رواية انصاف القدر عامر ومليكة كاملة جميع الفصول بقلم سوما العربي
رواية انصاف القدر عامر ومليكة كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة سوما العربي رواية انصاف القدر عامر ومليكة كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية انصاف القدر عامر ومليكة كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية انصاف القدر عامر ومليكة كاملة جميع الفصول
رواية انصاف القدر عامر ومليكة كاملة جميع الفصول
عامر الخطيب: كبير عائلة الخطيب يبلغ من العمر 37 عامآ....لم بتزوج حتى الأن... ضخم الجثه عريض المنكبين ذو طله و هيبه كبيره ببشره خمريه و شعر بنى و عيون عسليه مثل الصقر يتصف بالذكاء الحاد و الحنان و المسئولية عن جميع أفراد العائلة تولى شئون العائلة بعد موت جده كبير العائلة فى حادث مع ابن أخيه مكرم الخطيب
مليكه مكرم: أصغر فرد فى عائلة الخطيب والدها هو مكرم الخطيب ابن عم عامر الخطيب تبلغ من العمر 19 عامآ قصيرة جدآ ذو شعر بلون البندق قصير يصل إلى كتفيها و وجه طفولى بريئ بخدود مستديرة و أعين تشع نقاء و جسد صغير
فادى: ابن عم مليكه و يعشقها و فى مقام خطيبها فى ال 25 من عمره يعمل مهندس مدنى فى احد أفرع شركات الخطيب
ألفت عبيد: الجده تبلغ 65 عامآ لكنها مصابه بشلل نصفى منذ سنوات و لا تستطيع الكلام أو الحركة و تجلس على كرسي متحرك
كارما الخطيب: اخت عامر الخطيب تبلغ 23 عامآ و هى خطيبة محمد الخطيب شقيق على الخطيب
محمد الخطيب: شقيق على الخطيب عمره 28 عامآ يعشق كارما اخت عامر يدير حسابات شركة الخطيب
ندى: صديقة مليكه من نفس العمر
كارم: الصديق المقرب لعامر و يعمل ظابط شرطه
نجلاء: والدة ندى صديقة مليكه فى ال45 من العمر
فى احد القصور الفخمة جدا. بعد الدخول الى باحتها الواسعة مرورا بمساحات كبيره جدا من الخضرا.. نصل إلى الحديقه الداخليه للقصر. الجميع يعمل على قدم وساق تجهيزا لحفل عيد ميلاد تلك الصغيرة... أصغر أفراد عائلة الخطيب. يتيمه الأب والأم... مليكه... اليوم هو عيد ميلادها ال18.
بداخل القصر.. يجلس الجميع على سفرة الطعام لتناول الإفطار. تتقدم الخادمة بالكرسى المتحرك الخاص بالسيدة الفت كى تشاركهم الإفطار. بينما يجلس محمد يتجاذب الحديث بهمس مع كارما يبدو أنه يتغزل بها.. واضح جدا من خجلها وهى تنظر أرضا لا تعرف ماذا تقول. على الجهة الاخرى يجلس فادى هائم بتلك الجميله التي تجلس لجواره. اما الجميله فعيونها على الدرج... تنتظر فارسها... الرجل الوحيد الذي تراه على هذا الكوكب.. وربما المجره كلها. زادت وتيرة انفاسها بعنف وهى تراه. يهبط الدرج خطوة خطوه... على مهل وتروى... يظهر اولا حذاءه الاسود الامع.. بعدها بنطال اسود لبذله رسميه غاية الفخامه... إنها قطعه النادره... لا يرتدى الا(وان بيس). تمرر عيناها على عضلات صدره المفروض والظاهرة بوضوح خصوصا مع ذلك القميص
الأبيض... تصل بهيام وتنهيده حاره الى لحيته الكستنائيه... كم تعشق لحيته هى.. ثم تستقر عيناها على عيونه الزيتونيه...ثم شعره الكستنائى بنفس لون لحيته... انه خطر... خطر على قلبها الصغير. انه خطر لأنه عامر الخطيب... من لا ترى عيناها غيره.. وقعت له منذ ان وعت وفهمت مشاعر الفتيات اوو... ربما لا تعرف متى... لا تتذكر حقا. لكنها تحبه بشده... تشعر انه يحبها... نعم.. تشعر أن له معامله خاصه معها... بالتأكيد يحبها.
لم تنقطع عيناها ولو ثانيه واحده عن متابعة خطواته الواثقه وهو يبتسم بخفه حين اقترب منهم يفتح اول ازار بذلته يقول بهيبه ستقتلها يوما :صباح الخير يا جماعه. اشرق وجهها كأنها شخص آخر حين التفت اليها يقبل مقدمه شعرها يقول :كل سنه وانتى طيبه يا ميكا. كل مرة يقترب منها يفعل بها هكذا.. هى الان متلعثمه فى تلك اللحظة هل تبتلع ريقها ام تبتسم ام تتنفس... لما لا يرحم قلبها الذى مازال يحبو اول خطواته فى دنيا العشق. تحدثت بتلعثم وهى تبتلع ريقها:وانت طيب. تدخل فادى قائلا :كل سنة وانتي طيبة يا مليكه. التفت له وقالت:وانت طيب يا فادى.. شكراً. فادى :هو فى شكرا بين واحد وخطيبته ياهبله. اغتصبت ابتسامة على شفتيها تكمل طعامها وهى تنطر ناحيته ترى ردة الفعل... يكمل طعامه بهدوء يضع الجبن بالسكين داخل الخيز... الن يتضايق.. ينهره.. يغضب.. مليكه مد"منة روايات ترى رادات فعل الابطال على حبيتهم وتنتظر ان تطبق كل شئ يحدث في الواقع.. لكن لما هو كأنه لوح ثلج هكذا. اخذت تتسأل
وهى تنظر امامها بشرود إلى أن قطع الصمت صوته وهو يقول لها:مليكه مش بتاكلى ليه. تهلل وجه تلك المسكينه من جديد واخذت تأكل سريعاً... يبدوا انه يهتم.. يهتم جدا... لقد التفت الى انها لم تكن تأكل.. إذا هو يهتم. على الجهة المقابلة لرأس الطاوله التى يترأسها عامر... كانت الجدة الفت تجلس بالمقابل.. نظرها مسلط عليهم.. مليكه وعامر.. كأنها تود قول شئ ولكن لا تستطيع. تحدثت كارما قائله بغمزه:ايوه ايوه يا عم... ماحدش ادك.. ابيه عامر عامل شويه تجهيزات عشانك ماتعملتش لاستقبال الإمبراطوره اوجينيى. عامر مبستما:هو احنا عندنا كام مليكه يعنى. ابتسمت بفرحة شديدة.. لا يسعها العالم من مجرد كلمات.. اى كلمه بسيطة منه تجعلها تمتلك العالم كله... حتى أنها طوال اليوم تظل تعيد بحروفها وتسردها على نفسها تصبرها على انتهاء يومها او إلى أن يعود مجدداً وتختلق اى حديث بينهما فيقول شئ جديد يصبرها لليوم التالى. وجدته يكمل قائلاً :انا عارف ان
مجموعك للثانويه العامة مش اد كده... طبعاً مش هسيبك تدخلى كليه عاديه. لازم كليه قمه زينا كلنا... قدمتلك فى الجامعة الايطاليه في هندسة. لم تركز من اى شئ قاله او تتعمق في حديثه.. لم تشعر أن هناك اهانه لها... كل ما اعتبرته واهتمت به من حديثه انه يهتم... يهتم جدا... فكر فى كليتها.. سحب الورق وقدم فى الجامعة أيضا... اوووه كم يستحق العشق هذا العامر. الهذه الدرجة يعشقها. وقف يغلق جاكيت بذلته يقول:انا ماشى.... يالا يا فادى وراك شغل... وانت يا محمد الحسابات تكون عندى النهاردة عايزين نقفل الميزانية. كانت عيونها تقطر قلوب.. تراه لا يطيق ان يجلس فادى معها كثيراً.. مثل الروايه التى سهرت عليها ليلا بالضبط... البطل غيور.. غيور جدا من خطيب البطله ويبعده عنها. وهل يوجد بطل مثل عامر.. انه يفوق اى شئ... يعشقها جدا هو. انتبهت على نفسها تنظر حولها وتزفر بضيق واحباط فهو قد رحل... عندما يرحل تشعر بكأبة المكان..
كأنه ليس بتلك الحلاوة التى كان عليها وهو موجود. نظرت حولها وجدت الكل غادر ماعادا كارما وجدتها. لملمت كارما اشياءها وقالت وهى تغادر :طب سلام بقا يا ميكا عندى كام مشوار هعمله وكمان هروح ادفع دم قلبى عشان اجيب لسيادتك هديه... سلام... سلام يا تيتا. قبلت الفت من وجنتها وغادرت سريعاً. وقفت مليكه من مقعدها واتجهت لجدتها بعدما وجدتها تومئ برأسها لها كأنها تناديها بحزن وحنان. ذهبت عندها وفهمت من اشارتها ان تقترب لحضنها.. ضمتها الفت لحضنها بأسى كبير وهى تتنهد ومليكه تنعم بدفى حضنها. تعلم الفت ما بقلب تلك الصغيرة تجاه كبير العائله.. تراها ولا تستطيع الحديث أو حتى النصيحه. جلست مليكه عند قدميها تبتسم قائله :ياترى الفت هانم عبيد جابتلى هديه عيد ميلادي ولا لأ؟ ابستمت الجده بحنان عيونها تومئ بحب وسعادة فابتسمت مليكه على الفور قائلة :انتى هديتى يا تيتا.. ربنا يخليكى ليا. قبلت يدها بحب شديد وهى تستمع لصوت السيدة ناهد (والدة عامر) تأتى من الخلف تقول :امممم.. البكاشه بتاعتنا كبرت سنه. التفتت لها قائله :يا صباح الحلويات على احلى طنط فى الدنيا. ناهد:مممم. مش بقولك بكاشه... كل سنه وانتى طيبه يا ميكا.
مليكه:وحضرتك طيبه... فين هديتى. لكزتها على يدها وقالت:دايماً كده متسربعه.. باليل.. فى الحفله. دبت قدميها بالارض وهى تزم شفيتها كالأطفال وهى تغادر متمتمه بسخط. تاركه الفت تبتسم بحب عليهم وناهد تقهقه بسعادة تعشق مناوشاتها معها كثيراً.
___________________________________________________
فى احد الأحياء الشعبيه. وقف ذلك الرجل الذي قارب على الخمسين عاما يولى ظهره لشقيق زوجته بغضب شديد فى حين يتحدث شقيقها قائلاً بغضب عاصف:انتى اكيد جرى لمخك حاجة يا نجلاء... طلاق ايه اللي عايزه تطلقيه...بعد العمر ده كله... دى بنتك ندى بقت عروسه خلاص... اعقلى وحطى عقلك فى راسك. وقفت بغضب
وقد نفذ صبرها :انا مش صغيرة وحقى اعيش العيشه الى تريحني... انا تعبت ومش مرتاحه. صرخت بها امها تقول :اختشى قطع لسانك... هو فى زى سى الباشمندز توفيق... راجل مكفى بيته... مافيش حاجه نقصاكى... اختشى وحطى فى عينك حصوة ملح... قوليلى يابت... ايه اللي ناقصك... كل شهر بتاخدى مصرويف بيت يكفى عيلتين... تلاجتك مليانه على تومة عينها... لبس. صيغا وكافة شئ... الف واحده بتحسدك على الى انتى فيه.. واخرة المتامه عايزه تتطلقى وبنتك بقت عروسه على وش جواز.. ياختى ده البطر وحش. صرخت بعلو صوتها :حراااااام عليكوا...
حد يحس بيا بدل ما اولع فى نفسى. وقفت امها تقول بغلطه:قوليلى.. قوليلى يابت مين الى زغلل عينك ميل دماغك عشان تبقى عايزه تتطلقى. كل ذلك وهو يقف يوليهم ظهره بغضب شديد... وهى فقط مصدومه من كلام امها عنها...هل وصل بها الأمر كى تضغط عليها لان تشكك بها.. ماذا يحدث... وهو مازال يقف صامت وكأنه حقا مظلوم. انفجرت فى الكل تقول :والله... حيث كده بقا هو قالكوا انو رامى عليا اليمين مرتين قبل كده.. ومن شويه كانت تالت مره... ايييه... ماتنطق يابيه. اتجهت انظارهم له بصدمه وهو يقف مصدوم لم يتوقع أن تقول كل شئ فقد عهدها كتومه خائفه... ظن أنه سيحل الأمر بينه وبينها. تحدث شقيقها بصدمه وقال:وكل ده ساكت... مطلقها طلاق نهائى وساكت... كنت مستنى ايه عشان تتكلم. استدار توفيق يقول :انا كنت ناوى احل الموضوع انا وهى يا خالد. خالد:وده هيتحل بينكوا ازاى يا بيه... ده خلاص طلاق نهائى.. كده لازم محلل. نجلاء:انا مش عايزه ارجعله اصلاً. ام نجلاء:انتى اخرسى خالص اما نشوف اخرتها ايه...
عايزه تخربى بيتك تبلعى لسانك وماسمعش حسك لحد ما نشوف حل للمصيبه دى. خالد:مافيش حل...لازم تتجوز واحد غيره... جواز كامل.. وده كمان مش سهل لأن صعب نلاقى حد يوافق. نظرت لهم بجمود.. هى لا تريد حل من الاساس.. تدعو أن لا تجد من يوافق. خرجوا سويا بعضب شديد يهمون بالمغادرة ولكن استوقفهم جوار المنطقة(المعلم رجب) بلهفة :خير ياست ام خالد.. كان فى حاجة عند ام ندى.. ايه الزعيق ده. ام نجلاء:لا ولا حاجة يا معلم... انت عارف البيوت ياما بيحصل فيها.. فوتك بعافيه. رجب :الله يعافيكى.. نورتى.. نورتنا يا استاذ خالد. خالد :تشكر يا معلم. ذهبوا سريعا وهو مازال يريد أن يعلم ماذا حدث معها... دقائق ووجد توفيق يغادر هو الآخر بحقيبة ملابسه والغضب يعميه. تهلل وجهه وانشرح صدره يبدوا انه خلاف كبير بينهم.... عاود الجلوس خلف مكتب قذر من الخشب وهو يعاود التقاط مبسم الارجيله يدخن باستمتاع وشرود وشبح ابتسامة خفيفة يلوح على وجهه.
____________________________________________________
كانت تجلس مع صديقتها المقربة ندى تقول بتصميم شديد :ندى انا مش هفضل كده كتير انا اخدت القرار. حاولت صديقتها الخروج من تلك المشاكل التى تحدث ببيتها وتندمج قليلاً مع صديقتها علها تنسى قليلا وقالت :مليكه انا الى اعرفه ان الولد هو الى لازم يروح يقول للبنت انه بيحبها الى بتفكرى فيه ده تهور وغلط. اشاحت بيجها تجيب بهيام:اديكى قولتيها بنفسك... الولد.. لكن ده عااامر... راجل.. مش ولد.. صعب ييجى يقولى. اشارت ندى الى عقل مليكه قائله:امال فين مليكه ومخها الى يودى فى داهيه... خطتى وتكتكى لحد ماييجى هو عند رجليكى يقولك ارحمينى بحبك. مليكه:يابنتى والله انا حاسه.. لالا انا متأكده انه بيحبنى.. مش هحتاج بقا انى الجأ لخطتى القذره خالص.. ولا اشغل مخى. تنهدت ندى وقالت بتصميم :لأ لأ بردوا.. انا شايفه ان كده تهور منك. مليكه :فى ايه بس يا ناس... هو ليه كل حاجه محتاجه حاجه.. ليه الموضوع مايتاخدش ببساطة... لو واحدة بتحب واحد ماتروح تقوله... خصوصا لو هى حاسه انه بيحبها... ليه لازم خطة..
ليه لازم تكتكه وتشغيل دماغ لحد ما يقع في المصيده.. انه بحبه وهو كمان يبقى خلاص. ندى:اولا مش انا الى هقولك أن الدنيا مش سهله كده... ثانياً ده لما تبقى متأكده من حبه ليكى.. ثالثا مانتى من يوم ما عرفتك وانتى بتكتكى وتخططى ومخك ده يودى فى داهيه اشمعنى بييجى عند سى عامر ويقف. مليكه :هيييييييح.. مالكيش فيه.. انا عمرى ما استخدم عقلى عليه.. ده عامر العشق. ندى :اسمعى منى وجربى عقلك عليه مش هتندمى. مليكه :بس يابت.. مش هعمل كده. مش محتاجة اصلاً... واضحه جدا بيموت فيا... ده أنا اخترت لون الستاير الى هغيرها فى جناحه.. ومن ساعتها بفكر اسمى البنت وعد ولا نغم. ندى :اه يا خوفى. مليكه :سيبك منى وخليكى في صبى الجزار بتاعك ده. ندى :بت لمى لسانك.. مش صبى جزار... ايه يعنى لما ابوه يبقى شغال جزار مش ذنبه. مليكه :وهتفضلوا تتقابلوا فى السر كده كتير؟ ندى :عندك حل تانى.. مانا وهو من سن بعض ولسه بندرس مايقدرش ياخد اى خطوه دلوقتي.. احنا الاتنين عيال. مليكه :ايوه عيال.. خلينى انا فى الراجل
بتاعى. ندى بغيظ :والله شكلك هتقعى على جدور رقبتك... قومى يالا عشان فاضل شويه على الحفله يادوب تجهزى... قومى. شهقت مليكة :يانهار ابيض... ده أنا نسيت.... الحفله.. عمورى... يالا بسرعه. بقصر الخطيب. اشتعلت الأجواء بذلك الحفل شديد الصخب والتكلفة أيضاً... الموسيقى تصدح فى كل الأرجاء. وهناك فى حشد من رجال وسيدات الأعمال يقف بكل هيبته... بذله رمادية مع قميص اسود.. لحيته الكستنائيه مهذبه يرفع شعره للخلف.. عطره الفاخر يسكر كل النساء حوله... ينظرن له طامعين باى التفاته إعجاب منه. وهو يقف... ثابت... واثق.. يوزع ابتسامات على الجميع بثقه. وكل أفراد العائلة مجتميعن.. كل منهم يقف مع أصدقائه ومدعويه. حتى الفت تجلس مبتسمة على كرسيها تتابع الحفل تنتظر تلك الصغيرة معهم. ثوانى وطلت عليهم بكامل حلتها.. فستان من الاوف وايت... شعرها مفرود خلفها..
مكياج مناسب.. حذاء من نفس لون الفستان... تسير بتعجل.. تريد أن يراها بهيئتها الخاطفة هذه. تقابلت مع فادى الذى تقدم منها قائلاً :واااااوو.. قمر.. بجد حلوه اوى يا ميكا. ابتسمت باستعجال عيونها مثبته ومنتطره استحسان شخص واحد فقط. ردت بسرعه :شكرا يا فادى... ربنا يخليك. فادى:طب تعالى شوفى هديتك. لم يأتى حتى الآن لها بلهفة كما قرأت برواية الامس.. لا بأس... لا يريد أن ينكشف حبه وهوسه كما قرأت برواية اول امس.. وقفت تتلقى التهانى والإعجاب من الجميع بعد قدوم ساره مع حبيبها. وأخيرا تقدم منها يبتسم قائلاً :كل سنه وانتى طيبه يا ميكا. اوووه لقبها المحبب منه هو فقط... هو من أطلقه عليها وتحبه منه هو فقط.. اللعنة عليها لقد أصبحت مهووسه بعامر. تسارعت دقات قلبها تقول بعيون تقطر قلوب:وانت طيب. عامر :هديتك بقى السنه دى مختلفه... خلاص تميتى 18 سنه...
وتقدرى تطلعى رخصه سواقة... سو... هديتك... هنااك اهى. أشار حيث يوجد شيء كبييير مغطى بغطاء احمر. بإشارة من يده رفع الغطاء أمام وشهق الجميع من منظر تلك السيارة (مينى كوبر) من اللون البمبى. اتجهت إليها سريعا لا تصدق.. دائما ما كانت تبدى إعجابها بتلك السياره بالذات.. تراها لطيفة وكيوت مثلها. تنظر له بانبهار لا تصدق وهو فقط يبتسم لها. عادت إليه سريعاً وقالت:شكرا شكراً.. حلوه اووى بجد. انا. انا عايزه اقولك على حاجه مهمه اوى. قاطعهم صوت ناهدت والدته.. تنادى الجميع من بعيد وهى تتقدم بقالب الجاتوه مع صوت أشهر اغانى أعياد الميلاد. اضطرت لتأجيل كل شئ وذهبت تطفئ الشمع وهى تصر على وجوده لجوارها. تحدثت ندى بسرعة قالت :استنى استنى.. غمضى عينك واتمنى امنيه بسرعه. وهل يوجد لديها امنيه غيره.. لاشك بالتأكيد هذه هى الأمنية التى دعت بها الله فى تلك اللحظة... تمنت أن يجن جنونه بها ويصبح مهووس مليكه كما تقرأ برواياتها المفضله. التف حولها الجميع يقدمون لها هداياهم التى لم تلتفت لها.. عيونها مثبته على عامر... وهى تراه يقف الان مع تلك الأنثى الشقراء التى لا تعرفها.. تراها تضع يدها على صدره بدلال وهى تضحك بغنج مستفز..
والاكثر استفزازا هو ضحكاته التى يطلقها.. إلا يعلم ذلك الغبى ان هناك من تغير عليه بجنون.. لما لا يعمل لها حساب. تركت الكل واتجهت اليه سريعاً.. لن تنتظر وتفكر أكثر.. يجب أن تأخذ موضعها بحياته.. ان تبدى غيرتها وحقها به أمام الكل وفى النور. وقفت على مقربه منهم تقول :عامر ممكن دقيقة. التفت لها مستغربا.. تناديه اليوم دون اى ألقاب كما عودها. نظرت تلك الشقراء لها باستخفاف وقالت :ايه يا حبيبتي.. مش تراعى الأدب وتقولى ابيه ولا عمو ولا اى حاجة.. وكمان مش شايفاه واقف معايا. ولا كأنها سمعت شئ.. نظرت له بتصتميم وقالت :ثوانى لو سمحت. نظر لها مطولاً وقال:اوكى.. عن إذنك يا شاهى. حاولت تناسى ذلك الغضب منه.. لم يردع تلك الافعه ويحذرها من ان تحدثها هكذا وايضا يستأذن منها.. ولكن صبرا صبرا.. الآن سيتغير كل شئ حينما تعطيه الضوء الأخضر فلا يخاف شئ ويعترف هو الآخر بحبه لها وبعدها يصبح كل شئ من حقها وفى النور. وقفت بارتباك.. لم تكن تعلم أنها ستكون هكذا.. ظنت انها ستقول كل شئ بقوه وثبات... ولكن عامر حبيبها... له هيبته على كل حال. عامر:ايه يا مليكه هنفضل واقفين كده.. قولى كنتى عايزه تقوليلى ايه... اه لو على الكلية..
ماتخافيش انا خلاص قدمت لك لازم تبقى كليه قمه طبعا زى كل ولاد الخطيب. أخذت شهيق عالى وقالت :لا انا مش مش عايزه اقولك كده... انا عايزه اقولك انى بحبك. اتسعت عينيه فاكملت:انا بحبك اوى ومن زمان وخلاص عايزه اقولك كل ده.. انا عارفه انك بتحبنى بس متردد تيجى تقولى عشان.... قطع حديثها وهو لم يستطع كبت ضحكاته... هوى قلبها بين قدميها... تشعر بالبروده تسرى وتنخر بعظمها وهى تستمع لقهقاته العاليه يقول :ايه يا ميكا الى بتقوليه ده... بحبك ايه لأ ومتاكده كمان... انتى عندى زى كارما بالظبط لأ لأ انتى بنوتى إلى انا مربيها. ههههههه مش معقول انا مش مصدق بجد.. عشان كده دايماً مأجله خطوبتك من فادى... ايه يا حبيبتي الخيال الأوفر ده.. يا مليكه ده انا لو كنت مبطل شقاوة من بدرى شويه كنت جبت بنوته قريبه من سنك. كان قلبها هو الذى يدمع.. عيونها لم تجمع بل قلبها... تستمع له بزهول وقد تجمد كل جسدها.. قلبها ممزع كأنه يعبث به بيده والدم يسقط منه..وهو بكلماته تلك كان يده تقبض وتبسط على قلبها الذى فى قبضة يده وهو لا يبالي... كأنه يعبث وهى تتألم. حاولت إيجاد صوتها تقول بصوت
مختنق:بس.. بس انت.. انت دايما بتعاملنى معاملة اسبيشال.. و. وو. ودايما بتقولى يا حبيبتي. عامر :مانتى بنوتى حبيبتي... انا الى مربيكى من وانتى خمس سنين لما جيتي من عند جدتك بعد ما ماتت من اسكندرية. تحدثت بضياع تشعر أن كل شئ انهار حولها :تقول بضياع :يع.. يعنى ايه. عامر باستعجال :خلاص يا ميكا يا حبيبتي... ماتديش الأمور أكبر من حجمها.. انتى كنتى فاهمه غلط وانا صححتلك الصوره... يالا بقا انا لازم امشى دلوقتي.. كل سنه وانتى طيبه. قبل مقدمة رأسها وكأنه لم يحطمها ويستهزأ بها وبقلبها الصغير.. أراد أن يأخذ الأمر ببساطة لكن لم ينتبه انه قد سخر واستهان بمشاعر بنت صغيرة.. قلب صغير.. حلمها أن ترفرف في سماء الحب.. قلب بنوته صغيره رق وحب.. احب شخص استهان به بل واستهزاء وضحك. لا والاكثر والذى لن تنساه طوال عمرها وهى تتوارى خلف الشجر تراه وهو يرحل مع تلك السيده.. تسحبه معها بغنج مقز"ز.. اليوم. وبنفس اللحظه.. الن يحترم حتى حرمة تلك المصارحه.. انه حطم ورفض حبها الان. ألم يكن بمقدوره السهر معها غداً.. فى تلك اللحظة وهى تراه يقود السياره يغلق زجاج النافذة ويغادر خارج بوابه القصر الضخمه سمحت لنفسها بالانهيار والبكاء.. تبكى وتنتحب على ما فعله بها... لقد حط"مها بكل برود. جاءت ندى سريعا بعدما كانت تقف من بعيد تراقب كل شئ.. اقتربت وهى ترى انهيار صديقتها أرضا..ودون ان ينتبه احد على كس"رتها وانهيارها سحبتها سريعا لغرفتها... تستمع لكل ماحدث. لقد قاربت الشمس على الشروق وهى تبكى وتخبر ندى بكل شئ. انفجرت ندى بوحهها تقول:جالك كلامى.. هو ده عامر الى بتمو"تى فيه. ده كلب..
طب كان رفض بهدوء واحتواكى وفهمك بالراحة.. ليه يضحك ويعمل كده... اتقاجئ اوى بروح*** يقوم يعمل كده.. ورايح يسهر سهره حمرا فى نفس اليوم. استمعت الى بوق سيارته يعلن عن وصوله حتى يفتح له البواب. ندى :اتفضلى... لسه راجع من عند الهانم.. ملتزم اوى عامر بيه الخطيب ده.. من السرير للبيت على طول. اغمضت مليكه عينيها بأسى وحزن على من حط"م قلبها واستهان بمشاعرها البريئه.. هو الوحيد التى كانت وديعه معه ولم تشغل أفكارها الجهنميه عليه ولم تستمتع يوما لنصائح صديقتها..
انما سارت وراء حبها العذرى. سحبت الغطاء عليها تريد ان تنام ولا تقم ثانية. أغلقت ندى الاضواء وهى تتصل بامها أخبرها بما حدث مع مليكه وأنها ستظل عندها حتتى تتحسن. ثلاثة أيام مرت وهى لم تبرح غرفتها.. الجميع يسأل عنها وندى تخبرهم انها مريضه قليلا من يوم الحفل. على الفطار كان يجلس كالعادة يترأس المائدة.. ينظر لذلك المقعد الفارغ يقول بقلق :هى مليكه مش هتنزل النهاردة بردو. ناهد (والدته) :لسه تعبانه... الجو يومها فعلا كان مرطب وهى كانت لابسه كت وقصير اوى.. ان شاء تبقى كويسه. شعر ببعض القلق يتذكر حديثه معها اعترافها له.. اكيد معيبه نفسيا مما قاله.. أو ربما لا تقوى على مواجهته. صمت فهى بالتأكيد يومين وتكن بافضل حال. تحدث فادى :طب انا هطلع احاول اجيبها تفطر معانا ماينفعش نسيبها كده. ولكن صدح ذلك الصوت الذى جعل الكل ينظر خلفه وخصوصا عامر تتسع عينيه بزهول وهو يراها بكل تلك القوة تتبختر على السلم لجوار صديقتها تقول :لا انا جايه بنفسى يا فادى. ينظر لها مستغرب بشده. يشعر أن هناك شئ مختلف بها..
ربما قوه لم يعدها.. بريق لامع باعينها.. ربما انوثه زائده... لا يعلم لكنها اليوم مختلفة... لما لم تهتم بنطراتها عليه كما اعتاد دائما. يراها تجلس تسحب احد شرائح الجبن الرومى وهى تبتسم لصديقتها التى جلست لجوارها بمرح شديد... توقع ان تكون منهارة.. لكن لم يحدث. وهى تجلس بجوار ندى تتوعد بتغيير وقلب كل الموازين..من يظن نفسه كى يهزأ بمشاعر وقلوب الغير ويرفضها بتلك الطريقة.. ستجعل الحلم حقيقة.. تقسم أن تفعل....
↚
تجلس ببيت ندى لاتصدق ماتسمعه... والدة صديقتها والتى تتخذها رمزاً للعقل والحكمه خرجت عن صمتها وتريد الطلاق الان.
كانت نجلاء تقوم بصب القهوة لها ولمليكه لحين استيقاظ ابنتها الكسوله. تنتهدت وهى تلاحظ نظرات مليكه موجهه لها بصدمه.
تحدثت قائله :عارفة انتى بتقولى عليا ايه دلوقتي.... زى امى واخواتى وكل الناس.. الناس شايفنى اتجننت على كبر... شايفين قدامهم باشمندس اد الدنيا... مكفى بيته وعياله.. دايما وهو راجع من شغله شايل ومحمل.. وإلى بنطلبه بنلاقيه... مايعرفوش أن الباشمندس المحترم ده سرقنى. اتسعت أعين مليكه
فاكملت:ايوه سرقنى... سرق عمرى... سرق شبابى...لما تعيشى مع راجل عمره ماحبك ولا حتى حاول... عمره ما قالى كلمه حلوه ولا حتى شكر او اعترف باى مجهود بعمله وكل كلامه وانتى قاعده في البيت بتعملى ايه يعني... على فكره انا عارفه ان فى رجاله كتير مش بتعرف تعبر عن حبها وبتتحرج من كده بس على الاقل بتترجمه لافعال حتى لو بسيطه.. ده غير ان الباشمندس توفيق لسانه حلو اوى برا... برا البيت بيتحول...عايش معايا وهو نافش ريشة... مستكتر نفسه عليا ودايما موصلى الإحساس ده.. لما بقولك سرق عمرى مش ببالغ.. عارفة يعنى ايه لما تبقى طول عمرك عايشه مع بنى ادم محسسك أن هو ده بس الى تستحقيه... هو ده أقصى حاجة ممكن توصليلها وماتحلميش ولا تطمعى فى اكتر من كده... طول عمرى شايفه نفسى حلوه... معاه بدأت احس اني مش حلوه اصلاً من طريقته معايا.. طول الوقت عنده علاقات.. كلام خروج ولما انطق امى تقولى طالما بيخلص لف برا وييجى ينام في فرشتك يبقى خلاص....
خلاص خلاص خلاص لما بقا العمر كمان خلاص... عمرى اتسرق من غير ما اعيش ولا احس باى لحظه حلوه... دايما عايشه في ضغط واسترس.. لا الاكل بيعجبه ولا ذوقى فى ترتيب البيت ولا حتى شايف انى بعرف البس عدل... هه ده حتى تربيتى لبنتى مش عاجباه ودايما كان يعلق على كلامى. الفاظى.. انتى متخيله انا عايشه في ايه.. ده غير انى تقريباً مش عارفة عنه حاجة.. معاه كام بيقبض كام... ومش مسموحلى حتى اعرف... لما اتكلم يرد عليا بقرق يقولى(مش ليكى أن الى بتحتاجيه تلاقيه.. مالكيش فيه بقا) عارفه يعنى ايه يا مليكه انى اعرف أخبار جوزى من سلفتى.. وتبقى قاصده تقول قدامى قال يعني وقعت بلسانها عشان بس تكيدنى وتقولى( ايه ده هو توفيق مالكيش طب والنبى ماتقولى لحد انى قولتلك حاجه)...
متخيله كل ده عيشت فيه سنييييين.. ضيعت فيها شبابى وانا بسمع لنصايح امى العاقلة وأنى احافظ على بيتى وماخربش على نفسى وكلل الحاجات دى. وأدى النتيجه... عمرى ضاع على الفاضى.. تعبت ومابقتش قادرة استحمل اكتر من كده. كانت تستمع لها بصدمه... من يراها لا يصدق ابدا انها هى نفسها تلك المرأة التي تبتسم وتتعامل وكان لا شئ يحدث.. كأنها تعيش حياة مستقرة هادئه.
تحدثت بصدمه :يعنى ناويه على ايه يا طنط.
تنهدت نجلاء وقالت :مش عارفة.. بس كل الى اعرفه ان خلاص.. احنا اتطلقنا ومش هيقدروا يضغطوا عليا ويرجعونا لبعض... عمرى ما هرجعله تانى. مليكه :طب وندى.
نجلاء :ندى هى الى استحملت عشانها كل ده وهى خلاص كبرت ومسيرها تفهم...
زى ما انتى فهمتينى هى هتفهم.
مليكه :بس ماينفعش حبستك فى البيت دى.. لازم تخرجى وتغيرى جو.. كده غلط عليكى انتى بقالك اكتر من اسبوعين ما شوفتيش الشارع.
نجلاء :لأ مانا قررت اخرج معاكوا النهاردة.
اتسعت أعين مليكه :ايه التحول الرهيب ده.
نجلاء بإصرار :انا عيشت دور الضحية كتير اوى... وبعد كل السنين دى عرفت ان المسكنه والكس"ره مش هتفدنى ولا هتوصلنى لحاجه... يمكن لو كان حصلى كده من كام سنه كنت انكس"رت واكتئبت.. بس دلوقتي وفي سنى ده انا فى عز النضج.. هخرج وهتبسط.. وفى الأول والآخر مش بعمل حاجة غلط... ده أنا كمان هتصل بيه اطلب فلوس. كاد فم مليكه يسقط ارضا وهى تستمع لها
وتقول :بجد..
وهتقبليها على نفسك؟ احتست نجلاء بعض القهوة باستمتاع وهزت كتفيها
قائله:اممم.. وماطلبش ليه... دى اقل حاجه اصلا.. قولتلك مش هعيش دور الضحية.. ده أنا هطلب وهطلب وهطلب.. وانا عارفه انه هيدفع... ده حقى وحق بنتى.. مايجيش حاجة قدام عمرى الى راح معاه.
مليكه :ايوه بس هيبقي مديهالك وهو حاسس انك محتجاه او انه بيجبى عليكى.
ضحكت نجلاء بسخرية :ههههه.. ضحكتينى والله يا مليكه... حبيبتي هو هيفضل شايف كده طول عمره سواء طلبت منه فلوس او لأ... مش هستفاد حاجة لما احسسه ان بجملت وانا أكبر من انى احتاجلك وكده... مش هيشوفنى أصلا..
افهمى بقا ده واحد مش حاسبنى من البنى ادمين أصلا... انا هاخد منه الى أقدر عليه ومش هاخدها على كرامتى خالص. مش هيبقي تعاسة وفقر كمان. تعمقت مليكه فى حديث نجلاء.. تشعر أن معها كل الحق فيما قالت.
نجلاء :بتت.. سرحتى فى ايه. اشربى القهوة يالا على ما ادخل اصحى ندى والبس انا كمان. بعد ساعه تقريبا كن يخرجن ثلاثتهن من البناية يخططن ليوم اكثر من رائع..
كانت نجلاء ترتدى بنطال ابيض واسع مع توب ابيض وعليهم جاكيت صيفى طويل من اللون (البيبى بلو) وحجاب مدمج من اللونين. كانت في قمه اناقتها وانوثتها.. تسير معهن وكأنها قريبه من عمرهن. جلس المعلم رجب امام محل الجزار التابع له ينفس دخان ارجيلته وهو يضع قدم فوق الأخرى. اعتدل بسرعه وانشراح صدر وهو يرى تلك المرأة التى طالما كانت حلم صعب المنال. تسير أمامه بكل تلك الأنوثة والجمال. وقف سريعا يقول بأدب :صباح الخير يا ست ام ندى. وقفت نجلاء ومعها الفتاتين...
وندى تسترق النظر داخل محل الحزاره.
نجلاء باستغراب :صباح النور يا معلم.. خير فى حاجة.
رجب باستعجال:الا انتى رايحه فين كده؟ نجلاء :نعم؟! استدرك نفسه وذلة لسانه النابعه من شغفه ولهفته عليها وقال :لا ولا مؤاخذة مش القصد... انا.. انا بس بقالى كذا يوم مش بشوف سى الباشمندز توفيق.. الا هو فين.. مش خير إن شاء الله؟
↚
نجلاء :وهو انت يا معلم قاعد راقم كل رجاله الحته وعارف مين بات فى فرشته النهاردة ومين لأ ولا ايه؟!
رجب :ها؟!!..... لا مش القصد.. انى بس شوفته من قيمه اسبوعين كده واخد شنطه هدومه ومن ساعتها مارجعش.. فقولت نسأل لا يكون فى حاجة ولا محتاجين حاجه ولا فى مشكله كبيره إن شاء الله.. ااالاسمح الله يعنى. رفعت مليكة حاجبها تنظر لندى وكذلك ندى لديها نفس الشعور.
نجلاء :لا كلك واجب يامعلم.. لا خير ان شاء الله ماتقلقش... عن إذنك... يالا يا بنات. ذهبت من أمامه وهو يقف بدقات قلب عاليه وانفاس مسلوبه... مجرد وجودها أمامه... طلتها.. هيئتها.. رائحتها... وقوفها أمامه وجها لوجه حلم كبييير جدا... سبحان الله من النقيض للنقيض. طوال اليوم ومليكه تحاول أن تقلد نجلاء فى كل شئ... لن تعيش حياة الضحيه... لن تكن نجلاء الثانيه وتتزوج من رجل لا يراها من الأساس... تحاول أن تستمتع بيومها وتدخل السرور على قلبها بنفسها كما ترى نجلاء تفعل بالضبط. فقد ذهبت نجلاء للشوبنج... اشترت الايس كريم وأصرت على ان تأكله وهى تسير فى الشارع...
_____________________________________________________
ذهبت معهم للملاهى... فعلت أشياء كثيرة بيوم واحد.. كانت عازمة على الذهاب للبيت وهى لاترى أمامها.. تستلقى على الفراش بنفس ملابسها من شدة التعب وقد كان. كذلك فعلت مليكه مثلها بالضبط.. لطالما كانت علاقتها بوالدة ندى جميله جدا... كأنهم اصدقاء. لكن طوال يومها وأثناء ماهى تتخذ قرار بأن تحيا بسعادة لم تنسى ابدا تارها مع عامر الخطيب.. لن تصمت ابدا او تجعل الأمر يمر هكذا.. لن تعيش هى أيضا بدور الضحية. عادت للبيت منهكة جدا. لا تريد او تقدر الا على النوم... كانت قد دلفت للداخل وهى بطريقها لصعود الدرج. جاء صوته من خلفها
يقول بغضب :مليكه...
كنتى فين لحد دلوقتي؟ استدارت له بتعب فى اول مواجهة لهم بعد ذلك اللقاء المخز"ى منذ اسبوعين.
مليكه بثبات :فى حاجة يا ابيه.
عامر:أظن سمعتى سؤالي. كنتى فين لحد دلوقتي؟ مليكه :كنت فين.. باينه اوى أنى كنت برا البيت.
عامر:ايه ده بجد.. تصدقى ماكنتش واخد بالى. بعدها هدر بغضب يقول :كنتى فين؟
مليكه بتعب :هو حضرتك بتعلى صوتك عليا ليه؟
عامر:لما بنت من بنات الخطيب تخرج طول اليوم لوحدها ومن غير ما تقول لحد وكمان ترجع متأخرة كده عايزانى اسكت. بصى حواليكى يا هانم...كل البيت نايم وحضرتك لسه راجعه من برا.. قولتى لمين إنك خارجه اصلاً.
مليكه :قولت لفادى.
عامر :وانتى بقيتى بتاخدى اذنك من فادى دلوقتي... ماطول عمرك بتاخديه منى انا.
مليكه:مش هو خطيبى.. وبكره يبقى جوزى... لازم اتعود اخد الاذن منه هو وبس. عامر :والله؟ اغمضت عينيها تبتسم داخليا بخبث تقول بأعياء شديد :اه.. والنبى سبنى بقا يا ابيه عشان مش قادر اقف على رجلى حاسه هقع و انام هنا دلوقتي. مثلت ان قدميها لم تعد تحملها بإحتراف شديد فتقدم سريعا بغضب يتلقفها بيده ويحملها على ذراعيه يصعد بها الدرج
يقول :ليه كنتى فين كل ده مش قادرة تقفى على رجلك كده. مليكة
بخمول:على فكره مايصحش كده انا هطلع لوحدى
عامر:لا ماهو واضح انك قادره تطلعى اوى... كنتى فين كده طول اليوم مخليكى مش قادرة تقفى على رجلك. مليكه :فى الملاهي.
عامر :الملاهى.. ولوحدك بقا؟ مليكه :لا طبعا مع صحابى. نظر لها بنظرات مذبذبه... يشعر بشيء غريب وهو يحملها كعروس هكذا بين يديه.. رغم أنه فعلها كثيراً جدا وهى صغيره... ماذا؟ وهل كبرت الان عليه؟ هى لازالت مليكه الصغيرة التي رباها. كان يتمتم بذلك يقنع نفسه بشده.... لكن رائحتها اصبحت مختلفه عن آخر مره حملها فيها... آخر مره حملها كانت رائحتها ممتلئه بالطفولة والبراءة.. لكن الآن رائحتها تذبذبه وتوتر جسده... لكنه تمالك حاله بغضب مما يفكر به.. ينظر لها بغضب لما جعلته يشعر به... وضعها على الفراش ببعض من الحدة يقول :طب نامى... والصبح لينا كلام تاني. هم بخلع حذاءها فقالت بسرعه وتوتر:ايه ايه.. ايه يااا ابيه انا هقلعها وانام.
عامر :ايه مانا ياما غطيتك ونيمتك.
مليكه :انا كبرت خلاص مابقاش ينفع.. لو سمحت اطلع عشان اغير هدومى.
كانت تتحدث بجديه وخبث فى نفس الوقت. وهو ينظر لها صامت لدقيقه يتمعن ويستوعب.. الى ان هز رأسه
قال:اوكى.. تصبحى على خير. خرج من عندها مذبذب حقا وأفكاره مبعثرة وهى تخلع كل حذاء على حدى تلقيه أرضا باهمال وكبر تتوعد له بالكثير والكثير. صباح يوم جديد. يجلس الكل على طاولة الإفطار كالعادة. الكل موجود ماعدا فادى الذى ذهب بعطله لأيام مع أصدقائه.. ومليكه التى لم تحضر حتى الآن. كانت الجده تهمهم كأنه تود قول شئ
فقالت ناهد :ايه يا ماما... بتسالى عن مليكه؟ . نظر لهم بطرف عينيه يرى الفت تومئ برأسها إيجابا فتجيب امه:خلاص بعت داده اعتماد وصحيت ونازله اهى. ابتسمت الفت تحاول تناول طعامها بصعوبه بيدها. أكملت ناهد حديثها وقالت :على فكره يا ماما.. اختى صفاء وبنتها جايين يقضوا معانا يومين.. ده طبعا بعد إذنك. ابتسمت لها الفت مرحبه وهو يغمض عينيه بملل...
هل كان ينقصه خالته وابنة خالته (هديل) ومخططات امها بزواجها منه.. أيضاً مشاكل مليكة الدائمة معها... همممم الان فقد ترجم كل شئ واستوعب.. إنها الغيره... كانت تفعل معها ذلك وهى تعلم ان هناك خطط لأن تكون هديل هى عروسه...لذا اليومين القادمين ستكون هناك مشاكل كبيرة من الغيره وخلافه...عاود تناول طعامه بغرور وهو يتذكر ويعرف ركض مليكه خلفه واهتمامها الكبير. ثوانى وكانت تهبط الدرج ترتدى فستان ناعم من الاخضر.. ترفع شعرها عاليا.. تشع جمال ورائحه جميله.. يبدو أنها غيرت عطرها. هذا ما كان يفكر به وهو يقلب عينيه بملل.. يعلم.. سيجن جنونها الان وتزيد من جرعة الاهتمام بعد معرفتها بقدوم هديل. ماذا؟! لم تهتم حتى بقول سلام خاص به كما كانت تفعل وإنما القت سلام جماعى. ينظر لها بقوه وهو يجدها لا تنظر له ولو مره واحده.. لم تحن منها اى التفاته ناحيته. ماذا هناك.. اين مليكه التى كانت دائما عيونها عليه.. تراقب كل حركة وكل كلمه... كان بالطبع يلاحظ اهتماما الكبير وتوددها واختلاق اى حديث تماطل به كى يطول..
لم يكن يعلم السبب ولكنها بيوم عيد ميلادها فسرت له كل شئ. أين كل هذا الان.... حسنا لا بأس فهى على أى حال سيجن جنونها الان بعدما تعلم أن خالته قادمه. ولكن لما لم تتحدث أمة بالأمر ثانيه. تباً الن تعلم الان.. يريد ان تتحدث أمة من جديد كى تعلم تلك الصغيرة وينتشى من ردة فعلها المجنونة كما عهدها سابقاً.. لا بأس اهدئ عامر لا تقلل من هيبتك بالتأكيد ستتحدث امك الان. مرت دقائق والجميع على وشك الانتهاء من الفطور وامه لم تعيد حديثها. وتلك المليكه لم تلتفت له ولو بنظره... عصبيته جعلت كل شئ يخرج عن السيطرة... فتحدث فجأة
وقال :و هما هيقعدوا اد ايه يا امى؟
عامر سيظل عامر... هيبته وكبره جزء لا يتجزأ منه.. برغم عصبيته يتحدث بكبر وكلمات مقتضبه وعلى الطرف الآخر أن يفهم ما يقصده بتلك الكلمات القليلة بل ويجب سريعاً. يستمع لأمه وعيونه مثبته بغضب عليها وهى لم يرمش لها جفن.. بل تضع المربى على الخبز وتقضم باسنانها باستمتاع شديد رغم حديث امه التى قالت :ممكن تلات ايام.. انت عارف خالتك صفاء بتحب جو البيت هنا اوى هى وهديل. لازالت تكمل طعامها وهى تبتسم لجدتها.. كأنه غير موجود.. كأن الجميع غير موجود.. الا يوجد على تلك المائدة غير جدتها تنظر لها وتتفاعل معها. أين مليكه التى عهدها تختلق معه اى حوار وتصب كل اهتمامها عليه هو فقط حتى نظرات العيون. وهناك على طرف الطاوله فرد وحيد يتابع كل شئ بفرحه كبيرة.. وهى الجده الفت..
تنظر لمليكه تبتسم وكانها تدعم ماتفعله... هى الوحيدة التي تلاحظ غضب عامر مهما حاول كبته. مازال ينظر لها بغضب ينتظر اى نظره او التفاته... لكنها لم تفعل كأنه هواء.
لم يعد يحتمل أكثر تحدث بغضب فجأة افزع البعض وجعلهم ينظرون له باستغراب :مليكه... خلصى فطارك وحصلينى على المكتب. هم يغادر بثقة وثبات
ولكنه توقف على صوتها الناعم :مش هينفع يا ابيه انا اتاخرت ولازم اخرج دلوقتي. خليها بعدين.
استدار لها بغضب وألفت تبتسم بشماته وانتشاء.
↚
عامر :نعم؟ انا اما اقول تيجى ورايا يبقى تيجى ورايا.. وكمان تعالى هنا... رايحه فين وقولتلى لمين انك خارجة وهتروحى فين ومع مين وراجعه امتى.
تدخلت ناهد :فى ايه بس ياحبيبي ماتهدى ايه كل الأسئلة دى. ماتسيب البت تخرج وتفك.
عامر :لو سمحتى يا امى ماتدخليش. عاود النظر لها يقول :ماتردى. مليكه بهدوء :انا قولت لتيتا انى خارجه.. صح يا تيتا. اماءت الفت برأسها تبتسم بشماته عليه. عامر:لااااا.. ده أنا لازم افهم فى ايه.. أقل من دقيقة وتكونى قدامى في المكتب. سامعه. هدر بالاخير بغضب افزعها رغم اى شئ وشتت ثباتها. أخذت نفس عميق تهدأ روعها تستعد للقادم وهى تضع زيتونة كبيرة فى فمها تنظر لالفت التى تتابعها بحماس وسعادة. وقفت تعدل من ثيابها وتعيد فرد
خصلات شعرها خلفها بكبر.. مالت على جدتها تقبل رأسها
قائله :مالك مبسوطه بزيادة كده النهاردة. اتسعت ابتسامة الفت اكثر واكثر فقالت مليكه :والله شكلك فاهمة كل حاجه ومدكنه. اماءت لها الجده سريعاً بحماس توافقها الرأي فاتسعت أعين مليكه :انا قولت كده بردو ياتيتا يا سوسا انتى. لكزتها الفت توبخها
فى حين صدح صوته بغضب يستعجلها:ملييييييكه. نظرت لالفت بابتسامه وقالت :هااااى.. استعنا على الشقا بالله.. قوينا على الشر يارب. ضحكت الفت وهى ذهبت بهدوء وثبات له. دقات على مكتبه تبعها صوته الغاضب :ادخلى. دلفت بهدوء
فقال :اقفلى الباب وتعالى. نفذت الأمر بهدوء وثبات واتجهت لتقف مقابل مكتبة. عامر :انا عايز افهم حالا فى ايه؟ اااه كتلة برود غرور متحركة...
يسأل وكأنه لم يفعل شئ... كأنه لم يكسر قلبها وخاطرها من اسبوعين.. كأنه لم يحرج طبيعتها ويرفضها.. ولم يكن رفض عادى.. إنها رفض مهين.. مخزى.. تتألم كلما تذكرت ضحكاته التى فشل في كبتها.. ومغادرته فى نفس الدقيقة مع تلك الشقراء. وبعد كل هذا يغضب لأنها تحولت ولو قليلاً... كم هو انانى.. يريد أن يرفضها وتظل تهتم كالسابق. ردت بثقة :عايز تفهم ايه.. هو ايه اللي محتاج شرح مثلا وانا اشرحلك. توترت نظراته... تلك الصغيرة تضعه بخانة إليك... ماذا يقول الان.. هل يخبرها انه غاضب من زوال اهتمامها ولهفتها عليه... ام لأنها أصبحت لا تأخذ أوامرها منه. لأول مرة يضعه شخص بهذا الموقف..
ان يقف عاجز عن الرد.. وقد فعلتها مليكه.. اصغر فرد يتعامل معه فى حياته كلها.
تحدث بعد مده يحاول الثبات :ازاى تتاخرى امبارح برا كل ده.. وماتقوليش إنك خارجه. مليكه :اولا انا قولت لحضرتك.. انى قولت لفادى وانا..
قاطعها بغضب :وانتى بقيتى بتاخدى إذنك من فادى خلاص؟ قلبت عينيها بملل مصطنع
تقول :على فكره حضرتك قولتلى كده امبارح بردوا وانا قولتلك انه خطيبى وهو الى المفروض اخد الاذن منه مش حد تانى. ينظر لها بغضب... منذ متى هذا الكلام.
تحدث هو:ومن امتى الكلام ده.
مليكة :اعتبره من النهاردة او امبارح وات إيفر يعنى وبعد إذنك بقا عشان مستعجله ولازم امشى.
عامر :انا لسه ماخلصتش كلامى. مليكه :ممكن نكمله لما ارجع.. لازم اخرج دلوقتي.
عامر بغضب :مالك بقيتى متسربعه كده وعايزه تخلصى كلام معايا وتجرى فى ايه. اعادت فرد خصلاتها البنيه خلف ظهرها بدلال وكبر
تقول وهى تهم للمغادرة :ماعلش مستعجله.. نكمل كلامنا بالليل.. باى يا ابيه. عامر :ماشى.. ماشى يا مليكه اما اشوف فى ايه. قالها وهو يتحجج بالأساس.. ماصدق ووجد حجه تجعله يفتح معها حديث بالمساء بعد ذلك التجاهل الذى أصبح يواجهه منها وهو غير معتاد على ذلك. مر اليوم سريعا على الجميع وها هو يجلس بغرفته ينتظر أن تأتى وتكمل حديثها الذى قطعته في الصباح... يعلم لقد عادت منذ ساعة. وكما تعود ويعلم.. ستأتي الان تفتح معه الحديث..بكل غورو وثبات ظل يجلس على مقعده بهدوء داخل مكتبه ينتظر أن تأتى إليه وهو سيتصنع الانشغال بالطبع. مرت 15 دقيقة اخرى ولم تأتى.. تفاقم غضبه من تجاهلها له وخرج من مكتبه سريعا يصعد الدرج.
كانت تجلس بغرفتها تضع طلاء الأظافر على يديها وهى تغنى بدلال وخبث:انا مش مبيناله انا ناوياله على ايه.. ساكته ومستحلفاله ومش قايله له ساكته ليه.. خليه يشوف بعنيه.. ايه اللي ناويه عليه هخليه يخاف من خياله لما اغيب يوم عن عنيه.. كتر خيرى انى امنته واستحملته يا قلبى زمان ييجى عليا واعديهاو يسوق فيها معايا كما... قطع غناها وهى تراه يفتح باب غرفتها بغضب. ابتسمت داخليا كانت تعلم أن ذلك سيحدث ولكن ليس بهذه السرعة ابدا.
ادعت الغضب تقول :ازاى حضرتك تدخل اوضتى كده من غير ما تخبط.. مايصحش كده ابدا.. عيب.
لم يعير حديثها اهتمام وقال:انتى قاعدة تحطى تغنى وتحطى بتاع على ضوافرك وسيبانى اقعد استنى كل ده.
استدارت تكتم ضحكاتها المتشفيه تقول :ماسموش بتاع اسمه مونيكير... وبعدين حضرتك مستنينى ليه... هو فى حاجة؟
عامر :نعم؟ انا مش قولتلك هنكمل كلامنا باليل.. ماهو ساعدتك كنتى مستعجله اوى الصبح.
مليكه:انا مش فاهمه بجد ايه اللي هنتكلم فيه.. حضرتك بصراحة مدى الموضوع اكبر من حجمه الطبيعي.. خلاص خرجت وجيت. اخدت الاذن من فادى ماحصلش حاجة لكل ده الموضوع بسيط... وبعدين حضرتك راجل كبير ومسؤل عندك مسؤليات واهتمامات أكبر بكتير من انك تقعد تدقق مليكه الصغيرة راحت فين وجت منين.. كان الله في العون والله... اهدى وكبر دماغك كده صحتك... هتركز فى ايه ولا ايه.
↚
من هذه؟ سوال يردده الان... اين مليكه التى كان هو شغلها الشاغل.. الآن تطلب هى منه الا يعيرها اهتمام..
تضعه بين المطرقه والسندان تحرجه.. كأنها تقول له لا حجه لديك كى تهتم. نظر لها بعند وكبر وقال:ماشى.. انا جيت بس أحذرك هديل جايه بكرا ومش عايز بقا شغل العبط ولعب العيال والمشاكل والمناكفه بتاعت زمان دى سامعه؟ رغم كل شئ كانت داخلها غيره مشتلعه ولكنها انتبهت على حديثه.. يحدثها بكل غرور يخبرها بمنتهى العنجهيه الا تفعل أفعال الغيره هذه لايريد مشاكاسات.
ابتلعت غصه مؤلمه بحلقها وقالت :لا ماتقلقش.. ممكن بعد اذنك بس عشان راجعه تعبانه ومحتاجه انام. هز راسه بمعنى نعم؟
مليكة :ايه عايزه انام.. اتفضل
ردد بزهول :اتفضل؟!
مليكه:اه اتفضل هو انا بشتمك؟ بقولك اتفضل عشان عايزه انام. قبض على أصابعه يده بغيظ وقال:هتفضل ماشى. خرج من عندها بغضب ولكنه رغماً عنه اصبح ينتظر قدوم هديل بفارغ الصبر. فى الصباح. تقدمت السيده صفاء تدخل من بهو القصر يرحب بها الجميع.. ومعها فتاه ذات جمال هادى وجه خمرى مستدير وعيون سوداء. ترتدى دريس سماوى اوف شولدر وحذاء أرضى بسيط. كانت خجولة وجميله حقا. تجلس تبتسم وتتحدث مع الجميع.
جاء عامر فغمرته صفاء بقبلات واحضان ترحب يه ترحيب شديد :اهلا اهلا ياحبيبي وحشتنى. عامر :اهلا بيكى منورانا.. اهلا ياهديل ازيك.
ابتسمت برقه:الحمدلله ازيك انت يا عامر. اجابها وعيونه على الدرج ينتظر تلك اللحظة من الأمس :الحمد لله تمام. صفاء :والله انتو وحشتونا اووى..
وخصوصاً انت يا عامر.. اههههه..ده حتى هديل هى الى أصرت وقالتى لازم نروح نزور خالتو وعامر.. مش كده يا هديل اهههه.
اغمضت هديل عينها بحرج وقد سئمت أفعال امها وتلك المواقف التى تصر على وضعها بها... هى يوما لم تسعى لأى شئ مما تخطط له والدتها ولكنها ذات شخصية ضعيفه ومهزوزه جدا. اما عامر فتهلل وجهه يبتسم بثقه وخبث يستعد لتلك المعارك والمناوشات التى ستحدث الان بين مليكه وهديل كالعادة. وهو يستمع لصوت خطواتها على الدرج.. وهو يراها ترتدى بنطال من الجينز ضيق به بعض الخدوش.. وفوقه تيشرت عليه رسمه شبابيه... جمعت شعرها قطتين.. ترتدى نظاره مدوره من الزجاج الشفاف.. يبدو أنها ستخرج اليوم بلوك جديد أو فعلت ذلك لتبرز جمالها امامه وأمام هديل... لكنها وللحق جميله جدا اليوم وبتلك الهيئة يجب أن يعترف فعلاً بذلك. لكنه مازال يبتسم بثقة ينتظر وكله فرحه القادم.
ولكن تلاشت ابتسامته وتحل معالم الصدمة وجهه وهو يراها تتقدم منهم بهدوء ووداعه مرحبه :طنط صفاء ازى حضرتك... ازيك يا هديل... ايه الجمال ده.. احلوينا اوى. احتدت علامات وجهه بغضب لم يكن يتوقع أن يغضب يوم من تصالحهم هكذا.. ما الذى يحدث له؟....
بقلم سوما العربى
↚
يجلس مقابل صديقه (كارم) الذى يرمقه بنظرات محتاره. يرتشف بضع من قهوته ويعاود النظر إليه.
كارم:فى ايه يا عامر مالك كده؟
عامر :مالى؟
كارم :مش عارف.. مش مظبوط خالص.. كأنك مستنى حاجة او حد.. قاعد عمال تفرق على الكرسى زى العيال الصغيرين.
عامر :ايه الى بتقولو ده.. ماتلم نفسك يالا.
كارم :الله مش بقولك إلى انا شايفه... انت مش مظبوط والله.
عامر :بقولك ايه.. انت هتعمل شغل المباحث ده عليا... اشرب قهوتك وانت ساكت.
كارم :ياخى حرام عليك دى رابع قهوة اشربها امال فين الغدا.
عامر:قول كده بقا.. حاضر يا سيدى هنأكلك.
ثم اخذ يتطلع حوله ربما تكون قد عادت من الخارج... منذ الصباح بعدما رحبت بخالته وابنتها بحفاوة غير عادية او متوقعه خرجت.. حتى لم تتناول الفطور معهم.
وقد قارب المغرب على الأذان ولم تأتى حتى الآن. كارم يجلس يتابعه... كل حركاته.. بحكم مهنته هو متأكد أن صديقه به شئ.
كانت كارما تسير باتجاه هديل تحمل معها بعض المسليات فتحدث عامر سريعاً :كارما... كارما.
اتت سريعا تقول :مساء الخير.. مساء الخير يا حضرة الظابط.
كارم :مساء النور ازيك يا كارما.
كارما: الحمد لله
عامر :احمم.. اا لو الكل بقى موجود قوليلهم يحضروا الغدا.
كارما :ماشى هخليهم يحضروه.
عامر :يعنى مليكه رجعت؟انا قاعد من بدرى فى الجنينة ماشوفتاش.
كارما :لا ماهى بعتت رساله على موبيل تيتا انها هتتغدا برا. حاول عدم الشعور بالضيق.. عادى... فلتأكل بالخارج وما يعنيه هو بالاساس. ذهبت كارما وظل كارم يسلط نظراته الثاقبة على صديقه.
كارم:هى فين كارما صحيح...وحشتنى العفريته دى.. بقالى مده ماشوفتهاش.
عامر :ها. مش عارف.. خرجت من بدرى. ك
ارم :اممم... بس انت بتسأل عليها ليه؟ عامر :ايه يابنى مش مسؤله منى. كارم:مسؤله منك اااه.. صح عندك حق.
نظر له عامر بضيق وصمت. وكارم مازالت نظراته عليه يبتسم بخبث يود الضحك بشدة.
عامر :فى ايه ياض انت بتبصلى كده ليه... انا غلطان اني مصاحب واحد زيك.
كارم:والله انا ال غلطان فى حق نفسى أنى مصاحب واحد زيك.. حويط ومش صريح ابدا... قاعد من الصبح فيك حاجه.. عمال تفرك وتتلفت حوليك زى اللى عامل عامله وبتتحجج وتسأل على مليكه... عبط احنا بقا.. مانا اكيد هربط الاحداث ببعض يعنى وافهم انك بتتلفت تشوفها رجعت ولا لأ.
عامر:ايه الهبل الى بتقولو ده..انت عبيط.
كارم :بص بس عشان القفشه بتاعتك دى مش هتجيب معايا.. انا قاريك يالا.. انطق وقولى ايه سر التغيير المفاجئ ده.. فى ايه؟
عامر :يابنى مافيش.. كل الحكايه انى عايز اتابعها بنفسى.. حصل حاجة كده مت فتره خلتنى احس أني لازم اتابعها اكتر.
زم كارم شفيته بعدم اقتناع يضع اصبعيه تحت ذقنه يقول:اممم... بجد.. حاجة ايه دى؟
عامر بلامبالاه وكبر:ابدا يا سيدى.. جت يوم عيد ميلادها تقولى انها بتحبنى وبتاع وكلام كده... مش عارف ازاى تفكر كده اصلا.. ولا فاكره او بتقول انها متأكده أنى بحبها بردو.. شغل هبل فى هبل كده. ينظر لصديقه ينتظر الانبهار او الصدمه... كارم يعلم ذلك.. يعلم أن صديقه ينتظر منه ان يصدم ولكنه لن يفعل فليجعله يهبط من سماءه العالية قليلا ولا يتحدث هكذا عن مشاعر بنت صغيره كل ذنبها انها حبته. كارم
بهدوء:طيب وبعدين.
عامر :ايه الى وبعدين.. انت ماسمعتش إلى انا قولته؟ كارم :لا سمعت.. بس عااادي جدا وبيحصل كتير. وزى عامر مابين حاجبيه بضيق وقال:هو ايه اللي عادي يابنى انت؟
كارم :ايوه.. بص هفهمك... هى قالتلك بحبك صح؟
عامر :هممم صح. كارم :بطل تناكة اهلك دى ورد عليا عدل وحياة ابوك. عامر :احترم نفسك يا*****وكمل.
كارم :ماعلينا.. هبلع الاهانه عشان مش عايز اضربك قدام اهللك.. أول حاجة طبيعي جدا ان بنت فى سنها تقريبا انت الى مربيها تقولك كده.. دى مشاعر مراهقة يعنى ممكن حست كده ساعتها بعدها بساعه واحدة لا.. بطلت.. مابقتش بتحبك ولا حاجة.. فى السن ده وخصوصاً البنات بيبقي عندهم تغيرات كبيره وسريعة.. يعنى ممكن الى تحبه النهاردة تانى يوم تشوفوا عادى... مراهقه. صدم عامر كليا وقال وهو يعدل قليلا على مقعده :نعم؟ كارم:ايه اول مره تسمع الكلام ده.. مادرست علم نفس قبل كده؟ كان عامر صامت فقط مصدوم مما يقال.
. فاكمل صديقه :طب احكيلى كده بعدها كانت بتتعامل معاك إزاى؟
تحدث عامر بعد دقيقة من الصمت والزهول يخبره بما حدث وأنها تغيرت كثيرا بل وتتعامل كأنها لم تخبره شئ. كل ذلك وكارم يشعر أنه لا.. تلك الصغيرة حقا تكن له شئ.. هذه ليست أول مرة يكن فيها بيته ويلاحظ اهتمامها به.. لكن ليربى عامر قليلاً ربما تحدث المعجزة ويتغير جبل الجليد هذا.
كارم بهدوء :طيب شوفت... زى ماقولتلك بالظبط.. والدليل على كده انها بتتعامل بهدوء وبراحة خالص.. هو حاجة من الاتنين.. ياما هى كانت بتحبك فعلاً ولما انت قولت كده اتضايقت من نفسها انها حبت واحد حيوان وجلف زيك. .
عامر :ولااا. كارم :اسمع منى انا بكلمك كأخ.. رد فعلك على كلامها كان بشع يعنى لو هى بتمو"ت فيك ردت فعلك كفيله انها تكرهك الف مره.. مش بتحبها ومش عارف تشوفها كده ترفض اه بس تحترم مشاعرها مش تقعد تضحك وتقرقع اوى.. هى قالتلك نكته ده انت حيوان اوى.
عامر :كاااارم.
↚
كارم:بلا كارم بلا زفت على دماغك.. بنوته صغيره وحلوه جايه تقولك وبنفسها بمنتهى البراءه انا بحبك تقوم انت تقعد تقهقه اوى كده يالى ماعندكش د"م يازباله...ياخى ياريتها كانت حبتنى انا وانا كنت فتحت حته من ضلوعي كده ودخلتها جواها خبيتها وروحت نمت وانا مرتاح ومبسوط... عارف يعني ايه يا مهزق يا عديم الد"م لما بنوته في سنها تروح تقول لواحد هى انها بتحبه عارف ولا انت أعمى القلب والنظر.... مش كفاية انها حبت واحد زيك بسنك الى عجز وتقل دمك وبرودك.. يخربيتك ده انت مافيش فيك ميزه... وكمان بتتنك اوى... انت عارف واحده حلوه جدا جدا جدا زى مليكه وصغيرة كام واحد يتمناها وانت تقولها انتى بنوتى... ياجتك البلا فى تقل د"مك وسماجتك.
كل هذا وعامر مصدوم... هل كل ما اعتقده غير موجود.. هل فعلاً أصبحت لا تهتم.. توقفت عن حبها له.. والدليل على ذلك تغيرها الكامل. نظر بصدمه ناحية كارم وقال :والاحتمال التانى؟ كارم :الاحتمال التانى انها مشاعر مراهقه سريعه وجديدة عليها... حست كده وقتها فاجت تقولك وبعدها مافيش...
هما شويه أحاسيس جديدة حست بيهم وعبرت عنهم وبعدها خلاص مافيش. عامر :ايه؟ كارم :لأ ده فى احتمال انيل وانيل.
عامر:ايه هو؟ كارم بمكر:انها بتحبك.. اب.. اخ. مش اكتر وهو ده كان قصدها ساعتها. صدم عامر على الاخير يتحدث بزهول :ايييه؟
كارم ببرود:اه.. هى مثلا قالتلك عايزاك تتجوزنى.. تخطبنى.. اى حاجة من الحاجات دى؟
ردد عامر بصدمه :لأ.
كارم :طيب مايمكن قصدها انها بتحبك بالشكل ده. الاب والأخ.. انت ليه دماغك راحت فى حته تانيه؟
ابتلع لعابه يقول:لأ.. لا ياكارم ماكنش قصدها كده.
كارم :وانت تعرف منين.... ولا انت الى من جواك بتتمنى ان ده يكون قصدها. رفع نظره له بتفاجئ يقول :قصدك ايه؟
كارم :مش قصدى.. بص انا عارف انك طول عمرك شايفها بنتك.. ولحد دلوقتي انا عارف ومتاكد أنك يعنى مالحقتش تحبها.. بس انت الكبر الى بيجرى فى دم اهلك ده صورلك انها جايه تقولك بمو"ت فيك.. مايمكن قصدها حاجة تانيه... هو هو نفس الكبر الى مخليك دلوقتي مش متقبل فكرة انها بطلت تجرى وراك ويبقي كل اهتمامها متركز عليك انت لوحدك وانت لا تهتم ولا تاخد بالك.. عايز ترفض حبها وكمان تهين مشاعرها الى عبرت عنها بمنتهى الفطره والبراءة وهى لازم تفضل متجننه بيك بردوا.. طب انت مين قالك او فهمك أن ده هيحصل.. هتتصدم شويه وتفوق من الوهم ده... ده كلامى ده كله اصلا على اعتبار أنها كانت قاصده تقولك بحبك كحبيب وحبيبه مش اب وبنته.
ابتلع عامر ريقه مره اخرى بصعوبه وقال :يعنى.. يعنى دلوقتي ايه اللي حاصل. كارم ببرود :ياسيدي ماتهتمش ولا تاخد فى بالك. كله
بيتنسى. احتدت نبره عامل قليلاً وقال:ماتنطق يازفت.
كارم بمكر:ياسيدي انت بتكلمنى كده ليه... هو انا دكتور نفسى ده انا ظابط شرطة.. هما بس كلمتين قاريهم من الكتب بتاعت امى إلى ماليه البيت مش اكتر.
عامر :طب قول كلامك للآخر. كارم بخبث:انت مدى الموضوع اكبر من حجمه ليه بس.. الموضوع خلص خلاص.
عامر :خلص؟! كارم :ايوه امال انت مفكر ايه... خلص.. هى تقريبا كده هتلاقيها اتصدمت يومين طبعا ده بفضل رد فعلك الكيوت الحساسه وبعدها فاقت وقررت تخرج من الدايره الى هى عملتها لنفسها.
عامر :يعنى ايه.
كارم :هو كل حاجه يعنى ايه يعني ايه. مش عارف حاجة في دنيتك خالص فالح بص هتقهقه قوى وهى بتقولك.
عامر :كااااارم.. اخلص انا مش ناقصك.
كارم :انا مش عارف الموضوع ده مخلى أعصابك فلتت ليه. بس هفهمك واخد فى واحد زيك ثواب.. بص ياسيدي دلوقتي وبحكم انى دخلت بيتكوا كتير هقولك انها كانت مخليه يومها او مركز حياتها انت. بمعنى اصح كانت عايشه في عالم عامر الخطيب.. كل حاجه متركزه حواليك انت.. بعد الى سيادتك هببته. بعد ما فاقت من الصدمه اول خطوة هتعملها انها تخرج بره الدايره دى وتحاول تصنع لنفسها دايره جديدة تعيش بيها وعليها...
الايام الجايه هيبقي كل تركيزها انها ازاى تبسط نفسها.. نفسها وبس.
عامر:يعنى ايه تخرج برا دايرتى؟!
كارم :ومالك مصدوم كده.. مش هو ده اللي انت عايزه.
صمت عامر فقال كارم :هو الخوف الأكبر من حاجات تانيه
رفع عيونه له وقال بسرعه :حاجات ايه؟
كارم:يعنى.. واحدة مصدومه في حبها الخوف تروح تدور على حب تانى بسرعه عشان تثبت لنفسها انها حلوه ومرغوبه خصوصا بعد ما انت كس"رتها بالشكل ده. عامر :كس"رتها؟
كارم :ايوه... أمال انت مفكر ايه.. انت حط"متها مش بس كس"رتها... الخوف الأكبر هو انك بقيت تهتم اوى وانت مش واخد بالك.
عامر :ايه الى بتقولو ده.. دى مسؤولية وانا دايما بتابعها. كارم :يبقى خلاص.. الى حصل حصل وللأسف انت مش هتقدر تصلح فيه حاجة.. الامل الوحيد والى ممكن يبقى زى ما قولتلك احتمال كبير انها كانت بتعبر عن حبها ليك كاب واخ حد مربيها وليه فضل عليها يعنى مش اكتر.
صمت ينطر بخبث لملامح صديقه التى بهتت وقال:ادعى معايا. اما عامر فلم يدعى بشئ.. بماذا ينصحه ان يدعى ذلك الابله.. لقد صدم من حديثه الأخير.. لا يتوقع أن يكون اعترافها على أنه اب واخ. لا ابدا.. كانت تنظر له بعشق وو.. قطع حبل افكاره المصدومه صوت كارم:ايييه روحت فين... خليهم يحضروا الغدا بدل ما اقلعكوا هنا... يالا انا جوعت.
___________________________________________________
فى احد المقاهى على النيل كانت تجلس مع مجموعة من اصدقائها منهم من يدخن الارجيله ومنهم من يشرب سجائر.. الجميع يضحك يتحدثون مع بعض.. على احد الجوانب كانت تجلس تحتسى مشروب الكوكتيل المثلج تستمع لهم يخططون لرحلة جديده.
ندى:ها ايه رأيك... تعالى نغير جو.
مليكه :لا ماليش نفس.
ندى:يابنتى فكى بقا... يالا نطلع لنا يومين انا بجد عايزه اهرب من مشاكل البيت دى.
↚
مليكه :امشى اورح فين واسيبه؟ اتسعت أعين ندى وقالت بصدمه:يانهار اسود.. هو انتى لسه زى ما انتى.
بادلتها مليكه باستخفاف وقالت :لا مش زى مانا.. كل حاجه اتقلبت.. مش هسكت يا ندى على الى عمله... مش هسيبه الا اما يقول حقى برقبتى... انا بنى ادمه لحم ود"م... قلبى فيه نار بتغلى ومش هيبردها الا اما يبقى مكانى. ندى:انا حاسه بيكى بس هتعملى كده ازاى هو مش شايفك اصلاً.. كان من باب أولى كنتى عرفتى تخليه يحبك. مليكه :كنت بتعامل بطيبة.. انتى كان عندك حق.. ناقش حاجة في الدنيا دى بتمشى بالساهل كده.. فعلا كل حاجه محتاجه حاجه... لازم خطه. لازم يبقى فى بلان بى.. انا كنت بتعامل بالفطرة.. خلينا نجرب مخنا بقا. ندى:يخربيتك... ناويه على ايه. مليكه:كل خييير. اطلبلى بقا واحدة بيتزا لارج عشان مهبطه.
______________________________________________
فى تلك الحاره التى تسكن بها نجلاء. كانت تجلس تقلب فى هاتفها بملل.. لقد أخذت دش بارد للتو يقلل من ذلك الحر قليلاً.. ثم قامت بتشغيل المكيف.. وضعت طلاء أظافر من اللون البمبى وأخذت تقلب بهاتفها.. فلحيترق توفيق ولتحترق ايامه.. تدعو الله الا تعود تلك الأيام ثانية.. كم تشعر بالراحة في البعد عنه.. طوال ماهو موجود تشعر بالتوتر.. الارتباك.. ان لديها الف شئ وشئ تفعله.. لا وقت لديها لدليل حالها ابدا... طلاء الأظافر هذا ماكانت تجد وقت حتى لتضعه. أغمضت عينيها لا تريد ان تتذكر تلك الايام. أخرجها من شرودها صوت جرس الباب. أحضرت شئ طويل تغطى به رأسها.. فتحة القليل من الباب تخرج رأسها فقط كى لا يظهر جسدها بمنامه البيت. أطلت برأسها للخارج وجدت المعلم رجب يقوم بتمشيط شعره الأسود على جنب.. يعدله بيده كل ثانية وهو يبتسم باتساع:مساء الخير يا ست ام ندى.
نجلاء باستغراب من هيئته ومن وجوده ومن كل شئ:مساء النور..
اهلا يا معلم. خير فى حاجة.
رجب بابتسامة واسعه بلهاء:أبدا دول شويه كوارع ولحمه راس لسه طازه يستاهلوا بوقك.. أول ما جالى الطلب الوصاية ده جيتى على بالى على طول.
رمشت بعينيها ببلاهه تقول :ااا.. ليه يعني يا معلم انا ماوصيتكش علي حاجة انا اصلاً مش باكل الكوارع ولا لحمه الراس لا انا ولا ندى.
رجب :ازاى بس يا ست البنات.. دول يروموا العضم ويشدوا الجته ويقووا الصحه.
رددت ببلاهه :ست البنات... لا كتر خيرك يا معلم متشكرين.
رجب ببعض الحزن الحقيقي :لا بس كده يا ست البنات ده النبى قبل الهدية. نجلاء :وكمان هديه.. لا شكرا يا معلم انا مش بقبل هدايا من حد غريب.
رجب بحزن: وهو انا غريب بردوا ياست البنات.. ده احنا جيران وولاد حته واحدة احياة النبى ماتكسفينى.
أخرجت نجلاء كثيراً وقالت كى تنهى الموقف ويذهب من أمام بيتها:ماعلش يامعلم اعفينى.. انا حتى مش بعرف اطبخهم وبقرف من ريحتهم.
اتسعت ابنسامته على الفور يقول بسرعه :لاااا لو على كده محلوله بعون الله... بالاذن انا دلوقتي يا ست البنات.
ذهب سريعاً بفرحة عارمه وهى تنظر لاثره بزهول تردد:ماله الراجل ده... وايه ست البنات ست البنات هو شايفنى راجعه من درس ولا مدرسه.. ده اكيد عبيط.
_______________________________________________
فى المساء كان يجلس وحيداً فى بهو الفيلا المطل على الحديقه يفكر في كلمات صديقه.. حتى الآن لا يعلم لما هو متضايق من فكرة عدم اهتمامها به كالسابق. وجدها تدلف بهيئتها تلك التي خرجت بها في الصباح نفس البنطلون الجينز والتيشرت الابيض وتلك القطتين التى تصنعهم بشعرها البنى الجميل... شرد بها قليلا وهى تتقدم فى الحديقه تتصفح هاتفها... يقر انها جميله جدا جدا... بل رائعه التكوين... ينظر تجاها وهو يعلم أنها لن تعيره انتباه بالتأكيد.. ربما ستلقى سلام عابر وتصعد لغرفتها. بالفعل تحدثت قائله :مساء الخير يا ابيه.
نظر لها اووه. إنها تبتسم..
رد سريعا :مساء الخير يا مليكه.. عامله ايه؟ كان يسأل بصدق.. يود أن يطول الحديث ولو لثواني قبل ان تتركه مع تجاهلها الجديد هذا. لكن.. انشرح صدره وهو يجدها تقترب منه تجلس لجواره قائله بمرح :الحمدلله كويسه جدا. استغرب كثيرا جلوسها معه كالسابق
وقال :كنتى فين؟
مليكه:كنت مع صحابى.
عامر:اكلتى؟ قالها باهتمام حقيقي وهى تنظر له بتمعن ثم قالت بخبث:
مش اوى.. تيجى نعمل حاجة سريعه ناكلها... ولا.. لا لأ خلاص سورى.. ماكنتش اقصد.. انا عارفه ان ماينفعش عامر بيه يدخل المطبخ اصلاً.. هروح انا.
وهل سيضيع تلك الفرصة فهى وبعد ايام طويلة من التجاهل عادت تهتم من جديد. رد سريعاً :لا هاجى معاكى..
يالا. ابتسمت بوداعه وقالت :بجد.. طب تعالى. مدت يدها تسحبه خلفها.. وهو.. ينظر ليديها يشعر باشياء جديدة عليه كليا وأهمها انه سعيد جداً.
ذهبت به للمطبخ تخرج بعض انواع من الجبن المختلفة.. تصنع لها وله بعض الشطائر... وهو يتابعها باعين متحمسه سعيدة.. كأنه يكتشفها من جديد. انتهت من صنع الشطائر واقتربت منه بهدوء. فجأة وجد نفسه قريب منها جدا...يتنفس بصعوبه وهى ملصقه به هكذا تقريبا داخل احضانه.. يغمض عينيه باستمتاع رهيييب وجديد وهو يجدها تحاول أن تطول بيدها مكينة القهوة التى خلف ظهره.
مليكه بهمس:سورى ممكن بس اعمل كوفى لينا. تاه عامر بها وبقربها.. ينظر لها نظرات جديه ولا يجيب. اخرجته من تلك المتاهه وهى تقول مجدداً :مكنة القهوه وراك.
رمش بعينيه وتزحزح قليلا لكنه لم يبتعد انما افسح لها فقط.. يريد أن يظل على ذلك القرب وتلك المسافه منها.. ملامحها بذلك القرب مزهله وهى تكاد ان تكن ملنصقه به يشتم رائحتها. كانت منشغلة بصنع القهوه وهو منشغل بمتابعتها.. لا يعرف لما بحرقه الشوق لاحتضانها.
↚
انتهت سريعاً ونظرت له بابتسامة لطيفة :خلصت...تعالى نقعد. جلست على احد المقاعد تعطيه القهوه مع احد الشطائر تقول :امال الناس فين... مش شايفه حد هنا خالص؟
لازال سحرها واقع عليه ولم يستفق او يجيب.
مليكه:ابييه.. ابيه عامر. عامر :ها. ملكية :سرحت في ايه؟
عامر :لا ولا حاجة كنتى بتقولى ايه؟ مليكه :كنت بسأل على باقى الناس فين كارما ومحمد وطنط وتيتا وهديل وطنط صفاء.
عامر:جدتك اخدت الدوا ونامت من بدرى.. وباقى الناس راحوا حفلة لمسرح مصر.
مليكه :واااااااو.. بجد طب وماحدش قالى ليه؟
عامر :وانتى بقيتى فاضيلنا اصلاً ولا بنشوفك.
مليكه :لا موجوده اهو بس بحب اخرج مع صحابي الى من سنى مش اكتر. عامر :الى من سنك امم.. ماشى.
مليكه :وانت ماروحتش معاهم ليه؟ عامر :انا.. انا اروح اوبرا.. اروح حفلة اوركسترا.. مش الهلس ده لآلا.
مليكه :امممم.. صح عندك حق. وهى تتمتم داخليا(بتاع النايت كلاب بيروح اوبرا حور اوى حور يابتاع الستات انت)
عامر :كنتى فين بقا؟ مليكه: طب كل الاول عشان احكيلك.
ابتسم باتساع وانشرح قلبه فقد عادت مليكه القديمة. اخذ ياكل
سريعاً يستمع لها تحكى مافعلته بيومها إلى أن وصلت لرحلتهم جميعا فقال بسرعه :ايه.. رحلة.. وانتى هتروحى معاهم.
وضعت يدها على يده بسرعه جعلت القشعريره تسرى بجسده سريعاً وقالت بوداعه وبحه مميزه اغرقته:لأ وانا من امتى بروح مكان انت مش فيه أو من غير ما اقولك.
لأول مرة يفرح بحديثها الذى طالما كانت تقوله... لكنه الان سعيد بكل حرف تنطق به... سعيد جداً بيدها التى على يده ينظر لعيونها تاره وليدها على يده تاره أخرى وهو غارق بأشياء كثيرة لا يعرف لها تفسير إطلاقا.
انتهت من الطعام سريعاً وظلت جالسة معه تختلق الأحاديث كما كانت تفعل قبل ذلك اليوم المخزى... لكن الجديد الان انه مهتم جدا وسعيد على عكس الماضى حينما كان يستمع لثرثرتها فقط كى لا يحرجها.
يتحدث معها ويسأل عن أشياء كثيرة كى يطول الحديث أكثر وأكثر. وقفت تقول :الوقت اتأخر... يالا نطلع ننام.
عامر :لأ لسه بدرى دول حتى لسه ماحدش فيهم رجع.
مليكه :لا مش قادرة افتح عيونى خالص بنام على نفسى.
عامر :لا خلاص يبقى لازم تنامى. ابتسمت له بلطافه وتعلقت بيده
تقول :طب يالا وصلنى لاوضتى. وهل سيرفض.. هو الان يحلق في السماء من جديد.. كل أحاديث كارم التى كانت تزعجه طوال يومه غير صحيحة.. لقد عادت له مليكه من جديد... مليكه التى تهتم به اكثر من اى شئ على الاطلاق.
صعد معها السلم وهى تضع يدها بيده.. ينظر على يدها الصغيرة داخل يديه يريد أن يستشعر أصابعها كل على حدى مثل اى مراهق.
وقف على باب غرفتها وهم لفتح الباب فقالت :يالا تصبح على خير بقا.
عامر :ايه هدخلك تنامى زى ما كنت بعمل زمان.
اقتربت من اذنه حد الخطر تهمس بحرارة تقصدها جدا :ده كان زمان وانا صغيره مش شايف انا كبرت ازاى. قالت كل حرف قاصده به هدفها ببراعه... تشعر بأن حرارته قد ارتفعت بالفعل وهو يقف متصلب مزهول هكذا وهى كل ما فعلته انها دلفت لغرفتها وأغلقت الباب. وهو ظل لدقيقه يقف يستوعب ما يحدث له وما اصبح يشعر به. تحرك ببطئ لا يقوى عليه وذهب تجاه جناحه.. يلقى بجسده على الفراش باهمال وهو يغمض عينيه باستمتاع رهيب وكل ما يشغل باله.. لقد عاد اهتمام مليكه من جديد. _____________________________________________________
فى صباح اليوم التالي بشقة نجلاء خرجت من المطبخ تمسح يدها بمنشفه صغيره خاصه بالمطبخ وهى تسير بسرعة إثر صوت ذلك الجرس المزعج وابنتها نائمه.
فتحت ندى باب غرفتها تقول :ايه ده فى ايه يا ماما مين الى بيرن الجرس كده وعلى الصبح. نجلاء بعصبيه:انا عارفه.
فتحت الباب وجدت صبى فى الثانية عشر من عمره يحمل لفه كبيره بيده يقول :صباح الخير يا خالتى ام ندى. نجلاء:صباح الخير يا بنى انت مين ولا عايز مين؟
الصبى:انا حوكشا.. الى شغال فى مسمط ام تغريد.
نجلاء :تشرفنا يا سى حوكشا أمر.
حوكشا :مايأمرش عليكى ظالم.. الطلب ده ليكوا. رددت ندى التي تقف خلفها
بزهول :لينا؟! حوكشا :ايوة. المعلم رجب الجزار موصى عليه بنفسه وقال لازم يجيلكوا على الفطار...ده موصى المعلمه وخلاها تفتفح بدرى مخصوص عشانكوا... اتفضلوا... بالاذن انا بقا.
ذهب سريعا وتركهم ينظرون لبعض ثم لتلك اللفة بصدمه حيره كأنها قنبله وعلى وشك الانفجار بوجههم.
________________________________________
فى قصر الخطيب. استيقظ من نومه وعلى شفتيه ابتسامه تعرف طريقها ذاتيا لوجهه لأول مرة. اخيرا عادت مليكه كالسابق... وقف سريعاً يؤدى روتينه اليومى كى يهبط لهم.. اشتاق لأن تصب اهتمامها عليه..
سيذهب سريعا كى يحظى به وامام الجميع كما كان. ارتدى حله من اللون الاسود.. ساعة يده الماركة. عطره الخاص به وحده. قميص اسود مشدود.. حذاء لامع.
هبط الدرج بسرعه ينظر تجاهها هى فقط... ابتسم براحه وهو يجدها جالسه من قبله كما كانت تحرص دائما ولم تتأخر مثلما أصبح يحدث منذ أسبوعين. مليكه عادت له. القى السلام على الجميع وللعجيب وجد نفسه يلقى بسلام خاص لها فقط.. كانت هى تفعلها دائما سلام للجميع ثم سلام خاص به وهو الآن فعلها بفطره. لكن كانت الصدمة من نصيبه وه
يجدها ترد على سلامة ببرود دون أن تنظر له.. تكمل طعامها وكل تركيزها مع جدتها من جديد. ثم وقفت دون أن تلقى عليه نظرة واحدة.. تخطف قبله من وجنت جدتها
تقول :انا رايحه لندى زى ما قولتلك يا تيتا. اماؤت لها الفت سريعا وهى تبتسم بفرحة وتشفى.
وهو فقط يشعر انه بدوامه... تدور به الدنيا من حوله لا يفهم او يعى شئ.
↚
كانت الايام تمر وهو يزيد انشغاله بها.. اسبوع آخر مر وهى على نفس الحاله من التجاهل واللامبالاة. حتى إقامة هديل لديهم بالبيت وتوددها وجلوسها الدائم معه لم يؤثروا بها. جلس يفكر برويه وهدوء... ماذا يريد هو.. هل فقط يريد اهتمامها ام شئ آخر؟
لما يرى انعكاس صورتها الان على مياه حمام السباحة؟ عطرها الجميل انبئه وجعله ينظر خلفه.. تسارعت انفاسه وهو يجدها ترتدى ذلك الفستان من الكاروه لا يكاد يصل لمنتصف فخذها الأبيض.. حزام على الوسط يحدد خصرها وتفاصيل جسمها التى يبدو أنها نضجت دون أن يدرى. ترفع شعرها ديل حصان لاعلى وتضع (هيدباند) صغيره على شعرها.. وجهها مشرق يبتسم بنعومه.
تحدثت برقه قائله :ممكن اقعد معاك شويه. وجد لسانه من شدة الإعجاب عاجز عن الرد واخذ يهز رأسه بإلحاح شديد.
ابتسمت داخليا وهى تراه هكذا بهذه الحالة أمامها . اقتربت منه حد الخطر وهو بالأساس لا ينقصه ذلك القرب المهلك.
اغمض عينيه بغضب.. متى اصبح يفكر فيها هكذا. انتبه على ماتفعله وجدها تخلع حذاءها البسيط وتضع قدميها البيضاء الملفوفه فى المياه مثله. ثم نظرت له تبتسم بلطف ووداعه ولكن بداخلها مكر كبير وهى ترى الإعجاب واللهفه بعينيه.
تحدثت برقه :قاعد لوحدك ليه وسايبهم كلهم جوا. لم يستمع لسؤالها ولا لأى شئ إنما باغتها بما يشغله :انتى ليه متغيره معايا كده؟
زوت مابين حاجبيها تقول :انا؟ متغيره إزاى؟
عامر :مابقتيش مليكه إلى انا اعرفها.. متغيره... متغيره عليا... لا بقيتى تكلمينى ولا تفتحى معايا مواضيع زى الاول.. ولا بشوفك خالص.. انتى كنتى بتيجى تجرى عليا اول واحدة وانا راجع من الشغل كنتى بتبقى مستنيانى.. تقريبا بقيتى طول اليوم برا.. مش بشوفك.. ولو موجودة مش بتبصى ناحيتى خالص... ولا بقيتى تهتمى برائى فى اي حاجة تخصك.. انتى ماكنتيش بتمشى خطوه غير لما تاخدى رائى... كنتى دايما تطلبى منى اخرجك.. اوصلك.. افسحك... كل ده راح فين. كان الالم يملئ قلبها وهى تراه يعد كل ما كانت تفعله بشوق ولهفة واهتمام..
الآن فقط شعر بها.. قدمت كل شئ ولم تجد اى شئ.. يريدها دوما مهتمه.. كيف لعامر الخطيب ان يخسر واحدة من معحبينه.. واحدة ممن يلهثن خلفه. حاولت رسم دور الرقة ببراعه هى تضع يدها الصغيرة على ظهر يده بشعرها الكثيف. وهو أول ما فعلت ذلك اغمض عينيه يقشعريره واستمتاع لذيذ.
مليكه :مش عايزه بس اشيلك همى واقرفك معايا. عامر بشعور جديد وغريب :مين قالك انك هم؟
مليكه :انا خلاص كبرت واقدر اعتمد على نفسى. عامر :مهما كبرتى.. هتفضلى بنوتى الصغيرة اللي ربيتها على ايدى. كتمت غيظها ببراعه فهو للتو قد ذكرها بذلك اليوم... هل بعد كل ماتفعله هذا يظل مصر على أنها ابنته.
تكلمت بلطافه:لا سيبك منى.. انت خلاص كبرت ولازم تتجوز وتجبلنا بنوته صغيره نلعب بيها. كانت تقولها بكل الم تتحامل على حالها كى تنتطق وتتخيل ذلك... لابد وان تتعود فهو عاجلاً او اجلا سيتزوج غيرها. عامر بضيق:انتى عايزانى اتجوز.
ازاحت يدها من على يده فشعر بالضيق.
تحدثت هى :مانت لازم تتجوز... امال هتترهبن. كان يود أن يطلب منها ان تعيد يدها على يده مجدداً لكن لم يستطيع. أكملت هى :صحيح انت ماتجوزتش ليه لحد دلوقتي؟
عامر :عشان لسه ماحبتش. ملكيه:عايز تقولى ان عمرك ماحبيت. زم شفتيه يقول :امم.. مش عارف... ساعتها كنت فاكره حب طبعا بس دلوقتي وبعد السنين دى مش بشوفوا حب.. انا وهى كنا فى جامعه واحدة وشغل باباها معانا وهى كانت بتساعده.. هى كانت بنت هايله بصراحة.. بس اختلفت معايا على كذا حاجة بعدها اتفقنا زى اى اتنين محترمين اننا ننهى علاقتنا دى بهدوء ونحاول نحافظ على الذكريات الكويسه الى كانت بنا. مليكه :ههههههه نعم؟ هو ده حب يعنى ولا كنتوا جاست وفرند نو مور؟ عامر :لا كان حب وزى ماقولتلك هى كانت بنت كويسه فعلاً بس انا الى لما بحب بيبقي المشكلة منى. يعني شوية طباع هى ماعرفتش تتعايش معاها وبصراحة كان عندها حق. كانت تشعر بالغيرة مهما مثلت على ملامحها الدبلوماسية والسلام... كان يعشق بجنون.. لدرجة ان الأخرى لم تتحمل. لكنها رفعت حوجبها وقالت:مش شايف ان كلامك مش راكب على بعضه. عامر :مش راكب على بعضه؟! مليكه :مش منطقى يعنى... إزاى بتحب بطريقة صعبه كده وازاى قبلت انكوا تقعدوا وتتكلموا بهدوء وتنهوا العلاقه دى... هو الحب فيه عقل؟ .. ولو انت بتحبها بالطريقة الصعبه دى لدرجة أنها ماقدرتش تستحملها ازاى هتقدر تفترق عنها... وكمان بتتكلم دلوقتي كأن عادى.. مش شايف ان الموضوع مش راكب على بعض. عامر :عندك حق.. بس.. هو انتى كبرتي كده امتى؟ ابتسمت داخليا تتصنع الاستغراب قائله:ازاى مش فاهمة قصدك. تحدث وعيونه تمشط كل مفاتنها :يعنى بقيتى بتتكلمى في حاجات الكبار لا وليكى وجهة نظر وبتتناقشى.. كأنى بكلم حد كبير. مليكه :وهو انا كنت هفضل صغيره يعنى... ماعملتش حسابك انى هكبر فى يوم من الايام. نظر لها يردد بشرود :لا ماعملتش ابدا حساب اليوم ده. مليكه :لأ كبرت ياسيدي... وقريب اوى هتجوز وتشوف عيالى كمان. شعر بضيق غير مبرر وردد:تتجوزى؟!!! مليكه:اه اكيد يعني... امال فادى ده هنوديه فين؟ عامر :وانتى بتحبيه؟ مليكه:والله ده سؤال مش بفكر فيه دلوقتي انا الى بفكر فيه انى عايزه انزل اعوم حالا في حمام السباحة. نظر حوله وقال :لا طبعا استنى لبكرا. مليكه :نعم؟ واستنى لبكرا ليه. الجو حر والميه حلوه ايه اللي يخلينى استنى لبكرا ما اى حد هنا بيبقى عايز يعوم فى اى وقت بينزل عادى مش بتقولو بكره يعنى. عامر :انا قولت بكره يبقى بكره مليكه :لا انا عايزه انزل دلوقتي انا هروح اغير واجى. همت للمغادرة فقبض على ذراعها يقول :تغيرى ازاى يعنى... لا تكونى بتفكرى تلبسى مايوه. مليكه:امال الناس بتعوم بأية دلوقتي. عامر بغضب شديد :لو حصل وقسما بربى هيبقى عقابك عسير. مليكه :وفيها ايييه ماطول عمرى بلبس مايوه وبنزل اعوم في اى وقت عادى. عامر :فى انك خلاص كبرتى ياهانم هتنزلى كده ازاى بمايوه وفى شغالين فى القصر. اخيرا ابتسمت داخلياً ثم قالت بعند:ما كارما بنت كبيره وبتنزل اى وقت وانت كنت بتنزل مع هديل كمان اشمعنى انا بقى؟ انا هنزل خلاص. هدر بغضب افزعها:الكلام يتسمع وانتى ساكته فاهمة. وقفت بغضب تدب الأرض بقدميها وهى تغادر :لا مش فاهمة وهعمل إلى انا عايزاه بس. رحلت بغضب وهو ينظر لاثرها بضيق يتمتم :هى قامت ليه.. انا قولتلها تسكت مش تمشى وتسبنى.. قال تنزل حمام السباحة قال.. اووووووف يخربيتها هى كبرت واتدورت واحلوت كده امتى؟ ثم تمتم بغضب:وعايزه تلبس مايوه. بعدها انتبه على نفسه... تفكيره.. كل شئ ______________________________________________
↚
فى منزل نجلاء جلست مقابل والدتها وشقيقتيها(صفاء وهناء) مديحه (ام نجلاء) بعديد:ارتحتى يا معدله.. خربتى بيتك وقعدتى.. ياما قولتلك ووعيتك.. حافظى على راجلك.. ده الف واحدة تتمناه. نجلاء :ياما حرام عليكى بقا كفاياكى تقطيم فيا.. راجل ايه اللي احافظ عليه... ده معيشنى فى ذل ومرار.. اشحال لو ماكنتش يوماتى اجيلك اشكي ودمعتى على خدى. مديحه :ياختى ده حال كل المتجوزين والايام على ده وده. نجلاء :ياما ده تملى كاسر نفسى.. غلبت لما جبت اخرى.. انا ماعدتش طايقه العيشه مع الراجل ده. صفاء:مابراحه ياما هى الى فيها مكفيها. مديحه :ماحدش قالها تتطهقه فى عيشته لحد ما يطلقها كذا مره ياعين امك. صفاء:وهو يعنى كان بخطرها ياما. هناء:حقى ياما ده كان تملى كشرى. باصص علينا من فوق.. إلا مافى مره عزمناه معانا وجه كل مره يتحجج بحجه شكل.. كأنه هيقل من نفسه لو قعد معانا.. مع انه لابد دايما عند امه واخواته وهما من نفس المنطقة بردك.. شايف نفسه على ايه.. ولا عشان اخد شهادة يعنى وبقى باشمهندس. مديحه :بقولك ايه منك ليها.. الى عندها كلمة عدله تقولها والى ماعندهاش تبلع لسانها جوا بوقها. تنقطنا بسكاتها هى مش ناقصه. صفاء:احنا بنقول الحق ياما.. هى اتحملت بما فيه الكفاية وخلاص هو الى طلقها. هناء :بكفايه بقا وكفاية نقطم فيها هى عملت الى عليها وزيادة وماهياش ناقصه كل واحد يسلخ فيها من ناحيه.. ده بدل ما نقف جنبها ونقويها. تنهدت مديحة وهى تجد ابنتها على وشك البكاء وقالت:وانا بعمل كده.. اهو اضغط انا حبه وانتو حبه عشان لو دماغها راكبه غلط نعدلهلها.. هو انا خاطرى ايه غير انى اشوفها متهنيه ومرتاحه... دى بنتها على وش جواز... من هييجى يخبط على بابها ولا ينكشها وهى ابوها وامها مطلقين. لم تستطيع نجلاء أن تقاوم أكثر وانخرطتت فى البكاء.. أسرعت إليها شقيقتيها يضمونها يحاولن تهدئتها. هناء :مش قولنا بكفايه ياما ده بدل ما نهونها عليها بنزود همها. صفاء :هى اول ولا اخر واحدة تتطلق.. ما ياما بنات اهليهم اطلقوا واتخطبوا واتجوزوا عادي. مديحه :مش بالساهل كده... وهو ده الى قاهرنى.. بتى خربت بيتها وتلفت أمل بنتها من بعدها. نجلاء من وسط بكاءها الحار:وانا ذنبى ايه.. ماعلى يدك كل حاجه. هو انا الى سعيت لطلاقى ياما. مديحه :امال مين يا خيبة الأمل. انتفضت من موضعها بحده... لن تصمت اكثر.. انفجرت بصراخ :انتى ياما... انتى الى خلتيه يبيع ويشتري فيا كده وكل كام يوم يرمى عليا يمين طلاق. ليه. ماهو عارف هيجيبك يقعد يقول ويحكى الى حصل وانا غلطانه مش غلطانه بتجيبى الحق عليا وتغلطينى ليه...لحد ما فمره قالهالى بلسانه إذا كان امك نفسها غلطتك.. مستنيه منه ايه... ده الى خلاه يبيع ويشترى وانتى كل الى عليكى عيشىى و ربى بنتك.. عيشى ماتخربيش بيتك... لو كنتى وقفتيلو وورتيلوا العين الحمرا كان عملك 100الف حساب وفكر الف مره قبل ما يزعلني لكن ده هو عارف.. حتى لـو مشيت زعلانه هتجبينى من ايدى وترجعينى... انتى رخصتينى اوى ياما. لو فى حد سبب فى خراب بيتى فهو انتى... انا مافتكرش فى مره جيت اشتكيلك ونصفتينى ولا قولتيلى عندك حق كملى وانا فى ضهرك. تملى محسسانى انى منى للحيطه ماحدش معايا وده الى قوى قلبه عليا... استحملت انى مش طايقاه.. حتى الاهانه كنت ببلعها.. وانه كل يومين جايلى بريحة واحدة عليه.. قوليلى كنت استحمل ايه تانى... عملت ايه انا عشان اتطلق...البيه من كتر ماهو مستقوى القلب عليا وبيبع ويشترى وهو عارف ان ماحدش هيحاسبه بقا يرمى اليمين عمال على بطال من غير مايحسب ولا يعد ولا ياخد باله ان ده تالت يمين... ماهو مش همه.. الجاريه بنت الجاريه رجعاله رجعاله هتروح منه فين... لزقتينى فيه لحد ما زهدنى زهق منى من كتر مانا مضمونة ولازقاله.. من كتر ما مابقا عارف ان مافيش منى مهرب بدل ما انا الى ازهق منه ومن عمايله هو الى زهق.. هو الى زهق ياما.. شوفتى وصلتى بيا لفين... لا وماكفاش... لاااا.. جايه كمان تطينى الدنيا فوق دماغى بعد ماكنت بعافر عشان اعيش واخد نفسى جيتى تكملى عليا زى ما اكون بنت ضرتك... جايه تكملى دبح فيا... خلاص ياما انا خربت بيتى وتلفت امل بنتى معايا كمان.. عايزه حاجه تانى.. ابعدوا عنى بقاااااااا. تركتهم بحزن وغضب العالم وقد ضاق صدرها حتى انفجر بالكل. كانوا ينظرون لاثرها بحزن كبير ومديحه لا تصدق كيف والى اين أوصلت الأمور. تحدثت صفاء :شوفتى اخرتها ياما. تنتك تتضغطى تضغطى لحد مانفجرت. مديحه:وانا يابنتى كان غرضى ايه غير المصلحة... قولت اصاحبوا وابقى قريبه ليه عشان يبقى في عبنا. صفاء بصوت ساخر:هيهي.. عبنا.. ده بأمارة ايه.. الا ماعمره استعبرنا ولا جيه عندنا ويوم ماييجى يبقا بيتكلم بالقطاره. هناء :انتى عمرك شوفتى واحد بيحب حماته حتى لا ادتله صوابعها العشره شموع.. الحما حما ياما. صفاء مكمله :وطالما عمره ماهيحبك يبقى يعملك 100 حساب ويخاف منك. هناء:اه وعلى رأى المثل تسلم العين الى تخوف. صفاء :ياما احنا مالناش ضهر واخونا زى مانتى شايفه.. لازم تبقى عضمه جامده تقف فى زور(حلق) اى حد يضايقنا. ظلت تستمع لهم بشرود.. مابين كلامهم وبين ما تربت عليه وعلى احاديث والدتها وجدتها لا تعلم هل تظل على نهجهم ام تتبع حديث بناتها خصوصا وهى اقرب للميل له بعدما رأته من ابنتها.
_______________________________________________
↚
كانت تقف فى شرفه غرفتها وهى تتابعه يجلس يضحك ويتسامر مع ابنه خالته.. تعلم أن هديل فتاه طيبه وجميله لكنها تنصاع وراء تعليمات امها. وها هو منعها من السباحة لكنه يجلس مستمتع بوقته الى اقصى حد. دلفت لغرفتها سريعا.. لن تكن مليكه أن ظلت فى موقف المتفرج.. كان حديث نجلاء يتردد فى اذنها.. لن تعيش دور الضحية.. حتى لو لم تستطيع ان تجعله يعجب بها.. حتى لو لم تقدر على أن تعحبه على الاقل لن تجلس تنفذ الاوامر فقط... على الأقل ستتمرد.. ستكون فعلت ماتريد ولن تظل تلك الطفله التابعة له. بعد نصف ساعة تقريباً. كان مازال يجلس وهديل لجواره تقدمت كارمن تقول :هممم قاعدين انتو هنا ومنفضين للكل. هديل:بصراحة الجو على البول تحفه.. احسن من هوا التكييف.
كارما :صح الجو النهاردة حلو... انا هروح انادى ماما وطنط من جوا... وكمان هخليهم يجبولنا الغدا هنا.. نادر اخوكى لسه متصل بيهم وقال انه خلاص على وصول.
عامر:ايه ده.. هو نادر جاى.. وحشتنى والله ابن الايه ده.. بنات اوروبا لحسولوا دماغه. كارما:ده تقريبا بقاله سنتين مانزلش.. شوفت صوره على فيس بوك. واااااو بقا فظيع... يخربيت حلاوته.
عامر :طب لمى نفسك يا حلوه وحاسبى لا محمد يسمعك. كارما بخوف :لا الطيب احسن.. هو فى زى مودى وحلاوته... انا هروح أوصى على الغذا.. وانادى مليكه.
هديل :هههه ياجبانه. كارما وهى تسير للداخل:الجبن سيد الاخلاق. ضحكوا عليها بشده وهى تختفى للداخل.
فجأة تلاشت ابتسامته وهو يرى مليكه. تلك الصغيرة تخرج إليهم ترتدى روب طويل عليهآ متجهة الى حمام السباحة. اتجه إليها على الفور بغضب شديد حتى توقف امامها يمنعها عن التحرك خطوة اخرى. مليكه :ايه؟
عامر:انتى الى ايه.. وعلى فين. مليكه ببساطة :هعوم.
عامر :وانا مش قولت لا مش النهاردة. مليكه :بس انا عايزه النهاردة ولو سمحت اوعى من قدامى عشان اتحرك. نظر لذلك الروب وقال :وانتى ايه اللي لابساه ده.. هتنزلى بيه يعنى؟
مليكه وهى تهم لخلعه:لا طبعا اكيد هقلعه.
نظر إليها بزهول وغضب وهو يرى ذلك الجسد الخرافي... ترتدى مايو كطعتين بلون الأسود منقط بالابيض. عامر بصدمه منها :يانهارك اسود... انتى ايه ده.
مليكه :ايه.. لابسه مايو هو انا اول مره البسه؟ رفع عليها ذلك الروب سريعاً يقول بغضب:لا ماكنتيش كبرتى كده.
همت لخلع الروب من جديد تقول :مهما كبرت يا ابيه عمرى ما هكبر عليك.. ده أنا بنوتك. قالتها بخبث شديد وهى تبتسم داخلياً بسخرية. وضع عليها الروب من جديد :انا بحذرك يا مليكه.. دارى جسمك ده واطلعى فوق بمنظرك ده حالا.
خلعت الروب مجددا تقول :ماله منظرى بس انت لو كنت مبطل شقاوة من زمان كان زمانك جبن بنت أصغر مني بشويه. هم للرد عليها وجد شخص يقف خلفهم يصفر بإعجاب شديد ويقول :واااو. التفتوا بصدمه تفاجئوا بوجود نادر الذى صدم هو الآخر يردد:مليكه؟!!!! مش معقول.
رفع عامر الروب سريعا يلفه عليها باحكام شديد ويضمها قليلا له يقول :نادر... اهلا وسهلا. تقدم بزهول لا يهتم بحديث عامر ولا ترحيبه :مليكه انتى كبرتى كده واحلويتى امتى... انا مش مصدق.
ابتسمت بذلك الإطراء اللطيف وهمت للرد لكنه تقدم وقف مقابل نارد ولأول مرة يرد عليه بتلك السماجة :لا ماتصدقش اوى...هى لسه صغيره.
نادر:لا صغيرة ايه.. ده أنا لفيت كتير ماشوفتش كده ابدا.
عامر بغضب:وهو انت شوفت ايه؟
نادر:بصراحة مالحقتش للاسف بس ملحوقه.. ده أنا هبات هنا. قال الاخيره بفرحة وبلاهه... تقدمت هديل تقول بفرحة :نااادر. حبيبي. وحشتنى.
نادر :انتى كمان وحشتينى اوى يا حبيبتي. هديل:كل ده سفر وحشتنى...غبت المره دى اوى.
نادر :اه فعلاً بقالى كتير.. وحاجات كتير اوى اتغيرت... ماكنتش اعرف ان مليكه كبرت اوى كده. عامر:لا ماكبرتش.. لسه.. لسه صغيره.
مليكه بعضب منه قالت لنادر بابتسامة لطيفه:لا كبرت.. وتميت ال18 وقريب هطلع رخصه سواقة بس لما اتعلم سواقة الأول.
كانت تتحدث وهى تقصد كل كلمه خصوصا الأخيرة.. وعلى الفور رد نادر يغتنم الفرصه :انا ممكن اعلمك.. هعلمك كل حاجه على ايدى.
تقدم عامر بغضب يقول :تعلمها ايه يا قذر يا زباله انت. نادر :السواقة يا عامر السواقه فى ايه.. انت ليه دماغك بتروح فى حتت بعيده وقذره كده... وبعدين انت متضايق ليه.. ماهى كبرت ومسيرها تتعلم كل حاجه.
عامر :انا الى هعملها. نادر :ايه؟ استدرك نفسه وقال :السواقه يا زباله. كل هذا وهى تتابع كل شئ بخبث ومكر شديد.
نادر:ياخسارة... بس مش مشكلة انا قاعد. وشكل كده اقامتى هتتطول هنا. هديل بفرحة :بجد يانادوره.. دى ماما هتفرح اوى... تعالى ندخلها.
نادر وهو ينظر ناحية مليكه:لا ادخل ايه حد يسيب المناظر الطبيعية دى ويدخل جوا.. خليها هى تيجى.. روحى قوليلها.. روح معاها يا عامر سببوا مليكه ترحب بيا.
ذهبت هديل بسرعه تنادى والدتها وعامر ينظر بغضب لنادر.. طوال عمره على مقربة وصداقة شديدة من نادر. لما لا يطيقه الآن. نادر :وانتى بقا فى سنه كام يا مليكه.
همت لتجيب عليه فتحدث عامر بغيظ:انتى لسه هتردى.... ايه هتفضلى واقفة كده كتير.. اطلعى البسى حاجة ياهانم. تقدم نادر يقول :فعلاً... تعالى اوريكى اوضتك انا عارف الاوض هنا اوضه اوضه.. يالا بينا.
توقف عامر امامه يقول :حيلك حيلك.. رايح فين؟ نادر ببراءه :هاوريها اوضتها. عامر:لا والله.. وهى مش عارافاها؟!
مليكه :خلاص يا ابيه ماتضتيقهوش.. بصراحة نادر دمه خفيف اوى. عامر:نعم؟ نادر؟!! ايه نادر دى.. اسمه ابيه نادر... زيى بالظبط مليكه :لا انت اللي عايزنى اقولك يا ابيه هو لأ صح يا نادر.
نادر بسرعه :صح جدا.. وبعدين لعلمك انا اصغر من عامر ب4سنين... وبحب دايما اقرب المسافات. ابتسمت له بوداعه وخبث فى نفس الوقت الذي يقف فيه عامر يغلى من الغضب يحاول أن يحافظ على هدوؤه وهيبته.
لكن للصبر حدود.. لم يعد يتحمل.. تحدث من بين اسنانه يقول :أخفى من هنا حالا. مليكه :لا انا لسه عايزه انزل البول. مسك نادر يديها يقول :طب يالا بسرعه الجو فعلا حر اوى.
إلى هنا ولم يتحمل جذبها سريعاً بقوه ورفعها على ذراعيه يحملها كالعروس يسير بها بغضب وهى تصرخ به:نزلنى سا ابيييه.. عايزه اعوم بقا.
وصل إلى غرفتها فتح الباب يقول بغضب:اخرسى خالص.. يظهر أنى لازم اعيد تربيتك من جديد. وضعها على الفراش بغضب
فوقفت تقول :ايه ده... ايه اللي انت عملته ده... انا كنت عملت ايه يعني؟ عامر :بقا مش عارفه.. واقفة جسمك كله باين وعماله تتمرقعى مع البيه ولا كانى واقف ومش عملالى اى احترام
مليكه :وفيها ايه انا بالنسبه له عيله عادى بيهزر معايا زى ما اكون بنته. عامر :بس انتى مابقتيش عيله مين اللي قالك كده.
مليكه :لا عيله وانت الى قولتلى كده. بهت وجهه فوضعت يدها بخصرها تقول :ايه غيرت رائيك يا ابيه؟
خرج سريعاً كان خلفه شياطين الإنس والجن تطارده. لا يريد أن يجيب على اسئلتها ولا على تلك الأسئلة التي اندلعت بعقله.
________________________________________________
فى محل الجزاره التابع للمعلم رجب. انتفض من مقعده بلهفه يقول للواقف امامه:لااااا. ده انت تقعد كده ياسطا سيد وتحكيلى واحدة واحدة بالله عليك. جلب مقعد بلاستيكى بترحاب شديد يشير له عليه فجلس سيد يقول :ده هما كلمتين وقعلى بيهم خالد اخوها وانا بغيرله كاوتش العربيه الصبح... مش عارف بقا وقعلى بيهم ولا عايزنى اشوفلوا حد. التمعت أعين رجب
فقال سيد :بس ده اهبل ولا بيستهبل... ده مين ده الى هيرضا بكده. رجب :لا انت هتقولو ان عندك حد وموافق.
سيد :حد مين بس يا معلم.. انا ماعرفش حد كده... الى اعرفه ان فى ناس واخدينها شغلانه بس ناس مش ولابد مايشرفنيش انى اعرفهم اصلاً. رجب:مين قالك ان فى حد.
سيد :الله.. انت هتحيرنى معاك ليه بقا يا معلما.. مش لسه قايل تقولو لاقيت. رجب :قولو بس.. وسيبه يومين يستوى على نار هاديه.
وقف سيد يقول :نارد ايه ويستوى ايه يا معلم.. هى حته لحمه؟ رجب:بس اعمل الى بقولهولك بس واعتبرها خدمة ليا.
سيد :ولو انى مش فاهم الى فى دماغك بس ماشى. تكرم لأجل العشره والجيره بالاذن انا بقا هشوف الزبون الى هناك ده.. سلام.
رجب :سلام. جلس على كرسيه يبتسم باتساع يحلم بذلك اليوم. لكن قاطعه صوت ابنه:هى حصلت يابا.. عايز تفضحنا... محلل يابا؟!!!
↚
مرت ايام اخرى ورجب تقريبا لا يذهب لبيته انما فقط يراقب بيت نجلاء وكأنه أصبح يخشى ولا يروق له فكرة أن من الممكن أن يأتى توفيق للعيش معهم مرة أخرى.. بالنسبة له لقد انتهى امره ولا يحق ابدا ان يعود للعيش معهم من جديد.
وقف بلهفة هو يرى نجلاء.. تلك الجميلة التي يحلم بها ليلاً نهارا... تخرج من البيت ترتدى عباءه سمراء بسيطة.
تقدم منها سريعاً يقول :يسعد صباحك يا ست البنات.
نظرت باستغراب وتفاجئ من اين يظهر لها فجأة هذا. ما كلمه ست البنات هذه التى يرددها لها دائما.. أصبحت فى ريبة منه ومن أمره.
نجلاء :فى حاجة يا معلم.. ممكن توسع عشان اشوف طريقى. همت للتحرك فقال :والنبى مانتى تاعبه نفسك... انتى الى زيك يتخدم ويشال فوق فوق الراس.. امرى ياست البنات شوفى عايزه ايه من برا.
نجلاء :ماخلاص بقا يامعلم مايصحش كده خلينى افوت اشوف طلبات بيتى فى ايه.
رجب :انى كان غرضى نخدم بس والله يا ست ام ندى. نجلاء :حصل خير يا معلم بس ماهو ماينفعش في الرايحه والجايه التحقيق ده. رجب بمكر:انى بس شايف البيت مافيهوش راجل قولت اخد بالى منكوا.. انتو تعزوا عليا اوى ياست ام ندى.
لم تاخذ بالها من كلامه الأخير كل ما شغلها هو جملته الأولى.
قالت بتلعثم:ووومين قالك ان راجله مش موجود.
رجب :جرى ايه يا ست ام ندى هو انا الى هقولك.. ده الحته دى مش بيستخبى فيها خبر لساعتين... الكل عارف انك وسى الباشمندس توفيق اتطلقتوا... طلاق بلا راجعه أن شاء الله.
نجلاء :ها؟
رجب:لا ولا حاجة بدعى ربنا يصلح الحال.
كانت فى متاهه بسبب حديثة لم تكن تعلم ان الكل قد عرف... كانت ستتكتم على الأمر حتى لا يعرف الكل وهى تقطن هنا بمفردها مع ابنتها.
استغل الامر جيدا وقال بسرعه :ها قوليلى طلبات ايه الى عايزاها من برا وانا اشيع اجيبهالك هوا.. انتى عارفه الناس مش بترحم وانتى ست حلوه صغيره. كان يقول الاخيره بصدق واعجاب شديد لكنه لا يخلو من المكر والخبث.
املت عليه ماتريده بوجه شاحب متعب ودلفت للداخل من جديد لقد تفاجئت أن الكل يعرف. اما هو ظل ينظر لاثرها بوله يردد:قرب البعيد يارب.
جاء من خلفه صوت ساخر يقول:ههههىى.. ربنا يهدى العاصى يا معلم.
التفت لذلك الصوت وتغيرت معالم وجهه كليا من الهيام للنفر:خير يا حكمت فى حاجة؟
حكمت :ايه ياخويا.. انت لسه عايش على الأمل.. خليك كده لا طايل سما ولا ارض من بنت ال******دى.
رجب بغلظه:لمى روحك يا حكمت عملتلك ايه هى دلوقت عشان تشتمىيها. حكمت بغل:عملت ايه؟ وبتسأل كمان؟ مش هى دى السبب فى خراب بيتى؟ مش هى سبب طلاقى؟
رجب :لا مش هى.. انتى وليه مفتربه والعيشه معاكى تقصر العمر... لسانك متبرى منك ومابتكبريش لحد.. كنتى مفكرة امى هتحميكى منى لامتى عشان خالتك يعنى... خلاص الواد الى بينا كبر وبقا راجل مافيش حاجة تجبرني على العيشه الى تطهق دى.
حكمت :وانت مفكر انها هترضا تتحوزك بعد ماتطلقنى؟
رجب :بطلى ظلم وافترى.. انا مطلقك من 3سنين وهى كانت لسه على ذمة جوزها... مالهاش دعوة بطلاقك.. انتى الى طفشتينى منك ومن عشرتك
حكمت بغل :لو مفكر انها ممكن تبصلك تبقى بتحلم يا معلم... خليك كده احلم لحد ماتقع على جدور رقبتك... بكره ترجعلى..بعد ما هى ترفضك وتقول لأ... وحياة شعرى دى ولا يبقى على دكر ان ماجيت بخبة الأمل تلطم وتعدد جنبى.
احمر وجه رجب بضيق يقول :عرفتى انتى اتطلقتى ليه يا حكمت؟ اخلصى قولى كنتى جايه ليه؟
حكمت:ابدا ياخويا وانا هعوز من وشك ايه.. انا جايه لابنى.. يوسف... يا يوسف.
أخذت تنادى عليه الى ان جاء من الداخل يقول :ماما؟! خير ايه اللي جابك؟
حكمت :ابدا يا ضنايا جايه أقولك انى سمعت من الاستاذ رشاد جارنا أن التقديم للكليات آخره النهاردة وبكره وانت ياحبة عينى بترجع كل يوم هلكان من الشغل.. عايزاك تخطف رجلك نص ساعه تروح اى سايبر.
تقدم يوسف :سايبر ايه ياما انتى قديمه اوى. روحى انتى روحى انا هتصرف.
حكمت :ماشى. خلى بالك على روحك يا حبيبي. لا إله إلا الله.
يوسف:محمد رسول الله.
خلى بالك وانتى ماشيه حكمت:حاضر ياضنايا رجب :مؤمنه اوى ياختى
حكمت :طول عمرى رحلت حكمت ووقف يوسف ينظر لوالده بغضب شديد فمنذ ذلك اليوم وامام إصرار والده على مايفعله وهو غاضب منه.. تقريبا لا يتحدث معه ذهب سريعا من امامه وترك والده يتنهد بحزن... لا احد يفهمه حتى الآن.. لا احد
______________________________________________________
بقصر الخطيب ومنذ ذلك اليوم وهو تقريباً لا يراها كثيراً.. حاله كله متغير منذ ذلك اليوم الذي رآها فيه وهى شبه عارية بثوب السباحة خاصتها.. كلما اغمض عينيه يراها تقف به وتبتسم له أين هي؟
والى متى ستظل هكذا؟ فجأة فتح باب المكتب دخلت هى مالاعصار
تقول:ابيه عامر... ممكن افهم مين اللي قال لحضرتك انى عايزه أقدم فى جامعة خاصه؟ وأخيرا هى امامه.. كان ينظر لها نظره شمولية بفستانها البيتى القصير وذلك الخف البسيط في قدميها.. شعرها الذى تضفره وتجمعه على جانب واحد... ذراعيها.. صدرها.. خصرها.. اووه لقد كبرت مليكه وأصبحت فتنه متنقله هذا كل ما كان يفكر به.. لم يكن ابدا يفكر لا بعصبيتها ولا بحديثه او اى شئ
مليكه بغضب :ابيه.. انا بكلمك اخيرا انتبه عليها وقال :فى حاجة يا حبيبتي أصبحت كلمه حبيبتي منه تعصبها... لازال يتحدث مع طفله.. مع ابنته فيقول حبيبتي هكذا.. تلك الكلمة الجميلة التى تتمنى أن تسمعها منه بإحساس وشعور مختلف يستخدمها هو للتعبير عن حبه لابنته التى رباها.. وكأنها كلمه عاديه
تقدمت منه بغضب وقالت :ماتقوليش ياحبيبتى تانى
عامر :ليه؟
↚
مليكه:هو كده وخلاص
عامر :ياسلام.. عموما مش موضوعنا.. تعالى اقعدى وقوليلى كنتى بتقولى ايه.
مليكه :انا مش عايزه اقعد.. كل الى عايزه اقولو انى مش هقدم في جامعة خاصه ولا هدخل هندسه زى ما حضرتك شايف ومخطط
عامر بحده:نعم؟ امال هتعملى ايه؟
مليكه :هقدم فى جامعه القاهره عادى زيى زى اى حد واشوف مجموعى هيودينى فين
عامر:مجموعك ده يوديكى الملاهي ياحبيبتى.. اسمعى كلام يالا
مليكه :ايه اسمعى الكلام.. ناقص تقولى اسمعى الكلام يا شاطره.. ابيه عامر لو انت شايف نفسك كبير اوى كده دى مش مشكلتى.. مش هقبل أنى أفضل اتعامل على انى العيله الصغيره اللي المفروض انها تنفذ كلامك انا مش ذنبى انك كبير وانا أصغر منك
نظر لها بزهول يردد:انتى بتقولى ايه؟
مليكه :زى ما سمعت حضرتك.. حتى لو كنت شايفنى صغيرة فدا بقا اخر همى.. مش مهم انت شايفنى ايه المهم انك تحترم رائي ورغبتى.. كون أنك شايف نفسك كبير في السن ده مايديش ليك الحق أبدا أنك تشوفنى عيله صغيره وتختزل كل تصرفاتى وقراراتى المصيرية من خلال رغبتك انت.. الصغيره دى ماهى بنى ادمه وليها قلب وعقل وعايزه الكل يحترمهم زى ما هى بتحترم قلب وعقل الى اكبر منها ولا بتقول دول دقه قديمه ولا بتتفزلك عليهم.
تركته ينظر لها بصدمه وغادرت.. هوى على المعقد خلفه وهو لايصدق ان من كانت تقف أمامه منذ قليل هى مليكه.. تلك الطفله التى رباها على يده... قالت كلام حديد عليه كليا.. منذ متى وهى بهذا النضج والعمق... لقد كبرت مليكه دون ان يدرى او يلاحظ. اخذ الأمر منه أكثر من نصف ساعة حتى يستوعب كل ما قالت... الى ان وقف وخرج من مكتبه يتجه إليها دق الباب مره.. مرتين... ثلاثه. إلى أن جاء صوتها :ادخل فتح الباب ودلف للداخل وجدها متكوره على فراشها تخبئ وجهها فى الوساده.
تحدثت بوهن:لو سمحتي يا كارما انا مش جعانه دلوقتي زى ماقولتلك اتغدوا انتو وانا هبقى اكل بعدين.
تقدم منها يرفعها له يقول :بس انا مش كارما نظرت له بزهول مردده:ابيه..فى حاجة؟
عامر بحنان:مش عايزه تاكلى ليه؟
نظرت له بحزن وقالت ببرود:مش جعانه ماليش نفس.
عامر:ايه الى مضايقك اوى كده كل ده عشان الكليه؟هو احنا مش اتكلمنا فى الموضوع ده قبل كده وانا قولتل....
قاطعته هى تتحدث بمراره ووجع :أن مجموعى مش اد كده ولازم ادخل كليه قمه زى كل ولاد الخطيب..مش كده يا ابيه.. هو مين اللي ادى لحضرتك الحق انك تقلل منى كده... بأى صفه يعنى.. وهى كليه القمه الى هتخلينى بنى ادمه؟ يعنى مثلاً لو دخلت حقوق ولا آداب ولا حتى معهد سنتين قمتى هتقل.. الناس بتحترم بس الدكاترة والمهندسين.. احب اقولك انى انا الى هجبر الى قدامى انه يحترمتى بقوه شخصيتى واحترامى... انت ازاى تقولى كلام زى ده عادى كده وقدام الكل وانا ازاى سكت وقبلت كلامك ده.. ولا انا كنت مغيبه وف دنيا تانيه.
عامر :مليكه... انا مش مصدق انى بسمع الكلام ده منك انتى... انتى امتى كبرتى كده وامتى بقا تفكيرك كبير كده... انا مش متخيل بجد.. ده أنا الى مربيكى
مليكه :مش مصدق ايه.. انى كبرت. ولا انى بنى ادمه وبحس.. ولا الأصعب انك لا مصدق ولا متخيل ان مليكه هتقولك لا على قرار اخدته فى حياتها؟
بالضبط كان هذا جزء من تفكيره.. كيف تستطيع تلك الصغيرة أن تعرى عقله فتظهر أفكاره لها هكذا... ابتسمت بمراره وهى تراه ينظر لها باستغراب فكيف علمت ما يجول بخاطره.. اغمضت عينيها بحزن فهو لطالما اعتبرها تابع له.. فى ذيله... خلفه.. فى الخلف تلهث.. لم ولن يراها يوماً فى المقدمة.. ولا أمامه.. كفى.. كفى كل هذه السنوات.
تحدث هو قائلا :بصراحة اه.. انا طول عمري باخدلك كل قراراتك وانتى...
قاطعته مجدداً :كنت بوافق وانا فرحانه ومبسوطه مش كده؟
صمت موافقا فقالت:بس خلاص انا كبرت حتى لو حضرتك مش واخد بالك فبراحتك خلاص مابقاش فارقلى. الى مهم عندى دلوقتي انى مش هفضل تابع لحد احتدت عينيه عند هذه الفكرة يقول :يعنى ايه؟ ويعني ايه مش فارقلك؟
مليكه:يعنى من هنا ورايح كل قراراتى هاخدها بنفسى وهدخل الكليه إلى انا عايزاها
عامر بغضب :وهتعملى كده ازاى بقا. ورينى... ماتنسيش أن انا الواصى عليكى يعني بتحكم في كل خطواتك.. ماتقدريش تعملى كده الا بموافقتى.
وقفت أمامه بغضب تقول :مانا بردوا قررت أن هننقل وصايتى لفادى
عامر بصدمه :ايه؟ فادى؟؟
مليكه :اه.. اهو يتدرب على مسؤليتى ياخد هو قراراتى... كفاية عليك لحد كده تشيل مسؤليتى
هدر فيها بغضب :وانا كنت اشتكيلك
مليكه:لو سمحت يا ابيه... خلينا نخلص الموضوع ده بجد... انقل وصايتى لفادى وانا بعرف اتفاهم معاه.
كل هذا وحديث صديقه يتردد بإذنه.. انه بعد ما حدث اول شئ ستفعله مليكه هى ان أن تخرج من دائرته التى صنعتها حول نفسها لسنوات وتعمل على صنع حياه ودنيا جديدة يكون هو خارجه عندما وصل به تفكيره لهما تزامنا مع حديثها عن فادى
قال بغضب :يعنى ايه.. بتعرفى تتفاهمى معاه عنى؟ خلاص بقا هو الى فاهمك؟
ابتسمت بحزن وتحصر قائله :انتو نافيش ولاحد فيكوا فاهمنى... مافيش غير تيتا بس الى بحس انها فهمانى حتى وهى لا بتتحرك ولا بتتكلم.. صحيح الاحساس ده أكبر نعمه.. تملى تقول انا الى مربيكى انا الى مربيكى.. طيب قولى يا ابيه.. تعرف عنى ايه ها؟ يعنى بحب ايه بكره ايه... طب ايه الالوان الى بحبها. طب بحب اخرج فين... بلاش... عندى مواهب ولا ماعنديش.. بحب القرايه مثلاً ولا بحب الأغانى. طب ايه اكتر اكله بحبها... بحب لما نسافر نسافر فين؟ وقف مبهوت أمامها صامت... عاجز عن الرد.
فقالت :مش معنى أنى عايشه معاكوا هنا وانت الى مسؤل عن شغل المجموعة يبقى انت الى مربينى.. انت اصلاً مش واخد بالك منى ولامركز معايا... انا.. انا الى دايماً واخده بالى ومركزه.. مركزه فى كل تفاصيلك ياكبير يالى مربينى.. يعنى مثلاً عارفه انك بتحب اللون الاسود والفيروزى والازرق... بتحب تسمع اغانى جاز وغربى اكتر... اكتر اكله بتحبها المكرونه بالبشاميل والبيتزا... بتحب دايما تسافر اسبانيا ولو هتخرج بتحب تروح اماكن مغلقه بس.. تحب اكمل ولا كفاية كده.. انت ولا واخد بالك منى ولا مربينى زى ما كنت فاكر.. انا بالنسبه لك كنت امانه.. واجب وواجب تقيل كمان لما ماما ماتت وبعدها تينا واضطريت اجى اعيش هنا..لكن خلاص بكفايه لحد كده وانا بعفيك من المسؤلية..
↚
انا كبرت ومش محتاجه حد يبقى بالاسم مسؤل عنى ويختار ويحدد مصيرى على كيفه ومش واخد فى اعتباره غير سمعت عيلته وبس لأول مرة يشعر بكم هو صغير هكذا أمام أحد... وليس اى أحد... إنها مليكه.. أصغر فرد يتعامل معه بحياته... والاكثر من ذلك أنه يستشعر طعم المراره التى تتدفق بقلبها وحلقها... كأن قلبه ممزع من وجعها الظاهر بعينيها وصوتها
تحدثت بصرامه تقول :لو سمحت اتفضل عشان عايزه انام.
عامر :مليكه انا...
قاطعته بقوه :لو سمحت بعد اذنك اتفضل مش عايزه اتكلم تانى كلامى خلص... خلاص الكلام مش هيطول لأنك عايز وحابب نتكلم.. كل ده خلص. دلوقتي انا خلصت الى عندى يبقى الكلام خلص.. هتخرج ولا هتفضل واقف لما اغير قدامك مثلا؟
نظر لها بصدمه. لا يصدق ذلك الإصرار والقوه بعينيها أمام كل ذلك خرج بدون التفوه بحرف.. وهى سقطت على الفراش خلفها تبكى بحرقه على طاولة الطعام يجلس وهو يقلب فى طعامه بشرود.. يفكر فيها.. حديثها... صوتها الموجوع.. أيضاً حديث كارم يقفز لعقله كل ثانية... ينظر إلى مقعدها الفارغ وهو صامت يفكر كأنه معزول عن الجميع..
لكنه انتبه على صوت نادر ينظر له بغضب وحده حين وجده يسأل :هى فين مليكه؟ ماجتش تتغدا معانا ليه؟ وجد حالة يرد بغضب غير مبرر يقول :وانت مالك انت؟
نادر:فى ايه يا عامر ماتتكلم كويس... البنت فين مش المفروض حد يناديها على الغدا
عامر :نادر لو سمحت مالكش علاقة بمليكه ولا اى حاجة تخصها
نادر:ليه يعني مش فاهم؟... انا هطلع اناديها انا عشان تاكل.
عامر بغضب :تطلع فين يا استاذ انت.. ده الى هو ازاى يعنى. كل ذلك الشجار وهناااك على الطرف الآخر من المائدة تجلس الجده الفت تمضغ قطعة لحم بتلذذ واستمتاع رهيب تنظر تجاه عامر المشتعل بشماته واستمتاع
تدخلت ناهد فى تلك اللحظه وقالت :فى ايه يا عامر بتزعق لابن خالتك ليه..
الحق عليه انه واخد باله من البنت فى ذلك الوقت دق هاتف نادر فقال:هرد بس على المكالمة وراجعلك.. ها ظل ينظر لاثره بغضب وانتبه على حديث خالته تقول :احمم.. بقولك ايه يا عامر.. كنت عايزة اتكلم معاك فى موضوع كده قبل ما يرجع.
عاود الجلوس على كرسيه يحاول أن يهدأ وقال :اه طبعا اتفضلى
هدى:هو يعني.. احمم. فادى بيحب مليكه.. اقصد يعنى عايز يتجوزها اوى؟
ضيق عينيه يقول :بتسالى ليه؟
هدى :بص بصراحة كده انا واخده بالى أن نادر مشغول ومهتم اوى بمليكه وانا ماصدقت حد يعجبه ويبعد عن بنات برا دول وهو شكله معجب بيها. لا معجب ايه ده ابنى وانا عارفاه هو شكله بيحبها وانا...
قاطعها بعضب يحرق كل أوردته :بي ايه؟ انتى مين قالك كده؟
هدى:باينه اوى. ده من ساعة ماجه وهو دايما مشغول بيها ومش وراه غيرها.. اكلت امتى صحبت ولا لا رجعت من برا ولا لسه.
عامر :الله الله.. كل ده بيحصل وانا فى شغلى م دارى بحاجه.. وانتى كنتى فين يا امى... والفت هانم فين من كل ده. ابتلعت الفت ما كانت تمضغه تنطر له بوداعه كأنها تخبره :وانا مالى بس يا خويا
بينما تحدثت ناهد :ايه يا عامر... نادر ماتعداش حدود الأدب معاها ده غير ان مليكه بنت مؤدبه وكل حاجه قدامنا.
عامر :مش عايز اسمع كلمة واحدة عن الموضوع ده... ولازم اعرف ايه اللي بيحصل من ورا ضهرى وانا قاعد في شغلى.
القى معلقته بغضب يتجه للدرج كى يصعد لها.
كارما ببلاهه:هو ماله بيتكلم كده كأن مراته بتخونه مع حد. أشارت لها الفت انها تريد عصير برتقال.. اخذته منها وظلت ترتشف منه بتلذذ وخبث وصل لغرفتها وبدون أي استئذان فتح الباب بغضب جدها تمشط شعرها كأنها تستعد للخروج
نظرت له بغضب شديد تقول :ازاى تدخل كده من غير ما تخبط اقترب منها وقبض على ذراعها يقول :ايه الى بينك وبين نادر؟
مليكه :يعنى ايه مش فاهمة؟
عامر :ايه الى بيحصل من ورا ضهرى وانا مش عارف؟
نفضت يده من عليها يغضب تقول :ايه الى حضرتك بتقولو ده؟
عامر :وطى صوتك وانتى بتتكلمى معايا وجاوبى على الى بسأله
مليكه :اجاوب على ايه مش لما افهم
عامر :مهتم بيكى وبخروجك ودخولك واكلك...لا ده كمان عايز يطلع هنا.. فى اوضتك.. من امتى كل ده بيحصل. وايه تانى حصل وانا مش عارف؟ إلى وهنا ولن تتحمل.
سقطت دموعها رغماً عنها.. لن تستطيع لعب دور القوة أكثر من هذا .
تحدث وهى تشهق دموعها تسرى على خديها:انت بتقول ايه.. معقول تفكر فيا كده. انا؟
وجعه قلبه بشدة وهو يراها هكذا. لم يتحمل أكثر من ذلك... أخذها بين ذراعيه بغضب منها ومن نفسه ومن كل شئ.. أخذ يهدهدها وهو يمسح على طول ظهرها مرددا:انا اسف.. اسف حقك عليا وفى لحظات تغير كل شيء ووجد حاله مستمتع باحتضانها.. يديه التى كانت تهدهدها توقف عن ذلك وبقت كأنها تستكشفها.. يضمها له وداخله تتفجر مشاعر جديده... يتحسس ظهرها عنقها بحرراه استماع رهيب...
لديه شعور جميل ومختلف لها الآن... وجد نفسه دون أن يدرى يضمها له بتملك شديد... تملك رافض أن يخرجها من ضلوعه.. دون أن يدرى وجد حاله مجنون.. يقبل عنقها بوله شديد....
↚
حين اخذها باحضانه غضبا من نفسه ومنها كان يريد ان يهدأ من روعها... لكن من ذا الذى سيهدئ من روعه الان و هو فجأة قد تحولت يديه التى تهدهدها الى يد تضمها له بتملك شديد.. يمرر يده على طول ظهرها كأنه يكتشفها من جديد.. رغما عنه وجد شفتيه تتجهه بالحاح غير قادر على السيطرة عليه وتقبل عنقعا قبلات بطيئه متفرقه وهى لازالت تبكى.
دقات عالية على الباب جعلته يتوقف بصدمه.. تدلت يديه عن ضمها المجنون كى يزرعها داخله... توقفت شفتيه منفرجه امام رقبتها.... شملته الصدمه مما هو به وفعله بالأكثر مما اراده.
مليكه؟!؟! مليكه؟!! ايعقل؟! هذا ماكان يصرخ به عقله يحاول صم أذنيه عن قلبه ومايريد الان... لا يريد لهذا الباب ان يفتح ولا ان تخرج الان او يأتى اليها احد... كل مايريده ان يظلوا على هذا الوضع وياحبذا لو تتطور وضعهم اكتر من هذا. كان مازال متصنم... يديه مرتخيه بعض الشئ عن ضمها.. شفتيه مقابل عنقها يغطيه شعرها الكثيف. فجأة خاف عليها من نفسه... من جنونه. تملكه.. يعرف لا يتحمل احد صفاته هذه. ابتعد قليلاً ينظر لها بوله وتفحص كانت صامتة.
على الجانب الآخر ومنذ أن شعرت بيديه تضمها له بتلك القوه.. تلك القبلات على نحرها الجميل... كالعادة سرت القشعريره بجسدها. مثلها مثل اى مره اقترب منها يضمها له.. هه ولما لا وهو يعتبرها ابنته. عند هذه النقطة انتهى اى احتمال داخلها بتفسير قبلته لشئ اخر. لطالما كانت الطفله المتيمه بغباء شديد... تفسر اى شئ منه على أنه حب.. اهتمامه.. حديثه.. ضمه لها... بالتأكيد هذه المره هكذا أيضاً... تعالت شهقاتها من جديد... لقد فشلت حتى بعد كل تخطيتها هذا للان لم ولن يراها... هل هى صغيره الى هذا الحد ام انها بشعة؟
كل هذا يدور داخل كل منهم والطارق مازال على الباب.
استمعوا من الخارج لصوت كارما يقول:مليكه.. مليكه انتى صاحيه؟ لو صاحيه يالا تعالى افطرى معانا... مليكه.. مليكه.
حاولت إخراج نفسها من احضانه وتحدثت بنبرة متوسطه:حاضر يا كارما.
نظر لها ينتظر اى رد فعل على حضنه وقبلاته... لكنه لم يجد... أليست هذه مليكه التى جاءت منذ شهر تقريبا يوم عيد ميلادها تعترف بحبها الكبير له... مالذي حدث او تغير... هل فعلاً توقفت عن ذلك.
هنا صرخ عقله أوليس هذا كل ماتريده؟ هى تفعل الان ماذا تريد انت. رافض بشده فقرة توقفها عن حبه ينظر لها ببعض الغضب يقول :ايه؟
رفعت عيونها به تقول :ايه؟! نعم!!
كان يريد اى شئ.. اى فرحه او رد فعل سعيد بما فعله وليس ان تصمت باعتياد هكذا كأنه لم يفعل أو يحدث بينهم شئ.
تحدث ببعض الجديه :انتى مش عايزه تقوليلى حاجه. مليكه :اه.... اتفضل اطلع عشان اكمل لبس.
اتسعت عينيه بزهول منها.. من جفائها وردها لم يكن يتوقع ابدا. أمام إصرار عينيها بان يذهب الان ذهب. خرج وهو لأول مرة بحياته يشعر بذلك التيه... انه ترك حزء منه مهم بالداخل. عاود الجلوس على طاولة الطعام من جديد.... لكن هذه المرة بقلب وعقل شارد.
انتهى نادر من الحديث بهاتفه وانضم لهم يقول :هى مليكه لسه مانزلتش... معقول كل ده نايمه.. مش عوايدها.
رفع عينيه به والغضب يسيطر عليه مهما حاول ان يتمالك حاله:وانت تعرف منين عوايدها؟انت مابقالكش يومين هنا.
قضم نادر طعامه يقول :مش بكتر الايام يا عموري. ثم رفع له حاجبه بتحدى ومكر لذلك الذى يشتعل غيظا منه.
لما لا يطيق وجوده الان... اليس هذا نادر... صديقه من سنوات وليس فقط ابن خالته.. نادر خفيف الظل المحب للمرح وللحياه... وكان قديماً يرحب جدا بوجوده معهم ويصر على استضافته هنا... مالذى تغير الان وغيره هكذا؟ ظلت نظراته مسلطه بغضب عليه الى ان وجده يبتسم باتساع وإعجاب.
نظر خلفه وجدها تتقدم.. ترتدى فستان صيفى رقيق عارى الكتفين يضيق من الخصر وينزل باتساع حتى ركبتيها. حاول أن يبدو وقوورا لكن رغما عنه كان كاللصوص والمراهقين.. يختلس النظر إلى قدميها البيضاء... وهى تسير هكذا أمام عينيه تتجه لمقعدها.
رفع عينيه بصمت. غاضب منها ومن نادر ومن الجميع. فهو وهو يسترق النظر إليها تذكر وجود نادر... ذلك المعجب الجديد. غضبه ويتفاقم وهو يراها بكل هذا الجمال.. يمرر عينيه عليها من شعرها الذى فردته على ظهرها كالعادة.. وجهها الجميل المشرق تضع به بعض الزينه الخفيفة... هبط بعينيه الى جسدها الناعم وذلك الفستان يحتضن ويفصل كل منحنياتها بروعة مستفزه.. لما هى جميله اليوم هكذا؟ يتمعن بالنظر إليها وهى تجلس هكذا على كرسيها... ناعمه وصغيرة... تمسك قطعة خبز بيدها تقضمها بهدوء. تبدو لطيفه جدا وهى هكذا فرغما عنه وجد شفيته تبتسم بخفه... واكتمل الأمر حين تذكر ضمه لعا وقبلاته على عنقها جعلت رجفه لذيذه تستحوذ عليه. حالته غريبه جداً.
كان ذلك هو الرأي الذى يندلع من اعين الكل حين فتح عينيه وجد الجميع يحدقون به بتعجب.
ناهد :عامر. مالك. فيك حاجه؟
حاول التماسك يقول بخشونه:مالى؟ مانا كويس.
كارما:كده وكويس. هو انت كنت فين صحيح انا روحت جناحك ادور عليك لما اختفتيت فجأة مالقتش حد بعدها روحت اصحى ميكا... اصلا افتكرنا انك طالع لها بس لما روحتلها ماسمعتش اى صوت ليك جوا.
ابتسم داخليا بخبث وانتشاء... وهل للقبلات صوت؟ رفع عينيه مجددا فاصطدمت باعين الفت.. تنظر له بخبث ومكر شديد وهو يقسم داخله أن تلك الداهيه الفت تعلم عنه أشياء هو نفسه لا يعرفها.. فهى وبنظراتها هذه تشعره انها هى التى كانت تقبل مليكه بدلاً منه.
كل ذلك يدور ولا أحد من الجلوس يدرى بشئ. لكن هناك شخص واحد... شخص واحد يراقب كل شئ ويخشى من ان يفسد كل ما يخطط له. نظرات عامر تجاه تلك الصغيرة متغيره.. ليست ككل مره تأتى فيها الى هنا. يجب أن تسيطر على الامور قبل ان يخرج كل شئ عن سيطرة يديها. بحسبة بسيطه هى تريد عامر لابنتها... وترى الإعجاب باعين نادر لتلك التي تشكل خطرا على ماتفكر به.. لما يزداد الخير خيرين وتزوج مليكه لنادر وتضمن ارث آخر من عائلة الخطيب لها ولاولادها... حسنا لن تضيع هذه الفرصة ابدا.
اجلت صوتها تتحدث بنعومه تقول:بس ايه الجمال ده كله يا ميكا...احلويتى وكبرتى.
مليكه :شكرا ياطنط ربنا يخليكي.
↚
هدى :انتى عارفه ان نادر ابنى ده مش بيعجبه العجب.. بس من ساعة ماجه وهو مش مبطل كلام عنك.. دى مش بتحصل ابدا خلى بالك هههههه.
ابتسمت لها مجامله تقول :شكرا.
هدى:طب انتى وراكى ايه النهارده كنا خرجنا كلنا مع بعض... ايه رائيكوا يا جماعه بدل ما نقعد في البيت.. شويه وعامر هيروح شغله واحنا نخرج.
ايد الجميع الفكرة وهو يجلس ينظر للكل بحده.
ناهد متدخله:طب ماتيجى معانا يا عامر تغير جو الشركة ده.
هدى:عامر مستحيييل.. لو انتطبقت السما على الارض. خليه هو ياحبيبي يشوف مصالحه ونخرج احنا واهو نادر معانا اهو. لو قام وقطع عنق خالته هل سيحدث شئ.. لن يحدث شئ. هممم إذا سيذهب هو لعمله اللعين يتابع سير العمل ويراجع الحسابات ويستقبل عملاء جدد ونادر اللطيف الخفيف سيذهب للتنزه معهم...هو عامر الغاضب العصبى وذاك هو نادر المنطلق والمحب للحياه.. ماشاء الله. قرر بشئ لا يقبل التفكير انه لن يذهب لعمله وسيرافقهم او بالأحرى يرافقها هى. لكن. احممم.. كيف يقولها وبنفس الوقت يحافظ على هيبته.
اتته النجدة منها وهى تقول بإحراج:انا اسفه يا جماعة لازم اروح لندى صاحبتى دلوقتي عشان عندها مشكلة كبيرة ولازم ابقى جنبها.. اخرجوا انتو واتبسطوا. هدى :ابدا... لازم تبقى معانا مش هنخرج من غيرك أبدا.
حمحم هو بوقار وخشونه يقول :خلاص روحوا انتو وانا هخلص كام حاجة مهمة في الشغل واعدى اجيبها من عند صاحبتها ونجيلكوا.
ناهد بزهول:تيجولنا؟! معقول يعنى هتسيب شغلك.
كارما :زمن المعجزات صحيح... دى عمرها ما حصلت. لم يجيب على احد وتصنع الانشغال بطعامه يهرب من نظرات الكل خصوصا تلك الماكره الفت.
بينما هدى تتابع كل شئ بغيظ شديد تلكز ابنتها بكتفها كى تتحدث او تفعل اى شئ يلفت انتباهه لها لكنها لا تستجيب.
_____________________________________________________________________________
كان يجلس على كرسيه بالحارة كأنه يجلس على جمر مشتعل... لا يطيق تلك الجلسة المعقوده بشقتها... الجميع مجتمع عندها بالتأكيد يبحثون عن حل كى يعيدوها له. لا لن يجلس ينتطر أكثر... وقف يعدل من هيئته وذهب ينادى صديقه الأسطى سيد.
رجب :سيد.. ياسيد.
سيد :اهلا... ازيك يا معلم صباح الخير.
رجب :لا صباح ولا مسا بقولك ايه انت قولت ايه لخالد.
سيد :خالد مين؟ اااااه اخو الست نجلاء... مش انت قولت يا معلم سيبه يستوى على نار هاديه.
رجب :لحد امتى... مابدهاش بقا... يالا بينا.
سيد :على فين بس يا ريس. رجب :فوت قدامى وانا هفهمك واحنا ماشيين..يالا خلص.
ببيت نجلاء تجلس بصمت تام تراقب الكل... يتحدثون بصوت عالى. عتاب.. شجار.. وبحث عن حل. كأنها غير موجوده... يريدون ارجاعها له حتى بعد كل ما قالته وانفجرت به بوجه امها من ايام. فى تلك الأثناء كانت ندى بغرفتها تجلس مع مليكه. مليكه :يعنى ايه يعني مش فاهمة.
ندى:ولا انا بردوا فاهمة.. فجأة اتغير ولا بيتصل ولا بيبص حتى ناحيتى لو عديت من قدامه او طلعت البلكونه.... حتى يتصل بيه فى اليوم 200مره مش بيرد.
رفعت مليكه حاجبها وقالت بعصبيه وغضب اكبر من الموقف:خلاص ماتكلميهوش تانى احنا هنتحايل على اهله رضينا بالجزار والجزار مش راضى بينا... بقولك ايه يابت انتى حسك عينك أعرف انك كلمتيه ولا عبرتيه تانى... ياحلاوه لاهو كمان الى هيتنك علينا... صونى نفسك وكرامتك وكفاية بعزقه فيها يمين وشمال بلا قرف رجاله مش بتحس ده ايه الحظ ده ياربى... لا وكمان مش عاجبهم.
ندى:براحه يابت فى ايه.. مالك انفجرتى مره واحده كده مش شايفه أنك أوفر.
مليكه :بلا اوفر بلا زفت وبدل مانتى مركزه فى سى يوسف بتاعك شوفى المشكلة الى برا دى.
ندى :لا الى بيحصل ده انا تقريباً اتعودت عليه وماتحوريش وتتوهى الموضوع اخلصى انطقى فى ايه. صممت مليكه بحزن وقالت :تعبت خلاص.. مش شايفنى ولا هيشوفنى حتى بعد كل الشقلبظات الى عملتها دى... انا مش مستوى النظر حتى.. خلاص روحى وقلبى تعبوا. تعبوا من كتر الذل والإهانة وانا بحاول اتودد لواحد بيقابل كل ده بولا حاجة.. يعنى حتى مش بالرفض لا ده مش شايف ولا واخد باله اصلاً عشان يرفض.. دى بتوجع اكتر.
ندى:طب ليه يا مليكه ليه كملتى وعملتى كل ده ماهو سبق ورفضك بابشع الطرق المفروض كنتى لميتى الى باقى من قلبك وبعدتى عنه.
مليكه :ابعد ازاى وانا عايشه معاه في مكان واحد. ندى :خلاص روحى عند خالتك.. مش كنتى كل اجازه بتروحيلها اسبوع ولا اتنين وكنتى دايما بتروحى غصب عنك مش عايزه تسيبى سى عامر بتاعك لولا خوفك من زعل خالتك وعيالها ماكنتيش ترضى تسبيه ابدا.... ورحى. روحى وابعدى شويه عن كل ده يمكن هوا وبحر اسكندرية ينسوكى شويه. مليكه :خالتو.. صحيح وحشتنى اوى. انا فعلاً محتاجه ابعد فتره... طب تعالى معايا.. ابعدى عن مشاكل البيت وابعدى عن الزفت جو ده وتعالى معايا.. انا هكلم مامتك.
فكرت ندى قليلا وقالت :ياستى لا هتحرج.
مليكه:من ايه بس.. جوز خالتو الايام دى من السنه بيبقى مسافر في شغله.. وخالتو وولادها من كتر حكيى عنك نفسهم يشفوكى.. وافقى بقا. خلينا نفك.
ندى:خلاص ماشى انا فعلاً عايزه اغير جو... سامعه صوت خناقهم جايب لآخر الشارع إزاى.. مصرين يرجعوهم لبعض عشانى... ههه قال يعني كده انا هبقى تمام وهما ليل نهار خناق ومش متفقين ابدا... انا بجد تعبت... لا ومن كل ناحية جه يوسف وكملها.
بالخارج. كان الشد والجذب بين كل الأطراف وللان لا يوجد حل. تحدث خالد يقول :احنا ماسكين فى خناق بعض على الفاضى ليه.. هى قفلت. البيه قفلها لما رمى اخر يمين مالهاش مخرج غير بالمحلل.
انتفض شقيق توفيق الكبير يقول:ايه.. محلل ايه ياخالد انت عايز تجرسنا.
خالد :خلاص يديها بقا كل حقوقها ويروح يطلع قسيمة طلاق وكل واحد مننا يروح بيته ومالهاش لازمه القعده دى... بقولك ايه يا حاج شكرى.. انا لفيت على كل المشايخ وروحت دار الافتا.. كله اجمع انها خلاص ماتحلش ليه وأنه طلقها طلاق نهائى. شكرى:وهما يعنى الى قالوا ان المحلل حلال؟!
خالد :لا طبعا ماقالوش... بس هى معروفة مابينا ان ده حلها الله. هو اكل ولا بحلقة قال يعنى لاقيين الى يوافق بكده... انا ذات نفسى بقالى اد ايه بدور اهو وسألت توب الأرض ومش لاقى. تعالت الأصوات المعترضه من توفيق واخواته كذلك خالد وامه...
الى ان دلف رجب وسيد من الباب الذى كان مفتوح.
سيد :خير يا اخونا كفا الله الشر.. صوتكوا جايب لأول الشارع.
↚
شكرى :مشكلة كده يا سطا سيد وبنحاول نلاقى حل. سيد :خير... خلونا نفكر مع بعض ونرد الشور على بعض يمكن حد فينا يوصل لحل بدل ما هى مقفله كدا امام تلك العقدة لم يجدوا بد من أن يقصوا لهم ربما وجدوا حل او شخص يوافق على تلك الزيجه
تحدث رجب :يااااه...دى مشكلة عويصه اوى.. ودى هتحلوها إزاى
سيد :كده لازمهم محلل.. ولا فيش حد هيرضا بكده ابدا.. انا شخصيا ماعرفش حد.
شكرى :والعمل يا جماعه.... خلاص هنسيب البيت يتخرب.
سيد :لكن انا شايف الباشمندس ساكت يعنى كأنه مش هو سبب كل ده.
شكرى :خلاص يا سطا الى حصل حصل وهو بايده ايه دلوقتي يعنى.
رجب باستهزاء:بس مايبقاش قاعد ساكت كده وكلنا بننشال ونتهبد وهو راسى كده... دى مصيبه وسبحان من يحلها.
سيد :يحلها.. يحلها إزاى يا معلم هو مين هيرضى بكده أبدا.
نظر ناحية نجلاء الصامته تماما بعجز وصدمه وقال :انا مش قصدى ياست ام ندى دة انتى فوق راسى.. بس انا اقصد ظروف الجوازه يعنى انتى فاهمة. بعد مده طويله خرج كل من رجب وسيد يبتسمون لبعض بخبث وانتصار بعد أن تمت مهمتهم... فقد ظلوا يغنون عليهم ويلقفونهم لبعض سيد بكلمة ورجب بكلمة إلى أن اقترح سيد من المعلم رجب ان يتطوع مجبرا ويحل تلك المعضلة ويأخذ بهم الثواب خصوصا هو الوحيد الذي بدون إمرأة ستفرض ذلك الوضع بعدما طلق حكمت. وأبدى رجب زهوله وتضرره الشديد على الامر كله لكن ماذا يفعل هو بشهامته مروته التى تجبره على فعل ذلك..
حسنا سيوافق وأمره الى الله كله فداء الا يخرب هذا البيت. نظروا لبعض وانفجروا ضاحكين بما فعلوه تاركين اسرتين كل منهم بصدمه مختلفه.
نجلاء لا تصدق الى اين وصل الأمر.. وتوفيق ينظر لها بشماته سيعقد قرانها على جزار.. ابستم بسخرية ومن ذا الذى كان سيأتى لها افضل منه. وقف وهو يهم بالرحيل يقول باذنها:والله هو ده يادوب توبك.. جزار... يالا اتجوزيه يوم ولا اتنين عشان لما نرجع تانى تبقى مخروصه وبايسه ايدك وش وضهر بعد ما عرفتى مقامك العالى.
تركها يغادر ولا على باله شئ وهى تفكر مما صنع هو وما هذا الذى يسرى بعروقه بالتأكيد ليس بدم.. اخذت تتمتم بأنه (مريض نفسى) اما باقى العائلة فالكل يحمد الله انه واخيرا وجدوا الحل. بنفس الوقت وصل عامر أسفل بيت ندى كله شوق لذلك اليوم... يفكر لما لا ياخذها ويخرجون سويا بعيدا عن أعين الجميع... لكن عاودت هيبة عامر تلومه كيف وباى حجه سيفسر لهم الأمر... استفاق على حاله والى اى درجة من التصابى والجنون وصل به التفكير فنهر عقله بشده وحاول التماسك قدر المستطاع. أشرقت ابتسامته تدريجياً وهو يجدها تخرج بهدوء من بيت صديقتها بعدما هاتفها... تفتح الباب وتجلس لجواره دون قول اى شئ.... اين مليكه تلك التى تعشقه.
هل توقفت عن حبه مثلما قال كارم.. ام هل وهل وهل. أشياء كثيرة تندلع لعقله وهو فقط يراقبها تجلس تنظر من نافذة السياره بشرود لم تنطق باى حرف وللعجيب انه لا يجد مايقوله... عامر الخطيب المتحدث اللبق لا يجد ما يقوله او يفتح به حديث. بنهاية اليوم الاكثر من كارثى بالنسبة له. اوقف سيارته بغضب افزع الجميع وهم لا يجدون اى سبب لغضبه. وحده فقط من يعلم السبب.... طوال الوقت وهى تجلس بعيده عنه.. ظن ان هذه فرصة جيدة ستقتنصها وتتقرب منه.. تحادثه.. تشاكسه كما كانت تفعل طوال تلك السنوات عندما يخرجون سويا.. لكن لم يحدث... بل ماحدث ان ذلك السمج نادر.. يجلس يحدثها.. يفتح معها اى حوار... اشتغل غضبه من جديد وهو يتذكر حينما اخرج هاتفه يود التقاط بعد الصور معها... هل جن هذا.
انتهى اليوم بخلاف بينهم حاول هو بعدها مراضاته فبالتهايه هو ابن خالته وضيف ببيته. صعدت سريعا لغرفتها بعدما اصبحت روؤيته وفكره وجوده أمامها وهو لا يشعر بها تسبب لها الاختناق... كل تصرفاته تدل على ذلك حتى شجاره منذ قليل مع نادر لا يدل الا على شئ واحد يشعر به ناحيتها.. المسؤليه... إنها مسؤليته وفقط. فى يوم جديد كان يجلس فى مكتبه بالشركة يعود بطهره على كرسيه للخلف مسترخى بشده...اليوم هو الثلاثاء... مليكه تعامله جيدا يوم الثلاثاء منذ فتره وهو يراقب كل تصرفاتها لاحظ انها تتعامل بحب وتظهر عشقها وتقترب منه بيوم الثلاثاء... اغمض عينيه باستمتاع وهيام هممممم يريد ان ينهى عمله اليوم والعودة للبيت سريعاً كى يحظى بقربها وعشقها.
فتح عينيه وجد كارم يقف ينظر له كأنه برأسين. انتفض من مجلسه يقول :يخرب بيتك انت دخلت امتى.
رفع كارم حاجبه يقول:مالك ياض سهتان على نفسك كده ليه؟.
عامر :ايه سهتان دى يخربيت الفاظك على بيت شغلتك دى.
جلس كارم يقول :همممم خلصت شتيمه يا حيوان.... قولى بقا مالك كده مش على بعضك ليه.
عامر بدون تفكير ابتسم باتساع:أصل النهاردة التلات.
كارم :وهو ده الى باسطك اوى كده... النهاردة التلات.. ده الشعب المصري كله بيكره يوم التلات.
عامر :ليه؟
كارم :ماعرفش ولا حد عارف بس هو كدهو.
عامر:انت ايه الى جابك.
كارم :تشكر ياذوق... هى دى مقابلة
عامر :اصلا ازاى تدخل كده ماعدتش على السكرتيره برا.
كارم :اه إلى بتبقى قاعده كل ما باج دى.. لا بتقابل.
عامر:بتقابل؟!
كارم:اه الجو بتاعها.. شوفتها واقفه مع موظف هنا ونازلين حب فى بعض. خلينا انا وانت كده مناحيس مش لاقيين حتى كلبه.
عامر باندفاع:ماتلم نفسك يالا ايه كلبه دى.
كارم :ايه ده ايه ده.. هو انت فى واحدة معينه.
عامر :وواحدة.. واحدة مممين.. قصدك إيه. كارم :هممممم انا التأتأه دى عارفها.. بتأتأ ليه... وايه سر انشكاحك النهاردة ده. تلجلج عامر قليلا الى ان وقف يقول :ولا.. انت شكل مهنتك طبعت عليك.. ايه هتستجوبنى. انا مروح وانت يالا من غير مطرود.
وقف كارم يقول:ايه بدرى كده... ايه عايز تلحق يوم التلات من بدرى فى البيت. زاغت اعين عامر يمينا ويسارا يبدو أنه كشف.
كارم :استنى انا جاى معاك عايز اجرب أجواء التلات في بيتكوا... شكلها احسن من عندنا... نظر له بغضب وخرج بغيظ. جلسوا على سفرة الطعام لتناول الغداء. وهى تجلس بكل هدوء ينتظر اى حديث منها... لما هذا الصمت اليس اليوم هو الثلاثاء. صامتة صامتة وهو مترقب ولما نطقت كانت الصدمة. مليكة :انا مسافره بكرا عند خالتو ياتيتا هقضى الإجازة هناك...
↚
وقف فى شرفه غرفته يفكر بحزن كيف وباى حق سيمنعها من السفر.
بالأساس هى كل عام تسافر لخالتها عدة أيام مالجديد الان.
وقف يتعمق داخله يبحث عن الاجابه. مالذى تغير به هو...قديما ماكان يهتم لمنعها من السفر... كل الأسرة تسافر.. تذهب وتأتى وهو لا يهتم ولا حتى لها مالذى حدث الان؟
يجب عليه أن يواجه نفسه أولا. دقائق وخرجت من شرفتها تنظر للإمام بشرود.
الهواء يطير شعرها من خلفها وهى تغمض عينيها تحاول حبس أكبر كمية من الهواء داخلها.
منظرها من عنده هكذا يخطف العيون والقلوب... ينظر لها باعجاب شديد لا يريد زحزحة عينه من عليها.
مليكه الجميله... كبرت واصبحت فتاه جميله جدا ذات جمال خاص.
قطع وصلة شروده بها صوت طرقات عاليه على الباب تخبره الخادمة ان العشاء جاهز.
فليذهب سريعا ويجلس معها.
جلس على طاولة العشاء والكل موجود حتى فادى الذى حضر منذ ساعات.
وهو فقط يراقب عبسها بالطبق شاردة لا تندمج مع احد.
تحدثت ناهد :هتوحشينا والله يا ميكا البيت مش هيبقي له حس من غيرك.
فادى :بقا ده اسمه كلام انا اجى من هنا وانتى تمشى.
ابتسمت بصعوبه وقالت :ماعلش عايزه اغير جو وكمان خالتو وحشتنى.
هدى بخبث:تروحى وترجعى بالسلامة يا حبيبتي... ده نادر زعلان اوى انك ماشيه.
تجهم وجه عامر وقال فادى:لا ماعلش هو نادر هنا اصلاً؟ وزعلان ليه ان مليكه ماشيه؟
هدى بخبث:يوه مش أصحاب.
فادى:ياسلام.. هممم ماشى.
كارما:سيبك من كل ده... غنيلنا حاجة.. مين هيغنيلى وانتى مسافره.
نظر لهم بتفاجئ... هل تمتلك موهبة الغناء؟!
مليكه :ابقى شغلى اغانى على الفون ياستى مش مشكلة يعنى.
ناهد :لا طبعا احنا بنحب الأغانى منك انتى.
فادى :يالا ياميكا حتى عشان تيتا الفت.
نظرت لجدتها وجدتها تنظر لها بحنان تطلب منها وهى تومئ برأسها موافقة.
اغمضت عينيها وغنت اول شئ خطر ببالها
قلبى ومفتاحه... دول ملك ايديك ومساه وصباحه بيسألنى عليك... قلبى ومفتاحه... دول ملك ايديك ومساه وصباحه بيسألنى عليك... قلبى ومفتاحه مفتاحه دوول ملك ايديك.... كان حبك شمعى فى يوم عيدى... وطفاه الدمع وتنهيدى.. كااان حبك شمعى في يوم عيدى... وطفاه الدمع وتنهدي... من يوم ما ايديك لمست ايدى... وكأنك قولت يانار ايدى.. من يوم ما ايديك لمست ايدى.. وكأنك قولت قولت يانار ايدى.. ومدام مشغول ياحبيبي مش كنت تقول يا حبيبى ومدام مشغول يا حبيبي مش كنت تقول يا حبيبي. ده القلب جراحه.. من رمش عنيك ومساه وصباحه بيسألنى عليك... قلبى ومفتاحه مفتاحه دول ملك ايديك.
ياحبيبي ياريت ابقى حبيبك. واكون من بختك ونصيبك... ياااحبيبى ياريت ابقى حبيبك واكون من بختك ونصيبك.. ده أنا مهما تقسى بردو راضى بك وتسبنى الروح قبل ما اسيبك.. ده أنا مهما تقسى بردددو راضى بك وتسبنى الروح قبل ما اسيبك.. قلبى عمل ايه يا حبيبي ليه تقسى عليه ياحبيبي.. قلبى عمل ايه يا حبيبي ليه تقسى عليه ياحبيبي.. وحشته افراحه.. من شوقه اليك.. ومساه وصباحه بيسألنى عليك.. وحشته افراحه من شوقه اليك.. ومساه وصباحه بيسألنى علييييك.. قلبى ومفتاحه مفتاحه دوول ملك ايدييييك.
انتهت من غناءها بشجن رغما عنها تذكرت كل شئ حدث وكيف كسر قلبها الصغير بذلك اليوم وذهب.
الكل يصفق ويصفر لها تحيه.
وحده هو من يجلس متصلب على كرسيه.. كان كل كلمه خارجه بقطرة دم تزرف معها الدمع... كل كلمه موجهه له وهو الوحيد الذى يعلم... تلومه عن كل مافعله... لأول مرة يدرك كم قسى عليها ذلك اليوم. يوم عيدها.
وقفت تستأذن من الجميع تريد النوم.
أصبحت لا طاقه لها برؤياه... رؤيته تؤلمها... هى بالفعل بحاجة لتلك السفره.. ربما تبتعد قليلا.. لربما تتعافى.. لكن أن تعيش معه فى بيت واحد تتشارك معه الطعام والشراب حتى الهواء وهو لا يشعر بها ولا حتى يراها أمر مؤلم جداً وفوق قدره استيعابها مهما مثلت القوة أمام الجميع لن تستطيع الصمود فى التمثيل طويلا.. سيأتى يوم وتنهار به وهى لا تريد ذلك... ستذهب من هنا تحت اى ظرف ربما تلك الفترة تجعلها احسن او اقل ما فيها ستعتاد غيابه.
كانت مازالت تسير متجهه لغرفتها حين لحق بها.. وجدته يناديها فالتفت له.
عامر :مليكه... انا.... اخذ نفس عميق وقال :انا اول مره اعرف انك بتغنى.. وصوتك حلو.
ابتسمت بمراره :وانت من امتى تعرف عنى حاجة.. مش قولتلك. انت ماتعرفش عنى اى حاجة وحكاية انا الى مربيكى دى كلمتين كده وبس... انا بالنسبه لك فرد.. فرد صغير عايش هنا في البيت الى بتيجى تنام فيه آخر اليوم.
عامر :مليكه ليه بتقولى كده... انا مش وحش اوى كده... انا واخد بالى من الكل وو.. قاطعته هى:هو عشان بتدى كل واحد الفلوس الى محتاجها وزيادة يبقى انت كده واخد بالك من الكل... عارف يا ابيه... صمتت قليلاً وأكملت بيأس:ولا اقولك... انت تمام.. انت صح.. مش انت الى ماشى غلط.. انا الى لازم اغير تفكيرى واكبر شويه عن كده وكفاية هبل بقا.
عامر :يعنى ايه؟
↚
مليكه :مش يعنى حاجة.. عن إذنك.
همت بالرحيل فمسك ذراعها يوفقها.. التفتت له فقال :ماتسافريش.
نظرت له دقيقة بصمت وقالت :لا هسافر.. انا عايزه كدا فهعمل كده.
عامر :طيب لو محتاجه تسافرى اوى كده انا هاخد اجازه وأسفرك.
اغمضت عينيها بمرارة :لأ انا عايزه اسافر لوحدى.. مش هستنى لما كل الأسرة السعيدة تجهز نفسها وتفضى عشان اسافر معاك يومين... خلاص مليكه كبرت.. انا محتاجه اعمل كده دلوقتي فهعمله.. واظن انى واخده الأذن من تيتا وفادى.
عامر ببعض الحزن:وانتى خلاص بقيتى تاخدى اذن سفرك من فادى؟
مليكه:اه.. انا شايفه ان ده الصح فعمله.. بعد إذنك.
خلصت ذراعها من قبضة يده تسير تجاه غرفتها... لن تظل مليكه التابع له.. فلتتحرر قليلا ربما وقتها تستطيع التأقلم... تستطيع النسيان.
_____________________________
جلس المعلم رجب على كرسيه امام محل الجزاره خاصته.. واحد قتيان القهوه يضع له ارجيلته مع الشاى ويرحل.
ينظر كل ثانية لشرفه شقتها.. ربما يراها ولو لثانيه.. مابها منذ ذلك اليوم لم تخرج لا من باب ولا من شباك... حتى مستلزمات البيت تأتى بها ندى.. هل هى حزينه على فراق هذا البغل ام حزينه لأنها مضطره على الزواج بشخصه.
نفس دخان ارجيلته يقول :ياارب... قرررري البعيد.
فى نفس الوقت كانت ندى تقف بتردد عند الباب الاخر للمحل بعيداً عن أنظار المعلم رجب حيث يجلس معطيها ظهره.
حسمت أمرها ستتحدث معه وليكن ما يكون.
نادت عليه بخفوت:يوسف.. يوسف.. جوو.
التفت لها وعلى الفور تغيرت معالم وجهه.. الغضب والرفض كان واضح عليه بشدة.
أمام ملامحه هذه وصمته اتجهت هى له تقول :يوسف مش بترد ليه.
اجابها بجفاء وهو يعد بعض الأوراق المالية :ايه الى جابك هنا. هتشترى لحمه؟
ندى:لحمه؟! هو ده الى ممكن يجبنى هنا بس.
يوسف :اه مافيش هنا غير كده.
ندى:لا فى انت.. انا جيالك عايزه اعرف فى ايه بقالى اد ايه بكلمك مش بترد ولما تشوفنى تلف وشك الناحيه التانيه.
يوسف :فى حاجة يا انسه عايزه حاجه؟
اتسعت عينيها تقول بصدمه:يوسف.. انت بتكلمنى انا كده... انا ندى... أيه الى جرالك
يوسف :روحى اسالى الست والدتك.. أبويا عشان خاطرها عايز يتجوزها... محللل. عشان يفضحنا ويجرسنا وفوقها يقهر قلب امى الى مش مبطله عياط من يومها.
ندى:وانا امى ذنبها ايه... عم سيد هو الى اقترح الحل ده وابوك ماحدش غصب عليه هو وافق من نفسه يبقى امى ذنبها ايه اصلاً ماحدش ندبه يحل المشكله هو وعم سيد جم من نفسهم.
يوسف :هممم.. وبعد كل ده ماوصلتيش لحاجه.. ابويا يعمل كل ده ليه؟
ندى:لا ماوصلتش ومش فاهمه فهمنى انت.
يوسف :لا افهمك ولا تفهمينى... كل واحد يخليه فى حاله احسن بكره تفهمى وكل حاجه تبان.
بهت وجهها وقالت:يعنى ايه الكلام ده يا يوسف.. انت بتسبنى؟
يوسف :اسيبك؟! هه هو انا كنت ماسك عشان اسيبك.. مش عارف بتتكلمى كده على أساس ايه يعنى.
وقفت مصدومه لا ترمش جفن واحد وهو يقف كتلة ثلج متجمعه أمام عينها كأنها لاول مره تراه.
انتبهت على صوت المعلم رجب يقف بينهم قائلا :فى حاجة يايوسف.. موقف ندى كده ليه؟
يوسف بسخرية :لا يابا هى ماشيه خلاص مالقتش طلبها هنا.
رجب :كنتى عايزه ايه يابنتى وانا ابعتلك الواد عطوه يجيبه هوا.
اشاحت عينيها المسلطه على يوسف بصدمه ونظرت لرجب تقول :لا كتر خيرك يا عم رجب... انا فعلاً طلبى مش هنا ومش موجود.
رجب :طب ماتقولى يابنتى وانا ابعت حد يجبهولك بدل ما تروحى انتى الوقت اتأخر.
تحركت من امامهم تقول :مانا مش هروح...هو هيجيلى.
عاود يوسف لعد المال وكأن شيئا لم يكن ووالده ينظر له بحيرة وندى ركضت مسرعه الى منزلها تحتمى بجدرانه كى تخفى بكاؤها وضعفها.
_____________________________
فى الصباح الباكر.. لم تذق مليكه طعم النوم.. هذه عادتها حينما يكن لديها سفر او مشوار مهم.. ولكن هذه المرة كانت تغلى من الغضب وهى تتذكر مكالمة صديقتها لها تقص لها كل مافعله يوسف الحيوان... رفضها بكل برود مثله مثل عامر بالضبط.
اخذ الأمر منها أكثر من ساعه كى تعيد اقناع ندى بالذهاب معها عند خالتها كما سبق واتفقوا.. مطبعة نفس منهجها مع نفسها... جلوسها هنا امامه سيتعبها كثيراً.. فلتبتعد وتغير جو افضل.
اجتمع الجميع على طاولة الطعام الا هو.
لقد ارتدى كل ثيابه العملية كامله ولكن لم يهبط لهم حتى الان.. هو الآخر لم يذق طعم النوم.. يؤرق مضجعه تلك الافكار التي تندلع برأسه ناحية مليكه.. هكذا فجأة.. يرى ان كل ذلك خطأ. هو خطأ.. وأحاسيسه هذه خطأ.. لا يجب أن يحدث اى شئ من هذا القبيل.
اغمض عينيه بألم واستعد للنزول... يهبط على الدرج بتعب وحزن واضح... ينظر لها من بعيد وهى تجلس هكذا.. ذلك التيشرت الابيض مع بنطال من الجينز.. تعقد شعرها كحكه كبيره لاعلى اضهرت عنقها الجميل.
بسيطة هى وجميله.. ينظر لها بحب وتمعن وهى تجبره على ذلك بجمالها الناعم هذا.
للان لم تلتفت له رغم رائحة عطره التى تغلغلت داخل انفها ونفدت الى دمها وروحها.
رفعت عينيها على صوت هديل الناعم:صباح الخير يا عامر.
عامر:صباح الخير يا هديل.. صباح الخير يا جماعه.
الكل :صباح النور.
↚
وقفت هديل تضع له بعض المربى أمامه باهتمام بالغ وهى تبتسم له بود شديد.
ابتسم لها هو الآخر وقال:شكرا يا هديل.
هديل:العفو.
ثم شردت قليلا بأحداث ليلة امس.
فلاش باك
جلست يغرفتها مع امها ونادر يتحدثون وهم يتواصلون بالفيديو مع والدها بلندن.
هديل :حرام عليك يا بابا انا الشركة دى انا الى مأسساها.. وتعبت فيها اوى انا حتى اخترت كل عامل وموظف بنفسى... كنا كام واحد يتعدوا على الصوابع.. ولا هى غلطتى أنى سجلتها باسم حضرتك... انا عملت كده عشان كنا لسه جداد وعايزين اسم كبير نندمج معاه ويبقى لنل وضع.
والدها :طول مانتى مش بتسمعى الكلام مش هتطولى حاجة ولا حتى شركة البرمجة بتاعتك دى.
تدخل نادر :بس يا بابا ده حقها هى الى عملتها وتعبت فيها.
هدى:عايزاها ياحبيبي تاخدها بس تعمل الى احنا عايزينه الأول.
هديل:هو بالعافيه.. انا مش بحبه ولا هو بيحبنى.
هدى:وانتى مين قالك؟
هديل :ياماما مش لازم تتقال.. بتتحس..بتتحس يا ماما.
والدهم:ماهى دى مهمتك بقا... تخليه يحبك او مش لازم يحبك بس المهم يتجوزك غير كده مش هتعرفى تاخدى شركتك.
بكت بحرقه وقالت :ليه يا بابا تعمل فيا كده.. ده حقى. ليه عايزنى الزق نفسي لواحد مش شايفنى.
والدها :انا بعمل كده علشانك.. مش هلاقيلك عريس احسن من عامر بكره تعرفى ان كل ده عشانك انتى واخوكى.
أغلق الاتصال لايريد نقاش آخر.
نادر :هديل... اوعى تعملى كده.
هديل ببكاء:انت شايف حل تانى.
نادر :ماما...كلميه انتى يا ماما.. مش هقدر اشوف اختى وهى بتتلزق فى واحد كده.. طب بلاش هى. مافكرتوش فيا... رجولتى وانا شايف اختى بتتمحك فى واحد عيب علينا والله عيب...هديل..ارفضىى ابدئى من جديد.
هديل :أبدا من حديد... انت عارف انا عندى كام سنه.. ابدا من الصفر تانى بعد ما كبرت ووصلت لكل النجاح ده. مش هعرف.
نادر بغضب :مش احسن ماتروحى ترمى نفسك على واحد مش بيحبك... ياما ناس أكبر منك وبدأوا من جديد وكملوا ونجحوا... مش هتعرفى تبدأى من جديد بس هتعرفى تتلزقى فى عامر.
صمتت لا تجيب فقال :لو ده حصل يا امى انا مش هقدر اشوف كل ده بيحصل قدامى.. انا هرجع لندن.
خرج من عندهم بغضب لا يستطيع التحمل.
بااااااك
جلست بسخط على حالها مماتفعله لكنها لن تخسر شركتها ابدا مهما حدث.
وقف نادر بغضب لا يستطيع رؤية اخته وهى تهين نفسها وتهين رجولته أيضاً هكذا... بدون اى كلام خرج من باب القصر لا يستجيب لنداء اى احد.
مليكه :هو ماله يا جماعه؟
رفع عامر عيونه لها بحده لكنه لم ينطق.
هدى:هيرجع لندن.
كارما:لندن.. ليه مش قال هيقعد فتره؟
هدى :مش عارفة.. خليه على راحته.
اخدت تتمتم بعقلها(اجوز بس هديل لعامر وبعدها ارجعه ويمكن ساعتها نستعين بمليكه الحلوه هههههه)
نظرت لها هديل بسخط غير راضية عن كل ما يحدث أبدا ولكن مابيدها حيله.
جاء لعامر اتصال هام من أحد الأشخاص المهمين بالدوله.
وقف من مقعده واتجه لمكتبة يجيب عليه.
بالخارج
فادى :خلاص يا مليكه جاهزه نتحرك؟
نظرت تجاه مقعده الخالى بحزن.. لم يكلف خاطره حتى يسلم عليها.. او اى شئ.. اى شئ منذ الصباح... فقط هديل واهتمام هديل ورده عليها. بئسا لها ولليوم الذى عشقته به.
وقفت سريعاً تحمل حقيبة ظهرها وفادى حمل حقيبة ملابسه الكبيره.
وقفت تسلم على الجميع يوصنها بنفسها وان تهتم لحالها وتهاتفهم دائما.
فى مكتب عامر
كان يتحدث على عجاله وضيق يريد أن ينتهى من تلك المكالمة الهامه ويذهب لها لكنه لا يستطيع غلق الهاتف الان انه احد أعمدة الدوله والكل يسعى لدقيقه واحدة معه.
انتهت المكالمة سريعا وهو خرج بسرعه يسأل عنها.
كارما:برا فى عربية فادى هيمشوا.
خرج مسرعا مطلقا لساقيه العنان ولكن لم يجدها... تحركت سياره فادى بسرعه وهو يحاول أن يصل لهم.
وقف مكانه ينظر لخروج السياره بحزن شديد وكانها تاخذ قطعة منه داخلها وتذهب.
وهى تجلس بالسيارة تشعر بتكرار طعنا"ته المؤلمه لها... لم يكلف خاطره ويأتى ليودعها... يسلم عليها.. يلقى حتى سلام عابر.. حتى هذه بخل بها... الم يقل انها ابنته فلما لم يودعها حتى كونها ابنته ويوصيها ان تنتبه لحالها... يسألها أن كانت بحاجة لمال او لشئ... هكذا بكل بساطة اخذ هاتفه واتجه للداخل وأغلق الباب.. لايريد ازعاج.. لا يهتم لوجودها من عدمه.. جلست سافرت الامرين سيان. لديه... الهذه الدرجه لا يراها ولا تفرق معه. لقد كذب حتى حينما قال ابنته... هو لا يطيقها بالأساس وربما حتى وجودها يضايقه.. لو كانت ابنته لاحبها حتى حب الاب لابنته واهتم بها بناء على هذا الحب.. لكن حتى هذه لم يفعلها.. لا هى ابنته ولا ستكون حبيبته... الوصف الوحيد لها لديه.. إنها حمل.. عبئ ثقيل وقد سأم منه ولابد ان تخلصه منه هى.
كان هذا تفكيرها الذى توصلت به لاتدرى بذلك الذى مازال على وقفته بحزن... يتمنى لو تعود ثانيه.
جلست بجانب فادى فى طريقهم لندى.
↚
تحدثت بدون تفكير او ترتيب:فادى... هو احنا هنتجوز ليه؟ هو احنا بنحب بعض؟!
نظر لها بتفاجئ.. هو حقا بوغت بسرالها هذا.. لم يسأل نفسه يوم هذا السؤال.
لقد برمج على أنه لمليكه ومليكه له.
فادى:ايه السؤال ده يا مليكة. هو اصلا سؤال ولا اجابه؟
مليكه :بص يا فادى.. انا وانت محتاجين نعيد تفكير فى كل حاجة هما رتبوها لينا... هما شافوا وقرروا اننا مناسبين لبعض فنتجوز لكن... مش عارفة اوصلك احساسى بس انا جوايا لغبطه جامده اوى.. محتاج اقعد افك اللغبطه دى وافهم أيه إلى عايزاه وايه الى فهماه غلط... عشان ارتب حياتى صح وعلى تنظيم مش على عك ومشاعر مش متفسره.. قبل ما نتجوز ونجيب طفل وفى الاخر نكتشف احنا الاتنين فى نفس الوقت اننا مش بنحب بعض اصلاً.
فادى بتيه:ايوه.. بس. بس انا بحبك يا مليكه.
مليكه :بتحبنى ايه يافادى.. اخت. ولا بنت عم... ولا حبيبه وعايز تتجوزنى... اصل مش كل الحب للحييبن بس.. فى حب اخوات. وحب قرايب... اعرف يافادى الأول قبل اى حاجة وبلاش نمشى على الى الكل رسمه وخطته لينا.. فكر وقرر اختار انت لنفسك عشان دى حاجات ماينفعش حد غيرنا ياخدها لينا حتى لو كنا مناسبين لبعض فى كل حاجة.. انا مش هستنى لما ييجى اليوم الى تبقى متجوزنى فيه وبنا ولاد بس انت بتحب واحدة تانية وانا كمان ابقى بحب واحد تانى بس احنا الاتنين مجبرين نعيش ونكمل.
فادى بزهول:عندك حق... انا عمرى ما فكرت فى الموضوع ده.
مليكة :دى فرصه كويسه.. انى مسافره.. خد وقتك ولما نفضل ولاد عم من اولها كده احسن مانخسر بعض صح.
فادى:صح جدا....انتى طيبه اوى وانا مش عايز نخسر بعض فى المستقبل... عموما دى فعلاً فرصه كويسه لانى مسافر بلد كده فى الأرياف لينا مشروع هناك وانا الى هشوف عليه.. فرصة ابقى بعيد عن البيت وضغط اى حد.. افكر واوصل لقرارا.
مليكه :صح كده يافادى... اقف هنا ده بيت ندى.
خرجت ندى تجر حقيبتها بصعوبه... فاتجه إليها فادى بسرعه يحملها عنها.
فى نفس الوقت وقف يوسف يقوم بسن سكينه على الاخرى ينظر لهم بضغب ونفور ثم أعطاهم ظهره وأكمل تقطيع اللحم.
تبادلت هى ومليكه النظرات الحانقه وسريعا تحرك فادى بسيارته.
بعد مرور ساعتين.
وقفت الفتاتين على باب إحدى الشقق السكنية الفاخرة يدقنن الباب.
فتحت لهم سيده فى أواخر الأربعين من عمرها. ذات جمال اخاذ طبيعي. تبتسم لهم ببشاشه كبيره تفتح ذراعيها بترحاب شديد :بنت اختى القمر.
ارتمت ملكية باحضانها تقول:كلمه جمال اسكندرية والبحر المتوسط كله دلال هانم.
دلال :حبيبتي وحشتينى وحشتينى.
نظرت خلفها وقالت:اكيد انتى ندى صح؟
ندى بزهول من جمال تلك السيده:اه.
دلال :تعالوا...تعالوا يا حبيبي اتفضلوا.
سارت امامهم للداخل وهم يسيرون خلفها مالت ندى على إذن مليكه :يخربيت حلاوتها ايه ده.
ابتسمت لها مليكه بصمت وجلسوا سويا.
دلال :بصوا بقا.. دلوقتي هتدخلوا تاخدو شاور كده عشان السفر اكون انا حضرتلكوا ساندويتشات كده فى السريع تاكلوهم وتناموا تريحوا على ماتصحوا تكون نهى ومازن جم من برا ونخرج بقا باليل وننزل الميا ايه رأيكوا.
ندى:نهى ومازن مين.
دلال :ولادى...نهى الكبيره وبتشتغل معيده هنا في جامعة إسكندريه... أما مازن بقا الصغير فى امتياز طب السنة دى... هتحبيهم اوى... يالا يالا مش عايزين نضيع وقت.
وقفتا سريعاً معها يمتثلون لأمرها... كل منهم تريد تحرير روحها من هذا الحزن الجاثم عليها ربما وجدت حياه جديده.
___________________________
بعد مرور أسبوعين
وقف المعلم رجب أمام منزل عائلة توفيق.
رجب :معناته ايه الكلام ده يا حاج شكرى ده احنا اديلنا ولا عشرين يوم اهو من يوم القعدة وهو مطلقها من قلبها بييجى شهر.. المفروض العدة تكون قربت تخلص مش العده 3شهور بردوا ولا ايه.
الحاج شكرى:اه بس بينهم وبين ربنا بس على الورق هو لسه ماطلقهاش.
رجب :نعم.. معناته ايه الكلام ده؟!
شكرى :يعنى يامعلم هو طلقها شفوى كده بالبق... لازم يطلقها على الورق عند مأذون وتستنوا عدتها كامله على الورق عشان تقدر تتجوزها.
وقف رجب يغلى من الغضب مما يسمعه وقال وهو يشير على توفيق الصامت متفرج:وكل ده مستنى ايه.
توفيق :مافضتش.
رجب:ايه... مافضتش... مش عارف تفضى نفسك لحاجه مهمه زى دى امال فاضى لايه.
نظر له توفيق بتمعن يقول :وانت مالك كده متسربع ومتضايق كده ليه.
شمله رجب بنظره مشمئزه وقال بسخرية :اصل انا بعيد عنك دمى حامى وجسمى سخن ماعرفش ابقى بارد فى اى موضوع انا داخل فيه من قريب ولا من بعيد... حاجه ماتسمعش انت عنها.
ثم تركهم ورحل.
توفيق بغضب لأخيه :هو قصده ايه الراجل ده.
شكرى:لو مافهمتش على طول يبقى عمرك ما هتفهم.. عليه العوض.
ثم رحل هو الآخر تاركين ذلك البارد ينظر لاثرهم باستغراب وغضب...
↚
جلست هديل مقابل اخيها في احد المقاهى الشهيره وهو عصبى جدا يقول :هديل انا مش عايز اسمع اى كلام منك الى فى دماغك ده مرفوض.
أخذت نفس عميق وردت :نادر هو انت عمرك شوفت واحدة راحت خطبت واحد؟
. نادر بضيق :يعنى ايه وضحى كلامك أنا على اخرى اصلا.
هديل بهدوء :هقولك... دلوقتي السيد والدنا حاططنى تحت ضغط يا أوقع عامر واخليه يخطبنى يا يحرمنى من حقى صح؟
نادر :همممم.
هديل :طيب هو انا المطلوب منى ايه.. اصلا عامر ابن خالتنا وهو بنى ادم كويس واحنا من الأساس بنتعامل حلو.. يبقى انا هعمل ايه غير انى ازود الاهتمام بيه قدام ماما شويه.. عامر مش بيحبنى وانا زى اخته بالظبط دى حقيقه مش هتتغير كل الى هعمله أنى هلاعب بابا واكسب وقت او ابقى عملت الى عليا مش هروح اغصبه يتجوزنى يعنى.. الى هو انا هو عملت كل حاجة هو الى ماجاش واتقدملى يبقى خلاص.
نادر :بردو لا شوفى حل غيره.
هديل:بقولك ايه انا بقالى اسبوعين بلفها فى دماغى لما دماغى ورمت هو ده الحل الوحيد عامر مش هيخطبنى ابدا انا اخد شركتى الى هى تعبى ومجهودى قولت ايه.. هتقف جنبى ولا هتكبر وتعيش انت مع البنات.
نادر :ليه هو انا مطلوب منى ايه؟
هديل :مطلوب انك تبقى اخ عدل وتفضل جنبى في المحنه دى.
نادر :مانا بردو مش بالعها الحكاية دى.
هديل :ماعلش هى فتره وهتعدى وكل حاجه هتخلص.. قولت ايه.. معايا؟
زفر بضيق وقال على مضض:معاكى يا ستى اما نشوف اخرتها.
_______________________________________________
فى الإسكندرية
جلست مليكه بفستان صيفى مناسب للبحر على الرمال شاردة كأنها بعالم آخر
شعرت بأحدهم يجلس لجوارها ولم تكن سوى خالتها التى قالت:بتفكرى في ايه وشاغلك كده؟
ابتسمت مليكه:ولا حاجة.
دلال :على خالتو.. يعنى ماروحتيش لحد عامر كده ورجعتى.
تلاشت ابتسامتها وقالت بحزن:مابقاش ينفع بقا.. انا تعبت... هو لا حبنى ولا هيحبنى كفاية كده.
دلال :انا من الاول كنت رافضه الموضوع ده.
نظرت لها مليكه كأنها كائن فضائى وقالت :والله...ماعرفتكيش انا كده يعنى.. ده انتى اكتر واحدة كنتى مشجعانى.
دلال :انا.. اعدمك ماحصل.
مليكه بجنون :يانهار اسود ومنيل.
اقتربت ندى منهم تقول :ايه ده مالكوا فى ايه؟
دلال :تعالى...تعالى يابنتى تعالى شوفى صاحبتك قاعده لا بيا ولا عليا الا والاقيهالك ملبسانى مصيبه قال ايه انا كنت مشجعاها تحب عامر.
اتسعت أعين ندى وقالت لمليكه:احيييه.. هى عارفة؟
مليكه :هه عارفة.. دى ماشيه معايا خطوه بخطوه ومن زمان.. الى قدامك دى هى السبب فى ان عقلى يبوظ بسبب الروايات الى خلتنى ادمنها زيها... عايشة في عالم وردى من ابطال على ورق وعيشتنى معاها فيه... حسبى الله ونعم الوكيل.
دلال :انتى هتحسبنى عليا فى وشى... وانا مالى انا دايما اقرا عن البطل الكبير الى حب البنت الصغيره الى رباها ماكنتش اعرف انه جبله كده.
ندى:لاهو انتى الى ضيعتى دماغ البت كده ياطنط بالروايات والهبل ده.
احتدت دلال تقول :ماتقوليش على حاجه انا بحبها هبل... لأنها مش هبل والعيب مش فى الروايات العيب فينا... احنا الى بنستسلم للواقع ومش بنحاول نغير اى حاجة فيه مع ان اى رواية بنشوف ازاى البطله بتعافر عشان توصل لحبها او للحياة الى هتسعدها... انا كنت شخصية انطوائيه وماليش لا تجارب ولا علاقات تفتكرى ايه اللي كان ممكن يديينى خبره غير الروايات لما تكشفلى عن قصص وأفكار نصها من الواقع ونصها خيال.. حتى لو فى رواية ماطلعتش منها بعبره على الاقل فصلتنى عن العالم شويه وخلتنى استمتع بيها فامتجيش انتى تتريقى عليها وعلى الى بيقروها.
ندى:اهدى ياطنط في ايه انا مش قصدى.
دلال :اصلك مش اول واحدة تقولى كده جوزى دايما يتريق عليا كده بردو فيها ايه لما اكون بحب الروايات ما في ناس بتموت في الأفلام والمسلسلات الهندى وانا بشوف انها مش بس هبل لا دى حاجة كده ميكس بين هبل على تخلف على عبط على عدم احتران لعقلنا بس مش بقول حاجة ولا بتريق على الى بيتفرجوا عليها.. كل واحد حر... العيب على الى استسلم للواقع بتاعه وعاش فيه انا كبرت وولادى كبروا بس لحد دلوقتي يحاول لو عرفت اعيش اى لحظة او لقطه شوفتها في روايه اشوفها... بحاول اخلى جوزى يعيشنى اى لقطة منها صحيح بتبقى بمعاناة وساعات بتريقه او من غير نفس بس مش مهم... المهم انى عشتها... لحد دلوقتي لسه بطلب منه شوكولاتة واما يجبها افرح بيها زى العيال مع ان عيالى بقوا أطول منى... خديها نصيحة منى ماتسمحيش لحد يهدمك او يتريق على الحاجه الى هتبسطك.. اللحظة الى تقدرى تخطفيها من الحياة بالغصب او بالرضا اخطفيها وعيشيها العمر مش بيرجع وماحدش هيتبسطلك... فاعملى الى يفرحك وبس.
كانوا يستمعوا لها بهدوء وشرود مقتنعين بكل حرف يقال.
ظلوا على صمتهم وشرودهم الى ان قطع ذلك الصمت رنين هاتف مليكه.
على الجهة الأخرى
↚
كان يجلس على مائدة الطعام على مضض.... يوجد شئ ناقص... شئ مهم... اهو الهواء كى يتنفس...ام الشهيه كى يأكل... ام روحه ام قلبه... ام ان كل شئ تلخص بها ولم يعد موجود بغيابها.
وقف على حين فجأة فقالت ناهد :رايح فين يا عامر.
عامر وهو يسير لمكتبة :تليفون شغل مهم كنت ناسيه يا امى.
نظرت هدى لابنتها لكن هديل تصنعت انها فعلاً تهتم ثم مالبست ان أكملت طعامها.. هى جائعه جدا الان ترجو دائما الا يسألها احد عن شئ او يطلب منها ان تفكر حتى وهى جائعه.
وقف فى شرفة مكتبه يهاتفها يتصل وهى لا تجيب.
منذ متى وهى تتجاهل اتصالاته هكذا... عاود الاتصال مجددا بإصرار الى ان فتح الخط. فتحدث بلهفة :الو. مليكه... مش بتردى على طول ليه.
اغمضت عينيها بغضب... عامر سيظل عامر تحكمات فقط.. اسئله فقط.
أجابت بهدوء قاتل له ولاعصابه:ماسمعتوش.
عامر :كنتى فين كل ده؟
مليكه :يا ابيه ماسمعتوش فى ايه بتحصل.
عامر :والله بتحصل.. اممم.. وانتى بقا من ساعة ماسفرتى أن ماكنتش اكلمك ماتتكلميش.
مليكه :عادى.. بنسى.. مش بييجى على بالى.
اتسعت عينيه وهى تخبره عن عمد انه لا يخطر على بالها ولو صدفه.. هو مشغول بها وهى بالمقابل لمجرد عدم وجوده أمامها تنسى انه بالحياه من الأساس.
عامر:ايه الى بتقوليه ده؟
مليكه :قولت ايه... بص هو انا ممكن اقفل بس دلوقتي عشان بينادولى.
كل ثانية يتلقى صفعه اجدد من الأولى... انتهى شغفها به... تبخرت لهفتها وهو يحرقه الشوق.
هم ليجيب عليها بحدة لكن احمر وجهه غضبا وهو يستمع لصوت شاب لجوارها يناديها(يالا يا ميكا عشان ننزل الميا).
تحدث من بين أسنانه يقول بهدوء مرعب :مين ده ومية ايه اللي هتزليها معاه يا هانم؟
مليكه:ده مازن.
ثم أبعدت الهاتف وقالت بصوت عالي وصل له بالطبع:حاضر يا مازن جايه.
عادت تقول :طب انا هقفل دلوقتي.. سلام.
حاول التحدث ينذرها الا تفعل لكنها أغلقت الخط وهو فى قمه غضبه.
وضع هاتفه في جيب بذلته وخرج سريعا.
ناهد:رايح فين يا عامر.
عامر بغضب وهو يغادر:رايح اجيب مليكه.
احتدت أعين هدى ونظرت لابنتها التى فهمت على الفور وتصنعت الاهتمام :عامر.. خد هقولك.
رفعت كتفيها لأمها ببراءه مصطنعة :ياخسارة مشى.. قلقنى عليه والله.. هاتيلى يا كارما بانيه من الى قدامك ده.. ايوه ايوه الحته العريضة دى.
نظرت لها هدى بغيظ بينما الفت تبتسم باستمتاع شديد.
فى الإسكندرية
دلال :يعنى بيغير من مازن.. انا ازاى ماجتش على بالى الحكاية دى ده انا قريتها فى ولا 100 روايه... بس.. احنا نخلى مازن يخطبك عشان نخليه يغير وينطق.
تناولت مليكه كف دلال تقبله قائلة بترجى:ابوس ايدك يا شيخه كفاية خططك دى.
دلال :يابت اسمعى ده انا بهديكى احلى هدية والله.
مليكه :مالقتيش الا مازن الهبل.
دلال:فشرررر.. قطع لسانك ده دكتور اد الدنيا.
اشاحت مليكه بيدها :هو بالشهادة.. اهبل وانا وانتى عارفين.
دلال:احمم.. مش اوى يعني ييجى منة والله... استنى بس يا مازن.. مازن.
جاء إليها من بعيد وقال :نعم.
دلال :بقولك ايه ماتيجى اخطبلك مليكه.
مازن :نعم.. مليكه ايه... هو انا طايقها.
نظر ناحية ندى وقال بغزل:انا عايز اتجوز البت الحلوه العاقله دى.
تخضب وجه ندى بالخجل بينما مليكه ودلال اعينهم متسعه فرحه وتفاجئ.
بعد مرور أكثر من ساعتين
توقف أمام المبنى السكنى الذى تقطن به خالتها.
ترجل بغضب وصعد سريعاً يدق الباب.
مازن :حاضر.. حاضر جاى الله.
فتح الباب فوجد عامر أمامه شاب وسيم الى درجة كبيرة فى مقتبل العمر.
عامر :انت مين؟
يريد أن يتأكد ان كان هو ذلك المازن أم لا.
مازن :عامر بيه أنت مش عارفنى؟! انا مازن.
عامر:اااه.. ماعلش اصل آخر مره شوفتك كنت عيل.
مازن :لا مانا كبرت... انت كمان كبرت شويتين.. اتفضل اتفضل.
تقدم وهو ينظر له ولكلامه المبطن بغيظ.
دلف للداخل وهو يبحث بعينيه عنها.
اصطك على اسنانه وهز يجدها تخرج من المطبخ بتلك المنامه القصيره تقول بغضب :انت يا بارد انت ازاى تاكل الايس كر.... قطعت حديثها وهى متسعة العين من وجود عامر أمامها ينظر لها بحاجب مرفوع والغضب يقفز من عينيه قفزا.
مليكه :أبيه عامر!!!
↚
عامر :اه شوفتى ابيه عامر.. اتفضلى يالا البسى عشان هنرجع القاهرة. يالا بسرعه عشان مستعجل.
اغتاظت كثيراً من نبرة حديثة واوامره.. ذلك التغطرس الذى لم ولن يتخلى عنه.
أظهرت اللين والهدوء على ملامحها وقالت:بس انا مش هرجع معاك يا ابيه.. لسه الاجازه ماخلصتش وانا مش عايزه ارجع دلوقتي.
عامر من بين اسنانه:مش شايفه انك طولتى هنا اووى.. للصبر حدود يا مليكه.
مليكه :والله انا مش عارفة ده يضايقك في ايه.. ايه اللي جد مثلاً.
زم شفتيه بغيظ وقال:خلصى يا مليكه عايزين نبقى في البيت قبل الليل.
مليكه :انا لسه عايزه اقعد... قولتلك انه خلاص انا مش هعمل غير الى عايزاه وبيريحنى وبس.
جائت دلال على صوتهم وقالت :ايه ده فى ايه... عامر.. اهلا وسهلا نورتنا.. اتفضل واقف كده ليه.. مش كنت تنادينى يا مازن.
مازن:هو ساب لحد فرصة يا امى.
دلال :طب اتفضل يا عامر بيه اتفضل.
كان مازال نظره مسلط بغضب على تلك التى تتحداه... تربت على يده واول ما كبرت كبرت عليه هو.
دلال:عامر بيه.. عامر بيه اتفضل اقعد.
انتبه إليها وقال :ها... لا مافيش وقت لازم نرجع دلوقتي.. مش عايز اسوق بالليل.
مليكه :ايوة انا قولت انى مش هرجع دلوقتي.
هم ليجيب عليها بحده فدخلت دلال تقول :استهدوا بالله يا جماعة.. ايه يا عامر بيه ده انت بقالك مده ماجتش اسكندرية... هتيجى صد رد كده طب ده اسمه كلام بالذمه... انت تقعد وتاخدلك اجازة يومين هنا... تريح أعصابك وتتفسح.... كمان عشان خاطر ندى.. البنت جايه ضيفه مع مليكه ولا انت ناسى.
هدء قليلا أمام حديثها اللين وجلس قائلا :ايوة بس... قاطعته وقالت بخبث:ولا بس ولا حاجة... بالمرة تشوفلى حل انا تعبت.. كذا عريس متقدم لميكا وانا مش عارفة اتصرف.
نظر لها بتفاجؤ يؤدد:عريس.
دلال :عريس... انا قولت عرسان.. عرسان ياعامر بيه وانا... انا خلاااص مابقتش عارفة اتحكم في الموضوع.. الموضوع خرج من ايدى.
عامر:اممم.. وشافوها فين.
دلال :معايا.. بصراحة بفكر اوافق على واحد فيهم ده كل... قاطعها بصرامه :توافقى وترفضى ازاى يا مدام... مليكه مسؤليتى مش مسؤلية اى حد تانى وانا بس الى احدد امتى الوقت المناسب للجواز.
نظرت له مطولا ثم تحدثت بهدوء وقالت :انت مصدق الى بتقولو... هو انت عشان بتديها الى يكفيها من المصاريف يبقى انت كده مربيها... طب انت عمرك خرجتها.. فسحتها..عمر كان في اهتمام خاص منك ليها حتى لو على سبيل الأبوة او الاخوه... ماحصلش.
عامر :غريبه.
دلال :ايه الى غريب.
عامر :لا بس اصلها قريب قالتلى كلام شبه ده.
دلال :لأن للأسف دى الحقيقة.. فى ناس بتفضل طول حياتها كده فاكره انها عامله الى عليها وزيادة بس هى يادوب بتقدم للى قدامها ابسط حقوقه... يعنى انت مثلا يادوب بتديها الى يديها من مصاريفها وزياده بس هى اصلا الوريثه الوحيدة لابوها طبعا مع ولاد عمها لأن مش عندها اخ بس نصيبها كبير... هى عايشه في بيتك الى هو بردو بيت عيله الخطيب كلها يعنى ليها ورث فيه.. انت مش مقدم لها اى حاجة اسبيشال... بلاش تعيش فاكر انك عامل لها كتير يديلك الحق ان يبقى ليك كتير عندها ومليكه بنت زكيه ولماحه وعارفه انك مالكش اى فضل عليها... فامتنتظرش منها اى مكانه خاصه او انها تديك حقوق مش ليك زى انك تحدد مصيرها مثلاً.
يستمع لها بامعان... يعلم أن كل حرف تقوله خلفه الف هدف ومعنى.
لا يود ان يحتد عليها بالحديث... وباى عين سيحتد وهى تتحدث عن حقيقة.. بالفعل هذه هى الصورة الصحيحة.
كانت تنظر له تتفرس ملامحه تحاول سبر اغوراه.
شعرت بقرب الوصول لتلك النقطة فقالت بمهادنه:ايه رأيك تفتح معاها صفحة جديدة يعنى تحتويها اكتر تخرجوا تبقى حنين عليها اكتر وقريب منها انت مش بتقول انها بنوتك.
استساغ الفكره كثيرا ولكن نظر لها بغيظ وهى تكمل بخبث تكتم ضحكتها:اهو حتى عشان لما هى تتجوز وتخلف يبقى ولادها يقولولك يا جدو.
عامر:جدو؟!! انا مش كبير اوى كده.
دلال :ايوه ده على اعتبار يعنى انك بتعتبرها بنتك.
زم شفتيه بغيظ منها ومن ابنة اختها تلك.
لكن اخذ نفس عميق يتنهد وهو يفكر لما لا يومين اجازة معها...معها فقط.
___________________________
على باب شقه نجلاء وقف المعلم رجب يهندم ملابسه وبضربات قلب عاليه.. درجة حرارته تعلو وتهبط فى الدقيقة هبوطا وصعودا.. يحمر وجهه من الحراره وبعدها بثانية يشحب من البروده.
كأنه مراهق يقابل حبيبته لأول مره.. لما لا تفتح ذلك الباب وترحمه.
ثوانى وفتحت نجلاء الباب بتلك العباءة الذهبيه تضع وشاح ثقيل على شعرها.
نظرت له بحرج.. كلما تتذكر ذلك الموقف والوضع الذى وضعت فيه معه تشعر بالحرج.
حمحمت بتوتر قائله :مساء الخير يا معلم.. فى حاجة؟
نظر لها بوله ونفسه يعلو ويهبط بعشق:مساء النور يا ست البنات.. انا.. احمم.
ا خذالأمر منه ثانيه حتى وجد الحجه:ااانا قولت اجى أشقر عليكى الا تكونى محتاجه حاجه.. ناقصك حاجة.
نجلاء :كتر خيرك يا معلم كلك واجب.
↚
رجب :اا.. يعنى مايلزمش اى خدمه اى طلبات.. انا مش بشوفك تخرجى تجيبى طلباتك.
نظرت لها بتركيز.. يبدوا انه يراقب أفعالها.. لم تحظى او تجرب ام يهتم احد ويراقب تفاصيلها هكذا.
طال الصمت وشعر بالحرج فحك راسه وقال :طب بالاذن انا بقا... ولو عوزتى اى حاجة.. اى حاجة انا عينى على الشباك نزلى بس السبت وفيه ورقه بالطلبات وكل حاجه تكون عندك.
كانت مصدومه من ذلك الاهتمام الذى لم تحظى به من قبل وعندما يأتى يكن من الشخص الخطأ.
تحرك ليغادر بحرج ولكن عاد بتردد يقول :اااه.. كان فى حاجة جيبهالك معايا.
سريعاً سريعاً اخرج مغلف من الشيكولاتة وأعطاه لها بيدها وهرب سريعا يشعر بالحرج والتوتر.
اما هى تقف فمها وعينيها متسعين بنفس المقدار.
تنطر للسلم تاره ولما بيدها تاره أخرى لا تصدق ما حدث ومن من؟من المعلم رجب الجزار.
أغلقت الباب بسعادة كبيرة... جلست على أقرب كرسى تنظر بفرحة كبيره لذلك اللوح من الشيكولا.
همت لفتح الكيس ولكن حدثت نفسها (لا ده مايتاكلش كده.. ده عايز يتاكل بمزاج)
وقفت سريعا وذهبت للمرحاض... استمتعت بحمام منعش من المياه البارده.
ثم خرجت تجفف شعرها وذهبت لارتداء إحدى المنامات الوردية.. صنعت لنفسها قهوة من البن المحوج.. جلست امام التلفاز تفتح الشيكولا بهدوء تضع او قطعه بمفها تتذوقها باستمتاع.
ثوانى واستمعت لرنين هاتفها.
نجلاء :الو.. مين معايا.
تنتحنح الطرف الآخر وقال بتوتر :ده انا المعلم رجب ياست البنات.
لازالت تتعجب من هذا اللقب الذى دائما يلصقها به..
لم يتلقى منها رد فقال:انا جبت نمرتك من استاذ خالد على اساس يعنى اننا..
صمت بتوتر وحرج فقالت :اايوه ااه فاهمة.
ابتسم وهو يتنفس سريعا وقال :طب نزلى السبت بس هحطلك حاجة.
ولم يترك لها فرصة للرفض أو الاعتراض إنما اغلق الخط سريعاً.
ذهبت سريعاً للشرفه وجدته يقف أسفل البنايه ينتظرها.
قامت بانزال ذالك الوعاء المصنوع من الخوص له.
وضع به كيس كبير من الكرتون وظل واقف ينظر لها بفرحة وسعادة.
سحبت السبت حتى وصل لها ثم اتسعت عينيها لا تصدق مردده:كنتاكي؟!!
عاودت النظر له وكان مازال واقفا يبتسم.
يبتسم لأن فعلته اعجبتها خصوصا وهو يرى تلك السعادة حتى لو كانت تقطن الطابق الثاني.
حملت الكيس بفرحة كبيرة لاتصدق.. وجدت القهوه التى صنعتها محلها والشكولا كذلك.
حدثتهم بسعادة كأنهم اشخاص أمامها :كويس خليكوا ابقى احلى بيكو... بعد الكنتاكى.. ياااااه.
أخذت الطعام سريعا وشرعت فى تناوله بفرحة وشراهه كأنها لم تأكل لأيام.
_______________________________________________________
صباح يوم جديد
خرج عامر من ذلك الفندق الذي مكث به ليلة امس.
وقد استمع لنصيحة كارم كما قال له:اخرج بقا من ام البدلة دى ورحرح كده وخليك فريش.
وقف امام شقه خالتها بذلك التيشرت الابيض مع بنطال من الجينز القصير حتى ركبتيه... وحذاء رياضى ابيض.
كان قمه فى الشياكه ويتمتع بنفس الفخامة التى لا يتخلى عنها تحت اى سبب.
دق الباب ففتح له نفس المازن.
مازن :اهلا وسهلا اتفضل.
ابتسم له ابتسامة سمجه وقال:لا ماعلش.. ناديلى بس مليكه.
جاءت دلال من خلف مازن تردد :اهلا وسهلا اتفضل.
عامر :اهلا بيكى. امال فين مليكه.
جاءت سريعاً بذلك الفستان الجميل تقول :انا اهو.
ابتسم لها وهو يمشط هيئتها بإعجاب وقال :طب يالا بينا.
همت للخروج معه لكن توقفت قائله :طب وندى.
اسرع مازن يقول :لا ماتشيليش هم.. انا هفسح الغلبانه الى هتسبيها لوحدها دى وامرى لله.
دلال :مش قولتلك مضحى.
مليكه :انا همشى قبل ما ادمع.
نظرت تجاه عامر وهى لأول مرة ستخرج معه.. معه فقط.. بدون العائله.. بدون الجميع....
↚
تجلس لجواره وهو يقود شاردة.
تفكر بكل شئ... مازال طعم ذلك المرار في فمها حين سافرت وهو حتى لم يهتم بتوديعها.
فعل أشياء كثيرة احزنتها ولكن ذلك اليوم وهى تراه لم يبالى حتى أن ظلت معهم او سافرت الامرين سيان.
الهذه الدرجة لا يشعر او يبالى بها.
اشاحت عينيها عن الطريق ونظرت له.
تنعنت به... هى الوحيدة التي تعرفه والفضل لعشقها الغبى له... بفضل ذلك العشق الذى وللاسف شبت عليه فهى تعلم كل تفاصيل وجهه.
حتى حركه يديه وذراعيه.. تسطيع بنطرهواحده ان تفرق بين تنهيده حزن... تنهيدة راحه... تنهيدة فرحه.. تنهيدة تعب. طوهو الآن سعيد... يتنهد براحه... ملامح وجهه مرتاحه... يغمض عينيه كل ثانيه او اثنين يسحب أكبر كمية من الهواء داخله ويزفر بهدوء.
ينظر لها كأنها كنزه الثمين...كان فى رحلة بحث طويله عنه وأخيراً وصل له.
عادت تنظر أمامها مجددا فمنذ متى كانت نظرتها صحيحة كما تعتقد او تظن.
أليست هى من اعتقدته يعشقها وذهبت كالبلهاء تعترف له كى يتجرأ يزيل اى عواقب تقف امامه وبالنهاية حطم قلبها ولم يكن تحتطيم عادى... هو حتى لم يشعر أنه حطمها... هو حتى لم يلحظ انها ظلت مريضه وطريحة الفراش لأيام.
تعامل مع الأمر ومع غيابها بمنتهى الاعتياد... وكأنه لا يوجد فرد ناقص بعائلته.
كل تلك الشحنات العكسية كانت تتدفق على قلبها وعقلها.
ولكن شحنه الخذلان منه كانت اقوى... لن تسير خلف قلبها الاحمق مجددا. قلبها الذى يصر بأن يمت على يدى ذلك العامر.
هذا كان القرار النهائي الذى اتخذته وهى توبخ نفسها على موافقتها له وأيضا فرحتها واستعداها السريع للذهاب معه.
اما هو فلا شئ يصف حالته الآن... كلمه سعادة وراحة اقل بكثير من أن تصفه.
ما يشعر به أكبر من اى صفه او اى كلام.
ينظر لها بين لحظة والثانية يلاحظ شرودها... يتذكر كل كلمه خرجت منها بمنتهى القوة تخبره كم كانت تحبه وكم خذلها هو.
عامر الخطيب.... ااااه والف ااااه من عامر الخطيب... ذلك الرجل ذو المظهر المهيب والنفوذ بالمال والمعارف... من يراه يقسم انه اكثر الأشخاص اتزان وعقل.... اكترهم حكمه ونجاح.
الف اه واه اخرى لو يعلمون.... عامر بداخله شخص مذبذب... متردد.. لم ينجح بأى شئ غير عمله.... شخص يعتقد أنه يفعل دائما ما عليه وأكثر... انه يفعل ما يريد وسيأخذ ما يريد... لو اقتحم أحدهم شخصيته لكانت الطامة الكبرى وهو يجده غير قادر على اتخاذ أهم القرارت بحياته.. حتى الأقل من اتخاذ القرار هو غير قادر عليه هو حتى غير قادر على مواجهة نفسه ليرى ماذا يريد من ربيبته.
عامر الخطيب والذى يعتمد عليه الجميع لحل مشاكلهم وهو وبكل جداره وحسم يحلها غير قادر على حل مشاكله النفسيه... أزمات قلبه الذى يخفق الان بجنون.
صراعه مابين العقل والقلب... مابين الصح والاصح.
عامر دائما ما يفعل الاصح.. منتظر منه دائما أن يفعل الاصح.... وهذه هى مشكلته مع تلك التى لجواره يقسم انها لا تطيق النظر اليه مما فعله مسبقا ومعها كل الحق.
اه لو تعلم أنه حتى يخشى مواجهة نفسه بما يكنه لها... لو تعلم أنه يتهرب من أن يحدد هذا الشئ لأجلها.
هل احبها.. ام انه العشق... هل هو عشق فقط ام سيتخطى كل الحواجز ويصبح جنون بجعلها تفر منه كما فرت من قبل غيرها.
الطامة الكبرى ان هذه المره لن يستطيع.. حينما حدث ذلك مسبقا كان على استعداد ولم يتأثر الا قليلا ولكن مع مليكه لو حدثت ستكن فاجعة بالنسبة له.
اخذ نفس عميق وأخرجه بهدوء يرتب أفكاره التى بعثرها منذ قليل وهو يقول انه قد قفز سلم قلبه سريعا من قال انه احبها حتى يصل لمرحلة العشق ثم للجنون... هو للام لم يقر ويحدد ذلك فليهدأ إذا.
كل ما هو به الآن لا يتخطى مرحله الأب الذى يصالح ابنته الصغيره. آخر العنقود ذات المكانه الخاصه.
هذا وفقط... اخذ يفكر كيف يسعدها ليرى تلك الضحكه التى تثلج قلبه مجدداً.
توقف أمام احد المطاعم الشهيرة.
فتحدثت :وقفنا ليه.
ابتسم لها وقال:مش نفطر احلى مليكه الاول.
ومن تلك التي لا تعشق الدلال حتى لو كانت حزينة من ذلك الشخص.
كائنات رقيقه نحن ونعشق الدلال.
لذا وسريعا ارتسمت على وجهها أجمل ابتسامة وقفزت من السياره تسير لجواره.
طلب له ولها وجبتين من الفاست فود.
استغربت كثيرا بل صعقت وهى تراه يأخذ الطعام دليفرى.
مليكه:مش هنقعد ناكل.
عامر :لا ناكل هنا ايه... تعالى بس.
اتسعت عينها وهى تجده بعد قيادته لمدة عشر دقائق يتوقف بالسياره أمام الكورنيش.. ترجل من سيارته وقام بسحب يدها لداخل أحد الشواطئ.
رغم معرفتها الجيده به... بل تركيزها به على مدار حياتها كلها او كما تقول ندى (معاكى ماجستير ودكتوراه فى عامر الخطيب) الا ان هذا العامر الذى أمامها الان لا تعرفه ولم تراه من قبل.
يقم بفتح اغلفه الطعام ويضعه على الأرض الرمليه مقابل موج البحر مباشرة يدعوها ان تجلس للتأكل.
من هذا العامر المتحرر... اولا من بذلته.. ثانيا من غطرسته.. والان من قيوده.
جلست تتكئ على ركبتيها أمامه وهو يطعمها احيانا ويأكل احيانا.
يطلب منها ان تحدثه عن كل تلك الأيام التى قضتها هنا... كلما انتهت من اخباره باسنفاضه عن شئ يعاود سؤالها عن شئ آخر حتى يطول الحديث ولا ينقطع... او ربما شئ آخر... عامر يريد أن يجعلها سعيده ان تحب الجلوس معه ان تشعر أن سعادتها معه... لا يصدق انه الان كما القرد الذى يصنع حركات بهلوانيه كى يرى استحسان الجمهور له... بالظبط هو الان (بيعمل شقلبظات عشان يعجبها)
بعد مرور وقت طويل... وجدوا انهم قد قضوه فى الطعام والحديث... صاعقة الجمتهم اثنتيهم وهم ينظرون لتلك الوجبات التى تكفى على الاقل أربعة رجال أو خمسه.. لقد قضوا عليها ولم يبقى اى شئ.
مهلا لقد مرت ساعات وهم يأكلون.
مليكه :يانهار اسود.. حد يعمل كده... انت عارف احنا كلنا اد ايه... انا بطنى بتوجعنى من الأكل.
عامر :الحق عليا عايز اغذيك عشان تكبر.
مليكه:بذمتك بطنك مش وجعاك؟
↚
عامر :وجعانى بصراحه.. اقولك... قومى نتمشى على البحر شويه عشان نهضم.
مليكه:احنا كده محتاجين نرجع للقاهرة مشى عشان نهضم كل ده.
وقف مادا يده لها يقول:قومى بس تعالى.
جذبها لجواره يسير معها.. حديث طويل مع هواء البحر ورائحة اليود... شمس يوم ربيعى كأنها اتفقت مع الهواء لتصنع يوم أكثر من رائع كى يظل ذكراه لسنين.
مر وقت طويل وهم على سيرهم.. أوقف احد الباعة كى يشترى لها(فريسكا)
طعام لذيذ ويوم جميل... أفعال مجنونه يبادر بها هو كى يخطف تركيزها وعقلها.. قلبها.. كل شئ.
بدأ يسرع بخطواته.. يجذبها للركض معه.. وهى بدأت تسايره... بدأ المرح وهو أكثر من سعيد.. وهى نست كل شئ أو لا تتذكر الان لقد انساها.
مع حلول الليل كان اللهو مازال قائما... حتى توقف يقول باعين تشع حماس :تيجى ننزل الميا.
مليكه :ميا ايه باليل ومش معانا لبس غير ده.
عامر :ده العوم باليل ده حاجة تانيه.
مليكه برفض قاطع :مش معانا لبس.. مستحيييييل.
بعد مرور مده طووويله.
كانت تخرج من المياه معه وهى ترتجف و تضحك قائله :يا مجنووون انا مش عارفة ازاى طاوعتك... همموت من البرد.
وهو يضحك كثيراً. لقد زاد جنونه اليوم بعض الشئ.
عامر :يالااااا بسرعه على بيت خالتك عشان تغيرى.
مليكه :عاااااا.. الهوا ساقع اوى وهدومى كلها اتبلت.
لم تستطيع كبت ضحكاتها على جنونهم اليوم اكثر من ذلك.. هو أيضا انفجر بالضحك وبلا مقدمات ضمها لحضنه.
اخذها لحضنه يعتصرها داخله وهو يغمض عينيه يحدث نفسه (كدااااااااب ياعامر... انت بتحبها)
أخرجها من حضنه ينظر لها بوله... مليكه الجميله... بالفعل أحبها.
ذلك الحضن جعلها تشعر ببعض الدفئ...والخجل ايضا بملابسها الملتصقه عليها هكذا.. لا تريد أن تنصاع مع قلبها الابله.
تحدثت بتوتر:طب يالا عشان ارجع لخالتو واغير.
كان مازال ينظر لها بعشق اعترف به لنفسه توا.
هز رأسه فقط وهو يبتسم ابتسامة جديدة كليا.
يقود بسيارته متجها لبيت خالتها وكل دقيقه ينظر لها ثم يعاود التركيز على الطريق.
كل مافعله اليوم لم يكن بذلك الجنون او كونه عامر الخطيب لم يفعلها لاااا... لقد مارس كل هذا الجنون واكتر مسبقا... فعل أشياء حتى لن تخطر على بال احد... لكنه يوما لم تسعده هذه الأفعال قدر اليوم... الغريب أن الفتيات من كن يفعلن كل ذلك من أجله كى يشعر بالحياه وان السعادة معهم.. بعضهم بخبث وخبرة وذكاء بعضهم ببراءه شديدة كى تعجله يرى أن السعادة معها ولكن لم يحدث... كل ما حاولن فعله.. فعله هو لمليكه. كى تشعر أن لا طعم للسعاده والجنون الا معه.. هو ذلك الشخص الذي سيجعلها تشعر بالسعاده... هو من يفعل الاشياء الفريده لا غيره.
ودعها بابتسامه عاشقه وقال:هجيلك الصبح بدرى عشان نخرج تانى.
اماءت له بسعادة كبيرة تبتسم بحماس.
اوقفها بصوت غاضب وهى على اعتاب البنايه.
ينظر بتفحص لملابسها الملتصقه باستفزاز على منحنياتها...هل سيبدأ الجنون من الآن.
مليكة :فى حاجة؟
ضغط على أسنانه يقول :خدى ده البسيه عليكى لحد ما تدخلى اوضتك.
نظرت لذلك الجاكيت وقالت :جبته منين ده؟
عامر:إلى كنت لابسه امبارح وقلعته ونسيته في العربيه.
مليكه:انت صحيح كنت جاى من غير لبس... جبت لبس ليك ازاى.
زم شفتيه بغضب وهى مازالت تقف أمام المارة هكذا :حطى الجاكيت عليكى...اكيد يعنى اشتريت اون لاين... اطلعى حالا ودارى جسمك كويس فاهمه لحد ما تدخلى اوضتك وتغيرى واول ما تغيرى كلمينى
مليكه :ها....قاطعها:ايه ها ايه... يالا ماتقفيش فى الشارع كده.
سارت من أمامه سريعاً وهى مستغربه من تحكماته وتزمته الجديد عليها ولا تجد له تفسير... لكنها إليوم سعيدة ولن تفكر في شئ يضيع سعادتها.
دلفت للمنزل بتلك النسخة التى اعتطها لها خالتها.
تعلم أن ندى مع مازن وخالتها بالخارج.
كانت تسير بهيام الى ان اصطدمت بأحدهم.
مليكه:هيييييى.. حرام عليكى يا نهى خضتينى.
نظرت لها تلك الفتاه ذات الوجه الخمرى المستدير... ضغطت على نظارتها من بين عينيها تقول كأنها المحقق كونن:هممم... كنتى فين كده وجايه مبلوله.. وجاكيت مين ده؟
مليكه :ده جاكيت عامر.
نهى بغيظ منها ومن بلاهتها هى وامها من وجهة نظرها :عامر....تانى عامر... مش قولتى هتشلى الموضوع ده من دماغك... يابنتى بقا هتجنينى انتى وامى الى ممشياكى وراها بالروايات الهبله بتاعتها دى.
مليكه بهيام :بصى مش هجادلك... اليوم كان حلو وانا مش ناويه اختمه.. يالا تصبحى على خير.
اعاجت نهى الضغط على نطارتها بغيظ وغضب تقول :هبله... وهتفضلى طول عمرك هبله... انا مالى اولعوا انتو الاتنين انا ورايا حاجات اهم.
ثم اخذت إحدى المراجع وبدأت فى التركيز فيهم بشده.
__________________________________________________
صباح يوم جديد
استيقظ عامر من النوم وجد انه قد غفى وهو يرتدى رداء الحمام الابيض.
كل ذلك بسبب التعب اول ما خرج من حمامه ليلة أمس ولمس جسده فراش الفندق المريح غرق فى نوم عميق جدا
انتبه على صوت هاتفه.. نظر لرقم المتصل وكان يعلم ما هو ات من صديقة المجنون :انت فين يا جدع انت... مش عارف ان اليومين دول اجازتى وانا كل فين وفين لما اعرف اخد اجازه... ماترد.. ساكت ليه يا بجم.
قلب عينيه بملل وأجاب :مستنى تخلص شتيمه وتفكر في وصله شتايم غيرها لما تعرف انى اصلا مش فى القاهرة.
على صوت كارم بغضب وقال:نعم.... هتهتز يالا... مانت عارف انى هاخد النهاردة وبكره اجازه من الأسبوع الى فات.... انت فين ومسافر انهى داهيه على دماغ الى خلفوك.
عامر بهدوء لأنه سعيد :بطل طوله لسان يابن ال**** بدل ما اجيلك.
كارم :اخلص وانطق... انت في انهى مصيبه؟
عامر :يخربيت شغلتك دى يا اخى حولتك شتيمه شتيمه شتيمه ايييه.
كارم :انجززز ياض.
عامر :مانا مش هقولك انى فى اسكندرية عش...... اتسعت عينيه وهو ينظر للهاتف بتفاجئ... همممم بالطبع اخذ المعلومة واغلق الهاتف بوجهه.
تنهد مغمضا عينيه وهو يتذكر يومه أمس معها.... كارم بالتأكيد سيأتى... صديقه الغبى ماذا يفعل به؟
ذهب ليأخذ حمام سريع يزيل اثر النوم.
بعد مرور وقت طويل استغرقه فى الحمام.
خرج يجهز ثياب جديدة مريحة لنزهة اليوم مع مليكة قلبه.
وجد الهاتف يعاود الاتصال.. وضع مابيده بملل وأجاب على الهاتق:همممم... اشجينى.
↚
كارم :عامر ياحبيبي انت فى اوتيل ايه عشان انا جايلك.
عامر :خلى عندك دم وارجع وانا جايلك بكرا.
كارم بنفس البرود :انت واطى وزباله ومش هتيجى بكره ولا حتى بعده سو.. انا قررت اجيلك.
عامر :لم نفسك وارجع يا كارم.
كارم :مش هينفع يا عامر انا خلاص.. عديت البوابات.
عامر :انت لحقت؟!
كارم :اه مابخفش من الردار... يالا يالا زى الشاطر كده قولى اسم الفندق يالا.. يالا يا بابا قول لعمو.
تنهد بغيظ وهو يخبره عن اسم الفندق الشهير الذى ينزل به
__________________________________________________
فى بيت دلال
استيقظت مليكه من النوم على صوت دقات مازن العالية على الباب.
وندى تقف تعبث باغراضها.
مازن من الخارج :خلصى يالا كل ده بتلبسى.
ندى :ماتعليش صوتك الله... خلاص نص ساعة واجى.
مازن :ماشى.. بس لو اتاخرتى انتى حره.
استدارت تنظر لمليكه تعلم... سيل من الاسئله الملحه سيهبط فوق رأسها الان... وقبل أن تهم بفتح فمها قالت ندى:بصى هو مهتم بيا اوى... ودمه خفيف.... وسنه قريب منى. ووبيقولى كلام حلو.. و خالتك بتقولى هتيجى القاهرة لما باباه يرجع كمان اسبوع تخطبنى ليه.. ايه رأيك.
راقصت مليكه حاجبيها لها تقول :رائى ايه بقا ده انتى اخترتى اسم العيال كمان... بس احسن خلينا نغيظ الجحش الى اسمه يوسف ده.
امتعض وجه ندى تقول:قفلى على السيرة دى مش عايزه افتكر عمايله كان شايف نفسه اوى.. فرق كبير بينه وبين مازن. مازن بيعاملنى حلو اوى يا مليكه.. طب عارفه طول مانا مع يوسف ده كنت ببقى حاسه انى بمشى الخطوات الى هتخلينى نسخه من امى ومعاملة بابا ليها بس مش عارفة اوقف نفسى. الحمد لله انها جت منه او هى وقفت من ربنا... ربنا هو الى اختارلى عشان كده انا مازعلتش كتير... لما بصيت للموضوع من الناحية دى بطلت زعل عليه. بعدها لاقيت ربنا رمى قدامى موضوع مازن فهمت انه بيقولى انا وقفت ده عشان كنت باعتلك ده... وانا فرحانه اوى.
ضمتها مليكه بسعاده تقول:وانا مبسوطه عشانك اووى.
انتفضوا اثنتيهم على صوت نهى تقول :مراهقات... انتو الاتنين حتى امى مراهقات... انا عايشه وسط شويه مراهقين... فين النضوج. اعمل ايه... اعمل فيكوا ايه.
ندى:ايه بس يا نهى فى ايه.. هو احنا عملنا حاجة غلط؟
نهى :أكبر غلط... أكبر غلط.. فى السن ده حب وخطوبه... ده كل تفكيركوا... فين الأحلام. الخطط.. الطموحات.. مخططات لمستقبل كبير.. خلاص كلكلوا هتتجوزا وتقعدوا فى البيت.
مليكه:براحه بس.. هو ايه اللي هيخلى الخطوبه تقف قدام المستقبل.. دى دبلة... بس.
نهى بحدة :لا.. هتقف... انتو لسه صغيرين... اكبروا.. انضجوا.. عشان حتى تختاروا صح.
ابتسمت ندى واقتربت منها تتمسح بها وقالت :يعنى.. يعنى انتى يعنى عمرك ما حبيتى.
زاغت اعين نهى وقالت :ها.
ندى بتلسيه:ايه؟
احتد صوت نهى من جديد وقالت :ححححب ايه. اتلمى وعيب كده... اوعى.. انا بتكلم مع مين اصلا شوية عيال. انا اكبر من كده. انا هروح اكمل شغلى فى الصاله
تعالي أصوات ضحكاتهم فنظرت لهم بغيظ وهى تغلق الباب تضغط على نظارتها مردده:مراهقات.
___________________________________________________
وصل كارم لعند صديقه وهو بالطبع يمارس عمله عليه.. تحقيق طويل عريض لكن بالطبع لم يخرج باجابه مفيده من صديقه.
كارم بضيق:طب اخلص هنخرج فين؟
عامر :انت حيوان يالا... هو انا الجو بتاعك هخرجك.. حد قالك تيجى ياللي ماعندكش دم.
كارم :لم لسانك.. واه هخرج معاك يعنى هخرج معاك.
بعد مرور ساعتين...خلافات بين كل الاطراف.
قررت دلال أن يقضوا جميعا اليوم معها على البحر.
مازن لجوار ندى وعامر منشغل بمليكته... كارم..... كارم يجلس لجوار صاحبه النظاره السميكه.
عينه عليها وهى عينها على الطعام.
تأكل ولا تهتم لأحد... مسك الشوكة منها وهى فى طريقها لفمها وقال:ماكفايه بقا وحسى على دمك انا بقالى كتير سنجل مش كده.
رفعت حاجبها تقول:انت اهبل؟
كارم :لأ انا صايع وقليل الأدب ومش لاقى حد يلمنى من الشوارع ومافيش واحدة هتقدر تربينى غيرك.
اما هى ظلت تنظر له باعين متسعه وهى تراه على وشك جلب مأذون واثنين شهود.
_________________________________________________
فى تلك الحاره.
كانت الحياة أكثر بهجة.. تفتح ذراعيها للمعلم رجب.
لكنه الان غاضب بشده... يوم الذبح الأسبوع وصبيانه متغيبين لظروف طارئة.. حتى يوسف يدعى انه مريض ولم يأتى.
زحام أمام المحل وهو يقطع اللحم على عجاله... جلبابه متسخ بقطرات الدم.
كل تلك الزحمه لم تمنعه أن يراها تخرج من البيت.
خرج من بين كل تلك الجموع ينادى عليها:ست أم ندى... ست ام ندى.
توقفت تقول :مساء الخير يا معلم.
رجب بغضب شديد :رايحه فين؟
نجلاء :هشترى طماطم لاحسن خلصت.
رجب :رايحه كده.
قالها وهو يشير بغضب لعباءتها الضيقه قليلا.
اكمل حديثة يقول :اطلعى انتى وانا هبعت حد يجبلك... يالا.
لا تعلم لما انصاعت لأمره وهى تراه غاضب هكذا.
دلفت للبنايه تصعد السلم لكن وجدته يناديها وقد دلف خلفها.
توقفت تقول :نعم.
وضع يديه فى سروال جلبابه.
فجأة وجدته يتخرج من جلبابه الملوث بالدم بين يديه ورده حمراء قصيره.
ورده حمراء خرجت من جلباب تقريباً قذر... ويد عالقة بها دماء ذبيحته.. لكن والله هو جميل... المعلم رجب انسان أكثر من ذلك الباشمهندس البارد.
أعطاها الورده بتوتر وخرج سريعا من شدة التوتر.
. وهى تختصن الوره لا تصدق ما يحدث.
______________________________________________________
بنفس الحاره وفى احد البنايات... يجلس يوسف يدلك قدمى جدته المغتاظه لما قصه عليها :انت متأكد من الى بتقولو ده يا يوسف... رجب ابنى عمل كده.
يوسف :اه والله زى ما بقولك كده يا ستى.
الجدة :وامك الخايبه النيابة دى كانت فين... قوم معايا ساعدنى البس واروحلها اشوف هتفضل حاطه ايدها في الميه البارده كده لامتى. قوم وصلنى..
↚
جلست حكمت تقوم بقطف وريقات الملوخيه لصنع غذاء دسم لها ولابنها.
الى ان دق جرس الباب يعلن عن قدوم زائر.
وقفت تنفض جلبابها البيتى من بعض العوالق به وذهبت لفتح الباب.
أدرك عقلها كل شئ سريعا وهى ترى يوسف يقف يسند ذراعى جدته وهى تقف تناظرها بعدم رضا.
تحدثت الجده(جليلة) :جرى ايه مش هتدخلينا ولا ايه يا بنت اختى؟
ابتسمت حكمت سريعا بسياسة وقالت :ازاى ياخالتى ودى تيجى ده بيتك... اتفضلى اتفضلى.. سند ستك يا يوسف.
قالت الاخيره وهى تنظر له بغيظ تعلم ابنها جيدا وتعلم ما قاله فجعل خالتها تخرج من بيتها وهى خطوتها للخارج عزيزه.
ساعد يوسف جدته كى تجلس براحه بعض الشئ. وحكمت ذهبت لعمل الشاى.
بعد دقائق كانت تخرج من المطبخ تحمل صينيه بها كوبين من الشاى.
حكمت :منورانا يا خالتى. اتفضلى الشاى.
مطتت جليله شفتيها وقالت:شاى.. جيبالى شاى فى عز الحر... ياختى هاتيلى ساقع الجو نار.
حكمت :قوم يا يوسف هات لستك حاجة ساقعه من عمك لطفى البقال.
يوسف :حاضر.
ذهب يوسف سريعا وجلست حكمت تنتظر ما جاءت لاجله خالتها :منورانا ياخالتى.
جليله :مش هتكلم الا اما اشرب الساقع انا حلقى بقا نار.
تنهدت حكمت وجلست بغير راحه تنتظر قدوم يوسف.
بعد عشر دقائق وضعت جليله الزجاجة النصف فارغه وهى تنظر تجاه حكمت تقول :بقى انتى تبقى على علم بكل إلى حاصل والى بيعمله رجب وساكته.. الا ماجيتى تقوليلى عشان نشوف حل للمصيبه دى.... لولا يوسف جه وقالى ماكنتش هعرف.
نظرت حكمت ليوسف بتوبيخ وقالت :كل واحد ينام على الجنب الى يريحه ياخالتى... ورجب راجل حر يعمل الى هو عايزه انا ماليش عنده حاجة.
احتد صوت جليله بانفعال:يعنى ايه مالكيش عنده حاجة... يعنى ايه مالكيش عنده حاجة مش ابو ابنك ده وجوزك.
حكمت :قصدك طليقى يا خالتي... احنا اتطلقنا من زمن.
جليله :مافهموش انا الكلام ده.. عندنا مافيش حاجه اسمها طلاق ولو حصل فأنا سبتكوا عشان كل واحد فيكوا كان راكب راسه قولت شويه لما النفوس تصفى وهرجعهم... لكن اجى الاقيكى عارفه بالفضيحه الى هو عايز يعملها وساكته.
حكمت :فضيحه ايه يا خالتى كفالله الشر واحد وهيتجوز فى حلال ربنا فين الفضيحة في كده.
اهتاجت حليله :انتى عايزه تجلطينى يابنت اعتماد.
.حكمت :الله يرحمها.
حليله :ايوه الله يرحمها ماهى لو كانت عايشه كانت كسرتلك دماغك على الى بتقوليه ده... ياختى يابرودك.. ده جواز الراجل زى ضربة المرزبه على النفوخ... بتوع زمان قالوا (جنازته ولا جوازتوا) وانتى بتقولى كده.
حكمت :ده لما يبقى لسه جوزى ياخالتى كنت هعمل البدع لأجل ماوقفه لكن دلوقتي انا ماليش عنده حاجة.
جليله :بت... فوقى كده واصحى والكلام الخايب الى بتقوليه ده ماسمعوش تانى... انتى عايزانا نسيبه يجرسنا... بقا المعلم رجب الى شنبه يقف عليه الصقر يرضا يبقى محلل. محللللل.. اااااه ياانااااارى... وانتى تقولى فيها ايه.
حكمت :طب مانتى جيتى لمربط الفرس اهو ياخالتى.... المعلم رجب هيرضا يبقى محلل؟
جليله :قصدك ايه؟ يعنى مش هيتجوزها خلاص.
حكمت :لا ماتفهمتيش قصدى... ابنك ابو شنب يقف عليه الصقر زى ما بتقولى دماغه فيها شغل تانى خالص.
جليله :حيرتينى معاكى يابت.
حكمت :بكره تفهمى يا خالتى.. انا بس الى عاشرته وانا الى عارفة دماغه.
جليله:انا قايمه امشى عشان الحق معاد حباية السكر وانتى تخلصى الى بتعمليه وتجيلى عشان نتكتك للموضوع ده ونوقفه انتى فاهمة.
حكمت :اااه. ربنا يسهل ياخالتى.. انستينا والله البيت نور.
جليله :اتوكسى عليكى وعلى خيبتك قال نور قال... بقا يارب ماكنتش توقعنى فى بنت اخت مدردحه كده بدل الخيبة دى.
حكمت :الله يسامحك ياخالتى... روح وصل ستك يا يوسف.
يوسف بضيق :حاضر.
جليله :فوتك بعافيه بكره بعد المغرب تعدى عليا انتى سامعه؟
حكمت :حاضر ياخالتى ربنا ييسر.
أغلقت الباب خلف خالتها تتنهد بضيق... ماذا يظنوها هم... لقد وافقت على الزواج منه على أمل ان يحبها يوما... ظلت لسنوات لم تجد منه غير التقدير فقط... لقد كان طيب المعشر ولكن هذا مالم تكن تريده... فقد كان معها جسدا فقط... مع مرور الوقت وبسبب ضيقها نت فشلها بأن تجعله يعشقها أصبحت عصبيه وضيقة الخلق معه هو بالتحديد فبدأ الخلاف... نع مرور الأشهر والسنوات توقفت يوما أمام المرأه وجدت سيده غير تلك التى هى عليها.. امرأه صوتها عالى... عصبيه.. تتشاجر لأتفه الأسباب خصوصا معه.... امرأه جيده مع الجيران والأصدقاء الا معه... كل هذا لأنه لم يحبها.... ايقنت فى ذلك اليوم أنه لن يحبها... لذا اتخذت القرار الصحيح.
وليتها فعلت مسبقا... فقد اكتشفت انها تركا اثرا سيئا لديه... كونت فكره سيئه عنده بسبب عصبيتها وصوتها العالى على أشياء تعلم أنها بالفعل كانت لا تستحق وكثيرا تكن هى المخطئه....هو يوما لم يكذب عليها او حتى يعدها انه سوف يعشقها... كل شئ كان واضح من البدايه ولكن خالتها تلك هى السبب. هى من لعبت بعقله واوهمتها انه مع الوقت سيعشقها.
↚
جلست على مقعدها تعادود إعداد الطعام.
وجدت جرس الباب يدق ثانية.
فتحت الباب ونظرت بتعجب وهى ترى الأسطى سيد جارها وصديق رجب واقف امامها يحمل بيده صينيه بها دجاجه مسلوقه:احممم.. مساء الخير يا يوسف.
حكمت:يسعد مساك ياسطى سيد.. خير فى حاجة.
سيد :هاا.. ده.. د.. الفرخه اه.. اصلى كنت عايز احمرها والفرن بايظ البت مى مش بترضا تاكلها غير محمره وانتى عارفة ماحدش عندى يعملى بعد المرحومه ام مى.
حكمت :الله يرحمها.... طب عينى هات وانا احمرها وابعتها مع يوسف هو راح يوصل سته وزمانه جاى.
سيد بابتسامة عريضة :لا ماتتعبيهوش... انا هاجى اخدها بنفسى واطل.... اااقصد يعنى مش هنتعبكوا أكتر من كده كفايه هوقفك قدام الفرن في الحر ده.
حكمت :لا مافيش حاجة ده احنا جيران ومى دى زى يوسف ابنى بالظبط.
سيد :ماهو ده العشم بردو من ست كومل زيك.
حكمت :تسلم.
سيد :مع السلامة انا بقا.
حكمت :سلام.
اغلقت الباب وهى تنظر لتلك الدجاجه باستغراب شديد.. لكن تنهدت وذهبت لتضعها بالفرن
_____________________________________________________
فى الإسكندرية
كان يتمشى على موج البحر وهو يمسك كف يدها بحب شديد.
اعترف لنفسه ولم يعترف لها... ولاحتى يعرف متى سيقولها.
اما هى فقد أصاب عقلها التخبط.. تشعر بشئ جديد فى معاملته.. كلامه.. حتى نظرته لها مختلفة كليا.
اخرست عقلها بغضب فمنذ متى وهو صحيح.. ألم يكن ذلك العقل هو من فسر كل تصرفاته مسبقاً كونها عشق لا بل. جعلها تذهب كالبلهاء تعترف له كى تعطيه إشارة المرور والا يتردد.
يكفى مافعله كتله الغباء الى اليوم لن تسير خلفه مجدداً.
لن تنتظر ان ينفطر قلبها مجددا ويخبرها انه كان يفعل كل ذلك كابنته او شقيقته.
قطع ذلك الصمت قائلاً :ايه رأيك نسهر النهاردة مع بعض.
نظرت له بتفاجئ:بجد.. فين.
عامر :هتعرفى بالليل.. هجيلك الساعه 10 تكونى جاهزة اوكى؟
مليكه :اوكى.
اما نهى فكانت تجلس وهى تمدد جسدها على احد مقاعد البحر المفروده تضع على عينها نظراتها السميكه وبيدها مرجع كبير تضع به كل تركيزها.
فجأة وجدت من ينتشله من يدها يقول بغضب :ياجبله يا برميل برود يا شوال التناحه... ف
قاعده وسيبانى كده لوحدى.
نهى بحده:هات الكتاب يا بنى ادم انت انت اتجننت ازاى تعمل كده مين اداك مساحه تعمل كده اصلاً... انت اكيد مجنون.
كارم :لا بصى جو الشتيمة ده مش هياكل معايا ولا هيخلينى ارتجع انا اساسا بايع دمى.
نهى:فعلا واضح اووى.. يالا امشى بقا من هنا مش فضيالك.
عاوت للجلوس تفتح كتابها من جديد.. انتشله منها مجددا يقول:ياعنوان البؤس يارمز الكأبه قومى اقعدى معايا خلصى.
نظرت له بغيظ :انت عايز ايه يا جدع انت عامل دوشه زى العيال الصغيرة كده ليه؟
كارم بصدمه :بقا انااا.. الرائد كارم الحسينى يتقالوا عيال.. انا... يابت انتى عارفه انا كام واحدة تتمنى تقعد معايا خمس دقايق مش أبقى كمان الى بحايلها يا وحيدة عصرك.
نهى :شكراً... وفر مجهوداتك... يالا هوينا.
كارم :هوينا دى عايده عليا انا؟ ده انتى نهارك مش معدى... فزى قدامى.
نهى بعصبيه مفرطة وصوت عالى وقفت تشيح بيدها بعصبيه أمام وجهه:انت ياجدع انت عايز ايه منى.
كارم :بتشوحيلى بايدك يانهى... ده انتى ليلتك سوده... هكون عايز ايه منك... عايز اخدم البشريه واخطبك يا اخرة صبرى.
نهى :بشرية ايه اللي تخدمها... بقا انا الدكتورة نهى.. معيده فى كليه التجارة جامعة اسكندرية وحاصله على الماجستير والدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبه الشرف وياما رفضت عرسان يوم ما اتجوز.. اتجوز واحد زيك.
كارم :زيك... ايه زيك دى يابت.
نهى:صايع وبتاع بنات... مش صاحب علم زيى.
كارم :يابنتى انا ظابط شرطه يعنى من غيرى متعرفوش تناموا... اصحى معايا للكلام.
نهى :اهو بقا ظباط الشرطة الى مقضينها دول لأ... مش هتصيع وفى الاخر عايز تخطب واحده مؤدبه وصغيره زيى.
كارم :طب مؤدبه وماشى... مانتى لازم تبقى مؤدبه ده انا جايب عنك تحريات من يوم ما اتولدتى.. لكن صغيره دى ايه ده انتى جبتى ال27 سنه.
نهى:وايه يعنى 27 يا جاهل يا متخلف انت... بردو لسه صغيره ايش عرفك انت.
كارم :ياستى صغيره وكل حاجه يالا نتخطب بقا.
نهى :نتخطب ايه انت عبيط.. وبعدين تعالى هنا تحريات ايه اللي عملتها عنى مين سمحلك بكده.
هز كتفيه ببرود :انا سمحت لنفسي.
نهى :ده انت بجح.
كارم :شكرا على المعلومة.
نهى :ولحقت تعمل بقا تحرياتك امتى من الصبح لدلوقتى.
كارم :انا مش اى حد... مشغل معايا ناس جامدين.. احمم. زيى بالظبط.
تنظر له لا تستطيع رؤيته شخص جد ومتزن ابدا.
لم ينتظر كثيراً سحبها من يدها واتجه حيت تجلس دلال :احمم مساء الخير يا طنط انا عايز... قاطعته دلال :طنط مين يا حبيبى ده انت أعرض منى ايه طنط دى.
كارم :الله ما مليكه وندى بيقولولك من الصبح ياطنط ماتكلمتيش هو انا ماحدش بالعلى كلمه هنا ليه؟
دلال :دول كتاكيت صغيرين بتقارن نفسك بيهم ازاى يعنى. وبعدين مالك ماسك بنتى من ايدها كده شيل ايدك واختشى.
كارم :ماهو ده الموضوع الى عايزك فيه.. اطنط.
دلال :برود طنط... يا عااامر. عااامر... تعالى شوف الجدع الى حايبه معاك ده.
وصل عامر وبيده مليكه لهم وهو ينظر لكارم :علمت ايه تانى الله يخربيتك.
كارم :جرى ايه يا ناس ماحدش طايقنى ليه... ده أنا عايز حتى اتلم واخطب.
دلال :ماتلم نفسك وسيب ايد البت هى سايبه.
ترك يدها وقال :اهو... كده حلو.. مرضيه كده... نتكلم بقى.. انا بالأصالة عن نفسى وبمحض ارادتى... عايز اطلب ايد الحنتوسه الننوسه... الانسه نهى.
نهى :دكتوره نهى.
كارم :دكتورة نهى.. قولتى ايه؟
ابتسمت دلال تقول بكبر :مش لما نسأل عنك الأول... واجيب تاريخك كله.... واعرف عندك ايه. مرتبك كام.. هتسكن فين.
كارم :الله... شغل الحموات بدأ.
________________________________________________________
↚
فى المساء
وقف عامر بسيارته ينتظرها فى الموعد المحدد.
وجدها تخرج من البناية ترتدى ذلك الفستان القصير.
أخرجت شياطينه التى لا يريدها ان تتعرف عليهم حتى... يعلم لن تتحمل ولكنها من بدأت.
ترجل من سيارته بغضب يقول لها بغضب :اقفى عندك.
ارتعدت حقا من نظرات عينيه الحارقه ووقفت بخوف حتى اقترب منها :فى ايه بس يا ابيه.
قبض على عضدها يقول من بين أسنانه وهو يشير على ذلك الفستان الذى يبرز مفاتنها باغراء مستفز لأى شخص.
:ايه الهباب إلى لابساه ده... انتى اتجننتى.
لم يكن ذلك الفستان جديد عليها... لقد ارتدت شئ قريب منه سابقاً.
مليكه :ماله.. مانا لبست زيه قبل كده.
عامر:قبل كده غير دلوقتي. فاهمه.... من غير نقاش اطلعى غيرى الزفت ده.. عشر دقايق وتبقى قدامى.
استدارت تنفذ أوامره :استنى عندك.
نظرت له فقال :استنى جدى الجاكت ده عليكى... عايزه تمشى قدام الى اسمه زفت مازن ده كده... البسى.
ارتدت الجاكيت عليها فقال :تعالى انا جاى معاكى مش هسببك تطلعى في الاسانسير لوحدك... يالا.
ذهبت معه وهى مستغربه لكل شئ... لا تريد ان تصل لاستنتاج اى شئ فقد تكن مخطئه ثانيه.
بعد مده طويله كانت ترقص بين يديه فى احد المطاعم الشهيره.
وهو ينظر لها بعشق يكبر رغماً عنه يقول :شوفتى كده شكلك احلى ازاى وانتى لابسه حاجة كويسه.
مليكه :يعنى عجبك.
عامر :انتى الى عجبانى.
اتسعت عينيها وقالت :بجد يا ابيه؟
.عامر :لا بعد كده مافيش ابيه دى سامعه.
فرحت أكثر وأكثر وقالت :انا ماكنتش بقولها اصلاً انت الى طلبت.
عامر :كنت غلطان.. بس كل حاجه ممكن تتلصح صح؟
مليكه :اه.. ااه ممكن تتصلح.
عامر:يبقى من هنا ورايح.. مافيش ابيه... مافيش خروجات من غيرى.. لببببسك انا الى هشتريه.. سامعه لبسك ها.. يعنى لو شفت عندك فستان زى الى كان من شوية هتشوفى عامر تانى ماحدش شافه قبل كده.. كمان مافيش مازن. مافيش اى صحاب ولاد.. معظم وقتك يبقى فى البيت وخروجاتك الى كانت فى الفتره الى فاتت دى تتغير عايز تبقى دايما قدام عينى في البيت. باسورد الفيس بوك وانتسجرام واى حاجة ليكى على الميديا تبقى معايا دلوقتي... لو اتصرفتى اى تصرف من غير ما اعرف هتبقى سنه سوده... اوكى؟
كانت تستمع له بزهول.. فرحه بشده بكل تلك التحكمات... غير منتبهه او مهتمه كونه فرض كل تلك التحكمات المتزمته دون قول اى شئ... ولا حتى أنه يحبها... غير منتبهه انه هكذا يتحكم بها بطريقة غير آدمية وما ينقصه غير التحكم بالهواء الذى تتنفسه... لم تهتم لكل هذا.. كل ما أهمها انه يهتم بها.. ولا شئ بذلك غير الحب حتى لو لم يقولها للان... ولكنها راضية للان بذلك الإنجاز. من يصدق ان عامر حلم حياتها سيهتم يوماً بها هكذا.
أمام رضاها بكل أوامره زاد حبه لها اكثر واكثر... هذه هى طريقة حبه التى كان يخشى من أثرها عليها.. ان تتركه من شدة أحكامه الخناق حولها... لكنه وجد ابتسامة رضا وترحاب اراحة قلبه وطمئنته.
ضمها له براحه وهو يتنهد بهدووؤ... حبيبته بين يديه الان راضيه بأوامره ولم تعترض او تجادل ماذا يريد اكتر من ذلك ليطمئن.
تحدث بهدوء :هنرجع بكره القاهرة بقا.
ملكية :ليه بس خلينا هنا يومين كمان.
عامر :انتى عايزه تفضلى بايته بعيد عن عينى ومع شاب تانى كده كتير... انا لسه قايل ايه من شوية.. اسمعى الكلام يا مليكه واعرفى انى مش هسمح بكده.
مليكه:وفيها ايه ده مازن زى اخويا.
عامر :بس مش اخوكى. خلصنا منه الموضوع ده... لا مازن ولا محمد ولا نادر ولا فادى ولا اى حد... وخصوصاً نادر وفادى سامعه؟
مليكه :طب فادى.. قاطعها بغضب :انا لسه قايل ايه.... انا... قاطعته هى:انا الى عايزه اقولك انى اتكلمت مع فادى واتفقنا ننسى موضوع اننا مخطوبين ده وانى شيفاه اخ بس.
عامر :بجد.
مليكه :بجد.
عامر : وهو قال ايه؟
مليكه :هو كمان شايف كده وتقريبا احنا متفقين.
تنهد براحه وقال:ماشى... بس بردو مش عايز احتكاك كتير فاهمه.
مليكه :حاضر.
عامر:بكره هنرجع القاهرة... ابقى عرفى صاحبتك.
مليكه :حاضر.
ابتسم براحه وحب يضمها له مجدداً يواصل رقصته الهادئه معها
________________________________________
↚
بعد مرور اسبوع
استيقظت من نومها بغرفتها فى قصر الخطيب وفتحت الهاتف وجدت من يصرخ بوجهها على اول النهار :مين ده الى عاملك لاف هلى كل صورك يا هانم ومانزلتيش للفطار ليه لحد دلوقتي.
اغمضت عينيها بتعب تقول :صباح الخير الاول.
عامر:صباح الخير مين الى عاملك لاف على صورك ده.. انطقى احسنلك.
مليكه :ماعرفوش ياعامر ماعرفوش. واحد دخل صفحتى وعمل لاف هتحكم فيه ازاى بس.
عامر :تعملى صورك للأصدقاء بس... ولا اصلا تشيلى صورك.
مليكه :ساعتها بردو هتيجى تقولى مين عاملك لاف على البوست ده.
عامر :اه يا مليكه هقول كده... واتعودى على كده فاهمه... ايه ده انتى لسه مكانك مانزلتيش... خمس دقايق وتكونى برا على السفره فاهمه.
تنهدت بتعب وهى تغلق الهاتف. منذ يوم عودتهم من الإسكندرية وهو هكذا... صعب صعب صعب.. لديه تحكمات غريبه ورهيبه... هى سعيده ولكن....
لكنها لا تستطيع ملاحقة كل ذلك... أوامره كثيره وخلف بعضها.. وقفت من موضعها تنتقى شئ لن يعترض عليه عامر بيه.
بعد عشر دقائق كانت قد تجهزت تماماً.
ذهبت لتهبط الدرج وجدت نادر يخرج من غرفته المخصصة له بالقصر.
نادر:ايه ده. ميكا... حمد الله على السلامة رحعتى امتى؟
توترت... توترت كثيرا تعلم ستقوم القيامة الآن.
مليكه :احمم.. الله يسلمك... رجعت من اسبوعين انت الى ماكنتش موجود.
نادر :اه كان فى حوار كده... بس على فكره انتى وحشتيني اوى.
وجدت يقف في المنتصف فجأة :هى مين دى الى وحشتك.
مليكه:عامر... قصدى ابيه... كان فى حاجة؟
عيونه لم تتزحزح مع على نادر يناظره بغضب:طلعت اشوفك مانزلتيش ليه لحد دلوقتي.... يالا على تحت.
مليكه :انا بس.... قاطعها بصرامه وغضب:قولت على تحت.
فرت من مكانها سريعا تهبط الدرج.
اما هو تقدم من نادر أكثر وقال :نادر... مالكش دعوة بمليكه تانى. اوكى؟
نادر بتحدى لأول مرة :ليه... فيها ايه يعني؟
احتل قلبه الغضب... ظهرت العصبيه على وجهه بوضوح مهما حاول التماسك :فيها أنها مسؤليتى.. سامع.
نادر :ااااه.. قول كده يا اخى وقعت قلبى... كنت هفهمك غلط.. قصدك يعنى عشان بنت ابن عمك وانت فى مقام ابوها... طب وفين المشكلة يعنى لو انا مثلاً معجب بيها؟
عامر بصرامه غير قابله للنقاش :مليكه لسه صغيره ومش هتتجوز دلوقتي.
ذهب من أمامه منهيا بذلك النقاش لا يريد أن يكشف عشقه أكثر من ذلك.. عامر سيظل عامر ولن يعرض صورته للاهتزاز أمام أحد أبدا.
اما هى كانت تجلس على طاولة الطعام تستمع بغضب لحديث خالته الشبه صريح عن خطبة ابنتها من عامر.
ووالدته على مايبدو لا تمانع... وهى تسمع ولا تستطيع الاعتراض... لا تستطيع الصراخ بأن ذاك الرجل لها وحدها... كيف وكل شئ فى الخفاء حتى أنها امامهم لابد وان تناديه بلقبه ابيه عامر.
يفرض تحكاته فى كل شئ.. كل شئ.. على وشك التحكم فى عدد الأنفاس وهى موافقه وراضيه دون اى تصريح منه بالحب وأيضا ما زاد وكفى ان تستمع لخططهم لزواجه القريب من ابنة خالته الأكثر من مناسبة على الاطلاق وهى تستمع لكل ذلك بقلب مفطور.
لا احد يشعر بتلك القهره التى تتضخم داخل قلبها الصغير.
لكن هناك فرد واحد يستمع لكل ذلك.. الفت جدتها... تنظر لها كأنها على علم بكل شئ.. نظرت لها مليكه وجدت بعيونها نظرة عدم رضا...كأنها تقول لما انتى صامته... لاترتضى بهذا الوضع.
اخيرا شرف عامر بيك على طاولة الإفطار وخلفه نادر.
جلس بهدوء وهو ينظر ناحيتها نظرات خاصه جانبيه.
الحديث دائر بين الجميع وهو نظره مرتكز عليها.
عامر :مليكه... مش بتاكلى ليه.
نظرت ناحية هديل وهى تضع له مكعبات من الزبده فى صحنه واعتصرها الألم.
شعر بألم متصل من قلبها لقلبه.... يشعر بها جيداً ولكن هيبته...
وقفت تمسح فمها بمنديل صغير وقالت :انا رايحه عند ندى خالتو وجوزها جايين يخطبوها النهاردة لمازن.
احتدت معالم وجهه وهو يستمع لما تقول وانها فقط تخبره...
↚
أنهى طعامه سريعا قائلا انه قد تأخر عن عمله.
خرج خلفها يناديها بغضب وهى لا تجيب.
زاد غضبه... إلا يكفى وقفتها وحديثها مع ذلك النادر... والان تخبره فقط انها ستخرج بل وأيضا لا تجيب عليه.
ظل يسير خلفها بخطوات سريعه :مليكه مليكه..مليكه استنى.
لكنها لم تعيره اهتمام ومازلت تسير متجهة للخارج.
أسرع من خطوته اكثر واستوقفها وهو يقبض على ذراعها فتوقفت على مضض:مليكة استنى مش بنادى عليكى.
ظلت كما هى معطيه له ظهرها وقالت :نعم.. فى حاجة يا ابيه.
ادار وجهها له مقابل وجهه يقول :ايه ابيه دى يا مليكه... انا عامر.
مليكه :والله... لا ماعلش انا مش بميت وش وعندى جوا زى برا.
احتد قليلاً وقال :قصدك ايه.. انا ب100 وش... ايه اللي بتقوليه ده؟
مليكه :اه ولو سمحت مالكش اى علاقة لا بيا ولا بتصرفاتى.
اشتدت عصبيته أكثر من حديثها هذا.. وماذا تعنى به.
نظر لها بتوجس وقال:يعنى ايه الكلام ده؟
مليكه :مش يعنى حاجة لأن مافيش حاجة اصلاً.
صاح بصوت عالي :يعنى ايه مافيش حاجة اصلا انتى اتجننتى.
مليكه :لو سمحت يا ابيه ماتعليش صوتك عليا.
عامر :تانى ابيه...فى ايه يا مليكه ايه اللي مغيرك كده.
مليكه :كل ده ومش واخد بالك ان فى حاجة اصلا.. تحكمات تحكمات تحكمات وانا المفروض اسمع واطيع.. طب ليه. قولى انت على اساس ايه؟ ها.. على أساس انك عامر.. بينى وبينك.. بس قدام الكل ابيه... على اساس بنت خالتك إلى قاعد تتلزق فيك وبيتفقوا على خطوبتك منها.. قداااامى.. وانا مش عارفة ولا ليا عين انطق واعترض وفى المقابل ايه بقا... ممنوع خروج ممنوع الجيبه دى ممنوع التيشيرت ده ممنوع تقعدى مع محمد ونادر ممنوع تضحكى بصوت ممنوع ممنوع ممنوع وانا تعبت انا بعمل كده اصلاً ليه. قولى انت ليه.
يعلم... معها حق بكل كلمه.. طريقة حبه خاطئه لكنه لا يملك خيار التغيير.. خلق هكذا ولا يعرف كيف يغير حاله.
أيضا لم يعترف لها بأى شئ.. ابسط قواعد العلاقه بين اثنين لم يعطيها لها ويقولها.
ماذا يفعل أمام كل تلك الأشياء التي تقف بطريقه.
تقدم منها يمرر يديه على ذراعيها :طيب ممكن تهدى.. اهدى وأدينى فرصة اصلح كل ده.. يامليكه لازم تفهمى انى عامر.. ابن عم ابوكى وأكبر منك بكتير مش كتير هيتقبلوا علاقتنا... انتى مش متخيله ولا عارفه كم الانتقادات الى هنواجهها.
ردت عليه بقوه ثبات:انا مستعدة اواجهها لكن انت لأ.
اغمض عينيه يقول :عشان انتى حره.. مش عليكى لا التزامات ولا مسؤليات ولا ليكى وضع ومكانه بين الناس و لازم يفضلوا هيبينك.. انتى بنت صغيره طليقه مش همك ولا فارق معاكى حد...لكن انا عكسك... راجل كبير ومعروف والف عين وعين عليا.
مليكه:خلاص خليك لمسؤلياتك وسبنى.
قبض على كتفيها يقول :ماقدرش... لو كنت اقدر كنت بعدت ورحمتك ورحمت نفسى من كل ده... لكن خلاص انا مش عارف .. اصلا مش هسمحلك بكده.
مليكه :يعنى ايه مش هتسمحلى... انا وقت ما احب امشى همشى.
عامر :مش هتعرفى... قولتلك مش هسمحلك.
مليكه :ايه الى بتقولو ده... انت بدل ما تراضيني وتصلح الى حاصل بتهددنى.
اخذ نفس عميق..لقد أخرجت بعض شياطينه بسبب حديثها عن ابتعادها عنه... لايريد أن ترى ذلك الجزء العنيف منه وهو قد حذرها مراراً.
حاول تهدات حاله.. على كل حال معها حق... يعلم نفسه جيداً خصوصا عندما يقع بالعشق كيف يكون.
جاهد على إخراج صوته هادئا :طيب اهدى.. وانا عندى ليكى مفاجئة النهاردة هصالحك بيها... اوكى.
لا تستسيغ الفكره ولا يعجبها الأمر... أصبح كل شئ مرهق وغير مقبول.. لقد تنازلت كثيراً وما يحدث غير صحيح وغير ادمى.
لكنها تعشقه... جدا... مابيدها شئ... ربما فرصة أخيرة قد تجعله يصلح كل شئ.
ابتسمت بصعوبه تهز رأسها بالقبول.
تحسس يدها بكف يده يقول :طيب يالا بينا.
مليكه :على فين؟
عامر :المفاجأة.
مليكه :لا ومخطوبه ندى.
عامر:مانا مش هعرف اجى معاكى.. هاجى بصفتى ايه؟
مليكه :وتيجى ليه مانا دايما بروح لوحدي.
عامر :مليكه انا قولت اييه.. مش قولتلك عايزك دايما تحت عينى.
مليكه :ماهو مش هينفع... كده مش نافع.. مش كل الأماكن هينفع تيجى معايا.. أكبر بقا يا عامر.
رفع حاجبيه مرددا:أكبر يا عامر!! انا يتقالى أكبر؟! ومن مين؟! من عيله لحد صدرى.
مليكه :ماهو انت الى تصرفاتك تصرفات... قضبت حديثها فقال :ها.. تصرفات ايه كملى خليها تبقى ليله سوده على دماغك.
↚
مليكه :اووف خلاص بقا سبنى اروح.
ابتسم قائلا :هتروحى ازاى.
مليكه :هاخد تاكسى..
عامر:تاكسى وانا موجود... ودى تيجى بردوا... يالا تعالى اوصلك.
همت للسير ولكن توقفت فجأه تقول :عامر.. هو بالنسبه يعنى للعربية إلى انت جبتهالى ايه.. كانت عربيه لعبه ولا ايه النظام.
عامر :لا طبعا.
مليكه :طب ايه ها.. ايه هنفضل راكننها كده كتير مش هركبها.
عامر:ربنا يسهل... يالا بس.. مانا بوديكى وبجيبك من اى مكان اهو.
مليكه :اااااه.. قول كده بقا.
عامر :مش وقت كلام ويالا بينا مش كنتى متأخره.
ذهبت معه تعلم أنه يرواغ.
_________________________________________________
بعد نصف ساعة كانت تجلس أمام المرأه تساعد ندى فى إتمام زينتها.
تزامنا مع وصول سيارة والدها واعمامها.
جلس رجب كأنه يفترش الجمر لا يستوى على مقعده ثانيه وهو يجد ذلك السمج يترجل من سيارته ويدلف لبيت ست البنات خاصته.
وقف من مقعده مناديا ابنه:واد يا يوسف... خد تعالى.
يوسف :نعم.
رجب :هو فى ايه فى بيت الست ام ندى؟
رمق والده بغضب وقال :ونادهلى عشان كده؟ ماعرفش ابقى روح اسألها.
لم يتم جملته الا ووجد سياره اخرى تتوقف و يترجل منها سيده لجوارها فتاه وبعدهم رجل ذو شعر ابيض.... وأخيراً.. ماذا... شاب وثيم يرتدى بذله زيتونيه ويحمل بيده باقه من الزهور.. مابه يجعله يبتسم باتساع هكذا.
ترك والده وذهب للداخل المحل على الفور يبحث عن هاتفه.
اما رجب فلن يستطيع الانتظار كثيراً.. لن يجلس هنا مثل الثور فى نظرة ويتركه يجلس معها.
ذهب وهو يردد (هما فاكرنى ايه مركب قروون ده انا المعلم رجب)
توقف عند ورشه صديقه الاسطى سيد ينادى عاليا :ياسيد... سيد... تعالى عايزك.
خرج سيد من ورشته:خير في ايه مالك قايم القيامه كده.
وضع يده على كتف صديقه يقول :انا عايز اعرف ايه اللي بيحصل عند ام ندى دلوقتي... شايف عربيات رايحه وعربيات جايه والجدع الى اسمه توفيق ده كمان فوق.
سيد :الا يكونوا رجعوا فى اتفاقهم معانا.
رجب :نهار ابوهم اسود.. ليه هو لعب عيال... ده اهد الدنيا.
سيد :تهد ايه وتنيل ايه.. هما لو رجعوا في اتفاقهم مين يقدر يغصبهم يعنى ده جواز.. وكل ده لعبه عملناها انا وانت.. يمكن لاقوا حد غيرك.
اغتاظ رجب وغلى ادم بعروقه وقال :انت ياجدع انت جاى عشان تفور دمى.
سيد :اهدى بس كده خلينا نشوف هنعمل ايه.
رجب :اتصرف ياسيد.. انا قتيل الليله دى.
سيد:ااا.. احمم.. الا قولى يا رجب... انت مابتفكرش ترجع للست حكمت.
رجب :ايه الى فكرك بالموضوع ده دلوقتى.
سيد :بسأل بس.
رجب :لا.. حكمت بنت خالتى وام ابنى وبس.
ابتله رمقه بصعوبه وقال :طب... طب أفرد هى قالت هتتجوز.
رجب :تتحوز.. ده مين الى قال كده.
سيد:اانا بسأل بس.
رجب :هتتجوز ازاى يعنى.. ويوسف.. لا لا.. حكمت ماتعملهاش.
احتد سيد رغماً عنه وقال :وفيها ايه يا جدع مانت هتتجوز هى يعنى الى لازم تقعد تربى الواد... كمان يوسف كبر وداخل الجامعه اهو وكلها سنه والتانية ويقولك عايز اخطب واتجوز وهى هتعيش لوحدها.
رفع رجب حاحبه وقال :انت مالك ياض. فيك ايه كده مالك محموق اوى.
سيد :ووووانا وانا مالى هتحمق ليه.. انا بس مش بحب الى يحلل الحاجة لنفسه ويحرمها على غيره.
رجب :يعنى هو كده وبس.
ابستم سيد بتوتر :ايوه امال ياجدع... فوت.. فوت قدامى نشوف حل لوقعتك المقندله دى... فووووت.
عند ندى
اخذ هاتفها يهتز معلنا عن اتصال ملح... يتصل مرارا وتكرارا.... نظرت للهاتف واتسعت عينيها تقول لمليكه:يانهار اسود... ده يوسف.
مليكه :وده عايز ايه ده دلوقتي.. ماترديش.
ندى :انا خايفه.. ايه اللي يخليه يتصل النهاردة مش كان نسى الموضوع ده.
اخذت الهاتف منها وقالت:روحى انتى كملى لبس وهاتى انا هرد عليه اشوفه عايز ايه.
اعطتها ندى الهاتف ففتحت الخط وقالت :ايوه.
يوسف بغضب:فين ندى؟
مليكه ببرود وتلكئ:مشش فاضييه.. اصلللها بتتجهز.. لعرييسسها... ماهو النهاردة خطوبتها.. عقبال عندك يا يوسف.
يوسف:خطوبتها... ايه لحقت تنسانى بالسرعة دى... هو ايه كانت عارفانا احنا الاتنين فى وقت واحد.
مليكه :اخرس قطع لسانك.. انت اتجننت.
↚
يوسف :مش غريب عليها وهى هتجبيه من برا ما امها كانت متجوزه ومشاغله ابويا فى نفس الوقت.
مليكه:لااا.. ده انت شكلك اتجننت فعلاً... ايه اللي بتقولو ده ياحيوان اوعى تقول نص كلمه تانيه.. طنط نجلاء دى مافيش منها.
يوسف :اااه بأماره ابويا... المعلم رجب الى راح جرى ورضى على نفسه يكون محلل.
مليكه :أنا بجد بحمد ربنا انو رحمها من واحد حيوان زيك.. انت الى زيك ربنا مش بيسلط عليه حد لا هو مسلط عليه نفسه.
ثم أغلقت الهاتف بوجهه تزفر بضيق.
خرجت ندى من المرحاض تقول :قالك ايه ولا قولتيلو ايه.
مليكه :سيبك منه ده عيل معتوه... ده ربنا نجدها نوسه.
ضحكت ندى بخفة وقالت بفرحة :مازن جه براااا... شكله امووور اوى فى البدله.
بالخارج يجلس الجميع ينظرون للمعلم رجب وهو يجلس بين توفيق والحاج شجرى يفرد كتف على توفيق وكتف آخر على اخيه شكرى فالاريكه بالكاد تاخده وهو يفرد باقى جسده عليهم عن قصد.
يرفع فنجان القوة يرتشف منه ببطء مصدرا صوت مقرف.
رغماً عنها نجلاء تختلس النظرات إليه كفتاه لم تكمل العشرين أتى أقوى رجل بالحى يغازلها تحت نافذه غرفتها.. لكنها ليست بنافذتها بل يجلس ببيتها يكاد يخفى توفيق وشكرى بسبب عرض كتفيه... وهو يجلس هكذا بكل فخر واعتزاز بحاله... رغم كل شئ واى شئ... ضحكت...ههههه المعلم رجب شخص خاطف للنظر.
بينما هى تضحك خلسه تحاول أن تخفى بسمتها عليه وعلى هيئته وأفعاله... كانت دلال وزوجها فاروق يجلسون لا يفقهون شيئآ ولا تفسيرا لوجود ذلك المدعو رجب ولا سيد.
فهم سيد على الفور وتنتح بحرج بسبب أفعال صديقه التى دائما ما تورطه :اااا.. اهلا وسهلا... ده الحاره فج نورها والنعمه.. اااصل ندى دى بنتنا ومتربيه وسط عيالها.. واحنا هنا بقى زى ماحضراتكوا شايفين منطقة شعبيه وعارفين بعض.
رجب مكملا بغورو واعتزاز وهو مازال يرتشف قهوة نجلاء الذيذه:اه والى يفرحهم يفرحنا والى يزعلهم يزعلنا.. مش كده ياست ام ندى.
ندى باسمها وهو يتغزل بعينه بها فاتسعت عينيها تكبت ضحكتها.. كل ما يحدث اليوم لاهو ضرب من ضروب الجنون.
مال فاروق على اذن دلال يقول :ده ايه المجانين الى جيبانى وسطهم دول... ايه الى مقعد حارتهم كلها معانا.
دلال بخفوت:يا فاروق احنا فى منطقة شعبيه كله عارف كله وبيحبوا يقفوا جنب بعض ويجاملوا.. هما كده ناس عشرية.
فاروق:دى حشريه مش عشرية.
دلال رده بالنسبة لك انت يا فاروق... سيب كل واحد على عوايده وراحته احنا جايين ناخد البنت عندنا. لوحدها يعنى بكره تتطبع بطبعنا احنا ومازن بيحبها... يبقى خلاص.
لم تكد تقنع فاروق بوجود رجب وسيد الا ووجد مصيبه أخرى تقف على الباب متمثلة في كارم الذى حضر للتو يفتح ذراعيه على وسعهما مرحبا:نهى خطيبتى.. وحشتينى.
وضعت نهى ودلال كفهم على وجههم مغمغين:الله يخربيتك.
تقدم وخلفه عامر السبب بكل شئ وبوجودهم هنا حتى يظل ملتصق بمليكة قلبه.
كارم لنهى:ده القاهرة نورت اقسم بالله.
نهى من بين أسنانها:الله يخربيتك.
فاروق:ايه ده.. مين دول.. ونهى مين اللي خطيبتك يا ابنى.
كارم :نهى بنتك ياعمى... أسأل طنط دلال.. ده أنا قضيت عندكوا يومين فى اسكندرية مش هنساهم ابدا مش كده يا نهى؟
نهى:الله يخربيتك.
فاروق :قضيته فين يا حبيبى...ايه اللي بيحصل في غيابى يا دلال.
تدخل عامر بوقار ينقذ الموقف :مساء الخير.. عامر الخطيب.
فاروق :غنى عن التعريف طبعا... كنا بنتقابل زمان.
عامر :اه بس حضرتك بقا دايماً مسافر.. اااحمم.. كارم جه معايا لما كنت مسافر اجيب مليكه من عندكوا. ومدام دلال مرات حضرتك ست بتفهم في الواجب عزمتنا على الغدا على البحر وكارم صحبى معجب بنهى بنت حضرتك وجايلك النهاردة يحدد معاك ميعاد عشان نيجى البيت من بابه.
تنهد فاروق قليلا.... عامر دبلوماسى الى اقصى حد.
فاروق :ايوه يابنى بس مش حاسس انه خفيف شويه.
تقدم كارم يقول :لاا... لااا دى إهانه لا يمكن اقبل بيها.
عامر :اهدى.
كارم :اعقلوا الكلمه.. اعقلوا الكلمه.
فاروق :اهو شوفت.
عامر :لا لا يا استاذ فاروق... هو بس مع اهله وحبايبه بيحب يهزر ويفرفش لأنه دمه خفيف بطبعه واصلا كل المصريين كده بس تعالى شوفو وهو واقف فى كمين على الصحرواى كده... باشا مصر.
كارم :اه والله حتى هبقى اخد نهى واظبطلها قاعده رومانسيه هناك... كرسيين وشمسيه واتنين عصير ڤى اى بى... مش كده يانهى؟
نهى بغيظ :الله يخربيتك.
كارم متمتما:بتموت فيا.... واقعه اوووى يعنى... معذوره.
حاول فاروق ان يستفيق من كل ذلك الجنون الذى يحدث حوله خصوصا مع نظرات مازن الذى يكاد يبكى مما يحدث بخطبته.
نظر فاروق أمامه لا يعلم من يخاطب وممن بالضبط يطلب يد الفتاه لابنه لكنه حسم أمره وتحدث بتعميم:طيب يا جماعه احنا جايين نخطب ايد بنتكوا ندى لابنى مازن... مازن دلوقتي بقا دكتور.. جايله تكليف هنا فى القاهرة وهيأجر شقه هنا بس هو ليه شقه ملك فى اسكندرية.. ومكان ما يرتاحوا يعيشوا.
تقدم رجب على الكل وقال :على بركة الله.. نقرا الفاتحه.
شكرى:هااا.
رجب :اقرى الفاتحه يا حاج شكرى.. وخلى الباشمندس يقرأ.
لم يترك فرصة لأحد... إنما باشر الجميع فى قرأة الفاتحة بعد كلمته هذه وتعالت الزغاريد من شقيقات نجلاء وهى سعيدة بابنها تتهرب بخجل من نظرات رجب العاشقة لها.
__________________________________________________
↚
انتهى اليوم ووقف اهو تحت بيت ندى ينتظرها .
اول ما ظهرت أمامه ابتسم لها واستدار يفتح لها باب السيارة بمنتهى اللباقة والحب.
ابتسمت قائله:ياااااه.. عامر بيه الخطيب بنفسه بيفتحلى باب العربيه.
عامر :عامر بيه الخطيب محضرلك مفاجئة هتطير عقلك بس ارجو بقا أن قلبك يحتمل.
نظرت له بتوجس حماس لكنه قال :انسسسسى.. مش هقول اى حاجة دلوقتي.... يالا بينا.
توقفت سيارته فى احد المطارات... وعند طائرته الخاصه توقف.
مليكه :مش معقول... ده أنت مش بتدخل فيها حد.
ابتسم لها بعشق ينبع من عينيه:وهو انتى اى حد... ده لسه المفاجئة الكبيره.
مليكه :ايه. رايحين فين.
عامر :تؤتؤ.. ماتحاوليش.
مليكه :هعرف من الخريطة الى فى الطياره اول ما نطلع.
ابتسم قائلا :خليتهم يشيلوها يا ذكية.
مطتت شفتيها بغيظ فقال :يالا مش عايزين نضيع وقت.
مليكه :طب والى فى البيت؟
عامر :انا فى شغل وانتى بايته عند ندى بتحتفلوا.
مليكه :مممم... مش سهل انت بردو.
عامر:طب يالا.
بعد مده طويله
خرجت من الطائره لا تصدق عينيها :وواااووو... ازمير... مش معقول... مش مصدقة أننا في تركيا.
عامر:لا صدقى.. هنعيش يوم 24ساعه...انا وانتى وبس.
مليكه :مش مصدقة... انت جميل اووى يا عامر... انا بحبك اوووى.
ثم احتضنته بقوه... وهو ضمها له يحتاج لاحتضانها أكثر منها بكثير... راحته هى وسعادته.
غرس يديه بشعرها... يد أخرى على ضلوعها يعتصرها داخل احضانه... ااه لو تعلم كم بات يعشقها.
خرجت من احضانه تنظر له بحب وقالت :انا مبسوطه معاك اوى... خلينا على طول مع بعض وسيبك من السن وكلام الناس.
اماء برأسه يعلم أن هذا فقط ما يريده ما يسيعده ولو انه خطأ.
عامر :تعالى يالا نروح نرتاح شويه ونتغدى وبعدها نخرج افرجك على كل حته هنا.
مليكه :اوووكى..يالا على الفندق على طول.
بعد غذاء تركى لذيذ مع شاى مميز بنكهة تركيه مميزه.
انطلاق معا فى شوارع ازمير ذات الطراز الفريد والألوان الجمليه... تدرج الشوارع فى الهبوط والصعود.
سوق كبير على اليمين واليسار... ابتاع لها أشياء كثيرة... كل ما تقع عليه عيناها ويعجبها.
توقفوا ق في مفترق إحدى الطرق.
مليكه :اممممم.... ريحه ايس كريم الشوكولا جايه لحد هنا.
عامر :استنى هروح اجبلك.
مليكه :لالا والنبى هروح انا اجيب واجى بسرعه.
ذهبت سريعا بحماس شديد تركض تبتاع لهم اثنين من الايس كريم.
كان يقف ينظر لها من بعيد بحب شديد.. مم هى جميله... تحب الحياه... تريد أن تحيا سعيده فقط ولا شئ آخر.
كانت تقترب منه فى نفس الوقت الذي وجد به من ينادي اسمه باستغراب وتفاجئ:عامر الخطيب.. مش معقول.
استدار ووجد صديقة معتز الخيال يقف يرتدى بذله عمليه ولجواره فتاه يعرفها على ما يبدو.
كل ذلك ومليكه تركض اليه بذلك التيشيرت الابيض.. بنطلون من الجينز هاى ويسط.. شعرها على شكل قطتين.. تحمل الايس كريم بكل يد وتقترب منه بحماس طولى شديد... وصديقه يكمل تعريفة على التى بجواره مع قدوم مليكه :دى غاده الصواف... كانت معانا في الجامعه.... وحبيبتى.. جينا هنا فى شغل مشترك فى أنقرة وبعدها قولنا نستغل الفرصة ونيجى نتفسح هنا مع بعض... انا وغادة بنحب بعض وقريب اوى هنتخطب.
نظر تجاه مليكه وهى بهيئتها الصغيرة تلك لجوار غاده... من نفس عمرهم.. ترتدى ملابس عمليه باهظة... تقف وقفه ارستقراطيه تليق بعمر صديقه....هل سيقال عليه مراهق... متصابى.. ام جن.
تحدثت تلك الفتاه بلباقه تقول :مش هتعرفنا على البنوته الحلوه دى يا عامر بيه؟
نظر ناحيتها وهى تنطر له باتساع وحماس.. سيقول الان بالتأكيد ويصرح بحبه كما صرح صديقه بالضبط لا مكان للخجل.
ابتلع غصه مؤلمه بحلقه وهو ينظر لحماسها ورغما عنه قال:دى.. مليكه.. بنت ابن عمى.
تلاشت ابتسامتها... سقط الايس كريم أرضا... معتز ينظر له ينتظر حديث اكثر.. تعريفه لها هكذا فقط لا يكفى من وجهة نظر اى شخص يراهم هنا وحدهم ولكن... هذا فقط ماصرح به...إذا كما يريد.
ظلوا يتجاذبون أطراف الحديث وهى تقف متسمره..حتى الدمع لم تجده.. لقد جف.
ذهب صديقه سريعا ونظر لها... رأى شحوب وجهها يحاكى المو"تى... الحياة والفرحه التي كانت بعيونها تبخرت.
عامر بلهفة :مليكه انا ماكنتش اقدر اقول انتى صغ... قاطعته ببرود مقلق للغايه :عايزه ارجع مصر.
عامر:مليكه.. اهدى بس وقدرى موقفى انا اتحرجت شوفى شكلك جنب شكلى انا.... صرخت بوجهه بجنون... قد نفذ كل الصبر:قولتلك رجعنى مصر حالا بدل ما اجرى منك فى الشوارع واروح السفارة وارجع لوحدى.
عامر:مش هنرجع الا اما اشرحلك موقفى وتهدى وتسامحينى.
اقتربت منه وشبت على اصابعها وبالكاد وصلت لانفه:عمرى ما هسامحك... انت. مو"ت.....عامر ما"ت... سامع... ما"ت... ورجعنى مصر بدل ما اروح السفارة واقول انا مين وبنت مين فيكلموهم فى القصر ويتعرف انى خرجت من مصر معاك... يالااااااا.
صرخت أمره بوجهه ولأول مره ترتعد عيناه هكذا... لقد اضاع مليكه نهائيا....
بقلم سوما العربى
↚
الخذلان... ان تخذل مراراً من أهم الاشخاص في حياتك جدير بأن يغيرك إلى شخص اخر.. شخص لا تعرفه حتى انت.
جلست صامته... صامته تماما.. وهو يقتله الألم... لم ولن تفهمه.. ليس من الطبيعي ابدا ولا من المقبول ان توجد علاقة بينهم... هو رجل تقدم به العمر وهى فتاه صغيره... ليس من المعقول أن ينسى كل شء....نظرة الناس... المجتمع... حتى اقرب الأقربون لايعلم كيف سيواجههم ويخبرهم.. ليس جبنا ولكن.. هناك أبعاد أخرى... هو نفسه يشعر بالخجل والتصابى بعشقه لها... ماذا سيحدث بعد عشر سنوات... عشرون سنه... كيف سينسى حياة المظاهر التى اعتاد عليها... مليكه... ماهو شعورها بعدما تصبح زوجته.. هل ستظل على حبها ام... ام سيعحبها شاب اخر... هل من الممكن أن يأتى اليوم الذى تخبره فيه برغبتها بالانفصال.. أو أنه مثلا استغلها... استغل حبها وتعلقها به وتزوجها سريعاً قبلما تنضج وتستفيق من نشوة حبه... الأهم انه على يقين انها لا تلصح له ولا هو يصلح لها.. اغمض عينيه يتنهد بألم فهو احبها.. بالفعل احبها وقضى الامر... قلبه معه.. لكن عقله مازال معه... ولابد أن يظل معه.
عامر الان فى صراع بين الصح والاصح... حبه لتلك التي لجواره... وبين انها صغيره... فارق العمر كبير وغير مقبول.. كذلك هديل... تلك الفتاه اللطيفه... يعلم بخطط خالته للزواجه منها وقد كانت هديل غير مرحبه او مهتمه لكن بعد ذلك التغير الذى يراه منها فى الاونه الاخيره جعله فى حيره ومأزق كبير.
لكن لاااا... هو لا يستطيع الاستغناء عن مليكة قلبه.... لا يستطيع الارتباط بغيرها... وايضا لا يستطيع الارتباط بها.
يقتله الالم وهو يراها بهيئتها تلك تجلس لجواره بطريقهم للعودة الى مصر... وجهها يكسو الألم وخيبة الأمل... يعلم... لقد خذلها.. خذلها بقوه... مليكه التى لجواره الان ليست هى التى عهدها حتى وفى الوقت الذي لم يكن يعشقها به وكانت مجرد فرد فى عائلته لم تكن كذلك... كانت كتله حيوية ومرح تسكن معهم....من أروع ما حدث بحياته هو عشقها له... بات متأكد أن يستحق الضرب كونه رفضها ذلك اليوم وبهذه الطريقة... ومع ذلك اعطته بدل الفرصه اثنين وهو اضاعهم واضاعها...لكن السؤال الان والذى بات يلح على عقله... هل سيسطيع تركها تبتعد... لا يحتاج لتفكير...يعلم لن يستطيع...حتى لو هى ارادت.
اقتربت الطائره على الوصول لأرض الوطن... استدار لها بالحاح يقول وهو يتحسس كفى يدها وهى تقبضهم بغضب والم :مليكه... عشان خاطرى اسمعيني وأدينى فرصه افهمك.
ظلت صامته... كأنها ليست معه... او لا تعير حديثه اهتمام قال كما لم يقل.
عامر :يامليكه افهمى... افهمى وحاولى تستوعبى ماينفعش تشوفى الموضوع من زاويتك انتى وبس.. الدنيا مش انا وانتى... فى ناس... ناس كلامهم زى الحجارة واصعب... والغلط كله هيبقى عليا.. لانى انا الكبير الواعى الى كان المفروض اتحكم فى كل حاجة من الاول ولو شفت بنت صغيره زيك بتحبنى يبقى زهنى حاضر ويوقف كل حاجه.. هيتقال انى استغليتك أو ممكن كمان غصبتك... وانا راجل راس مالى سمعتى... وسمعة عيلة الخطيب كلها.... انتى لو شوفتى واحد من سنى ماشى جنب بنت صغيره وبيقول حبيبتي هتقولى عليه ايه... بلاش انتى ممكن تتعاطفى معاه لكن انتى عارفه كويس الناس هتقول ايه... مليكه لازم تفهمى وتعذرينى.
أخيراً خرجت عن صمتها ونظرت له ببرود قائله: اعذرك على ايه؟
عامر :على الى حصل من شوية انا اس.... قاطعته:وهو كان حصل ايه اصلا.
نظر لها باستغراب يقول :لما.. لما قولت لمعتز انك بنت ابن عمى وبس.
مليكه :طب وانت قولت ايه غلط في كده....مانا بنت ابن عمك.. وبس.
عامر بلهفة :لا يا مليكه لأ انتى مش كده وبس لو سمحتي ماتعمليش كده.. ازعلى منى وزعقى... اعملى اى حاجة بس ماتبقيش ساكته كده.... هدوءك ده مخوفنى.
نظرت له بجانب عينها وقالت:لو سمحت انا مش حابه اتكلم مع حد دلوقتي.
عامر :واحنا مش هننزل من هنا ولا هتروحى في حته الا اما تفهميني وتسامحينى.... وتدينى فرصة تانية.
ردت ببرود صقيعى:اديتك فرص كتير.. خلصت كل الصبر... كتر خيرى.
عامر :يعنى ايه؟
شعروا باهتزاز الطائره معلنة عن احتكاك عجلاتها بالأرض.
عامر:مليكه... ردى عليا.. معناه ايه الكلام اللي بتقوليه ده؟
جمعت أغراضها وهى تتجه إلى باب الطائرة ولا تجيب.
ذهب خلفها قبض على ذراعها يديرها نحوه:مليكه. ردى.. يعنى ايه... عايزه تسبينى؟!!
ابتسمت بجانب فمها تقول :هو انا كنت معاك عشان اسيبك؟
احتدت عينيه وبدأ غضبه يظهر :يعنى ايه كلامك ده... انتى فاكره انك ممكن تبعدى عنى عادى.. انا مش هسمحلك.
كان باب الطائره قد فتح... نظرت له وقالت ببرود :تسمح.. ماتسمحش.. مع نفسك.
ردد ببهوت:مع نفسي.. إيه ده انتى بتكلمى عيل صغير؟
التفتت خلفها تقول :سلام... يا ابببيه.
نظر لاثرها بغضب وهو يراها تغادر... هل ستغادر حياته مطلقاً؟... حسنا سيعطيها بعض الوقت كى تهدأ ثم يتحدث معها بعقل قليلاً ولن يتركها قبل أن يراضيها.. هو مخطئ وعليه أن يتركها لتهدأ.
_____________________________
↚
بعد مرور أسبوعين
وقفت حكمت تحمل ذلك الوعاء الساخن تنادى على ابنها.
يوسف :نعم.. نعم ياما.
حكمت :مابتردش ليه على طول.
يوسف :جاى تعبان ومش شايف قدامى وعايز اريح شويه.
حكمت :طب خد... خد حلة الرز دى وديها عند الاسطى سيد جارنا.
يوسف :هو ايه الحكاية... ماييجو يتغدوا ويتعشوا عندنا بالمره هو كل يومين هتعمليلهم اكلهم ولا ايه؟
حكمت:يابنى خلى في قلبك شويه رحمه. الراجل مراته ميته وبنته لسه صغيره مش عارف يتصرف.
يوسف :مين دى الى صغيره... دى عيله لسانها مترين.. بترد الكلمه بعشره.. انا نفسي مابعرفش الاحق على لسانها ده... مش موديلهم حاجة... انا لو شفتها همسك في خناقها.
حكمت :يالا يايوسف واستهدى بالله.. ده الناس لبعضيها.
حمل الوعاء الساخن بأحد الأقمشة الباليه على مضض وتقدم للخارج.
توقف على اعتاب شقة الأسطى سيد وأخذ يدق الباب.
. سمع صوت من الداخل :ايوه.. حاضر جايه.
فتح الباب وظهرت فتاه صغيره بوجه ابيض مستدير وشعر اسود... ملامحها بريئة جدا ولكن...
لسانها سليط وغير برئ بالمره :نعم خير... هو انت كل ما تبقى فاضى تقول اما اقوم أخبط على باب الجيران شويه... مش مكسوف من طولك وانت بتعمل كده.
يوسف :ايييه.. بلاعه واتفتحت.. اهدى على نفسك شويه فى ايه... مش شيفانى شايل ولاعميتى.
احتد صوتها قائله:هى مين دى الى عميت يا جزار الحمير انت.
يوسف :انا جزار حمير.. لااا ده انتى قليله الادب ومالقتيش حد يربيكى.
مى:احترم نفسك يالا بدل ما افرج عليك امة لا إله إلا الله دلوقتي.
مع ارتفاع صوت شجارهم خرجت حكمت من شقتها... فى نفس الوقت خرج سيد من شقته.
سيد :فى ايه يامى.. ايه يا يوسف هو انتو ديما كده زى النار والبنزين.
حكمت:فى ايه يا عيال ده انتو ولا الى مولودين فرق روس بعض.
يوسف بغضب:ياما دى بت لسانها طويل ومتدلعه وعايزه حد يعدلها.
مى:شايف يا بابا.. شايف بيغلط فيك وانت واقف.. بيقول انك مابتعرفش تربى... شوفت قلة الأدب.
يوسف :شايفه ياما الافترا والكدب.
سيد وحكمت:بسسس.
سيد :مى خلاص.. يوسف مايقصدش.. وكتر خيره جايبلنا الغدا اهو تعبناه معانا هو والست حكمت...الأصول نشكرهم مش نتخانق معاهم.
مى:طنط حكمت ماشى على عينى وعلى راسى... لكن الواد ده لأ.
هاج يوسف يهم لضربها:واد.. واد مين يام واد انتى. احترمى نفسك ولمى لسانك.
سيد:عيب يامى مهما كان ده أكبر منك... يالا اعتذرى.
مى :هعتذر لطنط حكمت بس. غير كده لا.
حكمت:ولا تعتذرى ولا حاجة. انتو الاتنين ولادى بس ياريت تطلبوا منقاره كل ماتتقابلوا ولو صدفه لازم تتخانقوا كده.. ده انتى خلاص كبرتى ورايحه أولى ثانوى وهى داخل الجامعة اهو المفروض نعقل بقا ولا ايه.
مى :اه.
يوسف :شايفه ياما.. دى بتحلن عليكى.. بتتريق. بتستهزق بينا.
مى:والله انا بهزر مع طنط حكمت انت بقا اخدتها على أنها تهزيق لانك حاسس نفسك قليل ومهزق دى حاجة ترجعلك انت اكتر واحد تحس بنفسك.
اغتاظ يوسف اكثر وفهمت امه انه على وشك ضربها فعلا... أخذت تجرجره الى باب شقتهم تحول بينه وبين مى.
يوسف:لاااا...دى بت قليلة الادب... سبينى عليها ياما... والله يامى لأكون معلمك الأدب.. سبينى ياما.. والله ماحد مربيها غيرى البت دى.
اما مى فأخذ والدها يدخلها هو الآخر :شايف يابابا.. شايف قليل الادب. بيقول عايز يربينى... يقصد انك مش عارف تربى.. ماتسكتلوش... ده زودها اووى.
ادخلها سيد لشقتهم وأغلق الباب يقول :بقا كده يامى... بتعلى صوتك وانا واقف.
مى:بابا انت ازاى تسكتله... ده شتمنى وانت واقف.
سيد:ده على اساس انى مش عارف طوله لسانك.. الواد جاى وجايبلنا غدا كمان وبتزعقيلو.
مى:ياسلام.. يعنى هتسكتلوا.. الى عملوا ده هيعدى عادى... طييب... انا بقا مش هسكت.
هز راسه بقلة حيله من ابنته ورأسها اليابس.. ثم فتح ذلك الوعاء من الأرز الساخن وفوقه قطع اللحم تتصاعد منها الابخره.
سيد :طب تعالى... تعالى اتغدى الأول.
مى:هاجى طبعا.. ده أنا بحب طبيخ طنط حكمت اوى.. هاكل دلوقتي وبعدين اقوم اتخانق عادى.
هز راسه باسى ثم شرع فى تناول طعام حكمت اللذيذ.
اما عند حكمت كانت مازالت تدفع ابنها للداخل تحاول تهدئته:خلاص بقا يا يوسف.. اهدى.
يوسف :والله مانا سايبها... انا هعرفها مين يوسف ابن المعلم رجب.. صبرك عليا يا مى يابنت سيد.. والله مانا سايبها وهى كبرت فى دماغى بقا اما اشوف ازاى كل ما تشوف وشى تتطول لسانها عليا.. انا هخليها تخاف من خيالى.. تشوفنى تحط وشها في الأرض... ماشى.. صبرك عليا يابنت سيد.
دلف لغرفته بغيظ وأغلق الباب خلفه بينما حكمت تتنهد بقلة حيله تعلم ابنها حين يضع برأسه شئ.
_________________________
جلست ندى وهى تضع الهاتف على اذنها.. كعادتها منذ أسبوعين.. تتحدث بالساعات مع خطيبها.. مازن.
ونجلاء تقف بالشرفه نقوم بانزال (السبت) للمعلم رجب بعدما هاتفها يطلب منها ذلك.
وكعادته منذ فتره... يحضرلها الكثير من الحلوى وأحيانا طعام جاهز.
وهى لا تعرف من اين لها كل ذلك التعود والقبول... من المفترض انه شخص غريب عنها.. باى صفه وتحت اى بند تندرج كل تصرفاتها وتصرفاته أيضاً.
↚
لاتعلم لما تجيب كل مره يتصل بها.. ربما لأنه لا يتعدى حدوده.. ربما لأنها تستمع لصوته يحدثها بنبرة تحمل كل الاحترام بل والفخر والاعتزاز أيضا.
ذلك اللقب الذى دائما ما كانت تستغربه أصبحت مدمنه عليه.. تحب أن يناديها به.. تعلم سيقال عنها متصابيه او فى مرحلة مراهقة متأخره ولكن... لكن حين يقولها ويناديها بهذا اللقب رغما عنها تشعر بحالها.. انها موجودة... لها وجود وليست ام ندى فقط.. تلك السيدة التى تحيا لتربى ابنتها فقط وتزوجها وتجلس تنتظر اى مشكلة تواجه ابنتها من بعد الزواج كى تتدخل... كل هذا مسؤوليتها الأساسية وهى تعلم ومرحبه ولكن ما المانع من أن يكن لها ركن ولو صغير بحياتها يسعدها... يشعرها انها من الأحياء على هذا الكوكب.
مهلا نجلاء... الى اين وصل عقلك... إنه مجرد وسيلة للعودة الى حياتك العادية مع توفيق وابنتك... اعقلى.
تنصح نفسها بالتعقل... وبعد ثانيه واحده فقط.. ورغما عنها تولدت من جديد روح الطفله التى بداخل كل انثى وهى ترى كل تلك الحلوى التى جلبها لها بجوارها نوع القهوة المفضل لها... ولا تعلم من أين عرف.
انتفضت فجأة على صوت ندى :ايه الحاجات دى ياماما... هو ايه الحكاية.
تلعثمت لا تجد رد... وكأن الحال تبدل.. شعرت كأنها هى فتاه الثامنه عشر وندى هى ولى أمرها وهى لاتجد رد منطقى علي اسئلتها.
نجلاء :ده.. ددده. ده. ده.
رفعت ندى حاحبها تقول باستغراب :ده ده ايه... مالك كده ياماما وكمان ايه حكاية الاكل الدليفرى.. مره سى فود ومره برجر من ماك.. وحلويات وشكولاتات... وايه ده.. ده البن الى انتى بتحبيه وبتمشيلوا مسافه عشان تجيبى من عند الراجل ده بالذات.... لااااا انا عايزه اعرف ايه اللي بيحصل من ورا ضهرى... قولى... عايزه تشمتى الناس فيا... عايزاهم يقولو ايه.. ندى ماعرفتش تربى... قولى.
نجلاء بحدة تدارى بها توترها:بنت.. ايه اللي بتقوليه ده... انا الى امك على فكره.
ندى :مش ضروري.... ساعات الدنيا بيتشقلب حالها... وانا عايزه اعرف انتى ايه حكايتك.
نجلاء :ده المعلم رجب.....قاطعتها ندى :المعللم رجب... إلا قوليلى ياماما هو ايه اللي جابه هو وعم سيد قرايه فتحتى... مش غريبه شويه.
نجلاء :ايوه غريبه... مش عارفه.
قامت ندى بمد يدها وأخذت إحدى الحلوه.. تحل وثاقها وتضعها بفمها بتلذذ تقول وهى تلكها:امممممم.. طعمه اوى... دى كمان من الغاليه... لا صارف ومكلف.
احتضنت ذلك الكيس البلاستيكى الكبير وقالت :انا هاخد الكيس الكبير ده امزمز فيه وانا بفكر الراجل ده بيعمل كده ليه.
ثم ذهبت من أمامها وهى تلك إحدى الحلوى وتفتح أخرى متمتمه:الا يخيبك يا مازن... مش عارف تبقى ربع المعلم رجب الجزار... تعالى اتعلم.
نجلاء بضيق:بنت... طب هاتى واحدة حتى.
رفعت صوتها وقالت :وكمان عايزه واحدة... انتى تدخلى اوضتك لحد ما اشوف الولد ده عايز منك ايه... انا مش نايمه على ودانى.
زمت نجلاء شفتيها بغيظ وندى تسير للداخل متمته:الا عمرى ما جالى كيس زى ده... بترسم على امى يا معلم.. ماااشى.
____________________________
دلف للبيت وجدهم يجلسون جميعاً... يبدوا ان هناك شئ مهم.
نظر لها بشوق...أصبح لا يراها كثيراً وهو يترك لها الفرصة وبعض الوقت كى تهدأ.
لكنها لا تنظر له... وحتى لو تقابلت عيناهم.. تكن نظره عاديه... لا حب.. لا كره...ولا حتى خطط.. لا شئ.. تلك اللمعه التى كانت تخصها به انعدمت.. حتى فى تلك الفترة بعدما رفض حبها يوم اعترافها له لم تكن تلك هى نظرتها كان مايزال هناك شئ.. لكن الآن.. لا شئ... والا شئ هذا يقتله... كأنه ينحر عنقه نحرا.
ابتلع ألمه داخله يعلم أن الخطأ منذ البدايه عنده حتى لو كان معه عذره.
تقدم منهم يقول:مساء الخير يا جماعه... ايه بتعملوا ايه كده.
قالها بشموخه المعتاد.. سؤال غير مباشر يحافظ على هيبته وبنفس الوقت يعلم ماذا هناك وهل الأمر يخصها او لا.
كانت الإجابة من طرف كارما التى قالت:دى ميكا.. كانت بتبعت الرغبات بتاعت الكليات على موقع الوزاره... لسه المرحلة الأخيرة فاتحه من يومين.
نظر لها بغضب وقال:وانا مش قولت ان مجموعك ده مش نافع وانك هتقدمى في جامعة خاصه.
وقفت بكبر... لن تسمح له بالتقليل منها ثانيه لمجرد انها لم تصبح دكتورة ام مهندسة... لمجرد انها حصلت على درجات سيئة في اختبارها... حتى لو... من قال ان الشأن العالى يكن بدرجات التعليم.. وان كانت بسذاجتها مررت حديثه القديم فلن تمرره ثانيه.
مليكه :انا دى درجاتى وهى عجبانى.. مش مهم هدخل كليه ايه.. المهم هخرج منها ايه... ودرجات الثانوية العامة مش هى نهايه العالم.
احتد صوته.. عاد لتحكماته الفطرية :ولو فى فرصه انك تحسنى كل ده وتدخلى جامعه خاصه خصوصاً انى معايا الى يكفى ويفيض.
نظرت له مباشره. فى بؤبؤ عينيه تقول بقوه :تؤتؤ.. قصدك انا الى معايا... مش حضرتك خالص... حضرتك مش بتصرف عليا ولا بتتفضل بفلوسك.. ده ببساطة ورثى... حقى.. حضرتك بس واصى عليا لحد ما قريب ان شاء الله هتم السن القانوني.
كان الكل في حالة زهول... خصوصا وهم معذورين.. لا يعرفون ماذا حدث معها وجعلها أصبحت تتحدث هكذا وبتلك الهعجرفه من وجهة نظرهم.
أمام هو.. فصدمته أيضا لم تكن قليله... خصوصا مع نظرات عيونها تلك.
عامر :امممم.. وايه كمان يا مليكه... فى حاجة كمان تحبى تضفيها.
مليكه :لما يبقى فى حاجة هبقى اعرفك.. لكن انا هدخل كلية عاديه حتى لو جالى معهد سنتين.. وعايزه عربيتى.. انا قدمت فى مدرسة تعليم سواقه وعايزه اسوقها...عنئذنكوا.
تحركت بقوه... تنهى تلك الجلسه.. تاركه الكل مستغرب.. وهو فى حالة صدمه.
ظل على وضعه... كأنه صنم... من تلك التي كانت تقف تناظره بقوه وتحدى.
اغمض عينيه.... يعلم... لقد اغضبها.. اغضبها كثيرا.
بعد دقائق اجتمع الكل على طاولة الطعام.
ناهد :كارما... اطلعى نادى مليكه عشان تيجى تتغدى.
كارما :حاضر.
فى نفس اللحظه... دلف محمد للداخل بغضب :عامر... فى مشكله.
عامر :خيير.. مشكلة ايه.
↚
محمد :ال100 فدان بتوع مشروع العالمين الجديدة.. الف عين اتفتحت علينا فيه... وبيشككوا ان الارض مش من حقنا واننا خدناها برخص التراب رشوة ومحسوبيه.
عامر :نعم... ده أنا دافع فيها ملايين ماتتعدش.
محمد :بعد الصفقه الاخيره والمكاسب الى حققناها والعيون بقت علينا... عامر.. انا قتيل المشروع ده... انت سامع.. دول نفس الناس اللي مشاركينهم فى مشروع ارض السويس... وعندهم المشروعين مرتبطين ببعض... ده هينقلنا للعالميه... مش هينفع نوقفه.
اغمض عينيه يقول :قدامك حلول ايه.
تقدم منه بجشع يقول :الحصانه... كرسى في مجلس النواب... والانتخابات قربت... لو نجحت ماحدش هيقدر يفتح بؤو معانا... واسم الخطيب هيبقى مش فى مصر والشرق الأوسط بس.. هنوصل للعالميه بقولك.
عامر:لأ لا.. لا يامحمد... انا ماليش فى الجو ده.. ولا عمرى فكرت فيه.. السلطه مش حاجة مفيدة دايما... ساعات بتحطك تحت الميكرسكوب.. خلينا بعيد.. نشتغل ونكسب.. من غير مانبقى تحت العيون.
تدخلت خالته هدى وعيونها تلتمع. ترى به زوج ابنتها... ستكن هديل زوجة لعامر خطيب... رجل الأعمال والبرلمانى الكبير.
هدى:وفيها ايه يا عامر... زيادة الخير خيرين.. وبدل ماتدفع عشان تمشى مصالحك... تبقى انت نفسك حصانه... بيتك ده.. هيبقي حصانه.. محدش يعرف يكلمك.
عامر :لأ.. لا بردو.. انا مش موافق.
لكزت هديل بمرفقها فتدخلت:عامر...دى هتبقى حاجة كويسة اوى ليك.. وافق دى ميزه واضافه ليك.
قالت الاخيره بنعومه.. تعلم أنها مراقبه من قبل امها.
تزامناً مع هبوط ملكيه الدرج خلف كارما.. تراها مقتربه منه بعض الشئ تتحدث بنعومه.
رفع نظره وجدها تنظر تجاه هديل.. الأكثر انه لم يزجرها... لم يوقفها عند حدها.. أبعدت عينها عنه... تحاول تدربة حالها على اعتياد كل تلك الأفعال.
مجرد أبعاد عيونها عنهم جعله بحالة ضيق... منذ متى لا تهتم بانتمائه لغيرها.
جلست على طاولة الطعام مثلها مثل المقعد الذى تجلس عليه... تستمع لحديث هديل المبالغ فيه معه... ترحاب الكل على وجود علاقة بينهم... تحسى فقط الشوربه الساخنه... معدتها من كثرة الحزن تؤلمها... والفت تنظر لها وله... تشعر بتغير كبير.. سعيدة لتغير وقوة مليكه لكنها ليست مرحبه بكل ما يحدث.
ولجوار الفت... يجلس نادر يستمع لحديث محمد غير راضى عن كل هذا القدر من الجشع... لا يرى أمامه غير ذلك المشروع الذي سيصل بهم للعالميه.
ابتلعت بعض من الشوربة الساخنه على مضض.. ثم وضعت معلقتها وجففت فمها ووقفت تعتذر منهم.
ناهد :بس انتى ما كلتيش حاجة.. طبقك زى ما هو.
نادر :مليكه مالك... فيكى حاجة.
احتدت أعين عامر امام هذا الإهتمام الموجه منه لمليكته.
والاكثر هو جوابها الرقيق له:لا مافيش حاجة.. انا هطلع انام شوية بس.
جوابها عادى... لكن بالنسبة لعامر هو أكثر من رقيق.
ذهبت لغرفتها... تشعر بالوحده... حتى ندى ومنذ خطبتها لمازن أصبحت منشغلة به فقط... فتحت هاتفها...ثم تطبيق الفيس بوك.
أخذت ترى المنشورات عليه.. تعلق على أحدهم... دخلت فى الحديث بالتعليقات مع إحدى الفتيات بمرح.
مره وأخرى... ثم بعثت لها طلب صداقة.. قبلته الأخرى.
تناست قليلا جرحها وهى تتعرف على تلك الفتاه:الحمدلله تمام... انتى اسمك ايه؟
الفتاه:جودى.. وانتى اسمك مليكه.. صح.
مليكه :ايوه صح.
جودى :شفته مكتوب كده بس بتاكد يكون اسم بنتك او اسم مستعار.
مليكه :لا بنتى ايه.. انا لسه صغيره... 18ونص.
جودى :وانا كمان.. 17ونص.
ثم بدأو بحديث طويل مع بعضهم... لم تشعر هى بمرور الوقت وهى تتحدث مع تلك الفتاه العفويه الجميله.
لكن تفاجئت بمن يفتح الباب فجأة ويقتحم غرفتها.
أغلقت الهاتق تقول بغضب :ايه ده.. إزاى تدخل كده من غير ما تخبط.
لم يهتم أو يبالى بحديثها إنما قال:أظن كده كفاية اوى.. سبتك فتره اهو عشان تهدى.. ياريت نقعد ونتكلم بعقل.
مليكه :وحد قالك اني مجنونه مثلاً.
عامر :مليكه بلاش طريقه الكلام دى عايزين نتكلم مع بعض.
مليكه بغضب:هو حضرتك عايز ايه دلوقتي مخليك جاى لحد اوضتى وداخل بالطريقة دى.
عامر:عايزك ترجعيلى... عايز نرجع لبعض.
نظرت له تضحك باستنكار:نرجع لبعض؟! مش تعرف انت بتقول ايه الأول.. نرجع لبعض دى تتقال لما يبقي كان فى بنا حاجة... نكون مع بعض في علاقه من اى نوع.. انا وانت عمرنا ما كنا حاجة لبعض... انا لا مراتك.. ولا خطيبتك ولا حبيبتك ولا حتى بنتك او اختك.. انا بالنسبه لك مش اى حاجة.. انا فرد.. فرد عايش معاك في الاوتيل الكبير ده.. جاى ازاى تقولى نرجع لبعض عايزه افهم.
كل هذا وهو يقف لا يملك اجابه على كل حديثها هذا....
↚
كان مازال يقف أمامها متخشب... تحاصره وتضيق عليه الخناق.. من ظنها صغيره غلبته بالحديث لدرجة انه لا يجد رد... لكنها مازالت ضيقه الافق والرؤية... ترى كل شئ من وجهة نظرها هى... وجهة نظر بنت صغيرة مراهقة... تريد أن تحيا فقط... ترى الحياة من الجانب الوردى.
كانت على وضعها... تنظر له بقوة.. تنتظر رد او.. ليغادر ويتركها لسبيلها... لكنه كالمعتاد لاينسبها له ولا يعطيها حريتها.
تقدم منها يقول :طيب حطى نفسك مكانى... هتقولى ايه للى حوالينا... ها.. اروح اقول لهم ايه.. عايز اتجوز.. عايز اتجوز مليكه... مش خوف.. مش جبن بس هى فعلا حاجة تكسف.
اتسعت عينيها والصدمه اخذت منها نصيبها وقالت:تكسف؟!! انا حاجه تكسف!!
اقترب منها بتوتر:يا مليكه افهمى... مش قصدى انتى انا قصدى الوضع.. اقصد... قاطعته تقول :مش عايزه اسمع.
عامر :لا هتسمعى.
اقترب هى هذه المره وقالت :لا مش هسمع حاجة... وياريت مش عايزه اشوفك قدامى تانى... انا مش حابه اشوفك.
صدم كليا وردد بزهول:مش حابه تشوفينى؟! مش حابه تشوفينى انا يا مليكه.
نظرت له باستفزاز وتحدى :ايوه انت... ولو سمحت تطلع برا مش عايزه اشوفك.
ظل على وضعه ينظر لها بزهول... لا يصدق.. مليكه لا تستطيع الاستغناء عنه... عن رؤيته.. عن التواجد معه في كل مكان والالتصاق به... لكن مايحدث الآن لهو درب من دروب الجنون.. او الخيال.
رأته واقف لا يحرك ساكناً فتحركت هى تجاه الفراش جلست عليه وقامت بفتح هاتفها من جديد واخذت تلمس باناملها على شاشته دليل على انشغالها.
حاول أن يتحلى بالصبر
تقدم منها يقول مبتسماً :مش عيب اكون بكلمك وتدينى ضهرك كده.
نظرت له بغضب وصمت فقال :طيب ايه اللي يرضيكى؟
مليكه :انا تعبت.. بجد تعبت من العلاقه المرهقه دى.. انا الى دايماً بقدم تنازلات.. وفى المقابل وعند اول موقف انت اتكسفت توضح علاقتك بيا... انت حتى مش موضحهالى... انا عايشه على القليل.. راضيه باى كلمه او بسمه ترميهالى بس يكون في آخر.. فى نهاية لكل ده... وانت مش ناوى تاخد خطوة لقدام حتى مش عايز تاخد خطوه بينى وبينك انا مش عارفة انا بالنسبه لك ايه.
غرس يده في شعرها بلهفة يقول :كل ده ومش عارفة... مش شايفه لهفتى عليكى مش شايفه انى مش قادر ولا عارف استغنى عنك.
. كان من المفترض أن تفرح كثيراً لحالته تلك التي تراها... لكن ما حدث كان العكس.
اغتاظت بشده وهى تراه يكابر...تحدثت بغضب:انت مستكتر تقولها... هو انا هشحتها منك... بقالى اد ايه بحبك.. بقالى اد ايه مستنيه... مافيش بنت بتروح هى تقول لواحد انها بتحبه ومع ذلك انا عملتها... وانت مش عايز تقول.. وياترى بقا مستكبر ولا مستكترها عليا.
عامر :مش كدة مش كده والله بس.. انا.. انا لازم اما اقول حاجة ابقى قدها.. ابقى مستعد للى المفروض يتعمل بعدها.
ابتسمت بحزن:كانت هتكفينى حتى لو ماعملتش حاجة.
عامر :لا بتقولى كده عشان فعلاً لسه صغيره وعقلك لسه مانضجش كفاية...دلوقتي مش هتبقى عايزه غير كده بس بعد فترة هتقولى طب وبعدين... اخرتوا اية كل ده وهتبقى عايزه فعل مش بس كلام وانا لحد دلوقتي مش عارف هجيبها للى حوالينا ازاى.
مليكه :هه يعنى انت كمان عايز تقولى ان كفاية عليكى كده ودلوقتي او مستقبلا ماتطلبيش منى حاجة.. ماتجيش تقولى وبعدين انا حذرتك أن معايا مافيش جديد.
عامر :هو مع الى فهمتيه بس.. ماخدتيش بالك انى بقولك مش عارفة هجيبهالهم ازاى.
مليكه :لو مش عارف هتجيبهالهم ازاى تبقى هى دى مشكلتك... لما تبقى بسنك ده ومش قادر تواجه الكل بالى انت عايزه... ده لو كنت فعلاً عايزه.
عامر :احنا مش هينفع نتنتاقش وانتى كده.. متعصبه.. ومش عايزه تسمعينى.
مليكه :احنا مش هينفع نتكلم مع بعض تانى اصلاً.
عامر :مش بمزاجك يا مليكه.
احتد صوتها وقالت :امال بمزاجك انت؟
عامر :ولا حتى بمزاجى... انا مش هسيبك حتى لو انتى عايزه تسبينى.. ومش هسيبك تسبينى سامعه.
خرج من غرفتها مستاء من كل شيء حتى من نفسه.
__________________________________________________
صباح يوم جديد
جلس رجب لجوار سيد وقد نفذ صبره بالفعل :وبعدين يا سيد.. هفضل كده تحت رحمته كتير.. ده احنا بقالنا شهور على الحال ده.. هو هيطلقها رسمى امتى بقا.
سيد :مافيش فى اديدنا حاجة غير اننا نستنى بسلامته لما يتعطف ويتكرم ويفضى نفسه ويفتكر ويوروح يطلق.
رجب :انا اكلمها تقولو عشان نخلص الليلة دى.
سيد:انت ياجدع انت جرى لمخك حاجة. عايزها تروح تقولو طلقنى خلص عشان يفضحها ويقول مستعجله على جوازك من غيرى ليه... انت عايز تكشفنا.. ماشفوهمش وهما بيسرقوا شافوهم وهما راحين يقولولوا طلقها بقا انت عايز تجبلى جالطة.
تنهد بضيق وقال :يعنى هفضل تحت أمره كتير.
سيد :اقعد يا رجب. اقعد واشرب الشيشة بتاعتك وخلى كل حاجه تمشى زى ماتكتنا لها بالظبط بدل ما تعك على دماغك.. اقعد. اقعد ياجدع واستهدى بالله.
حاول أن يهدئ من نفسه ويجلس فقد صبر عمرا فلا بأس من الصبر قليلا أيضا كله يهون امام النظرة فى عينى ست البنات نجلاء.
___________________________________________________
↚
بعد مرور شهر
جلس يضع قدم فوق الأخرى فى حديقة المنزل.. ينتظرها
توقفت خارج القصر بعدما ترجلت من سيارة الاجرى. وتقدمت للداخل وجدته كأنه ينتظر أحدهم.
لن تكابر.. لقد ارتعبت قليلا ولكن حاولت التماسك.. المضى قدما للداخل وان الأمر لا يعنيها لكنه مشى بخطوات متمله رزينه:كنتى فيين.
ابتلعت رمقها بصعوبه وقالت:كنت بتفسح شويه.
رفع حاجبه وقال:اوووو.. ده عامر بقا نايم على ودنه بقا... فكرك انى مش عارف بكل خطواتك... بتخرجى وتشترى لبس مع انى محرج عليكى وقايلك أن انا الى هشتريه بس قولت ماشى... عصيتى كلامى وروحتى ادمتى فى حقوق وقولت مااشى... لكن تروحى تتعلمى سواقه من غير ما اعرف وكمان تخلى واحد هو الى يعلمك ده بعدك.. فاهمه.. انا مش هسيبك تعملى كده ولو فكرتى بس فى كده هقطعلك رجلك قبل ما تفكرى تخطى باب البيت.
احتد صوتها.. تملكتها كل شياطين العالم:انت بتزعقلى كده ليه... وبتشخط وتزعق فيا كده ليه وباى حق.
عامر:انا اعمل فيكى الى انا عايزه.. انا حر فيكى.
مليكه :لا مش حر.. بأى حق تعمل كده.. انا حره ماحدش ليه عندى حاجة.
عامر:لاااا.. ده انتى خلاص اتجننتى... وانتى مش حرة.. وانا ليا عندك وليا كتير اوى... انا سبتك لمزاجك كتير اوى والظاهر ان ده كان غلط... بعد كده مافيش خروج غير معايا انتى سامعه.
مليكه :ماتزعقليش كده انت مش من حقك تعلى صوتك عليا.
عامر :لاوهعلى واعلى واعلى.
مليكه بسخرية :ومش خايف الى فى البيت يشفوك ويسمعوك.
عامر :لا ماهو ماحدش هنا.. كلهم خرجوا.
مليكه :ااااه وعشان كده واقف بقلب جامد ومعلى صوتك اوى.. لو كان حد هنا كنت اتداريت وانت بتكلمنى... وأفضل قدامهم مليكه الصغيرة مش كده.
عامر :طول مانتى مخك صغير كده مش هتناقش معاكى.
مليكه :ايوه انا مخى صغير ولسه مانضجتش زى م أنت بتقول سبنى لحالى بقا.
عامر :ماهو لو بمزاجى كنت سبتك اكيد.. بس زى ماقولتلك قبل كده انا مش عارف... حتى وانتى لسه مش ناضجة... حتى وانتى لسه عايشه في عالم الروايات بتاعتك حتى وانتى مش عايزه تشوفى ولا تسمعى غير وجهة نظرك وبس.
مليكه :بقا انا كل ده.. انت شايفنى كده.
عامر:اه.
مليكه :وماسألتش نفسك انا بقا شيفاك ازاى؟
مال عليها وهو يرفع حاجبه يبتسم بثقه قائلاً بإذنها:عارف... فيا العبر.
اكمل بهمس استفزها:بس بتحبينى... وشيفانى حبيبك وفارس احلامك.
احمر وجهها غيظا تقول :انت مستفز.. دى كانت أكبر غلطة في حياتى.
التف يعطيها ظهره يغادر بهدوء وخطوات واثقه يتبختر.
وهى تصرخ خلفه :انت يا بيه... انت يا استاذ... انت بتقولى اوامرك وبعدها تستفزنى وسايبنى وماشى.
توقف والتفت نصف التفاته وقال :احسنلك امشى دلوقتي.
مليكه بعصبيه شديدة :يا بارد يا مستفز.. انا غلطانه انى.... قاطعها بعدما تقدم بخطواته سريعاً يضمها له ويلتهم شفتيها بقبله جائعه طال انتظاره وتصوره لها.
كأنه بالنعيم وأكثر.. قبلتها عصفت به وبكيانه... مليكته التى غرق بها عشقا... بعد قبلته هذه كأنه بدلا من الفرار بقلبه.. ختم على قلبه بوشمها لباقى العمر.
فصل قبلته بصعوبه ونظر لها كانت خجله جدا... ومصدومه أيضاً... قبله مع عامر الخطيب... كرحله في الادغال اختطفها إليها.
الان استوعب الى اى درجه يعشقها هو.
ضمها لحضنه أكثر يقول :مش هقدر استغنى عنك يام عقل صغير ومخ ضلم.
اعترضت بين ذراعيه على حديثه فقال :ايوه ماهو انتى كده فعلاً.. مافيش حد ناضج كفاية ولا حد وصل للعمق الى بيقول ان هو بيقول عليه... كلنا لسه بننضج كل ما بنكبر ونقابل ناس.
شدد على احتضانها اكثر ياخد نفس عميق يحمل في طياته رائحتها :عشان خاطري ماتسبنيش.. خليكى معايا.. انا مش هعرف استغنى عنك... خلاص انا هبدا امهد لموضوعنا.. مش هعرف استحمل اشوفك قدامى كده بس مش ليا ومش بتاعتى.
مليكه :بجد يا عامر... الله يخليك ماتعشمنيش تانى.. المره دى لو ماعملتش حاجة انا مش هثق فيك تانى ولا هبقى معاك حتى لو روحى فيك.
اغمض عينيه يقول :بجد يا مليكه بس خليكى جنبى... قريبه منى بلاش البعد والعند بتوعك دول انا مابقتش قادر.
ابتسمت قائله:حاضر.
أخيراً تنهد بارتياح وقال:طيب ممكن نقعد مع بعض شويه... احكيلى الفتره اللي فاتت عدت ازاى بقالك شهر بعيد عني.
هزت رأسها بالإيجاب... أخذها باحضانه التى جعلتها تتخدر كليا.. راحته المهيبه وجسده الضخم.. كل ذلك امتزج ليعطيها شعور بالفخر بحالها... هى من حظت باحضانه.
شعور الراحه مع الإمان والأمل بغد افضل لجوار حبيبها كذلك كونها باحضانه هو حولها طيف رائحته جعلها تتحدث بأريحية وحماس.. تخبره كل شئ.. عن عضبها من ندى بسبب انشغالها بمازن أكثر منها.. صداقتها الجديدة مع جودى... استعدادها للجامعة. تعلمها القيادة.. كل شئ.. كل شئ وهو فقط يستمع لها ويبتسم.. بات يعشق ثرثرتها تلك حتى لو كانت بلا هدف...
____________________________________________________
بعد مرور شهرين
كان الحال أكثر من مستقر وممتع بين عامر وحبيبته... مليكه.. مليكه مكرم الخطيب تلك الصغيرة التى احبها.. يعشق كل تفاصيلها... ويعشقها هى.. هى جميله جدا.. جمالها طبيعي وساحر.. يعشق النظر داخل عينيها... يحب شعرها الجميل هذا. بشرتها البيضاء... جسدها الملفوف... كل شئ.. كل شئ بها يحبه. إلا شئ واحد. مرحها.. يكره ذلك المرح الذى يجذب إليها الأنظار.. مرحها مع محمد.. نادر أصبح شئ خارج عن طاقة تحمله.
اليوم هو موعد قدوم فادى للبيت... فهو كان ينقصه فادى أيضاً ليكتمل الشلل الرباعى.
دلف فادى بمرح:وحشتونى وحشتونى وحشتونى اووى.
ركض تجاه الفت يقول :تيتا.. وحشتينى اووى... عامله ايه.
ضمته الفت اليها تحتضنه بحب شديد تهز رأسها له.
سلم على الجميع وتقدم ناحية مليكه يقول :ميكا... وحشانى مووت عامله ايه.
همت تجيب عليه بحماس لكن أجاب ذلك الإمبراطور:الحمدلله كويسه. اقعد يافادى كده وخد نفسك انت جاى من سفر مالحقتش يعنى.
↚
ناهد :اطلع ياحبيبي خد دش وانزل عملالك الأكل الى بتحبه.
فادى:اوكى عشان عايزكوا فى موضوع مهم.
صعد فادى لغرفته وعامر ينظر تجاه مليكه بنظرات مشتلعه جعلتها تتململ فى جلستها.
وهو يحذرها بعينيه عن اى تصرف اهوج
على سفرة طعام ممتلئه بكل أصناف الطعام الفاخر.
جلست ناهد بحماس تقول :اما انا عملالك سفره يا واد يا فادى هتاكل صوابعك وراها.. تلاقيك هفتان وماكنتش بتاكل كويس.
فادى:هو ده اكل ولا انتو شوفتوا اكل... ده أنا كان بيجيلى يوماتى ملوخيه فلاحى يالهوووى... ريحتها لوحدها تجيب تخمه... ولا البيض بالسمنة البلدى.. بيسيحوا السمنه كده من غير حساب ويحطو عليها البيض ياميييىى.
محمد :وده مين اللي كان مهتم بيك كل الاهتمام ده.
فادى مبتسما بسماجه:حماتى.
انتبه الجميع يقولون بصوت واحد :ايه.
فادى :اتعرفت هناك على بنت إنما ايه.. مش عارف تقولكوا ايه... تتحط على الجرح يلتهب. لسانها ده طولو مترين... البت بتفطر شتيمه وتتغذى شتيمه ماشاءالله.. حاجه استغفر الله العظيم ما تتوصفش.. بس قمر قمر قمر.. انا ماكنتش اعرف ان فى الأرياف في بنات حلوه كده لا ومتعلمه ومتخرجه كمان وبتشتغل.. ده غير انها شيك اوى فى نفسها... الفلاحين اتقدموا اوى.. قال واحنا الى بنقول عليهم ارياف.. طب والله احنا الى ارياف.. انا قولت هروح الاقى شوارع ضيقه.. ترعه. حمير بهايم.. يالهوووى.. الشوارع هناك نضيفه... كافيهات.. مطاعم.. سوبر ماركتز.. وفى القرى جوا نضاف كمان والناس بتنضف قدام بينها مش هنا زباله في كل حته.
محمد:خلصت... عمال تحكى وتتحاكى.. غفلتنا كده يعنى؟ انت ايه الى عمال تقولو بقا ده... ومليكه... مش المفروض انكوا في حكم المخطوبين.
فادى:انا ومليكه اتفقتا اننا نبقى اخوات وولاد عم وبس... انتى ما قولتيلهمش يا مليكه.
ابتسمت تجاه عامر قائله:قولت لأبيه عامر.
بينما عامر يكاد يطير فرحا من كل شئ... حبيبته معه.. لم تبتعد... فادى أعلن بوضوح ارتباطه بأخرى... وهى الان تخبر الكل ان عامر هو الأقرب إليها وتخبره بكل شئ وبأدق تفاصيلها.
تحدث اخيرا وقال :ايوة قالتلى بس كنت مستنى انت تقول يا فادى.. على العموم الف مبروك المهم تكون مبسوط ومرتاح.
ابتسم فادى براحه ولكن قاطعه محمد يحتج بعنف:مبسوط ايه وهباب ايه عاة على دماغه... انت هتسيب مليكه الى مننا وزينا وبنت عمنا وتروح تتجوز واحده تانيه.
مليكه :وفيها ايه يا محمد... انا مش بحبه ولاهو بيحبنى.. سيب كل واحد يرتبط بالى بيحبه.
. قالت الاخيره تنظر بعيينى عامر تخصه بها فانشرح قلبه أكثر وأكثر.
محمد:الى بيحصل ده جنان ومش مقبول... مين دى ولا عندها ايه عشان تروح تتجوزها... الواحد يتجوز جوازه ترفعه مش تقل منه.
وقفت كارما تنظر له بزهول... لأول مرة ترى ذلك الجانب من محمد.
غادرت دون قول اى شئ.. غافله عن نادر وهو ينظر لها باستياء وعلى الوضع الذى ارتضت بوضع نفسها فيه مع ذلك الجشع.
لكنه عاود العبث بصمت في صحنه.
بينما هدى تلكز هديل بكتفها كى تزيد من جرعة الاهتمام.
اغمضت هديل عينيها... لقد سئمت ذلك الوضع.. لكن لا مفر او خيار امامها.
اكمل فادى الرد على اخيه بقوه:انا واعى وكبير كفاية انى اخد قرار زى ده لوحدي وانا مش عويل يا محمد عشان ابقى بدور على جوازه ترفعني وياعالم هعيش مرتاح ولا لأ.. انا حفيد الخطيب يعنى عندى الى يكفى عيال عيالى.
نظر محمد حوله وجد انه الوحيد تقريبا المعترض فقال :ايه. كله موافق. هتسكتوا على المهزله دى.
ناهد:فى ايه يا محمد.. انا كأنى اول مره اشوفك... من امتى وانت كده وبتفكر كده... ماتسيب كل واحد لحاله.
القى بمقعده خلفه وخرج من المكان سريعاً بغضب.
بعد انتهاء الطعام
جلست مليكه وبيدها وعاء متوسط تضع به حبات الفراوله الذيذه... فاكتها المفضله.
تأكل منها بنهم وتلذذ تضع كل واحده على اول فمها ثم تلتهمها ببطئ واستمتاع... وهناك يجلس هو من ينظر لها وهو منعزل تقريباً عن الجميع. فقط ينظر لفاتنته والى كل حبة فراوله تقف عن اول شفتيها ثم تدخل فهمها... هممم كم هى محظوظة تلك الفراوله...على آخر الزمان أتى اليوم الذي يتمنى به لو كان حبة فراوله.
تقدمت هديل تحمل قهوته بعدما صنعتها اتقاء لشر امها.
جلست لجواره بهدوء تبتسم قائله :عامر. القهوه بتاعتك... ظبطهالك بايدى.
عينه لم تتحرك من على قطعه الفراوله التى توقفت عند أول شفتيها تنظر لهم بغيظ.
وهو حرفياً بعالم آخر... استمعت لصوت كارما تناديها فتركت الوعاء وهى تزجره بغضب وذهبت لها.
لكنه كان فعلاً بعالم آخر والدليل على ذلك أنه وقف من مقعده وتقدم نحو الوعاء يحمل تلك الحبه التى قطمت نصفها يريد التلذذ بها... لكنه وجد الفت تخرجه من أحلامه تشير إليه بالحاح.
عامر :حاضر. هخلى حد يجبلك.
.. اشارت له من جديد وبالحاح اشد.. إنها تريد تلك القطعه بالذات.
نظر لها بشر.. يقسم تلك السيدة تعلم كل شئ وتعانده بالتأكيد.
عامر :اتفضلى يامرات عمى.. اهم حاجه تكونى ارتاحتى... اتفضلى بالهنا والشفا... اصل خلاص الفراوله خلصت من البيت والأسواق ووقفت على دى.
خرج بسخط كأنه طفل صغير وهى وضعت باقى الحبه بفمها تأكلها بشماته وفرحه لايعلم بها او سببها احد.
__________________________________________________
مرت ايام اخرى وأخيراً بدأت الدراسة.
ياخذها معه يوميا ويجلبها أيضا.. لا يتركها.
اما توفيق.
ذهب إليه شكرى قائلا :وبعدهالك ياجدع انت.. انت هتفضل بارد كده لامتى.
توفيق :فى ايه بس ياشكرى... ايه اللي حصل.
شكرى :ماهو المصيبه أن ماحصلش حاجة... مشكلة وحصلت وقعدنا وسبحان من بعتلنا الحل وانت واقف محلك سر ومش عايز تخلص وتنجز... انا عايز اعرف انت وضعك دلوقتي ايه. وضع مراتك وبنتك ايه.. ولا مراتك ايه بقا قول طليقتك.
توفيق:شكرى اهدى كده ووطى صوتك.. انا شغلى واكل كل وقتى ومش بفضى ولما بفضى ببقى عاوز اروق دماغى.
شكرى :انت اخويا انت.. ده انت جبلة.
توفيق :انا لو جبله ماكنتش هبقى ببعت لهم مصروفهم كل شهر وكل الى يكفيهم.
شكرى :وهى الدنيا مصاريف وبس... اسمع ياجدع انت... بكره الجمعه وبعده السبت اجازه تنزل الحد تخلص الموضوع ده خلينا ننجز انا الناس كلت وشى وانت حاطت ايدك فى ميه بارده... ولا مستنى لما الراجل اللى وافق يرجع في كلامه وساعتها حلنى بقا على ماتلاقى حد يرضى بالوضع ده... احنا نا صدقنا وانت ولا حاسس او دارى... انا مش عارف دى كانت معشراك ازاى من غير ماتتجنن ولا عقلها يشت.... ومن غير سلام.
خرج وترك خلفه توفيق ينظر له باستغراب واستخفاف يراه يضخم الأمور ويعطيها أكبر من حجمها... لكنه سيذهب فعلا لينتهى من ذلك الإلحاح.....
بقلم سوما العربى
↚
كان يعود بها من الجامعه يقود سيارته بغضب.. حذرها مرارا وتكرارا من غيرته وغضبه.
الا تتعامل مع اى ذكور... الا تكون صداقات معهم... الا تفتح اى مجال لأى حوار بينها وبين اى شاب.. وهى.. هى تخالف كل هذا.
كانت تجلس لجواره تنظر له بريبه... وجهه محمر وعروقه منتفخه بغض الشئ... يقبض بيده على مقود السياره من شدة عصبيته.
تحدثت بتعلثم:والله يا عامر انا ماليش كلام معاه هو الى وقفنى فجأه بيسألنى على معاد المحاضره.
ثم تمتت:على حظى الأسود كنت انت جاى.
رد عليها بغضب :وايه.. مافيش زفت جدول متعلق.. ولا الكليه فضيت ومافيهاش غيرك... عبيط انا ولا مش عارف الحركات دى.
مليكه :حتى لو انا ذنبى ايه تتعصب عليا
ضرب على مقود السياره يقول :ماهو ايه اللي يجرأه انه يوفقك يتكلم معاكى.. ها؟
اتسعت عينيها تقول :ايه.. انت تقصد ايه... تقصد انى فتحتله المجال لكده؟
عامر :مليكه ماتخليهاش تهب منك انا على اخرى.
مليكه :انت مش سامع نفسك بتقول ايه.. انا بعمل كده؟ مش واخد بالك مثلا انى حلوه والف واحد بيحالو يصاحبونى مت من اول الدراسة.
توقف بسيارته فجأه وكان قد وصل للبيت :نعم... مين دول.. وبيقولولك ايه؟
مليكه :كده كتير... كتير اوى.. مش هرد عليك بجد.
فتحت باب سيارتها وهرولت لاعلى بغضب تعلم لن يقدر على الركض خلفها أمام الجميع.
دلفت لغرفتها واغلقت الباب.. ألقت مابيدها على الفراش ثم جلست على حافته تزفر بغضب.
وكما توقعت وجدت الباب يفتح دون استئذان وهو يدلف منه ويغلقه خلفه بغضب.
عامر :ايه الى عملتيه حالا ده.
مليكه بنفاذ صبر:ايه عملت ايه.. مش عايزه اكمل كلام فى حاجه ضايقتنى وكويس اصلاً أنى سكت وبلعتها.. جريت على فوق وانا عارفه مش هتقدر تجرى ورايا قدام الكل كده... اصلك ابيه عامر وانا مليكه الصغيرة.
عامر :تمااام... يعنى أولها بتستغفلينى وبتقفى مع شباب وتانيها بتستغلى نقط الضعف وتضغطى.
مليكه :مانا مش قطة سيامى رابطها بطوق شيق هتحركها لهنا وهنا على هواك انا بنى ادمه.. موقف اتحطيت فيه انا ذنبى ايه... تقوم كمان تيجى تغلطنى وتلزق فيا تهمه زى دى... تقولى بتعرفى شباب... الكلمة كبيره وكبيره اوى كمان... انا ايه يخلينى أرضى بوضع زى ده... الحب ده انا ماخدتش منه غير الذل والتحكم وقلة القيمة.
شعر انه تعدى معها كل حدود الصبر وهو يراها تنفجر الان بوجهه من كثرة ضغطه عليها.. حاول تهدئه روعها يقول :طيب اهدى.. اهدى ونتكلم براحه.
لن يستطيع الابتعاد... لن يتحمل تركها له... يعلم أن طباعه صعبه ولكن لا يستطيع السيطرة على حاله فى العشق.
كلماته لم تزيدها الا غضبا... حتى عصبيتها يتحكم بها.. متى تهدأ. متى تصمت.. متى تتحدث.
مليكه :لا مش هسكت.. سكت كتير.. شهر ورا شهر وانا فى الدرا.. فى الخفا.. بينى وبينك عامر وقصاد الناس ابيه... هديل بتتلزق فيك وتقعد جنبك فى اى حته وانا....انا اقعد هناك بعيييييد فى طرف اخر كرسى.
تقدم يسمح على ذراعيها يقول :انا اسف.. عارف انى ضاغط عليكى كتير بس والله انا مش هفضل ساكت.
مليكه :امتى... امتى هتتكلم... مستنى ايه.. مستنى لما حد ييجى يخطبنى منك.
ترك ذراعيها يقول بقوه واصرار:مش هوافق ولا هسمح بكده.. مافيش حد هيقرب منك.
ابتسمت بسخرية وقالت :صحيح مانت ولى امرى طيب ايه قولك لو هما اللي خطبوك.. خالتك ليل نهار بتلمح لخطوبتك من بنتها وامك واختك مش ممانعين والاكتر انك نفسك فاهم ومش بتعترض ولا بتحط النقط فوق الحروف... قولى مين يستحمل وضع زى ده.
اغمض عينيه.. يعلم معها حق بكل حرف.
تقدم منها مره اخرى يقول :عندك حق.. عندك حق فى كل كلمه...وانا هبدا اتكلم من النهاردة.. هعرفهم كلهم.
صممت تنظر له لا تعلم هل تحيا على ذلك الامل ام سيخذلها مجدداً.
صعب عليه نظرتها هذه.. لن يتحمل بعدها.. تقدم منها يضمها لحضنه يقول :هعمل كل حاجه عشان تبقى معايا... عشان خاطرى ماتسبينيش.. انا عمرى ما قولت كده لحد ولا عمرى كنت محتاج حد جنبى زى مانا محتاجك...مليكه انتى مش عارفة انتى بقيتى بالنسبة لى ايه.
شددت من احتضانه تسمعه وهى تغمض عينيها بألم.. ما النهايه لكل هذا.
________________________________________________
جلست جليلة أمام حكمت بسخط تقول :اما يابت مش قولتلك تعدى عليا عشان نشوف حل للوقعه المنيله الى واقعين فيها دى... يفون شهر فى التانى وانتى لا تعدى ولا تسألى.. طب بلاش فوتى شقرى على خالتك يمكن محتاجه حاجه ولا يمكن مو"ت.
حكمت:بعد الشر عليكى يا خالتى بس سكه وطريق كده انا مارديتش اجى.. عارفة انى لو جيت هتفتحى معايا السيره دى وانا مش عايزه ولا ناويه افتحه تانى الموضوع ده.
جليلة :يعنى ايه يابنت اعتماد:يعنى انا وهو خلاص عيشنا مع بعض انقطع لحد كده كل واحد بقا يشوف طريقه.
وضعت جليه اصبعها تحت ذقنها تقول :يبقى الى بلغنى بصحيح بقا.
حكمت :بلغك؟!بلغك ايه يا خالتى؟!
جليلة :الأسطى سيد الى داخل خارج وعامل الاكل حجته... الاسطى سيد صاحب جوزك وواكل معاه عيش وملح.
هبت من مقعدها تقول بغضب :ايه الى بتقوليه ده يا خالتى... ده أنا حكمت انا تجيبى سيرتى فى كلام بطال زى ده.. وتطلع منك انتى ياخالتى... وايه الأسطى سيد داخل خارج ايه هى كباريه.. انا ست عايشه بشرفى.. مين قالك الكلام الفاضي ده وانا اكدبهولك فى نن عينه.
جليلة :يوسف ابنك.
↚
تملكتها الصدمه وجحزت عينيها لا تصدق... يوسف.. ولدها... يقول عنها هذا
جلست على كرسيها باهمال وتعب:يوسف.. ابنى انا هو الى يقول عليا كده.
ظلت على صدمتها لساعات حتى لم تشعر لا بذهاب خالتها ولا بوقوفها معها تودعها.
همت لغلق الباب فى نفس اللحظة التي خرج بها الأسطى سيد من شقته:ست حكمت.. مالك فيكى حاجة؟
انتبهت له وللهفته وقالت:لا ولا حاجة يابو مى... تعيش.
سيد:انا منايا اعيشلك ياست حكمت.
نظرت له بأعين متسعه مصدومه فاستجمع شجاعته بعدما وقع لسانه وقال :انا طالب ايدك بالحلال ياست حكمت وكل طلباتك مجابه ومش خايف على بنتى انا عارف انها بتحبك وأنتى قلبك طيب وهتعامليها زى بنتك واكتر.
همت لتجيب عليه بالرفض قطعا فلا مجال لذلك... مصيرها معروف هى وسيدات كثير مثلها بعد الطلاق تحيا لتربى اولادها.
قطع حديثها وقال :سايق عليكى الاوليا ماتقولى لأ دلوقتي على الاقل خدى شوية وقت تفكرى.. جايز ربنا يكرم وتغيرى رأيك.... سلام عليكم.
تركها وغادر بعدما واخيرا قال كان يحبسه بداخله لفتره كبيره.
أما المعلم رجب.... جلس امام محل الجزاره لا تسعه فرحته... اليوم وصلت ورقه طلاق نجلاء من ذلك الخنزير على حد تعبيره.
كلها ثلاثة اشهر ويستطيع أن يعقد عليها.
رفع يديه للسماء :يارب.. قرب البعيد لاجل حبيبك النبى.
لمح سيد من بعيد يتجه لورشته فنادى عليه بلهفة :سيد... يا سيد... خد تعالى.
تقدم سيد منه فقال :مش تباركلى.
سيد:على ايه؟
رجب :ياخى طب قول مبروك الأول ماتبقاش جلف كده.
سيد:مبروك ياسيدى.. على ايه بقا؟
رجب بابتسامة متسعه:توفيق طلق ام ندى النهاردة.
سيد :بجد.. طب الحمد لله ربنا يكملها على خير بقا.
رجب :هتكمل.. وحياتك لاتكمل.. انت مالك كده حالك مش عاجبنى.
توتر سيد قليلا ثم سحب معقد وجلس أمامه يقول :انا بصراحة بفكر اتجوز.
رجب :كده خبط لازق... اه يابن ال****اكيد فى واحدة عينك عليها... انا عارفك ليك نوع مخصوص.. من أنصار دلال عبد العزيز.
سيد بتوتر :اييه الى بتقولو ده عيب.
رجب:الللعب.. ده شكل فى واحدة وانت غيران من كلامى عليها... قر ياض واعترف هى مين؟.
وقف سيد يغادر بتوتر :انت فايق ورايق. انا ماشى.
رجب بصوت عالي :بشوفك... هتجيلى تانى ماهو مين هيخطبلك غيرى.
التف له سيد يشير بيده بمعنى (سيحتلى فى المنطقة).
ضحك رجب بعلو صوته ثم تنهد قائلا :يارب هون.. هدى اد ايه من ال3 شهور؟
بالأعلى فى شقه نجلاء.
كانت تجلس على السفره تقبض بيدها على ورقه طلاقها.... تحاول أن تستكشف ماهية شعورها.. لقد طلقت توا... رسمياً... اين انهيار اى امرأة عند طلاقها.. لطالما سمعت عن ذلك بتجارب شخصيه.. هى نفسها كانت تشعر بانهيار العالم من حولها فى كل مره يلقى عليها يمين الطلاق ولكن... هذه المرة غير... أيضا الان ليست جملة فقط... لقد طلقها رسميا... لما لا تشعر بالحزن والانهيار... ولما أيضاً لا تشعر بالسعاده... هل توقف قلبها عن الشعور؟
ولكن مع اهتزاز هاتفها برساله مضمونها (نزلى السبت ياست البنات).
علمت.. قلبها وشعورها مازال على عمله.. فهى الان سعيده ومتحمسه لترى ماذا جلب لها هذه المره.
ظلت تجر (السبت) إليها حتى وصل بما يحتويه... وهنا كانت الصدمه.. من نصيبها ونصيب ندى المسكينه التى رددت بلوع:بوكس الشتا... المعلم رجب عملها ومازن لأ... عاااااااااا.
فتحت ذلك الكارت الرقيق لجواره وقرأت :الشتا هل.. اخاف عليكى من البرد ياست البنات.
لن تتحمل تلك الندى المسكينه:سندينى هقع من طولى... ده مازن المعفن مافتكرنيش حتى بكيس اندومى.... عااااااا
_______________________________________
يجلس فى غرفة مكتبه بتوتر أمام محمد.. الأقرب إليه عمرا وبالتأكيد هو من سيفهمه.
تنحنح بحرج يقول :احمم عايز اكلمك فى موضوع.
محمد :ايه.. قول... اكيد على فادى المتخلف وجوازته.. انا غلبت معاه وهو راكب دماغه.. خليه يشيل بقا.
عامر :احمم.. لا.. انا عايزك فى موضوع يخصني انا.. انا ومليكه.
كانت تسير لجوار مكتبه... استمعت لاسمها فاتجت تحاول استراق السمع.
محمد باستغراب :ايه.. هههههه.. انت ومليكه فى جمله واحدة. غريبه.
زاد توتره وقال:و غريبه ليه.
محمد :هههه لا بس انت فى حته وهى فى حته بس كده.
استجمع قواه(يبدو أنه اليوم العالمى لاستجماع القوه) وقال:محمد انا عايز اتجوز مليكه.
حجزت عينيه وقال:ايه.. عامر.. انت واعى للى بتقولو... اكيد بتهزر.
عامر:لا مش بهزر يامحمد.. انا عايز اتجوزها فعلاً.
محمد بصوت عالى :انت جرى لمخك حاجة.. هو ايه اللي حصل لرجالة البيت ده مرة واحدة كده... البيه يتجوز واحده فلاحه مش من توبنا.. وانت.. انت ياكبير عايز تتجوز مليكه... مليكه ياعامر؟!!
عامر :وفيها ايه... ده جواز على سنة الله ورسوله.
محمد :لا يابيه فيها.. ولو انت مش عارف ولا واخد بالك اقولك انا... دى أصغر منك.. واصغر منك بكتير اوى عايز الناس تقول علينا ايه.. عامر الخطيب اتهبل.. ريل على العيلة الصغيره الى المفروض انه هو مربيها.. مين هيأتمنا على اى شغل بنا وبينهم.. إسهمنا.. اسهمنا هتقع فى الأرض لأن احنا فى الاول والآخر تجار. تجار لابسه بدل اوعى تنسى ده... الناس هتبصلك على انك راجل اهبل بص لعيله لحد وسطه.. هتبقى مسخره كل النوادى والحفلات... كرسى المجلس... كرسى المجلس هيضيع عليك وعلينا وتعك على الكل.. عامر اصحى للكلام وخد بالك.. انت مش ملك نفسك واى تصرف ليك يا يطلع عيلة الخطيب لفوق يا يرزعها سابع ارض... انت مش حر فى نفسك وأنت مش هسيبك تدمرنا ولو على الجواز فانت كتير بنات تتمناك وهتعيش معاهم مبسوط.
القى له الكلام خلف بعضه...دفعه واحده من حقائق الجمته.
اغمض عينيه بألم... المواجه أصعب بكثير.
فتح الباب على مصرعيه ففتح عينيه و جدها تنظر له بأعين مدمعه حمراء.. كأنها ترجوه أن يصر على عشقها ويحكم رأيه... ألا يخذلها.. ان يفى بوعده.. الا يتقهقر عند أول مشكله واول اعتراض.
لكنها وجدت بعينيه جواب واحد. الاستسلام.
كانت ستفر لغرفتها هربا بدموعها التى تحبسها بصعوبة ولكن ولسوء حظها.
وجدت ناهد والدته تتقدم قائله :مليكه واقفه كده ليه.. فى ايه يا محمد؟
محمد بهدوء :مافيش حاجة.
↚
ناهد مبتسمة :طب تعالى يا ميكا.. تعالى احضرينا فى الموضوع ده.
محمد :خير موضوع ايه.
كل هذا وهو عينه عليها.. على الدموع الملتمعه بعينيها ونظرة الخذلان.
ناهد :تعالى ياميكا اقنعيه معايا.. بصراحة انا شايفه ان هديل مناسبه ليه اوى.. ومن كل حاجه... السن والتعليم والشغل والتفكير ده غير الأدب والجمال.
التمعت اعين محمد وقال:ااه وباباها راجل تقيل فى البلد وله وزنه هيفيدك كتير فى حملتك الانتخابية يا عامر... هى دى الجوازه الصح وفى الوقت الصح.
ناهد :تعالى... تعالى ياميكا اقنعيه معانا.
كل هذا كثير.. الا يكفى ما حدث هل أيضا مطالب منها ان تقنعه بالزواج من اخرى... والله كثير.. هذا كثير.
كان ينظر بعينيها بعجز والم... حبيبته امامه تتألم وحديث محمد يدوى فى أذنه كالرصاص.
شعور العجز مؤلم خصوصا امام من تحب.. بالاخص إذا كنت عاجز امام ما تريده انت... اذا كنت مكبل بأشياء كثيرة لا فكاك منها.. المسؤليه.. المظهر الاجتماعى.. سمعة عائلتك.. مستقبل العمل.. حتى أرباح واسهم الشركة وجد نفسه مسؤل عنها... إذا سقطت سمعه الخطيب فلن يسقط هو فقط...خلفه عائلة بالكامل ستسقط معه لو فعل مايريد.
لم ولن تستوعب كل هذا.. يعلم الجواب الوحيد الذي يدور بذهنها... لو اردت لتركت كل شئ خلفك وأتيت لى.
حاولت ان تحبس دموعها.. ان تطمثها بقوه وتحدثت بصوت رغما عنها خرج متحشرج:مبروك يا ابيه. اسمع كلامهم.. هديل فعلاً مناسبه ليك وهتفيدك فى الانتخابات.
نظر لها بألم لو بيده لبكى الان وهو يراها تبتسم بسخرية وتخبرهم:ههه اتحايلوا عليه شويه صغيرين بس وهيوافق... ماهو مارفض بقوه من بداية الكلام يعنى شويه زن كمان هيروح يطلب ايدها والنهارده كمان.
ضحكت ناهد تقول :تصدقى عندك حق.. هو كده طالع لابوه. تقيل ويحب الى يتحايل عليه... بس لو كده بسيطة.
نظرت لهم بقهر ثم استدارت تغادر بخطوات مرتعشه.. لن تنهار أمامهم الان.
فى ساعة متأخرة من الليل.
كانت تجلس على فراشها تحكى لجودى كل شئ.. تشكى لها الالم المتفاقم داخلها... ذلك السكين الغادر الذى تشعر به قد غرس بصدرها.
كتبت جودى :لو سمحتى ممكن بقى تطلعى الموضوع ده من دماغك... انا شايفه انه مايستحقش كل دموعك دى.. انتى لسه صغيره وحلوه وبكرا تلاقى الف واحد يتمنوا نظره منك.. بلاش تستنفذى قلبك ومشاعرك وروحك فى علاقه واحده وتيجى بعدها ماتلاقيش عندك حاجة تديها لحد وممكن يكون الحد ده هو الشخص الصح.
مسحت دموعها وكتبت :جودى انا عارفه كل الى قولتيه وعايزه تقوليه بس هو صعب... انا عيشت طول عمرى احلم بيه وماصدقت حس بيا.
جودى :وهو كان حس بجد؟ ده حتى عمره ما صرح انه بيحبك.
مليكه :عندك حق.
وكعادته.. يقتحم عليها غرفتها دون اى استئذان.
وجدته فجأة يقف أمامها فقالت بهدوء شديد:ايه الى جابك هنا؟
عامر :مليكه لو سمحتي ممكن نتكلم وتفهمينى.
مليكه :مافيش اى كلام بينا... هنتكلم فى ايه مثلاً.. انك فضلت الشغل والفلوس عليا.. انك اتراجعت مع أول واحد رفض الى بنا مع ان المفروض اننا هنتجوز على سنة الله ورسوله زى ماقولت.. ههه وبتاخد رأى مين.. محمد؟! محمد الى شايف ان جوازة فادى غلط حتى لو من واحدة بيحبها وبتحبه... محمد الى فضل ورا كارما لحد ما وقعها فيه وخطبها عشان يضمن نصيب اكتر من تركه الخطيب الى انت وهى واخدين نصيب الاسد فيها عشان كده وهمها بالحب وفاكر ان ماحدش فاهم وماحدش واخد باله بس انا بقا فاهمه وساكته من زمان مانا لو اتكلمت ماحدش هيسمع من عيله صغيره خصوصا لو هى شايفه حاجة عكس الى هما بيتمنوه... سكت وقولت يمكن اطلع ظلمته... بس اتكشفلى اكتر واتاكدت اكتر من احساسى لما رفض جوازة فادى.. ورفض علاقتى بيك بس انت مش واخد بالك ليه... محمد لسه عنده الأمل فى انى ممكن اتجوز فادى.. يعنى يا يفشكل خطوبته من البنت الى بيحبها او يقنعنى انه ارضى اكون زوجه تانيه المهم ان الورث مايخرجش براه هو واخوه وانت ماتاخدش اكتر من كده... الكل فاكرنى هفضل صغيره برضع مش هكبر ولا هفهم... مش هفهم كل الى بيخططله محمد.
كان يستمع لها بزهول... يعلم ان محمد لديه بعض الخبث فى شخصيته لكن ان يصل به التفكير لكل هذا اسبعده.
حاول التحدث:ممكن يكون عندك حق فى كل ده... بس هو فعلا نبهنى لحاجات كتير ماكنتش واخد بالى منها.. انا مش لوحدى ولا ملك نفسى و.. قاطعته تقول :انت مش مضطر لا تفسر ولا تبرر.. وانا مش عايزه منك اصلا اى تفسير.. لو سمحت كلامك معايا يبقى بحدود بعد كده... ويستحسن تتجنبنى اصلاً.
عامر:يعنى ايه.. هتسبينى.
مليكه :اه... هسيبك.. روح بقا أخطب هديل هتنفعك لكن انا هوقعك واوقع العيله وسمعة العيله... لو سمحت اطلع برا.
وقف يغمض عينيه بألم الى اين وصل معها.
لا يجد رد.. ولا حتى وعد.. هو حتى لا يستطيع طلب فرصه اخرى ليصلح كل شئ.. فماذا سيصلح و هو يعلم النتيجة.
استدارت تذهب لشرفتها وتغلق الباب خلفها لما وجدته مازال واقفاً ولم يغادر.
حينها شعر ان مليكه أغلقت امامه كل الابواب والنوافذ ولا سبيل للعوده ابدا.
__________________________________________________
فى نفس المساء
كانت تنتظره طوال اليوم وهو كالعادة ينهى عمله مع والده وبعدها يتسكع فى الطرقات مع أصدقائه ويعود فى وقت متأخر يطلب الطعام.
جلست مقابله على تلك السفره الصغيره تنظر له وهو يلتهم الدجاج بتلذذ.. الشعور بالحصره هو المسيطر عليها.. ابنها وفلذة كبدها هو من يشهر بها.
تحدثت له قائله :الا انت يايوسف عارف الساعه كام.
قال وهو يلك الطعام :2 باليل.
حكمت :2 باليل ولحد دلوقتي ماكلتش ومستنياك وانت عارف انى مابعرفش اكل لوحدى ومع ذلك بتتاخر ولا بيهمك.
اخذ قطعه اخرى من الدجاج وقال :مانا بحب اتفسح مع صحابى الله.
حكمت:هو انت يا يوسف كنت شوفت عليا حاجة غلط... ولا فى كلام فاضى بينى وبين الأسطى سيد.
يوسف:قطع لسانه ياما إلى يقول عليكى كده.
وقفت حكمت من مقعدها تقول :ماهو فعلاً قطع لسانه.. خصوصى لما يكون ابنى الى اديته لحمى ودمى.. أبنى الى المفروض لو شافنى عريانه يغطيني هو الى عرانى وراح يخبص عليا لستو.. ابنى الى جايب سيرتى فى كلام فاضى مع راجل تانى وماعملش حساب لحاجه.
حجزت عينيه. لقد فعلتها جدته واخبرة امه.. ظنها ستتصرف دون البوح بما قال فقد اوصاها بشده.
حكمت:ساكت ليه.. ماتقول.. ماترد يابن بطنى.. يابن عمرى.
يوسف :بصراحه ياما انا عملت كل ده عشان انتى وابويا ترجعوا لبعض بأى شكل وباى تمن.
حكمت:ليه.. على اساس اننا لو رجعنا او مارجعناش هيأثر فيك فى ايه... مانت من زمان طول اليوم برا ولاحتى عمرك سألت امى اكلت لا لأ... يمكن محتاجه حاجه.. الا مافيييش.. حتى لما كنا عايشين مع ابوك في بيت واحد لسه كنت كده... بتيجى على النوم بعد ما تخلص صرمحه مع شلة الانس بتاعتك... دلوقتي قولت امى وابويا ويوم ماتحب ترجعنا تشنع على امك... طب ماعملتهاش مع ابوك ليه ماهو عايز يتجوز هو كمان ولا عشان هو الى معاه بحر الفلوس وممكن يقطعه عنك لكن امك... امك عادى اخبط فيها عادى.
حاول التحدث قائلاً :ياما انا... قاطعته هى:انا الى هتكلم المره دى يا يوسف... الأسطى سيد اتقدملى النهاردة وانا بعد كلامك الى قولتو عليا قررت اوافق مانا مايخلصنيش أن سمعتى تبقى على كل لسان وانت تنضر مانا امك... واهو الراجل جاى يصلح غلطته يبقى اوافق والم الفضيحة يا ضنايا.
تركته جاحظ العينين وغادرت تغلق باب غرفتها بغضب.. لا سبيل لها لإعادة تأهيله غير هذا......
بقلم سوما العربى
↚
صباح يوم جديد
تأنقت بزى كاجول رقيق... مكون من بنطال ابيض وقميص متوسط الطول من اللون الزيتى... تجمع شعرها فى جنب واحد على احد كتفيها.
حذاء ارضى مناسب مع شنطه ظهر عملية وشيك.
خرجت من غرفتها من يراها للتو يشعر وكأنها مليكه اخرى غير تلك التي عهدوها.
هذا بالفعل ماشعر به الجميع اول ما رأوها.
هو نفسه عينه لم تتزحزح عنها... يريد أن يعرف من اين يكمن الاختلاف.
هل من شخصها ام من هيئتها الجديدة ام من روحها.
جملة... رقيقة. بزيها هذا كأنها تخبرهم انها تخطت مرحله البنت الصغيره وهى الان فى مرحلة الانثى التى على وشك النضوج.
مرت بهدوء تجلس على مقعدها المعتاد بجوار فادى.
شعر بالغيرة الشديدة وهى جنبا لجنب مع فادى وقريبة من نادر الذى تحدث :ايه الجمال ده كله يا ميكا... مابقيناش صغننين خلاص.
ابتسمت ابستامه صغيره :وهو انا هفضل صغيره يعنى.. كل حاجه بتتغير.. حتى نفوسنا..
نظرت لعامر تقول بقوه طفيفه:وقلوبنا.
بالطبع لن يشعر من حوله انه اهتز.. هو لن يظهر ذلك عليه ولكنه بالفعل اهتز داخليا... على الأقل اهتز قلبه.
لكن مظهره الخارجى. ثابت ثابت ثابت.
وعلى نفس الطاوله بالطرف المقابل تجلس كارما تقلب فى صحنها بهدوء.. لا تنظر لمحمد نهائيا.. وكأنها منذ ذلك اليوم قد فقدت الشغف نحوه... او ربما شئ آخر... شئ لا يقال ولا يشرح... احساس مختلط.. مشاعر مبهمة... لابد من فك طلاسمها أولاً لكن ما باتت تعمله علم اليقين الان انها لم تحبه يوما ولن تكمل معه.
كل اللوم على ذلك الذى عشقته سراً وتركها وسافر بعيداً لسنوات.. أصبحت تمقته حتى أكثر من محمد.
وقفت من مقعدها فجأة تقول:انا شبعت.. عن أذنكوا.
محمد :رايحه فين اكلك زى ماهو.
لم تجيب عليه إنما قالت :هقولهم يحضرولنا القهوة.
ثم تركتهم وغادرت لا يشعر بكل تلك المشاعر التى تتشاجر داخلها الا مليكه.
ونادر ينظر لها بغيظ وضيق شديد.
كل ذلك وهو عينه عليها يراها تاكل بهدوء... تكمل طعامها كله.. لا يبدو عليها اى حزن او تغيير.
وجدها فجأة ترفع عينيها له تقول :ابيه لو سمحت انا عايزه عربيتى.
لما تتحدث بهدوء هكذا... لا يبدو بحديثها اى نبره حزن.. غضب منه.. او حتى تحاول أن تتحدث بجفاء... فكرة انها تتحدث باعتياد وكأنه لم يحدث شئ تقتله أكثر... كأنها تخبره انه لا موضوع من الأساس... انت لا شئ.
لو كانت ثارت... او غضبت.. تجنبته وعاملته بازدراء لأيام لكان ارتاح اكثر.. لعلم انه يفرق معها.. انه موجود.
بطريقتها هذه تخبره بمنتهى البراعه والوضوح (انت لا شئ)
هذه الفكرة احزنت قلبه.. يعلم مليكه عن ظهر قلب... هى أنثى رقيه والأكثر انها ذكية جدا ولماحه. تصوب نحو هدفها بالصميم.
اخذ نفس عميق يكبح غضبه.. يخفى حزنه.. يجب أن يبدو طبيعي أمام الجميع وقال بهدوء:ليه... مانا بوصلك وبجيبك.
مليكه بنفس الثبات الانفعالى:لا مانا مش عايزه اتعبك.. انا كبرت وعايزه اروح واجى لوحدى.
عامر :انا مش تعبان.. وانتى لسه صغيره ماكبرتيش.
وقفت بهدوء تقول :هممم.. تمام.. انا النهاردة متأخره ومافيش وقت عندى لكلامى مع حضرتك.. ياريت لو سمحت ارجع النهاردة الاقى مفاتيح العربية مع تيتا.. لو سمحت يا فادى ممكن توصلنى.
فادى :طبعا ده احنا عنينا يعنى.
استعدوا للمغادرة وهو يقبض على يده من شدة العضب الذى تتسبب به.
استوقفهم بصوت خرج غاضباً رغما عنه :استنوا.
كان مازال يجلس على مقعده وهم خلف ظهره.
وقف واستدار ينظر لها قائلاً :انا الى بوصلك كل يوم ولا نسيتى.
ابتسمت بجانب فمها وقالت ترفع حاجب واحد :تؤ.. اصل سواقة حضرتك مابقتش تعجبنى.. بتعمل حساب للمرور والردار... خلينى انا مع فادى... شاب متهور زيى وبيحب الحوادث.
وقف متخشب منها ومن حديثها الساخر المبطن.. أطلقت كل كلمه تصيب هدفها بشده... أصبحت بارعة في الجلد.
استدار ينظر ناحية محمد.. وجده يضع شريحة من الانشون فى الخبز ويقطمها
كأن لا شئ يحدث حوله.. لا ذهاب كارما ولا تجنب فادى له.. ولا حتى تغير مليكه.
لكن هناك أسهم غاضبه تنطلق من أعين أحدهم جعلته ينتبه يستدير لها... زوجة عمه الفت.. كأنه قتل لها قتيل.
تأمر إحدى الخادمات ان توصلها بكرسيها المتحرك الى غرفتها.
اغمض عينيه بغضب.. من نفسه قبل أن يكون من حبيبته او من أحد.. هو المخطئ الوحيد... هو من بادر بالخطأ.
هم للذهاب لعمله ولكن همت هدى تلكز ابنتها.
هديل تلك الفتاة التى أصبحت تمقت ذلك الدور السخيف الذى تلعبه.
نظرت لها بغضب ولم تبادر لفعل شئ.. لكن هدى لن تصمت... تحدثت هى بسرعه :عامر... استنى.
توقف على مضض.. وهل كان ينقصه:فى حاجة؟
هدى:لا بس دى هديل بقالها فتره عايزه تتعلم شغل الاتش ار عندك فى الشركه.
عامر :اتش آر؟! هديل تخصص برمجة مالها هى بشغل الاتش آر؟
هدى:عشان ماتبقاش تحت رحمة حد لو مدير الاتش آر عندها مشى فى وقت شغلها مايتعطلش وماتبقاش تحت رحمة حد.
رحبت ناهد بالفكرة جدا وقالت:صح جدا.. خدها معاك يا عامر واكيد هتفيدك فى شغلك انت كمان.
هدى :طبعاً.. هديل شاطره وذكيه كمان.
ابتسم بصعوبه وقال:اوكى ماعنديش مشكله... اتفضلى معايا يا هديل.
وعلى آخر الزمان أصبحت دمية تحركها امها وتلصقها بالاخرين وهى أيضاً عليها أن تكن لذيذه ومسليه.
أصبحت غاضبه من كل شئ... حتى عامر نفسه.. فلا فرق بينهم الان.
_________________________________________________
↚
لو رقص فرحا الان فى وسط الحاره هل سينعتوه بالجنون.. لقد وافقت الست حكمت على الزواج منه.. حتى ابنته مى سليطه اللسان فرحت ورحبت بذلك بشده.
ولكن هناك عقبه واحده وكبيره... صديقه رجب.. كيف سيخبره انه يود الزواج من طليقته وام ابنه.
رد فعله طبيعى ومعروف لأى رجل حتى لو كان طلقها نهائيا.. حتى لو لم يحبها يوما وحتى لو يحب اخرى ويريد الزواج منها ولكن.. واقعيا وبالورقه والقلم رد فعله مثله مثل اى رجل شرقى عادى لز أتى إليه أقرب أصدقاءه يخبره انه يريد الزواج من طليقته.. كم الأفكار السيئه التى من المؤكد أنها ستندلع من رأسه رهيبه ومعروفة.
حرفيا كان يدور حول نفسه.. لايعلم كيف يبدأ الموضوع مع صديقه... كلما فكر بطريقة يجدها بالنهايه لن تفلح.
كان يفكر بعمق وهو يجلس على باب ورشته شاردا.
انتبه إلى صوت أحدهم يقول :جرى ايه يا اخى ده السلام لله... واد يا سيد.. انت ياولا... مش بسلم عليك.
رفع عينيه التى التمعت وكأن النجدة قد واتته من السماء :شييييييخ منتصر.. اهلا وسهلا.. فينك يا راجل.
الشيخ منتصر:لا والله. امال مين اللي ماكنش بيرد عليا السلام دلوقتي.
سحب له أحد المقاعد بسرعه يقول بلهفة :سامحنى ماعلش. ده انا فى كلاب سعرانه بتجرى ورا بعض فى دماغى.
جلس الشيخ منتصر يقول :خير يا خويا. ده انت حتى راجل حر وعاذب ولاعندكش واحده تهريك زن.
سيد :مانا قررت اجيب حد يزنلى.
الشيخ منتصر :هتتجوز.. الف الف مبروك والله فرحتلك.
سيد :بص يا شيخنا انا وقعت من السما وانت استلقتنى.
الشيخ منتصر:رقبتى والله.. خير.
ابتلع سيد رمقه ثم اخذ يخبره كل شئ.
وبعد أن انتهى وجد الشيخ منتصر صامت بحيرة فقال هو:هااا. ايه يا شيخنا مش تنورنى.
الشيخ منتصر:والله ياسيد مش عارف اقولك ايه.. من ناحية هى ست اتطلقت ووفت عديتها ولا حرج عليها من الزواج وبنتك حباها ومرحبه والست ام يوسف شهادة لله ست كومل ومحترمه وعلى خلق.. لكن من ناحية تانية كله هيقولك مالقتش الا مرات صاحبك.
سيد:مانت لسه قايلها اتطلقت منه.
الشيخ منتصر :ده فى الشرع وانا بحكم بيه لكن انا وانت عارفين ان العرف واللى ماشى بين الناس حاجة تانية خصوصا لما يبقى في منطقة شعبيه هنا.. بتحكمنا العادات والتقاليد والعيب والصح مش سايبه هى ولازم انا اشطرى خاطرك وانت تشترى خاطري.
سيد :يعنى اعمل ايه اسيب الست حكمت بعد ما صدقت لاقيت واحدة كويسه وبنتى مرحبه ومبسوطه.. و وبينى وبينك انت مش غريب.. ااانا ميال.
تنهد الشيخ منتصر:همممم. ماهى ميال دى يا سيد.. كله هيقولك من امتى؟
سيد :لا والله يا شيخنا... ده من قريب.. يعنى ماهى مطلقه من فتره وجت نقلت من بيت سيد للشقه الى جنبى وانا مراتى كانت ميتة بردو وماكنش فى حاجة.. وانا مش طالب حاجة حرام.
تنهد منتصر فقال هو:انا بس عايزك تمهدله الموضوع وتاخده على حجرك كده وتجبهاله واحدة واحدة وانت راجل محترم وحكمك ماشى على الحاره كلها.
تنهد منتصر وقال:سيبها لله.. وانا هعمل الى يقدرنى عليه ربنا ان شاء الله.
تنهد سيد يعطى لنفسه جرعه من الأمل.
___________________________________________________
جلست مليكه مع ندى التى تندب حظها:اااه. اشوفو بس مازن المعفن ده.. الا مافتكرنى بأى حاجة.. ماشوفتيش المعلم رجب إلى هدومه غرقانه دم وزفاره.. جايب لامى بوكس الشتا.. شرابات ذفايه.. مج حرارى على شكل كاميرا... هوت شوكلت وسحلب.. شوكلاته انواع.. اربع كوفيات من الجداد الشيك دول.. وايس كاب على شكل قطه. جوانتى تريكو بفرو... عينى عليا وعلى حظى يانا.
مليكه بزهول :يانهار اسود.. انتى عديتهيم.
ندى:من حسرتى.. من حسرتى ياختى.. المعلم رجب رومانسى اكتر من مازن.
مليكه :ندى هو انتى ليه لا مستغربه ولا معترضه الى بيحصل ده.
ندى :مين قالك.. فى الاول استغربت.. بس انا كشفته من اول ما جابلها اكلة السمين وكل يوم والتانى يعمل اى حاجة حجته.. باينه اوى يعني... بس امى ياعينى عشان ماجربتش ولا سمعت عن الحاجات دى لسه مش فاهمة ولا مستوعبه او ممكن كمان فكرة ان مستحيل حد فى سنه وسنها يعيش قصه حب زى اللى بتيجى فى التليفزيون دى.. الست اللي عدت الأربعين بس اصبى من الى فى العشرينات ده كلام تمثيل او مجتمع معين بس لكن فى الحقيقة الست الى من سن امى كده خلاص زى ماتقولى اتحددت إقامتها وغصب عنها دى بتبقى زى عقيده... لعلمك أمى مبسوطه بالى هو بيعمله بس هى ياحبيبتى مش عارفة تستوعب انه ممكن يكون معجب او بيحبها من كتر ما اترسخ جواها انه هى حياتها لبنتها وان خلاص زمنها خلص وراحت عليها.
مليكة :طب وايه؟ مش معترضه؟
ندى:انا ولا ماما.
مليكه :لا انتى.
ندى:بصى بصراحة فى الاول اتضايقت الى هو نعم؟ انت بترسم على امى وبتصطاد فى الميه العكره وكده بس بصراحة مع الوقت وخصوصاً لما انا ومازن اتخطبنا غيرت تفكيرى فى كل حاجة.. يعنى بابا طول عمره بيعاملها وحش.. وحش جدا وهى استحملت وعاشت علشانى.. مافتكرش يوم شوفتها فيه فرحانه وبتضحك.. مافيش يوم جابلها فيه حتى كيلو فاكهة وهو راجع كل كلامه الفلوس معاكى هاتى الى عايزاه بلاش دلع هو انا هشتغل برا وجوا... مليكه انا اول مره اشوف ماما فرحانه ومبسوطه وحاسه بنفسها إلا اليومين دول ومن الى بيعمله عم رجب... قعدت وفكرت.. طب وبعدين.. مانا سنة ولا اتنين واتجوز.. طب وهى. ترجع لعيشها مع بابا.. ولا احجزلها في دار مسنين بقا... هى كتر خيرها كده.. سبيها تعيش العيشه الى هى تختارها انا شايفه بصراحة انها كده عملت الى عليها ناحيتى.. واستحملت العيشه الذل دى علشانى.. لازم اسيبها تعيش بقا.
مليكه :طب وباباكى؟
ندى:بصى هو ممكن يكون زوج مش كويس بس انا الى يخصنى انه اب كويس فخلاص نتعامل على الأساس ده.. اه بزعل عشان ماما بس طب هو بابا هعمل ايه؟ لازم اتعامل.
تنهدت ملكيه:عندك حق.
ندى:بت.. فيكى ايه؟
صمتت قليلاً وإجابة :هحكيلك.
فى نهاية اليوم.
خرجت من الجامعه وجدته يجلس بسيارته ينتظرها.
ندى:ماتروحيش معاه؟ ده ماعندوش دم.
مليكه :لا ودى تيجى.. ده ابيه.. هروح معاه.
ندى:بت.. اعقلى كده وخدى موقف ماينفعش كده لازم يتعلم الادب.
↚
مليكه :انا حافظة عامر كويس.. لو تجاهلته او اخدت موقف يبقى هو فارق وفارق اوى كمان... الى بعمله ده أقوى واحسن أدب ليه. اتفرجى واتعلمى.
تركتها وغادرت تسير نحو سيارته دون اى اعتراض او احتجاج.. تفتح باب السيارة تقول :مساء الخير يا ابيه.
ثم تغلق بابها وتجلس بهدوء... كأنه والدها... او اخيها.. اى شئ غير عامر الذى من المفترض انها تحترق بنيران حبه... تخفى اى الم بداخلها.. لن ترحمه منذ اليوم.
اما هو... فهو على حافة الجنون الان منها.. ماهذه المعاملة؟
لن يستطيع الصمت أكثر من ذلك.. خمسة عشر دقيقة للان وهو يقود ولا يوجد اى صوت غير صوت أنفاسه الغاضبة وصوت نقرها على الهاتف تراسل وتستقبل رسائل من أحدهم.
تحدث بغضب :انا عايز اعرف هو فى ايه؟
مليكه :ايه؟ مش فاهمة؟ هو حصل حاجة ؟
عامر :حصل حاجة؟! مالك بتتعاملى كده وكأن مافيش حاجة مابينا.
مليكه بهدوء : وهو احنا بينا حاجة؟!
فلتت أعصابه التى جاهد للتحكم بها أمام الجميع وهو من كثرة كبحها فقد سيطرته عليها الآن فصاح بحده وهو يقود :يعنى ايه مافيش بن... توقف عن الحديث وه تصيح بخوف :حااسب.
لم يشعر الا وهو ينحرف يسيارته قليلا يضرب بقوه مقدمة سياره كانت تسير بجانبه وتتقدم عنه قليلاً.
أوقف سيارته يقول بخوف وهو يتحسس وجهها يستكشف اى أثر به:انتى كويسه... انا اسف. حصلك حاجة.
حاولت التنفس تقول بخوف :كويسه كويسه... بس انت فشفشت العربية الى جنبنا.
نظر بجانبه وجد صاحب السيارة يفتح بابها ويترجل منها ليرى ما اصاب سيارته.
اغمض عينيه يهدئ نفسه. سيدفع له اى تعويض وينتهى الأمر.. حمدا لله لم تتأذى صغيرته.
ترجل هو الآخر من سيارته وذهب لذلك الشاب.
عامر وهو ينظر للسياره :انا اسف ياباشا جت بسيطة... واى تكاليف على حسابي.
رفع الشاب عيينيه بغضب نحوه ولكنه تفاجئ قائلاً :عامر باشا.
عامر بزهول :عدى المناويشى؟! مش معقول.
عدى :كده تخبطلى العربيه يا راجل.. ده انا لسه مستلمها من كام يوم.
عامر :لا حقك عليا.. تتصلح فورا ياباشا.
عدى :ياسيدي حصل خير... المهم انك بخير وال.. نظر ناحية سيارته نحو مليكه يقول :والانسه بخير.
كانت تجلس لا تفهن من شئ مما يحدث قررت ان تهبط لترى مايحدث.
ابتسم عدى باتساع وهو يرى تلك الجميلة تتضح ملامحها له وتتجه نحوهم... كم هى جميله تلك الفتاه.
نظر لها بغضب وقال :ايه اللى نزلك.
همت لتجيب عليه لكن قاطعها عدى بصوت به كل الوان الغزل:ياخى من من حظى الحلو عشان اشوف الشمس والقمر فى وقت واحد فى عز النهار
نظر له عامر بغضب وهو يراه يتغزل بها بل ويمد يده للسلام قائلا:انا عدى المناويشى... اعرف عيلة الخطيب من زمان.. وصاحب محمد بس اول مره اشوفك.
مد عامر يده يلتقطها قبل ان يلمس حبيبته وقال :فى حاجة يا عدى.. شايفك مش على بعضك كده... ماتظبط بدل ما تبقى انت والعربيه فى يوم واحد.
عدى بإعجاب وهيام :مش مهم... كله عشان القمر... الى لسه مش عارف اسمه.
ردت سريعا تقول :مليكه.
عدى :يالهوى واسم حلو كمان.. كده كتير.
عامر بوجه محمر غضبا :فعلاً كتير اوى.
قبض على يدها يجرها لسيارته يقول :ادخلى هنا حسابك معايا بعدين.
استدار يذهب لمقعده يقول لعدى:هبعتلك حد يوديها التوكيل حالا والحساب كله عندى.
عدى :لا حساب ايه بس... انا لازم اعملكوا زياره النهاردة نشوف الموضوع ده.
عامر من بين اسنانه:ماقولنا خلاص. عربيتك وهتتصلح فى ايه تانى.
عدى :وصاحبى.. صاحبى الى بقالى كتير مقصر في حقه وهو عنده حاجات حلوه كده وانا مش دارى.
عامر :بتقول ايه؟
عدى :بقول انى لازم ولابد اعمل زيارة لصديقى النهاردة انا مش قليل الاصل.
عامر بغضب :لا مالوش لزوم كتير خيرك.. انا هوصلوا سلامك.
عدى:والله ابدا.. لازم ازوكوا.. ينفع كده الشمس جايه على البياض ده كله.
نظر ناحية مليكه وجدها تجلس داخل سيارته بذراعيها ووجهها ناصعى البياض تحت أشعة الشمس فقال :بص قدامك.. سلام.
دخل سيارته وقاد بها سريعاً للبيت يقول :انا عايز افهم انتى ايه الى نزلك من العربيه... وشيفاه واقف عينه هتطلع عليكى ومكمله وكمان تقوليلو اسمك.
كل هذا وهى صامته... لا تجيب. حتى لم تتأثر بصوته العالى... تركته يتحدث كأن الأمر لا يخصها.
حتى أنه وصل للبيت وتوقف أمام الباب الداخلى للقصر ومازال يتحدث ويصرخ بها بغضب وهى فقط تنظر له نظرة هدوء وبرود غريبه.
والاكثر انه وهو وسط حديثه حملت اشيائها وفتحت الباب وذهبت لغرفتها.
كأن أحدهم صفعه على مؤخرة عنقه الان؟!
مالذي فعلته للتو؟! هل تركته يثرثر وينفعل.. يثور ويحتج ثم وبكل هدووووء ذهبت.. كأنه ذبابة اشاحتها عن وجهها وذهبت.
مستغلة الوضع. لن يقدر على الصراخ او الذهاب خلفها امام الجميع.
لقد كبرت مليكه كثيراً.. حتى أنها كبرت عليه هو.
ذهب لغرفته بعدما مر على غرفتها وجدها قد اغلقتها من الداخل :ماشى.. ماشى يا مليكه.. انا هوريكى... انا هعرفك انتى بتاعت مين.
ذهب سريعاً الى احد الإدراج المغلقه يبحث بينها عن شئ ما.
بعد مده من البحث وجدهم... تلك النسخة الاحتياطية من كل مفاتيح البيت.
ظل يقف أمام باب غرفتها مستغل انشغال الجميع بالغداء.. يجرب واحد تلو الآخر حتى فتح الباب.
كانت قد ابدلت ثيابها للتو.. ارتدت تلك المنامه التى تعشقها.
نظرت له بتفاجئ...كيف دلف لهنا... هى متأكده انها قد أغلقت الباب.
كأنه فهم عليها فقال بهدوء:ناسيه انى كبير البيت ومعايا نسخه احتياطى لكل مفتاح هنا.
اغمضت عينيها ثم فتحتهم تقول :عايز ايه يا ابيه.
تقدم منها بغضب :انا عامر.. مش ابيه.. انا حبيبك.
اولته ظهرها تقول بنفاذ صبر:لا انت ابيه. ابيه وبس. قولى عايز ايه عشان راجعه تعبانه.
استدار لها يقول: ايه الى بتعمليه ده .. بتتصرفى كده ليه. إزاى تسبينى بكلمك وتمشى زى ما اكون كلب بيهوهو جنبك.
مليكه ببساطه: لأن كلامك بالنسبه لى غريب ... مش عارفة انت بتقول كده ليه اصلا ... مشيت لأن الكلام مش عاجبنى.
عامر: كلام ايه اللي مش عاجبك .. انتى غلطانه وبتتكلمى.
مليكه: بتعلم منك يا كبير العيله مانت اكتر واحد بتبقى غلطان وتتكلم عادى واكبر دليل دلوقتي اهو.
عامر: عندك ده أكبر غلط يا مليكه ... واعرفى انى مش هسيبك تتكلمى ولا تتعاملى مع رجاله ابدا سامعه.
تحاول أن تبدو هادئه بارده وذلك عكس طبيعتها تمامًا ... وهو الآن يخرجها عن شعورها بحديثه المتملك والمتحكم هذا.
بالفعل خرجت عن السيطرة تقول: لا ههههههههههههههههههه
همت لتغادر لكنه يقبلها بجنون ... يغرس يده بشعرها يعتصرها بين ذراعيه.
غاضبه منه بشده ومن تصرفاته .. فصلت قبلته تنظر بغضب: بغضب: انت قاطعها يضع يده على شفتيها يقول: طب انا عندى حل .. حل مؤقت بس توافقى.
نظرت له باستغراب ... أن تشعر أنه سيكون لائقًا وغير مناسبين.....
↚
كان مازال يضمها لاحضانه بعد قبلته العاصفه تلك والتى فصلتها هى رغماً عنه بغضب... تنظر له تنتظر ذلك الاقتراح العبقرى.
نظرت له نظره متطوله تخفى فى طياتها الكثير وقالت بهدوء تخفى فيه كل ذلك :وايه هو الحل ده.
مد يده داخل بذلته العمليه يخرج منها بعض الاوراق.
مليكه :ايه ده؟
عامر:الحل الوحيد... انا قدمتلك فى جامعة فى النمسا بما انى ولى امرك والواصى عليكى ... هتسافرى هناك تكملى تعليمك وهنقولهم هنا انك عايزه تكملى تعليم فى جامعة كبيره... ونتجوز... هنروح نتجوز قبل ما تسافرى... جواز شرعى والله بس تبقى معايا.... عشان خاطرى يا مليكه وافقى.. انتى هتبقى بتدرسى هناك وانا معاكى وممكن كل شهر اجى هنا يوم ولا اتنين اباشر الشغل وارجعلك... لحد بس ما ابدأ امهد لكل واحد فيهم... احنا هنبقى متجوزين شرعاً وعند مأذون يعنى بمزاجي او غصب عني لازم اعرفهم وده أكبر دليل اثبتلك بيه انى هعمل كده بس ممكن الموضوع ياخد وقت وانا مش عارف ابعد نفسى عنك.
كانت تستمع له باعين متسعه... صامته.
خرجت من احضانه بصدمه تقول :يااااااه... ماكنتش اعرف ان باللى عملته رخصت نفسى للدرجه دى... ندى حذرتنى... قالتلى ماينفعش بنت هى الى تروح لواحد تقولو انا بحبك... وانا ماسمعتش الكلام وجريت عليك اقولك.. استهزأت بيا وجرحت مشاعرى ومشيت مع الى كانت معاك قضيت معها ليله ورجعت ولا كأن حصل حاجة... فضلت في السرير ده 3ايام تعبانه ونايمه ماحستش حتى ان فى فرد فى عيلتك اختفى وماسألتش ولا حتى جه على بالك ان ممكن تكون انت السبب... نزلت وكملت وحاولت ابقى أقوى... ماقدرتش ولاقتنى بفكر فيك وبحاول اجذبك ناحيتى.. ولما بدأت تاخد بالك اول حاجة عملتها تحكمات... كان فاضل تتحكم اتنفس كل ثانية ولا كل ثانيتين.. سكت وقولت بكرا يحس.. بكرا قلبه يرق.. انا بحبه وعايزاه فى حياتى بأى شكل وباى طريقه وانت.. انت ماقدمتليش حاجة غير الاهانه.. عارف يعني ايه ابقى قدام الناس بقولك يا ابيه. حضرتك.. ابقى مش قادرة اتعامل معاك على انك حبيبي.. اقعد بعيد عنك وغيرى له الحق انه يبقى جنبك.. باين فى الصورة ودلوقتي جاى كمان تتطلب منى اتهان اكتر واكتر وابقى فى الخفا اكتر واكتر.. يعنى ابقى مراتك ومضطره استحمل قرب اى واحدة تانية منك وحتى مابقاش قادرة اعترض.. ولا ييجى اليوم الى يحصل فيه زى ما حصل من شويه امك عايزانى انا اقنعك تخطب بنت خالتك شوفت وجع اكتر من كده... ومش بعيد ييجى عليا اليوم الى ابقى فيه مراتك ولسه كنت فى حضنك من شويه وبعدها البس عشان احضر فرحك ولا خطوبتك على واحده تانيه لا وكمان امثل انى فرحانه ومبسوطه.. طب فرحانه ومبسوطه لجوزى ولا لابيه... قولى انت.
اطبق عينيه يشعر بالألم وهى تصف له كم الألم الذى جنته من حبه ولم تجنى غيره... يعلم هو مخطئ كثيراً لكن لا سبيل أمامه لتكن مع فى اقرب وقت غير ذلك. تقدم أكثر يضم ذراعيها له يقول :حقك عليا... عارف انى مزعلك ومقصر معاكى بس غصب عنى... يامليكه احنا الفرق بينا فعلاً كبير كل الناس هتشوفنى يا مجنون يا اهبل.. انتى لسه صغيره بتشوفى كل حاجه من منظورك انتى بس مش بتفكرى فى اى عواقب ومش بلومك على كده لأن ده سنك لكن انا الكبير انا الى المفروض اتلام على اى غلط او تقصير... لازم ابقى عامل حساب كل حاجه...وفى نفس الوقت غصب عنى مش عارف ولا قادر ابعد عنك... فكرة إنك قدامى ومش قادر اقرب منك ولا المسك او اخدك فى حضنى متعبه اوى...وساعات بكون عايزك قريبه منى اكتر واكتر من اى كلام يتقال او يتوصف.. فهمانى.
نظرت له بصمت تستوعب الى ما يرمى له بحديثه الى ان استوعبت وقالت :يعنى عايزنى عشيقه.. عشيقه بس بعقد جواز ماحدش عارف بيه... معقول شايفنى كده... واحدة عجباك وعايز ت.... بطرت عبارتها لا تستطيع الوصف واغمضت عينيها من شدة الخزى والألم. فاسرع هو قائلا بلهفة :لا لا والله يا مليكة انتى مش نزوة ولا رغبة انتى اكبر من كده بكتير انتى مش عارفة انتى بقيتى بالنسبة لي ايه.. اوعى تفكرى كده.
نفضت يديه من عليها وقالت :وانا كل مرة بتقولى فيه الكلام ده كنت اقعد الح واسأل انا بالنسبه لك ايه... لكن خلاص مابقتش عايزه اعرف... وخلاص مابقاش في حاجة مابينا من النهاردة... ولو سمحت اوعى تعترض طريقى تانى.. انا زى ما انت عارف عيله صغيره ولا حرج على تصرفاتي.. لو اتحكمت فيا ولا فى تصرفاتي تانى هصوت والم عليك البيت كله واقول على حاجات كتيير اوى..مش هسمحلك تتحكم فيا تانى... كل حاجه انتهت خلاص.
تركت له غرفتها وغادرت.. لا تريد البقاء معه في مكان واحد الان تحت اى ظرف.
القى بجسده على اول مقعد خلفه... مجددا يخسرها.. ولكنه كما يتوقع.. سيعيدها له من جديد... لن يتركها تبتعد.
اما هى.. جلست على حافة المسبح تضع قدميها به.. تبكى بصمت والم.. ذلك الحب لم تجنى منه غير العذاب والمهانة وبنهاية المطاف يريدها عشيقه لا زوجه... قررت ان تسطر هى بيدها كلمه النهاية وتنزل الستار على تلك القصة البائسة... لا عامر بعد اليوم.. ولا حتى كونه ابن عم والدها او واصى عليها... لابد أن تضع هى حد لكل ذلك.
ظلت على وضعها كثيراً الى ان وجدت ضوء غرفته قد اشتغل.. علمت أنه خرج من غرفتها.. فوقفت تتجه اليها بخطى تفتقد للحياه.. تعلم سيأخذ الأمر منها وقتا طويلا كى تتعافى من مرض حبه وادمانها لشئ اسمه عامر.
مرت ايام على الجميع التزمت فيها مليكه العهد الذى قطعته على نفسها.. لم تترك له اى مجال لا للحديث او التدخل بأى شئ يخصها... كان يأكله الألم ولكن يعلم لقد أخطأ وعليه وامتصاص غضبها لذا سيصبر قليلا ولكن فكره تركها نهائيا أمر مستبعد ومرفوض بالنسبة له.. حتى أنه لا جدال فيه. مليكه له وانتهى الأمر.
اما رجب فهو على حاله مع ست البنات خاصته.. لا يكل ولا يمل فى التعبير عن إعجابه الشديد لربما تعطف وتحنو على قلبه المسكين.. وتلك السيده التى تخطت الخامسه واربعين لا تفهم.. لكنها سعيده جدا.. بطريقة لا توصف رغم أنها للان لم تفسر كل هذا.. رغما عنها منعها التعود ان تدرك ان مل هذا حب وعشق لها... امرأة حرمت من كل ألوان الاهتمام او التعبير عن الحب.. لا تفهم كل ما يفعل لها.. لكنها الان فى أكثر أيامها سعادة وشعور بالحياة.. تشعر أنها اصبى ابنتها.. هل الاهتمام يشعر الأنثى بذاتها.. بوجودها.. إنها شخص مهم.
اما سيد.. فهو بالفعل يدور حول نفسه.. وافقت حكمت وكذلك مى... ولكن للان تبقى العقبة الكبرى... حتى الشيخ منتصر الذى اعتمد عليه للان يخبره انه لا يعلم من اين يفتح الحديث مع المعلم رجب.. يعلم الموضوع حرج وشائك.. ورد فعله سيكون عنيف.
جلس على كرسيه أمام محل الجزاره التابع له دماءه تغلى داخل عروقه.. رغما عنه ذهبت بسياره واحده مع ذلك الخنزير.. اليوم خطبة نهى شقيقه مازن خطيب ابنتها.. ولابد من الظهور بمظهر عائلى محترم.. هذا ما عمله من ندى وهو يحاول استدراجها بالحديث منذ قليل قبل جلوسها بسيارة والدهما.. وتلك العفريته قالت له كل شئ كأنها تود تهدأته وطمئنته.
ولكن من اين له الهدوء والطمئنينه وسيدة قلبه مع رجل اخر فى مكان واحد بعيد عن عينيه... بأى حجه كان سيذهب معهم مثلا... فى الخطبه تعلل بأنهم ابناء حارة واحدة وان ندى مثل اولاده.. لكن اين حجته اليوم.
اخرج نفس حار ساخن ينم عن كم الغضب المعتمر بصدره.
↚
وها قد اتى الشيخ منتصر... ظل لأيام يتحين الفرصة والوقت المناسب ولم يجد من بين كل الأيام غير اليوم ليفاتحه بهذا الموضوع الشائك.
تقدم يلقى عليه السلام :السلام عليكم يا معلم.
رجب :فى نعمة الحمد لله... اتفضل يا شيخنا.
الشيخ منتصر :كنت عايزك في موضوع مهم بقالى كام يوم بس شكلك مش رايق النهاردة.
رجب:موضوع.. موضوع ايه؟
الشيخ منتصر :لا موضوع يطول شرحه وباين على شكلك كده بتشاكل دبان(ذباب) وشك... هجيلك وقت تانى.
هم بالوقوف ولكن بادر رجب يقول :لا استنى ده انا ماصدقت حد ييجى يتكلم معايا عشان انسى... قولى بس كنت عايزنى في ايه؟
اجلى الشيخ منتصر صوته وقال :بص يا معلم... دلوقتي شرع ربنا هو الحد الفصل فى اى حاجة وهو القول الحق صح.
رجب :ودى فيها كلام يا شيخنا؟
الشيخ منتصر :لا فيها.. فى حاجات كتير مش حرام بس بين الناس عيب... يعنى أن واحدة تطلق وبعد فتره كبيره تتجوز ده فى شرع الله مش حرام وهو حلال حلال حلال.. بس فى عرفنا هنا عيب.
رجب :عندك حق بس اهم حاجه الى بين العبد وربه والناس بقا مابتبطلش كلام.. لو النفر مننا قعد يدور يراضى كل واحد مش هيلاحق.
الشيخ منتصر :عليك نووور.. وزى مانت عارف إرضاء الجميع غاية لا تدرك. صح؟
رجب :كلام موزون.
ثم رفع حاجبه وقال مباغته:خير يا سيدنا.. ليه اللفه دى كلها.
فوجئ منتصر.. لكن ليس كثيراً. يعلم ان رجب رجل محنق ويعلم من الامور الكثير كما يقال (صايع)
حمحم قائلا :يعنى اقصد ان لو فى حد متقدم للست حكمت ام ابنك.
رجب:ايه؟! ايه الكلام ده؟
الشيخ منتصر :وفيها ايه يا معلم.. الست اتطلقت منك من زمن... وابنكوا ماشاء كبر ودخل الجامعة وبيشتغل معاك وانت رابطله مهيه معتبره يعنى مش محتاج حد.. والراجل شارى وبنته موافقة ... فيها ايه.
رجب :وياترى مين بقا الراجل اللي شارى ده وبنته موافقة... لو اللى فى بالى طلع صح ماحدش يلومنى.
ابتلع منتصر رمقه بصعوبه يقول :مش فاهم قصدك.
رجب :لا فاهم يا شيخ منتصر.. فاهم.. سيد صاحبى وعشره عمرى الى بقاله كام يوم كده مش على بعضه ومش عارف يرفع عينه فيا وانا مش عارف ماله.. جالى من مدى وقالى انه عينه على واحده وعايز يتجوزها.
الشيخ منتصر :حتى لو.. وفيها ايه يا اخى.
رجب بحده:فيها انه عيب اوى يبقى صاحبى ويبص لام ابنى.
الشيخ منتصر :مانت طلقتها يا اخى ومش ناوى ترجعلها... حقها تتجوز.
رجب :وماله مش عيب.. بس مش صاحبى.. مش صاحبى يا شيخ انت عايز الخلق تمسك سيرتنا... هنتعامل ازاى بعد كده... روح قوله رجب بيقولك عيب عليك يا صاحبى... والى انت عايزه ده عيب ومايصحش.
وقف الشيخ منتصر :عجيب أمرك والله يا اخى.. من انت الحته كلها ماسكه فى سيرتك وانك راضى بجوازه زى الى انت داخل عليها دى عشان انت عايز كده وماقولتش لا الناس ولا كلام الناس... حللت لنفسك وحرمت على غيرك... انا كنت جايلك وقولت انك هتتعصب شويه بس بعد كده هتهدى. تاخد الموضوع بهدوء لكن شكلك كده راكب دماغك... شوف بقا يا معلم. هما الاتنين كبار كفاية ومؤهلين شرعاً وقانونا ياخدوا قرار زى دى وانت مالكش عندهم اى حاجة وكون ان سيد ندبنى عشان اتوسط بيكوا فده لأنه باقى على العشرة الى بينكوا والعيش والملح وكده الراجل صراحه عداه العيب... انا هسيبك دلوقتي.. قلب الموضوع فى دماغك يا معلم وخلى فى معلومك إنهم كده ولا كده مش بيعملوا حاجة غلط وهيتحوزوا يبقى ليه بقا تخسر صاحبك وبينت خالتك ام ابنم.... السلام عليكم.
القى السلام وغادر تاركا رجب خلفه.. مابين نارين لكن الشعور الاقوى هو الرفض القاطع.
________________________________________________
لم تذهب اليوم لجامعتها...لديها مشوار سفر للاسكندريه... لم تستطع السفر منذ امس بسبب انشغالها فى البحث عن فستان مناسب.
وبعد مدة من البحث اون لاين استقرت على فستان رائع من اللون الذهبى.
استلمته منذ خمس دقائق فقط... وهى الان تحمله ذاهبة الى غرفتها على عجاله كى تستغل كل دقيقة فقد تأخرت كثيراً.
أغلقت الباب خلفها بسرعة تستعد لجمع اشيائها ولكن.
تسمرت مكانها وهى تجد من يحتضنها من الخلف يعتصرها ويضمها له بقوه مرددا بلوع:وحشتينى... وحشتيني اوووى.
اغمضت عينيها للحظات... رغم اى وعد قطعته مازالت تشتاقه.. تعلم حب حياتها لن تنساه بين يوم وليلة بعد قرار صارم... أيضا هى ضعيفه قليلا امام احضانه وكذلك نبرة اللوع والاشتياق التى تخرج منه قادره على اذابة الحديد.
استمتاع واشتياق سيطروا عليها لثواني وهو يضمها له بقوه واخيرا مليكته بين احضانه.
بعد ثوانى تعد على الاصابع استفاقت تتذكر سيل الأحداث المهينة التى تعرضت لها بحبها له.
حاولت الخروج من بين احضانه لكنه منعها قائلاً :خليكى فى حضنى شويه وحشتينى اوى.
تحدثت بنبره خاليه من اى شئ بها الكثير من القوة تقول:لو سمحت الى بتعمله ده عيب وحرام.. اوعى ايدك دى.
حل يديه من حولها ينظر لها باستغراب فقالت :ايوه زى ما سمعت كده انا مش مراتك ولا بنتك ولا اختك عشان تعمل كده... مش سايبه هى.. انا مش لحم رخيص يا عامر بيه.
اتسعت عينيه يستوعب الى اين وصل عقلها فقال:مليكة... ايه اللي بتقوليه ده.. انتى عارفه انتى بتقولى ايه؟ ازاى عقلك وصلك لهنا.
مليكه :دى الحقيقة.. اى قرب بينى وبينك مش صح.. غلط وحرام... ولو عقلى وصل لحد هنا فهو بفضل معاليك لما عرضت عليا ابقى عشيقتك فى السر.. شايفنى لحمه مكشوفة.
عامر :انا؟
مليكه :لو سمحت.. انا متأخره ومش عندى وقت وأعتقد انت كمان وقتك غالى ومش ملكك محتاج تكبر ثروتك وتعلى اسهمك الى أهم من اى حد فى حياتك.
عامر :انا ماعنديش اهو منك.
مليكه :صح بدليل أنك قولتلى لو اتجوزتك اسهم شركاتنا هتبقى في الأرض... لو سمحت النهاردة خطوبه صاحبتى ومش عايزه لا اتضايق ولا اتأخر.. بعد إذنك اطلع عشان اغير.
رغما عنه خرج من عندها اليوم خطبة صديقه أيضاً ولكنه لن ينهى الحديث هنا بالطبع.
فى الإسكندرية
↚
جلست نهى بطلتها الأكثر من رائعه تلك.. تبرز جمال ولمعة بشرتها الخمريه.. مع عيونها السوداء جدا بطريقة مميزه لا توجد كثيرا. مكياج يناسب شخصيتها الجاده الصارمه... فستان من اللون الرصاصى... طله مناسبه وشيك جدا جعلت ذلك المعتوه ينظر لها طول الوقت ببلاهه مرددا :بطل عليا الطلاق بطل.
نهى :اووووف.. مش هتبطل طريقتك السوقية دى.. انا مش عارفة اواى وافقت اربط اسمى و مسيرتى العلمية بواحد منحل زيك.
كارم :وعليا النعمه ماحد بيعرف يكيفنى غيرك... شتيمتك بتدخل دماغى توزنها كده... وبعدين ماهو ده الميكس الممتاز من الأدب وقله الأدب.. امال كنتى عايزه تتجوزى واحد من الى بيتكلموا بالفصحى.. طب بذمتك تجيبوا عيال ازاى بس.
نهى :يا قليل الادب يا سافل يا منحل يا... قاطعها يقول :بمووووت فى الشتيمة بموووت في الشتيمة... وبخنى ياقمر.
فى نفس اللحظة انتفض من موضعه يقف تمام يقول لذلك الذى تقدم منه:اهلا وسهلا يافندم.. المكان نور.
الرجل :مبروك يا سيادة المقدم.. اتمنى الخطوبه ماتأثرش على عملك انت ظابط كفؤ.
كارم بانتباه يقف كالسيف:ماتقلقش يافندم هتلاقينى دايما عند حسن ظن حضرتك.. خدمة الوطن دى عقيدة.
الرجل :عاش يا وحش.. مبروك... مبروك يا بنتى.
كارم :الله يبارك فى حضرتك.. نورتنا.
انصرف الرجل.. ونظر هو ناحية نهى وجدها تنظر له باعين وفم مفتوحين من الصدمه.
جلس لجوارها قائلا يعود لشخصيته الأولى :اقفلى بؤك الدبان هيدخل.
نهى بزهول :انت عندك انفصام في الشخصية؟؟؟
كارم :لا بس انا فى الشغل حاجه تانيه.
لكزها فى كتفها بمرح يقول : فكى كده وخليكى فريش.. منورة الليلة يا ست الكل.
نظر امامه بفرحه كبيره... يعشق تلك الصارمه وهى لازالت تنظر له بزهول لا تصدق ذلك التغير الجذرى.
يعود بها فى نهاية اليوم. يقتله الشوق للحديث معها لكنها تغلق اى سبيل للحديث امامه.
مرت ايام أخرى وهو ينفطر يوميا من ابتعادها عنه لا يعلم من اين جاءت بكل تلك القسوة.
يعلم هو المخطئ الأول والأخير. ابسط حقوقها لم يعطيها لها... لكن الوضع صعب جدا.. فارق العمر كبير.. ودرجة قرابته منها أيضا.
لكن تواجد ذلك العدى الشبه يومى عندهم بحجة زياره محمد تغضبه خصوصا وهو يراه أحياناً يغازلها بوضوح.. فى كل مرة يفصل محمد الاشتباك بينهم بسبب غزله لها.
مستغرب أيضاً موقف محمد الأكثر من مرحب بزيارات عدى... وكأنه يخطط لشئ ما.
اليوم عيد ميلادها ال19.
مر وقت طويل على كل ماحدث ابتعدت فيه كارما عن محمد نهائيا.. ونجلاء انهت عدتها لكن توقف زواجها من رجب بسبب وفاة شقيقتها التى كانت تعيش مع زوجها بالخارج.
سيد مازال موضوع زواجه من حكمت عالقاً بسبب موقف رجب الذى لم يتغير للان وانقطاع العلاقه بينه وبين صديقه.
فى ذلك الحفل الكبير.
وقف هو اليوم بعيدا يراقبها تقف فى حلقة من اصدقائها. وهو عينه عليها خى فقط.. ايام وأشهر مضت لا يعلم كيف مرت ولا يعلم من اين لصغيرته كل تلك القسوة والقوه فى الابتعاد عنه كل تلك المدة.. هو ألاكبر منها بكثير لم يستطع فعلها.
لقد كبرت عاما ولكنه أيضاً كبر معها.. فارق العمر هو هو.
لكنه أصبح يمو"ت فى اليوم مئة مرة وهى بعيده هكذا. يشعر ان محمد يخطط من زواجها من عدى المناويشى ابن وزير الداخلية فكما ذكر مسبقاً سيفيده كثيراً في العملية الانتخابية.
محمد الشخص الخطأ الذى لجئ له بالوقت الخطأ... يفضل المصلحة حتى على نفسه وعلى اى شئ. لكنه لن ينتظر كثيرا.. لن يجلس حتى اليوم الذى يأتى عدى يخطبها منه.
قتله الشوق الف مره.. كل ما به يريدها حتى لو قيل عنه مختل او متصابى... حتى لو فقد الكثير.
وقفت وسط الجميع تتطفئ شموعها التاسعة عشر وهذه المرة تعبت من التمنى.. اغمضت عينها تدعو الله ان يختر لها الأفضل.
ثم بدأ الجميع في تقديم هداياهم.. عدى جلب لها اسوار ماسى غالى الثمن جدا أبهر الجميع... الجميع اعتاها هداياهم الا هو.. تعلم لابد وأن جلب هديه باهظة قيمتها من قيمته ككل مره.. ربما عقد ماسى من الزمرد والأحجار الكريمه او خاتم من الألماس الحر.
لكنها وجدته يقترب ثم ياخذها بعيدا عن الجميع قائلاً :كل سنه وانتى طيبه... هديتك اهى.
مد يده لجيب بذلته يخرج منها علبه صغيره زرقاء.
فتحها ليخرج منها سلسال رقيق وصغير.. يتدلى منه قلب احمر صغير ولامع... اقترب يلف يده حول عنقها يلبسه اياها يقول عند اذنها: ده قلبى... حافظى عليه.
↚
اتسعت عينيها ولم تضع له الفرصة للحديث أكثر فلو تحدث أكثر ستضعف بالتأكيد.
ركضت تحتمى بالوقوف والاندماج مع الآخرين.
وهو يراقبها من بعيد إلى أن وجدها تقف مع ذلك العدى.
اقترب منها قائلاً :مليكه تعالى عايزك.
مليكه :فى حاجة يا ابيه.
عامر :اه عايزك ثوانى.
مد يده يسحبها بعيدا.
إلى أن وقف بعيدا... وكأن الزمن عاد بطهره عاما للخلف.
ولكن هذه المرة وهو يسحبها لذلك المكان الذي وقفت فيه العام الماضي تخبره بحبها المتيم... لكن هذه المرة هو من يتحدث :مليكه انا عايز اقولك على حاجه مهمه اوى.
مليكه :حاجة؟! حاجه ايه؟
عامر :مليكة انا بحبك... بحبك اووى وعارف ان انتى كمان بتحبينى انا متأكد.
نظرت له ثوانى... ثم ارادات ان ترد له كل شئ بالملى.
فضحكت كما ضحك هو هنا منذ عام بالضبط وبنفس الطريقه :ههههههه انا بحبك... ههههههه لا وكمان متأكد.... ههههههه مين قالك كده.
بهت وجهه وقال لا يصدق من تلك التي أمامه وقال:انتى.. انتى اللى قولتى.
مليكه :مين قالك.. بنت مراهقة وعندها تقلبات في مشاعرها وشخصيتها... يكمن بحبك زى بابايا مش اكتر.
فى نفس الوقت اقترب عدى يقول :يالا يا ميكا عشان نكمل الحفلة برا مع صحابنا.
نظرت له قائله :سلام يا ابيه.
وكما حدث بالضبط من عام تركته وذهبت مع عدى كما تركها وغادر مع تلك الشقراء بنفس المكان ونفس اليوم الذى لن تنساهم ابدا....
↚
صباح اليوم التالى مباشرة
بعد ذلك اليوم الكارثى كان هناك حالة جديدة بينهم... لا توصف بكلمات مزيج من العناد.. الحب والكبرياء.
المعضله ان كل منهم يرى أنه صحيح والآخر هو الظالم والمخطئ.
ولكن.... مليكه بعدما فعلت فعلتها تلك امس اصبحت اهدئ بكثير.. لقد ثأرت لنفسها وبقلبها بنفس الاحداث.. الوقت.. المكان. حتى صوت الضحكات وعدد الانفاس.
حينما يكون هناك ثأر على دم او اى شئ ويقم الشخص بأخذ ثأره تهدأ روحه واعصابه فكما يقال لقد بردت ناره.
كذلك الأمر بالنسبه لمليكه بالضبط.. لقد تمادى معها كثيراً. جار على حقها كثيرآ... تحكم بكل شيء بها كأنها دميه... استهزاء بها في بادئ الأمر... اخذ الأمر منها عام تقريباً حتى قال إنه يحبها.
فعل وقال أشياء تقلل من شئنها كثيراً واخرهم عرضه الاخير المشين.
لكنها ومنذ الأمس اهدئ بكثير... فى عامها التاسع عشر هذا تتنفس براحه أكثر من عامها الثامن عشر.
روح السباق الذى كانت به كى يحبها هدأت فهو بالفعل احبها.... قالها اخيرا.
المشكلة الان انها لديها الشعور وعكسه فى آن واحد.. بالإضافة الى أشياء كثيرة غير مفسره.
هى حتى لا تستطيع تحديد وجهتها القادمة...هل ستزيله نهائيا من عالمها وتنتظر شريك أفضل ام ان عامر ورغم اى شئ عالق بقلبها وروحها وقد كبر داخل قلبها كما يكبر الجسد.
صراعات كثيره ومشاحنات... امور لم تحسمها مع نفسها أولا.
على بعد عرفات... بالتحديد داخل غرفته... كان قد ارتدى كل ثيابه مستعد للنزول.
الغريب أنك لو رأيته الان لشعرت انه ليس بعامر القديم... كأنه شخص آخر.. هناك شئ تغير به.
هل يجلس الان بعند طفولى ينتطر استماعه لفتح بابها وغلقه دليل على خروجها من غرفتها؟
هل يتعمد ان تجلس هى تنتظره ولا ينتظرها هو؟
لو رأيته بجسده مكتمل البنيان... وهيئته المهيبه... لن تصدق انه نفس الشخص الذى يفكر هذا التفكير الان.
وقف من مكانه وهندم بذلته الزرقاء ثم تحرك بخطى ثابتة ليبهط لهم اوو.. لها.
جلست فى مكانها المعتاد.. لجوار فادى رغم اى شئ.. تبحث بعينيها عنه.
هبط الدرج بفخامه ووقار ينظر امامه بزهو.
تقدم بخطى واثقه يلقى تحية الصباح.
واول شئ نطقه:امال فين خالتي وهديل؟
ناهد:رجعوا بيتهم امبارح.. بصراحة يا عامر انا حاسه ان خالتك عايزاك لهديل.. وانا كلمتك كتير فى الموضوع ده وانت لا بترفض ولا بتوافق... انت شايف بنفسك ازاى البنت مهتمه اوى بيك... عيب لو فضلنا نمثل اننا مش فاهمين.
بتصرف غير محسوب منه قال :خلاص يا امى... حددى معاهم معاد بكره نروح نخطبها.
سعلت مليكه وسط طعامها.. نظرت له باعين جاحظه.. والفت تود القاء اى شئ بوجهه.
اما على الطرف الآخر فالكل يهنئه.. وأخيرا عامر سيتزوج.
الكل سعيد الا حزب المعارضة.. مليكه والفت.
وقفت من مقعدها.. رغم مافعلته ورغم اى شئ تشعر بآلام والمرار فى قلبها.
تحدثت ياختناق:انا شبعت.. هطلع اجهز شنطتى.
. همت للانصراف ولكنه تحدث بثبات وهو عينه على صحنه:استنى عندك.
وقفت تقبض على اصابع يدها... تحاول السيطرة على ذلك الحريق بداخلها.
مليكة :نعم؟
تحدثت وهو مازال على جلسته :رايحه فين؟
مليكه:زى ما حضرتك سمعت وعارف ان كل سنه بعد عيد ميلادى بسافر اسكندرية لخالتو.
ابتسم نصف ابتسامه وقال بثبات :ده كان قبل كده... من هنا ورايح فى نظام جديد.. من بعد امبارح.
. قالها يقصد بها الكثير الذى لا يعرفه غيره هو وهى.
تدخلت ناهد تقول :ايه يا عامر فى ايه... سيبها على راحتها.. ماهى كل سنه متعوده تروح ليه التحكمات دى وبعدين هو ايه اللي حصل امبارح.
عامر بلا مبالاه :الى حصل انها كبرت سنه.. بقت انسه... ماينفعش تروح تبات فى شقه فيها شاب كبير كده.
ناهد :ده ابن خالتها ومتربيين سوا وخطيب صاحبتها.
عامر :ابن خالتها.. مش اخوها.
مليكه:ثانية ثانيه بس يعني اعذروني... هو حضرتك بتتحكم كده على اساس ايه مش فاهمة؟!!
قادره على استحضار شياطينه ببراعه.. مرهقه مرهقه مرهقه.
وقف عن مقعده يقبض على يدها يسحبها معه داخل مكتبه.
ناهد :عامر... رايح فين بالبنت؟
قال وهو يسير بها :مش عايز ازعقلها قدام حد يا امى.. هفهمها واجى.
تقدم بها وهى تتماشى مع خطواته.. لا تعلم لما تطاوعه قدماها.
أغلق الباب خلفه ينطر لها بغضب ولكنها هى من بادرت تقول بعصبيه:ايه الى انت بتعمله دى... مش من حقك تتحكم فيا كده.
عامر :لا بصى.. انا سكتلك كتير... وعديتلك كتير. قولت عيله... قولت مش مستوعبه.. انت بردو مضايقها.. لكن توصل للى عملتيه امبارح ده؟.. كنتى بترديهالى؟ كل ده شايفنى زى باباكى او اخوكى الكبير ومشاعر مراهقة؟
مليكه :انا مش بردلك حاجة.. دى الحقيقة.
اغتاظ كثيرآ من ذلك العناد فهو يرى اهتزاز مقلتيها جيدا.
. اقترب منها اكثر يقول :كدابه.. وأكبر دليلا.. قلبى الى انتى لسه معلقاه فى رقبتك وانا ملبسهولك بأيدي.
نظرت له بغيظ.. تسب وتلعن نفسها. بالفعل صعب عليها كثيرا ان تتخلى عن سلساله المميز هذا وظلت مرتديه اياه كما البسه لها بيده.
ابتعد عنها بعدما زلزلها كليا وقال :من هنا ورايح فى نظام جديد عشان انا شكلى دلعتك بزيادة.. ومافيش ولا سفر ولا خروج غير بأذنى.. واعتبريها زى ماتعتبريها... اصل انا راجل ظالم.
نظرت له قائله :مش من حقك هو انت اشترتنى.
عامر :اه اشتريتك... ايه رأيك بقا.. انتى الى وصلتى بينا لهنا...انتى السبب فى كل الى بيحصل.
مليكه :احلى حاجة فيك انك مش بتعرف تشوف نفسك... ولا عمايلك ومش شايف انك انت الى وصلتنا لهنا وللنقطه دى... هتفضل شايف نفسك صح لامتى.
نظر لها يكابر اى شئ وقال:اه انا صح وانتى الى غلط.. وسفر مافيش.. لو عايزة تروحى لخالتك استنى يوم نسافر فيه كلنا وابقى روحى قضى معاها اليوم لكن بيات هناك لا.
↚
هاجت ثورتها تتحدث بانفعال:انت بتتحكم فيا بتاع ايه ولا بأماره ايه... بأماره مانت رايح تخطب هديل.. انا مش هسيبك تتحكم فيا ولا تعمل اى حاجة من الكلام ده.. عايز تخطب.. تتجوز انا حر... حر في نفسك بس مش حر فيا.
عامر بغضب :ماتعليش صووتك.
مليكه :انا حره هعلى واعلى واع... قاطعها بنفاذ صبر.. لقد اشتاقها رغم كل شئ.. ابتلع كلمتها فى فمه وهو يضمها له يقبلها.
بعد مرور ثوانى بطيئه على كلاهما فصلت قبلتها ينظر كل منهم بعجز.
عجز امام عند كل منهم... امام الظروف.. وفارق العمر.. والقرارات الخاطئه.
افلتت نفسها من بين ذراعيه تهرب لغرفتها سريعا... مايحدث غير مقبول وغير طبيعي او حتى منطقى.
هل مازالت تحبه.. أم ستكمل مع غيره.. مع شخص يستحقها.. هل لقصتهم نهاية سعيدة؟ هل سيخطب هديل حقا.
افكار كثيره ومشاعر مخطلته.. لا تعلم لما نفذت حديثه ولم تذهب للاسكندريه.
بعد ساعه من القيادة فى الشوارع... لم يذهب لعمله ككل يوم.
وجد حاله يتوقف امام قسم الشرطة الذى يعمل به كارم.
صف سيارته وذهب اليه.
وآلان بعد أن أنهى حديثه مع قهوته يجلس كارم فى مقابله ينظر له بصمت واستغراب.
عامر :بتبصلى كده ليه انا مش فايقلك.
كارم :انت ياض حمار. ولا اهبل ولا عندك ربع ضارب.
اغمض عينيه يصطك على أسنانه. بارع فى إثارة غضبه مثلها :ماتلم لسانك ده بدل ما اقل ادبى عليك.
كارم:لا بس ابلع ريقك كده وأهدى على نفسك عشان انت مبهدل الدنيا... انا عايز اعرف ايه العك الى انت بتعكه فى حياتك ده... ولما انت مش عارف تبعد عنها ولا تشيلها من بالك وعمال تفرض تحكمات وأوامر عليها كده رايح تتسحب من لسانك وتقول هتخطب بنت خالتك ليه ياقفل مصدى انت.
انفجر به كالقنبله:مش عارف.. مش عارف... طيرتلى برج من نفوخى.. حاسس انى... مش عارف بس متعصب على متغاظ على زن من امى ومحمد.. واهتمام هديل الى واضح للكل.كذا حاجة كذا حاجة.
كارم :لا هو انت بس عامل زى الى واخذ خبطه فوق نفوخه وعمال يضبش.. بتلوش هنا وهنا.. انت عايز تضايقها بس ياعامر وترد علي الى هى عملته امبارح... بس كده غلط... انت داخل فى خطوبه ومش من اى حد دى بنت خالتك الى زى ما بتقول بنفسك انها طيبه وكويسه وانك لسه مش عارف تخرج مليكه من حياتك.. طيب براحه كده بقا وواحدة واحده.. دلوقتي انت هتخطب بنت خالتك لمجرد شويه عند فى دماغك الى هما فى الاخر هيلبسوك فى حيته عارف ليه. لأنك لسه عايز مليكه ليك ومش هترضا تسيبها لحد كمان رايح تخطب بنت خالتك طيب هتكمل وتتجوزها وتخسر مليكه للأبد ولا كمان شوية وبدون أسباب تفسخ خطوبتك من البنت وتخسر خالتك وبنتها... انت مدرك انت رايح على فين؟
ارجع رأسه للوراء... يغمض عينيه بتعب.. انه يخطئ بكل تلك التصرفات الهوجاء.. لازال طعم شفتيها عالق بشفتيه.. إحساس لا يوصف ولا ينسى.
عاد للبيت تدور برأسه صراعات كثيره.
دلف لغرفتها مباشرة.. وجدها تجلس على احد الارائك تنظر أمامها بشرود... لم تشعر حتى بدلوفه عندها.
لكن شعرت باحدهم يجلس لجوارها... نظرت له فقال :مليكه انا بحبك.
اغمضت عينيها رغم اى شئ تستمتع لتلك الكلمه التى لاطالما حلمت بها.
مد يده وهو يتنفس بهد تنهيده طويله يتحسس مجموعة خصلات بين اصابعه يقول :انا عارف انك متضايقه منى ومن تحكماتى.. بس انا بحبك وانا حبى كده.
مليكه:بتحبنى لدرجة انك رايح تخطب هديل.
عامر :هكلم امى نلغى كل ده.
مليكه:امك كلمت خالتك خلاص... قولى بقا ياكبير هتحلها ازاى.
عامر :قوليلى انتى اعمل ايه. حطى نفسك مكانى.. ولا اقولك انا هحطك مكانى فعلاً. تعالى معايا.
مد يده يسحبها خلفه. يبحث عن الجميع واين هم.
وجد امه تجلس مع الفت وكارما.. محمد بالعمل.. فادى يهبط الدرج لينضم لهم.
جلس أمامهم بعدما جلست هى لجوار كارما.
طريقة دلوفهم معا هكذا آثار انتباه الفت خصوصاً مع حديثه الغير مقبول صباحاً واخذه لها داخل مكتبه بهذه الطريقة.
لكنها كذبت نفسها وعقلها.. لا يمكن أن يكن هناك شئ بين ابنها ومليكه بالتأكيد.
جلس عامر يقول :انا فى موضوع بقالى فتره عايز اكلمكوا فيه.
كارما :موضوع ايه؟
عامر :بصراحة انا بقالى فتره كبيره بحب بنت وعايز اخد خطوه.
اتسعت اعينهم جميعا ماعدا الفت.
تحدثت ناهد بزهول وشك:وهى مين؟هديل؟
عامر:لا مش هديل... وفى كذا مشكلة في الموضوع أولها انها صغيره اوى.
زاد الشك داخل ناهد وقالت:صغيره باد ايه يعني.. ست سبع سنين؟
زم شفتيه وقال :لأ... اكتر من كده بكتير.
كل ذلك وهى تجلس... تراه يضعها بقلب الاحداث. يخبرها ان انظرى بعينك.
كارما :طب وهديل؟
↚
عامر :قرارا غلط ومتسرع... انا بحب واحده تانيه.
هبت ناهد من موضعها:متسرع ايه وغلط ايه... انا خلاص كلمت اختى وهى كلمت جوزها واعمام بنتها وليله كبيره وانت جاى زى العيال ترجع فى كلامك... ثم انك ازاى عايز ترتبط ببنت صغيره كده.. وباين اوى إنها أصغر منك بسنيين.. انت عايز تضحك الناس علينا وعليك.. ده انت كبير البيت والعيله.
تدخل فادى :عامر... انت بتتكلم بجد؟ انت ياعامر؟ ماصدقش ابدا... ده انت رمز للخطوات الصح والقرارات الصح... معقول بتفكر بجد ترتبط ببنت أصغر منك بكل ده... طب هتتعامل معها ومع دماغها ازاى.. فى فجوة زمنية بينكو.
ناهد:انسى ياعامر مش على آخر الزمن هنضحك الناس علينا...خطوبتك على هديل لازم تتم مش لعب عيال هو.
عامر :طيب يا أمى لو قلتلك انى سعادتى مع البنت دى. هتقولى ايه؟
ناهد :هقولك أن بكره بالتفاهم تلاقى سعادتك مع هديل واحده من سنك ومن قيمتك وهتعرف تتعامل معاها. لكن انا هتكسف وانا واقفه فى فرح ابنى على عيله صغيره أصغر منه بكل ده... هنورى وشنا للناس ازاى... خد نصيبك وهى تاخد نصيبها.
فادى :طنط عندها حق ياعامر.. فعلاً حاجة محرجة جدآ ومش مقبولة... وشكلك كدة بيقول ان البنت اندر ايدج هتعمل كده ازاى...انسى الموضوع ده لأنه غلط من كل الجهات.
تستمع لكل شخص منهم.. كل منهم يلقى بكلمه تزيد الأمر صعوبه عليها وعليه... لقد وضعها فى قلب المواجهة.. يريها ماسيحدث لو تحدث. كل هذا وهو لم يصرح لهم انها هى مليكه... فما العمل لو صرح انه يحب ربيبته مليكه.. لكان رد فعلهم اقوى واعنف.
صمت كل شخص منهم وهو ينظر لها بألم وهى لأول مرة تنتبه الى ماكان يقوله وأنه قد يكن فعلاً معذور.
_________________________________________________
مرت أشهر كثيره ورجب مازال على موقفه من سيد.
انقطاع علاقتهم منذ ذلك اليوم أمر محزن جدا خصوصا بعد صداقه سنوات بينهم.
حسم أمره وقرر الذهاب لرجب.. لن يجلس يضع يده على وجنته هكذا كالعاجز.
تقدم من سيد الذى زم شفيته ونظر للناحيه الأخرى اول ما رأه.
سيد :سلام عليكم يا صاحبي.
رجب :عليكو السلام والرحمه.
سيد :ومالك بتقولها من غير نفس كده؟
رجب :عايزنى اقولهالك أزاى يعنى؟
تنهد سيد وجلس لجواره قائلاً :وبعدهالك يارجب. هتفضل مقاطعنى كده لامتى.. ده أنا طالب شرع الله.
رجب :وهو شرع الله ده ماينفعش غير مع طليقتى.. الناس تقول علينا ايه؟
سيد :وانت يعنى كنت عملت حساب للناس وكلامهم والكل عارف انك راضى على نفسك تبقى محلل
احتدت أعين رجب يقول :انت بتعايرنى يا سيد.
سيد :مش القصد يا صاحبى وانت عارف. مش اخلاقى ابدا... بس انا بعرفك انك لو عايز تعديها هتعديها.
رجب:الستات مالية الدنيا.. ماجتش على حكمت يا سيد.
سيد:يا سيد البت بتحبها وراضيه بيها.. دى يتيمه.. يتيمه يا رجب.. هتكسر بخاطر بنت يتيمه بتدور على ام ليها.
رجب :ولاااا. هتصيع عليا... الى عملناه فى توفيق هتيجى انت تعمله عليا.. انا وانت نغنى على الناس اه... لكن هتيجى انت تغنى عليا مش هياكل.. سامع.
فى نفس الوقت
وصل احد الصبيا للمعلم رجب يحمل بيده شئ يقول :الطلب جهز يامعلم.
رجب :براوه عليك يا سحس.. روح كمل شغلك انت.
اخرج هاتفه من جلبابه لا يستطيع السيطرة لا على خفقات قلبه ولا على تلك الابتسامة الواسعة.. يبعث رسالة نصها (نزلى السبت يا ست البنات).
تهلل وجهه وهو يراها تقوم بإنزال ذلك الوعاء بخجل كبير.. ترتدى الزى الأسود حداد على شقيقتها... وكم بدت بديعة به.
قاربت رقبته على الالتواء وهو يركز بعينيه عليها ويرفع رقبته لأعلى حتى سحبت الوعاء ثانية تنظر لمحتواه بفرحة.. تنظر له بخجل ثم تختفى فى الداخل سريعاً.
اغتنم سيد اللحظه واقترب منه يهمس :فكها يارجب على الى تحت عشان ربك فوق يفكها عليك... ارحم ترحم ياصاحبى.
زفر بضيق فقد عاد بصوته وحديثه لأرض الواقع.
نظر له مطولاً ثم قال :ربنا يسهل ياسيد.
ثم أعطاه ظهره واتجه لمحله.
اما سيد فقد تهلل وجهه.. لقد اقترب كثيراً من إقناع رجب وحل عقدته.
______________________________________________
تعب من كثرة التفكير وهى منذ تلك الجلسة تختفى داخل غرفتها لايعلم بماذا تفكر ولا الى اين وصل عقلها.
وقف أمام غرفتها بتردد ولكنه حسم أمره... سيتركها قليلا تستوعب.
خرج مقررا الذهاب وحده لمكان هادئ.. يجلس يفكر وحده.
فى احد المقاهى الفخمه.
كان يجلس على طاولة فخمه بعيده عن اى شخص.
بعد دقائق وجد احدهم يضع يده على كتفه يقول بفرحة :عامر الخطيب؟! عاش من شافك يا راجل.
نظر خلفه وتهلل وجهه وقالا :قاسم مهران... وحشنى والله. بتعمل ايه هنا.
قاسم :انا بعمل معظم اجتماعات الشغل هنا عشان جنب مقر المجموعه.. انت عامل ايه وايه اخبارك.. سمعت انك داخل الانتخابات الجايه
↚
عامر:غالبا اه.. محتاجين الخطوة دى الفترة الجاية.
قاسم :ولو انى مش بفضل الحياة السياسية. بتخليك تحت الميكرسكوب.. بس الى انت شايفه صح اعمله.
عامر :تؤ.. سيبك منى.. قولى انت ايه سر السعادة الى فيك دى.. ماكنش شهر الى انشغلت عنك فيه... آخر مره شوفتك كنت قاسم الكئيب الى انا اعرفه.
قاسم بسعادة وابتسامة :حبيييت.
رفع عامر حاجبه يقول :نعم؟ انت؟
قاسم :اه انا ايه مش بنى آدم؟
عامر :يعنى مش اوى.
قاسم :لم نفسك يالا.
عامر :طب هى مين؟
قاسم :لا مش هتعرفها طبعا.
عامر :مش مصريه؟
قاسم :لا مش الفكره بس هى بنت صغيره.. وسنها صغير مش من معارفنا عشان كده مش هتبقى عارفها.
نظر له عامر بتركيز يقول :بنت صغيره؟ عندها كام سنة يعنى ولا الفرق بينكوا كام؟
قاسم :بص هى فعلاً أصغر منى باكتر من 12 سنه... بس انا اول مره ابقى متعلق بحد كده... أول مره احس انى بحب.. بحب نفسى وانا معاها.. عندى استعداد أواجه اى حاجة عشان ابقى معاها وتبقى ليا.
عامر : مش خايف من كلام الناس عليك؟
قاسم :ليه يعنى 12 سنه مش أوفر.. كتير اه بس اشطا.. انا راضى وهى راضيه مالهم هما ولا انا اول ولا اخر واحد يتجوز واحده أصغر منه بكل ده.. التوافق مالوش سن.. مجرد روحين توافقوا مع بعض خلاص.. بيختفى العمر والتعليم وكل حاجه.
عامر:عندك حق بس.... قاطعه قاسم :مابسش.. اقولك على حاجه... مافيش اى تمن يتقدر بيه سعادتك... احساسك وانت ماسك ايد حبيبتك.
ضحك عامر قائلا بسخرية :هههه قاسم مهران زير النسا بيتكلم عن مسكة الأيد بس... ده انت سيديهاتك معايا
ابتسم قاسم وقال بحب:بالظبط كده... انت لخصت الى عايز اقولوا.... لما تبقى بعد كل ده.. تحس ان لمسة كف حبيبتك احلى من 100 بوسه... لما نبقى عايز تفضل تمرر صوابعك كده فى باطن ايدها تحس بيها... احساس حلو.. خالى أن اى حاجه تانيه.. فاهمنى.
شرد عامر معه بحديثه يقارن بين تفكيره وتفكير قاسم....
↚
وقف أمامها بعجز وألم لكن وما العمل.. كل شئ مقدر بمقدار ولا يستطيع تغيير اى شئ.
هناك ضوابط وقوانين مجتمعيه تحكمنا
تقدم خطوتين منها اكتر وقال بابتسامة يحاول أن يخفي المه على نفسه وعليها :لسه مالبستيش.
استدارت له فتمزق قلبه على عيونها الباكيه حمراء كالد"م.
اغمض عينيه بألم :مليكه عشان خاطري كفاية عياط انا مش هستحمل اشوفك كده.
مليكه :امال هتستحمل ايه؟ انك تلبس وتتشيك وتحط برفان وتروح تخطب واحدة تانية عشان هى مناسبه اكتر.. انت اخترت حياتك خلاص وخرجتنى منها.
لما لم يأخذه تفكيره لهنا... يخطب غيرها معناها انه حدد خطواته فعلاً واخرجها من حياته.
تشتت عقله.. لا يعلم ماذا يفعل ولا كيف سيتصرف ولا يستطيع اخراجها من حياته.
عامر :ايه الى بتقوليه ده... يعنى ايه خرجتك.. انتى ماينفعش تخرجى من حياتى.
مليكه :طيب قولى انت معناه ايه اللي بيحصل النهاردة... انت رايح تخطب بنت خالتك وامبارح كلهم رفضوا جوازك من بنت صغيرة.. وانت قعدت ساكت.. كان ممكن تحكم رائيك.. تقول هى دى وبس... والى مش عاجبه يخبط دماغه في الحيطه.
عامر :انتى شوفتى بعينك رد فعل الكل وهما عرفوا بس انها بنت صغيره مش انتى كمان.. الرفض هيبقى الضعف لما الناس تعرف ان عينى راحت على مليكه الى ربيتها.. عارفة هيتقال عليا ايه وهتشبه بأية... هبقى راجل سايب على نفسه ماعرفش يمسك نفسه قدام بنت حلوة لا وكمان كانت فى بيته... طب عارفة كمية الاشاعات الى هتتطلع عليا وأنى اكيد أتجاوزت حدودى معاكى ولا يمكن بعمل زى ما ناس كتير بنسمع عنهم بيتحرشوا باطفال من عيلتهم مستغلين وضعهم ومكانتهم... انتى متخييييله.
صرخ بالاخيره بغضب.. أشياء كثيرة تدور برأسه لا يستطيع التعبير عنها او تفسيرها لها.. وهى كل ما تراه انه مقصر فقط لا تعلم مخاطر الموضوع وكل الاشياء المترتبه عليه... سيقال عنه مريض يتحرش ويعجب بالصغيرات.
اغمض عينيه.. غضبه بدأ يتفاقم وهو لا يريد ذلك الآن.. يعلم سنها صغير ولا تستوعب او تدرك أشياء كثيرة.
حاول أن يتحدث بهدوء :مليكه اسمعى... فى فرق كبير بينى وبينك انا بفكر في الكل وفى كل الجوانب الى هتأثر على العيله دى وعلى اولادها واحفادها الى هييجوا بعد كده... انا كده هبقى بوقع الكل... أسهل ماعليا انى اخدك واتجوزك واتمتع بيكى ومعاكى ويولع اى حد تاني.. بس انا بفكر في الكل.. طب وبعدين.
ضحكت بسخرية وقالت :ههه مانت كنت عايز كده ولا نسيت.
القى بجسده على الاريكه خلفه بتعب يقول :من تعبى.. من يأسى وغلبى.. اعمل ايه.. من ناحية بحبك وعايزك ومن ناحية اهلنا والناس.
جلست لجواره تقول :يا عامر طنط ناهد بتحبنى اوى يمكن لو عرفت انك تقصدنى انا تغير رأيها وتوافق.
ابتسم قائلاً :بتحبك طول مانتى مليكه البنت الصغيره الكيوت الى اتربت معاهم هنا لكن لو هتبقى خطر على مستقبل او سمعة اى حد من عيالها هترفض ومش هتبقي كده دى غريزه في اى ام.
تجهمت معالمها ووقفت تعطيه ظهرها تقول :انا الى شايفاه انك بتلعب بيا زى الكوره وعمال تسدها فى وشى من كل ناحيه... اختصر وقولى انك جاى دلوقتي تنهى اى حاجة بينا.
هب من مكانه سريعاً يقول :ايه الى بتقوليه ده.. انسى انك تبعدى عنى اصلاً.
استدارت له تقول :امال انت عايز ايه.. أفضل متعلقه بامل عمره ما هيحصل لأن ببساطة انا الى ماشيالك لوحدى انت واقف مكانك مش عايز تقابلنى فى نص الطريق عشان نقرب المسافات.. عايزنى أفضل كده فى السر.. واستحمل خطوبتك.. اشوفك وانت قاعد جنب واحده تانيه.. ماسك ايدها وبتلبسها دبلتك.. وبعد كده فى اى مكان ولا اى مناسبه تبقى هى الى جنبك والاحق.. وانا أفضل مليكه الوحيدة... انا مش هيعيش الدور ده تانى... مش هفضل دايما الموجوعه فى القصه دى.
عامر :وانا.. انا مش موجوع وأنتى قدامى ومش عارف اضمك ليا.
مليكه :انا قدمت تنازلات كتير... فضلت سنين احبك بينى وبين نفسي.. استحملت استهزاءك بيا وبمشاعرى... وحاجات كتيييير انت عارفها كويس... مش هفضل جوا القالب ده كتير... انا لازم احرر نفسى منك.
قبض على ذراعها يغرس اطافره بلحمها.. تاوهت.. لأول مرة يعاملها بهذا العنف.
عامر :تقصدى ايه بكلامك ده.
نظرت له بتحدى:اقصد ان من هنا ورايح كل واحد مننا يمشى في طريقه.
عامر :بتستهبلى صح.. طريق ايه الى يمشي فيه
مليكه :الطريق ده انت الى حددته لينا واخترته مش انا.
عامر :بتحلمى.. لو فكرتى أنى ممكن اسيبك كده عادى تبقى بتحلمى.
مليكة :علاقتنا محكوم عليها بالفشل.. وانت اول واحد حكمت عليها قبل حتى ما الناس تحكم.. انا الوجع الى شفته معاك أقل بكتييير من السعاده... انت لسه حاببنى من كام يوم لكن انا بحبك من زمان.. يعنى بتعذب من زمان وخلاص تعبت واستكفيت.. حقى اعيش زى كل البنات والاقى حد يحبنى ويقدرنى.. يتمنالى الرضا ارضا... يجبلى الدنيا كلها تحت رجلى ويحارب الدنيا عشانى.
احتدت عيناه اكثر:انتى عارفه لو كان سمعتك جايبه سيرة راجل تانى على لسانك هعمل فيكى ايه.
تحدثت بتحدى:لا هجيب.. هتشوف.
عامر :عايزه راجل تانى فى حياتك يا مليكه.. راجل غيرى... ده بعدك.. سامعه.. من هنا ورايح فى نظام تانى.. كل حاجه هتبقى بحساب... عشر دقايق بالظبط وتبقى جاهزه تحت.. سامعه.
خرج من غرفتها وكل ما يشغل باله.. العصفوره تريد الخروج من عشه... سيقصص لها اجنحتها تلك... لن يدعها تفر منه ابدا حتى لو اتهمته بالانانيه والظلم... ليس بيده.. يعشقها هو.
_____________________________________
↚
جلست كالدميه تضع احمر شفتيها تستعد لتلك الخطبة العظيمه.
دق شقيقها الباب ثم دلف ينظر لها بسخط معلقا :وبعدين
اغمضت عينيها تزفر بتعب :طب قولى انا اعمل ايه.. هو انا كنت اعرف انه ممكن يفكر يخطبنى... انا بس كنت بحاول اكسب وقت مع بابا
نادر :وعملتى ايه فى كل الوقت الى فات... ولا حاجة مافيش غير إنك تقريباً بقيتى عروسه ماريونيت.. امك ماسكه حبل من ناحية وابوكى حبل من ناحية.
هديل بحزن:عندك حق.. انا بقيت حاسه اني انا مش انا... زى ماكون شبح او خيال.
نادر :ماشى.. ماردتيش عليا.. وبعدين.. هتعملى ايه.
اشاحت وجهها تقول :مش عارفة مش عارفة بجد.
خرج من عندها بملل منهم جميعاً... كلهم سلبيين.. يراهم هكذا.. حتى تلك الغبيه التى عشقها بصمت.
فى نهاية اليوم.
كانوا فى طريقهم للعودة إلى بيت الخطيب.
ناهد عينيها مرتكز على عيني ابنها.. كل ثانية ينظر فى المرأه الاماميه يتواصل ببصره باهتمام شديد مع تلك الجالسه بالخلف.
عينيه لم تتزحزح عنها طول اليوم.. لم ينظر لهديل ولو مره تلك النظرة الخاصة... ابنها وتعلمه جيدا... نظراته لها غير.. عينه بها نظره الم على تعب مع اعتذار وصرامه ايضا كأنه ينذرها الا تتركه او ربما ترجى.. لا تعلم لكن نظرته غير عادية... وهى عيناها تحمل الكثير أيضاً.. أشياء حتى لم تستطع تحديدها كما حددتها مع ابنها... لكن بها من الحزن مالم تستطيع اخفاءه.
فى سيارة محمد
جلست كارما بغضب :هو انا ممكن افهم يعنى انا ليه مارجعتش مع عامر.
محمد :انا الى عايز اعرف مالك كده ولا فيكى ايه.. بقالى شهور مش عارف ولا اتلم عليكى ولا اكلمك فى ايه
كارما :يااااه.. ولسه فاكر تاخد بالك دلوقتي
محمد:ده مش رد على سؤالى على فكره
اغتاظت كثيرا وعلى صوتها قائله :وانا مش هرد على كل اسئلتك.. ولو سمحت من هنا لحد مانوصل انا مش عايزه أسمع منك اى كلام.
محمد :نعم.. انتى اتهبلتى ولا ايه.. انا خطيبك.
كارما :خطيب مين يامحمد... انا مش موافقة عليك ولا بحبك.
توقف بسيارته فجأة فاصطدم رأسها قليلاً
صرخت بغضب:ايه الى عملته ده.
محمد بغل:ايه ال قولتيه ده... مالك كده ماتظبطى فيكى ايه.. انا شايفك كده متغيره من فتره وسايبك بمزاجى... لكن خلاص كفاية اوى كده.. على آخر الزمن مش هعرف ألمك ولا ايه.
حقير.. حقير....حقير..اخذت ترددها بقلبها قبل عقلها.
اشتعلت عيناها بغضب ثم ولأول مرة تجرأت.. فتحت باب السيارة وترجلت وبلمح البصر كانت إشارة لسيارة اجرى على الطريق.
زاد غضبه منها. لا بل اشتعل... منذ متى وكارما لها لسان او اى رد فعل امامه.. إنها كالصلصال... حسناً سيعود للبيت الان يريها العين الحمراء ويجعلها تعود كما كانت... تعلم هى تهابه وتخاف عامر كثيراً... سيخبرهم فقط بما فعلته الان... يقسم لن تكررها ثانية.
بعد مده
توقف بسيارته امام الباب الداخلي للبيت.
كانت اول من ترجل من السيارة وذهبت سريعاً لغرفتها.
هبط من سيارته يتنهد بتعب وألم.. فاق على صوت والدته تنظر له نظرة غريبه عليه تقول :هى مليكه مالها يا عامر.. طول اليوم قاعده بعيد وتقريبا مش بتبص ناحيتك ودلوقتي كمان مش على طبيعتها.
يعلم والدته جيدا...إنها تشك به وبها خصوصا بعد حديثه أمس عن حبه لفتاة صغيرة.. ماذا يفعل او يقول.
كان يبحث عن رد مقنع ولكن انقذه توقف محمد بسيارته بعضب لجوار سياره الأجرة التى توقفت الان هى الآخرى.
اندفع بسرعه وذهب يفتح الباب يمد يده ويخرجها بطريقة مهينة يقول :تعالى يا هانم... تعالى.. قوليلهم... هتقوليلهم الى قولتيه وعملتيه ولا اقول انا.
تقدم عامر بغضب ينتزع يده من عليها يصرخ به:هى هبت منك ولا ايه يا باشا... انت هتمد ايدك عليها وكمان قدامى.
محمد :شوف اختك بتقولى ايه.
عامر :اى أن كان الى حصل.. مالكش حق انك تمد ايدك عليها حتى لو بقيت جوزها.. اصحى كده وفوق مش عايزين نخسر بعض.
محمد بصوت عالي :ردى يا هانم وقوليلاهم الى لسه قايلاه.
ناهد :ماتوطى صوتك يابنى عيب واعمل حساب انى واقفه.
عامر :ماتقول انت يابيه ولا لسانك اتقص.
محمد:لا اقولك حاضر وماله... الهانم بتقولى انت مش خطيبى وانا مش بحبك اصلاً... لاااا ومش كده وبس دى كمان نزلت من العربيه وراحت ركبة تاكسى... ولا كأنى قرطاس لب.
صمت خيم على الجميع.. فى نفس الوقت خرجت مليكه من شرفتها ترى ماذا يحدث.. أول ما وجدت كارما تبكى أسرعت إليهم.
خرجت إليهم وهى تسمع محمد يقول :سمعت يا عامر بيه... سمعت يا كبير.. رد انت بقا... انا مستنى حكمك يا كبيرنا.
يحرجه ببراعه.. نطقه لكلمه كبير أكثر من مره.. محمد شخص يستطيع اللعب بالكلمات جيدا ويحول الظالم مظلوم.
عامر :طب اول حاجة كدة توطى صوتك كده وتهدى ها.
نظر تجاه كارما وهى تبكى فى احضان حبيبته وقال:كارما ليه قولتى كده وعملتى كده.
ظلت على صمتها تبكى.. لا تسعها الكلمات حقا.
محمد :شايفين... مش هاممها حد ولا بترد على حد لأ وكمان مش بترد.
عامر :كارما لو سمحتي تجاوبينى... ليه عملتى كده.
رفعت راسها تقول باعين غاضبه :عشان انا بنى ادمه... بفهم وبحس.. البيه عمره ما حبنى اصلا... دايما كان بيضحك عليا بكلمتين... كل همه الشغل والأسهم.. عمره ما خرجنى ولا اهتم بيا... بس بصراحة شاطر اوى فى الكلام.. هه كل يومين يثبتنى بكلمتين حلوين وانا ارضا واثبت فعلاً... بس كل يومين ينكشف ليا.. من أول مارفض جوازه فادى كأنها ضربة وفوقتنى... انا مش عايزه اكمل فى العلاقة دى.
↚
محمد:ايه الهبل والكلام الفارغ ده.. انتى جرى لمخك حاجه اكيد.
عامر :كارما اعقلى الأمور مش بتتوزن كده.
نظرت له ثم لمليكه ثم قالت :وانا مش هعيش غير الحياة إلى انا عايزاها... مش هعيش الحياة الى تسعد غيرى.. انت عايز تعمل كده انت حر في نفسك...مش همشى على هوى الناس.. سامعنى.. انا مش هبقى نسخه تانية من هديل.
أنهت حديثها وذهبت سريعا لغرفتها... تاركه الجميع ينظر لاثرها بصدمه... حديثها كله الغاز وإشارات لأشياء يبدو أنها تفهمها وتلتزم الصمت.
اما مليكه نظرت له نظره مطوله.. كأنها تخبره (كارما بتلقح عليك )
ذهبت لغرفتها بهدوء وخطوات ثابته وهو يقف متصلب... مندهش.. ومحمد يعد ويحصى من الخسائر.
___________________________________________________
لن ينتظر أكثر من هذا... مر الكثير على وفا"ة شقيقتها... لابد من انهاء تلك القصه.
ولكن سيد... لايستطيع الاستعانه به.. ظل على موقفه منه.. سيذهب بمفرده... لا ينقصه يد أو قدم.
وقف امام بيت خالد يدق الباب.
فتح له مهللا:معلم رجب... يا اهلا يا اهلا... البيت نور والله.
دلف رجب يضع نظره ارضا :احححمم.. ياساتر.
خالد:اتفضل يا معلم ماحدش هنا راحوا عند حماتى انا قاعد لوحدى.
رجب :احسن بردو عشان نعرف نتكلم.
خالد:تشرب ايه.
رجب:انا مش ضيف...اقعد بس خلينا نتكلم.
جلس خالد بقلق يقول :خير يا معلم... شكلك رجعت فى كلامك.. انا عاذرك وعارف انه موضوع محرج... ولو انت عايز ترفع ايدك عن الموضوع مش هزعل.
رجب بخبث:صراحه يا استاذ خالد انا بين نارين... اول هام كلمتى الى عطيتهالك وانت عارف الراجل بيتربط من كلمته... وتانى هام كلام الناس على الموضوع ده... مش سايبنى فى حالى... وانا خلقى ضيق... انا مش عارف اعمل ايه.. وانتو الصراحه اتأخرتوا عليا اوى... انا لما وافقت كان على اساس العده قربت تخلص وقوام قوام نحل المشكله.. لكن الموضوع طول وبهوق اوى.
ابتسم بجانب فمه وهو يرى لهفة خالد:لالا يامعلم.. احنا هنخلص على بكره بإذن الله... متأخذناش ماعلش ظروف موت اختى هى الى اخرتنا.
تهلل وجه رجب رغما عنه وقال باندفاع:وحياة النبى صح... بكره بكره يعنى.
خالد:اه يامعلم فى ايه.
حاول السيطره على فرحته التى فضحته وقال يدعى الرزانه:لا ولا حاجة.. احمم.. زى ما بقولك عايز انهى الموضوع ده وانا مديك كلمه ومش المعلم رجب الى يرجع فى كلمته ابدا... مش اخلاقى.
خالد :معلوم يا معلم انت راجل مافيش منك.
وقف رجب بفرحه كبيره داخل قلبه:بالاذن انا بقى... اشوفك بكره عند ست ال.. ااا.. عند الست ام ندى.
خالد:بإذن الله.
خرج رجب من عنده.. سيتوقف قلبه حقا... اخذ يدندن... ياولاد بلدنا يوم الخميس.... هكتب كتابى وابقى عريس.... جايلك... جايلك ياست البنااات
___________________________________________________
صباح يوم جديد
استيقظت على صوت هاتفها الذى يدق أكثر من مره بإلحاح.
نظرت لاسم المتصل وأغلقته ثم عاودت النوم.
ثانية اثنين ووجدت من يصرخ عليها:ملييكه.
فتحت عينيها... وجدته هو.. لن يكف عن تلك العاده الغير آدمية.
تحدثت بوهن:خير
عامر :بقا اقعد كل ده اتصل اتصل وسيادتك مابترديش.. وفى الأخر كمان تقفلى الموبيل خالص وتنامى.. ايه اللي بتعمليه ده.
اعتدلت على فراشها ترفع الشرشف عليها وتنظر له بصمت.. ثم قالت :اولا عيب اوى لما تدخل اوضتى كده وانا نايمه.. ثانيا لو سمحت وقبل اى كلام تخرج برا
اتسعت عينيه يقول :نعععم.
مليكه :زى ما سمعت بالظبط... انا كنت نايمه فى اوضتى واكيد لابسه خفيف فى الحر ده.. ماينفعش اقعد قدامك ولا تشوفني كده.
↚
عامر :مليكه... ماتخلنيش افقد اعصابى...انتى بتدارى نفسك عنى.. عنى انا يامليكه... هو انا مش قولتك قبل كده إنك بتاعتى.
احتد صوتها والتمع صوتها بنبرة الغضب تقول :انا مش بتاعت حد يا ابيه.
عامر :انا مش ابيه انا عامر حبيبك ولا نسيتى.
مليكه :اه.. نسيت.. وهبدا من اول وجديد.. مش هربط نفسي بواحد فضل الكل عليا... لو سمحت اخرج عايزه اعرف اقوم واغير هدومى.
يشعر ان كل شئ ينهار من حوله... مليكه تستعد للخروج من تحت جناحيه وهذا غير مسموح به.
انتزعها من على الفراش يقول :لو قولتى الكلام ده تانى رد فعلى مش هيعجبك.. قولتك انتى ليا.. وافقتى او لأ.. ومش هسيبك لغيرى يا مليكه.. حذرتك قبل كده انا لما بحب ببقى صعب.
نظر لها واتسعت عينيه وهو يراها بذلك الهوت شورت الاسود مع تي شيرت لمنتصف معدتها... جميله جمال مهلك عليه وعلى أعصابه.
ضمها له بدون تفكير.. يتحسس بيده ذراعيها ثم شعرها.
لكن فى ثوانى نفضت يده عنها ونظرت له بشراسة قائله:شيل ايدك عنى... ايه انت فكرتها سايبه... لكن زى ما قولتلك العيب مش عليك... لو سمحت تطلع برا حالا.
عامر :انتى بتحوشى نفسك عنى يامليكه... طب مش طالع.
رفعت حاحبها وكتفت دراعيها قائله بتحدى:خلاص.. خليك.. اطلع هنا بلبسى ده.
باتت تعلمه جيدا وتضغط على كل نقاط الضعف... تعلمه غيور جدا.
احتدت عينيه وهو يراها تهم بالتحرك للخارج.
قبض على ذراعها يوقفها قائلاً بغضب:استنى عندك رايحه فين... انتى هتطلعى كده اتجننتى ولا ايه.
مليكه :يبقى اتفضل اخرج انت.
رغماً عنه خرج... لكنه لن يتركها. يبدوا انها قد اعلنت تمردها.. وهذا مالن يسمح به... ستظل له.. ملتصقه به أينما كان.
هبط الدرج ثم اصطك اسنانه غيظا.. مالذى جاء بهذا الثقيل الآن.
رسم على شفتيه ابتسامة مهينة أكثر منها مرحبه يقول :عدى باشا عندنا.. خير.. شايفك حابب القصر عندنا اوى.
عدى :اوى اوى.
عامر :اممم وعلى كده بقا هت.... قطع حديثة صوت محمد يقول :ايه يا عامر... من امتى بنعامل ضيوفنا كده طول عمرك راجل زوق.
حسنا لقد أخرجه عشقها عن السيطرة. يعلم ذلك... عامر دائما كان رجل مجامل لأقصى حد... حتى مع أعدائه.
عامر :لا بس عدى بيه مزودها شويه ولا انا بيتهيئلى.
تدخلت ناهد :عامر ايه اللي جرالك.
ابتسم عدى وقال :ولا يهم حضرتك يا طنط يظهر ان عامر باشا اعصابه تعبانه الفتره دى لدرجة انه فقد السيطرة عليها... بس يا عامر باشا انا جاى هنا بناء على معاد من انسه مليكه ليا.
اشتعلت عينيه قائلا :نعععم.
ابتسم عدى مجدداً بخبث وشماته:زى ما سمعت بالظبط.
عامر :مش ناقصه جنان على الصبح... ايه اللي بتقولو ده.
قطعت ذلك الحديث الساخن بصوت هادئ تماما كأنها تتحداه وقالت:صباح الخير.
ابتسم عدى وقال:يا صباح الجمال.
عامر :يابنى اظبط يابنى هزعلك على نفسك.
عدى :انا مش عارف ياعامر بيه انت ايه اللي معصبك كده.
عامر :مالك بمليكه ولا عايز منها ايه.
تقدمت هى تقول :ولا حاجة يا ابيه.. كل ما فى الموضوع ان استاذ عدى محامى شاطر وعنده مكتب كبير وعرض عليا انزل اتضرب معاه فى مكتبه وطبعا ده عرض مغرى جدا وفرصة لأى حد لسه مبتدئ... فأنا وافقت
قالت الاخيره بثقة وقوه تقصد أهدافها
كل هذا بيوم واحد كثير عليه.. مليكه تستعد لأن تحلق بعيدا... لكن كما ردد داخله... على جثته.....
بقلم سوما العربى
↚
تقرع الطبول بداخله ام تلك هى دقات قلبه.
اليوم زواجه من ست البنات خاصته... حلم طال وطال انتظاره أخيرا سيتحقق.
وقف أمام المرآة يمشط شاربه للمرة التى لا يعلم عددها... نظر لنفسه برضا... جلباب طويل.. حذاء جديد.. لحيه مهذبه... هيئته مهندمه حقا.
اخذ نفس عميق يسحب أكبر كمية من الأكسجين داخله وبعدها خرج من البيت كله بخطوات ثابته نحو هدفه.
فى البناية التى يقطن بها الأسطى سيد.
خرج من شقته يهم لغلق الباب فى نفس الوقت كانت حكمت تخرج القمامة تضعها امام باب شقتها.
ابتسم سيد قائلا :صباح الخير ياست حكمت.
حكمت بحرج:صباح الخير يا سطى سيد.
سيد:وهنفضل على طول كده لحد امتى.. قوليلى ياسيد وانا اقولك ياحكمت ولا ايه
حكمت :اللى تشوفوا.
تنحنح قائلاً :انا رايح النهاردة أقف جنب رجب.
صمت قليلا كى يقرأ ملامح وجهها جيدا وهو يقول :اصل النهاردة كتب كتابه على الست ام ندى.
بقيت ملامحها ثابته.. صامته.. وعلقت اخيرا بهدوء :ربنا يكتبله الصالح.
تنهد براحه وقال :ويكتبلنا احنا كمان... بقولك ايه.. احنا كمان عايزين نلم الشمل بقا.
وضعت وجهها أرضا تقول :ربنا يسهل... فوتك بعافيه.
أغلقت الباب بوجهه فتنهد بقوه مقررا انه لن يطول صمته وانتظاره لرضا صديقه.
داخل شقه نجلاء
جلست ندى أمامها تقول بصدمه :يخربيتك... وعرفتى تقفى قدامه وتقوليلوا فى وشو هتدرب مع عدى؟
مليكه :اه... انا لازم أكبر بقا.. ضيعت من عمرى سنين بجرى ورا وهم اسمه عامر وفى الاخر يوم ما اتكلم جاى يقولى سافرى اتعلمى برا وانا اجيلك نتجوز واعيش معاكى.
ندى :الصراحة هو بجح.... بس اقولك... ساعات بتعاطف معاه... الى حد ما هو عنده حق.. فرق العمر كبير ومش مقبول.
مليكه :والله الى اعرفه ان لو مش قادر يخلينى معاه يبقى يسيبلى حريتى.. كده هو لابيرحم ولا عايز يسبب رحمة ربنا تنزل.
ندى:طب بصراحة كده ومن الآخر انتى ناويه على ايه؟
مليكة :ناويه انهى الموضوع ده وابدأ من جديد وبجد... تعبت من العلاقه دى فعلا.. تعبت وكلى امل انها تبقى فعلاً مشاعر مراهقة وتروح لحالها... جايز لما اخرج من دايره عامر اعرف اشوف العالم الى بجد ومليكه الى بجد.
ندى:يعنى؟
مليكه :يعنى الدراسه على الأبواب.. جامعتى.. صحابى.. شغلى... هنزل فعلاً اتدرب مع عدى.
ندى:وانتى مش شايفه ان حكايه تدريبك دى غريبه... هو فى حد بيتدرب وهو لسه رايح تانيه كليه؟
مليكه :مش عارفة.. بس هو الى عرض عليا وانا فكرته عادى.
ندى:لا هو مش عادى خصوصا انه فعلاً من أكبر مكاتب المحاماه الى ف البلد... دول مش بياخدوا اى حد... لازم يكون متخرج ومتدرب ومفحوط شغل مش ييجى يتعلم فيهم لأن الغلطة عندهم بملايين.
ملكيه:صح عندك حق.
ندى :طب وعامر عداها كده عادى ازاى؟
مليكه :لا مش عادى... اتعصب وعلى صوته بس امه أتدخلت وهدته وقالتوا سيب البنت تتعلم.
ندى:والنبى انا قلبى حاسس ان امه دى فاهمة كل حاجه وساكته.
مليكه :تفتكرى؟
ندى:ايوه طبعا ليه هى عبيطه معقول مش هتلاحظ كل الى بيعملوا ابنها والتغيير إلى هو فيه خصوصا بعد ما راح قالهم انه بيحب بنت صغيرة.
مليكة :ممكن.. عندك حق.
صمتت قليلا ثم قالت :وانتى هتعلمى ايه النهارده؟
ندى:ابدا... هروح ازوق امى عشان اسلمها لعريسها
ملكيه:هههههههه
ندى:شوفتيش قهر اكتر من كده بدل ماهى الى تزوقنى انا الى هزوقها.
مليكه :ههههههه.. يخربيت الحقد انتى يابت مش من يومين كنتى بتقولى خليها تعيش وتنبسط وهى حقها تفرح.
ندى :ايوة.. بس انا متغااااظه.. المفروض انا الى اتجوز.. شكلى هخلل جنب ابن خالتك الحيوان ده.. بقت كل حياته نبطشيات مش عارفة اتلم عليه.
مليكه :اااااه قولى كده.... عشان كده بقا فضيتيلى.
ندى:لا اخص عليكى ماتقوليش كده.
مليكه :على العموم انا بقا عندى صاحبه جديدة ومش محتاجه.
ندى:نعم؟ بتخونينى؟
مليكه :اه.. انتى زباله اصلاً.
ندى:قوليها تاخد بالها منك زى ما كنت انا بخاف عليكى وتحاول على اد ماتقدر تحميكى وتحافظ عليكى.
مليكه :ههههههه ايه يا هبله انتى محسسانى انك جوزى.... بس هى بنت عسوله وطيبه اوى عايزه ابقى أعرفك عليها.
ندى:اوكى. قومى نشوف ايه اللي بيحصل برا يالا.
خرجت الفتاتين بعد استماعهم لصوت جرس الباب.
ذهبت ندى لفتحه... وجدت المعلم رجب برفقة خالها ورجل بحوزته دفتر الزواج.
خالد :ازيك ياندى.
ندى :الحمدلله يا خالو اتفضل.
↚
ذهبوا خلفها حيث اتجهت بهم الى الصالون.
يجلس على احر من الجمر.. فى انتظار تلك اللحظات الحاسمة.. قلبه ينبض بعنف... جسده يسخن ويبرد بين اللحظة والأخرى من شدة التوتر والسعادة والترقب... لحظات قليله فاصلة عن حلم حياته.
تحدث خالد يقطع الصمت :امك فين.
ندى :هروح اناديها.
ذهبت ندى وبعد ثوانى عادت وخلفها نجلاء... لازالت ترتدى ملابس الحداد... لا بأس هى جميله بكل الحالات.
كانت تسير بحرج تنظر أرضا... لا تستطيع استيعاب الموقف ولا على شئ هى مقبله.
الأمر الاكثر غرابه هو موقفها... بعد طلاقها مباشرة من توفيق كانت قد اتخذت القرار انها لن تعود له نهائيا... عندما حدث ذلك الشجار وتدخل المعلم رجب وسيد واقترحوا ذلك الحل وافقت من كثره الضغط.. لكن اين رفضها العودة لتوفيق.. لما تسير موافقة على تلك الزيجه.. ولما تشعر بالخجل الشديد وكأنها عادت فتاه في العشرين.
تقدمت وهى تضع عيناها أرضا تقول بخفوت:السلام عليكم.
ردد الجميع :وعليكم السلام.
الا هو.. هو بعالم آخر.. لاشئ به غيرها... يتمعن فى ملامحها بارتياح وشوق.. اخيرا ستكون له.
فى دقائق كان كل شئ قد انتهى تقريبا... لقد أصبحت زوجته.. لما لا يقف ويحتضنها الان. لقد اصبح حقه... تمالك رجب تمالك الجميع حولك.
فى تلك اللحظه كان سيد يدق الباب أيضا وفتحت له ملكية.
سيد :السلام عليكم جميعا... اوعوا اكون اتاخرت.
خالد:مش اوى. منور يسطا
سيد :ده نورك يا استاذ خالد.
تقدم من رجب يهم لاحتضانه يقول :مبروك يا صاحبى.
احتضنه رجب مرغما يقول :لا فيك الخير.
سيد :انا معاك فى المشوار ده من أوله ماقدرتش ماكملش واجى اقف معاك وابقى فى ضهرك.
صمت قليلا الى ان ابتسم ابتسامه صغيره وقال :وده العشم بردو يا صاحبي.
تهلل وجه سيد يقول :طالما قولت يا صاحبى تانى يبقى سامحت ووافقت.
رفع رجب حاجبه يقول :ده انت مش جاى تقف جنبى زى ما بتقول بقا.
سيد :يا اخى فكها علينا بقا.. فكها ياصاحبي ده انا طالب الى ربنا حلله مين احنا عشان نحرمه.
رجب :ربنا يسهل ياسيد.. ربنا يسهل.
سيد بفرحة كبيرة :تبقى وافقت... مبروك عليا.
قطع الحديث صوت خالد يقول :مش يالا احنا بقا يا جماعه.
التف له رجب يقول :يالا على فين يا استاذ خالد؟
خالد :كل واحد يروح يشوف اشغاله.
يعلم سيد كل ماسيقال فتدخل هو :ازاى يعنى يا استاذ خالد.. امال كتبنا الكتاب ليه.... ماتقولوا حاجة يا شيخنا.
المأذون :ايوه يا استاذ خالد لابد أن يدخل بها... ده شرع الله وغير كده يبقى جريمه وهو شارك فيها وانا معاكوا.
خالد:نعم...بس ده ماكنش اتفاقنا.
كل هذا وهى تجلس عيونها جاحظه وجهها محمر خجلاً مما يقال وهى المقصودة الوحيدة به... سيده وام تخطت الخامسة وأربعين يتحدثون أمامها ويتشاجرون على أنه لابد من أن يدخل بها.. هكذا.
شعور محرج... لا يوصف.. تود لو تنشق الارض وتبتلعها.
رجب :انا مش هتكلم.. رد انت ياسيدنا الشيخ.
المأذون :استاذ خالد ده شرع ربنا لو حصل غير كده انا بنفسي هبلغ عنك.. سيب الراجل يختلى بزوجته.
ظل الشد والجذب بينهم مستمر وهناك بعيدا تقف ندى مصدومه لجوار مليكه التى لا تقل عنها صدمه تقول :انتى سامعه...واقفين بيتخانقوا على أمى..مش مستوعبه المهزله الى انا فيها دى. هههههههه.
مليكه:حظوظ.
ندى:شكلى هاجى ابات عندك النهاردة.
مليكه:يالا معايا بكرامتك احسن قبل ما يطردوكى.
بعد دقائق كانت ندى قد غادرت مع مليكه والجميع كذلك.
تبقى هو بمفرده معها... حبيبته الأولى والأخيرة... حلمه الذى اعتقد بل كان موقننا انه صعب المنال.
أصبحت زوجته وله حتى لو بالحيله.. لا يهم.. كل شئ مباح في الحب.
وقف ينظر لها وهى تجلس تفرك اصابع يدها ببعض وتنظر ارضا... كم تبدو جميله وصغيره رغم انهم من نفس العمر تقريبا.
شرد قليلا وهو يتذكر حديث سيد له منذ قليل :واحدة واحدة على الست وبلاش غباء.... واوعى تعمل اى حاجة غير لما تخليها تحبك.. يا اما تحبك ياما ماتعملش كده.
رجب :بس ياض يا هبل انت.. انا مش كده مش لسه هستنى يا تحبنى يالا.. انا اتعلمت امد ايدى واكبش الحاجه من الدنيا.. الى مالوش قلب مالوش رزق.. وطلاق تلاته مانا سايبها الا لما تحبنى انا كمان بس كل ده وهى مراتى.. مش هقعد المح انا من بعيد لبعيد... الدنيا عايزه قلب جامد.. روح.. روح يالا انت بتحب تنام بدري.
سيد :طب براحه ماتزوقش.. سلام.
عاد من شروده وهو ينظر لها وهى تفرك يدها ببعض... مد يده يلتقط كفها يحرره من الاخر يقول :مبروك يا ست البنات.
لما هربت الكلمات منها... نجلاء من فتيات الزمن الجميل. الخجل والبراءة.. حتى لو اصبح عمرها ستون او اكتر... فى اول موقف مثل هذا ستتحول وتصبح بخجل فتاه عذراء. خصوصاً وهى لا تستوعب كل ما يحدث معها فى هذا العمر وابنتها على وشك الزواج... كل ما يحدث ولا بالاحلام.
↚
مد أصابع يتلمس باطن كفها... اغمض عينيه بتلذذ وسحر.. كم تمنى تلك اللحظة... يده بيد سيدة احلامه.
. شعور لا يوصف.. حتى الكلمات لا توفيه حقه.
اخيرا اخرج صوته يقول :بصيلى.
رفعت نظرها اليه فقال بدون مقدمات :كل الى حصل ده لعبه.
اتسعت عينيها فاكمل مؤكداً :اه لعبه عملتها انا وسيد عشان اتجوزك وتبقى مراتى.
زادت صدمتها أكثر... لم يرحمها وهو يكمل بقوه وإصرار : مش ناوى أطلقك يا ست البنات.
________________________________________________
فى صباح يوم جديد.
استيقظت ندى ومليكه بوقت متأخر من اليوم.. لقد سهروا بالامس كثيراً يتحدثون عبر الفيديو مع جودى... تحكى لهم عن قصة حبها وذلك القاسم الذى عشقها وحارب وتحدى الكل لاجلها.. كذلك كيف أعلن خطبته منها هكذا فجأة وامام الصحافة ولم يبالى لأحد.
خرجت ندى تحاول أن تستفيق قليلاً تريد تستمتع بهواء الصيف الخفيف.
كتمت ضحكاتها وهى تراه يجلس.على كرسيه كأنه يحرس أحدهم مت من الخروج او الدخول.
أسرعت للداخل تقفز على الفراش فوق مليكه التى صرخت بفزع:عااااااا.. حرام عليكى مش كفاية طول الليل بتشلطى برجلك ارحمينى.
ندى :بت يابت اصحى وسيبك من الهبل ده قومى شوفى عامر عامل ايه؟
مليكة :عامل ايه؟
ندى :هههههه.. جايب كرسى وقاعد قدام باب البيت من تحت.. ههه عامل زى الكلب الى حارس صاحبه.
مليكه :ده بجد؟!
ندى:اه والله حتى تعالى شوفى.
خرجت معها للشىرفه تنظر أسفل غرفتها.
وجدته يرفع عينيه وينظر لها بتحدى كأنه يخبرها:انا قاعدلك اهو.. اما اشوف هتدخلى ولا تخرجى ازاى.
دلفت داخل غرفتها ثانيه لا تصدق.. وندى خلفها تردد بزهول :ياعينى.. ده لسع.. كان عاقل ووقور والله.
مليكة :ده اكيد اتجنن.. ايه اللي هو بيعمله ده..انا لازم اخرج... ده ناوى يفرض سيطرته عليا بالعافيه.
ندى :هتعملى ايه؟
مليكه :هعمل كتير.
ذهبت لغرفة ملابسها وفى دقائق ابدلت ثيابها وخرجت.
ندى :انتى رايحة فين وسيبانى انا مش هينفع اروح دلوقتي.
مليكه :خليكى مع تيتا الفت لحد ما اجى.. لازم ارد على كل الى بيعمله ده والا هيسوق فيها.
ظل على جلسته.. كما قال وقرر لن يسمح لها بالتحليق بعيدا.. حتى لو اضطر لان يقصص اجنحتها.
وكما توقع... وجدها تخرج اليه مستعدة للخروج تتحرك وهى لاتنظر له كأنها لاتراه... همممم حسنا.. سيريها من هو عامر.
تحدث بقوه وهو مازال على جلسته :استنى عندك رايحه فين؟
رغم كل شئ واى شئ تظهره هى لازالت تهابه.. توقفت خطواتها تقول :زى ما حضرتك شايف.. خارجه.
وقف عن مقعده وتقدم منها ببطء آثار الخوف داخلها وقال :ده احنا بقينا نخرج ونروح ونيجى ولا كأنك ليكى راجل.
زمت شفتيها تدعى الجهل تقول :لا ماعلش مش فاهمة. هو انا مخطوبه واا متجوزه حد وانا مش عارفة.. انا قولت لتيتا انى خارجه. وافقت. فهخرج.
عامر :ياسلاام.. ده حلو اوى الكلام ده.. لا وجديد كمان.. اسمعى بقا الاجدد.. انا سكتلك وعديتلك بمزاجى... رغم ان دى مش طبيعتى... لكن اكتر من كده مش هعرف اتحكم فى اعصابى وانتى حره يا ملكيه... عايزه تطلعى جنانى عليكى براحتك.
نظرت داخل عينيه تقول بتحدى:لا هخرج وهعمل الى انا عايزاه... وبعدين المفروض حضرتك مش فاضى دلوقتي.. انت بتجهز لخوبتك... هى مش بكره بردوا.
قطع حديثهم صوت سياره خالته وزوجها... قادمين مع هديل ونادر.
مليكه بسخريه تخفى المها :اتفضل عروستك جت.. اصل طنط ناهد مامتك عازماهم النهاردة على الغدا.. سلام.
قبل اى خطوة منها كان يحذبها يجرها خلفة غير مهتم بسيارة زوج خالته وهى لازالت تعبر الحديقه فى طريقها للباب الداخلى.
صعد بها لغرفتها وأغلق الباب يصرخ بها:انتى عايزه ايه.. عايزه ايه قوووولى... عايزه تجننينى.. عايزه توصلى بيا لفين؟
مليكه :عايزاك تسبنى فى حالى.
صرخ بها اكثر:مش عارف يا غبيه.. مش عارف.. ومش عارف ابطل احبك افهمى بقا.
نظر لها وأكمل :اسمعى.. خروج مافيش... دروس السواقة الى روحتى تكمليها بردو مافيش.. لو الزفت الى اسمه عدى ده قرب منك مش هيحصل خير... انا على اخرى ومش هسكت على المهزله دى... سامعه.
تركها وخرج لايرى امامه وهى تردد:روحلهم ياخويا روح.
__________________________________________
فى شقة نجلاء.. استيقظت على قبلات خفيفه تتوزع على وجهها وعينيها.
فتحت عينيها بصدمه وهى تنظر للمعلم رجب بجوارها على فراش نومها.
لا تستطيع استيعاب كل ما حدث.. كيف تعامل معها رجب بكل هدوء وترقب وبنفس الوقت تشعر أنه انتزعها نزعا.. كأنها حقه بالحياة.. او شئ طال انتظاره.
ولا تعلم كيف استطاع اذابة خجلها والتعامل معه... شعورها الان لا يوصف... تشعر حقاً انها فتاة صغيرة.
ضمها لاحضانه براحة يقول :عارف بتفكرى فى ايه.. بس لو كنت استنيت عليكى عمرك ما كنتى هتبطلى كسوف.
تشعر بتخبط شديد بكل شئ.. لا تستطيع الاستيعاب.
ضمها له أكثر وهو يقول ماجعلت عينيها تجحظ:انا بحبك يا ست البنات.
ظلت على صدمتها لمدة كبيرة لاتستمع ولا تدرك اى شئ.. حتى وهى الان معه بسيارته فى طرقهم لأسكندريه... فما استوعبته بعد صدمتها تلك انه سيأخذها ويسافر بعيدا عن الجميع فتره.
حقا لا تستطيع استيعاب كل ما يحدث معها وبذلك العمر.. تنظر جانبها لذلك الرجل وهو عين على الطريق وعين عليها.
من المفترض انه زوجها... ظلت لسنوات طويلة وهى زوجه لتوفيق. اعتادت على ذلك واصبح امر مسلم به.. لا تستطيع الاستيعاب حقا.
___________________________________________
↚
فى قصر الخطيب.
على حافة المسبح... كانت كارما تجلس وهى تضع قدميها بالماء شاردة بالا شئ.
شعرت بمن يجلس لجوارها يقول بسخرية مبطنة :سمعت انك فسختى خطوبتك... ليه كده زعلت الله ده حتى محمد راجل حسيس وكله حنان ومشاعر.
نظرت له بجانب عينيها... هو آخر شخص تود رؤيته الان.
اشاحت بوجهها عنه وعادت للنظر أمامها تقول :عايز ايه يا نادر؟
نادر :لا ولا حاجة...مش بنت خالتى وواجب عليا اطمن عليكى.
كارما :لا كلك واجب والله... ولسه فاكر الأصول.
إعادة النظر له تكمل :انا فكرت ان قعدتك برا نستك الأصول.
نادر :هو بصراحة بنات برا اللى نسونى.. دول يخلوا الواحد عقله يسيح.
وقفت بحده وقالت :طب اسيبك انا بقا لذكرياتك العظيمه.
ابتسم بتلاعب واستمتاع وهو يراها تبتعد ينظر لاثرها بمشاعر مبهمة.
بعد مرور ايام.
وقف الكل في حديقة منزل والد هديل.
فى حفل خطوبه مميز يليق بها وبعامر الخطيب.
يوم أكثر من صعب على الكثير منهم.
عامر وهو يجلس هكذا لجوار واحدة أخرى غير حبيبته.
وحبيبته تقف بعيد تمنع الدمع عن عينيها.
تجاهد وتجاهد ولكن بلا فائدة.. مع الباسه خاتم خطبته لها. وجدت قدميها تتقدمان منه تمد يدها تصافحه قائله :مبروك... مبروك يا ابيه.
يشعر بمعنى حديثها وهذا ما لن يسمح به... ابدا.
الكل سعيد... الكل مرحب بهذه الزيجه خصوصا مع اقتراب الانتخابات.. الا هو وهى.
رغما عنه ينظر لها بألم وعشق واشتياق.. وهى ترتدى ذلك الفستان الاحمر القصير.. يصل حتى ركبتيها.. كن بدت جميله بزينتها البسيطة تلك... أجمل فتاة بالحفل وبالعالم أيضاً.
يقف وهو يرقص مع هديل يفتتح الرقص.
وهى لا تستطيع أن تتحمل كل هذا... ليست بهذه القوة على أى حال.
خرجت من الحفل.. خرجت سريعاً لن تستطيع الصمود اكثر من هذا.
منذ ذلك اليوم وهو تقريباً لا يراها.. لا تخرج من غرفتها وندى تلازمها.
لن يستطيع الصمت أكثر من هذا وهو يرى حبيبته تضيع منه.
حسم أمره اخيرا.. لابد من مواجهة الجميع.
ارسل لها رسالة بأن تحضر حالا لاسفل.
لا تعلم ماذا يريد هو بعد كل ذلك... ولكنها تفاجئت بأن الجميع حاضرين أيضاً.
همست ندى:هو عامل اجتماع ولا ايه؟
لم تجيب عليها.. حقا لا طاقة لها.. أكملت هبوط الدرج لتعرف ماذا يحدث.
جلست ومرت دقائق وهو مازال صامت ينظر لها باشتياق وتفحص.. منذ ذلك اليوم لم يراها.
لاحظ الجميع نطراته لها.. لكن كذبوا أنفسهم.
لكنه تحدث أخيراً بنفاذ صبر:انا سبق وجمعتكوا.. قولتلكوا انى بحب بنت وعايز اتجوزها.
شعرت ناهد بالخطر فبادرت بالهجوم تقول :تانى. هنعيده تانى الموال ده... ودلوقتي.. بعد ما خطبت بنت خالتك انت بتهزر ياعامر.
عامر :لا يا امى مش بهزر... بس انا بنى ادم ومن حقى احب اعيش مع اللى بحبها... وانا جمعتكوا النهاردة عشان اقولكوا هى مين.
جحظت عينيها وهى تستوعب مايحدث وما يفعله.. رأته يتجه لها يمد يده يوقفها.. ثم وأمام الجميع يضمها له قائلاً :مليكه.. انا بحب مليكه.
صمت اطبق على المكان من هو الصدمه لها قبل أن تكون لهم.....
بقلم سوما العربى
↚
فى أقصى أحلامها لم تكن تتوقع أين يكن اعترافه هكذا.. او بهذه الطريقة.
ظنت انه وان فعل يوما مجهود سيكن مع كل فرد على حدى.. ان يخبر امه اولا وبعدها شقيقته يتبعها فرد آخر وهكذا ولكن... ان يجتمع بهم مره واحده.. ان يقف يمد يده يوقفها لجواره يقول بملئ فمه انه يحبها.. يحبها هى.. شئ ولا فى الاحلام.
حتى أنها تخشى لو كان كل ذلك حلم جميل... لو كان حلما ستبقى غافيه ابدا.
تفاجئت به ينهى كلماته القليلة تلك ويضمها له بحب واحتواء.
والجميع من خلفه مصدوم.. حتى ندى صديقتها مصدومه.. من كانت تسبه منذ قليل تراه الان أكبر حتى من كلمه فارس احلام.
اما باقى افراد العائلة فجميعهم تملكتهم الصدمه والغضب.
مايحدث غير مقبول إطلاقا... عامر يحب مليكه الصغيرة وخطبته كانت من يومين على اخرى وليست اى فتاه.. انها ابنه خالته.
انتفضت ناهد تقول بغضب :انت شكلك اتجننت فعلاً يا عامر.. انا كنت شاكه فيكوا من زمان.. نظراتك ليها.. عينك الى مش بتتشال من عليها.. مش بتبطل تسأل عنها... اى مكان انت الى تجيبها وتوديها... بس كنت بكدب نفسي. بقول ابنى كبير وعاقل.. عمره مايتصرف كده.. مليكه؟ مليكه يا عامر؟! عايز تضحك عليك الخلق... عايز الناس تقول عامر الخطيب اتهطل على كبر... ولما انت بتحب واحدة تانية وافقت لسه تخطب بنت اختى.. الخطوبه دى مش حاجة والسلام لا دى عيله بترتبط بعيله تانيه ولو حصل فشكله عمر العلاقات مابترجع زى الاول ودى مش اى عيله دى اختى عايزنى اخسر اختى؟
تأثر كثيراً بحديث والدته.. ولكنه مهما بلغ به التأثر لا يملك اى خيار...أمره محسوم.. انه يعشقها.
تحدث بهدوء قائلاً :امى حاولى تفهميني... مش بأيدى انا فعلاً بحبها... وحاولت.. كل الى بتقوليه ده جه على بالى وده الى خلانى روحت وخطبت هديل بس غصب عنى مش عارف.. مش هقدر يا امى.
اخذت نفس عميق وقالت:كلامنا ماخلصش يا عامر والى بتقولو ده مش مقبول.
كل ذلك ومحمد يتميز غيظا.. ذلك العامر الغبى يسير خلف قلبه غير مبالى باى خسائر... اى قلب هذا الذى يسير خلفه كل أفراد ذلك البيت.. اولهم فادى المعتوه يريد الزواج من فلاح بعدما ترك مليكه.. وثانيهم السيده كارما والتي فسخت خطبتها منه معلله انها لا تحبه وأنه شخص لا يملك قلب... قلب؟! ماهذا الهراء.. حديث سخيف جدا ولا ينتهى الا بالحماقه والخسائر وأولها الآن مع كبير عائلتهم يعلن عشقه الغبى لاصغر فرد يتعامل معه بيومه من الأساس.
مهزله.. كل مايحدث لا يندرج تحت اى وصف او تصنيف غير بأنه مهزله.
وقف يقول وهو محتج بشده:خليك فاكر انك مش لوحدك.. وراك عيله كامله والى بيحصل ده هيضرها كلها.. انت مش حر في نفسك.. عايزك تريح وتهدى كده عشان نتكلم... ماتنسااااش. مستنيك ياكبير.
تركهم وغادر اول فرد... وقف مت من بعده فادى معلقاً :هو طبعا انت حر وكل حاجه بس الى بيحصل ده ماينفعش.. ده غير ان احنا مش قراطيس لب... انت واقف كده وواخدها فى حضنك.. كانت مراتك مثلاً واحنا مش عارفين؟!
قال الاخيره بسخرية غير منتبهين لاعين الفت التى تهز رأسها كأنها تجيب بإلحاح على شئ موافقة.
عامر :خلاص خلصتوا؟ ولا لسه حد عنده حاجة عايز يقولها.
تقدمت كارما تقول:عامر انا سبق وفسخت خطوبتى من محمد ومشيت ورا قلبى فامش هقدر اطلب منك ماتمشيش وراه لكن فعلاً انتو الاتنين مع بعض استحالة... انت اكبر منها بكتييير اوى.. صعب... صعب يا عامر.
تركته وغادرت ومن بعدها فادى.. تاركين عامر ومليكه مع الفت.. وندى تقف بعيدا فرحه بشدة.
اشارت لهم الفت بالاقتراب.. تحتضنه لأول مره فاتسعت عينيه يقول :يااااه مش معقول.. هههه دى هتحضنى... ده أنا كنت فاكر انى قاتلها قتيل.
ابتسمت الفت وهى تضع رقبتها على كتفه غير قادره على ضمه بسبب حركه يديها المحدوده جدا.
تشير بعينها لمليكه بأن تنضم لهم.. عينها يظهر عليها الف انفعال.. كأنها تخبرهم شيء... لو رأيتها لفسرته كأنها تقول هذا هو المكان الصحيح لكم.. لابد ان تظلوا معا.
ابتعدوا عنها ونظر هو ناحية مليكه ثم اقترب منها يمسك يديها بكلتا يديه يقول :بحبك اوى ومش هاممنى حد خلاص مش عايزك تبعدى عنى تانى ممكن؟
كانت تتنفس بسرعه من شدة الفرحه... غير مصدقه كل ما يحدث
أجابت بقوه :ممكن... انا بحبك اوووى.
ابستم وهو يضمها له براحه:وانا بحبك اووووووى.
انتبهوا على صوت تلك المسكينه تقول :يعنى مش كفايه امى وعم رجب انتو كمان طلعتولى فى البخت... منك لله يامازن.
رغماً عنهم ابتعد كل منهم عن الآخر يضحك بقوة.
مليكه :بس لاحسن البت دى تحسدنا.
ندى:انا... اخس عليكى.. ماشى.. انا طالعه اجيب موبيلى واكلم الزفت الى اسمه مازن الى جابلى جفاف عاطفى ده.
صعدت على الدرج تندب حظها :الله يخربيت الطب والى بيدخلوه.. أحدنا منه ايه.. ماشى يامازن يابن دلال.. ده حتى عامر ربنا فك عقده لسانه وانت لسه... عامر نطق وانت لسه.
كان مازال يقف معها يردد بزهول :عامر نطق وانت لسه.. انا بقا يتدرب بيا المثل.. إيه اللي صاحبتك بتقولو عليا ده.
اخدت تملس بيدها على مقدمة بذلته تهدهده كطفل قائلة بنعومه :هو انت ماتعرفش ياحبيبى؟
عامر:لا ما اعرفش.
مليكه :اصل انا مسيحالك وسط كل صحباتي وكلهم عارفين إنك حجر.
اتسعت عينيه :حجر؟!!
مليكه :اممم.
عامر :لا كتر خيرك والله وكمان مسوءه سمعتى وسط صحابك... قايله عنى ايه تانى.
مليكه ببساطة :ولا اى حاجة ياروحى هز كل مافى الموضوع انى مسجلاك على فونى ال.. ال..
عامر :ال إيه قولى.
مليكه :الجبله ابن ال****
اتسعت عينيه اكثر واكثر بصدمه مرددا:الجبله ابن ال***** يانهارك اسود.. مليكه انا همشى قبل ما ارتكب جريمة... ماشى حبيبتي.. باى.
مليكه بهيام:باااى.
↚
قبل مقدمة جبهتها وانصرف... لكنه عاد اليها مجددا يقول :ايه ده.. تعالى معايا لحد العربية وصلينى.
ضحكت بحب وذهبت معه وهو يوصيها على نفسها حتى يعود وأن تهاتفه عندما تحتاج لأى شئ.
طوال اليوم وهو تقريبا يهاتفها كل ساعه... ماذا يفعل وهو يشتاق لها.
________________________
فى الحاره
دق سيد منزل السيدة حكمت التى فتحت له وهى تنظر أرضا.
سيد مبتسماً :مساء الخير يا ست حكمت.
حكمت :يسعد مساك يا سطى سيد... اتفضل.
سيد :لا انتى الى هتجيبى يوسف وتيجوا تتعشوا معانا انا ومى برا.. انا عاذمكوا... ايه رأيك.
نظرت له بتفاجئ وقالت :برا؟
سيد :اه وماله... فيها ايه يعنى واسم النبى حارسه يوسف ابنك هيبقي معانا.
اكمل حديثه يغمز لها بعبث ومزاح:انا بقول واجب يكون معانا محرم بردوا الأمر مايسلمش.
رغما عنها ضحكت وقالت :طب هشوف كده وارد عليك.
سيد:وماله بس احياة النبى ماتاخرى الا عصافير بطنى بتصوصو.
حكمت:ماشى.
أغلقت الباب بعدما ذهب... لا تصدق نفسها... لأول مرة يدعوها احد للطعام بالخارج... رجب رغم عشرته الطيبه لكن لم يفكر ولو لمرة بأن ياخذها ويذهبوا لأى مكان... ومع ازدياد الخلافات بينهم زادت الفجوة وزاد الابتعاد.
لأول مرة تشعر أنها انثى ومن بنى البشر... لا تستطيع وصف سعادتها.... من كثر ماهي غير معتادة على السعادة تعتبرها شئ دخيل بل وكثير عليها... قررت بشئ من البديهيه انها لن تقبل ذلك العرض... منذ متى وهى تذهب مثل هذه المشاوير... كما كانت وتعودت وتربت على حديث امها خالتها وجدتها... ليس للمرأة غير بيتها.. هذه الأماكن والنزهات ليست لهن.
فى نفس الوقت خرج يوسف من غرفته يقول :اماااااا... جعااان.
لم تنتبه له بادئ الأمر فردد بصوت اعلى:امااااااااا.
حكمت :يخربيتك خضتنى.
يوسف :الى واكل عقلك.
حكمت :يا ساتر يارب... عايز ايه منى يابنى.
يوسف:عايز اكل... جعااان.
حكمت:طيب حاضر ساعه بس واجهز الأكل.
يوسف :ايييييه... والاكل ماجهزش ليه.... وانتى بتعملى ايه طول النهار؟
استاءت حكمت كثيراً وقالت :يابنى مش عيب تجعر فيا كده... أول ما صوتك يتخن هتتخنه عليا؟
يوسف :اييييه.. جعااان ماكلش.. انا شقيان طول اليوم من المدبح للمحل لما رجلى اتهرت.
حكمت:وطى صوتك يالا... انا الى ماعرفتش اربى... بقولك طول اليوم قالبه البيت وبغسل الفرش والسجاد وبمسح الأرض لما وسطى اتحل... ده بدل ما تقولى كتر خيرك ياما انتى بتتعبى معايا... ريحى انتى ياما وانا هبعت اطلبلك اكل من برا... انت ياواد مش بتشتغل وبتقبض من أبوك وماسك قرش حلو... ماتجيش فى مره تقول اما أريح امى واجيب اكل وانا راجع ليا وليها... ده انت لو يوم كلت برا مابتفتكرش تجيب لامك وانت راجع.. ياشيخ ده انت حتى مش بتفتكر تتصل بيا تقولى كلى انتى انا هاكل برا وانت عارف انى بستناك على الاكل.
يوسف وبعد كل هذا قال:ايوه يعنى الاكل على امتى كده؟!
وقفت بغضب وخيبة امل لا توصف:مافيش اكل يايوسف... واعمل حسابك تعتمد على نفسك... اصلى يومين واتجوز... انا كنت هرفض عزومة الأسطى سيد بس رجعت فى كلامى وهوافق.. الى مستعده اضيع عمرى واضحى بسعادتى عشانه مش دارى بيا اصلاً ومش بعيد لما أكبر يرمينى فى دار مسنين عشان ياخد الشقه يتجوز فيها.. ولا مراته تقوله يانا يامك فى البيت... انا قايمه البس واخرج عايز تيجى معانا تعالى.... مش عايز براحتك انا كده ولا كده رايحه.
ذهبت من أمامه بعدما قالت ما فاضت به روحها... عاشت نصف عمرها شمعه تحترق... لابد من وجود ولو زقاق ضيق لطريق السعادة.
___________________________________________________
فى الإسكندرية
جلس رجب مقابل حكمت يقول :هطلب لك بقا اكله سمك من اللى وصى عليها لقمان.
نجلاء:احنا لسه واكلين من شويه.
رجب :لا انا عايزك تاكلى كده وتتغذى.. انا لو أطول اجبلك الدنيا كلها تحت رجلك اجبهالك... انتى حاجة غاليه عليا اوى.. اووى.. يااااا.. كنتى زى نجمه بعيده... عارفة لما تبقى ممده كده على أرض تراب طن من تحتك... وتبقى باصه لنجمه حلوه اوى وبتلمع وكل ليله تواعديها وتقعدى تستنيها بس عارفه انك على الارض ولامسه التراب عمرك ما هتعرفى تطلعى القمر عشان تقابلى نجمتك.... انتى بقا نجمتى ياست البنات.
كل هذا كثير... كل ما حدث خلال العام المنصرم شئ وما يقوله الان شئ آخر... حديث لا يوصف ولا تسعه الكلمات... حقا ولا بالخيال.
رغما عنها بكت... لا تعلم لما القدر ظالم هكذا... لما لم تحظى برجب منذ البداية... ولما تعذبت كل هذه السنوات مع زوج مثل ذلك التوفيق.
تحدث بلهفة :يقطعنى... اهو انا كده دبش ماعرفش اقول كلمتين حلوين على بعض.
تحدثت من بين دموعها وقالت :بالعكس.
بالعكس ده كلام حلو اوى ومش مترتب وطالع من القلب.. انا بعيط على حاجه تانيه.
رجب :حاجة إيه؟
نجلاء:بعيط على القسمه والنصيب... اقصد يعنى... قاطعها هو قائلاً :ليه من الاول اتجوزتى توفيق وانا اتجوزت حكمت صح ؟
اماءت برأسها موافقه فقال :وتفتكرى لو انا كنت اتقدمتلك اهلك كانوا هيوافقوا... انتى كل واحده فى اخواتك ماشاء الله تبارك الله الى متجوزه محامى والى متجوزه محاسب والى والى.... كانوا هييجوا يوافقوا برجب الجزار؟ جوازنا عمره ما كان هيتم الا بالحيله... يمكن لو كنت وصلت لك سهل كنت اضيعك منى.. ابويا كان دايما يقول الى ييجى سهل يروح سهل... يمكن ربك عمل كل ده عشان لما الاقيكى احافظ عليكى واعوضك وانتى كمان تعوضينى.
نجلاء :اعوضك؟! اعوضك بأية انا مابقاش فيا حاجة ولا حيلتى حاجه اعوضك بيها.. انا مش متفضل منى غير روح... روح شبه عايشه... فاهمنى؟
ابتسم بحزن وقال :فاهمك ياست البنات.. مش عشان يعنى مش مكمل علامى ابقى مش فاهم كلامك الكبير ده... انا راجل سميع واحب اسمع وافهم واوزن الكلام... ومن ناحية هتعوضينى بأية فانتى عندك كتييير... كفايه وجودك جنبى.. اشم نفسك في المطرح الى انا قاعد فيه.. البصه فى وشك بالدنيا والى فيها... كفايه بس الواحد يتصبح بوشك.. يلاقى الخير فى يومه... انتى ازاى شايفه نفسك كده... انا شايفك حاجة كبيرة اووى.. أمله ماكنتش احلم بيها.
اغمضت عينها لاتدري هل تفرح بذلك الكلام الجميل ام تحزن من توفيق وما فعله بها جعلها حتى لاترى بنفسها شئ يستحق الحب... كما قالت.. هو حقا قد سرقها.
رجب :بالك... انا الود ودى اخد بعضى واروح على مصر فى قلب الحاره واديلوا علقة من اللى هو وصلك ليه ده.
انهى كلامه وهو يضحك قائلاً :بس على انا بقول ياواد الطيب احسن... هنزل واضيع على نفسى يومين عسل مع اجمل ست فى الدنيا.
↚
رغماً عنها ضحكت... أصبحت تضحك كثيرا مع هذا الرجب... فريد من نوعه جدآ.
فى نفس الوقت حضر النادل بالطعام فقال :بس... الاكل جه ياست الكل وانا ساعة الاكل مابعرفش امى.
نظرت له بعيون القطط فقال :بس كله يتغير لاجل عيون ست البنات.
ابتسمت له مجددا وهو يقوم بتقشير احد قطع الجمبرى.. ثم فتحت فمها وهو يحثها على ذلك كى يضع لها الطعام بفمها.
__________________________________________
فى المساء بمنزل الخطيب.
جلس الجميع على طاولة الطعام كأن على رأسهم الطير خصوصاً بعد اعتراف عامر بالصباح... قلب كل الموازين والحسابات... لكن لابد من وضع حد لكل ذلك.
بنفس الوقت
كانت تخرج من غرفتها بعدما اعتذرت ندى فهى قد تناولت الطعام بوقت متأخر.
خرج هو من غرفته قائلا :ياسلام... كنتى نازله تحت من غيرى ولا ايه؟!
مليكه :اه.
عامر :كمان بتقولى اه؟
مليكه:اه وفيها ايه مانا كل يوم بنزل فطار وغدا وعشا من غيرك.
تحسس يدها يضمها بين كفه الكبير قائلا :قبل كده حاجة ومن النهاردة حاجة تانية... انتى بقيتى حبيبتي قدام الناس دى كلها.. فاهمه يعنى ايه.
أخذت نفس عميق تبتسم وهى ترفع رأسها بزهو وفخر قائله:ايوه فهمت.
عامر :طب يالا بينا
هبط الدرج وهى معه.. لا يهمه رأى الآخرين بعد الآن.
كانت الخادمة تضع آخر طبق على السفره وتغادر باحترام.
نظر الكل مسلط على كبير البيت بجوار أصغر فرد به... مهزله.. ما يحدث امامهم لا يصنف إلا بشئ واحد وهو المهزله.
تقدم من الطاوله وهى همت لتجلس بمقعدها المعتاد.
نظر لها بغيره وغضب يقول :رايحه فين؟
مليكه :هقعد مكانى.
عامر بحده:جنب فادى؟ انا لسه قايل ايه حالا.
ارتعبت قليلا من طريقه حديثه.. تعلم أنه يغار ولكن اليوم كأنه يعلن بدايه لكل شئ جديد ومن نوع آخر حتى غيرته.
اما فادى فقال :بقا كخه فادى دلوقتي... اقعدى ياهانم جنب البيه... مانتى هتبقى كبيره البيت بعد كده.
ضحكت كارما وبعدها فادى رغماً عنهم وهم يجدوها كالأطفال تنظر لهم بتحدى طفولى وتسحب لنفسها المقعد المجاور له لتجلس عليه ككبيرة عائله.
ضحك عامر عليها.. حقا مظهرها لجواره غير عادى... ضئيلة الحجم هى جدا.
كانت الفت اكثر من سعيده وهى تراها وأخيراً لجوار عامر.
اما ناهد ومحمد فتقريبا أفكارهم واحده ورفضهم القاطع واحد.. من نظرات عيونهم تشعر كأنهم اتفقوا بدون ان يتفقوا او حتى يتحدثوا... مصلحة الجميع هى الاهم.
طوال الوقت وفادى يناوش عامر ويشاغله بالحديث مما يجعل عامر يضحك.. ومليكه هائمه فى ابتسامته تلك... وأحيانا يتحدث مع محمد فى أمر من أمور العمل.. تجده يأتي اخيرا بالكلام العملى المفيد ويختصر المشكلة وتحل فوراً وتردد هى داخلها (جووووووووون)
وناهد رغم فكرتها ورفضها لتلك العلاقه الا انها امه وتعلمه أكثر من اى فرد آخر.... ابنها سعيد.. فرح... تشعر به.. حتى فى عز حديثه عن العمل والصفقات والمشاكل عينه تضحك.. باتت فى حيره من أمرها.. ولكن هم فعلاً فى موضع شائق.. خطيبته ليست اى شخص.. إنها هديل ابنة شقيقتها... مصير عائلتين وعلاقتها بشقيقتها... كذلك مستقبل ابنها نفسه... سيتضرر كثيراً من ارتباطه بتلك الصغيرة حتى لو كانت تحبها... حتى لو تربت على يدها هى... بالنهاية مستقبل ابنها هو الأهم.
قطعت كارما كل تلك الأجواء قائله :ميكا... بقالك كتير ماغنتيش لينا... غنى يالا.
بدون تردد وبلا تفكير وعيونها مازالت مرتكزه عليه غنت:حبييبى.. حبيبى اه من حبيبى.. عليه احلى ابتسامة.. لما بتضحك عيونه بقول يالا السلامه.. حبيييبى.. حبيبي اه من حبيبي.. عليه احلى ابتسامة لما بتضحك عيونه بقولك يالا السلامه.. لما يسلم عليا.. واما يقولى كلاااام عايزه ورا كل كلمه اقوله ياسلام يا سلام يا سلااام.. لما يسلم عليا.. واما يقولى كلااام عايزه ورا كل كلمه. اقولو يا سلام يا سلام يا سلااااام.
صفقت كارما.. واخذ فادى يصفر مرددا لعامر:الله يسهله ياعم... ربنا يوفق الدنيا على بعضها.
اما عامر فكان ينظر لها ياعين لولا الملامه لبكت.. تلك الجميلة تجعله محلق من شدة السعادة... شعور أن هناك شخص يحبك حلو.. ان من تهواها تلك تبادلك بل وتهيم بك تجعلك تشعر بأن لا مثيل لك.. بل لا يوجد من يضاهيك سعاده... تشعر أنك اوسم رجل قد خلق.
وجد نفسه بدون تردد يجذب باطن يدها لفهمه مرددا:ربنا يخليكى ليا ياحبيبتى.
ابتسمت بحب وزهو... كل شئ انكشف.. لن تصبح مضطره بعد الآن ان تناديه ابيه... يدعوها حبيبتي امام الجميع.. ماذا تريد بعد ذلك او اكثر من ذلك هى.
ستعشقه امام الكل.. وهو قد أعلن حبه وانتهى ذلك الماراثون.
خرج كل منهم من دنياه تلك على صوت مقعد محمد اثر وقوفه فجأة من شدة الغضب... تاركاً لهم المكان كله... لا طاقة ولا صحة له لتحمل كل تلك السماجة من وجهة نظره.
فى نفس اللحظه تبعته ناهد غير راضيه هى الأخرى عن كل ما يحدث امام عينها وعلى العلن.
فادى:بس.. بس.. كارما.. كارما
كارما وهى تلك الطعام :همممم.
فادى:خلى عندك دم وبطلى اكل وقومى بعدى.. كله قام.. سبيهم مع بعض.
كارما :مش شايفنى باكل انا.
فادى:ماطول عمرك بتاكلى.. يلا عشان تنامى خفيف قومى.
وقفت على مضض تمسح فمها وتقول :قومت اهو.. تصبح على نقاله.
فادى :بيئه.
بعدها وقف هو الآخر يتجه لغرفته يقول لعامر بغمزه:اى خدمه.. فادى بيمسى يا كبير.
قهقه عامر مما زاده وسامه وزاد تلك المسكينه هيام به.
كل الأفراد غادروا.. وأخيرا بقا هو معها
هم ليقبل يدها مجدداً ولكنه انتبه على حمحمة شخص.
اوووه الفت لقد نسوها تماما.
عامر :احمم.. يااااجماعه.. ياافادى.. ياكارما... ياجماعه انتو ناسيين حد هنا.
نظر لها وجدها كأنها تخبره بعينها بتحدى:انا قاعده لك محرم.
نظر لها يبتسم بسماجه مرددا :منوره يامرات عمى....
↚
أيام حلوه تمر على الجميع خصوصاً على رجب... أخيرا هو وست البنات معا.
حلم طال انتظاره كثيراً حتى تحقق بفضل الله.
يشكر كل الظروف التي جعلت توفيق دائم الشجار معها ولاشي على لسانه غير يمين الطلاق.
والان رجب يقود بها السياره يغادر الإسكندرية.
جلست لجواره بصمت تام لا تعلم ماذا يحدث.. ولا حتى شعورها ناحية كل ما يحدث.. زواجها بتلك الطريقة الغريبه من رجب... اتمامه الزواج منها.. اتفاق توفيق مع رجب على اساس انه محلل فقط... حديث رجب عنها الاكثر من رائع ولأول مرة تشعر أنها كائن حي ولديه شعور... إنها امرأه جميله وهناك من تعجبه بل ويعشقها ويراها شئ كبير جدا صعب المنال.
ولكن.... بكل منا جانب سئ.. يجلس رجب وهو يقود سيارته بتركيز... تركيزه ليس بالقيادة فقط... إنما يفكر بشئ مهم اخر.
قطعت هى ذلك الصمت تقول :هو احنا رايحين فين.
نظر لها مبتسما يقول :جمصه.
زوت مابين حاحبيها مبتسمة تقول :ايه؟! ده بجد؟!
قهقه رجب قائلا :قديم انا صح؟ بس لعلمك... بقت تحفه.. انا عايز اروح معاكى كل الأماكن الى روحها زمان وكنت ابقى قاعد اتخيل واقول ياااه.. معقول ييجى اليوم الى تكون معايا فيه هنا.
نجلاء :انت بجد غريب اوى.
ابتسم هو قائلاً :ولا غريب ولا حاجة.
ثم اكمل يغتنموالفرصه التي ينتظرها :اصلى لما بيبقى معايا حاجة حلوة.. بعرف أزاة اقدرها واخافط عليها... حد يبقى معاه ست زى القمر زيك واى واحد يتمناها وكل شويه يزعق ويرمى يمين طلاق لحد مابقوا تلاته.. خساره والله.. ضيعتى عمرك مع حد مايستاهلش.
نظرت له بصمت قاتل وحزن.. لاتجد ماتقوله... تحاول باتسماته ان تنسى وهو بكل بساطة يذكرها.
تألم كثيراً لنظرة الحزن والخذلان بعينيها لكنه بالأول والآخر بشر.. لم ولن يكن ملاك يوما... اراد الضغط على جرحها القديم.. يخشى لو أتى اليوم الذى تقرر فيه انهاء كل شئ والعوده الى حياتها الطبيعيه مع ابنتها ووالد ابنتها... لقد تمم زواجه منها وبكل ماتعنيه الكلمه هو حقا اقتنصها من الحياه.. ولكن لو اتت وقالت إنها تريد الطلاق لن يستطيع الرفض... لا يستطيع.. لن يتحملها على نفسه وعلى قلبه... لو جاءت الان وطلبت الطلاق للعودة الى توفيق سيفعل ويمت بعدها ولكنه سيفعل بكل تأكيد.
لذا وبكل انانيه منه.. من عاشق تعذب كثيرا فى عشقه سيضع الملح على الجرح ولن يكف عن تذكيرها بمعاناتها مع والد ابنتها... لن يترك لها اى فرصه للتفكير بالعودة إليه مهما حدث.
تركها تغوص قليلا فى بعض الذكريات المريره لها مع توفيق... يعلم أن الأمر يحزن جدا حبيبته ولكن ليتركها.. ربما ببعض العذاب ينصلح كل شئ... بعض الحزن لن يضر ولكن لتبقى معه... بإرادتها.
__________________________________________________
داخل الإسكندرية
فى احد المطاعم المطله على البحر.
جلس كارم يسحب كميه كبيره من هواء البحر المحمل باليود قائلا لنهى:الله.. الماء والخضره والوجه الحسن.
رفعت شفتها العليا تقول بسخرية :وهو فى قدامك خضره؟
كارم :يعنى هو فى قدامى وجه حسن.. خليكى فريش.
وقفت بحده تهم بالمغادره فضحك واوقفها قائلا :اقعدى يابنتى بهزر... ماهو بردو يانهى انتى على طول لابسالى وش الكلب ده كده مش نافع.
شهقت بغضب قائله :وش الكلب... اه يا...قاطعها قائلا:شوفتى.. اهو كنتى هتشتمى اهو.. طيب انا راضى ذمتك... عمرك شوفتى ظابط بيتشتم.. ده أنا اترفض فيها.. على طول كده شتيمه شتيمه... مافيش مره تقوليلى صباح الخير يا بيبى.
نهى:بيبى؟
كارم :اه شوفتى سهله ولايقه على النضاره كمان.
نهى:بقولك ياجدع انت.. انت خطبتنى وانت عارف انى كده انا ماضحكتش عليك.. ومالها النضاره بتتريق كمان على نضارتى.
كارم :يانهى.. يانهى ياحبيبتى انا نفسى اقولك كلمه حلوه... تقوليلى كلمه حلوه... حرام كده يا ناس انا بقالى سنه خاطب مش عارف امسك ايدك.
شهقت قائله :انت عايز تمسك ايدى؟
كارم :اه.. سبيه يمسكها يانهى... مافيهاش حاجة يعنى.
نهى:لا يا استاذ.. لا مش انا... انا اصلا عمرى ما اسيب حد يفكر بس يقرب منى... ولو حد فكر بموتو.
كارم :ايه موصله جسمك بالكهربا... تصدقى بالله انا مابقيت عايز امسكها.
رفعت رأسها بزهو تقول :ايوة كده الأدب حلو.
رغما عنه ابتسم... يعلم كم هى جميلة وخلوقه حتى لو كان لسانها لاذع وحاد قليلاً... احمم ليس قليلاً بل كثيرا جدا.. ولكنها حقا رقيقه وطيبه القلب يكفى انها تحفظ نفسها له.
لكنه بشر ولن يستطيع التحمل كثيراً تحدث بكبت يقول :نهى... احنا نكتب الاسبوع الجاي والفرح اخر الشهر.
نهى:نعم... ايه اللي بتقولو ده.. هو سلق بيض
كارم :نهى ماتستهبليش احنا مخلصين كل حاجه حتى إجراءات نقلك جامعه القاهره خلصانه والشقه والديكور حتى العفش محجوز.. مش فاضل غير فستان وبدله.
نهى بارتباك:لا طبعاً.. اااهو الفرح فستان وبدله وبس فى حااجات تانية كتير.
ابتسم بتسليه وقال :كل حاجه ممكن تتحل.. قولى بقا إنك خايفه من الجواز زى كل البنات.
نهى:ايه... لا طبعا.
كارم :خلاص يا وحش... خليك بطل كده للآخر واثبتيلى انك شبح فى نفسك كده ومش خايفه من الجواز ولا حاجة... انا هاكلم ابوكى.
رفع هاتفه بتحدى وهو ينظر لها يبتسم داخليا عليها.. تحاول قدر الإمكان إظهار الثبات ولكنها كأى فتاه ترتجف.
↚
فى قصر الخطيب.
انه يوم الاجازه.. الكل متواجد... ولكن هناك شئ آخر سيجعل الامور أكثر صعوبة.
فهو الان يقف أمام والدته لا يعلم ماذا يفعل وكيف يتصرف.
تحدث بغضب :إزاى يا امى تعزميهم من غير ما تقوليلى.
ناهد:واحده وعزمت اختها الى هى خطيبة إبنها الى هى اصلا بنت اختها مش فاهمة فيها ايه.
عامر :طيب ومليكه.
زمت شفتيها تجيب:والله مش عارفة... شوف انت بقا هتحلها ازاى يا اول فرحتى وكبير العيله.
ضيق عينيه يقول :تقصدى ايه بالى عملتيه وبتقوليه ده؟
ناهد :الى فهمته... انت عاكك الدنيا.. عكيت حياتك وعاككنا معاك.. لسه خاطب من يومين بنت خالتك وبعدها على طول بكام يوم جايب بنت ابن عمك الصغيره تقول بحبها.. عمرك شفت عك اكتر من كده.. انا ولا مصدقه ولا فاهمه ايه اللي بيحصل ده.. انا حتى مش قادرة استوعب انك انت الى تطلع منك التصرفات دى.
عامر :ايه الى جرالك يا امى... انتى كنتى بتحبى مليكه اوى.
ناهد :ولسه بحبها وجدا كمان.. ولو انا بعمل كده فأنا بعمله عشان كبيره وعاقله.. بعمل الى كنت متوقعه انك انت الى تعمله.. شايفاك قاعد بتتجاهل وضعك والى حاصل...مش عايز تواجه الأمر الواقع وهو انك خاطب وكبير... تقدر تقولى لو أجلت مجى هديل هنا الأسبوع ده طب اسبوعين.. اقولك شهر.. ها.. هتعمل ايه بعد كده.. انا قاعده اهو بهدوء مستنيه اسمع منك... انا لا هتعصب ولا هزعق.. انا بس عايزه اعرف دماغك فيها ايه للى جاى عشان انا كده شايفاها بتضلم.. مش عليك لوحدك.. لا عليك وعليها.
جلس بانهاك مرددا بقلة حيله :انا بحبها يا أمى.
عادت برأسها للخلف تستكين به على ظهر المقعد تغمض عينيها بتعب... لا تعلم ماذا تفعل.
فتحت عينيها تقول :طب وبعدين؟
وقف بتعب مرددا بضيق وقله حليه وهو يغادر بحزن وغضب :مش عارف مش عارف.
هزت رأسها هى الأخرى بقلة حيله.. لاتعلم ماذا تفعل ولكن... عنصر الخبرة وسنوات العمر مهم.. ترى مالا يروه.. لن تصمت ابدا.
خرج من عند والدته متجها للحديقه... يريد بعض الهواء.. صدره اصبح يضيق عليه من شدة الاختناق.
بعد دقائق كان يجلس على احد المقاعد يفكر وهو مغمض عينيه.
رغما عنه ابتسم تلقائياً وهو يشتم عبيرها الخفيف بالقرب منه مرددا وهو مازال مغمض عينيه وعلى وضعه :وحشتينى.
مليكه :وعرفت منين انه انا؟
فتح عينيه وجدها تقف أمامه تحمل بيدها كوبين من النسكافيه.. اخذهم من يدها وضعهم على الطاوله الصغيره أمامه وسحبها من يدها تجلس لجواره جدا
عامر :معقول مش هعرف ريحه حبيبتي.. ده اسمه كلام يعنى.
ابتسمت باتساع وفرحه وهو ينظر لكل انش بوجهها بحب واعجاب قائلاً :انتى حلوه اوى ياحبيبتى.
مليكه :ايوة انا حاسه بكده.
ضحك بشدة يجذبها لاحضانه وقال :ياواد يا واثق انت.
استكانت باحضانه تبتسم وهو أيضا يمرر يده على ظهرها بحب.
خرجت من حضنه تقول :يالا اشرب النسكافيه بتاعك قبل ما يبرد.
عامر :عرفتى منين انى لسه ماشربتش قهوتى؟
مليكه :متبعاك من اول ما صحيت ياباشا.
عامر :بحبك
مليكه :وانا كمان.
فى تلك الأثناء كانت سيارة عائلة هديل قد دخلت نطاق القصر الداخلي وتتوقف الان امام الباب الداخلي للبيت ومن خلفهم يجلس عامر ومليكه معه.
انتبهت ملكية للسياره اولا وهديل تهبط من السياره بعدها والدتها ونادر.
نظر الى حيث تنظر حبيبته وفهم كل شئ.. ماذا سيفعل الان.
نظرت هدى ناحيتهم بغل تقول :ودول قاعدين مع بعض ليه والبت دى لازقه فيه كده ليه؟
نادر بسخريه من الوضع الذى وضعت به شقيقته:باينه اوى يعنى...مش محتاجه فقاقه.
هدى :أخرس... وانتى ياحلوه.. ايه هتقفى تتفرجى.
قالتها وهى تنطر بغل لهديل والتى بموقف لا تحسد عليه حقاً.
أما عند عامر فالوضع كان متأزم أيضاً فهو لا يعلم ماذا يفعل... لايستطيع ترك حبيبته وتجاهلها والذهاب لهم... لن تتحمل ولن تصمت يعلمها جيدا.. أيضا هديل لا ذنب لها علاوة على أنها ضيفة الان.
نظرت له مليكه بغيره وغضب تقول :انت كنت عارف انها جايه؟
اماء برأسه موافقة ثم قال بهدوء:حبيبتي لو سمحتي تتصرفى النهاردة بهدوء وعدى اليوم.
مليكه:نعم.. اعدى اليوم واتصرف بهدوؤ؟ انت بتتكلم بجد.. ليه.. ده الى هو ازاى يعنى؟
عامر :حبيبتي عشان خاطرى ادينى شويه وقت.
مليكه :حبيبتي ايه بقا... هو انا حبيتك فعلاً؟
عامر :طبعاً حبيبتي.. انا بحبك اوى ومش عايز اخسرك عشان كده بقولك لو سمحتى عدى اليوم.. مش عايز الموضوع يخلص بخناق او مشاكل وخلافات... عايز اخلصه بهدوء.. ثقى فيا شويه.
عند السياره كانت هدى تكمل حديثها بغضب لابنتها:ايه. هتفضلى واقفه كده وتسبيها لازقاله كده... اتلحلحى يابت.
هديل :خلاص بقا يا ماما.. هو حر... شكله بيحبها نفضها سيرة احسن ليه كده؟
↚
هدى :نعم يا حبيبة امك.. قولى الى قولتيه ده كده تانى... قسما عظما لو اتكررت تانى لانا الى هعرف شغلى معاكى ومع ابوكى ومش هتطولى اى حاجة أظن فاهمة قصدى كويس هاا؟
اصطكت اسنانها بغضب وذهبت من امامها تجاههم.. لا حيله لديها.
نظر نادر لأمه بغضب يقول :يا شيخه ملعون ابو الفلوس اللي تخليكى تعملى كده فى بنتك.
هدى باستنكار وسخريه:وهو انا بعمل فى بنتى ايه يعنى... بحافظ على مستقبلها.
نادر :كده؟! بقلة القيمة دى؟
هدى :قله القيمة دى من نصيب البجحه الى قاعدة جنبه.. بنتى هى الى خطيبته.. فاهم ياحبيبي... ويالا.. يالا نروحلهم.
تقدمت هديل منهم لا تدرى ماذا تفعل... أصبحت دمية وانتهى الأمر.
وقف عامر بدوره مرحبا يقول :اهلا وسهلا يا هديل.. البيت نور.
هديل :اححمم..منور بيكوا... ازيك يا ميكا.
مليكه :حلوه .. وعامر بس الى يقولى ميكا.
تقدمت هدى تقول بحاجب مرفوع :عامر؟ مش عيب بردو يا مليكه ياحبيبتى تنادى الاكبر منك كده من غير ألقاب.
مليكه باستفزاز:ماهو على يدك يا طنط انتى عارفه اني كنت بقولو كده بس هو الى طلب منى اقولو يا عامر بس.. مش كده يا عامر.
نظر لها يهز رأسه بقلة حيله منها... لن تستطيع الصمت وهو يعلم ذلك.. يدعو الله أن يمر هذا اليوم بسلام.
اما هدى فنظرت ناحيه ابنتها بغضب تحسها على الحديث.
هديل لمليكه :اوكى حبيبتي.. عامر طيب ومش بيحب يحط حواجز بينه وبين حد.. مش كده يا حبيبي.
اتسعت أعين عامر مرددا داخله :حبيبي.. من امتى وهى بتقولى كده اصلاً.. استر يارب مليكه هتهد الدنيا.
وبالفعل... ظهرت غيرتها واضحه للعيان تقول :حبيبك ايه.. انتى ازاى تقوليلو كده.
هدى:الله.. جرى ايه.. مالك كده ماتهدى.. مش خطيبته وقريب اوى هتبقى مراته.
من أجل إنهاء الامر بهدوء وحكمه لايريد أن يحتد على خالته الآن ويقلب كل شئ رأسا على عقب.. لكنها تنظر له باعين متسع تنظر له وشفتيها تردد بزهول لا تراه يعترض:مراته؟
هدى :اه يا حبيبتي.. عقبالك كده لما تكبببرى ها.. تكبرى كده ونشوفك عروسه حلوه.
نظرت لهم بتحدى وغبظ قائله :قريب... قريب اوى هوافق على حد من خطابى الكتير يا طنط وافرحك بيا.
نظر لها بغضب... ماذا تقول هى وبأى سخافات تهزى..حتى لو غارت لا يحق لها قول او فعل ذلك ابدأ.
اما هى غادرت المكان تصعد مباشرة لغرفتها.. تحبس دمع عينيها لاتستطيع لا التحمل والقوة.
كانوا هم بحربهم تلك ونادر فى عالم آخر.. يبحث عنها.. ظل يبحث ويبحث حتى وجدها.. تجلس تحتضن علبة النوتيلا كأنها لم تأكل ضهرا.
نادر بخوف من شراهتها :فى أي يا كارما انتى قافشه حرامى.
نظرت له بفمها الملطخ بالنوتيلا من جميع الجوانب كالأطفال :ايه فى ايه انا حره.
نادر :حره ايه وزفت ايه.. وشك كله ملطخ.. ايه ده.. ايه الفجعه دى.. البرطمان بيقول اغيثونى.
كارما :اضحك يعنى كده الافيه خلص؟ هاهاها.. مش بتضحك على فكره.
نادر :اموت واعرف راحت فين كارما الى كانت قبل ما اسافر رقيقه وكيوت.
ظهر عليها بعض الحزن تقول :موجوده.
عاودت التهام النوتيلا مجددا تخفى اى الم فقال هو :طب هى فين.. وليه اتخطبت لمحمد.
كارما:وبتسأل ليه؟
نادر :عايز اعرف ليه اتخطبت لمحمد.
كارما :عادى.. نصيب.. واهو ماكملش.
نادر بسخريه :زعلت والله.. ده حتى محمد كينج الاحساس يعنى.. لا فعلاً زعلت.
وضعت المعلقه بفمها تخفى اى وجع من حديثه تجيب متصنعه اللامبالاة وهى تتقطع من الالم:لا ماتزعلش على غالى.
نادر بلا تردد :مانا ماعنديش اغلى منك يا كرمتى.
رفعت وجهها له باعين متسعه وفم مغلق على النوتيلا.
فردد مجددا بمنتهى القوة كأنه يقول صباح الخير :انا بحبك يا كارما.
قالها... وغادر... خرج من المطبخ كله وهى... سقطت من يدها المعلقة.. جلست على أقرب مقعد لاتصدق... هل سيتحقق حلمها؟
____________________________________________________
خرجت حكمت تقوم بوضع بعض الملابس على احبال من البلاستيك بشرفه بيتها كى تجف فى الهواء. وجدت سيد هو الآخر يقف في شرفة شقته والقلق يظهر بوضوح على وجهه فقالت :خير يا سطى سيد. واقف كده ليه كفا الله الشر.
سيد :البت مى اتاخرت.. المفروض درسها يخلص من ساعه.
حكمت :طب اهدى اهدى ياخويا زمانها جايه خير ان شاء الله.
سيد بقلق:يارب.
بدأت القلق يتسرب إليها هى الأخرى فالوقت فعلاً قد تأخر.
لكنها تنفست الصعداء وهى تجدها تسير بغضب وخلفها يوسف.
هتفت بفرحة :اهى جت تحت آهى.
أخيراً ابتلع رمقه يقول :الحمد لله... بس هو يوسف ماله.
حكمت:مش عارفة.. هروح اشوفو.
بالخارج
كانت اقتربت من باب شقتهم تهم لفتح الباب فلحق بها بغضب يقول :بت انتى اما اكون بكلمك تقفى وتسمعى لحد ما اخلص كلامى خالص انتى سامعه.
↚
مى بحده وصوت عالى جدا :نعععم ياخويا... ليه انشاء الله تكونش ابويا ولا امى.. اتكلم على ادك ياض.
يوسف بغضب:ياض؟! بتقوليلى ياض... ده انتى يومك مش معدى النهاردة.
خرج كل من سيد وحكمت كل منهم من شقته على صوت شجارهم الذى أصبح شبه معتاد فى الفتره الاخيره.
حكمت:فى ايه. فى ايه يا مى.. ايه يا يوسف.
يوسف :شيلو البت دى من قدامى ياما الا واقسم بالله هفصل راسها عن جتتها.
سيد :يوسف... جرى ايه.. ابلع ريقك كده وماتنساش انى عايش وواقف قدامك كمان فى ايه بتزعق فى البت كده ليه؟
يوسف :أسأل بنتك.. ايه اللي موقفها مع الواد النى ده فى وقت متأخر كده؟
مى:وانت مالك يا تنح يابارد... كنت من بقية اهلى.
سيد :مى.. ردى عليا انا ... الكلام اللى بيقولو ده صح.. كنتى واقفة مع واحد؟
مى:يا بابا احنا كلنا كنا بنصور ورق وهو كان جاى يوزع علينا باقى فلوس كل واحد فينا وانا كنت آخر واحده عشان مالقتش فكه ال100 إلى انت مديهالى وانا نازله فوقفت لحد ما لاقى فكه وجه ادهالى... غلط فى ايه انا بقا.
سيد :طيب خلاص.. بس ماتحطيش نفسك في موقف زى ده تانى ماحدش هيفهم كل الظروف دى وهيفهم غلط على طول.
مى:انا مش بعمل حاجة غلط... والبيه ده بيعلى صوته عليا فى نص الشارع ليه زى ما يكون واصى عليا.. ده فرج عليا الناس.
يوسف :بت انتى وطى صوتك.
مى:شايف يابابا.. شايفه ياطنط.
حكمت باستياء من ابنها :شايفه يابنتى حقك عليا انا... انا اللى معرفتش اربى.
يوسف بغضب :بقا يوسف هو الغلطان دلوقتى.. ماشى.. ماشى ياما.
ثم غادر البنايه كلها مجددا وهو يتوعد لها.
حكمت بأسف:حقك عليا انا يامى.. ماتزعليش.. ماعلش يسطا سيد.
سيد :حصل خير.. ابننا بردو.
مى:ماتقوليش كده ياطنط انتى مش ذنبك حاجة.
حكمت بحرج:تصبحوا على خير هروح اكلمه تشوفوا راح فين.
اماء لها سيد واغلق كل منهم باب شقته.
______________________________________________________
طوال اليوم ونادر عينه لاتتزحزج عن كارما المرتبكه بشدة.
وهديل تحت ضغط والدتها تزيد من جرعة الاهتمام بعامر.
وعامر عقله وقلبه مع تلك التى لم تريه وجهها ثانيه طوال اليوم... يعلم أنه أخطئ بعد الشئ ولكن هناك أمور يجب أن تؤخذ بحكمه حتى لا تتعقد.
كانت بغرفتها تبكى.. تبكى بصمت ولا تريد حتى الحديث مع ندى وطلبت منها أن تذهب الليله لاى غرفة اخرى.. تريد أن تبقى وحدها.
فى وقت متأخر من الليل.. تقلب فى نومها لا تعشر براحه ولا تعلم لما... فتحت عينها تنطر بتشوش حولها بخوف ورهبه. أين هى... تتذكر انها قد غفت على فراشها بعد وصله بكاء مريره.
اخذ الوقت منها ثانيه او اثنين.... تعلم هذا المكان وجاءت إليه مسبقاً ذات مره.
اتسعت عينيها وهى تدرك.... تنظر حولها بزهول واعين مستعه.... إنها على متن طائرة عامر الخاصة مجددا.
وهو يجلس مقابل لها يتأمل صدمتها بابتسامه لعوب يقول :صح النوم يا حبيبتي....
↚
فتحت عينيها بتشوش.. تستوعب... تعلم هذا المكان.. اتت إليه من قبل.. اخذ الأمر اكتر من ثلاثين ثانيه حتى بدأت تستوعب... هى الان على متن طائرة خاصة... طائرة عامر.
اتجهت بعينها التى مازالت تحمل أثر النوم إليه.
وجدته يجلس مسترخى على معقد نصف مفتوح... يحمل بيده كاس من العصير..يبتسم لها مرددا: صحى النوم يا حبيبتي.
مليكه :انا ايه اللي جابنى هنا؟
عامر :انا يا روحى.
ملكيه:ايوه جيت ازاى؟
عامر ببرود:شيلتك.
مليكه :شيلتنى؟!
عامر :اه.. شيلتك كده هيلا بيلا.. عشان تعرفى أنك عيله بتتشال بسهوله.. ينفع كده؟ تتشالى وتتحطى وانتى ولا حاسه؟
مليكه بغيظ:الغلط مش عليا.. الغلط على بيدخل اوض غيرو... إزاى تدخل اوضتى وانا نايمة.
وقف من مقعده يقترب منها يقول باستمتاع وتلاعب :انا حر... حر فيكى.
رغم محاولتها المستميته لإظهار غضبها إلا أن كلمته دغدغت كل حواسها.
رفرفرت باهدابها تقول بتلعثم:ايه حر فيا دى.
اقترب منها أقصر يقول :ايوة حر فيكى... ملكى وانا حر فيه.
تفاقمت دقات قلبها الصغير من كلامه... نبرة صوته الواثقه القويه.. ثبات شخصيته وقوتها.. هيبته التى تفرد نفسها على اى شئ وكل مكان... وقار يتحرك على قدمين... أحياناً لا تصدق ان هذا الشخص الوقور يهيم بها عشقا.. مظهره وهيئته تلك تجعله حلم صعب على اى فتاه.. لكنه..... توقفت عن شرودها به بصدمه... وهى تشعر به يضمها لصدره.. ثم وهدوء يفتت اى قوه ألتهم شفتيها بسلاسه وعذوبه.. يغمض عينيه ويستمتع بتلك اللحظة الفريدة معها.
شعرت أن قبلته قد تالت... بل واقتربت على التمادي وفقد السيطرة وهى تشعر ببداية تحرك يديه عليها بطريقة جديدة منه.
تملصت منه بصعوبه تنذره.. أخيرا استفاق على حاله.. يستوعب الى اى درجه فقد سيطرته على نفسه... معها يصبح كل شئ خارج حدود السيطرة.
كيف يسيطر على نفسه ومعه انثى بكل ذلك الجمال.
ابتعد يرفع يديه الاثنين يغرس اصابعه بشعره مزهول مما كان سيفعله لولا ابتعادها وافاقتها له.
فضل الابتعاد الان... هو بالآخر بشر.
جلست خلفها على المقعد بارتباك... رغم كل شئ هى انثى... سعيدة بلهفته عليها... لكن مازال جسدها ينتفض.
بعد دقائق قليلة عاد إليها ومعه كاسين من العصير.
جلس لجوارها يقول :اسف يا حبيبتي.
اماءت برأسها فقط تبتسم بصعوبه :دى كبيرة اوى.. عامر باشا بيعتذر.
كانت تحاول تجاوز الموقف... ان تتحدث بموضوع آخر... لا صلة له باى شئ وربما بحديث غير متناسق لكنها تريد التمويه عن ارتباكه وارتباكها.
اغمض عينيه يبتسم... يقدر ماتفعله ببساطه... تريد التشويش عن مع حدث.
لكنها سرعان ماعادت لطبيعة اى انثى.. الخوف.. خافت مما حدث منذ قليل.. وعلى نفسها فقالت بتوتر:هو احنا رايحين فين؟
عامر :امممم.. خمنى كده.
ملكيه بتلعثم:مش عارفة.. بس بقولك ايه.
عامر :ايه؟
مليكه :ماتيجى نرجع.
عامر بحزن:ليه؟
ابتسمت بتوتر وشحوب تبحث عن اى حجه فقالت:ااهههه.. ااصلى بصراحة بقيت بتشائم من الطياره دى.
عامر:ده انتى قلبك اسود اووى.
مليكه :كان يوم صعب اوى... يالا نرجع.
عامر :لا مانا لازم اصلح الذكرى الوحشة دى ويتحط مكانها ذكره جميله ماتتنسيش عمرنا كله.
مليكه :مش ضروري اوى. يالا نرجع.
نظر لها باستهحان:مليكه.. انتى خوفتى منى؟!
صمتت بحرج.. لاتدري ماذا تقول...اين لها بحجة وما يقوله هو الصواب.
رآها وهى تهرب بعينيها منه.. وصلته اجابتها بدون حديث.
تحسس يديها بكف يده يقول:حقك عليا... بس انا بحبك اوى... انتى جميلة اوى يا مليكه... لما بقرب منك بفقد السيطرة على نفسى... بس مش عايزك تخافى منى بليز.
مليكه :اوكى.
ثم قليلاً وهو يتأمل ارتباكها وقالت :بس يالا نرجع.
عامر:مليكه.. عايزين نعمل ذكرى حلوه تفضل معانا طول سنينا مع بعض.
ابتسمت بمرارة وقالت :وهو احنا هنفضل سنين مع بعض؟
عامر:طبعا... ده سؤال؟ ليه بتقولى كده؟
مليكه :من اللى انا شايفاه قدامى... حضرتك خاطب ولا ناسى... كل كوابيسى اتحققت.. قولتلك هى هتبقى جنبك وانا على الهامش.. قولتلك هى هيبقى ليها كل الحق وانا مش هقدر اتكلم... شوفت خالتك النهاردة قالتلى ايه... هتبقى مراته... شوفت هديل وهى بتقولك يا حبيبي.
عامر :انا حبيبك انتى وبس.
اخذ نفس عميق وتحدث بهدوء يحاول أن يشرح لها:بصى ياحبيبتى... انا مابقاليش كتير خاطب هديل هتبقي مشكلة كبيرة لو سبتها بعد كام يوم... انا صحيح اقدر أواجه بس هى لا... لعلمك هديل مش بتحبنى... انا بالنسبه ليها عامر الاخ.. القدوة لكن زوج لا.. وانا عارف... الاحساس بيوصل يا مليكه والمشكلة انى حاسس انها كمان عارفه اني مش بحبها وأنى بعتبرها اخت بس... يبقى نهدى كده ونعقل ونسيب كل حاجه تاخد وقتها.
مليكه :هو كلام يحترم وكل حاجه بس انا مش هحترمه.
↚
ابتسم بيأس ثم لكزها بخفه يقول :بطلى طوله لسان واسمعى... دلوقتي احنا فى مشكله بنا. انتى صغيره ومتهوره على حسب سنك... وانا الكبير الى المفروض ابقى عاقل... انا مش هينفع اسمع كلامك وامشى وراكى فى كل الى انتى عايزاه.
مليكه باعتراض :لأ انا مش كده وانا عارف... ولا انا الى عايزاك تسمع كلامى فى كل حاجة والا اتقمص... بس ده مش اى موضوع وانت عارف.. وعارف كمان انى استحملت معاك كتير... ده غير سنين عمري الى ماكنتش حاسس بيا فيهم ولا حتى واخد بالك منى.
زم شفتيه بغضب من نفسه مما كان عليه وقال :حقك عليا.. والله هعوضك عن السنين دى كلها... بس لو سمحتى تطولى بالك فى موضوع هديل... هى مش خطوبة والسلام ده فى قرابه.. يعنى لازم انهى الموضوع انهيه بشياكه عشان القرابه تفضل موجوده ومايحصلش اى ضرر.
تهز رأسها برفض.. ترفض الفكره برمتها..تعلم هى ضيقه البال والخلق. تغار عليه بشده.. لن تتحمل.
تحدثت ببعض العصبيه:لأ لا.. مش هعرف... ماوعدكش.. انا بيبقى هاين عليا اجيب شعرها كله فى ايدى... انا بغير عليك اوى وغيرتى وحشه.. يمكن اوحش منك.
أبتسم حتى بانت كل اسنانه قائلاً بفرحة :يسلملى حبيبي الى بيغير يا ناس... هو انا جامد اوى كده عشان أجمل بنت فى الدنيا تبقى بتغير عليا؟
مليكه :مش وقته خالص على فكره.
نظر لها باصرار فابتسمت رغماً عنها وقالت :بصراحة اااه.. وانا بتحول لزمبى هياكل اى واحده تقرب منك كده من رقبتها.
قهقه عاليا يضمها لاحضانه لأ يصدق او يتخيل وهى تكمل قائله :فاكر لما كنت بتقولى انا غيرتى صعبه وبتاع.. انا ابشع منك... انا مش ببقى ضامنه نفسى.
زادت ضحكاته وهو يقول :لا وعيله يعنى لا حرج عليكى.
لكزته بكتفه تقول:ايه عيله دى؟
عامر مبتسماً :احلى عيله في الدنيا.
اتسعت ابتسامتها تنظر له ببلاهه فقال:مش عايزه تعرفى رايحين فين؟
مليكه:مش اوى... اصلى اتشائمت من الطياره دى.
عامر :ليه بس.. مش قولنا هنبدل الذكرى الوحشة بواحدة حلوه... وواحدة ليه.. نخليها ذكريات كتيير. ايه رأيك؟
مليكه :مش متفائله بس ماشى.. هنروح فين؟
عامر :هنروح كذا مكان...بس أولها اكتر مكان بحبه زى مانتى عارفه.. مدريد.
ملكيه:وااااو.
ابتسم بحب :عايزين بقا ننسى اى خلاف وننبسط.. ولو على اى حاجة تانية ماتقلقيش انا هتصرف.. وراكى رجاله على فكره.
ضيقت عينيها وقالت:تقصد ايه؟
عامر :مش مسموح بأى اسئله...مسموح بفسح.. خروجات...سينما ومسرح... شوبينج... ضحك وهزار... اى حاجة تانية نوو.. اوكى حبيبتي؟
مليكه باصرار وحماس :اوكى... يالا بينا.
عامر :عموماً احنا كمان كام ساعة هنوصل... تعالى بقا كملى نوم.
_______________________________________________
صباحا فى منزل الخطيب
يجلس الجميع على الفطور... الكل بانتظار حضور عامر.
أتت تلك الخادمة التى أرسلتها ناهد لايقاظه وقالت :مش موجود يا هانم.
ناهد:مش موجود! دة احنا لسه بدرى.. معقول لحق راح شغله.
نظرت إلى محمد الذى يتابع مايحدث بتحفز وحاجب مرفوع قائله :هو فى حاجة فى الشغل يا محمد... فى مشكله ولا حاجة؟
محمد :لا خالص الشغل ماشى زى الساعه.
ناهد :والانتخابات الى مقدم فيها... يعنى يكون حصل حاجة؟
ابتسم بتهكم وقال:ده على اساس ان ابن حضرتك مهتم مثلاً... ده مش هامة الموضوع كله من أوله لاخره ولا فارق معاه اد ايه الموضوع ده هينقلنا كلنا... انا الموضوع ده بالنسبة لى حياة او موت... لو كان ينفع أقدم انا كنت عملت كده.
تدخلت كارما هذه المرة تقول بسخرية :وماقدمتش انت ليه يا محمد... مابتحبش انت تبقى فى الوش... دايماً حابب تاخد من ورا الكل من غير اى مسؤليات.
احتد محمد قائلاً :قصدك ايه يا كارما.
كارما ببرود ;انت كان ممكن تقدم وبردو اسم عامر كان هيرجح كفتك.. مجرد انك من ولاد الخطيب هيرجح كفتك بردو.. مش مضطر تدخل عامر لأنه الأكبر... كلنا عارفين ده.
جلس بتوتر اخفاه ببراعة يحسد عليها وقال :الموضوع مش كده وبس... ليه حيثيات تانيه كتير اشك انك تقدرى تفهميها يا كارما.
قال ذلك وهو يتابع تناول طعامه ببرود.
كارما :قصدك ايه يعنى انا مابفهمش؟
محمد :لا لا سمح الله انا اقصد ان فوق كل ذى علم عليم.. ودى أمور انتى ماعندكيش خبره فيها.
كارما :تقريبا يا محمد انت الوحيد اللي شايف انى مش بفهم فى اى حاجة.. مش عارفة انت ازاى كنت مصر تتجوز واحدة زيى.. عموما اهو ربنا نجدك.
قالتها بسخرية واستفزاز وغادرت.. وهو ينظر لاثرها بغضب كبير بعدما وصله معنى كل حرف تفوهت به... يقسم لن يترك كل تلك الملايين لغيره.
خرجت من القصر كله بسيارتها... تسير فى الشوارع بدون وجهه محددة.. قررت الخروج اليوم.
لاحظت في المرأة سير سياره خلفها.. يبدو أنها تتبعها.
↚
أرادت التأكد ربما يخيل لها... انعطفت بسيارتها يمينا. فانعطفت خلفها.. خالفت الاتجاه وسارت بالطريق المعاكس.. فغيرت السيارة اتجاهها وانحدرت... تملك الخوف منها... زادت من الضغط على البنزين فزادت سرعة السيارة تبعاً.. تسير والسيارة الأخرى خلفها.. زادت السرعه اكثر.. تسير للأمام قليلا والأخرى تلاحقها... تضيق الخناق عليها.. تحتك بإطار السياره... لا قدره لها على التحمل او القوه... بحركه سريعه من السيارة الأخرى شد السائق ذراع السياره واستدار بها فصنع دائره كامله وتوقف أمامها يمنع سيرها... وهى قاربت على التبول او شئ فعلته ان رفعت هاتفها تهاتف او شخص فكرت فى الاستنجاد به.
وإذ بها تجد الهاتف يدق بتلك السياره... اتسعت عينيها وهى تراه يهبط من سيارته.. يسير بتبختر.. يرفع نظارته من على عينيه ويتقدم منها بهيئته الخاطفة تلك حتى وقف امامها قائلاً :ايه رأيك فى شويه الاكشن دول؟
نظرت له بشراسة مردده:انت بتستهبل يا نادى؟
نادر :حبيت اسرق قلبك وكده انا عارف البنات بتموت فى جو أحمد السقا وكده... ها؟؟!عجبتك؟؟
قالها وهو يغمز لها بعينيه عدت مرات كالابله فقالت :يا شيخ حرام عليك... انا كنت هقطع الخلف.
نادر:ولا يهمك هنخلف بردو الطب أتقدم اوى.
كارما :انت ايه الثقه دى كأنى مراتك مثلاً وعندنا حسام وحنين.
نادر :تصدقى حلو.. اه والله حلوين الاسمين دول... وبصى ندهن الاوض بتاعتهم بببى بلو مع بمبى يعنى حيطة بيبى بلو وحيطه بمبى... الستاير بقا هان.... قاطعته قائله :حيلك حيلك...انت اخترت الوان الستاير كمان... ده ايه ده ياربى.
نادر:شوفتى مع ان المفروض انتى الى تختارى وتعملى كل الحاجات دى... بس هقول ايه.. من بين كل البشر ربنا يوقعنى فيكى انتى.
كارما بحده:نعمم.. ومالى بقا ده انا حتى هحسنلك النسل واجيبلك عيال قمر.
نادر :اووووبا. قفشتك... يعنى وافقتى.
تلعثمت بحرج.. نطق لسانها بغير حساب لما يريده قلبها حقا.
كارما :هااا.. للا. طبعا... قاطعها هو:بس بس... انا قفشتك والى كان كان.. يابنتى ماتتكسفيش.. انا عذرك بردو.. انا كنت مدوخ بنات لندن كلها.
نظرت له بغيظ وقالت:طب اوعى.. اوعى بقا من على عربيتى.. اوعى عشان امشى.
نادر :تمشى تروحى فين؟بقا بعد كل الشقلبه دى هتمشى... يالا احنا هنخرج سوا.
كارما :هتودينى فين.؟
نادر:الحسين... يالا؟
كارما بحماس:جدا.
ابتسم عليها قائلاً :مجنونه... يالا سيبى عربيتك وتعالى معايا.
كارما :اوكى... يالا بينا.
__________________________________________
فى الحاره جلس يوسف على مقعده مكان والده مثلما كان يجلس أمام محله... رغما عنه ينظر لساعة يده.. يبدوا ان احدهم قد تأخر بعض الشئ.
ثوانى وكانت مى تسير فى طريق عودتها لبيتهم والذى تمر منه من أمام محل الجزاره... رأته يجلس أمام المحل فاشاحت بوجهها بكبر وغضب وأكملت سيرها... وهو رفع ذقنه جزء منه شعر بارتياح لعودتها بمعادها.. بمفردها. وجزء منه غاضب منها ومن طريقتها ولسانها اللاذع بالإضافة إلى الكبر الذى هى عليه وتقليلها منه دائما.
اشاح هو الآخر بنظره لا يريد أن يعيرها اهتمام او حتى يفكر بها.
فى مكان بعيد قليلا عن محل الجزاره.. تحديدا فى شقة ام نجلاء وقف توفيق يصرخ بخالد:فين اختك يا خالد؟
خالد :انت بتعلى صوتك علينا فى بتنا.
تدخل شكرى:خالد الراجل معذور... مراته اديلها اسبوع برا بيتها مانعرفش هى فين والى سمعناه انها مع رجب الجزار.
خرجت هناء ولم تستطع السيطرة على هدؤها مثل امها وشقيقتها وهن يسترقن السمع إليهم بالخارج.
بل اندفعت تفتح ذراعيها وتشيح لهم قائله :قطع لسان الى يجيب فى سيرة اختى بكلمه.. اختى اتجوزت على سنة الله ورسوله وانتو كنتوا شاهدين.
شكرى :لما الرجاله تتكلم النسوان تسكت... ماتشوف أهل بيتك يا خالد.
وقف خالد قائلاً بغضب :ايه مش شايفانى بتكلم.. خشى انتى جوا.
هناء :مانا مش هسكتله وهو جايب سيرة اختى بالردى كده.
توفيق :اختك الى يتدافعى عنها مسافره مع واحد غريب... ها.. تقولى فيها ايه دى؟
هناء:ماكانت معاك...ماكانت فى ايدك وتحت جناحك... انت اللي طفشتها.. ده انت كل ماكنت تنطق.. انتى طالق انتى طالق...الا عمري ماشوفتها مبسوطه معاك... دلوقتى بقت كحكه بسكر.
صمت توفيق بغيظ فقال شكرى :ست هناء... دى امور خاصه بيهم واحنا مش جايين عشان كده... احنا جايين نشوف اتفاقنا الى اتفقناه مع خالد وسيد و رجب.. عايزين نعرف ايه اللي بيحصل من ورا ضهرنا... قوم بينا يا خالد... يالا يا توفيق.
بعد عشرة دقائق
كانوا ثلاثتهم واقفين امام سيد وهو يمسح يده بمنشفه برتقاليه قائلاً :خير يا بهوات.. أمرونى.
توفيق :فين صاحبك... واخد مراتى على فين.
سيد باستغراب شديد :مراتك؟!!! عدم الامؤاخذه هو انت اتجوزت؟!
شكرى :سيد... ماتصيعش علينا... انا عارف انه قصده على الست ام ندى.
سيد :ازاى بس ياحج شكرى.. هى مش الست ام ندى اتجوزت المعلم رجب...هو مش انت كنت موجود بردو يا استاذ خالد.
خالد:ايوة بس ده كان اتفاق.. يوم يومين مش اكتر... وانت كنت شاهد.
سيد باستغراب :انا يابنى.؟؟!!
↚
شكرى :لا إله إلا الله.. وبعدهالك فى اللوع بتاعك ده يا سيد.. صاحبك فين.
سيد بسخريه:كلموا.
شكرى :وهو لو تليفونو مفتوح كنا جينالك.
سيد :والله علمى علمك يا حج شكرى... انا بردو مش عارف اوصلوا... اقعدوا اشربوا الشاى... واااد يا جنش.. ولا.. شاى هنا للاساتذه.
علموا انه يطردهم بالزوق فقال توفيق :ماشى. مسيرهم يرجعوا.. الحساب يجمع.
هدهد سيد بيده على كتف توفيق يقول :روح انت يا باشمهندس استناهم لحد ما يرجعوا.. يالا نورتونا.
ذهبوا من أمامه... لا حل امامهم سوى انتظار عودتهم.. أما سيد فجلس على مقعده يتنهد قائلا :ماشى يارجب.. اتدلع انت وانا حالى يقف هنا.
______________________________________________
اما عند نجلاء
فكانت تجلس على الرمال امام البحر مباشرة تنظر له شاردة بكل ما يحدث معها.
انتبهت على صوته يبدو أنه قد عاد.
رجب:اتاخرت عليكى يا ست البنات؟
ابتسمت له :اه.. انا جعت اوى.
رجب :يقطعنى.. بصى جبتلك ايه.
فتح تلك الفافه التى بيده فاتسعت عينها قائله :فطير؟
رجب :اه. فطير شرقى إنما إيه.. محشى سبيط وجمبرى.. والتانية حلوه... محشيه حاجات كتير.. انا مش عارف ايه هى بالظبط بس وعد هتدوقى احلى فطير شرقى فى حياتك كلها.... المنطقة هنا احلى مكان تاكلى منه فطير شرقى.
سال لعابها من الوصف فقط... قطع لها قطعه كبيره يطعمها أيها فى فمها قائلاً :بالهنا والشفا يا ست البنات.
ابتلعت تلك القطعه بصعوبة وهى تغمض عينيها باستمتاع ونهم
مردده:حلوه اوى يا رجب.
رجب ببلاهه :ها.
نجلاء :حلوه اوى.
رجب :لا لا التانيه... يارجب... حلوه منك اوى.. لحد دلوقتي مش بتناديلى بأسمى.. ده يوم المنى
ضحكت بشده وهو معها... وشرعوا فى الطعام بنهم وهو يحكى لها لمحات من طفولته وشبابه.. ذكرياته فى قريته قبل القدوم للقاهرة وهى تستمع له بانصات شديد واهتمام.. لم يسبق وفعل معها احد ذلك... دائما ماكان يعاملها توفيق على أنها نكره... حتى لو تحدث لن تفهمه... لكن رجب... الجزااار. غير.
____________________________________________
فى احد المحال التجارية بمدريد.
وقف عامر وهو يحمل حقائب كثيره لا يعلم كيف ولما فعل ذلك بنفسه. شوبينج مع فتاه... لا يستطيع التحمل... وما كل هذه الاشياء.
عامر :ما كفاية بقا يا حبيبتي.
مليكة :تؤتؤ.. لسة فاضل حاجات كتير... كمان لسه هديه ندى ونهى وكارما.
القى مابيده بغيظ.. نظرت له بزهول فقال بغضب كأنه طفل:انتى يابت انتى... انا جايبك هنا بعيد عن الكل عشان تبقى معايا لوحدي.. وانتى ماشيه هاريانى شوبينج ولف وشرا وكل تفكيرك في كارما ونهى.
اقتربت منه تمسك وجنتيه بكلتا يديها تقول :غيرانه يا بيضا.
اشاح بنطره كأنه طفل بالضبط وقال :انا مش بيضا.. بقا انا خاطفك من مصر وملبس نفسى مصيبه قدام البيت كله عشان تبقى معايا لوحدى وانتى فى الاخر مش مركزه.
اتسعت عينيها وقالت :يانهار ابيض. إزاى مافكرتش فى الموضوع ده... دول زمانهم عرفوا انى بايته برا البيت ومعاك.
عامر :اكيد زمانهم عرفوا.. يبقى سيبك من كل الشوبينج ده ورجعيلى حبيبتي بقا.
ابتسمت له وقالت :حاضر.
ضمها له بقوه يشتم عبيرها ثم اخرجها من احضانه يضع خصله من شعرها خلف اذنها يقول بوله:تعالى اجبلك ايس كريم وبعدين نلف فى البلد شويه... بالليل بقا المفاجئة......
بقلم سوما العربى
↚
فى مساء تلك الليله.
وقفت داخل غرفتها تنظر لذلك الفستان الموضوع على فراشها.
لا تصدق هل هو من جلبه... وهل سيتركها ترتديه.. هل اختل نصاب الكون ام انطبقت السماء على الارض ام ماذا ليتركها ترتدى فستات كهذا... صحيح طويل لاخر القدم.. لكنه مفتوح الصدر والظهر بطريقة غير عادية.
خرجت من عرفتها وذهبت تجاه عرفته تدق الباب.
فتح لها مبتسما كأنه كان يعلم بقدومها.
مليكه :عامر.. هو انت شوفت الفستان الى جالى النهاردة.
عامر :امال هشترى حاجة مش عارفها... ده أنا شوفتوا وتخيلتوا عليكى بالملى.
اتسعت عينيها تستوعب مايقولوه ذلك العامر... كأنه شخص جديد عليها... وايضا اين ذهبت غيرته العمياء؟
مليكة :عامر... انت متأكد... يعنى البسه عادى ونخرج نسهر بيه عادى؟
عامر :اممم.. البسيه عادى.. ونخرج نسهر بيه عادى.
مليكه باستغراب:حاضر.
عامر :طب يالا.. يالا ربع ساعه وتكونى جاهزه.
بعد ساعه ونصف.
كان يقف متأفف يحدث روحه:هو الستات كده كبار ولا صغيرين لازم عشر ساعات لبس السن مش بيغير الموضوع ده.
فتح باب الغرفه... وخرجت هى منه تتهادى بحطواتها.
ينظر لها باعين مبهوره... حتى خياله لم ينصفها... مايراه الآن فاق كل خيالاته...بفستانها الأحمر الملاصق لجسدها الرائع.
شعرها نصفه على ظهرها ونصفه على احد كتفيها.
ظل ينظر لها بانبهار وفتنه وهى تنظر له بحرج.. لأول مره تظهر أمامه هكذا.
حاولت إخراج صوتها تقول :يالا؟
لكنه لم يكن مع حروفها.. هو هائم الان بحبيته فائقة الجمال.
مليكه:عامر.
عامر :ياروح عامر.
اقشعر جسدها تنظر له بفرحة وهى تبتسم قائله :يالا مش قولت فى مفاجأة.
عامر :اه... يالا.
همت بالتحرك ولكنه قال:استنى هنا رايحه فين؟
مليكه:ايه مش هنخرج.
عامر :ايوه بس مش هتخرجى كده.
مليكه :الله.. هو مش انت قولت اوكى عليه.
عامر :ايوه بس تلبسى ده واحنا خارجين.
دخل غرفته لثواني ثم خرج وهو يحمل بيده جاكيت مت من الفرو يغطى كل جسدها حتى خصرها.
هزت رأسها بيأس فقال :أمال كنتى مفكرة ايه.. احنا رجاله اوى لعلمك.
ضحكت بشده وهو معها ثم سحبها معه خارج الفندق نهائيا.
بعد مده توقفت بهم السياره أمام مطعم مطل على المياه.
هبطت من السياره بمساعدته... تقدم بها للداخل قائلاً :ايه رأيك.
نظرت له بانبهار وهى تسير متمسكة بيده.. المكان من حولهم فارغ... طريق من الورد والشموع.
صاروا به حتى وصلوا الى سطح منطادى عائم على المياه كله مزين بكلمه(بحبك يا مليكه).
نظرت له بفرحة كبيرة عن استيعابها وتحملها... قالها كثيراً من قبل ولكن ان يفعل كل ذلك لاهو كثير وكبير.
اتسعت عينيها اكثر وهى تجده يخلع عنها ذلك الجاكيت ثم ينحنى على إحدى ركبتيه قائلا:بحبك... بحبك يا مليكه.. تقبلى تبقى حبيبتي.
من شدة الفرحه لا تجيب.. ولا حتى باماءه صغيره.. ولا يوجد أى ردة فعل.. معذوره ومسكينه.. كل ذلك كثير على قلبها الصغير.
وقف على قدميه يقول :ايه.. مش موافقة؟
ومن قال ذلك... هل جنت هى لترفض... على الفور ارتمت فى احضانه.... غير مراعيه انها قد خلعت جاكيتها.
وهو.. اقشعرت كل خليه ببدنه.. يسب تحت انفاسه يقاوم بصعوبة.
ابعدها عنه قبل ان يحدث مالا يحمد عقباه وقال بانفاس ثقيله قائلاً :لا بصى... انا غلطان وعيل البسى الجاكيت على الفستان لحد ما نرجع عشان الليله دى تعدى على خير... البسى.
ضحكت باستمتاع وهى ترى تأثيرها عليه ولم تتحرك.
وجدها تقف تستفزه فتقدم منه يحمل هو الجاكيت قائلا :قوينا على الصعب يارب.
ثم البسها اياه قائلا :ايوه كده احنا في الأمان... تعالى يالا.
تقدم بها لطاوله عليها طعام معد مسبقا.
جلست معه ثم شهقت وهى تجد ذلك المنطاد المزين وهم عليه به طاولة الطعام ينفصل قليلا عن المكان ويسير على سطح الماء حتى ابتعد حوالى عشرة خطوات من المياه.
نظرت له بانبهار وسعادة يوم جميل وأجواء رومانسيه. كل ذلك أعده من أجلها ومن أجل اعتراف لا مثيل له.
___________________________________________________________
فى قصر الخطيب صباحا على طاولة الإفطار.
الجميع يغلى من الغضب.. مايفعله عامر غير مقبول بالمره.
تحدث محمد للجميع قائلا:انا عايز أعرف ايه اللي بيعمله ده... هو احنا هنا قراطيس لب ولا مركبين قرون... يعنى ايه واحد ياخد واحده من البيت لاهو اخوها ولا ابوها ويسافر بيها... بقالهم يومين برا البيت وحتى مش عارفين هما فين... والهانم مش كانت بتدرب عند عدى وراحت كذا يوم وادته كلمه تغيب كده بمزاجها.. فاجئه.
ناهد :اهدى... اهدى يا محمد.
محمد:اهدى. اهدى ازاى وكل حاجه فى البيت ده ماشيه غلط.. بدأت بالاستاذ فادى الى رايح يتجوزلى واحده فلاحه.. بعدها الست كارما الى قال ايه انا مش بحبك يامحمد... ماطبيعى يعملوا كده وهما شايفين كبير البيت ماشى ورا أصغر عيله في البيت.. لأ وراح خطب واحده وبعد يومين جاى يقول بحب ملكيه ومش كده وبس.. لا ده كمان ياخدها ويمشى من غير اى حد... هو فى موروستان كده... انا وقعت في عيله تودى ورا الشمس. الكل بدأ حملته الانتخابية وهو اصلا مش عارف... انا تعبت...انا الوحيد الصح... انا بس الى شايل هم الكل.
وقف من موضعه وخرج وكارما تنظر لاثره بغضب تقول لوالدتها:انتى ازاى تسمحيله يكلمك كده.
ناهد :وهقول ايه وانا مش عندى اى رد عليه.. كل الى قاله صح.
كارما بسخرية :بجد... بقا محمد هو الى صح وهو الى شايل هم العيله.. فيها ايه لما فادى يتحوز الى حبها.. مش واحده عندها ورث كبير... فيها ايه لما عامر يحب ويعبر عن حبه حتى لو كان لمليكه.. فيها ايه لما اقرر انى هتجوز الى احبه وبس.. محمد مش مظلوم محمد طماع.
↚
تركت مقعدها ورحلت هى الأخرى... نادر ينتظرها بالخارج.
خرجت من باب القصر وجدته يجلس بسيارته.
فتحت باب السيارة ودلفت تجلس لجواره بصمت.
نادر :مالك؟ حصل حاجة؟
قصت له كل ما حدث دون الحديث عن علاقه عامر بمليكه.
نادر بشك:وهو محمد متضايق من عامر كمان ليه؟ هو كان عمل حاجة؟
تلعثمت قائله :انا عارفه بقا.
محمد :طب ايه... هيفضل الكلام رايح جاي بينكم كتير كده...انا هاجى اطلب ايدك امتى؟
كارما :مش اتفقتا لما عامر يرجع.
نادر:لا انا هفاتح ماما النهاردة في الموضوع وهى تكلم امك لازم يبقى فى كلام ومحمد ده يعرف انك تخصينى.
ابتسمت له وعلى غيرته وقالت :طب يالا فسحنى.
اخذ نفس عميق ثم ابتسم لها قائلا :من عنيا.
_____________________________________________________________
فى جمصه.
بأحد المطاعم وقفت نجلاء بحلقة السمك لأحد المطاعم تنتقى نوعية السمك الذى ستطلبه لها ولرجب.
وجدت من يقف خلفها يقول :قمر والله.
نظرت خلفها وجدت رجل لم تستطع تحديد سنه لكنه على مايبدو تخطى الأربعين.. يرتدى بنطال ابيض وقميص ازرق يوجد برأسه بعض الشيب.. وجهه ابيض وبه بعض الوسامه.
نظرت له باستهجان واستدارت مجددا.. لا تصدق..هل يوجد من يفعل ذلك بهذا العمر؟
لكنه لم يكتفى ولم يصمت بل اكمل غزله قائلاً :طب واقف لوحدك ليه.. ماننقى الاكل سوا وناكله مع بعض ياجميل.
نجلاءببعض الحدة :هو حضرتك بتكلمنى انا يا استاذ انت.
الرجل :وهو فى قمر هنا غيرك... انا مش شايف.
وجد من يقبض على كتفه بكف غليظ ويقول بصوت اغلظ:لا انت مش هتشوف الشمس.. انا هوريك النجوم في عز الضهر.
وبدون اى مقدمات ضربه بجبهته بقوه على مقدمة جبهته جعل الرجل يترنح من موضعه. ونجلاء متسعة العين لا تصدق ولا تتخيل حتى.
رجب بصوت جورى :الى ييجى جنب مرات المعلم رجب تبقى ليلته عنب.
قبض على يدها واتجه يجلس على طاولتهم... وهى تنظر له باستغراب الن يأخذها ويغادر.
لم تستطع الصمت فقالت:رجب.. هو احنا مش هنشى من هنا.
رجب بصوت غاضب غليظ:ونمشى ليه. انا قاعد هنا بفلوسى وهو لو دكر يقرب منك تانى... ياحلاوه ياولاد لاهو انا همشى واسيبله المكان كمام.. ليه قالولك عليا عويل.. ابن ابوه بصحيح يقرب منك تانى... هنخيب ولا ايه.
كانت تستمع له وعينها يقفز منها الانبهار...رجب شخص مبهر فعلاً وغير عادى.
ظلت على وضعها وهى ترى بالفعل ذلك الرجل هو من ترك طعامه وغادر المكان نهائياً.
عاودت النظر لرجب تراه يرفع رأسه بشموخ لاتصدق.. لاتصدق كل مايحدث معها. والآن.. كل ما كان يجب ان تعيسه بسن أصغر وهى بمقتبل شبابها.. وهى فتاه فى العشرين تحياه الآن... مع رجب وبعدما تجاوزت الخامسه وأربعين... ان يغار عليك احد شعور جميل لا يضاهيه شئ.
_________________________________________________________________
وصل محمد الى مكتبه لا يرى امامه من شدة العضب.. جلس قليلاً يحاول أن يهدأ كى يستطيع التعامل.. الخطأ فى عمله بملايين.
رفع هاتف مكتبه الأرضى يطلب سكرتيرته فاتت فى الحال قائله :افندم.
محمد :عندى ايه النهارده.
السكرتيره:حضرتك جاى النهاردة متأخر شويه وده خلانى الغى معاد بعض العملا بس فى معاد حضرتك مأكد عليه من اكتر من يومين.
محمد:معاد ايه؟
السكرتيره:باشمهندسه رشا الجوهرى.
زوى مابين حاحبيه وقال يحاول التذكر :بتاعت ايه دى ولا انا عايزها ليه؟
السكرتيره:عشان اعلانات الدعايا بتاعت حمله عامر بيه الانتخابية.
محمد:ااااااه.. ايوه ايوه.. ده احنا متأخرين اوى.. طيب اطلبيلى قهوتى الأول واول ما تيجي دخليها.
إماءت له ثم نفذت أمره وغادرت.
بعد ربع ساعة تقريبا وهو يرتشف قهوته وجد باب مكتبه يدق وبعدها فتحت السكرتيره الباب تقول :باشمهندسه رشا يافندم.
اشار لها موافقا ثم وقف بعملية يرحب بها.
وجد فتاه طويلة جدا.. وترتدى أيضا حذاء ذات كعب عالى.
كان طولها اول شئ لفت انتباهه... منذ مده طويله لم يعد يرى فتيات طوال.. كأنهم انقرضوا مثلاً.
نظر اليها.. ترتدى بذله سوداء عملية ذات تنوره قصيرة.. وجهها ابيض مستدير.. شعرها قصير بقصه عمليه.
جلست امامه بكل ثقه تحدثه عن عرضها له.
وبعد مدة من الحديث وانبهاره بشخصيتها العمليه المتمكنه قال :هو عرض هايل بس مش شايفه ان أربعين الف مقدم كتير شويه.
رشا بعمليه:يافندم دى سياسية الشركه.. قبل اى حاجه لازم دفعة من الحساب.. مش هقدر اتدخل فيها دى.. لكن خدمتى ليك انك تاخد شغل ممتاز.
زم شفيته... لقد اقتنع....تحدث قائلاً :تمام.. ثوانى ويكون الملبغ عندك ونمضى العقود.
مر يومان
وهو يجلس الان بمنزله يبحث عن اى تطور... لكن لا جديد.
رفع هاتفه يتصل بها... لكن الهاتف مغلق.
اين ذلك الإعلان الممول وتلك الدعايا الرائعه.
هاتف مدير الشركة التى تعمل بها.
محمد :الو... راشد بيه.. ازى حضرتك.
راشد:بخير يافندم.. والله انا مش عارف اعتذر لحضرتك ازاى على الى حصل.
محمد:بصراحة انا متضايق جدا.. المبلغ الى طلبتوه دفعته وكاش ليه بقى التأخير.
راشد :لا ثوانى بس... كده فى سوء فهم.. انا اقصد اعتذر لحضرتك على عدم حضور بشمندسه رشا اول امبارح... حصل ظروف طارئه.
حجظت أعين محمد وقال:نعم... امال مين اللي جت وقعدت وحطت رجل على رجل واخدت كمان الفلوس وهى ماشيه.
راشد:لا يافندم.. باشمهندسه رشا ودخلتش شركتك اصلاً حصل عطل فى كاوتش عربيتها فجأة مع انه جديد.
محمد :ابعتلى صورتها حالا.
ثم اغلق الهاتف وهو لا يصدق... هل تعرض محمد الخطيب للنصب؟!!
↚
بعد مرور ايام... كان محمد منشغل بالبحث عن تلك الفتاه.. اقسم لم يغمض له جفن حتى يعثر عليها.
اما عامر فهو يهبط الان من طائرته مع مليكه قلبه... متجهين لقصر الخطيب.
يجلس بسيارته وهو يمسك يدها بحب قائلا :كانوا يومين حلوين اوى.
مليكه :اووى.. ياريتنا نفضل هناك على طول.
عامر :قولتلك نسافر ونتحوز قولتى لأ.
مليكه :لا طبعا.. انا عايزه اتجوزك قدام الناس كلها.. انت ترضهالى؟
قبل يدها قائلاً :لا طبعا.. وماتقلقيش. قريب اوى هيحصل.
مليكه :نفسى اعرف ايه اللي فى دماغك.
عامر بحب:مع الوقت هتعرفى.. قولتك وراكى رجاله.
بعد مده وصلوا للبيت وجدوا محمد يغادر.. لم يهتم لعودتهم ولا لقصتهم التى يرفضها... كأنه لا يرى امامه.
مليكه :هو ماله ده.
عامر :مش عارف... تعالى نشوف فى ايه.
دلفوا للداخل وجدوا الكل مجتمع. شعرت بالحرج والارتباك من فعلتهم ومن انظارهم المسلطه عليهم.
ناهد تنظر لايديهم المشتبكه ببعض.. كانت تهم بالابتعاد لكنه تمسك بها يطمئنها... وتقدم منهم يجلس على اول مقعد قائلا :سلام عليكم يا جماعة.
أشارت الفت لمليكه أن تأتي إليها تعانقها.
ذهبت لها وارتمت سريعا باحضانها وعامر يبتسم عليها بحب.
قطع كل ذلك حديث ناهد :كنت فين ياعامر.. وازاى تعمل حاجة زى دى.. وازاى سايب كل الى وراك ومكبر دماغك للكل.
عامر بهدوء لو سمحتى يا امى مش عايز اى كلام دلوقتي احنا لسه جايين من السفر... ممكن بس اعرف محمد ماله.
تحدث فادى:فى واحدة نصبت عليه.
اعتدل بانتباه يقول :ايه.. إزاى.
شرح له فادى كل ماحدث يضيف :بنت اللذينا لعبتها صح.. كانت دارسه كل حاجه حتى أماكن كاميرات المراقبة بقالنا كذا يوم بندور على اى لقطه ليها تكون اى كاميرا لاقطتها بس هى كانت بتقف فى زوايا بنت كلب... عشان كده ماكناش عارفين نوصلها.. بس بالصدفه ولحظها الزفت ساعة ماخرجت وقفت تدور على تاكسى وراحت فى اتجاه فيه كاميرا بس احنا كنا مسقطينها عشان برا الشركة وفى حتى ماحدش بيروح عندها.
كل ذلك وعامر مزهول لا يصدق.. قطع الصمت صوت امه تقول :كنت كمان قافل موبيلك ليه... كارم كلمك 100 مره عشان يعرفك ان فرحه كمان يومين.
مليكه بفرحه:بجد... نهى خلاص هتتجوز.
ناهد بثبات:اه ياحبيبتى.. انا اخترتللك فستان يجنن.
فرحت بشده ولكن سرعان ماتلاشت ابتسامتها وهى تستمع لناهد تكمل :وواحد كمان لهديل يا عامر.. ماهى لازم هتروح معاك.. مش خطيبك... انا كلمتها خلاص وعرفتها.
القت لهم القنبله وغادرت تاركه عامر بوضع لا يحسد عليه أبداً.
وقفت بغرفتها غاضبه.. لا تكتمل فرحتها ابدا.. دلف اليها يعلم مايحدث وقال :بهدوء كده وبراحة.. ممكن تهدى ونتكلم.
مليكه بجنون:فرح بنت خالتى وصاحبك هى تيجى ليه.. عايزه افهم.
عامر :عشان هى لسه خطيبتى.
مليكه :وكمان بتقولها فى وشى.
عامر :ياحبيبتى اهدى.. ده واقع ولازم نواجهه انا مش قولتلك الموضوع هياخد وقت.
مليكه بغضب كبير :مش قادرة ومش عارفه... ومش هفضل مستحمله يا عامر سامع...مش هقبل هى تقف جنبك وانا اقف بعيد.
عامر :مليكه وطى صوتك.
زاد جنونها وقالت :مش هوطى سامع. مش هوطى صوتى.
عامر :لأ انا مش هتكلم معاكى وانتى كده لأن كده انا ممكن اتغابى عليكى.
. تركها وغادر يسمعها تقول :امشى... امشى وسيبنى بس اعرف انى مش موافقة.. مش موافقة ومش هسكت.
_________________________________________________________________
بمكان آخر... مخزن قديم يقف امامه سبع رجال مفتولى العضلات.
دلف محمد للداخل وخلفه خمسه آخرين
ينظر بسخرية وغضب لتلك المتكوره على نفسها ومسجا على الأرض.
يتذكر ما حدث وكيف تكمن مت من العصور عليها.
فلاش باك
حصل على صورتها بيده وعلى الفور تذكر عدى صديقه وهاتفه.
محمد:عدى.. عايزك فى خدمة.
عدى:عنيا.
محمد :انت بتتعامل مع مخبرين كتير ومظبطهم مش كده؟
عدى :كده.. دول بياخدوا مرتب ثابت منى... بس فى ايه؟
محمد :فى واحدة هبعتلك صورتها تجبلى عنوانها... عنوانها بس... والباقى عليا.
أغلق هاتفه ووقف أمام فادى الذى قال :يعنى انت مأجر مخزن ب20 الف جنيه لاسبوع.. وجايب بدى جارد تكلفت الأسبوع ليهم باكتر من 30الف..عشان تجيب واحدة نصبت عليك ب40الف... يعنى صرفت اكتر من الى اتنصب عليك فيهم.
محمد :ولو هضيع ورثى كله... بس الاقى بنت الجزمه دى... انا كل مايغمضلى جفن الاقيها وهى بتطلعلى لسانها... عمر ماحد عمل فيا كده... حاسس انى واخد على قفايا.. اسكت انت يا فادى.. انا جوايا ناااار.. ومش هتهدا غير لما اجيبها.
بااااك
اقترب منها يبتسم بسخرية... جلس على إحدى ركبيته. يهدهد كتفها يقول بنبرة مخيفه:اهللللين باشمهندسه رشا... ولااااا اقولك يا توتا.
اتسعت عينها بخوف وهو يقول :توتا.. تغريد عبد السلام.. اخت تحية عبد السلام... ناصبين على نص مصر... ومن حظكوا الأسود وقعتوا فيا.
اتسعت عينيها برعب وهى تسمع صوته يصيح :ده انتى هتشوفى ايام سووودا
↚
مازال محمد على وضعه.. ينظر لها بغل وشراسه.. لم يسبق ان فعل به احدهم هكذا من قبل... يتعرض للنصب!!هو؟!حقا لا يصدق.
اما هى فكانت مرتعبه بشدة... هيئته مرعبه ولا تبشر بالخير ابدا.
عادت بذاكرتها للخلف
فلاش باك
دلف شاب طويل اسمر داخل احد البنايات يدق الباب وفتحت له على الفور شقيقتها تقول:اهو خطيبك جه اهو.. تعالى يا توتا انا داخله انام.
خرجت من غرفتها بكسل تقول :صباحو يا مرتضى.
مرتضى :صباحو ياتوتا.
تحيه:انا داخله أنام بقا.. اغدا القاك.
مرتضى :لا استنى ياحجا انتى رايحه فين جبتلكوا أخبار جديدة وكده الهدف هتغير.
تحيه :مين؟ عامر الخطيب؟
مرتضى :ايوه.. هنبدله بمحمد الخطيب.
توتا:طب وليه كده بس يا مورتضلا.
مرتضى :محمد هيبقي صيد أسهل من عامر... ده غير ان عامر الخطيب تملى مسافر... صدقونى محمد صيد أسهل.
تحية:طب يالا على هات الى عندك.
بعد دقائق كانت توتا قد اعدت الشاى لهم يجلسون حول احد الطاولات الصغيره.
وبدأ محمد بالحديث :محمد الخطيب... 28 سنه.. 186سم..مقاس رجله 45...مواليد برج الطور.. عصبى ولسانه زفر.. بيصحى من نومه 9ونص عشره بالظبط يكون بيفطر مع اهله و11ونص بيكون على مكتبه بعد عشر دقايق بالظبط تكون قهوته قدامه... بزنس مان شاطر اوى اوى.. انانى....جاحد..والاهم من كل ده بخييييل.
قاطعته تحية تقول :يخربيتك يامحمد... جايبلنا واحد بخيل ننصب عليه... دول لو سلمت عليهم تعد صوابعك وراهم.
مرتضى :البخل انواع يا تحيه... ومحمد من اهم صفاته انه كلب فلوس.. دينه ومعبده القرش... يحب الفلوس والمكسب زى عنيه... فى بخلا يرضوا يدفعوا لما يعرفوا ان الجنيه الى هيخرج هيرجع ميه... لو كنا ثبتنا الهدف على عامر الخطيب العمليه دى ماكنتش هتتم... عامر نزيه او وضارب الدنيا جزمه.. مبدأه لو حطيت الجنيه فوقك يوطيك لو حطيته تحت رجلك يعليك والنوع ده صعب بتضحك عليه لأنه صيده صعب.. لكن محمد كلب فلوس صيده سهل خصوصا انه واخد موضوع الانتخابات ده حياه أو موت... لكن عامر لا.. عادى مش فارقله... إنما محمد لو قولنا ادفع عشان تعدى.... هيدفع.
توتا:لا يا ولا الماظات.
تنحنحت تحيه تقول :طيب الشغل هيكون ازاى.
مرتضى :اول حاجة نحاول نهاك تليفونه... بس مانفعش...متأمن جامد.. لكن عرفت اهاك تليفون السكرتيره.. حته بيت إنما ايه.
تحيه :ولااااا.
مرتضى :احممم.. اااا المهم.. هما اتوتصلوا مع شركة دعايا وإعلان وحددوا معاد.
تحيه:بروافو وبعدين.
مرتضى :توتا هتروحلو على أنها هى وانا على بعد 100 متر من الشركه الى هى شغالة فيها فى اوضه فوق سطوح صغير... طلقه فى قلب الكاوتش كده عطلت فى نص الطريق.. المهم ياتوتا تركزى.. انا عملت هاك على السيستم عندهم وجبت اماكن كاميرات المراقبة كلها... اوعى وشك يبان... عايزين نخلص على نضيف.. لو وشك بان سهل اوى يجيبك.
باااااااك
يقترب منها يصطك أسنانه بغيظ منها.. ومن ثباتها امامه.. حتى لم تصرخ تعبر عن ندمها او أسفها.. بل شارده بعالم آخر.. الهذا الحد تستهزأ به.
لكزها عدة مرات على كتفها بقوه يصيح:اييييه.. خدتينى كام صورة يابت.
نظرت له بشراسه:انا مش بت.
محمد :يا سلام... وكمان بترد... تحت رحمتى وبترد.
توتا :انا تحت رحمة ربنا ياخفيف.
محمد :ده ايه الورع ده.. وكان فين ده لما نصبتوا عليا.
توتا بكبرياء واعتراض شديد جدا :بس ماتقولش نصبتوا.. ده مش نصب.
مال برقبته يقول :والنبى ايه.. مش نصب؟! امال بتسموه ايه يا سكر؟!
توتا برأس شامخ:ده اجتهاد... حداقه.. فهلوه وشطاره.. ومايقع الا الشاطر... وانت شاطر.. فكنى بقا.. فكنى عشان اروح وانا جدعنه منى مش هقول لحد انى عرفت انصب عليك.
كانت عيونه فمه متسعين للغايه... تسرقه بالبدايه والان ومن كثر بجاحتها تساومه.
اقترب منها يقبض على خصلاتها من غيظه يقول:يعنى تنصبى عليا وتسرقى فلوسى وكمان واثقه اوى انى هسيبك تمشى وبتساومينى... عايزه تعرفى الناس ان محمد الخطيب اتنصب عليه.
توتا:لا حول ولا قوة الا بالله.. مانا يابن الناس بقولك اهو هستر عليك ومش هقول لحد.
زاد غيظه يقول :يعنى اقتلك واروح السجن فى واحدة زيك... يابت لمى لسانك انتى جايبه البجاحه وكشفت الوش دى منين؟
توتا:هو انت بتكلم عبلة الكحلاوى؟! .. مالك كده ماتهدا.
محمد :صحيح.. واحده عايشه على شغل البيضا والحجر هستنى منها ايه.. لا وكمان بتألش... سارقه فلوسى وولا همك.
توتا بكبرياء :على فكره ممكن اكتبلك شيك بيهم.
محمد بجنون قبض عليها من مقدمة منامتها الورديه يقول :يابت... يابت هتنصبى عليا تانى... انا مش عارف ايه اللي مسكتنى عليكى.. وايه الترنج ده... ايه ده.
نضفت يده بغضب والجارد مت خلفهم يكتم ضحكاته وهى تقول :البجااامه.. جيباها ب120 جنيه من مول الامير.
محمد:احنا اسفين لسيادتك كرمشنهالك.
توتا:مالك كده... هو الخطف بقا بالملابس الرسمية اليومين دول... التيران الى وراك دول جايبنى من قلب سريرى يا جاحد... ده أنا ماصدقت... ماصدقت كان الصداع راح وعينى غفلت.
جن جنونه من برودها وعدم خوفها... وقف يضرب الحائط بقبضه يده يقول :ده انتى مصره تستفزينى عشان اموتك.. ماعلش احنا اسفين لمعاليكى المره الجايه هناخد معاد للخطف وتكونى لابسه دريس شيك كده عشان رئيس العصابه يقع في غرامك... فوقى ياروح امك انتى سرقانى وانا دائى وسمى حد ياخد منى حاجه فمابالك بقا بالى يضحك عليا بقا.
توتا :طب هتعمل فيا ايه.. هتقتلنى ولا تسجنى دلوقتي.
محمد:وهو انا هستفيد ايه بقتلك ولا سجنك يا حلوه انت.
توتا برعب:امال هتعمل ايه... لااااا. كله الا الشرف... محصنين.. محصنين وشمعنا ااايد.
محمد:بس يا حلوه كده واهدى على نفسك... انا مايلزمنيش غير المانى.. الفلوس.. افهميها دى... فانتى بقا ياسكر هتشتغلى عندى بيهم.
توتا بفرحه:بجد.. هشتغل.. مالو حلو بردو.
محمد:لمى نفسك واوعى عقلك يوزك تنصبى على الموظفين.
أطفأ حماسها كأنه يقرأ افكارها فقالت :اعوذ بالله.. ربنا ما يجعلنا من قطاعين الأرزاق.
محمد:بتت... اسمعى كده وركزى عشان انا مابحبش الرغى... انتى هتيجى تبقى مرمطون..الفلوس اللي عليكى عايزك تسديها فى اربع شهور.. عارفه يعنى ايه؟
توتا باعين متسعه خوفاً :يعنى ايه؟
محمد ببرود وهو ينظر لاظافره:يعنى هنقسم اربعين الف على اربع شهور يعنى الشهر بعشر الااف... يبقى انتى لازم تعملى شغل ناس مجموع مرتبهم 10 الالف.. فهمتى ياكتكوته.
توتا بصدمه:ها؟؟؟
↚
توجه بنظره لأحد الرجال خلفه:تجبولها زفت على دماغها تعرف تخرج بيه وبكره تكون عندى فى مكتبى... اوعوا تغيب عن عينكوا. فتحوا عينكوا شكلها لابش.
قال آخر كلماته وغادر تاركا إياها تنظر لاثره بقنوط تقول بتبرم:يا ظالم يا مفترى... صحيح كلب فلوس على رأى مرتضى.. وهو فين صحيح مرتضى... واطى اوى.
اغلق الباب عليها من الخارج فكسى المكان ظلام دامس ذهبت بعده فى ثبات عميق من شدة التعب
_____________________________________________________________________
صباح اليوم التالى
على طاولة الإفطار كل فى ملكوته.
عامر نظره مرتكز على حبيبته... هبطت للإفطار قبله وبدونه والان تتجنب حتى النظر ناحيته.
محمد يأكل طعامه بغيظ.. كلمى تذكر استهتار تلك الفتاه بالحديث... عدم خوفها واخذها كل الأمور بمرح كأنها برحلة مع الجامعه مثلاً.
فادى منشغل بطعامه وكارما تقاوم النعاس بسبب سهراها حتى الفجر في الحديث مع نادر.
الفت تنظر لعامر ومليكه تريد ان تعرف لما هذا الغضب من بعضهم.
لكن ناهد منتبهة لكل شئ وعازمه على محاسبة ابنها فتحدثت بقوه:عامر... عدى وقت اهو... جيت وريحت من السفر... ممكن افهم ازاى تاخد مليكه كده فجأه وتسافروا لوحدكوا كذا يوم.
أغمض عينيه... كان يعلم لن يمر الأمر مرور الكرام هكذا.
تحدث بعد برهة بهدوء :امى بعد إذنك طبعا انا عارف ان الى حصل مش مقبول بس انا نفسيتي كانت وحشه اوى وكنت محتاج اخد بريك وكنت عايز مليكه معايا لو كنت قولتلكوا ماكنش حد هيوافق وانا كنت مستنفذ نفسيا جدا.. احنا كنا قاعدين فى اوتيل كل واحد فى اوضه انا اعرف ربنا كويس اوى.
ناهد:مش مبرر...مش مبرر ابدا.
عامر :امى... لو سمحتى.. كفاية كده.
صمتت.. تعلم ابنها عندما يفقد أعصابه لاتريد تعرضه لهذا الموقف أمام الجميع.
ناهد :بعد اذنك يا عامر الى حصل ده مايحصلش تانى.
عامر :تمام.
محمد:عامر لو خلصت اكلك لو سمحت عايزك فى المكتب شويه.
عامر وهو ينظر على تلك الى تتجاهله :فى حاجة يا محمد؟
محمد :فى حاجات.. الانتخابات...الدعايا. .. حسابات الشركة.. فى هم مايتلم.
زم شفتيه وقال :تمام... يالا.
بعد مده طويله
خرج من مكتبه يبحث عنها ولم يجدها... ذهب لوالدته :امى... فين مليكه؟
زمت شفيتها لا تستطيع الصمت:هو انت خلاص مابقتش تعرف تتنفس من غيرها.
اغمض عينيه ياخذ نفس عميق ثم قال :مالك بس يا امى؟
ناهد بضيق :مالوش لازمه الكلام.. خد.
اعطته باقه دعوة لحفل زفاف فقال :ايه ده؟
ناهد :واحد من شركه قاسم مهران بعته... بيقول فرحه بكره.
ردد بزهول :بكره؟؟
____________________________________________________________________
فى شركة الخطيب
كان محمد يجلس على مكتبه يتكئ بظهره للخلف يشعر بانتشاء وفرحه كبيره وهو يشاهدها على إحدى الشاشات عن طريق كاميرات المراقبة حرفياً (مسحوله) تصعد الدرج هنا وهنا.. تصور ورق... أحيانا توزع القهوه والعصائر... أحيانا تجلب الملفات لأحد المديرين... ثم تهبط وتصعد...تقف تتلقف انفاسها بصعوبة... يراها تسب وتلعن... يقهقه بقوه ضحكات شريره متقطعه يعلم يعلم تسبه هو.
اغلق الشاشه واستدار يكمل عمله براحه كبيره وشعور بالثأر والنصر.
_____________________________________________________________________
صباح اليوم التالى
حدث كل شئ كما هو بكل الاحداث.
لكنه يريد أن يتحدث معها وهى لا تعطيه اى فرصه حتى أمس ليلا دلف لغرفتها وجدها قد غفت.. قبل جبهتها وانصرف.
لن يتركها اليوم.
أنتظر بالخارج فى سيارته فوجدها تخرج من البيت.
ترجل من سيارته يقول :ملكيه استنى.
وقفت لا تريد النظر اليه فتقدم منها يمسك كلتا يديها يقول :حبيبي زعلان مني ليه.
رفعت نظرها له تنظر له نظره غريبه عليه جعلته ينظر لها باستغراب وهى تقول :زعلانه؟ انا؟ هزعل ليه...لا خالص مافيش حاجة.
عامر :مليكه... مالك فيكى ايه؟
مليكه :لا بس رايحه لندى عشان فرح جودى. ممكن توصلنى فى طريقك عادى.
عامر باستغراب :حاضر.. تعالى يالا.
اما بالداخل
كانت ناهد تهاتف هديل تخبرها ان عامر يطلب منها ان تتجهز للذهاب معه في المساء لحفل زفاف احد اصدقائه.
جاء المسااااااااء
وقفت تغريد امامه تلهث تلوح بأحد الأوراق على وجهها كى تبعث لها بعض الهواء قائله بانفاس لاهثه:خلصت وخلصت اقسم بالله.
محمد:تؤتؤ ماتقوليش كده ياتوتا... لسه.. عندى بدل فى البيت محتاجه تروح الدراى كلين.. والقهوه بتاعت بليل.. اصلى اتكيفت من القهوه بتاعتك اووى... والمره تشوفى لو الى فى البيت محتاجين اى حاجه اصل فى أزمة شغالين اليومين دول.
توتا :كمان... طيب ماشى.
نظر لها بشك وقال وهو يرفع حاجبه:ايه. لا هتجادلى ولا تناهدى فيا وتنشفى ريقى.
توتا بخنوع:اهو امرى لله.. انا غلط يا محمد بيه ولازم اكفر عن غلطتى.
ازاد ريبه منها.... وجه البراءه هذا لا يليق بها أبدا.
لكنه وقف من موضعه وقال:طب يالا.
فى قصر الخطيب
وقفت أمام مرأتها تنظر لنفسها برضا تام.. تعلم كم هى جميله.. خصوصا بلون فستانها السكرى... يليق لها ذلك اللون كثيراً... رفعت شعرها على شكل كحكه مبعثره.. مكياج هادئ وحذاؤ ذو كعب عالى.
خرجت تتهادى بخطواتها حتى هبطت الدرج فتقابلت مع ناهد التى قالت :بسم الله ماشاءالله... قمر يا ميكا.. بس ليه مالبستيش الفستان الى جبتهولك هو ماعجبكيش ولا ايه؟
↚
مليكه :لا ده حلو اوى ياطنط بس طويل شويه خفت اقع وانا رايحه لوحدى.
. قالت الاخيره عن عند فنطقت ناهد عن عمد هى الأخرى :ليه بس ده عامر وهديل خارجين دلوقتي.
مليكه بتفاجؤ:ايه... عامر مع هديل؟
ناهد :اه.. معزوم على فرح واحد صاحبه فطبيعى كلم هديل عشان تروح معاه... شوفتى.... ده الى كنت بتكلم فيه... عامر كبير واول مايفكر ولا تيجى اى حاجة تخص واجهته قدام الناس هيفكر فى واحدة كبيره ومناسبه.. انتى صغيره وزى القمر بس لحد من سنك وجيلك.. العلاقه دى غلط يا ميكا انا خايفه عليكى وعليه.
ادمعت عيناها... لا تصدق... لديه سهرة اليوم ولم يخبرها.. اول من خطرت على باله كانت خطيبته.. تلك هي الحقيقة هديل هى الحقيقة خطيبته وماهى الا كذبه... لم تجد حتى فرصة لتخربه انها تريده أن يذهب معها لزفاف شقيقتها.
رق قلب ناهد لها فجذبتها لحضنها قائله :حبيبتي ماتعيطيش.. كل شئ نصيب.. وده الاحسن.. ماقولتليش بقا... كنتى رايحه فين؟
خرجت من حضنها تبتسم بصعوبه :فرح واحدة صاحبتى.
ناهد :فى السن ده وتتجوز؟!
مليكه :بيحبها بقا.
ناهد :مين العريس؟
ملكيه :مش عارفة.. انا لسه جايلى دعوه من شوية.
ناهد :خلاص حبيبتي... اخرجى واتبسطى... مش عايزه اشوف دموعك تانى.
ملكيه :حاضر.. باى يا طنط.
ناهد:باى يا حبيبتي.
خرجت ملكيه بحزن كبير وناهد جلست بهدوء ترتشف قهوتها.
وجدت محمد يدلف للبيت ومعه فتاه.
محمد :مساء الخير يا طنط.
ناهد :مساء النور يا حبيبي... مين البنوته الحلوة دى.
محمد :دى تغريد... يعنى لو عايزة اى شغلانه هى تعملها مش يا تغريد.
ابتسمت بسماجه:اه اه.. يعنى افتح باب.. اناول حد كوباية مايه.. اسيئ الارضيه.. اصبن حيطان المطبخ.. انا بتاعت كله.. ماكنوش أربعين الف دول.
ناهد :ايه يامحمد شغل العبوديه ده.
محمد ببرود:والله شغل العبودية احسن من شغل النصب.
نظرت له تغريد بغيظ فناظرها هو ببرود واستفزاز:اطلعى شوفى البدل الى مش نضيفه وابعتيها الدراى كلين زى ما قولتلك وعشر دقايق القهوه تكون قدامى في المكتب جوا.
تغريد بخنوع:أمرك.. أمرك يا محمد بيه.
ثم ذهبت سريعا لاعلى تبحث عن غرفته وهو تنهد براحه لذلها وذهب لمكتبه بشعور غريب بالنصر.
وناهد تنطر لهم مردده :ايه المجانين دول.. ومحمد جراله ايه.
ثوانى ووجدت عامر يدلف للداخل يقول:أمى.. مليكه راحت فين... البواب بيقولى انها خرجت من خمس دقايق.
ناهد :بتقول رايحه فرح واحدة صاحبتها.
عامر :ايه؟! ازاى ماتقوليش عشان اروح معاها.. وكمان انا عايزها عشان عندى فرح دلوقتي عايزها تيجى معايا.
وقفت ناهد تقول بهدوء وثبات:تيجى معاك إزاى... طب وهديل؟
عامر :وايه الى هيعرف هديل بس.
ناهد:انا... انا كلمتها وهى اصلاً عشر دقايق وتبقى هنا.
وقف ينظر لامه بغضب شديد.. وكيف أصبحت تتصرف وتأخذ قرارات عنه أيضا.
بعد ساعتين.
كان محمد يصرخ بغيييظ:يااااابنت الكلللللب... تانى.. تانى بتضحكى عليا... وتانى يوم على طول ده انتى قلبك ميت بقا.
اجتمع الجميع على صوته ليروا ماذا حدث
اما فى بيت تغريد تجلس أمام اختها تحية التى قالت:لا عفريته يابت وايدك تتلف فى حرير.
توتا بتعب وغيظ:انا النهاردة استحملت ذل عمرى ما شوفته عشان اقدر اجيب العلبه دى.
تحيه:وليه وجع القلب ده مالموبيل لوحده كفاية.
تغريد:جاهله ومحدثه نعمه... ده ايفون يا ام جهل وايفون اكس احدث إصدار كمان يعنى يجبله بتاع 20 الف بس من غير علبته مايجبش 10الاف على بعض.
تحية :وليه يعنى مالموبيل معانا بقولك.
تغريد :عشان الايفون لازم معاه علبته... عليها بيبقى فى حاجة اسمها اى كلود من غيره الموبيل سعره ينزل الأرض ده غير اننا ممكن مانقدرش نبيعه لأن طول ما العلبه معاه يقدر يقفله بالكود ده يعنى لو روحنا لأى حد بيفك الاى كلود بردو يقفله فهمتى.
تحيه:لا شاطرة يابت... نصبنا عليه مرتين... هههههههه.
وقفوا الاثنتين يغنون:ياعبسلاااام... بابا يا بابا يا بابا.
_______________________________________________________________
فى حديقة بيت قاسم مهران كان الكل مجتمع وهى تقف مع صديقتها جودى وريتال.
تراقبه من بعيد يقف مع رجال أعمال اصدقائه وهديل تبتسم بلباقه للجميع.. أصابها زهول غريب وهى تدرك انهم مدعوين على نفس الحفل.
وهو ينظر لها بغضب شديد... كيف اتت بدونه... لاا تتيح له اى فرصة لا للاقتراب او الحديث. فقط ينظر لها باشتياق ولوع.
↚
ذهبت هديل لذلك البوفيه المفتوح تجلب لنفسها كأس من العصير... ولكن فجأة التوى ساقها فاتسعت عينها وهى تدرك.... لقد كسر كعب حذائها.
وجدت أحدهم يقف خلفها يقول :فى حاجة يا انسه.. اتعورتى؟
نظرت له.. وجدت شاب اسمر وسيم ببذله سوداء ينظر لها بتفحص قائلاً :انا عادل صاحب قاسم جدا... محتاجه مساعدة؟؟
على جانب اخر
تقدم عدى يقول بانبهار:ملييييكه.. مش معقول آخر مكان كنت اتوقع اشوفك فيه... ازيك.
مليكه :عدى... ازيك عامل ايه؟
عدى :لا زعلان جدا منك.. بقالك فتره مش بتيجى تدريبك ولا حتى اعتذرتى.
مليكه :اسفه حقك عليا.. قاطعها قائلا :مليكه انا لو اتقدمتلك توافقى؟؟؟
نظرت له باعين مستعه فقال:خدى وقتك وردى عليا.
صمت قليلاً وقال :تسمحيلى بالرقصه دى.
نظرت له بحيرة وبعدها سريعا وافقت وذهبت معه لحلبة الرقص.
بعيد قليلاً كان عامر يقف مع احد اصدقائه قائلا :انت لسه ماشى بورق العرفى فى جيبك يا سامح.
سامح:مابستغناش عنه ياباشا.
عامر بغموض:طيب عايز ورقتين حالا.
سامح :ايه هتمشى فى طريق البلحه الم
قمعه أخيراً.
عاامر بخبث:بس ياض انت.. هات هات.....
بقلم سوما العربى
↚
جلس يضع قدم فوق الأخرى يتفحص تلك الورقه بيده يقرأها.
انتهى من كل شيء فنظر لسامح وقال:شوفلنا حد بقا يمضى.
سقط فم سامح أرضا يردد بزهول:ولا.. انت ضارب حاجة؟!!!
عامر بهدوء :ليه بس ياسموحه؟
سامح:سموحه... ده انت مزاجك عالى كمان.
عامر :اوى اوى اوى... يالا بقا مين هيمضى؟
سامح :انت بتسالنى انا... قولت عايز ورقتين عرفى جبتلك اكتر من كده بقا مش اختصاصى ياكوتش.
عامر :تعالى بس تعالى.. تعالى استهدى بالله وامضى.
سامح :ياخى والله انا هطلع من هدونى منك ومن جنانك.. ماتقولى يابنى دماغك فيها إيه؟
عامر :يوووه.. خلصنى يا سامح.
سامح :قولتلك لأ.
عامر بصوت جهورى:امضضضى.
تقدم سامح بخنوع تام يوقع على الاوراق فقال عامر :بأسمى... عامر الخطيب.
سامح :اللهم اطولك يا روح.
انتهى سامح من التوقيع تحت اسم الزوج ورفع نظره لعامر بمعنى (انتهيت) لكن اتسعت عينيه وهو يجد عامر ينظر له بإصرار ان يكمل فصرخ :ايه هعمل ايه تانى.
عامر ببراءه :امضى مكان العروسة.
سامح :نعععععععم.
عامر :زى ماسمعت.. يالا يا سموحتى..يالا امضى.. مليكه مكرم الخطيب.
سامح :هاااااا؟!!
عامر بتأفف:يوووه.. هو كل شويه هتزبهل كده. قولتلك امضى يبقى تمضى. يالاااا.
بلا اى حيله وقع سامح على كل العقدين باسم مليكة إلى أن انتهى وقال :افهم بقا ليه الأذيه دى.
عامر :ايه ده.. سموحتى.. انت بتحس زينا.
سامح :عامر ماتهزرش.. انا عارف اني بعمل حاجة تغضب ربنا وحرام بس والله دايما بدعى ربنا يهدينى.. لعلمك انا مش ببقا مرتب ولا عايز.. بس ماعرفش بلاقى الكلام بيتسرسب من بوقى والاقينى مضيت على الورقتين ماتعرفش يا اخى فى ايه... بس ياعامر انا لا بأذى ولا بغصب حد لكن حرام تعمل كده فى عيله صغيره امانه عندك.
عامر :مانا بعمل كده عشان عايز اتجوزها.
سامح :كده... بفضيحة... تتجوزها عرفى وتطلعها قدام الكل رخيصه ومش متربيه... مليكه ماتستحقش منك كده ابدا.
عامر:لأ طبعا مين قالك كده.. انا عايز اتجوزها بكوشه وفرح ومعازيم وماذون.
سامح:انت غبى يابنى.. امال العقد العرفى الى باسمها واسمك ده إيه.. ماهم هيشوفوا العقد وكده تبقى غلطت.
عامر :امال انا خليتك تمضى مكانى انا وهى ليه يا خفيف.
سامح:لا براحه كده وواحدة واحدة فهمنى.
بالخارج
وقف عادل يتحدث مع هديل قائلا :بجد... يعنى انتى تعرفى فى شعل ال اى تى؟!
هديل بزهو:هه.. الى قدامك دى من أحسن خمس مبرمجين فى مصر.
عادل :ياواد ياجامد انت هههههه.
كسى الحزن وجهها وقالت :او كنت.
عادل :كنتى ازاى يعنى... ايه اللي وقفك.
التمعت الدموع بيعنها وقالت:قصه كده.. مش مهم... انسى... قولى انت بقا تخصصك ايه.
عادل:لأ.. قوليلى ايه الى وقف شغلك
نظرت له بتردد قائله :مشكلة عائليه بس.
عادل :مش فضول منى على فكره انا بس بشوف يمكن اقدر اساعدك.
نظرت له مطولا ولمع الامل بعينها قائله :بجد... انت ليك حد فى المجال ده.
ابتسم مجيبا:احكيلى بس الاول عشان اشوف هساعدك ازاى ولا هتبدأ منين.
اخذت نفس عميق زفرته على مهل ثم بدأت بسرد كل شئ حدث معها.
عند مليكه
كانت ترقص بهدوء مع عدى الذى يبتسم بإعجاب قائلاً :يااه أخيرا.
نظرت له باستغراب :اخيرا ايه؟
عدى :عرفت اتلم عليكى ربع ساعه على بعض... يانهار ابيض.. انا ماكنتش بعرف اقف ولا اتكلم معاكي ده حتى اليومين الى جيتى فيهم تدريب عندى كان عامر بيه كل شويه يتصل بيكى يشغلك.. لحد ما فقدت الأمل اصلا.
ملكيه:اااماعلش هو بس بيخاف عليا شويه.
عدى :بصراحة ليه حق.. لازم يخافوا عليكى وانتى قمر كده... جمالك جمال مش عادى... بجد وشك يخطف.. منور... مليكه انتى بتنورى فى الضلمه؟
ضحكت عالياً وهو معها ولكن قاطعهم يد غليظه وضعت بينهم ووقف يفصل وينهى تلك الرقصه قائلاً :ايه الى بيحصل هنا ده... وانت ازاى تقرب منها كده؟
عدى :عابر باشا ياريت صوتك يهدى كده شويه انا مش قليل بردو.
عامر :انت تجاوب على سؤالى وانت ساكت.
عدى بقوة :طلبت منها ترقص معايا زى اى اتنين هنا بيرقصوا.
استدار لها يعض على شفته السفلى من شدة الغيظ يقول :وهى بقا وافقت؟؟
مليكه :اه. فيها حاجة يا ابيه؟
عامر :قدامى.. يالا.
قال الأخيرة بصراخ ارتعدت له فقال عدى :عامر بيه انا ما سمحلكش.
↚
التف له ينظر له وكأنه قتل له قتيل قائلاً :نعم؟ ما ايه؟ ماتسمحليش؟ وفى حاجة تخص مليكه؟ ده انت اكيد اتهبلت.
عدى :لا ما اتهبلتش.. بس الى انت واقف تخشط وتنتر فيها دى دلوقتي فى مقام خطيبتى يعنى ماينفعش حد يزعقلها ابدا.
بدون اى تفكير لأى عواقب... جن جنونه فتجرد من شخصية عامر المتزنه وصدمه بقوة على مقدمة جبهته ترنح عدى على اثرها وبلمح البصر قبض على يد صغيرته وخرج بها من المكان كله.
وضعها بالسيارة عنوة.. شاءت ام ابت قوته تفوقها بمراحل.
__________________________________________________________________
جلست توتا تستلذ بتناول حبة البرقوق التى بيدها تحية تجلس تفكر بامعان قائله :بس بابت ياتوتا احنا نسينا حاجة مهمه اووى.
تحدثت وهى تهمهم بتلذذ :هممم مزز اوى بس طعم.
تحيه:هو ايه ده.
توتا:همممم البرقوق.
جذبت الثمرة من يدها بغيظ وقالت :بت.. بطلى حش... ركزى معايا.. احنا لازم نسيب الشقه هنا.
توتا :ليه بس ده حتى عطفها خفيف وريحها هادى.
تحيه :بت.. انتى امتى بقيتى غبيه كده؟
توتا :ياستى انا فاهمه كل الى بيدور فى دماغك... ابن الخطيب جابنى من على سريرى مره يبقى هيجبنى تانى.
تحيه :طب مانتى فاهمه اهو امال فى ايه بقا...يالا قوام نلم حاجتنا الأساسية ونكت من هنا.
توتا :هممم وهنروح فين بقا؟
تحية :مش هنلغب يعنى هو انا الى هقولك.
توتا :بس انا بقا عايزاه يلاقينى.
تحيه :بت انتى هبله؟
توتا :الناس دى مالهاش فى الضرب والتعذيب وشغل العصابات ده... انا قريتهم هما مالهمش فى اللبش.. هو كل الى هيعمله إنه هيقعد يجعجعله بكلمتين عشان يشوشر على الى حصل معاه.. واخرتها هيعمل ايه يعني هيشغلنى بالفلوس دى.
تحيه :وهى دى شويه.. بقا احنا بدل ما ندور على عملية جديدة نطلعلنا منها بقرشين حلوين نقوم نتلخم فى سد فلوس العمليه الأولى.
توتا:يابت... يابت الشغله دى مش دايما لنا وانتى عارفه... لازم نقب بقا على وش الدنيا.
وقفت تدور حول نفسها تحلم قائله بهيام:ياما نفسى يابت ياتوحا انا وانتى كده ننضف ونتنجر... نلبس حلو ونتعامل حلو... نشتغل بشهادتنا... الناس تحترمنا.. نلبس فورمال ويبقى لينا قيمه.
تحيه :واحنا كده مالنا... 100فل وعشره وبناكل احلى اكل وبنلبس احلى لبس.
توتا :هه.. لأ.. احنا طلعنا مش عايشين.. من ساعة مادخلت شركة ولاد الخطيب دول وشوفت الموظفين هناك.. كرهت نفسى وزعلت على حالى وحالك... شغل وكرير.. لا بيداروا ولا بيتخفوا... هنفضل لحد امتى نخطف ونجرى يا توحا.
توحا بحزن:بتقلبى عليا المواجع على باليل ليه بس.. وهو كان بخطرنا يعنى.
توتا :عارفه بس لامتى هنفضل كده؟
توحا :عندك حل تاني؟
توتا:اه... انا عايزه أفضل فى الشركة هناك عشان كده مستنياه عادى ييجى يهبهب شويه ويرجعنى اتسحل في الشركه تانى... مش مهم... بس ده انا من يوم واحد اتعرفت هناك على بنت شاطره وواصله اوى وعدتنى تدورلك انتى كمان على شغل... ممكن الشغل هناك يفتحلنا علاقات حلوه اوى... أما محمد ده سيبك منه ده خيش واش... بوق على الفاضى.
توحا :ولو طول ايده عليكى.
توتا :يطول ايده على مين يابت ده انا توتا عبسلام.
فى نفس اللحظة كسر باب شقتهم من قبل زوجى من الرجال ضخام الجثه ومحمد خلفهم يردد :مسامسا يابنات عبسلام.
تحيه:فى حاجة يا محمد بيه؟ حاجة ضاعت منك ياخويا.
محمد :لا ابدا هو بس الموبيل الى فى ايد معاليكى بس.
ثم اشار للرجلين:هاتوهم.
احد الرجال :انهى واحده فيهم ياباشا.
محمد :لا المره دى هاتوا الاتنين.. اصل الدين بتاعهم زاد.
انكمشت توتا على اختها مردده:ياوقعه مربربه.. هو الواطى الى اسمه مرتضى فين.
تحيه بخوف :طول عمره واطى.. أول مره نتعكش فيها قام خلع.
كل ذلك والرجلين يتقدمون منهن بهدوء فقالت تحية :لأ لا من غير عنف سايق عليك النبى احنا هنخرج معاكوا بكرامتنا.
محمد:لأ... انا كيفى جايبنى اهينكوا.
تحية :وعلى ايه الشوشره ياباشا حتى عشان تعرف تطلع بينا من الحته احنا فى حاره شعبية ماتنساش.
محمد:اممم.. اشتريت... ورايا.
خرجت تحيه تهتف فى إذن شقيقتها:خلينا نخرج بكرامتنا عشان نعرف نرجع هنا بكرامتنا.
_____________________________________________________________________
يقود سيارته بغضب لا يرى امامه وهى لاتهتم... لقد اكتفت منه حقا... تنظر امامها ببرود لا تهتم.
لكنه لم يتحمل ذلك الصمت وصرخ بها:انا عايز اعرف ازاى تسبيه يقرب منك كده... ردى عليا.
ملكيه:انا الى عايزه اعرف انت ازاى وباى حق تحرجنى قدامه كده.
↚
عامر :نعم.. ده ايه النغمه الجديده دى.. احرجك... هى غيرتى عليكى بقت غيره دلوقتي.
مليكه :اه احرجتنى.. ولو سمحت ياريت تبقى آخر مره تعملها.
عامر :انتى فيكى ايه انا عايز اعرف.
مليكه :لأ لأ يا ابيه... هو انا الى هقولك... انت الكبير العاقل الى عارف ووازن كل حاجه.. اعرف لوحدك بقا يا..... يا ابيه.
قالت الاخيره بقوه وتحدى تزامنا مع وصول السياره أمام الباب الداخلى للقصر ثم ترجلت بعدها من السيارة وتركته مزهول منها.
دلفت للداخل بغضب وحزن... همت لتصعد غرفتها ولكن توقفت وهى تستمع لصوت ناهد المعترض :انت اتجننت يامحمد... خاطف بنتين وجايبهم هنا.
محمد :خطف؟ مين بس جاب سيرة خطف ياطنط.
وقفت توتا تغتنم الفرصة :لا خاطفنا ياطنط اقسم بالله.
محمد بنبرة تهديد واضحه:توووتااااا.. اهدى ياحب... سيديهاتك معايا.
جذبت تحية يد اختها تجلسها بجوارها قائلة :اهمدى ياحلاوه الكاميرا جايبه صورتك.
جلست تغريد بخنوع من جديد لاحيله لها.
فتقدمت مليكه ومن خلفها عامر الغاضب.
نظرت لها تحية وتوتا بانبهار مرددين :ده ياختى النسوان الحلوه دى.
ضحكت مليكه حتى أن عامر رغما عنه ضحك ومحمد يردد :اقلشى اقلشى... كله هيطلع على عينك الصبح.
توتا:ياساتر يارب... ياسيدى ده المثل بيقولك احيينى النهاردة وموتنى بكره.
نظر لها بغيظ دائما تتفوق عليه وتغلبه بالحديث.
ناهد:عامر انت ازاى جيت وسبت هديل لوحدها.
عامر :ماتقلقيش يا امى بعت سواق بعربيه يوصلها للبيت.
ناهد :وليه اصلا من الاول تسيبها ياعامر؟
عامر :اممى. لو سمحتى انا مش شايف قدامى.
نظر ناحية مليكه واكمل:هشرب قهوتى واجى عشان نتحاسب كلنا.
وصلها معنى كل حرف. لكنها فعلاً قد استهلكت فى هذه العلاقة وقررت انه يكفى الى هذا الحد.
انتبهت على صوت ناهد تقول لمحمد :طب وبالنسبة للبنات يامحمد... ايه؟؟
محمد:عادى ياطنط... هيباتوا فى اوض الشغالين... لعلمك دول شاطرين اوى وهيسمعوا الكلام... انا بس حابب اساعد لحد ماتلاقى شغالين كويسين بدل ما كل يومين تغيرى.
نظر لهم بتهديد وقال :والبنات شطار وهيسمعوا الكلام مش كده يا قطاقيط.
تحية :اه... لعلمك احنا شطار اوى... مش هتندمى.. يارب عدى اليومين دول على خير.
محمد:بتقولى حاجة ياشاطره؟
تحيه:بدعى ربنا يقبل توبتى... احنا توبنا على ايدك يا اخى.
توتا :ماكنوش 60الف جنيه دول.. صدق الى قال بخيل ويموت على القرش.
محمد :البت دى بتقول ايه؟
تحية :بتدعيلك.. بتدعيلك.
هزت ناهد رأسها تقول :لاحول ولا قوة الا بالله هو البيت كان ناقص جنان ياربى... وانت يامحمد فين العقل الى كنت فيه خاطف بينتين وجايبهم البيت كمان واحنا فى عز الانتخابات... امال بقا فين لا ياعامر أعقل يا عامر.
صمت محمد.. لا يجد رد... اما تحيه وشقيقتها يسمعون لحديث ناهد يفكرون كيف يمكنهم الإستفادة من تلك النقطة.
___________________________________________________________________
فى نفس المساء بمنزل توفيق
جلس ينظر حوله... بيته اصبح عباره عن كومه من القمامه.. أكثر من عام وهو يحيى بمفرده... حتى ندى ابنته رفضت العيش معه وفضلت المكوث مع جدتها حتى عودة امها.
احيانا يجلب إحدى النساء وهو بعمله تنظف البيت وتطهو الطعام ولكن أصبح كل شئ لا يطاق.
طعام غير معتاد عليه... حتى ترتيب البيت والاثاث.
عاد بذهنه للخلف لسنواااات.
فلاش باك
كانت ندى فى المرحلة الابتدائية
عاد للمنزل وجدها مازالت تنظف البيت... اشتعل الغضب داخله وصرخ بها:انتى لسه بتنضفى لحد دلوقتي... مش عارفة ان فى طور كان داير فى ساقيه وعايز يرجع يلاقى البيت نضيف والاكل اتعمل.. كنتى فين طول النهار.
نجلاء بتعب نتيجة شقاء يوم كامل:والله انا شغالة من بدرى بأيدى وسنانى ماقعدتش البيت هو الى كبير.
صرخ بها بقوه :ماكل النسوان شايفه شغل بيتها... وعلى كده بقا الطفح خلص ولا لسه؟
نجلاء :على النار والله.
توفيق :نعم ياختى على النار؟
نجلاء :والله عشر دقايق بس وكل حاجه تبقى جاهزه.
نظر لها باشمئزاز وغادر يبدل ثيابه وهى اغمضت عينيها بتعب وقلة حيله... عاد يصرخ من جديد وهى حقا على وشك البكاء :فين الأكل الى قولتى بعد عشر دقايق يا هانم.
نجلاء بتعب:يعنى هو انا أقوى من النار؟
توفيق :ماليش فيه... اخلصى.
نظر حوله وقال :ايه الى خلاكى تحركى الكرسى ده وتجبيه هنا؟
نجلاء:حبيت اغير ديكور الشقة كده بحاجات بسيطة.
توفيق :ت إيه ياختى.. تغيرى ديكور البيت... ده منظر ده... شكله مش لايق على المكان.
ثم انهال عليها بنفس الاسطوانة :انتى تفهمى فى ايه اصلا.. انتى بهيمه لا بتعرفى تلبسى ولا تنضفى ولا تطبخى.. غوورى من وشييييى.
بااااااااك
عاد من شروده يغمض عينيه.. اين كل تلك النعم التي كان قديما يتبرم عليها بسخط.
فى نفس الوقت
توقفت سياره رجب أمام بيت نجلاء.
هبط من سيارته سريعا يفتح بابها وهى تبتسم له برضا وفرحه.. لاتصدق... اخيرا وجدت كل الحب والتقدير.
مجرد لهفته وهو يدور حول السياره حتى يفتح لها باب السيارة قبلما تفعل هى... كانت عينيها تلمع بانبهار على وشك البكاء.. لا تصدق كمية المكافأة والجبر التى تمثلت فى رجب.
اما في منزل سيد... كان يجلس مع شقيق حكمت يتفق معه على كل شئ... لقد صبر كثيراً.
___________________________________________________________________
صباح اليوم التالي
تفاجئ الكل بطلب عدى للقدوم إليهم اليوم.
عامر غير مرتاح بالمره.. ومليكه فى تخبط شديد.
اما محمد فهو منشغل بوضع كل مهام العمل على تغريد وتحية.
جلس عامر بمكتبه لا يعرف مالذى سيحدث... قدوم عدى فى زيارة رسمية لايوجد له الا تفسير واحد.
وجد سامح يقتحم عليه المكتب وقال:انا عايز اعرف انت ناوى على ايه بالورقة الى معاك.
عامر :سلمتها بس للواد الى قولتلك عليه؟
سامح :حصل.. عايز افهم بقا.
عامر :سامح... انا شرحت مره امبارح وانت غبى مافهمتش.. هما مش خايفين على الاسهم الفلوس... انا بقا هستغل كل ده.. واطلع بقا من دماغى ولا اطلع برا خالص...يالا من غير مطرود.
خرج من مكتبه يسير حتى المصعد يردد :هو ليه محسسنى انى غبى مثلاً مع انى حاسس انى نابغه.
وصل المصعد وفتح على مصرعيه.
كانت تحيه تقف به متأففه... العمل الحلال صعب جدا.
لكن سرعان ما وجدت فريسة... بل غنيمه.
تهلل وجهها متمته:البت توتا دى ذماغ.. ده الشغل هنا مرترط.
ثم وبخبث شديد تصنعت التعب واستندت على فريستها.
بعد ثوانى معدودة وصل المصعد... خرج منه سامح يقول :بقيتى كويسه... الدوخه راحت اجيلك مايه؟
تحيه :لا خلاص بقيت احسن.. مش عارفة اشكرك أزاى... بعد إذنك.
غادرت ترقص فرحا وهو وصل إلى سيارته وضع يده يخرج مفتاحها وفجأه شعر بعدم وجود هاتفه وجزلانه........
بقلم سوما العربى
↚
جلس عامر فى وضع الاستعداد.... كأنه يستعد للانقضاض على ذلك الماثل أمامه فى اى لحظه.
وما كل هذه الشياكه والوسامه التى حلت عليه اليوم... باقه ورد أيضاً!!هذا كثير... كل شئ لا يدل الا على شئ واحد... لو كان صحيحا لايدرى ماذا سيفعل.
حمحم محمد بحرج من نظرات عامر التى يبدوا عليها الانزعاج والاشمئزاز وهو فى حضره وزير الداخلية بذات نفسه.
محمد :احححممم... منورنا.... البيت كله نور سعادتك.
جابر المناويشى(والد عدى) :البيت منور بصحابه... ياااااه... عدت سنين على آخر مره جيت فيها هنا.
نظر محمد ثانيه ناحيه عامر ينذره... نظراته أصبحت قاتله... غير مرحبه. غير لائقة.
ماذا يفعل له.. حاول جذب انتباهه مرارا... لكن الآخر نظره مسلط على غريمه.
غريمه الذى يجلس بكل هدوووووء.. هدوء مستفز كأنه واثق من شئ ما.. بل والاكثر انه ينظر له بتحدى.
لم يجد محمد حيله سوى ان يتركه بمفرده معهم ربما يستفيق ذلك العامر ويدرك انه لم يتحدث بحرف واحد منذ ان حضروا.
محمد :انا هروح اشوف اتأخروا بالقهوه ليه.
خرج محمد سريعاً فقال عامر :منورينا.
جابر:بنورك يا عامر بيه.
ابتسم عدى باستفزاز وقال :لا يا ابويا.. قولو عامر بس... احنا خلاص... هنبقى اهل.
انزل عامر ساقه من على الأخرى واعتدل قليلا في جلسته يقول :نعم ياحبيبي... نبقى أهل ازاى يعنى ؟
على الناحية الأخرى
فى المطبخ
وقفت توتا تأكل قطعة كبيرة من الجلاش المجشو بقطع الدجاج:ههمممم. اتارى العز حلو ياولاد... ياريت كل الشغلانات زى شغلانتكوا دى.
وجدت من يلكزها على مؤخره عنقها يقول :انتى ايه.. مش بتطبلى اكل... وياريته باين عليكى الا انتى بتاكلى تطولى.
توتا :ياخى حرام عليك الاكل وقع من بوقى... حد يرمى نعمة ربنا كده ده حتى النعمه تزول من وشك.
محمد:وتزول من وشى ليه أن شاء الله.
توتا:ماهى لو مازالتش من بطرك ده اكيد اكيد هتزول من وشك الى يقطع الخميرة من البيت.. ايه ده. وش بنى آدم ده.
اتسعت عينه يقول:بطرى؟! ووشى يقطع الخميرة من البيت.. محمد الخطيب بقا وشه يقطع الخميرة من البيت.
توتا:بقولك ايه...انا لسه ضاربه جلاش بالسجق وبعده بالفراخ وانا بصراحة الاكله دى بتكيفنى ومش ناويه اعكر مزاجى ابدا.
اصطك على أسنانه يقول :لا احنا اسفين.. عكرنا مزاج السياده... تقدرى تقوليلى فين القهوه بتاعت الناس؟
توتا:لما قهوتى تتعمل واشربها هعملهم.
حجظت عينيه يقول بصدمه :نعم؟
توتا :اييييه.. بقولك لسه واكله وعايزه احبس.
رفع اول قدر وجده بجانب يده يقول بغيظ :يعنى انتى مأجله الناس لحد ما سيادتك تحبسى... شكلى انا الى هتجبس فى جريمة قتل لواحدة زيك.
توتا:مش أخلاق دى على فكره.. بترفع القلايه عليا عايز تدينى بيها على نفوخى.
محمد بصراخ :ماعملتيش من مكنة القهووه ليييه ماهى قدامك.
توتا:الله مش بعرف اشغلها... ماعلش اصل انا تعليم حكومى.
اخذ انفاس متلاحقه... بلغ غضبه منها لأقصى درجة... بعمره بعمره كله لم ينجح احد باستفزازه كتلك الفتاه.
محمد :بت.. انا هطلع وعشر دقايق والاقى القهوة ورايا.... سامعه يام طويله انتى.
توتا :مالهم الطوال انت عمرك شوفت عارضة ازياء قصيره ولا رقاصة قصيرة.
هز راسه بيأس يغادر وهى من خلفه تصرخ به:ولعلمك بقى ... لو الطويل معيوب ماكنوش عملوا للقصيرين كعووب.
رغما عنه وجد نفسه يكتم ضحكته وهى استدارت بسخط لتصنع القهوه لهم لكن توقفت قائله :الله دى طلعت حلوه وبوش... هكملها ليا وهما يستنوا... عادى يعنى.
ثم رفعت رأسها بشموخ تدندن إحدى اغانى فيروز.
اما في غرفة مليكه.
كانت ندى تجلس خلفها تنظر لها باستغراب قائله :لحد دلوقتي مش مستوعبه بجد.
وضعت مليكه احمر الشفاه من يدها على طاولة الزينه تجيب:مش مستوعبه ايه بالظبط؟
ندى :أن دى نهاية حكايتك مع عامر... عامر الى بقالك سنين بتحبيه... عامر الى قللتى من نفسك واتنازلتى وروحتى انتى تقوليلوا انا بحبك.
مليكه بهدوء :مش انتى كنتى معترضه على كل ده من الاول... ايه اللي حصل؟!
ندى :الى حصل ان كل حاجه اتغيرت وجبل الجليد ساح وشعلل كمان على ايدك.
زمت مليكه شفتيها وقالت:واو.. وبعدين... ايه اللي حصل ولا ايه الى قدمه... ندى الله يباركلك انا تعبت من العلاقه دى... انا حاسه اني بعمل الصح.
ندى:طب.. طب انتى بتحبى عدى ده.. او.... او على الاقل متقبلاه؟
مليكه :عدى شاب مؤدب... جنتل مان... اوبن مايند.. بيعاملنى حلو. مستقبله حلو... شاطر في شغله.. مش مكسوف ولا محروج منى يا ندى.
ندى:لسه ماجاوبتيش... متقبلاه.
مليكه :لو سمعتينى كويس هتفهمى... بقولك :بيعاملنى حلو ومش مكسوف منى.. مش ماشى يخبى حبه ليا.. بالعكس اول ما عجبته جه يتقدملى.
ندى:طب ماهو عامر عمل كده... قال للكل انه بيحبك.... دلوقتي الكل عارف إنك حبيبة عامر الخطيب.
مليكه :يافرحتى... وبعدين... حبيبته وهو ناوى يتجوز هديل... بيروح معاها كل الأفراح والمناسبات و... صمتت بتعب وتنهيده تقول :والنبى تسبينى ساكته يا ندى.
طرقات عاليه على الباب قطعت ذلك الجو المجتلج بالمشاعر.
فتحت ندى الباب ونظرت بحاجب مرفوع لناهد وهى تتقدم تفتح ذراعيها بفرحة شديدة قائله :مبروووك... مبروك يا ميكا.. هو ده الصح.. عمرى ما كنت اتمنالك عريس غير كده... عدى شاب مهذب وجانتى جالص.
ندى :شكلك مبسوطه اوى ياطنط... ده حتى يوم خطوبه ابيه عامر ماكنتيش مبسوطه كده.
↚
ناهد:اه من بنات اليومين دول... دايما كشفنى كده... بصراحه ياندوشه انا ماكنتش موافقة على علاقة عامر بميكا... انا ست قطر وبحدف دبش... مش بعرف انافق وميكا عارفه.. وانا قولتها صريحه انا مش مرحبة بعلاقتهم بس بعد اى حاجة ميكا دى بنت قلبى وتربية ايدى وهفضل احبها زى كارما بالظبط.
احتدت ندى تجيب معترضه :بس ياطنط هما بيحبوا بعض اوى وده مش حل ابدا... ده ممكن يكون باب لنار كتير قدام و... قاطعتها مليكه تقول :ندى.... طنط ناهد معاها حق فى كل كلمه... لعلمك ساعات الخبرة بتفرق... هى من الاول كانت شايفه إلى احنا مش شايفينوا.
ناهد:برافو.. هى دى ميكا.
سحبتها من على مقعدها تنظر لها بتقييم تقول :ماشاء الله... طالعه قمر ياروحى... طول عمرك جميله..والله مستخسراكى فى الغرب.
ابتسمت مليكه بشحوب فقالت ناهد:يالا بقا ننزل العريس تحت قاعد على نار.
تقدمت تخرج بها من الغرفه كلها وندى تردد:ربنا يستر.
عند عامر كان يجلس متحفز يكمل حديثه :نبقى أهل ازاى يعنى؟
جابر :انت مش عندك خبر ولا ايه يا عامر؟ احنا جايين نطلب ايد بنتكوا مليكه لابنى عدى وانا كلى شرف وفخر بكده مليكه بنت جميله ومؤدبه.
اخذ ينفض رأسه كأنه لا يصدق وقال :لا ماعلش... قول تانى كده ياجابر بيه... تخطب مين؟
جابر:بنتكوا مليكه.
عامر :ومين قال ان مليكه بنتى... هى مش بنتى ابدا... مليكه تبقى ح.... قاطعه دلوف ناهد التى تحدثت بصوت مرتفع قليلاً لتوقف حديث ابنها :يا أهلا يا أهلا... البيت نور يا جابر بيه.
نظر لها عامر بغيظ ثم اتجه بنظره ناحية حبيبته ينظر لها بغضب... مرتديه فستان اسود مرصع بنجوم بيضاء.. قصير حتى ركبتيها يظهر صدرها وذراعيها... ترفع شعرها عالياً مظرها بياض وروعة عنقها الطويل.
كل هذا الجمال امام الجميع.. والادهى ان كل هذا الجمال وكل تلك التحضيرات لمقابلة ذلك السمج كى يقم بخطبتها.... كى تصبح له.
نظراته تزيد اشتعال والتهاب وهى شعرت انها ستحترق من لهيب نظراته.
توارت قليلاً خلف ناهد تشعر كأنها تفعل شئ خطأ... كأنها مثلا تخون زوجها.
كل ذلك وعدى حقا مسحور.... تلك الجنيه ستكن من نصيبه... كم هى جميله.. بل مذهلة.
التقط كفها بيده وقال:عامله ايه؟
ابتلعت ريقها بصعوبة تتحاشى النظر ناحية منبع النيران ذاك وقالت :الحمدلله.
وأيضا تتحدث بصوت رقيق... اشتعلت نيران عينيه اكثر واكثر ينظر لها بوحشيه.
ناهد فى موقف لا تحسد عليه إطلاقا... حاولت تهدأت الوضع وقالت:ااا.. اقعد ياعامر ياحبيبي... واقف ليه.. واقفين ليه يا جماعه... اتفضل ياجابر بيه.. اتفضل.
اغمض عينيه يأخذ نفس عميق... حسنا فقط سيتصرف هو.. ولينهى ذلك اليوم دون إثارة مشاكل أو كوارث.. سيتحمل بالتأكيد... لطالما كان عامر الخطيب دبلوماسي الى اقصى حد.
جلس بهدوء يحاول ان يتحلى بالصبر والحلم.
جلس عدى وجابر وناهد أيضاً وهى اتجهت لتجلس على المقعد الوحيد الشاغر.
نظر لها بحده وهو يجد ذلك المقعد بجوار عدى.. تحدث بوحشيه قائلاً :رايحه فين.
نظراته حقا قاتله.. قطعتها اربا.. تخشبت فى موضعها لا تجيب فقالت ناهد :هتقعد ياحبيبى.
عامر بوعيد:لاا تعالى اقعدى جنبى.... يا بنوتى.
قال الأخيرة وهو يصطك على أسنانه.. الموقف برمته صعب ومحتدم ولكنها حقا تريد ان تضحك.. جذب ذراعها يجلسها لجواره.. يلصقها به.. جابر يراه يعاملها كابنته ولكن عدى لا... عدى يشعر بكل شئ... لكنه لم يرد خلق اى جدل او مشاكل من الآن... صمت قليلا حتى يظفر بها.
فى تلك اللحظه دلفت توتا ومعها القهوة تقول:الف الف مبروك.. والله انا نفسى اعمل شربات بدل القهوة.
عامر بحده ونظرات قاتله:شربات لأيه انتى كمان.
توتا:الله ياعامر باشا مش النهاردة خطوبه ميكا على سى عدى باشا.
عامر :والله عااال... ده الكل عارف... روحى انتى على شغلك.
مالت توتا على مليكه تقول بخفوت:هو ماله مضيق كده.
رغماً عن مليكه فلتت ضحكتها فنظر لها عامر بغضب وتوتا تكمل بصوت واضح قليلاً :اما صحيح عيله تراللى.. الفرح مايعرفش طريقهم... الله يعنكوا على حالكوا....لولولولولولولولى.. يا الف نهار ابيض.
عامر :يامحمممممد.
حضر محمد فى الحال.. ليس على صوت نداء عامر الغضب وإنما على صوت (الزغاريد) التى أطلقته تلك المجنونه ورج كل نواحى البيت.
محمد:الله يخربيتك.... الله يخربيتك... انتى طينتك اييييه؟
توتا :ياساتر يارب...بقا انا بوجب مع البنية وانت بتعمل كده.
عامر :يأخى هديك انا ال60الف جنيه بس مشيها وارحمنى منها.
محمد لتوتا بغضب:على شغلك.
توتا :لا استنى... اتجهت لعامر تقول بفرحة وحماس :هتدفعهمله بجد.. يعنى امشى انا واختى ؟
عامر :خدها من قدامى يامحمد والله هرتكب جريمه.
جابر :هو ايه اللي بيحصل هنا ده؟!
ناهد بخرج :احنا اسفين والله.. اااههههه.. هما بس بيحبوا ميكا اوى وحبوا يفرحوها يوم خطوبتها.
عامر :خطوبة ايه يا امى؟
نظر محمد لتوتا التى وضعت صنية التقديم باحضانها ووقفت تشاهد ما يحدث كأنه فيلم سينمائي وقال :على المطبخ يا جربوعه وحسابى معاكى بعدين... امشى.
نظرت له بسخط وذهبت سريعاً تضب الأرض بقدميها وهو يراقبها بنظراته غير منتبه على تلك الحرب المشتعلة.
تحدثت ناهد تقول :خطوبة مليكه يا عامر.
تدخل جابر فى الحوار وقال :عامر.. هى الانتخابات أثرت عليك ولا حاجة.. انا عارف ان عقلك مشغول بحاجات كتير بس ده احنا لسه قايلين الكلمتين اكيد مالحقتش تنسى يعنى.
لكزت ناهد محمد برفق فانتبه وتدخل قائلاً :ااا... اعذروا.. اعذروا يا باشا. اصله لسه عارف دلوقتي... والله والله والله عنده اجتماع مع رؤساء تحرير اكتر من 20 مجلة جريدة دلوقتي.. الدنيا متلتله فوق دماغه.
لم يقتنع جابر... لكن أمام رغبة ابنته بتلك الفتاه والتى يراها حقا مناسبة وتستحق ابتلع كل ذلك وتصنع التفهم قائلاً :مفهوم مفهوم.. كان الله في العون... نقرا الفاتحة؟
عامر:نعم؟
جابر بغضب مكبوت:الفاتحه ياعامر يابنى.
نظر بغضب وتحذير تجاه مليكه وقال:مش لما ناخد رأى العروسه الأول.
نظرت له.... داخل بؤبؤ عينيه وقالت:الى تشوفوا يا أبيه.
ارتعشت شفتيه بغضب.. يمنع لسانه بصعوبة عن التفوه بكلمات بذيئة الان... هو من اختار طريق العقل والرزانه... ليكمل به إذن ويتحمل.
أنقذت ناهد الموقف. تحدثت بفرحة :يبقى نقرا الفاتحه.
رفع الكل أيديهم يقرأون الفاتحه وهو فقط ينظر لها بغضب.
انتهى جابر قائلاً :اااااامين... مبروك يا ولاد.
طاقه احتماله انتهت حقا... لقد حاول التحكم ولكن بنى ادم طاقه وطاقة تحمله انتهت.
وقف فجأة يقول :بعد اذنكوا.
↚
سحبها بيده وغادر والكل ينظر له بتفاجئ.. ابتسمت ناهد بشحوب تقول :اااصله... اصله شايلها هديه كبيره لليوم ده.. وراح يوريهالها.
ابتسم محمد بحرج مؤكدا وجابر غير مرتاح ابدا هو وابنه.
صعد بها لغرفتها واغلق الباب بعنف يقول:ايه الى حصل ده... انا عايز افهم.... انطقى.
قال الاخيره بصراخ جعلها ترتعب فصرخ مجددا :ماتتكلمى ولا لسانك مش بيعرف يقول غير الى تشوفوا يا ابيه.... انا ابيه.. انا؟!
تحدثت بخوف تقول :ايوه ابيه... وهتخطب لحد تانى... هخليك تحس كل الى خلتنى احسه وانت شايفنى بحضر خطوبتك... هخليك تحضر خطوبتى ومش بس كده ده انت الى هتحضر الحفله كمان وتدفع التكاليف... هخليك تقف مكانى تشوفني وانا واحد غيرك بيلبسنى دبلته زى ما وقفتنى اشوفك وانت بتلبس واحدة غيرى دبلتك... هكمل واعيش مع واحد مش محروج ولا مكسوف منى.
كان يستمع لها بقلب مفطور...لم يكن على حاله... بل عليها هى... وضعها بكل تلك الظروف... هو من حول مليكه التى جاءت إليه تعترف بحبها.. من فعلت وتحملت لأجله الكثير الى تلك المليكه التى تعبت... يأست من كل شئ... مليكه التى كانت راضيه لأى شئ منه حتى لو صغير.. تعبت واكتفت.. بل وتحولت...هو من فعل كل هذا... لأول مرة يدرك فداحة مافعل... بالبداية كان يشعر بأن كل ما يخطط له شئ لا يعقل ولا يصح.. لكنه الان أدرك ان مليكة قلبه تستحق كل ذلك.
تقدم منها يجلس بجوارها... مد يده يتلمس وجنتها.
ابتعدت بخوف فاغمض عينيه وقال:انا اسف... حقك عليا.. انا الى حولتك وغيرتك كده.. فكرت فى كل حاجة وكل الناس الا حبى ليكى وحبك ليا.. بس والله انا مش ساكت وبكرة تعرفى.
نظرت له بصمت.. اقسمت لن تذوب مجددا بين يديه وتؤثر بها كلماته... ستظل على موقفها.
عندما قابله الصمت قال باستجداء:مليكه عشان خاطري بلاش توافقى... خطوبة يعنى عيلتين وعلاقات ممكن تتدمر.. ارفضى من البداية عشان خاطري يا حبيبتي.
مليكة :بس انا خلاص وافقت وقرينا الفاتحه.. مش هرجع في كلامى... انت الى سبق واختارت هديل... انت الى ساعدتنى اصلاً اخد القرار ده.
عامر :انا؟!
مليكه :ايوه... لما اتحرجت منى قدام صحابك.. لما خطبت هديل... لما تاخدها معاك كل المناسبات.. وحاجات كتير اوى.. انت بكل ده كنت بتقولى خدى قراراك انا مش بحبك.
عامر بلوعه :لا يا مليكه انا بحبك... بحبك اووى... ماقدرش استغنى عنك.
لم تجيب مجددا فقال:ماشى يا مليكه.
استدار ينوى المغادرة.. تحرك خطوتين.
لكنه فجأه استدار جذبها لصدره... يطبق ضلوعه عليها يقبلها بلهفة لا يقوى على الإبتعاد.
وتلك التي عاهدت نفسها على عدم التأثر به.. ذابت بين يديه مجددا... ابتسم من بين قبلاته وهو يشعر باستحابتها.. فصل قبلته يضع جبينه على جبينها قائلاً :انتى بتاعتى يا مليكه... وهرجعك ليا مهما حصل.. ماحدش هياخدك واعتبرى ده وعد من عامر الخطيب.
_________________________________________________________________
وقف توفيق أمام شقة نجلاء بمنتهى الثقة يدق الباب.
فتح له رجب وهو... وهو يرتدى سروال شعبى بيتى من القطن الأبيض وفوقها تيشرت قطن(فالنه بيضه).
اتسعت أعين توفيق يقول :ايه الى انت عامله ده ياجدع انت.
وضع رجب اصبعه بإذنه يداعبها قائلاً بكسل وخمول يقصده :فى حاجة يا هندسة؟
توفيق :نعم... انت ايه الى مقعدك كده من غير هدوم وكمان قايم تفتح الباب.
رجب :ههع.. طب ده انا حتى كده لبست عشان افتح الباب.
.توفيق :نعععععععم.. وانت اصلاً ايه الى مقعدك هنا لحد دلوقتي.. وفين مراتى.
ادخل رأسه من الباب ينادى عاليا :يانجلاء.... نجلاء.
احتدت أعين رجب وقبض على عنقه يخرج رأسه ثانية للخارج كما كان وقال :حسك مايعلاش هنا.... وبتنادى على الست بتاعتى ليه ولا بأماره ايه يا بأف انت.. حد قالك انها متجوزه اعتماد؟
توفيق :لاااا.. انت الظاهر نسيت نفسك ونسيت اتفاقنا.
رجب :بخ.
توفيق :نعم؟!
رجب :زى ماسمعت... بخ... كان فى وخلص.
توفيق :معناه الكلام ده؟!
رجب :والله يا هندسة المعنى واضح بس البعيد غبى ودغوف حبتين... الست الى جوا دى مراتى.. والبيت ده بقا بيتى خلاص... انت كنت مأجره حبى كده من غير لا عقد ولا ورق... انا روحت لصاحبة البيت وكتبت عقدة.. بقا يا راجل يا واطى يبقى عندك شقه ملك ومقعدها فى الايجار! غوور.. غور من وشى.
على صوت توفيق يقول :بقولك مش ماشى.. يانجلاء.. نجلااااء.
خرجت بجلباب البيت لترى ما مصدر تلك الجلبه.
نظر لها توفبق بانبهار.. لأول مرة يلحظ كم هى جميله... بل وزادت إشراق وجمال.
لاحظ رجب نظراته المسلطه على شئ ما خلفه فنظر لها واشتعل غضبه يصرخ بها:خشى جوا واسترى نفسك.
انصاعت لأمره سريعاً واختفت بالداخل.
وتوفيق مصعوق... تنفذ أمره سريعا.. تمتثل له وتختبئ منه هو؟!
رجب بغضب شديد :وانت. غور من هنا مش عايز اشوف وشك تانى.
دفعه بغضب واغلق الباب بوجهه ثم اتجه لها بغضب شديد.
فتح باب الغرفه يقول :ايه الى عملتيه ده... خارجه بجلابيه البيت وبشعرك... اسمعى يابت الناس انا الكلام ده ماينفعنيش والراجل ده بالذات مايلمحش طرف جلابيتك تانى... سامعه.
كانت تستمع له بانبهار تهز رأسها قائله:سامعه.
اما توفيق
خرج من البناية كلها وكأنه اخد مئه ضربه وضربه فوق رأسه... اتجه فى الحال لبيت شقيقه شكرى يطلعه على الوضع وكيف احتال رجب عليه.
_______________________________________________________________
صباح يوم جديد... استيقظت مليكه تبتسم لا إراديا... تتذكر قبلته وحديثه لها امس.
وجدت الباب يدق ودلقت كارما تقول :ميكا ميكا.. اصحى. عايزاكى فى حوار.
فى نفس الوقت... دق هاتفها وكان المتصل ريتال صديقه جودى.
قالت لكارما:طب ثوانى هرد بس على الفون.
كارما :ماشى بس فى الإنجاز... الموضوع لا يحتمل.
مليكه بتوجس:استر يارب.
فتحت الهاتف تجيب :ايوه يا ريتا.
ريتال:ميكا ياميكا.. صباحوا.
ملكيه :صباحوا... متصلة بدرى كده ليه
ريتال :انا وجودى عايزينك فى حاجة شريره.
ابتسمت مليكه بحماس:الله... اقفلى انا جايه.. طالما فيها شر انا جايه.
أغلقت معها الهاتف ونظرت لكارما التى قالت هى الأخرى :انا كمان عايزاكى فى حاجه شريره.. او بمعنى اصح.... مصيبه.
زاغت أعين مليكه تتمتم:الله يكون في عونك يا عامورى.
اما بغرفة المكتب عند عامر كان يتحدث فى الهاتف مع شخص ما يقول :كله تمام.
الشخص :تمام يا باشا.
عامر :نفذ.
ثم أغلق الهاتف يأخذ نفس عميق بارتياح.
اما تحيه فوقفت فى الشركه امام البوفيه تلهث :ده كأنهم شايلين شغل سنين ومحوشينه ليا انا واختى لما نيجى... ذنبى ايه اجى بدرى احضر لاجتماع البهوات.
وجدت فريسة الأمس ظهر لها من العدم يقول بابتسامه غير مطمئنه بالمره :صباح الخيييييير.
نظرت له بتوجس لا تعرف ماذا تقول...هل كشفت؟........
بقلم سوما العربى
↚
وقف توفيق مع شكرى على أعتاب شقه خالد شقيق نجلاء يدقون الباب.
ثوانى وفتح خالد الباب يقول :يا اهلا يا أهلا.. اهلا ياحاج شكرى... اتفضل.. اتفضل يا توفيق.
دلف الرجلين بملامح يابسه صلبه.. خصوصاً شكرى
خالد بحفاوه:ده احنا زارنا النبى... تشربوا ايه.
صمت شكرى... كأنه يميت محدثه بهدوئه القاتل... ينظر له من أعلى لاخمص قدميه ثم يتحدث ببطئ:قهوة... مظبوط ياخالد... اصلى احب كل حاجه تبقى مظبوط.
ابتلع خالد رمقه بصعوبة وقال:طول عمرك... طول عمرك يا حاج.
تحرك خطوتين واختفى بالداخل يوصى بالقهوه ثم عاد ثانية مرحبا.... كثرة ترحيبه تظهر مدى ارتباكه.
خالد:منورين... منورين والله.
شكرى :خالد... انت عارف احنا جايين في ايه... انا عايز اعرف انت ازاى سكت على سفر اختك مع رجب كل ده.. اديلهم مده مسافرين... دول ولا الى بيعملوا شهر العسل الى بنسمع عنه في التليفزيونات ده... طيب وجه وخلص ولو انه غلط بس هعديها بمزاجى... جم من السفر والمولد انفض.. ايه بقا.... مش هنفضها سيرة وعيشه ترجع لام الخير؟!
خالد...نظراته مرتبكه.. غير واثقه وغير ثابته... مهتز.. لطالما كان مهتز... شكرى كلماته قويه وفى الصميم.
حاول التحدث قائلا :عداك العيب... انا عارف انى انشغلت حبتين المده الى فاتت... اصل جالى مدير جديد في الشغل وانت سيد العارفين.. الغربال الجديد له شدته.
شكرى:ده انت موظف حكومه ياخالد... يعنى بتبدأ شغل عشرة... على ماتفطر وتاخد الشاى وتقلع الجزمه تهوى رجلك تحت المكتب تكون بقت 12... واحدة ونص بالظبط بتكون قايم تمضى انصراف....وكده ولا كده انا مش جاى اسمع لا كلام ولا أعذار... انا جاى احط النقط فوق الحروف... الجدع ده الى اسمه رجب ايه اللي فى دماغه بالظبط ولا ناوى على ايه؟ ده عمل عقد الشقه باسمه سمعت انه عارض على صاحب البيت يشتريها... الجدع ده كان بينيمنا ولا ايه انا عايز افهم.
كل ذلك وخالد تحت السيطرة التى تفرضها هيبه شكرى... يتسمع ويهز رأسه المنكسه فقط.
وتوفيق.... صامت... لما يتحدث... لقد ذهب على الفور لشكرى كى يتحدث ويتحمل هو الموقف برمته.
وقف شكرى على الفور وقال بحزم:غير هدومك دى يالا وقوم بينا.
وقف خالد مهتز.. متلجلج:على فين يا حاج.
شكرى :هنروح لرجب المحل نتكلم معاه ونشوف اخرتها.. مش على آخر الزمن هيتلعب بينا... قوم يالا... انا مشتنيك تحت انا وتوفيق.
خالد:والقهوه؟!
نظر له شكرى نظرة تعنى الكثير وقال :احنا في ايه ولا فى ايه.... يالا قوام وانجز.
_____________________________________________
خرج من مكتبه يبحث عنها... مازال يتذكر قبلتهم ليلة امس... يحبها من كل وجدانه يشعر انها جزء منه... هى من خلقت من ضلعه.. هى نصفه الثاني.
أين هى تلك السارقه المحتاله.. من سرقة قلبه وكل عقله.
وقف على باب الغرفة بعدما اصطدم بمحمد الذى وكأنه يبحث عن شئ حوله غير منتبه لما امامه.
عامر :مش تفتح يابنى.
محمد:ماعلش ماخدتش بالى.
عامر :مالك كده... بتدور على حد.
محمد :هااا.. ااا... عايز قهوه... هى توتا فين.
رفع عامر حاجبه قائلاً :هى القهوه مابقتش تتشرب غير من ايدها ولا ايه و بعدين مش هى اسمها تغريد بردو.
محمد باعين زائعه:ا. اه. اه.
عامر :امال ايه توتا توتا دى... بقولك ايه يا محمد لعب العيال الى انت بقالك يومين فيه ده لازم يخلص.
محمد :لعب.. لعب ايه.
عامر :انت عارف.. البنتين الى جايبهم وتقريبا خاطفهم... إزاى تعمل كده ومبلغ ايه الى انت متحجج بيه ده.
محمد :عامر انا... قاطعة قائلا :انت ايه.. مش شايف ان كل دى حجج فارغه... عاجباك؟
اتسعت أعين محمد فردد مجددا :انطق.... عاجباك؟؟
صمت قليلا... يحارب ذلك الصراع الذى بداخله وعامر ينتظر الاجابه.
صمت خيم عليهم الى ان رفع محمد وجهه وقال:عجبانى... بس مستحيل.... انا محمد الخطيب ودى عيله نصابه.... مش هينفع.
صدم عامر... صدمه عمره... لطالما تأكد انه سيأتي اليوم الذى ينهار به قلب محمد ويقع للحب... لم يهتم لأى شئ.. لا بمظهر اجتماعى او اى فوارق.. لكن حقا الطبع غالب.
نظر له ثوانى باشمئزاز وتقزز ودون اى حرف واحد ترك له المكان... سيندم كثيراً وهو يعلم.
ذهب حيث طاولة الطعام وتغريد تضع آخر صحن من يدها على الطاولة... نظر لها بتعاطف كبير وقال:صباح الخير يا تغريد.
↚
استدارت بزهول تقول :صباح الخير يا خويا... مانت حلو اهو وبتعرف تصبح.
عامر :وحد قالك انى أخرس مثلاً.
تغريد:لا والنبى الشهادة لله انت شكلك طيب وابن حلال.
ابتسم ابتسامه صغيره وقال :فين الجماعه فين مليكه.
ابتسمت بمكر:هروح اناديهم دلوقتي.
نظر لها بسخط.. لم تجيب على أهم جزء.
ابتسمت تلك المخادعه وقالت تلاعب حاجبيها:خرجت من شوية هى وست كارما... ماتقلقش كانت لابسه فستان طويل ورابطه شعرها.
نظر لها بصدمه... من أين علمت.. دارت حوله تغادر وهى تدندن:بنحب يا ناس.. نكدب لو قولنا مابنحبش... بنحب ياناس وماحدش فى الدنيا ماحبش... ههئ.. حتى عامر الخطيب.
رغما عنه ابتسم يحدث نفسه :غبى يا محمد... وهى خسارة فيك اصلاً.
____________________________________________
جلست فى إحدى المقاهى الشهيره تستمع الى حديث جودى وريتال تفكر بعمق إلى أن قالت :بصى احنا لازم نأدبه وكمان نكسب وقت.
جودى :ازاى بس.
فكرت أكثر وأكثر الى ان رفعت هاتفها وقالت :استنوا هكلم ندى.
قامت بالاتصال بندى:الو.. ازيك عامله ايه... هو مازن خلاص بقا فى مستشفى هنا في القاهرة مش كده.
ندى :اه ليه؟
مليكه :تعاليلى عشان عايزينه فى حوار وماحدش هيقنعه غيرك.
ندى:مش عارفة تيتا هتسبنى اخرج دلوقتي ولا لأ... انا قاعده عندها اليومين دول.
مليكه :لا بصى بجد أتصرفى عشان خاطرى.
ندى:تمام هحاول. اقفلى انتى.
انهت الاتصال وكارما تجلس لهم تشاهد كل ما يحدث قائله :انتى ناويه على ايه؟
مليكه :هقولكوا.
_____________________________
جلس رجب على مقعد أمام محل الجزاره خاصته يتكئ عليه يدخن ارجيلته... يستند بظهره يستند على يديه... يشعر كأنه ملك زمانه بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
يرفع رأسه يخرج من فمه وانفه دخان الارجيله عاليا بشموخ... هو حقا ملك كل ما اراده... وماذا يريد بعد أن اجتمع أخيراً مع سيدة قلبه أحلامه.
تقدم سيد منه قائلا :هل هلالك شهر مبارك... ايه يا رجب.. فينك غايب عننا كده.
رجب براحه كبيره وزهو :موجود يا صاحبى.
سيد :شكلك مبسوط.. باين على وشك.
رجب :انت جاى تقر عليا بقا ولا ايه.
سيد :ياعم ولا اقر ولا حاجة.. انا جايلك فى حاجة تانيه بصراحة.
رفع حاجبه بتوجس يراقب توتر صديقه وقال:هممم قول انا سامعك.
رغم شخصية سيد القويه الا انه ازداد توتر من طريقة رجب وقال:بصريح العبارة كده... انا جاى اديك خبر ان كتب كتابى على الست حكمت بعد بكره.
اخذ رجب نفس عميق من ارجيلته وزفره على مهل عاليا وقال :اه جاى تعرفنى يعنى.
سيد:رجب انت عارف انا راجل دوغرى.. انا مش بعمل حاجة غلط... وماتخدهاش من الناحية دى.. اعتبرنى صاحبك وجاى يعزمك على كتب كتابه يا جدع.
نظر له رجب بثبات ثوانى ثم قال ووجهه لا يبدو عليه اى رد فعل :مبروك يا سيد.
فهم سيد على الفور... طالما لم ينهى كلماته كما اعتاد منه ب(ياصاحبي) يعنى انه لم يصفو بعد... صمت... لقد فعل كل ماعليه... صبر كثيراً واعطاه وقت كى يستوعب الموقف... هى امرأه مطلقه وهو رجل ارمل.. لما لا يتزوجا... وان كان هو فعل الأكثر من ذلك للفوز بالسيدة نجلاء... لا حرج عليه إذا.
وقف من المقعد المجاور لرجب يقول :ماشى يا صاحبي الله يبارك فيك... همشى انا.. لو احتجتنى هتلاقينى... سلام.
رجب بهدوء :سلام يا سيد.
ذهب سيد وهو اخذ يعيد محاسبة حاله... لابد وأن يتقبل الموضوع.. هذا حقها وحق سيد.. لابد وان يتقبل.
استمر في تدخين ارجيلته بشموخ يفكر الى ان شاهد من بعيد اقتراب ذلك السمج برفقة أخيه شكرى وخالد شقيق نجلاء
زم شفتيه جانباً بسأم واستمر على وضعه... كما هو يدخن بشرود ظاهريا... لكن بداخله يستعد لتلك المواجهه.
تقدموا حتى اصبحوا امامه وهو على جلسته.. يضع قدم فوق الأخرى ملامح وجهه لا تفسر.
ينظر لهم وهو هكذا كأنه يقول :هات ما عندك.
بالطبع من سيتحدث هو شكرى... الوحيد الذي لديه تلك الجرئه والقوه :مش لما يجيك ضيوف تقف تستقبلهم يا رجب.
وفر الدخان من انفه على مهل... ثم وضع المبسم جانباً... يقف بتروى على مهل... كله شموخ وقوة الى ان مد يده لشكرى يقول :وانا هقوم لاعز منك يا حاج شكرى... خطوة عزيزه... اتفضلوا.
شكرى :نتفضل فين يا معلم.
رجب :ماطرح ما تحط رجلك هتنور..عايز هنا في المحل ماشى.
صمت برهه ثم استأنف حديثه يقول عن عمد :عايز تطلع فوق فى بيتى ماشى.. بس... ثانية بس أدى خبر للجماعة عشان يفضوا السكه.
اشتعلت أعين توفيق وصرخ به:انت اتجننت ولا رافع حبيتين... ده بيتى انا والى فوق دى تبقى مراتى.
بدون اى مقدمات ركل رجب الارجيله بقدمه يصرخ وهو يتقدم منه يقول :مرات مين ياعين امك.
اشتعلت أعين شكرى وهو يراه يذكر سيرة والدته وأيضا يقبض على عنق شقيقه.
شكرى بصوت جهورى:ررججب... انت اتجننت ولا ايه.
تجمهر البعض على صوت الشجار وتقدم سيد سريعاً من ورشته يقصل بين رجب وتوفيق... يزيل يد رجب من على رقبة الآخر بعدما بدأ وجهه بالشحوب.
سيد:رجب.. انت اتجننت... الجدع همو"ت في ايدك.
رجب :وهقطعله لسانه الى جاب سيرتها بيه كمان.
شكرى :لا ده انت اتجننت بجد بقا يارجب.
رجب :حاج شكرى الزم حدودك.
شكرى:ولو مالزمتش هتعمل ايه يعني يا رجب.
احتدم الموقف كثيراً فتدخل سيد:استهدوا بالله يا جماعه مش كده.
أخيراً نطق خالد يقول :انت مش كنت حاضر يا سطى سيد وشهدت على اتفاقنا... الاتفاق انه يبقى محلل مش يكمل فى الجوازه.
↚
صمت سيد لا يجد رد بينما تحدث رجب :كان فى وخلص والاتفاق ده اعتبره لاغى.
شكرى:يعنى ايه لاغى هو لعب عيال.
رجب بغضب:انا لسه محترم سنك ومقامك يا حاج مش عايز ازعلك.
شكرى :وهتزعلنى ازاى يا رجب انا عايز اعرف.
تدخل سيد مجدداً :استهدوا بالله. استهدوا بالله يا جماعه مش كده.. وانت يا حاج شكرى خد استاذ توفيق واستاذ خالد دلوقتي... مش عايزنها تقلب بخناقه.
شكرى :تقلب زى ما تقلب ياسيد... مش احنا الى هنتقرطس ونتخرس كمان.
تقدم الشيخ منتصر يقول :وحدو الله.. وحدوا الله يا جماعة الخير فى ايه بس.
سيد:الحقنا يا شيخنا... انا مش قادر عليهم لوحدى.
وضع منتصر يده على كتف شكرى يقول :ايه ياح صلى على النبي كده فى قلبك.
الجميع :عليه الصلاة والسلام.
منتصر :احنا نهدا دلوقتي وبإذن الله نتجمع ونعمل قاعده نحل بيها الخلاف ده.. مش عايزين حد يقع فى النص لو نقدر نلم الدنيا نلمها ولا يا حاج شكرى.
شكرى :وانت شايف ان ده شكل ولا طريقة واحد ناوى يلم.
نظر منتصر تجاه رجب وقرأ بعينه الكبر والتمادى بما هو به.. لكنه قال :خير... خير ان شاء الله.. مش عايزين الموضوع يكبر... يالا.. استهدى بالله وخد اخوك واستاذ خالد وروحوا دلوقتي
على مضض تحرك من امام ذلك الرجب وخلفه توفيق وخالد.
ورجب ينظر لاثرهم بغضب.. لن يتركها مهما حدث.
____________________________________________
وقف سامح أمام تحيه ينظر لها بمكر وانتصار وهى مصدومه... كيف لم تنتبه بأن بهاتفه خاصية التتبع يمكنه تحديد مكان السارق.
لا تعلم بماذا تجيب ولا ماذا تفعل.. لا تعلم لما يحدث معها هكذا هى وشقيقتها هذه الأيام.
تحدثت بصوت هامس ساخط:ماطول عمرها ماشيه معانا زى السكينه في قلب الحلاوة مش عارفة منحسه معانا اليومين دول ليه؟ دى اكيد علامه يامارد.
يستمع لبعض حديثها يقول :بتبرطمى تقولى ايه يابت.
تحيه باندفاع:بت اما تبتك.. ايه بت دى.
اتسعت عينيه بزهول من سلاطه لسانها وقال :نعم؟!
أدركت سريعاً ما فعلت وقالت :ااا.. انت تقول الى انت عايزه يا باشا.
سامح :والله... هممم اعمل انا ايه فيكى دلوقتي.
تحيه:ولا تعمل ولا تغلب روحك ياكبير... خد الموبيل اهو وفوقيها المحفظه بتاعتك كمان.
سامح بزهول :المحفظه كمان يابنت ال... بجد لسانى عاجز حتى عن الوصف.
تحية :ماخلاص بقا خلصنا خد حاجتك اهى.... يالا الحرام ما بيدومش.
سامح :بالسهولة دى... انا سهل اوى احبسك على فكره.
ارتعبت عينها تقول :ليه بس ياباشا هو انا كنت عملت حاجة.. ده حتى الموبيل ماغبش عنك غير سواد الليل واهو زى ماهو بحالته.. وبعدين ليه.. ليه أقسام وبوليس ماحنا نوصل للترضيه الى تعجبك.
ابتسم سامح بخبث وقال :اى حاجة اى حاجة.
تحدثت بلهفه:اى حاجة يا باشا.
سامح :حتى لو كان الحاجة دى اتتى؟
تحية :لو اسد ماعنديش مانع.. انا ابيع نفسى لأول مشترى آت.
ضحك يهز رأسه ثم قال:حلو... متفقين.
اخرج من جيب بذلته زوجى من العقود يقول :خدى أمضى.
تحية :ايه ده؟
سامح:ورقتين عرفى.
تحية :جبتهم منين.
سامح :مابمشيش من غيرهم.
تحية :ما شاء الله.
سامح :هتمضى ولا ايه؟
تحية بسرعه :امضى ياخويا مامضيش ليه مش أو انا مضيت هتسبينى؟
سامح :اه.... اصلك عجبانى اوى.. مزه.
تحية :انشالله يجبر بخاطرك... امضى فين بقا.
كان ينظر لها بزهول... من المفترض أن تخاف وترفض حتى لتمثل عليه دور الشرف والنزاهه.. لأول مره يخاف هو بدلا من تخاف منه فريسته.
أشار لها بزهول شديد... تتسع عينيه أكثر وأكثر وهو يجدها توقع باسمها ثم تقول :خلاص كده... امشى.
سامح بزهول :عادى كده.
تحية :اه عادى احنا هنفتح عكا يعنى.
رفع العقدين بيده ينظر لهم يتأكد من توقيعها.. ثم اخذ احد العقدين يعطيه لها قائلا :طب خدى نسختك.
مدت يدها ترجع يده ناحية جسده تقول :خليه معاك ياخويا... هو انا هخونك... ده الحاجه فى ايدك تزيد.
فكه وصل للأرض... لا يصدق ولا يستوعب.
تحية :خد بقا موبيلك اهو والمحفظه.. حبايب؟
من شده زهوله لم يجيب فاجابت هى عوضا عنه:حبايب... اتمسى بالخير ياخويا.
ثم اختفت من امامه سريعاً وهو مازال على صدمته من هذه التحية.. لم يسبق وقابل لها مثيل... لا يصدق حقاً.
____________________________________________
يجلس بسيارته وهى لجواره بعدما نفذت خطتها مع جودى.. يسير بغضب شديد من كل شئ.
نظرت له بغضب قائله :ممكن اعرف انت ازاى تكلمنى كده قدام الناس؟
عامر :نعم... وكمان انتى الى مش عاجبك... يقرب منك كده ازاى وكمان يقولك ياحبيبتى... انتى الظاهر اتجننتى.
عادت تحاول الهدوء تنظر أمامها بصمت فجأة جعلته ينظر لها بغضب مختلط بالاستغراب.
مليكه وكأنها شخص جديد عليه... يعلم عليه كل الذنب... هو من حولها الى تلك التي لا يعرفها ولا توقع ردود أفعالها.
اغمض عينيه يحاول أن يهدأ وقال وهو يكبت غضبه:انتى مش عارفة انى بغير عليكى... مش عارفة انتى ايه بالنسبه لي... تروحى سيباه يقولك كده طب اعملى حساب حتى لمشاعري.
نظرت له فجأة بحدة تقول :وهو انت كنت راعيت مشاعرى عشان انا اراعى مشاعرك... ولا هو الكبار بس الى عندهم مشاعر.
صمت... لم يجد مايقوله.
صمت قليلاً ثم جذب يدها. يشبكها بيده يقبلها ثم يضمها له قائلاً :حقك عليا... هصلح كل ده.
جذبت يدها من يده تقول :سيب ايدى... انا مش زيك ابقى خاطب واحدة وماسك أيد واحدة تانية... انا دلوقتي مخطوبه يعنى على اسم راجل تانى.
احتدت عينيه يصرخ :انتى بجد اتجننتى.. انتى بتقولى ايه؟
مليكه :زى ما سمعت يا ابيه.
توقف أمام باب القصر يقول :ماشى يا مليكه انا هفضل ماسك نفسى عنك لحد بس ماكل حاجة ترجع زى الاول... ارجعك ليا وبعدين نتحاسب.
↚
لم تهتم او تعير حديثه انتباه.. اعتادت وسئمت من تلك الكلمات التى لا يتبعها اى فعل.
فتحت باب السيارة وخرجت سريعاً تصعد غرفتها لا تريد مقابلة او حديث احد معها.. وهو ظل ينظر لاثرها بشرود يغمض عينيه بتعب.
______________________________________________
جلست تحيه تكمل طعامها باستمتاع غير مهتمه بتغريد حينما شهقت تضرب صدرها بيدها على ماقصته عليها اختها تقول بعويل:ياحزن الحزن.. اتجوزتى عرفى يابنت عبسلام.
توقفت تحيه عن الطعام لثانيه واحده ترفع شفتها العليا باندهاش لانفعال اختها الغير مبرر.. هزت رأسها باستغراب ثم عاودت اكمال الطعام.
صرخت تغريد مجددا:ردى عليا يابت... ايه اللي هببتيه ده... انتى عايزه تفضحينا.
تحدثت تغريد وهى تلك الطعام :اسم الله ده احنا لا أهل ولا صحاب.... مقطوعين من شجرة... حتى مانعرفلناش قرايب.
تغريد :تقومى تتجوزى عرفى؟!
اغمضت عينيها بسأم تجيب :انتى هبله يابت؟ هو الجواز اعرفى دلوقتي بقى جواز بحق وحقيقى.. دى ورقة هبله قالى امضى مضيت.
صممت تغريد تقول:يعنى ايه؟
تحيه:يعنى ايش ياخد الريح من البلاط هيعمل ايه يعنى.. آخره ايه؟
تغريد:انتى مستقله بنفسك ده انتى ملكه جمال وسيد مين يتمناكى... اكيد طمعان فيكى انتى.
تحية بزهو:هو انا حلوه اه هو الصراحه معذور.
وضعت ملعقه محملة بالطعام فى فمها وتتحدث:بس بردوا هيعمل ايه.. دى ورقة سكته بيها زى اللعبة كده لما تشتريها لعيل زنان.. مش اخدها كبيره هيعمل ايه؟
تغريد:هو مش قالهالك بصريح العبارة كده وعلى بلاطه.. انتى عجبانى... اكيد عايز يطولك.
تحيه :وماله ياختى... خليه يقرب وانا اصوت والم عليه امة محمد والى يحصلنى يفرجنى.
زمت تغريد شفتيها وقالت:مش مرتاحه يا توحا.
وضعت تحية المعلقه من يدها تقول :انا مش عارفة هى ملعبكه معانا اليومين دول كده ليه.. ماكانت ماشيه معانا زى الحلاوه.. مش عارفة غفلقت كده ليه.
تغريد:انا عايزه امشى من هنا.. احنا عمرنا ماكنا خدامين... نشتغل ونجمعله الفلوس اللي علينا.
صمتت تحية برهة ثم قالت:عندك حق.. هو كده زودها اوى... انا كمان مابقتش متحمله.. انا طول عمرى احب الشغل الطيارى...ماحبش اتقيد.
نظرت تغريد للفراغ تقول بشرود :مش عارفة عارفه يابت. بس حاسه ان احنا خلاص... عيشة الحريه راحت وهنتقيد.
______________________________________________
وقفت نجلاء تعد الطعام وهى تفكر بشرود.... كيف كانت الامس.. واين أصبحت اليوم.
خلطه عجيبه من المشاعر تجول بصدرها... تحديدا قلبها... الأغرب انها لا تريد تفسير لما هى به.. او مواجهة نفسها.
هل احبت ورضت بالعيش مع رجب الجزار..... هل ستترك نهائيا حياه توفيق... والد ابنتها.
وقفتها لإعداد الطعام هذه المره مختلفه... تعلم وتثق انه سيثنى على طعامها مهما كانت النتيجه.
اغمضت عينيها تبتسم وهى تستمع لصوته يقول :اللهم صلى على سيدنا محمد... ايه الروايح الحلوه دى.
لم يخيب ظنها يوماً منذ تزوجا... ابتسمت بمرارة تتذكر توفيق.. كان دائما يذم طعامها ولا يحبه.... حتى لايقدر انها تعبت به حتى لو لم يعجبه.
وضعت تلك المعلقه من يدها واستدارت له تقول :حمد الله على السلامة.
رجب :الله يسلمك ياست البنات.
شعرت أن به خطب ما... نظرت له بحيرة وقالت :مالك... فى حاجة مضيقاك.
ابتسم براحه وقال:والله وبقيتى تحسى بيا.
ابتسمت بحرج تنظر ارضا... رفع وجهها بيده ينظر لها قائلا :ربنا مايحرمنى منك ابدا.
نجلاء:طب ماتقولى مالك.
رجب مبتسماً :ولا حاجة... يمكن اكون جعان... فين اكلك الحلو؟
ابتسمت بحماس قائله :هوا.. ده أنا عملالك بريانى تحفه.
رجب :ايه؟
نجلاء :بريانى... دوق بس هتعجبك.
رجب وهو يراقص حاجبيه:طالما من ايدك يبقى هتعجبنى ياعسل.
اغمضت عينيها مت من شدة الحرج واختفت من أمامه تجلب الطعام... لا تصدق كل ما أصبحت تحياه.
_______________________________________________
مر اسبوع على الجميع
وطوال هذه المدة كانت هديل منشغلة عن الجميع بعادل.
يساعدها فى جمع عدد من مهندسى البرمجة بمصر.
بعدها أصبحت المشكلة في ايجاد مكتب ولو صغير لبدئ مشروعها من ابجدياته.
اما سيد فقد عقد قرانه على حكمت أخيراً وهى الان تجمع اشياءها لتنتقل لشقه سيد الملاصقة لشقتها هى وابنها.
كانت مى تساعدها بجمع أغراضها وهى تثرثر :قام الراجل ابو حامد مديها بالكف على صرصور ودنها... الوليه أم حامد قامت راقعه بالصوت لامت عليه العماره كلها... على مجية حامد من الجيش.. اه لو شوفتيه.. بقا قمر.
حكمت :مش قولت مية مرة ماترميش ودنك مع الجيران يا مى.
مى ببراءة :وانا كنت رميت حاجه بقولك صوتت ولمت الناس.
هزت حكمت رأسها بيأس وذهبت تجلب بعض الأشياء من غرفتها.
استدارت مى تكمل جمع الأغراض... شهقت برعب وهى تجد يوسف يقف خلفها ينظر لها بغيظ قائله :مش ترن الجرس... مش عارف ان فى حد غريب هنا... قول احم ولا دستور.
يوسف :والله انا واحد داخل بيتى... الدور والباقى على الى مركزه مع الشباب.
مى:شباب مين ياض انت.
تقدم منها بغضب يقبض على رسغها قائلا :انا ماقبلتش فى طولة لسانك حد.. انتى جايبه البجاحه دى منين... أما عيله ماتربتيش صحيح.
نفضت يده عنها بعنف... لكن لم تستطع ترقرق عينيها بالدمع... كل ما استطاعت فعله بتلك اللحظة هو حبس دمعها بقوه والفرار من امامه.
ذهبت لشقه والدها وتركته لا يشعر باى راحه او نصر بعد سبها وتعنيفها وملاحظته ضعفها... بل ماشعر به كان على النقيض تماما.
_____________________________________________
اما كارم ونهى فقد فعلا ما برأسها... قامت بتأجيل العرس اسبوع اخر.
جلس كارم بغيظ يقول لصديقه:دماغها جزمه قديمه... عملت الى هى عايزاه بردو وكل الى عليها اننا كده بنستعجل.
عامر :على فكره هى عندها حق.. انت نفسك مش عارف تخلص كل ترتيبات الفرح والمعازيم.
ارتفع رنين هاتفه قابتسم بخبث وفتح الهاتف يقول :الو... ايوة يا محمد... مالك؟ مصيبه؟ لالا مصيبه ايه وقعت قلبى... طب انا جاى.. جاى حالا ماتقلقوش.
أغلق الهاتف يقول لكارم:طب همشى انا بقا.
امعن كارم النظر له وقال:فى ايه ياض.. شكلك عامل مصيبه.
عامر :انا؟ انت تصدق عنى كده.. بقا انا وش ذلك؟
كارم :ده انت ذلك بذات نفسه.
عامر :مظلوم يا صاحبي.
وقف كارم يقول :لا انا جاى اشوف فى ايه. اتحرك قدامى.
بعد مده وصلوا اثنتيهم للقصر... لاحظ وجود سياره عدى.. سب بصوت واضح... الن يبتعد عنهم.
كانت مليكه تجلس معه... لا تشعر بالراحه او الإنتماء له... لم تحبذ يوما علاقتها به لكنه حقا شاب ممتاز ماذا تريد اكثر من ذلك.
جارها اتصال من جودى... استأذنت منه وابتعدت تجيب عليه.
فى نفس الوقت خرجت توتا تحمل معها القهوة لعدى.
توقفت امامه تقول بضيق:القههههوووه.
اتسعت عينيه ينظر لها بخوف يقول:ايه يابنتى مالك بتقوليها زى ريا وسكينة كده ليه.
توتا:اهو هو كده.. ينفع.
عدى :ينفع... ينفع... ياساتر... انتى مالك مكشىره كده... انا دايماً بشوفك بتضحكى وتملى المكان حواليكى بهجة.
توتا بضيق مما مرت به هى واختها:انت مالك ومركز معايا ليه من الأساس القهوة عندك اهى عجباك اشربها مش عجباك ارميها... ياساتر... هو انتو كنتوا اشتريتونا.
ذهبت من امامه بغضب تركته ينظر لاثرها بزهول... عقله منشغل... يريد معرفة سبب ضيقها هذا.
على بعد.
جلست مليكه تتحدث فى الهاتف وعامر يقترب منها بغضب.... لم ينسى ماحدث منذ أسبوع فى المشفى والان تجلس مع ذلك العدى.
استمع لها تقول لمحدثها:يانهار اسود. ايه اتكشفنا؟!
استدارت برعب وهى تستمع لصوته بجانبها يقول:هو ايه الى اتكشفتوا... عملتى ايه تانى.
رددت بخوف :ابيه عامر؟!
زاد غضبه منها :ايه. . هى خلاص لزقت فى لسانك.. ابيه ابيه... انا مش ابيه... انا عامر بس.
اشاحت وجهها عنه بغضب فقال:تمام... قولتلك الحساب يجمع... استعدى بقا للمفاجئه الى جوا.
مليكه :مفاجئة؟! مفاجئة ايه؟!
عامر :تعالى وانتى تعرفى.
سار معها للداخل متجنبا الطريق الذى يجلس به عدى.
دلفوا معا فاستقبلهم محمد بهلع:مصيبه.. مصيبه يا عامر... انت لازم تكتب على مليكه حالا.
صعقت مليكه وهى تستمع لناهد تقول هى الأخرى :مافيش وقت يا عامر قبل ما بكره ييجى لازم تكون كاتب عليها.
ابتسم لها جانبيا وهى فقط متسعة الفم والعين ثم قال :ايه الى حصل بس يا جماعه.
وقف شاب فى منتصف العشرين وقال:انا سيف الى محمد بيه زارعنى وسط حمله معتز الموسى الانتخابيه... الورقة دى كان ناوى يوديها لكل الصحف بكره عشان يفضحك.
عامر... وكأنه لا يعلم :ياخبر...ورقه ايه دى؟
سيف:دى ورقه جواز عرفى... باسمك انت وانسه مليكه... عايز يسوق سمعتك.
استدار ينظر لمليكه ويبتسم ثم استدعى الجديه ونظر لامع بغضب :اتجوز مليكه.. العيله الصغيره... مستحييل.. وبعدين انا راجل خاطب... خاطب بنت خالتى لا لا مش ممكن.....
بقلم سوما العربى
↚
فى بيت الخطيب كان الموقف مشتعل.
عامر يعطيهم ظهره يبتسم بخبث وانتصار
خلفه يقف محمد وناهد يتوسلون له.
كل ذلك وهى متخشبه.. متسيبه.. لا تربط اى حدث بأى حديث ولا تعى اوتستجمع اى شئ... لا تستطيع حقاً.
تحدث محمد قائلا:يا عامر... مش هو ده اللي انت كنت عايزه... مش جيت قولتلى بحبها.
كبت ضحكته... يعانى كثيراً كى يرسم ملامح الجدية على وجهه.
تدخلت ناهد:يابنى اسمع الكلام بقا... انا مش فاهمه انت ليه بتعمل كده... مش جيت قدام الكل وقولت بحب مليكه...ايه اللي حصل... ماحنا بتقولك اتجوزها اهو.. فى ايه بقا.
على حاله هكذا وهو يتلاعب بهم قليلاً باستمتاع جاء صوت صاحبه الشأن والتى على مايبدو انه قد نسوا أمرها تقريباً... إنها لابد وان توافق... ولما يعتبرونها موافقة مثلاً.
مليكه :هو انتو بتتكلموا فى ايه ماعلش... انا عمرى ماهوافق.
كان مازال يعطى الجميع ظهره.. هو يتلاعب بهم... لكنه يعلم نبرة حديثها تلك... يحفظ مليكه عن ظهر قلب... تتحدث بجديه شديدة لا تلاعب او عبث به.
تخشبت ملامح وجهه واستدار لها يواجهها كالجميع.
ناهد:ايه اللي بتقوليه ده بس يابنتي.
محمد :هو مش ده الى كنتى بتغنيلوا حبيبي اه من حبيبى وكنتى نجاة الصغيرة من كام يوم... ايه اللي حصل بقا.
مازال ينظر لها باعين ثابته.. تتطلق سهام مشتعله.
نظرت له... ثم للجميع وقالت:الكلام ده كان من فتره... بس الظاهر انكوا نسيتوا انى مخطوبه دلوقتي... عدى شاب كويس وبيحبنى.. ماشفتش منه حاجة وحشه.
عادت النظر لاعين عامر تقول :انا اكتر واحدة جربت كثرة القلب... يعنى ايه ابقى بحب حد ويمشى مع غيرى ويسبنى... يعنى ايه اقدر حد وهو مايقدرنيش... وعدى شارينى ومن زمان.. جه وقعد واستحمل كل الى حصل فيه... طلبنى وعززنى وكرمنى... ماعملش حاجة يستاهل عليها انى امشى واسيبه.
نسى لعبته... نسى عبثه وتلاعبه بالجميع... تقدم منها بغيره يقول:انتى شكلك اتجننتى... انتى واقفه قدامي تقولى كده... جرى لمخك حاجة ولا ايه.
رفعت وجهها بشموخ تقول:انا عارفه انا بقول ايه.. والنهارده غير امبارح يا ابيه.
عامر :انا مش ابيه.
مليكه :ابيه مش ابيه... مش قصتى... انا الى عندى قولته.
همت لتغادر فقبض على يديها واوقفها قائلا :هو انتى فاكره انه بمزاجك مثلاً.
مليكه :امال بمزاجك مين.. انت مثلاً.
اصطك على اسنانه وقال :اه يا مليكه... بمزاجى انا... وكل حاجه تخصك بايدى انا.
نفضت يده تقول :وانا قولت لأ.
نظر حوله لهم... وجدهم يشاهدون كل ما يحدث... فهم الجميع أنه موافق. كان يتلاعب بهم فقط... المعضلة الان بمليكه.
مليكه الصغيره تلك بيدها مصير الجميع.
تحدث لهم قائلاً :سيبونا لوحدنا لو سمحتوا.
هم الجميع للمغادرة بصمت ولكن تحدثت ناهد :مليكه...استهدى بالله يا حبيبتي.. انتى دلوقتي فى ايدك مصير العيله كلها.
وأضاف محمد هو الآخر :اقعدوا مع بعض وياريت نوصل لحل انا رايح اتصل بالمأذون عشان يلحق ييجى.
مليكه بغضب:ماتتصلش بحد.. انا مش موافقة ومش هوافق.
ناهد :استهدى بالله ياميكا.. احنا هنسيبكوا لوحدكوا وعامر هيقنعك.. طول عمره الوحيد الى بيعرف يقنعك...كلم المأذون يا محمد.
استشاطت غضبا من ايقان الكل بتأثيره عليها وأنها حتما ستوافق صرخت بغضب:قولت مش هوافق... انتو سامعين.
احتدت عينيه ينطر إليها لكنه يخاطب محمد:سيبونا لوحدنا زى ماقولت... وانت يامحمد كلم المأذون.
مليكه :قولت لا
عامر :روح يامحمد اعمل الى قولت عليه.
تحرك محمد سريعاً ينفذ وناهد صعدت لغرفتها.
وهو يتقدم منها ببطئ وغضب.
كل هذا يحدث للعائلة بالداخل.. الكل منشغل بتلك المفاجأة التى قلبت كل الموازين.. والجميع متناسى ان عدى يجلس الان بالقصر.
لكن اين عدى المناويشى الآن ياترى؟؟......
لا يعلم لما اثرت به كلماتها... حزنها الظاهر بعينيها... من أول يوم بعث له محمد رساله بصورتها وهى لها سحر عليه.
فى البداية امتثل لرغبة محمد ولم يجلب اى معلومه عنها سوى عنوانها فقط.
ولكن لا يعرف لما أمر احد العاملين معه بجلب بعض المعلومات عنها.
لم يكن الأمر سهل.. حتى أهل المنطقة التى تقطن بها هى وشقيقتها لايعلمون عنهم الكثير... فقط معلومات بسيطة عنهم وعن والدهم ووالدتهم... سيرة طيبه... انهم يعملون بأحد المولات.. فقط... هذا كل ما استطاع جمعه من معلومات عنها.
وجد قدماه تسوقانه رغماً عنه ناحية المطبخ من الناحية المطلة على الحديقه.
استمع لشقيقتها تقول :توتا.. اهدى بقا... مالك اتعصبتى فجأه كده.
توتا:تعبت وزهقت.. عمالين نقاوح ونناطح فى الدنيا بعزم مافينا واحنا اصلاً ضعاف... عاجبك الى احنا فيه ده.
تنهدت تحيه وقالت:ومين سمعك... بنضحك ونهزر لكن القلب من جوا حزين.
صمتت الشقيقتان قليلا الى ان أكملت تحيه :بس هنعمل ايه... هى الدنيا كده... ماينفعش نضعف.. لو ضعفنا بان الناس هتاكلنا.. الى بيقع الناس مش بتسنده يقف لأ دى بتخطى عليه ويمكن تقف على جثته عشان تبان.. مش لازم نضعف ابدا ياتوتا.
توتا بحزن:ياااااه... يعنى حتى الدنيا مستكتره علينا الضعف.
تحيه:ايوه يا تغريد.. الضعف مش لينا... ومش عايزه اشوفك كده تانى.
وضعت يدها على الطاوله تستند بوجهها عليه بحزن.
اى حديث لن يصف او يكفى... تشعر بثقل كبير على عاتقها هى شقيقتها.
تحدثت تحيه:انا هروح اغير واجى.. مش عايزه ارجع الاقيكى زعلانه والنبى... ده انا باخد فرحتى وضحكتى منك... عايزين نهونها على بعض ياتوتا.
↚
امأت بوجهها تحاول ان تبتسم... ابتسمت لها تحيه هى الأخرى وغادرت بحزن.
مرت عليها لحظات من الصمت والحزن.. انتفضت فجأه وهى تشعر بيد تغرس بشعرها.
رفعت وجهها وجدت عدى المناويشى هو من يفعل ذلك... ينظر داخل عينها بنظره غريبه.
وقفت بسرعه فانسحبت يده تبعا مت شعرها.
قالت بتلعثم:عدى باشا... فى حاجة؟!
عدى :بتعيطى ليه؟
حمحمت بجديه تقول :لا مافيش حاجة.. انا اعيط؟! ... مافيش الكلام ده.
اغمض عينيه يبتسم ثم قال :بس انتى كنتى بتعيطى... قوليلى فيكى ايه.
نظرت له بضيق واشاحت بوجهها... لم يكن ينقصها هو الآخر... جاء ليتسلى قليلا حتى تعود له خطيبته.. جاء إليها هى. بذلك الوقت تحديدا.. الجميع يعتبرها هى وشقيقتها سلعه.
لاحظ ضيقها.. بل اشمئزازها منه فقال باستغراب :مالك يابنتى بتبوصيلى كده ليه؟
لن تحتمل.. او حتى تنمق وتختار عباراتها.... ستقذق الحديث ربما ترتاح.
انفجرت به:انت عايز ايه... فى حاجة ياباشا... القهوه خلصت مثلا عايز غيرها.. ولا الست مليكه عندها مكالمه وقاعد زهقان قولت تشوف فين البت ام دم خفيف تسليك شويه على ماخطيبتك ترجع... هو انتو ايه... شايفنا مش بنى ادمين... الى مايتسمى الى اسمه محمد يجبنا هنا ومشغلنا خدامين عند الى خلفوه... عمال يتقرب ويتمحك شويه وانت شويه.. احنا مش خدامين ولا لعبه.. روح شوف سكتك بعيد عني الله يخليك انا مش اراجوز جايلى اساليك.
كان يستمع لها... يتوقع ويريد أن تنفجر به... هيئتها يبدو عليها انها تريد الانفجار... تحملت كثيرا وتريد ان تخرج تلك الشحنه السلبيه.
لكنه اقترب منها معلقاً :محمد بيتمحك فيكى ازاى... قرب منك.. غصبك على حاجه؟
توتا بحده:ألزم حدودك.. مش انا الى اتسأل السؤال ده... ده انا توتا.
ابتسم قائلاً :ودى اكتر حاجة عجبانى فيكى.. دكر.
عادت تنظر له بحزن قائله :دكر... كتر خيرك.
عدى :احلى دكر شوفته.
توتا :طب روح شوف طريقك.. يالا.
عدى :انتى يابنتى عماله توزعى فيا كدة ليه انا مستغربك اوى.. انتى عارفه انا مين وكام واحدة تتمنى تقعد تتكلم معايا؟!
توتا :يخربيت الكبر يا اخى.. مش عارفه ومايلزمنيش اعرف.
عدى :يابنتى مش حكاية كبر.. بس دى حقيقة انا بفهمهالك.. انتى بقى ليه مش طيقانى.
صمتت لدقيقه ثم قالت :انا مش طايقه حد ولا طايقه نفسى.. وبصراحه مش ناويه ابقى البلياتشوا بتاعك دلوقتي عشان قاعد فاضى وعايز حد يحكى معاك... شوف طريقك بعيد عني الله يسهلك انا مش رايقه.
كل تلك الضغوطات التى تحدثت بها وعبرت نبرة الشجن بحديثها عنها جعلته يتهور قائلا :تمشى من هنا؟ لو قولتلك تيجى معايا تيجى؟
متت شفتيها باستياء... هممم يريد خادمه.. او ربما يريد انتقال البلياتشو لبيته.
تحدثت وهى تبتسم بسماجه:لا ياسيدى... انا مرتاحه فى الشغل هنا.
عدى :شغل ايه افهمى.... انا عايزك معايا.
توتا :معاك ازاى مش فاهمة.
رفع كتفيه بعصبيه يجيب :ولا انا نفسي عارف بس... مش عارف.. انا عايزك قدام عينى.
ضحكت بسخرية وقالت :إيه.. لأ لأ ماتقوليش.. ماتصدمنيش.. ماتفاجئنيش.... هيييييييح.. حبتنى.
نظر لها بانبهار... يبدوا ان حديثها صحيح... عينيه متسعه يدرك ذلك ببطئ.
رفعت شفتها العليا باستنكار وقالت :شوف سكتك الله يسهلك انا مش ناقصه لعب.. إلى فيا مكفينى.
نظر لها مطولا وقال :انا مش بلعب.
توتا بتنهيده.. تضع وجها على رأسها تغمض عينيها تستعد للنوم قائله بخمول:وانا مش رايقه لا لهزار ولا لعب دلوقتي الله لا يسيئك... تعالى بكره ممكن يبقى مزاجى حلو ونهزر.
صمت قليلاً وقال:هاجى بكره... بس اوعدينى تفكرى فى كلامى.
رفعت وجهها له تقول بسخرية :هفكر حاضر... يالا مع السلامه.
اخذ نفس عميقه يصطك أسنانه من سخريتها به وقال:لا انا مطول بالى عليكى بالعافيه.... لكن خلى بالك انا مش بالأخلاق العاليا دى... قولتلك همشى دولوقتى وفكرى فى كلامى.
نظرت له بعدم اهتمام ثم اعادت وضع رأسها على يديها تغمض عينيها مدعيه النوم.
ركل قدم المقعد المجاور لها وتحرك ناحيه الحديقة مجدداً.
بمجرد شعورها انها أصبحت بمفردها... فتحت عينيها مجدداً تنظر امامها بشرود تتذكر حديث عامر بأحد الايام مع محمد.
فلاش باااك
كانت تمر فى الحديقه تنظر حولها بانبهار لتلك الورود الجميله :ياحليييله.... أول مرة اشوف ورد كتير كده وفى حته واحده.
انتبهت الى صوت أحدهم يتحدث ببعض الغضب... اقتربت قليلاً وجدت نفسها بجوار شرفة مكتب عامر المطله على الحديقه.
وصل إلى اذنيها القليل من الكلمات :محمد.. لو عجباك قول... ومايهمكش لا سمعة العيله ولا الكلام ده.
جذب الحديث فضولها... تقدمت اكثر بخبث تدعو الله الا يراها احد.
التصقت اكثر بالشرفه واستمعت له يجيب :سبق وسألتنى وانا سبق وقولتلك.. اه عجبانى... اوى.. بس ماتنفعنيش.
تملكتها الحيره... تريد ان تعلم عمن يتحدثون.
إلى أن نطق عامر فجحظت عينيها:تغريد بنت كويسه وباين عليها مؤدبه... ده غير أنها جميلة.
لكن جاءت الصاعقه الأكبر من حديث محمد :جميله اه... عجبانى مش هنكر... بس نصابه.. وجبتها بيتى خدامه... تفتكر ينفع اربط اسمى بواحدة زيها.
↚
ابتعدت سريعا بصدمه... لم تخطط لاصطياد محمد يوما... حتى لم تقع بهواه.. لكن مجرد سماعها رفضه لها بهذه الطريقة رغم اعترافه انها جميله وتعجبه صادم... بل قاتل.
فكرة ان المجتمع من حولها لا يتقبلها هى وشقيقتها... أحدهم يعرض عقدى زواج عرفها على اختها والثانى يرفضها بهذه الطريقة رغم أنها تعجبه... هل هم قليلى الشأن لهذه الدرجة.
باااااك
اغمضت عينيها تفر منها دمعة الم وحسرة تضع رأسها على يديها تتذكر كلمات اختها:الضعف مش لينا.
هبت من مقعدها... لابد الا تجلس هكذا... هذه الجلسة وذلك الشرود لا يجلب سوى سوء التفكير... ستشغل نفسها بأى شئ.
وقفت سريعاً على حوض المطبخ تقم بجلى بعض الأشياء وبعدها ستعد قهوة.. وربما كيكه لذيذه بمقادير من مطبخ ال الخطيب لها ولاختها.. نعم.. أموالهم حلال لها...هذه هرد توتا.
_________________________________________
اما عند عامر
كان ينظر لها يراها تقف أمامه بتحدى.. تقدم منها وهى تعود للخلف بظهرها.
تقدم اكثر.. وهى عادت اكثر.
الى ان اصطدمت باحد الأعمدة خلفها.. التصق بها ومال عليها قائلا :قولى بقا كنتى بتقولى ايه من شوية؟
مليكه :بقول انى مش موافقة.. وأنى دلوقتي مخطوبه لحد تانى.. مش هجرحه ومش هسيبه.
عامر :انتى شكلك اتجننتى... انتى واقفه قدامى خلى بالك... المفروض تراعى مشاعرى وانتى عارفة انى بحبك.
اهتزت قليلاً من اقترابه منها بهذه الطريقة المهلكه...كلمه بحبك زلزلتها... لن تنكر... ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وقالت :لا انت مش بتحبنى.
تحدث بوله ولهفة :والله العظيم بحبك.. اووى... كل الى حصل ده انا الى عامله.
مليكه :ازاى؟!!
عامر :هقولك... بس خلى كل حاجه تمشى زى ما خططت.
عادت صوره عدى وهو يبتسم لها تلوح بعقلها.... اغمضت عينيها تهز رأسها يمينا ويسارا تقول :مش هينفع.
اتسعت عينيه لا يصدق:ايه؟!!هو ايه اللي مش هينفع؟!
مليكه :انت اتاخرت... اتاخرت اوووى.
عامر بجنون:اتاخرت على ايييه؟
مليكه :اتاخرت عليا.. بقالنا اد ايه فى المتاهه دى.. بقالى سنين بتعذب وانت خايف على شكلك وعلى الكل الا انا.
عامر :كنت غلط... كنت غلط وفوقت.. ماتقفيش فى وشى بقا ياحبيبتى.. انا بحبك اووى... مش عارف ابعد.
مليكه :لا يا عامر انت اتاخرت... دلوقتي مابقتش مليكه بس.. انت اتاخرت لدرجة ان فى واحد تالت مالوش ذنب بقى جوا حكايتنا.. جه وخطبنى واتعشم فيا... مش هعمل فيه الى انت عملته فيا.. انت مش فاهم ولا حاسس.. انا بس الى فاهمة وحاسه.. انا بس الى اقدر اتوقع هو هيحس بايه.
عامر :ياحبيبتى... ياحبيبتى حسى بيا انا كمان... اعتبرى انى غلط وبصلح غلطى... لكن انك ماتبقيش ليا ده صعب... مش هينفع اصلاً.
وضعت يدها على صدره.. ازاحته عنها قليلا وقالت :مش هينفع... حكايتنا خلصت.
تحركت من امامه فقبض على يدها واوقفها قائلا :الحكايه انا بس إلى اخلصها مش انتى... وانا هكتب عليكى النهاردة يعنى هكتب عليكى.
مليكه بتحدى:هتعمل كده ازاى غصب عني؟
عامر :غصب بقا رضا مش فارقه... انا عملت الالى عشان اوصل انهم هما الى يجوزونا تيجى انتى وتقولى لأ... مش هيحصل.. وهتجوزك.
حلت يدها مت قبضته ونظرت له داخل عمق عينيه وقالت :مليكه الصغيره كبرت على فكره.
تحركت من امامه بغضب... ذهبت تجاه الحديقه حيث تركت عدى.
وهو يتابعها بعينين يخرج منها لهب حارق تجلس لجواره تبتسم له تجذب اطراف الحديث معه.
جاء محمد من خلفه ينظر إليهم.. ضرب مقدمة جبهته بعنف وقال :يانهار ابيض... انا ازاى فاتتنى دى... هنعمل ايه فى المصيبه دى؟
التف له عامر بضيق وقال:مصيبه ايه انت كمان؟ قولى الأول كلمت المأذون.
محمد :مأذون ايه وزفت ايه.. احنا نسينا عدى خالص.
عامر بغيره :إيه عدى ده كمان الى هنعمله حساب فى ايه؟
محمد :عامر.. ركز ياحبيبي.. ده ابن وزير الداخلية واحنا اصلاً بنعمل كل ده عشان الانتخابات.. ايه ماسمعتش عن حاجه اسمها الامن الوطنى... اى حد مقدم فى الانتخابات ورقه لازم يعدى من هناك ويتوافق عليه... يعنى سهل اووى كلمه صغيره فى نص ملفك توقف حالك.
عامر :انا سمعتى زى الفل والكل يشهد بكده مش خايف انا.
محمد :استهدى بالله كده وقول هديت عشان هى مش بالسمعه... احنا لازم نأجل كل حاجه يومين نحاول فيها نحل الموضوع بشكل ودى معاه لكن يبقى قاعد مع خطيبته برا واحنا جوا بنكتب كتابها على واحد تانى ماينفعش خالص.
عامر بعصبيه:ايه اللي بتقولو ده.. انت ناسى الورقه اللي مع معتز موسى.. هيوديها بكره لكل الصحف... وانا هقعد لما عدى باشا يحن عليا.
جلس محمد يفكر قليلاً وقال :مش عارف... من ناحية عدى وابوه ومن ناحية الورقه اللي مع الزفت معتز.
صمت قليلا وأخرج هاتفه يقول :استنى كده هكلم سيف اشوف هيقدر يعطل الموضوع اد اية؟
وقف يتحدث بهاتفه تاركا عامر على وضعه يغلى من الغضب وهو ينظر لها تتحدث مع ذلك العدى.
بالخارج في الحديقة... يجلس معها بحيرة شديدة... أليست تلك هي مليكه التى اعجبته من اول مره رأها بها.. لطالما غازلها وتحين اى فرصة كى يكن معها.. فعل وتحمل الكثير كى يقم بخطبتها... ماذا حدث له الآن واين شغفه بها.. أين حتى عقله... عقله للان مازال بداخل مطبخ بيت الخطيب.
ينظر ويبتسم وربما يتفاعل مع حديث مليكه.. لكن جزء كبير به غير حاضر.. غائب
انهى محمد مكالمته يأخذ نفس عميق ووقف خلف عامر يقول :الحمد لله.. لاقينا حل مؤقت.
عامر وهو مازال ينظر ناحيتها :ايه هو؟
محمد :سيف هيقنعه يأجل كام يوم تكون الانتخابات حمية وسخنت عشان يأثر علينا بجد لكن لو عمل كده من دلوقتي الناس ممكن تنسى او احنا نعرف نلم الموضوع... لكن هما يومين بس ياعامر.. يعنى على آخر الأسبوع لازم نكون كتبنا الكتاب.. خلينا نفكر بقا هنعمل ايه مع عدى المناويشى.
لم يهتم بحديثه... انما تحرك بغضب... لن يتركها تجلس لجواره هكذا.
خرج لهم ووقف أمامهم بغضب.. انتشلها من جوار غريمه واوقفها لجواره يقول :أظن كفاية كده... اطلعى اوضتك.
وقف عدى يدرك حجم تلك الاهانه :ايه الى بتعمله ده ياعامر.
وقف يحاول لملمت الأمر بدبلوماسيه.. عدى ضيفه وببيته فقال:عايزك فى موضوع مهم في المكتب.. اطلعى انتى يا حبيبتي اوضتك.
↚
قال الاخيره يتكئ على كل حرف... وعدى ينظر له بتمعن.
ذهبت لغرفتها تدب الأرض بغضب.. وهو اخذ عدى يبعده عنها يلهيه بأى حديث.
اما محمد.. فقد ذهب الى شغفه.. موطن المرح الوحيد الذي اصبح بحياته. المطبخ....توتا.
وجدها تجلى بغض الأوانى النظيفة بالفعل بغضب.. ثم تغسلها بالماء وتعاود جليها من جديد.
محمد :ايه يا بنتى... الحلة بتستغيث.. خلاص نضفت.
توقفت يديها.. نظرت إليه نظرة تحمل الكثير... هههمم.. انتهى يومه وجاء كى يمرح قليلاً مع فقرة الساحر التى جلبها على بيته.
لكن الأمر اصبح فوق طاقتها حقاً.. نظرت له بصمت ولم تجيب. الجميع يأتى إليها يضع حزنه وياخذ طاقه ومرح...وهى لاشئ لديها اليوم لتعطيه لاحد.. هى كتلة كبيره من الشحنات السلبيه.
استغرب كثيراً رد فعلها الصامت هذا.. أين توتا بروحها المرحة ولسانها السليط.
محمد :ايه ده.. تتحسدى.. مش هتطولى لسانك عليا وتردى الكلمه بعشره؟
توتا:لا لاسمح الله...وهى العين تعلى عن الحاجب بردوا يامحمد بيه.
رفع حاجبه مندهش وردد:ده من امتى العقل ده.
نظرت امامها تعاود جلى الأوانى :من دلوقتي... كنت جاى عايز حاجة.
محمد بتعثر:ااا.. للا. ااه.. ااا.. عايز ساندويتش.
ألقت مابيدها بعنف وقالت:العيش قدامك اهو.. طلع واعمل... انا رايحه انام.. واه.. اعمل حسابك انى أخرى معاكوا الاسبوع ده وهمشى من هنا... انا مش خدامه لا انا ولا اختى.
صدم.. بل صعق ولجم لسانه قائلاً :إيه... تمشى ازاى يعنى؟
توتا:هو ايه اللي ازاى ياخويا.. همشى.. يعنى اذهب.. ماخدتوهاش فى المدرسة؟
محمد :وتمشى ليه اصلاً.
توتا :احنا اه نصابين بس مش خدامين.
محمد بسخرية :لا انعم وأكرم... تصدقى طلع النصب أشرف من الشغل.
توتا :بقولك ايه مش ناقصه... انت ماعيشتش ظروفنا عشان تحكم علينا ولا انا جايه اعيطلك واحكيكلك مأساتى انا واختى اول حاجة عشان انا ماليش في جو الصعبانيات ده والحاجة الأهم انك مش بتحس عشان تفهمه... واوعى بقا من خلقتى على المسا.
همت تغادر بغضب فاوقفها قائلاً :انا ممكن أبلغ عنك الصبح وودى صورك النيابة.
نظرت له باستفزاز:طظظظظ... اعمل الى تعمله.
تركته مزهول وغادرت.. الى هنا ويكفى.. نفذت كل طاقتها.
جلست كارما فى غرفتها... تتذكر مافعلته هى ومليكه بنادر كى تثير غيرته.. كرد منها على تلك الرسالة التى جاءت إليه على هاتفه وقرأتها بالصدفه.
فتاه اجنبيه تتغزل به وهو يلعن الحظ.. بعثت له فتاه معجبه به رسالة فى نفس الوقت الذى تقم به كارما بالتقاط الصور لهم معا
ارادت رد الضربة له وخطتت مع مليكه بأن تستعين بمازن المسكين لإثارة غيرته وقد فعلها مازن بجداره واستحقاق.
وها هى الان تفكر كيف تقم بمصالحته.
انتفضت بخوف وهى تشعر باهتزاز هاتفها.
رفعت الهاتف على اذنها وكان الحديث جمله واحدة غاضبة مختصره :انا جاى انا وامى وابويا وهديل بكره عشان اخطبك ويبقى ليا عين المك يامتربيه.
ثم اغلق الهاتف بوجهها وهى فقط متسعة العين والفم
________________________________________
مرت ايام على الجميع
تمت فيها خطبت كارما على نادر بترحيب كبير من كلا العائلتين... أيضا بقى ايام على زفاف كارم ونهى.
محمد يحاول التمهيد لعدى بشأن مليكه.
وعامر فى اقصى درجات العذاب والغيرة وهو يراها يوميا مع شخص آخر...كان يعلم بأنها تتعذب وهو خاطب لهديل... لكن العلم وحده ليس بكافى... تجربة الشعور مؤلمة كثيرا... وهو الآن يحترق.
______________________________________
عند قاسم مهران
جلس امام صديقه يقول :مش هتقولى مالك بقا.
عادل:حبييييت.
قاسم :انت... ماصدقش.
عادل:ليه يعنى؟ مش بنى ادم.
قاسم :لا ياسيدي بنى آدم...بس قولى هى مين؟
حمحم عادل قليلا وتحدث بتلعثم:هديل... بنت خالة عامر الخطيب
صدم قاسم قائلاً :لأ وانت الصادق قصدك خطيبته.
عادل:ايوه بس هى مش بتحبه.
قاسم :وانت عرفت منين. مش يمكن بيحبها.. هو فى حد دلوقتي بيخطب غصب عنه.
عادل :مش غصب.. بس هو شايفها مناسبه مش اكتر.. هى عارفة كده.. ومش بتحبه.. انا حاسس انها بتحبنى بردو بس مستنيه منى انا خطوه جريئه.
قاسم :عادل.. انت اتجننت.. انا مش عايز مشاكل مع عامر الخطيب.. وبعدين البنت دى أكبر منك بكتير.
عادل :وايه المشكلة مانت أكبر من جودى بكتير.
قاسم :ايوه بس انا الراجل وطبيعى وعادى وبتحصل.. لكن ان الست تبقى أكبر من الراجل لأ.
عادل:لأ فى... والمهم انى ابقى انا الى مسيطر على العلاقه.
نظر له قاسم بيأس وصمت... لا يدرى ماذا يقول امام إصرار صديقه
__________________________________________
فى مكان آخر
بتلك الحاره الشعبية وعقب صلاه العصر
جلس الجميع بحضرة رجب.... سيد... خالد.... شكرى.. توفيق. الشيخ منتصر. بعض رجال المنطقه.
بما يعرف بمجلس رجال... أصوات عاليه متداخلة.. اتهامات بالتحايل.. وان رجب خدع الجميع.
الكل يتحدث... ضجه عاليه إلى أن تحدث احد الرجال يبدو أنه الأكبر سنا وقال :وحدوا الله... ايه هتضربوا بعض قدامى ولا ايه.
شكرى :مانت سامع ياحاج بنفسك المعلم لعب على الكل واكلنا البالوظه.
رجب :الزم حدك ياحاج شكرى انا ماعملتش حاجه عيب ولا حرام.
تدخل ذلك الرجل بحسم وقال :صح... انت اتجوزت الست نجلاء على سنة الله ورسوله مش هننكر... بس فى حاجة انت مش واخد بالك منها... هى اتجوزتك على أساس أنك الحل الوحيد عشان تقدر ترجع لجوزها ابو بنتها... مش يمكن هى عايزه ترجع دلوقتي وانت الى ممانع عشان عصمتها فى إيدك؟!
صمت تاااااام خيم على الجميع... وهو كأنه بحلم جميل واستفاق منه للتو... لا حل أمامه.. سيخيرونها..
الان الحل والعقد بيدها.. هى من تملك حياته القادمه بكلمه بسيطة منها.
يسير الان مع جمع الرجال متجه الى شقته حيث تركها... يشعر أنه يسير للخسارة بقدميه... المعادله محسوم نتيجتها لصالح غريمه. زوجها السابق. الباشمهندس المتعلم.. والد ابنتها.
وهو.. من هو.. رجب. الأمى.. جزار الحى... لا يوجد وجه مقارنه على الاطلاق.
جسد بلا روح... يسير معهم وهو يتذكر كل ماكان بينهم الايام السابقة.. تدليله لها.. قربها منه... تلك الهدايا التي جلبها... الطعام الجاهز... ورداته الحمراء التى كان يخبئها لها بجلبابه... كل شئ فعله... سيظل معه ليعينه على فراقها.
فتح الباب ودلفا جميعا... وهاهى المواجهة
توفيق يرفع رأسه بانتصار وهى تقف لا تعلم ماذا تفعل تستمع لحديث اخيها المبطن :احنا جنالك عشان تختارى زى ما المجلس حكم ولو ان الاجابه معروفة بس عشان يبقى عدانا العيب... توفيق.. الباشمهندس توفيق.. ابو بنتك جاى عايز يرجعك.
لو كان الأمر بيده لترك دمعته تخرج من عينه... لكنه لا يستطيع... احكم جفنيه عليها يمنعها من الخروج.
فتح عينيه مجددا ينتظر حكم الإعدام ووجه الجميع منتظره شئ واحد.
شاهدها وهى لم تعترض.. موافقة... حسره كبيره ألقت على قلبه وهو يتذكر ما كان يفعله لأجلها وهى ببساطة عند أول مواجهه تركته... ترك أمره لله ماذا سيفعل هو.
لكن تسارعت دقات قلبه وتعالت أنفاسه وهو يراها تحركت.
سقط فم الجميع أرضا.. مذهولين... وهو توقف به الزمن... يشعر بها تتحرك تقف خلف ظهره.
حركة واحدة تعنى الكثير... تشعره انه ملك مقاليد العالم كله...
بقلم سوما العربي
↚
زهول وصدمه الجمت الجميع... خطوة غير متوقعه على الاطلاق.
هو نفسه لم يتوقع اهو يتخيل أن يحدث هذا ابدا.
كأنه إنصاف من السماء وسقط عليه... كأنه حقا إنصاف القدر.
منذ ثانيه واحده كان الدم يغلى بعقله ولكن اطرافه بارده من شدة الخوف... من صعوبة الموقف عليه... يتوقع تحطم قلبه... بل تمزيقه.
خصوصا وهو يواجه توفيق والذى يرفع رأسه وأنفه بشموخ يعلم أن النتيجة هى شئ واحد..
لكن انقلب كل شئ للنقيض فجأه وهو يجدها تتحرك ببطئ وحرج... اغمض عينيه بألم لا يريد رؤيتها وهى تذهب مع غيره ولكن.... لكنها وقفت خلف ظهره.
تصرف لا يحتاج الى كلمات.... بل لو قيلت اى كلمه لأفسدت جمال اللحظه.
تختاره هو... بل وتحتمى به... تتخفى بجسده عن الجميع.
ادمعت عينه رغماً عنه وهل يوجد اروع من فعلتها تلك.
استدار ينظر لها للأن باعين مبهوره... مزهول غير مصدق... ربما يخشى أن يصدق.
وجدها تنظر له نظرة واحدة ثم تخفض عينيها أرضا.
نظرة واحدة... كانت نظره واحدة فقط كأنها تعطيه توكيل بكل امورها.. وأيضا الوصاية عليها.
مازال لا يصدق.... والله الأمر كبير على قلبه... لم يتخيل يوما ان تختاره هو لو وضع في مقارنة مع توفيق بكل الميزات التى يتمتع بها دونا عنه.
بينما بقية الحضور يقفون بريبة من ما حدث والذى لا يدل الا على نتيجة واحدة.
شحب وجه توفيق... كان يقف بانتظار نتيجة واحدة فقط.. لا يخطر على باله ولو على سبيل العبث ان ترفضه نجلاء... نجلاء التى طالما خطبت وده طوال كل سنواته معها.
ماذا فعل لها ذلك الجزار... بالتأكيد جنت
كان الكل مصدوم ولكن تحدث اكبرهم سنا:كده الجواب باين من عنوانه... احنا عملنا الى حكم بيه مجلس الرجاله وخيرنا الست نجلاء وهى اختارت.
كام رجب يرفع رأسه بشموخ... عن استحقاق وجداره... صدره منفوخ بعظمه.. يحق له.
صرخ توفيق :اختارت ايه وهبل ايه... مافيش الكلام ده... انتى اكيد مش فى وعيك.
وهى تقف خلف رجب مدت يدها تمسك يده... تستعين وتقوى به.
اغمض عينيه باستمتاع يبتسم.. كم لامست حركتها تلك قلبه.
تحدث بقوه :الكلام هنا يبقى معايا انا.
توفيق :انا ماليش كلام معاك انت مالك انت.
رجب:ايه.. مابتعرفش تتكلم مع رجاله... كلامك كله مع الحريم ولا ايه.
توفيق :مالكش فيه.
رجب:ده لما تكون بتكلم اى حد لكن انت دلوقتي واقف بتكلم حريم بيتى... يبقى تتعدل وكلامك يبقى مع راجلها.
جن جنون الآخر وقال:راجل مين يا جزار البهايم انت... انت صدقت نفسك.
تحولت معالم رجب بلحظة الى الى وجه شيطاني غاضب يقول :ايوة صدقت نفسى وانت والى معاك شفتوا بنفسكوا... وعشره البهايم أحسن مية مره من عشره البنى آدمية الى زيك.
خرج توفيق عن السيطرة وتقدم كى ينقض على رجب لكن تدخل كبيرهم بغضب :جرى ايه... مش عاملين احترام لحد ولا ايه.
توفيق :انت مش شايف ياحج هو بيقول ايه.
الرجل :عداه العيب يا توفيق.
توفيق بزهول :ايه؟! انت الى بتقول كده يا حج؟
الرجل :انا قعدنا وعملنا قعدت رجاله وانت بنفسك جاى هنا على اساس الحكم ده... ان هى تختار.. واهى صاحبة الشأن اختارت... يبقى خلصت يابنى.
توفيق :هو ايه اللي خلصت.. ايه اللي خلصت ماخلصتش.
الرجل :انت بتعلى صوتك عليا ياتوفيق.
تدخل شكرى :مايقصدش يابا الحج بس انت شايف الى بيحصل ده... مايصحش أبدا.
الرجل :ومايصحش ليه. الراجل والست متجوزين علنا على سنه الله ورسوله.. حصل ولا لأ يا خالد.
خالد بخنوع:حصل.. حصل يابا الحج.
الرجل :حكمنا انها تختار وهى اختارت رجب... يبقى كده المولد ده ينفض وكل واحد يروح يشوف اشغاله وسيبه الناس في بيتهم.
توفيق :مولد ايه اللي ينفض.. هو هيطلع من هنا وانا ارجع لبيتى ولبنتى... ماتتكلم ياخالد ولا انت مالكش حكم على اختك.
حديث توفيق اشعله جعله يحتد فى الحديث عليها قائلا بصوت حاد:ايه الى عملتيه دلوقتي يا نجلاء... هو لعب عيال... قسما عظما لو ما.... قطع حديثة دخول شقيقته هو نجلاء ينظرون للجميع بغضب.. يبدوا انهم تكاثروا على شقيقتهم المسكينه.
تحدثت هناء :فى ايه يا خالد معلى صوتك على اختك قدام الى يسوى والى ميسواش ليه.
تدخل توفيق :قصدك مين بالى ميسواش دى؟
هناء :والله كل واحد عارف قيمة نفسه... لو انت شايف نفسك ماتسواش هعملك ايه فيها دى يامسكين.
صفاء :ماتقول ياخالد ملمومين كده على البت ليه؟ ايه اللي بيحصل؟
خالد بغضب:تعالوا...تعالوا شوفوا اختكوا الى فضحتنى وفرجت عليا الناس.
هناء بغضب وصياح عالى.. أصدرت صوت رقيع من حنجرتها يدل على عدم تقبلها حديث شقيقها:فضييييحه.. فضيحة ايه ياخوووويا... الشر برا وبعيد.. قطع لسان الى يقول على اختنا كده.
صفاء :فضيحة ايه يا حبيبي الى بتتكلم عنها احنا اختنا مالهاش زى.
خالد:مالهاش زى... اااه...طب خدى عندك بقا.. الست هانم اختارت رجب الجزار ورفضت ترجع للباشمهندس توفيق.
اكمل شكرى بغضب يعظم من شأن أخيه :اخويا...ترفض اخويا الباشمهندس.
هناء بصياح:ياخويا.. هندسة الخيبه والنداااامه... خدنا ايه من هندسته إلا القنعره والنفخه الكدابه.
زجرتها صفاء بعنف :عييب ياهناء مايصحش.
هناء :اوعى سبينى ماحدش يحوشنى.. ده انا جوايا كل دمله ودمله منه... ياختى ده كان مقندل عيشتها وطافى نور وشها.... دى كانت ايام مرار... داهيه لا ترجعه لا هو ولا ايامه.. انا عارفه كان لاوى رقبته علينا ليه... يالا... يالا امشى من هنا وخد الناس دى معاك.... يالا خلى النفس يبقى رايح جاى.
شكرى :هى الحريم الى بقت تتكلم عندكوا يا خالد... ايه يابا الحاج هتسكت على الى بيحصل ده؟
الرجل :اه هسكت يا شكرى عشان اخوك الى بدأ يبقى هو الى يستحمل.
شكرى :بدأ؟ بدأ بايه يابا الحاج دى ردحتلنا.
الرجل :الموضوع منتهى وصاحبة الحق اختارت نقف ليه ونسمعها ونتخانق.. اخوك بدأ بالخناق يبقى يتحمل نهايته.
شكرى :وهو كل ده ليه.. ماعشان باقى على بيته... عشان بينته.
↚
هنا تحدثت نجلاء لأول مرة في تلك الوقفه :بيته؟! بيته هو الى هده وهدنى معاه... انا حافظت كتير اوى على البيت ده وجيت على نفسى وعلى اعصابى وهو كان كل يوم بيدوس اكتر... اليمين بالنسبة له زى صباح الخير... مافيش اى حاجة بعملها عجباه... دايماً مش عاجبه ودايما وحشه.. وحاشه بوحاشه بقا واعمل الى انا عايزاه واوفر على نفسى... ولو على بنتى فأنا استحملت كل الى فات علشانها وهى شهر والتانى وتتجوز خلاص... وخطيبها ابن ناس ومتفهم كل حاجه... هى نفسها جت تطلب مني انى اختار لمره واحدة في حياتى إلى انا عايزاه.
رفعت انظارها تجاهه... تحاول التخلى عن خجلها الفطرى خصوصاً أمام كل ذلك الجمع:وانا اخترت المعلم.
ابتسم يقترب منها بصوت هامس جدا :قلب المعلم.
أغمضت عينيها تبتسم بحرج وخجل.
هناء :ياختشى عليهم... جوز عصافير والنعمة.
عادت النظر تجاه توفيق تقول :ماتيلا... هوينا... اتفضل وخد لياليك السودا معاك... يالا داهيه تاخد داهيه.
توفيق بغيظ.. لأول مرة يتعرض لكل تلك الإهانات :فرصتك وجاتلك.
هناء :حق الله طول عمرى نفسى اكيل واحدفك... من أول يوم شوفتك فيه وانا بتمنى افرشلك الملايه.. يالا اتوكل... سكتك خضرا.
انسحب الرجال واحداً تلو الآخر ورجب يرمق توفيق بنظرات قويه متحديه ومتتصره بنفس الوقت... أخيراً نصفه القدر.
_________________________________________________________________________
كل شئ أصبح على مايرام... هديل اليوم أفضل حالا عن ذى قبل.
لقد بدأت من جديد... صحيح بامكانيات تكاد تكون منعدمة ولكن أفضل من الزواج من شخص لا يريدها ولا تريده.... باتت تعلم بحبه العلنى لمليكه مهما حاول هو والجميع اخفائه.. العاشق تفضحه عيناه... كل شئ واضح للعيان لا يحتاج لحديث.
هى أيضا بداخلها شعور جديد وجميل ناحية احدهم.. للأن لم تضع له مسمى ولكنه موجود... ربما تحتاج لجلسة مع نفسها كى تحدد كل تلك الأمور ولكن الآن الخطوه الأهم... خطوه التحرر.
بخطى مريحه.... سريعه... متحرره... خطتت داخل بيتهم.
تعلم طريقها... متجهه حيث مكتب والدها... دون طرق الباب فتحته.
رفع والدها نظره عن حاسوبه يخفض نظارته يقول باستغراب :فى ايه يا هديل مش تخبطى الاول.
لم تهتم... تقدمت مبتسمه تقول :انا خلاص... فسخت خطوبتى من عامر.
انتفض بحده يقول :ايه؟! انتى اتجننتى.. عملتى كده امتى؟
هديل:من نص ساعه بالظبط... لسه راجعه من عنده.
الأب :مجنونه....انتى اكيد مجنونه.
هديل مبتسمه بلا مبالاة :تؤ.. خالص.
تحدث بغضب :لو عملتى كده يبقى تنسى شركتك للأبد.
هديل براحة :اوكى بابى... مش مشكلة... انا زى ما عملتها من مافيش هعمل غيرها من مافيش بردو... انا اصلا عملت كده فعلاً اليومين الى فاتوا... باااى بااابى.
تحركت من امامه خطوتين وهو فقط مصدوم... استدارت بحزن تقول :عارف... كان نفسى يبقى عندى القوة والشجاعة الى تخلينى أرفض الخطوبه دى من البداية حتى لو اخدت منى كل حاجه ومابقاش مضطره اتنازل وأكمل لحد ما الاقى البديل... للأسف انا ماطلعطتش بالشجاعة الكافيه.
انهت حديثها وخرجت من عنده عازمة على حياة جديدة بهديل جديده غير تلك الدمية التى تلاعب بها والديها... لطالما أرادت أن تكن مثل شقيقها نادر.. يفعل ما يحلو له طالما لا يؤذى احد.
لكنها تقسم ستفعل بايامها القادمه.
_____________________________________________________________________________
يبدو أنها أصبحت عاده لديه... يجلس على مقعده فى حديقة القصر.. يحرسها ويرقب كل تحركاتها.
لن يسمح لها بالاقتراب من ذلك العدى ابدا.
أيضاً لابد من اتمام كل أمور زواجه بها سريعاً.
تشنجت معالم وجهه وهو يرى سياره عدى تسير بطول الحديقه تعبرها للداخل.
استقام من جلسته ووقف له بتأهب.
تقدم منه عدى يمد يده للسلام:مساء الخير يا عامر.
عامر:اهلا.. منورنا.
بالطبع استشف عدم التقبل... شئ ظاهر للعيان.. كأنه ينافسه على شئ او شخص ما... لكن فارق العمر بينه وبين مليكه جعله يستبعد الأمر نهائيا.
تحدث مجددا :مالك يا باشا حد مضايقك... شايفك متعصب.
كاد ان يجيب عليه ولكن تدخل محمد سريعاً.... بات على علم بجنون عامر حينما يتعلق الامر بمليكه.
محمد سريعاً :اهلا اهلا ياعدى... نورتنا.
عدى وهو مازال ينظر داخل أعين عامر :مش باين يا محمد.... يظهر أن عامر مش حابب وجودى.
محمد :للالا.... ماتقولش كده ده انت تنور اى حته... هو بس فى مصيبه وقعت فوق راسنا وبقالنا فتره مش عارفين نحلها إزاى.
عدى:خير؟
محمد :ااا.. خير خير. اتفضل معايا جوا نتكلم.
سار يقوده أمامه فتحرك معه خطوتين ثم توقف وعاود النظر لعامر وجده مازال واقفاً.
عدى :وهو عامر مش جاى معانا ولا ايه؟
لم بجيب عليه. إنما ظل على وضعه.. صامت.. غاضب.
تحدث محمد :هييجى. هييجى.. اتفضل نقعد نتكلم.
ذهب معه على مضض بينما تحرك عامر لاعلى... حيث غرفة تلك التي ستصيبه بنوبة قلبيه قريبا..
جلس عدى امام محمد ينتظر حديثه. بينما ناهد تفرك يدها بتوتر... تعلم أن الأمر ليس بهين.
إشارت من بعيد لمحمد مناديه. فوقف قائلاً :عنئذنك ثوانى.
رفع عدى حاجبه:اتفضل.
غادر محمد ناحية ناهد... بينما تقدمت توتا تحمل كأسين من العصير.
نظر لها بإعجاب.. خصلاتها السوداء القصيره... بشرتها الخمريه... روعه جسدها....حتى زقها فى انتقاء ملابسها رائع.
بينما هى بوجه خالى من اى تعبير تقدمت تضع ما بيدها أمامه دون اى حديث فقال هو:انا جيت اهو.
نظرت له باستغراب كأنه تنين برأسين وقالت:انت بتكلمنى انا؟
أبتسم باستمتاع قائلا :ايوه... مش بينا معاد.
رفعت شفتها العليا تقول :انت عبيط؟ قولى ماتتكسفش.
↚
عدى :همممم.. انا بحب روحك وطولة لسانك.. بس مش عليا ها؟
توتا:لا ماهو مش اوبشن.. هو طويل على الكل.. دى حاجة مش بخوطرى.
عدى :طب ها... قولتى ايه؟
توتا :فى ايه يا اخ.. ومعاد ايه اللي مابينا ماعلش.
عدى :مش قولتى عدى علينا بكره. انا ماجتش بكرة وسبتك كذا يوم اهو عشان تفكرى.
نظرت له بامعان بالتأكيد هو ابله.. تحدثت بغرابه:افكر في ايه... انت اكيد جعان.. انا لما بجوع ببقى كده.
اخذ نفس عميق يقول :هههممممم...هطول بالى للآخر.. ماشى... مش انا قولتلك فكرى فى عرضى ليكى.
توتا ببوادر عصبيه وصوت عالى :عرض ايه.. انت لسه هتلمح انا اساسا مش بفهم الكلام المباشر.
فى نفس الوقت انهى محمد حديثه مع ناهد وعاود التوجه ناحيتهم.... تغيرت كل معالم وجهه وهو يراها تقف معه... مالشئ المميز بهذا العدى تجعله يعجب كل الفتايات.
وقف أمامهم وقال بغضب:انتى واقفه عندك بتعملى ايه؟ اتفضلى روحى على شغلك.
توتا :انت مالك كده بتكلمنى كده ليه... انت صدقت انى شغاله عندك ولا ايه.
محمد :مش عايز كلام كتير... اخفى دلوقتي.
تدخل عدى :فى ايه يا محمد... ماتتكلم معاها كويس.
نظر له محمد بتفحص وقال بغيره شديدة :وانت مالك انت.... وازاى تتدخل مابينا.
عدى :ده على اساس ايه يعني...ماتدخل عادى.
محمد :لا ماتتدخلش وانتى ادخلى جوا حالا.
نظرت لهم اثنتيهم باستخفاف.. من هم ليقرروا ان تقف أو تغادر ومن قال إنها تريد المكوث معهم.
غادرت وهى موقنه ان اثنتين أصيبوا بجنون او شئ ما.
تقابل محمد مع عدى وجه لوجه كأنهم إعداؤ... كل ينظر للآخر بتحفز.
محمد بدون اى مقدمات :مالك بتغريد يا عدى.
رفع عدى حاجبه وقال :هو مش كان في موضوع مهم.. مصيبه باين... ايه توتا دلوقتي أهم؟
محمد :لا هى اسمها تغريد.
عدى :بس توتا احلى.
محمد :خلينا نقعد بهدوء نتكلم.. مش عايزين نخسر مصالحنا الى مع بعض.
عدى :دى مشكلتك انت مش عايز تخسر حاجة.. بس انا ماعنديش مشكلة اخسر حاجة قصاد حاجة عادى... بس انت عايز كل حاجه وبدون خساير.
محمد :تمام... طيب بس يا عدى.... دلوقتي احنا لازم ننهى خطوبتك لمليكه.
عدى :ليه؟
زم محمد شفتيه لايبدو عليه اى حزن.. اى غضب. اى شئ.
محمد :هتتجوز عامر.
جلس عدى ووضع قدم فوق الأخرى وقال :لا بس انا مش عايز كده.
امعن محمد النظر له... هيئته تشير لأنه غير غاضب.. لم يثور.. اى شخص يقال له مثل هذا الحديث يهدم العالم من حوله... مجرد الحديث عن شئ من هذا القبيل يعد إهانة... لكن عدى صمت وجلس... يعنى انه يريد التفاوض.
لذا اخذ نفس عميق بهدوء وجلس... وضع ساق على الأخرى مثله مثل مفاوضه بالضبط.
محمد :هممم... طلباتك.
ابتسم عدى قائلا :وعرفت منين ان هيبقى فى طلبات.
محمد :مش شكلك... اى حد هيتقاله عايزينك تسيب خطيبتك عشان نجوزها لواحد تانى هيقوم يكسر ويرزع ويهد الدنيا... لكن انت لأ... انت قعدت وسكت... يبقى ليك طلبات.. وانا مستعد.
عدى :برافو عليك.. طول عمرك شاطر وواعى يامحمد.... بس ياترى انت هتقدر تتفاوض معايا... خصوصاً انك مش هتبقى حابب تزعلني ابدا.
نظر له بامعان... عدى أدرك مايجول برأسه... انه لا يستطيع معادة ابن وزير الداخلية فى هذا الظرف الحرج بالذات.
تحدث بتروى:ان شاء الله مش هنختلف.
__________________________________________________________________________
فى شركة عائلة الخطيب.
انتهى الدوام ولكن تحية لم ينتهى عملها بعد.. تحضر لاجتماع الغد.
تصوير اوراق... نسخ بعض الايميلات... أشياء كثيرة تحتاج للترتيب. وهى قد تعبت حقا.
شهقت برعب وهى تشعر بمن يقف خلفها يحتضنها من ظهرها قائلاً :يخربيتك.... صارووخ.
انتفضت بعيدا عنه تنظر له بزهول واضطراب صارخة :انت اتجننت فى مخك ولا هبت منك على المسا يا جدع انت.
تقدم منها بتلاعب قائلاً :ايه مالك... واحد ومراته.
تحية :مرات مين يا أخينا انت مبلبع حاجه؟
زم شفتيه يقول :تؤتؤ.. كده بردو ياتوحا يا حبيبتي.. انا عارف انك لاسعه ودماغك ضاربه بس مش كده يعني... مس لدرجة تنسى سموحه جوزك.. طب تحبى أفكرك... العقدين العرفى... مش فاكره بردو.. طب المحفظة.
تحيه :خلاص.
اكمل هو :الموبيل ال... قاطعته بخوف :خلاص خلاص. ايه هتفضحنى.
ابتسم بانتصار وقال :ايوه كدة... يالا قدامى.
تحيه توجس:على فين.
سامح:على شقتى.. عايزك دلوقتي.
صرخت به غير مراعيه لا الزمان ولا المكان فقط تظهر شخصية تحية الحقيقة :نعم نعم يادلعدى....شقق ايه اروحها... انا بتاعت شقق يا كسر الرجاله يا سلالة الحمير انت.
كان حقا منصدم... وقال :ايه ده فى ايه.
تحية :انت لسه شفت حاجة... ده انا هخلى الى مايشترى يتفرج عليك.
سامح :انا كمان هخلى الى مايشترى يتفرج عليا وانا بعرفهم انى متجوزك عرفى وانك مضيتى على العقد بمزاجك.
تحية باستهزاء وسخريه:ثانية واحدة اناديهملك واجى.
اتسعت عينيه لا يصدق حقا... هيئته فعلاً منصدمه.. هذه الفتاه مختلفه عن... عن اى شخص قابله مسبقاً.
تحيه :مالك كده مصدوم... امال انت كنت مفكر ايه... حظك الاسود بقا وقعك فى طريقى... انا لا أهل تلم ولا حكومه تهم.
سامح :خلاص لمي الناس وانا اقولهم انك سرقتى موبيلى... سرقتيه لما انا بكل شهامه ومرؤه سندتك لما عملتى فيها دايخه.
تحية :ماشى وانا أعرفهم انك ماكنتش بتسندنى ولا حاجة... انت كنت بتتحرش بيا... يعنى سبحان الله... انا بسند عليك عشان اقلبك وانت سندتنى عشان تتحرش.
سامح :شوفتى بقا.. ربك رب قلوب بردو.. ماجمع الا ماوفق.
تحية :يالا يا يابا..يالا يابا سكتك خضرا... مش ناقصه هى... يالاااا.
وقف ينظر لها بغضب باءت كل محاولات التهديد معها بالفشل وهو يشتهيها الى درجة الجنون فقال بمهادنه:طيب هحطلك مبلغ حلو فى البنك....أظن ده عرض حلو.
تحية :ولا كأنى سمعت حاجة... اتوكل يالا على الله.
سامح :هسيبك يومين.. مبلغ لو فضلتى عمرك كله مش هتتحصلى على ربعه... فكرى.
غادر سريعاً وهى تنظر لاثره بغضب... أصبحت تمقت تلك الحياه.
__________________________________________________________________________
خرجت من المرحاض بعدما وضعت على جسدها روب مابعد الاستحمام الطويل.
خرجت تجفف شعرها بمنشفه صغيره.
وجدته يجلس على احد الأرائك بغرفتها يضع قدم فوق الأخرى ويده أسفل فمه ينظر لها بغيره.
شهقت بتفاجئ وهى تراه امامها داخل غرفتها هكذا وقالت :انت بتعمل ايه هنا وازاى تدخل كده.
مازال على جلسته يقول بهدوء مرعب :ايه بقا كمية الروايح والعطور الى خارجه من حمامك دى... كل ده ليه...ولا عشان عريس الهنا جه؟
مليكه :ليه هو انا قبل كده كانت ريحتى وحشه مثلاً.
عامر بحزن :وهو انتى سمحالى اقرب منك اصلاً.
مليكة :مش وقته يا عامر... كل حاجه انتهت خلاص.
عامر :هممم.. انتهت... انتهت ازاى بقا.. هتقدر تسبينى؟
اشاحت وجهها بصمت فقال :ردى عليا.. هتقدر تسبينى... هتعرفى؟
مليكه:هعرف.. كل حاجه بتعدى وبتخلص.
عامر :طب لو هتعرفى قوليلى ازاى عشان انا مش عارف.
مليكه :عامر عشان خاطرى كفايه عليا كده... انا بجد مش قادرة.
صمت قليلاً وقال :جهزى نفسك عشان عشر دقايق والماذون يوصل محمد تحت بيتفاهم مع عدى.
ملكيه:همم عدى.. عشان ابن وزير الداخلية لكن مافكرتش في هديل... ذنبها ايه؟
عامر :هديل جت الصبح رجعتلى دبلتى وفركشت الخطوبه... كانت حاسه ان فى حاجة بينا...يالا عشان كتب الكتاب.
ابتسم بخبث وقال :يستحسن تخليكى بالبورنص كده زى مانتى.. انا هجبلك العقود لحد هنا.
هم للخروج بعدما القى عليه أوامره فصرخت بغضب :ايه الى بتعمله ده.. قولتلك انا مش موافقة انت سامع.
وقف على أعتاب الباب يقول باستمتاع:ومين قال انى محتاج موافقتك... انا كل اللي محتاجه امضتك بس........
بقلم سوما العربى
↚
انهى عدى حديثة ومحمد يقف لا حول له ولا قوه.
عدى يستغل الوضع بابشع الطرق... لا سبيل امامه.. بل من الأساس ماذا يريد هو.
تخبط شديد أصابه.. وهو لم يبدى اى ردة فعل.
فقط صمت... صمت تام تحرك به من أمام عدى وانصرف.
ذهب لعامر وباقى العائله... الكل يجلس حول المأذون الذى حضر وجهز كل اوراقه بالفعل.
عشر دقائق لا أكثر وكان كل شئ قد انتهى.. لم يتبقى غير (امضااااااء العروس)
هذا ما قاله الماذون عقب انهاءه كل شئ.
وقفت ناهد بفرحة شديدة تقول :انا هطلع لها تمضى.
كانت فرحته مسيطرة عليه لكنه لثواني.. اتسعت عينيه... تذكر انها تقريباً لا ترتدى شئ.
تحدث سريعاً :لا استنى... انا هطلع لها.
لكن ناهد قد تحركت بالفعل فصعد الدرج خلفها سريعاً يحاول اللحاق بها.
وجدها دلفت للغرفة فذهب خلفها بعصبيه ولكن تنفس الصعداء وهو يجدها قد ارتدت إحدى المنامات المريحة.
تقف أمام والدته بغضب شديد تضرب الأرض بقدميها تقول :مش همضى يعنى مش همضى.
ناهد بسعادة لا توصف :ميكا يا ميكا.. خلصى بقا يا حبيبتي.. كل حاجه خلصت.. انا فرحانه بيكوا اووى.
رفعت مليكه حاجبها قائله باستغراب شديد:غريبة والله ياطنط... مش انتى كنتى معترضه على علاقتنا كلها على بعضها ونصحتينى انى ابعد.
كان متوارى خلف الباب يستمع باعين متسعه مايقال... هل امه لها يد بتغيرها عليه؟
تحدثت ناهد :حبيبتي ابنى بيحبك... انا حاسه بيه... الى عملته ده ممكن يكون غلط بس هو حق مشروع انا كنت خايفه عليه وعلى مصالحه ومستقبله... بس الى مش هقدر انكره انى اول مره أشوف ابنى بيحب كده... عامر ممكن يكون قوى بس زيه زى رجاله كتير... يتحرج يعبر عن حبه او يقول... لكن ده جابك ووقف بيكى قدامنا كلنا وقال انا بحب مليكه... دى كبيرة اوي وصعبة كمان.
صمتت قليلاً ثم مضت يدها بالأوراق تقول :خدى... يالا امضى يا حبيبتي.
صمتت مليكه ثم قالت :بيحبنى بس عذبنى وتعبنى.. بحبه لسه بس..
صمت قليلاً لا تعرف كيف واى حديث يمكن أن يصف ما بداخلها فقالت ناهد بتفهم :انا عارفه.. عارفه وفاهمه الى انتى مش عارفة تشرحيه... بس اتجوزيه يا عبيطه وبعدين ابقى سويه على الجانبين... تسويه مشروعه
قالت الاخيره بغمزه وعامر بالخارج مزهول... امه تتفق مع زوجته عليه؟!
ابتسمت مليكه ثم تناولت الأوراق توقع عليها كلها تنظر لناهد بحماس وشر فقالت ناهد :لا لا لا....براحه على الواد ده ابنى بردو ها.
مليكه :الى ربنا يقدرنى عليه بقا يا طنط.
ناهد:يا حبيبي يا بنى.
ابتسم بخبث وتحفز ثم تحرك سريعاً يهبط الدرج من جديد... بداخله سعادة لا توصف... هو لا يخطو بقدميه على الأرض بل كأنه يحلق.. يحلق بلا ادنى مجهود من فرط السعادة والفرح... وأخيرا أصبحت مليكه له.. مليكة قلبه وروحه... عشقها بروحه وعقله وقلبه.
اعتبرها خاصته منذ وقع لها حتى من قبل زواجه بها... لم يكن ليتركها ابدا.. هى له.. أمرها محسوم بالنسبة له تحت أى ظرف.
وقف بفرحة شديدة يتسقبل هواء الحديقه يأخذ اكبر كميه بصدره ينعش روحه... بل هى منتعشه بلا اى شئ.
واخيرا حب حياته أصبحت له... شعور لا يضاهيه اى شئ حقا.. كأنه ملك الدنيا بيده... وأخيراً اتاه إنصاف من الله... لولا تلك الانتخابات التى لم يهتم لها بالبداية بل واعتبرها عبئ عليه وشئ غيى مرغوب به لما استطاع الزواج من صغيرته... معذبه قلبه.. وملهبة احساسه... الوحيدة التي تجعل الدماء تحمى بعروقه بحركة او لمسه بسيطة منها.. او فقط لتنتطق اسمه وتقل عامر.. عامر منها هى شئ آخر.. بل خيالى.. والأكثر وأكثر عندما تناديه حبيبى.... اه واه من حبيبي منها... يذوب بعدها ويصبح فاقد السيطره على مشاعره.
هز أكثر من سعيد وممتن لتلك الانتخابات.
فى تلك الأثناء... وقف محمد لجواره يكبت مشاعره المتخبطه والثائره بداخله.
عامر بالأساس لا يشعر به ولا حتى بوقوفه لجواره.. هو غارق فى فرحته.
لكنه تحدث مباركا يقول بصوت رغماً عنه خرج حزين:مبروك.. مبروك يا عامر.
انتبه على صوته يقول :الله يبارك فيك... مالك فى ايه.
محمد ببعض الصمود :لا مافيش.. مبروك عليك.
عامر :انطق يابنى قولى فى ايه... وانت عامل كده ليه؟ استنى استنى استنى... قولى اصلاً أنت عملت ايه مع عدى؟
اغمض محمد عينيه وقال :ماتقلقش.. خلصت معاه الموضوع.
عامر :ولااا.. هو انا هسحب الكلام من بوقك.. ماتقولى قالك ايه اخلص... انا عارفه... زباله وهيستغل الوضع.
صمت محمد ولم يجيب.. عاجز.. متعب.
عامر :انطق يا محمد.
محمد :عايز توتا.
نظر له اولا بصدمه.. ثم زوى مابين حاجبيه وقال باستهجان:عايزها؟! عايزها إزاى يعني؟! ماهى تفرق... يعنى عايزها تشتغل معاه فى الشركه ولا عايز يتجوزها ولا اييه؟
محمد بهدوء صعب... مهيب:مش عارف.. ماقلش.
عامر بعصبيه شديدة :ماقلش.. وانت؟ انت سكت على كده؟!
حاول التظاهر بعدم الاهتمام.. رفع كتفيه يقول كأن الأمر لا يهمه وقال :اه.. وانا مالى.
استفز عامر برده كثيرا نظر له بغضب وقال :انت مش قولت عجباك...هتسيبه ياخدها... عادى كده.
محمد:قولتلك قبل كده عجبانى بس ماتفعنيش.
عامر بعضب:يعنى ايه ماتنفعكش..ايه؟ هتسيبها؟
اغمض عينيه يقول :عايزنى اعمل ايه... والانتخابات الى احنا فيها... كده هنخسر كل حاجه.. عدى ده زباله... لعبها صح... هو عارف اننا مش عايزين نعاديه خصوصا دلوقتي.
اقترب عامر منه يقول بتقزز:يعنى هتسلمها ليه.. طب افرض عايز يعيش معاها فى الحرام... هتقبل بكده وتسكت عليه.... هتسلمهاله.. ده انا الى مش بحبها ولا حاجة مش قابل الكلام ده أبدا... فى راجل يسلم واحده اى كان هى مين لواحد عشان مصالحه... ده يبقى واطى وقرنى لا مؤاخذه... مش ناقص غير تبقى بتقبض فلوس على الكلام ده... ولا مش فارقة مانت هتعمل كده عشان تمشى مصالحك يبقى هى هى.
كان يميل عليه يضغط على كل حرف يخرج منه يحدثه بفحيح وتقزز.. لابد لمحمد ان يستفيق.
اكمل عامر قائلاً :عرفنى انت هتعمل ايه عشان اتصرف واعرف اشتريلك جوز قرون على مقاسك.
انتفض محمد قائلا :عامر.. انا مش كده يا عامر.
عامر :امال انت ايه يا اسد الرجاله..هتديله البنت عشان ننجح فى الانتخابات؟!
صمت محمد ولم يجيب فمال عليه وقال :هتسيبه يقرب منها... يمشى ايده عليها... ويعمل الى اكتر من كده... هتستحملها؟
قال الاخيره بصراخ جعل محمد ينفجر قائلا :مش هقدر.. مش هقدر ياعامر..كفاية كده مانا بشر بردو يا اخى.. انا خايف على مصلحة العيله... أسهل ما عليا انى اروح اقوله اخبط دماغك في الحيطه وخلاص بس... طب وبعدين والانتخابات؟
↚
عامر :ماتولع..مش عايزنها... احنا اغنيا اووى.. عندنا الى يكفينا.. مش محتاجين.. ليه من الأساس نقعد قدام حيوان زى ده ونحسسه اننا محتاجين رضاه فيقعد ويحط رجل على رجل ويبيع ويشترى فينا.
محمد :مش هينفع يا عامر... دى لا اعرفلها اصل من فصل ولا حتى أهل... يا عامر.. ياعامر دى عايشه هى واختها على النصب السرقه... لا وواخده الموضوع عادى وبتبجح كمان... دى مستفزه.. بتقولى دى فهلوه وشطاره.
صمت عامر قليلاً وقال بعد ان زم شفتيه :والله يا بنى عندك حق.. خلاص.. سيبها... انت صح.. وروح اتجوزلك واحدة من بنات العائلات الراقية.. الى هما تلت اربعهم نصابين بردوا.. بس دول على كبير... فى بلدنا دى تنصب على حد فى كام الف تبقى حرامى وصعب ويتغفرلك.. تسرق ملايين.. تبقى بيه ويتضربلك تعظيم سلام ومش بعيد ياخد عفو دولى.. ونقول نسامح ونتعامل... مش كده.
ظل محمد على صمته وسط صراعه فاكمل عامر :لآخر مره هقولك.. انا بنفسي من بكره هروح اتنازل على الانتخابات الى ممكن تزلنا لحد دى.. وانت لو البنت حتى نصابه اتجوزها... عشانك لأنك بتحبها وانا عارف وكمان تبقى عملت حاجة عدلة في دنيتك وخليتها تسيب السكه دى.
محمد :والناس... هتقول عليا ايه وانا متجوز نصابه.
عامر بهياج:يااادى الناس.. ياخى يلعن ابو الناس... وبعدين الناس مالها انت حر... حامد ابو المجد عارفه؟ ماهو متجوز رقاصه فاهم يعني ايه رقاصه ومن دور عياله.. بس ماحدش عرف يفتح بوقه.. والبت تابت على إيده.. انا عن نفسي بقول برافو عليه وكتر خيره... كده ولا كده ماحدش هيقولك بتعمل ايه.. انت حر... ده غير ان ماحدش غيرى انا وانت عارف انها نصابه.
مازال الصمت مسيطر عليه وهو في صراع مع حاله.
فتحدث عامر:فكر يا محمد وخد انت القرارا لانى كده ولا كده مش هسيب البنت لعدى ده كده... الا اذااااا...
قال الأخيره بتشويق فنظر له محمد قائلاً :الا إذا إيه... مش قولت هتتصدرله ومش هتخليه ياخدها؟!
عامر ببساطة واستفزاز:افرض الراجل غرضه شريف وعايز ياخدها من هنا ويتجوزها.
اتسعت أعين محمد قائلاً :ايه؟ هتسيبهاله؟
عامر :فى الحاله دى اه هسيبهاله... عدى زباله اه بس فرصه كويسه لبنات كتير اضيع عليها الفرصة دى ليه.
زاد زهول وصدمه محمد.. فبعدما اطمئن لتدخل عامر بالأمر تفاجئ بتصريحه الأخير... ماذا لو قرر عدى الزواج بها فعلاً.
تحرك سريعا يغادر متجها نحوها وعامر يرفع بذلته بيديه قائلاً :ناس ماتجيش غير بالعين الحمرا.
ابتسم سريعاً باشراق وهو يتذكر صغيرته وتلاعبها به... يبدوا انه سيستمتع معها كثيراً.
صعد بخطوات سعيده متمهله إليها.. وتقدم للداخل.
وجدها تجلس تعبث بهاتفها بفرحة شديدة يبدو أنها تحادث صديقاتها تخبرهم بما حدث .. أول ما رأته وقفت بغضب تقول :انت ازاى تدخل كده من غير ما تخبط.
اتسعت عينيها وهى تراه يخلع جاكيت بذلته وبعدها ساعة يده يتقدم منها قائلاً :على أساس انى كنت بخبط قبل كده عشان اخبط لما بقيتى مراتى.
رغما عنها وعن اى شئ لمعت عينها بفرحة وهى تدرك وتستمع لكلمة (مراتى) تعود عليها هى.. أصبحت زوجته... حلم طفولتها وصباها قد تحققق وهى الان تتدلل.. رفعت حاجبها تحدث نفسها بأنه نعم.. يحق لى التدلل بقدر كل تلك السنوات التى ركضت خلفه بها.
هو الآخر قالها بسعادة كبيرة... مليكه اصبحت زوجته... أصبحت مليكه عامر الخطيب.
تقدم منها يخلع قميصه هو الآخر فصرخت به:انت بتعمل ايه؟
عامر :بعمل ايه؟ اصبرى انتى بس.
مليكه بأمر غير قابل للنقاش :عامر.. بس.
اقترب منها بعدما خلعةقميصه وبقى عارى الصدر يقول :والله لو عملتى ايه.
ضمها اليه بحنان لاول مره تلامس صدره... نست كل شئ وذابت مجدداً متناسيه كل شئ.
تنهد بصووت عالى يتحسسها بيديه قائلاً بصوت مبحوح مما يشعر به الآن :ااااااه يا مليكه... وأخيراً.
اطبق ضلعيه عليها يتنفس بسرعه.. يديه تمر عليها لايصدق حاله. أصبحت زوجته وبين يديه دون اى قواعد او شروط وأمام الجميع... الكل يعلم أنه معها الان ولا يوجد اعتراض.
رفع وجهها له يقبل شفتيها برقه شديدة... سريعاً ماتحولت الى قوية مطالبه. تطالب بها بقوه.. يقبض عليها داخل احضانه يرفض فرارها منه.. سعيد باستسلامها له... حبيبته تعشقه مثلما يعشقها.. يبتسم من بين قبلاته لها.. جميل ان تشعر بأن من تعشقه يبادلك نفس الشئ... يعشق تلك الصغيرة بعدد انفاسه بالحياه.
________________________________________________________________________________
تقدم رجب منها وهى تقف فى الشرفة تعطيه ظهرها... تشعر أنها لأول مرة قويه. أخذت قرار صعب وجرئ.. لكنه ولأول مرة قرار سيسعدها... لقد احبت رجب.. عشرته... طيبة قلبه.... وحنانه... اه من حنان الرجل... يخطف اى أنثى مهما كان به من عيوب.
بدون اى حديث ضمها إليه من ظهرها قائلا :ربنا يخليكي ليا.
ابتسمت بهدوء وخرج... للان لم تستطع التخلى عن حرجها منه.
قبل وجنتها الملتهبه بحمرة الخجل قائلاً :لسه بتتكسفى منى يا ست البنات؟
اماءت برأسها دون حديث من شدة حرجها فقال :انا بحبك اوووى... بصراحة.. انا كنت بقول.. انك.. انك يعنى.. لو خيروكى... هتختارى الى مايتسمى الى اسمه توفيق ده.
التفتت له تنظر له بزهول.. يحدثها بصوت يغلب عليه مشاعر كثيره.. الحزن.. الحب.. الامتنان.. الضعف.. الخجل... كل شئ.. لأول مرة تشعر كم هى مهمه.... ان حياة احدهم متوقفة عليها.. بل ينتظر موافقتها ويشكرها عليها بعدما كانت تعامل على أنها نكره بل عبئ. لتحمد الله ان رجل مثل توفيق ارتضى بها وأنعم عليها وتزوجها.
مدت يديها تتخلى عن اى خجل الان تقول :انت كبير ااوى يا رجب.. ماتقولش كده... انت ضفرك بعشره زيه... انت راجل... راجل بجد ولوحدك مش مستنى تتكى على ضعفى عشان تحس وتحسسنى أنك راجل... انت ارجل حد انا قابلته لحد دلوقتي.
كان يتنفس سريعاً...صدره يعلو ويهبط... أدرك أنه كان يحبس انفاسه وهى تتحدث بحديثها المهلك هذا.
أهلكته بكلماتها تلك والتى قالتها بمنتهى السلاسه والعذوبه.. احساس خرج من القلب فاصاب الهدف فى الصميم.. أصاب قلبه الملتاع عليها... قلب طالما تمنها ولم ينطق. وأنى له ذلك وهى كالنجمه العاليه صعبه المنال.
سحب يديه من يديها وضمها له بقوة ولهفه... سحقها داخل احضانه يتمتم بحمد الله كثيراً.
يحتضنها بقوه وهو يقول :الصبر حلو... الصبر جميل... كنت خلاص قربت افقد الامل فيكى واقول انك ست متجوزه صعب يا رجب... زهقت وتعبت.. الصبر اخد منى راقات.. بس لو كنت اعرف.. يااااه.. ده انا كنت هصبر فوق الصبر صبر بس اوصلك في الاخر... مين كان يصدق الى هييجى اليوم الى هتبقى فيه حلالى وفى حضنى ياست البنات.
خرجت من حضنه تسحبه بحنان يجلس بجوارها على احد الارائك تجلس داخل احضانه قائلة :رجب
رجب:ياعيون رجب.
ابتسمت مجدداً وقالت :غنيلى يارجب.
رجب :اغنيلك وماله... يعنى هعمل البدع دى كلها وفى الآخر مش هعرف اغنيلك طب والله لاغنيلك.
ضحكت بخفه فنظر لها بولخ يقول :هغنيلك اكتر اغنيه كنت بسمعها وانا بحلم بيكى بينى وبين نفسى.
نظرت له بانبهار وهو ينظر داخل عينيها بحب يبدأ فى الغناء بصوت غليظ نشاذ:ويلى ويلى ويلى من الايام يا شوق... ماقدرش انام فى ليلى ويرضى مين يا شوق.. انا من بعد الاسيه.. مشتاق نظرة جنيه ولا مكتوب عليا اعشق واتوب... ده عيونى بيبصولك وبعت مراسل جولك.. وانتى مين يطولك وانتى العاليه لفوووق.
ادمعت عيناه.. رغما عنه ادمعت.. لقد تعب كثيراً فى عشق مستحيل ولولا إنصاف القدر لما أصبحت له.
احتصنته هى هذه المره... احتضنته بقوه تبكى سنين عمرها وسنينه هو الآخر.
_____________________________________________________________________________
كانت توتا تجلس شاردة تفكر في حديث تحيه وما فعله وقاله ذلك الحقير.
وجدت محمد يقف امامها بغضب يقول :كان واقف معاكى بيقولك ايه.. ومن امتى وفى بينك وبينه كلام من اساسه.
نظرت له بسخرية.. فهى حقاً كان ينقصها محمد هو الآخر.
تحدثت بلا اى مبالاه لحديثه وقالت :كويس انك جيت عشان اقولك ان انا واختى ماشيين خلاص.. يعنى عشان تيجى تتمم على حاجتنا الا نكون قلبناك تانى ولا حاجة.
زادت عينيه اشتعال وغضب... تنوى الرحيل.. على اين.. هل متفقه معه على الذهاب اليه ام ماذا.
تحدث بغيره واضحه :وياترى هتمشى من هنا على فين... ها... متفقه معاه هتعيشوا فين؟
↚
توتا :بقولك ايه يا جدع انت... انا مش ناقصة وجع دماغ... عندك حاجه عايز تقولها قولها مش عندك اتكل على الله الله لا يسيئك عشان مش ناقصه هى.
قبض على مقدمة ثيابها بغضب وقال باعين حمراء مرعبه لأول مرة تتلبسه تلك الحالة :اسمعى... قسما بعزة جلال الله لو عرفت انه لمح خيالك بس لاهتشوفى محمد تانى محدش لسه شافه ولا يعرفه... واللى عندى قولته وانتى ومزاجك بقا ومشيان من هنا مش هتمشى... وده آخر كلام عندى وورينى بقا هتقدرى تعملى ايه يابنت عبد السلام.
تركها بغضب وهى جاحظت العين لا تجد اى تفسير او مبرر بطريقته هذه.
وهو خرج يحاول السيطره على حاله... يواجهها ليعلم ماذا يريد.
_____________________________________________________________________________________
انهى يوسف عمله وتوجه الى بيته يصعد الدرج.. تقابل معها وهى تخرج القمامة على اعتاب شقتهم.
منذ ذلك اليوم لم يراها ولو مره... لا يستطيع تناسى حزنها ودموع عينها التى شاهدهم لأول مرة.
حتى بعدما عقد سيد على والدته انتقلت للعيش معهم تاركه له الشقه مقررة انها له وسيتزوج بها.
وقف أمامها وهى تهم لغلق الباب فقال سريعا قبلما تغلقه بوجهه:اااا... ازيك.
رفعت حاجبها بنفور ولم تجيب فقال :اناااا.. يعنى ياااستى ماتزعليش... حقك عليا ههه.
نظرت له باستنكار.. يقولها وكأنه يضغط على حاله كثيراً فقالت :لا والله وجاى على نفسك كدة ليه.
يوسف :شوفى يعنى انا بقولك ايه وانتى بتقولى ايه.. هو احنا لازم يعنى كل مانتقابل نشرح بعض مطاوى وسكاكين... فى ايه مانا بشوفك كويسه مع الناس كلها.
مى بسماجه:سبحان الله يا اخى مش بطيقك.
ابتسم قائلاً :من القلب للقلب والله يابت يا مى... وسعى.. وسعى بقا ودخلينى اتعشا عندكوا اكل امى وحشنى.
مى ببرود :لااا.
تحدث من بين أسنانه :اللهم طولك يا روح.. وسعى.. وسعى من وشى يامى احسنلك.
مى:لأ بيت ابويا وانا حره فيه.
يوسف:وبقا بيت امى بردوا... اوعى بقا من سكتى.
مى بكبر:وماله.. ادخل تعالى نعشيك.
ردد خلفها بغيظ:ادخل تعالى نعشيك؟!
مى:اه.. اهو كله بصوابه.. وانت شكلك غلبان وتجوز عليك الصدقة.
زادت الأمر كثيراً وهو تحملها كثيرا لأول مرة بحياته.. لكن أكثر من ذلك أن يستطيع.
قبض على يدها بغضب منها ينوى تعنيفها ولكن... لا يدرى فجأه وجد حاله يجذبها لاحضانه بقوه.. لا يعرف كيف ولا لما فعل ذلك... ضمها له لمدة نصف دقيقة كانت أروع من الخيال.
فجأة انتفضت من حضنه بعدما استكانت به لثواني وانتفض هو الآخر معها لا يصدق ما فعله ومه من.. مى؟! اكثر شخص يتعارك معه يوميا وكلما رآه.
دلفت داخل شقتها بسرعه وأغلقت الباب ووققت تستند بظهرها عليه تتنفس بسرعه وتغمض عينيها.
فتحتهم بسرعه على صوت والدها يقول :مالك يامى واقفه كده ليه وكنتى بتكلمى مين برا؟
تحدثت بتلعثم وخوف :ددده.. ده يوسف.
سيد :اييه. هو انتو مولودين فوق روس بعض لازم كل ماتتقابلوا تمسكوا في خناق بعض.
تحدثت حكمت وهى تضع صحون العشاء على طاولة الطعام :عيال يا سيد وبكره يعقلوا سيبهم يا خويا.
سيد لمى :طب ماقولتيلوش ييجى يتعشا معانا ليه؟
تحدثت بتلعثم اشد تشعر بالذنب على ماحدث:ااا.. اااهوو.. هو قالى مش جعان.
نظر لها بجانب عينه يعلم ابنته جيداً وقال:هو بردوا؟
تدخلت حكمت:لا ماتخافش عليه.. مابيسهاش عن روحه أبدا...تعالوا انتو اتعشوا وأنا شوية وهبقى اروح اشقر عليه وبعدها اعدى على خالتى شويه.
مى :اااهرروح اغسل ايدى من كيس الزباله واجى.
تحركت سريعاً تختفى داخل المرحاض.. تغلق الباب بسرعه وتلقف انفاسها المسلوبه لا تصدق ماحدث.
وهو الآخر ببيته مثلها مزهول ومصدوم منها... من نفسه... من شعوره وهى داخل احضانه... وأخيراً ابتسم براحه يتنهد... كأنه وجد ضالته.
_____________________________________________________________________
جلس على طاولة الطعام يقطع الدجاج بغيظ كأنه يشرحه لا يقطعه... مغتاظ منها بشده.
وهى تكبت ابتسامتها بصعوبه عليه وعلى ماحدث.
رأى ابتسامتها تلك التى لم تفلح في مداراتها فمال عليها قائلا بغيظ :بتضحكى... ماشى.. بقا بتمنعى نفسك عنى.. وبعد ما شوفت الويل عشان تبقى مراتى.. انتى بقيتى مراتى على فكره.
تحدثت بخفوت وخبث:ده بدل ماتبقى جان وتقولى مش هلمسك الا اما اعملك فرح وتفرحى بنفسك الأول يا حبيبتي.
عامر بصوت خافض عصبى جدا :ماهعملك فرح... دى مالها بدى عايز أفهم.
مليكه :لا طبعا... مافيش اى فارس احلام بيعمل كده دايما بيصبر عليها لحد ماتتزف له بالفستان الأبيض قدام الكل.
عامر :ماهى الروايات دى الى مقندله عيشتى.. ابقى فكرينى امنعها تدخل البيت خالص... حبيبتي انا اصلا زباله واخلاقى زفت.. ومش هصبر عليكى كتير.
كانت عينيها متسعه من وقاحته لكنها اتسعت اكثر وهو يكمل مبتسما بخبث ووقاحه:على سيرة الفساتين بقا.. بعد العشا ابقى البسيلى الفستان اياه بتاع مدريد.
ابتسم بتلاعب وهو يجدها تنظر له بصدمه وحرج لا يسعفها اى رد.
والجميع ينظرون لهم بخبث وفرحه خصوصا الجدة تشعر أخيراً براحه كبيرة.
الكل يرى عامر جديد.. لايستطيع اخفاء لهفته على تلك الصغيرة ابدا.
______________________________________________________________
فى مكان آخر
على طاولة عشاء رومانسيه فى أفخم المطاعم
جلست هديل بفستان احمر راقى.. تضع شعرها على كتف واحد بحرج أمام عادل الذى ينظر لها بصمت وهيام كأنه يحفظ كل ملامحها... ثوانى وتحدث بحب:هديل انتى حلوه اوى.
ابتعلت مشروبها بتلعثم وقالت :شششكراً
ابتسم على خجلها الفطرى والذى تقريبا انعدم ولم يعد يراه... يقسم بأن يترك حياة الليل والا يضيعها من يده فهى هبه بكل ما تعنيه الكلمة.
تحدث بدون مقدمات قائلاً :هديل... انتى مافكرتيش انا ساعدتك ليه؟
ابتسمت ابتسامة جميله وقالت :عشان شهم وزوق.. شكرا بجد.
عادل:انا لت شهم ولا زوق... انا مش بعمل حاجة لله.
صمتت بصدمه فقال :انتى عجبانى من اول ما شفتك وعايز اتجوزك.
اتسع فمها مع عينها وهى تغازل بتلك الطريقة الفجه ولكن هذا هو عادل وتلك هى طريقته.
__________________________________________________________________
جلس كارم لجوار نهى والتى تزحزحت قليلاً تبتعد عنه.
تزحزح هو الآخر يلتصق بها ثانية.. فتزحزحت تبعا.
حمحم بهدوء ثم التصق بها فصرخت برعب قائلة :فى ايه يا استاذ انت ماتحترم نفسك وتقعد باحترامك بدل ما والله انادى بابا.
كارم وهو يراقص حاجبيه:بابا ايه يا نونتى مابقيت انا بابا خلاص... احنا كتبنا الكتاب وعلينا الجواب.
فتح الباب فى تلك اللحظه على مسرعيه يدخل منه فاروق والدها ينظر له بغضب وهو يجده يجلس كتفا لكتف جوار ابنته فتمتم كارم :سلاما قولا من رب رحيم.
فاروق بصوت غليظ :بقا انا اطلع أوصى على الشاى اجى الاقيك لازق فى البت كده.
وقف سريعا يقول :شوف ياعمى.. انا والله ما عملت حاجة هى اصلاً مش مديالى فرصه... دى عامله زى القطر.
رفع فاروق رأسه بشموخ يقول :طبعا مش بنتى.. تربيتى.. بنت ابوها بصحيح.
كارم :طب جوزونا بقا الله يكرمك.
ابتسم فاروق قائلاً :خلاص اخر الاسبوع.
اتسعت أعين كارم وقفز عليه يقبله من وجنته قائلاً :ينصر دينك يا شيخ.
ثم اكمل يحدث نفسه بجنون وهو يلملم اشياءه يستعد للذهاب متمتما:ياااااه.. أخيراً هتتجوز ياواد.. هتتجوز.
خرج من عندهم وفاروق يضم إبنته لحضنه يقول :عاجبك على ايه ده....
بقلم سوما العربى
↚
ايام مرت علي الجميع وهى تتبع معه أبشع الطرق.. تثيره وتبتعد.. الا تعلم كم يقتله الشوق كل ليله.
تراه يحترق فى الدقيقة مئه مره وتبتسم بانتصار وتشفى... فرصة عمرها واتت عند قدميها كى تنتقم لكل تلك السنوات.
كل الايام التى عانت بها منفردة وهو لا يعلم حتى.
اما عند توفيق
فهو يجلس الآن باحد المطاعم الفاخرة... ورغم كونها فاخرة حقا الا انه بصق من فمه اول قطرات تناولها من تلك الشوربة الساخنه.
رفع صوته ينادى على اول نادل مر من أمامه يقول بتقزز:ايه الزفت الى انتو جايبنهولى ده؟
النادى :الشوربة الى حضرتك طلبتها يا فندم.
نوفيق:دى شوربة دى ولا زفت على دماغك ودماغ الى مشغلينك.
زم النادل شفتيه يحاول ابتلاع الإهانة قائلاً بدبلوماسيه:ارجوك يافندم وطى صوتك انت فى مكان محترم.
سياسه الفتى فى الرد جعلت عنجهيته المعتاده فى الضغط على الضعيف تعلو... ضرب مقدمة الطاوله بيده محدثا صوت عالى وقال :محترم... ده مكان محترم ده... انا عايز المدير.. فين مدير المخروبه دى.
جاء صوت أحدهم من الخلف يسير بهدوء ورصانه يرتدى ثياب مهندمه تصرخ بالفخامه يسير بتمهل.. على مايبدو كان يتابع الموقف عن بعد فتحدث بكبر قائلا :خير يا فندم.. ايه شكوة سعادتك.
نظر له توفيق واهتز قليلاً من مدى الثراء الواضح عليه... لكنه لن يبالى... رفع صوته مجددا يقول بحده:دى شوربة دى.. ده زفت تقدموه.
ابتسم الرجل يضم شفتيه.. ابتسامة تدل على استيائه من طريقه الحديث وقال :بس احنا هنا مش بنقدم زفت... ممكن سيادتك بكل هدوء تقول شكوتك واحنا نحلها حالا... الزبون دايما على حق ودى قاعده.. بس مايصحش ابدا الزبون يعلى صوته فى مكان مليان ناس بالشكل ده.. حضرتك اتفضل مشكوراً قول ايه المشكله بالظبط وتتحل فوراً.
توفيق :بقولك دى مش شوربة اصلا.. ده مش اكل يتقدم لبنى ادمين انت مابتفهمش.
نظر له الرجل صامتا ثم بإشارة صغيره من يده تقدم ثلاث رجال ضخام الجثة وحملوه يلقونه خارجاً.
كان محمول على اكتافهم يصيح ويصرخ بهياج:انت اتجننت.. انت عارف انا مين.. انا الباشمندس توفيق جاب الله... ده انا هوديك فى ستين داهيه.. اوعوا سيبونى.
فى غضون دقيقة وجد حاله ملقى أرضا بعنف... لا يصدق ما يحدث معه.. لقد عاش كم من الذل والمهانة لم يتعرض لها مسبقاً... بيته كومه قمامه... ثيابه مهمله لا يستطيع تنظيفها.. يحيا على طعام الشوارع... ضعف الكثير من الكيلوجرامات بعدما كانت الحيويه تقفز من وجهه.
شرد قليلاً يتذكر نجلاء وطعامها..
عقله كشريط السينما يسترجع عدة مشاهد متعاقبة.
بيوم يعود من عمله وهى تركض تخرج صينية البطاطس الساخنه من الفرن.. تحترق احد اصابعها من تلامسها لها صانعة بقعة مقفعه ينظر لها بتقزز واشمزاز قائلاً :ايه القرف ده؟
نجلاء بتعب وحرج من نطرته الدونية لها:اتلسعت وانا بطلع الصينية من الفرن.
توفيق على نفس حالته :وده منظر.. اكل ازاى معاكى وتمدى ايدك في نفس الأكل_____
يوم آخر
يجلس على الطاوله بعدما سكبت له صحن الشوربا وذهبت سريعا تجلب باقى الأطباق وهو يجلس سلطان زمانه يرتشف اول ملعقه.
على الفور القى مابيده صارخاً :انتى يا ست هانم.. مافيش مره تعملى الاكل عدل.. لازم كل مره اتسمم.. جتك الارف عليكى وعلى عيشتك.
وغيرها وغيرها من الذكريات.. يتذكر انه دائما ماكان يكمل طعامه بعد صراخه هذا وبعدما تنغلق شهية تلك المسكينة.
اسند راسه على احد اعمدة الإنارة بجواره حيث القوه يتنهد بحسره:ااااااه.. فينك وفين ايامك يا نجلاء واكلك الى كان زى الفل.. فضلت وراكى لحد ماطفشتك.
بحسره شديده ظل يسترجع كل تلك الأيام متتممها برفضها له وتفضيلها لرجب عليه
وفى مكان آخر
بشقة نجلاء كانت تضع اخر الصحون على الطاوله وتلتفت مبتسمه تنادى زوجها:رجب... رجب.. يالا عشان تتغدى.
كان يجلس يتابع التلفاز ريسما تنتهى هى... كل مره تناديه اسمه ينشرح صدره ولا يعرف لما.. ربما لأنه للان لم يصدق ان حلمه تحقق.. وأنها بالفعل زوجته.. يجمعم بيت واحد ويشاركها نفس الغرفة.. ونفس الهواء... بينهم حياه روتينية كاى زوجين وليست حلم صعب المنال بل هى الان تعد له الطعام وهو يجلس ينتظرها... يعلم ويطمئن بأن لهم ايام معا... ست البنات التى لطالما راقبها وهو يجلس امام محله تقف فى شرفتها.. او تخرج للسوق... يشاهدها فقط من بعيد موقنا انها حلم صعب تحقيقه... أصبحت له.. زوجته.. صنعت له طعام ساخن دسم... تناديه الان باعتياد كأنهم معا منذ سنوات.. وهو بكل روتين وحب استقام يذهب لها.
وضعت له الشوربا الساخنه فى صحنه فتناول اول ملعقه مصدرا صوت مقزز قليلا جعلها تغمض عينيها تدارى ابتسامتها عليه وعلى عفويته التى لابد وأن تعتاد عليها قائله :عجبتك؟
رجب :يا سلام سلم.. إلا عجبتنى.. دى مزجتنى.
نظر لها بوقاحه وعبث قائلاً :حتى نفسك في الأكل حلو... وكلك على بعضك حلو يا مدور انت ياملفوف.
ابتسمت له بخجل تضع يدها على وجهها تدارى جرحها منه وهو يكمل احتساء صحنه يغمز لها ثانيه بوقاحه كأنه يتوعد لها بشئ.. فقط بعد الطعام وهى وجهها سينفجر حقا من حمرة خجلها... باتت تعلم تلك البسمه والغمزه وما يعقبهم جيدا.....
_________________________________________________________________________
وقفت تحيه تسلم بعض الاوراق لأحد العاملين معها قائله :كده تمام يا طارق.. انا خلصت كل الورق وسلمت كل حاجه.
طارق باستياء:انتى ليه مصره تمشي النهاردة... يابنتى... يابنتى أفهمى الشغل هنا فرصه صعب تلاقيها تانى.
تحية :ياسيدى الله الغنى.. انا اكتشفت اني زى الطير ماحبش لا اتحبس ولا اتقيد.
طارق:فكرى تانى.. خسارة بجد... ده انا حفيت عشان اعرف اشتغل هنا واول ما جيت كنت حتة عيل بيصور ورق يقفل فايلات وقعدت سنين عشان اعرف امسك شغله عدله.. يعنى شوية بهدله ياتحيه مايضرش... الدنيا عايزه الى يعافر فيها.
تنهدت قائله:مش عارفة يا طارق.. بس... ده حتى الموظفين هنا تحسهم من طبقة تانيه.. تحسهم نفس طبقه ولاد الخطيب.. انا مش عارفة اتعامل الصراحة.. دول بيتكلموا لغات ولابسين ماركات... انا حتى مابقاليش صحاب هنا مع انى بقالى مده وباخد على الناس بسهوله.
اكمل هو: ودمك خفيف وروحك حلوه.
تحيه بكبر :بالظبط كده.
↚
طارق :هههههههه ده انتى مشكلة.
صمت قليلا وقال :بقولك ايه يا بنت الناس... انا شارى... وعايز اتجوزك... ايه قولك.
صممت بصدمه... متفاجئه بما يقال.. آخر شئ توقعته.. ربما نست انها فتاه... ونست أمر الزواج برمته.
لكن دار عقلها سريعاً طارق شاب متوسط فى كل شئ.. مهندم ومتواضع... وظيفته جيده جدا وراتبه أيضاً... لما لا.
ظهر شبح ابتسامة على شفتيها فقال :الصلى على النبى.. ضحكت يعنى قلبها مال... موافقة؟
كادت ان تجيب ولكن وجدت من ضرب الباب بقدمه بقوه يقول بغضب شديد :موافقه على ايه يا روح امك.
اتسعت عينيها... مالذى جاء به الآن.. وماذا يريد.
وقف طارق بغضب يقول :ايه يا سامح بيه.. ايه الطريقة دى فى ايه مايصحش كدة.
نظر له بغضب وغيره يصك أسنانه غيظا ثم اشاح بوجهه عنه ينظر ناحيه تحيه قائلا :وانا سامع من بدرى وواقف مستنى الست هانم توقفه عند حده ولا تديله قلمين على وشه الا لاااا دى بتتبسم كمان.. اه يا بنت ال... قاطعته بغضب تقول :اييييه حيلك حيلك... مالك داخل علينا كده وواخدنا الوش فى ايه؟
اتسعت عينيه من وقاحتها وقال:ده انتى كمان بجحه... واقفه مع واحد فى اوضه لوحدكوا وسيباه يعرض عليكى الجواز.
تحية بسماجه:وفيها ايه انا حره.. واحتمال أوافق كمان... وهبقى اعزمك.. تنورنا.
تقدم منها بغضب وهى تعود للخلف حتى اصطدمت بالحائط وتقدم طارق بغضب يقول :سامح بيه.. انت ازاى تقرب منها كده.
نظر له سامح شزرا باستهانه وقال :واحد ومراته بتتدخل انت ليه؟!
اتسعت أعين طارق بصدمه يردد بزهول:مراته؟!! طب إزاى وامتى؟
اغتاظت تحية كثيرا ودفعته بيديها بغضب ولكن لقوة جسمانه لم يتحرك وقالت :انت كمان هتتبلى عليا.. مرات مين ياحيوان انت.
تحدث من بين اسنانه بغضب:لمى لسانك وعدى يومك انا لسه ماحسبتكيش على الى عملتيه.
طارق :ايه اللي بيقولوا ده يا تحيه؟!
تحية :ماتصدقوش... ده بيتبلى عليا وانا لو متجوزاه هخبى ليه؟
تقدم طارق بغضب يزيحه عنها قائلاً :يبقى تبعد عنها بقى... اوعى كده.
اشتعل وجه سامح بالغضب.. عينه تطلق شررا.. ينظر ليد طارق التى تبعده عنها بعنف... قبض على يده يزيحها عنه بغضب يصرخ بهياج:انت اتجننت ولا ايه... اطلع برا.
تحية بخوف :لا مش هيطلع... انت الى هتطلع من هنا.
سامح بتهديد :اسكتى احسنلك وعدى يومك ماتخلنيش اعمل حاجة مش هتعجبك.
لم تبالى كثيرا... متناسيه اى شئ وقالت :أعلى ما في خيلك اركبه يا أبا.
سامح :تمام.. خليكى فاكره وماترجعيش تقولى فضحتنى.
بادلته النظر بتحدى وطارق مشتعل لا يتحمل اقترابه منها هكذا فصرخ:ماتفهمونى فى ايه وايه الى بيحصل.
مد سامح يده بجيبه بينما نظراته مسلطه بغضب داخل اعينها المتحديه يخرج اوراقه ويعطيها لطارق قائلا:أظن بتعرف تقرا.
تناول الاوراق منه بجهل يفتحهم... بدأ يقرأ بصنت وزهول لايصدق مرددا:ده عقد جواز عرفى. ومتوسق كمان.
نظرت لهم بصدمه... كيف نست هذا الأمر... لكنها معذوره... منذ متى والزواج العرفى زواج صحيح.
كانت ماتزال على صدمتها ترى باعين زارق خيبة الأمل يعطي سامح العقد ثانيه يقول :ماكنتش اعرف ان الفلوس ممكن تخليكى تبيعى نفسك بالشكل ده... ياخسارة.
بعدها غادر سريعاً لا ينتظر اى تفسير منها وهى تصرخ عليه تناديه فقال سامح من بين اسنانه:ايييه... لمى نفسك بقا انا ساكتلك من الصبح.
صرخت به قائله:انت ايه الى عملته ده... ليه الاذيه دى. ماخدت موبيلك ومحفظتك وخلصنا ليه تعمل كده.
سامح :يا ماشاءالله وكمان بجحه.. انا واقف بقالى عشر دقايق سامع كلامكوا ومستنى أن انتى الى تقوليلوا أخرس قطع لسانك انا واحدة متجوزه... الا لااا... ده انا لاقيتك بتفكرى وبتوافقى كمان.. ولا كأنك متجوزه من اساسه.
ضربته على صدره بكل قوتها من شدة الغيظ تقول :وهو انا كنت اتجوزتك بجد... دى ورقه... ورقه.. مش هنضحك على بعض... وخلى فى معلومك الله فى سماه لو عملت ايه ماتلمس منى شعره ومش هممنى زى ماقولتلك فضايح انا اصلاً وشى مكشوف.. ولو على طارق إلى انت طيرته طظظ...راح قرد ييجى غزال... بكره يجيلى سيد سيده يلاقينى كده... فله شمعه منوره وصايناله نفسى... انا وانت والزمن طويل.. انا بقاااا عايزاك تجيب اخرك.
لا تنفك ابدا عن ابهاره.. حديثها.. شراستها... أيضا كونها تصون نفسها لزوجها فقط... قوتها وعدم خوفها منه او من شئ.. تناطحه رأسا برأس.. لم تهتم لكل تلك الإغراءات المادية التي غرضها عليها... لم يفد معها شئ.. لا بالترغيب ولا حتى الترهيب... نصابه ولكن لديها مبدأ... هههه أمرها مضحط وغريب حقاً.
وجد حاله يبتسم بلا وعى ويقترب منها يحتضنها بحب يتنفس رائحتها قائلا بنعومه :وحياة امى مانا سايبك يابنت عبد السلام.
سرت رجفة خفيف على طول جزعها... خلف قوتها انثى ضعيفه وبريئه لديها احتياج للجنان والرومانسية والاهتمام.
رغم شراستها وعنف رد فعلها والذى لم يمر عليه ثوانى الا انها تركته يحتضنها.. ربما أرادت ذلك... تجربة ذلك الشعور.. ان تشعر بالدفئ بعدما كنت دائما تصارع الحياه وهى تصارع بك حرب الثيران.
طال احتضانه لها.. وكلاهم مغمض عينيه لا يحسب الوقت.
إلا أنه تحدث وشفتيه عند عنقها:هتخرجى من هنا على بيتى...بيتى الى فيه امى.. مش شقتى.
فتحت عينيها بصدمه وهو مازال يحتضنها مكملا:مش هسيبك تانى.. ولو حصل ايه.. ومش عايز احسبها.
حاولت الخروج من حضنه لكنه شدد عليها يمنعها قائلاً :بطلى فرك.... وياستى ماتقلقيش... هتجوزك عند مأذون.
تحدثت بخفوت وحزن كأنها طفله :وتعملى فرح.
سامح مبتسما :واعملك فرح.
تحية :وتجيبلى فستان غالى.
سامح :اغلى فستان.
تحيه :وتاج كبير زى أميرات دزنى.
خرج من احضانها ينظر لها مبتسماً :وتاج كبير زى أميرات دزنى حاضر... حاجه تانى؟
تحية :اه توتا تعيش معايا.
سامح :مش شايفه انكوا مع بعض فى مكان واحد كارثه متنقله ياروحى.
مطت شفتها السفلة بحزن فنظر لها بصدمه... ومن هذه الطفلة الصغيره واين تلك الشرسة القويه التى اعتادها.
أخيراً أبتسم يدرك كم هى ضعيفه داخلها.. تتلبس قناع قوه مزيفه كى تتواره بها عن الناس كى لا يستضعفوها وقال :حاضر. توتا تعيش معانا وربنا يستر وامى مايجرلهاش حاجة.
ابتسمت بلطافه وقالت بوداعه تمسح عينيها بحزن :ماتخفش هنفرفشهالك.
ابتسم عليها بتعاطف كبير... كأنه يكتشف جزء جديد بها.. جزء يصرخ بطفوله بريئه... كأنه يرى أمامه الان طفله فى التاسعه حقاً فقال:تحية.. ماعلش يعنى سؤال.... هو انتى عندك كام سنة؟
تحيه:32.
سامح :متأكده؟!
تحية :اه والله.. مافيهاش نصب دى.
قهقه عالياً بوسامه وضمها له بحب قائلا :طب يالا نروح نجيب اختك ونشترى كل الى يلزمك.
لم تمانع او تقاوم... لقد تعبت وسئمت.. إنما ضمت نفسها له واخيرا تحتمى باحضان احدهم من براثن الدنيا.
________________________________________________________________________________
انهى عمله سريعاً وذهب إليها.. بعدما اصبحت اخيرا زوجته يتركها!! اى عاقل يقول هذا؟!
صف سيارته باهمال وتوجه إليها وهو يراها تجلس على الارجوحه فى الحديقه.
شهقت برعب وهى تشعر بأحدهم يحتضنها بقوة قائله :عامر... خضتنى.
عامر :احسن.. تستاهلى.
نظرت له بعيون الجرو تقول :انا. اخس عليك.
عامر :بقا يا مفتريه انا اعمل كل ده عشان اتجوزك قوم بعد ما اتجوزك بجد تنشفى ريقى وتلففينى وراكى كده؟
تحدثت بدلال:وحد قالك تلف ورايا.
↚
اتسعت عينيه بانبهار... منذ متى وصغيرته بهذا الخبث... هممم حسنا.
وقف قائلاً :طيب خلاص... اسيبك انا بقا.
نظرت له بتوجس وقالت:رايح فين؟
عامر :لا بس فرح كارم بعد بكره وكنت هاخد مراتى حبيبتي اشتريلها فستان حلو بس يالا.
قال الاخيره بمكر شديد جعلها تنتفض واقفه تتعلق برقبته :بجد يا حبيبي... طب يالا بسررررعه.
عامر بثقة :انا قولت مراتى حبيبتي انتى مالك.
مليكه :مانا مراتك يا عامورى.
عامر :لا ماهو مش بالكلام هو.
ابتسمت بخجل ثم اقتربت منه بنعومه تمد يدها على طول صدره ثم تصل لعنقه وتقترب منه ببطئ ودلال مثير تهم لتقبيله وهو يتنفس سريعا من التأثر يغمض عينيه يشعر بها تقترب.... لكن..... لكنه فتح عينيه على مصراعيها بصدمه وهى الأخرى معه على صوت توتا تقول بسمااااجه:صباح الخير باليل.
تورات مليكه خلفه بحرج وهو نظر بغيظ لتلك التى تصف اسنانه بوجههم تبتسم بسماجه وقال بغضب مكبوت :انتى طلعتيلى منيين.
توتا :عيب عليك والله... فى الجنينة يا باشا وقدام الى رايح والى جاى... انا خايفه عليك... يعنى افرض حد شافك... هيبتك تتهز يا باشا وهو البنى ادم ايه غير هيبه وعظمة وشويه حاجات فوق بعض.
قضم شفتيه بغل... أكثر من ذلك وستصيبه بالجنون. حقا لا يتحمل.. صرخ بكل قوته:يااااامحممممممد.
توتا :شوف الراجل. خير تعمل شر تلقى.. الحق عليا انى خايفه على شكلكوا.
عامر بغيظ :انا بجد بقيت حاسس ان احنا كلنا الى شغالين عندك.. يامححممممد.
جاء محمد على صراخ عامر يقول :ايه.. ايه فى ايه.
عامر :اكتر من كده مش هتحمل... هيجرالى حاجه... انا حاسس انى شغال عندها ولا ماسكه عليا ذله.
ابتسم محمج رغماً عنه يهز رأسه بيأس منها.. مرهقه مرهقه... تثير عصبيه الجميع لكنها..... تنهد بقلة حيله ينظر إليها يفكر لكنها حقا طيبة القلب والروح وهو تعلق بها... حتى غيظ الجميع منها تعلق... تعلقوا بها رغم اثارتها اعصابهم.
تحدثت هى بضيق وكأنها أكبر مظلومه على الارض :هو بيصرخ فى وشى كده ليه.. كل ده عشان بقولو مايصحش كده... الحاجات دى مش قدام الناس.. ده ايه يا اخواتى العيله السايبه على بعضها دى.. انا ايه الى وقعنى هنا.. شيل عنى ياارب.
مد عامر يده يسحب مليكه من خلفه يتحرك بها :انا ماشى قبل ما اصور قتيل.
غادر سريعا وهى تنطر لاثرهم بغضب فتقدم محمد منها يردد:شيل عنى يارب؟! بقا ربنا هو الى يشيل عنك يا منكسره يا ضعيفة الجناح... ده انتى جننتى البيت بالى فيه.
همت لتجيب عليه ولكن وجدت سياره أحدهم تتوقف ومحمد تنتقل أنظاره ناحيتها بغضب.
ولم يكن غير عدى الذى ترجل من سيارته بثقه يتقدم منهم قائلا :مساء الخير.
وجدته لا يجيب فقالت هى:مساء النور.
صرخ محمد بها:مش واقف انا ولا ايه. ادخلى جواا.
نظرت له بغضب من اين له كل تلك الثقة وأنها ستنصاع له من الأساس.
لكن عدى تحدث قائلاً :لا هى هتروح تلم حاجتها عشان تيجى معايا.
وضعها محمد خلف ظهره يواريها عن أعين ذلك الدخيل وهى مصدومة من فعلته تلك... ومن مجمل الحديث والى اين يريد منها عدى الذهاب
رفع عدى حاجبه يقول :وده اسمه ايه ده أن شاء الله!
محمد :زى مانت شايف... تغريد مش هتيجى معاك.. ومالكش اى علاقة بيها ولو سمعت ان عينك اترفعت فيها بس هيبقى في كلام تانى.
عدى :اخزى الشيطان يا محمد احسن وبلاش نعمل عداوات مع بعض وخصوصاً دلوقتي.
نظر له عدى بغيظ وهو يستمع لحديثه المبطن وقال :لا عادى... اعتبرني عاديتك... واللى عندك اعمله.
عدى :يبقى نخيرها.
محمد:لا من غير مانخيرها.
عدى :والله ده الى هو ازاى بقا.
محمد :هو كده. عافيه واقتدار والى عندك اعمله.
عدى :بلاش يا حبيبي ده احنا في عز الانتخابات.
محمد :مش مهم... وعلى العموم انا لسه مادفعتش حاجة للدعاية وممكن نوقف كل حاجه دلوقتي عادي.
رفع عدى حاجبه مجدداً وقال :بقا كده.
محمد :أيوه كده.. نورتنا.
نظر له بغضب.. محمد يطرده من بيته.. والآخرى صامته خلف ظهره.
تحرك سريعا بغضب يقود سيارته بغضب.
ظهرت من خلف ظهره تنظر له بانبهار قائلة :لا حمش.. اديتهملوا صح.. بس قولى يا شق... الكلام على مين.
زم شفتيه بيأس منها يقول :شق؟! كلام ايه اللي على مين؟
توتا :ايوه مين اللي مقطعين بغض عشانها دى؟
محمد :هو انتى مش سامعاه وهو بيقولك لمى حاجتك وتعالى معايا.
توتا :لا لا دى سمعتها... انتو بقا كنتوا بتتخانقوا على انهى مزه.
ضرب مقدمة جبهته.. من المفترض وبحكم عملها بالنصب ان تكن زكية ولماحه.
ابتسم بخبث واخذ يقترب منها وهى تعود للخلف قائلا :هو فى مزة هنا غيرك علمت على محمد الخطيب مرتين.
قال الاخيره بغمزه وهى عينها متسعه تدرك معنى ما يقوله تراه يقترب أكثر.. وعلى الفور فرت من أمامه تحتمى بالداخل وهو يضحك عليها بحب.
مقررا انه الى هنا وكفى... سيستقيم بها ويقومها... ولن يتركها لغيره ابدا.
________________________________________________________________________________
فى المساء
انهى جولة التسوق معها على مضض ثم سحبها لأحد المطاعم الرومانسية لتناول الطعام
وهم الآن بالسيارة تجلس لجواره.
تحتضن كتفه وهو يضمها له بيد واحده ويقود بالأخرى.
وعلى ظلام الأجواء داخل السيارة مع ضوء خفيف يصنع جو مثير قالت :بحبك اووى.
ضمها له أكثر يبتسم بحب :انا الى بحبك اكتر يا حبيبتي... يااااه...طلعتى عينى.
ابتسمت له ثم قالت بتوجس:ده مش طريق البيت.
ابتسم لها بمكر فقالت :انا بقيت اخاف من الضحكه دى.... احنا رايحين فين.
عامر بحماس :على طيارتنا الجميله.
اتسعت عينيها بصدمه تقول:لا ماتهزرش.. ده الفرح بعد بكره.
عامر :عيب عليك يا بطل قلبى انت. كله تحت السيطرة.
ثم غمز لها بوقاحه ومرح يتوعد بالكثير......
بقلم سوما العربى
↚
يجلس فى طائرته وهو يحتصنها يجلسها على قدميه... يشاهدوا السحب معا وهو يطعمها بيده قطع الحلوى المفضله لها.
طفله تحلق فوق السحاب.. وهذا هو شعورها الحقيقى.. شعور لا ينصفه اى نص او حديث.
اى حديث يمكنه وصف احضان عامر الخطيب.. حلم طفولتها وصباها.. هو حلم فتيات كثيره.
اخذت نفس عميق تتنهد بحالميه وارتياح وهى تشعر انها ملكه على عرش كل البنات.. هى الافضل بينهم وهى تجلس على قدميه وباحضانه... تشعر أن حياته وانفاسه متعلقه برضاها عنه.. يحق لها الدلال.
هو أيضاً
يشعر أنه ملك الدنيا وما بها.. وجود مليكه.. الجميله ذات الجمال الرائع... بين يديه تشعره كم هو محظوظ.
لقد حظى بفتاه صغيره وجميلة... تهييم به عشقا وفعلت لأجله الكثير.. منذ سنوات.. كبر حبه داخلها بعدد سنين عمرها وايامه... ذلك الشعور وحده يجعله يشعر بحاله اكثر واكثر.. تعشقه هى.. فما حال الذى يراها بوجهها المضيء وملامحها الناعمة.. روعة كل شيء بها وهى التى تعشقه... بريئه لا تعلم كم يعشقها هو.. لا تعلم أنها اذابت قلبه وملكته.. لاتعلم ان الكثير يحسدونه عليها بمجرد انتشار خبر عقد قرانهم.. ماوصله من حديث يدل على كم الغيره وعدم الاستيعاب عما حدث عن زواجه بها وأنها كثيره عليه.
شددت من احتضانه له قائله :انا بحبك اوى.
اغمض عينيه يتنهد بعمق يقول :ااااه يا مليكه.. بتحبينى اووى؟!! امال لو تعرفى انا بحبك إزاى.
ابتسم بتهكم يقول:من ساعة ما خبر كتب كتابنا اتنشر وانا.... ههه يانهار اسود الناس بقت لا تطاق... القر عينى عينك كده... لما ده الى بيتقال فى وشى امال ايه اللي بيتقال ورا ضهرى.
مرمغت رأسها بصدره كالقطه التى تتمسح بصاحبها.. ابتسم بحنان على فعلته التى مست قلبه وهو يسمعها تقول بخفوت ونعاس:سيبك منهم دول غيرانين مننا.
عامر :فاكره انا اد ايه كنت متردد وخايف من علاقتي بيكى... عارفة بيقولو ايه.. بيقولوا عامر الخطيب ربى البت ولما لاقاها كبرت واحلوت طمع فيها لنفسه.
ملكية :يا عامر انا عمرى ما شفت حد كل الناس راضيه عنه.. طبيعي تلاقى ناس ضدك انت مش مجبر على فكره ترضى كل الناس وكل الآراء اصلاً صعب ومافيش حد كده.
عامر :ايه ده ايه ده ايه ده... كتكوتى كبر وبقا عميق كمان.
مليكه بزهو:طول عمري على فكره هههه.
احتضنها اكثر يقول :ههههههه بس لعلمك رضيوا ما رضيوش انا خلاص عملت الى فى دماغى واخدت القرار انا عايزك ليا وعايز اتجوزك واتجوزتك.
مليكه :انت هتعيش بقا.. ده لولا الى حصل ماكناش اتجوزنا دلوقتي.
عامر :يعنى انتى مش حاسه ان الى حصل ده فيلم هندى هابط بذمتك؟
ضيقت عينيها :امممم.. شويه بس الأحداث الى حصلت ورا بعض خلت مافيش فرصة افكر فى الموضوع.
عامر :طب مش انا قولتلك انى ورا كل الى حصل؟
مليكه :اه.. احححم.. بس الصراحة فكرتك بتفشر.
ضربها بخفه على مؤخرة عنقها وقال :بتفشر.. وانت بطل أحلامي وبتاع... فى بطل احلام بيفشر.
مليكه :ايوه يعنى عملت ايه؟
عامر :هقولك.. فاكره واحنا فى فرح قاسم وجودي صاحبتك هااا.. يابتوع الخطط والمؤامرات انتو.
نظرت له ببراءة :مظلومه والله.
عامر :صادقة صادقة ياحبيبتى.. المهم.. يومها اخدت ورقتين عرفى وخليته يمضى عليهم.
مليكه باعين متسعه:ايه ده ليه؟!!
ضربها مجددا يقول :شششش.. لما بابا يتكلم ماتقطعيهوش.
مليكه:حاضر يابابا كمل.
ابتسم عليها بحب... ضمها له وأكمل :انا كنت مشغل واحد لحسابى عند معتز موسى من زمان.. اصله العبان وغدار.. شغل من تحت لتحت كده مالكيش دعوه بيه المهم... انا كنت مضغوط وبعدك عننى ونظرة عينك الى كلها يأس دى تعبانى... كنتى بتبصيلى وعينك بتقول انت لغيرى وانا مش ليك... كنت متجنن كأنى عايز اعمل اي حاجة لو هنط اجيب حته من السما بس متكتف ومتقيد ومش عارف... بدأت اخطط للموضوع واحدة واحدة... بس يوم فرح قاسم لما شوفت نظرتك ليا.... انتى بعيده مع غيرى وانا بعيد مع غيرك لا عارف ولا ليا عين اكلمك... الموضوع كان مميت... وكمل عليا وانا شايف قاسم مهران مع حبيبته.. حب واتجنن واتهور.... اتجوزها بكل جنون واندفاع ومافكرش فى اى حد... بس انا غير قاسم.. قاسم ولد وحيد لامه وابوه مش وراه عيله كامله زيى.. عشان كده قررت العبها بسياسه زى ما كل حاجه بتتلعب سياسية... حضرت الورق العرفى وخليت حد ثقه يسلمه لسيف الى مشغلينه عند معتز.. وخليت سامح هو الى يمضى مكانى ومكانك تحسباً لاى ظروف معاكسه.. خفت الحكايه تعك والورق يقع فى ايد معتز بجد او حد تبعه.. بتحقيق بسيط نثبت انها لا امضتك ولا حتى امضتى.
كانت تستمع له باعين متسعه مصدومه.. نظر لهيئتها تلك باستغراب ثوانى تحولت لشئ آخر وهو يقترب منها يبتلع شفتيها المفتوحه على مصرعيهم بلهفه وجنون.
____________________________________________________________________________
وقف يوسف امام محل والده يراقب الماره.. تعدت الساعه السابعه والنصف ولم تعد بعد.
المقترض أن ينتهى الدرس الساعه السابعه... أين هى للان.
انتظر قليلا... ثم لم يعد لديه طاقة.. نادى بعلو صوته :يا محمود.. محمود.
اتى الصبى سريعاً يقول :ايوة نعم حاضر.
وضع يده على كتف الصبى وقال :انا رايح مشوار عشر دقايق.. عينك على المحل سامع.
محمود :اطمن يا معلم.. سندال قاعد مكانك هنا.
يوسف:اه يا خوفى... ماشى سلاام.
ذهب سريعاً ووصل لسنتر الدروس الذى تذهب إليه.
وجدها تقف مع بعض الفتيات يأكلن غزل البنات وهن يمرحن.
نظر لها بغضب.. هى تمرح هنا وهو يأكله القلق عليها.
اقترب منها بغضب وهو اهتزت قليلا او ما لمحته من بعيد.. تذكرت احتضانه لها.. الأمر غير هين إطلاقاً.. كلما تذكرت اقشعر بدنها كله.
لكن تمالكت اعصابها.. وارتدت قناع العجرفه والثبات.
وقف أمامها يقبض على يدها بعنف يقول :انتى ايه اللي موقفك الوقفه دى وكنتى فين كل ده... درسك بيخلص 7وقولى ربع ساعه طريق.. يعنى سبعة وربع تكونى على سلم بيتكوا كل ده كنتى فين.. وايه المرقعه دى واقفه قدام الشباب تاكلى زفت على دماغك.
نفضت يده عنها تقول بعنف:ايه ده ايدك.. حاسب فى ايه.. هى هبت منك على المسا ولا ايه. دخلك ايه انت اتأخر ولا لأ مالكش فيه اصلاً.
↚
زادت من عصبيته وغضبه.. ستظل سليطه اللسان حادة الطبع... بعدما كان يلعب الكره بندى يوم يرضا عنها وعشره لا جاءت تلك المى تخلص منه القديم والجديد.. الأصعب والأمر انه لا يستطيع الابتعاد عنها... لكنه يوسف.. ولن يصمت أمامها أيضا.
مد يده وسحبها خلفه بعنف متجه للحاره يقول :بعد كده تلمى نفسك ولسانك وانتى بتتكلمى معايا... انتى سامعه ولا لأ.. هو الى بنعمله في الناس هيطلع علينا ولا ايه... وانتى يابت... انتى ماحدش قادر عليكى.. انا بقا هقدر وهربيكى ويانا يانتى يابنت الاسطى سيد.
مى بسخريه:طب حاسب حاسب.. وروح شوف ايه اللي بيحصل... مش محل أبوك إلى بيتكسر هناك ده.
نظر الى المحل من بعيد وجد مجموعة من الرجال ضخام الجثه يكسرون واجهة المحل الزجاجيه من كل جنب يعيثون به فساداً.
ترك يدها سريعاً وركض تجاهه وجد محمود يبكى قائلا :ضربونى.. ضربونى يامعلم.
يوسف:هو ده اللي سندال.. اوووعى.
اتجه لداخل المحل وجد احدهم يحاول فتح خزانة النقود.
اجتمع كل رجال الحى وتدخلوا لحماية أبن منطقتهم.
اشتبك مع ذلك الرجل وهو يحاول مجاراة قوته الجسمانية.. تزامنا مع وصول رجب الذى جاء مهرولا بعد استماعه لصوت العراك القادم من الأسفل.
يركل ويضرب من يأتى فى طريقه... زادت هوجائيته هو يرى ذلك الرجل مشتبك مع ابنه الوحيد.. ورجل آخر يكسر له مكتبه الخشبى بعصا غليظه يقول :الباشمهندس توفيق بيقولك دى قرصه ودن صغيره وقدامك لاخر الاسبوع تكون مطلق.
احمر وجهه وتضخمت عروقه.. ارتفع منسوب الادرينالين بدمه.. قبض على عصا ذلك الرجل قبل ان تهوى مجددا على المكتب.. قبض عليها من طرف وسددها له بانفه حتى نزف مجددا والتهى بنزيفها عنه.
بينما مى تملكها الخوف وهى ترى يوسف مازال مشتبك مع ذلك الضخم الذى يقبض بيده على سلاح أبيض حاد.
فى التو التفت رجب له يضرب ذلك الرجل على يده فسقط سلاحه ارضا تبعه ضرب يوسف له على مؤخرة رأسه عدة ضربات متتالية.
باقى رجال الحى يضربون رجلين آخرين كانوا معهم.
مى تقف من بعيد تراقب يوسف حتى صرخت بفزع وهى تراه يعطى ظهره لذلك الرجل بعدما سقط... لكنه وقف بترنح يقبض على نصله الحاد وتقدم منه ببطء :حااااسب يا يوسف.
التفت خلفه حيث توجه مى انظارها المرتعبه.. وحاول تفادى الضربه.. لكنه قد نال منه عندما ضربه على ذراعه الأيمن بسرعه.
اندفع الدم من ذراعه وزاد صراخ وهلع مى الذى اخرج الجميع من بيتوتهم.. هرول سيد هو الآخر بعدما كان بقيلولته عقب الغذاء ومعه حكمت بعبايه بيتيه وحجاب مهمل تضرب صدرها بيدها وهى تصرخ بعويل:ابنى.. يالهوووى يالهوووى.. ياحزننى.. يايوسف.
تكفل باقى رجال الحى بضرب الرجال بعدما انهكهم رجب ضربا.
توجه سريعاً لابنه ليراها وهو يصرخ بسيد:هات العربية بسرعه يا سيد.
تقدم به سريعا تزامنا مع خروج نجلاء بجلباب البيت.. اتت بفزع لتعلم مايحدث.
صرخ بها وهو يراها بثيابها هذه بينما يتجه بابنه لسيارته:اطلعى فوق بالى لابساه ده.. واقفلى على نفسك كويس لحد ما ارجع.. سامعه.
اماءت له سريعاً دون نقاش وصعدت تغلق الباب جيدا.. وهو اتجه الى أقرب طبيب وسط عزيل حكمت وقلق سيد.. وهو... هو يحاول مدارات توتره.. لم يجرب هذا الشعور يوما.. يعلم أنه جرح سطحى... لكن مجرد رؤيته لاندفاع الدم هكذا من ذراع ابنه جعلت القلق والخوف يتكلمون منه.
لكنه يحاول التظاهر بالثبات خصوصا مع انهيار حكمت.
بعد مرور ساعة
عادوا مجدداً للحاره ومعهم يوسف بعدما تمت مداواته.
هبط من سيارته وجدها تقف فى الشرفه بقلق تنتظره... رغم كل ما مر به لكنه ابتسم... ابتسم لأنها تهتم.. تخاف عليه.. قرأ القلق بعينها... بات يشغل بال ست البنات.
هز رأسه بيأس يحدث حاله :يخربيتك انت فى ايه ولا ايه.
التفت الى حكمت وهى تساعد ابنها وسيد يقول :الف سلامه.. الف سلامه عليه يا رجب.
رجب :الحمد لله جت بسيطه.
سيد:والى عمل كده؟
نظر له يعلم مايدور بذهن صديقه فقال رجب:سيبها لله... يالا اطلعوا انتو.. وانا هبقى اجى اتطمن عليه...خلى بالك منه يا حكمت.
حكمت:ده عينى الى بشوف بيها ياخويا.
ابتسم بتعب وقال :ماشى هاجى بكره اطمن عليه... سلام.
استدار باتجاه البيت وجدها تنظر له نظرة قاتله.. كأنها ترتب مراسم دفنه وتششيع جثمانه.
ضيق عينيه... يفكر.. مابها... اتسعت عينيه بصدمه... ست البنات تغار عليه؟!!!
____________________________________________________________________________________
يسير بها فى طرقات مدريد.. يمرح معها يحملها فوق كتفيه أحياناً يصرخ بحبه لها وهى تقهقه على جنونه بها.
يعيد صراخه مراراً وتكراراً :بحبك يا ملييييييكه.. بحببببك.
مليكه فوق كتفيه بدلال:لسه عمو الى هناك ده ماسمعش... على صوتك اكتر.
صرخ بصوت اعلى وأعلى يعيد فعلته فقالت:اممم... مش بطال.
سحبها من على كتفه يوفقها جنبه بحضنه يقول :خلاص عجبنا سعادتك؟
مليكه:اممم.. يعنى.
عامر :ياسلام. م... توقف على صديقه من خلفه :عااامر...ههههههه... لا كده كتير... مره فى ازمير ومره في مدريد.
اتسعت عينيه بصدمه :مش معقول يا راجل انت مراقبنى ولا ايه.
ضحك ماهر وقال :ههههههه أبدا والله.. ده احنا بنقضى شهر العسل... اصلنا اتجوزنا.
عامر :بجد مبرررك... مبروك يا رشا.
رشا:الله يبارك فيك.
ماهر بمكر:بس قولى يا عامر... كنت شايل بنت ابن عمك الصغننه على كتفك كده ليه... ده على اساس انها بنتك يعنى.. طب حاضنها كده ليه ها.
ابتسم يعلم تلاعب صديقه به وقال وهو يشدد من احتضانها:عشان دى مليكه... حبيبتي ومراتى.
نظر ماهر لزوجته وقال :طب ماحنا عارفين.
عامر :ايوه مالخبر مالى الدنيا من يومين.
عاود النظر لرشا وهى تبتسم ايضا وقال :لا احنا عارفين من ساعة ما كنا فى تركيا.
اتسعت عينها وعينيه تنظر له فقال :بجد؟! ازاى؟!
ماهر :شكلك ونظراتك وكل حاجه كانت بتقول انا بحبها انا لا ابوها ولا عمها انا حبيبها.
↚
أكملت رشا:كل حاجه كانت واضحة.. وكمان هو فى واحد بجيب بنت ابن عمه يفسحها.. لوحدهم وكمان فى تركيا ومش اى حته ده رايح بيها ازمير... مكشوفه اوى يعنى.
ماهر:ده غير إنك كنت هتاكلها بعنيك.
اغمضت عينها تضم نفسها له وهى تستمع لذلك الحديث والذى أزال اثر تلك الذكرى السيئه وحولها لذكرى جيده بعض الشئ بعدما استمعت لرأى الآخرين بها.
بينما عامر يضمها له قائلا :انا فعلاً بحبها اوى... والسن مالوش علاقة.
رشا :طالما هى دى الى حبتها يبقى فكك... مش ذنبك ان الوحيده الى عجبتك صغيره يعنى.. قلبك حب واحدة صغيره نعمل فيه ايه يعنى نموته.. عيش ولا يهمك.
ماهر:بالظبط كده والى مش عاجبه يشرب من البحر.. ولا ياسيدي الى مش عاجبه يقطع تعامله معاك بس بقولك اهو... هيلبسوا وش الحب والكل هييجى يهنى ويبارك الزفاف السعيد... المصالح بتتصالح ياعامر عمرك ما هترضى كل العقول... عيييييييييييش.
كان يسير بها للطريق المؤدى لجناحه بذلك الاوتيل وهو يتحضنها قائلاً :ججزتلنا احسن سويت هنا... وممنووووع الازعاج.
مجرد ما انهى المسكين كلمته وهو يضع الكارت الخاص بفتح الباب ودلفت.... وجد الباب يغلق بوجهه وهى بالداخل تقول :بون وووى عامورى.
ضرب بقبضة يده على الباب بعنف يقول :ملكيييهه... مليكه افتحى ماتهزريش.
مليكه :نووو.. عايز تضحك عليا وتغرغر بيا... وتستغل طيبتى وبرأتى.
عامر :براءة مين ياميكا ده انا غلبان جنبك.. افتحى بقا ماتبوظيش الليله.
ملكيه:شوفت.. شوفت.. كنت ناوى على ليله حمرااااا.
عامر :اهى اسودت افتحى بقااا.
مليكه :نووو.. وهنا بقا مش معاك مفاتيح كل الابواب زى مصر.
عامر :ياينتى افتحى وبلاش لعب العيال ده.. يعنى انا مش قادر دلوقتي انزل اجيب مفتاح تانى من الريسبشن.. بس مش هعمل كده ميكا حبيبتي شاطره ومؤدبه وهتفتح لجوزها حبيبها دلوقتي.
مليكه :لا مش هفتح... وللعلم دى تعليمات طنط ناهد... امك.
عامر بصدمه :امك يا محترمة... انا ايه اللي بيحصلى ده... أمى بتتفق مع مراتى عليا... هبات انا فين دلوقتي.
مليكه :انت عامر الخطيب اتصرف.
عامر :عامر الخطيب دى هناك فى بلدنا فى مصر... بس دلوقتي احنا فى برا.
مليكه :انت شاطر وهتعرف تتصرف يا مورى.
عامر بغيظ :مورك... ماشى... مسيرك تيجى تحت ايدى... الصبر حلو..
مليكه بحب:تصبح على خير.
رغما عنه ابتسم وتنهد بحب... رغم كل مصائبها يعشقها... بل عشقه يزيد لها مع كل مصيبه.
تحرك مجبرا يتجه للاستقبال يقم بحجز جناح آخر له وينفذ أوامر الست مليكه بناء على تعليمات الرساله التى بعثتها لها امه.
____________________________________________________________________________
صباح يوم جديد
استيقظ محمد بنشاط غير معهود... لم تأفف حتى من رنين المنبه.
بل وقف وارتدى ثيابه على عجاله وخرج من غرفته يهبط الدرج سريعا ويتجه الى موطن شغبه وسغفه.
توقف على اعتاب المطبخ وهو يستمع لها تصيح بلهفة تحتضن شقيقتها قائله :بجد يا بت يا تحيه.. يعنى هيتجوزك رسمى عند مأذون يعنى؟
تحيه :اه والله وقالى كمان هياخدنى اعيش معاه عند امه.
تغريد:مش مهم... ده حتى لو مش هيعرف حد انا راضية.. هو احنا كنا طايلين.. اهم حاجه انه جواز بجد وعند مأذون.. اخيرا هتترحمى من المرمطه والتلطيم شمال ويمين.
تحيه:ياختى ماتفرحيش اوى كده ده عينه زايغه وديله عوج وماشى بورق العرفى منين مايروح.
تغريد :واحنا هنغلب يعنى.. ده احنا الى بنبيع الالابندا... وحياتك لا نظبطه.
تحية :كده ولا كده تعملى حسابك تلمى حاجتك عشان هنمشى معاه النهاردة.
اتسعت أعين محمد وهو يتلصص عليهم وكذلك صدمة تغريد قائلة :نمشى؟! وانتى بتجمعى ليه؟ هو هياخدنا شروه واحده؟!
تحيه :بقولك ايه انا مش هسيبك لوحدك ولو على محمد الخطيب وحوارنا معاه هو قالى هيحله.. ومش عايزه قلبة دماغ انتى رجلك على رجلى احنا مافترقناش من يوم ما ابوكى وامك ما'توا سامعه ولا لأ.
صمت خيم على المكان هى محتاره ومحمد يقف بالخارج مصدوم الى ان صدح رنين هاتف تحيه فقالت:ده هو هتلاقيه برا زى ما قالى انا هطلع اشوفوا وانتى هاتى الشنط وتعالى انا لميت حاجتى وحاجتك... سورى مش هشيل وهستندل واعمل عليكى عروسه... باى باى يا اوختى.
تغريد :باى يا كيكه.
خرجت تحية تدندن بزهو وانصاف من القدر :اتمخطرى طرى طرى يا تحيه واتشغلع لع لع يا عريييس.
ضحكت تغريد بخفه واستدارت وجدت محمد يقف خلفها عينه كلها إصرار يقول :على فين؟!
منذ ان رأته وهى لم تهابه او تخف منه حتى وهو يحبسها فى احد المخازن مقيدة.
كانت دائما ماتقف أمامه تجابهه رأس برأس.. لكن نظرته الان مخيفه حقا.
أجابت بتلعثم وهى تبلل شفتيها :هأأ.... لم يتحمل وهو يراها هكذا بل وتبلل شفتيها بطريقة اغوته... ارتطم بها فى الحائط يبتلع شفتيها بشغف يقبلها... معلنا حبه واستسلامه وإنهاء تلك اللعبه.
لدقيقه كامله يقبلها ويحتضنها بقوه.. ارتفع رنين هاتفها بإلحاح.. من دون أن ينظر للهاتف علم انها شقيقتها تستعجلها.
فصل قبلته عنها وهو ينظر داخل أعينها الامعه بخجل وقال :ردى عليها وقوليلها مش هاجى معاكى.
تحولت نظرتها بغضب... يأمرها مجددا.. فهم نظرتها للتو وقبلها قبله سطحيه يقول :قوليلها مش هسيب بيتى... وبيت جوزى.
اتسعت عينيها فقال :اممم... هتجوزك يا أخرة صبرى... هتجوزك يابنت عبد السلام.
كانت تبتسم بانفاس عليا خصيصاً بعدما سلبها بقبلته الجامحه تلك.
تعالى رنين هاتفها مجدداً فابتسم لها وقال :ردى.
اخدت هاتفها وفتحت الهاتف بسعادة تقول :ايوه ياتحيه يابنت الجزمه...لا مش هاجى... اصلى هفضل هنا فى بيت جووزززى... ااااهه هيتجوزنى يابت ياتوحه... سورى يا حب.. مضطره ابيعك... هههه.. وانا كمان مبسوطه اووى... الله يبارك فيكي..باى.
محمد مبتسما عليها بيأس:بعتى اختك.
شبكت يدها بذراعه تقول بحماس واعين كلها شقاوة :ااه... اصل انا واطيه اووى.
ضحك قائلاً :عارف.
تغريد:هتتجوزنى امتى بقا.
محمد :اول ما عامر ييجى.. بس دلوقتي تبدئى تنقلى حاجتك اوضتى.. هو جاى بكرا.
تراجعت قليلا واختفت بسمتها وحماسها تقول بحرج:طب.. طب وو.. اهلك يعنى.. ممكن يرفضوا.
محمد :يرفضوا يوافقوا... انا مش عامر... انا اعرف ازاى امشى الى انا عايزه... ودى اول حاجة هتعرفيها عنى.. انى طول عمرى بحب أبقى فى الأمان... لا عايز ابقى كبير العيله ولا عضو مجلس الشعب المش عارف ايه.. تؤ... انا احب أبقى فى الدرا... وده بيخلينى حر... عشان كده بقولك ماتقلقيش... محدش هيعترض اوى... وحتى لو اعترضوا انا كفاءة اخليهم يوافقوا... احنا جامدين اوى بردو يا بنت عبسلام.
شبكت يدها بذراعه مجددا وسارت معه خارج المطبخ تصعد معه داخل البيت الكبير... على اساس انها زوجه محمد الخطيب المستقبلية......
↚
فى طريق العودة لمصر وعلى متن طائرة عامر... طائرة النحس الاعظم.. بات هذا المسكين موقننا بذلك.
جلست تصف أسنانها أمامه بابتسامة كفيلة بقتله لها تقول :مرسى على السفريه الحلوة دى يا عامورى.
نظر لها شزرا وقال :بس يا بابا.
مطت شفتيها وقالت :انتى زعلانه يا حلوه؟
زاد غيظه منها.. هل تراه طفل صغير فقال :حلوه؟!
اقتربت منه تتسحب.. لا بأس من بعض التدليل بعدما فعلت ما أرادت.
اخذت تمسح بيدها على طول كتفه تراضيه:حبيبي زعلان مني؟
عامر :لا ولو فاكره ان بالى بتعمليه ده ممكن أضعف ولا أنسى مستحيل.
مليكه :قلبك اسود اوى.
عامر :بقا انا تعملى فيا كده... تطردينى وأنزل الريسبشن احجز جناح غيره الاقى ماهر ومراته تحت ويفطسوا من الضحك عليا... بقا عامر الخطيب يتقاله عيله علمت عليك.. شكلك هتبات على السلم... ياعينى ع الحلو لما تبهدله الايام... بقا انااا.. انا.. رشا تقولى تعالى يابنى هنعطف عليك وننيمك على اى كنبه اناااا؟!!
كتمت ضحكاتها بصعوبه تهمس أمام شفتيه :قولهم حبيبتي وبتتدلع عليا.
لا يستطيع مقاومة اغوائها... تنهار حصونه امامها.. لما اقتربت عليه تقبله حاول الامتناع وإظهار مدى غضبه.
لكن لرحيق شفيتها سحر عظيم عليه... ضمها له أكثر يقبلها... يعوض ليلته البائسه.
فصل قبلته بصعوبه ينظر داخل عينيها:والله حرام الى عملتيه فيا امبارح ده... كان نفسى نقضى اول ليلية لينا مع بعض فى مدريد.
مليكه :هنعوضها مره تانيه.. تخطفنى وانا نايمه وتشيلنى هيلا هوب وتجبنى هنا.
عامر :لا.. خلاص.. هاابيعها.
مليكه :ليه كده؟
عامر :اتقفلت... حسيت انها فعلاً نحس.
ضحكت بقوة وهو الآخر ضحك يهز رأسه بيأس.
_____________________________
فى الحاره امام محل الجزاره رفع رجب هاتفه يتحدث فيه قائلاً :جهزتى يا ست البنات.
نجلاء وهى تتضغط على كل حرف:بلبس اهو.
ابتسم بتلاعب يقول:لو مكسله اروح لوحدى.
نجلاء :هو ايه الموضوع بالظبط ماقولنا بلبس فى ايه.. عايز تروح لوحدك وخلاص انسى يارجب.. اقفل بقا خلينى اخلص.
أغلقت الهاتف بوجهه وهو قهقه عاليا بطريقة لفتت له نظر المارة.
انتبه على نظراتهم وحمحك يلملم ياقة جلبابه يتذكر ماحدث عندما ترك يوسف مع حكمت وسيد وصعد إليها
فلاش باااااك
دلف رجب سعيد بطريقة لا توصف... وهو يراها تجلس على احد الأرائك تهز ساقيها بغضب تنقر بقبضه يدها على ذراع الاريكه الخشبى.
كبت ضحكته يقترب منها يقول :مساء الخير.
نظرت له بشر جعلته يتمتم :استرها يا ستار العيوب.
نجلاء :يوسف عامل ايه... كويس يوسف.. حلو يوسف.
رجب:نحمد الله.. قدر ولطف.
نجلاء:همممم.. وكنت بقا بتتكلم معاها تقول ايه؟
ابستم بجانب فمه يريد الاستمتاع بغيرتها قليلاً... ان يعوض ايام عذابه وغيرته أثناء ماكانت على ذمة ذلك الجحش.
قال:مش فاكر الصراحة اصلنا طول الطريق بنتكلم.
انتفضت من مقعدها تقول بغيره :طول الطريق... ليه وجوزها فين.
رجب :سيد.. ده سيد ده اخويا.
. تحركت بعصبيه تلملم بعض الأشياء بغضب تخرج بها غيظها تقول :يبقى مش ولابد.. لما يسيب مراته تقعد تضحك وتتساير مع راجل غريب الى هو اصلاً طليقها يبقى راجل مش اد كده.
استدار يعطيها ظهره يضحك بقوه فصرخت به:بصلى هنا بكلمك... بقا هنا بشد فى شعرى وانت بتدينى ضهرك.
استدار لها... اقترب منها وهى تتراجع للخلف حتى اصطدمت بالحائط وقال بتلاعب:وبتشدى فى شعرك ليه؟
رفرفرت برموشها... حصرها من جميع الاتجاهات.
ردد بإلحاح :إيه مش بتردى يعنى.
نجلاء بتلعثم:ماهو..
رجب :هاه
نجلاء :ماهو مافيش حاجة اقولها ووو. وانا.. هو انت ازاى تقف مع الى كانت مراتك وتتكلموا عادى وقولتوا إيه وقالت ايه وانت رديت قولت ايه ووو.. قاطعها مواجها:نجلاااااء.
نظرت ارضا تعلن استسلامها:ايوه بغير.
اخذ نفس عميق لا يصدق حاله... ضمها له بقوة يقبل رأسها.. لا يصدق ما يحدث.
بااااااااك
استفاق من ذكريات ليلة أمس الساخنه جدا على صوتها تقف لجواره تقول :يالا بينا؟
↚
نظر لها بغيره شديدة... لكنه لا يجد اى تعليق بعبائتها السوادء المحتشمة وحجاب يغطى شعرها بكتفيها.. لا تضع غير الكحل الأسود خاصتها... شنطة يد انيقه.. وحذاء خفيف.
وقف على مضض يقول :لازم يعنى الكحله؟
نجلاء :اه بحبها.
رجب :طب يالا ياستى.
سار لجوارها... لاول مره يسيروا في الحاره أمام الناس منذ زواجهم... الكل رجال ونساء ينظر عليهم.. فى البداية تضايق لكن على نهاية المشوار تقبل الأمر... طريقة زواجه بها لم تكن عاديه... عراك يوم أمس مازال صداه يصدح في كل الأرجاء... لقد فعل ما أراد وتزوجها وأيضاً يريد كتم السنة الناس؟! ومن بيده ذلك؟ فليدعهم يقولون ما يحلوا لهم... لقد فاز بها وحسم الأمر.
_____________________________
جلس عادل بجوار قاسم فى فيلا والد هديل بعدما وافق على مافعلته ابنته.
لأول مرة واجهته بقوة... لأول مرة يرى ابنته هكذا... تحدته وقالت انها لن تعود لعامر ولن تفعل الخطط والمؤامرات لاسترجاعه... ولو على شركة البرمجيات التى سلبها منها فهى لم تعد تريدها... ستشقى مجددا وتشيد غيرها.. لما رائ كل ذلك اضطر على الموافقة خصوصاً بعد اعلان عامر بزواجه من مليكه.
تحدث قاسم يقطع ذلك الصمت قائلاً :مساء الخير يا فندم.
والد هديل:مساء النور... البيت نور والله ياقاسم يابنى.
قاسم:منور بوجودك ياباشا... انا مش هطول عليك بس انا جاى النهاردة مع صاحبى وصديق عمرى عاجل عشان نخطبله بنت سعادتك.
والد هديل :ايوه بس انا شايفك انت وهو بس... يعنى... فين الوالد... الست والدته... اعمام اخوال.. اى حاجة.
نظر عادل ارضا بحرج وحزن... والديه تقريباً نسوا امره... ولا أهل او أصدقاء غير قاسم.. ماذنبه هو.
شعر قاسم بحزن صديقه فقال :حضرتك انت هتجوز بنتك لراجل.. اهله مش هيزيدوا حاجة.
والد هديل:ايوه يا ابنى بس ده جواز لازم أهل. افرض لاقدر الله حصل مشكلة لازم يكون له كبير ارجعله.
قاسم :شوف ياباشا... مافيش اى حاجة فى الدنيا مضمونة او حد يقدر يضمنهالك... ولنفرض مليتلك البيت ده رجاله تحت وفوق وتممنا الجوازه وكل حاجه فل وجه ضربها مثلاً تقدر تقولى مين من الرجاله دى هيمنعه... ولو رحت لحد يتدخل مش هتلاقى... لكن انا بقولك عادل راجل.. ابوه وامه مسافرين ومرتبطين بمواعيد شغل وسفر وحجز تذاكر والراجل مستعجل على الحلال نوقفه احنا ليه.
نظر له والد هديل بحاجب مرفوع.. لقد اقنعه ذلك القاسم.
بينما قاسم قرأ فى عينه ذلك ولكز عادل قائلا :مبروووك ياض.. ادعيلى.
_____________________________
جلست تحيه أمام تلك السيدة الخمسينيه...خمسينيه؟!! والله هى التى تعدت الخمسين... تقسم وهى ترى جمال واناقه تلك السيدة والده سامح.
حرب نظرات بينهم.. كل منهم تنظر للاخرى بزهول... تحيه موهزله من تلك المرأة التى وكما قال ابنها تخطت الخامسه وخمسين تمتمت:بقا دى عدت الخمسين؟! لا ده انا اروح اتدفن اكرملى.
ووالدة سامح تنظر لها بريبة تحدث نفسها هى الأخرى :اوه ماى جد... دى تبقى مرات ابنى... مش ممكن نو وااى.. هى جميلة بس.. يامامى شكلها شعنونه اووى.
حمحم سامح قائلاً :ماما دى تحية الى قولتلك عليها.. تحيه دى صافيناز هانم امى.
نظر لهم وجد كل منهن تنظر للاخرى بريبة وعدم اقتناع.
اغمض عينه بيأس وقال :انا كنت متأكد انكوا هتحبوا بعض من اول قعده
_____________________________
وقف عامر أمام محمد يضحك قائلا :نخيت يا واد.
محمد :انا مش عارف انا ايه اللي بعمله فى نفسى ده بس... مش عارف ابعد عنها ومش عارف الى بعمله ده صح ولا غلط.
عامر :يابنى ما خلصنا بقا.. البنت كويسه واهى هتتوب على إيدك.
محمد :ماشى ماقولناش حاجة بس... ياعامر دى الإجرام بيمشى فى دمها.. الخوف كله من الجينات.
قهقه عامر عالياً وقال :يخربيتك.. ههههههه.. بس قولى.. الى هنا عملوا ايه لما عرفوا.
محمد:المتوقع.. تنحوا واتصدموا... وفادى بقا.. فرصته وجاتله.. هرانى انا وهى تريقه... يالا كله سلف ودين... بس اهو... فى الاخر اتقبلوا الموضوع.
عامر :على خير ان شاء الله.. فرحكوا بعدى انا ومليكه.
محمد :طب مايبقى فرح واحد وخير البر عاجله.
عامر :بطل الخصله دى يامحمد... فرح ولاد الخطيب لازم يبقى حاجة تشرف مش اتنين فى واحد عشان نوفر... وبعدين لو انتو وافقتوا انا لأ.. انا عايز اعمل لمليكه فرح كبير ليها تبقى هى الملكه فيه.. اوكى.
محمد :على راحتك.. غاوى وجع قلب.. انا كنت هدفع معاك بدل ما تغرم فرح كامل لوحدك.
عامر:كفى نفسك يا حبيبي... واوعى بقا من طريقى عشان استعجل مراتى لسه هنسافر من القاهره لاسكندريه... اوعى.
غادر سريعاً وهو وقف قليلا ثم انتفض فجأة على صوت تلك التى ظهرت من العدم :توتا بتمسى.
محمد :يخربيتك.. هيجرالى مره حاجة بسببك.
توتا :من كتر الفرحه انا عارفه... انت يابنى امك دعيالك عشان وقعت في سكتك.
محمد :او يمكن ذنب وبيخلص ماحدش عارف.
توتا :لو كده ماشى وماله.. حلو بردو.. اهو ذنب ناس بتخلصه ناس واخد انا الأجر والثواب.
محمد :اعمل فيكى إيه؟
توتا :خدنى عشينى براا.
محمد :نعم؟ انا كان فى مخيلتي ان إلاهتمام مابيطلبش
لكزته فى كتفخ بمرح :لا بيطلب عادى خليك فريش.
لم يستطع كبت ضحكته... ضحك.. سعيد بهذه المحتاله جداً ويحبها.
هز رأسه بقلة حيله وهو يضحك:هههه امرى لله.. اتفضلى قدامى.
رفعت رأسها بشموخ قائله:هلبس الى على الحبل واجى.
محمد :ماشى هستاكى برا... ماتتاخريش.
ركضت سريعاً لغرفتها وهو يبتسم عليها بحب ثم تحرك ناحية سيارته ينتظرها.
_____________________________
كان بسيارته متجه الإسكندرية.. زفاف صديقه اليوم وهى مصره على استحضار شياطينه وإفساد اليوم بذلك الفستان الذهبى الذى ترتديه.
نظرت له تتصنع البراءه تقول :ايه بس ياحبيبي.
عامر :حبيبي ايه وزفت ايه... انتى ولا كأن ليكى راجل مالى عينك.. احنا مش اشترينا فستان مع بعض قبل ما نسافر.. هو فين... وايه الزفت القصير ده.
لم تجد ماتقول.. لقد أخطأت.
طوال الحفل وهو غير راضى عنها تمام.. تقريباً لا يحدثها... يلصقها به بتملك لكنه لا ينظر حتى إليها.
بينما كارم يجلس لجوار نهى يقول بغزل:فاضل على الحلو تكه يا سكر محلى محطوط على كريمة انت.
رفرفت برموشها قائله :حلو ايه وتكة ايه يا اخ انت.
كارم :اخ؟! اخص الله يخيبك.. فى وشى كده وفى ليله زى دى... لعلمك مهما عملتى انا هكون موفق النهاردة بإذن الله.
نهى:موفق فى ايه يابنى آدم انت ماتفهمنى.
كارم :نهار اسود امال لو ماكنتيش معديه ال28.. شكلنا هنبدا من الاول. قولى ورايا.. زرع.. حصد... قاطعته هى :انا عقلى كان فين وانا بمضى.
كارم :احنا لسه بنقول ياهادى وأنتي بتندبى..لا بقولك ايه.. انا مابحبش الندب اه.
نهى:ايه تندبى دى... ايه الالفاظ السوقية دى.
كارم :انا لسه هوريكى تصرفات ولاد الشوارع.
انكمشت حول نفسها بخوف وهى تراه يغمز لها بتوعد... فقد انتظر هذا اليوم كثيراً
بينما وقف رجب برأس مرفوع بجوار نجلاء و توفيق يقف على بعد أمتار منهم ينظر لهم بغيظ.
لم يستطع السيطرة على نفسه واقترب منهم...ينظر لنجلاء شزرا:وبسلامته ده جيباه معاكى ليه عند نسايب بنتك... شكلك اتهبلتى.
تحولت ملامح رجب للجحيم.. وضع نجلاء خلف ظهره يجابه توفيق قائلا :الكلام فى اى حاجة يبقى معايا.... بس هقول ايه ماهو الى مايعرفش ياخد حقخ بدراعه ويجيب رجاله تاخدهوله مايعرفش يتكلم الا مع الحريم.
ارتجف توفيق وتحدث بتلعثم وارتباك:تق. تقصد إيه؟
رجب :انت عارف وانا عارف... لما انت محروق اوى كده ماجتش ليه يا دكر تاخد حقك منى راجل لراجل ويا تموتنى يا موتك.. باعتلى رجاله تدشدشلى المحل! بس الله فى سماه إلى عملته والى حصل للمحل كوم وابنى الى انصاب وكان ممكن تبقى اكتر من كده كوم تانى... وققفتك دلوقتي بقا وانت عايز تكلمها كوم تالت... وانا بقى يا توفيق باخد بأيدى.. ها.. بأيدى... بس مش دلوقتي.. زى ماقولت احنا عند ناس ومش عايزين نبوظلهم ليلتهم.. وعشان خاطر ندى بردوا... بس احناااا... بينا حساب طوووووويل.
استدار واخذ نجلاء يضع يده على كتفها يحسبها بعيدا عنه.. تاركا اياه يذوب بجلده... أين كان عقله وهو يفعل ذلك... هو لا طاقة له برجب.
بينما مليكه تقف بغضب لذيذ... لما يعاملها هكذا.
اقتربت منها ندى تقول :ميكا... وحشانى.. عامله ايه؟
مليكه :متعصبه متنرفزه ومش طايقه نفسى.
ندى :ليه بس ايه اللي حصل.
بدأت تقص عليها كل ما فعلته فتحدثت ندى:يانهارك مش فايت... طب الى عملتيه فى مدريد وهنقول ماشى حقك... لكن طالما اختارتوا فستان مع بعض واشتريتوه تلبسى غيره ليه.. ايه تناحة اهلك دى.
↚
مليكه :بت لمى لسانك ده.
ندى :لمى انتى نفسك فستانك مكشوف اوى.. ايه ده. ايه ده.
مليكه :ماهو.. اصلى بقيت احب اشوفوا غيران عليا اوى.
ندى :ماهو كده هتقفليه منك وتخنقيه.. ومش بعيد تغيرى صورتك عنده وهو شايفك كده واحتمال كبير يزهق منك ومن تصرفاتك... الحاجة لما تزيد عن حدها بتبقى رخمه.
مليكه :عندك حق... طب اعمل ايه؟
ندى :هقولك... بس صحيح. عرفتى الى حصل مع ريتال.
مليكه :لا ايه اللي حصل؟
ندى :مشكلة كبيرة اوى مع أيهم.. طلع واد واطى اوى.. بيقول مركبلها صور وبيهددها.
مليكه :يانهار ابيض.. أيهم؟! معقول
ندى :كلنا والله اتصدمنا.. عايزين نشوف حد يدخل في الموضوع ده.
مليكه :عدى.. عدى المناويشى.
ندى :يانهارك ابيض.. انتى ناويه تطلقى قبل ماتتجوزى بجد... يعنى انتى عاكه الدنيا وكمان عايزة تدخلى فى حوار مع إلى كان خطيبك.. انتى هبله يابت.
مليكه :خلاص هدى ريتال رقمه تكمله... هو الوحيد اللي هيعرف يجيب معاه من الاخر.
ندى :اشمعنى يعنى.. مانقول لجوزك ممكن يتصرف.
مليكه :لا انا نزلت تدريب عند عدى فتره وعرفت طريقته واسلوبه.. الواد ده عايز يتشد صح... وعدى الى هيعرف يشده وممكن يلفقله كام قضية من الى بيودوا ورا الشمس دول.. ماتنسيش انه ابن وزير الداخلية.
ندى :يارب بس يخدم.
مليكه :هو فيه صفات كتير وحشه.. بس خدوم.. كلميه وخدى معاد وهى تروحله.. يستحسن يكون بكرا.
ندى :تمام. روحى ظبطى بقا الدنيا إلى بهدلتيها دى.
_____________________________
كان سيد وحكمت بشقة يوسف.. تاركين الباب مفتوح بسبب دخول وخروج الكثير من الأهل والجيران لزيارته.
تقدمت مى بتردد للداخل... تقدم قدم وتؤخر الأخرى.
كانت حكمت بالمطبخ تصنع له العصير وسيد يقم بإجراء مكالمه فى الشرفة.
وجدته يجلس على احد الأرائك يده مربطه بلفاف ابيض طبى... يبدوا عليه الألم.
فتح عينه وجدها تقترب بتردد... ظل ينظر لها بصمت.. ملامحه لا توحى بأى شئ... فقط يراقب دخولها ذلك التردد الواضح عليها.
اقتربت منه وهو مازال على صمته.. تحدثت بتلعثم قائله:انا... انا... انا يعنى قولت واجب عليا اجى اقولك الف سلامه.. ولو انى مش بطيقك لله فى لله كده.
كان يوزع نظراته على كل ملامحها الجميله... مى فتاه مستفزه لأبعد الحدود.. تملك ملامح بريئه جدا. ولسان غير برئ بالمره... يتعجب كثيراً ولا يعلم ماهى حكمة الخالق فى خلقه لها بهذه الخلطه العجيبة... ربما تلك الخلطه هى سر جمالها... او... سر انجذابه لها.... كم هى جمليه.. حتى روحها مرحه رغم تدخلها فى ما لا يعنيها وكونها بطلة العالم فى إثارة غضبه.. ولكن لن ينكر... يشتاقها هو... أصبحت حقيقة مسلم بها.
تحدث بسخرية قائلا :لا كتر خيرك والله.. انا من امبارح والقريب والغريب جالى وانتى لسه فاكره تيجى واحنا الشقه لازقه فى الشقه.
زمت شفتيها بغيظ وقالت :هو شحات وعايز عيش فينو.. انت هتتأمر كمان.
يوسف :شحات؟! انا شحات يا... قاطعته بغضب :يا اييه. قول كده عشان نربطلك الدراع التانى.
يوسف :انتى جايه تقضى واجب ولا جايه تعصبينى يابت.
مى:بت.. انا بت.. لم لسانك ياجدع انت... تصدق.. انا غلطانه انى قولت اجى اتطمن عليك.
استدارت تريد الرحيل فصرخ بصوت غاضب جاهد ان يكون منخفضاً وقال :انتى رايحه فين. هو ده اللي جايه اتطمن عليك.
مى:لا خلاص انا ماشيه.
حاول الهدوء وقال :مى.. تعالى اقعدى جنبى.
نظرت له بشك.. منذ متى وهو يتحدث معها بسلاسه هكذا... دائما مايشنون الحرب على بعضهم.. ما الجديد.
تحدث مجدداً وقد بدى صوته متألم قليلاً :مى... تعالى قولت... فى ايه هنفضل طول عمرنا خناق كده.
تقدمت جلست لجواره وهى مازلت غير مطمئنه.. لكن جلوسها بقربه جعل رائحته تقترب منها تتغلغل داخل روحها.
أغمضت عينيها تتذكر ضمه لها... ذلك الشعور الذى كلما تذكرته كلما اقشعرت.
لم يكن حاله اقل منها... يتذكرها وهى بحضنه مستكينه لثوانى.
نظر لها مطولاً يقول :ماجتيش تتطمنى عليا ليه؟
مى:مانا جيت اهو... وبعدين انت كل الناس كانت عندك هتاخد بالك من مين ولا مين
يوسف:انا جيبت سيرة الناس كلها دلوقتي ولا سيرتك انتى بس... انا بسألك انتى.
مى:اااا.. كان عندى درس.
يوسف :هممم... وبرتجعى فى معادك ولا مستغليه تعبى وبتتأخرى.
رفعت شفتها العليا باعتراض تقول :لا ماعلش ثانيه كده... ده على اساس ايه ماعلش.
يوسف :ماتعصبنيش.
وقفت تقول :تصدق انا غلط لما جيت.. انا ماشيه.
خرجت حكمت من المطبخ تقول :مى.. رايحه فين.. تعالى اقعدى معانا شويه.
مى:هروح اوضتى.. الجو هنا حر.. ويخنق.
قالت الأخيرة بحنق شديد تنظر له وهو صامت نظراته.
خرجت سريعا وجلست حكمت بجوار ابنها.. لم تكن مستغربه. اعتادت على لعبة القط والفأر بينهم.
خرج سيد من الشرفة وانضم إليهم فقال يوسف بلا اى مقدمات :عم سيد... انا عايز اتجوز مى.
اتسعت أعين سيد بزهول.. بينما تهلل وجه حكمت تقول بفرحة :والنبى صحيح... عين العقل والله.. الصراحة يا سيد انا عينى عليها من زمان.
سيد:ايوه بس... دول لسه صغيرين.
حكمت :يوسف رايح سنه تالته خلاص ومش محتاج ولا مستنظر الشهادة ولا الوظيفة مانت عارف انه شغال مع ابوه وكسيب.. ولو على مى اهى قربت تخلص ثانويه.. وبعدين احنا يعنى قايمين نجوزهم الصبح... يتخطبوا سنة ولا حاجة.
سيد :يا حكمت انتى بتقولى ايه. انتى عايزه تولعيها حريقه.. دول طول الوقت خناق ومناقره.. دول لو اتخانقوا زى اى اتنين متجوزين مش بعيد يكسروا الشقه على بعض... حد يحط النار جنب البنزين ويقول هى ولعت ليه.
يوسف بثقى وكبر :جوزهالى انت بس وانا هربيهالك.
سيد:انت هتغلط من اولها ياض... احنا لسه على البر وانا لسه ماوفقتش.. انا بنتى متربيه.
يوسف:على يدى... قولت ايه؟
تدخلت حكمت :والنبى ماحد هيربيها غيره ولا حد هيلمه غيرها.. هما الاتنين نفس القطعيه.. تعالى نجوزهم ونخلص منهم... قولت إيه.
هز سيد رأسه قائلاً :قولت ربنا يستر... هاتها جمايل يارب.
بينما يوسف ابتسم بشر... يخطط كيف سيعلمها الادب ويقصص لها لسانها هذا.
___________________________
طول طريق العودة للقاهرة وهى تحاول مراضاته... لكنه مازال على موقفه غاضب.
مليكه :عامر
عامر :نعم
مليكه :انا اسفه مش هعمل كده تانى.
عامر بغضب :هو مش بمزاجك اصلاً... كده ولا كدة مش هتعملى كده تانى.
مليكه:طيب خلاص.
اخذ نفس عميق وقال :ماشى خلاص
مليكه :طب يالا.
عامر :يالا ايه؟
مليكه :صالحنى.
عامر :نعم ياختى؟ هو مين مزعل مين؟
مليكه :انت مزعلنى.. مش بتكلمنى طول اليوم.. بتعاملنى وحش على اول غلطه ليا.. بتهددنى بتقولى كده ولا كده مش هتعملى كده تانى يعنى هيبقي بالعافيه مش بالتراضى.... كل ده كله... صالحنى عليه وانا هحاول اسامحك انت عامورى بردوا.
نظر لها مبهوتا لايصدق كيف قلبت الطاوله عليه.
____________________________
صباح يوم جديد
جلس عدى على مكتبه.. يرمق تلك الصغيرة بإعجاب واضح.
جسد ملفوف... شعر بنى متوسط الطول.. عيون خضراء.. بشره بيضاء مشرئبه بالحمرا.
تفرك يديها ببعض ولا ترفع نظرها له... أمام تلك الصغيرة نسى توتا ومن انجبا توتا.
تحدث قائلاً وهو يأكلها بعينه:وانتى لسه بتحبيه؟
تحدثت بوجع وقهر :لا طبعا.. ده حيوان... هو حضرتك مصدقنى؟انا والله ماعملت كده ولا أتصورت كده.
ابتسم قائلاً :يابنتى بتحلفى ليه.. ماهو الغبى مهددك فى الرسايل.. واضحه خالص اهو وقالك بنفسه انا ركبتلك صور وهفضحك.
بكت مجددا بحرقه تقول :من غبائى وسذاجتى.. استضعفنى وعايز يلعب بيا.
ابتسم بهدوء وإعجاب قائلا:اهو هما دول الى كانوا فى صالحك ونجدوكى.. انه اتعامل معاكى على اساس انك طيبة وساذجه.. ماشغلش دماغه عليكى بلص انه عيل اهبل اصلاً.. يعنى انت مفبرك صور تقوم تقولها فى رسالة انا مفبركلك صور... ده ايه الهبل ده.
رفعت نظرها له لأول مره... وغرق هو فى غاباتها الاستوائية.
لم يشعر بها وهى تحدثه منذ فتره:مستر عدى.. حضرتك معايا؟
انتبه عليها يقول بتأكيد :جدا.
ارتبكت من نظراته وهو لا يرحمها بل يحاصرها بها أكثر وقال:مش عايزك تقلقى.. الواد ده هيتشد صح... بس ممكن تسبيلى رقم موبيلك عشان نتابع كل حاجه مع بعض.
بدون تردد قالت :اكيد طبعا.. انا متشكره اووى.
خرجت من عنده مطمئنه كثيراً وهو يتمتم:ده انا الى بشكر الظروف وبشكر أيهم انه وقعك فى طريقى.. والمره دى انا قتيل.. مستحيل اسيبها لغيرى..........
بقلم سومتا العربى
↚
وقفت تحيه مع صافيناز والدة سامح فى أحد الصروح التجارية الضخمه تنطر لما بين يديها بعدما اعطته لها صافيناز وقالت:800جنيه....ليه يعني... ياساتر يارب.
زمت صافيناز شفتيها وقالت:دى براند حبيبتي يعنى كده اصلا معمول عليها ديسكوند.
اتعست عينيها وقالت :شنطه بكل ده ليييه... لا طبعا هو انا هبله.. هجيلهم هنا يضحكوا عليا ويقولى براند ومابراندش.
صافيناز :انا قولتلوا ماخرجش معاها هو الى أصر.... استغفر الله العظيم... يابنتى استهدى بالله ياحبيبتى ويالا.
تحيه:بس بس بنتى ايه وانتى شكلك كده... ده انتى أصغر مني.
ابتسمت صافيناز بزهو:طول عمرى حلوه اوى ومايبنش عليا سن... بس ده مش كل حاجة... لازم تهتمى بنفسك دايماً عشان تفضلى محافظة على جمالك ورشاقتك وصحتك... وتفضلى ماليه عين جوزك... فهمانى... سامح نسخه من باباه خليكى بقا واقفه مش عايزه تشترى الشنطه ام 800 جنيه الى هى اصلاً معمول عليها ديسكوند وانا هروح اشرب كوفى جنبك هنا... الكريدت كارد اهو أظن حفطتى الباس كود.. باى.
تحركت بكل اناقه بفستانها التيجر الملكي مع حذاء اسود راقى وحقيبه مماثله تتهادى فى خطواتها برشاقه تجلس بالفعل داخل احد الكافيهات.. وعلى فمها ابتسامة هادئه واثقه... مالبس ان اتسعت ابتسامتها... لم تخيب ظنها ابدا...تشاهدها وهى تنظر ناحية الحقيبه بتردد إلى أن عزمت أمرها بملامح يبدو عليها الحزم وأعطت البطاقه للبائع كى ياخذ ثمنها ثم غادرت للمحل المجاور تنتقى بعض من الفساتين الراقية... رفعت صافيناز حاجبها بإعجاب وهى ترى من بعيد يتضح لها قليلاً ما انتقته تحيه.. يبدوا لديها زوق رفيع.
________________________________________________________________
توقف عامر بسيارته ينتظرها حتى خرجت من احد الكافيهات الشهيره تجلس لجواره.
عامر :وحشتينى.
مليكه :وانت اوووى اوى اوى.
ابتسم باتساع.. صدره ممتلئ بالحب والراحه وهو يرى عشقه بعينها.. جميل ذلك الشعور بأن أحدهم يحبك... انك اهم واجمل شخص يراه... وعندما يكن ذلك الشخص هو احب واجمل الأشخاص في عينك يكسو قلبك شعور بالراحه والفخر غريب... راحه لأنه يبادلك.. فخر لأنك ودونا عن جميع الخلق اعحبته هو ومليكه تهيم به عشقا منذ أن كانت طفله.
بل هى مازالت طفلة بعينه... ربما لن تكبر يوما وستظل مليكه... تلك الطفلة التى كانت تمد يدها تتمسك بطرف بنطاله تطلب بالحاح شديد بعض الحلوى وان لم يجلبها هو ويامر أحدهم ام يأتى بها تصرخ وتملئ البيت كله بكاء... حتى لو عاد وجلبها هو كى ينهى ذلك الصراخ الصعب تظل على عندها تلقى ماجلبه أرضا على طول ذراعها وتستمر فى الصراخ.
اغمض عينه على تلك الذكريات التى كانت بوقتها صعبه عليه جدا...يتذكر انه أحياناً ماكان يضيق خلقه ويود ضربها وتعنيفها كى تكف عن بكائها.
الان فقط... فهم الحكمه من كل ذلك... مليكه كتبت له من اول يوم ولدت به... هى له وهو لم يكن يعرف حتى.
فتح عينه وجدها تنظر له باستغراب عينها تنطق بما لم تقوله كأنها تسأله مابك وفيما شردت.
ابستم بخفه وضمها له بقوه وراحه يتنفس بهدووووء... يشتم عطرها مع أنفاسه.. وهل يوجد أروع من ذلك.
تحدث لجوار اذنها:انا بحبك اوووى... يارب تفضلى تحبينى طول عمرك.
تحدثت بخفوت :هفضل احبك... انت قدرى.
أخرجها من احضانه ينظر لها بتصميم:وهفضل قدرك وملازمك طول العمر ومكان ماتروحى.
ابتسمت باتساع وانضمت لاحتضانه مجدداً وهو يدير مقود السيارة يتجه للقصر قائلا :يالا نروح بسررررعه عشان وحشتينى اووى.
زادت من احضانه له وهو يتنهد براحه تبعا لفعلتها ثم قال :صاحبتك عملت ايه؟
زاغت عينها قليلا... لو علم ان عدى المناويشى هو من تدخل لحل الأمر ربما ردت فعله ستكن عنيفه كثيراً.
تحدثت ببعض التوتر :الحمد لله.. عدت على خير.
كان يحتصنها بيد.. واليد الأخرى تقود.. نظرة مسلط على الطريق لكنه شعر بوجود خطب ما بها.
خطف نظره سريعة عليها وقال :فى حاجة؟
مليكه:حاجه؟!حاجة أية؟
زم شفتيها ينظر للمرآه الجانبية ينعطف يسارا ببراعه يجيب :مش عارف حاسك فيكى حاجة.
مليكه:ها.. لا ده انا بس كنت زعلانه على ريتا مش اكتر... متغاظه اووى من الواد ايهم ده... كلنا اتصدمنا فيه.. كان باين عليه بيحبها اووى إزاى يعمل كده.
عامر :مش كل الى بنشوفوا فى عيون الى قدامنا بيكون حقيقي.. ممكن يكون ده انعكاس لحبنا فى عينه.
خرجت من احضانه ونظرت له وهى تضيق مابين حاحبيها تقول باستغراب شديد :يعنى ايه مش فاهمة؟
اخذ نفس عميق وقال :يعنى مش كل الى بنشوفوا في عيون الناس صح.. فى ناس بنحبهم ويتهايئ لنا انهم بيحبونا ونتعامل معاهم على الأساس ده... لكن ده بيكون انعكاس لحبنا ليهم مش اكتر لكن الى جواهم لينا حاجة تانيه... زمان وانا فى ثانوى كان معانا ولدين رايحين جايين مع بعض كل الدروس لدرجه اننا كنا بنتلغبط بينهم من كتر ماهم مع بعض ليل نهار وفى كل الدروس... كان فيهم واحد ذكى فى الدراسة وشاطر جدا اسمه احمد والتانى لعبى ومالوش فى التعليم اصلا بس طيب وجدع انا شخصيا كنت بحبه بس احنا مش صحاب اسمه سعيد... فى يوم كنا فى درس وسعيد مش موجود وأحمد قاعد... شلة عيال مع بعض قعدوا يتكلموا عن سعيد وحش وأنه عيل صايع ولعبى ومش بتاع مذاكره واما بييجى الدرس بيفضل يسأل الأستاذ اسئله غبيه وكل شويه مش فاهم ويخليه يعيد الشرح من الاول ويعطلنا.. وأنه لما غاب النهاردة اخدنا كميه كبيره ازاى وكده.. كل ده وانا قاعد ابص لأحمد مزهوول.. الى هو ياجدع ده صاحبك رايحين جايين مع بعض وبيذموا فيه وهو غايب... اتكلم ورد غيبته.. الصدمه الأكبر لما واحد من الشله دى وجه كلامه لأحمد يقوله انا مش عارف يااحمد واحد شاطر زيك جايب مجموع كبير فى تانيه وان شاء الله فى تالته تجيب مجموع زيه وتدخل طب إزاى تبقى مصاحب واحد فاشل وغبى زى سعيد ده... ههه عارفه أحمد قال ايه.
مليكه بانتباه :ايه؟
عامر باشمئزاز:رد بكل هدوء وثقه يقول ومين اصلاً قالكوا انه صاحبى.
صدمت مليكه واتسعت عينيها تقول :اييييييه؟
ابتسم عامر بتهكم يقول :اهو شكلك ده كان نفس رد فعلى ساعتها فبصلى وقال انا بروح معاه كل دروسنا عشان ساكن جنبى وتقريبا كل دروسنا مع بعض... هو معتبرنى صاحبه بس انا لأ.
مليكه:يانهار ابيض... ده شخصية زباله اووى.
عامر :الى عايزه اقولهولك وتتعلميه ان مش كل الى تشوفيه فى عين الى قدامك تصدقيه...ممكن تكونى بتشوفى الحاجه الى عايزه انها تبقى فعلاً موجوده بس مش دى حقيقية الى قدامك ولا حقيقةشعوروا ناحيتك... باختصار كلنا ولاد ناس بس مش كلنا ولاد اصول.
نظرت له وصمتت صمت تااااام... تتذكر كيف كانت مقتنعه أنها تعشقه.. تفسر كل تصرفاته العادية اهتمام شديد وهو لم يكن كذلك ابدا... كيف و بكل سذاجة تعتمد على ثقتها بحبه الغير موجوده ذهبت له يوم ميلادها تعترف بحبها البائس... تتذكر ثقتها وهى تقول له بأنها متأكده من عشقه لها... بالفعل كانت ترى انعكاس حبها له فقط (وده درس من دروس الروايه)
ظلت صامته صمت قاتل وهو مازال يقود... نظر لها بعدما لاحظ صمتها.. اغمض عينيه يضم شفيته غيظا وتوبيخا لحالة... كيف تحدث بكل هذا ولم يأخذ بالاعتبار قصتها معه.
توقف أمام القصى الداخلى وقال :حبيبتي... ساكته كده ليه؟
تحدثت باختناق ثقل على صدرها :مافيش شكلى محتاجه انام.
حتى لو حاولت جاهدة إخفاء حزنها لكنها حبيبته... قرأ كل شئ بعينها واضحاً.
عامر :حبيبتي متضايقه صح؟
فتحت باب السيارة.. تحدثت وهى تترجل :لا مافيش حاجة.
ترجل هو الآخر سريعاً ووقف امامها يمسك يديها بكفيه الضخمة قائلاً :حبيبتي تنامى ايه بس... انتى وحشانى وجاى بيكى بسرعه لبيتنا بدل مانتقفش بفعل فاضح فى الطريق العام.
↚
لم تفلح مزحته معها هذه المره... بل ظلت على حزنها الصامت تماماً.
اخذ نفس عميق غاضب من نفسه... غرس يده بشعرها الجميل وضمها له بقوة يذرعها بين احضانه... يحتضنها بقوة باعتذار شديد عما سلف.
هى وكأنه شعرت باعتذاره... اعتذار خرج من القلب واخترق قلبها دون الحاجة إلى كلمات.
تحدث بخوفت:خلاص تعالى اوصلك اوضتك ترتاحى وانا هكمل كل إجراءات الفرح... عشان حبيبتي الكسلانه ناسيه انه اخر الاسبوع.
اماءت له بهدوء... بدون اى حديث وهو مازال يحتضنها يحيط خصرها بيده تقدم بها للداخل يصعد الدرج حتى وصل لغرفتها.. فتح الباب ذهب بها للفراش سحب لها الغطاء الخفيف وساعدها كى تستلقى عليه وبعدها دثرها جيداً يضع قبله دافئه على جبهتها قائلاً :نامى وارتاحى حبيبتي.. بس مش كتير عشان هتوحشينى.
مليكه بهدوء :حاضر.
عامر :ايه حاضر الحلوه دى طب اسيبك تنامى بعدها إزاى بس.. اللهم اخذيك يا شيطان.. نامى احسن نامى.
تركها وانصرف سريعاً قبل اى تهور مرغوب به من قبله كثيراً.
أغلق الباب خلفه جيدا تاركا أيها تحظى ببعض الهدوء والراحة.
لا تريد التفكير كثيرا ستغمض عينيها وتغفو ربما ترتاح قليلاً.
_____________________________________________________________
هبط الدرج وجد محمد بانتظاره ومعه المأذون.
نظر له باندهاش فقال محمد وهو يرفع كتفيه بقلة حيلة مجيبا:بنت المجنونه فرجت على الدنيا قال ايه ان ماكنتش تكتب عليا وقتى مش قاعدة فى بيتك يا اخويا.... انت متخيل.. سيحتلى فى قلب المطعم.
ضحك عامر قائلاً :ماعلش يامحمد ماعلش.
محمد بأسى:انا اتهزئت وابتهدلت جامد.
اقترب يمسح على كتفه بهدوء قائلاً :ماعلش انت طيب وتستاهل.
نفض يده عنه بغيظ يقول :انت شمتان فيا.
عامر :بصراحة اه. اووى. مش عارف اخبى الصراحة... البت تغريد دى عايزلها مكافئة والله.
تواجدت من العدم تقول بحماس :مكافئة ايه يا خويا.
ضحك عامر بشده يقول :مش معقول... انتى بتطلعى منين؟
محمد :دى ربتلى الخفيف قسماً بالله.
توتا:ماااتغيروش الموضوع انا سمعت سيرة مكافأة.. هديه... شئ من هذا القبيل. ايه هى بقا.. ها... لعلمك انا بقبل الهدايا بكل أنواعها.
ضحك عامر وقال :فى هديه فعلاً منى انا ومليكه وكبيره كمان... اتنين فى واحد عشان جوازكوا وعشان انتى الوحيدة اللي علمتى على محمد الخطيب.
محمد بهياج وعصبيه:بس ماتقولش علمت.
عامر :محمد حبيبى... دى حقيقة هتنكرها إزاى.. علمت عليك ولا لأ؟
صمت قليلا واقر بغيظ :علمت... ومرتين مش مره.
نظر لها قائلا :انتى المفروض تروحى تسجلى براءة اختراع... محمد الخطيب الى ماحدش يقدر يسحب من تحت ايده او يسمسر عليه فى جنيه زيادة انتى علمتى عليه فى مبالغ.
رفعت رأسها تهندم ياقة ملابسها مع طرف شعرها تقول بزهو:مااابحبش اتكلم عن مواهبى.
عامر :ههههههه.. والله مشكله..يالا اكتبوا الكتاب على بركة الله انا كده اطمنت عليك يامحمد.
اقترب منه يهمس :هى كويسه وتابت... الخووف كله من الجينات.
عامر :طب دى مالناش يد فيها.. يالا اتوكل على الله عشان شكلها كده قدرك.
محمد بنبرة يائسة :عندك حق... يالا بينا.
بعد قليل حضرت شقيقتها تحيه مع سامح ووالدته وقرروا عقد قرانهم رسميا معهم أيضاً.
ساعه واحده وكان كل شئ منتهى والزغاريد تملئ البيت من تحية وتوتا... يحتفلون بأنفسهم.
وصل صوت الزغايد العالية والضوضاء الى مسامعها وايقظها.
نهضت من فراشها مقررة توى صفحة الحزن... الآن عامر يهيم بها عشقاً... مولع بها... ترى عشقه له وضوح الشمس حتى الجميع لاحظوا ذلك.. فعل المستحيل كى يتزوجها.. ما مضى ذهب وانتهى... يكفى حزن... ستنعم وتستمتع بحبه الواضح للجميع على كل شكل ولون.
وقفت من فراشها وذهبت بحماس لغرفة ملابسها.
بعد قليل كانت تتهادى بخطواتها على درجات السلم...تعلم كم تبدو جميله وأنها قد خلقت جميلة.
تعززت ثقتها بنفسها وازدات سعادتها وهى ترى الانبهار والحب ظاهرين بوضوح على وجه عامر.. يقف من مقعده أمام أعين الجميع ويتجه لها يقبل يدها ثم رأسها... يضع يده على خصرها يضمها له ويتقدم يجلس بها أمام الكل وهى لجواره... رافعة رأسها.. فهى مليكه عامر الخطيب.. زوجته وملكة قلبه.
__________________________________________________________
فى الحاره وسط الماره.. أسفل بيت توفيق.
توقف رجب وحده يصيح بعلو صوته :ياتوووووفيق... اطلعلى هنا يا دكررر... اطلع يا توفيق انا عارف انك جوووا.
تجمهر الجميع فى وشط الحاره وخرجت الناس فى شرفات بيوتهن يشاهدن مايحدث.
جاء سيد ركضا يقول وهو يلهس:ايه الى بتعمله ده يارجب... استهدى بالله وارجع على محلك.
ازاحه رجب بغضب قائلا :مش قبل ما اخد حقى منه... بدراااعى وفى قلب منطقته.
سيد :رجب يارجب اخزى الشيطان ويالا... يالا بينا.
رجب :قولتلك لأ يعنى لأ يا سيد وارجع انت... مش عايزك تتدخل انا حقى باخده بدراعى... اوعى يا سيد من خلقتى.
صاح مجددا بصوت أكثر حدة واجرام:اطلع يا توفييييق... خليك راجل مره... انا عارف انك جوا... ولو ماطلعتش انا هدخل اكسر عليك بيتك.
لم يخرج توفيق... إنما بالطبع وكما اعتاد هاتف شقيقه شكرى.. منقذه.
حضر شكرى على الفور ووقف أمام رجب يقول :جرى ايه يا رجب.. ايه الشبوره إلى انت عاملها دى... جاى تعلم علينا فى منطقتنا... ومفكر نفسك هتطلع من هنا على رجلك.
تقدم رجب خطوه واحدة مبادرا... يجابهه بتحدى مجيبا باستفزاز:اه. هعلم عليكوا وفى قلب منطقتكوا بنفسى وهطلع زى ما دخلت زى ما خرجت.
أخيراً خرج توفيق.. يقف خلف ظهر أخيه... أخيه الذى يقف مشتعل الأعين من حديث رجب المهين يقول :ليه فاكرنا شويه *****ده انت هتتفرم هنا.
شمر رجب عن ساعده يقول :وانا مستعد.
قبل أن يهجم بيده بقبضة يده التى ضمها بقوة كى يكيل الضربات له هو وشقيقه صاح سيد :وحدوا الله يارجاله... مايصحش كده يا حج شكرى.
↚
شكرى بغضب واعين كالجمر:العيب على صاحبك يا سطا.
سيد :اخوك هو الى سبق ياحاج.. بعتلوا بلطجيه دشدشوا المحل وعوروا ابنوا.
بهتت ملامح شكرى واستدار ينظر لأخيه بغضب قائلاً :الكلام اللي بيقولوه ده حصل يا توفيق؟
نظر توفيق أراضا فردد شقيقه مجددا :رد... حصل ولا لأ؟
توفيق :حصل.. حقى بعد ما ضحك علنيا ولبسنا العمة واتجوز مراتى بالحيلة.
صاح شكرى بغضب :حيلة ايه وهباب ايه على دماغك... احنا يافندى مش قعدنا فى مجلس رجاله وهو الى حكم.... تيجى انت تصغرنا وتركبنا الغلط.
توفيق :مجلس ايه مانا ماليش دعوه بالكلام ده.
شكرى بغضب أكبر :مالكش ايه يافندى... احنا ده عرفنا والحكم بيمشى على الكبير قبل الصغير انت بقا عيل ماشى بدماغك ومالكش كبير وماشى بدماغك ماليش فيه.
ظل توفيق على صمته وعاد ينظر أرضا بخزى.
استدار شكرى لرجب يقول :كده انت عداك العيب يا معلم..وليك حق عرب عندنا.. طلباتك.
رجب :طلبات ايه يا حج شكرى... انت عارف انا مش محتاج.
شكرى :عارف.. وربنا يزيدك... بس انت ليك حق عندنا والموضوع ده لازم يخلص... احنا بعد العشا هنجيلك فى قلب منطقتك كده ونعتذرلك انت وابنك... واى حاجة اتكسرت ولا باظت توفيق ملزم بيها.... مرضى ياعم.. حبايب؟
رجب :يعتذر بس... انا مابقبلش العوض والفلوس مافيش اكتر منها.. خليه يكفى نفسه.
ابتلع شكرى اهانته المبطنه مضطراً وقال :حقك... احنا جايينلك بعد العشا ناخد الشاى عندك.
تدخل سيد مؤيدا :عين العقل يا حج.. يالا بينا يارجب.
سار رجب معه بينما استدار شكرى نظر لشقيقه شذرا وقال :والاسم الباشمهندش راح الباشمهندش رجع... اخص الله يخيبك... ياخسارة العلام... رجب الجزار حط عليك وعلينا وماقدرناش نفتح بوقنا بسبب عمايلك.. عليه العوض.
انصرف من أمامه سريعاً...لو ظل دقيقة أخرى سيبرحه ضربا لذا انصرف سريعاً.
________________________________________________________________
بعد مرور ايام
فى أكبر قاعات القاهرة وقف عامر أسفل الدرج ينتظر بنبضات قلب عاليه مليكة قلبه وهى تتهادى على الدرج بجوار محمد ترتدى له فستانها الأبيض.
ذلك الفستان الذى صنع لها خصيصا.. فستان لا يليق الا بمليكه فقط.
كانت حورية.. أو لنقل فراشة... تقدم منها بانفاس لاهثه... لا يصدق أن زفافه اليوم وعلى مليكة.
حتى جميع من بالحفل... الكل مستغرب... مهما كان عامر وسيم ورشيق... لكن فرق العمر والحجم حتى كانا واضحين.
لأول مرة يرى فائدة ومنفعه من فرق الحجم بينهم... الشئ الذى مكنه من تخبئتها داخل احضانه... يطغى على جسدها بجسده العريض وهو يحتضنها برقصتهم الأولى... لا يصدق حاله ولا هى أيضاً.
جلست توتا بجوار محمد تنظر لعامر باستنكار قائله :ماتشوف يابنى قريبك ده.... ده شويه شويه هيبلع البت فى بوقو... اده دى... مش يراعى فرق الأحجام.
ضرب محمد مقدمة جبهته من تلك المصيبة التى لا يستطيع الاستغناء عنها فتحدث سامح :يا تغريد ده بس غيران عليها من الناس بصى شوفيهم بيبصوا عليهم ازاى.
نظرت حولها هنا وهناك ترى تهامس الكثيرين وتعبيرات وجههم لا تدل على خير ابدا
توتا:والله عيب.. عازمينهم وجايين ياكلوا ويشربوا وفى الاخر يقعدوا يتريقوا... اهو ده الى بناخده من الأفراح.
اغتنم محمد الفرصة قائلاً :خلاص احنا مانعملش فرح.
توتا :بعينك... هتعملى فرح يعنى هتعملى فرح.. فك كيسك شويه هو انتو فقرا.
ضحك سامح بقوه ومحمد ينظر لها بزهول مرددا:على النعمه ولا كأنك مرات ابويا.
بعيد قليلاً تقدم قاسم مهران ومعه زوجته جودى تشبك يدها بذراعه... تقدما للداخل وقاما بمباركة العروسين.
بعدها وقف قاسم مع بعض رجال الأعمال... لكن جودى بالطبع وكما بات يعلم.. لا تستطيع الاندماج مع زوجاتهم... عرفها عليهم وبعد قليل تركها تنضم لصديقاتها... ندى وريتال.
جودى :الحمد لله ياريتا ان الموضوع ده خلص على خير ومن غير مشاكل.
ريتا:الحمد لله.
ندى :طب هو خلص ازاى ولا ايه الى حصل؟
ريتا:ماعرفش هو الراجل ده الى بعتونى ليه كلمنى وقالى ان الموضوع منتهى وهو مش هيكلمك تانى... وفعلاً لاقيت الحيوان ده عملى بلوك من كل حاجه بطل يكلمنى.
جودى :ايوه يعنى عمل معاه ايه بردو؟
ريتا:مش عارفة.
ندى: طب مش تعرفى.. مش موضوعك ولازم تعرفى خلص على أية.
ريتا:بصراحة... مش عايزه اكلمه... هو من امبارح بيكلمنى وانا مش عايزه ارد عليه.
جودى باستنكار شديد :ايه يابت النداله دى.. هيقول عليكى اول ما خلصتى مصلحتك ماعرفتيهوش.
ندى :اخص الله يكسفك... يقول عليكى ايه دولقتى.
ريتال:انتو مش فاهمين ده بيبقى بيبصلى زى ما أكون.... قطعت كلامها بصمت لا تسعفها الكلمات لتصف.
اكملت بتلعثم:ماعرفش بس انا مش هكلمه وهو كمان طريقة الحاحه فى الاتصال مش عاديه... يعنى واحد غيره كان مره مرتين مارتش يقول خلاص لما تشوف المكالمه هتكلمنى لكن ده بيتصل كتير.
ندى :ريتا بصراحة كده عيب اووى انتى مديونه للراجل ده.
جودى :وهو تلاقيه بيتصل كل ده طبيعي شهامه منه يعنى خاف يكون أيهم نفذ تهديده مثلا ولا حصلك حاجة... والله عيب عليكى المفروض تعتذرى.
ريتا :اكيد معزوم وشويه وييجى هبقى اعتذرله واقوله اى كلام فى اى بتنجان وخلاص.
ندى :مش هاييجى يانصحه.. مش معزوم وبقى بينه وبين عامر خصومه لأنه اصلاً كان خاطب مليكه... مانتى عارفه.
ريتا:ايووه صح.. طب ايه.
جودى :روحيلوا مكتبوا بكره يا ريتا... لازم تشكريه.
ندى بتأييد:دى أقل حاجة تعمليها.... انا هسيبكوا واقوم اكلم مازن اشوفوا وصل ولا لسه.
انتهى الحفل وصعد بها الى طائرتهم الخاصه يقبلها... لم يفصل قبلته بعد... تهدجت انفاسها ولم يفصل قبلته.
ابتعد عنها مرغما وهو يضعها على قدميه قائلا :كل مره كنا بنروح اكتر مكان انا بحبه... بس اول ليله لينا لازم تبقى مكان مانتى بتحبى.
قال الاخيره والتهم شفتيها مجدداً بجنون... حاولت الخروج بشفتيها من حرب شفتيه قائلة :وانت عارف ايه اكتر مكان بحبه؟
جذبها له مره اخرى يقبلها معاقبا على تحرير نفسها منه يقول من بين قبلاته:هتعرفى كمان نص ساعه.
بعد نصف ساعه تقريباً كان مازال يحتضنها داخل احضانه على قدميها بفستانها الملكى وهى متسعة العين. لقد نجح بالاختبار.
رددت بانبهار:وااااااو... سييوه... انا فعلاً باجى هنا رحلات كتيير.. اكتر مكان بحبه.
مد يده على طول جسدها يقول بخبث وانحراف :واحلى حاجة فيه.. الانعزال.. الخصوصية... الرومانسية... وماحدش هيقاطعنا.
شهقت بقوة منه... من نظراته... لا تبشر بخير أبدا وهو يتقدم منها يحملها هكذا......
بقلم سوما العربى
↚
جلس عدى على مكتبه يقبض بيده كوب قهوته.. يضمه بغيظ... أوشك على تحطيمه من شدة ضغطه عليه.
منذ جاءت إليه هنا؛ جلست امامه بجمالها الملائكى.. صوتها الناعم الذى مازال صداه بإذنه للان.. تجمع الدموع بعينيها... نظرات الخوف والقلق المشوبه ببعض القلق والاضطراب مع الحرج.
يتذكر جيدا ضر"به المبرح لايهم وهو يتذكر كم الرعب الذى عاشت به تلك الصغيرة وهى تحت ضغط وتهديد منه.. مجرد تذكره ماكان يريده منها تزاد حالته سوء يقسو بضرباته ولكماته له أكثر... كيف هدده بطريقته الخاصة وجعله يبتعد عنها نهائيا.
أغمض عينيه بغضب أشد وهو يتذكر كم مره هاتفها وهى لاتجيب ابدا.. لم يكن قلقلا عليها لأنه يعلم كل خطواتها وأنها بخير وببيتها... إذا هى لا تريد التحدث إليه... لماااا... ولماذااا.. مالعيب به يجعل كل فتاه تعجبه لا تبادله ابدا.
الأغرب انه جلس مع نفسه مطولاً... اختلى بنفسه يقارن...الآن فقط اتضحت الرؤية... لم يعشق مليكه لقد تركها بلا ادنى مجهود... كذلك تغريد... هو حتى لم يعافر لأجلها ولو دقيقة او حتى يتمسك بها.... لكن تلك الريتال ذات العيون الخضراء.... اااه منها... يشعر انها زوجته... منذ أن وقعت عينه عليها واتخذ القرار... مع مليكه ظل لأشهر حتى قرر خطبتها.. حتى تغريد استغرق الأمر منه كثيراً على عكس ريتال.... أول ما دلفت لمكتبه تتهادى فى خطواتها المرتبكه... يعلم... لقد اخافها بنظراته التى كادت تخترقها... لم يستطع السيطرة على حاله واخافها... لكن لما.. لما تتهرب منه.. هى حتى لم تشكره على موقفه معها.. هل هكذا ترد المعروف.
دقات خفيفة على الباب ودلفت بعدها سكرتيرته تناديه :مستر عدى.. مستر عدى.
لم يجيب عليها.. عقله منشغل.. غاضب بشدة فرددت :مستر عدددى... حضرتك سامعنى؟
أخيراً انتبه عليها بوجه منزعج قائلاً :ايوه ايوه... اححمم.. فى حاجة؟
نظرت له باستغراب.. منذ عملها معه لم يسبق ورأته هكذا.
تحدثت بحيادية قائله :فى واحدة برا طالبه تقابل حضرتك.
قلب عينيه بملل وارتشف القليل من قهوته يقول بضيق شديد :لا انا مش عايز اقابل اى حد دلوقتي... اصلاً ياريت تلغى كل المواعيد وتمشى انتى النهاردة انا اصلاً شويه وهمشى.
اتسعت عينيها بزهول... عدى يضيع ساعه واحده من وقته... لم يسبق وفعلها.. منذ أن عملت معه وهو يعمل كالساعه.
رفعت كتفيها وقالت :خلاص زى ما حضرتك تحب انا...همشيها.
عدى :تمام.. وخدى باقى اليوم اجازه... انا هلم حاجتى وامشى دلوقتي.
السكرتيره:اوكى يا فندم.. بعد إذنك.
عدى :اتفضلى.
وقف على الفور.. التقت هاتفه ومفاتيحه... اغلق حاسوبه... فتح هاتفه يتفقده على أمل بأن يجد مكالمه فائته منها... زفر بإحباط وضيق وقد خاب امله.
خرج من مكتبه وجد سكرتيرته تلملم اشياءها هى الأخرى.. يبدو أنها صرفت تلك الفتاه فعلاً.. القى عليها تحيه عابره وانصرف مغادرا.
اتجه للمصعد... تخشب فى موضعه... هل من كثرة تفكيره بها أصبح يرى طيفها بكل مكان؟!
انها هى... تقف تضغط على الذر لجلب المصعد وهى تزفر بضبق.
تحدث نفسها بصوت مسموح بصعوبه:انا غلطانه انى جيتله اصلاً... بيوزعنى ابن الجزمه... ماشى.
اقترب منها لا يصدق حاله... تغاضى عن سبها له.
وقف خلفها مرددا:ريتا.
التفت له بوجه غاضب... وهو. ينظر لها يمرر عينيه على كل ملامحها.. لم يكن يعلم أنه ولهذا الحد اشتاق لها.. ولا يجد تفسير لحالته تلك التى تجعله يعشق فتاه من اول لقاء.
اقترب منها أكثر.. طريقته تلك هى سبب ابتعادها وهروبها منه... مخيف ومريب... لايصح ولا يحق له ابدا اختراق مساحتها الشخصية (مساحتك الشخصية الى هى على طول ذراعك)
يخيفها... بالطبع وهو كالغبى لا يفهم ولا يراعى.
ابتعدت بدورها خطوه للخلف كرد فعل على اقترابه.. تحدثت وهى تنظر له بذعر:لو سمحت ماتقربش كده.
عدى باشتياق... غير منتبه ولا مهتم بحديثها:كنتى فين؟ كلمتك كتير مش بتردى.
ارتكبت من نظراته.. تشعر به يخترقها بعينه.
تحدثت بتلعثم :ااا.. انا اسفه... هو انا بس.. انا يعنى كنت جايه النهاردة عشان اعتذرلك واشكرك... الحيوان ده بطل يكلمنى وعمل... قاطعها قائلاً بارهاق:ريتا انا بحبك... تتجوزينى؟
رد فعلها كان الصدمه... تقف أمامه لا تستطيع التحكم بفمها وعينيها المفتوحان على مسرعيهم وهو عينة كلها إصرار وعزم.
_______________________________________________________________________________
فى الصحراء الغربية.. على بعد 50 كيلو متر من الحدود الليبية.
داخل إحدى البيوت المشيده بالطريقة البدائيه لكنها جميله... مريحه ومختلفه.
كان يجلس نصف جلسة متكئ بظهره على وسادته بالخلف عارى الصدر... ينظر لصغيرته بحب وراحه... يتذكر تفاصيل ليلتهم معا... للان لايصدق انه عاش وفعل كل تلك التفاصيل الخاصة والحميميه جدا مع مليكه.. مليكه الصغيره... هى من كانت بين يديه ليلة امس... صغيرته كبرت وأصبحت امرأة جميلة جدا لدرجة انه تفاجئ بها وبمدى جمالها.
كان مقترب منها بشده ينظر لها.. أنفاسه القريبه منها أيقظتها... كأنها شعرت بوجود شخص لجوارها.
فتحت عينيها على قبله تتوزع على جفنيها.
اغمضت عينيها بخجل وهى تسمع نبرته اللعوب تلك :صباااح الخير يا بطل قلبى انت... كبرنا اووى اوى يعنى.
فتحت عين واحدة تقول بشقاوه:بتكلمنى انا؟
عامر :وهو فى بطل هنا غيرك.. ولا فى حد زيك اصلاً... بطل عليا النعمة بطل.
حاولت الجلوس قائلة :ايوه انا حلوه اووى انت محظوظ بيا.
زم شفتيه ورفع حاجبه قائلاً :محظوظ اه.
ضربها فوراً على مقدمة جبهتها قائلاً :محظوظ لدرجة انى مكسوف اطلع قدام الناس برا.
اغمضت عينيها بحرج وهى تسمعه يكمل :فى حد يعمل الى عملتيه ده؟! بتطلعى تجرى منى... انا منظرى كان زفت وانا بجرى وراكى... الناس اللي هنا واول مره يشفونى يقولوا عليا ايه؟! طور هايج فى عنبر سبعه... ده انا مكسوف حد من الى كانوا برا امبارح يكون برا دل دلوقتي...امال بحبك ياعامر...انا اتبهدلت فى حبك سنين وانت ولا حاسس.. يانهار ابيض.. فين بقا كل ده... تيجى ساعة الجد وتجرى من جوزك ياهبله.
لم تستطع كبت ضحكاتها.. انفجرت ضاحكه وهو بلا حيله ضحك وضمها له بحب... مهما حدث ومهما فعلت من مصائب سيظل يحبها بل عشقه لها يزداد مع الوقت.
_______________________________________________________________________________
وقفت مى تضع يدها بخصرها تقول :مين دى الى هتخطبوها لمين؟
نظر سيد لرجب بحرج وقال :هى مسحوبه من لسانها حبتين بس بنت حلال وطيبه والله.
رجب :عارف ياسيد.. مى دى بنتى.
↚
ابتسم يغمض عينيه بفرحة وهو يشعر بنجلاء تقترب منه أكثر... تلتصق به برسالة واضحه لأى شحض.. لأول مرة تكتشف تلك النزعة بها... أنها امرأه غيوره جدا وكم هو سعيد لذلك.. من كان يصدق انه سيأتى اليوم الذى تغار به ست البنات عليه.
رفع رأسه بفخر وزهو بحاله.. نجلاء تحبه وتغار عليه.. يشعر بها جن جنونها وهى ترى حكمت تجلس معهم.. لن تنكر ان حكمت امرأه جميله أيضاً... بل هى أصبحت تغار من اى أنثى جميله كانت او قبيحه.. ربما خوفها من فقد رجب بعدما ذاقت معه حلاوة الحياه.. عرفت معنى الاهتمام.. ان تكن كل شئ لأحدهم...حياته متوقفة على حبه لك... وعلى رضاك عنه.
رغم كل شئ... كلنا بشر.. لا نحيا بالمدينة الفاضله... كذلك حكمت... رفعت رأسها تبتسم بثقة وفخر وهى تشعر بغيره نجلاء على رجب منها... رغم أنها باتت تعتبر رجب شقيق لها ورغم سعادتها واستقرارها فى الحياه مع سيد.
اكمل رجب حديثه قائلاً بثقة وفرحه :وزى ماقولنا الواد ابنى والبت بنتى يبقى فى بيتها ونقرا الفاتحة.
رفع الجميع كفوفهم يقرأون الفاتحه وهى تنطر لهم بغضب وعدم استيعاب تتحدث بغيظ وهى تراهم مستمرون:فاتحة ايه انا مش موافقة هو انا.... قاطعها قوله ينهى الفاتحة وهو يقف لها :ولا الضااااالين ااااامين. مبروك عليا وعليكى.
مى بغضب :مبروك على ايه انت كمان.
صمت الجميع.. فقط يراقبون لعبة القط والفار تلك.
يوسف :انتى يابت. صوتك مايعلاش عليا تانى انتى سامعه... انا خلاص بقيت خطيبك ولو كنتى ماتربتيش انا بقا هعرف اعلمك الادب... خشى يالا البسى عشان نتزفت على عينك نخرج.
وقفت أمامه ولم تتحرك فصرخ عليها :يالااا.
تحركت بغيظ فنظر لسيد الذى ينظر له بغضب وحاجب مرفوع:لا مؤاخذة يا عم سيد. بس الصراحة بنتك دماغها فرده جزمه ومش هتيجى غير بكده... اعذرني يعنى... بتخرجنى عن شعورى.
هز رجب رأسه بيأس وسيد مازال غير راضى... وهو يجلس يعد نفسه لإعادة تأهيلها.
______________________________________________________________________________
على احد المناظر الطبيعية الخلابة بين ينابيع المياه الجوفية واشجار النخيل... مكان منعزل مخصص.. امام طعام بدوى وشاى مراميه.. يجلس وهى باحضانه يورزع قبلاته على طول رقبتها.. يعلم لا أحد معهم.
رفعت نظرها له تقول :مبسوط؟
عامر :يااااه... اوى.. انا بحبك اوى يا مليكه.
ابتسمت له قائلة :انا كمان مبسوطه معاك اووى.. ايه رأيك نشترى بيت صغير هنا؟
عامر :هنا؟
مليكه :اه. يبقى خاص بيا انا وانت.. كل مانزهق.. او نحس بأى ملل او بعد او فتور نيجى هنا نفتكر احلى ذكريات لينا مع بعض... خلينا نعمل مكان نملى كل ركن فيه بذكريات تخلينا نحن لبعض اول ما نجيله.
اغمض عينيه وفتحهم ينظر لها بوله:حاضر يا حبيبتي... يالا بينا.
مليكه :إيه ده على فين؟!
عامر بخبث :نعمل الذكريات يا حبيبتي.
مليكه:هقول ايه... سافل. مش كلل الذكريات زى الى فى دماغك القذره دى. فى حب.. حنان. رومانسيه.. ود.
عامر ببراءة لا تليق به إطلاقا:انتى ليه دماغك بتحدف شمال اوى كده.. انا كنت هخدك ونتعشى. نسمع ميوزك عشان نعمل ذكريات حلوة.. شوفى ظلمانى ازاى.
مليكه :عامر عامر مش لايق عليك الجو ده انت سافل يا حبيبي.
عامر :معاكى انتى بس والله.
اغمضت عينيها تفتحهم بسعاده وهى تضمه لها بحماس :طب اعمل ايه فيك احبك اكتر انا ولا اعمل ايه.
وقف بها وهى باحضانه يسير بها قائلاً :ماتعمليش انا اللى هعمل يا بطل.
_______________________________________________________________________________
دلف كارم للبيت بعدما انهى عمله.. اتجه خلف أكثر رائحة يعشقها بالوجود... هذا هو العشق الصحيح الذى لا شك به.
وقف خلفها يقول بوله:ورق العنب ده مش بينزل على معدتى لا ده بيستقر فى قلبى كده.
رفعت عينيها بسخط وغيظ تقول :طب قول السلام عليكم... ولا اى حاجة يخربيتك.
اقترب منها يفترس خصرها بيده يضمها له مبتسماً بسماجه:من يوم ما قابلتك وانتى مافيش على لسانك ليا غير يخربيتك يخربيتك... ايه بقا.. هاا.. مافيش حمدلله على السلامه يا كرومتى.. وحشتنى يا كرومتى... احمرلك الفراخ يا حبيبي...تاخد ورك ولا صدر مع ورق العنب...ومثلا مثلاً يعنى بعيد عنك وعن السامعين تحطيلى الاكل فى بوقى.
كانت مرتبكه بشده... نهى فتاة بكر بكل شئ حتى بعدما تزوجت وهو يعلم ذلك جيدا.. ربما خجلها وجهلها هذا اكثر ما يميزها و يعجبه... عدلت من وضع نظارتها قائله :بس. واوعى ايدك دى... ايه التلزيق ده.
ابتعدت عنه خطوه فاتجه خلفها قائلاً بجدية :هو ورق العنب قدامه اد ايه ويستوى.
نهى :انا لسه حطاه انت الى جيت بدرى شويه.
نظر لها بتقييم جاد يزم شفتيه كأنه يناقش إحدى المواضيع الهامة وقال :بصى يا نونى....دلوقتي سيادتك معديه ال28سنه ماشاءالله ومتجوزه ظابط ولسه لحد دلوقتي ماعندكيش فقره صحيحة ودقيقة عن التلزيق وده ماينفعش يابيبى.
نهى باستنكار:بيبى!!؟
بلمح البصر حملها قائلا :اه بيبى... الى بردو لسه مش بتعرفى تقوليها.. لالا احنا لازم نحل كل المواضيع واديكى كل الدروس دى جوا فى اوضتنا.
احمرت وجنتيها فقال وهو يغمز لها بعينه مكملا بخبث:انا لاحظت انك شاطره وبتستوعبى بسرعه محتاجه بس الى يوجهك.
خجلت كثيراً من تلميحاته ووضعت رأسها بكتفه تخبئ حرجها منه وهو يقهقه عليها ومازال متجه للداخل.
_____________________________________________________________________________
فى إحدى الشقق السكنية الفخمة وقفت هديل مع عادل مضطربه بشده وهو ينظر لها بغضب قائلاً :انا دلوقتي عايز اعرف انتى عايزة تأجلى ليه.. بصى حواليكى كده.. خلاص الشقه وخلصت.. الفستان يكون عندك بكره... اى تفاصيل تانيه انا هخلصها... ليه نأجل؟!
كانت تفرك يديها ببعضهم تنطر ارضا بتيه فردد بعصبيه :ساكته ليه...ردى عليا.
رفعت عيونها الحمراء له. واضح جداً انها تكبت دموعها.
اتسعت عينيه من هيئتها وقال:فى ايه يا بنتي... كل ده ليه... انا مشكلتى ايه؟ مش عايزانى... مش عايزة تكملى معايا.. طيب.... قولى.. يعنى... وصلك كلام وحش عنى...انا عارف ان مشيى كان غلط بس انا والله اتعظت بغير من نفسى... يابنتى اتكلمى في اييه؟
لم تجيب أيضاً. فقط الصمت هو مايجده منها.
اغمض عينيه بيأس وتحدث بصوت مخنتق واضح انه يجاهد على الا يبكى :للدرجه دى... خلاص ياهديل. واضح ان المشكلة فيا... هستناكى تحت عشان اوصلك.
استدار كى يغادر بجسد منهك وقلب متعب.... وجدها تتقدم خلفه سريعاً تمسك كف يده تقول ببكاء :لأ يا عادل استنى ماتمشيش... المشكلة مش فيك.. انت كويس... كويس اووى... انا الى زفت...أول مره اخد بالى انى معقدة... معقده من ماما وبابا...انا خايفه اتجوز ياعادل.... خايفه ابقى ام وحشه. اكيد هاخد صفات امى... اكيد مهما حاولت هبقى نسخه منها.
اتسعت عينيه بصدمه.... لا يصدق حالة... مزهول وهو يرى النسخة الثانية منه.... عجيب هذا القدر... دونا عن كل البشر لا يعجب او يرتبط غير بهديل... نسخه منه... معقده من أفعال والديها مثله... تهرب من الزواج بسبب عقدتها تلك كما فعل هو... الآن فقط فهم... لطالما سأل نفسه مرارا لما وحتى الآن لم تتزوج فتاه مثل هديل بجمالها الهادئ وروحها الطيبه... اعتبر الأمر مجرد نصيب لكنه الان فقط فهم.
ضمها له بدون اى مقدمات... وترك عينه تدمع لن يمنعها ويكابر... يدفع كل منهم أخطاء والديهم....هى الاخرى بكت باحضانه بشده.. لم تشاء ان تفعل ولكن بمجرد شعورها بدفئ احضانه تهدمت حصونها وبكت.
أخرجها من احضانه وكوب وجهها يقول بعزم :مش هنعمل كده... انا وانتى هنكون احسن ام واب... انا كمان زيك.. امى وابويا رمينى من سنين هما سبب حاجات كتير عملتها... بس.. مايمكن ربنا ربنا له حكمه من كل ده.. هى هى نفس الحكمه إلى جمعتنى انا وانتى دونا عن اى حد تانى.. انا بقيت مؤمن ان المقوله إلى بتقول فاقد الشيء لا يعطيه دى غلط... فاقد الشيء يعطيه بشده لأنه اكتر واحد حس بمرارة حرمانه... انا وانتى هنعوض ولادنا ونديهم ونعمل معاهم كل حاجه كان نفسنا تتعمل لينا من أهلنا... صح؟
↚
هزت رأسها تبتسم بحماس وعزم من بين دموعها:صح.. انا هعوض ولادى عن كل الى شوفتوا وحصل معايا.. وانت كمان.. انت هتبقى احلى اب فى الدنيا.
ابتسم لها بحب قائلاً :يعنى خلاص... نحدد معاد الفرح؟
ابتسمت بخجل تمسح بقايا دموعها هى تومئ موافقة.
__________________________________________________________________
بعد مرور عدة أيام
توقفت سياره عامر امام الباب الداخلى من القصر... ترجل من سيارته وهى معه يستمعون لتصفيق الجميع وهم يقفون باستقبالهم وناهد تلقى الورود عليهم.
اتجهت مليكه على الفور لاحضان الفت تضمها بحب ولهفة... بكت الفت بفرحه وهى أخيراً ترى الراحه والسعاده بعيون صغيرتها اليتيمة.
مسحت مليكه دموع جدتها قائله بحب :حبيبتي يا تيتا... ربنا يخليكي ليا... ماتعيطيش بقا عشان خاطري.
ابتسمت الفت تومئ برأسها بسعاده.
وتقدمت ناهد من ابنها تضمه قائلة :حمد الله على السلامة يا حبيبي... نورت بيتك.
عامر بسعادة طاهرة جدا على محياه :الله يسلمك يا امى وحشتينى.
ضمته لها تهمس باذنه:عشان كده غبت عليا.. بس مش مهم شكلك مبسوط.
همس لها قائلاً :اوى اوى يا امى.
ابتسمت له بسعاده مردده:يارب تفضل فرحان العمر كله كده ياحبيبى.. انا لو اعرف ان جوازك من مليكه هيحولك كده كنت وافقت من زمان.
على طاولة طعام شهية
جلس وهى لجواره ينظر لها بسعادة... يبعث بعينه رسائل موجهة غير مباشرة لا يفهمها سواهم.
ردد محمد قائلا :كده انت رجعت ياباشا اعمل فرحى بقا.
عامر :ايوة طبعاً... انا اصلاً جيت عشان فرحك وبعدها هسافر تانى انا ومليكه.
فادى:وانا اتجوز امتى يعنى وانتو ماشاءالله كل واحد فيكو بيتجوز وناسيين الى خاطب بقاله سنتين ده البت خللت جنبى.
عامر:بعد محمد أن شاء الله.
فادى:اما نشوف.
عامر :ماتقلقش.. انت لازم تخلص وتتجوز عشان هتسافر مع مراتك تدير شغلنا الى فى دبى.
تهلل وجه فادى:قول والله.. هعيش فى دبى.
محمد :ازاى ده. انت عايز تسبنى يافادى.
فادى:اعذرني يا اخويا دى دبى بردو... حد يقول لدبى لأ.
وقف فادى قائلا بسعادة :انا هروح اقول لساندى دى هتفرح اووى.
ذهب سريعا تاركاً محمد بحزن فقال عامر :سيبه يعيش حياته ويسافر... دبى مش بعيده وبعدين ايه انا مش مكفيك ولا ايه.
نظر له محمد بحزن فاكمل بهمس له هو فقط :انت صحيح واطى وفيك العبر بس شوف يا اخى ماعرفش استغنى عنك وعن غتتاتك.
ابتسم محمد وقال :عارف عارف.. انتو من غيرى تضيعوااا.
-قوم عشان نشترى الفستان
ضحكوا جميعاً وهم يرون تغريد تمسك محمد من ملابسه كالمخبرين تنظر له بشر.
عامر :قوم قوم... ماهو ذنب ناس بتخلصه ناس.
استسلم محمد لقدره ووقف قائلاً :سيبى بس القميص هيتكرمش.. يالا قدامى يا عقابى.
تقدمت أمامه تتبختر وهى ترفع رأسها بزهو وهو يسير خلفها يرفع كتفيه دليل على قلة حيلته... مصيبه لكنه واقع بها ولا يستطيع الاستغناء
________________________________________________________________________
وقفت كارما امام حوض الاستحمام تنظر لنادر بزهول مردده:يعنى ايه... مش هنرجع هنا تانى؟!
نادر بضيق:ونرجع تانى ليه.. انا معاكى وانتى معايا واتجوزنا خلاص ايه اللي يرجعنا.
صرخت به بغضب:عشان هنا عيشتى وصحابى واهلى.
حاول نادر تهدئتها قائلاً :انا هبقى كل اهلك وانتى كل اهلى.
ابتعدت بغضب تهز رأسها بنفى:لا... لا يانادر...انا مش موافقة... ثم انت ازاى تاخد قرار زى ده يخصنى زى مايخصك كده لوحدك؟؟!!
نادر:كارما حبيبتي... انا هبقى جوزك.. أكبر منك وفاهم عنك كتير.
نظرت له بغضب قائله :وانا مش موافقة يا نادر.. واعتبر اتفقنا لاغى.
اتسعت عينيه ينظر لها بزهول :هو ايه اللي لاغى بالظبط؟!
كارما :مافيش سفر. لأن اصلاً مش هيبقى فى جواز.
ثم تركته وغادرت سريعاً وهو خلفها يقف مصدوم من ردة فعلها التى لم يحسب لها أى حساب........
بقلم سوما العربى
↚
فى وسط النهار كان يترجل من سيارته بهدوء.. لايريد إثارة اى ضجه تجلب له الانتباه.. بعمر لم يفعل ما فعله اليوم... ان يترك العمل ويعود للبيت فى وسط اليوم أمر مستحيل ان يحدث... لكن ماذا يفعل وقد قتله الشوق..ترك عمله وعاد للبيت.
يدخل الان وهو يسير بهدوء.. تنهد براحه وهو يجد البهو هادئ وخالى من اى شخص.
يحمد الله ان محمد تزوج من تلك المزعجة وسافر لقضاء شهر العسل لو كانت موجودة الان لفضحته بالتأكيد.
ماالمشكله لو أشتاق لزوجته.. تبا للهيبه ولكل شئ... رجل واشتاق لحبيبته مالعيب بها ولما يتخفى.. اخذ نفس عميق مجدداً فهو قد خلق و تربى هكذا ولابد أن يحافظ على ذلك الوضع الذى وضع به... قلبه يطمئن شيئا فشيئا لقد اقترب من الدرج وسيختفى فى الممر المؤدى للغرف الان..
لكن جاء صوت والدته المصدوم من خلفه مررده :عامر؟!!
زم شفتيه يقضم لسانه ويغمض عينيه... موقف محرج جدا.. ماذا سيقول الان لوالدته.. انه ترك مهامه المتراكمة لأنه اشتاق صغيرته.
رددت مجدداً وهو مازال متسمر على الدرج يعطيها ظهره :عامر.. مش بكلمك يابنى.. ايه الى رجعك بدرى اوى كده؟!
استدار لها شيئاً فشيئاً يبحث عن حجه مقنعه:امى.. ازيك يا امى.
دارت بعنيها فى ملامحه... ابتسمت بخبث.... ابنها.. هى من انجبته وربته... تعلمه أكثر مايعلم هو حاله.
قالت مجدداً تدعى الجهل والسذاجه:جيت بدرى ليه... نسيت حاجة هنا؟
دار بعينه كاللصوص يميناً ويسارا يود شكرها... لقد ألقت له طوق نجاة يلقى عليه كذبة مقنعه فقال :اه.. ااه.. نسيت ورق مهم اووى.
ناهد :اااه ياحبيبي الله يكون فى عونك.. واكيد الورق ده مهم ماينفعش حد غيرك ييجى ياخده عشان كده مابعتش حد من الى شغالين معاك.
عامر :ايوه بالظبط كده يا امى.
ناهد:ااه الله يعينك يا حبيبي.
عامر باستعجال:اللهم امين يا امى. هروح ادور عليه انا بقا.
ناهد :ايوة طبعا روح ياحبيبي.
استدار يغادر فقالت وهى تبتسم بخبث وتشفى:عاااامر المكتب تحت يا ضنايا.
عامر :ها.
رددت مجددا :اكيد عايز تجيب حاجة مهمة من اوضتك.
عامر :ايوه....برافو عليكى يا امى.
ناهد :طب يالا يا حبيبي...روح بسرعه .
استدار سريعا يصعد الدرج.. لولا الملامه لاخذ بيت له وحده هو ومليكته فقط يعبر لها به عن حبه واشتياقه فى اى وقت وباى وضع.
لكن حمداً لله تحقيق امه لم يطول بل ساعدته... ابتسم على غباؤة وهو يدرك أن امه كانت تعطيه الحلول التى يفكر بها... هو نسخه منها فعلاً.
فتح باب غرفته واتجه فى كل مكان ركن يبحث عنها... أين هي؟
وقف فى وسط الغرفة يضع يده بخصره يزفر بضييق... أين هي اشتتقا لها بجنون.
دقات خفيفه على الباب.. فتحة بعجاله.
وجد امه تقف امامه تبتسم بسماجه وشماته قائلة :دور تحت السرير كده يمكن تلاقيها.
عامر بتلعثم:هى ايه دى؟
ناهد:الحاجه اللي بتدور عليها ياحبيبي.
صمت بحرج فقالت مبتسمه :طيب هنزل انا بقا اشوف الغدا.
اصطك أسنانه بغضب... امه تتلاعب به.. تلعب باعصابه.
اسندارت له قائله وهى تضحك :ههههههه.. صعبت عليا وهقولك... عند الفت مرات عمك... روح.. روووح ماتتكسفش.
رغما عنه ابتسم بحرج... حتى لو كان وقح لكنه بحضرة امه شيخ الشيوخ.
ابتسمت أكثر قائله :ربنا يسعدك يا حبيبى.. انا هروح اوصيلكوا على اكلة سى فود جامده كده ها.
قالت الاخيره بغمزه وهو ينظر لها مصدوم.
اتجه سريعا لغرفة الفت... لكنه توقف.. يعلم العشق المتبادل بينه وبين الفت... لو كانت زوجة والدة لعاملته معاملة أفضل قليلاً.
وجد إحدى الخادمات التي عملت بالبيت مؤخرا... نادى عليها قائلاً :لو سمحتى.
الخادمه:افندم.
عامر :بصى هتدخلى جوا وتقولى لمليكه هانم أن ناهد هانم عايزاها.. عارفة مليكه؟
الخادمة :ايوه البيضه المألوظه دى.
ردد بزهول :المألوظه؟؟!! يانهار اسود... المهم. اعملى الى قولتلك عليه .
غادرت تفعل ما أمرها وهو يتمتم:البيضه المألوظه... حتى الشغالين كمان يا مليكه.
بعد ثوانى... وجد الباب يفتح.. وتخرج منه حوريته الجميلة.
رفع حاجبه بغضب واستنكار يراها ترتدى إحدى فساتينها القصيرة مفتوحة الصدر.
وهى تفاجئت جدا من رؤيته هنا الان.. القت نفسها باحضانه تتعلق برقبته قائله :حبيبي وحشتنى اووى.
جذبها من يدها سريعاً وذهب لغرفتهم يقول :ايه اللي لابساه ده وخارجه بيه برا الاوضه... اتارى الشغاله بتقول عليكى البيضة المألوظه.
ابتسمت قائلة :اصل انا بصراحة بمووت فى غيرتك عليا... كنت عارفه انك هتعمل كده.. بس انا عارفه ان محدش هنا غيرك.. محمد وتوتا لسه فى شهر العسل وفادى سافر لخطيبته.
عامر بضيق:مليكه.. قولت ونبهت كذا مره انا مش بحب حد يشوفك كده.
تمسحت بكتفه تقول بدلال:حاضر ياسى عامر... انت تؤمرنى.
عامر :كل مره تقولى كده وتثبتينى وبعدها تعيدى نفس الغلطة.
مليكه :لا والله هسمع الكلام خلاص.
اقترب منها يبتسم قائلاً :مش هتسمعى الكلام وانا عارف بس اعمل ايه بحبك يامجننانى... ده انا سبت شغلى وجيت اتسحب عشان وحشتيني.
اقترب منه تحتضنه قائله :وانت وحشتني اوووووى.
ضمها له يعبر عن اشياقه بقوه وحنان
_____________________________________________________________________
جلس عدى فى بيته يتذكر صدمتها ذلك اليوم... كيف فرت من امامه ولم تنتظر حتى المصعد.
ذهب خلفها يوقفها يحاول الحديث معها.. لكنها فرت منه بخوف.
تنهد بأسى لا يعرف لما يحدث معه هكذا.
فاق من شروه على صوت والده يقول :انا مش هروح تانى وادخل بيوت الناس و فى الاخر الخطوبه تتفشكل انا وزير وليا هبتى ماينفعش كده يابنى.
صمت عدى لدقيقه ثم تحدث بإصرار :لا يا بابا... مش هيبقى فى فشكله ولا اى حاجه من الحاجات دى... اطمن... المره دى حاجة تانية بالنسبه لى... اهم حاجه اخدت معاد من باباها عشان نروح نتقدم.
↚
نظر له والده مطولا... يرى باعين ابنه شئ مختلف وجديد فقال :كلمته والراجل مرحب جدا.
شرد عدى فى الفراغ وقال :يبقى خلاص... هنروح والجوازه دى هتتم اكيد.
__________________________________________________________________________
جلس رجب فى شرفة شقته هو ونجلاء يحكى عن جلسة الصلح التى حدثت بينه وبين توفيق وشكرى وأنه لم يقبل اى تعويض مادى واكتفى باعتذراه له ولابنه امام مجلس الرجال كله.
نجلاء :الحمدلله انها خلصت على كده.. انا بحمد ربنا ان ندى خلاص هتتجوز كمان أسبوعين.. أخيراً هتطمن عليها.
اخذ نفس عميق يقول :على الله نخلص بقا... حاكم انا مش بالع مسمار جحا الى عامله حجا ده وكل شويه اصل هنجيب كذا فى جهاز ندى واصل هنعمل كذا... اكيد يعني الموضوع مش مقبول.
ابتسمت له قائله تحاول تهدئته:انا عارفه انك مطول بالك على الآخر بس احنا خلاص خلصنا كل التجهيزات فاضل بس فرش الشقه يعنى أسبوع وكل حاجه تخلص.
رجب :وتفضيلى بقا.
نجلاء بحماس :ونسافر.
رجب :نسافر... ده احنا عنينا يعنى.
تنهدت براحه قائله :ربنا يخليك ليا يارب
________________________________________________________________________
رنين متواصل لهاتفها وهى لا تجيب.
لم يجد حل أمامه سوى الذهاب لها.. فتحت له ناهد مرحبه:اهلا وسهلا يانادر ياحبيبي... عامل ايه؟
نادر:الحمدلله بخير.. هى كارما فين.
رفعت ناهد حاجبها قائلة :طب اسالنى انا كمان عامله ايه وكمان مش عارف خطيبتك فين ولا بتعمل ايه.. لأ لأ لأ انت مش مسيطر يا نادورا.
ابتسم بصعوبة قائلاً :ممكن لو سمحتى ياخالتو تنادينيها.
نظرت له بامعان... حالته صعبه جداً يبدو ان المشكلة كبيرة.
تحدثت بجديه قائله :حاضر ياحبيبي هطلبلك حاجة تشربها على ما اناديها.
امااء لها بهدوء وجلس ينتظر.
دقائق ودلفت إليه بخطى بطيئة ووجه شاحب حزين.
جلست بصمت وناهد تركتهم يحلوا أمورهم بهدوء.
طال الصمت فقطعه هو بعتاب:ماكنتش اعرف ان قلبك قاسى وجامد كده... كل المده دى مابتكلمنيش.. حتى فرح محمد ماعبرتنيش فيه.
رفعت نظرها له وقالت :انت الى وصلتنى لكده.
نادر:انا ماكنتش اعرف ان حاجة زى دى ممكن تضايقك... جواز وسفر.. هنكون نع بعض.. حياه جديده... اى حد يتمنى كده.. فكرى فيها.
كارما :ايوه بس تقولى انا مش شنطه سفر هتشحنى معاك على الطياره مش تبقى واخد كل الاجراءات وانا شوال بطاطا.
ضيق عينيه ينظر لها بتمعن مفكرا وقال :يعنى هى دى كل مشكلتك.. مش معترضه على السفر؟
كارما :بصراحة فكرت فى الموضوع ولاقيت ان كل شغلك هناك واحنا لسه صغيرين ف ليه لأ.
تهلل وجهه قائلا :ايوه كده. بالحضن يابنت خالتى.
تدخلت ناهد سريعاً تقول :خليك مكانك يابن هدى... ايه هى سيبا.
نظر لها بسخط :انتى هنا يا خالتى؟
ناهد بسخرية :لا هناك ياعين خالتك.. سفر ايه بقا الى بتتكلموا فيه.
نادر :ماشاءالله انتى كنتى سمعانا.
ناهد:بالصدفه كنت معديه.
نادر :صدفه اااه.. طيب انا وكارما هنسافر لندن هانى مون.
نظرت له بشك قائله :هانى مون بس؟
نادر:أيوه طبعاً.
ناهد:هممم... ماشى... هروح اجبلك القهوة واستنى عشان هتتغدى معانا عامر هنا كمان.
غادرت سريعاً فقالت كارما :انت ليه كدبت عليها.
نادر:لو قولتلها من دلوقتي ممكن توقف الجوازه كلها انتى بنتها الوحيدة وعامر كمان هيقفلى فيها احنا نتجوز ونسافر وهناك بقا نجيبهالهم واحدة واحدة لحد مايتقبلوا الموضوع... لكن قوليلى.. عامر هنا دلوقتي بيعمل ايه.
ضحكت كارما قائلة :من ساعة ما اتجوز مليكه وهو كده.. ماحدش عارف يلموا.
غازلها بعينه قائلاً وهو يراقص حاحبيه:عقبالنا انا وانتى يا وحش.
نظرت له بخجل وهو ينتفض على دخول ناهد المفاجئ تقول :القهوووه.
نظر لها بامتعاض.. لا تترك له فرصة ابدا.
بعد مرور سنوااااات عديدة
تغيرت أشياء كثيرة فى بيت الخطيب
جلس محمد امام ابنه يقول :لا من الأول عشان انا كده توهت منك.
تحدث ابنه سريعاً يقول :يا والدى انا بقالى ساعه بقول وانت كل شويه تقولى عيد... المتر ب100 الفدان بمليون اضرب فى عشرة ب10 مليون... انا قايم بقا عشان اتاخرت على سليم فى الشركه.. سلام.. هبلغهم انك وافقت.
غادر سريعا قبل اى حديث او استفسار من والده يمكن ان يكشفه.
ظل محمد ينادى بسخط :واد ياماجد... ولاااا... انت ياولا... الواد ده شكله بينصب عليا ولا ايه.
تقدم عامر يجلس لجواره قائلاً :لا حول ولا قوة الا بالله... اتجننت خلاص يا محمد.. بتكلم نفسك.
أعطاه محمد الاوراق قائلا :خد كده احسب معايا.. الواد بيتكلم بسرعه واخدنى فى دوكه شكله بينصب عليا ولا ايه.
عامر :ياخى بقا ده العيال شايلين شغل الشركة فوق كتافهم بطل ظلم بقا وافترا.
محمد :على الله اطلع طالمهم.
على الغداء
جلست كارما ابنة عامر لجوار امها... تشبها كثيراً.. تقريباً نسخه ثانيه منها... وعامر يدلل كل منهن يطعم كارما احيانا ومليكته أحياناً.
↚
على الطرف الآخر جلس سليم لجوار ماجد كل منهم للطرف المقابل بسخط.
مال سليم على ابن عمه قائلاً :شايف عمال يدلع فيها ازاى... حبيبة ابوها وانا...ابن البطه السودا.
كان ماجد يستمع له وهو يقطع الدجاج بغيظ.... تثير غضبه دائما بدلالها الزائد على اى شخص... يبدو أنه تساهل معها كثيراً.
تحدث سليم وكأنه تذكر شئ :هى الست هانم اختك فين لدلوقتى.
تحدث ماجد وهو مازال ينظر لكارما بغيظ وغيره:هروح كمان ساعه اجيبها من عند صاحبتها.
سليم :صاحبتها مين وبتعمل ايه هناك؟
لم يعد ماجد قادر على الحديث من شدة العضب.. وقف سريعاً يقول :الحمدلله... انا خارج.
نظرت له بخبث ومكر وهى تلتهم ما وضعه ابيها فى فمها تقول بصوت مرتفع :ميرسى يابابى.
عامر :بالهنا والشفا ياحبيبة بابى.
تحدثت مليكه لسليم قائلة :مش بتاكل ليه يا حبيبي؟
سليم :يااااه يا امى.. حمد لله على السلامة انا قولت انك نستينى.
مليكه :وانا اقدر يا حبيبي... هحطلك نجرسكوا انت بتحبها زى بابا.
وقف سليم متذكر تلك التى لم تعد للان قائلاً :لا شبعت الحمد لله.... عمى انا هروح اجيب ساره انا.
تحدثت تغريد :تسلملى ياحبيبي.. ربنا يبارك لك... بس ماجد قال هيروح.
سليم :ماجد عنده شغل... انا كده كده رايح قريب من بيت صاحبتها.
محمد :خلاص ماشى عدى عليها فى طريقك.
خرج سريعاً فقال محمد لعامر:فادى هيوصل الأسبوع الجاي هو وعياله... كارما بردو مش راضية تيجى؟
عامر :لا كلمتها وهتيجى.
محمد :أخيراً هنتجمع.
عامر :انا كمان عزمت هديل وعادل.
ملكيه:ممكن اعزم ندى ومازن؟
عامر بعشق :ياسلام طبعا... ولو انى مش ببلع الى اسمه مازن ده.
ضحكت مليكه عليه... مهما مر من الزمن عامر سيظل عامر.
بعد مرور أسبوعين
اجتمع الكل فى بيت الخطيب
ندى مع مازن وابنتيهم... كذلك عادل وهديل حضروا مع ابنائهم الذكور... لم يحظى عادل ببنت وكم هو مستاء من ذلك.
اما كارما الكبيره كانت تجلس سعيده مع نادر وهى اخيرا وسط عائلتها مع اولادها.
كذلك حضر عدى مع ريتال التى تزوجته بعد معاناة... منذ مدة وبعد عدة محاولات من مليكه وريتال تم الصلح بينه وبين بيت الخطيب.
كذلك حضر قاسم مهران وزوجته جودى معهم ابنتهم الوحيدة عشق... التى يحاصر بشده بعيدا عن كرم ابن عادل شبيه والده بكل شئ..
كذلك وقف كارم يحذر ابنيه محاولا تهدئة غضب نهى عليهم :وبعدين ياولا مش عايزين مشاكل... مالكوش دعوة بالبنات قولت 100 مره نعط برا.. قرايبنا لأ.
صرخت به نهى:ماشاءالله ونعم التربية. وانا هتوقع ايه يعني من كارم وعيال كارم.
كارم :يادى النيله عليا هو انا خلفتهم لوحدى يعنى.
ذهبت من امامه بغيظ فأشار لابناءه قائلا :مشيت.. انطلقوا.. بس على الهادى هااا... مش عايز مشاكل.
ضحك الاولاد وأبيهم أيضا فهو كصديق لهم منذ صغرهم.
على جانب آخر وقف عامر يتحدث بغيظ مع محمد المصدوم:ولاد الكلب نصبوا عليا انا وانت فى 2 مليون.
محمد :انا قلبى كان حاسس الواد بلفنى بكلمتين وعمال يتكلم بسرعة زى الى بيلعبوا بالبيضه والحجر.
عامر :هو ابنك...ابنك الى علم ابنى النصب.
محمد :قولتلك.... قولتلك انا خايف من الجينات انت الى فضلت تشجعنى.
عامر :منى لله.
محمد :بس طيبه والله وربنا هدانى على ايدها.
عامر :ماشى بس والله لاعلقهم ولاد الكلب دول.
ذهب من امامه بسخط بينما اتجه محمد لتوتا قائلا :ماشاء الله ياحبيبتى. جيناتك طفحت على البيت كله.
توتا بفخر:عارفة انا مابحبش اتكلم عن نفسى عشان الحسد.
ابتسم بحب وقلة حيله وجذبها لاحضانه.
بعد دقائق حضرت تحية هى الأخرى مع زوجها واولادها تبتسم متذكره كيف جاءت هنا هى وشقيقتها وكيف انتهى الأمر.
اخيرا حضر فادى مع زوحته وابنتيه.... فرحه عارمة غزت البيت فى جلسة أسرية جمليه.
بينما رجب الان يطوف بيت الله الحرام مع ست البنات خاصته.. ينظر لها وهى تبادله نفس الابتسامة براحه شديدة.. رحله العمر مع حبيب العمر.
اما فى الحاره الشعبيه جلست حكمت تحمل حفيدها قائله :يالا يا مى زمان يوسف جاى من شغله...تعالى .. تعالى خدى الواد العفريت ده وانا اقوم اعمل مكانك زمان اخته جايه من الدرس.
مى بتعب واعياء شديد :حاضر ياماما
انتهت مى من الغداء وجلس الجميع على طاولة الطعام مكونين اسره سعيده
سيد بفرحة :شوف ياولاد. مين كان يصدق ان مى ويوسف الى كانوا دايماً بيتناقروا زى الديوك يتجوزوا وكمان يخلفوا.
ابتسم يوسف وضمها له قليلاً يضع قبله على جبينها قائلاً :عندك حق والله سبحان الله.
بتسم الكل ثم عاود سيد وحكمت النظر لاسرتهم بعدما كبرت وجمع شملها ر.
ويوسف ينظر لمى بسعادة.
كذلك عامر الان وهو يجلس صغيرته بين قدميه يمشط لها شعرها.. مهما مر عليهم من العقود ستظل صغيرته وسيظل يعشقها.
صنع لها جديله رائعه وقبل جبينها قائلاً :قمر... طول عمرك قمر يا ميكا.
ضمت نفسها له أكثر قائله:عشان معاك انت ودايما محاوطنى بحبك ياحبيبي.
ضمها له أكثر يتنهد قائلاً :كان يوم حلو اووى... والاحلى انك دايماً معايا... يالا انا مجهزلك مفاجأة.
بعد دقائق كان يقف بها أمام طائرتهم قائلا :هنسافر.
مليكه :فين؟
عامر :على بيت ذكرياتنا... سيوة.
ذهبت معه سريعا وبعد دقائق كانت طائرتهم تقلع باتجاه بيت الأحلام وهى بحضنه يقبلها.
***********
تمت بحمد الله