رواية اشباح الذكري كاملة جميع الفصول بقلم شهد الشوري
رواية اشباح الذكري كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة شهد الشوري رواية اشباح الذكري كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية اشباح الذكري كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية اشباح الذكري كاملة جميع الفصول
رواية اشباح الذكري كاملة جميع الفصول
تركض بحديقة تلك الفيلا الواسعة تحاول التنفيس عن نيران الغضب التي بداخلها و لم تنطفئ منذ أن كانت صغيرة بداخلها نيران إذا خرجت لأحرقت كل من حولها نيران موجودة بداخلها و بداخل كل اخوانها منذ سنوات طوال نيران لن تنطفئ سوا بالأنتقام ممن كانوا سبب تعاستهم و تدميرهم
بعد ساعة انتهت فيها من الركض صعدت لغرفتها مباشرة و استعدت ثم نزلت للأسفل حيث غرفة الطعام كان آدم يترأس طاولة الطعام و على يمينه أوس و ريان و يساره يجلس أمير
جلست بجانب أمير قائلة بابتسامة صغيرة :
صباح الخير
اجاب الجميع بابتسامة :
صباح النور
صمت عم المكان قطعه صوت أوس قائلاً بنفاذ صبر و ضيق :
بقالنا شهرين و شوية راجعين هنفضل مستننين لأمتى يا آدم هنفضل نراقب من بعيد لبعيد كده
ادم بجدية :
قبل ما ناخد خطوة لازم نعرف حياتهم ماشية ازاي لازم نعرف كل كبيرة و صغيرة قبل ما نبدأ اللعب على أصوله معاهم يا أوس
ابتسم بمكر متابعًا :
بس ع العموم خلاص هانت ايام و هنبدأ بس لازم نمهد الأول قبل ما ندخل و لا ايه
تبادل الخمسة النظرات بمكر و قد وصل إليهم ما يلمح له أخيهم !!
…………
بعد ساعات بمكان آخر تتصاعد به النيران و عربات الأطفاء موجودة بالمكان و كذلك سيارات الشرطة التي تتحقق في سبب الحريق الذي اشتعل بأحد مصانع الملابس الجاهزة و المخزن الكبير
الذي يجاوره
بعد وقت طويل تم إطفاء النيران بواسطة رجال الاطفاء بينما ذلك الرجل الذي أكل الشيب رأسه يقف بجانب شقيقته و الاثنان بحالة يرثى لها يكاد الاثنان يبكيان من هول تلك الفاجعة التي حلت عليهم لقد خسرا أموال طائلة استثمرها الاثنان بذلك المصنع الكبير ذو السمعة الكبيرة و المعروفة بين أصحاب الطبقة المخملية و كذلك المخزن الممتلئ بالعديد من الاقمشة التي كلفت الاثنان ملايين طائلة ها هي أصبحت رماد
غادرت سيارات الشرطة بعدما أخذت اقوالهم دخل الاثنان لداخل المصنع كلاهما ينظر حوله بتحسر لكن لحظة و تجمد الاثنان بمكانهم عندما وقعت عينهما على تلك الجملة المكتوبة باللغة الإنجليزية على الحائط : We are Back !!!
…………
بعد يومان لم تتوصل عناصر الشرطة للمتسبب بذلك الحريق الذي حدث بفعل فاعل لتقيد القضية ضد مجهول ليبقى هذا السؤال يتردد بعقل الجميع من الفاعل !!!!
…………
في صباح يوم جديد
بقصر عائلة الجارحي حيث يقيم به سليم الجارحي كبير العائلة برفقة زوجته و ولده الأكبر قاسم و زوجته فرحة و التي تكون بنفس الوقت ابنة أخيه الراحل و أبنائهم أدهم و زينة و يقيم معهم ايضًا هدير ابنة خالة قاسم و ابنتها هنا4
كان سليم يجلس بمكتبه يمسك بيده صورة ابنته التي رحلت بربيع عمرها و دموعه التي لم تنزل سوى على مدللته و ابنته الوحيدة مرددًا بحزن :
وحشتيني يا غالية….سامحيني يا بنتي مقدرتش احافظ عليكي سنين عدت ولادك كبروا اتغيروا اوي يا ليلى الضحكة بقت بشوفها على وشوشهم قليل اوي خايف عليهم من اللي ناوين عليه….خايف اخسرهم زي ما خسرتك
تنهد بحزن متبعًا و هو ينظر للاطار الاخر الموضوع على مكتبه و جمل صورة لأحفاده جميعًا :
اللي حصل زمان غير ولادك يا ليلى موتك كسرنا كلنا يا قلب ابوكي…..سامحيني يا بنتي انا اللي بأيدي سلمتك اللي ماحفظش عليكي و لا صان الأمانة
طرق على باب المكتب يليه دخول ولده قاسم الذي ما ان رأى حالة والده ردد بحزن و ألم :
ادعيلها بالرحمة يا بابا هي في مكان احسن بكتير متغلاش ع اللي خلقها
اومأ له سليم بحزن ثم نزل الأثنان لأسفل حيث طاولة الطعام ليقول سليم بجدية :
ولاد عمتكم جايين انهاردة على العشا تبقوا موجودين كلكوا مفهوم
اومأ الجميع له ليسأل قاسم ابنته بحنان :
عندك جامعه انهارده يا زينة
نفت برأسها قائلة :
لا يا بابا معنديش محاضرات
اومأ له ثم سأل هنا التي اجابته بابتسامتها و صوتها الهادئ دومًا :
عندي محاضره كمان ساعة….هروح دلوقتي
تدخل سليم بالحديث قائلاً :
ماشي يا حبيبتي ادهم هيوصلك بما ان زينة
مش رايحه معاكي
ابتسمت هنا بهدوء لكن بداخلها كانت سعيدة و بشدة لأنها ستكون برفقة أدهم حبيبها الذي لا يراها أبدًا بل و يعاملها دائمًا بقسوة لا تعرف سببها
اختفت ابتسامتها عندما سمعته يردد بضيق :
بس كده هتأخر….خليها تروح مع السواق عشان انا هعدي على سمر خطيبتي نروح الشغل سوا
اخفت حزنها و حرجها بصعوبة قائلة :
مفيش مشكلة انا اقدر اروح لوحدي
سليم بصرامة :
اللي قولته يتنفذ يا بن قاسم فاهم
تنهد أدهم بضيق قائلاً :
حاضر يا جدي
وقف متابعًا حديثه قائلاً دون النظر لها:
يلا خليني الحق اوصلك عشان متأخرش
ذهبت معه و هي تحاول التحكم بدموعها حتى لا تخونها و تنزل أمامه ما ان غادر الاثنان
تمتمت زينة بغيظ :
انا نفسي اعرف خطيبته دي عجباه في ايه
عاتبتها والدتها و تدعي قمر قائلة :
ززينه عيب كده
زينه بضيق :
حاضر سكت يا ماما
بينما سليم كان ينظر لاثر هنا و أدهم بغموض و هو يفكر بذلك القرار الذي اتخذه !!
………..
على الناحية الأخرى
بسيارة أدهم
كان يزفر بضيق من حين لأخر مرددًا :
مكنش ناقصني غير العطله دي كمان عشان
اوصل سيادتك
ردت عليه بحزن و أعين تلتمع بالدموع :
نزلني على اي جنب و انا هروح لوحدي مفيش داعي تعطل نفسك و متخليش خطيبتك تستناك و انا لو حدي سألني هقوله انك وصلتني
كأنه كان ينتظر سماع هذا أوقف سيارته
قائلاً ببرود :
تمام اتفضلي انزلي يلا عشان متأخرش
نظرت له بصدمة و حزن و بدون كلام خرجت من سيارته و ما ان خرجت منها انطلق ادهم دون النظر خلفه لتقف هي تمسح دموعها التي تمردت و نزلت لتغرق وجهها تتساءل ماذا فعلت لتحصل على كل ذلك الجفاء و الكره منه
أوقفت سيارة أجرة متوجهة لجامعتها و ذلك السؤال الذي لم يتركها منذ سنوات يشغل عقلها
…………
بذلك القصر الكبير الذي لم تزوره سعادة او لمحة منها منذ سنوات طوال منذ أن خرجت منه هي و أبنائها كأن جدرانه أقسمت ان لا تأتي بسعادة على قاطنيه أبدًا قصاصًا لها و لابنائها
كان يجلس خلف مكتبه يمسك بيده تلك الصورة الوحيدة التي احتفظ بها منذ سنوات بعدما احرق كل شيء يتعلق بها لازال قلبه ينبض بعشقها قلبه لم يعرف الألم سوى على يدها
الجميع يظن انه قاسي بلا قلب لا أحد يعرف كم يعاني كم يتألم او هكذا هو يظن نفسه لكنه
هو من كان سبب في ذلك هو من وضع نفسه في دور المظلوم غير مقتنع بأنه ظالم و بشده
ظلم اقرب الناس إليه
كان شارد بصورتها و لم ينتبه للطرقات على باب المكتب و حينما يأس الطارق من ان يسمح له بالدخول دخل و لم تكن سوا زوجته ثريا التي ما ان وقعت عيناها على صورتها بين يديه حتى صرخت قائلة بغضب و بكاء زيفته بأحترافية شديدة :
انت لسه محتفظ بصورتها….لسه بتحبها يا يوسف بعد اللي عملته فيك نسيت هي عملت ايه نسيت خيانته ليك و انها كانت بتستغفلك طول السنين دي كلها لحد امتى هتفضل ليلى موجودة في حياتنا لأمتى هتفضل تفكر فيها و مهمشني في حياتك يا يوسف نسيت انا قبلت على نفسي ايه عشان افضل جنبك
تنهد يوسف بغضب هو ليس بحاجة ليذكره أحد كل لحظة تمر بحياته لم ينسى خيانتها أبدًا لكن ماذا يفعل بقلبه الخائن الذي لايزال يعشقها توجه حيث شرفة مكتبه ينظر للخارج مرددًا دون النظر لها :
مانستش و لا محتاج اللي يفكرني يا ثريا هي ماتت خلاص لو كانت عايشة كنت خليتها تشوف العذاب الوان على عملتها
تنهد بحزن قبل ان يتابع بعد التفت ينظر لها :
منستش يا ثريا عارف انك وقفتي جنبي كتير بعد موتها و قبلتي اللي مفيش زوجة تقبله بس غصب عني صدقيني مش بأيدي
ثريا بدموع و بحب اجادت تصنعه :
انا عملت كده عشان بحبك يا يوسف بحبك اكتر من اي حد
احتضنها مرددًا بحنان :
خلاص اهدي ياثريا….انا اسف
ما ان عانقها تحول ذلك الحزن الذي ترسمه على ملامح وجهه لابتسامة ماكرة…خبيثة مثل صاحبتها تمامًا سعيدة لأنها تستطيع التأثير عليه اما عنه يظنها ملاك و في الحقيقة أبليس بذاته يتعلم منها
خرجت ثريا من احضانه قائله بابتسامة و هي تجفف دموعها بيدها :
ماما سعاد مستنياك على الفطار تحت يلا
اومأ لها و توجه الاثنان لغرفة الطعام حيث ينتظره الجميع جلس على يمين والدته التي تترأس المائده بينما على يسارها يجلس أخيه الأصغر جمال
القى الصباح على الجميع باقتضاب اعتاد عليه الجميع منذ سنوات :
صباح الخير
ردد الجميع الصباح عليه ثم عاد كلاً منهم للصمت مرج أخرى الجميع لم يقطعه سوى سؤال جمال :
لسه معرفتش يا محسن مين اللي عمل كده في و حرق المصنع و المخزن
محسن بغل و غضب :
لا بس مسيري اعرفه و مش هرحمه ساعتها
يوسف بهدوء :
كله هيبقى تمام تتعوض الخسارة في حاجة تانية ان شاء الله و الحمد لله انها جت على اد كده لو احتاجت حاجة متتردتش تطلبها مني
ابتسم له محسن بشكر و بداخله يتوعد بالويلات لمن فعل به هذا !!!
عاد الجميع للصمت مرة أخرى لكن تلك المرة قطعه صوت سارة ابنة ثريا من زواج سابق و هي تقول برقة و تضع يدها على يد إلياس الابن الأكبر لجمال العمري :
ممكن توصلني يا الياس في طريقك النادي اصل عربيتي لسه في الصيانة
ابعد يدها عنه قائلاً بضيق :
طب يلا عشان اتأخرت
وقفت سريعًا قائلة و هي تمشي خلفه :
ميرسي يا إلياس
لكن اوقفه صوت جدته التي نظرت له قائلة بغموض و بنظرة لم يفهمها سوى الاثنان :
متنساش اللي قولتلك عليه يا إلياس
زفر بضيق ثم اومأ لها برأسه و غادر سريعًا و خلفه سارة بينما ثريا و شقيقها و يدعى محسن الذي يقيم بالقصر معهم تبادلوا النظرات بحيرة كلاهما يفكر ماذا أرادت سعاد من إلياس !!!
…………
بشركة العمري
كانت يقف ينظر للشارع من خلاص الزجاج الشفاف الذي يسمح له برؤية من بالخارج و العكس لا
يفكر بحديثه ما جدته و ما طلبته منه ليلة أمس :
انا عايزة احفادي يا إلياس عمك غضبه عاميه عن كل حاجة حتى ولاده اللي من صلبه..انا عايزة اجمعه بولاده و ارجع كل حاجة زي ما كانت زمان قبل ما اقابل وجه كريم عايزة اشوف احفادي كلهم حواليا قبل ما اموت
تنهد بعمق يفكر ما سيحدث ان اجتمع أبناء عمه بوالدهم و بالعائلة بعد كل تلك السنوات بالطبع سيحدث صدام قوي و ما سيحدث لن يكون
خير أبدًا…..لكنه بكل الاحوال سيحقق رغبة جدته
لذا أمر رجاله بالبحث عنهم !!!
……….
بنهاية اليوم كان أحد رجاله يأتي بملف به كل المعلومات عنهم بعد انصرافه فتح إلياس الملف يتفحصه بفضول و بعد أن انتهى وجد صور لهم جميعًا و بأخر صورة توقفت عيناه على صورتها ملامحها كانت و لازالت محفورة بعقله منذ الصغر ابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتيه و لمحات من الماضي تذكرها الآن ليجدد نفسه يردد ذلك الاسم الذي كان يناديها به منذ سنوات قبل أن يحدث
ما يحدث :
حياة إلياس !!!
…………..
ما ان عاد من عمله توجه لغرفة جدته مباشرة
قائلاً بابتسامة :
عرفت عنهم كل حاجة كانوا عايشين في لندن من حوالي خمس سنين و شوية و رجعوا من كام شهر عايشين في فيلا لوحدهم و كمان عندهم مجموعة شركات…..قص عليها كل المعلومات التي وصلت له بذلك الملف و بعد أن انتهى أخذت منه العنوان قائلة بغموض :
خلينا ننزل في كلام لازم الكل يسمعه !!!
نفذ ما قالت و بعد وقت قصير بالأسفل كانت صدمة تحل على الجميع عندما قالت بصرامة :
انا جبت عنوان احفادي….ولادك يا يوسف و بكره هنروح نشوفهم كلنا بلا استثناء
انتفض من مكانه قائلاً بغضب :
انا ماعنديش ولاد
ردت عليه بصرامة :
لا عندك يا يوسف عندك كفاية عند بقى انت لو مفكر انك كده بتعاقب ليلى ع اللي عملته زمان بأنك تتخلى عن ولادك و تيتمهم و تسيبهم في الدنيا لوحدهم عشان توجعها في اكتر حاجة هي بتحبها تبقى غلطان انت بتعاقب نفسك قبلها محدش باقيلك الحق ولادك يا يوسف
يوسف بسخرية و حدة :
مكنش ده كلامك من سنين كنتي ساكتة و ما اتكلمتيش اشمعنا دلوقتي جاية تقولي احفادي و الحق ولادك
بغضب نطقت اسمه و اكتفت بالصمت بعدها فلا يوجد ما تقول سوى انها بعد أن رفض الخمسة رؤيتها عدة مرات بعد وفاة والدتهم بسبب كلامها و ما قالته عن والدتهم ذلك اليوم منعها كبريائها و كرامتها من ان تحاول رؤيتهم مرة أخرى و قد ألهتها الحياة و انشغلت بأحفادها الآخرين هي مخطئة و لا تنكر ذلك لكنها افيقت و تتمنى ان تصلح ما حدث بالماضي تنهدت بعمق قائلة بصرامة و نبرة غير قابلة للنقاش :
هي كلمه كلنا هنروح بكره يا يوسف يا كده يا أما تنسى أن ليك أم زي ما أنا هنسى انك ابني
قالتها ثم غادرت و تركت يوسف يشتعل غضبًا بينما ثريا أخذت تتبادل النظرات مع محسن و الاثنان كلاهما يحاولان رسم الهدوء على ملامح وجهما بعد ما قالته سعاد و كلاهما يردد بداخله المصائب لا تأتي فردًا اولا الحريق الذي اعادهم لنقطة الصفر من جديد و الثاني عودة من حرص الاثنان على ابعادهم عن ذلك القصر لسنوات !!!!
…………
في صباح اليوم التالي
بفيلا الأدم استيقظ الخمسة و كعادتهم كل صباح يمارسون الرياضة و بعدها يؤدي كلاً منهم فرضه و يستعدوا للذهاب لأعمالهم لكن اليوم غير !!!
تعالى رنين جرس المنزل ذهبت فرح لكي تفتح و ما ان فتحت تفاجأت بعد كبير من الناس ليقول رجل يبدوا انه بأواخر الخمسين من عمره :
عايزين نقابل أدم او أي حد من اخواته لو موجودين
اومأت له قائلة :
كلهم موجودين مين حضراتكم
– قوليلهم جمال العمري !!
حاضر اتفضلوا
ادخلتهم الصالون الذي يوجد أمام الدرج الذي يصل للطابق الثاني و عندما جاءت لتصعد فرح حتى تخبرهم بالضيوف وجدت حياة تنزل الدرج تعبث بهاتفها و خلفها ينزل أمير الذي كان مشغول بطي أكمام قميصه لكن ما ان وقعت أعين الاثنان عليهم تصنم كلاهما بمكانه !!!!!
……….
البارت خلص ♥️
مستنية رأيكم يا بنات في البداية بكل صراحة ♥️
سبب كره أدهم لهنا أيه….؟؟
ليلى خاينة فعلا و لا لأ…..؟؟
رد فعل الأخوة ايه بعد ما شافوا عيلة العمري
بعد سنين….؟؟
↚
في صباح اليوم التالي
بفيلا الأدم استيقظ الخمسة و كعادتهم كل صباح يمارسون الرياضة و بعدها يؤدي كلاً منهم فرضه و يستعدوا للذهاب لأعمالهم لكن اليوم غير !!!
تعالى رنين جرس المنزل ذهبت فرح لكي تفتح و ما ان فتحت تفاجأت بعد كبير من الناس ليقول رجل يبدوا انه بأواخر الخمسين من عمره :
عايزين نقابل أدم او أي حد من اخواته لو موجودين
اومأت له قائلة :
كلهم موجودين مين حضراتكم
– قوليلهم جمال العمري !!
اومأت له قائلة بتهذيب :
حاضر اتفضلوا
ادخلتهم الصالون الذي يوجد أمام الدرج الذي يصل للطابق الثاني و عندما جاءت لتصعد فرح حتى تخبرهم بالضيوف وجدت حياة تنزل الدرج تعبث بهاتفها و خلفها ينزل أمير الذي كان مشغول بطي أكمام قميصه لكن ما ان وقعت أعين الاثنان عليهم تصنم كلاهما بمكانه !!!!!
فرح بهدوء :
حضراتهم كانوا بيسألوا عليكم
لم يجيب عليها أحد لتستشعر هي حرب النظرات بين الجميع غادرت الغرفة بهدوء دون حديث اقتربت سعاد من حياة التي كانت تقف أمام أمير لكي تحتضنها بسعادة و دموع لكن الأخرى ابتعدت للخلف عدة خطوات ما ان اقتربت منها و كأنها وباء سيصيبها قائلة بهدوء يسبق العاصفة :
بـره !!!
ما قالته لم يستغرب منه أحد فهو شيء متوقع لكن نظراتها المشمئزة التي تصوبها على الجميع أثارت غضب البعض و كان هو أكثرهم
ليأتي من الخلف صوت أدم و هو ينزل الدرج و خلفه أوس و ريان قائلاً بسخرية :
تؤ تؤ….كان نفسي اقولكم نورتوا البيت بس اللي زيكم يضلموا اي مكان يدخلوه بإستثناء البعض طبعًا لأني مش باخد حد بذنب حد
قال الأخيرة و هو يصوب نظرات سخرية حيث يوسف الذي بادله نظرات سخرية مماثلة
سعاد بدموع و حزن :
يا بني انا بس كنت حابة اشوفكم انا حاولت زمان اشوفكم بس…….
قاطعها أوس قائلاً بسخرية و قسوة :
بس زهقتي…مليتي….انتي اصلا محاولتيش زمان انتي اللي عملتيه زمان انك قولتي اعمل اللي عليا كأنك مصدقتي و اتخلصتي منا يا سعاد هانم
تدخلت ثريا بالحديث قائلة و بسخرية :
عندها حق لما تصدق تتخلص منكم كفاية العار اللي امكم ماتت بيه ده كفيل يخلي أي حد يتكسف يقرب من اي شئ يخصها و لا ايه
حياة بسخرية و لولا يد شقيقها ريان التي منعتها من ان تذهب و تزهق روحها في الحال :
والله هو لو هيبقى فيه عار بجد يخلي اي حد يتكسف يقرب منه فعيلة العمري تبقى اكبر عار
تدخل محسن بالحديث قائلاً بسخرية :
اظن مفيش عار اكتر من ان الزوجة تبقى خاينة و مقضياها مع كل واحد شوية ما…
لم يكد يكمل حديثه لتخترق تلك الرصاصة التي خرجت من سلاح أوس الذي فقد اعصابه بعد استماعه لكلمات ذلك الحقير عن والدته لتصيب كتف الأخر قائلاً بغضب :
ورحمة امي ما هرحمك يا…..
بينما أمير لم يتمالك نفسه هو الاخر ليقترب من الاخر يلكمه بقوة اوقعته ارضًا يصرخ من الألم تدخل ادم و ريان كلاهما يبعد اوس الذي انضم لأمير منهالين على الآخر بالكدمات بينما حياة توقفت مكانها تنظر لثريا التي استطاعت ان ترى حياة الخوف بعيناها بكل سهولة
مش جايبينه من بره ده حتى في مثل بيقول اللي بيته من ازاز يا يوسف باشا
تبادل يوسف النظرات الغاضبة مع أبنائه بينما إلياس و مازن شقيقه الأصغر قاموا بأسعاف محسن الذي فقد وعيه على الفور اقتربت سعاد منهم قائلة برجاء و دموع :
ملكيش خاطر يا سعاد هانم و الباب دخلتوا منه ياريت تخرجوا منه ولاد ليلى الجارحي مش بيرحبوا بأي حد من اللي قتلوا أمهم
ياريت تتفضلوا تمشوا انتوا مش مرحب بيكم هنا
بينما ادم تابع بسخرية :
نصيحة مني الحقوا استمتعوا بشوية هدوء الايام دي لان بعد كده مش هتلاقوه
غادر الجميع خلف مازن و إلياس و الغضب يسيطر على بعضهم و الحزن على البعض الاخر بينما تلك الجميلة كانت تقف بجانبهم و عيناها لم تفارق النظر لذلك الذي خطف قلبها منذ سنوات طوال
حبيب طفولتها و مراهقتها تتساءل هل لازال يتذكرها ام نساها و الأسوأ هل أصبح يكرهها مثلما يكره عائلتها بأكملها !!!
بعد أن غادر الجميع أوس بجدية و الخمسة يتبادلون النظرات بغموض :
اظن لازم ناخد الخطوة التانية بسرعة !!!
……….
كان الخمسة مجتمعين على مائدة الطعام مساءًا يتناولون طعام العشاء سويًا كما اعتادوا في صمت قطعته رحمة المربية الخاصة لهم منذ الصغر :
ادم يا بني كنت عاوزة اطلب منك طلب
ادم بجدية و احترام :
اتفضلي تحت امرك
رحمة بحزن :
اختي زي ما انت عارف اتوفت و كان عايش معاها بنتي نوران و بنت اختي الله يرحمها كمان انا خايفة عليهم من العيشة لوحدهم في شقة بعيد عني كنت عاوزة اجيبهم يعيشوا معايا هنا….مش هنعمل اي ازعاج خالص و…..
عاتبتها حياة قائلة بعتاب :
ايه اللي بتقوليه ده بس يا داده ازعاج ايه دول ينورا البيت….ده بيتك زي ما هو بيتنا بالظبط تجيبي فيه اللي انت عوزاه
أمير و هو يقبل يدها قائلاً بمرح و غزل :
انتي صاحبة البيت يا قمر و احنا ضيوف عندك يا جميل انت
ضحكت رحمة بسعادة قائلة :
متحرمش منكم يا ولاد تعيشوا يا ولاد الأصول
ادم بابتسامة :
شوفي اليوم اللي هيجوا فيه و انا ابعت السواق يجيبهم لحد هنا
ابتسمت بسعادة مربتة على كتفه قائلة :
تسلم يا غالي يا بن الغالية
ابتسم الخمسة بحزن عند ذكر والدتهم الحبيبة لتخبره رحمة بإنهم سيأتوا بعد غد
اومأ لها ادم بصمت قبل أن تغادر بينما بنفس اللحظة وصلت رسالة لهاتف أوس ما ان فتحها ابتسم لهم قائلاً بمكر :
حصل
ابتسم الجميع بمكر كلاً منهم يتخيل ردة فعل الجميع على ما سيحدث غدًا !!!!
……….
مر يومان دون أحداث تذكر سوى خروج محسن من المستشفى و تراجع عن رغبته بتقديم بلاغ ضد أوس لمحاولة قتله بأمر من سعاد و جمال
اما يوسف فهو منذ أن عاد ذلك اليوم و هو دائم الشرود يشعر بالذنب تجاههم و بنفس الوقت يشعر بالغضب من ذاته لشعوره هذا
كان الجميع يجلسون ببهو القصر فاليوم هو عطلة للجميع ليتفاجأ كلاً منهم بدخول ادم المفاجأ للقصر بينما يسير خلفه إخوانه و عدد من الحراس يسير خلفهم انتفض يوسف قائلاً بغضب :
مين دخلكم هنا….اطلعوا بره
ادم ببرود و سخرية :
والله لو حد المفروض يطرد التاني فيبقى انا يا يوسف يا عمري
إلياس بغضب :
انت بتقول ايه اتلكم عدل و وضح كلامك يا أما تتفضل تطلع بره
ادم بسخرية :
هقولك بردو نفس الكلام اللي قولته لعمك محدش من حقه يقول مين اللي يفضل و مين اللي يمشي في البيت ده غير شخص واحد بس انا…ادم الجارحي
قال الأخيرة و هو يشدد على اسم عائلة والدته ليوضح للجميع و بالأخص ذلك الذي تخلى عنهم قديمًا انه يشعر بالنفور من اسمه و اسم عائلته
تابع أمير بسخرية :
قصر عيلة العمري مالكه واحد بس ادم !!
تدخل محسن قائلاً بغضب :
انت اتجننت قصر عيلة العمري متسجل باسم الابن الأكبر لكمال العمري ازاي بقى اخوك بيملكه و لا انتوا جاين تنصبوا و مش مكفيكم اللي عملته….
قاطعه اوس قائلاً بغضب و قوة :
الرصاصة المرة الجاية كانت في دراعك المرة الجاية هتبقى في نص راسك لو ما حطتش لسانك جوه بوقك و فضلت قاعد زي الكرسي اللي قاعد عليه
ثريا بغضب و حدة :
ايه قلة الذوق دي انتوا فعلا ناقصين تربية زي اللي خلفتكم و اللي متستاهلش حتى اجيب سيرتها على لساني
اقتربت منها حياة بهدوء بث الرعب بداخلها حتى وقفت أمامها مباشرة قائلة :
في حاجة ليكي عندي من زمان و اظن جيه الوقت عشان تاخديها يا ثريا
ثريا بتوتر و خوف :
حاجة ايه !!!
بلحظة كانت ثريا تسقط على الاريكة من خلقها بعدما هوت حياة بكف يدها على صدغها بصفعة قوية قاسية تمنت ان تنهال بعدها عليها بالمزيد لكنها تحمت بذاتها قائلة بقوة :
القلم ده انا و انتي عارفين انا خدته منك امتى و اهو بيتردلك يا ثريا و لسه الباقي كله هيتردلك و قريب
يوسف بغضب مقتربًا منها يرفع يدها لكي يصفعها قائلاً بغضب :
انت قليلة الادب ازاي ترفعي ايدك عليها
لكن يد ادم كانت الأسبق و مسكت يده مانعًا اياه من صفع شقيقته قائلاً بقوة :
لسه متخلقش اللي يرفع ايده على حياة الجارحي طول ما أخواتها موجودين على وش الدنيا
قالها ثم ترك يد يوسف ببرود ليتابع ادم بقوة و هو يأخذ بعض الأوراق من يد احد رجاله :
ده ورق يثبت ملكيتي للقصر و مش مزور و الامضى اللي عليه مش مزورة و لا حاجة تقدر ترفع قضية و تتأكد و تعمل كل اللي انت عاوزه
اختطف يوسف الورق منه بعنف لتشتعل عيناه بغضب شديد و لا يعرف كيف وقع تلك الأوراق و كيف جاءت امضته عليها أوس بسخرية :
اتأكدت يا يوسف باشا
نظر يوسف لهم بغضب و إلياس كان يتابع بهدوء شديد و عيناه مصوبة على والده الذي لم يتفاجأ مثل الباقين و كان هو الوحيد الذي لاحظ هذا الشئ فهو حتى الآن لم يغضب لم يثور و لم يتكلم
ادم بسخرية :
يعني حضراتكم دلوقتي قاعدين في قصري
تدخل مازن قائلاً بغضب :
ده نصب و احتيال
ادم ببرود :
اه نصب و احتيال
مازن بغضب :
ايه البجاحة دي انا مشوفتش كده
جمال بصرامة مشيرًا لأبنه بأن يصمت :
مازن
زفر مازن بضيق و الغضب يتملكه من طريقة الخمسة التي تشعل الغضب بأي شخص
إلياس ببرود :
عايزين ايه من الاخر
ادم بسخرية :
الأكيد انه مش خير كل اللي هنعمله ان احنا الخمسة هنعصر على نفسنا لمونة و هنعيش هنا فترة صغيرة….بس طبعا بقواعد خاصة بينا
إلياس ببرود :
اللي هي ايه بقى ان شاء الله
أوس ببرود :
هتعرفها بعدين مش دلوقتي
أمير ببرود :
الأوض الفاضية اللي هنا فين
فرحة زوجة جمال بابتسامة :
فوق هوصلكم بنفسي
ابتسم لها الخمسة بصفاء و حب فهم لم ينسوا صداقتها بوالدتهم و علاقتها الطيبة معها بل و ايضًا دفاعها عنها و عدم تصديق لأي حديث ذكر بحق والدتهم الحبيبة بل و ايضًا لم تنساهم و ظلت تتسأل عنهم حتى سافر الخمسة للخارج و بعدها لم يعد يتواصلون معها
تعجب الجميع من تغير نظراتهم لفرحة و ابتسامتهم لها قبل أن يصعد ادم الدرج همس بصوت خفيض لمحسن و ثريا فكان الاثنان يقفان بجانب بعضهم :
We are back !!!
توسعت اعين الاثنان بصدمة و هنا علموا من قام بذلك الحريق و هنا علم الاثنان ان القادم سيكون أسوأ !!!!
………..
مساءًا نزلت حياة بهدوء لحديقة القصر الذي لم تدخله منذ خمسة عشر عامًا لم تتغير كثيرًا ببطئ اقتربت من تلك المنطقة تحديدًا و القريبة من باب القصر الداخلي ثم جلست ارضًا تتحس ذلك المكان بيدها و هي تبتسم هنا اخر مرة رأت والدتها و هي تبتسم اغمضت عيناها بحزن و هي تتذكر ما حدث هنا و بذلك اليوم الذي تغيرت حياتهم رأسًا على عقب
Flash Backp
كانت تجلس هي و والدتها بحديقة القصر و يحاوطها ألعابها الكثيرة التي دائمًا ما كان يغرقها بها والدها الحنون لاحظت والدتها التي تجلس شاردة حزينة اقتربت من والدتها قائلة ببراءة و قد كانت حينها في الخامسة و النصف من عمرها تقريبًا :
مالك يا مامي زعلانه ليه
ابتسمت ليلى لها مقبلة وحنتها قائلة بحنان :
مفيش يا حبيبتي
حياة بنفي و غضب طفولي :
لأ انتي زعلانة بسبب الست اللي بابي جابها تعيش معانا و كل شوية بتضايقك
كادت ان ترد عليها لكن قاطعها صوت بغيض تمقته و بشدة قائلاً :
ازيك يا مدام ليلى
ليلى لحياة بابتسامة حنونة :
روحي كملي لعب يا حبيبتي
اومأت حياة لها و هي تبعد يد محسن التي تداعب وجنتها بسماجة التفتت ليلى قائلة له بضيق :
خير يا استاذ محسن حضرتك محتاج حاجه
محسن بمكر قبل أن يخرج زجاجة صغيرة و بلحظة قام ينثر منها رزاز على وجهها لتسقط فاقدة للوعي بين يديه بينما الصغيرة كانت تعطيهم ظهرها و لم تنتبه لما يحدث :
عايزك انتي يا قمر
بعد أن تقدم بضع خطوات من باب القصر الداخلي انتبهت حياة له و هو يحمل والدتها الفاقدة للوعي لكن توقفت عندما شاهدت زوجة والدها البغيضة التي تمقتها بشدة تعجبت من وجودها فمن المفترض انه لا يوجد أحد بالقصر قبل أن تقترب منهم أستمعت لمحسن قائلاً بمكر و وقاحة و هو ينظر لجسد والدتها بنظرات غير بريئة بالمرة :
خدرتها يا ثريا هطلعها فوق و انتي تعالي ورايا انتي و الراجل اللي بره ده مع اني كان نفسي اتولى انا المهمة الرائعة دي
ثريا بضيق :
مش وقته أنجز بسرعة قبل ما يرجعوا
صعد بها محسن لأعلى لتقوم ثريا بتجريدها من ملابسها سريعًا ثم دثرتها بالفراش و هي فاقدة للوعي لا حول لها و لا قوة بينما تلك الصغيرة ما ان صعدت الدرج خلفهم و شاهدت ما يفعلوه بوالدتها صرخت قائلة بغضب طفولي هي لم تستوعب و لا تفهم ما يحدث خاصة بعمرها الصغير لكنها شعرت بأن ما يفعلوه بوالدتها ليست بجيد أبدًا :
انتوا بتعملوا ايه في مامي
انتفضت ثريا بخوف قائلة بغضب لمحسن :
انت مخدرتهاش
محسن بضيق :
نسيت خالص
أطلقت سباب لاذع من بين شفتيها قبل أن تجذب الصغيرة من يدها قائلة بحدة :
عارفة لو قولتي لحد ع اللي شوفتيه ده يا بت انتي وشرفي لأخليكي تحصلي امك
تحركت الصغيرة بعنف تحاول أبعاد يد تلك الحقيرة عنها لكنها صرخت بألم و انفجرت باكية عندما صفعتها تلك الحقيرة بقسوك لعلها تكف عن الحركة جذبها محسن من يدها بعنف و هو يكمم فمها قائلاً بسرعة :
نادي ع الراجل اللي تحت بسرعة خلينا نخلص
هما على وصول
بالفعل صعد الرجل و كما اتفق مع الاثنان استلقى على الفراش بجانب ليلى التي لازالت فاقدة للوعي
لتقول ثريا بمكر و شماتة :
كده يوسف هيصدق انها بتخونه واكيد هيقتلها
محسن بسخرية غير مبالي بتلك الصغيرة التي تستمع لكل شيء :
يوسف ده أكبر غبي شوفته في حياتي تفتكري هيعمل ايه لما يعرف ان الخاين اللي بجد هو انتي و اني مش اخوكي
ثريا بحدة :
اخرس خالص لحد يسمعك خلينا نمشي بسرعه زمانهم على وصول
حياة ببكاء بعد أن ابعد محسن يده عن فمها
حتى لا تصرخ :
انتوا بتعملوا ايه في مامي انا هقول لبابي عليكم
سمع محسن و ثريا أصوات تأتي من الأسفل ليركض الاثنان مختبئين بمكان يتيح لهم رؤية ما يحدث دون أن يراهم يوسف كان محسن يكمم فم حياة بقوة متحكم بها حتى لا تصدر اي صوت بينما ثريا تراقب بلهفة ما سيحدث خاصة بعدما رأت ليلى بدأت تستعيد وعيها قليلاً
دخل يوسف الغرفه و ترك أبنائه بالأسفل بعدما عادوا من زيارة قبر والده الراحل ثم صعد الى غرفته يبحث عن زوجته حتى يعتذر منها عما فعله
لكن تصنم جسده و صدم مما رأى زوجته برفقة رجل أخر و على فراشه لحظات و افيق من صدمته ثم انقض على الرجل الذي بجانبه ينهال عليه بالعديد و العديد من اللكمات لكن الاخر استطاع ان يخلص نفسه بصعوبة و فر هاربًا بينما هو توجه إلى ليلى يصفعها عدة. صفعات غير منتبه لحالة التيه التي هي بها بقى يصفعها بقوة و هو يسبها بأسوأ الألفاظ ركلات و لكمات لم يرحمها أبدًا اما تلك الصغيرة كانت ترتجف بخوف بين يدي ذلك الحقير الذي لا يزال يكبلها و هو ينظر لما يفعله يوسف بسخرية و كذلك ثريا التي كانت تنظر لما يفعله بسعادة و شماتة
يوسف بغضب و هو يجذبها من خصلات شعرها :
خونتيني ليه يا…..ده انا ما حبتش حد زيك بس انت…..متستاهليش الحب ده و ديني لاشرب من دمك يا خاينة يا……
بأهمال وضع ذلك الاسدال على جسدها العاري ثم قام بجرها على الدرج حتى الأسفل بدون شفقة ركض إليها أبنائها يتفحصون والدتهم التي كانت بحالة يرثى لها و الدماء تغرق جسدها و وجها بأكمله
كانت حياة تسمع كل ذلك لكنها لم تستطيع الصراخ او ان تركض لوالدتها بسبب ذلك الحقير الذي يكبلها بقوة و يكمم فمها تحركت بعنف و هي تركل بقدمها في الهواء ثم بحلظة فتحت فمها و قامت بدب أسنانها الصغيرة بكف يده الذي يضعه على شفتيها ليفلتها الأخر متالمًا لتركض الأخرى سريعًا قبل أن يلحق احد من الاثنان لها نزلت للأسفل حيث والدتها تبكي بقوة
يعاد بغضب و هي تنظر ليوسف :
في ايه ازاي تمد ايدك على مراتك كده انت
اتجننت يا يوسف
يوسف بغضب جحيمي :
بن….كانت مع عشيقها في اوضة نومي و على سريري ال….بتخون يوسف العمري
بوقت واحد صرخ شقيقه و زوجته و والدته :
مستحيل
يوسف بحدة و غضب و هو يركلها بجانبها :
انا لسه شايفها هنا وهي في حضن الزباله فوق بس اب…..هرب و رحمة ابويا لأجيبه لو في آخر الدنيا
ليلى ألم لا يحتمل و لازالت لا تفهم ما يحدث :
مظ..ل…ومة
يوسف بقسوة و هو يجذبها من خصلات شعرها لخارج القصر و أبنائها يركضون خلفها :
اخرسي يا…..هتكدبيني و انا شايفك بعيني
حاول الجميع تخليصها من بين يديه بكم دون فائدة توجه لباب القصر الخارجي المواجه للطريق السريع ثم دفعها ارضًا لتقف هي بصعوبة و جسدها يترنج يمينًا و يسارًا لتأتي سيارة مسرعة من الخلف لتصدمها بقوة لتقع غارقة في دمائها ركض الجميع بها سريعًا تحت نظرات سعيدة متشفية من ثريا و محسن و لكن الخوف ايضًا متملك منهم بسبب ما سمعته تلك الصغيرة
حملها جمال سريعًا للمستشفى بعدما قام بقياس نبضها ليجده ضعيف جدا اما عنه مصدوم هذا حاله الآن……علم الجميع ما يحدث و جاءت عائلتها للمستشفى بعد معرفتهم بأنها تعرضت لحادث
.
.
بعد وقت طويل
– احنا عملنا اللي علينا بس للأسف الحادثه كانت جامده مقدرناش ننقذها هي و الجنين…البقاء لله
قالها الطبيب بأسف ثم غادر تزامنًا مع صراخ والدتها الذي يمزق القلوب و بكاء أبنائها
الجميع خيم عليهم الحزن عداهم كلاهما استمع للخبر من هنا ثم تبادلوا النظرات بخبث و مكر لنجاح خطتهم نظرات التقطتها أعين تلك الصغيرة التي كانت تناظرهم بغل و غضب لا يتناسب مع عمرها
وقعت عيناها على والدها ايضًا….والدها الذي منذ ساعات كان لها الأب الشجاع الفارس الحنون اما الآن لا تراه سوا قاتل والدتها بغضب طفولي و دموع تغرق وجهها الصغير اقتربت منه صارخة عليه بغضب و هي تدفعه بيدها الصغيرة بقدمه :
انا بكرهك…انت وحش انت اللي خليت ماما تبعد عني انا بكرهك
رغم ان وفاتها زلزلته من الداخل و احزنته و بشدة و لولا أن يقف بينهم و خوفه على رجولته و كرامته بعد ما فعلت لكان بكى و ركض مهرولاً حيث توجد هي و بكى و احتضنها لآخر مرة الا ان غضبه و غيرتها تحكمت به غضبه منها و تسرعه جعله قال و فعل ما سيندم عليه طوال حياته دفع الصغيرة بعيدًا عنه حتى سقطت ارضًا و انجرحت يدها صارخة بألم ليركض اخوانها إليها كل منهم يتفحصها بقلق مصدومين بكل ما يحدث حياتهم أصبحت رأس على عقب بيوم و ليلة
لكن ما حطم قلوبهم ايضًا و جعلها تنشطر لنصفين كلمات والدهم الغاضبة التي لم يكن احدًا منهم يتوقعها خاصة بهكذا موقف رغم صغر سنهم الا ان تلك الكلمات حفرت بقلوبهم لن و لم ينساها الخمسة أبدًا :
دول مش ولادي انا مش عاوز اشوفهم كفايه اني كل ما هشوفهم هيفكروني بخيانتها انا مش عايزهم اي يضمني ان هما ولادي ما هي خاينة و اكيد مدوراها مع اكتر من واحد
نظرة خذلان و حزن رمقها به ادم اكبر ابنائه و البالغ من العمر خمسة عشر عامًا كاد قاسم ان يهجم على يوسف لكن اوقفه ادم ممسكًا بمعصمه و عيناه لازالت مثبته على والده الذي لوهلة شعر بالحزن و الندم لما قال لكن غضبه منها و من ما فعلته كان أكبر أراد أن يؤلمها حتى بعد وفاتها حتى لو كل ما سيفعله سيطول أبنائه
اقترب منه ادم قائلاً بقوة لا تناسب سنه لكنها من الآن تحديدًا اقسم ان يتحلى بها طوال حياته ليحمي اخوته بعد تخلي والدهم الصريح عنهم :
ورحمة امي اللي لسه ميتة لبكره يجي و تندم
حق امي مش هيروح هدر و لا هتنازل عنه ابدا و السنين بينا ان ما كنش دلوقتي فهيكون بعدين
اقترب منه أوس ابنه الثاني متابعًا حديث شقيقه بقوة مماثلة تعكس ما يشعر به الآن :
اللي حصل انهاردة و اللي قولته هيفضل بينا و بينك العمر كله انت اتنازلت عنا دلوقتي و طول عمرك تقولنا اللي يبيعك بيعه و احنا مش بنشتري اللي يبعنا….احنا اللي مش عاوزينك يا…يا يوسف باشا
ضم آدم أخوته لصدره بينما تلك الصغيرة دموعها تنزل بصمت و لازالت تصوب نظرات حاقدة غاضبة تجاه من كانوا سبب بمقتل والدتها نظرة لا تناسب طفلة بعمرها نظرة تعني انها ستعود يومًا و
لكن أقوى !!!
من هنا و بتلك اللحظة تحولت حياة الخمسة
مئة و ثمانون درجة بتلك اللحظة بداخل كلاً منهم كسر جزء بأعماقهم لن يعود كما كان بالسابق
Back
افيقت من شرودها بذلك الماضي الأليم و تلك الأيام التي قضتها كيف دخلت المدرسة لأول مرة بمفردها دون والديها كيف كانت تستمع لكلمات سامة بحق والدتها من الجيران او الأقارب بسبب ثريا التي اذيعت بين الجميع أن والدتها كانت تخون والدها اغمضت عيناها و فتحتها عدة مرات حتى لا تسمح لدموعها بالسقوط كم تكره ذلك القصر و كل من بداخله ليس بهين أبدًا عليها ان تعيش بنفس المكان التي طردت منه هي و الدتها و اخوانها منذ سنوات بل و قتلت والدتها فيه كانت شاردة و لم تنتبه لذلك الذي يقف بشرفة غرفته يراقبها بشرود فضول حزن اشياء كثير يشعر بها نحوها
……….
في صباح يوم جديد كان الجميع مجتمعين على طاولة الطعام كلاً منهم يتناول الإفطار بذهن شارد نزل الخمسة للأسفل بهيبة و وقار بث الرعب بداخل ثريا و محسن الذين رغم القوة التي يظهرونها إلا أن بداخلهم يرتعد من الخوف من القادم
سعاد بلهفة و هي تشاهد الخمسة متجهين للخروج فقد كانت السفرة متصلة ببهو القصر و تطل على الصالون الكبير :
استنوا يا ولاد تعالوا افطروا
نظرت لها حياة بسخرية و بداخلها مندهشة مما تقول كيف لها أن تتعامل هكذا بكل بساطة و كأنها لم تتخلى عنهم مثل ابنها منذ سنوات تجاهل الخمسة الرد عليها ليقول ادم بقوة :
الخدامين فضوا أوضتين من اوض الخدم قبل المغرب تكون ثريا هانم و اخوها ناقلين حاجتهم هناك
محسن بغضب :
انت اكيد اتجننت
ثريا بغضب مماثل :
اوض خدم ايه اللي عايزني انقل حاجتي فيها جرا لعقلك حاجة
يوسف بغضب و هو يقف أمامهم :
انا صبري بيه حدود بلاش اوريكم الوش التاني و اللعب هيبقى بقسوة فعلا و هتكووا خسرانين
خرج ريان عن هدوءه و اتخاذه دور المستمع لوقت طويل قائلاً بسخرية مريرة :
كل وشوش يوسف العمري شوفناها من زمان و عارفينها و خافظينها صم اما القسوة فاحنا اتعلمناها منك يا يوسف باشا و انت كنت استاذ فيها
نظر له يوسف للحظات بصمت قبل أن
يقول بغضب :
مراتي مش هتنزل اوض الخدامين و اخبطوا راسكم في الحيط
أوس بتحدي :
مراتك هتنزل اوض الخدامين و لو عندك اعتراض تقدر تنزل معاها مش هنقولك لأ
سارة بغضب :
مامي مش هتعمل اللي بتقوله عليه و لو ع القصر اشبعوا بيه احنا هنسيبه و نمشي مش كده يا بابا
قالتها و هي تنظر ليوسف الذي
قال بتحدي و حنان :
صح يا روح بابا
ذلك الحوار الصغير الذي دار بين الأثنان للحظات و بكلمات بسيطة شق قلب الخمسة لنصفين سبب لهم جرح غائر أخر حنون على تلك الغريبة و قاسي بلا قلب معهم
ابتسم أمير بسخرية
قائلاً بثقة و هو ينظر لثريا و محسن :
نظر يوسف لثريا التي صرخت قائلة :
مش هسيب بيتي ليكم و هفضل في اوضتي و ابقى وروني هتعملوا ايه يا ولاد ليلى
أدم بقوة :
يا اوض الخدم يا تطلعوا بره القصر خالص قدامكم لحد المغرب يا تطلعوا يا تفضلوا بقواعدي
سارة بغضب :
ما تقول حاجة يا خالو انت و ماما ساكتين ليه هتفضلوا قاعدين هنا فعلا ردوا عليا
محسن بغضب :
انزلي من على وداني دلوقتي يا سارة مش فايقلك
حياة بسخرية و هي تنظر لمحسن و ثريا :
براحة عليها يا محسن دي حتى بنتك !!!
…………
↚
دهش الجميع مما قالت بينما ثريا و محسن تبادلوا النظرات بزعر و كلاهما يبتلع ريقه بخوف
ابتسمت حياة ساخرة قبل أن تقول بغموض و هي تنظر لمحسن و ثريا :
مش بيقولوا بردو الخال والد
أمير بسخرية :
لا و هو الصراحة و نعم الخال
يوسف بغضب و قسوة :
سارة مش بنت محسن او اي حد دي بنتي و انا اللي مربيها إياك حد منكم يجيب سيرتها على لسانه سواء بالخير او بالشر…..سامعين
نظرت له حياة ساخرة و بداخله حسرة و ألم :
تربيتك ليها باينة اوي يا يوسف باشا ده على كده بقى كل واحد فينا يحمد ربنا انه مش تربيتك اصل محدش فينا يحب سيرته تبقى على كل لسان
أوس بسخرية :
متخافش محدش هيجيب سيرتها مهياش حاجة مهمة اوي يعني عشان نتكلم فيها
كاد ان يبوخهم يوسف مرك أخرى لكن تدخل ريان بالحوار قائلاً بهدوء :
يلا خلونا نمشي بلاش كلام فاضي ملوش لازمة مع حد ما يستاهلش
غادر الخمسة نظر يوسف لأثرهم بغضب و غيظ كبير ثم التقط بيده تلك المزهرية يلقيها خلفهم من شدة الغيظ استمع الخمسة لصوت التكسير ليبتسموا بسعادة كلاً منهم متوجهًا لعمله
…………
كان يجلس خلف مكتبه يتابع عمله بتركيز شديد قطع تركيزه صوت طرقات على باب مكتبه يليها دخول ابنة خاله زينة….زينة قاسم الجارحي
ما ان رأته بهيئته تلك و هو يجلس خلف مكتبه بعدما تخلى عن رابطة عنقه و سترته و تبقى فقط بقميصه الذي طوى أكمامه لمنتصف ذراعه ظلت تناظره بهيام و حب قبل أن تقول :
ازيك يا آدم
آدم بجدية دون النظر لها :
كويس يا زينة……بعدين مش قولنا بلاش آدم بس كده من غير ألقاب لاحظي اني أكبر منك يبقى تناديني أبيه احسن
زينة بغيظ شديد :
مش أكبر مني و لا حاجة دول هما تسع سنين عمي مش حكاية يعني
آدم ببرود و لازال ينظر لذلك الملف الذي بيده :
ولو الفرق بينا مش قليل يستحسن تناديني بأبيه
جزت على أسنانها بغيظ من بروده في التعامل معها بل ما يقوله من الأساس يثير أعصابها أجابته بابتسامة صفراء :
اللي تشوفه يا أبيه
ابتسم بزاوية شفيته قائلاً :
شطورة يا قلب أبيه
جلست أمام مكتبه قائلة بلهفة :
بجد يعني أنا قلبك
تنحنح قبل أن يقول دون النظر لها مغيرًا مجرى الحديث و كأنه لم يستمع لها :
خير يا زينة كنتي جايه ليه
تملكها الشعور بالحزن و هي تراه يتجاهل الأجابة على سؤالها قائلة :
كنت جاية عشان اروح انا و حياة الجامعة سوى بس قولت اعدي اسلم عليك
كالعادة يجيبها ببرود أعتادت عليه منه :
سلامك وصل يلا عشان متتأخريش على محاضرتك انتي و حياة و سلمي على خالي
ركلت الأرض بقدمها كالاطفال ثم غادرت دون التفوه بأي كلمة تشعر بالغيظ و الغضب الشديد من جبل الجليد هذا ما ان خرجت من المكتب تمتمت بغيظ :
بارد اقسم بالله بارد ده لو حجر كان حس بيا و بحبي انا اللي استاهل اني حبيت جبل الجليد ده و قال عايزني اقوله ابيه قال اه هطق من الغيظ
بينما هو ما انا خرجت و اغلقت الباب ارجع جسده للخلف و قد أختفى ذلك القناع الذي يتلبسه كلما رأها يفهم ما تحاول أن توصله له و لكن هذا لا يمكن أن يحدث لن يسمح بذلك أبدًا !!!
……….
بمستشفى الجارحي
كان يجلس على الاريكة الجلدية الموجودة بمكتبه يرتاح قليلاً بعد تلك العملية الشاقة التي استمرت ساعات طويلة منذ الصباح لتمر نصف ساعة قبل أن تدخل السكرتيرة الخاصة به تخبره بوصول عدة متدربين متفوقين دراسيًا بترشيح من الجامعة لتتولى المستشفى تدريبهم حتى التخرج
اعتدل واقفًا لكي يستقبلهم بمكتبه ليدخل ثلاث شباب و ثلاث فتيات ليتفاجأ بها تقف بينهم و من سواها ندا جمال العمري ابنة عمه الصغرى القى السلام عليهم و تعرف على كلاً منهم متجاهلاً النظر لها و بعد أن اتفق معهم على المهام الذي سيقوموا بها ابتداء من الغد سمح لهم بالمغادرة او أخذ جولة بالمستشفى للتعرف على كل شيء بها غادر الجميع لتتبقى هي فقط معه سألها بجدية :
في حاجة يا انسه
ندا بتوتر و هي تخفض وجهها :
ريان….انت مش فاكرني
اجابها بجفاء و بجدية قائلاً :
ياريت الالقاب متتشلش بينا يا دكتورة زمايلك بيعملوا جولة في المستشفى دلوقتي تقدري تروحي وراهم عشان متتأخريش
ندا بحزن :
ريان انا ندا….بنت عمك
أعطاها ظهره ثم اغمض عيناه بحزن قائلاً :
ده مكان شغل مش للكلام في مواضيع عائلية يا دكتورة اتفضلي شوفي وراكي ايه و لتاني مرة بفكرك الالقاب متتشلش بينا
اومأت له بحزن قائلة بخفوت قبل أن تغادر :
حاضر يا دكتور ريان
َ……..
عاد الجميع من أعمالهم مساءًا و قد نفذت ثريا و محسن ما قالوا بغيظ و غضب بل و اقنعت يوسف بصعوبة كانت سارة تجلس تحرك قدمها بغضب و غيظ من الخمسة على ما أجبروا والدتها و خالها على تنفيذه يوسف بغضب :
اللي حصل ده مش هيعدي بالساهل و مش عشان خاطر واحدة خاينة مراتي تتبهدل و تقعد في اوض خدامين و……
أمير بغضب و حدة :
امي مش خاينة انتي اللي خونت يوم ما اتجوزت عليها عشان ترضي سعاد هانم و تنفذ الوصية و ما اهتمتش بيها انا عمري ما انسى يوم ما دخلنا عليك و انت كنت في حضن التانية انت اللي خاين يا يوسف باشا
قالها ثم صعد لأعلى و خلفه أخوته متجاهلين نداء سعاد عليهم
………
بعد منتصف الليل
بحذر و بدون أن يشعر أحد و بخطوات حذرة كانت تصعد الدرج حيث غرفته دخلت ثم أغلقت الباب بدون أصدار صوت تسطحت على فراشه الوثير الذي يحمل رائحته التقطت وسادته تحتضنها بحب تشتم منها أكبر قدر من رائحته التي تعشقها مثلما تعشق صاحبها دفنت وجهها بالوسادة ثم بدأت دموعها بالهطول على وجنتها بغزارة بقت هكذا لوقت غير معلوم بكت حتى غفت مكانها و قبل أن تغفو و يأخذها سلطان النوم تمتمت بصوت
خفيض ناعس :
أميري
………..
في صباح اليوم التالي كان أمير يدخل من باب الفيلا برفقة أوس لكي يأتوا ببعض الأغراض التي نسوها عند الأنتقال لقصر العمري كان الوقت باكر جدًا صعد أمير لغرفته مباشرة ما ان دخل للداخل و أغلق الباب تفاجأ بها تنام على فراشه تحتضن وسادته اقترب منها ببطئ جالسًا على طرف الفراش ينظر لتقاسيم وجهها بحزن و هو يرى أثر الدموع على وجنتيها….دموع يعلم سببها جيدًا
تظن ان الحب الذي تشعر به نحوه غير متبادل و ياليتها تعلم أنها له ليست حب إنما عشق دماء تسري بأوردته أنفاس أذا فارقته انقطعت عنه الحياة ليته يستطيع أن يبوح لها بكل ذلك الحب يتألم مثلها و أكثر لكن ما بوسعه أن يفعل ذلك الماضي سبب جرح غائر بداخله و بداخل أخوته ذلك الجرح يمنعه من الاعتراف لها بعشقه الكبير و نفس ذلك الجرح يمنع شقيقه الأكبر أن يبوح بذلك العشق الذي يراه بعيناه
تنهد بحزن قبل ان يقترب منها مقبلاً جبينها بحب و هي يتمتم بعشق :
بحبك يا أميرتي
قالها ثم ابتعد و أخذ ما جاء لأجله ثم غادر الغرفة بهدوء و بدون أصدار أي صوت حتى لا تستيقظ و يسبب حرج كبير لها و له
………..
بينما في الأسفل خرج أوس من المكتب بعدما أخذ بعض الملفات الهامة التي جاء لأجلها و خرج للخارج ينتظر شقيقه و هو يعبث بهاتفه الذي سقط من يده بصدمة بعدما وقعت عيناه على حورية…..حورية فاتنة هذا اقل ما يقال عنها فتاة جميلة تدور بجسدها على نغمات موسيقى هادئة و فستانها الزهري يدور حول جسدها بنعومة كذلك الحال مع خصلاتها النارية المموجة تغمض عنياها و على شفتيها ابتسامة رقيقة هادئة تمتلك وجه طفولي ابيض مستدير يزينه بعض الشامات ( النمش )
بقى هكذا يناظرها بهيام و مهما حاول أن يبعد عيناه عنها لا يستطيع لم يفيق من تلك الحالة سوى على صوت شقيقه و هو ينادي بأسمه :
أوس
التفت له لحظات ثم عاد ينظر لها مرة أخرى ليجدها أختفت تمامًا توسعت عيناه بصدمة مستحيل أن يكون كل ما حدث منذ قليل هو حلم !!!!!
ركض حيث كانت تقف يبحث عنها لكن لا أثر لوجودها اقترب أمير منه قائلاً بقلق :
أوس مالك فيه ايه
ابتلع أوس ريقه قائلاً بخفوت و لازالت عيناه
تبحث عنها يمينًا و يسارًا :
حورية !!!
قطب أمير جبينه بتعجب مما قال ليسأله :
انت بتدور على ايه و مين حورية دي !!!!
تنهد أوس قائلاً و لازالت الصدمة تؤثر عليه :
مفيش خلينا نمشي
اومأ له أمير بتعجب و غادر الأثنان الفيلا بينما على الناحية الأخرى بتلك الغرفة المتصلة بحديقة الفيلا كانت تلك الحورية كما لقبها تجلس على الفراش تردد بقلق :
مصيبة لو حد يكون شافني و انا برقص يعني حبكت يعني تطلعي في الوقت ده تلاقي حد من الحراس اللي بره شافوكي….انتي غلطتي
يا مهرة !!!!
……….
كان يدخل من باب القصر الداخلي و هو يحاوط خصر خطيبته بابتسامة و هو يهمس بأذنها بعدة كلمات تجعلها تبتسم بدلال بينما هي كانت تجلس ببهو القصر أمامها بعض الكتب التي تذاكر منها و ما ان وقعت عيناها عليهم التمعت عيناها بالدموع اقتربت منها سمر خطيبته قائلة بغرور :
هاي يا هنا ازيك
لم تجيب خشيت ان يكشف صوتها عن الحزن الكبير بداخلها و خصيصًا بتلك اللحظة لذا اكتفت بأن تومأ برأسها أما عن أدهم كعادته كلما رأها يظل يرمقها باستهزاء…اشمئزاز لا تعرف سببه ترى بعنياه كره كبير لها منذ سنوات
كل ما يفعله معها لا ترى اي سبب له لطالما كانت طوال حياتها لم تفعل أي شئ قد يضايقه او يجعله يكرهها هكذا
أجتمع الجميع حول مائدة الطعام و بقت سمر معهم لبضع ساعات كان الجميع يتابع أفعالها و غرورها بل و الأدهى ثيابها باستنكار و خاصة سليم الذي أكتفى بالصمت حتى تغادر و بعدها يتحدث مع حفيده أوصل أدهم سكر لمنزلها ثم توجه لغرفة المكتب الخاصة بجده لكن قبل أن يدخل اوقفه صوت هنا قائلة :
أدهم
التفت لها ببرود قائلاً بضيق :
خير
ابتلعت غصة مريرة بحلقها من حدته بالحديث ثم قالت بحزن :
ممكن اعرف انت بتتعامل معايا كده ليه مش طايقلي كلمة و علطول بتبصلي بطريقة مش كويسة…..انا ضايقتك في حاجة من غير ما اعرف
رمقها باستهزاء قائلاً :
انتي مين انتي اصلا عشان تضايقيني انتي اقل من أنك تشغلي تفكيري اصلا و بلاش وش البراءة ده و النبي عشان مش بياكل عيش معايا و بلاش جو المسكنة ده+
هنا بدموع تغرق وجنتيها :
لو سمحت اتكلم بأسلوب كويس و من غير غلط انا كمان بعرف ارد و اغلط بس أنا محترمة
مسكها من ذراعها بقسوة قائلاً بغضب :
قصدك تقولي اني مش محترم
ابعدت يده عنها قائلة بحزن و هي تمسح دموعها بيدها :
تصرفاتك و كلامك هما الي بيقولوا كده….انا غلطانة اني جيت من الاول اسأل لو كنت ضايقتك في حاجة عشان اعتذر عنها بس طلعت متستاهلش عن اذنك
قالتها ثم غادرت من أمامه حيث غرفتها بينما هو كور يده بغل و هو ينظر لاثرها بغضب شديد مرددًا بسخرية :
قال محترمة قال
قالها ثم دخل لمكتب جده ليمر وقت قصير قبل أن يننفض واقفًا يردد بصدمة و غضب :
هنا مين اللي اتجوزها يا جدي !!!!!
……….
↚
دخل لمكتب جده ليمر وقت قصير قبل أن يننفض واقفًا يردد بصدمة و غضب :
هنا مين اللي اتجوزها يا جدي !!!!!
استمع قاسم لصوت أدهم العالي عندما كان يمر من أمام مكتب والده ليدخل للداخل معنفًا أدهم :
أنت بتعلي صوتك على جدك
تنهد ادعم قائلاً باعتذار :
انا اسف مش قصدي بس يا بابا انت سمعت جدي بيقول ايه
باسم بحدة و غضب :
مهما كان إياك تاني مرة تتجرأ و تعلي صوتك بالشكل ده انت فاهم
اومأ له أدهم بصمت ليتدخل سليم بالحديث
قائلاً بصرامة :
خلاصة الكلام فرحك انت و هنا بعد اسبوعين
قاسم بصدمة :
حضرتك بتقول ايه يا بابا أدهم خاطب و كمان هنا ممكن ترفض يعني ازاي
قاسم بجدية :
سيبني مع ابوك شوية
غادر أدهم و الغضب متملك منه و بشدة بينما سليم نظر لقاسم قائلاً بهدوء :
قاسم…انا عارف انا بعمل ايه كويس و هنا بتحب أدهم من زمان حتى أدهم بيحبها و البنت اللي خاطبها دي متنفعش ابنك خالص
قاسم بضيق :
عارف انها متنفعهوش و اتكلمت معاه كذا مرة في الموضوع ده بس هو عنيد اوي
ثم تابع بتساؤل :
بس حضرتك عرفت ازاي انه بيحب هنا و إن هي كمان بتحبه
سليم بابتسامة :
هنا مفضوحة اوي مشاعرها ظاهرة مش محتاجة تتكلم ام أدهم كلنا لاحظنا معاملته اتغيرت معاها فجأة حتى انا كنت مستغرب بعد ما جيه من سنتين يطلب ايدها مني و قبل ما افاتحها في الموضوع لقيته رجع يقولي انه غير رأيه في حلقة مفقودة محدش يعرفها غير أدهم و هنا
تنهد بعمق قائلاً :
انا عمري ما كنت هجبر الاتنين على الجوازة دي لو مكنتش متأكد ان الاتنين في بينهم مشاعر و ميالين لبعض غير كده انا مش مرتاح لسمر دي لان واضح جدا انها داخلة على طمع
قاسم بتساؤل :
طب هنقنعهم ازاي
سليم بجدية :
سيب أدهم و هنا عليا انا هعرف اتصرف معاهم
اومأ له قاسم ثم غادر المكتب و بعد وقت كان أدهم و هنا يقفان أمام سليم الذي قال بصرامة :
انا قررت أن انتي و أدهم تتجوزا
نظرت له بصدمة غير مستوعبة ما قال لستاله بصدمة :
انا و أدهم….طب ازاي و خطيبته انت بتقول ايه
يا جدو بس
سليم بصرامة :
اللي سمعتوه فرحكم بعد اسبوعين و الموضوع منتهي مفيش فيه نقاش
أدهم بحدة غضب حاول التحكم به :
هو ايه اللي منتهي يا جدي ده جواز مش صفقة شغل انا لا يمكن اقبل اتجوزها لو هي اخر واحدة على وش الدنيا
*********************
نظرت له بألم و خزى لهذه الدرجة يمقتها و يكرهها اخفت ألمها سريعًا حتى لا يراه ثم قالت بكبرياء :
شعور متبادل محدش قالك يعني اني هموت عليك
أدهم بسخرية :
اه ما انا عارف
هنا بحدة متجاهلة الرد عليه :
انا مش موافقة يا جدو
سليم بصرامة :
اطلعي اوضتك دلوقتي يا هنا
نفذت ما قال و ما ان غادرت نظر سليم لحفيده قائلاً بسخرية :
مكنش ده كلامك من سنتين لما طلبت تتجوزها مني و قولت بحبها
أدهم بتوتر لم ينجح في اخفائه :
اكتشفت اني مكنتش بحبها و لا حاجة و لا هي مناسبة ليا
سليم بحدة :
ده كلام ما يدخلش عقل حد هاتلى سبب مقنع يخليك ترفض تتجوزها فيها كل اللي مش في اللي انت خاطبها اللي كل همها فلوسك و بس
أدهم بضيق :
جدي لو سمحت دي خطيبتي
سليم بصرامة :
قصر الكلام الفرح بعد اسبوعين و لما يبقى عندك سبب مقنع انك ترفض تتجوزها ابقى تعالى اعترض على قراري…..و يكون في معلومك كمان انا مش هسمح ان جوازك من اللي اسمها سمر دي يتم
أدهم بضيق و نفاذ صبر :
انا حر يا جدي ده جواز مش هيتم غصب و انا مش عيل صغير عشان حضرتك تقرر عني اتجوز مين و اسيب مين
سليم بهدوء :
انا بجبرك على مصلحتك و يكون في علمك ان اللي بقوله هيتنفذ بردو يأما إدارة الشركة هتتنازل عنها
أدهم بصدمة :
ده لوي دراع
سليم ببرود :
هو فعلا كده و ردك يوصلني بكره يا اه يا لأ
أدهم بغضب :
طب و ست الحسن و الجمال لو أنا وافقت هي نظامها ايه ما هي ممكن ترفض
سليم بجدية :
دي بقى شغلتك عايز تحتفظ بمنصبك في الشركة تقنعها بالجواز يا بن قاسم
غادر أدهم الغرفة بغضب متوجهًا لغرفته و ما ان دخل صفع الباب خلفه بعنف يفكر بحل لتلك المعضلة !!
……..
بقصر العمري مساءًا يدخل الخمسة من باب القصر الداخلي كلاً منهم يتحدث عن يومه بينما هو منذ الصباح في حالة شرود حتى هم لاحظوا ذلك
سأله أمير بقلق :
مالك يا أوس من الصبح سرحان و مش على بعضك حصل حاجة و لا ايه
أوس بنفي و تلك الحورية التي رأها بالصباح لا تفارق عقله أبدًا :
مفيش انا بس مصدع شوية
اومأ له الأربعة بعدم اقتناع ليقول أمير ما ان صعدوا لغرفهم التي موجودة بجانب بعضها :
أنا جعان و هطلب اكل لينا من بره تاكلوا ايه
حياة بجوع :
والله يا بني انا نفسي في مكرونة بشاميل و فراخ محمرة و احلي بسبوسة
ريان بغيظ :
بس حرام عليكي جوعتيني اكتر….فينك يا دادة رحمة كان زمانك عملالنا كل ده
أمير بابتسامة :
عندك حق والله عدا يومين بس و أكلها واحشني
حياة بمشاكسة :
أكل دادة رحمة اللي واحشك بس
أمير بتوتر :
قصدك ايه
حياة بابتسامة :
يعني بنت دادة رحمة مش وحشاك
تنحنح بحرج ثم دخل لغرفته قائلاً بتهرب :
انا قايم اغير هدومي و اطلب اكل لينا
ابتسم الأربعة عليه فعشقه لفرح ظاهر الجميع منذ سنوات لكنه حتى الآن لا يمتلك الجراءة بأن يأخذ تلك الخطوة التي يخشاها و بشدة بعد وقت ايدل الخمسة ملابسهم ثم أجتمعوا بغرفة حياة
أمير و هو يخرج من الغرفة :
الاكل وصل تحت انا هنزل استلمه و اطلع
بينما بالأسفل كان الجميع مجتمعين ببهو المنزل منتظرين اعداد طعام العشاء ليتعالى صوت جرس المنزل فذهب مازن ليفتح الباب للطارق و ما ان فتحه وجد رجل توصيل طعام من احد المطاعم الشهيرة قائلاً :
حضرتك ده أوردر الاكل
مازن بتعجب :
محدش طلب أوردر
– ازاي يا فندم ده أوردر بأسم أمير الجارحي
بتلك اللحظة ظهر أمير من خلف مازن قائلاً بجدية :
فين الأوردر اللي طلبته
– اتفضل يا فندم
اخذ منه الطعام ثم أعطاه نقوده و كاد ان يصعد الدرج أوقفته سعاد قائلة بلهفة :
استنى يا بني العشا بيجهز تعالوا نتعشى كلنا سوا
مع بعض
↚
أمير بسخرية و هو يصعد لأعلى :
لا انا و لا اخواتي بنحب ناكل مع اللي يسد نفسنا
اشتعل يوسف غضبًا و كذلك محسن و ثريا التي تتوعد لهم بكل شر
بعد وقت
تعالى صوت ضحكات عالية تأتي من غرفة حياة كان حينها صعد يوسف لغرفته للنوم
اقترب من الغرفة التي لم يكن قد أغلق بابها للأخر ليجد ما يجعل شفتيه تبتسم لأول مرة كان أوس يحمل حياة بين يديه ثم يلقيها لأمير و من أمير لريان ثم لأدم بمرح و ضحكاتهم تتعالى بالمكان
ابتسم بحنين لتلك الذكرى التي لاحت على باله ما ان رآهم عندما كانوا صغار و قبل أن يحدث ما حدث عندما كانت حياة تغضب من شيء أو تحزن كانوا يفعلون نفس الشيء ليروا ضحكاتها مرة أخرى
بقى يتابع ما يفعلون بابتسامة صغيرة على شفتيه و عيناه تتابع كل حركة يقوموا بها باهتمام كبير للحظة تمنى ان يشاركهم بما يفعلوه الآن !!!!
………
في صباح اليوم التالي
بكافتيريا الجامعة كانت تجلس مع ابنة خالها
التي تردد بغيظ :
اخوكي ده انا ماشوفتش حد بارد زيه معقول مش حاسس بحبي ليه لا و البيه جاي يقولي بكل برود انادي ليه أبيه
تنهدت بحزن متابعة :
عنيه فيها حب و كلامه يقول حاجة تانية مرة حنين معايا و بحس ان بيحبني زي ما بحبه و ساعات احسن اني و لا اي حاجة في حياته حيرني معاه مش عارفه هو عاوزني و لا لأ
نظرت لحياة التي تستمع لها بصمت و قلبها يؤلمها على كلاهما متابعة بألم :
بشوف دايمًا مع الحب اللي في عينه خوف…خوف مش عارفة سببه
حياة بهدوء :
خليكي جنبه افضلي حاولي معاه ادم بيحبك يا زينة هو محتاجلك
زينة بحزن :
قوليلي سبب واحد لبعده….لو بيحبني ليه يفضل بعيد ليه ما يرتحش و يريحني معاه بدل وجع القلب ليا و ليه
حياة بابتسامة حزينة :
بيحبك بس كل واحد ليه أسبابه….في الوقت المناسب هو هيقولك عليها
زينة بتساؤل مغيرة مجرى الحديث :
انتوا ليه نقلتوا من الفيلا و روحتوا تعيشوا مع والدكم بعد كل السنين ديه انا اعرف انكم مش بتطيقوا سيرته او سيرة اي حد من عيلة العمري لا انتوا و لا حتى جدو و بابا
لم تجيب حياة و اكتفت بالصمت لتسألها زينة :
هو ايه اللي حصل زمان يا حياة عشان يبقى فيه كره بين العيلتين كده….ليه دايمًا بترفضوا تجاوبوا ع السؤال ده
وقفت حياة قائلة قبل أن تغادر متوجهة لخارج الجامعة بعدما استلمت تلك الرسالة على هاتفها :
هتعرفي كل حاجة في وقتها يا زينة…..انا ماشية عندي شغل
تنهدت زينة بحيرة ذلك السؤال يشغل عقلها منذ سنوات و حتى الآن يرفض الجميع اعطاء اجابه لها !!!!
………
بمنتصف اليوم بعدما كان الجميع بأعمالهم غادرت ثريا القصر برفقة محسن لتلك الشقة التي اعتادت ام تتقابل معه بها منذ سنوات طوال
كانت تأخذ الغرفة ذهابًا و عودة غاضبة و بشدك ن الإهانة التي تعرضت لها على يدهم
محسن بضيق :
اهدى بقى و اقعدي بقى خايلتيني
ثريا بغضب و غل :
اهدى….اهدى ازاي انت مش شايف اللي بيحصل فينا بعد كل اللي عملته زمان….بقي على اخر الزمن انا اتبهدل على ايد ولاد ليلى
محسن بضيق :
قولتلك زمان لازم نخلص منهم مسمعتيش مني
كنا زمنا مرتاحين دلوقتي و لا خسرنا كل ده
أشعل سيكارته و هو يردد بقلق :
انا قلقان لا يوسف يحن ليهم و يرجع يغير وصيته بعد ما كان موزعها عليكي انتي و سارة و يخليهم يشاركونا في الفلوس دي
ثريار بغضب و غل :
ده على جثتي ان ولاد ليلى يطولوا مليم من الفلوس ده حتى لو حكمت اني اقتل يوسف و اخلص منه عشان اضمن ان محدش يشاركني في الفلوس دي حقي و مش بعد كل اللي عملته و لسه بعمله اطلع من المولد بلا حمص
نظرت له تسأله بخوف :
بس حياة…ممكن تحكي و تقول اللي حصل زمان
متنساش انها سمعت و شافت كل اللي حصل
محسن بنفي :
مظنش انها ممكن تكون فاكرة حاجة من اللي اتقال دي كانت لسه صغيرة و بعدين حتى لو عارفة كانت قالت من زمان ايه اللي هيسكتها
ثريا بقلق و تفكير :
معرفش بس مش مطمنة هما مش ناوين على خير احنا لازم نخلص منهم
مرت دقائق في صمت قطعه هو قائلاً بتفكير :
ايه رأيك لو…..
ثم قص عليها ما يفكر فيه و ما ان انتهى سألته :
بس تفتكر هترضى دي مستحيل توافق بعد اللي عملناه فيها زمان
محسن بسخرية :
هترضى متخافيش هي متورطة معانا و لو اتكشفنا هي كمان هتتكشف و هتروح في داهية يعني مصلحتنا واحدة موافقتها او لا مش هتفرق غضب عنها هتوافق و لو نشفت دماغها الفلوس تلينها
اومأت له قائلة بقلق و خوف من القادم :
اما نشوف ربنا يستر
اقترب منها محاوطًا خصرها قائلاً بوقاحة :
ما تيجي جوه ده انت واحشني موت يا جميل
دفعت يده بعيدًا عنها قائلة بضيق :
محسن مش وقته
جذبها إليه مرة أخرى قائلاً بوقاحة :
ده هو ده وقته !!
بعد وقت قضاه الاثنان بفعل تلك الفاحشة التي اهتز لها عرش الرحمن أشعلت ثريا سيكارتها قائلة بقلق و خوف :
تفتكر الزفتة اللي اسمها حياة كان قصدها حاجة لما قالت ان سارة بنتك و لا كانت مجرد كلمة
محسن بنفي :
محدش غيري انا و انتي يعرف ان سارة بنتي و بنتك يبقى هتعرف منين
ثريا بخوف :
معرفش بس طريقتها في الكلام مكنتش مريحاني يارتني سمعت كلامك زمان و خلصنا منهم
محسن و هو يشعل سيكارة :
متخافيش هيحصل و هنخلص منهم
اومأ له قائلة بشر :
هنخلص منهم واحد واحد و كل حاجة هترجع زي ما كانت !!!!
………
بمستشفى الجارحي
كان يقوم يشرح لهم عمليًا على احد الجثمان الخاصة بالتشريح و لكن بلحظة كانت هي تسقط ارضًا فاقدة للوعي و لم تتحمل رؤية المزيد ما ان سقطت انحنى إليها يتفحصها بخوف و فزع يحاول ان يجعلها تفيق
خرج من الغرفة يحملها بين يديه متوجهًا لغرفة مكتبه ثم وضعها على الاريكة يحاول افاقتها و ما ان فتحت عيناها سألها بقلق :
انتي كويسة
حركت رأسها بنفي و هي لا زالت تشعر بالأغماء قائلة له بخفوت قبل ان نعنض عيناها :
روحني البيت يا ريان
حملها بهدوء و حرج بين يديه متوجهًا لخارج المستشفى تحت نظرات كل الموجودين المتعحبة مما يحدث ثم توجه لقصر العمري و ما ان دخل للداخل و هو يحملها هكذا فزع الجميع راكضين نحوه و كان إلياس أولهم و حمل شقيقته منه واضعًا اياها على الاريكة و الجميع حولها يحاولون افاقتها
بنفس اللحظة دخل ادم برفقة اخوته من باب القصر و تعجبوا مما يحدث نظروا لريان ليشير اليهم انه سيخبرهم فيما بعد
تغيب عقل إليتس بتلك اللحظة و شعر بالخوف على شقيقته من ان يكون الاخر اذاها من اجل الانتقام اقترب منه يلكمه بوجهه قائلاً بغضب :
عملت ايه في اختي
كاد ان يلكمه مرة اخرى لكن قبضة يده توقفت بالهواء بعدما امسك ريان ذراعه قائلاً بقوة تخالف شخصيته الهادئة :
ايدك لو اترفعت تاني هتتكسر هعديلك الاولى بمزاجي انما يكون في علمك مش هيحصل خير لو فكرت تعيدها
مازن بغضب و هو يقترب من ريان يمسكه من مقدمة ثيابه قائلاً بغضب :
اختي مالها انطق عملتلها حاجة و ديني لاشرب من دمك لو اذيتها
نظر له ريان باستخفاف ثم دفع يده قائلاً :
اختك عندك انت و هو لما تفوق ابقى اسئلوها
كاد ان يصعد ليوقفه صوت يوسف الغاضب
قائلاً و هو يجذبه من يده :
استنى عندك مش هتتحرك من هنا قبل ما تنطق ايه اللي حصل عملت ايه للبنت
ريان ابتسامة في غير موضعها :
تفتكر هكون عملت فيها ايه
يوسف بقسوة :
مستبعدش اي حاجة وحشة تربيتكم نفس امكم اكيد واخدين اخلاقها
كادت ان تتدخل حياة لكن ريان كان الاسبق قائلاً بهدوء يعكس نيران اشتعلت بداخله من غضب…حسرة…خذلان الكثير و الكثير من الشعور السئ حصل عليه من ذلك الرجل فقط :
ده يبقى شرف ليا اني اكون باخلاقها و نفس تربيتها انا و اخواتي بحمد ربنا الف مرة في اليوم اني زيها مش زيك يا يوسف باشا لان حقيقي مفيش فيك اي حاجة تخلي الواحد يفتخر انه خدها منك حتي امي اللي يرحمها مش عارف هي حبت فيك ايه زمان
قالها ثم صعد لأعلى و خلفه اخوته بداخلهم نفس الشعور الذي يشعر به شقيقهم اما عنه كلمات ريان زلزلته من الداخل احزنته و بالوقت ذاته اغضبته لكلماتهم المتفاخرة بوالدتهم لما يروها مظلومة بالرغم من انه رأى بعينيه خيانتها !!!!
بعد وقت قصير افيقت ندا و قصت عليهم كل شئ حدث معها ليعنف جمال إلياس و مازن على ما فعلوه لكن كلاهما كبريائهما يمنعهم من الاعتذار
……..
بقصر الجارحي
على طاولة الطعام حيث يجتمع الجميع لتناول طعام العشاء بتوتر و نظرات رهبة تصوبها على ادهم قالت هنا :
انا موافقه يا جدو على جوازي من ادهم !!!
↚
بقصر الجارحي
على طاولة الطعام حيث يجتمع الجميع لتناول طعام العشاء بتوتر و نظرات رهبة تصوبها على ادهم قالت هنا :
انا موافقه يا جدو على جوازي من ادهم !!!
ابتسم أدهم بمكر و هو يتذكر ما حدث الليلة الماضية عندما استغل خلود الجميع للنوم متوجهًا لغرفتها ثم دلف لغرفتها بدون ان تأذن له انتفضت من على فراشها تصرخ عليه بحدة :
انت ازاي تدخل من غير ما تخبط
دفعها للحائط الذي خلفها مكممًا شفتيها بيده قائلاً بغل و غضب :
بكره تقولي للكل انك موافقة على جوازك مني و لو سمعت غير كده ماتلوميش غير نفسك
هنا بنفي و هي تدفعه بعيدًا عنها :
مستحيل أوافق على جوازي منك
أدهم بسخرية و قسوة :
الحال من بعضه انا مش بطيق ابص في خلقتك اصلا بس معنديش استعداد اخسر كل اللي وصلت ليه في السنين دي كلها بسبب واحدة طماعة و ماشية على حل شعرها زيك
رفعت يدها حتى تصفعه بعد أن اهانها بتلك الطريقة :
أخرس يا قليل الادب
لكن علقت يدها بالهواء بعدما التقطها أدهم قبل أن تنس صدغه قائلاً بقسوة و هو يضغط عليها بقوة :
يبقى جرى لعقلك حاجة لو فاكرة انك ممكن ترفعي ايدك على ادهم الجارحي و يسكتلك فوقي لنفسك يا حلوة و اعرفي انت واقفة قدام مين
هنا بدموع و هي تسحب يدها التي يضغط عليها بقسوة مت بين يديه :
لو انت اخر واحد على وش الأرض انا مستحيل أوافق عليك يا أدهم
اخرج هاتفه واضعًا شاشة الهاتف أمام وجهها قائلاً بقسوة و هو يلقى عليها نظرات اشمئزاز و احتقار :
يا توافقي يا الصور دي تروح لجدي و تتفضحي انتي و امك و تطلعوا بره القصر ده
توسعت عيناها بصدمة و هي ترى صور لها تنام على فراش عارية لا يسترها سوى شرشف خفيف بل و صور أخرى باوضاع غير لائقة نظرت له قائلة بغضب و صدمة :
صور ايه دي…..دي كدب مش حقيقة !!!!
أدهم باحتقار :
لا حقيقة و مش كدب و بلاش تعملي الشويتين دول قدامي لان محدش في البيت ده فاهمك قدي انتي و امك
نفت برأسها عدة مرات تقسم ان تلك الصور لا تخصها و لا تعرف كيف تم التقاطها بينما هو بقى يلقى عليها محتقرة
نظرت له قائلة بدموع :
اطلع بره
ضحك بسخرية قائلاً بتهديد و أعين قاتمة بثت الرعب بداخلها :
بكره مع كلمة مش موافقة في نفس اللحظة الوصر دي هتروح للكل و تتفضحي فاهمة
خرج من الغرفة لتنهار هي ارضًا تبكي بقوة هي تردد بقهر :
بكرهك يا أدهم بكرهك
افيق من شروده على سليم و هو يقول بجدية :
على خيرة الله الفرح بعد اسبوعين تكون الامتحانات اسبوعين و طبعا هما هيعيشوا معانا هنا الجناح الفاضي اللي فوق هيتوضب ليهم و الشغل قاسم هيمسكه لحد ما ترجعوا من شهر العسل
هل فكرت معذبي بأن الحب تضحية وإيثار تفاهم واستقرار وأمان معك اعيش الصدمات…الخوف والبكاء لي في الحياة رغبه..وهي ان اعيش حره حتى لو للحظة اكون انا صاحبة قرار انا الان…
بينما أدهم يفكر كيف سيخبر سمر خطيبته بتلك الزيجة التي لم يكن يتوقع ان تحدث !!!
………
بمنتصف الليل بقصر الجارحي
كانت تجلس بغرفتها تتحدث بالهاتف بغل :
دي اخر مرة هساهدكم فيها يا ثريا لاني مش ناسية اللي حصل زمان و احمدي ربنا اني لسه ساكتة لحد دلوقتي
ثريا بسخرية :
انتي ساكتة لحد دلوقتي يا هدير عشان عارفة انك هتشيلي الليلة لوحدك انتي اللي خبطيها بالعربية يومها و بسببك ماتت يعني احنا ملناش دخل
ثم تابعت بتهديد :
يعني انتي اللي تحمدي ربنا ان احنا ساكتين لحد دلوقتي و ما بلغناش عنك
هدير بغل :
اه يا ولاد……
قاطعتها ثريا قائلة بتحذير :
بلاش تغلطي في الكلام عشان منزعلش سوا و انتي عرفاني زعلي وحش
هدير بغل و غضب :
انا غلط زمان لما سيبته ليها كل السنين دي و غلط لما سمحت لواحدة زيك تاخده مني تاني على حياة عيني و زي ما قتلت ليلى زمان عندي استعداد اقتل تاني فخافي مني !!!!!!
ثريا بغضب :
خافي انتي مني يا حلوة و اعرفي اني مش بتهدد انتي كبرتي يا هدير و مش حمل مرمطة و سجن على اخر الزمن و مش عايزة افكرك اني الكاميرات اللي قدام القصر انا اللي حذفت منها تسجيل الحادثة بس لسه معايا اعتقد انك مش هتحبي انهم يظهروا و خصوصا لو اتبعتوا لولاد ليلى في رسالة من مجهول طبعا هما ما هيصدقوا
صمتت هدير تكور قبضة يدها بغل لتتابع الآخرى بغرور و سخرية :
مش قولتلك خافي مني !!!!
……..
في صباح اليوم التالي ذهب كلاً منهم لعمله و لا
احد يعلم ما ينتظره !!!!
بمستشفى الجارحي
بتوتر كانت تطرق باب مكتبه و ما ان سمح بالدخول دخلت بتوتر شديد و هي تنظر للارض قائلة :
شكرا انك ساعدتني و اسفة ع اللي حصل بسببي
نظر لها بتساؤل لتتابع هي قائلة :
يعني عشان الكلام اللي قاله ليك ابيه إلياس و مازن متزعلش منهم ده بس من خوفهم
ابتسم بهدوء قائلاً :
اولا مفيش داعي للشكر لان اي حد كان هيعمل اللي عملته….ثانيا مش انتي اللي غلطتي عشان تعتذري
سألته بدون مقدمات :
ريان هو انت بتكرهني
قطب جبينه مرددًا ما قالت :
بكرهك !!!
ثم تابع بتساؤل :
ليه السؤال ده
نظرت للأسفل قائلة بحزن :
عشان مش بتتكلم معايا و علطول إجابتك مختصرة كأنك مش طايق تتلكم معايا كلمة واحدة كمان قولتلي شيلي الالقاب و كمان عشان انت بتكره عليتنا
ابتسم على طريقة حديثها الطفولية التي تروق له قائلاً بابتسامة جذابة :
انا مش بحب الكلام الكتير و لما طلبت منك ما ترفعيش الالقاب بينا كان قصدي وقت الشغل و كمان انا مش بكره عيلتكم كلها يعني الكره اللي جوايا لأشخاص محددين اكيد انتي مش منهم لاني معملتيش حاجة تأذيني لا انتي و لا والدتك و لا والدك
ثم تابع بتساؤل و مكر :
بعدين هتفرق معاكي بكرهك او لأ
بتوتر و هي تقوم بالضغط باسنانها على شفتيها :
اه…..اه يفرق لأنك ابن عمي…و كمان لاني…
– لانك ايه يا ندا
وضعت يداها الاثنان خلف ظهرها
قائلة بتوتر و خجل :
معرفش بس مش عايزاك تكرهني
ضحك بخفوت قائلاً :
حاضر مش هكرهك
تأملت ضحكتها لأول مرة باعجاب و هيام ليتابع هو بابتسامة قائلاً :
لسه زي ما انتي لما كنتي صغيرة كنتي تقفي و ايدك ورا ضهرك لما تكوني متوترة اوي مش عارفة تقولي ايه
بخجل أجابت :
انت لسه فاكر
تنحنح قائلاً بجدية جعلتها تتعجب أليس هو من كان يضحك و يتحدث معها قبل قليل :
يلا على التدريب يا دكتورة و ياريت المرة دي ما تفقديش وعيك لاني معنديش استعداد اخد كلمتين من اخوكي لو دخلت البيت و انا شايلك !!!
غادرت سريعًا بينما هو ابتسم و هو ينظر لاثرها بحب ثم تابع عمله مرة أخرى !!!
……..
بقصر الجارحي
كان يصعد الدرج المؤدي لباب القصر الداخلي و بداخله يتمنى ان لا يتلتقي بها لكن ها هي تفتح الباب له بابتسامة سعيدة سألته :
ادم عامل ايه
تنحت جانبـًا لكي تسمح له بالدخول ليجيبها قائلاً ما ان دخل للداخل :
كويس…..جدي و خالي فين
– في المكتب
حولت فتح أحاديث معه قائلة :
حياة و أمير و اوس و ريان عاملين ايه
جاءها رده البارد كالعادة :
كويسين الحمد لله
كاد ان يتوجه للمكتب فأوقفته قائلة :
انتوا مش بتيجوا هنا ليه بقالكم كتير
– مشغولين
قالها ثم دخل للمكتب غير مباليًا بها لتتنهد بحزن كبير و الم و هي ترى بوضوح عدم رغبته بمشاركتها اي حديث و جفاءه بالحديث معها صعدت لغرفتها تلقى بجسدها على الفراش تبكي بقوة
بالأسفل….بعد وقت خرج ادم من المكتب تاركـًا الاثنان بصدمة كبيرة لم تقل عن صدمته هو ايضًا ببداية معرفته !!!!!
………
بالأعلى…..كانت تجلس بالغرفة مع والدتها التي تقوم بقراءة تلك المجلة الخاصة بالازياء
هنا بتساؤل :
ماما ايه رأيك في جوازي انا و أدهم
هدير بسخرية :
عملتي اخيرا حاجة عدلة في حياتك و عرفتي توقعيه عشان نفضل عايشين في العز ده
هنا بحزن من كلماتها و من أدهم و ما يفعله بها :
أدهم مش بيحبني
هدير معنفه اياها :
بلاش كلام فارغ هتعملي ايه بالحب
هنا بدموع و حزن :
الفلوس مش كل حاجة
↚
هدير بغضب و غل :
لا الفلوس كل حاجة عشان الفلوس انا قبلت زمان اتجوز ابوكي اللي كان أكبر مني بعشرين سنة عشان معيش فلوس زمان خسرت الوحيد اللي حبيته الفلوس بتحقق حاجات كتير
هنا بدموع :
مش هبقى مبسوطة معاه أدهم مش بيطيقني ده حتى اجب…….
قاطعتها والدتها قائلة بقسوة :
الفلوس هتخليكي مبسوطة و لو حاولتي تبوظي الجوازة دي يا هنا مش هيكفيني موتك انا اصلا كنت ناوية اعمل اي حاجة عشان اخرب خطوبته بس هي جت من عند ربنا و هو اللي طلب
قالتها ثم غادرت الغرفة و تركتها تبكي بقوة و هي تتذكر كلماته القاسية لها مثلما تفعل هي تمامًا
………
بشركة الأدم
بمكتب أمير…..كان يجلس على الاريكة الجلدية الموجودة بمكتبه شاردًا بالنظر لهاتفه الذي قام بفتحه على احد الصور الذي التقطها لها خلسة دون علمها يناظر صورتها بحزن و عشق
كان شاردًا لم ينتبه لحياة التي طرقت الباب ثم دخلت عندما لم تسمع الأذن بالدخول منه لتقع عيناها عليه و هو يجلس على الاريكة شاردًا بالنظر إلى صورتها تنهدت بحزن قائلة :
ما تقولها و تريح قلبك و قلبها
اغلف هاتفه سريعًا و التفت لها قائلاً :
حياة
جلست بجانبه قائلة بحزن لأجله :
قولها و ريح قلبك و قلبها يا أمير
تنهد بحزن قائلاً :
خايف عليها
– من مين !!
نظر للفراغ شاردًا و هو يردد :
مني و من انها تتأذي بسببي
ربتت على كتفه قائلة بابتسامة :
انت بتحبها و عمرك ما هتأذيها
ابتسم بسخرية قائلاً :
ما هو كمان كان بيحبها و اذاها و اذانا
حاوطت وجهه بيديها قائلة :
هو عمره ما حبها يا أمير انت مش هو بلاش تخلي مخاوفك تتغلب عليك و تخسرك فرح
ابتلع غصة مريرة بحلقه عندما قالت :
هتبقى مبسوط لو ضاعت من ايدك و بقت لغيرك
اخفض وجهه قائلاً بحزن و غيرة :
نار في قلبي بتأيد كل ما بفكر في كده
ثم تابع بحزن و الم :
عارف انها بتحبني بس خوفي اكبر اللي حصل زمان مش سهل و محدش فينا احنا الخمسة ينكر انه سبب عقدة و خوف لكل واحد فينا محدش يقدر ينساها طول العمر
ربتت على يده قائلة بتشجيع :
قولها ع اللي جواك احكيلها اللي حصل و هي هتقف جنبك و تعدوا كل ده سوا يمكن وجودها جنبك يمحي الخوف ده
نظر للفراغ بحيرة لتتابع هي :
خوفك من أنك تأذيها اكبر دليل على حبك ليها و طالما بتحبها اتأكد انك مش هتأذيها لان اللي بيحب عمره ما بيأذي انت مش يوسف العمري و لا هي ماما صوابعك مش زي بعضها و مش معنى ان هو وحش و فشل انه يكون اب و زوج انك هتفشل و تكون زيه
سألها بحيرة و حزن :
طب و لو اذيتها و خسرتها
تنهدت قائلة بابتسامة و هي تربت على
وجنتيه بحنان :
ليه نفترض الوحش عيش اللحظة و خليك في النهارده و ما تفكرش في بكره قربك منها طالما هيسعدك و يسعدها يبقى ما تتأخرش لحظه في أنك تاخذ الخطوة دي يا أمير
ثم تابعت بتشجيع و هي ترى تأثره بكلماتها :
روح و صارحها بكل اللي في قلبك قولها على كل اللي جواك انت و هي تستحقوا تعيشوا الحب ده و تكونوا مبسوطين
نظر لها لتخرك رأسها بنعم مشجعة اياها على اتخاذ تلك الخطوة ليبتسم لها بحنان و سعادة مقبلاً وجنتها بحب قائلاً بحب :
احلى اخت في الدنيا رينا يخليكي لينا
ابتسمت بسعادة و هي تراه يخرج راكضًا للخارج مأكد سيذهب لها دعت لهم بالسعادة ثم توجهت لمكتبها المتواجد بالشركة التي بدأت العمل بها منذ أن كانت بالسنة الأولى لها بجامعة الهندسة بناءًا على طلب شقيقها
……..
لم يكن ليصدق ان كل ما رأه مجرد تخيلات و ليس بحقيقة بمنتصف اليوم أخذته قدمه للفيلا اليوم يتمنى حقًا ان تكون حقيقة ترجل من سيارته يبحث بعنياه يمينًا و يسارًا ثم دخل للداخل تحت نظرات تعجب من جميع الحراس الذي يحاوطون الفيلا
دخل للداخل و ما ان دخل و وقعت عيناه عليها توسعت عيناه بصدمة و تصنم جسده و هو يرها تجلس أمامه على الاريكة و امامها على الطاولة العديد من الكتب تضم شفتيها و تصب كامل تركيزها على ما بيدها افيق هو من شروده بها و كذلك هي من تركيزها على صوت رحمة
قائلة بسعادة :
اوس ازيك يا بني واحشني اوي انت و اخواتك مش ناوين ترجعوا البيت بقى
أوس بصدمة و لا يزال ينظر تجاهها :
مين دي !!
رحمة بابتسامة :
دي مهرة بنت اختي مش قولتلكم انها هتيجي مع بنتي نوران يعيشوا هنا
اومأ له قائلاً و لا زالت عيناه ترفض التوقف عن النظر لها :
اه معلش نسيت
جاء صوت نوران من الداخل تنادي على والدتها التي ذهبت إليها سريعًا بينما هو اقترب منها قائلاً :. انتي اسمك مهرة
اومأت له قائلة بابتسامة رقيقة أسرت قلبه :
حضرتك اسمك أوس مش كده
اومأ لها قائلاً بابتسامة و هو يجلس على
الاريكة خلفه :
اقعدي واقفه ليه
اخفضت وجهها قائلة بحرج :
ما يصحش حضرتك
– اقعدي يا مهرة
سألها بفضول :
انت في سنة كام و عندك كام سنة
نظرت له قائلة بابتسامة :
انا في أولى جامعة و عندي ١٨ سنة
– كلية ايه
– فنون جميلة
سألها بفضول و هو يتأمل لو خصلات شعرها الأحمر الناري :
هو ده لون شعرك حقيقي
اومأت له بخجل ليتابع هو بتساؤل :
انتي مصرية صح
ابتسمت و هي ترجع خصلات شعرها خلف
اذنها قائلة :
اه مصرية و لو قصدك يعني عشان لون الشعر فجدتي من ناحية ماما مش مصرية و انا وارثة منها الشعر الاحمر
نظر لها مرددًا بغزل و إعجاب :
هي جدتك كانت جميلة كده
انتفضت واقفة قائلة بتوتر و خجل :
انا هروح اشوف خالتو
كادت ان ترحل ليمسك يدها قائلاً باعتذار :
انتي زعلتي من اللي قولته انا مكنش قصدي اسف لو ضايقتك ان……
لكن قاطع حديثه صراخ فرح بأسم أخيه ركض الجميع لغرفتها ليجدوها فاقدة للوعي !!!!
……..
على الناحية الأخرى
يقود سيارته متوجهًا لها عازمًا على اتخاذ تلك الخطوة و ليحدث ما يحدث فشقيقته محقة حين قالت ” ليه تفترض الوحش عيش اللحظة و خليك في النهارده و ما تفكرش في بكره قربك منها طالما هيسعدك و يسعدها يبقى ما تتأخرش لحظه في أنك تاخذ الخطوة دي يا أمير ”
اخرج هاتفه ليعرف اين هي حتى يذهب لها وضع الهاتف على اذنه ما ان سمع صوتها أراد أن يوقف السيارة لكنه لم يجد بها فرامل ابتلع ريقه بصعوبة قائلاً بحب و هو يرى نهايته أمام عينيه خاصة بعد ظهور تلك الشاحنة أمامه من بعيد :
اغنض عينيه قائلاً بحب :
انا…انا بحبك و عمري ما حبيت في حياتي غيرك خليكي دايمًا عارفة ده و سامحيني لو وجعتك بأي تصرف مني بس صدقيني غصب عني يا حبي
الاول و الاخير
كادت ان تجيب لكن بدون مقدمات أستمعت لصوت تصادم و صريخ لتصرخ بعلو صوتها قبل أن تسقط فاقدة للوعي :
أميييير !!!!
…….
كانت تأخذ الغرفة ذهابًا و عودة و الاخر يجلس على الفراش ينظر لساعة يده من الحين للآخر بانتظار وصول تلك الرسالة المصحوبة بفيديو مصور لسيارة تلتهمها النيران مرسلة له على احد مواقع التواصل الاجتماعي…..سألته ثريا بلهفة :
ها عملت ايه !!!
ابتسم قائلاً بمكر و هو يضع شاشة الهاتف أمام وجهها :
حصل مستحيل يطلع من الحادثة دي حي
التمعت عيناها بسعادة قائلة :
عقبال ما نخلص من الباقين !!!!!
……….
↚
بعد تداول ذلك الخبر المفزع للجميع و السعيد للبعض على مواقع التواصل الاجتماعي و هو تعرض رجل الأعمال المعروف أمير الجارحي
لحادث مروع
بينما فرح ما ان افيقت من اغمائها قصت عليهم ما أستمعت له على الهاتف دون التحدث عن اعترافه بالحب لها ليسرع أوس بمهاتفة ادم الذي علم بالحادث و توجه لمكان الحادث برفقة حياة التي كانت موجودة برفقته بالشركة بينما أوس توجه للمستشفى برفقة فرح التي ظلت تنتحب بقوة للمستشفى
………
بعد وقت خرج الطبيب من غرفة الطوارئ برفقة ريان قائلاً بابتسامة :
اطمنوا يا جماعة هو بس عنده كسر في ايده اليمين و شوية خدوش و كدمات بسيطة الف سلامه عليه و الحمد لله انها جت على اد كده
زفر الجميع براحة لتردد فرح بلهفة و دموع :
نقدر ندخل نشوفه و نطمن عليه مش هو بقى كويس صح
ردد الاخر و هو يناظرها بنظرات كلها إعجاب :
كويس اوي
ربت ريان على كتفه بقوة مردداً بحدة :
روح شوف شغلك يا احمد
تنحنح الاخر بقوة ثم استأذن منهم و غادر
ليتابع ريان بابتسامة :
متخافوش زي القرد جوه الحمد لله انه قدر ينط من العربية قبل ما تولع….بس هو عاوز يروح و رافض يفضل في المستشفى هيطلع دلوقتي و نروح كلنا
اومأ له الجميع فالخمسة ينطبق عليهم نفس الشيء يكرهون المستشفيات من ذلك اليوم !!!
ما ان خرج من غرفته بعد دقائق ركضت اليه تعانقه بقوة قائلة ببكاء مرير :
متعملش فيا كده تاني كنت هموت من القلق عليك كنت خايفة اخسرك
ابتسم مشددًا من عناقها بيده اليسرى دافناً وجهه بكتفها مرددًا و بخفوت و عشق :
بحبك
شددت من عناقه و الاثنان متناسيان كل شئ حولهما لم يقاطعهما سوى صوت ادم قائلاً :
احم….طب نلم نفسنا بقى احنا في المستشفى
ابتعدت عنه سريعًا بخجل بينما هو لم يستطيع أن يبعد عيناه عنها يناظرها بكل حب اقترب منه أخوته معناقين اياه بحذر حتى لا يتألم أوس بقلق :
ايه اللي حصل و ازاي ماتخدش بالك و انت سايق
امير بهدوء :
نتكلم بعدين خلونا نمشي انا عايزة اروح ارتاح
ادم بقلق :
طب ما تخليك كام يوم هنا نطمن عليك اكتر
أمير بابتسامة :
انا كويس والله بس اليوم كان متعب و عاوز اروح انام و ارتاح
اومأ له الجميع ثم غادروا و قبل أن يصعدوا للسيارة ردد أمير بهدوء :
هنوصل فرح ع الفيلا و بعدين نروح القصر
اومأ له أخوته بصمت و كلاً منهم يفكر بنفس الشئ بينما ادم اقسم بداخله ان كان ما يفكر به حقيقي لن يمر اليوم على خير ابداً !!!!
……
على الناحيه الأخرى بقصر العمري
لم يكن الجميع يعلمون بذلك الخبر حتى الآن كانوا مجتمعين ببهو القصر لتأتي ثريا إليهم قائلة :
مشوفتوش الاخبار و لا ايه
بين المال و السلطه .. بين الاستغلال و الفساد .. بين الخير و الشر حرب لا تنتهي .. .. قصه جديده. بقلم الكاتبه ملاك. قصه حقيقة 100% القصه واقعيه لكن اكو احداث 1% من وح…
يوسف بتساؤل :
اخبار ايه
محسن بقلق واهي :
امير عمل حادثة جامدة اوي و بيقولوا مستحيل يطلع منها عايش كل القنوات ملهاش سيرة غير عن الحادثة دي
صدمة حلت على الجميع بينما يوسف صمت يحاول استيعاب ما قيل له قام مازن بتشغيل التلفاز سريعًا ليرى الجميع هيئة السياره المحطمة النيران مشتعلة بها هوى قلب يوسف بين قدميه فسقط كوب القهوة الذي كان بين يديه التي ارتعشت بخوف لأول مرة يشعر به منذ سنوات لاحظت ثريا و كذلك محسن حالة يوسف التمعت اعين ثريا بالشماتة و الانتصار و هي ترى بعيناه اشتعال السيارة متخيلة كيف تعذب أمير و هو يحترق بداخلها لكن تبدد كل ذلك بلحظة عندما أستمعت صوته يأتي من خلفها قائلاً :
مساء الخير
التفت الجميع بصدمة للخلف ليجدوا الخمسة واقفين بجانب بعضهم هرعت سعاد نحو امير لكي تحتضنه لكنه لم يسمح بذلك ابتعد للخلف قائلاً :
خسرتي الحق ده من زمان يا سعاد هانم…..من زمان اوي
بكت بقوة بينما امير وقعت عيناه على يوسف الذي يجلس مكانه بصدمة و لكن الخوف كان ظاهراً بوضوح بعيناه اقترب منها ثم انحنى تجاهه قائلاً بسخرية :
شايفك خايف يا يوسف باشا
اخرج الكلمات من بين شفتيه بصعوبة قائلاً :
انت كويس
امير بسخرية و هو ينظر لداخل اعين يوسف قائلاً :
بعد سنين طويلة لسه فاكر تسألني السؤال ده و خوفك ده مكنش موجود لما رمتنا بره حياتك في الشارع خوفك ده مكنش موجود زمان ليه خوفك ده مظهرش زمان ليه و قالك دول ولادك اسأل عنهم ممكن يكونوا ماتوا مثلا و انت متعرفش
يوسف بجمود و قسوة واهية حتى يخفي ضعف مشاعره و قلقه الذي ظهر عليه :
مين قالك اني خايف عليك ما تغور في داهية
ضحك الاخر ساخراً و هو ينظر له قائلاً :
كل مرة بتديني سبب يخليني اكرهك اكتر و اكتر كل مرة بتخليني اتأكد انك متستاهلش
– مستاهلش ايه !!
امير بسخرية و هو يعتدل واقفاً :
هتعرف في وقتها و ساعتها هفكرك يا يوسف باشا
مر بجانب محسن و ثريا ثم مال برأسه عليهم مرددًا بهمس لم يسمعه سواهم :
حظ اوفر المرة القادمة !!!
………
كانت تجلس بغرقتها تحرك قدمها بغضب و خوف قائلة لمحسن الذي لا تقل حالته عنها :
نجي ازاي منها
نفى برأسه قائلاً بغضب :
معرفش ما انا زيي زيك اهو اتصدمت
ثم تابع بغل و غضب :
بعد كل اللي دفعناه لاب……في الاخر يطلع عايش
ثريا بخوف و زعر :
اتصرف يا محسن انا خايفة لازم نخلص منهم
– مش هيحصل
قالها ادم بعدما دخل للغرفة يقف أمامهم بثقة
دخل للغرفة قائلاً بنظرات متوعدة و قوية بثت الرعب بقلب الاثنان :
قسماً بالله اللي حصل لاخويا انهاردة مش هيعدي بالساهل و نهايتك انتي و هو قربت اوي
ثريا بغل و غضب و هي تبادله نفس النظرات :
مش هيحصل
نظر لها باستهزاء قائلاً :
بلاش الثقة دي بس
صرخت عليه قائلة بغل و غضب :
على جثتي اخليك واحد منكم يضيع اللي عملته السنين دي كلها انا يا قاتل يا مقتول
نظر لها قائلاً بتوعد و قوة :
يبقى هتبقي مقتولة يا ثريا لاني مش ناوي اسيب حقيرة زيك عايشة على وش الدنيا و رحمة امي اللي انتوا الاتنين كنتوا سبب في موتها لهتشوفوا الجحيم على ايد ولادها
نظر لهم باشمئزاز و توعد ثم غادر الغرفة و ترك الاثنان و الغضب متملك منهما و بشدة و كلاهما ينوي الشر !!!!
…….
في المساء
كانت تتمشى بحديقة القصر بشرود لفت انتباهها نور و صوت لكمات يخرج من تلك الغرفة التي لاحظت وجودها لأول مرة توجهت للغرفة ثم بحذر دفعت الباب برفق لتتفاجأ بغرفة مليئة بأحداث الأجهزة الرياضية دخلت للداخل بحذر لتقع عيناها عليها و هو يرتدي القفازات يلكم ذلك الكيس الرملي المعلق بالحائط و جسده يتصبب عرقاً
كادت ان تغادر قبل أن يشعر بوجودها لكن أطلقت صرخة متألمة عندما تعركلت قدمها بكتلة الحديد تلك التي يمرن بها عضلات يده الموضوعة على الأرض و لم تلاحظها
التفتت سريعًا ما ان سمع صوت صرخات تأتي من خلفه ليتفاجأ بها واقعة ارضًا تحاول النهوض تخلص من تلك القفازات التي بيده سريعًا متوجهًا لها قائلاً بقلق و هو يساعدها على النهوض :
ايه اللي وقعك كده و دخلتي هنا ليه !!!
جعلها تجلس على ذلك الكرسي الوحيد الموجود بتلك الغرفة سائلاً اياها بقلق :
انتي كويسة في حاجة بتوجعك
اومأت له قائلة :
كويسة شكرا
ثم تابعت بحرج :
احم….كنت بتمشى في الجنينة و لقيت نور الأوضة دي مولع و انا اول مرة اشوفها دخلت اشوف في ايه لقيتك انت لم لفيت عشان امشي اتكعبلت في دي
اومأ لها بصمت و هو يتأمل وجهها ثم قال فجأة و بدون مقدمات :
تعرفي ان ملامحك لسه زي ما هي ما تغيرتيش كتير عن زمان باختلاف بس عنيكي زمان كانوا مليانين شقاوة و حنان و جنون لكن دلوقتي بشوف فيهم حزن كره قسوة
ابتسمت بسخرية و لم تجيب ليسألها :
السنين اللي عدت عملتي فيها ايه ممكن تتكلمي تحكي و اسمعك نفسي نرجع زي ما كنا زمان قبل ما يحصل اللي حصل كنا صحاب و محدش فينا بيخبي حاجة عن التاني صحيح كنا صغيرين بس انا نفسي نكون زي زمان يا حياة
ابتسمت بسخرية مريرة قائلة :
مفيش حاجة بترجع زي الاول و سؤالك ده جيه متأخر اوي لو كنت مهتم كنت سألت من زمان
قالتها ثم غادرت من امامها و تركته ينظر لاثرها بحزن ثم صعد لغرفته و هو يفكر بها كحاله الايام الماضية فهي تشغل جزء كبير من تفكيره منذ ان رآها و بالرغم من انه لا يتحدث معها سوى القليل لكن كلما رأتها عيناه تبدأ دقات قلبه بالتعالي و يجد صعوبة في ابعاد عيناه عنها لا يجد تفسير لكل هذا سوى انه على بوادر الوقوع بالحب ان لك يكن قد وقع بالأساس !!
……..
بعد مرور يومان على الجميع دون أحداث تذكر مر اليومان بهدوء شديد لكن الهدوء الذي يسبق العاصفة فما سيحدث اليومان القادمان لن يكون خيراً ابدا…..ستكون بداية صفحات الندم !!!
بشركة الأدم
كان يجلس خلف مكتبه يتابع عمله بتركيز شديد ليتفاجأ بدخول زينة المفاجأ للمكتب قائلة :
ادم لازم اتكلم معاك
سألها بقلق :
في ايه يا زينة
– انا متقدملي عريس
قالتها و هي تتوقع أن يثور يغضب يبوح لها بما تراه بعينيه و لم يبوح به لسانه حتى الآن
صمت عم الغرفة لدقائق قليلة جدًا بعدها وقف ينظر للشارع من خلف زجاج مكتبه الشفاف
قائلاً بهدوء :
مبروك يا زينة
– مبروك
قالتها باستنكار و خيبة أمل
سألته بعدم تصديق :
انت فرحان ان جايلي عريس
لم ينظر لها خائف نعم هو الذي لم يعرف الخوف طريق لقلبه يومًا خائف من النظر إليها بتلك اللحظة حتى لا يفضح أمره أمامها و ترى الحزن الذي يكسو ملامحه ليقول بصوت حاول قدر الإمكان ان يكون طبيعيًا غير مبالي :
اكيد فرحان ليكي ده انتي بنت خالي
لحظات و سمع صوت شهقاتها ليعلم انها تبكي أخفى حزنه ملتفتًا لها قائلاً بحنان و هو يتألم من الداخل و هو يراى الدموع تغرق وجهها :
بتعيطي ليه
اقتربت منه حتى أصبح وجهها أمام وجهه مباشرة قائلة بدموع و عتاب :
هتسيبني اكون لحد غيرك يا آدم هتستحمل تشوفني مع غيرك
اشاح وجهه بعيدًا عنها قائلاً :
ايه اللي بتقوليه ده يا زينة
رفعت يدها لوجهه و جعلته ينظر لها قائلة بحزن :
دايمًا تقول كلام و عنيك تقول حاجة تانية بشوف في عينيك حب لسانك مش راضي يرحمني و يعترف بيه انت بتحب زينة زي ما زينة بتحبك
تحكم بذاته بصعوبة حتى لا يجذبها لاحضانه و يبوح لها بعشقه و غرامه بها ليتها تعلم انه خائف و يتألم أكثر منها ليرتدى قناع الجمود مرددًا :
اوهام
جذبته من ياقة قميصه قائلة بغضب و لازالت
تبكي بقوة :
دي مش اوهام دي حقيقة انت بتهرب منها
تبادل الاثنان النظرات ليجد نفسه بدون وعي مرددًا :
لو فيه حقيقة واحدة فهتكون…..اني بحبك !!!!
ارتسمت ابتسامة سعيدة على شفتيها سرعان ما اختفت عندما تابع هو و قد افيق من سحر اللحظة قائلاً بجمود :
بحبك زي حياة بالظبط
ها هي خيبة أمل أخرى تحصل عليها منه لتردد بسخرية مريرة :
زي حياة
أعطاها ظهره قائلاً بجدية :
روحي يا زينة انتي شكل أعصابك تعبانة و مش عارفة بتقولي ايه
اومأت براسها عدة مرات كادت ان تغادر ليوقفها قوله الذي لامست فيه رجاء بأن ترفض :
لو مش بتحبيه ارفضي لأنك كده بتظلميه معاكي و بتظلميه نفسك قبل كل ده
ابتسمت بسخرية قائلة :
خطوبتي يوم جواز أدهم و هنا اوعى ما تحضرش يا ابيه هزعل منك اوي مش انا زي حياة بردو
قالتها ثم غادرت بخيبة امل للمرة التي لا تعرف عددها حصلت عليها منه…..ما ان خرجت من مكتبه تفاجأت بحياة أمامها لترتمي باحضانها تبكي بقوة سألتها حياة بقلق :
مالك يا زينة !!
بكت اكثر لتجذبها حياة لداخل مكتبها الذي يجاور مكتب ادم…..قصت عليها زينة ما حدث لتواسيها الأخرى بحزن ثم قامت بتوصيلها لقصر الجارحي بعدها عادت للشركة لكي تتحدث مع ادم لكن لم تجده بالشركة فقد غادر
……..
توقفت سيارته أمام مقابر العائلة ترجل منها ثم دفع بيده ذلك الباب الأسود الحديدي مرددًا بابتسامة بعد ان اعطى الحارس بعض الأموال بيده :
السلام عليكم دار قوما مؤمنون انتم السابقون و نحن اللاحقون
لمس بيده ذلك الرخام الذي حفر عليه اسم والدته الراحلة ” ليلى سليم الجارحي ”
ثم رفع يده يقرأ الفاتحة عليها ثم اخذ يدعو لها و ما ان انتهى جلس ارضًا أمام قبرها مخرجًا من جيب سترته المصحف الشريف الصغير ثم اخذ يرتل بصوته العذب آيات القرآن الكريم و ما ان انتهى
ردد بخفوت _صدق الله العظيم
اعاد المصحف لمكانه ثم نظر لقبر والدته مرددًا بابتسامة حزينة :
وحشتيني يا امي
اخفض وجهه متابعًا بأعين دمعة :
الحياة وحشة اوي من غيرك
صمت لدقائق ثم تابع بحزن :
↚
زينة هتتخطب……قلبي واجعني اوي حاسس بنار جوايا كل ما اتخيلها مع واحد تاني
تنهد بحزن ثم تابع :
انا بحبها اوي يا امي….بس خايف….خايف عليها مني و من الايام خايف الايام تعيد نفسها تاني و اكون نسخة منه خايف بعدين اخلف اولاد يعيشوا اللي عيشته خايف اكون يوسف عمري تاني
عارف اني وجعتها باللي قولته بس غصب عني انا مش عايزها في يوم من الايام تكون هنا مكانك و اتقهر على خسارة حد تاني
تنهد بحزن ثم تابع بأعين لامعة بالدموع :
بحبها و مش عايزها تبعد و في نفس الوقت خايف عليها من القرب ده و اقول هي تستاهل واحد احسن مني….حد مفيش جواه خوف و عقد
كان مندمجًا بالحديث مع والدته يشكو لها أوجاعه و لم يشعر بحياة التي تقف خلفه منذ دقائق قليلة أستمعت تخطته ثم وضعت باقة الزهور التي كانت تعشقها والدتها على قبرها و بأعين لامعة رفعت يدها تقرأ الفاتحة و ما ان انتهت
جلست أمامه قائلة بحزن لأجله :
قابلت زينة و قالتلي اللي حصل دورت عليك كتير عشان اتكلم معاك تنهي المهزلة دي بس ملقتكش في الشركة و لا في البيت كلمت الحارس اللي بره
قالي انك هنا
صمت الاثنان للحظات لتتابع هي بحزن :
متعملش في نفسك و فيها كده زينة بجد بتحبك هقولك نفس اللي قولته لأمير خوفك اكبر دليل على حبك ليها و انك لا يمكن تأذيها يوسف العمري عمره ما حب ماما عشان تحطه تقيم ليك يوسف العمري مفيش حب في قلبه اصلا لكن انت بتحب زينة بجد و لو خوفك اكبر متفترضش الوحش حافظ على زينة بدل ما تضيع من ايدك و ساعتها تفضل ندمان طول عمرك
نفى برأسه مردداً بحزن :
طب و فرق السن بينا
حياة بابتسامة ساخرة :
ماكنوش تمن تسع سنين اللي انت عامل حسابهم دول الحب عمره كل كان بسن طالما التفاهم و الحب و الاحترام موجود بين الاتنين و قبل ده كله الكرامة يبقى مفيش حاجة تمنع
نظر لقبر والدته بشرود لتربت هي على يده قائلة بتشجيع :
اهل العريس هيزورهم انهاردة بليل زينة وافقت على العريس…..في ايدك دلوقتي تحافظ على سعادتك و ع اللي بتحبها بلاش تضيع زينة من ايدك يا ادم روح وقف المهزلة دي
كان بحاجة لاحد ليطمئنه من قبل يخبره بتلك الكلمات المشجعة على اخد تلك الخطوة و ها هي شقيقته التي تصغره بأعوام كثيرة أعطته ذلك الأمان ببضع كلمات فقط نظر لها ببسمة صغيرة فخورة قائلاً و هو يضع يده وحنتها قائلاً :
القمورة الصغيرة بتاعتنا كبرت امتى و بقت بتتكلم بحكمة كده و عقل
ضحكت قائلة بغرور واهي :
انا طول عمري عاقلة و عندي مواهب كتير بس انتوا اللي مش حاسين بالنعمة اللي عايشة وسطيكم
ضحك الاثنان معًا ليجذبها لاحضانه مرددًا بحب :
ربنا يخليكي لينا يا حياة تعرفي رغم اني بحب الجزم التانين اخواتك بس انتي ليكي معزة و حب اكبر في قلبي لانك شبهها كل ما اشوفك كأني شايف ماما قدامي واخدة نفس جمالها و روحها
ابتسمت بحب قائلة :
واحنا كلنا بنحبك انت ابونا مش بس اخونا الكبير مش بيقولوا الاب هو اللي بيربي انت اللي كنت معانا السنين دي و اهتميت بكل واحد فينا
ابتسم بسعادة و هو ينظر لقبر والدته مردداً بداخله : هفضل محافظ وعدي ليكي يوم ما حطيتك بأيدي هنا…هفضل سند لاخواتي و احميهم لحد ما اقابل وجه كريم و نتقابل انا و انتي وسوا
قالها ثم قرأ الفاتحة هو و حياة لوالدتهم ثم غادروا
……..
في المساء يجلس الجميع بانتظار حضور عائلة الشاب الذي تقدم لخطبتها و الذي كان يعمل معيد بجامعتها لكنه لم يأتي و اكتفى بإرسال رسالة لهم بأنها تراجع عن قراره بالزواج منها تعجب الجميع من فعلته بل و غضبوا منها متوعدين له
……..
في صباح اليوم التالي غادر أدهم على مضض برفقة هنا ليقوم الاثنان بشراء فستان الزفاف و بعض الأشياء اللازمة فالزفاف بعد الغد
……..
بخطوات واثقة كانت يصعد الدرجات التي تصل لباب القصر الداخلي و هو يرفع نظرات الشمس الخاصة به عن عيناه فتحت الخادمة الباب و سمحت له بالدخول بعدما عرفت هويته مرت دقائق قليلة و سمع صوت سليم من خلفه يردد بسعادة :
اهلا يا بدر يا بني اخبارك ايه و ابوك و جدك
أخبارهم ايه واحشني اوي
اقترب منها سريعًا و ساعده على الجلوس ثم قبل يديه قائلاً بحب و اشتياق :
كلنا كويسين يا جدي و كلهم بيسلموا عليك بابا و جدي مقدروش يسافروا يحضروا فرح هنا و أدهم فأنا حيت بدالهم و لا انا منفعش بقى
قال الأخيرة بمرح ليضحك الاخر مردداً بحب :
تنور يا حبيبي
ابتسم الاخر مرددًا بتساؤل و هو يبحث بعيناه في المكان حوله :
اومال هما فين عايز اسلم عليهم
تنهد سليم قائلاً :
هنا و أدهم مش هنا بيشتروا فستان الفرح و الشبكة و التجهيزات بقى انت عارف
اومأ له الأخير بصمت ليتابع سليم قائلاً :
جدك بيشتكي منك هو و ابوك
ضحك بدر قائلاً :
عشان موضوع الجواز طبعا
اومأ له سليم قائلاً :
مش ناوي بقى و لا ايه
بدر بضيق :
غلبت افهمهم والله اني مش عاوز جوازة و السلام
– اومال عاوز ايه !!!
بدو بتساؤل :
قولي الأول بس لما حضرتك اتجوزت جدتي اتجوزها ليه يعني قولت بنت عمي و انا اولى بيها و لا كنت بتحبها
سليم بابتسامة :
اكيد كنت بحبها
بدر بابتسامة :
اهو انا بقى عاوز كده عاوز واحدة احبها تخطف قلبي من اول نظرة
– طب افرض ملقتهاش
ضحك بخفوت قائلاً :
هلقيها ان شاء الله ادعيلي بس يا سليم
ابتسم سليم داعياً له ليسأله الاخر :
ادم فين بكلمه من ساعة ما وصلت من المطار تليفونه مقفول
– تلاقيه في اجتماع و لا حاجة اليومين اللي فاته كانوا صعبين اوي خصوصا بعد حادثة أمير
بدر بصدمة و قلق :
أمير عمل حادثة
اومأ له سليم ثم بدا يقص عليه تلك الحادثة و كيف نجى أمير منها سأله بدر بقلق :
طب القيه فين دلوقتي و بعدين ازاي حضرتك متقولناش حاجة زي كده
ربت سليم على قدمه قائلاً بابتسامة :
مكنتش عاوز اقلقكم هو كويس الحمد لله هتلاقيه في الشركة دلوقتي كمان
وقف بدر قائلاً و هو يستعد للرحيل :
طب ان……
لكن قطع حديثه حياة التي دخلت للغرفة قائلة بتعجل :
جدو ال……
لكن توقفت هي الأخرى عن الحديث بعدما وقعت عيناها على من يجلس برفقة جدها قائلة باعتذار اسفة مكنتش اعرف ان عند حضرتك ضيوف
سليم بابتسامة :
ده مش ضيف يا حبيبتي ده بدر ابن عمك عثمان حفيد اخويا الصغير عاصم
اومأت له بابتسامة و قد تعرفت عليه فهي دائمًا ما تسمع عنه لكنها لم يسبق و إن التقت به
بدر بصدمة و هو لا يستطيع أن يبعد عيناه التي أخذت تتأمل وجهها بافتتان :
مين دي !!!
سليم بابتسامة :
دي حياة يا بدر حفيدتي بنت ليلى اتقابلتوا مرة واحدة يوم وفاة ليلى…كنتوا لسه صغيرين
قال الأخيرة بحزن ليردد بدر و حياة بنفس الوقت بحزن :
الله يرحمها
سليم بتساؤل :
كنتي عايزة حاجة يا حياة
اومأت له و هي تعطيه الملف :
كل اللي حضرتك طلبته اتنفذ و دي التذاكر و كمان حجزت في أوتيل ليهم تاني يوم الفرح علطول
ابتسم قائلاً :
تمام يا حبيبتي
نظرت لساعة يدها قائلة بتعجل :
همشي انا بقى عشان في اجتماع في الشركة و لازم احضره و زينة هتمكل بدالي باقي التحضيرات
تدخل بالحديث قائلاً :
انتي رايحة الشركة
اومأت له ليتابع هو :
اصل انا كنت رايح اشوف أمير واطمن عليه ممكن نروح سوا و توصليني في طريقك
ابتسمت قائلة :
اكيد اتفضل
غادر الاثنان لينظر سليم لاثرهم و هو يبتسم على هيئة بدر عندما رأى حياة دعى بداخله ان يتحقق ما بباله قطع شروده صوت قاسم قائلاً :
مالك مبتسم كده ليه يا بابا
– مفيش انا طالع ارتاح شوية
قالها ثم صعد لغرفته بينما قاسم توجه لحديقة القصر ليباشر الإشراف على العاملين
……..
كانت تقود السيارة و الصمت يعم المكان قطعه هو قائلاً بابتسامة جذابة :
تعرفي غريبة ان نطلع قرايب و اول مرة نشوف بعض دلوقتي مع اني بشوف اخواتك من زمان بس اول مرة اقابلك
اومأت له قائلة بابتسامة صغيرة :
كنت عايشة بره و مكنتش بنزل مصر كتير يمكن لما كنت بتشوفهم كنت انا ببقى مسافرة
اومأ له قائلاً بفضول ليتعرف عليها و هو يشعر بانحذاب غريب نحوها ما ان وقعت عيناه عليها قبل قليل :
انتي خلصتي دراسه
نفت برأسها قائلة :
لسه انا رابعة كلية هندسة
ابتسم قائلاً :
انا كمان درست هندسة
ثم سألها بفضول و مرح :
مخطوبة بقى
ضحكت بخفوت قائلة :
لو كنت مخطوبة اظن كنت هتحضر خطوبتي و هتعرف بيها زي ما عرفت من جدي بخطوبة هنا و ادهم و لا ايه
لا يعرف لما شعر بالراحة عندما علم ليردد :
الحمد لله
– ايه !!
تنحنح قائلاً بابتسامة :
بقول مظبوط عندك حق
دقائق قليله و توقفت بالسيارة أمام الشركة ترجل الاثنان منها و دخلوا للداخل لتلمع عيناه باعجاب عندما يرى احترام الجميع لها رغم سنها الصغير ركب الاثنان المصعد و ما ان توقف بالطابق المنشود خرجت منها تشير له بيدها على احد غرف المكاتب :
ده مكتب امير
اومأ لها قائلاً بابتسامة و هو يمد يده لها لكي يصافحها :
شكرا مبسوط اني شوفتك يا حياة و اتعرفت عليكي
ابتسمت له ثم مدت يده تصافحه قائلة :
مفيش داعي للشكر احنا قرايب و القرايب مفيش بينهم شكر و مبسوطة اني اتعرفت عليك
سحبت يدها من يده قائلة :
عن اذنك
بقى يراقبها حتى دخلت لمكتبها ثم رفع يده التي صافحتها مقتربًا اياها من شفتيه يقبلها قائلاً بهيام :
قمر اقسم بالله قمر هو في كده
توجه لغرفة أمير دون أن يطرق الباب قائلاً بمرح :
ما انت زي القرد اهو اومال ايه عامل حادثة
انتفض امير من خلف مكتبه متوجهًا نحوه قائلاً بمرح مماثل :
الله أكبر في عينك يا عم
عانق الاثنان بعضهما باشتياق ليردد بدر :
واحشني يا ميرو
جلس الاثنان و أخذوا يتبادلا الحديث ليسأله بدر :
اومال فين اخواتك
أمير بابتسامة :
بعد وقت خرج الأربعة من غرفة الاجتماعات بنفس الوقت الذي خرج به بدر و أمير من غرفة المكتب تبادل هو و أوس و ادم الاحضان باشتياق
ليسأله ادم :
مقولتش ليه انك جاي كان حد فينا استناك في المطار
بدر بابتسامة :
مكنش فيه داعي
أوس و هو يحاوط كتف شقيقته :
اعرفك يا سيدي دي القمر بتاعنا حياة
بدر بداخله و هو يتأمل وجهها بهيام :
هي من ناحية قمر فهي قمر اوي
ثم تابع بابتسامة :
اتعرفنا ما هي اللي وصلتني لهنا
ادم بتساؤل :
ازاي انت شوفتوا بعض فين
قص عليه بدر كيف التقى بها ليقول امير بابتسامة :
طب يلا يا اخويا انت و هو ع البيت جدك بيقول كلنا نبقى موجودين ع الغدا انهاردة حتى ريان هيحصلنا على هناك
غادر الجميع بينما بدر لم يتوقف عن اختلاس النظرات لحياة بالخفاء فقد سحرته كلياً !!!!
………..
↚
بقصر الجارحي بحديقته الكبيرة حيث يقام حفل زفاف أدهم الجارحي و هنا كان الحفل جميل جدا يليق بعائلة كبيرة مثل عائلة الجارحي كل شيء مثالي بالزفاف و كاميرات الصحافة لم تتوقف عن التقاط الصور
كان أدهم يرسم على شفتيه ابتسامة مزيفة بينما هي لم تستطيع بداخلها حزن كبير لا تستطيع ان تخفيه و تظهر ابتسامة كاذبة سعيدة على شفتيها ربما لو كان الزفاف حقيقي و هو يريدها بأرادته و يحبها لكانت اسعد الفتيات على وجه الأرض لكن يشاء القدر ان يكون اليوم التي تتمناه و تحلم به منذ سنوات يوم تعيس كليها
لاحظ ضيقها و شرودها ليميل عليها قائلاً بخفوت و تهديد و هو يرسم ابتسامة على شفتيه :
افردي وشك لا يقولوا غاصبينك
ابتسمت بسخرية قائلة :
مش هي دي الحقيقة
أدهم بنفس الهمس و تهديد :
طب افردي وشك و اتعدلي عشان ما تزعليش من اللي هعمله يا حلوه
ارغمت نفسها على رسم ابتسامة على شفتيها بينما هو حاله لا يختلف عنها بكثير فهو ايضًا يشعر بما تشعر به ليتها تعلم كم كانت صدمته بها لو تعلم كم يحبها قلبه الأحمق الذي رغم كل شئ لايزال يعشقها و ينبض لها فقط
توسعت عيناه بصدمة و هو يرى سمر تدخل للحفل الغضب و الشر يرتسم على وجهها يبدو انها لا تنوي على خير ابدا بدون ان يلاحظ احد توجه لها يسحبها خلفه لداخل القصر قائلاً بتوتر :
ايه اللي جابك
سمر بغضب كبير :
بقى سبتني عشان تتجوز دي بعد كل ده تسيبني يا ادهم و انا اللي حبيتك و وثقت فيك تخدعني كده
كاد ان يعنفها فهو ادرى الناس بها لكنه عندما لمح بعيناه هنا التي تدخل من باب القصر أراد أن يجعلها تشعر بالاهانة و الالم حاوط وجه سمر قائلاً بحب واهي :
صدقيني غصب عني يا حبيبتي جدي اللي غصبني اتجوزها انا اصلا مش بطيقها و انتي عارفة بس كنت مجبور و الا كنت هضطر اسيب الشركة
سمر بدموع و حزن واهي :
طب و انا ازاي متقوليش يا ادهم
ادهم بحزن و هو يرى هنا بطرف عيناه تكاد تبكي ليتابع و هو يقبل يد سمر :
غصب عني يا حبيبتي سامحيني انا هصلح كل حاجة كام شهر و هطلقها و نرجع لبعض الجواز اصلا هيكون على ورق
سمر بمكر و هي لازالت تتصنع الحزن :
بس اوعى تلمسها و انا هستناك بس متسبنيش يا ادهم انت عارف اني بحبك و بموت فيك
ابتسم قائلا بحب واهي :
انا كمان بموت فيكي يا حبيبتي
اختتم كلامه بقبلة على شفتيها لتتحرر تلك الدموع من اعين تلك التي تتابع كل ما يحدث و تحطم قلبها لأشلاء و ألم رهيب اصاب قلبها العاشق له
مسحت دموعها ثم عادت للزفاف لتلتقي بوالدتها قبل ان تتدخل للزفاف و السعادة مرتسمة على وجهها تنهدت بحزن ثم ذهبت و جلست مكانها بينما أدهم اتفق مع سمر على شئ قبل أن يعود للزفاف
ترى ما هو !!!!
…………
لقد تأخرت كثيراً و لم تستطيع أن تتجهز على الميعاد لذا طلبت من اخوانها الذهاب و هي ستلحق بهم و ما ان علم بدر هذا قرر استغلال تلك الفرصة فذهب ليأتي بها للحفل بعد موافقة سليم الذي أصبح يعلم الان ان العشق الذي يبحث عنه بدر قد وجده و اخيراً لكن هو لا يعلم حفيدته فمن الصعب أن يعرف احد فيما تفكر او ماذا تريد ؟؟
نظرت لآخر مرة على هيئتها المرآة فستان من اللون الأزرق الداكن بأكمام من الشيفون شفافه و ينزل بانسياب على جسدها و مفتوح من الجانب الأيمن إلى فوق ركبتها بقليل و رفعت خصلات شعرها بكعكة منمقة اكتفت بوضع القليل من المكياج لتظهر بصورة جميلة فاتنة كان ذلك الثوب من اختيار زينة رفيقتها نزلت للأسفل بخطوات هادئة لبدر الذي أخبرها جدها بأنه سيوصلها للزفاف
حتى لا تأتي بمفردها
……
بالأسفل كان يدخل من باب القصر بخطواته الواثقة بعدما فتحت له الخادمة الباب كان الجميع وقتها يجلسون ببهو القصر كلاً منهم شارد بعالم اخر
بدر بهدوء ما ان تقابل معهم :
مساء الخير
ردد الجميع بوقت واحد و هم ينظرون له
بتعجب و عدم معرفة بهويته :
مساء النور
نزلت حياة بذلك الوقت بخطواتها الهادئة و ابتسامة صغيرة على شفتيها لتلمع اعين اثنان من الموجودين تناظرها بحب و هيام لتشتعل أعين سارة بالغيرة و الحقد و هي ترى نظرات إلياس نحوها و هي التي ظلت لسنوات تحاول ان تحصل على قلبه لكن دون جدوى كل محاولتها تنتهي بالفشل بينما يوسف كان ينظر لها بشرود يرى فيها ليلى تمتلك نفس جمالها الذي سحره منذ اول مرة التقى بها
حياة باعتذار لبدر :
بدر معلش هتعبك معايا و اسفة لو اتأخرت عليك
بدر بابتسامة جذابة :
ولا يهمك انا لسه واصل حالا يلا بقى عشان اتأخرنا
اومأت له و كادت ان تذهب برفقته ليوقفهما صوت إلياس الغاضب و الذي يشتعل غيرة :
رايحة فين معاه بالمنظر ده و في وقت زي ده
بدر برفعة حاجب و هو يرى نظرات غاضبة و غيرة باعين الاخر :
نعم و انت يخصك في ايه
إلياس بتحدي :
إلياس العمري ابن عمها
بدر بتحدي و هو يتقدم ليجعل حياة نقف خلفه :
بدر عثمان الجارحي ابن خالها
إلياس بسخرية :
عشان ابن خالها يديك الحق تخرج معاها في وقت زي ده و لوحدكم
بدر بسخرية مماثلة :
قولنا ما يخصكش و مش عشان ابن عمها ده يديك الحق انك تتدخل في حياتها
إلياس بتحدي و هو يتقدم خطوة للأمام اتخذها بدر هو الاخر و كلاهما متأهب لحدوث شجار :
حياة مش هتخرج من هنا
بدر بتحدي :
حياة هتخرج و وريني هتعمل ايه
حياة بغضب :
بس انتوا الاتنين في ايه
تدخلت سارة بالحديث قائلة بغل :
اكيد فرحانة بلمة الرجالة حواليها طالعة لأمها
كانت سترد حياة لكن كان الرد الأسبق عليها نظرات احتقار من بدر و غضب و هو يرى هيئتها المثيرة للاشمئزاز فكانت ترتدي فستان قصير يصل لقبل ركبتها بقليل و بدون اكتاف :
قسما بالله لولا انك بنت لكنت وريتك بس الظاهر اوي مين اللي بيحب لمة الرجالة حواليه اصل اللي بيحب نظراتهم مش هيلبس بالمنظر ده بصي لنفسك في المراية الأول
التقط يد حياة بين يديه و كاد ان يغادر ليوقفه صوت إلياس الغاضب :
قولت مش هتخرج من هنا
حياك بنفاذ صبر و حدة :
انت زودتها اوي انت مالك اصلا كنت ولي أمري
إلياس بتصميم و عيناه تلمع بالغيرة :
مش هتروحي معاه يا حياة
بدر بتحدي :
لا هتروح
دفعه إلياس بيده في صدره ليرتد الاخر للخلف :
لو مرحتش هتعمل ايه يعني
رد له بدر الدفعه بغضب :
اع…..
لكن قاطعه صوت حياة الغاضب :
بس بقى انتوا الاتنين بدر خلينا نمشي يلا
كاد ان يعترض إلياس فبداخله نيران مشتعلة مجرد تخيلها انها ستذهب مع رجل و مفردها لكن اوقفه صوت والده الصارم :
إلياس كفاية لحد كده
– بس….
جمال بصرامة و هو يشير بيده لحياة و بدر لكي يذهبوا :
من غير بس اتفضلوا شوفوا رايحين فين
غادروا بدر بعدما تبادل نظرات التحدي و التوعد مع إلياس و سارة التي قررت انها لن تصمت على تلك الإهانة و تتوعد لحياة بالكثير !!!!
………
بعد وقت كانت حياة تدخل للزفاف برفقة بدر الذي لم يبعد عنياه عنها لحظة واحدة توجهت هي لشقيقها تقف بجانبه و هو توجه لاصدقائه الموجودين بالقاهرة و الذي لم يراهم من سنوات
مر وقت قصير و دخلت فرح الزفاف برفقة مهرة اللتان قام بدعوتهما امير و هما يطالعان كل شئ بالمكان بانبهار و إعجاب و خاصة مهرة التي كانت تتابع ما حولها بأعين واسعة كالاطفال ابتسم أوس بسعادة ما ان رأها و اخذت عيناه تتأملها بأعحاب بفستانها السماوي الجميل الذي ينزل بانسياب على جسدها بحمالات عريضة بينما خصلات شعرها تركتها طليقة ابتسم مقترباً منها بعدما تركتها فرح التي جذبها امير مباشرة ما ان دخلت لترقص معه
أوس بابتسامة :
ازيك يا مهرة
نظرت له قائلة بدون مقدمات بذلك السؤال الذي جاء على بالها و هي ترى ما حولها :
هما البنات دول لابسين ازاي الفساتين قليلة الادب دي مش كده عيب بردو
ضحك بخفوت قائلاً :
اه عيب بس انتي شطورة و لابسة محترم و طالعة زي القمر
مهرة بسعادة و هي تلمس ثوبها بسعادة فهي لأول مرة ترتدي فستان كهذا فهي استعارته من فرح :
بجد يعني حلو عليا….طالعة حلوة
اجابها بابتسامة صادقة و هيام :
احلى واحدة في الحفلة….جميلة اوي يا مهرة
ابتسمت بخجل قائلة :
انت كمان….جميل
ابتسم ثم اخذ يفتح معها عدة مواضيع و هي تتجاوب معه بسعادة و عفوية
……….
بينما أمير كان يراقص فرح بسعادة و لم يتوقف عن إلقاء كلمات الغزل عليها تحت خجلها الشديد
……….
كانت حياة تقف بجانب شقيقها الذي يبدو عليه الارتباك سألته بتعجب :
في ايه يا آدم مالك مش على بعضك ليه
ادم بنفي :
مفيش
حياة بتصميم :
لا فيه حصل حاجة و انت مخبي
ادم بتوتر و احراج :
بقولك ايه هو يعني انا كنت…..كنت عاوز أعرض الجواز على زينة انهاردة ايه رايك في الفرح و لا بيني انا و هي بعد ما يخلص
ابتسمت حياة بسعادة قائلة :
اقولك تعمل ايه بس الاول جبت خاتم صح
اومأ له بنعم لتتابع هي قائلة :
روح و اركع على رجليك و قولها تتجوزيني
ادم بحرج :
مفيش طريقة غير كده يعني…..
حياة بتشجيع :
مفيهاش حاجة يا ابيه صدقني هتفرح اوي لو عملت كده يعني اي بنت بتبقى نفسها كد يركع على رجليه و يقولها تتجوزيني و خصوصا لو كان اللي بتحبه اتشجع كده و مفيش داعي للحرج
تنهد بعمق ثم توجه بعيناه نحوها كانت تقف بجانب والديها ترسم على شفتيها ابتسامة صغيرة تخفي بها ألم قلبها و حزنها الشديد اقترب من المكان الخاص بعازفين الموسيقى ثم اخذ منهم الميكروفون تنهد بعمق قبل أن يقول :
زينة
التفتت جميع الاعين نحوه و كانت هي اولهم ليتابع ادم و هو ينظر نحوهها بابتسامة و عشق :
بحبك
توسعت عيناها بصدمة بينما حياة ابتسمت بتوسع اقترب ادم منها و هو لا يزال يمسك المايك بيده قائلاً بعدما توقف امامها :
والله العظيم بحبك يا زينة قلبي و حياتي تتجوزيني !!!!
ابتسمت بسعادة و اخذت تتساقط الدموع من عيناها ليلتفت هو لخاله قاسم قائلاً بابتسامة :
تقبل تجوزني بنتك يا خالي و وعد مني لحد اخر نفس فيا هحافظ عليها و احبها طول العمر
ابتسم قاسم بسعادة ثم نظر لابنته التي تظهر السعادة بوضوح عليها ثم اومأ له بموافقة و كيف له ان لا يوافق ان يزوج ابنته لابن شقيقته الرحلة الذي لن يجد من يحافظ على ابنته اكثر منه ابتسم سليم بسعادة و كذلك فاطمة بينما امير اطلق صفيراً عالياً عندما انحنى ادم على ركبتيه مخرجاً ذلك الخاتم الألماسي من جيب سترته قائلاً بابتسامة و حب :
تقبلي تتجوزيني يا زينة
وضعت يدها على وجهها بسعادة ثم اومأت له بنعم و الدموع تغرق وجهها البسها الخاتم ثم اعتدل ليتعالى التصفيق الحار بالمكان بينما اخوته يبتسمون بسعادة مصفقين له بسعادة كبيرة لأجل شقيقهم غافلة عن بدر الذي يتأمل ابتسامتها الجميلة بهيام
………..
كانت تقف وحدها بعدما تركها ريان ليرد على مكالمة هامة على هاتفه بينما الباقين كلاً منهم مشغول بحبيبته حتى أوس يبدو انه وجد العشق اخيراً
عيناها تتأملها بهيام و كلما حاول أن يبعدها هنا لا يستطيع يبدو أن و اخيرا وجد ما يبحث عنه منذ سنوات ” العشق ”
اقترب منها قائلاً بغزل :
ايه الجمال ده
ابتسمت بخفة قائلة :
انت بتعاكس
اومأ لها قائلاً بضحك و صدق :
بصراحة اه في حد يشوف الجمال ده و ما يعاكسش ده يبقى معندوش نظر يعني
تنحنحت بخجل ليتابع هو بمرح :
بما اني معرفش حد هنا و انتي مش غريبة و احنا قرايب و ستر و غطا على بعض ينوبك ثواب فيا و تعلميني الرقصة دي
ضحكت قائلة بصدمة :
ما بتعرفش ترقص
اومأ لها بآسى و حزن واهي قائلاً :
اكسبي فيا ثواب بقى
ضحكت بخفوت و بعد إلحاح كبير منه وافقت بخجل و احراج كانت تمسك يده تضعها على خصرها ثم وضعت يدها على كتفه و اليد الأخرى امسكها هو بيده ينظر لداخل عيناها
لسنوات طوال كان يبحث عن شيء ينقصه لا يعرف ما هو لكن بتلك اللحظة شعر بالكمال لقد وجد ضالته و بتلك اللحظة خصيصاً أدرك انه عاشق من النظرة الأولى و قد وجد من سرقت قلبه من اول وهلة رآها بها
تمايل معها على أنغام الموسيقى بحرفية شديدة كان هو المتحكم بتلك الرقصة و يحركها بين يديه بسلاسة ادهشتها سألته بصدمة :
انت ما بتعرفش ترقص اومال انا ايه
ضحك بخفوت قائلاً :
ما انا بتعلم بسرعة شوفتي
ضحكت مرة أخرى حتى ظهرت أسنانها البيضاء لتسرق قلبه مرة اخرى ليردد باعجاب :
ضحكتك حلوة اوي
بخجل و احراج ابتعدت عنه قائلة :
احم بما انك اتعلمت كفاية رقص لحد كده
قطب جبينه قائلاً بعبوس :
ليه في خطوات تانية لسه متعلمتهاش
ابتسمت قائلة قبل أن تغادر :
ابقى اتفرج عليهم و هما بيرقصوا مش انت بتعلم بسرعة بردو
تنهد بدر واضعاً بده يجيب بنطاله مرددًا بحب :
والله و جت اللي توقعك اخيرا يا بدر !!!
………
انتهى الزفاف و ذهب امير لتوصيل فرح و كذلك فعل أوس الذي تحجج لمهرة بأنه يريد ان يقضي فرح و امير بعض الوقت سوياً و لك يخلوا الطريق من حديثه معها و نظرات الإعجاب التي ينظر لها بها
………..
بعد تهنئة من الجميع صعد لغرفته و هو يحملها بين يديه و ما ان دخل لغرفتهم ألقاها بعنف على الفراش لتعتدل هي ثم توجهت المرحاض بصمت تام و تجاهلته بعد وقت خرجت من المرحاض ترتدي ثوب نومها الطويل الفضفاض المحتشم التي كانت معتادة على النوم به لتجده ابدل ثيابه و استلقى على الفراش يعبث بهاتفه تجاهلته و كادت ان تنام على الفراش بجانبه بعدما تضع وسادة بينهم فالاريكة الموجودة بالغرفة صغيرة جدا لكن اوقفها هو قائلاً بتساؤل :
انتي بتعملي ايه
– هنام
أدهم ببرود :
نامي بس مش جنبي انا بقرف من الزبالة
نظرت له هنا بنفاذ صبر و لم تستطيع أن تصمت بعدما اهانها قائلة :
انا كمان بقرف من الزبالة بس مضطرة استحملها اعصر على نفسك لمونة زي ما انا هعمل بالظبط
أدهم بغضب و حدة :
مش هتنامي هنا
هنا بتحدي :
لا هنام هنا يا أدهم و لو مش عاجبك روح نام الكنبة او الأرض مش هقولك لا
بغضب جذبها من خصلات شعرها بقسوة قائلاً بتهديد :
غوري من وشي اتزفتي في اي حتة و عدى ليلتك عشان انا على اخري
ثم دفعها بقسوة على الاريكة لتنفجر هي في بكاء مرير مزق قلبه كاد ان يقترب منها لكن توقف عندما تذكر هيئتها و هي عارية بالفراش اغمض عينيه ينفض تلك الذكرى بعيداً ثم أطفأ الأنوار و القى بجسده على الفراش يحاول ان ينام لكن لم يستطيع من صوت بكاءها الذي يمزقه من الداخل يريدها ان تتوقف عن البكاء حتى لا يضعف و يحن لها ليصرخ عليها قائلاً :
بطلي زفت عياط عايز انام….اتخمدي يلا
انتفضت مكانها بخوف من صوته الغاضب ثم بأيدي مرتعشة التقطت تلك الوسادة التي القاها لها تنام على الاريكة التي لم تكن مريحة ابداً دقائق سقطت في النوم ليعتدل هو ثم توجه نحوها يجذب ذلك المفرش يضعه عليها و هو يتأمل وجهها بحب و حزن مردداً :
اللي عملتيه كسرني يا هنا اتصدمت فيكي صدمة عمري صعب انسى اللي شوفته و اكمل عادي اليوم ده حاجة اتكسرت جوايا و انتي كنت السبب حتى حبك اللي شايفه في عينك مش قادر اصدقه
كل حاجة حلوة كانت جوايا ليكي اختفت يومها و انتي السبب يا هنا
تمللت بنومها ليذهب هو سريعًا للفراش يتصنع النوم قبل أن تراه اذا فتحت عيناها
………..
بسيارة امير كان السائق يقود و ذلك لانه يده لازالت مجبرة و كان يفصل بينهم زجاج اغلقه هو ليعرف يتحدث معها و كان عازل للصوت ايضًا
الصمت يعم المكان ليقرر الاثنان قطعه ليردد
الاثنان معاً بوقت واحد :
امير / فرح
ابتسمت قائلة بتوتر :
اتكلم انت الاول
ضحك قائلاً بمرح :
لا اتكلمي انتي الأول السيدات اولا
اومأت له قائلة بتوتر و خجل :
انت بجد….بتحبني
التفت لها مردداً بصدق و عشق :
من يوم ما عيني شافتك و هي وقعت في حبك يا فرح غصب عني بعدك بس كنت خايف
↚
التمعت عيناها بالدموع قائلة :
كنت خايف من كلام الناس ازاي تتجوز واحدة اقل منك و كمان……..
قاطعها واضعاً يده على شفتيها قائلاً بحدة :
مين قالك كده انا اتشرف بيكي في اي مكان كل الحكاية اني كنت خايف عليكي من نفسي
قطبت جبينها تسأله بعدم فهم :
مش فاهمة خايف عليا منك ليه انت ممكن تأذيني يا امير طالما بتحبني هتأذيني ليه
ابتسم بحزن قائلاً و هو يحاوط وجهها بيديه :
خليكي مصدقة دايمًا اني بحبك و لما اقدر اتكلم و احكي هقولك على كل حاجة بس محتاج وقت
وضعت يدها على يده التي تحاوط وجنتها قائلة بابتسامة و حب :
انا هفضل مستنياك علطول يا امير
ابتسم ثم سألها :
بتحبيني
اخفضت وجهها مرددة بخجل و حب صادق :
عمري ما قدرت احب غيرك و لا عيني شافت حد غيرك من يوم ما عرفت يعني ايه حب
رفعت وجهها تنظر لداخل عيناه قائلة بحب :
بحبك يا اميري
ابتسم بسعادة مردداً :
وانا بموت فيكي يا فرحتي
ثم اقترب منها ببطئ يود تقبيلها لتعود هي للخلف قائلة بخجل و هي تتهرب من النظر لعيناه :
ااا…الوقت…اتأخر و ماما زمانها قلقانة عليا يلا خلينا نروح بقى
ضحك بخفوت قائلاً بمشاكسة :
على فكرة ممكن تقوليلي مش عايزاك تبوسني و مكنتش هزعل
اشتعلت وجنتها بحمرة قانية و اكتفت بالصمت ليضحك هو بخفوت و ظل يدندن لها طوال الطريق بصوت العذب الذي ورثه عن والدته الراحلة هو و شقيقته حياة و هي بدورها تبتسم بخجل
………….
في صباح اليوم التالي سافر أدهم و هنا على شرم الشيخ لقضاء شهر العسل بناءاً على طلب سليم لا احد منهما يعلم ما ينتظره هناك !!!!
…………
كان الجميع مجتمعين على طاولة الطعام التي تضم سليم و فاطمة و قاسم و زوجته و ابنتهم زينة و ادم و أخوته الذين قضوا الليلة هنا بعدما اصر سليم على هذا و بدر الذي لم يتوقف للان عن اختلاس النظرات لحياة التي لاحظت هذا و لكنها تجاهلت
أوس بتساؤل :
انت هتسافر امتى يا بدر
ضحك بدر قائلاً :
هو انا مقولتلكش
– لا مقولتليش
بدر بابتسامة :
مطول معاكم المرة دي قاعد فترة كده و هبقى اتابع الشغل من هنا
ابتسم سليم و لم يعقب فهو توقع شيء كهذا فهو لم يخفى عليه نظرات سليم المصوبة لحياة و حتى أمس بالزفاف رأى رقص الاثنان معا و كيف كان يناظرها بحب
أوس بسخرية :
ايه اللي جد يعني ده انت كل مرة بتيجي هنا ما بتصدق تخلص اللي وراك و تسافر علطول
بدر بهيام و هو ينظر لحياة بحب لكنها تعمدت التجاهل و تصنعت انشغالها بالهاتف :
اصلي حبيبت مصر و حلاوة مصر و جمال مصر و نفسي اتجوز مصر
ادم بحدة و هو يلاحظ نظراته نحو شقيقته :
بدررر
نظر له بدر بغيظ بينما حياة وقفت قائلة لادم :
اتأخرت و عندي محاضرات هخلص الساعة ١٢
بعدين اطلع الشركة
ثم غادرت و لن تنظر له عازمة على أن تتحدث مع بدر فيما بعد !!!!
……..
كانت تجلس ببهو القصر تتواصل مع ادم عبر الهاتف على احد مواقع التواصل الاجتماعي
فيما يعرف ” whatsapp ” مر وقت و ما ان انتهت من محادثته احتضنت الهاتف بسعادة كبيرة لم يسبق لها أن شعرت بها ليأتي صوت بدر من خلفها قائلاً بتساؤل :
زينة عايز رقم حياة
نظرت له بمكر قائلة :
طب انت عايز رقم حياة ليه !!!
– ما يخصكيش
نظرت له بغيظ قائلة :
خلاص خده من حد تاني
نظرت لها بغيظ مماثل قائلاً بكذب :
عايزها في شغل
شاكسته قائلة بمكر :
شغل بس
نظر لها بغيظ قائلاً :
انجزي با بت هاتي الرقم
أعطته اياه على مضض و ما ان املته عليه نظر لها قائلاً بسخرية :
حشرية اوي انا عارف هو حابب فيكي ايه !!
نظرت له بصدمة ثم ألقت عليه الوسادة الصغيرة التي بجانبها قائلة بغضب و غيظ :
انا حشرية يا رخم يا غلس
لم يلتفت لها ثم خرج من القصر بأكمله
………
كانت تخرج من المبنى الخاص بالمدرجات و ما ان خرجت تفاجأت بإلياس يقف أمامها سألته :
إلياس !!! بتعمل ايه هنا
تفاجأ هو الاخر من وجودها قائلاً :
صاحبي دكتور في الجامعة هنا و جاي اشوفه
ثم تابع بتساؤل :
انتي تعملي ايه هنا
اجابته ببرود و هي تتخطاه لكي تذهب فهي لم تنسى ما فعله امس :
بدرس هنا
لكنه اوقفها قائلاً بتوتر :
ينفع اتكلم معاكي شوية
قطبت جبينها تسأله :
بخصوص ايه
تنحنح قائلاً بتوتر اخفاه :
احم حابب اعتذر عن اللي حصل مني امبارح….بس سؤال هو في حاجة بينك و بينه
اجابتها ببرود :
اعتذارك وصل خلاص و لو في حاجة بيني و بينه اظن ده مش من حقك تعرفه
اوقفها مرة أخرى قائلاً :
حياة انا……
لكن قاطعه صوت يعرف صاحبه قائلاً :
حياة
التفت ليجد ذلك السمج من وجهة نظره و الذي تشاجر معه بالأمس وقف الاثنان أمام بعضهم بتحدي كلاهما متأهب لشجار اخر…..و لا ينكر الاثنان استشعارهم بالخطر تجاه بعضهم كلاهما يشعر بالخوف ان يفوز الاخر بما ظل يبحث عنه لسنوات
لاحظت حياة حرب النظرات بينهم كادت ان تتحدث ليسبقها بدر قائلاً بتساؤل :
بتعمل ايه هنا
إلياس بتحدي :
ما يخصكش
ابتسم بدر ساخراً….بينما حياة لاحظت حرب النظرات بين الأثنان و الجو المشتعل بينهم لتقول بتوتر محاولة جعل أحدهم يذهب من أمام الاخر حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه :
اتفضل امشي انت يا إلياس روح لصاحبك و اعتذارك وصل خلاص
لم يتحرك من مكانه لتزفر هي بضيق فهي لم يكن ينقصها الأثنان لتسأل بدر :
في ايه يا بدر بتعمل ايه هنا
القى نظرات سخرية على إلياس قائلاً :
كنت جايلك لو خلصتي خيلنا نمشي و نبقى نتكلم في الطريق
التمعت أعين الاخر بغضب و غيرة رأتها حياة جيداً بينما بدر نظر له بتحدي متأهب لشجار يريده ان يحدث لتتدخل حياة قائلة :
طب يلا خلينا نمشي
اوقفها إلياس قائلاً بحدة حاول أن يخفيها :
هتمشي معاه
بدر بتحدي :
اه هتمشي معايا في حاجة
حياة بحدة و بنفاذ صبر :
كفاية بقى مش عايزة خناق هنا كمان لو سمحتوا انا بجد مش ناقصة و اللي فيا مكفيني انت و هو مش عيال صغيرين عشان تتصرفوا كده و واقفين لبعض ع الواحدة
كان رد الاثنان على حديثها نظرات سخرية من إلياس لبدر كان نصيبه مثلها من الاخر لتحرك هي رأسها بنفاذ صبر و يأس قائلة :
يلا يا بدر خلينا نمشي
ابتسم لها و أشار بيده لها لكي تسير هي بالمقدمة ما ان خطت خطوة و اعطت الاثنان ظهرها القى بدر نظرات انتصار و ساخرة حيث إلياس الذي يكور قبضة يده بغضب و غيرة ساحقة لم يسبق له ان شعر بها تجاه احد
………
في سيارة بدر التي كان يستخدمها كلما سافر للقاهرة كان يقود و يصب كامل تركيزه على القيادة فهو معتاد على القيادة بالخارج حيث يكون المقود على الجهة الاخرى تنهدت بعمق قبل ان تسأله :
بدر كنت عايز تتكلم معايا في ايه
توقف على جانب الطريق ثم اخذ نفس عميق قائلاً بتوتر اخفاه ببراعة و هو يلتفت ينظر لها :
حياة…انا مليش في اللف و الدوران بصراحة كده انا بحبك و عايز اتجوزك و هكون مبسوط لو وافقتي
ابتسمت بحزن فهي كانت تتوقع ما سيقول بينما هو كان ينتظر ردها على ما قال بلهفة كبيرة :
نظرت له قائلة :
انا كمان بحبك يا بدر
ابتسم بتوسع و سعادة كبيرة احتلت قلبه سرعان ما تبددت عندما قالت هي :
بس حب صديق و اخ اتعرفت عليه و مش عايزة اخسره
صمت دقائق لم يجد ما يقول اشاح بوجهه ينظر للجهة الاخرى و اكتفت هي الاخرى بالصمت ليقطعه هو قائلاً :
في حد في حياتك…..إلياس بتحبيه !!!
تنهدت قائلة بهدوء :
خلي موضوع إلياس على جنب…..مفيش حد في حياتي و صدقني يا بدر انا ما انفعكش
رد عليها ببعض الحدة :
مش انتي اللي تحددي ايه اللي ينفعني و ايه اللي مينفعنيش انا بحبك يا حياة و طالما مفيش حد في حياتك خليكي عارفة دايمًا اني هفضل وراكي لحد ما املك قلبك
ابتسمت بحزن قائلة :
يبقى هتتعب نفسك ع الفاضي و هتتضيع وقتك خلينا اخوات و اصحاب احسن
بدر بجدية و تصميم :
بس انا مش عاوز صحوبية انا عاوز حبك و بس و يا ستي لو ع التعب انا غاوي تعب
– بدر
ابتسم قائلاً بغزل :
يا حلاوة اسم بدر و هو طالع منك
نظرت له بصدمة ألم يكن الان يتحدث بحزن و جدية فجأة أصبح يغازلها حركت رأسها بيأس قائلة :
مجنون
ابتسم قائلاً بابتسامة و حب صادق :
انا مجنون بيكي
نظرت للجهة الأخرى قائلة بجدية تخفي بها خجلها :
انا اتأخرت ع الشركة بسببك على فكرة وصلني هناك يلا
اومأ لها بابتسامة و بداخله تصميم و عزيمة على امتلاك قلبها مهما كان فهو بعد أن وجد ما كان ينقصه و يبحث عنه بتركهه بتلك البساطة لكن شعور الخوف بداخله كبير تجاه ذلك المدعو إلياس فهو يرى حب بعيناه نحوها لكن ترى سيكون هو الفائز بها ام هو او سيأتي ما يأخذها من الاثنان لتصبح له !!!!
………
كانت ثريا تتمشى برفقة محسن بالنادي يفكرون كيف يتخلصوا من تلك الكارثة التي حلت عليهم
ثريا بغل :
ما ابقاش ثريا اما وريتهم و كل واحد منهم عاملي روميو لازم احسرهم عليهم
محسن بشر و قد جاءت فكرة خبيثة مثله تمامًا على باله الآن :
يا نقتلهم بنفسنا يا نوقعهم في بعض !!!
ثريا بعدم فهم :
قصدك ايه
محسن بخبث :
هنعيد اللي حصل زمان بس المرة دي على كبير
ثريا بابتسامة خبيثة :
قصدك…..
قاطعها قائلاً بمكر :
ايوه اللي فكرتي فيه و هما بقى يبقوا يخلصوا على بعض و احنا بره الموضوع !!!!!
↚
نظر لها بحزن قائلاً :
خليكي لحد ما نطمن عليكي و تبقي كويسة
زفرت قائلة بضيق :
عايزة امشي مش طايقة هنا
– للدرجة دي مش بتحبي المستشفيات !!!
ابتسمت بسخرية قائلة بحزن ظاهر بوضوح بعيناها :
ذكرياتي مش لطيفة معاها خالص
اومأ لها بتفهم و اخذ يتأمل وجهها بحزن قائلاً :
معلش استحملي بس انهاردة نطمن عليكي و بكره الصبح ان شاء الله نمشي
زفرت بضيق كم تشعر بالاختناق بهذا المكان فينفس المستشفى توفيت والدتها تدافعت الذكريات برأسها و ما حدث اليوم رغبة ملحة الآن تدفعها للبكاء الذي حرمته على ذاتها منذ سنوات التمعت عيناها بالدموع و هو يجلس بالقرب منها يتابعها بحزن و الم جلس بجانبها على الفراش قائلاً بابتسامة صغيرة و فهم لما يدور رأسها :
على فكرة انك تعيطي ده مش ضعف ابدا بس احيانا بيكون الشخص اتحمل فوق طاقته و بيحتاج ان يعيط و يخرج كل اللي جواه عشان يكمل
نظرت له بصمت ليربت على يدها قائلاً :
انا بسمع كويس على فكرة يعني لو حابة تتكلمي هسمعك و يمكن انصحك كمان لو تحبي كل اللي هتقوليه هيفضل بينا عارف انك لسه عرفاني من كام يوم و ان اكيد مش هتكوني واثقة فيا عشان تحكيلي بس انا موجود يوم ما تحتاجي ليا هتلاقيني جنبك
نظرت لعيناه التي تبعث احساس بالأمان و الدفئ لكل من ينظر لها اومأت له بامتنان و شكر ثم تراجعت بجسدها للخلف تريد ان تغفو لعلها تهرب من تلك الذكريات…..لطالما كان النوم هو مهربها الوحيد من ذلك الواقع المؤلم لحظات كثيرة مرت عليها تمنت فيها ان تغفو و لا تستيقظ ابدا رأت الكثير منذ ان كانت ابنة الخامسة ربما ان قصتها على احد اخر سيحزن قليلا و يتأثر لكنه ابدا لن يشعر بها و بما عاشته مهما عبرت عن ما
بداخلها بالكلام
اغمضت عيناها و غفت بينما هو بقى يتأمل وجهها بهيام و عشق كبير لها وحدها لا يعرف كيف احبها بتلك السرعة و لا متى تعلق بها
امتدت يده يبعد خصلات شعرها خلف اذنها ثم اخد يمرر اصابعه على وجهها بحب بقى هكذا لوقت غير معلوم فقط يتأملها رفع يدها برفق مقرباً اياها من شفيته يقبلها بحب ثم اعادها مكانها لكنه بقى متمسك بها مردداً بابتسامة صغيرة و حب :
عارفة انا طول عمري كنت رافض فكرة الجواز من غير حب كنت شايف ان الجواز اللي بيكون كده بيفشل و خاصة لو الزوج و الزوجة لقوا الحب بعد الجواز و لو بينهم اطفال ساعتها بيجبروا نفسهم على الوضع ده عشان خاطر ولادهم
تنهد بعمق قبل أن يتابع حديثه قائلاً :
كان عندي احساس دايما ان هتيجي اللي تخطف قلبي من بين كل البنات من اول نظرة
ضحك بخفوت قائلاً :
كنت لسه بكلم سليم و اقوله اني مستني البنت دي في لحظتها طلعتي قدامي مكنتش قادر انزل عيني من عليكي و قلبي كان ناقص يطلع من مكانه و يجري عندك من فرحته انه لقى اخيرا نصه التاني
قبل يدها برقة مرة اخرى مرددًا بحب :
طول عمري كنت عايش و حاسس ان في حاجة نقصاني بس اول ما شوفتك حسيت اني لقيت الحاجة دي خصوصا لما ببص في عنيكي اللي بحس كأن فيهم سحر بيشدني
ابتسم قائلاً بحب :
عارفة جدتي دايما كانت تقولي الجملة دي و من الحب اللي كنت بشوفه بينها و بين جدي كنت بتمنى القى حب زيه كانت تقول الإنسان بيفضل عايش بنص قلب لحد ما يحب و يلاقي نصه التاني ساعتها بيحس بالكمال و السعادة
ابتسم قائلاً بحب صادق :
انا حسيت كده اول ما شوفتك يا حياة و اكتر حاجة مخوفاني…اني في يوم اخسرك و او مقدرش اخليكي تحبيني و يجي اللي ياخدك مني
قالها ثم اخفض وجهه يستند برأسه على يدها دقائق و كان يذهب في ثبات عميق
……..
بينما على الناحية الاخرى
بخطوات غاضبة كان الأربعة يصعدون الدرجات التي تؤدي لباب القصر الداخلي و بغضب شديد كان ادم يدفعه بيده بغضب و يدخل للداخل حيث يجلس الجميع و من بينهم إلياس الذي وصل لتوه للقصر يتشاجر مع يوسف على ما فعل
لكن الجميع التفت حيث ادم الذي تقدم منهم و خلفه أوس و أمير و ريان و الغضب كان حليفهم ايضاً ادم بغضب :
رفعت ايدك على حياة و طردتها
يوسف بتحدي و غضب :
تستاهل دي مش متربية و لا……
صرخ عليه أوس قائلاً بغضب و حدة :
اختي متربية غصب عنك و بعدين لو ع التربية شوف تربيتك يا يوسف باشا اللي زيك ميعرفش يربي عشان يعيب على تربية غيره
توجه ادم حيث تقف سارة التي ترتعد من الخوف لكنها اظهرت عكس ذلك قائلاً بهدوء يسبق العاصفة :
اختي اضربت قلم و اتعمل فيها كل ده بسببك
سارة بتحدي و بشجاعة واهية :
تستاهل
كان رد ابتسامة لا تليق بما يقال لكنها بثت الرعب بقلبها اكثر :
انتي كمان تستاهلي
سألته بتوجس و حذر :
استاهل ايه
– ده
قالها ثم بلحظة كانت يده تهوي على وجنتها بصفعة قاسية قوية جعلت الدماء تنزف من شفتيها و انفها تقسم ان فقدت السمع من قوتها
لتصرخ بفزع عندما جذبها من خصلات شعرها بقسوة بينما الجميع حاول تخليصها من بين يديه و اخوته يشاهدون ما يفعله بها باستمتاع و تشفي بينما الجميع حاولوا تخليصها من بين يديه ليصرخ عليهم قائلاً بغضب :
محدش يتدخل
يوسف يغضب :
انت اتجننت
سارة بفزع و هي تحاول تخليص خصلات شعرها من يديه :
الحقني يا بابا يوسف
لكنه لم يبالي و قام بسحبها من خصلات شعرها يجرها خلفه ثم وقف عند باب القصر الخارجي ثم دفعها للخارج بقسوة
لتصرخ عليه ثريا قائلة بغضب و حقد :
ازاي تتجرأ و تمد ايدك على بنتي يا بن ليلى
تدخل أوس قائلاً بغضب و توعد :
اكتمي يا ثريا عشان اقسم بالله ممكن ارقدك جنب بنتك دلوقتي و انا نفسي اعملها من زمان
يوسف بحدة و غضب و هو يساعد سارة على النهوض :
بنتي مش هتطلع بره القصر لو حد هيطلع يبقى انتوا سامعين
ريان بسخرية :
والله لو حد المفروض يطلع فهما انتوا انت ناسي يا يوسف باشا القصر ده بتاع مين دلوقتي
جذب ادم سارة من خصلات شعرها قائلاً بغضب :
عشان تدخلي القصر ده قدامك حل واحد ملوش تاني توطي على رجليها و تبوسها و تتأسفي يا تترمي في الشارع زي الكلاب
تدخلت سعاد قائلة برجاء :
عيب يا بني ميصحش كده
ادم بسخرية :
ميصحش كده !!!
ثم تابع بغضب و هو يشدد قبضة يده على
خصلات شعرها :
قررتي ايه يا بت هتغوري و لا زي الكلبة تعملي اللي قولت عليه
نظرت ليوسف قائلة بتوسل و خوف :
بابا يوسف
كان إلياس يتابع ما يحدث ببرود و لم يتدخل يرى ان تستحق اكثر من ذلك و كذلك فعل جمال و فرحة و ندا
كاد ان يتحدث يوسف ليسبقه ادم قائلاً بسخرية :
بابا مش هيعملك حاجة اللي قولته هو اللي هيتنفذ انجزي مش فاضيلك
لم تجد مفر سوى أن تخضع لما قال لتخبره بذل :
هعتذر
دفعها ارضاً قائلاً بغضب و تحذير :
زي الكلبة تفضلي هنا و رجلك متعتبش باب القصر اللي جوه لحد ما حياة تيجي و تنفذي اللي قولت عليه…..فاااهمة
ابتلعت الاهانة و بداخلها تتوعد بكل شر لهم قائلة :
فاهمة
صرخ يوسف بغضب :
انت اكيد اتجننت حياة مين اللي تعتذر منها
ادم بتحدي :
انت كمان هتعتذر يا يوسف باشا يا كده يا هيحصل اللي مش هيعجبك ابدا
يوسف بتحدي مماثل :
اللي هو !!!
↚
ادم بسخرية :
خليه مفاجأة بس صدقني مفاجئتي مش
هتعبك خالص !!!
ثم تابع بتساؤل لاخر مرة :
هتعتذر
يوسف بتحدي :
لا
ضحك ادم قائلاً بتوعد :
خير ما عملت لاني شايف اعتذارك مش كفاية حلال عليك اللي هيحصل بكره
قالها ثم غادر و خلفه اخوته يلقون نظرات السخرية عليهم لتتوعد ثريا و كذلك محسن لهم على ما فعلوا الآن
………..
كانت تجلس بجامعتها برفقة بعض الفتيات زملائها لاحظت رفيقتها و تدعى أماني شرودها فسألتها :
مالك سرحانه في ايه يا مهرة
تنهدت مهرة قائلة بهيام :
فيه
أماني بتساؤل :
هو مين ده
نطقت اسمه باعجاب :
أوس
اماني بصدمة :
أوس مين انتي مصاحبة حد من ورايا
نقت برأسها قائلة :
لا ده يبقى أوس الجارحي اللي خالته……..ثم قصت عليها كل شيء و كيف تقابلت معه مرتان و الحديث الذي دار بينهم
بعد ان انتهت صمتت اماني للحظات قبل أن تقول بهدوء و تحذير :
خدي حذرك منه يا مهرة
قطبت مهرة جبينها قائلة :
ليه ده باين عليه طيب خالص و محترم
نفت أماني برأسها قائلة بحزن :
اللي زي الناس دي ممكن يمثل عليكي دور الطيبة عشان ياخد منك اللي عاوزة و يرمكي و بعدين اقطعي معاه خالص شكله بيتسلى
نظرت لها مهرة بعدم اقتناع لتتابع الآخرى بحزن :
بالعقل كده هيسيب كل البنات اللي من الوسط بتاعه و يتكلم معاكي لا و كمان يوصلك لحد البيت شكله بيتسلى يا مهرة لو حاسة بأي حاجة ناحيته انسيها و ابعدي عنه بلاش تجيبي لنفسك آذى
تنهدت بحزن قبل ان تتابع قائلة :
خدي اختي نهلة مثال ليكي فضل يمثل عليها الحب و بدئها زي ما اوس عمل معاكي و خد منها اللي عاوزه و رماها و لا سأل و كمل حياته و هي اللي دفعت التمن و لسه بتدفع
صمتت مهرة بحزن تفكر بحديثها و قد داعبت الشكوك قلبها تجاهه لتقرر ان تبتعد عنه قدر المستطاع و تنساه بعدما كان يحتل جزء كبير من تفكيرها منذ ان التقته اول مرة !!!!
……….
في المساء عادت برفقة اخوانها و بدر الذي لم يفارقها منذ الصباح ساعدها ريان على الجلوس على تلك الاريكة الموجودة ببهو القصر قائلاً بحنان :
ارتاحي يا حبيبتي
بينما ادم كان بالاسفل بحديقة القصر حيث تجلس سارة جذبها من يدها للداخل ثم القاها اسفل قدم شقيقته قائلاً بصرامة :
انجزي
التقطت يد حياة تقبلها باهانة قائلة :
انا اسفة يا حياة مكنش قصدي اتمنى تسامحيني مش هضايقك تاني خالص ياريت لو تسمحيلي افضل في القصر
يوسف و ثريا بوقت واحد و بصوت غاضب :
سارة بتعملي ايه !!!
ادم بصرامة :
حياة قبلتي اعتذارها
دفعت يد سارة بعيداً عنها قائلة :
انا عايزة اطلع ارتاح
امير بقلق :
حبيبتي انتي كويسة
اومأت له بهدوء ليساعدها على الصعود لأعلى و ما ان اختفت عن انظارهم التفت ادم قائلاً بغضب و وعيد لسارة :
طول ما حياة تكون موجوده في القصر مشوفش خلقتك و لو عينك جت في عينها او بصيتي ليها بصة متعحبنيش و رحمة امي لهتندمي و مش هكتفي اني ارميكي بره القصر ده لأ هيحصل اللي مش هيعجبك خالص و اللي انتي عرفاه و انا عارفه كويس يا بنت ثريا !!!!!
قالها ثم صعد للأعلى حيث شقيقته و خلفه ريان بعدما استأذن منهم بدر للمغادرة و ما ان خرج للخارج و كاد ان يصعد سيارته تفاجأ بصوت إلياس يأتي من خلفه قائلاً بغضب :
عايز ايه من حياة !!!
التفت اليه قائلاً بثقة :
رغم انه ميخصكش بس ماشي هقولك….بحبها
اشتعلت اعين الاخر بغيرة و غضب قائلاً :
هي بقى بتحبك
ضحك بدر بسخرية قائلاً :
ما تسألها و لا تكون خايف من الاجابة
إلياس بغضب :
خليك بعيد عنها انت سامع
بدر بسخرية :
بتأمرني بصفة ايه بس عشان ابقى فاهم و بعدين صاحبة الشأن ما طلبتش ده انت مين عشان تقولي كده و انا انفذ
إلياس بغضب :
حياة ليا و عمرها ما هتكون ليك ابعد عنها احسنلك
التمعت اعين الاخر بغيرة و غضب قائلاً :
عن حياة مش هبعد و اللي يحدد هي هتكون لمين صاحبة الشأن مش انا و لا انت
قالها ثم غادر المكان يقود سيارته بغضب لا ينكر انه شعر بالخوف مما قال و كذلك شعر إلياس الذي كلما يتذكر كيف قال الاخر بثقة انها يحبها تشتعل النيران بقلبه من الغيرة
………..
كانت تجلس بغرفتها تبكي بقوة و هي تتذكر ما حدث بالصباح عندما تفاجأت بسمر معهم على نفس الطائرة بالاتفاق مع ادهم الذي منذ ام وصلوا للفندق قام بحجز غرفة اخرى بجانب الجناح الذي قام سليم مسبقاً بحجزه لهم لكنها تفاجأت به يخبرها ان تذهب للغرفة لان الجناح سيمكث به برفقة سمر خطيبته بل و اخبرها بأنه سيتزوجها بعد فترة صغيرة من عودتهم
خرجت لتقف قليلاً بالشرفة لتتفاجأ به يجلس برفقتها على الشاطئ و الأخرى ترتدي ما يستر القليل من جسدها دخلت للداخل تنتحب بقوة قلبها يؤلمها بسبب من لا يستحق تتساءل ماذا فعلت له بل و كيف تحصل على تلك الصور من الاساس هل قام بتركيبها لها…..اسئلة كثيرة تدور بذهنها و الإجابة لديه هو فقط !!!
فتحت خزانتها و ارتدي ما جذبته يدها بدون انتباه لما جذبته ثم خرجت من الغرفة سريعاً توجهت حيث يوجد هو قائلة باصرار :
ادهم عايز اتكلم معاك ضروري
تجاهل النظر لها قائلاً ببرود :
مش فاضي
هنا بغضب و اصرار :
بس انا قولت عايزاك دلوقتي
سمر بملل و سخرية :
انتي ايه ما بتسمعيش قالك مش فاضي مش شايفاه قاعد معايا خلي في ذوقك شوية
هنا بغضب و غيرة :
خلي غيرك يتكلم عن الذوق يا سمر
التفت ينظر لها حتى يوبخها لتقع عيناه على ما ترتدي فستان اصفر بحمالات رفيعة يصل لقبل ركبتيها التمعت عيناه بغضب و غيرة بلحظة كان يسحبها خلفه حيث غرفته ثم التقط منها مفتاح غرفتها يدفعها للداخل صرخاً عليها بغضب :
ايه المسخرة اللي لبساها دي
صرخت عليه بغضب :
اكيد هتكون احسن مية مرة من اللي خطيبتك لبساه تحت
صرخ عليها بغضب :
اتكلمي عدل و طول ما انتي مراتي و اسمك مكتوب على اسمي تتعدلي و تلبسي عدل و تنسي حياتك الزبالة اللي كنتي عيشاها لحد ما اطلقك و ارتاح من همك
اقتربت منه قائلة بدموع :
انت عارف كويس اني مش كده و عمري ما اذيتك في حاجة قولي بتعمل معايا كده ليه…..بقيت بتكرهني ليه يا ادهم ليه بتقول عني كده و الصور دي ليه تركبها ليا اما معملتش ليك حاجة
كور قبضة يده بغل قائلاً بغضب :
قولتلك بلاش دور الطيبة و الخضرة الشريفة اللي بترسميهم ع الكل محدش يعرفك قدي سمعاني حركاتك و الدور ده مش هيخيل عليا
صرخت عليه قائلة بحزن :
قولي انا عملت ايه عشان اعرف ادافع عن نفسي عرفني تهمتي ايه عشان تحكم عليا كده….عملت ايه يخليك تفكر فيا كده يا ادهم
دفعها للحائط خلفها قائلاً بغضب كبير بما جعل عيناها تتوسع بصدمة !!!!
↚
له قائلة بابتسامة :
لسه عندك مبرر عايز تدافع بيه عن عمك
اكتفى بالصمت و كذلك هي و بقى الاثنان ينظران للفراغ بشرود ليسألها هو فجأة يحاول فتح احاديث معها و معرفة اي شيء عنها :
كنتوا عايشين ازاي السنين اللي فاتت دي كلها
اجابته بهدوء دون أن تنظر له :
سؤال متأخر اوي محدش من القصر ده في يوم من الايام سأله لنفسه و لو احنا مظهرناش عمركم ما كنتوا هتسألوه
زفرت بضيق قائلة و هي تلاحظ ضيقه مما قالت :
عشان منقولش اللي يزعل بعض بلاش تتكلم معايا في اللي فات ممكن
اومأ لها قائلاً بابتسامته الجذابة :
طب تحبي نتكلم في ايه
– انت مش المفروض رايح شغلك
اجابها بابتسامة و هو يحل رابطة عنقه :
لا عادي ممكن ما اروحش انهاردة
ضحكت بخفوت ليسألها قائلاً :
طب ما تتكلمي عن نفسك يعني قوليلي بتحبي ايه بتكرهي ايه كده
ثم تابع بابتسامة و حنين :
لما كنتي صغيرة كنتي تحبي مصاصة الفراولة كنتي بتسرقي الشكولاته اللي موجودة في التلاجة و تستخبي تحت السرير في اوضتك و تاكليها عشان مامتك متزعقش ليكي و عمي يوسف كان يحوش بينكم كان مدلعك اوي و ساعات كان يستخبى معاكي و تفضلوا تاملوها سوى و مامتك تشد في شعرها منكم
التمعت عيناها بحنين لتلك الايام و لذلك الاب الذي لم يكن هناك احن منه عليها و الآن لا يوجد اقسى منه……لاحظ إلياس شرودها و نظرة الحزن بعيناها ليدرك بكا تفوه الآن اعتذر منها قائلاً :
انا اس….
قاطعته قائلة بابتسامة باهتة :
اتكلم انت بدأت شغل في الشركة امتى و درست ايه بتحب ايه مثلا
ابتسم ثم بدأ يقص عليها حياته و هي كذلك اخذ الاثنان يتبادلون الحديث باندماج غافلين عن اعين تتابعهم بحقد و غل شديد
………..
بعد وقت كاد ان يدخل لغرفته بعدما ساعدها على الصعود لغرفتها لكن اوقفه صوت ثريا الخيبث :
إلياس انت مش شايف انك مهتم زيادة عن اللزوم باللي اسمها حياة دي
كاد ان يخبرها انه ليس من شأنها لكنها تابعت قائلة بما جذب انتباهه :
بلاش تقع في الفخ !!!
سألها بتعجب :
فخ ايه !!!
نظرت له قائلة و هي تتصنع انها تهتم بشأنه و ترغب بمصلحته لكنه ابدا لم تمن كذلك هي فقط افعى تبث سمومها بداخل الجميع فقط لتحصل على ما تريد :
يعني هما اكيد بعد السنين دي كلها جاين و هما ناوين على شر يعني اكيد بيخططوا لحاجة لكل واحد فينا و كمان متنساش دي اكيد طالعة زي ليلى امها….اكيد كانت مبسوطة بلمتك حواليها
انت و اللي اسمه بدر ده بلاش تبان مدلوق عليها اوي و متتحسسهاش انك وقعت في الفخ
ثم تابعت بمكر :
انا سمعتهم امبارح بيتفقوا انهم هيخلوها تقرب منك عشان انت اللي ماسك الشغل و بكده يقدروا يعرفوا معلومات عن الشركة منك عشان يوقعوا الشركة و نخسر احنا
نظر لها بصدمة لتتابع هي بتأكيد :
صدقني والله هي دي الحقيقة….انا خايفة عليك عشان كده بنصحك
لم يجيب عليها و دخل لغرفته بينما حديث تلك الافعى يدور برأسه لتبدأ الشكوك تداعب قلبه خاصة بعد آخر حديث بينهم في الصباح و كيف كانت تتحدث معه !!!!
……….
خرج من اجتماعه ليتفاجأ لها تنتظره بمكتبه
ابتسم ما ان رآها قائلاً :
زينة بتعملي ايه هنا
ضحكت قائلة بدلال :
ابدا مفيش بس كنت جاية اشوف حياة و اسلم عليها و قولت اعدي عليك
اقترب منها قائلاً بمكر :
حياة بس
اومأت له قائلة بعتاب :
اومال يعني جاية مخصوص اشوف واحد مش معبرني بقاله كام يوم و كل اللي بيعمله بيكلمني مكالمة متتعداش الخمس دقايق
ضحك بخف ت قائلاً و هو يقبل جبينها :
حقك عليا يا حبيبتي انا مشغول اوي الايام دي بس وعد الفترة دي تعدي و انتي هتزهقي مني خالص
ضحكت بخفوت محاوطة عنقه قائلة بدلال :
انا عمري ما ازهق منك ابدا يا دومي
ضحك قائلاً بوقاحة :
دومي بينهار والله و اظبطي بقى و بطلي دلع عشان كده هنتقفش بفعل مخل في الشركة
ركزته بصدره و هي تبتعد عنه قائلة بخجل :
قليل الادب
شاكسها قائلاً :
بقى انا قليل الادب خلاص شوفي بقى مين هيخرجك انهاردة
نظرت له قائلة بسعادة :
هنخرج سوا
– ده قبل ما تقولي عني قليل الادب
اقتربت منه قائلة بابتسامة بلهاء :
مين قال كده ده انت قمر يا حبيبي و محترم و مفيش منك خالص
ضحك قائلاً :
جبتي ورا علطول
سألته بحماس :
هتخرجني فين بقى
– هنخرج بليل نتعشى سوا و……
قاطعته قائلة بحماس :
بعدين ندخل سينما
نظرت له برجاء ان يوافق ليبتسم لها محركاً رأسه بنعم لتصفق هي بيدها قائلة بحماس و هي
تغادر المكتب :
هروح بقى عشان اجهز سلام يا دومي
……….
حل المساء بينما بفيلا الادم
كانت تجلس بحديقة الفيلا تضع حولها الكتب تذاكر بذهن مشتت تفكر بذلك الوسيم الذي ظهر بحياتها و اخذ يشغل جزء كبير من تفكيرها لا تنكر انها رغم لقائها به القليل الا انها تشعر بانجذاب كبير نحوه و من ناحية اخرى كلمات صديقتها جعل الشكوك تداعب قلبها تجاهه ايهما تصدق قلبها الذي يخبرها انه غير ذلك ام عقلها الذي يرى انه ليس سوى رجل يرغب بها و ما ان يحصل على ما يريد منها سيتركها !!!
افيقت من شرودها على صوته الذي اصبحت تميزه من بين الجميع كان يتحدث بالهاتف و هو ينزل من سيارته مردداً بضحك و هو يتحدث مع شقيقه امير الذي يردد بصوت انثوي :
تؤمرني بحاجة تاني يا سي اوس
ليضحك هو بدوره قائلاً قبل أن يغلق الهاتف بوجهه :
يلا يا سافلة من هنا
بينما هي توسعت عيناها بصدمة عندما استمعت لما قال و لم تكن سوى جملته الأخيرة لتتأكد من حديث رفيقتها فهو شخص لعوب يرافق الفتيات
ما ان أغلق الهاتف توجه لها و قد وجد قدماه تأخذه لهنا قبل لرؤيتها قبل أن يذهب لذلك القصر الكئيب الذي لا يشعر فيه بأي راحة قائلاً بابتسامة ترتسم على شفتيه بتلقائية ما ان يراها :
ازيك يا مهرة
انتفضت من مكانها واقفة و هي تردد بتلعثم :
كو..يسة….عن اذنك
كادت ان تذهب لولا يده التي اوقفتها يسألها :
رايحة فين
ابعدت يده بعيدا عنها قائلة بتوتر و خوف :
مفيش رايحة اوضتي ارتاح شوية
سألها بقلق و اهتمام :
انتي تعبانة
لم تجيب بينما اخذت تقضم شفتيها بتوتر و خوف لتقع عيناه على شفتيها و رغبة ملحة بداخله تريد أن تلتهم تلك الشفاه الرقيقة ابتلع ريقه بصعوبة قائلاً بتوتر :
مش بتردي عليا ليه
كادت ان تذهب ليوقفها مرة اخرى قائلاً :
مهرة انتي زعلانة مني في حاجة
نفت برأسها قائلة :
لا بس عاوزة اروح اوضتي
اوقفها مرة أخرى قائلاً و هو يرغب ببقائها :
طب مش هتفرجيني على الرسومات بتاعتك
زفرت بضيق قائلة بنفاذ صبر :
بلاش طريقتك دي لاني فهماها كويس
سألها بتعجب :
طريقة ايه !!!
وضعت يدها امام صدرها قائلة بغضب :
طريقتك اللي بتتعامل معايا بيها دي يكون في علمك انا مش من البنات اياهم يعني مش هتعرف توصل لحاجة معايا
نظر لها مرددًا بتعجب و صدمة :
بنات اياهم ايه و حاجة ايه اللي انا عاوز اوصلها وضحى كلامك يا مهرة
قال الأخيرة بغضب لتتابع هي بغضب مماثل :
البنات اللي متعود تمشي معاهم و مفكرني زيهم هتاخد مني حاجة انا مش منهم و ياريت متتكلمش معايا تاني و تعتبرني شفافة لما تشوفني بعد كده متتكلمش معايا خالص
نظر لها بغضب من صوتها العالي و من هذا الهراء الذي تتفوه به اقترب خطوتين منها بغضب لتتراجع هي مثلهم و لم تنتبه ان المسبح خلفها لتسقط به صارخة بفزع فهي لا تجيد السباحة
خلع سترته ليقفز بالمسبح على الفور ثم حاوط خصرها بيده يسألها بقلق :
انتي كويسة
↚
اومأت له و هي ترتجف من البرد فقد بدأ فصل الشتاء التقط سترته يضعها يحاوطها بها قائلاً بحدة قبل أن يغادر :
روحي اوضتك زي ما كنتي عايزة بس الاول اسمعي الكلمتين دول مش انا اللي فكر كده و مش انا اللي اخون امانة في بيتي و لا اخون الست اللي تعتبر مربياني انا و اخواتي من زمان انا مش قليل الاصل لو معاملتي الكويسة معاكي مضيقاكي اوي من النهاردة مش هتشوفي و شي و لا هكلمك اصلا
قال الاخيرة ثم نظر لها بغضب قبل أن يغادر بينما هي توجهت لغرفتها مباشرة تبدل ملابسها و هي تبكي بقوة على حماقتها !!
……….
بقصر العمري
كانت تجلس على الفراش تحرك قدمها بتوتر حتى دخل محسن للغرفة لتهب واقفة قائلة :
عملت ايه يا محسن كلمتهم
– ايوه و هينفذوا بعد يومين يكونوا ظبطوا امورهم
نظرت له قائلة بخوف :
انا مش مطمنة حاسة ان المرة دي هنفشل بردو بقيت اشوف نهايتي قدام عيني على ايد ولاد ليلى
زفر بضيق من كلماتها التي لا تتوقف عن ترديدها مراراً و تكرارًا على مسامعه :
اهدى و متقلقيش
رددت بحدة و خوف :
مش قادرة اهدى و عمري ما هبطل قلق طول ما هما عايشين و موجودين حواليا
محسن بخبث :
انا فكرت في حاجة كده
سألته بتوجس :
حاجة ايه !!!
ردد ببساطة و كأن ما يقوله شئ عادي :
نخلص من يوسف !!!
نظرت له قائلة بصدمة :
نعم !!!
اعتدل بجلسته قائلاً :
نضمن الفلوس اللي كاتبها باسمك انتي و بنتك قبل ما يرجع في كلامه و يغير وصيته و الفلوس تروح لولاده
نظرت له قائلة بتردد :
بس…ممكن حد يشك فينا و بعدين…….
ضحك قائلاً بمكر و شر :
متخافيش و زي ما خلصنا من ابوه و ليلى هنخلض منه كمان من غير ما حد يحس !!!
اومأت له بموافقة و بدأ الاثنان يخططان بدهاء لكيفية التخلص منه !!!!
……….
عاد من عمله يشعر بارهاق شديد كاد ان يصعد الدرج لكنه توقف ما ان استمع لصوت ندا :
ريان
التفت لها لتسأله بحزن :
انت زعلان مني في حاجة
كاد ان يجيب لكن قاطعهم صوت إلياس الحاد :
ندا واقفة عندك بتعملي ايه
اجابته بتلعثم و خوف قائلة :
م…مفيش
اشار لها لكي تصعد قائلاً بحدة :
طب روحي اوضتك
غادرت و كاد ان يغادر ريان هو الاخر لكن استوقفه إلياس مرددًا بحدة و قد بدأت كلمات تلك الافعى تؤثر عليه :
استنى
توقف ريان قائلاً ببرود :
خير
حذره إلياس قائلاً بحدة و غضب :
تخليك بعيد عن ندا احسنلك لاني مش هسمح لك تدخلها وسط دايرة الأنتقام دي انت و اخواتك و لا هسمحلك انك تأذيها فاهم
ضحك ريان بسخريه قائلاً تلك الكلمة التي سمع زينة ترددها بمرة من المرات لشقيقته كنوع من الاستفزاز ليقرر ان يستخدمها الان قبل أن يصعد و يترك ذلك الذي لا يشبه والده بقدر ما يشبه عمه يشتعل غيظاً :
معلش !!!!
……….
بعد منتصف الليل
لم يزور النوم جفونها و هي تفكر بتلك الخطوة التي سيتخذونها بعد الغد كما اتفقوا منذ ساعات قليلة تتمنى ان يسير كل شيء على ما يرام دون حدوث شيء خاطئ
نزلت الاسفل تستنشق بعض الهواء لعلها تستطيع ان تغفو و لو قليلا فالغد لديها الكثير من الأشياء لتقوم بها !!!
لكن ما ان خرجت من باب القصر الداخلي وقعت عيناها على اوس يجلس بالحديقة ينظر للفراغ بشرود يبدو ان النوم قد جفاه هو ايضا
جلست بجانبه قائلة :
مالك سرحان في ايه
تفاجأ بوجودها ليسألها :
مفيش….ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي
تنهدت بعمق قائلة :
مش جايلي نوم قولت انزل اشم شوية هوا
اومأ لها ثم عاد للصمت و الشرود لتقرر حياة قطع ذلك الصمت قائلة بمكر :
حلوة مهرة مش كده
نظر لها بصدمة لتبتسم هي بمكر مرددة :
يعني شوفتك واقف معاها طول الفرح و كمان وصلتها لحد البيت بنفسك
تنحنح بحرج مرددًا بتوتر :
يعني هي بنت لطيفة و وصلتها عشان اسيب أمير مع فرح يكونوا على راحتهم
ضحك بخفوت قائلة بمكر :
اممم قولتلي…..يعني مفيش حاجة تانية
نفى برأسه لتسأله عندما لاحظت الضيق على ملامح وجهه :
مالك شكلك متضايق
تنهد بعمق قائلاً بحيرة متناسياً حديثه منذ قليل :
مهرة كانت خايفة مني فكرتني هعمل فيها
حاجة وحشة
قطبت جبينها قائلة بتساؤل :
ايه اللي يخليها تفكر كده انت ضايقتها
نفى برأسه قائلاً بحيرة :
ابدا بالعكس دي حتى المرات اللي قابلتها فيهم قبل كده كانت مبسوطة و ما كنتش خايفة مني مش عارف ايه اللي حصل
– طب سألتها
اومأ برأسه قائلاً بحزن :
قالتلي اني يستغلها عشان اوصل للي عاوزه و كمان مفكرة اني عشان بعاملها كده او بتكلم معاها اني دي خطة بيستخدمها اي شاب عشان يوقع بنت مش طايلها
ثم تابع مرددًا بحيرة :
مش عارف عملتلها ايه عشان تفكر فيا كده
ابتسمت بمكر قائلة :
طب فهمها انك بتحبها يمكن تغير رأيها
نظر لها مطولاً لتسأله :
مش انت بردو بتحبها !!
توتر قائلاً بحيرة :
هو مش حب….يعني مشدود ليها هي حلوة تحسيها طفلة شقية كمان ضحكتها حلوة طيبة لسه فيها براءة الاطفال……بس مش عارف ده حب و لا لأ اللي اعرفه اني ببقى مبسوط لما اشوفها او اتكلم معاها بحب افضل اتأمل فيها كتير…….
قاطع حديثه صوت ضحكاتها ليسألها بضيق :
بتضحكي على ايه !!!!
نظرت له قائلة بابتسامة :
لو ده مش حب اومال ده ايه يا اوس !!!!
نظر لها مطولاً لتربت على كتفه قائلة بابتسامة :
فكر و شوف انت عاوز ايه…..تصبح على خير
قالتها ثم غادرت لتتركه غارق بتفكيره بتلك المهرة التي اقتحمت حياته بدون انذار لكن يبدو انه اصيب بالعشق كحال اخوته
……….
بمحافظة شرم الشيخ
كانت تجلس على الفراش تبكي بقوة كلما تذكرت كلماته المؤلمة التي القاها عليها لا تعرف كيف تم التقاط تلك الصور و لا تعرف عن أي علاقة تربطها بذلك المدعو وائل الذي لم تلتقي به سوى مرات قليلة فقط !!!
رغم ذلك كانت القلق ينهش قلبها عليه فهو منذ امس لم يأتي لها و لم تراه !!!
انتفضت بمكانها بفزع عندما سمعت لصوت ادهم الذي دخل للغرفة و لم تشعر به بسبب شرودها قائلاً بلسان ثقيل و جسده يتمايل يبدو انه
ليس بوعيه :
انتي قاعدة عنك بتعملي ايه
ادهم انت سكران !!!
احتجز جسدها بينه و بين الحائط ثم مال برأسه يدفنها بعنقها مقبلاً اياه دفعته بعيدا عنها بخوف ليقترب مرة اخرى قائلاً بسخرية و قسوة :
خاايفة من ايه….هي اول مرة يعني
كان ردها على ما قال صفعة هوت على وجنته بقوة لشتعل عيناه بغضب عاصف جعلها تندم على ما فعلت فيبدو انه لن يمرر الامر على خير
صرخت بخوف و ذعر عندما جذبها من يدها يلقي بجسدها على الفراش بقسوة ثم القى بجسده فوقها يقيد يدها بيده بينما هي اخذت تتحرك بقوة تحاول ابعاده عنها لكن دون جدوى فهو رغم ثمالته الا ان قوته كانت تفوقها
بقت تصرخ حتى خارت قوتها بينما هو كانت ثمالته متحكمة به و قلبه المجروح منها كان يعميه على تلك الجريمة البشعة التي يرتكبها بحقها !!!!!
…………
↚
في صباح اليوم التالي
استيقظ و هو يشعر بثقل و الم شديد برأسه انتصف بجسده جالساً يفتح عيناه ببطئ لينفتض بفزع عندما وجد نفسه عارياً لا يستره سوى شرشف الفراش اخذ يدور بعيناه بالغرفة ليجد انه بغرفتها وقعت عيناه عليها تجلس باحد زوايا الغرفة تضم قدمها لصدرها و تحاوط جسدها المليء بالكدمات بمفرش كبير خذوش تملئ وجهها ثيابها ممزقة ملقاه حول الفراش كانت تبكي بصمت و عيناه تنظر للفراغ بجسد فقد الحياة
اغمض عيناه بغضب و اشمئزاز من نفسه على ما فعل و ذكريات ليلة امس تعصف برأسه وقعت عيناه على الفراش بجانبه ليجد بقعة دماء تزين الفراش لتكون صدمة اخرى من نصيبه
التقط بنطاله يرتديه سريعا و بحذر و الحزن ينهش قلبه اقترب منها قائلاً :
هنا
لم تنظر له بل لم تستمع له من الاساس وضع يده على كتفها بحذر لتنتفض هي بفزع و رعب و عادت تضم قدمها لصدرها اكثر و تتمسك بذلك المفرش الكبير تغطي به جسدها
نزلت دموعه بحزن و الم على ما فعله بها انتفضت واقفة توجهت للمرحاض تغلق الباب عليها من الداخل دون أن تتفوه بأي كلمة و جسدها بأكمله ينتفض جلست ارضا تبكي في بادئ الأمر كانت تبكي بصمت سرعان ما تحول بكاءها لصرخات و بكاء عالي يمزق القلوب بينما هو يستمع لها بالخارج لكن لم يقوى على التحدث وقف بالخارج يضع رأسه على باب المرحاض يبكي بألم بعدما القى نظرة على الفراش و على ثيابها الممزقة
انتفض بفزع و خوف عندما سمع صوت تحطيم زجاج بالداخل اخذ يطرق على الباب بقلق مرددًا :
هنا……هنا افتحي الباب انتي كويسة….ردي عليا انتي كويسة….هنا
لا من اجابة سريعًا دفع الباب بجسده عدة مرات حتى استطاع ان يفتحه ما ان دخل توسعت عيناه بصدمة عندما وجدها ملقية ارضاً و الدماء تحاوطها !!!!!
……
مر وقت طويل و هو يقف بالخارج امام غرفة العمليات و القلق ينهش قلبه دموعه تنزل بصمت خرجت الطبيبة بعد وقت سألها بقلق :
هي كويسة مش كده
رددت الأخرى بحدة و غضب :
مين الحيوان اللي عمل فيها كده البنت متعرضة لاغت…صاب و كمان حاولت تنحر لولا ستر ربنا لحقناها على اخر لحظة
سألها بلهفة :
يعني هي بقت كويسة
رددت بحدة :
ايوه بقت كويسة و مش هتفوق غير على بكره انا هبلغ البوليس يجي ياخد اقوالها
نظر لها قائلاً بخزى و حرج :
مفيش داعي للبوليس…..انا جوزها
سألته بحدة و غضب :
يعني انت اللي عملت فيها كده
اخفض وجهه بحرج و بداخله يلعن نفسه الف مرة على ما فعل لتصرخ عليه بحدة :
انا هستنى لحد ما تفوق و هي اللي تقرر تعمل ايه في تقرير هيكون جاهز عشان لو حبت تشتكي عليك
غادرت بعدما القت عليه نظرة احتقار و تركته يبكي بصمت و لتوه علم انها بريئة لكن كيف لقد رآها بعينيه باحضان رجل اخر يبدو أن هناك شيء
مفقود عليه معرفته !!!!
………
منذ الأمس و هو يحاول حل تلك الفاجعة التي حلت عليه فأكبر المخازن التابعة له تعرض لحريق هائل ادى لخسائر كبيرة !!!!
بتعب القى بجسده على الاريكة الموجودة ببهو القصر و ما كاد ان يأخذ انفاسه ليشعر بصوت باقدام تقترب منه فتح عيناه ليجد ادم يجلس على الاريكة المقابلة له قائلاً بتشفي :
اتمنى تكون هديتي عجبتك !!
يوسف بغضب كبير :
انت اللي حرقت المخزن !!!!
وضع ادم قدم فوق الاخرى قائلاً بغرور :
يعني حريق محزن بحاله كانت حاجة قليلة اوي ع اللي عملته القلم اللي اختي اضربته بعمرك كله بس للاسف اللي مانعني صلة القرابة اللي مش طايقها و اللي لولها و رحمة امي ما كنت اترددت ثانية و قتلتك
قالها ثم غادر لعمله بينما ريان بقى جالساً يحدق بيوسف بشرود و بهدوءه المعتاد ليهدر به يوسف قائلاً بغضب و سخرية :
بتبصلي كده ليه عايز تقول حاجة انت كمان
ابتسم ريان بهدوء يعكس كل ما يشعر به من الداخل لطالما كان يشبه البحر هادئ من الخارج اما بالداخل لا احد يعلم كم صراعات و نيران تشتعل بداخله لطالما كان أكثر اخوته هدوءاً و كتماناً لا احد يعرف ما بداخله و لا فيما يفكر
نظر ليوسف قائلاً بابتسامة ليست بموضعها :
حقيقي انت بتصعب عليا سؤال دايما في بالي مش لاقي اجابة ليه……ايه اللي هي حبته فيك و انت اصلا متستاهلش الحب ده
ثم اعتدل واقفاً مردداً بجفاء لا يتناسب مع عنياه المليئة بنظرات العتاب قبل أن يغادر هو الاخر :
الحاجة الوحيدة اللي لو بأيدي اختارها كنت اختارت اب تاني ليا غيرك
……..
كادت ان تخرج من باب القصر لكن فجأة ظهرت ثريا امامها قائلة بغل و شر :
اللي حصل لبنتي بسببك مش هيعدي بالساهل يا بنت ليلى بكره تشوفي هعمل ايه اما……2
قاطعها ضحكات حياة الساخرة قائلة :
متهدديش بعشم اوي يا ثريا لان محدش عارف بكره في ايه بس انا بقى عارفة…..عارفة في ايه
نظرت لها ثريا بغل لتتابع الاخرى قائلة بشر :
في نهايتك يا ثريا
لا تنكر ابدا الزعر و الخوف الذي تملك منها عندما استمعت لنبرة الوعيد و الشر بحديثها لكنها ابدا لن تظهر لها ذلك لتردد بغل و مكر لما تنوي فعله بالغد بهم :
الايام بينا و بكره نشوف هتبقى نهاية مين انا و لا انتوا يا ولاد ليلى
ضحك حياة باستخفاف بها ثم غادرت دون أن تعيرها اهتمام لتشتعل الاخرى غيظاً و هي تتوعد لهم تقسم ان لم يحدث ما خططت له بالغد ستقتلهم بيدها و ليحدث ما يحدث !!!!!
……….
كانت تجلس كعادتها منذ أن التقت به لكن تلك المرة بحزم شديد اقترب منها صديقتها أماني
تسألها بقلق :
مالك في ايه يا مهرة
تنهدت بحزن قبل تجيبها :
امبارح……..ثم قصت عليها ما حدث بالأمس
ثم انهت حديثها قائلة بخزى :
كان شكلي وحش خالص يا أماني انا ظلمته هو شكله محترم غلطت لما سمعت كلامك و هو اصلا مغلطش فيا و لا بصلي بنظرة مش كويسة حتى
اماني بضيق :
والله براحتك اعملي اللي تعمليه بس انا هحذرك لاخر مرة خدي حذرك منه و خليكي بعيدة عنه كلهم في الأول بيكونوا كده و بكره تعرفي اني معايا حق هو بس تلاقيه عاوز يلفت نظرك بالكام كلمة اللي قالهم ليكي و يبين ليكي الشهامة و الجدعنة
اومأت لها بصمت و بداخلها غير مقتنعة بمارتقول رفيقتها فمن حديثها مع ابنة خالتها فرح بالأمس بعد أن غادر سألتها و بشكل غير مباشر عن اخلاق الخمسة و بالأخص الاربع شباب الذي عاشت بينهم سنوات طوال برفقة والدتها فأخبرتها بان الخمسة ذو اخلاق عالية حتى الشباب لم يتخطى اي منهم حدوده معها ابدا بل على العكس كان يعاملوها باحترام هي و والدتها
لتقرر ان تعتذر له حين تراه و ان لم يأتي للفيلا اليوم ستذهب له غدا ثم ستترك الباقي للأيام !!!
……….
بأحد الأحياء الشعبية بتلك البناية المتهالكة بالطابق الثالث حيث يمكث صابر عبد التواب و زوجته انعام برفقة ولدهم الوحيد اسماعيل الذي دخل من باب المنزل يصيح بصوتاً عالياً :
يابا….يابا
خرج صابر من غرفته قائلاً بغضب :
في ايه يا ب…….بتزعق ليه
اسماعيل بلهفة :
مهرة بنت عمي
خرجت انعام والدته من خلف صابر قائلة بتبرم :
مالها المخفية عرفت مكانها و لا لسه…….
قاطعها صابر من الاسترسال في ثرثرتها التي تتوقف عنها كلما تأتي سيرة ابنة شقيقه :
اكتمي يا ولية انطق يا واد عرفت مكانها
اسماعيل بغضب و اعين تشتعل :
ايوه يابا….قاعدة في بيت كله شبان مش بس كده ده فيه واحد فيهم كان حاطط ايده عليه و شايلها بمسخرة و قلة حيا و الناس دول واصلين اوي و عندهم فلوس ياما
انعام بغل :
طالعة فاجرة لامها فضلت تتدحلب لعمك لحد ما وقعته و خليته يكتب الارض اللي حيلته باسم بنته بيع و شرا عشان محدش يورث فيها
صابر بغضب :
انت يا واد متأكد من اللي بتقوله
اومأ اسماعيل له قائلاً و هو يضع شاشة هاتفه
بوجه ابيه :
ايوه يابا واحد من اللي شغالين هناك كان ساكن معانا في الحارة قبل ما يشتغل مع الجماعة دول شافها و صورهالي كمان
ليتوعد لها صابر قائلاً بغل و شر :
ليلة اللي خلفوها مش فايته !!!
……….
في المساء كان يجلس على الاريكة بمنزل صديقه حازم الذي جاء بالقهوة قائلاً بسخرية :
مالك في ايه بقالك اصلا كتير مش بتيجي عندي
زفر بضيق قائلاً :
مخنوق و حيران
سأله بتعجب :
من ايه
اطلق تنهيدة طويلة قائلاً بحيرة :
↚
حـيـاة
قطب جبينه يسأله بعدم معرفة :
مين حياة دي !!!
تنهد بعمق قبل أن يقص عليه كل ما حدث الايام الماضية :
بنت عمي……….و ما ان انتهى سأله حازم بتفكير :
بس مش غريبة انهم يبقوا داخلين القصر و اول حاجة عملوها نقلوا مرات عمك و اخوها لاوض الخدامين……يعني اشمعنا هما بالذات
اومأ له قائلاً بحيرة :
نفس السؤال شاغل بالي…..بس ايه اللي ممكن تكون عملته مرات عمي ليهم !!!!
ثم تابع بحيرة و هو يضع يده على رأسه بألم :
السؤال ده اجابته عند حد منهم بس اكيد محدش هيجاوب دماغي هتنفجر من كتر التفكير اصلا
حازم بشفقة و هو يرتشف من قهوته :
عارف هما صعبانين عليا يعني مهما كان اللي بيعملوه او هيعملوه انا بديهم كل العذر
قطب إلياس جبينه قائلاً بسخرية :
ليه بقى ان شاء الله انا مش بتشوف بيعاملوا
عمي ازاي دول و…..
قاطعه حازم قائلاً بجدية :
حط نفسك مكانهم في يوم و ليلة عيلتك كلها تتدمر تخسر ابوك و امك في نفس اليوم انتوا رميتوهم و اتخليتوا عنهم في اكتر وقت محتاجين فيه ليكم شافوا بعينهم امهم بتموت و على ايد ابوهم
ثم تابع بجدية :
متزعلش من اللي هقوله بس انت كنت عايش بين اب و ام كل طلباتك مجابة مترفه ع الاخر عمرك ما هتحس بيهم
نظر له إلياس بصمت ليكمل هو قائلاً :
عمك اللي بدأ من الاول مهما كان اللي حصل فولاده ملهومش ذنب في اللي حصل و بصراحة بقى و من غير زعل…..اللي عمك عمله معاهم ده بعيد كل البعد عن الابوة يعني من الاخر كده هو معندوش قلب و متتوقعش منهم معاملة كويسة ليه و هما شافوا منه كل وحش
إلياس بحيرة :
طب و هي
حازم بجدية :
مالها انت مش بتحبها
اومأ له إلياس بصمت ليتابع الاخر :
اومال حيران ليه…..انت مصدق الكلام اللي قالته مرات عمك عليها !!!
إلياس بحيرة :
كلامها منطقي يعني ممكن تكون دي خطة عشان يوصلوا للي عاوزينه و كمان ريان ده بقيت اشوفه مع ندا كتير و بخاف عليه منها مش عارف هما بيفكروا في ايه و لا ناوين على ايه
إلياس بحيرة :
انا بحبها بس هي بتحبني و لا لأ
– طب ما تسألها
نفى برأسه قائلاً :
معنديش الجراءة اسألها افرض رفضتني يبقى شكلي ايه ساعتها
حازم بسخرية :
خلاص افضل خايف على شكلك و برستيجك و انت مش عاوز تسألها سؤال اجابته هتريحك من الحيرة اللي انت فيها دي و خليها بقى تضيع منك
زفر إلياس بضيق قائلاً :
انت مش فاهم حاجة اللي اسمه بدر ده موجود في حياتها ممكن تكون بتحبه و كم….
قاطعه حازم قائلاً :
انت بتتلكك ليه يعني كل دي حجج ملهاش لازمة اسألها و ريح نفسك يا إلياس قولها بحبك و شوف ردها هيكون ايه
ثم تابع بصدمة :
انت خايف و متردد تاخد الخطوة دي عشان الماضي بتاع والدتها يعني
إلياس بضيق :
ما انكرش ان جزء جوايا خايف و متردد من اللي حصل يعني اي راجل مكاني هيتردد بردو دي مامتها يعني….ممكن تكون….شبهها
صمت حازم و لم يجيب ليسأله الاخر :
ساكت ليه انت لو مكاني هتفكر كده بردو
حازم بجدية :
الصراحة معرفش لو مكانك هعمل ايه بس اللي اعرفه اني مش هاخد حد بذنب حد لو بحبها بجد و هي كمان بتحبني يبقى كل ده كلام فاضي ميفرقش معايا
ثم تابع و هو يرى الحيرة الكبيرة باعين صديقه :
اقعد مع نفسك و شوف انت عاوز ايه يا إلياس انت لوحدك اللي تقدر تحدد بتحبها و لا الاعتبارات التانية دي عندك اهم !!!
……….
بشركة الادم مساءاً حيث يجتمع الخمسة بمكتب ادم الذي سأل لحياة و اوس الذين وصلوا للتو :
عملتوا ايه
اوس بثقة :
كله تمام كلمت هاشم و هو هيتصرف حتى صقر عرفناه هيعمل ايه كويس
اومأ لهم بصمت بينما امير تدخل بالحديث قائلاً بضيق و عدم رضا :
هتكتفي بكده بس
نظر له ادم بعدم فهم ليتابع الاخر بضيق :
محدش دمر حياتنا غيره هو السبب الاساسي كان يستاهل يخسر حاجات تانية كتير مش بس حريقة مصنع و قصر و يعرف الحقيقة
تدخلت حياة بالحديث قائلة :
بالعكس ده يبقى اكبر انتقام منه صدقني شعور الندم مفيش اسوأ منه بيقتل البني آدم بالبطيء
ريان بسخرية :
مظنش ان احنا اصلا هنفرق معاه….معندوش قلب اصلا عشان يحس بندم
اومأ اوس برأسه مؤيداً ما يقول ثم نظر لادم قائلاً :
مش فاضل غير حاجة واحدة……هتقنع ازاي جدك كمان الباقين يكونوا موجودين في قصر العمري
ابتسم ادم قائلاً بثقة :
حصل خلاص الكل هيبقى موجود ع الميعاد !!!
تبادل الخمسة النظرات بغموض فالغد سيحدث ما سعى الخمسة لتحقيقه بخلاف بعض الأشياء التي ستصدم الجميع مثلما صدمتهم ايضاً
………
كان يجلس خلف مكتبه ينتظر مجيء قاسم إليه مرت لحظات ليأتي قاسم الذي ما ان دخل للمكتب سأل والده :
في ايه يا بابا
سليم بجدية :
ابنك مش بيرد ع التليفون و لا حتى هنا
ابتسم قاسم قائلاً :
عرسان جداد بقى
سليم بسخرية :
كان ممكن اصدقك لو مكنتش غاصبه ع الحوازة و كان ممكن اصدقك لو مكنش واخد معاه سمر و هو مسافر شهر العسل !!!!
قاسم بصدمة :
خدها معاه !!
سليم بغموض :
ملاحظتش حاجة على سمر
قاسم بعد فهم :
زي ايه مثلا
جاءه رد سليم بعد صمت للحظات قبل ان يردد :
انها شبه سمية مثلاً !!!!!
↚
له يوسف بصدمة ليتابع ادم بسخرية :
كنت عندي ١٥ سنة و فاهم اللي بيحصل كويس كنت بشوفها و هي بتعيط و بتتجنبك و سمعت كلامك مع ثريا ساعتها و انت بتقولها انها استغلت انك سكران و قربت منك !!!
ثم تابع و هو ينظر لشقيقته :
الجزء الجاي بقى محدش هيحكيه غير حياة يمكن عشان هي كانت حاضرة وقت الحادثة مثلا !!!
حياة بسخرية و عيناها مليئة بنظرات الحزن :
شوفت كل حاجة…..شوفت ثريا و محسن و هما بيحطوا امي في السرير بعد ما خدروها و قلعوها هدومها مع الزبالة ده
ثم أشارت بيدها نحو ذلك الرجل الذي تملئ الدماء وجهه ثم ضحكت ساخرة و هي ترى الصدمة بادية على وجه يوسف و جسده تصلب :
كنت بحاول اصرخ بس مراتك و عشيقها كانوا كاتمين نفسي عشان ما اتكلمش و اعرف حد انهم موجودين في القصر
ثم توجهت تقف امام هدير قائلة بسخرية مريرة :
هدير هانم…..صاحبة امي الروح بالروح بنت خالتها اقرب ماليها……كانت الشريك التالت !!!!
ريان بغضب :
العربية اللي خبطت امي بعد ما يوسف باشا طردها من القصر كانت بتسوقها هدير بالاتفاق مع ثريا و محسن !!!!
ادم و هو يشير لاحد رجاله لكي يقوم بتشغيل الشاشات ليظهر فيديو لمحسن و ثريا بغرفة
الخدم بالقصر :
دلوقتي بقى نشوف الدليل على كل اللي اتقال
الجميع يشاهد بصدمة ما يحدث بالفيديو
Flash Back
محسن بضيق :
اهدى بقى و اقعدي بقى خايلتيني
ثريا بغضب و غل :
اهدى….اهدى ازاي انت مش شايف اللي بيحصل فينا بعد كل اللي عملته زمان….بقي على اخر الزمن انا اتبهدل على ايد ولاد ليلى
محسن بضيق :
قولتلك زمان لازم نخلص منهم مسمعتيش مني
كنا زمنا مرتاحين دلوقتي و لا خسرنا كل ده
أشعل سيكارته و هو يردد بقلق :
انا قلقان لا يوسف يحن ليهم و يرجع يغير وصيته بعد ما كان موزعها عليكي انتي و سارة و يخليهم يشاركونا في الفلوس دي
ثريار بغضب و غل :
ده على جثتي ان ولاد ليلى يطولوا مليم من الفلوس ده حتى لو حكمت اني اقتل يوسف و اخلص منه عشان اضمن ان محدش يشاركني في الفلوس دي حقي و مش بعد كل اللي عملته و لسه بعمله اطلع من المولد بلا حمص
نظرت له تسأله بخوف :
بس حياة…ممكن تحكي و تقول اللي حصل زمان
متنساش انها سمعت و شافت كل اللي حصل
محسن بنفي :
مظنش انها ممكن تكون فاكرة حاجة من اللي اتقال دي كانت لسه صغيرة و بعدين حتى لو عارفة كانت قالت من زمان ايه اللي هيسكتها
ثريا بقلق و تفكير :
معرفش بس مش مطمنة هما مش ناوين على خير احنا لازم نخلص منهم
مرت دقائق في صمت قطعه هو قائلاً بتفكير :
نضيق عليهم كل حاجة يعني نضربهم كذا ضربة ورا بعض نشغلهم بحيث انهم ميكونوش مستعدين لما نفكر نخلص منهم
ثريا بتساؤل :
نعمل ايه مثلا
محسن بمكر :
نخلص من سليم الجارحي و امير في يوم واحد هيتشغلوا في موتهم و مش هيكونوا واخدين احتياطتهم و ساعتها هيبقى سهل ندبر ليهم حادثة تخلصنا منهم زي ما خلصنا من امهم و حسين
سألته بتعجب :
طب هنخلص منهم ازاي !!!
محسن بتفكير :
امير نفك فرامل العربية بتاعته او ندبر ليه حادثة تبان قضاء و قدر اما سليم فمحدش هيقدر يقوم بالمهمة دي غير هدير لان مش هنكون ضامنين الشغالين اللي جوه القصر…..دوا من اللي كنا بنحطه لحسين في اي حاجة بيشربها و تبان قضاء و قدر زي ما حصل معاه بردو !!!
سألته بتفكير :
بس تفتكر هترضى دي مستحيل توافق بعد اللي عملناه فيها زمان
محسن بسخرية :
هترضى متخافيش هي متورطة معانا و لو اتكشفنا هي كمان هتتكشف و هتروح في داهية يعني مصلحتنا واحدة موافقتها او لا مش هتفرق غضب عنها هتوافق و لو نشفت دماغها الفلوس تلينها
اومأت له قائلة بقلق و خوف من القادم :
اما نشوف ربنا يستر
اقترب منها محاوطًا خصرها قائلاً بوقاحة :
ما تيجي جوه ده انت واحشني موت يا جميل
دفعت يده بعيدًا عنها قائلة بضيق :
محسن مش وقته
جذبها إليه مرة أخرى قائلاً بوقاحة :
ده هو ده وقته !!
بعد وقت قضاه الاثنان بفعل تلك الفاحشة التي اهتز لها عرش الرحمن أشعلت ثريا سيكارتها قائلة بقلق و خوف :
تفتكر الزفتة اللي اسمها حياة كان قصدها حاجة لما قالت ان سارة بنتك و لا كانت مجرد كلمة
محسن بنفي :
محدش غيري انا و انتي يعرف ان سارة بنتي و بنتك يبقى هتعرف منين
ثريا بخوف :
معرفش بس طريقتها في الكلام مكنتش مريحاني يارتني سمعت كلامك زمان و خلصنا منهم
محسن و هو يشعل سيكارة :
متخافيش هيحصل و هنخلص منهم
اومأ له قائلة بشر :
هنخلص منهم واحد واحد و كل حاجة هترجع زي ما كانت !!!!
Back
ادم ساخرا لثريا التي شحب وجهها و أصبح جسدها يرتجف من الخوف :
دخولي القصر مكنش ع الفاضي الأوضة اللي نقلتي فيها انتي و محسن كانت كلها كاميرات و مايك في كل حته حتى تليفونك انتي و هو كان متراقب
ثم تابع و هو ينظر لجمال عمه بشكر :
كله حصل بمساعدة عمي جمال زي ما ساعدنا ناخد ملكية القصر هو صحيح مكنش يعرف سبب طلبنا ايه بس نفذ و قبل يساعدنا لانه كان متأكد زينا من براءة امي رغم انه مكنش يعرف كل الو….بتاعتهم دي
ثم تابع بسخرية :
يوما ما سمعت الفيديو ده قولت لجدي على كل حاجة عرفته انه مربى حية في بيته قتلت بنته و عايزة تقتله هو كمان و الخدامة اللي اتفقت معاها كانت هتنفذ فعلا بس احنا هددناها انها تعمل عكس اللي قولتيه و خدت فلوس و نفذت و باعتك……عشان كده كنتوا مستغربين جدي مماتش لحد دلوقتي ليه رغم انه حسين العمري كلها اسبوع و كان مات
ريان بسخرية :
ساعتها في نفس اليوم بردو استغلينا انك مش في البيت و اوضتك كلها كانت متركبة مايكات حتى تلفونك رقبناه
ثم أشار بيده لصقر الذي قام بتشغيل المقطع الصوتي بينها و بين ثريا
Flash Back
بمنتصف الليل بقصر الجارحي
كانت تجلس بغرفتها تتحدث بالهاتف بغل :
دي اخر مرة هساهدكم فيها يا ثريا لاني مش ناسية اللي حصل زمان و احمدي ربنا اني لسه ساكتة
لحد دلوقتي
ثريا بسخرية :
انتي ساكتة لحد دلوقتي يا هدير عشان عارفة انك هتشيلي الليلة لوحدك انتي اللي خبطيها بالعربية يومها و بسببك ماتت يعني احنا ملناش دخل
ثم تابعت بتهديد :
يعني انتي اللي تحمدي ربنا ان احنا ساكتين لحد دلوقتي و ما بلغناش عنك
هدير بغل :
اه يا ولاد……
قاطعتها ثريا قائلة بتحذير :
بلاش تغلطي في الكلام عشان منزعلش سوا و انتي عرفاني زعلي وحش
هدير بغل و غضب :
انا غلط زمان لما سيبته ليها كل السنين دي و غلط لما سمحت لواحدة زيك تاخده مني تاني على حياة عيني و زي ما قتلت ليلى زمان عندي استعداد اقتل تاني فخافي مني !!!!!!
ثريا بغضب :
خافي انتي مني يا حلوة و اعرفي اني مش بتهدد انتي كبرتي يا هدير و مش حمل مرمطة و سجن على اخر الزمن و مش عايزة افكرك اني الكاميرات اللي قدام القصر انا اللي حذفت منها تسجيل الحادثة بس لسه معايا اعتقد انك مش هتحبي انهم يظهروا و خصوصا لو اتبعتوا لولاد ليلى في رسالة من مجهول طبعا هما ما هيصدقوا
صمتت هدير تكور قبضة يدها بغل لتتابع الآخرى بغرور و سخرية :
مش قولتلك خافي مني !!!!
Back
امير ساخرا و هو ينظر لمحسن و ثريا :
كل ذكي في الاذكى منه
حياة باحتقار :
وصلت بيهم الحقارة انهم كانوا عايزين يعيدوا اللي حصل زمان……كانوا عايزين يعيدوه مع اخواتي و انهاردة !!!
امير بغضب و ميران تشتعل بصدره :
اوس مع فرح خطيبتي في شقة لوحدهم متخدرين و بنفس الوضع اللي امي كانت فيه و بوليس الآداب يكبس عليهم و تبقى فضيحة و اخسر اخويا و ممكن كمان اقتله !!!!
كور قبضة يده و هو يردد الكلام الذي استمع له من محسن عبر مسجل الصوت ثم بلحظة كانت قبضة يد امير تعرف طريقها لوجه محسن ليسقط ارضا
ابعده ريان للخلف لشير ادم لصقر الذي قام بتشغيل فيديو اخر مسجل لمحامي العائلة قبل وفاته بعامان يردد فيه بصوت متعب :
حسين باشا كان قالي قبل ما يموت انه عايز يكتب وصيته و عايز يوزع الورث بين ولاده و كمان يخلي ليلى هانم و فرحة هانم يكون ليهم نصيب في الورث كلن عايز يكتب القصر باسمهم و كتبت ليه الوصية بس بعدها بفترة قصيرة قابلت محسن و اتقربنا من بعض بقينا أصدقاء كنا بنسهر سوى و كنا في مرة سهرانين و بنشرب في بيته و كان موجود معانا بنات قضينا ليلة هناك بس بعد يومين اتفاجئت بيه مصورني مع البنت اللي قضيت معاها الليلة و هددني بالفيديو ده يسكت مقابل انه يشوف وصية حسين باشا و بعدها لقيته جاي بعد كام يوم بيطالبني اعدل في الوصية يأما يفضحني و ساعتها كنت متجوز و عندي اولاد و خوفت و نفذت اللي طلبه مني و عدلت الوصية ان حسين بيه عاوز يوسف ابنه يتجوز ثريا بعد ما اتطلقت يأما الورث كله يروح للجمعيات الخيرية و نفذت و بعدها بأسبوع حسين باشا اتوفى……
اغلق الفيديو لتخل صدمة اخرى على الجميع ليردد ادم بسخرية و احتقار :
ده طبعا غير الشقة اللي في المعادي اللي كان مكان لقاء العشاق و اللي كانوا طبعا مخبين فيها كل الورق اللي يخص شغلهم الو….في المخدرات و تهريب السلاح حتى شقق الدعارة اللي بيديروها من بعيد لبعيد
ريان ساخرا :
بس احب اقولكم ان الورق ده بقى معانا دلوقتي او بالاصح بقى مع البوليس حتى كل الفيديوهات دي بقت مع البوليس اللي فيها طبعا ما يثبت ان انتوا اللي قتلوا امي
اقتربت حياة من ثريا قائلة بسخرية و انتصار :
↚
مش قولتلك متهدديش بعشم اوي يا ثريا لان محدش عارف بكره في ايه
نظرت لها ثريا بغل و حقد سرعان ما توسعت عيناها بصدمة و ذعر و كذلك محسن و هدير عندما استمعوا لصوت صفارات سيارة الشرطة !!!!
وضع محسن يده على خصره يتأكد من وجود سلاحه ليستغل اقتراب حياة منهم سرعان ما جذبها يقبض على خصلات شعرها و يضع سلاحه برأسها صرخ الجميع بفزع اقترب ادم منه غاضبًا ليحذره الاخر قائلاً بتوعد :
ارجع مكانك احسن ما اخلي الحلوة تحصل امها
أوس بغضب :
ورحمة امي ما هرحمك لو شعرة منها اتأذت
ضحك محسن باستخفاف قائلاً بغل :
بينا حساب طويل و هنصفيه سوا بس دلوقتي يا هتخرجوني من هنا يأما هقتلها انا كده او كده داخل السجن فمعنديش مانع اقتلها كمان مش هخسر حاجة بس انتوا اللي هتخسروا
كان بدر و كذلك إلياس يحاولون التحرك ببطئ خلفه دون أن يلاحظ لكنه لاحظ تحرك إلياس ليطلق النار أسفل قدمه لكنها لم تصيبه قائلاً بسخرية :
خليك مكانك يا بن العمري
لتستغل حياة ابعاده للسلاح عن رأسها لتقوم بدعس قدمه بقدمها بقوة ثم بمعصم يدها اليمنى قام بضربه بوجه ليستغل اوس افلات شقيقته من بين يديه لينهال عليه باللكمات بينما بدر ابعد السلاح عنه و هو يتفقد حياة بقلق و كذلك إلياس
دقائق قليلة و دخلت عناصر الشرطة معهم ضابط صديق ادم منذ الصغر و يدعى هاشم مكبلين كلاً من ثريا و محسن و هدير التي تصرخ بهستيرية :
هي السبب هي اللي خلتني اموتها هي السبب خدته مني و هي عارفة اني بحبه كانت عارفة اني بحب يوسف و خدته مني بسببها انا كنت في نظر الكل قليلة كانت احسن مني في كل حاجة بسببها اتجوزت واحد اكبر مني……اخذت تردد بعض الكلمات الغير مفهومة بانهيار حتى فقدت وعيها تم نقلها للمستشفى تحت حراسة مشددة بينما اخدت عناصر الشرطة ثريا و محسن اللذان يتوعدان لهم بالمزيد بينما سارة انهارت على الاريكة خلفها لا تستوعب حتى الآن ما استمعت له !!!!
……
غادر الجميع
لم يتبقى سوى عائلة الجارحي و عائلة العمري
نظرت حياة ليوسف بسخرية و هي تراه يتراجع للخلف يجلس على المقعد بصدمة و هو يسترجع كل ما استمع له و شاهده قبل قليل
لم يشعر اي من أبنائه لا بشفقة و لا بأي شعور فقد نظرات خاوية من المشاعر صوبها الخمسة تجاهه لكنها لم تستطيع أن تصمت دون أن تقول
تلك الكلمات :
عاشت معاك اكتر ما عاشت معانا كنت المفروض تصدقها اكتر واحد فينا بس انت محبتهاش كأنك ماصدقت تخلص منا و منها
نظر لها بألم و حزن مرددًا بخفوت :
هما السبب
ضحكت ساحرة قبل أن تتابع حديثها :
محسن و ثريا و هدير مش السبب لوحدهم انت كنت سبب اساسي ان عيلتنا كلها تتدمر لو كنت قعدت دقايق بس و فكرت بعقلك كنت هتلاقي انها مظلومة واحدة عاشت معاك سنين اكيد كنت عارفها و عارف أخلاقها لو كنت فكرت كنت هتلاقي ان مفيش واحدة بتخون جوزها و في بيته و على سريره و هي عارفة كويس انه ممكن يجي في اي وقت
أمير بسخرية مريرة :
انت عجبك دور المظلوم اللي عيشت نفسك فيه و حتى لو كانت خاينة احنا كان ذنبنا ايه ترمينا و احنا في اكتر وقت محتاجينك فيه خليتنا أيتام ام و اب في نفس اليوم….روحت ربيت بنت مش بنتك و رميت ولادك في الشارع
تنهد أمير متابعًا بسخرية :
اوعى تفتكر ان اللي بقوله ليك دلوقتي ده لوم لا انت اللوم حتى ماتستاهلهوش انت متستاهلش لا كره و لا حب و لا لوم انا بس بقولك اللي يخليك تشوف نفسك انت ظالم ظلمت نفسك زمان و ظلمت امي و ظلمتنا و متحطش اللوم عليهم لأنك أنت السبب مش حد تاني
وقف بصعوبة ثم نظر لهم بألم و أعين تلمع للدموع لحظات و وضع يده على صدره يشعر بألم حاد لم يستطيع تحمله ليسقط ارضًا فاقدًا للوعي بعدما حاول أن يتنفس لكن دون جدوى انتفض الجميع نحوه بقلق و فزع بينما هم لم يتحركوا خطوة واحدة
لم يشفقوا عليه لا يجب أن يلومهم احد على تلك القسوة التي بقلوبهم تجاهه فهو من علمهم اياها بهجره لهم سنوات….بكلماته القاسية و أفعاله هو من جعلهم هكذا و هو من اختار ان يكونوا اموات بالنسبه له فلا لوم عليهم
………..
تم نقل يوسف للمستشفى بينما غارت عائلة الجارحي بعد أن غادر الخمسة القصر واحداً يلو الاخر بصمت تام بعد أن سقط يوسف ارضا و تم نقله للمستشفى……مر وقت طويل و لم يستطيع احد ان يتوصل للخمسة كلاً منهم يغلق هاتفه لا احد يعلم عنهم شيء حزن يخيم على الجميع لكن على الرغم من ذلك الحزن لم يتمكن سليم من عدم الشعور بالسعادة لظهور براءة ابنته و لم يتمكن من كبح شعور الشماتة بيوسف يعلم ان ذلك خطأ لكن ما فعله بابنته و احفاده ليس بهين ابدًا
………
يجلس في صمت تام شارد في سكون الليل بينما هي تتابعه بحزن كبير و قلب يؤلمها على وجعه الذي تراه بوضوع بعيناه تتذكر كيف هاتفها و طلب منها ان تخرج خارج الفيلا و ستجده ينتظرها بدون حديث انطلق بسيارته و جاء بها لهنا حيث ذلك المكان الخالي من الناس يشبه الصحراء
قص عليها كل ما حدث اليوم و بعدها اكتفى بالصمت قطعت هي ذلك الصمت الذي طال فمنذ ان قص عليها كل شيء منذ ساعاتان تقريبا و هم على هذا الحال :
امير انت كويس !!!
ظل على صمته لدقائق قبل ان يجيب
بسخرية مريرة :
كنت فاكر اني هبقى كويس بعد ما حقق انتقامي كنت فاكر انهاردة هيكون اسعد يوم في حياتي بس بالعكس حاسس بنار جوايا…..حاسس بوجعي زاد اكتر ما كان
ثم تابع باعين لامعة بالدموع :
كنت بحبه اوي كانت بتعامل معاه على انه صاحبي مش انا بس اللي كده هو كان حاجة كبيرة بالنسبة لينا رغم وجعي على امي لما ماتت بس وجعي
منه كان اكبر
نزلت دموعها بحزن عليه و هو يتابع قائلاً بحزن :
عارفة شعور انك تكوني فاكرة انك حاجة كبيرة اوي عند الشخص ده و فجأة في لحظة يتخلى عنك بسهولة كأنك و لا حاجة في حياته…..صدمني يومها كنت اول مرة اشوف منه قسوة
نظر لها قائلاً بألم و قد تمردت دمعة من عيناه :
عارفة طول السنين دي كلها كنت بحاول القي ليه مبرر ع اللي عمله عشان اعذره عشان ما اكرهوش حتى بعد ما رمانا فضلت ايام مستنيه يرجع ياخدنا قلبه يحن بس معملش كده
ثم تابع بصوت متألم :
لو اديته مبرر على الخيانة اللي امي اتظلمت فيها مش هديله مبرر على انه اتخلى بسهولة و لا كأن احنا ولاده
نظر لها متابعاً بتألم :
خديني في حضنك يا فرح
بدون تردد جذبته لاحضانها تضمه بقوة و دموعها تغرق وجهها و كذلك فعل هو يحاول ان يستمد من احضانها الأمان ان يجد الراحة التي لم يحصل عليها منذ سنوات
………
بفيلا الادم حيث قادته قدمه لهنا بعد ساعات من السير بالشوارع…..بغرفة الرياضة الموجودة بحديقة الفيلا كان يلكم ذلك الكيس الرملي المعلق يحاول ان يخرج الغضب و النيران المشتعلة بداخله به اخذ يلكمه و يلكمه بدون ارتداء القفازات حتى جرحت يده و نزفت دماء……لقد ظن ان النيران المشتعلة بصدره تلك ستهدأ اليوم ظن انه سيرتاح لكن حدث العكس هيئة يوسف و هو يسقط ارضاً لا تفارق باله ابداً يكون كاذباً ان قال انه لم يحزن عليه
كان منشغلاً بلكم ذلك الكيس بغضب و لم يشعر بها و هي تدخل من الباب بعدما كانت تجلس بالحديقة تذاكر دروسها و رأت انوار تلك الغرفة مضيئة تفاجأت به سرعان ما شهقت بقوة و هي ترى بده تنزف الدماء التفت للخلف لترى هيئته المزرية تلك عاري الصدر جسده بأكمله يتصبب عرقاً يتنفس بقوة و عيناه حمراء لا تنكر شعورها بالخوف الشديد لكنها رأت حيرة و حزن بعيناه اقتربت منه قائلة بخوف :
انت كويس ايدك بتنزف جامد
لم يجيب فقط يحدق بها خرجت من الغرفة
قائلة بتعجل :
استنى بس ثواني هجيب شنطة الاسعافات الاولية هاجي علطول
مرت دقائق و جاءت ثم بهدوء جذبته ليجلس ارضاً بتلك الغرفة التي لا يوجد بها مقعد واحد حتى ثم جذبت يده تضعها على قدمها تضمدها برفق ثم التقطت يده الاخرى و فعلت المثل و هو فقط يتابعها بصمت اقلقها نظرت له لتجد عيناه لامعة بدموع و الحزن و الالم يشع منهما سألته بحزن :
في حاجة مضيقاك هو الجرح بيوجعك
ياليت جرح قلبه كان مثل جرح يده سيطيب و يشفى بدون اثر لكن ما بداخله لن يشفى ابداً
بصمت انحنى بجسده يضع رأسه على قدمها يغمض عيناه تعجبت مما فعل ليقرر الحديث اخيرا قائلاً بصوت مرهق حزين لامست فيه الرجاء :
مش هعمل حاجة يا مهرة خليني كده بس
بتردد وضعت يدها على رأسه تمررها بلطف تعبث بخصلات شعره بلطف
ابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتيه و تلك الذكرة لاحت على باله الآن هو و والدته بنفس المشهد كم كان يعشق ان ينام هكذا على قدمها و هي تعبث بخصلات شعره بحنان
اغمض عيناه بينما هي كانت تتأمله بحزن لا تعرف ما به لكن قلبها يؤلمها و هي تراه هكذا مر وقت و شعرت بانتظام انفاسه ارادت ان تجعله يستيقظ لكن خشيت ان تزعجه و ارادت ان تذهب لكن قلبها لم يطاوعها ان تذهب و تتركه هكذا بقيت بجانبه تعبث بخصلات شعره بحنان و بحب مررت يدها على وجهه الوسيم مر وقت قليل حتى غفت
هي الأخرى بجانبه
……….
تجلس امام النيل هكذا منذ ساعات بشرود كلما وقعت عيناها على طفل صغير أو طفلة برفقة والديها تشعر بحسرة كبيرة و غيرة لطالما كانت هكذا منذ الصغر
بينما هو كان يقود سيارته بالشوارع يبحث عنها القلق ينهش قلبه حزين لأجلها توقف عندما لمحها تجلس على احد المقاعد الخشبية امام النيل بشرود تام كأنها بعالم اخر
توجه لها ثم جلس بجانبها قائلاً بقلق :
بقالي كتير بدور عليكي…..حتى تليفونك مقفول انتي كويسة
صمت…..كان جوابها عليه الصمت بقى هكذا بجانبها لوقت غير معلوم حتى قطعت هي الصمت قائلة بحزن و اعين لامعة بالدموع :
تخيل فجأة ان يبقى اقرب واحد ليك و اكتر حد بتحبه في يوم و ليلة يبقى عدوك…..انا اتوجعت منه اكتر ما اتوجعت على موت امي بسببه اتحرمت من حاجات كتير اوي
نظرت له قائلة بدموع :
اقولك على سر
نظر لها بحزن ثم اومأ لها بنعم لتتابع هي بدموع تغرق وجهها و الم :
انا كنت ساعات كتير بغير من ادم و اوس و ريان و امير عشان هما عاشوا معاها و معاه و شبعوا من حنانهم قدروا يكونوا ذكريات معاهم اول يوم مدرسة كانوا معاهم يعني عاشوا معاهم الطفولة المرحلة اللي بتبقى اهم مرحلة في حياة كل انسان بيكون فيها ذكريات كتير مع اهله
ثم تابعت ببكاء و حزن :
انا ساعات كمان كنت بغير من زينة و زمايلي في المدرسة لكا كل واحدة تيجي تحكيلي عن باباها و مامتها جابولها ايه و عملولها ايه كنت بغير و بزعل اوي و بحس بحرمان كبير كنت دايما اسأل نفسي ليه انا مش زيهم
مسحت دموعها بظهر يدها قائلة بصوت مختنق :
ليه ذكريات طفولتي كلها حزن و وجع ملوش اخر انا كنت فاكرة اني هرتاح انهاردة بالذات بس محصلش انا دايما حاسة اني تايهه مش عارفة انا عايشة ليه و لا عايزة ايه الأول كنت عايشة عشان اخد حق امي بس دلوقتي ايه السبب عشان اعيش
نظرت له باكية بينما هو الحزن مرتسم على وجهه لأجلها :
انا ساعات كتير كنت بفكر انتحر او اموت نفسي بس كنت بخاف اني لو موت ما اشوفهاش لاني ساعتها هبقى في النار
بكت بقوة و هي تتابع بحزن :
عارف يومها…..يوم ما ماتت قدام عيني و لحظة ما وقعني و قال مش ولادي جوايا حاجة اتكسرت مش هترجع زي ما كانت ابدا هما خدوا مني حاجات كتير طفولتي براءتي احلامي الحنان اللي كان نفسي احس بيه وسط عيلتي
بلحظة جذبها لاحضانه بقوة بعدما فشل في قول شيء يخفف عنها بينما هي لم تمانع بل تشبثت به بقوة كل ما كانت تحتاج له عناق قوي يشعرها بالأمان بكت بقوة و هي تتشبث به بقى الاثنان هكذا حتى غفت بين ذراعيه حملها برفق شديد و توجه لسيارته مر وقت و كان يحملها بين يديه مرة أخرى يصعد بها الدرج حيث غرفته كان الجميع بغرفهم
وضعها على الفراش ثم دثرها بالاغطية و جلس بجانبها يربت على خصلات شعرها بحنان و قلبه يدمي من الحزن عليها ليتها استطاع ان يأخذ كل اوجاعها و يتحملها بدلا عنها…..هي ليست سوى طفلة صغيرة تائهة تبحث عن الامان تريد الحنان و الحماية طفلة لم تعيش طفولتها كما يجب
قبل جبينها ثم ازال سترته و تسطح على الاريكة ينظر لها من حين لآخر حتى اخذه سلطان النوم
……….
يقف على تلك القمة الجبلية بمنطقة المقطم بينما هي تجلس بالسيارة منذ ان خرج من القصر و هي ركضت خلفه و صعدت لسيارته عنوة و هو يلتزم الصمت فقط يقف هنا منذ ساعات لم تكن تعلم انه تحمل كل هذا و بداخله كل هذا الالم انتفضت بجلستها عندما سمعت صوت صراخه المتألم بصوت عالي :
آآآآه
خرجت من السيارة سريعاً لتجده يفتح ذراعيه ينظر للسماء صارخاً لامست الالم و الوجع بصوته ركضت له تحتضنه من الخلف و هي تستند برأسها على صدره تبكي بقوة قلبها يؤلمها و هي تراه هكذا
لم يتحرك بقى واقفاً مكانه يغمض عيناه التفت لها للتتقابل الأعين ثم بلحظة جذبها نحوه آخذاً شفيتها في قبلة قوية لك تكن قاسية لكنها استشفت بها حاجته الكبيرة لها…..بعد وقت ابتعد عنها يجذبها لاحضانه قائلاً بوجع :
احضنيني جامد يا زينة
على الفور نفذت ما قال و هي تبكي بحزن لأجله لم تعهده بحياتها هكذا
……….
امام غرفة العمليات يقف جميع عائلة العمري بانتظار خروج الطبيب حتى يطمئنوا على يوسف
مر وقت و خرج الطبيب قائلاً بأسف……….
↚
بفجر يوم جديد بفيلا الادم
كان اوس يتوجه لغرفتها و هو يحملها بين يديه بعدما استيقظ منذ قليل ليجد نفسه ينام على ارض الغرفة الصلبة و هي باحضانه
دخل للغرفة بدون ان يصدر صوت ثم وضعها على فراشها برفق و عيناه لا تفارق النظر لوجهها بحب ثم انحنى مقبلاً وجنتها الحمراء دائمًا
ثم غادر الغرفة بهدوء و بداخله يقسم ان تكون تلك المهرة له مهما حدث……صعد لغرفته و استقر بجسده اسفل الماء البارد لعله يبرد النار التي تشتعل بداخله توضأ ثم توجه ليؤدي صلاة الفجر بخشوع داعياً لوالدته الحبيبة مثلما يفعل دائمًا في صلاته التي علمته اياها منذ ان كان صغيرًا
………
بنفس الوقت كان امير يدخل للفيلا برفقة فرح بصمت تام و كل ما فعله انه قبل جبينها قائلاً بهدوء قبل أن يصعد لغرفته :
تصبحي على خير يا حبيبتي
توجهت لغرفتها و الالم ينهش قلبها عليه ارتمت على فراشها باكية بصمت بينما هو صعد لغرفته ثم توضأ و ادى صلاة الفجر بخشوع ثم ارتمى بجسده على الفراش يغمض عيناه يحاول النوم ليهرب من واقعه الأليم
………
في صباح اليوم التالي بفيلا الادم
استعد امير و اوس ثم نزلوا للأسفل
بينما بغرفة ريان
منذ الأمس عندما جاء بمنتصف الليل و هو هكذا ينام على فراشه و عيناه تنظر للفراغ بشرود
كلما تذكر هيئة يوسف و هو يسقط ارضاً ينتابه الشعور بالحزن عليه سرعان ما يذكر نفسه بما فعله بهم و بأنه لا يستحق هو لم يحزن عليهم لحظة واحدة بحياته ليشعر هو هكذا نحوه
النوم يرفض ان يزور جفونه لقد تعب و سأم جداً من تلك الحياة ليته يستطيع النسيان لو كان يباع لكان دفع كل ما يملك ليحصل عليه
عندما يأس من قدرته على النوم استعد و نزل للأسفل يتمنى حقاً ان يجد اخوانه لعله يلتهي معهم و يتوقف عن التفكير و الغوص بذكريات ذلك الماضي الاليم الذي كان هو و اخوانه ضحاياه
تفاجأ بأوس يقف أمامه و من ثم أمامه امير و حياة تقف امام باب القصر يبدو انها عادت لتوها الآن
اما عن ادم يجلس على الاريكة ببهو القصر ما ان رأهم وقف بهدوء كان يعرف بتواجدهم داخل المنزل بينما هم لا لذا كانت الصدمة مسيطرة عليهم
بدون مقدمات فتح ادم ذراعيه كدعوة منه لكي يقتربوا و يعانقوه و بالفعل مرت لحظات و كانت حياة تحتضنه و من خلفها امير و ريان و اوس كلاً منهم يشدد من عناق الاخر يحاولون ان يستمدوا القوة التي انهارت ليلة امس من بعضهم
بعد دقائق قليلة ابتعدوا عن احضانه ليقول ادم بهدوء مفتعل :
هدير هيحولوها على مستشفى الأمراض العقلية
اكتفوا بالصمت ليتابع ادم :
محسن و ثريا قضيتهم شغالة و لوجود الادلة الكافية الحكم فيها هيكون بسرعة…..ده كلام المحامي
اوس بتردد و وجه خالي من التعبير :
طب و يوسف العمري !!!
ادم بهدوء يعكس ما بداخله :
جاتله ازمة قلبية شديدة و لسه في مرحلة الخطر
بين المال و السلطه .. بين الاستغلال و الفساد .. بين الخير و الشر حرب لا تنتهي .. .. قصه جديده. بقلم الكاتبه ملاك. قصه حقيقة 100% القصه واقعيه لكن اكو احداث 1% من وح…
ريان بهدوء لكي يغير من مجرى الحديث :
هتروحوا الشغل و لا اجازة
حياة بتعب :
انا تعبانة و مش قادرة اعمل اي حاجة
وافقها الجميع الرأي و قرر الخمسة قضاء اليوم معًا قرر امير اليوم ان يصارح رحمة برغبته بالزواج من فرح و بدون تردد وافقت فهي لن تجد افضل منه ليحافظ على ابنتها
………..
بالخارج حيث باب الفيلا الخارجي يدور شجار كبير بين رجال الأمن و صابر عم مهرة الذي جاء برفقة زوجته انعام و ابنه اسماعيل
صابر بغضب و هو يتشاجر مع رجل الأمن الذي يرفض ادخاله للفيلا :
ابعد عن من خلقتي يا اخينا انت
الرجل بغضب و تهديد :
عاوز ايه يا راجل انت امشي من هنا احسنلك لو مش عايز تتأذي
اسماعيل و هو يلوح بيده في الهواء بطريقة سوقية :
انت فارد نفسك علينا ليه يا جدع انت….بنت عمي جوه و داخلين ليها
استهزء الأخر به قائلاً :
بنت عمك مين اللي عايشين هنا مستحيل يعرفوا الأشكال دي
انعام بصوت عالي و طريقة سوقية اثارت اشمئزاز رجال الأمن :
ماله شكلنا يا اخويا اقف معوج و اتكلم عدل بدل ما انزل بشبشبي على جتتك…..جتك الهم انت و اللي مشغلك
صابر بغضب و نفاذ صبر :
احنا قرايب الست رحمة
بذلك الوقت كان امير يخرج من باب الفيلا ليتفاجأ بذلك الشجار ليصرخ عليهم بغضب :
ايه اللي بيحصل هنا !!!
رجل الأمن باحترام :
امير باشا الناس دول جاين و بيقولوا انهم قرايب الست رحمة
امير بنظرات متفحصة و شك :
تقربوا ليها ايه
صابر بنفاذ صبر :
انا ابقى اخو جوز اختها و دول مراتي و ابني كنا عايزين نتكلم معاها في موضوع
امير بعدم ارتياح لهم :
وصلهم لجوه و بلغ رحمة هانم بوجودهم
دقائق و كان الثلاثة يقفون ببهو الفيلا ينظرون لكل شيء حولهم بانبهار لتردد انعام :
اش اش ايه الابهة دي كلها
بتلك اللحظة خرجت مهرة من غرفتها الموجودة بالطابق الأرضي لتفزع عندما رأتهم قائلة :. ع….عمي !!!!
صابر بغضب و هو يتوجه لها قابضًا على خصلات شعرها قائلاً بغل :
ايوه عمك يا فاجرة يا ب…….
خرجت رحمة على صوت صراخ مهرة المستغيث قائلة بصدمة :
صابر !!! بتعمل ايه هنا سيب البنت
صابر بغضب و لايزال قابضاً على خصلات شعر مهرة التي تبكي و لا تتوقف عن الصراخ من الم فروة رأسها :
بنت اخويا و انا حر خلينا اربيها و اعلمها الادب و الشرف اللي معرفتيش تعلميه ليها انتي و لا امها
رحمة بغضب و هي تحاول ابعاده عنها :
ابعد عنها بقولك بنت اختي متربية احسن تربية
بتلك اللحظة كان ادم و أخوته مهرولين للاسفل و دخل امير للداخل من الحديقة بعد استماعهم صوت الصريخ و استمعوا لآخر جملة قالها صابر :
هو في واحدة متربية يا خالتي تسمح لواحد يشيلها كمان يقرب منها و مش بعيد تكون مقضياها معاه
أوس بغضب و نبرة لا تبشر بالخير ابداً :
في ايه !!!
اسماعيل و هو يشير لاوس الذي اقترب من صابر لكي يخلص مهرة من بين يديه :
هو ده يابا اللي ماشية معاه و كان شايلها
ابعد اوس مهرة عن صابر لتحتضنها رحمة بحماية و باللحظة التالية كانت قبضة يد اوس تعرف طريقها لوجه صابر ليقع ارضاً :
ازاي تتجرأ و تمد ايدك عليها…..انت مين !!!
صابر بغضب :
انا ابقى عم الفاجرة اللي ضيعت شرفها معاك
ادم بغضب :
انت بتقول ايه يا جدع انت اتكلم عدل
اسماعيل بغضب :
ملكش دعوة يا جدع منك ليه احنا جاين ناخد بنت عمي و هنمشي من هنا و خلصت على كده محدش يدخل
رحمة بغضب :
عايزين تاخدوها عشان تغصبوها تتنازل عن ورثها
انعام بغضب :
امها اللي يجحمها مطرح ما راحت هي السبب في كل ده لافت على خليل و خليته يكتب الأرض كلها باسم بنته عشان محدش يشاركها فيها
مهرة بغضب :
متدعيش على ماما بابا عمل كده عشان كان عارفكم كويس و عارف انكم طماعين و…….
صابر بغضب و هو يتوجه لها لكي يصفعها :
اخرسي يا فاجرة يا قليلة الرباية ليكي عين تتكلمي
لكن وقف امامه أوس قائلاً بغضب دب الرعب بأوصاله هو ابنه و زوجته :
تاخد الاتنين اللي معاك دول و تغور بره و رجلك متعتبش بابا الفيلا هنا تاني و الا صدقني المرة الجاية هتطلع من هنا على ضهرك
اسماعيل بغضب :
انا مش منقول من هنا الا و هي معايا
ثم توجه لمهرة جاذباً اياها من يدها لكن بلحظة كان يقف ارضاً بسبب لكمة اوس التي عرفت طريقها لوجهه ليسقط ارضاً
توجه ريان للخارج ثم عاد برفقة بعض الحراس ثم اشار لهم قائلاً بأمر :
طلعوا الناس دي بره و تاني مرة محدش فيهم يهوب ناحية الفيلا فاهمين
جذبوهم للخارج ليقول صابر بغل و غضب :
انا مش هسكت و نبلغ البوليس و اقول انكم خاطفين بنت اخويا
اوس مرددًا بسخرية و بما جعل اعين الجميع تتوسع بصدمة :
ابقى اعملها و بلغ ساعتها انت اللي هتروح معاهم اصل مفيش واحد بيخطف مراته !!!!!
……….
حالة حزن تخيم على الجميع بقصر العمري بعدما حدث و خاصة مرض يوسف الذي اصيب بأزمة قلبية حادة ليلة امس و لازالت حالته بوضع حرج
بغرفة إلياس الذي عاد لتوه من المستشفى ليبدل ثيابه ثم يذهب ليتابع الأعمال كان يبدل ثيابه بذهن شارد و ذلك المشهد الذي رأه امس لا يفارقه يتذكر عندما عاد للمستشفى مرة أخرى بعدما قام بتوصيل جدته و شقيقته و والدته للقصر
لقد رأها تحتضن ذلك المدعو بدر و تبكي باحضانه نيران لم تخمد حتى الآن اشتعلت بصدره جعلته يقسم بتلك اللحظة انها لن تكون لاحد سواه سيفعل ما بوسعه لتكون له لن يجعل اي احد يفوز بها سواه !!!
…………
بقصر الجارحي
ينام على فراشه بالمكان الذي كانت تنام به امس يدفن وجهه بالوسادة التي لازالت تحمل رائحتها كان شاردًا بها و بما حدث امس سيظل عناقه لها افضل عناق حظى به على الإطلاق افيق من شرود على رنين هاتفه التقطه بتظهر صورة جدته ( جين ) عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحدثه فيديو
اجاب عليها قائلاً بمرحه المعتاد معها :
حبيبة بدر و قلب بدر وحشاني يا جين
جين بلهجتها العربية الغير صحيحة فهي لازالت تجهل استخدامها بشكل صحيح رغم مرور
سنوات طوال :
حبيبة قلب جين واحشاني كتير
بدر باشتياق مماثل و حب :
انتي واحشاني اكتر والله
جين بحب و حنان لحفيدها الوحيد :
طب ايه مش ناوية ترجعي بقى طولتي اوي المرة دي بمصر
تنهد بعمق و لم يجيب و تلمع عيناه بحب لها و هو يتذكر العناق الذي جمعهم امس لتسأله جين بصدمة و اعين متسعة :
ايه النظرة دي…….انتي بتحبي !!!!
بدر بصدمة :
عرفتي منين !!
ابتسمت جين بسعادة قائلة :
في لمعة حب بعينك يا قلب جين كنت دايما شوفها في عيون جدك ليا
ابتسم بصمت لتتابع هي بتساؤل :
↚
في حبيب فحياتك يا بدر
ابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتيه قائلاً بجدية :
مش بالظبط
– موش فاهمة !!!
بدر بابتسامة حزينة :
يعني حاليا حب من طرف واحد
جين بحزن :
يعني هي موش بتحبك
حرك كتفيه قائلاً :
مش عارف
ثم تابع بتصميم :
بس اللي عارفه انها محتاجاني دلوقتي يا جين لازم افضل جنبها يعني حتى لو رفضتني اكون سيبتها و انا مطمن عليها انا بتابع الشغل من هنا و كل تمام مفيش حاجة متعطلة
جين بحزن :
بس انا موش بتكلم عشان شغل انت….انا بتكلم عشان انت وحشت جين كتير و كمان البنت دي اكيد هيخسر لو مش وافقت عليك
ابتسم قائلاً :
صدقيني يا جين انا اللي هخسر مش هي
– للدرجة دي بتحبيه يا بدر !!
بدر بأعين تلمع بالعشق الخالص :
بحبها اكتر من الحب نفسه
ابتسمت قائلة :
حبيبتي هتبقى من نصيبك و بكره تقول جين قالت حتى ممكن انا اتكلم معاه و اخليه يوافق عليكي
ضحك بخفوت على ما قالت و على طريقة حديثها التي تدخل قلبه مباشرة :
لا مش للدرجة دي يا جين
ثم تابع بمرح و غزل :
بعدين سيبك من كل ده…..هو انا كل مرة اشوفك فيها القيكي احلى من اللي قبلها يا قمر انتي
ابتسمت بخجل قائلة :
بس انتي بتكسفي جين كده
ضحك بخفوت و ظل يتبادل معها الحديث لدقائق ثم اغلق الهاتف يريد ان يتصل و يطمئن عليها بعد أن استيقظ بصباح اليوم التالي ليجدها غادرت الغرفة بل القصر بأكمله لكن حسم امره و قرر الذهاب لها
………….
كانت تدخل للقصر تسير بعيداً عنه بمسافة كبيرة ترفض الاستماع لكلمة واحدة منه ما ان دخلوا للقصر اصاب الجميع الخوف من هيئة هنا وجهها الشاحب بعض الكدمات تزين وجهها
سليم بهدوء يسبق العاصفة و يهو يتمنى ان تخيب ظنونه و ان لا يكون تجرأ حفيده و رفع يده عليها :
في ايه يا هنا !!!
صمت عم المكان للحظات ليأتي بعده صوت هنا قائلة بهدوء شديد :
مفيش يا جدو انا بس……عاوزة اطلق !!!
شهقة خرجت من فاطمة قبل أن تقول :
ليه يا بنتي طلاق ايه بس استهدوا بالله ده انتوا متجوزين لسه و مكملتوش اسبوع
هنا بهدوء و هي لا زالت توجه حديثها لسليم :
لو سمحت يا جدو خليه يطلقني
لم يتحدث أدهم لم تكن لديه الجرءة على النظر للجميع او التفوه بأي كلمة
جذب سليم هنا من يدها لغرفة المكتب ثم أغلق الباب من الخارج جلس بجانبها على الاريكة قائلاً بهدوء ممزوج بحنان :
احكيلي ايه اللي حصل هو اللي عمل فيكي كده
دخلت في نوبة بكاء مرير ثم بدأت تقص عليه ما حدث منذ البداية حتى ذلك اليوم المشئوم ناهية حديثها برغبتها في الطلاق منه
سليم بهدوء يسبق العاصفة و بداخله يتوعد لادهم الذي سيعيد تربيته من جديد :
بس انتي عارفة انك تطلقي بعد جوازك بكام يوم معناه ايه و الناس هتتكلم و تقول ايه عليكي
هنا بدموع و جسدها ينتفض :
مش طيقاه يا جدو و مش عايزة افضل معاه في مكان واحد……بقيت بخاف منه
ربت على كتفها قائلاً بغضب و توعد :
سيبه عليا انا هربيه و هعمله الأدب من اول و جديد هخليه يبوس ايدك عشان بس تسامحيه و يجي لحد عندك راكع
هنا بنفي و هي تنزيل الدموع من على وجنتها
بظهر يدها :
بس انا مش عوزاه خلاص و مهما عملت حضرتك مش هيبقى فارق معايا ادهم نهى اي حب ليه جوايا يومها و معنديش استعداد ارجعله تاني
صمتت لدقائق قبل إن تقول :
بس ليا عن حضرتك طلب
اومأ لها بهدوء لتتابع هي بعد تفكير :
انا هستنى شهرين و نطلق انا و هو بس لحد ما يحصل الطلاق انا هسافر البلد عند عمتي اقعد معاها لحد ما الشهرين يخلصوا
– يا بنتي
توسلته قائلة :
اقف معايا في اللي عوزاه ارجوك
ثم تابعت بخزى و حزن :
انا عارفة اني المفروض بعد اللي عملته ماما ميبقاش ليا عين اطلب كده منك بس دلوقتي مليش غيرك يقف ليه انا طول عمري بعتبركم عليتي و انت جدي و كبيري اللي عايزاه يقفلي
نزلت دموعها مرة اخرى قائلة بحزن :
انسى ان ادهم حفيدك لو حياة او زينة مكاني كنت هتقبل واحدة فيهم تفضل مع واحد زي ادهم عمل فيها كده
احتضنها سليم قائلاً بحنان :
انتي طول عمرك حفيدتي اللي اتربت على ايدي في البيت ده و مهما امك عملت فينا ده مش ذنبك لأنك غيرها و انا عارف كده كويس انتي عندي زي حياة و زينة بالظبط بس كل الحكاية اني مش عاوزة اللي بينكم ينتهي ادهم بيحبك و انتي بتحبيه
هنا بسخرية مريرة :
بيحبني !! قول كلام غير ده يا جدو اومال لو بيكرهني كان عمل ايه
تنهد سليم بعمق قبل أن يقول :
ادهم من من فترة طويلة جالي و طلب ايدك مني كان عايز يتجوزك و انه بيحبك بس بعدها في نفس اليوم و قبل ما افاتحك في الموضوع رجع و قالي انه صرف نظر
صمت قليلاً قبل أن يتابع حديثه :
فيه حاجة خلت ادهم يعمل كده اللي متأكد منه يا هنا هو ان ادهم بيحبك بجد بس في الأول و الاخر اللي انتي عوزاه هو اللي هيحصل و بس
هنا بتصميم :
وانا عايزة اطلق منه يا جدو و مش هرجع في كلامي نهائي بيحبني او لا ادهم خلاص مبقاش يلزمني !!!
…..
– طلاق مش هطلق انا عارف اني غلطان…..
قالها ادهم بغضب بعدما اخبره سليم برغبة هنا بالطلاق و عدم الاستمرار معه
لكن قاطع حديثه يد سليم الذي هوت على صدغه بصفعة قاسية مصحوبة بحديثه الغاضب منه :
مش عايز اسمع مبررات هطلقها يعني هطلقها الغلط كان عليا انا من الاول لما فكرتك راجل و جوزتها ليك
ثم تابع بصرامة :
تقعد دلوقتي و تفهمني بتتهم مراتك بالتهم دي
ليه…..ما تنطق !!!!
قال الاخيرة بغضب عندما وجد الاخر صامت لا يتحدث ليبدأ ادهم بسرد كل ما حدث ذلك اليوم
Flash Back
كان يجلس بمكتبه برفقة صديق طفولته وائل يقص عليه تلك الخطوة التي اتخذها اليوم :
انا هتقدم لهنا و اتجوزها مش مصدق امتى يجي اليوم ده و تبقى مراتي
وائل بتوتر :
ما بلاش يا صاحبي
نظر له ادهم بتعجب قائلاً :
ما بلاش ايه !!!
وائل بخوف و توتر :
ما بلاش تتجوز هنا يعني البنات قدامك كتير بلاش تقع الوقعة دي
انتفض أدهم بجلسته جاذبًا اياه من ياقة قميصه مرردًا بغضب :
انت مالك اصلا و بعدين مش عايزني اتجوز هنا ليه
وائل بتوتر :
ااا….اصل….انا و هنا في علاقة مع بعض
بلحظة يسقط وائل ارضاً و ادهم فوقه ينهال عليه باللكمات قائلاً بغضب :
انت بتقول ايه يا ب………
وائل بألم :
مش بكدب صدقني ده حتى انا و هي كنا متفقين نتقابل انهاردة في شقتي زي كل مرة لما نحب نتقابل و آآآه
اطلق تأوه بصوت عالي عندما لكمه أدهم بعنف قائلاً بغضب جحيمي و عدم تصديق :
كداب و…….
قاطعه وائل قائلاً :
مش مصدقني تعالى معايا و انا اخليك تشوف بعينك هي زمانها وصلت الشقة دلوقتي و مستنياني هناك
ابتعد عنه ادهم يركله بقدمه بجانبه قائلاً بغضب :
فاكر اني هصدقك كده يا…….هنا مستحيل تعمل كده ده اشرف منك و من اللي خلفوك
وائل بصرامة و هو يقف على قدمه و كامل جسده يؤلمه بشدة :
طب ما تيجي معايا و تتأكد بنفسك مش هتخسر حاجة يا صاحبي انا قولتلك عشان خايف عليك واحدة زي هنا متنفعش ليك خالص دي اخرها نقضي معايا ليلة و سلام على كده
كاد ان ينقض عليه يلكمه مرة اخرى لكن اوقفه الاخر قائلاً :
تعالى معايا و انت تتأكد بنفسك من اللي بقوله
لم يستمع ادهم بحديثه بل و قام بطرده من مكتبه
غادر وائل لمنزله مر وقت و كان جرس منزله يدق فتح الباب و هو عاري الصدر ليجد ادهم الذي داعبت الشكوك قلبه رغماً عنه و اراد ان يمحي الشك الذي بقلبه و لو كان قليل !!
وائل بهدوء و هو يشير لغرفة النوم :
هي نايمة جوه لو عاوز تتأكد
دخل ادهم للغرفة بغضب و هو يدفع الاخر من امامه باشمئزاز ليتجمد بأرضه و هو يراها تنام على الفراش عارية لا يسترها سوى مفرش ابيض و الثياب ملقاه بكل مكان بالغرفة و حتى الفراش الذي تنام عليه لحالة يرثى لها يدل على انه شَهد ليلة جامحة بين اثنين
تراجع عدة خطوات للخلف و هو لا يصدق ما يرى غادر المنزل بصدمة و عقله لا يستوعب ما رأى حتى الآن مر وقت طويل و هو يجلس بسيارته التي ابتعد بها من امام البناية يقف بمكان بعيد عن الانظار شارد و نيران تشتعل بصدره اخرج هاتفه يتصل بها مرت لحظات لتجيب عليه ليسألها بدون مقدمات :
انتي فين !!!
جاءه صوتها قائلة :
عند واحدة صحبتي يا ادهم كنت عايزني في حاجة
اغلق الهاتف بوجهها و بقى بسيارته حتى مر وقت قصير و كانت تنزل من البناية مستقلة ذلك التاكسي عائدة للقصر و هو خلفها ثم لمكتب جده يخبره بتراجعه عن الزواج منها و منذ تلك اللحظة و هما يعاملها بقسوة و لم تخلو نظراته المصوبة لها من الاحتقار !!!
Back
تعجب سليم مما قاله حفيده و إصابته الحيرة عندما قال ادهم بدموع تمردت و سقط من عيناه :
بس لما كنا في المستشفى الدكتورة قالت انها اول مرة ليها طب ازاي و انا شوفتها بعيني يا جدي حتى يومها وائل بعتلي صور ليها و هي في حضنه
سليم بصرامة :
صاحبك ده فين دلوقتي
ادهم و هو يزيل دموعه :
من يومها قطعت علاقتي بيه و معرفش عنه حاجة من ساعتها خالص
سليم بصرامة و قوة :
ادهم برجاء :
طب هي بتسمع كلامك قولها بلاش موضوع الطلاق ده يا جدي لو سمحت انا هعمل اي حاجة عشان تسامحني اللي حصل غصب عني انا مكنتش في وعيي والله
سليم بسخرية :
حاولت أقنعها بس هي رافضة و انا مش هجبرها على حاجة اللي هي هتقوله هيتنفذ و محدش يقدر يلومها لانك انت السبب
قالها ثم غادر غرفة المكتب و من بعده ادهم لخارج القصر يبحث عنه فهو من سيحل تلك الأسئلة التي برأسه و لا يجد اجابة لها !!!!
↚
بفيلا الادم
بغرفة اوس بعد قام بطرد صابر و عائلته
ادم بغضب :
انت ايه اللي قولته تحت ده
اوس بهدوء :
اللي كلكم سمعتوه
امير بغضب :
كلنا سمعنا بس ازاي تفكر تقول كده من الاساس كان ممكن نحل اللي حصل تحت من غير ما تقول انك متجوزها
زفر أوس بضيق و لم يجيب ليكمل ادم حديثه
قائلاً بغضب :
هما يعني كده مش هيعرفوا انك متنيل متجوزها هيجيبوا البوليس و هيطالبوك بالقسيمة
اوس بهدوء :
بس انا فعلا هتجوزها
ريان بعتاب و بنبرته الهادئة دائمًا :
هتتجوزها ماشي و بعد فترة هتطلقوا و تتحسب عليك و عليها جوازة عشان بس تسكت عمها اللي كان ممكن احنا نتصرف معاه و مكنش هيعمل اي حاجة من اللي ناوي عليها
اوس بهدوء :
بس انا مش ناوي اطلق انا بحبها و كنت ناوي اكلم دادة رحمة عشان اتجوزها
ادم بغضب :
كنت هتكلم خالتها ماشي و كنت هتسمع ردها و كان وارد ترفضك دلوقتي انت مخلتش قدامها حل غير انها توافق عليك
امير بعتاب :
اتسرعت اوي يا اوس
اوس بضيق و بدأ الخوف ينهش قلبه من فكرة انها لا تريده او اصبحت مجبرة عليه :
اللي حصل بقى
ادم بغضب من بروده في الحديث :
هو ايه اللي حصل بقى….ايوه هتعمل ايه دلوقتي عمها و مشي و مش بعيد دلوقتي يدخل علينا بالبوليس و ياخدها معاه و محدش هيقدر يتكلم كنا هنتفاهم معاه و هو هنا و هنسكته اهو غار بعد ما طردته بتهورك ده
زفر اوس بضيق و قرر ان ينهي تلك المعضلة
سيذهب لها لكي يعرف موقفها مما قال اوقفه ادم قائلاً بغضب :
رايح فين !!
غادر اوس الغرفة قائلاً بغضب :
رايح اعرف هي اتدبست زي ما بتقول و لا موافقة
………..
دخل لغرفته بعدما وجد الباب مفتوح ليجدها تجلس على الفراش بجانبها فرح و نوران يحاولون تهدئتها من نوبة البكاء التي دخلت بها بعدما غادر عمها بينما رحمة ذهبت لكي تصنع لها شيء تشربه لكي تهدأ
أوس بهدوء :
ممكن تسيبونا لوحدنا عايز اتكلم معاها شوية
اومأ له الاثنتان ثم غادروا الغرفة بهدوء ليقوم هو بدفع الباب ليغلقه لكن ليس لاخره
جلس امامها على الفراش قائلاً بحنان :
بلاش تعيطي صدقيني لو حصل ايه عمري ما هسمحله ياخدك من هنا
مهرة ببكاء :
ليه !!
شهقت من البكاء متابعة بحزن :
ليه قولت اني مراتك مكنش ينفع تعمل كده……
قاطعها قائلاً بحب و حنان و هو يحاوط وجنتها بيده يمسح دموعها :
عشان بحبك يا مهرة !!!
تيبث جسدها و شهقت بقوة تضع يدها على فمها باعين متسعة ليكمل هو بحب :
شوفتك من فترة صغيرة بس والله حبيتك…..هو انا لو مكانك مش هصدق ان فيه حد يحب بالسرعة دي بس صدقت لما حصلي كده من اول ما عيني وقعت عليكي و انا حبيتك
اين انت عني لماذا لم اراك لماذا لم اجدك كلما اقتربت منك وجدت عالماً مختلف . . كأنك شخص بألف قصة .. " هل ستحبني هل ستحميني منهم هل ستكون لي سند …
سألته بصدمة و تيه :
اشمعنا انا !!!
ابتسم قائلاً بحب و مرح :
الحب مفيش فيه اشمعنا و لا فيه ليه كل اللي اعرفه اني حبيتك و بس لاني لو قولتلك ليه من هنا للصبح مش هخلص و انا بعدلك حبيت فيكي ايه براءتك و طفولتك و عيونك اللي تسحر……
توقف عن الحديث عندما وجدها تخفض رأسها ارضاً تضغط على شفتيها باسنانها من الخجل بقى يحدق بها بحب و هيام
ليسألها بحب و هو يرفع وجهها لتنظر له :
مصدقاني……مصدقة حبي ليكي وافقي و وعد مني لآخر يوم في عمري هفضل احبك و عمري ما هخليكي تندمي
تهربت من النظر لعيناه بخجل ثم اومأت برأسها بنعم ليبتسم هو بتوسع قائلاً :
طب ايه
نظرت له بعدم فهم ليتابع هو قائلاً بمرح :
بمناسبة الاعترافات اللي انا عمال بقولها دي مفيش اعترف صغير منك مثلا
مهرة بخفوت و خجل :
زي ايه
أوس بابتسامة :
الحب متبادل او حتى فيه اعجاب ممكن تقولي اللي جواكي يعني خلي القاعدة دي تكون مصارحة بيني انا و انتي انتي هتقولي اللي جواكي زي ما انا قولت بصراحة
تخلت قليلاً عن خجلها الشديد قائلة بجمل غير مرتبة تحاول التعبير بها عما تشعر به تجاهه :
ي…يعني ااانا…..بحب اشوفك و بحب اتكلم معاك….بفكر فيك كتير و بتيجي على بالي كتير….مش بعرف ابطل تفكير فيك
نظرت له قائلة بخجل و حرج :
انت فهمت حاجة من اللي قولته
ضحك بقوة قائلاً :
طبعا فهمت كتير اوي
سألته بخجل :
اللي هو
التقط يدها مقبلاً اياها بحب قبل ان يردد :
عرفت اني مش لوحدي اللي بحس بكده و ان الحب اللي حاسه ناحيتك متبادل
ابتسمت بخجل شديد ليتجرأ مقتربًا منها تقبيل وجنتها لتشهق بخوف و هي تتراجع للخلف قائلة :
انت هتعمل ايه
ضحك اوس قائلاً بمشاكسة :
دماغك متروحش لبعيد هو انا اه صحيح هموت و اعملها بس كنت هديكي بوسة بريئة على خدك بس والله
نظرت له قائلة بعبوس و خجل :
هو على خدي تبقى بريئة كده اومال اللي اللي مش بريئة كنت عملت ايه
ضحك بقوة قائلاً بجراءة و هو يمرر اصبعه على شفتيها :
لو مش بريئة كنت ساعتها هدوق الكريز ده
دفعت يده قائلة بخجل و هي تهب واقفة :
انت مش محترم
ضحك بقوة ثم اعتدل واقفاً هو الأخر قائلاً :
مش محترم عشان قولت اومال لو عملت بقى
بتلك اللحظة دخلت نوران قائلة بتعجل :
استاذ اوس…..عايزينك بره
سألها بعدم فهم :
مين اللي عايزني
– فيه ظابط اسمه هاشم بره و اخوات حضرتك
معاه عايزينك ضروي
اسرع للخارج بعد ان علم بوجود هاشم فالأمر يخص ثريا و محسن بالتأكيد بينما مهرة فزعت و قد ظنت ان عمها هو سبب وجود ذلك الشرطي
………..
مرت لحظات و تعالى صوت ادم الغاضب قائلاً :
يعني ايه هربوا !!!
هاشم بتبرير :
كنا واخدين كل احتياطنا بس…….
قاطعه ادم قائلاً بغضب :
يعني ايه بس انتوا مكنتوش شايفين شغلكم كويس كان لازم اخلص منهم بمعرفتي بدل ما اعتمد عليك و ع الحكومة اهم هربوا و يا عالم هعرف اجيبهم تاني و لا لأ
هاشم بحرج :
صدقني انا كنت شايف شغلي كويس حصل هجوم ع القسم و كان فيه ضرب نار جامد و خسرنا ظباط و عساكر كتير و………
اوس بغضب :
ولاد……اكيد اللي ساعدهم في شغلهم ال……ده هو اللي ساعدهم ع الهرب و هو اللي دبر كل ده
هاشم بجدية :
مسكنا واحد من الرجالة اللي كانوا بيضربوا نار بس هو دلوقتي متصاب و في المستشفى جرحه مش خطير يفوق و هنحقق معاه
ابتسم ادم بسخرية و لم يجيب دقائق و غادر ثم جاء صقر بعد لحظات بأمر من ادم الذي اخبره
قائلاً بغضب صرامة :
الواد اللي مسكوه و مرمي في المستشفى ده القيه متلقح في……….تتصرف تعمل اي حاجة و يكون قدامي في اقرب وقت و زود الحراسة ع الفيلا ع الباب ده و الباب الخلفي
صقر بجدية :
اللي تؤمر بيه يا باشا….اعتبره حصل
ثم غادر و بنفس اللحظة جاءه مكالمة من
سليم قائلاً بصرامة :
النهارده تيجوا كلكم قصر الجارحي لحد ما يلاقوا محسن و ثريا عشان نكون مع بعض و الحماية تكون اسهل
اقتنع ادم بما قال لذا طلب من الجميع الاستعداد لمغادرة الفيلا اليوم حتى رحمة و بناتها
………..
↚
بينما على الناحية الاخرى بقصر الجارحي
كانت هنا تقوم بجمع اغراضها لكي تسافر لعمتها التي تقيم بمحافظة المنصورة حتى يمر الشهران المتفق عليهم و تحصل على طلاقها
كادت ان تغادر الغرفة لتسمع صوت طرق على الباب سمحت بالدخول لتتفاجأ بأدهم امامها قبل أن يتحدث او يتفوه بأي كلمة صرخت عليه قائلة بغضب و جسدها ينتفض بخوف :
اطلع بره
اقترب منها قائلاً برجاء :
هنا اسمعيني بس ارجوكي هفهمك…….
قاطعته قائلة بصراخ و هي تتراجع للخلف :
متقربش مني اطلع بره مش عاوزة اسمعك
ادهم بتهدئة و اعين تلمع بالدموع و هو يرى خوفها الظاهر بوضوح بعيناها :
حاضر مش هقرب بس عشان خاطري اسمعيني هقولك كل اللي حصل….صدقيني لو كنت في وعيي عمري ما كنت هعمل كده
هنا بغضب و بكاء :
انت ما بتفهمش بقولك اطلع بره مش عاوزة اسمعك و لا اشوفك مش طيقاك و لا طايقة اسمع صوتك بكرهك يا ادهم
جاء صوت سليم من الخلف قائلاً بصرامة :
رجعت القصر ليه
ادهم بحزن و خزى من نفسه :
كان لازم اتكلم معاها متخليهاش تسافر انا عارف اني غلطان بس هعوضها والله…….
سليم بصرامة :
اطلع بره دلوقتي و ليا كلام تاني معاك بعدين تاني مرة متعتبش باب اوضتها سامع
غادر أدهم الغرفة بصمت و الألم ينهش قلبه على ما فعله بها و اوصلهم لهنا
اقترب سليم من هنا يحتضنها بحنان لتدخل هي بنوبة بكاء و هي تشهق بقوة و صوت عالي بعدما هدئت أخبرها بضرورة بقائها بالقصر حتى يتم العثور على محسن و ثريا و بعد اصرار كبير منه وافقت بشرط أن لا يتعرض لها ادهم بأي شكل كان
…………
بالمستشفى كان الجميع يقف على باب غرفة العناية المركزة في انتظار خروج الطبيب لكي يطمئنوا على وضع يوسف
دقائق و خرج لهم قائلاً بجدية :
حالته اتحسنت عن الاول الحمدلله بس لسه بردو في خطر يستحسن يبعد عن التوتر و العصبية و اي ضغط هيفضل معانا هنا يومين نطمن عليه و لو خب يكمل علاجه في البيت مفيش مشكلة بس لازم يكون في راحة تامة
اومأ له الجميع مر وقت قصير و كان جمال يدخل لغرفة يوسف بعدما طلب رؤيته لأمر طارئ و ضروري جمال بحزن على شقيقه :
حمد الله على سلامتك يا اخويا
يوسف بتعب و وهن :
كلم المحامي خليه يجيلي ضروري
جمال بتعجب :
عايز المحامي ليه
يوسف بتعب :
مش لازم تطول مليم من فلوسي اللي هي حق ولادي اللي هتكون تعويض صغير اوي ع اللي عملته فيهم……لو جرالي حاجة خليهم يسامحوني يا جمال هما بيحبوك……
قاطعه جمال قائلاً بحزن :
هتقوم بإذن الله الدكتور طمنا عليك
يوسف بتعب :
اعمل اللي بقولك عليه
جمال بحزن :
حاضر يا اخويا هيكون عندك في اقرب وقت
………
بقصر الجارحي مساءاً
انتقل ادم و الجميع هناك كما طلب سليم
كانت حياة تنزل الدرج لتقع عيناها على ريان يجلس ينظر للفراغ بشرود اقتربت منه قائلة بابتسامة :
مالك سرحان في ايه !!
افيق من شروده على صوتها قائلاً :
مفيش
– لا في مالك في ايه يا ريان !!!
ابتسم بحزن قائلاً :
تقدري تقولي بفكر في قرار مصيري
حياة بعدم فهم :
قرار ايه !!!
ريان بهدوء :
جواز
ابتسمت قائلة :
طب ايه اللي يزعل في كده انت بتحبها و لا لأ
ريان بحزن :
بحبها…..بس تقدري تقولي اني معنديش نفس جراءة اخواتك عشان اخد الخطوة اللي هما خدوها برغم الخوف اللي جواهم
حياة بابتسامة حزينة :
طب و بعدين هتفضل ساكت عشان خايف لحد ما تضيع من ايدك عشان حاجة عمرها ما هتحصل….انت مش يوسف العمري انت غيره انت بتحبها لكن هو لا…..طلع الخوف من جواك عشان تعرف تاخد الخطوة دي و تعيش مبسوط
ابتسم لها بهدوء قبل أن يقف و يصعد لغرفته تنهدت هي بحزن مرددة بداخلها بألم :
بتنصحيهم عشان يعملوا حاجة انتي مش قادرة تعمليها يا حياة…..انتي اكتر واحدة محتاجة تعملي بالنصايح دي و تشيلي الخوف من قلبك
تنهدت بحزن قبل ان تمسك هاتفها تعبث به على احد مواقع التواصل الاجتماعي لتقع عيناها على ذلك الاعلان الخاص بطبيب نفسي يدعى
” عمر ابو زيد ”
طبيب نفسي بقت تلك الجملة تتردد بعقلها طوال الليل و هي تفكر بتلك الفكرة التي طرأت على بالها هي حقاً تحتاج لطبيب نفسي ربما يساعدها على تناسي ذلك الماضي او التصالح معه لتبدأ حياة جديدة بدون مخاوف !!!!
……………
في صباح اليوم التالي
بقصر الجارحي اخبر ادم ما حدث و رغبة اوس بالزواج و مهرة و كذلك امير و ضرورة زواج
اوس و مهرة بسبب عمها
ادم بجدية و هم على طاولة الطعام :
طب بعد اذن الكل هتكتب كتاب اوس و مهرة انهاردة و لو دادة رحمة تسمح هتكتب كتاب
امير و فرح كمان و بعد اذنك يا خالي حابب اكتب كتابي انا و زينة معاهم و الفرح بعد فترة تكون
الأمور اتحسنت
رحمة بتردد :
طب ليه الاستعجال و بعدين معرفش مهرة موافقة على اوس و لا لأ
اوس بعدما القى غمزة مشاكسة لمهرة التي اخفضت وجهها بخجل :
مهرج موافقة انا خدت موافقتها بنفسي
نظرت رحمة لمهرة الخجلة و القت نظرة على فرح التي اومأت لها بموافقة لتنظر لهم قائلة بابتسامة :
تمام يا بني الف مبروك
ابتسم امير و اوس بتوسع لينظر ادم لقاسم قائلاً :
رأيك ايه يا خالي موافق
قاسم بابتسامة بعدما رأى سعادة ابنتها بهذا الخبر :
موافق طبعا با بني الف مبروك
ابتسمت حياة بسعادة عندما قال سليم بحنان :
كتب الكتاب انهاردة بليل
ابتسم الجميع بسعادة ليميل بدر على حياة
قائلاً بخفوت :
عقبالك
ابتسمت له و لم تجيب و بدأ الجميع بالاستعداد للمساء كان ادم يخرج من غرفة الطعام لتقع عيناه على امرأة غريبة يراها بالقصر لأول مرة
سألها بصرامة :
انتي مين و بتعملي ايه هنا !!!
لم تجيب و اخفضت وجهها ارضاً لتأتي احد الخادمات من خلفها قائلة سريعًا :
ادم باشا دي تبقى خالتي فتحية انا طلبت من سليم باشا انها تيجي تساعدنا مكان الست عفاف بعد ما سابت الشغل و هو وافق
ادم بصرامة :
وهي ملهاش لسان ترد
الخادمة بحرج و توتر :
اصل يا باشا هي يعني….مش بتتكلم خارسة
بعيد عنك
اومأ لها بصمت ثم غادر لتتبادل الخادمة النظرات مع فتحية بتوتر و غادرت الخادمة بينما فتحية توجهت للمرحاض الخاص بالخدم وقفت أمام المرآة سرعان ما التمعت عيناها بشر و ارتسمت على شفتيها ابتسامة ماكرة !!!!!
↚
بمنتصف اليوم…..بقصر الجارحي
كانت تجلس بحديقة القصر تنظر للفراغ بشرود بذلك الذي يستحوذ على تفكيرها منذ سنوات حب طفولتها و برغم انها لم تتحدث معه سوى القليل منذ ان التقوا إلا انه يشغل حيز كبير من تفكيرها
.
.
بنفس الوقت كانت تتوقف سيارة إلياس امام بوابة القصر الداخلية بعدما علم الجميع هويته قاموا بإدخاله و قبل ان يتوجه للداخل وقعت عيناه عليها جالسة بشرود….بعالم اخر
اقترب منها قائلاً برفق :
حياة !!
شهقت بخوف فهي لم تشعر بوجوده ليبتسم بخفوت قائلاً :
اسف عشان خضيتك….كنتي سرحانة في ايه !!!
نفت برأسها قائلة بهدوء :
مفيش
ثم تابعت بتساؤل :
جاي هنا لمين !!!
ابتسم قائلاً بحب :
جاي ليكي
تصنعت انشغالها بتصفح هاتفها قائلة بهدوء :
بخصوص ايه
ابتسم قائلاً بمرح :
عايزة الصراحة و لا……
ضحكت حياة بخفوت قائلة :
الصراحة و مفيش مانع تقول و لا برود
ابتسم بتوسع قائلاً :
الصراحة انك كنتي واحشاني و عايز اشوفك
حاولت كثيراً الا تظهر خجلها مما قال ليتابع هو بتردد :
اما بقى و لا….عمي يوسف
اختفت ابتسامتها الصغيرة التي كانت تزين ثغرها بينما احتل الجمود ملامح وجهها قائلة ببرود :
ماله
ابتلع ريقه قائلاً بتردد :
حالته مش كويسة يعني هو كان عاوز يشوفكم ممكن يعني تزوروه المستشفى و…….
قاطعته قائلة بهدوء تعجب منه :
هو طلب منك كده
اومأ لها بنعم لتكتفي هي بالصمت ليقول هو بحزن :
انا عارف انه غلطان و عارف انك موجوعه منه و حاسس بيكي ب…….
قاطعته قائلة بصرامة :
متقولش حاسس بيكي لا انت و لا اي حد غيرك ممكن يحس بيا انا و اخواتي محدش بيحس بالوجع غير صاحبه انك تبقى زعلان و حاسس بشفقه ناحيتنا غير انك تكون حاسس بوجعنا…..لا عيشت اللي عيشناه و لا مريت باللي احنا مرينا بيه عشان تقول حاسس بيكي
اومأ لها بصمت و قلبه يؤلمه و هو يرى عيناها تلمع بالدموع ليسألها بتردد :
هتروحي
لم تجيب و اكتفت باطلاق تنهيدة عميقة ليأتيها صوته قائلاً :
حياة
نظرت له بصمت ليأخذ هو نفس عميق قبل ان يتشجع قائلاً بحب :
انا…..انا بحبك
نظرت له بصدمة ليتابع هو قائلاً بحب و هو يضع يده على يدها :
احنا صحيح متقبلناش غير كام مرة بس…..حبيتك و معرفش ليه و ازاي بس كل اللي اعرفه اني عاوز افضل عمري اللي جاي كله معاكي و هبقى اسعد انسان لو وافقتي تتجوزيني
ابتلعت ريقها بتوتر تتهرب من النظر لعيناه جذبت يدها من يده بهدوء يعكس ما بداخلها ستكون كاذبة ان انكرت سعادتها باعترافه لطالما كان يشغل بالها منذ انا كانت صغيرة لطالما كان فارس احلامها الذي لم ترى غيره طوال حياتها هي حقاً تحبه لكن
لكن ليست مستعدة للدخول بارتباط و هي حتى الآن لم تتغلب على مخاوفها و تتناسى الماضي ربما زيارتها لذلك الطبيب الذي اخذت موعد معه غداً يفيدها…..و هي حقاً تأمل ذلك
نظرت له قائلة بهدوء :
انا مشوشة و مش هعرف اخد قرار دلوقتي ممكن نأجل الكلام في الموضوع ده لبعدين
ابتسم بسعادة فهي لم ترفض هذا يعني انه فديه فرصة كبيرة و انها تشعر بمشاعر نحوه
التقط يدها يقبلها بسعادة و قبل ان تجذب يدها جاء صوت اكثر شخص تتمنى رؤيته الآن و لم يكن سوى بدر الغاضب الذي رأى ذلك البغيض من وجهة نظره يقبل يدها :
حياة !!!!
جذبت يدها من إلياس سريعاً قائلة :
في حاجة يا بدر
بدر بغضب و غيرة شديدة تحرق قلبه :
بتعملي ايه معاه
إلياس برفعة حاجب و تحدي :
يخصك في ايه !!!
لكن قبل ان يجيب احدهم بكلمة جاءت الخادمة قائلة لحياة :
حياة هانم سليم بيه عاوز حضرتك في مكتبه ضروري
اومأت له حياة لتنصرف الخادمة لتلتفت حياة لإلياس الذي يتبادل مع بدر نظرات غاضبة كارهة قائلة بتوتر :
خلاص امشي انت زمان شغلك متعطل
بدر بغضب :
جدي كان عاوزك روحيله
حياة بتوتر و اعتراض :
بس
إلياس بنظرات تحدي :
روحي يا حياة جدك عاوزك
زفرت بضيق ثم غادرت ببطئ و هي تلتفت خلفها من حين لآخر خائفة من حدوث مشاجرة بين الاثنان
ما ان اختفت عن انظارهم جز بدر على أسنانه قائلاً بغضب و نيران الغيرة تشتعل بصدره :
ابعد عنها احسنلك حياة ليا مش ليك سامعني
ابتسم إلياس بسخرية قائلاً بثقة :
مش هبعد اصل بعد اللي سمعته منها انهاردة مستحيل ابعد
اخذ صدر الاخر يرتفع و ينخفض بانفعال شديد ليتابع إلياس قائلاً بثقة :
عارف كنت بتكلم معاها بقولها ايه…..قولتلها اني بحبها و عاوز اتجوزها مرفضتش و لا وافقت بس عايزك وقت تفتكر ده معناه ايه
ضحك إلياس بسخرية اثارت غضب الاخر و كم راقه ذلك فكم كان يشعره الاخر بالغضب قبلاً
ربت إلياس على بدر الذي تصنم جسده بصدمة قائلاً بسخرية :
هسيبك تفكر مع نفسك ده معناه ايه
قالها ثم غادر ليتوجه الاخر تجاه القصر ثم صعد لغرفته متجاهلاً نداء حياة التي رأت بتلك الحالة بعدما خرجت من مكتب سليم لكنه لم يجيب عليها بل لم يستمع لها من الأساس
انتفض جسدها بفرع عندما استمعت بصوت تكسير يأتي من غرفته كم تشعر بالحزن لأجله فهو شخص جيد لا يستحق الحزن حتى لو لأجلها ليتها استطاعت ان تبادله الحب تقسم انها كانت وافقت على الفور بدون تردد لكن ليس على القلب سلطان
توجهت خارج القصر لمكان ما !!!
بينما هو بالداخل كان يجلس ارضاً بأنفاس لاهثة لا يصدق حقاً انه خسرها
ما قاله ذلك البغيض لا يعني سوى شيئاً واحداً فقط و هو انها تشعر بمشاعر نحوه اغمض عيناه بحزن و قلبه يؤلمه بشدة لا يصدق انه بعد ان وقع في الحب سيعيش مرارة و الم الحب من
طرف واحد !!!
………..
بأحد الأحياء الراقية توقف بسيارته امام تلك البناية التي تدل على ثراء من يسكنها و توجه للداخل بخطوات غاضبة يستقل المصعد لحيث الطابق السادس حيث يقيم ذلك الحقير _ وائل _ ما ان توقف امام باب منزله اخذ يطرق على الباب بغضب
لتمر لحظات و فتح الباب ليتفاجأ وائل بأدهم الذي لم يمهله فرصة للحديث و انقض عليه ينهال عليه باللكمات الغاضبة و برغم بنية الاخر القوية الا ان ادهم غضبه كان اقوى
جذبه ادهم من ياقة قميصه قائلاً بغضب :
انطق و قول كل اللي حصل زمان بدل ما اطلع بروحك…..هنا بريئة بس ازاي جت بيتك
ضحك الأخر بسخرية و هو يتأوه بألم ليركله أدهم بمعدته قائلاً بغضب :
ما تنطق يا روح امك
ضحك وائل قائلاً :
مش هريحك يا ادهم
جن جنون الأخر ليخرج سلاحه مصوباً اياه تجاه رأسه قائلاً بغضب ساحق :
يبقى هريحك انا و ابعتك عند اللي خلقك
ضحك الأخر قائلاً باستهزاء :
انت اضعف من انك تعمل كده يا اده…..
توقف عن الحديث عندما مرت رصاصة بجانب رأسه مباشرة مصاحبة لصوت ادهم الغاضب قائلاً بشر و نبرة اتية من الجحيم :
قسماً بالله هقتلك لو ما نطقت معنديش حاجة اخسرها تاني
ابتلع وائل ريقه بفزع و هو يرى الأخر فقد عقله على الاخير و على اتم استعداد لينفذ ما قال صمت قليلاً قبل أن يقول :
سمر !!!
توسعت اعين الأخر بصدمة و هو يستمع للآخر يقص عليه ما حدث
Flash Back
بحفل اقيم بقصر الجارحي احتفالاً بسنوية الشركة حضرها كالعادة عدد كبير من رجال الأعمال و من ضمنهم وائل صديق ادهم المقرب و الوحيد و سمر التي كانت حينها تعمل مديرة مكتب ادهم الذي حاولت اكثر من مئة مرة ان نلفت انتباهه لها لكن دون جدوى فكان لا يفكر سوى بهنا فقط
وائل بغل لم يلحظه ادهم :
يعني دي هنا اللي انت بتحبها
اومأ له ادهم و هو يتابع هنا بعيناه بهيام و عشق ليردد الاخر بداخله بغل :
طول عمرك بتقع واقف يا بن الجارحي فلوس و عيلة و بنات
ادهم بتعجب :
مالك يا بني سرحان في ايه بقالي ساعة بكلمك
وائل بنفي :
مفيش
استغل انشغال ادهم بالحديث مع احد رجال الأعمال و توجه حيث تلك الفاتنة التي تقف بعيدا عن الانظار تتحدث بالهاتف و ما ان انتهت التفتت لكي تغادر لكن شهقت بقوة عندما شعرت بشخص غريب يقف خلفها ليبتسم الاخر قائلاً بمكر :
سلامتك من الخضة يا قمر
شعرت بعدم الارتياح من نظراته المتفحصة لها كادت ان تغادر لكن اوقفها هو قائلاً بمكر :
على فين بس يا جميل ما تخليكي شوية كمان
هنا بغضب و هي تدفع يده بعيداً عنها :
انت اتجننت ازاي تتجرأ و تمسك ايدي
وائل بوقاحة و هو يلعق شفيته :
والله نفسي المس حاجات تانية مش بس ايدك يا جميل انت
ما كان الرد على كلامه الوقح سوى صفعة هوت على صدغه لم يكن يحسب حساب لها لحتقن عيناه بالدماء و نظر لها غاضبًا لتغادر هي ملقيه عليه نظرة مشمئزة
كاد ان يلحق بها لكن جاء صوت من خلفه قائلاً بسخرية :
تؤ تؤ وجعك القلم مش كده
وائل بغل :
مش نقصاكي يا سمر
ضحكت بسخرية قائلة بمكر :
عجباك
اومأ لها بصمت ثم انتظر لحظات قبل أن يقول بغضب و توعد :
بس و رحمة امي ما هسكت ع القلم ده اما وريتها الويل ما ابقاش وائل
ابتسمت بمكر قائلة :
طب ما تحط ايدك في ايدي
وائل بسخرية :
السبب ايه !!!
ابتسمت قائلة بغضب :
عايزة ابعدها عن طريق ادهم
بقى دقائق يفكر فيما قالت لما لا يفعل هو يريد تدمير سعادة ادهم و يريد اخد حق تلك الصفعة التي هوت على وجنتيه نظر لها قائلاً :
هتعملي ايه
ضحك سمر قائلة بشر :
هقولك
Back
وائل بخوف :
اتفقت معايا ان احنا نخلي بنت من اللي في الجامعة تتقرب من هنا لحد ما يبقوا صحاب اوي لحد ما حصل كده فعلا و جيه اليوم اللي نفذنا فيه
صمت وائل بخوف ليصرخ عليه ادهم بغضب :
ما تنطق عملتوا ايه
ابتلع وائل ريقه بخوف ثم استكمل حديثه
↚
Flash Back
كانت تخرج من المحاضرة برفقة صديقتها ريهام التي تعرفت عليها منذ فترة قصيرة لكنها احبتها
ريهام بابتسامة بشوشة تخفي خلفها الكثير :
ما تيجي نذاكر لامتحان بكره عندي في البيت
هنا بتردد :
طب ما تيجي عندي احسن
ريهام بابتسامة :
بيتي اقرب و كمان انا ساكنة لوحدي يعني هنذاكر بهدوء من غير ما حد يزعجنا
بعد الحاح كبير وافق هنا و ذهبت معها لتلك لمنزلها دخلت للداخل اخذت ريهام تريها المنزل بحماس حتى تتخلى الاخرى عن خوفها مر وقت قصير و جلس الاثنتان بصالة المنزل امامهم العديد من الكتب و قامت ريهام بإحضار العصائر و بعض التسالي لهم…….ارتشفت هنا القليل من العصير الخاص بها ثم بدأت تشعر بتثاقل جفونها و سقطت في نوم عميق بفعل المخدر الذي وضعته ريهام لها
ابتسمت ريهام بمكر و بعثت رسالة لسمر التي كانت تنتظر اسفل البناية لأمر دقائق و كانت تقف سمر امام هنا تبتسم بخبث ثم حملتها هي و ريهام لغرفة النوم الخاصة لوائل فهذا منزله و ليس منزل ريهام كما اخبرتها و قامت سمر بإزالة ملابسها بالكامل و اكتفت بتغطيتها بفراش ابيض خفيف
على الناحية الاخرى كان وائل يجلس برفقة ادهم بشركة الجارحي
كان ادهم يقص على صديقه وائل تلك الخطوة التي اتخذها اليوم :
انا هتقدم لهنا و اتجوزها مش مصدق امتى يجي اليوم ده و تبقى مراتي
وائل بتوتر اجاد تزيفه :
ما بلاش يا صاحبي
نظر له ادهم بتعجب قائلاً :
ما بلاش ايه !!!
وائل بخوف و توتر :
ما بلاش تتجوز هنا يعني البنات قدامك كتير بلاش تقع الوقعة دي
انتفض أدهم بجلسته جاذبًا اياه من ياقة قميصه مرردًا بغضب :
انت مالك اصلا و بعدين مش عايزني اتجوز هنا ليه
وائل بتوتر :
ااا….اصل….انا و هنا في علاقة مع بعض
بلحظة يسقط وائل ارضاً و ادهم فوقه ينهال عليه باللكمات قائلاً بغضب :
انت بتقول ايه يا ب………
وائل بألم :
مش بكدب صدقني ده حتى انا و هي كنا متفقين نتقابل انهاردة في شقتي زي كل مرة لما نحب نتقابل و آآآه
اطلق تأوه بصوت عالي عندما لكمه أدهم بعنف قائلاً بغضب جحيمي و عدم تصديق :
كداب و…….
قاطعه وائل قائلاً :
مش مصدقني تعالى معايا و انا اخليك تشوف بعينك هي زمانها وصلت الشقة دلوقتي و مستنياني هناك
ابتعد عنه ادهم يركله بقدمه بجانبه قائلاً بغضب :
فاكر اني هصدقك كده يا…….هنا مستحيل تعمل كده ده اشرف منك و من اللي خلفوك
وائل بصرامة و هو يقف على قدمه و كامل جسده يؤلمه بشدة :
طب ما تيجي معايا و تتأكد بنفسك مش هتخسر حاجة يا صاحبي انا قولتلك عشان خايف عليك واحدة زي هنا متنفعش ليك خالص دي اخرها نقضي معايا ليلة و سلام على كده
كاد ان ينقض عليه يلكمه مرة اخرى لكن اوقفه الاخر قائلاً :
تعالى معايا و انت تتأكد بنفسك من اللي بقوله
لم يستمع ادهم بحديثه بل و قام بطرده من مكتبه
غادر وائل لمنزله يبتسم بمكر و هو يعرف ان ادهم سيأتي خلفه ليتأكد بعدما زرع الشك بداخله ناحيتها
مر وقت قصير اختبئت سمر و ريهام بالطابق الاعلى بعدما شاهدوا سيارة ادهم من الشرفة و قام وائل بإزالة قميصه و بقى عاري الصدر
دق جرس المنزل فتح وائل الباب قائلاً لأدهم
بهدوء و هو يشير لغرفة النوم :
هي نايمة جوه لو عاوز تتأكد
دخل ادهم للغرفة بغضب و هو يدفع الاخر من امامه باشمئزاز ليتجمد بأرضه و هو يراها تنام على الفراش عارية لا يسترها سوى مفرش ابيض و الثياب ملقاه بكل مكان بالغرفة و حتى الفراش الذي تنام عليه بحالة يرثى لها يدل على انه شَهد ليلة جامحة بين اثنين
تراجع عدة خطوات للخلف و هو لا يصدق ما يرى غادر المنزل بصدمة و عقله لا يستوعب ما رأى حتى الآن مر وقت طويل و هو يجلس بسيارته التي ابتعد بها من امام البناية يقف بمكان بعيد عن الانظار شارد و نيران تشتعل بصدره
بينما بالأعلى بعد مغادرة ادهم نزلت سمر و ريهام قاموا بتلبيسها من جديد و جعلوها تجلس بصالة المنزل مرة اخرى على الاريكة ثم غادرت سمر برفقة وائل مختبئين على الدرج بالطابق الاعلى بعدما رأت سمر سيارة ادهم تصف بعيداً عن البناية
قامت ريهام بافاقت هنا متصنعة النوم هي الاخرى قائلة بتعب :
هنا قومي شكلنا نمنا و احنا بنذاكر
شعرت هنا بصداع شديد برأسها قائلة :
دماغي وجعاني اوي….هي الساعة كام دلوقتي
بتلك اللحظة تعالى رنين هاتفها و كان المتصل ادهم
يسألها بدون مقدمات :
انتي فين !!!
ردت عليه بتعب و صوت ناعس :
عند واحدة صحبتي يا ادهم كنت عايزني في حاجة
اغلق الهاتف بوجهها و بقى بسيارته بينما هي تعجبت مما فعل و بقت وقت قصير حتى شعرت بتحسن حالتها ثم غادرت منزل صديقتها مستقلة ذلك التاكسي عائدة للقصر و هو خلفها ثم لمكتب جده يخبره بتراجعه عن الزواج منها و منذ تلك اللحظة و هما يعاملها بقسوة و لم تخلو نظراته المصوبة لها من الاحتقار !!!
Back
صدمة كبيرة تملكت منه هي مظلومة و هو الظالم و ليس كما كان يظن لقد اضاعها من بين يديه و هم السبب….انهال عليه ادهم باللكمات العنيفة حتى فقد الاخر وعيه و الدماء تغرق وجهه بالكامل
……….
مساءاً بقصر الجارحي
تم اعداد القصر و تزينه بشكل غير مبالغ فيه بينما الفتيات اكتفوا بفساتين بسيطة اظهرت جمالهم الفاتن و كذلك الشباب
الجميع يجلس ببهو القصر يجلس المأذون بين ادم الذي يضع يده بيد قاسم و الاثنان يرددان خلف المأذون و بعده اوس و امير الاثنان وضعا يدهما في يد سليم الذي قام بدور وكيل مهرة و فرح
انهى المأذون حديثه قائلاً :
بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير
اطلقت الخادمات الزغاريد العالية و كذلك فعلت فاطمة بسعادة كبيرة
بينما حياة ابتسمت بسعادة و هي ترى السعادة تظهر بوضوح على وجوه اشقائها كذلك كان شعور ريان الذي تمنى بتلك اللحظة ان تكون لديه الشجاعة الكافية ليأخذ تلك الخطوة
اقترب ادم من زينة مقبلاً جبينها قائلاً
بخفوت و حب :
مبروك عليا انتي يا زينة حياتي
ضحكت بخجل و سعادة كبيرة تغمر قلبها بعدما تحقق كل ما تمنته
……
بينما اوس اقترب من مهرة قائلاً بمشاكسة :
جاهزة
اجابته بخجل شديد :
جاهزة لأيه
أوس بمشاكسة و غمزة وقحة :
عشان تدوقيني الكريز لما نبعد عن الناس دي
شهقت بخجل و اصطبغ وجهها بالكامل باللون الأحمر القاني ليضحك بقوة عليها جاذباً اياها لاحضانه غير عابئ بأي شيء
………
بينما امير استغل انشغال الجميع و جذب فرح بعيدًا لأحد الأركان البعيدة عن الانظار مقبلاً شفتيها برقه قائلاً بسعادة :
مبروك يا فرحتي
ابتسمت بخجل قائلة :
الله يبارك فيك
عانقها بقوة لتبادله هي الاخرى العناق بحب قبلان يجذبها مرة اخرى نحو الجميع ليميل اوس عليه هامساً بمشاكسة و مكر :
سحبت البت من وسطينا و روحت فين يا شقي
ضحك امير قائلاً بمرح :
كنت بدوق الكريز انا كمان و لا هو انت لوحدك اللي ليك نفس فيه
ضحك اوس قائلاً :
ده انت رامي ودنك و مركز بقى
امير بمرح :
يعني هو انت بس اللي بتركز
ربت اوس على كتفه بسعادة و جلس الجميع بجانب بعضهم بعد ان غادر المأذون و تعالى صوت الموسيقى بالمكان ليتولى امير و حياة الغناء بصوتهم العذب الذي اكتسبوه من والدتهم الراحلة
…………
بينما بالمرحاض الخاص بالخدم كانت تقف امام المرآة تزيل ذلك الشعر المستعار عن رأسها و بدأت بإزالة ذلك تلك المادة السمراء التي كانت تلون بشرتها بها ما ان انتهت اخرجت من حقيبتها سلاح ناري اخذت تمرر يدها عليه بتوعد و ابتسامة تنم عن كل شر ظهرت على شفتيها مرددة بداخلها :
ما ابقاش ثريا لو مقلبتش فرح الليلة ميتم !!!!
………..
بعد دقائق كانت تقف على مقربة منهم بمكان بعيد عن الانظار كانت ترفع يدها مصوبة السلاح نحوهم كانت مهمتها سهلة للغاية فهم يقفون بجانب بعضهم……ابتسمت بشر قبل أن تفعل
لحظات مرت و تعالى بالمكان صوت اربع رصاصات فزع الجميع و تعالى الصراخ بالمكان
تجمد ادم بارضه و هو يرى اخوانها سقطوا ارضاً و الدماء تغرقهم قبل أن تطلق ثريا الرصاصة الخامسة و هي تضحك بجنون كانت تسقط ارضاً بعدما تلقت رصاصة أصيبت منتصف رأسها من سلاح ادم لتلقى حتفها على الفور !!!
…………
مر وقت طويل و الجميع يقف امام غرفة العمليات بانتظار خروج الأطباء كان ادم يجلس ارضا فقدماه لم تعد تحملاه بعد ما حدث…..سبب بقائه على قيد الحياة بتلك الغرفة و يمكن ان يخسرهم
خرج الطبيب و هرول الجميع نحوه و كان اولهم
ادم قائلاً بقلق :
اخواتي كويسين مس كده
الطبيب بأسف :
الرصاص كان في اماكن خطيرة و احنا عملنا اللي علينا حالتهم لسه في خطر…..ادعولهم
انهارت فرح و مهرة في البكاء باحضان رحمة التي تبكي هي الاخرى على أولادها الذي لم تنجبهم بينما فاطمة سقطت فاقدة للوعي
بينما ادم كان يتابع اخوته يخرجون من غرفة العمليات بعيون لامعة بالدموع
……….
مر يومان و لم يغادر المستشفى من حينها فقط يجلس بالمسجد بالمستشفى ساجداً لله تعالى يدعوا لهم بالشفاء او يقف امام غرفتهم يراقبهم من خلف الزجاج الشفاف فالدخول لهم ممنوع
خلفه يجلس بدر و مهرة و فرح و زينة لم يغادر اي منهم المستشفى حتى الآن
من بينهم إلياس الذي ما ان علم ما حدث هرول للمستشفى راكضاً هو و الجميع و لم يخبر احد يوسف بما حدث
بعد الحاح كبير وافق الطبيب على دخوله عندهم لكي يطمئن عليهم بخطوات بطيئة و اعين تلمع بالدموع كان يجذب ذلك المقعد الخشبي يضعهم بالمنتصف بين الآسره قائلاً بحزن و ألم :
يلا قوموا فتحوا عيونكم
ثم تابع بصوت مختنق حزين :
عايزين تسيبوني لوحدي…..اعمل ايه انا من غيركم انا و لا حاجة طول ما انتوا مش موجودين معايا
لم يستطيع كتمان دموعه اكثر من ذلك لتسقط معلنة عن حزنه و قلة حيلته و هو يراهم هكذا لا يقدر على انقاذهم
نظر لهم بحزن قائلاً بوجع :
حسرة كبيرة و وجع في قلبي و انا شايفكم كده يا ريتني كنت بدالكم و انتوا لا
توجه ناحية كلاً، منهم يطبع قبلة على جبينه قائلاً بتوسل و دموع :
قوموا يلا متخلونيش اعيش نفس الوجع متوجعونيش بفراقكم زي ما اتوجعت على فراق امنا زمان
ثم تابع بحزن :
انتوا ولادي……شعور الابوة انا عيشته معاكم انتوا اول مرة
مسح دموعه التي تتجدد كلما مسحها قائلاً بمشاعر ابوة صادقة نحوهم :
لو خلفت عمري ما هحبهم ربع الحب اللي في قلبي ليكوا…..انا هتسند على مين و انتوا مش موجودين فتحوا عيونكم….سمعوني صوتكم
انتوا وحشتوني اوي…….ما تسيبونيش
……..
كان الاربعة يقفون بجانب بعضهم كلاً منهم يتأمل المكان الخلاب من حولهم بابتسامة و اعجاب لكن فجأة و بدون مقدمات سطع نور ابيض شديد بوجوههم جعلهم بغلقون اعينهم بقوة……ليمر لحظات و بدأ الاربعة بفتح اعينهم ببطئ
مرددين بصدمة و سعادة :
ماما !!!!
ابتسموا بسعادة راكضين نحوها لكن قبل ان يقتربوا منها جاءهم صوت يعرفونه تمام المعرفة يصدح بالمكان بصوت عالي :
ما تسيبونيش !!!!
………
شهق الأربعة مع تعالي صوت صافرات الأجهزة التي تقيس المؤشرات الحيوية لهم انتفض ادم يخرج من الغرفة يستدعي الأطباء الذين قاموا باخراجه من الغرفة عنوة و بدئوا بتفقد ما يحدث و سبب ارتفاع ضربات القلب الخاصة بهم
↚
عادت الحياة لقلبه من جديد و هو يستمع للطبيب قائلاً بابتسامة بعد أن خرج من الغرفة بعد وقت طويل من الفحص :
حالتهم استقرت الحمد لله
ادم بلهفة :
فاقوا
الطبيب بابتسامة :
بكره الصبح ان شاء الله و تقدروا تشوفوهم
قالها ثم غادر ليجلس ادم على المقعد حلفه يتنفس براحة و سعادة لقد استجاب الله لدعائه اخذ يردد بخفوت و شكر :
الحمد لله
اقتربت زينة منه تتمسك بيده تشدد عليها تخبره انها معه دائماً نظر لها بامتنان مقبلاً جبينها فهي طوال اليومان لم تفارقه ابداً
بينما مهرة و فرح بكوا بسعادة كذلك حال بدر و إلياس اللذان شعروا بالراحة اخيراً بعد يومان مشحونان بالخوف و القلق
.
.
على الناحية الاخرى كان يوسف يرقد على فراشه بقصر العمري مريض لا يدري ما حدث مع ابنائه لقد حرص الجميع على عدم اخباره حتى لا تتدهور صحته مرة اخرى
………..
في صباح اليوم التالي بالمستشفى
بغرفة يجتمع بها الاربعة كان الجميع ملتفين حولهم
يطمئنون عليهم بينما ادم لم يتوقف على تقبيل جبين اخوته كل دقيقه حامداً الله على سلامتهم
بعد وقت غادر الجميع عدا البعض
بالغرفة كانوا فراش كلاً منهم مجاوراً للأخر
بين كل فراش ستار مهرة مع اوس و فرح مع امير كلاهما يرجو حبيبته ان تتوقف عن البكاء
بعد وقت و فجأة ارتفع صوت همهمات فهمها ريان على الفور ليردد بصت متعب لكنه مسموع خجلت حياة
مما قال :
لم نفسك يا بجح انت و هو في ناس معاكم قوم الاول اخويا انت و هو و ابقوا بوسوا براحتكم !!!
شهت مهرة بخجل تبتعد عن اوس الذي ردد بغيظ :
خليك في حالك يا اخويا و ما تركزش او سد ودانك
امير بغيظ مماثل و صوت متعب :
عيل فصيل…..عقبالك يا اخويا لما تعمل زينا
جاءهم صوت حياة قائلة بتعب :
بس يا سافل انت و هو بطلوا قلة ادب
ركضت الفتيات لخارج الغرفة بوجه احمر قاتن من الخجل ليضحك الاربعة بخفوت عليهم
…………
مر اسبوعان لم يحدث فيهم جديد سوى تعافي الأربعة و سفر هنا التي لم تتحمل البقاء بالقصر برفقة ادهم و الشرطة لازالت تبحث عن محسن الذي اختفى تماماً !!!!
…………
في صباح يوم جديد
بنظرات مشمئزة كانت تلتفت حولها تنظر لذلك المكان المقزز الذي تفوح منه رائحة كريهة في منطقة شعبية صرخت بفزع عندما شعرت بيد توضع على كتفها سرعان ما استكانت و هي ترى خالها قديماً و والدها الآن ابتسمت بسخرية قبل ان تقول بتقزز :
ايه المكان ده
تنهد بضيق قائلاً مباشرة دون التطرق لحديث ليس له اهمية فهو ليس لديه وقت :
ولاد ليلى هما اللي وصلونا لكده انا و امك اللي قتلوها لازم تاخدي حقك منهم
سارة بسخرية :
بس مامي اللي غلطانة و انت كمان يا….يا بابا
محسن بحنان زائف :
خبينا عليكي عشان جدك كان رافض جوازنا انا و هي كنا بنحبك اوي و عملنا كل ده عشانك عشان نأمنلك مستقبلك دي سابتلك فلوس كتير تعيشك ملكة طول عمرك
التمعت عيناها بطمع قائلة :
فين الفلوس دي
َمحسن بصرامة :
مش هتاخدي مليم من الفلوس غير لما تاخدي حقي انا و امك من اللي اذوني انا و هي
سارة بضيق :
انا مالي بكل ده
محسن بصرامة :
عشان تستاهلي الفلوس دي لازم تتعبي نفسك شوية و تنتقمي منهم و مفيش قدامك حل غير كده يأما هتبقي في الشارع
– شارع !!!
محسن بسخرية :
اه شارع انتي فكرك يعني يوسف هيسيبك في بيته او حد منهم هيسمحلك تفضلي عايشة وسطيهم بعد اللي عملناه
استنكرت حديثه قائلة بعدم تصديق :
إلياس انا بحبه و هخليه يحبني و يتجوزني
محسن بسخرية :
إلياس اللي مش معبرك بقاله سنين هيعبرك بعد ما عرف اللي عملناه انا و امك بعدين هو واقع على الاخر في حب حياة انتي نفسك لاحظتي زي ما الكل لاحظ عشان كده غيرانة منها و بتكرهيها
لاحظ تأثرها بكلماته ليتابع بمكر :
في ايدك تاخدي حقي انا و امك و تبعدي حياة عن طريق إلياس
– ازاي !!
ابتسم بمكر قائلاً :
اقولك…….ثم قص عليها ما يجب أن تفعله انهى حديثه قائلاً :
بس لازم تنفذي في اقرب وقت
نظرت له قائلة بجدية قبل أن تغادر :
اعتبره حصل !!!!
………..
بخطوات بطيئة كانت تخرج لحديقة القصر لتستنشق بعض الهواء فقد ملت من الجلوس بغرفتها طوال الأسبوعين تفاجأت به يجلس امامها يضع باقة ورد على الطاولة قائلاً بابتسامة و حب :
عاملة ايه دلوقتي…..الف سلامة عليكي
ابتسمت له قائلاً :
الله يسلمك
ابتسم قائلاً بحزن :
كنت خايف اوي اخسرك يا حياة صدقيني لولا انها ماتت و تحت التراب دلوقتي كنت دفعتها التمن غالي اوي
اختفت الابتسامة عن وجهها عند ذكر ثريا قائلة :
بقيت كويسة دلوقتي الحمد لله
ردد هو الاخر :
الحمد لله
ثم تابع بتساؤل :
امتحاناتك قربت هتلحقي تذاكري و انتي لسه تعبانة اجلي السنة دي و خلاص
حياة بابتسامة :
إن شاء الله هلحق
ابتسم بحنين قائلاً :
عارفة زمان و احنا صغيرين كنت احب اوي افضل ابص في عنيكي الحلوين لحد دلوقتي مشوفتش و لا هشوف اجمل منهم
تنحنحت بخجل قائلة بحرج :
تشرب ايه
ضحك بخفوت قائلاً :
ولا اي حاجة انا كنت جاي اطمن عليكي و اشوفك اصلك وحشتيني
اشاحت وجهها بعيداً عنه كاد ان يتحدث ليأتي من خلفه صوت بدر الذي لم يكن يعلم انها تجلس برفقته فظهر إلياس هو المواجه له :
حياة دورت عليكي في القصر كله و انتي هنا
حياة بابتسامة متوترة :
طلعت اشم شوية هوا….كنت عايزني في حاجة
اومأ برأسه مقترباً منها سرعان ما توقف بمكانه و هو يرى إلياس امامه ينظر له بغيرة
اقترب بدر منها متجاهلاً إلياس تماماً قائلاً بابتسامة بشوشة دائماً ما ترتسم على وجهه :
من مصادري الخاصة عرفت انك بتحبي الورد فبنفسي نزلت اشتريه اتمنى يكون عجبك
ابتسمت قائلة بمجاملة :
حلو اوي تعبت نفسك ليه بس كفاية تعبك معانا لما كنا في المستشفى
ابتسم بحب قائلاً بما جعل نيران الغيرة تشتعل بقلب الاخر اكثر و اكثر :
تعبك راحة المهم انك قومتي لينا بالسلامة و مفيش شكر بين الأهل مش ده كلامك
ابتسمت له بامتنان ظنت انه سيغادر و كذلك ظن إلياس لكنهما تفاجئا به و يجذب مقعد و يجلس بينهم ينظر لإلياس بابتسامة صفراء كان مقابلها نظرة غاضبة بأعين إلياس
تنحنحت حياة و هي ترى حرب النظرات و الجو المشحون بين الاثنان قائلة بتوتر :
مفيش عندكم شغل
جاءها الرد سريعاً و لازال الاثنان يتبادلان النظرات بتحدي و غضب :
خلصته / اجازة انهاردة
تعلم ان حتماً سيحدث شجار بين الاثنان لذا يجب أن تبعد احدهم من امام الاخر لتنادي بدر قائلة :
بدر ممكن تطلب من صافية ( الخادمة ) تجيبلي عصير لو مش هتعبك
وافق على الفور قائلاً بابتسامة :
تعبك راحة ثواني و جاي
بعد ان ذهب من امامهم و نيران تشتعل بصدره لا تنطفأ ابداً كلما رأى ذلك البغيض برفقتها
تفاجأ حياة بإلياس يجذب باقة الورد من على الطاولة امامها متوجهًا لسلة القمامة لكنها اوقفته قائلة بتعجب :
بتعمل ايه !!
إلياس بغضب و غيرة :
هرميه
نظرت له قائلة باستنكار :
مين قالك ترميه
إلياس بغضب شديد :
بتاخديه من ليه اصلا
حياة بحدة :
خلاص خد الورد بتاعك و انت ماشي
إلياس بضيق :
↚
اخده ليه
حياة بسخرية :
طب و انا اخده منك ليه كان على راسك ريشة و بدر لأ يعني
إلياس بغيرة :
انا بحبك
حياة بصرامة :
بس انا قولتلك نأجل الكلام في الموضوع ده مقولتش موافقة عشان تتدخل في حاجة تخصني
إلياس بغضب و غيرة كبيرة :
بس هو بيحبك…….انا بغير عليكي منه
حياة بضيق :
هو كمان بيغير معملش زيك ليه
تنهدت بعمق قبل ان تتابع بضيق :
إلياس…..لو وافقت عليك بعدين ده مش معناه اني هبقى وقحة معاه او قليلة الذوق بدر يبقى ابن خالي
إلياس بغضب :
بس لازم يكون في حدود بينكم و……
قاطعته قائلة بصرامة :
انا عارفة حدودي كويس و طول ما انا مش بعمل حاجة غلط مش من حق اي حد مهما كان يدخل في تصرفاتي
إلياس باتهام و الغضب و الغيرة متحكمان به :
بتحبيه
نظرت له بزهول ليتابع هو بغضب :
دفاعك عنه بيقول كده
وقفت بحرص قائلة بتحدي و لم يروقها حديثه الذي جعلها شاكرة لانها لم تعطيه موافقة حتى الآن :
ياريت لو كنت بحبه مكنتش هتردد و اوافق عليه لحظة واحدة
ثم تابعت بسخرية :
مش معنى اني بدافع عنه يبقى بحبه زي ما بتفكر ده ابن خالي و حد غالي عندي اوي
سأله بانفعال :
طب و انا ايه
لم تجيب ليسأله برجاء ان تريحه تخبره انها تحبه وحدة و انها تخصه و لا تريد الأخر :
انا ايه يا حياة……انا بحبك و بغير عليكي اوي مش بأيدي صدقيني
زفرت بضيق قائلة و هي تغادر لداخل القصر :
انا تعبانة و عايزة ارتاح
قالتها ثم غادرت و هو خلفها مغادراً القصر بأكمله يشتعل غضباً و غيرة
……….
بغرفة المكتب بقصر الجارحي
كان أدهم يجلس برفقة سليم يقص عليه ما اخبره به وائل فهو لن يتحدث معه حتى الآن بما عرف بسبب انشغالهم طوال الايام الماضية
صمت سليم لدقائق ثم نظر لحفيده قائلاً بغموض :
هما فين دلوقتي
ادهم بغل :
في المخزن و وصيت الرجالة عليهم
سليم بصرامة :
بكره تكون سمية والدة سمر معاهم !!!!
ادهم بزهول :
ليه
سليم بغموض :
هتعرف بكره كل حاجة !!!
ادهم بحزن :
خليتها تسافر ليه كنت انا اللي هسيب القصر
سليم بصرامة :
هي عاوزة كده و اللي هي عاوزاه هو اللي هيحصل و انت مش هتضايقها يا ادهم فاهم
ثم تابع بصرامة :
انا هبعتلها تيجي بكره و هقولها كل اللي حصل وافقت تكمل معاك ماشي و موافقتش ورقة طلاقها توصلها سامع
اومأ له ادهم بصمت و هو يكاد يبكي من شدة الندم
لطالما كان الشعور بالندم و الخذلان أسوأ شعور يصيب الانسان ان لم تجربه فلا تحدثني عن الوجع
………..
بمنتصف اليوم بقصر الجارحي
انشغل الجميع بالحادث و لم يركز احد على كيفية دخول ثريا للقصر و لانها أزالت ما كانت تخفي به وجهها قبل أن تطلق عليهم الرصاص لم يشك احد بتلك الخادمة التي ساعدتها على الدخول فقط اكتفت بالقول ان خالتها سافرت لبلدتها بالصعيد لأنها لم ترتاح بالعمل
كانت نفس الخادمة تقف على الباب الخلفي للقصر تنظر يميناً و يساراً ليسألها احد الحراس قائلاً :
في ايه مستنية حد
توترت و حاولت ان لا تظهر ذلك قائلة :
مفيش بس واحد قريبتي جاية تديني حاجة و تسلم
عليا و هتمشي
اومأ لها الحارس بصمت و عاد للوقوف امامه لحظات مرت و جاءت امرأة منتقبة نحوهم ادخلتها للداخل سريعاً بعدما وجدت طريقة ما تخرج بها الخادمة التي تعمل معها بالمطبخ
همست الخادمة بأذنها بخفوت :
كلهم في الجنينة بيتغدوا خلصي بسرعة
اومأت لها المنتقبة برأسها و صعدت معها ثم دخلت اول غرفة قابلتها من الغرف المحددة لتلك المهمة التي كُلفت بها مر وقت قصير و كانت تخرج من الغرفة كادت ان تدخل الاخرى برفقة الخادمة لكن استمع الاثنان فجأة لصوت مهرة و فرح يأتي من الأسفل…..جذبتها من يدها سريعاً تختبأ خلف احد الاعمدة الكبيرة و ما ان اختفى الصوت
نظرت لها قائلة بخوف :
كفاية كده انهاردة شكلهم خلصوا غدا و هيدخلوا القصر و مش هعرف اطلعك بكره ابقي تعالي كملي هشوفلك طريقة تانية ادخلك بيها
زفرت الأخرى بضيق مغادرة القصر سريعاً متوجهة لمكان ما !!!!
…………..
في المساء بغرفة ادم
كانت زينة تطرق باب غرفته بهدوء سمح للطارق بالدخول لتدخل هي ليتفاجأ بها قائلاً :
زينة ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي
اقتربت منه تجلس على الفراش امامه قائلة بعتاب :
زعلانة منك
رفع يده يمررها على وجنتها قائلاً بحب :
زينة قلبي و حياتي زعلانة مني ليه
نظرت له قائلة بعتاب :
عشان مش بتتكلم معايا و علطول مشغول و مش بعرف اقعد معاك و لا نتكلم و نخرج سوى
قبل جبينها قائلاً بحنان :
عارف اني مقصر معاكي يا زينة بس صدقيني غصب عني انتي شايفة اللي بيحصل نخرج من مشكلة ندخل في غيرها و كل ورا بعضه متزعليش مني غصب عني
تنهدت بحزن قائلة :
عارفة انه غصب عنك بس متعرفش تفضي نفسك ليا ساعة في اليوم انت بتوحشني اوي يا ادم و ببقى عاوزة افضل معاك علطول
ابتسم بحب قائلاً :
انا كمان يا زينة لو عليا اخليكي في حضني علطول و ما ابعدش عنك لحظة واحدة وعد مني اخلص من كل اللي بيحصل ده و انتي هتزهقي مني اصلا
ضحكت بقوة لتخطف قلبه المتيم بها تبادل الاثنان الحديث لوقت قبل أن يسألها هو :
حياة عيد ميلادها قرب عايزين نفاجئها
صفقت بحماس قائلة :
بحب اعمل مفاجئات بص ايه رأيك مثلا مش لازم يكون هنا او في قاعة احنا ممكن نعمله ع اليخت غي النيل و يكون عائلي و……..
اخذت تقترح عليه اشياء كثيرة بينما هو لم يكن يركز بما تقول فقط يتأملها بحب و هيام انهت حديثها قائلة بحماس :
ها ايه رأيك
لم يستمع لها من الأساس جذبها لاحضانه
قائلاً بحب :
نامي في حضني انهاردة
زينة بخجل :
ممكن حد يدخل علينا
ابتسم قائلاً :
مراتي و نايمة في حضني محدش ليه عندي حاجة
قبل شفتيها برقة ثم جذبها لاحضانه يتبادلون الحديث عن أشياء كثيرة حتى غفى الاثنان
باحضان بعضهما
…………
بخطوات خجلة كانت تتوجه لغرفته تريد الاطمئنان عليه قبل أن تنام لقد اعتادت ان تفعل ذلك الاسبوعان الماضيان
طرقت الباب بهدوء لكن لا رد فتحت الباب ببطئ و دخلت للداخل و اغلقت الباب خلفها تبحث عنه عندما لم تجده بالغرفة
سرعان ما شهقت بخجل و هي تراه يخرج من المرحاض محاوطاً خصره بمنشفه سوداء و اخرى بيده يجفف خصلا شعره سرعان ما توقف عندما استمع لصوت شهقاتها وجدها تقف تعطيه ظهرها قائلة بخجل شديد و توتر :
انا خبطت ع الباب قبل ما ادخل بس انت مردتش فكرتك مش في الاوضة و دخلت اطمن…….
جذبها من يدها لتلتفت له و اصبحت تقف بين يديه يحاوط خصرها و ما ان لامست يدها صدره العاري دبت قشعرينه بجسد الاثنان
كانت تغمض عيناه بقوة ليقترل بوجهه منها حتى تلامس انفه مع انفها قائلاً بخفوت :
مغمضة عينك ليه
مهرة بخجل شديد :
البس حاجة و ابعد !!!
حرر خصلات شعرها دافناً وجهه بهم قبل ان يردد بهمس و يده تضغط على خصرها مقرباً اياها منه اكثر من قبل :
مش عايز ابعد
شعرت بالخطر من تماديه عندما بدأ يوزع قبلاته على رقبتها و هو يهمم باثارة يبدو انه فقد سيطرته و إن بقت لن تقاومه بل ستضعف هي الأخرى !!!
دفعته بعيداً عنها متوجهة حيث باب الغرفة لكنه لحق بها و قبل ان تفتح الباب امتدت يده يغلق الباب من خلفها بالمفتاح و عيناه لا تفارق النظر لعيناها……جذبها برفق من خصرها يقربها منه
حتى اصبحت المسافة منعدمة بينهما عدا انش واحد فقط محاه هو عندما اطبق بشفتيه على خاصتها يقبلها بحب و شغف……انتفضت هي بين يديه من كم المشاعر التي انتابتها الآن
كانت ساكنة بين يديه ليترك خصرها ممسكاً بيدها يضعها خلف عنقه و كأنها كانت تنتظره ليفعل ذلك سرعان ما بدأت القبلة تزداد جموحاً و الاثنان بعالم اخر كلاهما لا يشعر سوى انه باحضان الأخر
كانت البداية قبلة……قادتهم لذلك الفراش الوثير لم يفيق الاثنان من تلك الغيمة الوردية المحلقين بها سوى على صرخة متألمة خرجت من شفتيها معلنة عن اكتمال ما بدأه الأثنان !!!!
البارت الجاي احداث نار
حياة صح في اللي عملته و لا لأ……؟؟
هنا و أدهم ليهم مشاهد كتيرة البارت الجاي بس الاول انتوا شايفين ادهم معذور و لا غلطان….؟؟
يا ترى هنا هتسامح و لا لأ……؟؟
اوس و مهرة للأسف غلطوا و دي مفيهاش كلام
سارة و محسن ناوين على كل شر اللي فاكر ان دورهم خلص غلطانين ده لسه هيبتدي
↚
في صباح اليوم التالي
بتلك الغرفة التي شهدت ليلة من الجنة قضاها الاثنان برفقة بعضهم افيق أوس سرعان ما عصف برأسه ما حدث ليلة أمس التفت ينظر للجانب الأخر من الفراش…..ليجده فارغ على الفور خمن انها نادمة على ليلة امس
اعتدل جالساً يرتدي بنطاله و قبل ان يدخل للمرحاض استمع لصوت طرقات على الباب يليه دخول ادم و خلفه اوس و ريان قائلاً :
صحيت متأخر ليه…………..
قطع حديثه قائلاً بصدمة و هو ينظر للفراش لتقع عيناه على دماء على الفراش :
ايه ده !!!
بتلك اللحظة دخلت حياة للغرفة عندما وجدت الباب مفتوح لتسمع امير يقول بقلق :
انت متعور !!!
لم تفهم من المصاب لكنها رأت الدماء على الفراش بينما اوس يقف متوتراً ظنت انه مصاب اقتربت منه قائلة بقلق :
اوس انت كويس
اومأ لهم بصمت لتسأله بقلق :
اومال ايه الدم ده
وقعت عيناها على شيء يلمع بجانب الفراش لتسأله بتعجب :
مش ده الخلخال بتاع مهرة !!!!
على الفور خمن الأربعة ما حدث من توتر اوس الملحوظ ليجز ادم على اسنانه قائلاً بغضب :
ايه اللي هببته ده
ثم تابع حديثه قائلاً لحياة بصرامة :
حياة استني بره شوية
خرجت حياة بعد ان خمنت ما حدث متوجهة لخارج القصر حتى تلحق بموعدها فاليوم هو اول جلساتها من الطبيب النفسي !!!
اما بالداخل اقترب ادم من اوس قائلاً بغضب :
انت قربت منها
لم يجيب اوس ليدفعه ادم بكتفه قائلاً بغضب :
خونت الأمانة
اوس بضيق :
مش بأيدي و لا بأيدها جت كده و بعدين لا عملت لا حاجة غلط و لا حرام……دي مراتي
ادم بغضب :
لا غلط يا استاذ يا محترم كتب كتابك مش معناه انك تقرب منها كده و تتجاهل العادات و التقاليد هي تعتبر أمانة عندك لحد ما خالتها او ولي امرها يسلمهالك في فرحكم
سأله بغضب :
هي فين !!!
اوس بضيق :
صحيت ملقيتهتاش جنبي
زفر ادم بضيق و نظر لأوس الذي اصبح مؤخراً يتصرف بحماقة و تهور في كل شيء ضرب يد بأخرى ثم خرج من الغرفة خلفه امير و ريان بعدما القوا عليه نظرات عتاب
ليتجهز هو ثم نزل للأسفل يبحث عنها بعدما قام بتنظيف الغرفة بنفسه لكنه وجدها حبيسة غرفتها تغلق الباب عليها من الداخل لا تجيب عليه
……….
بتلك العيادة الخاصة بالطبيب ” عمر ابو زيد ”
كانت حياة تخطو للداخل بتردد بعدما جاء دورها اغلقت الباب خلفها و هي تنظر لذلك الطبيب ذو الثلاثون عاماً يجلس خلف مكتبه يرتسم على شفيته ابتسامة هادئة مطمئنة تحثها على الدخول بعدما رأى التردد بوضوح بمقلتيها
جلست حياة على المقعد امامه ليسألها بابتسامة :
شكرته بابتسامة لطيفة ليحثها هو على الحديث قائلاً برفق :
اي حاجة عرفي عن نفسك قولي اي حاجة مضيقاكي
صمتت لبعض الوقت ثم بدأت بالحديث قائلة :
انا اسمي حياة….حياة العمري بس مش بحب استخدم اسم العمري يعني بفضل انسب اسمي لاسم عيلة والدتي الجارحي
ده ليه علاقة لوالدك يعني علاقتكم سوا فيها توتر
ابتسمت ساخرة ثم تابعت حديثها مرددة بحزن :
مفيش علاقة اصلا…..انا اعتبرت والدي ميت من سنين طويلة
الحكاية بدأت من و انا عندي خمس سنين كنا عايشين مبسوطين كانت حياتنا كويسة اوي لحد ما جدي مات و الست دي ظهرت فيها…….
كأنها كانت تنتظر تلك اللحظة لتخرج فيها ما بداخلها اخذت تسرد عليه كل ما حدث بالماضي و كأنها تحدث نفسها و اكتفى هو بالصمت و الاستماع لها بتركيز مع تدوين بعض الملاحظات
ما ان انتهت نظرت له لتجده يبتسم كعادته منذ أن دخلت من باب هذه الغرفة ليسألها :
زعلتي على والدك لما تعب
اوَآت برأسها قائلة بحزن :
ابقى كدابة لو قولت مزعلتش و كرهت نفسي عشان زعلت عليه و هو ميستاهلش
نظر لها قائلاً بجدية :
على حسب كلامك علاقتك بوالدك زمان كانت كويسة و كنتي قريبة منه و بتحبيه اوي
اومأت له ليتابع عمر بابتسامة :
كل الحكاية انك مش بتكرهيه انتي بس على قد ما كنت بتحبيه اتصدمتي من اللي عمله و على قد حبك ليه زمان على قد ما اتوجعني منه
حياة بانفعال و نفي :
مش بحبه انا بكرهه و مكرهتش في حياتي قده
صمت للحظات ثم سألها بهدوء :
انتي هنا ليه
اكتفت بالصمت ليكرر السؤال عليها مرة اخرى لتجيب عليه بعد لحظات صمت :
عشان اتعالج…..و انسى الماضي
سألها بهدوء :
كوني متأكدة اني هنا عشان اعالجك و عشان ده يحصل لازم تتكلمي معايا بكل صراحة
نظر لها قائلاً بنبرة هادئة حتى تطمئن :
الكلام اللي بيدور بينا دلوقتي مش هيطلع بره الأوضة دي يعني تقدري تتكلمي عن كل اللي جواكي و بتحسي بيه بصراحة و من غير خوف او تردد عشان تساعدي نفسك و انا كمان اقدر اساعدك
ابتلعت ريقها قائلة بحزن و اعين تلمع بالدموع :
منكرش اني وجعي منه اكبر من كرهي ليه بس انا مش قادرة و لا هقدر اسامحه
ثموتابع بصوت مختنق و وجع :
انا بسببه عيشت وجع كتير بسببه كنت بحس بحرمان لما بشوف اي طفل سعيد مع باباه و مامته كنت ساعات كتير بحس بغيرة
صمتت لبعض الوقت قبل أن تتابع بحسرة :
بسببه انا مقدرتش اكون ذكريات طفولة بين اب و ام و عيلة سعيدة ملحقتش اشبع منها و لا من حنانها هو حرمني منها و خلاني يتيمة في يوم ساعات كتير كنت بغير من اخواتي لانهم قدروا يكونوا ذكريات معاهم قدروا يشبعوا منهم و من حنانهم
نظرت له قائلة بحزن و يأس :
انا بسببه مش قادرة اعيش حياتي مش قادرة اخد خطوة واحدة……بسبب اللي حصل انا مش عارفة انا عايشة ليه و لا عايزة ايه ، الأول كنت عايشة عشان احقق انتقامي و حققته بس دلوقتي مش عارفة انا عاوزة ايه
ابتسم قائلاً بهدوء :
طبيعي جداً ان اي شخص يمر بتجارب قاسية في الحياة و طبيعي ان تحسي بوجع و ألم لما تفتكري الماضي……..تفكيرك في الماضي زيادة عن اللزوم هو سبب حالتك كل مرة بتفكري فيه بيتولد جواكي مشاعر سلبية بتخليكي حاسة بكل ده
ثم تابع بابتسامة :
ليه لما بتفكري في الماضي بتشوفي الوحش بس
– عشان مكنش فيه غير الوحش
اجابها بنفس ابتسامته التي تزين ثغره :
مين قال كده….تفتكري انتي و اخواتك كنتوا هتكونوا قريبين من بعض……فكري في الإيجابيات اللي اتعلمتيها من الماضي متشوفيش الوحش بس
سألها بهدوء :
انتي ليكي اصحاب مقربين يعني بتفضفضي مع حد بتحكي في اللي مضايقك
نفت برأسها قائلة :
عندي اخواتي و زينة بنت خالي بس عمري ما اتكلمت مع حد و فضفضت يعني دايما كنت اسمع او اديهم النصيحة و من جوايا بقول لنفسي قولي لنفسك الكلام ده و طبقيه بس مش بقدر
ابتسم عمر قائلاً :
طبيعي جدا ان الشخص ينصح غيره و ميقدرش يطبق النصيحة دي لنفسه……انا صحيح دكتور نفساني شغلتي اعالج لكن لو كنت مكانك او مكان اي مريض تاني مش هقدر اساعد نفسي و هلجأ للي يساعدني
نظرت له بصمت ليتابع هو بابتسامة :
مش صح انك تفضلي تكتمي مشاعر الحزن و الألم جواكي كل شخص بيحتاج يكون في حياته شخص مقرب و ثقة يكون موجود في حياته يحكيله اللي جواه و اللي بيحس بيه يعني بالعربي يفضفض معاه
نفت برأسها قائلة. بحزن :
مقدرش اعمل كده
– ليه
تنهدت بحزن قائلة :
عشان مش عايزة حد يحس اني ضعيفة او اشوف نظرة شفقة في عيون حد
ابتسم قائلاً بهدوء :
بس انتي مش ضعيفة انتي قوية جدا اللي تمر بكل ده و تفضل واقفه على رجليها و توصل للي انتي وصلتي ليه عمرها ما تكون ضعيفة
تنهد و هو يزيح نظارته الشفافة بعيداً عن عينيه قائلاً بابتسامة :
كتير اوي بيشوفوا ان المرض النفسي ده شيء مخجل مينفعش يتكلموا فيه عشان نظرة الناس ليهم و بيرفضوا يعترفوا اصلا بيه لكن انتي جيتي بنفسك لهنا عشان عارفة ان عندك مشكلة و عايزة تتعالجي و تكملي حياتي بشكل احسن دي شجاعة قوة منك
ابتسمت بهدوء ليسألها هو فجأة :
جربتي تكتبي مذكرات خاصة بيكي
– مذكرات !!!
ابتسم قائلاً :
ممكن تخرجي كل المشاعر السلبية اللي جواكي على ورق اكتبي كل اللي بتحسيه و مش هتقدري تحكيه لحد
اومأت له بصمت ثم نظرت لساعة يدها لتجد انها تجاوزت الوقت المحدد و اخذت الكثير من وقته لتقف قائلة باعتذار :
انا خدت وقتك كتير اوي…..اسفة لو عطلتك
نفى برأسه قائلاً بابتسامة لا تفارق شفتيه :
لا عطلة و لا حاجة
دون لها دواء على ورقة ثم اعطاها لها قائلاً بهدوء :
هتمشي ع العلاج ده و اعملي زي ما اتفقنا اكتبي كل اللي جواكي على ورق كل شعور سلبي جواكي اكتبيه كل ما تفتكري الماضي فكري في الإيجابيات اللي اكتسبتيها منه و بس
اومأت له بصمت ليتابع هو حديثه :
الجلسة الجاية بعد اسبوعين
شكرته ثم غادرت العيادة و لا تنكر ابدا شعور الراحة الذي يغمرها بعد ان تحدثت و اخرجت كل ما بداخلها……لكن هي لا تعلم أن قدومها لهنا سيترتب عليه الكثير !!!!!
……….
كانت تخرج من البناية و كادت ان تصعد لسيارتها لكنها توقفت بصدمة عندما سمعت لصوته يأتي من خلفها قائلاً :
حياة
التفتت له بصدمة قائلة بتوتر :
إلياس انت بتعمل ايه هنا !!!
ابتسم قائلاً و هو يشير لمطعم موجود أمام البناية :
انا اوقات بكون هنا يعني لو في مواعيد بره الشركة بتكون هنا
اومأت له بتوتر ليسألها قائلاً :
انتي بتعملي ايه هنا
حاولت اخفاء توترها قائلة :
كنت رايحة الشركة و نزلت اشتري ماية من السوبر ماركت
اومأ لها قائلاً :
طب ممكن نتكلم شوية
نفت قائلة باعتراض فهي لم تنسى حديثه معه امس و ما قاله لها :
مش فاضية
اوقفها قائلاً باعتذار :
↚
استني……انا عارف انك زعلانة من اللي قولته امبارح صدقيني مكنش قصدي…..غصب عني بغير عليكي منه بتجنن لما اشوفه قريب منك
استنكرت ما قال لتنظر له قائلة بسخرية :
اشمعنا هو مش بيعمل زيك هو كمان بيغير
نفى برأسه قائلاً بحب :
عشان مش بيحبك زيي انا صحيح شوفتك من قريب بس صدقيني بحبك اوي و بغير عليكي بجنون اعذريني في ده
سعيدة بما قال لكنها خائفة لا تنكر ذلك نظرت له ليتابع هو حديثه قائلاً باعتذار :
متزعليش مني حقك عليا
تنهدت بعمق ثم اومأت برأسها ليسألها بابتسامة :
يعني مش زعلانة
اومأت له قائلة :
اه….اتأخرت و عندي شغل
اوقفها قائلاً بابتسامة :
طب عشان اضمن انك مش زعلانة خلاص ينفع نقضي اليوم سوا يعني نتغدا سوا و نروح المكان اللي انتي عوزاه
كادت ان ترفض لينظر لها برجاء و بعد إلحاح منه وافقت على ما قال
………..
بمستشفى الجارحي
كان يخرج من غرفة العمليات يفكر فيها من تشغل عقله و قلبه منذ سنوات لكن خوفه سبب ابتعاده و تهربه منها نعم يهرب منها منذ ان غادر القصر هو و اخوته و هي تحاول الحديث معه و هو يتعمد تجاهلها و التهرب منها
كان بطريقه لمكتبه لتقع عيناه عليها و هي تقف برفقة احد الأطباء العاملين بالمستشفى تبتسم له و الاخر ينظر لها نظرات غير بريئة بالمرة
اقترب منهم قائلاً بغضب :
واقفين بتعملوا ايه…..مفيش وراكم شغل
ندا ببرود :
وقت الراحة و كنت واقفة مع زميلي شوية في حاجة يا دكتور ريان
ريان بنظرة نارية للطبيب الشاب الذي يقف بجانبها :
روح شوف شغلك
رحل الأخر على الفور و ما ان غادر جذب ريان ندا من يدها خلفه ثم دخل لمكتبه و اغلق الباب خلفه قائلاً بغضب :
انتي عاوز توصلي لايه باللي بتعمليه ده
ندا بغضب :
مش عاوزة اوصل لحاجة اما معملتش حاجة غلط واقفة مع زميلي في وقت الاستراحة ايه اللي مضايقك في كده
ريان بغضب :
يضايقني طبعا
ندا بغضب :
تضايق بصفتك ايه
صمت للحظات بينما هي كانت تتأمل ان ينطق بما تراه بعنياه و لا ينطق به لسانه لكنه قال بهدوء :
بنت عمي
ضحكت بسخرية مريرة قائلة :
بنت عمك اللي بقالك فترة بتتجاهلها و كلما تتكلم معاك تسيبها و تمشي…..بنت عمك في دي بس و الباقي لأ يا ريان
– انا حر
صرخت عليه بغضب يخالف شخصيتها الهادئة
مثله تماماً :
انا كمان حرة اقف مع اللي انا عوزاه ميخصكش
كادت ان تغادر ليوقفها قائلاً بغضب :
استني عندك
التفتت له قائلة بغضب :
نعم
اقترب منها قائلاً بتحذير :
اخر مرة اشوفك واقفة معاه
نظرت له قائلة بسخرية و غضب :
قولتلك ميخصكش انا حرة انت مش ابويا و لا اخويا عشان تحاسبني يا دكتور
غادرت و تركته يشتعل من الغضب و الغيرة تتوعد له بالمزيد من هذا حتى يعترف بما بداخله
…………
بخطوات مرتعشة كانت تدخل من باب القصر الداخلي و هي تتمنى ان لا تراه شهقت بقوة و هي تراه يجلس ببهو القصر ينتظر وصولها منذ الصباح الباكر ما ان علم بقدومها
انتفض واقفاً مقتربًا منها قائلاً بلهفة و اشتياق :
هنا
تراجعت خطوات عدة للخلف بفزع قائلة :
ابعد عني
ابتلع غصة مريرة بحلقه و هو يرى ذعرها الشديد منه قائلاً بندم و ألم بشع ينهش قلبه :
انا اسف
تمالكت نفسها بصعوبة حتى لا تبكي قائلة بصوت مختنق و هي ترى سليم يأتي من خلفه :
حضرتك بعتلي ارجع ليه يا جدو
ابتسم مقترباً منها يحاوط كتفها بيديه قائلاً بحنان :
هنروح مشوار سوا و بعدها اللي انتي عايزاه كله هيحصل يا بنتي
اومأت له بصمت و هي لا تفهم شيء توجهت للخارج برفقته و خلفهم ادهم يستقل سيارة بمفرده حتى لا يزعجها او يسبب له اي خوف
.
.
بعد وقت كان يدخل الثلاثة من باب ذلك المخزن الموجود بمنطقة خالية من السكان
شهقت هنا بقوة عندما وقعت عيناها على سمر مقيدة على مقعد بوجه مليء بالكدمات و بحالة يرثى لها و شخص اخر مقيد على مقعد بجانبها لم تستطيع التعرف على وجهه فقد كان يخفض وجهه فاقداً للوعي و كذلك سمر
تجولت بنظرها بالمكان لتقع عيناها على امرأة عجوز مقيدة على مقعد بجانبهم تنظر نحو سليم بغل و كراهية شديدة اخافتها
خاصة حين نطقت بغل :
والله زمان يا سليم يا جارحي….بس ايه رأيك في اللي عملته بوظتلك حياة حفيدك و حفيدتك و خدت حقي منك و من ابنك و قمر اللي فضلها عليا
ضحك سليم بسخرية و بداخله يتوعد لها فقط صبراً
جاء احد الرجال بمقاعد لهم و جلست هنا بجانب سليم لا تفهم شيء مما يقال و كذلك أدهم المصدوم مما قالته تلك السيدة التي كان قليلاً ما يلتقي بها حتى انها لم تحضر حفلة خطبته على ابنتها الحقيرة بسبب سفرها خارج البلاد
اشار ادهم بيده لأحد الرجال الذي سكب دلو من الماء فوق رأس كلاً من سمر و وائل شهق الاثنان بقوة و معهم هنا التي تفاجأت برؤية وائل
سليم بسخرية و هو يشير سمية :
اعرفك الأول يا أدهم بسمية……طليقة ابوك !!!
توسعت اعين ادهم بصدمة ليتابع سليم حديثه قائلاً بسخرية :
كانت مرات ابوك قبل ما يتجوز قمر…..اتجوزها بعد ما اتخرج من الجامعة كان فاكرها زوجة مناسبة بس هي مكنتش اكتر من واحدة اناينة…..شايفة نفسها بتعمل مشاكل بينا علطول و بتوقع بينه و بين الكل مستهترة و فضل سنتين مستحملها و فضل باقي عليها لما عرف انها حامل بس هي من انانيتها و جحودها راحت و نزلت الولد اللي في بطنها عشان مش جاهزة تكون ام من غير ما ترجع ليه
نظر سليم لادهم المصدوم ثم تابع حديثه :
ابوك كان هيطلقها بس حب يقهرها الأول لانه عارف ان اهم شيء في حياتها مظهرها قدام الناس….اتجوز عليها قمر كانت شغالة عندنا في القصر و اعلن قدام الناس كلها جوازه…هو صحيح مكنش بيحب قمر في الأول بس مع الوقت حبها و هي كمان حبيته و عدى اسبوع و كان ابوك مطلق سمية
ضحكت سمية ساخرة ليتابع سليم حديثه قائلاً :
اما بنتها بعد سنين دخلت حياتنا و دمرت حياة احفادي
نظر لهنا قائلاً بجدية :
كل اللي حصل معاكي كانت هي و بنتها سبب فيه ادهم عمل معاكي كده عشان…….ثم قص عليها ما فعلوه هؤلاء الثلاثة بها
ما انتهى ضحكت سمية قائلة بغل :
كل اللي حصلهم كان بأمر مني و سمر الغبية كنت بحركها و بقولها تعمل ايه بالظبط و هي تنفذ مش عشان غبية لا عشان بتحب الفلوس
سليم بسخرية و احتقار :
طلعالك مش جيباه من بره
نظرت هنا للجميع و الدموع تغرق وجهها وركضت لخارج المخزن و خلفها ادهم و سليم الذي احتضنها بحنان لتبكي باحضانه بانهيار و ادهم يتابعها بحزن و ألم يمزق قلبه يلعن غبائه الذي اوصله معها لما هما فيه الآن بعد دقائق توقفت عن البكاء
ليسألها سليم لهنا بحنان :
هنا يا بنتي انتي دلوقتي عرفتي الحقيقة كلها القرار دلوقتي في ايدك و انتي اللي تقرري تكملي مع ادهم او لأ
صمتت هنا للحظات ثم قالت بجدية و هي تزيل الدموع من على وجهها :
اللي عوزاه يا جدي اني ورقة طلاقي توصلي في
اقرب وقت !!!!
………..
مساءاً بقصر الجارحي
بعد يوم سعيد قضته برفقته و كذلك هو توقفت سيارة إلياس الذي ابتسم بحب لحياة قائلاً :
انبسطت اوي يا حياة عشان كنتي موجودة معايا
ابتسمت هي الاخرى قائلة بابتسامة :
كان يوم حلو فعلا
ابتسم بسعادة ثم التقط كف يدها مقبلاً اياه برقة قائلاً بحب :
تصبحي على خير
جذبت يدها من يده ثم غادرت السيارة و ما ان اختفت من امامه لداخل القصر
رفع إلياس رأسه لأعلى بدون قصد لتقع عيناها على بدر يقف بشرفة غرفته ينظر نحوهم فقط كان يقف هنا منذ وقت بنتظر مجيئها ليطمئن عليها بعدما هاتفها اكثر من مرة لكنها لا تجيب
ليتصنم جسده بمكانه و تشتعل عيناه بغضب و غيرة بعدما شاهدها برفقته بالسيارة تبتسم و ذلك البغيض يقبل يدها دخل لغرفته دافعاً المزهرية بالحائط بغضب ثم جلس ارضاً صدره يعلو و
يهبط بانفعال
اخذ يحدث نفسه…..إلى متى سينتظر حتى تخبره انها لا تريده و ان قلبها يحب غيره و اختار غيره مشاعرها تجاه ذلك المدعو إلياس ظاهرة بوضوح هو فقط من كان يعاند نفسه هي ليست له !!!!
………..
في صباح اليوم التالي بقصر الجارحي
– بدر انت رايح فين
قالتها حياة بصدمة و هي تراه يخرج من غرفته
يجر حقيبته خلفه
التفت لها قائلاً بابتسامة حزينة :
اظن وجودي مبقاش ليه لازمة
سألته بصدمة :
هتسافر
اومأ لها قائلاً بحزن :
مبقاش فيه سبب استنى عشانه…..لاني ببساطة خسرت
التمعت عيناها بالدموع حزينة عليه :
خسرت ايه
تنهد بحزن قائلاً بوجع :
خسرتك انتي يا حياة يعني حتى لو مقولتيش بس انا بلاحظ و بشوف و بحس……حبك ليه واضح من غير كلام
اخفضت وجهها قائلة بصوت مختنق و اسف :
انا اسفة
ابتسم قائلاً بحزن :
متتأسفيش دي حاجة مش بأيدك و لا بأيدي
ابتلع غصة مريرة بحلقه و منع نفسه بصعوبة من احتضانها او تقبيل جبينها لاخر مرة قبل أن يغادر اكتفى فقط بتأمل وجهها و عيناها الساحرة التي لم و لن يرى بجمالها ابداً
منحها ابتسامة صغيرة لم تصل لعيناه و الم ينهش قلبه على فراقها قبل أن يغادر القصر بأكمله
عائداً من حيث جاء !!!
↚
في المساء بقصر الجارحي
كانت مهرة حبيسة غرفتها منذ صباح الأمس كلما حاول التحدث معها لا تجيب فقط يستمع لصوت شهقاتها التي تحاول كتمانها تعجب الجميع من عدم رغبتها في الخروج من غرفتها و ظنوا انها تشاجرت مع اوس الذي حاول بشتى الطرق ان يجعلها تفتح الباب و عندما حاول أن يكسره مساء الأمس ترجته بأن يرحل و لا يكسره
توجه لغرفتها اليوم و هو عازم على ان يجعلها تفتح ذلك الباب اللعين حتى لو سيحطمه رغماً عنها
اوس بصرامة :
مهرة افتحي الزفت الباب ده
لا تجيب فقط ارتفع صوت شهقاتها ليدفعه بقدمه بقرة قائلاً بغضب :
يا تفتحيه يا هكسره و انتي حرة بقى
اقتربت مهرة من الباب قائلة بصوت متحشرج من البكاء و بشهقات عالية :
امشي با اوس
صرخ غاضباً من بكاءها و دفع الباب بقدمه مرة اخرى بقوة :
مش همشي و افتحي الزفت ده احسنلك
فتحت الباب بتردد و ما ان رأى هيئتها وجهها الشاحب و عيناها الحمراء المتتفخة من كثرة البكاء سالها بحزن :
للدرجة دي ندمانة
بكت اكثر قائلة بحزن :
اللي حصل غلط….انا غلطت مكنش ينفع ده يحصل دلوقتي……
قاطعها قائلاً برفق و هو يجذبها لاحضانه محاولاً جعلها تتوقف عن البكاء :
اللي حصل غصب عني و عنك بس انتي مراتي احنا بس اتسرعنا في الخطوة دي
ابعدها عنه محاوطاََ وجهها بيديه قائلاً :
معملناش حاجة حرام كل ده حصل و انتي مراتي قدام ربنا متلوميش نفسك
مسح دموعها قائلاً بحزن :
انتي مش غلطانة انا اللي مقدرتش اتحكم في نفسي
نفت برأسها قائلة بحزن :
كنت اقدر اوقفك بس انا……
لم تستطيع أن تكمل حديثها ليكمل هو بدلاً
عنها قائلاً :
ضعفتي زي ما انا ضعفت
اخفضت وجهها بحزن ليجذبها لاحضانه قائلاً برفق :
حقك عليا و صدقيني مش هتتكرر تاني و انا هحاول اقدم ميعاد الفرح
لازال جسدها يهتز بين يديه من البكاء جذبها و جلس امامها على الفراش قائلاً و هو يجفف دموعها بيده :
اضحكي بقى عايز اشوف ضحكتك يا مهرتي
اومأت له بابتسامة صغيرة صمتت للحظات قبل ان تنظر لعيناه قائلة بحب :
انا بحبك يا اوس اوعى في يوم تجرحني او تخليني اندم اني وثقت فيك
ابتسم بحب مقبلاً جبينها قائلاً :
عمري ما اخليكي تندمي
وضع خصلات شعرها خلف اذنها قائلاً بمرح :
يلا قومي هنخرج نتعشى بره سوا و لو عايزك تروحي اي مكان انا تحت امرك مولاتي الجميلة
ضحكت بخفوت و تجهزت ثم غادرت برفقته و هي تحاول تجاهل شعور الخوف الذي يلازمها و لا
تعرف سببه !!!
………
في صباح يوم جديد…..بحديقة قصر الجارحي
كان الخمسة يجلسون برفقة بعضهم قبل الذهاب لأعمالهم يستمعون لحياة التي تقول بحماس :
الفيلا القديمة اللي كنا قاعدين فيها بقت صغيرة دلوقتي و مش هتكفي ليكم خصوصا بعد ما تتجوزوا و تملوا البيت اولاد حلوين
امير مؤيداً لما تقول :
عندك حق عايزين مكان كبير يكون خاص بينا….نكَون فيه ذكريات لينا و لولادنا فيما بعد ان شاء الله
ادم بابتسامة :
انا فكرت في كده فعلاً و في قصر كبير مساحته مناسبة و كويسة و قريب اوي من هنا
ابتسم الجميع بسعادة لتختفي الابتسامة من على وجه حياة عندما سألها ادم :
من امتى بنخبي…..بتروحي لدكتور نفسي من غير ما تقولي لحد فينا
نظر باقي اخوانها لها….تنهدت بحزن قائلة :
كان لازم اخد الخطوة دي من زمان…..انا زيي زيكم كل واحد جواه خوف لحد دلوقتي حتى لو مش مبين…..مش معنى اني بقول النصيحة لكل واحد فيكم اني تمام و اني بعمل بيها
اوس بعتاب :
طب ليه مقولتيش لينا هو حد كان هيعترض
نفت برأسها قائلة بحزن :
محبتش اشغل حد فيكم و مكنتش حاجة مستاهلة
ادم بعتاب :
محدش اشتكى ليكي اشغلينا يا ستي و لا يهمك احنا عندنا كام حياة يعني عشان ننشغل عنها….زعلت لما عرفت من الحراس مش منك
حياة بتساؤل :
انت بتراقبني
اومأ لها قائلاً بجدية :
انتي و اخواتك بس من بعيد لبعيد عشان ابقى مطمن عليكم
امير بتساؤل :
مرتاحة مع الدكتور او الدكتوره اللي متابعة معاه
اومأت له بصمت ليسألها ريان عن اسم الطبيب لتجيبه قائلة :
عمر أبو زيد
ابتسم قائلاً :
اعرفه قابلته كام مرة قبل كده
امير بتساؤل :
انتي بتحبي بدر و لا لأ
نظرت له بصدمة تتساءل من اين علم و من نظرات الباقين يبدو انهم كانوا يعلمون ايضاً كادت ان تتساءل ليأتيها الرد من ادم قائلاً بهدوء :
احنا عارفين من يوم ما طلب يتجوزك و رفضتيه هو جالنا و قالنا اللي عمله و انه هيفضل يحاول عشان يخليكي تقبلي بيه…..مكنش عاوز يعمل كده ورانا عشان منعرفش من غريب و ما يخسرش ثقتنا فيه
ريان بهدوء :
كان عاوز موافقتنا عشان ميكونش اللي بيعمله غلط
لا تنكر ابداً شعور الاحترام الذي ينمو بداخلها تجاه بدر يوماً بعد يوم جاء سؤال امير مرة اخرى :
بتحبيه يا حياة !!!
ليتابع ادم بغموض :
بتحبي بدر و لا…..إلياس !!!
اخفضت حياة وجهها ارضًا و لم تجيب ليتدخل ريان بالحديث قائلاً :
لو كانت بتحب بدر مكنتش خليته يسافر الظاهر ان اجابة سؤالك…..إلياس+
نظر الأربعة نحوها لتتحاشى النظر نحوهم ليأتيها صوت ادم الساخر :
نفسي اعرف عاجبك فيه ايه ده….انتي خسارة فيه يا بنتي والله
ضحك أوس قائلاً و هو يمسك وجنتها باصبعيه قائلاً بحب اخوي و صدق :
هي خسارة في اي حد اصلا
ابتسمت حياة بخفوت قائلة بعد صمت :
مش عارفة حاجة و مش عارفة اجابة سؤالك….مش عارفة انا عاوزة ايه انا تايهة و مش عارفة احدد حاجة
انا محتاجة القى نفسي الأول
اومأ لها الأربعة بتفهم مقدرون لما تمر به فهي كانت الأصغر سناََ حين حدثت تلك الحادثة ربما هي تأثرت بها اكثر لكونها فتاة تخاف ان تمر بذات التجربة التي مرت بها والدتها
استمع الخمسة لصوت سيارة تصف امام باب القصر التفتوا ليروا من القادم سرعان ما انتفضوا واقفين عندما وقعت اعينهم على يوسف الذي نزل من السيارة بمساعدة السائق مقترباً منهم و هو يستند على العصاه التي تساعده على المشي
قائلاً بوهن و تعب و هو يخفض وجهه بخزى :
الف سلامه عليكم…..محدش كان قالي انكم….كنتوا في المستشفى غير امبارح بس
ابتسم الخمسة بسخرية ليقول هو سريعاً بتبرير ظناً منه انهم لا يصدقونه :
كنت تعبان و كانوا مخبين عليا……..
قاطعه ادم قائلاً بتهكم :
محدش طلب منك تبرير يا يوسف باشا
اخفض يوسف وجهه ارضاً بخزى و ندم قائلاً :
انا اسف
ريان بسخرية :
بس كده
يوسف بندم و اعين تلمع بالدموع :
مش بأيدي غيرها قولولي اعمل ايه عشان تسامحوني انا عارف اني غلطان و مستاهلش السماح اصلا……
امير بسخرية :
اقولك تعمل ايه عشان نسامحك
اومأ له يوسف بلهفة عدة مرات بدون تردد ليأتيه الرد من امير الذي نظر له قائلاً بانفعال :
عندي استعداد اسامحك بس بشرط…..رجعلي امي اللي ماتت….رجعلي سنين عمري اللي فاتت عيشتها يتيم انا و اخواتي بسببك….رجعلي سنين عمري اللي عيشتها في حزن و قهر لو تقدر ترجع كل دول من اول تاني عندي استعداد اسامحك
يوسف بندم و دموع انهمرت على وجنتيه :
لو اقدر ارجعه هرجعه و عمري ما كنت هعيد نفس الغلط و عمري……..
قاطعه اوس قائلاً بسخرية مريرة :
لو رجع الزمن كنت هتعمل نفس اللي عملته اللي يهون عليه ولاده مرة يهونوا عليه بعد كده الف مرة
اقتربت منه حياة قائلة بسخرية :
عارف انت بعد كل السنين ده هنا ليه
نظر له بصمت و لازالت الدموع تنزل من عينيه من شدة الندم و الحزن لتتابع هي حديثها قائلة :
انت هنا دلوقتي و بتطلب السماح عشان براءة امي ظهرت…..جيت هنا عشان عرفت انها بريئة من كل اللي حصل زمان و انها اشرف واحدة
ريان بسخرية :
انت محبتناش…..انت مبتحبش حد غير نفسك
عادت حياة تكمل حديثها قائلة بحزن :
حبك لينا مشروط بحبك ليها لما هي كانت مذنبة احنا كمان مذنبين و وحشين لما برائتها ظهرت يبقى احنا كويسين
امير بسخرية يخفى بها الألم الذي يعصف بقلبه :
الاب مش بيحب ولاده بشروط
يوسف بحزن محاولاً التبرير :
حطوا نفسكم مكاني…..لو مراتك شوفتها في وضع زي ده كنت هتعمل ايه
جاءه رد ادم قائلاً بقوة :
لو كنت مكانك و اتأكدت انها بتخوني مع ان ده مستحيل يحصل كنت هسيبها و ابعد عنها مكنتش هاخد ولادي بذنبها
ريان بسخرية مريرة و هو ينظر ليوسف الذي يجفف دموعه لكنها تتمرد و تعود و تنزل على وجنتيه
مرة اخرى :
دموعك مش هتخليك تصعب علينا و لا هتخلي قلبنا يحن…..قسوك القلب اتعلمناها منك….و انت كنت استاذ فيها
ثم تابع و هو يشير لسيارة يوسف قائلاً :
لو سمحت امشي وجودك هنا مش مرحب بيه
التفت يوسف مغادراً و بداخله يردد بحزن و وجع :
اشرب يا يوسف اللي عملته طول السنين بتحصده دلوقتي ذرعت في قلوبهم كره و اهو اديك بتشوفه
طلعت انت الظالم مش المظلوم زي ما كنت فاكر
غادر بينما الخمسة غادروا هم ايضاً بدون كلام قلوبهم تتمزق حرفياً من الداخل من الحزن
………..
بذلك الحي الشعبي الذي يبعد الكثير عن قصر العمري الذي لازالت تسكن فيه حتى الآن متجاهلة نظرات الرفض التي تراها بأعين الجميع من بقائها برفقتهم به
كانت سارة تجلس برفقة محسن علي اسطح البنايات المتهالكة قائلة بمكر :
مش هنحتاج نركب كاميرات تاني…..اللي خططنا ليه حصل بسرعة
اغلق الفيديو الذي شاهد القليل منه مبتسماً بثقة لتسأله هي :
عرفت ازاي ان ممكن واحد فيهم يحصل معاه كده
ابتسم بسخرية قائلاً :
تلاتة متجوزين ازاي مفيش واحد فيهم هيقرب من مراته يعني غير كده لو مكنتش فادت في ده كانت هتفيد في اننا نعرف اللي بيحصل هناك في القصر و كنا كمان هنشوف طريقة تانية ندخلك بيها القصر
اومأت له بصمت ليأمرها قائلاً بصرامة :
تطلعي من هنا عليه علطول ع المأذون !!!!
ابتسمت بثقة قائلة :
اعتبره حصل
ابتسم متابعاً حديثه يبث السموم بعقلها محفزاً الكره و الحقد تجاههم بداخلها حتى تبقى تقاتل بضراوة دون أن تستسلم :
افتكري دايما انهم قتلوا امك و سبب رميتي هنا و مش بس كده حياة اللي خدت منك إلياس اللي مبقاش يفارقها لحظة امبارح كان معاها طول اليوم
خروجات و فسح
اومأت له بغل و حقد و لم يهمها ما قال سوى ذكره لحياة التي تشكل خطر كبير عليها فهي على شفا ان تأخد حبيبها منها ان لم تكن اخذته بالفعل !!!
……….
بمحافظة اخرى كانت هنا تجلس برفقة عمتها صالحة التي تحدثها محاولة ان تعرف منها ما حدث لتطلب الطلاق :
يا بنتي قوليلي مالك بس ربنا يهديكي أدهم عملك ايه و ليه عايزة تطلقي انتوا لحقتوا ده انتوا مكملتوش شهر جواز……الناس تقول ايه
هنا بضيق و غضب :
↚
تولع الناس مليش دعوة بحد
زفرت بضيق فهي اصبحت تمقت التحدث عن
ادهم قائلة :
عايزة اطلق لأسباب خاصة بيا و بيه يا عمتي مقدرش اقولك عليها
صالحة بحزن و عتاب :
يا بنتي طب اقعدوا اتفاهموا و اتكلموا سوا يمكن تتحل المشكلة بينكم الجواز مش لعبة
وقفت هنا قائلة بصرامة و ضيق قبل أن تدخل لغرفتها :
ده اخر كلام عندي يا عمتي مش هغير رأيي
تنهدت صالحة بحزن قائلة :
مش عارفة اقولك ايه يا بنتي ربنا يهديكم و يتصلح حالكم انتوا الاتنين يارب
ما ان دخلت هنا لغرفتها استلقت على فراشها تحاوط جسدها بيدها و دخلت في نوبة بكاء مرير محاولة كتم شهقاتها حتى لا تسمع عمتها لقد دمرها أدهم حرفياً
.
.
بعد وقت
طرقات متتالية على باب منزل عمة هنا فتحت صالحة الباب و ابتسمت من ان رأت ادهم
جذبته للداخل قائلة :
ادخل يا بني هي في اوضتها اتكلم معاها و حلوا مشاكلكم براحة الطلاق مش حل ربنا يهدي سركم
اومأ لها بصمت لتخرج هي من المنزل متوجهة لجارتها التي تقيم بالمنزل المقابل لها حتى يتحدثون على راحتهم
طرق ادهم بخفوت على باب غرفة هنا التي سمحت بالدخول ظنناً منها ان الطارق عمتها
ما ان دخل وقعت عيناه عليها تجلس امام الشرفة تنظر للشارع بشرود نظر لها بألم يعتصر قلبه من هيئتها الشاحبة و الذابلة و هو السبب نطق اسمها بصوت معذب و نادم :
هنا
التفتت للخلف على الفور لتقع عيناها عليه قائلة بغضب شديد :
انت ايه اللي جابك هنا
– انا استأذنت من عمتك و هي سمحتلي ادخل
اشارت نحو الباب قائلة بغضب و هي تتراجع للخلف تلتصق بالحائط و جسدها ينتفض
من الخوف :
اطلع بره
ادهم برجاء و توسل :
هنا اديني فرصة واحدة بس صدقيني غصب عني انا بحبك والله
صرخت عليه بغضب :
وانا بكرهك سامعني بكرهك…..اطلع بره
اومأ لها قائلاً برجاء :
طب خلينا نتكلم بهدوء و هعملك كل اللي انتي عوزاه بس إلا الطلاق
هنا بغضب :
عوزاك تطلقني و تخرج بره
ثم تابعت بغضب اكبر :
مش عايزاك و لا طيقاك ايه ما بتفهمش بكرهك يا ادهم اللي بكرهك خليك راجل و طلقني
ادهم برجاء :
هنا
انهارت ارضاً تضم قدمها لصدرها قائلة بضعف :
طلقني مش عوزاك و لا عاوزة اشوفك…..سيبني فحالي بقى…..انت بقيت بخاف منك
ابتلع غصة مريرة بحلقه قائلاً بألم :
مش بتحبيني
جاءه ردها على الفور :
مش بحبك
سألها مرة اخرى بألم :
هتبقي مبسوطة لو عملت اللي عوزاه يا هنا
اومأت له عدة مرات ليعم الصمت بالمكان للحظات قبل أن يقول ادهم بوجع :
انتي طالق يا هنا !!!
……….
بشركة الادم
كان اوس يجلس بمكتبه يتابع عمله بتركيز شديد حتى قاطعه صوت رنين هاتف مكتبه تخبره السكرتيرة الخاصة به بأن هناك من تريد رؤيته و لم تفصح عن هويتها
طلب منها ان تجعلها تدخل و ما دخلت و وقعت عيناه عليه ردد باستغراب :
انتي !!!
سرعان ما ردد ساخراً :
خير و لو ان اللي يجي من وراكي انتي عمره ما يكون خير ابداً
جلست على المقعد الموجود امام مكتبه قائلة بسخرية مماثلة و مكر :
جبت من الاخر هو اكيد طبعا مش خير
أوس بنفاذ صبر و غضب :
اخلصي مش فاضيلكم يا تقولي جاية ليه يأما تطلعي بره
وضعت قدم فوق الأخرى قائلة باستفزاز :
هدي اعصابك بس…..هتحتاجها الفترة الجاية
ثم تابعت بغمزة وقحة من عيناها قائلة :
عايزاك بخصوص المدام…..هي مش بقت مدام برضوا و لا ايه
هب واقفاً و كاد ان يصرخ عليها لتوقفه قائلة بسخرية و هي تفتح هاتفها و تضعه امام وجهه :
قبل ما تتكلم عايزاك تشوف ده بس و تقولي رأيك
توسعت عيناه بصدمة و توقف قلبه عن النبض بينما يرى فيديو مصور له برفقة زوجته بوضع غير لائق ابداً قذف الهاتف بالحائط ليتفتت بمئة قطعة قائلاً بغضب و نبرة من الجحميم لا تنكر ابداً انها ارتعبت منها :
اه يا بن……
كاد ان يصفعها لتوقفه قائلة بتهديد :
ايدك لتندم الفيديو ده عندي منه نسخ كتير جدا بسهولة اوي ممكن اخليه على كل المواقع و ينتشر في كل حتة و تبقى فضيحة بجلاجل ليك و للمدام
قالت الأخيرة بسخرية ليجذبها من خصلات شعرها بقوة قائلاً بغضب و صدره يعلو و يهبط
بانفعال شديد :
هقتلك
ابتعدت عنه بصعوبة قائلة بتهديد :
غيري هينفذ لو انا جرالي حاجة…..و خد بالك اوعى تتهور اصل الموضوع ما يخصكش بس ده يخص شرفك و شرف المدام !!
توقف للحظات ينظر لها بغضب تحكم به بصعوبة فتلك الحقيرة محقة سألها بغضب و هو يجز
على اسنانه :
عايزة ايه
جلست على مقعدها مرة اخرى تضع قدماً فوق الاخرى قائلة بغرور و سخرية :
كده تعجبني
كور قبضة يده بغل لتتابع هي حديثها قائلة :
تتجوزني !!!
توسعت عيناه بصدمة قائلاً بغضب :
نعم يا روح امك
صرخت عليه قائلة بغضب :
احترم نفسك……قولت بلاش غلط
ثم تابعت بثقة :
هتتجوزني يا اوس و هنروح ع المأذون سوى دلوقتي ايه رأيك بقى
نظرت له قائلة بتهديد :
يا كده يأما هطلع من هنا و اتفرج ع الفضايح بقى
صرخ عليها بغل :
ورحمة امي ما هرحمك
ابتسمت بسخرية قائلة :
نصيحة مني وافق اصل مفيش قدامك حل تاني يا الجواز يا الفضيحة ليك انت و المدام …..ها قولت ايه !!!!
……..
في صباح اليوم التالي كان الجميع في عطلة مجتمعين ببهو القصر عدا اوس الذي اختفى منذ الصباح الباكر و عندما هاتفه ادم اخبره انه بالطريق
مر وقت قصير و كان اوس يدخل القصر بخطوات مترددة و قلبه يخفق بقوة مما سيحدث الآن و بجانبه تسير تلك الافعى بغرور و ثقة
توجهت الانظار من الجميع عليهم و كان ادم اول من سأل قائلاً بغضب :
دي بتعمل ايه هنا !!!
صمت اوس للحظات قبل ان يقول بصعوبة :
انا و سارة اتجوزنا !!!!
صوت شهقات من الجميع عم المكان ليقترب ريان من اوس قائلاً بغضب :
انت اتجننت و لا ايه……ايه اللي بتقوله ده يا اوس
اوس بهدوء يخفى خلفه الكثير بينما سارة تقف بجانبه تنظر للجميع بثقة و غرور :
اللي سمعته انا و سارة اتجوزنا
قالها و هو يتحاشى النظر للجميع و خاصة هي فلو كانت النظرات تقتل لكان سقط صريعاً فور رؤيته نظرة الخزى التي تصوبها نحوه بعيناها
اقتربت منه و ما ان وقفت امامه مباشرة سألته :
اتجوزتها ليه
اشاح وجهه بعيداً عنها قائلاً بهدوء :
هو الواحد بيتجوز ليه
سقطت دموعها واحدة تلو الأخرى قائلة بوجع :
اللي قولته عنك من الأول كان صح….طلعت ممثل شاطر اوي يا اوس
جاهد كثيراً ان يبقى ثابتاً و لا يجذبها لاحضانه يطوقها بين ذراعيه يخبرها انه فعل ذلك جبراً لكنه تمالك نفسه
ابتعدت مهرة للخلف و الدوار يهاجمها قائلة بوجع :
انا ندمانة اني عرفت واحد زيك
سرعان ما سقطت ارضاً حملها اوس على الفور لأحد الغرف و الجميع خلفه لا يستوعبون ما فعل !!!
فحصها ريان قائلاً :
اعصابها تعبانة جدا و لازم ترتاح ، عطيتها مهدأ هي نايمة دلوقتي
جذب ادم اوس من يده بقوة و خرج للخارج و خلفه اخوته قائلاً بهدوء يسبق العاصفة :
انت ايه اللي عملته ده
ليأتيه رد أوس قائلاً ببرود مصطنع :
انا حر لا عملت حاجة غلط و لا حاجة حرام انا اتجوزت على سنة الله و رسوله
صرخ ادم عليه بغضب :
تقوم تتجوز دي ملقتش غير سارة اللي تتجوزها طب و اللي عشمتها و حبيتك و ربطت اسمها باسمك و وثقت فيك ذنبها ايه طالما انت زبالة عينك فارغة
حاجة متخصكش دي تخصني انا طلع نفسك بره الموضوع يا ادم
نظرت حياة له بعدم تصديق من برودته بالحديث كأنه لم يحطم قلب فتاة احبته بصدق نفس الشئ مع ريان و امير و ادم كلاً منهم يشعر بالغيظ الشديد منه لم يشعر ادم بنفسه سوى و يده تهوى بصفعة قاسية على صدغه لعلها تجعله يفيق و يعي
ما ارتكبه
خرجت رحمة من غرفة مهرة قائلة ببكاء و عتاب :
كده يا أوس هي دي الأمانة اللي امنتك عليها لو مكنتش عايز بنت اختي من الاول و ناوي تتجوز عليها كنت اتجوزتها من الاول ليه
اعتدل اوس يتحسس مكان صفعة شقيقه بحزن داخلي لأول مرة يفعلها بحياته نظر لهم بجمود ثم غادر الفيلا بأكملها يقود سيارته بغضب شديد
بينما تلك الحية تقف أعلى الدرج تنظر لما يحدث بانتصار اخذت تتوعد لهم بالمزيد مرددة
بتوعد و شر :
لسه اللي جاي موت امي مش هيعدي بالساهل مابقاش سارة لو مدفعتش كل واحد فيهم تمن
موتها !!!!!
………
↚
حل المساء و هي كما هي غافية على فراشها بعالم اخر تهرب به من الواقع المرير الذي ستستيقظ عليه
هو انه قد خذلها !!!
بجانبها فرح و نوران يقوموا بالاعتناء بها……في منتصف الليل عاد اوس للقصر بعد وقت طويل قضاه بالخارج حتى يهرب من نظرات الجميع و الأسئلة التي ستوجه له
توجه لغرفة مهرة مباشرة و فتح الباب بهدوء ليتفاجأ بفرح و نوران غافيتان على فراش بجانبها اقترب منها بحذر و بدون اصدار اي صوت و ما ان وقعت عيناه على وجهها الشاحب شعر بسكين حاد اصاب قلبه العاشق لها لكان ما بيده حيلة اضطر لفعل ذلك قبل جبينها هامساً بأذنها بحب و اعتذار :
انا اسف يا مهرة
قالها ثم غادر الغرفة بهدوء و بدون اصدار اي صوت لكن ما ان صعد لغرفته اشتعلت عيناه بغضب عاصف ما ان وقعت عيناه على تلك الحقيرة تنام على فراشه بكل ارياحية تشاهد احد المجلات الخاصة بالازياء اقترب منها جاذباً اياها من على فراشه قائلاً بغضب :
انتي بتعملي ايه هنا
نزعت يدها من بين يديه قائلة ببرود :
هكون بعمل ايه يعني هنام
تمالك نفسه بصعوبة حتى لا يبرحها ضرباََ قائلاً بغضب و نفاذ صبر :
غوري بره الأوضة و شوفي مكان تاني اتخمدي فيه
ضحكت قائلة بسخرية :
طب ما نعكسها احسن…..و تطلع انت بره
جلست على الفراش قائلة ببرود :
انا مش ناوية اطلع من الأوضة دي لو انت عاوز غير كده يبقى تطلع انت لو تحب…..و اه صحيح ايدك لو اترفعت تاني هتندم يا حبيبى
قالتها ثم جذبت الغطاء على جسدها و تركته يقف يشتعل من الغضب خرج من الغرفة بغضب متوجهاََ لغرفة اخرى ينام بها
………..
في صباح اليوم التالي بقصر الجارحي
استيقظت مهرة لكنها لم تجد احد بجانبها و ما ان تذكرت ما حدث امس بكت بقوة سرعان ما حففت دموعها و هبت واقفة من على فراشها تجمع ثيابها بحقيبتها الصغيرة و خرجت من غرفتها تنوي مغادرة هذا القصر فبعد ما فعله بها لن تبقى معه لحظة واحدة
.
.
– رايحة فين !!!
قالها بصدمة و هو يجدها تخرج من غرفتها تحمل بيدها حقيبة ثيابها الصغيرة بوجهها الشاحب و اعين حمراء من كثرة البكاء
تجاهلته و توجهت للباب و كادت ان تخرج لكن بلحظة جذبها من يدها قائلاً بغضب :
بقولك رايحة فين
صرخت عليه بغضب :
رايحة في داهية
جاء صوت سارة التي تجلس خلفهم على الاريكة الموجودة ببهو القصر تضع قدم فوق الاخرى بغرور قائلة ببرود :
يبقى احسن بردو
تبادلت النظرات بغرور مع مهرة التي تناظرها بشراسة و صدرها يعلو و يهبط بانفعال لوهلة شعرت سارة بالخوف منها
اوس بغضب و هو يوجه نظرات حادة غاضبة نحو سارة التي لم تبالي بها :
اطلعي فوق
ابتسمت بدلال قبل أن تقف متوجهة لها تقبل وجنتيه قائلة :
انت تؤمر يا حبيبي
بينما هو كان يتابعها و هي تصعد الدرج بغضب ثم التفت لمهرة التي تنظر له بغضب و خيبة امل مردداً بهدوء حاول التحلي به :
مهرة خلينا نتكلم بهدوء و هف…….
مهرة بغضب و هي تدفع يده بعيدًا عنها :
مفيش حاجة تتقال طلقني !!!
اوس بغضب :
مش هيحصل
لتصرخ عليه بغضب و دموع هربت من عيناها لم تستطع السيطرة عليها :
هتعمل بيا ايه تاني بعد ما خدت اللي عاوزه….بس انا اللي غلطانة اني وثقت فيك و ما سمعتش كلامها لما نصحتني ابعد عنك
ببكاء شديد و دموع نغرق وجهها :
عملت كل التمثيلية دي عشان بس تقرب مني اوهمتني بحبك اللي مش موجود خلتني احبك و انت متستاهلش رفعتني لسابع سما و رمتني على جدور رقبتي لسابع ارض
نظر لها بأعين تلمع بالدموع لتتابع هي بوجع :
عملت فيا كده ليه
لم يجيب لتدفعه بصدره حتى عاد للخلف عدة خطوات قائلة بقهر و بكاء :
ليه…..رد اتكلم…..قول اي حاجة
وقعت ارضاً قائلة بدموع و رجاء ان يتحدث يخبرها بأي شيء انه يحبها لم يخدعها :
دافع عن نفسك
انحنى نحوها قائلاً بأعين لامعة بدموع تهدد بالنزول بأي وقت و ألم عاصف بقلبه لرؤيتها هكذا :
لما قربت منك كانت لحظة ضعف مني و منك صحيح كان مكتوب كتابنا بس….لكن كنتي مراتي يا مهرة و رغم انها كانت اجمل ليلة في حياتي بس هي سبب اللي انا و انتي بنعيشه دلوقتي !!!!
قالها ثم بلحظة حملها بين يديه مستغلاً حالة التيه التي اصابتها و اعادها لغرقتها متوجهاََ لخارج القصر مصدراً اوامر بعدم خروجها من القصر تحت اي ظرف كان بدون اوامره
……….
بعد وقت بشركة الأدم
دخلت حياة لمكتب اوس ما ان سمح لها بالدخول لتجده يجلس على الاريكة يضع رأسه بين يديه
اقتربت منه قائلة بحزن :
اوس
نظر لها بهدوء مزيف لتجلس بالقرب منه قائلة بحزن و عتاب :
عملت كده ليه….ايه اللي يخليك توجع مهرة بالشكل ده و تتجوز واحدة زي دي
كاد ان يجيبها برده الذي لم يجد غيره :
اللي بيتجوز بيتجوز ليه
ردت عليه بضيق :
اللي يتجوز على مراته من غير سبب يبقى عينه فارغة و اللي يتجوز على واحدة بعد ما قرب منها و وثقت فيه يبقى ندل و جبان
اقتربت منه قائلة و هي تدير وجهه الذي اشاح به بعيداً عنها قائلة بثقة :
بس انا اخويا مش ندل و جبان و لا عينه فارغة
سألته برجاء :
اتكلم يا اوس ايه اللي جابرك ع الجوازة دي…..انا اختك و هما اخواتك محدش هيخاف عليك و لا يساعدك زينا
اشاح وجهه مرة اخرى و هو يبتلع غصة مريرة بحلقه لتعود و تدير وجهه تجاهه قائلة بعتاب :
من امتى بنخبي على بعض حاجة…..مش اتعاهدنا احنا الخمسة عمر ما حد يكدب ع التاني و إن نفضل ضهرنا في ضهر بعض و نفضل سند لبعض طول العمر بتخلف بالعهد ليه
نطق اسمها بتوسل :
حياة كفاية
نفت برأسها قائلة بتصميم :
اتكلم يا اوس…..ايه اللي جابرك حصل ايه عشان تربط اسمك باسمها
دخل ادم و ريان و امير بتلك اللحظة لينظر لهم بصمت لعدة لحظات قبل أن يتنهد بحزن يخبرهم بما حدث اليومان الماضيان
– غبي !!!!
قالها ادم بغضب و هو يلكم اوس بقوة بعدما استمع لكل ما قال
امسكه من مقدمة ثيابه قائلاً بغضب و غيظ :
غبي عشان خبيت علينا حاجة زي دي و نسيت ان احنا اخواتك محدش هيقف جنبك و يساعدك قدنا
ريان بعتاب :
دي مراتك يعني محدش ليه عندك حاجة
صرخ اوس عليهم بغضب قائلاً :
كنت عايزني اقولكم ايه ، الموضوع يخص شرف مراتي و شرفي
ركل المقعد الموجود امام المكتب قائلاً بغضب :
فيديو زي ده لو اتنشر مراتي جسمها اللي هيتعرى وسط الناس كلها ، الموضوع لو كان يخصني انا مش مهم لكن ده يخصها هي قبلي
ثم تابع بغضب و صدره يعلو و يهبط بانفعال :
مين قال اني مكنتش هقولكم ، الزبالة دي هددتني اني ما اتكلمش و سكت مضطر ، مش بأيدي
صمت عم المكان بعد ما قال لم يقطعه سوى صوت حياة قائلة بتساؤل :
ازاي فيديو زي ده اتصور ، اكيد في كاميرات متركبة في اوضتك و الاكيد ان اللي ركبها حد من جوه الفيلا
وافقها امير على ما تقول :
مظبوط
ادم بضيق :
لازم نتأكد ان مفيش كاميرات تانية جوه الاوض في القصر+
ريان بتساؤل :
بس هنعرف الشخص ده ازاي و هنعرف اذا كان ركب في باقي الاوض و لا لأ
تنهد ادم قائلاً بتعب من كم المشاكل التي تأتي وراء بعضها :
لو وصلنا للشخص اللي جوه القصر و عمل كده ساعتها هنعرف اذا كان ركب في اوض ايه بالظبط
حياة بحيرة :
كل اللي شغالين هنا موجودين من زمان و واثقين فيهم مين منهم ممكن يعمل كده
اوس بتفكير :
نسينا كمان حاجة مهمة وسط اللي حصل الفترة اللي فاتت كلها
نظر له الأربعة بعدك فهم ليتابع قائلاً بتفكير :
مين اللي دخل ثريا القصر و هو كله متأمن محدش هيدخل و يطلع كده بالساهل
حياة بتفكير :
الا اذا كان حد من جوه القصر ساعدها
صمت عم المكان لدقائق قطعه ادم قائلاً بتذكر :
فاكرين يوم ما ثريا ضربت نار عليكم
اومأ له الجميع ليتابع حديثه قائلاً :
يومها شوفت واحدة قريبة……..ثم قص عليهم تلك ما حدث يومها و تلك الخادمة التي اخبرته انها خالتها و تعمل معهم بالقصر من اليوم
ما ان انتهى بعد وقت قصير من التفكير اجمع الخمسة على ذلك الحل !!!!
……..
بعد وقت
بأحد المخازن التابعة لعائلة الجارحي
كانت تلك الخادمة التي تدعى ( أماني ) مقيدة بالاصفاد و ملقاة ارضاََ على الأرض ترتجف من شدة الخوف مرت دقائق و دخل الخمسة من باب المخزن متوجهين نحوها لتقول بخوف :
ادم باشا فيه ايه انا معملتش حاجة….انا هنا ليه !!!
اوس بغضب :
انتي اللي ساعدتي ثريا تدخل القصر و انتي اللي ساعدتيهم يركبوا كاميرات في الاوض
نفت برأسها عدة مرات قائلة بخوف :
محصلش يا باشا انا مش ممكن اعمل كده
ادم بغضب و مكر :
الكاميرات صورتك و انتي بتساعديهم
اوس بغضب :
ما تنطقي يا ب……..
انتفضت مكانها بخوف قائلة :
هقول كل حاجة اعرفها بس ارحمني يا باشا ابوس ايدك….ارحمني
تبادل الخمسة النظرات فالقصر من الداخل لا يوجد به كاميرات ما قاله اوس فقط حتى يوقعها بالحديث
نظر لها الخمسة بانتباه و هي تقول ببكاء و خوف :
اول مرة كنت انا اللي دخلت الست ثريا القصر على اساس انها خالتي و انها خارسة
امير باحتقار :
مقابل ايه
اجابته بخوف و بكاء :
الست ثريا كانت قالتلي انها هتعطيني شقة تمليك عشان اتجوز فيها و كمان مبلغ مش كبير
ثم تابعت و هي تتراجع بجسدها للخلف بخوف من نظراتها المشتعلة من الغضب :
بس حصل اللي حصل و الست ثريا ماتت و معرفتش اخد حقي بعدها بفترة اسبوعين تقريباً لقيت الست سارة بتكلمني و بتقولي انها هتعطيني اللي اتفقت عليه مع الست ثريا و فوقيهم عشرين الف جنيه مقابل اني ادخلها القصر لحد اوضكم
ثم تابعت و هي تبتلع ريقها بخوف :
ادتني اللي اتفقنا عليه و دخلتها القصر و اتفاجأت بيها بتركب كاميرات في اوضة اوس باشا اول أوضة بدأت فيها و لما كنا هنكمل في باقي الاوض الست مهرة و فرح دخلوا القصر فطلعتها بسرعة من الباب اللي ورا قبل ما حد يجي على اساس انها تيجي تركب الباقي بكره بس مجتش و لا كلمتني خالص
ريان بغضب :
يعني هي ركبت في اوضة اوس بس كاميرات
اومأت له عدة مرات بنعم ليشير ادم لأحد رجاله الذي اخدها من امامه لتلك الغرفة و سرعان ما تعالى صراخها بعدما قام بإصدار اوامر لرجاله بالمجيء بنساء حتى يبرحوها ضرباً
لم يكتفي بذلك بل قام بحرق منزلها الذي تحصلت عليه من سارة بأكمله حتى اصبح رماداً و صادر الأموال التي كانت اخذتهم و احرقهم امام عيناها
……….
كانت تخرج من جامعتها لتتفاجأ به أمامها قائلاً بابتسامة حب :
وحشتيني
ابتسمت بخفوت قائلة بتساؤل :
جاي ليه
ضحك بخفوت قائلاً بابتسامته الجذابة :
ما قولتلك وحشتني و جيت اشوفك
ابتسمت بخجل اشار بيده نحو سيارتها حتى تصعد معه ابتسمت و صعدت للسيارة و هو خلف عجلة القيادة و قبل ان يقود اوقفته قائلة بابتسامة :
عربيتي هنا و عندي كذا مشوار هروحه
– طب ركبتي ليه
ابتسمت قائلة بهدوء :
↚
مش هنتكلم في الشارع يعني
اومأ لها بصمت ثم سألها :
هتروحي فين
توترت و حاولت ان تخفي ذلك قائلة :
الشركة و كمان هخرج انا و زينة
اومأ لها و لا يدري لما توترت من سؤاله التقط يدها بين يديه ثم قبلها بحب…..سرعان ما جذبتها من بين يديه بتوتر و خجل
تنهد بعمق يسألها ذلك السؤال الذي حيره :
تهربي مني ليه يا حياة….ليه بحس انك عاوزة تقولي الكلمة اللي نفسي اسمعها منك بس بشوف في عينك تردد و خوف
ابتلعت ريقها بتوتر ليسألها بحزن :
ليه خايفة مني……انا بحبك
تنهدت بعمق قبل ان تردد بحذر و حزن :
الحب لوحده مش كفاية مينفعش ادخل في ارتباط مبني على حب بس و اتجاهل الباقي
– اللي هو !!!
لم تجيب ليحثها على الحديث قائلاً :
اتكلمي….قولي اللي جواكي
نظرت له قائلة برجاء :
مش عايزة اتكلم دلوقتي……وقت لما اكون جاهزة اتكلم هتكلم معاك بس عايزة شوية وقت ممكن
ابتسم بحزن ثم اومأ برأسه قائلاً :
ممكن
دار بينهم حديث قصير و قبل ان تغادر سيارته اوقفها واضعاََ تلك الوردة الحمراء خلف اذنها قائلاً بابتسامة و حب :
بحبك
منحته ابتسامة خجلة قبل ان تغادر بسيارتها نحو طبيبها النفسي و هو ينظر لاثرها بحب ثم انطلق بسيارته عائداََ لعمله
……….
بعيادة الطبيب النفسي عمر أبو زيد خطت حياة لداخل مكتبه بعدما سمح لها بالدخول بعد أن تبادلت مع التحية جلست على المقعد الموجود امام مكتبه ليسألها بابتسامة و تساؤل :
ميعاد الجلسة بتاعتك بعد تلت ايام لسه مش دلوقتي !!!
اومأت له قائلة :
عارفة بس كنت محتاجة اتكلم مع حد في مشكلة اني جيت بدري عن ميعادي
نفى برأسه قائلاً بنفس الابتسامة :
لا ابدا تحت امرك في اي وقت
شكرته ثم اطلقت تنهيدة عميقة و بدأت تقص عليه علاقتها ببدر و إلياس و ما حدث مؤخراً و ما ان انتهت سألها و هو يتابع حديثها باهتمام و تركيز :
انتي بتحسي ناحية كل واحد فيهم بأيه
اجابته و هي تنظر للفراغ بشرود :
مع إلياس في مشاعر حب بس حب معاه خوف !!!
– خوف من ايه
تنهدت بعمق قبل أن تبوح بكل ما بداخلها :
بشوف فيه يوسف العمري كل تصرفاته بتحسسني بخوف…..خوف من اني اكون نسخة تانية من ماما عصبيته….تهوره….تلميحاته و نظراته اللي بشوف فيها شك اني أخلاقي وحشة عشان انا بنتها جوايا حب ليه بس لو قبلت الحب ده و قبلت بيه معناها اني هفضل طول عمري عايشة في خوف
– طب و بدر
ابتسمت قائلة :
عيونه دايما بشوف فيها حب و امان هو حنين اوي و دمه خفيف يدخل القلب علطول بحسه اب و اخ و صديق بحس معاه بأمان مش بحسه مع إلياس يعني برتاح معاه في الكلام مع إلياس ببقى عاملة حساب لكل كلمة تطلع مني بس معاه بتصرف بتلقائية عفوية بقول كل اللي جوايا بحس انه بيفهمني اكتر من نفسي رغم اني ماقبلتوش غير من فترة صغيرة
سألها بهدوء :
معندكيش ثقة في إلياس عشان كده بتتكلمي معاه
بحساب و حذر
ابتسمت بسخرية قائلة :
لو أنا حكيت لبدر اللي بقوله ليك هيسمعني بس إلياس هيغضب و يثور
– مش يمكن من غيرته عليكي و بدر مش بيغير عليكي…..بيقولوا الغيرة دليل الحب !!
نظرت له قائلة بحزن :
بدر بيغير و بشوف ده في عينه بس بيسمعني بيتحكم في نفسه عشان ميأذنيش بكلمة لكن إلياس بحس بخوف انه يفهمني غلط لو فضفضت معاه و قولتله ع اللي جوايا
– يعني بتحبي بدر
تنهدت بعمق قبل أن ترد عليه قائلة بحزن :
بحب الأمان اللي بحسه مع بدر و بكره الخوف اللي بحسه تجاه إلياس لاني حاسه بحب ناحيته و مش عاوزة احس بخوف معاه
ابتسم قائلاً بتفهم :
يعني عاوزة الأمان اللي بتحسيه مع بدر يكون موجود مع إلياس
اومأت له بصمت ليتابع هو :
اللي بيحب حد بيحبه بعيوبه
تنهدت بحزن قائلة :
يمكن لو مكنش حصل اللي حصل معايا زمان و الحادثة دي حصلت كنت هحب إلياس زي ما هو من غير خوف كنت هحبه بعيوبه
اغمضت عيناها بحزن متابعة :
بس انا عيشت وجع كتير مش عايزة اجازف و اعيش
وجع جديد
ابتسم قائلاً :
محتاجة قاعدة مصارحة مع إلياس
سألته بتعجب :
قصدك ايه
ابتسم مرة اخرى قائلاً بهدوء :
تقعدي مع إلياس و تتكلمي معاه احكيله عن مخاوفك منه قوليله باللي بتحسي بيه فهميه انك محتاجة منك يطمنك و انك بتحبيه قوليله كل اللي جواكي….
قاطعته قائلة بنفي :
مقدرش اقوله
سألها بتعجب :
ليه !!!
ابتلعت ريقها قائلة بتوتر :
مش حابة اكون ضعيفة في نظره
ابتسم قائلاً بتفهم :
عايزة تفضلي دايماً قوية في نظره عشان ميفكرش يأذيكي ابداً زي ما والدك عمل مع والدتك اللي على حسب كلامك كانت شخصيتها ضعيفة
اومأت له بنعم ليتابع حديثه قائلاً بابتسامة :
انك تفضلي في نظرة قوية عشان تستمر العلاقة ده غلط العلاقة اللي مبنية ع الحب و التفاهم بين الاتنين و غير كده فيها الامان قبل اي حاجة هي اللي بتستمر….تفكيرك غلط
سألها مرة اخرى :
متأكدة شعورك نحو إلياس حب
توترت ليسألها مرة اخرى :
بتحبي إلياس من امتى
اغمضت عيناها ثم اخذت نفس عميق قبل ان تتحدث قائلة :
لما كنا صغيرين كنت دايماً بفكر فيه كنا دايمًا بنلعب مع بعض و كان قريب مني اويلما بعدت عنه و عن كل اللي في القصر فضلت افكر فيه كتير و فضل التفكير ده ملازمني لحد ما كبرت و عرفت ان اللي جوايا من ناحيته حب
ابتسم قائلاً :
مش كل حب طفولة لازم يكون حقيقي و يستمر و مش عشان بتفكري فيه كتير يبقى بتحبيه وارد جداً يكون شعورك ناحيته تعود مش حب اتعودتي انك تفكري فيه هو بس ترجمتي كل ده بأنه حب و هو مش اكتر من تعود او وهم حب مفكرة انك حاسة بيه
نفت برأسها و كادت ان تتحدث ليقاطعها قائلاً :
زي ما قولتلك لازم تقعدي مع إلياس و تتكلموا
صمتت للحظات ثم اومات برأسها بنعم ثم غادرت بعد ان اوصاها هو ببعض الأشياء
……….
كانت حياة تدخل من باب القصر بيدها تلك الوردة الحمراء و على شفتيها ابتسامة جميلة اختفت ما ان ظهرت سارة امامها من العدم و قد خمنت ان تلك الوردة و الابتسامة التي على وجهها سببها إلياس !!
اقتربت بوجهها من حياة قائلة بتوعد :
ابعدي عن إلياس بالذوق بدل ما يكون بالعافية
ضحكت حياة قائلة بسخرية :
تؤ تؤ حاطة عينك على واحد تاني و انتي متجوزة بس الأخلاق دي مش هستغربها اصلها كان في السيد الوالد و الوالدة
ابتسمت سارة بغل قائلة :
طالما عارفة اخلاقهم كويس بقى
مالت على اذنها قائلة بشر :
خافي مني عشان زي ما ثريا و محسن زمان قدروا يدمروا حياتكم و قدروا يخلوا ابوكم يتخلى عنك و يطردكم من حياته و يقتلوا امكم
ابتعدت عنها قائلة بتوعد و حقد :
مش بعيد بنتهم تعمل الأسوأ…..اعتبريني ثريا التانية بس على اسوأ
ضحكت حياة بقوة دون توقف بتصرخ عليها الأخرى قائلة بغيظ :
ايه اللي يضحك في اللي بقوله
حياة بثقة و استهزاء و عيناها تطالع سارة من
رأسها لقدمها :
اصلك نسيتي ان ثريا كانت نهايتها الموت و على ايد واحد منا
ثم مالت على اذنها قائلة بثقة :
فخافي انتي بقى يا حلوة
قالتها ثم غادرت و صعدت لأعلى و تركت الأخرى خلفها تتأكل من شدة الغضب و الغيظ
………
بمستشفى الجارحي
يعاد نفس ما حدث المرة الماضية تقف برفقة ذلك الطبيب الشاب و تبتسم و لم تعير اي اهمية لما قال المرة الماضية لكن تلك المرة جذبها من يدها بعنف لغرفة مكتبه دون اي حديث قائلاً بغضب بعد ان اغلق الباب خلفه :
انا مش قولت متقفيش مع الزفت ده تاني
ردت عليه بغضب :
بس انا قولتلك كمان ملكش دعوة….انا حرة
ارتفع صدره و هبط بانفعال قائلاً بحدة :
انتي عاوزة توصلي لأيه باللي بتعمليه ده
نظرت له بغضب قائلة :
قصدك ايه
ابتسم بسخرية قائلاً بقسوة حتى تكف عن افعالها تلك التي يعلم تمام العلم انها تفعلها لتجعله يغار و يفصح عن ما بقلبه يعلم انها ليست من هؤلاء الفتيات التي يرافقن الشباب :
يعني مش عاوزة تلفتي نظري ليكي عشان كده بتعملي اللي بتعمليه ده
ثم تابع بقسوة و كلمات اشعرتها بالإهانة الشديد بل حطمت قلبها :
بس كده انتياللي هتبقي خسرانة لانك كده مش بتلفتي نظري كده انتي هتبقي في نظري واحدة مش تمام ما……..
قاطع حديثه صفعة هوت على صدغه بقوة من يدها قبل ان تغادر مكتبه بل المستشفى بأكملها و دموعها تغرق وجهها
تنهد بحزن و قلبه يؤلمه على ما قاله لها غادر المستشفى هو الاخر متوجهًا للقصر
.
.
كانت حياة تخرج من غرفتها الملاصقة لغرفة ريان ما ان استمعت لصوت تحطيم شيء طرقت الباب بقلق و ما ان سمح لها بالدخول دخلت لتقع عيناها على مزهرية ملقاه ارضاََ يبدو انه القاها ليفرغ بها غضبه ابتسمت بزاوية شفيتها فتلك العادة تمتلكها هي و اخوانها
اقتربت تجلس بجانبه على الفراش تسأله بهدوء :
مالك……ايه اللي مضايقك
استلقى بجسده على الفراش واضعاً رأسه على قدمها ثم اطلق تنهيدة حزينة مردداََ بحزن :
قولتلها كلام يوجع غصب عني…..كنت عاوزها تبعد عني و تبطل اللي بتعمله ده لان هي مش كده انا غلط معاها اوي يا حياة…..وجعتها
تنهدت بحزن قائلة و هي تمرر يدها بخصلات شعره :
عايز تبعدها عنك ليه
جاءها رده على الفور قائلاً بحزن :
عشان هي تستاهل الأحسن مني
ابتسمت قائلة و هي تربت كتفه :
محدش قالك تختارلها
نظر لتتابع هي قائلة بابتسامة و تشجيع :
ندا مش صغيرة و واعية و عارفة هي بتعمل ايه و عارفة كمان اللي حصل زمان و مع ذلك عايزاك و بتقرب منك لكن ان اللي بتبعدها
تفاجأ من معرفتها بأن تلك الفتاة التي يعشقها هي ندا ابنة عمهم لكنه تجاهل السؤال عن كيف عرفت
ربتت على وجنته قائلة :
انت اللي بتعمل في نفسك كده و بتوجع نفسك عشان ، اوهام السعادة قدامك مش ناقص بس غير انك تمد ايدك ليها و تطلع المخاوف دي من جواك
قاطعته قائلة بهدوء :
ما افترضش ، طول ما انت بتتوقع الوحش هيحصل
ثم اكدت على حديثها قائلة بهدوء :
وأشقى الناس من يتوقع الشقاء و هو لا يعلَم من حاضِره مَا الله صَانع به، ولا مِن مستقبله مَا الله قاضٍ فيه
تنهد قائلاً :
ونعم بالله
مررت يدها بخصلات شعره قائلة بابتسامة :
روح قولها انه مكنش قصدك و انك بتحبها احكيلها اللي جواك و عيش انهاردة و متفكرش في بكره الحقها قبل ما تضيع من ايدك
اومأ لها بابتسامة ثم قبل يدها و غادر الغرفة بل القصر بأكمله متوجهاََ حيث هي بينما حياة خرجت من غرفته متوجهه لغرفتها تحاول ان تذاكر محاضرتها بوسط تلك المشاكل التي لا تنتهي
ابتسمت بسخرية ما ان تذكرت اخوانها و مشاكلهم مع الحب كذلك هي و ادهم و ما فعله بهنا بعدما عرفت من جدها ما حدث والدها و فعله بوالدتها
اغلب المشاكل التي يمروا بها سببها شيء واحد فقط…..الحب !!!!
………..
في المساء بخطوات حذرة وسط الظلام كان ذلك الشخص يمشي بحذر شديد و على اطراف اصابعه بداخل تلك الغرفة
متوجهًا بحذر نحو تلك التي تنام على الفراش و بلحظة كان يخرج تلك الزجاجة البيضاء ينثر رزازها امام وجهها حتى اصبحت مخدرة !!!!
………
↚
في المساء بخطوات حذرة وسط الظلام كان ذلك الشخص يمشي بحذر شديد و على اطراف اصابعه بداخل تلك الغرفة
متوجهًا بحذر نحو تلك التي تنام على الفراش و بلحظة كان يخرج تلك الزجاجة البيضاء ينثر رزازها امام وجهها حتى اصبحت مخدرة ثم حملها بين يديه مغادراََ الغرفة بدون اصدار اي صوت و خرج من القصر بأكمله و لم يكن سوى اوس الذي يحمل بين يديه مهرة !!!!
.
.
بعد وقت كانت يدخل من باب الفيلا القديمة حيث كان يقيم مع اخوانه قبلاََ ثم وضعها على الاريكة و فعل ما قاله ريان له حتى تفيق و بالفعل استعادت وعيها و بدأت تفتح عيناها ببطئ و ما ان وقعت عيناها عليه انتفضت قائلة بغضب :
انت بتعمل ايه هنا
اوس برجاء :
مهرة حبيبتي عشان خاطري اهدي و هفهمك كل حاجة….بس اهدي
نظرت حولها لتسأله بصدمة و هي تدفعه بعيداََ عنها ثم هبت واقفة قائلة بزهول :
انا ايه اللي جابني هنا !!!
اوس بهدوء :
انا
نظرت له بغضب و بخطوات غاضبة توجهت نحو الباب حتى تغادر لكنه اوقفها قائلاً برجاء :
مهرة عشان خاطري اسمعيني و هفهمك كل حاجة مفيش وقت صدقيني انا عمري ما افكر اوجعك
دفعت يده بعيداََ عنها قائلة بغضب :
انت ما فكرتش انت عملت يا خسارة حبي ليك و الثقة اللي وثقتها فيك و انت متستاهلش انا بكرهك يا اوس….و عمري ما هسامحك
تنهد بحزن قائلاً :
غصب عني و مش بأيدي صدقيني انا مستحيل اتجوز عليكي و…..
قاطعته قائلة بغضب :
اومال الزبالة اللي جبتها البيت و وقفت قدام الكل و قولت دي مراتي تبقى مين…..مراة ابويا يعني
نفى برأسه قائلاً :
مش مراتي و الله مش مراتي لا كانت و لا هتكون لا هي و لا غيرها !!!
نظرت له بصدمة ليجذبها من يدها متوجهاََ للأريكة ثم جلس و هي بجانبه و بدأ يقص عليها ما حدث و هي تستمع له باعين متوسعة من الصدمة :
ده كل اللي حصل و لما قالتلي انها عايزانى اتجوزها قولتلها بكره نروح للمأذون في اليوم ده قدرت اظبط مع واحد عمل انه مأذون و اتنين شهود و وكيل ليها بأرقام بطايق اي كلام
ثم تابع بحزن و هو يحاوط وجهها بين يديه :
مقدرتش اتجوزها حقيقي و اربط اسمي بواحدة غيرك يا مهرة و قولت اسايرها بس
بكت مهرة بقوة و هو يحاول تهدئتها قائلاً :
مهرة حبيبتي بطلي عياط ، والله لدفعها تمن ده كله غالي ساميحني على كل اللي بيحصل ده مش بأيدي غصب عني يا حبيبتي
سألته بقلق :
هتعمل معاها ايه !!
تنهد بعمق ثم بدأ يقص عليها ما سيحدث الأيام المقبلة و ما انتهى سألته بحزن :
المشاكل مش هتخلص بقى يا اوس ، اللي حصل ده غلطنا من البداية لو مكمتش انت ضعفت و انا كمان مكنش كل ده حصل
تنهد بحزن ثم اقترب منها مقبلاََ جبينها بحب :
وعد مني كل المشاكل دي هتخلص و هطلعها بره حياتنا بس زي ما قولتلك متبينيش قدام حد انك تعرفي حاجة انا بالنسبة ليكي الزوج الشرير اللي اتجوز على مراته
ضحكت مهرة بخفوت ليبتسم هو الأخر مقترباََ منها يود تقبيلها لتدفعه بعيداََ عنها قبل ان تهب وقفة قائلة بغضب طفولي :
انت في ايه و لا في ايه و بعدين محرمتش من اللي بيحصلنا ده
ضحك قائلاً ببراءة :
ابداََ يا روحي دي بوسه بريئة
ضحكت بسخرية قائلة :
اه ما انا عارفة……يلا خلينا نمشي مش بتقول مفيش وقت
ضحك بقوة و ذهب و هي خلفه ثم عادو للقصر من جديد و كاد ان يصعد الدرج بعدما اوصل مهرة لغرفتها ليجد ادم امامه مشيراََ له بيده انه بمعنى تم
ليصعد اوس لغرفة ريان فهو لن يفعلها و ينام بجوار تلك الحقيرة التي تنام بعمق غافلة عما ينتظرها !!
……..
في صباح اليوم التالي
بقصر العمري كان يوسف يجلس ببهو القصر برفقة جمال و مازن و إلياس يتناقشون بالعمل و يوسف يجلس معهم بذهن شارد تعالى رنين جرس المنزل
فتحت الخادمة الباب لتقع اعين يوسف على ريان ليهب واقفاً على الفور و بخطوات واهنة فهو لا يزال مريضاً اقترب منه قائلاً بلهفة :
ريان…..ازيك يا بني
لكن ريان ادار وجهه بعيداً عنه ينظر صوب جمال قائلاً بجدية :
عمي كنت عاوز اتكلم مع حضرتك في موضوع لوحدنا لو سمحت
اخفض يوسف وجهه بحزن و ندم و هو يرى ابنه كيف ادار وجهه بعيداً عنه ينفر من رؤيته
ابتسم جمال قائلاً :
اكيد يا بني تعالى نتكلم في المكتب
قاده للداخل و ما ان اغلق الباب جلس الاثنان على الاريكة الجلدية السوداء الموجودة بأحد زوايا الغرفة ليبدأ ريان بالحديث قائلاً بجدية :
من غير لف و لا دوران انا عاوز اتجوز ندا بنت حضرتك
نظر جمال له مصدوماً مما قال فهو لم بتوقع طلب كهذا بقى صامتاً لدقائق ثم سأله بهدوء :
اشمعنا بنتي
ريان بهدوء و صدق استشعره جمال :
بحبها
جمال بتردد :
ايوه…بس يا بني هي لسه بتدرس و…..
قاطعه ريان قائلاً بهدوءه المعتاد :
في العموم حضرتك موافق و لا لأ على مبدأ
جوازي منها
جمال بابتسامة :
اكيد موافق يا بني هو انا هلاقي احسن منك فين لبنتي بس الرأي الأول و الاخير ليها
اومأ له ريان برأسه بهدوء ليتابع جمال حديثه مردداً :
هسألها و اشوف رأيها و ارد عليك
ريان بجدية :
طب ممكن اتكلم معاها عشر دقايق قبل ما تفاتحها في الموضوع
صمت جمال للحظات ثم اومأ له بنعم و خرج برفقة ريان للخارج قائلاً لندا التي نزلت من غرفتها لتوها :
ندا
نظرت لوالدها و اخدت تنقل نظرها نحوه و نحو ريان متعجبة من وجوده….ليتابع جمال حديثه بجدية :
خدي ريان المكتب هو عايز يتكلم معاكي
رفضت قائلة :
بس يا بابا انا متأخرة و……
تدخل ريان بالحديث قائلاً بهدوء و قد توقع رفضها :. مش هاخد من وقتك غير خمس دقايق
دخل للمكتب و هو خلفها بعد ان زفرت بضيق لتظهر له بأنه فعلت ذلك مرغمة بينما هي بداخلها يأكلها الفضول لتعرف بما يريد ان يتحدث معها
كان إلياس و مازن يريدا الاعتراض لكن اضطرا للصمت بعد نظرة جمال المحذرة لهما و ما ان دخلت ندا للمكتب و خلفها ريان الدي ترك الباب مفتوح قليلاً و لم يغلقه بالكامل
سأل يوسف جمال بلهفة :
في ايه يا جمال ريان عاوزك في ايه
جمال بهدوء :
ريان عاوز يتجوز ندا
ردد الجميع معاً بصدمة :
يتجوزها !!!
مازن برفض :
مستحيل يا بابا….مستحيل اوافق اجوزه اختي !!!
جمال بتعجب :
مش موافق ليه !!
مازن بضيق :
ليه ميكونش عايز ينتقم مننا فيها
جمال بسخرية :
انت كنت عملتله حاجة عشان ينتقم منك
إلياس بضيق :
انا كمان مش موافق يا بابا
جمال بتساؤل :
و حضرتك رافض ليه
إلياس بضيق و بعد صمت للحظات :
خايف عليها منه يا بابا و رأيي من مازن مش عايز ادخلها في الدوامة دي كمان ندا تستاهل تعيش احسن و حياة هادية بعيد عن…….
تدخل يوسف بالحديث مدافعاً عن ريان قائلاً بسخرية و حدة كاشفاََ عن معرفته بسعي إلياس الدائم و تقربه من حياة ابنته :
اذا كان كده رايح ترمي انت نفسك ليه في الدوامة دي ، بتجري ورا حياة ليه
بينما جمال ايد ما قال يوسف :
هو معملش زيك ليه مع ان شعوره من ناحيتك يخوف اكتر و الف سبب وسبب يمنعه يجوزك اخته
جمال بصرامة :
انا عن نفسي موافق عليه و اختك لو وافقت و هي حرة في قرارها يبقى محدش ليه انه يتدخل
ثم تابع بنبرة غير قابلة للنقاش :
لما تبقوا تقولوا سبب مقنع لرفضه ساعتها نبقى نشوف لكن بالاسباب التافهه دي يبقى احتفظ برأيك لنفسك انت و هو
…..
بينما بداخل غرفة المكتب كانت ندا تضم يدها امام صدرها و هي تنظر لكل مكان بالغرفة عداه
بينما هو تنهد بحزن و الم و هو يرى عيناها الحمراء و المنتفخة من البكاء ليدرك على الفور انه سبب ذلك
تنهد بعمق قبل أن ينطق اسمها حتى تنظر له :
ندا
نظرت له قائلة بسخرية :
عايز ايه مش كفاية اللي قولته في المستشفى جاي تكمل اهانة هنا كمان
نظر لها قائلاً بأسف و حزن :
حقك عليا انا اسف
اشاحت بوجهها بعيداََ عنه ليتابع هو حديثه قائلاً بحب صادق :
انتي حلوة اوي يا ندا حلوه من جوه و من بره
نظرت له ليتابع هو بحزن :
كنت شايف انك تستاهلي الأحسن مني بكتير عشان كده كنت ببعدك عني لاني مش عاوزك تتوجعي في يوم بسببي خايف عليكي و بحبك اوي انا في حياتي كلها محبتش و لا هحب غيرك مش من ساعة ما دخلنا القصر ده
تنهد بعمق متابعاً حديثه :
لا من زمان اوي من يوم ما كنا عيال…..حتى و انا في بلد تانية عمرك ما غيبتي عن عيني
سألته بحزن :
ليه كنت بتهرب مني و خايف عليا من ايه
ابتسم قائلاً بحزن :
من نفسي ، اللي حصل زمان مش سهل انساه و لا سهل اكمل حياتي كأنه محصلش اللي حصل زمان زي ما تقولي سبب عقدة خوف جوه كل واحد فينا احنا الخمسة
نظرت له قائلة بسخرية :
طب و دلوقتي جيت ليه مش خايف عليا
ابتسم قائلاً بهدوء :
اللي جابني اني مش هقدر اشوفك بتضيعي مني و تبقي لغيري مش هقدر استحملها و لا هقدر اعيش حياتي من غيرك و عشان اكون صريح اكتر حياة اللي شجعتني اخد الخطوة دي و ابعد اي خوف قالتلي محدش قالك تختارلها احكيلها و هي اللي تقرر مش انت
نظرت له قائلة بسخرية :
بتفهم
نظر لها قائلاً برفعة حاجب :
قصدك اني ما بفهمش
اومأت له قائلة :
↚
ايوه….هي صح محدش قالك تختارلي ، انا …..
نظر لها متلهفاََ لسماع اجابتها قائلاً :
انتي
لتفاجأه عندما وقفت قائلة بهدوء قبل أن تغادر غرفة المكتب سريعاََ :
هيوصلك ردي مع بابا !!
صعدت لغرفتها مباشرة و هي تبتسم على ما فعلت به بينما هو اخذ يغمغم بكلمات غير مفهومة تدل على ضيقه مما فعلت خرج لهم ثم وقف امام جمال قائلاً بهدوء قبل ان يغادر :
مستني ردك يا عمي….عن اذنك
اوقفته فرحة قائلة بابتسامة حنونة :
استنى بس يا بني نفطر سوا
رفض قائلاً بتهذيب :
مرة تانية ان شاء الله ورايا مشوار مهم
القى نظرة عابرة على يوسف الذي ينظر له بحزن لكنه لم يبالي و غادر القصر على الفور متأملاً سماع ردها بأقرب وقت
………
على الناحية الأخرى بمحافظة اخرى حيث تقيم هنا برفقة عمتها كانت حياة تجلس برفقة هنا بعد وقت من الترحيب و تبادل السلام
حياة بهدوء :
عرفت ان ادهم طلقك و عرفت كمان اللي حصل بينكم و سبب معاملته ليكي
اخفضت هنا وجهها بحزن و وجع لتزفر حياة بضيق قائلة بجدية :
ارفعي راسك
فعلت هنا ما قالت لتنظر لها حياة قائلة بجدية :
بلاش الضعف اللي انتي فيه ده اللي حصل مش نهاية العالم يعني ، هتفضلي قاعدة تعيطي و تندبي حظك….قومي شوفي حياتك و دراستك اللي اهملتيها الامتحانات قربت بلاش تخسري كله و تضيعي سنة من عمرك قومي و اقفي على رجليكي خليه يشوف انك قوية و مفيش حاجة تكسرك و خدي حقك منه !!!
تنهدت بعمق ثم تابعت حديثها قائلة :
طول ما انتي شايفة نفسك ضعيفة الناس هتشوفك كده….ضعيفة
ابتسمت هنا بمرارة قائلة بحزن :
عايزانى اخد حقي ازاي
نظرت لها حياة للحظات قبل ان تقول بجدية :
خليه يندم و يحفى وراكي ليل نهار عشان نظرة او يسمع كلمة منك خليه يلف حوالين نفسه جننيه خليه يحس انه هيخسرك اكتر حاجة ممكن تغيظه انك تتخطيه
فكرت هنا بحديثها لتتابع حياة قائلة بحزن :
ادهم غلطان اه لكن انتي بتحبيه و هو كمان بيحبك دلوقتي قدامك حلين يا تسيبيه و تكملي حياتك و تقفي على رجلك من تاني ، يأما تعملي اللي بقولك عليه…..المهم و بالمختصر بلاش توقفي حياتك عشان حد و خصوصا لو كان راجل
قالت الأخيرة بمرح لتضحك هنا بخفوت و اومأت لها برأسها بامتنان ابتسمت حياة قائلة بتساؤل :
ها هتجهزي نفسك نرجع سوا و لا ايه
نظرت لها هنا قائلة بتردد و بعد تفكير :
مش عايزة افضل معاه في مكان واحد يا حياة انا بقيت بخاف منه اوي
ابتسمت حياة بحزن قائلة :
حاضر هيطلع بره القصر بس المهم دلوقتي تلحقي تذاكري فاضل اسبوع ع الامتحانات و حكاية الخوف دي نبقى نحلها بعد امتحاناتك ان شاء الله
اقتربت هنا من حياة تحتضنها بامتنان لتبادلها حياة العناق و هي تسخر من حالها ليتها فقط تعمل بما تنصح له بعد وقت كانت هنا تغادر منزل عمتها برفقة حياة لتعود لقصر الجارحي بعدما شجعتها حياة بكلماتها عن المضي قدماََ غادرت معها و هي تنوي الكثير فقط صبراً !!!!
………
مر اسبوع على الجميع بدون احداث تذكر سوى سارة التي لم تتوقف عن اثارة استفزاز الاخرين بالقصر و افتعال المشاكل و ريان الذي كاد ان يطير من شدة سعادته بعد مهاتفة جمال له يخبره بموافقة ندا على الزواج منه و ادهم الذي غادر القصر بعدما علم رغبة هنا
……..
بعيادة الطبيب عمر أبو زيد
كانت حياة تخفض وجهها و هي تستمع لتذمره على عدم تنفيذها ما قال :
مجيتك هنا من غير ما تعملي اللي قولته ليكي ملوش فايدة لازم تواجهي….واجهي إلياس بمخاوفك منه و واجهي والدك ب……
قاطعته قائلة بحزن :
أنا خايفة ، خايفة اكون بعافر ع الفاضي و خايفة لو بطلت اعافر و احاول اندم بعدين
ابتلعت غصة مريرة بحلقها قبل ان تردد بحزن :
سبب خوفي من إلياس انه قرب مني بعد ما اتأكد ان ماما بريئة نظرته اتغيرت بعد ما عرف الحقيقة و كل ده عشان سبب مليش دخل فيه زيه زي يوسف العمري ده اللي مخوفني مش عارفة اقوله لا و مش عارفة اقوله اه خايفة يكون هو يستاهل حبي و اقوله لأ و اضيعه من ايدي و خايفه اقول اه و اندم
عمر بجدية :
هقولك حاجة مهمة جدا دكتور مصطفى محمود بيقول ان عدم الاختيار هو أسوأ اختيار ، اختاري احسن ما تختاريش خالص لو طلع اختيارك صح يبقى خير طلع غلط يبقى اهو اتعلمتي و محدش بيتعلم ببلاش و الأهم من كل ده انك تتقبلي نتيجة اختيارك بشجاعة
نظرت له ليتابع هو بابتسامة :
فهمتي قصدي ايه
اومأت له بصمت ليسألها :
بتكلمي بدر بعد ما سافر
نفت برأسها ليسألها بابتسامة :
مفتقداه
اخفضت وجهها قائلة بتوتر :
ابقى كدابة لو قولت لأ الصراحة مفتقداه اوي ببقى عاوزه اكلمه بس بخاف مكالمتي ليه تديه امل و انا اصلا لسه مش عارفه انا عاوزه ايه
ضحك بخفوت قائلاً بمرح :
حيرتيني والله ، بقولك ايه تتجوزيني انا
ضحكت بخفوت و حرج ليبتسم هو قائلاً :
كل حاجة واضحة قدامك على فكرة حتى حل الحيرة اللي انتي فيها دي موجود و واضح جداََ
صمت للحظات ثم سألها بهدوء :
انتي بتصلي !!
تعجبت من سؤاله لكنها اجابته بحرج :
الصراحة يعني….انا بصلي بس متقطع يعني ساعات بصلي يوم كامل و ساعات نص يوم و احيانا بفوت ايام من غير صلاة
اومأ برأسه قائلاً بابتسامة :
ليه مفكرتيش في احتمال ان الحيرة اللي انتي فيها دي سببها بعدك عن ربنا
اخفضت وجهها بحرج و هي تحرك رأسها بنعم و قد وصل إليها غرضه استمر الحديث بينهم لوقت ليس بطويل و كادت ان ترحل لكنها ما ان وقفت شعرت بدوار شديد يهاجمها و غيمة سوداء غطت عيناها
جلست على المقعد مرة اخرى ليقف متوجهًا لها قائلاً بقلق :
انسه حياة….انتي كويسة
لم تجيب و ظلت جالسة مكانها ليعيد السؤال مرة اخرى بقلق لتجيبه هي بتعب :
حاسة بدوخة
وقفت ببطئ قائلة بتعب و نظرات مشوشة :
عن اذنك
اوقفها قائلاً بقلق :
هتمشي ازاي كده
جاءه الرد منها قائلة بخفوت و تعب :
هتصرف
جذب سترته قائلاً بقلق :
اتفضلي معايا هوصلك انا كمان كنت هروح
نفت برأسها قائلة بتعب :
مفيش داعي تتعب نفسك
– لا تعب و لا حاجة اتفضلي
جعلها تستند على يده بقلق و قادها لخارج العيادة كادت ان تقع ليحاوطها هو من خصرها حتى لا تقع متوجهًا لسيارته المصفوفة امام البناية ثم اجلسها بسيارته قائلاً بقلق :
هاخدك ع المستشفى حالاً
ثم دار بسيارته نحو المستشفى و الاثنان غافلين عن اعين تراقبهم من بعيد و نيران تشتعل بداخلها من الغضب و الغيرة و لم يكن سوى إلياس الذي كان باجتماع خارج الشركة بالمطعم المقابل للبناية لكنه لم يرى سوى و عمر يحاوط خصرها كاد ان يذهب نحوهم
لكن اوقفه صوت شقيقه مازن قائلاً بجدية :
إلياس واقف عنك بتعمل ايه الناس مستنين جوه
قالها ثم جذبه من يده للداخل و الاخر عيناه مثبتة على تلك السيارة التي غادرت امامه !!!!
………..
بعد وقت طويل اوصل عمر حياة لمنزلها بعدما ذهب بها المستشفى و تم فحصها ليتبين ان سبب هذا الدوار انخفاض بضغط دمها بسبب سوء تغذيتها و اهمالها لتناول الطعام بسبب كم المشاكل التي تحدث
……
في المساء كانت حياة تجلس بحديقة القصر بانتظار إلياس الذي تفاجأت به يهاتفها و يطلب منها ان تنتظره بحديقة القصر
مرت دقائق قليلة و ها هو يقف امامها يسألها بهدوء يسبق العاصفة :
كنتي فين انهاردة
نظرت له قائلة بتعجب :
في الشغل
كور قبضة يده قائلاً بهدوء مفتعل :
الشغل ده كان فين
نظرت له بصمت للحظات قبل أن تسأله بهدوء و لم تعجبها طريقة حديثه :
ده تحقيق و لا ايه
إلياس بنفاذ صبر و حدة :
جاوبي يا حياة
اجابته بهدوء :
مش هجاوب غير لما اعرف سبب اسألتك دي ايه
ركل المقعد بقدمه قائلاً بنفاذ صبر :
هو لازم يكون فيه سبب لسؤالي
اجابته بهدوء اثار غضبه اكثر :
لما يكون بطريقتك دي يبقى فيه سبب
ثم تابعت بهدوء :
يا تقول اللي عندك يا تتفضل تمشي انا تعبانة و عاوزة ارتاح
جز على اسنانه بغضب و لم يستطيع ان يخبرها ما رأى فغادر بعد ان ركل المقعد بقدمه مرة اخرى و هو عازم على معرفة كل شيء بنفسه
جلست على المقعد خلفها تزفر بضيق ليست بغبية حتى لا تلاحظ نبرة الشك و الاتهام بصوته
حاولت ان تخرس ذلك الصوت الذي يتعالى بداخلها بأنه ليس من تبحث عنه لكن دون جدوى مع الوقت يتضاعف ذلك الشعور بداخلها لكن إلى متى ستظل هكذا !!!
كل هذا يحدث تحت انظار تلك الحقيرة التي استمعت لكل شيء و ابتسمت بتوعد تردد بداخلها بغل و حقد :
صبرك عليا….اما خليته يرميكي و ما يطقش يبص في وشك بعد كده ما ابقاش بنت ثريا !!!
………
قبل منتصف الليل بجلس الخمسة بغرفة امير
بينما بالداخل كان اوس يتحرك بالغرفة بغضب قائلاً :
عدا اسبوع و مفيش حاجة حصلت لا بتروح ليه و لا بتكلمه و العمل
ادم بضيق :
الظاهر مفيش قدامنا غير الحل التاني !!!
وافقه الجميع الرأي لكن فجأة ابتسمت حياة
قائلة و هي تضع شاشة الهاتف امامهم :
مش هنحتاج نعمل الحل التاني !!!!
………
↚
قبل منتصف الليل بجلس الخمسة بغرفة امير
كان اوس يتحرك بالغرفة بغضب قائلاً :
عدا اسبوع و مفيش حاجة حصلت لا بتروح ليه و لا بتكلمه و العمل
ادم بضيق :
الظاهر مفيش قدامنا غير الحل التاني !!!
وافقه الجميع الرأي لكن فجأة ابتسمت حياة قائلة و هي تضع شاشة الهاتف امامهم :
مش هنحتاج نعمل الحل التاني ، هتقابله بكره !!!
اوس بقلق :
طب هنجيب الفيديوهات كلها ازاي منهم و فرضاََ طلع معاهم نسخ
ادم بجدية :
هنتصرف ليها حل بأذن الله المهم دلوقتي نوصل ليه و بعدها اي حاجة هتبقى سهلة
حياة بجدية :
لازم ناخد احتياطنا المرة دي كويس
امير بابتسامه و هو يحاوط كتفها :
ركزي انتي بس في امتحاناتك و ملكيش دعوة باللي بيحصل لازم تطلعي الأولى زي كل سنة مش هوقبل بأقل من كده
ابتسمت حياة بخفوت و وافقه البقية الرأى ليقول ريان بتذكر :
متنسوش ان قصر العمري لسه متسجل بأسمنا لازم يرجع لأصحابه
اومأ الأربعة له بنعم ثم توجه بعدها كلاََ منهم لغرفته لكن ما ان دخل ادم غرفته و اغلق الباب تفاجأ بتلك الوقحة تجلس على فراشه ترتدي قطعة قماش تكشف اكثر ما تستر تبتسم باغراء اقتربت منه تضع يده على صدره قائلة بدلال اشمئز منه :
اتأخرت ليه بقالي ساعة مستنياك
ارتفع صدره و هبط بانفعال ثم دفع يدها بعيداََ عنه باشمئزاز قائلاً بغضب :
اطلعي بره
ابتسمت و كأن شيئاََ لم يكن و اقتربت منه مرة أخرى تضع يدها حول عنقه قائلاً بدلال :
تعرف اني من يوم ما شوفتك و انت عجبتني اوي ايه انا كمان مش عجباك
دفعها بعيداََ عنه بقسوة قائلاً باحتقار :
رخيصة
ضحكت بسخرية قائلة باستفزاز و تحدي :
طب ع الأقل انا صريحة الدور و الباقي ع اللي بترسم دور الشريفة قدام الكل و هي مدوراها روح قول لاختك الكلمة دي و شوف هي بتروح لمين كل يوم الب…….
كان نصيبها صفعة قوية من يده قائلاً بشراسة و هو يقبض على خصلات شعرها بقوة :
سيرة اختي ما تجيش على لسانك الوسخ ده يا….انتي و هي متتحطوش في جملة واحدة سامعة
كانت تصرخ عالياََ ليستيقظ جميع من بالقصر على صراخها و جاءوا حيث مصدر الصوت ليتفاجئوا بها بغرفة ادم و هي بالكاد ترتدي شيء يستر جسدها العاري لتكن زينة اوي من تتحدث قائلة بصدمة :
ايه ده !!!
كور ادم قبضة يده بغضب و غل من تلك الحقيرة التي بدأت تتصنع البكاء و هي تتمسك بذراع اوس قائلة بخوف اجادت تمثيله :
الحقني يا اوس اخوك دخل الأوضة عندي و سحبني من ايدي على هنا و كان كاتم نفسي عشان مطلعش صوت و….وحااول يقرب مني لولا اني قدرت اخلص نفسي من ايدي و صرخت
حياة بغضب :
انتي كدابة
سارة بنظرة فهمها اوس على الفور و لازالت
تتصنع البكاء :
انا مش كدابة يا اوس هي دي الحقيقة انت مصدقني مش كده
منع نفسه بصعوبة من ابراحها ضرباََ و قال بغضب منها و ليس من شقيقه بالطبع :
مراتي مش كدابة يا حياة
سايرته حياة بالحديث قائلة بصدمة :
انت مصدق انك اخوك يعمل كده ، تكدب اخوك و تصدق واحدة زي دي فوق لنفسك
اوس بغضب :
انا فايق لنفسي و ما اسمحش ليكي تغلطي في مراتي انتي فاهمة
كانت تلك الحقيرة تتابع تلك المشاجرة التي تحدث بينهم و هي تمنع شفتيها من الابتسام بتشفي و هي ترى اوس ينفذ ما تقول و هو ليس بيده حيلة و ما تخطط له يسير كما تريد حتى تفرق بينهم
جذبها اوس بغضب حتى يخرج من الغرفة لتجد سارة زينة امامها تنظر نحوهم بصدمة لتبتسم بمكر قائلة بحزن واهي :
انتي صعبانة عليا اوي يا زينة هو مش بيحبك اللي يعمل كده في مراة اخوة مستحيل يكون بني ادم او يحب حد ده حيوان
كادت ان ترحل لتعترض زينة طريقها قائلة بهدوء :
استني
وقفت سارة لتمر لحظة و بدون مقدمات هوت يد زينة على صدغها بصفعة قوية كادت ان تسقط على اثرها لتقترب منها زينة قائلة بغضب :
انا جوزي مش حيوان و مش على اخر الزمن هصدق واحدة زيك سمعتها سابقاها و اكدبه
توسعت اعين سارة بصدمة قائلة بغل :
انتي ازاي تتجرأي و ترفعي ايدك عليا يا زبا….آآه
قاطع حديثها صفعة زينة الثانية التي هوت على صدغها للمرة الثانية و الجميع يبتسم بشماتة بينما ادم كان ينظر لزينة بسعادة و فخر لأنها وثقت به و بعشقه لها و لم تصدق تلك الحقيرة
زينة بغضب و هي تدفع سارة بكتفها :
لمي لسانك مش زينة الجارحي اللي تفكري تشتميها الشتيمة تبقى للي زيك خطافة الرجالة اللي الكل عارف امها جابتها منين
لو كانت النظرات تقتل لكانت زينة الآن وقعت صريعة من نظرات الغل و الحقد التي تصوبها سارة نحوها و بصعوبة شديدة تمالكت مهرة حالها حتى لا تهجم عليها تبرحها ضرباََ هي الاخرى
تدخل سليم قائلاً بقوة و صرامة و نظراته لم تخلو من الاحتقار لسارة :
اسمعي الكلمتين دول و حطيهم حلقه في ودنك مش هسمحلك تفرقي بين احفادي و لا هسمحلك تنفذي اللي دخلتي القصر ده عشانه احفادي و عيلتي خط احمر ، امحيكي من على وش الدنيا لو حد منهم اتأذى فخلي بالك من تصرفاتك عشان مخلكيش تشوفي الوش التاني لسليم الجارحي يا بنت ثريا
ثم وجه حديثه للجميع قائلاً بقوة :
الكل يروح على اوضته يلا
كان اول من غادر سارة صافعة باب غرفتها خلفها بغضب و غل ليضحك الجميع بخفوت ادم بجدية :
كويس انك فهمت و جاريتها في الكلام لازم تعرف انها لسه بتخوفك و ان محدش فينا عرف حاجة
اومأ له اوس بصمت ثم غادر و خلفه اخوانه واحداََ يلو الأخر لتبقى فقط زينة قائلة بغيرة و غضب :
الزبالة دي قربت منك
ابتسم بزاوية شفتيه ثم بلحظة جذبها من خصرها حتى اصبحت باحضانه قائلاً :
على اساس مصدقاني
توترت من قربه المهلك لاعصابها قائلة و هي تحاول فك حصار يده من على خصرها :
سؤالي كان واضح حطت ايدها عليك و لمستك
ابتسم قائلاً بحب و هو يداعب انفها بأنفه :
متقدرش لا هي و لا غيرها يلمسوا حاجة ملك حبيبتي و زينة حياتي
زينة بحب و خجل من قربه الشديد منها :
يعني انت ملكي انا و بس
قربها منه اكثر قائلاً بحب :
انتي شايفة ايه
اخفضت وجهها بخجل ليبدأ هو بتمرير انفه على كامل وجهها يوزع قبلاته الرقيقة عليه :
انا ملكك و بس يا زينة قلبي عمره ما حب و لا عرف يعني ايه حب غير معاكي اول دقة قلب كانت ليكي انتي و هتكون الأخيرة بردو ليكي انتي حضني كل حاجة فيا ملكك زي ما انتي ملكي و بتاعتي
ابتسمت بسعادة قائلة بحب :
انا بحبك اوي يا ادم
قبل شفتيها بخفه قائلاً بحب :
ادم بيموت فيكي يا زينة حياتي و قلبي
وقفت على اطراف اصابعها ثم قبلت وجنته بحب لتسري الحرارة بكامل جسده ، ابتلع ريقه مرددًا :
انا بقول تمشي دلوقتي يا بنت الناس عشان انا على اخري خلاص و الشيطان شاطر و عمال يزن في وداني و بيقولي حطها ع السرير ده و اتم ام الجوازة اللي مش عاوزة تكمل لحد دلوقتي دي
1
شهقت بخجل و ركضت لخارج الغرفة مرددة :
قليل الأدب
…………
بصباح اليوم التالي بقصر العمري
كان جمال يجلس بجانب يوسف الراقد على الفراش بتعب قائلاً بعتاب :
حرام عليك يا يوسف اهتم بصحتك شوية
يوسف بحسرة و دموعه بدأت بالنزول :
اهتم بيها ليه و لمين خسرتك كل حاجة يا جمال حبيبتي و ماتت بسببي و بأيدي و لادي و خسرتهم قضيت حياتي كلها انكر وجودهم و اقسى عليهم معملتش حساب ان ممكن اكون ظالم معملتش حساب اللحظة دي فضلت معيش نفسي دور المظلوم
تنهد بحزن و الندم ينهش قلبه قائلاً :
خسرت اللي اهم من الفلوس و الشغل اللي فضلت سنين دافن نفسي فيهم خسرت الحاجة الوحيدة اللي الرجل بيعملها في حياته و يفتخر بيها خسرت ولادي و مراتي و انا اهو لوحدي لو موت مين فيهم هيقبل يمشي في جنازتي او ياخد عزايا هموت و انا شايل ذنبهم و ذنب ليلى اطهر انسانه و زوجة و اللي بغبائي خسرتها و خسرت ولادي
لمعت اعين جمال بالدموع حزيناََ على شقيقه قائلاً بمواساة :
الف بعد الشر عنك يا خويا ان شاء الله كل حاجة هتبقى تمام و المسألة كلها شوية وقت و ولادك هيسامحوك و يتلموا حواليك و……
قاطعه يوسف قائلاً بحسرة :
ولادي محدش فيهم بيطيق يبص في وشي يا جمال عشان يسامحوني اللي بيحصل ده عقاب ربنا ليا على جبروتي و قسوتي معاهم كنت حنين ع الغريب بس هما اقرب ما ليا قسيت عليهم
طرقات على باب الغرفة يليه دخول الخادمة قائلة بتهذيب و هي تعطيه ذلك الظرف :
الظرف ده مبعوت ليوسف بيه
جمال بتساؤل و هو يفتحه :
↚
مين باعته
اجابته بتهذيب :
بيقول انه من ادم باشا
اشار لها حتى تنصرف ليبدأ جمال بالقراءة قائلاً بعد لحظات ليوسف الذي ينظر له باهتمام :
ده ادم بيرجع ملكية القصر ليك من تاني
تنهد يوسف بحزن قائلاً لجمال :
انا عايز ازور قبر ليلى !!!
……….
بعيادة الطبيب عمر أبو زيد
كانت حياة تصافحه قائلة بابتسامة و مرح :
مش جاية كمريضة المرة دي انا جيبالك زباين
ضحك قائلاً :
يا اهلا بيكي و بزباينك تنوري العيادة في اي وقت
ابتسمت قائلة :
هي تبقى هنا بنت خالتي و موجودة بره
ابتسم قائلاً بتساؤل :
طب ما دخلتش ليه
تنحنحت بحرج قائلة :
هي سألتني انا عرفت دكتور نفسي منين فقولت ليها اني شوفت اعلان ليك لو سمحت مش عاوزاها تعرف اني بتعالج هن……
قاطعها قائلاً بابتسامة :
دي اسرار المرضى و اكيد مش هتطلع لحد و زي ما تحبي انا عمري ما شوفتك
ابتسمت له بامتنان و خرجت للحظات ثم عادت مع هنا التي تحك يدها ببعضها بتوتر وقف قائلاً بابتسامة و ترحيب :
اهلا وسهلا نورتي العيادة
شكرته بابتسامة متوترة ثم جلست امام مكتبه استأذنت منهم حياة قائلة :
بعتذر منكم عندي مشوار مهم خلصي و كلميني هاجي اروحك
هنا بتوتر و خوف :
هتمشي ليه خليكي
عمر بمرح :
خليها تمشي احنا مش بنعض والله
ضحكت حياة بخفوت ثم طمئنتها ببعض الكلمات مغادرة العيادة بأكملها و تركت هنا بالأعلى تخوض تلك التجربة التي لا تعرف ان كانت ستفيد ام لا
صعدت سيارتها و انطلقت بها نحو اشقائها فقد حانت تلك اللحظة التي انتظروها لكن قبل ان تتحرك بالسيارة تعالى رنين هاتفها برقم إلياس الذي تجاهلت الحديث معه الايام الماضية
تنهدت بعمق قبل ان تجيب ليأتيها صوته قائلاً :
ازيك يا حياة
– كويسة
صمت للحظات ثم سألها بصوت حاول قدر الإمكان ان يكون طبيعياََ :
انتي فين
تنهدت بضيق قائلة :
في الشغل
توقعت رد منه لكن صدمت عندما اغلق الهاتف بوجهها انطلقت بسيارتها و هي غاضبة بشدة مما فعل و لن تمرر له اياها فقط ليتنهي ذلك اليوم على خير لكن يبدو ان ما تتمناه لن يتحقق فهذا اليوم لن ينتهى على خير !!!
….
بينما هو كان يقف خلف احد الأشجار ينظر لها و هي تتحدث معه بالهاتف لقد كذبت عليه فهو جاء لهنا ركضاََ ما ان وصلته تلك الرسالة و كان محتواها ” روح شوف حبيبة القلب حياة يا إلياس باشا مع عشيقها في شقته في الزمالك ” و اسفل الرسالة عنوان يعرفه جيداََ ما جعل الشكوك تداعب قلبه رؤيتها تخرج من تلك البناية قبلاََ مرتان و كل مرة كان التوتر يظهر بوضوح عليها تردده في مواجهتها ذلك اليوم هو خوفه من خسارتها ان شعرت به يشك بها و هي بريئة لذا فضل التأكد بنفسه دون سؤالها اقترب من حارس البناية يسأله بعد ان وضع بيده بعض ورقات النقود :
البنت اللي لسه طالعة من العمارة دي نازلة من الدور الكام و من عند مين
بصق الرجل ارضاََ بطريقة فجة قائلاً :
استر على ولايانا يارب
ثم تابع بامتعاض :
من عند واحد اسمه عمر راجل استغفر الله العظيم الستات طالعة نازلة عنده كل ساعة و التانية و البت اياها دي عنده علطول
توقف قلبه عن الخفقان يسألها بصدمة :
متأكد
الحارس و هو يشير ع البناية :
عيب يا بيه الا متأكد ده انا بقالي سنين شغال هنا شايف اللي خارجين و اللي طالعين من عنده ده راجل استغفر الله العظيم و لا البت دي كنت اشوفهم في مناظر استغفر الله العظيم
كور قبضة يده قائلاً باعين حمراء و غضب :
جت هنا كام مرة
اجابه الأخر باحنقار :
كل يوم او اتنين بتكون هنا….بتسأل ليه يا بيه هي تقربك لا سمح الله
تركه و غادر دون اجابة و ما ان اختفى من امامه اخرج الحارس هاتفه ذو الطراز القديم يتصل بشخص ما و ما ان اجاب ردد بسعادة :
كله تمام يا ست سارة عملت زي ما قولتي متنسيش الحلاوة بتاعتي بقى !!!!
………
بقصر الجارحي اغلقت سارة الهاتف و هي تبتسم بانتصار لطالما هي كانت اكثر من يعرف إلياس منذ سنوات طوال لا يثق بسهولة الشك جزء لا يتجزء من شخصيته و هي قامت باللعب على هذا الوتر حتى تبعده عن حياة نظرت لساعة يدها ثم اخذت حقيبتها و غادرت القصر بهدوء دون ان تلفت الانتباه ثم استقلت سيارة اجرة متوجهة حيث اعتادت ان تقابل محسن لا تعلم ما ينتظرها !!!!
……..
مر وقت ليس بقصير و كانت تمشي تلتفت حولها من حين لأخر بعدما طلبت من سائق التاكسي ان ينتظرها حتى يعود بها وضعت يدها على انفها تحاول منع نفسها من استنشاق تلك الرائحة الكريهة وقعت عيناها على محسن يقف على زاوية احد الشوارع الجانبية اقتربت منه قائلة بامتعاض :
هو كل مرة لازم اشوفك لازم يكون هنا مفيش مكان تاني غير المكان المقرف ده
محسن بضيق :
مش وقته الكلام الفاضي ده
ثم اخرج كيس يحتوي على مادة بيضاء ثم فتح حقيبتها و وضعه به سألته باستغراب :
ايه ده
ابتسم قائلاً بشر :
هيروين
سألته بصدمة و غضب :
لما هو هيروين بتحطه في شنطتي ليه عايز تلبسني مصيبة و لا ايه
محسن بضيق :
بلاش غباء و اسمعي للاخر ، الهيروين ده تحطيه ليهم و كلها يومين بالكتير و هيبقى الخمسة مدمنين تقدري بقى تبيعهم اللي وراهم و اللي قدامهم عشان شمة
سألته بسخرية :
ده بقى احطه ليهم ازاي هو انا بدخل المطبخ من اساسه
زفر بضيق قائلاً :
تدخليه اتصرفي بقالك قد ايه في القصر و لحد دلوقتي معملتش حاجة
ردت عليه بغضب :
مين قال الكلام الفارغ ده اومال اللي عملته…..ثم بدأت تقص عليه ما فعلته ليلة امس و ما فعلت بإلياس و حياة ما ان انهت حديثها
ابتسم قائلاً بزهو :
عفارم عليكي تربية ابوكي و امك بصحيح
بلمح البصر ظهر رجال ذو بنية ضخمة و من بينهم اوس و امير و ريان و ادم الذي ردد و هو يلكم محسن بقوة اسقطته ارضاََ :
تربية و……
بينما امير دفع سارة التي لا تكف عن الصراخ لأحد الرجال الذي قام بتكميم فمها و تقيدها ثم دفعها عنوة بداخل السيارة و فعلوا المثل مع محسن !!
……….
بعد وقت ليس بقصير
بأحد المخازن التابعة لعائلة الجارحي الموجودة على اطراف المدينة بعيداََ عن السكان كانت سارة مقيدة على احد المقاعد تحاول الصراخ لكن دون جدوى بسبب ذلك اللاصق السميك على شفتيها
بينما محسن كان معلق من قدمه يداه مقيدة و ثيابه بأكملها غارقة بالمياه
ادم بتشفي و هو يشير لاحد رجاله بفك قيوده ثم بدأ يحل ازار اكمام قميصه بعد أن تخلص من سترته و كذلك فعل ريان و اوس و امير :
ايه يا محسن عايزك تشد حيلك الايام لسه طويلة و وعد مني مش هتخرج من هنا غير و انت جثة
وقف محسن ينظر لهم بزغر فقد قاموا بتشكيل حلقة حوله كلاهما يمسك بيده عصاه غليظة بينما حياة كانت تقف بعيداََ تشاهد ما سيحدث له بتشفي
كان اوس الذي يقف قريباََ منه لذا هبط بعصاه الغليظة على جسده بقوة و غل و كانت الثانية من نصيب ريان و الاخر يتعالى صراخه بالمكان من الألم البشع الذي يفتك بعظامه بقى الأربعة يهبطون بعصاهم على جسده بغل حتى نال منهم عشرون ضربة جعلته يسقط ارضاََ فاقداََ للوعي
احضر امير دلو ماء ثم سكبه فوقه ليفتح الأخر عينيه بألم لا يحتمل بجميع أنحاء جسده انحنى ادم نحوه قائلاً بتشفي :
متخافش هعالجك لسه مش هموتك دلوقتي بس قسماََ بالله لهخليك تندم ع الساعة اللي هربت فيها من البوليس هتفضل هنا اكسرك و اعالجك و هتشوف اسود ايام حياتك و مفيش حاجة هتنجدك من بين ايدينا غير الموت !!!
بينما اوس اقترب من سارة قائلاً بسخرية :
مفكرة اني ممكن اتجوز واحدة زيك بس احب اقولك ان اصلا ما اتجوزتكيش لعبة يا حلوة و دلوقتي بقى بالذوق كده هتقولي كل الفيديوهات موجودة فين يأما هتتعلقي مكان بابا و هيتعمل فيكي اللي اتعمل فيه
أزالت حياة اللاصق من على شفيتها لتردد الأخرى بفزع و خوف و هي ترى هيئة محسن :
كل النسخ اللي معايا على تليفوني و هو معرفش شايل الفيديو فين ، هو صاحب الفكرة مش انا هو اللي قالي احط كاميرات و اصوركم هو السبب مش انا خلوني امشي
ضحك الخمسة بسخرية لتقترب منها حياة قائلاً بسخرية و استهزاء :
ايه يا سرسورة مش سامعة صوتك بتهددي يعني قلبتي قطة دلوقتي اومال فين انا بنت ثريا بس على أسوأ…..فين
غادر الخمسة المخزن بعدما حطم اوس هاتف تلك الحقيرة إلى اشلاء قبل ان يصعد اوس للسيارة سألهم بحيرة :
مش واثق فيها اكيد معاها نسخ تانية
ريان بهدوء :
طالما الاتنين بقوا تحت ايدينا متشلش هم حاجة
اومأ له بصمت ثم غادر الخمسة المكان بداخل كلاََ منهم شعور بالراحة بعد وقت طويل
………
في المساء بقصر الجارحي بغرفة هنا
كانت تجلس على مكتبها الصغير الموجود بأحد زوايا الغرفة تحاول التركيز بتلك الأوراق التي امامها لقرب موعد امتحاناتها لكن دون جدوى عقلها لا يتوقف عن التفكير به و بتلك التجربة التي مرت بها بالإضافة إلى شعور الغثيان و الدوار
الذي يلازمها منذ يومان
وقعت عيناها على ذلك الكتاب الموضوع على مكتبها التقطته و فتحته على صفحة محددة كانت تضع بها صورته التي تحتفظ بها منذ وقت طويل جداََ نزلت دموعها سرعان ما دخلت ببكاء مرير و هي تردد بوجع :
ليه وصلتنا لكده ، يأما انا اقرب و انت تبعد يا انت تقرب و انا ابعد بس انت كنت بتبعد عني بسبب مليش دخل فيه و دلوقتي انا اللي ببعد و عندي اكتر من سبب يخليني ابعد عنك و اكرهك
بقت هكذا تبكي بقوة سرعان ما هبت واقفة تركض صوب المرحاض تضع يدها على فمها بعدما اصابها شعور بالغثيان
مرت دقائق و كانت تجلس على طرف الفراش تضع يدها على معدتها و هي تشعر بتعب شديد بقت هكذا لدقائق سرعان ما توسعت عيناها بصدمة و هي تضع يدها على فمها بصدمة تردد بصدمة :
وقعت عيناها على سيارة ادهم تدخل من باب القصر لحظات و كان يقترب منها بتردد قائلاً :
هنا
ابتعدت للخلف بخوف بالرغم من كم رجال الأمن الذين يقفوا بكل مكان حولهم و اشاحت بوجهها بعيداََ عنه لكن قبل ان يتحدث كان احد الرجال يأتي برفقة شخص يرتدي قميص يحمل شعار احد الصيدليات القريبة من القصر قائلاً بتهذيب :
يا هانم حضرتك طلبتي حاجة من الصيدليه الراجل ده بيقول ان في اوردر بأسم حضرتك
اومأت له و بتوتر كانت تختطف الكيس البلاستيكي من يده و قبل ان تحاسبه سأله ادهم عن حسابه ثم اعطاه النقود و اشار لهم حتى يغادروا
ادهم بقلق :
مالك يا هنا انتي تعبانه ايه اللي طلبتيه من الصيدليه
ردت عليه بحدة تخفي بها توترها :
انت مالك خليك في حالك و اتفضل فلوسك ايه
حاول التحكم باعصابه من صوتها العالي عليه امام رجال الأمن لذا و بدون مقدمات كان يسحب من يدها الكيس البلاستيكي حتى يعرف على ما يحوي !!!!
………
↚
قبل ان يفتح الكيس البلاستيكي اختطفتها من بين يديه قائلة بحدة تخفي بها توترها :
ايه اللي بتعمله ده ، ازاي تخطف الحاجة من ايدي بالشكل ده
ادهم بضيق و نفاذ صبر :
هنا هاتي الكيس
ردت عليه بغضب و توتر و هي تضع الكيس
خلف ظهرها :
لأ ، انت مالك اصلا بتتدخل ليه
سألها بتعجب و هو يقترب منها خطوة واحدة :
مالك خايفة ليه فيه ايه الكيس ده
ابتعدت للخلف بخوف قائلة بحدة :
قولت ملكش دعوة
زفر بضيق و حزن و هو يرى ذعرها عندما اقترب خطوة واحدة منها ليسألها بخوف :
طب طمنيني ارجوكي انتي كويسة ، علاج لايه ده
ابتسمت بسخرية قائلة :
صدقني يا ادهم اخر حاجة تهمني اني اطمنك
كادت ان ترحل لكنها اوقفها قائلاً بوجع :
هنا ، صدقيني اللي حصل غصب عني انا شوفت بعيني كل حاجة كانت بتثبت كده و يومها انا كنت شارب و مش في وعيي اديني فرصة واحدة بس مش عاوز غيرها
صرخت عليه قائلة بغضب :
مجتش واجهتني ليه فضلت ساكت مجاش في بالك احتمال اني بريئة
ابتسمت بسخرية مريرة قائلة :
مش كل اللي بنشوفه بيكون حقيقة
ابتلعت غصة مريرة بحلقها قائلة بقهر :
لو سامحتك على شكك فيا مش هعرف اسامحك ع الليلة اللي المفروض تبقى اسعد ليلة في حياتي قلبتها ليا كابوس عمري ما هقدر انساه
قالتها ثم غادرت من امامه و تركته غارق ببحور الندم و صعدت لغرفتها لتمر دقائق قليلة و كانت تجلس على حافة المغطس تنظر بصدمة و حزن للعصا الرفيعة الموجودة بين يديها و التي تحمل علامة ايجابية !!!
………..
في صباح اليوم التالي
كانت تجلس خلف مكتبها تتابع عملها بتركيز حتى قاطعه طرقات على باب مكتبها يليه دخول إلياس قبل ان تسمح له بالدخول
تجاهلت النظر له و اعادت نظرها للملف الموجود امامها فهي لم تنسى انه اغلق الهاتف بوجهها و شجارهم الأخير بقى واقفاََ امامها بصمت لدقائق حتى زفرت بضيق قائلة دون النظر له :
جاي المسافة دي كلها عشان تفضل واقف ساكت
ضحك بسخرية قائلاً بهدوء يسبق العاصفة و بداخله غضب كبير منها لم يهدأ منذ ان سمع كلمات ذلك الرجل و قد اعماه غضبه من التفكير بحكمة :
سألتك بدل المرة اتنين و كدبتي عليا
رفعت رأسها بعدم فهم لما يقول ليتابع هو حديثه قائلاً و هو يمور قبضة يده بغضب :
كل مرة أسألك كنتي فين تكدبي عليا
تنهدت بضيق و كادت ان تخبره لما كذبت دون الدخول بتفاصيل لكنه لم يعطيها الفرصة و تابع حديثه قائلاً بسخرية :
طب طالما انتي شيفالك شوفة تانية مقولتيش ليا ليه من الاول
نظر لها باحتقار للحظات ثم تابع قائلاً :
لمتنا حواليكي عجبتك مش كده هو و بدر و انا ، كان عاجبك جريي وراكي كل شوية
لم تفهم عما يتحدث لتسأله قائلة بتعجب :
بتتكلم عن ايه !!!
ابتسم بسخرية قائلاً عنوان البناية التي كانت بها ثم تابع بسخرية و اشمئزاز و كلمات ذلك الرجل ترن بأذنه حتى الآن تجعله يشتعل من الغضب اكثر :
شوفتك عند حبيب القلب عمر
فهمت عما يتحدث الآن لكن لما افترض انها على علاقة به لتسأله بصدمة :
شوفتني
اومأ برأسه قائلاً بسخرية و احتقار و هي حتى الآن لا تستوعب ما يقول :
ايه كنتي مفكرة مش هعرف انك بتدوري على حل شعرك معاه و بتروحي ليه شقته كمان
زفر بضيق قائلة بغضب :
يا تتكلم باحترام و تلم لسانك يا تمشي من وشي
ابتسم بسخرية قائلاً :
اصل دي اللغة اللي تنفع مع اللي زيك ، بس عارفة اللي بيعملوا كده بفلوس انضف منك ع الاقل مش بيلفوا و يدوروا و……
رفعت يدها حتى تصفعه قائلة بغضب :
اخرس
لكن يدها بقت معلقة بالهواء بين يده قائلاً بغضب :
ايدك ما تترفعش عليا….لاني مش عاوز اتوسخ
ارتفع صدرها و هبط بانفعال ليتابع هو قائلاً :
اللي يشوف الوش ده مستحيل يصدق ان يطلع من وراه كل ده بس لو حصلت مع غيري معذور ما انا كنت زيه و انخدعت
جذبت يدها من بين يديه قائلة بغضب :
اسمع يا تقول ايه اللي حصل يا تطلع بره
ضحك بسخرية و بدأ يقص عليها ما حدث نظرت له للحظات بصمت ثم فجأة صفقت بيدها قائلة بهدوء :
لا حقيقي برافو ، شوفت و استنتجت و حللت و جاي تغلط و تطول لسانك بس يا ترى بتعمل كده بصفتك ايه
كور قبضة يده بغضب لتتابع هي بسخرية :
لا انت حد من اخواتي اللي عمرك ما تطول تبقى زيهم و لا جوزي و لا حتى خطيبي و لا ليك اي علاقة بيا عشان تتدخل
سألها بغضب :
يعني اللي قولته صح مش هتدافعي عن نفسك
ضحكت بخفوت ليشعر هو بالغيظ و الاستفزاز منها لتتابع هي قائلة بسخرية :
مش من الأولى كنت سألت الأول و سمعت مني ، لما شوفتني ما جيتش ليه في وقتها و واجهتني ليه استنيت ده كله
نظرت له من اعلى لأسفل بسخرية قائلة :
لما بواب العمارة قالك كذا و كذا ما طلعتش ليه بنفسك تشوف اكتفيت بالكلام اللي سمعته بس
لم يجيب و اكتفى بنظرات نارية يصوبها تجاهها لتكمل هي قائلة بابتسامة و برود :
طبعا انت مستني مني ادافع و اقول انا بريئة ، بس مش هيحصل يا إلياس عارف ليه
اقتربت منه قائلة بسخرية :
لأني مش ناوية اريحك
ثم تابعت و هي تشير نحو الباب :
اظن كمان بعد اللي سمعته مش اللي شوفته عني اخلاقك ماتسمحش ليك تفضل واقف هنا معايا
صمتت للحظات و كذلك هو لكنها لم تستطيع ان تخفي قهرها اكثر من ذلك قائلة بسخرية مريرة :
نظرتي ليك كانت صح من الأول
نظر لها قائلاً بسخرية مماثلة :
بس انا اللي نظرتي ليكي كانت غلط يا خسارة
اومأت له قائلة بابتسامة ليست بمحلها :
هي فعلا كانت غلط ، بس اهو محدش بيتعلم ببلاش يا…..بشمهندس
غادر صافعاََ الباب خلفه بقوة لتجلس هي على المقعد خلفها قائلة بحزن :
كان عندي امل تخيب ظني فيك !!!
…………
مساءاََ بحديقة قصر الجارحي
كان الجميع يجلس على مائدة الطعام الطويلة و صوت ضحكاتهم يصدح بالمكان عداها هي تجلس بينهم بذهن شارد و قلب متألم لاحظ امير شرودها ليميل عليها قائلاً بخفوت :
مالك
حركت رأسها بمعنى لا شيء لكنه يشعر بخطب ما اصاب شقيقته لذا اكتفى بالصمت الآن
سليم بابتسامة :
مش ناوين تعملوا الفرح و لا ايه
امير بلهفة :
ياريت ، انا عايز اتجوز بقى يا ناس هنفضل مأجلين الفرح لأمتى بس
ريان بهدوء :
انا كمان عاوز اتجوز
كان اخوانه فقط من يعرفوا بتقدمه لخطبة ندا بينما المتبقين كانت صدمة لهم ليكن اول من يتسأل جدته فاطمة قائلة بلهفة :
بجد يا بني طب هي مين و انا من بكره اروح اخطبهالك علطول
ضحك الجميع بينما ريان ابتسم مقبلاََ يدها
بحنان قائلاً :
تسلمي يا ست الكل
ثم نظر لسليم قائلاً بهدوء :
بعد اذنك يا جدي هنروح اخر الاسبوع نخطب ندا بنت عمي جمال
اختفت الابتسامة من على وجه سليم و قاسم و فاطمة التي قالت بحزن :
عايز تغلط نفسك غلطت امك اللي يرحمها يا ريان
سألها بهدوء و كان يتوقع رفضها :
غلطة ايه
اجابته بحزن و هي تحاول كتمان دموعها التي تحارب للنزول امام الجميع من الشعور بالقهر الذي يلازمها من سنوات طوال على فقدان فلذة كبدها :
بلاش يا بني العيلة دي مش بيجي من وراها غير المشاكل و وجع القلب ابعد عنهم احسن و البنات مفيش اكتر منهم
تنهد بحزن قائلاً بهدوء :
بس انا بحبها و عمي جمال مش زي عمي يوسف غير كده انا عمري ما اخد حد بذنب حد ابقى فرقت ايه انا عن يوسف العمري
تدخل قاسم بالحديث قائلاً :
عنده حق يا امي لو خدها بذنبهم و احنا كمان عملنا كده يبقى فرقنا ايه عنهم
سليم بابتسامة و بداخله قهر كبير لا يقل
عن زوجته :
على بركة الله يا بني الف مبروك
↚
فاطمة بابتسامة حزينة و هي تربت بحنو
على وجنته :
الف مبروك يا بني
بعد تهنئة من الجميع وقفت حياة قائلة و هي تستعد للرحيل :
عن اذنكم
ادم بتساؤل :
رايحة فين
اجابته بهدوء :
عندي مشوار ضروري
اوس بتساؤل و هو ينظر لساعة يده :
مشوار ايه ده
تنهدت قائلة :
هقولك بعدين
امير و هو يقف :
طب استني هوصلك
اوقفته قائلة :
مفيش داعي خليك مرتاح
لكنه لم يستمع لها و غادر برفقتها قائلاً بخفوت بعد ان ابتعد معها بعيداََ عنهم بقليل :
لأ في داعي عايز اتكلم معاكي ضروي شكلك
مخبية حاجة كبيرة !!!
………
بعد وقت كان يصف سيارته امام باب البناية بغضب بعدما اخبرته بالطريق ما حدث صباح اليوم
لذا و بدون مقدمات ما ان رأى حارس البناية الذي قارب على الأربعين من العمر لكمه بقوة اسقطته ارضاََ ثم جذبه بقوة من ثيابه قائلاً بغضب :
يا تنطق من سكات كده مين اللي قالك تقول الكلام ده على اختي يا قسماََ بالله ادفنك مكانك
اقتربت منه حياة تحاول ابعاد امير عنه قائلة :
امير ابعد مش بالطريقة دي
دفعها للخلف قائلاً بغضب و يشدد قبضة يده على مقدمة ثياب الأخر :
انطق يا روح امك
الحارس بخوف و كذب :
والله ما اعرف ان بتتكلم عن ايه يا بيه
تدخلت حياة قائلة بنفاذ صبر :
من الاخر كده في واحد جالك امبارح و سألك انا نازلة من عند مين و قولتله اني عند واحد اسمه عمر شقته مشبوهه مين اللي قالك تقول كده
ابتلع الحارس لعابه بخوف قائلاً بنفي :
محصلش الكلام ده انتوا جاين ترموا بلاكم عليا انا……آآه
تأوه بألم و لم يستطيع ان يكمل حديثه بعدما نلقى لكمة قوية من امير اسقطته ارضاََ ثم انحنى إليه و انهال عليه بالمزيد من اللكمات بغضب و الاخر يصرخ مستغيثاََ بأحد لكن الجميع اكتفى بالمشاهدة من بعيد وقف امير جاذباََ اياه من ملابسه قائلاً بغضب :
هتنطق و لا اخذك معايا و انا هعرف اخليك تتكلم ازاي يا ب……
كانت الدماء تغطي وجهه بأكمله و لم يعد يستطيع الوقوف على قدمه لم يجد مفر سوى الاعتراف قائلاً بخوف و تعب :
واحدة يا بيه جت و قالتلي اعمل كده
سأله بغضب و هو يدفع جسده للحائط خلفه :
اسمها ايه
تأوه الأخر بألم قائلاً :
سارة يا بيه !!
تبادل امير النظرات مع حياة التي لم تشعر بالصدمة من ذكر اسمها بل كانت تتوقع شيئاََ كهذا دفع امير الرجل ارضاََ ثم ركله بقدمه بجانبه بقوة و جذب شقيقته و ما ان صعد للسيارة برفقتها ثم انطلق بها نظرت له قائلة بهدوء :
مش عاوزة حد يعرف حاجة عن اللي حصل خالص يا امير و خصوصا ريان
نظر لها قائلاً بحزن لأجلها و غضبه يتضاعف نخو ذلك الحقير :
متزعليش نفسك هو عمره ما هيلاقي زيك هو اللي خسر و بكره لما يعرف الحقيقة هي…..
قاطعته قائلة بسخرية مريرة :
كان عندي امل يخيب ظني فيه يا امير…..كان نفسي يثبتلي اني غلط ، انا مش زعلانه على خسارته انا زعلانه على نفسي
اشاحت بوجهها ناحية النافذة تغلق عيناها و تفتحها عدة مرات تمنع نفسها بصعوبة من البكاء ليتنهد هو بحزن لأجلها متوعداََ لذلك الحقير !!!
………..
بينما على الناحية بمنزل حازم صديق إلياس ما ان قص عليه ما حدث انتفض الأخر من مكانه صارخاََ عليه بغضب :
انت ايه يا اخي غبي للدرجة دي ، تروح تتهمها ببساطة من غير ما يكون معاك دليل
إلياس بغضب :
كدبت عليا كذا مرة و كل مرة اشوفها نازلة من نفس العمارة و البواب يقولي كلام زبالة عليها
حازم بغضب :
اديك قولت كلام و لما شوفتها ما واجهتهاش ليه فشلت ساكت ليه و لما شوفتها نازلة معاه من العمارة ما روحتش ليهم ليه و عرفتها انك شوفتها كنت اسمع منها يا اخي قبل ما تتكلم
ثم تابع بغضب :
انت عايزها و لا مش عايزها كل مرة تطلع بحجة شكل و تطلع فيها حاجة عشان تبعد عنها اول مرة عشان امها اللي مكنش ينفع تاخذها بذنبها اصلا و تاني حاجة بدر و خوفك انك تكلمها و دلوقتي سمعت كلام من واحد من غير ما تشوف بعينك و بنيت عليه حكاية و صدقتها
إلياس بغضب :
كنت غبي كل دي حاجات كانت بتثبت انها متنفعنيش بس بردو كنت بتمسك بيها
حازم بسخرية :
انت عمرك ما كنت متمسك بيها بعمايلك دي عمرك ما كنت متمسك بيها و انت فعلا غبي يا إلياس لو اللي عندك ده مرض الحق اتعالج منه
إلياس بغضب :
حازم الزم حدودك
زفر الأخر بضيق قائلاً :
امشي يا إلياس لاني بجد مش طايق اشوفك و لا اتكلم معاك ده انت تحرق الدم يا راجل
غادر إلياس بغضب كبير صافعاََ الباب خلفه بقوة
متوجهاََ لقصر العمري و ما ان وصل توجه لمكتب والده قائلاً بصرامة :
بابا من الاخر كده انا مش هجوز اختي لحد من العيلة ده نهائي و بالذات ليه هو
جمال بصرامة و غضب :
انا اديت كلمة للناس خلاص و جاين اخر الاسبوع اختك موافقة و انا موافق يبقى الموضوع ما يخصكش
إلياس بضيق :
ازاي ما يخصنيش دي اختي
جمال بغضب :
اختك مش قاصر و مش انت اللي هتتجوز عشان تتدخل في الموضوع ده و كلامي اللي هيمشي
غادر المكتب غاضباََ سيفعل المستحيل حتى لا تتم تلك الزيجة !!!!
………
جاء اليوم المحدد ليتقدم ريان لندا رسمياََ كان سليم يجلس مرغماََ لأجل حفيده و تحمل ان يدخل المكان الذي توفت فيه ابنته و طرد منه احفاده للمرة الثانية لأجل حفيده كذلك كان حال البقية
كان يوسف ينظر لوجوه ابناءه بلهفة سعيداََ برؤيتهم و حزيناََ لأن ما يجب ان يقوم به هو لابنه بهكذا يوم قام به احد اخر
سليم بجدية :
احنا يشرفنا نطلب ايد بنتك ندا لحفيدي ريان
جمال بابتسامة سعيدة :
الشرف لينا احنا طبعاََ
ريان بهدوء :
بما ان رأى العروسة وصل طلباتك و طلباتها يا عمي
جمال بابتسامة :
مليش اي طلبات غير انك تحطها في عينك يا بني و تحافظ عليها دي الغالية
ريان بابتسامة و صدق :
من غير ما تقول يا عمي في عنيا من جوه
ادم بجدية :
بعد اذن حضرتك فرحي انا و اخواتي بعد شهر من دلوقتي لو مفيش مانع حابين يكون فرح ريان و ندا بعد شهر
إلياس ببرود و عيناه لم تتوقف عن إلقاء نظرات احتقار صوب حياة التي تتجاهله كلياََ :
ندا لسه عندها جامعة و الجواز دلوقتي هيعطلها عشان كده ممكن تكون خطوبة
ريان بهدوء :
اكيد انا مش هعطلها عن دراستها بالعكس هشجعها
جمال بابتسامة :
ماشي يا بني هسألها و لو هي موافقة يبقى على بركة الله
ابتسم ريان بهدوء ليقول سليم بابتسامة :
نقرا الفاتحة
بدأ الجميع بقراءة الفاتحة بينما ندا تقف بعيداََ تنظر لما يحدث بالخارج بسعادة و بجانبها والدتها التي اعطتها صينيه كبيرة عليها اكواب عديدة من الشربات قام بتوزيعها على الجميع بخجل ثم جلست بجانب والدها تخفض وجهها ارضاََ
غادر الجميع عدا ريان الذي اخذ ندا للعشاء بالخارج بينما إلياس لم يتوقف طوال الوقت من إثارة غضب ريان الذي كان يرد عليه بكل هدوء
………..
باليوم التالي
بتردد كان يوسف يخطو لداخل المقابر الخاصة بعائلة الجارحي يقترب من قبرها الذي نقش على الرخام الخاص به اسمها ” ليلى سليم الجارحي ”
جلس على حافته بعد ان وضع باقة الزهور عليه قارئاََ الفاتحة لها بدموع و هو يخفض وجهه بخزى قائلاً بحزن :
عارف انك اكيد مش طايقة وجودي يا ليلى و عارف اني لو قولت ليكي انا بحبك و عمري في حياتي ما حبيت غيرك مش هتصدقيني لان اللي يعمل اللي انا عملته مستحيل يكون بيحب
تنهد بحزن ثم تابع بصدق و دموع تغرق وجهه :
بس الحقيقة اني عمري ما حبيت غيرك ، انتي كنتي كل حاجة حلوة في حياتي و لما روحتي كل حاجة حلوة راحت و المشكلة اني انا اللي ضيعت كل حاجة من ايدي ضيعتك و ضيعت و لادي و بأيدي خسرت سعادتي
اخفض وجهه قائلاً بقهر و حزن :
حبي ليكي اللي خلاني عملت فيهم كده ، حياة كان معاها حق في اللي قالته حبي ليهم كان مشروط انا حبيتك اكتر منهم و اكتر من اي حد في الدنيا دي و كنت عارف انك بتحبيهم و انا كنت موجوع منك
تنهد بحزن متابعاََ بصوت مختنق من الدموع :
كنت بوجعك بيهم و محسبتش حساب ليوم زي ده حتى ما فكرتش انا هخسر ايه في المقابل ، كل اللي كنت بفكر فيه اني اوجعك و بس
ثم تابع بقهر و ألم ينهش قلبه :
حسرة كبيرة في قلبي و انا قاعد في قراية فاتحة ابني غريب بيخطب اللي بيحبها و حد تاني اللي بيقوم بالدور اللي المفروض انا اعمله ، اخويا اقرب لولادي مني يا ليلى….بعد ما كنت زمان اقرب حد ليهم بأيدي خليتهم ما يكرهوش في حياتهم ادي
اعتدل واقفاََ قائلاً بحزن و ندم ينهش قلبه قبل ان يغادر المكان :
لو قدرتي تسامحيني يا ليلى سامحيني و لو اني عارف اني مستاهلش…..مستاهلش حتى حبك اللي متأكد انه بقى كره و من زمان
……….
قارب الشهر على الانتهاء و الجميع في انشغال تام بتجهيزات زفاف الأربعة اخوة بعدما وافقت ندا على الميعاد و قام ادم بشراء فيلا ذات مساحة كبيرة تقرب من قصر الجارحي كثيراََ و تولى الفتيات فراشها و رفضت حياة ابداء رأيها فهي تنوي على شيء فقط لينتهي الزفاف
كانت هنا تواظب على جلساتها مع الطبيب النفسي باستمرار و لا تنكر انها جعلت حالتها افضل من قبل بكثير و حتى الآن تخفي عن الجميع خبر حملها بل اصبحت ترتدي الملابس الفضفاضة كزيادة حرص
إلياس الذي اصبح غاضباََ طوال الوقت و سعى جاهداََ حتى لا يكتمل هذا الزفاف لكن دون جدوى كانت كل محاولاته تتنتهي بالفشل
بينما حياة انهت امتحاناتها و ها هي من يومها صامته طوال الوقت و شاردة و على عكس هنا اصبحت تهمل جلساتها مع الطبيب بل لم تذهب من سوى مرة واحدة طوال تلك المدة
كانت تجلس ببهو القصر تضم قدمها لصدرها تنظر للفراغ بشرود حزينة تفكر بتلك الخطوة التي ستقدم عليها عن قريب جداََ افيقت من شرودها على رنين جرس باب القصر الداخلي ذهبت لتفتح بتكاسل و ما ان فعلت نظرت للطارق بصدمة قائلة :
بدر !!!!
………….
↚
كانت تجلس ببهو القصر تضم قدمها لصدرها تنظر للفراغ بشرود حزينة تفكر بتلك الخطوة التي ستقدم عليها عن قريب جداََ افيقت من شرودها على رنين جرس باب القصر الداخلي ذهبت لتفتح بتكاسل و ما ان فعلت نظرت للطارق بصدمة قائلة :
بدر !!!!
استقرت عيناه على وجهها يتأملها باشتياق فاق الحدود لقد ظن انه لو ابتعد و عاد إلى حيث كان سينسى لكنه ابداََ حدث العكس لقد تضاعف عشقها بقلبه
ستكون حقاََ اكبر كاذبة اذا انكرت اشتياقها له ، اشتاقت لنظرة الحنان و الدفئ الموجودة بعينيه كلما ينظر لها لتشعرها بالأمان الذي لم تشعر به سوى برفقة اخوانها
تواصل بصري بين الأثنان لوقت غير معلوم قاطعه صوت جين جدته قائلة بتعجب :
بدر انتي واقفة عندك سرحانة في ايه
افيق الاثنان على حالهما ليجيب بدر بتوتر :
مفيش يا جين
بتلك اللحظة جاء صوت سليم من الخلف قائلاً بترحيب و سعادة فهو من قام بدعوتهم لحضور زفاف احفاده :
اهلا اهلا بالغالية مرات الغالي
بتلك اللحظة دخل من الباب عاصم شقيق سليم برفقة ابنه عثمان و زوجته صبا
على الفور اقترب عاصم من شقيقه يحتضنه
بقوة و اشتياق قائلاً :
واحشني اوي يا خويا
بادله سليم العناق قائلاً باشتياق مماثل و سعادة :
نورت مصر و بيت ابوك يا غالي
عاصم بحب و سعادة :
منورة بيك يا خويا
اقترب عثمان من عمه يحتضنه باشتياق و بعد وقت من الترحيب بحضور الجميع و بدر يختلس النظرات من حين لآخر لحياة التي تخفض وجهها ارضاََ بحزن لكن سرعان ما ابتسمت على تلك المرأة التي تدخل القلب بحديثها المضحك و الاشبه للأطفال قائلة :
فاطمة انت وحشت انا كتير اوي
فاطمة باشتياق :
انتي كمان والله واحشاني اوي يا جين بعدين بقالك العمر ده كله مع عاصم و مش عارف يعلمك العربي صح لحد دلوقتي
عاصم بيأس :
انا يأست خلاص يا مرات اخويا الولد عندها يتنطق بنت و العكس و بيني و بينك اهو بلاقي حاجة اضحك عليها
قال الأخيرة بمرح لتنظر له جين قائلة بتوعد :
انا هخليكي تضحكي كويس يا حبيبتي استني بس
ضحك الجميع بقوة و دار بينهم حديث طويل غادرت حياة بمنتصفه لغرفتها و هي تشعر بانعدام رغبتها بفعل اي شئ او الاستماع لأي شيء لاحظ اخوانها كما لاحظوا الايام الماضية و كلما يسألها احدهم يكون اجابتها لا شيء و اضطر امير للصمت بناءاََ على رغبتها بعد ان وعدها رغم عدم اقتناعه
كل ذلك لم يخفى على بدر الذي لاحظ هو الأخر شرودها الدائم و الحزن الذي يحتل ملامح وجهها مهما حاولت اخفاء ذلك
……….
في صباح اليوم التالي تعمدت حياة الخروج من القصر باكراََ حتى لا تلتقي ببدر او تحتك به
بشركة الأدم
كان الخمسة مجتمعين بمكتب ادم و من بينهم ريان الذي يجلس بصمت يتابع الحديث عن العمل الدائر بينهم بعدم فهم
كذلك الحال مع حياة التي تشارك الحديث بكلمات قليلة و معظم الوقت شاردة ، ليزفر ادم بضيق عندما سألها عن شيء ما لكنه لم تجيب بل لم تستمع من الأساس قائلاً :
لا بقى انا متأكد ان فيه حاجة
اوس بتأييد :
مظبوط في ايه يا حياة
ادم بحنان و هو يربت على رأسها :
مالك كل ما اسألك تقولي مفيش و علطول سرحانة ايه اللي واحد عقلك و الأهم ايه اللي مخليكي زعلانة كده
نفت برأسها قائلة بهدوء :
مفيش
ادم بحدة :
متقوليش كلمة مفيش دي تاني
تنهد بعمق قائلاً بهدوء :
اتكلمي يا حياة مالك في ايه
لمعت عنياها بالدموع قائلة بصوت مختنق :
قولت مفيش هو بالعافية لازم يكون فيه
قاطعها امير قائلاً بغضب :
لا فيه يا ادم الزبالة اللي اسمه إلياس……..ثم قص عليه كل ما حدث و ما ان انتهى انتفض اوس من مكانه قائلاً بغضب :
ازاي تخبي حاجة زي كده
ثم التفت لأمير قائلاً بتوبيخ :
البيه طالما كان عارف مجاش و حكالنا ليه
حياة بهدوء :
انا اللي طلبت منه ما يقولش
تفهم ريان على الفور السبب قائلاً :
خبيتي عشان علاقتي بندا ما تبوظش بسبب إلياس لأنه اخوها مش كده
اشاحت بوجهها بعيداََ لبزفر هو بضيق قائلاً :
هو ليه محدش عايز يصدق اني بحبها و اني مستحيل اخدها بذنب اي حد
ادم بحدة :
كان المفروض لما حصل كل ده تيجي و تحكي لينا عشان نخليه يندم ع اليوم اللي اتجرأ و نطق بلسانه الكلام ده
حياك بهدوء :
خوفي انك تتهور انت او حد منهم و ساعتها ممكن هما يرفضوا الجوازة دي مكنتش عاوزة مشاكل تحصل على حاجة متستاهلش
ريان بحدة :
هو ايه اللي ميستاهلش
تنهدت بحزن قائلة :
ممكن تهدوا انا مش عاوزة نفتح السيرة دي تاني كمان مش عاوزة اي حد يعمل حاجة ليه
امير بسخرية :
خايفة عليه
نفت برأسها قائلة بهدوء :
لا ، بس ميستاهلش غير كده انا مش عايزة اقوله الحقيقة ، لأنه خسر الحق بأنه يعرفها ، اللي عمله إشارة من ربنا عشان اعرف ان مش ده اللي أعافر عشانه و الحمد لله اني مكنتش قبلت طلبه للجواز
صمت الجميع بضيق و بداخل كلاً منهم يتوعد له فقط صبراََ تنهدت هي بعمق تستجمع شجاعتها قبل ان تقول :
في حاجة كمان عايزة اقولكم عليها
نظر الجميع لها باهتمام لتتابع هي حديثها قائلة :
قبل الدارسة ما تبدأ انا هنقل ورقي للجامعة هناك من تاني لاني قررت ارجع لندن !!!
ردد الاربعة بوقت واحد :
تسافري !!!
ريان بنفي و صرامة :
مش هيحصل
ادم بتأييد :
مين قالك ان احنا هنوافق
امير بسخرية :
عايزة تهربي مكنتش اعرف انك ضعيفة كده
تنهدت بحزن قائلة :
مش ضعيفة بس انا عيشت هناك سنين طويلة و احنا كنا جينا هنا لسبب محدد و خلص يبقى ايه اللي يخليني اقعد
اوس بعتاب :
طب و احنا مش عايزة تقعدي عشانا
ابتسمت قائلة بهدوء رغم حزنها :
انتوا كل واحد فيكم هيتجوز و هينشغل في بيته مع مراته و ولاده ان شاء الله
ثم تابعت بابتسامة :
انا كمان عايزة اعمل الحاجة اللي بحبها
ادم بحنان و هو يربت على كتفها :
مين قال ان احنا هننشغل عنك ، هو فيه حد بينشغل عن بنته
ابتسمت قائلة بهدوء و حزن ينعكس بوضوح بعيناها :
بتقول كده دلوقتي عشان لسه ع البر بس واحدة واحدة هتغرق في مسئولياتك ، دي سُنة الحياة
امير بحنان و صدق :
بس عمرنا ما هننشغل عنك انتي بالذات
ريان بعتاب :
ازاي بعد السنين دي كلها قضيناها مع بعض لحظة بلحظة عايزة تسافري و تبعدي عنا
اوس بتصميم :
مش هتسافري يا حياة انسي
ابتسمت قائلة بهدوء :
انا مش مهاجرة على فكرة دي كلها كام ساعة بالطيارة و تقدروا تيجوا تشوفوني و اشوفكم انا هخلص دراسة و هرجع و فيه اجازات كمان ، انا محتاجة ابعد فترة
ادم بتسويف و تأجيل للحديث الذي لن يطاوعها عليه بالطبع :
لما نرجع من السفر بعد الفرح نبقى نشوف الموضوع ده
تنهدت بعمق قائلة بتصميم :
لما ترجعوا من السفر انا هكون جهزت نفسي و هسافر عشان الحق اقدم ورق الجامعة بتاعي
تبادل الاربعة النظرات بعدم رضا و كلاََ منهم لا يتقبل فكرة ابتعادها عنهم غادر ادم اولا قائلاً بضيق :
اعملي اللي تعمليه
ثم غادر بعده اوس ثم امير ثم ريان لتبقى هي وحدها بين نارين لا تريد الابتعاد عنهم و تريد مغادرة هذه البلد التي لم ترى فيها سوى العذاب
…………
في منتصف اليوم
كان امير يجلس بأحد المتاجر المخصصة لفستاين الزفاف ينتظر فرح حتى تخرج بعد تجربة ذلك الفستان الذي اصر ان يكون موجوداََ و هي تبتاعه
تعالى رنين هاتفه برقم شقيقه ريان و ما ان اجاب اتاه صوته قائلاً :
انت فين
ابتسم قائلاً :
مع فرح بنشتري فستان الفرح
ريان بهدوء :
طب انا و اخوانك مع البنات بردو رايحين نشتري البدل و الفساتين من مكان كده ندا اللي قالت عليه لو عايز تيجي حصلنا على هناك
اومأ برأسه قائلاً :
طب ابعتلي العنوان في رسالة لو مفيش حاجة عجبت فرح هنا هنجيلكم على هناك
ما ان اغلق الهاتف مع شقيقه خرجت فرح من غرفة التبديل بفستانها الأبيض اللامع الذي ينساب على جسدها بنعومه بأكمام من الشيفون لتأثر قلبه بجمالها للمرة التي لا يعرف عددها
ابتسمت بخجل من نظراته سرعان ما اختفت و توترت عندما قال :
لفي يا فرح
فعلت ما قال بخوف من ردة فعله لتلتفت و ما ان فعلت و وقعت عيناه على ظهر الفستان المفتوح حتى منتصف ظهرها ردد بصرامة و اعين تلمع بالغيرة :
الفستان ده لأ
نظرت للفستان بحزن قائلة برجاء :
بس يا امير الفستان حلو اوي
ابتسم قائلاً بحب :
↚
حلو عشان انتي لبستيه في كذا فستان حلو و هيبقوا احلى لو لبستيه…..لكن ده ضهره مفتوح اوي
تدخلت صاحبة دار الازياء و تدعى زيزي قائلة باستنكار و وقاحة :
ايه يعني ضهره مفتوح الزمن اتغير و دلوقتي عادي البنات تلبس اللي هي عاوزاه…..سوري ع اللي هقوله مستر امير بس حضرتك بتتصرف تصرفات الرجالة الجاهلة بتوع زمان
شهقت فرح بخفوت و نظرت للمرأة بغضب ثم نظرت لأمير الذي وضع يده يجيب بنطاله
قائلاً بثقة :
اللي بيبقى معاه حاجة غالية بيحب يخبيها من عيون الناس و انا مراتي حبيبتي غالية مش اي حد يشوفها و لو اللي بعمله جهل فيا ستي انا راجل جاهل و فخور بده
ابتسمت فرح بحب ثم و بدون حديث دخلت لغرفة التبديل لترتدي ملابسها و ما ان انتهت خرجت
لأمير قائلة بحب :
يلا يا حبيبي مفيش فستاين هنا عجبتي
قالتها عمداً حتى تثير غضب تلك المرأة التي تجرأت على زوجها تنعته بالجاهل…..ابتسم امير بحب و هو يعلم ما تقصد و غادر برفقتها نحو اشقائه
………..
كان الجميع جالسين على طاولة الطعام كانت حياة تعبث بطعامها دون تذوق اي قطعه منه كذلك الحال مع هنا التي لا تعد تتحمل رائحة الطعام رغم شعور الجوع المسيطر عليها حاولت التحمل حتى لا يلاحظ احد فتلك هي هرمونات المرأة الحامل كما اخبرتها الطبيبة التي تتابع معها
استأذنت منهم لتغادر لكن ما ان وقفت شعور بالغثيان فوضعت يدها على فمها و ركضت لأقرب مرحاض و الذي يخص الضيوف القريب من غرفة الطعام و الجميع خلفها في حالة خوف و قلق
قمر زوجة قاسم بقلق و هي تطرق على الباب :
هنا يا بنتي افتحي الباب
لكن لا اجابة دقائق قليلة و خرجت هنا من المرحاض بوجه شاحب و هي تشعر بالتعب الشديد
اقترب منها ادهم قائلاً بقلق كبير :
حاسة بأيه خلي ريان يكشف عليكي
انتفضت بفزع قائلة :
مش عايزة دكتور و لا حد يكشف عليا انا كويسة
فاطمة بقلق :
كويسة ايه بس يا بنتي ده انتي وشك اصفر و تعبانة خالص
هنا بنفي و تصميم و هي تشعر بالخوف من ان يكتشف احد حملها :
انا طالعه ارتاح شوية و هبقى كويسة
مشت عدة خطوات و هي تستند على يد قاسم بعدما رفضت مساعدة ادهم لكن لم تتحمل و ركضت المرحاض مرة اخرى و ما ان خرجت استندت على اطار الباب الخاص به لتمر لحظة اثنان ثلاثة و كانت تسقط فاقدة للوعي بين ذراع ادهم الذي التقفها قبل ان تسقط ارضاََ
ريان بسرعه و هو يصعد الدرج :
طلعها فوق يا ادهم و انا هجيب شنطتي و جاي وراك علطول
مرت وقت قصير و كان ريان يخرج من الغرفة و خلفه حياة و بقت قمر و زينة بالداخل برفقة هنا التي لم تفيق حتى الآن
ريان بهدوء :
اخدت عينة دم و حد من المستشفى هيجي ياخدها نص ساعة و نطلع النتيجة
ادهم بقلق :
طب انت شاكك في حاجة طمني
تنهد قائلاً بتردد :
احتمال كبير تكون حامل !!!!
كلماته كانت صدمة بالنسبة للجميع و بالأخص ادهم الذي تصنم بمكانه و حتى الآن لا يستوعب ما يقول يفرح انها تحمل قطعه منه و منها بأحشائها ام يحزن لانه وضعها بداخلها جبراََ و ربما ستكره الطفل لهذا السبب !!!!
مرت النصف ساعة و ظهرت النتيجة و التي كانت ايجابية و انها حامل بالفعل و منذ فترة ليست بقصيرة !!!
………..
في صباح اليوم التالي
افيقت هنا من غفوتها و هي تشعر بالتعب لتقع عيناها على ادهم الذي يجلس على مقعد بجانب الفراش منذ ليلة امس ينظر لها بشرود و بعد تفكير تذكر انها كانت خائفة من ان يفحصها ريان لذا من المؤكد انها كانت تعلم بحملها و اخفت
عن الجميع
انتفضت بمكانها قائلة بغضب :
انت ايه اللي مقعدك هنا
صمت للحظات قبل ان يقول بهدوء :
مبروك يا ماما هنا !!!
توترت و شعرت بالخوف لقد عرف و حدث ما كانت تخشاه يبدو انها بعد اغمائها امس فحصها ريان بينما ادهم وقف واضعاََ يده بجيب بنطاله
قائلاً بهدوء :
كنتي عارفة مش كده
وقفت هي الأخرى امامه قائلة بتحدي :
ايوه كنت عارفة
جد على اسنانه قائلاً بحدة :
خبيتي عليا ليه
ضمت يدها امام صدرها قائلة ببرود :
حاجة متخصكش
حاول التحكم بغضبه قدر المستطاع لكنها لا تساعدها على ذلك بل تستفزه بطريقتها تلك في الحديث معه اقترب منها قائلاً بغضب مكتوم :
لا يخصني لانه ابني يا هانم
رفعت حاجبها قائلة بسخرية :
ايه اللي عرفك ما انا كنت بمشي على كل شعري قبل ما نتجوز ما يمكن ابن وائل
صرخ عليها غاضباََ من الغيرة :
هناااا
ضحكت بسخرية قائلة :
ايه هو انا جبت حاجة من عندي ما كل ده كلامك
اقترب منها قائلاً بغضب :
ارحميني بقى غلطان و استاهل ضرب الجزمة قولتلك مليون مرة غصب عني اعتذرت منك بدل المرة الف قوليلي اعمل ايه
لمعت عيناها بالدموع و اقتربت منه قائلة :
اشمعنا انت مرحمتنيش ، لا بكلامك و لا اللي عملته انا شوفت منك كتير اوي يا ادهم غصب عنك مش غصب عنك ميخصنيش انا كمان غصب عني مش قادرة انسى و مش قادرة اسامح و مش لاقيه ليك عذر كفاية ع اللي عملته معايا يخليني اسامحك
ابتلع غصة مريرة بحلقه قائلاً :
طب و ابننا يا هنا ، ميستاهلش تدي لحياتنا فرصة عشانه ، عشان يتربى وسطنا
جلست على الفراش قائلة بهدوء :
لو فضلت معاك عشان خاطره متستناش مني حاجة غير اني اكون ام لابنك و بس غير كده مش هتشوف مني حاجة تانية و هبقى بعمل ده غصب
سألها بألم :
بطلتي تحبيني
ابتسمت بألم قائلة :
لأ يا ادهم
سألها بحزن و هو ينحنى على ركبيته امامها متسمكاََ بيدها قائلاً برجاء :
هتقدري تكملي من غيري
جذبت يدها من بين يديه قائلة بسخرية مريرة :
محدش بيموت من الحب و اكبر مثال ليا هو انت لولا ان جدو غصبك تتجوزني كنت هتكمل من غيري عادي و كمان كنت خاطب و هتتجوز و مكمل حياتك عادي
اخفض وجهه ارضاََ لا يوجد لديه اجابه على ما تقول محقة بكل ما قالت وقف على قدميه ثم نظر لها لاخر مرة قبل أن يغادر بأعين لامعة بالدموع تهدد بالنزول بأي لحظة
غادر و تركها تبكي بقوة و هي تحاوط جنينها بيدها قائلة بحزن :
سامحني مش قادرة اسامحه و لا اكمل معاه و لا حتى عشانك باباك كسر جزء كبير اوي جوايا مهما عملت و مهما عمل عمره ما هيرجع زي الاول
……….
بقصر الجارحي
بالخارج كان هاشم صديق ادم و الذي يتولى قضية محسن و ثريا و الذي يقول بسخرية :
مش غريبة دي يا ادم
ادم بهدوء :
ايه اللي غريب
هاشم بسخرية :
تبقى ساكت كده و هادي لا و كمان هتعمل فرح ليك و لاخواتك و محسن لسه هربان ده حتى بنته هي كمان مختفية
ادم ببرود :
يعني اوقف حياتي عشان خاطر اب…..ده هربان
هاشم بنفاذ صبر :
ادم
زفر بضيق ثم تابع :
انا متأكد زي ما انا شايفك واقف قدامي كده ان محسن معاك
لك يجيب ادم و اكتفى بالصمت ليربت هاشم على كتفه قائلاً :
سلمه يا ادم بلاش توسخ ايدك بالدم في واحد ميستاهلش سلمه و انا اوعدك مش هيحصل زي المرة اللي فاتت ، كل الجرايم اللي عملها دي تجيبله اعدام
تنهد قائلاً برفق قبل ان يغادر :
فكر و رد عليا و انا متأكد انك هتعمل الصح و اللي المفروض يتعمل انا بنصحك بصفتي صاحبك قبل ما اكون ظابط و ماسك القضية دي
– عنده حق
كان هذا اول ما قالته حياة عندما استمعت لما قاله هاشم مؤيدة له
ثم تابعت بحزن :
سلمه يا ادم و خلينا نقفل الموضوع ده بقى و نخلص منه كفاية اوي اللي عملتوه فيه شهر بحاله بيتعذب هو يستاهل اكتر من كده بس خلينا بقى نرتاح و نقفل ع الموضوع ده
ريان بهدوء :
انا معاها و يا سيدي لو مستقل عليه الضرب اللي خده المساجين اللي جوه بملاليم هيقوموا بالواجب
امير بتفكير :
طب و سارة هي بردو مش امان لو سيبناها
حياة بهدوء :
بعد اللي شفته طول الشهر ده هتفكر الف مرك قبل ما تقرب مننا قرشين و تسافر بره مصر
ثم تابعت بسخرية :
سارة زي امها ميهمهاش حاجة غير نفسها مش معقول هتفكر تنتقم لثريا يعني و بعدين هي كان بتعمل ده عشان محروقه اوي ان إلياس مش معبرها و كان بيجري ورايا عشان كده عملت كل ده مشكلتها كانت معايا انا مش معاكم و اكيد محسن كان بيحركها عشان عارف انها زيه و زي ثريا بتحب الفلوس
تنهدت قائلة بسخرية :
دلوقتي بقى عندها إلياس تشبع بيه و هتديها كمان فلوس يبقى ايه اللي يخليها تعادينا
وافقها الجميع الرأي و طلب ادم من رجاله ان يقوموا بتسليم محسن للشرطة و يأتوا بسارة لقصر الجارحي لكن فجأة و بدون مقدمات عندما وقفت السيارة امام باب القصر جذبها احد الرجال من يدها بعنف للداخل لكنها بدون مقدمات ركلته بقدمه اسفل معدته و ركضت بكل ما تملك من قوة حتى خرجت من القصر بأكمله تنظر خلفها من حين لآخر و الرجال يركضون خلفها متناسية انه يوجد طريق سريع للسيارت امام باب القصر
لتصدمها بلحظة سيارة تأتي من بعيد مسرعة اطاحت بجسدها في الهواء لتقع ارضاََ غارقة في دمائها الناس مجتمعين حول جسدها و فرت السيارة التي صدمتها سريعاََ !!!!
……….
جاء يوم الزفاف الذي انتظره جميعهم بلا استثناء عدا القليل
بالفيلا الكبيرة التي اشتراها الأربعة بالقرب من قصر الجارحي كانت الزينة معلقة بكل مكان بحديقة القصر الذي استقر الجميع أن يقام هنا ليظل ذكرى لهم فيما بعد بهذا المكان الذي سيشهد على سعادتهم فيما بعد ايضاََ
كان الفتيات يتجهزون بغرفة واحدة سوياََ و معهم فرحة و قمر و رحمة
بينما الشباب كانوا بغرفة بالطابق الاسفل يتجهزون سوياََ و بالحديقة كانت حياة تشرف على العمال تتأكد من ان كل شيء على ما يرام فقد قارب حفل الزفاف على البدأ
جاء بدر من خلفها بعدما تجهز قائلاً بتعجب :
بتعملي ايه عندك
اشاحت بوجهها بعيداََ عنه قائلة بهدوء :
بشرف ع العمال عشان يخلصوا بسرعة الحفلة قربت تبدأ و الناس على وصول
اقترب منها حتى وقف امامها قائلاً بابتسامة :
طب بما ان الحفلة قربت و الضيوف على وصول مش تطلعي تجهزي و لا ناوية تحضري الفرح كده
قربت اخلص خلاص و هبقى اطلع اجهز
تنهد قائلاً بهدوء :
حياة ، اطلعي اجهزي و انا هفضل معاهم
وافقت بعد تفكير للحظات و لكن قبل ان تغادر من امامه جاءه صوت يبغضه و اصبحت هي كذلك مؤخراََ و بالطبع كان صوت إلياس قائلاً بسخرية لاذعه و هو يقترب منهم :
مش بتضيعي وقت صح
حياة بغضب و حدة تعجب منها بدر فقد ظن ان الاثنان من المفترض انهم يحبان بعضهما :
اسمع لو لسانك طول انا اقصه ليك و احترم نفسك ده لو كنت محترم من الأساس بدل قسماََ بربي ما هيحصلك خير
ضحك باستهزاء ثم التفت لبدر قائلاً :
عارف رغم ان مش بطيقك ابداََ بس هنصحك اصلي ما احبش حد ياخد المقلب اللي خدته
اقترب منه قائلاً بخفوت بجانب اذنه :
معتقدش هتقبل على نفسك تتجوز واحدة كانت في شقة واحد و مدوراها معاه انا مقبلتهاش على نفسي شوف انت بقى ايه النظام !!!!
…………
↚
اقترب إلياس من بدر قائلاً بخفوت بجانب اذنه :
معتقدش هتقبل على نفسك تتجوز واحدة كانت في شقة واحد و مدوراها معاه انا مقبلتهاش على نفسي شوف انت بقى ايه النظام !!!
ابتعد بدر للخلف ينظر له بصمت اثار ربية الاخر مرت لحظات صمت و حياة تنظر له بترقب لكنها لم تظهر ذلك و التزمت بثباتها
ليفاجئها بدر قائلاً بسخرية و نظرات احتقار يصوبها نحو إلياس :
لولا ان محترم المكان اللي واقف فيه و عامل حساب ليهم و مش عاوز ابوظ فرحتهم صدقني مكنتش اترددت ثانية واحدة و مسحت بيك الأرض
اقترب منه قائلاً بغضب و احتقار :
كنت هعلمك ازاي تبقى راجل و تتكلم على بنت عمك بالشكل ده حتى لو صح ، اللي قولته ميمسش الرجولة بأي صلة دي اسمها ندالة و حقارة
كاذبة ، كاذبة ان انكرت سعادتها بردة فعله ، سعيدة لأنه نظرتها لم تخيب فيه ايضاََ
يا ليت الأمر بيدها ، ليتها تستطيع ان تختار ما تحب لكانت اختارته بدون تردد لكن ليس على القلب سلطان
كانت شاردة و لم تنتبه للحديث الشرسالدائر بين إلياس و بدر و لم تفيق من شرودها سوى على صوت بدر قائلاً بعنف لم تعهده منه قبلاََ و هو يقبض على مقدمة ثياب إلياس :
بنت خالي اشرف واحدة في الدنيا و لو لسانك نطق اي كلمة في حقها وحشة اقسم بالله لهتشوف وش عمرك ما شوفته و ما يغركش الهدوء و الوش الكيوت ده
ثم تابع بتوعد :
لأ ده انا عندي استعداد اعلمك الرجولة على اصولها لو مش عارفها
إلياس بشراسة و هو يدفعه بيده للخلف :
انا راجل غضب عن اهلك……
قبل ان يكمل حديثه الذي بالطبع لم يكن سيخلو من السباب اللاذع و قبل ان تتدخل حياة جاء صوت سليم من الخلف قائلاً بصرامة :
بتعملوا ايه عندكم
بدر بهدوء يخالف نيران الغضب المشتعلة بداخله الآن تجاه ذلك الحقير :
كنت بقول لحياة تطلع تجهز و انا هكمل الباقي
ثم نظر لها قائلاً بحدة :
اطلعي يلا يا حياة
ذهبت بتردد و كم تكره لقاء الاثنان ببعض الذي ينتج عنه و بكل مرة مشاجرة جديدة
سليم بصرامة :
بتعمل ايه هنا يا إلياس
نظر بغضب لبدر قائلاً :
ندا نسيت المجوهرات بتاعتها و جيبتهالها
اومأ سليم برأسه عدة مرات ثم اقترب منه قائلاً بصرامة و نبرة غير قابلة للنقاش :
حظي للمرة التانية اتربط بعيلة العمري و هبقى مضطر اتقابل معاكم ، بس اسمع الكلمتين دول مني و حطهم حلقة في ودنك…..تبعد عن حياة نهائي لأن حفيدتي مش هتكون ليك و لو اخر واحد على وش الدنيا و بعد اللي عملته انت غير مئتمن عليها !!!!
إلياس بسخرية و غضب من اهانته :
مين قالك اني عاوزها ، خليهالك
اقترب بدر منه و كاد ان يلكم ذلك الحقير لكن يد سليم منعته من الاقتراب قائلاً بهدوء لإلياس :
حاضر هخليهالي
غادر إلياس بغضب كبير بينما بدر نظر لسليم قائلاً بتساؤل و عدم فهم :
هو عمل ايه ليها ، اذاها في ايه
سليم بهدوء و هو يجلس على احد المقاعد :
حياة متعرفش اني اعرف حاجة عن الموضوع ده ، كمان مش معنى اني مش بتدخل في حياة احفادي الخمسة لاني عارف انهم بيعملوا الصح و محدش فيهم هيسمح لاخوه انه يقع و في ضهر بعض ، لكن انا ببقى عارف كل حاجة بتحصل في حياة كل واحد فيهم و لما الموضوع يستاهل اني اتدخل بعمل كده
تنهد متابعاََ حديثه :
في موضوع حياة كان لازم اتدخل ، إلياس…….ثم قص عليه ما علمه و اتهام إلياس لحياة بشرفها
ما ان انتهى كور بدر قبضة يده بغل قائلاً بغضب :
ابن ال…..
ثم بخطوات غاضبة اراد ان يلحق بإلياس الذي دخل للفيلا حتى يسلم شقيقته المجوهرات لكن اوقفه سليم ممسكاََ بيده قائلاً بصرامة :
استنى يا بدر
بدر بغضب :
استنى ليه عايزني اسيب اب……بعد اللي قاله ليها
سليم بهدوء :
اقعد يا بدر و اسمع اللي هقوله ليك بلاش تهور
جلس بدر على مضض و نيران تشتعل بقلبه بسبب ذلك الحقير ليتنهد سليم قائلاً :
انا عارف انك بتحب حياة عشان كده حكيتلك ، معاك فرصة تانية يا بدر تقدر فيها تكسب قلب حياة من تاني و تخليها تنساه
بدر بسخرية :
بسهولة كده هتنساه ، مش سهل ان الواحد ينسى اللي بيحبه لو كان سهل كنت قدرت انا انساها ، النسيان مش سهل يا جدي
قالها ثم غادر من امامه يتنفس بعنف يلوم نفسه على ما فعل ليته لم يتركها و يذهب ليته بقى بجانبها لقد ظن انها تركها بين ايدي امينة مع ذلك الحقير ظناََ منه انه يحبها فما فعله بها و ما قاله منذ قليل لا يمس كلمة حب بصلة
………..
تتحرك من هنا لهنا بألية و بذهن شارد و قلب محطم….ارتدت ثوبها ثم وضعت طبقة خفيفة من مساحيق التجميل و صففت شعرها
قبل ان تخرج من الغرفة اخذت تردد بصوت مسموع تحدث نفسها قائلة :
هتنسي كل حاجة يا حياة ، انهاردة هتنسي كل حاجة
ركزي مع اخواتك و بس ، هتنسي يا حياة
تنهدت بعمق ثم خرجت من غرفتها و دخلت لغرفة الفتيات التي لم تندمج معهم كثيراََ و تأكدت من انهم استعدوا كانوا بأبهى صورة
ثم نزلت للطابق السفلي حيث غرفة اشقائها الذين للتو انتهوا من ارتداء ثيابهم و لم يتبقى سوى رابطة العنق ما ان وقعت عيناها عليهم ادمعت من السعادة بينما اوس اطلق صفيراََ عالياََ قائلاً باعجاب :
اوبا ايه القمر ده ، هتغطي ع العرايس في الفرح بجمالك ده
امير بمرح هو الأخر :
مش هنلاحق ع العرسان كمان
ضحكت بخفوت قائلة بسعادة :
الف مبروك
امير بحزن و اشتياق :
لو ماما كانت معانا انهاردة محدش كان هيكون فرحان زيها
ردد الجميع بوقت واحد بحزن :
الله يرحمها
حياة بمرح :
بس انا ناوية اتقمص دورها شوية صغنين و اقولكم كلمتين مهمين
ريان بمرح و هو ينحني :
اتفضلي يا مولاتي
ضحكت بخفوت قبل ان تقول بجدية :
الحب و الاحترام و الثقة و الأمان و الصدق الخمسة حاجات دي هما اساس نجاح اي زواج و كلهم مرتبطين ببعض مينفعش تتنازل عن حاجة فيهم و تكمل بالباقي و انت بتعامل مع مراتك عاملها بالخمس حاجات دول
تنهدت قائلة بابتسامة :
اسمعها حتى لو بتقول حاجة تافهه ملهاش اهمية بالنسبة ليك بس تهمها هيا شاركها يومها حسسها دايما بالامان و بالحب ، متنمش في يوم و هي زعلانة منك و ما تبطلش تقولها بحبك و تقولها كلام حلوه
صمتت للحظات ثم تابعت قائلة بجدية :
مراتك انت اخدتها من بيت اهلها اللي كانت قاعدة فيه ملكة و لازم تفضل ملكة في بيتك
نظرت لهم قائلة بابتسامة حنونة :
لو عملت كل ده مش هينقص من رجولتك ابدا بالعكس ده يزودها الراجل بجد هو اللي يحتوي مراته و يكون ليها كل حاجة اب و اخ و صديق قبل ما يكون زوج يحسسها بالأمان و يسمعها
ما ان انهت حديثها جذبها الأربعة لاحضانهم بفخر و حنان و قد استشعروا حزنها مهما حاولت بالتظاهر
بعكس ذلك
…………
زفاف اسطوري بمعنى الكلمة لم يعكر صفوه سوى ظهور يوسف الذي اجمع الخمسة على انه لم يشاركهم الحزن لما يكون جزء من سعادتهم التي جاءت بعد عناء و كان هو السبب
كانت حياة تقف تنظر بسعادة لأخوانها و كلاََ منهم يحاوط خصر زوجته يتمايل معها على انغام الموسيقى كلاََ منهم يلقي على حبيبته اعذب الكلام
وقف بدر بجانبها و ما ان رأته سألته بهدوء :
صدقت اللي قاله و لا ده كان كلام ب……
قاطعها قائلاً بهدوء :
انا مش مصدقه يا حياة لاني عارف اخلاقك كويس
تنهد ثم تابع حديثه بجدية :
غير كده ، لو كان اللي قاله صح كنت هكدبه بردو لانك في الاول و الاخر بنت عمتي اللي واجبي اني افضل ادافع عنها قدام الكل حتى لو هي غلط
ابتسم قائلاً بهدوء :
الرجولة اني اسمع منك مش عليكي و لو هو و لا غيره قالولي عمري ما هصدق غير لما اسمعك
نظرت له مبتسمة بامتنان ليمازحها هو قائلاً و هو يمد يده لها :
سيبك من السيرة دي ، انا نسيت خطوات الرقص تسمحي تعلميني يا حياة هانم
ضحكت بخفوت ثم وضعت يدها بيده ليجذبها للمكان المخصص للرقص يتمايل معها على انغام الموسيقى تنهدت حياة بعمق قائلة :
بدر
نظر لها باهتمام لتتابع هي قائلة بامتنان :
شكرا
ابتسم قائلاً بخفوت :
مفيش شكر بين القرايب مش ده كلامك
اومأت له و اكملت الرقص معه بصمت مرت دقائق حتى تفاجأت بأمير يجذبها من يد بدر يراقصها ثم مررها لأوس ثم لريان ثم اخيراََ لادم الذي قبل جبينها بحنان و هي تضحك بسعادة و تعالى التصفيق بالمكان حولهم
بينما يوسف يقف بعيداََ يشاهد سعادة ابنائه و ها هو يقف هنا منبوذاََ منهم لا يستطيع ان يشاركهم اي شيء و كذلك إلياس الذي حطم كأس العصير الذي بيده من شدة ضغطه عليه من الغضب و الغيرة و هو يرى بدر يراقصها يضع يده على خصرها
يراقصها و الاثنان في انداماج بل و يتبادلون الضحك
شارك امير و حياة بالغناء بالحفل الذي حضره بعض الموسيقين الذين احيوا الزفاف و شهد الجميع سعادة لم يسبق لهم ان عاشوها
انتهى الزفاف و اخذ كلاََ منهم عروسه و صعدوا للغرف الخاصة بهم داخل القصر بينما حياة بقت بالأسفل مع سليم و قاسم حتى غادر المدعوين و غادرت برفقتهم لقصر الجارحي
…….
ف
ي منتصف اليوم التالي بعد ليلة قضاها كلاََ منهم برفقة عروسه بالجنة سافر كلاََ منهم لبلد مختلفة لقضاء شهر العسل بعد توديع الجميع
……..
بمستشفى الجارحي
كان ذلك الطبيب و يدعى حسن ينظر لساعة يده هو بطريقه لغرفة احد مرضاه و قبل ان يدخل للغرفة ليتفقدها صادف شقيقه الأكبر سرعان ما ابتسم له قائلاً :
دكتور عمر أبو زيد بنفسه في المستشفى هنا يا ترى ايه سر الزيارة العظيمة دي
عمر بابتسامة و هدوءه المعتاد :
كنت عارف انك هتنسى ، مش قولتلك هعدي عليك نروح سوى بيت عمتك عشان نتغدى سوى
زي ما بابا قال
ضرب الأخر مقدمة رأسه قائلاً بتذكر :
اوبا نسيت خالص
عمر بابتسامة :
طب يلا بسرعة جهز نفسك
اومأ له قائلاََ و هو يشير للغرفة التي خلف عمر :
↚
استنى لحظة بس هشوف المريضة اللي جوه استناني هنا دقايق و جاي
دخل حسن للغرفة بينما عمر التفت ينظر للغرفة التي دخل لها شقيقه سرعان ما تصنم جسده بمكانه و هو يراها ، نعم هي و لا احد غيرها لقد عرفها على الفور بالرغم من الكدمات الكبيرة التي تزين وجهها لكنه تعرف عليها
هي نفسها الوحيدة التي عشقها لكنها لا تستحق بقى ينظر لها من خلف الزجاج الشفاف و شقيقه يفحصها و عندما خرج سأله بصوت مختنق :
مين دي
حسن بحزن و شفقة :
اسمها سارة جت من كام يوم و حالتها كانت خطر خالص نجيت بمعجزة ، بس للاسف
سأله على الفور :
للاسف ايه
حسن بأسف :
العمود الفقري عندها في ضرر كبير ، احتمال انها متقدرش تقف على رجليها من تاني كبير اوي
سأله بجدية يخفي بها صدمته مما استمع له :
محدش من اهلها معاها
نفى برأسه قائلاً :
لأ هي جايه تبع مدير المستشفى ، المطلوب نعالجها من غير ما نسأل عن حاجة و هو بيتابع من بعيد لبعيد الظاهر قريبته
ثم تابع بتعجب :
مالك مهتم كده
نفى برأسه قائلاً بهدوء واهي :
مفيش مجرد فضول
اومأ برأسه قائلاً :
طب يلا بينا خلينا نمشي
ذهب برفقته بعدما القى نظرة اخيرة عليها و هو يبغض ذلك الشعور الذي تملكه بعدما رأها شعر بالحنين و الاشتياق و الحزن عليها و كم يبغض ذلك كيف له ان يشعر بكل هذا نحوها بعد
ما فعلته به !!!
………
بينما بقصر الجارحي
كانت حياة تجلس معهم على طاولة الطعام تعبث بطعامها دون ان تتناول منه اي شيء كحالها من الصباح لم تتناول طعام الافطار ايضاََ و لم تكن لديها اي شهية و هي ترى نفسها تجلس وحيدة على طاولة الطعام بدون اشقائها
استأذنت منهم ثم غادرت القصر بأكمله تدور بسيارتها بالشوارع دون هوادة حتى حل المساء نست هاتفها بغرفتها و الجميع يتصل عليها لكن لا اجابة قلق تملك منهم جميعاََ و هم يبحثون عنها بكل مكان !!
……….
قادتها قدمها لتلك الفيلا التي كانوا يقيمون فيها قبل الانتقال لقصر الجارحي و التي كانت مغلقة بقفل حديدي من الخارج تملك مفتاحه لكنها بدون حارس دخلت للداخل و هي تنظر لزجاجة الخمر التي اشترتها لعلها تنسيها لو قليلاََ من ألم قلبها
جلست امام المسبح و اخذت ترتشف منها بشراهة
رغم طعمه اللاذع و كانت اول مرة تشرب بها
….
بينما بدر كان يبحث عنها بكل مكان و كذلك ادهم بعد بحث كبير عنها و القلق ينهش قلبه جاء للفيلا القديمة و هو يتمنى ان يجدها و بالفعل رأى سيارتها مصفوفة بالخارج فترجل من سيارته على الفور راكضاََ للداخل و ما ان وقعت عيناه عليها اقترب منها قائلاً بحدة من قلقه عليها :
انتي هنا عارفة بقالنا قد ايه بندور عليكي و انتي
في الاخر هنا
سرعان ما توسعت عيناه بصدمة قائلاً :
ايه ده ، بتشربي !!!
جلس بجانبها قائلاً بقلق و هو يراها تنظر للفراغ بشرود بحالة يرثى لها :
حياة
لم تجيب بقت هكذا للحظات قبل ان تتحدث
قائلة بحزن و دموع :
اول مرة يكونوا بعيد عني حاسة اني وحيدة ، كل واحد بقى ليه بيت و عيلة و انا لوحدي و هينشغلوا عني كلهم
نظرت له قائلة بدموع و ألم :
هو انا ليه بيحصل معايا كده ، انا وحشة
نفى برأسه سريعاََ قائلاً بحب :
انتي احسن واحدة في الدنيا و مفيش حد احسن
منك يا حياة
ابتسمت بسخرية قائلة :
انت اللي بتقول كده ، بعد اللي عملته معاك
المفروض تكرهني
ابتسم قائلاً بحزن :
عملتي ايه معايا ما هو لو كل واحد رفضته واحده
بيحبها و كرهها يبقى عمره ما يكون حب
صمت عم المكان لدقائق لتقطعه هي قائلة بصوت
ثمل و حزن :
اقولك على حاجة و تصدقني
اومأ برأسه منصتاََ لها باهتمام لتتابع هي حديثها
قائلة بدموع و حزن :
لما سافرت وحشتني اوي و كنت حاسة بوحدة كنت عايزة اكلمك و اقولك ارجع بس….بس
ابتسم بحب قائلاً بعتاب :
بس ايه يا حياة ، مكالمة واحدة كانت كفاية و كنتي هنلاقنيي عندك علطول ، عمري ما كنت هتأخر عنك ابداََ و هفضل طول العمر مستنيكي
ارتعش جسدها من البرد لتحاوط بيدها جسدها
قائلة بحزن :
كنت خايفة
سالها بتعجب :
خايفة من ايه
نظرت له قائلة بحزن :
لو كلمتك اديك امل على حاجة انا مش عارفها ، انا مش عارفة انا عايزة ايه يا بدر مش عارفة انا عايزة ايه و لا عايشة عشان ايه
ثم تابعت بحزن و هي ترتشف من زجاجة الكحول
التي بيدها :
عارف الراجل اللي كان بتهمني اني بروحله
اخذ الزجاجة من يدها يبعدها بعيداََ عنها ثم نظر لها
باهتمام لتتابع هي قائلة :
ده يبقى دكتور نفسي كنت بتعالج عنده ، سمع شوية كلام من واحد اول مرة يشوفه و مسمعش مني عمل زيه بالظبط
بدر بتساؤل :
زي مين
ابتسمت بسخرية قائلة بوجع :
يوسف العمري ، عارف كنت عارفه انه شبهه مع ذلك فضلت اعافر و انا من جوايا مش مرتاحة خوفت اظلمه بحكمي عليه
سألها بألم :
بتحبيه اوي كده
نظرت له للحظات قبل ان تجيب قائلة بحيرة :
مش عارفه ، مش عارفه بحبه و لا بحبك بس اللي اعرفه ان الامان بحسه معاك يا بدر
نظرت له قائلة بثمالة :
خليك جنبي
ابتسم قائلاً بحب و صدق :
بدر جنبك طول الوقت و رهن اشارة منك
ابتسمت بسخرية قائلة :
بتحبني ليه ، ايه اللي فيا يتحب واحدة معقدة تايهه
مش عارفة هي عاوزة ايه
تنهد بعمق قائلاً بأعين تلمع بحب صادق نابع من قلبه لها وحدها :
الصراحة مش عارف حبيتك من اول ما شوفتك من غير سبب ، عنيا اول ما شافت عيونك اول مرة و انا حسيت اني لقيت اللي فضلت ادور عليها من كل البنات بس اللي اعرفه اني مينفعش محبكيش
ارتعش جسدها مرة اخرى من البرد قائلة بدموع :
هتفضل جنبي
هفضل جنبك لاخر العمر ، بحبك يا حياة بدر
اغلق سحاب سترته من الامام حتى يدفئها اكثر كان الاثنان قريبان من بعضهما للغاية هي ثملة لا تعي ما تفعل او ما تقول بينما هو لم يكن بحال افضل منها يكفي النظر لعيناها التي لم يرى اجمل منها بحياته حتى يثمل هو الآن امام خيارين ان يكون خائن للأمانة او يقتنص قبلة من تلك الشفاه التي منذ ان وقعت عيناه عليها و هو يتمنى تذوقها و هي ابداََ لن تمانع و هو ليس بسيدنا يوسف
حتى لا يضعف !!!!
………
بينما بنفس الوقت بقصر العمري
كان إلياس يجلس مع الجميع قائلاً باقتضاب :
انا قررت اتجوز !!!
………
↚
تخلص من سترته على الفور يساعدها بأن ترتديها فوق ثوبها الخفيف ذو الحمالات الرفيعة
قائلاً بحب و صدق :
هفضل جنبك لاخر العمر ، بحبك يا حياة بدر
اغلق سحاب سترته من الامام حتى يدفئها اكثر كان الاثنان قريبان من بعضهما للغاية هي ثملة لا تعي ما تفعل او ما تقول بينما هو لم يكن بحال افضل منها يكفي النظر لعيناها التي لم يرى اجمل منها بحياته حتى يثمل هو الآن امام خيارين ان يكون خائن للأمانة او يقتنص قبلة من تلك الشفاه التي منذ ان وقعت عيناه عليها و هو يتمنى تذوقها و هي ابداََ لن تمانع و هو ليس بسيدنا يوسف
حتى لا يضعف !!!!
انتفض واقفاََ متغلباََ على رغبته لن يفعلها هي لم تبوح له بحبها و ربما لم تشعر نحوه بيوم من الايام لذا لن يأخذ شيء يمكن ان يكون بيوم من الايام ملكاََ لغيره و فوق كل هذا لن يخون الأمانة لن يقع بذلك الخطأ انحنى ثم حملها بين يديه مغادراََ المكان بينما هي ظلت تهذي ببعض الكلمات حتى غفت و ما ان وصل لقصر الجارحي تقابل بسليم الذي ما ان اقترب منهم اشتم رائحة الخمر تفوح منها ليسأله بصدمة :
شاربة
اومأ له بدر بتوتر ثم اخبره أين وجدها و صعد لغرفتها ثم دثرها بالفراش و غادر الغرفة و عقله لا يتوقف عن تذكر ذلك الحديث الذي دار بينهم
……..
بينما بقصر الجارحي
كان اول من تحدث جمال قائلاً بتعجب :
تتجوز مين !!
صمتت للحظات قبل ان يقول بجمود :
هند بنت الدكتور منصور جارنا
مازن شقيقه باستغراب :
اشمعنا
إلياس بسخرية :
هو ايه اللي شمعنا اظن ان جي الوقت اللي اتجوز فيه و اكون عيلة و لا مش من حقي
مازن بسخرية مماثلة :
طب و حياة اللي كنت عمال تجري وراها ايه النظام مش ناوي تتجوزها
إلياس ببرود يعكس النيران التي تشتعل بصدره من الغضب و الغيرة كلما يتذكرها او يتخيلها بأحضان رجل اخر :
متنفعنيش و لا تلزمني
سعاد بتعجب :
طب اشمعنا هند بالذات ما احنا ياما اتحايلنا عليك تتجوزها زمان و رفضت
ضحك قائلاً بسخرية :
ع الاقل هتكون احسن من حياة
تدخل يوسف بالحديث قائلاً بحدة :
انا بنتي مش احسن من حد يا إلياس و لم تجيب سيرتها تتكلم عدل
إلياس بتهكم :
بتدافع عنها على اساس ايه يا عمي تعرفها او عيشت معاها عشان تعرف اخلاقها
يوسف بحدة :
بلاش ترمي بالكلام يا تقول اللي عندك ضهري و من غير لف و لا دوران يأما تسكت
إلياس بسخرية :
يبقى اسكت احسن يا عمي لان كلامي مش هيعجبك و لا هيعجب الموجودين
زفر يوسف قائلاً بغضب :
يبقى احسن
صمت عم المكان للحظات قاطعه إلياس قائلاً بجمود قبل ان يصعد لغرفته :
انا كلمتهم و خدت ميعاد نزورهم بكره بليل !!
…….
بغرفة جمال و فرحة
كانت تحدثه قائلة :
عارف يا جمال
نظر لها لتتابع هي :
حياة بحبها و كل حاجة و بحسها بنتي بس….
نظر لها قائلاً بتساؤل :
بس ايه انتي فرحانة انه مش هيتجوزها
اومأت له قائلة :
الصراحة اه حياة بعد اللي شافته اسفه في اللي هقوله بس معقدة و مش هتريح ابني و هيتعب معاها و…….
قاطعها قائلاً بحدة :
هو الجواز عشان ابنك يرتاح بس ، انا و انتي عارفين ان طباع ابنك صعبة يعني اللي تتجوزه لازم يريحها زي ما هتريحه مش عشان هو يرتاح بس
زفرت قائلة بضيق :
معرفش بقى يا جمال مش شيفاها مع ابني و كويس انها جت منه لاني كنت هتحرج ارفض و مش هبقى موافقة ع الجوازة من جوايا
ثم تابعت بتساؤل :
هي عند مش عجباك و لا ايه
زفر جمال قائلاً بضيق :
البنت كويسة و مفيهاش حاجة بس قلبي بيقولي ان ابنك ليه غرض تاني غير الجواز و الاستقرار اللي طلع بيهم فجأة
فرحة بدفاع عن ابنها :
بلاش تظلمه احنا مدخلنا جواه
جمال بضيق :
ابنك كاه رافض هند و ريقنا نشف من الكلام معاه عشان يتجوزها و دلوقتي فجأة حليت في عينه ، في حاجة في دماغه و قلبي حاسس انه واخدها كبري شكله هيظلم البنت معاه يا فرحة
فرحة بنفي و بالطبع دافعت عن ابنها :
لا ظلم و لا حاجة هو الجواز لعبة ابني اكيد عارف كده كويس و فكر قبل ما ياخد القرار ده ، و يمكن عشان الممنوع مرغوب هو كان رافض لما كنا بنتحايل عليه و لم سكتنا هو بقى عايزها
تنهد قائلاً بتمني :
ربنا يخلف ظني يا ستي و اطلع غلطان
انتهى الحديث بينهم لهنا لكنه لا يشعر بالارتياح لقرار ابنه المفاجأ
……….
في صباح اليوم التالي
– ايه اللي جابني هنا
قالتها حياة بألم و تضع يدها على رأسها الذي يؤلمها و بشدة و تنظر لغرفتها باندهاش
نهضت بصعوبة و ارتدت ثيابها و ما ان خرجت من غرفتها وجدت بدر كاد ان يطرق بابها القى عليها الصباح قائلاً بهدوء :
دماغك وجعاكي مش كده
اومأت له قائلة باستغراب :
عرفت منين
وضع بيدها كوب كوب حليب و معه دواء مسكن قائلاً بعتاب :
بعد الشرب اللي شربيته امبارح لازم ده اللي يحصل
تناولتهم منه قائلة بتساؤل :
عرفت منين اني شربت و ايه اللي جابني هنا
سألها بتوتر :
انتي مش فاكرة اللي حصل امبارح
نفت برأسها ليعاتبها قائلاً :
غلطي اوي يا حياة لما شربتي امبارح……
لكن جاء صوت سليم مقاطعاََ حديثه قائلاً بصرامة :
تعالي ورايا ع المكتب يا حياة
ذهبت خلفه و ما ان دخلت لمكتبه ضرب سليم بغصاه التي يستند عليه في سيره قائلاً بغضب :
ازاي تشربي الزفت ده و تحطيه في بؤك يا مؤمنة ياللي بتصلي
لم تجيب و اخفضت وجهها ارضاََ ليصرخ
عليها بغضب :
ما تنطقي
لم تجيب ايضاََ بيتابع هو قائلاً بحدة :
ده محدش من اخواتك الرجالة عملها تيجي انتي و تعمليها و اهو شوفتي ادهم بيدفع التمن لمجرد انه شرب الزفت ده
اخفضت وجهها بخزى و هو يتابع توبيخه لها :
في بيت لوحدك و سكرانه ما خوفتيش يحصلك حاجة و انتي و لا هتبقى دريانه ، مخوفتيش من ربنا
تنهدت قائلة باعتذار و خزى :
كلامك كله صح يا جدو انا اسفه
زفر بضيق قائلاً :
مكنتش متخيل انك ضعيفة كده عشان يوصل بيكي الحال انك تشربي الهباب ده
وقف مقترباََ منها قائلاً برفق :
انا عارف كل حاجة و عارف اللي عمله الزفت إلياس معاكي ، انسيه يا بنتي ده مينفعكيش عارفه كلت قولتله يبعد عنك و حذرته من كده و قولتله انك مش هتبقي ليه قال ايه
نظرت له و بداخلها ارادت ان تسمع رده التي كانت متأكدة انها سيجرحها لكنها بحاجة لتلك الكلمات حتى تكرهه اكثر و اكثر :
قالي خليهالك ، هو باع يا بنتي و افتكري دايما اللي يبيعنا عمرنا ما نشتريه ابداََ
اومأت له قائلة بجدية :
مش محتاج تقولي الكلام ده يا جدو من اللحظة اللي اتهمني فيها بكلامه انا طلعته من حياتي و انا اللي مش عاوزاه اصلا و لا اشتريته من الأساس و لا وعدته بحاجة و لا قولتله كلمة واحدة تبين ليه اني بحبه يعني هو مش من حقه يتهمني و يقول اني خاينة في كل حتة
اومأ لها بصمت لتقبل جبينه ثم يده قائلة باعتذار :
حقك عليا و اخر مرة تحصل
اومأ لها قائلاً بتحذير :
اخر مرة يا حياة اللي حصل ده يتكرر
اومأت لها قائلة بوعد :
اوعدك اخر مرة
ثم غادرت لغرفتها تحاول ان تتذكر ما حدث امس
……….
بعد وقت
كانت تجلس ببهو القصر في صمت تنظر للفراغ بشرود لم يقاطع شرودها سوى صوت بدر الذي جلس بجانبها قائلاً :
ناوية تعملي ايه
نظرت له بعدك فهم قائلة :
اعمل ايه في ايه !!
– في حياتك
صمتت للحظات قائلة :
هرجع لندن
قطب جبينه قائلاً بتساؤل :
ليه
تنهدت قائلة و هي تحاوط قدمها بيدها :
حياتي كانت هناك انا يدوب كنت نازلة هنا لهدف حققته خلاص هقعد اعمل ايه
اومأ برأسه قائلاً بهدوء :
انت عايزة ترجعي لندن عشان تهربي مش عشان حياتك هناك
نفت برأسه قائلة بتوتر :
مش صح
تنهد قائلاً بتصميم :
لأ صح….
قاطعته قائلة بحدة و صوت عالي من توترها :
فرضنا انه صح يخصك في ايه حياتي و انا حرة فيها خليك في حالك انا مش ناقصة وجع دماغ و اسئلة عم……
قاطعها قائلاً بحدة و غضب :
حياة
زفر بضيق قائلاً :
بلاش طريقة كلامك دي معايا و بلاش تعلي صوتك عليا مش معنى اني بكلمك بهدوء و باخد و بدي معاكي هسمحلك تتجاوزي حدودك معايا ، كان ممكن تقولي انك مش حابة انك تتكلمي في حياتك معايا و كنت هسكت
وقف قائلاً بجدية :
لكن تتكلمي بالاسلوب ده مش هقبله ، بعد كده مش هتدخل في حاجة تخصك طالما بتضايقي كده
عن اذنك
ثم صعد لغرفته مرة اخرى اخذت تلوم نفسها على ما قالت مرت دقائق و صعدت لغرفته طرقت الباب لحظات و سمح لها بالدخول ما ان دخلت رأته يجلس على احد المقاعد الموجودة بزوايا الغرفة يضع حاسوبه على قدمه يبدو انه يتابع عمله
اقتربت حتى وقفت امامه قائلة بحرج :
بدر
لم يبعد نظره عن الحاسوب قائلاً باقتضاب :
خير
تنهدت قائلة بتوتر :
↚
انا اسفة حقك عليا
لم يجيب عليها لتتابع هي حديثها قائلة :
متبقاش قموصة بقى مكنتش كام كلمة قولتهم في لحظة غضب مني
لم يجيب لتعتذر مرة اخرى قائلة :
انا مقصدش والله اتكلم معاك بالاسلوب ده بس كنت متعصبة و الصراحة بقى انا اتوترت لما انت قولت اني بكدب لان دي الحقيقة
تنهد قائلاً بهدوء و لم ينظر لها :
حصل خير ، مش هضايقك بأسئلتي تاني حياتك و انتي حرة فيها
اغلقت شاشة الحاسوب الذي امامه قائلة :
مش بتضايقك من اسألتك يا بدر انا بكون معاك على طبيعتي و بتكلم معاك زي ما بتكلم مع اخواتي و بكون معاك صريحة في الكلام
نظر لها بهدوء لتتابع هي يأسف :
متزعلش مني انا اسفة حقك عليا
ابتسم قائلاً بهدوء :
مش زعلان خلاص
ابتسمت قائلة بمرح :
بمناسبة الصلح اسأل براحتك يا سيدي
ضحك بخفوت قائلاً :
عايزة تهربي من ايه ، من إلياس
تنهدت قائلة بهدوء :
هو سبب من الأسباب لكن انا بجد مش قادرة استنى هنا في مصر ، كل اللي ليا فيها ذكريات توجع القلب و بس و اتحججت بالسفر عشان ابعد عن هنا رغم اني مقدرش ابعد عن اخواتي
صمت لدقائق ثم نظر لها قائلاً بعد تفكير :
تسافري نيويورك معانا و منه تكملي دراستك و تبعدي عن هنا و منه بردو متبقيش لوحدك في بلد غريب ، ده مجرد اقتراح فكري و الصراحة انا شايف انه حل مناسب لاني اكيد محدش من اخواتك هيبقى مأمن انك تسافري لوحدك حتى جدي سليم نفس الكلام
نظرت له بصمت ليتابع قائلاً :
فكري و قرري اللي عاوزاه !!!
……..
باليوم التالي اشيع على كافة مواقع التواصل الاجتماعي خبر ارتباط رجل الأعمال إلياس العمري بابنة الطبيب الشهير ” هند منصور ”
ابتسمت حياة بسخرية و هي تغلق هاتفها و تلقيه بجانبها و هي تعلم لما اتخذ تلك الخطوة
…….
تمر الأيام ببطئ شديد على البعض حتى مضى شهر كامل ليعود كلاََ منهم و عروسه من شهر العسل
في صباح اليوم التالي كانت هنا تجلس بغرفتها برفقة زوجة خالها قمر التي جاءت لها بكأس حليب
يدور بينهم الحديث كالتالي
قمر برفق :
يا بنتي استهدي بالله ، ذنبه ايه اللي في بطنك ده طفل و لازم يتربى في حضن امه و ابوه
هنا بتصميم :
ده اخر كلام عندي يا مرات خالي ، في ولاد كتير بيتربوا بين اب و ام منفصلين و مفيش حاجة بتحصل
تنهدت قائلة بجدية :
انا و ادهم الحياة بينا بقت مستحيلة خلاص و انا مش هاخد ابني و اعيش اخر الدنيا ، انا عايشة هنا بينكم و ابني هيتربى وسطكم مش في بيت حد تاني
قمر برجاء :
بس بردو هيأثر على نفسية الولد يا بنتي ادهم ندمان ادي لنفسك فرصة معاه عشان خاطر ابنكم
هنا بنفي و حزن :
فكرت و مش هقدر يا مرات خالي
حاوطت جنينها بيدها قائلة بحزن :
انا مش هرجع لادهم غصب و عشان سبب تاني اول مرة ابنك اجبرني اتجوزه و دلوقتي لازم ارجعله عشان خاطر ابني مجبورة ، مش هيحصل و ابني هعرف ازاي اعوضه و مش هحسسه بفرق و ادهم كمان هيبقى موجود في حياة ابنه لو رجعت لأدهم و بيني و بينه المشاكل مش بعيد نسبب مشاكل نفسية للولد اكتر
تنهدت قمر قائلة بحزن :
ربنا يهديكم يا بنتي
………
بينما بمستشفى الجارحي
كانت سارة تجلس صامتة على فراشها تنظر للغرفة حولها بقهر و تحسر على ما اصبحت عليه الآن
سمعت صوت الباب يفتح التفتت لترى من لتقع عيناها على اخر شخص توقعت رؤيته قائلة :
عمر !!!!
نعم هو بعد ايام قضاها في التفكير قبل ان يأتي لها لم يطاوعه قبله على تركها بتلك الازمة بالرغم مما فعلته به و معرفته بسبب تواجدها هنا
ابتسم بسخرية قائلاً :
حمد الله ع السلامة
اشاحت بوجهها بعيداََ عنه قائلة :
جاي تشمت فيا مش كده
ضحك بخفوت قائلاً بتهكم :
اشمت فيكي ليه
نظرت له قائلة بغرور :
عشان اللي عملته فيك زمان بس كان حتت رهان نظرتي مخابتش ابداََ قولتلهم هجيبه راكع و جيت راكع ، لما كنت طلبت منك ايه كنت بتعمله
اشارت نحو اصبعها قائلة بأهانة :
كنت زي الخاتم في صباعي
ضحك بسخرية قائلاً :
كنت بعمل كده حب بس واحدة زيك متعرفش الحب و لا بتحس من اساسه عشان تعرف اللي بيحب بيعمل ايه
رغم غضبها من اهانته إلا انها تصنعت البرود قائلة بتهكم و غرور :
بس اللي عملته فيك حرقك اوي عشان كده بعد السنين دي كلها جاي تشمت ، لسه مش قادر تنساني مش كده ، عندك حق سارة عمرها ما تتنسي يا عمر
اومأ لها قائلاً بهدوء :
هو من ناحية ما تتنسيش فأنتي فعلا ما تتنسيش
شملها بنظراته باحتقار قائلاً :
محدش ابداََ ممكن ينسى احقر بني آدم بيقابله في حياته و لا حد بالرخص ده
صرخت عليه بغضب من اهانته :
انت اتجننت اط……
قاطعها قائلاً ببرود و لم يعطي لها فرصة للحديث : اللى جابني مش اني محروق منك زي ما بتقولي تؤ انا بس كنت زيارة هنا و شفتك و صعبتي عليا ، انا هنا شفقة مش اكتر ملقتش حد معبرك قولت ادخل ازورك ده حتى بيقولوا زيارة المريض
عليه ثواب
كورت يدها بغضب و صدرها خاصة عندما تابع هو حديثه قاصداََ ايلامها و التقليل منها :
عايزة الحق واحدة زيك لازم تفضل لوحدها و محدش يعبرها هو في حد عاقل يستحمل يقعد معاكي
تنهد قائلاً بضيق :
سنين مغيرتش فيكي حاجة زي ما انتي بتقدري تطلعي اسوأ ما في الواحد ، بس الفرق انك زمان كنتي بتشوفي نفسك بالفلوس ، هتعملي ايه من غيرها دلوقتي بقيتي لوحدك لا فلوس و لا اصحاب و لا اهل و لا اي حاجة اخرتك مرمية على سرير بين اربع حيطان
كان صدرها يعلو و يهبط بانفعال و هو مستمر في التقليل منها بكلماته و النظر لها باحتقار قائلاً :
تتعظي لا ازاي لسه فيكي جبروت و غرور
صرخت عليه قائلة بغضب :
بس كفاية ، اسكت
رفع حاجبه قائلاً بتهكم :
اسكت ليه مش هي دي الحقيقة
صرخت عليه بغضب و انفعال :
بقولك اسكت ، اطلع بره يا عمر ، بقولك اطلع بره
ابتسم بسخرية قبل أن يغادر و ما ان أغلق الباب استمع لصوت بكاءها كانت تبكي و تنتحب بقوة ألمت قلبه الأحمق الذي حتى الآن لا يزال يحبها !!!
………..
مرت وقت حتى وصل الجميع لقصر الجارحي استقبلهم الجميع بترحيب حار بينما حياة احتضنتهم قائلة بسعادة و اشتياق :
وحشتوني
جذبها اوس معانقاََ اياها قائلاً باشتياق :
انتي كمان يا حبيبتي جايب ليكي معايا شوية هدايا هيعجبوكي اوي
ريان بسخرية و هو يجذبها لاحضانه هو الأخر :
مش لوحدك يا خويا جايب هدايا انا كمان
ضحكت حياة بسعادة ثم رحبت بزوجاتهم مر وقت طويل قضوه مع الجميع ثم غادروا للفيلا الخاصة بهم و القريبة من قصر الجارحي و بعد اصرار ذهبت حياة معهم
…….
– انا مش هسافر لندن
قالتها حياة لاخوانها ما ان جلست معهم بمفردها
امير بسعادة :
كنت متأكد انك هتصرفي نظر عن الموضوع
صمتت للحظات ثم قالت بتردد :
هسافر عند جدو عاصم
ادم بحدة :
هو سفر و خلاص
زفرت قائلة بانفعال :
افهموني انا مش قادرة استنى هما و اعيش هنا و اه بهرب ، بهرب من كل الذكريات دي ، بهرب من نفسي و من الماضي كل اللي عيشته في مصر هنا يوجع و مليش ذكرة واحدة حلوة استنى عشانها
تنهدت قائلة باختناق :
محتاجة ابعد فترة هخلص دراسة و ارجع ، مش عايزة ابعد عنكم و في نفس الوقت محتاجة ابعد عن هنا ساعدوني و بلاش تصعبوها عليا
نظرت لهم قائلة :
مش عايزني اسافر و اقعد لوحدي عشان خايفين اهو هسافر و سط عيلتنا بردو و مش هبقى لوحدي
ادم على مضض و حزن على شقيقته :
ماشي يا حياة
تنهدت قائلة بهدوء :
هسافر اخر الاسبوع ده !!!
………
مرت الأيام سريعاََ و قد جاء اليوم المحدد لسفرها برفقة بدر و عائلته كانت تجلس برفقتهم بالمطار في انتظار موعد اقلاع الطائرة برفقة اخوانها ايضاََ
بينما على الناحية الأخرى كانت ندا قد علمت ندا مصادفة ما حدث بين شقيقها و حياة من ريان
تمسك بهاتفها مترددة في اخبار إلياس حتى يلحق بها بقت هكذا لوقت ثم حسمت امرها و هاتفته ثم اخبرته بكل شيء علمته
بحث سريعاََ على مواقع التواصل عن اسم ذلك الطبيب الذي اخبرته به و ما ان ظهرت صورته اتضح له كل شيء سرعان ما كان يركض للمطار
ليلحق بها !!!!
*******
يركض هنا و هناك يبحث عنها بين وجوه الجميع ما ان رأها تعبر تلك البوابة لداخل المطار برفقة بدر و عائلته بعد توديع من اخوانها ركض سريعاََ نحوها حتى يلحق بها و لكن ما ان اقترب كانت هي دخلت للداخل منعه ادم من الاقتراب قائلاً بحدة :
خير
نظر له قائلاََ برجاء :
حياة ، لازم اتكلم معاها ضروري قبل ما تمشي
ثم دفع ادم من امامه ليتراجع الأخر عدة خطوات قائلاً بضيق :
اوعى من طريقي
عاد ادم من جديد يعترض طريقه قائلاً بغضب :
حياة مسافرة خلاص خد بعضك و امشي لو لسه عندك شوية كرامة عشان متزعلش
إلياس برجاء :
انا عرفت كل حاجة و ظلمتها عارف سيبني بس هكلمها دقيقتين مش اكتر
ريان بحدة و غضب :
لأ و امشي من هنا بالذوق عشان انا لحد دلوقتي عامل حساب انك اخو ندا
إلياس بغضب :
مش همشي غير لما اتكلم معاها
ضحك أوس بسخرية قائلاً و هو يشير للسماء لتلك الطائرة التي حلقت بالجو :
ابقى اطلع كلمها فوق في السحاب
ابتعد ادم عنه قائلاً بتحذير و غضب :
ابعد عن اختي و طلعها من تفكيرك خالص هي لو وافقت لا انا و لا هما هيوافقوا عليك لاني لما ناوي اسلمها لراجل يصونها و يحطها في عنيه مش ليك
امير بسخرية :
روح لخطيبتك يا عريس
قالها ثم غادر برفقة اخوانها و تركوه ينظر للسماء بتحسر و ندم لكن ابداََ لن يستسلم سيفعل المستحيل حتى يصل لها و يطلب غفرانها
.
.
↚
بينما بسيارة اوس أثناء عودتهم نظر لهم ادم
قائلاً بتساؤل و تفكير :
عرف منين ان حياة بريئة ، و ازاي عرف انها هتسافر انهاردة بالذات و في الوقت ده
كل تلك الأسئلة جعلت ريان يفكر انه من الممكن ان تكون ندا اخبرته بكل شيء و ها هو ما ان وصل للفيلا صعد مباشرة لغرفته قائلاً بهدوء :
روحتي قولتي لإلياس مش كده
توترها و تهربها من النظر له جعلها يتيقن انها من فعلت ليصرخ عليها بغضب و نفاذ صبر :
ما تنطقي
اجابته بخوف و تلعثم من نبرته العالية :
ده اخويا
ركل المقعد بقدمه قائلاً بغضب نادراََ ما يظهر عليه :
اخوكي و انا جوزك فضفضت معاكي بكام كلمة تروحي تنقليهم ليه علطول و يا ترى كنت بتحكي ايه تاني ليه
نظرت له قائلة بتبرير :
ريان كفاية ده اخويا و مكنش ينفع اسكت و انا شيفاه بيغرق كان لازم افوقه عشان يلحق…..
قاطعها قائلاً بغضب :
فكرك لو كان لحقها كنا هنسمح ليه ، اخوكي لو اخر واحد على وش الأرض اختي مش هتبقى ليه اخوكي عمري ما هأمن على اختي معاه
نظرت له قائلة بغضب :
اشمعنا هو سلمك اخته
صرخ عليها غاضباََ بينما اجتمع كل من بالمنزل على صوتهم العالي و قد خمن اخوانه ما حدث من حديثهم الذي وصل للجميع :
لو كنت عملت اللي عمله مع اختي فيكي ساعتها لا انتي و لا هو هترضوا بيا بس اخوكي من قبل ما اتجوزك و هو كان رافض و واقفلي ع الواحدة عشان الجوازة تبوظ
اطلق سراحي وحرر قيودي فأنا كالفراشة لا اتروض بين قبضتك رقيقة…
كور قبضة يده متابعاََ بغضب :
اخوكي اناني و مش بيحب غير نفسه باللي عملتيه ده تخليني اندم اني اتكلمت معاكي في حاجة و كانت الأولى و هتبقى الأخيرة يا ندا
قال الأخيرة ثم غادر الغرفة بل القصر بأكمله صافعاََ الباب خلفه بقوة رافضاََ التوقف و الاستماع لاخوانه بينما الفتيات دخلوا لندا التي انهارت بالبكاء فور ان غادر و لحق الثلاثة بريان !!!
…….
بتلك البناية التي تدل على ثراء من يسكن بها بالطابق السادس حيث نزل الطبيب عمر الذي يمكث فيه برفقة شقيقه الأصغر حسن و والده
قطب عمر جبينه عندما انتفض شقيقه حسن من جانبه على الاريكة بعدما جاءته تلك المكالمة الهامة فسأله بقلق :
حصل ايه
اخذ متعلقاته قائلاً بسرعة قبل أن يغادر :
لازم اروح المستشفى بسرعه ، المريضة اللي كنت حكيت لك عنها قبل كده ، حاولت تنتحر !!!!
لحظات فقط يحاول ان يستوعب فيها ما قال سرعان ما كان رغبة قلبه في الاطمئنان عليها تتغلب عليه ليركض خلف شقيقه صاعداََ للسيارة بجانبه قطب الأخر جبينه بتعجب عندما قال عمر :
جاي معاك
كان الأخر مندهش مما يفعل شقيقه الذي صرخ عليه قائلاً بحدة من قلقه :
انت لسه هتتصدم ، اطلع بسرعه
نفذ ما قال و توجه الاثنان للمستشفى الأخر يتملكه القلق و الخوف و الاخر مندهش مما يحدث !!
……..
بعد وقت كان يدخل لغرفتها بعض فحص شقيقه لها و تأكد من انها بخير فهي حاولت ابتلاع العديد من اقراص الدواء لكن لحقت بها الممرضة
بأخر لحظة
وقعت عيناه عليها كانت تدفن وجهها بالوسادة بينما صوت شهقاتها يملئ الغرفة كانت تبكي بحرقة و جسدها ينتفض بشدة
اقترب منها قائلاً بهدوء و لم تخلو نبرته من الحزن :
حاولتي تنتحري ليه
انتحبت اكثر قائلة بصوت متقطع من كثرة البكاء لينهش الألم قلبه على حالتها تلك :
عايز…ة امو…ت
اقترب منها ثم جعلها تنظر له قائلاً بحدة :
مش مكفيكي اللي عملتيه في دنيتك عايزة تموتي كافرة كمان
بكت اكثر قائلة بانكسار :
الموت اهون من اني اعيش عاجزة و مرمية كده
زفر بضيق لم يعهدها يوماََ بكل هذا الانكسار قلبه الأحمق لا يزال يحزن لأجلها لماذا يحبها و على ماذا لا يعرف !!!
تنهد قائلاً بحزن و حدة :
غيرك بيمروا بأصعب من كده و بيعيشوا حياتهم
ده عقاب ربنا ليكي ع اللي عملتيه في حياتك احمدي ربنا انك لسه فيكي نفس تقدري تتوبي و تغيري من نفسك قبل فوات الأوان غيرك مش بيبقى عنده الفرصة دي
اخذت تهذي بكلمات غير مفهومة بسبب البكاء لكنه لم يستمع سوى :
هما السبب
زفر بضيق قائلاً بحدة :
انتي اللي وصلتي نفسك لهنا بلاش تلومي حد تاني على غلطك انتي
نظرت له قائلة ببكاء و توسل و هي تتمسك بيده فقد كان يقف بجانب فراشها :
ابوس ايدك يا عمر خرجني من هنا ، انا هموت لو فضلت هنا
جذب يده من يدها و غادر الغرفة صافعاََ الباب خلفه بقوة و ما ان خرج ارتمى على المقعد الموجود بجانب باب الغرفة يتنفس بعنف
لما ظهرت بحياته الآن لقد ظن انه تجاوزها و تجاوز ذلك الماضي التي كانت اسوأ شيء فيها تلك الحمقاء تظن انها كسبت ذلك الرهان السخيف و جعلته خاتم باصبعها فقط لأنها استطاعت ان تؤثر عليه بأنوثتها الطاغية تظن انه من هؤلاء الرجال الذي يسيل لعابهم عند رؤيتها
مخطئة لقد اجتذبته من اول مرة وقعت عيناه عليها لا يعرف لما لكنها جذبت انتباهه منذ اول مرة لقد كانت إحدى طلابه عندما كان يعمل بمجال التدريس الذي تركه بسببها
كلما حاول تجاهل ذلك الشعور الذي ينمو بداخله يوماََ بعد يوم مذكراََ ذاته بأنها لا تصلح له يفشل و يزادد اعجابه بها يوماََ بعد يوم حتى اصبحت نظراته لها مكشوفه للعيان
ليأتي ذلك اليوم الذي جاءت له و بدون مقدمات تعترف لها بأنها تحمل مشاعر نحوه بقدر ما شعر بالتوجس من تلك الخطوة إلا ان جراءتها اعجبته ليخبرها بأنه الشعور بينهم متبادل
تتطورت علاقته بها يوماََ بعد يوم لا يمر يوماََ بدون ان يهاتفها يخرج برفقتها لأماكن عديدة اصبحت جزء لا يتجزء من يومه ليستمر الحال بينهم لنصف عام صحيح انه رأى بها عيوب كثيرة تطغى على مميزاتها لكنه كان يؤمن بأن الحب يكمن في تقبل بل حب عيوب شريكك قبل مميزاته و اصدق حب هو عندما تحب شخصاََ لا تعرف لماذا احببته !!
ليأتي ذلك اليوم الذي قرر فيه الاعتراف بحبه الصادق لها و طلبها للزواج تفاجأ بها تخبره ان كل ذلك لم يكن سوى لعبة بينها و بين صديقاتها ان كانت ستقدر على الإيقاع بذلك الطبيب الوسيم ذو الشخصية الجادة و الصرامة مع الجميع
ها هي استطاعت لقد هشمت قلبه يومها و جعلته يرى كم كان احمق لم يتحمل تهامس الطلاب عليه و نظراتهم له التي تظهر له كم كان احمق لذا ترك مجال التعليم بالجامعة و افتتح عيادة خاصة به
مرت سنوات و قد ظن انه تجاوزها لكن ما ان وقعت عيناه عليها استعاد كل تلك الذكريات المشاعر التي عادت تهاجم قلبه مرة اخرى بين نارين الآن يحتفظ بكرامته و يبتعد عنها ام يساعدها و يضرب بكل شيء عرض الحائط !!!!
……….
على الناحية الأخرى بمكان يبعد عن القاهرة بكثير بنيويورك بصباح اليوم الذي يلي سفرهم بتلك الفيلا الساحرة التي يقيم بها بدر و عائلته و التي كانت جميلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى
– بتعرف ترسم
قالتها حياة لبدر عندما نزلت لحديقة الفيلا لتتفاجأ بتلك الغرفة المحاوطة بزجاج شفاف و لم تكن سوى مرسم مخصص له
اومأ لها بابتسامة قائلاً :
صباح الخير
ردت الصباح عليه قائلة بابتسامة و هي تتأمل تلك اللوحات الجميله التي رسمها وقعت عيناها على دفتر كبير مخصص للرسم التقطته و قبل ان يمنعها من فتحه كانت فعلت هي بالفعل لتتملكها الصدمة عندما رأست صور لها مرسومة بحرفية شديدة تكاد تكون حقيقية صور كثيرة تاره و هي تضحك و تاره حزينة بينما هو شعر بالحرج منها لكنها تجاهلت الحديث عنه فاغلقته ثم وضعته بجانبها حتى تبعد عنه الحرج قائلة :
انا كمان بعرف ارسم
قرب يده منها بالفراشاة قائلاً بتحدي :
طب ما تورينا مواهبك
نظرت له قائلة بابتسامة :
بتتحداني يعني
حرك رأسه بنعم التقطتها منه ثم جاءت بمقعد و جلست بجانبه و بدأت بالرسم معه
مر وقت و الاثنان في اندماج تام التقطت حياة انبوب اللون الأسود ثم اخذت تفرغ منه القليل لكن بدون قصد ضغطت على الأنبوب بقوة ليتطاير ما به بالهواء يصيب ملابس بدر و وجهه قليلاً
شهقت بخفوت قائلة و هي تغمض عين و تغلق أخرى كالأطفال :
اسفة
تظر لها قائلاً بغيظ :
قصداها مش كده
نفت برأسها قائلة :
لا هقصدها ليه يعني
رد عليها بغرور واهي و غيظ :
عشان متغاظة اني برسم احسن منك
شهقت قائلة بغيظ :
مستحيل ، رسمي انا احسن طبعاََ انا عارفه انك اكيد متغاظ عشان رسم…..هييي
شهقت بقوة عندما افرغ عليها الوان هو الأخر لتنظر له قائلة بغيظ :
قاصدها مش كده
اومأ لها ببرود لتقضم شفيتها بغيظ ثم اخذت تفرغ عليها الألوان هي الأخرى و كذلك فعل هو لتبدأ حرب بين الأثنان بدأت بغيظ ثم انتهت بمرح بين الأثنان و سرعان ما تعالت ضحكاتهم بالمكان
حتى قاطعهم صوت يعرفه بدر تمام المعرفة :
ايه اللي بيحصل هنا !!!
تنهد بدر قائلاً بابتسامة لم تصل لعيناه :
ازيك يا نسرين
اقتربت منه نسرين قائلة بصوت ناعم :
مش كويسة خالص وحشتني كتير اوي يا بدر ما كنتش مصدقة لما مامتك كلمتني الصبح و قالتلي انك وصلتوا جيت علطول جري
ابتسم بدر بجفاء لتلاحظ حياة ان غير مرتاح بالحديث مع تلك الفتاة التي لم تشعر بالارتياح نحوها ايضاََ
نسرين بتساؤل :
مين دي
بدر بابتسامة و لمعة بعينيه لم تخفى على نسرين التي استشعرت الخطر بوجود تلك الفتاة :
حياة بنت عمتي و دي نسرين جارتنا من زمان اوي مصرية بردو
ابتسمت حياة بمجاملة بينما نسرين بادلتها نفس الابتسامة قائلة بمزاج ثقيل :
مش كبرتي يا حبيبتي ع اللعب بالالوان
اكتفت حياة بابتسامة باردة ليتدخل بدر قائلاً :
يا ستي احنا عيال صغيرين و بتحب نلعب بالألوان ملكيش دعوة و يلا بقى سلام هنروح ناخد شاور
ثم جذب يد حياة و خرج من المرسم قائلاً بضيق :
الله يسامحك يا ماما
سألته حياة :
↚
هي مضيقاك و لا ايه
اومأ لها قائلاً بضيق :
جدا ، خانقه اصل الست الوالدة شيفاها عروسة مناسبة و بتعمل خطط و مؤامرات
سألته بمرح :
طب و انت شايفها ايه
نظر لها قائلاً بابتسامة و مغزى :
انا مش شايف غير واحدة بس
تنحنحت قائلة بحرج و خجل :
احم ، هطلع اخد شاور سلام
قبل ان تصعد الدرج اوقفها قائلاً بابتسامة :
حياة على فكرة شكلك و انتي بتضحكي تحت احلى بكتير من السكوت و الحزن ، مفيش حاجة مستاهلة تزعلي نفسك عليها و تضيعي دقيقة من عمرك من غير ما تكوني مبسوطة
اعطته ابتسامة ثم صعدت لغرفتها و تركته ينظر لاثرها بحب ثم لحق بها هو الأخر لغرفته
………
بينما بالقاهرة بقصر العمري
كان صوت جمال الغاضب يرن بالأرجاء قائلاً :
قولت عايز اخطبها و اتنيلنا خطبنهالك و يفوت اقل من شهر و تروح تفسخ خطوبتك من البنت ببرود
إلياس باقتضاب :
مش بحبها
جمال بغضب :
هو انت لسه متنيل عارف انك مش بتحبها دلوقتي يا اخي ده اخوك الصغير و اختك اعقل منك
فرحة بعتاب :
حرام عليك يا بني البنت منهارة ع الاخر
تجاهل الحديث عن ذلك الموضع قائلاً بهدوء :
انا مسافر بكره و مازن يتابع الشغل بدالي
فرحة بتساؤل :
مسافر فين فهمنا يا بني ايه اللي بيحصل
قص عليهم ما حدث الايام الماضية بخزى و حرج ليضرب جمال يده بالأحرى قائلاً بسخرية :
انا مش لاقي حاجة اقولها ، ده انت تحرق الدم يا شيخ اوعى من وشي !!!
……..
ها هو ينفذ ما قال و سافر باليوم التالي إليها و بعد بحث لم يستغرق وقت طويل استطاع ان يجد مكانها و ها هو بطريقه إليها يحاول إيجاد كلمات اعتذار او اي شيء يجعلها تسامحه فما فعله لا يغتفر ابداََ
بينما على الناحية الأخرى كانت حياة تلهو مع ذلك الكلب ذو الجسد الضخم قليلاََ و الخاص ببدر صوت الضحكات يصدح بالمكان سرعان ما اختفت الابتسامة من على شفتيهما عندما وقعت عيناهم على إلياس الذي نزل من سيارته امام باب القصر الداخلي و كاد ان يدخل لكن اجتذبه صوت ضحكات عاليه تأتي من جهة الحديقة لتقع عيناه عليها برفقته و الاثنان يلهون معاََ و هي تضحك بقوة لم يسبق و رأها هكذا !!!
اقترب إلياس منهم قائلاً لها بتردد :
انا عايز اتكلم معاكي لوحدنا
كاد بدر ان يغادر لكنها تمسكت بيده قبل أن يغادر لم تشأ ان تبقى مع إلياس بمفردها قائلة بهدوء :
اتكلم انا بسمع
ابتلع ريقه بصعوبة قائلاً بتوتر و تلعثم :
انا جيت المطار بس ملحقتكيش……احم ، انا عرفت كل حاجة ليه مفهمتنيش مكنتش اعرف انه……انه
ضحكت بسخرية قائلة :
انا اللي اعرفه ان اللي ما يعرفش حاجة بيسأل مش بيحط قصة وهمية في دماغه و يصدقها و يعمل قاضي و يحكم كمان
اخفض وجهه بخزى لتسأله هي ببرود :
جاي عاوز ايه
تنهد بحزن قائلاً بتبرير :
معنديش عذر عارف بس انا سألتك و كل مرة كنتي بتكدبي عليا شوفتك بعيني و كل مرة كنت أسألك تكدبي عليا
نظرت له قائلة بصرامة بينما بدر بجانبها رغم ثباته الخارجي إلا انه بداخله يرتعب من الخوف :
اكدب و لا لأ انا حره بتكدبني و تتهمني في شرفي و اني خاينة على اساس ايه اديتك كلمة و لا وعدتك وعد رايح جاي تشوه سمعتي قدام الكل طب على اساس ايه
اخفض وجهه قائلاً بخزى :
كل اللي هتقوليه عندك حق فيه انا بس عايز فرصة تانية صدقيني هصلح اللي حصل كله و هنسيكي اللي عملته انا عارف ان في مكان ليا في قلبك و طمعان فيه المرة دي في فرصة اخيرة
ضحكت بخفوت ثم قالت بتهكم :
جايب منين الثقة دي مين قالك اني في مكان ليك في قلبي و لو فيه عقلك صورلك اني ممكن في يوم اقبل بيك
نظرت له باحتقار مثلما كان يفعل قائلة بسخرية :
اذا كان و انا بنت عمك قولت عليا الكلام ده و كنت عمال تتكلم في شرفي على اساس قصة و همية في عقلك تفتكر انا هأمن اكون مراتك
كورت قبضة يدها بغضب قائلة بسخرية :
يمكن الجملة الوحيدة اللي لسه بعمل بيها من كلام يوسف العمري و لسه فكراها اللي يبيعك بيعه
نظر له قائلاََ بتوسل و هو يمسك يدها :
حياة……
قاطعته قائلة بصرامة :
انت بعت و انا مش بشتري اللي يبعني و كلمة اخيرة قبل ما تمشي انت بالذات يا إلياس و لو اخر راجل على وش الدنيا
ابعدت يدها بعيداََ عنها قائلة بنفور :
متلزمنيش
ثم دخلت للداخل و خلفها بدر الذي عادت إليه انفاسه من جديد لقد شعر بالخوف للمرة الثانية
من ان يفقدها
على الرغم من شعوره بالسعادة إلا ان قلبه يؤلمه على الحزن الذي يسكن عيناها و الذي سيجاهد و سيبذل كل ما بوسعه ليخفيه من عيناها للأبد
بينما إلياس غادر محني الرأس محقة بكل ما قالت لا احد يلومها ، هو وحده المخطأ و الملام الوحيد لقد خسرها لكنه سيبذل قصاري جهده ليحصل
على غفرانها !!
…..
بالطبع اخبر عاصم سليم بوجود إلياس و تحدثه مع حياة سرعان ما علم اخوانها و اخبرها امير بكل شيء بأن ندا سبب معرفته
……
ثلاثة ايام من التجاهل تماماََ بينه و بينها هي لم تنسى حديثه عن شقيقها و انه لم يضع نفسه بمكانها و هو يرى انها تبوح بحديثه معها هكذا ببساطة كلاهما محق لكنه يرى الوضع من
ناحيته فقط !!!
تعالى رنين هاتفه و ما ان اجاب جاءه صوت حياة قائلة بضيق :
مزعل مراتك ليه
ابتسم بسخرية قائلاً :
الاخبار لحقت توصلك
تنهدت قائلة بضيق :
وصلت و خلاص ممكن اعرف بقى مزعلها ليه
زفر بضيق قائلاً بسخرية :
اكيد اللي وصلك الخبر عرفك السبب بردو
– ريان
زم شفتيه قائلاً بغضب :
الهانم هي اللي عرفت إلياس كل حاجة و جالك المطار و…….ثم قص عليها ما حدث بينهم
لتعاتبه قائلة :
بتلومها على ايه ، اتصرفت طبيعي اي واحدة مكانها بتحب اخوها مش هتحب تشوفه يخسر او مغشوش و انا لو مكانها كنت هعمل كده ، حتى انت لو مكانها كنت هتعمل كده و تتصرف زي ما هي اتصرفت
زفر بضيق قائلاً بغضب :
الغلط عندي من الاول اني اتكلمت معاها و فضفضت بكلمتين
صمتت للحظات ثم تابعت قائلة :
ريان انا من الاول كنت رافضة انك تعرف اي حاجة من اللي عملها إلياس عشان كده ، عشان الموضوع هيكون في حساسية ليك و ليها ، انت غلطت و قولت كلام يوجع ليها ده اخوها يعني مهما حصل مينفعش تغلط فيه قدامها
زم شفيته قائلاً بضيق :
انا غلطت و هي مغلطتش
تنهدت قائلة :
انتوا الاتنين غلطانين و معاكم حق في نفس الوقت انتي شايف الموضوع من ناحيتك انت و بس و هي نفس الكلام لو كنت حطيت نفسك مكانها و هي كمان عملت كده كان الموضوع هيعدي
ثم تابعت بضيق :
بعدين هي قالتلته ما تقوله و لا هيفرق معايا ، بلاش تعمل مشكلة بينكم على مفيش عاتبها و بلاش الزعل يكبر بينكم لحد كده على موضوع مش مستاهل انتوا لسه عرسان جداد
صمتت لوقت قصير ثم سألته :
هتصالحها
اجابها باقتضاب قائلاً :
ان شاء الله
تنهدت قائلة بتصميم :
ريان ، روح صالح مراتك !!!
……..
دخل للغرفة ليجدها كالأيام الماضية تنام على الفراش صامته تغطي جسدها بأكمله حتى رأسها تتهرب من النظر له و الحديث معه ايضاََ و كذلك فعل هو كان يتحرك في الغرفة بصمت و يتنهى اليوم بينهم كلاهما ينام و يعطي ظهره للاخر و ما ان يشعر بانتظام انفاسها يجذبها لاحضانه
جلس بجانبها على الفراش قائلاً بهدوء :
ندا
لم تجيب ليكرر النداء قائلاً بهدوء :
ندا قومي انا عارف انك صاحية
لم تستجيب له ليشعر بانتفاضة جسدها اسفل الغطاء ليعرف انها تبكي ازال الغطاء من عليها ثم جعلها تجلس امامه قائلاً بعتاب :
بتعيطي ليه مين اللي المفروض يزعل من التاني
اجابته ببكاء و هي تتحاشى النظر له :
انا مغلطتش ده اخويا لو كنت مكاني كنت هتعمل زي ما انا عملت
تنهد قائلاً بهدوء :
الغلط مني و منك لا انتي حطيتي نفسك مكاني و لا انا حطيت نفسي مكانك
صمتت للحظات قائلاً :
هو اخوكي اه بس اذى اختي و انتي طلعتي كلامي اللي قولته ليكي بره لا انا حطيت نفسي مكانك و قولت اخوها و اللي عملتيه شيء طبيعي و لا انتي حطيتي نفسك مكاني بأن كلامي و غضبي ده كان بسبب اختي بردو اللي خايف عليها منه و اللي مش هقدر طول عمري اغفرله غلطه في حقها و اني زعلت ان كلامي معاكي في لحظة فضفضة طلع بره
نظرت له ليتابع بهدوء :
انا و انتي غلطنا يا ندا
اومأت له بهدوء فهو محق لتصمت لحظات قبل ان تقول باعتذار :
عندك حق ، انا اسفة
ابتسم قائلاً باعتذار هو الأخر بعدما قبل جبينها :
انا كمان غلطان حقك عليا
ابتسمت بهدوء ليتابع هو قائلاً :
ظروفي و انا و اخواتي مع عيلة العمري انتي عرفاها صعب بعد السنين دي كلها يكون في تعامل بينا و ننسى اللي حصل كده بسهولة بس بحاول عشان كده انا عاوز اطلب منك طلب اي حاجة تحصل معانا مش لازم تتحكي ليهم ممدش زمان اهتم يسمع عننا حاجة هيهتموا دلوقتي
نظرت له قائلة بحزن :
بس يا ريان عني يوسف ندمان و نفسو……
قاطعها قائلاً بغضب حاول التحكم به :
يوسف العمري بالذات اسمه ممنوع يتذكر في البيت هنا ، ارجوكي تتفهمي ده انا مشكلتي في قصر العمري معاه و مع اخوكي و سعاد هانم متبقيش مستنية مني معاملة كويسة مع ناس اذوني انا و اخواتي و انسى اللي حصل بسهولة كده و اتخطاه
اومأت له بصمت و حزن ليقبل يدها قائلاً بحب :
انا بحبك يا ندا والله بحبك و عارف ان كلامي دلوقتي ممكن يكون سبب شك ليكي اني مش بحبك و يمكن عشان مش بقولها كتير بس خليكي واثقة اني والله بحبك
اومأت له بابتسامة ليتابع قائلاً :
مش عايز الخصام بينا يطول كده و مش عاوز يوم ننام و احنا زعلانين من بعض عاوز قبل ما اليوم يخلص و قبل ما نحط دماغنا ع المخدة دي نحل اللي بينا
اخفضت وجهها قائلة بحزن :
كانوا اصعب تلت عليا و انت بعيد عني
اجابها بحزن هو الأخر :
اخرج من جيب سترته تلك العلبة القطيفة ثم اخرج من ذلك الخاتم الألماسي و وضعه بيدها
قائلاً بحب :
متزعليش مني عشان زعقت و انا بكلمك او قولت كلام يضايقك
ابتسمت بسعادة ثم ارتمت باحضانه قائلة بسعادة :
ربنا يخليك ليا ، انا بحبك
بادلها العناق بسعادة و حب و قضى الاثنان الليل كلاهما ينعم باحضان الأخر بعد ثلاثة ايام من الخصام
………..
بمنزل عمر كان حسن يقص على والده تصرف عمر الغريب و اهتمامه بتلك المريضة قبل ان يسأل والده عن اسمها تفاجأ الاثنان بباب الغرفة يفتح يليه دخول عمر برفقة تلك الفتاة انتفض والده و يدعى طه من مكانه قائلاً بصدمة :
انتي !!!!
…………
↚
بمنزل عمر كان حسن يقص على والده تصرف عمر الغريب و اهتمامه بتلك المريضة قبل ان يسأل والده عن اسمها تفاجأ الاثنان بباب الغرفة يفتح يليه دخول عمر برفقة تلك الفتاة انتفض والده و يدعى طه من مكانه قائلاً بصدمة :
انتي !!!!
ثم تابع بغضب و هو ينظر لابنه مشيراََ بيده على تلك الفتاة :
انت جايبها هنا ليه
دفع عمر الكرسي المتحرك التي تجلس عليه سارة نحو غرفته قائلاً لوالده بهدوء :
لحظة واحدة يا بابا
لحظات و عاد لهم قائلاً بهدوء :
سارة هتقعد في شقتي اللي كنت هتجوز فيها فوق
طه بغضب :
بتساعدها ناسي اللي عملته فيك ، نسيت ان بسببها سيبت شغلك في التدريس عشان كلام الناس ، نسيت عملت فيك ايه و خلت سيرتك على كل لسان في الجامعة ، حنيت ليها
تنهد عمر قائلاً بهدوء رغم ألم قلبه من حديث والده المحق بكل كلمة قالها :
لأ مش ناسي يا بابا ، بس بردو مش ناسي تربيتك لينا و هي ان احنا نساعد المحتاج و هي طلبت مني مساعدة و مكنش فيه اللي يقف جنبها كنت اعمل ايه يعني
زفر طه بغضب ليتدخل حسن بالحديث قائلاً بعدم فهم و ضيق :
فهموني ايه اللي بيحصل انتوا تعرفوا سارة دي منين
ايه علاقتها بشغل عمر في الجامعة
طه بغضب :
ملهاش و دلوقتي حالا يا عمر تروح ترجعها من مكان ما جبتها انت فاهم ، دي مش هتقعد في بيتي دقيقة واحدة
عمر بهدوء :
مقدرش يا بابا انا كل اللي هعمله هخليها تقعد في شقتي فوق و هكلم ام حمدي تقعد معاها و تراعيها لا انا هشوفها و لا حضرتك هتكون مجبور تشوفها و لا هتحس بيها اساساََ هي فترة مؤقته بس
ثم تابع و هو يشير لغرفته التي هي بها الآن :
زي ما انت شايف حالتها عاملة ازاي و لوحدها مقدرش اسيبها كده خصوصا انها استنجدت بيا
ثم تابع بسخرية :
وجودها زي عدمه متخافش مش هحن ليها انا بساعدها بس مش اكتر ، هي هتفضل هنا بس ساعة و الشقة فوق بتتنضف بعدين هطلعها
…
بالداخل كانت سارة تستمع لحديثهم فكان صوتهم عالي لتنفجر في بكاء مرير من الذل و الانكسار
التي تعيش بهم الآن لا مكان لها لتذهب إليه ليس لديها احد لا مال لا عائلة لا جمال لقد ذهب كل شيء بلحظة و كانت سبب نفور الجميع منها بسبب غرورها و عجرفتها مع الجميع و لم تحسب حساب لهكذا يوم
دخل عمر للغرفة ليجدها تضع يدها على وجهها تنتحب بقوة سألها بجمود :
بتعيطي ليه مش عملتلك اللي عوزاه
طالعته قائلة بانكسار و هي تشعر بالذل :
مش عاوزة كده
سألها بضيق :
اومال عاوزة ايه قولتيلي اطلعك من المستشفى و طلعتك اعملك ايه تاني
بكت بقوة ليزفر بضيق ثم خرج و صفع الباب خلفه حتى لا يتأثر بدموعها التي لا يعلم ان كانت حقيقة ام كاذبة لتكسب تعاطفه و يعود لسابق عهده معها
لا يزال قلبه ينبض بحبها و لكنها خسرت ثقته بها
مر وقت و كان دفع المقعد الخاص بها لداخل المنزل الموجود بالطابق الذي يلي منزل والده اخذتها منه ام حمدي و هي زوجة حارس البناية ثم غادر المنزل
ربتت ام حمدي على كتفها قائلة بمواساة و شفقة :
ربنا يشفيكي يا بنتي
ساعدتها على الاستلقاء بالفراش قائلة بحنان :
تحبي تاكلي ايه انهاردة ، الدكتور عمر مالي التلاجة كلها اكل و موصيني عليكي ، نفسك في ايه
اجابتها بحزن و عدم شهية :
مش عاوزة حاجة
– ليه بس يا بنتي ده انتي لازم تاكلي عشان الدوا بتاعك ده انتي خارجة من عيا يجرالك حاجة
بكت بقوة قائلة :
ياريت و اموت و ارتاح
ربتت الأخرى على كتفها قائلة باستنكار :
تفي من بؤك يا بنتي بعد الشر
ثم تابعت بحزن :
بس متعيطيش والله ما في حاجة مستاهلة تبكي عليها كده و تقهري نفسك
……..
مر شهر على الجميع كانت كلاََ منهم يعيش برفقة زوجته بسعادة و ادهم توقف عن ملاحقة هنا التي اوضحت له انها لن تعود له نهائياََ و لا يلتقي بها سوى عند ذهابها للطبيبة حتى تطمئن على جنينها بينما إلياس بعد ما ايام طويلة ظل يلاحق حياة التي كانت تتجاهله و تعامله برود و اضطر للعودة لإدارة العمل فشقيقه مازن لا يمكن ان يدير العمل بمفرده
بينما سارة اعيش بمنزل عمر الذي لم تراه فيهم سوا القليل جداََ و كانت ام حمدي تعتني بها جيداََ
لم تسلم من كلمات والده طه السامة الذي من الحين و الأخر يصعد لها يخبرها بعدم رغبته ببقائها هنا كانت تبتلع الإهانة و الذل مرغمة فليس لديها حل اخر
بينما حياة كانت تجلس برفقة بدر الذي أصبح يشاركها يومها و الجلوس بالحديقة كحالهم الآن بتلك اللحظة و على تلك المقاعد و الكتب امامهم على الطاولة يساعدها في استذكار دروسها منذ بداية العام الدراسي الجديد شيء اساسي كل يوم بعد عودته من عمله
تجلس بجانبه و هو يختلس النظرات العاشقة لها من حين لاخر حتى انتهى الاثنان ليداعب هو انفها باصبعه قائلاً :
شطورة ذاكرتي كويس
سخرت منه قائلة :
ناقص تقولي خدي حاجة حلوة مكافأة زي العيال الصغيرين
تصنع التفكير قائلاً بمرح :
فكرة مش بطالة
سألته بغيظ :
يعني انا عيلة صغيرة
ضحك قائلاً بمشاكسة :
انا مقولتش انتي اللي قولتي
نظرت له بغيظ ليتابع هو بمشاكسة :
خلاص يا صغنن متزعلش بهزر
ثم تابع بابتسامة :
في حفلة شغل معزوم عليها بليل ايه رأيك تيجي معايا و تغيري جو بدل ما انتي من الجامعة للبيت و البيت للجامعة
نظرت له قائلة بابتسامة صفراء :
لأ مش انا عيلة صغيرة هتاخد معاك عيلة ليه
ضحك قائلاً بمشاكسة :
طب ما دي الحقيقة
وكزته بذراعه قائلة بغيظ :
انت رخم حد قالك كده قبلي
ضحك قائلاً بمرح :
يوووه كتير
اعتدل قائلاً متابعاََ حديثه بابتسامة :
على فكرة مش بهزر ياريت لو تيجي معايا
بتلك اللحظة جاءت والدته صبا تضع القهوة امامهم قائلة بابتسامة حنونة لحياة :
القهوة يا حبيتي اساعدك في اي حاجة
ابتسمت لها حياة قائلة :
تسلم ايدك مكنش فيه داعي تتعبي نفسك
ابتسمت لها صبا قائلة :
تعبك راحة يا حبيبتي
ثم تابعت قائلة :
بدر
– نعم يا ماما
ابتسمت قائلة :
انا كلمت نسرين و قولتلها تجهز عشان تروح الحفلة معاك بليل ابقى عدي عليها
زفر بضيق قائلاً :
مين قالك تكلمي نسرين بس و بعدين انا هاخد معايا حياة
ربتت على كتفه قائلة بلهفة :
وماله يا حبيبي روحوا سوى كلكم ، نسرين كويسة اوي و مناسبة ليك فكر……..
قاطعها قائلاً بملل :
ماما
نظرت صبا لحياة قائلة :
طب اقنعيه انتي يا حياة انتي اتعرفتي على نسرين مش لايقين مع بعض و مناسبة ليه و….
قاطعها بدر مررداََ بضيق :
خلاص يا ماما هعدي عليها بليل
غادرت صبا بينما الاثنان ظلا في صمت طويل قطعته حياة قائلة بهدوء :
على فكرة مامتك معاها حق هو صحيح انا مش بستلطفها بس مامتك معاها حق هي مناسبة جدا ليك و……
قاطع حديثها ضحكة بدر الساخرة لتسأله :
بتضحك على ايه
تنهد قائلاََ بسخرية :
مستغرب ، كلامك معناه انك بتحاولي تقنعيني اني انساكي و احب واحدة تانية ، كأن النسيان بالساهل
تنهدت قائلة بحزن :
بدر ، انا قولتلك انا مش هنفع ليك ، قولتك بلاش
نظر لها قائلاً بانفعال :
قولتيلي بلاش احبك و بتلوميني دلوقتي على ايه ، على حاجة مش بأيدي ، بس عارفه لو بأيدي بردو كنت اخترت احبك يا حياة
اخفضت وجهها قائلة بحزن :
بتحب وجع القلب
امتدت يده يضعها أسفل وجهها ليجعلها تنظر له قائلاً بحب :
محدش بيحب وجع القلب ، بس لو منك انتي يا حياة ، اه بحبه
اشاحت بوجهها بعيداََ عنه بخجل ليسألها مرة اخرى :
هتيجي معايا
اومأت له برأسها ثم صعدت لغرفتها بينما جين كانت تقف من بعيد و بجانبها صبا بعد ان دار الحديث بينهم كالتالي
…
ما ان دخلت صبا للداخل وجدت جين تجلس على المقعد ترتشف كأس العصير و هي تتابع التلفاز اقتربت منها قائلة بحماس :
كلمت نسرين عشان تروح حفلة بليل مع بدر
وضعت جين الكأس من يدها قائلة بعتاب :
صبا انت موش شايف انك بتتضغط على بدر هي مش تحب نسرين
صبا بحزن و حيرة :
مش بيحب نسرين و لا بيحب غيرها و مش عاوز يتجوز ، نفسي افرح بيه يا جين ده بقى عنده تلاتين سنة غيره متجوز و مخلف
ربتت جين على يدها قائلة بابتسامة :
هتفرح بيه قريب اوي صبا بس استنى شوية بدر بتحب حياة
صبا بصدمة :
بيحب حياة !!!
اومأت لها جين قائلة :
بدر احكي كده ليه ، حتى انا لاحظ كده
صبا بلهفة :
طب ما يتقدملها و نجوزهم
جين بغيظ :
اوف اسكت صبا انت مفيش في دماغك دي غير جواز جواز ، في اهم
صبا بتزمر :
ايه الاهم من اني اجوز ابني و افرح بيه
جين بحزن من أجل حفيدها :
حياة مش يحب بدر صبا ، بدر عايزة تكسب قلبها
صبا بصدمة :
هو اتقدملها و رفضته
اومأت جين لها لتردد صبا بضيق :
رفضت ابني
تنهدت جين قائلة بحزن :
صبا حياة مسكين و زعلان علطول انت مش شوف نظرات اتنين لبعض هما بس محتاجين وقت شوية
ثم وقفت و جذبت يد صبا للزجاج الشفاف الذي يطل على الحديقة قائلة و هي تشير لبدر الذي يضع يده اسفل وجه حياة و الأخرى تشيح بوجهها بعيداََ عنه بخجل :
شوف حلوين مع بعض
ابتسمت صبا قائلة بلهفة :
طب ما نخطط و نقربهم من بعض
↚
جين بابتسامة :
موش لازم شوف هما يوم و يوم بيقربوا من بعض اكتر هما بس احتاج شوية وقت صبا ، احنا ممكن نساعد لو لازم بس اهم حاجة تبطل تضغط على بدر بموضوع نسرين
اومأت لها صبا قائلة بلهفة :
انا كنت عاوزة اجوزه نسرين عشان مكنش فيه حد في حياته لكن دلوقتي فيه و بيحب يبقى خلاص
………
مساءاََ كان الحفل بسيط يقام بفيلا خاصة بأحد رجال الأعمال الذي تم توقيع عقد عمل بينه و بين بدر لذا أقام تلك الحفلة كاحتفال صغير
كان يتحدث بدر مع احد رفاقه و يدعى ماكس بأمور العمل و تشارك حياة بالحديث فهي عملت منذ سنوات قليلة بشركة شقيقها و تعرف جيداََ بأمور العمل خاصة و ان بدر يعمل بنفس المجال
كانت نسرين تقف بجانبهم و كلما حاولت لفت انتباه بدر لها تفشل كالمرات السابقة كانت تنظر لحياة بغل و حقد و هي ترى ما جاهدت ان تفعله طوال تلك السنوات تأتي تلك الفتاة و تفعله بتلك البساطة لقد خطفت الأجواء من حولها بجمالها و ذكائها بالعمل لتصبح كل الانظار عليها و اولهم بدر الذي سعت كثيراََ لتكسب قلبه و ان تجعله يلتفت لها و لو مرة واحدة
كادت ان تطلب من بدر الرقص معها لتبعده عن حياة الذي منذ ان جاء و هو لا يفارقها ابداََ لكن جاءت زوجة احد رجال الأعمال المتواجدين بالحفل قائلة بدلال و صوت ناعم :
Mr. Bader, can you dance with me ?
سيد بدر ، هل يمكنك الرقص معي ؟
اعتذرت منها نسرين قائلة بابتسامة صفراء :
Excuse me, Badr will dance with me
اعتذر ، بدر سيرقص معي
كان بدر ينظر للاثنتان و هما يتبادلان النظرات بشراسة و كلاهما ترغب بالرقص معه و بجانبه حياة التي شعرت بالضيق من هذا الموقف ربما غيرة لكن كيف و هي من المفترض انها تحب إلياس !!
على غفلة جذبها بدر من يدها لساحة الرقص متجاهلاََ نسرين و المرأة ثم رفع يدها على كتفه و التقط الأخرى بين يده ثم وضع يده الأخرى على خصرها يتمايل معها على انغام الموسيقى الهادئة
في صمت قطعته هي قائلة بتردد :
بدر
اجابها بتلقائية و بدون وعي :
عيونه
اخفضت وجهها بخجل و حرج صمتت للحظات قبل ان تقول بحرج :
انا مش ببقى قصدي كل شوية ارفضك يعني ده مش تقليل منك ، انت غالي عندي اوي و عشان كده رفضاك لاني….لاني شايفة انك تستاهل الأحسن و تحب واحدة تقدر تسعدك و مت……
قاطعها قائلاً بابتسامة :
حد قالك تختاريلي
ضحكت بخفوت عندما تذكرت انها قالت نفس الكلمة لريان ” محدش قالك تختارلها ”
قطب جبينه قائلاً بتساؤل :
بتضحكي على ايه
تنهدت قائلة :
اصل انا قولت نفس الكلمة لريان
– قولتيله ايه !!
ابتسمت قائلة باشتياق لهم :
قولتله محدش قالك تختار لندا
ضحك بخفوت قائلاً :
طب مش عيب تقولي حاجة و متعمليش بيها
نظرت له ليتابع حديثه مردداََ بحب صادق :
محدش قالك تختاريلي و قولتلها و هقولهالك تاني يا حياة لو كل وجع القلب منك انتي هحبه
ابتسمت بخجل قائلة بصدق :
انت مفيش منك يا بدر ، مثالي و راجل تتمناه اي واحدة في الدنيا
ابتسم قائلاً بحب :
انا مش مثالي انا بس عاشق
تنهد ثم تابع مردداََ بصدق و هو ينظر لداخل عيناها :
اي واحدة تتمناني ، بس اتمنيتك انتي و بس
كانت نسرين تقف تراقبهم بغضب و غل تكاد تبكي من شدة القهر من اين ظهرت لها تلك الفتاة حتى تخطف الوحيد من احبته منها !!!
……….
– ايه الجو الشاعري ده
قالها بدر بمرح بعدما دخل باب الفيلا هو و حياة ليرى جده عاصم يحتضن جين زوجته و كذلك يفعل والده مع والدته امام النيران التي تخرج من المدفأة على وسائد بالأرض و صوت الموسيقى يصدح بالمكان و كانت اغنية قديمة لعبد الحليم حافظ
ثم تابع بمرح و هو يقترب منهم :
نجيب لمون و شجرتين
2
عثمان بضيق :
بس يا ولد
ضحك قائلاً :
طب راعوا ان فيه سناجل عايشين معاكم الواحد جاله جفاف عاطفي يا ناس
عاصم بسخرية :
روح اتجوز يا خويا و ابقى اعمل زينا عشان ميجيش ليك جفاف عاطفي
التفت بدر على الفور تجاه حياة قائلاً بهيام جعلها تخجل من الجميع :
هي بس لو تحن اعملها من بكره
قاطع نظراته الهائمة بحياة التي تتحاشى النظر له بحرج و خجل والدته صبا قائلة بمشاكسة :
نسرين موافقة من زمان
كتمت حياة ضحكتها عندما زفر بدر بضيق قائلاً بتذمر و غيظ :
الله يحرقها
صبا بمشاكسة و ضحك :
مالها بس نسرين دي كويسة جدا و…….
قاطعها بدر قائلاً قبل أن يصعد لغرفته :
و انا عايز انام تصبحوا على خير
………
في صباح اليوم التالي كانت تتحدث مع اشقائها على احد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو و الأربعة مجتمعين بزوجاتهم
ليقول أوس باشتياق ما ان ظهرت صورت شقيقته :
وحشتينا اوي يا حياة
ابتسمت بسعادة قائلة :
انتوا كمان وحشتوني اوي ، عاملين ايه
زينة بابتسامة و صدق :
فرحانين بس الفرحة مش كاملة من غيرك
امير بحزن :
ما ترجعي بقى
نفت برأسها قائلة بهدوء :
مش هينفع دلوقتي
ادم بابتسامة :
حتى لو قولتلك خبرين حلوين
سألته بفضول :
ايه هما
أوس و مهرة بسعادة :
احنا كمان عندنا خبر حلو
امير و فرح بوقت واحد :
احنا كمان
ندا و ريان هما ايضاََ :
احنا كمان عندنا خبر حلو
سألتهم بفضول :
طب ما تقولوا يلا شوقتوني
تنهد ادم قائلاً بشماتة :
محسن مات !!!
سألته بصدمة :
مات ازاي ، لسه مفيش حكم صدر عليه
أوس :
معروفة كان هيبقى اعدام ، كانت خناقة بينه و بين مساجين معاه و واحد فيهم ضربوا بسكينة
ثم تابع بغل :
كان يستاهل موته ابشع من كده
حياة بهدوء :
لسه اللي هيشوفه في اخرته ، خلصنا منه خلاص الحمد لله
صمت الجميع لدقائق رغم سعادتهم بذلك الخبر إلا ان جروح الماضي لازالت لم تشفى بقلوبهم ذكريات ذلك اليوم مهما مر من العمر لن ينسوها ابداََ
سألتهم حياة بفضول :
طب ايه الاخبار التانية
ادم بتحذير :
هبدأ انا الاول انا الكبير
نظرت له حياة تستمع له بترقب ليخبرها بابتسامة و هو يضع يده على بطن زينة :
جهزي نفسك هتبقى عمته قريب !!!
شهقت حياة بسعادة و اخذت تصفق بيدها كالاطفال ليقول امير بسعادة هو الأخر :
فرح كمان حامل
ضحك أوس قائلاً بسعادة :
مهرة كمان حامل
ادم بسخرية :
ايه يا ندا مش حامل انتي كمان
اومأت ندا برأسها ليضحك الجميع بسعادة و حياة تراقبهم من خلف شاشة هاتفها بأعين دامعة من السعادة قائلة :
الف مبروك يا حبايبي يتربوا في عزكم يارب
استمرت المكالمة بينهم لوقت طويل و ما انتهت ابتسمت حياة بسعادة ليأتي صوت بدر قائلاً بمرح :
ما تضحكيني معاكي
صفقت بيدها قائلة بسعادة :
هبقى عمته
ابتسم قائلاً بغزل :
احلى عمته
تنحنحت بحرج ليسألها :
مين اللي حامل فيهم
ابتسمت قائلة بسعادة :
الأربعة
توسعت عيناه بصدمة سرعان ما ضحك بقوة قائلاً :
هما مظبطينها مع بعض و لا ايه
شاركته الضحك قائلاً :
شكلها كده
………
دخل عمر للمنزل بعد يوم عمل مرهق ليتفاجأ بوالده أمامه قائلاً بغضب :
هتمشي امتى فات شهر و هي لسه فوق
عمر بضيق :
اعمل ايه يا بابا اروح اطردها و ارميها في الشارع
طه بغضب :
ايه مش هاين عليك لسه بتحبها فوق بقى و متنساش دي تبقى مين و لعلمك انا سألت عليها عرفت كل اللي عملته و ان امها ماتت ازاي و انها بنت حرام و سمعتها هي و اهلها سودا…..
قاطعه عمر قائلاً بغضب :
مش بحبها يا بابا بكرها و مش بطيقها اروح اولعلك فيها عشان تعرف اد ايه بكرهها ارحمني بقى
خرج من المنزل مرة أخرى بعدما استمع لكلمات والده السامة التي لا تنتهي منذ سنوات قبل ان يغادر البناية جاءه اتصال من ام حمدي تخبره برغبة سارة برؤيته و الحديث معه فصعد لها و جسده بأكمله ينتفض من الغضب و كلمات والده ترن بأذنه ما ان دخل للمنزل اقتربت منه سارة بكرسها المتحرك قائلة بحزن :
عمر انا اسفة على كل حاجة و اسفه عشان وجودي هنا مسببلك مشاكل
صرخ عليها بدون مقدمات بغضب :
انتي كلك على بعضك مسببالي مشاكل من يوم ما عرفتك و انا كل حاجة في حياتي بقت اسوأ و مش بيجي من وراكي غير وجع القلب و بس
ظهرتي في حياتي تاني ليه عايزة توصلي لايه تاني المرة دي هخسر من وراكي ايه تاني ، ابويا بسبب وجودك بسمع من كلام زي السم و زمان نزلت في نظر طلابي و سيبت مجال التدريس بسببك زمان وثقت فيكي و خيبتي املي زمان طلعتيني اهبل قدام نفسي و قدام الكل اعدلك عملتي ايه فيا
بكت بقوة و جسدها ينتفض بخوف ليقترب منها قائلاً بغضب و هو يمسك يدها يحركها بغضب :
انا بكرهك و مش طايق اشوف وشك و لا طايق وجودك في مكان قريب مني
نظر لدموعها قائلاً بسخرية و غضب :
بلاش دموع التماسيح دي ، ما بقتش تاكل معايا ، محدش عارفك على حقيقتك أدي
قالها ثم غادر صافعاََ الباب خلفه بقوة و تركها تبكي كحالها كل يوم منذ تلك الحادثة كانت تبكي بصوت عالي و ام حمدي تقف بعيداََ و رأت و استمعت لحديث عمر الغاضب اقتربت منها قائلة بشفقة :
بس يا بنتي ما تعمليش في نفسك كده ده دكتور عمر قلبه طيب هو بس تلاقيه متعصب
دفعت بكرسيها نحو غرفتها و دفعت الباب خلفها تلتقط سماعة الهاتف المنزلي لن تبقى هنا بهذا المنزل بعد الآن حتى و ان بقت بالشوارع اتصلت بذلك الرقم الوحيد الذي تحفظه لحظات و اتاها الرد لتقول بدموع و صوتها يحمل رجاء بأن لا يخذلها :
بابا يوسف !!!
…………
↚
دفعت بكرسيها نحو غرفتها و دفعت الباب خلفها تلتقط سماعة الهاتف المنزلي لن تبقى هنا بهذا المنزل بعد الآن حتى و ان بقت بالشوارع اتصلت بذلك الرقم الوحيد الذي تحفظه لحظات و اتاها الرد لتقول بدموع و صوتها يحمل رجاء بأن لا يخذلها :
بابا يوسف !!!
ميز صوتها على الفور ليسألها بجفاء :
عايزة ايه يا سارة
بكت قائلة بانكسار :
انا مش عارفة اعمل ايه ، محتاجلك اوي يا بابا عشان خاطري ساعدني مليش حد و مش عارفة اتصرف ازاي بعد اللي حصلي
يوسف بجفاء :
بعد اللي عملتيه في بنتي و في ولادي و اللي عمله ابوكي و امك ليكي عين تطلبي مني مساعدة
بكت قائلة بتوسل :
انا مليش غيرك دلوقتي عشان كده كلمتك انت عارف كويس اني دايماََ كنت بتعامل معاك كأنك ابويا الحقيقي و بنتك محتاجة تقف جنبها لأنك كنت دايماََ تعاملني كويس من لما كنت صغيرة و انا مليش ذنب انت قلبك كبير و…….
اجابها بجفاء :
انا عندي بنت واحدة بس اسمها حياة و غلطانة لو فاكرة اني عندي قلب انا نفسي كنت فاكر كده لحد ما عرفت الحقيقة انا واحد معندوش رحمة في قلبه عشان يعمل في ولاده اللي انا عملته
تنهد بحزن قائلاً بندم :
عملت في ولادي كل ده مستنية مني اساعدك ولادي اللي من دمي موقفتش جنبهم هقف جنبك انتي و انتي اللي اذتيهم انتي و امك و ابوكي
اجابته ببكاء و انكسار :
ابوس ايدك انا مليش حد ، انا محتاجة مساعدتك مليش غيرك دلوقتي اطلب منه مساعدة اقف جنبي لو لسه فاكر ليا اي موقف كويس معاك
لم تسمع سوى تنهيدات تخرج منه مرت دقائق في صمت لتتوسله مرة اخرى قائلة :
ارجوك
زفر بضيق قائلاً بتردد :
انتي فين
اخبرته بمكانها ليجيبها بتردد :
هبعتلك مازن و هو هيتصرف و يعمل اللازم
ابتسمت بسعادة قائلة بامتنان :
شكرا ، بجد شكرا اوي يا بابا يوسف
اغلق الهاتف بدون اجابه ثم اخبر مازن الذي وافق على مضض مرغماََ بينما هو جلس على فراشه
يتمنى حقاََ ان لا يندم على ما فعل كان حقاََ يعتبرها ابنته لكن ما فعلته هي و والديها جعله كل هذا الجفاف بينهما
………
بينما مازن فعل ما طلب عمه بتلمع عينيه بالشفقة
عندما وقعت عيناه عليها و هو يراها تدفع بمقعدها المتحرك نحوه و الانكسار و الذل يرتسم على ملامح وجهها لطالما عهدها قوية بل كان يرى انه لا يوجد احد يملك غرور مثلها
ودعتها ام حمدي قائلة بحزن :
والله هتوحشيني يا بنتي ، ابقى اسألي عليا و انا هبقى اطمن عليكي من وقت للتاني ربنا يحميكي يكفيكي شر ولاد الحرام
ابتسمت سارة بامتنان لها فتلك المرأة حقاََ من كانت تعاملها برفق و حنان سواء بأفعالها او كلماتها الحنونة بهذا المنزل
بينما مازن كان يرمق الاثنان باندهاش يتساءل اين سارة التي كانت لن تتوقف عن إلقاء نظرات الاحتقار لتلك المرأة و التقليل منها كعادتها مع الاقل منها شأنناََ لكنه أخفى اندهاشه يدفع بمقعدها لخارج المنزل و هي تضع على قدمها حقيبة ثيابها الصغيرة جداََ
ما ان وصلوا لخارج البناية التقت بعمر اخفضت وجهها قائلة بحزن و اعين دامعة :
شكرا ع الفترة اللي استضفتني فيها في بيتك و اسفة لو كنت ضيفة تقيلة عن اذنك
سألها بجمود ظاهري :
هتروحي فين و مين حضرته
كاد مازن ان يجيب لكنها سبقته قائلة بهدوء :
متشغلش بالك و شكرا مرة تانية
قالتها و هي تدفع بقدمها للأمام ساعدها مازن و ام حمدي لكي تركب السيارة و هو يراقبها بحزن يريد ان يمنعها من الذهاب لكن لا يقدر كلماته لها كانت قاسية يعلم لكنها ليست أقسى مما فعلت به
بدون قصد رفع رأسه لشوفة منزله لتتقابل عينه بأعين والده ليرى بهم شفقة و حزن
صعد لأعلى بعدما القى نظرة على السيارة قبل ان تذهب ثم صعد لأعلى ثم لغرفته على الفور ليتفاجأ بوالده يجلس على فراشه قائلاً بهدوء :
تعالى اقعد
قالها و هو يشير لمكان فارغ بجانبه على الفراش جلس عمر بصمت بيتابع الأخر قائلاً بحنان :
انا اب يا عمر مش هبقى مبسوط و انا شايف ابني بيعيد نفس غلط زمان تاني مش هقدر اشوفك بتغرق نفسك و اقعد اتفرج
تنهد ثم تابع مردداََ بحزن :
اسلوبي كان وحش و خنقتك و كلامي كان قاسي عارف بس من خوفي عليك يا بني ، طلعها من دماغك و حياتك انا عارف انك لسه بتحبها حتى لو قولت العكس انت حاسس بيك
ابتلع عمر غصة مريرة بحلقه ليتابع والده بحزن :
بس الحب ده يا بني مؤذي ليك و طالما بيأذيك يبقى تبعد ، مجاش من وراه غير المشاكل و بس خسرت كتير بسببها مستني ايه تاني يحصل عشان تعرف ان واحدة زي دي مينفعش تتحب اصلا ، لو كانت تنفعك زمان فدلوقتي لا
اومأ له عمر بصمت ليغادر طه بحزن و تركه يفكر بكلامه الذي وجده على حق لكن يا ليت
النسيان سهلاََ
……….
بفيلا الادم بغرفة اوس و مهرة
كانت تتوسد صدره تسأله بتردد :
أوس
ابتسم قائلاً و هو يعبث بخصلات شعرها النارية :
نعم يا حبيبتي
سألته بتوتر :
انت مش ملاحظ ان غريبة ان عمي و مراته و ابنهم من ساعة ما جم و هددونا محدش فيهم لا بلغ و لا قرب مننا خالص ، سكوتهم غريب
ابتسم بمكر قائلاً :
لا غريب و لا حاجة
اعتدلت تنظر له قائلة بشك :
انت عملت ليهم حاجة
ضحك قائلاً بمكر :
عرفتهم بس مين هو اوس الجارحي متشغليش بالك بيهم هما دلوقتي قبل ما يقربوا منك هيفكروا الف مرة ايه اللي ممكن يحصللهم
سألته بتردد :
عملتلهم ايه يعني
جذبها لاحضانه مرة أخرى قائلاً :
قولتلك متشغليش بالك و ارتاحي
قالها و هو يغلق اضاءة الغرفة و على شفتيه ابتسامة ماكرة و هو يتذكر كيف منعهم من التوجه للقسم بمساعدة شقيقه امير و احتجزهم حتى تزوج منها و الضرب المبرح الذي اخده عنها و ابنه بل و اخذ امضت الاثنان قسراََ على العديد من الشيكات حتى يفكر كلاََ منهم قبل الاقتراب منها
مرة اخرى
………
في نيويورك
كانت حياة تجلس بجانب بدر بسيارته تسأله بنفاذ صبر و فضول :
انا عايزك اعرف انت واخذني فين
اجابها بابتسامة :
هتعرفي لما نوصل
زمت شفيتها بضيق قائلة :
طب معلومة حتى اخمن منها
لاعب حاجبيه لها قائلاً بمشاكسة :
عايزة تعرفي رايحين فين
اومأت له بنعم ليشير على وجنته باصبعه قائلاً بمشاكسة و مكر :
تديني بوسة و اقولك
شهقت بخجل ثم وكزته بذراعه قائلة بغضب :
بس يا قليل الادب
ضحك بقوة و هو يتابع بطرف عينيه وجنتها التي اصطبغت بحمرة قانية بافتتان
بعد وقت قصير توقف بها امام بناية فخمة سألته بتعجب :
احنا جاين هنا ليه
جذب يدها ثم دخل البناية قائلاً بهدوء :
هتعرفي دلوقتي
صعد معها بالمصعد للطابق السادس ثم اشار لباب منزل مفتوح و معلق بجانبه لوحة لعيادة طبيبة نفسية تدعى أميليا ( Amelia )
نظرت له بصدمة ليشير لها قائلاً بابتسامة :
خدتي الخطوة دي بس مكملتيهاش للاخر
نفت برأسها قائلة :
مش عاوزة
تنهد قائلاً بتساؤل :
انتي خدتي الخطوة دي ليه يا حياة من الاول
اشاحت بوجهها ليعيد السؤال مرة اخرى اخفضت وجهها قائلة بصوت مختنق و هي على وشك البكاء :
كنت عاوزة انسى و اعيش حياتي من غير خوف ، عشان اقدر احدد انا عاوزة ايه
امتدت يده يرفع وجهها لتنظر له مردداََ بابتسامة :
ايه اللي جد مش عاوزة تنسي و تعيشي حياتك مش عايزة تعرفي انتي عاوزة ايه ، مش عاوزة تخرجي من حالتك دي
اشار بيده للعيادة قائلاً بهدوء :
عايزة تلاقي نفسك و تساعدي نفسك عشان تعيشي حياتك صح
ثم تابع و هو يشير للمصعد :
ولا نرجع من مكان ما جينا و تحبسي نفسك تاني في حزنك و تضيعي اللي باقي من عمرك في حيرة مش عارفة انتي عاوزة ايه و مش عارفة تاخدي خطوة في حياتك من غير تردد
بقت صامتة لدقائق قصيرة ثم دخلت للعيادة بدون حديث و هو خلفها يبتسم دخل معاها لعدة دقائق ثم خرج ينتظرها بالخارج حتى تنتهي
……..
ايام…اسابيع…شهور…عام ، لقد مضت فترة طويلة هي تواظب على جلساتها و بكل مرة يأتي معها لهنا ينتظرها حتى تنتهي و يعود بها احياناََ تنسى موعدها لكنه ابداََ لم ينسى
………
مرت فترة طويلة على الجميع قاربت على الثلاث سنوات حدث بهم الكثير و تغير بهم الكثير
بمصر الحبيبة
بتلك الفيلا التي اصبحت مليئة بالكثير و اصوات ضحكات تصدح بكل مكان بها ادم الذي اصبح لديه طفلان” ياسين ” البالغ من العمر عامان و طفلته الرضيعة التي اتمت اسبوع من عمرها ” صافي ”
بينما اوس اصبح اباََ لطفل اسماه ” مالك ” و الذي يبلغ من العمر عامان و زوجته حامل بشهرها الثاني
يريد ان تكون فتاة ليسميها ” ليلى ” على اسم والدته الراحلة و كم تشاجر مع اخوته حتى لا يقوم احدهم بتسمية هذا الاسم
بينما امير اصبح اباََ لطفلتان تؤام غير متشابه اسماهم” جوان و جوري ” تبلغا من العمر عامان
بينما ريان اصبح اباََ لطفلة اسماها ” ليلة ” بعدما احتكر أوس اسم والدتهم له وحده لذا قام بتسمية ابنته بأسم يقرب لأسمها
كان الجميع يعمل على قدم و ساق ليتم الانتهاء من التجهيزات الخاصة لحفل الرضيعة الذي سيقام بالغد و قد اتفق الجميع ان يكون مقتصر على العائلة و بالطبع ستحضر عائلة العمري كم اراد الخمسة حضور حياة حتى سليم قام بدعوة شقيقه و عائلته لكنهم اعتذروا عن المجيء
………
في نيويورك
تركض بحديقة الفيلا الواسعة نفس المشهد يعاد لكن باختلاف المكان و الشعور قبلاََ كانت نيران الغضب بداخلها لا تخمد اما الآن فبداخلها سعادة حماس للغد طاقة العديد و العديد من المشاعر الايجابية ما وصلت له الآن لم يكن سهلاََ على الإطلاق لقد استغرق منها الكثير
توقفت حتى تأخذ انفاسها لتقع عيناها على شرفة غرفة بدر الذي لو يعلم كم هي ممتنة له و تدين له بالكثير لقد جاهد معها عامان و نصف بدون ملل
يعود الفضل لما وصلت له الآن له وحده لقد استطاع ان يمحي نظرة الحزن من عيناها و يستحوز على قلبها بالكامل بل روحها
نظرت لساعة يدها ثم انطلقت حيث غرفتها مباشرة لتستعد ميعاد الطائرة بعد ساعتين ستعود لموطنها حيث اخوانها و عائلتها كم اشتاقت لهم الاهم من كل ذلك انها ستعود لهم برفقته و رفقة عائلتها الثانية التي حصلت عليها
…..
نزلت من غرفتها على عجل و هي تحمل بيدها حقيبة السفر و لكن بلحظة انتشلها بدر من يدها قائلاً بمرحه المعتاد :
ايه صغنن مش قادر تشيل الشنطة
حدجته بنظرات مغتاظة قائلة :
بطل تقولي يا صغنن
قرص وجنتها بمشاكسة قائلاً :
طب يا صغنن يا صغنن يا صغنن
ضحكت قائلة :
والله انت اللي صغنن مش انا
حمل حقيبته و حقيبتها اعطاهم لاحد الرجال ليضعهم بحقيبة السيارة مرت دقائق و كان الجميع هو و هي و جده و جدته و والديه منطلقين نحو المطار للسفر لمصر ليحضروا حفلة السابع لابنة شقيقها ادم الصغيرة و التي رفض تسميتها حياة معللاََ ذلك :
انا عندي بنت واحدة اسمها حياة و مفيش اب بيسمي ولاده الاتنين بنفس الاسم انا عندي حياة واحدة و بس
………
↚
بقصر الجارحي
كانت هنا تركض خلف طفلها الذي شارف على إنهاء عامه الثالث قائلة :
سليم حبيبي يلا البس هدومك عشان متبردش
كان يركض الصغير بارجاء غرفته و هو يضحك حتى اصتدم بقدم والده الذي دخل غرفته لتوه لينحني له يحمله بين يديه قائلاً بحنان :
بتجري ليه يا بطل و مجري ماما وراك
ضحك الصغير ليقبل أدهم وجنته بحب قائلاً :
اسمع كلام ماما يلا و البس هدومك
اومأ له و ركض لهنا التي ساعدته في ارتداء ملابسه ليقترب منها أدهم قائلاً بهدوء :
اساعدك في حاجة
نفت برأسها بدون حديث و ما ان انتهى سليم من ارتداء ملابسه ركض خارج الغرفة قائلاً بصوته الطفولي فقد بدأ الحديث منذ فترة صغيرة لكن بحروف معظمها ليست صحيحة :
ثليم هيلوح العب مع جدو
التفت أدهم لهنا التي اخذت ترتب ملابس طفلها بخزانته تتجاهله تماماََ لا يحدث اي تعامل بينهم سوى امام الصغير
ترفض مسامحته و العودة له من جديد و مهما تدخلت والدته او اي احد من العائلة يكون الرفض جوابها حتى يأس من المحاولة ليعود ليمكث بالقصر كالسابق ليبقى برفقة طفله بينما هي ابداََ لم تمانع لقد تغيرت كثيراََ اصبحت تعتمد على ذاتها تصب كامل اهتمامها على طفلها الصغير و دراستها التي قاربت على الانتهاء منها لتبدأ بالعمل بعدها ، بينما هو لا يوجد جديد بحياته سوى ذلك للصغير الذي اصبح كل حياته و العمل
القى عليها نظرة اخيرة بحزن و ندم ثم غادر الغرفة لتجلس هي على الفراش تنظر لاثره بحزن
………
بينما بقصر العمري
بغرفة إلياس الذي تغير مئة و ثمانون درجة الحزن يخيم على ملامح وجهه حاول كثيراََ ان يحصل على غفرانها لكنها كانت تقابل كل ذلك بالرفض طل هكذا حتى يأس لم يراها منذ ان جاءت لحضور السابع لأولاد اشقائها منذ عامين كان يقف خلف زجاج شرفته يراقب شقيقه مازن الذي تزوج منذ عام سكرتيرته و التي تدعى عائشة و هي الآن حامل بشهرها الثامن كان يجلس بجانبها بضع يده على بطنها و الاثنان يضحكان بسعادة
الجميع حياتهم تغيرت للأفضل عدا هو يقف بمكانه لم يأخذ خطوة واحدة سوى تقدمه بالعمل اما حياته الشخصية لقد فشل في التقدم بها خطوة واحدة كما هو يندب حظه و قلبه ينهشه الندم
تنهد بحزن ثم نزل للأسفل حيث يجتمع الجميع على طاولة الطعام يتناولون الافطار سوياََ
…….
دخل جمال لغرفة يوسف ليجده مثل كل يوم يجلس على فراشه شارد حزين تغير كثيراََ اصبح جسده هزيل بعدما كان يتمتع بجسد رياضي رغم سنه ، اقترب منه قائلاً بابتسامة :
مالك قاعد كده ليه يا فيه حد يبقى زعلان و بكره سبوع حفيدته
تنهد بحزن قائلاً :
حياة وحشتني اوي ، احفادي بيقولولي يا جدو و ولادي رافضين حتى يبصوا في وشي مش ينادوني بس بابا
ربت على يده قائلاً بمواساة :
هما بس محتاجين وقت مش اكتر
ابتسم بسخرية مريرة قائلاً بحزن :
ولادي اتعودوا على عدم وجودي انا بالنسبة ليهم ميت من زمان هما مش محتاجين وقت و لا حاجة
لم يجد ما يقول ليخفف عنه لذا اكتفى بالصمت يوسف حالتها يوماََ بعد يوم تسوء و هو يرى بعد أولاده عنه و هو السبب
……….
باليوم التالي كان الجميع مجتمع بفيلا الادم الجميع البالونات الزهرية و البيضاء تزين المكان طاولة كبيرة موجودة عليها الحلويات و اشهى الطعام
بينما بالأرض تجلس فاطمة تمسك بيدها فيما الهون المصنوع من النحاس و قبل ان تبدأ الضرب بداخله كان صوت يحفظه الجميع جيداََ يأتي من خلفهم قائلاً بمرح :
خيانة هتبدئوا من غيري
كان اوس اول من افيق من صدمته عندما التفتوا ليروا حياة تقف خلفهم برفقة عاصم و عائلته ليركض نحوها سريعاََ يحملها بين يديه قائلاً بسعادة :
وحشاني يا بنت الايه
ضحكت بصوت عالي و هي تحتضنه باشتياق قائلة بأعين دامعة :
انت كمان وحشتني ، كلكوا وحشوني
جذبها ادم لاحضانه قائلاً بحنان و اشتياق كبير :
وحشتني يا حياة
بقى الأمر هكذا كلاََ منهم يجذبها لاحضانه باشتياق الجميع يرحب بها بسعادة هي و من معها حتى توقفت امام يوسف تبادلت النظرات معه بصمت تريد ان تتحدث لكن لسانها لا يقدر على فعلها جذبها هو لاحضانه قائلاً بدموع و اشتياق :
وحشتيني يا بنتي
بتردد رفعت يده تضمه بصمت و الجميع متعجب من فعلتها مرت دقيقة لتبتعد عنه بهدوء ثم ركضت نحو الصغار بدون حديث متجاهلة إلياس تماماََ فهي لن تنسى له ابداََ انه اتهمها بشرفها ربما كانت ستصامح ان كان احتفظ بالأمر بينه و بينها لكنه بقى يبوح به للجميع
احتضنت الأطفال بسعادة و ثم حملت صافي الرضيعة بين يديها قائلة بسعادة :
ما شاء الله زي القمر عيونها زي عين ماما الله يرحمها بالظبط
ردد الجميع بصوت واحد :
الله يرحمها
بدر بمرح و هو يداعب وجنت الصغيرة :
شبهي
سليم بمرح :
شبهك ليه انت عايزها تبور دي شبه مامتها زي القمر
حياة بضحك :
في منتصف الجبهة
نظر لها بغيظ لتجلس ارضاََ بجانب فاطمة التي تدق الهون بجانبها رحمة و الصغيرة ارضاََ تقوم زينة بالتخطية من فوقها سبع مرات
بعدها قالت فاطمة بصوت عالي و هي تدق الهون :
اسمعي كلام ابوكي
ثم دقت مرة أخرى لتقول رحمة تلك المرة بصوت عالي :
اسمعي كلام امك
تدخلت حياة قائلة بصوت عالي :
اسمعي كلام عمتو حياة
مال بدر عليها هامساََ بغزل :
احلى عمتو يا صغنن
كانت حياة تجلس على احد المقاعد تستريح قليلاََ بعد وقت طويل قضته باللعب مع الأطفال
كاد إلياس ان يقترب منها لكن سبقه بدر قائلاً بمشاكسة :
قاعد لوحدك ليه يا صغنن
رفعت اصبعها بوجهه قائلة بغيظ :
عارف لو ما بطلتش تقول صغنن دي تاني
غمزها قائلاً بمشاكسة :
هتعمل ايه يا صغنن
زفرت بغيظ ليضحك بقوة رفعت اصبعها بوجهه قائلة بغيظ :
مش هرد عليك و مش هعمل حاجة عارف ايه
– تؤ مش عارف
اجابته بغرور واهي :
عشان ربنا قال نرفق بالحيوان
ضحكت بقوة عندما اشار لنفسه قائلاً بغيظ :
انا حيوان
ضحكت بقوة قائلة :
انا مقولتش انت اللي قولت
ضغط باسنانه على شفتيه السفلى قائلاً بغيظ :
طب اخفي من قدامي عشان ما اوركيش الحيوان
وضعت يدها بخصرها قائلة بغيظ :
المفروض كده اخاف يعني
اشار لها بحدة لكي تعتدل بوقفتها و فعلت على الفور جلس الاثنان بصمت لتشعر هي انها تمادت معه بالحديث لتعتذر قائلة بخفوت :
انا اسفة ، كنت بهزر
ابتسم قائلاً هو الأخر :
انا كمان اسف كنت بهزر معاكي معرفش ان كلمة صغنن دي بتضايقك اوي
ضحكت بخفوت قائلة :
مش حكاية بتضايق………
كيف تخبره انها تحب تلك المشاكسات بينهم بعد ان يلفظ تلك الكلمة لكنها صمتت للحظات قائلة بمرح :
بص قولها و انا هعصر على نفسي لمونة ، صاحبي بقى و لازم استحملك
اقترب ينظر داخل عيناها قائلاً بهدوء :
صاحبك بس
توترت مما قال لتشيح بوجهه بعيداََ عنه قائلة :
لا مش صاحبي بس انت كمان……
قاطعها قائلاً بلهفة لسماع اي اعتراف و لو صغير من بين شفتيها :
انا ايه يا حياة
كلما ارادت ان تبوح له بما بقلبها تخونها الكلمات و لسانها و لا يخرج ما تريد قوله من البداية :
صاحبي و ابن خالي
تنهد بيأس قائلاً :
صاحبك و ابن خالك بس يا حياة
صمتت للحظات ثم سألته قائلة :
انت شايف ايه
تنهد قائلاً :
مش مهم اللي انا شايفه المهم انتي شايفه ايه ، عايز اسمعك يا حياة
ارتعشت شفيتها تحاول التحدث لكن لا تخرج الكلمات منها :
انا……انا يا بدر……
يتابعها بلهفة يخبره قلبه انها على وشك النطق بتلك الكلمة التي انتظرها طويلاََ لكن بلحظة قاطع نظرات الاثنان و حديثهم صوت يعرفه الاثنان قائلاً :
مساء الخير
التفت الاثنان على الفور لتقع اعينهم على نسرين لتشتعل اعين حياة بالغيرة و الغضب تلك الحقيرة كانت تحاول ايقاعها يالعديد من المشاكل طوال فترة اقامتها بنيويورك بل اصبحت تتقرب من بدر بشكل يثير غيرتها بشكل كبير و اهم شيء ان بدر لا يسمح لها بأن تتمادى و يوقفها
سألته بغضب :
ايه اللي جاب دي هنا
تمتم بدر بغيظ و غضب من نسرين التي قطعت عليه اهم شيء :
الله يحرقك يا شيخة
اقتربت منهم قائلة بدلال و هي تنحني لتقبل وجنت بدر لكنه ابتعد غير سامحاََ لها بالاقتراب :
ايه اللي جابك مصر يا نسرين
رفعت كتفها قائلة ببساطة :
زي ما انت عارف ماما مسافرة و كنت قاعدة لوحدي مقدرتش اقعد يوم واحد من غيركم هنا فخدت اول طيارة و جيت مصر و نبقى نرجع سوا
كورت حياة قبضة يدها بغضب و غيرة بينما إلياس يقف من بعيد يراقب همسات الاثنان لبعضهم نظراتهم التي أثارت غضبه و غيرته لقد ظن انها مثله حزينة تتألم لبعده لكن يبدو انه جاء من استطاع ان يجعلها تنساه
تعرفت نسرين على الجميع التي كانت تتنظر لبدر و حياة ت تراقبهم حتى انها لاحظت نظرات إلياس الاثنان تشبه نفس نظراتها التمعت عيناها بمكر و هي تفكر بالاقدام على تلك الخطوة بعد ان تتأكد من ظنونها !!!!
………
الجميع بلا استثناء يلاحظ كم تغيرت اصبحت مختلفة وجهها مشرق عيناها تلمع بسعادة مليئة بالحيوية عكس تلك التي سافرت منذ عامان و نصف ، سعد الجميع لسعادتها
كانت تجلس بين شقيقيها على العشب بالأرض ليربت ادم على خصلات شعرها قائلاً بحنان :
انسى بقى مفيش سفر تاني
اعتدلت بجلستها قائلة بتوتر :
ما ينفعش اا…ااا..
أوس بتعجب :
ايه اللي مينفعهوش دراستك و خلصت خلاص ، ترجعي ليه خليكي هنا معانا مفيش سبب عشان تسافري تاني
نظرت لبدر على الفور بتوتر لكي يتدخل يرفض يفعل اي شيء لا تريد الابتعاد عنه لكنه اكتفى بالصمت و فعلت هي اخرى المثل
………
غادر الجميع بعد يوم سعيد قضوه سوياََ و ما ان وصل سليم و عائلته و شقيقه عاصم و عائلته برفقة نسرين لقصر الجارحي قبل ان يصعد كلاََ منهم لغرفته اوقفهم سليم قائلاً بجدية :
في عريس متقدم لهنا و هي موافقة و هيجي بليل عشان نتعرف عليه !!!!
…………
↚
الندم بعد فوات الأوان ، تقدير الأشياء و معرفة قيمتها بعد خسارتها سمة موجودة بالانسان و هذه هي الطبيعة الكثير منا و ليس القليل لا يقدر الأشياء إلا حينما يفقدها
كانت تجلس على الاريكة بمنزلها البسيط الذي خصصه لها يوسف لتبقى فيه بل و ساعدها على التعافي من جديد و ها هي بعد علاج اكثر من عام استطاعت ان تتخلى عن ذلك المقعد المتحرك
الذي تعلمت من تجربتها معه الكثير و غيرت فيها الكثير استطاعت ان تحصل على عمل بعد عناء تجنبت اللقاء من العائلتين و اي فرد منهم عدا يوسف و كم تشعر بالحزن للوحدة و العزلة التي تعيش بها بيدها تجني الآن حصيلة افعالها مع الجميع ، حتى هو كانت تأمل ان يسامحها و يغفر لها ما فعلته به ثم يعودا من جديد لكنها تفاجأت بعد ان تركت منزله بخمسة اشهر فقط بزواجه الذي رأت صوره على احد مواقع التواصل الاجتماعي
لقد تزوج عمر بقدر ما حزنت بقدر ما فرحت له انها استطاع ان يتخطاها
تأملت سكون المنزل من حولها بحزن و دموع التقطت سترتها الرياضية و متعلقاتها و نزلت للأسفل تتمشى بالشوارع قليلاََ ذلك الحل سيكون افضل كثيراََ من العزلة التي تعيش بها
كانت تسير على النيل لتقع عيناها على بدر و حياة يبدو انها اخيراََ وجدت السعادة و من يحبها حقاََ كانت تقف بعيداََ و رأت كيف ركع على ركبتيه و كيف كانت حياة تبتسم له بسعادة
ابتسمت بخفوت و اكملت سيرها لتتوقف مرة أخرى عندما وقعت عيناها على عمر الذي يجلس برفقة زوجته و طفله صغيرة يبدو أنها ابنته فهي تشبهه لحد كبير جداََ
ارادات ان تذهب قبل أن يراها لكن اسوء حظها لقد رأها بالفعل و التقت عيناها بعينيه سرعان ما اشاحت بوجهها و اكملت السير بسرعة و الدموع تنهمر على وجنتها بغزارة
جلست على احد المقاعد قائلة بحسرة و حزن :
الكل عاش حياته و محدش حياته واقفة غيرك يا سارة ، بتحصدي كل عمايلك زمان و ادي اخرتها لوحدك بين اربع حطان لو موتى محدش منهم هيحس بيكي و لا يفتكرك بالخير !!!
………
فتحت الخادمة الباب لبدر و حياة و ما ان دخلوا سألت تفاجأت بالسكون الذي يعم المكان سألت الخادمة عنهم قائلة :
هو محدش هنا و لا ايه
اجابتها بتهذيب :
لا يا هانم كلهم مشيوا من شوية و راحوا القصر عند سليم بيه و الأولاد كلهم نايمين فوق ما عدا صافي زينة هانم خدتها معاها
اومأت لها بصمت ليبتسم بدر قائلاً :
يلا نروح لهم
اومأت له و بالفعل ذهبوا لهناك و كان المكان قريب جدا دقائق قليلة و كانوا هناك لتتفاجأ بدر بوجود سيارة ذلك الحقير الذي تجرأ و نظر لها بوقاحة
قائلاً بغضب :
هو بسلامته لسه هنا
حياة بتحذير :
بدر اهدى مش عايزين مشاكل اصلا انا عندي احساس كبير ان هنا هترفضه بعد كلامي الصبح
لحظات و استمع الاثنان لصوت احد يتألم يأتي من ناحية الحديقة فركضوا لهناك على الفور ليصدموا عندما وجدوا أدهم يبرح العريس ضرباََ
قبل قليل بالحديقة كانت هنا تجلس برفقة ايمن بالحديقة بعدما استأذن من الجميع التحدث معها
قائلة بحرج :
ايمن انا عارفه ان اللي هقوله دلوقتي غلط و مينفعش أوافق عليك…… بعدين ارجع ارفض
ايمن بصدمة :
ترفضي !!
اومأت له قائلة بحزن :
ابقى بظلمك لو وافقت و انا لسه بفكر في أدهم و عقلي و قلبي معاه كانت فاكرة اني هقدر اخذ الخطوة دي بس مقدرتش لما الموضوع دخل في الجد مقدرتش ، انا اسفة
كان أدهم يقف على مقربة منهم يستمع للحديث الذي يدور بينهم كان في بداية الأمر غاضباََ يشعر بالغيرة الشديدة لكن سرعان ما تبدد كل ذلك و سعادة غامرة احتلت قلبه و هو يستمع لها
بينما ايمن انتفض من مكانه قائلاً بغضب :
هو لعب عيال و لا ايه
كادت هنا أن تعتذر منه لكنه سبقها أدهم الذي ظهر فجأة و بدون مقدمات قائلاً بحدة :
هي مش قالتلك طلبك مرفوض معندناش بنات للجواز و ياريت منشوفش طلتك البهية دي تاني
ايمن بغضب :
وانت مالك
أدهم بغضب :
بقولك ايه ، غور من وشي و اشتري نفسك عشان شكلك لسه متعرفش مين هو ادهم الجارحي
ايمن بسخرية و استهزاء :
لأ طبعاََ عارفه طليقها و عارف كمان انت طلقتها ليه ، هي هنا صحيح مقالتش حاجة بس محسوبك ليه مصادره الخاصة بردو ، بس هنا هتبقى مراتي على فكرة رفضها او موافقتها ميهمنيش مش انا اللي اعوز حاجة و ما اخدهاش
أدهم بهدوء يسبق العاصفة :
يعني مش هتبعد عنها
اومأ له ايمن بتحدي ليبتسم أدهم قائلاً بابتسامة ليست بمحلها :
كويس اوي جت منك والله و انا بتلكك و عايز اضربك تعالى بقى يا رو……
صرخت هنا بخوف بعدما كانت تأخذ دور المستمع عندما لكم أدهم ايمن بقوة اطاحت به ارضاََ ثم انحنى تجاهه و انهال عليه بالمزيد من اللكمات القوية و الاخت لم يصد اي منهم نظراََ للفرق الواضح بين بنيته و بنية أدهم
3
بتلك اللحظة جاء بدر و حياة التي قائلت بقلق :
ادهم بتعمل ايه ، سيبه هيموت في ايدك
بينما بدر اقترب منه قائلة بابتسامة واسعة :
مش كنت تقول كنت ساعدت و قومت بالواجب يا بن عمي
2
ثم بلحظة جذب ايمن الملقي ارضاََ من ثيابه و لكمه بقوة شديدة ركضت هنا للداخل حتى تطلب ميادة منهم بينما حياة حاولت الفصل بينهم لكن دون جدوى بينما ايمن كاد ان يغشى عليه من كثرة الضرب فهو يأخذ لكمة من أدهم ثم لكمة من بدر
لتقول حياة بضيق و قلق :
بدر ابعد عنه انت بتعمل ايه
جاء من خلفهم صوت سليم قائلاً بصرامة :
في ايه ، ايه اللي بيحصل هنا !!!
ابعد ادم و ريان بدر و أدهم عن ايمن قائلاً :
انتوا بتعملوا ايه انتوا الاتنين
أدهم بغضب :
الزبالة ده ميدخلش هنا تاني
فاطمة بقلق :
ليه حصل ايه يا بني
جذبه بدر ليقف على قدمه هامساََ بخفوت بجانب اذنه و بنبرة تدل على كل شر اخافته لم يسمعها سواهما :
المرة الجاية قسماََ بالله هخزقلك عينك اللي بصت ليها بطريقة و……زيك
ثم دفعه بقوة قائلاً بغضب :
غور
فر ايمن هارباََ بخوف و جسده بالكامل يؤلمه
سليم بغضب و صرامة :
انا عايز افهم اللي بيحصل هنا
قص عليه أدهم ما حدث ليسأل سليم بدر بصرامة :
البيه بقى ضربه ليه
بدر بغضب :
مشوفتش كان بيبص لحياة ازاي يا جدي
سليم بمكر :
ايه اللي ضايقك كده يعني
بدر بغضب و غيرة :
يهمني لأن حياة تخصني و بما ان الكل موجود انا عايز اتجوز حياة !!!
اوس بغيرة و حدة :
لأ ، معندناش بنات للجواز
بدر برفعة حاجب :
لأ ليه ، عايز اعرف السبب
تبادل الأربعة النظرات و كلاََ منهم يشعر بالغيرة على شقيقته ليتدخل سليم قائلاً بهدوء :
رافض ليه يا أوس و بعدين لسه مسمعناش رأي صاحبة الشأن رافضة و لا موافقة
سليم بهدوء لحياة التي تخفض وجهها بحرج و خجل نظرت لاخوانها لتجد الرفض على وجوههم لكنها تعلم سبب ذلك بالطبع الغيرة !!
اخفضت وجهها ارضاََ من الحرج هي الآن بموقف لا تحسد عليه ان ترفض لأجل ان لا تحرج اشقائها و حينها ستخذل بدر الذي فعل لأجلها الكثير او تقبل و تسبب الحرج لهم و تسعد بدر
نظرت لبدر برجاء ان يتصرف هي الآن لا تعرف ماذا تفعل ليتنهد قائلاً بهدوء :
الطلب كان مفاجأ يا جدي سيبها تفكر و هما كمان يفكروا براحتهم
اومأ سليم بصمت ثم دخل الجميع للداخل و قبل ان تلحق هنا بهم جذبها أدهم من يدها قائلاً :
ابننا ميستاهلش فرصة تانية يا هنا ، صدقيني غصب عني اوعدك عمرها ما هتتكرر تاني و حياة سليم وافقي و انا والله هعمل اي حاجة عشان اعوضك عن غبائي زمان
كانت تنظر للأرض بتردد تخشى من كلمة نعم و ما يمكن ان يترتب عليها فيما بعد ليمسة بيدها قائلاً بتوسل :
وافقي يا هنا وافقي و انا عمري ما هخذلك ابداََ و حياة سليم عمري ما هعملها تاني
بعد صمت دقائق نطقت بصعوبة و دموع :
اخر فرصة يا ادهم
ابتسم بتوسع و قبل ان تنطق بكلمة أخرى كان يحملها يدور بها صارخاََ بكل ما فيه من قوة
من السعادة !!!!
…….
بصباح اليوم التالي
اغلقت ندا الهاتف مع والدها الذي اخبرها بحالة يوسف السيئة و انها بمرحلة متقدمة جداََ من المرض اللعين
بكت بقوة و تأثر تجمع على اثرها زينة و فرح و مهرة التي سألتها بقلق :
مالك يا ندوش بتعيطي ليه مين زعلك
قصت عليها ما استمعت له من والدها لتتنهد زينة قائلة بحزن :
ربنا يشفيه
ندا ببكاء :
عمي حالته خطيرة اوي ، انا خايفة عليه يا زينة
فرح و هي تربت على كتفها قائلة برفق :
ربنا يشفيه خلي أملك في ربنا كبير
ندا بدموع :
ونعم بالله
زينة بتردد :
هنقول لهم على حالة عم يوسف
ندا بتصميم و دموع :
ايوه لازم ، عمي محتاج ليهم اوي جنبه
فرح بقلق :
هنقولهم ازاي ، انتوا عارفين الموضوع صعب اوي نكلمهم فيه
زينة بقلق :
هنحاول و رينا يستر بقى
اتفق الأربعة على أن تخبر كل واحدة منهم زوجها
جاء المساء و المشهد كالتالي بغرفة اوس ، بتردد جلست مهرة بجانبه تخبره بما حدث و ما ان انتهت نظر بها قائلاً بثبات :
ايوه اعمل ايه يعني
– روح شوفه ، اتكلم معاه
نظر لها قائلاً بصرامة :
اسمعي يا بنت الناس الموضوع ده ما يتفتحش في البيت ده و سيرة الراجل ده ما…….
قاطعته قائلة :
الراجل ده يبقى ابوك
صرخ عليها بغضب :
الراجل ده مش ابويا انتي فاهمة ، لو مش عايزاها تقلب بخناق اقصري الشر و اسكتي
نفت برأسها قائلة بتصميم :
مش هسكت يا أوس ، هو اه غلط بس احنا كمان بشر و بنغلط و……
قاطعها قائلاً بحدة :
غلط عن غلط يفرق
تمسكت بيده قائلة بحزن و رجاء :
هو محتاجلك
ابعدها عنه قائلاً بغضب و قهر :
انا كمان كنت محتاجله ، كل لحظة كانت بتعدي في حياتي كنت بحتاجله فيها ، احتاجت ليه و رماني انا و اخواتي في اكتر وقت كنت محتاجين ليه فيه
حاولت الاقتراب منه لكنه ابعدها ثم خرج من الغرفة صافعاََ الباب خلفه بغضب لحظات و ركضت للشرفة بقلق عندما استمعت لصوت اطار سيارته يحتك بالأرض مصدراََ صوتاََ مزعج
…….
كذلك كان الحال بغرفة ريان و ندا التي ما ان انتهت من سرد ما حدث و طلبت منه ان يسامحه قاطعها قائلاً بغضب :
اسكتي
نفت برأسها قائلة بحزن :
مقدرش اسكت يا ريان ده عمي و ابوك
تمسكت بيده قائلة برجاء :
روح شوفه عشان خاطري ، مهما كان اللي عمله في الاول و الاخر ابوك
ركل المقعد بقدمه قائلاً بغضب و قهر :
احنا كمان كنا ولاده في الاول و الاخر مهما كان اللي عملته امي زي كان بيتهمها احنا ولاده و اتخلى عنا
توسلته مرة أخرى قائلة برجاء :
حالته خطر و الدكتور بيقول مسألة وقت ، روحله اتكلم معاه لآخر مرة واجهه باللي جواك و اللي متأكدة انه مش كره زي ما انت مبين
التمعت عيناه بالدموع لتقترب منه قائلة بحزن :
عينك اللي بتلمع بالدموع دي حزن ، قلبك واجعك عليه و نفسي تجري عنده و تطمن ، نفسك ترمي نفسك في حضنه
محقة بكل ما قالت لكن لا يزال يكابر مردداََ بانفعال :
لأ مش صح
اقتربت منه قائلة بحزن :
خليك صريح مع نفسك لمرة واحدة يا ريان انت عمرك ما قدرت تكرهه
دفعها من امامه مغادراََ الغرفة بل الفيلا بأكملها بغضب مصدراََ بسيارته نفس الصوت لتركض هي الأخرى للشرفة تنظر لأثره بحزن شديد و قلق
…………
بغرفة امير و فرح ما انتهت ما اخباره بما حدث خيم الصمت على المكان لتسأله :
امير انت سمعت انا قولت ايه
نظر لها قائلاً بهدوء ظاهري :
ايوه سمعت
سألته بترقب :
طب هتروح تشوفه
اجابها بهدوء و هو يخلع جاكيت بدلته :
لأ
شعرت بالتوجس من هدوءه لتسأله :
ليه
اجابها بصرامة :
كده و اقفلي الموضوع ده انا جاي تعبان و عايزة انام شوية و ارتاح
اقتربت منه قائلة بحزن :
امير حالته خطر و الدكت……
صرخ عليها بغضب لم تعهدها منه منذ زواجهم :
انا مش قولت اقفلي الزفت الموضوع ده
نفت برأسها قائلة بتصميم :
مش هقفله
ثم اقتربت منه محاوطة وجهه بيدها قائلة :
يا حبيبي ده والدك مينفعش تسيبه في وقت زي ده عارفه ان صعب تسامح في اللي عمله معاك ، و مش عارفه لو كنت مكانك كنت هقدر اعمل اللي بقولك عليه ده و لا لأ
ثم تابعت بتشجيع :
روحله هو محتاجلك و انت محتاجله
ابعد يدها عنه قائلاً بغضب و انفعال :
انا مش محتاج ليه مش بعد كل السنين اللي قضيتها من غيره هحتاج ليه دلوقتي
نفت براسها قائلة بحزن :
محدش يقدر يعيش من غير ابوه و امه من غير ما يحتاج ليهم في اي لحظة في حياته
اقتربت منه مرة أخرى تتمسك بيده قائلة برجاء :
روحله يمكن تكون اخر مرة تشوفه و يمكن تندم في يوم انك معملتش كده ما اتكلمتش معاه مقولتش ع اللي في قلبك ليه
نظر لها قائلاً بمكابرة رغم تأثره بكل كلمة قالتها :
اللي في قلبي ليه معروف كره و ب…..
قاطعته قائلة بحزن :
مش وقت تكدب فيه على نفسك عيونك فضحاك انت زعلان عليه نفسك تجري و تعيط في حضنه بتحبه بس موجوع منه
كحال اخوته غادر مثلهم بغضب قلبه يود الذهاب إليه و عقله يرفض التأثر و الخضوع لرغبة القلب
………
نفس الحال بغرفة ادم و زينة كان يجلس على الفراش و هي تجلس امامه ارضاََ تتمسك بيده
قائلة بحزن :
والدك محتاجلك دلوقتي بالذات
ليأتيها رده قائلاً بانفعال :
انا كمان احتاجت ليه عارفه كام مرة احتاجت ليه و قد ايه
وقف و جذبها لتقف امامه قائلاً بغضب و قهر :
خمسة عشر سنة كل يوم فيهم و كل لحظة كنت محتاجلة فيها انا كنت لسه في بداية حياتي معرفش يعني ايه مسئولية فجأة لقيت امي بتموت و اب بيرميني انا و اخواتي بذنب ملناش دعوه بيه في يوم و ليلة القى نفسي في رقبتي اربع اخوات طفل في رقبته مسؤلية اربع اطفال زيه
كور قبضة يده قائلة بانفعال :
سنين شقى و تعب و ايام كتير كانت بتعدي عليا كنت بحتاجله عشان اترمي في حضنه
جلس مرة اخرى على الفراش قائلاً بقهر و ألم :
َاستنيته كتير سنة اتنين ان قلبه يحن و يجي يعتذر يرجعنا لحضنه من تاني معملهاش اذاني و أذى اخواتي و حرمني من امي اللي ماتت و هي لسه في شبابها ظلم
حرك رأسه بنفي قائلاً بأعين تلمع بالدموع :
اني اسامحه ده خيانة ليها
جلست بجانبه و هي تضع يدها على وجنته قائلة بمواساة و حزن :
عارفه ان اللي عيشته و شوفته صعب بس ده ابوك مهما عمل اسمه ابوك و عمتو اللي يرحمها عمرها ما هتكون مبسوطة و هي شايفة الوضع ده
تمردت دموعه على رغبته و فرت دمعة عاصية يليها الكثير بصمت لتمسحهم بيدها قائلة برجاء :
روحله و ريح قلبه و قلبك اللي متأكدة انه موجوع منه مش بيكرهه
ابعدها عنه قائلاً بنفي قبل ان يغادر الغرفة :
مقدرش اعمل كده
تنهدت بحزن و هي تنظر لاثره خرجت للشرفة لتقع عيناها عليها و هو يغادر الفيلا منطلقاََ بسيارته بسرعة عالية التقت يميناََ و يساراََ لتقع عيناها على فرح و مهرة و ندا و من هيئتهم يبدو ان الثلاثة فشلوا في اقناع ازواجهم مثلها !!!
……..
بينما حياة علمت من زينة التي هاتفتها و اخبرتها لتصعق هي الأخرى بهذا الخبر دقائق ام ساعات لا تعرف كم بقت شاردة و الدموع تلمع بعيناها تهدد بالنزول بأي لحظة
هاتفت اخوانها لكن لا من مجيب بالتأكيد كلاََ منهم مصدوم مثلها وضعت يدها على وجهها و دخلت في نوبة من البكاء
مر الليل و جاء الصباح و هي مثلما كانت تجلس بالأمس لازالت تنظر للفراغ بشرود بعد تفكير طويل اتخذت ذلك القرار رغم ان بداخلها ليست مقتنعة به كلياََ هاتفت اخوانها لكن ايضا لا يجيب احدهم لذا بعثت رسالة صوتية على احد مواقع التواصل الاجتماعي قائلة بحزن :
انا عارفة انكم مصدومين و عارفه ان محدش فينا قدر يكرهه رغم ان اللي كنا بنبينه ليه كان كره و بس لكن انا متأكدة ان احنا موجوعين منه مش بطلب منك تسامحوه لاني انا كمان مش قادره اعمل كده ، مش قادره بين يوم و ليلة اسامح ، ابوكم محتاج لينا دلوقتي بالذات و كل واحد فيكم دلوقتي اب ، ربنا وصانا عليه و مهما عمل هو اسمه ابونا
تنهدت ثم تابعت بجدية :
↚
انا رايحة قصر العمري اجيب ابوكم للفيلا ، اتمنى اخواتي يفضلوا رجالة زي طول عمرهم ما كانوا ، شيلوا الخلافات اللي بينا على جنب و كل واحد يعمل اللي حاسه و اللي متأكدة ان محدش فيكم قلبه هيطاوعه يبعد في وقت زي ده و يتخلى
ظهرت لها اشارة زرقاء دليل على استماعهم للرسالة التي أرسلتها على جروب خاص بهم !!!!
……….
بتردد وضعت يدها على جرس الباب الداخلي لقصر العمري ادخلتها الخادمة على الفور ما ان رأتها و بدون حديث صعدت لأعلى حيث غرفته كادت ان تطرق الباب الذي لم يغلق كاملاََ لترى من ذلك الشق يوسف يجلس على فراشه يمسك بيده كوب الماء و يمسك بيده احد شرائط الدواء و يظهر عليه التعب الشديد لكن وقع الشريط من يده
كاد ان ينحنى ليلتقطه ليجد يد سبقته و التقطتها و ما ان رفع وجهه ليرى الفاعل لترتسم الصدمة على ملامح وجهه عندما وجد ابنته التي بصمت جلست بجانبه على الفراش بصمت تخرج حبة دواء من الشريط وضعتها بيدها بصمت لكنه من الصدمة لم يتحرك من الأساس لتنطق هي بصعوبة :
الدوا
تناولها بصدمة و عيناه تلمع بالدموع بينما هي كانت تنظر امامها تحاول تفادي النظر لوجهه حتى لا يرى دموعها التي تهدد بالانهمار بأي لحظة
لتنطق بصوت مختنق :
الف سلامه عليك
نطق بصعوبة هو الأخر و صدمة :
الله يسلمك
بدون حديث توجهت لغرفة الملابس تبحث عن حقيبة ثياب لتجدها اخذت تضع بها ثياب له بينما هو ذهب خلفه بصدمة ليجدها تضع ثيابه بالحقيقة فسألها بصدمة :
بتعملي ايه يا حياة
تنهدت بعمق قبل ان تجيبه بهدوء يخالف ما بداخلها الآن :
بجهز شنطتك
– ليه
اجابته بصوت مختنق من الدموع :
عشان تعيش في بيت ولادك
صدمة تلي الأخرى هو للآن لم يتجاوز صدمة تواجدها الآن و انها تتحدث معه ليخرج من شفتيه فقط كلمتان :
مش فاهم حاجة
جاءه صوتها بعد لحظات صمت قائلة بما صدمه مرة اخرى :
مش فاهم ايه بس يا بابا ، بقولك هتيجي تعيش في بيت ولادك
شهق بصدمة و فرت دمعة من عيناه يليها المزيد بصدمة و سعادة
بينما هي كانت انتهت من وضع ثياب تكفي بحقيبته و اقتربت منه قائلة بابتسامة :
هتيجي و لا حابب تفضل هنا
من الصدمة لم يجيب و الدموع تنهمر على وجنته بغزارة بينما هي بتوتر رفعت يدها تمسح دموعه قائلة بنفس الابتسامة :
هتيجي
اومأ له سريعاََ بسعادة و لهفة تمسكت بيده و باليد الأخرى تجر حقيبة ملابسه و ما ان وصل لمنتصف الدرج برفقتها تفاجأ بأبنائه جميعاََ يقفون بالأسفل تحرك أمير و أخذ من يدها الحقيبة لتبتسم هي لهم
بينما جمال و مازن و فرحة و إلياس و سعاد يراقبون سعادة يوسف الظاهرة بوضوح على وجهه بسعادة
كان اول من تحدث ريان قائلاً بهدوء :
يلا خلينا نمشي
ودع الجميع يوسف الذي لم يكن معهم من الأساس عيناه لم تفارق النظر لابنائه ثانية واحدة
ابنته تتمسك بيده و تناديه بأبي و ابنائه جائوا لأجل ان يأخذوه ليقيم معهم ما تبقى من عمره أيام..اسابيع…شهور سيقضيهم برفقتهم و برفقة احفاده الذي كان يتجنب الحديث معهم بوجود ابناءه حتى لا يسبب الضيق لهم
……..
ما ان وصل يوسف لفيلا ابناءه استقبلوه زوجاتهم ترحيب شديد لتقول ندا و هي تربت على كتفه :
احلى أوضة لأحلى عم في الدنيا جهزتها انا و البنات لحضرتك بنفسنا
ابتسم لهم يوسف بشكر و عيناه على ابناءه الصامتين للآن حتى طوال الطريق لم ينطق اي منهم بأي كلمة
تبادل الأربع فتيات النظرات ثم وقفوا قائلين :
هنروح نجهز الغدا انا و البنات
ما ان غادروا كان الصمت يعم المكان كلاََ منهم يجد صعوبة في الحديث و الجو اصبح مشحوناََ بالتوتر لتتحدث حياة اخيراََ بعد
صمت طويل :
تحب تطلع ترتاح في اوضتك
انتظر ان يتحدث اي من ابناءه الأربعة لكن لم يحدث وقف بعدما اومأ لها بصمت كادت ان تمسك بيده تساعده على السير لكن سبقها ريان قائلاً بهدوءه المعتاد :
خليكي يا حياة انا هوصله
اومأت له و ابتعدت بهدوء ليصعد يوسف برفقته في صمت تام بينما حياة ما ان صعدوا نظرت لهم قائلة بابتسامة :
اللي عملتوه هو الصح ، و شكرا عشان محدش فيكم رفض طلبي
اوس بهدوء يعكس ما بداخله :
محدش رفض عشان ده اللي كان المفروض يحصل اولا و عشان خاطرك غالي عندنا اوي يا حياة
ابتسمت له ثم صعدت لأعلى لغرفتها و ما ان اغلقت الباب انهمرت دموعها بغزارة على وجنتها و لم تستطع كتمانها اكثر من ذلك
…….
بينما بغرفة يوسف
ساعده ريان على الاستلقاء على فراشه و فتح حقيبته الطبية و اخذ يفحصه بهدوء و ما ان انتهى
تنهد بعمق قائلاً بصعوبة :
الف سلامه عليك
يوسف بأعين دامعة :
الله يسلمك يا بني
صمت ريان للحظات قبل ان يقول بهدوء لا يمس بصلة ما يشعر به الآن من الداخل :
اللي حصل صعب اسامح فيه و صعب انسى بين يوم و ليلة و صعب اتعامل معاك كأن مفيش حاجة حصلت ، انا مش بكرهك
تنهد متابعاََ حديثه بصعوبة :
مش بكرهك و لا عمري قدرت اكرهك و لا حد فينا قدر يحس كده ناحيتك ، احنا كنا موجوعين منك كنا بنحبك اوي و على قد ما حبناك اتوجعنا منك
اخفض يوسف وجهه بحزن و دموعه تنهمر على وحنتيه بصمت و هو يستمع لحديث ابنه :
بعد ما ماما ماتت استنيناك كتير عشان تيجي و كنا هنسامحك بس لو جيت لكن انت مجيتش اتخذلنا منك كتير اوي و اتوجعنا منك
بتلك اللحظة دخل أوس و أدم و أمير الذي قال بحزن ظاهر بوضوح بصوته :
انت موجود هنا دلوقتي مش شفقة زي ما بتفكر انت هنا عشان احنا محتاجين ده قبلك ، انت هنا عشان محدش فينا كان مبسوط بحالتك و لا فرحانين باللي حصلك موجوعين منك ، بس محدش فينا بيكرهك و لا عايزين نخسرك
تابع أوس الحديث بصعوبة :
انت هنا عشان تكون فيه فرصة نقدر فيها نسامح و نعدي اللي حصل زمان ، مش هننساه و لا عمرنا هنقدر بس ع الأقل نقدر نتعايش بيه
بعد صمت لحظات تحدث ادم اخيراََ قائلاً بصعوبة :
ريان قال كل اللي احنا كنا عايزين نقوله و ياريت متتكلمش في الماضي تاني و احنا كمان هنعمل كده
يوسف ببكاء و ندم :
سامحوني
لم يتحدث الأربعة بعد طلب السماح منهم ليأتي بتلك اللحظة صوت فرح قائلة :
بتعملوا ايه عندكم يلا الغدا جاهز ، يلا يا عمي
نفى يوسف برأسه قائلاً بحزن :
مليش نفس يا بنتي بالهنا و الشفا انتوا
أوس بجدية :
لازم تاكل كويس عشان الدوا اللي بتاخدوا شديد
بينما ريان ابتسم بمجاملة قائلاً :
كمان عشان الاولاد عايزين يقعدوا على السفرة مع جدهم اول مرة
ابتسم يوسف مربتاََ على كتف ريان الذي يجلس بجانبه و نزلوا جميعاََ للأسفل مجتمعين على تلك الطاولة التي لأول مرة تجمعهم معاََ منذ سنوات طويلة !!!
……..
في المساء
كان إلياس يجلس خلف مكتبه و عقله شارد في صراع كبير منذ ان جاءت له تلك الفتاة حتى تتفق معه ذلك الاتفاق يحذرهم منها او يكمل في تلك الخطة لعله يسترجعها من جديد و يكسب قلبها الذي كسره بتسرعه و شكه بها
لكن جاءت اللحظة الحاسمة ليقرر فيها ماذا سيختار ان يكون ندلاََ معها للمرة الثانية و ان يختار سعادتها التي يراها بوضوح و هي برفقة بدر !!!
وصلته رسالة صوتية من رقم نسرين على احد مواقع التواصل الاجتماعي تقول فيها :
انا مع بدر دلوقتي في اوتيل ، انت دلوقتي روح لحياة عشان لما ابعت لها رسالة و صورة ليه معايا تكون جنبها و تجيبها و تيجي عندي
بعد لحظات كان يمسك مفاتيح سيارته و انطلق بسرعة شديدة لينفذ ما اختار ان يكون !!!
……..
بينما على الناحية الأخرى كانت نسرين تجلس برفقة بدر بالكافيه الخاص بالفندق و هو يجلس أمامها يحرك قدمه بنفاذ صبر و غضب قائلاً :
بقالنا نص ساعة و بسلامته ما وصلش
تصنعت البكاء قائلة :
انا اسفة يا بدر معطلاك معايا بس كنت محتاجة راجل يقف جنبي و انا معرفش غيرك يساعدني في الموضوع ده
بالطبع جاءت به إلى هنا بكذبة من تأليفها لقد أخبرته ان هاتفها تمت سرقته منها و السارق استطاع ان يصل لكل شيء على الهاتف من صور خاصة و غيره و يهددها بهم مقابل مبلغ و قدره من المال
مرت ربع ساعة أخرى لم يأتي لتعتذر منه قائلة بدموع و حزن :
انا اسفة يا بدر معطلاك معايا بس مليش غيرك
اشفق عليها قائلاً بهدوء :
خلاص يا نسرين مفيش حاجة انا معاكي و إن شاء الله المشكلة تتحل من غير اي مشاكل
مسكت يده قائلة بامتنان :
شكرا يا بدر ، بجد شكرا
سحب يده منها على الفور بضيق طلب قهوة له و كذلك هي مر وقت قصير و جاء النادل بهم ثم غادر لتمر لحظات و أرسلت لهاتفها رسالة من النادل تنص على كلمة واحدة فقط ” حصل ”
ابتسمت بمكر و هي ترى بدر يقرب فنجان القهوة من فمه ليرتشف منه لكن بلحظة وجدت يد تطيح الفنجان من يده بغضب انتفضت مكانها عندما وجدت إلياس الفاعل قائلة بغضب :
انت اتجننت !!!
إلياس بحدة و غضب :
هاتها و تعالى بره عشان اللي هيتقال مينفعش حد يسمعه خالص !!!
كان بدر مصدوم مما حدث و كانت نسرين ترتجف من الخوف ستخسر بدر نهائياََ اذا علم شيء عن مخططها مع إلياس
دفع بدر الحساب و جذبها من يدها لخارج المطعم قائلاً بحدة لإلياس :
ممكن اعرف ايه اللي انت عملته ده
إلياس بهدوء :
معرفش هي كدبت عليك و جبتك هنا بحجة ايه بس القهوة اللي كنت هتشربها فيها منوم و كانت هتاخدك و تطلع اوضة فوق عشان توهم حياة انك بتخونها و كانت عايزانى……قص عليه اتفاقها معه بالكامل و ما ان انتهى
قبض بدر بيده على ذراع نسرين قائلاً بغضب :
انا مشفوتش رخص كده ، قولتلهالك مية مرة مش عاوزك و لا طايقك ايه مش بتفهمي معندكيش كرامة و صلت بيكي انك تفكري في كده
نسرين ببكاء و غضب :
عملت كده عشان بحبك انا عرفتك قبلها فضلت اجري وراك كتير و هي جات في لحظة خدتك مني فيها ايه زيادة عني
صرخ عليها بغضب و احتقار :
انتي و هي متتقارنوش ببعض خالص ، انتي رخيصة لكن هي لأ هي غالية و هتفضل غالية و عمرها ما رخصت نفسها و نزلت لمستواكي اللي خلاك تفكري تجبري نفسك على واحد مش طايقك
دفعها باحتقار قائلاً بغضب و توعد :
امشي من خلقتي و اخر مرة اشوف وشك ليها حتى الشركة اعتبري نفسك مطرودة من النهاردة
تمسك بيده حتى ترجوه ان يتراجع عنا قال لكنه دفعها باحتقار و غادر و خلفه إلياس و الاثنان تركوها تجلس ارضاََ تبكي و تنتحب بقوة !!
.
.
بالخارج وقف إلياس بجانب بدر الذي يستند على سيارته يتنفس بقوة من الانفعال و الغضب خرت دقائق و هم على هذا الحال في صمت قطعه بدر قائلاً بصدمة :
اخر حد كنت اتوقع انه ممكن يساعدني
إلياس بسخرية :
مش عشان جمال عيونك يعني ، انا عملت كده عشان حياة
تنهد بحزن متابعاََ :
مش عايز اكون ندل معاها للمرة التانية ، خذلتها مرة و عارف انها اتوجعت مش عايز اعيشها نفس الوجع مرتين هي تستاهل تعيش مبسوطة و عارف انها بتحبك و انت كمان بتحبها
ابتلع غصة مريرة بحلقة قائلاً :
حافظ عليها ، انا عارف انك مش زيي و انك كنت ارجل مني معاها و عملت معاها اللي انا مقدرتش اعمله لاني بغبائي نهيت كل حاجة من البداية
كان بدر يستمع له بشفقة و حزن ليردد إلياس متابعاََ حديثه بحزن و ألم :
حياة تستاهل الأحسن مني و انا عارف انك احسن مني يا بدر انت بجد تستاهلها ، انتوا الاتنين تستاهلوا بعض
2
كاد ان يغادر ليوقفه بدر قائلاً :
إلياس ، شكراََ
ابتسم إلياس قائلاً بمرح باهت :
قولتلك مش عشان جمال عيونك ، فمفيش داعي للشكر
قالها و غادر و خلفه سيارة بدر منطلقاََ ليرى حبيبته التي اشتاق لها
……..
– سامحتيه
كانت تلك الكلمة الوحيدة التي خرجت من بدر بعدما قصت له ما حدث
صمتت للحظات قبل ان تقول بحزن :
ابقى كدابة لن قولت اه في لسه جوايا جزء مش مسامح و مش قادر يتقبل كده في جزء جوايا بيقولي ازاي تعملي كده و تسامحي الراجل اللي عمل كده فيكم و دمركم جزء جوايا بيقولي انتي بتخوني باللي بتعمليه مامتك اللي كانت ضحية للراجل ده زيك انتي و اخواتك بالظبط و هي اول ضحية
ربت على يدها قائلاً برفق :
الصوت اللي جواكي و بيقولك كده ده الشيطان بلاش تسمعي ليه ، الشيطان عمره ما هيكون مبسوط لما يشوفك بتعملي حاجة صح
– يعني اللي بعمله صح
اخفضت وجهها قائلة بحزن :
بلاقي صعوبة في التعامل معاه بحس اني بتعامل مع راجل غريب عني مش ابويا
اومأ لها قائلاً بتفهم :
طبيعي بقالك قد ايه بعيدة عنه سنين مش ايام ، انتي بس محتاجة شوية وقت
صمتت للحظات و بدأت تبكي بصمت جذبها لاحضانه و هو حزين عليها يتفهم ذلك الصراع الذي يدور بداخلها الآن
بعد دقائق من البكاء شاكسها قائلاً :
كده تبلي القميص بتاعي بدموعك
ابتعدت عنه ثم مسحت دموعها قائلاً :
فدايا
نفى برأسه قائلاً بمكر :
لأ مش فداكي و انا حالا عايز تعويض
زفر بضيق قائلة بعبوس :
هجيبلك غيره
نفى برأسه قائلاً بمكر :
تؤ غيره ايه بس ، انا عايز تعويض تاني خالص
نظرت له قائلة :
عايز ايه
ضم شفيته ثم اخد يحركها بمعنى يريد تقبيلها لتشهق هي بخجل قائلة بغيظ :
يا سافل يا قليل الأدب
نظر لها بغيظ قائلاً بتوعد :
بعد الشتيمة دي هيبقوا اتنين
وقفت و كذلك فعل هو ثم رفعت اصبعها بوجهه قائلة بحدة تخفي بها خجلها :
بعينك و لو قربت هصوت و الم عليك البيت كله
قبل اصبعها لتسحب يدها على الفور ثم بدأت بالتراجع للخلف عندما بدأ هو يتقدم منها قائلاً بمشاكسة و مكر :
معنديش مانع والله و ساعتها أصلح غلطتي و نعجل بالجواز بقى عشان انا على اخري والله
صرخت عليه بصدمة و حدة :
بدر انت طلعت قليل الادب اوي مكنتش متخيلاك كده خالص
ضحك بقوة قائلاً :
مين اللي ضحك عليكي و قالك كده مفيش راجل مش قليل الأدب يا روحي
1
اصطدام جسدها بالجدار خلفها كادت ان تركض من امامها لكنه حاصرها بيديه قائلاً بابتسامه و هو يلاعب حاجبيه :
على فين يا شابة ده احنا هنروقوكي
3
زمت شفتيها قائلة بغيظ :
ابعدي يا ريا
2
اقترب بوجهه منها قائلاً بمرح :
بذمتك ريا كانت قمر كده
ضمت يدها لصدرها قائلة بغيظ :
اوووف مش هرد عليك
غمزها قائلاً بوقاحة صدمتها و هو ينظر لشفتيها :
مش هتلحقي ، اصلهم هيكونوا مشغولين
2
ضربته بصدره قائلة بحدة و خجل :
انت قليل الادب ، انا رجعت في كلامي مش عايزة اتجوزك خلاص
اقترب منها قائلاً بصرامة لكن طريقته مضحكة :
رحلة هي عشان ترجعي في كلامك و بعدين الكلام ده عند ماما يا حبيبتي انا قتيل الجوازة دي
1
زمت شفتيها بغيظ قائلة :
بدر ابعد بقى
نفى برأسه قائلاً :
ابدا لازم اخد حقي ، هاخد البوستين يعني هخدهم كمان عشان العطلة دي بقوا أربعة
كان يقترب منها لكنها دفعته بصدره للخلف ليبتعد قليلاََ قائلة بخجل و حدة :
بدر
ابتسم و اقترب مرة اخرى قائلاً بخفوت بجانب اذنها بصوته الرجولي :
انا نفسي اقرب و ادوق الشهد ، بس مش هيحصل غير و انتي مراتي و على اسمي
اخفضت وجهها خجلاََ ليداعب انفها بأصبعه قائلاً بمشاكسة :
حبيبي المكسوف ، انا كنت بهزر
كان وجهه قريب من وجهه و بنفس اللحظة قاطعهم صوت شخص يتنحنح بحدة ابتعد عنها على الفور في الحقيقة هي من دفعته بقوة :
احم احم
لم يكن سوى يوسف ليلتفت بدر لها قائلاً بقلق واهي :
ايه لسه عينك بتوجعك
تلعثمت من الخجل و الحرج قائلة :
هاا..اا..لأ خلاص
ليلتفت بدر ليوسف قائلاً بابتسامة واسعة :
عمي حبيبي اوقاتك دي ما شاء الله عليها ، احم حياة عنيها بتوجعها فا…اا…
جز يوسف على اسنانه قائلاً بحدة :
كنت بتحطلها قطرة يا حبيب عمك مش كده
1
تمتم بدر بضيق :
ملحقتش للأسف
1
وكزته حياة في ذراعه قائلة ليوسف بحرج :
احم ايه اللي نزل حضرتك من السرير
يوسف بحدة و هو ينظر لبدر :
زهقت و زي ما يكون ربنا بعتني في الوقت المناسب
طب استأذن انا بقى الوقت اتأخر
يوسف بابتسامة صفراء :
انا بردو بقول كده
ليلتفت بدر لحياة قائلاً بمكر :
مش هتوصليني للباب اصلي نسيت الطريق
نظرت له بغيظ و كذلك يوسف فقادته للباب الذي يبعد عن الدرج بمسافة ليست قصيرة و بالمنتصف يوجد عمود كبير فتحت الباب له ليذهب و هي تنظر له بغيظ و فجأة قبلها من وجنتها قائلاً بمشاكسة :
تصبح على خير يا صغنن
……….
في صباح اليوم التالي
تعالى رنين جرس المنزل فتحت مهرة الباب لتتفاجأ بوجود سارة امامها لتردد بصدمة :
انتي !!!!
………
↚
في صباح اليوم التالي
تعالى رنين جرس المنزل فتحت مهرة الباب لتتفاجأ بوجود سارة امامها لتردد بصدمة :
انتي !!!!
جاء صوت زينة من خلفها قائلاً بتساؤل :
مين يا مهر…….
لكنها توقفت عن الحديث عندما وقعت عيناها على زينة لتسألها بغضب :
جاية هنا ليه و جاية بمصيبة ايه تاني
سارة بتوتر و حرج :
انا كنت جاية اشوف بابا يوسف و اطمن عليه لما عرفت انه تعبان ، روحت القصر قالولي اا…انه هنا
جاءت حياة من الخلف بتلك اللحظة قائلة بهدوء :
خليها تدخل
مهرة بغضب و استنكار :
حياة انتي بتقولي ايه !!!
سارة بحرج :
انا هطمن عليه و امشي علطول
على مضض ابتعدت مهرة عن الباب لتدخل سارة بحرج فقادتها حياة لأعلى حيث غرفة يوسف
دخلت حياة اولاََ قائلة بابتسامه :
صباح الخير
اعتدل يوسف قائلاً بابتسامه واسعة :
صباح الفل تعالي يا حبيبتي
ابتسمت قائلة :
في ضيفة عايزة تشوفك
– مين
دخلت سارة بتلك اللحظة قائلة بابتسامة :
انا يا بابا يوسف
يوسف بصدمة :
سارة !!!
اقتربت منه قائلة بحزن و هي ترى التعب الظاهر على وجهه :
روحت القصر عشان اشوفك عرفت انك تعبان و انك موجود هنا جيت عشان اطمن عليك
استأذنت حياة و غادرت لتربت سارة على قدم يوسف قائلة بحزن :
الف سلامه عليك يا بابا
ابتسم يوسف قائلاً بهدوء :
الله يسلمك
ثم تابع بتساؤل :
عاملة ايه في شغلك
ابتسمت نصف ابتسامة قائلة :
الحمد لله مرتاحة فيه
سألها بتعجب :
اومال مالك ، بتقوليها من غير نفس ليه حد بيضايقك هنا
نفت برأسها قائلة بصدق و كذب في نفس الوقت فهي حزينة لأجلها لكن حزنها عندما جاءت سيرة العمل ليست لهذا السبب :
لأ ابداََ انا بس متضايقة عشانك
ثم تابعت بابتسامة :
انبسطت عشانك اخيراََ سامحوك
يوسف بحزن :
مين قالك سامحوني ، هما بيتعاملوا معايا كويس اه بس من جواهم مش مسامحني ، بس ارجع و اقول كتر خيرهم بردو انهم قادرين يبصوا في وشي بعد اللي حصل لهم بسببي و احمد ربنا انا كنت فين معاهم و بقيت فين
ربتت سارة على يده بحزن و استمر الحديث بينهم لوقت قصير استأذنت منه لتغادر و ما ان نزلت أسفل وجدت حياة تجلس على الاريكة اقتربت منها قائلة بحرج :
اا…اا ينفع اتكلم معاكي شوية
تركت حياة الهاتف من يدها قائلة بهدوء :
خير
جلست سارة امامها قائلة بحزن :
انا عارفه اني اذيتك و اذيت اخواتك كتير و عملت حاجات صعب تسامحه فيها بس انا والله اتغيرت الحادثة اللي حصلتلي زمان غيرت فيا اوي و اتعلمت منها كتير و عرفت اني كنت غلطانة في حاجات كتير اوي ، انا اذيتك اكتر وا…….
قاطعتها حياة قائلة بهدوء :
يمكن تكوني فاكرة انك اذتيني ، بس الحقيقة انك استفدت اكتر ما اتضريت من اللي عملتيه
قطيت سارة جبينها بعدم فهم لتتابع حياة قائلة :
اللي عملتيه خلاني عرفت كل واحد على حقيقته ، عرفت انا عايزة ايه و مين يستاهل احبه و مين لأ
سارة بلهفة :
يعني مسمحاني
تنهد حياة قائلة بعد صمت دام للحظات :
انا عارفه انك اتغيرتي و عارفه ان اللي قدامي تختلف بكتير اوي عن سارة القديمة…..بس صعب اسامحك و انسى اللي عملتيه انتي و اهلك زمان
تنهدت حياة بعمق قائلة بنصف ابتسامة :
سيبيها للايام محدش عارف بكره فيه ايه ، يمكن اقدر اسامح
اومأت لها سارة بحزن ثم استأذنت منها و غادرت و ما ان خرجت من الباب صرخت مهرة على حياة قائلة بغضب :
ازاي تدخليها يا حياة نسيتي عملت ايه فينا
حياة بهدوء :
وطي صوتك و انتي بتتكلمي معايا يا مهرة ، انا منستش اللي عملته بس كمان مقدرش انسى انها اتغيرت كتير اوي عن زمان و بقت احسن ، دي ضيفة و جاية تزور مريض مقدرش امنعها
كورت مهرة يدها بغضب ثم صعدت لأعلى و هي غاضبة من حياة و من سارة التي لاتستطيع ان تنسى بيوم من الايام الفعل المشين التي فعلته بزوجها و هي !!!!
…….
في المساء بفيلا الادم
يجلس بدر برفقة الأربعة و معهم يوسف
ليتحدث بدر بلهفة :
ايه الشروط اللي هتقولوها مع اني مش مطمن ليها
ادم بجدية :
اول حاجة حياة مش هتعيش بره هتعيش هنا في مصر جنبنا و في مكان قريب من هنا
بدر بصدمة :
بس انا شغلي كله بره و حياتي كلها هناك
أوس بجدية :
انتي شغلك كله هناك و اديك قولت شغل يعني تقدر تشتغله من هنا بس احنا عندنا اخت واحدة مش هتتعوض و مش عايزينها تبعد عننا احنا ما صدقنا انها رجعت تقوم تاخدها انت تعيش معاك هناك و بعيد عننا
ريان بجدية :
مفيش سبب عشان تعيش هناك عيلتنا كلها هنا كفاية غربة بقى و خليك وسط اهلك يا بدر
تنهد بدر بحيرة ليتدخل يوسف قائلاً :
اللي بيقولوه عين العقل يا بني خليك وسط عيلتك هي كمان اكيد مش هتكون حابة تبعد عن اخواتها
بدر بهدوء :
طب فيه شروط تانية
أمير بنفي :
اختنا مش هتبعد عننا يا بدر و عايزينها تسكن جنبنا ده بس اللي عايزينه
اومأ برأسه قائلاً :
عايزة اتكلم مع حياة شوية ممكن
تبادل الجميع النظرات ثم وقفوا مغادرين لتمر لحظات و جاءت حياة و جلست امامه بصمت ليسألها بهدوء :
عندك فكرة عن اللي قالوه اخواتك من شوية
اجابته بحرج :
كنت واقفة ورا الباب و سمعتهم
سألها بهدوء :
طب ايه رأيك
فركت يدها بتوتر ليضحك بخفوت قائلاً :
متوترة كده ليه يا حياة
تنهد قائلة :
مش عايزاك تتضايق من رأيي ، انا معنديش مانع اكون معاك في اي مكان بس فكر فيها ليه الغربة عيلتنا كلها هنا ليه نبعد ما نكون مع بعض احسن
صمت للحظات ثم سألها بابتسامة :
انتي شايفة كده
سألتها هي الأخرى دون ان تجيب :
انت هتكون مبسوط
ابتسم قائلاً بصدق :
هتصدقي لو قولتلك مش فارقة معايا كل اللي يهمني اكون معاكي و جنبك
ابتسمت بخجل ليقترب جالساََ بجانبها قائلاً بمشاكسة :
اموت فيك يا مكسوف انت
ضحكت بخفوت و خجل قائلة :
اتلم
انحنى برأسه يود تقبيل وجنتها لكنه انتفض مكانه عندما جاء يوسف من خلفه قائلاً بحدة :
بتعمل ايه
بدر بابتسامه واسعة :
مش عارف يا عمي بنتك عنيها مالها ، عنيها لسه بتوجعها فبطمن عليها
كتمت حياة ضحكتها بصعوبة عندما قال يوسف بسخرية :
يا حنين
بدر بغرور واهي و ابتسامة واسعة :
طول عمري يا عمي والله
………
ما ان اخبر عائلته بطلب ادم و اخوانه كان رد
عاصم جده :
عنده حق يا بني ده اخته و مش عايزها تبعد عنه و اللي قالوه صح كفاية غربة انا عايز اعيش اللي باقي من عمري وسط اهلي و ناسي انت و ابوك سافروا خلصوا كل حاجة و انا و جين هنستنى هنا
ليقرر السفر بعد يومان و ها هي حياة تودعه بالمطار قبل ان يسافر برفقة والديه ثم يعود بعد ان ينتهي من أمور العمل حتى يأتي قبل موعد الزفاف الذي تحدد بعد شهران
حياة بأعين تلمع بالدموع و حزن :
هتوحشني اوي يا بدر
ابتسم بحزن مقبلاََ جبينها :
انتي كمان هتوحشيني يا روح بدر ، غضب عني اسيبك هخلص اللي ورايا بسرعة و هرجعلك علطول
اومأت له بصمت و حزن ليشاكسها حتى تضحك :
اضحك بقى يا صغنن ، خلينا اشوف الضحكة القمر ما اسافر
ضحك بخفوت ليترك يدها مجبراََ حتى يغادر و كذلك فعلت هي و ما ان اختفى من امام عيناها نزلت دموعها بصمت و اشتياق له من الآن لقد تعودت على وجوده بيومها الذي أصبح لا يمر بدون رؤيته كيف ستتحمل غيابه كل تلك المدة !!!
…….
كانت حياة تجلس على الاريكة بالأسفل صامتة حزينة تشعر بفراغ كبير برحيله افيقت من شرودها به على حركة بجانبها لتجد اخوانها الأربعة امير و ريان على يمينها و ادم و اوس على يسارها و الأربعة يناظروها بعتا لتسألهم :
مالكم !!
أوس بعتاب :
مش ملاحظة انك مطنشانه احنا الأربعة خالص من ساعة ما جيتي من السفر
سألته حياة :
ليه بتقول كده
امير بعتاب هو الأخر :
اسألي نفسك اخر مرة قعدتي معانا كان امتى علطول مع بدر و مبقتيش تتكلمي معانا بتتكلمي مع بدر بس ، ايه لقيتي بديل لينا خلاص
عاتبته هي الأخرى على اخر كلمة قالها قائلة :
مفيش و لا هيكون فيه بديل ابداََ ليكم
تنهدت ثم تابعت بحب :
انتوا مش بس اخواتي زمان اتحرمت من اب و ربنا عوضني بأربعة عشان يبقوا سند ليا و انتوا كنتوا فعلاََ كده سند و ضهر ، محدش ممكن ياخد مكانكم في قلبي
ثم تابعت بخجل و حرج :
انا اه بحب بدر بس بحبكم انتوا كمان و انتوا اكتر شوية احنا عيشنا عمر مع بعض ، عمر ما هيكون فيه بديل ليكم
ابتسم الأربعة من كلماتها التي اذابت حزنهم على الفور ليتعالى فجأة صوت امير العذب :
البيت و ناسه و الخمسة ستة اللي احنا منهم دول اللي لو نحتاج لهم يدونا عينهم ، احنا اللي غمسنا في طبق واحد زمان ستر و غطا على بعض حاسين بالأمان ، اه يا بني العتاب ده باب المحبة
احتضن الاربعة بعضهم بحب غافلين عن يوسف الذي يقف اعلى الدرج ينظر لابنائه بفخر و تمنى ان يكون جزء من تلك اللحظة الصافية التي يعيشوها لكنه يعلم ان وجوده سيعكرها !!!
………
مرت تلك الفترة اخيراََ و عاد بدر و افتتح شركة كبيرة بالقاهرة و اشترى فيلا كبيرة بالقرب من اخوانها و قصر الجارحي
………
ها هو اليوم المنتظر قد جاء بعد عناء ، يقسم انه ليس هناك سعادة تضاهي السعادة التي يشعر بها الآن بعد سنوات من الانتظار و المحاولة ليكسب قلبها استطاع اخيراََ ان يظفر به
للمرة التي لا يعرف عددها سرقت قلبه بجمالها الساحر كانت تشبه الأميرات بفستان الزفاف الذي صمم خصيصاََ لها بأمر منه
كان يضع يده بيد ادم الذي اختارته حياة ليكون وكيلها يردد خلف المأذون بلهفة :
وانا قبلت زواج موكلتك الانسة حياة يوسف العمري البكر الرشيد على كتاب الله و سنة رسوله و على مذهب الإمام ابي حنيفة النعمان و على الصداق المسمى بيننا
جذب المأذون المنديل من على يدهم قائلاً بابتسامة :
بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير ، زواج مبارك بأذن الله
ابتسم بدر بتوسع و هو يغمزها بطرف عيناه سعادتها لم تقل عن سعادته على الفور ذهب لها مقبلاََ جبينها قائلاً بسعادة :
مبروك عليا انتي يا حياتي
ابتسمت بخجل عندما تعالى تصفيق الحاضرين ليمر وقت قصير و ها هي تقف بين يديه تتمايل معه على أنغام الموسيقى ليهمس هو بأذنها بمكر :
الفرح ده لازمك في حاجة
سألته بعدم فهم :
ليه
غمزها بوقاحة قائلاً :
ابداََ بقول مش كتبنا الكتاب خلينا نطلع الجناح بتاعنا بقى
وكزته بكتفه قائلة بشراسة :
لو مبطلتش قلة ادب يا بدر انت حر
غمزها مرة أخرى قائلاً بمشاكسة :
اموت فيك يا شرس انت
ضحكت بخفوت ليقبل وجنتها بحب قائلاً بمرح :
شوفي اخواتك كل واحد فيهم هاين عليه يجي يقتلني مكاني هيطقوا من الغيرة
ثم تابع بحب :
بس عارفة هما عندهم حق هو اللي يبقى عنده جوهرة زيك عمره يفرط فيها ده يبقى اهبل او مجنون
ضحكت حياة ثم اشارت لأدهم الذي جاء بميكرفون لها قطب بدر جبينه بعدم فهم و قبل ان يتسأل
تعالى صوتها العذب بالمكان تغني مقطوعة من اغنية وردة و هي تنظر لداخل عيناه تهديه تلك الكلمات التي لا يمكن ان تصف مقدار الحب الذي تشعر به نحوه :
قد اللي فات من عمري بحبك
قد اللي جاي من عمري بحبك
شوف قد ايه بحبك
ابتسم بدر بسعادة حتى ظهرت أسنانه البيضاء ثم بلحظة انحنى يحملها بين يديه و اخذ يدور بها صارخاََ بعلو صوته :
بحباااااك
ضحكت بسعادة و تعالى التصفيق بالمكان كان يوسف يجلس على مقعده يراقب بأعين تلمع بالدموع سعادة ابنته ثم نظر لابنائه واحداََ يلو الأخر برفقة زوجاتهم و ابنائهم بفخر و ندم لأنه اضاع سنوات من عمره بعيداََ عنهم ليت الزمان يعود
وقعت عيناه على قاسم فوقف مقترباََ منه قائلاً بحرج و خزى :
قاسم
نظر له قاسم و لم يجيب لم يقدر يوسف على النظر له فقط بقى يخفض وجهه ارضاََ قائلاً بندم :
سامحني يا صاحبي
قاسم بانفعال :
متجبش سيرة الصحوبية في كلامك ، انت خسرت قاسم صاحبك من سنين قبل ما تخسر اخو مراتك
ثم تابع بغضب :
انا سلمتك اختي و امنتك عليها و مصونتش الأمانة ، انا مش زي ولادك اللي لازم في يوم كانوا هيحنوا ليك عشان انت ابوهم في الأول و الأخر
دفع يوسف بكتفه ببعض القوة قائلاً بحدة :
انا ابقى اخو ليلى اللي ماتت بسببك و هي لسه في عز شبابها انا اخو اللي دمرت حياة ولاد اخته
تنهد متابعاََ حديثه بكره قبل ان يغادر :
اللي من جوايا ناحيتك يا يوسف كبير اوي اكبر من كره و البركة فيك ، لا يمكن في يوم من الايام افكر حتى اني اسامحك
ما ان غادر منع يوسف نفسه بصعوبة من البكاء لقد كان الخاسر الوحيد و الظالم الوحيد ، كم اراد ان يكون وكيل ابنته و يسلمها للرجل الذي اختارته لتكمل حياتها برفقته ، صحيح هو لم يطلب لكنها قالت رغبتها بأن يكون شقيقها الأكبر وكيلها كم تألم بتلك اللحظة و شعر بالقهر لكنه لا يلومها !!!
.
.
↚
انتهى الزفاف الذي استمر لوقت طويل ليغادر الجميع واحداََ يلو الأخر بعد ان غادر العروسين
دخل بدر الجناح الخاص بهم في الفندق و هو يحملها بين يديه ثم اغلق الباب بقدمه قائلاً بمشاكسة و هو يرى تورد وجنتها من الخجل :
مكسوفة من ايه يا شابة ده احنا هنروقوكي
ضحكت بخفوت و خجل وضعها على الفراش ثم جلس بجانبها و هو يحاوط وجهها بيديه
قائلاً بحب و سعادة :
محدش مبسوط في الدنيا دي قدي انهاردة بالذات يا حياة مش مصدق انك بقيتي ليا على اسمي و قدرت اكسب حبك و قلبك
ابتسمت بسعادة قائلة و هو تضع يدها على يده التي على وجنتها :
انا كمان مبسوطة اوي يا بدر ، انت مكسبتش حبي زي ما بتقول انا اللي كسبت راجل زيك مفيش منه مش ببالغ والله في اللي بقوله بس انت بقيت ليا روح و نفس مقدرش اعيش من غيرك ، انا بحبك
اقترب منها مداعباََ انفها بأنفه قائلاً بعشق :
انا بقى مش بحبك ، انا بموت فيكي يا قلب بدر
ابتسمت بسعادة تبادل الاثنان النظرات بحب ليبدأ هو في الاقتراب منها ببطئ يريد الحصول على تلك القبلة التي حلم بها و ها هو قبل ان يلمسهما انتفضت هي واقفة قائلة بخجل و توتر :
اا…اانا….هغير هدومي و اتوضى عشان نصلي
اومأ لها متفهماََ خجلها الشديد لتردف هي بخجل :
طب اطلع بره عايزة اغير هدومي
غمزها قائلاً بمشاكسة :
طب ما تغيري هنا عادي ده انا زي جوزك ، بصي اعتبريني هوا شفاف و خدي راحتك
جزت على أسنانه قائلة بغيظ و هي تدفعه بيده لخارج الغرفة ثم نظرت له بضيق قائلة بغيظ قبل ان تغلق الباب بوجهه :
قليل الأدب
ضحك قائلاً بمرح و صوت عالى حتى تسمعه :
وافتخر
ضحكت حياة بخفوت و هي بالداخل ثم نزعت ثوبها بصعوبة و دخلت للمرحاض تجهزت و بخجل شديد التقطت بيدها ذلك القميص الذي لم تجد غيره بخزانتها كان قصير جداََ و شفاف لا يستر شيء
جزت على اسنانها بغيظ فالطبع تعلم من الفاعل زينة الوحيدة التي دخلت للجناح قبل بدأ الزفاف بوقت قصير بحجة انها نسيت هاتفها هناك لكنها ابدلت البيجامة الحريرة التي كانت قررت حياة لترتديها بذلك القميص
حقيبتها بالخارج و لا يوجد امامها خيار سوى ان ترتديه و بالطبع فعلت و ارتدت فوقه اسدال الصلاة
ثم فتحت الباب له لتجده يجلس على الاريكة المقابلة لباب الغرفة بعد ان قام بفرش سجادتين للصلاة و هو ينتظرها
جذبها لتقف خلفه و بدأ بالصلاة و هي كذلك مردداََ آيات القرآن الكريم التي تحث على المودة بين الزوجين و ما انتهوا من الصلاة وضع يده على رأسه قارئاََ الدعاء ثم قبل جبينها بحب ثم انحنى ليقبل وجنتها فاتتفضت واقفة قائلة بخجل :
انا جعانة
مر وقت ليس بقصير ابداََ يضع يده على وجنته يراقبها بغيظ و نفاذ صبر قائلاً بسخرية :
ها يا حبيبتي نفسك في حاجة تانية تعمليها صلاة و صلينا و اكل و اكلنا تحلية و حليتي و عصير و شربتي في حاجة تاني
وضعت الكوب الفارغ من يدها على الطاولة بتوتر قائلة و هي تنتفض واقفة :
المسلسل هيبدأ دلوقتي عايزة اتفرج عليه
2
وقف قائلاً بابتسامة ليست بمحلها :
يا روحي عايزة تشوفي المسلسل
اومأت له بتوتر ليبتسم هو مقترباََ منها ثم باغتها و انحنى و حملها على كتفه كشوال البطاطا لتصرخ عليه بخجل و غيظ :
بدر انت بتعمل ايه ، نزلني !!!
وضعها على الفراش و هو فوقها قائلاً بابتسامة ماكرة و وقاحة :
مش كنتي عايزة تشوفي المسلسل ، هخليكي تشوفي مسلسل احسن منه بكتير و متلخص كمان
فهمت مغزى حديثه الوقح فلكزته بكتفه بغيظ ليضحك قائلاً بمرح و مكر :
الحق عليا عايز افيدك
رمقته بغيظ قائلة :
متشكرة مستغ………
لم تكمل حديثها عندما شعرت بأصابع يده على شفتيها يتحسسها برفق ليرتعش جسدها ثم بلحظة كانت شفيتها اسيرة شفيته في قبله شغوفة قادتهم لليلة وصفها هو بداخله _خيال _ كان في قمة سعادته و هو يوشم جسدها باسمه و يجعلها امرأته الأولى و الأخيرة لتصبح زوجته شرعاََ و قانوناََ
.
.
مر وقت طويل و هو للآن لا يكتفي منها لقد اصبح حلمه حقيقة ها هي بين ذراعيه يعلمها فنون عشقه
بينما هي برغم رهبتها من هذه الليلة إلا انه قد محى شعور الخوف من داخلها بكلماته المطمئنة و رقته معها بالرغم من لهفته و رغبته الشديدة الواضحة
ضمت قدمها لصدرها و هي تعطيه ظهرها تضم الغطاء حول جسدها بخجل شديد و صمت يعم المكان إلا من صوت انفاسهم اللاهثة
ابتسم بتوسع يضمها من الخلف قائلاً بسعادة :
مبروك يا حياتي
من الخجل لم تستطيع ان تجيبه او تلتفت له من الأساس ليقبل كتفها قائلاً بمشاكسة :
مكسوف يا صغنن
دفنت وجهنا بالوسادة قائلة بخجل شديد :
بس بقى
ضحك بقوة و هو يجذبها من خصرها ليلتصق ظهرها بصدره اكثر قائلاً بعشق :
مبروك عليا انتي يا حياة
ابتسمت بسعادة و تخلت عن خجلها قليلاََ قائلة بخفوت و حب :
بحبك يا بدر
ابتسم بسعادة ثم اعتدل مرتدياََ بنطاله و جذب قميصه و طلب من ارتدائه و فعلت على مضض ثم اخذها للشرفة بعدما عبث بهاتفه للحظات و هو يضع يده على عيناها حتى لا ترى
حياة بفضول :
في ايه يا بدر
ابتسم قائلاً :
ششش….هشيل ايدي و اول ما اقولك فتحي تفتحي
اومأت له بخفوت لتمر لحظات تمسك بسور الشرفة ليصبح جسدها محاضراََ بين السور و جسدها هامساََ بأذنها بحب :
فتحي
لحظة و كانت يصدح بالمكان صوت ألعاب نارية مكونة جملة بالسماء ” بعشقك يا حياة بدر ” تزامناََ مع همسه بأذنها بنفس الجملة ادمعت عيناها من السعادة ثم التفتت له تحتضنه بقوة قائلة بحب صادق و سعادة :
انا بحبك اوي يا بدر
شدد من عناقها بحب سرعان ما التفتت تنظر للسماء مرة أخرى عندما تعالى صوت الألعاب النارية مرة أخرى لكن تلك المرة مكونة جملة ” بعشقك يا صغنن ” كالمرة السابقة ردد تلك الجملة بهمس بجانب اذنها لكن تلك المرة تختلف كانت يقولها بمشاكسة و مكر ثم باللحظة التالية حملها
بين يديه للداخل مغلقاََ الباب بقدمه !!!
………..
في صباح اليوم التالي بشركة العمري
كان يجلس على الاريكة بمكتبه يضع رأسه بين يديه حزين شارداََ بها نيران تشتعل بصدره كلما يفكر انها الآن بين احضان رجل اخر و هو خسرها للأبد كان شارد و لم يفيق من شروده سوى على صوت الباب يفتح و يغلق بقوة من الداخل بالمفتاح
وقف قائلاً بصدمة عندما وقعت عيناه على نسرين :
بتعملي ايه هنا !!!
اقتربت منه قائلة بأعين منتفخة حمراء من كثرة البكاء و هيئتها مزرية :
خسرته و انت السبب ، انت السبب
سألها بضيق و هو يشتم رائحة الكحول تفوح منها :
انتي سكرانة
اقتربت منه بخطوات غير متزنة قائلة بدموع :
انا غلط اني جتلك و طلبت منك تكون معايا ، بعد عني و كرهني بسببك ، انا بحبه عملت كده ليه حرام عليك
شعر بالشفقة نحوها ليقترب منها قائلاً برفق :
بدر مش بيحبك افهمي بقى و اللي انتي حساه ده
مش حب ، اللي يحب عمره ما يعمل كده ، لو فاكرة انك هتكوني سعيدة لما تجبريه عليكي تبقي غلطانة
صرخت عليه قائلة بدموع و حدة :
انت ادرى مني يعني ، بقولك بحبه ، انا بحب بدر
زفر بضيق قائلاً :
اتنيلت عرفت انك بتحبيه خلصنا ، هتعرفي تروحي بمنظرك ده و لا اروحك
رمقته بغضب و غل قائلة :
مش محتاجة مساعدة منك
زفر بضيق قائلاً بنفاذ صبر :
اللهم طولك يا روح
كان الغل و الغضب و الغيظ الذي تشعر به ناحيته كبير جدا اقتربت منه ثم بلحظة دعست بكعب حذائها فوق قدمه بكل قوتها ليصرخ متألماََ و هو يدفعها للخلف بعيداََ عنه قائلاً بغضب :
غوري من وشي
القت حقيبتها ارضاََ قائلة بغضب و توعد :
هغور بس مش قبل ما احرق دمك
رفع حاجبه قائلاً بغضب :
نعم !!!
باللحظة التالية ازاحت بيدها ما على المكتب بأكمله ثم دفعت المقعد بيدها بقوة و اخذت تكسر كل ما تطوله يدها ليردد هو بصدمة و هو يركض خلفها يحاول ايقافها :
يا بنت المجنونة بتعملي ايه !!!
تجمع كل من بالشركة على صوت التحطيم و الصراخ الذي يحدث بداخل المكتب بينما نسرين كانت تركض بالغرفة تحاول الهرب من إلياس وقفت على الاريكة فأمسك بيدها قائلاً بغضب :
ده انتي ليلة أهلك سودة
قبل ان يجذبها للأسفل قفزت فوقه تحاوط بيد عنقه من الخلف ثم بلحظة غرزت اسنانها بكتفه ليصرخ متألماََ لم يكن يتوقع ان تفعل ذلك !!!
ثم جذبت شعره بقوة و هو لا يستطيع ايقافها كانت تتمسك به بقوة بيصرخ قائلاً بغضب :
اتهدى بقى الله يهدك
لكنها ابداََ لم تتوقف بل ظلت تضربه بقبضة يدها بكتفه و تغرز اسنانها بكتفه لم يجد حل سوى ان يلف ذراعه للوراء و فعله بصعوبة متمسكاََ بخضلات شعرها بقوة بتصرخ متألمة و تسقط ارضاََ
توقع ان تهدأ لكن حدث العكس وقفت على الفور تحاول الوصول له مرة اخرى لكنها قيد يدها بقوة قائلة بغضب شديد :
اهمدي بقى
كانت تتحرك بشراسة تحاول تحرير يدها منه حتى اصطدمت قدمها ببطرف السجادة لتقع على الاريكة و هو معها كان صدرها يعلو و يهبط بانفعال لتصرخ عليها غاضبة :
اما عملتلك فضيحة ما ابقاش نسرين
ثم بعلو صوتها صرخت و هي تحاول تحرير يدها من بين يديه فكر ان…..في الحقيقة هو لم يفكر بل فعلها على الفور اطبق بشفتيه على خاصتها بقوة حتى تكف عن الصراخ توسعت عيناها بصدمة مر وقت قصير و ابتعد عنها ليجدها ساكنة عيناها متوسعة بصدمة سرعان ما افيقت من صدمتها و كانت يدها تهوى على صدغه بصفعة تردد صداها بالمكان قائلة بغضب و هي تمسح شفتيها بظهر يدها :
ايه اللي عملته ده يا حيوان
اعتدل واقفاََ و هو يجذبها من يدها قائلاً بغضب :
زودتيها اوي و بعدين متضايقة ليه ال يعني البت محترمة اوي و اول مرة
صرخت عليه بغضب و غل :
اخرس يا قليل الادب انا اشرف منك…..
قاطعها قائلاً بسخرية لاذعة :
اه فعلا شريفة بأمارة بدر و اللي كنت هتعمليه معاه
صرخت عليه بغضب و هي تضربه بقبضة يدها بصدره :
أخرس بقولك أخرس انا لا عمر حد لمسني و لما كنت هعمل كده مع بدر مكنتش هسمح ليه بردو يلمسني كن هوهمه بس لكن عمري ما كنت هسمح ليه
ضحك باستهزاء قائلاً :
الشرف و الاحترام ما بيتجزئش يا تبقى محترمة يا شريفة او العكس و انا بقى شايف العكس
لمعت عيناها بالدموع و بقت تناظره بغل و غضب
ثم غادرت و هي تصفع الباب خلفها بقوة لتتفاجأ بكم كبير من الناس امام مكتبه !!!!!
……..
امام منزل عمر كانت سارة تقف من بعيد تراقبه مثلما تفعل من مرة لأخرى كل مرة تود ان تذهب له تطلب غفرانه لكنها لا تقدر ، وقعت عيناها على زوجته و ابنته التي ما ان غفلت والدتها عنها للحظات حتى تفتح باب السيارة حتى مشت لمنتصف الطريق و تأتي سيارة مسرعة من بعيد بدون تردد ركضت نحوها تحملها بين يديها قبل ان تصدمها السيارة لكن قدمها تعركلت بأحد الأحجار الموجودة على جانب الطريق لتقع ارضاََ و الطفلة باحضانها و تصتدم رأسها بأحد الأحجار الضخمة و اخر ما استمعت له قبل ان تغيب عن الوعي صراخ زوجته و هو باسم ابنتهم !!!
…….
بعد وقت طويل
كانت تنام على الفراش بالمستشفى و جبينها يلتف حوله الشاش غائبة عن الوعي و بجانبها يجلس عمر يمسك يدها بين يديه يراقبها بخوف و هو يراها تفتح عيناها ببطئ ليسألها بلهفة :
انتي كويسة
فتحت عيناها و اغلقتها عدة مرات كانت الرؤية مشوشة لديها لتأن بألم قائلة :
انا فين
جاءها صوت انثوي رقيق :
انتي في المستشفى
فتحت عيناها اخيراََ لتقع عيناها على عمر الذي يجلس بجانبها يمسك يدها بقلق مرتسم على وجهه بينما على الجانب الأخر تقف زوجته التي رأت صورتها على احد مواقع التواصل الاجتماعي انتفضت جالسة سرعان ما صرخت بألم رأسها الملتف حوله الشاش لتوقفها مرة أخرى قائلة :
ارتاحي متتعبيش نفسك جرح بسيط في راسك و الدكتور طمنا عليكي
عمر بجدية و قلق فشل في اخفائه :
شكرا عشان لحقتي جومانا كان زمان العربية…..
قاطعته قائلة بحرج و ألم شديد برأسها :
ده واجبي
ثم التفتت تنظر حولها لتسألها الفتاة :
بتدوري على حاجة
سألتها بحرج :
الموبايل بتاعي و شنطتي
جاءت بهم الفتاة من على الاريكة قائلة بابتسامة :
اتفضلي
استأذنت منهم الفتاة و خرجت لتعتدل سارة واقفة بتعب واضح ليوقفها هو قائلاً بقلق :
خليكي مرتاحة انا هوصلك بس لما الدكتور يطمنا عليكي شوية كده
اجابته بهدوء بعد أن ابتلعت غصة مريرة بحلقها :
شكراََ انا همشي لوحدي ، مش مضطر تستحمل حد مش بتطيقه تقدر تمشي و تروح لمراتك و بنتك
قطب جبينه قائلاً بتعجب :
مراتي !!!!
اومأت له قائلة بتساؤل :
اه مستغرب ليه و انت بتقولها
سألها بهدوء :
عرفتي منين انها مراتي !!!
اجابته بحرج و حزن حاولت اخفائه :
من صوركم على النت يوم الفرح
اومأ لها قائلاً بهدوء :
بس دي مش مراتي !!!
توسعت عيناها بصدمة و قبل ان تتساءل اندفعت تلك الصغيرة التي لا تصل لركبتها ان وقفت بجانبها قائلة يصوت طفولي لذيذ :
بابي
بينما دخلت خلفها زوجته كمل تعتقد ليقول عمر لابنته بحنان :
قولي شكرا لطنط يا جومانا
ابتسمت الصغيرة قائلة بابتسامة بريئة و عدم فهم فسنها صغير لقد اتمت العامين منذ فترة قصيرة :
ثكرا
ابتسمت فها سارة بحنو لا تعرف كيف لكن تلك الطفلة دخلت لقلبها منذ ان وقعت عيناها عليها اول مرة برفقته هو و زوجته
ليبتسم عمر قائلاً بهدوء :
دي جومانا بنتي و حضرتها تبقى نهى بنت خالي و اخت مراتي التؤام الله يرحمها !!!!!
توسعت أعين سارة بصدمة لتقول نهى بابتسامة :
اتشرفت بيكي
ثم تابعت بتساؤل :
بس سؤال انتوا تعرفوا بعض قبل كده
اومأت لها سارة قائلة بحرج و لازالت مصدومة مما قاله للتو :
اه من سنين طويله الدكتور عمر كان بيدرسلي لما كنت في كلية طب بس حولت و درست في كلية تانية
ابتسمت لها نهى بهدوء قائلة :
تحبي نكلم حد من اهلك عشان يطمنوا عليكي
ابتلعت سارة غصة مريرة بحلقها قائلة بنفي :
لأ انا همشي ، عن اذنكم
عمر بجدية :
قولتلك استني هوصلك
اجابته بتصميم :
قولت شكراََ يا دكتور عمر انا كويسة و اقدر اروح لوحدي تقدر تمشي ، عن اذنكم
قالتها ثم غادرت ليلتفت عمر قائلاً لنهى :
خدي جومانا معاكي ع البيت و انا هعدي عليكي بالليل اخدها
قالها ثم غادر خلف سارة التي تمشي بتعب و هي تستند على الحائط تشعر بألم رهيب برأسها و كامل جسدها كأن شاحنة دهستها اقترب منها ثم جعلها تستند على يده قائلاً بصرامة :
نفت هي الأخرى بتصميم رافضة مساعدته :
قولت شكرا و كفاية بقى مناهدة لو سمحت انا مش قادرة اتكلم و لا اجادل
اجابها بصرامة :
يبقى تمشي من سكات و بلاش مناهدة كتير طالما تعبانة
زفر بضيق و مشت بجانبها لسيارته ثم اخبرته العنوان تفاجأ من مكان سكنها الذي لم يكن سوى حي بسيط هادئ ببناية سكنية ليست بفخامة الأماكن التي تعودت ان تسكن بها
فتح بها الباب و ساعدها على النزول حتى صعد معها امام باب المنزل لتوقفها قائلة :
شكرا ع التوصيلة بس اعذرني مش هقولك اتفضل لأني عايشة لوحدي
توسعت عيناه بصدمة اكبر من حديثها بالتأكيد تلك ليست سارة التي يعرفها دخلت و اغلقت الباب خلفها بعدما استأذنت منه و من التعب نامت على الاريكة و لم تنتظر ان تدخل لغرفتها بينما هو غادر بصدمة !!!!
………..
↚
ما ان غادرت نسرين دخل مازن لمكتب شقيقه ليتفاجأ به محطم لا يوجد أي شيء سليم به سوى تلك الاريكة ليسأله بصدمة :
ايه اللي كان بيحصل هنا
إلياس بحدة :
مفيش
مازن بضيق :
هو ايه اللي مفيش واحدة طالعة من مكتبك و قبلها صوت تكسير و صوت صويتها جاب اخر الشركة كمان صوتك كان عالي و بتزعق و دلوقتي شكلك مبهدل ايه اللي حصل يا إلياس
صرخ عليه إلياس بغضب قائلاً :
ما قولتلك مفيش يا مازن مترغيش كتير ، روح شوف شغلك و سيبني في حالي دلوقتي
غادر مازن و هو ينظر لشقيقه بضيق و الفضول يأكله ليعرف ماذا حدث !!!
………
بجزيرة ماهيه ( سيشل )
حيث يقضي الاثنان شهر العسل الخاص بهم
كانت تجلس باحضانه على الشاطئ خصلات شعرها تتطاير بفعل الهواء و الاثنان في صمت تام
قاطعه بدر قائلاً بحب :
حياة
جلس امامها قائلاً بابتسامة :
عايز نتفق مع بعض على كام حاجة ممكن
اومأت برأسها و اخذت تسمتع له باهتمام و هو يقول بحب :
مش عايز نخبي حاجة على بعض و لو حصل ان احنا يعني اتخانقنا المشكلة تتحل قبل ما اليوم يخلص ، مش عايز يوم يعدي غير و انتي نايمة في حضني مهما حصل
ابتسمت قائلة بحب و دلال :
اوعدك يا بدري
ردد بصدمة :
بدري !!!
ضحكت بفوت قائلة بدلال :
مش انت حبيبي و جوزي تبقى بدري انا و بس
قبل وجنتها بقوة قائ بسعادة و حب :
يا روح قلبك بدرك
ابتسم قائلة بتوتر :
احم بالمناسبة بقى انا في حاجتين مخبياهم عليك
– ايه هما !!!
فركت يدها بتوتر قائلة :
فاكر لما كنت في المستشفى و انت كنت معايا اول مرة ساعة خناقتي مع سارة في القصر
اومأ لها بنعم لتكمل هي بتوتر :
انا كنت سامعة كل اللي بتقوله و بمثل اني نايمة
صمت للحظات بصدمة ثم سألها :
طب الحاجة التانية ايه
اخفضت وجهها قائلة بحرج :
انا كذبت يوم ما كنت شاربة و صحيت و قولت مش فاكرة بس الحقيقة اني كنت فاكرة اللي حصل
سألها بصدمة :
كدبتي ليه
اجابته بخجل :
لان في الحاجتين كنت هسبب ليا و ليك حرج و بصراحة اتحرجت اقولك اني فاكرة عشان اللي حصل لما كنت شاربة
ابتسم قائلاً :
لما قولتيلي مستبنيش و لا عشان كان ممكن يحصل بينا حاجة
اخفضت وجهها بخجل قائلة :
بس محصلش و ده لأنك راجل يا بدر و قدرت تبعد غيرك كان هيقرب و يستغل حالتي وقتها
ثم تابعت بحب و دلال :
بعدين هو انا بحبك من شوية
ضحك قائلاً بمرح :
اللهم صلي ع النبي ، ايوه كده هو ده الكلام الحلو
ضحكت بسعادة و خجل سرعان ما شهقت و هي تراه يحملها بين يديه و يتوجه بها لداخل البحر :
يا مجنون بتعمل ايه نزلني حالاََ
غمزها قائلاً بابتسامة :
هو انا مش قولتلك قبل كده مجنون بيك انت و بس يا صغنن
القاها بالماء و اخذ يلهو معها و ضحكاتهم تصدح بالمكان معبرة عن سعادة الاثنان التي لا يمكن وصفها بكلمات
………
كانت تجلس على الاريكة بمنزلها تضع يدها على رأسها الذي يؤلمها لكنه اقل عن الأمس
لقد اخذت اجازة من عملها لأيام قليلة حتى تتعافى ، لقد فعلت ذلك مرغمة تكره المكوث بالمنزل لأنها تبقى فيه وحيدة بين تلك الجدران لا أنيس لها
تعالى رنين جرس المنزل ذهبت لتفتح و ما ان فعلت تفاجأت بوجود عمر الذي يحمل باقة زهور انيقة و بجانبها تقف ابنته الصغيرة التي لا تصل ركبتيه حتى تنظر لها ببراءة
سبقها هو بالحديث قائلاََ بهدوء يحاول ان يخفى به لهفته و قلقه عليها :
جومانا كانت عايزة تطمن عليكي
حاولت ان تكتم ابتسامتها و نجحت في ذلك بصعوبة بالتأكيد يكذب فتلك الصغيرة التي لا تستوعب شيئاََ كيف لها ان تقول هذا
اومأت له بصمت ليسألها بحرج :
ينفع ندخل
افسحت له المجال قائلة بهدوء :
اتفضلوا
دخلوا و هي خلفهم و تركت باب المنزل مفتوح قليلاََ لقد تعلمت اشياء كثيرة بالفترة الماضية الخطأ و الصواب حتى انها اصبحت تواظب على الصلاة التي لم تكن تقيمها و لا مرة طوال عمرها للآن
قادتهم للصالون و جلس بجانب ابنته التي تبتسم فقط ببراءة لتسأله :
تشرب ايه
نفى عمر برأسه قائلاً :
متشكر ، و لا اي حاجة ارتاحي انتي
اجابته بتصميم :
انا مرتاحة ، تحب تشرب ايه
اومأ برأسه قائلاً :
اي حاجة
تنحنحت بحرج قائلة :
احم ، انا عارفه انك بتشرب القهوة مظبوط خمس دقايق و جاية
غادرت للمطبخ لينظر هو للمكان حوله منزل بسيط كحال الأثاث وقعت عيناه على كتاب كانت تقرأه عنوانه ” عقدك النفسية سجنك الأبدي”
لقد سبق له ان قرأ ذلك الكتاب اخذ يقلب بين صفحاته لتكون الصدمة من نصيبه عندما وجد صورة له بين صفحات الكتاب ماذا تفعل صورته هنا أسئلة كثيرة تدور برأسه يريد معرفة جوابها اهمهم اين سارة التي يعرفها !!!
اغلق الكتاب سريعاََ و اعاده لمكانه عندما سمع بخطواتها تقترب منه وضعت القهوة امامه ثم مسكت يد الصغيرة برفق و اجلستها فوق قدمها برفق تقرب من شفيتها كوب العصير لترتشف منه الصغيرة و هي تضحك ببراءة قائلة بكلمات غير مفهومة :
ثير حو
لم تفهم سارة عليها فنظرت لعمر الذي اجابها بابتسامة هادئة :
بتقولك العصير حلو
قبلت سارة وجنتها قائلة بحنان :
انتي اللي حلوه
ضحكت الصغيرة بسعادة ليمد عمر يده حتى يأخذها من على قدمها قائلاً :
هاتيها عنك احنا جاين نطمن عليكي مش نتعبك
اجابته سارة بهدوء و هي تضع قطعة بسكويت بفم الصغيرة برفق :
انا كويسة مفيش تعب و لا حاجة
سألها باهتمام و قلق :
تحبي نروح لدكتور عش……
قاطعته قائلة بهدوء :
انا كويسة يا دكتور عمر
لم تستطيع التحكم في فضولها لتسأله بتلقائية :
هي مامتها اتوفت امتى و ازاي
سرعان ما ندمت و اخفضت وجهها قائلة :
اسفه لو بتطفل ، كأنك مسمعتش حاجة
صمتت للحظات ثم اجابها بحزن :
ماتت و هي بتولد جومانا
رددت بحزن :
ربنا يرحمها
امن على دعائها ليسألها هو الأخر بفضول :
كنتي بتعملي ايه قدام البيت لما العربية كانت هتخبط جومانا
توترت من سؤاله قائلة بكذب :
كان عندي مشوار في المنطقة و عديت من قدام العمارة شوفتها صدفة
لم يقتنع لما قالت ليسألها مرة اخرى :
بس كده
اومأت برأسها و هي تتحاشى النظر له نظر لطفلته ليجدها تميل برأسها على صدر سارة تغمض عيناه لتنام ليقف قائلاً :
هنسيبك ترتاحي بقى ، عن اذنك
نظرت جومانا قائلة :
نامت خليها نايمة و ابقى خدها بكره او انا ابقى اوصلهالك
ابتسم بحرج قائلاََ :
مش هينفع انا متعود على كده مش هتصحى هشيلها لحد تحت
كانت تريد أن تبقى تلك الصغيرة برفقتها لوقت اطول لقد دخلت قلبها حقاََ و احبتها ذلك كان سبب اول اما الثاني انها ارادت ان يبقى معها احد يجون انيساََ لها بذلك المنزل البارد و الخالي من اي صوت عداها ، لتتحجج مرة أخرى قائلة :
الجو برد بره عليها و هي دلوقتى دفيانه هتاخد برد
حملها من بين يديها برفق قائلاً بهدوء :
مش هيحصل حاجة ان شاء الله
ثم تابع بحرج :
احم لو تعبتي ابقى كلميني علطول
اومأت له التفت لها قبل ان يغادر من باب المنزل :
شكرا ع اللي عملتيه
ابتسمت بهدوء قائلة :
ده واجبي و ثانيا اهو يوفي شوية من الديون اللي ليا عندك من زمان !!!
……..
كان عمر يجلس بغرفته الموجودة بمنزل والده ينظر لابنته التي تنام على الفراش بحنان و عقله شارد بمكان اخر حتى انه لم يستمع لصوت الطرقات على باب غرفته و لا بدخول شقيقه حسن الذي سأله بقلق :
مالك يا عمر
افيق عمر من شروده و هو يرى شقيقه يجلس بجانبه و يحدثه ليسأله الأخر مرة أخرى :
مالك سرحان في ايه
تنهد عمر بحزن قائلاً :
كل ما اقول طلعت من حياتي خلاص ، القيها طلعت قدامي من تاني ، تفتكر ده ليه سبب
فهم حسن على من يتحدث ليسأله :
بتحبها
ضحك عمر بسخرية مردداََ بحزن :
لو حد سمع حكايتي معاها هيقول ده مجنون او غبي ، معندوش كرامة عشان بعد كل اللي عملته فيه لسه بيحبها
ثم تابع بقلة حيلة و حزن :
بس مش بأيدي ، ما هو لو بأيدي كنت خلصت نفسي من العذاب ده ، غصب عني مش قادر لا اكرهها و لا انساها
مسح بيده على وجهه قائلاً :
سارة دلوقتي غير سارة بتاعت زمان ، اللي شوفتها دي مختلفة خالص ، اصدق احساسي و اروح ليها و ادي لنفسي فرصة تانية معاها ، و لا اكمل حياتي من غيرها مع بنتي
حسن بحزن لأجل شقيقه :
بنتك بتكبر يا عمر و محتاجة ام ليها ، نهى خلاص هتتجوز و هيبقى ليها بيت و عيلة يعني هتتشغل عن بنتك و انت مش هتقدر تربي جومانا لوحدك
عمر بحزن :
ده مصعب الموضوع عليا اكتر ، مش قادر اشوف واحدة غيرها تكون مراتي ، مش عاوز اظلم واحدة تانية غير نهال الله يرحمها
ثم تابع بضيق من نفسه و حزن :
انا صحيح كنت معاها و بعمل اللي يطلع بأيدي عشان محسسهاش بأي نقص بس مقدرتش ، قلبي كان مع سارة و ده كان واجعها ، كانت عارفه ان قلبي مع غيرها و استحملت و انا حاولت بس والله معرفتش ، مش بأيدي يا حسن
حسن و هو يربع على كتف شقيقه :
بص يا عمر انا عارف ان سبب جوازتك من نهال اصرار ابوك و تصميمه عشان يخليك تنسى البنت دي بس ده كان اكبر غلط عملته ، سارة اتغيرت ، كل واحد يستاهل فرصة تانية مينفعش نحك على واحد بالإعدام عشان غلط زمان ، المهم الشخص ده بقى ايه مش كان ايه
ثم تابع بهدوء :
ريح قلبك و اعمل اللي انت عاوزه يا عمر متفكرش في حد ابوك هيعترض في الاول اه بس فترة و هتعدي و لما يشوفها اتغيرت هيسامح
↚
ثم تابع و هو يقف ليغادر الغرفة :
طالما اتغيرت و انت شوفت ده بعينك و كمان كانت هتفدي بنتك بحياتها يبقى انتوا الاتنين تستاهلوا فرصة مع بعض
غادر و تركه يفكر بحديثه و لازالت المخاوف تداعب قلبه من تلك الخطوة لكن انا وافق هو هل سترضى هى و لما لا ترضى هي بالتأكيد تحبه و تفكر به لا يوجد سبب اخر لوجود صورته بكتابها غير ذلك !!
……….
بعد اسبوع مضى منذ اخر مرة رأها
كان إلياس يجلس بالمطعم الخاص بذلك الفندق في عشاء عمل هام لتقع عيناه عليها ما ان وصل للفندق تدخل الملهى الليلي التابع للفندق انهى اجتماعه سريعاََ و ما ان سأل عنها بالفندق عرف انها تقيم به
دخل حيث توجد هي بذلك الملهى ليجدها تجلس على البار تحتسي الخمر بشراهه
اقترب منها بضيق قائلاً :
بطلي شرب زفت بقى
ما ان رأته اشتعل الغضب بداخلها قائلة بحدة:
انت مالك
زفر بضيق لتتابع هي بثمالة و حزن :
طالما بتحبها عملت كده ليه ، سمحت ليه يفوز بيها ليه و لا انت اصلا مش بتحبها
اجابها بضيق :
اللي عملته مع حياة ده الحب على عكسك انتي
صرخت عليه بغضب :
قولتلك بحب بدر
اجابها بهدوء :
انتي بتقولي كده عشان تقنعيني و لا عشان تقنعي نفسك ، اللي عملتيه ده يتسمى اي حاجة غير الحب
نظرت له بغيظ ليتابع هو :
انا متأكد ان عارفه ان اللي بقوله صح و مقتنعة بيه بس بتكابري مش اكتر
صرخت عليه بغل :
امشي من قدامي ايه اللي جابك
ثم تابعت بدموع و حقد :
هي معاه دلوقتي و في حضنه لمسها و قرب منها
اشتعلت نيران الغيرة بقلبه هو الأخر لم يشعر بنفسه سوى و هو يجذب الكأس الموجود أمامه يرتشفه دفعة واحدة بينما هي تابعت بحزن :
ليه محبنيش زيها و اتجوزني ، اشمعنا هي
كأس يلي الأخر حتى أصبح الاثنان بحالة يرثى لها ثملين على الأخير ، كان كلاهما يستند على الآخر حتى صعدوا للجناح الخاص بها بخطوات غير متزنة دخل هو و هي للداخل لتقع على الفراش و هو فوقها ، شرد بوجهها و عيناه قائلاً بثمالة و هيام :
انتي حلوة اوي
ضحكت قائلة بثمالة و هي تتحسس بأصابع يدها وجهه الوسيم :
انت كمان حلو اوي
2
كان اخر شيء نطقته هي و هو بتلك الليلة مرتكبين تلك الفاحشة الكبرى بعدما اذهب ذلك المشروب عقلهم !!!
…….
بفيلا الادم….بغرفة ريان و ندا
كان ريان يجلس على الفراش يشاهد التلفاز حتى خرجت ندا من المرحاض تقترت منه قدم و تأخر الأخرى بخوف و توتر ليسألها هو بقلق :
مالك يا حبيبتي ، في حاجة
اقتربت منه فمسك يدها و جعلها تجلس امامه لتتحدث هي اخيراََ قائلة بتوتر :
كنت عايزة اقولك حاجة
سألها باهتمام و قلق :
حاجة ايه
تلعثمت و هي تجيبه من الخوف :
اا…..ااانا….
وضع يده على كتفها قائلاً بقلق :
مالك يا حبيبتي خايفة من ايه
بخوف اخرجت من جيب سترتها عصاه بيضاء طويلة وضعتها بيده لتتوسع عيناه بصدمة قائلاً :
انتي حامل !!!!
ثم تابع بصدمة و هو يتساءل :
حصل ازاي انتي مش واخدة احتياطاتك
توترها و تحاشيها النظر لعيناه جعله يدرك انها فعلت ذلك عن عمد ليهب واقفاََ قائلاً بغضب :
عملتي اللي في دماغك بردو مش كده
اجابته بدموع و خوف :
انا عايزة ابقى ام تاني مفيش مشكلة في كده
صرخ عليها بغضب :
خدتي قرار من ده من غير ما ترجعيلي
اجابته بحزن و خوف :
كنت هترفض ، كل مرة بنفتح سيرة الموضوع ده بترفض يا ريان
دفع المقعد بقدمه قائلاً بانفعال و غضب :
هو انا برفض عشان اهلي مثلا ، ما كله عشانك
اجابته بضيق :
انا ما اشتكتش يا ريان
نظر لها بغيظ و غضب كبير ثم غادر صافعاََ الباب خلفه بقوة انتفض جسدها من صوته العالي !!!
.
.
بينما بالأسفل كان ريان يجلس بالحديقة بغضب حتى شعر بيد توضع على كتفه التفت على الفور ظنناََ منه انها هي لكنه تفاجأ بوالده الذي جلس بجانبه قائلاً بقلق :
مالك يا بني كنت بتزعق مع مراتك ليه
اجابه باقتضاب و صدره يعلو و يهبط بانفعال :
مفيش
ربت يوسف على كتفه قائلاً :
احكيلي يمكن اقدر اساعدك
اجابه انفعال و غضب منها :
حضرتها حامل
يوسف بسعادة :
طب و ده خبر يضايق في ايه المفروض تكون مبسوط و طاير من الفرحة كمان
ريان بغضب و غيظ :
بتاخد قرارات من دماغها و لا كأني موجود قولتلها نأجل الخلفة دلوقتي و قولتلها اسبابي و لفت و عملت اللي في دماغها من ورايا
يوسف بهدوء :
اسبابك ايه
اجابه ريان بضيق :
ليلة لسه مكملة سنتين من كام شهر و حضرتها لسه بتدرس و طب كمان يعني الدراسة صعبة و بنت واحدة و هي محتاسه بيها لسه و غير كده لو حسبنا شهور الولادة وارد جداََ تيجي مع الامتحانات يعني هتأجل السنة دي و تروح عليها و هيبقى تعب عليها جامد
ثم تابع بسخرية و غيظ و غضب :
في الاخر تقولي انا ما اشتكتش ، عنيدة و دماغها عايزة كسرها و مش بتسمع غير اللي في دماغها بس كأنها مش متجوزة واحد تاخد رأيه
يوسف بهدوء و هو يربت على كتفه :
هدي نفسك يا بني ، هي غلطانة ايوه ، عارف انا زمان كنت في نفس موقفك مع ليلى اللي يرحمها
ثم تابع بحنين :
بعد ما خلفتك انت و اوس اخوك قولتلها كده كفاية عشان صحتك و عشان تقدري عليهم ، مسمعتش مني و خلفت امير و بعدها اختك اتخانقنا بردو عشان عملت كده من ورايا كانت عايزة تجيب ولاد كتير عشان يبقوا اخوات و في ضهر بعض
ريان بحزن :
الله يرحمها
تنهد يوسف بحزن متابعاََ :
مراتك غلطت و عندك حق تزعل منها ، سيبها انا هتكلم معاها و افهمها غلطها
ريان بضيق :
هي مش حاسة انها غلطانة ، بتكابر و خلاص
يوسف بتهدئة :
طب هدى نفسك و بلاش تضيع فرحتك انتي و هي بخبر زي ده ، ربك موجود و ان شاء الله مفيش تعقيد و يا سيدي البيت مفيش فيه اكتر من الستات و هيساعدوها و ممكن كمان تجيب مربية تساعدها
ريان بضيق :
انا اللي مضايقني اكتر اللي عملته ، خبت و نفذت اللي في دماغها كأني مش موجود
جاء صوتها من خلفه قائلة بحزن :
ريان ، حقك عليا انا اسفة و غلطت في اللي عملته بس انا كمان ليه اسبابي
استأذن يوسف منهم و غادر حتى يتحدثوا بأريحية :
تصبحوا على خير
بينما ريان التفت لها قائلاً بسخرية :
يا ترى اسبابك ايه يا هانم
اجابته بضيق :
ممكن من غير تريقة
ضحك بسخرية لتكمل هي بحزن :
اشمعنا اخواتك مش بيتضايقوا لما مراتتهم كانوا حامل و هما بيدرسوا
احابها بتهكم :
يمكن مثلا عشان و لا واحدة فيهم بتدرس طب اللي عايز وقت و مجهود منك و لا يمكن مثلا عشان حضرتك لو ناسية و مش عاملة حسابك امتحاناتك قربت و هتأجلي سنة و لا يمكن مثلا مسئوليتك هتزيد و مش هتبقي عارفة تعملي ايه و لا ايه
ثم تابع ببرود عكس النيران المشتعلة بداخله منها :
اه صح ده انا ما اشتكتيش
نادتها بتوسل ان يتوقف عن طريقته تلك :
ريان
صرخ عليها بغضب قائلاً :
بلا ريان بلا زفت انا زهقت منك يا ندا و من تصرفاتك ، ماشية من دماغك و لاغية وجودي كل مرة بعديها اسكت و اقول معلش و اطلع نفسي غلطان ، بس هفضل اقول معلش لأمتى
بكت بحزن ليصرخ عليها بغضب :
متعيطيش
بكت اكثر قائلة بحزن :
انا اسفة ، انا بس كنت عايزة اجيب لليلة اخ او اخت
زي ولاد عمهم
اجابها بضيق و حدة :
ملكيش دعوة باخواتي كل واحد فيهم ليه ظروفه ، احنا غيرهم ، زينة مخلفتش تاني غير لما خلصت دراسة و فرح نفس الكلام مأجلة الخلفة عشان لسه بتدرس و كمان مهرة دراستها مش محتاجة مجهود زيك انتي
اجابته بحزن و اسف :
انا غلطانة عندك حق ، متزعلش مني اخر مرة والله اعمل حاجة من غير ما ارجعلك
ثم وضعت يدها على موضع جنينها قائلة برجاء :
متضيعش علينا فرحتنا بيه
لانت نظراته هو سعيد بوجود طفله لا شك بذلك لكنه غاضب منها لأقصى درجة
لتتابع هي بأسف و رجاء :
سامحني !!!!
……..
التفتت له بابتسامة ليكمل هو بصعوبة :
جهزي نفسك عشان هنرجع مصر في اول طيارة انهاردة
قطبت جبينها تسأله بتعجب :
ليه مش قولت هنقعد شهر ، عدى اسبوعين بس
ابتلع ريقه بصعوبة و لم يجيب لتسأله بقلق :
بدر حصل حاجة
كان الصمت جوابها تلك المرة ايضاََ لتردد بقلق :
انا ابتديت اقلق ، اتكلم حصل ايه
اجابها بصعوبة :
والدك
توسعت عيناها بصدمة و سألته بخوف :
بابا حصله حاجة !!!!
……..
↚
هوى قلبها بين قدميها عندما اخبرها بأن حالة والدها سيئة للغاية و الأطباء اخبروهم انها فقط مسألة وقت لا اكثر !!!
……
ما ان توقف بالسيارة امام الفيلا الخاصة باشقائها ركضت بكد قوتها للداخل ثم لأعلى و لم تنتبه لجميع من بالأسفل عائلة العمري و عائلة الجارحي حتى سارة التي كانت برفقته منذ مرضه قبل عودة حياة بقليل نزلت للأسفل و الدموع تغرق وجهها
دخلت حياة للغرفة على الفور لتقع عيناه عليه ينام على فراشه بوجه شاحب متعب و حوله يجلس اشقائها
ابتسم لها بشحوب ما ان رأها
1
اقترتب منه تتمسك بيده بقوة و اخذت الدموع تنهمر من عيناها بغزارة قائلة برجاء :
متسبنيش ، انا لسه محتاجة ليك معايا
تمسك بيدها بوهن قائلاً بصعوبة :
حقك عليا ، قطعتي شهر العسل بسببي
اجابته على الفور بدموع و هي تحرك رأسها :
فداك اي حاجة ، المهم انت
ابتسم لها بحنو و اشقائها بجانبه منذ وقت طويل كلاََ منهم يمنع دموعه بصعوبة ، لكن لم يتمالك الأربعة ذاتهم لتبدأ الدموع تنهمر من عيناه بغزارة
نظر لهم يوسف قائلاً بتعب و توسل :
انا كان تلت امنيات قبل ما اموت ، الأولى اني اعيش اللي باقي من عمري وسطكم و اتحقق اللي اتمنيته
بكى و هو يكمل حديثه :
التانية انكم تسامحوني بس مقدرتش على دي ، مهما كل واحد فيكم اتعامل كويس معايا بس عارف ان السماح مش……..
قاطعته حياة مقبلة يده قائلة بدموع و توسل :
انا مسمحاك ، بس لو سبتني و مشيت مرة تانية مش هسامحك ، انا لسه محتاجة ليك في حياتي ليه بعد ما اتعودت على وجودك عايز تسيبني و تمشي
ربت يوسف بوهن على وجنته و دموعه تغرق وجهه هو الأخر لينحنى أوس على ركبيته بجانب فراشه ممسكاََ بيده الأخرى مقبلاََ اياه بدموع :
مسامحك ، مسامحك يا بابا
ابتسم يوسف بسعادة و دموع حاول الاعتدال ليساعده الخمسة على ذلك برفق بعدها اقترب منه امير معانقاََ اياه برفق يبكي باحضانه كالطفل الصغير قائلاً بحزن :
مكنتش اعرف اني في يوم من الايام ممكن ازعل عليك و مكنتش عارف اني بحبك اوي كده ، خليك جنبي متسبنيش ، متخلنيش احس نفس احساس موتها زمان من تاني ، انا مسامحك يا بابا ، من قلبي مسامحك بس متسبنيش
عانقه يوسف هو الأخر بدموع و حزن و التعب ظاهر بوضوح على وجهه لكنه يتحامل على نفسه لأجل تلك اللحظة الأخيرة التي يود قضائها برفقة ابنائه فقط قبل ان تصعد روحه لخالقها 💔
ريان بدموع و حزن و هو يجلس امامه :
مفيش حاجة كسرتني زمان غير موت امي اللي يرحمها بلاش تكسرني انت كمان و تسيبني ، انا بحبك اوي على فكرة و مش عايز اخسرك يا بابا ، احنا كلنا محتاجين ليك معانا
بكت حياة و هي تعانقه بقوة و صوت شهقاتها يتعالى بالمكان ، نظر يوسف لادم الذي يجلس و ينظر له بصمت منذ مدة طويلة دون أن يتحدث فقط دموعه تنساب من بين عينيه بصمت
نطق يوسف اسمه بتعب و أعين راجية الغفران :
ادم
مسح ادم دموعه قائلاً بحزن :
اناني ، حتى في موتك اناني بعد ما اتعودنا عليك عايز تسيبنا و تمشي بسهولة و مستسلم ، بتعيد نفس اللي حصل زمان
بكى يوسف قائلاََ بحزن :
مش بأيدي يا بني ، زمان كان بأيدي لكن دلوقتي لأ ، ده امر ربنا ، لو عليا افضل معاكم العمر كله
اقترب ادم منه لتبتعد حياة عن احضان والدها التي سرعان ما هرع إليها ادم كالطفل الصغير الذي يتشبث بوالده حتى لا يتركه و يذهب قائلاً :
مسامحك
فتح يوسف ذراعيه لابنائه حتى يعانقهم لآخر مرة بالفعل ركضوا حميعاََ لاحضانه و الدموع تغرق وجوههم ليردد يوسف بتعب شديد و رجاء :
خلو جدكم و جدتكم و قاسم يسامحوني ، انا والله في حياتي ما حبيت حد غير ليلى و لا قربت من غيرها ثريا كانت مراتي بس ربنا يشهد عليا عمري ما قربت منها و لا قدرت اشوف غير ليلى
توسلهم مرة أخرى ببكاء :
امنيتي الأخيرة اني ادفن جنب ليلى
اومأ الخمسة برأسهم بنعم و صوت شهقاتهم يملئ المكان كلاََ منهم يتشبث بوالدهم بقوة و كذلك فعل يوسف الذي اشتد التعب عليه مردداََ الشهادة بخفوت و هو يشعر بألم لا يحتمل بكامل جسده ليعلم انها النهاية !!!
مرت دقائق قليلة جداََ حتى شعرت حياة بتراخي يد ابيها حولها و كذلك سكونه و شعرت بتوقف نبضات قلبه تحت رأسها الموضوعة على صدره
انحبست انفاسها و ابتعد للخلف ببطئ و صدمة و على حركتها ابتعد الجميع لتقع عيناها على وجهه لتجده عيناه مغلقة و شفتاه زرقاء هزت يده برفق قائلة ببكاء عالي و توسل :
بابا ، بابا اصحى ، اصحى عشان خاطري
دخل الخمسة ببكاء هستيري عندما وضع ريان يده على معصم والده ليرى النبض لكنه لم يشعر بشيء وضع اصبعه اسفل انف والده لتكون نفس النتيجة لا يوجد انفاس لا يوجد نبض ، لقد رحل والده من الحياة !!!!
2
2
ركض الجميع لأعلى عندما استمعوا لاصوات البكاء العالية و صوت حياة تصرخ بأسم والدها
ليتصنم الجميع بأمكانهم من هذا المشهد الذي مهما حدث لن يمحى من ذاكرتهم
اقترب بدر من حياة التي تتشبث باحضان والده كل ما تردده كلمتان فقط ” ما تسبنيش ”
مد يده ليجذبها لاحضانه حتى يهدئها من نوبة البكاء التي دخلت بها لكنها ابت ترك احضان والدها !!!!
………
انتهت مراسم الدفن بحمل الأربعة النعش الخاص بوالدهم و الدموع تغرق وجوههم و هم يحمله جثمانه و يضعوها أسفل التراب بجانب قبر والدتهم الحبيبة بينما هي كانت تبكي بصمت و هي تستند على زوجها بدر
ما ان انتهوا من اغلاق القبر غادر الجميع واحداََ يلو الأخر لتبقى فقط العائلة كانت سعاد تبكي بانهيار على قبر ابنها و كذلك جمال الذي ينظر لقبر شقيقه بدموع و يدعو له بالرحمة
بينما الشيخ يردد آيات القرآن الكريم بصوته العذب خاتماََ ذلك بالدعاء له ” اللهم انسه في وحشته ” العديد و العديد من الأدعية يتلوها بصوته العذب بينما الجميع يؤمنون وراءه
ايام مرت و كان ادم و اشقائه الثلاثة يستقبلون واجب العزاء و حياة كانت حبيسة الغرفة التي بقى فيها والدها بفيلا اشقائها منذ ان عادوا من الدفن تحتضن وسادة والدها بقوة و عيناها لم تتوقف عن ذرف الدموع كان بدر يجلس بجانبها ينظر له بحزن قلبه يتألم لأجلها ترفض الحديث مع اي احد فقط تبكي بصمت طعام لا تأكل لم يدخل شيء لجوفها منذ وفاته مهما حاول الجميع معها
……..
طوال الأيام الماضية و هو لم يكف عن مراقبتها من بعيد تذهب لعملها في الثامنة صباحاََ و تعود الساعة الرابعة و النص لمنزلها تعمل سكرتيرة بشركة كبيرة استطاع يوسف ان يأمن لها هذا العمل بعد شفائها
حياتها تقتصر على الذهاب للعمل و العودة منه دون جديد لا تتقابل مع احد و لا تلتقي بأحد ، غفل عن مراقبتها يومان لانشغاله مع ابنته ليتفاجأ بعدها بخبر وفاة يوسف العمري من حينها ترتدي الأسود عيناها منتفخة من البكاء يبدو انها حزينة عليه ، لم يتحدث معها منذ اخر مرة زارها بمنزلها
لكن اليوم قرر الذهاب لها انتظرها خارج الشركة في موعد انتهاء عملها لتتفاجأ به قائلة بصدمة :
عمر !!! بتعمل ايه هنا
اجابها بهدوء :
عايز اتكلم معاكي ممكن
اومأت له بصمت و ها هي تجلس برفقته بذلك المطعم لتتناول برفقته طعام الغداء لكنها لم عمي الطعام فقط تعبث به بشوكتها بشرود
قاطعه هو قائلاً بحزن :
البقية في حياتك ، سمعت بخبر وفاة يوسف العمري
تنهدت بحزن و لمعت عيناها بالدموع قائلة :
حياتك الباقية
– زعلانة عليا للدرجة دي
اومأت له بحزن و مسحت بيدها تلك الدمعة التي فرت من عيناها :
كان ابويا بجد مش جوز ماما و خلاص كان ليا اب انا عملت كتير وحش في ولاده ، عارف كنت ساعات بعمل كده خوف كنت بحاول اكرهه فيهم اولا عشان كنت فاكرة اني بحب إلياس عايزة ابعد حياة عنه ، ثانيا عشان كنت خايفة لو قرب منهم ينساني
تنهدت بحزن و قهر :
انا اه كنت وحشة و فيا كل العبر ، بس غصب عني امي كانت كده و بابا يوسف بالرغم انه كان جنبي لكن مكنش متواجد طول الوقت فكان معظم وقتي معاها و قدامها مكنش غريب يعني اني اطلع شاربة منها ، مفيش حاجة كسرتني بجد غير موته
انسابت دموعها بصمت قائلة بحزن :
انا مزعلتش على موت امي و ابويا الحقيقي قد ما زعلت على بابا يوسف
سألها بدون مقدمات :
لسه بتحبي إلياس
اجابته باستنكار و صدق :
بقولك كنت فاكرة اني بحبه ، عايز الصراحة اكتشفت بعدين اني رغبتي اني امتلك إلياس كانت السيطرة عليا لاني كنت
متغاظة ان اللي حاولت انا اعمله في كل السنين دي ، جت حياة و عملته في غمضة عين
اجابها بهدوء و قد اراحت اجابتها قلبه :
صريحة اوي
تنهدت نرددة بصدق و بدون تفكير :
زهقت و قرفت من الكدب و الوشوش اللي كنت بلبسها كل شوية و امثل بيها ، اللي حصلي من سنتين عملني كتير اوي
اجابتها بهدوء :
عايز تصدقني او لا براحتك ، مش هلومك لان هيبقى معاك كل الحق
صمت دام لدقائق لتقطعه هي قائلة :
جومانا عاملة ايه
اجابها بهدوء :
كويسة ، الحمد لله
اومأت له قائلة بتوتر و هي تمنع نفسها من سوأله ذلك السؤال الذي للآن يثير فضولها :
سلملي عليها
نظر لها قائلاً بهدوء :
مش عايزة تسألي اتجوزت ليه
اجابته بهدوء زائف :
مظنش انك هتحب تتكلم معايا في كده
حرك راسه بهدوء لتسأله بتذكر :
انت كنت عايزني في ايه ص……
قاطعها قائلاً بدون مقدمات مما جعلها تفتح فمها بصدمة و تتوسع عيناها :
تتجوزيني !!!
سرعان ما ضحكت بخفوت قائلة :
بلاش هزار يا عمر ، قول كنت عاوزني في ايه
اجابها بجدية :
ده شكل واحد بيهزر
اومأت برأسها عدة مرات قائلة بجدية :
تمام ، يعني بتتكلم جد ، بس احب اقولك انك جيت للبنت الغلط
اجابها بجدية :
مش بتقولي اتغيرت و اتعلمت و انا مصدقك
زمت شفتيها قائلة بحزن و اعين تلمع بالدموع :
بعد اللي حصل بينا زمان معتقدش ان هينفع نكون مع بعض يا عمر ، انت عمرك ما هتنسى اللي انا عملته فيك
اقترب بمقعده من مقعدها قائلاً بحب و حزن :
انا اللي اعرفه اني مهما حاولت انساكي مش بعرف ، سنين و انا مش قادر اتخطى حبك ، انا تعبت من البعد و تعبت من الحرب اللي جوايا جزء بيقولي ابعد و جزء بيقولي قرب
ثم مسك يدها قائلاً بحب :
بس الأكيد اني دلوقتي عايز قربك يا سارة
سحبت يدها من يدها ثم هبت واقفة قائلة بهدوء :
انا لازم اروح ، الوقت اتأخر
وقف هو الأخر قائلاً :
ده رفض
حركت رأسها بنفي قائلة بحيرة و رجاء ان لا يضغط عليها بالحديث :
ممكن وقت افكر يا عمر !!!
…….
– عاملة ايه يا حياة
قالتها سارة التي فاجأت حياة بزيارة لها بصباح اليوم
صافحتها حياة بصمت و جه حزين لتتابع سارة بحرج :
انا جيت اطمن عليكي و اشوفك
اومأت لها حياة قائلة بحزن :
انا كويسة شكراََ
جلست للحظات امام حياة بتوتر ثم وقفت قائلة طب استأذن انا
حياة بهدوء :
اقعدي يا سارة ، كنت عايزانى في ايه
جلست سارة مرة أخرى قائلة بحرج و توتر :
بصراحة انا محتارة و مليش حد اتكلم معاه و اخد رأيه في الموضوع ده
ثم تابعت بحزن :
كنت بتكلم مع بابا يوسف الله يرحمه ، هو قالي قبل ما يتوفى ، اني الجأ لحد منكم و محدش هيتأخر عن مساعدتي و كان بيقولي انه متأكد من شهامتكم
حياة. بحزن و اعين تلمع بالدموع :
الله يرحمه
تنهدت سارة بحزن و بدأت تقص عليها حكايتها مع عمر من البداية حتى الآن ليكون الرد من حياة ضحكة خافتة خرجت من بين شفتيها
لتسألها سارة بتعجب :
بتضحكي على ايه !!!
حياة بابتسامة :
مفيش غيره
سألتها سارة بعدم فهم :
هو ايه !!!
تنهدت حياة بعمق ثم رددت حياة بابتسامة لاحت على شفتيها و هي تتذكر معاناة اشقائها و هي ايضاََ جميع من تعرفهم :
الحب ، سبب كل حاجة بتحصل ، كلمة صغيرة بس معناها كبير اوي
نظرت لسارة ثم رددت بجدية :
اسمعي مني الكلمتين دول كويس اوي
اومأت لها سارة و هي تستمع لها بتركيز تقول :
انسي الماضي طالما بدأتي من جديد انسي سارة القديمة و كأنها معدتش عليكي في يوم و اتعاملي بسارة الجديدة ، انتي مش وحشة ، بالعكس انتي كويسة يا سارة من جوه و بره و معدنك كويس
تنهدت ثم اكملت حديثها :
في كتير مهما عدت عليهم محن مش بيتعظوا لكن انتي اتعلمتي و غيرتي من نفسك و بقيتي سارة اللي قدامي دي
ادمعت اعين سارة لتربت حياة على يدها قائلة :
رغم كل اللي عملتيه لعمر بس لسه بيحبك ، جالك رغم اللي حصل و لسه شاريكي ، تستاهلوا فرصة مع بعض و بلاش التردد يخليكي تخسريه
اجابتها سارة بدموع و خوف :
بس انا خايفة افشل انتي عارفة ان بجوازي منه هبقى ام لبنته ، خايفة افشل في تربيتها خايفة افشل اكون زوجة ليه
ابتسمت لها قائلة برفق :
خوفك من انك تسببي ليه اذى دليل على حب و اللي بيحب عمره ما يأذي ، انت اتحرمتي من انك تحسي بحنان والدتك رغم أنها كانت عايشة ، تقدري تعملي كل اللي كان نفسك تعيشيه معاها مع بنت عمر ، خوفك على مصلحتها اكبر دليل على انك مستحيل تأذيها
ثم تابعت بهدوء :
غير كده تفتكري ان تربية البنت هتكون مقتصرك عليكي عمر هيساعدك لازم و تقدري تقرأي كتب ازاي تتعاملي مع الأطفال اللي في سنها بس الاهم من كل ده تتعاملي معاها بحب و حنان
اجابتها بخوف :
طب ما هي ممكن متحبنيش
نفت برأسها قائلة بابتسامة :
الأطفال بالذات بيحسوا باللي بيحبهم بصدق و اللي مش بيحبهم ، يعني هي هتحبك طول ما هي حاسة بحبك الصادق ليها ، و بلاش تلومي نفسك على حاجة عدت خلاص ، ارمي كل حاجة ورا ضهرك ، كملي حياتك
اومأت لها سارة بابتسامة ممتنة وقفت لتودعها لكن سارة لم تكتفي بمصافحة باليد بل احتضنتها قائلة بامتننان و حب :
شكرا اوي يا حياة ، بجد شكرا
ابتسمت حياة بهدوء و بادلتها العناق قائلة :
على فكرة انا مسمحاكي
↚
ابتعدت عنها سارة تنظر لها بصدمة بتتابع حياة قائلة بهدوء :
ابقى ظالمة لو رفضت و انا شايفة ندمك و توبتك بجد و انتي تستاهلي الفرصة التانية
شكرتها سارة بدموع و سعادة و قبل ان تغادر اوقفها صوت حياة قائلة بابتسامة :
متنسيش تعزميني ع الفرح
اومأت له عدة مرات و غادرت و اول ما فعلته انها هاتفت عمر على الفور قائلة بتوتر و خجل :
انا موافقة يا عمر !!!
………
ما ان سمع موافقتها على الفور اخبر والده و شقيقه برغبته بالزواج منها و ما ان سمع والده ذلك انتفض واقفاََ صارخاََ بغضب :
انت اكيد اتجننت سارة مين دي اللي عايز تتجوزها !!!
عمر بهدوء :
زي ما حضرتك سمعت يا بابا ، هتجوزها !!!
صرخ عليه بغضب :
تبقى اتجننت رسمي تتجوز دي ، تشيلها اسمك ،
ده انت حتى عارف ماضي أهلها المشرف و اللي عملته فيك
ثم تابع و هو يضربه بصدره :
بنتك هتأمن عليها مع دي هتروح شغلك و تستأمن دي على بنتك و بيتك
اومأ له قائلاً بجدية يحاول التحكم بغضبه :
اه يا بابا سارة اتغيرت و بق…..
قاطعه صارخاََ بغضب و استهزاء :
انت بتاكل من الكلام ده ، كله تمثيل في تمثيل اش حال ما كنت اتلدغت منها قبل كده و خدعتك بكلمتين و بتمثيلها عليك
عمر بضيق :
انا مش عايز افتح في القديم و ميهمنيش في حاجة
ثم تنهد متابعاََ :
مكنتش هاخد خطوة زي دي غير لما اتأكد منها ، سارة بجد اتغيرت و انا مش عايز ابقى ظالم معاها
عايزني احطها في خانة الظالمة و عديمة الأخلاق عشان غلط عملته و ندمت عليه ، عايزني ابقى ظالم يا بابا و افضل احاسبها على ذنب تابت عنه ، عايزني ابقى قاسي و ما اسامحش و ربنا سبحانه و تعالى بيسامح و يغفر الذنوب
صرخ عليه بحدة :
تابت ماتبتش البنت دي متنفعكش كفاية اللي حصلك من تحت راسها
اجابها بهدوء زائف :
حضرتك قولت حصلك يعني انا اللي اقرر اسامح و لا لأ و انا سامحت و عايزها و مش هبعد عنها تاني
صرخ عليه بغضب :
يعني بتعصي كلامي
اجابه بهدوء :
العفو يا بابا بس انا شايف ان ده الصح و هبقى مبسوط بقراري ده ، حضرتك اللي مصر تدمر سعادتي دي عشان غلطة هي عملتها زمان و تابت عنها خلاص
صرخ عليه والده بغضب و توعد :
لو اتجوزتها يا عمر لا انت ابني و لا اعرفك و يكون في علمك لو اتجوزت البنت دي انا بنفسي اللي هروح لأهل نهال و اقولهم يطالبوا بحضانة البنت و هقولهم على كل الماضي المشرف بتاعها و طبعا انت عارف الحكم هيكون في صالحهم بعد ما يدوروا في تاريخ الست هانم و تاريخ اهلها كله
تدخل شقيقه حسن بالحديث قائلاً :
بابا حرام عليك كفاية بقى ، سيبه يعمل اللي هو عاوزه مش كفاية غصبته زمان على نهال
نهره طه قائلاً بغضب :
متتدخلش انت انا عارف بعمل ايه
ثم التفت إلى عمر الذي مصدوم من حديث والده :
ها يا استاذ بنتك عندك اهم و لا حبيبة القلب اللي باعتك زمان و اتراهنت عليك !!!!
كان جوابه نظرة خيبة أمل و حزن والده صعب الطباع يريد ان يسير كل شيء حسب رغبته هو فقط يرى انه الوحيد الذي يقول الصواب ، لم يهتم لرغبته بل و الأدهى انه يهدده الآن بطفلته الوحيدة
غادر المنزل صافعاََ الباب خلفه بقوة رافضاََ الالتفات لمناداة شقيقه باسمه !!!
……….
دخل للغرفة مساءاََ ليجدها كما هي الأيام الماضية تنام على الفراش بوضع الجنين تنظر للفراغ بشرود اقترب منها ثم وضع الطاولة الصغيرة التي عليها جانباََ ثم جلس بجانبها على الفراش قائلاً بحزن :
لأمتى يا حياة ، لأمتى هتفضلي كده ، فكرك يعني هو مبسوط و هو شايفك كده
نزلت دموعها بصمت فجذبها برفق لتعتدل جسدها جالسة ثم مسح دموعها قائلاً بحزن :
كفاية دموع الكل قلقان عليكي و على حالتك فكرتي فيهم ، طب فكرتي فيا و اللي بحس بيه و انا شايفك كده ، لو جرالك حاجة اعمل ايه انا من غيرك
كل ما نطقت به فقط :
ملحقتش اشبع منه ، يوم ما اتقبل وجوده و اقدر اسامحه سابني
تنهد بحزن قائلاً و هو يمسح دموعها :
هو دلوقتي في مكان احسن و محتاج دعواتك ليه اكتر من دموعك اللي اميد مزعلاه يا حياة
وضعت الطاولة امامها ثم قرب من فمها الطعام لتبعد وجهها قائلة بدون شهية :
مليش نفس
اجابها بتصميم :
مفيش الكلام ده هتاكلي يعني هتاكلي
بعد الحاح كبير تناولت الطعام من يده بصعوبة بدون شهية ثم وضع الطاولة جانباََ و عاد لها ليجدها تعتدل جالسة ثم دخلت للمرحاض ابدل ثيابه منتظراََ ايها حتى تخرج بالفعل مرة وقت قصير و كانت تخرج ترتدي ثوب الاستحمام الابيض الذي يصل لقبل ركبتيها بكثير كاشفاََ عن ساقها البيضاء الممشوقة و كانت تجفف خصلات شعرها كانت فاتنة بل تلك الكلمة قليلة لوصف جمالها
ابتلع ريقه و هو يتابعها بعينيه بافتتان و هيام و هي تدخل لغرفة الملابس منع نفسه بصعوبة من التوجه خلفها فهو يشتاق لها و بشدة
لكن رغماََ عنه وجد قدمه تقوده إليها لتقع عيناه عليها و هي تضع يدها على رباط ثوبها حتى تزيله ليقترب منها و هو كالمغيب يحاوط خصرها بيده من الخلف دافناََ وجهه بخصلات شعرها ليرتعش جسدها بين يديه خاصة عندما همس بخفوت بجانب اذنها باشتياق :
وحشتيني
اخذ صدرها يعلو و يهبط من الخجل و يده تمر على ساقها بخجل مقبلاََ عنقها قبلت رقيقة ابتعدت عنه قائلة بتوتر و خجل و تلعثم :
ااا…الوقت…ات…..
جذبها تجاهه مرة اخرى قائلاً بهمس و انفاسه الساخنة تضرب وجهها :
ابعد يعني
نفت برأسها بخجل هي بالفعل تحتاج قربه الآن اولا لانها اشتاقت له و ثانياََ لعلها تتناسى لو قليلاََ من حزنها سرعان ما اطبق بشفيته على خاصته مقبلاََ اياها باشتياق حاملاََ اياها بين ذراعيه يبث اشواقه لها على ذلك الفراش و لأول مرة بغرفتهم !!
……..
استيقظ في الصباح على صوتها و هي تتألم انتفض بمكانه و اخذ يبحث عنها فلم يجدها ركض صوب المرحاض ليجدها جالسة تنحنى بجسدها تستفرغ
اقترب منها بسرعة قائلاً بقلق و هو يبعد خصلات شعرها عن وجهها المتعرق :
حبيبتي مالك
تمسكت بيده قائلة بتعب :
تعبانة اوي يا بدر
انخنى ليحملها و هو يقول بقلق و خوف شديد :
ثواني هكلم الدكتور بسرعة
اوقفته قائلة بتعب :
خليني اخد شاور الأول
اومأ لها و طلب من والدته الاتصال بالطبيبة و ساعدها هو على الاستحمام برفق و ما ان انتهى ساعدها في ارتداء ملابسها و تجفيف شعرها ثم دثرها بالفراش
دقائق قليلة مضت و ها هي الطبيبة تفحصها و ما ان انتهت سألها بقلق :
مالها يا دكتورة
ابتسمت الطبيبة قائلة :
متقلقوش ، الف مبروك المدام حامل !!!
ردد الجميع بصدمة و سعادة :
حامل !!
اومأت الطبيبة قائلة و هي تلملم اغراضها :
بس حضرتها مهملة في اكلها خالص و ده مش كويس ع الجنين لازم تهتم بصحتها اكتر و تتابع الحمل مع دكتورة في اقرب وقت ، بس اهم حاجة الراحة التامة و تهتم بأكلها
غادرت الطبيبة بينما صبا زغردت بقوة قائلة بدموع من السعادة :
الف مبروك ، الف مبروك يا حبايبي
جذبت جين يد صبا للخارج و خلفهم غادر عاصم و عثمان و السعادة ترتسم على ملامح وجوههم
تبادلت حياة النظرات مع بدر بسعادة و صمت قطعه هو مقبلاً جبينها قائلاً بسعادة و دموع :
الف مبروك يا حبيبتي ، انا مبسوط اوي يا حياة ، ربنا كافئني بيكي و دلوقتي بيكافئني للمرة التانية بطفل مني و منك
حاوطت بيدها وجهه قائلة بدموع من السعادة :
انا مبسوطة اوي يا بدر
قبل يدها ثم جبينها و كل انش بوجهها بسعادة ثم جلس بجانبها يضمها لاحضانه بسعادة و هو يتحدث بلهفة عن غرفة الطفل و رغبته بأن تكون فتاة
مسكت يده قائلة :
بدر ، ممكن طلب
قبل يدها قائلاً بسعادة :
انتي تؤمري و انا انفذ يا مولاتي
– لو ولد عايزة اسميه يوسف !!!
ابتسم مقبلاً جبينها قائلاً :
حبيبتي انتي هتتعبي في ولادته و في فترة الحمل من حقك طبعاََ تسمي اللي يعجبك
– يعني مش هتضايق ان……
اعتدل قائلاً بابتسامة :
ايه اللي يضايق يا حياة هو اسم يوسف وحش مثلا كفاية اني احب الاسم ده عشان كان سبب في وجودك في حياتي و لولا ان اخوكي اوس حاجز اسم ليلى لبنته لوحده كنت سميت البيبي لو بنت على اسمها ، ياريت بنت انا عايز بنت مش ولد
شاكسته قائلة :
↚
بنت ليه ان شاء الله ، ليه مش ولد
اجابها بسعادة :
عشان هتبقى دلوعة بابا دي و تبقى شبهك زي القمر و تاخد نفس العيون الحلوين دول اللي خطفوا قلب ابوها من اول نظرة
ضحكت بسعادة ليلمس بظهر يده وحنتها
قائلاََ برجاء :
ممكن بقى نهتم بأكلنا شوية ، سمعتي الدكتور قالت ايه اهملتي في اكلك و صحتك
اومأت له قائلة :
حاضر
2
ابتسم مقبلاََ انفها برقة قائلاً :
حضرلك كل خير يا قلب بدر و كل دنيته
………
بعد تفكير دام طويلاََ قادته قدمه لمنزل اهل زوجته الراحلة لم يعرف كيف يبدأ الحديث لكنه تشجع قليلاََ قائلاً بهدوء زائف :
خالتي انتي عندك شك في اختياراتي
سألته بعدم فهم :
مش فاهمة حاجة يا بني
اجابها بتردد بعد صمت :
انا قررت اتجوز !!!
صمتت هي الأخرى من الصدمة ثم اجابته بحزن ظهر على وجهه بوضوح و هي تتذكر ابنتها الراحلة :
ده حقك و شرع ربنا ، بس المهم يا بني تحط بنتك في بالك و انت بتختار زوجة اختار ام ليها و لو اني عاوزة حفيدي تيجي تعيش معايا و تتربى في حضني
بس انت اللي رافض
اجابها بهدوء :
مقدرش اعيش من غيرها يا خالتي دي بنتي ، بعدين عمرك يعني طلبتي تشوفيها او تقعد معاكي كام يوم و قولتلك لأ
نفت برأسها بحزن فسألها هو بهدوء :
قوليلي يا خالتي لو واحدة عملت غلط في حياتها و تابت و رجعت لربنا تستاهل فرصة تانية و لا لأ مش ربنا بيغفر و يسامح
اومأت له بدون تردد قائلة :
ايوه يا بني طبعاََ ربنا غفور رحيم و طالما تابت عن اللي عملته ربنا هيسامحها و يغفر لها
اومأ لها ثم بدأ يقص عليها بعض الأشياء عن حياة سارة بدون الدخول بتفاصيل كثيرة و أنهى حديثه قائلاً بهدوء :
انا عايز اتجوزها ، صدقيني يا خالتي انا واثق من توبتها زي ما واثق انك قدامي دلوقتي
اجابته بتردد و تريد ان ترفض :
بس يا بني دي هتربي بنتك ي..يعني….
قاطعها قائلاً :
هخليكي تقابليها و تتعرفي عليها بنفسك و تحكمي ، بعدين تفتكري اني ممكن اضر بنتي او ممكن اقبل ان حد يأذيها ، بابا مش موافق و……..
قاطعته قائلة بهدوء :
هاتها يا بني و تعالى البيت مفتوح في اي وقت
اومأ لها ثم ودعها و غادر لتأتي نهى التي استمعت لحديثهم قائلة :
ماما ، انا شوفت سارة دي و قابلتها باين عليها طيبة خالص دي حتى هي اللي انقذت جومانا لو فاكرة يوم الحادثة دي
اومأت لها قائلة :
انا عارفة جوز اختي كويس يا نهى عارفة انه ممكن يكون غضبه كله ان ابنه عايز يتجوز من غير موافقته لأني عارفة ايه اللي بيحصل لما حد يعمل حاجة مش على هواه ، و كمان واثقة في عمر انه مستحيل ياخد الخطوة دي غير لما يكون متأكد ان بنته هتكون مرتاحة
سألتها نهى :
يعني هتوافقي
لم تعطيها جواباََ واضحاََ فقط قالت :
اشوفها الأول يا نهى !!!
………
بقصر الجارحي
كان أدهم يستند بجسده على الشجرة و باحضانه هنا ينظرون لطفلهم الذي يجلس امامهم يلعب بألعابه لقد تم كتب كتابهم من جديد لكنه للآن لم يقترب منها كما طلبت هي و كم يتوق لقربها
استغل انشغال طفله و ادخل يده أسفل كنزتها ممراََ يده على ظهرها بأغراء لتوكزخ قائلة بحدة تخفي بها خجلها الشديد مما فعل :
اتلم
اجابها ببراءة :
ايه يا روحي هو انا عملت حاجة
اجابته بسخرية :
انت هتقولي بريء من يومك
همس بجانب اذنها بمكر و وقاحة :
طب ايه هنفضل اخوات كده لأمتى
وكزته مرة أخرى قائلة بحدة من كلماته الوقحة التي تخجلها :
اتلم يا قليل الادب
نظر لها بمكر قائلاً :
اي ده اي ده ، لأ ده احنا ايدينا طولت
اومأت له قائلة بابتسامة صفراء :
اه عندك مانع
حملها بين يديه قائلاً بمكر :
مش هامك كمان لأ ده لازم كورس تأديب و تهذيب و اصلاح من أدهم
جاء سليم يركض نحوهم قائلاً بطفولة :
ثيب مامي يا بابي
أدهم بمكر و هو يستخدم ذلك المشهد الذي رأه بأحد الأفلام القديمة :
مامي تعبانه يا حبيبي هحوطلها قطرة في عنيها و جاي كمل لعب انت
اومأ له سليم و دخل أدهم للداخل ثم لغرفته التي أصبح يتشاركها معها مؤخراََ و هي توكزه بحدة من حين لأخر لما قال مغلقاََ الباب خلفه و بداخله عزيمة ليجعلها اليوم ملكاََ له و قد حدث ما اراد بدون اعتراض منها لتكن تلك ليلتهم الأولى و التي كانت مليئة بالحب و الشغف بين الأثنان عكس الليلة التي مضت بقسوة و اجبار و نتج عنها الكثير !!!
……..
كانت يركض بغرفة الرياضة الملحقة بالقصر يلكم ذلك الكيس المعلق بيده و بدون قفازات صدره يعلو و يهبط بانفعال لقد ارتكب تلك الفاحشة الكبرى بسبب ذلك المشروب اللعين و الأدهى صدمته باليوم التالي عندما علم انه كان الرجل الأول بحياتها !!!
بكت بقوة و اخذت تكسر اثاث الغرفة حتى شعرت بالتعب و جلست ارضاََ تدفن وجهها بساقها تنتحب بقوة و جسدها يهتز من كثرة البكاء فاقترب منها قائلاً بضيق :
هنتجوز !!!
ظن انها ستوافق على الفور لكنها رفضت و طردته من غرفتها قائلة بغضب :
امشي انا مش عاوزة اشوفك تاني ، انا بكرهك
اخذ يلكم الكيس الخاص بالملاكمة بقوة حتى جرح يده و اخذت الدماء تسيل منها ، لقد مر شهر و هو لا يستطيع تخطي تلك الليلة و ما حدث بها بحياته لم يقترب من اي امرأة و عندما يفعل يكون مخموراََ و مع تلك بل الاهم من ذلك يفعلها و هي لا تحل له
قطب جبينه عندما دخلت الخادمة قائلة باحترام :
في ضيفة عايزة تشوف حضرتك
سألها بضيق :
مين
جاءه صوتها و هي تدخل من الباب قائلة :
انا ، نسرين !!!
انصرفت الخادمة بينما هو اخفى دهشته من تواجدها هنا قائلاً بسخرية :
ايه اللي جابك مكنش ده كلامك من شهر لما قولتي همشي و مش عايزة اشوفك تاني ، ايه اللي جد يعني !!!
اجابته بجدية :
اللي جد اني حامل يا إلياس !!!!
– نعم
قالها بصدمة و هي لا يستوعب ما قالت
اجابته بجدية و ضيق :
اللي سمعته ، انا حامل !!!!
هل تعلم شعور ان يسقط دلو ماء مثلج يسقط فوق رأسك في ليلة شتاء قارصة هكذا كان شعوره !!
كل ما خرج من بين شفتيه و لا يزال في حالة صدمة شديدة و تيه :
العمل ايه
اجابته بضيق :
انت بتسألني انا ، انا لسه عارفه انهاردة الصبح
ثم تابعت بتساؤل :
انت عايز البيبي و لا لأ
اجابها بضيق :
اجابتي هتفرق في حاجة
اومأت له قائلة :
طبعاََ لأني مش ناوية اقتل ابني بأيدي حتى لو مش طايقه ابوه
نهرها بحدة قائلاً :
بلاش طولة لسان قال يعني انا اللي هموت عليكي
ثم نظر لها بشك و لسانه يريد نطقها لكنه صمت لترى هي نظراته و تفهم بما يفكر
لتضحك بسخرية قائلة :
بلاش نظرة الشك دي ، انت كنت اول راجل يلمسني اظن انت اتأكدت يعني ده ابنك
ثم تابعت بضيق :
انا كل اللي عوزاه منك شهادة تثبت ابوتك ليه لاني مش عايزة ابني يعيش اللي عيشته زمان
سألها بتعجب :
ايه اللي عيشتيه زمان !!!
لم تجيب و اكتفت بالصمت الذي عم الغرفة لدقائق طويلة قطعه هو قائلاً :
هتجوزك
اومأت له قائلة بجدية :
وهتطلقني بعد ولادته جواز على ورق بس
نفى برأسه قائلاً :
مش هيحصل
– يعني ايه !!!
اجابها بصرامة :
ده ابني انا كمان و مش هسمح انه يبعد عني و لا يجي الدنيا يلاقي امه و ابوه منفصلين و اعقده
ثم تابع بسخرية و هو يرد لها كلماتها :
هستحمل و امري لله حتى لو مش طايق امه
قولتي ايه
صمتت لوقت طويل ثم قالت بضيق و غل :
موافقة !!!
كانت صدمة للجميع عندما أعلن رغبته بالزواج منها خاصة حين قال انه سيتزوجها بنهاية الاسبوع سيكتب كتابه فقط بدون زفاف و بالفعل تم الزواج تحت دهشة و زهول الجميع مما فعل خاصة ان يوسف لم يكمل الشهر على وفاته لا احد يعلم انه كان مجبوراََ !!!!
……..
– الف مبروك يا بني ، ربنا يباركلك فيها
قالتها خالة عمر فقد تعرفت عليها بأكثر من زيارة لقد دخلت قلبها على الفور و خاصة و هي ترى تعلق الصغيرة بها و حنان سارة عليها
+
عمر بابتسامة سعيدة و هو يعلم ان تلك الكلمات تعني انها وافقت على رغبته بالزواج منها :
الله يبارك فيكي يا خالتي
لقد حاول مع والده اكثر من مرة لكن الرفض كان جوابها بكل مرة حتى يأس من اقناعه لكنه هون على نفسه بأنها مسألة وقت لا اكثر حتى يتقبلها والده !!!!
……..
↚
بقصر العمري
دخلت برفقته للغرفة الخاصة به وقفت امام الفراش كذلك فعل هو ينظرون له لدقائق بصمت
قطعه هو قائلاً و هو يجلس بهدوء على طرف الفراش :
اقعدي يا نسرين
جلست بجانبه بهدوء تعجب منه هو ليتحدث اخيراََ بعد صمت دام لوقت ليس بقليل :
انا و انتي عارفين سبب الجواز ايه و انا و انتي يهمنا مصلحة اللي في بطنك دلوقتي عشان كده انا مش عايز اطلق ، انا مش عايز اعقد ابني و اشتته بيني و بينك و مش عاوز اعيد تجربة حصلت زمان مع غيري عشان كده مش ناوي اطلق
تنهد قائلاً بصعوبة :
انا مش بطلب منك حاجة مستحيلة شغلك هساعدك تنقليه هنا و جوازنا عايزاه على ورق موافق و لو عايزاه حقيقي بردو موافق اللي بطلبه منك ان يكون فيه بينا احترام و انك تحافظي على اسمي
اجابته بحزن :
انا كمان مش عايزة ابني يعيش اللي عيشته زمان عشان كده هستحمل عشانه ، جوازنا على ورق بس عايزة منك وعد
– وعد ايه !!!
رددت بجدية :
لو مقدرتش استمر هتديني حريتي
اومأ لها قائلاً :
ابني مش هيسافر و يبعد عني لو حصل و انفصلنا
اومأت له بصمت لم يكن يتخيل احداََ منهما ان يتم زواجه بيوم من الأيام بتلك الطريقة لم يتمنى هو ان يحدث ذلك و لا هي ايضاََ لكن هما هنا الآن بسبب ليلة واحدة ترتب عليها كل شيء
بحياتها اشياء كثيرة غامضة لا يعرفها رغم بحثه وراءها لكنه لا يجرأ على السؤال ، لكنه يشعر ان وراء تلك النسرين الكثير !!!
……..
زفاف بسيط بأحد الأماكن التي تطل على النيل لم تشأ ان تجرح مشاعر خالة زوجها و ام زوجته الراحلة بنفس الوقت و ايضاََ لم تعد تلك المظاهر تعني لها كما كان الحال في السابق
لقد حضرت حياة برفقة زوجها بدر و ايضاََ حضر جمال برفقة زوجته و ابنه مازن و زوجته لم يشأ جمال ان يخذلها و يتركها بيوماََ كهذا اكراماََ لشقيقه الراحل بينما إلياس رفض الحضور و كذلك رفضت مهرة و اوس فما فعلته بالاثنان لا ينتسى !!!
بينما ادم و زينة و فرح و امير و كذلك ريان و ندا حضروا الزفاف على مضض حتى و ان لم يتقبلوها لكن لم يشأ احدهما ان يرفض طلب حياة التي ترجتهم قائلة :
البنت ملهاش حد عشان خاطر ابونا اللي يرحمه بس نقف جنبها الليلة و منسبهاش لوحدها قدام الناس ، انا و انتوا متأكدين انها اتغيرت فعلا و منكم مش قادر يسامح حقه ، لكن ع الاقل اليوم ده نكون معاها هي محتاجة لينا
بينما حضر من اهل عمر شقيقه حسن و خالته برفقة ابنتها نهى و خطيبها و والده رفض الحضور كم الم ذلك قلبه كم اراد ان يشاركه والده فرحة ذلك اليوم لكنه لم يفعل !!!
جلس المأذون بين عمر الذي يضع يده بيد جمال لكن قبل ان يرددوا خلفه شعر عمر بيد توضع على كتفه من الخلف التفت ليجد والده انتفض بمكانه بسعادة قائلاً :
بابا !!!
اجابه بثبات يعكس عيناه التي تنظر له بعتاب :
مقدرتش اسيبك في يوم زي ده ، مهنتش عليا زي ما انا هنت عليك يا عمر
قبل عمر يده و رأسه قائلاً بسعادة :
عمرك ما تهون يا بابا ، بس انا لأول مرة اعمل حاجة مبسوط بيها لو مكنتش جيت فرحتي كانت هتفضل ناقصة من غيرك يا حبيبي
عانق ابنه بحنان بينما حسن ابتسم بسعادة كان متأكد ان رغم صلابة والدهم و قسوته في بعض الأحيان عليهم إلا انه لن يقدر ان يفوت يوماََ كهذا
تجاهل طه النظر لسارة مما اشعرها بالحرج و ألم ذلك قلبها لكنها تغاضت عن كل ذلك و لم تشأ ان تضيع فرحة يوم كهذا يكفي حزنها لعدم وجود والدها الروحي الذي تمنت ان يكون الآن بدلاََ من جمال يسلمها بيده لعريسها
انهى المأذون الأجراءات اللازمة مردداََ :
بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير
قبل عمر جبين سارة ليتعالى التصفيق بالمكان ، ما ان غادر المأذون صدح بالمكان موسيقى هادئة للرقص افتتحها عمر و سارة بفستانها الأبيض الذي كان برغم بساطته إلا انه كان انيقاََ جداََ
ثم اخذ يتبعهم الجميع كلاََ منهم يراقص زوجته على انغام الموسيقى الهادئة يهمس بأذنها اعذب الكلام
…….
كانت تتمايل معه على أنغام الموسيقى و هو يتأملها بحب و هي تتحاشى النظر له خجلة و بشدة
لكنها تخلت عن خجلها قائلة بصدق :
انا عارفه يا عمر اني مهما حاولت تداري انك اكيد خايف ، خايف على بنتك مني و خايف لاخذلك تاني
كاد ان يتحدث لكنها سبقته قائلة بصدق :
انا بوعدك يا عمر ان بنتك بنتي و عمري ما هخون ثقتك ابداََ و هحاف…….
ابتسم قائلاً بحب :
لو لسه عندي شك فيكي يا سارة مكنتيش هتبقي مراتي و على اسمي
ابتسمت برقة ليردد هو بحب مقبلاََ جبينها :
انا بحبك
ابتسمت بخجل و هو يهمس لها بأعذب الكلام بينما والده لم تنزل عيناه من عليها لا يقدر على تقبلها زوجة لابنه لكنه سيعمل جاهداََ على ان لا يحتك بها او يتحدث معها
……..
كان بدر يراقص حياة يهمس بأذنها بحب :
هو فيه جمال كده
ضحكت بخفوت ثم اومأت له برأسها قائلة :
اممم فيه ، عيونك الجُمال عشان شايفني حلوة
التمعت عيناه بمكر قائلاً بسعادة و هو يقبل وجنتها :
لأ ده احنا اتطورنا اوي و بقينا نعرف نقول كلام حلو
ابتسمت حتى ظهرت اسنانها قائلة بمرح :
مش عاوز خلاص بلاش
اجابها سريعاََ بلهفة :
مش عايز مين استهدي بالله كده الكلام اخد و عطا
ضحكت بسعادة من طريقة حديثه قائلة بحب صادق و هي تستند برأسها على صدره :
بحبك اوي يا بدري
…..
بينما ادم كان يتمايل مع زينة على انغام الموسيقى
هامساََ بأذنها بحب :
بحبك يا زينة حياتي
ابتسمت بسعادة قائلة :
عارف يا ادم انا بجد مش مصدقة نفسي ، مش مصدقة لحد دلوقتي اني بقيت مراتك و عندنا ولاد كمان من كُتر ما حلمت بكل ده مش مصدقة انه حقيقة
قبل جبينها بحب قائلاً :
لأ صدقي يا زينة حياتي ، ادم بقى ملكك و ليكي و بين ايديكي و رهن اشارة منك لو طلبتي روحه مش هيأخرها عنك ابداََ
ابتسمت بسعادة حتى ظهرت أسنانها البيضاء معانقة اياه بقوة و سعادة
……..
نفس الحال مع امير و فرح الذين يتمايلون على أنغام الموسيقى مثل الباقين لكن الفرق ان ذلك الماكر لم يرحم جسدها من لمساته الوقحة في الخفاء و الأخرى تكاد تنصهر مش شدة الخجل قائلة :
بس بقى
غمزها قائلاً بمشاكسة :
بس انتي و بطلي تحلوي كل يوم عن الأول
ضيقت عيناها و هي تسأله بحدة :
يعني لو ما بقتش احلو زي ما بتقول هتبطل تحبني و تعمل كده
شاكسها قائلاً :
اووو ده الموضوع عجبك بقى بس بتتقلي عليا
وكزته بصدره قائلة بغيظ و حرج :
بلاش قلة ادب
ضحك بقوة قائلاً بعشق :
بغض النظر عن انك زي القمر و تسحري بجمالك اي حد ، بس انا محبتكيش عشان جمالك يا فرح و إلا كان ممكن احب اي بنت حلوة بس انا حبيت روحك و قلبك الطيب حبيت فرح المجنونة اللي دخلت قلبي من و احنا عيال صغيرين ، الصراحة مش عارف اعد ليكي بحبك على ايه و لا ايه كلك على بعض تتحبي ، انتي هدية ربنا ليا يا فرح على سنين كتير عدت عليا في عذاب
نزلت دموعها من كلماته المعبرة عن عشقه و حبه الشديد لها و الذي تشعر هي به نحوه اضعاف ذلك بكثير لتحتضنه بسعادة قائلة بحب :
بموت فيك يا أميري
ابتسم مشدداََ من عناقها قائلاً بحب :
و الأمير بيحب أميرته
…..
بينما ريان كان يتمايل مع ندا على انغام الموسيقى بحب صحيح ان تلك القصيرة التي بين احضانه الآن كثير من الأوقات تثير غضبه بأفعالها لكنه يعشقها لا يتخيل يومه من دونها، يعلم تمام العلم انها تحبه و انها فقط تتصرف بعفوية بدون تفكير
ابتسم ما ان شعر بها تقف على اطراف اصابعها مقبلة وجنته برقة و خجل ثم عادت مثلما كانت لكن امير ذلك المشاكس لم يستطيع ان يصمت عندما رأها تقبل شقيقه ليطلق صفيراََ ينظر لشقيقه بمشاكسة لتخجل ندا و تسرع بدفن وجهها بصدر زوجها بخجل
ليهمس هو بأذنها بمشاكسة :
مكسوفة من بوسة ع الخد اومال لو……
قاطعته قائلة بخجل قبل ان يكمل حديثه الذي مؤكد سيكون مخجل جداََ :
بس بس ، خلاص يا انا غلطانة مكنتش…..
اطبقت بأسنانها على شفتيها بخجل و لم تستطع ان تكمل ليضحك هو بخفوت و عيناه تتابعها بمشاكسة قائلاً بحب :
طول عمرك مجننة اهلي بس اعمل ايه بموت فيكي
ضحكت بسعادة قائلة :
انت كمان مجنني باللي بتعمله بس اعمل ايه بموت فيك
رفع حاجبه قائلاً :
مين اللي مجنن مين يا مؤمنة انا بردو
اومأت له قائلة بدلال :
ايوه مجنني ، العيون الزرق دول مجنني و جودي القمر ده كله على بعضه مجنني
ثم تابعت بغيرة و ضيق :
مش كفاية بتحمل معاكسات البنات ليك و الكومنتات اللي على صورك ع السوشيال ميديا و كل اللي في المستشفى عندك بيحسدوني عليك و نفسهم يبقوا مكاني
ضحك بخفوت قائلاً بحب :
كل ده كلام متحطيهوش في بالك المهم انا اختارت مين و بقيت لمين و بحب مين يا قلب ريان
ابتسمت بسعادة قائلة :
بقيت ليا و بتاعي و مش هسمح لأي واحدة تاخذك مني و لو حصل هقتلك انتي و هي
قالت الأخيرة بغيرة و تملك ليضحك هو بقوة جاذباََ اياها لاحضانه بسعادة و حب
……..
بينما على الناحية الأخرى بالفيلا كان اوس يجلس على تلك الارجوحة التي اصرت مهرته على ان تكون بشرفة غرفتهم الواسعة ، يجلس و يضعها على قدمها ينظرون للسماء بشرود اجفلت هي منه على صوته قائلاً بابتسامة :
سرحانة في ايه يا حوريتي
ضمت نفسها لاحضانه اكثر قائلة :
بفكر كان ايه اللي هيحصل لو صدقت كلام صحبتي زمان و بعدت عنك لما قالت انك بتاع بنات و بتلعب عليا عشان تقرب مني مش اكتر و اني ممكن في يوم اندم
سألها بابتسامة و هو يعبث بيده بخصلات شعرها الناري :
ندمانه بقى !!!
اعتدلت حتى تنظر له قائلة بحب صادق :
لو صدقتها كان ده هيبقى ندمي الوحيد يا اوس ، انت احلى حاجة في حياتي السعادة اللي بجد عيشتها معاك ، صحيح عدت علينا فترة صعبة زمان بس انت عوضتني بحبك و حنانك ، انا خسرت بابا و بعدين ماما و كنت فاكرة اني بقيت وحيدة في الدنيا خلاص لكن انت ظهرت و بقيت ضهري و سندي و ادتني عيلة مفيش احسن منها و ادتني حب يكفي الدنيا بحالها
ابتسم بسعادة قائلاً بعشق :
لو انا اديتك كل دول فأنتي ادتيني الاهم ، الحب اللي معشتهوش غير معاكي ، ادتيني سعادة عمري ما كنت هحلم بيها ، جبتيلي الدنيا مالك و بقيت بابا كمان قريب اوي هتجيبيلي ابن تاني صحيح كان نفسي يبقى بنوتة و اسميها ليلى بس كل اللي يجي من ربنا كويس ، سعادة عمري ما عيشتها انتي خلتيني احس بيها معاكي يا مهرة
ثم تابع بعشق قبل ان تختفي الكلمات و تصمت الألسنة و يبدأ حديث من نوع اخر :
بحبك يا حوريتي
………
بقصر الجارحي كانت هنا تجلس على الفراش برفقة ادهم يشاهدون احد افلام الكرتون برفقة طفلهم الذي يتوسط الفراش و امامهم العديد من المسليات كان سليم و هنا يشاهدون الفيلم باندماج شديد سرعان ما توسعت اعين هنا عندما شعرت بيد تتسلل أسفل التيشرت الخاص بها تتحسس ظهرها بجراءة بالطبع عرفت من انه هو ذلك السافل زوجها الذي اصبح يستغل كل فرصة حتى يتقرب منها !!
نظرت له بحدة حتى يبتعد لكي لا يلاحظ الصغير لكنها غمزها بوقاحة و تابع ما يفعل و هي تحاول ان تبعد يده حتى لا يلاحظ الصغير
سرعان ما سعلت بقوة عندما قال أدهم للصغير بمكر :
سليم حبيبي الفيلم خلص روح لتيته عشان تنيمك عشان انا لازم احط لماما قطرة في عنيها أصلها بتوجعها اوي اوي
قال الاخيرة مصاحباََ اياها بغمزة ماكرة من عيناه دون ان يلاحظ سليم الذي نفذ ما قال والده و ما ان اغلق ادهم الباب خلفه انهالت عليه هنا تلكمه بيدها بصدره قائلة بغيظ :
قليل الأدب و سافل و متربتش ازاي تعمل كده
تراجع للخلف لتفعل هي المثل قائلاً بوقاحة :
لأ ازاي ده بقى يطول شرحه تعالي عشان اقولك عملي يا هنايا
ركضت بعيداََ عنه قائلة بتحدي :
بس يا سافل بعينك مش هيحصل اللي في بالك
ركض خلفها بأنحاء الغرفة بتحدي سرعان ما صدح صوت ضحكاتهم السعيدة بالمكان ليمسك بها اخيراََ فحملها بين يديه يلقي بجسدها على الفراش يدغدغها بمرح و هي تضحك بقوة دقائق طويلة كرت عليهم حتى اراح جسده على الفراش و هي بحضنه قائلة بسعادة :
انا مبسوطة اوي يا أدهم
ابتسم قائلاً بحب و سعادة مماثلة و هو يشدد من عناقها :
انا مبسوط اكتر يا عيون ادهم
ثم تابع بندم :
حقك عليا سامحيني على غبائي و على سنين ضاعت من عمرنا بسببي و…….
وضعت يدها على شفتيه تمنعه من استكمال حديثه قائلة بحب :
مسمحاك يا أدهم ، بلاش نفتح في الماضي كل حاجة انا نسيتها و مش عايزة حاجة من الدنيا غير اني افضل جنبك انت و سليم
ضمها لأحضانه بقوة يحمد لله بداخله انه جعلها من نصيبه مرة اخرى و عادت السعادة التي افتقدها منذ زمن لقلبه بفضل وجودها بجانبه
بينما بالأسفل كان يجلس كلاََ من قاسم و قمر و سليم و فاطمة يتسامرون ، ركض سليم إلى جدته قائلاً ببراءة شديدة :
آنا بابي قالي اجيلك تنيمني عشان هو بيحط لما دوا في عنيها
ضحك الجميع بعد جملة الصغير مدركين المغزى وراء كلمات ادهم الوقح ليكن اول المعلقين قاسم ضارباََ كف بأخر :
اقسم بالله الواد ده مترباش !!
…….
الخمسة مجتمعين بحديقة الفيلا بذلك الوقت المتأخر بعدما عادوا من الزفاف كما طلبت حياة بينما بدر اخبرها ان تهاتفه عندما تنتهي حتى يأتي ي و يأخذها للمنزل
أوس بتساؤل :
الأميرة الصغيرة عايزانا في ايه
ثم تابع بحدة :
اوعي يكون بدر مزعلك و مخبية
ضحكت حياة و هي تنفي برأسها قائلة بصدق :
ممكن اي حد يزعلني الا بدر
ريان بغيرة و عتاب :
بدر بس
ابتسمت قائلة بحب :
انتوا الأول و بعدين بدر ، انا عارفه انكم غيرانين منه بس عايزاكم تعرفوا ان مفيش حد ممكن ياخد مكانكم و لا حتى بدر ، احنا عيشنا مع بعض عمر بحاله ع الحلوة و ع المرة مرينا بكتير و شوفنا حاجات كتير و كلها اتجاوزنها و وصلنا للي احنا فيه دلوقتي
ابتسم الأربعة بسعادة سرعان ما حلت الصدمة ممزوجة بسعادة و اعين تلمع بالدموع عندما قالت حياة فجأة :
انا حامل !!
ثم تابعت بابتسامة :
كنت حابة انكم تعرفوا قبل اي حد بس حصل اللي حصل بقى و بدر و العيلة كلها في البيت عرفت
تلك الصغيرة التي تربت بين يديهم كبرت بل ستصبح اماََ لطفل عن قريب كم سريعة هي الأيام جذبها ادم لاحضانه بسعادة و كلاََ منهم اخذ يعانقها بسعادة مهنئين اياها بعيون تلمع بالدموع
ثم عم صمت بالمكان قاطعه ريان قائلاً بابتسامة :
حد كان يصدق ان حياتنا تتغير بالطريقه دي
ربنا زي ما خلانا عشنا وجع عوضنا وخلانا نعيش سعاده مكناش نتخيلها ابدا
امير بابتسامة هو الأخر :
الحق هو اللي بينتصر في الاخر مهما طول على ما يظهر بس في الاخر هو اللي بينتصر
تمسك الخمسة بيد بعضهم البعض بحب لتردد حياة بابتسامة و هي تتبادل النظرات مع اخوانها :
كنا ضحايا ماضي صعب ، كان صعب على واحد فينا يتخطاه بس احنا عملنا كده و قدرنا
أوس متابعاََ بابتسامة و كأن كلاهما يعد الأخر :
هنفضل طول العمر سوى ايد في ايد مهما مر علينا هنفضل سوى
ابتسم الخمسة بسعادة محتضنين بعضهم بحب
……..
تمت بحمد الله ♥️