رواية ام الاولاد كاملة جميع الفصول بقلم ياسمين مصطفي
رواية ام الاولاد كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ياسمين مصطفي رواية ام الاولاد كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية ام الاولاد كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية ام الاولاد كاملة جميع الفصول
رواية ام الاولاد كاملة جميع الفصول
الشرع أحل أربعة.. قالها ثم تزوج في غضون ثلاثة أيام لأفاجىء به يدخل المنزل وفي يده إمرأة أخرى… ماذا يحدث!
تزوجنا منذ عشرين عاما.. لن أقول أنه زواجا بعد قصة حب ولكنها قصة حب بعد الزواج!
أحببته كثيرا حتى لأظن أنني لم أكن لأتزوج غيره… كنت ابنة الثامنة عشر.. لا أجيد في الحياة أكثر مما تجيد أمي.. ظننت أن هذا هو كل ما احتاج إليه.. الحقيقة أنه كذلك كان موقنا بأن هذا هو ما احتاج إليه أيضا..
مرت الأعوام متسارعة ومتكاسلة.. تبتسم حينا وتكشر أحيانا.. ليال باردة وأخرى حارة وثالثة لا معنى لها.. لكنها في المجمل كانت حياة هادئة مستقرة… شعرت وكأنني تزوجته وأنا أبنة يوم واحد.. حتى لأظن أنه من علمني الكلام والمشي!
رزقنا الله بثلاثة من الأبناء هم على الترتيب :علي.. محمد.. روان..وقد اخترت تلك الأسماء ليكون اول حرف من كل اسم اسمه.. فهو عمر!
عمر! كبر عمر وكبرت معه.. لازلت اعتمد عليه كثيرا ولا أبرم أمرا دونه.. أحبه بشكل مرضي.. حتى كاد حبي له يوغر صدر اخوتي انفسهم الذين رأوا أنني أبالغ في ذلك الحب برغم مرور كل تلك السنوات!
لكن شيئا غريبا قد بدأ في الظهور منذ نحو عام.. تغير حاله كثيرا.. أصبح لا يرى كثيرا مما أفعله لأجله.. لا يرى إلا عيوبي وإن لم يجدها اختلقها.. أصبح عمر لا يراني!!
إلى أن دخل بيتي بزوجته.. شابة تبدو في اوائل الثلاثينات او اواخر العشرينات.. يريد أن نعيش سويا في المنزل ك أخوة.. اخوة؟؟
قابيل وهابيل كانا اخوة يا عمر وقد قتل أحدهما الآخر.. لكن لا يا عمر.. اقسم بحبي لك انني لن اكون القتيل أبدا…
واقسم لك أنك سترى إمرأة من الآن فصاعدا لم يخطر ببالك انها بداخلي ولا داخل أي إمرأة أخرى… واقسم لك ثالثة أنك ستطلقها او تقتلها او ستجن.. فتحت بابا لن تستطيع غلقه… وها قد بدأت أولى خططي فانتظر!
………………..
دخل عمر ومعه زوجته أمام عيني أنا والأولاد، يتحاشى النظر إلي لكني أرمقه بنظري حتى لكادت نظراتي أن تخترقه اختراقا، إن قلبي يحترق احتراقا يكفي لأن ينهي العالم كله، آه يا عمر! لماذا؟
لماذا تفعل ذلك بي، أريد أن أقتله وأقطعه إربا، أريد أن ألقي بنفسي بين ذراعيه وأبكي، أريده أن يموت.. كلا.. لا استطيع أن أحيا بدونه…الغبي.. ماذا فعل بي؟
توقفا ثم قام يعرفنا ببعضنا وبدأ بها!
= أود أن أعرفكما ببعض.. هذه سارة زوجتي، زوجتي الثانية! وأريد أن أعرفك يا سارة ب (أم الأولاد) منى!
أهكذا إذن يا عمر؟ هي زوجتك وأنا أم الأولاد.. أم الأولاد فقط؟
ألست أنا أفنيت عمري تحت قدميك؟.. حبا وليس إجبارا؟
ألست من ابتعدت عن القريب والغريب لأجلك؟.. لأجل عينيك؟
يا عمر.. أين أنت من أيامنا الحلوة.. أين أنت من حبنا وزواجنا.. وأين أنت من الأولاد.. الأولاد الذين أنا أمهم!
فيمَ قصرت تجاهك لألقى ذلك المصير؟ تظن أن الأمر صعبا أليس كذلك؟ كلا بل إنه قاتل.. لو أنني فقط لا أحبك.. لو أنك فقط لست أب أولادي.. أنت أول رجل عرفته ولم أعرف سواه.. سأجن لكثرة التفكير.. والله لو علم أهلي بفعلتك لطلقوني منك في يومها.. لكن لا، الطلاق سيريحها مني وينصرها علي، ولن أسمع لذلك أن يحدث!
منزلنا مكون من خمسة غرف، غرفة ل علي وأحمد، وغرفة ل روان، وغرفة لي أنا وعمر، وغرفة لاستقبال الضيوف وأخرى فارغة إلا من بعض الأشياء القديمة.. وقد قام مؤخرا بترتيب هذه الغرفة وقد أصبح كاملة لا ينقصها شيء، أنا غبية فعلا.. كان علي أن أفهم أنها غرفة لاستقبال احد ما.. لو أنني أعرف أنها لاستقبال عروس الهنا لأحرقتها!
دخلا إلى الغرفة وأنا إلى غرفتي ولم أبد أي تأثر، إلى أنني خلوت بنفسي فبكيت.. وقفت أمام المرآة اتفحص وجهي.. إمراة في الثامنة والثلاثين تقف لتسأل نفسها سؤالا كما لو أنها مراهقة.. أقبيحة أنا؟
أعلم أنه ليس كذلك.. لست قبيحة والجميع يشهد، إنه ليس القبح.. ربما هو الغباء!.. أي غباء؟ هل كان الإخلاص والحب تهما يجب أن أتنصل منها؟ هل على الزوجة اليوم أن تتحول ل حرباء تتلون كل يوم حتى يقنع بها رجلها ويرضى؟ أعلي أن أكون لئيمة ومتلصصة حتى أعرف ماذا يفعل وفيمَ يفكر؟ أنا لم أرتكب جرما.. أنا أحببت زوجي وأخلصت له، لن أفقد ثقتي في نفسي أبدا وسأمضي فيمَ عزمت عليه الأمر.. ولتعلم يا عمر أي الفريقين أحق بالأمن.. أنها أنا.. وانت من الآن فصاعدا ستخاف.. ستخاف كثيرا!
أتى عمر إلي ليخبرني أنه ذاهب لعمله.. كما أنه أكد علي أنه لا يريد مشاكل ومن ناحيتها فهي فتاة ودودة لا تحب المشاكل.. صمت ثم ابتسمت وقلت له لا تقلق يا عمر.. انها اختي( كأخوة قابيل وهابيل)
خرج عمر لأبدأ أنا، قم بفصل التيار الكهربي عن المنزل كله
…..
…..
خرج عمر لأبدأ أنا، قمت بفصل التيار الكهربي عن المنزل كله!
ثم تسربت إلى باب غرفتها، مددت يدي إلى مقبضه وهممت بفتحه لكني سمعت صوتا بالداخل.. كانت تبكي بكاءا شديدا!.. تراجعت، ربما كانت خائفة أو بها خطب ما.. أسرعت وقمت بإعادة تشغيل الكهرباء وعدت إلى غرفتي!
عاد عمر من عمله وكنت معتاد على ان انتظره كل يوم ولا يمكن أن أنام قبل أن يأتي.. ولكن الحقيقة هو أنني نمت هذه المرة… نمت فعلا ولم أعلم متى عاد إلى أن اوقظني…
= منى!! انتي كويسة ؟
– ايوة كويسة في إيه؟؟
= مفيش حاجة.. مش متعود ارجع اللاقيكي نايمة!
– تمام.. هتلاقي الاكل عندك في التلاجة
= مش هتاكلي معايا؟؟
– سبقتك
اغمضت عيني وكنت أشعر به لازال في الغرفة يرمقني بعينه.. لا يصدق أنني أكلت من دونه.. ما أوقح الرجال!! يحب ويغرم ويتزوج ولكنه لا يصدق أنني نمت قبل أن يعود.. لا يا عمر.. من الآن فصاعدا ستتغير كل الأمور.
في صباح اليوم التالي ذهب إلى بعض الأماكن.. أولهم كانت الجامعة حيث تقدمت بأوراقي للالتحاق بالدراسات العليا وكنت قد بدأت بالفعل فيها منذ فترة ولكني خفت أن يغضب ذلك عمر فآثرت التوقف!! ياللحماقة!
ثم ذهبت لعمل سيرة ذاتية CV وقمت بتقديمه في أكثر من ٢٠ شركة، ٢٠ شركة اليوم ولكني سأكمل غدا.. اشتريت لاب توب حتى اتمكن من التقديم الإلكتروني على عمل، وفي نهاية اليوم ذهبت إلى الكوافير وخرجت منه إمرأة جديدة!
ذكرت من قبل أنني جميلة لكن جمالي هذا كان يحتاج إلى وقتا واهتماما وكنت ادخر كل وقتي واهتمامي لأجله.. لأجله فقط!
عدت إلى المنزل فوجدته جالس مع زوجته في الصالة وقد بلغ صوت ضحكهما آخر الشارع!.. تفاجىء بي.. بمظهري وبالحقائب الكثيرة التي كنت احملها.. دخلت فألقيت عليه السلام ثم احتضنت زوجته وسلمت عليها سلاما حارا لأول مرة.. كانت متفاجئة ولكن مفاجأته هو كانت أعظم!
دخلت إلى غرفتي فتبعني.. سألني أين كنت وما هذه الأشياء ومن أين حصلت على المال!!
أخبرته عن تفاصيل يومي بينما كنت أبدل ثيابي.. أخبرته بشيء من اللامبالاة.. لم أنظر في عينيه ولا للحظة واحدة.. اظنه كان مندهشا، وليكن.. كان مندهشا من التغيير كله ولكنه كان يعلم أن هذا بالطبع هو ردي الوحيد على زواجه!.. لكنه بالتأكيد ليس الرد الوحيد!
خرج من الغرفة وجلست يتحدث مع زوجته بأصوات خافتة لم أهتم لها ولكنه عاد لي ليخبرني أنه يريد التحدث معي في أمر ما!
أخبرني بأنه يريد أن يقسم الأيام بيننا!!
ضحكت ضحكة ربما لم أضحك مثلها في حياتي
– في إيه
= هههههه مفيش حاجة والله اصل مش متخيلة
– مش متخيلة إيه.. ده العدل.. ومتزعليش مني
= لالا انت مش فاهمني.. نقسم ليه مثلا؟؟ هنتخانق عليك يعني؟ الحج متولي حضرتك؟ 😂😂😂
– مش فاهم إيه؟. خليك معاها طول الاسبوع طول الشهر طول العمر. مش قصة يعني
= بتتكلمي بجد؟؟
– اه طبعا والله العظيم.. هههههه قال نقسم الأيام!
= تمام
– بالمناسبة كنت عايزة أقلك على حاجة مهمة
= ايه؟
– داكور يا حج 😂😂😂😂
خرج من الغرفة وهو غير مصدق. يعلم جيدا أنني أحبه.. لا أعرف ان كان كل ما افعله هو اصطناع اما انني فعلا لم اعد احبه.. على الاقل ك سابق الايام..
نمت ثم استيقظت في العاشرة صباحا خرجت من غرفتي وسمعت صوت زوجته تبكي أيضا.. ماذا بها يا ترى؟؟ لن أمضي حتى أعرف ماذا يحدث!!
فتحت باب الغرفة فجأة… لأرى آخر شيئا توقعت أن أراه!!!!
↚
دخل ومع زوجته أمام عيني أنا والأولاد، يتحاشى النظر إلي لكني أرمقه بنظري حتى لكادت نظراتي أن تخترقه اختراقا، إن قلبي يحترق احتراقا يكفي لأن ينهي العالم كله، آه يا عمر! لماذا؟
لماذا تفعل ذلك بي، أريد أن أقتله وأقطعه إربا، أريد أن ألقي بنفسي بين ذراعيه وأبكي، أريده أن يموت.. كلا.. لا استطيع أن أحيا بدونه…الغبي.. ماذا فعل بي؟
توقفا ثم قام يعرفنا ببعضنا وبدأ بها!
= أود أن أعرفكما ببعض.. هذه سارة زوجتي، زوجتي الثانية! وأريد أن أعرفك يا سارة ب (أم الأولاد) منى!
أهكذا إذن يا عمر؟ هي زوجتك وأنا أم الأولاد.. أم الأولاد فقط؟
ألست أنا أفنيت عمري تحت قدميك؟.. حبا وليس إجبارا؟
ألست من ابتعدت عن القريب والغريب لأجلك؟.. لأجل عينيك
يا عمر.. أين أنت من أيامنا الحلوة.. أين أنت من حبنا وزواجنا.. وأين أنت من الأولاد.. الأولاد الذين أنا أمهم!
فيمَ قصرت تجاهك لألقى ذلك المصير؟ تظن أن الأمر صعبا أليس كذلك؟ كلا بل إنه قاتل.. لو أنني فقط لا أحبك.. لو أنك فقط لست أب أولادي.. أنت أول رجل عرفته ولم أعرف سواه.. سأجن لكثرة التفكير.. والله لو علم أهلي بفعلتك لطلقوني منك في يومها.. لكن لا، الطلاق سيريحها مني وينصرها علي، ولن أسمع لذلك أن يحدث!
منزلنا مكون من خمسة غرف، غرفة ل علي وأحمد، وغرفة ل روان، وغرفة لي أنا وعمر، وغرفة لاستقبال الضيوف وأخرى فارغة إلا من بعض الأشياء القديمة.. وقد قام مؤخرا بترتيب هذه الغرفة وقد أصبح كاملة لا ينقصها شيء، أنا غبية فعلا.. كان علي أن أفهم أنها غرفة لاستقبال احد ما.. لو أنني أعرف أنها لاستقبال عروس الهنا لأحرقتها!
دخلا إلى الغرفة وأنا إلى غرفتي ولم أبد أي تأثر، إلى أنني خلوت بنفسي فبكيت.. وقفت أمام المرآة اتفحص وجهي.. إمراة في الثامنة والثلاثين تقف لتسأل نفسها سؤالا كما لو أنها مراهقة.. أقبيحة أنا؟
أعلم أنه ليس كذلك.. لست قبيحة والجميع يشهد، إنه ليس القبح.. ربما هو الغباء!.. أي غباء؟ هل كان الإخلاص والحب تهما يجب أن أتنصل منها؟ هل على الزوجة اليوم أن تتحول ل حرباء تتلون كل يوم حتى يقنع بها رجلها ويرضى؟ أعلي أن أكون لئيمة ومتلصصة حتى أعرف ماذا يفعل وفيمَ يفكر؟ أنا لم أرتكب جرما.. أنا أحببت زوجي وأخلصت له، لن أفقد ثقتي في نفسي أبدا وسأمضي فيمَ عزمت عليه الأمر.. ولتعلم يا عمر أي الفريقين أحق بالأمن.. أنها أنا.. وانت من الآن فصاعدا ستخاف.. ستخاف كثيرا!
أتى عمر إلي ليخبرني أنه ذاهب لعمله.. كما أنه أكد علي أنه لا يريد مشاكل ومن ناحيتها فهي فتاة ودودة لا تحب المشاكل.. صمت ثم ابتسمت وقلت له لا تقلق يا عمر.. انها اختي( كأخوة قابيل وهابيل)
خرج عمر لأبدأ أنا، قم بفصل التيار الكهربي عن المنزل كله!
↚
ثم تسربت إلى باب غرفتها، مددت يدي إلى مقبضه وهممت بفتحه لكني سمعت صوتا بالداخل.. كانت تبكي بكاءا شديدا!.. تراجعت، ربما كانت خائفة أو بها خطب ما.. أسرعت وقمت بإعادة تشغيل الكهرباء وعدت إلى غرفتي!
عاد عمر من عمله وكنت معتاد على ان انتظره كل يوم ولا يمكن أن أنام قبل أن يأتي.. ولكن الحقيقة هو أنني نمت هذه المرة… نمت فعلا ولم أعلم متى عاد إلى أن اوقظني…
= منى!! انتي كويسة ؟
– ايوة كويسة في إيه؟؟
= مفيش حاجة.. مش متعود ارجع اللاقيكي نايمة!
– تمام.. هتلاقي الاكل عندك في التلاجة
= مش هتاكلي معايا؟؟
– سبقتك
اغمضت عيني وكنت أشعر به لازال في الغرفة يرمقني بعينه.. لا يصدق أنني أكلت من دونه.. ما أوقح الرجال!! يحب ويغرم ويتزوج ولكنه لا يصدق أنني نمت قبل أن يعود.. لا يا عمر.. من الآن فصاعدا ستتغير كل الأمور.
في صباح اليوم التالي ذهب إلى بعض الأماكن.. أولهم كانت الجامعة حيث تقدمت بأوراقي للالتحاق بالدراسات العليا وكنت قد بدأت بالفعل فيها منذ فترة ولكني خفت أن يغضب ذلك عمر فآثرت التوقف!! ياللحماقة!
ثم ذهبت لعمل سيرة ذاتية CV وقمت بتقديمه في أكثر من ٢٠ شركة، ٢٠ شركة اليوم ولكني سأكمل غدا.. اشتريت لاب توب حتى اتمكن من التقديم الإلكتروني على عمل، وفي نهاية اليوم ذهبت إلى الكوافير وخرجت منه إمرأة جديدة!
ذكرت من قبل أنني جميلة لكن جمالي هذا كان يحتاج إلى وقتا واهتماما وكنت ادخر كل وقتي واهتمامي لأجله.. لأجله فقط!
عدت إلى المنزل فوجدته جالس مع زوجته في الصالة وقد بلغ صوت ضحكهما آخر الشارع!.. تفاجىء بي.. بمظهري وبالحقائب الكثيرة التي كنت احملها.. دخلت فألقيت عليه السلام ثم احتضنت زوجته وسلمت عليها سلاما حارا لأول مرة.. كانت متفاجئة ولكن مفاجأته هو كانت أعظم!
دخلت إلى غرفتي فتبعني.. سألني أين كنت وما هذه الأشياء ومن أين حصلت على المال!!
أخبرته عن تفاصيل يومي بينما كنت أبدل ثيابي.. أخبرته بشيء من اللامبالاة.. لم أنظر في عينيه ولا للحظة واحدة.. اظنه كان مندهشا، وليكن.. كان مندهشا من التغيير كله ولكنه كان يعلم أن هذا بالطبع هو ردي الوحيد على زواجه!.. لكنه بالتأكيد ليس الرد الوحيد!
خرج من الغرفة وجلست يتحدث مع زوجته بأصوات خافتة لم أهتم لها ولكنه عاد لي ليخبرني أنه يريد التحدث معي في أمر ما!
أخبرني بأنه يريد أن يقسم الأيام بيننا!!
ضحكت ضحكة ربما لم أضحك مثلها في حياتي
– في إيه
= هههههه مفيش حاجة والله اصل مش متخيلة
– مش متخيلة إيه.. ده العدل.. ومتزعليش مني
= لالا انت مش فاهمني.. نقسم ليه مثلا؟؟ هنتخانق عليك يعني؟ الحج متولي حضرتك؟ 😂😂😂
– مش فاهم إيه؟. خليك معاها طول الاسبوع طول الشهر طول العمر. مش قصة يعني
= بتتكلمي بجد؟؟
– اه طبعا والله العظيم.. هههههه قال نقسم الأيام!
= تمام
– بالمناسبة كنت عايزة أقلك على حاجة مهمة
= ايه؟
– داكور يا حج
خرج من الغرفة وهو غير مصدق. يعلم جيدا أنني أحبه.. لا أعرف ان كان كل ما افعله هو اصطناع اما انني فعلا لم اعد احبه.. على الاقل ك سابق الايام..
نمت ثم استيقظت في العاشرة صباحا خرجت من غرفتي وسمعت صوت زوجته تبكي أيضا.. ماذا بها يا ترى؟؟ لن أمضي حتى أعرف ماذا يحدث!!
فتحت باب الغرفة فجأة… لأرى آخر شيئا توقعت أن أراه!!!!!
↚
فتحت باب الغرفة فجأة… لأرى آخر شيئا توقعت أن أراه!!!!!
وجدتها وقد سقطت على الأرض غارقة في دمائها، صرخت من الفزع واندفعت إليها لا أعرف ماذا حل بها، أخبرتني أن أهدأ وأن هذا نزيف لكنها لا تعرف سببه، لم أصدق روايتها ولكني مع ذلك حملتها وحدي لأن الأولاد جميعا كانوا في المدرسة، نزلنا إلى أسفل واوقفت سيارة أجرة حملتنا إلى أقرب مستشفى وهناك كانت قد فقد وعيها تماما، هرول إليها الأطباء بعد ان قمت بالطبع بترك مبلغ تحت الحساب فقد كانت مستشفى خاص، ادخلوها إلى غرفة العمليات ولا أعلم ماذا بها، اتصلت ب عمر لكنه لم يجيب، انتظرت حوالي ساعتين ثم خرج الطبيب ليخبرني أنها باتت بصحة جيدة، ولكن بالطبع فقد فقدنا الجنين، جنين؟؟ أي جنين؟ لقد تزوجت عمر منذ يومين اثنين.. فأي جنين ذلك الذي يتحدث عنه الطبيب؟ تفرقت بي الخواطر ولم أدر ماذا أفعل لكني توجهت إليها في غرفتها فوجدتها هائمة لا تشعر حتى بوجودي!
اقتربت منها ثم جلست أمامها.. كانت تلك هي المرة الأولى التي نجلس سويا
– سلامتك
= الله يسلمك.. طبعا انتي بتسألي نفسك إيه اللي حاصل
– لا عادي ولا فارق..المهم سلامتك.. انا رنيت على عمر بس هو…
= لا بالله عليكي.. اوعي تكلميه
– نعم؟
= هفهمك.. انا وعمر بنحب بعض من حوالي سنة.. واتفقنا على الجواز… كان شرط عمر اننا نتجوز من غير ما حد يعرف.. وافقت عشان بحبه.. بس من شهرين اكتشفت اني حامل.. وكان لازم نعلن جوازنا.. لكن عمر صمم انه محدش يعرف اننا متجوزين من فترة.. كانت خايف ل تزعلي.
– انتو اقذر اتنين انا شوفتهم في حياتي.. كنتي عارفة انه متجوز.. ووافقتي تتجوزيه؟.. حب.. تعرفي ايه انتي عن الحب؟ تعرفي ايه عن سنين عمري اللي ضاعت عليه وعلى الاولاد.. لكن ربنا كبير واعدل من انه يسيبك.. خايف يقولي ل ازعل؟ ازعل على ايه.. لما جوزي يحب واحدة تانية ويفكر يتجوزها.. يبقى ايه اللي بعد كده يهم.. سواء بمعرفتي او من ورايا.. لما اشوف عمر هقوله مكنش لازم يتعب نفسه ويخبي الشهرين دول!
= لا ابوس ايدك.. اوعي تعرفيه اني عرفتك..
– نعم؟.. كده كده هيعرف ان الطفل مات وانه انا اللي وديتك المستشفى
= لا.. هو مسافر بعد يومين.. ف وقت سفره هبقى أفهمه انه الجنين مات.. بس بلاش تعرفيه باللي حصل.. ارجووكي!
– عمر مبقاش يفرق معايا اصلا.. عادي خلاص.
غادرت المستشفى ولم أكن اريد ان اذهب للبيت.. ولا لأي مكان.. كأن الأرض ضيقة تكاد تطبق على أنفاسي، عمر تزوج وكان على وشك الإنجاب.. كل هذا لا يهم.. المهم هو أنه قد احب.. احب إمرأة أخرى.. إمرأة ليست أنا!
أظن أن التجاهل الظاهر على وجهي ليس هو حقيقة ما في قلبي… الله لك يا قلبي هو الذي ينصرك ويعينك!
↚
رجعت إلى المنزل واخبرتني هي انها ستذهب إلى منزل صديقتها لتقضي الليلة عندها وسوف تخبر عمر ان صديقتها هذه متعبة.. يا لها من كذابة ومحتالة..
في المنزل وجدت أحمد وروان وقد ظهر القلق والتوتر عليهما لأنني تأخرت فأخبرتهما ألا يقلقا وقمت بتجهيز العشاء لهما فأكلا ثم ناما!
قمت بترتيب المائدة.. أحضرت شموعا ووردا، ووضعت أغنية ل ام كلثوم.. صوتها ساحر جدا… خصوصا عندما يكون الجو هادىء والضوء خافت، جربت عددا من الفساتين التي اشتريتها إلى أن استقر بي الحال على فستان أسود يشبه فساتين نجمات الأفلام القديمة.. ولم يكن هذا هو اسلوبي في اختيار الملابس ولكن هناك وقتا ما يجب لكل شيء أن يتغير!
قدم عمر وحاول أن يفتح الباب بمفتاحه لكنه لم يستطع، فطرق الباب وفتحت له!!
فوجئ بمظهري ولم يستطع إخفاء ذلك.. تقدم إلى المائدة.. اعرف انه بالطبع لم يأكل طوال النهار فذلك اليوم من الأسبوع هو يوم شاق جدا.. تقدم إلى المائدة فوجد الطعام.. شكله مبهر… لكنه كان طعاما لشخص واحد فقط!
– انتي اكلتي؟
= لا
– مش هتاكلي
= لا هاكل طبعا
– مش هتاكل معايا اقصد.. هنا يعني؟.. انا شايف عشا لشخص واحد بس
= ونفهم من كده ايه؟
– ايه
= نفهم انك هتروح تسخن باقي اكل إمبارح اللي ف المطبخ وتاكله.. ممم او ممكن تنزل تشتري اكل.. اقولك؟ نام خفيف!
= نعم؟؟ انتي بتهزري؟
– حبيبي انا اهزر معاك ليه؟.. النهاردة يوم مراتك في تحضير الاكل
= وانتي ايه.. ما انتي مراتي
– هههههههه.. لا يا قلبي.. انا ام الاولاد.. و اه صح.. انت اللي قسمت الحاجات دي مش انا خالص
= يا منى متهزريش انا فعلا مش قادر اقف
– خلاص اقعد 😂.. ولا ايه كبرت خلاص
= انا لو نزلت فعلا واكلت بره يبقى مش هرجع النهاردة البيت.. وكل اللي انتي عاملاه هيضيع
– اللي هو ايه
= الجو كله ده
– يضيع ليه.. هو مين قاله انه ليك اصلا؟
= امال لمين!!!
– لنفسي.. انت فاكر اني مش هسمع اغاني ولا ألبس كويس إلا ليك انت؟ ده ليه ده.. انت شايف نفسك ع إيه 🤔🤔
= منى!.. انتي جرالك إيه؟
– واحدة عميا وفتحت
= انتي طالق
يتبع…
↚
= انتي طالق!
– إيه!
= منى.. لا.. أنا آسف والله العظيم.. مكنش قصدي.. الكلمة طلعت مني غصب عني.. استني بس!
اسرعت إلى غرفتي، اغلقت الباب ثم جلست خلفه أبكي.. ماذا جرى، اهكذا يا عمر.. طلاق؟ بكل تلك السهولة؟.. لم يتحمل كوني عصبية هذه الأيام؟ أحرام على المقتول أن يترنح لشدة ما به من آلآم؟ حرام على المطعون أن يصرخ؟.. وكأن اليوم هو أول عهدي بك يا عمر، أخذت ثيابي ورتبت نفسي وجمدت ملامحي فلم يبدو علي ذلك القهر وتلك الحرب التي بالداخل، حاول أن يمنعني من الخروج وتشبث بي لكي لا اخرج ولكن لا. لا يا عمر.. لأكونن من اليوم إمراة كما لم تعرف النساء من قبل!
عدت إلى منزل أبي، استقبلتني أمي وقد قصصت عليها باختصار ما حدث.. عمر تزوج من أخرى وطلقني!
انهارت امي في البكاء ولم استطع أن اوقف دموعها المنهمرة فبكيت انا أيضا.. لا استطيع ان اتظاهر بالقوة أمام أمي.. انها أكثر مخلوق رأى ضعفي واليوم ها هي ترى انهزامي.. نعم.. انهزمت امام الحياة وامام نفسي.. ولكن تلك ليست نهاية المعركة.. أرادت أمي ان تتحدث لعمر لكني أقسمت لها بالله لو فعلت ذلك فلن ارجع بيتي ولو بعد مائة وسأترك حتى بيت أبي ولن يعلم أحد لي طريق.. كنت حادة معها.. ولكنها الأم.. دائما تسامح!
رن هاتفي فوق الثلاثين مرة، كان عمر، وبالطبع لم أجيب، اتصل بي الأولاد فأخبرتهم أن والدهم طلقني، كنت أعرف أن ذلك حتما سيؤذي نفسيتهم، ولكنهم كبروا ويجب أن يفهموا كل شيء، أولادي بالترتيب هم: علي وعمره سبع عشر عاما، طالب في الثانوية العامة، محمد وعمره خمس عشر عاما وهو في الصف الثالث الإعدادي ثم روان وهي لازالت في الحادية عشر من العمر في المرحلة الابتدائية، جميعهم متفوقون في المدرسة، فقد كنت متفرغة لهم ولوالدهم تماما.. والحق أنهم دائما ينجحون ويعرفون رأسي.. أم هو فقد رسب وأذاقني الخذلان أطنان أطنان… بكت روان لدى علمها بالخبر وصممت أن تأتي إلى فطلبت من أخيها علي أن يوصلها فأوصلها لتبقي معي وعاد هو إلى المنزل بناءا على رغبتي.
في المساء دق جرس الباب وأقسم أنني كنت أعلم الطارق.. لازلت أشعر به بقوة.. دخل عمر وتحدث إلى أمي وكنت أقسمت عليها بالله ألا تعاتبه على شيء وألا تبدي انكسار أمامه وأن تحفظ ما بقي من كرامتي.. طلب أن يتحدث إلي، فوافقت
– منى، انتي عارفة انتي إيه عندي.. وأنا مش عارف والله عملت كده إزاي.. أنا آسف.
= أنا إيه عندك.. لا مش عارفة والله أنا ايه عندك
– انتي ام ولادي، وعشرة عمري
= جميل.. والمطلوب؟
– ترجع لبيتك ولاولادك… دول ميعرفوش يعملوا اي حاجه من غيرك!
= اها.. كويس.. لكن طبعا أنا لي شروطي
– شروط ايه!!.. اتفضلي
= تمام.. شوف يا عمر انا سالتك انا ايه ف انت قلت اني ام اولادك.. ف هي دي الصفة اللي هرجع بيها بيتك
= مش فاهم
– هصدق انك مش فاهم وهفهمك.. انا ام أولادك.. مراتك اه بس ده على الورق.. انت دلوقتي متجوز سارة.. سارة بس… ليا عندك مصروف البيت ومصروفي الشخصي ومصروف دروس الاولاد.. وليك عندي اهتم بالاولاد واربيهم واخد بالي منهم واحاول اوفر لهم جو صحي في ظل وجود مرات الاب!.. الاسبوع كله خليه لها ومبروك عليها.. الاكل والعشا والكلام ده انت عارف انه مش بيتعبني طبعا فعادي.. لو حبيت حد يجهزلك اكل او يحضرلك الحمام ف انا مش همانع طبعا.. هحضر معاك المناسبات لو حبيت.. وهستقبل اهلك وكل الامور هتكون في ظاهرها طبيعي.. لكن اللي جوا ده هيكون بينا احنا.. لا اهلي ولا اهلك ولا حتى الولاد هيعرفوا!
= ليه كل ده؟؟ ليه يا منى..
– ده اللي عندي
= تمام.. مصروف البيت معروف ايه بقا حكاية مصروفك ومصروف دروس الاولاد؟؟
– مصروف البيت ده لطلبات البيت من اكل ولبس ومستلزمات.. مصروفي الشخصي عشان لو حبيت اشتري حاجة.. وعموما خلاص انسى موضوع مصروفي الشخصي ده.. مش عايزة منك حاجة.. مصروف دروس الاولاد ده بديهيا كده للدروس.. عشان انا للاسف مش هذاكر تاني للأولاد مش هكون متفرغة!
= متنسيش انهم لسه ولادك.
– وولادك انت كمان… وطبعا الراجل هو اللي بيقوم على شؤون بيته.. ولا انت مش عارف الموضوع ده؟
= كأني بكلم واحدة تاني.. إنسانة عمري ما عرفتها
– أنا هما الاتنين.. وكلنا كده ع فكره.. كل ست كده.. انا هي منى اللي انت اتجوزتها من سنين… وانا هي منى اللي انت عملتها من كام يوم.. كلها ردود افعال.
= ماشي يا منى.. زي ما تحبي.. موافق!
رتبت أموري واقنعت والدتي أنه قد تم الصلح ولم أخبرها عن الاتفاق.. عدت إلى المنزل وكانت سارة زوجته قد عادت أيضا، جلست في غرفتي وبدأت ارتب للقادم، طرق الباب ثم دخل ليخبرني أنه عائد إلى العمل، رددت بابتسامة باردة ليس لها معنى وعدت لاقرأ في الكتاب الذي بين يدي.. قرأت جملة وقفت عندها ل ثوان ” أحبيه كما لم تحب إمرأة.. وانسيه كما ينسى الرجال”.. صدقتي يا أحلام.. انهم حيوانات تأكل وتنسى فقط!
سمعت صوت أشياء تتحطم في غرفة سارة.. خرجت من الغرفة فزعة، هرولت إلى غرفتها فسمعت صوتها وكأنها تتحدث إلى شخص ما، حاولت أن استمع إلى ما يدور في الغرفة ولكني لم أستطع، فتحت الباب فجأة فوجدتها وقد انتكش شعرها الأسود الطويل واحمرت عيناها بشكل مرعب بينما يتساقط الدم على وجهها… ثم بدأت في الصراخ!!!
↚
كان منظرا مروعا، لم استطع أن اتمالك نفسي هذه المرة فسقطت فاقدة الوعي، عندما أفقت وجدتها بجواري، وقد هدأت بعض الشيء لكنها لا تزال تتنفس بسرعة شديدة كأنها تجري في نفق طويل، ابتعدت عنها فاقتربت مني وأرادت أن تهدا من روعي.. نزعت يدها من كتفي وأسرعت إلى غرفتي فلحقت بي
– مالك يا منى!
= مالي أنا؟ في إيه.. انتي ايه اللي بيحصلك ده؟؟
– نفسي احكيلك.. بس
= بس ايه؟
– الامان.. توعديني مفيش مخلوق هيعرف ولا حتى عمر!
= قولي
– بصي يا منى.. اللي هحكيهولك ده احتمال مسمعتيش عنه قبل كده.. ولا انا كمان كنت اعرف عن الحاجات دي.
= حاجات إيه؟
– منى.. كل واحد منا له قرين… القرين ده ساعات بيتحكم فينا.. وساعات احنا بنقوى عليه.. انتي فاكرة اني خطفت جوزك مش كده؟ لا مش أنا اللي عملت كده دي هي!
= مين
– ايوة اللي ف بالك صح… انا كنت عايشة مع اهلي.. كنت دايما لوحدي ومحبش اختلط بالناس.. كنت بكره التجمعات… لحد ف يوم كنت في البيت وبابا وماما سافروا لأن جالهم اتصال ان خالي تعبان جدا.. رفضت أسافر معاهم، وبقيت في البيت لوحدي.. فجأة حسيت بصوت غريب في الصالة.. كدبت نفسي وقلت أكيد أنا بتوهم.. لكن لا.. الصوت كان بيقرب وكان بيزيد.. ولما طلعت اشوف مين.. لقيتها هي!
= هي مين
– هي أنا!!.. واحدة شبهي.. لا هي انا.. قرينتي!
= اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ايه ده اللي بتقوليه
– قربت مني وكان شعرها اسود جدااا اسود من شعري.. وكانت منكوشة.. وعيونها حمرا.. تماما زي ما هتشوفيني ساعات.. ويمكن شوفتيني بالشكل ده.. دي مش بتبقى انا دي هي.. بتظهر بالليل وبتظهر وانا لوحدي.. مش بعرف اتحكم فيها لا… هي اللي متحكمة دايما.. هي اللي خلتني اتجوزت عمر.. انا مكنتش عيزاه.. ف يوم وليلة لقيت نفسي مراته… وكنت حامل.. عشان كده كنت كل ما افوق من سيطرتها بفضل اعيط واصرخ.. ولما عرفت اني حامل قررت أسقطه.. اه.. انا كدبت عليكي.. نزلت الطفل لاني مش عايزاه.. مش عايزة عمر… ساعديني.. ارجوكي ساعديني!
= انا مش فاهمة حاجة.. اساعدك ازاي؟
– اضربيني واطرديني من هنا.. انا مش قادرة اخرج كأن في حاجة حابساني.. مش قادرة اعمل حاجة.. ساعديني يا منى!
فجأة نظرت لي نظرة مخيفة جداااا.. وعلى صوتها جدا وبدأت في الصراخ.. ثم انطلقت إلى خزانة الملابس فمزقت ملابسها وتوجهت نحوي وبيدها سكين أخرجتها من الدولاب… صرخت وهرولت إلى خارج الشقة وكنت على وشك النزول إلى الشارع لكني تذكرت انني بملابس البيت.. فوقفت على سلم العمارة لا ادري ماذا أفعل.. فإذا بها تخرج باكية وتطلب مني أن اساعدها… ماذا افعل؟؟
دخلت إلى الشقة وقد بدأت هي في البكاء.. حاولت تهدئتها ولكن يدي كانت ترتجف،
– عشان خاطري يا منى.. لازم تخرجيني من هنا.. شديني من ايدي.. لازم امشي من هنا!!
= مش عارفة والله يا سارة اعمل ايه. طب بعد ما تخرجي هتروحي فين
– هروح لشيخ كويس جدا اعرفه.. بس ساعديني.. اعتبريني اختك.. اعتبريني اي حاجه.. واوعدك هخرج من حياتك نهائياا مش هتشوفي وشي تاني..
من جديد بدأت في الصراخ.. عزمت على أن أكون قوية القلب.. تقدمت إليها… أمسكت يدها بقوة وبدأت في سحبها على الارض إلى خارج المنزل….
– إيه اللي بيحصل ده؟؟؟
= عمر حبيبي… شايف عملت فيا ايه؟؟. ضربتني وقطعت لي كل هدومي…وبتطردني…عايزة تموتني يا عمر!!
↚
= عمر حبيبي… شايف عملت فيا ايه؟؟. ضربتني وقطعت لي كل هدومي…وبتطردني…عايزة تموتني يا عمر!!
لا يا عمر.. هي والله.. دي مجنونة والله العظيم.. انت مش فاهم.. مش عارف حاجة
= عرفيني يا منى
– عمر انت هتسمعلها!!
= اسكتي انتي يا سارة دلوقتي.. ها يا منى حصل ايه!!
– عمر.. عايزة اكلمك لوحدنا.. ارجوك
= مفيش لوحدنا يا منى.. حصل ايه انطقي
– الست دي غريبة يا عمر مش طبيعية.. انت مش عارف بتعمل ايه وبتقول ايه.. من اول يوم.. من أول ما ابنكم مات!
= ابننا مين.. بتقولي ايه يا منى!!
– ابنكم.. اللي انت كنت مخبي عليا حملها.. عشان انتو متجوزين من فترة طويلة.. وحاجات تانية. بتقول انها قرينتها حابساها هنا مش عارفة ان كانت بتكدب. اه اكيد بتكدب.. وقطعت لبسها كله.. تعال شوف يا عمر..
= انتي بتقولي ايه.. منى… انتي كويسة؟ ابن ايه.. انا وسارة لسه متجوزين من ايام!
– دي بتستهبل يا عمر صدقني.. ضربتني وقطعت لبسي وجرتني لحد بره… الحمد لله انك جيت
= انا جيت لما لقيتك باعتة رسالة وبتقولي الحقني .
– رسالة؟ بعتيها امتى يا حقيرة انتي.. اه.. اكيد لما طلعت بره وخفت منك.. انتي مريضة.. والله ما هسيبك.
= ابعدي كده..انتي اتجننتي.. هتضربيها كمان وانا واقف.. انتي شكلك اتجننتي ع الاخر.. يا منى اطلعي بره..
خرجت من بيتي.. البيت الذي احفظ كل ركن فيه.. كل شبر في ذلك المنزل يحمل ذكرى خاصة جدا لي، على كل حال فإنني الآن قد تيقنت من شيء واحد.. لن أبكي بعد اليوم أبدا!. كنت حزينة لأجل الحب والآن فقد طرح عمر بحبي أرضا وضرب به عرض كل الحوائط فانهارت جميعا فوق رأسي.. وأما أنتِ يا سارة فبالله لأذيقنك أضعاف ما فعلته بي، ولكني مع ذلك لا ألومك بقدر ذلك الذي أفنيت عمري تحت قدميه.. والله لتزحفن على قدميك يا عمر لكي أعود إليك…
عدت إلى منزل أمي، ولكن هذا المنزل يذكرني بخيبتي… بعد زواج سنوات رجعت مطرودة لبيت أبي.. تركت البيت وذهبت إلى محل لبيع الذهب وبعت بعضا من ذهبي وأخدت النقود وذهبت لكي استأجر شقة.. كنت أعرف المكان المناسب لها جيدا.. كانت في إحدى العمارات المقابلة للشركة التي يعمل بها عمر، يجب أن يراني كثيرا هذه الأيام… لكن ليس الآن!
تركت له الأولاد في المنزل.. يجب عليه تحمل المسئولية هو والعروس!
واصلت ما بدأته من قبل في البحث عن عمل، فرصة إيجاد عمل تبدو صعبة جدا ولكن لا بأس.. هي ليست بالمستحيلة، أعود بعد يوم شاق من البحث إلى شقتي.. فتحت هاتفي وبدأت ابحث عن حسابها على فيسبوك.. لابد وأنه يحمل شيئا ما.. وجدته.. في أصدقاء عمر!.. حسنا يا عمر، بحثت جيدا إلى أن وصلت إلى منشوراتها منذ عام كامل.. منذ بدأ يتغير.. بحثت اكثر ووصلت إلى منشورات منذ عامين.. فوجدته يعلق لديها كثيرا.. منذ ثلاث أعوام.. منذ اربعة اعوام… منذ خمسة اعوام!!!!!
متى بدأت خيانتي يا عمر؟؟ منذ متى.. أخشى أنك تعرفها قبل ان تتزوجني.. لولا انها تصغرني في العمر لقلت انك تزوجتها قبلي وانها هي الزوجة الاولى!!
رن هاتفي بينما كنت شاردة في أفكاري حتى كاد عقلي يشت.. قد قبولي للعمل ك سكرتيرة في شركة ما… اسمها( )… يالضربات القدر… سنلتقي ثانية يا عمر.. يا مرحبا بالحرب
↚
رن هاتفي بينما كنت شاردة في أفكاري حتى كاد عقلي يشت.. قد قبولي للعمل ك سكرتيرة في شركة ما… اسمها( )… يالضربات القدر… سنلتقي ثانية يا عمر.. يا مرحبا بالحرب!
عدت لمحل الذهب مرة أخرى وبعت كل ما تبقي.. لم يبق شيء لاخاف عليه بعد الآن ولا لادخر من أجله.. انتهى كل شيء..
اشتريت بالمال ملابس.. ملابس فقط واكسسوارات ومستحضرات للتجميل.. لنرى أي الجمالين يعجب الرجل.. جمال القلوب ام الوجوده.. لم استطع أن انام تلك الليلة ولكن بجب ان انام.. ان شخصا آخرا هو من يجب عليه ألا ينام أبدا..
نمت واستيقظت.. اخرجت ثيابي وتجملت حتى لأني أظن أنني إمرأة أخرى.. إمرأة لا أعرفها أبدا.. لكنها أجمل!
دخلت إلى مقر الشركة واصطحبني أحد الموظفين إلى حيث مكتبي.. جلس معي حوالي نصف ساعة كي افهم طبيعة العمل في الشركة.. ثم طلب مني ان اذهب معه في جولة داخل القسم كي اتعرف على رئيس القسم ونائبه والموظفين الذين سوف اتعامل معهم في العمل، ذهبت معه وبداخلي أمنية ما.. أتمنى أنه هناك.. أتمنى.
لكن لسوء حظي فإن أمنيتي لم تتحقق.. أظن أنه يجب ألا اعتمد على حظي ثانية.. يجب أن أكون عرفته جيدا!
سلمت على الموظفين وعلى رئيس القسم.. وقد بدا رئيس القسم رجلا حاسما ولكنه ليس سيئا على أي حال.. وربما هو رجل سيء.. بصراحة لم أعد أثق في ذلك النوع البشري مطلقا..
بينما نحن على ذلك الحال إذ يطرق أحدهم الباب.. إنه نائب رئيس القسم.. كيف نسيت أنني لم اسلم عليه.. لقد تأخر.. رباه!.. يبدو أنني يجب أن اعتمد على حظي من الآن فصاعدا.. انه هو.. عمر.. تأخرت يا عمر.. دائما تتأخر.. وربما أنا من تأخر هذه المرة…
– عمر، دي منى السكرتيرة الجديدة!
= إزيك يا استاذة منى
= اهلا
اعطيته ظهري وعدت إلى مكتبي ولازلت اشعر بنظراته تخترقني!.. لا بأس يا عمر أنا مقدرة تماما حجم مفاجئتك!
= منى
– اؤمر
= في ايه.. ايه اللي بيحصل.. اشتغلتي هنا امتى وازاي.. ازاي مقولتيليش!
– اقولك ليه يعني
= مفروض اني جوزك وانك مراتي
– لا حبيبي.. انا مش مراتك.. انا ام الأولاد.. ام الأولاد وبس
= مش فاهم
– هخلعك
= ايه.. بتقولي ايه.. مالك يا منى
– مالي وعمري وقلبي ضاعوا عليك..
= ياا منى
– لا مفيش منى تاني شطبنا.. ان هنا الأستاذة منى وانا سكرتيرة المدير مش سكرتيرتك انت. يا استاذ.. واتفضل شوف شغلك
= منى ممكن اقلك حاجة؟
– ايه
= انتي بقيتي جميلة كده امتى؟
– من يوم ما بعدت عنك
= انا مش هرد عليكي!
ما اقبحك يا عمر وما اوقحك.. أالآن تراني جميلة؟.. لم أتخيل يوما أن أتحدث إليك بكل تلك الوقاحة ومع ذلك تراني جميلة لمجرد أن وجهي قد غطته الألوان؟.. تفضل الألوان إذن.. حسنا وأنا قد اخترت لك لونا واحدا.. الأسود يا عمر!
مضت ثلاثة أسابيع وكنت في كل يوم اتجاهله أكثر من اليوم السابق حتى كاد يجن.. حظرته من كل وسائل الاتصال الخاص بي وغيرت رقم هاتفي.. فكاد يجن وما أبالي. لا أظهر أنني أبالي… طلب مني مدير القسم عبر الهاتف أن اتجه إلى مكتبه.. اعلم انني قد تأخرت كثيرا في إنجاز ما لدي من أعمال.. اتمنى ألا يعنفني لأني لن اصمت ولو كان في كلامي فصلي عن العمل.. ان وقت الصمت قد مضى…
= أنا آسفة جدا جدا على تأخير الشغل والله أصل…
– منى.. تتجوزيني؟
↚
– منى.. تتجوزيني؟
لم أعلم بماذا أجيب لكني طلبت مهلة للتفكير وانصرفت..
كما ذكرت فإنه كان قد مضى على التحاقي بالشركة حوالي ثلاثة أسابيع.. وقد علم الجميع بكوني زوجة عمر إلا أنهم جميعا قد علموا أن بينا خلافات كبيرة تجعلنا لا نتصرف كزوجين عاديين.. إلا أن عمر كان يتصرف كأن شيئا لم يكن.. كأنني لازلت منى زوجته.. زوجته القديمة ولكن بوجه جديد..
وكان استاذ أحمد مدير الشركة قد علم مني بعضا من تفاصيل حكايتي مع عمر.. واندهش اندهاشا كبيرا.. أخبرني أنه يعرف سارة زوجة عمر حيث كانت تعمل هنا في الشركة وفي نفس وظيفتي!.. عملت في الشركة لبعض الوقت وكان الجميع قد لاحظ تقربها الشديد ل عمر، أخبرني بعض الأشياء عنها وأخبرني أنه قد فصلها من الشركة بسبب سوء تصرفها مع العملاء فقد كانت فتاة شديدة الوقاحة في التعامل.. اخبرني أن عمر ترجاه كي يعيد سارة للعمل لكنه رفض وخمن أن بينهما شيء ما لكنه لم يتوقع انهما متزوجين.. وابدا اندهاشه بكون عمر يترك من هي مثلي لأجل مثلها!
خرجت من مكتبه توجهت إلى مكتبي فوجدت عمر
= كنتي فين كل ده.. يا منى!
– كنت عند المدير
= كل ده ف مكتبه بتعملي ايييييييه
– يخصك؟
= انتي مراتي
– انا ام أولادك..
= يا منى… بطلي مكابرة.. انا متأكد انك مش مبسوطة.. متاكد انك بتحبيني.. تعالي نرجع زي ما كنا.. تعالي ننسى كل اللي حصل وانا هنسى اللي عملتيه وهسامحك
– تنسى ايه.. انا عملت ايه
= بهدلتك ل سارة!!.. شغلك من غير اذني.. طريقة كلامك معايا
– هههههه.. عمر انا هقابلك النهاردة الساعة ٥ بعد الشغل ف الكافيه اللي قدام الشركة.. في حاجات كتير عايزة اقولهالك!
***********
– اتاخرتي ليه.. الساعة ٦ واحنا متفقين على ٥
= وفيها ايه لما اتأخر.. ما انا ياما جيتلك بدري.. وياما صحيت لك بدري.. عادي يعني!
– ماشي.. كنتي عايزاني ف ايه
= لا انا هعوزك ليه يعني.. الصراحة ملكش عوزة
– منى.. ده مش اسلوب
= تمام خلاص… شوف يا عمر.. دلوقتي زي ما انت شايف الوضع اتغير.. ف انا عايزة اتفق معاك على مصير الأولاد.. هيفضلوا عندك ولا معايا؟
– منى انا مش هطلقك
= مش بمزاجك.. و اه صح حاجة كمان مهمة.. الاولاد كبار وانا متطمنة عليهم.. بنتكلم كل يوم، وبصراحة مراتك مش بتضايقهم خااالص.. لأنها طول اليوم بره البيت ربنا معاها!
– بره البيت فين
= ههههه بتسألني أنا؟.. عموما. انا لازم امشي دلوقتي.. والاسبوع الجاي عندي ليك مفاجئتين حلوين اوي!
– منى اسمعيني
= اتفضل
– انا بحبك.. لسه بحبك، ومش عارف ولا متخيل انك متبقيش ف حياتي.. جوازي من سارة مش معناه اني مش بحبك
= معناه ايه
– معناه اني حبيتك وحبيتها.. عرفتك بالجواز عشان ده شرع ربنا.. وشرع ربنا حاجة مينفعش اتكسف منها ولا اخبيها
= امال انت اتكسفت ليه وخبيت؟؟ ليه يا عمر.. انت فاكر اني عبيطة للدرجة دي.. انت تعرف سارة من ٥ سنين ومتجوزها من ٣ سنين.. كنت بتخليها تاخد مانع حمل ولما هي صممت تحمل وحملت جبتهالي لحد بيتي تعرفني عليها.. ولما مراتك سقطت انا اللي رحت معاها المستشفى.. ولما حكيتلك انت كدبتني وطلعتني مجنونة وانا مش مجنونة.. لا يا قلبي.. مراتك ست كذابة.. وكل كلامها افلام.. وعلى فكرة انا كنت اقدر ادافع عن نفسي.. كل همسه حصلت منها وكل كلمة قالتهالي متسجلة على موبايلي وانا نقلتهالك على الفلاشة دي خدها حلال فيك.. ولما تكتشف حقيقتها.. هتعرف كويس مين المجنون ومين العاقل..
انت عارف انا كان ممكن اغفر لك.. كنت هسامحك لو معترف بغلطك ف حقي وحق الحب اللي حبيتهولك.. بكل بجاحة ووقاحة بتعرفني على مراتك.. من غير ما تطيب خاطر.. وتراضي قلبي.. قلبي اللي عاش طول عمره يحبك يا عمر.. اللي بكى عشانك بدل الدموع دم.. بتقولي شرع ربنا؟ لا ربنا مش بيشرع الظلم ولا بيسمح بالقهر.. انت من دلوقتي بره قلبي يا عمر.. وانا مش ندمانة.. انا كنت وفية لآخر لحظة.. مش انا اللي هندم يا عمر!
غادرت المكان مسرعة.. يداي ترتعشان ولا أرى أمامي أي شيء، اتمنى ان تنشق الارض وتبتلعني.. اتمنى ان اموت.. ولكن لا.. يجب ان احيا.. الحمد لله انني ابكي.. ان حبه يتساقط مع كل دمعة تسقط من عيني.. لكني أشعر بدوار شديد ولا أرى جيدا من البكاء..
سيارة مسرعة.. عمياء ك قلب عمر.. مجنونة ك زوجته.. وقاسية ك الحياة صدمتني فسقطت قاطعة الأنفاس!
– لا حول ولا قوة الا بالله.. حد يعرفها دي
– لا.. انا خدت رقم العربية اللي خبطتها
حد يطلب الاسعاف.. شكلها ماتت!
↚
– الو
= ايوة.. ايه ده.. هو ده مش رقم منى؟
– اه يا فندم للأسف هي عملت حادثة وهي دلوقتي ف المستشفى!
= إيييه!!
***********
– يا دكتور هو إيه حالتها؟
= حضرتك مين
– انا جوزها
= تمام.. هي حالتها مش مستقرة.. ده غير انه الطفل مات
– طفل ايه؟؟؟ هي منى حامل؟
= مش بتقول انها مراتك.. ازاي مش عارف!!
– مش عارف!
******
كيف اخفت علي خبر كهذا، أكان يجب أن يموت الطفل وأن تصبح هي بين الحياة والموت حتى أعرف أنه كان لي ابن؟
ما يهمني الآن هو منى نفسها، أدرك جيدا أنني أخطأت في حقها كثيرا لكن أنا لم اخالف لا شرع ولا دين، لا يستطيع أحد أن يقول أنني أخطأت، تذكرت الآن تلك الفلاشة التي أعطتها لي منى.. ماذا بها يا ترى.. سأعرف!
= سارة انتي عملتي كده ليه!!
– عملت ايه
= منى سجلت كل اللي دار بينكم
– عملت كده عشان بحبك يا عمر.. انت عارف اني بحبك
= لكن انا بحب منى.. وقلتلك من اول لحظة.. لو فكرتي تاذي منى او تضايقيها هيكون اخر يوم ليكي معايا
– انا ماذيتهاش ولا حاجة.. هي مش مسجلة كل حاجة يا عمر.. هي كانت بتهددني عشان اسيب البيت واتطلق منك
= انتي كدابة.. منى مستحيل تعمل
– هاتها ونتواجه
= منى ف المستشفى.. وحالتها خطيرة جدا
– بجد.. ليه مالها
= عملت حادثة.. وانا هاخد الاولاد ونروحلها المستشفى
– اجي معاك
= لا
*************
يجب أن أحكي عن تلك الساعات الطويلة، لم أفق إلا في غرفة العناية المركزة.. فتحت عيني فإذا ب عمر والاولاد يقفون خلف شباك زجاجي.. ينظرون إلي بلهفة وعيون دامعة يملأها الرجاء… هل كان كل ذلك كابوسا؟ ربما.. ليته كذلك.. نعم هو كذلك.. ها هو عمر والأولاد.. ولكن.. لو كان كابوسا فلماذا أنا هنا الآن!.. ظهر من خلفهم وجه بغيض اعرفه.. وجه إمرأة تنظر إلي بكراهية شديدة.. إنها سارة.. لازلت تحت تأثير عدد من الجراحات لكني لا انسى ذلك الوجه أبدا!
اصبت بكسور متعددة.. وكدمات ونزيف حاد تطلب تبرعات كثيرة بالدم.. الغبي الذي صدمني بسيارته.. ألم يكن قادرا على قتلي بدلا من كل ذلك الألم!
توافد لزيارتي الكثير من موظفي الشركة وعلى رأسم رئيس القسم والذي لم يتركني يوما واحدا.. ربما ثار ذلك حفيظة عمر.. لكنه لم يجرأ أن يسأل…. وقبل أن أغادر المستشفى بيوم جاء إلى غرفتي
= حمد الله على سلامتك يا منى
– الله يسلمك يا عمر.
= كنتي حامل؟
– ومات
= ٣ شهور تخبي عليا؟
– ٥ سنين تحب عليا؟
= هتسامحيني يا منى.. عشان انتي بتحبيني
– لو كنت قلت عشان انا بحبك كان بقى في امل.. انت طول الوقت مراهن على حبي أنا.. مراهن على اللي هترميها وترجعلها اي وقت.. لو عايزنا نرجع يبقى تطلقها
= منى.. مفيش علاقة بين رجوعنا وطلاقي لها
– ماشي يا عمر.. عموما في ورقة مهمة راحت لك بيتك النهارده
= ورقة ايه
– لما تروح هتعرف!
****
– سارة.. في حد بعتلي حاجة النهارده
= عمر… منى خلعتك!
↚
= خلعتني يعني إيه
– رفعت عليك قضية خلع اقصد.. وده إخطار من المحكمة!
= إزاي!.. ليه يا منى تعملي كده
– جرى إيه يا عمر.. انت هتعيط عليها ولا ايه ما ف ٦٠ داهية
= انتي تخرسي.. انتي السبب ف كل ده.. خربتي بيتي ودمرتي حياتي
– نعم!! انا بتقولي الكلام ده؟؟؟ ماشي يا عمر.. والله ما انا قاعدالك فيها!
********
غادرت المستشفى، أظن أنني قد نجوت من الموت بمعجزة.. أخبرني الطبيب أنه توقع أن أذهب في غيبوبة طويلة.. لكن رحمة الله كانت أبعد من توقعاته.. حمدت الله.. حمدت الله كما لم أحمده من قبل، أظن أنني في غمار حربي مع عمر تحولت لإمرأة أخرى.. إمراة لا أعرفها.. والآن فعلي أن أنهي كل هذا.. عمر يجب أن يخرج من حياتي… ولأن قلبي الذي يحبه سيعذبني طويلا فإنني مستعدة لأن أدوس قلبي بقدمي، حتى أنجو.. أنه مسألة إرادة.. أظنني قوية.. ولن أتراجع أبدا.. عدت إلى المنزل وكنت قد أرسلت سيارة لتحضر أبنائي إلى شقتي، وجودهم هناك كان لإجل أمر ما في نفسي وقد أنهوا مهمتهم.. والآن لا يجب أن يبقوا هناك أطول من ذلك!.. رن جرس الباب.. أظنهم الأولاد.. ولكنه كان الاستاذ أحمد.. رئيسي في العمل.. أظنه سيفاتحني مجددا في أمر الزواج… وأظن أنني قد حسمت أمري!
= حمد الله على سلامتك
– الله يسلمك يا استاذ احمد
= مش عارف ان كان ده وقت مناسب ولا لا.. بس عايز أسألك ان كنتي فكرتي في موضوعنا ولا لا!
– فكرت طبعا..
= وصلتي لإيه
– انا لسه متجوزة زي ما انت عارف.. صحيح انا وعمر بينا مشاكل وقضية.. لكن لسه هو جوزي.. واحترامي لنفسي وله يخليني ارفض اتكلم نص كلمة ف موضوع زي ده.. احترامي لنفسي كمان يخليني اقلك انك لازم تمشي دلوقتي لاني ف البيت لوحدي!
– انا اسف والله.. كنت فاكر ان الولاد هنا.. اعذريني.. وعموما انا مش هيأس أبدا… ومعاكي لحد الاخر..
= نورت يا استاذ احمد
– إيه ده!!!
= عمر؟؟؟
– في ايه يا منى
= زي ما انت شايف.. استاذ احمد جه يطمن عليا.
– ازيك يا عمر
= اهلا استاذ احمد.. متشكرين على تعبك معانا والله.. مكنش لازم تتعب نفسك.. ولا ايه؟؟
– مش هتعب لأحسن من الاستادة.. يلا استاذن انا..
= تعالوا يا ولاد.. وحشتووني اووي.. عاملين ايه
– ادخلوا جوا يا ولاد عايز ماما ف موضوع
= خير
– خيررر؟؟ انتي بتتكلمي بجد.. منى انتي رافعة عليا قضية خلع.. انتي اكيد اتجننتي
= عقلت… انا اتجننت لما اتاخرت كل ده.. مش عايزاك يا اخي
– كدابة يا منى… وبتحبيني
↚
= انت مريض.. كنت بحبك لما كنت تستحق الحب. دلوقتي انت ولا حاجة.. عارف يعني ايه ولا حاجة؟؟.. انا لما اتجوزتك.. حبيتك.. حبيتك عشان كنت اماني.. كنت كل حاجة ليا ف الدنيا.. انا بعترفلك دلوقتي اني كنت عبيطة.. ويمكن اكون اصلا عمري ما حبيتك.. انا معرفتش غيرك قبل الجواز.. اديتك كل حاجة عندي. كل مشاعري اللي ربنا حطها ف قلبي كانت لك.. وبعد الجواز كملت انت اللي بدأوه أهلي.. حبستني.. منعتني عن الناس ومنعتني حتى عن اصحابي.. احبطتني من الشغل.. من الدراسة.. حتى الرسم اللي كنت بحبه احبطتني.. وكل ده وانا راضية وموافقة اعيش طول عمري عشانك.. انت بقا عملت ايه؟.. انت شفتني ست بسيطة يا عيني.. متعرفش حاجة ف الدنيا.. لو انا معرفش حاجة ف الدنيا ف ده بسببك ولو انت شايفني مش بفهم ف حاجات كتير ده لانه انت ناقص يا عمر.. الناقص بيخاف من نجاح التانيين.. ودلوقتي اقدر اقلك اطلع بره!
– كل ده!!!.. كل ده يا منى؟؟؟؟؟
= واكتر من كده بكتير.. لكن انا بكلم واحد أعمى القلب والضمير.. ولو ضمير حكم لك تتجوز عليا وتبيع وتشتري فيا ف ضمير ظالم وحكمه باطل زي حكمك.. القضية هكسبها وهخلعك!
– يا منى انا بحبك.. والله العظيم بحبك.. اسمعيني واطلبي اللي انتي عايزاه
= مش عايزة منك حاجه
– بحبك يا منى.. عيل وغلط يا ستي.. مش هتسامحيني؟. انا مستعد اطلقها.. مستعد ابوس ايدك ورجلك كمان لو عايزه.. بس عشان خاطري تخليكي معايا.. انا بحبك
= كفاية يا عمر.. نفسي ارتاح بقا.. تعبت… والله العظيم تعبت
– تفتكري هترتاحي واحنا متطلقين.. هترتاحي واحنا بنحب بعض بس متفرقين والاولاد متشتتين بينا؟؟
= عايز ايه يا عمر
– نرجع.. وهطلقها
*************************
= عمر؟؟ إيه اللي جابك؟
– جاي اعتذرلك يا سارة
= بعد ايه.. بعد ما قلت اني خربت بيتك؟
– حقك عليا يا حبيبتي. انا اتجننت لما لقيتها رافعة خلع… مش انا اللي واحدة تخلعني
= هتعمل ايه طيب؟
– هرجعها البيت
= نعم!!
– هرجعها لحد ما تقولي حقي برقبتي.. هرجعها وبعدين انا بنفسي اللي هرميها منه مطلقة!
↚
أيمكن لمنزلنا ذلك السعيد أن يعود مرة أخرى؟ أتمنى.. لكن الأمر بات صعبا.. صعبا جدا.. لكن مهلا.. ولمَ لا؟ عمر إنسان.. من الوارد أنه يخطئ.. المهم هو أنه قد أقر بخطأه وأعتذر… ويمكن للمنزل ألا يتهدم.. يمكن له أن يعود من جديد.. لكن.. لا أعرف.. كرامتي.. وماذا عن الثلاث أولاد؟ أأحسن تربيتهم وحدي؟ سأفلح في ذلك إن كنت مطلقة أو حتى متزوجة من آخر غير أبيهم؟
– ماما!
= تعالي يا روان
– هو انتي وبابا هتسيبوا بعض؟
= انتي عايزه ايه
– نرجع زي الاول يا ماما…
= ان شاء الله نرجع احسن من الاول يا روان.
*************
= منى
– ايوة يا عمر
– ليه نزلتي الشغل؟.. كان المفروض ترتاحي كمان كام يوم
= معلش.. زهقت من قعدة البيت بجد
– مكنتيش بتزهقي زمان يا منى
= عشان انت كنت موجود يا عمر!
– وهبقى موجود دايما يا منى
= ان شاء الله
– فكرتي ف كلامي؟
= طبعا.. فكرت كتير.. محتارة
– ليه يا منى.. انا هعملك كل اللي انتي عايزاه.. صدقيني عمرك ما هتندمي.. بالعكس… اللي حصل بينا ده هيكون درس لينا نعيش طول العمر نتعلم منه.. يا منى ارجوكي.. انا بحبك.. ولو خسرتك هاعيش طول العمر ندمان.. انتي طول عمرك اللي بتغفري.. سامحيني
= مش عارفة والله اقول ايه
– قولي اه يا منى.. عمرك ما هتندمي!
_____________________
– انتي؟
= اه انا
– عايزة ايه؟؟
= عايزة اقلك يا حلوة كفاية عليكى كده.. انسي عمر ده من دماغك خالص.. شوفيلك حد تاني بقا.. او عيشي مطلقة مفيش مشاكل.. لكن عمر ده تنسيه خالص يا منى.. عارفة ليه.. لانه عمره ما حبك ولا هيحبك.. عمر كمل معاكي بس ك خدامة له وللاولاد.. لكن طول عمره ما حبك..
– هههههه وحبك انتي؟
= اه طبعا حبني انا.. والا مكنش اتجوزني عليكي ورماكي ف الشارع يا ام العيال
– تصدقي وجهة نظر 🤔 انا قربت اقتنع.. ممم بس يا ترى يا عمر ليه اشتريت شقة جديدة ف العمارة اللي قصاد شقتي.. ليه يا ترى🤔🤔 اكيد عشان عمره ما حبني.. اه صح طبعا.. ولا لا يا منى.. اكيد اشتراها عشان يشوف ولاده.. تفسير منطقي.. واكيد برضو عمر اتفق مع البواب بتاع شقتي القديمة اللي انتي فيها انه يبيعها عشان بيكرهني انا برضو.. تصدقي ممكن؟
= انتي بتقولي ايه؟؟ يا ماما انتي عمر مش بيحبك.. عمر هيرجعك عشان يذلك.. عشان تسحبي القضية بتاعت الخلع وبعدها هيطلقك.. يا منى انتي انتهيتي اصلا
↚
– لا حبيبتي انا عمري ما انتهي ب عمر أو بغيره.. انا مش عايشة عشان اي حد غير نفسي واولادي فهمتي!.. انتي فاكرة انه عشان انتي خدعتيني مرة يبقى خلاص.. انا عبيطة مثلا
= هههههه لا من ناحية عبيطة ف انتي واخدة دكتوراة ف الموضوع ده.. فاكرة لما قلتلك قرينتي هي اللي مقعداني معاكم هههههه لا وصدقتي..
– مين قالك اني صدقت.. انا كنت بجيب اخرك
= اها وبتسجليلي… بس المهم ف الاخر.. عمر صدق مين.. كلامك وتسجيلك ميساويش.. شوفي.. اللعبة دي انتي مش قدها يا ماما.. عمر ده بتاعي انا.. لعبتي وانا اللي بحركها!
= بجد.. تفتكري؟؟
– اساليه
= تصدقي صح.. تعالي نسأله.. ياااااا عمرررررر
– ايه ده في ايه
= اصبري بس… يا عمررررررررررررررر
– ايوة يا منى
= إيه ده.. عمر؟
– اه يا حبيبتي.. عمر ولا خلاص نظرك مش جايب.. كلميه بقا عشان شكله عايزك..
= عمر.. اسمعني.. والله العظيم انا قلت لها كده عشانك عشان بحبك.. يا عمر
– انتي طالق..
= عمر!!!!!
– طااالق.. اقفلي الباب وراها يا منى!
= وادي الباب.. قفلته..
– اوعي تفتحيه تاني بقا
= حاضر..
– بحبك يا منى
= امشي اطلع بره
– منى!!
= بره
↚
خرج عمر من منزلي ثائرا غاضبا لا يكاد يرى أمامه، أغلقت الباب وكانت يداي ترتعشان.. أظن أن الموقف كان أكبر مني. لكن لا، هو من أجرم في حقي أولا، صحيح أن ما حدث بينه وبين سارة أمامي الآن كانت بتخطيط مني، ولكن ماذا عما فعله سابقا؟ اعتذر لي لكن الاعتذار لم يجبر كسري، ولم يرمم روحي، على الأقل في الوقت الحالي!
عدت إلى عملي، ولازالت أوراق قضية الخلع قائمة، ولازلت أراه في العمل، ينظر إلي نظرات قاتلة لكني لا أبدي أي رد فعل، أتظاهر بأنني لا أراه، ولا أعلم ان كنت أراه فعلا ام لا، أحاول ألا أرى سوى نفسي، استيقظ كل يوم في السادسة صباحا، صلاة ثم تجهيز الطعام للأولاد.. نفطر سويا ثم يخرجوا إلى المدرسة فيظل أمامي ساعة كي أذهب إلى عملي، أرتب نفسي جيدا، لا ينبغي أن أبدو إلا في أفضل صوري، لن تراني بعد اليوم يا عمر إلا أفضل مما حلمت أن تراني.. لكن ذلك التغيير ليس لأجلك إنما هو بسببك… قالت لي إحداهن:” إذا أردتي أن تقتلي رجلا تركك فأقتليه بأنوثتك وجمالك ونجاحك”! أظنها محقة.. وأظنني نفذت كلامها حرفا!
استمر في العمل حتى الثانية ظهرا، أعود للمنزل في نفس موعد رجوع أبنائي تقريبا، أعد الغداء ثم نجلس سويا فيأتي الليل لينصرفوا إلى مذاكرتهم وأنصرف أنا أيضا إلى كتبي، العام الدراسي قد بدأ وذلك هو عامي الأول في دراسة ما بعد الجامعة.. يجب أن أكون فخورة بنفسي، اكتشفت في نفسي قدرات كثيرة وإرادة لا يكسرها أحد.. ولا حتى حبيب العمر!
ولكني مع ذلك لم أستطع أن أهرب من ملاحقة رئيسي في العمل والذي مازال يلمح لي بالزواج فاختار الهروب طريقا.
فاتحته في موضوع الجامعة ودراستي العليا وطلب إليه أن أخذ يومين من الأسبوع للجامعة وأربعة للعمل فوافق وشجعني وما كان ليوافق لو أن غيري هو من طلب!
أما عمر فالتزم الصمت، إلى حين قدم إلى مكتبي وقد بدا غاضبا
= منى
-….
= بكلمك على فكرة.
– عايز ايه.. خير
= ممكن أعرف إيه علاقتك ب استاذ احمد.. شايفه مهتم بيكي
– اسجلهالك ف شريط كاسيت؟
= هي إيه
– “وانت مالك”
= ردي عليا
– طلب ايدي
= نعم؟؟؟؟؟؟
– اللي سمعته.. واتفضل
= إيه
– اتكل
= منى.. كفاية كده.. بطلي أنانية.. انتي مش بتفكري غير ف نفسك وبس.. الاولاد ذنبهم ايه قوليلي.. طب وانا؟ والحب اللي بحبهولك إيه مصيره!
– طب بص يا عمر.. لو بتحبني هتعمل اللي هقوله؟
= طبعا.. جربي وهتشوفي
– ماشي.. تعرف تنزل وسط البلد؟
= مش فاهمك
– تنزل وسط البلد هقولك حاجة تعملها.
= قولي
– في مسجد هناك اسمه النور تعرفه؟
= لا بس هسأل
– تمام جدا.. بعد المسجد ده في شارع على ايدك الشمال.. تفضل ماشي فيه بس هو مش هينفع بالعربية لازم تتمشى
– تمام
= اخر الشارع على ايدك الشمال في محل كده فاتح من حوالي ٦ شهور.
– تمام
= المحل ده اسمه “حاجات ملهاش لزمة” ده تروح تحط فيه حبك ليا.. ولو اني حاسه انهم لو شافوك هيحطوك انت شخصيا فيه!
– انتي زودتيها جداااا… دي آخر مرة هتكلم معاكي فيها.
= متنساش المحكمة الاسبوع الجاي يا عمر.. ولا هتبقى ف المحل إياه!
بالغت في الأمر؟ وليكن، عليه أن يدفع ثمن خطأه غاليا، عدت إلى المنزل، استقبلت الأولاد تناولنا الغداء..ذهبوا للمذاكرة.. غلبني النوم فنمت ثم استيقطت فزعة.. كان كابوسا مقيتا.. استيقظت بسبب صوت جرس الباب.. الحمد لله أنه اوقظني كنت سأموت في المنام.. رأيت وكأن أحدهم يخرج قلبي من جسدي.. يالله!
= مين حضرتك؟
– محضر
= عندي جلسة بكرة عارفة واستلمت الاخطار!
– محتاج حضرتك تمضي هنا.. حضرتك زوجة الاستاذ عمر؟
= اه
– هو بعتلك ورقة طلاقك!
↚
حضرتك زوجة الاستاذ عمر؟
= اه
– هو بعتلك ورقة طلاقك!
تم الطلاق وانتهى كل شيء، تقول أمي أنني بالغت في ردة فعلي، وأنا أرى أن ما فعلت هو حقي، لماذا يسمح الرجل لنفسه أن يحطم قلبي ألف جزء ولا يقبل أن ادافع عن كرامتي، لماذا فضل عمر أن يعود إلي! من المؤسف أن عمر قرر أن يعود إلي لأنني عدت إلى نفسي، من الصعب عليه كرجل شرقي أن استمر في حياتي بعده، لو أنني سجنت نفسي في غرفتي أبكي لسنوات لما عاد عمر، لو أنني توسلت إليه قرنا كاملا لما طلق زوجته، إنه ذلك السر، يسعى الشاب خلف الفتاة.. يجن جنونه حين يدرك أنها لا تهتم به… يتحول إلى مهرج كي يضحكها.. إلى شاعر كي يسحرها وإلى ممثل كي يقنعها.. وما إن تقتنع وتقع في حبه حتى يبدأ في الانسحاب.. يا لهم من أوغاد!
إن عمر لم يعد إلى منى القديمة.. زوجته التي أفنت عمرها تحت قدمه… لقد عاد عمر إلى منى تلك السيدة التي تعرف ماذا تفعل.. السيدة التي صفعت من صفعها ثم مضت في طريقها غير آبهة به!… لم يعد عمر لأجل سنوات الحب.. عاد عمر لأجل إرضاء رجولته.. عاد ليثبت لنفسه أنه ما من امرأة تستعصي عليه… لم يطلق زوجته لأجلي.. طلقها لأجل نفسه… خشي على نفسها من كيدها الذي كادته لي لئلا ينقلب كيد اليوم غدا عليه!
لو كانت امرأة مسالمة لما طلقها.. ولو كنت بكيت على فراقه لما عرض علي الرجوع!
ولكن الآن ماذا؟ طلقني عمر، طلقني قبل أن تطلقني منه المحكمة، كان ينتظر موتي بعده لكنه فوجئ بالحياة تدق أركاني.. لكن يا عمر، إن المفاجآت لم تنتهي بعد، والأمر مستمر!
= عمر!
– عايزة إيه.. مش كنت عايزة الطلاق؟ اديني طلقتك.. ارتاحي
= معقولة يا عمر بالسهولة دي؟ انت ما صدقت؟
– شوفي يا منى.. كرامتي فوق كل شيء.. وانتي حاولتي تقللي مني وانا مش هسمحلك ابدا
= تعالى بس نتكلم.. اهدا
– لو عايزة نتكلم تعالي انتي ف مكتبي.
= اوكي اتفضل!
– بصي يا منى.. انا متأكد انك مكنتيش متوقعة اني اطلقك.. ومقدر انك اتصدمي.. بس.. كان لازم اعمل كده عشان ترجعي لعقلك
= تمام
– ودلوقتي لو حابة نرجع لبعض ف احب اقلك انه فيه شوية نقاط وقواعد عامة هناقشهم معاكي..
= اتفضل
– اولا.. نرجع زي ما كنا.. انا بعت شقتنا القديمة زي ما انتي عارفة، واشتريت شقة قريبة من الشغل.
= حلو جدا عشان مناخدش وقت في الطريق لشغلنا
– اهو ده بقا ثانيا.. شوفي يا منى. مفيش حاجة اسمها شغلنا
= مش فاهمة
– هتسيبي الشغل ونرجع زي ما كنا.. انسي كل اللي حصل، نرجع اسرة زي ما كنا.. تهتمي بالبيت والاولاد
= وهو انا دلوقتي مش بهتم بيهم؟
↚
– مش هنكر انك مهتمة ومظبطة امورك.. بس..
= بس ايه.. ايييييييه؟؟ عايز تحطني ف البيت تااااني؟ وتعيد عليا الخيانة تااني.. انا مش ضد ان الست تقعد ف البيت ابدا.. لكن ضد ان الراجل يشوف انه بشغله احسن منها.. لا يا استاذ.. انت غلط… اللي ف البيت دي شايلة البيت حرفيا… جرب انت اقعد ف البيت وهي تخرج تشتغل… هي هتقدر ع الشغل وانت مش هتقدر ع البيت… لما يموت الراجل غالب الستات بتعيش ست وراجل تشتغل وتعلم وتربي وتكبر… بتطبخ وتغسل وتطبطب وتهون… الراجل مش بيستحمل. مش بيتحمل حياته لوحده مش بيقدر على مسئولية بيت كامل بكل طلباته… الست تقدر تبقى اب وام لكن عمر الراجل ما هيكون ام واب.. فهمت؟
– خلصتي؟
= اه
– مفيش شغل يا منى..
= ولو صممت؟
– هتعيشي مطلقة
= عمر في حاجة انت ناسيها… اختك مطلقة.. مش فاهمة مالها المطلقة… لو تقدر تحرم الطلاق حرمه لكن مش هتقدر… المطلقة هي ست مقدرتش تتأقلم مع جوزها ف اتطلقت.. يقوم مجتمع عقيم يحسسها بالنقص لانه ناقص… يا عمر الطلاق مش عيب…
– مفيش شغل 😊
= طيب يا عمر… انا مش هقدر اقول الكلام ده لاستاذ احمد
– هاجي معاكي واقوله انا.
= امري لله.. تمام
– بحبك
******************
↚
– عمر… ومنى؟؟
= ايوة يا استاذ احمد.. وانا جاي النهارده عشان اقلك حاجة بخصوص منى
– ايه؟… منى انتي قولتيله ايه
= مقلتش حاجة يا استاذ احمد… بس هقول… يا عمر استاذ احمد عايز يقلك حاجة
– في ايه!!!
= انا خطبت منى وهي وافقت🙈🙈
– ايييييييييييييه!!!! منى؟؟؟؟؟؟؟؟
= ها بقى يا عمر.. كنت عايز استاذ احمد ف ايه؟؟… استنى بس رايح فين
– ده مشي يا منى
= عمر استنى الشربات جاااي… خسارة… م: الحلقه الخامسة عشر وقبل الاخيره
انتهى الأمر، مضت أشهر العدة الثلاثة وتمت خطبتي رسميا، هل تسرعت؟ لا أعرف، حزن الأولاد حزنا شديدا.. جلست معهم.. كان يجب أن أتحدث معهم، تثرثر النساء.. انظروا.. تم طلاقها ثم خطبت.. ولا أقسى على النساء من النساء…. إنهم يرجمون الأرملة والمطلقة لو فكرت مجرد تفكير في الزواج وكأنها يجب أن تموت مع من مات وتذهب روحها خلف من رحل… ثم انها لو عاشت وحيدة فإنهن يترصدن لها.. ينصب لها الشباك.. يعدن لها المقاعد ليحسبوا لها الخطوات والأنفاس… ألا لعنة الله على من تحدث في عرض إمراة لا ذنب لها إلا أن كُتب عليها الفراق والألم، لكن لا… لن أفني عمري هباءا.. لن أضيع بعدك يا عمر، اذهب حيث تشاء وتزوج من تحب ولكني سأبقى لأعيش.. لأجلي أولا.. ثم لأجل الأولاد… إن آفة المرأة العربية هي أنها تظن اعتنائها بنفسها جُرم وجريمة، تظن أنها خلقت لتبيت دون عشاء وتعيد دون كساء.. تظل ممسكة بباب الألم وتغلق أبواب الأمل… إننا نصف المجتمع بل أكثر، بنا تقام البيوت.. تقام البيوت على صبر النساء ووالله إننا لنصبر.. نصبر حتى نفنى..
جلست مع الأولاد واقنعتهم فاقتنعوا.. وإن لم يقتنعوا اليوم فغدا سيعلموا… أما كان الصحابة يتسابقون في الزواج من المطلقة والأرملة..رحمة بها وبأبنائها؟.. لكن قل هذا لمجتمعك الذي لا يعرف من الدين سوى التعدد… له شروط يغفلون عنها… يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.. لكن لا … لم أُخلق عبثا ولم أُترك سدى ولم أكلف إرضاء الناس عني!
مضى شهران على خطبتي.. لا أشعر أنني سعيدة ولست بالحزينة.. أحن إلى عمر؟ أحيانا.. نسيت أيامنا؟ أبدا… ندمت على تركه؟ مستحيل…
= منى
– نعم يا احمد
= فات شهرين ع الخطوبة.. مش هنتجوز ولا ايه.. احنا كبار مش معقولة هنفضل مخطوبين مثلا
– شهرين مش كفاية.. واحنا عشان كبار مش لازم نستعجل… كله بأوانه
= امتى أوانه
– اصبر….. في موبايل بيرن.. ده موبايلك
= هاتيه لو سمحتي هو ع المكتب
– اتفضل
= ثواني وراجع
ما كان هذا!!! أحقا ما رأيت؟ بالطبع أنا أتخيل… يجب أن أكون اتخيل….
– كنت بتكلم مين
= عميل… المهم.. قلتي ايه
– خلاص ماشي.. تحب يبقى امتى الفرح
= بجد؟
↚
– طبعااااا
= ايه رايك ف اول خميس من الشهر الجاي
– ايه ده يعني بعد ١٢ يوم؟
= ايوة
– ممم.. ماشي
= بس في حاجه كده
– ايه؟
= متهيألي احنا كبار على موضوع فرح ده.. مش مهم يا منى افراح
– لا بالنسبة لي مهم.. فرح وشهر عسل كمان امال انت فاكر ايه.. ولا تكون فاكر اني عشان مطلقة ف عادي هتنازل
= هههههه يالهووي.. حقوق المرأة مسلطاكي عليا؟ خلاص حاضر.
– ايوة كده اتظبط
= حاااااضر.. بحبك
– ههههه طيب… انت خارج؟
= ايوة
– طب معلش بقا هتعبك
= وايه الجديد
– كده؟ طب خلاص
= بهزر وانتي عارفة.. قوووولي
– خلي الموبايل ده معاك وبكرة اخده منك
= بتاع مين
– بتاع روان وأنا اخدته منها عشان تذاكر.. ف لو رجعت البيت وهو معايا هتاخده هي تاني… خليه وابقى اقولها ضاع
= ده انتي ام مفترية والله
*******************
= عايزة إيه.. مش خلاص عملت كل اللي انتي عايزاه؟
– لا طبعا لسه
= لسه ايه… الفرح بعد كام يوم
– فرح؟ انتو كمان هتعملوا فرح؟
= طبعا… الهانم مصممة
– قوام عملتها هانم؟
= هانم ايه وزفت ايه.. انا مش مصدق اني هعمل كده.. لو مراتي عرفت بيتي هيتخرب
– مراتك هترجع من السفر بعد شهرين من دلوقتي… تكون انت اتجوزت ورجعت
= بقا هي تسافر ب بنتي العيانة وانا هنا بتجوز عليها؟
– انت هتستهبل؟ ده انت دفتر الجواز العرفي مش بيطلع من جيبك
= ع الاقل عرفي.. لكن رسمي رفرح وكمان غصب عني. كتير بصراحه
– ما هو يا كده يا اما مراتك هتعرف بكل جوازاتك.. هتعرف كمان ان فلوسها اللي انت بتشتغل بيها دي ياما اتسرق منها واتصرف على ستات غيرها.. ساعتها كل حاجة هتضيع منك.. الفلوس.. مراتك.. وطبعا بنتك!
= مكنتش مرتاحلك من اول يوم اشتغلتي فيه عندنا يا ساااارة… . حتى بعد ما اتجوزتك مكنتش مرتاحلك!
– هههههه ده بس عشان تاني مرة تبقى تسمع كلام احساسك يا احمد بيه..
= انا نفسي اعرف بس.. كل ده ليه.. بتكرهيها كل الكره ده ليه
– مش مهم تعرف!
↚
الحلقة الاخيرة
عقلي كاد ينفجر.. صحيح أنني لم أقع في حب أحمد.. لكن صدمتي فيه كانت مرعبة!! كيف استطاع اقناعي انه لم يتزوج بعد… وضع في طريقي زميلة عمل تخبرني عنه كل ما يريدني ان اعرفه.. رجل اعزب محترم وعصامي… صاحب شركة.. لعنكم الله جميعا!
وماذا عن سارة؟؟ ماذا تريد مني.. لماذا زجت بنفسها في طريق عمر… لماذا تريد من أحمد أن يتزوجني.. ربما لتقطع علينا طريق الرجوع.. لكن لماذا… تقصدني ام تقصد عمر؟؟
*********
– احمد
= نعم
– كتب كتابنا لازم يكون في القاعة مش قبل
= ليه؟؟
– كده وخلاص
= يا منى انا كلمت المأذون وجاي بكرة
– قلت اللي عندي وبراحتك.. لو مش عايز نكمل براحتك
= يا شيخة بطلي جنان… خلاص ماشي ف القاعة!… كلها ٤ أيام.. مفرقتش كتير
– حجزت الفندق عشان شهر العسل
= طبعاااا
– جميل
************
– في ايه يا منى… رنيتي عليا وقولتيلي ان روان تعبانة
= ادخل يا عمر مفيش حاجة..
– امال بعتيلي ليييه.. قولي بسرعة قلبي وقع
= هحكيلك…………….
– يااااه!! كل ده؟؟ طب ليه.. ليه عملت كل ده
= مش عارفة… معنديش اي إجابة.. عموما انا عازماك بكرة على فرحي
– فرحك؟؟؟ هتتجوزيه بعد كل ده
= انت لازم تيجي.. لازم تجيب سارة… فهمها انك هترجعلها.. فهمها انكم هتحضروا عشان تضايقوني.. اتصرف
– هاتعملي ايه يا منى
= هتشوف!
***********
= يعني ايه لا اقبل… مش فاهم… منى.. مااالك
– يعني زي ما سمعت يا احمد.. غيرت رايي.. مش موافقة اتجوزك!
= انتي بتهزري صح؟؟.. استهدي بالله
– نورتونا يا جماعة
= والفرح؟ والفندق.. انا صارف دم قلبي
– لا ولسه.. تعالى يا عمر انت والمدام
= ايه اللي بيحصل ده يا عمر
↚
– حبيبتي… حبيبتي يا سارة.. جيباكي عشان اعرفك انه اللي بتخططيله مش نافع للأسف.. كلامكم كله انا سمعته.. مصممة اني اتجوز احمد ليه… سمعتك بتقوليله يصبحني ب علقة ويمسيني ب علقة.. خربتي بيتي الأول… والتاني طلع مش بيتي وانتي اللي وراه.. انتي عايزة مني اييييه!!!
= عايزة احرق قلبك… زي بالظبط ما حرقتي قلبي
– انا؟؟ انا عملتلك ايييه
= جيتي لحد بيتي انتي واخوكي… اخوكي اللي قعدت ٦ سنين احبه. ٦ سنين وانا بحلم باليوم اللي هيتقدملي فيه.. جيتي لحد عندي ورفضتي جوازنا. رفضتيه من غير حتى ما تكلفي نفسك وتقعدي تتكلمي معايا. من غير ما تشوفيني.. اقنعتي عيلتك كلها اني مش مناسبة لمجرد ان بابا وماما متطلقين وبينهم مشاكل… لحد ما انا اكتئبت وهو اتعقد وسافر… وهناك عمل الحادثة ومات… حلفت الف يمين اني هخليكي تتطلقي… اشتغلت مع جوزك وعلقته بيا… وكان سهل جدا اعلقه بيا.. كان سهل اني اجننك او اقتلك زي ما قتلتيني.. ايوة انتي قتليني وقتلتيه هو كمان… تستاهلي اكتر من اللي عملته فيكي الف مرة.
– هههههههههههههههههههههههههه ده بجد؟؟؟ كل ده عشان فاكرة اني انا رفضتك؟؟
= في إيه
– لو كنتي جيتي وعاتبتيني.. ياااه.. ده انا دورت على رقمك كتير جدا.. رحتلكم البيت لقيتكم عزلتوا… اخويا كان مريض
= ايه!!!
– كان مريض انفصام… كانت حالته متأخرة، صحيح انكم كنتو بتحبو بعض لكن انتي كنتي عارفاه عن طريق الانترنت مكنتيش عايشة معاه.. مكنتيش تعرفي حالته.. لما جينا البيت.. قعدت مع اهلك لقيتكم طيبين جدا.. خفت عليكي من الحمل التقيل اللي احنا شايلينه من سنين.. وافقت اكون انا اللي رافضة عشان اساعدك انتي.. وفكرت بعدها اجيلك وافهمك لكن حالته ساءت وراح المستشفي وبعدها سافر.. رحتلك البيت لقيتك عزلتي.. رقمك اتقفل.. عيشت ايام بفكر فيكي.. لحد ما مات.. قالوا انتحر… انتحر لان حالته كانت متدهورة.. سافر ف مركب من ورانا.. عيشت سنة كاملة مكتئبة.. فاكر يا عمر.
= طبعا
– يعني اييييييييه؟
= يعني انتي عملتي ف نفسك كل ده عشان تنتقمي مني.. وانا بريئة من كل حرف انتي قولتيه… لكن انتي مش بريئة.. وانا مش هنتقم منك بالعكس. لازم اشكرك.. عرفتيني حقيقة جوزي… اما انت يا استاذ احمد ف انا بعت كلامك بصوتك للمدام.. وبالهنا والشفا!!!
**********
بعد اسبوعين
– منى
= ايه
– سارة جالها اكتئاب وعرفت انها دخلت مستشفى.. واحمد مراته طالبة الطلاق
= وبعدين
– بحبك.. اظن لازم نرجع يا منى.. اديكي اتاكدتي
= من ايه
– انها هي اللي من الاول كانت ناوية تخطفني.
= وانت بتتخطف عادي كده؟
– يا منى بطلي بقا… انا مكاني ايه عندك؟
= انت مكانك معروف يا عمر عمره ما اتغير
– بجد؟
= بجد…. “حاجات ملهاش لازمه”