رواية الشركة كاملة جميع الفصول بقلم هاجر نور الدين

رواية الشركة كاملة جميع الفصول بقلم هاجر نور الدين

رواية الشركة كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة هاجر نور الدين رواية الشركة كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية الشركة كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية الشركة كاملة جميع الفصول

رواية الشركة كاملة جميع الفصول بقلم هاجر نور الدين

رواية الشركة كاملة جميع الفصول

_ سمعت إنك سألت عليا؟
قولت الجملة دي وأنا بقعد قدامهُ، إبتسم وقال بهدوء:
= أيوا الحقيقة، كنت عايزك تشتغلي على الملف دا ضروري.
بصيتلهُ بملل وقولت:
_ يعني يوم ما تسأل عليا في الشغل يكون عشان شغل؟
غمزلي وقال بإبتسامة:
= أديكِ قولتي أهو يا حبيبتي في الشغل، لكن زوج ومراتهُ دي في بيتنا، يلا خلصيلي الملف دا وهاتيه حالًا عشان ضروري.
إتكلمت بجدية وقولت:
_ ماشي بس في فـ إيدي شغل تاني كتير.
إتكلم بعد ما بص للجهاز اللي قدامهُ بعملية:
= معلش خلصيه هو الأول وبعدين خلصي باقي اللي وراكِ على مهلك.
إبتسمت بتعب ومشيت بهدوء وأنا في إيدي الملف، أنا وطارق بقالنا سنتين متجوزين عن حُب إتقابلنا في الشركة هنا من لما كنت لسة شغالة عند والدهُ وبعد ما مسك هو الشركة إتجوزنا.
قعدت على مكتبي وبدأت أشتغل على الملف، خد مِني ساعتين ونص بحالهم لحد ما خلصتهُ بشكل كامل ورجعت ضهري على ضهر الكرسي بتعب وأنا بتنهد وباصة للسقف بتعب.
قولت بصوت واطي يادوب أنا اللي أسمعهُ:
_ ياربي بجد بفكر أستقيل، مش فاهمة ليه طارق رافض بالشكل دا إني أستقيل، حقيقي تعبت.
قومت بعد ما إرتحت شوية وسلمت الملف لـ طارق اللي قال بإبتسامة واسعة:
_ أشطر واحدة في الشركة بجد، عرفتي ليه بعتمد عليكِ؟
بصيتلهُ بإبتسامة مُجهدة وقولت:
= ماشي بس بجد تعبت أوي يا طارق عليا ضغط كبير أوي.
رد عليا وأنا بيبُص على الملف بسرعة:
_ معلش يا هدى يا حبيبتي ليا مين غيرك أسند عليه.
خلص جملتهُ وسابني وطلع برا بالملف، طلعت وراه بتنهيدة وقِلة حيلة، رجعت لشغلي تاني وبعد ما اليوم خلص روحت لمكتب طارق وقولت بتساؤل:
_ مش يلا عشان نروح ولا إي؟
بصلي بسرعة وبعدين رجع عينيه للجهاز قدامهُ وقال:
= لأ شكلي هسهر هنا النهاردا.
إتكلمت بإعتراض وقولت بعد ما قربت ووقفت جنبهُ:
_ لأ يا طارق بجد مش كل يومين على كدا، إنت عارف إني مش بحب أبات لوحدي في الشقة.
إتكلم بسخرية وقال:
= إي العفريت هيخطفك، وبعدين يا حبيبتي ورايا شغل كتير أعمل إي طيب؟
بصيتلهُ بعدم رضا وأنا بربط دراعاتي في بعض وقولت:
_ ما أنا مخلصة الشغل والملفات كلهم النهاردا، شغل كتير إي اللي وراك الموظفين كلهم مشيوا قوم بقى نروح إحنا كمان.
قام وقف ومسك دراعاتي وقال:
= حبيبتي روحي إنتِ ونامي إرتاحي وأنا قولتلك هبات هنا ورايا لسة شغل.
بعدها سابني وراح ناحية الكفاتيريا عشان يعمل قهوة، روحت وراه وقولت:
_ طيب خلاص هبات معاك هنا.
بصلي بسرعة وإعتراض وقال:
= لأ طبعًا إنتِ عبيطة، مقبلش تباتي هنا في الشركة روحي البيت ونامي في سريرك وتعالي بكرا الصبح براحتك.
إتكلمت بإستسلام وقولت:
_ طيب تعالى وصلني حتى على الأقل.
إتكلم بإبتسامة وهو ماسك كوباية السبريسو في إيديه وقال:
= لأ يا حبيبتي مش فاضي إنتِ عارفة إنزلي هتلاقي السواق تحت خليه يوصلك على طول.
بصيتلهُ بغضب الحقيقي كنت متضايقة منهُ ومن طريقتهُ وردودهُ أوي، كنت حاسة إنهُ بيحاول يتخلص مِني بآي طريقة ولكني قولت بهدوء:
_ خلاص ماشي يا طارق، سلام.
بصراحة كان نفسي يشوفني متضايقة وسيبتهُ ومشيت فـ ييجي ورايا يراضيني حتى ويوصلني للبيت ويرجع تاني، ولكن للأسف محصلش دا، نزلت فعلًا ولكن ملقيتش السواق موجود، قبل ما أتتصل على طارق أبلغهُ جالي مصطفى مسئول الجارد عندنا وقال بتساؤل:
_ في حاجة معاكِ يا هدى هانم؟
إتكلمت بموافقة وقولت:
= أيوا فين عم صبحي عشان عايزاه يروحني البيت؟
إتكلم وقال بهدوء:
_ مش موجود دلوقتي تقريبًا روح بيتهُ، مفيش مشكلة هوصلك أنا.
إتكلمت بتردد وقولت:
= مش هعطلك عن شغلك طيب؟
إبتسم بلطف وقال:
_ لأ كلهُ شغل مفيش مانع.
إبتسمت وشكرتهُ وبعدين وصلنا البيت، لما نزلت من العربية وأنا بطلع مفتاح الباب الرئيسي إكتشفت إني نسيت مفتاح باب الشقة على مكتبي، خبطت راسي بغضب من غبائي وقولت:
_ يالهوي أنا نسيت مفتاح الشقة على مكتبي.
إتكلم مصطفى وقال:
= خلاص هروح على طول الشركة أجيبهُ وأرجع تاني خليكِ إنتِ بس جوا وهاجي على طول إن شاء الله.
وافقتهُ لإني كنت تعبانة جدًا من كتر الشغل والضغط النهاردا، ودخلت إستنيتهُ جوا قدام باب شقتي.
*في الشركة*
مصطفى طلع وهو مستعجل على السلالم بسرعة وقبل ما ينادي على طارق سمعهُ بيتكلم من ورا باب مكتبهُ مع إسراء البنت الجديدة اللي مكملتش شهرين تقريبًا في الشغل.
إتكلم مصطفى بينهُ وبين نفسهُ بإستغراب وهو بيبُص في ساعة إيدهُ:
_ إي اللي مقعدها هنا لحد دلوقتي دي الساعة داخلة على 12 وشوية بعد نُص الليل!
قرب شوية من المكتب وسمع الكلام اللي دار جوا، كانت إسراء بتتكلن بتساؤل وضحكة سخرية:
= عشان كدا مخلفتش منها لحد دلوقتي يعني، عشان مش بتحبها؟
رد عليها طارق بنبرة مُستهينة:
_ أحبها إي بس إنتِ مشوفتيش شكلها، لأ طبعًا مش بحبها بس قولت أكيد لما تمشي الشغل هيُقع وهي اللي عارفة كل ثغرات الشغل فـ على إي أتجوزها وأستغل دماغها وطاقتها أنا.
ضحكت البنت بصوت عالي ورجعت عادت السؤال تاني:
= أيوا عشان كدا مخلفتش منها، بقالكم سنتين؟
إتكلم طارق بإدعاء الذكاء وقال:
_ يعني مش بحبها هخلف منها؟
بحطلها دايمًا في النيسكافيه اللي بعملهولها حبوب منع الحمل، وهي مفكرة إن التأخير دا من عند ربنا من غير سبب، ولكن متعرفش اللي بعملهُ.
كان كل دا مصطفى بيسمعهُ من ورا الباب وهو مصدوم ومش قادر يستوعب اللي بيسمعهُ، كل صدمة بتنزل عليه أكتر من الأولى، كملت البنت اسألة بدلع وقالت:
= طيب برضوا عايزة أفهم إنت هتتجوزني ولا هو شغل بحبك وبس، عشان تبقى عارف أنا مش بحب الطريقة دي.
إتكلم طارق بحنية وقال:
_ وأنا يعني عبيط عشان أفرط فيكِ، بقولك أول مرة إتجوزت بالإجبار المرة دي لازم أختار وأحب أنا بقى، أميد هتجوزك لإني بحبك يا إسراء.
إتكلمت إسراء بهزار وهي بتضحك وبتقول:
= وهتحطلي حبوب منع الحمل برضوا؟
ضحك طارق معاها وقال برفض:
_ بقى أنا أفوت إن يبقى عندي عيال بالچينات القمر دي، أبقى عبيط والله.
مرضاش مصطفى يسمع أكتر من كدا وراح لمكتب هدى وهو متعصب وخد المفتايح ونزل على طول من غير ما حد يحس بيه، راح تاني للبيت.
أول ما شوفتهُ قدامي وقفت وقولت بتعب وإبتسامة شُكر:
_ معلش تعبتك معايا يا مصطفى، تسلم إيدك.
كان وقف بيفكر يتكلم ولا لأ ومتردد، أتكلمت بتساؤل وأنا بصالهُ وقولت:
_ مالك يا مصطفى، في حاجة حصلت، طارق بخير؟
إبتسم بسخرية وقال:
= أيوا أستاذ طارق بخير أنا بس اللي حاسس إني تعبان شوية.
إتكلمت بإعتذار وقولت بإبتسامة بسيطة:
_ حقك عليا والله.
إبتسم وقال بهدوء قبل ما أفتح الباب وقبل ما هو ينزل:
= ولا يهمك، بس لو أمكن يعني تاخدي بالك من نفسك وتفتحي عينك على اللي بيحصل حواليكِ.
كلامهُ قلقني جدًا وحسبت بتوتر، إتكلمت بتساؤل وقولت:
_ قصدك إي يا مصطفى، قول لو في حاجة؟
إتكلم بهدوء وقال وهو نازل:
= مفيش حاجة بجد، أنا بس لقيت حضرتك غلبانة أوي فـ بقولك خدي بالك من نفسك.
سابني ونزل وأنا عقلي بيروح وييجي بطريقة مُتعبة، ولكن بصراحة كنت تعبانة ومهدودة بِما فيه الكفاية وبالكمية اللي تخليني أول ما أدخل أنام على طول حتى بهدومي من شدة التعب.
صحيت تاني يوم خدت شاور ولبست وجهزت عشان أنزل الشغل، كان لسة فاضل ساعتين بصراحة ولكن قولت أنزل بدري عشان أشوف لو طارق محتاج حاجة قبل ما الموظفين ييجوا وكمان لإني مش بعرف آخد راحتي في البيت وأنا لوحدي ودي فوبيا عندي.
خدت تاكسي وروحت الشغل عشان لسة مش بعرف أسوق ووصلت الشركة وأنا جايبة معايا فطار ليا أنا وطارق، طلعت وفتحت مكتبهُ بحماس والضحكة على وشي لحد ما تلاشت أول ما شوفت المنظر
_ إي دا يا طارق!
قولتها بصدمة وأنا شايفاه نايم على كرسي المكتب وحاضن چاكت حريمي، إتكلم بتوتر وصدمة وهو لسة صاحي وقال:
= إي يا حبيبتي إنتِ جيتي إمتى؟
إتكلمت من تاني بإنفعال طفيف وأنا بقرب منهُ وبمسك الچاكت منهُ وقولت:
_ أنا بسألك يا طارق إي دا وبتاع مين؟
إتكلم بتوتر واضح وقال بإبتسامة متوترة:
= كنت بردان بالليل ولما خرجت برا في ممر المكاتب لقيتهُ ومعرفش بتاع مين بس قولت أخدهُ أتغطى بيه يدفيني شوية عشان قطيفة.
بصيتلهُ بشك وقولت بعدم رضا:
_ طيب ما كنت عرفت آي حد أو عرفتني بعتتلك بطانية بدل ما تحتضن هدوم واحدة تانية!
إتكلم وهو بيقوم وبيحضنني بإبتسامة:
= معلش بقى يا حبيبتي مرضتش أتعبك.
حضنتهُ أنا كمان بإبتسامة وبعدين قعدنا وقولت وأنا بحط الفطار قدامنا:
_ طيب يلا عشان نفطر قبل ما الموظفين ييجوا، وأيوا صح إمبارح نسيت المفتاح بتاع الشقة هنا وبعد ما مصطفى وصلني البيت رجع تاني جابهُ والله كتر خيرهُ.
بصلي بصدمة وقال:
= مصطفى!
فكرتهُ إستغرب وبيسأل عشان عم صبحي فـ قولت:
_ أيوا عشان عم صبحي كان روح الوقت إتأخر وهو وصلني مكانهُ يشكر بصراحة.
إتكلم بتوتر ولسة على نفس الصدمة وقال:
= دا إمتى الكلام دا؟
بصيتلهُ بإستغراب وقولت بهدوء:
_ إمبارح بعد ما مشيت بشوية تقريبًا تِلت ساعة مثلًا.
رجع سرح وسألني من تاني بهدوء:
= كان مفتاحك فين وقتها، أصلي مشوفتهوش لما جه أصلًا؟
رديت عليه بهدوء وأنا باكل وقولت:
_ في مكتبي جنبك، بتسأل كتير كدا ليه؟
إبتسم إبتسامة باهتة وقال بهدوء:
= عادي يا حبيبتي بس إستغربت إني محستش بيه على كدا بقى لو جالي حرامي مش هحس بيه بالشكل دا!
ضحكنا شوية وبعد ما خلصنا أكل قام طارق كالعادة عشان يعملنا هو القهوة، جابهالي وهو مُبتسم وبيقول:
_ إمسكي يا حبيبتي القهوة بتاعتك، بالهنا والشفا.
مسكتها منهُ بإبتسامة وبدأنا نشرب إحنا الإتنين، خلصنا القهوة وبدأ الموظفين يحضروا، قومت روحت مكتبي وأنا معايا 3 ملفات لازم أخلصهم النهاردا زي ما قالي طارق.
بدأنا الشغل وبعد شوية شوفت مصطفى وهو داخل مكتب طارق، مهتمتش أوي أكيد هيتكلموا في شغل.
*جوا مكتب طارق*
إتكلم طارق وهو بيطفي سيجارتهُ في الطفاية قدامهُ:
_ إنت أكيد عارف أنا طالبك ليه؟
إتكلم مصطفى بتساؤل وقال بتصنع عدم الفهم:
= لأ مش متأكد، ممكن تقولي يا طارق باشا!
إبتسم طارق بمُكر وقال:
_ طيب نبدأ من الأول وعلى المكشوف، شوفت إي إمبارح وإنت جاي تجيب المفتاح لـ هدى؟
بصلهُ مصطفى وهو بيبلع ريقهُ وقال بهدوء:
= شوفت إي زي إي عشان مش فاهم؟
إتكلم طارق بهدوء ونفاذ صبر:
_ إقعد يا مصطفى عشان إنت فاهم قصدي كويس ومتحاولش تختبر صبري.
قعد مصطفى قدامهُ وكمل طارق كلام وقال:
_ إنت جيت بالليل هنا وشوفتني أنا وإسراء أو على الأقل سمعتنا وأنا متأكد بس مش دا اللي عايزك فيه، أنا طلبتك عشان عجبتني وعجبني إنك بتحفظ السر والأمانة وعشان كدا هروق عليك.
عيون مصطفى لمعت وقال بإبتسامة وهدوء:
= وياترى هتروق عليا إزاي بقى؟
إبتسم طارق بمُكر لنجاح خطتهُ بمساعدة طمع مصطفى وقال:
_ هديك مبلغ محترم عشان تسكت خالص وولا كإنك شوفت آي حاجة، وكمان هدخلك معايا في كام شغلانة وكل ما تنجح هزودك فلوس أكتر وهروق عليك.
مصطفى إبتسم وقال بسعادة وحماس:
= طبعًا معاك يا طارق باشا، الغبي اللي يفوت العرض دا، وبعدين مين فينا ميعرفش واحدة على مراتهُ يعني؟
إبتسم طارق بعد ما ولع سيجارة تانية وقال:
_ بدأت تعجبني، يلا روح دلوقتي وهقولك على مهمة كدا تعملها بالليل وأشوف شطارتك فيها بقى.
كنت رايحة أسلم ملف من الملفات لـ طارق وشوفت مصطفى وهو طالع من المكتب مبسوط، بصلي بإبتسامة وردتهالهُ ومِشي، دخلت المكتب وسلمتهُ الملف وأنا بقول بإبتسامة:
_ شوفت ياسيدي مخادش في إيدي ساعة إزاي، عشان تعرف بس.
إتكلم طارق بإبتسامة وهو بيراجع الملف بسرعة:
= أنا عارف من زمان، أومال أنا مبهور بيكِ ليه يعني.
إبتسمت ولكن إبتسامتي تلاشت لما شوفت الچاكت لسة موجود في المكتب بتاعهُ، إتكلمت بتساؤل وضيق وقولت:
_ الچاكت دا مطلعش ليه لحد دلوقتي يا طارق؟
إتكلم طارق بتوتر وهو بيتصنع اللامبالاة وباصص للأوراق قدامهُ وقال:
= مش عارف بتاع مين بالظبط، خديه إنتِ طلعيه برا وشوفي بتاع مين.
خدتهُ فعلًا عشان أتخلص منهُ من جنب جوزي وطلعت برا في طرقة المكاتب بتاعت الموظفين ورفعت الچاكيت وأنا بقول بتساؤل:
_ بتاع مين الچاكت دا يا بنات، حد فيكم نسيه هنا إمبارح؟
إتكلمت إسراء وقالت بإبتسامة:
= ياخبر، أيوا بتاعي وأنا عمالة أدور عليه ومش لاقياه!
قربت منهُ وخدتهُ ومشيت بإبتسامة، مكنتش قادرة أردلها الإبتسامة بصراحة لإنها من ضمن مجموعة الموظفين اللي مش بحب أتعامل معاهم ولا برتاح لهم.
إتنهدت وسيبتهم ودخلت المكتب بتاعي، بعد شوية دخلت واحدة من الموظفين اللي مش برتاحلهم برضوا ولكنها من نوع آخر، يعني مش برتاحلها ولا يُمكن أأمنلها لإن آي حوار بيدور في الشركة حتى لو مع صحابها بتيجي تحكيلي عشان تكسب بوينت عندي، أنا كذا مرة برفض أسمعها ولكنها بتتحجج إنها حوارات هتضُر بسمعة الشركة لو إنتشرت.
بصيتلها وقولت بإبتسامة وملل:
_ خير يا سهر، في إي؟
قعدت قدامي وقالت بإبتسامة وحماس كالعادة:
= في حوارين وحشين أوي سمعاهم بيدوروا في الشركة.
بصيتلها وقولت بملل وأنا مركزة في الجهاز:
_ إممم، ياترى إي؟
إتوترت شوية وبعدين قالت بصوت واطي نسبيًا:
= الحوار الأول مع عمر، عمر سمعتهُ وهو بيتتفق مع صاحبهُ تامر إنهم عايزين ياخدوا العُملاء اللي بييجوا الشركة في صفهم لإنهم ناويين يفتحوا مكان لنفسهم وزي ما بيقولوا كدا بيهندلوا العُمال عشان يحبوا التعامل معاهم مش مع الشركة، فـ يروحوا معاهم في آي مكان بقى.
بصيتلها بتركيز لثوانٍ لإن فعلًا الحركة وحشة جدًا وبعدين إتنهدت وقولت بهدوء:
_ هتصرف معاهم، والحوار التاني؟
فضلت مترددة دقيقة وساكتة لحد ما بصيتلها وقولت بتساؤل:
_ ما تقولي يا سهر في إي؟
إتكلمت بتوتر وقلق وقالت:
= بصراحة الموضوع التاني حساس أوي.
قلعت النضارة وسيبت القلم اللي كنت مسكاه في إيدي وبصيتلها بتركيز وقولت بإستغراب:
_ حساس إزاي يعني؟
إتكلمت وهي مغمضة عينيها وقالت بسرعة:
= أصلي سمعت إسراء وهي بتكلم البنات برا وبتقولهم إنها ناوية على تقيل أوي لما سألوها على رأيها في فتحي اللي عايز يتقدملها، ولما البنات سألوها تقيل إزاي يعني ضحكت وقالتلهم ناوية أكون صاحبة الشركة، من الأخر يعني ناوية تتجوز أستاذ طارق.
خبطت على المكتب وقولت بإنفعال:
_ إنتِ بتقولي إي، إنتِ شكلك إتجننتي خالص يا سهر؟
إتكلمت سهر بخوف وتوتر وقالت:
= والله العظيم ما بكدب إنتِ عارفة أنا عمري ما كدبت عليكِ، أنا اللي سمعتهُ جيت قولتهولك غير كدا أنا معرفش والله.
حاولت أهدي نفسي عشان مبينش نفسي متضايقة وقولت وأنا بلبس النضارة من تاني وبتصنع التركيز من الشاشة قدامي:
_ طيب يا سهر روحي دلوقتي ولو عرفتي حاجة تاني من نوايا البت دي عرفيني.
قامت بعد ما وافقتني وخرجت، قلعت النضارة بعد ما خرجت وسندت راسي على المكتب بتعب وتفكير، كنت حاسة بنار قايدة جوايا وغلّ رهيب ناحيتها، أنا مش مرتحالها أيوا بس مفكرتش إنها هتوصل للدرجة دي.
وبصراحة إسراء يتخاف منها بالنسبالي لإنها حلوة جدًا، مهتمة بنفسها فوق الوصف، يعني بالنظر لحالتي أنا فعلًا موظفة مش زوجة بتهتم نفسها ولا حتى حصلت موظفة تحت بند زوجة صاحب الشركة، أنا أقل واحدة في الإهتمام بالنفس مقارنةً بالموظفات اللي برا.
كنت خايفة طارق ينجذب ليها ولطن رجعت قولت في عقلي:
_ لأ أكيد طاوق بيحبني ومستحيل يعمل معايا حاجة زي كدا.
بعد ما سمعت كلام سهر بدأت أربط الخيوط ببعض وأنا في بالي إن هي حطت الچاكت بتاعها بالقصد في المكان عشان طارق يشوفوا وياخدهُ ويرجعهُ ليها كمان فـ تلفت نظرهُ ويبدأ الكلام بينهم.
قومت بسرعة وغضب وأنا الغيرة متحكمة فيا، روحت مكتب طارق وفتحتهُ بدون إستأذان وهو بصلي بإستغراب ودهشة وقال:
_ في إي يا هدى؟
إتكلمت بإنفعال وقولت بعد ما قفلت الباب:
= أنا عايزاك تمشي البنت اللي إسمها إسراء دي.
بصلي بتوتر وهو بيبلع ريقهُ وقال بتساؤل:
_ دا ليه يعني، إي اللي حصل؟
قعدت وأنا بتنفس بشكل ملحوظ بسبب الغضب وقولت:
= مش مرتحالها حساها بت مش ساهلة كدا وأسلوبها وحش أوي ميليقش بشركتنا.
بصلي بإبتسامة وراحة وقال:
_ يا حبيبتي إي الكلام اللي بتقوليه دا، شغل الستات والهرمونات دا بلاش منهُ الله يكرمك إحنا هنا في شغل وكل اللي مطلوب من كل الموظفين شغل وبس مش هيعملوا كدا همشيهم، لكن البنت شاطرة وجديدة كمان يعني لما تقدم شوية كمان هتبقى شاطرة أكتر.
بصيتلهُ وقولت بعدم إقتناع:
= لأ يا طارق بعد إذنك ريحني ومشيها.
إتكلم طارق بجدية وقال:
_ حبيبتي قولتلك 100 مرة متدخليش حياتنا الشخصية في الشغل، أنا مبقطعش عيش حد وإنتِ عارفة حاجة زي كدا والبنت غلبانة وبتصرف على نفسها وعلى مامتها بعد وفاة والدها.
سكتت شوية وأنا متضايقة وبعدين قومت من قدامهُ من غير كلام وروحت مكتبي، فضلت ألهي نفسي طول اليوم في الشغل وأنا باكل في نفسي بمعنى واضح لحد قبل ما نمشي بساعة شوفت مصطفى داخل تاني عند مكتب طارق، بصراحة إستغربت لإن نادرًا أوي لما طارق يطلبهُ فـ مرتين في اليوم حسيت في حاجة.
*في مكتب طارق*
قعد مصطفى قدامهُ وقال بتساؤل وإبتسامة:
_ أوامرك يا طارق باشا، قولي أول مهمة زي ما طلبتني.
إبتسم طارق وقال وهو بيديلهُ ورقة تنازل:
= عايزك تخلي هدى تمضي على الورقة دي من غير ما تاخد بالها بحجة إني مش موجود بكرا ولازم الورق يتوقع عشان الأمن وكدا لإن لو أنا اللي موجود ف همضي أنا.
بص مصطفى بإستغراب للورق وبعدين بص لـ طارق وقال:
_ دي تنازل عن الشركة؟
هي الشركة بإسم أستاذة هدى؟
_ اللي مالكش فيه متدخلش فيه يا مصطفى.
إتحمحم مصطفى شويةمن الإحراج وقال بطاعة:
= حاضر يا طارق باشا.
خد الورق وخرج من المكتب وطارق رجع ضهرهُ لورا براحة وهو مُبتسم بهدوء عشان خلاص هينفذ الخطة بتاعتهُ اللي بيحلم بيها من ساعة وفاة والدهُ.
الباب خبط، إتعدل وقال بهدوء وعملية:
_ إدخل.
الباب إتفتح وكانت إسراء إبتسم وقال بصوت واطي وحذر:
= إقفلي الباب وتعالي.
قفلت الباب وقعدت قدامهُ فعلًا، وإتكلمت بإبتسامة:
_ وحشتني.
إبتسامتهُ وسعت وقال:
= وإنتِ كمان يا روحي، هتقعدي نسهر مع بعض النهاردا كمان؟
إبتسمت إسراء بخبث وقالت:
_ لأ ما هو مش هينفع كل دا أدخل لـ ماما بحجة شكل يعني، لو بتحب قعدتي أوي كدا عجل بموضوع جوازنا عشان نبقى مع بعض ليل ونهار.
إبتسامتهُ هديت شوية وسرح دقيقة وبعدين قال:
= المشكلة إني مش عايز مشاكل مع هدى الفترة دي بس، طيب هقولك أنا كدا كدا أجازة بكرا عشان هروح أخلص شغل مع التجار برا الصبح وكدا كدا هدى هتبقى هنا في الشغل طول اليوم نخرج بالليل بقى مع بعض.
بصتلهُ إسراء بإعتراض وقالت بحزن مُصتنع:
_ والله!
يعني خايف على مشاعر الهانم ومشاعري أنا في داهية صح؟
إتكلم طارق وهو بيحاول يصلح الموقف وقال:
= لأ والله أبدًا يا حبيبتي إنتِ عارفة اللي فيها بقى وعارفة إني بحبك إنتِ.
إتكلمت بإمتعاض وقالت بقمص:
_ طيب خلاص يبقى مفيش خروج ولا سهر ولا حتى قعدات من دي غير لما على الأقل تيجي تتكلم مع ماما.
فضل ساكت دقيقتين وهو بيفكر وبعدين بصلها وضحك وقال:
= خلاص عيوني يا حبيبتي إحنا نطول برضوا، نبدل خروجة بكرا إن شاء الله بقراية الفاتحة في بيتكم، إي رأيك؟
بصتلهُ إسراء بدهشة وسعادة وهي مش مصدقة وقالت:
_ بجد يا طروقتي؟
ربنا يخليك ليا يارب والله مش بحبك من فراغ، هروح انا بقي الحق أبلغ ماما.
جريت من قدامهُ وهي خارجة بسعادة وهو فضل باصص عليها ومُبتسم علي حركاتها لحد ما ظهرت في وشهُ وأبتسامتهُ أختفت، أتكلم بتوتر وقال بتساؤل:
_ إي يا حبيبتي، في حاجة؟
بصتلهُ وإتكلمت وأنا مربعة إيدي بضيق وقولت:
= إي دي بقى، كانت بتعمل إي هنا؟
رد عليا بإبتسامة وقال:
_ زي ما قولتلك يا حبيبتي عيلة غلبانة وكانت بتطلب زيادة وزودتها، بطلي إنتِ بس شغل الغيرة دا.
قعدت قدامهُ وقولت بإستغراب وشك:
= وإحنا من إمتى عندنا خيار وفقوس يا طارق، ما كل الموظفين بيزيدوا كل 3 شهور ودي لسة مكملتش، لما موظفينا القدام يعرفوا هتبقى فتنة في الشركة على فكرة وممكن يمشوا كمان!
بص للجهاز قدامهُ بملل وقال بهدوء:
_ حبيبتي أنا عارف أنا بعمل إي كويس، وأكدت عليها متبلغش حد.
قومت وقولت بإنفعال طفيف وغيرة:
= طارق أنا بجد مبقتش فهماك اليومين دول حقيقي، إنت بقيت بارد جدًا معايا وردود أفعالك كإنك بتكروتني عشان تتخلص مِني وتريح دماغك!
بصلي ببرود وقال بنبرة جافة:
_ هدى، إحنا هنا في الشغل ومليون مرة أقولك متدخليش الحياة الشخصية في الشغل.
إتكلمت بسخرية وأنا بضحك وقولت:
= هو إحنا بنتقابل برا الشغل أصلًا يا طارق، إنت بتضحك عليا ولا على نفسك!
قام وقف وقال بعصبية:
_ يعني إي المطلوب مني دلوقتي، أقفل الشركة وأقعد جنبك ولا إي، إنتِ بقيتي نكدية وغريبة بجد.
خلص كلامهُ وسابني بعدها وخرج من المكتب، قعدت على الكرسي اللي كان جنبي بقِلة حيلة وفضلت أعيط وأنا باخد نفسي بالعافية، لحد ما هديت ومسحت دموعي وخرجت روخت مكتبي على طول.
طلبت قهوة وفضلت قاعدة سرحانة حتى مش بشتغل، تعبت نفسيًا وجسديًا وفكريًا، حاسة الدنيا بتعاند معايا وحاطة كمية ضغوطات على كتافي مش بتاعتي، أو يمكن أنا اللي قبلت بكل دا من الأول.
بس للأسف مقدرش أعترض أو حتى أستقيل، مش عشان خاطر طارق بس لأ كمان عشان والد طارق اللي كان بيثق فيا وبيعتبرني كل حاجة في الشغل ومعتمد عليا وكان دايمًا يقولي إني سبب نجاح الشركة، كان صاحب والدي وكان بيعتبرني بنتهُ وأنا كمان كان بالنسبالي أب تاني.
إبتسمت رغم كل الوجع اللي حاسة بيه وقولت بهدوء:
_ ربنا يرحمهُ.
الباب خبط ولما أذنت بالدخول كان واحد جايبلي القهوة، خدتها منهُ وشكرتهُ ومِشي بعدها، قعدت أشربها بهدوء يمكن تصلح آي حاجة من اللي بتحصل حواليا أو حتى تشغل دماغي اللي حسيتها وقفت من كتر إرهاق الشغل ورجعت للشغل من تاني، مجبورة للأسف.
على بالليل كنت خلصت الشغل وخدت شنطتي ولسة همشي بصيت على مكتبهُ واللي كان لسة مقفول وهو جواه وكل الموظفين مشيوا، فضلت واقفة مترددة أروح أخبط عليه ولا لأ بس في الأخر زعلي وكرامتي هما اللي إنتصروا.
نزلت وخليت عم صبحي يوصلني للبيت، وصلت البيت فعلًا ودخلت عملت أكل سريع مكرونة وبانيه لإني كنت جعانة أوي وكمان عشان لما طارق ييجي يلاقي حاجة ياكلها.
بمجرد ما خلصت الأكل وغرفت لنفسي وحطيت النيسكافيه كمان جنبي الباب إتفتح وكان طارق، بصتلهُ بجنب عيني من غير كلام وبدأت أكل وأنا باصة للفيلم قدامي، وقف قدامي وقال بتساؤل وإبتسامة في محاولة صُلح:
_ الله، إنتِ اللي عاملة الأكل دا؟
جاوبتهُ بهدوء من غير ما أبصلهُ:
= أيوا، وأكلك جوا على الرخامة.
إتكلم من تاني بنفس النبرة وقال:
_ حقك عليا يا هدى بس إنتِ عارفاني كويس وعارفة إني مش بحب دخول الغيرة والحياة الشخصية في الشغل وكذا مرة أنبهك وإنتِ برضوا مُصممة كل مرة تفتحي نفس الموضوع، وإحنا يا حبيبتي رجالة وبنزهق وبنتخنق من كل دا كمان.
سيبت المعلقة من إيدي وقولت بعتاب:
= أيوا بس برضوا لازم تقدر مشاعري يا طارق، أنا لو مش بحبك مكنتش إتكلمت في كل دا، أنا بحبك وبغير عليك وكمان عشان قولتلك قبل مدا البنت دي مش كويسة ودي بالذات مش برتحلها.
إتنهد وقال بإبتسامة وهو بيطبطب على دماغي:
_ خلاص بقى شيلي الموضوع دا من دماغك يا روحي وشدي حيلك بقى عشان بكرا هتبقي في الشركة لوحدك عشان رايح للتجار اللي قولتلك عليهم.
إبتسمت بهدوء وعدم رضا نوعًا ما وقولت بعد ما إتهد وقبل ما أرجع للأكل من تاني:
= تمام يا طارق.
سابني بعدها ودخلت ياخد شاور، مكنتش رضيت برضوا ولا حسيت إنهُ صالحني بالشكل المطلوب، حساه بارد أوي في مشاعرهُ الفترة دي، إتنهد وزهقت من كتر التفكير ومكملتش أكل ودخلت أنام.
تاني يوم الصبح قومت ملقتش طارق جنبي ودا الطبيعي لإنهُ بينزل بدري في يوم التُجار دا، قومت خدت شاور سريع ولبست ونزلت عشان أوصل بدري قبل ما الموظفين ييجوا.
وصلت فعلًا قبل الميعاد بنُص ساعة، عملتلي كوباية قهوة تقيلة تفوقني شوية عشان حقيقي حاسة إني لسة نايمة ودماغي مصدعة جدًا، بدأ الموظفين ييجوا واحد ورا التاني.
دخلت مكتبي وإستدعيت عمر وتامر للمكتب بتاعي، دخلوا هما الإتنين وظاهر على ملامحهم التوتر، قعدوا وبدأت أتكلم بهدوء وقولت:
_ طبعًا إنتوا عارفين أنا مستدعياكم ليه، ولا هنفض في حلقة التصنُع بعدم المعرفة كتير؟
إتكلم عمر وقال بتساؤل وهو بيحاول يخفي القلق:
= لأ الحقيقة مش فاهم، معلش ممكن حضرتك توضحي؟
إتنهد وقولت:
_ طيب نبدأ بشكل جديد يا شباب، هو أنا أو طارق قصرنا معاكم في حاجة أو جينا عليكم في مرة؟
إتكلم تامر وقال برفض:
= لأ طبعًا ليه بتقولي كدا؟
إبتسمت وقولت بسخرية:
_ طيب ليه شايفين إننا نستاهل الخيانة؟
بدأ التوتر يظهر عليهم والصمت ساد المكان لحظات وبعدين بدأ يتكلم عمر وقال:
= هي مش خيانة بس يعني حضرتك متحبلناش الخير وإن يبقى لينا مكان لنفسنا؟
إبتسمت وقولت بهدوء:
_ بالعكس أفرحلكم وأتمنالكم الخير جدًا، يكفي إنكم تبقوا خدتوا الخبرة من شركتنا، بس أنا أتمنالكم الخير وإنتوا تتمنولي الشر وتاخدوا مننا العملاء هو لو إنتوا طلبتوا وعرفتونا أكيد كنا هنعملكم دعاية تليق بالمدة اللي إشتغلتوها معانا على الأقل.
كان لسة عمر هيتكلم تاني ولكن قولت بنبرة حادة مفيهاش نقاش وأنا ببص للورق اللي قدامي:
_ متقولوش حاجة تاني خلاص ومش همشيكم أكيد عشان مبحبش قطع عيش حد، ولكن هتتنقلوا من قسم العملاء لقسم الموظفين بعيد عن العملاء تمامًا لإنكم أثبتولي إنكم مالكوش أمان.
كانوا لسة هيتكلموا من تاني وظاهر عليهم الصدمة ولكن قولت بإصرار:
_ لو سمحتم يلا على شغلكم.
خرجوا بعدها فعلًا والضيق باين على وشهم، عدا ساعة كمان وأنا مندمجة في الشغل لحد ما باب المكتب خبط، أذنت بالدخول وكان مصطفى، إتكلمت بتساؤل وقولت:
_ خير يا مصطفى في حاجة؟
بصلي بإبتسامة وقال وهو ماسك في إيديه ورق:
= عايز حضرتك تمضي على الورق دا ضروري عشان إجراءت خاصة بمعدات الأمن.
بصيتلهُ وقولت بإستغراب:
_ طيب ما تسيبها في مكتب طارق ولما ييجي هيمضي عليهم!
إتكلم بإصرار وقال:
= لأ طارق باشا هييجي بكرا إن شاء الله والورق دا ضروري عشان محتاجين المعدات دي دلوقتي.
إتنهدت وقولت:
_ طيب وريني.
قرب مِني وقال بسرعة وترتني وهو ماسك القلم وبيديهولي:
= بسرعة بس الله يكرمك عشان الراجل مستعجل تحت، بسرعة الإمضا على الـ 3 ورقات دول أهو هنا.
مضيت أول ورقة واللي كان مكتوب في عنوانها المعدات فعلًا ولسة هكمل باقي الورقين التانيين اللي تحت دخلت سهر بسرعة وقالت بخضة:
_ إلحقي يا أستاذة هدى في خناقة برا.
سيبت القلم وبعدت الورق بسرعة وجريت وراها بخضة وسط إحباط مصطفى وضيقهُ، كان في ممر الموظفين مع موظفتين إسمهم دينا ونهى، دينا كانت بتتهم نهى بسرقة الفلوس بتاعتها لإنها الوحيدة اللي فتحت الشنطة بحجة تاخد منها المرطب.
وقفت الخناقة وقولت بإنفعال:
_ بس خلاص إنتوا في شركة محترمة، إتفضلوا إنتوا الإتنين قدامي وهنراجع الكاميرات ونشوف.
كان مصطفى ماشي ورانا وقال بتوتر:
= طيب مش هتضمي على أخر ورقتين يا أستاذة هدى؟
إتكلمت بتعجل وقولت:
_ لأ يا مصطفى مش دلوقتي، خلي الراجل يكلمني وأنا هبلغهُ مش فاضية دلوقتي.
دخلت المكتب مع البنتين وقفلت الباب وبدأت أراجع الكاميرات وهما شايفين معايا، لما نهى فتحت الشنطة فعلًا خدت المرطب بس، إتكلمت نهى وقالت بعياط:
_ أهو شوفتي يا أستاذة هدى إني مظلومة؟
إتكلمت بهدوء وقولت:
= روحي هاتي شنطتك وتعالي يا دينا حالًا.
راحت فعلًا وأنا فضلت أحاول أهدي في نهى لحد ما دينا جات، فتحت الشنطة بتاعتها وسألتها عن المبلغ واللي كان 600ج، دورت كويس ولقيتهُ في علبة النضارة بتاعتها، طلعتهم قدامها وقولت بهدوء:
_ قبل ما بنتهم الناس يا دينا بندور كويس ونتأكد الأول، إنتِ ظلمتيها وعملتِ حوار وسُمعة علي الفاضي، إتفضلي بقى قدامي إعتذريلها قدام باقي الموظفين عشان أكيد مش هتصالحيها في حارة بعد ما فضحتيها في شارع.
خرجنا وبالفعل إعتذرتلها قدام باقي زمايلهم ودخلت وأنا دماغي وجعاني جدًا ورجعت للشغل من تاني.
*بالليل في بيت إسراء*
كانت قاعدة هي ومامتها وطارق وبيتتفقوا على قراية الفاتحة، إتكلمت والدة إسراء وقالت:
_ طيب إي رأيك يا طارق يابني تكتب عليها على طول عشان زي ما إنت عارف معندناش راجل في البيت وهتفضل داخل طالع وخارجين لأ يبقى براحتكم بقى وكدا.
إتكلم طارق بتردد وقال بإبتسامة:
= والله يا حجة لو عليا أنا عايزها دلوقتي قبل بكرا بس هي عارفة ظروفي عشان بيتي التاني ومش هعرف أعمل آي حاجة دلوقتي.
إتكلمت إسراء وقالت:
_ أنا فهمتها كل حاجة يا طارق هي قصدها حتى لو مش هنعمل فرح كدا كدا معندناش قرايب ييجوا ولا يسألوا يعني هيبقى الإحتفال بيني وبينك وبين ماما هي الوحيدة اللي ليا.
بصلها طارق بإبتسامة وقال بسعادة:
= لأ يبقى نطلب المأذون بقى.
_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
من ختام جملة المأذون المُعتادة كان طارق وإسراء في غاية السعادة، حاسب بعدها طارق المأذون ووصلوا للباب، دخل طارق بعدها وقعد مع إسراء ومامتها وهو بيقول بإبتسامة:
_ ألف مبروك يا عروسة.
إتكلمت إسراء بسعادة:
= الله يبارك فيك يا حبيبي، مبروك عليا إنت.
إبتسم طارق وقال وهو بكلم والدتها:
_ تعويضًا عن موضوع الفرح دا يا أمي هجبلها شقة في أحسن مكان في مصر ومش هخليها تحتاج حاجة أبدًا، بس إستنوا عليا شوية عشان زي ما إنتوا شايفين الموضوع جه فجأة وبسرعة لازم أرتب حياتي عليه.
إتكلمت والدة إسراء وقالت بإبتسامة:
= ولا يهمك يا حبيبي وأنا واثقة فيك، المهم تسعد بنتي بس.
قام طارق وقف وهو بيبُص في الساعة وبعدين لإسراء وهو مُبتسم:
_ والله كان على عيني يا نور عيني بس إتأخرت أوي ومش عايز أفتح العيون عليا دلوقتي فـ همشي وهستناكِ بكرا إن شاء الله في الشركة ولو عايزة تقعدي من الشغل إقعدي لحد ما أجهزلك شقتك وتروحي عليها على طول.
إتكلمت إسراء بدلع مُتصنع وقالت:
= لأ هفضل أروح لحد ما نبقى مع بعض عشان أفضل أشوفك، وبعدين ماما مين هيصرف عليها يعني غيري؟
إتكلم طارق بإعتراض وضيق وقال:
_ إنتِ مش شيفاني ولا إي، أنا بقيت جوزك خلاص يا إسراء يعني إنتِ ملزومة مني إنتِ ومامتك.
إبتسمت إسراء وقالت بعد ما حضنتهُ:
= مش عارفة أقولك إي بجد يا حبيبي ربنا يخليك ليا أنا بجد إختارت صح.
إبتسم طارق وشد على حضنها ثوانٍ وبعدين بعدها عنهُ وودعها ومِشي، إتكلمت والدة إسراء وقالت بضحك وسعادة:
_ يا بنت الجنية عملتيها إزاي دي وخلتيه يتجوزك من أول شهر بس!
إبتسمت إسراء بنظرة مش مفهومة وخبيثة وقالت:
= عيب عليكِ يا ماما بنتك مش آي حد، ودا غير إن طبعهُ كـ راجل ساعدني جدًا، الرجالة مُغفلة وبشوية دلع مالهوش لازمة بيبقوا زي الخاتم في الصُباع، مسيري هاخد اللي عايزاه منهُ وهيحصل اللي قبلهُ.
طبطبت مامتها على كتفها وقالت بفخر:
_ جدعة يا بنت بطني، كل الرجالة وأولهم أبوكِ يستاهلوا كل اللي بنعملهُ فيهم، قوليلي بقى جعانة؟
بصتلها إسراء وقالت بتساؤل وإبتسامة خبيثة:
= لسة في باقي من مدحت في الفريزر ولا خلص؟
غمزتلها مامتها وقالت:
_ للأسف خلص بس هطلعلك من لحمة الحبايب بسبب المناسبة دي، مع إني مكنتش عايزة أطلع من أبوكِ دلوقتي عشان أفضل شيفاه قدامي بالشكل دا بس مش خسارة فيكِ.
*إستنى متتصدمش، لسة بدري> <.*
بالليل في الشركة كنت قاعدة وخلاص قربت أقفل الشيفت وأمشي مع الموظفين بس باب المكتب خبط، أذنت بالدخول وكان واحد معرفهوش، بصيتلهُ بإستغراب وقولت بتساؤل:
_ حضرتك مين؟
إتكلم بهدوء وقال:
= أنا محمد كنت مكلم طارق عشان أشتري منهُ الشركة والمفروض خد مِني العربون ولسة مكلمنيش والمفروض كنت هستلم الشركة بكرا، فـ بكرا إزاي وهو مش بيرد عليا.
بصيتلهُ بصدمة وعدم فهم وقولت:
_ شركة إي اللي طارق هيبيعها، ممكن تقعد قدامي وتفهمني أكتر حضرتك مين.
قعد قدامي وبصلي بإستغراب وقال:
= هو مش حضرتك أستاذة هدى؟
بصتلهُ وقولت بتوتر:
_ أيوا، ممكن تفهمني بقى؟
بدأ يتكلم وقال بإستغراب:
= إزاي حضرتك معندكيش علم ببيع الشركة اللي هي بتاعت حضرتك أصلًا!
يعني كل اللي كان موقف طارق عن بيع الشركة إنهُ لسة مخدش التنازل منك عشان يقدر يبيعها ودا اللي فهمني إنهُ هيخلص الموضوع معاكِ من إمبارح عشان أقدر أستلمها بكرا، بس مش بيرد عليا فـ جيتلهُ عشان أفهم سبب عدم الرد!
كنت بصالهُ ومش مستوعبة اللي بيتقال وقولت بتوهان:
_ الشركة بإسمي أنا!
جاوبني ببساطة وقال:
= أيوا ووراني الورق كمان اللي يثبت كدا، وعرض عليا بيع الشركة لإن الموقع بالنسبالي هيبقى كويس عشان تكون فرع تاني لمجموعة شركاتي، وعلى أساس كدا خد مِني تقديمة الشرا والملكية!
إتكلمت وأنا حاسة بجردل ميا ساقعة نزل عليا ومبقتش عارفة أجمع الكلام ولكني قولت بتقطع:
_ لأ أنا معرفش ولا إتبلغت بآي حاجة حتى عن بيع الشركة!
المبلغ اللي طارق خدهُ منك قد إي؟
بصلي بصدمة هو كمان وقال:
= إزاي حضرتك متعرفيش!
خد مِني 5 مليون يعني برضوا مبلغ مش قليل.
حطيت إيدي على وشي وأنا مش فاهمة حاجة ولا عارفة أتكلم أقول إي، إتكلم هو من تاني وقال بتساؤل:
_ مش فاهم يعني أنا كدا طارق نصب عليا؟
بصيتلهُ وبدأت أربط الخيوط ببعضها وإفتكرت إصرار مصطفى على إني أمضي على العقود بشكل ضروري جدًا، إبتسمت بسخرية وقولت:
= لأ هو الحقيقة أنا اللي إتنصب عليا، ممكن حضرتك تسيبلي رقمك وأنا هشوف الموضوع دا وهبلغك باللي هيحصل بس متبلغش طارق خالص بقعدتنا دي ولا تحسسهُ إن في حاجة غلط لحد ما أفهم إي اللي بيحصل بس بعد إذنك وفلوسك هديهالك.
إتكلم بتساؤل وتردد وقال:
_ والشركة؟
بصيتلهُ وقولت بهدوء:
= زي ما حضرتك شايف أنا ولا عندي علم باللي بيحصل ولا آي حاجة فـ سيبني أظبط أموري وهرد على حضرتك يا أستاذ محمد.
سابلي رقمهُ فعلًا وسابني لإنهُ أشفق على حالتي ومنظري ومِشي، أول ما طلع كلمت أستاذ حسين محامي الشركة من أيام والد طارق، فضلت أهز رجلي بتوتر طول ما الجرس بيرن لحد ما رد.
إتكلمت بسرعة وقولت:
_ أستاذ حسين حضرتك في المكتب محتاجاك ضروري.
جاوبني بتوتر وخضة وقال:
= أيوا يابنتي في إي، خضتيني!
إتكلمت بإختصار وإستعجال وقولت:
_ لما آجي هقول لحضرتك مع السلامة.
قومت خدت الچاكت بتاعي وشنطتي ونزلت من الشركة وكان خلاص فاضل 5 دقايق والموظفين ينزلوا، بلغت الأمن والمسئولين يقفلوا الشركة بعد إنصراف الموظفين ومشيت.
طول الطريق كان عقلي هيشت وأنا مش فاهمة المفروض أتصرف إزاي أو أعمل إي لو طلع الكلام دا صح فعلًا تبقى كارثة، فعلًا هتبقى كارثة بكل المقاييس لإن حساباتي لكل حاجة هتتغير وأولهم سبب جواز طارق مِني ودا أكتر حاجة كنت خايفة منها.
بعد حوالي نُص ساعة وصلت لمكتب أستاذ حسين وطلعت كان في إنتظاري، قعدت قدامهُ وقولت بتساؤل وأنا باخد نفسي:
_ أستاذ حسين حضرتك فاكر وصية عمي خالد أبو طارق؟
إتكلم بإستغراب وعدم فهم وقال وهو بيحط قدامي كوباية ميا:
= أيوا يابنتي فاكر بس خدي نفسك وإمسكِ إشربي كوباية ميا إهدي.
شربت شوية من الميا ورجعت أتكلم بتوتر وإستعجال وقولت:
_ حضرتك وقتها قولت إني لازم أحضر ولكن طارق وقتها قالي أخلص شوية شغل في الشركة ومعرفتش آجي.
بصلي بإستغراب وصدمة وقال:
= لأ يابنتي اللي إتقالي مش كدا، اللي إتقالي يومها لما جه طارق إنك إنتِ اللي رافضة تيجي وقافلة على نفسك فـ هو جه والمفروض بلغك باللي كان في الوصية!
بصتلهُ بحذر وإنصات وأنا بسأل بتساؤل:
_ مش مهم السبب المختلف دا، المهم إي اللي كان في الوصية يا أستاذ حسين؟
بصلي بشك وإستغراب على إني مش عارفة فعلًا أو متبلغتش باللي كان المفروض أسمعهُ وقال بهدوء:
= يابنتي كان أستاذ خالد الله يرحمهُ كاتب الشركة بإسمك لإنهُ كان شايف إنك أكفأ واحدة تستحق المكان دا وعشان شغلك الجاد فيها وكمان لإنهُ مربيكِ من صغرك حس إنهُ لازم يوزع عليكِ جزء من الورث زي طارق، فـَ أداكِ الشركة قصاد باقي أملاكهُ لـ طارق!
غمضت عيني بقوة وأنا حاسة المكان بيلف بيا ودماغي مصدعة جدًا وقلبي اللي بدأ صوت دقاتهُ تظهر وحاسة إنهُ هيطلع من مكانهُ، كنت حاسة إن كل حاجة في حياتي كدبة في الوقت دا.
قومت وقفت وأنا مش قادرة أسند طولي وقولت بهدوء:
_ شكرًا يا أستاذ حسين تعبتك معايا.
إتكلم أستاذ حسين بعد ما قام وقف وقال بقلق:
= إستني يابنتي شكلك مش قادرة تقفي وتمشي.
إتكلمت برفض وقولت:
_ لأ لأ أنا بخير تسلم، بس طارق بالله عليك ميعرفش حاجة بقعدتي معاك دي خالص ولا كإنها حصلت لحد ما أشوف هعمل إي.
إتكلم أستاذ حسين وهو بيتحرك ناحية الخزنة بتاعتهُ وقال:
= إستني يابنتي، خدي دي.
بصيت للورقة اللي في إيدهُ وقولت بتساؤل:
_ إي دي يا أستاذ حسين؟
جاوبني بهدوء وحزن على حالتي وقال:
= مش عارف بس كنت حاسس إن طارق مش هيبلغك وهيعمل حركة زي دي فـ شيلت معايا نسخة من العقد اللي بيثبت إن الشركة بتاعتك وبإسمك بيع وشرا من خالد الله يرحمهُ.
بصيت للورقة وبعدين بصيتلهُ وقولت بإبتسامة ضعيفة:
_ خليها معاك يا أستاذ حسين دا أأمن مكان ليها لإن أنا دلوقتي مش عارفة مين معايا ومين عليا فـ عشان خاطري خليها معاك لحد ما أعرف أميز يميني من شمالي وأعرف هعمل إي بعد كدا.
ودعتهُ وسيبتهُ ومشيت ركبت تاكسي للبيت وأنا دموعي بتنزل لإني حاسة كل حاجة في حياتي كانت كدبة وسبب جواز طارق مِني كدبة، أكيد مقاليش الموضوع دا وأكيد طلب مِني الجواز بعد وفاة والدهُ بشهرين بس على طول مش عشان بيحبني لأ دا عشان الشركة!
وصلت البيت وكان هو موجود وقاعد قدام اللاب توب وفي إيديه كوباية نيسكافيه، بصلي بسرعة وبعدين رجع نظرهُ للاب توب من تاني بدون كلام، حتى مسألنيش إتأخرت ليه أو عاملة إي ولا كإنهُ كان معايا طول اليوم!
إبتسمت بسخرية لإني خلاص فهمت مشاعرهُ ليا كانت إي بالظبط فـ مش هتصدم، ولكن أكيد مش هقدر أمنع قلبي إنهُ ميتوجعش لإني حبيت طارق بجد، إتنهدت ودخلت الأوضة غيرت هدومي وبعدين نمت على طول من غير ما أكل ومن غير ولا كلمة لإني حقيقي طاقتي كلها خلصت.
تاني يوم صحيت الصبح وفضلت قاعدة في البيت وأنا مقررة إني مش هنزل الشغل النهاردا لإني تعبانة ولإني محتاجة وقت أفكر، دخلت عملتلي كوباية قهوة وموبايل رن وكان طارق، إبتسمت بسخرية ولكن رديت ببرود وقولت:
_ أيوا يا طارق!
جالي صوتهُ وهو بيقول بإنفعال:
= هدى إنتِ إتأخرتي أوي في إي، مش عارفة إن ورانا شغل كتير؟
إتنهدت بتعب وقولت:
_ أنا مش هقدر آجي النهاردا يا طارق تعبانة أوي ومحتاجة أرتاح.
إتكلم بزعيق وعصبية وقال:
= يعني إي يعني، بقولك تعالي يا هدى عشان ورانا ضغط شغل وفي ملفات كتير محتاجة تتوقع تعالي ساعديني فيها.
في اللحظة دي عيوني إترفعت بتركيز وأنا حاسة بسخرية الحياة لسة بتضحك عليا، شديت على شعري وقولت بهدوء:
_ وأنا بقولك يا طارق تعبانة هو في إي، بقالي سنة تقريبًا مخدتش أجازة، سلام يا طارق.
قفلت معاه من غير ما أسمع ردهُ وأنا فاهمة هو مُصر ليه أوي كدا على إني آجي، عشان أمضي عقد التنازل لإن محمد محتاج الشركة وهو إتأخر عليه طبعًا!
إبتسمت بسخرية وكلمت محمد وأول ما جالي ردهُ قولت بهدوء:
_ أيوا يا أستاذ محمد، ممكن أقابل حضرتك النهاردا ولا مش فاضي؟
إتكلم محمد بـ ذوق وقال:
= أيوا طبعًا فاضي لحضرتك، وبالمناسبة طارق كلمني وقالي إنهُ محتاج يومين كمان وأنا وافقتهُ وقولتلهُ مفيش مشكلة.
إتكلمت بنبرة إمتنان وقولت:
_ تمام شكرًا جدًا لحضرتك يا أستاذ محمد، شوف حضرتك عايزني أقابلك فين وإبعتلي اللوكيشن هجيلك.
قفلت معاه وأنا بفكر في حاجة واحدة بس، كون إن طارق مقاليش موضوع الشركة وعايز يبيعها يعني أنا خلاص مش هيبقى ليا وجود في حياتهُ من تاني وهيرميني بدون تفكير لإنهُ هيبقى خلاص خد مرادهُ.
ولكن ليه منلعبش لعبة إنقلاب السحر على الساحر ونخليه هو اللي طالع خسران!
جالي رسالة بلوكيشن كافيه من محمد، لبست وجهزت ونزلت عشان أقابلهُ، أول ما وصلت كان هو قاعد مستنيني، روحت وسلمت عليه وبعدين قولت:
_ أنا طالبة من حضرتك طلب.
إتكلم وقال بمنتهى الذوق:
= إتفضلي طبعًا لو أقدر أساعد مش هتأخر.
فضلت مترددة شوية وبعدين قولت:
_ عايزاك تساعدني أكشف حقيقة طارق وأحبسهُ لإنهُ عايز يرميني في الشارع بعد ما ينصُب عليا، وبِما إن إنت اللي واخد منك فلوس بدون وجه حق وبدون ما يكون معاه الشركة نعمل فيه محضر ولكن بعد ما أتطلق منهُ وأوهمهُ بالإمضا بتاعتي.
إتكلم محمد بتساؤل وقال:
= هو ممكن أساعدك بس هبقى إستفدت إي؟
بصيتلهُ بإبتسامة وقولت بهدوء:
_ هرجعلك فلوسك تاني، لكن مع طارق عمرك ما هتشوفها تاني وإسألني أنا.
فضل ساكت شوية بتفكير وبعدين قال بإبتسامة:
= تمام موافق، شوفي إنتِ محتاجاني إمتى وهبقى معاكِ أكيد.
شكرتهُ وبعدين قومت مشيت، روحت البيت ونمت تاني بصراحة لإني من كتر تعب وإجهاد الفترة اللي فاتت حاسة جسمي مُرهق بشكل كبير ومش هيكفيه نوم 5 أيام بحالهم، صحيت على العشا ودخلت خدت شاور وطلعت عملت أكل سريع.
بعد شوية كان طارق جِه وبصلي بغضب لإني مروحتش الشغل طبعًا ومنفذتش خططهُ وبعدها ساب موبايلهُ وحاجتهُ ودخل يستحمى، كنت قايمة أعملي كوباية نيسكافيه لما الموبايل بتاعهُ رن برسالة، غصب عني بصيت عليها وأنا ماشية ودي عادة عمرها ما حصلت بيني أنا وطارق طول فترة جوازنا.
ولكن بعد كل اللي حصل مبقتش حاسة بالأمان معاه ولا 1%، وكانت المصيبة الأكبر بقى محتوى الرسالة اللي جاية من قلب وكوكب بس:
_ حبيبي إنت وحشتني أوي ومعرفتش أشوفك النهاردا، إمتى بقى تجبلي الشقة ونعيش مع بعض يا زوجي العزيز.
_ إنت كمان بتخونني يا طارق!
إبتسمت بسخرية ووجع على حالي واللي بيحصل فيا، الصدمات جاية متتالية ورا بعض وحاسة إن كدا كتير عليا وفوق مستوى تحملي، تجاهلت اللي شوفتهُ وكملت طريقي ويومي عادي.
تاني يوم نزلت الشغل عادي وكالعادة دخلت سهر صبحت عليا وقالت بإبتسامة:
_ المديرة القمر اللي غابت عننا إمبارح.
بصتلها وقولت بهدوء وأنا باصة للورق:
= هاتي اللي عندك يا سهر.
قعدت قصادي وقالت بنفس الحماس والإبتسامة:
_ عمر إتخانق إمبارح مع صاحبهُ تامر بسبب الموضوع نفصهُ وفركشوا كل حاجة بينهم وحتى عمر ساب الشغل ومِشي.
إتنهدت وقولت بملل لإن في حياتي كوارث أكتر بكتير:
= إممم، طيب.
إتكلمت من تاني بحماس وقالت:
_ وإسراء.
أول ما قالت إسمها رفعت عيني بتركيز وإهتمام وقولت بتساؤل:
= مالها؟
إتكلمت بصوت واطي وقالت:
_ إمبارح دخلت مكتب أستاذ طارق وفضلت جوا حوالي ساعتين وشوية وتدخل تاني تطول جوا وتطلع وكنا بنسمع صوت ضحك وهزار كمان.
ضيقت عيني بغيظ وأنا شاكة فيها لإن هي تستحق مركز الشك الأول وبجدارة، كدا كدا مكنتش مستبعداها خالص، رجعت سهر تكمل كلامها وقالت:
_ وكمان الكلام بقى يكتر في الشركة أوي بين البنات إن في بينهم حاجة وإن أستاذ طارق معجب بيها يعني.
بصيتلها بغضب طفيف وبعدين غمضت عيني بقوة وأنا بتنهد وبحاول أتماسك على قد ما أقدر وقولت:
= طيب يا سهر، في عندك حاجة تاني عايزة تقوليها؟
فكرت شوية وبعدين قالت:
_ بصراحة أنا سمعت إشاعة كدا في موضوع إسراء دا مش عارفة هي صحيحة ولا لأ، بس إنتِ عارفاني بحب أبحث عن الشخص وأجيب سيرتهُ الحياتية كلها من ساعة ما إتولد.
إهتمامي زاد وقولت:
= ولقيتي إي بقى يا مفتش كرومبو؟
جاوبتني وقالت بصوت واطي:
_ عرفت إنها إتجوزت قبل كدا 5 مرات وكل أزواجها إختفوا من بعد جوازهم بيها بإسبوع واحد بس.
بصيتلها بصدمة ودهشة وعدم تصديق وقولت بسخرية:
= دي إشاعة فعلًا، إي يابنتي الهبل اللي بتقوليه دا، دي باين عليها متجوزتش قبل كدا ودا كان مكتوب في الـ Cv بتاعها!
إتكلمت سهر بثقة من كلامها وقالت:
_ ما هو أنا برضوا شكيت في كدا عشان كدا بقولك إشاعة، بس الغريب إني إتقصت أكتر وعرفت أسماء أزواجها وطلبت كمان من حد أعرفهُ من المسئولين المعرفة يعني يجيبلي ورق بمعلوماتهم الشخصية عشان اتأكد.
بصيت قدامي بتفكير وسرحان وقولت بدهشة:
= خمسة!
إتكلمت سهر من تاني وقالت بفضول:
_ المشكلة مش في العدد المشكلة إن الخمسة إختفوا ومحدش لاقي ليهم أثر، أنا مش ههدى غير لما اتأكد من الموضوع دا.
بصيتلها بإهتمام وقولت:
= وياريت أول ما تتأكدي أو تعرفي آي حاجة عرفيني على طول.
إبتسمت وقالت وهي بتشاور على عيونها:
_ عيوني يا أحلى مديرة في الدنيا.
إتكلمت بعملية وقولت:
= طيب روحي على شغلك دلوقتي يا سهر.
خرجت وسابتني بعد ما زودت على دماغي عِلة تانية محتاجة التفكير فيها، حاولت على قد ما أقدر أرجع أركز في شغلي من تاني وأعدي اليوم النهاردا.
بعد شوية دخلي طارق بنفسهُ المرة دي وهو بيحط قدامي كومة أوراق وبيقول ببرود:
_ كل الورق دا محتاج يتمضي يا هدى، ياريت تساعديني فيهم وأنا معايا قدهم مرتين جوا.
بصيت للورق بهدوء وبعدين رجعت بصتلهُ وقولت ببرود مماثل:
= ورايا شغل كتير أوي يا طارق، لما أخلصهُ همضيهم.
إتكلم بإنفعال وقال:
_ والورق دا إنجازهُ أهم من الشغل، بعد إذنك إنجزيني.
سابني بعدها وخرج وأنا بصيت للورق بسخرية وفضلت أقلب فيه لحد ما لقيت ورقة التنازل في وسطهم، إبتسمت بسخرية وخدتها وحطتها في مكنة فرم الورق.
إبتسمت بسخرية وقولت بتحدي:
_ يا أنا يا إنت يا طارق، بدأت اللعبة واللي هننبهر فيها أنا وإنت من قدراتي الإنتقامية.
قعدت كملت باقي الشغل على قد ما أقدر وبعد ساعتين جالي طارق وخد الورق بعد ما مضيتهُ، كنت شايفة إبتسامة ولمعة في عينيه وهو شايل الورق وماشي، إبتسمت بسخرية ورجعت كملت شغل، دخل تاني بعد شوية وهو وشهُ مخطوف وقال بتساؤل:
_ هو في ورق ضاع منك من اللي كنتِ بتمضيه يا هدى؟
عملت نفسي مستعبطة وقولت:
= لأ، ورق إي اللي هيضيع مِني إنت بتتعامل مع عيلة صغيرة؟
بصلي بتوتر وهو بيحاول يصلح الموقف وعينيه بتلف في الأرض لتكون الورقة واقعة هنا أو هنا وقال:
_ لأ بس في ورقة صفقة مهمة مش لاقيها قولت يمكن وقعت عندك.
إتكلمت ببرود وقولت بأريحية:
= لأ مش عندي، شوفها يمكن وقعت عندك ولا حاجة.
سابني بعدها ومِشي بعد ما اتأكد إنها مش في مكتبي وإني مخدتش بالي منها، كملت شغل عادي وبالليل جالي مكالمة من محمد، إبتسمت ورديت بحماس:
_ أيوا يا أستاذ محمد.
جالي ردهُ وهو بيقول:
= أيوا يا أستاذة هدى، أنا عملت المحضر خلاص، يعني بالكتير بكرا الصبح هيلاقي اللي بيكلمهُ عن المحضر دا.
إبتسمت وقولت وأنا عيوني مليانة شر ليه:
_ تسلم بجد يا أستاذ محمد، مش عارفة أشكرك إزاي.
إتكلم وقال بهدوء:
= متشكرنيش ولا حاجة أنا مش بعملك خدمة بل بالعكس أنا كمان منصوب عليا زيي زيك بالظبط.
إتكلمت وقولت بإبتسامة:
_ إن شاء الله الموضوع كلهُ هيتحل قريب.
قفلت معاه المكالمة ورجعت لشغلي وبعد دقايق عدت ساعات الحقيقة خلصت الشغل أخيرًا وخرجت وكان الموظفين كلهم مشيوا حتى طارق مِشي، معرفش من إمتى أو راح فين ولكن مفيش حد في الشركة غيري وغير الأمن والمسئولين.
خدت حاجتي ونزلت وبالصدفة شوفت طارق وإسراء بيركبوا مع بعض العربية وبيضحكوا، إبتسمت بسخرية وإتأكدت إن القلب والكوكب هما إسراء، في حالة تانية أيام ما كنت عامية عن عمايل ومشاعر طارق كان زماني دلوقتي قاعدة بنهار على الرصيف من العياط وشم بعيد كنت عملت في نفسي حاجة.
بس بشكر القدر والصُدف اللي ضربتني ضربات متتالية قوتني وخلتني الطوفان اللي هيقضي عليهم قريب.
*في العربية مع طارق وإسراء*
إتكلم طارق بإبتسامة وسعادة وقال:
_ جبتلك بقى مش شقة لأ، ڤيلا عشان إنتِ تستاهلي أكتر من كدا بكتير والله بس ممكن نمشي حالنا بالڤيلا الصغيرة دي لحد ما أجبلك حاجة أحسن.
إبتسمت إسراء وردت عليه بتساؤل:
= إن شاء الله يا حبيبي، بس كنت عايزة اسألك إمبارح وأنا قاعدة معاك كنت بتكلم حد في الموبايل وبتقولهُ يستنى عليك في بيع الشركة، إنت هتبيع الشركة بتاعتك؟
ظهر عليه التوتر وبعدين إتنهد وقال:
_ أيوا، كدا كدا عندي أملاك تانية كتير وحابب إني أبيع الشركة دي وأعمل حاجة تانية أحسن.
سكتت إسراء شوية وقالت بتساؤل من تاني:
= إممم، طيب مقولتليش ليه إتجوزت هدى مادام مش بتحبها ودلوقتي بتخوننها أهو!
بصلها لثوانٍ وبعدين رجع نظرهُ للطريق وقال بطريقة ساخرة:
_ تقدري تقولي حاجة زي أبويا اللي غصبني إني أتجوزها كدا، وبعدين أنا مش بخونها معاكِ، دا أنا كدا يعتبر بخونك إنتِ معاها لإن إنتِ اللي بحبك.
قال أخر جملة بضحك وهزار، ولكن إسراء عينيها إحددت شوية وبعدين رجعت تضحك وقالت:
= طيب ما والدك الله يرحمهُ مات من زمان ليه مطلقتهاش مادام مش بتحبها ولسة مكمل معاها بقالك سنتين!
إتوتر من تاني وبعدين قال بنبرة تغيير مواضيع:
_ خلاص بقى كفاية كلام عنها أنا مش بحب سيرتها وخارج معاكِ نشوف عش الزوجية بتاعنا بلاش بقى السيرة دي.
إبتسمت إسراء وهي بصالهُ بمُكر وخُبث وسكتت طول الطريق، راحوا فعلًا للڤيلا ودخلت إسراء ووراها طارق وهما مُبتسمين، إتكلمت إسراء بدلع وقالت بإبتسامة:
_ أكيد بقى هتكتب الڤيلا دي بإسمي، صح؟
بصلها طارق بتردد وإبتسامتهُ بدأت تترعش وقال:
= بس أنا متفقتش معاكِ على كدا!
إتكلمت إسراء بقمص مُزيف وقالت:
_ يعني مستخسر فيا ڤيلا صغيرة برغم إني مطلبتش منك مهر ولا آي حاجة ولا حتى فرح ومأمنالك على نفسي وإنت مش مآمنلي على حِتة ڤيلا!
إتوتر طارق وبعدين قال بتفكير:
= خلاص ياحبيبتي إنتِ برضوا مراتي، أنا عيني ليكِ.
بمجرد ما خلص جملتهُ طلعت إسراء عقد بيع وشرا للڤيلا وقالت بإبتسامة:
_ مجهزة كل حاجة عشان أروح أفرح ماما وأعرفها إني أختارت صح.
إبتسم طارق وقال بدهشة:
= إنتِ مجهزة كل حاجة بقى!
جاوبتهُ إسراء وقالت:
_ إنت عارف إني جدّ في كل حاجة يا طارق.
مضى فعلًا وهي خدت العقد وهي بصالهُ بإبتسامة وعيون بتلمع وبعدين خلصوا فرجتهم على الڤيلا ومشيوا، وصلها للبيت ورجع لبيتهُ على طول.
بعد شوية وقت وأنا قاعدة بتفرج على فيلم قديم باب الشقة إتفتح ودخل طارق، بصيتلهُ بعدم إهتمام وأنا باكل فشار وبشرب العصير، بادلني نفس النظرة وبعدين دخل الأوضة.
تاني يوم نزلت الشغل كالعادة بعد طارق ولما وصلت الشركة شوفت مُحضر واقف مع طارق ومعاه المحضر وعايزهُ يمضي عليه، وقفت جنبهُ وأنا بمثل على ملامحي القلق وعدم المعرفة وقولت بتساؤل:
_ في إي يا طارق؟
بصلي بغضب وقال بإنفعال طفيف وهو متوتر:
= إطلعي الشركة دلوقتي بعد إذنك يا هدى.
إدعيت الضيق من طريقتهُ والزعل وسيبتهُ ومشيت وبمجرد ما دخلت الشركة إبتسمت بمُكر وأنا بفرد ضهري وأنا شايفة لعبتي بتبدأ، طلعت المكتب وأنا بتنهد براحة ولكن سرعان ما إختفت لما دخلت سهر ورايا بخوف والتوتر ظاهر على ملامحها وقالت:
_ أستاذة هدى أنا عرفت كارثة.
إتكلمت بخضة وقولت:
= في إي يا سهر؟
قعدت قدامي وهي بتاخد نفسها وحطت ورق قدامي فيه أسماء الرجالة اللي إتجوزتهم إسراء وقالت:
_ الإشاعة طلعت حقيقية وكمان الموضوع مخلصش عند دول بس لإن حتى والدها هو كمان إختفى والجيران قالوا إنهم مشافوش عزا بيتعمل ليه ولا آي حاجة تثبت إنهُ مات فعلًا، والرجالة اللي كانت متجوزاهم دول كمان إختفوا مش ماتوا ومحدش عارف راحوا فين وكلهم كانوا متجوزين أو خاطبين قبلها.
بصيتلها بخضة وصدمة وبعدين بصيت للورق اللي هي إدتهولي وقولت بتساؤل وتشتت:
= دا معناه إي؟
إتكامت سهر بخوف وقالت:
_معناه إن إسراء دي وراها سر كبير أوي أوي.
_ تفتكري إي السر اللي ورا إسراء؟
بصتلي سهر وقالت بهدوء وتفكير يليهم صدمة وحماس:
= مش عارفة، لتكون بتقتـ *لهم؟
بصيتلها بشيء من الخوف وقولت وأنا بحاول أطرد الفكرة من دماغي:
_ لأ لأ، مش للدرجة دي، شكلها ميديش كدا.
إتكلمت سهر وقالت بتوتر في محاولة لإقناعي:
= ماهو أصلًا المفروض منخافش من اللي باين عليهم قد ما نخاف من اللي مش باين عليهم، الناس اللي زي إسراء دي نحتار فيهم.
فضلت ساكتة شوية بتفكير وبعدين قولت بتعب وإجهاد:
_ إطلعي شوفي شغلك دلوقتي يا سهر ولو في جديد بلغيني، يلا عشان الشغل ميتراكمش علينا.
خرجت بالفعل وهي لسة بتفكر وأنا عقلي عمال يودي ويجيب وأنا مش فاهمة حاجة وخايفة يكون اللي قالتهُ سهر صح وحقيقي، بعد شوية وقت مش طويل جالي مكالمة من طارق بيطلبني فيها للمكتب بتاعهُ.
روحت وقولت بهدوء:
_ خير يا طارق، في حاجة؟
إتكلم بإبتسامة غريبة عليه ناحيتي وقال:
= إقعدي يا هدى عشان عايزك في موضوع حياة أو موت بالنسبالي.
قعدت وبصيتلهُ بهدوء وأنا عارفة اللي بيحاول يعملهُ وقال:
_ هدى أنا عايزك تساعديني وتمضي على الورقة دي حالًا وإلا هتسجن.
خلص كلامهُ وطلع ورقة التنازل ومسك في إيديه قلم وبيديهوملي، بصيت للورقة بتصنُع عدم المعرفة والقلق وقولت;
= تتسجن ليه يعني، وبعدين إي الورقة دي، وتنازل عن إي مش فاهمة!
إتنهد طارق وقال بإستعجال:
_ مفيش وقت إني أشرح كل دا دلوقتي يا هدى، إمضي بسرعة وهفهمك كل حاجة بعدين.
بصيت للورقة مرة تانية وبعدين بصيتلهُ وقولت بهدوء:
= لأ مش همضي يا طارق غير لما تفهمني الأول.
بصلي بإنفعال وقال بعصبية:
_ بقولك هتسجن إنتِ مبتفاهميش، عايزة جوزك حبيبك يتسجن؟
إبتسمت بسخرية وقولت بتلاعب بالحروف:
= جوزي أيوا إنما حبيبي لأ، ومش وقت تناقاشات عائلية دلوقتي ولكن تعالى نعمل ديل حلو.
بصلي بإستغراب وعدم فهم وقال بتساؤل:
_ ديل إي مش فاهم؟
إتكلمت بمنتهى الغطرسة وإبتسامة لازجة تشبهلهُ وقولت:
= تطلقني وهمضيلك على الورقة في المقابل.
بصلي بعدم إهتمام وقال بسرعة وإبتسامة وكإني حققتلهُ مطلبهُ أخيرًا:
_ تمام موافق، إنتِ طالق.
قومت وقفت وقولت بتصنع ملامح الأسف على وشي:
= أوبس!
دا كان إختبار يا طارق، بقى كدا تطلقني وتستغنى عني بكل السهولة دي، وعشان حِتة ورقة؟!
بصلي وقال بغضب وعدم فهم:
_ مش فاهم إختبار إي وزفت إي بقولك هتسجن مبتفهميش، إمشي طيب على الورقة دي وأنا هبقى أردك يا هدى.
بصيتلهُ وقولت بنبرة إستغباء مقصودة:
= طيب مقولتليش برضوا دي ورقة إي المهمة أوي دي وواققة على إمضتي؟
مسح على وشهُ بغضب وقال بإنفعال:
_ يا هدى أنا بتكلم بجد مفيش وقت ممكن ييجوا يقبضوا عليا في آي لحظة دلوقتي، مش عايزة تنقذي جوزك حبيبك، طيب بلاش حبيبك زي ما قولتي إفتكريلي آي حاجة حلوة على الأقل!
بصيت للسقف بتفكير وأنا مضيقة عيني وقولت:
= إممم، مفتكرتش حاجة للأسف، معملتيش آي حاجة حلوة يا طارق، ودي مكانتش إجابة للسؤال بتاعي.
قرب طارق مِني بغضب ومسكني من دراعي بعصبية وقال من بين سنانهُ وهو جازز عليهم:
_ هدى، إسمعي الكلام وإخلصي وإلا والله هتعمي عليكِ.
ضحكت بإستفزاز وبعدت إيديه عني بعصبية وقولت بإنفعال مُماثل:
= إنت مفكر إني هفضل معمية طول عمري يا طارق، مش كفاية عليك بقى الإستغلال اللي إستغليتهولي، مش كفاية عليك عمري اللي ضيعتهُ في الوهم والكدب، إبعد عني يا طارق وعن حياتي ومش عايزة أشوف وشك خالص.
بصلي بصدمة وعدم فهم وقال بتساؤل:
_ إنتِ بتقولي إي؟
إبتسمت بسخرية وقولت:
= بقول إي!
بقول اللي كنت مخبيه عني بقالي 3 سنين يا طارق، بقول إن الشركة دي بتاعتي ومش عايزة أشوف وشك فيها تاني.
بصلي بغضب ورجع مسكني من دراغي بقوة أكبر وقال:
_ الشركة دي من حقي أنا، أنا اللي إبنهُ مش إنتِ متقوليش شركتك دي خالص، وهتمضي غصب عنك يا هدى على الورق.
إبتسمت بسخرية وإستفزاز من بين معالم الألم اللي حاسة بيه وأنا بقول:
= كان على عيني بس صدقني مش هتعرف خلاص، زمان الشرطة هنا دلوقتي وإلبس بدل قضية النصب قضية كمان بإنك بتتلاعب بالقانون وكنت بتنصب عليا أنا كمان.
كان هيضربني بس الشرطة دخلت في الوقت دا وسحبتهُ بالعافية وسط إنفعالاتهُ وعصبيتهُ وكان معاهم محمد، إتكلم محمد بقلق وقال بتساؤل:
_ إنتِ كويسة يا أستاذة هدى؟
إبتسمت بهدوء وقولت:
= الحمدلله، الفضل ليك بعد ربنا إني كويسة دلوقتي يا محمد، لولاك كان زماني في الشارع مرمية لوحدي.
إتكلم بإبتسامة بعد ما إتنهد وقال:
_ متقوليش كدا يا أستاذة هدى، إنتِ بس إنسانة كويسة ونضيفة من جوا عشان كدا ربنا نجاكِ من شر أفعالهُ.
إكتفيت بالإبتسامة وبعدين قعدت على المكتب وكتبت شيك بـ 5 مليون جنيه ومديت إيدي بإبتسامة لـ محمد، اللي بص للشيك وبعدين بصلي بإبتسامة وقال:
_ خليه دلوقتي، يمكن نحتاجهُ في حاجة بعدين.
بصتلهُ بإستغراب وقولت بتساؤل:
= مش فاهمة؟
إتكلم محمد بإبتسامة وقال:
_ حابب نعمل بيزنس مع بعض، عاجبني ذكائك ودماغك وشغلك جدًا، يمكن نعمل شغل حلو بين الشركتين لما نتتفق.
بصيتلهُ بإبتسامة وقولت:
= يعني دلوقتي مش عايز الخمسة مليون بتوعك؟
ضحك وقال:
_ لأ أكيد عايزهم دي مش خمسة جنيه، ولكن عايزهم يبقوا أكتر فيما بعد مع واحدة ذكية زيك بتشتغل بالشكل الهايل دا، هستأذن دلوقتي عشان عندي ميتينج مهم بعد ساعة ولينا قاعدة بعدين بمناسبة الشغل.
إبتسمت وقومت خرجت معاه ووصلتهُ لحد باب الشركة وأنا بشكرهُ، بعدها دخلت الشركة ووقفت في نُصها وقولت بصوت عالي:
_ جماعة ركزوا معايا دقيقة لو سمحتم، زي ما حضراتكم شوفتوا من شوية طارق مبقاش معانا في الشركة ولا بقى ليه فيها من تاني، الشركة دي بتاعتي أنا وكلامي دلوقتي موجه للأمن مشوفش وش طارق في الشركة ولو شوفتوه بيحاول يدخل الشركة تمنعوه ولو مش هتعرفوا تعملوا دا عادي هعين غيركم يبدأوا يشتغلوا صح، وللموظفين الشركة دي مالهاش مالك ولا مدير غيري ومن بعد كدا لينا سيستم جديد خالص ولكن زي ما إنتوا شغالين وهنبدأ نظبط الدنيا مع بعض.
خلصت كلامي ودخلت المكتب بتاع طارق، مكتب قلب الشركة زي ما بيقولوا المركز، أفخم مكتب وميليقش غير بـ صاحب الشركة فعلًا، إبتسمت وبصيت في المكتب كلهُ بملل لإنهُ بالنسبالي بقى كئيب جدًا، طلبت الموظفين المسئولين وطلبت منهم تغيير ديكور المكتب بالكامل ويفرزوا كل الأوراق والمهم يجيبهولي.
ويرموا كل الحاجات اللي مالهاش لازمة بِما فيهم الحاجات اللي تخُص طارق، فعلًا بدأوا في الشغل بتاعهم وأنا خدت شطنتي وقررت أروح البيت أغير شوية حاجات ضرورية، وأنا في طريقي للنزول عيني جات في عين إسراء اللي كانت بتبصلي بنظرة جامدة وباردة بدون مشاعر أو تعابير.
مهتمتش وسيبتها ومشيت، هتقولولي ليه لسة سيباها في الشركة، هقولكم لسة عندي فضول أعرف اللي وراها، لسة معايا ليها حكاية شكلها هتطول شوية فـ لازم أسيبها.
روحت البيت وطلبت النجار ييجي يغيرلي كالون البيت، وفي الأثناء دي فضيت الشقة من كل مستلزمات طارق وهدومهُ وخلافهُ، سيبتلهُ شنطة هدومهُ قدام الباب وبعد ما خلصت الشقة كان على بالليل.
دخلت خدت شاور سريع بعد يوم مُرهق ومتعب وعملتلي أكل سريع وبعد ما كلت فتحت كانز الشعير وبدأت أشربهُ لإن الفترة دي بقيت حاسة بمضاعافات وتعب رهيب في جنابي ومعدتي وفكرت في إنه الصديد اللي كان عندي رجع تاني.
معداش ساعة وسمعت صوت الباب بيخبط بشكل متتالي ومُتعصب، وكان صوت طارق وهو بيزعق بغضب وبيقول:
_ إفتحي يا هدى الباب، إفتحي والله ما هسيبك على اللي عملتيه فيا واللي دفعتهولي عشان بس أخرج وتحت المراقب كمان.
إتكلمت بإبتسامة من ورا الباب وقولت:
= الشنطة بتاعتك قدام الباب ولازم تشكرني عشان مرميتش زبالتك وجمعتهالك عشان تمشي بيها بإحترامك، وزي ما قولت إنت تحت المراقبة وبمكالمة واحدة للشرطة هجبهم ياخدوك تاني والمرة دي لا هيفيدك فلوس ولا معارف تخرجك زي المرة دي.
جالي ردهُ بنبرة مهتزة بعد ما رجع في كلامهُ:
_ طيب إفتحي يا هدى وخلينا نتفاهم مع بعض.
ضحكت وقولت:
= إحنا إتطلقنا ومستحيل أرجعلك أو حتى أسمعلك من تاني يا طارق ودا أخر كلام عندي، تصبح على خير.
سيبتهُ يخبط ويتكلم وطفيت النور وروحت عشان أنام وأنا لأول مرة حاسة براحة وإني مش مُصتضعفة، على الساعة 6 الصبح كانت معدتي بتتقطع حرفيًا وصحيت من النوم على الوجع الرهيب اللي حاسة بيه.
قومت وأنا بتأوه وبتلوى في مكاني وبصرخ من الألم اللي حاسة بيه، قومت لبست بسرعة وأنا بحاول أسند نفسي ولكن مش قادرة أمشي خطوتين على بعض حتى، مسكت موبايلي وإتصلت بـ محمد هو الوحيد اللي جه في بالي وقتها، أول ما جالي ردهُ قولت بصوت متأوه وصوت عالي:
_ محمد فاضي ممكن تساعدني.
جالي صوتهُ المخضوض واللي واضح كان نايم وقال بتساؤل:
= في إي يا هدى؟
إتكلمت وأنا بعيط وقولت:
_ معدتي بتتقطع ومش عارفة في إي ومش قادرة أسند نفسي حتى أروح المستشفى ممكن تيجي تساعدني نروح.
إتكلم بقلق وقال بإستعجال:
= حاضر حاضر ثواني وهبقى عندك.
قفل معايا وأنا فضلت مكاني الرجع بيزيد مش بيقِل ومش قادرة حرفيًا، بعد تقريبًا رُبع ساعة سمعت الباب بيخبط، تحاملت على نفسي وروحت فتحت وكان محمد، ساعدني ونزلت معاه.
ركبنا عربيتهُ وروحنا أقرب مستشفى، بعد الفحوصات والتحاليل والعينات اللي سحبوها مِني إداني مسكنات تهدي الوجع شوية وبعدين قال الدكتور بهدوء:
_ بمجرد ما تطلع التحاليل هنعرف السبب إي بالظبط، ولكنني شاكك من الفحوصات والعينات يعني إن سبب الوجع كثرة إستخدام حبوب موانع الحمل.
بصيتلهُ بصدمة وقولت:
= حبوب موانع حمل!!!
_ بس أنا مش باخد حبوب منع حمل يا دكتور!
إتكلم الدكتور بإستغراب وهو باصص في الكشف قدامهُ وقال بتأكيد وثقة:
= لأ واضح أوي قدامي إن جسمك بيستخدمها بطريقة عالية جدًا ولمدة طويلة برضوا أكيد تخطت السنة وأكتر بكتير كمان!
فضلت متنحة وأنا مش فاهمة حاجة وبصيت لـ محمد بعدم فهم ورجعت إتكلمت تاني وأنا مش قادرة أتخطى الصدمة وقوات بضعف:
_ طيب ممكن تتأكد يا دكتور معلش من الموضوع دا.
إتكلم الدكتور بتفهم وقال:
= عمومًا كل حاجة هتتأكد بعد التحاليل والفحوصات ما تطلع.
إتكلمت وأنا بقوم بتوهان وأنا بحاول أرفض الفكرة اللي جات في دماغي وقولت:
_ شكرًا يا دكتور، هستنى رد حضرتك.
قعد على المكتب بتاعهُ وقال بعملية:
= العفو على إي، بكرا في بالليل إن شاء الله هتطلع.
إكتفيت بهزّ راسي بتفهم ومشيت ومعايا محمد، أول ما خرجنا فضل محمد يتحمحم وقال بتساؤل متردد:
_ إنتِ مكنتيش بتاخدي حبوب منع حمل خالص؟
إتكلمت وأنا بهزّ راسي بالرفض من غير ما أبصلهُ:
= أبدًا ولا عمري فكرت، حتى كنت هموت على الخلفة وكنت متابعة مع دكتور كمان وكان طارق متابع معايا والدكتور قالنا إن مفيش آي مشاكل وهي مسألة وقت بس، يبقى إزاي!
إتكلم محمد بإستغراب وتساؤل وقال:
_ يبقى تعالي نروح للدكتور دا ونفهم منهُ قال كدا على أساس إي؟
إتكلمت بضعف وأنا حاسة بغصة في قلبي من الأفكار اللي عمالة تجيلي من ربط الأحداث وقولت وأنا بحاول أقنع نفسي:
= لما التحاليل تطلع بكرا بس عشان نتأكد وعشان او صح يبقى معانا دليل وخصوصًا إن الدكتور دا تبع طارق.
سكت شوية بتفهم للي أنا بفكر فيه وقال بإبتسامة عشان يخرجني من المود اللي دخلت فيه:
_ طيب بِما إنك صحتيني بدري بقى ونزلت مخضوض وأنا على لحم بطني تعالي نفطر عشان هموت من الجوع وكمان عشان علاجك.
بصيتلهُ وقولت بإنتباه وإبتسامة مليانة إمتنان:
= حقيقي متشكرة ليك جدًا يا محمد وحقك عليا إني قلقتك على الصبح كدا وخدت من وقتك.
إتكلم محمد بنبرم عتاب وقال بإبتسامة:
_ بتشكريني على إي بس دا أنا اللي عايز أشكرك إنك خلتيني أنول الشرف دا.
إبتسمت بإحراج وبعدين قولت:
= طيب تعالى نفطر زي ما إنت عايز، أعرف مكان قريب من هنا وحلو جدًا.
إبتسم محمد وقال بنبرة مرحة:
_ يا شيخة وسيباني كدا، يلا بينا.
إبتسمت وروحنا فعلًا المطعم وطلبنا بيتزا وقعدنا ناكل، في وسط الأكل قولت بتساؤل:
_ إنت مش متجوز؟
إبتسم وقال وهو باصص على القطعة اللي في إيديه:
= كنت.
بصيتلهُ بأسف وقولت بتساؤل:
_ إنفصلت، أنا أسفة.
ضحك وقال:
= وبتتأسفي ليه، دا المفروض تباركيلي، كانت علاقة سامة بالنسبالي بس الحمدلله يعني ربنا يصلح حالها بعيد عني، وعندي كمان فريدة.
بصيتلهُ بإبتسامة وقولت:
_ ما شاء الله، عندها قد إي؟
إتكلم بسعادة مالية عينيه:
= عندها 3 سنين، زي القمر.
إبتسمت وقولت بعطف عليها:
_ يا روحي ربنا يخليهالك، طيب مفيش أمل ترجعوا لبعض عشان البنوتة الصغيرة دي؟
إتنهد وإتكلم بجدية وقال:
= الحمدلله يعني لأ، العلاقة كانت سامة أشبه بعلاقتك إنتِ وطارق كدا ولكن من نوع سموم تاني، وكمان هي متجوزة دلوقتي إحنا بقالنا سنة وشوية منفصلين والبنت بربيها معايا ومفيش مانع تيجي تشوفها في آي وقت، بس متحلمش تاخدها عندها نهائي.
إتكلمت بأسف وقولت:
_ إن شاء الله ربنا يعوضك فيها ويباركلك فيها يارب، أنا واثقة إنت قدها وهتقدر على تربية البنت كويس.
بصلي وإبتسم وقال بنبرة مفهمتهاش:
= إن شاء الله وهقدر أجيب اللي تبقى أحن عليها من والدتها.
حسيت بإحراج معرفش سببهُ ولكن أكيد تحت تأثير نظراتهُ وقولت:
_ إن شاء الله.
خلصنا أكل وقومنا طلب مِني يوصلني للشغل ولكن قولتلهُ إني هطلع البيت وهأجز النهاردا عشان تعبانة، إبتسم وقال:
= جدعة، أهم حاجة راحتك، وهبقى أتطمن عليكِ.
إبتسمت وقولت بنظرة شكر وإمتنان:
_ شكرًا جدًا بجد يا محمد.
إبتسم وقال:
= مبحبش الشكر، الشكر لله، متشكرنيش على حاجة تاني بعد إذنك عشان لو مش بعزك مش هعملها.
إكتفيت بإبتسامة وروحت البيت وطلعت وأنا تعبانة ومش قادرة حقيقي، ولكن لسببًا ما كنت حاسة بأمان طول ما محمد موجود جنبي، ولكن بسرعة شيلت الفكرة من دماغي أنا في شهور عِدة ومينفعش أفكر حتى في حد تاني.
دخلت الأوضة عملت شوية مكالمات للمسئولين والمحاسبين اللي في الشركة عشان يحافظوا على الدنيا في فترة غيابي وبعدين نمت نوم عميق بسبب تعبي.
*قدام بيت إسراء*
كانت سهر واقفة ولابسة كاب وكمامة ومستنية تشوف آي حاجة أو بيعملوا آي حاجة غريبة، مستنياهم يطلعوا، لحد ما عدا تِلت ساعة على وقفتها وبعدها طلعت إسراء وأمها حطوا شنطة زبالة قدام الباب بتاعهم من جوا عشان كانوا في الأرضي ومشيوا بعدها.
الأكيد إن إسراء رايحة الشغل ولكن مامتها رايحة فين مش عارفة، إستنت شوية لما إتأكدت إنهم مشيوا خالص ودخلت البيت، وقفت قدام الشقة وفتحت كيس الزبالة اللي ظاهر منهُ ريحة وحشة جدًا.
لبست جوانتي وفتحتهُ وهي بتقلب فيه لحد ما لقت حاجة خليتها ترجع بضهرها لورا وهي بتمنع الصراخ على قد ما تقدر، قربت من تاني للكيس عشان تتأكد وكان نفس الحاجة فعلًا.
بواقي صُباع بني آدم، دا حقيقي، ممكن اللي يشوفها من بعيد يقول إنها حتة من لحمة أو فراخ عادي، ولكن اللي يدقق النظر زي سهر يتأكد إنهُ فعلًا بواقي صباع بني آدم.
طلعت موبايلها وصورت المنظر وبعدين بصت حواليها يمين وشمال عشان تتأكد إن مفيش حد شايفها ورجعت كل حاجة مكانها تاني، طلعت من شنطتها حاجة حادة وفتحت بيها الباب بعد شوية محاولات.
دخلت بهدوء وفضلت تتلفت يمين وشمال لما إتأكدت إن مفيش حد جوا، قفلت الباب وراها وبعدين فضلت تدور في الشقة يمين وشمال ملاقتش حاجة في الصالة، بعدها دخلت الأوضة الأولى.
*عند إسراء ووالدتها*
إتكلمت والدة إسراء بتساؤل وقالت:
_ ناوية تعملي إي؟
إتكلمت إسراء بخُبث واضح:
= ناوية ألحقهُ قبل ما يضيع عشان هو فعلًا يعتبر ضاع، لازم أضيعهُ بإيدي قبل ما الشرطة تسبقني وإنتِ عارفاني مبحبش أخسر في حاجة أبدًا.
إتكلمت مامتها بتشجيع وقالت بإبتسامة:
_ يلا أدينا رايحينلهُ وربنا يعديها على خير.
إبتسمت إسراء وقالت:
= خليكِ واثقة فيا.
بعد شوية وصلوا عند الڤيلا ونزلوا، كان طارق واقف مستنيها على الباب وأول ما شافهم قال بسعادة لإسراء:
_ وأخيرًا بيتك هينور بيكِ يا عروسة.
إبتسمت إسراء وقالت بمُكر خفي:
= أيوا أخيرًا يا حبيبي.
دخلوا بعدها الڤيلا وبدأ يجزألهم الأوض وورا مامتها الأوضة بتاعتها، وبعدين خد إسراء وطلعوا فوق، قعدوا وإتكلم طارق بسعادة:
_ أنا مبسوط أوي يا حبيبتي إننا بقينا مع بعض خلاص.
إبتسمت إسراء وقالت بحماس زائف:
= وأنا كمان يا حبيبي، هقوم أعملنا مشروب حالًا نحتفل بيه بالمناسبة السعيدة دي.
إتكلم طارق وقال بإبتسامة:
_ ماشي يا حبيبتي كدا كدا البيت بيتك.
إبتسمت إسراء إبتسامة مش مفهومة وقامت تعمل المشروب، كانت بتجهز عصير برتقال وحطت في كوباية طارق مخدر شديد، رجعت من تاني لـ طارق وخد كوبايتهُ وبدأ يشربها كلها.
بعد أقل من نُص ساعة كان طارق في عالم تاني، مسكت إسراء شوية أوراق ومضتهُ على تنازل ليها بجميع أملاكهُ، مسكت الورق وبصيتلهُ بلهفة وسعادة وبعدين ندهت على والدتها.
جاتلها وقالت بإبتسامة:
_ ها، هنبدأ نحضر الوجبات بتاعتنا؟
إبتسمت إسراء وهي باصة لـ طارق وقالت بنبرة شر:
= أيوا يعتبر خلاص خلصنا، بس خدي الورق دا شيليه عشان دا اللي هينقلنا لمستوى أفضل عايزينهُ من زمان، وبعدين روحي البيت هاتي المُعدات بتاعتنا وتعالي.
خدت منها الأوراق ومشيت بسعادة.
*في بيت إسراء*
كانت سهر واقفة مصدومة وخايفة من اللي هي شايفاه قدامها، رجعت لورا خطوتين وفضلت تلطم وتقول بصوت واطي ورعب:
_ المفروض أعمل إي دلوقتي، المفروض أعمل إي!
فضلت واقفة تبُص للي قدامها وهي خايفة وقرفانة ومرعوبة في نفس الوقت لحد ما طلعت موبايلها وصورت المنظر دا كلهُ ڤيديو وبعدين قررت تتصل بالشرطة.
أول ما جالها الرد قالت بصوت مُهتز:
_ ألو، عايزة أبلغ عم قاتـ لة متسلسلة.
كملت في المكالمة لحد ما أديتلهم التفاصيل والعنوان وطلبت مجييهم بسرعة، في الوقت دا الباب كان بيتفتح.
بصت سهر برعب للباب وهي حاسة إنها مشلولة في مكانها ولكن على اللحظة الأخيرة لحقت نفسها وإستخبت.
دخلت أم إسراء وكانت بتتكلم في الموبايل، من المكالمة فهمت إنهُ أخوها خال إسراء، إتكلمت أم إسراء بسعادة وقالت:
_ أيوا خلاص الڤيلا بقت بتاعتها وكمان أملاك طارق المغفل كلها بقت بتاعتها، وخلصا برضوا هيبقى خزين الشهر بتاعنا المرة دي.
فضلت ساكتة شوية وهي بتضحك وبتدور في وسط الحاجات وبتنقي حاجات معينة بتحطها في الشنطة وكلها أدوات حادة، رجعت تتكلم من تاني وقالت:
_ خلاص أهو بجيب المعدات بتاعتنا وهو دلوقتي متخدر وهيستلقى وعدهُ بسبب اللي عملهُ.
حطت سهر إيديها على بُقها بتحاول تمنع صوت الصدمات دا وكانت مشغلة المسجل وبتسجل كلامها كلهُ، قامت أم إسراء وكانت هتمشي بس رجعت وقفت فجأة لما شافت الكوتشيات اللي كانت على الباب متبهدلة.
إتكلمت وقالت بحذر:
_ إقفل إنت دلوقتي يا أحمد عشان شكل كدا في حاجة غلط في الشقة.
قفلت المكالمة وبمجرد ما سهر سمعت كدا عينيها وسعت من الرعب وحست إن دي نهايتها.
_ هو إنتِ!!!
قالتها أم إسراء بعد ما مشيت خطوتين وكانت هلاص جنب سهر ولكن كانت جملتها عايدة للقطة اللي قاعدة بعد ما قلبت شنطة هدوم، إتكلمت أم إسراء بغضب وقالت وهي بتشيلها عشان تخرجها برا:
_ مليون مرة أقول نقفل الشباك قبل ما نخرج وكل مرة بنسى!
خدتها وخرجت بعد ما قفلت الشباك وسهر في الوقت دا عرفت تاخد نفسها وهي جسمها كلهُ بيترعش، خرجت من المكان اللي كانت فيه واللي كان بين الكنبة والطربيزة.
فضلت تبُص للشقة بقرف شديد وخصوصًا بعد ما شافت كل المستخبي والأنيل بجد اللي سمعتهُ من أم إسراء، هيقـ *تلوا طارق!
فضلت واقفة في مكانها مش عارفة تفكر أو تعمل إي لحد ما الشرطة وصلت وطبعًا سهر مكنش ينفع تفضل في الشقة عشان دخلت بطريقة غير قانونية ويعتبر إقتحام فـ خرجت من الشباك بسرعة قبل ما يدخلوا.
إتصلت بالشرطة من تاني وقالت:
_ أنا اللي بلغت عن قضية القتلة من شوية، سمعت والدة القا تلة دي بتتكلم في الموبايل من شوية وقالت إنهم رايحين يقـ *تلوا طارق ***، بعد ما مضوه على كل أملاكهُ وهما دلوقتي في الڤيلا بتاعتهُ، هو كمان الفترة دي تحت المراقبة يعني تقدروا تنقذوه!
خلصت البلاغ بعد ما أديتلهم تفاصيل وبيانات طارق وبعدها قفلت معاهم تحت وعدهم ليها إنهم هيتحركوا في أسرع وقت.
كنت نايمة لما سمعت صوت موبايلي بيرن، قومت بقلق وعدم راحة وكانت سهر، رديت بهدوء وصوت فيه نوم وقولت:
_ أيوا يا سهر.
إتكلمت سهر بصوت مخضوض:
= أنا عملت حاجات كتير أوي مش عارفة المفروض هي صح ولا غلط، بس إفتحي الموبايل بتاعك هبعتلك اللي شوفتهُ جوا بيت إسراء.
قومت إتعدلت بتركيز وفوقان وقولت بصدمة وخضة:
_ إنتِ عبيطة يا سهر، إي اللي وداكِ هناك؟
إتكلمت سهر بإستعجال وقالت:
= خلاص بقى اللي حصل حصل، إفتحي الرسايل وشوفي والشرطة زمانها في طريقهم لإنهم مقررين إن طارق يبقى ضحيتهم الجديدة.
قفلت معاها المكالمة ودخلت للواتساب بسرعة والصدمة خلتني أحط إيدي على بُقي وأقفل الڤيديو كذا مرة ورا بعض بسبب المناظر الصعبة.
كان الڤيديو فيه اللي شافتهُ سهر آلا وهو دولاب قديم صغير في ركنة ضيقة شوية، لما فتحتهُ كان فيه رؤوس 6 بني آدمين، وكلهم رجالة، كانوا مشوهين وواضح إنهم إتعرضوا لعُنـ *ف وإفتراء كتير.
ودا غير الصور اللي بعتتهالي واللي كان من ضمنها صُباع بني آدم، قفلت الواتساب ورنيت عليها بقلق وقولت:
_ إنتِ فين دلوقتي يا سهر؟
إتكلمت سهر بقلق وقالت وهي بتتابع اللي حواليها:
= أنا قدام البيت بشوف الشرطة هتعرف توصل لكل اللي وصلتلهُ ولا لأ.
إتكلمت بتوتر وقولت:
_ تعالي يا سهر إمشي من عندك عشان خطر عليكِ، دول قتالين قُتلة.
إتكلمت سهر بهدوء وقالت:
= متقلقيش خلاص أمرهم شِبه إنتهى الشرطة لقت اللي شوفناهم خلاص وخارجين بينهم، وعرفتهم مكانهم دلوقتي مع طارق، وفي حاجة كمان.
إتكلمت بتوتر وتساؤل وقولت:
_ إي يا سهر قولي؟
إتكلمت سهر بتردد وقالت:
= إسراء خدرت طارق وخلتهُ يمضي تنازل عن جميع أملاكهُ ليها، بس أنا سجلت المكالمة لأم إسراء العقربة ودي ممكن تكون دليل حلو.
إتكلمت بهدوء وقولت:
_ مش هاممني باقي أملاكهُ يا سهر، كل اللي هاممني الشركة اللي عمي خالد الله يرحمهُ وثق فيا بإني عمري ما هفرط فيها دي ما عمل إبنهُ، تعالي يا سهر عندي عشان نتابع الموضوع دا.
قفلت معاها المكالمة وفضلت قاعدة على أعصابي بعد كل اللي شوفتهُ وسمعتهُ وقولت بإستغراب ودهشة:
_ يخربيتك يا سهر، دا إنتِ العفاريت تخاف منك!
*عند طارق وإسراء في الڤيلا*
كانت إسراء قاعدة باصة لـ طارق المتخدر قدامها بنظرة سعيدة نفس نظرة الحيوان المفترس اللي خلاص الفريسة بتاعتهُ بقت بين إيديه مُقضي عليها في كل الأحوال.
إتكلمت إسراء بإبتسامة لـ طارق اللي في عالم تاني وقالت:
_ إنت اللي جبتهُ لنفسك يا طروقتي، إنت كنت سهل أوي حتى ممانعتنيش عشان أقول لأ حرام أنا اللي أغريتهُ وخليتهُ يعمل كدا فـ أقلل العقاب شوية تؤ، إنت بمجرد ما بصيتلك بس غمزتلي!
للأسف وقعت مع واحدة لو خونت قدامها يبقى حياتك إنتهت.
خلصت كلامها وقعدت على طرف السرير اللي نايم عليه طارق وهي مُبتسمة ومغمضة عينيها وبتغني، كوبليه من أغنية فيروز تحديدًا مقطع:
“سألوني الناس عنك يا حبيبي، كتبوا المكاتيب وأخدها الهوى، بيعِز عليا غني يا حبيبي، لأول مرة ما بنكون سوا.”
بعد دقايق وصلت والدتها واللي كانت سعيدة ومبسوطة أكتر منها وقالت:
_ يلا يا إسراء، إبدأي.
بصيتلها إسراء بإبتسامة وقالت بهدوء ومرض:
= هاتي ميا سخنة أفوقهُ الأول عشان يحس بالألم واحدة واحدة، لإنهُ خاين وندل من الدرجة الأولى ويستاهلها.
سقفت أمها وقالت وهي رايحة فعلًا تجيب ميا سُخنة:
_ الله على المتعة.
راحت فعلًا تغلي الميا وبعدين جبتها وفضلت إسراء تفوق فيه بعد ما ربطتهُ على السرير من إيديه ورجليه، بعد ما فاق نسبيًا خلتهُ يفوق أكتر بعد ما دلقت على رجليه الإتنين الميا المغلية.
صرخ بوجع رهيب وبص لإسراء وهو بيحاول يفوق ويستوعب وقال:
_ في إي يا إسراء، إي اللي بيحصل؟
إتكلمت إسراء وقالت بإبتسامة بعد ما قربت منهُ:
= مش إنت بتحبني، وأنا كمان بحبك، ودا تعبير عن حبك يا طروقتي!
خلصت كلامها وكانت ماسكة آلة حادة وبدأت تعذب فيه، بعد تقريبًا تِلت ساعة من التعذيب قالت بملل:
= لأ دا تعذيب حنين خالص، هاتي يا ماما المنشار.
بص طارق ليهم بصدمة وخوف وهو بيترعش وقال برجاء:
_ أرجوكِ يا إسراء كفاية، أرجوكِ هكتبلك كل حاجة بإسمك والله بس سيبيني عايش.
فضلت إسراء هي وأمها يضحكوا بهستيرية وبعدين بصتلهُ وقالت:
= إنت متعرفش يا حرام!
ما كل حاجة بقت بإسمي خلاص، لكن دا متعتي، وإسكت بقى عشان مصدعش ولو صدعت هتزعل أوي لما أبدأ بلسانك.
شغلت إسراء المنشار تحت صراخ طارق واللي بعدها طلبت من مامتها إنها تعلي صوت أغنية فيروز أكتر عشان يغطي على صوت صراخهُ المزعج بالنسبالها وبدأت برجلهُ اليمين.
بعد ما خلصت بالظبط ولسة هتدخل على رجلهُ الشمال وصلت الشرطة وقدروا يكسروا الباب ويطلعوا فوق ويقبضوا عليهم مُتلبسين، اللي كانت مخضوضة وبتصوت مامتها ولكن إسراء كانت بتبتسم بس بدون آي رد فعل.
خدوهم ومشيوا وطلبوا من رجال الإسعاف اللي جم معاهم ياخدوا طارق، بعد حوالي ساعتين كانوا بيحققوا معاهم في غرفة التحقيق، حط الظابط قدام إسراء ورق بأسماء الرجالة اللي كانت متجوزاهم وأبوها اللي لقوا رؤوسهم جوا الشقة وقال بتساؤل وعملية:
_ عملتي إي فيهم يا إسراء وفين جثثهم؟
ضحكت إسراء بإستهزاء وقالت وهي بتشاور على معدتها بإيديها المقيدين:
= جثثهم هنا، وعملت فيهم إي أظن واضح من الإجابة الأولى.
بصلها الظابط بإستغراب وقال بتساؤل:
_ إنتِ مش خايفة ولا ندمانة من اللي عملتيه؟
ضحكت من تاني وقالت:
= وأندم ليه وأنا بنضف المجتمع من كل راجل خاين!
إتكلم الظابط وقال بتساؤل وتوتر من هدوئها وإجابتها المُنسقة والمقلقة لآي شخص طبيعي مع ثابتها الإنفعالي:
_ قصدك إي، إن كلهم خانوكِ عشان كدا عملتي فيهم كدا؟
إتكلمت إسراء وقالت بنُص إبتسامة:
= واحد فيهم خاني ومن بعدهُ بدأت مع الباقي اللي خانوا مراتهم أو خطيبتهم عشاني، في كل الأحوال هما خانوا وأنا لازم أخلص على كل حد خاين.
بص الظابط للورق اللي قدامهُ وهو بيحاول يبقى ثابت في إنفعالهُ بسبب التوتر اللي سببتهولهُ إسراء ورجع قال بتساؤل:
_ قصدك أول واحد إتجوزتيه اللي هو عمر رأفت، طيب وأبوكِ قتلـ *تيه ليه؟
إبتسامتها وسعت وقالت:
= أبويا!
بديهي عشان خان والدتي وقرر يتجوز عليها واحدة تانية.
حس الظابط إنهُ يتكلم مع واحدة مختلة عقليًا ومعندهاش آي ذرة ندم في كل اللي عملتهُ فـ قرر ينهي التحقيق على كدا عشان كان طول ما هو قاعد معاها حاسس بتوتر وكفاية الأدلة والإعترافات اللي خدها منها.
خرج برا وهو سامع صوتها وهي قاعدة بتغني أغنية فيروز المُفضلة ليها في هدوء.
كنت أنا وسهر قاعدين بنتفرج وبنتابع الأخبار في التليفزيون وعرفنا اللي حصل لـ طارق وإنهم قبضوا على إسراء وأمها، كانت واقعة صعبة أوي على مصر كلها وكل التحقيقات اللي معاها سواء صحافة أو وهما بيرحلوها كانت بتضحك وبتغني بس!
حقيقي دي مريضة ومش من بني آدم خالص، إتصل بيا محمد وقتها وقال بخوف:
_ هدى، إنتِ كويسة، شوفتي الأخبار؟
إتكلمت بهدوء وأنا حاسة بتعب وقولت:
= أيوا كويسة يا محمد الحمدلله، شوفتها أيوا.
إتكلم بنبرة راحة وقال:
_ طيب الحمدلله، خليكِ بقى في البيت متنزليش النهاردا، وهبقى أعدي عليكِ بكرا إن شاء الله في الشركة.
إتكلمت بهدوء وقولت:
= حاضر.
قفلت معاه المكالمة وبعد إسبوع من الواقعة دي عرفنا الحكم اللي إتحكم على إسراء ووالدتها بالإعدام في وسط ميدان عام عشان يبقوا عبرة ويراضوا أهل الضحايا الـ 6 اللي حتى جثثهم مش هيعرفوا يستلموها ويكرموها.
روحت المستشفى لـ طارق وشوفتهُ في حالتهُ دي وهو مش قادر يتحرك ومغلوب على أمرهُ وكمان جالهُ صدمة عصبية من اللي حصل، أول ما شافني قال بلهفة وحزن:
_ هدى!
إتكلمت بهدوء وسرعة وأنا واقفة:
= أنا جاية بس أبلغك إني قدمت تسجيل مكالمة والدة إسراء للشرطة عشان ترجعلك أملاكك بعد ما يسمعوا إنك كنت متخدر، مش عشانك ولا حاجة بس عشان إنت مش ناقص صدمات تانية وعشان خاطر عمي خالد اللي إعتبرني بنتهُ.
خلصت كلامي وجيت أمشي إتكلم وقال بعياط:
_ هدى أنا أسف يا هدى، حقك عليا بس متسيبينيش.
إبتسمت بسخرية وقولت من غير ما أبصلهُ:
= إعتذارك مش مقبول.
خلصت كلامي ومشيت من غير ما أسمع منهُ حاجة غير بكائهُ، مش هنكر وأقول إنهُ مصعبش عليا، ولكن أحيانًا الندم بعد ما بيكون خلاص الشخص المأذي جالهُ جفاء من كتر الضرر اللي حصلهُ مبينفعش ومستحيل يسامح.
خصوصًا بعد ما الدكتور بلغني بعد ما كشفت عندهُ إن بسبب كتر حبوب منع الحمل اللي كان بيحطهالي طارق أثرت على الزحم لإنها كانت كتير وأحيانًا بتبقى زيادة عن الجرعة المخصصة، وإن في إحتمال إني معرفش أحمل فيما بعد.
طبعًا رفعت قضية على الدكتور اللي كان متتفق مع طارق وحبستهُ، حتى هو ميستحقش لقب دكتور، الفترة دي ركزت أوي مع شركتي وإني أقومها من جديد ومحمد كان معايا لحظة بلحظة وخصوصًا إننا عملنا عقد بين الشركتين والمصلحة بقت واحدة.
بقيت ناجحة وشاطرة ومرتاحة وبدون ضغوطات وبعمل شغلي بحب وبقيت بهتم بنفسي وبقيت أحلى من الأول ودايمًا بشوف نفسي حلوة كل ما أبص في المراية دلوقتي وأشوف واحدة مُهندمة وواثقة من نفسها وناجحة، بقيت أنثى كاملة بجد.
*بعد مرور سنة*
كنت قاعدة في المكتب بخلص شوية شغل وأنا بشرب القهوة وفجأة لقيت باب المكتب إتفتح بعد خبطتين ودخل محمد، إبتسمت تلقائي وقولت:
_ حمدًلله على السلامة، نزلت إمتى من السفر؟
إتكلم محمد بإبتسامة وعيونهُ متعلقة عليا وقال:
= الله يسلمك، لسة راجع من حوالي ساعتين كدا، قولت أول حاجة لازم آجي أشوفها هي إنتِ.
إبتسمت بإحراج وبعدين قولت بتوتر وهزار وأنا بحاول أغير الموضوع:
_ إممم، طيب جيت ليه ما تروح ترتاح عشان ورانا شغل كتير خلي بالك إنت مش هترمي الحمل كلهُ عليا!
ضحك وقال وهو بيطلع علبة من جيبهُ:
= طبعًا ولكن قبل كدا في حاجة أهم عايز أعملها.
حط العلبة قدامي وكانت صغيرة، من البديهي جدًا جواها خاتم يعني، إبتسمت وقولت بتوتر:
_ دي إي دي؟
إبتسم وقال:
= شوفيها بنفسك.
مسكتها وفتحتها وكان جواها خاتم سوليتير شكلهُ سمبل وجميل جدًا، إبتسامتي وسعت وقولت بتساؤل وإحراج:
_ دا بمناسبة إي؟
إبتسم وقال بحماس:
= أنا بحبك من زمان يا هدى وإنتِ عارفة حاجة زي دي، ودلوقتي أقدر أقول بقلب جامد إني عايز أتجوزك.
إبتسمت وقولت بإحرتج وتساؤل:
_ وإشمعنى دلوقتي يعني اللي تقولها بقلب جامد؟
إبتسم بثقة وقال:
= عشان شوفت الحب في عيونك يا هدى، وواثق إنك بتحبيني زي ما بحبك وكمان بتحبي بنتي.
إبتسمت من شدة الإحراج وأنا مش عارفة أرد أقول إي وباصة على الخاتم بس عشان خايفة عيني تتلاقى بعينهُ، إتكلم من تاني بتساؤل وقال:
_ موافقة تتجوزيني يا هدى؟
رجعت لورا بإحراج وغمضت عيني وقولت بسعادة:
= موافقة.
في اللحظة دي دخلت سهر اللي كانت شايلة كوباية القهوة اللي طلبتها منها تاني وقعدت تزغرط وسمعت الشركة كلها وسط ضحك محمد وإحراجي.
وخليني أقولكم في النهاية إني أخيرًا لقيت الشخص اللي أستاهلهُ واللي يحبني بجد، واللي هبقى مرتاحة طول ما أنا معاه وعلى طبيعتي مش دايمًا في ضغط عشان أرضيه ودايمًا باجي على نفسي وهو شايف وراضي، محمد من الأشخاص اللي وجودهُ بيطمني واللي يخاف عليا من مجرد نسمة الهوا، والأكيد كمان إني هحبهُ وهحافظ عليه بالشكل اللي يرضي ربنا وبنتهُ هتبقى بنتي وحتى هي كمان عوض ليا عن كون إني أبقى أم نسبتها ضعيفة جدًا، ولكنني راضية بحياتي الجديدة وعيلتي الجديدة تمام الرضا.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-