رواية ارملة اخويا كاملة جميع الفصول بقلم ريناد يوسف

رواية ارملة اخويا كاملة جميع الفصول بقلم ريناد يوسف

رواية ارملة اخويا كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ريناد يوسف رواية ارملة اخويا كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية ارملة اخويا كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية ارملة اخويا كاملة جميع الفصول

رواية ارملة اخويا كاملة جميع الفصول بقلم ريناد يوسف

رواية ارملة اخويا كاملة جميع الفصول

انا النهارده قررت إني أعرف الحقيقه وأشوف أيه اللي بيحصل من ورا ضهري.. واوقف الست اللي مرمطت شرف اخويا بعد مامات وسوئت سمعة ولاد اخويا وخلت سيرتهم علي كل لسان عند حدها..
نزلت ورحت علي بيت اخويا وخبطت علي الباب واستنيت لغاية لما بنت اخويا اللي عندها ١٠ سنين جنا فتحتلي.. جنا هي اكبر وحده فى ولاد اخويا التلاته.. اللي مبقاش ليهم غيري من بعد مۏت اخويا.. دخلت وسالت جني علي أمها.. وردت عليا جني وقالتلي
ماما مش موجوده خرجت زي كل يوم.. تعالى ياعمو ادخل واقف ليه
دخلت وقفلت الباب ورايا وانا بنفخ بغلب من الوضع اللي بقوا فيه ولاد اخويا والحال اللي وصلوله واللي ميرضيش حد أبدا..
لما أم تغيب عن ولادها كل يوم طول النهار ومحدش يعرفها بتروح فين وبتيجي منين.. وتخلي طفله صغيره عمرها ١٠ سنين مسئوله عن أخين واحد ٥ سنين وواحد ٣ سنين يبقي أكيد دا وضع ميرضيش حد ولا يرضي ربنا حتي.. دا غير صحة العيال اللي بقت في النازل.. والحزن اللي دايما مسيطر عليهم من غياب أمهم..
رحت عالكنبه وقعدت وانا بفكر بجديه هتصرف مع الست دي ازاي وهعمل ايه عشان تبطل عمايلها السوده دي.. أصل لازم تكون للموضوع دا وقفه ومش هينفع السكوت عليه أكتر من كده.
شلت إبن اخويا الصغير وبدأت الاعبه هو وأخوه.. ودقايق جني غابتهم عني ورجعتلي وهي شايله صينيه عليها فنجان قهوة.. لأن حبيبة عمها عارفه إني مبشربش اي مشروب غير القهوة.. أخدت منها الفنجان وانا ببصلها بشفقه لانها مضطره تدخل المطبخ وتقف علي البوتجاز وتتعرض للخطړ عشان تطبخ وتضايف واللي قدها لسه أمهاتهم بتحميهم وتسرحلهم! 
مسكت الكيس اللي كنت داخل بيه وطلعت منه اللعب اللي كنت جايبها للولاد.. واللي فرحوا بيها جدا..
وحتي جني فرحت بعروستها وقعدت علي الارض جنب إخواتها وإبتدت تلعب بيها بسعادة..
ودا خلاني أشفق عليها أكتر.. وعلي طفولتها اللي بتضيع فعلا علي ادين أمها الأنانيه المستهتره.. شربت قهوتي وفضلت قاعد مع الولاد.. وشويه والباب بتاع الشقه إبتدا يتفتح ودخلت منه مرات اخويا..وأول ما بصت ولقتني قاعد مع الولاد ارتبكت..وأتقدمت مننا بخطوات بطيئه ورمت السلام وقلعت النقاب اللي كانت لابساه..
النقاب اللي جد عليها من بعد مۏت أخويا واللي بقي ستار ليها عشان محدش يعرفها ولا يقدر يتعرف عليها في المكان اللي بتروحه.. 
دخلت سعاد وقعدت علي الكنبه قصادي وشكلها كان مرهق وتعبان اوي كأنها كانت بتعمل مجهود جبار.. وطبعا إستبعدت فكرة إنها تكون بتشتغل اي حاجه لأني مش مخليها هي وولاد اخويا محتاجين حاجه من بعد مۏت المرحوم.. لأني عندي محلات كتير وكانت شرك مع اخويا وبيجيلنا منها اللي يكفي بيوتنا وزيادة كمان.. 
بصيتلها بلوم وعيون ماليها الڠضب وسألتها وأنا بحاول اكتم ڠضبي
كنتي فين ياسعاد وبتعملي أيه وأيه سبب غيابك المستمر عن بيتك وأولادك
لقيتها ردت عليا ببرود
كنت مكان ماكنت ياعاصم دا شيئ ميخصكش ولا ليك اي حق فأنك تسألني سؤال زي دا. 
رديت عليها بنفس الڠضب وقولتلها
غلطانه ياسعاد.. انا عم اولادك اللي هتوصميهم بالعاړ بعمايلك دي.. واخو جوزك اللي هتخلي سمعته في الوحل من بعد مامات.. انتي پتخوني ذكري الانسان اللي مشوفتيش منه غير كل خير.. وابدا ميستهلش منك إنك تغلطى الغلط دا في حقه وحق أولاده. 
لقيتها وطت للأرض بحزن وردت عليا
ڠصب عني ياعاصم صدقني.. إنت مش فاهم حاجه.. انا لايمكن اسيئ لجوزي او لاولادي ابدا.. كل الحكايه إن فيه أمور خارجه عن إرادتنا ومبنقدرش
نتحكم فيها..
انا تقريبا فهمت هي تقصد أيه.. وبعد ثواني تفكير حسمت الأمر ولقيت الحل اللي هيريح كل الاطراف.. وخاطرت باستقرار حياتي كله وانا بقولها
سعاد إسمعيني.. أنا فاهم كويس أيه هو نوع الأمور اللي متقدريش تتحكمي فيها.. واللي متدكيش برضوا اي عذر لتصرفاتك دي وسلوكك اليومين دول..
لكني هحط فحسباني انك لسه شباب وصغيره ومش هتقدري تفضلي من غير جواز أو راجل فحياتك.. وبناء عليه أنا قررت أتجوزك.
انا قلت كلامي دا ولقيتها انتفضت وبصتلي بعيون مبرقه من الصدمه فكملت كلامي 
أيوه هتجوزك ياسعاد واحافظ علي سمعة اخويا المېت وسمعة عياله.. اعملي حسابك اني هكتب عليكي آخر الشهر.. بس هاخد باقي الشهر مهله عشان اوصل لمراتي وأولادي الخبر بهدوء.. والمحلهم تلميح الأول عشان الصدمه متبقاش صعبه عليهم..
وكمان عشان أنا مش هعمل حاجه في السر أو في الخفا ولازم جوازنا يكون رسمي.. ماهو انا مش هعالج غلط بغلط. 
لقيتها بصتلي بصه طويله مفهمتش معناها وبعدها ضحكت بعلو صوتها وفضلت تضحك لغاية ماتعبت وسكتت.. وانا والولاد كنا بصينلها بعجب من ضحكها الهيستيري دا.. وبعد ماسكتت لقيتها بتقولي
إيه اللي انت بتقوله دا ياعاصم
جواز أيه وجواز مين من مين أنا أتجوزك إنت إنت سامع نفسك بتقول أيه 
إتعصبت عليها من ردها المستفذ عليا وقولتلها
أيه ياسعاد.. هو كلامي مش مفهوم للدرجادي.. أيه ياست هانم شايفه عرضي مش مقبول بالنسبالك ولا أيه 
انا مش شايف حاجه في اللي قولته تستدعي إستغرابك ولا ضحكة السخريه اللي ضحكتيها من شويه دي. دأنا بعرض عليكي الستر والمفروض تكوني ممنونه لعرضي دا وتقدريه وخصوصا إني هتجوزك برغم كل اللي سمعته وبسمعه عنك وبرغم اللي بتعمليه! 
ردت عليا وهي بتقوم وقالتلي
أنا جواز منك مش هتجوز ياعاصم.. وأنسي الموضوع دا نهائي.. قالت كلامها وهي بتتوجه علي أوضتها وبمجرد ماخلصت كلامها بصت لجني وهي علي باب الأوضه وقالتلها بنبره آمره
جني اعمليلي حاجه اكلها وهاتيهالي علي الأوضه وبعدها اعمليلي فنجان قهوة مظبوط..
أنا هتغدي وانام شويه عشان مرهقه أوي أياكي إنتي أو حد من أخواتك تصحوني.. افضلوا العبو مع بعض وبعدها قومي لمي البيت وزاكري لاخوكي وعشيهم ونيميهم.
وجني سمعت الكلام وقامت عشان تنفذه من غير نقاش. 
وانا صړخت علي سعاد بعصبيه وانا شايف قسۏتها علي الطفله دي وقولتلها
علي فكره انتي هتضطريني بالوضع دا إني آخد ولاد اخويا منك لان الظاهر إنك مش هينفع معاكي الذوق ابدا.. وواضح انك مبقتيش فاضيه تربي عيال.. وبقت نفسك وأهوائها اهم عندك من ولادك.
ردت عليا بكل هدوء وصدمتني بردها اللي مكنتش متوقعه ابدا لما قالتلي
ولاد أخوك اهم قدامك ولو عايز تاخدهم اتفضل خدهم فأيدك وإنت ماشي من دلوقتي.. وعتبك عاللي يمنعك. 
سمعت كلامها دا وأخدت بعضي بعدها ومشيت وانا مش مستوعب الصدمه ولا مستوعب السهوله اللي بتتخلي بيها عن ولادها وحاسس مش قادر أتحمل وجودي مع الست دي فمكان واحد.. أو أسمع منها كلمه زياده واني خلاص وصلت لأقصي مراحل التحمل ولازم فأسرع وقت اصلح وضع لازم يتصلح بأي طريقه لأن استمراره معناه كارثه بكل المقاييس
رجعت بيتي وانا حاسس لأول مره إني عاجز قدام أمر ومهزوم ومش عارف آخد قرار وإني لازم اختار حل من اتنين من أتنين..
الاول إني آخد الولاد وابعدهم عن أم مستهتره بالشكل دا.. وأحرمهم من أمهم ويعيشوا أيتام من الأب والأم كمان واربيهم بالطريقه اللي ترضي ربنا وترضيني وتريح اخويا فتربته..
أو إني اسيبهم معاها وأحاول إني اسيطر عليها اكتر من كده واعمل المستحيل عشان اقدر..لكن
لو فشلت فدا ولاد اخويا هيضيعوا معاها.. 
وصلت البيت اخيرا وكان واضح عليا الديق وظهر جدا في تعاملي مع مراتي والولاد وانا بكلمهم بزعيق وشخط ونتر..
وطول الوقت وانا الموقف اللي شفته قدامي من سعاد مخليني زي الڼار من العصبيه.. 
وخصوصا وان صورتها وصوتها وهي بتتكلم معايا و برودها وتعاملها مع الاولاد بالجحود دا كأنها مرات ابوهم مش أمهم..وإهمالها الفظيع فبيتها.
من بعد ماكانت أحن أم في الدنيا.. دنا حتي كنت دايما اقول لمراتي إتعلمي الأمومه ووالنظام والنضافه من سعاد مرات اخويا.. 
وكنت دايما عايزها تاخدها قدوة ليها ومثل أعلى.. مش عارف بس أيه اللي جرالها ولخبط أحوالها بالشكل دا! 
دخلت أوضتي وفضلت أفكر في الحل لغاية مالقيته أخيرا..
هو صحيح ممكن يسبب مشكله لكن مقداميش غيره..والحل دا متمثل في شخص واحد هو الوحيد اللي هيقدر يحل المشكله دي من جزورها. 
طلعت تليفوني وجبت نمرة احمد اخو سعاد اللي فبلد تانيه.. وتحديدا في قريه من قري الصعيد وإتصلت عليه.. وحكيتله كل حاجه.. وبمجرد مااخوها سمع اللى قولتهوله حسيت من كلامه إنه بقي بركان ڼار.. 
وقفل معايا السكه وقال إنه جايني فورا مسافة الطريق.. ونبرة صوته كانت بتقول إنه مش هيحصل خير أبدا.. طبعا ماهو صعيدي ودمه حامي وأكيد مش هيرضي بالعيبه ولا يقبلها علي نفسه ولا من أخته..
بس خۏفت أحسن يتصرف بتهور ويأذي سعاد ويكون أذاها ذنب في رقابتي.. لكني قولت لنفسي اني أول مايوصل القاهره وقبل مايتواجه مع سعاد انا هقعد معاه الاول وأفهمه إن الأمور متتحلش بالعڼف ابدا.. وهطلب منه إيدها وأخليه يجوزهاني ونكفي علي الخبر ماجور وانا ساعتها بموجب عقد الجواز اللي هيكون بيني وبينها هعرف إزاي أربيها وأعلمها الادب وأمشيها علي العجين متلخبطهوش 
وساعتها هيكون كل الحق معايا.
وبالفعل وصل أخوها أحمد بعد ساعات من السفر وجاني علي العنوان اللي طلبت منه يقابلني فيه.. وقعدت معاه وإتكلمنا وقولتله علي وجهة نظري وهو إقتنع بعد مجهود جبار مني فالإقناع إنه يحل الموضوع بعقلانيه.. وخصوصا بعد ماعرف إني مستعد أتجوزها وأستر عليها.. لكنه قالي إنه مش هيعمل أي حاجه ولا هيتصرف اي تصرف غير لما يشوف بنفسه سعاد بتعمل أيه.. وأنا قولتله إني كنت ناوي أعمل كده بنفسي.. حتي وإن كنت شبه متاكد من اللي بتعمله.. 
لكن قولنا عشان منديلهاش فرصه للأنكار والنفي بعد كده وتمثيل الفضيله وتمثل دور المظلومه علينا ولو قولنالها حاجه تقول هاتو دليلكم علي كلامكم وتنكر كل حاجه..
وتاني يوم فعلا نزلت أنا وأحمد وإتقابلنا تحت العماره اللي ساكنه فيها سعاد وإستنينا فعربيه أوبر إتأجرناها لليوم كله.. وعلي الساعه ١٠ كده بصينا لقيناها نازله من العماره وبتتلفت حواليها.. ووقفت تاكسي وركبت فيه وإتحركت.. وإحنا إتحركنا وراها.. 
وبعد مسافه من المشي وراها وقف التاكسي فمكان ونزلت منه سعاد.. وإحنا وقفنا بالعربيه ولما نزلنا وشفنا المكان بصينا لبعض بإستغراب شديد.. أصل المكان دا بالذات آخر مكان كنا نتوقع إن سعاد ممكن تجيله!
نزلنا أنا وأحمد وبصينا حوالينا للمكان وإحنا مستغربين.. وبنسأل نفسنا ياترى أيه اللي جاب سعاد هنا
دخلت سعاد وإحنا الاتنين دخلنا وفضلنا ماشيين وراها من بعيد لبعيد.. وقفت ثواني إتكلمت مع وحده من العاملات في المكان دا.. والظاهر سألتها علي حاجه لأن الست هزتلها دماغها بتأكيد و شاورتلها علي أوضه معينه.. وسعاد ابتسمتلها وكملت طريقها لغاية ماوقفت قدام الأوضه اللي شاورتلها عليها العامله.. وفضلت باصه لبابها فتره طويله.. كأن ورا الباب دا بتكمن أشد مخاوفها.. وشويه وخبطت علي الباب ودخلت..بصيت
لأحمد وهو بصلي وإتقدمنا ناحية الأوضه ووقفنا قدامها 
وعنينا إحنا الاتنين إتعلقت علي اليافطه المكتوبه علي بابها.. غرفة العلاج الكيميائي.. أيوه زي ماسمعتوا كده.. أصل المكان اللي سعاد راحتله دا كان مستشفي للأورام..
خبط أحمد علي الباب بأيد بتترعش وبواقي شك لسه جواه.. ومن قبل ماحد يرد عليه فتح الباب مره وحده.. والصدمه لما شفنا سعاد قاعده علي جهاز الحقن الكيميائي وبتاخد جرعه وشكلها بتتألم جامد ودا واضح من ملامح وشها.. وهي أول ماشافتنا إتخضت وقامت بسرعه لدرجة إنها كانت هتفصل المحلول اللي فأيدها لولا مالدكتوره هي والممرضه اللي معاها ثبتوها قوام.
بصت لأحمد أخوها بعيون ماليها الدمع وبصتلي بلوم وعتب وقالتلي بضعف
ليه كده ياعاصم.. أكيد انت اللي كلمته وجبته.. ليه ياعاصم ڤضحت اللي مخبياه بقالي شهور ليه.. خلصت كلامها وإبتدت تبكي بحرقه وۏجع واحمد أخوها إتقدم عليها وحضنها حضڼ حنون وهمسلها والدموع فعنيه
ليه ياسعاد تدسي عننا حاجه زي دي.. ليه تتحملي وجعك لحالك وتخلي الناس تبصلك بعين رديه وتظن فيكي السوء
رفعت سعاد دماغها من حضنه وقالتله
صدقني لو كنت قولت ولا عرفت حد بمرضي كنت هتألم أضعاف ألمي دا في كل مره كنت هشوف نظرة شفقه فعيون اللي حواليا وهما بيبصولى..
كنت هحس بإن حالتي بتسوء وهتعب..
صدقني كلام الناس واتهامهم ليا بالباطل اهون ألف مره من نظراتهم المشفقه.. أنا كنت عايزه أموت لوحدي ياأحمد ويبقي مۏتي مفاجأة للكل مش يفضلوا يموتوا معايا كل يوم.
أحمد سمع كلامها دا وحضنها جامد والدكتوره إتكلمت بتأثر من كلام سعاد وردت عليها
غلطانه يامدام سعاد وياما قولتلك قبل كده.. قولتلك إن وجود الناس حواليكي هيخفف عنك ودعمهم ليكي هيقويكي مش هيضعفك..
لكن إنتي كان ليكي فلسفه خاصه ومكدبش عليكي فلسفتك غريبه نوعا ما.
شايفه الراحه اللي كست ملامحك وإنتي فحض أخوكي وحاسه بخوفه عليكي!
ردت عليها سعاد وقالتلها لا يادكتوره بالعكس.. انا فلسفتي كانت هي الصح لاني كنت خاېفه احس بالضعف زي منا حاسه دلوقتي واعوز طول الوقت حد يحضني الحضن دا واتمنى إني أفضل فيه دايما مخرجش منه لآخر يوم فعمري
أنا طول الوقت فضلت ساكت ومتكلمتش ولا كان ليا عين اتكلم ولا لاقي كلام أقوله غير إني أستغفر ربنا في سري على سوء ظني فيها وبس.
الدكتوره بعد دقايق من دخولنا سابتنا مع سعاد في الأوضه وطلبت مننا إننا ننادي عليها اول مالجرعه تخلص..
وبمجرد خروج الدكتوره أحمد مسك ادين سعاد بين إديه وسألها بحنان مخلوط پألم
قوليلي من إمتا وإنتي إكده.. وحالتك عامله كيف دلوكيت عتتحسن علي الكيماوي ولا أيه
ردت عليه سعاد بهزة نفي من دماغها وهي بتمسح دموعها وقالتله
لا ياأحمد مفيش أي تحسن ودي آخر جلسه ليا لو التحليل بتاع الشهر دا أثبت إن الحاله بتسوء كالعادة مش بتتحسن.. ماهو أصل انا مش هتحمل عڈاب الكيماوي علي الفاضي.. ومش عايزه اموت وانا پتألم انا خلاص تعبت ونفسي أعيش آخر أيامي من غير ألم.
رد عليها أحمد برفض وقالها بإصرار
له ياسعاد انتي هتروقي وتعيش وتبقي زي الفل.. اني هسفرك بلاد بره تتعالجي هناك وفي بلاد الاجانب مفيش حاجه ملهاش طب ولا دوا. 
ردت عليه بيأس وقالتله
هنا زي هناك ياحبيبي مفيش فرق ولا حالتي ليها علاج فأي مكان غير العلاج اللي باخده دا..ولو فيه صدقني انا كنت هسعي اليه ولو كان فآخر العالم كنت هروحله.. صدقني انا نفسي اعيش اوي وافرح بأولادي واربيهم علي اديا ويكبروا قدام عيني.
خلصت كلامها وبصتلي وإبتسمت وهي شايفه الندم اللي فعيوني وقالتلي
متخفش
ياعاصم انا مش زعلانه منك.. إنت ملكش ذنب فشكك.. دا شيئ طبيعي وتفكير أي حد مكانك كان فكره وعارفه إنه نابع من تصرفاتي الغريبه في الفتره اللي فاتت.. 
وأظن دلوقتي آن الأوان عشان تلاقي تفسير لكل اللي كنت بتسأل عنه وعايزني أجاوبك عليه
بص ياسيدي.. الحكاية بدأت من بعد مۏت محمد أخوك بشهرين.. من كتر حزني عليه وزعلي علي خسارته المفاجئه خلايا جسمي إنهارت وإتتدمرت.. جاني السكر والصغط وإتختمت اللسته باللوكيميا.. صدقني أنا لو عليا مكنتش حسيت بزرة زعل أو خوف من مرضي دا ولا كان فرق معايا.. وكنت هفرح لأني رايحه للغالي وهفضل معاه ومش هنفترق تاني..
لكن أنا كل اللي همني وقت ماعرفت الخبر دا هما ولادي.. صعبوا عليا وقلبي إتقطع عليهم عشان داقوا يتم الاب بدري.. وهيكملوا حياتهم وهما يتامي من الاب والام.. 
وخصوصا الولد الصغير اللي لسه مشافش من حناني ولا حنان أبوه حاجه وهيكبر حتي مش هتكونا جواه أي ذكري بعكس إخواته..
وبرغم حزني وقهرتي الا إني حمدت ربنا ورضيت باللي قسمهولي وقولت دا وعد ومكتوب ومفيش مفر منه ولا هيغيره حزن ولا هيبدله إعتراض..
وإبتديت في رحلة العلاج الكيماوي وقررت مع نفسي قرار.. وهو إني مقولش لأي حد علي مرضي ولا أعرف حد بيه وإني هستني لغاية ماأشوف نتيجة العلاج وإن كانت حالتي هتتحسن.. ولا خلاص كده عمري خلص لحد هنا.. 
وفعلا عملت كده.. وإبتديت مشواري لوحدي.. ومن بعد العلاجات والجرعات تحاليلي في الأول كانت واقفه علي نسبه معينه وإبتديت اتفائل وأقول بقي ليا فرصه في الحياه.. لكن بعد كده إبتدت حالتي تتدهور والعلاج مبقاش يجيب أي نتيجه.. 
وشفت فعيون الدكتوره إني خلاص مفيش ليا أمل أو أي فرص للحياة..
لكنها كانت بتشجعني رغم دا وتقولي إن ربنا كبير ومعجزاته مستمره وإني ميأسش من رحمته.. وإبتديت أتقبل فكرة مۏتي.. وبناء عليه أول حاجه كان لازم أعملها..
إني أعود أولادي على بعدي وأبتدي أطلع من حياتهم وحده وحده عشان لما اغيب مره وحده غيابي ميكسرهمش.. وكمان بقيت اخليهم يعتمدوا علي نفسهم في كل حاجه وعلمت اختهم الكبيره تعتني بيهم وتشيل حملهم عشان ميعوزوش لحد..
كنت باخرج طول النهار واقضي اليوم كله عند أي وحده من صاحباتي.. أو حتي تحت عند مرات البواب.. وطول منا بعيد عنهم وسايباهم لوحدهم قلبي كان بيتقطع عليهم وببقي مخنوقه من بعدي عنهم..ومن اول ماأخرج لغاية ماأرجع دموعي مكنتش بتوقف. 
لكني كنت بستحمل عشان خاطرهم وخاطر مصلحتهم.. إبتديت ألبس النقاب لما الناس بدأت تلاحظ شحوب وشي وتسألني مالك.. وانا عارفه إني مع كتر السؤال والإلحاح ممكن اضعف واقول وساعتها كل اللي بحاول ابنيه من شهور هيتهد مره وحده..
متعرفوش أد أيه نفسي أقضي كل لحظه فاضلالي مع أولادي واضمهم لحضني وأشمهم وأشبع منهم.. لكنى مش بعرف أعمل كده غير وهما نايمين عشان ميشوفونيش.. خلصت كلامها ودفنت وشها بين إيديها وشهقت بالبكا
وانا فضلت باصصلها طول ماهي بتتكلم وشفت أد أيه هي شايله ۏجع وكسره.. وشفت أخوها اللي كان من شويه عامل زي البركان بيمسح دموعه وهو باصص لأخته بنظرة وداع..
وفضلت أئنب نفسى علي ظني السوء.. وأحمد ربنا إن أحمد ماتهورش بناء علي كلامي وأذي المسكينه دي.. وكان ضاع مستقبله وإتدمرت حياته..ولما كان عرف الحقيقه كان ماټ من الندم وكان حملني انا كل الذنب..
وكل دا بسبب كلام سمعته من الناس ومتبينتش منه.. ونسيت قول الله تعالي ياأيها الذين آمنوا إن جآءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا
قوما بجاهلة فتصبحوا علي مافعلتم نادمين صدق الله العظيم..
أخدنا سعاد أنا وأحمد اخوها وخرجنا من المستشفي بيها بعد ماخلصت جلستها.. وكانت مش قادره تصلب طولها.. وطول الوقت أخوها ساندها.. 
وأد أيه كانت ضعيفه وتعبانه ومرهقه.. وطلبت مننا إننا منروحهاش البيت علي طول عشان الولاد ميشوفوهاش وهي في الحاله دي.. وفعلا حودنا علي مطعم علي النيل 
ولما جينا ننزل أحمد اخوها شالها لما شاف إنها مش قادره تقف علي رجلها.. ودخلنا المطعم وفضلنا فيه حوالي ٤ ساعات معاها. وشايفين حالتها وبنتقطع عليها إحنا الاتنين.. 
وحتي طلبنا اكل محدش فينا إحنا التلاته قدر يحط لقمه فبوقه.. وبمجرد ماسعاد حطت دماغها علي الطربيزه وغمضت عنيها ونامت من كتر التعب..في اللحظه دي بس دموع أحمد اللي كانت محپوسه من ساعة ماعرف مرض اخته نزلت بحريه وهو باصصلها لدرجة إنه قام وبعد عن الطربيزه وراح وقف بعيد لما صوت شهقاته عليت وخاف احسن سعاد تصحي.. 
قمت ورحت وراه ووقفت جنبه وأنا مش لاقي أي كلام مواساه ينفع اقولهوله في اللحظه دي.. أو في الموقف دا ففضلت ساكت لغاية ماسكت لوحده ومسح دموعه وهو شايف سعاد بتصحي من النوم وبترفع دماغها من علي الطربيزه
وبعد ماسعاد صحيت اخدناها وروحناها بيتها ولأول مره الاحظ اللهفه والإشتياق اللي فعنيها لأولادها وهي داخله عليهم واللي مكنتش بلاحظة قبل كده..
لكنها إتعاملت معاهم بجحودها المعتاد والولاد مهمهش وفضلوا يلعبوا زي ماهما بعد ماسلموا عليا وعلي خالهم.. وهي محدش فيهم كلمها وكانوا متجاهلين وجودها ولا كأنها امهم اللي غابت عنهم طول النهار ولسه راجعه..
دخلت سعاد أوضتها ونامت وسابتني أنا وأحمد قاعدين مع العيال وباصين عليهم وبنستغفر ربنا ومقهورين علي اليتم اللي إتكتب عليهم بدري من الاب والأم كمان.. لكننا قررنا أنا واحمد إننا مش هنسيب سعاد تاني ولا الولاد.. وانا رحت جبت مراتي واولادي بعد ماحكيت لمراتي كل حاجه وهي إتأثرت جدا بمرض سعاد.. ومن غير ادني اعتراض وافقت إننا نعيش معاهم في الشقه الفتره دي واهي تاخد بالها من ولاد اخويا مع أولادنا..
وحتي أحمد هو كمان راح البلد جاب مراته وعياله وجه بيهم عشان يقعدوا معانا إحنا و سعاد واولادها الفتره دي..
ولأن الشقه كبيره ساعتنا كلنا..
ومن يومها وسعاد بطلت تقضي اليوم بره وكانت طول الوقت قاعده فأوضتها علي سريرها وبتراقب ولادها وهما بيلعبوا مع باقي العيال ومبتسمه وفعنيها رضي وقبول وسلام نفسي رهيب.. وخصوصا وهي شايفه إهتمامنا كلنا بالولاد وكمان بعد مااتعهدنالها انا واحمد بعد مانتيجة آخر تحليل طلعت وعرفت إنها خلاص مسألة وقت وھتموت..إننا مش هنسيب ولادها ابدا وهيفضلوا فعنينا طول العمر..
والنهارده وبعد ١٥ سنه عدوا علي مۏت سعاد.. انا اهو واقف قدام باب الكوافير ومستني جني بنت اخويا وبنت قلبي تطلع منه وهي اجمل عروسه عشان اسلمها بنفسي لجوزها.. أيوه سعاد ماټت من ١٥ سنه.. ماټت بهدوء ومن غير ماحد يحس بيها..
ومن يومها وانا حاطط ولاد اخويا فعيوني وربيتهم احسن تربيه وبعلمهم احسن تعليم.. واللي ساعدني فده مراتي الأصيله اللي كانتلهم أم من بعد مۏت أمهم ومفرقتش ابدا بينهم وبين ولادنا..
وأحمد خالهم هو كمان مسابهمش وكان بيسأل عنهم بإستمرار ومتابعهم دايما.. واهو واقف عند المدخل هناك اهو هو وإخواتها الاتنين ومستنيينها بلهفه تطل عليهم زيي بالظبط وحاسين بنفس الفرحه..
انا النهارده وبعد ١٥ سنه بحكيلكم الحكايه دي عشان تتعلموا من خلال تجربتي دي إنكم متتصرفوش اي تصرف بناء علي أي كلام تسمعوه من أي حد..واتحروا
الحقيقه عشان متظلموش.. والتمسوا للناس علي افعالهم ٧٠٠ عذر مش سبعين بس لانه هييجي اليوم اللي تحتاجوا فيه إن الناس تلتمسلكم الاعذار. 
لو مره حد جه وقالكم حاجه عن حد تبينوا وإتأكدوا منها الاول قبل ماتظلموا عشان متبقوش نادمين نفس الندم اللي انا حسيت بيه لما إكتشفت الحقيقه.. وإن كلام الناس حاجه والحقيقه حاجه تانيه خالص. 
تمت
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-