أخيه ..و فكر في طريقه لاعطاءه بدور ثم استرجاعها مرة اخري دون ان يخسر فرصه اخذ المحاصيل كاملة...
ابراهيم بموافقه: ماشي ياولد ابوي ..بس لو غلطه واحده وصلني خبر بيها هترجع بيت ابوها تاني ...ويبجي اتفاجنا لاغي ...
ابتسم توفيق فهو يثق بأبنه اخيه و بأخلاقها: تمام يا خويا ...
...
في غرفه بدور...
بعد ان اخبرت روحيه الحاج إبراهيم بوصول اخيه العزيز هرعت الي غرفه بدور واخبارها بالخبر السعيد ...
روحيه بفرحه: يا بدور استاذ توفيق ايجا تحت اهاه...
بدور التي كانت مستلقيه علي سريرها وتفكر في مستقبلها المظلم اذا لم ينجح عمها في إنقاذها ... وقفت سريعه بابتسامه مرسومه علي كامل وجهها...ورفعت يدها الي السماء...
-الحمد والشكر ليك يارب ...ومسمعتيش اتحدثوا في إييه ...
روحيه بفرحه: لاااااه مشيت طوالي عشان اخبرك بس وانا بطلع الغدا للي معاه سمعتهم بيتحدثوا عن الجامعه اللي عايزة تروحي فيها وتبجي حاجه كااابيرة ...
ابتسمت بدورعلي بساطتها: طيب روحي انتي وحاولي تسمعيهم تاني...
ما أن اكملت حديثها حتي فتح والدها الباب ودخل بوجهه الخالي من المشاعر كعادته ...
ابراهيم بحده: عمك جاي ياخدك عشان تكملي علامك اهناك حسك عينك يابنت توحيده تعملي غلطه ولا تنزلي براسي ساعتها هعمل المستحيل وارجعك اهنيه تاني... انا مش راضي عن اللي بيحصل ديه بس مش راح زعل عمك مني... ويمين بالله لو وصلني اي حاجه عنك لاكون جاي بنفسي كاسر راسك انتي فاهمه !...
هزت بدور رأسها سريعا وهي تحاول اخفاء ابتسامتها وتهدئة قلبها الذي يطير فرحا ...
-حاضر يا بوي اللي تشوفه والله مهعملش ايتوها حاجه الا اني ادرس وبس...
نظر لها بعيون صقر ثاقبه واستمر قائلا: اجهزي ساعه وتكوني تحت بخلقاتك و كل شئ هتحتاجيه معاكي...
خرج واخذ الباب معه بعد ان رمق روحيه نظرة ذات معني ...
فلم تشعر بدور بنفسها الا وهي تقفز وكأنها تطير داخل الغرفه و ابتسامتها لا تفارق وجهها ... احتضنت روحيه التي تعشقها فهي من اهتمت بها وأختها بعد وفاة والدتها التي توفت وهي تنجبها وتعرف هيئتها من الصورة التي تحتفظ بها اختها الاكبر ليلي ...
اختفت ابتسامتها قليلا لدي تذكرها لاختها التي تزوجت منذ سنتين ل علي هو شاب وسيم وفتيات المركز يتوقون للوصول اليه ولكنه رجعي كوالدها تمام ...كانت بدور تظن انها سعيدة فعندما رأته أختها اول مرة خطف روحها معه حتي انها كادت تموت فرحا في اليوم التالي عندنا تقدم لطلب يدها و كلما ذهبت لاختها وجدتها تنظر اليه بحب واذا نظر اليها ابعدت نظرها بسرعه وكأنه سيعاقبها ان رأها... ولكن لماذا التغير عندما تحدثت معها امس !
###########
فلاش باك لليوم السابق...
ليلي بغضب وحسرة: يعني ايه تتجوزي هو لعب عيال ولا إيييه ..عمي متفج معاه من زمن انك تكملي وتخدي الشهادة ...هو هيفضل يرمينا إكده واحده ورا التانيه... طيب انا اتجوزت واحد جريب من سني لكن الي جايبه ليكي ده انتي جد عياله ...
بدور بتعجب: يرمينا كيف يعني ؟ انتي مش بتحبي علي ولا إيييه ؟!
جلست ليلي ترمي بثقل هموها علي السرير: بحبه ياختي بس يارتني محبيته بتعذب كل يوم معاه مش لاجيه نفسي وياااه واصب...
بدور بخضه: هو بيعملك وحش او بيمد يده عليكي ؟!
ليلي بسرعه: لاااااه يضربني كيف يعني انتي اتجنيتي ده انا كنت سيبتله الدوار و معودتهوش تاني ده انا ليلي انتي متعرفنش ولا إيييه !
ضربت بدور كف علي كف: امال بيعذبك ازاي يعني متجننيش عاد !
ليلي بحسرة: مش عارفه اجولك ايه ساعات احسه بيحبني وابقي كيف الملكة بين يده، يطلع عليه الصبح يتحول ويبقي بيلف حوالين نفسه في مصالحه ولو بيحكي لحد مشكل علي التلافون وانا اجوله حل يوجفني ويجولب مالكيش صالح انتي روحي لعيالك ...كأني عبده عنديه من غير عجل...
بدور تمط شفتاها لليسار: سبق واتحدثنا الحديث ديه وجلتلك ده زي ابوي مصدجتنيش وجلتي بحبه تستاهلي اللي يجرالك ...
ليلي بقهر و غضب: 3 سنين وعندنا دلوقتي ماهر و فاطمه ...ومفيش مرة جالي بحبك...
بدور بتفكير: جربتي تكلميه ؟!
-لا مجربتش ومش عايزة، انا عارفه هعمل ايه معاه ويانا ياهوو ...
انتهي الفلاش باك...
###########
بدور بتنهيده: ربنا يستر عليكي...
روحيه بضحك: بتحدثي روحك ..الفرحه لحستك يابدر البدور...
شهقت بدور من الخضه: يالهوووي علي سنيني يلا بسرعه ساعديني اجهز جبل ابوي مايغير رأيه تاني...
كانت بدور تشعر بسعاده غارمه وتحلم بما ستفعله عند الذهاب للقاهره والاماكن التي ستزورها مع زوجه عمها ... والتحدث بلهجه اهل المدينه فهي متقنه لها وتجبر عمها دائما علي التحدث معها وتعليمها الفرق بين الكلمات ...
جهزت بدور وبعد مرور عدة ساعتين ارتدت بدور خمارها الذي لا يظهر سوا عيناها الجذابة المكحله ورافقت عمها توفيق الي السيارة مع جابر الذي سيقود بهم حتي يصل الي القاهرة المعز ...
انطلقوا بعد توديع إبراهيم وروحيه لهم ...
ابراهيم بضيق بعد ان انطلقت السيارة: اما نشوف اخرتها معاكي يابنت توحيدة...
سمعت روحيه كلامه ورمقته بنظرة غاضبه فهي تعلم تمام ما بداخل حب طفولتها و حياتها التي لن تحصل عليه ابدا ! فقد وعدت نفسها بأن تحافظ علي نفسها وابنائه منه، هو من فضل توحيدة عليها لمكانة عائلتها وكسر بقلبها ...توحيدة صديقتها العزيزة الملائكيه الطبع ...التي وعدتها قبل ان تفارق الحياة بأن تحمي بناتها وتهتم بهم كأمهم وستفعل ذلك حتي لو اقتضي الامر الوقوف في وجه والدهم !
رأي إبراهيم نظرتها له فأقترب منها وهو يحفظ ملامحها في قلبه، الذي يجبره علي السكوت والخمود كلما رأها ..فهي من رفضت الزواج منه بعد وفاة توحيده وفضلت العمل كخادمه لرعايتهم ولن يهين نفسه مرة اخري ...
ابراهيم لنفسه: عايزة تبجي خدامه يبجي تتعاملي كيفها ..
كاد ان ينطق بكلام جارح كعادته ولكنها سبقته بكلامها...
روحيه بلا مبالاه: الدوار خلا من البنات ... وبكده اني دوري انتهي ..انا هرجع علي دواري ولما حد منيهم يعاود ابقي شيعلي ارجع تاني ياحاج...
وقف في صدمه من موقفها السريع و لم يستطع النطق وهو يراها تغادر حتي اختفت عن انظاره...
_________________
في القاهرة ...
يونس بغضب: انتي بتقولي ايه يا ماما بابا قال كده ؟!
ايمان تحاول تهدئته: يابني افهم بس دول كام شهر بس لحد البت ما تاخد علينا ...
- انا أيه دخلي انا تاخد ولا تتحرق ...وبعدين احنا ناقضين ابوها ده... انتي عارفه عمي مش بيطقني ومستحملني بس عشان مصالحنا معاه ...شايف اني بتفلسف وهو بس اللي صح وانا بكره النوعيه دي جدا...
-يابني والبنت مالها ومال ابوها دي طيبه اوي وعندها طموح يرضيك يعني بنت عمك بتحارب الدنيا كلها وانت مش عايز تساعدها..
اغمض عينيه فهو يعلم بصحه كلام والدته ومهما كان ف الصعيدي بداخله يحفظ الاصول عن ظهر قلب ...
-خلاص يا امي اللي يريحك انا هروح ابات مع جابر في الشقه اللي قدمنا واديها اوضتي بس عايز انقل كتبي ومشاريعي الاول...
إيمان بسعاده من رد ابنها: حبيبي ربنا يخليك ليا ... اصلا مش هتحس بيها معانا دي نسمه وزي العسل ...
يونس بتنهيده: يارب يا امي يارب ..
سرح يونس يفكر في عيون عسلي حالمه يراها من تحت خمار صاحبتها دائما ...عيون كانت سببا في منعه عن النوم ليالا طويله وارهقت تفكيره ...
يونس بغضب لنفسه: ماتحاولش تفكر فيها انت مشفتش منها غير عنيها وبس وبعدين دي بنت عمك يعني مينفعش تفكر فيها كده هي دي الرجوله ...
3 سنوات ! 3 سنوات طويله منذ اخر زيارة له لبلدته خوفا من ان يراها مرة اخري وتذهب عقله تماما...
يونس بهمس وكأنه يجرب الاسم علي لسانه: بدر البدور ...
↚
يونس بهمس وكأنه يجرب الاسم علي لسانه: بدر البدور ...
إيمان: بتقول حاجه يا حبيبي ...
يونس بتوهان: نعم ؟! لا لا انا بس كنت بفكر ...
-طيب يلا ساعدني اشيل الهم التقيل ده ... انا حاسه انك هتتجوز كتبك ومشاريع دي ف الاخر ...مش ناوي تفرحنا بقا ولا ايه ...
كلام والدته اعادته الي تلك العيون العسليه فرد بهدوء وابتسامه ...
- ان شاء الله يا ماما كله في وقته ماتستعجلنيش...
بدأ كلاهما ينقلان اشيائه من غرفته الي الشقه المقابله ...فهم يعيشون في بناء مكون من طابقين و كل طابق به شقتان ...الطابق السفلي مجهز للضيوف اما الطابق العلوي فشقه لعائلتهم وشقه لجابر الذي عاش معهم منذ وفاة أبيه ... وهو نادرا ما يبقي فيها الا للنوم وكل حياته وطعامه معهم فهو مثل يونس تماما بالنسبه اليهم...
في هذه الاثناء وصل توفيق وبدور وجابر الذي ارهقهما من الضحك طوال الطريق ...
جابر بمرح: لا والله ابدا انا اللي هشيل الشنط هو انا كيس جوافه...
ضحكت بدور و كادت ان تزيل الخمار للتحدث معه ولكنها لا تريد ان تغضب عمها ولا تعلم كيف سيكون الامر بينهم فهو لم يذكر شئ عن خلعها له...
بدور بعيون مبتسمه: شكرا هتعبك..
توفيق بضحك: والله ما انا مزعلك وفي صناديق ف العربيه ابقي طلعهم معاك ...
تأفف جابر في سره: كان لازم اعمل فيها ابو زيد الهلالي ..اشرب بقااا وشيل...
امسك توفيق يد بدور يربت عليها و قال: يلااا بينا دي مرات عمك مستنياكي علي نار ...
صعد توفيق وكان يشعر بتوتر بسيط من موقف ابنه تجاهها...
توفيق لنفسه: اومال لو عرف بقي اني دبسته في جوازه هيعمل ايه ! يعمل اللي يعمله بقا هو هيلاقي احسن من بنت اخويا فين...صحيح هو رمه بس البنت مفيش زيها ما شاء الله عليها...
وجد باب الشقتين علي وسعهم فعلم انهم مازالوا ينقلون الاغراض دخل هو وبدور فوجد يونس يخرج من غرفته ومعه ملابس بعلاقاتها...
تسمر يونس في مكانه عندما رأي بدور امامه مع والده و كل شئ اسود حولها وكأنها ترتدي خيمه وليس خمارا ...عيونها العسليه التي تشع ضوء نظرت له مباشرا...التقت عيناهما لحظه توقف فيها الزمن من حولهم ...لحظه لن يشعر بها سواهم ...لحظه فاق منها يونس اولا وهو يحاول السيطره علي دقات قلبه...
يونس: حمد الله علي السلامه..
توفيق بابتسامه ورضا: الله يسلمك يابني روح شيل اللي في ايدك ده وتعالي عشان تسلم علي بدور... ولو تعرف تجيب الحاجه مع جابر من تحت يكون كتر خيرك...
رمقها يونس بنظرة اخري فوجدها تنظر له وكالعاده نظرت للجهه الاخري بسرعه وكأن شئ لم يكن...
-حاضر يا بابا ...
ابتعدوا عن الباب قليلا حتي يمر بينهم فلفحه عطرها بقوة،اغمض عينيه علي امل ان يحتفظ بها في انفه طوال العمر و ذهب بسرعه ...
يونس لنفسه بضيق: هي حاطه كل الكحل ده ف عينها ليه اساسا ! اكيد كل اللي شافها هيتجن من عينها دي ..
سكت لحظه ثم قال لنفسه: انت مالك انت ! خليك في حالك مش عايزين مشاكل ...
اما بدور فشعرت بوجهها احمر كالورود من لقاءها لعينيه وحمدت الله علي ارتداءها للخمار الذي اخفاها عن انظار الجميع...
بدور لنفسها: في ايه اعقلي مالك ! عمرك ما شفتي رجاله قبل كده وبعدين ده ابن عمك وفي مقام اخوكي ... انتي مش ناقصه مصايب ابوكي حاطك في دماغه خليكي ورا حلمك احسن...
خرجت إيمان عندما سمعت اصواتهم: حبيببببببتي حمدلله علي السلامه ياقلبي وحشتيني اوي يا بدور ...
بدور بسعادة: وانتي اكتر يا مرات عمي وحشتيني اوي اوي اوي ...
-يابت قوليلي يا ماما انتي فاكرة نفسك كبرتي عليا ولا ايه ... بس حقيقي مش مصدقه ان ابوكي رضي اخيرا يخليكي تيجي عندنا ..
-هههههههههه احلي ام في الدنيا ...اسكتي خلي كلامنا خفيف عليه...
توفيق بضحك: تعالي ياسوسه اقعدي ارتاحي روحي يا ام يونس هاتلها عصير ولا حاجه..
بدور برف: لا يا ماما متتعبيش نفسك ونبي..
إيمان بسعاده: بس يا بت روحي اقعدي جنب عمك ثواني ورجعالكم ...
عاد يونس اليهم ..ووجهه يظهر عليه علامات الضيق...
توفيق بتحذير: احم اقعد يا يونس عايزين نتكلم في شويه حاجات مهمه بس بدور ترتاح شويه ..
بدور بسرعه: انا اكتر من مرتاحه والله ياعمي ...قول اللي عايزة...
استغرب يونس من لهجتها التي لا اثر للهجه الصعيدي بها ...
يونس بشئ من السخريه: انتي بتتكلمي عادي ولا كأنك من الصعيد يعني هو عمي اتمدن امتي ؟!
شعرت بدور بحرج واحست بدموع في عينيها ...و ما ان خرجت الكلمات من فمه حتي ندم بشده واراد لو يسترجعها...
توفيق بحده: يونس انت اتجنيت ! اتكلم عن عمك كويس...
اغمض يونس عينيه ولم يرد علي والده و حاول ان يلتقي بعيناها ولكنها ابت النظر اليه مرة اخري ...
توفيق: احم اقلعي يابنتي اللي علي وشك ده انا عارف ايه اللي ابوكي بيلبسهولك ده !
ارادت بدور الرفض فهي تريد الاختفاء عن انظار يونس في هذه اللحظه ولكنها استسلمت لرغبه عمها...
نظر لها يونس بترقب وشعر بدقاق قلبه في سائر جسده...
رفعت بدور خمارها لتظهر ملامحها الفاتنه وبشرتها البيضاء التي لم تمسها الشمس وعينيها البارزة والتي تحرص علي اظهار جمالها بكحلها الاسود وكأنها تتمرد علي هذا الخمار التي تجبر علي ارتداءه ...
نظر لها يونس بذهول ودقات قلبه متسارعه،خطفت انفاسه بجمالها الشرقي الاصيل وبساطتها في هذه اللحظه...
دخل جابر وضع الصناديق وبدأ يمط ظهره من الالم نظر اليهم وجد بدور بجمالها الباهر امامه...
جابر بذهول: يخربيتك ايه الحلاوة دي ! ليه حق ابوكي يلبسك الخمار ده ...انتي لولا انك قريبتي كنت خطفتك والنعمه ...
احمرت وجنتيها من حديث جابر بينما تحدث توفيق...
-يابني اتلم بدل ما احبسك برااا ... مالكش دعوه ببنت اخويا..
ايمان بثقه وهي تنظر الي يونس وتتمني: معلش معذور هيلاقي فين جمال زي ده هنا...
خجلت بدور من حديثهم وابتسمت وهي تنظر ليداها امامها ...
انشغل الجميع لساعات في حديثهم وضحكاتهم ... ما عدا يونس الذي كان يغلي من الغضب من اندماج جابر وبدور ..فعيناها لا تهربان منه كما تفعلان معه وتضحك علي ما يقول وما يفعل كأنه الوحيد في الغرفه..اتتجاهله عمدا حسنا هو افضل من هذه التراهات !
استأذنت إيمان وتوفيق لغرفتهم حتي يجهزوا للنوم واخبروهم بأنهم سيعودوا مرة اخري.. مما ازعج يونس بشده من تصرفات ابيه الذي لم يتخلي ابدا عن عاداته فلما الان يتركها مع جابر ومعه !
لم يعلم ان والدته ووالده لاحظا اهتمامه ونظراته الدائمه نحو بدور فرغبوا ان يثيرا فيه اي مشاعر تجاهها...
قضب يونس جبينه وحاجبيه ونظر بغضب لبدور وقال بحده: قومي ادخلي يلااا ...
نظرت له بدور بتعجب من لهجته وقالت في نفسها ...
-ماله ده هو هيتنطط عليا من اولها عشان عندهم...
كادت ان تهينه بردها فاوقفها صوت جابر...
-ايه يا جدع البجاحه دي ماتسبها براحتها...
يونس: الدنيا اتأخرت تدخل تنام و زي ما سمعت بابا من بكرة هتجهز لجامعتها...
نظرت بدور لجابر متجاهله يونس: انا متعوده علي السهر ومهما حصل هقوم اصلي الفجر واصحي ...
ابتسم لها جابر بحب وقال بدلال وهو يضع يده علي خده ...
- هيييييح وايه كمان ؟!
انفجرت بدور ضاحكه علي افعاله و ضحك جابر الذي اراد ان يخرجها من قوقعتها ويجعلها تعتاد علي الناس من حولها كما اخبره توفيق...
اغتاظ يونس من تجاهلها فانفجر بها ووقف من مكانه: ايه قله الادب دي انتي ازاي تضحكي بصوت عالي كده ! مش معني انك سيبتي ابوكي وجيتي هنا اننا هنسيبولك السايب في السايب اتعدلي انتي قاعده وسط رجاله !
جابر بفزع: في ايه يا جدع انت اللي بتقوله ده...
لم تستطع بدور ان تمسك دموعها هذه المرة فبكت بغضب ونظرت له بحده علي اهانته وقالت بحده متناسيه رغبتها في الحديث بلهجتهم ...
-انا مش جليله الادب ياابن عمي .. بس واضح ان بعادك عن بلدك نساك الاصول مع اهلك وناسك ...عن اذنكم...
ذهبت بدور كالاعصار للذهاب للداخل فوقفت عند باب غرفتين لا تعلم اين تذهب ... ليساعدها صوت جابر الذي اصبح بمثابه صديقها الان ...
-الاوضه اللي علي اليمين يا عسل...
هزت رأسها وكأنها تشكره ودخلت سريعا واغلقت الباب خلفها...
رمي يونس بجسده علي كرسيه بعنف وهو يحاول ان يسيطر علي اعصابه ...بينما ينظر له جابر بغضب غير مصدق افعال اخيه الغير شقيق...
جابر: في ايه يا يونس ...ليه قله الذوق دي كلها مع بنت عمك ! ده انت بتحترم الغريب يا راجل !
يونس بحده: لو سمحت ماتتدخلش وياريت تفتكر انها بنت عمي يعني المسخره اللي كنتوا عملينها دي متمشيش معايا...
جابر بضيق: مسخره ! لا ده انت اتلحست بقااا...انا هروح اتخمد ...
وهو ذاهب رأي خمار بدور واقع علي الارض...
جابر لنفسه: اكيد وقع لما اتعصبت ومحستش بيه ...
اخذه من الارض ونفضه مره فنظر نحوه يونس يري ما يفعله ...وجد جابر يقرب الخمار من انفه...اشتعل غضبه مرة اخري...
اتجه نحوه بسرعه البرق وسحب الخمار بسرعه قبل ان يقربه من وجهه ...
جابر بتوتر: في ايه ياجدع انت انهارده ؟! خضتني !
يونس بنظرة ثاقبه: انت اللي في ايه ! ماسك الخمار ليه !
-لقيته في الارض وبشيله عشان اديه لبدور ...غلط ولا حاجه..
-لا متشكرين افضالك انا هدهولها...
ضحك جابر وذهب من امامه وقال: علي اساس انها بتطيقك اصلا ...
كانت لهذه الكلمات اثرها علي يونس وتوعد لبدور...فكيف تتجاهله وهو من يشغل افكار النساء من حوله وتزعزع ثقته بنفسه ...
يونس لنفسه: ماشي يا بدور انا هوريكي مبقاش انا يونس الشرقاوي لو مربيتك ...
خرج توفيق الي الحمام فوجد يونس ممسك بخمار بدور ويتحدث لنفسه ابتسم لنفسه ...
توفيق بمكر: مالك يابني..
اخفي يونس الخمار ورا ظهره بسرعه وكأن والده قبض عليه يسرق وقال بعيون واسعه ...
-احم ولا حاجه يا بابا انا داخل انام عايز حاجه ؟!
-الله ! هي بدور و جابر راحوا يناموا..
-اه ..
-طيب عدي عليا بكرة بعد الشغل عايزك ضروري...
-حاضر يا بابا ...
رمق باب غرفته سابقا وغرفة بدور حاليا نظرة سريعه واتجه نحو باب الشقه ليعود الي شقه جابر...
في غرفه بدور مسحت دموعها بعنف ...
-هبله بتعيطي ليه كنتي خبطي كف ومهمكيش حد ...
ضحكت علي ما تقوله وتخيلت نفسها هي صاحبه ال 5 اقدام وهي تحاول الوصول لوجه يونس ...
قالت لنفسها: طويل ليه كده ده ...كتوا القرف ..ده انا هوري الويل هندمه علي اللي عمله معايا..
غيرت ملابسها و اتجهت لتنام ..اخذت الوساده في احضانها واغمضت عينها...
فتحت عينيها فجأه واستنشقت الوساده بيدها ...
بدور بصدمه: ايه ده هي المخده دي ريحتها زي...! معقوله !
نظرت حولها وجدت صور يونس وشهاداته معلقه علي الحائط ..انتفضت بسرعه واحمر وجهها ..هل تنام علي فراش نام هو عليه ومازال يعبق برائحته الرجوليه الرائعه ؟!...
بدور بغضب علي نفسها: قصدك ريحه معفنه هو مش بيستحمي ده ولا ايه !
نظرت الي الفراش مره اخري وتنهدت وعادت لتنام ولكن دون ان تحتضن الوسادة يكفي انها تشعر برائحته التي تحيط بها وكانها نائمه في احضانه ...
خجلت علي هذه الافكار وابعدتها سريعاا ...
بدور لنفسها: اه انا هقلب علي ليلي شكلي !صحيح ليلي لازم اكلمها !...
ارتدت شال فوق ملابسها الطويله وخرجت تبحث عن هاتف ...وجدت عمها خارج من المطبخ ومعه ابريق الماء ...
بدور: عمي الحمد الله انك صاحي...معلش هو ممكن اخد تلفونك اكلم ليلي انا مشيت معاك بسرعه ملحقتش حتي اسلم عليها خفت ابويا يتلكك...
توفيق: طبعا يابنتي خدي تلفوني وبكرة ان شاء الله هخلي يونس يجبلك واحد..
اخرج توفيق الهاتف من بجامته واعطاه لها ...بينما هي لعنت يونس الف مره في عقلها...
بدور بابتسامه: شكرا ياعمي انا مش عارفه اشكرك ازاي علي كل حاجه عملتهالي انت بجد انقذتني...
قبلت يده بحب فهو يعوضها دائما عن الحنان الذي لم تعرفه من ابيها...
توفيق بحب: امشي يابت جوا يلا كلمي اختك ونامي متسهريش..
-حاضر ياعمي...فريرة ههههههههههه
-ههههههههههههههه اروبه ..
-تصبح علي خير...
-وانتي من اهل الخير...
دحلت الغرفه بسعاده واتصلت علي اختها...
-ااالوووووه...
-الو يا ليلي ..انا بدور..
ليلي بقلق: اخس عليكي اكده بردك تمشي من غير ما تجوليلي ...منك لله يا شيخه جلبي كان وجعني عليكي طول اليوم...
بدور بضحك: طيب افهم ايه انتي إكده بتحبيني و لا بتكرهيني...
ضحكت ليلي وقالت بحب: طمنيني عليكي يا حبيبت جلبي انتي منيحه ... انا فرحانه جوي ان عمي جدر ياخدك من ابوي...
- منيحه دي ولا حاجه جمب اللي انا حساه دلوك ...ربنا بيحبني جوي جوي ...عمي جال اني هستني التنسيق ومتأكد اني هدخل هندسه وابقي زييه...
ليلي وهي تشعر بسعاده لاختها وبعيون دامعه: هتبجي اجمل واحلي واشطر مهندسه في الدنيا دي كلاتها ...
شعرت بدور بها فقررت تخفيف الجو قليلا: الولا ماهر العفريت فين ههههههههههه جتل البت فاطمه ولا لسه إياك...
-هههههههههههههههههه لااه مع ابوه راح هو وفاطمه يناموا مع جدتهم ...
بدور بخبث: اممممممممم قولتيلي...وابوهم هيبيت عند امه راخر ...
فهمت ليلي قصدها: امشي يا جليله الحيااا ههههههههههههههه ...
بدور:ههههههههه يا فهماني انتي...
استلقت ليلي علي سريرها وقالت بحب وسعاده: روحي انتي وجلبي وكل ما ليا في الدنيا...
علي بصوت اجش: بتكلمي مين ؟!
سقط الهاتف من يدها بخضه: اااااااااه خضتني !
علي بغضب توجه نحو الهاتف ووضع السماعه علي اذنه ...سمع بدور وهي تتساءل عن ما حدث لاختها ...اخذ نفس عميق ومد يده بالهاتف نحو ليلي...
التي نظرت له بحزن وغضب وعاودت محادثه بدور: روحي يا بدور ..علي اجا، هبجي اتحدث إمعاكي بعدين...
اغلقت الهاتف ونظرت له بغضب وهو يخلع ملابسه ويعطيها ظهره ...
ليلي لنفسها: يعني كومان بتشك فيااا !
ليلي وهي تحاول تتجاهله بعينيها: انا راجعه دوار امي الحاجه تاني...
علي بلا مبالاه: لاااه...
-لاااه كيف يعني ؟انا زهجانه جوي اهنيه ...
شعر علي بضيق وغضب فهو انتقل الي هذا البيت الجديد علها تقترب منه ففي خلال سنوات زواجهم الماضيه كان يشعر وانها تفلت من بين اصابعه، لقد احبها منذ ان وقعت عيناه عليها في احد الافراح وهي تخلع الخمار ومن وقتها وانقلب كيانه ولم يهدأ له بال حتي تقدم لطلب يدها في اليوم التالي...ولكنها أرهقته اصبح لا يعرف ان كانت تحبه ام لا ...نساء كثيرة اخبرته رغم قيودهم انهم احبوه الا حبيبته لم تنطقها...
علي لنفسه بغيظ: ان شاء الله عنها ما نطجت يعني كومان مش عاجبها اني جبتها دوار لحالها و لا اننا هنفضل مع بعض اكتر ...لاااه مش طايجه تجعد معاي حتي...
-في إيييه يا ليلي اتمسي ونامي يلا انا جلت لااه يبجي لاااه...
ليلي بغيظ ايوة صوح انت جولت لاااه ... يبقي اخرس اني ومتكلمش واصل ...
اتجهت نحو فراشها بغضب لتنام...نفخ علي ودعك عيناه بعنف واتجه ورائها...
علي لنفسه: حاول تكلمها انت يابن الحلال فالح بس تشخط وتنطر في رجاله بشنبات وحتت حرمه مش جادر عليها...
-احم انتي اتعشيتي...
ظنت انه جائعه فانتفضت بسرعه فالحب حب حتي في اشد لحظات الخناق...
-ثواني و اجبلك الواكل ...
-استني عندك اني مش جعان ...انا بسألك انتي...
رفعت حاجب بتعجب من سؤاله الغريب واحست بفرحه صغيرة تنفتح داخل قلبها فهو يهتم اخيرااا ...هي لاتتذكر اخر مرة سأل فيها عنها غير ماذا تريدين او خذي واشتري ما تريدي ؟
كان التوتر يتأكل علي ويشعر بالسخف الان ستظن انه مجنون ...اي رجل سخيف يسأل عن الطعام ...
ابتسمت ليلي بالرغم من غضبها ابتسامه صغيرة...فنسي كل أفكاره ووجد نفسه يوازي ابتسامتها...
علي لنفسه: يابوووووي الضحكه دي بجالي كتير مشفتااش ..ده انا كل يوم هسأل عن الوكل لو هيخليها تضحك إكده...
-احم ايوة الحمدلله ...
نظرت له بحب ولكنها نظرت بعيدا بسرعه فقد سمعت دائما اراءه عن المرأه التي تحب ... يحط من مكانة المرأه ان احبت بداعي انها قليله الحياء...المرأة تتزوج و تنجب وتطيع زوجها هذا كلامه لماهر و رجاله دائما...
شعر للحظه بنظره حب تجاهه ولكنها ابعدتها وكأن شئ لم يكن ...
-طيب تصبح علي خير..
-وانتي من اهل الخير يا ليلي...
نام الاثنان كلا علي جانب ...يفكران في بعضهم البعض هو يخشي ان يبوح بحبه فتظن انه اقل رجوله و هي تخشي ان تظهر بحبها فيظن انها إمرأه سيئه !
↚
في القاهرة...
استيقظ يونس في الصباح الباكر واستعد للذهاب لعمله ولكنه قرر الاعتذار لبدور اولا بعد التفكير طوال الليل...
فتح باب غرفه جابر وجده نائم كالميت وفمه مفتوح ...ابتسم لنفسه وقرر ايقاظه ...
اقترب منه يونس ببطئ: يا سلاام حيوان نايم ..
اخرج هاتفه والتقط له بعد الصور وهو يضحك ويفكر كيف سيستغلها...
بعد ان انتهي ... اقترب من راسه وقال بصوت عالي:جااااااااااابر ...
انتفض جابر بخصه: اااه ااااه ...
-انت لسه نايم الدنيا خربانه برا وانت نايم...
جابر ولم يفق تماما من نومه وقف علي ركبته ينظر بتوهان ليونس:انا مش فاهم هو حصل ايه ...
امسك يونس بكتفيه وقال بجديه و حده: انت ناسي انك وزير دلوقتي يعني مينفعش تسيب مصالح البلد وتنام..
-هااااااه انا وزير...هو انا لسه نايم ولا ايه !
لم يستطع كبح نفسه وضحك يونس بشده علي صديقه الابله ...نظر له جابر بعيون ضيقه واراد ان يلكمه ولكنه وقع من السرير مما زاد من ضحكات يونس ...
تأوه جابر علي الارض: اااه ضهري والله ما هسيبك يا يونس...
-تستاهل عشان تنام متأخر وتسيب شغلك يا معفن يلا ورايا بسرعه نلحق نفطر قبل ماما ماتروح المدرسه وبابا ياكل الاكل كله ...
تركه واتجه الي شقتهم اراد ان يفتح بالمفتاح ولكن قرر عكس ذلك و دق الباب حتي لا يحرج بدور اكثر...
هي ثواني معدوده وفتحت له والدته الباب..
-صباح الفل يا ست الكل...
-صباح الورد يا حبيبي..
قبل رأسها ونظر حولها عله يراها لكن بدا انها مازالت نائمه ...شعر بخيبه امل ونظر لأمه وهي تنظر له بتتسائل ؟!
-احم بابا فين ؟ معقول نايم كل ده ...
-لا نزل يجيب عيش اصل المحروسين عيالي نسوا يجيبوا بليل...
ضحك يونس بخجل: اسف يا ماما دماغي كانت مشغوله امبارح..بس انا باخد الزباله متنكريش هاااه...
دخل جابر عليه: كداب يا ماما بيسبهالي تحت ارميها ...
-اه صح زي ما كنت بخليك تعملي الواجب واحنا صغيرين صح !
-ههههههههههههه قلبك اسود اوي يا زميلي انت لسه فاكر..
-زميلي!ده اسلوب محامي ده ..ارتقي شويه ..
ايمان بضحك: هتفضلوا ناقر ونقير لحد ماتعجزوا صح ...ربنا يخليكم ليا...
-وانا يا ماما ؟
جاءهم صوت بدور من الخلف مرتديه عباءه استقبال غايه في الجمال وطرحه بسيطه عليها ...
-انتي ؟! انتي قبلهم طبعا يا قلبي من جوا !
جابر بضحك: ايوة يا عم المدلع .. بس ايه الحلاوة دي ع الصبح ..اوي مرة احب الصبح كده ..
-ههههههههههه انت مش طبيعي زي ما عمي حكي عنك بالظبط...
نظر يونس لجمالها الرقيق و كحلها الذي لا تزيله ابدا و يزين عينها ويبرز اهدابها البنيه الطويله...
-احم صباح الخير..
رفعت انفها وقالت بلا مبالاه: صباح النور ..
نظرت الي إيمان بينما انزعج هو من قله اهتمامها به...من تظن نفسها !
يونس لنفسه:يا سلااااام ايه التناكه دي هي فكره نفسها بنت بارم ديلو ؟! وانا اللي فكرت اعتذر ده لما تشوف حلمه ودنها ...
بدور بابتسامه: اساعدك يا ماما ...
ايمان تبادلها نفس الابتسامه: لا ياقلبي انا خلصت بس ممكن تفرشي المفرش ع السفره عقبال مااجي ...اه جابر تعالي اقفلي الانبوبه الا ايدي بتوجعني انهارده والزفته معصلجه...
استغل يونس انشغالهم وذهب نحو بدور والتي كانت في نظره تتمايل كالعصفور بين كراسي منزلهم وطاولتهم ...
يونس بتوتر خفيف: اساعدك
وقفت للحظه ونظرت خلفها نحوه وقالت بتهكم ...
- لا يا ابن عمي..
-يونس..
نظرت له بتساؤل: نعم !...
-اسمي يونس ... هنا مفيش داعيلابن عمي وابن خالتي بنادي الاسامي زي الناس الطبيعيه !
خجلت من احراجه لها ولكنها تعلم انه من الطبيعي مناداه احدهم باسمه ولكن عادات والدها في الصعيد واجباره لها بان لا تنطق اسم رجل قد طبع عليها ...
بدور بضيق: و الله انا حره اقول اللي اقوله ولا انتم هنا بتجبروا الناس !
احمر وجهه من الخجل والغضب، يشعر بها بريئه وفي نفس الوقت قويه جدا ...ولكن ما قوتها بجانب قوته هو يونس الشرقاوي !
عادت إيمان بالاطباق ومعها جابر...
- امسك يا يونس مش عارفه ايدي اليمين دي مالها..
يونس بقلق: طيب اكشفي يا ماما ...تحبي نعدي علي اي مستشفي دلوقتي...
- لا لا مفيش داعي ...انا هعدي عليه بعد الشغل متقلقش...
بدور: خليكي انتي يا ماما انا هجيب الاطباق مع جابر..
اسرع يونس فقال بتعال
-اقعدي هي تجبهم من جوا ...
أيمان: عيب دي ضيفه !
-لا مش ضيفه لازم اللي يعيش هنا يتعود يخدم نفسه !
نكزته إيمان لتخرسه بينما نظرت له بدور بغضب واتجهت بسرعه نحو المطبخ...
احضر جابر و بدور الاطباق بينما جلس يونس يقرأ الاخبار واضعا ساق علي الاخري وجلس الجميع في انتظار توفيق الذي وصل بعد 10 دقائق...
إيمان: ايه التأخير ده كله بس؟
-كنت بتفسح معلش...
ضحك الجميع ونظر يونس الي ضحكه بدور الرائعه والتي كانت تجلس بجانبه ...لم يشعر ينفسه الا ويده تمسك بيداها تحت الطاوله ...
اتسعت عينا بدور بخضه وعلت انفاسها فهي ابدا لم تتوقع ان يلمسها ...ما الذي يفعله هذا المغرور..ما الذي يحاول إثباته ؟
نظرت له بطرف عينيها حتي يبعد يده عن يدها ولكنه كان يأكل ولا يعطيها اي اهتمام...
بدور لنفسها: اتجن ...اكيد اتجن ! ازاي يمسك ايدي كده ...يالهوي يافضحتي لو حد شافه ...هو فاكرني قليله الادب فعلا بقاااا...
شحب وجهها وتعرقت يداها من شده الخجل نظرت الي الجميع ولا تعرف ما سر هذا التصرف ؟!
يونس لنفسه: اهلا الجنان اشتغل ! ايهاللي انا هببته ده بس ؛ انا حاسس اني اتشليت مش قادر اسيب ايدها ! وبعديين مفيش رجوع خلاص اتنيل ...
ظل يوبخ نفسه ولكنه اقنع داخله بانه يفعل ذلك لإثارة غضبها وليس بدافع الحب...نعم هو اقوي من تأثيرها !
وقف توفيق بعد ان انتهي طعامه ...فترك يونس يدها بسرعه...تنفست بدور الصعداء...
توفيق: الحمدلله ...
ايمان: انا كمان اكلت ...خدني علي سكتك اصل انا هتأخر علي الشغل...
توفيق بضحك: طيب يا ستي اغسل ايدي الاول...
وقفت بدور وهي تنظر للاطباق بوجهه احمر وتحاول تجنب عيون يونس وجابر ...
رن هاتف جابر: الحمدلله ...هستناك تحت يا يونس عشان المكالمه دي مهمه مع عميل...
يونس: تمام هنزل علطول ...
وقف هو الاخر يساعد بدور فأسرعت بخطواتها الي المطبخ تضع الاطباق ولكنه اسرع وراءها ...
نظرت له بغضب عندما وقف في طريقها ..فاشارت له باصبعها ...
بدور بحده: بجولك ايه يابن الحلال لو جربتلي تاني هجطع يدك بيدي دي أنت فاهم ...
يونس وهو يحاول السيطرة علي اعصابه وحتي وان اخطأ لن يسمح لاحد خصوصا هي بالتطاول عليه ..
-هششششش مش عايز اسمع صوت !
بدور بحده وغيظ: انت فاكرني مش مترابيه.. لاااه انا صعيديه و دمي حامي و بميه راااجل ..ولو انت نسيت انك صعيدي هزروفك كف يوعيك إياك ...
يونس بابتسامه وقد اعجب بشجاعتها ولكنه ليس بالقليل هو الاخر ...
-اقترب منها وامسك باصبعها بتحدي ... ارادت مقاومته وسحب يدها ولكنه اغلق بكفه عليها وقال ...
-بعيدا عن ان عمرك ما هتقدري تمدي ايدك عليا او اني فاكرك قليله الادب ! لانك لو كنتي كنت موتك بأيدي بما اني هفتكر بقا اني صعيدي و كده ؛ بس انتي حلوة اوي اوي وانتي متعصبه !
بدور وهي تعجز عن الكلاام: انت مجنون ! مجنون اكيد مجنون !
ضحك يونس بسخريه: ماشي يا عقله يااااه ...اسمك ايه صحيح اصله غريب اوي !
قضبت حاجبيها واحكمت قبضه يدها: أنا اسمي بدر البدور ...
ابتسم ابتسامه جانبيه مستفزة: فهمينك غلط انتي كان لازم يسموكي مسعده...
↚
بدور بغضب: انت كان لازم يسموك البارد...
يونس بابتسامه ظهرت بها اسنانه وغمزاته،خطفت انفاسها ...
-عارف علي فكرة ...
خبط باصبعه علي انفها وخرج فوجد توفيق وايمان واقفان علي باب الشقه ويتهامسان فيما بينهم ...
يونس بحرج بسيط: انا نازل معاكم ...
توفيق بمكر: ايه ده احنا بنحسبك نزلت ..انت كنت مع بدور جوا؟!
-هاه لا اقصد اه اصل كنت بشيل الاطباق معاها عشان بردو ضيفه و كده ...
ايمان بضحك:ايوة صح واجب بردو يا ضنايا...
خرجت بدور عندما سمعتهم فاحمر وجهها ...
ايمان بابتسامه: خدي بالك من نفسك يا حبيبتي انا علي الساعه 3 بالدقيقه هكون عندك اوعي تفتحي الباب لحد...
توفيق: هرجعلك انهارده انا ويونس وهنتفق هنعمل ايه لحد التنسيق ما يطلع بيقولوا الاسبوع ده هيطلع...عندك الاكل و كل حاجه جوا والمكتبه في اوضه المكتب لو عايزة تتسلي لحد مانرجع...
بدور بخجل: حاضر يا عمي ...تيجوا بالسلامه ...
خرج الجميع ليتجهوا الي اعمالهم ووقفت بدور تودعهم علي الباب..
التفت لها يونس علي السلم وغمز لها...دخلت بسرعه واغلقت الباب في وجهه لتلعن اللحظه التي رأته فيها !
بدور لنفسها: هتعب معاك قوي يا ابن عمي بس بموتي مش انا اللي انهزم !..
في سوهاج ...
استيقظ علي ووجد ليلي تنام علي صدره ... استسلم لها قلبه فورا واعلن تمرده واشتياقه بدقاته العاليه ..حتي انه خشي ان تستيقظ من قوة ضرباته ...
احتضنها اليه وقبل وجهها برفق ..اقتربت بوجهها من صدره وكأنه ازعجها بقبلاته الرقيقه...
علي بصوت اجش من النوم: ياخرابي علي المرار الطافح اللي اني فيه ديه ! خبرها بحبك ! سهله واصل جول بحبك يا ليلي ..خايف من إيييه بس !
رمشت ليلي وبدأت في الاستيقاظ فأغلق عينيه سريعا و اصطنع النوم...
وجدت ليلي نفسها بين احضان زوجها فأقتربت منه اكثر و رفعت يداها بخفه تلمس وجهه النائم برقه حتي لا يستيقظ وظلت تنظر اليه قليلا.. حتي ازالت يده من حولها و ذهبت للاستحمام..عندما اغلقت باب الحمام فتح هو عينيه بتنهيده ووضع يده علي وجهه حيث لمسته هي ...
علي لنفسه: اومال لو مش مرتك حلالك كنت هببت ايه ؟! جحش صحيح كيف ما يجولوا...
بعد فترة خرجت وهي تلف نفسها بالمنشفه...اعتدل هو بجلسته ونظر لها بشوق ورغبه أشعرتها بخجل واسرعت الي خزانتها لتخرج ملابسها...
وقف من مكانه واقترب منها وهو يأكلها بعينيه بينما تسارعت انفاسها،جاهدت لارتداء ملابسها فقد قررت بينها وبين نفسها الا تستسلم له حتي يعترف بوجودها و كيانها ...
فوضع يده علي ما يظهر من ظهرها فارتعشت يين يديه ...مال برأسه وقبل رأسها واذنها واحتضنها ...
علي بحب: بسم الله ماشاء الله عليكي ...آيه في جمالك يا مرتي...وكلاته ملكي انا...
ليلي لنفسها: ملكه ! طبعا ملكه اومال إيه هيجول بحبك يعني...
ازالت يده بشئ من الحده واستمرت في ارتداء ملابسها ...
علي بغضب: انتي اتجنيتي ولا إيه ! بتبعدي عني !اني مش بتحدث وياكي...
ليلي بلا مبالاه: حديثك ده اني عارفه اخرته إيه واني مستعجله امي الحاجه معاها العيال من امبارح واكيد جنوها...
امسك يدها بغضب: فوجي لنفسك يا ليلي انتي مش عجباني اليومين دول مش انتي الراجل ومش انتي اللي هتجرري اتحدث ولا اعمل ايه وياكي ...انا اعمل اللي بدي اياه فالوقت اللي بريده ...
هزها مره وقال: كلامي واضح ...
ابعدت يده عنها وقالت: أيوة انت الراجل واني ...
سكتت واتجهت نحو الباب فتحته وقالت قبل ان تخرج ...
-أني العبدة ...عن إذنك ياابو العيال...
ذهبت واغلقت الباب خلفها ...فامسك بأول شئ امامه يرميه بعنف...
ماذا يفعل مع هذه العنيده المتمرده كسائر عائلتها ؟! لقد حذرة الجميع انهم عائله متعلمه و بناتها تميل للتمرد وتنسي مكانتها...ولكنه اصر علي الزواج من حبيبته حتي ولو لم يخبرها يوما بذلك الحب...
...
في القاهرة ...
شعرت بدور بملل رهيب وهي لحالها بالبيت فقررت القيام بالاعمال المنزليه وبعد ان انتهت انهت الغداء وهي تغني وتدندن وتشعر بالسعاده...
جلست علي سريرها بعد ان انتهت واستعارت كتاب من مكتبه عمها وبدأت تقرأ او حاولت تقرأها فكلما قرأت سطر غزا يونس افكاره هو ولمسته...
بدور بتأفف: اوووف بقا انسي الكائن ده !
وقفت تدور في الشقه فلفت انتباها الفراندا ...ابتسمت لنفسها ولمعت عيناها فمن ضمن قائمه امنياتها انا تقف فيها وتقرأ كتاب...
فتحتها بدور علي مصرعيها واخذت نفس عميق واقتربت من السور تشاهد الشارع والناس مشغول بنفسها وكلا يحمل همومه فها هو رجل في 90 من العمر يمشي ببطء ويسبح ...وامرأه تحمل ابنتها ويظهر التعب علي ملامحها...ورجل تكاد الهموم تخرج من عينيه...
بدور لنفسها: ياحول الله يارب...ربنا يفتح طريق كل واحد فيكم ويكرم البلد دي...
سرحت تفكر في والدها ...
-ياتري بتفكر في ايه يا ابي دلوقتي ...بالله عليك ماتعمل حاجه تحسرني تاني...
وصل يونس بعربته هو وجابر اولا ...كانا يتحدثان وهما في طريقهم الي المنزل فوجد رجلان ينظرات لاعلي لمنزلهم...رفع نظره فوجد بدور تقف وتائهه في احلامها ...
اتجه للرجلان وقال بغضب: في حاجه ؟! انتو واقفين ليه هنا !
رد احد الرجلان: عادي يعني انا واقف في ملك الحكومه ..انت مالك انت...
لم يشعر بنفسه ولكمه بقوة علي فمه هرب الرجل الاخر بينما امسك جابر بيونس بقوة فاستغل الرجل الاخر الفرصه فلكم يونس..
جابر بغضب: لا ده انت قليل الادب بقا ويستاهل اللي يجرالك ...
قفز عليه جابر وانهال يونس وهو علي الرجل ضربا حتي استطاع الهرب والركض من بين ايديهم...
فزعت بدور مما حدث وركضت الي الاسفل عندما لكم الرجل يونس...كادت تقع مرتين علي السلالم من لهفتها ؛ فتحت باب المبني..فوجدت يونس يفتحه بغضب قبلها ومعه جابر..
بدور بخوف عندما وجدت جزء من وجهه احمر ...
-جرالك حاجه؟!حصل ايه؟! الراجل ده مالوا ومالكم ؟!
جابر وهو يحاول تهدئتها: اهدي يابنتي محصلش حاجه ده واحد كان عايز يتربي...
استمر يونس بنظرته الغاضبه وكأنه يقتلها بعينيه ...فتوترت بدور اكثر،نظرت الي يونس مرة ثم الي جابر الذي حاول تهدئة الوضع ..
جابر: اطلعي يابدور مفيش حاجه ...
يونس بغضب: لا في وفي كتير كمان ! انتي ازاي تطلعي البلكونه ومحدش في البيت ؟!
بدور: عادي يعني كنت زهقانه وطلعت اشم نفسي ..
جابر: ياجدعان احنا هنتكلم في الشارع اطلعوا فوق طيب..
بدور بغضب: لا فوق ولا تحت انا محدش ليه حاجه عندي...
يونس بغضب اكبر: ليه فاكرة نفسك جايه تتسرمحي عندنا ولا ايه يا بت انتي...الله يرحم الخمار اللي مكنش بيتقلع في بيتكم...
-لم نفسك يا محترم انت وخليك في حالك ..انت مش وصي عليا.. وملكش حاجه عندي...
-لا ليا انا ابن عمك وممكن اقطم رقبتك علي ردك ده كمان ...ايه البجاحه دي ليكي عين تردي !
-و ما اردش ليه ان شاء الله انا واقفه بادبي واحترامي ولابسه عبايتي وطرحتي ..
-لا ياختي من هنا ورايح وانتي نازله او داخله البلكونه تلبسي الخمار علي وشك ده !
جابر بعصبيه: ماتبس بقا منك ليها صدعتوني ..خلاص يا يونس حصل خير هي مغلطتش...
يونس بغضب: متقولش مغلطتش ياجابر متجننيش انت كمان...
بدور: ايوة مغلطش واللي يقول غير كده احط صباعي في حبابي عنيه الاتنين ...
يونس وهو يتقدم منها: طيب انا بقول غلطي بقا شوفي هتعمليلي ايه يا بت عمي !
وقف جابر في وجهه: ايه الجنان هيشتغل ماتهدي يايونس في ايه ! دي ضيفتك مش كده...
-لا مش ضيفه دي من دمي وزي ما قلتي الصبح انا صعيدي و طبعي كده بقا وتقعدي في البيت ده حسب قوانينه هي مش سايبه...
-انا مش قاعده في بيتك...ده بيت عمي ولاخر مرة مالكش دعوه بيه يايونس ...
يونس بغضب: بت انتي...!
↚
قاطعهم وصول توفيق وإيمان ...اللذان سمعا اصواتهم من الخارج...
توفيق بحده: في ايه ياولاد صوتكم جايب لاخر الشارع ليه ؟!
أيمان: مالك يابدور وشك احمر ليه كده ...يالهوووي مالك يايونس حد ضربك؟!
يونس: ده موضوع كده ومتقوليش ضربني انا فرمته ...
بدور:ههههههههه بأمارة مارزعك بونيه ايه ! معتبره...
يونس بغضب: ومشفتيش البونيه اللي خدها مني ولا اتعميتي ساعتها !ده انا نفخته ...
ايمان: في ايه ياولاد ما تهدوا كده ...
توفيق: ممكن اعرف ايه اللي حصل ولا انا عيل مابينكم !
جابر:لا لا سمح الله يا بابا ده واحد كده مش محترم كان واقف بيبص علي بدور بس خد نصيبه ...
يونس: مش غلطته الغلط علي اللي واقفه في البلكونه والشباب رايحه جايه تبص عليها...
توفيق بغضب: يونس ! اتأسف لبنت عمك ...
نظرت له بدور بتحدي ...فبادلها نفس النظره...
يونس بحده: انا اسف يا بابا مبتأسفش لحد عن اذنك...
صعد يونس بغضب وهو يفكر في ما سيفعله في هذه البدور المتعبه والعنيده...
صعد الجميع من بعده وجدت ايمان البيت يبرق من النظافه !
إيمان: ايه ده يا بدور تعبتي نفسك يابنتي ...انا كنت هعمل كل حاجه اول مااجي ...
بدور بحب: ايه يا ماما كنت زهقانه قلت اعمل حاجه ..بس يارب الاكل يعجبكم ..
توفيق: ههههههههه هيعجبنا وهناكل صوابعنا كمان...
ضحكت بدور و تذكرت يونس الغاضب ...
بدور لنفسها: هيفضل مقموص بقا و هو اللي غلطان وبعدين مايتحرق انا مالي...
ظلت تتذكر مظهره وهو يتشاجر مع الرجل فقط لانه ينظر اليها ...ضحكت بداخلها فالمهندس المتمدن البارد مازال محتفظ بحماوه الصعايده.. كل ما يسعدها انه ازال هذا القناع البارد ويظهر امامها أمالا بهزيمته قريبااا ! .
إيمان: روح يا جابر نادي اخوك لحد ما نجهز الغدا...
جابر: احم حاضر...
توفيق: بعد الغدا هخلي يونس يقعد معاكي يفهمك الاحوال ازاي هنا..
بدور: اممممم ان شاء الله...
جهز الطعام وانتظر الجميع جابر ويونس اللذان جاءا بعد مده طويله..
توفيق بضيق: لسه بدري..
جابر: معلش يا بابا كان بيستحمي...
لم ينظر يونس الي احد او ينطق بكلمه ولكنه جلس بجوار بدور ..
شعرت بدور بالغضب يشع منه كموجات نحوها..نظرت له بطرف عينها لتجد جانب وجهه الاحمر بسببها..شعرت بالخجل قليلا بانه تشاجر من اجلها ولكنها كانت قاسيه معه ..ثم تذكرت تعنيفه لهاا وفظاظته ؛ يستحق ما قالته له هذا المغرور!
توفيق: يونس بعد ماتتغدي انا هنزل اقابل واحد صاحبي عايزك تخليك مع بدور وتفهمها اللي اتفقنا عليه ...
هز يونس رأسه بالموافقه واستمر في تناول طعامه...
جابر: الله الله الله تسلم ايدك يا دودو يا عسل انت الاكل يجنن..
نظر يونس الس جابر بغضب اخرسه ثم عاد بنظره الي الطعام بعد ان علم ان بدور من طهته ... ترك الملعقه و ذهب لغسيل يديه نظرت بدور الي جابر نظره (هل يعجبك ويرضيك افعال صديقك!)...
ابتسم لها جابر وحرك حاجببه بمعني (انه طيب وان تتجاهل غضبه )...
ارادت ايمان التحدث فاوقفتها نظرة توفيق الغاضب من تصرفات ابنه ...
جابر: ايه الملوخيه دي يا بت انتي ! تتجوزيني ؟!
بدور: هههههههههههههه ايه ده انت فاجأتني الصراحه..اديني فرصه افكر...
خرج يونس وهو يغلي منها...
يونس لنفسه: في ايه مالك ؟! انت زعلان ليه ما يتنيلوا ولا يتهببوا وبعدين دي مش من مستواك ..انا احسن مهندس في مصر كلها! اكيد طبعا ميهمنيش ! انا بس متغاظ من قله الادب اللي عيني عينك دي ! ده مش حب انت مش بتحبها !
جلس علي الصالون ينظر للجميع وهم يتناولوا الطعام ويتسامرون فيما بينهم وضحكات ومرح جابر وبدور ...
توفيق: الحمدلله ...خلصي يا إيمان وتعالي عايزك تجهزيلي بدله عندي مناسبه انهارده..
إيمان: حاضر انا اكلت اهوه الحمدلله...لموا الصحون وعشر دقايق ورجعالكم..
انصرفوا تاركين الثلاثي بالخارج...
ما ان انهي جابر وبدور طعامهم أزالوا الصحون واتجهوا للجلوس مع يونس الغاضب...ارادت بدور ان تفتح معه كلام فهي تشعر انها قست عليه قليلا...
جابر: انا عايز اقوم اكل صوابعك انتي من حلاوة الاكل ياعسل..
بدور: هههههههههه مالكش دعوة بصوابعي انا بحذرك...
نظر لها يونس بغضب ...
بدور: احم تشرب شاي يا يونس؟
يونس: لا..
جابر: لا ايه انت مش بتقدر تعيش من غيره.. انا هولع علي البراد يلا يا دودو..
وقفت بدور للحاق به فوقف يونس امامها بسرعه وامسك معصمها واخذها الي خارج الشقه...
بدور بحده: اييه اللي بتعملوا ده ؟ سيب لو سمحت؟!
الصقها بالحائط بجوار الباب وامسك بكتفيها وهو يقترب منها وقال بغضب ...
-مش ملاحظه انك زودتيها اوي مع جابر ! مش كفايه اللي حصل منك الصبح ؟!
-حصل مني ايه انا معملتش حاجه!
-بردو هتقولي معملتش انتي ايه دماغك دي جزمه !
دفعته بدور ولكنه لم يتزحزح: طيب اوعي كده بلاش قله ادب انا مش عايزة اتكلم معاك !
يونس كالبركان الغاضب: بس عادي تتكلمي مع جابر و تضحكي وتتمايعي وانا لا !
ارادت ان تصفعه علي وجهه فامسك بيدها ولوي ذراعها للخلف بشده ..تأوهت بدور بألم وتجمعت الدموع في عيناها ولكنها ابت ان تضعف امامه ..
يونس بصوت هادئ وحاد ...
-لولا انك في بيتي وبنت عمي كنت كسرتهالك ...حسك عينك تعمليها تاني يابنت عمي...انتي فاهمه!
لم تجيبه بدور وهي تتألم من عنفه معها ...هزها بعنف مرة فنزلت دموعها ...
بدور بصوت باكي: سيبني انت مالك ومالي ..ملكش كلمه عليا !
أفاقه صوتها الباكي كجردل من الماء البارد المثلج ...تركها ببطئ بعد ان شعر انه كاد ان يخلع ذراعها في غضبه وشعر بالحرج من تصرفاته معها..
امسكت بدور بكتفها بألم وعضت علي شفتيها حتي لا تصدر صوت نظرت له بعتاب وغضب مرة وارادت ابعاده والدخول الي البيت فجاءهم صوت جابر المنادي...
جابر بتعجب: انت يابني ؟ يا حاجة بدور روحتوا فين ؟
فتح باب الشقه عندما وجده غير مغلق بإحكام ...وجد بدور تبكي وتحتضن نفسها ويونس ينظر لذراعها بغضب ..
جابر بحده: في ايه يا يونس ؟ مالك ومالها !
يونس بحده قاتله: وانت مالك انت كنت الوصي بتاعها متدخلش بينا !
جابر بحنق علي صديقه تجاهله ومد يده ليربت علي رأسها ...
نظر يونس لبدور بغضب: ما تدخلي جوا ولا مستنياه يطبطب الاول..
نظرت له بعدم تصديق وركضت لغرفتها ...
اغمض يونس عينه بشده فدفعه جابر ..
جابر: انت ايه يا جدع دبش! ايه كميه قله الادب والذوق دي !انت مش طبيعي علي فكرة متخلنيش اقول لبابا ؟
امسكه يونس من ياقته: بقولك ايه يا جابر عشان نبقي فهمين بعض .. اللي اعمله مع بدور انا حر فيه متدخلش بينا ! واتقي شري يا ابن الناس !
جرح جابر بكلامه فهو بمثابه اخيه ...هل من السهل ان يؤذيه يونس او يهدده ؟!
نظر له بحزن وابعد يداه عن ياقته ودخل الي الشقه الاخري دون ان يتكلم معه...
جز يونس علي اسنانه وهو يشعر بالتيه فمنذ قدوم بدور وهو لا يستطيع التفكير او التحدث جيدا،ها هو يخسر صديق عمره واخوه بسبب افعاله ...
سند برأسه علي الحائط و أخذ يفكر في طريقه للسيطرة علي غضبه بل وعلي بدور ايضا...
ابتعد عن الحائط واتجه الي غرفه بدور...فتح الباب فوجدها نائمه تبكي علي سريره او سريرها حاليا...
انتفضت بدور التي خلعت حجابها وكانت تبكي علي سريرها وقفت تنظر له ببلاهه ...حدق يونس وكأنه يري امرأه للمرة الاولي وشعرها البني الغجري يتمرد حولها كصاحبته..
حاول الاقتراب منها ولكنها ركضت نحو الباب في خوف ...
بدور: والله لو مديت ايدك عليه هصوت واقول لعمي ..انا بحذرك...
شعر بوخزه ندم داخله من خوفها منه..
- مكنتش اقصد اوجعك..
↚
وضعت يدها علي كتفها وقالت بعيون ترقرقت بها الدموع ...
-ايوة واضح اوي ..انا من ساعه ما رجلي دبت هنا وانت مش بتطقني...
يونس بخجل: مين قال كده بالعكس انا بحترم اصرارك انك تكملي تعليمك ...
بدور بعيون واسعه ولسان معقود من كلماته ...
اقترب منها واكمل حديثه بنبرة يشوبها القليل من الغيرة والغضب..
-بس مش معنا انك جيتي هنا تنسي اللي اتربيتي عليه !
بدور لنفسها: اه رجعنا للهم تاني..
بدور بحده: انا معملتش حاجه قولي غلطه واحده عملتها!
-والله وهزارك مع جابر ده تسمي ايه ؟!
-احنا اصحاب ..
-شوف ازاي وانتي لما كنتي في سوهاج كان عندك صحاب شباب و كده...
بدور وهي تحاول ان تبرر افعالها ولو بالكذب: ايوة طبعا...
-بقولك ايه متجننيش عليكي ! شباب مين دول اللي كنتي بتكلميهم ...
بدور بعناد: وانت مالك...
امسك بذراعها وقربها اليه: انتي بتستفزيني صح بتحبي تضايقيني لابعد حد مش كده!
بدور: اوعي ايدي كده ومتقربش مني ايه نسيت عاداتك وتقاليدك ولا ايه ولا التربيه دي ليا وليك انت بلح ...
-بلح ! يانهار اسود يابت اعقلي متخلنيش اتغابي عليكي...
-تتغابي علي مين ماتتكلم علي قدك !
لم يعرف يونس ايضربها علي فمها او يعتصره بين شفتيه ليؤدب هذه العنيده ... نظر لها وهي تزم شفتاها بعند وتنظر له بتحدي ضحك دون قصد منه ولم يتستطع التوقف ...هذه الفتاة ستفقده عقله لا محال !
ابتعدت عنه ووضعت يدها علي خصرها: بتضحك علي ايه هاااه انتي شايفني هبله قدامك ...
زاد كلامها ضحكاته التي سمعتها إيمان والدته بوضوح فقد وقفت تسترق السمع عليهم منذ فترة طويله ... ذهبت بسرعه مع الحرص علي هدوء خطواتها نحو غرفه زوجها الذي يبدل ملابسه..
إيمان بحماسه: توفيق الحق الحق يونس في اوضه بدور وبيشدوا مع بعض تاني...
توفيق: بجد طيب امشي بسرعه اعملي حس براا وانا هطلع وراكي يارب اللي في بالنا يحصل ويحبها..
إيمان بضحكه شقيه:ههههههه والنعمه ابنك واقع بس بيقاوح...
توفيق:هههههههههه طيب يلا احسن ده جلنف،الا البت تفرفس في ايده...
إيمان: ونبي مش بيفكرك بحد كده ...
توفيق: امشي ياوليه من هنا ده انا كنت ملاك ...
إيمان: هههههههههههههه انت هتقولي اوعي كده وسع اما الحقهم...
في غرفه بدور ...
-طيب اتفضل من غير مطرود بقا قبل ما حد يشوفك وابقي قليله الادب بجد !
وقف امام الباب: دي اوضتي علي فكرة !
بدور: ده كان زمان دلوقتي بقت اوضتي ملكيتي انا ...
ابتسم بمكر: وماله الاوضه دي ملكك طبعا زي ما كل اللي في الاوضه دي ملكي بردو !
فهمت قصده فتوترت ونظرت له بتلخبط وقالت بتلعثم ...
-انا انا ...
-انتي ايه ...
نظر الي عيناها المكحلتان و امسك بخصله من شعرها يقربها من انفه ... في لحظه من اللحظات القليلة المنسجمة فيما بينهم..
في الخارج جلست ايمان علي ركبتيها وأصدرت ضجه لتجتذب انتباههم واطلقت ااه خفيفه ترك يونس بدور والتفت بسرعه نحو الباب يفتحه ليطمئن علي والدته !
يونس بقلق: في حاجه يا ماما انتي كويسه ؟!
بدور بخضه: يالهوي حضرتك وقعتي ولا ايه ؟!
إيمان: اه يابنتي كنت هقع بس الكرسي لحقني ..اه ياركبي ياني يا امي ...
يونس وهو يساعدها علي الوقوف: طيب قومي يا ماما سلامتك ..
توفيق باصطناع يركض بخضه: في ايه ياولاد ؟
بدور: مفيش يا بابا دي ماما كانت هتتكعبل بس ربنا ستر..
توفيق: ياحول الله مش تاخدي بالك يا ام العيال...
غمز لها فضحكت ايمان: متقلقش انا بس كنت بخصكوا شويه عشان يبقي فيه ساسبينس كده ...
يونس: يا ساسبينس انت يا مدلع ...
توفيق: هههههههه انا نازل اقعدوا بقي انت وبدور اتكلموا عن الحياة هنا لحد ماارجع والواد جابر فين صحيح ؟
يونس وقد تذكر مشادته معه: دخل ينام شويه...
نظرت له بدور بشك، انصرف توفيق وجلست ايمان و يونس يرسمون الحياة في القاهرة لبدور..
...
في سوهاج ...
كان الحاج ابراهيم مشتعل غضبا و قد طغا عليه مراره الوحده بعد ذهاب ابناءه وروحيه بعدهم ...
ابراهيم لنفسه: بنت الفرطوس دي فاكره نفسها مين عاد .. هموت واتجوزها يعني لاااه البلد فيها كتيييرجووي يتمنوا اشاره مني انا لسه شباب وزين، اني هتجوز ست ستها و هندمك ياروحيه، وانتي كومان يابت توحيده استني عليا دورك جااااي ...
تذكر تحذيرات روحيه له دائما بان البنات يريدون الهرب من طوعه بسبب قساوته وعنفه معهم...
استمر وهو ينهر نفسه علي تذكر حديثها: والله عال جوي انا ميهمنيش مخلوج، هما الحريم ليهم رأي وبيتسمع كومان ولا إييه!
...
في دوار علي وليلي...
ليلي بتوبيخ: بس يا ولد انت ماتضربشي اختك لهاجوم اجصجص صوابعك...
علي بذهول: الله براحه عليه لسه صغير مالك وماله من الصبح وانتي عتمرمتي فيه ؟
ليلي بعناد: ولدي واني حره فيه .. ولا عشان ولد تنظلم البنيه عشانه ! ...
علي: بتخرفي تجولي ايه ! انتي وعيه للحديث اللي بتجولي ديه ! ده عيل اصغير مابيعرفش يتحدث لسه !
نظرت له و كأنها تطعنه بعيناها فنظر لها بنفس الاصرار فلم تهزه ابشع نظرات الرجال ولن تهزه امراه الان...
دق الباب فاتجهت لتفتح ..
علي بحده: انتي اتخبلتي يا وليه ادخلي غطي راسك اللاول !
سمعت صوت والدته علي الباب فلم تستمع له وفتحت الباب ...غضب علي عليها كثيرا واتجه نحوها... سحبها بقوة وكاأنها اشعلت بركان بداخله بفعلتها.
-يمين بالله يا ليلي ما هعدهالك المرة دي ..
سماح والده علي: جبر يلمك يا واد انت ... مالك ومالها سيب البنيه من يدك هي دي مجبلتك لامك عاد !
علي ولم ينظر لها: العيال جوا خديهم يا ام علي وهملينا دلوك ...
-لاااااه ليلي هتيجي امعايا..
-الله يرضي عليكي يا امي انا العفاريت ابتتنطط افوشي متجننيش انتي وياها ...خدي العيال دلوك وهجيلك الصبح اخدهم ...
استسلمت له والدته واخذت الاولاد ولكنها نادت علي ليلي تحدثها في اذنها ...
-إعملتي اييه الله يهدك ! هتفضلي تعاندي إكده و هيبعتك طوالي علي بيت ابوكي فالاخر انا حذرتك اهوه، لمي الدور يا بت الناس وراضي زوجك !
تركتهم وانصرفت الي دوارها ... اقترب علي من ليلي بسرعه ما ان اغلق الباب فاتسعت عيناها ورفعت ردائها لتركض سريعا نحو غرفتهم ..
علي لنفسه وهو يلحق بها: اجتلها ولا اتصرف كيف معاها دي ؟!
علي: استني مكانك بجولك ...
دخلت الحمام بغرفتهم واغلقت الباب...استمر علي بالدق علي الباب بشده تكاد تخلع الباب من مفاصله...
علي: افتحي بالتي هي احسن ياما هكسر الباب و دماغك إمعاه ...
ليلي بعناد: لااااه انت عاوز تضروبني ...
علي بحده: اضروبك ! طيب افتحي الباب يا بت الحلال ...
ليلي: طيب احلف ما هتضربنيش ...
علي بغضب: لاااه مش هحلف لأني هكسر ضلوعك لو مافتحتي في الثانيه دي...
فتحت ليلي الباب فدفعه علي بعنف وامسك بيدها يجرها للخارج ...
وضعت يدها علي وجهها وكأنها تحتمي منه مما زاد من غضبه ...
-انتي بتعصي كلمتي و تفتحي وانتي بالحال ديه ..
-دي امي الحاجه هي حد غريب...
-غريب ولا جريب .. اني رجاله بشنبات بتنحني ولا تعصاش كلمه ليا...لكن انتي يا حرمه بتجفي جصاد كلامي عيني عينك اكده ...شوري عليا جولي اعمل فيكي إيه تعبتيني وياكي جوي جوي ...
ليلي بخوف: الله يرضي عليك يا علي أنت اللي مش طايجني ولا طايجلي كلمه .
↚
علي بغضب: لاااه مش هحلف لأني هكسر ضلوعك لو مافتحتي في الثانيه دي...
فتحت ليلي الباب فدفعه علي بعنف وامسك بيدها يجرها للخارج ...
وضعت يدها علي وجهها وكأنها تحتمي منه مما زاد من غضبه ...
-انتي بتعصي كلمتي و تفتحي وانتي بالحال ديه ..
-دي امي الحاجه هي حد غريب...
-غريب ولا جريب .. اني رجاله بشنبات بتنحني ولا تعصاش كلمه ليا ...لكن انتي يا حرمه بتجفي جصاد كلامي عيني عينك اكده ...شوري عليا جولي اعمل فيكي إيه تعبتيني وياكي جوي جوي ...
ليلي بخوف: الله يرضي عليك يا علي أنت اللي مش طايجني ولا طايجلي كلمه ...
علي: ما هو من عمايلك السوده هطج منيكي ! ردي اعمل فيكي ايه جوليلي ؟!
نظرت الي الاسفل بخوف وهي تفكر في كيفيه الهروب منه ...
استمر علي في كلامه الغاضب: ايه يا مرتي ماتنطجي ولا بلعتي لسانك دلوك ! فالحه بس تعصيني وتعصبيني ...
ليلي وهي تبكي: خلاص يا علي اومال! اموتلك نفسي عشان ترتاح خالص واهملك في حالك !
وضع يده علي فمها يخرس حديثها حتي لا ينهال عليها ضربا لتعقل كما يفعل باقي الرجال، ولكنها لم تعطه فرصه فاطبقت علي يده باسنانها لتحاول الهرب منه !
ركضت من امامه فلحق بها وحملها فوق كتفه ...
علي: انتي اللي جبتي لنفسك يامرتي المصونه...
رمي بها علي السرير وخلع قفطانه وشرع يبحث عن شئ يعاقبها به ...حاولت ليلي ترجيه ليتركها فهي تعلم انها زادت في عنادها هذه المرة !
ليلي: خلاص هملني بجا مهعملش أكده تاني ...
علي: ومفكرتيش ليه بعجلك اللي متل عجل السمكه ديه جبل ما تعصبيني ...
وجد طرحه فاقترب من اقدامها ليربطها ويوقف حركتها، وهي تقاومه،امسكت بيده تقبلها ...
-احب علي يدك خلاص ..اني مرتك وام عيالك !
تركت يده ولفت ذراعيها حول عنقه تميله فوقها ليختل توازنه ويصبح في احضانها،نظرت له نظرة استحضرت فيها كامل انوثتها وقمه محاولاتها لاغراءه وهي تنظر الي شفتيه بعشق مره ثم الي عينيه بخجل مره اخري ...
علي وهو يزفر بعنف و استسلام: موتي هيكون علي يدك، الله يسامحك !
لم يستطع المقاومه وانقض علي ثغرها الصغير يلتهم من رحيقه ويداه تمر علي جميع نواحي جسدها المرسوم الذي يعرفه جيدا ويعشقه، وضعت يد خلف راسه واخري علي كتفه الايسر تستمع لدقات قلبه وهو يغوص بها في بحر امواجه عاتيه...
مر الاسبوع و العناد والعاب القط والفأر مستمرة بين يونس وبدور، وتم قبول بدور بكليه الهندسه وفرحه الجميع بها ماعدا والدها الذي يخطط لاعادتها مرة اخري ...
بدور وهي تتحدث مع ليلي: الله يبارك فيكي ياحبيبتي ...
ليلي بفرحه: ايوة يا باشمهندزه ابنتكلم زي المصاروة خلاص ...
-ههههههههههه اي خدمه يابنتي انا عديت خلاص احذروا مني...
-ههههههههههه المهم تبجي احسن حد في الدنيا كلاتها ويخليكي ليا يا عيون اختك...
بدور بتنهيده: اخبارك ايه مع علي يا ليلي ...
- زين الحمدلله كيف ما سيبتينا ...
- وحياة امك اومال ايه سيبهولي وهتصرف معاه ويانا يا هو ...بصي بقاا واسمعيني كويس ..انا اللي هخطط وانتي تنفذي تمام، مش حته راجل هيقف قصادنا...
جاءها صوت جابر من الخلف ...
-احيه علي راي الاسكندرانيه... ان كيدهن عظيم ..
ضحكت بدور: بس انت دلوقتي..
ليلي بفضول: مين ده يا به !يونس؟!
-لا ده جابر يابنتي...
-باااه وانتو قاعدين سوا عادي..
-لا طبعا يا بنتي شقته هو ويونس قصادي بس بيجوا شويه ...
-هتبجي ليله طين لو ابوكي عرف ...
جابر: بتتودودوا علي ايه هاااه هاااه !
بدوربضحك: بس يا بني خليني اخلص المكالمه...
جابر: طيب لو حلوة هاتي اسلم عليها ونبي ونبي...
بدور بذهول منه: يا بني اتلم بقا دي متجوزه ...
ليلي: يالهوي يالهوي انا هجقل قبل علي مايسمع ...
ليأتيها صوت علي من الخلف وهو يخطف الهاتف من يدها ليستمع ...
-اسمع ايه ان شاء الله ؟
بدور بخضه: علي !احم ازيك عامل ايه !
نكزت جابر وهو منسجم في هاتفه حتي لا يصدر صوت ففهم عليها وهو يحاول ان يقترب برأسه يستمع لحديثهم...
-اني تومام الحمدلله .. وانتي اكويسه ؟ انتي فين وعمك فين اومال ؟
-انا في اوضتي وكنت بكلم ليلي ..اطلع ادهولك تسلم عليه ؟
اراد جابر الضحك علي تعابير وجهها فوضعت يدها علي فمه...
دخل يونس بعد ان انهي مشروعه ليبحث عنهم فهو لم يراها طوال اليوم ..فأخيرا استطاع ان يسيطر علي مشاعره قليلا امامها فقط قلبه يعلن الحرب عليه بدقاته ..لماذا تسيطر علي تفكيره ؟ لقد عرف الاجمل منها فلماذا عيناها الان ؟!
يونس لنفسه: انت مش عارف انت عايز ايه بس الاحسن تبعد عنها كفايه ابوها انت مش بتطيقه وبعدين انت طول عمرك ضد جواز القرايب ! جواز ايه ! لا لا طبعا انت مالك و مالها انت بتستغلسها اساسا ..فوق لنفسك يا يونس ... ليبدأ صراع قلبه الذي يدافع بشده عنها و عن عيناها وعقله الذي يكره رؤيتها ...ليرد قلبه تكره رؤيتها لانها لا تراك وتتعمد تجاهلك اعترف بذلك ...ليرد عقله اتجرح كبرياء رجولتك من اجلها وتعترف بما لاتشعر به امجنون انت ...
وقف للحظه وقد تغلب عليه الغضب و الحيرة قبضت جبينه وقد نسي وجهته !
وصل الي الشرفه فوجد جابر ملتصق بزاويه وبدور تقف امامه مباشرا تتحدث علي الهاتف وجزء من وجهها الظاهر له شاحب الي حد الاصفرار ولكن ما اشعل داخله بشعور ارتعب هو منه هو يدها الموجوده علي فم جابر ...
يونس: بدووورر...
اوقعت بدور الهاتف من يدها مستلمه لقدرها هذه المرة ف زوج اختها و لو لم يسمع جابر منذ قليل فقد سمع هتاف يونس الغاضب لا محاله ...
نظر علي بغضب لليلي واغلق الهاتف ...
-هي اختك مع مين بالظبط ؟
-مع عمي اكيد ..
-وعمك صوته بجا كله شباب إكده...
ليلي وهي تحاول ان تظهر بانها غير مهتمه وان ماحدث شئ عادي ...
-ديه اكيد يونس ابن عمي...
-والله عال هو مش عمك خبر ابوكي انه مش عايش إهناك...
ليلي بصوت مرجوج: إتلاجي بيزورهم ولا حاجه ..
علي بنظرة يقين انها تكذب ..اراد ان يجبرها علي الكلام ..
علي بخبث: طيب انا رايح لابوكي دلوك هبجي اخليه إيسلم علي عمك ويونس ...
ليلي بخضه: لااااااه اوعاك تخبره الله يرضي عليك .. ده لما يصدج هيشيع يجبها طوالي...
علي بحده: يعني بتكذبي علياا يا ليلي وهو لساته عايش إهناك...
↚
ليلي بحده مماثله: احنا مالناش دخل بيناتهم وانت كومان اوعاك يا علي تخبر ابوي اي شئ الا وقسما بالله...!
علي بتهكم وحده: اجفلي خاشمك ومتكملهاش اني مبتهددش واصل ...سمعاني زين ..واني اجول اللي اجوله انتي ملكيش صالح باللي بيني وبين ابوكي ده حديث رجاله ...
هم بالذهاب فمنعته ليلي بالوقوف امامه وعيناها تخبره بعاصفه في الطريق من متمردته ...
ليلي بهدوء: بدور هتبجي مهندزه ووافجوا بيها إهناك ... باجي علي حلمها ايام، اسمعني انت زين يا علي لو عملت ايتوها حاجه تخرب عليها في شئ هيبجي باللي بيني وبينك ...
شعر بحزن وغضب بداخله، دائما في اخر خاناتها وهو الذي يضعها نصب عيناه ويسعي لتحقيق امنياتها حتي قبل ان تطلبها...ابتسم نص ابتسامه وهز رأسه ولم يجيبها، وضع عمامته وازاحها من امامه ليخرج وهو يشعر بان عاصفتها انتقلت من داخلها اليه ! ...
اما عند بدور فهناك عاصفه اخري علي وشك الهبوب...
القت بدور الهاتف ووضعت يديها علي رأسها، تبادل يونس وجابر النظرات الغاضبه فكلاهما منزعج لاسبابه الخاصه فالاول عاشق يتحدي قلبه والثاني يسعي لفرض واثبات نفسه من العائله وليس بالغريب ..
بدور بعصبيه: ممكن افهم ليه علي طول بتزعق وتنطر اهو سمعك اهوه وهيسود عيشتي ...
يونس بغيره ارهبته وتعجب لها: هو مين ده اللي يسمعني ؟!
بدور: علي !
-يانهارك اسود مين علي ده ان شاء الله وبتبجحي كمان ومش عايزاه يسمع ؟! ده انا هخلي ليلتك وليلته سوده !
جابر بنفخ: انت غبي يابني ده جوز اختها ده انت نيلت الدنيا خالص...
نظر له نظره حادة كالسكين يريده لو يختفي من امامه، نظر الي بدور واستكمل ...
-فين المشكله يعني مش فاهم ؟!
بدور وهي تكاد تصفعه: والله ! لا مفيش مشكله خالص غير انك هنا ياذكي وعمي مفهم ابويا انك مش ساكن معانا ..كده ممكن يجي ياخدني!
يونس وقد فهم الامر ولكنه اصر علي لا مبالاته: يا سلام هما هيتحكموا فيا في بيتي ولا ايه ؟ ما اللي يعرف يعرف واللي يحصل يحصل واللي يجي يجي انا مالي ! ...
حزنت بدور من حديثه الهذه الدرجه لا يستلطفها ولا يخشي عليها وعلي ضياع حلمها ! وما الجديد فهو بارد كالثلج لا يهتم سوا بنفسه ولا يعترف بحلمها ربما هو متمدن ولكن داخله يري المرأة بمنظور الرجعيين ...
لتردف بعناد: مالك ! يبقي متدخلش من الاساس والافضل لو لقتني بتكلم او بعمل حاجه متدخلش لا لا هعيد دي تاني الافضل انك متتكلمش معايا اصلا.
يونس: اتعدلي يابت وانتي بتتكلمي ...والمفروض اني هموت واكلمك ...انا مستحملك بالعافيه !
جابر بقله صبر: يونس مش كده !
يونس بغضب: اسكت انت ياجابر هي فكره نفسها مين عايزاني اشوفها بتتكلم مع حد والبس طرحه واقعد جنبها لااا ياهانم اعملي حسابك كل خطوة محسوبه عليكي هنا كانك عند ابوكي بالظبط !
بدور وهي تكاد تبكي ولاول مرة تشعر بالغربه وكأنها اهانت نفسها بخروجها من دارها ...
-انت انسان مش طبيعي ! انا محترمه جدا علي فكرة الدور والباقي علي اللي ناسي نفسه ...
اراد جابر التدخل ولكن يونس صاح به ...
-اطلع برا يا جابر ومتدخلش...
نفخ جابر بضيق وانسحب خارجا ...
جابر بضيق: اهوه غاير في داهيه اتخمد مبسوط كده..
يونس: اه اتفضل بقا...
خرج جابرمتعجب من احوال يونس الصبور! فلماذا الغضب الدائم تجاه بدور؟!..صحيح هو كالوحش في غضبه الا انه يتحكم بنفسه حتي اخر وقت . .
تبعته بدور هي الاخري وعقلها منشغل تريد تخطيه بشتي الطرق فبرغم من عنادها الا ان عصبيته تخيفها وتجعل روحها ترتجف فربما كانت قساوة نظراته او ملامحه الغاضبه لكنها تخترق روحها في لحظه...
امسكها يونس وهي تخرج ونظر لعيناها الجذابه، اراد معاقبتها لكن نظره الخوف بهما هدأت من روعه فابتسم ابتسامته الجانبيه الساحرة...
- ايه ده بدر البدو بتخاف ؟!
بدور بغضب وهي تنفض يداها: اوعي انا محبش انك تلمسني...
اغضبه قولها رغما عن محاولاته بالبقاء هادئا ليمسكها مسكات متتاليه ثم تستقر يده خلف رأسها ممسكا بحجابها،رافعا عيناها اليه ويردف بغضب اعماه ...
-الله وانا ما المسكيش ليه هو مش حجا اولي بلحم طوره !
بدور بابتسامه ووجه احمر من الغضب: انت اسفل انسان شفته في حياتي...
وبقوه صدمتها لكمته في معدته ضربه اخرجت الانفاس منه فافلتها علي اثر صدمته ... فهذه الصغيرة تبرع في تخطي كل ظنونه...
ركضت سريعا الي غرفتها مغلقه الباب بقوة بعدها ...
وقف متسمرا مكانه ممسكا بمكان لكمتها ارتسمت ابتسامه علي وجهه فهو لم يتخيل ولو في احلامه ان تلكمه ! اخذته اقدامه الي شقته وهو يفكر كيف يكبح لجامها، ذهبت الي غرفتها لتفرغ كل غضبها في البكاء...
بدور لنفسها: ممكن اعرف بتستسلمي ليه قدامه ..انتي اقوي من كده ماتسمحيش انه يحطمك ...يتحرق شايفك محترمه ولا غيره مالوش دعوه بيا...
نامت بدور بعد صراع وهي تلعن يونس بكل نفس تأخذه فينتظرها في الغد يوما شاقا وبدايه مشرقه لحياتها كأنثي تتحلي بالمسئوليه والشجاعه وتتوج بالعلم ...
في اليوم التالي استيقظ الجميع وكانت بدور تشعر برعشه خفيفه في قلبها وسعاده تنبثق من داخلها وهي تري امنيه وحلم باتت تعيش له منذ الصغر علي وشك التحقق ..ارتدت عباءتها وجحابها بعد ان تحممت و ادت صلاة الصباح ...
فتحت ايمان باب غرفتها بابتسامه ام حنونه،تقدمت منها تحيطها بحنانها بين ذراعيها..
-صباح الفل علي احلي وردة في الدنيا..
قبلت بدور كتفها واراحت رأسها عليها وهي تقول..
-صباح الورد علي احن ام في الدنيا..
-هاه جهزتي خلاص ..
-ايوة خلاص كله تمام...
-طيب يلا عشان تفطري ويونس وجابر هيوصلوكي علي سكتهم...
بدور و قد دق قلبها الذي يخفق كلما سمع اسمه!
بدور لنفسها: ايه بقي هتفضلي تتكعبلي كده كل ما تسمعي اسمه ؟! طبعا عشان مخنوقه منه ومش طايقه تشوفيه ملهاش مبرر ..اكيد مش هموت علي عنيه او غمزاته او دايبه ف دباديبه ده كفايه طوله وهو اهبل كده ...
امسكتها ايمان من ذراعها متجهين لطاوله الطعام ...
جابر: صباح الخير يا قمر ..ايوة يا عم، هنفضل بقا المهندسه راحت المهندسه جت هههههه..
-هههههههههههههه انت مشكله بس ماااثي ماثي...
لفت انتباهها فراغ كرسي يونس فبدأت تجول بعينيها حول المكان لتلمحه ولكن لا اثر له ألمها عدم اهتمامه وكأنه يستهين بها او حلمها تريد لو تمحي هذا الشعور الغريب المستقر بداخلها لماذا يؤثر بها هكذا !
توفيق: صباخ الخير يا ولاد ... حبيبة عمها جهزت..
بدور وقد اتجهت نحوه تحتضنه وتقبل يده ...
-كله تمام يا روح حبيبة عمها..
ايمان بضحكه: شوف البت هتاخد الراجل مني ..
جابر: ههههههههه انتي لسه فاكره دي خدت كله..
اخرجت له بدور لسانها: حقودي ...
وصل عطر يونس الي بدور قبل ان تحتضنه عيناها، نظرت له بشوق اقلق روحها وهي من بقت ساهره تلعنه طوال الليل !
، ووجدت عيناها تحادث عيناه ما ان التقيا...
ابتسم يونس لبدور تلقائيا وهو يري عيناها اللامعه كالبلور و المكحله ...وشعر بحب يطغي عليه ويسري في فقرات ظهره،حتي قشعر بدنه وهو من ظن انه سيكمل مسيرته باهمالها كما خطط لكن ويل لقلب لا يلتزم بقواعد عقل ...
غمزت ايمان لتوفيق بفهم بينما شعر جابر بفرحه وقرب نجاح خطتهم...
يونس: احم صباح الخير..
رد الجميع الصباح، وانشغلوا بالفطور ... بينما تبادل يونس وبدور النظرات المحيرة لهم اكثر واكثر ..وهم في الطريق الي الاسفل اوقفها يونس ...
-استني يا بدور نسيت اديكي حاجه ..
عاد الي شقته سريعا وخرج يحمل مجموعه من الادوات الهندسيه الخشبيه...لمعت عينا بدور وارتسمت ابتسامتها البريئه علي وجهها ..
يونس يتظاهر بالابتسام و كأنه امر عادي: انا قلت اديكي ال عده بتاعتي..
مرت لحظه بينهم وهي تشكره بنظراتها فشعرت برغبه غريبه في البكاء ولكنها لن تفسد هذه اللحظه النادرة التي يظهر فيها مشاعر غير الجمود ناحيتها ! .لا تعلم لماذا ولكنها تذكرت قسوة والدها لتتحول من شابه الي طفله ضعيفه امام اي ملامح للحب او الحنان ...
مدت يدها وهي تحبس دموعها وتبل شفتاها فرفع ذقنها بحيره واختفت ابتسامته ...
-معلش انا مقصدتش ازعلك ! انا عارف انهم بتوعي وقدام بس هجبلك جديد والله !
بدور وهي تمسح دموعها وتستشعر لمسته الحنونه وكأنها مصنوعه من زجاج ...حنان تعجبت له من هذا القاسي المتعجرف..
-انا مش عارفه اشكرك ازاي دي احسن هديه جاتلي ...
-اومال بتعيطي ليه !
بابتسامه حزينه: مش عارفه بس انا فرحانه بجد...
قاطعهم جابر المتكأ علي السلالم وينظر لهم واضعا يده علي خده ...
-لازم تعيط مش بتقولها عده انت فاكرها سمكري يا سطا انت !
ضحكت بدور وتأفف يونس ...
-اطلع منها يابني انت... يلا يا بدور...
وصل يونس وجابر ببدور وارادوا ان ينزلوا معها ولكنها اصرت علي اخذ هذه الخطوة بنفسها..
يونس: بدور خدي بالك من نفسك ..واي عيل يكلمك مترديش عليه وقوليلي وانا هتصرف...
جابر وهو يجر شكلوه ضرب كف علي كف: يا نهار اسود اومال هتتخطب ازاي! روحي يا بنتي وركزي مع الشباب هاه خصوصا اللي معاهم عربيات جيب انا بحب العربيات الجيب..
اتته لكمه من حيث لا يدري تخرسه من يونس ..ونظر بحده لبدور ...
-بنات بس يابدور ...انا مش بحب اللي يعصاني...
بدور: اووف خلاص خلاص مش عشان ابن عمي بقاا واصلا يعني انا مش بكلم شباب انا من الصعيد هاه مش انجلترا..
يونس بجرأه صدمته هو شخصيا: لا مش ابن عمك وبس انا اكتر من كده واول ما تخلصي كلميني ولو اتصلت بيكي ف اي وقت تردي تمام !
بدور وقد ألجم كلامه لسانها ..ماذا يقصد باكثر من ابن عمي ؟
- احممم ممكن امشي بقا...
هز رأسه بالموافقه: لا اله الا الله...
ابتسمت بدور: محمدا رسول الله ...
جابر: مع السلامه يا بيبوو ركزي هااه وغمز لها ..
انطلق يونس بالسيارة قبل ان يقتل صديقه ...والتفت بدور الي باب مقصدها التي سعت له كثيرا...
↚
وضع علي قدمه على الاريكه التي يجلس عليها وسط الرجال ووضع يده علي ركبته يسندها وكل عقله في زوجته العنيده ليلي الذي يعيد اسمها بداخله دون توقف،اغمض عينيه ووقف فجأه منهي لجلستهم ...
رفاعي: باااه جنابك عتروح دلوك ...
نظر له علي بلا مبالاه وهو يعدل عمامته: إييوه ماليش مزاج اجعد تاني ...
سار رفاعي معه، ذراعه اليمين او بمعني اخر تابعه اينما ذهب كخياله ...
كان علي يعيد ما حدث بينه وبينها في عقله عندما اصطدمت به احدي غوازي المقهي ليبعدها عنه بتقزز وهي تضحك ضحكتها الخليعه وتتعجب من تغيره !
هل هذا علي الذي كان يبيت بين احضانهم الغازيه تلو الاخري ...عجباا هل يفعل الزواج ذلك بمحبوب النساء ؟!
وصل علي الي البيت في ساعه متأخره علي غير عادته،ركضت بدور تفترش علي السرير مصطنعه النوم وهي تغلي بداخلها من تأخره فقد تأكدت انه أجل موعده مع اباها من الخادمه التي بعثت بها كمرشد لها ...
شعرت بعيناه تمر عليها ما ان دخل الغرفه،جلس علي الاريكه في مواجهه السرير ينظر لحبيبته النائمه ! نعم حبيبته ...اسند رأسه للوراء واغمض عينيه وارتسمت ابتسامه ساخره علي شفتيه المغريتان وقال بصوت ضعيف...
-حبيبتي...
لا يعلم كيف ومتي ولكنها تغلغلت تحت جلده وسار يستنشق رائحتها في أنفه اينما ذهب كمدمن يحتاج جرعته...
نفخ واستغفر الله و دخل الي الحمام يأخذ حماما باردا حتي يهدأ قليلا ...
علي لنفسه: حبيبتك واعره جوي يا علي، يارب جدرني عليها...
سمعت ليلي همسته الخفيفه،هل قال حبيبتي ام انها تتخيل ؟! واذا قال فعلا فمن هي هذه الحبيبه ؟ شعرت بغيرة تتأكل احشائها وقلبها وكأنها مرض ينتشر بسرعه البرق داخلها...
ليلي لنفسها: استر يارب والله ياعلي اصور جتيل لو حبيت حدا غيري ... اتصرفي يا خيبه راجلك بيضيع منيكي !.
مطت شفتيها بخوف وتوتر وكادت تبكي وقلبها يدق بشده ! لمعت عيناها فجأه بفكره ! حركت يدها علي جانبي شعرها المنسدل تنفضه بخفه تعطيه شكل غير مرتب جذاب بطبيعته، نظرت الي رداء البيت التي تنام به ففتحت اول زرين واوقعت كتفه،نظرت الي طول فستانها بحنق وكأنه اجبرها علي ارتدائه من الاساس،رفعت فستانها الي اعلي فخدها ونامت علي جانبها ...
خرج وهو يرتدي سرواله فقط ويبعد قطرات الماء من شعره بالمنشفه اعطاها ظهره وهو يحاول اخراج ملابسه ...
بدأت ليلي تصدر تأوهات وانين خفيف،ألتفت لها وجدها في منظر قشعر له بدنه وهو يري جسدها الذي يشتهيه يتلوي امامه وردائها مرفوع الي اعلي ساقيها ...
تقلبت ليلي علي ظهرها وهي تفقد الامل في ان يتقدم منها فخطرت لها فكرة جنونيه او شيطانيه ..
ليلي بهمهمه: بس ياراجل...
كادت عيناه ان تخرج من مقلتيها وتسمر مكانه ! هل تحلم زوجته به ؟! كيف وهي لا ترغب به 3 سنوات لم تتقدم له ابدا دائما هو الذي يطلبها ويكون كالطفل الصغير يسعي وراءها ودائما لديها عزر يجرح كبرياء رجولته ... لا يعلم ما بداخلها هي تقول لا وجسدها يصرخ نعم ...
علي لنفسه: الله يهد الحريم اللي في الدنيا لاااه الله يحرجهم كلاتهم ...
عادت تتلوي امامه فأقترب منها كالمنوم مغناطيسيا وعيناه تبتلعها من فوقها لتحتها ..فاوقفه تفكير جمد الدم في عروقه..
اتحلم به ام برجل اخر ؟! والله لو حدث ذلك ليقتلها ويقتله معها ...اقترب منها بعنف وامسك ذراعها بقوه ليعدلها في موضع جلوس،صرخت ليلي بخضه فهي ولو تصطنع النوم لم تتوقع ان يسحبها بشده هكذا ..
رمشت بعينها اكثر من مره وهي تستوعب ما يحدث وجدته ينظر لها بملامح غاضبه وقاسيه ...
ليلي: حصل ايه يا علي ؟
لم يهتم واردف قائلا: كنتي إبتحلمي بمين ؟
رفعت حاجب مصطنعه عدم الفهم: هاااه احلم بمين كيف يعني ؟!
اطبق علي ذراعها بشده المتها ..
-ااااه يدي يا علي...
اقترب من وجهها وقال بحده وقله صبر و هو يصك علي اسنانه: كنتي بتحلمي بمين مش هكرر كلامي مرة تانيه ...
-انت اتجنيت عاد ! انا محلمتش بمخلوج...
شد علي علي شعرها بشئ من القسوةو قال ...
-اني سامعك بوداني وانتي بتكلمي راجل في نومتك وبتتلوي زي الحيه علي فرشتي كومان ...يمين بالله لو مانطجتي ماهيكفيني فيكي عمرك كلاته يابنت الشرجاوي ...
وضعت يدها فوق يده الممسكه بشعرها: والله العظيم محلمت بحدا واصل ...
رفع يده الاخري وصفعها علي ساقها العاريه كعقاب علي عدم كلامها ..
ليلي ببكاء ردت سريعا: انت! ..كنت بحلم بيك انت !
-والله بيا اني ليه ان شاء الله سلامتك تعبانه ولا حاجه ؟!
رفعت كفها المرتعش ووضعتها علي وجهه وهي تنظر له بعيون دامعه تستدعي حبه وشفقته ...
-اتوحشتك جوي ...
ابتلع ريقه وهو ينظر لوجهها الباكي واغمض عينه في محاوله ليتمالك نفسه ويصدقها ...
ما ان خفت قبضته من شعرها حتي اقتربت منه ببطئ لتطبع قبله علي رقبته ثم ابتعدت تري ملامحه فقد اغمض عينه بشده اكثر فاعادت الكرة ولكن بجرأه اكبر ورغما عنه رفع ذراع يحيط خصرها ويقربها اليه فأوقفت قبلاتها لتزرع رأسها بين رقبته ووجهه وتحيطه في عناق تخرج فيه كل مخاوفها ...
فتح عيناه وجدها تحتضنه وتبكي ...
علي وهو يزفر: خلاص ما تبكيش اني كنت متعصب إشويه من جبل ما اجي اهنه...
فتحت عيناها الحمراء والمنتفخه من بكائها وقالت: هو اني عمري عملت حاجه غلط عشان تجولي راجل مين يا علي ... طيب حتي لو اني مش كويسه انت بتهملني لحالي اخرج لوحدي لدوار امي الحاجه او ابوي عشان اعرف غيرك حتي ! ياعلي ده انا نسيت الدنيا بره شكلها كيف ! انا ف جفص ياعلي وساكته عشان اني...
سكتت لم تكمل تعبيرها عن حبها له فقد وعدت نفسها الا تنطقها قبله وتتحدي عشقها له...
علي بعيون واسعه وقلبه يدق قال بصوت اجش: انتي إييه ؟!...
نظرت الي اليمين والشمال بتوتر ..
-عشان اني ..ااا ..ااصل اني احم مش ...اااااه
اتسعت عيناه بخضه: مالك جرالك إيه ؟!
-جنبي ياعلي موجوعه جوي جوي إهنه..
امسكت بيده تضعها علي جنبها موضع الالم فبدأ يدلكه لها بخوف...
-طيب نامي علي ضهرك وارتاحي ...
-امممم لا انا مرتاحه إكده وانت يدك عليا ...
رفع نظره اليها وهو يشعر بعروق جسده تبرز وهو يحاول السيطرة علي مشاعره حتي لا يأذيها في مرضها ولكنها صدمته عندما نامت علي السرير ساحبه له فوقها وهو جالس واغمضت عينها رافعه ذقنها بشفتيها له باستسلام...
استسلام لا يعرف معناه الا معها هي حبيبته و زوجته التي تفقده عقله بالكامل وتربطه داخل دوامه من المشاعر...
كانت قبلته لها عنيفه و سريعه و كأنه اراد ان يصك ملكيته علي شفتاها ليغيب الاثنان معا في ليله ولا الف ليله وليله بالنسبه لهم وكلاهما يحاول إثبات حبه للاخر دون كلمات...
↚
استيقظت ليلي بين احضانه علي دق باب البيت ... حاولت نزع ذراعه من حولها وهو يتمتم ويقربها منه...
-اوعاك إكده يا علي ده صوت ابوي برااااه ... يالهووي يالهوي...
فتح علي عينه بصعوبه وهو يلعن اباها في سره...
ونظر لها وهي ترتدي ملابسها وتخبط علي وجهها...
نفخ بضيق: في إيه يا ولييه انتي مرتي ! هو انا مجضي الليله وياكي..ما ابوكي ديه اللي مسلمك ليا بيده !
نظرت له بغضب: مش وجت كلام فارغ دلوك جوم بسرعه عشان نفتح الباب ..
نزلت بسرعه لتفتح لوادها الباب ..
ابراهيم: السلام عليكم ..ايه النوم ده كلاته ؟!
-هااه معلش يا ابي اصل الواد تعبني طول الليل ...
-امممم ماشي ياختي ..جوزك إهنه ولا مشي ...
اتاه صوت علي وهو ينزل الدرج: اهني يا عمي ..اهلا ومرحبا بيك نورتنا ...
-بنورك يا علي ..كيفك و كيف البت دي وياك؟
نظر لها بخبث واردف قائلا: زينه الحمدلله كله تمام..
-طيب الحمدلله لو عملت اي حاجه مش علي هواك اجطم رجبتها ...
لوت ليلي فمها: متشكرة يا ابوي...
ضحك علي قائلا: خير يا عمي ياتري الزيارة دي وراها حاجه مهمه ولا اتوحشت ليلي..
نظرت ليلي علي امل ان يظهر اي مشاعر تجاهها...
ابراهيم بلا اهتمام: ايوة عايز اخبرك موضوع امهم يخصني ..اني نويت اتجوز وجلت لازم اخبركم اللاول ...
خبطت ليلي بخضه علي صدرها فنظر لها علي بتحذير ولكنها لم تهتم ...
ليلي: كيف يعني تتجوز ده انت معملهتاش طول السنين دي كلاتها ؟
علي بحده: ميخصكيش يا ليلي واتحدثي بأدب مع ابوكي ..
ليلي بغضب: كيف ميخصنيش ده اني ...
علي بغضب مماثل وصوت عال: ده اني اللي هكسر راسك لو ما حطيتي لسانك جوا خشمك ولميتي الدور لاحسن اطجك كف ينسيكي الحديث،مشي من إهنه !
نظرت له بوجه احمر غاضب وشعرت بمهانته ولكنها كتمت داخلها واتجهت الي غرفتها بعد ان رمقته بنظرة تعلمه عن استعدادها لتندمه علي الحديث معها هكذا واهانتها ...
نظر الي لامبالاه ابراهيم الذي يبتسم نصف ابتسامه بسخريه: البت تكسرلها ضلع يطلعلها 24 يا ولدي ...هاااه اجوم اني بقي واعمل حسابك هتيجي معايا بكرة لاهل العزايزة انا هتجوز بنت كبيرهم..
علي وهو لايريد ان يظهر تعجبه من قسوته علي ابنته بل و اصراره علي تحميل علي عليها ...
- تومام هجيلك من الصبح ..مبروك مجدما ياعمي ...
هز رأسه بالموافقه وهم للرحيل..
وقف علي يتابعه وهو يرحل وعاد بتفكيره الي ليلي فكلما اخذ خطوه للامام عاد عشرة للخلف معها...
علي لنفسه: مجري علينا عده ياسين يابنت الحلال ...
صعد خلفها سريعا ولكنه هدأ من خطواته ليتظاهر بعدم المبالاه فوجدها تجلس علي فراشهم تضم ركبتيها لصدرها ودموعها تتساقط بحريه ...
زفر وتوجه الي خزانته يرتدي قفطانه ليهرب بعيدا فاكثر ما يزعجه ويمزق قلبه هي دموعها ...
نظر لانعكاسها في المرآه و هي تبكي فحمحم بضيق: اااااحم بيكفي يا مرا ...ايه حوصل لكل ديه ..ابوكي راجل ولسه بجوته يتزوج ولا ميتزوجش احنا مالنا وماله...
ليلي بغضب: ايووة ياخويا ما هو راجل زيك تعملوا اللي بتريدوه حتي لو بتجرحوا اجرب الناس ليكم..
-بااااه انتي محسساني انه هيتخطف منيكي ... ريداني اعدلك ابوكي جاه يشوفك او سأل عليكي كام مرة في ال3 سنين اللي فاتوا دولاااا...
حزنت ليلي من حديثه الذي يرش الملح علي جروحها ونظرت له بعتاب فهي تعلم جيدا عدم اهتمام والدهم بهم لانهم من جنس حواء و كأنه خطأهم وليست اراده الله انه لم يعطيه ولد يحمل اسمه .. لقد تأقلمت علي هذا الوضع ولكن قول علي لما يؤرقها جهوريا ألمها بشده ...
وضعت يدها علي فمها لتخفي شهقاتها وركضت الي غرفه اطفالها الفارغه تاركه علي ورائها بحيرته ...خبط بكفه علي رأسه ونهر نفسه ..
-غبببببي هتفضل كيف الدبش لمماتك يا ابن الهواري...
خرج من غرفته واغلق الباب بعنف هز جدران البيت وهو ينزل كالخيل الجامح لايري امامه من غضبه وتفكيره ...
اما ليلي فقد كان بكائها جزء كبير منه علي روحيه المسكينه ! التي تعلم انها ضحت بحياتها ورفضت الزواج للاهتمام بهم لحبها لابيها الذي بلا مشاعر ولايستحق حبها ولا تضحيتها وصارت تلعنه في سرها...
ليلي بغضب: استغفر الله العظيم سامحني يارب ...يارب صبرني واهديني للطريجه اللي امنع بيها المصيبه دي...
امسكت هاتفها لتخبر بدور فتذكرت انه اول يوم لها في الجامعه ولا تريد ان تجعله ذكري سيئه في حياتها ...
فأتصلت بروحيه للاطمئنان عليها واخبارها بانها تريدها ضروري اليوم ..و اتفق الاثنان علي المقابله بعد ساعه ...
...
في القاهره...
دخلت بدور بكل ثقه تتأمل حولها وجدت مجموعه من الفتيات ينظرون اليها ويتهامسون بضحك بينهم ... لم تهتم لهم واتجهت تسأل عن المحاضرات واماكنها في شئون الطلبه ...
صعدت الي مبني كليتها وسط انبهارها بادق تفاصيلها وشعرت بفخر داخلها بأنها هي الفتاة من الصعيد نجحت في الوصول الي هنا في مواجهه عقليه ابيها المتزمتة ...تحول تفكيرها الي يونس فسرحت بعد ان جلست في مدرج اولي محاضراتها في عينيه السوداء برموشها الطويله ونظرته لها !
وضعت يدها علي فمها لتخفي ابتسامتها ...غير عابئه بالعيون التي تطالعها من حولها منها نظرات سخريه ومنها تعجب ولكن اهمها هي نظرات اعجاب ...
اقترب مازن بثقه يجلس بجوارها نظف حلقه ليلفت انتباهها،طالعته بدور بنظره مازالت حالمه بيونس ولكنها فاقت منها ونظرت الي الجهه الاخري متجاهله إياه ..
ابتسم نصف ابتسامه لنفسه واردف ...
-انا مازن اول سنه هنا في هندسه معاكي وانتي ؟
مد يده يصافحها فنظرت لها ثم اليه وقالت ..
-اسفه مش بسلم علي شباب عن اذنك ..
↚
ابتعدت الي صف اخر عله يتركها في حال سبيلها...اقتربت احدي الفتيات التي رأت مازن يحوم حولها وارادت ان تحط من شأنها ...
سمر بسخريه: ههههههههه ايه ده انتي جايه بالجاموسه مستنيه برا...
قضبت بدور حاجبها بدون فهم: نعم حضرتك بتكلميني انا ؟
-اوبا ده انتي بتتكلمي حلو اهوه امال ايه جو الفلاحين ده ...ايه القرف ده يابنتي اللي لبساه مش مكسوفه من نفسك انا عرفت انك من القريه من الشال الغريب ده...
نظرت لها بصدمه واردفت قائله: انتي مجنونه يا بنت انتي ازاي تكلميني كده، انتي تعرفيني ؟
-لا الحمدلله معرفش الاشكال دي ...
ضحكت الفتيات من جروبها وبعض الطلاب ...
اخذت بدور ادواتها و وقفت بحده نظرت لها من فوق لاسفل تتفحصها وابتسمت بتهكم ...
- الحمدلله جايه القريه مش جايه من كباريه، وبس هنقول ايه لتخلف بني ادمين ..واحده تافهه شبهك مش هضيع وقتي معاها...والفلاحين دول انضف ناس وبرقبتك،الحمدلله اني مكنتش من الغوازي!
خرجت بدور مسرعه وهي لاتري امامها من دموعها المتجمعه بعينها ..فهربت الي احدي الحمامات واغلقت الباب علي نفسها...
كان يونس في هذه الاثناء باجتماع مع مدير الشركه التي يعمل بها ...حينما وردته رساله من جابر يخبره بان بدور قد نست اموالها ...
شعر بانه الملام لانه من اوصلها ونسي ان يطمئن عليها نظر الي زملاءه الملتفون حول الطاوله ...استأذن ليخرج مما اغضب مديره ولكنه لم يأبه علي عمله لاول مرة بحياته ...
بحث في هاتفه عن اسمها الذي سجله والده له وضغط اتصال ..لم تجيب اول مرة لكنه عاود الاتصال بها وقد بدأ القلق ينبش في قلبه ...لقد أكد لها بان تجيب وقتما اتصل ...اتعانده ام ان مكروه قد حصل لها بالفعل ؟!
ردت بدور بعد ثالث محاوله ليهجم بغضب ...
-انتي مش بتىردي ليه ؟!
بدور بحسرة وصوت باكي: الوو..
يونس وقد تغيرت ملامح الغضب الي قلق وتوتر فجأه: الو مالك ؟ انتي بتعيطي يا بدور ؟!
بكت بشده وقد فقدت السيطرة نهائيا ويونس معها علي الهاتف يكاد يجن ...
اخذ مفاتيح سيارته من مكتبه واسرع الي الاسفل وهو يحاول اقناعها بالحديث...
محمد زميله في العمل: انت يابني رايح فين وسايب الاجتماع انا جبت الاوراق ؟
-مش هينفع دلوقتي اتصرف يا محمد ...
ركب سيارته وهو يحاول تهدئتها...
-بدور اقسم بالله هعمل حادثه لو مبطلتي تعيطي وتفهميني حصل ايه ...في اي واحد ضايقك او عاكسك ؟
بدور وهي تحاول السيطرة علي شهقاتها قالت بصوت متقطع: لااا انت مش في الشغل ليه ؟ خد بالك وانت سايق ؟
-فكك مني دلوقتي خالص ممكن تفهميني العياط ده كله ليه ؟
سردت عليه ما حدث وكلام تلك الفتاة عليها وعلي ملابسها وهو يصك علي اسنانه ويرغب لو يدخل يقتل هذه الفتاه التي سخرت منها،اذهلته مشاعره فهو يعيش ويتنفس عنادهم و تحدياتهم ولكنها فقط من يسمح له بمضايقتها واي مخلوق اخر سيواجه غضبه المرير...
قال بهدوء وهو يسعي لشغل عقلها: بدور انتي عارفه ! انا بحب عنيكي من سنين !
توقفت بدور فجأه عن الحديث وظنت انها اخطأت في سماعه: انت بتكلمني ؟
اطلق ضحكه خفيفه واستمر: هو انا بكلم مين دلوقتي...
بدور وهي تجفف دموعها: بتكلمني انا؟!.
اردف يونس وهو يشعر بان روحه تتحرر رغما عنه ليعلن عن حديث يخشي ترديده بينه وبين نفسه: اه بكلمك انتي ! علطول حتي في خيالي وانتي مش قدامي ...
بدور بخجل وتعجب: انا مش فاهمه حاجه علي فكرة ..
ابتسم يونس لنفسه: يا شيخه يجد والله مش فاهمه طيب كويس هبقي افهمك بطريقتي...
ثم ضحك بصوت جذاب رن بأذنها: ولا اقولك بلاش طريقتي ...
بدور وهي تعض علي شفتها السفلي: يونس اتلم ...
-يا نهار اسود يونس واتلم في نفس الجمله مينفعش خالص ..يخربيتك انا اسمي احلو مرة واحده كده ليه؟!
شعرت بدور بضحكه محبوسه تنتقل بين ضلوعها ...لتشعر بجنون مشاعرها ...اليس هذا يونس الحقير ! لما كل هذه السعاده من كلماته ...من جن منهم هي ام هو ام الاثنان معا !
-هههههههه انت مش طبيعي علي فكرة واتلم انا بكسف من الكلام الغريب ده ...
-بحب كسوفك وبموت في عنيكي ...بدور انتي فاهمه حاجه انا حاسس ان الفلتر متشال انا بقولك حاجات مش عارف بتطلع ازاي وانتي الوحيده اللي بتعملي فيه كده..انا اكتر حد ممكن تلاقي عنده كنترول في الدنيا !...
-يونس اسكت يخربيتك ...انا دماغي بدأت تلف انت متأكد انك بتكلمني !
شعرت بان رأسها يدور، لم تعتاد علي هذا المديح من الجنس الاخر ..
-يخربيتك انتي اسكتي متقوليش اسمي وانا مش معاكي ...اقولك متقوليش اسمي وانا قدامك والنعمه هاكلك...
اغلقت بدور الهاتف بسرعه وانفاسها مضطربه وقلبها يثور كالبركان داخلها..اللعنه علي هذا اليونس الذي يدخل ليقلب كيانها كالاعصار….
↚
رن هاتفها مرة اخري مرتين قبل ان ترد عليه ...
يونس بهدوء حاد: لو قفلتي السكه تاني وانا بكلمك هتندمي !
لوت شفتها ها هو يعود لطبيعته البارده والمتعجرفه..
-انت اللي اجبرتني..
-بدور انتي فعلا مش فاهمه! لو حصل وقفلتي السكه في وشي تاني هتندمي وانا مبهددش !
شعرت بشئ من التوتر و الخوف ...
-احم خلاص بطل تكسفني ومش هقفل ...
-لا مش هبطل وحسك عينك تتكرر تاني ..انتي فاهمه ؟
بدور بضيق: فاهمه ...
اردف يونس بنبرة مختلفه تماما عن سابقتها تملئها المرح و كأن شخص ما قد ضغط علي ازراره...
-كنت بقول ايه انا بقي، اه افتكرت هو انا قلتلك علي رنت خلخالك !
- رنت خلخالي ؟! انت عرفت منين ...
-انتي عبيطه يابنتي مانا بقول رنت خلخالك يعني اكيد سمعته ..
-امممم ماله ...
-امممم مالوش بس بحبه اووي بيخليني اعد خطواتك...بدور انتي فين ؟!
بدور وهي ترقع حاجب: انا لسه في الحمام ..ليه ؟
يونس بمكر: استني بس..انهي اللي في الدور ولا اللي تحت ؟
بدور باستغراب: اللي في الدور...
مرت دقائق حتي سمعت دق علي باب الحمام ونفس الدق عاد لها من جهه الهاتف الاخري ..
بدور بصدمه: يونس انت فين بالظبط ؟
انقطع الهاتف ليأتيها صوته من الخارج: افتحي !
اسرعت بدور تفتح الباب وتخرج له وهي في صدمه من حضوره ...
-انت بتعمل ايه هنا؟
ابتسم لها: جاي عشان اشوف عيون الجميل ...
لمس طرف انفها واردف ...
- ورايا علي العربيه ...
تبعته بدور وهي مازالت في صدمه من حضوره اليها.. كانت المحاضره قد انتهت ...فرأت سمر بدور مع يونس ومطت شفتها بينما جن جنون الفتيات علي وسامته ...نظر بطرف عينيه لبدور التي نظرت نظره قاتله الي فتاه لاتظهر ملامحها من المكياج فعلم بانها المقصوده ...
وقف علي بدايه السلم فالتفت بالجنب وهو يبتسم يظهر غمازتيه مستعملا كامل جاذبيته وهو ينحني بخفه ليشير للدرج بذراعه وكأنه يقول (من بعدك مولاتي !)...
اغتاظت سمر بشده من هذا الشاب الفائق الجمال برجولته الذي يعامل هذه القرويه بكل هذا الحب !
لتردد افكارها احد الفتيات مضيفه: يالهوي دي اللي بتألسي عليها ...دي وقعا وقفا ياااااامي...ابقي خلي مازن ينفعك بعد الموز ده ! اكيد مازن مش في دماغها !
اخذت سمر حقيبها بغضب واتجهت الي خارج الجامعه ...
صعد الاثنان الي السيارة وبدأ يجول يونس بها في شوارع القاهره ...نظر لها بطرف عينيه ومد يده يمسك يدها ..انتفضت بخضه وارادت سحبها ...
بدور بخجل: ممكن تبطل بقي ...
يونس بخبث: ابطل ايه ؟
بدور بضيق: قله ادب !
اوقف يونس سيارته ونظر لها بإبتسامته الجانبيه المغريه التي تظهر غمزاته ...
-انهي قله ادب ؟! انا لسه مقلتش ادبي !
بدور: يانهار اسود كل ده مقلتش !
رد يونس مدافع عن نفسه: انا قليت ادبي ازاي هو انا بوستك مثلا! ...
شهقت بخضه: يونننننننننس !
عض علي قبضته وهو يلتفت اليها وقال بحده ..
- يخربيت يونس يابت ابوسك دلوقتي ...متقوليش اسمي...
بدور بخوف وهي ترفع اصابعها في وجهه ...
-انا بحذرك لو قربت مني والله العظيم هصوت وافضحك ياقليل الادب ...
ضحك يونس بشده علي رد فعلها حتي كادت الدموع تنزل من عينيه ...
بدور بحنق تبرطم: بارد وغتت ...
-متبرطميش سامعك علي فكرة ..
-يا سم مش مشكله ممكن نمشي بقااا وبعدين فين جابر؟
اختفت ابتسامته وبدأ يعد في رأسه حتي لا يثور عليها...
-انتي مالك وماله ايه وحشك ؟
-ايوة طبعا وحشني...
مد يده يقرصها من ذراعها لتصرخ بمفاجأه غير مصدقه افعاله !
يونس بضيق: وحش اما يلهفك انتي وهو ... انا غلطان اني جتلك اساسا ...
انطلق بالسيارة مرة اخري سريعا هذه المرة بينما كتمت هي ضحكاتها فهي تعلم كيف تشعله ...
توجه الي احد المولات وقال بمزاج عكر ..
-انزلي ...
نزلت بدور فسار بها الي احد المحلات في الداخل وبدأ ينتقل بين الملابس، اختار مجموعه من الملابس واعطاها لها تجربهاا.
- ايه الهدوم دي ؟! انا مش عايزة اشتري حاجه...
- هششششش اسمعي الكلام ..
بدور بضيق: علي فكرة كده غلط..
امسك ذراعها بلا مبالاه وادخلها غرفه تبديل الملابس واغلق الستار..
نفخت من تصرفاته ..
-استغفر الله العظيم منك يا شيخ..
↚
بدأت في ارتداء الملابس وهي عبارة عن فساتين غايه في الجمال،طويله الاكمام ...
ظلت تنظر الي انعكاسها وابتسامتها مرسومه علي ثغرها وهي تلتفت يمينا ويسارا تتفحص جمال الفستان النبيتي الداكن ..
بدور لنفسها: ههههههه بيفهم ابن اللظينه...
ليأتيها صوته من الخارج: انتي نمتي ولا حاجه ؟ ماتطلعي عايز اتفرج..
فتحت الستار دون ان تخرج، نظر لها بانبهار واشار لها بيده لتلتف، وضعت يدها في جانبيها ونظرت له بحده...
-لاااا مش هلف الفستان اهوه..
نظر لها بغضب وحاجبين مقتضبين ليعيد نفس الحركه بيده امرا لها بالالتفاف بملامح حاده جامده..
توترت قليلا لتلتف بخفه وبسرعه ونظرت له بغضب ..
ابتسم لها واردف: انا محتار اشتريه ولا لا...
-هو حلو انا عجبني ...
-المشكله انه حلو و اكتر من عجبني عليكي ...
بدور باستغراب: انت بتقول ايه يابني ؟ انا مش فهماك علي فكرة انت محير..
ضحك بقهقهه خفيفه واخبرها بقياس جميع الملابس فاختارت 3 فساتين رائعه وجيبه وسطها عند اسفل الصدر بقليل وتحتها شيميز ابيض...
تغير مزاج يونس بعد ان اشترا لها الملابس،عاد بتفكيره الي ما حدث لها في الصباح و من جفاء و لا مبالاه بعد الناس ...وصل الاثنان الي المنزل دون اي كلمه وكانت بدور تخطف نظرات له بطرف عينها لتجد ملامحه غاضبه كما هي ...
بدور لنفسها: الواد ده في حاجه غلط ! انا كلمته قالب بوزوا ليه بس !فكري هببتي ايه، يمكن عشان لبست فستان من الجداد ؟!
وهي شارده فتح باب السيارة بجوارها،رمشت بخضه وجدت يونس ممسك بالباب لها ..توترت فجأه وشعرت برغبه في البكاء ..نزلت من السياره متجهه الي البيت...فتح لها باب المبني واردف قائلا: شويه وهرجع ...
كان يعلم ان البيت فارغ وليس من الملائم ان يصعد معها فقد رأي التوتر بادي علي وجهها ...
وقفت تلعب باصابعها بتوتر علي الدرج وهي تهز له رأسها بالموافقه ...
سمعوا صوت جابر من اعلي ..
-انتو جيتوا ؟!ولا يا يونس انت سبتني ليه ؟!..
ابتسمت بدور بشده عند سماعها صوته وانفتحت اساريرها وهي ترفع فستانها لتصعد له وقبل ان تخطو خطوة كان يونس المنزعج بجانبها اوقفها واخبرها...
-متوقفيش تتكلمي ادخلي علي الشقه جوا وانا وجابر هنروح الشقه التانيه ...
ابتعد عنها قليلا عند وصول جابر ..الذي تسمر مكانه ما ان رأي بدر ..دعك في عينيه وقال بانبهار ...
-اوووووووبا اش اش اش يا ابن المحظوظه يا فوزي اتاريك اختفيت انهارده ! ايه يا بيبو الحلاوة دي...
ابتسمت بخجل ليرد عليه يونس بضيق: سيبها يا جابر في حالها واتفضل قدامي علي فوق...
جابر بحنق: يابني هو انا مولود فوق راسك ماتسبني اتنفس شويه ..
-اتنفس فوق يا حيلتها بعيد ...
لفه بيده ودفعه لاعلي بينما صعدت بدور الضاحكه ورائهم فهي قد اعتادت علي العاب القط والفأر بينهم و كانت تتعمد اغاظته في البدايه بتعاملها مع جابر اما الان فعلاقتها بجابر سلسله وتشعر بانه اخيها بالفعل...
دخلت بدور تبدل ملابسها لتساعد في البيت منتظرة وصول عمها وزوجته...وصلوا فوجدت ايمان بدور تحضر الطعام...
ايمان بسعاده: لا انا هتعود علي الدلع ده يا هندسه ...
توفيق بسخريه: ابوس ايدك يابنتي متعمليش في عمك كده دلع ايه اكتر من اللي هي بتعمله فينا !
-ههههههههه سامحني يا عمي بس مش خسارة في القمر دي...
-ااااخ اتحالفوا عليه ..طيب اروح الم هدومي وانام مع العيال بقي..
ايمان و كأنها تذكرت: صحيح عملتي ايه النهاردة ؟!
قصت لهم ما حدث معها تمام ومغادرتها مع يونس دون اخبارهم بمكالمتهم الطويله و ما حدث بينهم بالطبع وشراءة لها مجموعه من الفساتين الجميله...
توفيق و ايمان بوقت واحد: يونس !
ليأتيهم صوته من الخلف: ماله يونس ؟
إيمان بابتسامه خبيثه: لا اصل بدور بتحكيلي علي الفساتين يا حبيبي وقالتلي انك بتحب الشوبينج اوي وانك سيبت شغلك ! اللي عمرك ما سيبته ورحتلها..
شعر يونس بحرج وضيق فنظر بحده لبدور وكأنه يلعنها علي اخبارهم فتظاهرت هي بالبراءة ...
-ايه بنت عمي في محنه استني وقت شغلي يخلص عشان اروح ..رجاله ايه دي بقاا؟!
تدخل جابر بسرعه: شفتوا بدور كانت لابسه ايه ؟! ده طلع ذوقه عالي ومكنش بيوافق يجي معاكي يا ماما انا لو منك اشيل منه ..انا بهدي النفوس بس...
نظر له يونس شزرا: في حاجه يا جماعه انا حاسس اني في تحقيق عادي جدا حتي لو مش قربتي واحده في محنه هروح اساعدها...
اختفت ابتسامه بدور ها هي تقع من برجها العالي بامالها السابقه لاوانها ...بالطبع هو لا يحبها ؟!اذا ما مبرر افعاله و لمسه ليدها دائما وحديثه عن نطقها لاسمه اكان يخدعها...
ونبرات الحنان ونظراته الغريبه اليوم لقد شعرت لوهله بانه يمكن ان يكن بعض المشاعر ناحيتها !
نظرت له بدور شزرا تعجب له يونس ما بها الان فهي من اوقعته بينهم والان هي المنزعجه ؟! تبا لعقليه النساء !
بدور بلا مبالاه: انا هروح احضر الغدا ...
جابر وقف بسرعه: انا جي اساعدك ...
ليرد يونس بسرعه: تساعدها ليه وهي اتشلت انت مالك ومال شعل الستات !
بدور بحده: كتر الف خيره بيساعد واضح انها وراثه عندكم كلكم بتحبوا تساعدوا كل الناس واي حد خصوصا لو بنات...
ابتسم لنفسه فقد فهم انها غارت من كلماته ..ايعقل ان تبادله مشاعره ...فاردف قائلا...
-ايوة خصوصا لو البنات دي حلوة ...
نظرت ايمان لتوفيق بمكر وضحكوا وهم ينتقلون بنظراتهم بين يونس و بدور...
تركته بدور وهي تغلي واخذت تخبط في الحلل و غطيانها بغل...
جابر وهو يرفع حاجبه: في حله هناك لسه مخبطيهاش ! في ايه انتي هبله سيباه يلعب بيكي !
بدور بتوتر: هو مين ده ؟انت تقصد ايه ؟
جابر بضحك: يااابيبو يا بيبو انتي فكراني اهبل ما كله واضح انكم هتموتوا علي بعض ...
يدور بحده: اموت علي مين بس وحد الله خليه لستاته الحلوة ...
↚
-هههههههههههه اسمعي مني بس انا فاهمه هو بيغيظك مانتي عارفه اسلوبه الزفت ! وبعدين بنقولك عمره ما اشتري مع امه اللي خلفته حاجه وانتي نزل يشتريلك تشكيله وساب شغله اللي عمره ما عملها...
بدور بضحكه تهكم: لا اله الا الله انتو مسمعتوش قال ايه هو راجل محترم مش اكتر .. وبعدين احنا مالنا اصلا هو حر...
جابر:اممممممم طيب عينك في عيني كده ...
-ونبي يا جابر انت فايق اوي ده زي اخويا...
-ههههههههههههه اوعي اوعي وحيااااااه ابوكي يا شيخه لو بجد بتعزيني تعيدي الجمله دي قدامه اشطاااا ؟!
بدور بعناد: هقوله هو انا هخاف !
دخل يونس عليهم وتحجج بانه يشرب الماء ...
جابر بلؤم: ايوة طبعا كلنا اخواتك انا ويونس..
بدور وقد فهمت عليه: ايووة انتو اخواتي ...
تطاير الماء من فمه ونظر لها بحده ...
-انا مش اخو حد ! جابر هو اللي اخوكي بس...
جابر بابتسامه: الحمدلله انك عارف !
يونس بتعجب: قصدك ايه ؟!
جابر: عشان تبطل كل ما اكلم حبيبه القلب تغير وتهري في نفسك كده والمصحف اختي اجدع !
بدور بحده: جابر انت مجنون ! انا زي اخته...
نظر لها يونس بغضب: انتي هتستعبطي يا بت انتي ولا ايه ! خوت لما يخوتك فوقي لنفسك !..
يدور بكل برود: الله وانت مضايق نفسك اوي ليه كده هو انت تطول ...
اعطته ظهرها وبدأت تغرف الطعام ويونس يقتلها بعينيه ويتمني لو يصفعها حتي تعود لرشدها ...
مال جابر علي اذنه وقال: اهدي يا برنس حقها بردو انت زودتها ...
خرج جابر يغمز الي ايمان وتوفيق ويبشرهم بنجاح خطتهم لتقريب يونس و بدور ...
عقد يونس ذراعيه و قال بحده: افهم ايه من الكلام الفارغ ده !
بدور بلا مبالاه: انهي كلام بالظبط ؟!
-بدور استعباطك ده بينرفزني متلفيش وتدوري واشمعنا قدام جابر بس !
-مالك و مال جابر ! اولا هو فعلا زي اخويا و اكتر،انت ايه مشكلتك، تتنرفز و لا لا انت مش ابويا !...
لفها اليه بشده آلمتها وقال بهدوء مرعب ..
- ابوكي ذات نفسه مش هيبقي ليه كلمه عليكي انتي خلاص بقيتي هنا ...
واشار الي رأسه...نفضت ذراعها بعنف واردفت بحده مماثله ...
-ااااه هي بلطجه بقي ..انت سامع نفسك يا باش مهندس انت بتلومني علي حاجه غريبه جدا ..هو احنا في بينا حاجه لا سمح الله ...
لوا يونس ذراعها للخلف وابتسم بشر وهو يمسك بخصله لشعرها وهي تأبي الخضوع له ...
-لو سمحت عيب كده افرض حد دخل دلوقتي...
رفع حاجبيه بتعجب: الله هو مش احنا اخوات ولا ايه ؟! انتي حيرتيني معاكي !
رن جرس باب المبني فنزل جابر يفتح الباب ويري من يزورهم بدون سابق انذار...
فوجئ بوالد بدور امامه الذي ما ان رأه حتي اشتعلت النار في عينيه منذرا بمنحني جديد لن يسروا به...
↚
لفها اليه بشده آلمتها وقال بهدوء مرعب ..
- ابوكي ذات نفسه مش هيبقي ليه كلمه عليكي انتي خلاص بقيتي هنا ...
واشار الي رأسه...نفضت ذراعها بعنف واردفت بحده مماثله ...
-ااااه هي بلطجه بقي ..انت سامع نفسك يا باش مهندس انت بتلومني علي حاجه غريبه جدا ..هو احنا في بينا حاجه لا سمح الله ...
لوا يونس ذراعها للخلف وابتسم بشر وهو يمسك بخصله لشعرها وهي تأبي الخضوع له ...
-لو سمحت عيب كده افرض حد دخل دلوقتي...
رفع حاجبيه بتعجب: الله هو مش احنا اخوات ولا ايه ؟! انتي حيرتيني معاكي !
رن جرس باب المبني فنزل جابر يفتح الباب ويري من يزورهم بدون سابق انذار...
فوجئ بوالد بدور امامه الذي ما ان رأه حتي اشتعلت النار في عينيه منذرا بمنحني لن يسروا به...
جابر بتوتر و صوت متقطع: حاج ابراهيم حمدلله علي السلامه ..انت جاي ليه ؟! اقصد حضرتك جاي من غير معاد في حاجه و لا ايه ؟!
نظر له ابراهيم بغضب: ربنا اللي جابني لاجل ما اشوف الخيبه اللي بجينا فيها بنتي فوج وياكم ؟بعد من وشي ...
دفعه الي الجانب وصعد الي اعلي ويتبعه جابر بوجه اصفر شاحب وابراهيم يتوعد لاخيه وابنته و يخطط لما سيفعله بهم ...
فتح الباب وجد توفيق وايمان يشاهدون التلفاز وقف الاثنان بسرعه وتقدم منه توفيق ...
-ابراهيم ! حمدلله علي السلامه،انت جيت امتي ؟!
ابتسم ابتسامه جانبيه وهو يهزر رأسه بخيبه امل ...
-هو ده كان اتفجنا يا ولد ابوي ابتضحك عليا و تجولي جابر ويونس مش عايشين إهنه ..خلاص بنتي بجت رخيصه اوي عنديكم ...
سمع يونس و بدور صوت والدها فكادت ان تخونها ركبتيها وتقع علي وجهها ولكن يونس وازنها بسرعه وخرج سريعا الي الخارج ...
يونس بجرأه: احنا معندناش بنات رخيصه يا عمي !
ابراهيم بحده: متتحدث والكبار بيتحدثوا يا ولدي ...
عاد بنظره الي توفيق: بنتي فين يا توفيق،احنا راجعين الصعيد دلوك مالهاش مكان وسطيكم...
شعر يونس بالارض تنهز نحت اقدامه فاردف بغضب: ايه الكلام ده ...!
توفيق: استني يا يونس، ايه يا ابراهيم انت ناسي اتفقنا ولا ايه وبعدين بدور بدأت كليتها زي ما قلتلك ! ده انت حتي مباركتلهاش يا راجل دلوقتي محموق وعايز بنتك !
-مالكش صالح بالي بيناتنا ..بدووور يا بدوور..
خرجت بدور التي اختبأت بالداخل وهي تستمع له وتبكي ! نظر والدها بغضب و حنق وقال ...
-ادخلي لمي خلجاتك ومش عايز اسمع ولا كلمه من اي حدا فيكم والا يمين تلاته افرغ الفرد كلاته في دماغها ...
اراد يونس التدخل فامسك به والده ليسكته ... بينما هرعت بدور لارتداء ملابسها وخمارها وهي مغيبه وتسمع صفاره ف اذنها كأنذار ارتفاع الضغط...
ايمان بهدوء: اهدي بس يا ابو ليلي ... محصلش حاجه لكل ده وبعدين انت عارف ان يونس لبدور وبدور ليونس..
ابراهيم بحده: الكلام ديه تخبري لجوزك اللي سمح بوجودهم في بيت واحد مش اني ..واني معنديش بنات للجواز خلاص ...
توفيق بغضب: هو لعب عيال ولا ايه يا ابراهيم ...
يونس وهو مصدوم من حديثهم استجمع نفسه سريعا واردف قائلا...
-بدور دي امانه في رقبتي يا عمي وانا بخاف عليها من نفسي قبل اي حد تاني ..
-بس يا ولدي مش عايز اسمع حديث ليك واصل امعاياه ...
توفيق: انت خرفت فعلااا انت عايز ايه غير انه يتجوزها ويحافظ عليها ..
خرجت بدور وهي تشعر بالتيه عن اي زواج يتحدثون ؟!هي لن تتزوج ابدا قبل ان تأخذ شهادتها الجامعيه! هل سيعاقبها والدها بانهاء حلمها بهذه الطريقه ؟! هل تزول منه كل مشاعر الابوة الي هذه المرحله...
استجمعت شجاعتها وهي تبكي: انا مش هتجوز حد يا بوي ...
لينقض عليها ابراهيم صافعا لها صفعه مدويه كادت ان تخلع رأسها ليتقدم منه يونس ويدفعها بعيدا عنها قبل ان يعيد ضربها ...و يمسك يده في الهوا ...
ابراهيم وهو يتنفس بشده: بعد يا يونس !
توجهت ايمان الي بدور تحتضنها بينما دفع توفيق يونس ووقف امام اخيه ...
توفيق بغضب: ممكن تهدي شويه ونتكلم بالعقل ...وتفهمني انت جي ليه اصلا ..اكيد مش جاي تتخانق وتمشي...
-لاااه كنت جاي اخبرك اني هتجوز واجيبكم وياااياه ...
صدم الجميع واولهم بدور الذي ذهب عقلها مباشرا الي امها الروحيه التي ربتها وضحت بنفسها ! زاد بكائها علي حياتهم التي تدمر بسبب انانيه والدها ...
توفيق: انت بتتكلم جد ؟! ومين العروسه بقي ؟
ابراهيم: بنت العزايزة ...
توفيق بغضب: انت جرا لعقلك حاجه هتجوز عيله قد بناتك !
ابراهيم بغضب: وانت ايه دخلك انت ! انا حر ف نفسي تكنش هتصرف عليا ولا حاجه ...
التفت الي بدور ليمسك بذراعها ...
-جدامي يالي جيبالي العار...
كان توفيق يمسك بيونس حتي لا يقوم بشئ يندم عليه فيما بعد ...
قال بغضب: انت ماسكني انا ليه ؟ انت هتسيبه يخدها ؟!
لم يلتفت له ونزل هو وبدور للرحيل الي الصعيد ...
توفيق بقله حيله: هعمله ايه يعني دي بنته اهدي انت بس وانا هتصرف ...
جابر بغضب: يهدا ايه احنا لازم نروح وراهم ونرجعهوها من الراجل ده ! ده ممكن يجوزها اول ما يوصلوا !
يونس وقد اسودت الدنيا في عينيه شعر وكأن روحه تخطف من جسده ...
-انا مش هستني انا هنزل وراهم ... انت مش متفق معاه ان بدور هتتجوزني بيبقي لازم يلتزم بكلمته هو لعب عيال !
جابر بإصرار: وانا هاجي معاك يلا بينا ...
توفيق بضيق وفي نفس الوقت يشعر بالراحه من رد فعل يونس علي زواجه من بدور فمن الظاهر انه سيشكر والده فيما بعد علي هذا القرار..
- استنوا ياولاد استنوااا متخبلوش عقلي انا هغير انا وامكم وهنروح سوا ...
↚
اما في منزل ليلي...
روحيه و شفتيها ترتعش من الرغبه في البكاء ..
ليلي بحزن: الله يرضي عليكي لو بكيتي دلوك هبكي وياكي انا ماسكه نفسي بالعافيه ...
روحيه بألم: لاااه مش راح أبكي...اللي يتزوج يتزوج واللي يغور إيغور ...
ليلي: إهدي إكده عشان انفكر هنمنع المصيبه ديه كيف !
-خلاص معدش فارج هو اختار يا بنيتي...
ليلي بضيق: الله يرضي عليكي يا امي متجننيش إنتي كومان ...سيبيلي انا الموضوع ديه وانا هتصرف !
في ساعات الصباح الباكره لليوم التالي وصل الحاج ابراهيم وبدور الي منزلهم في سوهاج...
ابراهيم بحده: اطلعي لفوج ومتنزليش جصادي واصل...
صعدت بدور وهي تبكي علي حياتها و حلمها الذي انتهي قبل ان يبدأ ! شعرت بوحده رهيبه وجال تفكيرها الي يونس ورده فعله هل يحبها بحق ؟!
وتهديد ابيها بتزويجها هل سينفذه بالفعل والاهم هل سيتزوج ابيها ويهدم ما تبقي من حياه و قلب روحيه،هي من اهتمت بكل صغيرة وكبيره في البيت و كانت سبب اساسي في تحملهم لحياة البؤس مع هذا الاب الذي يري ان اظهار المشاعر هو ضعف للرجل ولايعلم ان قوته في حبهم له !
غلب النعاس والتعب من السفر طوال الليل عليها وهي تبكي وتندب ضياع كل شئ في حياتها بسبب ابيها ليثبت باصرار ان هذا النهار اتعس نهار في حياتها ...
...
اما عند ليلي و علي...
علي بحده: بس ياض انته ...متمدش يدك علي اختك إصغيرة ...
ليلي ببرود: احط الواكل دلوك ؟!
نظر لها يدرس مزاجها ليحمحم بحلقه ...
-انتي كلتي ؟!
-ايوة اكلت مع روحيه لما جات إهنه ...
رفع حاجبه وابتسم بتهكم: هي لحجت تيجي وتروح ...وياتري بتحربوا علي إيه !
ليلي بغضب: نحرب ! مالكش صالح بيه يا علي !
همت بالرحيل وهي تحمل ابنهم ولكنه امسك ذراعها بعنف ...
علي بهدوء حاد: لما اتحدث وياكي ..تفوجي لنفسك وتعرفي ابتتحثي مع مين يا حرمه انا ليا صالح بكل حاجه فيكي ...انتي فاهمه !
فاق علي ببكاء ابنه الذي ما ان رأي دموع امه من قوة قبضه ابيه؛ حتي انفجر باكيا يخبئ رأسه في رقبتها وهو يلوح بقبضته علها تمس يد ابيه الممسكه بها...
ابعد علي يده سريعا ولعن تسرعه الدائم وسوء تصرفه فيما يخص زوجته..
اخذ الطفل من يدها باعجوبه بينما ركضت هي بعيدا الي غرفتهم ...
هدأ الطفل وبدأ يلاعبه بحركات و كلمات غير مفهومه فأخر ما يرغب به هو ان يخشاه اولاده ويظنون به القسوة تماما كوالد ليلي...عاد به قلبه للتفكير في ما قاله لها اخر مرة وشعر بالصغر و الحزن علي حبيبته ...
سمع بكاء صغيرته الاخري وغناء زوجته لها لتأخذها في نوم عميق بصوتها الملائكي،الذي يتقطع ويتخلله بكاءها بينما تعافر هي نفسها من اجل طفلتها ...بدأ يجول بماهر علي كتفه ويهزه الي نومه وهو غارق في صوتها الحزين الذي يتغلغل الي أعماقه ويمزق داخله ...
سرحت ليلي وهي تهدأ ابنتها ..الحب ...كلمه تريد عيشها ولكنها حرمت منها ... كم انت محير يا حبيبي استحبني يوما ام اقبل بنصيبي في الحياة وجفاءك تجاهي ؟ ...أألتفت لابنائي علهم يتوصوا بي خيرا ... وأعيش كباقي النساء وأقبل بان أعيش مع حبيبي ليتعود علي قربي دون ان احرك مشاعره !
هل خدعت في ما رأيته في عينيه وتوسمي بالامل بأن تكون نصيري في هذه الحياة المريرة ؟!
تساقطت الافكار عليها وهي تدندن باغنيتها لرضيعتها غير آبهه بدموعها المنهاله علي وجهها...
...
وصل يونس و العائله الي بيت عمه وهو يكاد يجن من صراعه الداخلي و ماحدث من تغيرات بسرعه البرق ويلعن رغبه قلبه في الزواج بها و عدم تحمله لفكرة زواجها بأخر ..ولكن ما أذي مشاعره واغضبه الي حد الجنون هو رفض بدور للزواج منه !
لكنه لن يتركها وشأنها ابدا وسيعاقبها علي هذا القرار، فهي له وحده !..
فتحت الخادمه الباب ورحبت بهم واستدعت ابراهيم الي الاسفل ...
ابراهيم بضيق ليرد بدون سلام ..
-بالله عليك اني ما فاضي يا توفيق للي بيحصول ديه ...بت يا سكينه جهزتوا الزيارة والفطير اني إكده هتأخر جبر يلمكم كلكم ...
هرعت اليه هي ورجاله بالاقفاص الممتلئه بخيراته ...
توفيق بتهكم: ههههههههه ايه ياعريس ان كنت هتروح الزيارة لاهل العروسه من غير اخوك ولا ايه ...
ابراهيم بحنق: والله مكنتش تعبت نفسي يابن الاصول وجيت لحد عنديكم بس اللي شفته غيرلي مزاجي ...
توفيق وكأنه لم يستمع له: يلا بينا كلنا هنروح لمرات اخويا الجديدة طبعا ده واجب علينا...
تأفف ابراهيم وصاح بأعلي صوته: يلااااااا يا بدووووووووور ...
هرعت بدور الي اسفل وهي ترتدي خمارها، استوقف يونس خلو عيناها من كحلها وزينتها وكأن روحها قد ذبلت بانتهاء اليوم السابق...
وقفت فجاه وانتقلت بعينها بينهم لتستقر علي يونس ذو الملامح الجامدة كقناع لا يظهر مشاعره او ما يفكر به ...نظرت الي الاسفل عندما نظر والدها لها بحده ولم تتجرأ علي الاقتراب منهم، قابلهم ليلي وعلي بعد مرورهم بوالدته لاعطائها اطفالهم ليدخلوا معا الي عائله النسب القادمه في وسط صدمه ليلي من وجود بدور و عمها وعينان اختها الباكيه اعلمتها انها لن تسمع ما يعجبها...
لاقوا ترحيبا كبير من قبل العزايزة وبدء الرجال المجتمعين الاتفاق علي مراسم الزواج بينما اتجهت بدور وليلي لمقابله العروس في جناح أخر من البيت ...
صدم الاثنان ما ان وقعت عيناهم علي العروس التي لاتتجاوز من العمر ال 20 عام !
مرت نظرة حزن بينهم عندما رأوا ملامح الحسرة والحزن عليها ...بالطبع فأي فتاة في هذا السن ستتمني رجل قد تخطي ال 50 من عمره كزوج ؟!
رفعوا الوشاح من علي وجوههم واقتربوا منها يحاولون وصل المحبه بينهم ولو لمجرد تهدئتها، ملاحظون نظرات التحذير من والدتها تاره و عمتها تاره اخري ...
والده العروس: ياااالف مرحبااا نورتونا والله يا زينه بنات الصعيد ...
ليلي بابتسامه بسيطه: ابنوركم يا خاله ...انتوا و زينة العرايس ..اسمك إيه يا عروسه...
صكت علي اسنانها وهي تستجمع قواها: اسمي وداد...
بدور يتوتر: عاشت الاسامي يا حبيبتي ...اني بدور و دي اختي ليلى ...
نكزتها والدتها فردت وداد بسماجه: اهلا بيكم ...
وعادت الي سكوتها مرة اخري ...
انشغل الجميع في الحديث فسحبت وداد نفسها لتختلي بنفسها دقائق معدوده حتي لا تنفجر في البكاء امامهم فيعاقبها اهلها...
خرجت من الباب الخلفي واستقرت وراء احد الاشجار وبدأت تبكي بقهره علي مصيرها الاسود ...
وداد لنفسها: ليه ياابي تعمل فيه إكده الله يسامحك ويسامحكم كلاتكم علي عذابي ديه...
رفعت كمها لمسح وجهها لتجد قطعه من القماش امامها شهقت ونظرت الي صاحب اليد الممتده لتري رجلاا هو اجمل رجل رأته في حياتها بعيونه الخضراء الواسعه وابتسامته البريئه ...
قفزت بخوف من ان يراهم احد وصاحت به: انت مين ؟! وعايز إيه مني ؟
جابر بخضه: بسسسس بسسس في ايه انا هعوز منك ايه يعني! انا بس لقيتك بتعيطي قلت اديكي المنديل عشان العيون الحلوة دي حرام تعيط ...
نظرت له بغيط وقد لاحظت اختلاف لهجته: مالكش صالح أبكي ولا ماابكيش ..ديه إيه ده بعد عني؟
رفعت ردائها وهرعت بسرعه الي الداخل قبل ان يراها احد معه...
تنهد جابر وابتسم لظهرها وهي تسرع الي الداخل...
جابر لنفسه: يا خرابي علي حلاوة امك ! لسانك مبرد بس يهون قدام عنيكي ...واضح ان البيت ده مش هياخد الحاج ابراهيم بس ...استر ياااارب...
↚
انتهي اليوم باالاتفاق علي إتمام الزواج وعقد قران ابراهيم و وداد بعد اسبوع ...
دخل ابراهيم الي غرفته مباشرا دون الالتفات اليهم حال دخولهم المنزل،حاولت ايمان الكلام مع بدور لتهدئتها وتبريد قلبها ..
إيمان وهي تأخذها في احضانها ...
-متخفيش يا حبيبتي عمك هيتصرف وهتتعلمي وهتبقي زي الفل...
بدور بحزن: خلاص معاتش يفرق...
نظر لها يونس نظرة غاضبه رأتها بدور بوضوع فابعد نظرة ليتجه الي غرفته متجاهلا لها وجابر ورائه في عالمه الخاص يفكر بجميلته حاميه الطباع...
أستأذنت بدور واتجهت الي غرفتها..
بدور لنفسها: هو بيتجاهلني وبيبصلي كده ليه ! شفتي بقا انتي اللي عبيطه وكنتي بتقنعي نفسك انه بيحبك واهوه عادي جدا بالعكس ده قرفان انه جه ..طيب جه معاهم ليه ؟! اكيد عمي اجبره يجي يقنع ابويا . .
مسحت دموعها بعنف وهي تفكر ...
-بلاش هبل بقي متعيطيش عليه ده ميستهلش احمدي ربنا ان الموضوع خلص قبل ما يبتدي ...
اخذت حماما وغيرت ملابسها لتبدا رحلتها لاقناع نفسها بالنوم، بعد مكالمتها مع ليلي وبكاء الاثنان سويا علي خيبه امالهم في الحياة...
جلست ليلي علي الارض مربعه ساقيها وململمه ردائها في المنتصف كاشفه عنهم حتي اعلي فخديها وسانده لظهرها علي الاريكه...ممسكه بالهاتف بعد انتهاء مكالمتها مع بدور ورأسها للاسفل وشعرها منسدل يخفي وجهها وعيونها الباكيه ...كانت انفاسها مخنوقه من اثر بكائها القوي مع اختها..
خرج علي من حمامه فقد تعمد ان يأخر نفسه حتي تنتهي من مكالمتها ...لكن مشهد حبيبته العنيده بهذا الشكل المنكسر اشعل الغضب داخله علي نفسه لماذا لا يحميها مما يحدث لها ؟!
لماذا يحارب نفسه في التقرب منها ودائما ما يفشل ! اقترب منها ببطئ وترك منشفته علي الاريكه ووقف امامها مباشرا مد يده ليلمس شعرها ويربت عليها في محاوله لتخفيف آلامها ...
غلبت عليها مشاعرها فقربت الهاتف الي صدرها وهي تمسكه بقبضه من حديد وكأنها لو تركته ستهرب منها دموعها لتسيل حتي الصباح ..بدأت انفاسها تعلو فنزل الي مستواها يبعد شعرها وينظر الي وجهها بحنان ...
سقطت اولي دمعاتها معلنه الخضوع لتلحقها الثانيه فالثالثه ! وتنهمر كالشلال دون توقف ... قرب رأسها من صدره وقال بخفوت...
-خلااص ياعمري متبكيش إكفايه...
دق قلبها تلقائيا من كلماته الحانيه فدفنت رأسها في صدره تحاول الاختفاء عن العالم...
فتركها واعتدل وعاد يحملها بين ذراعيه وينام بها في فراشهم ...
كان اول تفكير في عقل ليلي إنه يريدها لذلك نطق بكلام الحب لاول مرة ...وشعرت بأسي...
ولكنه خالف توقعاتها عندما شد الغطاء عليهم ساحبا لها بين ذراعيه،قبل رأسها بحب ومسح بيده وجهها واردف قائلا...
-نامي وانسي الدنيا كلاتها ...اني معاكي ومش هسيبك واصل...
رفعت يدها تلف خصره وتقربه منها اكثر لتستشعر الامان الذي يحيطها به دائما...هاربا بها من الواقع الي النوم وعالم الاحلام ...
وضع يونس رأسه علي الحائط يخبطها بخفه ويتمني لو يمكنه ان يضربها بأقوى ما عنده حتي ينتهي من هذا الاعصار داخله و يهرب منه ...
يونس لنفسه: ماشي يا بدور انا هوريكي النجوم في عز الضهر... انا ترفضيني انا،كنتي بتلعبي بيا ...انتو صنف الحريم كده نمرود ...بس علي مين انتي ملكي يعني ملكي برضاكي غصبا عن اهلك ملكي انا !
جابر وهو يصفق: هااااايل يا فنان نعيد المشهد بقاا ولا ندخل علي مشهد العلاج بالكهربا ؟! انت اتجنيت يا يونس بتكلم نفسك؟!
يونس بضيق: ايوة اتجنيت شفت اللي حصلي ! انا اصلا مكنش الجواز في دماغي ..تحمد ربنا اني بصتلها اساسا!
ليدق قلبه مدافعا عن حبيبته فهي اللي سحرته بعنيها !
ليتتبع يونس بعنف: اكيد عملالي عمل يخليني افكر فيها ليل و نهار بس انا مش قهرني وغايظني غير رفضها ليا ؟! هي تطول اساسا ده انا هخلي عيشتها طين ...
جابر بضحك: يابني اسمع بس البت كانت متوترة وقالت اي ...!
قاطعه يونس بنظره حاده: بس ياجابر متبررش انت خالص ...
سكت للحظه واتجه نحو الباب ...
جابر باستغراب: علي فين ؟
يونس وهو يضع اصبعه علي فمه لإسكاته خرج واقفل الباب خلفه ...
جابر لنفسه وهو يخبط كف علي كف: جنيتي الواد يا بدور ...ياحول الله يارب ...
عزم يونس علي رؤيتها ومعرفه ما بداخلها الان فهو لايستطيع الانتظار اكثر من ذلك،سيطلب سبب رفضها ثم سيقنعها بزواجها منه رغم انفها حتي لو وصلت الي خطفها من ابيها !
اقترب بهدوء من غرفتها ونظر شمالا يمينا قبل الدخول اليها واغلاق الباب بهدوء حاد...
جال بنظره في ارجاء الغرفه ليقع بصره علي جسدها النائم علي فراشها ...
تصلبت الدماء في عروقه هذه اللحظه ..ربما عليه الرحيل والتحدث معها باكرا ...
في هذه الاثناء تقلبت بدور وفتحت عيناها لتجد يونس وقد غطا الظلام جزء من ملامحه يقف علي باب غرفتها وممسك بالمقبض ...شهقت بخضه واعتدلت وهي تخبئ نفسها بالغطاء ...
بدور بخوف: انت ايه اللي جابك هنا انت اتجنيت؟
فاق علي صوتها فتغيرت ملامح الحيرة الي القسوة وهو يقترب منها ...
-تشكري يا ست العرايس ...بس اتجنيت دي كلمه قليله علي اللي انا فيه...
بدور بحده: يونس اطلع برااا قبل ما حد يدخل انت فاكرني ايه ؟!
ضحك يونس بتهكم: اختي طبعا !
نظرا بدور له بغل واردفت: اطلع برا يا يونس...
نزلت من فراشها وهي تحاول الابتعاد قدر الامكان عنه ...لماذا الحيرة يا هذا الان تريد الحديث بعد ان تجاهلتني كم انت غريب وعجيب !
ضيق عينيه فلم يعجبه ابدا اصرارها علي الابتعاد عنه ...أتفتنيني طوال سنوات والان تلعبين دور البريئه ! أتقلبين كياني و تخضعين قلبي لتعتصريه بين يداكي !
يونس بحده وهو مستمتع بخوفها ! نعم اي مشاعر تجاهه افضل من لاشئ وإن كان خوف ورعب فلا يهم طالما انها له وتسيطر عليها !
-مالك في حاجه ؟!
↚
نظرت الي لا مبالاته وهي تعود للوراء وقالت بحده: انت جاي ليه بالظبط ...انت بتعمل ليه كده كفايه بقي !
ضحك يونس وطقطق بفمه: تؤ تؤ تؤ لا ماليش حق بجد ..انا بعمل ليه كده ؟! أنا ؟! أنا يا بدور ! انا افتكرت ان كلامي كان واضح بس الظاهر انك غبيه !
التصقت بالحائط ولم تجد مفر وهو يقترب علي بعد خطوة منها وتشع منه مشاعر الغضب فتسلل الخوف والتوتر الي قلبها...
نظرت الي اليمين في محاوله لتخطيه ولكنها بائت بالفشل حين امسك بذراعها واعادها الي مكانها مرة اخري !
يونس بضيق وتهكم: علي فين يا شابه ؟!
بدور بخوف وضعت يدها علي قلبها المتسارع من الخوف ومن قربه لها: يونس انت عايز ايه بالظبط ! ممكن تبعد شويه انا مش عارفه اتنفس !
بدور وهي تشعر بعيونها تترقرق بالدموع معلنه عن استعدادها للبكاء ..تمالكت نفسها لتظهر قويه امامه...
بدور بهدوء مصطنع: انا مش عايزة ارفع صوتي عشان انت ابن عمي بردوا متفتكرش انك ممكن تعملي حاجه في بيتنا ! شوف لو رايد تقولي حاجه قولها وخلينا نخلص من لعب العيال ده !
امسك بيدها وقربها منه فاصطدمت بصدره بينما نظرت هي له برعب ...واصابعها تغرز في صدره بطريقه مؤلمه لم يأبه لها ...
يونس: سبق وقلتلك متعصبنيش هتندمي ! لعب العيال ده انا سيبهولك انتي و اللي حواليكي ...لكن خدي كلمه راجل مني دلوقتي هتتجوزيني يا بدور بالذوق بالعافيه هتتجوزيني مش حته عيله زيك علي اخر الزمن هتلعب بيا ..كان غيرك اشطر يا ماما! ..
يتزوجها ! لما هذه الرغبه المفاجأه في ان يتزوج هل يطمع في دمج اموال العائله من خلالها ...الهذا احضره عمها ؟! ليجبره علي الزواج منها بدلا من احدي حبيباته ...ام هل يعاندها لانها اخبرته بانه اخاها ...معقول يصل به عناده المرضي الي الانتقام منها الي هذا الحد ..يتزوجها ويمنعها من جامعتها بغرض الانتقام ...هزت رأسها لتنتبه له ...
بدور بحده وغيره ممزوجه بغضب: والجواز هيبقي مصلحه ولا انتقام ؟!
يونس بعدم فهم: نعم !
بدور وهي تضحك: لا ممثل شاطر اكيد بتحبني ووقعت في غرامي من اول ما شفتني ولا عشقت عنيه ! مش ده كلامك ليا بردو !
نظر بغضب وهي تسخر من كلماته وشعر بانها تضربه بسكين في صدره ...
- حب ايه ؟! احبك انتي ! ده كلام كنت بتسلي بيه بس... انتي مديه نفسك حجم اكبر من حجمك !
دوت صوت صفعتها له في ارجاء الغرفه لتنزاح رأسه الي الشمال من شده ضربتها ...
بدور بعيون حمراء باكيه رفعت اصبعها في وجهه ...
-حسك عينك تجيب سيرة جوازي منك دي تاني ...انا عمري ما هتجوزك ولو حصل هسم نفسي او هسمك انت انسان قذر واناني !
التفت بنظراته الجنونيه لها لتلصق بالحائط اكثر من الخوف ...
ابتسم هذه الابتسامه المريضه التي تحمل كل معاني الغضب والتهديد وتبث الخوف داخلها ...امسك بفكيها بقوة وقربها من وجهه ليضع جبينه علي جبينها ارادت الابتعاد فالصق سائر جسده بجسدها ليشل حركتها واصبحت كلماته مسموعه داخل شفتاها المفتوحه من الصدمه و الالم من ضغط يده علي فكها ! ...
رأي يونس دموعها تهبط وتصطدم باصابعه ليمرر انفه علي خدها صعودا الي عينيها …
قبل خدها وهي تبكي وجسدها يرتجف من انفاسه المضطربة ...
ونظر الي عينيها بحب لا يقدرعلي السيطره عليه ثم انتقل بلمح البصر لنظرته البارده ..
-هتجوزك يا بدور وحياة عنيكي اللي مش هتشوف غيري هتجوزك وحياة شفايفك اللي مش هتنادي غيري هتجوزك ! هتجوزك و مش هسيبك ! هعلمك ازاي تمدي ايدك عليا وتحيريني السنين دي كلها!...
رفعت يدها لتبعده من كتفيه فامسك بكلتاهما وطبع قبله علي معصميها وعندما ارادت ازاحتها احكم قبضته حتي تألمت ...واعادها الي فمه مرة اخري لتستسلم هذه المرة لقبلاته ليداها...
تركها من يده واعاد خصله وراء اذنها وهي ممسكها بمعصمها الذي يؤلمها ...ولم يستطع مقاومته فنزل بشفتيه يقبل هذه الخصله مع أذنها ...
ليرتعش سائر جسدها بخضه من هذه اللمسه التي حركت مشاعر غريبه عنها ليتدخل خوفها ولكن ليس قبل ان تنكشف امام يونس الذي ابتسم نص ابتسامته الجانبيه التي تظهر غمازته ..ليغادر ويتركها في دوامه من المشاعر المضطربه !
لماذا يا يونس تمزق قلبي هكذا وانت الحبيب الاول ..اخطأت انا عندما تسرعت بحبك ...اللعنه عليك يا ابي لقد جعلت قلبي ضعيفا امام الشعور بالحب والامان ...فمن ظننته دو قلب كبير انقلب ليكشر عن انيابه كذئب جائع ولكن الحيرة في اي جوع هذا الذي يشتهيه ؟!
حملتها اقدامها الي فراشها لتنام وتفرد جسدها الذي تشعر وكأن قطار قد دهسه ! ليأخذها النوم بعد ساعات طويله من الارق الداخلي ...
...
اما يونس فقد كان الغضب يعميه وهو يعيد كلماتها له وتوعدها بعدم الزواج منه ؟! الا ان ما يقلقه اكثر هو رفض ابيه من الاساس وانه سيستغل رفضها له ...
ليمضي اسوء ايام حياتها وهو يعيد نظرات حزنها وبكائها و كلماتها القاسيه ...
يونس اخذ نفس عميق وقال لنفسه: هتروحي مني فين !
اغمض عينيه عل النوم يأتي ويخطفه ويريح عقله و قلبه المنشغل الذي لا ينطق سوي اسمها ليلا ونهارا ...
...
في اليوم التالي ….
↚
كانت بدور وليلي وروحيه و معهم إيمان مجتمعين سويا في محاوله لافشال زواج ابراهيم...وإقناعه بعوده بدور لجامعتها...
إيمان بحنق: يعني ايه الراجل ده هيعصي علي 4 ستات والله عيب في حقنا ...
ضحكت بدور: معلش يا ماما استحملينا شويه...
روحيه تتظاهر بالملل: انتوا تعبين روحكم علي الفاضي الراجل مش بيحبني ده كان زمان و الحب ديه راح لحاله ...
ليلي: بس اني لجيت الحل! ...
نظرت لها روحيه بعيون لامعه مليئه بالامل ...
ايمان بفرحه: قولي بسررررعه...
ابتسمت بمكر: اني هشرحلكم ...
بعد ان انتهت وقفت روحيه ووجها احمر كالدم...
-بااااااه انتي اتجنيتي يا ليلي ولا إيه اني يستحيل اعمل إكده واصل ...
- يا امي افهميني بس ...احنا كلاتنا هنبجي جريبين منيكي ومش هيجدر يعملك حاجه ...
-بس يابت اختشي عاد ...انا بميت راااجل ...
ضحكت إيمان: طيب اومال ليه متردده ..انا عن نفسي شايفه ان فكرة البت الشيطانه دي هتنفع ومن هنا هتتاكدي ان كان لسه بيحبك ولا لا !
بدأت الثلاث نسوه يضغطون عليها لتنفيذ خطتهم حتي استسلمت لهم ...
احضرت بدور رداء لها من خزانتها مبهج بالوانه الرائعه بالرغم من هيئته التراثي الانيق الملائم لجسدها ذو ال45 عاما لتؤكد علي إكتمال انوثه المرأه في ذلك السن ...انتهت من ارتداءه واتجهت لارتداء شالها ...لتختطفه إيمان من يدها
إيمان بقرفه: هاتي البتاع ده بقا انا اتخنقت منه ومنك ..بنقولك اغراء تلفيلي الفستان بالبتاع اللي زي الملايه اللف دي ...
روحيه باستغراب: إييييه باستور نفسي !
صكت آيمان اسنانها من شده الغيظ: لا معلش متستوريش نفسك دلوقتي !
ليلي: مفيش وجت بالله عليكي قبل ما ينزل وساعتها ماهيعاودش جبل المسا...
روحيه بتوتر: طيب طيب رايحه اهه...
اتجهت نحو غرفته ودقات قلبها متسارعه..اخذت نفس عميق ويداها مرتجفه لتدق علي باب غرفته ...اوقفها صوت بدور فجأه ...
بدور بصوت خافت قدر الامكان وحاسم في نفس الوقت ...
-استننننننننني ...حطي الحمرا دي بسرعه...
تلون وجهه روحيه واخذت احمر الشفاه من يدها تمرره علي فمها...لتأتي ليلي وتقرص خدودها لتحمر اكثر ...وضعت إيمان يدها علي فمها لتمنع ضحكاتها المهدده بالانطلاق...
دفعت روحيه الفتاتان بغضب ممزوج بخجل ليختبأوا في الغرفه المجاورة...
عدلت ملابسها ورخت جسدها للحظه ثم مدت يدها تدق علي الباب...فأتاها صوته المنفعل بالغضب دائما ...
- اددددخل !
↚
دخلت روحيه بكامل انوثتها بمشيتها المبختره ونظرتها اللامباليه...
-صباح الخير ياحج كنت رايده اتحدث وياك جبل ماتنزل لمصالحك ...
اعتدل في جلسته وهو يتفحص زينتها المفاجئه ! أجنت ام ماذا لترتدي هكذا وتضع كل هذا الاحمر في وجهها ؟! كما لفت انتباهه اختفاء شالها الذي لاتخلعه امامه ابدا كأنه ساتر تأمل في ان يحميها من عيونه المترقبه !
-في حاجه يا روحيه ؟!
ابتسمت بدلع واردفت قائله...
- لاااه متجلجش خير ان شاء الله ده كلام كلااته فرحه..
ليبتسم بتهكم: وماله ياختي فرحيني ...
نظرت في عينيه بخبث وقالت: اصلي هتزوج عجبال بنتك من بعد فرحتك !
وقف من مكانه بصدمه وكأن دلو من الثلج قد انسكب في وجهه...لينطق بغضب ...
-تتزوجي كيف يعني ؟! انتي اتجنيتي ياوليه ...
روحيه تصطنع الصدمه: باااااه اتزوج كيف ازاي يعني ! هتزوج زي الخلج كلاتهم ...
-انتي جري لعجلك حاجه يا ولييه...عجلك فوت إياك...مش واعيه لسنك بجا جد ايه ...
لتطلق ضحكتها الرنانه الانثاويه وتضع يدها علي جنبها المائل ...
-جرالك ايه ياحج سن إيه اللي بتتحدث عنيه ! اني اصغر من جنابك ولا انت ناسي وبعدين ده زواج هو اني بعمل حاجه غلط استغفر الله !
كان يحاول السيطرة علي اعصابه فمن اين اتت هذه المصيبه الان ..فقد اعتاد دوما علي تضحيتها وعدم رغبتها في الزواج ! ما سر هذا الاقبال الجديد علي الزواج ...هل احبت غيره !من هذا الذي غير رأيها ؟!
-بجولك ايه يا روحيه انا العفاريت كلاتها إبتطنطط ابوشي ! الله يرضي عليكي لو ما عجلتي اكده لهطوجك كف يفوجك دلوك...
نظرت له بغضب: باااه انت بتكلمني إكده ليه !...انا مش باخد الاذن انا بجولك علي اللي هيوحصل ... سلااام ياحج...
هبت للرحيل وفتحت باب الغرفه والفتيات مترقبات في زاويه منتظرين خروجها ولكنها لم تدب قدمها للخارج فقد امسك باسفل ذراعها يجذبها للداخل ليغلق الباب بعنف مره اخري ...
ابراهيم بغضب وعيون حمراء ...
- انا ساكت عليكي من زمن يابنت الاصول متفكريش اني سايبك آكده عشان تعملي اللي عايزاه ...انا حاطك هنا لاجل ما تكوني تحت طوعي وقسما عظما لو جبتي سيرة الزواج مرة تانيه لكون جاطع لسانك ديه وجبل مااجطعه عايز اعرف مين ابن الهرمه اللي رايد يتزوزج ؟!.
قبل ان تنطق بردها كانت ليلي تدق علي باب غرفه والدها،فقد انطلقت انذارات الخطر وقتما رأت والدها يسحب روحيه للداخل وقررت التدخل ...
ترك ابراهيم ذراع روحيه وابتعد قليلا وهو يتنفس بشده وقال بعزم صوته ...
- ادخل...
- دخلت ليلي بتوتر: ااابي انيكنت ...
توقفت واصطنعت المفاجأه ...ثم اردفت...
-ايه ديه انتي إهنه ! ده احنا جلبنا الدوار عليكي عشان نبركولك ...
نظر لها ابراهيم بغضب: تباركولها علي ايه امشي يابت بلاش جلت حيا ...
ليلي بمكر: مالك يا ابي انت متعكنن عليا اني ليه بدل ما تفرج انك هتبجا عريس في ظرف يومين ودلوك روحيه هتبجي عروسه جبلك ...
صرخ بهم ابراهيم بغضب: اخرجي انتي وهي مش رايد اشوف خلجت حدا واصل...
هرعت كلتاهما هاربتان من غضبه واغلقوا الباب خلفهم ...تاركين ابراهيم يفكر في حل لهذه المصيبه التي لم تكن في الحسبان !
خرج يونس من غرفته عاقدا للعزم علي مواجهه ابراهيم ومعرفه سبب رفضه لزواجه من بدور...فاستوقفه مشهد امه الراكضه وخلفها كلا من روحيه و ليلي وبدور الرافعه لردائها علي امل الاسراع الي الداخل وكأنهم اطفال يسعون للاختباء قبل ان يكتشف الاهل امرهم ...
وقف في الوسط وهم يتجاوزونه بسرعه البرق قبل ان يرمش بعينيه .. اغلقت ايمان الباب بعد ان دخل الجميع غرفه بدور ...ووقف هو وحيد يحاول استواعب ما حدث للتو ...ضرب كف علي كف وقال بذهول...
-ايه ده ؟! ايه الناس دي ؟! انا مش هلوم نفسي لما احس اني بتجن بقي ؟! دي وراثه عندنا في ام العيله الملحوسه دي ...
سكت ونظر الي اليمين عندما سمع باب يغلق بحده وخطوات عمه المسموعه من علي بعد امتار ليراه وهو يرتدي عباءته علي كتفه ...ليتخطي يونس الواقف ايضا وهو لايري امامه سوي غضبه ونار قلبه تحرقه من الداخل...
هرع يونس خلفه مناديا له ...
يونس: عمي استني انا عايزك ...
ابراهيم بضيق: مش وجته يا يونس اني مش فايج ...
يونس بعناد: مش وقته ازاي يعني يا عمي ..انا سايب حالي وشغلي وقاعد هنا بقالي يومين ومش عارف راسي من رجلي معاك وعايز اعرف انت زعلان مني ليه ؟!
تأفف ابراهيم: ولدي بجولك مش وجته اني نفوخي هيطج مني...
جز يونس علي اسنانه: خير ياعمي حصل حاجه ؟!
-لاااه بس اني مش فاضي ورايح لعلي ..
↚
اسرع يونس بخطواته وراء عمه المتجه الي مكان علي ... وقال باصرار ...
-طيب كويس انا جي معاك بالمره اشوف علي...
لوح ابراهيم بيده بقله حيله ورغب لو يخبط يونس بحجر في رأسه حتي يتخلص منه ...
كان علي مجتمع بمحاسبه ورجاله حين القي ابراهيم السلام عليهم ومعه يونس...
علي بتعجب: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته...خير ياعمي ؟!
جلس ابراهيم وظل يونس واقفا لا يريد التدخل اكثر من ذلك ...
علي: اجعد يا يونس واجف ليه ده مطرحك ...
يونس بابتسامه وهو يجلس: تشكر يا علي ...
قاطعهم ابراهيم بحنق: رايدك ضروري لوحدنا يا علي ...
نظر علي الي رجاله وهز رأسه كاشاره لانسحابهم ...
علي: واد يارفاعي الشاي بسرعه ...
التفت الي ابراهيم وانتقل بنظره بينه وبين يونس ...ونظف حلقه...
-احممم اؤمرني يا عمي ...
نظر ابراهيم بضيق الي يونس العنيد وقد تأكد له انه لن يتركه وشأنه ...ثم تحدث مع علي ...
- بص يابني انا حاسس اني اتسرعت في موضوع الجواز ديه ولازم الاجي حل الغيه ومش لاجي قصادي ايتوها حل...
علي باستغراب: بتغير رأيك دلوك بعد ما جعدنا واتفجنا مع الناس دول يكلونا يا عمي ...هما صغار هنلعب بيهم ..
تحكم يونس في صدمته من كلام عمه وبدأ يفكر في سبب هذا التغير ! ليسمع افكاره علي لسان على ...
علي بتسأل: بس ايه اللي يخليك تغير رايك دلوك ياعمي...
تنحنح ابراهيم وقال: هااااه لا مفيش اصل جلت اجوز بدور الاول عشان محدش يحكي ويجول الراجل اتجوز جبل بنيته...
ليغلي الدم في عروق يونس ليقول بغضب ...
-ما عريسها موجود ياعمي بس انت اللي معطل الجوازه معرفش ليه ؟!
نظر له ابراهيم بغضب وقال: الحديث ديه مش وجته يا يونس ..الحديث ده مع ابوك...
يونس باصرار: ليه هو حضرتك قاعد مع عيل ؟! انا لما ابويا كلم حضرتك فده بناء علي رغبتي انا...
ابراهيم بغل: ممكن افهم انت رايد بنتي دلوك ليه مش انت بردك اللي كنت عاوزها تتعلم الاول جبل ما تتجوز ...
يونس وهو يحاول تبرير كذبه والده ...
- معلش كنت مستني اتأقلم في شغلي بس لقيت فعلا عندكم حق عشان كده انا جهزت مخطط ابدأ بيه شركتي الخاصه وفي نفس الوقت همسك الشركه مع بابا...
بدأت عين ابراهيم تلمع من الحديث عن المال والمصالح ...
-امممم والشركه دي هتلزمها كام إكده ...
فهم يونس مغزاه ليقول بلا مبالاه ...
-مش اقل من مليون جنيه بس طبعا ده مبلغ تافه انا ممكن اكون مهندس وبشتغل في شركه بس بعرف اتاجر واعمل مصالح كتير تكسبني فلوس محدش يحلم بيها ولعلمك المليون دول ملهمش علاقه ب بابا اطلاقا...
ابتسم على لمكر يونس وتعجب من رغبته في الزواج من بدور فزوجته لم تخبره الا بالشيخ المتقدم لطلب بدور للزواج ...فقرر مساعده فقط لانقاذ بدور من هذه التعاسه الابديه ! فيونس بشبابه افضل بكثير من هذا الشيخ وامواله...
-باااااه ده انت طلعت حويط جوي ..فعلا هذا الشبل من ذاك الاسد طالع لابوك وعمك...
ثم اتجه بحديثه الي ابراهيم...
-ما المشكل اتحل اهاه ياعمي والعريس جاهز يبقي عنأخر ليه ؟!
حمحم بحلقه وقال بحرج: بردك مش راضي بالجوازه دي اصل البنيه إصغيرة جوي واني مستنجص نفسي بيني وبينكم...
يونس بتفكير وهو يفكر بكسب ود عمه ..
-سيبلي انا وعلي الموضوع ده ياعمي وهنتصرف ...المهم انت موافق علي جوازي من بدور...
ليتدخل علي سريعا: والله اني شايف ياعمي طالما تجهيزات الفرح مستمره نعمل فرح يونس وبدور واهو نفرح بردك...
نظر له ابراهيم بغل: خلاص ياعلي بجا صك علي الحديث ديه دلوك ...
نفخ يونس وحاول تمالك اعصابه فهو من الصباح يرافقه كظله حتي يرضي به ومن كان يظن انه سيمر بهذا الموقف وان يترجي عمه الذي لا يطيق اسلوبه للزواج من ابنته العنيده تلك ! صاحبه اجمل عيون رأها في حياته ؟! وبخ نفسه علي تفكيره الاخير ...ونظر الي علي فقد رأي فيه حليف دون اي مصلحه...
علي بحنق: خلاص يا عمي اللي تشوفه ..واني ويونس هنلاجي طريقه بإذن الله متجلجش واصل...
هز ابراهيم رأسه وكأنه يحاول التغلب علي كبرياءه ليشكرهم...
في بيت ابراهيم ...
إيمان وهو تضع يدها علي فهمه وتضحك: احنا كان شكلنا وحش اوي هههههههههههه...
ليلي: ههههههههههه الحمدلله عدت علي خير اني كنت مرعوووبه عليكي يااامي ...
لترد روحيه بلا مبالاه: مرعوبه عليه اني ! ليه انا لحمي مر يا ليلي...
لتدوي ضحكات النسوة...
↚
بدور: ايوه واضح بأمارة ما خدتي ف وشك وقلتي يا فكيك ...
ضحكت روحيه معم ثم سألت...
-طيب ودلوك هيوحصل إيه ؟!
لترد إيمان بسرعه: لازم نلاقي عريس بسرعه ...
روحيه بحنق: وده هجيبه كيف يعني ؟!
ليلي بخبث: العريس عندي !
روحيه باستغراب: مين ؟!
-عبد الله المحامي بتاع ابوي بيعشجك من زمن يعني لو رميتي كلمتين جدامه ممكن يغمي عليه من الفرحه ...
روحيه بخوف: وافرضي يا نبيهه مرضيش ! احرج دمي علي الفاضي ...
ليلي: اسمعيني بس الله يرضي عليكي للاخر ...هو هيجي بكرة اني هشغل ابوي ...!
لتقاطعها بدور: يا سلام ياختي وانتي ايش ضمنك ان علي هيجيبك اهنيه بكرة ...
ليلي بتأفف: هتصرف مالكيش صالح !
إيمان لبدور: بت متتكلميش صعيدي انتي كمان انا حاسه اني هبله وسطكم خليهم براحتهم وانتي زيي ...
بدور: ههههههههههههه حاضر يا ماما نسيت معلش ...
ليلي بقله صبر: المهم نركز إشوي جبل العيال ما تصحي... انا هشغل ابوي وانتي يا روحيه هتروحي تتحدثي ويا عبدالله وتجوليلوا ان جايلك عريس وانك رايده تخلعيه بانك تجولي للعريس ديه ان عبدالله جاري فتحتك وان اي حد يسأله يجول ايوة انه هيتجوزك كتمثليه يعني وهو ما هيصدق يساعد ...فهمتي !
إيمان بفخر: والله يابت انتي عقلك يتلف بحرير شابوه ليكي...
ليلي وهي تعدل ياقه ملابسها: احم تسلمي ياعمتي ...
بدور بضحك: عايزة انام بقي ...يلا مفيش راجل يلمك فين علي ؟!
ليلي بتهكم: زمانه جاي ياختي متجلجيش ...
...
نزلت بدور تحضر الماء فقد جف حلقها من كثرة المؤامرات علي والدها العزيز ...فقد تعب كلا من روحيه و آيمان واتجهوا الي النوم بعد رحيل ليلي مع علي...
كانت متوتره تلتفت يمينا ويسارا خوفا من ان تلتقي به بعد ما حدث امس بينهم ...فالان وبعد ذهاب الجميع فرغ عقلها لمشكلاتها التي لا تحل ...
جابر: ايه يا حاجه جو سلاحف النينجا ده ؟!
شهقت بخضه وضمت الابريق الي صدرها ...
-يخربيت سنينك خضتني يابني انت ؟!
-هههههههههههه معلش انا كنت رايح اشرب لقيتك بتتسحبي زي الحراميه ...قلت مالها دي ؟
-لا ابدا انا كمان كنت بجيب مايه واوعي بقا قبل ابويا ما ينزل و يشوفنا ويخرب عيشتنا احمد ربنا انه مبيتنا تحت سقف واحد ...
جابر بثقه: لا متقلقيش بابا ماسك ودنه من ساعة ما جه عشان موضوعك ...
بدور بأمل: بجد يا جابر ..تفتكر فعلا هيوافق...
-يابنتي ومش هيوافق ليه يعني هو يونس حد قليل...
نظرت له بدور بصدمه فقد ظنت انه يتحدث عن جامعتها ...
-يونس ؟! انت بتقول ايه هو بجد عايز يتجوزني...
جابر بتعجب: ومالك مصدومه كده ..انتو مش بتحبوا بعض ؟!
بدور بكبرياء وانكار: انا احب الانسان ده مستحيل طبعا...
ليأتيها صوت يونس بحده: ومين بيتجوز عن حب دلوقتي ! روحي يا شاطرة اوضتك فوق لحد الرجاله ما تقرر هتعمل ايه...
اتسعت عينان جابر بشده من قوله ! ونظر الي رد فعل بدور التي تستشيط غضبا...فتدخل سريعا...
-ايه يا يونس اللي بتقوله ده ؟ انت عارف انك بتحب بدور...
يونس بغضب: انا مبحبش حد يا جابر وخليك في نفسك ...
بدور بحده: لا انا اللي بموت فيك ...ده ايه البلاوي دي عن اذنكم...
اشعل حديثها غضبه وعزم علي معاقبتها فقد استطاع ان يميل عقل والدها من هي لتقف كعقبه امامه...
كان جابر في حاله من الذهول من تصرفات يونس ...
-انت مجنون يابني هو ايه اللي الرجاله تتفق ...انت بتعاملها ليه كده ...انا متأكد انك بتحبها والا مكنتش جيت هنا وسيبت شغلك واستقلت منه عشان محدش يتحكم فيك ...مالك يا يونس اللي بتعمله غلط ..انت بتكرهها فيك ليه ؟!
يونس بقله صبر: يووووووه خليك في حالك بقا ياجابر ماتجننيش انت كمان...
تركه يونس واتجه الي غرفته يفكر في طريقه لاخضاعها ...
↚
علي بمكر: مش تجولي ان يونس رايد بدور ...بدل مااعرف منيه !
ليلي باستغراب: يونس ! كيف يعني رايدها ؟!
علي بقله صبر: عيتصور معاها ويرجعهالكم تاني ..
ليلي بغيظ: علي اني مش ناجسه عكننه ع اخر الليل ...
علي بضيق: وانا اللي بعكنن عليكي ...خلاص يابت الناس انا هتخمد اهااه...
اعطاها ظهره ونام واضعا الوساده علي رأسه..
عضت علي اظافرها والفضول يقتلها بينما يعد هو الثواني، يعلم طبع زوجته جيدا وانها لن تنهي هذه المحادثه قبل ان تعلم كل صغيرة وكبيرة ...
استلقت بجانبه وهزته بخفه وهي تسند رأسها بيدها ...
-علي انت نمت ؟! اني مجصدتش ازعلك والله ...
ابتسم علي من تحت وسادته ...
-امممممممم إيوه نمت ...
لتعاود هزه مرة اخري وهي تبعد الوساده من علي رأسه...
-يا علي جوم بالله عليك ...كمل الاول يونس بدوا بدور بحج وحجيجي ...
اعتدل الي جانبه الاخر ليواجهها ويضع رأسه علي يده مثلها تماما...
-جولتيلي ...يعني مش زعلي اللي مجلج منامك ...فضولك ديه مش هيريحك واصل يامرتي...
ابتسمت بخجل وزمت شفتيها ...انتقلت عيناه علي وجهها تحفر ملامحها وتعابيرها بحب كبير...
-يوووووه يا علي ...ما انت عارفني بجا ..بتجنني ليه عاد ...احكيلي يلاااا...
ابتسم ابتسامته الخلابه التي تظهر اسنانه البيضاء واردف قائلا...
-إيووة اني عارفك ...
سرد لها علي ما حدث وهو مستمتع باهتمامها المنصب بالكامل عليه وعلي فمه ...
كانت ليلي تهز نفسها كل 3 دقائق حتي تنتبه الي كلامه فحركه شفتاه تعمل كمسكر لعقلها ...
ابتسمت علي هذا التفكير وهزت رأسها كي يستكمل حديثه ...
علي بتنهيده: بس إكده و ان شاء الله لو ضغطنا عليه اني و يونس هيرضي والفرح يتم بدل فرح ابوكي اكيد ...
اعتدلت لتربع ساقيها ونظرت امامها بفرحه وفمها مفتوح من صدمه ما سمعته ! فهذا يعني نجاح خطتهم ولكن كيف ينهوا هذه الزيجه قبل ان تبدأ ...وبدور ويونس ! رب العباد يحب شقيقتها وبعث لها بنجده من عنده ليعوضها عن كل شئ...
استقام علي قليلا وسند يده بجوارها وهو يجلس ويلتصق بها كتف الي كتف ...
رفع حاجبيه من انشغالها وتركيزها الرهيب في التفكير وفمها المفتوح ...
لمس بيده ذقنها ليضغط عليه لاعلي حتي يقفل فمها ..رمشت ليلي بتوهان ونظرت الي علي المتعجب منها بابتسامته التي تعشقها لتحمر خجلا من سخافتها وقربه منها ...
تنحنحت: احم احم ...انت هتنام !
نظر الي عيناها ووجهها وهو يمسك خصله من شعرها يقربها من انفه ...
-لااااه ...
ليميل عليها مجبرا جسدها الي الخلف ليغيبا معا في عالمهم الخاص ...
(متركزوش متركزوش خلينا ف حالنا يا موهيي)
مر يومان ليتبقي ثلاث ايام علي موعد الزفاف و كل يوم يتقابل علي ويونس في محاوله لافشال زيجتهم مع العزايزة...
يونس بحنق: خلاص الدنيا ضاقت بينا ..مش عارفين نخلص من ام الموضوع ده...
علي بضيق: وحد الله يا يونس هنلاجي حل... استهدي بالله بس...
-خلاص انا ماشي..عايز حاجه مني؟
-لاااه اني هرجع الدوار بدور إهناك مع ليلي وكان بدها ياني ارجعها دوارهم دلوك..
لمعت عين يونس وقال بسرعه ...
-انا كمان مروح بص ركز انت ف شغلك وانا هروح اروحها...
ابتسم علي بمكر ثم اردف: عمي هيزعل يا ابن الناس...
ضحك ييونس: مش هيعرف وبعدين دي هتبقي مراتي وفوق ده كله انا ابن عمها ...
هز رأسه بالموافقه: يلا بينااا...
وصل الاثنان فوجدوا بدور واضعه ماهر علي رأسها وتركض به ممسكا بساقيه وهو يطلق ضحكاته الطفوليه البريئه ...
ابتسم يونس لعلي علي سخافتها ...
توقفت بدور عن اللعب مع ابن اختها الحبيب ونظرت الي يونس فأختفت ابتسامتها ونظرت الي الجهه الاخري،اتعطي اختها الطفل ولفت شالها لتخفي وجهها...
ليلي: معلش يا علي اصل بدور مش عايزه تتأخر عليهم عشان ابوي ...
ليقاطعها يونس: مفيش مشكله انا مروح وهاخدها معايا...
بدور بغضب: لااا مش هروح معاك...
يونس بغضب: هو انا بعزم عليكي! يلا قدامي ..
نكزتها ليلي حتي تخرس وتستمع لكلامه، فاتجهت الي غرفه الضيوف كأعلان عن تمردها ولكن يونس لحق بها بغضب و وضع قدمه قبل ان تغلق الباب، دفعه مجبرا ايها للرجوع خطوتين الي الخلف ليدخل هو ويغلق الباب خلفهم وسط ذهول علي وليلي...
ليلي بذهول:ايه ديييه ؟انت هتسيبه يدخولها !
علي بقله حيله: انتم عيله ما يعلم بيها الا ربنا ...هي اختك رايده إيييه ! عجبها الكركوبه اللي ابوكي رايد يجوزهولها يعني !
↚
دبت ليلي بقدمها من شده غيظها منه واتجه الي الباب لتتمكن من سماع ما يحدث بالداخل ...
ففي داخل الغرفه كان هناك بركان علي وشك الانفجار ...
يونس: بقولك لمي الدور انا مش عايز اتغابي عليكي !
بدور بلا مبالاه: اتكلم علي قدك يا بابا تتغابي علي مين ؟!
مد يده يجذبها له فامسك الشال بدلا منها ...
بدور بصدمه: انت قليل الادب ...هات الشال بتاعي...
ابتسم ببرود وقال: لاا ...
-ياسلام علي برودك يا شيخ !
يونس بغضب وابتسامه لاتعكس داخله ...
- فرحان جدا بيكي ..استمري ...
اقتربت لشد شالها فابعد يده بسرعه ...حاولت مرة اخري فضحك ضحكه تشعل داخلها و ابعدها اكثر ...نظرت له بدور بغضب واقتربت منه في محاوله لخطف الشال من يده فرفعه هذه المره اعلي رأسه ليصبح فارق الطول بينهم يقف كعائق في طريقها ...
شعرت بدور بخجل و حرج فكيف ستأخذه منه الان ...وضعت يد علي صدره وقفزت علها تصل اليه...حاولت مره والاخري لتنتقل الي عينيه الضاحكه و تصب كامل غضبها في نظرتها ...
ابتسم يونس بمكر فانزل الشال حتي تمسك به ويحيط هو خصرها بكلتا ذراعيه...
شهقت بدور وحاولت افلات يده...
-ابعد عني ! انت مجنون !
يونس وهو يرفع حاجب: انتي عصبيه ليه هاه ؟! ماتهدي كده !
كانت ترجع بخطواتها وترمي بثقل جسدها للخلف لتجبره علي تركها ولكنه احكم قبضته وبدأت يخطو للخلف معها ...
بدور بحده: بص لو ضربتك دلوقتي متزعلش ..انا ماسكه نفسي بالعافيييييييه ؟!
ضحك بشده: اضربيني !
امسك قبضتها الملوحه امامه بتهديد ووضع قبله عليها وهي تقاومه بخجل، اخذ بيدها واضعا اياها علي قلبه ليردف بصوت خافت...
-اضربيني هنا ...
احمر وجهها وتعالت انفاسها من الخجل فسحبت يدها سريعا...
-يالهوي يونس خلاص سيبني وهروح معاك!..
-دلوقتي خلاص !..انا مبسوط والله اضربيني اضربيني !
عاود ليمسك يدها وهي تكاد تبكي من الخجل ..
-خلاص يايونس انا اسفه !
نظر الي خجلها الذي يعشقه وابتسم لنفسه ...ابتعد عنها وقال ...
-ماااشي بس افتكري بقي قبل ما تضايقيني تاني ...عشان فعلا فعلا انا هبقي مبسوط وانتي بتضايقيني ...
رغبت لو تلكمه علي فمه ولكنها التفت الي الباب وهي ترتدي شالها لفتحه سريعا...
كان علي يحاول شد ليلي بعيدا عن الباب ولكنها رفضت بشده، كانوا يتجادلون عندما فتح الباب ووقفت بدور ويونس الذي رفع حاجبه في تساءل !
علي:احم الحمدلله انكم خرجتم احنا كنا لساتنا هنخبط عليكم اصل إبدور هتتأخر ...
يونس وهو لم يقتنع بحجتهم ويعلم انهم كانوا يتنصتون عليهم ...
-اممممم ولا يهمك ...يلااا يابدور
قبلت بدور اختها وذهبت وراء يونس ...
وضع يونس يده بجيبه وتطلع علي مناظر الطرق والاطفال تجري وتلعب امام بيوتهم ومنظر الخضرة الرائعه ...
نظر بطرف عينيه الي بدور وجدها تتابع شاب بنظرتها...شعر بغيرة تجتاحه...
يونس بصوت غاضب: بوصي قدامك وانتي ماشيه!
شعر يونس بصدره يضيق وبالدنيا تسود من حوله ...فقد رأي بدور تلتفت اكثر من مره لماذا هذا الشاب ؟ اهناك علاقه بينهم ؟! الهذا رفضته ؟!..اراد لو يضربها حتي تكف عن النظر له ! فهو يريد نظراته له هو فقط ..
لفت انتباه بدور شقاء الشاب الذي يعمل وشعرت بشفقه نحوه وهي تري طفله يجلس يراقبه بقله حيله !
مع وصولهم الي البيت كان يونس لايري امامه ... ما ان فتح الباب حتي دفعها بشده كادت توقعها الي الداخل...
نظرت له بذهول وقالت: مش تحاسب !
يونس بنظره جنونيه وغضب ..
- علي فوق لحد ما شوف هتصرف معاكي ازاي !
-نعم ! تتصرف معايا علي ايه !
-متفتكريش اني اهبل انا شفت الواد المعفن اللي كنتي بتبصيلوا وهتموتي ويبصلك...هو ده بقي حبيب القلب اللي رفضتيني عشانه ؟!
إيمان بقلق: ايه صوتكم عالي؟ انتو اتجنيتوا !
اقتربت منها بدور تحتمي بها: ماما انا مش فاهمه ابنك عايز ايه مني ؟! وكل شويه يقول كلام متخلف !
يونس بغل: متخلف ؟! اااه عشان عرفتك علي حقيقتك بقيت متخلف...قوللها يا هانم كنتي مركزه مع راجل تاني ليه !
دخل جابر وتوفيق علي صوت يونس ...
↚
جابر: هو انتو علطول خناق ؟!
توفيق بغضب: هو ده اللي اتفقنا عليه يا يونس؟
نزل ابراهيم ليري ما يحدث...
-جرا ايه يا ولاد صوتكم عالي ليه !
بدور بحده وصوت عالي نسبيا وقد نست نفسها ..
- اسأاله انا مشفتش بني ادم كده هو بيتحكم فيه ليه !
ابراهيم بغضب: اخرسي بلاش جله ادب انتي اتجنيتي بتعلي صوتك علي ابن عمك ...
بدور بصوت مخنوق: يا بابا انت مش شايف بيزعقلي ازاي ؟
-يعمل اللي يعملوا هو الراجل و فاهم ابيعمل ايه ويجطم رجبتك كومان لو غلطي !
تعجب يونس من تصرفات عمه فقد ظن انه يكرهه!
يونس مستغلا للامر: لو سمحت يا عمي انا هتجوز بدور يوم فرحك ! انا مصالحي كلها وقفت وكده هخسر فلوس كتيرة ...
غضب ابراهيم من تذكره لفرحه الذي لا يعلم كيف يوقفه كاد ان يرفض ولكن بدور سبقته بالرد.
بدور: لاااا مش هتجوزك ولو اخر راجل في الدنيا...
ابراهيم و قد جن جنونه: لااااااه ده انتي مش مترابيه وانا هكسر راسك إبيدي ...
امسكه يونس يهدءه قبل ان يصل الي بدور الباكيه ف حضن ايمان...
فاردف بغضب: طيب يمين بالله لاني موافج يا يونس وفرحك الخميس الجااي انت وبدور ..سواء فرحي تم ولا لاااااه ...اتبسطي إكده يا يااااا مهندزه ...اما نشوف اخرت العلام اللي خرف نفوخك ديه ! ياني يانتي...
شعرت بدور بالانكسار من تحقير والدها لها والحزن بانه يربط اهم قرار في حياتها بعناده ونظرت الي الارض ودموعها تتساقط..
شعر يونس بوخزة في قلبه من اجلها ولكن عقله يهنئه فقد استطاع اخضاعها لرغبته هي ووالدها لكن لماذا لا يسعده هذا الانتصار ويشعر بالالم لا بالسعاده ؟!
يونس بهدوء: خلاص يا عمي حصل خير...
صعد ابراهيم وهو يلعن حياته بينما نظر توفيق المقتضب بغضب الي ابنه قبل ان يغادر الي غرفته ...اخذت ايمان بدور الي اعلي بعد ان رمقت ابنها بنظرة خيبه الامل...
جابر بحيرة: برافو عليك ...كده صح شفت فرحه عينيها بجوازكم لا بجد برافو ابهرتني...
خرج جابر يستنشق الهواء ويمشي في القريه لينسي ما حدث للتو او عيون شرسه لفتاة خطفت قلبه من اول نظرة! ..
↚
إيمان وهي تربت علي رأس بدور ...
-بطلي يابت عبط بقا وبعدين انا زعلانه منك ؟
رفعت بدور رأسها من علي حجرها ونظرت لها بتساؤل ...
-زعلانه مني انا ؟! ليه يا ماما ؟!
-ماما ايه بقا ما انتي مش عايزة ...هي دي معزتي عندك...
-والله يا ماما ما فاهمه حاجه عشان خاطري انا فيه اللي مكفيني اتكلمي من غير الغاز...
إيمان مصطنعه الحزن:لا الغاز ولا حاجه ...بس افتكرتك هتبقي نفسك تعيشي معايا و تكوني بنتي بجد !
-ما انا بنتك بجد !
-طيب ليه رافضه جوازك من يونس ؟
بدور بحزن: عشان مش عايزة اتجوز بالطريقه دي ؟!
إيمان بفهم: بصي يا بنتي انتي عارفه انا بحبك اد ايه وطبعا عارفه ان لو يونس ابني وحش مكنتش هتمناه ليكي، بس انتي حاولي تفهمي ده طيب جدا جدا بس عصبي حبتين وعيندي اوي ...
-يعني يا ماما يتجوزني عشان يعاند فيه ده ينفع ؟!
-يابنتي افهمي بقي انا بتحايل عليه يتجوز من زمان وهو رافض لو يونس مش حاسس بمشاعر نحيتك مش هيبقي عايز يتجوزك...
بدور بقله حيله: هو بيراضيكم يا امي انا متأكده اصلا ان عمي متفق معاه علي كده عشان يحقق حلمي ...بس اللي متأكده منه اكتر ان اللي عنده عناد كده ممكن يوصل لدرجه انه يحرمني من الحلم ده عشان ينتصر عليااا !
ايمان بنرفزة: مفيش الجو ده خالص ! انتي ليه مقتنعه انه عيند بس !
بدور بثبات وثقه: انا عارفه صدقيني يا ماما...
إيمان بقله صبر: يوووووه انتي حره بقا ..انتي دماغك ناشفه زي عيلتك كلها متستغربيش عناده انتي اعند منه !
كان ابراهيم يحفر الارض ذهابا وإيابا من شده الغيظ ...والهم المندلق علي رأسه من كل جانب ...
-مااااااشي يا روحيه انا هوريكي ابراهيم الشرجاوي هيسوي ايه فيكي !
فلاش باك من الصباح ...
عبدالله بهدوء: تمام كده يا حج بس انت لازم تكلم متولي عشان الحسابات كده متلغبطه ومش عايزين نقع في مشاكل مع الشريك مره تانيه !
ابراهيم بموافقه: إيوة اني مش ناجص ...
دخلت روحيه بكامل اناقتها البسيطه في نفس الوقت وهي تتغنج و تتدلل في خطواتها حامله صينيه الحلوي والشاي ...
-اتفضل يا حج ...
اخذها منها وهو يرمقها بنظره غاضبه يكره جمالها المنبثق للجميع من حوله ...لتفاجأه بنظرتها الخجله لمحاميه وهي تعطيه الحلوي ...
روحيه وهي ترمش بعينيها وتنظر للاسفل: اتفضل يا عبودي ...
ليخبط ابراهيم بكفه علي الطاوله ... ليبعث الرعب في قلبهم...
-انتي اتخبلتي يا وليه !
عبدالله بخوف: مالك بس يا حج هي عملت ايه ؟
روحيه بخوف مصطنع: وحياتك انت معملت ايتوها حاجه ...
ابراهيم وقد كاد يصفعها: انتي داخله تتغنجي وساكتلك من الصبح !
روحيه بخبث: الله مش هيبقي جوزي...
صعق ابراهيم وتعقد لسانه وهو يتنفس بشده كالطور الهائج ليصيح بعبدالله ...
-انت يا عبد الله ! ازاي تعمل اكده من غير ما تخبرني..الجوازه دي لا يمكن تتم ...
عبدالله بتوتر وهو ينظر الي روحيه: وفيها ايه يا حج انا قلت عادي وانت الخير والبركه بردو و كنت جاي اقولك...
روحيه بتحدي: ونستأذن ليه ده جوازي اني وياك ...
صفعها ابراهيم هذه المرة دون وعي منه!
وضعت يدها علي وجهها بصدمه وهي تبكي من شده الالم و ركضت سريعا الي الداخل وقلبها يتمزق منه ...فهو ينجح في صدمها بزياده درجه قساوته يوما بعد يوم ...
نظر ابراهيم بصدمه الي يده الذي ضربها بها في وسط ذهول عبدالله الذي اراد الهرب من امام غضبه ...كاد ان ينجح وهو يخطو بهدوء الي الخلف ناحية الباب ...لكن استوقفه صوت ابراهيم المرعب...
ابراهيم بتهديد:عبدالله مفيش زواج عيتم ! روحيه تنساها واصل والا يمين بالله لانسي المعرفة اللي بيناتنا واخفيك من علي وش الارض ...
عبدالله بخوف: اللي تشوفه يا فندم انا اصلا راجع مصر ومش هرجع قبل شهر او لو حضرتك طلبتني طبعا !
هز ابراهيم رأسه اذنا له بالرحيل ...ثم عاد بنظرة الي كفه مرة اخري...
ليست اول مرة يضرب امرأه فيها فلماذا هذا الاسي هي إمراه في حاجه الي التأديب ولكن علي ماذا ! هو من يحتاج المعاقبه هو من تركها في شبابه ورضي بها كخادمه لديه ولم يعاود المحاوله لاسترجاعها بعد ان منعه كبرياءه والان يذهب للزواج من طفله في عمر اولاده !
ما المشكله ان ترغب في الزواج ! وان تعيش بسعاده ولو مره في عمرها نعم يؤلمه انها لن تتزوج به وغيرته تنهش بداخله لكن انانيته منعته من رؤيه كل ذلك هو يريدها وسيعمل علي تحقيق هذه الغايه تحت اي ظرف ! ...
ابراهيم لنفسه: مبجتش عارف بتسوي إيييه عجلك كبر خلااااص ...هتعمل ايه دلوك عشان تراضيها يا ابن الشرجاوي ؟!
انتهي الفلاش باااااااك...
↚
وضع يده علي رأسه علي امل ان ينسي ما حدث دون جدوي فها هو الليل يبزغ دون اي تغيير لايعلم رأسه من قدمه حتي الان...
ارتدي ابراهيم عمامته بتأفف واخذ عباءته وعزم علي الذهاب الي زوج ابنته "علي" حتي يضع نهايه لهذا الزواج تحت اي ظرف ...
كان جابر يتجول في القريه ليلاا عندما التقي برفاعي غفير الخاص بعلي فأخبره بتجمعهم في القهوه معه ...قرر جابر الذهاب لتغير مزاجه قليلا...
جابر: السلام عليكم
علي: وعليكم السلام يا مرحب بيك ...نورتنا والله...
جابر وهو يضع يده علي صدره كاشاره احترام وسعاده ...
-الله يخليك ده نورك...
-بس ايه مش عوايدك تخرج بليل إكده ...في حاجه ولا ايه ؟
-هااه لا كنت زهقان بس...الحمدلله لقتكم، قلت استغلكم شويه هههههههه...
علي بضحك: هههههههه انت تؤمر ...
جابر باستغراب: بس ايه انت مش في بيتك ليه لحد دلوقتي ؟!
-مفيش كنت لامم الرجاله بجالهم فترة مدروخين مني جلت اصحصحهم إشويه...
-ههههههههههههههههه واضح الصحصحه...شيشه دي ياعلي !
-واد يا رفاعي هاات دخانه لجابر باشا إهنه...
جابر بابتسامه مرح: الله يخليك مش عارف اودي جمايلك دي فين !
-ههههههههههههه انت تؤمر وإحنا ننفذ ! ...
في مكان اخر...
اذنها علي الباب تحاول سماع اي صوت صادر من ايا كان، دق قلبها استعداد لهذه اللحظه الحاسمه في حياتها ...
امسكت حقيبتها الصغيرة وانطلقت علي اطراف اصابعها وهي تتخطي أروقه وغرف تخشي من بداخلها !...
وداد بخوف: يارب استر يارب...
هرعت سريعا الي الباب الخلفي واغلقته وراءها في هدوء واطلقت العنان لقدماها ... وكل ما ببالها هو ان تبتعد قدر الامكان عن بيت ضم كل مخاوفها ...
وجدت ضوء ساطع امامها وصوت الرجال يعلوه شعرت بارتجاف في قلبها وحاولت التخفي قدر الامكان لتبتعد وتغير طريقها الي بيت خالتها في الجهه الاخري من البلده حتي تهربها الي قنا وتزوجها لابن سلفها الشاب هناك...
شكرت الله علي وجود خالتها في حياتها فهي الوحيده التي تهتم بمصلحتها فعلاا...فلولا انها اتفقت معها علي الهروب لم تكن لتفكر فيه من الاساس ...
...
دخل إبراهيم وسط الرجال يبحث عن علي بعينيه ...
ابراهيم:السلام عليكم !
رد الجميع: وعليكم السلام...
قام علي بسرعه يرحب به ..امسك ابراهيم بذراعه وسحبه الي ركن بعيد عن مسامع الرجال...
ابراهيم بقله صبر: اتصرف يا علي ؟ الجوازة دي مش لازم تتم اني جربت اتخنج!
علي بهدوء: إهدي إكده يا عمي ! وان شاء الله كل حاجه هتبجي تومام...
هز ابراهيم رأسه واتجه ليجلس علي احد الكراسي الفارغه فرأي جابر وهو مندمج وسط الرجال...
ابراهيم مناديا: جاااابر ...
وقف جابر بسرعه واتجه نحوه: نعم يا حاج...
-كفايه إكده يا ولدي انت مش جد الدخان اللي إهنه ...بيكفي عليك وارجع احسن للدار ...اني رايدك إمعايا من الصبح وعايزك فايج ..
-احم حاضر يا حاج متقلقش عليا...
ضحك علي: لاااه متجلجش عليه ده ابن بلد ابصاحيح ...
جابر: هههههههه تشكر يا ذوق ...بس انا هروح فعلا كفايه كده ...عن اذنكم يا رجاله...
القي السلام ورحل في طريقه ليتجه عقله الي عيون لم ينساها منذ ان خطا بقدماه مركز المنشاه...
جابر: انا كان مالي ومال ام السفريه دي !
لمح خيال يجري وسط الحقول تعجب له ! لم يعره انتباه وقرر المضي في طريقه فاستوقفه سقوطه المفاجأه وصرخة انثي...
تحرك سريعا نحوها وهو يتساءل ماذا حدث لها او ما الذي اخرجها من دارها بهذا الوقت ؟!
جابر بخوف: انتي كويسه ! حصلك حاجه ؟!
وداد بألم: رجلي مش جادره ارفعها من عل الارض ...
جابر بحيرة: هو في حد بيجري في الضلمه كده انتي مجنونه !هاتي ايدك كده قومي...
وداد: اني مش ناجصاك انته كومان ...
جابر بضيق: كمان لمضه ! هاتي ايدك ياختي هاتي...
اوقفها جابر مسندا لها لكن الم قدمها باغتها ...
وداد بألم: لاااه مش جادره واصل هموووت...
جابر: اهدي بس وتعالي اقعدي هنا وريني رجليكي...
خرج رفاعي يتحدث في هاتفه فرأي جابر يسند احدا ما ويجلسه علي صخره عاليه ...
هرع اليهم: في حاجه يا جابر بيه ؟!
تسمر مكانه عندما رأي وداد وهي تحاول اخفاء وجهها بالوشاح لكن بعد فوات الاوان...
جابر: مفيش دي واحده وقعت شكل رجليها اتكسرت مفيش مستشفي قريبه هنا ؟!
-لاااه في مستوصف بس زمان الدكتور نايم ...هنادي علي بيه يتصرف! ...
ركض الي علي ليخبره بما رأه ...نزل الي مستواه وهو جالس ليهمس له بهدوء ..وقف علي مسرعا واتجه الي جابر ليتأكد بعينيه ...
↚
علي: براحه يا جابر عاد اجولك شيلها و دخلها العربيه إهناك رفاعي مستني...
جابر بحنق: اشيلك و لا هتعصبيني !
وداد وهي تغطي وجهها: لاااه اني هروح لوحدي..
تأفف من عنادها وحملها رغما عنها متجها الي السياره ...
وضعها في السيارة وسط مقاومتها و جلس بجوارها...
اغلق علي الباب ومال علي السائق يخبره بالذهاب الي منزل الطبيب الطبيب بالقرب من المستوصف...
التفت جابر الي الفتاه التي لايتوقف لسانها عن توبيخه ليخرسها ولكن لسانه انعقد ما ان رأي وجهها التي نسيت من هول فعلته ان تخفيه عنه ...
جابر بصدمه:انتي !
وداد بتوتر: هاااه إني ازاي يعني ...
اعادت وضع وشاحها ولكنه منعها واستكمل قائلا...
جابر بحنق: بتخبي ايه انتي كمان انا عرفتك خلاص !
وداد بخوف: الله يرضي عليك ما تخبر حدا من اهلي او الحاج ابراهيم !
جابر باستغراب: ليه ؟! هو في إيه بالظبط ؟!
وداد بغضب: وانت مالك إنته ده إيه ديه !
جابر بغضب مماثل: تصدقي انا غلطان ان تاعب نفسي معاكي ومضيع وقتي علي عيله زيك !
-عيله ! ده اني ست البنات وإيوه غلطان !إني مطلبتش منك حاجه وااااصل ...
-اااه...فعلا مش عيله انتي قطه تاكلي وتنكري ...
وداد وهي علي اتم الاستعداد لقلب حياته رأس علي عقب بلسانها (تفرش الملايه يعني )...
- لاااااااه حوش حوش الجمايل و الخير اللي بيجع منيك !
- بس بس اقفلي البلاعه دي الله يهدك !
نظرت له بغضب والتفت تنظر من نافذه السياره متجاهله إياه...
جابر لنفسه: ياساتر ايه البت دي ! من بولاق دي مش من سوهاج كتها القرف... وقال انا اللي هموت عليها ومش سايبه تفكيري طول الايام دي اوووف عشان تحرم ...
وداد لنفسها: راجل سمج وانتي اللي كنتي هتموتي عليه موته تلهفوه البعيد ...
اما علي فقد وقف يطالع السياره وهي تختفي امام عينيه ...وهو يشكر الله علي ما حدث...
نظر الي رفاعي بابتسامه مكر وانتصار ...
-رفاعي خد اتنين من الغفر و عايز البلد كلاتها جبل الشمس ما تشروج تعرف ان وداد بنت العزايزة كانت مع ابن الشراجوه في البلد بعد نص الليل ...
رفاعي بفهم: تومام يا علي بييه ...
هرع لتنفيذ كلام سيده ...امسك علي الهاتف وشرع في الاتصال بيونس الذي غاب النوم عنه ...
يونس بتعجب: الو يا علي ...
علي بابتسامه: الوووه يونس رايدك تسيب أيتها حاجه في ايدك وتجيب عمي وتجولي طووالي...
يونس: الساعه 4 الفجر !
علي: همل يا يونس واني هحكيلكم كل حاجه ...
يونس بقله حيله: طيب طيب هصحيه واجي علطول...في القهوه صح ...
-إيوووة ...متعوجوش...
-حاضر سلام...
-مع السلامه...
اغلق علي الهاتف وجلس في انتظار يونس و ابراهيم...
اما ليلي فأخذت تجول البيت ذهابا وإيابا وتلعن زوجها علي تأخره وتركها تموت قلقا ...
ليلي لنفسها: طيب اتحدث معاه ع التلافون ولا هيزعجلي !ييييييه طيب هتعملي ايه يا ليلي فكري اومال ...اتأخر ليه ديه كومان ؟اكيد لايفه عليه واحده من الغوازي ...الله يحرق دي جهوه بيجعدوا عليها !
ظلت تمشي و عقلها في صراع هل من الممكن ان يخونها زوجها ؟ ام تثق في عبارته لها بانه وان ارد لن يخشاها و سيتزوج عليها ؟!
في بيت ابراهيم ...
وقفت بدور بشرفتها وجلست تشم الهواء الطلق وتشكي للسماء همومها ...فرأها يونس المنتظر والدها في الاسفل..التقت عيناهم بنظره لوم وعتاب منها ونظره ندم وشوق منه ...دون وعي منها بدأت عيناها في البكاء و دخلت سريعا تختفي من عيونه بالداخل...اراد يونس ان يصعد ويواسيها وينسي كل القيود حولهم وهو يعلم انه من ابكي تلك العيون...
خرج والد بدور ليونس وهو في عجله من امره فما لبث ان وصل الي غرفته للنوم حتي باغته يونس واخبره برغبة علي بملاقاتهم...
نظر له يونس بحنق تعجب له ابراهيم لكنه لم يرغب في التحدث معه الان...انطلق الاثنان لمقابله علي ...
...
↚
جابر بألم: ااااه بس بقا يا بت المجنونه انتي انا بنزلك ...
وداد بغضب: جن لما يلخبطك يا بعيد اتأدب يا جدع انت اني بجولك اهاه !
-مانتي لو حطيتي ايدك جنبك وممدتهاش مش هقل ادبي...
-مش انت اللي رايد تحط يدك عليا !
-هو انا هغتصبك ! انا هدخلك للدكتور بدل ما رجلك تتكسر اكتر ...
-احترم نفسك الله ! انته متجدرش تعملي ايتها حاجه واصل...
ضحك جابر رغما عنه وهو يكاد يجن منها ...
-انتي بتنكشيني عشان اغتصبك يا بنتي هو ايه اللي مقدرش ! طيب اقولك ايه !
-وسسسع إكده اني نزلت خلاص...
كانت اشعه الشمس تبدأ في الوميض مبشره باقتراب الصباح...ومعها الحديث عنهم الذي طغا واصبح الصغير قبل الكبير يتحدث عن مقابله و داد لجابر بعد منتصف الليل !
وصل علي و يونس بعد ان اتفقا سويا مع ابراهيم علي حبك الاحداث التي تفنن فيها علي ...
علي: طمنا يا دكتور ...
-ماتقلقوش يا جماعه ده التواء مش كسر اسبوع وهتبقي زي الفل !
ثم نظر بقلق الي علي واقترب منه يسأل عن سبب وجودها مع جابر من الاساس وهو يخشي ان يتدخل بامر لايعنيهاو تلومه عائلتها ...
-ممكن كلمه يا علي بيه ؟!
-إيووه طبعا ...هاااه جول اني سامعك...
-هي مش دي بردو بنت العزايزة اللي هتتجوز انا فاكر اني عالجتها من الانفلونزا السنه اللي فاتت !
علي بمكر: إيوه بس استر عليها يا دكتور اصلها هربت من عند اهليها مع ابن اخو الحاج ابراهيم شكلهم كانوا بيحبوا بعض من جبل ما الحاج يتفج علي الجوازة !وزي مانت عارف لازم نلم الدور جبل ما الدم يبجي للركب !
-يا نهار اسود ...انا هلم حاجتي وانزل القاهره لحد الحكايه ما تهدي ...
دخل مسرعا ليجهز للسفر...ابتسم علي و خرج ليونس ..
علي بهمس: خليك إهنه وياهم وزي ما اتفجنا انا هروح لاهلها دلوك ...
يونس بقلق: بس انا خايف علي جابر...انت متأكد محدش هيعملوا حاجه !
-تاني يا يونس والله محدش هيجدر يرمشله دلوك هما محجوجين لينا مش العكس...
-ماشي ماشي روح...
وصل الحاج ابراهيم لدار العزايزة ودخل بغضب ...
-إيه الكلام اللي وصلي ديه ! صحيح بنتكم هربت !
حكيم والد وداد: ايه اللي بتجولوا دييه يا ابراهيم انت اتجننت !
وكأن احد صبيانه منتظر الاشاره دخل بسرعه يهمس ما سمعه من السنه اهالي البلد الي سيده ...
اتسعت عين حكيم بصدمه وصاح بصوت عالي ...
- عماااااار ...نااااصر...
ليجيب ناصر بسرعه: إيوة يا بوي...
-اطلع بص علي اختك فوج ...
عمار يدخل ونظرات الغضب علي وجهه: مش فوج يا بوي النهارده اخر يوم ليها انا هلاجيها واجتلها بيدي...
ابراهيم بغضب: لا تجتل ولا تنيل لما هي مغصوبه علي الجوازه مجلتوش ليه !
حكيم بحنق:واحنا من ميتا عندنت بنات بتجرر انا اللي اجول وانا اللي اجرر..
شعر ابراهيم بوخزه خفيفه وهو يتذكر موافقته علي زواج بدور رغما عنها حتي وان كان يونس الافضل والانسب لها من كل جانب...
ابراهيم وهو يعود لتمثيله: يعني الناس هتجول ايه دلوك ...
وصل علي ليرد عليه هو...
-الحل واحد يا حاج ملوش تاني...
عمار بغضب: العار عارنا واحنا هنغسوا بيدنا ليأتي صوت بكاؤ والدتها من خلف الباب...
حكيم بغضب: بس يا حرمه انتي وهي ! بنتكم ماتت ...
علي: لااااه يا حاج حكيم انت آكده بتثبت وصمه العار عليكم وبتدفن كل بناتكم وياها ...انا عندي حل يغنينا عن ديه كلاته...
نظر له حكيم بالم وخبره السنين تؤكد كلام علي له ...فأردف بقله حيله ...
-اني سامعك !
ابتسم علي وهو يشعر باقتراب النصر ...
-النسب هيتم بينات الشراجوه والعزايزة...
ابراهيم بغضب مصطنع: ايه الكلام ديه انا يستحيل اتجوزها بعد اللي حوصول !
علي: اسمعني بس يا عمي ...وداد هتتجوز جابر !
ناصر بغضب: يعني إيه ! تتجوز اللي هربت وياه الفاجره !
علي بحده: ومين جال إكده يا ناصر فكر بعجلك وهما شافوا بعض فين ! جابر لجي بنتكم وهي بتهروب واحنا هنخليه يتجوزها عشان اسم العيلتين مينزلش في الحضيض...
↚
حكيم بنبره امره: اسكت انت يا ناصر ..علي ابيتكلم صوح ...
اتفق الجميع فيما بينهم واخذهم علي متجهين الي بين الطبيب المغادر لاراضيهم مع اول قطار...
يونس بمكر: بس ايه اللي عملته ده يا جابر...
جابر وهو يفرك كتفه بعد ان عضته هذه المتوحشه...
-انت مشفتش عملت ايه دي عضتني !
يونس وهو يجبر نفسه علي عدم الضحك ...
-ما انت بردو كنت مصر تشلها ...
-يووووه مش الزفت الدكتور هو اللي قال متمشيش علي رجليها ...
-احم اه .. بس انتو هربتوا ليه؟!
تسمر جابر مكانه بصدمه والتفت الي يونس...
-هو مين دول اللي هربوا!
يونس بخبث: انت و وداد اشمعني دي ماانت عارف انها مش ليك!
ضيق جابر عينه لا ارادي لسماعه انها ملك غيره ولكنه استنكر بشده قوله...
-انت اتجنيت يابني انت وانا ههرب ليه من مين اساسا...
-من اهلها والحاج ابراهيم طبعا !
جابر باستغراب وهو يقضب حاجبيه و: حاج ابراهيم ؟! انا مش فاهم حاجه !
يونس بقله صبر: وداد يابني تبقي الزوجه المستقبليه لعمك الحاج ابراهيم...
-نعععععععم !
وصلت عائله وداد ومعهم علي وابراهيم تأهب يونس ونظر الي جابر بجديه ...
-احنا في الصعيد ومفيش هزار اي كلام يطلع من علي او الحاج ابراهيم يتنفذ انت فاهم !
جابر بضيق: لا مش فاهم بس امري لله...
وقف يونس امام جابر قليلا وكأنه سيحميه منهم...
ناصر بغضب: هي فين ؟!
اسرع علي بالحديث: جوا مع الدكتور، نعجل شويه يابن العزايزه ..اني جلت هتتحل و جابر هيتزوجها ...
جابر: جابر مين ؟
نكزه يونس بغضب ليخرسه فوقف حكيم امامه..
-انت اللي لاجيتها ؟ كانت فين ...
نظر له جابر بشك: مش فاكر قريب من القهوه باين...
عمار: اني مش راضي علي بيحصول ديه اني اجتلها واغسل بعارنا اشرفلي !
نظر له جابر بحده وقلق هل يتحدث عن وداد !كل ذرة نخوه و حب داخله تجمعت لحمايتها بطريقه الجمت تفكيره دون تفسير...نظر الي يونس الذي ينظر بثقب الصقر الي عمار المواجه لجابر وكأنه يرغب في اكله حي...
كان قلبه يرغب لو يدخل الي وداد الواصل صوت بكاءها الي الخارج ويخطفها بعيدا عن الجميع ...
يونس بحده: خلاص احنا مش قولنا الفرح بعد بكره هيتم و مفيش حاجه هتحصل لكن اللي انا شايفه انكم ناوين علي الشر !
كاد ان يرد عليه عمار لكن حكيم اوقفه ليردف ...
-لااااه الفرح هيتم الليله !
جابر: تمام يعني انا هبقي عريس الليله بس اللي شايفه اني لو سبت وداد تروح معاكم هبقي ارمل قبل ما اتجوز ! عشان كده شايف انها تفضل معانا لبليل...
ناصر بغضب: جسما بالله اجتلها واجتلك دلوك مش كفايه اللي حوصل !
ابراهيم وهو يحاول تهدئه الموقف...
-اني هبعت ستاتنا وغفرهم إمعاها وبكده هنحافظ علي الاتفاق ولا إيه يا حج حكيم ...
-اني موافق يا حاج ابراهيم ...كفايه انك راضي بعد اللي حوصول انا مش رايد يبجي في طار مفتوح بيناتنا وهعمل المستحيل لجل الكابوس ديه ما يتنهي ...وبنتي ماتت لينا ومش رايد اشوفها لمماتي...
ذاد هذا من بكاء وداد بالداخل بينما نظر لهم جابر بإشمئزاز هم من اخطأوا من البدايه، كيف يزوجون طفله الي رجل كبير بالسن ويتوقعوا ان تعيش بسعاده ؟!
↚
دخل علي وجدها نائمه فنام بجوارها يريح جسده الذي لم ينل نوما طوال الليل ...
استيقظت ليلي وهو يحتضنها ويقربها إليه...فنزعت يده بعنف واستقامت ونظرت له شزرا...
علي وهو ينام علي ظهره من الخضه وضع يده علي رأسه ...واردف قائلا...
-يا صباح النكد ...
-صباح نكد ليه جصدك صبحيه إمباركه يا عريس !
-انتي اتخبلتي ولا إيييه ! ..روحي يا ليلي اني نفوخي هيطق وجسمي كلاته مدشدش، الله يرضي عليكي مش ناجص...
ليلي بتهكم: طبعا تلاجي الغزيه كانت شديده إشويه !
انتفض علي من مكانه عندما فهم مقصدها...
-فوجي يا بت الناس واوعي لحديثك زين بدل يمين بالله اجوم اديكي كفين واخلص من الحديث اللي مالوش معني غير في دماغك اللي جد السمكه ديه !
ليلي وعيونها تترقرق بدموع الغضب ...
-اني محدش يجدر يمد يده عليا انا بنت ابراهيم الشرقاوي ياابن الهواريه والحرمه عندينا بميه راجل ..اني مش هجعد في البيت ديه دجيجه واحده !
نهضت مستهدفه خزانة ملابسها ليهب علي سريعا وراءها، وقف امامها بغضب ...
- يمين بالله لجطع رجلك دي لو خطيتي برات الدار ! مش اني اللي مرته تتحكم فيه وتلوي دراعه...
ليلي بغضب: اني حره...
قاطعها علي وهو يمسك بشعرها بشده ...
-حره دي هناك عند ابوكي مش عندي، انتي هنا مرتي اني وكلامي اني اللي يمشي...
صفعت ليلي يده وهي تحاول مقاومته فهي لن ترضي ابدا ان يعاقبها كالاطفال ...
ليلي بعنف: اني عايزة اروح دار ابوي ...
نظر لها علي بجمود وهو يشعر بصغر قيمته عندها ...
-يعني انتي رايده ترجعي لدار ابوكي !
ليلي والقلق يدب بقلبها هل يتخلي عنها بسهوله ...ردت بصوت مذبذب...
-ايوه...
دون سابق انذار سحبها من ذراعها متجها الي غرفه ابناءهم النائمين ليدفعها للداخل بعنف و يقول بهدوء يسبق العاصفه...
-تجعدي مع عيالك اهنه هنام ساعتين وراجعلك ولو عايزة حاجه تنادي علي ام صلاح.. واسمعيني يا ليلي كويس لو عملتي اي حاجه وعصيتيني هخليكي تندمي اشد الندم !
اغلق الباب بشده بالمفتاح وتركها تبكي وتغلي منه ليرتاح قليلا حتي يستطيع التعامل معها !
ليلي بحنق: اني هوريك يا علي !
وصل جابر و ابراهيم ويونس الي المنزل وجلسوا مع توفيق ليخبروه بما حدث...
توفيق بغضب: ياسلام وانا طرطور اخر من يعلم !وبعدين جابر مش مجبر انه يتجوز حد !
جابر بتوتر: عادي يا بابا الخير احسن..
رفع توفيق حاجه بتعجب من رد فعله...
-يعني انت موافق انك تتجوزها ..انت اتجنيت يا جابر؟!
يونس: في ايه يا بابا هو جابر صغير هو فاهم وبعدين هو هيلاقي احسن منها فين وفي جمالها...
إيمان بتساؤل وهي تدخل مع بدور...
-هي مين دي ؟
توفيق بتوتر: احم وداد...
مطت بدور شفتيها وهي تريد الصراخ علي والدها من افعاله ورغبته في الزواج من هذه المسكينه...
استكمل توفيق وهو ينظر لبدور ويحاول الحكم علي رد فعلها ...
-الفرح احم احم الفرح هيتعمل الليله !
اتسعت عين ايمان: انهارده ! الحاج ابراهيم فرحه انهارده...
رد ابراهيم بسعاده يحاول اخفاءها: لااااه ده فرح جابر علي وداد و يونس علي بدور ...
نظرت بدور بغضب الي يونس وركضت الي غرفتها تفكر في طريقه للتخلص منه...
تركهم يونس يخططوا فيما بينهم وسط ذهول ايمان التي تحاول فهم الامر...وصعد الي بدور وهم منشغلون...
دخلت بدور غرفتها وخلعت حجابها بغضب ...واخذ عقلها يدور حول ما ينوى له يونس...
بدور لنفسها: خلاص مفيش طريقه تانيه كله انتهي ...انتي اتكسرتي خلاص ...ظل قلبها يقنعها بان يونس افضل من غيره ولكن عنادها يأبي الخضوع ...ذهب تفكيرها الي مواقفهم معا في القاهره فابتسمت قليلا،وبخت نفسها علي سخافه تفكيرها ..امسكت اقرب زجاجه تقذفها لتباغتها يد يونس من الخلف ويمسك بالزجاجه...شهقت والتفت بسرعه...
-انت !
↚
ابتسم وهو ينظر في عينيها ...
-وحشتيني !.
بدور بذهول: نعم !
اقترب منها قليلا بشكل اخجلها ...
-ايه اللي في بقك ده ...
وضعت يداها بخوف علي فمها وقالت ...
-مفيش حاجه ...
-اااه قولتيلي بقا..
نظرت له بغضب: قلتلك ايه ! انت
مجنون...
ابتسم ابتسامته التي تظهر غمزاته الساحره وقال...
-انتي حاطه روج عشاني !
-انت بتقول ايه !لا طبعا مش حاطه واحط ليه عشانك !
-بس بس متحاوليش وانا اللي كنت فاكر مش عايزة تتجوزيني واتاريكي بتجهزي وهتموتي عليا !
بدور بشلل ووجه احمر:انت عايز تنقطني هموت عليك ! انا مش طايقه ابص في وشك البشع ده ...
يونس بغتاته: خلاص بقا كله باان انا فهمتك خلاص ...
امسك يدها وطبع قبله خفيفه ...
-علي العموم مبروك يا عروسه ده انتي هتتشلوحي انهارده...
بدور بخجل وغيظ: لا انت مريض والله انسان مريض واوعي تفتكر انك بجوازك مني هتمتلكني ...
قاطعها وقربها بين احضانه واحاط بخصرها واخبرها ببرود لا يعكس العاصفه الهوجاء بداخله...
-بدور انا امتلكتك خلاص ...من وقت ما عيني جت عليكي وانتي بقيتي ملكي !
بدور بحنق وهي تشعر بقرب هزيمتها...وضعت يدها علي صدره بابتسامه مليئه بمكر امرأه تعلم ماذا تفعل جيدا !
اقتربت منه بشكل صدمه واقلقه قليلا وهمست باذنه ...
-انا ممكن اكون مراتك لكن اللي هيملكني هنا مش هنا ...
اشارت علي قلبها ثم اصبع الزواج الذي سيحمل دبلته قريبا...
جن جنون يونس فامسك بها بعنف...
-انتي قصدك ايه !
-هههههههههههههههههه قصدي اللي اقصده بقا...
امسك برقبتها ووضع قبله علي جبينها توعد بالكثير...ليضاهي مكرها...
-العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم يابت عمي !
دق قلبها فلايقلقها شئ اكثر من تلك الابتسامه المريضه ...
دفعته بعيدا: احترم نفسك انا لسه مش مراتك...واعمل حسابك لو جيت نحيتي قبل او بعد جواز انا هموت نفسي !
يونس: هنشوف ...
خرج يونس وهو يغلي من كلامها ...
يونس لنفسه: بتلعبي بالنار ومش هتحرق غيرك يا بدور...
بعد ان اخرجها علي واخبرها بان تجهز لفرح بدور ويونس وجابر ووداد في وسط ذهولها من الاحداث السريعه...
ارتدت اجمل عباءه لديها ومشطت شعرها ووضعت زينتها التي ابرزت جمالها الخلاب ...دقت علي باب الحمام لتستعجل علي وهي لاتزال غاضبه منه...
ليلي: ماتعوجش بجا ده فرح اختي ولازم اكون امعاها احنا العصر يا علي ...
خرج وهو يجفف شعره ولكنه توقف ليملي عيناه من جمالها الذي سرق قلبه من اول يوم...
اقترب منها وهو يسحرها بنظراته ...كم يريد ان يغمرها بكلمات حبه ولكن هذا العائق الخفي يغرق وجدانه ...كالمغيبه وجدت نفسها تحتضنه بقلبها قبل جسدها...ياله من الم تخشاه ولا تستطيع العيش بدونه ! استحبني يوما ام ماذا...اابقي معذبتك ام تحملني بين طيات قلبك ولمساتك !
دار بين قلبهما كلام يخشي كلاهم اعلانه ...الحب وما ادراك ما الحب وعصيانه !
قبل علي شفتاها بكل ما يحمله قلبه من شغف،ليعيش ويعيش فقط بين يداها في لحظات تبقي معه ليلا ونهارا...بادلته ليلي قبلاته رغما عنها فهيهات لقلب لا يسمع سوي لمحبه !
ظل يربت علي رأسها و ظهرها بخفه وهو يقبلها وكأنه يراضيها عما فعله بالصباح ويطلب العفو ... عفو اعلنته هي منذ ان وطأت قدمه داخل غرفتها بنظرات عاشق يعيش لارضاء حبيبته ...
غابوا معا في عالم لا يعترف بعادات او تقاليد !
...
في المساء بدأ الزفاف كباقي عادات اهل الصعيد بضرب عيارات ناريه ورقص وزمامير ...وقدوم اكبر العائلات ...
وعند الجانب المخصص السيدات ...
_لوولولولولولولوولولولولولوولولولولوولولولولولوييييييي...
-واهوووو جالك اهووووه رييييييح بالك اهوووووووه...
كل هذه الاصوات لم تبعد بدور عن تفكيرها بمستقبلها المنهار امام عيناها...هل سيجعلها تكمل علامها ؟! والسؤال الاهم هل سيجبرها يونس علي الزواج منه بالفعل ! ضحكت بسخريه بداخلها حتي ولو اراد فعاداتهم ستجبره علي تقديم الدليل !
ظلت الفتيات والسيدات يتراقصن علي الحان افراحهم الرائعه ...ويباركون للعروستان الجالستان بانتظار ازواجهم ...
جلست وداد بجوار بدور في الكوشه المزدوجه تفكر في ما سيحدث لها ! هي لا تعلم شئ عن زوجها هذا ؟! اسيعاملها جيدا ! ام سيعايرها وتعيش في ذل طوال الحياة،وفي مهانه دائمه ؟! هل ستقدر علي مقاومته وكم ستدوم تلك المقاومه ؟!
كان نفس القلق يساور جابر الجالس وسط الرجال ويشعر بالتيه هل ستتقبله وداد كزوج لها ..ايمكنه العيش بهذه الطريقه ...ويبقي السؤال الاهم استحبه يوما وبالرغم من كل ما يساوره كان يشعر بسعاده خفيفه ...
جابر لنفسه: شكلك كنت محروم وهتفضحنا ...انت قلقان اومال الهبله التانيه زمنها عامله ايه ؟! يانهار اسود ايه الناس اللي وقعنا فيها دي ؟!
↚
نظر الي يونس وجده يزفر بشده ...وغارق في افكاره ...واكثر ما يقلقه هو كره بدور له هل تمادي معها ؟! ام انها تستحق لملاعبتها له بهذه الطريقه وهي اول من اقتحم كيانه من النساء ...
يونس لنفسه: يا تري اخرتها ايه ؟! تعبت اووي مبقتش عارف اعمل ايه ؟ عقلي وقف بسببها هي !
جابر بقلق: يونس !
-نعم يا جابر...
-انت اخويا ..
نظر له بنصف ابتسامه: انت اكتر من اخويا يا جابر...
- يبقي تسمع كلامي عشان خاطري ...بدور بتحبك بلاش تخسرها بطريقتك دي!
اطلق يونس ضحكه خفيفه: بتحبني اااه فعلا عشان كده وافقت هواا علي جوازنا...
- ياابني انت حمار ! مهندس ايه الغبي ده يا ناس ؟
-عايز ايه يا جابر انا مش فايق !
جابر بقله صبر: يابني اكيد في حاجه غلط ...جربت تكلمها مثلا زي الناس الطبيعيه ؟! حاولت تفهم وجهت نظرها ؟
نظر له يونس بتفكير وكانه يري الامور بهذا المنظور لاول مره ...
جابر: احييييه !
يونس بحنق: ماتركز في اللي انت فيه ..انت حالك مش احسن مني اتنيل علي خيبتك !
دخل المأذون واجتمع الرجال معا لعقد القران ...علت الزغاريط ارجاء المكان مع تساقط دموع وداد وبدور ...
جلس يونس بجوار بدور وهو ينظر الي فستان زفافها ويتمني لو يرفع طرحتها حتي يري جمالها ! شعورها بعد ان اصبح زوجها علي سنه الله ورسوله...شعر بسعاده داخليه غريبه الشكل لم يسبق ان شعر بها وكأنه امتلك العالم اجمعه ...
وصل صوت بكاءها الي اذانه فنظر لها مطولا،ضغط بيداه علي مسند مقعده بشده ...الهذا الحد تكرهه ؟!
سرح في ظلال ملامحها المختفيه تحت طرحتها ...اراد لو يعاقبها علي هدم فرحته التي لم تدم طويلا...
اما جابر فجلس مع وداد وحاول فتح حديث معها ...
-احم ازي رجلك دلوقتي ؟
هزت رأسها بمعني الحمدلله ...
-امممم وانتي عامله ايه ؟
هزت رأسها مره اخري ...
تأفف جابر من قله تفاعلها معه ونظر الي الجهه الاخري ...
وضع يد علي خده ونظر الي يونس المحدق ببدور وكأنه يقتلها بعيناه فضرب كف علي كف ...
ليأتيهم صراخ من الداخل اوقف مرح وغناء السيدات بخضه وهرع الجميع واولهم يونس و جابر الي الداخل بعد ان علا صوت توفيق مناديا لزوجته إيمان !
توفيق بخضه: حد يجيب كبايه ماااايه !
يونس: امي مالك ! في ايه يا بابا ؟
- مش عارف يابني اغمي عليها مره واحده ...
جابر بخوف:حد يجيب دكتور بسرعه...
حملها يونس و وراءه توفيق و جابر الي غرفتها وبدأت تستفيق بعد محاولات عديده...
ايمان بدوخه: ااااه انا فين !
يونس بحنان: متقلقيش يا ماما احنا معاكي...
جابر بحب: سلامتك يا امي جرالك ايه ؟
بدور ببكاء: كده تخضيني عليكي يا ماما ...
ايمان بتوتر: اصل شكلي كده جالي السكر ..
جابر بخضه: شكلك ؟! وانتي ايش عرفك ؟
يونس وهو يحاول ان يتمالك اعصابه: بالله عليكي ياامي ايه الكلام ده بس !
نظرت الي اسفل: انا شكيت من يومين بس مكنتش عايزه اقلقكم...
توفيق بغضب: تقلقينا ايه بس انتي ممكن تدخلي في غيبوبه سكر بالاهمال ده ...انتي لازم تروحي لدكتور شاطر حالا...
رد يونس سريعا: احنا هننزل القاهره دلوقتي وهنوديكي اكبر مستشفي تحللي فيها وتكشفي !
ايمان بخجل: والفرح يابني...
توفيق: فرح ايه وهباب ايه ماهو خلص اهوه خلاص ...
جابر: ايه اللي بتقولي ده يا ماما ...يلا يا يونس روح اجهز انت وعروستك نص ساعه وكله يجهز...
بدور: خمس دقايق وهبقي جاهرة وهاخد وداد تجهز عندي في الاوضه ...
جلس توفيق يمسك بيد زوجته بينما خرج الجميع ..نظرت له ايمان وابتسمت بخبث بادله توفيق لها...
بينما انشغل توفيق مع اهل وداد الغاضبين علي عدم اتمام عاداتهم هنا !
↚
فلاش باك...
دخلت ايمان و روحيه بيت وداد والجميع في حاله من التعاسه كأنهم يستقبلون ميتم ...
فتحت والده وداد بوجه متجهم باب غرفه وداد التي تبكي وتضع يدها علي وجهها...اقتربت منها ايمان ونظرت الي روحيه !
ايمان بحنان وضعت يدها علي شعرها ...
- عروسه ابني بتعيط ليه ؟!
ازالت يدها ونظرت الي السيده المبتسمه امامها باستغراب ...
ايمان بخضه وصوت عالي: ايه اللي في وشك ده ؟
نكزتها روحيه لتلتزم الصمت ..فاخفضت صوتها قليلا ووجهها احمر من الغضب ...كيف تفعل اسره هذا بفتاتهم ...لمست خدها المتورم المائل الي الازرقاق ...وقالت...
-ازيك يا عروسه ابني ؟!
نظرت لها وداد بشك وهي تستغرب كل هذا الود ! ...
-الحمدلله ...
-حبيبتي انتي جميله اوي و رقيقه باين عليك انا مبسوطه ان القدر وقع جابر فيكي ...
بكت وداد من كلامها الحاني فاحتضنتها ايمان ولاول مرة تشعر بحنان وامان حقيقي منذ هروبها ..تثبتت بها وداد تخرج كل ما بداخلها ...
وداد بخوف وصراحه: اني خايفه جوي ...
ردت روحيه: ييييوه انتي اتخبلتي خايفه منينا ولا ايه ! ههههههه يا عبيطه ده انتي هتروحي المدينه وهتعيشي إهناك مع خالتك إيمان دي طيبه جوي حوي...
ابتسمت وداد وسط دموعها قليلا وحاولت ان تتمالك نفسها...
- انتي طيبه جوي يا خالتي ...يارب ابنك يبجي اكده بردك..
فهمت ايمان عليها فضغطت علي يدها قليلا...
-انا حاسه بيكي وصدقيني جابر من اطيب الناس اللي هتعرفيهم ...بس انتي ادي نفسك فرصه !
في اخر الليل وصلت ايمان الي بيت ابراهيم وجلست تخبر زوجها بمخاوفها ..
ايمان بحيره: اتصرف يا توفيق مش دول اهلك ...
توفيق: هي دي فيها اهلي واهلك مش بمزاجي يا ايمان هي العادات كده...
ايمان بغضب: ياخويا عادات ايه و زفت ايه انت مش شايف جابر و البت مشفوش بعض غير يوم و جوازه تدبيسه من الاخر نروح نخربها عليهم اكتر ! ولا المحروس ابنك والمصايب اللي مهببها قولي بس دول يتجوزوا ازاي ؟!
توفيق بحنق: اموت نفسي يعني عشان ترتاحوا مش ابنك هو اللي متسرع وعنيد ...
تأففت ايمان ووضعت يدها علي خدها تفكر في وسيله للهروب من هنا ...وانقاذ ما يمكن انقاذه بين يونس و بدور وجابر ووداد...
-فكر معايا بالله عليك...اول مره افرح اننا اتجوزنا هناك مش هنا..
-عشان كده ياختي محدش وقفلنا علي حاجه لكن هنا احنا في عقر دارهم ...ده كفايه العزايزة هيبقوا عايزين شرف بنتهم قبلنا بعد اللي حصل !
ايمان بضيق: توفيق متضايقنيش و ركز معايا شويه...
سكت الاثنان وغرقوا في افكارهم ...حتي علا صوت ايمان فجأه ...
-لقتها !
توفيق بقله صبر: قولي ساكته ليه ...
- ما تسكت يا راجل اديني فرصه انطق !
-اهوه ...
سردت عليه تفاصيل فكرتها التي من خلالها يمكنهم التحجج والرجوع الي القاهره قبل اتمام الزواج ...(التمثيلية اللي حصلت من شويه )
انتهي الفلاش بالك
ليلي وهي تبكي: هتوحشيني يا بدور ابجي طمنيني علي خالتي اول ما توصلوا اوعاكي تنسيني !
احتضنتها بدور لاخر مره وطنئنتها ...
-متقلقيش وان شاء الله ماما هتبقي تمام...
ضحكت ليلي بخفوت: مش جلجانه كل مااسمعك بتتكلمي كيف اهل البندر بطمن عليكي يا بت ابوي ...
-هههههههه ربنا يخليكي ليا ...ويسعدك انتي وعلي حافظي عليه يا ليلي، علي بيحبك انا بشوف حبه ليكي !..
- ونبي اتلهي وركزي مع يونس وكفايه عناد ! يونس واد عمي منيح وطيب !
ضحكت بدور بآسي: يونس ابن عمك هيجنني ..يلا ادعيلي...
روحيه وابراهيم وقفوا يودعوهم ! اكدوا عليهم الاتصال بهم عند الوصول للاطمئنان علي إيمان وصحتها ...
ركب جابر و وداد مع توفيق وايمان واخذ يونس سيارة عمه مع بدور التي وعدت نفسها ان تتجاهله طوال الطريق...
لوحت لهم روحيه حتي اختفوا عن انظارها واستأذن علي و ليلي ...كان ابراهيم يأمل ان يستفرد ب روحيه فهو منذ ان صفعها وهي تتجنبه ولكن امله انهار عندما عرض علي توصيلها الي منزلها ...
ابراهيم لنفسه: ارحمني انت كومان ؛ هلاحجها منين ولا منين !
دخل الي داره واغلق الباب واخذ يخطط كيف يوقع روحيه في شباكه و اقناعها بالزواج منه !
علا صوت ورده باغنتيها الشهيره "حرمت احبك" داخل سياره يونس و بدور ...كان يونس ينظر اليها بطرف عنيه وهو يفكر في ما قاله جابر له ؟!
يونس بتوتر: ممكن تنامي شويه لحد ما نوصل السكه طويله ...
بدور ببرود: شكرا انا لما ابقي عايزة انام
يونس ببرطمه: اللهم طولك ياروح ...
بدور بتناكه: بتقول حاجه ؟!
يونس ببرود: لا خليكي في حالك !
-اما امرك عجيب فعلا ..انا غلطانه اني رديت عليك...
عقدت ذراعيها ونظرت من النافذه، نفخ يونس وتضايق من تسارعه و عنادهم الدائم ...كلما اراد فتح صفحه جديده تجبره علي التثبت برأيه !
بدأت الحان الاغنيه الرائعه تلامس كلاهما وأت بدور تدندن بخفه معها ...كانت هذه الدندنه كالناي واجمل من الموسيقى نفسها لدي يونس ..
↚
ياا الله كيف عشقها اقتحم قلبه دون سابق انذار ! لاول مره يعترف لنفسه بذلك ؟! لماذا هي بالذات وما كل هذا التأثير، فنظره من عينيها المكحله تنسيه الدنيا و مافيها و مجرد صوت تعبر به عن سعادتها يصيبه برعشه في داخله ! حبها لعنه تملكته وتركه يهوى دون ملاذ يقصده...كيف يجعلها تحبه !
كان يتذكر نظراتها له ومواقفهم معا في البداية ...اين هذا الامل والاعجاب الذي رأه يوما في عينيها ...وكان يمني نفسه به !
تفحص يداها وهي تدبدب علي الكرسي بجوارها ولم يستطع المقاومه فهي ملكه الان ولا سبب لكبح نفسه !
امسك يدها وشبك اصابعهم سويا ...بدور بدهشه توقفت عن الغناء...
-سيب !
يونس بلا مبالاه: ركزي في اللي انتي فيه !
بدور وبروده يذهلها اكثر ...
-انت يا بني ادم يا بارد انت سيب ايدي ...
ضغط علي يدها بشئ من القوة المتها قليلا...
-تؤ تؤ عيب كلمي جوزك عدل...
عضت علي لسانها حتي لا تخبره بأن يذهب الي الجحيم ...فمع يونس هو دائما المنتصر ! لا تعلم ما العمل اتقتله ام تقتل نفسها لعدم سيطرتها علي قلبها الخائن الذي يأبي ان يتوقف عن دقاته المناديه لاسمه ؟
بدور لنفسها: ايه القط مش بيحب الا خناقه بجد بقا !
ابتسمت قليلا والتفتت للجهه الاخري حتي لا يراها ...ظل عقلها يعيدها الي اول يوم في كليتها و معاملته الاستثنائية لها في هذا اليوم ...سرحت في مواقفهم وتناست يده الممسكة لها وبدون وعي بدأ ابهامها يتحرك علي يده ...
نظر يونس الي اصابعها التي تلامس يده ذهابا وايابا...هي حركه تكاد تكون غير ملحوظه ولكنها خطفت انفاسه حرفيا واصبحت دقات قلبه تتلاحق كدقات الخيل في السباق ... اخذ نفسا عميقا ليسيطر علي مشاعره...ففي احلامه لم يتخيل ان تتجرأ وتلامسه او تداعبه هكذا ...
بدأت اصابعه تلقائيا تبادلها الحركات وتعتصر اصابعها ..قرب يدها من فمه وطبع قبلات شغوفه علي كل اصبع، توقفت فجأه عندما شعرت بملمس شفتاه علي يدها ..اغمضت عيناها وكأنها تهرب منه ومن هذا الشعور الذي يجبره داخلها حاولت ان تغلق قبضتها ولكن ما كان منها الا ان احكمت قبضتها علي اصابعه ...
نظر لها يونس يتفحص رد فعلها ونور القمر يعكس وجهها في النافذه وعيونها المغلقه استسلاما له ...لم يتحمل كل هذه المشاعر فتوقف بجانب الطريق وشدها اليه، ابتلع شهقتها داخل فمه المتشوق للمسها منذ سنين..لينسي بلمسه واحده كل غضبه وعناده ..حاولت بدور التملص منه فدفعت يداها صدره بضعف وهو يخطفها الي اعالي السحاب ..دار بها رأسها من شده المشاعر المنبثقه منه اليها ...
ابتعد عنها يونس بعد مده و وضع كفيه علي جانبي وجهها، مرر اصابعه بخفه علي خديها المحمران وتفحص ملامحها وعيونها المغلقه ..تعالت انفاسه اكثر عندما وقع نظره علي شفتيها المنتفخه قليلا من قبلاته ..فطبع قبله اخيره عليها واردف بصوت اجش...
-انهارده كنتي احلي عروسه شفتها في حياتي...
فتحت عينيها فجأه غير متوقعه هذا الاطراء وخجلت عندما رأت قربه منها ونظراته الحانيه ..
ازالت يده بهدوء ونظرت الي اسفل بخجل ابتسم له يونس.. التفتت في كرسيها واراحت رأسها الذي مازال غير متزن، بشكل فهمه يونس جيدا ...
ابتسم لنفسه وشعر بانه يحطم اسوارها وقريبا ستصبح ملكه دون قيود وبإرادتها ...
اعاد تدوير سيارته وهو يشعر ان السعاده قريبه منهم والهدف اقترب ..لم يكتفي يونس بل امسك يدها مره اخري ووضعها علي ساقه وهي مستسلمه له ولافعاله ... متقبله انتصاره اليوم فهي متعبه ومنهكه جسديا وعاطفيا...
في الصباح الباكر وصلوا الي منزلهم بالقاهره ...
جابر بهدوء وهو يهز وداد: وداد اصحي احنا وصلنا..
فاقت وهي مفزوعه قليلا وتأكدت ان وشاحها مازال علي وجهها ونزلت من السياره لتلاحق توفيق وايمان ...
وقفت وسط الحوش تشاهدهم يصعدون الدرج لا تعلم اين ملجأها او اين تذهب ! فقد سمعت توفيق يخبر ايمان بان تصعد معه الي شقتهم لترتاح وترك الاولاد يتعاملون ..فهي لا تريد ان تكون عبأ عليهم اكثر من ذلك...
وداد لنفسها بحزن: اترميتي يا وداد واللي كان كان، حتي امك مودعتكيش وكأن الحج علي مش عليهم ...ربنا يستر م اللي جاي ويجدرني ع اللي اني فيه !
دخل جابر وهو يتثاءب لايرغب بشئ اكثر من حماما دافئا وسريره ليرتاح..رأها تقف بحيره عند مدخل الدرج فتوجه اليها...
جابر بهدوء: انتي وقفه ليه كده ؟ تعالي اطلعي، ماما زمانها دخلت ...
اسرعت وداد: ايوووه سمعت الحاج بيجول انها هتريح إشويه ...
توقف بعد ان اشار لها بان تتبعه ونظر لها بتفكير...
-طيب تعالي ورايا...
صعد الي الاعلي فوجد باب شقتهم مغلق ...فتوقع ان والدته بالمحبه قررت ان ترتاح قليلا قبل رؤيه الطبيب ...فتح باب شقته المتواضعه التي يتشاركها مع يونس منذ ان جاءت بدور العيش معهم ...
جابر بتوتر: اتفضلي ...
دخلت وداد وقلبها يدق من الخوف والقلق ولكنها اجبرت نفسها علي الحركه لاطاعته...
فرك اسفل رقبته بتوتر وهو ينظر الي منزله الغير مرتب قليلا والذي يليق بشاب اعزب يرفض ان تخدمه والدته تماما...نظر الي وداد الواقفه في مكانها كالتمثال فقط نظراتها تتنقل في المكان...
استجمع شجاعته قليلا فيجب عليهم التعامل فهي زوجته الان سواء شاءت ام ابت !
-تعالي ننام شويه ونرتاح من الطريق احنا كمان...دي شقتي يعني شقتك دلوقتي ...احم اقصد اقول يعني خدي رحتك وشيلي الخمار اللي علي وشك ده يابنتي انا اتحريتلك !
هزت رأسها بالموافقه فشعر بخيبه الامل ..يبدو ان المشوار طويل امامهم ...
-احم طيب ده الحمام تقدري تدخلي تاخدي شور وتغيري هدومك واقلعي اللي علي وشك ده ...وانا هدخل الحمام بتاع الاوضه هغير و كده لما اطلع هنظبط سوا تمام...
هزت رأسها مره اخري...
جابر بضيق: ايه ؟ ما تتكلمي انا بكره الحركات دي !
وداد بخوف منه ومن غربتها تلك: حاضر اللي تشوفه ...
جابر لم يتوقع كل هذه الطاعه وشعر بخوفها ..قرر ان يبتعد ويعطيها مساحه لتستجمع نفسها !
-طيب عن اذنك ...
دخل جابر واغلق باب غرفته خلقه فتنفست هي الصعداء وهرعت الي حقيبتها التي وضعها جابر بجوار الباب تخرج رداء نومها الطويل وانطلقت بسرعه الي الحمام قبل ان يغير رأيه !
بعد ان انتهي جابر خرج وهو يرتدي بجامته التي لا يرتديها ابدا لكنه لا يريد إخافتها اكثر من اللازم...
جابر بحنق: علي الله يطمر بس ومتجننيش ..
نظر الي شقته الغير مرتبه ودعا علي يونس في سره فهو من جعله كسول وكان الاثنان يلتهيان في السهر والحديث حتي يغلبهم النوم...حاول ان يرتب قليلا قبل ان تخرج وداد التي تأخرت قليلا ولكنه قرر اعطاءها عشر دقائق اخري قبل ان يطرق بابها ...
جمع جميع الثياب المنتشره في ارجاء الردهه و غرفته ..فقد قرر اعطاءها غرفته للنوم فيها بينما ينام هو بغرفه يونس مؤقتا حتي يجدا حل سويا...
توجه جابر بعد انتهاء العشر دقائق ليطرق باب الحمام ولكنها سبقته وفتحته وهو يرفع يده ...ارتعبت وداد وعادت خطوه الي الوراء وهي تضع يد علي صدرها ...
-فجعتني !
ابتسم جابر وهو يري شعرها المبلل متشابك علي وجهها ...
-معلش اصل كنت عايز اطمن بس ..
-احم اني كويسه ...
ازالت شعرها المتلاصق علي وجهها فظهر له احمرار و انتفاخ وجهها قليلا بجانب عينها وكأن احدا ما قد صفها او لكمها بشده ..اقترب منها بلا وعي وخضه ووضع يده علي ذقنها، رفع رأسها قليلا وازاح باقي شعرها ليتفحص هذا الضرر...
جابر بغضب: ايه اللي في وشك ده ؟ مين عمل كده !
وداد بحزن: مفيش حاجه !
-مفيش حاجه ! انتي ازاي متقوليش ان حد جه نحيتك ؟! انتي مراتي دلوقتي ومحدش في الدنيا يحقله يمد ايده عليكي !
وداد وهي تمسك دموعها: الله يرضي عليك مش رايده اتحدث ...
جابر وهي يجز علي اسنانه ابتعد عنها وهو يضرب كف علي كف فانتفضت بفزع مما اغضبه اكثر...وضع يده علي رأسه واعطاها ظهره ...
جابر بحده: عمار اللي ضربك مش كده ؟
وداد باستسلام وهي تشعر بالغضب منبثق منه ولكن لماذا ؟!...
-إيووه ..
نفخ الهواء من فمه ببطء ثم استدار ليحادثها ...
-ماشي انا هبقي اتصرف في الموضوع ده بس من هنا ورايح اي حد يعملك حاجه او يلمسك تقوليلي ...ماشي؟!
وداد بعدم فهم: حاضر..
-يلا ادخلي الاوضه دي وارتاحي شويه انهارده يوم طويل ! ولو عايزه حاجه انا في الاوضه دي خبطي عليا انا نومي خفيف...
نظرت له ببلاهه هل سيتركها لحالها ولا يطالبها بشئ ؟ لم تتوقع هذا وشعرت بحمل ثقيل يزال من علي اكتافها ..لم تعطه فرصه اعاده كلامه ..هزت رأسها وهرعت الي داخل الغرفه وهي تشعر بجسدها يترنح من التعب فاعصابها المشدوده منذ الامس قد ارتخت !
وداد لنفسها: الحمد والشكر ليك يارب ...يارب اني غلبانه لو خير جربهولي ولو شر بعدوا عني ..اني مش فهماك يا جابر !
نامت وداد وهي تفكر في جابر وتحاول تفسير افعاله !
↚
يونس بغضب: افتحي يا بدور متستفزنيش !
استمر في الدق علي باب الحمام ...لتخرج بدور بعد امضاء ساعه تستحم وتضيع الوقت فقط لتغضبه وتمحي ضحكه الانتصار تلك من علي وجهه ...
بدور ببرود: ايه في ايه ؟! الدنيا اتهدت !
اردف بغضب وغيظ: انتي عارفه كويس اوي اني كنت هدخل استحمي الاول انا طول الطريق سايق وهلكان ...
-والله مش ذنبي قلتلك اتفضل نطلع فوق عند ماما إيمان انت اللي اصريت نقعد في شقه الضيوف !
يونس وهو يمسح علي وجهه حتي لايصفعها !
-مانتي سمعاني وانا بكلم جابر ..قال ماما هترتاح ومش عايز ازعجهم !
-خلاص خلاص ادخل بلاش تضيع وقت...
اتجهت الي السرير تجهزه وتفرش ملاءه جديده فمر وقت طويل منذ ان جاء ضيف لهم وتم تنضيف البيت له ...انتهي يونس ليجدها تضع وساده علي الاريكه ..فتصنع عدم فهم مقصدها وتوجه الي السرير يرمي بثقله عليه ...
بدور بغيظ: حيلك حيلك بتعمل ايه ...انا اللي هنام علي السرير!
يونس بمكر: طيب ...
-طيب ايه ؟!
-طيب نامي هو انا ماسكك !
بدور بعدم تصديق: قوم يا يونس انا مش بهزر انت هتنام علي الكنبه !
يونس بمرح: ولا انا بهزر ...تصبحي علي خير..
عدل الوساده تحت رأسه وشرع في النوم...دبت قدميها بغضب طفولي ...
-خليك اشبع بيه انا هنام ع الكنبه ...
اقتربت منها وظنت انه سيتوقف عن تصرفاته تلك ويترك لها الفراش ...لكنه تقلب مما اشعل النار بداخلها...
بدور بغل: الله يرحمك يا رجوله !
يونس بابتسامه الذئاب استقام قليلا ونظر لها ...
-طيب تراهني !
قررت هي اصطناع عدم الفهم هذه المره وقالت بغضب ممزوج بخجل ...
-اقولك اشبع بيه ...انا طالعه انام في اوضتي !
اخذت خطوات سريعه وواثقه نحو الباب تاركه يونس يضحك علي طفولتها ... صعدت علي الدرجه الاولي ...الثانيه ...الثالثه ...فوجدت نفسها ترفع الي اعلي وتهبط علي كتف يونس ..
بدور بخوف احاطت خصره من الخلف ورأسها عند نصف ظهره ...
-انت مجنون ...نزلني !
يونس ببرود: لا...
دخل واغلق الباب بقدمه وتوجه نحو غرفتهم وهي ترفص بقدميها علها تصيبه باذي ...انزلق ردائها قليلا ..فاراد يونس ملاعبتها...
-اوبااا ايه الرجلين الحلوة دي رفصه تاني بقا عشان الرؤيه توضح !...
توقفت بدور عن الحركه نهائيا وشعرت بخجل يسري في سائر جسدها ..وارتخت تماما علي كتفه...
قهقه يونس علي رده فعلها مما اغضبها اكثر، وضعها علي الفراش فحاولت التملص منه ولكنه كان اسرع منها نام بجوارها وسحبها الي احضانه،فتحت بدور فمها لتعترض فوضع يده عليه ونظر الي عينها بجديه ...
يونس بهدوء ونص ابتسامته التي تظر احدي غمزاته ...
- بدور لو منمتيش دلوقتي حالا هغير رأيي عن النوم تماما واصحي للصبح وتبقي صبحيه مباركه يا عروسه،اختيارك ؟!
قبل ان ينهي جملته كانت بدور مغلقه عيناها معلنه اختيارها للنوم...تركها يونس واتجه لاغلاق النور،استلقي هذه المره وبحث عنها في الضوء الخافت بيده ليستدرجها من اخر السرير الي احضانه...علت انفاسها من الخوف وانكمشت علي نفسها قليلا، قبلها علي رأسها ووضع رأسه علي جانب رقبتها ورأسها ليغوص في نوم عميق ساحبا اياها معه في عالم من الاحلام الجميله...
استيقظ يونس بعد ساعات عندما شعر بقدم بدور تحيطه وهي نائمه ...
يونس لنفسه: اه انا اللي جبته لنفسي !
حاول يونس ان يبعد نفسه عنها قليلا ولكنها تشبثت به كالخفاش ...شعر يونس بالحراره وبانفاسه تتقطع من قربها..هذه الفتاة ستكون السبب في مماته !
وضع يده علي كتفها ليهزها بخفه ...
يونس بصوته النائم قليلا: بدور اصحي ...
اصدرت صوتا كاد يفقده صوابه تماما واقتربت من صدره اكثر...
يونس بتعجل وقلق من نفسه: بدور يا بدور اصحي ...
استيقظت قليلا من اجمل نوم نامته في حياتها ..ردت عليه وهي تظن نفسها مازالت في احلامها ...
بدور بصوت خافت: بس يا يونس...
تسارعت دقات قلبه ولم يتحمل ..امسك رقبتها ورفع رأسها ليخطف ثغرها في قبله الهبت كيانه ..استيقظت بدور علي قبله كالاعصار الاهوج لا تعلم اين رأسها من قدمها ؛ كانت كالذي يغرق انفاسها مخطوفه و يداها تبحثان عن ملاذ للتمسك بالحياة، استقرت يداها علي كتفيه تمسك بملابسه بشده خوفا من ان تضيع وسط عاصفته ...
شعرت بيداه تجول جسدها بحريه وتقربها منه باشتياق اخافها، فانطلقت صافره الانذار بعقلها .. دفعته بيدها، فتوقف باعجوبه هو نفسه لم يستطع تصديق قدرته علي التوقف! ففي هذه اللحظه كان عالمه كله يتمحور حولها وقلبه يريدها هي فقط !
ابتعد عن شفتيها و استلقي علي ظهره واضعا رأسها بين ذقنه و صدره يربط عليها بحنان...
كانت هذه الحركه البسيطه كفيله بان يرتعش سائر جسدها .. ضمها اليه اكثر ثم رفع رأسها لتنظر اليه ...
يونس بحب: صباح الورد !
↚
بدور بخجل و غضب من نفسها علي ضعفها معه ...
-صباح الخير ..ممكن اقوم بعد اذنك !
شعر يونس برجوعها الي عنادها فتنهد تنهيده كبيره وتركها ...
-اتفضلي واجهزي بسرعه عشان نطلع لماما ...
-حاضر...
دخلت الي الحمام ووضعت يدها علي قلبها المتسارع ...
بدور لنفسها: انتي غبيه وضعيفه بجد ! اوعي تفتكري انه بيحبك !متنسيش اللي قاله وانتي في بيت ابوكي ...هو كان بيتسلي بس و دلوقتي انتي مدياله الفرصه انه يلعب بيكي برافو عليكي فعلا اوهمي نفسك بالحب اكتر و مفيش حاجه بالاسم ده، انتي لو مكنتيش قويه من دلوقتي حلمك هيتدمر !
كلما تذكرت جملته (احبك انتي ! متديش نفسك حجم اكبر من جحمك) تشتعل النار بداخلها وتغضب علي نفسها لاستلامها ...
خرجت وهي غاضبه ...رفع يونس حاجبه باستغراب ولكنه تركها ودخل هو الاخر حتي يجهز ويصعد الي والدته ...
في شقه جابر ووداد ...
وقف جابر ينظر الي ثلاجته الفارغه...
-اوووف ياربي لازم اظبط حاجات كتير، انت راجل مسئول دلوقتي، ينفع الشقه مفهاش لقمه كدع، يلا نعدي بس انهارده ومن بكره هظبط ...
توجه الي غرفتها ليوقظها ...
-احم وداد اصحي
جاءه الرد سريعا وكأنها كانت تنتظر حتي يستيقظ ويسمح لها بالخروج ...
-إيووه اني صاحيه اهاه ...
فتحت الباب فوجدت جابر امامها ابتسم لها واردف قائلا...
-صباح الخير...
خجلت منه وداد فجأه ..
وداد لنفسها: يالهوووووي ايه العينين الخضره دي ! يالهوي يالهوي !
قضب حاجبيه باستغراب: مالك في ايه ؟
-هاه لااااه مفيش ...احم صباح الخير...
-اممم طيب يلا تعالي نروح عند ماما ناكل ونشوف هنروح لانهي دكتور ...زمانك جعانه معلش اصل انا متعود اكل هناك فقليل ما بجيب اكل الشقه هنا ومكنتش عامل حسابي ...
وداد بابتسامه: عادي اني لسه مش جعانه ...
اتجه الي الخارج ...
جابر: بصي خبطي وادخلي عقبال ما نادي يونس وبيبو من تحت ...
وداد باستغراب: بيبو مين ؟
جابر بضحك: بدور اقصد ...
اراد ان يتواصل معها وان يصادقها فقرر ان يحكي لها عن حياته ومن حوله عند كل موقف يقابله لتندمج اسرع ...
-هههههههه اصل انا مطلع الاسم ده علي بدور عشان اغيظ يونس بيها ...
وداد بابتسامه: هو بيحبها جوي إكده ؟!
-يوووه فوق ماتتصوري بس غبي بعيد عنك مش فاهم لسه ...
-هههههههه ربنا يسعدهم ! اني حبيت بدور من ساعه ما شفتها ...
نظر لها بحب ومرح ...
-ويقدرني واسعدك !
خجلت وداد وظل عقلها يتعجب منه ومن سلاسته و تصرفاته الرائعه نحوها ...يكفي انه قبل الزواج منها فقط لانقاذها ...
وداد لنفسها: هو ليه طيب بالطريجه دي ؟!
ظلت تنظر له وكأنه من عجائب الدنيا السبع بينما اخذ هو يبتسم ويلاعب حاجبيه لمشاكستها علي حملقتها به ...
قطع لحظتهم صعود بدور و يونس الغاضب من تجاهل بدور له حتي بعد لحظاتهم معا ...
بدور بابتسامه: صباح الخير..عاملين ايه ؟
توجهت الي وداد لتحتضنها ..كمحاوله لجعلها تتأقلم سريعا وتشعر بالامان بينهم ...
-صباحو يا بيبو ...
يونس بتكدر: صباح الخير ..
جابر بقرف: صباح التكشير يا جدع انت وشك معلق علي النكد علي طول !
تجاهله يونس وتوجه ليفتح باب شقه والديه ...وجدوا ايمان وتوفيق يجهزوا الغداء وايمان في افضل حال ...
جابر بقلق:انتي قومتي ليه يا ماما من السرير مش قولنا ترتاحي لحد ما نروح للدكتور...
يونس: ليه يا ماما تعبتي نفسك احنا كنا هنظبط الدنيا ...
توجهت نحوها بدور ساحبه معها وداد واخذت ايمان من يدها،اجلستها وجلست بدور علي يمينها واشارت لوداد بعينيها ان تجلس الي اليسار ..
-لا بجد زعلانه منك ! مش انتي عندك بنتين دلوقتي بتعملي ليه حاجه...
ايمان بضحك: يابت ده انا زي الحصان اهوه ..انتو قلقانين ليه !
-حتي لو مش تعبانه ..انتي تقعدي وارتاحي واحنا هنقوم بالواجب وزياده ..
هزت وداد رأسها بالموافقه واردفت ...
-سلامتك يا خاله ...
-قوليلي يا ماما انتي بنتي دلوقتي ولا ايه ...
ابتسمت بخجل: حاضر يا ماما...
سعد جابر بالتواصل بينهم فاكثر مخاوفه هي الا تنسجم مع عائلته التي يعشقها ويعيش لها...
يونس: يلا يا ماما البسي عقبال ما الاكل يتحط ناكل ونروح للدكتور علي طول...
ايمان بتوتر: احممم طيب ادخلوا انتو يا بنات عشان البوتجاز والع ..
توفيق وهي يحاول الهروب: طيب انا هنزل ثواني اجيب حاجه من هنا وراجع...
ضيقت عيناها بتوعد وهو يغادر ويقفل الباب ...نظرت الي عيون يونس و جابر المترقبه ...
-احم تعالوا معايا الاوضه ...
في الداخل سردت لهم تفاصيل خطتها هي وتوفيق...
يونس بغضب: يا سلام توقعي قلبنا بالطريقه دي عشان حاجات غريبه ..كنت هتصرف علي فكره ...
ايمان بضيق واستخفاف: و الله و كنت هتتصرف ازاي بقا يا شطور ؟!
-ماما لو سمحتي !
جابر بضحك: ما ترد يا شطور... والنعمه انتي ام عسليه ..ودماغك تتلف في حرير..
ايمان بقهقهه: ايوة انت اللي مدلعني سيبك من الواد ده معرفش انا طالع نكد لمين ! ابوك كان بيهزر ويضحك علي طول ..
جابر: انا عارف يا ختي !
يونس بحنق: انا قاعد هنا علي فكرة و سامع !
ايمان بلا مبالاه: ما تسمع ..انا هخاف منك يا واد ولا ايه ؟ لاااا الحركات دي اعملهم علي بدور الغلبانه اللي مطلع عنيها...
يونس: ايوه صح ..انا اللي مطلع عنيها ..انا ماشي قبل ما تجنوني ...
تركهم وتوجه الي عنيدته فوجدها تضحك وتتحدث مع وداد ..عاد الي غرفتها وغرفته سابقا، رأي عدت الهندسه التي اعطاها لها وتذكر هذا اليوم وكيف بكت وانهارت وقضي اليوم معها ...هي رقيقه بداخلها و لكنها عنيده كالاطفال ...
اشاح برأسه شمالا ويمينا بحيره ...كيف يهدم تلك الأسوار داخلها غهو يعلم جيدا انها تبادله مشاعر فلا يمكن لانثي ان تستسلم ولو قليلا الي رجل الا وان شغل قلبها وتفكيرها ...
بقي السؤال الاكبر كيف يحثها علي الاعتراف بانها تحبه او جعلها تتقبل فكره زواجهم ؟
↚
تركهم وتوجه الي عنيدته فوجدها تضحك وتتحدث مع وداد ..عاد الي غرفتها وغرفته سابقا، رأي عدت الهندسه التي اعطاها لها وتذكر هذا اليوم وكيف بكت وانهارت وقضي اليوم معها ...هي رقيقه بداخلها و لكنها عنيده كالاطفال ...
اشاح برأسه شمالا ويمينا بحيره ...كيف يهدم تلك الأسوار داخلها..هو يعلم جيدا انها تبادله مشاعر، فلا يمكن لانثي ان تستسلم ولو قليلا الي رجل الا وان شغل قلبها وتفكيرها ...
بقي السؤال الاكبر كيف يحثها علي الاعتراف بانها تحبه او جعلها تتقبل فكره زواجهم ؟
بعد تناول الغداء وتبرير توفيق للفتيات ان ايمان قد ذهبت للطبيب وهم نائمين وان كل شئ بخير...اجتمع جابر ويونس معه يتحدثون عن الشركة التي يريد يونس البدء فيها...
توفيق بتفكير: يابني انت لو تسمع كلامي بس..انت تمسك شركتي الفتره دي واهو بالمره اقلل من وقت شغلي لحد ما شركتك تقف علي رجليها ..
يونس: انا فكرت في كده يا بابا فعلا ..بس انا هحتاج جابر معايا ..ولا انت شايف ايه يا استاذ جابر هتسيب شغلك وتغامر معايا ولا ايه ؟
جابر:مش محتاجه سؤال طبعا ..انا راشق معاك يابني في اي حاجه ! بس في حاجه ...
-قول...
-انا كنت هطلب اجازة 10 ايام عشان زي ما انت شايف كده هحتاج ابقي مع وداد شويه يعني وناخد علي بعض...
توفيق بفخر: والله فكره حلوه ..وانت كمان يا يونس انسي الشغل 10 ايام وبعدين ابدأ ..
يونس برفض: ماشي لكن شركتك هبقي اروحها اشوف هعمل ايه فيها ...
جابر بضيق: يابني انت عريس ! لم نفسك بقا مش انت اللي كنت هتجن وتتجوز ..استفاد من الوقت ده ...
يونس: خلاص يا جماعه انا ادرا بحالي !
توفيق بتأفف: انت حر ! انا رايح انام ..انا كبرت خلاص وجسمي لسه متفشفش من السفر ...
جابر بضحك: الف سلامه يا حجيجه ...
ابتسم يونس عندما نظر توفيق نظره ذو معني حتي يخرسه ...
التفت جابر بضحك نحو يونس: عنيف اووي ابوك ده ههههههه.
-هههههههه يابني انت مش بتتعب من بقك المفتوح 24 ساعه ده ...
جابر بلؤم: مش عاجبك دي بيبو بتقول ده احلي حاجه فيه...
اختفت ابتسامه ورد عليه بحنق: جابر متستفزنيش...
-ههههههههههههه يابني انت دماغك دي تعباك والله ويكون لعلمك انا راجل متجوز دلوقتي ...يعني مش هخطفها منك ولا حاجه..
يونس بغيظ: جابر اولا انت مش هتقدر ثانيا انت ليه واخد قلم في نفسك ..روح يا بابا حاول تتأقلم مع المصيبه اللي عندك ...
جابر بضيق: انت حقودي وهادم للملذات...
وقف يونس: انا هنادي بدور عشان ننزل ننام ...
وقف جابر هو الاخر ..
-خدني معاك الا انا فعلا محتاج انام..
يونس بضحكه سخريه ...
-بليز حاول تاخد اليومين الجايين دول نوم ...
ابتسم جابر وقال بلا اهتمام: بعينك علي فكره ...يا وداااااد...
خرجت وداد سريعا بطريقه تعجب لها جابر ويونس، نظر له يونس بطرف عينيه في تساءل، وقفت وداد بعيون متسعه و متسائلة امامه..
وداد بقلق: إيووه انته نديت !
جابر بهدوء وابتسامه خفيفه: اه نديت اصل هنروح شقتنا عشان تعبان شويه بس لو تحبي تفضلي شويه برحتك ...
وداد بسرعه: لاااه اني جايه اهاه...
توجهت نحو الباب ووقفت وهي تشبك يداها وتلعب باصابعها بتوتر..
مال يونس علي جابر يهمس بخفوت...
-ايه يابني براحه ع البت شويه .. انت عملتلها ايه بالظبط ؟!
رد جابر بنفس الهمس ...
-والله ماعملت حاجه بس هشوف مالها يمكن تهيئات مننا ..
ثم اكمل بصوت عالي...
-احم طيب تصبحوا علي خير بقا يا جماعه ..
يونس: وانت من اهله ...
نظر الي وداد ثم قال بابتسامه ود..
-تصبحي علي خير يا وداد ...
نظرت الي جابر اولا وكأنها تأخذ الاذن ثم ردت علي يونس بشئ من التلجلج ...
-امم وانت ت من ا اهل الخير ..
نظر لجابر نظره ذو معني وكأنه يخبره أرايت !
توجه نحوها جابر وهو يفكر كيف يقنعها انها غير مجبره علي شئ هنا..
-انتي قولتلهم جوا انك ماشيه طيب ؛ مش عايزة تمسي عليهم ؟
وداد بقلق: هاااه إيوه انته صح ثواني و هجولهم ..
هرعت الي باب الغرفه التي تجلس بها ايمان وبدور يتسامرون لتخبرهم بمغادرتها ظننا منها ان هذا قد يغضب جابر ان فعلت شئ يسئ الي عائلته ...
↚
عقد يونس ذراعيه امام صدره وهو ينظر الي جابر و يهز رأسه علي غباءه ...
جابر بحنق: ايييييه عملت ايه دلوقتي...
يونس: جحش اقسم بالله ...
-ونبي اتلهي ...شوف نفسك الاول وسيبني، علي الاقل انا هرجع البيت هسايس اموري ..لكن انت دبش هوب دابل كيك دبش وراه علطول ...
يونس بضيق: علي الاقل بدور بتقف و ترد مش فاكره انها حمار و ماشي في الساقيه اللي هي لا مؤاخذه حضرتك ...
قطع خروج الثلاث نساء حديثهم ..
جابر: قفل قفل ..قولتلك هتصرف...
إيمان: ايه يا جابر هتروح يا حبيبي …
جابر بمرح: اه هروح الشقه اللي في وشكم دي فكراها ...
ايمان بضحك: طيب يلا يا غلباوي ...تصبح علي خير...
-وانتي من اهله يا ست الكل...
يونس: يلا يا بدور احنا كمان هننزل ...
نظرت لها إيمان و غمزت لها ..شعرت بدور بحنق انها لن تنفذ خطتها وتمنت لو لم تحكي لايمان عليها..
بدور: تصبحي علي خير يا ماما...
-وانتي من اهله يا حبيبتي...
ذهب الجميع كلا الي مسكنه ...كان جابر يفكر كيف يفتح وداد اليه و يكسب ثقتها و يشعرها بالامان حولهم وخصوصا حوله هو...
وقفت وداد كما في الامس وسط الردهه تنظر اليه وكأنها في انتظار التعليمات ..رمش جابر وحمحم بحلقه ..
-احمممم ايه ياوداد ادخلي نامي..
ندم علي قوله فهو يحفزها علي فهم انها تفعل ما يريد وليس العكس...اوقف تقدمها من غرفتها حديثه مره اخري...
-استني...انا عايز اتكلم معاكي شويه ممكن ؟
نظرت له وداد بعدم تأكد: ماشي..
-تعالي اقعدي ...
جلست وهي تنظر له بترقب ..فرك اسفل رقبته بتوتر ...
-انتي كويسه ؟
وداد بعدم فهم: اه ...
-لا مش فهماني معلش، انا اقصد ان اللي حصل بينا كان صدمه لينا و كده بس انا اتمني يعني اننا نحاول نتأقلم مع بعض ...
نظر الي عينيها و كأنه يؤكد علي كلامه داخل روحها ..
-انا جوزك قدام ربنا والناس كلها .. وانتي دلوقتي ملكيش غيري ..انا مش وحش ولو ادتيني فرصه هثبتلك كده ..ممكن اكون واخد الموضوع ابسط منك لاني راجل و كمان...
تنحنح بخجل: و كمان انا كنت مستلطفك من البدايه بالرغم انك هرتيني عض و ضرب...
نظرت الي اسفل بخجل ووجه احمر من اعترافه ولكنه استكمل ...
-و كمان انتي جميله بشكل خرافي و عنيكي تحفه...
كاد يغشي عليها من الخجل و من صراحته ...ولكنه قرر مواجهتها مره واحده حتي يبني حياتهم علي الصراحه ...
-ده غير عنادك و لسانك الطويل طبعا اللي وحشني بس مش اوي الحقيقه ههههههههه...
ضحكت بخفه وهي تظن انها تعيش بحلم..فهي بحياتها لم تقابل رجلا بعفويته فضلا عن وسامته ..
-ممكن بقا تنسي كل حاجه حصلت ونبدأ صفحه جديده وياريت تتكلمي بلاش جو الصمت ده ...
-حاضر ...
دخلت تنام وهي تفكر في هذا الانسان الذي حطم كل توقعاتها هل يمثل عليها حتي يتمكن منها ولكن لماذا هي زوجته لو اراد لاخذ منها ما يريد !
في سوهاج ...
توجه ابراهيم في الصباح الباكر وهو عاقد النيه علي اقناع روحيه بالزواج منه، فكم بقي من العمر لتضيعه ...
دق علي باب منزلها ...وانتظر حتي فتحت له ..قضبت حاجبيها بحيره وتعجب من قدومه ...ماذا يريد منها الان ؟!.
روحيه: حاج ابراهيم ؟! ايه اللي جابك دلوك ؟
فتح الباب برغم من وقوفها خلفه حتي تمنعه من الدخول واغلقه خلفه ..عقدت ذراعيها و لوت فمها ها هو يتعامل و كأنه ملك هذا المكان و الزمان ...
-افندم تؤمرني بحاجه؟
-تتجوزيني ؟!
اتسعت عيناها بصدمه اسمعته جيدا ام ان عقلها يتلاعب بها ...
ابراهيم باصرار وتقرير: بصي ياروحيه اني وانتي عارفين كويس اني غلط زمان ..
-هههههههه بعيد الشر انته والغلط ...
ابراهيم بضيق: اسمعيني بلاش مهزءه اومال..
روحيه بحزن: واني مش عايزة اسمع !
اقترب ووقف امامها مباشرا: اني غلط غلطه فضلت طول عمري بندم عليها ..اليوم اللي اخترت ام البنات عليكي كان اخر يوم في عمري..
نزلت الدموع رغما عنها واعطته ظهرها ..
ابراهيم بندم: العمر مش دايم لينا يا بت الناس ...اني رايدك تكوني جنبي !
روحيه بأسي: يااااه بعد العمر ده كله افتكرت انك رايدني ...خلاص بجا يا حج احنا كبرنا ع الزواج...
ابراهيم باصرار: اني طول عمري رايدك يا رويه بس كنت غبي وجه الوجت اللي افوج فيه ...وبعدين مانتي كنتي رايحه تتجوزي عبدالله يعني بتفكري بالجواز..
توترت قليلا علي كذبتها ولم ترد...
ابراهيم وهو يترجاها: خليكي انتي ام جلب ابيض علطول وسامحيني ...البعد عنيكي خلاني مبجتش نفسي ولا عرفت اعيش زوج لتوحيده ولا اب لبناتي...
بكت روحيه فاحتضنها اليه وهو يكاد يبكي من انجراف مشاعره وشعر بجسده يضعف بعد ان اعلن ما ارقه كل تلك السنين ...
ابراهيم بتعب: عشان خاطر كل حاجه بتحبيها وفجي وريحيني ...
روحيه بدموع وصوت متقطع:اصل...
-مفيش لا اصل ولا فصل ..وحياة بدور وليلي عنديكي ! مش هجول وحياتي لاني مستهلش غلاوه عنديكي دلوك !
اغمضت عيناها بتفكير وقلبها يجبرها علي الموافقه ...بعد ثواني مرت كالسنين بالنسبع له...
روحيه بدموع: اني موافجه !
ابتسم لها ابراهيم ولاول مره منذ سنين يشعر بسعاده وراحه نفسيه...
وقبل ان ينتهي اليوم كانت روحيه زوجة لابراهيم وعلي شاهدا علي هذا الزواج وهو يضرب كف علي كف ...
ليلي: لولولوولولولولولولللللللي مبرووووك ياامي ..
روحيه بضحك: كفايه يا به هو اني صغيره ...
ليلي بسعاده: ايوة صغيرة و زي الجومر كومان ...
ابراهيم بضحك: هو كله لامك وابوكي مالوش حاجه...
نظرت له ورمشت لم تتوقع ان يحادثها اساسا ولكنها شعرت بفرحه شديده انه يمازحها..
-كيف يعني ! مبروك يا ابوي ...بس اوعاكم تجيبو اعيال وتسبيهم ليا كفايه عليه اولادي ...
علي بضحك: ده علي اساس اننا بنجعد بيهم دي امي يوميا بتعدي علينا تاخدهم من الصبح لحد المسا ...
ابراهيم: ههههههه دلوك تجيبوهم عندينا بدل ما تبهدلوا الست امعاكم!
ليلي: هههههههههههه أيووه هستغلكم ..
نظر علي الي ابتسامتها بحب لاحظته روحيه فغمزت الي ليلي ونكزتها ...
روحيه بهمس: جوزك بيحلم بيكي ههههههه
نظرت له بطرف عينيها ثم ابتسمت بأمل لروحيه ...خرج علي من اوهامه ...فتنحنح قليلا ثم اردف ...
-احم طيب يلا نرجع دارنا إحنا ...
-مااشي ... مع السلامه ...
روحيه بحب: مع الف سلامه ..
ليلي: متنسيش تكلمي البت بدور دي هتتجنن من ساعه ما حكيت لها انك هتتجوزي..
ابراهيم وقد اختفت ابتسامته قليلا ذهب بتفكيره اليها وعناده معها حتي انه اجبرها علي زواجها من يونس حتي وان كان مثاليا لها ... كان يجب اخذ اعتراضها بعين الاعتبار ...ضغطت روحيه بخفه علي يده و كأنه تعلم ما يفكر به ...
↚
اخذت تنظف بدور شقتهم الجديده ويونس يغلي مما تفعله...
يونس: ممكن تقعدي بقا خيلتيني مش عارف انام ...
بدور بابتسامه صفراء: روح نام برا انا مش هقدر انام في الاوضه وهي زفت كده ...
-يا سلام ماانتي نمتي الصبح !
-ولو بردو هنضفها ...
اراد ان يتخطاها فلمس كتفها ..التفتت مره واحده بغضب و دفعته ..صدم يونس و نظر لها بذهول و غضب...
بدور بحده: اوعي تلمسني تاني ..انت فاهم ؟!
جن جنون يونس فتقدم علي بعد شعره منها وقال ببرود كاد يجمد قلبها...
-انا لو عايز مش هالمسك بس ! انا هعمل اكتر من كده انتي مراتي وحقي، الكلام ده لو عايز طبعا !...
تركها واقفه كالتمثال وخرج من الغرفه ليبيت علي الاريكه في الردهه وقلبه يعتصر من كلامها ..فكلما ظن بانها تحبه و تحب لمسته تصر علي تحطيم قلبه وكبرياء رجولته !
زفرت بدور بقوه حتي لا تبكي ..
-بتعيطي ليه دلوقتي انتي كمان ! انتي اللي مش عايزاه اساسا..احمدي ربنا ...
تركت مابيدها وتوجهت للنوم ...رن هاتفها معلنا عن وصول مكالمه من روحيه...
تناست حزنها في لحظه وردت بدور بفرحه ...
- مبروووووك مبرووووك ياحياة قلبي مبرووووك..
روحيه بضحك: ههههههههههه الله يبارك فيكي ...وحشتيني جوووي..
-انتي وحشاني اكتر والله ..المهم عامله ايه ؟ انا اطمنت من ليلي من شويه ...كنت قلقانه يكون ابويا قفش عليكي ولا غصبك علي حاجه ؟!
روحيه بلؤم حتي لا يشعر ابراهيم بحديثها: لاه ابراهيم امنيح و زي الفل...
-ههههههههه مبروك يا امي انتي بجد تستاهلي السعاده بعد السنين دي كلها واتمني ان بابا يتغير شويه معاكي ...
-ربنا يسعدك وافرح بعوضك جريب ...
يدور بخجل: احم ان شاء الله...
روحيه وقد ابتعدت قليلا حتي لا يسمعها ابراهيم ...
-بدور انتي منيحه ؟! المراد حوصل ولا لااااه !
بدور بخجل وهي تفهمها جيدا ..
-ايه يا امي الكلام ده ! لا طبعا !
روحيه و هي تمط شفتاها يسارا ويمينا ...
-يا خيبتي ! والخايبه التانيه ؟! .
بدور بتعجب ممزوج بغيظ: انتي بتسألي حاجات غريبه جدا علي فكره انا مالي ..اكيد مش هسأل طبعا ؟!
روحيه بحزن: يابنتي كيف يعني مالك ؟ البنيه مسكينه وماليها اي حدا غيرك ! جربي منيها الله يرضي عليكي دي وليه بردك !
- ياامي افهميني انا و وداد كويسين، بش يعني الحاجات دي متكلمناش فيها اوي بس اللي استنبطه انه لا بردو...
-
- روحيه بغضب: جرااالكم إيه يا بنات ما تعجلوا اكده متجبلناش الحديث والمشاكل !
بدور بضيق: خلاص يا امي مش وقته روحي يلا تصبحي علي خير ...
روحيه بأسي: وانتي من اهل الخير يا بنيتي !
نامت بدور وهي تحاول نسيان يونس و كلماته وتذكرت الحديث الذي دار بينها وبين ايمان ووداد ...
فلاش باك ...
اغلقت الباب خلفها واقتربت منهم امسكت يد بدور من ناحيه ويد وداد من ناحيه اخري ...
ايمان بتساؤل وقلق: نمتوا كويس امبارح ؟!
ردت وداد بعفويه: إيووه الحمدلله ...حضرتك كيف صحتك دلوك ؟
إيمان بابتسامه مصطنعه: زي الفل اهوه يا بطه ..يعني المهم مبسوطه اوعي يكون جابر مزعلك او عملك حاجه ؟!
-لاااه معمليش ايتوها حاجه وربنا !
ايمان بابتسامه مشرقه: الحمدلله ياحبيبتي واوعديني لو زعلك قوليلي وانا هتصرف معاه انا زي امك مش كده !
وداد بابتسامه ضيقه: ايوه ربنا يخليكي يا خاله ..
-امك امك مش خالتك يعني قوليلي يا ماما او امي برحتك يعني ...
-تسلمي ياامي ..
التفت الي بدور: مش عايزه اسأل سبع ولا ضبع الصراحه، بس اكيد ضبع مش كده ؟!
بدور بضيق: ايوه ...بس انا قررت اطفشه وهبات هنا مش هنزل تحت ..
ايمان: عيني عليك يا بني !
بدور بغيظ: والله !
-ههههههههههه يابنتي ارحمي نفسك شويه والله يونس بيحبك بس دماغه مش مريحاه ممكن تديلوا فرصه بجد مش طالبه اكتر من كده...
↚
بدور باستهزاء: بيحبني اه ...ابنك بنفسه قالي انه مش بيحبني ارتاحي بقا ..ده متجوزني انتقام عايز يكسرني بس !
ايمان بضيق: انتي هبله صح ؟ اسألي اي حد في العيله دي هيقولك يونس بيحبك ؟ لو عايز يكسرك في بدل الطريقه الف مش يتجوزك !
بدور بغضب وقله حيله: يوووه انا تعبت بقا مش عارفه اعمل ايه ؟
ايمان بهدوء: ياحبيبتي اسمعي كلامي انا بحبك والله ...انتي بس براحه عليه وخدي بالمسايسه ..انتو خلاص اتجوزتوا مفيش منها مفر يبقي نتأقلم ونعيش بقا ونفهم بعض !
بدور: اه وهو متفاهم اوي الصراحه ..نسمه ...
ضحكت ايمان بشده:ههههههههه عطياكي هديه ...عشان تعرفي غلاوتك بس...
ضحكت بدور ونظرت لها بطرف عيناها ...
-لا هديه مصروف عليها الحقيقه ...في استبدال...
-ههههههههههه البضاعه المباعه لا ترد ولا تستبدل سورري نظام المحل كده ...
ضحكت وداد هذه المره ...
-انتم دمكم خفيف واني حبيتكم زي اهلي بالظبط...
ابتسمت لها بدور: انتي زي اختي دلوقتي وانا حبيتك من يوم ماشفتك ولو عايزة اي حاجه اسأليني...
-حاضر...
انتهي الفلاش باك
غلب عليها النوم بعد تفكير دام لساعات ومثلها تماما يونس الذي اخذ يتقلب حتي اتاه النوم وهو يفكر كيف يخضعها اليه ويغلب عنادها !
في الصباح التالي ...ايقظ جابر وداد ... وجهز كوبان من الشاي باللبن (بيعمل دماغ للمصريين طبعا)وعزم علي اخذها الي الخارج ليعرفها علي القاهره ومعالمها كطريقه للاقتراب منها ...
جابر بتساؤل: ازاي والله مايحصل ...انتي قولي نفسك تشوفي ايه ؟
فكرت وداد وقالت بخجل: نفسي اشوف الاهرامات...
جابر بمرح: ياااه الاهرامات بس دي في الجيزة محافظه تانيه ...
وداد: والله ! اني بحسبها اهنه في مصر !خلاص مش لازم...
ضحك جابر علي سذاجتها: هههههههه يابنتي بهزر معاكي هوديكي هي فعلا في الجيزة بس زي ماتقولي كده دي محافظه جوا محافظه يعني نص ساعه بالعربيه وهنوصل...
ضحكت وداد وهي تضع يدها علي فمها..
-ياخراشي ع الناس اللي بتكسف يا ناس ...انا عايزك فري كده فرفشي انا زي جوزك بردو...
احمر وجهها وابتسمت قليلا ...
-طيب يلا ننزل نفطر...
-والباجين مش هيجوا امعانا ؟!
ابتسم لها جابر بمغازله: تؤ تؤ واحد وعايز يفسح مراته، ركزي معايا كده بس وانا هأكلك الشهد !..
ضحكت وداد من قلبها ...
-ايوة بقي ! كانت فين ام الضحكه دي من زمان !
وداد بدلع: كانت إهنه بس نايمه شويه ...
جابر باندماج: طب بالله عليكي يا شيخه تصحصحيها معايا كده دي يخربيت جمال امك ..
ضحكت بخجل ونظرت للناحيه الاخري...
زفر جابر: قومي ياختي قومي قبل ما تذهبي عقلي ...
قهقهت وخرج الاثنان معا...كان اسعد يوم في حياة وداد وشعرت بقلبها يدق بشده لجابر الذي نجح في اقتحام اسوارها و اخترق قلبها مباشرا دون اي انذار ...
اشترا الغداء من احد المطاعم وعادا الي شقتهم ..
وداد بفرحه: اني مبسوطه، حاسه كأني طايرة...
ضحك جابر: هههههههههه كل ده من خروجه ده انا هاهريكي خروج لو هتتبسطي كده ..
-هههههههههههه ربنا يخليك ليا...
نطقتها دون وعي فنظر لها جابر بابتسامته الساحره، خجلت واحمر وجهها ولم تنتبه الا بعد خروج الكلام من فمها ...
وداد بتوتر:اني هسخن الوكل ...
شعر جابر بتحسن علاقتهم واستبشر خير فقلبه دق لها بالفعل منذ ان رءاها لاول مره ..
جابر لنفسه: ااااااخ صبرني يارب عليها ..حبيني بقا ؛ انا بدأت احب علي نفسي ...
ندت وداد من المطبخ فذهب مسرعا اليها ...
جابر: ايوه يا وداد في حاجه ؟
-رايده الصينيه اللي فوج دي ومش طايلاها ..
-طيب ياستي انا هجبها ...
وقف جابر وراءها مباشرا وهي تحاول الوصول اليها فالتصق صدره بظهرها...شعرت برعشه بسائر جسدها..احس بها جابر فوضع ما ارادته امامها وقد علت انفاسه وملاء عطرها صدره ...
ارادت وداد الهروب ولكن قدماها تسمرت، توقف عقل جابر عن التفكير فمال بأنفه نحو شعرها يستنشقه بشوق ..حاولت تخطيه والخروج ولكنه امسك بكتفها وادارها اليه يقربها منه بخفه، وضع يده علي خدها بحنان ونظر الي عيناها الخجولتان .طبع قبله علي رأسها جعلت قلبها يدق بسرعه ثم تلاها بقبله خفيفه علي فمها شعرت وقتها بان قلبها قد توقف للحظه ثم عاد للدق ببطء شديد فتسارع رهيب خارج عن المألوف.. ..
↚
احاطها بذراعيه فامسكت به بشده...وانطلق بها للغرق في مشاعر لم يعرفها كلاهما من قبل...
انتهت القبله عندما عجز الاثنان عن التنفس ...فضمها الي صدره اكثر حتي يستعيد انفاسه ويسيطر علي دقات قلبه ...
جابر بحب رفع ذقنها ليتفحصها فوجد عيناها مغلقه ووجهها احمر كالفراوله..توتر قليلا ولعن تسرعه ..
-انا اسف ..
-هاااه ..
ردت وداد وهي مازالت مسحورة ...ابتسم لها جابر ..
-انتي اجمل واحده شفتها في حياتي ..بجد بحمد ربنا انك نصيبي ..
قبل يدها برقه دابت هي فيها الف مره ...
وداد ويدها ترتعش: انت هتاكل...
جابر بخبث: حسب هاكل ايه ؟!
-ما انت عارف الوكل !
-اه قصدك اكل اكل يعني ! اشطا ماشي هاكل..
خجلت قليلا وبدأت تجهيز الطعام و حاولت التصرف بطبيعتها والا يغلب الخجل عليها فهي ترغب ان تسعد مع جابر في زواجهم بالفعل ...منذ ان تزوجها وهو يثبت لها يوما بعد يوم انه رجل ذو جوهر معدني نادر الوجود ...وتشعر بالامتنان له وحنانه خلق بداخلها رغبه رهيبة في اسعاده باي طريقه ...
فقد عوضها الله به لتكون عائله حقيقيه خاصه بها ...
استمر يونس في تجاهل بدور بضعه ايام، اصبحت بدور تشعر بنقصان و حزن بسبب قله اهتمامه فجزء بسيط بداخلها تمني لو احبها وعمل علي كسب حبها..
بدور لنفسها: انا اللي صدقت ماما ايمان قال بيحبني قال ..ونبي بلاش عبط،خدتي ايه منه اهو لا جواز طايلاه و لا شهاده خدتيها وطبعا مش هشوف الجامعه تاني .. الله يسامحك يا ابي ...
تنهدت بأسي وهزت رأسها لتبعد افكارها عنه ...
فتحت التلفاز و قررت مشاهده احد المسلسلات التركي ولكن عقلها لم يكن معها وظل منغمس في تفكيرها...دخل يونس وهو ينهي بعض الاوراق الخاصه بشركته مع جابر فوجدها منسجمه...
نظر الي الشاشه وجد مشهد للبطل يرتدي مايوه وينام علي البحر ..نظر بغضب الي بدور وجد عيناها لا ترمشان من علي الشاشه حتي ...
يونس بغضب: ايه القرف اللي بتتفرجي عليه ده ؟! غيري الزفت ده...
فاقت بدور وعقلها يحاول استوعاب حديثه !
-نعم ؟ معلش مسمعتش بتقول حاجه؟ ...
رفع يونس صوته بغيظ والنار تتأكل داخله...
- يا سلام للدرجادي سرحانه فيه ومش حاسه باللي حواليكي ...ايه قله الادب والبجاحه دي؟
قضبت جبينها بغضب: انت بتكلم مين كده ؟ ما تحترم نفسك !
-انا اللي احترم نفسي ! ولا انتي ياهانم اللي قاعده تحبيلي في رجاله سيس اساسا..
-انت ازاي تتجرأ ...
قاطعها يونس بغضب: انتي ازاي بجحه كده ؟
اشار بيده للتلفاز لتري البطل والبطله في احضان بعضهم ...خجلت قليلا...
-ايوه يعني انت مالك !
-لا والله السؤال انتي اللي مالك في ايه ؟
بدور بمكر وهي تحاول اغاظته: مالي ياخويا ماانا زي الفل اهووه ..
يونس وهو يكاد ينفجر غيظا ...
-بصي يا بدور عشان نبقي وضحين تلفزيون تاني لا ! وحسك عينك اشوفك بتتفرجي علي اي راجل في الدنيا ..
اكملت بعناد: ومتفرجش ليه مش ست زي بقيت الستات !
اقترب منها مره واحده فارتعبت وركضت الي الغرفه ...لحقها يونس ولكنها اسرع منه فاغلقت الباب ولكن بعد ماذا فقد تحول يونس الي طور هائج لا يري سوي اللون الاحمر امامه ...
دق علي الباب بشده...
-افتحي !
سندت علي الباب وهي تتنفس بصعوبه من الخوف والقلق ...ربما زادت في اغاظته هذه المره !
-لا مش هفتح !
يونس كالرعد وهو يدق الباب بعنف شديد ...
-بقولك افتحي الباب بدل ما اكسره، مش هتقدري تستخبي مني !
بدور بخوف و بكاء: خلاص بقي مش هفتح بقول ...
حاول كسر الباب مما زاد من بكاءها خوفا مما سيفعله ان وضع يدها عليها...
-بقولك افتحي متجننيش !
قالها يونس بصوت مرتفع و يداه تدقان الباب بعنف رهيب هز جسدها الضعيف من الداخل والخارج...مدت يدها بخوف نحو المفتاح لتفتح له...دلف يونس بقوه وغضب واغلق الباب خلفه ..اخذ يقترب منها وهي تبتعد حتي سقطت علي الاريكه ..وقف امامها ومال عليها قليلا..
↚
يونس بغضب: قوليلي سبب واحد يخليني اسيبك دلوقتي!
بدور بشجاعه مصطنعه: انا حره ولو مش عجبك سيبني في حالي يااخي..
امسكها من شعرها بقوه: وحياة امك،اسيبك ايه انتي فاكره نفسك مصحباني ..لا يا شاطره اللي مايعجبنيش اعدله لحد ما يعجبني غصب عنك ...
امسكت بيده فوق شعرها وحاولت ضربه بقدمها ليتركها، مما استفزه اكتر ..سحبها لتقف ودفعها الي الحائط ليشل حركتها بجسده ...
-ابعد عني ! ابعد بقي..
امسك فكها وثبت رأسها ...
-انتي ليه بتعملي كده معايا ؟ فهميني ليه !
بدور بعصبيه: انا اللي بعمل كده ليه ! ولا انت اللي حرااام عليك بقي مش كفايه ضيعت حلم عمري و اجبرتني علي الجوازه دي !
يونس بحده وغضب: ضيعته منك ازاي ما انتي رجعتي القاهره تاني وهتقدري تعملي اي دراسه عايزاها ...ويكون في علمك انا ما اجبرتكيش علي حاجه ابويا وابوكي متفقين من الاول مكنش هيفرق بقي الجواز دلوقتي ولا بعدين !
نظرت له بصدمه: يعني ايه ؟ انت هتسبني اكمل تعليمي ؟!
-انا تعبت منك اوي ومش عارف اعمل معاكي ايه بجد..كفايه استفزاز بقي، انتي ليه عايشه دور الضحيه انا كنت معاكي خطوه بخطوه واعتقد ساعدتك حتي لو حصل سوء تفاهم بينا ! فهميني يمكن انا غبي او مش فاهم تصرفاتك، انتي حبتيني ولا لا ؟!
ردت بدور بضيق: انا اللي المفروض اسأل مش انت ؟! اتجوزتني ليه ؟ انت معاك فلوس كتير ومش محتاج فلوس ابويا وطول عمرك بتستتقله !
-انا مالي ومال ابوكي هو انا اتجوزته هو ! اكيد مش غبيه يعني وعارفه السبب..
بدور بصوت عالي وانفاس عاليه: لاااا مش عارفه !
يونس بغضب وصراخ: عشان بحبك !بحبك من زمان ارتاحتي !
تسمرت مكانها ثم انفجرت باكيه تنحب بصوت خافت، تركها يونس وعاد خطوه الي الوراء لا يعرف كيف يتعامل معها ! اهي حزينه لانه يحبها ..اراد ان يهزها بقوه ويصرخ فيها ولكن قلبه رق لها و رغما عنه اقترب منها وغمرها بين ضلوعه ..تشبثت به بقوه لاول مره تحتضنه بشده ...
يونس بهدوء: خلاص متعيطيش ..
اراد ان يرفع رأسها ولكنها ابت وقربت رأسها من صدره اكثر و اكثر...
زفر بضيق: خلاص قولي عايزه ايه هعمله ؟عايزه تطلقي ؟! انا موافق !
بكت اكثر و ضربته بيدها علي صدره ..
يونس بضيق: اعمل ايه مش فاهم ؟! .
حاول الابتعاد عنها فتركته ثم اقتربت منه تحتضنه ...صدم لوهله واسرع لاحتضان
ها متجها بها الي الاريكه جلس عليها وتنهد طويلا ...ازال يدها من علي وجهها ...
وقال بحده: بت انتي متجننيش ! بطلي عياط ونتفاهم طيب..
مطت فمها كالاطفال وهي تصدر شهقات باكيه ..
مسح دموعها وقال برقه ...
-عشان خاطري بلاش دموعك اللي بتوجعني دي !
بدور بصوت خافت: انت بجد بتحبني ؟!
يونس بصدق: وبموت فيكي كمان انا عديت مرحله الحب دي من زمان انا كل نفس بتنفسه بينادي باسمك ! انا مش بنام غير عشان احلم بيكي !
وضعت يدها علي خده بحنان وابتسامه ...
-انا كمان حبيتك مش عارفه امتي وازاي !بس شكلي حبيتك خلاص !
ضمها اليه بشده و قبل ثغرها الصغير من سعادته ...احاطت رقبته بذراعبها وقربته اليها اكثر مستسلمه لرغبه قلبها ..
ابتعد عنها قليلا فدفعته بجسدها ونزلت علي شفتاه تقبله هي هذه المره ..في قبله اخرجت قلبه من صدره، ولو خيروه في هذا الوقت بين روحه وهي لهدى روحه قبل ان يفرط بها ! وضع يداه حول خصرها يعتصرها اليه ويلتهم من رحيقها وهو يراها خاضعه بين يديه برغبتها !
بدأ يخلع ملابسها ببطئ ويقبل كتفها ورقبتها وهي مازالت تميل فوقه ...علت انفاسها وتمسكت بملابسه وهو يجردها من نفسها !
وفي منتصف لحظتهم العابقة بحبهم ..رن جرس الباب ...
بدور بخضه نهضت من فوق يونس وبدأت ترتدي ملابسها ..حاول يونس أعادتها اليه ولكنها ابتعدت ...
بدور: احيييييه الباب الباب ...
يونس بضيق: مايتحرق الباب تعالي هيمشوا دلوقتي...
بدور بخجل: لا طبعا قوم افتح ..عايزهم يقولوا ايه ...
يونس بغيظ: مايقولوا اللي يقولوا ناس باردين فعلا ! واحد ومراته الصراحه يعملوا اللي يعملوه احنا حرين !
بدور بحده: قوم افتح يا يونس ..
زفر يونس بضيق وهو يتوعد لمن ازعجهم اوقفه صوت بدور وهي تقترب منه بخضه..
-امسح الروج اللي في يوقك ده بسؤعه..
ابتسم بخبث: الله في روج علي بوقي ! وريني كده ! الحق افتح بقي عشان يعرفوا مراتي بتحبني قد ايه !
امسكته بدور وهي تكاد تموت خجلا ...
-بطل بقي ...تعالي هنا !
ركضت نحوه واخذت تمسح فمه بيدها و طرف كمها، ابتسم هو وضحك علي سذاجتها ..
مسح فمه مره اخيره بعد ان ركضت للداخل وفتح الباب وجد جابر وهو يبتسم ببراءه الذئاب وبجواره وداد...
جابر بخبث: يوونس حبيبي اتأخرت ليه !اوعي نكون جينا في وقت مش مناسب...
تخطاه بكل برود ساحبا وداد خلفه ..
يونس بضيق: اه الصراحه مش وقتك خالص ...
-ههههههه عسل انت ..تعالي يادودي بيتك ومطرحك ...
ابتسمت وداد بخجل ونظرت الي جابر بغيظ علي ما يفعله ...
-مساء الخير يا استاذ يونس...
جابر دون ان يعطي يونس فرصه للاجابه ...
-استاذ ايه يابنتي ده اخويا يعني اخوكي قوليلو يونس بس ...
يونس وهو يدفعه من امامه جلس بجوار وداد..
-مساء النور...شرفتيني والله لولاكي ما كنت دخلته من عتبت الباب..
جابر بضيق: اتكلم علي قدك واحترمني شويه قدام مراتي،مش اسلوب كده !
يونس بضحك: مش مصدق صح !منك لله يا شيخ ...
خرجت بدور بوجه احمر وابتسامه قلقه من ان يكتشف امرهم ...
جابر بخبث: كنتي فين يا عروسه ...
نكزه يونس ورمقه بنظره تهديد..
-ابو شكلك ! اقصد عامله ايه ...
-احم الحمدلله ...ازيك يا وداد ..ايه الحلاوه دي !
وداد بخجل: جابر اشتراه ليا انهارده !
بدور بضحك: ايوة بقي..الناس اللي وقعت
يونس بابتسامه صفراء: علي فكره انا اشتريتلك 5 قبليه !
ضحك جابر: ياحقودي سيبني اندمج انا لسه كنت هعيش الدور...
ضحكت بدور ووداد وابتسم يونس وهو ينظر الي ابتسامتها المشرقه التي تنسيه كل احزانه ...
سهروا معا يتسامرون ويضحكون علي مواقف جابر ويونس سويا ...
جابر بحنق: علي فكرة انت نصاب ! انت اللي كنت بتاع بنات مش انا ...
اختفت ابتسامه يونس المتصبينه ونظر له بغيظ...
بدور بغيره وابتسامه صفراء: اااه بجد هههههه احكيلي كده..
جابر بنصف عين: والله يا بيبو مش عارف اقولك ايه ولا ايه ده نمس ده...
شعر يونس ان موقفه يسوء امام بدور ... فأخر ما يريده ان يحدث سوء تفاهم اخر بينهم فقد انتظر طويلا حتي يشعر بهذا الاستقرار في علاقتهم...وقف بسرعه...
↚
يونس: انا هعملكم قهوة تجنن ..قوم يا جابر معايا نعملهم !
جابر بتعجب: انا مش بعرف اعمل قهوه !
يونس بغيظ: بتعرف انت ايش عرفك انت ..قوم يااخي بقي ...
نظرت وداد الي بدور و انفجرت ضاحكه...
وداد بهيام: بيحبك جوي ربنا يخليكم لبعض...
ابتسمت لها بدور: ربنا يخليكي ويسعدك ومتخافيش محدش في الدنيا دي هيسعدك زي جابر ده اطيب انسان ممكن تعرفيه ده اخويا فعلااا ...
اكملت بخجل وتوتر: انا اسفه لو بطفل هو انتي لسه مش حاسه بحاجه نحيته !
-مش عارفه !
-ازاي يعني مش عارفه ..ماهو يا في مشاعر يا مفيش..
-اصل اني عمري ما حبيت بس شكلي كده اه ..
ابتسمت بدور ولمعت عيناها: شكلك ! اه احكيلي بتحسي بايه وانا اقولك حب ولا انتفاخ ...
-هههههههه يخرب عجلك ضحكتيني ..
-اه اومال ايه ...انا مش اي حد في البلد دي يابنتي ...
-انتي بتتكلمي مصري حلو جوي ..نفسي اتعلم زيكي اكده ...
بدور بحماس: بس كده ! يا ماما انتي في خلال الشهر ده تراثهمهيطغي عليكي مش هتفتكري كلمه صعيدي ! كفايه رغي جابر قدامك ...
-ياااارب اصل واني بشتري امعاه الحاجات حسيت الناس بتستغرب اني وياه من الاساس و خايفه يجي يوم ويحس بده هو كومان...
بدور بفرحه: يعني انتي هتظبطي لهجتك عشان خاطر جابر ! لاااا بقا ده انتي حبتيه خلاص مش حاسه بحاجه !
خجلت وداد قليلا: تفتكري ..
-افتكر ونص ! ومتأكده كمان ان جابر بيحبك ده عينه مش بتنزل من عليكي !
ردت وداد بمكر: زي يونس إكده !
- بجد يونس كده؟
-اللي مايشوف من الغربال يبجي اعمي !
ضحكت الفتاتان وحضر جابر بوجه متكدر مع يونس حاملا فناجين القهوة...
يونس: القهوة...
بدور وهي ترفع حاجب: والله مش عارفه اقول ايه ده واجب علينا بس شكرا...
يونس بنصف ابتسامته التي تعشقها ...
-متخافيش هيترد قريب ...
احمر خدها ونظرت الي الجهه الاخري وخشت ان يفهم احد مغزي حديثه ...
بعد ساعات استمتع فيها ابطالنا الاربعه، قرر جابر ووداد الصعود للنوم ...
يونس بسعاده ملحوظه: لسه بدري والله ياجماعه ...طيب ابقوا تعالوا تاني شرفتونا بجد !
نظرت له بدور بحده وهي تجز علي اسنانها ...
بدور بابتسامه: تصبحوا علي خير .
رد الاثنان: وانتي من اهله ...
جابر: جهز نفسك بكره هنروح الشركه مع بابا..
يونس: فاكر متقلقش..
امسك جابر بيد وداد حتي وصل الي شقتهم ثم غرفتها المقابله لغرفته ...
-احم انتي هتنامي ...
وداد بخجل: اممممم وانت ؟
-هنام بقي اصل الدنيا اتأخرت يعني و كده !
وداد بتوتر: ااه فعلا ...
وقف حائرا لا يعرف ايوافق عقله ويبتعد عنها ام يستسلم لقلبه ولا يتركها الا وهي له ...
فرك اسفل رقبته بتوتر، نظر اليها ثم الي باب غرفته، لعبت وداد باصابعها بتوتر وترقب خافت ان تعترف به لنفسها ...
-طيب هنام بقي ...
-وانا كمان...
نظر لها قليلا يشعر بقليل من التغير .. عقد جبينه بتفكير حتي توصل له..
-لايق عليكي اللهجه القهراويه تصدقي !
ابتسمت بفخر: بجد ! انا بحاول اهاه...عشان محدش يجول انا غريبه...
-هههههه هي يجول دي هتخليهم يشكو شويه بس طظ فيهم يعني ايش فهمهم هما في حلاوة الصعيده ولا لهجه الصعايده..
ضحكت فقد اسعدها حديثه وازال جزء من مخاوفها ...
جابر بهدوء مفاجأ: ايه الضحكه دي !
خجلت وشعرت بالحرج فضحتها كانت عاليه نسبيا...نظرت الي اسفل واردفت..
-اسفه ...
-اسفه ايه ! انا اللي اسف اني مضحكتكيش قبل كده ...يخربيت جمال ضحتك ...هو في كده...
-ههههه بتكسفي بقصد...
وضع يده علي خدها يمرر ابهامه علي احمراره ...
-بموت في الخدود دي لما بتتكسف..
زاد حديثه من خجلها واخذ قلبها يدق من لمسته الرقيقه ...قالت بصوت متقطع خافت ...
-اني هدخل انام اهوه..
ابتسم واقترب منها ببطئ يقبلها من شفتيها برقه وحب دامت لثواني، ابتعد عنها ونظر الي عيونها المغلقه ووجهها الاحمر..مرر اصبعه علي شفتها السفليه ثم عاد ليلتهمها في قبله اخرج بها مشاعره المضطربه وهو يحيط خصرها بذاع و الاخر حول رقبتها ..
ابتعد هذه المره بانفاس مقطوعه وشعر بجسدها ينتفض بين يديه من شده اضطرابها..
قبل رأسها ووضع يده علي كتفها و دفعها ببطئ داخل غرفتها ..امسك المقبض وقال...
-تصبحي علي خير ..
نظرت الي اسفل وهي تلتقط انفاسها ولا تعلم ماذا تفعل وتشعر بقدماها غير قادرتان علي حملها في هذا الوقت ...
اكمل جابر ليجذب انتباها ليتأكد انه لم يزعجها بقبلته تلك...
-وداد انتي احلي بنت عيني شافتها !
ابتسمت وهي مازالت تنظر للاسفل ...فابتسم هو الاخر ...
-روحي نامي واقفلي الباب ده بالمفتاح احسن انا مش ضامن نفسي خلاص ..انا بحذرك اهوه اليوم اللي مش هلاقي الباب ده مقفول فيه انا مش مسؤول ابدا عن افعالي...
توترت و خجلت قليلا وما ان اغلق الباب حتي اغلقت بالمفتاح وهي تتنفس بشده وتوتر..
وداد لنفسها: اعصابي راحت في داهيه، ايه اللي بيوحصلي دي ؟!
شعر جابر بقليل من خيبه الامل ...
تنهد بشده وتوجه الي غرفته ..جابر وهو يفكر لنفسه ...
-تستاهل كان لازم تفتح بوق اهلك ده ! وتعمل فيها توم كروز ماكنت تسيبها تخليه مفتوح يااخي !
↚
في الصعيد ...
كان علي يلاعب ابنته وابنه الصغير ...
ضحكت فاطمه وهي تغمغم بكلام غير مفهوم،سعيده بانتباه اباها...
علي بتحذير: اوعي توجع يااد ياماهر ...
وليلي نائمه علي الفراش تراقب لعبهم بسعاده ...
ماهر ذو السنتين: ههههههه توما مس بتعلف تتكيم...
علي بضحك: وانته اللي بتعرف تتكلم جوي ياخوي ...
ركض الي والدته ودبدب بقدمه بطفوليه يشتكي اباه...
ليلي: متزعلش نفسك يا سيد الرجال ...بكره تجول وتتكلم ومحدش يجدر ينطج جدامك...
نظر لها ببلاهه وهو لايفهم ربع كلامها ..ورفع يده لها لتحمله...وهي تحمله فاجأها الم حاد بجانبها الايمن ...وقعت علي ركبتيها من شدته ..ترك علي طفلته بخضه وركض نحوها !
علي بخوف: مالك في ايه ؟!
ليلي بالم: مش عارفه جنبي هينفجر مغص غريب اهنه ...اااااااااااه
علي بقلق ورعب: جومي بسرعه نروح للحكيم !
-مش جادره اجف علي حيلي هموت ياعلي !
-بعد الشر يا عمري ! ان شاء الله هتبجي زي الفل...
حملها علي وركض بها الي الاسفل ..نده احدي الخدم للاعتناء بالاطفال و بعث بغفير من غفره يحضر والدته حتي يعود من المستوصف الذي وصل اليه بشكل قياسي...
علي بخوف:طمني يا داكتور ؟!
-الطبيب بتوتر: عندها الزايده ولازملها عمليه ضروري ولازم تعمل تحاليل!
علي بغضب: وواجف جصادي بتهبب إييه ! بسرعه اعملها اي حاجه انت مش سامع بتصرخ كيف ؟!
-احم اصل التحاليل مش هنا !دي في المستشفي اللي في وسط المركز ...انا اتصلت بالاسعاف 5 دقايق ويبقوا هنا
حاول علي تمالك اعصابه طوال الطريق حتي لايخيفها ويوترها اكثر...ليلي بالم وهي تمسك بيد علي ...
-هموت يا علي ..خد بالك من العيال...
علي والدموع تكاد تسقط: ايه اللي بتجوليه ديه يا عمري ..انتي هتبجي منيحه وزي الحصان ..ديه عمليه بسيطه !
ليلي وهي تبكي: مش حاسه اني هجوم منيها يا علي ..
مسح دموعها بيده وقبل يداها بشغف ..
-بطلي الحديث الماسخ ديه ...ده اني اموت لو جرالك حاجه ...
مسحت علي وجهه بحب وهي تسمع اعترافه ..ولكن الالم باغتها...
-اااااااااه ااااااه انجدني ياعلي ...
علي بغضب خبط علي العربه من الداخل ..
-ماتشهل اشويه يابني ادم انته !
ظل ممسكا بيدها ويغمرها بكلمات حب واطمئنان وقلبه يتمزق لالف قطعه مع كل اااه منها ..وصلت الي المستشفي و اتمت التحاليل ...وقف علي بعد ساعات امام غرفه العمليات...وصل ابراهيم و روحيه الممسكه بشالها وتبكي بعنف ...
ابراهيم بلهفه وخوف: ايه الاخبار ياعلي !
علي وهو لا يشعر باعصابه: لسه مطلاعتش، مستني اهاه.
سند بكلتا يداه علي الحائط امامه ووضع رأسه يدعو الله بان يرعاها ويحفظها ...
روحيه ببكاء: عيني عليكي يابتي !
ابارهيم بضيق: بس يا روحيه اوعاكي تعيطي اكده ...هي هتبجي تمام !..
-يااااارب ياااارب...
اصبح علي يتصبب عرقا مع تحرك عقارب الساعه ..واخيرا بعد مرور ساعه الا ربع خرج الطبيب ...اسرع اليه علي ليطمئن...فابتسم له الطبيب ..
-متقلقش يا استاذ مراتك زي الفل وهتبقي تمام...بتفوق من البنج اهيه وهتطلع اوضتها
تنفس بصعوبه وهو يخشي علي قدماه من خيانته و السقوط ...
خرجت ليلي و ذهب الجميع وراءها الي غرفتها ...
الممرضه: ماينفعش لازم واحد بس يدخل ...
علي: اني جوزها !
-اتفضل يافندم بس لوحدك...
ابراهيم بضيق: يعني اني مش هشوف بنتي !..
دلف علي الي الداخل دون ان يهتم بحديثهم...اقترب منها وهو ينظر الي وجهها الشاحب بحزن ...سحب كرسيا وجلس بجوارها ..قبل يدها وامسكها بشده ...
نظرت اليه بتعب شديد...
علي بحب: حمدالله علي سلامتك !
هزت رأسها بتعب واغمضت عينها ...
مسح بيده علي وجهها المتعب بحسره علي هيئتها تلك ..واخذ يقبل في يدها مرارا وتكرارا...
كانت ليلي تشعر به وقلبها ينبض مع كل لمسه ولكن الارهاق والتعب سيطر عليها ...صرخ قلبها بأن تفيق وتطمئنه وهي ترا ذبول عيناه و خوفه امامها لكن دون فائده...
بعد صراع طويل مع الممرضة والمشفى استطاع علي البقاء في الغرفة مع زوجته ..سهر طوال الليل يدعو لها ويندم علي كل ثانيه فاتت لم يقل لها كم يعشقها ويحبها حتي ولو لم تحبه هو قادر مقتنع بولاءها له واطغاء العشرة علي حياتهم !
استيقظت ليلي وجدت علي جالس بالكرسي بجوارها و قد خلع عمامته ويريح رأسه بجوار يدها الذي لا يزال ممسك بها ولم يتركها حتي في نومه ..
ابتسمت قليلا بتعب وشعرت بظمأ رهيب حاولت ان تحرك يدها الاخري ولكن الاسلاك و الانابيب منعتها...شعر بحركتها فهب بخضه ...
علي: انتي فوجتي ؟! عامله ايه دلوك ؟!
-اني كويسه الحمدلله متخاافش..
علي: انا هنادي الداكتور ابسرعه..
اوقف تقدمه صوت ليلي..
-علي عايزة اشرب !
نظر حوله بسرعه اضحكتها قليلا وشعره مازال مبعثر من نومه وحيرة الاطفال مرسومه علي وجهه ..وجد كوب ماء علي طاوله بجوار الباب فهرع نحوها واخذها سريعا اليها ليحاول ان يروي ظمأها بهدوء ولعن غباءه فقد ذكرت الممرضه له انها لو طلبت الماء ان تشرب علي جرعات بسيطه..
علي بحزن: بلي ريجك بس يا عمري ..
اخذت مقدار قليل وابعدتها عنها لانها شعرت بقليل من الالم ..
علي: ثواني وجايلك..
ركض بسرعه ليخبر الممرضه بانها استيقظت لتحضر الطبيب...بعد ان فحصها الطبيب وطمأنهم ...حضر ابراهيم وروحيه للاطمئنان عليها من الخارج فقد بقوا طوال الليل...
↚
روحيه بحب وابتسامه: سلامتك يابنيتي، الحمدلله جات سليمه وبجيتي بخيرر...
جلس ابراهيم الناحيه الاخري وهو يمسك بعصاه امامه وينظر الي ابنته بخوف واسي ...ربت علي يدها وقبل جبينها في ظل دهشه ليلي وعلي وابتسامه روحيه التي علمت ان حديثها قد اثر به و بسلوكه خاصه نحو ليلي و بدور فهو الان يوميا يجبرها علي الاتصال ببدور ومعرفه اخر اخبارها وكأنه يخشي الرفض منها ان تتكلم معها ...
نظر علي لليلي بابتسامه وكأنه يخبرها أرايتي خوف اباكي عليكي !
تجمعت الدموع قليلا في عيونها ولكنها ابت ان تستسلم لها وابتسمت قليلا لابيها ...
ليلي: اوعوا تكونوا خبرتوا بدور بحاجه !
اسرعت روحيه: لاااه مخبرتهاش خفت عليها وابوكي جالي استني لما نطمن عليكي...
ليلي براحه: طيب كويس اصلها مخبوله وممكن تاجي طوالي..
ابراهيم: هي لازم تعرف اكيد هبجي اكلمها اول ما تروحي دارك..
علي: ان شاء الله الدكتور قالي بكره او بعده بالكتير هتجدر تروح !
في اخر الليل ذهب ابراهيم وروحيه بعد صراع بين روحيه وعلي فهي ارادت البقاء معها وطلبت منه ان يذهب الي ابناءه ويرتاح قليلا ولكنه رفض واصر علي البقاء مع زوجته الحبيبه !
تأكد لابراهيم حينها حب علي لابنته وشعر ان اختياره بالنسبه لها كان موفق حتي وان كان ينظر الي المال فقط حينها !
ليلي: انا جرفانه جوي من النيله اللي ملبسهولي ديه !
علي: معلش يا عمري استحملي اشويه عشان الجرح ميجرالوش حاجه وبكره هتغيري ...
ليلي بابتسامه وهي ترفع حاجبها ...
- اني هتعود علي إكده خد بالك !
علي ولم يفهم قصدها: علي إيه ؟!
- علي يا عمري اللي عتجولهالي من يوم الوجع...
نظر لها علي بحب وعيناه المتعبه...
-وهفضل اجولهالك طول العمر لحد مماتي ..
ليلي بتوبيخ: بعيد الشر متجولش إكده !
-ياشيخه ! تخيلي بجا كلمه وجلجتك اكده ؛ ده انتي طلعتي البلا الازرج عليا وعلي دماغ اللي خلفوني ! كنت زي اللي روحه هتروح منيه في اي وجت !انتي عمري يا ليلي فاهمه يعني ايه عمري !
شعرت بالدماء تفور في جسدها ولاول مره تشعر بالحر والبرد في ان واحد غير مصدقه لما يقوله زوجها لها الان !
خانتها دموعها في هذه اللحظه واعلن جهاز القلب دقاته بدلا من قلبها معلنا عن الاضطرابات التي تحدث لقلبها الذي كاد يتوقف من الفرحه...
-بجد يا علي !
-الا بجد ! انتي لساتك ابتسأليني ! اني بحبك يا ليلي من اول دجيجه شفتك فيها واني بحبك وخلتيني مش شايف غيرك جصادي وجريت علي ابوكي عشان يزوجك ليا ! مسألتيش روحك ايه السرعه ديه لما جيتلكم تاني يوم شفتك فيه !
-لااه مسألتش عشان كل دجيجه مرت عليا من بعد ما عيني رأتك كانت سنه ! كنت في كل ثانيه بسأل نفسي وبدعي ربي انك تكون من نصيبي !
ابتسم بشده اظهرت اسنانه وعلت انفاسه واصبح قلبه في اضطراب قلبها...
-يااااااه يا ليلي متعرفيش ريحتي جلبي جد إيه دلوك !
اخذت يداه الي فمها تقبلها بحب وضمتها الي صدرها فشعر بدقاتها المتقاربه لدقاته ...وضع يده علي رأسها بحنان وقبل رأسها ثم نزل علي شفتيها يطبع قبله بريئه وخفيفه ...
-اني بحبك جوي جوي ومش مصدجه نفسي انك بتحبني !
-ليه يعني يا ام العيال ده اني بحبهم بس عشان حته منيكي ...
-ههههههههههه لا ياعلي كفاياك اكده اني هموت منيك وهتغر ...
-ههههههههه بعد الشر عليكي ياعمري ..اهااه هخرس اهاه ...
في شقه بدور ويونس ...
مط يونس شفتيه كالاطفال بتذمر مما لحق ذهاب جابر و وداد بالامس ...
بدور وهي تكتم ضحكاتها المهدده بالانفجار...
-يلا بقا ماما مستنيه !
يونس وهو ينظر للجهه الاخري بغضب ...
- لا روحي انتي !
بدور بدلع: يرضيك ماما تزعل مننا !
-اه !
-هههههههههه طيب يرضيك انا ازعل !
يونس بابتسامه صفراء: اتفلقي علي فكره !
-اخس عليك يا يويو...
انتفض من مكانه ونظر لها برعب ...
-يويو مين ! لااااااا مش انا علي فكره اللي يتعمل معايا كده...
بدور وقد اكتشفت نقطه ضعفه ...
-ههههههههههه يويو انت يا حبيبي...
↚
حاول يونس كتم ابتسامته ولكن وجهه وفمه خانه ...اشارت له بدور باصبعها ...
-اضحك شفت عايز تضحك !
هز رأسه منها وضحكا سويا...
صعد الاثنان ووجدوا الجميع منتظرين علي طاوله الغذاء ...
جابر بحنق: اهلا بسعاده الباشا كويس انك طلعت ده من كرم اخلاقك والله مش عارف اشكرك ازاي..
نظر له من فوق لتحت: العفوو ..
جابر: يا بارد...
-اتلم بقا متخلنيش اغلط فيك يا مهزء..
- انا بردو يا...
توفيق: ايه ! جو الحضانه اشتغل ماتتلم انت وهو عيب كده ده انتو متجوزين دلوقتي !
ضحكت ايمان: ههههههههه سيب العيال تلعب...
يونس بضيق: ماما لو سمحتي !
-ياشيخ اتلهي !
ضحكت وداد وبدور هذه المره ..
وداد: انتي عسل يا امي...
-اه ده انا اعجبك اوي ههههههههه اصل زي ماتقولي كده انا الست الوحيده في العيله الصغننه دي يعني الدلع كله كان ليا قبل ما انتي والبت السوسه دي تيجوا وتاخدوا الدلع مني...
جابر: دلع ايه اللي يتاخد منك ده انت البيج بوص يا مدلع انت...
ايمان بضحك: هههههههه شفتوا ! المهم بقا اعملوا حسابكم هنتعشي برا كلنا انهارده..
انهارت احلام يونس بالخلو ببدور هذه اللحظه وظهر الغيظ علي ملامح وجهه التي انتبه لها جابر..
رفع حاجبه وابتسم ليونس وكأنه يخبره اعلم بماذا تفكر...ضيق يونس عينه بتحذير ضحك عليه جابر ...نظرت وداد بتساؤل عن سبب ضحك جابر فهز رأسه بالنفي ..
جلست النساء يتحادثن فيما بينهن و اخذ الرجال يتحدثون عن شركة يونس وجابر المستقبليه وطريقه العمل في شركه توفيق وكيف سيدمجون وقتهم للاعتناء بشركه ابيهم في نفس الوقت حتي يرتاح قليلا...
ايمان: الساعه 6 يا توفيق سيب العيال تنزل تجهز يلا ...
توفيق بضحك: حاضر ...يلا ياابني خد مراتك ونص ساعه تبقوا جاهزين هعشيكم في مطعم تحفه ...
جابر: هههههههه ياخوفي منك يابدران..
-امشي يا جابر من هنا !
ابتسم يونس ودفعه امامه ليلحق ببدور ووداد المنتظرين في الخارج ...
جهز يونس وترك بدور تجهز في الحمام وهو يبحث عن ساعة يده...خرجت بدور مرتديه احدي الفساتين التي اشتراها لها يونس من قبل،وتذكرت وهي ترتديه هذا اليوم وكيف تعامل معها بحب وغزل ..ابتسمت لنفسها في المرآه وهي تضع لمسات بسيطه من الميك اب حتي ترتدي حجابها ...وضعت اللون النبيتي الفاتح في فمها كلون فستانها المناسب لجسدها الرشيق...
دخل يونس فوجد بدور امام المرآه تضع احمر الشفاه،وقف كالتمثال وشعر بجفاف شديد في حلقه وعلت دقات قلبه ..واصبح كالمنوم مغناطيسيا تأخذه قدماه اليها .. توقف وراءها مباشرا فنظرت له بدور من المرآه وقضيت حاجبيها في تساءل وهي ترفع شعرها في كحكه، امسك يدها ليمنعها فانسدل شعرها حتي اخر ظهرها مره اخري..
بدور: ايه يا يونس ! سيبني البس الطرحه هنتأخر ..
يونس بحده: نتأخر فين والله ما هنمشي من هنا !
-نعم ! مش فاهمه حاجه ؟ انت ناسي العشا ولا ايه ؟!
-بقولك لا عشا ولا بتاع ...
احتضنها من الخلف وقبل اذنها فاحمر وجهها كحبتين من الفراولة...اكمل حديثه ..
-انتي مش هتطلعي من الاوضه دي اساسا !
بدور بتوتر وخجل: يونس لو سمحت متهزرش!
يونس: اهزر ايه الحاجات دي مفهاش هزار !
اخرج هاتفه ووضع يده علي فمها ! تعجبت بدور من تصرفه وحاولت ازالتها ولكنه رفض..عقدت ذراعيها امام صدرها وقضبت حاجبيها...
يونس: الو ..ايوه يا ماما ...لا معلش اصل بدور تعبت شويه ومش هنقدر نيجي...لاالالااااا مش كده ده ارهاق عادي روحوا انتو بس ! دي هي نامت اساسا وانا مش راضي اصحيها هدخل انام انا كمان ! طيب تمام الله يسلمك ..مع السلامه...
نظرت له بصدمه ..ابتسم لها في المرأه وغمز لها وهو يضحك بمكر...
بدور بخجل ممزوج بغيظ: يخربيت رخمتك !
↚
قهقه يونس من قلبه علي تذمرها وحملها بين ذراعيه ...احاطت يدها حول رقبته وهي غاضبه وتمط شفتيها ...
-معلش معلش هصالحك اهوه..
بدور: لا مش عايزة اصالحك ...
-لا ونبي صالحيني..
ابتسمت بدور: لا بقا الله !
يونس وهو يضعها علي الفراش ..
-طب عيني في عينك كده ..
هزت رأسها بخجل ..
-تؤ تؤ..
-بتنصبي بقا مش لاعب !
قهقهت هذه المره ...وابتسم هو بسعاده ...
اقترب من ثغرها وقال بجديه وحب...
-مش مصدق انك بين ايديه ! بحبك اووي...
بدور وهي تضع يدها علي شعره وقد علت انفاسها من قربه لها ..
-انا بحبك وبموت فيك وفي الغمازات دي !
ابتسم ليظهر الاثنان ...
-وهما بيموتوا فيكي ..
قبلها بين عينيها برقه ..دفعه للخلف مره واحده في وسط ضحكاتها...
-يوونس!
-يونس ! الله قوليها تاني كده !
بدور بدلع: اشمعني !
-قوليها وهتشوفي ليه !
بدور بخجل ممزوج بشجاعه فهي تعلم جيدا مقصده لتردف بهمس وخفوت...
-يونس !
وقالتهاا وهو يميل عليها مع كل حرف تنطقه، تضمه اليها اكثر ليخطف منها قبله يصب فيها كل حبه وعشقه لها في اعتراف ووتيره خاصه بهم ..يضع فيها كل اشتياقه و عذابه ...غمرته وهي تشهد خطفه لقلبها ووروحها واصبحت لا تنطق سوا باسمه معلنا ملكيته لها !
(وانتو عاملين ايه دلوقتي )
استيقظت بدور وهي بين ذراعيه ابتسمت بخجل متذكرة ما حدث بينهم بالامس وكيف اصبحت زوجته بالفعل !
ازالت يده وسط غمغمته ومحاولته للامسك بها وهو نائم ...هربت سريعا وبهدوء الي الحمام انهت حمامها الدافئ التي كانت في اشد الحاجه اليه وقررت ان تجهز له الافطار...
استيقظ يونس ولم يجدها بجواره وقف مفزوعا لايدري لماذا، ارتدي سرواله وخرج عاري الصدر يبحث عنها وجدها تدندن وهي تجهز الافطار ...امسكت علبه المربي ونظرت لها بحيره لتكلمها ...
-اعمل فيكي ايه انتي ؟
ضحك يونس واقترب يحتضنها من الخلف ...
-انت صحيت امتي ؟!
يونس وهو يقبل رقبتها ...
-من وانتي بتدردشي مع المربي !
نكزته بكتفها: بس يا رخم ...
-الله ههههههههه مش ده اللي حصل ..كان مالك ومالها صحيح !
بدور بقليل من الغيظ: انا غلطانه اني بحضر الفطار هاه !
امسك يدها يقبلها وهو يضحك..
-ياحبيبتي تسلم ايدك بس عايز اعرف كنتي بتقوللها ايه !
بدور بمكر: مفيش اصل كنت بفكر احطلك منها عشان تاكل ...بس الواقع غلب عليا شويه !
-ازاي مش فاهم حاجه ؟!
-يعني فكرت اعملك فطار خفيف وجو التوست بالمربي والقشطه او الكريمه اللي بنقراه في الروايات بس طبيعه الراجل المصري غلبتني وفضلت تقاوح هتشبع ولا لازم تضرب بيض وجبنه عشان تشبع ... اصل انت اكلتك بسم الله ماشاء الله ! خاف بقي من الكرش !
يونس بدفاع: انا بحرق علي فكره لازم اكل ؟!
-وماله مش عيب !
-هههههههههههههه هو انا قلتلك قبل كده انك مجنونه !
بدور وكأنها تفكر: اممممممم اه قولتلي !
-طيب بقولهالك تاني !
قطع لحظتهم رنة هاتف بدور..يونس بغضب وهو يزفر..
-هو في ايه ؟ دي مش عيشه دي هو انا كل ما اجي نحيتك تحصل حاجه ؟!
-هههههههههه معلش معلش هات ارد..
ردت بدور علي روحيه وسلمت عليها لتخبرها بعمليه ليلي وتطمئنها بانها بخير ..غضبت بدور لانهم لم يخبروها من البدايه واصرت علي المجئ لرؤيه اهلها بالرغم من محاولات روحيه بان تقنعها بعدم المجئ !اغلقت الهاتف وهي عازمه علي الذهاب...
بدور بقلق: يونس انا لازم ارجع سوهاج ..
-من غير ماتقولي انا سمعت كل حاجه وكلمت جابر وانتي بتتكلمي قلتله اني مسافر قالي هيجي معانا في خلال ساعه هنطلع بالعربيه سوا ...
بدور بحب وامتنان: متشكره اوي يا يونس..
يونس بهدوء: بطلي عبط هو في شكر بينا انا جوزك وبعدين انا هبقي اعرف اعوضها ...
غمز لها بضحك فابتسمت وهزت رأسها وبدأت تجهز لرحلتها للاطمئنان علي اختها وحبيبتها ليلي...
...
ابراهيم: هتيجي بردك ! ععنيدةطول عمرك يا بدور !
روحيه بضحك: طالعه لابوها ما شاء الله...
ابتسم لها ابراهيم ولكنها اختفت سريعا...
-وجابر ووداد ؟!
روحيه بقلق: ملحقتش اعرف جفلت ع طول...
ابراهيم بتفكير: امممممم يارب ما يجوا ...
##############
↚
فلاش باك ...
ناصر العزازي: كيف لاااه ياحج ابراهيم؟! ده حجنا اننا نعرف بنتنا سليمه ولا لااه !
ابراهيم بعزم: واني مش هجولك علي عنوان ابن اخوي يا ناصر وامه تعبانه اكده ! وبعدين ابن خوي راجل ولو بنتكم معيوبه لا سمح الله هترجعلكم ...
ناصر بغيظ: يعني ديه اخر كلام عنديك ياحج...
ابراهيم باصرار: ايوووة وجول لابوك بلااش مشاكل اكتر من اكده !
انتهي الفلاش باك
ابراهيم لنفسه: استر وعديها علي خير يارب...
وصل يونس و بدور ومعهم جابر و وداد بينما اخبر توفيق يونس بانه من الافضل لو يبقي مع والدته حتي لايشك احد ! دخلت بدور اولهم الي بيت علي لتري اختها ...ارتمت في احضانها واخذت تبكي وهي تلومهم علي عدم اخبارها...
ليلي بضحك:هتفكي الجرح يا به .. وبعدين اني مكنتش ريداكي تجلجي وانتي لساتك عروسه..
بدور بغيظ: عرسه لما تكلك يابت انتي قلبي من جوا ! افرضي بعد الشر جرالك حاجه كنت انا اخر من يعلم ...
-سماح بجا متخليش جلبك اسود ..
-اسود ولا بمبي انا مش بقدر ازعل منك اساسا..
قبلت يد ليلي بحب فاحتضنتها ليلي تقبل رأسها في حب اخوي معهود بينهم..
نظر جابر الي وداد بطرف عينه وهي تنظر الي بدور وليلي بابتسامتها البريئه ...مال عليها بهدوء وهمس في اذنها...
-وداد مش عايزة تشوفي حد من اهلك ؟ انا معنديش مشكله...
ابتسمت وداد باسي وهزت رأسها بالنفي ...وفكرت كيف يعيش هذا الملاك وسط البشر ! هو افضل شئ حدث في حياتها ولن تجد افضل منه ولكن اهلها لم يعرفوا، ومع ذلك اعطوها له كالهديه المغلفه باسم العار والفضيحه وهم السبب في الاساس !
في المساء بعد ان اطمئنت علي ليلي وعلمت باعتراف علي بحبه لها وسعاده اختها بادلتها هي باعتراف يونس بحبه وزواجهم السعيد واخبرتها بان لا تقلق او تخشي عليها بعد الان فهي في يد امينه !
جلس جابر ويونس علي المصطبه مع ابراهيم يشربون الشاي ...
جابر: مبروك يا حج ابراهيم علي الجوازه ...
تنحنح ابراهيم قليلا: الله يبارك فيك ...
ابتسم يونس لجابر ونكزه ليخرسه...قطع عليهم مجئ ناصر وعمار اخوة وداد...
ناصر وعليه ملامح عدم الرضا ...
-السلام عليكم !
ضيق جابر عيناه ورد السلام وهو ينظر الي يونس...
وقف ابراهيم وكأنه يحذره بعيناه مما زاد من قلق يونس فوقف بملامحه القاسية بجوار ابراهيم...
-اني عايز جابر في موضوع ؟!
جابر باستغراب وهو يمسك بيد يونس لتهدئته ...
-موضوع ايه ان شاء الله !
-موضوع بيناتنا بس...
يونس بحده: قول هنا هو مش بيخبي حاجه عننا ...
ناصر بنصف ابتسامه واستهزاء ...
-حتي لو الكلام علي مرته...
ذم جابر شفتيه بغضب وقال بحزم...
-خلاص يا يونس ...اتفضل جوا بعد اذنك ياعمي...
ابراهيم: المكتب عنديك يا ولدي واحنا هنجف براته مع عمار نستني...
اغلق جابر الباب خلفه هو وناصر ...وقال ببرود...
-نعم ؟
-شرف اختي !
جابر بعدم فهم: تقصد ايه ؟!
-اجصد انكم يوم الفرح مشيتوا عشان الست الوالده كانت تعبانه وملحجناش نفرح بشرف اختنا !
جابر باستهزاء: وانتو متعرفوش تفرحوا بيه ليه ؟!
-عايز الدليل وده حجنا...
جابر وهو يهز راسه بخبث: وانت مستني الدليل عشان تتأكد مش شرف اختك لا ونعمه الرجوله بصراحه !
ناصر بغضب: حوش لسانك يا بن الشرجاويه ..حدانا هو ديه اللي بيوحصل عشان نطمن...
جابر بغضب مماثل:لا اطمن اختك زي الفل واشرف من الشرف !
-لاااه مش كفايه !
جابر بغضب وصوت عالي: مش كفايه ازاي ؟! خلاص هو ده اللي عندي ...
-لاااه احنا نروح للدكتور عشان نتأكد اللي حصل ديه من جريب ولا من الاول ...
امسك جابر برقبته وهدر بغضب ...
-انت اتجننت ولا ايه ! انا محدش هيجي نحيه مراتي ...
دلف الجميع علي صوته ودفعه يونس بعيدا عنه ..
ناصر بغل: احنا اهلها !
-وكنتو فين يا اهلها لما رمتوها ليا هااااه..ايش ضمنكم اني كويس مش يمكن كنت انسان زباله ورحت سرحت بيها هناك في بلد غريبه !
ابراهيم بحده: بس يا جابر خلااص..
-لااا مش خلااص انا مراتي محدش ليه كلمه عليها واللي مش عجبوا يشرب من البحر ...
عمار بغضب لناصر: جلتلك نجطع رجبتها وجتها وانت وجفتني !
تذكر جابر الضربه علي وجه وداد فاقترب منه ولكنه بشده علي عينه ..
وقف يونس يمنع ناصر من لكم جابر ودفعه بحده للخلف ...
ابراهيم بحده وصوت عالي: بيكفي كلاتكم ..جوابكم وصل يا عزايزة، بنتكم زي الفل والعادات مبتجولش اننا نحرب ورا كل كبيره وصغيره ..وحديثي مع ابوكم مش انتم ...مع السلامه...
خرج ناصر وعامر بغضب وهم يعلمون جيدا ان والدهم سيعاقبهم علي هذه الخطوة...
خرج جابر فوجد وداد تبكي علي الدرج وبدور تواسيها...توجه نحوها وسحبها من يدها الي غرفتهم...جلس واجلسها بجانبه ...
جابر بحده: متعيطيش !
نظرت له بخضه من حده صوته وحاولت التوقف عن البكاء...اغمض عيناه ليهدأ من روعه وزفر بقوه...وضعت يدها علي فمها لتسكت شهقاتها...
شدها علي قدمه كالاطفال واحتضنها في صدره...ربت علي رأسها بحنان ...واردف بهدوء...
-متعيطيش عشان بزعل لما بشوفك كده...
-اني سمعتهم !
-يتحرقوا كلهم مالكيش دعوه بيهم ..احنا هنرجع مصر انهارده وهنعيش عادي جدا ومحدش هيقدر ليا علي حاجه ..انتي مراتي ومسؤوله مني !
وداد وسط بكائها: انت احسن واحد قابلته في حياتي ...
جابر وهو يمازحها قرصها بخفه: واخر واحد ياختي...
وداد وهي تمسح انفها بطرف كمها ...
-مجصودش والله عمري ما عرفت حدا غيرك انت اول واحد !
جابر بابتسامه: ما انا عارف اني اول واحد عشان كده بقولك واخر واحد كمان !وبعدين خدي هنا انتي بتتكلمي مصراوي ساعات وصعيدي وانتي زعلانه ليه انتي مبرمجه يابت !
-ههههههههههه حرام عليك بتضحكني في اوقات غريبه...
جابر بحب: ايوة ياشيخه اضحكي وطظ في اي حد منهم ...كفايه اني متأكد انك احسن واجدع بت في الدنيا دي كلها !
احتضنته وداد بشده...
-جابر !
-امممممم
-بحبك !
ابعدها قليلا لينظر في عينها ثم قربها الي قلبه مره اخري...
-وانا كمان بحبك اوووي اوووي اوووووي ...
نظرت له بابتسامه ونظرت الي اسفل بخجل ...وقف بها وهي لاتزال بين يداه ووضعها علي فراشهم لم يعطها فرصه وغمرها في قبله عنيفه تختلف تماما عن هدوء جابر و رزانته ليطبع وسمه عليها قلبا وقالبا وينهال عليها بحبه وحنانه ...لتصبح له وهو لها الي الابد !
↚
في شركه يونس وجابر ...
يونس بضيق: هو ده اللي عندنا مش بنجيب تصاميم من برااا...
دخلت بدور بعد ان انتهت من محاضراتها ...قضبت حاجبيتها من غضبه...
-مالك يا يونس ؟
-مفيش بس العملاء دول مضايقني مش عارفين يكلوني منين ! انتي كنتي فين ؟
بدور بتوتر: هااه احم اصل انا...
يونس بحده: كنتي فين ؟
بدور بغيظ: كنت في الجامعه اصل هو مش هينفع ابقي في سنه 3 ومحضرش سيكشن ...اقول للدكتور ونبي معلش اصلي حامل ؟!
يونس بغضب: ما يتحرق الدكتور علي السيكشن يعني تجهدي نفسك وانتي لسه 6شهور حمل !
بدور وهي تحاول تهدأته: ياحبيبي ما انا خدت العربيه اللي جبتهالي والسواق ! والله متعبت اصلا واديني جيت علي الشغل اهو دي القرده...
زفر يونس بحنق: انا اللي جبته لنفسي...
######
فلاش باك منذ سنتين...
يونس: ايه رأيك تشتغلي السكرتيره لحد ماتتخرجي...
نظرت له بصدمه: انت موافق اشتغل اصلا !
يونس بمكر: معايا انا بس غير كده لا !
بدور بسعاده: بجد يا يونس انا متشكره اوي اوي ...
سكتت للحظه وهي تفكر ثم عادت تقول...
-طيب كده مش هيقولوا اني عشان مراتك لا انا هستني لما اتخرج !
نظر لها يونس بدهشه ثم اردف بخبث ...
-طيب تمام هعمل اعلان بقا مطلوب سكرتيره حسناء...
قاطعته بدور بغضب: واشمعني سكرتيرة مش سكرتير ؟!
يونس بجديه: عيب في حقي علي فكره !
بدور بحنق: تقصد ايه ؟! واي هيبقي بينك وبين السكرتيره ان شاء الله !
يونس: الله مش انتي مش عايزة تبقي سكرتيره دي اسرار...
- لا خلاص انا موافقه..
ابتسم بخبث: ما كان من الاول ؟!
انتهي الفلاش باك ...
############
بدور: ههههههههههه فاكر ياخويا ولا افكرك !
يونس بضيق: فاكر ياختي يارتني كنت شرط عليكي تقعدي وانتي حامل بدل الدوخه دي !
بدور بدلع: ههههههه مش كفايه مكتبي جوا مكتبك وجايب سكرتيره للسكرتيره عشان معملش حاجه خليني سكته بقا ! ويلا اجهز عشان عندنا معاد مع مدير الشركه rtd ومش عايزين نبقي مش جاهزين قدامه ...
دق الباب ودخلت ميرا السكرتيره المساعده لبدور ...
-استاذ محمود وصل يافندم...
بدور وهي تعدل من نفسها جلست امام مكتب يونس...
-دخلي بسرعه وهاتي 3 قهوة...
قاطعها يونس بحده: 2 قهوه وواحد عصير فريش..
اخرجت له بدور لسانها...دخل العميل ورحبت به بدور ويونس واخذت بدور تشرح له تصاميم زوجها بحب وفخر ...رفرف له قلب يونس فهي كل يوم تذهله عن الذي يسبقه بحبها وطموحها...
محمود باعجاب: حلو اوي يا انسه بدور...
فاق يونس من احلامه علي وقع كلماته فنظر له بضيق...
-انسه ! سلامة النظر !
نظر له محمود بحرج ثم الي بدور: انا اسف هو حضرتك مدام...
قاطعه يونس بغيره من حديثه الموج دائما لها...
-المدام بتاعتي ... وام ابني اللي في بطنها ده ولا مش واخد بالك...
نظر محمود الي بطنها المنتفخه فندم يونس ولعن نفسه ...
بدور وهي تحاول تدارك الامر: ههههههه معلش اصل البلوزة واسعه شويه مش مهم خلينا في شغلنا
محمود باحراج: انا اسف فعلا يا استاذ يونس !
يونس بعد ان نظرت له بدور بحده: احم ماشي ولا يهمك ...
...
وقفت وداد ورا الستاره منتظره دخول جابر بفارغ الصبر .. دخل جابر الي غرفتهم وهو يجفف شعره بعد ان اخذ حماما ساخنا ...
وداد بسرعه: بخخخخخخخخخخخخخ...
انتفض جابر وقذف المنشفه في وجهها...
-اااااه ! يابت اتلمي بقا هخنفك يخربيت ام حملك ده ! الستات بتحمل تتوحم علي خوخ ؛بطيخ اول مره اشوف واحده تحمل تتهبل وتفضل تخض في جوزها !
↚
-هههههههههههههه بحب اخض يا اخي اعمل ايه ؟!
جابر بحنق: متعمليش ياختي !احمدي ربنا انك لحقتي تحملي انا قطعت الخلف خلاص !
-هههههههههههههههه معلش معلش ...يلا بقا عشان الناس علي وصول..
جابر بسعاده ومرح: ايوة ياعم لميتي الناس كلها عشان السوسه اللي في بطنك دي ..اول امبارح وانا بقول للحج ابراهيم هتولدي الاسبوع ده قرر يجي هو ومراته وعلي وليلي كمان !
وداد بابتسامه: ليلي بتحبني اوي...بتقول هتجوز ماهر لبنوتي لما تيجي..
جابر بضيق: نعم ! لا اناا بنتي مش هتتجوز دي بتاعتي انا !
وداد بتعجب: انت محسسني انها هتتجوز اول ماتتولد لسه لسه كمان 20 سنه ولا حاجه !
-لااااا الواد ماهر ده من هنا ورايح اخد حذري منه...
-مجنون والله !...
...
في المساء اجتمع الجميع في شقه توفيق وايمان...
ابراهيم وهو يحتضن بدور: كيفك يا بنيتي ؟!
قبلت بدور يده واحتضنته بحب فقد تحسنت علاقتهم كثيرا منذ اخر زياره وسؤاله عن احوالها واعترافه بخطئه عندما زوجها من يونس حتي لو كان الامثل لها ...
-الحمدلله يا بابا ...
-ههههه وحفيدي اكويس اوعي تكوني مجوعاه...
-هههههههههه لا متقلقش باكل ل 9 افراد...
روحيه بضحك: 5 في عينك حفيدي غلبان انتي اللي طفسه !
نظر علي الي ليلي وهو يتذكر حملها وكميه الطعام التي كانت تأكلها وبكاءها الدائم ..ابتسم لها فنكزته وهي تعلم تماما اين تفكيره !
ليلي بخفوت: نفسك في حاجه !
علي بمكر: اااخ بتجولي فيها ..جهزي نفسك بجي كفايه راحه اكده !
ليلي بغنج: احم بعدين بجا لما نروح دارنا !
نظر حوله والكل منشغل وجد يونس يمسك بيد بدور و يقبلها يطعمها فاكهه بيده ...و ايمان تلعب بفاطمه وتزغزغها وابراهيم يحاور توفيق في سعاده ...و جابر يحمل ابنه ماهر ذو ال ه سنوات الان ويتحدث معه بجديه و وداد تضحك بشده ..هز رأسه من سخافته ولكنه سحب ليلي من يدها ودخل الي غرفته وهي تحاول مقاومته...
ليلي بحده: باااه انت اتجنيت ولا إيه ...حد ياخد باله يا علي !
احتضنها بشده ويقربها منه ...
-محدش واخد باله يلا بسرعه...
-يالهووي يالهوووي !
علي بضحك: خلاص يابت هتفضحينا مش هعمل حاجه ! اني رايد اضمك لجلبي شويه...
ليلي: يخربيت كلامك اللي يدوخ ديه لو اعرف اكده كنت عملت الزايده من زمان !
-ااااااااااااااااااااااااااه...
انتفض علي وليلي بخضه علي صراخ وداد ...توجهوا سريعا وجدوا جابر شاحب كالون الثلج ووداد تصرخ معلنه عن بدأ موعد ولادتها ...
يونس: يلا بسرعه ياجدع انت سندها علي العربيه...
جابر بتوتر: انا مش هقدر اسوق !
يونس وهو يرغب بضربه ...
-انا هسوق ...
علي: اني جاي معاكم ...
ليلي: واني كمان ياعلي ...
توفيق: خدوا بدور وانا هاجي وراكم مع العيال !
...
بعد ساعات رحبت عائله الشرقاوي بحضور اصغر فرد في عائلتهم السعيده (علياء الشرقاوي )...
قبل جابر يد زوجته وحمل ابنته الصغيرة بحب ..علم وقتها انه سيكون كالخاتم في اصبعها وانه سيقلب الدنيا رأسا علي عقب لاسعادها هي ووالدتها...
نظر يونس بحب الي بدور واحتضنها ايه ...
-ربنا يخليكي ليا وافرح بابننا ...
ابتسمت بدور: ويطلع عنيد لباباه...
-هههههههههه علي اساس انك نسمه...
توفيق بضحك: هيطلع نسمه لمين بس لابوه ولا لامه ؟!
ضيقت بدور عيناها بدلع: مااااااشي ماااشي ياعمي...
جابر: بس بقاااا البت عايزة تنام انتو مزعجين ليه كده ؟!
يونس: هههههههههههه اه ابتدينا يلا يا جماعه عشان برينسس عليا بتضايق من الصوت العالي...
وداد بضحك: هو انا ممكن اشيها ولا ايه يا اخ جابر...
ضحك الجميع من تمسك جابر بابنته وخوفه عليها من الهواء ...
بعد اسبوع عادت ليلي وعلي الي حياتهم مره اخرى وحرص ابراهيم علي الذهاب لهم كل فتره ليداعب احفاده ويعوض ابنته عن حنانه...
ليلي بحب وهي تنام بجوار زوجها وحبيبها ...
-ياااااه تعبت جوي اليومين دول ...ضهري هيموتني ...
علي وهو يحتضنها: سلامتك ياعمري ...
ليلي وهي تقترب منه: كنت بتجول ايه بجا !
علي وهو يحاول النوم ...
-مش بجول ..نامي يا ليلي !
ليلي بغيظ وهي تنقلب الي الجهه الاخري...
-نام يا خويا...
ضحك علي في سره ...ووضع ذراعه علي خصرها يصطنع النوم...
امسكت يده ونفضتها نحوه وهي تمط فمها يمينا ويسارا...
↚
لم يستطع كبت نفسه ... وانفجر ضاحكا...
-إيه يا به اني بضحك إمعاكي ... اكيد مش هنام واسيب الجومر اللي نايم جنبي ديه !.
نكزته بغيظ وهي تبعده بيداها: فالح ياخويا، بعد عني إكده اني زعلت خلاااص...
علي وهو يقربها اليه ويوقف مقاومته له ...
-يا بااااي عليكي الواحد ميعرفش يضحك إمعاكي بكلمتين !
فتحت فمها لتوبيخه ...فأغلقه بشفتيه وهو يكبل يداها بينهم ويجبرها علي الخضوع له ..بعد مقاومه تكاد تكون ملحوظه استسلمت له واحاطته بذراعيها ...
لينغمس الاثنان معا تاركين الواقع خلفهم ومطلقين العنان لقلبيهم ...في فراش شاهد علي مراسم حبهم منذ البداية...
...
بعد مرور شهور في شركه يونس...
يونس بضيق: والله مبصيش نحيتها انتي مجنونه ...
بدور ببكاء وقد غلبت عليها هرمونات الحمل منذ الصباح...
-لااا انا شفتك بعنيه وانت بتبص علي البنطلون بتاعها...
-بنطلون ! انتي عايزة توديني في داهيه ! انا معرفش اصلا شكله او لونه ...
زاد كلامه من بكاءها وقالت بغضب...
-عشان كنت مركز في اللي جوا طبعا...
امسك طرف انفه بشده ليتمالك اعصابه ...
-مش عارف ارد عليكي بايه ...بدور لو مش هتبطلي عياط هروح اطردها تمام...
بدور بصوت عالي: لاااااا وتطردها ليه هي كانت غلطتك مش غلطتها...
يونس بغضب: عالي صوتك اكتر لسه مسمعتش خليها تروح ترفع قضيه نسب عليا ! غلطه ايه انتي هبله ؟!
بدور وهي تقف بغضب: انا راجعه البيت...
تركته وهو يناديها واتجهت الي الباركينج، لاحقها سريعا وصعد الي السياره مع السائق تاركا اعماله و اجتماعاته المهمه !
يونس بصوت منخفض وغاضب ...
-نزلتي علي السلم بردو ! متزعليش بقا لما اقعدك في البيت ...
تجاهلته ونظر الي الخارج بعناد...
لم تنتظره عندما اوقف السائق السياره وصعدت الي شقه إيمان...
كانت ايمان و وداد منغمسين في حديثهم وعلياء تنام علي ذراع ايمان...نظرت ايمان الي بدور الباكيه وانتفضت تعطي حفيدتها الي وداد...
ايمان بخضه: مااااالك ؟ حصل حاجه ؟!
بدور ببكاء جاهر كالاطفال ..احتضنتها واردفت...
-ابنك بيخوني يا ماما !
ذهل يونس وهو يدخل من الباب خلفها غاضبا و كاد يخبط رأسه بالحائط مما يسمعه...
نظرت ايمان له بغضب و ربتت علي ظهر بدور لتهدئها...
-انت عملتلها أيه ؟! انت مش خايف علي اللي في بطنها ده !
يونس بضيق: معملتش حاجه دي تخيلات في دماغها ! هي من الصبح طالبه نكد معاها...
بدور: اااااااه بقيت نكد دلوقتي مبقاش يحبني زي الاول...
يونس بقله حيله: لا اله الا الله ! انا عملت ايه بس يا بنت الحلال لكل ده !
ايمان بتحذير: ولد متزعقلهاش وهي كده...ممكن بقا اعرف حصل ايه ؟...
جلس يونس وابتسم بابتسامه صفراء لا تعكس داخله...
-اسأليها ولما تعرفي قوليلي...
بكت علياؤ معلنه عن رغبتها في الطعام فاستأذنت وداد الي الداخل تطعمها ...
بدور بحنق: يا ماما واحده موظفه دخلت عليه والباشا سرحان وقفت قدامه وفضل سرحان بردو...
ايمان بحيره رفعت حاجبها ...
-لا معلش ثواني كده عشان افهم...يعني هو كان سرحان وهي دخلت وهو سرحان بردو وقفت قدامه قام هو سرح في بنطلون البنت وهو اصلا سرحان من الاول !
عضت بدور شفتيها عندما سمعتها بهذه الطريقه وشعرت بسخافتها ...وضع يونس يده علي رأسه بترقب ...
بدور بخجل: احم يعني انا حاسه كده اني ظلمته !
يونس بذهول: حااااسه !
زفر بقوه واردف ...
- انا رايح اخد شور ...
-نزل الي شقتهم وهو يشعر بتعب نفسي واحباط من شكها الدائم به منذ ان حملت بطفله !
نزلت بدور خلفه بعد ان هدأتها ايمان بحب واخبرتها بان تلاحقه وتعتذر له...
انهي يونس حمامه فوجدها واقفه في منتصف الحجرة منتظرا إياه ...تجاهلها تماما وبدأ في ارتداء ملابسه، وقفت بدور كالطفله الصغيرة المخطئه وهي تنظر للاسفل بخجل...
حاولت ان تتوجه نحوه فابتعد الي الناحيه الاخري ...اعادت الكره ففعل المثل ...
وقفت بدور ودون سيطره منها بدأت دموعها تتساقط بصمت ...نظر لها يونس وجدها تبكي زفر بقوة واستسلم لقلبه بعد ان قرر معاقبتها علي هذا الشك الدائم فهو لا يري غيرها ابدا !
ذهب نحوها ومسح دموعها ...
-بس متعيطيش...
بدور ببكاء وصوت متقطع: انا اسفه !
ضمها اليه وهو يحاول الا يضغط علي بطنها ...
-خلاص ولا يهمك بس متعمليش كده تاني...انتي عارفه انا بحبك وعمري ما هبص لغيرك !
-انا عارفه والله بس انا من الصبح وانا حاسه اني زعلانه ومخنوقه وعايزة اعيط !
ضحك يونس: اخدت بالي ...بصي نتفق لما تعوزي تعيطي قوليلي واحنا نعيط سوا تمام..
ابتسمت وسط دموعها واحتضنته بشده ...
-بحبك اوووي يا يونس ربنا يخليك ليا !
-يخليكي انتي وابننا ده اللي فاضلوا اسبوعين ويشرفنا !
↚
يونس بضحك: يابني اسكت بقا رايحين اهوه سيب ايدي...
احمد بغضب: نأااااه بيييب بيييب اناا...
-هههههههههههه حاضر كمل سنتين وهطلعلك رخصه الاول ! خلينا نجيب امك من الجامعه بسلام الاول...
خرجت بدور من المحاضره ...فاقتربت سارة منها بابتسامتها الصفراء...
سارة بضحك: امال فين النونو مش ناويين نشوفه بقا...
زفرت بدور بضيق: ان شاء الله...
ساره بمكر: اممم علي العموم مبروك ..عارفه جايه متأخره بس حبيت اقولك ان وزنك باظ خالص ولازم تحفظي علي هيئتك كده متبقيش مكعبره ...
وقف مازن يهز رأسه علي خبثها فهو يستلطف بدور منذ ان رأها لكن زوجها سامحه الله سبقه اليها وبقيت هذه ال سارة تحوم حوله من وقتها !
تدخل مازن: لا والله خالص ده اكتر حاجه عجباني انها محافظه علي رشاقتها !
ليأتيهم صوت يونس الغاضب من الخلف ...
-وحضرتك مركز مع رشاقتها ليه !
التفت بدور بسرعه وخوف ...ذهبت اليه وامسكت بيده...بدور بتوتر ...
-يونننس ايه المفجأه الحلوة دي !
نظر لها بنصف ابتسامه تحمل الكثير من المعاني والتوعد ...
سارة بغيظ وهي تري يونس البالغ الوسامه وابن بدور الاكثر من رائع ...
-والله يا بدور وحده زيك تحمد ربنا وكفايه مذاكره كده وربي ابنك واهتمي بجوزك...
نظرت لها بدور بحده فشعر بونس بتوتر الموقف بينهم ...
ابتعد مازن قليلا حتي لا يشعل يونس ويسبب لبدور المشاكل...
ابتسم يونس ابتسامته الساحره لساره مما اغاظ بدور و ابتسمت سارة بمكر ظننا منها انها تعجبه...
-اه لو تعرفي ربنا بيحبني قد ايه كرمني ببدور ..ربنا يخليها ليا جمال وادب واخلاق وفوق ده و ده ...ادتني اجمل هديه وعارفه توافق بيني وابنها ودراستها يعني من الاخر المرأه المثاليه !
كانت سارة تغلي من حديثه...
-عن اذنكم...
ذهبت من امامه بغضب وضحك مازن علي ذكاء يونس...
التفت يونس الي مازن واعطي احمد الي بدور وامرها بالبقاء في السيارة...
توجه نحوه وعقد ذراعيه وقال بتهديد وعيون اربكت مازن ...
-اخر مره اشوفك بتكلم مراتي اوعليها ...انا صعب علي فكره وهتندم لو اتخطيت حدودك مرة تانيه !
مازن: احم دي زي اختي ...انا مقصدش...
-مايهمنيش تقصد ولا لا..اللي يهمني انك متقربش منها تاني !اتفقنا ؟!
هز مازن رأسه بالموافقه فتركه يونس وتوجه الي بدور الغارقه في قلقها ...
ادار السياره وتوجه الي البيت بصمت... حاولت ان تتحدث معه وتجس نبضه ..اهو غاضب منها ام ماذا...
-حبيبي مقولتش انك جاي ليه انهارده...
يونس بحنق: ربنا بيحبني ...عشان اشوفك وانتي واقفه مع الباشا...
بدور بانزعاج: بليز اوعي تهرج وتقول انك بتغير منه ده مازن !
اوقف السياره واردف بعنف...
- والله ده مازن ...اه فعلا ده مازن يبقي يكلمك عادي تصدقي انا اللي غلطان !
انفجرت ضاحكه علي ردت فعله واعطته احمد الذي يحاول الوصول الي ابيه ...
-ايه ده بتغير عليا يا بيبي...
-بس يا ماما ربنا يهديكي ! بس ياض انت بطل عض..
ردت بدور ضاحكه: بموت في عصبيتك وغيرتك دي ...
نظر لها يونس بحيره: عشان كده مجنناني بقاا ..
امسكت يده وقبلتها بحب...
-انت قلبي من جوا ...
نظر يونس لها بحب وقبل ان يفتح فمه ...رن هاتفه...
زفر يونس بضيق: طبعااا لازم حد يقاطعني !
-هههههههههه معلش ...هات ابني العب بيه شويه !
رد يونس: الو...
جابر بحنق: اييييه التأخير ده كله انت اللي هتجيب التورته انت نسيت...
قلب يونس عيناه بحنق واردف ...
- اولا الساعه 3 ...ثانيا عيد الميلاد الساعه 8 ...ثالثا بقا والاهم ده عيد ميلاد بنتك مش فرحها انت متوتر ليه كده!
- متوتر ليه ! انت عايز علياء تزعل !
ضحك يونس: لا مقدرش ازعلها...
-يبقي تخرس خالص وتيجي بسرعه...
-ان شاء الله...
اغلق الهاتف في وجه جابر...ادار سيارته واتجه سريعا الي محل الحلويات...
بدور وهي تكتم ضحتها: معلش معلش بنته الوحيده ...
ابتسم بمكر واردف ...
-انا هعرف اربيه جابر الكلب ده !
اجتمعت العائله كلها في المساء واحتفلت بعيد ميلاد علياء ...
و بدأ يونس في تنفيذ خطته...
-بوس علياء يا مودي يلاااا ...الله شاطر بوسها يلا تاني تاني...
نظر جابر بغيظ الي يونس الذي يحمل الطفلان ويجبر ابنه علي تقبيل علياء صغيرته !
يونس بابتسامه: بوسها من بوقها بقا ! شاطر حبيب بابي ...يلا نبوس عمو جابر بقا...
نظر له جابر شزرا وهو يحمل ابنته سامحا لاحمد بتقبيله ...غير ابهين لماهر الصغير وهو يزم شفتيه بغضب طفولي ...
توجه الي ليلي امام الجميع ...
-امي انتي مش جولتي ..علياء ابتاعتي !
كاد جابر ان يسقط من طوله .. بينما ضحك علي والجميع بشده غير مصدقين اقوال هذا الصغير...
ليلي بضحك: إييوة يا حبيبي بتاعتنا اكيد !
جابر بضيق: انت ياض انت اتكلم علي قدك دي بتاعتي !
ضحكت وداد وهي تمسك بزوجها...
-بس انا وعدت ليلي بيها...
نظر لها بغيظ ...
-مش مهم حتي لو ! هتفضل بتاعتي لوحدي ...
ايمان: الله ! هتعنس البت بقا !
توفيق بضحك: طول ما انتي جدتها مش هتعنس ابدا !
اطلقت ايمان ضحكه مدويه ونكزت توفيق وهم يتذكرون معا، خطه ايمان لجمع يونس وبدور والتي استطاعت بها تزويج جابر لوداد لتضرب عصفورين بحجر وتزوج الاثنان معااا...
ابتسم لها توفيق وقال بضحك...
-صحيح ان كيدهن عظيم !