رواية اسيرة الجاسر جاسر وليليان كاملة جميع الفصول بقلم اميرة موسي

رواية اسيرة الجاسر جاسر وليليان كاملة جميع الفصول بقلم اميرة موسي

رواية اسيرة الجاسر جاسر وليليان كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة اميرة موسي رواية اسيرة الجاسر جاسر وليليان كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية اسيرة الجاسر جاسر وليليان كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية اسيرة الجاسر جاسر وليليان كاملة جميع الفصول

رواية اسيرة الجاسر جاسر وليليان كاملة جميع الفصول بقلم اميرة موسي

رواية اسيرة الجاسر جاسر وليليان كاملة جميع الفصول

كانت ليليان بتغيّر هدومها في أوضتها عشان تستعد ليوم جديد في شغلها، وفجأة سمعت صوت مامتها بتنادي عليها:

رانيا: ليليان

ليليان وهي جوه: نعم يا ماما؟

رانيا: يلا عشان تفطري.

ليليان: هخلص لبسي واجي.

لفّت ليليان خمارها اللي بيخلي شكلها زي الملاك، وطلعت من الأوضة. قربت من مامتها، وباستها على خدها:
ليليان: صباح الخير يا ماما.

رانيا: صباح النور، اقعدي يا حبيبتي افطري عشان ما تتأخريش على شغلك.

ليليان: أومال بابا فين

رانيا: بيصلي، هيجي دلوقتي.

ليليان: هستناه لحد ما ييجي.

رانيا: كده هتتأخري.

ليليان: عادي، أهم حاجة نفطر كلنا مع بعض.

في اللحظة دي، طلع صبري من الأوضة وهو بيبتسم:
صبري: صباح الخير يا دكتورة.

ليليان: صباح النور يا بابا.

قعدوا كلهم على السفرة، وبدأوا يفطروا، لحد ما مي اتكلمت وهي بتبص لوالدها:
مي: بابا، كنت محتاجة مصاريف الجامعة.

صبري: كام يا مي

مي: 300 جنيه.

صبري: حاضر، فكّريني بعد الفطار أدهملك.
ثم بصّ لليليان: وانتي يا ليليان يا حبيبتي، هتنزلي امته مع خطيبك تجيبوا عفش الشقة

ليليان: اتفقنا ننزل يوم التلات.

صبري: يعني بعد بكرة

ليليان: أيوة

صبري: على خير إن شاء الله

سمعوا صوت عربية تحت وهما قاعدين بيفطروا، فقامت ليليان بسرعة: أكيد ده رحيم أنا هنزل بقى عشان ما أتأخرش عليه.

صبري: خلي بالك من نفسك.

ليليان: حاضر يا بابا، مع السلامة

رانيا: استودعكِ الله

نزلت ليليان تحت، ولقت عربية سودا واقفة، كان جواها رحيم في أواخر العشرينات. راكبته ليليان العربيه وقالت: صباح النور.

رحيم: صباح النور.

ركبته ليليان وراه في العربية، فقال رحيم بلهجة مستنكرة: تاني يا ليليان

ليليان: رحيم، إحنا اتكلمنا قبل كده في الموضوع ده.

رحيم: على فكرة، أنا خطيبك.

ليليان: على عيني وعلى راسي بس مينفعش إحنا مش متجوزين عشان أقعد جنبك.

رحيم مبتسم: هو إحنا كده قاعدين جنب بعض فيه فاصل بينا.

ليليان بهدوء: رحيم، أنا مرتاحة كده. عشان خاطري، بلاش كلام في الموضوع ده تاني.

رحيم: أنا عايز أقولك حاجة واحدة بس، قبل ما تكوني خطيبتي، انتي بنت خالتي، وأكيد بخاف عليكي

ابتسمت ليليان بخجل: أنا عارفة كده كويس، وبعدين يلا بقى، هنتأخر على شغلنا.

رحيم شغل العربية، واتحرك ناحية شغل ليليان. بعد شوية وصلوا قدام المستشفى. نزلت ليليان وقالت: شكراً على تعبك معايا.

رحيم نظرًا لها بابتسامة: مش هقول العفو، لأن لو فضلت أتعب طول حياتي عشانك، ده بالنسبالي راحة.

ابتسمت ليليان بخجل، فرد رحيم:
رحيم: النهارده عندي شغل كتير، ومش هعرف أرجّعك.

ليليان: مفيش مشكلة، هروح لوحدي. أنا كده كده طالعة بدري.

رحيم: خلي بالك من نفسك، ولو احتجتي حاجة كلّمني.

ليليان: حاضر، بعد إذنك.

دخلت ليليان المستشفى، ورحيم اتحرك بالعربية ناحية شغله

في الكلية، مي كانت بتدفع مصاريف الكلية، وهي رايحة المدرج سمعت صوت زميلها بينادي عليها:
مصطفى: مي

وقفت مي مكانها، قرب مصطفى عليها وقال بابتسامة: صباح الخير.

مي: صباح النور.

مصطفى: وحشتيني.

مي بخجل: وانت كمان.

مصطفى: مش ناوية بقى تكلمي باباكي في موضوعنا عايزين نعمل شبكة.

مي بتنهيدة: ما انت عارف اللي إحنا فيه يا مصطفى، بابا مصمم إنه مفيش حاجة تحصل غير لما ليليان تتجوز.

مصطفى بضيق: هفضل لحد إمتى قاريين فاتحة بس

مي: معلش، استحمل، كله كام شهر وليليان تتجوز واحنا كمان نكون اتخرجنا.

مصطفى: وأنا بعمل إيه غير إني مستني

مي: الصبر جميل، وبعدين يلا ندخل المحاضرة عشان ما نتأخرش.

دخلت مي ومصطفى المحاضرة مع بعض وهم بيتكلموا بهدوء.

في قصر كبير شبه قصور الملوك، كان جاسر واقف قدام المراية بيبص لنفسه بفخر وهو بيظبط هدومه، مستعد لمشوار كل أسبوع. فجأة خبطت الخدامة على الباب وقالت:
الخدامة: جاسر بيه

رد جاسر بصوته الغليظ: في إيه

الخدامة: مرفت هانم محتاجة حضرتك.

جاسر: قبل ما أمشي هاروحلها.

الخدامة: تمام يا باشا.

مشيت الخدامة من قدام الأوضة وراحت تبلغ مرفت إن جاسر جاي. خلص جاسر لبسه وطلع على أوضة مامتُه اللي في الجناح التاني. دخل الأوضة وقرب منها وقال:
جاسر: صباح الخير.

مرفت بنبرة حب: صباح النور يا حبيبي.

جاسر: عاملة إيه دلوقتي

مرفت: بقيت بخير لما شفتك يا حبيبي

جاسر: دايمًا بخير، محتاجة مني حاجة

مرفت: رايح فين كده

جاسر: عندي كام مشوار أخلصهم وهرجع.

مرفت: خلي بالك من نفسك يا جاسر.

جاسر: ما تقلقيش عليّ، بعد إذنك.

طلع جاسر من الأوضة، وماشي في ممرات القصر. الخدامين كانوا كتير، رجالة وستات، وكل ما يشوفوه كانوا يوطوا راسهم احتراما له، وماحدش فيهم كان بينطق ولا كلمة.

بعد فترة، خلصت ليليان شغلها وطلعت من المستشفى، وركبت تاكسي. وصلت عند آخر الحارة شويّة، فقال السواق: آخر هنا يا آنسة.

دفعت ليليان الفلوس ونزلت، وهي ماشية قابلتها عربية سودا فخمة، ووقفت قدامها. نادى الشخص عليها : لو سمحتي يا آنسة.

لفتت ليليان وشها، واستغربت لما لقت نفس الشخص اللي قابلته قبل كده. بطل قوي وعيونه حادة، وملامحه قاسية، ونفس الابتسامة، وسألها سؤال مختلف عن كل مرة.

ليليان: حضرتك الحارة دي صغيرة قوي، فصعب تلاقي الحاجة اللي بتسأل عليها.

جاسر: تمام، أنا بس جديد هنا في المنطقة عشان كده معرفش حد. آسف لو ازعجتك.

ليليان: حصل خير، بعد إذنك.

جاسر بصّ لها بنظرة مليانة حب ودهشة، مكنش مصدق إنه شافها تاني بعد أسبوع من آخر مرة، فضل واقف يتأمل فيها حتى لو هي كانت عاطياه ظهرها. بس بالنسبة لجاسر، أهم حاجة عنده كانت إنها تكون قدامه.

تاني الصبح، لبست ليليان هدومها ونزلت تحت علشان تجيب العيش من الفرن. وهي ماشية، قابلها راجل كبير في السن بدقنه وملامحه مش باينة خالص بسبب كبر سنه، وكان متكئ على عكاز. قال بصوت ضعيف:
الراجل: اسنديني يا بنتي، عايز أجيب عيش.

في الأول، كانت ليليان محروجة، وكمان مش هتلمس راجل، لكن قررت في الآخر تساعده لأنه كبير في السن ومش قادر يمشي. مسكت إيدها التانية وسندته لحد فرن العيش. جابت له كرسي يقعد عليه وقالت: اتفضل حضرتك اقعد هنا، وقولي عايز كام رغيف

الراجل طلع عشرة جنيه وإيديه بترتعش وقال: عايز بالعشرة دول.

ليليان: خلي الفلوس معاك، أنا هجيب لك معايا.

الراجل بضعف: معايا فلوس يا بنتي، شكراً.

ليليان: معاك الخير كله، بس خليها لو احتجت حاجة.

دخلت ليليان “صاحبة الفرن وقالت:
ليليان: لو سمحتي يا أستاذة مني، ممكن بعشرين عيش لواحد وعشرة لواحدة

مني: تحت أمرك يا دكتورتنا.

جابت لها مني العيش، ولما أخدت ليليان العيش، طلعت من الفرن. قربت من الراجل، وقامت من على الكرسي وسندته تاني وقالت:: حضرتك رايح فين

الراجل: أنا في بيتي في الحارة اللي بعدكم.

ليليان: أوصلك لحد هناك

الراجل: مش عايزك أتعبك معي يا بنتي.

ليليان: ولا تعب ولا حاجة.

فضلت ليليان تسند وتمسك إيده وتمشي معاه، لحد ما وصلوا للحارة، وسألت عن بيته، لكن ما لقيتوش. وكل ما تروح مكان، مش لاقياه. وهو لسه ماسك في إيدها لحد ما لقيت نفسها هتتأخر. قالت:
ليليان: إحنا رحنا أماكن كتير، بيتك فين

الراجل: أنا بنسى بسرعة، وأنا راجل مريض خلينا نمشي لحد ما ألاقي بيتي.

ليليان: تعال عندنا لحد ما تلاقي بيتك، لأني لو تأخرت أكتر من كده أهلي هيُقلِقوه عليه.

الراجل: أنا قلت لك خليكي، هتتعبي

ليليان: أنا متعبتش، حضرتك على راسي، بس عشان أهلي، واتأخرت.

كان هيرد، لكن في شخص كان جاي يجري. شاب في سن العشرينات قال: بابا، كنت فين رحت للفرن وما لقيتكش.

الراجل:أشكر الأستاذة، كانت بتحاول تلاقي البيت، بس تهنا إحنا الاتنين.

بص الشاب ناحية ليليان وقال:
الشاب: شكراً يا آنسة.

ليليان: مفيش حاجة ما تشكرنيش، ده واجبي. عن إذنكم.

جت ليليان علشان تشد إيدها من الراجل، لكنه ما كانش راضي يسيبها، فحاولت تسب إيدها، لكنه مسكها جامد. قالت ليليان:
ليليان: لو سمحت، إيدي.

الراجل: مالها يا بنتي

ليليان: سيب إيدي مسكه جامد اوي

ساب الراجل إيدها وقال:
الراجل: اعذريني يا بنتي ما أخدتش بالي.

ليليان: حصل خير.

مشت ليليان وسابت الراجل مع الشاب، فقال الراجل بصوت رجولي:
الراجل: فين العربية

الشاب: آخر الشارع، يا جاسر بيه.

ركب جاسر العربية جنب السواق وتحركوا ناحية القصر. وصلت ليليان بيتها ودخلت شقتها. قابلتها رانيا على الباب وقالت:
رانيا: اتأخرتي كده ليه
ليليان: “كان في راجل كبير مش عارف يمشي، فسندته لحد بيته.”
رانيا: “ربنا يوقفلك ولاد الحلال في طريقك يا بنتي زي ما بتسعدي الناس.”
ليليان: يارب يا ماما
رانيا: يلا اقعدي فطري.
قعدت ليليان تفطر مع رانيا.

في القصر، وصل جاسر ونزل بملابسه المبهدلة ودخل على أوضة الحارسة. رجاله مش عرفوه من شكله. دخل جاسر أوضته، قلع الماسك اللي كان لابسه وغيّر هدومه. كان بيلبس بإيده واحدة عشان يحافظ على ريحة إيده التانية، مكان لمست ليليان، مش عايز الريحة تروح من إيده حط يده على منخيره واخد نفسه بعمق، نزّلها شويه على شفايفه وباسها بعمق وهو بيشم ريحتها فيها.

فجأة، الخادمة دخلت وقطعت سحر اللحظة
الخادمة: جاسر بيه، الأكل جاهز
جاسر: ادخلي

دخلت الخادمة وحطت الأكل، كانت مستغربة إن جاسر بيبوس في إيدها بعمق. هي عارفة إن جاسر مغرور، بس مش لدرجة إنه يبوس نفسه. طلعت الخادمة من الأوضة، وقرب جاسر للأكل وبدأ يأكل من العيش اللي جابته ليليان. كان بياكل العيش بإيده الشمال، ما رضيش ياكل باليمين علشان العيش ما يضيعش ريحتها. وبعد كده ساب العيش وابتدى ياكل بإيده اليمين من غير عيش أو معلقة. كل ما ياكل حاجة بيده، يبوسها بعمق. كان حابب ريحتها تكون في الأكل، مع إنه المفروض يغسل إيده لأنه جاي من بره ومن مكان شعبي، لكن ما حبش ريحتها تروح. كان زي المجنون وهو بيشم ريحتها في كل لقمة بياكلها

في الليل، كانت ليليان في أوضتها بتاكل، وخطيبها كان بيتفق معاها على إمتى هيروح يجيب عفش الشقة.

ليليان: خلينا بكره، أنا فاضية بكره.

رحيم: عندك إجازة

ليليان: لا

رحيم: أمال فاضية إزاي

ليليان: امبارح طول اليوم كان شغل، واخدت شفتين. فا رؤي، صحبتي، قالتلي هتيجي مكاني النهاردة بكره علشان أنا أخدت يومين بدالها قبل كده.”

رحيم: كويس أوي، خالص. ننزل بكره

كانت هترد، لكن سمعت صوت باباها بينادي عليها: ليليان

ليليان: رحيم، بابا بينادي، هشوف.

رحيم: روحي، يا حبيبتي.

قامت ليليان وقفلت مع خطيبها، لبست خمارة وطلعت على الباب.

ليليان: السلام عليكم.

الراجل اللي مع باباها: “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عاملة إيه يا دكتورة ليليان

ليليان: الحمد لله، في نعمة.

الراجل: يستاهل الحمد.

صبري:ليليان، اعملي لنا شاي.

ليليان: “حاضر، يا بابا.”

لسه هتتحرك ناحية المطبخ، وفجأة لقت باب الشقة مفتوح ودخل ناس ماسكين أسلحة. انصدمت ليليان من اللي شافته، وقام صبري والراجل اللي معاها بسرعة وطلعوا من أوضة الضيوف على برة. وانصدمت مي وانيا وطلعوا من الأوضة أول ما سمعوه الصوت

رانيا لما شافتهم، راحت مصوتة

قرب صبري وقف قدام ليليان، والكل وراه. صبري حامى عليها وقال:
في إيه؟ انتو مين

الشاب: امشوا معانا وانتو ساكتين.

صبري: مش هنمشي من غير ما نعرف انتو مين.

الراجل: بقولك امشي من غير صوت

قربوا، كل واحد ماسك شخص وفي إيده التانية رافع السلاح. طلعوا معاهم وهم بيشدوهم، وليليان بتزعق وتقول:
سيبني يا متخلف سيبني أوعى تمسك إيدي

طلعت ليليان لاقتها الحارة كلها حوالين الناس وبيدهم أسلحة، وليليان بتحاول تشد إيديها منهم.: سيبني انت مسكني كدا ي لي

الناس مش قادره تساعد، الكل خايف بسبب الأسلحة. فجأة، ظهر راجل وسط الرجال وقال:في إيه؟ الصوت ده

الراجل: جاسر بيه، عملنا اللي قولت عليه.

جاسر رفع نظره ناحية ليليان اتصدمت ليليان لما شافتها نفس الشخص للي كان موقفها امبارح

يتبع….
قبل نص ساعه

ليل هادي في الحارة، الناس قاعدة على القهوة، الستات بتتكلم من البلكونات، والعيال بتجري في الشارع. فجأة صوت عربيات دفع رباعي كسر الهدوء، عربيات سودا كبيرة دخلت الحارة بسرعة، أبوابها اتفتحت ونزل منها رجالة مسلحين .

واحد بصوت عالي: الكل يقف مكانه ولا كلمة ولا حركة، اللي هيحاول يهرب هنمسحه من على وش الأرض

الناس في الحارة صرخوا، الستات جريت تقفل البلكونات، والرجالة اتجمدت مكانها.

راجل من الحارة: إنتو مين عايزين إيه مننا
الشخص: إحنا مش جايين نسأل! خدوا الكل، رجالة، ستات، عيال… ما تسيبوش ولا نفس هنا

الرجالة المسلحين بدأوا يجروا الناس من بيوتها ومن الشوارع، الستات تصرخ والرجالة تحاول تقاوم، بس الكلاشات مرفوعة.

ست بتعيط: حرام عليكم! إحنا مالنا ومالكم؟”
راجل مسلح: يلا يا حاجة، ما تخليش دماغنا توجعنا

شاب صغير حاول يجري بعيد عنهم.
راجل مسلح: يا ابن***** تعال هنا
مسكه من هدومه ورماه في العربية.

راجل كبير بتوسل: خافوا ربنا يا ولاد، إحنا ناس غلابة، نعمل إيه فيكم
زعيم العصابة: “غلابة ولا أغنيا مش فارقة اللي عنده كلمة يزيدها، هيشوف رصاص مش كلام

العربيات اتملت بالناس غصب، الرجالة مربوطين، والستات متشحين بالخوف، والأطفال بيصرخوا.

في نفس الوقت:

جاسر رفع نظره ناحية ليليان، ولما شافها، ليليان اتصدمت لما عينيها جات في عينه، لأنه نفس الشخص اللي وقفها امبارح.

جاسر بزعيق: إنت ماسكها كده ليه سيب إيدها

ساب الراجل إيد ليليان.
جاسر بص للرجالة وقال: “حطوهم في العربية.”

صبري حاول يقاوم وقال بتحدي: “ابعدوا عننا! فاكرينها سايبة؟ لا، ابعدوا أحسن لكم

قرب جاسر منه وقال بسخرية: هتعمل إيه يعني

صبري: هنغلب الشرطة! إنت عارف معاها إيه اللي عملته

جاسر رد ببرود: آخرك هاتوا الكلام
بص لرجالته وقال: “خدوهم كلهم على العربيات

رفع نظره ناحية ليليان وقال: بس دي معايا في نفس العربية

راجل من العصابة: تحت أمرك يا باشا

رجالة جاسر شدوهم غصب عنهم، وركبوهم العربيات. أم ليليان بتصوت، ومي ماسكة فيها وهي خايفة.

قرب جاسر من ليليان وشدها من إيدها رغم اعتراضها.
ليليان: ابعد عني يا حيوان! سيب إيدي

شدها جاسر وركبها غصب عنه في العربية، وقعد جنبها.
قال للسواق: اتحرك.

العربيات اتحركت بسرعة من الحارة، صوت الموتور مليان المكان، وسابوا وراهم شارع فاضي غرقان في الظلام

في بيت رحيم، كان بيرن على ليليان، لكن التليفون كان مقفول وبيقول إن البطارية فاضية. استغرب جدًا، هو يدوب لسه قافل معاها قريب، وبدأ يمشي رايح جاي في الأوضة وهو قلقان.

في عربية جاسر، ليليان كانت قاعدة جانبها باصة له بقرف، وكل شوية تحاول تبعد عنه وتخلي مسافة. جاسر بصلها وقال بسخرية:

أنا لو عايز أقعدك على رجلي أقعدك، بس سايبك على راحتك

ردت ليليان بغضب:إنت مفكر نفسك إيه بكرة الدنيا كلها تعرف وتتقلب فوق دماغك.”

جاسر :طب لمّا نيجي لبكرة، تفرجي.

ليليان بصت له بقرف أكبر، وزعلت من نفسها إنها كانت بتديله أخبار عن الحارة، وإنه استغلها. في الوقت ده، في العربيات التانية، الناس كانت قاعدة مرعوبة. كل عربية فيها خمس أو ستة مسلحين، وأهل الحارة كانوا متوترين.

رانيا، اللي كانت قاعدة في واحدة من العربيات، كانت خايفة على بنتها جدًا. دموعها نازلة وقالت لواحد من الرجالة اللي معاهم:

طمني على بنتي، عايزة أطمن عليها. كلم كبيركم يخليني أشوفها

الراجل بص لها وقال:بنتك أنهي فيهم

ردت بسرعة:البنت اللي راكبة في عربية الكبير بتاعكم

الراجل طلع تليفونه ورن على جاسر وقال له:جاسر بيه، أم البنت اللي معاك يا باشا قلقانة عليها وعايزة تطمن.

جاسر رد ببرود:اديها التليفون.

ناول الراجل رانيا التليفون، وبعدها جاسر عطى التليفون لليليان وقال:مامتك عايزة تكلمك.

ليليان أخدت التليفون منه ولفت وشها وهي بتقول:ماما، إنتِ كويس

رانيا بصوت مليان خوف:ليليان، حبيبتي حد عملك حاجة

ليليان:أنا بخير يا ماما، اطمني. المهم إنتِ ومي وبابا أخباركم إيه

رانيا:مي كويسة، بس باباكي مش معانا.”

ليليان بان عليها القلق وقالت:أنا عايزة أطمن عليه، أنا خايفة عليه قوي.”

رانيا حاولت تهديها:الراجل اللي معانا طمّن عليهم، متقلقيش. أهم حاجة إنك بخير.”

ليليان:متقلقيش يا ماما، أنا بخير.

الراجل اللي كان مع رانيا أخد منها التليفون وقال:كفاية كده، هو سنترال.

ليليان رجّعت التليفون لجاسر، وقالت له وهي بتبص له بحدة:”أنا مركبتش لي مع أهلي عايزة أركب معاهم.

في العربية، جاسر رد على ليليان بحدة لما طلبت تركب مع أهلها:مينفعش.

ليليان بصت له وقالت:وليه مينفعش

جاسر:متسأليش كتير، قولتلك مينفعش.

سكتت ليليان، باصة من شباك العربية، مستغربة المكان حواليها. كانت الصحرا فاضية تمامًا، مفيش أي ناس. الإحساس بالدوخة كان مسيطر عليها لأنها بقالها فترة كبيرة من غير نوم. بعد لحظات، نامت مكانها ودماغها على الشباك.

جاسر بص عليها بابتسامة مليانة حب، فضل يتأمل ملامحها بهدوء. حط راسها على كتفه ولمس وشها بإيده، كأنه بيحاول يحفظ شكلها في دماغه. حضنها بلطف وهو بيشم ريحتها وكأنه نسي نفسه تمامًا.
فضلوا ماشيين بالعربيات حوالي ساعتين. بعد وقت طويل، فتحت ليليان عنيها وهي لاقية نفسها نايمة على كتف جاسر وإيدها ملفوفة حواليه. بسرعة بعدت عنه وقالت بغضبب إنت إزاي تمسكني كده يا حيوان

جاسر رد ببرود:محدش قالك إن الشتيمة حرام يا شيخة ليليان

ليليان بعصبية:مالكش دعوة، بس خلي إيدك بعيد عني، فاهم

بصت ليليان قدامها وهي متوترة وبتفرك في إيديها بغضب. جاسر بص لها وقال:جعانه

ليليان تجاهلته، لكنه جاسر كان عارف إنها جعانة لأنه لما بتكون جعانة بتتوتر.. أمر السواق:انزل هات أكل من التلاجات اللي في العربيات.

فتحي:بس يا باشا العربيات كتير، وكل تلاجة في حاجة، ووراها خمسين عربية.”

جاسر ببرود:وإن شاء الله مليون عربية، انزل وهات أكل.

ليليان بتحدي:أنا مش جعانة

جاسر تجاهلها وبص لفتحي وقال:مستني إيه؟ انزل

نزل فتحي ومعاه يوسف، صاحب جاسر، اللي استغرب وقال:فيه إيه

فتحي:ليليان هانم جعانة، وجاسر باشا بعتني أجيب أكل

يوسف لف على أول عربية وفتح بابها بعنف، الناس صحت من النوم بخضة وصراخ. واحد من رجال جاسر قال:فيه إيه

يوسف :هات أكل من التلاجة، ليليان جعانة

الراجل عطى يوسف الأكل باستغراب. كل اللي في العربيات كانوا مستغربين إن جاسر بيوقف خمسين عربية في نص الصحرا عشان ليليان.

وصلوا لعربية رانيا وبنتها، فتحوا الباب بخضة لأن العربية كانت كبيرة وبابها حديد زي عربيات النقل.

واحد من الرجال قال:

فيه حاجة يا يوسف بيه

يوسف:افتح التلاجة وهات أكل منها البت ل مع جاسر جعانه

الراجل الكبير اللي كان مع رانيا قال وهو مستغرب:يعني مواقف خمسين عربية عشان البنت جعانة

يوسف بهدوء:أوامر لازم تتنفذ

مي بصت لرانيا برعب وقالت:ماما، هما يقصدوا ليليان

رانيا حذرتها:ششش، اسكتي، أحسن حد يسمعك ويعمل حاجة في أختك.”

بعد ما يوسف أخد الأكل، رجع لعربية جاسر وأعطاه الأكل. جاسر خد الأكل وهو ساكت، وبعدها العربية اتحركت ومعاها الخمسين عربية وراها.

عطا جاسر الأكل لليليان، لكنها بصت له وقالت:قولتلك مش جعانة

جاسر رد بابتسامة خفيفة:مينفعش النعمة تترد يا شيخة ليليان

حط الأكل جنبها، ولأنها فعلاً كانت جعانة، بدأت تبص للأكل بطرف عينها. جاسر كان شايف نظراتها وحاول يكتم ضحكته، لأنه حافظها أكتر ما هي حافظه نفسها. ليليان استسلمت وقالت وهي محرجة:أحم… عندك حق، حرام النعمة تترد.

ابتسم جاسر بحب وبصلها بنظرة مليانة عشق. ليليان حست بنظراته واتكسفت، حطت وشها في الأرض وبدأت تاكل. بعد ما خلصت الأكل، قالت:عايزة أغسل إيدي.”

جاسر :إيدك مفيهاش حاجة فيها لحوم عشان تغسليها

ليليان:أنا متعودة أغسل إيدي بعد كل أكل.

عطاها جاسر مياه، لكنها قالت: فين الصابونة

جاسر: ليليان اغسلي بقى، مش لازم صابونة

ليليان:أغسل بمياه بس

جاسر:هجيبلك صابونة منين دلوقتي

فتح الشباك وسكب مياه على إيديها علشان تغسلهم، ولما خلصت قالت:عايزة منشفة

جاسر: مش هنخلص النهارده

حس ان ليليان زعلت من كلامه، فسكت جاسر لاحظ إنها مضايقة، فقلع الجاكيت بتاعه وادهولها وقال:امسحي إيدك بيه.

ليليان:لا، شكراً، اعتبرني مسحتهم.

جاسر بحزم:اسمعي الكلام وخدي.

اضطرت تاخد الجاكيت وتمسح إيديها، وبعد ما خلصت رجعته له. جاسر لبس الجاكيت من غير تردد، ليليان بصت له باستغراب وقالت:ده عليه مياه من إيدي، إزاي تلبسه

جاسر ابتسم وقال:فيه ريحتك، وده سبب كفاية عشان ألبسه.

استغربت ليليان كلامه بس ما علقتش. النهار بدأ ينور، ولما وصلوا القصر، الناس بدأت تنزل من العربيات.

نزلت ليليان من عربية وجاسر، نزل وراها. طلعت تجري بسرعة ناحية مامتها، وراجلت جاسر رفعوا أسلحتهم عليها. لكن ليليان مهتمتش، فضلت تجري من غير ما تبص وراها. جاسر اتعصب وقال بغضب:نزّلوا أسلحتكم يا بهايم
الرجالة نزلوا الأسلحة على طول. وصلت ليليان لمامتها وحضنتها وهي بتقول:إنتو كويسين

رانيا حضنتها وقالت بخوف:كويسين يا حبيبتي أهم حاجة إنتي بخير، حد عملك حاجة

ليليان طمّنتها:أنا بخير يا ماما، متقلقيش

جاسر بص عليهم بنظرة مكر وقال:أهلًا بيكم في جحيم الجاسر

بعدين بص لرجالته وقال:خدوهم على القصر جوه

الناس مشيت معاهم بهدوء، لكن كانوا خايفين، وبصّين حواليهم على المكان الغريب. قصر كبير محاط بسور حديد ضخم، وبوابته برضه من الحديد. لما وصلوا، رجالة جاسر دخلوا الناس في صالة كبيرة، وناموا كلهم على الأرض. معظم اللي كانوا معاهم ستات، وكلهم متوترين وخايفين.

في الصالة كان فيه سرير واحد. ليليان بصت لمامتها وقالت:ماما، نامي عليه، إنتي تعبانة وظهرك بيوجعك.

رانيا بصت للسرير بتردد وقالت:ممكن يكون بتاع حد من عندهم.”

ليليان:هما قفلوا الباب، نامي إنتي، متقلقيش.”

في جناح مرفت، ندهت على الخدامة، فدخلت وقالت:نعم يا مرفت هانم

مرفت:إيه الصوت اللي بره ده

الخدامة:دول ناس جابهم جاسر بيه.

مرفت:جابهم يعملوا إيه

الخدامة:معرفش يا هانم

مرفت بغضب:روحي اندهيلي جاسر

الخدامة طلعت وندهت على جاسر. بعد لحظات، وصل جاسر عند مرفت وقال بهدوء:محتاجة حاجة

مرفت:مين الناس دول يا جاسر بيعملوا إيه هنا؟”

جاسر:دول ناس هيشتغلوا عندي.

مرفت:هيشتغلوا إيه

جاسر:هيشتغلوا مع الناس اللي في القصر.

مرفت:القصر مليان ناس يا بني، مش محتاجين حد.”

جاسر بحسم:لا، محتاجين، ودول أكتر ناس أنا محتاجهم… عن إذنك.”

طلع جاسر من عندها وقرر يروح يشوف ليليان. اتحرك ناحية الصالة اللي في الجناح. لما وصل، وقف قدام الباب، والحراس فتحوا له. دخل ولقى الناس نايمة على الأرض. أول ما شافوه، الكل اتعدل في مكانه. جاسر بص للسرير، لقى رانيا نايمة عليه، عيونه احمرت وقال بغضب:إنتِ بتعملي إيه على السرير مين سمح لك تاني عليه؟

رانيا ارتعبت من شكله وردت بتوتر:أنا لقيته فاضي.

ليليان شافت ضعف مامتها قدام جاسر، قامت بسرعة ووقفت قدامه وقالت بغضب:

إنت إزاي تكلمها كده؟ دي قد والدتك، احترمها! وبعدين السرير موجود عشان يتنام عليه مش عشان نتفرج عليه

جاسر بص لليليان بنظرة مليانة عشق وسرح في عيونها الزيتونية اللي مش قادر ينسى شكلها من أول يوم شافها. قال بهدوء:أنا جايبه ليكي يا زيتونة

ليليان زعقت بغضب:اسمي ليليان! إيه زيتونة ده

جاسر قال بنبرة مهووسة:

عيونك بلون الزيتون، مزيج من الأخضر والبني يلمع كحبات الزيتون الناضجة

ليليان سكتت للحظة، وبعدين بصتله بغضب وقالت:ماما هتنام على السرير هي تعبانة ومينفعش تنام على الأرض

جاسر، اللي كان سرحان بسبب قربها منه، حاول يلمس خدها، لكن ليليان زقت إيده بسرعة وقالت بغضب:إياك تلمسني، فاهم

بص جاسر حواليه وقال بحدة:لو حتى بتموت، مفيش حد هينام على السرير غيرك

كانت ليليان هترد عليه، لكنه قطعها وقال:

ولو عاندتِ كلامي، أهلك هيتنقلوا لمكان تاني بعيد عنك، وممكن ما تشوفيهمش تاني

طلع جاسر وسابها، فالتفتت رانيا لليليان وقالت بخوف:اسمعي كلامه يا بنتي، خلينا نخلص من اللي إحنا فيه

تاني يوم الصبح كان رحيم واقف قدام بيت ليليان وبيضرب جرس العربية عشان يسمعوه، لكن مفيش أي صوت. فكر ينزل، نزل وخبط على الباب بس مفيش حد. نزل يسأل الجيران، محدش موجود، الحارة كلها فاضية. استغرب وقال: إيه اللي بيحصل رن عليها تليفون، لكن مفيش رد، فاركب عربيته وطلع على شغله.

في القصر، دخلوا الصبح عشان يصحوا الستات علشان الفطار، وكانوا جايين عليهم. حطوا الأكل وطلعت واحدة من الخدم قربت من ليليان وهي نايمة على السرير وقالت: اصحي، اصحي

رانيا: براحه عليها، طول الليل كانت صاحيه مش قادرة تنام

الخدامة: قوم وانتي ساكته، الباشا عايزك.

فتحت ليليان عنيها بصعوبة وقالت: فيه إيه

الخدامة: جاسر بيه عايزك، روحي له

ليليان: عايزني ليه

الخدامة: مش عارفة، يلا اصحي.

قامت ليليان من النوم ودخلت الحمام وتوضت، ولسه هتصلي، قالت الخدامة: بتعملي إيه؟

ليليان: هصلي، ولا الصلاة كمان ممنوعة

الخدامة: خلصي نفسك.

صلت ليليان وقعدت على السجادة سبحت ربنا وقرأت جزء من اللي حافظاه من القرآن، ثم قامت وروحت مع الخدامة. وصلت قدام غرفة جاسر، خبطت، وقالت الخدامة: “جاسر بيه، ليليان هانم معايا

بصت ليليان وقالت: اسمي ليليان بس

الخدامة: دي أوامر يا ليليان هانم، لازم نقول كده.
فتح جاسر الباب وقال: روحي، انتي يا سماح

جاسر: ادخلي.

ليليان: مينفعش نبقى أنا وانت في مكان واحد.

جاسر: لا، هاكلك.

ليليان: من اجتمع رجل وامرأة والشيطان ثالثهم.

جاسر: ماتقلقيش، مش هيجي غير لما أقولها. وشد من إيدها ودخلها غصب عنها.

ليليان بغضب: قولتلك مليون مرة، متلمسنيش! إنت فاهم

مردش جاسر وقال: “كنت مخطوبة قبل كده صح

ليليان: بتسأل ليه

جاسر: ردي عليا

ليليان: ماكنتش مخطوبة، أنا لسه مخطوبة.

جاسر: لا، أنتِ سيبتي

ليليان: سيبت مين أنا ما سبتش حد

جاسر: أنا لما بقول إنك سيبتي، يبقى سيبتي.

ليليان: يعني إيه

جاسر: يعني تقعدي زي الشاطرة كده، تعرفيني هو جابلك إيه، والشبكة كانت بكام، عشان أرد لك كل شي

ليليان: إنت متخلف، عايزني أسيب خطيبي أنا فرحي كمان شهور

جاسر: شش، مش عايز أسمع اسمه على لسانك تاني، أنت سامعة؟ محدش خطيبك غيري.”

ليليان: إنت عبيط، هو أنا أعرفك

جاسر: “هنتعرف مع الأيام، وهتحبيني أوي.”

عيطت ليليان وقالت بدموع: “إنت عايز مننا إيه حرام عليك، أنا واحدة مخطوبة، الناس هيتكلموا علينا.

قرب جاسر منها ومسح دموعها بإيده وقال:ما عاش ولا كان اللي يتكلم عليكي محدش هيتكلم عليكي أنا جايبهم كلهم عشان كده، عشان محدش يجرا يتكلم عليكي يا زيتونه.

زقت ليليان إيدها وقالت: قولتلك، اسمي ليليان، مش زيتونه! إنت فاهم

جاسر: عيونك… عيونك زي الزيتون، نظرة مميزة تجمع بين العمق والدفء.

ليليان: إنت عايز منا إيه؟ إحنا ناس غلابة، حرام عليك اللي بتعمله ده

جاسر: عايزك، مفيش ست في الدنيا هتجن عليها زيك

ليليان: إنت تعرفني عشان تعوزني

جاسر: طبعًا، أعرفك من أول يوم شفتك فيه في المستشفى، وأنتي نازلة من فوق، بتضحكي، عيونك لمّا جات في عيني، انسحرت فيكي

ليليان: ربنا يعوضك بحد أحسن مني، عشان خاطر ربنا، تبعد عننا. إحنا ناس على قد حالنا وساكنين في حالنا.”

جاسر: إنتِ حالي يا ليليان، مقدرش أصدقك، مقدرش.”

ليليان: لا يجوز يخطب المسلم على خطبة أخيه فهذا حرام

جاسر: ما انتي هتسيبيه

ليليان: مش بمزاجك

جاسر: لا بمزاجي. لو مش بمزاجك يبقى غصب عنك.

ليليان: إنت مريض، مجنون، أنا بحب خطيبي، ابعد عننا بقى

جاسر عينيه احمرت من الغضب وعروقه بانت. قرب جاسر منها وقال: بتحبي

ليليان: ابعد عني، إياك تقرب

فضل يقرب منها، وهي بترجع لحد ما لازقت في الحيطة وقالت: لو قربت مني، هصرخ وأفضحك قدام الناس

جاسر بسخرية: “ومين بقى هيلحقك الناس اللي معاك، محبوسين زيك ولا الرجالة اللي بتاعتي

ليليان: ابعد عني، أحسن لك

قرب جاسر عليها، مسك إيديها وثبتهم فوق دماغه وقال: مش قادر، في حاجة جوايا عايزك. لو كنت قادر أعيش من غيرك كنت بعت من زمان.”

دفن رأسها في رقبته وهو بيشم ريحتها.

حولت ليليان تشد نفسها منه وهي بتتوسل ليه يسيبها. نزل جاسر على شفايفها وكان بيحاول يبوسها، وليليان كانت بتبكي وتحاول تتخلص منه. فضلت تزق فيه لحد ما الباب اتفتح ودخلت الخدامة وقالت: جا…

مكملتش الكلمة لما شافت جاسر بيحاول يبوس ليليان غصب عنها. بعد جاسر عن ليليان وهو بياخد نفسه وقال: مش تخبطوا، يا بهايم.

اتكلمت الخدامة وهي حاطة وشها في الأرض: “مرفت هانم تعبانة قوي، محتاجة حضرتك.

طلع جاسر بسرعة من الأوضة وراح على جناح مامتها. أخدت ليليان نفسها وشكرت الخدامة، فردت الخدامة: اسمي شمس، مامتها مش محتاجة ولا حاجة، بس أنا سمعت صوتك واتأكدت إنه كان بيحاول يعملك حاجة عشان كده جيت

قربت ليليان منها ومسكت إيدها وقالت: شكرًا قوي، مش عارفة أقولك إيه

شمس: متقوليش حاجة، أنا عملت الواجب. عن إذنك عشان ما يشكش في حاجة.
طلعت شمس من أوضة جاسر، فضلت ماشية وطلعت ليليان وراها على طول وهي بتتمشى. سألَت عن أوضة مرفت هانم وعرفت مكانها، الحراس قالوا ليليان على المكان لأن جاسر مديهم تعليمات محدش يرفض لها طلب.

وصلت الجناح ودخلت على الأوضة من غير ما تخبط ، كان لسه جاسر هيزعق ليها بس لم شاف ليليان قدمه ساكت دخلت ليليان وقعدت جنب مامتها على السرير وقالت: حضرتك مرفت هانم

مرفت استغربت وقالت: أيوة يا بنتي، في حاجة

بصّت ناحيته وقالت: ابن حضرتك خطفني عنده ومش راضي يروحنا بيتنا

مرفت بصّت ناحيته وقالت: “صح الكلام ده يا جاسر

جاسر كان ساكت مش راضي يتكلم، فقالت مرفت: رد عليها، صح الكلام ده

جاسر: أيوة

مرفت: من إمتى واحنا بنخطف بنات الناس يا جاسر

جاسر: من دلوقتي، هي رافضة تكون معايا برضاها، فهتبق معايا غصب عنها

ليليان: حضرتك أنا مخطوبة
جاسر: إن شاء الله، حتى لو متجوزة، أنا قلت للي عندي

ليليان: حرام عليك اللي بتعمله فينا

جاسر ببرود: “ماشي.”

ليليان: اتكلمي معاها، خليها تسيبنا في حالنا.

مرفت: “حاضر يا حبيبتي، متقلقيش، روحي إنتِ عند أهلك دلوقتي، وأنا هتكلم معاها.”

طلعت ليليان من عند مرفت وراحت ناحيت مامتها وأخته، بصّت مرفت لجاسر وقالت: “دلوقتي حالًا ترجعهم بيتهم.

جاسر: “أنا آسف، مش هقدر. المرة دي هينفذ طلبك، ليليان مش هتكون لغيري بعد إذنك

وطلع وسابها

في بيت رحيم، استغرب لما لاقى ليليان بعت له حاجاتها ورق مكتوبه عليها: كل شيء قسمه ونصيب”.
رحيم ماكنش مصدق، وقال لنفسه: “طب هو عمل إيه عشان تخليه تقول كده؟”. كان زي المجنون، عارف إنها مش بتحبه، بس وعدته إنها هتديله فرصة، لكنه شاف الفرصة خلصت.
رن عليها مرارًا وتكرارًا، وعشرة مرات، ومفيش رد. قرر يروح بيتها.

وصل لبيت ليليان وفضل يطرق الباب زي المجنون، لكن مفيش حد بيرد. الحي كان فاضي، واستغرب: “فين الناس؟ إزاي الحارة فاضية كده

في الليل، كان جاسر طالع على مكان زي الغرزه كان بيشرب بشكل غريب، وكل ما يفتكر ليليان وهي بتقول له مش عايزاك، كان يشرب أكتر. وكان دايمًا بيشيل في ذهنه كلامها وهي بتقول إنها بتحب خطيبها وعايزاه.

في نفس الوقت، كانت ليليان نايمة على السرير، وفاتحة عينيها شوية وبتفتكر رحيم، وبتقول لنفسها: هي فعلاً مكنتش عايزاه لكنها حاسة إنها مش عايزة تكون في الموقف ده. مش بالطريقة دي، إن يتم خطفها وتنجبر تكون مع واحد زي جاسر.

في اللحظة دي، الباب خبط ودخلت شمس وقالت: ليليان، جاسر بيه عايزك.
ليليان ردت بتعب: عايز إيه”.
شمس: “لا، مش عارفة، لكن روحي له”.
ليليان قالت بزهق: “مش هنتخلص من سي زفت
شمس همست: “شششش، اسكتي، لو حد سمعك هيدبحك
ليليان: ياريت، زهقت من كل ده

وصلت ليليان لجناح جاسر ودخلت، كانت الغرفة مظلمة شوية، وكلها حاجات غير مرتبة. دخلت وكانت بتدور عليه في المكان، وفجأة الباب اتقفل وراها. اتخضت لما سمعت صوت جاسر بيقول: “ساعة عشان تجي

ليليان: عايز إيه

جاسر قرب منها وقال بسكر: عايزك.

ليليان: وأنا قولتلك انساه أنا أفضل أموت ولا أتجوز واحد زيك.

جاسر بسكر:اللي فيه كويس مش فيه

ليليان: ده مش متقارن بحد زيك.
جاسر بغضب: بقا أنا جاسر البحراوي، يتقالي كده

ليليان: على أساس إنت ملاك من الملائكة يعني

جاسر: تو عاشق مهوس.

ليليان: وأنا قولت للي عندي لو كان آخر واحد في الدنيا، مش هتجوزك.

جاسر: أنا بحبك.

ليليان: وأنا لا. أنا مش عايزاك، ابعد عني.

جاسر قرب منها، وكان بينه وبينها مسافة صغيرة

جاسر: مقدرش. لما بشوفك بحس إني بنسى نفسي. أنا جاسر الكبير، قبل الصغيره بيخاف مني لكن باجي قدامك بكون زي الطفل.

ليليان: الحب من طرف واحد مش حب.

جاسر: بالنسبة لي ده حب. مش عايزك تحبيني، بس عايزك تكوني معايا. حبي ليكي يكفي

ليليان: وأنا قولتلك أنا بحب خطيبي. بس إنت مصمم، أعملك إيه

جاسر شدها من وسطها وقرّب منها وقال بهوس.: ما تقوليش اسم راجل تاني غيري. لو قلتِه، عقابك هيكون شديد.

ليليان: هتعمل إيه أبعد عني يا حيوان

جاسر بغضب: عايزة تحافظي على نفسك عشانه ده في أحلامك، مش هتكوني لحد غيري.

جاسر بيرجع بيها لوره عند السرير. بيحاول ينيمها عليها غصب عنها. ليليان كانت بتدفعه وهي بتتوسل

ليليان: ابعد يا حيوان! ده في أحلامك ما تلمسني

(ليليان جمعت قوتها وزقّته من عليها على الأرض وقع بسهولة لأنه كان سكران، واتخبط في القومدينه اتعور في دماغه.”

شافت الدم نازل من دماغه، وأصيبت بالصدمة. نزلت بجانبه، وهي بتعيط.

ليليان: جاسر! رد عليا متهزرش معايا

حاولت تكتم الدم وهي بتعيط، مش مصدقة إن هي قاتلت حد. كانت خايفة تنادي على حد من الحراس، لكنها قررت تساعده. جابت حاجة تكتم الدم، لقيت نبضه.
ليليان : الحمد لله… لسه عايش.

فضلت تدور على حاجة للمساعدة لحد ما لقيت حاجة لتسكين الجرح، وجلست بجانبه وهي خايفة يحصله حاجة. بعد ساعة أو أكتر، جاسر بدأ يفوق وفتح عينيه بصعوبة

وبصت ناحيته، لقت ليليان قعدة جنب السرير. أول ما شافتها قالت:
إنتِ كويسة
جاسر بحب: كنتِ قلقانة عليَّ
ليليان: ردي عليا، إنت كويس
جاسر: تمام
قربت ليليان منه وفضلت تضربه على صدره وقالت:مِنك لله، حرام عليك. طالما إنت كويس، ليه مفوقتش بدري
مسك جاسر إيدها وقال:بسبب الشراب، معرفتش أفوق.”
ليليان: مِنك الله، هتولع في جهنم بسبب أفعالك.
جاسر بحب: لو هتكوني مبسوطة وده يريحك، ما عنديش مانع
شدت ليليان إيدها وأخذت نفسها وقالت:
الضربة دي معملتش حاجة
جاسر: حاجة زي إيه
ليليان: تفقد الذاكرة مثلاً عشان تبعد عننا
جاسر: لو فقدت الذاكرة، قلبي هيفكر عقلي بيكي
ليليان: إن شاء الله تفقدهم الاتنين قريب يا جاسر
جاسر حس إن الدنيا مش سايعة، وهو سامع اسمه من شفايفها وقال:
قولتي إيه
ليليان: إن شاء الله تفقدهم الاتنين قريب.
جاسر: لا، للي بعدهم.
ليليان: “إيه، عجبتك
جاسر: أوي.
ليليان: طالما عجبتك، يبقى من عيوني، إن شاء الله تفقدهم الاتنين قريب يا جاسر.

شدها جاسر على رجله، ما ادهاش فرصة تتكلم حتى وباسها من شفايفها بشغف وعشق. فضلت ليليان تزق فيه، لكنه كان ماسكها جامد. فجأة الباب اتفتح ودخلت بنت جميلة وقالت:
مفاج…”
مكملتش الكلمة وانصدمت من اللي شافته
فيه، لكنه كان ماسكها جامد. فجأة الباب اتفتح ودخلت بنت جميلة وقالت:
مفاج…
جاسر بعد عن ليليان وهو بياخد نفسه، قامت ليليان بسرعة من على رجليها. جاسر بص ناحية الباب وقال:
رحمة حبيبتي… إيه اللي قدامك ده
رحمة بصدمة:إيه اللي إنت بتعمله ده بتخوني يا جاسر
جاسر وهو لسه بياخد نفسه ومش مصدق اللي حصل:لا يا حبيبتي، أنا مش قصدي… أنا قصدي إيه اللي دخلتي منه
سكتت رحمة شوية باستغراب، فقال جاسر:
“اسمه باب… الباب ده معمول عشان الناس متقتحمش المكان زي المتخلفين عقليًا
رحمة بنبرة غضب:أنا دلوقتي المتخلفة؟ مين اللي معاك دي يا جاسر
جاسر بضيق:ششش… دماغي وجعاني
ليليان باندفاع:إنت كويس
بصلها جاسر بحب وغمز لها وقال:متقلقيش يا زيتونة… أنا بخير
رحمة بصدمة:زيتونة مين؟ رد عليا! مين دي
جاسر ببرود:
وإنتي مالك
رحمة:
بتخوني يا جاسر
جاسر ببرود تام: معلش.
ليليان انسحبت من الأوضة وسابتهم مع بعض.
رحمة بصوت عالي:
بقى أسافر أسبوع عشان التخرج أرجع ألاقيك مع واحدة غيري
جاسر بحدة:بقولك إيه، اطلعي من دماغي.”
وسابها لوحدها في الأوضة وطلع.
تاني يوم الصبح كانوا كلهم قاعدين على الفطار. شمس كانت قاعدة مع ليليان. ليليان بصت حواليها وقالت:
“هسألك على حاجة وإنتِ تردي بصراحة.”
شمس:اسألي.
ليليان:مين رحمة
شمس:قصدك اللي كانت مع جاسر على الأكل
ليليان:أيوة
شمس:رحمة كمال… من أكبر العائلات هنا.
ليليان:وإيه علاقتها بجاسر
شمس:في اتفاق بين العيلتين إن جاسر يتجوز رحمة… عشان مفيش حد غريبة تدخل بين عيلة البحراوي وعيلة النجار.
ليليان:آه، يعني خطيبته
شمس:حاجة زي كده.
ليليان في سرها:طالما خاطب، عايز مني إيه
عند رحيم، كان بيدور على ليليان ومش لاقيها، لحد ما افتكر حاجة: السلة اللي معاها فيها جهاز مراقبة. طلع بسرعة على حد شاطر في الهكرز عشان يعرف مكان ليليان. بعد شوية، كان قاعد مع شخص قدام الكمبيوتر.
الشخص قال:
المكان غريب شوية… مفيش حد هناك غير في مكان واحد، وكل اللي حواليه فاضي
رحيم:المهم ابعتلي اللوكيشن ده على الواتس
أخد رحيم نفسه وطلع من عنده، وتحرك ناحية العنوان.
عند ليليان
واحدة قربت منها وقالت:ليليان هانم.”
ليليان: في إيه
الخدامة:مرفت هانم محتاجة حضرتك
جاسر اللي كان مركز معاهم قال:امي بخير؟”
الخدامة:متقلقش يا جاسر بيه، بخير، بس هي طالبة تشوف ليليان هانم.”
قامت ليليان معاها من على السفرة وراحت ناحية جناح مرفت هانم. خبطت على الباب ودخلت:
حضرتك طلبتني
مرفت بابتسامة:اقعدي يا حبيبتي.
قعدت ليليان، فبصلتها مرفت وقالت:جاسر لسه بيزعلك
ليليان:هو أصلاً عمره عمل حاجة تفرح
مرفت:جاسر حكالي كل حاجة… وعرفني إنك البنت اللي شافك في المستشفى وهو بيكشف عليها. جاسر بيحبك.”
ليليان:ده مش حب وبعدين ذنب الناس اللي محبوسة بسببي إيه
مرفت:متقلقيش، جاسر طلعهم كلهم النهارده، وقعدهم ياكلوا مع بعض في مجموعات
ليليان:في بنات لسه مفقودة! وبعدين أنا شغالة في المستشفى، أكيد حد هيلاحظ اختفائهم، وأهلهم هيبلغوا البوليس.”
مرفت:جاسر مش بيتهدد بحاجة زي دي. ده ابني، وأنا عارفاه.”
ليليان:اللي بيعمله ده مينفعش.”
مرفت:بيعمل كده عشان بيحبك.”
برا عند جاسر
كانوا قاعدين بياكلوا، كل خمس رجالة على سفرة. كان في واحد واقف جنبهم، حاطط سلاح في جيبه. صبري بص له بتوتر، وبعدها رفع عينه ناحية جاسر. فجأة، شد السلاح على واحد من الحراس.
الحراس:هات السلاح!”
كلهم وقفوا، وحاولوا ياخدوا السلاح منه. صبري بص لجاسر بشر، وضربه بالنار. الطلقة جت في كتف جاسر. الكل اتصدم، وجاسر مسك كتفه بألم.
قامت رحمة بسرعة وصرخت، وسندته. واحد من رجال جاسر رفع السلاح على صبري. مي صوتت وقالت:بابا
جاسر بتعب:نزلوا سلاحكم
عند مرفت وليليان
أول ما سمعوا صوت الطلقة، قامت ليليان بسرعة. مرفت حاولت تقوم من السرير، لكن ليليان منعتها وقالت:
“خليكي… الحركة غلط عليكي. أنا هشوف في إيه وأقولك.”
طلعت ليليان بسرعة ناحية جناح الأكل. لقت جاسر واقع على الأرض، ودم نازل من كتفه، وأبوها ماسكينه حراسين.
ليليان بصدمه:بابا في إيه
مي جريت عليها بدموع وقالت:بابا ضرب جاسر بالنار في كتفه
بصت ليليان لجاسر بخوف على أبوها. زعقت رحمة وقالت:
اطلبوا الدكتور بسرعة
رد سيف، صاحب جاسر:خدوه الحبس الانفرادي، اتحركوا
سحبوا صبري، وقربت ليليان منهم وهي بتشد في أبوها، منهارة من العياط وقالت:
بلاش بابا خدوني أنا مكانه
شدوها عن أبوها وأخدوه. بصت ليليان ناحية جاسر بدموع وقالت بانهيار:
“عشان خاطري يا جاسر… بلاش ياخدوه! بلاش بابا
ردت رحمة بغضب:ابعدي عنه! إياكي تقربي منه
فكرت ليليان شوية، وقالت لنفسها إن لو ساعدت جاسر ممكن حد يشفق على أبوها. فقالت:أنا دكتورة، ممكن أساعده
رحمة:ابعدي عنه مالكيش دعوه
ليليان:جاسر، سيبني أساعدك
جاسر بتعب:سيبيها يا رحمة.
رحمة وهي لسه مسنداه:بس يا جا…
قطعها سيف وقال بحدة:سيبيها، بس اسمعي! لو حصل له حاجة، أقسم بالله هقتلك بنفسي.
ليليان:متقلقش، خدوه الأوضة بسرعة.”
سحبوا جاسر على أوضته، ومشت ليليان وراهم. سيف بص للحراس وقال:
روحوا لدكتور كريم، هاتوا أدوات الجراحة منه.
هز الحراس رأسهم ومشوا. القصر اللي كان فيه جاسر كان في منطقة منعزلة عن العالم، عايش فيها هو وأهله والحراس لوحدهم. القصر فيه كل حاجة: أكل، أطباء، وأشخاص متعلمة.
نرجع لجاسر:
حطوه على السرير، وسيف بدأ يساعد ليليان تقلع قميصه. وصلت الأدوات. رحمة بصتلها بحدة وقالت:
عارفة لو حصل له حاجة، هعمل فيكي إيه
ليليان، وهي بتحاول تركز:لو سمحتوا، اطلعوا برا مش هعرف أركز كده.”
رحمة:لأ، مش طالعة، مستحيل أسيبكم لوحدكم
ليليان برد صارم:خلاص، خلي يموت
سيف بحزم:رحمة، اطلعي واسمعي الكلام إحنا هنستنى برا، ولو احتاجتي أي حاجة نادي علينا
طلعوا وقفلوا الباب وراهم. ليليان بدأت تطلع الرصاصة من كتف جاسر. جاسر كان نايم على السرير، بيحاول ياخد نفسه بصعوبة.
ليليان استغربت إنه ما اشتكاش ولا حتى طلع صوت. بصتله وقالت:
لو عايز تتوجع، اتوجع عادي! إحنا بشر، مش حرام ولا عيب إننا نتوجع
جاسر بابتسامة هادية:تصدقي لو قلتلك إني مش موجوع
ليليان بحدة:ليه؟ حيوان
ابتسم جاسر بعشق وقال:إيديكِ ناعمة على جسمي كأنها بلسم بيطفي نار الألم.
ما اهتمتش ليليان بكلامه وكملت اللي كانت بتعمله. بعد شوية، جاسر نام في مكانه وهو مش حاسس بحاجة. خلصت ليليان شغلها وغطته، بس تأكدت إنه الغطاء ما لَمَسهوش، وبعدها طلعت وسبته.
عند رحيم، كان ماشي بالعربية ورا السلة، لكن فجأة العربية عطلت. وقف يحاول يشغلها تاني، لكن ما اشتغلتش. نزل رحيم من العربية وهو بيشتم ليليان والعربية وكل حاجة في حياته. رن على واحد صاحبه علشان يجيب له بنزين وييجي.
في القصر، كانت الخدامة عند مرفت، وحكت لها اللي حصل. مرفت قالت بقلق:
خديني عند جاسر، خليني أطمن عليه.”
الخدامة:خليكي مرتاحة يا مرفت هانم. ليليان اللي كانت عندك الصبح، اهتمت بيه، وعرفتها إن حالته بقت تمام.”
مرفت:أنا عايزة أشوف ابني.
الخدامة:أول ما يفوق، أوعدك هوديكي عنده
مرفت:يعني هو كويس؟ متأكدة؟ أطمني عليه.
الخدامة:متقلقيش يا هانم، صدقيني، هو بخير.”
بعد ساعتين، صحي جاسر وكان حاسس بوجع في كتفه. في اللحظة دي، دخلت ليليان علشان تشوفه، وشافته بيحاول يقوم من على السرير. قربت منه بسرعة وقالت:
“مينفعش تقوم، إنت لسه تعبان.”
جاسر:رصاصة زي دي، مش هتأثر فيا.”
قربت ليليان، وحطت إيدها تحت كتفه علشان ترجعوه على السرير وقالت:
جاسر، متعنتش. ارجع نام، الجرح لسه ملتهب.”
جاسر بتعب:أنا كويس، بس مش متعود على النوم في السرير.
ليليان:بس مينفعش كده، لازم ترتاح.
ساندت ليليان جاسر لحد السرير، ونامت عليه. جاسر كان بص لها بعشق. هي نايمة على السرير، وبتوطي علشان تعدل وضعها، هو حاوط وسطها بإيديه السليمة وقال:
“خليكي قريب مني، وأنا هكون كويس.”
شدها عليه أكتر علشان تخليه يحس بيها، لدرجة إنه لمس خدها. بعدت ليليان عنه بغضب وقالت:
“حتى وانت تعبان، ربنا يبعدك عني بقى!”
جاسر:هتكوني مبسوطه”
ليليان
أكثر مما تتخيل
مردتش عليه، لأنه حاسس إن كل محاولاته معاه رايحة على الفاضي. فتكلم وقال:
سيبيني لوحدي.”
ليليان:ماشي.”
طلعت ليليان من الأوضة وراحت المكان اللي فيه أهل الحارة.
بليل، رحيم وصل المكان، وكان شايف قصر كبير من بعيد، ومافيش أي حاجة حوليه. كان في حراس كتير، بس مش عارف يدخل إزاي. فقرر يعمل حاجة علشان يدخل. قرب منهم وقال:
لو سمحتوا يا شباب.
الحراس:
إيه الأوامر
رحيم:عربتي عطلت في الطريق، ومش عارف أرجع إزاي. ماعنديش مانع أروح أعمل أي حاجة.
الحراس:المنطقة دي بتاعت جاسر بيه البحراوي. اتفضل معانا جوا.
دخل رحيم مع الحراس جوه، وهو بيدور بعينيه على ليليان. وفجأة شافها ماشية قدام مرآة القصر.
الحراس قالوا:استنى هنا، هبلغ جاسر بيه.”
رحيم:مستني.
مشي الحراس ناحية حجرة جاسر، وفضل رحيم مستني.
أول ما الحراس اختفوا، طلع رحيم بسرعة علشان يلحق ليليان. حست ليليان بحد وراها، وقبل ما تستوعب كان كتم بوقها. كانت بتحاول تقوم علشان تخد مكانه، وبعد ما بَعدت عنه، لفّت تشوف مين بغضب، وهي فاكرة إنه جاسر، لكن اتصدمت لما لاقت إنه رحيم.
ليليان:بتعمل إيه هنا
رحيم:إنتي اللي بتعملي إيه وخالتي فين
ليليان:هشش، حد يسمعك! إحنا مخطوفين.”
رحيم:إزاي مخطوفين؟”
ليليان:في واحد خطفنا، ومشغلنا عنده.”
رحيم:إزاي وامتى
ليليان:آخر مرة كلمتك… كملت بدموع: دول حبسين بابا يا رحيم بسبب إنه ضرب صاحب القصر بالسلاح.
قرب رحيم منها ومسح دموعها بإيده وقال:
متقلقيش، وعد مني هطلعكم من هنا.”
ابتعدت ليليان عنه وقالت:رحيم، مستغلش ضعفي ولا فرصه علشان تقرب.
رحيم:أنا مش بستغل كده، أنا بجد نفسي أقرب من زمان، بس إنتي مانعة
ليليان:لما أكون مراتك… وبعدين، يلا بسرعة، اطلع من هنا قبل ما حد يشوفك.
رحيم:أنا مش خايف من حد.”
ليليان:علشان خاطري يا رحيم، روح وارجع من المكان اللي جاي منه.”
رحيم:المرة الجاية هرجع وإنتي معايا.”
مشي رحيم واتحركت ليليان ناحيت جناح جاسر. بصت على الحراس وبعدين دخلت الاوضه. لقت جاسر قاعد نص قعدة على السرير. بصتله ليليان وقالت بتوتر: قاعد كده ليه
جاسر كانت عينيه حمر من الغضب، وبص لها وقال: قولتلك نص ساعة، ليه اتأخرتي”
ليليان بتوتر: كنت بطمن على أهلي.
جاسر: ساعة كاملة بتطمني
ليليان: طب أعمل إيه من الصبح وأنا معاك.
جاسر: روحيلهم، أنا بقيت كويس
ليليان: هبص على الجرح بتاعك وأمشي.
جاسر بغضب: قولتلك مش عايزك تفتحي، اطلعي برا
خافت ليليان من صوته، وطلعت وسابته. قام جاسر واقف وفضل يكسر في الأوضة.
في مكان تاني، كانت ليليان نايمة على السرير وسط أهل الحارة اللي نايمين على الأرض، وهي بتفكر في تصرفات جاسر وفي نفس الوقت خايفة إذا كان حد شاف رحيم ولا لأ. بعد وقت طويل، الباب خبط، ودخلت خادمة، وقالت: “اصحي، في حاجة ليكي.”
ليليان: “في إيه؟”
الخادمة: “جاسر بيه بعتلك هدية.”
أخدت ليليان العلبة وطلعت الخادمة. فتحت ليليان العلبة، شافت الورق المكتوب عليه: “كل مرة حد هقرب منك هتلاقي جزء منه عندك… إنتِ ليا وبس.”
استغربت ليليان من الرسالة، ولما فتحت بقية الهدية، انصدمت من اللي شافت. رمت العلبة، وقامت تصوت.
ليليان كانت واقفة مع رحيم، وفجأة ظهر حد بعيد واقف بيبصلهم بشر. واحد من الحراس قرب من جاسر وقال:
الحارس: هو ده يا باشا؟ الشاب اللي نرميه برا؟
جاسر، وكانت عنيه حمره من كتر الغضب والغيرة، رد بحزم:
جاسر: هاتوه على المخزن.
الحارس: تحت أمرك يا باشا.
بعد ما ليليان مشيت من عند رحيم، جاسر راح المخزن. فتح الباب ودخل، لقى رحيم مربوط وبيحاول يفك نفسه.
جاسر بابتسامة مليانة تحدي:
جاسر: رحيم حجازي، 28 سنة، المهنة موظفه في بنك عايش مع أبوك وأمك وعندك تلات إخوات غيرك، صح
رحيم بتوتر: انت مين وعايز مننا إيه
جاسر بغموض:
جاسر: فكك انت أنا مين. المهم دلوقتي إنك تعرف اللي يلمس حاجة تخص جاسر البحراوي بيحصله إيه.
رحيم بتحدي: أنا جاي أرجّع خطيبتي.
جاسر بضحكة سخرية: كانت خطيبتك
رحيم بغضب:هتفضل خطيبتي غصب عنك.
جاسر بابتسامة مستفزة: بلاش تهددني، أنا مش من اللي بيتهددوا.
رحيم بتحدي واضح: انت فاكر الدنيا سايبة تخطف حارة بحالها
جاسر بهدوء قاتل: لو عشان ليليان، أخطف مصر كلها، مش مجرد حارة.
رحيم بعصبية: أنا هبلغ البوليس وهخرب الدنيا عليك.
جاسر: لو عرفت تطلع سليم الأول
رحيم بسخرية:: مش هتقدر تعمل حاجة من غير رجالتك.
جاسر بخطوات بطيئة ناحية رحيم:
جاسر: شايف كده
جاسر قرب وبص على إيد رحيم المربوطة، ثم أشار للحراس، فطلعوا له سكينة وسلّموها له. قرب أكتر وكل خطوة كانت مليانة تهديد، وقال:
جاسر: عارف اللي يلمس حاجة تخص جاسر بيحصله إيه
رحيم وهو بيحاول يفك نفسه: ليليان خطيبتي
جاسر بشر ظاهر على وشه: بيحصله كده.
رفع جاسر السكينة وضربها على إيد رحيم بقوة، فصل كفّه عن ذراعه. الدم كان في كل مكان، ورحيم بيصرخ بألم رهيب. رجالة جاسر واقفين كأنهم مش شايفين حاجة، ولا واحد فيهم رمش. جاسر، بكل برود، قال:
جاسر: لفّوا إيده، رجّعوه بلده، واحنا برضه ولاد أصول.
وطلع جاسر من المخزن، سايب رحيم يصرخ والدم مغرق المكان.
نرجع لليليان:
لما شافت إيد رحيم والدبلة لسه فيها، فضلت تصرخ ودخلت في حالة انهيار عصبي. كل اللي في الأوضة قاموا على صوتها، بس محدش كان مصدق اللي شافه. رانيا حضنتها وفضلت تهدي فيها وهي بتبكي.
ليليان كانت في حضن رانيا، جسمها بيرتعش من الخوف ودموعها نازلة زي الشلال. فجأة، بعدت عنها وقررت إنها تروح لجاسر. قامت واقفة وقالت ليليان: لازم كل ده يخلص.
رانيا بقلق:: رايحة فين يا ليليان
ليليان: هروح أشوف هو عايز إيه. مش هنفضل كده، لازم نخلص الموضوع ده مرة واحدة.
طلعت ليليان من الأوضة وراحت على أوضة جاسر. الحراس ما حدش اتكلم معاها، عشان دي كانت أوامر جاسر. دخلت ليليان الأوضة ولقته نايم على السرير. أول ما شافها، بص لها وقال بثقة:: كنت عارف إنك هتيجي.
ليليان بغضب: انت عايز مننا إيه حرام عليك! في بني آدم يعمل كده؟
جاسر بهدوء قاتل: آه أنا، وأعمل أكتر من كده كمان.
ليليان بغضب شديد: انت حيوان منك لله… ربنا ينتقم منك.
قام جاسر وقف قدامها وقال بهدوء خطير:
جاسر: معنديش مانع ربنا ينتقم مني، بس بشرط… إنك ما تكونيش لحد غيري. انسي… انسي إن حد غيري يلمسك أو يقرب منك.
ليليان بضربة على صدره وهي بتصرخ:
ليليان: حرام عليك هو ذنبه إيه ده يبقى ابن خالتي!
جاسر بجنون: حتى لو كان أخوكي، ولو لمسك لمسة مش عجباني، يستحق الموت.
ليليان بانفعال:: انت مريض! مجنون لازم تتعالج.
جاسر بهوس:: لو حبّي ليكي شايفاه مرض، فأنا مستعد أفضل طول عمري كده، ومش هتعالج منه.
ليليان بحزن: طب هو عملك إيه ذنبه إيه عشان تعمل فيه كده
جاسر بابتسامة مهووسة: هوسي بيكي. أنا مهووس بيكي يا ليليان. مقدرتش أشوفه يلمسك وأسكت.
ليليان: اللي انت عملته خلاني أكرهك أكتر، يا جاسر.
جاسر بصوت عالي: ما ينفعش تكرهيني سامعة؟ ما ينفعش
ليليان بتعب: أنا بجد مش عايزاك، بسببي وبسببك ناس كتير هتتأذي.
جاسر برجاء: اديني فرصة واحدة… بس فرصة واحدة.
ليليان بحزم: صدقني، مش هينفع. أنا معنديش أي مشاعر ليك.
جاسر بصّ لها نظرة طويلة، مليانة مشاعر متلخبطة، وقال بهدوء غريب:
جاسر: تعالي معايا.
ليليان: فين
جاسر: هتعرفي دلوقتي.
مشي جاسر ناحية الجدار، وداس على زرار مختفي في الحيطة. فجأة، الحيطة اتفتحت قدامه، وليليان شهقت بخضة. بصت لجاسر باستغراب، وهو رجع يبصلها وقال:
جاسر: تعالي.
دخل جاسر، وليليان دخلت وراه وهي متوترة. المكان كان أوضة غريبة فيها سرير، مكتب، وبرواز كبير متغطّي على الحيطة. جاسر قرب من البرواز، شال الغطاء اللي عليه، وليليان اتصدمت لما لقت صورها في كل مكان بي لحظات مختلفة من حياتها.
فضلت واقفة مصدومة، مش مصدقة اللي شايفاه. جاسر كسر الصمت وهو بيتكلم من غير ما يبصلها: كل صورك هنا… من أول مرة شفتك فيها لحد آخر مرة لما كنتي بتجيبي عيش.
ليليان، ولسه في حالة صدمة:: انت ما تعرفنيش غير من أيام معدودة
جاسر: : مين قال كده من أول مرة شوفتك فيها لحد النهارده، أنا أعرفك بقالي 7 شهور و3 أسابيع و5 أيام 15 دقيقة.
ليليان: جاسر، ده مش هيغير حاجة.
جاسر بغضب ظاهر: انتي عايزة إيه أكتر من كده
ليليان: عايزاك تبعد عني.
قرب جاسر منها، لكن ليليان اتراجعت بخوف وقالت:
ليليان: ما تقربش
جاسر بنبرة مليانة حُب وهوس:
جاسر: ليليان، أنا بحبك… بعشقك… مهووس بيكي، يا زيتونة. اديني فرصة واحدة، وشوفي جاسر العاشق ممكن يعمل عشانك .
ليليان بحزم:
ليليان: أنا آسفة، مش هقدر.
جاسر بصوت واطي ومليان غضب:
جاسر: ده آخر كلام
ليليان: أيوة.
جاسر بابتسامة غريبة:
جاسر: تمام أوي… يبقى حضّري نفسك، بكرة ابدا أختار عروسة.
ليليان باستغراب:: وأنا مالي
جاسر ببرود: هتكوني من ضمنهم… من ضمن اللي هيتعرضوا عليّ عشان أختار.
ليليان بغضب:: احنا مش أسيره عندك عشان تعمل اللي انت عايزه فينا!
جاسر بنبرة قاطعة:: أنا قولت اللي عندي. اتفضلي… عشان عايز أنام.
ليليان بصتله بحزن وهي خارجة من الأوضة، وأفكار كتير بتدور في دماغها. كانت خايفة إنها مش عارفة تخرج من هنا، وحاسة إن حياتها ممكن تفضل محبوسة في المكان ده للأبد.
تاني يوم الصبح، كان القصر كله مقلوب على زينة وحركة، والناس داخلة وخارجة. الجو كان زي ما يكون في فرح، والخدامين مش مصدقين إن جاسر أخيرًا قرر يتجوز.
دخلت واحدة من الخدم الصالة اللي فيها كل بنات القصر والباقيين من أهل الحارة، وقالت بصوت عالي:
الخدامة: جاسر باشا بعتلكم شوية فساتين تلبسوها… العروسة لازم تكون جاهزة في وقتها.
ليليان بغضب:
ليليان: روحي قوليله ينساها… دي في أحلامه
الخدامة بنبرة تهديد: اسمعي الكلام… وأظن إنك عارفة كويس اللي بيحصل للي ما يسمعش أوامر الباشا.
ليليان بتحدي: هتعملوا إيه أكتر من اللي عملتوه
الخدامة بحدة: أنا قولت اللي عندي… خمس دقايق وتكوني ورايا عشان تجهزي.
خرجت الخدامة، ورانيا قربت من ليليان وقالت بهمس: اسمعي الكلام والبسي… هو أكيد مش هيختارك، سمعت إنه هيتجوز بنت من عيلة النجار.
مي: وأنا كمان سمعت كده يا ليليان. خلينا نلبس ونخلص… يمكن ده يساعد بابا يخرج.
ليليان أخدت نفس طويل بتنهيدة ووافقت، وطلعت هي ومي ورا الخدامة. وقفت الخدامة قدام أوضة، فتحت الباب وقالت:
الخدامة: اتفضلوا.
دخلت ليليان ومي الأوضة، وكان فيها حمام وثلاث بنات تانين موجودين.
الخدامة: يلا، ابدأوا اقلعوا عشان تجهزوا.
ليليان وهي بتتلفت حواليها:
ليليان: في حد في الحمام؟
الخدامة: الحمام للاستحمام بس، وهيكون معاكوا واحدة تجهزكوا.
ليليان بسخرية:: ليه؟ صغيرين مش هنقدر نحمي نفسنا؟
الخدامة بنبرة قاطعة:
الخدامة: يلا من غير كلام كتير!
مي قربت من ليليان وهمست في ودنها حاجة، فليليان بصت للخدامة وقالت:
ليليان: إحنا هنساعد نفسنا.
الخدامة: مينفعش… دي أوامر الباشا.
ليليان: هو كل حاجة عندكم أوامر؟
الخدامة: ياريت تخلصي وتوفري علينا الكلام!
الخدامة أشارت لواحدة معاها إنها تبدأ تساعد مي بالعافية، ومي كانت بتزقها وتحاول تبعدها عنها. فجأة، ليليان صرخت:
ليليان: ابعدي عنها! إزاي تمسكيها كده؟
في الوقت ده، جاسر كان قاعد مع رجالة وحراس القصر وسمع صوت الزعيق. سأل بحدة:
جاسر: في إيه
الحراس: هنشوف إيه الموضوع ونبلغك يا باشا.
دخل الحراس الأوضة وسألوا الخدامة:
الحراس: في إيه؟ الباشا بيسأل.
الخدامة: في اتنين معترضين يغيروا قدام حد.
الحراس: تمام.
طلع الحراس وبلغوا جاسر. جاسر طلب يشوفهم فورًا.
الخدامة دخلت للأوضة وقالت:
الخدامة: انتِ ومي، الباشا عايز يشوفكم.
ليليان بتحدي:: عايز إيه
الخدامة: اتفضلي معانا، وهتعرفي.
طلعت ليليان ومي مع الحراس، ولما جاسر شافهم ابتسم بثقة، لأنه كان متأكد إن ليليان هي اللي رفضت.
جاسر: في إيه
ليليان: مصمم حد يساعدنا في اللبس! إحنا مش صغيرين عشان حد يساعدنا، هنغير لوحدنا.
جاسر: كل الزعيق ده عشان كده
ليليان: أومال هيكون عشان إيه
جاسر: تمام… سلمي
قربت واحدة من الخدم وقالت:
سلمي: تحت أمرك يا جاسر بيه.
جاسر: خديهم أوضة لوحدهم، وما تخليش حد يدخل عليهم غير لما هما بنفسهم يطلبوا كده.
سلمي: حاضر يا باشا.
مشت ليليان ومي مع سلمي لحد الأوضة، ودخلوا، وسلمي قفلت الباب عليهم.
مي: شكرًا أوي يا ليليان… أنا كنت خايفة حد يشوف جسمي ويتنمر عليّ بسبب النمش اللي فيه.
ليليان: يا حبيبتي، النمش ده علامة جمال. وبعدين اللي يتريق عليكي أكيد غيران منك، ما تخليش كلام حد يهزك.
مي: طول عمرك واقفة جنبي، حتى النهارده ما خفتيش من اللي اسمه جاسر ده ووقفتي قدامه عشاني.
ليليان: إنتِ أختي الصغيرة، أحارب العالم كله عشانك.
حضنتها مي بحب، وبعدها بدأوا يغيروا هدومهم.
بعد وقت طويل، طلعت كل البنات قدام جاسر، ومن ضمنهم رحمة وأهل الحارة كلهم كانوا حاضرين الفرح. حتى مرفت كانت قعدة على الكرسي بتاعه، وكل الناس اللي في القصر كانوا موجودين.
طلعت البنات كلهم لابسين فساتين بيض، لكن جاسر مفرقش معاهم ولا واحدة، وكان بيدور بعينيه على “الزيتونة” بتاعته. لحد ما لاقاها وقفة وسطهم، لابسة فستان جميل وخمار طويل، هو اللي عمله مخصوص ليها. بص ليها بحب، وهو شايفها مش حاطة ميك أب في وشها.
قرب جاسر منها ووقف قدامها وقال:
جاسر: مش حاطة ميك أب ليه؟
ليليان: هتفرق معاك قوي
جاسر: لا عادي.
ليليان: طالما عادي، متسألش. وبعدين، وشي مش متعود على الميك أب. عمرك شفت وش بيقرف من ريحته الميك أب أنا بقى الوش ده.
ابتسم جاسر بحب، لأنه كان عارف كل حاجة عنها من أصغر حاجة لأكبر حاجة.
بعد كده، جاسر قال: أنا اخترت العروسة خلاص.
مرفت: مين يا حبيبي
جاسر: ليليان.
انصدمت ليليان لما سمعت اسمه وقالت:
ليليان: مستحيل أوافق عليك.
جاسر: أحسنلك توفقي، وإلا هتشوفي حاجة مش هتعجبك.
ليليان: إنتَ إيه؟! مالك إيه؟ حرام عليك!
جاسر ببرد: خلصتي
ليليان: الجواز الإجباري ده مش جواز، يبقى جواز باطل.
جاسر: لا، ده بمزاجك.
ليليان: تبقى بتحلم.
جاسر: يعني إنتِ مش موافقة؟
ليليان: إنتَ مش فاهم! أمال بقول إيه من بدري؟
جاسر: تمام قوي، وأنا مش هغصبك على حاجة.
رجع بصلهم تاني وقال: خلينا في مي.
انصدمت مي، وجسمها بدأ يرتعش وقالت:
مي: لا، لا، أنا بحب خطيبي مش هقدر.
قربت ليليان منه وقالت:: ابعد عن أختي يا جاسر! أحسنلك.
جاسر: لو ما بعتش هتعملي إيه؟ طالما مش عايزين تيجوا بالحلال، هاخدكم بالحرام.
وبص ناحية الحراس وقال:
جاسر: قلعوا هدومها الأول، نشوف البضاعة.
مسكوا الحراس والخدم وأهل الحارة واتنين ستات قربوا من مي علشان يقلعوا هدومها.
فضلت ليليان تصوت هي ورانيا علشان يبعدوا عن مي،
ليليان بنهار:: أنا موافقة، هتجوزك يا جاسر، بس بلاش أختي
جاسر: ابعدوها عنها.
بعدو الستات عنها، وطلعت ليليان تجري، وهي بتعيط، واخدت مي في حضنها وقالت:
ليليان: اهدي يا حبيبتي، اهدي، أنا معاكي، متقلقيش، إنتِ لسه بهدومك، اهدي، محدش عملك حاجة.
قربت رانيا وحضنت بنتها، الاتنين، فقال جاسر:: اكتب يا شيخنا.
الشيخ: أهل العروس والعروسة يقربوه.
قعد صبري على كرسي قصاد جاسر، وليليان جنبته، دموعها بتنزل، وبدأ يكتب الكتاب، وخلص على جملة:
الشيخ: بارك الله عليكم وجمع بينكم في خير.
ابتدت الزغاريد والحراس بيدربوا نار. قام جاسر يرقص وأهل القصر فرحانين، إلا أهل رحمة ورحمه كانت هتولع من الغضب، بس مفيش حد يقدر يتكلم مع جاسر.
بعد فترة، خلص الفرح والرقص، أخد جاسر ليليان ودخلوا جوه.
في الأوضة، ليليان كانت واقفة بعيد عن جاسر وهي خايفة. قرب منها جاسر وحوطها من وسطها وقالت ليليان بخوف: ابعد عني
دفن جاسر وشه في رقبتها وقال: من النهارده هقرب وبس يا ليليان.
ابتعدت ليليان وقالت: عايزة أغير هدومي.
جاسر قال: ادخلي.
لسه هتتحرك، قال جاسر: ما تحاولي تعملي حاجة ذكية، عشان محدش هيدفع التمن غير أهلك.
دخلت ليليان الحمام وظلت تعيط.
جاسر كان بره، ولما لاقى إنها اتأخرت، خبط عليها وقال: “ليليان، كل ده بتعملي إيه؟”
ليليان بصوت مبحوح من العياط: “طالعة.”
لبست ليليان فستان شفاف وحملت رفيعه وطلعت. أول ما جاسر شافها، عينيه اتسعت من دهشة وقال بعشق: تجنيني.
استغربت ليليان من طريقته ونظرت في عينيه، العشق لسه ظاهر في عينيه. هي كانت مستغربة أكتر وأكتر، مش قادرة تفهم إزاي هو مش مقروف من دراعي المحروق ومن شكله؟ عمري ما هنساه لما رحيم عرف من مامتها، كان كل شوية ياخدني عند دكتور لأنه مش هيقدر يتجوزني وأنا بالشكل ده. لكن جاسر مختلف تمامًا، لسه نظراته ليا متغيرتش، نفس نظرات العشق اللي بشوفها دايمًا في عينيه، حتى بعد ما شاف دراعي
قرب جاسر وباس دراعه المحروق من أول كتفه لحد آخره، وبعدين نزل براسه على دراعه كله وهو بيبوسه بحنان . جسم ليليان اتنمل من طريقته، وقالت بتوتر: كفاية
ابتعد عنها جاسر بصعوبة وهو بياخد نفسه ومش مصدق إنها بين إيديه. بص لها بحب وقال بهوس: “جسمك ناعم أوي، ورائحتك تجنن.
ليليان وجهها قلب ألوان وانكسفت. هي لبست الفستان ده عشان كده عشان يقرف وما يقربش؟
جاسر كمل وقال: بتثقي فيا
أول ما جاسر قال كده، ليليان فتحت في العياط على طول.
جاسر ضمها وقال: “هشش… مش عايز أشوف دمعة منك. خليكي واثقه وعارفة إني عمري ما أذيكي.”
بعد كده ابتعد عنها وقال وهو ماسك وشها بين إيديه: عارفة إمتى هلمسك لما أبص في عينيكي وأشوف نفس الشوق اللي في عيني ليكي يكون ليا
وكمل بعشق: “مع إني هموت عليكي، هموت على ريحتك اللي بتجنني، بس مش هعمل إلا لما تكوني انتي بنفسك عايزة كده.”
قال وهو بيمسح دمعتها: ادخلي نامي، اليوم كان مرهق وطويل.”
استغربت ليليان من طريقة جاسر، مش مصدقة نفسها إنه مش هيقرب منها. طلعت نامت على السرير، غمضت عينيها بسرعة ومش مصدقة اللي بيحصل. قرب جاسر على السرير من ناحية رجليها، ميل على رجليها ورفع الفستان وباس ركبتها بشغف وقال: متخافيش، مش هاخدك غير لم تكوني عايزاني أكتر ما أنا عايزك، غير لما تقوليلي أنا عايزك يا جاسر.”
شدت ليليان رجليها وهي هتجنن من طريقته معاها، مش مصدقة إنه بيحبها كده لدرجة إنه يبوس رجليها. عمرها ما شافت راجل يبوس رجل مراته علشان بيحبها. طلع جاسر جنبها على السرير وشدها لحضنه وقال: مش معانا، يعني مش هلمسك إلا ما أخدك في حضني.
قرب لشفايفها وباسها بشغف، وبعد عنها لم حس إنه جسمه اتجمد في مكانه وقال: “أنا آسف، ضغطت عليكِ. بس مقدرتش أمسك نفسي.
ضمنها جاسر جامد لحضنه وقال: أه يا ليليان، لو تعرفي كام مرة كنت مشتاقلك، كام مرة اتمنيت أضمك، كام حسيت بنار جوايا وانتي مخطوبة لغيري. كنت هموت عليكي، وكأني مش شفتش واحدة غيرك.”
ضمها جامد، وناموا لحد الصبح.
عددت الأيام وجاسر بيحاول يثبت حبه لليليان، وطلع كل الحارة من الحبس، وبقى يشغلهم في القصر، ويعلم أولادهم، ويجيب لهم أحسن حاجة، ويقعدهم معاه على السفرة.
كانت ليليان قاعدة في أوضتها، قدامها طبق هدوم، وقاعدة نص قاعدة على السرير. فجأة الباب اتفتح، ودخل جاسر.
قالت ليليان وهي متوترة:خضتني يا جاسر
جاسر دخل الأوضة وماردش عليها، كان شكله يغني عن أي كلام. قرب منها، وشد رجليها الاتنين، فاستغربت طريقته. عدلها على السرير، ونام في حضنها، وقال بصوت ضعيف:احضنيني… حسسيني مره انك مراتي
ليليان بصت له وقالت وهي متلخبطة:مالك يا جاسر أنت كويس
رد جاسر وهو متضايق:عندي شوية مشاكل في الشغل… مش عايز أتكلم في حاجة دلوقتي.
لفت ليليان إيديها حواليه، وحضنته جامد وهي مستغربة حالته. شالت كل الهدوم بعيد عنه وضمته ليها قوي وحسستها بالأمان.
برا عند القصر، كان سيف واقف مع شمس. شمس قالت وهي متضايقة:
طب جاسر بيه هيعمل إيه في الخسارة دي
رد سيف وهو واقف يفكر:
إحنا مش عارفين إيه اللي قطع الكهربا، مش فارق معانا إلا الناس الغلابة دول، بعد ما الأكل باظ بسبب التلاجات اللي فصلت.
شمس حاولت تهديه وقالت:متقلقش، كل حاجة هتتحل، خلي إيمانك بربنا كبير.
سيف قال وهو بياخد نفس عميق:يا رب يا قلبي
شمس انكسفت، لكن سيف بصّ لها بحب وقال:
ياريتني اتجوزتك، وجاسر بيتجوز… بس ليكي عليا أعملك فرح محدش كان يحلم بيه.
شمس بصت له باستغراب وقالت:
بجد يا سيف
سيف بابتسامة:بجد يا عيون سيف. أنا هروح دلوقتي أشوف جاسر هيعمل إيه.
شمس بابتسامة بسيطة:ربنا يصلح حالكم.
مشي سيف ناحية أوضة جاسر وخبط على الباب:
جاسر. انت صاحي
ليليان سمعت صوت سيف، فنامت جاسر على السرير، ولبست خمار بسرعة وفتحت الباب:تعال يا سيف.
سيف سأل وهو مستغرب:أومال جاسر فين؟
ليليان:نايم، مش عارفة ماله يا سيف.
سيف:ثلاجات المصنع الكهرباء قطعت، فالأكل كله باظ.
ليلين: إمتى ده حصل؟
سيف:امبارح بالليل.
ليليان:عشان كده زعلان… أول مرة أشوفه كده.
سيف:عايز أدخل أكلمه، ينفع؟
ليليان:ياريت تدخل تتكلم معاه.
دخل سيف، وصحّى جاسر من النوم، وقعد جنبه على السرير وقال:
أنت كويس يا جاسر
جاسر:تمام.
ليليان بصت له وقالت:أهم حاجة إنك بخير يا جاسر، فداك أي حاجة تانية.
جاسر بحزن:والناس اللي مأمنيني على حياتها… ده ذنبها إيه؟
ليليان حاولت تهديه وقالت:وانت هتعمل إيه؟ الحمد لله محدش جراله حاجة.
رن تليفون جاسر، وبعد ما خلص المكالمة وقف بسرعة وقال:
سيف… تعال معايا بسرعة.
ليليان باستغراب:في إيه؟
جاسر:لما نرجع، أحكيلك.
طلع جاسر وسيف مع بعض وركبوا العربية. بعد ما مشيوا، ليليان فضلت تدعي ربنا يصلح حالهم ويحلوا المشاكل دي على خير.
طلعت ليليان من الأوضة وقعدت مع أهل حارتها في القصر، وبدأت تحكيلهم هي وشمس اللي حصل. واحدة من اللي قاعدين قالت وهي متضايقة: ربنا يصلح حالها وينتقم من اللي عمل كده.
ليليان ابتسمت بحب لما شافت كلام أهل حارتها واتأكدت إنهم حبوا جاسر. واحدة تانية قالت وهي متأثرة:عايزين منه إيه حرام عليهم! هو عشان بيساعد اللي زينا يعملوا فيه كده؟
فضلوا يشكروا في جاسر ويدعو له لحد ما جاسر وسيف دخلوا عليهم.
ليليان قربت من جاسر بسرعة وهي بتقول:
احكيلي يا جاسر… عملت إيه
جاسر رد بابتسامة صغيرة:كله تمام يا عيون الجاسر.
ليليان باستغراب:أومال إيه اللي حصل؟
جاسر:شوية عصابة طلعوا على تلاجات المصنع، قطعوا الكهربا والأكل كله باظ.
ليليان:طيب عملت إيه
جاسر:كنت بتفق على أرض في الصحراء، ولما حكيت لصاحب الأرض اللي حصل، وعدني يديلي كل محصول البطاطس عنده السنة دي بدل اللي باظ.
ليليان:الحمد لله.
جاسر بابتسامة:تعالي نحمد ربنا في أوضتنا.
ليليان ابتسمت بخجل، وجاسر بص لأهل الحارة وقال:بعد إذنكم، عايز مراتي في كلمتين.
رانيا ضحكت وقالت:براحتكم يا حبيبي.
دخل جاسر وليليان الأوضة، قرب جاسر منها وأخدها في حضنه وقال:وحشتيني.
ليليان بابتسامة خفيفة:أنا كنت معاك من شوية!
جاسر بابتسامة ماكرة:مالكيش دعوة بالشوية اللي فاتوه ، إنتي مكنتيش معايا من الصبح.
ليليان:عشان شغلك.
جاسر:لو كنت أعرف إن الشغل هاخدك مني، مكنتش روحت أصلاً.
ابتسمت ليليان بخجل. جاسر قرب منها وباسها على خدها وقال:كوني معايا الليلة برضاكي… حسسيني إنك مراتي بجد، وهجيبلك الدنيا كلها تحت رجليكي.
ليليان انكسفت وقالت بسرعة:مش هتاكل الأول؟
جاسر قرب منها أكتر وحاوط وشها بإيده وقال:إنتي ليه بتتهربي مني لسه مش حاسة بشوقي ليكي؟
ليليان بتوتر:جاسر… أنا…
جاسر قرب أكتر وقال بصوت هادي بس حاسم:إنتي إيه
ليليان بتلعثم:أنا… أنا…
قرب جاسر منها جامد وضمها ليه وهو يبوس خدها وقال:عايز أجيب منك أطفال… عايز حاجة مني جواكي … هيخلصي حاجه لو مقربتش منك
ليليان اتوترت أكتر، ودفعت نفسها بعيد عنه وهي تقول بصوت قاطع:مش هينفع
جاسر اتعصب، وضرب الحيطة وطلع من الأوضة وهو مليان غضب. ليليان قعدت على السرير متوترة وقلقانة.
بعد شوية، دخل جاسر الأوضة تاني، لكن كان في حالة تانية خالص. بقى يكسر في الأوضة بعصبية شديدة، حسس إنه بيهدم كل حاجة جواه. فضل يكسر في كل حاجة قدامه، مش قادر يتحمل فكرة إن كل ما يقرب منها ترفضه. كان عامل زي الوحش.
شمس خبطت على باب أوضة ليليان وقالت بقلق:ليليان، افتحي يا ليليان
فتحت ليليان وهي مستغربة وقالت:في إيه
شمس:جاسر… جاسر قاعد يكسر في كل حاجة في الأوضة التانية
ليليان بصت لها بصدمة وقالت:أنتي بتقولي إيه؟
شمس:زي ما بقولك… كسر كل الأوضة، ومحدش عارف ماله
ليليان:روحي إنتي، أنا جاية وراكي.
لبست ليليان خمارها بسرعة وطلعت على الأوضة اللي فيها جاسر. لما وصلت، لقيت الحراس واقفين برا مش قادرين يمنعوه. دخلت الأوضة على طول، لقيتها متبهدلة خالص، وكل حاجة مكسرة.
قربت ليليان من جاسر وهي بتقول:جاسر، في إيه
جاسر بص ليليان بغضب وقال:اطلعي برا
ليليان بثبات:مش طالعة.
جاسر بزعق:ليليان، قولتلك اطلعي برا، أحسنلك!
ليليان:قولتلك مش طالعة.
قربت منه وشدت عليها وقالت:بتعمل كده ليه؟ كل ده عشان قولتلك مش عايزة المفروض تصبر عليّ، اللي بيحب حد لازم يصبر عليه.
جاسر:يعني انا ماصبرتش عليكي، كل ده ما صبرتش عليكي
ليليان:اصبر سنة، اتنين، إن شاء الله حتى عشرة، طالما بتحبني.
جاسر:لو الحكاية حكاية صبر، كنت صبرت مليون سنة.
ليليان:أمال حكاية إيه؟
جاسر:إنتي عارفة يعني إيه واحد مراته ترفضه. جربيها على نفسك، وأنتي بتقربي مني وأنا برفضك، شوفي شعورك هيكون عامل إزاي.
ليليان:جاسر، أنا مش برفضك، أنا بس متوترة.
جاسر:قولتلك متخافيش، متتوتريش، أنا عمري ما هأذيكي.
قربت ليليان منه بخجل وقالت:أنا بين إيديك يا جاسر، اعمل اللي إنت عايزه.
جاسر بص ليها وشاف في عينيها نظرة حب وقال:جاهزة تكوني مراتي
حطت ليليان وشها في الأرض بخجل، ومتكلمتش. جاسر شدها عليه، قرب شفايفه منها وبدأ يبوسها بهدوء، وهو حاطط إيديه على ظهرها. ليليان بدأت تندمج معاها، وحست إنها مش مجبورة، حسّت بشعور جميل، وحس جاسر بيتجوبه معها. ابتسم ابتسامة صغيرة جنب شفايفه وهو بيبوسها، شدها ناحيته أكتر وبدأ يبوسها بعنف لدرجة إن شفايفها اتعورت.
زقتها ليليان وضربته على صدره لحد ما بعد عنها. ، كان بياخد نفسه بصعوبة، فقالت ليليان وهي بتاخد نفسها:جاسر، إنت بتوجعني.
جاسر بعشق:حقك عليا قلبي.
شالها جاسر وحطها على السرير اللي في الأوضة.
بعد شوية، كانت ليليان ضهرها لجاسر وبتعيط، وجسمها بيترعش من البكاء.
ضمنها جاسر من ورا وقال:
أنا حيوان زي ما بتقولي، ما بفهمش، غبي، همجي. شوقي ليكي رابط قلبي وعقلي، بكون ضعيف قدام عينيكي، مقدرتش أتحكم في نفسي.
ليليان كانت لسه بتعيط، فـ كمل جاسر:
ليليان، ردي عليا من فضلك، متسبنيش كده، قلقان عليكي.
ليليان بدموع:سيبني لوحدي ممكن
ضمنها جاسر جامد لحضنه، فقالت ليليان بدموع:براحة
جاسر أخد خطوة لورا وقال:
حقك عليا، قلبي. عشان خاطري، ليليان، تبطلي عياط. طب بصلي، طيب
ليليان لفت ليه وقالت بدموع:ا يا جاسر، أنا كنت ابتديت أحبك.
جاسر:أنا آسف، حقك عليا. حبي ليكي كان مسيطر على عقلي تمام. كنت بتصرف بشوقي ليكي.
ليليان:أنا تعبانة، محتاجة أنام شوية.
جاسر:نامي يا حياتي، أنا جنبك عشان لو احتجتي حاجة.
ليليان نمت في حضنه، جاسر حط راسه على دراعها وهو بيتفرج عليها وهي نايمة. قرب وشه من كتفها، كانت لابسة حاجة بسيطة، فباسها في كتفها بشغف وسحب أكبر ريحة ممكنة من ريحتها، وحضنها براحة، ونام.
بعد شوية، صحيت ليليان من النوم لاقت جاسر قدامها، بيخلص لبس. قالت بكسل:
إيه الصوت ده؟
جاسر:ده المتخلف اللي اسمه سيف قرر يعمل فرح النهاردة على شمس.
ليليان:إيه ده بجد؟
جاسر:بجد، عمله إزاي دلوقتي
ليليان:أحسن.
قرب جاسر منها وقعد جنبها على السرير، مرر إيديه على شعرها بعشق، وباسها في شفايفها بشغف. بعد شوية، ابتعد عنها، ليليان ضربته على صدره عشان مش قادرة تاخد نفسها.
سند جاسر دماغه على دماغها وقال بهوس:
شفايفك عاملة زي المصاصة، طعمها بل فواكه، مش قادر أميز طعم من حلاوتها.
انكسفت ليليان وحطت وشها في الأرض. رفع جاسر وشها وقال بحب:قومي غيري هدومك وتعالي، وأنا هطلع أشوف الرجال.
ليليان:حاضر.
برا كان الزينة معلقة، والناس مبسوطة، سلم جاسر على الرجالة وقعد معاهم. فجأة، صوت عربيات ملأ المكان وضرب نار بدأ يشتغل. بص جاسر لرجالته وقال:محدش يضرب نار.
نزل الظابط من العربية وقال:فين جاسر البحراوي؟
جاسر:أنا يا باشا.
الظابط:مطلوب القبض عليك.
جاسر:بتهمت إيه
الظابط:واحد مبلغ إنك خاطف خطيبته وأهل الحارة كاملين.
بص ناحيت العساكر وقال:هاتها.
مسك العساكر جاسر، والناس شدوا فيه، وبيتحايلوا على الظابط علشان يسيبه.
طلعت ليليان بسرعة من الأوضة بعد ما شمس دخلت وقالت لها. لاقت كل اللي في القصر بيعيط. بصت على جاسر لقيت الشرطة ماسكه. جرت ليليان على جاسر وهي بتقول:جاسر
بص جاسر وراه لقي ليليان بتجري بصعوبة. شد نفسه من العسكر وراه عليه و رجالت جاسر، والشرطة رفعوا أسلحتهم على بعض. وصل جاسر لليليان، وأخدها في حضنه. قالت ليليان بدموع:في إيه يا جاسر واخدنك ليه
جاسر ما كانش مصدق إنها بتعيط علشانه أول مرة شافها بتجري وبتعيط علشان خاطر أهله. يعني، في دماغه كلمتين: “يعني أنا دلوقتي من ضمن أهله.”
بعد كده، جاسر ابتعد عن حضنها، مسك وشها بين إيديه وقال:كفاية عليا أوي أشوفك لهفتك عليه كده. هروح معاهم وأنا مطمئن.
ليليان:هتروح معاهم ليه؟
جاسر:رحيم ابن خالتك بلغ عني علشان خاطفكم.
ليليان:هو في حد بيخطف مراته؟
جاسر بعشق:خايفه عليه يا ليليان.
ليليان:أنا مرعوبة عليك يا جاسر، مش خايفة بس.
جاسر: وانا يامه عليه الكلمتين دول هياخدني وانا منطمن
ليليان:عشان خاطري يا جاسر.
بصّت ليليان لأهل منطقتها وقالت:
هو إنتو مخطفين ما تتكلموا مع الضابط، جالكم قلب إزاي وهم بياخدوه من وسطكم وإنتو ساكتين
جاسر كان ساكت، مش مصدق إن ليليان خايفة عليه وبتعيط علشان. قرب واحد من أهل الحارة وقال للضابط:إحنا مش مخطفين يا باشا.”
الضابط:أمال بتعملوا إيه هنا
واحد تاني:جينا نشوف بنتنا، إتجوزت من شهر، بنطمن عليها.”
الضابط:إنتو هتستعبطوا
ليليان:وهم هيستعبطوا؟ كلامه صح، أنا اللي متجوزة من شهر.”
الضابط:”أمال البلاغ كذب يعني
ليليان:وليه لأ
الضابط:فين ليليان صبري
ليليان:أنا.”
الضابط:
البلاغ معمول عشانك إنتي وأهلك.”
ليليان:مفيش حد بيخطف مراته، وأبويا قدمك اسأله.”
الضابط:حجة صبري، إنتو مخطوفين إنتو وعيلتك.”
صبري:لا، يا ابني، جاسر بيه خيره ومغطينا وبيعملنا كلنا زي بعض.”
الضابط:جاسر، ما عندكش كلمة عايز تقولها؟
جاسر:أنا ما عنديش حاجة، واللي أهله الحارة هيقولها هيتنفذ.”
أهل الحارة بصوت عالي:سيب يا باشا، إحنا مش مخطوفين.”
الضابط:إبعد ي بني عنها، إنت مش سامع بيقول إيه
الضابط والعساكر راكبه عربيتهم وراحوا من القصر. الستات ابتسمت جاسر قرب أهل الحارة عليه، حضنه بعد عنهم. قرب جاسر من ليليان اللي كانت مبتسمة بحب، أول لما جاسر قرب عليها، حضنته جامد أوي وقالت: متبعدش عني يا جاسر.
جاسر ما كانش مصدق نفسه، حضنها جامد أوي كأنها خايف تروح منه وقال:
عمري ما هابعد عنك يا أسيرة الجاسر.”
الناس حواليهم مبسوطين، الفرحه كانت فرحتين: فرحة سيف وشمس وفرحة حب ليليان ل لجاسر.
تمت بحمد الله. ♥
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-