رواية الثالث من ديسمبر ريان وتقي كاملة جميع الفصول بقلم هنا محمود
رواية الثالث من ديسمبر ريان وتقي كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة هنا محمود رواية الثالث من ديسمبر ريان وتقي كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية الثالث من ديسمبر ريان وتقي كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية الثالث من ديسمبر ريان وتقي كاملة جميع الفصول
رواية الثالث من ديسمبر ريان وتقي كاملة جميع الفصول
_خلي بالك و أنتِ بتعدى الطريق؟…
إبتسمت ليها بحب و جاوبت مامتها..
_متقلقيش يا ماما ريان معايا…
جرت بحماس و هى بتقف تحت عِماره جمبهم ثواني مرت و نزل شاب طويل جسمه متوسط و شعره قُصير رمقها بهدوء و هو حاطط أيده فى جيبه و قال ببرود…:
_فرده شعرك ليه…
مسكته هى و قالت بدلع طفولي.:
_عشان قولتلي أنه و هو مفرود أحلي
إبتسامه جانبيه نمت على ثغره و طلع من جيبه شكولاته من نوعها المُفضل….مدلها أيده :
_إتفضلي دى عشانك…
مسكتها مِنه بحماس طفولي .:
_بجد يا ريان؟!…أنتَ أحلى أخ فى الدُنيا…
حضنت دراعه و مشت معاه بإبتسامه عريضه…..
*************
_يلا با تُقي الأكل جهز…
قامت ببال مشغول و عقلها مش بيفكر غير فيه …
أسبوع كامل مشفتهوش!!… بطل يوصلها المدرسه و يطلع على جمعته …ريات مبقاش معاها زى الأول !…..
إتنهدت بضيق و هى قاعده مع ولاد عمها البقين قاعده معاهم لكن عَقلها على الباب مستنيه دخوله!…
قاطع شرودها صوت مُصطفي أبن عَمها ….
_أيه يا توكا هتفضلى بضفاير كده كتير؟…
بصتله بغضب بعد ما إلتمست السُخريه من نبرته…و قالت :
_بطل تقولى توكا يا مصطفى
كمل على نفس السُخريه :
_ليه هتشتكينى لريان..
اومئت ليه بعزيمه اتحولت لسعاده لما شافت ريان داخل عليهم راحت نحيته و قالت و فى بتمسكه من أيده..:
_هشتكيك لأخويا عشان يجبلى حقى منك
كانت بتبص لمُصطفى بإنتصار لكن “ريان” قضي عليه لما سَحب أيده مِنها و قال ببرود…:
_بَس أنا مِش أخوكِ يا تُقي…معنديش أخوات غير مريم
بَعدت إيديها عَنه بإحراج و العيون كُلها عَليها بصت لأخته مريم الى بصتلها بفرحه لانها كانت شايفه ان اخوها مُهتم بيها أكتر
قال “ريان” و هو بيمشى…:
_أنا هروح انام تصبحه علي خير…
إنسحبت وراه بخجل من الموقف و قالت بعد ما بعده عنهم..:
_ريان هو إنتَ زعلان مني؟!…
إلتفت ليها و هو بيحاول يتمالك غضبه …
إتكلمت تاني لما قبلها صمته…:
_إحنا مش قولنا الأخوات مبيزعلوش مِن بَعض؟..
و هِنا فتح عينه بغضب و قال بِحده…:
_أنا مش أخوكي يا تُقَى فاهمه انا معنديش أخوات غير مريم بطلي تقولى إننا أخوات…
رجعت بخطواتها لورا بحُزن و خوف مِنه أول مره يزعقلها كان دايما هو صاحبها الوحيد و الحامي عَليها أيه اللى أتغير؟!…
**********
أتغيرت الاوضاع هى بقت فى ثاوي و هو أتخرج و سافر مع بابها بيجي أجازات أحيانًا و أتحوله من أقرب أتنين لمُجرد شخصين بيلقه السلام عَلي بَعض…..
_صباح الخير يا حبيبتى
طبعت قُبله على راس مامتها بحُب
قابلت “فاطمه ” والدتها سلامها بالصمت..
قعدت علي الكُرسي الى قُصادها و مازالت الإبتسامه مُرتسمه على محياها لكنها اختفت لما شافت تعابير “فاطمه” المُصدومه و الممزوجه بالحُزن
حطت كفها على أيدها و قالت بقلق..:
_مالك يا ماما في أيه ؟!….
رفعت “فاطمه” عيونها ليها بتوهان و قالت بصدمه…:
_أبوكي مات…
صدمه ألجمتها التعابير أختفت علي و شها و الصدمه بقت عنوانها و قالت بتقطع..:
_أن..أنتِ بتقولى أيه؟!….ي..يعني…أيه؟..
دخلت “فاطمه” فى نوبة عياط و قالت ..:
_م…مات و سبنها أبوكي مات….
الدموع أنسدلت من عيونها كانت زى النار و هى بتنزل على وشها حالت مامتها المُنهاره و عياطها الهيستيري خلتها مش عارفه تفرغ حُزنها إكتفت بإنها تقرب مِن مامتها و تدخلها فى حُضنها و تَحتويها بقلب مليان آلم …
*. *. *
بصت من شباك الطياره و هى سرحانه فى الغيوم مر تلت شهور على و فات بابها مرو بمراره و وحشتهم عَليهم….
إلتفت لمامتها الى كانت نايمه أخدت نفس عميق بتأهل نفسها علي الى هُما داخلين عَليه….
صوت رساله وصلت علي تِليفون “فاطمه” و الفضول أتمكن مِنها كانت الرساله مِن “المُحامي”…..
و فيها ….
“رازان محمد السيد هيبقا ليها جزء كبير من الميراث لأنها بنته قانونيًا ”
أيديها أترعشت و قلبها ضرباته زادت ألتفت لمامتها بسُرعه و لقتها صحت و بتبصلها بِصمت خايفه تِتكلم غير لما تتأكد مِن أنها عَرفت …
فأردفت هى بشفاه مُرتعشه..:
_أ..أيه ده ؟
رفعت التليفون فى وش مامتها عشان تشوف الرساله بلعت “فاطمه” ريقها بتوتر و فضلت السكوت …سكوتها الى أكد شكوك” تُقَى ” تتأكد…
بَعدت التليفون عن “فاطمه” و قالت بدموع..:
_يعنى بابا متجوز؟!…و أنا عندى أخت؟!….ب..ابا خانك؟!…
الكلمات كانت تقيله على لسانه مش قادره تتقبل أن بَعد قصه حُب بابها و مامتها يطلع كان بيخونها فى الأخر ….
خرجت مِنها شهقه حاده ألمت حلقها و دموعها إزدادت حست بقبضه بتعتصر قلبها مش قادره تتقبل فكره أن بابها طلع متجوز حد غير مامتها و مخلف مِنها؟!….
نفت “فاطمه” و دموعها بتتسابق بالنزول و قالت..:
_أبوكي مش خاين يا تُقَى عُمره ما كان يَعمل كده …الدنيا كانت قسيه عليه
سألتها بغضب و حِده..:
_أمال أيه؟…عنده بنت هيكون جابها منين؟!….
قربت “فاطمه ” مِنها و هى بتحاول تضمها تَحت إعتراضها اتكلمت و هى بتربت على ضهرها بحنان:
_أبوكى كان متجوز من قَبلى أنا كُنت الزوجه التانيه ….لما اتجوزنا مكنتش اعرف لكن قبل ما يموت بفتره عرفت و عرفت أنه اتجوزها غصب و هى كذلك كانت مغصوبه عليه أنتِ عارفه أنا و أبوكي حبينا بعض أزاى …
كتمت عياطها فى حُضن مامتها و قالت بحُزن..:
_طب و بنتها كُنتِ عارفه؟… يعنى هى عارفه انه اتجوزك؟..
همهمت “فاطمه ” ليها و هى بتشدد على حضنها…:
_أنا عرفت بعد ما مات خاف يقولى أزعل أكتر ….و هى عارفه أنه أتجوز من أول يوم
سألتها من بين شهقاتها عقلها مش قادر يستوعب ..:
_طب هى عارفه أن ليها أخت؟!…
أومئت “فاطمه” ليها بصمت و هى بتطبطب عليها بحُب…
************
بَعد ساعات و صلت طيارتهم فرنسا أخيرًا….
كانت واقفه هى و “فاطمه” قدام المطاره مستانين السواق ….ثواني مرت و وقفت عربيه سودا چيب….
و نَزل مِنها شاب طويل و عريض جسمه رياضي لابس بدله سودا و نضاره شمسس….
وقف قُصادهم بهيبته و قلع نضارته و قال بصوته الأجش…:
_حمد الله على السلامه يا مدام فاطمه…
إزدرادت ريقها لما عَرفت هويته ده “ريان”؟!…
إلتف ليها و هو بيرمقها بهدوء و قال …:
_عامله أيه يا تُقَى؟….
إكتفت بهزر راسها بصمت من غير كلام بَعد سنين غياب ده كان أول لقاء بينهم عنوانه البرود….
تلات أيام عدى كانت حبيسه أوضتها مش قادره تتقبل الفكره و أن مامتها كمان كانت تَعرف بعد ما عاشت وحيده طول عُرها طلع ليها أخت؟!….
قررت تخرج و تستكشف المكان لبست بنطلون جينز فاتح و عليه بلطو رصاصى طويل و فردت شعرها مع ميكب بسيط…..
كانت بتمشي و هى بتصور كُل حاجه بالكاميرا بتاعتها مبهوره بالطرقات و الأشجار…و بتمارس هوايتها المُفضلة…..
رفعت الكاميرا علي عنيها و هى بتصور البحر مع السما لكنها أتفجئت بحد واقف قدامها بعدت الكاميرا عن عنيها و لقيته هو ريان!…
تحمحمت بإرتباك و بعدت نظراتها عن نظراته البارده..و قال هو :
_بتعملي أيه لوحدك.؟…
حطت الكاميرا فى الشنطه و قالت بإرتباك:
_عَن إذنك…
بُعدها عَنه مش زعل من الماضي هى مُرتبكه منه بالنسبالها بقا شخص غَريب عَنها!..
أتحرك و وقف قُصادها و قال بهدوء..:
_رايحه فين؟…
حست بإرتباك مِنه رفعت أيديها و رجعت خصله من شعرها لورا ودنها وقالت..:
_هروح…
همهم ليها و قال :
_تمام هروحك
نفت بسُرعه و هى متوتره:
_لا مينفعش أنا هروح لوحدى
كان فى دماغه سؤال واحده بس هى مش فاكراه؟…
تجاهل رفضها و قال و هو متابع توترها..:
_أنا قولت كَلمه واحده يلا عشان اروحك…
حست بضيق من طريقته و قالت بحزم:
_و أنا قولت هروح لوحدى….و كمان مش هروح دلوقتي عَن إذنك…
مشت بخطواتها بَعيد عَنه متجاهله ملامحه الى أتهجمت بضيق بسببها و وقف قُصدها تانى و قال ببردو..:
_مِحتاجين نِتكلم أنا و أنتِ قبل ما أتكلم مع مامتك…
كانت لسه هتعترض لكنه اتكلم بِحده..:
_لازم نتكلم …
بص حواليه و شاور على أول مكان شافه..:
_تعالي نقعد هناك…
أومئت ليه بصمت و مشت وراه ….
حاوطت الكوبايه الى كانت فيها أيس كوفي فى عز البرد ….لما بتتوتر بتحب تشوب حاجه متلجه..
إبتسامه جانبيه نمت علي ثغره لأنها عاده مِن صُغرها بصلها بصمت متابعها و هى بتشرب لحد ما قال و هو بيشاور علي شعرها..:
_قصيتى شعرك …
بحركه عفويه رفعت أيديها بتتلمس خصلاتها اللى كانت واصله لكتفها و قالت بعد ما افتكرت شعرها كان طويل أزاى و هى صُغيره..:
_بقيت بحبه كدا…
إتكلم تاني بَعد صمت :
_باباكي كاتب وصيه ليكِ و لأختك…
بَعدت الكوبايه عَنها و سألته بهدوء:
_كُنت عارف مُن أمتى أن بابا متجوز و عَنده بنت؟…
إتنهد بضيق بَعد ما شاف الحُزن اللى فى عيونها و قال..:
_من وقت ما جيت هِنا…
أتسعت عيونها وقالت بصدمه:
_مِن عشر سنين؟!… إذا متقولناش….إزاى متقولش لماما دى كانت علي طول بتكلمك
_مكنش ينفع باباكي كان مستأمني علي سره مقدرش أقوله و خصوصًا إنه مكنش مقصر معاكم….
إتكلمت بإنفعال..:
_لا كان مقصر لما كُنت بحتاجه معايا و يكون فى فرنسا لما كان دايما بيتحجج بالشُغل و يسبنا وجاى تقولى مكنش مقصر معانا؟!….
سحبت شنطتها و مشت بغضب مش قادره تتقبل فكرة إن لبابها عيله تانيه !….عايزه تروح لمامتها و تتحامه فيها …
لحقها بسُرعه و مسكها من أيديها…:
_كلامنا لسه منتهاش
نفضت أيديها بعنف من أيده :
_متلمسنيش لو سمحت…
ضمت أيديها ليها بتوتر مِنه لأحظ هو رعشتها و أفتكرها مِن البَرد…
قلع الكوفيه الصوف الكانت على رقبته و حطه عليها و قال و هو بيطلع شعرها من براها:
_مش متقله ليه ؟…الجو هِنا برد عليكى…
ثواني مرت و هى بصاله بِصمت لوهله أفتكرت طفولتهم مع بَعض …
أتكلمت بصوت خافت:
_أنا عايزه أروح…
همهم ليها و هو بيرجع غرتها ورا ودنها بعدت هى عنه و قالت:
_مُمكن أروح لوحدى…
رفع أنظاره عليها نفورها منه بالطريقه دى مدايقه بتتعامل كأنهم أغراب!…
قال بِحزم :
_لا مينفعش و يلا عشان أروحك…
كانت صامته طول الطريق و لازقه بجسمها فى الباب و كأنها عايزه تَهرب…
أول ما وقف قُصاد الباب نزلت هى بسُرعه لكنه وقفها لما قال..:
_أنا هاجى عشان أتكلم مع مامتك بخصوص الوصيه…
فى الوقت ده فتحت مامتها الباب صُحبته مُصطفى أبن عَمها ….
إبتسمت “مصطفي” ليها ببشاشه و قال:
_عامله أيه يا توتا ؟…وحشاني…
إبتسمت ليه بخفوت و قالت…:
_الحمد الله يا مُصطفي…
قاطع سلامهم تَدخل “فاطمه” :
_فى حاجه يا ريان؟….
نبرتها كانت حاده و غير مُرحبه فا أنكلم ببرود..:
_أنا جى أتكلم فى الوصيه تُقَى المفروض تعيش مع أختها
أتكلمت “تُقى” و مامتها فى نفس الوقت..:
_يَعنى أيه؟!…
إندفعت تُقَى ليه و قالت..:
_أنا مش هروح فى حته و لا هبعد عن ماما أنتَ سامع أحنا خلصنا الأوراق و هنرجع بلدنا تاني…
إتدخل مُصطفى و وقف قُصاده كأنه بيتحداه..:
_و بأى حق بتقول كده يا ريان؟…
إبتسم “ريات” ليه بتحدى و قال ببرود..:
_بحق أنى الواصى عليها لحد ما تكمل السن القانوني فى الوصيه…
↚
_يَعنى أنا دلوقتي المفروض أروح أعيش فى الڤيلا مع رزان الى هى أختى من غير ماما عشان الورث؟…
همهم ليها “ريان” ببرود لأن دى تاني مره تعيد الكلام….
إسترسلت حديثها بتسأل..:
_و المفروض أنتَ الواصي على الميراث و علينا لحد ما أتم السن الى هيكون بَعد ٦شهور…
حرك راسه ليها بهدوء إستفزها….
إتدخلت “فاطمه ” بغضب:
_بس أنا بنتى مش هتبعد عنى و أنا أصلا مش واثقه فيك بعد ما خفيت عنى سر زى ده طول السنين دى و دلوقتي بتقولى بنتك هتبعد عنك عشان الورث؟!…
فضل على بروده لكنه طلع سيجاره و ولعها أخد مِنها نفس عَميق و نفثه و قال بهدو..:
_خلاص يبقا متجيش تسألي على الورث بَعد كده لأن محدش هيستلم حاجه غير لما الوصيه تتم…
إتنفست بغضب مِنه و إتكلمت بإنفعال..:
_بأى حق بتتدخل بينا و بتتحكم فيما…
إلتفت ل”تُقَى” الى كان و شها أحمر من كُتر الغضب و جاوبها :
_هقولها تاني أنا الواصي عليكى و مش هقدر أعمل حاجه فى الورث غير لما الوصيه تتحقق…
إبتسمت “فاطمه” بجانبيه و غيظ ..:
_طول عُمرك وفي ليه حتى لما عرفت أنه متجوز داريت عَليه…
جاوبها بهدوء و رزانه..:
_هو الى ربنانى و جبلي الشُغل و خلاني ريان الى قاعد قُصادكم دلوقتي ليه فضل كبير عليا مش هقدر أنكره و لا أخونه فى يوم و حضرتك سامحتيه لما عرفتى أنه كان غصب عنه فبأى حق بتشيلينى الذنب….
ضمت “تُقَى” أيديها ليها و قالت بإصرار..:
_أنا ميهمنيش كُل ده المُهم أنى مبعدتش عن ماما…
إتنهد بإرهاق و هو بيطفى السجاره و قال ..:
_هو مصطفى لسه برا…
بصت نحيت الصاله و جوبته بتعحب..:
_لا مشى ..
همهم ليها و قال..:
_طب ممكن تسبينى أتكلم مع مامتك شويه؟…
بصت لمامتها بتردد لكنه لقتها بتشورلها تطلع ….
تابع خروجها بصمت و قال بعد ما تأكد إنها بَعدت..:
_أنا مقدر خوف حضرتك بس أنتُم الى مربينى و عارفينى دلوقتى تُقَى ليها أخت وده أمر واقع لازم يتعرفه على بعض لأنهم ملهمش غير بَعض و فى نفس الوقت عشان الورث حرام تعبه يروح فى الأخر…
*************
بعد أسبوع….
كانت واقفه بشنطته هدومها قُصاد ڤيلا متوسطه الحجم أقتنعت بكلام مامتها و كان جزء كبير مِنها عايز يتعرف على أختها و أخيرًا بقا عَندها أخت….أمنيتها أتحققت….
أخدت خطواتها لجوا و هى مسكه شنطتها بقبضه قوية إستقبلها أحد العاملين بإبتسامه بشوشه و هى بيتكلمه باللغه الإنجليزيه..:
_تفضلى بالدخول أنستى…
↚
أشارة لها بإتجاه السُفره الى كان محطوط عليها الأكل و قالت.:
_تفضلي بالجلوس السيده رزان ستلحق بكِ بعد قليل…
اومُت ليها بهدوء و هى بتقلع البلطو بتاعها و فضلت بكنزه خفيفه بيضا و عليها بنطلون أسود
قعدت على السُفره بتوتر و هى سامعه صوت كَعب ….رفعت عيونها و قابلها بنت جسمها ممشوق و لابسه فُستان عند الركبه ضيق على الجسم و كَعب عالى مع مستحضرات تجميل و فرده شعرها كانت بتشع أنوثه …
إردوت ريقها بإحراج و هى شايفه الفرق بينهم فى اللبس؟!…
قعدت رزان ببرود و قالت بعد ما رمقتها لثواني:
_طلعتى زى ما توقعت..
سألتها “تُقَى” بعدم فهم .:
_طلع ازاى يَعنى.؟!…
حركت “رزان ” راسها ببرود :
_لا متشغليش بالك…
إتنحنحت “تُقَى” بإحراج و قالت..:
_إنتِ أكبر منى بقد أيه …
_بتلت سنين
همهمت ليها بصمت …
قطعت “رزان” شريحه اللحمه الى قُصادها و قالت ببرود …:
_هترجعى مصر أمتى؟…
فركت إيديها بإحراج و قالت:
_المَفروض بَعد ست شهور على حسب و صيه بابا…
همهمت “رزان” و هى بتاكل و نبست ….:
_شكل مامتك مبتحبش تسيب حاجه فى حالها…
جعت “تُقَى” ما بين حاجبيها و سألتها بعدم فهم.:
_تُقصدى أيه؟!…
حطت “رزان” الشوكه و السكينه على جمب و قالت بإستفزاز…:
_زى ما أتجوزته رغم أنه متجوز و مخلف دلوقتى طمعانه فى الورث…
إتكلمت “تُقَى” بإنفعال و غضب:
_مسمحلكيش تتكلمى عن ماما كده هى مكنتش تعرف أنه متجوز ولا عنده بنت….
حدفت”رزان” الكوبايه على الأرض لحد ما إتهشمت و وقفت بإنفعال…:
_مكنتش تَعرف؟!…و لما بقت مراته فى العلن و ماما كانت مراته فى السر برضو مكنتش تعرف لما هو عَمل فيها أب عليكى أنتِ لوحدك و سبنى برضو مكنتش تَعرف؟!…. أنتِ إستحاله تُقعدى هِنا فاهمه؟….مش هعيش معاكى و ملكيش حاجه من الورث ده…الى كان ممكن يربطنا مات و شبع موت و قع فى شر أعماله…
بصتلها “تُقَى ” بصدمه مش متخيله كميه الكُره الى هى شيلاها لباباهم و لمامتها !….مقدرتش تستحمل كلامها السام و قالت بغضب…:
_أنا مسمحلكيش تتكلمى عن بابا كِده أنتِ سامعه ؟….بابا زى ما كان بيسيبك كان بيسبنى و بيقعد معاكى هِنا …
قاطعها صريخ “رزان ” الهستيرى و هى بتكب عليها كُبايه كان فيها عَصير لحد ما غرقتها و كَملت رمى الأطباق و هى بتقول بهستريه…:
_أستكتى ….أنتِ و مامتك السبب أتم بوظتولنا حياتنا أنتم السبب…
رجعت “تُقَى” لورا بخوف و أتكلمت بفجعه مِنها..:
_أهدى طيب …أن…أنتِ كويسه؟!…
↚
و فى اللحظه دى سمعت صوت “ريان” و هو بيسأل حد من الخدم..:
_أيه الى بيحصل جوا.؟!…
ثواني و كان جه واقف قُصاد “رزان” و قال بصوت عالي…:
_فى أيه يا رزان؟!…
تابعت هى إنهيارها و رميها لكُل حاجه قُصادها وقالت..:
_خُدها بعيد عَنى يا ريان مشيها…
أتكلم بصوت عالى..:
_أهدى يا رزان كفايه…
و كأنها فوقها بصوته العالى لكنها مبطلتش بص بحقد ل “تُقَى” الكانت واقفه مفجوعه…
سحبها هو من إيديها لبرا تحت مقاومتها لما وصله برا قالت بضيق.:
_لو سَمحت سيب أيدى …
إلتفت ليها و هى لسه ماسك أيدها تحت مقاومتها و قال و هو بيتمهن النظر فيها..:
_أتعورتى حاجه حصلتلك؟!…
نفت ليه و هى بتبعد بهستريا لحد ما لزقت فى الحيطه و هو مازال بيقرب فقالت بتوتر…:
_هو مُمكن تتكلم من بعيد متقربش…
كلمها خلاه يقرب أكتر نفورها مِنه بيزيد غضبه.. بقت بتقاومه و بتحاول تسحب أيديها و هى بتتخبط بقوه فى مُحاوله أنه يبعد عَنها مسك أيدها عشان يثبتها و هو جاهل لحالتها الهيستريا و ميعرفش أن قُربه هو السَبب!…كانت زى المجنونه و هى بتحاول تفك أيديها و تبعد عنه لحد ما ثبت أيديها فوق راسها عشان تهدا و يفهم الى بيحصلها…
سألها بنفاذ صبر مِن حركتها الكتير..:
_فى أيه مالك أتجنيتى ليه كدا؟!….
إتكلمت بعصبيه..:
_سيبنى مبتسمعش؟…
ضربته برجليها بقوه فا خلته يتأوه بألم و أخشن صوته و علت نبرته..:
_أتهدى بقا و أثبتى كفايههه…
سكنت حراكتها بخوف من نبرته و غمضت عينيها و هى بتحاول تعد فى سرها عشان تهدا شويه
كانت بتتنفس بصخب و رعشتها زادت
فقال بعد ما شاف سكونها..:
_دى نوبه ايه الى جاتلك أنا مش فاهم ؟…
حبست نفسها و هى حاسه بأنفاسه على بشرتها…
جعد حواجبه و هو شايفها مش بتتنفس و قال بقلق..:
_أنتِ مش بتتنفسي ليه ؟!…
حاوط وشها بكفوفه و القلق كان مسيطر عليه :
_حبسه نفسك لي..
معطتهوش فُرصه يِكمل غضت أيده بقوه خلتها يتأوه بألم و هو بيبعد ….
ضمت هى جسمها ليها و هى بتفرك أيدها و كأنها بتمسح لمسته ليها !…
تابعها بصمت و هى بتحاول تمسح أيديها و بتضم جسمها …فقال بُسخريه و هى بيأخد نفس من سيجارته بعد ما أشعلها …:
_كُل ده عشان لمستك …أيه شيفانى فيروس…
جاوبته بِحده..:
_ملكش دعوه و متقربش مِنى…
عدت من جمبه عشان تدخل الڤيلا تانى لكن ايده الى أتحطت قُصادها منعتها .:
_مينفعش تدخللها هتكلك لو شافتك..
زامت بشفاتيها بعد ما لفحها دُخانه المسموم ..:
_مفيش حاجه هتحصل…
إبتسم بسُخريه وقال..:
_هتجلها الحاله تانى …و هضطر أدخل أجيبك من قُدمها ده لو عرفت…
بَعدت هى عَنه و قالت بضيق..:
_لو سمحت أتكلم من بعيد بعد كده ملهوش لازمه تقرب مِنى…
↚
بصلها بصمت و هو من جواه بيشتعل غيظ و قال..:
_محتاجين نتكلم …
ضمت أيديها ليها و قالت بحِده..:
_بَعدين نتكلم …
طالها بسكون أول مره يشاهد شخصيتها دى عناديه و حاده !…كُل ده عكس شخصيتها…
شاف رعشتها و لاَحظ أن هدومها مبلوله و فى جُزء شفاف من فوق ….قله الچاكت بتاعه وحط عليها و هو بيبعد نظراته عَنها و قال..:
_البسه…
قلعت الچاكت بضيق و قالت..:
_مش سقعانه شكرًا…
غمض عينه بضيق من غبائها و نبس بجرأة..:
_انا مش مديهولك حُبا فيكى البتاع شفاف أنا شايف الى لبساه من تحت الهدوم من عندى…
حركه وشه لها و كأنه بيبص لكنه كان باعد نظراته…
ضمت هى الچاكت ليها بقوه و قالت بتقطع..:
_أن…أنتَ قليل الأدب…
إبتسم بُسخريه عليها و قال ..:
_أركبى…
نفت ليه و قالت بسُرعه..؛
_لا أنا هروح لوحدى
مسح على وشه بضيق و قال بنفاذ صبر..:
_خلينا متفقين أنى مش شغال عندك عشان كل مأعرض عليكى خدمه تقولى لاء و دى مش خدمه من الأساس أنا بتكلم معاكى بصفتى الواصى و ياريت تتخلى عن عنادك الى ملهوش لازمه أنتِ كده بتصعبي الموضوع
ضمت ذراعيها أمامها و قالت..:
_حضرتك واصى مش أبويا و أنا مبركبش مع حَد غريب ….حتى لو كنت ابن عمى فا انا بقالى سنين مشفتكش
قال بسُخريه و ضيق..:
_حضرتك؟!… أنا أكبر مِنك بتمن سنين أنا هتجاهل كلامك العبيط ده ..لكن هو إحنا أغراب؟!..
قرب مِنها بخطوات صُغيره و نبس..:
_شكلك نسيتى مين كانت بتتحامه فيا و هى صُغيره و تجرى عليا أول ما تعمل مُصيبه…
تجاهلت كلامه بعد ما داهمتها ذاكره من الماضي هو الى رفض قُربها و بعد عنها:
_شُكرا ليك يا أستاذ ريان على المساعده انا هروح و بكرا هديك الچاكت بتاعك…
كانت لسه تمشي لكن لقت نفسها بتترفع من على الأرض و سمعته ..:
_شكلك متعرفيش الفرق بين المُساعده و و انى الواصى بس أنا بقا هعلمك…
_سيبنى ….أنتَ أتجننت؟!..
صاحت بإضطراب و أنفعال لكنه كمل مشى
ضربته على ضهره و قالت بحده و تهديد..:
_انا هقدم شكوه فى حقق يا متحرش أنتَ سيبنى
↚
فتح الباب لكن قبل ما يحطها حس بسنانها قبضه على رقبته بقوه….
تأوه بصوت و اردف بغيظ وهى بيحطها فى العربيه غصب.:
_يابت العضاضه
حطها على الكُرسى و قرب مِنها عشان يربطلها حزام الأمان و هِنا شاف عيونها الحمرا الى بتعلن ان سقوط أمطارها قرب و أنفسها المُضطربه مش فاهم أيه الى بيحصلها و ايه الحاله الى هى فيها
لما لقته قريب منها بعدت وشها للنحيه التانيه و هى بتشد على قبضتها فى مُحاوله انها تهدى نفسها…
فقال بضيق..:
_هتقفلى الحزام ولا اقفله أنا ؟!…
مسكته بأيد مرتعشه و قالت بإضطراب:
_أنا هقفله لنفسى
فصلت سكته و هى بتحاول تجمع شتات نفسها و لزقت فى باب العربيه بعيد عنه كأنه بيحمل ميكروب ما…
قال بسُخريه و غضب مخفي..:
_هو أنا ريحتى و حشه ولا أيه؟!…
مجوبتهوش و ضمت أيديها ليها أكتر مُتجهلاه…
بعد مُده لقيته وقف قُصاد مول كبير …
إلتفتت ليه و قالت بتعجب..:
_إحنا بنَعمل أيه هِنا؟!…
فك حزام الأمان و جاوبها..:
_نجبلك هدوم…لبسك خفيف أوى على الجو البرد هِنا….
رفضت النزول و التوتر إعتلاها أكتر..:
_لا مش عايزه أجيب لوحدى…
تجاهل كلامها و نزل من على العربيه و فتح بابها ببرود:
_أنزلى…
شدة على الچاكت بتاعها و قالت بحزم..:
_لو سمحت متتغطتش عليا….أنا هبقا أشترى لوحدى….
كان لسه هيقرب لكنها بَعدت عنه و نبست بضيق:
_ممكن تدينى مساحه الشخصيه…مينفعش كده كل شويه تقرب منى …
إبتسم بإصتناع و قال و هو بيقلدها..:
_طب ممكن تنزلى من نفسك أنتِ و مساحتك الشخصيه…
رمقته بغضب و هى بتنزل من العربيه…
كانت بتدخل و قلبها بيدق من الرهبه مكان زحمه و في ناس و رجاله كتير؟!….
نفسها بقا تقيل غصبًا عَنها بقت بتقرب مِنه و تتحامه فيه!…
_هو إحنا جينا هِنا ليه ؟!…
جاوبها و هى مكمل مشى..:
↚
_أولا عشان لبسك خفيف على الجو هِنا ثانيه عشان من وصيه عمى أنى أعملك البتحبيه و انازعارق انك بتخبى الشوبنج …
إزدرادت ريقها بضيق و قالت:
_بس أنا بشترى هدومى اونلاين مبحبش أنزل…
_باباكى عايزك تختلطى بالناس أكتر..
غمضت عنيها بألم و هى بتفتكر بابها كان دايما مش ناسيها….
كانت ماشيه جمبه بخوف رغم انها مكنتش طايقها لكنها متعرفش غيره هو مع باباها طول عُمره ….
دخل محل كبير كان زحمه شويه لكنها وقفته بخوف..:
_مش عايزه ادخل هِنا مش عاحبنى…
بَعدت عنه بسُرعه و هى بتدخل محل فاضى و بعيد نسبيًا و قفت فيه و هى شايفه ان مفهوش غير بنتين شغلين فيه …
كانت بتاخد الهدوم بعشوائيه …
كان متابعها بصمت هى مُرتبكه و خايفه بس لما قربت البنت مِنها إبتسامتلها و إتعملت بود من غير خوف ؟!….
قربت العامله منها بتعدبها الچاكت لكنها منفرتش مِنها ؟!…
مسح على شعره بضيق هو مش فاهمها ليه بنتفر منه كده للدرجه دى بتكرهه؟!…و لا هى نسته من الأساس؟!….
قرب عشان يحاسب بعد ما لاقها خلصت و غيرت هدودمها نقلها هو چاكتبن تُقال عشان الجو و حاسب…
*********
أردفت بتسأل فا هو سايق بيها بصمت مش عارفه رايح فين..:
_أنت هتودينى عند ماما صح؟…
نفى ليها و قال:
_مامتك مش فى البيت بتزور معارف باباكى مع مُصطفى…و قالتلى أخلى بالى عليكى…
_بس أنا عايزه اروح مش هقدر أقعد تانى معاها…
جاوبها بهدوء:
_مينفعش لحد من المده تخلص لازم تعيشى مع أختك…
إتنهدت بضيق و قالت:
_و أنتَ شايف حالتها طبيعيه؟…أنا خوفت مِنها…
همهم ليها بهدوء و اتكلم :
_ده طبيعى واحده اتربت ان بابها متجوز و عنده عيله تانيه و هى كانت فى الخفه مع مامتها باباكى كان معاكم أكتر مِنها اكيد هيبقا ده شعُرها اتجمع فى قلبها الحقد و الكُره فدى النتيجه…
بصت قُصادها و هى بتسمع كلامه و طبقه من الدموع اتكونت على عنيها لان للأسف بابها كده ظالم و اختها مظلومه إتنهدت بكآبه و قالت..:
_مش عارفه أتصرف أزاى بس الى اعرفه انى هحاول معاها تانى …
ابتسم عليها لسه زى ما هى تقول انها مش عارفه تعمل ايه و فى نفس الوقت بتكمل فى الطريق…
نزلت من العربيه و هو عَمل المِثل هزت راسه ليه بهدوء كتحيه و دخلت
اتجه جو للخادمه بيسألها عن”رزان” بعد ما تلقى اتصالها منها بتبلغه بأن ” رزان” تعبانه
طلع أوضتها بعد ما عرف أن هى مستنياه
فتح الباب برفق و قال بهدوء :
_رزان …
أعتدلت فى نومتها اوا ما سمعت صوته و قالت بلهفه..:
_اتأخرت كده ايه؟!…
قرب مِنها بهدو :
_كان ورايا شغل أنتِ كويسه؟…
نفت ليه و قالت بحزن:
_انتَ اخدتها و سبتنى لوحدى
_انتِ الطلبتى ابعدها ..
كانت لسه هتتكلم لكنها لاحظت علامه داكنه على رقبته قربت منه بإندفاع و قالت:
_ايه الى فى رقبتك ده؟!..
جاوبها بثبات و بصراحه..:
_تُقَى عضتنى عشان كنت بركبها غصب..
كانت لسه هتتلمس رقبته لكنه بعد عنها فقالت بدموع :
_أنتَ معايا من واحنا صغيرين فاهم مينفعش تبقا معاها و تسبنى زى بابا
كان بيسمعها بهدوء متفهم حالتها…
رمت نفسها فى حضنه وقالت بعياط:
_مختلاهاش تقرب منك تانى يا ريان أنتَ ليا أنا…
كان الحديث ده تحت سمعها حست بغصه فى قلبها بسبب قُربها فضلت متسنياه يرجع عشان يبقا معاها زى الاول و هو كان بيمارس دور الأخ مع رزان و سايبها ؟!…
بعدت بسُرعه مش متحمله الفكره هو كان اقرب حد ليها بعد عنها من غير مُبررات غضبها منه زاد لأبعد حد و فى بالها سؤاله هو على علاقه بأختها؟!.
↚
بَعدها عَنه بقليل مِن الحِده و قال مُراعيا لحالتها ..:
_أنتِ أخُتى الصُغيره با رزان هتحترمى ده هفضل معاكى و فى ضهرك مش هتحترميه هضطر ابعد عنك …و أنا مش ملك ليكِ و أنتِ عارفه و فاهمه ده كويس ….
بَعد أيدها الى كانت على رقبته و هى بيقبض عليها بقليل من القسوه..:
_بلاش الحركات دى يا رزان أنتِ أنقى مِن كده متخليش العيشة هِنا تنسيكى الصح من الغَلط…
بَعد عَنها و قال:
_من بُكرا هتروحى لدكتور جديد و مش هسمحلك بالإعتراض أنا عايز أشوفك كويسه و بخير …
قعدت على السرير بَعد ما شافت رفضه ليها ….
إتنهد هو بتَعب و قال بنبره حاول يخليها هاديه:
_أنسى كُل حاجه حصلت زمان يارزان عشان تعيشى ..أنتِ دلوقتى عَندك أخت محدش هيحبك قدها و يخاف عَليكِ
أتكلمت و هى بتبصله بهدوء:
_أنتَ عايز تشوفنى كويسه معاها؟….
أومئ ليها بصت و كان هيمشى لكنها مسكته من أيده :
_بس أنا عندى شَرط
لما لقته بيبصلها أسترسلت حديثها:
_خليك معايا يا ريان متسبنيش….
مسك أيديها و طبطب عليها حاسس بضعفها عارف هى مرت بأيه حاول يبقا لين معاها:
_أنتِ أختى الصُغيره يا رزان شوفتك و أنتِ بتكبرى قُصاد عينى ….يوم ما هبعد هبقا أطمنت أنك بقيتى بخير….
حست بألم فى قلبها دايما بيرفضها بتتعجب أنه رغم حنيته معاها إلا أنه مش شايفها غير أخت ليه
أتكلمت بسُرعه قبل ما يطلع:
_تعالا أفطر معانا بكُرا…
همهم ليها بصمت
و طلع برا و هو حاسس بضيق بسبب قُربها مِنه هو مقدر حالتها النفسيه و بيحاول يساعده لكنه مش متقبل لمستها ليه!…
قرب من باب أوضته “تُقَى” عايز يطمن عليها بس مُتردد اليوم كان صعب عليها عايز يعرف مستريحه و لا لاء فى اوضتها الجديده…
لكنه تراجع فى الأخر محبش يضغط عليها أكتر …
*******
نزلت “تُقَى” الصبح عشان تفطر ….
وقفت قُصاد السُفره و هى شايفه أختها الكبيره “رزان” قاعده بتاكل بكُل أناقه ….
وقفت بحرج و خوف مش عارفه تقرب و لا تَبعد؟!….
رفعت “رزان” عيونها ليها و رجعت تانى للأكل و قالت ببرود:
_هتفضلى واقفه كده كتير ؟!…أقعدى كُلى..
بصتلها “تُقَى ” بقليل من الدهشه بسبب برودها و تغيرها عن امبارح؟!….
قعدت بتردد و بدأت تاكل لكن “روان” سألتها:
_أنتِ تَعرفى ريان مِن أمتى؟..
جاوبتها بهدوء:
_ريان أبنى عَمى زى ما هو ابن عَمك إحنا متربين مَع بَعض…
همهت ليها مكنش ده الهدف من سؤالها هى كانت عايزه تعرف هُنا قريبين من بعض قد أيه؟…
أتكلمت بتحدى و كأنها بتدافع عن لعبتها..:
_و أنا كَمان متربيه مع ريان لكننا مش زى الأخوات..
حدقت فى عيونها بتحدى و كأنها بترسل ليها تهديد مَخفى…
و هِنا أفتكرت “تُقَى” مشهدهم و هُما حضنين بَعض!….و غصبًا عَنها حست بحُزن….هو سابها و رفض حتى الحفاظ علي علاقتهم الاخويه و بَعد عَنها و هِنا كان بيعتنى ب”رزان” للدرجه دى هى كانت تِقيله عَليه؟!….
سابت الشوكه و الس**كينه :
_أنا شبعت عن إذنك….
طلعت أوضتها و هى حاسه ده مش بتها هى لوحدها كانت فاكره إنها أتخطت بُعد “ريان” عَنها هى وحيده…. كانت معتبراه أخ ليها طفولتها و مراهقتها معاه دلوقتى لما بتشوفه حاساه حد غريب عَنها!….لما سابها كان مع “رزان” مارس معاه دور الأخ الى هِيا كانت عايزه ….كانت دايما شايفه أنه لو كان معاها مكنش هيحصلها الى حَصل…
*************
وقف قُصاد “رزان” بَعد ما شافهت بتاكل لوحدها إيتسمت بإتساع أول ماشافته:
_صباح الخير يا ريان
جاوبها بهدوء:
_صباح النور
بص حواليه بيدور عَليها :
_فين تُقَى؟…
حاولت تِخفى ضيقها و جاوبته..:
↚
_أكلت و طلعت…
بص لساعته و هو بيوجه كلامه للعامله:
_هل الأنسه تُقَى تناولت إفطارها؟….
هزت رأسها بالرفض :
_لم تتناول الكثير سيدى فهى لم تَجلس سوى بضع دقائق….
همهم ليها بهدوء :
_حضرى قهوتى…
خلص كلامه و هو رايح لفوق لكن “رزان ” أتكلم بسُرعه :
_رايح فين مش هتفطر معايا ؟!…
جاوبها ببروده المُعتاد..:
_رايح الحمام ….
جاوبها كِده عَشان يستريح مَن كَلامها
خبط علي الباب كذا مره لكن مفيش صوت حَس بقلق بدأ ينادى عَليها و هِنا أتمكن الخوف مِنه…
فتح الباب بسُرعه و هو بيجوب بعينه فى الأوضه سامع صوت تَنفس عالى و هى بتنادى أسمه بصوت خافت بعد ما سمعته …
لف النحيه التانيه من السرير و هِنا حس أن قلبه أتقبض مِن كُتر الخوف …
كانت مُتكمشه على ذاتها و بتاخد نفسها بالعافيه و وشها أحمر أثر إختناقها…
قَعد جَمبها على الأرض بُسرعه و سألها بخوف و قَلق…:
_فى أيه مالك ؟!…..
شاورت بإتجاه الدُرج :
_الب..خاخه….
قام بسُرعه و فتح الدُرجه طلع منه البخاخه و قَرب مِنها بسِرعه….
حطهلها فى بوقها و بدأت تسحب نفس مِنها…
كان بيطبط على ضهرها بُرحه ….
بدأت تاخد نفسها ….
عَدلها خصلاتها برفق و قال بنبره كُلها قَلق..:
_بقيتى كويسه؟!…
همهت ليه و هى حاطه أيديها على قلبها بتاخد نفسها ….
_أيه الى حَصلك ؟….
و هِنا بدأت تسعيد و عيها و تِحس بلمسته عليها بَعدت عَنه بسُرعه و هى بترجع ضَهرها للحيطه…:
_لو سَمحت إبعد…
محبش يضغط عليها و رجع لورا ..:
_ممكن تحكيلى ايه الحصل؟!…أنا لازم أوديكى للدكتور….
نفت ليه بسُرعه و قالت..:
_لاء …أنا متابعه مع دكتوره ….أنا بس سعات بيجيلى كِده لما بَحس بضغط شديد….
إتنهد بكآبه …هى لسه فى الأول و مُش مِستحمله لسه قُصادها ٦شهور فى الضغط ده !….
_حاسه أنك كويسه دِلوقتى؟…
همهت ليه بِصمت …
بَصلها بِصمت تابع كُل حركتها و إرتباكها مِنه حَب يلطف الجو و قال بإبتسامه..:
_لسه بتجيبى نفس البيچامات …
بَصتله بإحراج …
↚
خلى إبتسامته تِزيد…:
_كان كله بيجب باربى و الاميرات إلا أنتِ كُنتِ بتجيبى باتمان….بس باتمان بناتى …..
و لأول مره من وقت ما شافها تضحك ….
ذكرى من الماضى داهمتها هى كانت بتصر تِجيبه عشان تبقا زيه!…
كانت لابسه بيجامه بنطلونها روز و تشيرت أبيض مرسوم عَليها باتمان بالروز…:
_كُنت بجبلك عروسة باربى لكنك برضو كُنتِ بتشبطى فى باتمان بتاعى….
زاد إبتسامها و هى بتبفكر طفولتهم كان باصصلها بِصمت بيتأمل إبتسامتها الى كانت غايبه عنه بقالها سنين…:
_اضحكى دايما يا تُقَى أوى فى يوم تِزعلى ….
و بكلامه ده خلى إبتسامتها تَتلاشه و مسكت سلسلتها الى كانت على شكل فراشه لونها وردى…
بص للسلسه بشرود و قال بتعجب :
_ سلسلتك؟!…
ضامتها ليها أكتر و جاوبته بخفوت..:
_بابا كان جيبهالى لما نجحت فى ٣ثانوى
همهم ليها بصمت و سألته بإحراج بَعد ما لاحظت أنهم قاعدين على الأرض..:
_كُنت عايز حاجه مِنى؟….
همهم ليها بِصمت ..:
_مقعدتيش ليه تِفطرى مع رزان؟…
قلبت عنيها بِملل بسبب سؤاله..:
_فطرت و طلعت أقعد فى أوضتى…
_فطرتى فى خمس دقايق؟!…
بَصتله بصمت و فى بالها هو عِرف منين؟!….
أسترسل كلامه لما لقاها ساكته…:
_رزان أخدت أول خطوه و قعدت تفطر معاكى بِتبعدى ليه؟…
مَتعرفش ليه لكن حست بضيق لما لاقته بيدافع عَنها..:
_ممكن أكون عشان مش قادره انسى الحصل أمبارح….
_الى حصل حصل أديها فُرصه هى بتحاول تِقرب ده كان طبيعى فى اول لقاء بينكم…
جاوبته بِحده..:
_لا ده مِش الطبيعى فى أول لقاء بين أتنين أخوات…
و هِنا أفتكرت وجوده معاه ..:
_و بَعدين أنتَ بتدافع عَنها و فى صَفها ليه كده؟!…أنتَ بذات نفسك قولت أنها مُمكن تأذينى…
أتكلم بخشونه و بنبره غليظه بسبب صوتها الى بقا عَالى…:
_أنا مِش فى صَف حَد أنا مع المنطق بدليل انِ اول ما حسيت أنها مُمكن تأذيكى أخدتك و مشيت …مرحتلهاش هى….
لما شاف الحُزن هو عنوان ملامحها قال و هو بيقوم..:
_انا هسيبك تستريحى و هبقا أطمن عَليكى…
**********
بَعد و قت قَليل لبست هدوم خروج و هى مقرره تِمشى قُرب البيت شويه تفك عن نَفسها…
لقت”رزان” قاعده فى الصالون بهدوء و بتابعها بِصمت ….محبتش تتكلم معاها و مشيت…
هى خايف تدخل فى حالتها تانى و تأذيها و هو مِش موجود….
كانت بتتمشى بهدوء لَكن القلق كان عنوانها…قَلق بيداهما دايما لما تُخرج للشارع…
فى أوقتها كانت بتلزق فى الحِيطه عشان متحتكش بالناس و خاصه الرجاله..:
_إذا سمحتى أتعرفين أين يقع مَطعم***؟..
راهبه قد سارت فى جَسدها نفت ليه و هى بتحاول تتمالك شجاعتها مَشت بعيد لكنه وقفها تانى..:
_أنتظرى …مِن أى بلدًا أنتِ؟…
مجبتهوش فخلت إصراره يِزيد و هِنا ماسك أيديها..:
_أنتظرى أنا أحادثك…
دفضت أيديه عَنها بِهستيريه..:
_أبعد عَنى….
خطواتها إتحولت للجرى الخوف أتكن مِنها رعشه سارت فى جسمها و كأن بحركته دى رجعها لنقطه الصفر….
أو ما العَامله فتحت الباب جرت على أوضتها بِسُرعه….أخدت حبايه من الشريط بتاعها بسُرعه قعدت على السرير و لفت نفسها باللحاف و هى بتضغط عَليه دموعها كانت بتنزل و هى بتفتكر يوم من طفولتها الى وصلها لكده ….ثوانى و إنتشر مفعول الدوا فى جِسمها و أرتخت أعصابها و غطت فى نوم عَميق…..
********
↚
يوم كامل نايمه فى أضتها من غير أكل أو شُرب …
الخوف رجع تانى يتكمن مِنها….
بصت من الشباك الشمس راحت و حل محلها الظلام….
دخلت الحَمام أخدت شاور و طلعت كانت نيتها الخروج لَكنها سَمعت صوت خَبط قالت بصوت خافت..:
_مين؟!…
سَمعت صوت ..:
_ …اخرحى عايز أتكلم معاكى…
لما الشمس بتروح بتحس ان الخطر زياده عَليها…
قالت بتوتر..:
_خلينا نتكلم بكرا..
كان عايز يشوفها قلقان عَليها مِن الصُبح…
فقال بإصرار..:
_الموضوع ضرورى…
جاوبته بسُرعه..:
_خلاص أبعتلى فى رساله…
اتكلم تانى بإصرار..:
_لازم وش لوش…
جعدت حاجبيها من إصرار مش قادره تِقابله خوفها زاد بسبب تَقرب الغريب ده مِنها لدرجه أنها أخدت شاور و غيرت هدومها عشان تضيع لمسته…
_أنا تَعبانه عايزه أنام…
غمض عينه من غرابتها من ساعت ما جت و بتجمعهم مواقف غَريبه بُعدها عَنه و رفضها ليه غَريب و خوفها مِن الناس حالتها الهستيريا !…كُل ده خلاه يحس ان فى حاجه غَلط…..
بَعد ما حَست أنه مَشى نزلت تَحت عايزه تروح لمامتها وصلت لأبلكيشن السواقين الى فيه بنات بس عشان يوصلها لمامتها….
فَتحت الباب عَشان تِمشى لكنها لاقتها قُصادها …
كانت لسه هتقفل الباب و تلغى كُل خططها لكنه حط رجله بيمنعها …. دخل و قفل الباب مِن بَعده …
زاد توترها و خًفها …:
_رايحه فين؟!…
جاوبته بخفوت:
_لماما…
همهم ليها و قال بضيق:
_من غير ما تقولى؟!….
كان بيقرب لان نيته انه يُقعد على الكُرسى لكنها افتكرته بيقرب مِنها فقالت بِحده..:
_أقسم بالله لو قَربت لهصوت و افضحك…
بَصلها بِصدمه بسبب كلامها و قال بتعجب..:
_ فى أيه يا تُقَى إحنا مش أعداء…
جاوبتها و هى بتحاول تسايره..:
_عَندك حق احنا مش اعداء ممكن تطلع او تسبنى انا اطلع…
محبش يتعبها اكتر و قالها بهدوء:
_ماشى تعالى اوصلك…
نفت ليه برهبه و خوف….:
_لاء انا هروح لوحدى…
إتجهت نحيت الباب عشان تطلع لكنه كان اسرع و حط ايده عشان يمنعها تفتحه و غَصبا عَنه خلاها متحاصره بين أيديه…
غَمضت عنيها بسُرعه قدامها اربعين ثانيه و تفقد وعيها…
كان بيبصلها بإستغراب و شها جايب الوان مش عارفه ده خجل مفرط و لا ده أيه ؟!…
قالت بخفوت..:
_لو سمحت أبعد عَنى …..
رفع وشها ليه لما لقاها مغمضه عنيها بقوه..:
_مالك ؟…حالك مش عاجبنى أنتِ غريبه من ساعت ما جيتى
فاجوبته بسُرعه..:
_مش بحب الرجاله عشان كده أبعد…
↚
صمت ثوانى و بَعدها حست بهز جِسمه أثر ضحكته الساخره توقع مِنها أى رد إلا ده…
بعد أيده عَنها لكنه فضل واقف …أسترجع ذاته و قال بثبات:
_ ممكن اعرف أيه النوبات الى بتجيلك دى ؟!…
رفضت الإجابه عليه الهوا بدأ ينقذ مِنها و بِعزم قوتها عَملت الى عمرها ما كانت تتخيل إنها تِعمله زقته بقوه و جرت على أوضتها كانت سامعه صوته الغاضب مِنها ..
اتكلم و هو بيمسح على شعره بغيظ..:
_نفسى اعرف فيها ايه من نحيتى عايز اتكلم معاها و مِش عارف …
******
رن الجَرس و أستنى شويه لحد ما فتحت “فاطمه” الباب بصتله بتعجب قاطعه هو..:
_عايز اتكلم معاكى بخصوص “تُقَى”..
قاطعها قبل ما تسأل :
_هى كويسه منقلقيش ….
قاعد فى الصاله مِستنيها حط الشاى قُصاده و قَعد فى الكرسى الى جَمبه ..رفعت أيديها و ربتت على رجله بهدوء..:
_أنا حابه أعتذرك على أسلوبى معاك اخر مره انا برضه الى مربياك يا ريان…
نفى ليها بإبتسامه صُغيره..:
_و لا يهمك يا مدام فاطمه انا مقدر موقف حَضرتك…
إبتسمت على كلامه ..:
_اتغيرت اوى يا ريان بقيت بتتعامل مع كُله بُشكل رسمى…أنا عارفه ان عمك كان شديد عليك بس هو كان عايز مصلحتك…
تجاهل انه يفتح بوابه الماضى عَليه و قال:
_انا عايز اعرف حاله “تُقَى” كُله ما بقرب مِنها بيجلها زى نوبه هستريا و بتترعش و نفسها بيتقطع كمان…و بتخاف من الناس الغريبه حالتها مُريبه…
سألته “فاطمه ” و فى نوايا مخفيه فى سؤالها..:
_و هتستفاد ايه لما تَعرف؟!…أنتَ عارف أن هى تخصصها عَلم نَفس يعنى مش هيبقا فى خطر عليها و هتسيب نفسها…
فهم نيتها فقال بهدوء و هو بيبعد عن فخها:
_لا عَمى وصانى أنى اعلمها شُغل الشركه بأمر منه حتى لو كانت عكس تخصصها ….
بسبب ثقتها فيه العاليه و تأكدها من مشاعره نحيت بنتها إستسلمت ليه و هى بتفشى عن سر بنتها …
سكتت”فاطمه ثوانى” بتحاول تحدد موقفها فقالت..:
_شكل عمك محكلكش …هو أصلا كان رافض يقول لحد
ألتفت ليها و هو بيسمعها بجميع حواسه..:
_فاكر لَما كُنا فى أمريكا؟. …
همهم ليِها بِصمت فاكملت..:
_و قتها تُقَى أتخطفت…
أتسعت عينه بِصدمه و هو متابع “فاطمه” الى كانت الدموع متراكمه فى عنيها..:
_حاوله يعتدو عليها و قتها لكننا لحقناها بفضل معارف عَمك …لما رجعت كانت طبيعيه
سامعها بصمت و هو بيفكر انها لما رجعت كانت طبيعيه و بتتكلم عادى!…
كَملت كلامها بدموع….:
↚
_بعد أسبوع كُنت أنتَ سافرت و كأنها فهمت هُما كانه عايزين يعمله فيها أيه دخلت فى حاله صدمه و عدائيه و رافضه و جود اى راجل قريب مِنها حَتى ابوها…عرضناها لدكتور نفسى و وقتها شخصها بالأندرفوبيا الخوف من الرجاله….بَعد فتره بدأت تتعود على بابها و تتقبل و جوده ….
غمض عينه بِغضب شد على قبضته بضيق ازاى مكنش جبمها فى الوقت ده؟!…سب نفسه لانه سمع كلام عمه و بَعد عَنها سابها لوحدها هى كانت طفله و هو كان مُجر مُراهق بيحاول يبدأ حياته…
كملت “فاطمه” كلامه..:
_هى حكتلى عن اليومين الفاته….مقدرش انكر خوفى عَليها لكنى عَرفت حاجه..
بصله بترقب فا تبعت:
_مُمكن تكون هى بتبعد عَنك لكنها مش خايفه مِنك زى الباقى يا ريان…تُقَى بتحس معاك بالأمان…
ربتت على كتفه بحنان :
_أنا واثقه فيك يا ريان ….و عارفه مدى و لائك لعمك الى ساعدك فى مِحنتك و عارفه أنك إستحاله تأذيها …..أنا قولتلك سِرها لما أتأكدت مِن حُبك لِيها….
بَصلها بِصدمه خلت إبتسامتها تظهر ..:
_أنا عارفه مِن زمان أوى يا ريان من وقت ما بعتلها الصندوق الى كان فى السلسه الفراشه و معاه جواب اعتراف بِحُبك ليها ….
_بس هى قالت أن السلسه من بابها….
جاوبته بنفس الإبتسامه و بدأت تشرحله الحصل..:
_و قتها تُقَى مكنتش هتتقبل حُبك ليها او هتفهمه قولتلها أنها من بابها و خبيت الرساله …..وعرفت حُبك ليها لكنى مقدرتش اقول ….
تنهد بضياع..:
_طب أتعامل معاها أزاى ؟…انا خايف تكرهنى..
جاوبته بهدوء:
_تُقَى طول عُمرها بتحبك يا ريان و بتستريح معاك لكن كأخ دورك بقا انك تخليها تفكر فيك بطريقه تانيه….هى علاجها انك تتعامل معاها و كأنها مش بتعانى مِن حاجه ……
_مش ممكن يُغَمى عَليها من كُتر الخوف أو يِحصلها حاجه ؟!….
إبتسمت ليه بخفوت بعد ما شافت قلقه ..:
_أنتَ الراجل الوحيد الى اتعاملت معاه من بعد بابها علاقتها بمصطفى مجرد سلامات من بِعيد …. أنتَ الراجل الوحيد الى بتتطمن معاك…رغم كميه الخوف الى هيا فيها من الرجاله إلا أنها عَندها شويه ثِقه مِن نحيتك…
**********
صَحت مِن النوم بإرهاق شديه و هى حاسه بصداع لكنها لاحظت صَندوق صُغير على السرير ….
فتحته لقت كُره مطاطيه صُغيره و جَمبها ورقه صُغيره
“جبتلك دى عشان كُل ما تتوترى تتغطى عَليها …
و حضرى نفسك عشان و رانا مشوار البسى من غير أعتراض…”
***************
جاوب على تليفونه بعد ما سمع رنته ..:
_فى ورق مهم اتسرق من المكتب يا مستر ريان و اخر حد دخل كانت الأنسه تُقَى….
↚
كان قاعد و هو بيشرب مِن السجاره و بيراجع كلامه مع مامتها لما رفض كلامها و قال أن ممكن تكون “تُقَى” بتتعامل معاه عادى!…
لكنها جاوبته بإصرار..:
_تُقَى عُمرها مكان ليها دكتور او مُدرس أو سواق راجع بتخاف تقرب منهم إنما هى راحت معاك تِعمل شوبنج…!….لو كانت مع راجل غيرك كان زمنها أتجنت بنتى و أنا عَرفها…الأعراض الى بتظهر معاك بتبقا خفيفه جدا عن الى بيحصلها..
رطب شفايفه بالسانه و إبتسامه شقيه ظهرت على شفايفه معنى كده ان ليه مكانه خاصه فى قَلبها و أن فى أمل معاها!….
بَعد عَنها أسبوع كامل كان غَصب عَنه عشان يظبط أمور الشِركه كان بيكلمها يطمن عَليها و يرجع تانى لشُغله …..و حشته …و وحشه يشوف خجلها مِنه ….
امر الخادمه انها تحطلها الصندوق الصُغير ….
كان قاعد مستنيها تِنزل و قَلبه بيدق مِن الخوف و التوتر خايف متجيش …. خايف تكون غيرت تفكرها فيه بَعد أخر موقف …
ثوانى و لقاها جيه عَليه مِن بِعيد و التوتر كان ظاهر عَليها حاول يكبح إبتسامته و يبعد عيونه عَنها عَشان متتوترش مِنه …..
لمح السِلسه الى كان جايبهلها لكنها إنتسبت لبابها مش ممانع طلامه هى سَعيده بِيها….
كان بيرمقها بهدوء چيبتها السوده الستان الطويله و عَليها بلوڤر بنفس للون و شعرها الأسود القُصير ختمت لبسها بُكعب متوسط باللون الزيتى….. لبسها مُختلف هى دايما كانت بتلبس مِلون و براحتها مش لبس رسمى!…
فقال بصوت هادى و هو بيحاول يبعد نظراته عَنها..:
_عَامله أيه؟…
جاوبته بخفوت و هى بترجع شَعرها لورا…:
_كويسه…
همهم ليها و قال..:
_غيرتى أستيل لبسك؟…
جاوبته بنفس الهدوء :
_حاسه ان ده البس الى يليق مَع حياتى الجديده…
ههم ليها و قَرب مِنها كوبايه الشاى فا مَدت أيدها تاخده و قَبل ما تَشرب نادت على العَامله..:
_إذا سَمح….
قاطعها هو قائلًا…:
_فيه مَعلقتين سُكر زى ما بتحبى….
أخدت رشفه مِنه و هى بِتحاول تِخفى إبتسامتها ….
بقالها أكتر مِن شَهر معاه ….مده رجعلها كُل زكريتها المُحببه لِيها تانى…شايفه جزء مِن رَيان القَديم..
لكن نسخته الرجوليه الجِديده بتخلى قَلبها يدق غَصب عَنها و تداهمها مشاعر جديده عَليها …..تَبعت أخباره و حساباته كُلها فى اليومين الفاته حاجه جمعت بين الأمان و الخوف….
قاطع أفكرها هو :
_البسى زى ما تحبى يا تُقى كده كده أى حاجه بتبقا حِلوه عَليكى….
الخجل سيطر عَليها شدت على الكوبايه فى مُحاوله أنا تبعد كسوفها…
بص لساعته بَعد ما تابع خجلها المُحبب لقلبه..:
_المَفروض نروح الشِركه دلوقتى…
جَعدت حواحبها بتعجب قاطعه هو..:
_أنا هَعلمك تديرها إزاى و هَفهمك الشُغ ده طلب والدك…
↚
جاوبته بنفى..:
_بس أنا تَخصصى مُختلف!…
جاوبها فى نفس الوقت..:
_و أنا هِنا عشان أعلمك…
جاوبته بخوف و براءة..:
_مش شايفه إن ليا لازمه طلامه إنتَ بتديرها…
_بَس أنا مِش هَفضل موجود على طول هيجى اليوم الى همشى فيه و اشوف حياتى و افتح شركتى و أنتِ هَتعملى نفس الحاجه…
غصه علقت فى حَلقها و شعُر موجع داهمها هى خايفه …انه يسبها تانى و خايفه تتعامل مع البشر هى مِش هتقدر لما لقت الإصرار فى عينه قالت متحججه :
_بس أنا عَندى رهاب إجتماعى اكيد بابا قالك…
_و عشان كده هتعتزلى العالم؟!….
شاف طبقه الدموع التكونت فى عنيها…
اعتدل فى جلسته و قال بهدوء..:
_أنا هَبقا معاكى بِصفتى أبن عَمك قَبل ما أكون الواصى ليكى…. هبقا ريان الى كان بيخلى باله عَليكى ….
نطقت بإنفعال مهزوز..:
_مش هَتعرف فى حاجان كتير أتكسر و أتغير جوايا…
فاجئها لما قرب و حضن كَفها بإيده و بدأ يمسح عَليه بِرفق…و اتكلم بنبره عَميقه…:
_و أنا هَسعدك يا فسدقه رغم انى مش شايف حاجه مكسوره إلا أنى هحاول أصلحها….
**********
كانت ماشيه جمبه و لازالت تحت تأثير كلامه هو قالها فسدقه؟!…لسه فاكر دلعه لِيها؟!…
و قَف قُصاد الأسانسير مِستانيها تدخل بصتله بَعد ما فاقت مِن شرودها….
هو عايز تركب معاها الأسانسير لوحدهم؟!….
قالت بسُرعه و خوف..:
_أنا بخاف من الأسانسير هطلع على السِلم….
جاوبها ببرود..:
_هتطلعى 77 دور…
شهقت بِصدمه..:
_ياخبر 77؟!…
أومئ ليها ببرود و هو بيحاول يِخفى إبتسامته دخل الأسانسير …:
_هتركبى ولا هتطلعى على رجلك؟….
وقفت ثوانى و هى بتتغط على شفايفها بِحيره…
وقبل ما يِقفل رمت نَفسها فى …..و هْنا إبتسامته ظهرت كانت حشره نَفسها فى الحِطيه و هو مَحبش يقرب عشان ميحصلهاش حاجه…
كانت بتلزق فى الحيطه كُل ما بتطضر تِمشى مِن جمب حَد ….
قال بِسُخريه و هو شايفها حَشره نفيها ازاى فى الحيطه…:
_أوعى تخشى جواها بالغلط…
رمقته بضيقه و هى بتعانى عشان توصل للمكتب ….
شاور ليها …
_ده مكتبك و الى هِناك ده مَكتب رزان…
همهمت ليه و بدأ يِعَلمها الشُغل الى كان صَعب عليها
*************
_ليه يخدها هى لوحدها؟!…
كانت “رزان” بتتكلم بِغَضب و حِقد …
_هيقرب مِنها و يسبنى…..
من شدة غضبها حدفت كوبايه كَعدتها لَما تِغضب…
قربت مِنها الخادمه بسُرعه و خوف..:
_ماذا حدث سيدتى؟!….
جاوبتها بغضب..:
_حادثى ريان أجعليه يأتى حالًا أخبريه أنى مَريضه…
فركت يدها بتوتر و نبست..:
_لكن سيدى سيغضب إذا عَلم أنى أكذب….
رمقتها بِغضب و قربت من الإزاز المكسور حطت قطعه بين إيديها و قفلت عَليها لحد ما جابت دم تجاهلت صوت الخادمه القلق و شهقتها المَصدومه….:
_أصبح لديكِ سبب حتى تُحادثيه…..
*************
لى أول مَره من زَمن متبقاش مرعُبه هى خايفه لكن مش زى العادى….قاعده بتاكل مَعاه على ترابيزه واحده و فى نَفس المَكتب….
ابتسامه صُغيره ظهرت عليه لما شاف الكوره الى جابهلها فى شنطتها
قال بَعد ما لأحظ أنها بطلت أكل …..:
_شِبعتى…
↚
همهت ليه بِصمت و هى حاسه بِخجل …..
ثوانى و سمعه خبط عَلى الباب فتح هو و أخد كيسه و حطها قُصادها سألته بتردد…:
_أيه ده ؟!….
لبس چاكته بَعد ما لقى إتصال بإسم الخادمه الى فى الڤيلا….عَرف ان فى مُشكله..:
_لَما تروحى ابقى شوفى….
**************
سأل الخادمه علي “رزان” بَعد ما “تُقَى” طَلعت أوضتها…
طلب مِن الخادمه أنها تَخليها تِنزله فى الصاله ….
أتعجبت “رزان” من امره هو فى العادى كان هيطلع يشوفها و يطمن؟!…
نزلتله و هى جواها ضيق لكنها حاولت تتجاهل ده و قَعدت على مقربه مِنه بِصمت…فا أتكلم هو بعد ما لاحظ أيديها الملفوفه بالشاش.:
_أيه الى خله النوبه تجيلك؟!….
جاوبته بهدوء…:
_أنتَ السبب يا ريان….أهمالك ليا و إهتمامك بيها وصلنى لكده ليه بِعدت عَنى؟!….
إتنهد بكآبه و قال…:
_أنا مبعدتش يا رزان لكن أنتِ الى بقيتى غريبه أنا مش عدوك و لا تُقَى عدوتك أدى الى حواليكى فُرصه أطلعى من القوقعه الى انتِ فيها ….
قَرب مِنه و مَسكت أيده عيونها إتملت بالدموع..:
_أنتَ بَقيت قاسى ليه كَدا يا ريان؟….أتغيرت معايا ليه ؟….عشانها هى صح عشان ظهرت فى حياتك ….طب و أنا يا ريان..
سحب أيده مِنها و ربت عَلي كفها بِخفه…:
_أنتِ أختى الصُغيره يا رزان…
قاطعته هى بسُرعه…:
_طب و هى؟!…
إتنهد بضيق مِش عارف يقولها أيه مِش عايز يزعلها اكتر لكن مِش عايزه تعيش فى وهم…:
_أنا عُمرى ما أعتبرتها أختى…
بإجابته دى كأنه بيثبت ليها الأفكار الى بتدور فى بالها بطريقه غير مُباشرة…
أسترسل كلامه لما لقى حُزنها…:
_أنتِ عندك أطيب قَلب يا رزان متخليش حقدك يغيرك أنا عايزك ترجعى رزان القَديمه الى أنا ربتها مش عايز النسخه الوحشه دى مِنك….يا رزان…
************
فَتحت الكيسه بِحماس و لقت فِيها المكسرات و الفسدق الى بتحبه !….يَعنى هو لسه فاكر؟!…
و غصبًا عَنها إبتسامتها إتسعت اكلت أول حبه بإبتسامه خجله ….هى مش فاهمه شعورها لكنها فرحانه بإهتمامه بيها ….
جاوب على تليفونه بعد ما سمع رنته ..:
_فى ورق مهم اتسرق من المكتب يا مستر ريان و اخر حد دخل كانت الأنسه تُقَى….
إعتدل فى قعدته و استمع لبقية الحديث..:
_الكاميرات جايبه أن الملف كان فى أديها من شركة اوجست …..
صمت لثوانى و أفتكر انه سابها فِعلا فى المكتب لوحدها ..:
_بس ده مِش أول ورق يتسرق الملفات بتختفى مِن قَبل ما تيجى فى حد بيعمل كده و لو مسكته مِش هسيبه….
قفل الخط و هى بيتنفس بصوت عالى و الغضب سيطر عاليه المعلومات بتتسرق مِن الشركه بطريقه مِش طبيعيه مين بيعمل كده؟!….مَهما يدور مش بيلاقى حد !….
*********
بَعد يومين كان بيدور فِيهم بأقصى من عنده الموضوع اتحول لشخصى ازاى حد بيقدر يسرق المَعلومات مِن مَكتبه؟!….
كانه مِتجمعين على السُفره و معاهم شخص جديد “مُصطفى”…..
بَص “مُصطفى” ل “رزان” و قال..:
_أنتِ بقا رزان؟…بنت عَمى ممدوح….
رمقته “رزان” بقليل مِن الحِده…..و مجوبتهوش..
فا إتدخل “ريان” و قال ببرود…:
_أنتَ قاعده فى فرنسا كتير؟!….ايه خلاك تسافر اصلا…
إتنهد “مُصطفى” بضيق…:
_أنتَ اكيد عارف أن عَمى ممدوح دخل معايا فى شراكه فى شركتى الجديده عَشان يساعدنى و أنا جيت هِنا عشان أدرها و اخلص إجراءات نَقلها لِمصر…..
همهم ليه “ريان” بِصمت و هو بيكمل أكل …
فقال “مُصطفى” موجه كلامه ل “تُقَى” الهاديه زياده عن اللزوم كانت بتحاول تتقبل فكره أنه بتاكل مع راجلين غُراب عَنها؟!…الى كان مهديها أن “ريان” مِن ضمنهم…:
_طمنينى عليكى يا توتا عارفه تتأقلمى هِنا و مع أختك الغَريبه دى….
شاور على رزان فى نهايته كلامه فكان تَعليقه على لبسها و تبرجها الصاخب و لا كأنهم بياكله فى بيت….
أومئت ليه و هى حاسه بِخجل من كلامه على “رزان” ….:
_الحمد الله يا مُصطفى ……
الجو مبينهم كان مشحون بالتوتر قاطعه “ريان” و هو بيتكلم بنيه مخفيه..:
_لما كُنتِ فى الشركه يا تُقَى لقيتى مَلف مكتوب عليه شركة أوجست…
بصتله ثوانى بتحاول تفتكر و قالت بَعدها ..:
_مش فاكره كان فى ملفات كِتير….
همهم لِيها و هو بيقوم و يتجه لمكتب عَمه “ممدوح” الى كان فى الڤِيلا..:
_تعالى ورايا يا تُقَى”…
↚
بصتله بخوف بِسبب نبرته الكانت حاده لكنه وجهلها نظره طمئنها بيها ….قامت وراه بِصمت و مشت وراه….قَفل الباب أول ما دخله و قعد على الكُرسى بهدوء…:
_أقعدى يا فسدقه متخفيش…..
قعدت بتردد و هِنا شاف الكوره الصُغيره فى كَفها ….الأمل أتسرب لقلبه أكتر هى بتستعمل هديته !….و بتحاول تتجنب نوباتها ….
أردفت بتردد..:
_هو فى حاجه؟!…
اصدر صوت بيدل على الرفض من بين شفايفه و قال ..:
_لاء كُنت عايز أقعد أتكلم معاكى….
************
إستقامت مِن مكانها عشان تشبع فضولها و تتخلص مِن نظرات “مُصطفى” الى كانت بتحرقها
قال بسُخريه..:
_القعده فى فرنسا خلتك متحترميش الضيوف و لا أيه؟!…
رمقته بإحتقار و كَملت طريقها لِبعيد عَنه ….
إبتسم بجانبيه عَليها و جواه شعُر من التحدى بيكبر……
كانت واقفه بتسمع “ريان” و هو بيكلم “تُقَى” بِحده….
_أنتِ أخر حَد شاف الملف و من بَعدها أختفى…رجعى الملف النهارده يا “تُقَى” و هتعامل و لا كأن حاجه حصلت…
إبتسمت “رزان” بإنتصار و هى سامعه أتهام “ريان” لِيها …..
_بتلمعى الأوكر ولا أيه؟!…
إلتفت بسُرعه و خوف لما سمعت صوته من وراها لدرجه إنها كانت هتقع…..
ساندها هو بدراعه بسُرعه و إبتسم بسُخريه على فجعتها و قال…:
_هو فى فرنسا عادى نتصنت على الناس؟…
قَبل ما تجاوب سحبها هو لبعيد عشان محدش ياخد باله مِنهم مُجرد ما بَعده سحبت أيديها مِنه بِحده..:
_إبعد عَنى يا مجنون أنتَ…
بصلها “مُصطفى ” و قال بهدوء و هو بيقرب مِنها بطريقه وترتها…:
_مجنون؟!…
مَثل التَفكير و قال بَعد ثوانى..:
_سَمعتها فين قبل كِده؟!…
أدعى أنه أفتكر و اتكلم بِحده..:
_آه….أنتَ مجنون أزاى تخش المكتب عَليا كِده؟!…أنتَ مين ؟…فين الأمن أزاى سمحه لواحد زيك أنه يدخل؟!….
كان بيتكلم و هو بيقلد طريقتها المُتعجرفه إتسعت عيونها بِصدمه لما أفتكرت كلامها هى قالته ليه لَما دخل مكتبها فى الشركه كان شكله داخل مكتب غَلط لكنها طلعت ضيقتها فيه و طلبتله الأمن كَمان!….
إبتسم بسُخريه لما تابع صدمتها….فأتكلم…:
_نظراتك دى معاناها إنك أفتكرتينى ….
طالعها من فوق لتحت و قال بإزدراء…:
_إرتباكك لَما شوفتك و أنتِ بتسمعيهم يثبتلى حاجه واحده…
قَرب مِنها أكتر لحد ما لزقت فى الحِيطه و أتكلم بهدوء..:
_تُقَى عُمرها ما هتاخد مَلف لإن ملهاش مصلحه هى أصلا مش بتفهم فى الشُغل ده …أنما أنتِ أكتر حد مُستفاد….فا يترا هترجعى الملف و لا هتعملى أيه؟!…
دافعته باضب لكنه متحركش مِن مكانه و قالت بإنفعال..:
_أيه الى أنتَ بتقولو ده أنا استحاله أعمل كده…
همهم لِيها برفض و هو بيدقق فى ملامحها ..:
_شخصيه عدوانيه بترفض حد يقرب مِنها طيبه مع الواثقه فيه و القُريب مِنها بس……
إسترسل حديثه لما نظراتهم إتقابلت مَع بَعض..:
_محمله والدك الذنب هو و تُقَى عندك حقد من نحيتها لدرجه أنك عايزه تطلعيها من حياتك بأى طريقه خايفه تسرق أقرب الناس ليكى…..لَكن الى بتعمليه ده غَلط متربطيش ذنب عَمى بعلاقتك الأخويه مع تُقَى زى ما كان بيسيبك كان بيسبها عشانك ….قضت عُمرها كله نفسها فى أخ أو أخت ليها ……حَاولى تدى لنفسك فُرصه أنك تتقبليها فى حياتك أطلعى مِن و حدتك دى….
بَعدت نظراتها عَنه بَعد ما إتملت بالدموع و قالت بِحده..:
_و أنتَ بقا دكتور نَفسى عشان تقول كده…
إبتسم بإتساع و هو بيبعد عَنها و بيطلع كارتين من جيبه عطاها أول واحده كان مكتوب فيه أنه دكتور نَفسى..:
_عندك حق أن دكتور نفسى فِعلا…
عطاها الكارت التانى و هو بيخص شركته الجديده و كَمل بِمرح…:
_ورجل أعمال كمان….اصلى تعبت من شغلانه الطب النفسى دى زهقت مِن مشاكل الناس قولت انا مش ناقص هَم فوق هَمى….
ضغطت بإيديها على الكارت و قالت بتعجب مِن طريقته..:
_أنتَ مِش طبيعى أكيد مجنون….
إبتسم على كلامها…:
_فِعلا أتجنبت مِن كُتر التعامل مَع المجانين الى زيك……
دفعنه بقوه فى صَدره و هى بتبعد عَنه..:
_أنتَ مش طبيعى …
↚
تابعها بتسليه و هى ماشيه و اتكلم بإستفزاز..:
_و لا أنتِ دى چينات فى العيله ….ابقى رجعى الملف مكانه لحسن يجيله برد من القعده لوحده
إلتفتت ليه و رمقته بِغضب قابله هو بإبتسامه متسعه….
******
نفث الدُخان من سجارته و قال بغيظ..:
_مُصطفى مطلعش جنانك عَليا عَملت أيه؟!…
بص “ريان” بصمت و قال..:
_تعرف أنى مش بطيقك يا ريان…
إبتسم بسُخريه ..:
_شعُر مُتبادل ….
رمى “ريان” سِيجارته و استرسل حديثه..:
_أنا كلمتك عشان عارف إنك مُعجب أو مُنجذب ل “رزان” مش طبيعى انك تدور وراها و تراقبها من بعيد و تطلع مش بتحبها….
جاوبه “مُصطفى” بإستفزاز..:
_اصلى هعمل ماجستير عن المجانين و لاقتها اكتر واحده لايقه…
نفخ “ريان” بغضب من سُخريه “مُصطفى” الزايده عَن حدها …:
_رزان فاكره ان الجواها ليا ده حُب ….طول عُمرها مفيش غيرى فى حياتها الى جواها ده وهم مِش أكتر…..
_ودى لعبتك يا “ريان” أنك تِعلق الناس بيك و بَعدها تِبعد ….خليت “تُقَى” متشوفش غيرك خلتها بدل ما تتصرف لوحدها ترجعلك الاول و أنتَ الى تتصرف خلتها تكبر و هى مش بتعرف تتصرف أو تتحكم فى حياتها عشمتها انك اخوها و هتفضل معاها لكنك سبتها فى نُص الطريق منكرش انى كُنت مُنجذب ليها لكنها كانت حاطه نفسها فى صندوق إزاز مِن بَعدك شايفها لكن مش عارف أقرب مِنها……
أسترسل كلامه بسُخريه..:
_شكلى هفضل الملم من وراك يا ريان…
زفر “ريان” بإختناق حاسس بثقل فى قَلبه لفكره أنه كان السبب فى أذاها لكنه كان غَصب عَنه !….
قَعد جمب “مُصطفى” و قرر أنه يفصح عن الى فى قَلبه و الى كان حبسه مِن سنين…:
_كان غَصب عنى يا مُصطفى….عُمرى ما شوفت “تُقَى” على أساس أنها أختى….عمى ممدوح الله يرحمه كان زى اى أب خاف على بنته لكنه للاسف خاف عَليها مِنى أنا!…..بقا بيضغطنى أنى ابعد عَنها معرفش قله ثقه و لا خوف لكنه وصل انه كان بيمنعنى اقابلها و لما بيشوفنى بتكلم معاها كان بيزعقلى …..مكنتش قادر اتكلم لان بعد موت اهلى هو كان بيساعدنا انا و مريم اختى …لحدما جه عريس لمريم كُنت لسه طالب فى الكُليه….
ضغطت على قبضته بضيق و كَمل..:
_طالب شغال فى كافتريا اكيد مِش هعرف اشورها فرحه مريم و قتها خلتنى مش قادر ارفض مكنش قُصادى غير عَمى الى هضطر انفذ رغبته فى البُعد عن تُقَى ….
مريم اتجوزت و طلبت انى اسافر معاه عشان ارجلعها تانى ممكن و قتها عَمى يتقبل حُبى ليِها و الحمد الله قَبل ما يتوفى طلبت إيديها مِنه كُنت بَعمل كُل حاجه عشان أكسب رضاه…..
كان “مُصطفى” بيسمعه بِصمت مكنش يعرف الجانب ده مِن عَمه لانه عُمره ما عَمل معاه كده فقال “ريان”…:
_هو كان بيكرهنى لأن زى ما أنتَ عارف ابويا مش اخوهم شقيق كان مُجرد طِفل جدى اتبناه ….لكِنى منكرش انه اتغير معايا بَعد كذا سنه مِن السفر بقيت انا دراعه اليمين و صندوقه الأسود….
محبش “مُصطفى” يعبر عن حُزنه عشان ميديقهوش لكن جُزء من جواه كان حزين لانه كان عارف حُبه ل “تُقَى” الى كان اتحول مره واحده لقسوه و تجاهل…
_طب ورزان…
جاوبه “ريان” بسُرعه..:
_مفيش اى حاجه بنا هى بس متعرفش غيرى و ده بقا دورك يا مُصطفى لو بتحبها بِجد حاول عشانها رزان مفتقده حاجات كتير ….الله يسامحه عَمى …..
و قف “مُصطفى” و طبط على كتفه و قال و هو بيبص للنحيه التانيه…:
_سيب الموضوع ده عَليا أنتَ برضو عارف ابن عَمك البنات بتموت فيه…
ضحك “ريان” بخفوت على كلامه و وقف قُصاده..:
_و انا واثق فيك ….
و بحركه كانت غير متوقعه حضنه مُصطفى و ربت على ضهره…:
_متضيعهاش من إيدك يا ريان كفايه كده تُقَى محتجالك….
إبتسم “ريان” بخفوت على حركته و هو حاسس برعشه فى جِسمه مش فاكر اخر مره حد حضنه كده!….
بعد “مُصطفى” عنه و قال..:
_الملف هيرجعلك النهارده ….
*******
كان “ريان” بيراقب من الكاميرا التحركات الى فى الشركه مستنى “رزان” هو بقا متأكد ان هى الى بتسرب المعلومات كأنها كده بتنتقم مِن بابها بأنها تخسره شِركته ….
و قف مِن مكانه بسُرعه و هو شايف حد لابس اسود و مدارى وشه داخل مَكتبه و بحركه سريعه مِنه دَخل المكتب وراه و قَفل الباب…
إلتفتت ليه بِخضه و هى بتشد على ماسك وشها..:
_اقلعى الماسك يا رزان…
↚
ارتعشت مِن الخضه و قبلها كان هيقف من شده التوتر و الخوف…صاح فيها بصوت عالى..:
_أقلعى الماسك يا رزان اخلصى…
لَما أدركت أن مافيش مهرب نزلته بإيد مُرتعشه إبتسم بسُخريه بَعد ما كشفت و شها…
كان عَنده أمل أن متكنش انتِ…:
_اكتر مِن ست شهور بتسربى معلومات الشركه سبتت خساير كتير كُنت عايزه تشوفى حُزن ابوكى على شركته ؟!…أزاى هان عَليكى….
صاحت فى بِحده و دموع..:
_زى ما أنا هُنت عَليه خبانى عن الناس كُلها و لا كأنى عندى مرض مُعدى بَعدنى عَن حياته عشانهم هُما عشان عيلته التانيه الفلوس دى كُلها كانت ليهم مِش ليا ….
جاوبها “ريان” بنفس حِدتها..:
_غبيه ليه مِش قادره تِفهمى انه زى ما كان بيسيبك كان بيسبها عشانك هو قصر فى حقك لكنه كان بيحاول عشانك الورث كتبه بالنص مابينكم بالعدل مفرقش بينكم طلب انى اجمعكم فى بيت واحد عشان تبقه سند لبعض انما أنتِ عَملتى ايه؟!…
طالعها بإزدراء و هو بيحاول يخلى ضميرها يأنبها…:
_خُنتيه و خُنتينى يا رزان ضيعتى تَعبى و تعبه عشان إنتقام وهمى بنياه بينك و بين نفسك انتِ بتنتقمى مِن نفسك مِش مِنه الحقد عماكى لدرجه انك بتخونى اقرب الناس ليكى…يخساره يارزان يا خساره…
الدموع كانت بتنساب من عنيها زى الشلال حاسه بوخذات فى قَليها نظرته ليها اعتصرت قَلبها أسترسل هو حديته…:
_اخدتى الملف عشان تبقا تُقَى هى الى اخدته و رجعتى دلوقتى عشان اكرها مِش كده و اشوفها خاينه…ليه با رزان تخلى قلبك مليان بالحقده و الكُره كِده؟!….انا مبقتش عارفك خلاص…
جربت من قُصاده بسُرعه مش قادره تِستحمل نظراته ليها هى وحشه للدرجه دى؟!….ليه مَحدش حاسس بيها ليه كُله ضدها كده؟!…
اول ما طلعت مِن مَبنى الشِركه لقت “مُصطفى” قُصادها…كان هاين عَليه يخدها فى حُضنه و يشيل اى ذره حُزن مِن قَلبها…:
_انتِ مِش وحشه الى مريتى بيه مكنش سَهل الحقد مملاش قَلبك أنتِ مافيش أطيب و أحن مِنك ….
دموعها زادت و شهقاتها عَلت هو قال الى كان نفسها تِسمعه مِن حَد هى مش وحشه …
مسح دموعها بِحنان و قال..:
_أنتِ لسه على البر ارجعى لنفسك تانى قبل ما تغرقى أكتر …
********
إبتسامه خَجله نمت على ثغرها و هى ماسكه ورده حَمرا فى أيديها و هى بتفتكر لما كان فى المكتب….
_أنتِ أخر حَد شاف الملف و من بَعدها أختفى…رجعى الملف النهارده يا “تُقَى” و هتعامل و لا كأن حاجه حصلت…
بَصلته بخوف لما لقتيه بيزعق و هو بيبص نحيته الباب مكنتش تِعرف أنه زعق اول ما شاف خيال حد برا…
أتكلمت بتوتر..:
_فى ايه يا ريان…الملف مِش معايا انا هاخده ليه أصلًا…
فضل ساكت لحد ما لقى الخيال راح….
قَرب مِنها ببطئ بَعد ما طلع ورده حَمرا من الدُرج….أرتعشت لَما حَست بإيده بتمسك كَفها و قربها لشفايفه طبع عَليها قُبله حانيه…:
_مكنش قصدى أزعقلك …كان لازم اعمل كده لسبب …
جعدت حواجبها بتعجب و قالت بتقطع..:
_أن..أنا مش فاهمه حاجه….
إبتسم على توترها و قدملها الورده..:
_ده أعتذار مِنى ليكِ ….أتمنى تِقبليه….
ضمت أيديها ليها بَعد ما بَعدتها عَنه….
فقال و هو بيحط الورده فى كَفها..:
_انا لازم امشى لكن لما ارجع هيبقا ورانا كلام كتير..
فاقت من ذاكرتها و هى بتخفى وشها بِخجل …افعاله البسيطه بتحرك مشاعر جواها هى مِش عارفه أخرتها أيه ؟!…
قاطعها خبط على باب اوضتها…سمحت للطارق بالدخول لتتفاجئ ب “رزان” !….
وشها كان احمر متغرق بالدموع ..:
_انا بكرهك يا تُقَى سامعه؟!…بسببك كُله بقا شايفنى وحشه و حقوده…أنتم السبب فى تدميرى انتِ و هو الى خلتونى بالوحاشه دى بقا عندى استعداد انى أذى اى حَد…
دفعت “تُقَى” بقوه فى نهايه كلامها لدرجه انها اتخبطت فى الحيطه تبعت انهيار “رزان” بِصمت لكنها اكتفت اول ما لقتها بتجيب سيره مامتها تانى…:
_اسكتى بقا…مزهقتيش من كُتر ما أنتِ عايشه دور الضحيه بابا زى ما كان بيسيبك كان بيسبنا بالشهر عشانك لكنى مبقتش زيك هو خلاص مات و سابنا عمل الى عَمله و خلاص الموضوع خِلص ده الواقع…
نهرتها “رزان” بِحده ..:
_اشمعنا انا حاسه بكل الكره ده و مش عارفه اعيش و انتِ شايفه حياتك و عايشه عادى اشمعنا أنا واقفه زى ما انا…
لما لقت نظرات “تُقَى” الصامته غضبها زاد قربت من الترابيزه لما لقت عَليها كوبايه معايه و كانت عايزه تكرر فعلته اول يوم قابلتها فيها لكن “تُقَى”
كانت اسرع بأنها فضت محتوى الكوبايه فى وشها
↚
حطت الكوب على الطاوله بقوه و قالت بحده..:
_عشان انا مش زيك مش هفضل عايشه فى الماضى وحبسه نَفسى فيه بابا غلط و غلط كبير كَمان و ربنا يغفرله لكنه خلاص مات عُمرى ما هكن بالكُره لشخص بين أيدين ربنا فمابلك لو ده ابويا؟!…انا أختك سواء اعترفتى او رفضتى ده …
مش عيزانا فى حيات بَعض برحتك لما الست شهور يخلصه كُل واحد يروح لحاله لكن خَليكى فاكره أنتِ الى استغنيتى مِش أنا….
كانت “رزان” بتبصلها بصدمه من تصرفها و حدتها المايه كانت مغرقه وشها فقالت بهستريا..:
_اسكتى مِش أنا الى وحشه انتم السبب انتِ بتعملى كده عشان تبقى الكويسه فى عيون الكُل…
أنهت كلامها و هى بتقعد على الارض و رجليها بَقت ضعيفه مِن كُتر الضغط شهقاتها زادت و دموعها حالتها خلت دموع التانيه تنساب على وجنتاها….قربت مِنها بتردد و قعدت قُصادها عشان تواكب طولها فتحت درعاتها ليها بتردد لكن “رزان” فجئتها لما رمت نَفسها فى حُضنها
ربتت على ضهرها و قالت بهدوء…:
_مِش أنتِ الى وحشه يا رزان الدنيا هى الى أذتك لكن متنحرفيش ورا الشعور ده …..
*********
اسبوع عدا علاقتها بى “رزان” اتحسنت نوعًا ما او بقا فى علاقه بمعنى اصح ….
“مُصطفى” مسبش “رزان” كان بيحاول معاها كُل الطُرق….
_انتَ عارف تُقَى هى الى عَملت الكيك علشانك…
بصت لمامتها بضيق و هى بتبعد نظراتها عنه
أتكلم “ريان” بمرح..:
_و انا اقول مالها حلوه كِده ليه؟!…
بَعد نظراتها عنه و هى بتحاول تخفى إبتسامتها
إستأذنت “فاطمه” بإنها هتجيب الشاى عشان تسبهم لوحدهم….
ثواني عدت كانه فى حالت صَمت لاحظت هى الحُزن المُرتسم على محياه….
فركت إيديها بتردد و قالتله..:
_هو أنتَ كويس؟!…
بصلها شويه و ادعى الحُزن و قال..:
_عندى مُشكله فى الشُغل …
أومئت ليه بحُزن ..:
_متقلقش خير إن شاء الله هتعدى…
نفى ليها و قال ..:
_مش هتتحل للأسف غير فى حاله واحده…
بصتله بإهتمام فإسترسل حديثه..:
_الحل انى اتجوز…
جعدت ما بين حاجبيها و قالت بتعجب..:
_تتجوز؟!…
أومئ ليها بحُزن مُصتنع و قال..:
_فى ديون على شركتى الجديده و شريكى مُصمم انى اتجوز بنته لكن لو لقى انى متجوز أصلًا مِش هيقبل انى اتجوز بنته و القانون كمان مش هيرضى ….
همهمت ليه بهدوء لكن شعور من الضيق داهمها …يَعنى أيه هيتجوز؟!…و هيتجوز مين ..:
_طب و هتِعمل ايه؟!…
أدعى اللاه مُبلاه و هو ملاحظ ضيقها..:
_مش عارف هدور على عَروسه هَعمل أيه بَقا؟…
↚
حاولت تدراى ضيقها بإنها تِشد على قبضتها أكتر….إتدخلت “فاطمه” مره واحده..:
_تدور على عروسه و بنت عَمك موجوده اخص عَليك يا ريان….
بصت لمامتها بِصدمه تجاهلتها “فاطمه” و كَملت كلامها ..:
_انتَ ياما وقفت جمبنا و جمب المرحوم و دلوقتى جه دورنا و اكيد تُقَى مِش هتعترض…
جاوبها ريان بتصنع..:
_انا مقدرش اطلب مِنها حاجه زى دى انا هدور على عروسه هبقا اشوف حَد مِن ولاد عَمنا ….
و هِنا صدمتها أتحولت لغضب وجهت “فاطمه” كلامها ليها تانى..:
_لا طبعًا يا ريان اكيد تُقَى مش هترفض تساعدك مِش صح يا تُقَى…
فركت ايديها بتوتر اكتر هى مش عايزاه يسبها ايقنت خلاص إنها بِتحبه لكنها خايفه الكلمه الى هتطلع مِنها هتبقا مصيرها معاها يا الفُراق تانى يا اما لقُرب مِنه …
اتدخل “ريان” و هو نيته يحطها تَحت ضغط..:
_متتغطيش عَليها هى أكيد مِش هتيجى على نفسها عشانى انا هتصرف او هتجوز الفرنسيه دى و خلا…
_موافقه….
نطقتها بسُرعه و مِن غير تَفكير حست إنها اتسرعت لوهله لكنها مش هتقدر على فراقه ….
***********
بَعد شَهر رجعه تانى مَصر
كانت لابسه فُستان ابيض ستان ضيق من فوق و بينساب على جسمها بارز جمالها مع ميكب بسيط
سابت شَعرها مفرود….
_حاسه انه مكنش ليه لازمه انى البس فُستان انا مش عارفه ازاى وافقت أصلًا ….
ربتت “رزان” على كِتفها …:
_ريان بيحبك يا تُقَى انا واثقه مِن ده…
بصتلها “تُقَى” بِحُزن هى مش واثقه فى حُبه مِش قادره تحدد مشاعرها او مشاعره هى خايفه …
قَعدت على الترابيزه بتردد وقف مُصطفى جَمبها ..:
_أنتِ عندك أخ بيحبك و بيخاف عَليكى يا تُقَى حتى لو بعدنا فتره مكانتك متغيرتش عَندى انا فى ضهرك…
غصب عَنها عيونها أتملت بالدموع و نبست بتقطع…:
_شُكرا يا “مُصطفى”…شكرا على كُل حاجه…
شَهر كَامل كانت بتروح عيادتة اتغلبت على رهابها بتتوتر لكن مِش زى الأول…
و هِنا شافت “ريان” داخل عَليها مِن بِعيد كان لابس بَدله بيج و قميص ابيض ورافع شَعره لفوق و فى أيد بوكيه ورد أبيض زى ما بتحب؟!…
قرب مِنها بخطوات بطيئه و الإبتسامه مش مفرقه وشه…:
_إتفضلى….
أخدت مِنه الورد بإبتسامه…
عيونه كانت مليانه مشاعر ..:
_انا مشوفتش فى حلاوتك ولا رقتك يا تُقَى شبه الأميرات بالظبط…
إبتسمت بخجل قابله هو بغمزه و هى بيدقق فيها
دقائق و المأذون أعلن فيهم إنها بَقت مراته رسمى ….
مال “مُصطفى” على “رزان” و قال بِمرح..:
_مش كان زمانا قعدين جمبهم دلوقتى..
بصتله بِخجل فقال هو ..:
↚
_هتخفى امتى من جنانك بقا عشان نتجوز يا عسليه..
ضحكت بصخب على كلامه “مُصطفى” بيتعامل مع حالتها النفسيه بطريقه غريبه بيقولها مجنونه لكن عمره ما حسسها بكده..:
_مش هينفع يا مُصطفى كده العيال هيطلعه مجانين لأمهم..
خبطها فى كتفها و اتكلم بشقاوه..:
_مش مهم يا جميل امال انا دكتور نفسى ليه مِش عشان اعالج المجانين ….
*******
_ريان لو سمحت براحه انا حاسه انى هقع …
حاوطها أكتر و هو بيمشى بيها على الرمله
و بَعد ثوانى و قفها قُصاده تحت ستاير مِن الشيفون الأبيض المتعلق فى الخشب و مِتزين بالورد الأبيض ….بصتله بصدمه …
و هى بتجوب بعيونها فى المكان
وقفها قُصاده و حاوط كفوفها ….
أخدت نفس عَميق و قال..:
_أنا بحبك و مِن زمان يا فسدقه من لما كنتِ لسه بضفاير …. حق على قلبى يا تُقى انا اسف لو اذيتك فى يوم لكن كان غَصب عَنى مهما اتكلمت مش هوصف مكانتك فى قَلبه انتِ غير الكُل…
عنيها اتملت بالدموع و قالت ..:
_طب ليه سبتنى كُل ده يا ريان ….انا مريت بحاجات كتيره اوى مِن غيرك كُنت محتجالك…
حَس بطبقه مِن الدموع على عنيه و جاوبها بخفوت و هو بيبعد عن السبب الرئيسى عشان ميوحش صوره و الدها قُصادها…:
_خوفت عَليكى منى انتِ كنت لسه صُغيره عمرك ما كنت هتفكرى فيها زى ما بفكر فيكى انتِ مكنتيش شايفانى غير أخ ليكى و بس لو كنت فضلت معاكى هتفضلى شايفانى كده ده غيره انى مكنش معايا حاجه انا سافرت عشانك كُنت بَعمل اى حاجه و انتى فى عقلى و قلبى لانك اهم حاجه عَندى….
الدموع انسدلت على وجنتاها و الحُزن اتملكها كان نفسها يفضل معاها دايما فى حاجات كتير كانت محتاجه فيها…
مسح دموعها بحُزن..:
_لو ليا خاطر عَندك متعيطيش يا حبيبتى لو مش متقبله حُبى مِش هتغط عَليكى ..
اتكلمت بدموع.:
_خطط الجواز دى كانت لعبه مِنك انتَ و ماما صح؟!…
أومئ ليها بهدوء و هو بيضم أيديها لصدره.:
_ده كان الحل الوحيد لانى متأكد من أنك مكنتيش هتقبلى انك تتجوزى الا لو اتحطيتى تحت ضغط احنا مش ضمنين عُمرنا حرام نضيع و قت تانى انا عارف انك بتحبينى بس خايفه لو كنت اتقدملتك مُباشر مكنتيش هتوافقى
انتهد بحُزن و هو شايف سكوتها حاول يلعب على مشاعرها..:
_انا مش هجبرك على حاجه الى عايزه هعمله لو عايزانا نمشى هروحك زى ما تحبى و هبعد عن حياتك و هسافر تانى لوحد…
قاطعته هى بحُضن مُفاجئ حركه جريئه عُمرها ما كنت تتوقع انها تِعملها لكنها حست بخطر انه يسبها تانى!….اتشبث فى حُضنه و قالت و هى مخبيه وشها…
_انا مش عايزاك تبعد و تسبنى تانى يا ريان…مش عارف ايه شعورى ده لكن انت مصدر الامان ليا عايزه افضل معاك على طول …مِش هستحمل أنك تسبنى تانى…
بَعدها عَنه بُراح و بص لوشها بعين كانت كفيله لوصف الى جواه رفع كفها بعد ما طبع قُبله عَليه و حطها على قلبه الى كان بيدق بطريقه جنونيه..:
_شايفه انتِ عَملتى أيه بحركه صُغيره مِنك تفتكرى ان قلبى ده يقدر يفارقك تانى او يبعد عَنك؟!…
طبع قُبله على و جنتاها بحُب و سند جبينه على جبينها غمضت عيونها مُستمتعه بقُربه …:
_لو فى كِلمه اكبر مِن العِشق حهديها ليكى يا فسدقه…
طبع قُبله سطحيه على ثغرها …
إبتسم على صدمتها و قال بمُشاغبه..:
↚
_عرفتى ليه بقا كتب الكتاب؟!…
إبتسمت بِخجل عَليه و هِنا سألها..:
_يَعنى إحنا كِده مَع بَعض صَح؟!…
أومئت ليه بخجل قابله هو بحضن و فى لحظه كان بيلف بيها بقوه…مكنش مسموع غير صوت ضحاتهم الصاخبه….
******
“ليه يلمونى الناس على حُبك؟!… كُل كلامهم مش هيأثر و انا ولا هبعد و لا هتغير….يكمن حتى هقرب أكتر…”
حاوطت كتفه و هى بتغنى بكُل حُب قهق برجوليه و هو متابع شقاوتها …و قال بمرح و هى بيضمها ليه..:
_انا شكلى اتخميت البضاعه دى مغشوشه فين فسدقه العاقله و الهاديهه..
إبتسمت بدلال و جوبته..:
_الحق عليا بعملك كُل يوم شخصيه عشان متبصش برا…
قربها ليه اكتر و هو بيطبع بوسه على خدها..:
_ابقا اعما لو عملت كده حد يبقا معاه الألماظ و يبص على الفضه؟!…
******
_ميت مره اقولك يا مصطفى ابعد ابنك المجنون ده عن بنتى …
اتكلم “ريان” بغيظ و هو شايف ابن مصطفى بيحاول يشيل بنته
فقالت “رزان” بضيق..:
_ريان متقلش كده قدامه عشان بيزعل…
فتح مُصطفى درعاته ليها عشان تقعد جمبه و قال..:
_سيبك مِنه المهم إن ابننا مبسوط…
استرسل كلامه بمناغشه و هو بيقرب “رزان” ليه..:
_و لا أيه يا عسليه؟!…
إبتسمت ليه بخجل قابله “ريان” بضيق و قال..:
_مجانين أنتِ و جوزك و أبنك…
_فى أيه يا ريان بتزعق ليه؟…
إبتسم ليها و نسى كُل غضبه فا هى كانت بايته عند مامتها يومين بسبب تَعبها ……
و مِن غير كلام سَحبها من إيديها لأوضتهم…
و أول ما قفل الباب ضمها ليه بقوه سمعت صوت تنهدته المُتعبه…:
_يومين كتير اوى يا فسدقه…
ضمته ليها بحُب و قالت..:
_و حشتنى اوى يا ريان…بس اعمل ايه ماما كانت تعبانه و أنتَ عندك شُغل…
بَعدها عنه و قبل جيبنها بحُب و إشتياق..:
_انا هبقا اكلم طنط و هخليها بعد كده تبات عَندنا…
طبع قُبلات كتير على و شها فقالت بإبتسامه..:
_يلا عشان نطلعلهم عيب كده ..
ضمها ليها و قال بمُناغشه..:
_عيب ايه بس ده أنا…
قاطعته و هى بتحط ايديها على بقه. و بتقول بتحذير..:
_ريان..
قبل كفها الى على ثغره وقال بهيام..:
_قلبه…
تمت