رواية رزقني الله بحبه بدر وهبه كاملة جميع الفصول بقلم نسمة مالك
رواية رزقني الله بحبه بدر وهبه كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة نسمة مالك رواية رزقني الله بحبه بدر وهبه كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية رزقني الله بحبه بدر وهبه كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية رزقني الله بحبه بدر وهبه كاملة جميع الفصول
رواية رزقني الله بحبه بدر وهبه كاملة جميع الفصول
سطعت شمس نهار جديد..
بمنطقه شعبيه تمتاز بعائلات من الطبقه المتوسطه..
وعائلات اخرى من الطبقه الفقيره جداا..
أستيقظ بطلنا بالصباح الباكر كعادته على صوت والدته الحنون..
زينب:ايوب..ربطت على كتفه..اصحى يا ضنايا الشمس طلعت..وضعت كف يدها على رأسه وبدأت تقرأ ما تيسر من القرأن الكريم حتى انتهت..
بحب قبلت جبهته واكملت بغضب مصتنع..
اصحى بقى يا واد..هعملك طعميه سخنه تستاهل بوقك..
ببطئ..فتح عيناه السوداء ذات الرموش الكثيفه واعتدل جالسا وهمس بسره..
ايوب:اصطبحنا وأصطبح الملك لله..نظر لوالدته ببتسامه..
صبحك الله بالخير يا امه..
زينب:صباحك رضا ورضوان وجنه من الرحمن يا قلب امك..
يله قوم صبح وشك واتوضى وصلى وتعالى افطر معايا قبل ما تنزل على اكل عيشك..
ايوب:بعتاب..برضو نزلتى يا امه..اقترب منها وقبل يدها بعمق..السلم يتعبك يا حبيبتى..عايزه اى حاجه صحينى وانا اجبهالك..
زينب:ببتسامه..متخفش على امك يا ضنايا..
ربطت على وجنتيه بحنان..قلب امك لسه بخير بفضل ربنا وعشانك يا ايوب والا مكنش يستحمل اللى اخواتك عملوه ووقف من القهر والحسره يا ابنى..
ايوب:بلهفه..بعد الشر عليكى يا ام ايوب..قبل جبهتها..
ربنا يباركلى فى عمرك ولا يحرمنى منك ابدا..
تنهد بألم..واخواتى ربنا يهديهم..ادعلهم يا امه..
زينب:دعيلهم ودعيالك يا ضنايا..ربطت على كتفه..
على ما تدخل الحمام اكون حضرتك الفطار..
ابتعد بنظرها عنه واكملت بتوتر..
وابقى ارجع على المغربيه يا ايوب علشان هنروح مشوار..
ضيق ايوب عيناه ونظر لها بستغراب وبتسائل تحدث..
ايوب:مشوار ايه يا امى؟!!..اتسعت عيناه بصدمه وبزهول اكمل..اوعى تقوليلى عايزه تروحى لاخواتى تانى..
زينب:بضحكه متألمه..نروحلهم تانى هههههه..علشان يطلبولنا البوليس المرادى..اغمضت عيونها بعنف تحاول التحكم بدموعها..لا يا حبيبى مش هنرحلهم..نظرت له وابتسمت بفرحه..هنروح نخطبلك..
ايوب:بعدم فهم..نعم؟!!..تخطبى لمين؟!..
زينب:اخطبلك انت يا ضنايا..التمعت عيونها بالدموع..
نفسى افرح بيك واشيل ولادك يا ايوب..
ايوب:بصرامه..امه..انا مش هتجوز واجيب واحده اظلمها معايا..
زينب:يا ابنى ربنا ما يجيب ظلم..والعروسه اللى انا اخترتهالك بنت حلال عارفه كل ظروفك وراضيه بيك..
ايوب:امممم..ومين بقى العروسه دى..نظر لها بتحذير..
اوعى تقولى حبيبه بنت عم محمد..
زينب:بفرحه طفوليه..هى يا واد..بت زى البدر..
ايوب:ببتسامه..عارف حبيبه يا امه..غمز لها بشقاوه..
دى احلى من البدر كمان..
زينب:هههههه..اه منك يا واد انت..يعنى لامح البت وعارف انها بتتمناك..
ربطت على ظهره بحنان..البت ادب واخلاق وانا بعتبرها بنتى اللى مخلفتهاش وبمشيئه الله ربنا هيجعلهالك عوض وفرحه عن كل اللى شوفته فى حياتك يا حبيبى..وبالقرشين اللى معاك هنج..؟!!..
قطع حديثها ايوب برجاء..
ايوب:امه..شيلى الموضوع دا من دماغك خاااالص..
امسك كلتا يدها بين يديه وبدموع تحدث..
الفلوس اللى معايا دى فلوس عمليتك انا مش هاخد منها قرش لنفسى..وهفضل انحت فى الصخر واشتغل كل حاجه واى حاجه يجيلى منها قرش بالحلال لحد ما اكمل المبلغ اللى الدكتور قال عليه وتعملى العمليه وتخفى وترجعى احسن من الاول يا ست الكل..
زينب:ببكاء..انا مش هعمل عمليات يا ايوب انا الحمد لله كويسه..وانت هتتجوز حبيبه يعنى هتتجوزها..
ايوب:اهدى يا امه بلاش عياط علشان خاطرى..
زينب:بصرامه..انا خت معاد من اهل حبيبه علشان نروح نخطبها..
ايوب:بزهول..واهلها واقفو؟!..ابتسم بألم..ولا انتى مقولتيش ليهم سبب الزياره؟!..
زينب:بصدق..انا قولتلهم هنيجى المغربيه نشرب معاكم الشاى..
نظرت له بتمعن..لكن حبيبه انا قولتلها اننا هنطلبها وهى موافقه..
ايوب:بتنهيده..هى اه..اهلها مستحيل يا ام ايوب وخصوصا امها..
زينب:بغضب..مستحيل ليه ان شاء الله..وانت فيك ايه يتعيب ان شاء الله..دا انت كل الحته بيحلفو بأخلاقك وادبك واولهم ام حبيبه..نظرت له برجاء..علشان خاطرى يا ضنايا تعالى معايا نطلبها وارمى حمولك على الله..وصدقنى يا ابنى اول ما تطلب حلال ربنا هتلاقى باب رزق اتفتحلك من حيث لا تحتسب..
ايوب:بنفاذ صبر..حاضر يا امه..انا هريحك..وهجى معاكى نطلبها..بس مش عيزك تزعلى لما يرفضونى..
زينب:بفرحه عارمه..قلبى بيقولى حبيبه هتبقى مراتك يا ايوب..واطمن يا حبيبى مش هيرفضوك وبنتهم عيزاك..
حرك ايوب راسه بالايجاب وابتسم لها ابتسامه باهته وهمس بسره بأسف..
ايوب:انا هخلى بنتهم ترفضنى..اغمض عينه بعنف..
وتشلينى من دماغك خالص يا حبيبه..
ولكن عذرا ايوب انت ليس برأس حبيبه..انت داخل اعماق قلبها..
..استوووووب..ايوب زيدان..30 عام..شاب شديد الوسامه بملامح يظهر عليها الشقى.يمتاز باخلاقه العاليه وطبعه الهادئ..حاصل على الشهاده الاعداديه..
ولم يكمل تعليمه وبدا يعمل باحدى الورش حتى يستطيع تعليم اشقائه..
يقيم مع والدته بغرفه صغيره ببيت عائله والده..
.................................................
بمنزل أخر..تمتلكه عائله مستوره الحال..
الاب..محمد موظف بأحدى الهيئات الحكوميه..
الام..نجوى..موظفه ايضا بمكتب بريد..
كعادتهم..استيقظو بالصباح الباكر استعدادا لعملهم..
محمد:صباح الخير يا ام هبه..
نجوى:بضيق..اهو صباح والسلام..
محمد:بستغراب..مالك يا وليه..ايه البوز اللى على الصبح دا..
نجوى:بتحذير..محمد..قولى الحقيقه..انت ايوب ابن عم زيدان الله يرحمه طلب منك ايد حبيبه؟!..
محمد:بصدق..لا..ابتسم بتمنى..بس يا ريت والله..دا واد جدع وبميت راجل والف واحده تتمناه..
نجوى:بعلو صوتها..الا بنتى يا حبيبى..هو جدع وراجل اه وانا اشهد بكده..لكن مش معنى كده انى اجوزه بنتى..
محمد:يا وليه بقولك مطلبهاش اصلا تقوليلى مش هجوزهاله..
نجوى:نفخت بضيق..امه قبلتنى عند محل الطعميه وقالتلى هنيجى المغربيه نشرب معاكو الشاى انا وايوب..
محمد:بفرحه..يا الف مرحب..ينورو..
نجوى:انت فرحان كده ليه؟!!..
محمد:ومفرحش ليه..ايوب راجل انا اتمنيته فى يوم لواحده من بناتى وبما ان هبه اتجوزت يبقى ربنا يكتب حبيبه من نصيبه..
نجوى:بغيظ..انت عايز تجننى يا راجل انت..عايز ترمى بنتك لواحد فقير دقه محلتوش اللضه..لييييييه..بيره ولا معيوبه علشان ترميها الرميه دى؟!..
محمد:بتعقل..بقولك ايه..اهدى وصلى على النبى كده يا ام هبه وافتكرى ان الفقر مش عيب..وادعى ربنا انهم يطلبو حبيبه وتكون من نصيبه لأن ايوب هو اللى هيصونها ويحطها جوه عيونه..تنهد بألم..مش هيعمل زى جوز بنتك الصايغ اللى مجننها وراه ومخليها تلف حولين نفسها من اللى بيعملو فيها..
نجوى:بأصرار..سيبك من كل الكلام دا..كلامك دا ميأكلش عيش..هبه بنتى متجوزه اكبر صايغ فى شارع الصاغه مخليها برنسيسه احسن لبس واحسن اكل بيجبهولها..
وانت عايز تجوز اختها لواحد هيجوعها وينيمها من غير عشا..دا على جثتى يا محمد..
محمد:بيأس..انا اتاخرت على شغلى..وهكون فى انتظار الناس فى المعاد..نظر لها بتحذير..واوعى تكسفيهم او تقولى اى كلمه تحرجهم يا نجوى..الناس ياخدو واجبهم ونشوفهم عايزين ايه بالذوق والادب لان مهما كان دول جيرنا فى الاخر..
نجوى:بتنهيده..حاضر يا محمد..بس يكون فى معلومك اللى انا عيزاه هو اللى هيتنفذ..
محمد:بصرامه..اللى حبيبه عيزاه هو اللى هيتنفذ..انا مش هغصب بنتى على حاجه ولا همنعها من حاجه هى عيزاها..
نهى جملته وانتفضت بفزع حين أسرعت ابنته بفتح باب غرفتها وركضت نحوه بكل سرعتها احتضنته بحب شديد وببكاء تحدثت..
حبيبه:يا حبيبى يا بابا..قبلت وجنته..ربنا ميحرمنيش منك ابدا يارب..
محمد:ببتسامه..ولا منك يا حبيبه ابوكى..
نجوى:بغضب..الله الله دا انتو طبخنها سوا بقى وانا اخر من يعلم..
محمد:بغضب مصتنع..اوعى يا حبيبه من وشى اخرتينى على الشغل برغى امك دا..غمز لها وبهمس اكمل..اجرى على اوضك امك لو مسكتك هتعملك شورما..
اؤمئت حبيبه له بطاعه وفرت هاربه على غرفتها..لتنادى عليها نجوى بغضب وغيظ شديد..
نجوى:بتجرى يا حبيبه..طيب وحياه امك لما ارجعلك من الشغل..نظرت لزوجها بشرار..رغى امك ها..مسحت على ذقنها باصابع يدها واكملت بوعيد..ماشى..اما وريتك انت وبنتك مبقاش انا نجوى..
بينما داخل غرفه حبيبه..
تقفز بفرحه عارمه على سريرها وبضحك وبكاء بان واحد تحدث نفسها بعدم تصديق..
حبيبه:هتجوز بيبو..أخرجت صوره صغيره له اخذتها من والدته تخبئها بجوار قلبها قبلتها بعشق..ربنا حققلى حلمى وهتجوزك يا ايوب..ضمت الصوره لصدرها..
اااه لو تعرف انا بحبك اد ايه..
رفعت عيونها للسماء وبتوسل همست..
يااارب اجمعنى بيه فى الحلال باقرب وقت يارب..
..استووووب..حبيبه..20 عام..بغايه الرقه والجمال..
تمتاز ببرائه ملامحها وطيبه ونقاء قلبها..بتالته كليه تجاره..
↚
..ايوب..
بتردد..يخطو لداخل منزله ويعاود مره اخرى للخارج..
وبتنهيده همس بسره..
ايوب:اااه يا ام ايوب..يعنى اعمل ايه انا فى التدبيسه اللى انتى عايزه تدبسينى فيها دى..اغمض عيناه بعنف وبغصه همس..انا عارف لو اتجوزتك يا حبيبه هتبقى احلى واجمل تدبيسه فى حياتى بس مش هينفع..مش هينفع يا حبيبه اظلمك معايا..رفع عيناه للسماء وبتوسل شديد همس..
يااارب افرجها من عندك..واكتبلنا الخير يارب..
اخذ نفس عميق وصعد الدرج على عجل..
وصل للغرفه الذى يقيم بها مع والدته..لتقابله والدته بعبوس وتتحدث بغضب طفولى..
زينب:بحسبك مش هتيجى على المغربيه زى ما قولتلك كنت خاصمتك وزعلت منك..
ايوب:بحب..مقدرش على زعلك يا ام ايوب..
اقترب منها قبل يدها وجبهتها وبتعقل اكمل..هنروح يا امه بس هكون صريح معاهم وهقولهم كل ظروفى وهما وراحتهم لو وافقو بيا على حالى دا يبقى ربنا يقدرنى وهحط بنتهم جوه قلبى وعنيا..لو رافضونى مش عايزك تزعلى يا امه دى اهم حاجه عندى واعرفى ان كل اللى ربنا ريدهولنا هيبقى خير بأذن الله..
بحنان بالغ..ربطت زينب على ظهره وببتسامه ثقه تحدثت..
زينب:هتوافق..حركت رأسها بالايجاب..حبيبه هتوافق يا ايوب..امسكت وجهه بين يديها..دا انت حلم عمرها ودعوتها الحلوه فى كل صلاه يا حبيبى..التمعت عيونها بدموع..
وانا دعيالك..وقلبى وربى راضين عليك يا ايوب يا ابن زينب..
ايوب:ببتسامه..ربنا يباركلى فى عمرك يا امه..
سحبته زينب للداخل سريعا وامسكت ملابس جديده مكونه من قميص ابيض وبنطلون بلو بلاك وكوتش ابيض واعطتهم له وبفرحه عارمه تحدثت..
زينب:يله يا ضنايا خد دش اوام والبس الطقم الجديد دا واجهز علشان نروح لحبيبه ومنتاخرش عليها..
ايوب:بعتاب..ليه تكلفى نفسك كده يا امه..انا كنت هلبس اى حاجه من عندى وخلاص..
زينب:بعبوس..اى حاجه ايه يا واد..ربطت على كتفه..هو فى عريس يلبس اى حاجه برضو..ابتسمت بسعاده..
ومش اى عريس..احتضنته بحب شديد وببكاء اكملت..
دا ايوب حبيب قلب امه..قبلت كتفه بعمق..سندى وعزوتى وفرحتى فى الدنيا..مسحت دموعها وابتعدت عنه واكملت بامر..يله بسرعه يا ايوب هنتأخر كده على الناس يا ابنى..
ايوب:ببتسامه..حاضر يا ام ايوب..ثوانى واكون جاهز..
دقائق مرت وخرج ايوب لوالدته الجالسه على الدرج تنتظره بهيئه تخطف الانفاس..عدل ياقه قميصه وبصوت حنون تحدث..ايه رايك فى ابنك يا امه..انفع عريس..
رفعت زينب راسها ونظرت له بعيون يملئها الدمع وابتسامه اكثر من رائعه تزين وجهها وبسرها تردد..
زينب:اللهم صلى على النبى..عينى برده عليك يا ابنى..
رفعت يدها للسماء ومن صميم قلبها دعت له..
ربنا يحفظك ويسعدك ويهنيك يا ايوب يا ابن زينب قادر يا كريم يارب..
ايوب:امين يارب..يله بينا..همت زينب بالقيام..لكنها شهقت بعنف حين اقترب منها ايوب وحملها بين يديه كأبنته وهبط بها الدرج..
بخوف وخجل تحدثت زينب..
زينب:نزلنى يا ضنايا علشان متتعبش..
ايوب:تعبك راحه يا امه..
...
..بمنزل حبيبه..
نجوى:بعلو صوتها..اللى انت وبنتك بتعملوه دا غلط..
محمد:بستغراب..غلط فى ايه يا نجوى..
نجوى:بضيق..متفتحش مجال لاى كلام يا محمد..
ايوب وامه ياخدو واجبهم وقبل ما يفتحو فى اى كلام تقولهم حبيبه خطوبتها قريب..
محمد:ببرود..بس كده ابقى بكدب..وانا مش كداب..
نجوى:بغيظ..انت يا راجل انت عايز تفرسنى..انت عايز ايوب يتجوز ابنك؟!..
محمد:لو ايوب طلب منى حبيبه هوافق..ايوب ميتعيبش..
نجوى:لا يتعيب يا محمد..الراجل ميعبوش غير جيبه يا محمد وايوب جيبه فاضى ومخروم كمان يعنى القرش لو داخل فيه بيقع..
محمد:بنفاذ صبر..استغفر الله العظيم..قومى يا ام هبه حضرى حاجه تقدميها للناس اللى جايه دى وانا هشوف حبيبه جهزت ولا لسه..
نهى جملته وتركها وسار نحو غرفه ابنته..ولكنه توقف ونظر لها وبهدوء تحدث..الراجل بأخلاقه وتدينه يا ام هبه..
نجوى:بتأكيد..مش هيحصل يا محمد..جواز بنتى من ايوب المؤدب اللى لابس توب الفقر دا على جثتى علشان تبقى عارف..
محمد:بسره..بامر الله هيحصل يا نجوى..ايوب ونعمه الادب والاخلاق..وهيبقى الزوج الصالح لبنتى بعون الله..
بغرفه حبيبه..
ممسكه بهاتفها تحاول الاتصال بشقيقتها مرارا وتكرارا..
حبيبه:ردى يا هبه بقى..يارب متكونيش بتتخنقى مع جوزك كالعاده..انتبهت على صوت خبط الباب..ادخل..
خطى والدها وتحدث ببتسامه..
محمد:حبيبه ابوها جهزت ولا لسه..
حبيبه:بفرحه..ايوه يا حبيبى انا جاهزه من بدرى بس برن على هبه عيزاها تيجى وتبقى معايا..
محمد:بتنهيده حزن..هبه الله يعنها على حالها ويهدى سرها يا حبيبه..
حبيبه:يارب يا بابا..نظرت له بخجل..بابا حضرتك موافق على ايوب..
محمد:بتعقل..مش لما يطلبك الاول يا حبيبتى..
حبيبه:باحراج..احححم..عندك حق..
محمد:بعبث..طيب لو طلبك انتى هتوافقى..
توردت وجنتى حبيبه بحمره الخجل وبصوت هامس تحدثت..
حبيبه:اللى حضرتك تشوفه طبعا يا بابا..
وهم محمد بالرد..لكن صوت جرس الباب قطع حديثهم..
وانتفض بفزع حين قفزت حبيبه فجأه وبفرحه عارمه وابتسامه بلهاء تحدثت..بابا ايوب جه يا بابا..
محمد:بمزاح..عريس يا ابوى طوخه بس متموتهوش ياابوى..
ضحكت حبيبه بقوه حتى ادمعت عينها واحتضنت والدها بحب شديد..
ربط محمد على ظهرها وبحب تحدث..ربنا يفرحك يابنتى..
نهى جملته وسار للخارج..متجه نحو باب الشقه..
فتحه وتحدث بترحاب..يا الف مرحب بالراجل الجدع..مد يده وسلم على ايوب واحتضنه..نظر لوالدته..يا مرحب يا ام ايوب..ابتعد عن الباب.اتفضلو..
زينب:بسم الله..يارب يا ساتر..
خطو نحو غرفه للضيوف..اجلس ايوب والدته وجلس جوارها..دارت زينب بعيونها وبتسائل تحدثت..امال فين ام هبه..
خطت نجوى للغرفه وتحدثت ببتسامه مصتنعه..
نجوى:انا اهو يا ام ايوب..يا مرحب يا ختى..نظرت لايوب نظره شامله وتنهدت بضيق..ازيك يا ايوب..
ايوب:بحترام..الحمد لله يا خاله..
نجوى:منورنا..
زينب:بفرحه..دا نوركم..نظرت لابنها..اتكلم يا ايوب..
اخذ ايوب نفس عميق ونظر لمحمد وبهدوء تحدث..
ايوب:عمى محمد..طبعا حضرتك عارفنى وعارف كل حاجه عنى انا واهلى..
محمد:ببتسامه..عارف يا ابنى..وسامع وشايف عنك انت بالذات كل خير يا ايوب..
حاول ايوب الحديث ولكنه عجز وباحراج خفض رأسه..
ماذا سيقول له..اطلب يد ابنتك وانا لا امتلك اى شئ اقدمه لها..قرأت والدته ما يدور بعقله..فنظرت هى لمحمد وببتسامه تحدثت..
زينب:احنا جاين انهارده علشان نطلب ايد حبيبه بنتى لايوب ابنى يا ابو هبه..
↚
همت نجوى بالصراخ بوجههم لكن نظره من زوجها اخرصتها وببتسامه تحدث..
محمد:انتى قولتى يا ام ايوب حبيبه بنتك..نظر لزوجته..نادى حبيبه خليها تجيب الشاى يا ام هبه..
بغضب سارت نجوى خارج الغرفه..فنظر محمد لايوب الظاهر على وجهه الحزن وتحدث بدموع..انا بشترى راجل لبنتى يا ايوب..نظر ايوب له بلهفه..فاكمل هو بتاكيد..وحبيبه لو وافقت عليك انا اجهزها واجبهلكم لحد عندكم..
ايوب:بمتنان..ربنا يخليك يا عم محمد..بس لو تسمحلى انا عايز اكلم حبيبه الاول..
محمد:وماله يا ابنى..هب واقفا..عن اذنكم هشوفها واجيلكم..
نهى جملته واتجه خارج الغرفه..لينظر ايوب لوالدته وبعتاب همس..
ايوب:وجعتى قلبى يا ام ايوب..
زينب:بدموع..سلامه قلبك يا قلب امك..ابتسمت له وربطت على كتفه بحنان..هيوافقو يا ايوب..
ايوب:بتنهيده..مش بالسهوله دى يا ام ايوب..
..داخل غرفه حبيبه..
محمد:بهمس..الله..الله..الله..فى ايه يا ام هبه..
اقترب منها سريعا وبعد يدها عن وجه حبيبه..
وبغضب مكتوم اكمل..انتى اتجننتى يا وليه ماسكه البت من خدودها هتخلعيهم فى ايدك..
نجوى:بغيظ..سبنى عليها الحلوه اللى فرحانه بعريس الغفله اللى قاعد بره دا..
نظرت لابنتها بشرار..لابسه ومتشيكه على سنجه عشره والفرحه هتنط من عنيها وهتوج علشان تخرج تقابل ايوب وامه..صفقت بيدها..على ايه يا حسره..
على فقرهم وقله حيلتهم يابت..ولا علشان الواد حليوه شويتين..
ابتسمت بصتناع..حلوته دى مش هتنفعك لما تجوعى من فقره وتتحوجى للى يسوى واللى مايسواش تتسلفى منهم يا موكوسه..لكمتها بقبضه يدها بكتفها بعنف..دا انتى يا بت كان متقدملك صاحب اختك الصايغ وبقيت هبوس رجلك علشان تخرجى تقبليه ولما حنيتى وخرجتى كنتى لابسه جلبيه سوده ولا اللى راحه تعزى..والراجل كان كوم فلوس ماشيه على الأرض..
حبيبه:بدموع..الفلوس مش كل حاجه يا ماما..
وانا واثقه انى لو اتجوزت ايوب عمره ما هيحوجنى لجنس مخلوق..وان كان على فقره فدا ميعبوش فى اى شئ..
محمد:بفرحه..يعنى انتى موافقه عليه يا حبيبه..
حبيبه:ببكاء..لو حضرتك وافقت طبعا..
محمد:بتعقل..طيب امسحى دموعك واغسلى وشك وتعالى سلمى عليهم..ميصحش نسبهم لوحدهم كده..
اسرعت حبيبه نحو المرحاض وغسلت وجهها ونظرت لهيئتها بالمرأه وأخذت نفس عميق وسارت نحو والدها امسكت يده وهمو بالخروج لتوقفهم نجوى وتتحدث بغضب مجنون..
نجوى:انت وبنتك هتخلونى اخرج عن شعورى واطرده من بيتى رغم ان امه حبيبتى..
محمد:بتهديد..اعملى كده يا نجوى..وانتى تبقى طالق..
نهى جملته وسحب ابنته واتجه للغرفه الجالس بها ايوب ووالدته..
بخطى مرتعشه وقلب ينبض بجنون وعيون تلتمع بالعشق..
خطت حبيبه خلف والدها خافضه وجهها ارضا بخجل..
حبس أيوب انفاسه وأغمض عيناه بعنف ومن ثم رفع رأسه ونظر بتجاه حبيبه التى رفعت رأسها هى الأخرى ونظرت بتجاهه لتتقابل عيونهم بنظره تحمل الكثير والكثير..
نظره عاشقه..هائمه منها هى..تخبره بعيونها كم تعشقه..
ونظره عاتبه..راجيه منه هو..يخبرها بعيناه..
رفقا بقلبى يا من تملكين قلبى..
هبت زينب واقفه واقتربت من حبيبه احتضانتها بحب وبفرحه تحدثت..
زينب:ماشاء الله بدر منور يا حبيبه..جذبتها من يدها واجلستها بينها وبين ايوب..تعالى اقعدى جنب عريسك..
...
..بشقه فخمه يبدو عليه الثراء..
تقيم بها هبه الشقيقه الكبرى لحبيبه بينهم عام واحد فقط..هبه ب21من عمرها..
وزوجها سيف النورى..
صاحب مصوغات النورى..شاب ب33من عمره..
صعب الطباع..صارم وشديد وعنيف ايضا فى كثير من الاحيان..
ببكاء وصراخ حاد..يدوى صوت احدهم بأرجاء المكان..
هبه:برجاء..اااااااااه..حرام عليك يا سيف..بكت بنحيب..
ايدى هتتكسر فى ايدك..
ذاد من الضغط على يدها اكثر وببتسامه مصتنعه تحدث ببرود تام..
سيف:تتكسر يا بوبا..مال على أذنها واكمل بعلو صوته..
علشان لما تبصلها وهى مكسوره تفكرى كويس قبل ما تغلطى يا مدام..نظر لعيونها الباكيه واغمض عيناه بعنف وبلحظه كان سحبها من خصرها لداخل حضنه بقوه ارتطمت بصدره العريض بعنف وبحنان مسد على شعرها وبتنهيده اكمل..
قولتلك قبل كده اسمعى كلامى اللى بقولهولك واتقى غضبى يا هبه..ضغط على خصرها بكف يده جعلها تتأوه بعنف..
تقومى تخرجى من غير علمى والقيكى قدامى فجأه فى المحل..
حاولت هى الابتعاد عنه..لكنه شدد من احتضانها اكثر..
لتهمس هى بصعوبه من بين شهقاتها..
هبه:عايزنى اسمع كلامك وافضل فى بيتك نايمه على ودانى وانت بتخونى فى المحل بتاعك..رفعت رأسها ونظرت له بعيون يغرقها الدمع وبوعيد اكملت..والله يا سيف لو شوفت الزباله اللى بتجيلك المحل دى ما هرحمها وهفضل اطب عليك فجأه كده لحد ما اقفشك واعملك فضيحه فى المحل وقدام اهلك واهلى كمان لو مبطلتش عمايلك دى..
سيف:ببتسامه ساخره..وعلى ايه دا كله؟!!..
ملس على وجناتيها بأصابعه وبهدوء مريب همس..طيب ما نطلق وكل واحد يروح لحاله احسن من الفضايح..
نظر لعيونها بتمعن..ايه رأيك؟!!..
هبه:بلهفه..ياريت..ظهرت الفرحه على وجهها..طلقنى يا سيف..
ابتلعت غصه مريره..طلقنى وادينى ابنى وانا هتنزلك عن كل حقوقى وامشى ومش هتشوف وشى تانى..
بغضب عارم..جز على اسنانه بعنف وفجأه صفعها على وجهها بكل قوته جعلها تفقد توازنها واوشكت على السقوط ارضا..
لكنه أحكم يده حول خصرها لصقها به اكثر..وبعلو صوته تحدث..
سيف:لدرجاتى مش طايقه عشتك معايا يا هبه؟!..
هبه:بنهيار..وانت شايف عميلك دى تطاق..
لكمته على صدره بكلتا يدها..ابعد عنى انا بكرهك..
أمسك وجهها بين يديه لينصدم من الدماء التى تسيل بغزاره من فمها وانفها..أخذ نفس عميق ووضع جبهته على جبهتها وبأمر تحدث..
سيف:اكرهينى براحتك..بس هتفضلى على زمتى..ومستحيل اطلاقك يا هبه..مسح بأنامله دموعها والدماء من انفها وفمها واكمل..ارضى وعيشى وانتى ساكته..وبلاش شغل المفتش كرومبو اللى انتى بتعمليه دا لانه بيجبلك الضرب..
هبه:بضحكه سخريه..وانتى عارف اللى بيضرب مراته دا بيبقى ايه؟!!!..نظرت له بستحقار..بيبقى معدوم الرجوله..
نظر لها قليلا..واستدار عنها موليها ظهره وبعنف مسح بكف يده على وجهه وشعره كمحاوله منه لتهدئه وتيره غضبه وبتحذير تحدث..
سيف:اجرى يا هبه..نظرت له بستغراب..ليكمل هو بغضب عارم بعلو صوته..اجرررررى من قدامى يا هبه وادخلى اوضك واقفل على نفسك بالمفتاح..نظر لها بعيون يتطاير منها شرار..
لو ضربتك دلوقتى مش هخلى فى جسمك حته سليمه..
دفع بقدمه طاوله زجاج صغيره سقطت ارضا وتحطمت لأشلاء وبصراخ أكمل..اجررررررى بقولك..
بفزع ورعب..بل هلع..ركضت هبه من فوق قطع الزجاج التى جرحت كلتا قدميها جروح نافذه..ولكنها لم تنتبه لهم وفرت نحو غرفتها غالقه الباب خلفها تاركه اثر دمائها بكل خطوه خطتها..
وبوهن..جلست أرضا ضامه قدميها لصدرها مستنده برأسها على ركبتيها تبكى بنحيب بصوت مكتوم..
لتنتبه لصغيرها الذى بدأ بالبكاء..
بلهفه..مسحت دموعها وحاولت النهوض ولكنها شعرت بألم حاد بقدمها..اعتدلت جالسه ونظرت لمكان الالم..
لتنصدم من هيئه قدميها المنغرز بها الكثير من قطع الزجاج..
ابتعدت زاحفه عن الباب وببكاء حاد صرخت بأسم زوجها..
هبه:سيييييف..تأوهت بعنف..ااااااه سيييييف الحقنى..
يجلس هو مستند بمرفقيه على ركبتيه واضعا رأسا بين يديه..
ليخترق سمعه صوتها المتألم..
هب واقفا واسرع بالركض نحوها..لتتسع عيناه على اخرها حين لمح دمائها المتناثره بكل مكان سارت منه..
ليصرخ بأسمها برعب..
سيف:هبه؟!!.
↚
بعد مرور أسبوع..
حبيبه..
مقيمه بغرفتها لا تغادرها..
ممتنعه عن الحديث وعن الطعام ايضا..
جالسه على سريرها تضم قدميها لصدرها مستنده بذقنها على ركبتيها دموعها تسيل على وجناتيها بلا توقف..
أغمضت عيونها بعنف لتنهمر دموعها بغزاره اكثر حين تذكرت انها كانت على وشك تحقيق حلمها والزواج بعشق قلبها..
ولكن؟!..والداتها دمرت هذا الحلم..
..فلاش بااااااااااااك..
أيوب..
بطوله الفارهه يقف امام حبيبه ينظر داخل عيونها لاول مره بعمق وتمعن شديد..
حبس انفاسه وحاول السيطره على نبضات قلبه المتسارعه بسبب نظرتها العاشقه له التى تعصف بكيانه..
وبجديه تحدث..
أيوب:حبيبه..بعشق وشغف وشوق تأملت هى ملامحه وببتسامه أكثر من رائعه همست..
حبيبه:نعم..يا ايوب..
نطقها لأسمه ببتسامتها الرائعه اذابت قلبه..
دار بعيناه بأنحاء الغرفه كمحاوله منه الهروب من عيونها التى تأسره بجمالها وبرائتها..تنهد بصوت مسموع وبفخر تحدث..
أيوب:انا ايوب ذيدان عندى 30سنه مكملتش تعليمى علشان اشتغل واصرف على امى واخواتى بعد موت ابويا..
والحمد لله ربنا قدرنى وعلمتهم احسن تعليم..
ابتسم بألم..بس هما لما وقفو على رجليهم واتعينو فى مناصب كويسه الحياه شغلتهم عنى انا وامهم شويه..ودلوقتى انا وامى عايشين فى اوضه وصاله فوق السطوح وانا شغال أرزاقى على باب الله بكسب قوتى بدراعى وبعرق جبينى بحلال ربنا..
نظر لوالدته ببتسامه..وكل قرش بشتغل بيه بشيلو لعمليه امى اللى بأمر الله هتعملها قريب وهتخف وتبقى احسن من الاول..نظر لحبيبه..وكنت ناوى معملش اى حاجه لنفسى لحد ما اطمن عليها..بس هى مصره تجوزنى ومصممه عليكى انتى بالذات يا حبيبه ولخاطرها انا جيت معاها انهارده نطلب ايدك..عبست حبيبه بملامحها ونظرت له بعتاب..
تخبره بعيونها ايعقل انك أتيت الى اليوم لخاطر والدتك فقط..
تفهم هو نظرتها جيدا فبتسم لها ابتسامته المهلكه وبتمنى اكمل..ولأنى بصراحه اتمنى انك تكونى مراتى..
تنهد بصوتا مسموع..واغمض عيناه بعنف واكمل ببتسامه راضيه..انا جيلك انهارده يا حبيبه وكنت ناوى اكرهك فيا علشان ترفضينى..حرك رأسه بالنفى..
بس مقدرتش..لأنى مش عايزك تضيعى منى..
بدموع فرحه عارمه ابتسمت له حبيبه وبرجاء همست..
حبيبه:كمل يا ايوب..انا سمعاك..
اخذ نفس عميق واقترب منها خطوه واحده وبهمس اكمل..
ايوب:بتنهيده..توافقى تتجوزينى بعد كل اللى قولتهولك دا؟!..همت حبيبه بالرد..اشار هو لها بصمت وبتأكيد تحدث..
قبل ما تردى لازم تعرفى انى مش هسيب أمى..
هنعيش معاها..
نظرت له حبيبه ببتسامه خجوله..ووجهت نظرها لوالدها بعيون تلتمع بالدموع وبستحياء همست..
حبيبه:اللى بابا يقول عليه..
محمد:بتعقل..ان كان عليا انا موافق طبعا..نظر لايوب..
انا مش هلاقى راجل احسن منك يا ايوب يكون جوز بنتى..
نظر لحبيبه..وانتى ليكى مطلق الحريه فى رأيك يا بنتى..
خفضت حبيبه رأسها بخجل والتزمت الصمت قليلا وأخذت نفس عميق ورفعت رأسها نظرت لعيون ايوب بعشق شديد ظاهر بعيونها..وهمت بالحديث..
لتقاطعها والداتها سريعا ونظرت لوالدته ايوب وتحدثت بصرامه..
نجوى:ايه يا ام ايوب هو سلق بيض ولا ايه..
نظرت لايوب..انت عايزها تقولك موافقه ولا لا دلوقتى..
سبها براحتها يا ايوب..نظرت لابنتها بشرار..
خليها تفكر كويس وتدورها فى دماغها يومين تلاته كده وبعدين هنرد عليك..
زينب:بعتاب..هو احنا اغراب ولسه هتسالو علينا يا ام هبه علشان تقولى سبونا يومين تلاته..حبيبه دى انا بعتبرها بنتى اللى مخلفتهاش..نظرت لها بتمعن..
ولا تكونى مش موافقه على ايوب يا نجوى؟!..
نجوى:بندفاع..الصراحه من غير زعل يا زينب ايوه انا مش موافقه..متزعليش منى يا اختى كل ام عايزه الراحه والهنا لولادها..
زينب:بتنهيده..ومين قالك ان ايوب مش هيهنى حبيبه ويريحها..
نجوى:بلويه فم..منين يا زينب..هيهنيها منين يا حبيبتى..
ما انا عارفه البير وغطاه..
زينب:وهى الراحه والهنا عندك فى الفلوس يا نجوى؟!..
حركت رأسها بالنفى..الفلوس دى اخر حاجه تفكرى فيها لو فعلا يهمك راحه بنتك..
نجوى:بغضب..انا بنتى الكبيره متجوزه جوازه ابهه..
واختها لازم تبقى زيها مينفعش تبقى اقل منها..نظرت لأيوب..
وحبيبه لو اتجوزت ايوب مش هتبقى اقل من اختها بس..
حركت رأسها بالنفى..دى هتبقى اقل من الناس كلها..
همت زينب بالرد عليها لكن صوت ايوب الصارم قطعهم..
ايوب:بتعقل..كفايه يا امه..نظر لنجوى..عندك حق يا خاله وكلامك احترمه طبعا..نظر لمحمد..
بس انا طلبت ايد حبيبه من والدها..راجل البيت..
امسك يد والدته وسار بها للخارج وببتسامه نظر لمحمد الواقف بأحراج..
هستنى ردك يا عم محمد..نظر لوالدته نظره حانيه..
يله يا أمه..
نظر لحبيبه الملتزمه الصمت..لينصدم من وجهها الذى شحب للغايه..وعيونها التى امتلئت بالدموع..
تنظر هى له بستغاثه كمن اوشكت انفاسها على الانقطاع..
تترجاه بعيونها الا يستسلم..الا يتركها..
وبصعوبه حركت شفاتيها دون أصدار صوت بكلمه واحده فقط..
حبيبه:أيوب..أكملت بسرها..انا موافقه اتجوزك..
بقلبه..استمع لهمسها..فحرك رأسه لها بالايجاب وابتسم ابتسامه مطمئنه يخبرها بعيناه..
أصمدى حبيبتى لن تكونى لغيرى..
..نهايه الفلاش بااااااااك..
صوت والدها الحنون انتشالها من شرودها..
محمد:بقلق..ايه يا حبيبه..نظرت له بعتاب..اغمض عينه هو بعنف وجلس بجوارها وربط على ظهرها بحنان وبتعقل تحدث..يا بنتى ليه بس كل زعلك دا..انا قولتلك انى موافق على ايوب..بس خلصى السنه اللى فضلالك فى الجامعه وهو يكون ربنا رزقه وعمل العمليه لوالدته وبعد كده اللى ريده ربك هيكون..امسك وجهها بين يديه واكمل بتسائل..
انتى مش واثقه فى كلامى ولا ايه؟!..
حبيبه:ببكاء..طبعا واثقه فى كلامك يا بابا..بكت بنحيب..بس مكنتش متخيله ان جوازى من ايوب هيعمل مشكله كبيره كده بينى وبين ماما..اذدات حده شهقاتها..
دى قالتلى مش هتدخلى بيت ولا هتكلمنى لو اتجوزت ايوب يا بابا..
محمد:يا بنتى قالتلك كده وقت غضب..وانتى عارفه امك بتطلع تطلع وتنزل على مافيش..يله قومى اغسلى وشك وتعالى معايا نطمن على اختك اللى بقالها اسبوع تقول كل يوم جايه ومبتجيش..تنهد بضيق..
ربنا يستر ومتكنش متخانقه مع جوزها..
↚
حبيبه:بأسف..وهى حتى لو متخانقه معاه هتقولنا..
ما انت عارف بنتك يا بابا مبطلعش اسرار بيتها لاى حد..
محمد:طيب يله قومى البسى خلينا نروحلها..
حبيبه:مش قادره يا بابا..هبقى اروحلها انا يوم تانى..
محمد:بخبث..طيب يا حبيبه ابوكى هروحلها انا وبالمره هفوت على أيوب علشان سمعت ان والدته تعبت و؟!..
قطع حديثه حين قفزت حبيبه سريعا واحتضنته بحب شديد وصرخت بفرحه عارمه..
حبيبه:ثوانى واكون جاهزه يا احلى اب فى الدنيا..
نهت جملتها واسرعت باحضار ثيابها وركضت نحو المرحاض..
محمد:هههههههه..قال مش قادره قال..
بقلم نسووم نسمة مالك
..بشقه سيف وهبه..
بدموع منهمره..تقف هبه امام احدى الغرف مستنده على الحائط تستمع لحديث زوجها بهاتفه..
سيف:وانتى كمان واحشتينى..
الفتاه:بميوعه..وانت اوى يا بيبى..هشوفك امتى بقى..
سيف:اول ما اخرج هكلمك ونتقابل..
الفتاه:انت بقالك اسبوع فى البيت مع النكديه بتاعتك..
مستحمل نكدها ازاى بس يا سيفو..
سيف:لا ما انا واكلها علقه ورجليها الاتنين متعورين ولازم اعلاجها دى مرات سيف النورى برضو..
الفتاه:عندك حق..لازم تعالجها علشان تستحمل العلقه الجايه ههههههه..
سيف:ايه يا روح امك انتى هتنسى نفسك انتى كمان ولا ايه..
الفتاه:مقدرش انسى يا سيفو..انت عارف انا بموت فى ضربك..ضحكت بميوعه..ضرب الحبيب زى اكل الزبيب..
سيف:طيب يله اقفلى واستعدى كويس لمقابلتنا..هتتقطعى..
الفتاه:بوقاحه..بموت فى تقطيعك..
سيف:امممم..طيب اعملى حسابك هتجيلى الشقه انهارده..
الفتاه:اجيلك ازاى ومراتك موجوده؟!..
سيف:لا ما هى خفت شويه و انا هوديها عند اهلها انهارده تكمل علاجها عندهم..
الفتاه:طيب واهلها لما يعرفو انك السبب فى اللى حصلها ممكن يطبو علينا فى الشقه..
سيف:بثقه..مراتى مبتنطقش بحرف من اللى بيحصل بنا لمخلوق..ويله اقفلى على ما انا اوديها لاهلها واكلمك..
بخطى متعبه أسرعت هبه بالسير نحو غرفتها بقلب ينزف ألما..
اقتربت من دولابها وجلبت بعض الثياب لها واتجهت نحو الحمام غالقه الباب خلفها..مستنده عليه بظهرها تبكى بصوت مكتوم واضعه يدها على فمها تكتم شهقاتها بصعوبه..
خطى سيف داخل الغرفه يبحث عنها بجوار صغيره النائم لم يجدها..اقترب من الحمام وخبط عليه وتحدث بتسائل..
هبه انتى جوه..
اخذت نفس عميق وتنحنحت كمحاوله منها لاخراج صوتها طبيعيا..
هبه:ايوه..ثوانى وخارجه..
سيف:طيب بسرعه علشان والدتك واختك كلمونى من شويه وقالو جاين فى الطريق..
سارت هبه نحو حوض الاستحمام ونزعت ثيابها وفتحت المياه ووقفت اسفلها لتنهمر المياه عليها اختلطت بدموعها المنهمره بغزاره على وجناتيها..
دقائق مرت عليها وهى تبكى وتبكى حتى هدأت واستقرت على قرار وحسمت امرها ان لا راجعه بقرارها هذا..
اغلقت المياه وسحبت منشفه كبيره لفتها حول جسدها واتجهت للخارج..
لتنصدم بسيف الواقف أمام الحمام وبلحظه كان مال عليها حملها بين يديه وسار بها نحو اقرب مقعد جلس وجذبها على قدمه وبعتاب تحدث..
لما عايزه تاخدى شاور مقولتليش ليه وانا اساعدك..
تنظر له بعيون شديده الاحمرار..ويظهر عليها اثر البكاء بوضوح..وببتسامه حزينه وهدوء على غير عادتها همست..
هبه:محبتش اتعبك انا بقيت كويسه..لفت يدها حول رقبته والتصقت به اكثر وبعبث اكملت..تحب اثبتلك انى بقيت كويسه..
ينظر لها بتفاجئ..وضمها لحضنه اكثر وبأنفاس لاهثه همس..
سيف:أثبتى..
احتضنته بكل قوتها وقبلت عنقه قبلات صغيره متفرقه اطاحت بعقله وبصوت مبحوح همست بين كل قبله واخرى..
هبه:واحشتنى..اوى..يا سيف..
رفعت وجهها ونظرت لعيناه بعمق واكملت..يا جوزى وابو ابنى..
ضيق سيف عيناه ونظر لها بشك قليلا..وبأمر تحدث..
سيف:وحبيبك..امسك وجناتيها بين اصابعه..حبيبك وجوزك وابو ابنك يا هبه..نهى جملته وهجم على شفاتيها بقبله لهوفه جائعه يخبرها بها انها ملكه وحده وستظل للابد..
قبله اتى بعدها الكثير والكثير جعلهم غير منتبهين لجرس الباب ولا لبكاء الصغير..ساحبها هو لعالمه الخاص مستمتع بستسلامها له..غافلا عن أنثى اصبحت نار اسفل رماد وانفجار ثورتها وغضبها سيعصف بالأخضر واليابس..
...
ايوب..
بصدمه يستمع للطبيب المعالج لحاله والدته..
الطبيب:بعمليه..والدتك حالتها خطيره وقلبها مش هيستحمل اكتر من كده لازم تعمل العمليه فى اقرب وقت..
ابتلع ايوب ريقه بصعوبه وبرجاء تحدث..
ايوب:طيب ممكن حضرتك تعملها العمليه بالمبلغ اللى معايا واوعدك هقسطلك الباقى على دفعات..
الطبيب:باسف..مش هينفع يا ايوب..تكاليف العمليه والمستشفى والعنايه كبيره ولازم تدفع كامله قبل العمليه..
حرك ايوب راسه بالايجاب وحمل الاشاعات والاوراق الخاصه بوالدته وبرضا وثقه بقضاء الله تحدث..
ايوب:ربنا هيسهلها وهيفرجها من عنده باذن الله..
متشكر اوى يا دكتور..
ركض لخارج المشفى بقلب يبكى دما..ملامحه صارمه جامده لا تبدى اى رد فعل..ولكن قلبه يبكى ويصرخ الما وقهرا..
ظل يركض بلا هواده..لا يعلم الى اين يذهب..وماذا يفعل لينقذ والدته الحبيبه..حتى وجد نفسه يقف امام الشركه الذى يعمل بها أشقاءه..اشتعلت عيناه بغضب عارم..سيفعل اى شئ وكل شى حتى ينقذ والدته..
اقترب من ألامن الخاص بالشركه وبصرامه تحدث..
قول للمدير جوز الست صاحبه المخروبه دى اخوك الكبير بره..
الامن:باسف..الباشا قايلى لو لمحتك هنا امشيك ولو حتى بالضرب والا هيقطع عيشى..
ايوب:ببتسامه مصتنعه..طيب جرب تمد ايدك عليا كده وشوف انا هعمل فيك وفى اللى مشغلك ايه..
نهى حديثه ودفعه بعنف وسار لداخل الشركه بخطوات شبه راكضه متجها نحو المكتب الخاص بالمدير وكلا من يقف بطريقه يلكمه بعنف..
حتى وصل لمكتب شقيقه وبكل عنف خبط الباب فتحه ليهب ايمن واقفا ويتحدث بغضب..
ايمن:ايه اللى بيحصل دا..اتسعت عيناه بصدمه حين لمح شقيقه الاكبر يقف امامه بوجه يشتعل بالغضب..
ابتلع ريقه بصعوبه وبخوف همس..ايوب..
اقترب منه ايوب حتى توقف أمامه وبعنف القى الاشاعات والتحاليل الخاصه بوالدته بوجهه وبعلو صوته تحدث..
ايوب:امك اللى حايشنى عنك انت واخوك بين الحيا والموت..قبض على رقبته بعنف..امى لو جرالها حاجه اقسم برب الكون لهدكم زى ما بنتكم..
...
بمنزل ايوب..
زينب:برجاء وتعب شديد..نفسى احضر كتب كتاب حبيبه وايوب قبل ما اموت يا ابو هبه..بكت..انت موافق على ايوب وحبيبه كمان موافقه وان كان على نجوى لما تشوف اللى ايوب هيعمله لبنتها هتغير رايها وهتوافق هى كمان..
محمد:طيب كفايه كلام يا ام ايوب علشان متتعبيش زياده..
حبيبه:بدموع..كفايه يا امى كلام ارجوكى..
امسكت زينب يد حبيبه وبوهن اكملت..اوعى تبعدى عن ايوب يا حبيبه..والله يا بنتى ايوب ابنى هيحطك جوه قلبه وعينه..
حبيبه:بثقه..عارفه يا امى..
نظرت زينب لوالدها..بحلفك بالله تفرحنى بيهم يا ابو هبه..
حبيبه:ببكاء..بابا بعد اذنك انا مواقفه..
محمد:بتنهيده..لما ايوب يجى بس..صمت لوهله..
يجيب المأذون ويبقى على بركه الله يا بنتى..
↚
..ايوب..
على ركبتيه..يجلس أرضا أمام والدته..
ممسك بكلتا يدها يقبلها مرات ومرات بعمق شديد وببتسامه وعيون لامعه بالدمع تحدث..
ايوب:بأذن الله هتخفى وترجعيلى يا ام أيوب..
تنظر له زينب بحب شديد..وعيون يغرقها الدمع..
وبرضا تام بقضاء الله همست..
زينب:ولو أراد ربك وخد أمانته ومت يا أيوب..
أمسكت وجهه بين كفيها تربط عليه بحنان بالغ وببتسامه من بين كم دموعها اكملت..هموت وانا راضيه عنك وقلبى دعيلك يا ضنايا..
بلهفه..أرتمى أيوب بحضنها..يحتضنها بكل قوته..
ويده تربط على رأسها وظهرها كأنها أبنته الصغيره وليست والدته..
وبيقين شديد بالله تحدث..
ايوب:بأذن واحد أحد هترجعيلى يا ام أيوب..
ابتعد عنها وامسك وجهها بين يديه وببتسامه اكمل..
انا وافقت ولادك على سفرك بعد ما اتأكدت ان الدكتور اللى هيعملك العمليه من اشطر الدكاتره..
بتفاجئ نظرت له زينب..وبفرحه عارمه همست..
زينب:انت روحت لاخواتك وقبلتهم يا أيوب؟!..
أيوب:بأسف..ايوه روحتلهم وقبلتهم..كان لازم أروحلهم يا امه..اغمض عينه بعنف..مش هقف اتفرج والتعب بيزيد عليكى..قبل جبهتها..انا اعمل المستحيل ولا اشوفك لحظه بتتألمى يا امه..
زينب:بتنهيده..انا عارفه يا ضنايا..واخواتك والله يا ابنى ما واحشين..بس الدنيا اللى لهتهم ودلعك ليهم كمان يا ايوب هو اللى عمل فيهم كده..بس فى الأخر هيرجعو لحضنك وهيندمو على بعدهم عنك..
ايوب:بثقه..وانا لو عايز ارجعهم لحضنى وأربيهم من اول وجديد هعملها وحالا..انتى بس اللى منعانى عنهم يا أم ايوب..نظر لعيونها بتوسل..يعنى بأمر الله تخفى وترجعيلى فى أقرب وقت بدل ما أعلق ولادك من عرقوبهم..
غمز لها بشقاوه..وانتى عارفه قلبت أيوب..
زينب:بخوف..انت مش هتيجى معايا يا أيوب؟!..
أبتلع ايوب غصه مريره حين تذكر جمله القاها شقيقه على سمعه جعلت قلبه ينشطر لنصفين..
..فلاش بااااااااك..
بتوتر وخوف ملحوظ تحدث ايمن..
أيوب انا هسفر أمى لاحسن بلد فيها دكاتره متخصصه لعمليات القلب بكل انوعها..لكن انت مش هينفع تسافر معها..
ولو صممت تسافر معها يبقى خليها هى معاك..
نظر له ايوب بتسائل..فبتلع الأخر ريقه بهلع وبتقطع اكمل..مراتى واهلها انا مفهمهم ان والدتى عايشه فى شقه والدى ورافضه تسبها..خفض عينه بخزى..ومقولتش لحد فيهم ان ليا أخ اكبر منى..يعنى مينفعش حد منهم يشوفك معها والا كده هطلع كداب قدامهم ومراتى صعب التفاهم معها وممكن بيتى يتخرب فيها..
خصوصا لما تعرف ان عم عيالى جاهل وصنايعى..
ينظر ايوب له ببتسامه هادئه يخفى خلفها انكسار وحرقه قلبه..وبهدوء مريب تحدث..
أيوب:الجاهل..الصنايعى اللى بتقول عليه دا..خلاك مهندس وأخوك دكتور..رسم الجمود على ملامحه واكمل..
انا موافق..مش هسافر مع أمى..وهديك كل قرش انا شيلته لعمليتها شوف انت هتحط عليه اد ايه وعرفنى وانا وعد عليا لردلك كل قرش هتصرفه عليها من اول سفرها لحد ما ترجعلنا بألف سلامه ووعد الحر دين عليه..وأول ما امى تقوم بالسلامه تجبهالى..
ايمن:بجحود..طبعا هجبهالك..وساعتها ياريت تنسانى خالص انا واحمد اخوك..
أيوب:امك ترجعلى بألف سلامه ومش هوريك وشى تانى لا انت ولا الدكتور اللى مستخبى منى ومش راضى يقابلنى..
نهايه الفلاش بااااااااااك..
فاق من شروده على صوت والدته الحنون..
قال تيجى معايا قال..دا انا نسيت صحيح..مش هينفع تيجى معايا يا واد..
ايوب:بستغراب..ليه بقى ان شاء الله..مش عيزانى معاكى ولا ايه يا زينبو..
زينب:مستغناش عنك يا ابن قلبى..أخذت نفس عميق وبأمر أكملت..
يله قوم ألبس الطقم الجديد بتاعك علشان تودينى عند حبيبه..وتروح تجيب المأذون..بكت بفرحه..
الف مبروك يا ضنايا ابو حبيبه وافق تكتب على حبيبه الليله..
ايوب:بزهول..انتى بتقولى ايه يا امه؟!..هب واقفا واكمل بغضب..مش هينفع اكتب عليها دلوقتى خالص وانا ايدى فاضيه يا امه..
زينب:بصرامه..واد انت انا عايزه أفرح بيك قبل ما اعمل العمليه..افرض مت وانا بعملها؟!!..
قطعها ايوب بلهفه..
ايوب:بعيد الشر عنك يا ام ايوب..اقترب منها واحتضنها..ربنا يحفظك ليا ولا يحرمنيش منك يا غاليه..
زينب:برجاء..يبقى ريح قلبى واكتب على حبيبه..
ابتسمت بحب..حبيبه دى دعوتى ليك فى الفجريه يا ايوب..هبقى مطمنه عليك وهى على زمتك..
أخذ ايوب نفس عميق ونظر لوالدته بعتاب وبتنهيده تحدث..
ايوب:مقدرش اكسرلك كلمه يا امه..
...
..بمنزل حبيبه..
بجنون تتحدث نجوى..
انت بتقول ايه يا راجل انت..نظرت لابنتها..بنتى مين اللى كتب كتابها انهارده..أقتربت من حبيبه الواقفه بجوار والدها ممسكه بذراعه بخوف ونظرت لها بتفحص..ايه الفستان السكرى اللى أنتى لبساه دا يا بت..نظرت لوجهها..حطالى ميكياج..أمسكت التاج الصغير الذى يزين حجابها..ولابسالى تاج؟!!..نظرت لزوجها..ما تفهمنى ايه اللى بيحصل بدل ما ارقع بالصوت ويقولو الوليه اتجننت..
محمد:بهدوء..ام هبه..انتى عارفه ان أم ايوب تعبانه وحالتها خطيره..
نجوى:بهدوء ما قبل العاصفه..اه سلامتها الف سلامه..هبقى اروح ازورها ان شاء الله لما رجلى تخف..
لوه فمها اكثر من مره..اصلهم قعدين على السطوح وانا ركبى بتوجعنى من السلم..
محمد:بيأس..أستغفر الله العظيم..نظر لها بصرامه..اسمعى يا نجوى..الست اترجتنى تشوف كتب كتاب ابنها قبل ما تعمل عمليه خطيره ياعالم هتقوم منها ولا لاء..وانا موافق على ايوب..نظر لأبنته..وبنتى اللى هى العروسه موافقه هى كمان..يبقى خير البر عاجله وزغرطى يا ام هبه..
نجوى:بغضب عارم..ازغرط اييييه وزفت اييييييه عليا وعلى سنينى..انت بتقول ايه يا راجل انت..اترجتك تشوف ابنها عريس..قومت انت مجمله بعروسه متجهزه احسن جهاز وهو مجبش اشايه حتى؟!!..انت بترمى بنتك بالرخيص يا محمد..
محمد:بالعكس..انا بشترى لبنتى راجل يصونها ويتقى الله فيها ويحطها جوه عنيه وهيعيشها سعيده ومبسوطه..
نظر لها بأسف..كفايه أختها اللى مشوفتش نظره سعاده فى عنيها من ساعه ما اتجوزت الصايغ اللى انتى طالعه بيه السما ودايما عيونها دبلانه وحزينه..صمت لوهله وبتحذير أكمل..
أسمعى يا نجوى..انا قولت كلمه ومش هرجع فيها انهارده كتب كتاب حبيبه على ايوب..باركى لبنتك وخديها فى حضنك وخلى الليله تعدى على خير بدل ما أخلى الماذون اللى هيكتب كتابهم يطلقنا..
نجوى:بوعيد..بقى كده يا ابو هبه..ابتسمت بصتناع..ماشى..وماله..نظرت لابنتها..وبعنف خبطتها على كتفها..مبروك يا هه عروسه..
حبيبه:بتألم..اااه..احححم..الله يبارك فيكى يا ماما..همست بأذن والدها..بابا انا خايفه من ماما.. كلم هبه خليها تيجى تبقى معايا..
محمد:متخفيش يا حبيبتى..انا مش هسيبك..وهبه انا كلمتها قالتلى جايه هى وجوزها فى الطريق؟!!..قطع حديثه حين خبطت هبه خبطتها المعهوده على باب الشقه وتحدثت بعلو صوتها..
هبه:افتحى يا عروسه..لولولولولولولى..
ركضت حبيبه سريعا وفتحت الباب وارتمت بحضن شقيقتها تحتضنها بحب شديد..بادلتها هبه حضنها هذا بحب اشد وبدموع همست بأذنها..الف مبروك يا حبيبتى..
حبيبه:بفرحه..الله يبارك فيكى يا هبه..نظرت لسيف الواقف بالخارج حامل بيده الصغير..وبلهفه اقتربت منه وحملته عنه وقبلته بجنون..سفيان ياروح قلب خالتو انت..تحتضنه بقوه..
واحشتنى يا روحى..
سيف:ببرود..مبروك يا حبيبه..
حبيبه:الله يبارك فيك..اتفضل..
↚
جذبته هبه من يده وخطت للداخل واقتربت من والدها احتضنته بحب..
محمد:بعتاب..كده يا هبه تغيبى عننا كل الغيبه دى..
نظر لسيف..ازيك يا سيف..
هبه:حقك عليا يا حبيبى..ابتلعت غصه مريره وببتسامه تخفى بها دموعها اكملت..مش هغيب عليكم تانى..
سيف:الحمد لله يا عمى..وعلشان تعرف انك غالى عندى انا وهبه..نظر لزوجته..انا هسيب هبه وسفيان معاكو كام يوم..
ببتسامه مصتنعه نظرت له هبه وسارت نحو والدتها الجالسه واضعه يدها على وجناتيها ويظهر عليها الغضب الشديد واحتضنتها..
هبه:ست الكل..عامله ايه..عبست بملامحها..موحشتكيش ولا ايه..طيب بلاش انا..اشارت على صغيرها..سيفو موحشكيش..
نجوى:بنظره حارقه لحبيبه..وهو انا حد ناصفنى ولا بيوحشنى غيرك يا هبه يا حبيبه امك..حركت هبه رأسها بيأس من تصرفات والدتها وربطت على ظهرها وسارت نحو شقيقتها حملت عنها الصغير وتحدثت بفرحه..
هبه:ادخلى أوضك يا حبيبه..وانا جايه فى العربيه مع سيف شوفت ايوب شايل خالتى زينب وجاى على هنا..
نجوى:بلويه فم..يا فرحتى..جاى راكب رجله..
نظرت لزوج ابنتها بفخر..طبعا وهو الكحيان دا يعرف يشترى كاوتش حته من عربيه جوزك يا هبه..
صفقت بكلتا يدها..وتلاقيه لابس الطقم اللى كان جاى يطلب ايدك بيه..اكيد محلتهوش غيره..
اقتربت حبيبه من والدتها ومالت على وجناتيها وقبلتها بعمق وببتسامه تحدثت..
حبيبه:عجبنى..وراضيه بيه وبفقره يا ماما..
نجوى:بغيظ..طيب انجرى من قدامى لقوم أجيبك من شعرك تحت رجليا يا حبيبه الكلب..
محمد:بصرامه..نجوى..نظرت له بشرار..مسمعش صوتك تانى..
على مضض..التزمت نجوى الصمت..
فقترب سيف من زوجته ومال على أذنها وهمس بضيق..
سيف:وانا لازم افضل لحد ما يكتبو الكتاب..انا عندى مشوار مهم ولازم امشى..ببطئ..رفعت هبه رأسها ونظرت داخل عيناه وبرجاء همست..
هبه:بلاش يا سيف..
سيف:بتوتر نجح فى اخفائه..بلاش ايه؟!..
هبه:بدموع..بلاش تمشى وتسبنى..خليك معايا..
نظرت لصغيرها..انا وأبنك..
سيف:ما انا جيت معاكى لحد هنا..اروح بقى اشوف مصالحى..
مدت هبه يدها الصغيره وامسكت كف يده ضغطت عليه برفق وببتسامه رقيقه همست..
هبه:حتى لو قولتلك وحياتى عندك خليك معايا؟!..
سيف:بتنهيده..طيب اول ما يكتبو الكتاب همشى..
هبه:موافقه..بس بشرط..نظر لها بحاجب مرفوع..فقتربت هى منه خطوه واحده وهمست بدلع..أيدك متسبش أيدى..
نظرت لعيناه..ولو سبت ايدى..وقفت جواره ولفت يده حول خصرها..تحضنى كده..
سيف:امممم..دا ايه الرضا دا كله..غمز لها..دا انتى راضيه عنى اوى انهارده..همس بأذنها بوقاحه..وكنتى بطل وعجبتينى أوى قبل ما ننزل..لدرجه مكنتش عايز اسيبك..
خفضت هى وجهها بخجل..لتخفى دموعها التى اوشكت على خيانتها والظهور امامه..وبغصه مريره همست بسرها..
هبه:بودعك يا سيف..علشان لما تتحرم منى تتحسر على حضنى ولمستى..
↚
أيوب..
أصر على حمل والدته بين يديه..
سار بها من منزله حتى وصل لمنزل حبيبه..وصعد بها الدرج..
لتخبط زينب بضعف على الباب..فتح محمد وتحدث بفرحه وترحاب شديد..
محمد:يا الف مرحب..اتفضل يا عريس..
خطى ايوب بوالدته ووضعها بحرص على اقرب مقعد..
بوهن..بدات تزغرط زينب بفرحه عارمه..وبعتاب نظرت لهبه ونجوى وتحدثت بأمر..
زينب:ما تزغرطى يابت يا هبه..وانتى يا نجوى زغرطى يا وليه..
بسخريه..بدات تزغرط نجوى بصوت بشع..
لتوقفها هبه سريعا..وتزغرط هى بفرحه شديده نابعه من قلبها لشقيقتها..
وقف ايوب بجوار محمد وهمس بأذنه..
محمد:لو سمحت يا عمى محمد انا عايز اتكلم مع حبيبه قبل ما المأذون يجى..لازم اعرفها كل ظروفى قبل ما اكتب عليها..
محمد:وماله يا ابنى..تعالى معايا..سار به نحو غرفه الضيوف..
ثوانى هندهلك حبيبه..نهى جملته وتوجه نحو غرفه حبيبه خلفه زوجته..دفعت نجوى الباب بعنف وخطت للداخل واقتربت من ابنتها الواقفه بتوتر وفرحه شديده ظاهره على ملامحها وتحدثت بضحكه ساخره..
نجوى:مش قولتلك هيجى بنفس الطقم اللى جه يتقدملك بيه..
محمد:اللهم طولك يا روح..حبيبه تعالى معايا يا بنتى ايوب عايز يقولك حاجه قبل ما المأذون يجى..
اسرعت حبيبه بامساك يد والدها وسارت معه للخارج..
نجوى:بغيظ..اجرى يا شملوله الحقى الكحيان بتاعك..
يقف ايوب مولى ظهره للباب..
بخطى مرتعشه دخلت حبيبه خافضه عيونها أرضا بخجل..
ببطئ استدار ايوب ونظر لها..ليتفاجئ بجمالها وروعه طالتها بفستانها الأوف وايت الرقيق..ذو حزام حول الخصر ذهبى وحجابها الذهبى ومكياجها الهادى الذى ابرز جمال ملامحها وعيونها..
انسحب محمد للخارج تاركا الباب مفتوح..
فقترب ايوب خطوه من حبيبه وهمس ببتسامه عاشقه..
ايوب:حبيبه..بلهفه..رفعت عيونها ونظرت له..ليتأمل هو ملامحها قليلا وبهدوء تحدث..حبيبه أيوب اللى قدامك دلوقتى ميحتكمش على جنيه..كل اللى حوشته فى حياتى حطيته فى عمليه أمى ربنا يقومها بالف سلامه..
فلو وافقتى أكتب عليكى انهارده يبقى هبدأ معاكى من الصفر..
حبيبه:بعشق..ودون لحظه تردد..انا موافقه..وأبدا معاك من تحت الصفر كمان يا أيوب..
أيوب:بفرحه عارمه..أقسملك بالله عمرى ما هخذلك يا حبيبه..
وهعمل المستحيل علشان اسعدك واشوفك مبسوطه..
حبيبه:بثقه..انا واثقه فيك يا أيوب..
خطى محمد لداخل الغرفه وتحدث بستعجال..
محمد:طيب يله يا ايوب يا ابنى المأذون جه..
أخرج ايوب ورقه بيضاء ووضعها أمام حبيبه ووالدها ودون امضته عليها ورقم بطاقته الشخصيه أكثر منه مره وأعطها لوالد حبيبه وتحدث ببتسامه..
أيوب:المؤخر..والشبكه..والجهاز اللى يعجبك أكتبه لحبيبه يا عم محمد..
بفخر..تنظر له حبيبه..
..وبين دموع زينب الغزيره وفرحه حبيبه العارمه..
ونظرات نجوى الحارقه..
أعلن المأذون أيوب زوجا لحبيبه على كتاب الله وسنه رسوله..
بضعف شديد..أخرجت زينب علبه أطيفه واعطتها لأبنها وتحدثت بأمر..
زينب:لبس عروستك يا ايوب..
بدهشه..فتحها ايوب ليتفاجئ بدبلتين..دبله من الذهب لحبيبه..ودبله فضه له هو..وسلسال به قلب صغير مدون عليه أسم أيوب..
بعتاب وعيون لامعه بالدمع نظر لها أيوب..
فبتسمت زينب له وربطت على وجهه وقبلته بحب وهمست بأذنه..كله من خيرك يا ضنايا..أشارت له على حبيبه..
يله لبس عروستك يا واد..
هب أيوب واقفا واقترب من حبيبه وجلس جوارها..
لتطلق هبه سيل من الزغاريط المتتاليه..
ببطئ..مد ايوب يديه..وأمسك يد حبيبه زوجته..لينتفض قلبه وينبض بجنون..وحبيبه أيضا لا تقل جنون عنه بل ويزيد..
وضع دبلته بيدها وأصابعه تتحسس أصابعها بعشق..
بيد مرتعشه..أمسكت هى دبلته ووضعتها بيده حتى أنتهت..
ليفاجئها هو ويرفع يدها على شفاتيه ويقبل باطن يدها بعمق غالقا عيناه بستماع..
شهقت هى بعنف..وبنبهار تنظر له بعيون تفيض عشقا وشوقا جارف..
وبأنفاس مقطوعه أمسك السلسال واشار لها بعينه أن تستدير..
بستحياء..أستدارت هى فقترب هو منها ومال عليها قليلا ولف السلسال حول رقبتها مستشنق عبيرها بهيام..
وبصوت خافض همس بأذنها..
أيوب:بحبك يا حبيبه..بلفهه..ألتفت ونظرت لعيناه بعيون يملئها الدمع..أنتهى هو من غلق السلسال. وهمس امام شفاتيها ببتسامته المهلكه..بحبك اوى كمان..
بلحظه..دون أن تشعر..كانت أرتمت داخل حضنه تحتضنه بكل قوتها..
أستقبالها هو بكل ترحاب..وهب واقفا بها رافعها داخل حضنه حتى اصبحت قدميها لا تلمس الأرض..
يحتضنان بعضهما بكل ما يمتلكو من قوه..
كلا منهم يود أخفاء الأخر داخل قلبه بين ضلوعه..
حبيبه دافنه وجهها داخل عنقه تبكى بنحيب..
بحنان بالغ..يضمها أيوب داخل حضنه ويده تربط على ظهرها..
بعبوس نظرت هبه لزوجها..فبتسم هو لها بتفهم وبتسائل همس بأذنها..
سيف:عايزه تتحضنى ولا أيه؟!..
هبه:ببتسامه حزينه..لو معندكش مانع..
سيف:بعبث..لا انا معنديش اى مانع..تعالى يا بوبا..
نهى جملته وأحتضنها هى وصغيره..بل حملهم داخل حضنه..
بكل قوتها ضمته هبه لها تستنشق رائحته بعمق..
كلما حاول هو الأبتعاد عنها تضمه لها أكثر..
↚
على مضض أبتعدت عنه عندما بدأ الصغير بالبكاء..
ملس سيف على وجناتيها بأصابعه وتحدث بكبرياء مصتنع..
عارف أن حضنى حلو وبيعجبك..نظر بساعته..طيب انا كده تمام اوى..هروح بقى الحق مشوارى..
هبه:بغصه..مستعجل تسبنى..
سيف:بتأكيد..هما يومين يا هبه مش اكتر..تقعدى مع اهلك وترجعى بيتك على طول..
هبه:ان شاء الله..وانت هتروح فين دلوقتى؟!..
سيف:بستعجال..هروح المحل عندى شغل كتير..
نهى جملته وهم بالسير للخارج..لكن يد هبه التى امسكت يده اوقفته عن السير وبصدق همست..
هبه:انا بحبك يا سيف..أكملت بسرها..أرجوك بلاش تخونى فى شقتى وعلى سريرى..التمعت عيونها بالدموع..متخربش بتنا اللى انا بحاول أعمر فيه وأبنيه..
ببتسامه لعوب نظر لها سيف وبغرور همس بأذنها..
سيف:انا مافيش ست مبتحبنيش يا أم سفيان..نهى جملته وغمز لها وسار للخارج بخطوات شبه راكضه مستغل أنشغال الجميع بالنظر لأيوب وزوجته المنفصلان عن العالم بحتضانهم لبعضهم..
انتظرت هبه دقائق قليله..وأعطت صغيرها لوالدتها الجالسه تنظر لأيوب نظره ساخره بحاجب و شفاه مرفوعه..
وسارت للخارج هى ايضا خلف زوجها..
أخيرا..بصعوبه..أبتعد أيوب عن حضن حبيبه وبغصه مريره ودموع تلتمع بعيناه همس لها..
أيوب:هوصل أمى للمطار وأرجعلك..ادعيلها يا حبيبه ترجعلنا بالسلامه..
حبيبه:بدموع..ان شاء الله ترجعلنا بألف سلامه يا أيوب..
أمسكت يده بقوه وبأصرار اكملت..انا هاجى معاك ونرجع سوا..نظرت لعيناه بعشق..مستحيل اسيبك لوحدك تانى..
نظرت لملامحه بتامل وعشق دفين..يا ايوب..يا جوزى..
أبتسم لها ايوب بعشق..واقترب من والدته وجلس أمامها على ركبتيه كعادته..فحتضنته زينب بحب شديد وببكاء تحدثت..
زينب:ألف مبروك يا حبيبى..ابتعدت عنه وأحتضنت حبيبه..
ألف مبروك يا حبيبه يا بنتى..نظرت لها بعيون يغرقها الدمع..
انتى فى قلب وعيون أيوب اوعى تخسريه فى يوم يا حبيبه لأن مافيش حد هيحبك قده يا بنتى..
حبيبه:بثقه..عارفه يا أمه زينب..
أيوب:ببتسامه يخفى بها دموعه..يله يا أحلى ام ايوب علشان فى طياره مستنياكى يا شقيه..
نهى جملته وحملها بين يديه..وسار بها للخارج خلفه زوجته..
تحتضنه زينب بكل قوتها..تقبل وجنتيه تارا..وكتفيه تارا..
وتدعو له من صميم قلبها تارا أخرى..
وهو فقد يبتسم لها بحب..
وقلبه يبكى دما ويصرخ ألما..
وبرجاء وتوسل شديد يهمس بداخله..
ياااااااااارب يا من لا تديع ودائعه انى أستودعك أمى فحفظها بحفظك وردها لى بخير حال ياااااااارب..
بقلم نسمة مالك
..بشقه سيف وهبه..
بخطى مرتعشه وقلب اوشك على التوقف من شده فزعه..
تسير هبه لداخل العماره المتواجد بها شقتها..
بهستريه تحدث نفسها..
هبه:ان شاء الله سيف مش هيعمل فيا كده..خطت لداخل الاسانسير..سيف برغم اللى بيعمله فيا بس هو بيحبنى..
وبينسى الدنيا فى حضنى..هو اه بيكلم بنات..بس لا يا هبه مش هيجبهم شقتك..أرتمت بجسدها على حائط الاسانسير تستند عليه حين وصل للطابق الخاص بشقتها..
بجسد ينتفض توجهت نحو شقتها..وأخرجت مفتاحها من شنطتها وبحذر ويد ترتعش فتحت الباب وخطت للداخل..
تنظر حولها بعيون مرتعبه..متسعه على أخرها..
ليخترق سمعها صوت ضحكه وقحه وحديث أكثر سفاله تأتى من غرفه نومها..
بعنف أغمضت عيونها لتنهمر دموعها على وجناتيها بغزاره..
أغلقت الباب بحرص..مستنده عليه بظهرها تبكى بنحيب واضعه يدها على فمها تكتم شهقاتها بصعوبه..
بزهول مقارب للجنون..تستمع لألفاظ وأفعال زوجها المشينه..
أخذت نفس عميق ومسحت دموعها بعنف ورسمت على وجهها الجمود وسارت لداخل الغرفه بخطوات واثقه ورأسا مرفوع بشموخ..
وقفت امام الباب المفتوح واضعه كلتا يدها اما صدرها تشاهد ما يفعله مع تلك الفتاه ببتسامه وبرود تام..
غافلين هما عن وجودها منشغلين بأفعالهم الحمقاء..
لتلمحها الفتاه..فتصرخ بفزع وتحاول ابعاد سيف من فوقها وبرعب همست..
الفتاه:سيف..مراتك..
بصدمه..توقف عن ما يفعله..
وبأنفاس مقطوعه..تخشب جسده..وشحب وجهه وتعرق بشده..
ببطئ استدار ينظر لما تنظر له الفتاه بقلب اوشك على التوقف من شده فزعه ورعبه..لينصدم بزوجته الواقفه تنظر له ببتسامه..انتفض مبتعد عن الفتاه ونظر لهبه برجاء وتوسل شديد وبدموع لأول مره تلتمع بعيناه تحدث..
سيف:ه هبه انا؟!!..قطعته هى بأشاره من يدها وببرود حاد تحدثت..
هبه:هسبقك انا وبابا عند المأذون اللى جوزنا لما تخلص القرف اللى بتعمله دا ابقى تعالى علشان تطلقنى..
بصقت عليهما وسارت للخارج..
تركته ينادى عليها بنهيار وبجنون بعلو صوته..
سيف:هبااااااه..استنى عندك..مش هطلقك..انتى مراتى مش هطلقك يا هبااااه..
...
..بعد مرور عده أيام..
..بمنزل حبيبه..
صفعه..تليها الاخرى..
بكل عنف تجذبها من شعرها حتى كادت ان تخلعه من جذوره..
نجوى:بغضب عارم..مش كفايه اتكتب كتابك عليه غصب عنى..كمان عايزه تروحى تعيشى معاه غصب عنى..
صفعتها بعنف اكبر..انتى يابت بتفكرى ازاى..
عايزه تدفنى شبابك بالحيا مع واحد فقير محلتوش جنيه بعد ما حط كل اللى حوشه فى عمليه امه وقاعد مكتئب وقافل على نفسه من ساعه ما اخواته خدو امه منه ولا بياكل ولا بيشرب لحد ما هيموت وانتى عايزه تروحيله عشان تموتى معاه وتحرقى قلبى عليكى..
ضربتها بكلتا يدها على ظهرها بعنف..
انا خلفتك علشان تقرفينى فى عيشتى..
بدل ما تفرحينى بيكى..
واشوفك عروسه بأحلى فستان وأجمل فرح مع واحد يعملك شقه تليق بعروسه..صفعتها بعنف..
عايزه تتجوزى سكيتى لييييييه معيوبه ولا بيره..
جذبتها من شعرها بعنف..
اسمعى يابت اول ما ابوكى يجى تقوليله انا مش عايزه الجوازه دى وتخليه يطلقك منه ويشوف حاله بعيد عننا..
حبيبه:بنهيار..يا ماما انا مش هسيب ايوب مهما حصل..
نظرت لها بعيون تغرقها الدمع..
ايوب بقى جوزى وواجبى افضل جنبه فى شدته..
صرخت بعلو صوتها..وانا مش عايزه لا فرح ولا فستان ولا شقه..
بكت بنحيب..انا عايزه ايوب وبس..
وضعت كف يدها على قلبها وأغمضت عيونها بعنف لتنهمر دموعها بغزاره اكثر..عايزه جوزى حب عمرى..
همت نجوى بالهجوم عليها وضربها مره اخرى لكن صوت محمد الصارم اوقفها..
محمد:بغضب..نجوى..نظرت له..اياكى تمدى ايدك على بنتى تانى..نظر لحبيبه..البسى هدومك يا حبيبه..صمت لوهله.. هوديكى لجوزك..
↚
بشقه سيف وهبه..
أعترف..
أخطأت..واستحق العقاب..فعاقبينى كما شأتى حبيبتى ولكن اياكى وفراقى..
بحزن وندم يجلس سيف بغرفه مكتبه..
مستند بمرفقيه على ركبتيه واضعا وجهه بين كفيه..
وبعتاب همس بسره..
سيف:أزاى قدرت اعمل فيكى كده يا هبه..
خبط على جبهته بعنف..جرحت قلبك وكرمتك وكبريائك وموفقتش غير متأخر اوى..
هب واقفا يدور حول نفسه ذهابا وايابا وبأصرار اكمل..
بس هعوضك وهصلح اللى اتكسر وهتنسى يا هبه ونكمل حياتنا من اول وجديد..
اخذ نفس عميق وسار لخارج الغرفه متجه نحو غرفه صغيرهم التى تقيم بها هبه..
وقف امام الباب وبتوتر خبط عليه برفق وفتحه ببطئ..
وبخطى مرتعشه سار للدخل يبحث عنها بعيناه..
بأحدى أركان الغرفه تقف هبه تصلى فرضها بخشوع تام وعيون تفيض دمعا غزيرا منفصله عن من حولها..
بل عن العالم اجمع..
اغمض هو عينه بعنف وبغيظ جز على اسنانه وسب بسره وبستحقار لنفسه همس..
انا حيوان..حيوان وقذر كمان..علشان اسيب ملاك زيك يا هبه وأجرى ورا شيطان..
بحذر سار لأقرب مقعد وجلس عليه يتأملها بعشق كان يخفيه خلف قسوته ومعاملته الجافه معها..
تنهد بألم حين تذكر ما حدث منذ اسبوع لحظه رؤيتها له بوضعه المشين وماذا فعل بعدها..
..فلاش باااااااااااااك..
كالمجنون..ينادى عليها بعلو صوته..
سيف:هباااااااه..استنى عندك..بسرعه البرق ارتدى سرواله وركض خلفها عارى الصدر وحافى القدمين..
همت هى بدخول الأسانسير..ولكن يده القويه التى التفت حول خصرها انتشلتها لداخل حضنه ظهرها مقابل صدره..
رفعها عن الارض وركض بها مره اخرى نحو شقتهم غير مبالى لعتراضها ولكمها له حتى يتركها..
خطى لداخل الشقه غالقا الباب خلفه مستند عليه بظهره..
ممسك بها بأحكام..جعل فرارها منه مستحيلا..
تلكمه هى على يده الملتفه حولها بكل قوتها وبهدوء مريب تحدثت..
هبه:ابعد ايدك عنى وسبنى أمشى..
أستند هو بذقته على كتفها..يلتقط انفاسه بصعوبه..
وبتقطع همس بأذنها..
سيف:عايزه تسيبى بيتك وتروحى فين بس..
ابتلعت هى غصه مريره وبجمود مصتنع تحدثت..
هبه:دا مبقاش بيتى خلاص يا أبو سفيان..
ذاد سيف من ضمها داخل حضنه اكثر وبهمس تحدث..
سيف:بيتك وهيفضل بيتك يا؟!!..
قطع حديثه حين خرجت الفتاه التى كانت برفقته ترتدى قميص نوم يظهر من جسدها اكثر ما يخفى وبوقاحه وميوعه تحدثت..
الفتاه:سيفو اروح انا..
هبه:ببتسامه..لا خليكى..انا اللى همشى..واشبعى بيه..
أستدارت بوجهها ونظرت لسيف بطرف عيونها..ميلزمنيش..
بغضب عارم صرخ سيف فجأه موجه حديثه للفتاه..
سيف:امشى اطلعى بره حالا بدل ما احدفك من البلكونه يا زباله انتى..
هرولت الفتاه سريعا نحو ثيابها الملقاه ارضا لملمتها على عجل وارتدتها بلمح البصر أمام اعين هبه التى تنظر لها ببرود تام ولا مبالاه عكس حرقه قلبها..
انتهت الفتاه من ارتداء ثيابها وهمت بالاقتراب من الباب المستند عليه سيف وهبه..فنتفضت بفزع حين امرها سيف بعلو صوته..اتزفتى اخرجى من باب المطبخ..
فرت راكضه وبستعجال تحدثت..
↚
الفتاه:امرك يا سيف باشا..
انتظر سيف حتى اختفت من امام اعينهم..وحمل هبه وسار بها نحو اقرب مقعد..
جلس وجذبها على قدميه وهى أصبحت مستسلمه لا تبدى اى رد فعل..فقد تنظر للفراغ بشرود..
أمسك هو يدها ورفعها على فمه يقبلها مرات ومرات وبندم همس..
سيف:انا اسف؟!!..
قطعته هبه وتحدثت بصرامه..
هبه:اسفك وفره لانى مش هقبله..نظرت له وبجديه اكملت..
اسمعنى كويس يا سيف..انا سمعتك وانت بتتكلم فى التليفون وبتتفق معاها تجبها هنا بعد ما تودينى عند اهلى..
صمتت لوهله تحاول التحكم بدموعها..وبرغم كده حاولت امنعك بكل طريقه ممكنه..علشان احافظ على بيتى وابو ابنى..
قطعها سيف بلهفه..
سيف:ابو ابنك وحبيبك يا هبه..امسك وجهها بين يديه..
وهفضل حبيبك..وبتنا هنحافظ عليه سوا..واوعدك انى؟!!..
قطعته هى مره اخرى بصرامه اكبر..
هبه:متوعدنش..أشارت له بالصمت..أسكت ومتقاطعش كلامى..بطاعه حرك هو رأسه..اخذت نفس عميق واكملت..
انا كان عندى استعداد اجيب اهلى واهلك معايا علشان يشفوك بالمنظر القذر اللى شوفتك فيه..واعملك فضحيه وقضيه زنه كمان..تنهدت بألم حاد..بس مرضتش..
نظرت له ببتسامه مصتنعه..مش عشانك لا..
علشان خاطر أبنى محدش يعيره انك ابوه فى يوم..
بخزى..خفض هو رأسه..لتكمل هى بضعف..
انا جيت بنفسى واتعمدت ادخل عليك وانت مع اللى بتقول عليها زباله دى علشان صورتك وانت بتخونى تفضل قدام عينى..تفوقنى لو فكرت فى يوم اسامح وارجعلك..
لتهب واقفه من على قدميه وبأمر تحدثت..
بهدوء ومن غير شوشره هتطلقنى يا سيف واى حد يسال عن سبب انفصلنا سواء من اهلى او من اهلك هنقولهم اننا مش مرتحين مع بعض..ودا أخر كلام عندى..ولو يهمك مصلحه ابنك يارب تنفذ رغبتى بدل ما ارفع عليك قضيه خلع وابقى خلعت سيف النورى مدوب قلوب الحريم كلهم..
مالت بوجهها عليه قليلا..وتبقى فى نظر ابنك الاب المخلوع ويجى اليوم اللى سفيان يسألك فيه ماما خلعتك ليه يا بابا؟!!..
ساد الصمت قليلا..يكتفى كلا منهم بالنظر للأخر..
نظره سيف راجيه متوسله..واخيرا عاشقه..
نظره هبه متألمه..منكسره..رغم القوه المصتنعه المرسومه على ملامحها..واخيره نظره خيبه أمل..جعلت قلبه ينشطر نصفين من كم الالم الذى يراه بعيونها وهو الوحيد السبب بأملها هذا..
ببطئ..هب واقفا امامها..وبهدوء تحدث..
سيف:مستحيل اطلاقك يا هبه..مال على أذنها..وانتى مش هتمشى من هنا..همت هى بقطعه لكنه اكمل سريعا بتفهم..
عارف ان سفيان عند مامتك..خليه معاهم شويه الولد مبيرضعش طبيعى الحمد لله وبيسكت مع اختك ومامتك اكتر منك كمان..
هبه:بحاجب مرفوع..وبعدين؟!..
سيف:برجاء..هتفضلى معايا هنا أصالح فيكى كل ثانيه وكل لحظه لحد ما ترضى عنى وتسمحينى..
سار نحو باب الشقه واغلقه بالمفتاح..وبدموع تلتمع بعيناه لاول مره اكمل..علشان انا عارف انك لو خرجتى من هنا بحالتك دى مش هترجعيلى تانى..هبطت دمعه حارقه من عيناه مسحها سريعا وبأصرار أكمل..وانا على جثتى اسيبك تمشى يا هبه
تنظر له بجمود وبرود مصتنع..
على أتم علم هى به..لن ولم يتركها تذهب الا وهو حقا جثه هامده..
نظرتها الجامده هذه تخفى خلفها انثى مجروحه..
بل مذبوحه بسكين بارد..
ضائعه..تائهه..قلبها ينزف ألما بشده..
ودون النطق بحرف واحد..خلعت حذائها وسارت نحو غرفه صغيرها..
بقلق وهلع..تتبعها هو..تسير بوهن وضعف..
حتى اقتربت من الفراش وارتمت عليه وتكورت على نفسها بوضع الجنين غالقه عيونها..
ابتلع هو ريقه بصعوبه وبحذر اقترب منها وتحدث بتوتر..
هبه..انتى كويسه؟!..
دون فتح عيونها همست..
هبه:اخرج وسبنى لوحدى عايزه أنام..
هم هو بالأقتراب منها فأكملت هى سريعا..
ولو ايدك لمستنى تانى هعور المكان اللى لمستنى فيه وجرب يا سيف..
سيف:بتوسل..هبه علشان خاطر سفيا؟!..
قطعته هى بصراخ..
هبه:انا ساكته اصلا علشان خاطر ابنى..اخرج بره بقى واعمل حسابك انك هطلقنى يعنى هطلقنى..
..نهايه الفلاش باااااااااك..
فاق من شروده هلى صوتها الصارم..
هبه:واخره اللى احنا فيه دا ايه؟!..
سيف:برجاء..تسمحينى يا هبه..
هبه:بأصرار..مستحيل..وانت عارف دا..فخلينى امشى اروح لأبنى لأنى مش قادره اقعد من غيره اكتر من كده..
هب سيف واقفا واقترب منها وقف امامها مباشره وببوادر غضب تحدث..
سيف:طلاق مش هطلقك..انتى مراتى..وهتفضلى مراتى لأخر يوم فى عمرى..
هبه:ببتسامه..يا سيف افهم..انا مش هقدر أكون مراتك بعد ما شوفتك بعينى نايم مع واحده تانيه..مش هستحمل لمستك..
ابتعدت بنظرها عنه وباسف اكملت..دا انا مش طايقه ابص فى وش..صرخت بعلو صوتها..مش طايقه اسمع صوتك ولا اشم ريحتك..نظرت له بستحقار..مش طايقه اتنفس الهوا اللى انت بتتنفسه..انفاسك بتخنقونى..
التقطت انفاسها وبتأكيد اكملت..لو عايزنى أموت وتخلص منى خلينى على زمتك يا سيف..
سيف:؟!..
.................................................
..بمنزل والد حبيبه..
نجوى:بزهول..هتودى بنتك تعيش مع ايوب فوق السطوح يا محمد؟!..
↚
محمد:بصرامه..لا هو عيب ولا حرام يا نجوى..وبنتك راضيه بكده..نظر لحبيبه..وقبلت بايوب وعارفه ظروفه كويس..
صح يا حبيبه؟..
حبيبه:بلهفه..ايوه صح يا بابا..نظرت لوالدتها..ماما انتى كمان عارفه ومتأكده انى اخترت صح..وان ايوب هيحافظ عليا ويفدينى بروحه..وانى هبقى مبسوطه وسعيده معاه هو..
اقتربت منها بحذر أمسكت يدها قبلتها بعمق واكملت ببكاء..
علشان خاطرى سبينى اروح لجوزى..هو فى أشد الحاجه ليا دلوقتى..
نجوى:ببكاء..يا بنتى انا خايفه عليكى..الفقر حوجه وانا مش عيزاكى تتحوجى لحد..ربطت على ظهرها..اسمعى منى يا حبيبتى..ايوب حلو او وحش لنفسه مش لينا..
خليه يطلقك واحنا لسه على البر كده..خبطت بيدها على ركبتها..بدل ما تروحيلو وتموتى من الفقر والجوع معاه..
حبيبه:بعتاب..ليه بتقولى كده بس يا ماما..ايوب راجل كسيب بس كل قرش بيكسبه كان بيشيله لعمله مامته..
نجوى:بغضب..يعنى مافيش فايده فيكى وبرضو عايزه ترحيلو؟!..
حبيبه:ببكاء..بس عايزه اروح وانتى راضيه عنى..
نجوى:بأصرار..وانا مش راضيه ولا عمرى هرضى ببهدلتك يا حبيبه..ولو مشيتى اللى فى دماغك وروحتيلو متورنيش وشك تانى خالص..ابتعد عن وجهها وأكملت ببكاء..معنديش استعداد اشوفك دبلانه ولا خسه قصاد عينى فى يوم..
بحزن نظرت حبيبه لوالدها..فحرك محمد رأسه بيأس من تصرفات زوجته..وبهدوء تحدث..
محمد:اهدى يا ام هبه وبطلى عياط..واطمنى ممكن أيوب يرفض اصلا اللى بنتك عيزاه وارجع بيها فى ايدى..
نجوى:بشهقه..بقى بنتى تشتريه بالغالى وتتنازل عن الفرح والفستان وحتى العفش وهو الكحيان دا هيتقمر علينا كمان..
محمد:يا ستى ما هو عارف كل اللى انتى قولتيه دا وعلشان كده ممكن يرفض ويقول هستنى لما اعملها عفش وفرح وكل اللى انتى عيزاه..بس الراجل فى وقت ضيقه..وكل قرش معاه حطه فى عمليه والدته وكمان مش قادر يكون معها وهى بتعمل العمليه ونفسيته زى الزفت فى غيابها..نسيبه احنا بقى ونقل بأصلنا معاه بعد ما بنتك بقت على زمته..
يا شيخه دا واحنا جيران كنا بنسأل عليهم ونودهم هنقطعه بعد ما بقينا اهل..نظر لابنته..حضرى شنطتك يله خلينى اوديكى لجوزك..
بفرحه عارمه ركضت حبيبه نحو غرفتها..
لتتحدث نجوى بغيظ شديد..
نجوى:شوف البت مدلوقه على بوزها ازاى..علت صوتها..
يكون فى علمك يا حبيبه الكلب مافيش قشايه هتخديها من جهازك غير لما المعدول بتاعك يجبلك شقه وعفش زى بقيه خلق الله يا غندوره..
محمد:بضيق..طيب يا نجوى سيبك من حبيبه وطمنينى على هبه..وقوليلى ليه سايبه ابنها عندنا هنا بقالها اسبوع..
نجوى:بتنهيده..مع جوزها بيقضو يومين ياخويا..نظرت له بحاجب مرفوع..جوزها عايز يدلعها ويدلع معها بفلوسه شويه..
محمد:فلوس ايه ودلع ايه االى بتتكلمى عنه..انتى يا وليه مش حاسه ان بنتك على طول حزينه ومكسوره..
نجوى:هتحزنها وتكسرها ليه بعد الشر..البت زى الفل وجوزها مهنيها وجيبلها الخير كله..لوه فمها اكثر من مره..الدور والباقى على المدلوقه بنتك التانيه اللى هتجنن على الفقرى بتاعها..
محمد:بقلق..كل ما اكلمها فى التليفون صوتها ميعجبنيش..
انا هودى حبيبه وأروح اطمن عليها..
نجوى:بستفزاز..ايوه ودى حبيبه فوق السطوح وروح لهبه اللى ساكنه فى برج فى احسن منطقه يمكن تشوف انت ظلمت اختها ازاى..
محمد:بثقه..الايام هى اللى هتثبتلك انا ظلمت حبيبه بجوازتها من ايوب ولا نصفتها..
بداخل غرفه حبيبه..
تجمع ثيابها البيتيه وملابسها الداخليه التى كانت ترتديهم بمنزل والدها..لم تأخذ اى ثياب جديده معها..
حتى ملابس خروجها استكفت بطقم واحد فقط وارتدت فستان بسيط اسود بورود بيضاء وحجاب هفان وكوتش اسود..
فجمله والدتها تتكرر بأذنها..ايوب محلتوش غير طقم واحد..
وهى لن تشعره انها تمتلك الكثير من الثياب..
حسمت امرها ان تتعايش معه بامكانياته هو مهما كانت..
انتهت من تحضير حقيبتها..واقتربت من ابن شقيقتها النائم بعمق وقبلته مرات متتاليه وهمست بأذنه بحب..
حبيبه:ادعيلى يا قلب خالتك انت..
قبلته مره اخرى..هتوحشنى اوى اوى يا سفيان..
تنهدت بحزن..ربنا يطمنا على مامتك يا حبيبى..رفعت عيونها للسماء..ربنا يريح قلبك ويصلح حالك وحال جوزك يا هبه يا حبيبتى..
انتبهت لصوت والدها..
محمد:يله يا حبيبه..
اسرعت بالخروج من الغرفه..
حبيبه:بفرحه عارمه..انا جهزه يا بابا..نظرت لوالدتها..
هتيجى معايا يا ماما..
نجوى:بسخريه..اجى معاكى فين؟!..على السطوح..
هبت واقفه وهمت بالانقضاض عليها..فاسرع محمد ووقف حائل بينهم..فاكملت هى بغضب عارم..امشى من قدامى يا حبيبه علشان انا عايزه اجيبك من شعرك تانى وابوكى اللى حيشنى..
حبيبه:ببكاء:طيب ابقى تعالى؟!!..
قطعتها نجوى بصراخ..
نجوى:مش هجيلك ولا عيزاكى تجيلى وغورى بقى من هنا ربنا يسهلك بعيد عنى..مش عملتى اللى فى دماغك انتى وابوكى وانا ولا ليا كلمه عليكى ولا كأنى امك..
يله اتكلو على الله بقى عايزين منى ايه..
محمد:يله يا حبيبه..سبيها تهدى وانا هبقى اجبها واجيلك..
سارت حبيبه برفقه والدها وهمت بالخروج من المنزل فوقفت مره اخرى ونظرت لوالدتها بعيون يغرقها الدمع وبثقه تحدثت..
حبيبه:انا عارفه انى مش ههون عليكى..وهستناكى تجيلى بيت جوزى يا ماما..
نهت جملتها وامسكت يد والدها سارت برفقته للخارج..
بحنان ربط محمد على يدها وبتعقل تحدث..
محمد:متزعليش من امك يا حبيبه..اللى بتعملوه دا من خوفها عليكى..بس هى بتخاف عليكى بطريقتها..
مسحت حبيبه دموعها وأشرق وجهها فجأه والتمعت عيونها واكتسبت جمال خاص يظهر فقط على من يمتلك قلب عاشق..
وليس اى عشق..انه العشق الحلال..
وببتسامه وفرحه عارمه ظاهره على ملامحها تحدثت..
حبيبه:انا عارفه يا بابا..
محمد:بفخر..طيب عارفه كمان ان اللى انتى بتعمليه دا صح وصح جدا..نظرت له حبيبه بخجل فأكمل هو بتأكيد..
ايوه يا حبيبه يا بنتى..الزوجه الصالحه هى اللى تقف جنب جوزها فى شدته وتهون عليه الصعب..وجوزك فى شده يا بنتى..وكافيه عليه بعد امهواخواته عنه..متبقاش الدنيا كلها عليه..ربنا يجعلك انتى رحيمه بيه وتعوضيه عن التعب اللى شافه فى حياته..
حبيبه:بتمنى..يااارب يا بابا..
بخطوات مسرعه..تسير بجوار والدها..
تود لو تسبق الرياح وتصل لزوجها عشق قلبها وروحها..
حتى اخيرا وصلت الى منزل زوجها..
بلهفه رفعت راسها ونظرت للاعلى تبحث عنه بعيونها لعلها تلمحه..
↚
لا تعلم انها على وشك اكتشاف الكثير من المفاجأت اليوم بزوجها الحبيب..
بخطوات هادئه خطى محمد داخل المنزل خلفه حبيبه..
سار محمد عده خطوات ووقف فجأه ونظر لحبيبه..
محمد:بخبث..معلش يا حبيبه يا بنتى انا بطلع على مهلى علشان ضهرى تعبنى شويه..نظر لها واكمل بجديه مصتنعه.. اطلعى انتى وانا هح؟!!!..
قطع حديثه واتسعت عيناه على أخرها حين فرت حبيبه سريعا من امامه وصعدت السلم كل درجتين معا وبستعجال وفرحه شديده بصوتها تحدثت..
حبيبه:اطلع براحتك يا بابا يا حبيبى..
نهت جملتها وأختفت من أمامه..
توقف هو بمكانه ينظر لأثارها بزهول وفم مفتوح وبعدم تصديق همس بسره..
محمد:نجوى عندها حق؟!!..ابتسم بتساع..
بنتى مدلوقه على بوزها فعلا..
بدأ يصعد السلم مره أخرى وبفخر أكمل..
وماله لما تدلق..هى بتدلق على حد غريب دا جوزها..
..اما حبيبه..
اخيرا وصلت الطابق الاخير من المنزل..
بأنفاس لاهثه تكاد ان تنقطع..
تقف امام باب الشقه..
قلبها ينبض بجنون..
عيونها تلتمع بعشق واشتياق شديد..
اخذت نفس عميق..وبيد ترتعش خبطت على الباب برفق..
لحظات..وفتح لها أيوب..
لتنصدم هى وتنظر له بزهول حين وقعت عيونها على هيئته التى سلبت أنفاسها..
بعشق وبلاهه..تنظر له بهيام كالمغيبه..
لأول مره تراه هكذا..
يرتدى نظاره طبيه جعلته بغايه الوسامه..
خلعها هو سريعا فور رؤيته لها وبصدمه همس..
أيوب:حبيبه؟!!..نظر حولها فلمح حقيبتها الصغيره التى تحملها بيدها فاكمل ببوادر غضب..انتى جايه لوحدك؟!!..
عم محمد يعرف انك جايه عندى هنا؟!..
تنظر له كمن فقدت النطق..فقد تتأمله بشوقا جارف..
بتيشرته الأسود الذى يظهر عضلات ذراعيه القويتين..
وبنطلون اسود..
ببطئ..اقتربت منه خطوه واحده حتى اصبحت امامه مباشره..
لتتفاجئ بفرق الطول بينهم..
قصيره هى للغايه بالنسبه له..
انتبه هو لنظرتها العاشقه فبتلع ريقه بصعوبه وابتعد سريعا عن عيونها وبتوتر ملحوظ عاد سؤاله..
احححم..حبيبه..وزع نظره على ملامحها بعشق وبهمس اكمل..عم محمد عارف انك جيالى؟؟!..
ببتسامه رقيقه همست هى..
حبيبه:ايوه..عارف..التمعت الدموع بعيونها..وهو اللى جايبنى كمان وطالع ورايا على الس؟!..
قطع حديثها والدها..
محمد:ايوه يا ايوب..أخذ نفسه قليلا ونظر له ببتسامه واكمل..انا اللى جيبلك مراتك بعد ما أصرت انها تفضل جنبك ومتبعدش عنك لحظه..
بعشق شديد نظر لها ايوب بلهفه..
فخفضت حبيبه رأسها بخجل..
عبس محمد بملامحه وبغضب مصتنع تحدث..
ما توسع يا ابنى انت ومراتك خلونى ادخل اقعد على اقرب كرسيى اخد نفسى..
انتبه ايوب وحبيبه لوقفتهم..
فهمت حبيبه بالابتعاد عن الباب..
لكن يد أيوب التى التفت حول خصرها وجذبتها عليه لاصقتها به..
جعلتها تشهق بصوتا خافض وينتفض قلبها وبدنها بعنف..
وبترحاب تحدث..
أيوب:اتفضل يا عمى طبعا..
بلهفه..رفعت هى الأخرى يدها ولفتها حول خصره..
فعلتها هذه جعلته كالمغيب..
وبجنون أصبح ينبض قلبه..انفاسه سرقتها هى..
يتنفس بشكل ملحوظ..
أستندت بكف يدها الأخرى على صدره ورفعت رأسها نظرت له بعيون تفيض عشقا..
مال هو برأسه وبادلها نظرتها هذه بعشق أشد..
ودون أرادته ضغط على خصرها بقليل من العنف المحبب ويده الأخرى رفعها وملس بها على وجناتيها الملتهبه أثر صفعات والدتها بحنان بالغ..
غافلين عن محمد الذى ينظر لهم ببتسامه بلهاء..
وبجديه مصتنعه تحدث..
محمد:اححم اححم..انتبه ايوب فنظر له دون ان يبتعد عن حبيبه انش واحد وببتسامه تحدث..
ايوب:اعذرنى يا عم محمد مكدبش عليك..نظر لحبيبه بعشق..
حبيبه واحشانى اوى..
بادلته حبيبه النظره ببتسامه خجوله وبهمس تحدثت..
حبيبه:مجتش تشوفنى ليه مدام وحشتك..
↚
ايوب:غصب عنى يا حبيبه بعد امى عنى وقلقى عليها شغلنى عنك..حقك عليا..
ذادت هى من ضغط يدها على ظهره بأصابع يدها الصغيره وبلهفه همست..
حبيبه:انا عارفه يا ايوب..ومقدره اللى انت فيه..علشان كده طلبت من بابا يجبنى عندك انهارده ومش هسيبك لوحدك تانى ابدا..
بزهول..وزع ايوب نظره بينها وبين والدها الذى حرك راسه له بالايجاب وببتسامه تحدث..
محمد:ايوب يا ابنى..انا عارف انت محتاج مراتك جنبك ازاى فى الوقت دا..علشان كده انا وافقتها لما قالتلى انها مش عايزه اى حاجه غير انها تكون معاك..وعارف انها اختارت صح..لان الفلوس والشقه والعفش كل دا مقدور عليه..
وسهل ان الواحد يجتهد ويشتغل ويعملهم..لكن الصعب انى القى انسان يحافظ علي بنتى ويتقى الله فيها..
لكن الحمد لله انا واثق انك الانسان اللى دايما كنت بدعى ربنا يرزق بيه حبيبه..صمت قليلا وهب واقفا واكمل بدموع..
انا جيبلك بنتى لحد عندك بأيدى يا ايوب..
اخرج من جيبه الورقه الذى كان ايوب موقع عليها ومزقها امامه اكثر من مره واكمل..انا وبنتى اشترناك بالغالى ومش ورقه اللى هتضمن حق بنتى..لأن حقها فى ايد راجل هيحافظ عليها ويحميها ويفديها بروحه..بكى بنحيب..
حبيبه امانه عندك..
خبط على كتفه..وانا واثق انك أد الامانه..
ساد الصمت قليلا..ايوب ينظر لهم بصدمه جعلته غير قادر على الحديث..كان ينوى ان يعترض ويرفض مكوثها معه ويتركها تعود مع والدها..
اما الان ما قاله وفعله والدها معه صعب عليه الأمر كثيرا..
اخذ نفس عميق وببتسامه وعيون لامعه بالدمع نظر لحبيبه وبتسائل همس..
أيوب:انتى موافقه تعيشى معايا هنا يا حبيبه..
همت حبيبه بالرد..قطعها هو سريعا واشار على الشقه الصغيره الجالس بها..هتعيشى معايا من غير عفش ولا عايزه فرح ولا فستان زى باقى البنات؟!!..
حبيبه:بعشق..مش عايزه غيرك انت يا ايوب..نظرت لعيناه بعمق..انت عندى بالدنيا كلها..
بلهفه..أقترب بوجهه منها وقبل جبهتها بعمق شديد..
على مضض ابتعد عنها ونظر لوالدها وبفرحه عارمه وصدق خالص تحدث..
ايوب:عم محمد..حبيبه جوه قلبى وعينى..اطمن انتو اشترتونى وانا اللى يشترينى عمرى ما ابيعه ولو على رقبتى..
محمد:بثقه..عارف يا ابنى..ومتأكد يا..نظر له بفخر..
جوز بنتى..
حبيبه:بلهفه..أيوب طمنى على امه زينب..فاقت من الغيبوبه ولا لسه..
هم ايوب بالرد عليها لكن رنين هاتفه قطع حديثهم..
فركض نحوه هو ورد عليه بلهفه..
ايوب:ايمن..طمنى على امك يله..
ايمن:ببرود..فاقت من الغيبوبه..بس لسه هتفضل فى العنايه فتره..
بفرحه نظر ايوب لحبيبه..وبضحك وبكاء تحدث..
ايوب:امى فاقت يا حبيبه..
نهى جملته وبلحظه..كان سجد أرضا يحمد ربه بصوت مسموع..
لتنهمر دموع حبيبه بفرحه لفرحته هو وبسرها ظلت تردد..
حبيبه:الحمد لله يارب..ربنا يطمن قلبك عليها يا حبيبى..
بضيق نفخ ايمن وتحدث بعلو صوته..
ايمن:يارب تطمن بقى وتبطل تتصل عليا كل شو؟!!..
قطع حديثه ايوب بغضب..
ايوب:اظبط نفسك واتكلم عدل يله احسنلك..وهتصل كل شويه اطمن على امى ان كان عجبك..
ايمن:بخوف..يا ايوب ما انا لما ببقى لوحدى بكلمك..متتصلش انت علشان ساعات بكون جنب مراتى وبتسالنى مين بيكلمك..
ايوب:بتنهيده متألمه..استحمل اتصالى لحد ما ترجعلى امى وبعدها ابقى اعملى بلوك يا ابن ابويا..سلام..
محمد:حمد لله على سلامه والدتك يا ايوب يا ابنى..
ربنا يتم شفاها على خير..ويرجعهالك بالف سلامه..
ايوب:بتمنى..ياااارب ياااارب..
محمد:خلى بالك من جوزك يا حبيبه..سار نحو الباب..
انا همشى ولو احتاجتو اى حاجه كلمونى..اقترب منه ايوب وامسكه وهم بالحديث..ليقطعه محمد سريعا..والله ما هقعد تانى ولا هتغدا معاكو يا ايوب علشان تبقى عارف..
ايوب:بعتاب..ليه بتحلف بس يا عمى..
محمد:علشان عارفك يا جوز بنتى هتفضل تحلف اقعد واتغدا واشرب شاى وانا ورايا مشوار مهم..يله السلام عليكم يا حبايبى..
اقتربت حبيبه من والدها واحتضنته بحب شديد وببكاء همست بأذنه..
حبيبه:ربنا ميحرمنيش منك ابدا يا بابا..
محمد:ربنا يسعدك يا حبيبتى..قبل جبهتها..اشوفكم على خير..نهى جملته وسار للخارج خلفه ايوب..
وأخيرا..تحقق حلمها واصبحت بمنزل زوجها..فارس احلامها..
بعدم تصديق..بدأت تنظر حولها..عاشقه هى لاى مكان يجمعها بمعشوقها..
بخطوات حذره سارت نحو الغرفه الوحيده التى امامها ووقفت على بابها تنظر داخلها ببتسامه تزين ثغرها المزموم..
لتتسع عيونها حين رأت الاغراض الموضوعه بها..
سرير صغير..
شاشه تليفزيون..جيتار..ثلاجه صغيره..
غساله فوق اتوماتيك صغيره..وأكثر من رف موضع عليهم ثياب زوجها المرتبه بعنايه..
انتبهت على صوت باب الشقه الذى اغلقه أيوب..
ببطئ استدارت ونظرت له بعيون تفيض عشقا وشوقا جارف..
واضع يده هو خلف ظهره وتراجع قليلا واستند على الباب وببتسامه عاشقه تحدث..
ايوب:كلتى؟!..بخجل حركت رأسها بالايجاب..
بخطوات بطيئه اقترب عليها وبحنان بالغ اكمل..
طيب ايه رايك اعملك انا اكل من ايدى وناكل سوا..
حبيبه:بصوت مبحوح..انا اصلا جعانه اوى..
نظرت لعيناه بهيام..جعانه حبك يا ايوب..
لف هو يده حول خصره وجذبها عليه لصقها به ووضع جبهته فوق جبهتها وبعشق تحدث..
أيوب:ايوب..وقلب ايوب وحبه وعمره وكل ما املكه ملك ايدك يا حبيبه ايوب..
نهى جملته واقتنص اول قبله له من وجنتها..
↚
قبله رقيقه للغايه..جعلت قلبها ينبض كالطبول..
وجسدها ينتفض بين يده بشده..
وبخجل دفنت وجهها داخل حنايا صدره ملتفه بيدها حول خصره تضمه بكل قوتها..
بادلها هو حضنها بلهفه وعشق شديد..
يده تربط على كافه ظهرها بحنان بالغ..
طال حضنهم كثيرا..ببطى ابعدها هو عنه انش واحد ووضع يده على كتفها وتحدث بانفاس لاهثه..
اححم..تعالى اوريكى المكان اللى هنعيش فيه سوا..
وضع اصابعه اسفل ذقنها جعلها تنظر له..
ليتفاجئ بأحمرار وجناتيها الشديد..
ابتسم لها بفتنان واكمل بفرحه شديده ظاهره بعيونه..
بتحبى الفطير..حركت حبيبه راسها بالايجاب..
هعملك احلى فطير سخن هتكليه فى حياتك..غمز لها..
جوزك بفضل الله صنايعى فى اكتر من صانعه..
هعملك بقى مع الفطير طبق عسل ابيض وجبنه قديمه عملاها امى بنفسها هتاكلى صوابعك وراها..
سار بها لداخل طرقه صغيره بها الحمام والمطبخ..
فتح باب الحمام لتشهق حبيبه بتفاجئ وتتحدث بزهول..
حبيبه:الله ايه الجمال دا..دارت حول نفسها..دا فيه بانيو حلو اوى اوى..نظرت له..تصدق كان نفسى اوى بابا يركبلنا بانيو بس ماما مرضيتش..قفزت بفرحه..بقى عندى بانيو..
ايوب:ببتسامه فرحه لفرحتها..انا اللى عامل شغل السباكه دا كله ومبلط الحمام والمطبخ وكنت ناوى اعمل الشقه كلها بس تعب امى خلانى وقفت كل حاجه وركزت على علاجها وانى اشيل فلوس العمليه بتاعتها وبس..
ركضت حبيبه بتجاهه واحتضنته بكل قوتها وتحدثت بتاكيد..
حبيبه:هنعمل كل حاجه كان نفسك فيها سوا باذن الله يا حبيبى..ابتعدت عنه سريعا وركضت نحو المطبخ..
لتتفاجئ بروعه ترتيبه البسيطه..
به بوتجاز ودولاب صغير للاوانى..وطاوله صغيره وكرسيان..
نظرت لايوب بحب شديد..يجنن يا ايوب..حلو اوى اوى..
ايوب:ببتسامه..طيب تعالى أوريكى الأحلى..
سار بها للخارج وفتح باب أخر وخطى لداخل السطح.. لتتفاجئ حبيبه بالكثير من الطيور بمختلف انوعها..
حبيبه:بنبهار..ماشاء الله اللهم بارك..ايه دا يا ايوب..
ايوب:بفخر..دى طيور أمى هى اللى مربيها..اكمل بمزاح..
وبتحبهم اكتر منى..
بفرحه طفوليه..بدات حبيبه باللعب معهم..وبخجل نظرت له وهمست ببتسامه..
حبيبه:بس انا بحبك اكتر من اى حاجه فى الدنيا..
اقتربت منه مره أخرى ووقفت امامه..
بحبك يا ايوب حتى اكتر من نفسى..
ينظر لها بعيون تحمل لها عشق لا نهايه له..
حتى استقر بنظره على شفاتيها..
كالمغيب بدأ يقترب منها وجذبها لداخل حضنه بلهفه وهم بتقبيلها..لترفع هى يدها سريعا وتضعها على شفاتيه وبخجل همست..أيوب ممكن حد يشوفنا..
ملست على لحيته وبفضول اكملت..
قولى ايه حكايه الجيتار والنظاره اللى كنت لابسها..
أيوب:بتنهيده..بالنسبه للنظاره هقولك لما نطلع فوق سوا..
حبيبه:بستغراب..فوق فين؟!!..
ايوب:هقولك كل حاجه فى وقتها..
أمسك يدها وسار بها للداخل مره اخرى..
تعالى اقولك حكايه الجيتار..
خطو سويا نحو الغرفه وامسك ايوب الجيتار وببتسامه همس..تحبى تسمعى ايه؟!..
حبيبه:بزهول وعيون متسعه..انت بتعزف جيتار؟!!..
ايوب:هههههه..غمز لها..وبغنى كمان..وامى بتقولى صوتى حلو..مش عارف بقى انتى هتقولى عليه ايه..
عضت حبيبه على شفاتيها وتحدثت بفرحه شديده..
حبيبه:طيب غنيلى حاجه انت بتحبها وانا هحكم..
ايوب:امممم..هغنيلك اغنيه كنت مستبوخها اول ما سمعتها بس حبتها اوى خصوصا لما معانيها اتحققت معايا..
امسك الجيتار بحرفيه شديده وبدأ يعزف عليه بمهاره امام عيون حبيبه العاشقه لكل تفاصيله..
وبصوت اكثر من رائع غنى لها..
..حبيبي بالبنط العريض..
..غالي واقرب مالوريد..
..حالتي تتشخص جنون..
..بيقولولي انا بيك مريض..
..أتاري كل ما احب فيك..
..بدمنك وبقيت مزاج..
..أتلحق بقى دي ف إيديك..
..ما انت في لُقاك العلاج..
..آه لقيت الطبطبه..
..واقوى لو ما انتش بعيد..
بفرحه عارمه نابعه من صميم قلبها بدأت تتمايل أمامه وترقص برقه ودلع محبب لقلب معشوقها..
ويدها تبعد حجابها عن شعرها لينساب كشلال من حرير على ظهرها بمنظر خطف انفاس ايوب..
وببتسامتها التى تذيب قلبه نظرت لعيناه وأكملت رقصها الهادئه..
فأكمل هو بعشق..
..ضحكتك فيها كهربا..
..بابقى زي واحد جديد..
..حبيبي خدها ومني ليك..
..مشتريك آه مشتريك..
..فوق ما تتصور كمان..
..والوحيد ولا ليك شريك..
..لو انا هوصفك اوصف ايه..
..عقد فل ابيض وفيه..
..قلب بيدلدق حنان..
غمز لها بشقاوه..
..مِـلكي بقى وانا أدرى بيه..
..آه لقيت الطبطبه..
..واقوى لو ما انتش بعيد..
..ضحكتك فيها كهربا..
..بابقى زي واحد جديد..
نهى غناء ووضع الجيتار وبلهفه اقترب منها انتشلها داخل حضنه و؟؟!!..
↚
..بشقه سيف وهبه..
بصدمه ينظر سيف لزوجته..
وبزهول يكرر ما القته على سمعه..
سيف:قرفانه منى يا هبه؟؟..
أقترب منها ووقف أمامها مباشره..مش قادره تبصى فى وشى؟!..مد يده وحاول يمسك وجهها بين يديه لتسرع هى بالابتعاد عنه وبصراخ تحدثت..
هبه:ايوه يا سيف..مش طايقه حتى اسمع صوتك..
نظرت له بستحقار..صورتك وانت بتخونى بتتعاد قدام عينى كل لحظه بتخلينى اكرهك اكتر..
اغمضت عيونها بعنف لتنهمر دموعها بغزاره..
واقتربت هى منه مره اخرى ووقفت أمامه تنظر له بعيون يغرقها الدمع وأبتسامه متألمه من بين كم دموعها واكملت بهدوء..
عيزاك تفتكر دموعى دى كويس..
خبطت بعنف على موضع قلبها..عيزاك تفتكر حرقه قلبى وكسره نفسى دى يا ابو ابنى..
سيف:ببكاء لأول مره..هبه..انا أسف؟!!..
قطعته هى بصوت ضحكتها..تضحك بعلو صوتها ودموعها تنهمر على وجناتيها بغزاره..وبصعوبه توقفت عن الضحك ونظرت له ببتسامه مصتنعه وبزهول تحدثت..
هبه:أسف؟!!!!..عادت كلمته اكثر من مره..
بجنون تدور حول نفسها..
بعنف تمسح على وجهها وشعرها..
وببطئ اقتربت ووقفت أمامه مباشره وبستحقار نظرت داخل عيناه وتحدثت بتعقل شديد..
اوعى تكون فاكر انى ممكن أسمحك فى يوم..او خيالك المريض هيصورلك انى ممكن أفضل على ذمتك ساعه واحده..تحولت نظرتها للصرامه وبتاكيد اكملت..
انت هطلقنى يا سيف..
سيف:بهمس..مش هطلقك..على جثتى يا هبه..
مد يده وحاول انتشالها داخل حضنه..لكنها دفعته بعنف..
ليكمل هو بتهديد مصتنع..علشان ابنك هتنسى وتسامحينى يا هبه..
هبه:بغصه..بتلوى دراعى بأبنى يا سيف؟!..
حرك هو رأسه بالنفى ودموعه تهبط ببطئ على وجنتيه..
سيف:انا عايزك تدينا فرصه تانيه يا هبه علشان خاطر ابننا..
جلست هبه بضعف على أقرب مقعد..
فأسرع هو وجلس أمامها على ركبتيه وبتوسل أكمل..
بحلفك بالله يا هبه تسامحينى..انا بعترف انى غلطت فى حقك..بس بطلب منك تنسى وتسامحى..
دا ربنا بيسامح يا هبه انتى مش هتسامحى..
هبه:بهدوء..انا مش ملاك علشان انسى وأسامح..افهم..
لو غصبتنى على العيشه معاك هموتلك نفسى يا سيف..
سيف:ببكاء..انتى بتقولى ايه يا هبه؟!..
هبه:بغصه مريره..بقول اللى سمعته..انت خلصت رصيدك عندى..خيانتك ليا فى بيتى وعلى سريرى موتت حبك فى قلبى..مسحت دموعها بعنف..واقولك حاجه كمان..
انا هتنازل ليك عن كل حاجه..
ابتسمت بألم ودموعها تهبط بغزاره..
حتى ابنى اللى انت بتلوى دراعى بيه هسبهولك..
بس مفضلش على زمتك ياسيف..
هم سيف بالرد عليها لكن جرس الباب قطع حديثهم..
هبت هبه واقفه وبأمر تحدثت..
قوم افتح الباب دا بابا جيبلك ابنك..نظرت له..
وهياخد بنته فى ايده هو ماشى..
نهت جملتها واسرعت نحو الحمام خطت للداخل غالقه الباب خلفها مستنده عليه تبكى بنحيب واضعه كف يدها على فمها تكتم شهقاتها بصعوبه..
مسح سيف دموعه ورسم الجمود على وجهه واتجه نحو باب الشقه..اخذ نفس عميق وفتح الباب وتحدث بترحاب..
سيف:يا مرحب يا عمى..اتفضل..
اعطاه محمد صغيره..فحمله سيف وقبله بحب شديد..
محمد:بعتاب..ايه يا سيف يا ابنى الغيبه دى كلها..نظر حوله..
وفين هبه..
سيف:هبه فى الحمام..اتفضل ادخل استريح..
جلس محمد على اقرب مقعد ونظر لسيف وتحدث بقلق..
محمد:هبه مالها يا سيف..انا حاسس ان بنتى فيها حاجه..
سيف:بتوتر. احححم..مافيش حاجه يا عمى..
↚
محمد:يا ابنى صارحنى يمكن اقدر اساعدك..تنهد بأسف..
انا عارف انك شقى وواد مقطع السمكه وديلها زى ما بيقولو بس جواك كويس..لو فى مشكله بينك وبين هبه قولى انت عليها يمكن نلاقى حل لأن بنتى مبتطلعش سر بيتها لا ليا ولا حتى لامها ولا اختها..
حديث والدها التلقائى جعله يندم اكثر..
ويزيد من عشقها بقلبه اكثر واكثر..
ساد الصمت قليلا..سيف محتضن صغيره وخافض رأسه بخزى..
محمد ينظر له بأسف واصبح على يقين ان ابنته وزوجها بينهم خلاف قوى..
دقائق وخرجت هبه ترتدى فستان رقيق أسود منقوش بورود صغيره باللون الكافيه..وحجاب كافيه..على وجهها ابتسامه رقيقه..
اقتربت من والدها وقبلت جبهته وتحدثت بحب..
هبه:عامل ايه يا ابو هبه..واحشتنى..
ربط محمد على وجناتيها وتحولت نظرته للحزن حين لمح عيونها الذابله واثار بكائها ظاهر على انفها ووجناتيها..
محمد:بتنهيده..الحمد لله يا بنتى..طمنينى انتى عليكى..
أسرعت هبه نحو صغيرها ومدت يدها لتحمله من حضن زوجها..
ليمسك سيف يدها بلهفه..وينظر لعيونها بعشق ورجاء شديد..ويضغط على كف يدها برفق..
ببرود..ابعدت هبه يدها عن يده وحملت صغيرها واحتضنته بكل قوتها..وقبلته مرات متتاليه..وضمته مره أخرى بحب اشد..واعطته لزوجها ثانيا..
لينظر لها سيف بعيون تلتمع بالدمع وبتوسل همس..
سيف:هبه أرجوكى..
ببتسامه هادئه نظرت هبه لوالدها وبجديه تحدثت..
هبه:بابا..ابتلعت ريقها بصعوبه..انا وسيف اتفقنا ننفصل..
اتسعت اعين والدها بصدمه وهم بالحديث..
لتقاطعه هبه وتكمل سريعا..وقبل ما تسأل عن السبب احنا مش مرتحين مع بعض نهائى..اشارت على وجهها..
وأظن باين عليا..أمسكت يد والدها..ومتتعبش نفسك يا حبيبى وتحاول تصلح بنا..هبطت دمعه حارقه على وجناتيها ببطئ وببتسامه متألمه اكملت..خليه يطلقنى دلوقتى حالا وخدنى معاك يا بابا بدل ما افضل على ذمته وتاخدنى جثه..
نظر محمد لسيف بغضب وبصرامه تحدث..
محمد:جثه؟!..انا مش مستغنى عن بنتى يا سيف..
سيف:بدموع..ولا انا اقدر استغنى عنها والله يا عمى..
محمد:بأسف..انت استغنيت عنها من بدرى اوى..
نظر سيف له بعدم فهم فاكمل هو بدموع..
اوعى تكون فاكر انى مش حاسس ببنتى اللى شيفها حزينه ودايما دموعها فى عينها من ساعه ما اتجوزتك..
هبه:برجاء..بابا من فضلك انتهى وقت العتاب..انا اتنزلته عن كل حاجه..نظرت لصغيرها بعيون يغرقها الدمع..
حتى ابنى مش عيزاه علشان منه..
محمد:بغضب اكبر..لا دا كده يبقى عمل حاجه جرحتك بالقوى علشان يوصلك انك تتنزلى عن كل حاجه حتى ابنك يا هبه..احتضنها..قوليلى عملك ايه يا حبيبتى وانا اجبلك حقك من عينه..
هبه:بتوسل وبدايه انهيار..وغلاوتى عندك يا بابا خليه يطلقنى وخدنى معاك من هنا..بكت بنحيب اكبر..مش طايقه المكان دا ولا طايقاه..
محمد:بتعقل..طيب يا بنتى هاخدك معايا على ما تهدو شويه و..
قطعته هبه بنهيار..
هبه:مش ههدى غير لما يطلقنى..
سيف:بتوسل..اهدى يا هبه بالله عليكى..اقترب منها مد يده يعطيها الصغير..خدى سفيان وروحى عند اهلك يومين و؟!!..
قطعته هبه بصراخ..
هبه:طلقنى يا سيف..نظرت حولها بجنون وبسرعه البرق ركضت نحو اقرب شباك وصعدت فوقه واكملت بنهيار..
طلقنى والا هرمى نفسى..
محمد:ببكاء..هبه..تعالى فى حضنى يا حبيبتى وانا هخليه يعملك اللى انتى عيزاه..
سيف:بفزع..هبه..انزلى يا حبيبتى؟!!..
هبه:بصراخ..كدااااااب..انا مش حبيبتك..بكت بألم حاد..
اللى بيحب حد ميعملش فيه كده..
محمد:يا بنتى قوليلى عمل فيكى ايه..
هبه:مش هقول..تأوهت بعنف..اللى حصل ميتقلش..
صرخت برجاء..خليه يرحمنى ويطلقنى يا بابا..
بغضب عارم امسك محمد سيف من ياقه تيشرته وبأمر تحدث..
محمد:أرمى اليمين..
سيف:ببكاء..هبه علشان خاطر سفيان سامحينى؟؟!..
هبه:بصراخ..أسامحك على ايه ولا ايه..مالت للخارج بجسدها اكثر جعلتهم يشهقو بعنف واكملت بقهر..
انت خلتنى اختار الموت ولا انى اعيش معاك لحظه واحده..
محمد:بهلع..ارمى اليمين بقولك..انا مش مستغنى عن بنتى..
اغمض سيف عينه بعنف لتنهمر دموعه بغزاره
وبصعوبه شديده تحدث..
سيف:ا انتى ط طالق يا هبه..
تركه محمد سريعا واقترب من ابنته التقطها داخل حضنه..
بوهن ارتمت هبه بين زراعى والدها تبكى بنحيب..
وبخطى بطيئه سارت برفقه والدها وعيونها على صغيرها..
مد محمد يده وهم بأخذ الصغير من سيف..
ليسرع سيف بالابتعاد ويتحدث ببكاء..
لو هبه عايزه ابنها يبقى اردها وتفضل معاه..
محمد:بغضب..انت بتقول ايه..هتحرم ابنك من امه..
سيف:بنفى..لا يا عمى انا عايز ابنى يتربى وسطنا انا وامه..
محمد:وهبه مش عايزاك وانت رميت عليها يمين..
هتجبرها على العيشه معاك علشان ابنها..
سيف:بجمود مصتنع..هو دا اللى عندى..نظر لهبه..
↚
لو عايزه ابنك تفضلى معاه هنا وعلى زمتى يا هبه..
محمد:بوعيد..هنرفع عليك قضيه..ومتنساش ان حضانه الطفل من حق امه..
سيف:بثقه..انت ناسى مين هو سيف النورى..
يعنى لو رفعت 100قضيه هتخسرها يا عمى..نظر لهبه..
دهبك ومؤخرك وكل حقوقك هتوصلك..لكن ابننا هيبقى معايا لحد ما ترجعيلى..
يحاول هو الضغط عليها حتى تتراجع عن قرارها وتتركه يردها مره اخرى لعصمته..غافلا انه هكذا يثير غضب انثى قلبها مجروح وينزف بغزاره..
وطريقته هذه معها تجعلها تتمسك بالابتعاد اكثر..
هبه:ببتسامه ساخره..انت فاكر ان هاخد الدهب والمؤخر واسيب ابنى؟!!!..حركت رأسها بالنفى..
مافيش حاجه أغلى عندى من ابنى وعلشانه بس مش هحربك عليه..هسبهولك وانت اللى هتجبهولى بنفسك يا سيف..
اقتربت من صغيرها وقبلته بعمق ودموع غزيره تهبط على وجهها اغرقت وجه صغيرها..
ليستنشق سيف عبيرها بعشق شديد..
ملست هبه على ملامح صغيرها بأصابعها تزيل دموعها عنه..
رفعت عيونها ونظرت لسيف وبهدوء تحدثت..
خلى بالك منه..وورقه طلاقى تبقى عندى فى اقرب وقت..
وانا هبقى اجى اشوفه لو تسمح يعنى..
سيف:بلهفه..تعالى فى اى وقت انا..نظر لصغيره..
وسفيان..نظر لها بعشق..هنفضل مستنينك ترجعى يا هبه..
نظرت له قليلا..وببطئ ويد مرتعشه خلعت دبلتها ووضعتها بيد صغيرها وقبلت يده مرات متتاليه وركضت للخارج سريعا تاركه قلبها وروحها برفقه صغيرها..
نظر محمد لسيف نظره اخيره ينتظر منه ان يعطيه الصغير..
تفهم سيف نظرته فحرك راسه بالنفى وبدموع تحدث..
سيف:خلى سفيان معايا يا عمى علشان هبه ترجعلى ارجوك..
تنهد محمد بالم لالم ابنته وبتنهيده تحدث..
محمد:حرمنها من ابنها هيقوى قلبها عليك اكتر..انا قولتلك وانت حر..نهى جملته وسار للخارج بخطى مسرعه ليلحق بأبنته..وبخوف همس بسره..ربنا يستر من امك لما تعرف انك اطلقتى يا هبه..
.......................................................
..بمملكه حبيبه..
أيوب..
يقف بالمطبخ يعد الطعام لزوجته بمهاره شيف عالمى..
بحب شديد صنع لها أشهى الفطير الساخن..
بنبهار وهيام..تنظر له حبيبه..
بشقاوه غمز لها أيوب وبعبث تحدث..
أيوب:حلو الفطير يا بيبه..
حبيبه:ببلاهه..يجنن يا بيبو..انت اتعلمت تعمله فين..
بدات تأكل وتهمهم بستمتاع..طعمه روووعه واحلى من اللى بنشتريه كمان..
أيوب:بتنهيده..ام أيوب اللى علمتنى..ربنا يكمل شفاها على خير..
حبيبه:يارب يا حبيبى ويرجعهلنا بالف سلامه يارب..
أيوب:ياارب يا حبيبه..بدأ يطعمها بيده..
يله كملى اكلك علشان نطلع فوق سوا..
حبيبه:بستغراب..فوق فين؟!..مش احنا فى اخر دور..
ايوب:ببتسامه..كلى الأول وانا اقولك..
حبيبه:بخجل..شبعت والله يا أيوب..
عضت شفاتيها ورمشت بعيونها اكثر من مره وبأحراج همست..عايزه ادخل الحمام احححم اخد دش واغير هدومى..
بحنان..امسك ايوب يدها وسار بها نحو الحمام وتحدث بحب..
ايوب:احلى دش لاحلى حبيبه..
ابتلعت حبيبه ريقها بصعوبه وبتقطع همست..انت هتيجى معايا ولا ايه؟!..
أيوب:لا يا حبيبتى انا هوريكى ازاى تفتحى الدش وهملالك البانيو..
حبيبه:بطفوله..ايوه املاه عايزه العب فى الميه شويه..
فتح ايوب المياه امام عيونها المتابعه له بشغف..
واستدار لها ضمها لحضنه واضعا يده على كتفها وسار بها للخارج
أيوب:طيب تعالى اقولك حاجه على ما يتملى لان الميه ضعيفه هنا..
خطى بها للخارج وجلس على اريكه صغيره وأجلسها جواره..
تنظر له حبيبه بعشق شديد وبهتمام تحدثت..
حبيبه:اتكلم يا ايوب..أمسكت وجهه بين يديها الصغيره..
انا سمعاك يا حبيب حبيبه..
اخذ ايوب نفس عميق وبهدوء وتعقل تحدث..
أيوب:حبيبتى انتى دلوقتى مراتى ومن حقك تعرفى عنى كل حاجه..أمسك يدها رفعها لفمه وقبل باطنها بعمق وببتسامه أكمل..انتى طبعا عارفه انى لما خلصت 3اعدادى خرجت من المدرسه..واشتغلت فى اكتر من صانعه..
حبيبه:بفخر..ايوه انا كنت بفضل اتفرج عليك وانت شغال مع عم عاطف نجار مسلح فى البيت اللى قصاد بتنا..
ملس أيوب على شعرها وببتسامه عاشقه تحدث..
أيوب:كنت بشوفك وانتى واقفه ورا الشباك متبعانى..
نظرت له حبيبه بتفاجئ وبخجل همست..
حبيبه:بتشوفنى أزاى وانت ولا مره بصيت نحيتى..
↚
ايوب:بهمس..كنت بلمحك من غير ما تاخدى بالك..
حبيبه:بدموع..يعنى واخد بالك انى بعشقك من صغرى..
حرك هو رأسه بالايجاب..لكمته بكتفه..
طيب ليه كنت دايما تعمل نفسك مش شايفنى..
أيوب:كنتى حلم بعيد بالنسبالى يا حبيبه..
جذبها داخل حضنه اجلسها على قدميه لتشهق حبيبه بخجل..
وتدفن وجهها بحنايا صدره..ذاد هو من ضمها واكمل بعشق..
كنت بقول لأمى ادعيلى يا امه ربنا يحققلى اللى بتمناه..
كانت حبيبتى تدعيلى من جوه قلبها بستماته..
وضع أصابعه اسفل ذقنها جعلها تنظر له وبعشق شديد ظاهر بعيونه همس..وربنا استجاب لدعوتها وحققلى اللى اتمنيته يا حبيبه..
حبيبه:بهمس..كنت بتتمنى ايه يا أيوب..
تأمل أيوب ملامحها بهيام..وبلهفه قبل أرنبه انفها وبتنهيده همس..
أيوب:انتى يا حبيبه..أقترب بوجهه اكثر وهمس امام شفاتيها..انتى امنيتى وحلمى اللى كافحت علشان اوصله..
نهى جملته وقبل شفاتيها قبله رقيقه عميقه سلبت منه أنفاسه..
ابتعد عنها وهو يلهث بعنف..
اسرعت حبيبه بدفن وجهها داخل عنقه بخجل..
ربط أيوب على شعرها و ظهرها بحنان..
فهمست حبيبه بصوتا مبحوح..
حبيبه:احكيلى يا ايوب..رفعت وجهها المكسو بحمره الخجل ونظرت له بعشق..عايزه اعرف كل حاجه عن جوزى..
اعتدل بها أيوب ولف يده حول خصرها وهب واقفا بها رافعها عن الارض وسار بها نحو الحمام وتحدث بهدوءه المعتاد..
ايوب:طيب خدى دش الاول وتعالى وانا احكيلك..
أنزلها داخل الحمام..فاسرعت حبيبه محو المياه واغلقتها وعادت له مره اخرى امسكت يده وسارت معه للخارج وبفضول تحدث..
حبيبه:احكيلى الاول يا بيبو وكمان انا فضولى هيموتنى واشوف هتطلعنى فوق فين..
ايوب:اممممم..بعد شعرها عن عيونها..البسى طرحتك الاول وتعالى..
بحماس..أسرعت حبيبه برتداء حجابها واقتربت منه مره اخرى..
أمسك هو يدها ونظر بعيونها بهيام..وبتنهيده تحدث..
أيوب:انا مشتغلتش نجار مسلح بس يا حبيبه..
وضع يده على كتفها وبدا يسير بها ببطئ..انا اشتغلت سباك وكهربائى..وبوكسنج..نظرت له حبيبه بعدم فهم..فاكمل هو بتفهم..بلعب بوكس وألعاب قوه..
وكان عندى أستعداد اعمل كل حاجه واى حاجه تجيب قرش بالحلال علشان اصرف على امى واخواتى واعلمهم..
ولما وصلت لسن 20سنه كان لازم اشوف جيشى..
وبما انى الكبير ووالدى متوفى وبعول اسره كنت بتمنى انى اخد اعفى..لكن ربنا اراد وخت تأجيل 3سنين..
بعدها قولت ليه مكملش تعليمى..كانت امى لسه متعبتش..
وانا كان ربنا فتحها عليا وبمسك فلوس كويسه مكفيانى انا وامى واخواتى وبتفيض كمان..
توقف بها امام احدى الجوانب ونظر لها واكمل ببتسامه..
وقدمت ورقى فى الثانوى العام من غير ما حد يعرف..
حبيبه:بفرحه عارمه..يعنى انت معاك شهاده الثانويه يا أيوب..
أيوب:ببتسامه..والكليه كمان يا قلب ايوب..
نهى جملته ومال قليلا اخرج سلم خشبى من اسفل الاريكه اسنده على الحائط..وصعد عليه امام عيون حبيبه المتسعه بزهول..مد يده للسقف الخشبى وجذب قطعه منه ووضعها فوقه من الخارج ومد يده لها..تعالى..
دون لحظه تردد واحده..صعدت خلفه حتى وصلت اليه..
اعتدل بوقفته ورفعها من خصرها أجلسها فوق السقف وصعد هو ايضا خلفها..تمسكت حبيبه به وتحدثت بخوف..
حبيبه:ايوب ممكن السقف يقع بينا..
أمسك ايوب يدها وأوقفها بحذر وتحدث بثقه..
أيوب:متخفيش يا حبيبه ايوب تعالى معايا..
سار بها حتى أصبحو فوق سطح الغرفه..
حبيبه:بزهول..سقف الاوضه مش خشب؟!..
ايوب:الاوضه والمطبخ والحمام انا اللى صاببهم سقفهم..
وكنت هصب الشقه كلها بس لما امى تعبت وقفت كل حاجه..
نظرت حبيبه حولها لتنصدم بمفرش كبير موضوع عليه الكثير من الكتب..ببطئ أقتربت من المفرش وجلست عليه وبفضول بدأت تمسك كتاب خلف الأخر وبعيون متسعه على أخرها نظرت لأيوب وبعدم تصديق تحدثت..
حبيبه:طب؟!!.. انت فى كليه طب بشرى يا ايوب؟؟!!..
اقترب منها ايوب وجلس جوارها وأمسك يدها بين يديه وبدموع تحدث..
ايوب:خلصت الكليه وهقدم ورقى للجيش وبأذن الله وبدعوه أمى ليا هدخل صف ظابط..أمسك وجهها بين يظيه ونظر لعيونها بعشق..ويبقى جوزك ظابط دكتور واشرفك قدام اهلك يا حبيبه..
ارتمت حبيبه داخل حضنه..تحتضنه بكل قوتها وببكاء شديد تحدثت..
حبيبه:انا متشرفه بيك بكل حالاتك يا حبيب قلب حبيبه..
......................................................
أطلقت؟!..
كلمه نطقت بها نجوى بزهول مقارب للجنون..
وبغضب عارم نظرت لهبه وبهدوء ما قبل العاصفه اكملت..
نجوى:اطلقتى ليه يا هبه؟!..
هبه:بجمود مصتنع..مش مرتحين مع بعض يا ماما..
نجوى:بسخريه..مش ايه ياختى؟!!..رفعت صوتها..انتى اللى مش واخده على عيشه الراحه والعز وعايزه عيشه الفقر زى اختك الفقريه اللى راحت تتجوزلى واحد كحيان وجاهل..
هبه:برجاء..ماما ارجوكى بلاش كلامك دا دلوقتى انا تعبانه وفيا اللى مكفينى..
صفقت نجوى بكلتا يدها..وبغضب وغيظ شديد تحدثت..
نجوى:تعبانه..انتى لسه شوفتى تعب يا مطلقه..
↚
التعب لسه هيجى يا هبه لما تشوفى نظرت الناس للوحده المطلقه عامله ازاى..نظرت لزوجها بشرار..اكيد ابوكى هو اللى شجعك تطلقى..طبعا ما هو عايز يفقرك ويوكسك زى الموكوسه اختك..
هبه:ببكاء..انا مش موكوسه يا ماما..انا هرجع كليتى وهكمل تعليمى اللى بعدت عنه بسبب الجواز والخلفه وباذن الله هتخرج وابقى مهندسه وهتوظف وهبدا حياه جديده وانا هبه قويه مش ضعيفه وان كان على كلام الناس ميهمنيش ولا يشغلنى..
نجوى:يهمنى ويشغلنى انا يا مهندسه..اقتربت منها ولكمتها بعنف على ذراعها..هان عليكى تسيبى ابنك يابت..
دا الوحده مننا لو جوزها فكر يطلقها تبوس ايده ورجله وتقوله سبنى على زمتك وانا اعيش خدامه علشان خاطر عيالى..
محمد:بغضب..انا بنتى مش خدامه يا نجوى..
وطلقها من سيف النورى انا شايف انه مكسب ليها..
نجوى:بغيظ..مكسب ليها فى ايه وانت جيبهالى بطولها من غير هدومها ولا حتى ابنها..
اقترب محمد من ابنته وضمها لحضنه وربط على ظهرها بحنان وتحدث بتاكيد..
محمد:كسبت صحتها اللى كانت فى النازل..انا معنديش استعداد اشوف بنتى بتدبل وتطفى قدام عينى واقف اتفرج عليها..نظر لهبه..انا معاكى وفى ضهرك يا هبه يا بنتى فى اى قرار تخديه اهم حاجه تكونى مرتاحه ومشوفش نظره الحزن اللى دايما فى عنيكى دى..
ارتمت هبه بحضن والدها تبكى بنحيب وبصوت متقطع همست من بين شهقاتها..
هبه:ربنا ميحرمنيش منك ابدا يا بابا..
نجوى:بشهقه..بتعيطى..لوه فمها اكثر من مره..عيطى ياختى على خبتك انتى واختى عيطى..جزت على اسنانها بعنف وبسرها اكملت..اه يا نارى منك..ياما نفسى اقوم اجيبك من شعرك تحت رجلى بس ابوكى اللى مانعنى..
نفخت بضيق..بكره هروح لسيف الصاغه وافهم منه اللى حصل بالظبط واحاول اصلح بنهم..
...........................................
..أيوب..
يجلس ارضا محتضن زوجته بحمايه..
حبيبه..تنظر له..
بزهول..
بعيون متسعه على اخرها..
بفم مفتوح ببلاهه..وبعدم فهم همست..
حبيبه:أيوب..واحده واحده عليا حبيبى..
انا قلبى وعقلى مش مستوعبين كل المفاجأت اللى عمال تفاجئنى بيها دى..
عدل أيوب وضعها وضمها داخل حضنه أكثر ظهرها مقابل صدره..
مستند على كتفها بذقنه..
فستدارت هى ونظرت له بنبهار وبتسائل همست..
انت نجار مسلح ولا سباك ولا كهربائى..
ولا عازف جيتار..
أمسكت كف يده ووضعته على موضع قلبها وضمتها بكل قوتها وبتنهيده عاشقه أكملت..
ولا مطرب بصوتك اللى يسحر ويجنن دا..
ولا لاعب بوكس والعاب قوه..
اعتدلت قليلا وجلست على ركبتيها أمامه وامسكت وجهه بين يديها تتأمل ملامحه بهيام..
ولا طالب ذاكر وكافح لحد ما بقى دكتور حديث التخرج..
ولا اللى بيحضر ورقه علشان يدخل الجيش واحتمال كبير لو اتقبل يبقى ظابط دكتور..
وضعت جبهتها على جبهته وبأنفاس ساخنه تلفح بشرته تذهب بعقله اكملت..ولا انت كل دول..
نظرت لعيونه بعشق شديد..ربنا رزقنى بيك وبقيت جوزى..
أحتضنته بتملك ملتفه بكلتا يدها حول رقبته وقدميها حول خصره..ملكى لوحدى انا وبس..
بأنفاس مسلوبه..أغمض ايوب عينه بستمتاع..
ودفن وجهه بعنقها يقبله ببطئ وبهمس تحدث..
أيوب:هفهمك كل حاجه واحده واحده..
رفع وجهه وبدأ يقبل وجناتيها مرات متتاليه برقه شديده..
يا حبيبه قلب أيوب..
- لا أملكُ مِن المالِ ما يَبنِي قَصرًا،..
ولا مِن الجاهِ ما يَصنَع فَرقًا طبقيًا،..
ولَكِن أملكُ قَلبًا لَم يُفتن بِغيرِك،..
ولا يَرغبُ سِوى بِقُربِك، فهَل تَقبَلين؟..
= أُريدُ الثِقة وشُعورَ الأمان، يَطمئِن قَلبي أنَّه إن اِسْتمسَك فَلَن يُخذَل،..
إن ضَعُف فَلَن يُترَك،..
وإن مَسَّه الحُزن فسَيجِد رَفيقًا يُهوِّن عَليه مَا مَرَّ بِه،..
يَطمئِن عَقلي أنَّ نِهايةَ ذاكَ الطريقِ حُب، وَمَودة، وَوَفاء،.. تَطمئِن نَفسِي بأنَّها لَن تُستَبدل إن مَسَّها الضُر حِينًا مِن الزَمان، وأنَّها ستَظَل تَرىَ اِنعكاسَ صُورتِها بِجمَال في عَينَيكَ حَتى في أحلَكِ أوقَاتِها،..
وسَتشهَد اِحتواءً وسندًا حِين ضَعفِها،..
وأنَّه لا فِراق بَينِنا حَتى وإن حَدث صِدام،..
فرِباطُ الحُب أقوَى..
فَهَل تَملِك ؟
- مَن أَحَب بِصِدقٍ فَلَن يَخذُل ولَن يَترُك،..
وسَتُثبِت لكِ الأيَامُ حُبي، أعِدُك..
خاطره بقلم الجميله *دُعـاء عِصام*..
↚
..اشرقت شمس صباح جديد..
بمنزل محمد ونجوى..
محمد:بستغراب..انتى لسه مجهزتيش يا ام هبه..
نظر بساعه يده..الساعه داخله على 8 ونص هتتأخرى على شغلك..
نجوى:بتنهيده..مش هروح انهارده..التمعت عيونها بالدمع..
انا تعبانه ومنمتش طول الليل..
اقترب منها محمد بلهفه ووضع يده على جبهتها يتفحص حرارتها وبقلق تحدث..
محمد:تعبانه من ايه..ولا حاسه بأيه يا نجوى..
نجوى:ببكاء..بناتك اللى تعبونى وهيشلونى يا محمد..
نظرت له بشرار..
الكبيره انت وافقتها تطلق من جوزها اللى كان مهنيها ومغرقها فلوس..
والصغيره انت برضو جوزتها واحد فقير دقه مقعدها مع الفراخ بتاعه امه فوق السطح..
محمد:بهدوء..يا نجوى استهدى بالله وفكرى فى مصلحه بناتك قبل اى حاجه..
نجوى:بغضب..مصلحه بناتى؟!!..بكت بنحيب..
وهو انا بفكر فى حاجه غير مصلحتهم يا محمد..
اغمضت عيونها لتنهمر دموعها بغزاره على وجناتيها..
عايزه اكون مطمنه عليهم..نظرت له بأسف..احنا مش هنعيش لهم طول العمر ودول بنات لازم تبقى كل واحده فى حمى راجل يصونها ويحافظ عليها..
اخذ محمد نفس عميق يحاول به تهدئه وتيره غضبه من حديثها..وبتعقل تحدث..
محمد:استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم..نظر لها..
يا ام هبه بناتك فى حمى و حفظ الله..
وانا عندى يقين بالله ان ربنا اختار لهم الصالح..
سواء فى طلاق هبه من سيف..
او جواز حبيبه من ايوب..
نجوى:ببكاء..صالح ايه بس بعد ما بنتى اطلقت وسابت ابنها وكل حقوقها لجوزها ورجعتلى بطولها..
بحنان..مسح محمد دموعها وببتسامه تحدث..
محمد:احمدى ربنا ان بنتك رجعتلنا يا نجوى..
مش احسن ما كانت تفضل على زمته وترجعلنا جثه..
نجوى:بشهقه..جثه؟!..ابتلعت ريقها بصعوبه وبخوف اكملت..
قصدك ايه يا محمد..
محمد:بحزن..اقصد ان بنتك استحملت كتير اوى من جوزها..
انتى ناسيه لما كانت تغيب علينا وكنا نروحلها فجأه نلاقيها مضروبه والضرب معلم فى وشها..
ومش راضيه تيجى عندنا غير لما اثار الضرب تروح..
ربط على كتفها..
بنتك جت على نفسها ومجتش فى يوم تشتكى من جوزها ومحافظه على سرها..معنى كده انها كانت باقيه على العيشه معاه..لكن هو عمل حاجه جرحتها بالقوى لدرجه انها فضلت الموت ولا انها تفضل على زمته..
همت نجوى بالرد عليه..
لكن طرقات على باب الغرفه قطعت حديثهم..
لوه نجوى فمها اكثر من مره وبسخريه تحدثت..
نجوى:ادخلى يا مطلقه..
بغضب عارم نظر لها محمد وبتحذير همس..
اياكى تنكدى على البت يا نجوى..كفايه اللى هى فيه..
ببتسامه رقيقه تخفى بها حزنها وألمها من جمله والدتها التى اخترقت قلبها قبل اذنها..خطت هبه لداخل الغرفه..
اقتربت من والدها وقبلت يده بحب..
هبه:صباح الخير يا بابا..اقتربت من والدتها وقبلت يدها ايضا..صباح الخير يا ماما..
محمد:ببتسامه..صباح الخير يا بنتى..اقترب منها وربط على ظهرها بحنان..طمنينى عليكى يا حبيبتى عامله ايه انهارده..
هبه:ببتسامه متألمه..الحمد لله يا بابا..واحده واحده وبأذن الله هبقى كويسه..اطمن يا حبيبى..
هبت نجوى واقتربت منها وقفت امامها تتفحص ثيابها بعنايه وبحاجب مرفوع تحدثت..
نجوى:اممم..ورايحه فين على الصبح كده يلى هتبقى كويسه؟!..
هبه:بحترام..بعد اذنك يا بابا انا رايحه كليتى وبعد الكليه ان شاء الله هروح لحبيبه اطمن عليها واباركلها..
نجوى:بغضب..كليه ايه وحبيبه مين..امسكت وجناتيها بين أصابع يدها بعنف..انتى يا بت انتى جبله مبتحسيش..
اسرع محمد وبعدها عنها وتحدث بعتاب..
محمد:يا نجوى ليه كده بس..دا بدل ما تشجعيها وتقويها انها تكمل كليتها..
نجوى:بصرامه..مش لما نشوف هنعمل ايه فى موضوع طلاقها وابنها اللى بعيد عن حضنها ام كليه دى..
نظرت لهبه وضحكت بسخريه..
هه يلى عايزه تباركى لاختك على جوازتها السوده..
امسكت معصم يدها وضغط عليه بعنف شديد كادت ان تهشم عظام هبه ومن اسفل اسنانها اكملت..
كليه ايييه اللى تروحها وانت لسه مطلقه امبارح يا شملوله..
حرك محمد رأسه بيأس من تصرفات زوجته وجذب يد ابنته من يدها وسار بها للخارج وبستعجال تحدث..
محمد:انا همشى علشان اتأخرت على الشغل..
↚
نظر لابنته..تاخير بتأخير تعالى معايا يا هبه هوصلك كليتك وبعدين هبقى اروح شغلى..
نهى جملته وسحب ابنته نحو الخارج بخطوات شبه راكضه..
تاركا زوجته تشتعل غيظا وغضبا..
وبأصرار همست بسرها..
نجوى:لازم ارجعك لجوزك واخليه يردك يا هبه..
التمعت برأسها فكره فبتسمت بتساع وبفرحه اكملت..
هقوله ياخد ابنه ويسافر وهى لما تعرف اكيد هتجرى وراهم وتخليه يردها علشان تسافر مع ابنها..
اعجبتها فكرتها الحمقاء التى ستدمر بها العلاقه بين سيف وهبه اكثر..وحسمت امرها بتنفيذها..
بقلم الكاتبة نسمة مالك
..بمنزل ايوب وحبيبه..
..حبيبه..
بلهفه..تبحث عن ايوب..
تتحسس الفراش الصغير جوارها..فلم تجد سوا الفراغ حليفها..
بفزع اعتدلت جالسه وفتحت عيونها على اخرهم وبدأت تنظر حولها تبحث عنه بنظرات مجنونه..
لتقع عيونها على كرسيى صغير بجوار سريرها موضوع عليه طبق صغير به ساندوتش وكوب من عصير البرتقال الطازج..
تنهدت بحب واسرعت نحو الطبق حين لمحت ورقه صغيره بجوار الكوب..
امسكتها وفتحتها بلهفه وبدأت تقرأ محتواها ببتسامه عاشقه..
..صباح الورد على عيون حبيبه أيوب..
بفرحه وتفاجئ وعيون دامعه مزهوله تنظر لما يفعله لها..
يغرقها بحنانه وحبه الصادق..
يتفهم خجلها منه ويتعامل معها بمنتهى الصبر والحب الشديد..
عضت شفاتيها بخجل حين تذكرت ليلتهم الأولى كزوجين..
لم يتركها تبتعد عن حضنه..
ولم يجبرها عليه رغم ثوره مشاعره التى تراها وتشعر بها وهى بين حنايا صدره..
هو مكتفى بأقل القليل منها..يتكفى بجودها معه..
يكفى عنده انها اصبحت زوجته حتى ولو على الورق..
بلهفه..امسكت هاتفها ودونت رقمه المكتوب بالورقه وضغطت على زر الاتصال..
وضعت الهاتف على أذنها وحبست أنفاسها تنتظر بشتياق أستماع صوته لأول مره بهاتفها..
تنهدت بحب حين اتاها صوته الرزين..
ايوب:السلام عليكم..
حبيبه:بعشق..وعليكم السلام يا حبيبى..
ابتسم هو بعشق وبهمس تحدث..
أيوب:صاحيه بدرى ليه كده..
حبيبه:قلقت لما مش لقيتك جنبى..عبست بملامحها..
نزلت فين بدرى كده..
منفصل هو عن العالم بصوتها الحنون الناعس الذى يبعثر مشاعره وبأعجاب همس..
أيوب:صوتك حلو اوى يا حبيبه..
حبيبه:بخجل..انت احلى يا حبيب حبيبه..
هم أيوب بالرد عليها لكن قطع حديثه احدى العمال..
العامل:اتفضل يا أسطى أيوب الصنيعيه جاهزين ..
سار ايوب برفقته وبستعجال همس لحبيبه..
ايوب:انا بتفق على شغل ساعه زمن واكون عند بأذن الله..
واه ابقى حطى اكل للطيور انا حطتلهم بس مش كتير علشان انتى تحطلهم وياخدو عليكى..
حبيبه:حاضر عنيا هحطلهم الاكل واخلى بالى منهم..
خلى بالك انت بس من نفسك..فى رعايه الله يا حبيبى..
اغلقت معه واحتضنت هاتفها بكل قوتها..
وبعشق شديد همست بسرها..بحبك اوى يا ايوب..
ابتسمت بفخر..أقصد بحبك اوى يا دكتور ايوب..
التمعت الدموع بعيونها حين تذكرت حديثه معها وكيف عانى وكافح حتى ينهى دراسته بكليه الطب..
..فلاش بااااااااااااااااك..
تجلس حبيبه بجوار ايوب ارضا..
تنظر له ببتسامه عاشقه وتستمع له بهتمام شديد..
ممسك هو بيدها الصغيره بين كفين يديه القويتين..
ينظر لعيونها بهيام تارا..ويتأمل ملامحها تارا اخرى وبهدوئه المعتاد تحدث..
ايوب:ها بقى عايزه تعرفى عنى ايه بالظبط يا ست البنات؟؟..
ابتسمت حبيبه بتساع وبحماس تحدثت..
حبيبه:عايزه اعرف كل حاجه عنك يا ايوب..
تحولت نظرتها العاشقه لأخرى منبهره..
ازاى قدرت توفق بين شغلك ودرستك..خصوصا ان كليه طب دى كليه صعبه جدا..نظرت له باخراج..احححم ومصاريفها غاليه جدا جدا..صرخت فجأه..وقولى صحيح انت هتبقى تخصص ايه؟؟!..
أمسكت يديه بكلتا يدها وضغطت عليهم برفق وبرجاء اكملت..احكيلى يا ايوب علشان خاطرى كل حاجه..
↚
ايوب:ببتسامه..عيونى يا قلب ايوب..
اعتدل بجلسته مستند بظهره على الحائط خلفه وجذبها داخل حضنه..
ويده تمسد على ظهرها وشعرها بحنان بالغ..
اخذ نفس عميق وبدأ يقص لها كل ما مر به..
فعلا زى ما قولتى يا حبيبه..كليه الطب صعبه جدا ومصاريفها كتير..ولأنى مكنتش هبقى حمل مصاريفها هى وأخواتى..
ربنا الهمنى بفكره وقولت هجربها يا صابت ويا خابت..
ضمته حبيبه بكل قوتها وبصوت خافض همست..
حبيبه:فكره ايه يا بيبو؟!..
قبل ايوب شعرها بعمق واكمل ببتسامه رضا..
أيوب:قولت شغلى هيبقى قصاد انى أكمل تعليمى..
ابتعدت عنه حبيبه ونظرت له بستغراب وبعدم فهم تحدثت..
حبيبه:ازاى يا ايوب؟!..
ايوب:بأسف..انا دخلت اولى طب وانا عندى 23سنه يا حبيبه..كنت وقتها بقيت صانيعى درجه اولى سباكه وكهربا وكمان نجار مسلح..
اول يوم ليا فى الكليه روحت للعميد..وقولتله كل ظروفى بمنتهى الصراحه..وهو مشكورا عرض عليا مساعده لكن انا مقدرتش اقبلها..وقولتله انى هشتغل اى حاجه وكل حاجه فى الجامعه ولدكاتره الجامعه كمان مقابل تعليمى وحضور السكاشن وكمان الكتب والمراجع اللى الدكاتره بتكتبها وتبعها للطلبه بالاجبار والا تشيلهم الماده..
أبتلعت حبيبه ريقها بصعوبه وبألم حاد لأجله هو همست..
حبيبه:ووافق يشغلك؟!..
ايوب:بنفس راضيه..الحمد لله ربنا وقفلى ولاد الحلال وبقيت سباك وكهربائى الجامعه وعملت شغل لكل الدكاتره اللى درسولى وكنت بحاسبهم بما يرضى الله..لحد ما ربنا من عليا من فضله وخلصت كليتى بأعلى تقدير وبأذن الله ناوى اتخصص جراحه قلب..تنهد بشتياق واكمل بعيون لامعه بالدمع..علشان أقدر أطمن بنفسى على قلب ام ايوب لما ترجعلى بألف سلامه بأذن الله..
بشرود..تنظر له حبيبه..ملتزمه الصمت..
ظاهر على وجهها الصدمه والألم..
ولكن النظره الاكثر ظهورا..
الانبهار..منبهره به..بما فعله ليحقق احلامه التى كانت هى احدهم..بل اساسهم..
ببطئ هبطت دموعها على وجناتيها..
ورفعت يدها امسكت وجهه بين يديها تتأمل ملامحه بعشق شديد..
لتنهمر دموعها بغزاره أكثر..
بلهفه..أسرع أيوب برفع يده لوجناتيها ومسح دموعها بحنان..
لتزداد هى حده شهقاتها..
نظر لها بعتاب وبالم تحدث..
ليه بس الدموع دى كلها يا حبيبه؟!..
بنحيب..
تبكى حبيبه..
دموعها تهبط على وجناتيها بغزاره..
صوت شهقاتها يمزق قلب زوجها..
تنهد أيوب بألم حاد واقترب منها انتشلها داخل حضنه يضمها بكل قوته..
يده تربط على شعرها وكافه ظهرها بحنان بالغ..
وبرجاء تحدث..
كفايه عياط علشان خاطرى يا حبيبتى..
ابتعد عنها وامسك وجهها بين يديه..
ينظر لها بعشق وعيون تلتمع بالدمع وبمزاح اكمل..
انتى بتعيطى من دلوقتى يا حبيبه..
ضمها لصدره وربط على كتفها بقليل من العنف المحبب..
اجمدى يا بيبه اللى جاى علينا اصعب..
ابتعد حبيبه عن حضنه وبدات تمسح دموعها بظهر يدها وببكاء طفولى تحدثت..
حبيبه:مش هيكون اصعب من اللى انت شوفته يا حبيبى..
رفعت يدها وملست على وجهه وبهيام وانبهار ودموع غزيره تهبط من عيونها لا اراديا اكملت..
انت مافيش زيك يا ايوب..بكت بنحيب اكبر..
اللى يدخل كليه الطب..كليه القمه زى ما بيقولو..
ويبقى صريح ويقول للدكاتره اللى بيدرسوله بكل فخر انه صنايعى ويقبل يشتغل سباك وكهربائى فى الكليه مقابل شرا الكتب وحضور السكاشن..
ويرفض ياخد اى مساعده من اى مخلوق بدون مقابل..
يبقى احسن راجل فى الدنيا كلها..
ضمها ايوب مره اخرى داخل حضنه وبدموع تحدث..
ايوب:الحمد لله..ربنا وقف جنبى وسهلى أمورى بدعوات امى ليا يا حبيبه..
ظل محتضنها فتره ليست بقليله..
كلا منهم يستمد قوته من الاخر..
على مضض ابتعد عنها ونظر لها بعبوس وتحدث بأسف..
ايوب:احنا دلوقتى منحتكمش على قرش يا حبيبه..
يعنى لازم انزل اشتغل بأيدى على ما ربنا يكرمنى واشوف هقبل فى الجيش ولا هاخد اعفى وادور على وظيفه..
↚
ولحد ما ربنا يفرجها و ألاقى شغل بشهادتى هنفضل هنا وباذن الله من بكره انا هنزل اسعى على اكل عيشى..
نظر لعيونها بعشق وببتسامه اكمل..
عندى يقين بالله يا حبيبه ان ربنا هيقوينى وهيكرمنى من وسع علشانك انتى وامى..
حبيبه:بعشق..باذن الله يا حبيبى ربنا هيرضيك ويرضى عنك..
قبل ايوب باطن يدها بعمق وبعشق اشد همس..
ايوب:هو الحمد لله رضانى فعلا..نظر لعيونها بهيام..
رضانى بيكى انتى يا حبيبه ايوب وبقيتى مراتى حلالى ودا عندى بالدنيا كلها..
..نهابه الفلاش باااااااااااااك..
انتبهت من شرودها على صوت الطيور العالى جدا..
شهقت بخضه واسرعت بالركض نحوهم وبعتاب همست لنفسها..اخس عليكى يا حبيبه..اتاخرتى عليهم بالاكل..
تنهدت بحب..اه يا ايوب شغلت عقلى وقلبى اكتر حتى بعد ما بقيت مراتك..
بقلم نسمة مالك
..اميريكا..
بأحدى المستشفيات الخاصه لجراحه القلب والاوعيه الدمويه..
داخل غرفه العنايه المركزه..
هناك أم تدعى لابنها وهى بين الوعى واللاوعى..
بل عذرا بين الحياه والموت..
كلما استردت وعيها قليلا..
تردد أسم ابنها دون توقف..
بل تدعو له برجاء وتوسل من صميم قلبها..
ولما لا وهو ابنها البار بها..
ابنها التقى ذو قلبا نقى الذى يستحوذ حبه على قلبها..
واخيرا..بدأت تستعيد وعيها رويدا رويدا وببكاء همست..
زينب:أيوب يا ضنايا..وحشتنى يا حبيبى..
هبطت دموعها ببطئ..تعالى يا ايوب انت فين يا قلب امك..
بجوار سريرها يقف ابنها ايمن وزوجته بثياب التعقيم الخاص بالعنايه..
بستغراب نظرت له زوجته وتحدثت بتسائل..
ليان:مين ايوب يا ايمن اللى طنط بتنادى عليه على طول دا؟!!..
ظهر التوتر والقلق على وجه ايمن..استطاع اخفائهم سريعا وبحزن مصتنع تحدث..
ايمن:ايوب دا يبقى أخويا الكبير..
بتفاجئ نظرت له زوجته وبزهول تحدثت..
ليان:أخوك؟!..تحولت نظرتها لأخرى غاضبه..
هو انت عندك اخوات غير احمد وانا معرفش؟!..
أيمن:بأسف..كان عندى..التمعت عيناه بدمع كاذب واكمل بخداع..بس مات..
اسفا على رجل كاذب ظن ان ليل كذبته سيدوم..
غافلا عن ان شمس الحق حتما ستظهر ذات يوم..
شهقت ليان بعنف وبدموع تحدثت..
ليان:لا حول ولا قوه الا بالله..ربطت على كتفه بحنان..
البقاء والدوام لله وحده يا حبيبى..نظرت له بعتاب..
ليه مقولتليش قبل كده يا ايمن..
تنهد ايمن برتياح..فزوجته رغم صرامتها الا انها تمتلك قلب رقيق للغايه..
نظر لها بملامح خادعه متألمه وتحدث بحزن كاذب..
ايمن:لان والدتى بتعتبره لسه عايش..مش مقتنعه انه مات ودايما تسال عنه وتستناه يجى زى ما انتى شايفه كده..
نهى جملته ونظر بتجاه والدته لتتسع عيناه بصدمه حين وجدها تنظر له بعتاب وعيون يغرقها الدمع..
أسرع هو واقترب منها ومال على جبهتها وهم بتقبيلها لتبعد زينب وجهها عنه بضعف..
ابتلع ايمن ريقه بصعوبه وبرجاء وتوسل شديد همس بأذنها..
علشان خاطر أيوب عندك أوعى تخربى بيتى وتكدبينى قدام مراتى يا امه..
اقتربت منها ليان وربطت على كف يدها برفق وببتسامه تحدثت..
ليان:الف حمد لله على سلامتك يا طنط..
زينب:بوهن..تسلمى يا بنتى..نظرت لايمن..عايزه ايوب يا ايمن..بكت بنحيب..ودينى لأخوك..
بتأثر..بكت ليان لبكائها واسرعت بالخروج من الغرفه تاركه لهم بعض الخصوصيه..
ليلتقط ايمن انفاسه المسلوبه من شده خوفه بعد خروج زوجته وبتنهيده تحدث..
ايمن:حاضر يا ام ايوب..هتصلك بيه..
دارت زينب بعيونها بانحاء الغرفه وهمست بتسائل..
زينب:واحمد اخوك فين؟!.. عايزه اشوفه هو كمان..
ببرود رد ايمن على والدته..
ايمن:احمد فى مشوار شغل و هيجى كمان ساعه..
نهى جملته وأخرج هاتقه وطلب رقم أيوب ووضع الهاتف على أذنه ينتظر الرد..
.......
..أيوب..
انتهى من الاتفاق واخذ عربون على عمله الجديد..الذى عباره عن منزل حديث البناء سيقوم هو ببناء الاسقف الخاصه به..
بخطى شبه راكضه يسير نحو منزله..
حامل بيده احدى الوجبات الجاهزه وورده حمراء ابتعها لزوجته خصيصا..
بقلب يحترق شوقا واشتياقا لها يمسد على دبلتها التى بأصبعه بين حين وأخر..
ولكنه توقف فجأه على جانب الطريق حين شعر بحنين واشتياق اكبر لوالدته الحبيبه..
اغمض عينه بعنف يحاول يمنع دموعه التى تجمعت بعيناه..وبرجاء همس بسره..
ايوب:ياارب اشفى امى ورجعهالى بالف سلامه..
رفع عينه للسماء..يارب بسألك بأسمك الاعظم تجمعنى بأمى على خير فى اقرب وقت..تنهد بألم..الدنيا متسواش حاجه من غيرك يا ام أيوب..
عاود السير مره أخرى وقلبه يردد الدعاء لوالدته دون توقف..
لينتبه لرنين هاتفه..
بلهفه امسكه وضغط زر الفتح سريعا حين رأى رقم شقيقه..
لياتيه صوت والدته الذى يفتقده منذ اكثر من اسبوع..
زينب:بضعف وبكاء..أيوب..يا نن عين أمك..
انقطعت انفاسه..بل كاد ان يتوقف نبض قلبه من شده فرحته..
بغزاره..هبطت دموعه على وجناتيه وبعنف مسح على وجهه وشعره..
وبصعوبه همس بصوت حاول اخراجه طبيعيا من بين شهقاته..
أيوب:امه..
ذات حده بكاء زينب وبلهفه تحدثت..
زينب:يا حبيب امك..طمنى عليك يا ضنايا..
يبكى بفرحه عارمه..لا يبالى بنظرات الناس من حوله..
وبحب شديد تحدث..
ايوب:طمينى انتى عليكى يا حبيبتى..عامله ايه يا ام ايوب..
زينب:بحنان.. الحمد لله يا حبيبى..صمتت لوهله واكملت بثقه..انا بأذن الله هخف وابقى كويسه علشانك يا قلب امك..
بكت..وهجيلك يا ايوب..هرجعلك يا ابنى..
أيوب:بيقين..بأمر الله هترجعلنا يا امه..
زينب:بلهفه..ارجعلكم..ضحكت وبكت بأن واحد وأكملت بتمنى..قولى ان حبيبه معاك ومش سيباك لوحدك..
ايوب:بفرحه ظاهره بنبره صوته..ايوه يا أمه حبيبه عم محمد جبهالى بنفسه كمان ببركه دعاكى ليا يا ام ايوب..
زينب:بفرحه..يا حبيبى يا ابنى..الحمد لله انك مش لوحدك يا ضنايا..
أيوب:برجاء..كفايه كلام عليكى كده يا امه..ارتاحى يا حبيبتى وشويه كده وهكلمك تانى اكون روحت علشان حبيبه تكلمك..
زينب:بوهن..حاضر يا حبيبى..اخذت نفس وأكملت بتعب..
ايوب انا دعيالك وقلبى راضى عنك يا ضنايا..
ايوب:ببكاء ظن انه نجح فى اخفائه عن والدته التى تستمع له بقلبها..
..ربنا يباركلى فى عمرك وتقومى بألف سلامه ومتحرمش منك ابدا يا امه..
↚
سحب ايمن الهاتف واغلقه بوجه ايوب سريعا حين استمع لصوت زوجته..
ابتسم ايوب بسعاده وفرحه شديده وبسرعه البرق ركض نحو منزله مره اخرى حتى وصل اليه اخيرا..
خطى لداخل المنزل وصعد الدرج كل درجتين معا..
حتى توقف امام باب الشقه بانفاس لاهثه..
اخذ نفس عميق وأخرج مفتاحه وفتح الباب وخطى للداخل ووضع الطعام من يده على اقرب مقعد وبلهفه تحدث..
حبيبه..انتى فين..
خرجت حبيبه من المطبخ تركض نحوه بكل سرعتها..
فتح هو زراعيه لها واستقبلها داخل حضنه يضمها بكل قوته وببكاء تحدث..
امى كلمتنى..ذاد من ضمها..امى كلمتنى يا حبيبه..
حبيبه:ببكاء لبكائه..الحمد لله يا حبيبى..ابتعدت عنه وامسكت وجهه بين يديها وبيقين بالله تحدثت..وان شاء الله هترجعلنا قريب يا ايوب..
ينظر هو لها بعيون تفيض عشقا..
ببطئ رفع يده وبعد شعرها عن عيونها ووضع الورده بجانب أذنها..فذادت الورده جمال من جمالها هى..
شهقت حبيبه بنبهار وتحدثت بفرحه طفوليه..
ورده..تحسستها بحذر..الله يا ايوب..أمسكتها واستنشقت عطرها بستمتاع..تجنن يا ايوب..نظرت لعيناه..انت تجنن يا حبيبى..
اقترب ايوب بوجهه منها وقبل جبهتها بحب وبهيام تحدث..
أيوب: انتى اللى تسحرى يا احلى وارق حبيبه..
غمز لها بشقاوه وتوجه بنظره للطعام واكمل برجاء مصتنع..
ممكن تقبلى عزومتى على الغدا انهارده..
نظرت حبيبه بتجاه ما ينظر له..لتشهق مره اخرى وتقفز بفرحه وبصراخ تحدثت..
حبيبه:بيتزااااااااااا..ارتمت داخل حضنه وقبلت موضع قلبه بعمق وبعشق همست..بحبك..نظرت لعيناه..بحبك اوى يا أيوب..
أمسك هو وجهها بين يديه يتحسس نعومه وجناتيها بنبهار وبعشق اشد همس..
ايوب:وانا بعشقك يا حبيبه أيوب..
........................................................
..بكليه الهندسه..
بخطوات واثقه..
يسير شابا لخارج الحرم الجامعى بكل شموخ ووقار..
يرتدى بليز اسود..
تيشرت ابيض..
بنطلون بلو بلاك وكوتش اسود..
مصفف شعره بعنايه بطاله ولا اروع تخطف الانفاس..
يخفى عيناه بنظارته الشمسيه..
حامل بيده حقيبه من الجلد..
تتابعه نظرات الفتايات الحالمه التى لا تعنى له اى شئ على الاطلاق..
بحترام..يقترب منه الطلاب ويلقون السلام عليه بحب وود شديد..
هيئته تدل انه ليس ابدا بطالب..
بل هو الدكتور بدر الزينى دكتور بكليه الهندسه..
سار بخطوات شبه راكضه حتى وصل اخيرا للطريق العام..
بلهفه واستعجال..
خلع نظارته وسار نحو عربه صغيره للمؤكولات السريعه تقف بجوار سور الجامعه..
يعمل عليها رجل بسيط بأواخر العقد الرابع من عمره..
بلحظه..كان اقترب منه وامسك يده الذى يعمل بها قبلها بحب وببتسامه تحدث..
بدر:عنك انت يابا..
جذبه برفق لكرسيى صغير واجلسه عليه..
اقعد انت يا حبيبى استريح وانا هشتغل شويه قبل ما المحاضره ما تبدأ..
↚
..ببتسامه وعيون لامعه بالدمع..
ينظر احمد الزينى لأبنه الذى اصبح دكتور بكليه الهندسه ولا يتوقف عن مساعدته..
بل ويفتخر بوالده أمام أصدقائه وطلابه..
يساند والده ويقف دائما بظهره..
تنهد براحه حين تأكد انه قد قام بتربيته على اكمل وجه..
حتى اصبح أخلاقه تسبق علمه وتفوقه..
لاحظ بدر شرود والده..فربط على يده بحنان وبقلق تحدث..
بدر:مالك يابا..تحسس جبهته بلهفه..انت كويس..
نظر له احمد بحاجب مرفوع وبغضب مصتنع تحدث..
احمد:مالى يا واد..ما انا زى الفل اهو..
اشار بعينه على الزبائن التى بدأت تتجمع..
يله شوف اكل عشنا..
مال بدر عليه وقبل جبهته وبطاعه تحدث..
بدر:عنيا يابا..نهى جملته وارتدى مريله كبيره فوق قميصه الأبيض..ووقف بهيبته ووقاره وبدا يعمل بمهاره وحرفيه شديده..
يصنع اشهى والذ المأكولات تجعل الطلاب يتوافدون عليه بكثره..
تحت انظار والده المبتسمه بسعاده..ومن صميم قلبه بدا يدعو له..
احمد:يرضيك ويوفقك ويرزقك الخير كله يا بدر يا حبيب ابوك..
على بعد عده خطوات..
تقف هبه برفقه والدها امام باب الجامعه..
ممسك والدها بيدها كأنها طفله صغيره أول يوم لها بالحضانه وليست بالكليه..
تنظر حولها بضياع..كالتائهه..
خفضت رأسها بخزى وابتلعت غصه مريره حين تذكرت انها السنه الرابعه لها بالكليه وهى ما زالت بسنه اولى..
فقد تزوجت فور انتهائها من الثانويه العامه..
ومغامرات زوجها النسائيه كانت كفيله ان تفقدها عقلها..
انشغلت بحياتها الزوجيه وحملها وزوجها الدنجوان..
وتناست دراستها..
اكتفت به هو وصغيره ورأت بهم حياتها ومستقبلها..
لكن هو لم يكتفى بها..؛
وبكل جبروت خانها بمنزلها على فراشهم..
بل وحرمها من صغيرها ليضغط عليها وتعود اليه..
ظنا منه انها هكذا ستخضع لطلبه وتسامحه وتعود له..
لا يعلم انه يزيد الفجوه بينهم اكثر..
بحزن..ينظر لها والدها..وبرجاء تحدث..
محمد:هبه يابنتى علشان خاطرى بلاش نظره الانكسار اللى شايفها فى عيونك دى..تنهد بألم..بتوجعى قلبى يا بنتى..
ببتسامه تخفى بها دموعها..نظرت له هبه وبقوه مصتنعه تحدثت..
هبه:اطمن يا بابا..انا باذن الله هبقى كويسه..؛متقلقش عليا يا حبيبى..
نظر لها محمد قليلا وبعدم اقتناع تحدث..
محمد:ايوه ما انا عارف انك هتبقى كويسه..نظر لها بأسف..
بدليل انك مكلتيش حاجه من امبارح..
تنظر للفراغ بشرود وعيون ذابله..وبضعف همست..
هبه:هاكل..اطمن يابابا..
محمد:ببوادر غضب..طالع عليكى عفريت اسمه اطمن يا بابا..
امسك وجناتيها بين اصابعه جعلها تنظر له وبقلق اكمل..
مش هكون مطمن طول ما انا شايفك كده يا هبه..
هبه:ببتسامه متألمه..طيب يا حبيبى قولى عايزنى اعمل ايه وانا اعملهولك..
محمد:بأمر..عايزك تاكلى يا هبه وتهتمى بصحتك بدل ما تقعى من طولك من قله اكلك دى..
هبه:بتنهيده..حاضر يا حبيبى..انا هخلص محاضرات وهروح اتغدى مع حبيبه انهارده..
محمد:بغضب..عايزه تفضلى من غير فطار لحد ماتروحى لحبيبه؟!!..
حرك راسه بيأس من تصرفات ابنته التى ستدمر صحتها..
نظر حوله يبحث عن مطعم قريب او سوبر ماركت يبتاع لها منه شيئا تاكله حتى وقعت عيناه على عربه المؤكولات صغيره..
وبلحظه كان امسك يدها وسحبها خلفه وتحدث بستعجال..
تعالى نشوف العربيه دى بتبيع اكل ايه..
سارت برفقه والدها دون نطق بحرف واحد..
حتى توقف بها محمد بطابور طويل ينتظر دورهم..
منفصله هى عن العالم بشتياقها لصغيرها..
بألم وحرقه قلبها التى تجاهد بصعوبه فى اخفائهم..
فما مرت به ليس ابدا بهين..
هى امرأه رأت زوجها بحضن غيرها..
صورته وهو يخونها لن ولم تفارق عيونها..
تراها اثناء يقظتها ونومها..
وأكثر ما يؤلمها..حرمانها من صغيرها..
ترقرت عيونها بالدمع ونظرت امامها بشرود..
غافله انها تحدق ببدر المنشغل بكثره الزبائن..
واثناء انشغاله..لحمت عيناه عيون دامعه تنظر له بشرود..
عيون خطفت انفاسه وجعلت قلبه ينتفض بنبضه غريبه بل جديده عليه..لم يشعر بها من قبل..
نظرتها جعلته يفقد تركيزه قليلا وظهر عليه التوتر..
واخيرا أتى دورهم..التفت لها والدها وبتسائل تحدث..
ها هتاكلى ايه يا هبه..
اى هبه؟!.. اين هبه؟!.. من يراها يظن انها تنظر بهيام لملامح بدر..
ولكنها بالحقيقه لا تراه هو بل ترى ملاح صغيرها البرئه وابتسامته الصافيه التى تضيئ حياتها..
نغزها والدها بكوعه برفق ليفيقها من شرودها..
فبتسم بدر ابتسامته المهلكه وبرزانه تحدث..
بدر:انتو اول مره تشرفونا يا عم الحج؟!!..
ابتسم له محمد وتحدث بود..
محمد:فعلا يا ابنى هى اول مره الصراحه اكل من عندكم..
نظر لابنته..مش عارف بقى بنتى كلت من هنا قبل كده ولا ايه؟!..
فاقت هبه من شرودها على نظره بدر لها ببتسامه متسعه يخبرها بعيونه انه على علم بوسامته..
توردت وجناتيها بحمره الخجل..وبستحياء ابتعدت بنظرها عنه ونظرت لوالدها وحركت رأسها بالنفى دليل على انها اول مره تأتى الى هنا..
وزع بدر نظره بين هبه ووالدها بتفحص ونظره شامله يستطيع قرائه معادن البشر بعنايه وبثقه تحدث..
بدر:ان شاء الله لما تدوقو اكلنا..
نظر لهبه المبتعده بنظرها عنه..مش هتبقى أخر مره..
↚
..بمملكه حبيبه..
بعشق شديد..
تقف بمطبخها الصغير تجهز الغداء لزوجها..
غداء بسيط للغايه ولكنه اكله زوجها المفضله..
بنفس راضيه..تتذوق الطعام بتلذذ..وبستمتاع تحدثت..
حبيبه:ياربى على الجمال احلى كشرى اسكندرانى لأحلى ايوب..رفعت دبلتها وقبلتها بحب..
سبحان الله يا ايوب اى اكل اعملهولك بيطلع طعمه جميييل اووووى..
سارت نحو الطاوله الصغيره وجلست عليها وبدأت تعد طبق من السلطه الخضراء سريعا..فزوجها قد اقترب موعد عودته من عمله..
انتهت سريعا من تحضير كافه شئ واسرعت نحو المرحاض لتنعم بحمام منعش وتستعد لأستقبال زوجها بأروع طاله واطيب الروائح..
انتهت من حمامها وملئت البانيو بالماء والصابون الخاص بالاستحمام لزوجها..
وارتدت بجامتها البينك الرقيقه ولفت شعرها الحريرى بمنشفه واتجهت نحو الخارج..
وضعت الطعام على طاوله المطبخ..
واسرعت بأحضار غيار نظيف لزوجها ووضعته داخل الحمام..
ووقفت امام مرأه صغيره تمشط شعرها..
ليصل لسمعها صوت نبضات قلب زوجها..
أبتسمت بعشق وأغمضت عيونها بستمتاع حين تسللت رائحته لأنفها..
وبشتياق وشوقا جارف همست بسرها..
اطلع بسرعه يا أيوب..واحشتنى اوى اوى..
لحظات مرت عليها كأنها سنوات..
وأخيرا فتح زوجها باب الشقه واول كلمه نطق بها..
أيوب:بلهفه..حبيبه؟!..بسرعه البرق..كانت ركضت حبيبه بكل سرعتها لمكانها ومسكنها المفضل..
اسرع هو بفتح ذراعيه لها والتقطها داخل حضنه رابطا على ظهرها وشعرها بحنان بالغ وبعشق همس بأذنها..
واحشتينى يا بيبه..ذادت هى من ضمه داخل حضنها وبعشق اشد همست..
حبيبه:وانت اكتر يا بيبو..
ظلو فتره ليست ابدا بقليله محتضنين بعضهم..
كلا منهم لا يريد الابتعاد عن حضن الأخر..
على مضض ابتعد عنها وتحدث بستعجال..
حبيبتى انا عندى شغل كتير اوى انهارده..بس قولت اجى اطمن عليكى واشوفك كلتى ولا لاء وهاخد دش سريع وهنزل شغلى تانى..قبل جبهتها بعمق..وشك حلو عليا يا احلى حبيبه الحمد لله مش ملاحق على الشغل..
حبيبه:بفرحه..الحمد لله يا حبيبى..ربنا يرزقك من فضله كمان وكمان يارب..
جذبها ايوب داخل حضنه مره أخرى دافنا وجهه بشعرها يستنشق رائحته بهيام وبستمتاع همس..
ايوب:امممم.ريحتك ورد..رفع رأسه ونظر لعيونها بعشق..
ربنا يحميكى ليا يا حبيبه أيوب..عبس بملامحه..هدخل انا بقى اخد دش علشان ريحتى اسمنت وجبس وتراب..
بفخر وعشق شديد تنظر له حبيبه..
تخبره بنظرتها ان رائحته هذه بالنسبه لها أروع رائحه على الاطلاق..
تفهم هو نظرتها هذه فبتسم لها ابتسامته التى تذيب قلبها وحرك رأسه بالايجاب وبثقه همس..
عارف يا حبيبه..تحسس وجناتيها بأصابعه..فمالت حبيبه بوجهها قليلا وقبلتهم بعمق..فأسرع هو وأمسك كلتا يدها ورفعهم على شفاتيه وقبل باطن يدها مرات متتاليه وبين كل قبله وأخرى يتحدث ببتسامه..
استعدى علشان هعملك مفاجأه حلوه اوى بعد ما اخلص شغل..
نظرت له حبيبه ببتسامه وعيون لامعه بالدمع وبعشق همست..
حبيبه:مافيش احلى منك انت فى حياتى يا أيوب..
أمسكت وجهه بين كفيها..انت احلى واجمل حاجه فى حياتى يا حياتى..نهت جملتها ووقفت على أطراف اصابعها وقبل وجنته قبله رقيقه للغايه اطاحت بقلبه وعقله..
ابتعدت عنه ونظرت لعيناه ببتسامتها الهادئه وبستعجال تحدثت..
انا جهزتلك الحمام ادخل خد دش بسرعه وتعالى علشان نتغدا سوا قبل ما تنزل على شغلك..
تنهدت ايوب براحه وبسره همس..
ايوب:الحمد لله دعواتك ليا بتتحقق يا امه فى كل خطوه بخطيها..
بعبث نظر لزوجته وبلحظه كان لف يده حول خصرها وجذبها لداخل حضنه فجأه رفعها عن الأرض جعلها تشهق بخجل وببراءه مصتنعه همس بأذنها..
عامله غدا ايه؟؟..
بصعوبه..ابتلعت حبيبه ريقها وبتوتر ملحوظ من قربه المهلك لقلبها والمعصف بمشاعرها همست..
حبيبه:كشرى أسكندرانى..؛وسلطه خضرا..؛وبيض مدحرج..
داعب ايوب انفها بأنفها وبحب همس..
ايوب:الله..تسلم ايدك يا حبيبتى..
نهى جملته وهم بتقبيلها فأسرعت هى بدفن وجهها بكتفه وبخجل همست..
حبيبه:ايوب..انت كده هتتأخر على شغلك..
اخذ ايوب نفس عميق يحاول السيطره به على ثوره مشاعره معها..؛
وببطئ انزلها وتخلص من تيشرته الأزرق وأعطاه لها وهرول نحو المرحاض سريعا..؛ وبستعجال تحدث..
بيبه هاتيلى التيشرت الأسود بتاع شغل التكسير بسرعه..
بطاعه..ركضت حبيبه نحو احدى الأرفف الخاصه به المعلقه بالجدار..
ببتسامه راضيه وزعت نظرها بين ملابسه القليله..
ومدت يدها وأحضرت له التيشرت الأسود القديم المهترئ من كثره العمل به..
وبحب شديد رفعت تيشرته الذى يحمل رائحته واستنشقته بهيام وعشق شديد..
بل لم تكتفى بهذا..فاسرعت بخلع بجامتها وارتدته على جسدها وهو يحمل عرق معشوق قلبها وروحها التى تعتبره هى أروع العطور بالنسبه لها..؛
وبخطى مسرعه سارت نحو المرحاض وقفت امامه حامله بيدها منشفه نظيفه وتيشرته الاسود الذى لا يرتديه الا للعمل الشاق..
دقائق قليله وخرج ايوب يرتدى تيشرت اسود حمالات وشورت صغير أسود..
لينصدم بحبيبه الواقفه أمامه ترتدى تيشرته المملوء برائحة كفاحه وعمله الحلال..تنظر له ببتسامتها العذبه..
تأملها بعيون تفيض عشقا..فبرغم من انها غارقه بتيشرته الذى يصل لمنتصف فخذها الا انه جعلها بغايه الأثاره بالنسبه له..
نظر لها قليلا وببتسامه همس..
لبستيه ليه؟؟..ملس على شعرها..حبيبتى اقلعيه انا كنت شغال فيه و؟!!..
قطعت هى حديثه واقتربت منه وبدأ تجفف شعره بالمنشفه وبحب تحدثت..
حبيبه:انا مرتاحه ورحتك محوطانى كده فمش هقلعه يا بيبو ويله خلينى اساعدك تلبس هدومك وأكلك علشان بابا قالى هبه اختى هتجيلى انهارده..
↚
..بأميريكا..
بغضب واستغراب تنظر ليان لزوجها..
توتر ايمن من نظرتها وبتسائل تحدث..
ايمن:فى ايه يا ليان؟؟..اقترب منها وامسك يدها..
مالك يا حبيبتى؟؟..
تنهدت ليان بصوت مسموع وبصرامتها المعتاده تحدثت..
ليان:مستغربه كلامك يا ايمن ومش قادره اقتنع بيه الصراحه..
ابتلع ايمن ريقه بصعوبه وببتسامه مصتنعه وقلق تحدث..
ايمن:ليه بس يا حبيبتى؟؟..
ليان:بغضب..علشان يا ايمن مينفعش..انت مصر ان والدتك اول ما حالتها تتحسن ترجع بيتها وانت عارف انه مينفعش نسيب والدتك ترجع تعيش لوحدها تانى..
ايمن:ببتسامه مصتنعه..انا اللى مصر يا ليان؟؟..انا لو عليا مش عايزها تبعد عنى واحمد اخويا نفس الكلام لكن هى اللى عايزه ترجع بيتها..مبترتحش غير فيه..
هبت ليان واقفه وبصرامه وامر تحدثت..
ليان:اسمع يا ايمن والدتك هتعيش معانا ومش هنسبها بعد كده ابدا..وانا هعمل كل جهدى علشان اشوفها مرتاحه..
نظرت له بأسف..كفايه الفتره اللى عشتها لوحدها وانت واخوك بعيد عنها وانا حتى معرفش عنونها علشان ازورها وكل ما اطلبه منك تتحجج بميه حجه..نظرت له بأسف وعيون امتلئت بالدموع واكملت بغصه مريره..فى حد يبقى عنده أم زى ماما زينب ويبعد عنها وعن حضنها الدافى..
هبطت دمعه حارقه على وجناتيها وبألم حاد همست..
الله يرحمك يا أمى ويجعل مئواكى الجنه يارب..
نظرت لزوجها بشرار..كلامى خلص انا وبناتى محتاجين لوجود ماما زينب معانا..ملست على بطنها المنتفخ قليلا واكملت..وكمان عيزاها معايا وانا بولد..ابتسمت من بين دموعها وأكملت بصدق..انا حبيتها اوى وأعتبرتها عوض ربنا ليا عن أمى..
احتضنها ايمن وربط على ظهرها بحنان وبعنف جز على اسنانه وهمس بداخله بغيظ..
ايمن:وبعدين بقى فى ام الوقعه دى؟؟..نفخ بضيق ورسم ابتسامه مصتنعه على وجهه وتحدث بستعجال..
طيب انا هروح أطمن عليها وارجعلك يا حبيبتى..
قبل جبهتها..عيزك تهدى وتعرفى انى هعملك اللى انتى عيزاه..
ليان:بتعقل..اللى انا عيزاه دا هو الصح يا ابو لارين..ربطت على كتفه..علشان لما نبقى فى سن مامتك لارين وليليان..
أمسكت يده ووضعتها على بطنها..واللى جاى فى السكه ميسبوناش لوحدنا..نظرت لعيناه..داين تدان يا ايمن..
نهت جملتها وسارت من امامه وتحدثت بستعجال..
انا هطمن على البنات وهجهزهم علشان نحصلك ونطمن على ماما زينب..نظرت له من فوق كتفها..اسبقنا انت واحنا هنيجى وراك..
جذب ايمن مفاتيح سيارته وسار للخارج بخطى غاضبه وبوعيد همس بسره..
ايمن:بطرقتى هخليك بنفسك تقول لأمك يا ايوب تقعد معانا..
دقائق قليله مرت..وكان ايمن امام والدته الجالسه تصلى فرضها داخل الغرفه الخاصه التى انتقلت اليها بعدما خرجت من العنايه..
جلس على كرسيى امامعا واضعا قدم فوق الأخرى..
انتهت زينب من صلاتها ونظرت له بغضب مصتنع وبامر تحدثت..
زينب:اقعد عدل يا واد انت..نظرت لقدمه..نزل العرجه من على المكسوره يا ابن بطنى..
اعتدل ايمن بجلسته وبتسائل تحدث..
ايمن:عامله ايه انهارده يا ام ايمن؟؟..
زينب:بشهقه..أم ايوب يا عنيا..والحمد لله بقيت كويسه يا ضنايا..التمعت عيونها بالدمع..ومبقتش اتعب من الكلام..
تحولت نظرتها لأخرى راجيه..وعايزه اكلم اخوك براحتى من غير ما تقولولى كفايه..
اخرج ايمن هاتفه وطلب رقم شقيقه وتحدث بستعجال..
ايمن:خدى كلميه شويه قبل ما مراتى تيجى..
تنهدت زينب بيأس من تصرفات ابنها وهمست بسرها..
زينب:ربنا يهديكم يا ولادى وترجعو لحضن بعض يااارب..
لحظات واتاهم صوت ايوب الملهوف..
أيوب:امه..
بلهفه أخذت زينب الهاتف ووضعته على اذنها وببكاء تحدثت..
زينب:قلب أمك..واحشتنى يا ضنايا..
اسرع ايوب واتجه نحو الخارج مبتعد عن العمال الذى يعمل برفقتهم وبامر تحدث..
أيوب:الهمه يا رجاله هخلص التليفون اللى معايا وارجعلكم..
زينب:بنحيب..ياحبيبى واحشنى صوتك اوى يا قلب امك..
أيوب:بدموع..انتى اللى واحشتينى اكتر يا امه..ارجعيلى بقى يا حبيبتى..
زينب:بفرحه..انا خفيت يا ضنايا..وهرجعلك فى اقرب وقت باذن الله..
أيوب:ايوه بقى يا ام أيوب..ارجعى نورى حياتنا..
زينب:بأذن الله ربنا يجمعنا على خير يا حبيبى..
أيوب:بتمنى..يامهون هونها..
زينب:بلهفه..واد يا ايوب..غنيلى الاغنيه اللى بحبها يا واد..
بكت بنحيب اكبر..صوتك واحشنى اوى يا حبيب امك..
أيوب:بطاعه..عيونى يا ام ايوب..انتى تؤمرينى..
وضع الهاتف على أحدى الاركان وبدأ يحمل التكسير مع العمال وبصوته العذب غنى اغنيتها المفضله..
يــا مهـــــوّن .. هوّن هوّن..
هـوّنهــــــا .. هوّنها و قول..
يا مهــوّن هوّن على طـول..
و تروّح بلـدك يـــا غريب..
و تــلاقي ع البـــر حبيـب..
مستني يقول لك سـلامـات..
هـــــــوّن..
يا مسافر بين ضلمة و نور..
يا مبحّـر و معــدّي جسور..
خد بــالك الايــــام ح تدور..
و تروّح بلـدك يـــا غريب..
و تــلاقي ع البـــر حبيـب..
مستني يقول لك سـلامـات..
هـــــــوّن..
غنينا ألفين مــــوّال..
ع الغــربــــــــــــة..؛
و ليـــالي طــــوال..؛
و مسيــــــــــــــرك..؛
ترتــاح البـــــــــال..
ليـه تشكـــــــــــــي..؛
و الا تقــــــــــول آه..
بعـــــافِيتـــــــــــــك..؛
و بعــــــــــــون الله..
ح تنول اللي بتتمناه..
و تروّح بلـدك يـــا غريب..؛
و تــلاقي ع البـــر حبيـب..
مستني يقول لك سـلامـات..
هـــــــوّن..
نهى غنائه وأسرع بامساك الهاتف ووضعه على اذنه بلهفه..
تستمع زينب له بقلبها..وعيون يغرقها الدمع من شده اشتياقها له..
لتنتفض فجأه على يد ابنها الذى جذب منها الهاتف وبأمر تحدث..
ايمن:كفايه عياط بقى..سار نحو الخارج ووضع الهاتف على اذنه واكمل بجحود..
بقولك ايه يا ايوب..انا مش عيزك تتعشم ان امى هترجعلك تانى..صمت لوهله..انا مش هسيب امى وهتعيش معايا انا وولادى على طول..
..صدمة غير متوقعه أدمت قلبه بعنف،
بجنون هستيري يدور حول نفسه،
عيناه تحجرت بها الدموع،
أنفاسه تقطعت،
أوشك على فقدان نبض قلبه من شدة صدمته،
أيعقل؟؟..لن يستطيع رؤيتها مرة أخرى،
لن يضئ صباحه برؤية ابتسامتها، لن ينال بركة اليوم
بصوت دعائها له، هل كتب عليه الحرمان من
حنانها الذى كانت تغرقه به....
أيعقل؟؟!!..لن يقبل يدها بحب كما كان يفعل،
لن يستمع لصوتها الحنون مره أخرى،
لن يطلب منها بتوسل أن تكون راضيه عنه،
رغم أنه على يقين من رضائها،
دمعه حارقة هبطت من عينيه على وجنتيه، نزولاً بلحيته التى ظهر بها بعد الشعيرات البيضاء زادته وسامة ووقار،
أخذ نفساً عميقاً،
ابتلع غصة مريرة بجوفه..،
وبجمود مصطنع تحدث
"أيوب:قصدك ايه يا ابن ابويا؟!!.."
أيستمع أحد لقلبه الذى يصرخ بتوسل ورجاء شديد بين ضلوعه..؟؟
رفع يده ومسح حبات العرق المتناثرة على جبهته، بعد عمله الشاق الذى كان يقوم به، وأكمل بأنفاس متهدجة
"يعنى مش هشوف امى تانى؟!!.."
زفر الأخر بضيق، وبسخريه تحدث
"ايمن:عايز تشوفها فين؟!!..هنا عندى؟؟!..وانت عارف انى ميشرفنيش اعرفهم على اخويا الجاهل اللى هما ميعرفوش بوجوده اصلا"
ضحك باستهزاء مكملاً..
"ولا عايز تاخدها عندك على السطح علشان تموت من الفقر والجوع اللى كنت معيشها فيه؟!.."
بكل ما يحمل من قسوة وغلظة قلب كسر قلب وخاطر شقيقه الخلوق الذى بفضله أصبح على ما هو عليه..
↚
..بخوف تملك من قلبه..
يستمع ايمن لصمت شقيقه بعدما ألقى على سمعه كلمات أدمت قلبه بلا رحمه..
يقسم انه أستمع لصوت كسره قلبه وخاطره..
أبتلع ريقه بصعوبه وبتوتر ملحوظ بنبره صوته تحدث..
ايمن:احححم ايوب انت عارف ان اللى بقوله هو الصح ودا لمصلحه امنا..
اى أيوب..أين أيوب..
صدماته المتتاليه بأشقائه جعلته كالتائهه..
ينظر للفراغ بضياع..
يكذب أذنه وينهر نفسه بعنف..
ايعقل؟!..يصل شقيقه الى تلك القسوه..
ايعقل؟!..يحرمه من والدته وهو على علم بمدى ارتباطه بها..؛انه يعيش لأجلها..
دون أصدار نفس واحد..أنهمرت دموع أيوب من عيناه بغزاره بلا توقف حين تخيل رد فعل والدته عند علمها انهما لن يلتقيان مره اخرى..
وهى التى تعد الدقائق..بل الثوانى بشتياق شديد حتى تعود لأبنها البار بها..الذى يعاملها كملكه متوجه..؛
طلباتها سيف على رقبته..
بغضب..رفع يده ومسح على وجهه بعنف..
اخذ نفس عميق..؛
وتحولت نظره الانكسار بعيناه لنظره قوه وصلابه..
وبصرامه وأمر تحدث بعلو صوته..
أيوب:اسمع يله..ارتعش بدن ايمن بخوف وبصوت مهزوز من شده فزعه همس..
ايمن:ن نع نعم يا ايوب..
أيوب:اوعى تفكر ان سكوتى على تصرفاتك الطايشه انت واخوك ضعف منى او قله حيله..
صمت لوهله وأكمل بصرامه اكبر..ولا خيالك المريض يصورلك انك تقدر تمنعنى عن امى..
صرخ بعلو صوته..فووووووووق لنفسك لفوقك..
ايمن:بهلع..يا ايوب انا بقولك كده من خوفى على امى هى مش حمل عيشه الفقر؟؟!!..
قطعه حديثه ايوب بأمر..
ايوب:ادينى امى..هم ايمن بالحديث فأكمل ايوب بغضب عارم..ادى التليفون لأمى ومسمعش نفسك تانى يامتربى..
بطاعه..اسرع ايمن لداخل غرفه والدته واعطاها الهاتف..
زينب:بلهفه..ايوب يا ضنايا..
اغمض أيوب عينه بعنف وتنهد بألم حاد وبرجاء تحدث..
أيوب:أسمعينى كويس يا أم ايوب..
بقلق..نظرت زينب لأيمن الواقف أمامها بوجه شاحب من شده خوفه..فهو على يقين بقوه وصلابه شقيقه..؛
ويعلم جيدا انه لا هو ولا اى مخلوق يستطيعو منع ايوب عن والدته..
ابتسمت زينب بتفهم وبهدوء تحدثت..
قول يا ضنايا..انا سمعاك يا حبيبى واللى هتقولى عليه هعمله..
ايوب:بتعقل..عيزك تفضلى قاعده مع اخواتى شويه..
ضحك ضحكه متألمه يخفى بها حرقه قلبه..علشان تحوشينى عنهم..؛وكمان على ما أخلص الشغل اللى بعمله فى الشقه..
زينب:ببكاء..اللى تشوفه يا حبيبى انا هعمله..بكت بنحيب..
بس انت واحشتنى اوى يا ايوب..جز أيوب على أسنانه بعنف ولكم الحائط جواره بقبضه يده بقوه..فأكملت زينب يضحك وبكاء..؛كمان طيورى واحشونى كنت عايزه ارجعلكم علشان البت حبيبه حبيبتى تشمسنى معاهم فى الشمس..
أيوب:بتأكيد..هترجعلنا يا امه..ورب الكون ما هيهدالى بال غير وانتى معايا..
زينب:بثقه..انا عارفه يا ضنايا..اثناء حديثها خطى ابنها أحمد فتنقلت بنظرها بينه وبين ايمن واكملت ببتسامه مصتنعه..
وبعدين اخواتك اتمادو فى غلطهم اوى ووقت الحساب قرب..
اتسعت أعين احمد على أخرها وبخوف همس لايمن..
احمد:انت عملت ايه تانى؟!..
ايمن:ببكاء مصتنع..قول معملتش ايه..نهى جملته ولطم وجنته بكف يده..
حرك احمد رأسه بالايجاب عده مرات وبغيظ همس..
انت مش هترتاح غير لما ايوب ينفجر فينا ويكشفنا قدام اهل مراتك واهل خطبتى ونرجع نبدا من تحت الصفر يا ايمن..
انتبهو على صوت بكاء والدتهم بنحيب وبصعوبه تحدثت من بين شهقاتها..
زينب:مش عيزاك تزعل نفسك يا ضنايا..واعرف ان فرج ربنا قريب..ربنا يجبر خاطرك ويفرح قلبك يا ايوب يا ابن زينب بحق كلمه لا اله الا الله..
ايوب:بتماسك..انا مش زعلان على اى حاجه..أستند بجبهته على الحائط وبكى بصمت وأكمل بصوت حاول جعله طبيعيا..
غير على بعدك عنى يا امه..ضحك بصوت مرتفع يحاول اخفاء بكائه عنها لا يعلم انها تراه بقلبها..بس انا هكلمك كل يوم وانتى فى كل اذان رنى عليا..
زينب:ببكاء حاد..فى كل أذان وفى كل وقت دعيالك يا أيوب..
وضعت يدها على قلبها ورفعت عيونها للسماء وبتوسل شديد دعت له من صميم قلبها..يجبرك وينصرك ويسعدك ويحققلك اللى بتتمناه يا أيوب يا ابن قلبى..نظرت لأبنائها الخافضين رؤوسهم بخزى..ويهديكم لبعض ويلم شملكم وينور بصرتكم يا حبايبى..
براحه..اغمض ايوب عينه وابتسم ابتسامه راضيه..
فدعائها أثلج قلبه..وهدأ ثوره غضبه..وبتمنى أمن على دعائها..
امين يا رب العالمين..تنهد بتعب..ادينى ايمن يا امه..
بعيون تملئها الدمع نظرت زينب لابنائها نظره لوم وعتاب تخبرهم بعيونها ان شقيقهم لا يستحق منهم ما يفعلوه معه..
وبوهن..مدت يدها واعطت الهاتف لأيمن..
بيد مرتجفه أمسك ايمن الهاتف وبتقطع تحدث..
ايمن:اححم..ا اي ايوه يا ايوب..
أيوب:بصرامه..اخوك فين؟؟..
بخوف نظر ايمن لاحمد وبصعوبه همس..
ايمن:معايا هنا..
ايوب:بأمر..افتح المايك..بطاعه اسرع ايمن وضغط زر المايك..فتحدث ايوب بصرامه..اسمعونى كويس..
ابتلع غصه مريره وبقلب ينزف من شده ألمه وبجمود مصتنع اكمل..
امى هتفضل معاكم فتره وانا هكلمها فى كل وقت صوت وصوره كمان..؛صمت لوهله وأكمل بجمله جعلت اشقائه ينفجرون بالبكاء كأطفال صغار..
لحد ما انتو بنفسكم تجبوها وترجعو لحضنى..بكى..
يا ولاد عمرى..
نهى جملته وأغلق هاتفه بوجههم حتى لا يستمعون لصوت شهقاته التى بدأت تتعالى..
اذادت حدة بكائهم جعلت زينب تبتسم بأمل وبلهفه فتحت ذراعيها لهم ليسرعو نحوها وارتمو داخل حضنها يبكون بنحيب..
وبتقطع من بين بكائهم تحدث ايمن..
مش بالسهوله دى يا امه..لو اعترفت بوجود ايوب هخسر كل اللى وصلتله..
احمد:بأسف..وانا كمان..ابتعد عن حضن والدته..ومعنديش استعداد نهائى ان اخسر اللى وصلتله..
نهى جملته وبخطى شبه راكضه اتجه خارج الغرفه..
هب ايمن واقفا ومسح دموعه بعنف واتحولت ملامحه لأخرى جامده وبانفاس متهدجه تحدث..
لو ليان عرفت بيتى هيتخرب وانتى ميرضكيش يا ام ايوب..
زينب:ببتسامه واثقه..الحق مسيره يبان ومراتك مش هتفضل مخدوعه فيك طول عمرها يا ابن بطنى..تنهدت بأرهاق واكملت بتعقل..احكلها انت بدل ما تعرف من بره..
تمدت على فراشها واكملت بأمر..يله اتكل على الله روح ورا اخوك وسبنى ارتاح شويه..
سار ايمن للخارج بخطى ثقيله يفكر بحديث والدته الذى يعلم انها على صواب..ولكنه حرك رأسه بالنفى وهمس بسره..
ايمن:لا مش هينفع اقولها..انا عارف ليان مش هتسامحنى وهتحرمنى من كل حاجه حتى ولادى..
نفض الفكره من رأسه وحسم قراره انه لن ولم يخبرها عن شقيقه مهما حدث..
غافلا عن زوجته الواقفه داخل غرفه مقابل غرفه والدته مستنده على بابها بظهرها تبكى بنهيار وصوتا مكتوم بعدما استمعت لكل ما حدث بين زوجها واشقائه بتمعن..
تزوجته فقيراً فأغناني الله به
..عذرا حبيبه لم يكن اليوم يوم حظك على الأطلاق..
فقد حان موعد احدى العواصف القويه التى ستعصف بحياتها الهادئه..وستظهر معدنها الحقيقى؛وستزيد عشقها لزوجها وعشق زوجها لها أضعاف..
..بعشق شديد..تمسد بكلتا يدها على تيشرت زوجها التى ترتديه..
تميل براسها قليلا وتستنشق رائحته بهيام..
وبحب شديد همست بسرها..
حبيبه:ربنا ميحرمنيش منك ابدا ابدا يا ايوب ولا من حبك وحنيتك عليا..ويرجعلنا امه زينب بالف سلامه يا حبيبى..
بقلق امسكت هاتفها وطلبت رقمه المره التى لا تعلم عددها وبتمنى همست..يارب ترد عليا بقى يا أيوب..قلبى قلقان اوى عليك مش عارفه ليه..
انتبهت على صوت طرقات على باب مملكتها الصغيره يليه صوت شقيقتها الحنون..
هبه:بت يا بيبه افتحى يا حبيبتى..
بفرحه عارمه ركضت حبيبه نحو الباب وفتحته سريعا وبفرحه طفوليه تحدثت..
حبيبه:بوبتى حبيبتى..همت بحتضانها لكنها تراجعت سريعا حين تذكرت انها ترتدى تيشرت زوجها..لا تريد احدا غيرها يستنشق رائحته..هو وكل ما يخصه ملكها وحدها..
بلحظه كانت فرت نحو غرفتها وتحدثت بستعجال..
بوبا ادخلى وانا ثوانى وجيالك..
بتفهم..ابتسمت هبه وسارت للداخل غالقه الباب خلفها وجلست على أقرب مقعد تلتقط انفاسها وتنظر حولها بتفاجئ من بساطه المكان ولكنه مليئ بالحب وبراحه وطمأنينه عجيبه..
وارتداء شقيقتها لثياب زوجها دليل على شده عشقها له..
التمعت عيونها بالدموع حين تذكرت ثياب زوجها التى كانت دوما تحمل أثر ورائحه انثى غيرها..
اغمضت عيونها بعنف تحاول التحكم بدموعها حتى لا تخونها وتنهمر على وجناتيها ورسمت ابتسامه على وجهها تخفى بها ضعفها..وبحب همست بسرها..
هبه:ربنا يفرحك يا حبيبه يا حبيبتى..ويجعل حظك احسن من حظى..
انتفضت على ركضت شقيقتها نحوها بعدما ابدلت ثيابها وارتمت داخل حضنها تحتضنها بحب شديد..
حبيبه:يا حبيبتى يا هبه انا مبسوطه اوى علشان انتى جتيلى..
ربتت هبه على ظهرها وبحب تحدثت..
هبه:الف مبروك يا حبيبتى..ربنا يهدى سرك ويفرح قلبك يارب..
ابتعدت عنها حبيبه ونظرت لها بعبوس وتحدث بغضب مصتنع..
حبيبه:انتى جايه لوحدك يا هبه؟!..وضعت يدها بخصرها..مجبتيش سيفو معاكى ليه بقى..بكت بصتناع..انتى مش عارفه ان سفيان دا قلب خالتو..
اخذت هبه نفس عميق وببتسامه وعيون لامعه بالدمع تحدثت..
سفيان مع ابوه..ضيقت حبيبه عيونها ونظرت لها بعدم فهم وبتسائل تحدثت..
نعم؟!..سفيان مع سيف؟!..نظرت لها بتمعن..فحركت هبه رأسها بالأيجاب وبغصه تحدثت..
هبه: ايوه انا وسيف انفصلنا يا حبيبه..
↚
حبيبه:بأسف..انا كنت متوقعه ان دا هيحصل يا هبه..
ربتت على يدها..ومش هسألك عن السبب لأنى عارفه انك مش هتقولى..بس اكيد السبب مش هين اللى يخلى أختى الصبوره اللى بتحافظ على بيتها بكل جهدها تطلب الطلاق و؟؟..قطعت حديثها فجأه وهبت واقفه وبغضب تحدثت..
اوعى تقولى انه خد منك سفيان علشان يجبرك ترجعيلو؟!..
هبه:بجمود مصتنع..ياخده وايه يعنى..هو ابوه زى ما انا امه..
تنهدت بأصرار..لكن انا مستحيل ارجعلو..
دارت حبيبه حول نفسها وبعنف مسحت بكف يدها على وجهها وشعرها وببكاء نظرت لهبه وبأمر تحدثت..
هبه..ازعلى يا حبيبتى وعيطى متكتميش فى قلبك..
فتحت زراعيها لها..تعالى فى حضنى يا قلب اختك..
بكت بنحيب اكبر..انا مش ماما اللى هتعملى انك كويسه قدمها..
نظرت لها هبه قليلا ومن ثم هبت واقفه..؛
وبنهيار..ارتمت داخل حضن شقيقتها تبكى بحرقه..
وبصعوبه من بين شهقاتها همست..
هبه:س سفيان..تمسكت بحضنها بكل قوتها..عايزه أبنى فى حضنى يا حبيبه..
بحنان بالغ تربت حبيبه على ظهرها وببكاء حاد تهمس بأذنها..
حبيبه:هيرجع لحضنك يا هبه..والله ليرجع لحضنك يا حبيبتى..
ظلت كثيرا محتضناها بحب..تمسد على ظهرها وتقرأ بسرها ما تيسر من القرأن الكريم لتخفف من حده انهيارها..
حتى اخيرا هدأت هبه قليلا..على مضض ابتعدت عنها حبيبه وبمزاح تحدثت..
انا عارفه انك بتعيطى علشان خايفه تاكلى من الأكل اللى انا عملاه..تحولت نظرتها لغرور مصتنع..احب اقولك ان اكلى هيعجبك واوى المرادى لانى عملاه بمزاج..
ابتسمت هبه لها وبحب شديد تحدثت..
هبه:ربنا يسعدك ويهدى سرك ويجعلك أيوب الزوج الصالح يا حبيبتى..
مدت حبيبه يدها ومسحت دموع شقيقتها وبحب اشد تحدث..
حبيبه:ويعوضك خير ويفرح قلبك باللى تتمنيه يا حبيبه قلب اختك..
بقلم الكاتبة نسمة مالك
..سيف..
يجلس بين والدته وحماته..
مستند بمرفقيه على ركبتيه..خافض رأسه بين كفيه..
لتتحدث والدته بتعقل..
منال:يا ابنى اللى انت بتعمله دا غلط..ادى سفيان لهبه مينفعش تضغط عليها بيه..كده هتزعلها منك اكتر و؟!..
قطعتها نجوى بغضب..
نجوى:بقولك ايه يا ام سيف مش هبه بنتى بس سيف عنده حق..هو عايزها ترجعله ولو خدت ابنها يبقى مش هترجع زى ما هو قال..
منال:بغيظ..هو انتى تعرفى ابنى عمل ايه لبنتك علشان يوصلها انها تطلق منه وتتنازل عن كل حقوقها حتى ابنها..
نظرت لابنها بشرار..اكيد عمل عمله سوده ومنيله..
نظرت لنجوى..وعيزاه كمان يضغط عليها اكتر بابنها..
ابتسمت لها بصتناع..انتى متأكده انك ام هبه ولا تكونيش انتى ام سيف وانا ام هبه وانا مش واخده بالى..
خبطت بعنف على كتف ابنها وبأمر تحدثت..
ادى سفيان لحماتك خليها تديه لأمه..دا لو كنت فعلا عيزها تديك فرصه وتسامحك..امسكت وجناتيه بين اصابعها جعلته ينظر لها وبتفهم اكملت..دا طبعا لو اللى انت عملته ينفع انها تسامحك عليه..
بالايجاب حرك سيف رأسه ونظر لحماته وبحزن شديد ظاهر على ملامح وجهه تحدث..
سيف:خدى سيف معاكى اديه لهبه؟!..
هبت نجوى واقفه وتحدثت بستعجال..
نجوى:مش هينفع اخده معايا انا مستأذنه من شغلى ولازم ارجع دلوقتى..ابقى وديه انت ليها..نظرت له بضحكه ساخره..
بس افتكر انى قولتلك ان هبه لو خدت ابنها مش هترجعلك تانى..نظرت لمنال..علشان هى بنتى وانا عارفها كويس عايزاها ترجع لجوزها..
نظرت لسيف واكملت..لو هبه شمت خبر انك هتاخد الواد وتسافر هتجيلك جرى وساعتها انت تصالحها وتتصافو يا ابنى..
نهت جملتها وسارت لخارج المنزل..
اقتربت منال من الصغير وحملته وتحدثت بتحذير..
منال:متسمعش كلام حماتك يا سيف يا ابنى وخد ابنك وديه لأمه..بكت بتأثر..ربنا وحده اللى هيكون عالم بحالتها بعد ما طلقتها وكمان ابنها بعيد عن حضنها..
سيف:بأسف..لو هبه خدت سفيان مش هترجعلى يا ماما..
حمل ابنه واكمل باصرار..هعمل زى ما حماتى قالت..هاخده واسافر شويه واكيد هبه مش هتستحمل بعد ابنها وهترجعلى..
حركت منال رأسها بيأس وبأسف تحدثت..
اللى هتعمله دا اكبر غلط وهتندم عليه يا سيف..
---
ايوب..
يسير بالطرقات بلا هواده..كطفل صغير فقد والدته..
غير منتبه لما حوله..
حتى هاتفه الذى يرن مرارا وتكرارا لم يصل صوته لأذنه..
يعاد بذاكرته كلمات شقيقه السامه بلا توقف..
قلبه يؤلمه بشده..فبعد والدته عنه ليس ابدا بهين..
وما القاه شقيقه على سمعه شطر قلبه لنصفين..
رفع نظره للسماء بعيون تملئها الدمع وحاول ان ينطق بحرف يناجى به ربه الا ان لسانه لم يسعفه..
فكتفى بالبكاء بصمت وقلبه يصرخ بجمله واحده..
أجبرنى يا الله فعبادك كسرو بخاطرى..
أكمل سير بطريقه واخيرا انتبه لصوت هاتفه..
فبتسم بحب من بين دموعه حين لمح اسم زوجته..
ضغط زر الفتح ورفع الهاتف على أذنه ليأتيه صوتها الملهوف..
حبيبه:أيوب يا حبيبى انت فين؟!..
ايوب:بتوهان..حبيبه..امى هتفضل مع اخواتى..
بنهيار بكت حبيبه حين استمعت لكم الألم بصوته..
وبرجاء تحدثت..
حبيبه:طيب تعالى يا ايوب علشان خاطر ربنا..انا مستنياك فى بتنا..
بدأ يركض بكل سرعته..يريد ان يصل اليها ويرتمى داخل حضنها لعله يجد الراحه بقربها ولو قليلا..
بانفاس متهدجه تحدث اثناء ركضه..
أيوب:انا جيلك..تأوه بصوت مسموع..انا محتاجلك..ااااااه يا حبيبه انا بحبك..
حبيبه:بأنفاس متقطعه من شده بكائها..وانا بحبك..تعالى يا حبيب حبيبه حضنى مستنيك..
يركض بكل سرعته غير منتبه لبوق السياره المسرعه الاتيه نحوه..
وبلحظه كان ملقى أرضا فاقدا الوعى بعدما صدمته السياره..
ليصل صوت ارتطامه لقلب حبيبه قبل أذنها..
لتصرخ بعلو صوتها وقد اوشك قلبها على التوقف من شده فزعها وخوفها عليه..
ايووووووووووووووووب..
نسمة مالك
..بشهقه حاده..
انتفضت زينب بفزع وبعلو صوتها صرخت فجأه..
زينب:ايوووووووووووب..يا ضنايا يا ابنى فيك ايه يا قلب امك..
اسرعت ليان واقتربت منها واحتضانتها بحنان وتحدثت ببكاء..
ليان:مالك يا ماما زينب..اهدى يا حبيبتى..
زينب:بهستريه..ايوب ابنى فيه حاجه..نظرت لابنائها الواقفين امامها ينظرون لها برجاء..اخوكم فيه حاجه..قلبى واكلنى عليه..
ليان:يا حبيبتى اهدى..ان شاء الله مافيش حاجه..
نظرت لها زينب وتحدثت بغضب..
زينب:انتى مفكرانى اتجننت وبقول اى كلام زى ما جوزك مفهمك..انا ابنى ايوب عايش ربنا يحفظه لشبابه ويديله طوله العمر..
نظرت ليان لزوجها الذى غمز لها بعيناه فيما معناه ان تهاودها بحديثها..
بأسف ابتعدت عن نظره وبوعيد همست بسرها..
ليان:انا هعرف ازاى اعقبك على كذبك عليا و ارجعك لعقلك بطرقتى يا ايمن..
اخذت نفس عميق وابتسمت لزينب بحب وبتاكيد تحدثت..
انا عارفه ان ايوب عم ولادى لسه عايش يا ماما زينب..
شحب وجه كلا من ايمن واحمد بشده وانقطعت انفاسهم وبصدمه نظرو لليان..
فاكملت هى بما جعل قلبهم اوشك على التوقف من شده صدمتهم حين امسكت يد زينب ووضعتها على بطنها المنتفخه اثر حملها واكملت باصرار..وعلشان كده هسمى ابنى على اسم عمه..
نظرت لزوجها ببتسامه مصتنعه وببطئ اكملت..ايوب..
↚
..حبيبه..
تركض داخل ممر احدى المستشفيات..
وجهها شاحب كشحوب الموتى..
تركض دون أرادتها..غير متحكمه بقدميها..
يتمايل جسدها يمينا ويسارا كمن اوشكت على السقوط..
يرتعش بدنها بشكل ملحوظ..
جبهتها متعرقه للغايه..
عيونها مملؤه بالدموع لكنها تأبى الهبوط..
تلتقط انفاسها بصوت مسموع..
وبهستريه تردد دون توقف..
حبيبه:ايوووووب..انت فين..أسرعت بوضع كف يدها على موضع قلبها لعلها تهدأ من فزعه وهلعه قليلا ولكن دون جدوى..
فقط اوشك حقا على التوقف من شدة رعبها على زوجها الخلوق..
شعرت بدوار قوى يداهمها حين تخيلت ان هنا سينتهى حلم عمرها بعدما أخيرا تحقق وتزوجت بمن عشقته بعد معاناه..
كادت ان تستلم لدوارها وتهاوى جسدها..
لكن يد والدها تلقطها داخل حضنه سريعا بحمايه وبصرامه تحدث..
محمد:حبيبه..اجمدى وفوقى يا بنتى..وخلينا نطمن على جوزك..
بجسد ينتفض بعنف حركت حبيبه رأسها بالأيجاب..
نظر لها محمد بتمعن وبتسائل تحدث..
اللى كلمك فى التليفون قالك ايه بالظبط يا حبيبه..
بنبره اوشكت على الانهيار همست حبيبه بكلمات متقطعه..
ا انا ك كنت بكلم ايوب وبعدين..تأوهت بقوه..اااااااه يا أيوب..سمعت صوت عربيه وقفت مره واحده وناس صرخت..انا فضلت على السماعه بنادى على ايوب يا بابا علشان يرد عليا..بكت بنحيب..لقيت واحد غريب هو اللى رد وقالى ان ايوب عربيه خبطته وخدوه على المستشفى ووصفلى المستشفى دى..ارتمت داخل حضنه تبكى كطفله صغيره واكملت من بين شهقاتها..قفلت معاه وكلمتك علشان مكونتش عارفه اعمل ايه ولا اروح فين..
ربت محمد على ظهرها بحنان وامسك يدها وسار بها نحو الأستعلامات وتحدث برجاء..
طيب اهدى يا حبيبتى وبأذن الله جوزك هيبقى بخير..
توقفو امام احدى العاملين وبلهفه تحدث..
من فضلك جوز بنتى عربيه خبطته وقالولنا انه جه على المستشفى هنا..
العامل:بعمليه..روح قسم استقبال الحوادث يا حاج هتلاقيه هناك..
أسرعت حبيبه بالركض مره أخرى خلفها والدها يجاهد ليصل لخطواتها المسرعه..
حتى اخيرا لمحت يافته مدون عليها استقبال الطوارئ..
تسمرت مكانها..واذداد حدة انتفاضها..؛
ابتلعت ريقها بصعوبه وكتمت انفاسها وبخطوات ثقيله سارت نحو الغرفه وهمت بالدخول لكنها توقفت..
بل تخشبت..حين تسللت لأنفها رائحة زوجها التى تحفظها عن ظهر قلب..
وأستمع قلبها لصوت خطواته تقترب عليها..
شبه ابتسامه ظهرت على وجهها وانهمرت دموعها بغزاره وهمست بسرها..
ايوب..لحظات مرت عليها وهى واقفه مكانها تستمع بتمعن لصوت خطوات تقترب منها..
رائحته تغللت بأعماقها أكثر..
لتتسع عيونها على أخرهم وشهقت بعنف حين خرج أيوب من الغرفه وسار نحوها كمن كان على علم بوجودها
حتى توقف أمامها ينظر لها ببتسامه وعيون لامعه بالدمع..
تأملته هى بعنايه شديده..اذدات حده بكائها حين لمحت بعض الكدمات ظاهره على وجهه ويده وحتى قدمه..
عادت بنظرها لعيناه..تنظر له بعشق..
شدة عشقها له استطاع قرائه كل ما حدث معه دون أن ينطق لها بحرف واحد..
ببتسامه حنونه مطمئنه..فتحت ذراعيها له وببكاء حاد همست..
تعالى فى حضنى يا حبيب حبيبه..
كالغريق الذى أوشك على الموت واخيرا وجد منقذه..
ارتمى أيوب داخل حضنها دافنا وجهه بعنقها يبكى بنهيار دون اصدار صوت..
ملتف بكلتا يده حول خصرها يضغط عليه بقليل من العنف..
يخبرها بحركته هذه مدى قهره وألم قلبه..
فما أصعب قهر الرجال..
فقط استعاذ رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام من أن يغلبه الرجال ؛ لما في ذلك من الوهن في النفس "..
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ
ضمته حبيبه داخل حضنها بكل ما تحمل من شوق واشتياق وعشق له..
تقبل كتفه مرات متتاليه..بل تقبل كل أنش تقع عليه شفاتيها..
وبرجاء وتوسل همست من بين شهقاتها العنيفه..
حبيبى بالله عليك تهدى..
أقترب منهم محمد ووقف بجوارهم يربط بيده على ظهر أيوب وبأنفاس لاهثه تحدث..
ايوب؟!.. يا ابنى انت كويس؟؟..
دون ان يبتعد ايوب عن حضن حبيبه..حرك رأسه بالأيجاب..
على مضض أبتعد عنها أيوب وأستند بيده على كتفها..
فأسرعت هى بلف يدها حول خصره بلهفه..
ويدها الأخرى ممسكه بكف يده وبدأت تسير معه لخارج المشفى..
هم محمد بالسير خلفهم ليوقفه صوت أحدى الأطباء..
الطبيب:اطمن يا عم الحاج..هو الحمد لله بخير..مجرد كدمات بسيطه..حرك رأسه بأسف..بس حالته النفسيه واضح انها مدمره لأنه منطقش بكلمه واحده ولا حتى قال اسمه..
اقترب من محمد رجل يظهر عليه الوقار والهيبه..
بأواخر عقده الخامس..مد يده بالسلام وتحدث برزانه..
انا اللوا هانى شكرى..وبعتذرلك جدا عن اللى حصل لابن حضرتك..نظر للواقف خلفه بشرار..عبد الرحمن ابنى مكنش يقصد يخبطه..
محمد:بتنهيده..الحمد لله يا سياده اللوا انها جت على اد كده..
ابتسم..وايوب جوز بنتى وانا بعتبره أكتر من ابنى..
هانى:طيب تسمحلى اخد عنوانكم وتليفونكم علشان اجى انا وعبد الرحمن نطمن علي ايوب بنفسنا..
محمد:بترحاب..تنورونا فى اى وقت..املى عليه رقم هاتفه وهاتف ايوب ايضا والعنوان..
هانى:بتسائل وهو يدون رقم هاتفه..اسمه أيوب ايه؟!..
محمد:ايوب زيدان..
هانى:تمام..بأذن الله هنكون عندكم فى اقرب وقت..
سار معه للخارج..وفى عربيه قدام المستشفى هتوصلكم لحد البيت..
ركض عبد الرحمن خلف أيوب وأصر ان يوصلهم الى منزلهم بنفسه..
انتظر هانى حتى ذهبو جميعا برفقه نجله وأخرج هاتفه وطلب احدى الارقام وتحدث بأمر..
هانى:ايوب زيدان..هبعتلك عنوانه فى رساله تجبلى تاريخ حياته من ساعه ما اتولد..
اغلق هاتفه وبتأثر همس بسره..
يا ترى ايه سبب قهرتك الشديده دى كلها يا ايوب؟؟!!..
بقلم نسمة مالك
..مرت فتره ليست بقليله..
بأحدى المدرجات داخل كليه الهندسه..
تجلس هبه بمفردها شاردة كعادتها..
يظهر الحزن والكسره على ملامح وجهها الرقيقه..
عيونها التى تلتمع بالدمع دائما..كانت كالمغناطيس بالنسبه لبدر..
أصبحت هى شغله الشاغل..
ينتظر موعد محاضرته التى ستتواجد بها هبه بنفاذ صبر..
رغم علمه انها لا تهتم لأمره اطلاقا..
بل الأكثر من ذلك انه بالنسبه لها شخصان..
دكتورها بالجامعه بدر الزينى..؛وعم احمد بائع المؤكولات السريعه..وهذا يدل على انعدام تركيزها..
هى فقط مكتفيه بشتياقها لصغيرها..
بخطواته الواثقه..خطى بدر لداخل المدرج ليسود الصمت المكان بأكمله..
خلع نظارته الشمسيه ودار بعيناه يبحث عنها بلهفه حتى لمحها تجلس بملامح ذابله..تكسوها الحزن..تحدق للفراغ بتوهان..تبتسم تارا..وتعبس تارا..وفجأه يظهر ألم حاد على
ملامحها تارا أخرى..
تنحنح محاولا اخراج صوته طبيعيا وبصرامه تحدث..
بدر:اححححم..السلام عليكم جميعا..توقف بنظره عليها..
ياريت الكل يركز معايا هنا..
تنهدت هبه بضيق دون النظر له جعله يرفع حاجبيه معا وببتسامه مصتنعه تحدث موجه حديثه لها..
الانسه ام طرحه كحلى..لم تنتبه له هبه..ولم تعاير لحديثه أى اهتمام..فلكمتها احدى زميلاتها برفق..فنتفضت بفزع فجأه ونظرت اخيرا بتجاهه..فاكمل هو بتسائل..اسمك ايه يا انسه؟؟..
بحترام هبت هبه واقفه وبرقتها المعهوده تحدثت..
هبه:اسمى هبه يا دكتور..ابتسمت ابتسامه متألمه واكملت بغصه..وانا مدام مش انسه..
شحبت ملامح بدر قليلا وكاد ان يظهر توتره..لكنه استعاد جموده سريعا وتحدث بعمليه..
بدر:طيب يا هبه اتفضلى اقعدى وياريت نركز فى المحاضره من فضلك..
هبه:حاضر يا دكتور..بعتذر لحصرتك..اشار لها بالجلوس وبدأ يشرح لهم بعقل حاضر..وقلب ينهر نفسه بعنف وبسره همس بغيظ..
بدر:غبى يااابدر يوم ما تعجبك واحده تكون متجوزه..
تنهد بضيق..بس ليه كم الحزن اللى فى عنيها دا؟؟..
ولييييه مش لابسه دبله؟؟؟!!..نظر بتجاهها نظره خاطفه..
يا ترى ايه حكايتك يا هبه؟؟؟..
---
..نجوى..
تأكل بشراهه وشهيه مفتوحه وبستمتاع تتحدث وهى تلوك الطعام بفمها..
امممم..الفطير دا طعمه حلو اوى اوى يا محمد..نظرت له بفضول..انت جايبه منين يا ابو هبه؟؟!..
محمد:بفخر..مش هتصدقى انا جيبه منين..بدا يأكل معاها..
طيب قوليلى ايه رأيك فى البيض البلدى اللى جبتهولك معاه؟؟..
نجوى:دا جميل وصفاره كهرمان وطعمه زى العسل..
عبست بملامحها..ما تقولى يا راجل شريهم منين علشان ابقى اجيب..
محمد:بتلقائيه..شريهم من عند حبيبه..
اتسعت اعين نجوى بزهول وسعلت بعنف..
فاسرع محمد واعطها كوب من الماء وتحدث بقلق..
مالك يا نجوى؟؟..انتى شرقتى ولا ايه؟؟..
بغضب نظرت له نجوى وبهدوء ما قبل العاصفه تحدثت..
هى حبيبه بتبيع بيض وفطير؟؟..
محمد:بعتاب..ما انتى لو قريبه من بناتك كنتى عرفتى كل اخبارهم..
خبطت نجوى بكف يدها على الطاوله بعنف وبعلو صوتها تحدثت..
بنتى بتبيع بيض وفطير..سفقت بكلتا يدها..طبعا ما هى يا حبه عين امها متجوزه واحد مجوعها..
محمد:بيأس..انا مش هعتبك تانى..انتى مافيش منك امل..
↚
هب واقفا..لو بنتك تهمك فعلا روحلها بنفسك واساليها هى بتعمل كده له..نظر لها بأسف..انتى مدخلتيش عليها من ساعه ما اتجوزت يا نجوى..ايه عايزه تفهمينى ان حبيبه موحشتكيش..
نجوى:ببتسامه مصتنعه..واحشتنى..وهروحلها يا محمد..
هبت واقفه..والليله مش بكره..
نهت جملتها واسرعت نحو غرفتها ارتدت عبائتها على عجل وبوعيد همست بسرها..
مش هسبها على زمتك تانى يا ايوب يا فقرى يلى واخد البت تمرمطها..
بقلم نسوم
..بمملكه حبيبه..
تجلس أرضا بجوار زوجها الذى يعد أشهى الفطائر الساخنه الطازجه..
برجاء وتوسل شديد منها تلح عليه حتى تساعده ولكنه يأبى بأصرار..
فبعد نهار عمله الشاق بين نجار مسلح وسباك وكهربائى يعود بعد مغيب الشمس ويجهز بنفسه كم هائل من الفطائر ويوزعهم على المتاجر والمطاعم ليزيد من دخله..
وكل ما يجنيه يعطيه لزوجته المدبره التى تحافظ على مال زوجها ولا تنفق منه قرش من دون علمه..
بعد جميع محاولات حبيبه لتساعد زوجها ورفضه التام لمساعدتها حتى لا يتعبها..
اكتفت بالجلوس أمام تتأمله بهيام وبلاهه..
فنظر هو لها بشقاوه وغمز لها بأحدى عيناه فضحكت هى بدلع واقتربت منه لفت يدها حول رقبته وبميوعه محببه لقلب زوجها همست..
حبيبه:امممم..انا معجبه بيك..قبلت احدى وجنتيه..
ودايبه فى عنيك..وضعت جبهتها على جبهته..
وهيمانه فى عشقى ليك يا ايوب يا حبيب حبيبه..
داعبت أرنبه أنفه وبفرحه عارمه أكملت..وفضلنا مبلغ صغير على الفلوس اللى معانا ونبنى الشقه كلها وواحده واحده نجيب أحلى عفش يليق بأمه زينب وترجع بقى تعيش معانا وتنورنا ببركتها ورضاها علينا و؟؟..قطعت حديثها فجأه وشهقت بعنف واسرعت بالابتعاد عنه وأكملت بستعجال..شوفت نستنى خالتى ام محمود دى موصيانى على فطرتين سخنين..ارتدت ثيابها على عجل وحملت بعض الفطائر الساخنه ونظرت لزوجها برجاء..
هروح انا ادهملها وأطمن عليها علشان مبتقدرش تطلع السلم يا بيبو..
القت له قبله بالهواء واسرعت نحو الخارج..مش هتأخر عليك يا حبيبى..
ابتسم ايوب بحب على شقاوه زوجته..واسرع بعمل الفطائر حتى انتهى منهم..
وبخفه ومهاره قام بتنظيف جميع الاوانى التى أستخدمها..
واتجه نحو المرحاض لينعم بحمام منعش يزيل عنه تعب اليوم..
انتبه لصوت طرقات عنيفه على باب الشقه..
فاسرع برتداء ثيابه واتجه نحو الباب فتحه على عجل..
ليتفاجئ بنجوى تقف امامه تلتقط انفاسها بصعوبه وتنظر له بعيون تطلق شرار..
ودون القاء السلا عليه..دفعته بكتفه بعنف وخطت للداخل تنظر حولها بصدمه وزهول..وبغضب عارم نادت بعلو صوتها..
نجوى:حبيبه..علت صوتها اكثر..بت يا حبيبه..
عادت النظر لايوب ببتسامه ساخره..
اه اكيد بتلف على البيوت تبعلهم بيض وفطير..
اقتربت منه واكملت بفظاظه..ما هى مش لقيه راجل ملو هدومه يصرف عليها..ابتسم لها أيوب ابتسامته الهادئه..
فنظرت هى له بشمئزاز وبغيظ شديد اكملت..
خلى عندك دم وطلق بنتى اللى انت ممرمطها معاك يا ابن زينب..
بملامح جامده..حرك ايوب رأسه بالنفى..
جزت هى على اسنانها بغيظ اشد واكملت بغضب اكبر..
انت مبتحسش..جبله..مبتفهمش..
أمسكته من ياقه قميصه وهزته بعنف واكملت بغضب عارم..
بقولك طلق البت يا فقرى يا معدوم انت..
دفعته بقوه ودارت حول نفسها تنظر للشقه التى تقيم بها ابنتها بعيون متسعه على أخرها..
شقه صغيره للغايه مكونه من غرفه ومطبخ وحمام ذات سقف من القش والاعمده الخشبيه المتهالكه..
لا يوجد بها اثاث الا سرير صغير وفرشه صغيره وبعض الوسائد متناثره ارضا..وأكملت بزهول..
بنتى عايشه فى عشه؟!!..
ضربت على صدرها بعنف حينما لمحت السقف الذى يظهر جزء كبير من السماء..يا لهوى وكمان من غير سقف؟!!!..
نظرت لزوج ابنتها الواقف بثبات وملامح صارمه لا يظهر اى رد فعل واكملت بستحقار..
بزمتك مش مكسوف من نفسك وانت معيش بنتى فى الخرابه دى؟!..بكت بنحيب..
بقى بنتى اللى طول عمرها متصانه وبتتعامل ملكه متوجه تعمل فطير وتبيعه وتربى فراخ وتعيش على بيع البيض اللى بيطلع منها..
ضربته على صدره بكلتا يدها بكل قوتها..
متجوزها علشان تشغلها وتبهدلها وتهنها..
نظرت له بوعيد واكملت بتهديد..لو مطلقتش بنتى هسجنك وهبهدلك فى المحاكم و؟!..
همت بأكمال حديثها لكن صوت ابنتها التى صرخت باسمها بفرحه عارمه جعلتها تتوقف عن الحديث وتلتف لها بلهفه..
لتنصدم من هيئتها بفستانها الأسود القديم وحجاب ايضا يظهر عليه كثره الأستخدام حامله فوق رأسها طبق كبير مملوء بالفطائر الساخنه الطازجه..
أسرع زوجها نحوها وحمله عنها وضعه أرضا وانتشلها داخل حضنه مقبلا رأسها بعمق..
بدلته هى حضنه وقبلت وجنته سريعا وركضت نحو والدتها ارتمت بحضنها وتحدثت ببكاء..
يا حبيبتى يا ماما كنت عارفه انى مش ههون عليكى..
بكت بعنف..واحشتينى اوى اوى..
أقترب زوجها منها بلهفه يمسح دموعها وبعتاب نظر لها واشار بيده على قلبه وحرك رأسه بالنفى..
بعشق ابتسمت هى له واقتربت منه مره اخرى احتضنته بكل قوتها أمام انظار والدتها المصدومه من عشق ابنتها لزوجها هذا الفقرى المعدوم من وجهت نظرها..
وبعمق قبلت موضع قلبه ورفعت راسها تنظر داخل عيناه بهيام وبهمس تحدثت..
سلامه قلبك من الوجع..يا قلب حبيبه..
ينظر لها بعيون تحمل عشق العالم أجمع يخبرها بما يحمله لها بعيناه..فلحادث الذى تعرض له زوجها افقده القدره على الحديث..
ولكنها تفهم ما يريد قوله من نظره عيناه..
ليس حادث السياره التى صدمته..
بل ما تعرض له على يد اشقائه كان اقوى من حادث السياره..
ولكنه فضل التزام الصمت بالوقت الحالى..
حتى يفاجئ الجميع بما سوف يفعله حين يعود للحديث مره اخرى..
وزوجته على علم بكافه شئ يدور بذهن زوجها دون ان يخبرها حتى هو..
بستغراب نظر لها ايوب فقد عادت حامله الفطير مره أخرى..
مطت حبيبه شفاتيها وتحدثت بطفوله..
خالتى ام محمود كانت عيزانى اقعد معاها شويه علشان تطمن على امه زينب..وقالتلى ان الفطير يتعبها ومش هتقدر تاكل منه..حرك ايوب رأسه بالايجاب..
فنظرت حبيبه لوالدته الواقفه تنظر لهم بعدم تصديق..
فبرغم ضيق الحال التى تراه امامها..
الا ان ابنتها وجهها يشع نورا وقد ازدادت بعض الوزن ذادها جمالا فوق جمالها..
عيونها تلتمع بلمعه اكثر من رائعه..
انتبهت حبيبه لنظره والدتها فبتسمت لها وتحدثت بتفهم..
حبيبه:ايوه يا ماما..انا الحمد لله مرتاحه ومبسوطه واوى كمان..
اقتربت منها وجذبتها نحو احدى الارائك أجلستها وجلست جوارها وبتاكيد اكملت..وبأذن الله قريب قوى هتسمعى..
نظرت لزوجها بفخر..عننا انا وجوزى اخبار هتفرحك اوى..
دفعت نجوى يدها عنها بعنف وهبت واقفه وسارت نحو الخارج وبسخريه تحدثت..
نجوى:اااه اخبار حلوه زى بيعك للفطير والبيض كده؟؟؟!!..
نظرت لها ولوه فهمها اكثر من مره..بكره يخليكى تمسحى السلالم وتلمى الزباله من الشقق يا..نظرت لايوب نظره ساخره..هه مرات الفقرى..
نهت جملتها وسارت للخارج غالقه الباب خلفها بعنف..
اشتعلت اعين ايوب بغضب عارم..ونظر لحبيبه التى ابتسمت له ابتسامه راضيه وبعشق تحدثت..
حبيبه:اقسم بالله انا راضيه يا ايوب..اقتربت منه وأحتضنته ملتفه بكلتا يدها حول خصره ونظرت لعيناه..انا مستعده اعمل اى حاجه وكل حاجه بس افضل جوه حضنك كده يا بيبو..
بعنف اغمض أيوب عيناه يحاول تهدأه ثوره غضبه من حديث والدتها السام..
وحسم امره انه أن الأوان حتى يظهر للجميع شخصيته الحقيقيه..
اخذ نفس عميق وأخيرا نطق بصوته الساحر الذى يعصف بمشاعر زوجته..
أيوب:..حبيبه..بزهول وعدم تصديق..نظرت له حبيبه وببكاء حاد همست..
حبيبه:ايوب..نظرت له بشك وعيون تغرقها الدمع..
انت قولت حبيبه؟؟!!..ابتسم هو لها بحب ورفع اصابعه ومسح دموعها بحنان ومال قليلا وقبل عيونها وبانفاس ساخنه تلفح بشرتها تحدث بأمر..
ايوب:حبيبه هاتى الجيتار وتليفونك وتعالى..
بفرحه عارمه صرخت حبيبه وقفزت تداخل حضنه تعلقت برقابته تحتضنه بكل قوتها وببكاء هستيرى تردد..
حبيبه:يا قلب وعقل حبيبه..تقبله بجنون..واحشة حبيبه..
يضحك هو من صميم قلبه بفرحه لفرحتها هى..
وذاد من ضمها رفعها داخل حضنه عن الارض لتستطيع الوصول لوجهه وتقبيله بسهوله..
تغرقه هى بسيل من القبلات..
وهو اكثر من مستمتع بتقبيلها له..
بعمق قبل هو وجناتيها وبتحذير همس بأذنها..
ايوب:هتجيبى الجيتار ولا..اتجه بنظره نحو غرفتهم وغمز لها بعبث..
عضت حبيبه شفاتيها بخجل وبهمس تحدثت..
حبيبه:هجيبلك الجيتار وتغنى حاجه لامه زينب وانا هصورك فيديو ونبعتهولها..بكت وضحكت بأن واحد..
علشان انهارده عيد ميلادها..
امتلئت عيون أيوب بالدمع وببتسامه متألمه تحدث..
ايوب:عرفتى منين يا بيبه؟!..
قبلت حبيبه لحيته وبعشق تحدثت..
حبيبه:كل حاجه تهمك وتشغلك بتهمنى وتشغلنى يا ايوب..
وامه زينب ام واغلى انسانه عندك وعندى انا كمان..
تنهد ايوب براحه وبحماس تحدث..
ايوب:طيب يله خلينا نعملها مفاجأه حلوه..
ركضت حبيبه نحو الجيتار وحملته بحرص واعطته لزوجها وامسكت هاتفها وبدات تجهز وضع الكاميرا..
وقف ايوب باحدى الاركان وارتدى الجيتار وهم بالعزف عليه لكن صوت رساله نصيه اتت على هاتفه جعلته يسرع نحوه ويفتحها بهتمام..
لتظهر الفرحه العارمه على ملامح وجهه حين قرأ نص الرساله المرسله له من اللواء هانى شكرى..
("مبروك يا ايوب تم قبولك بالجيش برتبه ملازم اول دكتور وهيتم تعينك بمستشفى القبه العسكرى")..
اقتربت منه حبيبه وتحدثت بفرحه..
حبيبه:خير يا ايوب..فرحنى معاك..
ايوب:بشقاوه..هقولك فى الفيديو..عدل وضع الجيتار ونظر لحبيبه والتمعت برأسه فكره حسم امره على تنفيذها..
ابتسم بثقه وبأمر حدث زوجته..بيبه..نظرت له بهتمام..
افتحى النت واعملى بث مباشر..
بفرحه طفوليه قفزت حبيبه وبحماس تحدثت..
حبيبه:موافقه جدا..تراقصت بخصرها..خلى كل الناس تسمع صوت جوزى اللى هيجننهم..
سمت وصلت على الحبيب بسرها وضغطت بث مباشر..
اشارت لزوجها ان يبدأ..
ببتسامه وثبات تحدث ايوب..
السلام عليكم..انا ايوب زيدان..
رفع كف يده وبدا يعد على اصابعه واحد تلو الأخر..
بشتغل نجار مسلح؛..سباك صحى؛..كهربائى؛..لاعب بوكس..؛رفع الجيتار قليلا..؛عازف جيتار..؛وفى بعض الاحيان مغنى لوالدتى وزوجتى فقط..
بس انهارده هغنى لوالدتى بمناسبه عيد ميلادها قدام الدنيا كلها..التمعت عيناه بالدمع..لأنها اول سنه تسافر بعيد عنى ومتكنش معايا..تنهد محاولا السيطره على دموعه التى خانته وهبطت ببطئ على وجناتيه..
امى عايز افرحك واقولك انى بفضل الله وبفضل دعاكى ليا بقيت انهارده..
("ملازم أول دكتور جراح قلب واوعيه دمويه أيوب زيدان")..
أسرعت حبيبه بوضع كف يدها على فمها تكتم صوت شهقاتها بصعوبه..
أخذ ايوب نفس عميق..وببتسامه من بين دموعه أكمل..
يارب اكون قدرت أرفع راسك واشرفك يا ام ايوب..
مال برأسه ونظر لزوجته بعشق والقى لها قبله بالهواء..
انتى وحبيبه ايوب..
اخذ وضع الاستعداد وبدأ يعزف بمهاره على الجيتار وبصوت ساحر يخطف القلب والأنفاس ويبكى الحجر بدأ يغنى..
عينى على اللى اتربى وعاش منها محروم..
لو تسألوا هيرد الدنيا بحالها فى كوم وفي كوم أمي فى كوم .. أمي..
---
هى اللى امشى ايديا فى ايدها و انا متغمى..
بهرب بدفى فى تنهدها و تشيل همى..
امى اللى امشى ايديا فى ايدها و انا متغمى بهرب بدفى فى تنهدها و تشيل همى..
---
دغري فى صغري بتسند فيا و تنصب طولى..
تكبر هى تحتاج ليا افديها بدمى..
و عشان كده الدنيا فى كوم و فى كوم امى..
---
اسمها اول اسم فى عمرى ندهت عليه..
اول كلمه و ماشيه و سند هقولكو ايه..
اصلها امى روحى يا امى..
حضنها لما فتحت عنيا ادفيت بيه..
اول كلمه و اول اسم ندهت عليه نديت امى.. امى يا امى..
↚
..بأمريكا..
بمنزل مرموق..
تجلس زينب بغرفتها التى جهزتها لها ليان زوجه ابنها بعنايه فائقه..
شارده الذهن، دموعها تسيل على وجناتيها ببطئ..
تتذكر تلك الأيام التى كانت برفقه أبنائها الثالث..
تجمعهم غرفه واحده، وفراش واحد..
وكم من الحب ودفئ المشاعر التى كانت تملئ قلوب أبنائها لبعضهم البعض..
ولكن؟؟..دوام الحال من المحال..
فأصبح لكلا منهم حياته الخاصه بعيدا عن الأخر..
بل..وأصبحت هى الأخرى أخر شئ يتذكره ابنائها وهى معهم بنفس المنزل..
تنهدت بألم، وأزدات انهمار دموعها بحسره على انقلاب الحال وما وصل ابنائها اليه..
رفعت يدها المرتجفه وأزالت دموعها،
وشبه أبتسامه زينة ثغرها حين تذكرت أبنها البار بها"ايوب"..
فبرغم بعد المسافات بينهم الا انها دائما أول اهتماماته..
رفعت عيونها الممتلئه بالدموع للسماء وكلمات ايوب ابن قلبها تتردد بأذنها..
"عوضُ الله يستحق صبراً فلا تقنطى ، ستُجبر"..
وغداً يا أمى سيأتي اليوم الذي يعوضك الله فيه عن تلك الأيام الصعبة إن الله على كل شي قدير"..
"فنتظرى قليلا لعل البشائر التي تُغيث القلب قريبة."..
"وسيطيبُ ماقَد أوجعك يوماً."..
"عِجافُ الأيام يعقُبها يوم الغَوْثِ وإن طالت"..
،"ومنّ آمنَّ بعوضِ اللهِ أتَاهُ عظيماً"..
..على يقين انا بالله سيمضي القلق ، وستأتي الراحة بعد هذا الكم مِن العناء ، سيُعوض الله توتُّر المشاعِر ، وإضطِراب الأمل وخوف المُستقبل بِكُل ماهو جميل..
وبين قبلات متناثره على كف يدها وجبهتها تابع بابتسامته التى تطمئن قلبها..
"دائماً هناك أمل بأن لنا فالغيّب شيئاً جميل"..
تعالت شهقاتها قليلا فأسرعت بوضع كف يدها على فمها وبصوت مكتوم همست بسرها..
اه يا أيوب يا قلب أمك..بكت بنحيب..واحشتنى يا ضنايا..
مدت يدها وأخرجت صورته التى تضعها بجوار قلبها ورفعتها على شفاتيها قبلتها مرات ومرات وبنحيب تابعت..
محدش بيفتكر عيد ميلادى غيرك يا حبيبى..
تحسست القرط الذهب التى ترتديه بأذنها بحب..
كان قد ابتاعه لها أيوب بعيد ميلادها الماضى ورغم الاوقات العصيبه التى مرو بها الا انه رفض كل محاولاتها وألحاحها عليه حتى يأخذه ويبيعه..
اتسعت ابتسامتها اكثر وتابعت بثقه..
عمرك ما نستنى ولا هتنسانى يا أيوب..
صوت بكاء مكتوم انتشلها من شردها..
فأسرعت بأخفاء صوره أيوب، ومسحت دموعها، واعتدلت بجلستها وبلهفه مدت يدها وربتت على ظهر ليان النائمه بجوارها على الفراش بحنان بالغ، وبعتاب تحدث..
برضو بتعيطى يا ليان يا بنتى..أمسكت يدها وساعدتها على النهوض وبيقين تابعت..هيبقى زى الفل..ربتت على وجناتيها..والله يا بنتى أيوب هيرجع لحضنك فى اقرب وقت..
ليان:بنحيب..امتى بس يا ماما..بكت بنهيار اكبر..حبيبى بقاله 20يوم فى الحضانه ولسه الدكاتره نفسهم مش عارفين هيخرج أمتى..
نهت جملتها وأزدات حده بكائها..
رمقتها زينب بنظره عاتبه وبرجاء تحدثت..
كفايه عياط يا حبيبتى..مينفعش تعيطى كده وانتى لسه نفسه..الزعل والنكد دا غلط عليكى..
نظرت لها ليان بعيون يغرقها الدمع وتحدثت بغصه مريره..
ربنا بيعاقب ايمن فى ابنه على اللى عمله فيكى انتى وأيوب أخوه..
نظرت لها زينب بصدمه وبزهول تحدثت..
انتى عارفه يا ليان؟؟..
أومأت لها ليان بالايجاب،وبأسف تحدثت..
ايوه عارفه ان أيوب ابنك عايش..تأوهت بعنف وبغضب عارم تابعت..
للاسف عرفت ان جوزى خدعنى وكدب عليا كل السنين دى ومقليش ان عنده توأم..
تلجمت زينب وبدأت تبكى بصمت..،وبصوت حزين مرتجف تحدثت..
وانتى عرفتى ازاى انهم توأم وانتى مشوفتيش أيوب قبل كده؟؟..
اخذت ليان نفس عميق،ورسمت ابتسامه على ثغرها تخفى بها كم ألمها وبتنهيده تحدثت..
هقولك عرفت منين يا ماما..
أمسكت يدها وقبلتها بحب شديد..
فزينب بالنسبه لها عوض الله عن والدتها المتوفاه..
نظرت لها بابتسامتها الحنونه وتابعت بحب..كل سنه وحضرتك طيبه يا ماما..انهارده عيد ميلادك يا حبيبتى..
زينب:بطيبه شديده..وانتى طيبه يا بنتى..
نظرت لها بستغراب..بس عرفتى ازاى ان عيد ميلادى انهارده؟؟..
همت ليان بالرد عليها لكنها استمعت لصوت زوجها وشقيقه يعلن استيقاظهم..
هبت ليان واقفه وتحدثت بستعجال..
تعالى معايا يا ماما..فى مفاجأه حلوه اوى علشانك..
نظرت لها زينب بشك وبتعقل تحدثت..
انتى ناويه على ايه يا ليان يابنتى؟؟..
ابتسمت ليان ابتسامه زائفه وبوعيد تحدثت..
ناويه اعاقب ايمن على اللى عمله يا ماما..بكت..علشان اللى ملوش خير فى أهله ملوش خير فى اى حد..تنهدت بألم..
بس لما افوق واطمن على ابنى..
امسكت يدها وسارت بها للخارج وتابعت بفرحه..
تعالى بس خلينى اوريكى المفاجأه الجميله اللى معموله علشانك..
فتحت ليان باب الغرفه ونادت بعلو صوتها..
ايمن..يا ايمن..
أسرع ايمن بالرد عليها بلهفه..
ايوه حبيبتى..اقترب منهم ونظر لوالدته..صباح الخير يا ماما..
زينب:بابتسامه..صباح النور يا ابنى..
ايمن:بستعجال..انا هنزل اروح لابنى الحضانه وبعدين اروح الشغل..
تعمد هو عدم نطق أسم صغيره..فقد اصرت زوجته ان تطلق عليه أسم شقيقه رغم رفضه الشديد..
ابتسمت له ليان ابتسامه مصطنعه وبأمر تحدثت..
استنى معانا شويه وابقى انزل..سارت برفقه زينب واجلستها على احدى الأرائك وتابعت..نادى على احمد وشوف البنات صحيو ولا لسه وهاتهم وتعالى..
أستمعت لصوت توأمها ذات ال5سنوات..
لارين..ليليان:صباح الخير يا مامى..
اسرعو بالركض نحو زينب الفاتحه زراعيها لهم وارتمو داخل حضنها وتابعو..صباح الخير يا نانا..
قبلتهم زينب بحب شديد وبفرحه اشد تحدثت..
صباحكم ورد يا حبايب قلبى..
خرج احمد من غرفته حاملا حقيبته الجلد، مرتدى نظرته الطبيه، وبدلته الكاجول الرائعه..وبخطوات شبه راكضه اتجه نحو الخارج وبستعجال تحدث..
انا رايح الشغل..
ليان:بصرامه..استنى يا احمد..توقف احمد ونظر لها بتسائل فتابعت هى ببتسامتها المصطنعه التى تزيد اتساع..
تعالى هوريكم حاجه ترند أول على السوشيال ميديا انهارده، شوفتها بالصدفه قولت اوريهلكم واثقه انها هتعجبكم جدااااا..
بملل..اقترب احمد وجلس بجوار والدته..
فأسرعت ليان بجذب زوجها وأجلسته بجوار شقيقه..
وصلت هاتفها بشاشه التليفاز..وجلست بجوار زينب الحامله الصغيرتين على قدميها وبحماس تحدث..
جاهزين؟؟.
↚
ايمن:بضيق..امممم..جاهزين..نظر بساعه يده وابتسم بصطناع..ومتأخرين..
ليان:بجمود..حالا..ضغطت زر التشغيل..ليظهر فيديو أيوب وهو حامل الجيتار..
صدمه اجتاحتهم جعلت حاله من الهلع والفزع تملك من قلوبهم،..حين تذكرو رنين شقيقهم المستمر عليهم ليله أمس ولكنهم لم يعايره أتصالاته اى أهتمام..
شهقت زينب بعنف وببكاء حاد وضحك بأن واحد تحدثت..
ايوووووب يا حبيب قلب امك يا ضنايا..
لتتعالى صرخات الفتاتين بفرحه عارمه وببرائه اشارو على التلفاز باصابعهم الصغيره وبصراخ تحدثو..
باااااابى اهو..
انتفض ايمن كمن لدغه عقرب حين أستمع لجمله أيوب..
("ملازم أول دكتور جراح قلب واوعيه دمويه أيوب زيدان")..
هب واقفا ينظر لشاشه التلفاز بعيون متسعه على أخيرها وبزهول مقارب للجنون تحدث..
ملازم؟!!!..نظر لشقيقه احمد الذى ينظر للشاشه بوجه شاحب وببطئ ازاح نظرته واغمض عيناه بعنف وفتحهم مره أخرى لعله يتوهم وبعدم تصديق ردد..
دكتور؟!..
ارتمى ايمن بجواره وهمس بصوت مرتجف..
ملازم..هو قال ملازم يا احمد؟؟!!..
ابتلع احمد ريقه بصعوبه وبتقطع همس..
دكتور يا ايمن؟؟..مسح على وجهه وشعره بعنف وتابع بعدم تصديق..ايوب دكتور جراح؟؟؟..
بجسد ينتفض من شده بكائها هبت زينب واقفه،وبخطوات بطيئه متثاقله سارت نحو التلفاز ووقفت أمامه مباشره تستمع لصوت غناء أبنها بصوته العذب ودموعها تنهمر بغزاره على وجناتيها وبحب شديد تردد..
"قلب امك يا حبيبى"..تتحسس شاشه التلفاز بحنان وأشتياق بالغ،وبتأكيد تحدثت..هجيلك يا حبيبى..بكت بنحيب..
بأذن الله هجيلك يا ضنايا..
هبت ليان واقفه وببكاء تحدثت..
مش لوحدك اللى هترجعى يا ماما زينب..نظرت لزوجها نظره حارقه..
شعر ايمن بالضيق وجف حلقه، وتعالت نبضات قلبه، وتباطأت أنفاسه..وبصعوبه همس..
قصدك ايه يا ليان؟؟..
بصوت حزين مرتجف تابعت ليان..
يعنى انا وولادى هنرجع مع ماما زينب..
ضيق ايمن عيناه ونظر لها بعدم فهم وبتسأل تحدث..
ترجعى فين وابنك تعبان ومحجوز فى المستشفى ولسه مش عارفين هخرج امتى؟؟..
انتهت أغنيه ايوب..فقتربت زينب من ليان وقفت حوارها وبتعقل تحدثت..
خليكى يا ليان يا بنتى..بكت..وانا هفضل معاكى لحد ما نطمن على أيوب الصغير..تنهدت براحه..انا الحمد لله قلبى بقى مطمن على أيوب ابنى..ربتت على ظهرها بحنان..عقبال ما ربنا يطمن قلبك على ابنك يا حبيبتى..
ليان:بأصرار..هنجهز أورقنا وفى أقرب وقت هنكون فى مصر يا ماما..بكت..انا وانتى وبناتى..اغمضت عيونها بعنف لتتساقط دموعها بغزاره اكثر..وابنى كمان..
ايمن:بغضب عارم..انتى بتقولى ايييييه..ابنك هيسافر ازاى وهو بحالته دى..
ليان:بابتسامه مصطنعه..أيوب ابنى عمه دكتور جراح قلب يا أيمن..أخذت نفس عميق تحاول السيطره به على حدة بكائها وبألم حاد تابعت..وعمه هو اللى هيعمله العمليه..
غلبت الحيره على ايمن فنظر لشقيقه الجالس بجواره واضعا رأسه بين كفيه يبكى بصمت وندم بدأ يشق طريقه نحو قلبه..
فمتلئت عيناه بالعبرات، وحاول الحديث لكنه التزم الصمت وخفض رأسه بخزى بعدما قرأ ما يدور بعقلها، ونظرتها المشتعله بالغضب تخبره انها لن تتهاون بمعاقبته..
مسح بطرف أصبعه دمعه سالت من عينه فأحرقت روحه قبل وجهه حزنا على حاله وما ألقى نفسه به..
ماذا جنى الأن..على وشك فقدان كل ما وصل اليه..
تنظر له زوجته هو وشقيقه بأسف وكثير من الاشمئزاز..
فهم لا تعنى لهم اواصر الرحم شيئاً..
حاله من الصمت المريب احتلت المكان..
قطعت زينب هذا الصمت وبرجاء تحدثت..
عايزه اكلم ايوب..نظرت لابنائها..اتصلو على اخوكم عايزه أكلمه..
بيد مرتجفه اخرج ايمن هاتفه وطلب رقم شقيقه..
لحظات واتاه صوته الملتهف..
اييييه يا ابنى برن عليكم من امبارح..انتو كويسين..
انفجر ايمن بالبكاء..يبكى بنهيار..ليتابع أيوب بفزع..
مالك يله؟؟..ارتجف صوته..امك فيها حاجه؟؟..
ازدادت حده بكاء ايمن وبصعوبه تحدث من بين شهقاته..
انت دكتور جراح قلب يا أيوب..
ايوب:ببكاء فشل بأخفائه..شوفت الفيديو؟؟..
ايمن:بابتسامه من بين دموعه..شوفته يا حضره الملازم..
بكى بنحيب اكبر..شوفته يا ابن ابويا..نظر لزوجته بعيون نادمه مليئه بالعبرات، واسرع باعطاء الهاتف لوالدته وركض لخارج المنزل بخطوات راكضه..
بلهفه تحدثت زينب..
قوم يا احمد ورا اخوك متسبهوش لوحده يا ابنى..
أسرع احمد خلف شقيقه..
رفعت زينب الهاتف على اذنها وببكاء وفخر تابعت..
الو يا حضره الدكتور الظابط..بكت وضحكت..واحشتنى يا قلب امك..
ابتسم ايوب ودموعه تهبط على وجنته ببطئ فأسرعت زوجته الجالسه داخل حضنه وازالت دموعه بشفاتيها..
اغمض ايوب عيناه مستمتع بلمستها التى تذيب قلبه وبتنهيده تحدث..
واحشتينى اوى يا امه..كل سنه وانتى طيبه وبألف خير وصحه يا ام ايوب..
زينب:بحب شديد..وانت طيب يا قلب امك..اطمن يا حبيبى انا هجيلك قريب..بس مش هاجى لوحدى..
ايوب:بفرحه عارمه..اخواتى هيرجعو معاكى يا أمه؟؟..
يمتلك هو قلب من الماس..برغم كل ما فعلوه اشقائه به، الا انه يشتاق لهم حد الجنون..يتمنى يعودو لحضنه مره أخرى..
تنهدت زينب براحه ونظرت لليان الباكيه وبفرحه تحدثت..
هجيلك انا ومرات اخوك وبناته وكمان..بكت..
"أيوب الصغير يا أيوب"..
شحبت ملامح ايوب وانتفض جالسا متمسكا بخصر زوجته بأحكام، وبعدم فهم تحدث..
مين أيوب الصغير؟؟!!..
زينب:ببكاء..ايمن اخوك توأمك..نظرت لليان برجاء تخبرها انها تود أصلاح الأمور بين أبنائها..فحركت ليان رأسها بتفهم فتابعت زينب..سمى ابنه على أسمك يا أيوب..
تلجم ايوب قليلا..ونظر لزوجته بعيون متسعه..
بلهفه اسرعت حبيبه رفع يدها على وجنتيه وبهمس تحدثت..
فى ايه يا ايوب؟؟..امه زينب كويسه؟؟..
اغمض ايوب عينه يحاول التحكم بدموعه وبفرحه وعدم تصديق تحدث..
امه انتى بتقولى ايه؟؟!!..
زينب:ببكاء..بقولك اخوك سمى ابنه على اسمك يا حبيبى..
وبأذن الله هجبهم واجيلك فى اقرب وقت..
عبست بملامحها وتابعت بغضب مصطنع..
وفين البت حبيبه واحشتنى..
اعطى ايوب الهاتف لزوجته..والتف بكلتا يده حول خصرها دافنا وجهه بحنايا صدرها يبكى بصوت مكتوم..
ببكاء لبكائه امسكت حبيبه الهاتف بيد..ويدها الأخرى تربت على ظهره وشعره بحنان بالغ وببكاء تحدثت..
امه زينب..عامله ايه يا حبيبتى..كل سنه وانتى طيبه..
زينب:بحب..وانتى طيبه يا ضنايا..طمنينى على طيورى يا بت يا حبيبه..
حبيبه:بابتسامه..اطمنى يا حبيبتى..انا واخده بالى منهم وعملت زى ما قولتيلى بالظبط..بخرج جزء من البيض لوجه الله والباقى ببيعه وبيفيض منه كمان يا امه..
زينب:الحمد لله يا حبيبتى..تابعت بمزاح..عقبال ما تبيضى انتى كمان بقى..
ضحكت حبيبه برقه وبخجل تحدثت..
ادعلنا يا امه..
زينب:دعيالكم يا ضنايا..اشارت لها ليان انها تريد ان تحدثها..
ابتسمت زينب وبفرحه تابعت..حبيبه سلفتك عايزه تكلمك..
حبيبه:بزهول..سلفتى؟؟..
رفع ايوب رأسه من حضنها ونظر لها وبلهفه همس..
قوليلها تصور البنات..ابتسم بفرحه عارمه..
وايوب الصغير وتبعتلنا الصور..
اخذت ليان الهاتف ورفعته على اذنها وبود تحدثت..
ازيك يا حبيبه أيوب..انا ليان مرات ايمن..تنهدت..
توأم جوزك..
بقلم نسمة مالك
..بكليه الهندسه..
انتهت هبه من محاضرتها اخيرا..
بخطوات متعبه سارت لخارج الجامعه..
لم تاكل شيئاً منذ الصباح الباكر..والساعه اقتربت على الثالثه عصرا..
بخطى مجهده اتجهت نحو عربه المؤكولات ووقفت بطابور ليس بصغير تنتظر دورها بشرود..
طال انتظارها قليلا فأخرجت هاتفها وبدأت تعبث به قليلا..
تشاهد بعض الصور والفيديوهات لها برفقه صغيرها..
غافله عن عيون بدر التى تنظر لها بترقب..
بدات هى تتفحص بعض مواقع التواصل الأجتماعى لتتسع عيونها على اخرها حين رأت فيديو أيوب يتصدر اعلى المشاهدات على عدد من المواقع الشهيره..
بهتمام استمعت للفيديو كاملا وبعيون امتلئت بدموع الفرحه لشقيقتها همست بسرها..
ربنا نصفك يا حبيبه..ورضاكى يا حبيبتى..
انتبهت على صوت بدر الهادئ يتحدث بتسائل..
ساندوتش مربى بالقشطه برضو؟؟..
رفعت هبه وجهها ونظرت له لأول مره بابتسامه وبرقتها المعهوده تحدثت..
ايوه يا عم احمد من فضلك..اكملت بفرحه..بس خليهم اتنين المرادى..
↚
انتبه والده لحديثها..وانها تناديه بأسمه هو..
فقترب منهم وتحدث بستغراب..
احمد:عم احمد مين؟؟؟!!..
اسرع بدر ونظر له بتحذير وبمزاح تحدث..
قولها يا ابا بلاش عم احمد دى..نظر لها بابتسامه..
انا مش عجوز اوى كده..
تنقل احمد بنظره بينهم بحاجبين مرفوعين..وابتسم بصطناع وبعبث تحدث..
احمد:قوليلو يا ميدو..
توردت وجناتين هبه بحمره الخجل ونظرت لبدر بتركيز وضيقت عيونها وبزهول تحدثت..
سبحان الله يخلق من الشبه 40 فعلا..اشارت على بدر..
حضرتك شبه دكتور عندنا فى الكليه..
بدر:بجديه مصطنه..قصدك بدر الزينى مش كده..حركت هبه رأسها بالايجاب..فمد هو يده لها واعطها المؤكولات وتابع بثقه..كتير قالو انى شبه فعلا..
اعطته هبه النقود واخذت طعامها وبابتسامه تحدثت..
شكرا جدا يا..نظر لها بدر بتحذير فتابعت بخجل..يا احمد..
نهت حديثها وسارت من امامه بخطوات مسرعه..
نظر بدر لأثارها بابتسامه شارده..
لينتبه لصوت والده العابث..
احححم..نظر لوالده ليتفاجئ به ينظر له بشفاه وحاجب مرفوعين وبعدم فهم تحدث..
واد يا بدر فهمنى ايه اللى بيحصل دا؟؟..
عاد بدر للعمل بمهاره وحرفيه وبالالغاز بدا يتحدث..
اتاكدت بمعرفتى انها منفصله..وتايهه..ومش مركزه نهائى..
علشان كده شايفانى شخصين..فخلينا نشوف هتفضل مين على مين..تنهد..الدكتور بدر..رفع يده ببعض الخبز..
ولا احمد بتاع السندوتشات..
ربت والده على كتفه وبتعقل تحدث..
الكلام دا لو انت فى دماغها أصلا..لكن واحده شيفاك شخصين تبقى مش مركزه معاك ولا شاغلها..
جز بدر على اسنانه وبغضب همس بسره..
ودا اللى غيظنى..ايييه اللى شاغل بالها لدرجه انها شيفانى شخصين؟؟..
بقلم نسووم
سيف..
يجلس برفقه محمد ونجوى بمنزلهم، وبرجاء وتوسل يتحدث..
ارجوك يا عمى ساعدنى ارجع لهبه..
محمد:بغضب..يا ابنى اساعدك ازاى وانت جاى تقولها انك مسافر بابنها؟؟!!..نظر له بشرار..وبعدين ايه البنت اللى كنت جيبها معاك شايله الولد دى..
سيف:دى مربيه أطفال..انا اتعقدت مع مكتب للمربيات وبعتولى اكفئ مربيه عندهم علشان تراعى سفيان..
محمد:بعلو صوته..وامه راحت فييييين؟؟؟..انت عارف لو هبه كانت هنا وشافتك وانت داخل علينا بالمربيه دى شايله ابنها كانت هتعمل ايه؟؟..
نجوى:برتياح..الحمد لله انك مشتها قبل ما هبه تيجى..
محمد:بأسف..يارتها مشيت لوحدها..دى خدت الواد معها..
نظر لسيف..ازاى تأمن واحده غريبه على ابنك؟؟..
سيف:يا عمى السواق بتاعى معاهم..وامى فى الشقه عندى وكمان انا ركبت كاميرات مرقبه فى الشقه كلها..
محمد:بسخريه..يا فرحتى بالكاميرات..وقاعد بقى دلوقتى مستنى هبه علشان تقولها انك هتاخد ابنها والمربيه وتسافر؟؟..
سيف:انا هقولها كده علشان تدينى فرصه وترجعلى..
محمد:بصرامه..فرصه ايه؟؟..انت كده بتلوى دراعها بابنها علشان ترجعلك..نظر له بأسف..تقدر تقولى انت عملتلها ايه علشان توصلها انها تفضل الموت ولا انها تفضل على زمتك؟؟..
خفض سيف راسه بخزى وبرجاء تحدث..
اعفينى من الرد على سؤال حضرتك يا عمى..اللى حصل حاجه خاصه بينى وبين هبه وهى اكدت عليا مقولش لمخلوق..
تفهمت نجوى ان المشكله بينهم تخص علاقتهم الحميمه..
فنظرت لزوجها وتحدثت برجاء..
ابو هبه انت اول واحد عايز بنتك ترجع لجوزها وابنها صح ولا لاء يا اخويا؟؟..
محمد:بتنهيده..عايزها ترجع بس برضاها..مش مجبوره..
نجوى:بثقه..هبه عقله وهترجع برضاها علشان دا الصح..
كلنا ممكن نغلط..وسيف غلط ومعترف بغلطه..وهبه عقبته واطلقت منه كام شهر اهو..كفايه بقى وترجع لأبنها..
الوحده ملهاش غير بيتها وجوزها..
محمد:بنفاذ صبر..الرأى رأى هبه..وانا اللى هيريح بنتى هعمله..
انتبهو لصوت باب الشقه..لتهب نجوى واقفه وتتحدث بستعجال..
اهى هبه جت..
اتجهت نحو الخارج واقتربت منها وتحدثت بفرحه..
انتى جيتى يا حبيبتى..
ركضت هبه نحو والدتها وتحدثت بفرحه عارمه..
تعالى اوريكى حاجه يا ماما..اسرعت بفتح هاتفها وشغلت فيديو ايوب واعطت الهاتف لوالدتها..
امسكت نجوى الهاتف وبدات تشاهد الفيديو بعيون مزهوله، وبعدم تصديق تحدثت..
دا ايوب جوز اختك؟!..
استمعت بتمعن لحديث ايوب لتشهق بعنف حين اخترقت أذنها وظيفه أيوب، وببكاء تابعت..
جوز اختك دكتور يا هبه..
هبه:بعتاب..شوفتى يا ماما ايوب الفقرى اللى مكنتيش راضيه بيه عريس لبنتك..مش بس بقى دكتور..ربتت على كتفها..
وظابط فى الجيش كمان..
نظرت لها نجوى ببتسامه متألمه وبعتاب تحدثت..
معقوله مش فاهمه امك حتى بعد ما بقيتى ام يا هبه؟؟..
هو ايوب صانيعى ولا دكتور ولا حتى ظابط انا هاخد منه حاجه؟؟..
ولا حتى سيف انا عمرى قبلت منه اى هديه جبهالى؟؟..
حركت هبه رأسها بالنفى..فتابعت نجوى بابتسامه حنونه..
يا بنتى اللى بعمله دا من خوفى عليكم..عايزه اشوفكم فى احسن حال..بكت..مش عايزه اكون قلقانه عليكم..
عايزه اسمع عنكم دايما كل خير..انتى مش عارفه انا اتقهرت اد ايه لما عرفت ان اختك بتبيع بيض وتعمل فطير وتبيعه..
خت بعضى وروحتلها علشان اجبها معايا غصب عن عين التخين..تنهدت..بس لما روحتلها وشوفت الراحه اللى ظاهره على وشها سبتها ومشيت..بس اتعمدت ارمى كلمتين لجوزها يوجعوه علشان يحافظ عليها اكتر..
هبه:بأسف..يا ماما يا حبيبتى انتى لما توجعى ايوب هتوجعى حبيبه اكتر منه..
نجوى:بفرحه..وجعى ليهم جاب نتيجه واهو ايوب نطق وقال اللى مخبيه..اشارت بعيونها على غرفه الضيوف..وسيف كمان جاى يبوس الايادى علشان ترجعيلو..
تحولت ملامح هبه للغضب الشديد وباصرار تحدثت..
مش هرجعله يا ماما..
انتبهت على صوت سيف الراجى..
ولا حتى علشان خاطر سفيان يا هبه؟؟..
اغمضت هبه عيونها بعنف وتحدثت دون النظر له..
فين سفيان؟؟..
سيف:بتنهيده..مع ماما فى البيت..
اقترب منها ووقف امامها..فسارت نجوى نحو زوجها وسحبته لداخل احدى الغرف تاركه لهم بعض الخصوصيه..
نظر لها سيف بعشق وبتوسل تابع..
هبه علشان خاطر ربنا وابننا ادينى فرصه تانيه..
بغضب خارق نظرت له هبه وبصوت خافض تحدثت من اسفل اسنانها..
يا سيف افهم..انت واحد الخيانه طبع بيجرى فى دمه..
انا لو رجعتلك هتخونى تالت وعاشر ومليون..وانا مش هتحمل قذرتك دى..اخذت نفس عميق واكملت بأصرار..
انا مش هرجعلك..ودا اخر كلام عندى..
يعلم انها على صواب ويحق لها تفعل اكثر من ذلك..
ولكن كلماتها ألمته بشده..فجز على اسنانه وبتهديد مصطنع تحدث..
كده هتخلينى اخد ابنى واسافر بيه يا هبه...
نظرت له هبه بصدمه..فتابع هو بأسف..مش هقدر اعيش فى البلد دى وانتى مش معايا..
هبه:بضحكه ساخره..تقوم تاخد ابنى وتسافر بيه وتحرمنى منه؟؟!!..التمعت عيونها بالدموع..عايز تسافر سافر براحتك..
تنهدت بألم حاد..بس سبلى ابنى..
حرك سيف رأسه بالنفى وأخرج من جيب سرواله مفتاح منزلهم ووضعه امامها على الطاوله وبابتسامه تحدث..
دا مفتاح شقتنا الجديده فى عماره اهلى..
تحولت نظرته لأخرى محذره..طيارتنا بكره يا هبه..
ارجعلنا لو فعلا يهمك ابنك..انتى الوحيده اللى تقدرى تمنعينا من السفر برجعوك لينا..ولو ميهمكيش ابنك ومش فارق معاكى يبقى هتسبينى اسافر بيه ويعالم هنرجع امتى..
نظرت له هبه بستحقار وبكثير من الاشمئزاز تحدثت..
بتهددنى تحرمنى من ابنى علشان تجبرنى ارجعلك؟؟!!..
انت فعلا احقر واحد عرفته فى حياتى يا سيف..
اقتربت منه خطوه ونظرت لعيناه بعمق وبأصرار تابعت..
مش هرجعلك..ابتسمت بلا مبالاه..سافر وخد سفيان معاك..
سيف:بتفاجئ..لدرجاتى مش همك ابنك يا هبه..
هبه:بجمود..انت متهمنيش..لكن ابنى طبعا يهمنى..
سيف:طيب ارجعيلى علشان خاطره..
هبه:بتعقل..انا اصلا سبتك علشان خاطره يا سيف..افهم..
ابنى مينفعش يكبر ويشوف امه عايشه مع ابوه بالاجبار علشانه..
هيكره نفسه والساعه اللى اتولد فيها..
سيف:ببوادر بكاء..بس انا هتغير يا هبه واوعدك انى عمرى ما هزعلك تانى..
هبه:بابتسامه متألمه..انت مزعلتنيش يا سيف..انت خونتنى..
والخيانه قولتلك طبع فيك ومش هتبطل تخونى..
سارت نحو باب الشقه وفتحته وببتسامه ذائفه تابعت..
اتفضل مع السلامه علشان تلحق تحضر شنطه سفرك..
نظر لها سيف بعيون راجيه متوسله..ابتعدت هى بنظرها عنه وبغصه مريره اكملت..ولو سمحت ابقى هاتلى ابنى اشوفه قبل ما تسافر بيه..
بخطوات غاضبه مسرعه سار سيف نحو الخارج..
اغلقت هبه باب الشقه خلفه بعنف واستندت عليه بظهرها وبدات تبكى بنحيب بصوت مرتفع..
ركضت نجوى خلفها زوجها واقتربت منها واحتضنتها وبدات تبكى لبكائها وبتسائل تحدثت..
ايه اللى حصل يا هبه؟؟..
وجهت هبه نظرها للمفتاح الذى تركه لها زوجها وبنهيار تحدثت..
هرجع لسيف يا ماما..
محمد:بغصه..يا بنتى طيب ليه كل عياطك دا..انتى هترجعى بالغصب يا بنتى..اقترب منها وربت على ظهرها بحنان..
يا بنتى انا فى ضهرك ومتخفيش من اى حاجه..قوليلى اللى انتى عيزاه وانا هعملهولك..ولو على ابنك انا هجبهولك من عين ابوه..
هدأت هبه قليلا وبابتسامه ذائفه تحدثت..
انا هرجع برضايا يا بابا اطمن..
---
↚
بغضب عارم..
يقود سيف سيارته..
يعاد بذهنه كلمات هبه الجارحه له فيضرب على المقود بعنف وبغيظ يحدث نفسه..
انا احقر واحد عرفتيه يا هبه؟؟..
زاد من سرعته حتى وصل امام منزله..
بخطوات سريعه خطى للداخل صافعا الباب خلفه بعنف..
فاسرعت والدته وتحدثت بقلق..
منال:طمنى يا سيف يا ابنى..عملت ايه مع هبه؟..
بدأ سيف يخلع ثيابه واتجه نحو المرحاض وبرجاء تحدث..
ماما من فضلك سبينى لوحدى دلوقتى..
منال:بقلق..يا ابنى فهمنى؟؟..
قطع حديثها سيف بغضب..
ارجوكى سبينى لوحدى..
منال:بيأس..طيب يا حبيبى..انا هاخد سفيان معايا و هنزل شقتى..ولما تهدى ابقى تعالى..
سيف:بجمود..لا يا ماما سيبى سفيان انا عايزه معايا..
منال:بتفهم..امممم..خايف اوديه لامه مش كده؟؟..
سيف:بحده..امى من فضلك سبينى دلوقتى..
حركت راسها بالايجاب وسارت للخارج دون النطق بكلمه اخرى..
خلع هو المتبقى من ثيابه ووقف اسفل المياه البارده لعلها تطفئ نيران غضبه قليلا..
ظل طويلا اسفل المياه..يعاد بذاكرته حديث هبه اللازع بالنسبه له دون توقف..
مجرد كلمات القتها على سمعه وقت غضبها ازعاجته كثيرا..
فما بالها هى وقد رائته بأبشع الاوضاع..
نفخ بضيق واغلق المياه بعنف وسحب منشفه حول خصره واتجه للخارج..
لينصدم بمربيه صغيره حامله الرضيع على يدها ومتوجهه به نحو غرفته بعدما غفى..
نظرت له بعيون منبهره..تفهم هو نظرتها فبتسم بثقه وبغرور تحدث..
عجبك انا؟..غمز لها..صح؟..
الفتاه:بميوعه..عجبنى وجدا يا سيف بيه..
مال سيف على الصغير وقبله بحب وبأمر تابع..
طيب نيمى سفيان فى اوضته وحصلينى على جوه قوليلى عجبك ازاى..
بفرحه اسرعت الفتاه نحو غرفه الصغير ووضعته بأهمال على أقرب فراش..ليس حتى بفراشه الخشبى المغلق من جميع الجوانب بأحكام حتى لا يسقط..وركضت سريعا نحو الخارج..
يقف سيف يمشط شعره الغزير امام المرأه..
ليشعر بيد بارده تسير على ظهره العارى..
نظر لأنعكاس صورته بالمرأه وبفخر همس بسره..
حقير بس لذيذ..
نهى جملته والتفت للواقفه خلفه وجذبها لداخل حضنه غارقا معها بما حرمه الله..
---
حبيبه..
بحب شديد ممسكه بيد ايوب..
تربت عليها تارا..تقبلها تارا..وتضمها لحضنها تارا اخرى..
وبرجاء وتوسل تتحدث..
علشان خاطرى يا ايوب مش عايزه اشوفك زعلان كده وبأذن الله ايوب الصغير هيخف ويبقى كويس..
نظر لها ايوب قليلا وبحظه كان جذبها على قدميه وقبل وجناتيها بعشق وبتنهيده همس بأذنها..
انتى عارفه انا بحبك اد ايه؟؟..
تعلقت حبيبه برقبته ونظرت لعيناه بهيام وبابتسامه هائمه همست..
تؤ مش عارفه..وضعت جبهتها على جبهته..قولى انت يا ايوب..
زاد أيوب من ضمها وبعشق شديد تحدث..
بحبك يا حبيبه بعدد كل دعوه دعتها ليا امى من قلبها فى كل وقت وكل صلاه..
ضمتها حبيبه داخل حضنها بلهفه وبعشق شديد تحدثت..
وانا بعشقك وبموت فيك يا حبيب حبيبه..
تعالت انفاس ايوب من قربها المهلك لقلبه والمعصف بمشاعره..
وبرحاء تحدث..
بيبه..حبيبتى..عبد الرحمن جايلى فى الطريق علشان ياخدنى..دفن وجهه بعنقه وتابع بأنفاس لاهثه..
كده مش هعرف اسيبك وانزل وحضره اللوا والده قالى انه عيزنى ضرورى..رفع وجهه ونظر لها وتابع بمزاح..
وتأخيرى عليه فيها حبس وش..
حبيبه:بلهفه..بعد الشر عنك يا حبيبى..رمقته بغيظ وتابعت بعبث..مع انى كنت عايزه ابيض بقى وافرح امه زينب..
تعالت ضحكات أيوب وبصعوبه من بين ضحكاته تحدث..
تبيضى يا حبيبه؟..نظر لها بزهول..هى امى عيزاكى تبيضى هههههههههههه..
ببتسامه مصطنه تحدثت حبيبه..
اه ابيض يا بيبو..وضعت يدها بخصرها..وهى الفراخ احسن منى ولا ايه؟؟؟..
أيوب:بتعقل..حبيبه قلبى انتى انا بحلم باليوم اللى تبضيلى فيه هههههههههه..لكمته حبيبه بكتفه برفق..فتابع هو بجديه..
والله يا حبيبه انا اتمنى يكونلى منك دستة عيال..
دار بعيناه بارجاء الشقه..بس خلينا نأمن لهم مكان كويس يعيشو فيه الأول..
حبيبه:بتنهيده..انا عارفه يا حبيبى ان عندك حق..داعبت ارنبه انفه بانفها واكملت بشقاوه..بس بحب انغشك..
أيوب:بعشق..ملكك انا يا حبيبه ايوب..
قبل وجنتها برقه..نغشينى برحتك..
هبت حبيبه واقفه وتحدثت بستعجال..طيب يله خلينى اساعدك تلبس هدومك علشان تبقى جاهز ومتتاخرش على صاحبك..
سحبته من يده تحثه على النهوض..
بتكاسل هب ايوب واقفا وبابتسامه تحدث..
فعلا يا بيبه عبد الرحمن صاحبى الجدع اللى واقف فى ضهرى رغم المده الصغيره اللى عرفنا بعض فيها..
وقفت حبيبه على اطراف اصابعها وامسكت وجهه بين يديها وبحب تحدثت..
رضا امه زينب عليك يا حبيبى بيوقفلك ولاد الحلال وبينورلك طريقك..
ايوب:برتياح..هانت وهترجعلنا يا حبيبه..تحولت ملامحه لأخرى متألمه وبتأكيد تابع..ولو حاله أيوب الصغير مسمحتش انه يجى معاهم..نظر لعيونها بعيون تلتمع بالدمع من شده تأثره..
هروحله انا يا حبيبه..
حبيبه:بدموع..امتى حبيته كده يا ايوب؟؟..
ايوب:قوليلى انتى امتى حبيتى سفيان ابن هبه..
حبيبه:بتنهيده..من قبل ما اشوفه..انت عارف ان سفيان دا روح وقلب خالته..
ايوب:بابتسامه..وخالته حبيبه قلبى انا..
---
هبه..
اخذت المفتاح الذى تركه لها سيف..
واستعدت للذهاب وبابتسامه تخفى بها دموعها تحدثت..
انا رايحه بيت جوزى يا بابا..وخليك يا حبيبى انت مرتاح انا هروح لوحدى مش عايزه اتعبك معايا اكتر من كده..
نظرت لها نجوى بفرحه وتشجيع تحدثت..
هو دا عين العقل يا بنتى..
نظرت لها هبه بعيون زائغة، ممتلئة بالدموع وبابتسامة باهتة، تحدثت..
"أنا أعمل اى حاجه واستحمل كل حاجه بس ابنى ميبعدش عن حضنى اكتر من كده يا ماما.."
تنهدت بألم، ودمعة حارقة هبطت على وجنتيها مسحتها سريعاً..
"وعلشانه بس هادى سيف فرصة تانية وارجعله.."
ربتت نجوى على ظهرها بحنان، وبفرحة تحدثت..
"والله يا بنتى انا مش عايزه حاجه من الدنيا غير انى اشوفك انتى واختك دايما بخير ومستورين فى بيتكم.."
حركت هبة رأسها بالايجاب، وقبلت جبهة والدتها وبرجاء، وبكاء همست..
"ادعيلى يا ماما.."
احتضنتها نجوى بلهفة، وببكاء ايضاً تحدثت..
"ربنا يهدى سرك وينور بصرتك انتى واختك قادر يا كريم.."
ابتعدت عنها هبة، والتفت لوالدها الجالس على احدى الأرائك يبكى بصمت،
اقتربت منه، وربتت على كتفه، وبابتسامه من بين دموعها تحدثت..
"ابو هبه.."
نظر لها بحب..فمالت هى وقبلت جبهته..
"اشوفكم على خير يا حبيبى.."
هب محمد واقفاً، وتحدث بأصرار..
"انا هوصلك يا هبه ومتقوليش كلمه هتعبك معايا تانى دى.."
جذبها داخل حضنه..
"لو مش هتعب علشانكم هتعب علشان خاطر مين يا حبيبتى.."
أمسكت هبة يده، وقبلتها بعمق..
"ربنا ميحرمناش منك ابدا يا بابا.."
سارت برفقة والدها للخارج، ليوقفهم صوت نجوى بأمر..
"استنو.."
نظرا إليها..أسرعت هى نحو غرفتها، واكملت باستعجال..
"هلبس واجى معاكم..
بكت بنحيب..
"الواد سفيان قلب ستو واحشنى.."
---
على جانب أخر..
بشقه سيف..
غارق هو بما حرمه الله مع من أحضرها لتعتنى بصغيره،
غافلاً عن طفله الرضيع، الذى وضعته هذه المربية..عفواً هذه المهملة،
على حافة الفراش دون حاجز يحميه من السقوط..
ليبدأ الصغير بالركل والتقلب أثناء نومه..
وفجأة سقط أرضاً مرتطماً برأسه بالأرض الصلبه بقوة..
صوت ارتطامه وصل لسمع جدته الجالسه بشقتها..
ضربت على صدرها بكف يدها وركضت نحو الخارج وبفزع تحدثت..
يا لهوى الواد سفيان وقع ولا ايه..استر يارب..
فتحت باب شقتها لتتفاجئ بهبه ووالدها ووالدتها امامها..
نظرت لهم برعب بادى على وجهها وهمت بالترحاب بهم..
لكن هبه انقبض قلبها بعنف فجأه جعلها تشهق بقوه كمن اوشكت على الموت خنقا، وبلحظه كانت ركضت نحو الأعلى وبصوت انقطع من شده فزعها همست..
ابنى..
ركضو والديها خلفها ووالدتة سيف ايضا..
حتى وصلت امام باب الشقه..
بجسد ينتفض بعنف ويد مرتجفه وضعت المفتاح الذى بحوذتها بالباب وفتحته..
واندفعت للدخل خلفها والدتها وحماتها ووالدها لم يكن وصل بعد..
ليخترق سمعهم صوت ضحكات وقحه كلمات قذره مشينه يتلفظ بها زوجها ومن معه..
شهقت نجوى بعنف ونظرت لمنال بعيون متسعه على اخرها من شده زهولها..
ببكاء..خفضت منال وجهها بأحراج..
بغضب عارم اندفعت نجوى نحو الداخل وفتحت عليهم الباب لينتفض سيف بفزع ساحبا فوقهم الغطاء يخفى به جسدهم العارى..
صرخت نجوى بعلو صوتها حينما لمحت تلك المربيه..
مع مربيه ابنك يا سيييييف؟؟؟..
اسرع محمد ومنال خلف نجوى ليتصنمو من منظر سيف والفتاه المشين..
بينما هبه بعالم اخر..
لم تستمع لما يحدث حولها..فقد تجوب بأنظارها فى كل شئ امامها تبحث عن طفلها بعيون ذائغه..
أستندت على الجدار وسارت بخطى بطيئه متثاقله نحو غرفته والكثير من الذكريات تجمعت بعقلها لا تعلم سبب لها..
تتذكر اول مره علمت بها انها حامل..
اول حركه من جنينها بداخل احشائها..
دموعها حين اخبرها الطبيب انها حامل بغلام..
لحظه الولاده..وهى بغرفه العمليات..
صوت بكاء صغيرها لأول مره..اول لحظه رأته بها..
حين حمالته وقبلته وضمته لحضنها للمره الاولى..
سيرها الان يذكرها بأول مره سارت بها حين زال مفعول البينج من قدميها واجبروها على السير بعدما خضعت لعمليه ولاده قيصريه..
وقتها شعرت بألم حاد ناتج عن جرحها..
بينما الأن الأمر اشبه بسكين حاد قطعت نياط قلبها على حين غره..
وبعد معاناه وصلت لباب غرفه الصغير..
أستندت عليه بجسدها كله ولم تعد تحملها قدميها فجثت على ركبتيها وبجسد يرتجف بعنف مدت يدها وفتحت الباب..
لتنقطع انفاسها حين وقعت عيونها على صغيرها الملقى أرضا بوجه شاحب يدل على فقدانه للحياه..
دون اردتها هبطت دموعها من عيونها بنهيار وتشوشت الرؤيه امامها وبصعوبه بالغه زحفت على يدها وقدميها حتى وصلت اليه وانتشلته داخل حضنها وبهستريه تردد..
ابنى يااارب..وضعت أذنها على موضع قلبه فلم تستمع لصوت نبض..تحاول افاقته بشتى الطرق وبتوسل شديد تردد..
قوم يا ابنى..علشان خاطر ربنا قوم يا حبيبى..
تقبله بجنون..سفيان انا راجعه علشانك يا ضنايا..
قوم يا ضنايا متحرقش قلبى..ضمته داخل حضنها بكل قوتها ورفعت عيونها للسماء وبدون توقف رددت..
ابنى ياااااااااارب..
↚
..هبه..
تصرخ بمراره وهلع، وبهستريه تردد جمله واحده دون توقف..
"ابنى ياااااااارب"..
هرول والدها مسرعاً خلفه والدتها وقد ارتعد قلبهم من صرخاتها الحاده التى تدل على وجود كارثه..
لتصعقه هيئة ابنته الجالسه أرضاً وقد تبدلت ملامحها لأخرى باهته، شاحبه كمن فقدت روحها..
محتضنه صغيرها بتملك مجنون..
تنظر له بعيون ذائغه،فقد جفت دموعها وأصبح قلبها هو الباكى..بل النازف..ينزف بغزاره حتى انها استشعرت طعم الدماء بفمها..
ولكن تلك النيران التى تتأجج داخل صدرها اندلعت لقلبها فأحرقته تماما وقضت على نزيف قلبها فتبدل طعم الدماء بالرماد الذى اوشك على قتلها خنقاً..
بخطوات بطيئه متثاقله اتجهت منال خلفهم بعدما رمقت ابنها بنظره خذلان واحتقار..
وقف كلا من محمد وزوجته ووالدته سيف أمام هبه كأنهم فقدو القدره على الحركه والحديث من هول الصدمه..
الصدمه أصابت الجميع بالشلل والوجوم..
ركضت نجوى نحو ابنتها، محاولة أن تاخذ الصغير لم تستوعب فقدان حفيدها الوحيد وفرحتها وعزيزها، كأن قلبها سقط أرضا، وقدمها لا تحملها ودموعها لا سيطرة عليها، صوت شهقاتها مقبضة،..
محمد استند الى الحائط تجمد تماما..
كان الأمر صادم كليا، فعلة سيف واكتمل الامر بهذه الفاجعه، كيف له أن يحتمل، جسده كان ينتفض، شحب وجهه كشحوب وجوه الموتى،..
أستغل سيف خروجهم واسرع بأرتداء ثيابه هو وتلك المربيه على عجل،واندفع للخارج بفزع حين اخترق عويل نجوى أذناه..
بنحيب يقطع نياط القلوب تصرخ نجوى..
"سفياااااان يا قلب امك ياحبيبى انا السبب يا ابنى"..
أرتمت أرضاً بجانب ابنتها تلطم على وجناتيها بعدما فشلت جميع محاولاتها لأخذه منها،ولكن هبه تمسكت به داخل حضنها بأحكام..
نظرت لابنتها بعيون يغرقها الدمع، تبكى بحرقه، تبكى ندماً واسفاً على ما فعلته بحق ابنتها وحفيدها،
ضربت على صدرها بعنف وبنهيار حاد تابعت..
جوزك كان بيقولى خدى سفيان اديه لهبه وانا مرضتش اخده...تأوهت بصراخ..وانا اللى قولتله يقولك انه مسافر علشان ترجعيله يا هبه..اااااااااه يا سفيان يا قلب ستك انا السبب يا ضنايا..
لم تبدى هبه لحديث والدتها أدنى اهتمام، فهى لم تستمع لما يدور حولها من الأساس،مكتفيه بحتضان صغيرها،عيونها معلقه بعيون سيف الواقف أمامها بوجه كساه اللون الأسود فجأتاً من شده صدمته..
تنظر له نظره جامده،بارده خاليه من المشاعر..فقد وصلت افعاله القذره حدها الأدنى حتى أصبح لا يستحق مجرد نظره..
بهلع وفزع يتنقل هو بنظره بين جميع الحضور..
يحاول استجواب احدا منهم عن كم الاسئله التى تدور برأسه..
ايعقل؟!..مات ولده؟؟..
كيف؟؟..ومتى؟؟..لقد كان بخير حال،لم يشكو من اى شئ.. وقبله هو بنفسه ورأى ابتسامته البريئه تزين وجهه الملائكى قبل قليل..
اتجه بنظره لوجه صغيره..لينشق قلبه حين رأى علامات الموت ظاهره على ملامحه..
دون سابق انظار انفجر ببكاء مرير،جعل عيونه تزرف عبرات حارقه بغزاره،تهبط على وجناتيه تحرق قلبه وروحه بلا رحمه..
بكائه هذا جعل هبه تعود لوعيها وتستجمع شتات نفسها اخيراً وهبت واقفه،وركضت نحو الخارج بخطوات مرتعشه،وبصوت يكاد يكون مسموع همست..
هوديه المستشفى..
نهت جملتها وأسرعت خطواتها اكثر متجه لأقرب مشفى لعل الله يرأف بحالها وتتمكن من أنقاذ صغيرها..
أسرع الجميع بالركض خلفها وقلوبهم تدعو بألحاح ان لا يفجعهم القدر بموت حفيدهم..
بقلم نسمة مالك
..حبيبه..
يتأكل القلق قلبها دون سبب..
تسير بتوتر ذهاباً واياباً ممسكه بهاتفها وتعيد اتصالها بوالدها وشقيقتها وحتى والدتها للمره التى لا تعلم عددها..
تأففت بضيق حين لم يأتيها رد من احداً منهم..
مسحت بكف يدها على وجهها وشعرها وببوادر بكاء تحدثت..
وبعدين بقى فى القلق دا..رفعت عيونها للسماء وبرجاء تابعت..استرها ياارب اول مره بابا وهبه ميردوش عليا..وحتى ماما كمان..
ضغطت اتصال مره أخرى ولكن هذه المره أتاها الرد سريعا..
أيوب:بعشق.."حبيبة ايوب،واحشتينى"..
حبيبه:بتنهيده..انت اكتر يا قلب حبيبه..طمنى انت وصلت عند سيادة اللوا؟؟..
ايوب:لسه فى الطريق بس عبد الرحمن نزل يشترى حاجه..
حبيبه:توصل بسلامه يارب..وضعت أحدى اصابعها بفمها وبطفوله تابعت..بيبو بستأذنك اروح أطمن على بابا وماما واختى..
اندهش أيوب من طلبها هذا،فهى منذ زواجهم ولم تذهب لمنزل والديها بأمر من والدتها..زحف القلق لقلبه هو الأخر وبلهفه تحدثت..
حاجه حصلت يا حبيبه؟؟..
اختنق صوتها بالبكاء وبصعوبه تحدثت..
قلقانه اوى يا ايوب..حاسه فى حاجه..وعماله اطلب بابا وهبه وحتى ماما..بكت..مافيش حد بيرد عليا..
بكائها هذا افقده صوابه وألم قلبه بشده، جعله ينظر لعبد الرحمن الذى اتى وجلس بمقعد السائق وهم بالقياده وبرجاء تحدث..
عبد الرحمن لف ورجعنى البيت..
عبد الرحمن:بذهول..انت بتهزر يا أيوب؟!..انت عارف اننا مينفعش نتأخر على سيادة اللوا..نظر له بتحذير..دا يعتبر أستدعاء عسكرى..
أستمعت حبيبه لحديثه فتحدثت بلهفه..
ايوب حبيبى اطمن انا كويسه..روح انت مشوارك وانا هلبس واروح البيت عند بابا وهبقى معاك بالتليفون..
ضحكت مجبره حتى تطمئن قلبه وتابعت بمزاح..
انت عارف هرموناتى دا معادها وطالبه معايا عياط..
أتسعت أعين أيوب على أخرها حين استمع لجملتها هذه..
ودون ارادته ظهرت فرحه غامره على ملامح وجهه حين تذكر ان عادتها الشهريه تأخرت عن موعدها هذا الشهر..
يحفظ هو ادق تفصيلها..
حاول السيطره على توتره وانتفاض جسده،واخذ نفس عميق وبرجاء تحدث..
حبييه خليكى فى البيت متنزليش لحد ما اجى اخدك..
حبيبه:بطاعه..حاضر..وهفضل اتصل عليهم برضو يمكن حد فيهم يرد..
أيوب:بتاكيد..وانا كمان هتصل على عم محمد يمكن يرد عليا، واول ما اخلص هجيلك على طول بأذن الله..
بقلم نسمة مالك نسوم
..بأمريكا..
بكوخ صغير داخل احدى الغابات..
يجلس ايمن أرضاً ممسك ببعض الصور القديمه برفقه اشقائه وهما أطفال،كان يحتفظ بهم داخل هذا الكوخ بعيد عن أعين زوجته..
أمسك احدى الصور وتأملها بابتسامه من بين دموعه..
صوره له هو وايوب بعامهم السابع محتضنين بعضهم بحب شديد..
يرتدو نفس الثياب،بنفس الالوان..
من يراهم يقسم انهم شخص واحد يقف امام صوره انعكاسه بالمرأه..
وصوره أخرى حاملين بها شقيقهم الأصغر بينهم ويقبلوه بسعاده نابعه من صميم قلبهم..
أزدادت حده شهقاته..وبدا يبكى بنحيب على ما فعله بحق شقيقه الذى فضله على نفسه واصر ان يتخلى هو عن تعليمه وسعى للعمل وجلب المال حتى يحقق له حلمه ويصبح مهندس كما كان دوما يتمنى..
وحين حقق هدفه..تبدل لشخص أخر..انتهازى ووصولى..
وتعمد اختيار زوجه من طبقه مرموقه لتنقله من حياة الفقر التى سئم منها الى حياة الأغنياء..
ازدات حده بكائه اكثر،وبنهيار بدأ يحطم كل شيئ تقع عيناه عليه مرددا بصراخ..
غبى..غبى يا أيمن..ظل لفتره بحاله من الانهيار التام حتى انه حطم الكوخ تماما لينفس عن غضبه الشديد من افعاله المخذله..
بوهن ارتمى أرضاً محتضن صوره برفقه اشقائه..
لينتبه على صوت بكاء شقيقه احمد الذى خطى لداخل الكوخ منذ فتره وهو لم يشعر بوجوده..
اقترب منه احمد وارتمى جواره ارضاً وبغيظ تحدث..
انت كسرت كل حاجه يا عم انت..ركل الارض بقدميه وتابع بغضب طفولى..مسبتليش حاجه أكسرها ليييييه..
نظر له ايمن قليلا ومن ثم انفجرو بالضحك سويا ودموعهم تهبط بغزاره على وجناتيهم..وبقلق تحدث ايمن..
خطيبتك عرفت؟..
ابتلع احمد غصه مريره وبابتسامه زائفه تحدث..
امممم..عرفت..نظر له بعيون مليئه بالعبرات وتابع بأسف..
وسبتنى..خفض رأسه بخزى..قالتلى اللى ملوش خير فى أهله ملوش غير فى حد..
تنهد ايمن بالم وبغصه تحدث..
ليان هتعمل زيها وهتسبنى..نظر له بتحذير وتابع بتعقل..
اوعى ترمى الحمل على ايوب..حرك رأسه بالنفى..
اخوك عمره ما كان سبب اذى لينا..بكى بحرقه..احنا اللى دايما كنا سبب المشاكل وهو اللى بينجدنا ويحلها..
احمد:بتأكيد..عارف..علشان كده كنت بهرب من موجهته..
نظر له بغيظ..يارتنى ما مشيت وراك ولا سمعت كلامك يا ايمن..
لكمه ايمن ببعض العنف وبحده تحدث..
جاى دلوقتى تقول يارتنى يله..مش انت اللى كنت بتتمنى تعيش فى مستوى كويس وتفتح معمل تحاليل فى منطقه عليها القيمه بدل الحاره اللى كنا عايشين فيها علشان يليق بالدكتور احمد زيدان..
احمد:بندم..كنت غلطان يا ايمن..نظر له بشرار..وانت اخويا الكبير كنت فطمنى يا جدع..مش تطوعنى وتشجعنى على الغلط كمان..
ايمن:بأسف.. عندك حق..انا اللى غلطان..صمت لوهله..وهعمل اى حاجه علشان اصلح غلطى دا..
احمد:ببكاء..تفتكر ايوب هيسامحنا بسهوله..
ايمن:بابتسامه..ايوب مسامحنا اصلا يا احمد..وظهوره فى الفيديو بعد ما وقف على رجله وبقى ظابط دكتور بيقولنا بيه..بكى بنهيار..أرجعو لحضنى انا اتعلمت وشرفتكم..
↚
مش هتستعرو منى ولا تنكرو وجودى تانى..
نهى جملته وازدادت حده بكائهم..يبكون بمرار..ندماً وأسفاً على ما فعلوه بحق نفسهم وحق شقيقهم الخلوق..
.............................................
..بالمشفى..
خارج غرفه الكشف..
يقف الجميع بحاله من الفزع والهلع الشديد..بعدما اصر الطبيب على عدم وجود احد معه اثناء الكشف بسبب بكائهم العنيف..
..هبه،سيف،نجوى،محمد،منال..
ينتظرون خروج الطبيب..
مستنده هبه على احدى الجدران لا تبكى..ملامحها هادئه،راضيه..عكس حرقه قلبها..
لينقبض قلبها بعنف واوشكت على فقدان وعيها حين استمعت لصوت باب الغرفه يفتح وخرج الطبيب بوجه يظهر عليه الأسف وبتأثر نطق بكلمه جعلتها بعالم أخر..
الطبيب:بتأثر..البقاء لله..
ايستمع احد لصوت انشقاق قلبها،ولروحها التى غادرت جسدها..
بعويل ومراره شديده صرخت نجوى ومنال صرخات تنقطع لها نياط القلوب..
بينما سقط محمد جالسا ارضاً فلم تعد تحمله قدميه..
اما سيف ارتجف جسده بوضوح وبدا يهرتل بالحديث كمن فقد عقله..
قتلتيه يا هبه؟..سقط ارضاً على ركبتيه وتابع بأنفاس اوشكت على الأنقطاع..قتلتى سفيان علشان تخلصى منى يا هبه؟..
ضيقت هبه عيونها ونظرت له بذهول تخبره بنظرتها..
يا لوقحتك اتلقى علي اللوم وتهمه قتل صغيرى بعد فعلتك الشنعاء..
صرخ هو بها بغضب عارم..
قتلتى ابننا يا هبه علشان مش عايزه ترجعيلى ولا حاجه تربطك بيا؟؟..
بشرار نظر له والدها وبصعوبه تحدث من بين شهقاته الحاده..
انت ليك عين تنطق وترمى بلاك واهمالك على بنتى يا فاجر..
هب سيف واقفا واقترب منه وخبط بقبضه يده بعنف على الحائط خلفه وبصراخ تحدث..
بنتك قتلت ابنى يا عمى..خنقته علشان تخلص منى للأبد..
قطع الطبيب حديثه بعمليه..
الطفل اتعرض لخبطه قويه فى دماغه ادت للوفاه..وفى الحاله دى لازم نبلغ..لان دا اهمال..او شروع فى قتل لطفل مكملش 5شهور يتعرض لخبطه عنيفه زى دى تتسبب فى موته..
اشار سيف على هبه باحدى انامله وبهستريا تحدث..
هى اللى خبطته..هى اللى موتت ابنى..نظر لطبيب.بلغ البوليس خليهم يجو يقبضو عليها..
اقتربت منه والدته وصفعته على وجهه بعنف وبنهيار تحدثت..
اخررررس بقى..ليك عين تتهمها بموت ابنها اللى انت قتلته باهمالك وقذارتك..
سيف:بنهيار..هى اللى موتت ابنى يا ماما..ابنى كان زى الفل و نايم فى اوضته..و هى اللى دخلت عليه و موتته..
منال:بمرار..ابنك انا سمعت صوت وقعته على الارض وانا قاعده فى شقتى قبل ما هبه تطلع الشقه عندك..
سيف:بنحيب..يبقى هى اللى وقعته من على السرير..نظر لها وتابع بوعيد..هخلى البوليس يراجع كاميرات البيت كله وهثبتلك انها هى اللى موتته..صرخ بنهيار..
وهسجنك يا هبه ، ورحمه ابنى لسجنك..
غافلاً انه القى بنفسه بأعماق شر اعماله المشينه..
وسينفضح امره وما كان يفعله حين سقط صغيره..
بثبات تقف هبه امامه،و شبه أبتسامه ظهرت على ملامحها.. ابتسامة رضى بقضاء الله وبلا توقف بدات تردد...
"قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَقُولُ قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَقُولُ مَاذَا قَالَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ فَيَقُولُ اللَّهُ : " ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ "..
هبطت دموعها بغزاره وبصعوبه اكملت من بين شهقاتها..
فاللهم لك الحمد حتى ترضى،ولك الحمد اذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى..
حديثها هذا جعل جميع الحاضرين يبكون بنهيار اكبر..
وبلحظه كانت سقطت نجوى ارضاً فاقده وعيها..
بقلم نسوم
بمدريه امن القاهره..
..ايوب..
يسير برفقه الظابط عبد الرحمن شكرى،نجل اللواء هانى شكرى..
حتى وصلو لأحدى المكاتب الفخمه،طرق عبد الرحمن الباب واندفع مباشرة نحو الداخل..
نظر له ايوب بدهشه،وتوقف خارج المكتب ينتظر الأذن بالدخول..
بالداخل يجلس اللوء هانى على مكتبه يراجع بعد الملفات امامه..
وقف عبد الرحمن أمام مكتبه وبمزاح تحدث..
ليك واحشه يا سياده اللوا..تنهد برتياح..اخيرا رضيت عنى..
بغضب رفع هانى رأسه ونظر لنجله وبأمر تحدث..
"اطلع بره"..
نظر له عبد الرحمن بحاجبين مرفوعين..
فاشار هانى بعيونه على باب المكتب وتابع بصرامه..
تطلع بره حالا وتستأذن من العسكرى اللى واقف على الباب يبلغنى بوجودك وانا هشوف وقتى يسمح اقبلك ولا لاء..
عبد الرحمن:بابتسامه مصطنعه..
"بابا حضرتك اللى بعتلى انا وأيوب"..
التفت حول نفسه يبحث عن أيوب فلم يجد له أثر..
عبس بملامحه وبأحراج تابع..اححححم هو فين ايوب؟؟..
خبط هانى بكف يده بعنف على المكتب أمامه وبغضب تحدث..
"انا هنا مش بابا يا بيه"..
هب واقفا..انا هنا سيادة اللوا ولما تقف قدامى تقف انتباه يا حضرة الظابط..
اسرع عبد الرحمن بالاعتدال بوقفته وبحترام القى عليه التحيه العسكريه مرددا..
تمام يا فندم..
هانى:بأمر..اتفضل بره حالا،نفذ الأمر..
جز عبد الرحمن على اسنانه بغيظ وسار نحو الخارج غالقا الباب خلفه وبغيظ شديد همس لأيوب..
لو كنت دخلت معايا مكنش هزقنى كده..
ايوب:بتعقل..هدخل ازاى من غير ما حضرة اللوا يسمحلى..ربت على كتفه..وممكن لو كنت دخلت معاك كان هزقك اكتر،انت المفروض قدوه ليا،ولما اشوفك داخل زى المدفع كده على رؤسائك بدون استأذان دا عيب فى حقك يا حضرة الظابط..
عبد الرحمن:بأحراج..امممم.انت صح يا عم ايوب..
نظر للعسكرى وتحدث بصرامه يخفى بها احراجه..
انت يا ابنى مش سمعت معالى الباشا بيطردنى علشان انت تدخل تقوله انى متزفت واقف بره عايز اقبله؟؟..
انفجر ايوب والعسكرى ايضا بالضحك على طريقه عبد الرحمن بالحديث التى جعلته بغايه اللطافه..
واسرع العسكرى بالتوجه للداخل وعاد لهم مره اخرى وبعمليه تحدث..
اتفضلو يا بشوات..
تقدمو نحو الداخل ليفاجئهم هانى بستقباله لهم..
اسرع هو بالاقتراب منهم واحتضن أيوب بحب،بعدما علم عنه كافه شئ،وهو تمنى لو ان يصبح نجله بأخلاق أيوب وكفاحه..نظر له بفخر وتحدث بابتسامه قليلا ظهورها..
يا مرحب بأبنى التانى..
ابتسم له ايوب وبمتنان تحدث..
شرف ليا يا سياده اللوا،ان حضرتك تختارنى أكون ظابط من فريقك..
نظر هانى لعبد الرحمن بغضب مزيف وتحدث بغيظ..
هو دا اللى مش هقوله حاجه علشان مبوظش المفاجأه؟؟..
عبد الرحمن:بابتسامه مستفزه..مبسوط منى سيادتك..
غمز بشقاوه لايوب..وبعدين عم ايوب ترند اول على السوشيال ميديا بسبب الفيديو الجامد اللى بيغنى فيه وكل البرامج هتجرى وراه قريب علشان تعمل معاه لقاء..فلازم احنا ناخده تحت جناحنا ويبقى من رجلتنا..
بغضب مصطنع نظر هانى لايوب وبصرامه تحدث..
بغض النظر عن الترند انا عرفت انك متفق على شغل جديد هتبنى بيت تقريبا يا ايوب صح؟؟..
ايوب:فعلا سيادتك..بما انى لسه قدامى شهرين على ما استلم سلاحى ووظفتى فى المستشفى فقولت اكمل شغلى اللى متفق عليه وواخد منه عربون..
هانى:بأمر..وعبد الرحمن هيطلع معاك اى شغل..نظر لعبد الرحمن الذى فتح فمه على اخره بصدمه وتابع بتشفى..
تعلمه صانعه تخشن ايده الناعمه دى شويه..ضحك بسخريه..
الباشا ايده ناعمه اوى ودى حاجه مش عجبانى الصراحه..
كتم ايوب ضحكاته وبابتسامه تحدث..
امر سيادتك..نظر لعبد الرحمن..من بكره الفجر بأذن الله هنبدا الشغل..
هم عبد الرحمن بالرد لكن رنين هاتف أيوب قطع حديثهم..
نظر للواء بأحراج وبأسف تابع..
بعتذر لمعاليك بس لازم ارد..
حرك هانى رأسه بالايجاب..فاسرع ايوب بضغط زر الفتح وبلهفه تحدث..
عمى محمد حضرتك فين؟؟..انا وحبيبه رنينا عليك كتير؟؟!..
قطع حديثه بفزع حين وصل لسمعه صوت بكاء محمد الحاد..
وبهلع تابع..عمى مالك؟..فى ايه؟؟..
محمد:بنهيار..الحقنا يا ايوب يا ابنى..سفيان حفيدى..بكى بنحيب اكبر..مات..وسيف جوز هبه اتهمها انها قتلته وبلغ عنها وقبضو عليها..
الخبر كان مفجع وصادم لاقصى حد..
جعل وجه ايوب ينسحب منه الدماء واصبح شاحب للغايه..
ايعقل سفيان قلب زوجته كما تلقبه لقى حتفه؟؟!..
امتلئت عينه بالعبرات سريعا حين تخيل صدمة زوجته حين تعلم هذا الخبر المؤلم..
اغمض عينه بعنف محاولا التحكم بدموعه وبصعوبه تحدث..
انتو فين يا عمى..
محمد:بوهن..انا فى المستشفى مع نجوى مستحملتش الخبر ووقعت مننا..صمت لواهله يلتقط انفاسه وتابع ببكاء..وخدو هبه على القسم يا ايوب علشان يحققو معها..
ايوب:بهلع..حضرتك قولت لحبيبه؟؟..
محمد:هى عماله ترن عليا بس انا مردتش عليها..
ايوب:برجاء..عمى متردش عليها، انا هكلمها واقولها ان مامتها تعب شويه وانتو معاها..وهجبها واجى لحضرتك المستشفى دقايق وهكون عندك..اطمن..
اغلق معه ونظر لهانى الناظر له بقلق لملامحه التى تبدلت لاخرى مذعوره من شده خوفه على زوجته وتأثره بما حدث للصغير ووالدته..
هانى:خير يا أيوب..شك التليفون اللى جالك جبلك خبر مزعج؟..
ايوب:بأسف..ابن اخو مراتى توفى..وجوزها اتهمها انها قتلته وبلغ عنها وقبضو عليها..
هانى:بتأثر..لا حول ولا قوه الا بالله..نظر لعبدالرحمن وتابع بامر..مع ايوب يا عبد الرحمن متسبهوش وانا هبقى معاكم بالتليفون..
حرك عبد الرحمن رأسه بالايجاب واسرع بالركض هو وايوب نحو الخارج..
ليتحدث ايوب برجاء لعبد الرحمن..
عبد الرحمن اعمل اتصالاتك واعرف هبه محمد طالبه بكليه الهندسه خدوها قسم ايه وروحلها وانا هروح اجيب مراتى اوديها لواتها المستشفى لانها للاسف مستحملتش اللى حصل ووقعت من طولها..
ربت عبد الرحمن على كتفه وبتفهم تحدث..
روح انت لمراتك وانا هروح للمهندسه هبه وهفضل معها لحد ما انت تيجى..
رن هاتف ايوب هذه المره برقم زوجته..مسح ايوب على وجهه بكف يده واسرع بالرد عليها بصوت جاهد لاخراجه طبيعيا..
لكن..صوت صرخاتها العنيفه التى اخترقت قلبه قبل أذنه جعلته أوشك على السقوط ارضاً من شده فزعه عليها..
حبيبه:بصراخ..ايووووووب الحقنى..
↚
تقف حبيبة داخل مطبخها، تجهز طعام الغداء لزوجها، ممسكة بهاتفها،
تعاود الأتصال على والديها، وشقيقتها مراراً وتكراراً بلا توقف،
تأففت بضيق بسبب عدم ردهم عليها، وبيقين تمتمت..
"لا كده فى حاجه حصلت"..
ترقرت عبراتها وتابعت بتوسل..
"ياااااارب طمنى عليهم.."
وضعت هاتفها بجيب منامتها القطنية وبتنهيدة همست..
"تعالى بقى يا أيوب...
انا خايفه وقلقانه.."
شعرت ببوادر دوار يداهمها،وبدأ جسدها يرتجف قليلاً، وألم حاد هاجم معدتها فجأه، جعلها تشعر أنها على وشك التقيئ، فأسرعت نحو المرحاض بخطوات واهنة، حتى وصلت إليه،ارتمت أرضاً على ركبتيها،وبدأت تتقيئ بعنف،ومن بين آهاتها تردد اسم زوجها ببكاء..
"اااااه يا أيوب تعالى"..
ظلت فترة ليست بقليلة داخل الحمام، حتى توقفت عن التقيئ بعدما أصبح وجهها شاحب، ومتعرق للغاية دليل على شدة تعبها، تلتقط أنفاسها بصعوبة،دموعها أغرقت وجهها،لا تعلم سبباً لكثرة بكائها اليوم، تبكى بحرقة،
تحاملت على نفسها وبصعوبة هبت واقفة، مستندة على الحائط بجسدها، وسارت لخارج الحمام..
همت بالتوجه للمطبخ مرة أخرى، لكنها استمعت لصوت أتِ من سقف الصالة الخشبى، صوت شيئ يتحطم،
ضيقت عينيها بدهشة، وبخطوات بطيئة،حذرة سارت نحو الخارج، رفعت رأسها تنظر للسقف بتفحص،
لتتسع عيناها بصدمة، وانقطعت أنفاسها حين رأت السقف بدأ بالسقوط فوقها، حالة من الهلع انتابت قلبها جعلتها تيبست بمكانها، لم تسعفها قدميها للركض حتى تنجى بحياتها، ظنت أنها ستلقى حتفها الآن لا محالة، أغمضت عينيها باستسلام، ورضا تام بقضاء الله، لتنهمر دموعها بغزارة على وجنتيها، حينما تخيلت حالة زوجها، وألمه على فراقها، ارتخاء جسدها جعلها، تتراجع للخلف قليلاً، وسقطت أرضاً أمام الحمام بلحظة سقوط السقف، الذى صدر عنه صوت ارتطدام قوى للغاية والكثير من الغبار، الذى يعيق الرؤية،ويسبب اختناق لمن يستنشقه،
صرخت بألم حاد حين سقطت على إحدى قدميها أعمدة خشبية، بل أصبحت قدمها عالقة أسفل حطام السقف، بكت بانهيار من شدة ألمها، ومن بين شهقاتها الحادة تردد اسم زوجها بتقطع..
"أيوووووووب.."
بوهن وضعف شديد أعتدلت جالسة،وحاولت سحب قدميها، ولكنها تأوهت لأن الألم كان مبرحاً،
حاولت استجماع قوتها، ورفع الأعمدة من على قدمها، ولو قليلاً حتى تستطيع اخراج قدمها،
ولكنها لم تقدر على رفعها أنشاً واحداً حتى،
لتشعر فجأة ببرودة شديدة بكامل جسدها،وتدفق سائل دافئ من قدمها العالقة، فيبدو أن قدميها أصيبت بجرح نافذ، وشدة هلعها جعل الدماء تسيل بغزارة،
ارتجف جسدها مرة أخرى بعنف اكبر، وبدأت تسعل بسبب أختناقها من الأتربة، الناتجة عن الحطام الذى حوالها،
مدت جسدها أرضاً هذه المرة، وبدأت تفقد وعيها رويداً روايداً،
لتتذكر هاتفها الذى بحوزتها داخل جيب منامتها،
بيد مرتعشة مدت يدها، وأمسكته، وضغطت طلب احد الأرقام دون أن ترى بمن تتصل،
ليرأف الله بحالها حين استمعت، لصوت زوجها، الذى أعاد لها روحها قليلاً، جعلها تصرخ بصوت عالِ..
"أيوووووووب الحقنى.."
نهت جملتها وأغمضت عيونها فاقده وعيها أخيرا بطمئنان بعدما تأكدت أن زوجها سيأتى لأجلها قبل حتى أن تسترد وعيها مره اخرى..
صوتها الصارخ الذى اخترق قلبه قبل أذنه،والظهار عليه مدى تألمها،جعل زوجها يركض بسرعه البرق..يود لو يسبق الرياح حتى يصل اليها،
ليستمع لصوت بوق متكرر بألحاح لسياره تسير بجوراه،وعبد الرحمن ينادى عليه برجاء وقلق بادى على وجهه..
"أيوب"اوقف يا ابنى وأركب..انا هوصلك أسرع..
بحرفيه ذهلت عبد الرحمن قفز أيوب داخل السياره من شباكها المفتوح،أصبح جالسا بجانب عبد الرحمن..
لينظر له بدهشه وعيون متسعه على أخرها وبأعجاب تابع..
واااااو عملتها ازاى الحركه الجامده دى؟؟!..
نظر له أيوب نظره حارقه،وخبط بيده على المقود بعنف وبأمر تحدث..
اتحرررررررك يا بنى أدم..
بخوف مصطنع أسرع عبد الرحمن بالقياده بأقصى سرعه،..
بأنفاس منقطه وضع ايوب الهاتف على أذنه وببوادر بكاء صرخ.."حبيباااااه انا جايلك يا حبيبتى"..
ظن هو انها قد علمت بموت أبن شقيقها،لا يعلم بأن هناك
فاجعه تنتظره،..
بدأ الهلع يتملك من قلبه أكثر كلما اقترب من المنزل..لينظر لعبد الرحمن وبرجاء تحدث..بسرررررررعه..
ذاد عبد الرحمن السرعه اكثر..حتى اخيرا وصل امام منزله..
لتنقطع انفاسه حين وجد تجمع عدد من جيرانه امام باب المنزل..
قفز خارج السياره خلفه عبد الرحمن..
ليسقط قلبه أرضاً حين استمع احدى الواقفين يتحدث بفزع..
السقف بتاع شقه الخاله ام ايوب وقع..
ركض لداخل المنزل،يصعد الدرج كل ثلاث درجات معا،وبنهيار يردد..
"مرااااااااتى فووووووق يا عبد الرحمن"
فاجعه كادت ان تجعله يفقد الحياه من شده فزعه وهلعه..
تجمدت الدماء بعروقه،تعرق جبينه فجأه بكثره،اصبح جسده بارداً كالثلج،..
هيئته تدل على انه أصبح جسد بلا روح حين لمح سقف منزله ساقطاً رأساً على عقب،وزوجته حبيبة قلبه أسفل حطام
هذا السقف..
انقطعت أنفاسه النابعه من انفاسها هى،
نبضات قلبه،أمانه،فرحة عمره تتلخص بزوجته"حبيبه"..
سالت الدموع من عينه وصراخه كاد يحطم الحوائط من حوله من هول فزعه،يردد من بين صرخاته..
"حبيباااااااه"..
حاول فتح الباب لكنه قد اغلقته الأعمده الخشبيه من الداخل بأحكام..
ليفقد أعصابه وبدأ يكسر الباب بكل قوته وببكاء حاد يصرخ..
حبيباااااه ردى عليااااااا...
أسرع عبد الرحمن بأيقافه،وتحدث بتأثر لهيئة أيوب التى تدمى القلوب..
ايووووب اهدى،اللى انت بتعمله دا مش هيفتح الباب..
اسرع ايوب بفتح باب أخر خاص بطيور والدته،
وخطى لداخل وبلحظه كان تسلق الجدار المؤدى لداخل شقتهم ..
ليساعده عبد الرحمن وأسند قدميه بكتفيه حتى يستطيع الوصول لفوق السور،قفز أيوب نحو الداخل بحرص شديد خوفا من ان تكون زوجته اسفل السقف..
كم الأتربه الناتجه عن الحطام لم تكن هينه،جعلته غير قادر على رؤيه زوجته الملقاه أمام الحمام..
بجسد يرتجف بعنف من شدة فزعه، وببكاء،وتوسل يردد.."حبيبه"..ردى عليا يا حياة أيوب..
أسرع بالتوجه نحو غرفه النوم يبحث عنها بأرجائها،صرخ بعنف يستنجد بخالقه عندما لم يجدها داخل الغرفه..
"يااااااااااارب"..
وضع يده على جبهته،ودار حول نفسه كمن فقط عقله من هول صدمته..
أبتلع ريقه بصعوبه وبيقن ردد..
"حبيبه فى الوقت دا بتعملى الغدا"..
بلهفه سار خارج الغرفه، وأسرع بحمل الاعمده الخشبيه واحداً تلو الأخر ليستطيع الوصول الى المطبخ والحمام..
عينه تسيل منها الدموع لا أرادياً..
حمل الكثير من الاعمده حتى انه حمل العمود الذى كان فوق قدم زوجته،وهم بالتوجه لداخل المطبخ..
لترتطم قدمه بقدم زوجته المصابه جعلتها تتأوه بأسمه بين الوعى واللاوعى..وبضعف شديد همست حبيبه متأوه بأسم زوجها كعادتها..
"أيوب"..
همسها هذا استمعه هو بقلبه..أعاد له انفاسه المسلوبه..
بل اعاد له روحه التى غادرت جسده بغيابها عنه..
جثى على ركبتيه ورفعها بين يديه بلهفه،يضمها بكل قوته ويهمس بأذنها بصعوبه من بين شهقاته الحاده..
يا قلب وحياة أيوب..يقبل كل انش بوجهها..انا هنا ياروحى..
يتفحص جسدها بعنايه..يتأكد انها لم تصب بأذى..
حتى وصل لقدمها النازفه..فنشطر قلبه حين لمح جرحها الغائر..لم يجد سوا قميصه الذى اسرع بخلعه وشق قطعه منه وضمت بها قدمها بمهاره حتى يمنع النزيف قليلا..
وضعها برفق ارضاً وركض نحو غرفتهم احضر لها اسدال صلاتها ،وعاد اليها والبسه لها على عجل،واتجه نحو الاعمده الخشبيه التى تعيق فتح باب الشقه،حملها بعيدا عنه ليستطيع فتحه،ليندفع عبد الرحمن والكثير من رجال منطقته للداخل يودون مساعدته..
اسرع ايوب نحو زوجته حملها بين يديه بحرص وركض بها نحو أقرب مشفى..
للكاتبة نسمة مالك
..بأحدى اقسام الشرطه..
تجلس هبه بمكتب رئيس المباحث،تنتظر تفريغ محتوى الكاميرات بمنزل زوجها لستكمال التحقيق معها،بعدما أصر زوجها بتهامها انها هى من قامت بقتل صغيرها عن عمد..
جالسه بثبات شديد، جعل من يحققون معها يظنون انها فقدت عقلها وأصبحت بحاله من اللاوعى لما يحدث حولها..
فنظرتها الزائغه،وملامحها الشاحبه لا يبشران بالخير ابدا..
بينما هى صابره،راضيه بقضاء الله وقدره،وتردد بلا توقف..
"الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"..
قوة ايمانها ضاعفت صبرها،وقوة تحملها على شدة بلائها..
تحاول جاهدة كبح عبراتها المتحجره بمقلتيها،
تأبى تحريرهم،ليس لعدم تألمها،ولكنها تفكر بوالديها وشقيقتها أكثر من نفسها..
تريد ان تكون بخير لأجلهم،لن تحتمل أصابه احدهم بأذى..لن يحتمل قلبها اكثر من هذا،يكفى ان فقدان صغيرها جعل والدتها تسقط بجلطه بقلبها فى الحال،وحالتها لا يرثى لها،ستخضع لعمليه بالقلب فور أفاقتها..
أغمضت عيونها بعنف وغصه احتاجت قلبها أكثر حين تخيلت رد فعل شقيقتها فور علمها بوفاة عزيزها،بل قلبها كما تلقبه حبيبه دائماً..لهنا ولم تحتمل اكثر،فباغتتها عبراتها وسقطت بغزاره على وجناتيها..بكائها هذا جعل رئيس المباحث الذى يحقق معاها يتنهد براحه،وبابتسامه متاثره تحدث..
مدام بكيتى يبقى حالتك مطمئنه،ونقدر نكمل تحقيق..
نظرت له هبه برجاء،وهمست من بين شهقاتها بصعوبه..
من فضلك عايزه اطمن على والدتى ووالدى واختى..
هم بالرد عليها،ولكن طرقات على باب المكتب يله دخول عبد الرحمن مندفعاً كعادته قطع حديثهم..
هب رئيس المباحث واقفاً،واقترب منه القى عليه السلام بحراره وتحدث بترحاب..يا مرحب بالغالى..احتضنه وربت على ظهره ببعض العنف وتابع بمزاح..مش هتبطل دخلتك اللى زى دخله المخبرين دى يا ابنى؟..
ابتعد عنه عبد الرحمن وربت على كتفه وبابتسامه تحدث.."ليك وحشه يا شهاب"..
تحولت ابتسامته لأخرى عابثه وبحاجب مرفوع تابع بتاكيد.."ولا مش هبطل"..
اتجه بنظره لهبه الخافضه رأسها تبكى بصمت،..
ها طمنى وصلتو لفين؟؟..
شهاب:بعمليه..انا مرضتش انزلها الحبس زى ما طلبت يا عبد الرحمن..نظر له عبد الرحمن بمتنان..فتابع شهاب بأسف..
الزوج صمم اننا نراجع كاميرات شقته،علشان نشوف سبب وفاة الطفل..
ارتفعت شهقات هبه اكثر،بكائها يقطع نياط القلوب،تبكى بمراره..
اقترب عبد الرحمن وجلس امامها مباشرة،يتأملها بتفحص هيئتها بتمعن،وبصوت صارم،رزين نطق باسمها لمرته الاولى..
"هبه"..
رفعت وجهها ونظرت له بعيونها الباكيه،تلك الأعين السوداء التى برغم شدة حزنها الا انها تمتلك سحر خاص،
وجهها الملائكى الذى يكسوه الحزن،
أنفها الصغير المنمق،وجنتان بارزتان،شفاه مكتنزة،
جمالها البرئ جعله يبتسم لها أبتسامه مطمئنه وبهدوء تابع..
"اطمنى يا هبه انا صاحب أيوب جوز أختك"..
هبه:بلهفه..هو فين أيوب؟..مسحت دموعها بظهر يدها..
ممكن تكلمه من فضلك عايزه اطمن على حبيبه..
بكت بنحيب اكبر..وبابا وماما كمان لو سمحت..
اندهش عبد الرحمن من جملتها هذه،فمن يطمئن على من؟!..
هى من توفى صغيرها ومتهمه بقتله،تحمل هم أسرتها بأكملها..رفع يده ومسح على جبهته وشعره الغزير ببعض العنف..فكم الصدمات المتتاليه التى سقطت على هذه العائله تفجع القلوب..
"موت الصغير،اتهام والدته بموته،مرض الجده،واكتملت بما حدث لحبيبه"..
لم يستطيع اخبارها بما حدث لشقيقتها،وتحولت نظرته المندهشه لأخرى معجبه،وبتاكيد تحدث..
"أيوب مع والدك فى المستشفى هيطمن على والدتك،ويجى ورايا"..
بكت هبه بنهيار اكثر،نظر عبد الرحمن لشهاب وبرجاء تحدث..
سبنا شويه يا شهاب وابعتلنا ميه وعصير لو سمحت..
انسحب شهاب للخارج دون النطق بكلمه من شده تأثره ببكاء هبه الذى يبكى لأجلها للحجر..
اخذ عبد الرحمن نفس عميق وبتنهيده تحدث..
"هبه من فضلك اهدى،واحكيلى اللى حصل علشان اقدر اساعدك"..
رفعت هبه يدها وضعتها على موضع قلبها،وبتوهان،وضعف بدأت تتحدث بصعوبه من بين شهقاتها الحاده..
"مش هنكر واقول انى مموتش ابنى"..
نظر لها عبد الرحمن بصدمه،فتعالت شهقاتها وتأوهت بعنف وتابعت بأسف.."مكنش المفروض اسيبه لأبوه الخاين ابدا"..
ارتجف جسدها بشكل ملحوظ وبدأت تفقد السيطره على انهيارها.."كنت لازم اخده معايا ويفضل فى حضنى"..
اسرع عبد الرحمن بقطع حديثها وهب واقفا،حتى لا تفقد اعصابها اكثر من ذلك،وبأمر تحدث..
هبه هنأجل كلمنا دلوقتى،وتعالى معايا لو حبه تطمنى على والدتك..
حركت هبه رأسها بالايجاب،وبضعف ووهن شديد همت بالوقوف..فاشار لها عبد الرحمن ان تظل جالسه وتابع بأمر..
مش هنمشى الا لما تشربى العصير كله..اتجه نحو الباب وفتحه وبغضب مصطنع تحدث للعسكرى الواقف امامه..
"روح يا ابنى هات عصير بدل اللى شهاب باشا شربه"..
نظر له العسكرى بدهشه،يسأله بنظرته كيف علم؟..
فحرك عبد الرحمن رأسه بالايجاب،وبثقه تابع..
"صاحبى وحفظه"..
---
..بالمشفى..
حبيبه تبكى بنحيب داخل حضن زوجها الذى محتضنها بحمايه،ويقبل جبهتها بعمق مرات ومرات،
فبعدما اطمئن عليها وقام بتضميم جرحها بنفسه،أخذ منها عينه دماء،وقام بتحليلها،لتتأكد ظنونه بحمل زوجته،
فبرغم شدة حرصه معها،واتخاذه كافه الاحتياطات لتأجل الحمل وقتا،الا ان اراده الله فوق كل شئ،واراد ان تحمل زوجته بطفلهم الاول فى هذا التوقيت العصيب..
شعر هو بدموعها التى اغرقت ثيابه..
فرفع وجهها جعلها تنظر له،وبدأ يزيل دموعها بشفاتيه،ويده تربت على كافه ظهرها بحنان بالغ،وبرجاء شديد يهمس بأذنها.."كفايه عياط يا حبيبه بالله عليكى"..
تمسكت به حبيبه بكل قوتها،ملتفه بكلتا يدها حول خصره،دافنه وجهها بحنايا صدره،وبصعوبه من بين شهقاتها تحدثت.."كنت واثقه انك هتلحقنى"..بكت بعنف شديد..
"كنت مرعوبه أموت من غير ما أشوفك يا أيوب"..
أسرع ايوب بحملها بحذر،واجلسها على فخذيه،وضمها داخل حضنه وبلهفه تحدث..
ربنا يحفظك ليا يا حياة وعمر ايوب،امسك وجهها بين كفيه..
ربنا يحفظك ليا ويجعل يومى قبل يو؟..
قطعته حبيبه بشفاتيها،تقبله بحب شديد ودموعها تتساقط على وجناتيها بغزاره..
أبتعدت عنه ونظرت لعيناه وبابتسامه من بين دموعها همست..
"ربنا ميحرمنيش منك ابدا يا حبيب حبيبه..
↚
..أيوب..
رفع يد حبيبه على فمه،وقبل باطنها بحب شديد،وابتسم لها أبتسامته التى تذيب قلبها،ولكن ابتسامته هذه المره باهته،
ضيقت حبيبه عيونها،ونظرت له بتمعن،وبقلق همست..
"أيوب"..نظر لها نظره تحمل الكثير من الحزن،وبين كل هذا الكم من الحزن،هناك نظره تلتمع ببريق أمل،
وفرحه قريبه،ستكون هى وصغيرها القادم سببها..
تفهمت حبيبه نظرته هذه،تحفظه هى،وتحفظ أدق تفاصيله..
شهقت بعنف واسرعت بوضع كف يدها على فمها تكتم شهقاتها الناتجه عن بكائها الشديد الذى جعل دموعها تسيل على وجنتيها بغزاره،وبصعوبه همست من بين شهقاتها..
"قولى مين اللى مات يا أيوب؟؟"..
نظر هو لها بدهشه،واسرع بجذبها داخل حضنه..
فتابعت هى بثقه..نظرتك بتقول ان فى حد مات وانت مش عارف تجبهالى أزاى..
جز ايوب على أسنانه بعنف،وأختنق صوته بالبكاء وبغصه مريره تحدث..
"حبيبه فى خبر حلو عارف انه هيفرحك أوى"..
رفعت رأسها ونظرت له بعيون غارقه بالدمع وهمست برجاء..
"قولى الوحش الأول"..
هم أيوب بالرد عليها،ولكن طرقات على باب الغرفه كانت ملجأه للهروب مؤقتا من سؤالها،اسرع نحو الباب وفتحه،
ليجد صديقه عبد الرحمن برفقته هبه الباكيه محتضنها والدها بحنان،ويبكى لبكائها ايضا..
أشار لهم أيوب ان يظلو مكانهم والتفت لحبيبه التى تنظر بفضول،تود ان ترى من بالخارج،وبابتسامه تحدث..
"حبيبه هشوف حاله فى الطوارئ وأجيلك"..دار بعينه بارجاء الغرفه الفخمه،وغمز لها بشقاوة، وتابع بفخر..
"دى المستشفى العسكرى اللى جوزك اتعين فيها ظابط دكتور"
أبتسمت حبيبه بفرحه،ولكن عيونها لم تتوقف عن البكاء،
قذف لها قبله بالهواء.."مش هتأخر عليكى"..
نهى جملته واسرع نحو الخارج غالقا الباب خلفه..
اقتربت منه هبه وتحدثت بصعوبه من بين شهقاتها..
"طمنى على حبيبه يا أيوب"..
نظر لها أيوب بتأثر وبأسف تحدث..
"البقاء والدوام لله يا هبه"..
هبه:بنحيب..ونعمه بالله..رفعت عيونها للسماء..لله ما أعطى ولله ما أخذ،ولا نقول الا ما يرضى ربنا إنا لله وإنا اليه راجعون..تنهدت بألم..طمنى على أختى..بكت بنحيب اكبر..وأمى..
قوة إيمانها،وصبرها على أمر الله جعل أيوب وعبد الرحمن،وحتى والدها ينظرون لها بندهاش..
تنقلت بنظرها بينهم،وقررت دفن وجعها بين ثنايا روحها،فهناك من هم بحاجه إليها،مسحت دموعها،ورسمت ابتسامه زائفه على شفاتيها وتابعت.."بتبصولى كده ليه؟"..
أطمنو انا لسه متجننتش..
ربت والدها على ظهرها وببكاء تحدث..
"من يومك وانتى ست العاقلين يا هبه"..قبل جبهتها..ربنا يكملك بعقلك ويصبر قلبك يا حبيبتى..بكى..وقلوبنا على سفيان الغالى..
هبه:برجاء.."طمنى يا أيوب"..ابتلعت ريقها بتوتر..حبيبه عرفت؟..
حرك أيوب رأسه بالنفى وبأسف تحدث..
"مش عارف اقولها"..صمت قليلا وتابع بتنهيده.."حبيبه حامل"..
تهللت أسارير هبه ووالدها،وتحول بكائهم لبكاء فرحه،وببكاء تحدثت هبه..
"سبونى معها لوحدنا شويه وانا هقولها"..
نظر لها والدها بقلق..فبتسمت له وبتاكيد تابعت..اطمن يا بابا..
بكت بنحيب..خبر حمل حبيبه رد فيا الروح..وحسيت ان ربنا بيطبطب على قلبى..نظرت لأيوب..بس طمنى على ماما يا أيوب علشان ادخل لحبيبه..
أيوب:أطمنى يا هبه..مامتك انا هعملها عمليه القسطره والدعامه بنفسى وبأذن الله هتبقى زى الفل..
حركت هبه رأسها بالايجاب،ومسحت دموعها سريعا وسارت نحو غرفه شقيقتها،وقفت امامها تعيد بذاكرتها قول الله تعالى..
"سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ..
أخذت نفس عميق وطرقت على الباب وخطت للداخل بعدما استمعت لصوت شقيقتها تسمح لها بالدخول..
بتوتر ملحوظ نظر أيوب لعبد الرحمن وتحدث بمتنان..
تعبتك معايا يا عبد الرحمن..ربت على كتفه..تسلم وتعيش يا صاحبى..
عبد الرحمن:بابتسامه..عنيا ليك يا أيوب..انت عارف غلاوتك عندى..
بدا أيوب بالسير ذهابا وأيابا بقلق وخوف على زوجته حبيبة من قلبه..
اقترب منه محمد وتحدث بأحراج..
لو سمحت يا أيوب يا ابنى انا عايز انقل نجوى لمستشفى التأمين اللى تبع وظفتها او وظفتى علشان اعملها العمليه هناك..
أيوب:بعتاب..يعنى يا عمى محمد يبقى جوز بنتك دكتور فى المستشفى هنا وحضرتك تاخد حماتى تعملها العمليه بره؟!..
محمد:بتفاجئ..ما شاء الله.انت اتعينت هنا يا ابنى؟؟..
أيوب:ايوه يا عمى..الحمد لله بفضل ربنا ودعوات امى..نظر لعبد الرحمن.واللوا هانى وصاحبى عبد الرحمن..
حين يتهيئ العوض بصديق خلوق رغم معرفتهم التى لم تتعدى غير شهور قليله،ولكنه أصبح ونعمه الصديق..
عبد الرحمن:بغضب مصطنع..قصدك أخويا عبد الرحمن..
---
..بشقه سيف..
فاجعه..بل فضيحه..جعلت سيف اوشك على الاصابه بشلل حين شاهد كيف توفى صغيره..
يقف بين رجال الشرطه الذين شاهدو تسجيلات الكاميرات معه،خافض رأسه بخزى،يود حقا أن تنشق الأرض وتبلعه هو وفضيحته..
الصدمه فقدته النطق للحظات وفجأه بدأ يضحك بصوت عالِ..ورغم شدة ضحكاته الا ان دموعه تسيل على وجنتيه بغزاره..وبدا يهرتل بالحديث كمن فقط عقله..
يعنى انا جبت لأبنى مربيه بدفعلها مرتبها بالدولار علشان بكل اهمال ترمى ابنى على طرف السرير..
تعالت ضحكاته..وتجيلى جرى وانا اترمى فى حضنها وأغضب ربنا واسيب ابنى يقع يموت بسببى..بدأ يصرخ بجنون..
ابنى مات وانا السبب..ااااااه يا سفيان..
ظل يصرخ كثيرا،وبدأ يكسر بكل شئ امامه بحاله من الانهيار التام..
أسرع رجال الشرطه بالسيطره عليه ووضعو الاساور الحديديه بمعصميه وبأسف تحدث احدهم..
حضرتك كده متهم بقضيه أهمال انت والمربيه أدت لموت الطفل،ولو مرات حضرتك رفعت عليك قضيه زنا هيبقو قضيتين..
بنحيب يبكى سيف وبندم تحدث من بين شهقاته..
ايوه انا كنت بزنى وسبت ابنى يقع ويموت،وكمان ظلمت هبه ودوست على قلبها وأتهمتها بقتل ابنها..اعدمونى وريحونى من عذاب ضميرى اللى هعيش بيه طول عمرى..بعترف انى خونت مراتى اكتر من مره..
ذادت حدة بكائه..وأخر مره خونتها ابنى مات وانا السبب..
بما يفيد ندمك الأن؟..
بعدما فقدت صغيرك،ووصمت شرفك،وسمعتك وصمه عار مدى الحياه..
سار برفقه الشرطه نحو مصيره الأسود،تاركا والدته تبكى دما وينزف قلبها حسره على وحيدها الذى خذلها بدون ذرة رحمه..
بقلم نسوم
بأمريكا..
يركض أيمن بكل سرعته خلفه احمد شقيقه داخل المستشفى المتواجد بها أيوب الصغير،بعدما هاتفه احدى الأطباء،واخبروه بتدهور حالته..
وجد والدته تجلس على احدى المقاعد تضم زوجته الباكيه وتبكى لبكائها..
سقط قلبه أرضا،وجف حلقه،وأوشك على فقدان وعيه من شده فزعه،وبحذر اقترب منهم وتحدث بهلع..
أيوب كويس صح؟..ابتلع غصه مريره..ابنى عايش يا ماما..
زينب:بابتسامه من بين دموعها..اه يا حبيبى الحمد لله عايش..
انفجر ايمن بالبكاء كطفل صغير واقترب من والدته ارتمى اسفل قدميها يقبلها مرات ومرات وبتوسل تحدث..
سامحينى يا أم ايوب..يقبل حذائها وهى تحاول جاهده ابعاده،وتبكى بعنف..علشان خاطر ربنا سامحينى يا أمى..
اسرع احمد شقيقه وارتمى هو ايضا اسفل قدم والدته يقبل قدميها وبندم تحدث..
حقك على قلبى ورأسى يا أمى..أنا اسف..يقبل يدها وقدميها..انا غلطت فى حقك سامحينى..
زينب:ببكاء حاد..مسمحاكو يا ضنايا..قلبى راضى عنكم..
وهيرضى اكتر لما ترجعو لحضن اخوكم وتبقو ايد واحده زى زمان..
نظر لها ايمن بعيون يغرقها الدمع وبتأكيد تحدث..
هنرجع احسن من الاول..وحياتك يا ام ايوب لنترمى تحت رجل ايوب ونطلب منه السماح بس ترضى عننا..
ربتت زينب على وجه ايمن وبابتسامه من بين دموعها تحدثت..
عارفه يا حبيبى..دا انتو تربيه ايوب وكنت واثقه فى الله انكم مهما غلطو هتعرفو غلطكم وهترجعو لحضن اخوكم..تنهدت براحه..وبعدين أيوب هو اللى هيجى هنا..
نظر لها أيمن بعدم فهم..فنظرت زينب لليان التى تبكى بنحيب من شدة تأثرها تحثها على الحديث،وبصعوبه همست ليان من بين شهقاتها..
ابنك محتاج يعمل العمليه بأسرع وقت وللأسف الدكاتره هنا رافضين يعملولو العمليه لأن نسبة نجاحها لا تتعدى ال5%..
ايمن:بلهفه..خلاص نسافره يعمل العمليه فى مصر..
ليان:بأسف..حالته متسمحش اننا ننقله خطوه من مكانه..
زينب:بصرامه..انا هكلم أيوب واقوله يجى على اول طياره..
تنقلت بنظرها بين ابنائها وببكاء حاد تابعت..ايوب مستحيل يتأخر عنكم ابدا..
أيمن:برجاء..سبينى انا اكلمه يا أمى..بفرحه اومئت له زينب..
فنظر ايمن لزوجته بسترضاء وعيون راجيه أن تسامحه هى أيضا..
بادلته ليان النظره بأخرى جامده،بارده..ولكن بداخلها تود بستماته ان ترتمى داخل حضنه لعل قلبها يهدأ لو قليلا بقربه..
تفهمت زينب نظرتها هذه جيدا..فنظرت لأبنها بغضب مصطنع وتحدثت بأمر..
واد يا ايمن خد مراتك فى حضنك ياواد..
هب ايمن واقفا واقترب من زوجته الجالسه،وبلحظه كان جذبها من خصرها رفعها داخل حضنه حتى أصبحت قدميها لا تلمس الأرض..
دفن وجهه بعنقها اسفل حجابها يقبله بحب، وبرجاء همس بين قبلته..انا أسف..يا أحلى واطيب زوجه فى الدنيا..
بكل قوتها تمسكت ليان به..تضمه لداخل حضنها بلهفه،وببكاء حاد همست..أبننا يا ايمن..
رفع ايمن راسه ونظر لعيونها وبيقين بالله تحدث..
بأذن الله هيخف..ابتسم بثقه..دا اسمه على أسم عمه،وانتى بقى متعرفيش قدرات اللى اسمهم أيوب..قبل جبهتها بعمق..
عمه هيعمله العمليه..بكى بعنف..وبأذن الله ربنا هيجعل الشفا على أيد ايوب ابن زينب..
انتبه احمد على صوت بكاء مكتوم ياتى من خلفه..
استدار بلهفه ليجد خطيبته واقفه تبكى بصمت..
ممسكه بيدها باقه من الورود وتنظر له بعتاب ممزوج بالعشق..
أقترب منها أحمد ووقف امامها،ومد يده بجيب سرواله وأخرج دبلتها،وامسك يدها ووضعها بها وقبلها بحب،وبندم تحدث..
"هنا انا اسف"...
هنا:ببتسامه خجوله..خلينى أسلم على ماما زينب..
نظرت زينب لأبنائها ببتسامه راضيه وتمتمت بسرها..
ربنا يحنن قلوبكم على بعض يا ولادى،ويجمعنا بيك على خير يا ايوب يا ابن قلبى..
---
..هبه..
محتضنه حبيبه الباكيه بنهيار وبتحذير،وبغضب مصطنع تتحدث..
حبيبه..أجمدى..نظرت لها برجاء..قوينى بيكى يا حبيبتى..أبتسمت لتخفى دموعها..انا مش عايزه اشوفك بتعيطى كده..هتخلينى أنهار انا كمان..
حبيبه:بنحيب..ااااه يا سفيان يا قلب خالتك..ضمت شقيقتها بحب شديد..ااااه على حرقه قلبك يا هبه يا حبيبه اختك..
ابتعدت عنها ونظرت لها بحنان وتابعت بأمر..عيطى يا هبه..
متكتميش فى قلبك أبوس ايدك..قبلت يدها..انا مش مستغنيه عنك يا حبيبتى..
هبه:بابتسامه..انا عندى أستعداد اعيط عمرى كله لو دا هيرجعلى أبنى..تنهدت بألم حاد..بس أطمنى يا حبيبتى انا الحمد لله راضيه،وأبنى ربنا اختاره يكون فى الجنه..هيكفله سيدنا ابراهيم وستنا ساره لحد ما يجمعنى بيه على خير..
أحتضنتها حبيبه بلهفه،وتحدثت بحب شديد..
بعيد الشر عنك يا قلب اختك..ربنا يحفظك لينا يا هبه..
خبط ايوب وخطى للداخل بوجه ظاهر عليه القلق..
ليشعر بغصه بقلبه حين لمح زوجته تحتضن شقيقتها ويبكيان بنحيب..
أقترب منهم وربت على ظهر زوجته بحنان وبجديه مصتنعه تحدث..
ينفع يعنى تعيطو انتو التلاته كده؟؟..
على مضض أبتعدت حبيبه عن حضن شقيقتها ونظرت لزوجها بستغراب وتحدثت بعدم فهم..
تلاته مين؟..
نظر ايوب لهبه وبتسائل تحدث..
انتى لسه مقولتلهاش يا هبه ولا أيه؟؟..
حركت هبه رأسها بالنفى..فنظر أيوب لحبيبه،ومد يده وزال دموعها بطرف اصابعه وبفرحه لامعه بعيناه تحدث..
"انتى حامل يا حبيبه"..
↚
بفرحه غامره فشل فى أخفائها تحدث أيوب..
"أنتى حامل يا حبيبة"..
وزعت حبيبة نظرها بينه وبين شقيقتها ببلاهة،ترقرقت الدموع بعيونها، ووضعت يديها على وجهها، وكأنها تحلم وتحاول أن تفيق، كانت فى بئر حزن على فقيدها الغالى،ولكن الله مد يده الكريمة من السماء وأجزل لها العطاء،
ضحكت قائلة بصوت متهدج..
"أيوب انت قلت ايه انا سمعت صح ؟؟"..
هبة كانت تراقب ردة فعل شقيقتها، فرحتها كماء بارد أثلج صدرها المشتعل قهراً، ما أجمله من عوض لنا جميعا يا الله، احتضنت هبة حبيبة قائلة..
"ربنا عوضنا يا حبيبة ربنا كرمه كبير أوى "..
ضمتها حبيبة بقوة، تغمرها السعادة، وكأنها تشعر بحياة طفلها بداخلها ونبضه، على استحياء سحبت هبة نفسها من حضن شقيقتها،وهمست بأذنها بخجل..
"هاطلع بره شويه أكيد فيه كلام عايزه تقوليه لجوزك"..
وقفت وهي تغمز لها وتربت على كتفها بحنان..
"مبروك يا حبيبتى"..
سارت نحو الباب وهمت بفتحه لكن صوت حبيبة الباكى أوقفها..
"هبه"..نظرت لها هبه بلهفه،فتابعت بقلق..
"ماما وبابا كويسين؟ "..
تلجمت هبه،ونظرت لأيوب تستنجد به حتى يتحدث هو..
جذب أيوب مقعد وجلس بجوار سرير حبيبة،ممسك بيدها بين كفيه، وبتعقل تحدث..
"تعالى ياهبه من فضلك،واسمعى الكلمتين اللى هقولهم دول"..
اقتربت هبه منهم مره اخرى، تنظر له بهتمام،تحثه على أستكمال حديثه..
صمت ايوب لوهله،وبأسف تابع..
"اللى حصل عمل لمامتكم صدمه و؟ "
قطعت حبيبة حديثه قائله ببكاء..
"قصدك جلطه؟"..
تنهد أيوب بالم لألم زوجته،وحرك رأسه بالأيجاب،
لتنفجر حبيبة ببكاء مرير،فأسرع هو بالجلوس جوارها على الفراش وجذبها داخل حضنه ،وبتأكيد تابع..
"حبيبة اهدى،مامتك الحمد لله كويسه،وأول ما نظبط السكر والضغط هنعملها عمليه بسيطه وإن شاء الله ترجع احسن من الأول"..
ربتت هبه على يد حبيبة وبابتسامه تحدثت..
"كفايه عياط يا بيبة،ماما بأذن الله هتبقى كويسه،وابسطى يا ستى جوزك الدكتور أيوب هو اللى هيعمل العمليه لماما بنفسه"..
ضيقت حبيبة عيونها ونظرت لأيوب وتحدثت بدهشه..
"أزاى هتعمل لماما العمليه وانت لسه متخصصتش يا أيوب؟؟"..
أبتسم لها أيوب،وبأحراج مصطنع تحدث..
"احححم،يعنى انا عمال اقول لأختك وباباكى انا هعمل العمليه بنفسى لحماتى وانتى فى لحظه تكشفى المستور كده"
،عبث بملامحه وتابع بعتاب.."طيب استرى على جوزك يا بيبه"..
نظرت حبيبة لشقيقتها بابتسامه من بين دموعها وبحب تحدثت..
"هبه حبيبتى مبطلعش سر لحد ابدا،اطمن"..
أيوب:بجديه..هو مش سر ولا حاجه،وانا فعلا هدخل مع مامتك العمليات ومش هسبها،بس هكون دكتور مساعد للدكتور المتخصص اللى هيعمل العمليه"..
أثناء حديثه رن هاتفه فاسرع بالرد عليه،فاشارت هبه لشقيقتها انها ستخرج لتطمئن على والدها،واتجهت نحو الباب،ليوقفها أيوب مره أخرى وتحدث بدهشه..
"هبه انتى طالبه أكل من بره؟"..
هبه:بستغراب.."أكل أيه؟؟"..
أيوب:"فى واحد واقف تحت فى الاستعلامات بيقول جيبلك ساندوتشات المربى بالقشطه؟؟"..
ظهر التفاجئ على وجه هبه،وبذهول تمتمت بصمت..
"معقول يكون احمد بتاع السندوتشات؟!"..
أيوب:"خليكى وانا هكلم حد من الأمن يحسبه ويجبلك الأكل"..
هبه:بفضول"لا يا أيوب انا هنزله من فضلك متخليش حد يمشيه"..
نهت جملتها وسارت لخارج الغرفه،أسرع أيوب خلفها،وجد عبد الرحمن يقف مستندا على الحائط فأشار له وتحدث برجاء..
"أنزل مع هبه يا عبد الرحمن من فضلك"..
عبد الرحمن:بابتسامه متسعه.."انت تؤمر يا أيوب باشا..
سارت هبه معه صامته بستحياء،قطع هو هذا الصمت وتحدث بهدوء.."على فكره طليقك اتقبض عليه وهيتسجن على اهماله وقذارته واللى ع"..
قطعته هبه ببعض الحده..
"يتسجن او لا ميخصنيش"..
تنهد عبد الرحمن براحه وشبه ابتسامه ظهرت على شفاتيه،ولكنها تلاشت سريعا حين لمح شخص ما هب واقفا وأقترب منهم بلهفه،متجه نحو هبه..نظر هو لهبه فوجد ملامحها مذهوله،أقتربو منه وتحدثت هبه بستغراب..
"احمد!!!عرفت منين انى هنا؟؟؟"..
نظر لها بدر نظره متألمه لملامحها الحزينه،الباهته،متمتاً بصمت..
"يا الله على حزنك،عيونك وقلبك بيصرخو من الوجع يا هبه"..
تنقل عبد الرحمن بنظره بينهم،وتحدث بحاجب مرفوع موجه حديثه لبدر..
"خير يا حضرة؟؟"..نظر لهبه ببعض الحده جعل هبه تبادله النظره بأخرى مذهوله من حدته معها وتابع بتسائل.."انتى تعرفى الاستاذ دا يا هبه؟"..
هبه:"ايوه اعرفه"نظرت لعبد الرحمن.."تقدر تتفضل حضرتك و؟؟"..قطعها عبد الرحمن بابتسامه زائفه..
"لا اتفضل ايه"..نظر لبدر نظره حارقه،"انا معاكى وهنرجع سوا"..
لم يبالى بدر لحديثه ولا لنظراته الناريه،وبرازانه وهدوء تحدث لهبه..
"انا عرفت اللى حصلك،البقاء لله يابشمهندسه"..
هبه:بتنهيده.."ونعمه بالله،بس برضو مقولتش عرفت ازاى؟؟"..
بدر:بابتسامه.."اللى مهتم بحد بيسأل عن أخباره،واللى يسأل ميتوهش"..توردت وجنتين هبه بحمرة الخجل،وبجمود تحدثت.."شكرا على اهتمامك وسؤالك،صمتت لوهله وبصرامه تابعت..ومافيش داعى تتعب نفسك بعد كده تانى"..
تعمدت تحدثه بهذه الطريقه لتقطع خيوط الامل التى تراها بعيناه،فقد اغلقت قلبها،لا تريد خوض اى تجربه أخرى،
يكفى ما حدث لها من زوجها السابق وما تركه بقلبها من ألالم مبرحه لن تطيب بسهوله..
ظهرت الراحه على وجه عبد الرحمن،فطريقتها الحاده مع بدر طمئنت قلبه،وظن ان الطريق سيكون خالى امامه ليستطيع الحصول على قلبها..
نهت حديثها وابتسمت بصتناع لبدر،وسارت من أمامه مسرعه خلفها عبد الرحمن،ليوقفها صوت بدر الصارم..
"هبه أستنى"..
صوته الصارم جعل قلبها ينقبض بخوف لا تعلم سببه..
حبست انفاسها ورسمت الجديه والبرود على وجهها والتفت مره اخرى تنظر له ببرود..
اقترب بدر منها،ومد يده لها بعلبه صغيره،فضيقت هبه عيونها ونظرت له بتسائل،ابتسم لها أبتسامته المطمئنه،الحنونه قائلاً..
"دى سندوتشات المربى بالقشطه بتاعت انهارده والأيام اللى غبتى فيها"..
أخذتها هبه منه بلهفه وبمتنان تحدثت..
"بجد متشكره جدا،أغمضت عيونها بقوه تحاول التحكم بدموعها وبأسف تابعت..تخيل انا مش فاكره اخر مره كلت فيها أمتى"..
نظر بدر لعيونها بعمق وبتأكيد تحدث..
"طيب اعملى حسابك من انهارده اليوم اللى مش هتيجى فيه تاخدى سندوتشاتك..
تمعن النظر بعيونها اكثر فأسرعت هبه بخفض عيونها بخجل..هجبهالك انا لحد عندك"..
نظر له عبد الرحمن بشفاه مرفوعه وهم بالحديث،ولكن بدر سار نحو الخارج قائلاً..سلام يا بشمهندسه..
نظر عبد الرحمن لهبه وبغيظ تحدث..
"طيب اتفضلى انتى اطلعى وانا هحصلك حالا"..
حركت هبه رأسها بالأيجاب وسارت نحو الداخل..
هرول عبد الرحمن خلف بدر حتى وصل اليه ووقف امامه واضعا يده بخصره،وببعض السخريه تحدث..
انت جاى تهز طولك مخصوص علشان تجبلها السندوتشات؟؟!..تحولت ملامحه لأخرى صارمه وبأمر تابع..
"هات بطاقتك يله"..
نظر له بدر بتفهم،وبابتسامه مستفزه تحدث..
"بطاقتك!!، ويله!!"..اقترب منه خطوه.."ودا ليه ان شاء الله"..
عبدالرحمن:بحاجب مرفوع..علشان انا ظابط..
ضحك بدر بصوته كله، وربت على كتفه ببعض الحده وبفخر تحدث.."طيب يا عم الظابط انا عبد فقير الى الله وواقف فى الشارع على عربيه تيك اوى مع أبويا "..
عبد الرحمن:بغيظ.."امممم،وكل الزباين اللى بتشترى منك لما تغيب تجبلهم الاكل لغايه عندهم؟؟"..
بدر:"لا طبعا مش كلهم"..اقترب من أذنه وتابع بابتسامه متسعه.."نسيت اقولك انا كمان دكتور فى كليه الهندسه،وهبه تبقى طالبه عندى"..
اتسعت أعين عبد الرحمن بذهول،والتزم الصمت لدقائق،ينظر للفراغ امامه بتفاجئ..
وحين انتبه لحاله كان قد رحل بدر،تاركه يتخبط بذهوله وصدمته،فهبه قد راقت اعجابه بشده،وقد رأى نظارات الاعجاب باعين هذا البدر،جز على اسنانه بغيظ حين أيقن ان خاصيمه لا يستهان به..
ولكن القرار الأخير بيد هبه،التى لا ترى أى منهم من الاساس،فهى غارقه بحزنها على صغيرها،وقلقها على اسرتها..
بقلم نسمة مالك
..بغرفه حبيبه..
يضم أيوب حبيبه بكل قوته،وينثر قبلات متفرقه على كافة وجهها،وكلتا يدها،وبسعاده غامره يتحدث بين كل قبله وأخرى..
"الف مبروك يا حبيبة أيوب"..
ضمته حبيبة داخل حضنها بلهفه،ويدها تربت على ظهره بحنان بالغ،وببكاء همست..
"مبروك علينا يا حبيب حبببة"..أمسكت وجهه بين كفيها وبخجل تابعت.."رغم كل الاحتياطات اللى كنت عاملها الا ان ربنا اراد انى أحمل منك يا أيوب"..
أيوب:بابتسامه راضيه.."ارادة ربنا فوق كل شيئ يا حبيبه"..
قبل جبهاتها وضم رأسها داخل صدره واكمل بصوت اختنق بالبكاء.."الحمد لله ان ربنا رأف بقلبى وحفظك ليا يا حبيبتى"..
دفن وجهه بعنقها وتابع بغصه مريره.."لو كان جرالك حاجه كنت هموت فيها يا حبيبه"..
قبلت حبيبه كتفه بعنق،وذادت من ضمه داخل حضنها وبلهفه تحدثت..
"فداك عمرى وروحى يا حياة حبيبه"..
رفع ايوب رأسه ونظر لها بعيون تصرخ بعشقها ،وتحدث بتعقل..
"انا بعترف أنى غلطان فى حقك..قبل وجناتيها بحب..حقك عليا يا حبيبتى،كان لازم ابنى باقى الشقه فى اسرع وقت،
صمت لوهله وهبطت دمعه حارقه من عينه التقطتها حبيبه بشفاتيها كعادتها،وبفزع تابع..الحمد لله انك مكنتيش فى الصاله وقت وقوع السقف..نظر لقدمها المصابه وتابع بأسف..
التعويره اللى فى رجلك دى انا السبب فيها ومش هسامح نفسى عليها ابدا يا حبيبه..
حبيبه:بابتسامه حانيه..أيوب يا حبيبى اطمن انا الحمد لله بخير،سارت بأناملها على لحيته برقه..انت فاكر انى مش عارفه انت أخرت بنا الشقه لحد دلوقتى ليه؟..
نظر لها ايوب بدهشه،فحركت هى رأسها بالأيجاب وتابعت بتأكيد..عارفه يا أيوب أنك مستنى أخواتك علشان تبنو شقه أبوكم بأديكم سوا..
أيوب:بابتسامه متألمه يخفى بها دموعه..تفتكرى هيرجعو فى يوم يا حبيبه..بكى بقهر..دول أستقرو بشغلهم هناك وأحتمال مينزلوش مصر تانى..
↚
ضمت حبيبه رأسه داخل صدرها،كانه طفلها الصغير وليس زوجها،تربت على كتفه وظهره بحنان بالغ وبثقه همست بأذنه..
"هيرجعو يا أيوب..قبلت جبهته..ماما زينب هتجبهم والله وهيرجعو لحضنك لانهم ميقدروش يستغنو عنك"..
ظل أيوب مستكين بحضن زوجته قليلاً..يستمد منها القوة على التحمل،لينتبه لرنين هاتفه،فنتفض معتدلا وبلهفه،وفرحه تحدث حين لمح اسم شقيقه..
"دا ايمن اخويا بيتصل"..ضغط زر الفتح وبغضب مصطنع تحدث.."هو دا اللى قولتلك متغبش عن؟!"..
قطع حديثه حين استمع لصوت بكاء شقيقه،ارتعد قلبه وبهلع تحدث.."فى أيه يا ايمن؟!"..
أيمن:بنحيب"أيوب الحقنى يا أخويا"..
هب أيوب من جوار حبيبه وبدأ يسير ذهااً وأياباً كالأسد الحبيس وبفزع تحدث."مالك يله،فييييك ايه انطق"..
ايمن:بصعوبه من شدة شهقاته.."أبنى،ابن اخوك أيوب الصغير بيموت،ومحتاج عمليه فى القلب ضرورى وهنا رافضين يعملو العمليه لأن نسبه نجاحها ضئيله جداااا"..ذادت حدة بكائه وبندم تابع.."ربنا بيجبلك حقك منى على اللى عملته فيك يا أيوب"..
أيوب:بغضب حارق.."انت فاكر أيوب الصغير أبنك لوحدك ولا ايه يله؟!"..هبطت دموع أيوب بكثرة وتابع بتأكيد"دا أبنى يمكن اكتر منك كمان يا ابن ابويا،صمت لوهله يحاول السيطره على بكائه وبأمر تابع.."حالا تبعتلى كل التقارير اللى تخص حاله أيوب على الواتس"..
ايمن:بطاعه..هحضرهم حالا وابعتهوملك،بس خد كلم ماما عايزه تطمن عليك، على ما انا اجهز التقارير كلها علشان ابعتهالك"..
أعطى الهاتف لوالدته التى اخذته بلهفه وتحدثت بشتياق وبكاء حاد..
"أيوب يا قلب أمك واحشتنى ياضنايا"..
تأوه أيوب بصوت عالِ،وبتنهيده متألمه تحدث..
"انتى اللى واحشتينى أكتر يا أم أيوب،طمنينى عليكى يا حبيبتى،صحتك عامله ايه دلوقتى"..
أنتبه أيوب لزوجته التى تبكى من شدة تأثرها بصمت،فاسرع نحوها ووقف جوار فراشها محتضن رأسها داخل حضنه،ملتفه هى بكلتا يدها حول خصره،مستنده برأسها على صدره تستمع لنبض قلبه بستمتاع وأبتسامه عاشقه تزين ثغرها رغم بكائها ودموعها المتساقطه بغزاره"..
زينب:برضا.."الحمد لله يا حبيبى انا كويسه اطمن"..بكت.."بس اخواتك محتاجنلك يا أيوب"..
اذدات حدة بكائها وبرجاء تابعت.."تعالى يا حبيبى أقف فى ضهر أخواتك وقويهم بيك زى ما دايما بتقف فى ضهرهم"..
أيوب:بتأكيد.."أجلكم زاحف يا أم أيوب"..
زينب:بثقه.."عارفه يا ضنايا،وعلشان كده جهز شنطتك و أخوك هيحجزلك على أول طياره"..جملة زينب اخترقت سمع حبيبه بوضوح،رفعت رأسها ونظرت لأيوب بصدمه وبيقين تمتمت بصمت..
"أيوب مستحيل يسبنى ويسافر"..
الكاتبة نسمة مالك
..مرت عدة أيام..
بالمشفى..
لم تفارق هبه والداتها وشقيقتها..
تغفى للحظات قليله أثناء جلوسها على المقعد،ولكنها تنتفض بفزع حين تستمع لصوت بكاء صغيرها الذى لا يفارقها حتى أثناء يقظتها..
دمعه حارقه هبطت على وجنتيها،وتأوهت بصمت وتمتمت بألم حاد..
"رحمتك بقلبى ياااارب "..
فكم الصدمات التى تتعرض لها تفوق قدرة أستيعابها،
بينما هى صامده،صابره،محتسبه،وعلى يقين أن الأتِ سيكون أفضل،وسيعوضها الله خيراً..
شبه ابتسامه ظهرت على شفاتيها حين تذكرت هذا الأحمد الذى يجلب لها طعامها المفضل يومياً،
حتى انها أصبحت تعيش على شطائر المربى بالقشطه الذى يجلبها لها،رغم معاملتها الجافه والحاده معه،الا انه لم يتوقف عن احضار الشطائر لها..
حركت رأسها بيأس حين تذكرت تصرفات عبد الرحمن الغير مشرفه على الأطلاق،وشجاره مع بدر المستمر فور رؤيته دون ادنى مبرر،نفخت بضيق وتمتمت بسرها بوعيد..
"شكلى هخلى بابا يطردكم بلا راجعه انتو الاتنين علشان ارتاح من وجع الدماغ دا"..
انتبهت لصوت والدتها تبكى بضعف وصوت مكتوم..
هرولت اليها،وامسكت يدها تقبلها بحب وبلهفه تحدثت..
"ماما"قبلت جبهتها بعمق.."يا حبيبتى انا أهو"..
تنظر لها نجوى بعيون نادمه يغرقها الدمع،وبرجاء وتوسل همست..
"هبه حقك عليا انا السبب فى اللى جرالك يابنتى"..
هبه:بحنان.."هششش..اهدى يا حبيبتى"..أبتسمت لها أبتسامتها المطمئنه وتابعت بتأكيد..
"ماما دا قدر ربنا،وانا الحمد لله راضيه بقضاءه"..
قبلت يدها مرات متتاليه..
"أهم حاجه انتى تقوملنا بألف سلامه ياحبيبتى"..
زالت دموعها وتابعت بفرحه غامرة..
"علشان حبيبه هتجبلك حفيد قريب جدا بأمر الله"..
اتسعت أعين نجوى بذهول،وظهرت الفرحه على ملامحها،وأذدادت حدة بكائها،وتحدثت بعدم تصديق..
"بجد يا هبه؟!..اختك حامل؟؟"..
ببكاء حركت هبه رأسها بالايجاب..
دارت نجوى بنظرها داخل الغرفه تبحث عن حبيبه، لتجد زوجها نائم بعمق على أريكه صغيره بجوارها،وجهه يبدو عليه التعب والارهاق الشديد..
تنهدت بألم،والندم يتأكل قلبها على ما فعلت من أخطاء بحق زوجها وبناتها..
لم تستمع لحديث زوجها الخلوق الذى دائما كان يرشدها للصواب،وبتهور ودون تعقل أندفعت بقرارتها،
لتحصد نتائج افعالها،فاجعة موت حفيدها وحرقة قلب ابنتها على وحيدها..
أغمصت عيونها بعنف لتنهمر دموعها بغزاره اكثر وبضعف همست..
"فين أختك وجوزها يا هبه"..نظرت لها.."عايزه اشوفهم"..
ربتت هبه على وجنتيها بحنان،وزالت دموعها وبرجاء تحدثت..
"حاضر يا حبيبتى هخرج اندهلهم بس كفايه عياط بالله عليكى يا ماما"..
نظرت نجوى لها بدهشه لهدوئها المريب،وبقلق تحدثت..
"مالك يابنتى؟!"..
تفهمت هبه سؤالها،فبتسمت لها وتحدثت بتنهيده..
"قصدك مالى هاديه كده ليه؟"..حركت نجوى رأسها بالأيجاب فتابعت هبه بابتسامه..
"انشغالى بتعبك انتى وحبيبه مش سيبلى وقت أحزن فيه يا ام هبه"..
نجوى:بهلع.."اختك مالها؟؟ فيها ايه حبيبه يا هبه؟"..
هبه:"اهدى يا حبيبتى، حبيبه بخير الحمد لله،بس حملها صعب شويه مخليها على طول دايخه وبترجع"..
نجوى:ببكاء.."وطبعا أيوب مش سيبها"..
أمسكت هبه يدها وضغضت عليها برفق،وتحدثت برجاء..
"قومى يا أمى انتى كمان ومتسبنيش كده،خدينى فى حضنك وطبطبى عليا وقوينى بيكى"..
جملتها هذه كانت كفيله ان تجعل نجوى تستجمع قوتها وتسترد صحتها خصيصاً لأجل أبنتها،وأسرعت بفتح زراعيها لها وبلهفه تحدثت..
"تعالى فى حضنى يا ضنايا،تعالى يا حبيبتى"..
أرتمت هبه داخل حضن والدتها تضمها بقوة،ولكنها لا تبكى حتى،قلبها يصرخ بألم حاد وهى متماسكه حتى لا تنهار أسرتها بنهيارها..
صوت طرقات على باب الغرفه جعلها تبتعد عن حضن والدتها على مضض..
هبت واقفه واتجهت نحو الباب فتحته،لتجد حبيبه مستنده على زوجها،وأيوب ملتف بيده حول خصرها بحمايه،حملها داخل حضنه بيد واحده حتى أن قدمها لم تعد تلمس الأرض..
أبتسمت لها هبه أبتسامه حانيه،وبحب تحدثت..
"تعالى يا حبيبتى،ماما صحيت وكانت بتسأل عليكم حالا"..
نظرت حبيبه لزوجها بوجه يكسوه حمرة الخجل وبرجاء همست..
"أيوب نزلنى انا الحمد لله بقدر أمشى لوحدى"..
رفعها أيوب داخل حضنه بأحكام اكثر وهمس بأذنها بعتاب..
"انزلك ايه بس وانتى مدروخه كده وكل شويه تقعى منى"..
أقترب من والدتها وأجلسها جوارها بحذر،وبدأ يفحص نجوى بعنايه وتحدث بابتسامه..
"طمنينى عليكى يا ست الكل،عامله ايه انهارده؟"..
تنظر له نجوى بأحراج،وببكاء تحدثت..
"الحمد لله يا ابنى،الفضل يرجعلك يا دكتور أيوب"..
ربت ايوب على كف يدها بحنان وتحدث بتعقل..
"دا فضل ربنا علينا"..
احتضنتها حبيبه وبرجاء تحدثت..
"كفايه عياط بقى يا ماما يا حبيبتى"..
نجوى:بندم.."حقك عليا يا حبيبه يا بنتى،انا غلطت فى حقك..نظرت لأيوب..وفى حق جوزك اللى طلع غنى..
بكت بحرقه..غنى بأخلاقه وأدبه وأصله،حقك عليا يا حضرة الدكتور الظابط يا جوز بنتى..
أقترب منها ايوب وقبل رأسها وبهدوء تحدث..
"انا مش زعلان منك يا خاله،انا عارف ان كل اللى كنتى بتعمليه كان خوف على حبيبه،ودا حقك،وانا كنت مقدر خوفك دا كويس علشان كده عمرى ما زعلت منك"..
اعتدل محمد جالسا بعدما أستمع لحديث زوجته الذى تمنى سماعه كثيراً،وبرتياح تحدث..
"أخيرا فهمتى وعرفتى قصدى يا نجوى"..
نظرت له نجوى وبأسف تحدث..
"فهمت يا محمد بس متأخر"..
أقتربت هبه منها واحتضنتها هى ايضا وبابتسامه مطمئنه تحدثت..
"لا يا حبيبتى مش متأخر ولا حاجه،قبلت يدها بحب..
كل شيئ بأونه يا امى،واعرفى أن كل اللى بيحصلنا من تدابير ربنا،فديما خلى عندك حسن ظن بالله ان رب الخير لا يأتِ الا بالخير..
بقلم نسوم
..بأمريكا..
يسير أحمد بخطوات شبه راكضه لداخل منزلهم..
وجهه يبدو عليه الذهول والدهشه..
دار بعينه بأرجاء المنزل يبحث عن والدته..ليأتيه صوتها الضاحك من داخل غرفتها برفقه أحفادها وخطيبته وزوجة شقيقه ايضا..
أسرع نحو مكتب شقيقه،طرق الباب وخطى للداخل مندفعا..
وجد شقيقه يجلس على مكتبه،ويجمع كافه الأوراق والمستندات داخل حقائبه الجلديه..
لينظر له ايمن بغيظ ويتحدث بغضب..
"اييييه يا بنى ادم انت الدخله المنيله دى؟!"..
التقط احمد انفاسه المسلوبه منه بصعوبه وبتقطع تحدث..
"مش هتصدق مين بيحاول يتواصل معانا من تليفون الشركه فى مصر"..
ضيق أيمن عينه وبفضول تحدث..
"مين يا أحمد"..
أحمد:بابتسامه متسعه.."برنامج المذيعه منى الشاذلى، عايزه توصل لأيوب أخوك عن طريقنا علشان تعمل معاه حوار"..
بكى وضحك بأن واحد وتابع بفخر"أخوك الفيديو اللى عمله بقى تيرند عالمى يا أيمن"..
نظر له أيمن قليلاً،وبأمر تحدث..
"متجبش سيره لأى حد انهم حاولو يكلمونا،
رفع أحدى أصابعه بتحذير..حتى لأيوب نفسه، فاهم يا أحمد"..
تحولت ملامح أحمد لأخرى غاضبه،وهم بالشجار مع شقيقه،لكن صوت زينب الملتهف قطع حديثهم..
"أحمد انت جيت امتى يا ضنايا"..أقتربت منه وربتت على ظهره بحنان وتابعت ببكاء"طمنى يا ابنى خلصت كل حاجه"..
أحمد:بابتسامه حانيه..أيوه يا أمى..أمسك يدها ورفعها على فمه وقبلها بحب وتابع بتأكيد.."بأذن الله بكره أصبح هتشوفى أبنك أيوب وتاخديه فى حضنك يا أم أيوب"..
جذبته زينب داخل حضنها وتحدثت بغضب مصطنع..
"انا ام أيمن واحمد كمان يا واد انت"..
نهت جملتها وأشارت لأيمن أن يأتِ هو الأخر لداخل حضنها..
أقترب منها أيمن سريعا وأحتضنها هو الاخر بحب..
لتمتم زينب بصمت..
"يرضيكم ويرضى عنكم،ويحنن قلوبكم على بعض، ويلم شملكم يا ولاد زينب قادر يا كريم"
نظر أحمد لأيمن نظره متفحصه،يحاول ان يفهم ما يدور بعقله وما يود فعله..
..أيوب..
بشتى الطرق يحاول جذب زوجته لداخل حضنه،
حتى يسيطر على حركاتها الهستيريه..
ببعض العنف تبعده حبيبه عنها،وتتحدث ببكاء حاد..
"مش هسيبك تسافر وتبعد عن حضنى ولو يوم واحد يا أيوب"..
تلكمه على صدره بقبضة يدها الصغيره،تركها هو تفرغ غضبها به..وبعتاب تابعت..
هتقدر؟..اقتربت منه،ووقفت على اطراف أصابعها،وامسكت ياقة قميصه تجذبه عليها قليلا،لتتمكن من النظر داخل عينه بتمعن..نظرتها الباكيه،العاشقه لكل ذره به جعلته يغمض عينه بعنف،وبلهفه لف يده حول خصرها وحملها داخل حضنه،واضعا جبهته على جبهتها،وبهمس وأسف تحدث..
"على عينى بعدى عنك يا حبيبة القلب"..
ترقرقت العبرات بعينه وتابع بصوت اختنق بالبكاء..
"أمى وأخواتى محتجنلى،مينفعش أتأخر عليهم"..
أسرعت حبيبه وضمته داخل حضنها بحب شديد،وبصعوبه من بين شهقاتها همست..
"ط طيب خدنى معاك"..ابتعدت عن حضنه واحتضنت وجهه بين كفيها وتابعت بعشق..
"مش هعرف أنام وانت بعيد عن حضنى"..
تأملت ملامحه بهيام،وأقتربت بوجهها منه أكثر وطبعت قبله عميقه بجوار شفتيه جعلته دون أرادته يضغط على خصرها بعنف محبب لقلبها،ويغمض عينه بستمتاع،
فقد أعصفت قبلتها الرقيقه بقلبه،وعقله،وبعثرت مشاعره..
مال برأسه مستنداً على كتفها،متمتماً بصمت..
"فلتكونى رحيمه بقلبى قليلاً معشوقتى الجميله"..
↚
..أيوب..
يضم زوجته داخل حضنه بحب شديد،ويربت على ظهرها وشعرها بحنان بالغ يحاول تهدأة حدة بكائها قليلاً،
رفعت حبيبه وجهها الباكى ،ونظرت له بعيون يغرقها الدمع،
وبطفوله تحدثت..
"هتاخدنى معاك ولا هتسبنى افضل اعيط هنا؟!"..
رفع أيوب حاجبيه معا،ونظر لها بدهشه وبتعقل تحدث..
"أخدك معايا ازاى بس يا بيبة"..أشار عليها بأحدى أصابعه وتابع بتسائل."انتى عندك جواز سفر علشان تسافرى معايا بيه؟"..
حبيبه:ببكاء مزعج للغايه.."لاااااااا معنديش"..
أيوب:بجديه مصطنعه.."ولا انا عندى جواز سفر يبقى ولا انا ولا انتى هنسافر"..
نهى جملته وقبل جبهتها بعمق، وابتعد عنها تاركها تنظر له بعيون متسعه على اخرها،وفم مفتوح ببلاهه..وبدأ يبدل ثيابه على عجل،
عادت حبيبه جملته اكثر من مره بذهول..
"معندكش جواز سفر يا أيوب؟!!"..
نظر لها أيوب بابتسامه متسعه،وحرك رأسه بالأيجاب..
أقتربت منه ووقفت امامه واضعه كلتا يدها بخصرها ،ونظرت له بحاجب مرفوع قائله..
"أمال انت رايح لأخواتك ازاى إن شاء الله"..
انتهى ايوب من أرتداء حذاءه الرياضى وهب واقفاً امامها وامسك يدها يحثها على غلق ازرار قميصه وبجديه مصطنعه تحدث..
"وانا علشان اروح اجيب أمى و أخواتى من المطار لازم يكون معايا جواز سفر يا بيبة؟!..
شهقت حبيبه بعنف،وظهرت الفرحة على وجهها، بلحظه كانت قفزت وهى تردد..
"ماما زينب هترجعلنا"..
ليسرع أيوب بالتقاطها داخل حضنه،و ويتحدث بثقه..
"انا عارف والله انك هتنسى انك حامل وتفضلى تطنطتى زى عادتك"..
لكمته حبيبه بقبضة يدها فى كتفه برفق،وبعتاب تحدثت..
"كده يا أيوب تفهمنى أنك هتسافرلهم وتوقع قلبى، وتخلينى أعيط"..
أيوب:بعشق"سلامة قلبك يا حبيبة أيوب"..
أمسك كف يدها بين يديه وتابع بتعقل..
"يا حبيبتى لازم تعرفى انى مينفعش أخرج بره البلد وانا مجند،السفر دا محتاج شهاده الجيش او الاعفه علشان اقدر اخرج بره حدود مصر،غير كده ابقى مخالف للقوانين"..
حبيبه:بعدم فهم.."بس انت لسه هتدخل الجيش كمان شهر ونص تقريبا"..
أيوب:"يا حبيبتى ورقى كله فى الجيش والوقت دا سيبنى احضر حاجتى علشان استعد لمركز التدريب اللى هفضل فيه ست شهور بما انى دخلت ظابط"..
حبيبه:"طيب ازاى اشتغلت فى المستشفى اللى تبع الجيش قبل ما تخلص مركز التدريب"..
أيوب:"البركه فى سيادة اللوا هانى،وابنه عبد الرحمن اللى حبونى كأنى واحد منهم يا حبيبه"..
حبيبه:بهيام.."وهو انت حد يقدر ميحبكش يا أيوب؟!"..
داعب أيوب أنفها بأصابع يده،وغمز لها بشقاوه وبابتسامه تابع.."بتحبينى يا حبيبة؟؟"..
نظرت له حبيبة بدهشه،وبذهول عادت كلمته..
"بحبك"..أمسكت يده بين كفيها ووضعتها على موضع قلبها، ونظرت داخل عيونه بعمق،وتابعت بعشق شديد.."انا بحبك وبموت فيك من يوم ما فتحت عنيا على الدنيا"..
أحتضنت وجهه بين كفيها وتأملت ملامحه بهيام وعيون عاشقه..
"انت عمرى،ونبض قلبى،وأنفاسى، وحياتى كلها يا أيوب"..
جذبها أيوب داخل حضنه بلهفه،وقبل جبهتها بعمق وتحدث بحب شديد..
"ربنا يحفظك ليا يا ست البنات"..
ظل محتضنها قليلا،فحضنها بالنسبه له نعيمه..
عقدت حبيبه حاجبيبها وبتسائل تحدثت..
"هيجبو أيوب الصغير معاهم يا أيوب؟"..
أيوب:بابتسامه متألمه.."هما نازلين اصلا علشان نعمل العمليه لأيوب هنا فى مصر يا حبيبه"..
حبيبه:بستغراب.."أزاى وهما قالو حالته خطر ومينفعش يتنقل من مكانه؟؟"..
أيوب:بتنهيده.."أيمن بعتلى كل التقاير اللى تخص حالته وانا عرضتها على أكبر دكاتره فى المستشفى وكلهم أجمعو انه ينزل مصر على مسؤليتهم الشخصيه وبأذن الله أول ما يوصلو هندخله عمليات فورا وربنا يكتبله الشفا يارب،ادعيله يا حبيبه"..
حبيبة:بطيبه شديدة.."ربنا يشفيه ويعافيه شفاءاً لا يغادر سقما عاجلا غير أجلا ياارب بأذن الله"
تمسحت بوجهها داخل صدره وببراءه نظرت له،وتابعت برجاء..
"طيب خدنى معاك المطار يا بيبو علشان خاطرى"..
أيوب:ببعض الحدة.."لا يا حبيبه،انتى كل دقيقه بحال،
ويله اجهزى خلينى أوديكى البيت عند مامتك على ما ارجع"..
ضربت حبيبه الأرض بقدميها وبغضب طفولى تحدثت..
"انت كل ما تنزل تاخدنى تودينى عند ماما يا أيوب"..
جلست على الفراش عاقده يدها امام صدرها وبأصرار تابعت..
"انا هفضل هنا وهحضر غدا جميل يليق بماما زينب، واقعد استناك على ما تجبهم وتيجى"..
أيوب:بأسف"أمى مش هتيجى على هنا يا حبيبه"..
دار بعينه بأرجاء الغرفه.."بأذن الله لما أكمل بنى الشقه هتيجى تعيش معانا"..
جذبها من يدها واتجه نحو ثيابها وتابع بحنان كأنه يحدث ابنته الصغيره.."يله يا حبيبة أيوب خلينى أساعدتك تلبسى علشان ننزل"...
همت حبييه بالاعتراض قاطعها هو ببعض الصرامه..
"حبيبه متزعلنيش منك وكفايه انك صممتى تيجى تباتى معايا هنا وانا نفذتلك كلامك رغم انى قولت مش هتعتبى الشقه غير لما تجهز"..أبتسم لها وتابع بتنهيده.." بس انا مقدرتش اقعد لحظه من غيرك،ومش لوحدك اللى مبتعرفيش تنامى بعيد عن حضنى"..
بقلم نسوم
..بطائره طبيه خاصه قادمه من أمريكا لمصر..
تجلس زينب وأحفادها،وليان زوجة ايمن،وهنا خطيبة أحمد..
وأيوب الصغير موضوع على الكثير من الأجهزه داخل حضانه مجهزه..
وزعت زينب نظرها بين ليان وهنا الباكيتان وبتأثر تحدثت..
"ياحبايبى كفايه عياط،وأن شاء الله هما هيحصلونا"..
ليان:بنحيب.."يحصلونا ازاى بس يا ماما"..ذادت حدة بكائها..
"دول اتمنعو من السفر وأتقبض عليهم"..
هنا:ببكاء.."أنتى تعرفى حاجه عن الكوخ اللى هما كسروه دا يا ليان؟"..
ليان:بتنهيده.."أيمن كان بيختفى اوقات كتير ومكنتش عارفه بيروح فين"..خفضت وجهها وتابعت بأحراج"لحد ما فضولى خلانى امشى وراه وأشوفه بيروح فين وشوفته وهو رايح الكوخ وبيفضل قاعد فيه بالساعات لوحده،واوقات احمد كان بيبقى معاه"..
تحدثت زينب بعدم فهم، وبطيبه شديده..
"لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم، دا انا معلماهم من صغرهم ان الكخ دا حاجه وحشه وعمرهم ما لعبو فى اى حاجه كخ قبل كده"..
حركت راسها بأسف وتابعت بذهول.."يقومو لما يكبرو يروحو يقعدو فى الكخ ليه كده بس؟"..
انفجرا ليان وهنا بالضحك اثناء بكائهم،وبحنان ربتت ليان على يد زينب وتحدثت بحب..
"يا حبيبتى الكوخ دا بيت صغير ايمن واحمد كانو مأجرينه فى وسط الغابه علشان يقعدو فيه ويفصلو شويه بعيد عن الدوشه والمشاكل"..
هنا:بأسف.."أيمن كسرو وقت غضب وقالو قدامى للظابط فى المطار انهم دفعو تمن الحاجه اللى كسروها بس صاحب الكوخ مكتفاش بلى خده وعمل فيهم شكوه علشان ياخد فلوس زياده"..
زينب:بتأكيد.."يبقى اطمنو وبطلو عياط، والراجل صاحب الكخ دا اول ما ياخد منهم فلوس هيسبوهم يرجعو بأذن الله"..
ليان:بنحيب.."يا ماما احنا أول ما نوصل أيوب هيدخل العمليات".. أذدادت حدة بكائها وبتمنى تابعت.."ازاى بس ابنى يدخل العمليات وأبوه مش معانا"..
زينب:بتفهم.."انا عارفه ان انتى اللى عايزه جوزك يبقى جنبك يا بنتى"..ربتت على كف يدها بحنان.."اطمنى يا حبيبتى كلنا معاكى وأيمن باذن الله مستحيل يتأخر عليكى ولا على ابنه وانتى عارفه كده كويس"..
↚
بكت ليان بعنف وتمتمت بصمت..
"يااارب انا يتيمه من صغرى لا أب ولا أم ولا حتى اخوات،وانت منيت عليا بفضلك، ورزقتى بعيلتى الصغيره،يااارب احفظهالى وأشفى ابنى هو وكل مريض يااارب"..
.................................................
..بطائره اخرى قادمه لمصر يجلس ايمن واحمد..
من وقت لأخر ينظر احمد لشقيقه نظره حارقه بغيظ شديد..
بينما ايمن يجلس بسترخاء وعلى وجهه ابتسامه مستفزه..
جز أحمد على أسنانه وتحدث بنفاذ صبر..
"ممكن تفهمنى انت عملت اللى عملته دا ليييييييه"..
خبط كفيه ببعضهم وتابع بذهول مقارب للجنون..
"انت اللى متفق مع الراجل يمنعننا من السفر وتخلينا نسيبهم يسافرو لوحدهم من غيرنا،وتطلع حاجز لنا على طياره تانيه ليييييه كل اللفه دى يا ايمن فهمنى يا أخى وبطل برودك المستفز دا"..
أعتدل ايمن بجلسته وأخذ نفس عميق وبأسف تحدث..
"مش هقدر أواجه أخوك يا احمد"..ترقرقت الدموع بعينه وتابع بندم.."اللى عملته معاه مخلينى مش قادر احط عينى فى عينه"..
اغمض احمد عينه بعنف وبتنهيدة متالمه تحدث..."عندك حق، انا كمان مش هقدر اوجهه"..
أيمن:بحماس.."علشان كده انا لقيت الحل"..نظر أحمد له بهتمام يحثه على استكمال حديثه..صمت ايمن لبرهه وبتعقل تحدث.."اللى عملناه مع أخوك ميكفهوش كلمة انا أسف"..
حرك رأسه بالنفى"احنا جرحنا قلبه وكرمته ،وكسرنا خطره،ولازم نطلب منه السماح قدام العالم كله ونترجاه يسامحنا كمان"..
اتسعت عيون أحمد ونظر له بدهشه،وبتحذير تحدث..
"أوعى يكون قصدك اللى جه فى بالى؟!!"..
ابتسم ايمن بتساع وحرك رأسه بالأيجاب..
احمد:"طيب كنت استنى لما نطمن على ابنك الاول"..
أيمن:بيقين"ابنى بأذن الله هيخف وهيبقى زى الفل"..
نظر لأحمد بابتسامه وعيون لامعه بالدموع وتابع بفخر..
"دا على أسم عمه يا أحمد،يعنى هيبقى احلى وأجدع أيوب فى الدنيا"..
احمد:بتمنى.."ربنا يطمنا عليه،ويقوملنا بالف سلامه ان شاء الله"..نظر له بحاجب مرفوع وبتابع بتسائل.."أيوه مقولتليش برضوه ناوى على أيه؟؟"..
استلقى ايمن بوضع اكثر راحه وبتسائل تحدث..
"قولى الاول عرفت تجيب عنوان أبو حبيبه مرات اخوك ولا لاء؟"..
أحمد:"ايوه طبعا جبته زى ما قولتلى،قولى بقى ناوى على ايه فضولى هيموتنى"..
أيمن:ببرود.."لما نوصل هتعرف"..
..............................................
وصلت حبيبه برفقه زوجها لمنزل والدها..
طرقت الباب ففتحت لها هبه بابتسامه بشوشه وتحدثت بحنان..
"تعالى ادخلى يا حبيبتى،اتفضل يا ايوب ادخل..
أيوب:بتسائل"عمى محمد لسه مجاش من الشغل ولا ايه؟"..
هبه:"لا بابا هيتأخر انهارده فى الشغل،انا وماما مستنينكم علشان نتغدا سوا"..
أقتربت منها حبيبه واحتضنتها بحب قائله..
"طمنينى عليكى الأول يا هبه"..قبلت وجناتيها.."عامله ايه دلوقتى"..
هبه:بابتسامه تخفى بها كم المها.."الحمد لله يا حبيبتى"..
خطو سويا نحو الداخل،وجدو نجوى تجلس على احدى الأرائك،فقتربت منها حبيبه وقبلت يدها ووجنتيها وبقلق تحدثت..
"عامله ايه انهارده يا ماما؟"..
نجوى:بضعف.."الحمد لله يا حبيبتى"..وجهت نجوى نظرها لأيوب،تنظر له بأحراج..
فقترب منها أيوب وقبل رأسها قائلا..
"عامله ايه انهارده يا خاله،طمنينى عليكى"..
نجوى:بابتسامه.."الحمد لله يا أبنى"..نظرت له بعيون تلتمع بالدموع وبعتاب تابعت.."انت بتندمنى اكتر على اللى كنت بعمله معاك وبقوله فى حقك بمعاملتك ليا يا ايوب"..
ربت ايوب على يدها وبرجاء تحدث..
"ممكن تنسى اللى فات،وخلينا نبدا صفحه جديده"..
نظر لحبيبه بغضب مصطنع وتابع بمزاح..
"وتبقى معايا وفى صفى ضد مدام ايوب اللى مجننه ايوب"..
حبيبه:بدهشه"انا مجنناك يا بيبو؟"..
أيوب:بجديه مصطنعه"ايوه مجننانى ومطيره عقلى منى كمان"..نظر لنجوى.."يرضيكى كده يا خاله؟"..
فهمت نجوى مقصده فبتسمت له وبتمنى تحدثت..
"ربنا يحفظكم لبعض وتفضل مطيره عقلك كده على طول"..
نظرت لابنتها هبه وتابعت بتوسل"ويرضيكى ويراضى قلبك ويعوضك خير يا هبه يا بنتى"..
أمنو جميعاً على دعائها،وأخيراً تنهدو بناتها براحه..
سارت هبه نحو المطبخ لتجهز طعام الغداء..
هب ايوب واقفا وتحدث بستأذن..
"انا لازم امشى دلوقتى"..
نجوى:بأصرار.."لا والله مش هتمشى يا ابنى غير لما نتغدا سوا"..
أيوب:بابتسامه.."اعذرينى المرادى مش هقدر المرادى"..
نظر لزوجته بعشق وتابع بفخر.."حبيبه بنتك مستحيل تنزلنى من غير ما تاكلنى"..
سار محو حبيبه وقبل رأسها.."يله أشوفكم على خير،ولو احتاجتكم اى حاجه رنو عليا"..
سارت حبيبه بجواره نحو الباب وبحب شديد همست..
"ترجعلى بألف سلامه يا حبيبى،وأبقى طمنى بالتليفون لما ماما زينب وأخواتك يوصلو بسلامه بأمر الله"..
تأمل ايوب ملامح وجهها بعشق وحرك شفاتيه دون ان يصدر صوت.."هتوحشينى اوى"..
حبيبه:بهمس"وانت اكتر،متتأخرش عليا يا بيبو"..
ربت أيوب على وجناتيها بكف يده،فمالت حبيبه قليلا بوجهها وقبلت باطن يده بعمق..
أبتسم هو لها أبتسامته العاشقه لكل ذره بها،وسار من امامها على مضض متمتم بصمت..
"هتعملى فيا أيه تانى بس أكتر من انك امتلكتينى يا حبيبة ايوب"..
..............................................
..يقف محمد بالشارع ينتظر احدى سيارات الأجره ليعود لمنزله بعد يوم عمل شاق..
ليجد شاب يقترب منه يقود دراجه بخاريه،صف الدراجه على جانب الطريق،واسرع بالنزل من عليها ووقف امامه ينظر له بابتسامه قائلاً..
بدر:"السلام عليكم يا عم محمد"..
تمعن محمد بالنظر له،فواجهه مؤلوف له وببتسامه تحدث..
"وعليكم السلام،انت تعرفنى يا ابنى؟"..
بدر:بتاكيد.."طبعا يا عم محمد اعرف حضرتك،وحضرتك كمان تعرفنى"..
محمد:بأسف.."مش واخد بالى منك يا ابنى الحقيقه،فكرنى بيك"..
بدر:بفخر.."انا بدر أحمد الزينى اللى واقف مع والدى بعربيه مؤكولات جنب كليه هندسه"..
محمد:"أيوه افتكرتك"..نظر له بغضب مصتنع.."انت اللى بتجيب لهبه السندوتشات كل يوم فى المستشفى؟"..
بدر:بجراءه.."أيوه انا،ولما روحت المستشفى انهارده وعرفت ان زوجة حضرتك خرجت بسلامه قولت أجى لحضرتك"..
محمد:بتعقل.."خير يا ابنى؟!"..
بدر:"بصراحه يا عمى انا معجب بالمهندسه هبه،ولما سألت عليها وعرفت انها مطلقه كنت ناوى اطلب ايدها بعد ما عدتها تنتهى"..
محمد:بأسف.."طلبك مرفوض انا بنتى اللى حصلها الفتره الاخيرة كان صعب اوى وهى مش حمل اى علاقه جديده دلوقتى خالص لأزم تفوق وتشم نفاسها الأول"..
بدر:ياعم محمد انا عارف كل اللى حصل،وكلامك صح هبه لازم تاخد وقتها،براحتها تاخد كل الوقت اللى هى عيزاه انا مش مستعجل وهستناها"..نظر له بشك ونابع بتسائل..
"الا لو حضرتك معترض علة انى بشتغل مع ولادى ومثلا شغلتى تكون مش قد المقام"..
محمد:بنفى"حاشه لله يا ابنى،انت واقف فى ضهر ابوك ،وبتكسب قرشك بالحلال ودا ميعبكش دا يزيدك احترام"..
بدر:برتياح.."كلامك دا طمنى اوى يا عم محمد علشان كده أحب اقولك ان الحمد لله بفضل ابويا عليا بعد ربنا بقيت دكتور فى كليه الهندسه وهبه كمان طالبه عندى"..
محمد:بأعجاب.."ماشاء الله لا قوة الا بالله"..ربت على كتفه..
↚
"ربنا يزيدك يا ابنى،ومش هكدب عليك انا أتمنى افرح ببنتى مع واحد أبن حلال يعوضها عن اللى شافته"..
بدر:وانا بتمنى زوجه بأخلاق وادب هبه بنت حضرتك،ويشرفتى ان حضرتك توافق"..
محمد:بتعقل.."يا ابنى انا مقدرش أفاتح بنتى فى موضوع الجواز دا دلوقتى خالص"..تنهد بألم.."بنتى قلبها مجروح و بينزف من وجعها على ابنها،وجرحها مش هيطيب بسهوله"..
بدر:بأسف.."انا عارف ان كلامك صح يا عمى،وعارف أن هبه غرقانه فى حزنها بدليل انها شيفانى شخصين"..
نظر له محمد بعدم فهم..فتابع بأسف..
"هبه شايفانى احمد بتاع السندوتشات اللى شبه الدكتور بدر اللى بيدرسلها فى الكليه،ومش واخده بالها نهائى ان احمد وبدر شخص واحد"..
محمد:بغصه.."بنتى تايهه،مش مستوعبه اللى حصلها،ومش هتوافق على اى نوع من انواع الارتباط دلوقتى خااالص"..
بدر:بلهفه"بس انا هفضل أحاول وأعافر واعمل المستحيل لحد ما اخليها توافق ودا طبعا بعد موافقة حضرتك"..
محمد:بتاكيد.."انا موافق على أى حاجه هتسعد بنتى"..
بدر:بفرحه غامرة.."يبقى أوعد حضرتك انى هعمل كل جهدى علشان اشوفها أسعد واحده فى الدنيا"..
محمد:بتمنى.."أتمنى يا ابنى والله،هبه بنتى اللى شافته مش هين،وانا واثق ان ربنا شيلها كل خير"..
بدر:"ونعمه بالله"..أشار بيده على دراجته البخاريه قائلاً..
"تسمحلى اوصل حضرتك؟"..
محمد:بأحراج.."مش عايز اتعبك يا ابنى،انا هاخد اى موصله وأروح"..
بدر:بأصرار.."تعب حضرتك راحه"..
ركب بدر دراجته واقترب من محمد وبرجاء تحدث..
"اتفضل يا عمى خلينى اوصلك"..
صعد محمد خلفه،وهم بدر بالسير ليتفاجئ بسياره تقطع طريقه وتقف امامه..
تمعن النظر داخلها ليجد عبد الرحمن جالس بمقعد السائق ينظر له بغيظ وغضب عارم،يود لو يفتك به،
ابتسم له بدر ابتسامه مستفزه،فأسرع عبد الرحمن وفتح باب سيارته واقترب منهم بوجه يشتعل بالغضب حتى توقف امام محمد الجالس خلف بدر،وبهدوء عكس بركان غضبه تحدث..
"عمى محمد انا اسف اتاخرت علة حضرتك"..
نظر له محمد بعدم فهم،وبتسائل تحدث..
"اتأخرت عليا فى أيه يا ابنى؟"..
امسك عبد الرحمن يده يحثه على النزول ،ونظر لبدر وتحدث بابتسامه مصطنعه.."متشكرين يا أخ،امشى انت انا هوصل حمايا"..
بدر:بغضب عارم.."حماك أزاى وانا طلبت منه ايد المهندسه هبه قبلك يا حضرة الظابط؟"..
ترك عبد الرحمن يد محمد فجأه وامسك بدر من ياقة قميصه وتحدث بحده..
"وله اخفى من هنا بدل ما احبسك يا روح امك"..
بعد بدر يده عنه بعنف جعله يفقد توازنه ويتراجع للخلف عدة خطوات وبتعقل تحدث..
"انا مش هرد عليك احتراماً لعمى محمد بس"..
هم عبد الرحمن بلكمه ليوقفه صوت محمد الصارم..
ايه يا عبد الرحمن يا ابنى هتتخانق معاه قدامى ولا ايه؟"..
عبد الرحمن:باحراج.."يا عمى من فضلك انا كنت عايز أطلب من حضرتك ايد المهندسه هبه وكنت مستنى والدتها تخرج من المستشفى"..
محمد:بتعقل.."اللى ريده ربنا هو اللى هيكون،والرأى فى الأخر يعود لصاحبة الشأن،اللى هى هبه،وبما ان الوقت مش مناسب انى حتى افتح معاها حوار الجواز،فانا هقولكم بنتى قدمها وقت على ما تفوق من حزنها ولما تفوق باذن الله هى اللى هتقول موافقه على مين فيكم"..نظر لبدر.."انتو التلاته"..
جز عبد الرحمن على اسنانه وبغيظ تمتم بصمت..
"يانهار مش فايت هو فى واحد غيرنا كمان"..
بينما بدر فهم مقصده،وانه يريد ان يترك هبه تكتشف بنفسها أن بدر واحمد شخصيه واحده،فأن ظلت تراه شخصين فهذا يعنى أنها مازالت غارقه بأحزانها ولم تفيق بعد..
أعتدل محمد بجلسته خلف بدر وبتعب تحدث..
"يله يا بدر يا ابنى روحنى"..
عبد الرحمن:يا عمى اتفضل حضرتك معايا فى العربيه راحه اكتر بدل ما القعده المتعبه دى"..
محمد:"تسلم يا عبد الرحمن يا ابنى،بس انا خلاص ركبت مع بدر،وانت وهو واحد"..
نظر له بدر بابتسامه منتصره،ليخبط عبد الرحمن الارض بقدميه بغضب طفولى،وينفخ بضيق متمتما بغيظ..
"سبقى أبن اللذينه بالقرده اللى ركبها دى"..
عاد لسيارته وقاد بسرعه فائقه.."يادوم الحق أروح لأيوب علشان اوديه المطار"..
قاد بدر دراجته بمهاره وحرفه منطلق نحو منزل معشوقته الحزينه،وقلبه يدعو بألحاح أن ترأف بحاله وتوافق على زواجه منها،فقد سرقت قلبه برقتها وبرائتها منذ الوهله الأولى التى رأها بها..
دقائق قليله مرت،وأخيرا وقف بدر أمام منزل محمد..
هبط محمد من على الدراجه وتحدث بابتسامه..
"اتفضل معايا يا ابنى"..
بدر:"بأذن مره تانيه يا عمى،حضرتك تحدد ليا معاد علشان يكون والدى معايا"..
محمد:"بأذن الله يا ابنى،بس شويه كده"..
بدر:"الوقت اللى يناسب حضرتك،انا هكون موجود فيه"..
أبتسم له محمد وهم بالسير من امامه،ليوقفه بدر سريعا ويمد يده لحقيبه صغيره معلقه بالدراجه وامسكها وأعطاها له وبرجاء تحدث..
"ممكن حضرتك توصل السندوتشات دى للمهندسه هبه"..
نظر له محمد بذهول ودهشه لجرائته الزائده،فنظر له بدر وتابع بستأذن..
"ولو سمحتلى انا هفضل اجبلها السندوتشات اللى بتحبها كل يوم فى المعاد دا،بس لو دى حاجه هضايق حضرتك وتزعلك منى فأنا اسف مش هقدر اوعد حضرتك انى ابطلها،لانى واثق ان هبه مبتكلش غير السندوتشات اللى بجبهلها كل يوم"..
نظر له محمد ببعض الغضب قليلا،ودون ان يرد عليه اتجه لداخل منزله،فنظر بدر لأثره بخيبة أمل..
لكنه تفاجئ وتهللت أساريره حين وجد محمد عاد مره اخرى وجذب من يده حقيبه المؤكولات وبتمنى تحدث..
"هدعى لبنتى تكون ليها عوض من ربنا يا بدر يا ابنى"
فهدوء وأحترام بدر راقه كثيرا،انما أندفاع وتهور عبد الرحمن لم يروقه على الاطلاق..
الكاتبة نسمة مالك
"أمىِ"
وأخيراً حان موعد اللقاء..
..دعيني أخبركِ عن هذا اللقاء..
،دعيني اخبركِ عن هذا العناق بعد الكثير من الأشتياق..
دعينى أبكي بداخل حضنك،
وأخبركِ كم كان مؤلم الفراق،
كم كان قلبي يحترق شوقاً لموعد اللقاء يا "أمىِ..
..بمطار القاهره..
يقف أيوب بقلق وتوتر،بل بفزع ورعب ايضا متملك من قلبه من شدة خوفه على ابن شقيقه الصغير..
فقد اصر على والده ان يكتب أقرار على نفسه انه المسؤل عن خالة صغيره،وتم اخراجه من المشفى بالخارج رغم رفضهم الشديد..
يقف بجواره عبد الرحمن الذى يحاول تهدأته قائلا..
"اهدى يا ايوب،الحمد لله الطياره وصلت وأحنا هندخلهم لحد جوه بعربيه الاسعاف،أطمن"..
وأخيراً..سمحو لهم بالمرور..
ركضو سوايا نحو عربيه الأسعاف واتجهو نحو مقر الطائره..
لينبض قلب أيوب بفرحه غامرة حين لمح والدتة واقفه تبحث عنه بقلبها قبل عيونها،دموعها تفيض بغزاره من عيونها..
قفز خارج السياره أثناء سيرها وركض بكل سرعته متجهاً نحوها،لمحته هى فأسرعت بفتح ذراعيها له وبخطى راكضه سارت نحوه وببكاء حاد تردد أسمه..
"أيوووووووب يا حبيبى يا ضنايا"..
وها قد عادت انفاسه المقطوعه حين القى نفسه بحضنها،
تضمه بفيض من الحب والحنان يكفى العالم اجمع ويفيض..
يقبل كلتا يدها،وجبهتها وبشتياق يردد..
"ااامه يا امه"..يحتضنها بحب شديد متاوهاً بقوة..
↚
"اااااه واحشتينى يااااااامه"..
زينب:ببكاء.."قلب أمك يا ضنايا"تقبل كتفيه وتستنشق رائحته.."الحمد لله أن ربنا كتبلى اشوفك تانى واخدك فى حضنى يا ابنى"..
تقف ليان بجوار هنا يبكون بتأثر..
ليزيد بكائهم حده حين ركضو لارين وليليان نحو أيوب وصرخو بنفس واحد بفرحه طفوليه..
"باااااابى"..ظنا منهم ان ايوب هو والدهم..
ابتعد ايوب عن حضن والدته وجثى ارضا على ركبتيه وفتح ذراعيه لطفلتين،ليرتمو داخل حضنه ويضموه بقوه..
حملهم اثنانتهم ووقف بهم وبتسائل تحدث موجه حديثه لوالدته..
"فين اخواتى يا أم ايوب:..
زينب:بابتسامه حانيه.."هخلصو كل شغلهم اللى بره وهيرجعو يا حبيبى"..
أقتربت ليان وهنا منه ووقفو امامه ينظرون له بءهول ودهشه،فهو يشبه أيمن بكافه شيئ..
ابتسم لهم ايوب وبترحاب تحدث..
"مصر نورت برجعتكم"..
نهى جملته وأسرع بأنزال الصغيرتين،ونظر لعبد الرحمن وتحدث برجاء..
"عبد الرحمن وصل الجماعه للبيت وانا هطلع مع ايوب على المستشفى"..
زينب:بأصرار.."لا احنا هنيجى معاك يا ضنايا"..
عبد الرحمن:روح انت يا ايوب وانا هجبهم وأجى وراك..
حرك ايوب راسه بالايجاب وركض نحو سيارة الاسعاف التى انطلقت سريعا متجهه نحو المشفى..
وفور وصولها استقبالهم عددا من الاطباء والممرضين وخطو لداخل غرفه العمليات على الفور..
................................................
..بعد مرور عدة ساعات..
بمنزل والد حبيبه..
رن جرس الباب لتسرع هبه وترتدى اسدالها وتفتح الباب وتتحدث بلهفه..
"حبيبه تعالى جوزك جه اهو الحمد لله"..نظرت للواقف على الباب وتابعت بعتاب.."كده يا ايوب متردش على حبيبه وتسبها هتتجنن عليك من القلق"..
اسرعت حبيبه نحو الخارج وحين وقعت عيونها على من يقف امام منزل والدها شهقت بعنف وركضت نحو الداخل ارتدت اسدالها فوق عبائتها البيتيه ولفت حجابها وخرجت مره اخرى..
نظرت لها هبه بدهشه،فبتسمت لها حبيبه وبثقه تحدثت..
"دا مش أيوب جوزى يا هبه"..نظرت لأيمن.."دا ايمن اخوه التوأم،الحمد لله عل سلامتك يا أبو ليليان"..
أيمن:بابتسامه.."الله يسلمك يا مرات أخويا"..
شهقت هبه هذه المره وبذهول تحدثت..
"سبحان الله يارب،دا حتى صوته زى ايوب بالظبط"..
نظرت لحبيبه وبفضول تابعت.."انتى عرفتيهم أزاى يا حبيبه؟"..
التزمت حبيبه الصمت قليلاً..فماذا تخبرها،انها تحفظ ادق تفاصيل زوجها،رائحته،نظرته لها،ابتسامته، ملامحه..
كافه شيئ به تحفظه هى عن ظهر قلب..
تنهدت بصوت مسموع وبتأكيد تحدثت..
"انا حافظه جوزى يا هبه"..
ربتت هبه على كتفها بحنان وبحب تحدثت..
"ربنا يحفظكم لبعض يا حبيبتى"..
أمنت حبيبه على دعائها ونظرت لأيمن وتحدثت بترحاب..
"اتفضل،بابا بيصلى جوه"..
ايكن:بأسف.."مش هينفع انا مستعجل وعيزك تيجى معايا مشوار مهم"..
عقدت حبيبه حاجبيها قائله بدهشه.." انا اجى معاك مشوار ؟"..حرك ايمن راسه بالأيجاب،فتابعت هى بتسائل..
"مشوار ايه دا؟!"..
أخذ ايمن نفس عميق وتسائل تحدث..
"الأول عندك استعداد تساعدينى انا واحمد نعتذر لأيوب أخوايا ونستسمحه"..
حبيبه:بفرحة.."طبعا لو فى ايدى حاجه اساعدكم بيها انا مستعده"..
أيمن:"يبقى أجهزى وتعالى معانا"..لمح القلق والتوتر بدا يظهرو عليها..فتابع بهدوء"لو قلقانه مننا تقدرى تجيبى والدك معاكى"..
حبيبه:بتعقل.."مش حكايه قلق،بس انا برن على ايوب بقالى اكتر من 6 ساعات من ساعه ما وصل المستشفى مع ايوب أبنك وتلفونه مقفول وانا مش متعوده اروح فى اى مكان بدون علمه"..
أيمن:"أيوب فى العمليات مع ابنى ولسه مخرجش علشان كده قافل تليفونه"..
حبيبه:"ربنا بطمنك عليه ياارب،طيب ممكن أعرف احنا هنروح فين؟"..
أيمن:بصوت اختنق بالبكاء.."هنعتذر لأخونا ونطلب انه يسامحنا قدام مصر كلها"..
بقلم نسوم
..بالمشفى..
حاله من القلق والفزع والرعب تحتاج قلب جميع الحضور..
ساعات طويله مرت وأيوب داخل غرفة العمليات برفقه الصغير..
ساعات طويله تبكى ليان بدون توقف..
وايضا تدعو الله بالحاح وتوسل شديد..
بجوارها زينب تحتضنها تارا وتربت على ظهرها بحنان،وتؤدى فروضها وتدعى من صميم قلبها تارا اخرى..
حتى اخير اً فتح الباب وخرج منه أيوب بوجهه يبدو عليه الفرحه وأقترب من والدته واحتضنها وهو يردد..
"العمليه نجحت يا ام ايوب"..
لتطلق زينب وابل من الزغاريط بسعادة غامرة تدمع لها العين..
وأسرع أيوب نحو احدى الجوانب وخر ساجدا يحمد الله مرارا وتكرارا..
أما ليان اذدادت حدة بكائها ولكن هذه المره تبكى من شدة فرحتها..
لم يظل ايوب طويلا واتجه نحو الداخل مره اخرى وظل بجانب ايوب داخل غرفه العنايه المشدده بعدما رفض ان يتركه نهائيا حتى يستعيد الصغير واعيه..
غافلا عن شقيقه أحمد المختبئ بأحدى الأركان بعلم من اللوا هانى ويقوم بتصوير شقيقه الجالس بجوار أيوب الصغير ممسك بكتاب الله يقرأ له ما تيسر من القرأن حتى تكون كلمات الله خير حافظ ومعين له..
أسرع أحمد واتجه نحو شاشة عرض موضوعه داخل أحدى غرف المشفى..
وقام اكثر من عامل بمساعدته ووضعوها امام غرفة ايوب الصغير..قام بتشغيل هاتفه ووصله بالشاشه،وجعل الصوت مرتفع ليصل لسمع شقيقه..
ليدوى صوت المذيعه منى الشاذلى..
"فى الفتره الاخيرة أشعل موقع التواصل الأجتماعى فيديو لشاب ماسك جيتار بيعزف بحرفيه عليه وبيغنى بصوت رائع أغنيه لوالدته،
الفيديو فى ايام قليله جدا،حقق نجاح ساحق،وبقى حديث كل السوشيال ميديا،مش بس بسبب الصوت الرائع او العزف المتمكن،ولكن بسبب اللى قاله الشاب عن نفسه قبل ما يبدأ غنى،ودا كان كفيل أننا نبحث عنه علشان نعمل معاه لقاء ويعرفنا أكتر على نفسه،لأنه حقيقى نموذج مشرف من شباب بلدنا الجدعان،
خلينا نرحب مع بعض..رفعت يدها وبدأ تعد على اصابعها واحد تلو الأخر،بالسباك،الكهربائى،نجار المسلح،لاعب البوكس والعاب القوه،عازف الجيتار،هبت واقفه..واللى رغم كل الظروف الصعبه دى قدر يكون بأصراره وعزيمته وبدعاء والدته..
"ظابط دكتور بالجيش المصرى أيوب زيدان وزوجته مدام حبيبه زيدان "..
دوى صوت التصفيق من جميع الحضور بحراره..
الأسم أخترق سمع أيوب الجالس بغرفه العنايه..
هب واقفا بجسد ينتفض وسار نحو شباك الغرفه وازاح الستار قليلا،لتتسع عيناه بصدمه حين وجد الشاشه تعرض البرنامج أمامه..و شقيقه أيمن متقمص شخصيته ويجلس بجوار زوجته..
ضيق عيناه ونظر بتفحص لهيئتهم..ليبتسم بفرحه حين تفهم مقصد شقيقه بتقمص شخصيته..
نظرت المذيعه للجمهور امامها وتحدثت بتسائل..
"هو دا اللى كان ظاهر فى الفيديو يا شباب؟"..
تحدثو جميع الحضور بأجماع انه هو..
حركت منى رأسها بالنفى، ونظرت لأيمن وبهدوء تحدثت..
"المايك معاك،اتفضل اتكلم"..
أبتسم أيمن ابتسامه يخفى بها دموعه،ونظر لها وتحدث بمتنان..
"أولا انا بشكرك جدا يا أستاذه منى على مساعدتك أنى اجى انهارده وأقول قدام كل الناس"..نظر للكاميرا.."أنا أسف يا أيوب،أنا غلطت فى حقك يا أخويا"..
هب واقفا وأشار على نفسه.."أنا مش أيوب،انا اخوه،لم يستطيع التماسك أكثر وبدأت دموعه بالهبوط على وجنتيه ببطء..توأمه اللى استعر منه وعيره بجهله بعد ما هو اتخلى عن تعليمه علشان يعلمنى انا وأخوه الصغير،وبعد كل اللى عملته معاه هو قاعد جنب ابنى فى مرضه بيرعاه بنفسه،
ليظهر الفيديو الذى صوره أحمد لايوب وهو يقرأ بكتاب الله بجوار ايوب الصغير..
" أنا جاى أنهارده وعايز أقولك أنا أسف،وبترجاك تسامحنى"..
نظرت منى لحبيبه الباكيه وبابتسامه تحدثت..
"ومرات أيوب يا ترى عايزه تقوله ايه؟"..
حبيبه:بخجل"اولا انا عايزه اقوله ميزعلش منى علشان خرجت وجيت البرنامج انهارده من غير ما اقوله"..
ضحك ايوب من قلبه على برائه حبيبتة..
صمتت حبيبه لبره وتابعت بحب شديد ظاهر بعيونها..
"انا جيت أنهارده علشان عايزه أقول لايوب جوزى،انت أحلى هديه من ربنا حصلتلى فى حياتى،وانا فخوره بيك يا أيوب ،وفخوره انى مراتك،وربنا يديمك ويديم وجودك فى حياتى"..
نظرت المذيعه للكاميرا وبابتسامه تحدثت..
"تعالو نشوف فيديو تانى موجه لدكتور ايوب برضه"..
نظرو جميعا نحو الشاشه ليظهر جميع عائله ايوب،وحتى حماته وحماه،كلا منهم يخبره بمدى حبه له بكثير من البكاء،
حتى توقفت الكاميرا على شقيقه احمد الذى تحدث بندم ورجاء..
"أنا اسف يا ايوب،انا غلطت فى حقك سامحنى"..
سارو جميعا بالكاميرا معهم واتجهو نحو شباك غرفه العنايه الواقف خلفها أيوب يبكى من شدة فرحته..
ليدوى التصفيق مرة اخرى حين ظهر اخيرا الدكتور ايوب زيدان الحقيقى على الشاشه بثياب عمله..
وقف احمد أمامه ينظر له برجاء حتى يسمح له ان يرتمى بحضنه..
لم يتردد ايوب وأسرع نحو الخارج،ليركض أحمد هو الاخر ويرتمى بحضن شقيقه فور فتحه للباب واحتضنه بقوه ويبكى بنحيب ويعتذر منه مرات ومرات..
نظر أيوب للكاميرا وبثقه تحدث..
"أنا عارف انك مش هتيجى غير لما اقولك تعالى،صمت لوهله..تعالى يا أيمن،هات مرات اخوك وتعالى،انا مستنيك يا ابن ابويا"..
هرول أيمن نحو الخارج بعدما القى السلام على المذيعه وشكرها بحراره هو وحبيبه وسارو نحو المشفى..
حتى وصلو اليها اخيرا..
↚
ليركض ايمن نحو شقيقه أيوب وارتمى داخل حضنه يحتضنه بقوة ودموعهم تتساقط من عيونهم بغزاره..
أقترب احمد واحتضنهم هو ايضا واتجهو ثلاثتهم نحو والدتهم الباكيه من شدة فرحتها وضموها لحضنهم،
اقتربت حبيبه من ليان وهنا والقت عليهم السلام،
واحتضنو بعضهم بود،وسارت حبيبه وليان نحو ازواجهم يحتضنوهم بقوة،وعشق ليس كمثيله عشق..
واحمد ممسك بيد خطيبته يقبلها بعمق..
....
..بعد مرور بعد الوقت..
أصبح ايوب الصغير بأفضل حال بفضل الله ثم عمه الذى لم يتركه للحظه..
وحين خرج من المشفى تفاجئ بأشقائه قد بنو شقه والدهم وجعلوها اروع ما تكون،لكلا منهم غرفته الخاصه به برفقة زوجته يباتون بها عندما ياتون لزياره والدتهم وشقيقهم كل اسبوع،ووالدتهم لها اجمل غرفه،
واليوم الخميس اجتماع العائله كالعاده،يسهرون سويا حتى تشرق الشمس بنورها..
أستغل ايوب أنشغال توأميه أحمد وايمن برفقه أشقائه الذين يحبونهم حبا جما،وسحب زوجته نحو غرفتهم غالقا الباب خلفهم..
حبيب:بخجل.."أيوب انت بتهزر،سبنى اخرج،عايزهم يقولو علينا ايه دلوقتى"..
أحتضانها ايوب بحب ظهرها مقابل صدره وببراءة مصطنعه تحدث..
"أنتى فكرانى هعمل ايه بس يا بيبه"..قبل وجنتيها وسار بها نحو فراشهم وجذب الغطاء والقاه ارضاً..
لتشهق حبيبه بعنف حين ظهر فستان زفاف ابيض رقيق للغايه كان اسفل الغطاء ،ومعه كافة شيئ تحتاج أليه العروس..
أستدارت حبيبه ونظرت له بذهول وعيون ترقرقت بالدمع وبتسائل همست..
"أيه دا يا ايوب؟"..
نظر ايوب لعيونها بعشق وبابتسامه حانيه تحدث..
"انتى فاكره اننى ممكن انسى انك ملبستيش فستان فرح يا حبيبه"..قبل جبهتها.."هسيبك تجهزى علشان هنعمل فرحنا وسط اهلنا هنا فى بيت ابويا"..
أستدارت حبيبه وارتمت داخل حضنه وضمته بكل قوتها وبحب شديد همست من بين ضحكاتها وبكائها الحاد..
"انت عشق وقلب وفرحة حبيبه يا أيوب يا حبيب حبيبه"..
أيوب:بفرحه لفرحتها"وانا كفايه عندى أشوفك مبسوطه كده يا أحلى واجمل زوجه فى الدنيا"..
وضع جبهتها على جبهته وتابع بمزاح..
"هبعتلك امى ومراتات اخواتى يساعدوكى على ما مامتك واختك يوصلو وهاخد انا ولادك الحلوين احميهم علشان أخواتى يلبسوهم البدل بتاعتهم على ما انا البس بدلتى انا كمان"..
قفزت حبيبه بفرحه طفوليه بين يديه وهى تردد..
"الله يا ايوب انا مبسوطه اوى ان ولادنا هيحضرو فرحنا"..
ضحك ايوب بصوت عالِ وبتاكيد تحدث..
"ليكى عليا كل مره ربنا يرزقنا بولاد هعملك فرح والبسك فستان وهشوفك كل مره احلى عروسه،وكانى بشوفك للمره الاولى يا حبيبه"..
وبين الكثير من الحب والفرح،طلت حبيبه بفستانها الابيض بهيئه ولا اروع تخطف الانفاس،والتقطو الكثير والكثير من الصور برفقة أحبابهم،
واخيرا بشائر الخير أغاثت القلب بعد الكثبر من العناء،..
النهاية
..بعد مرور عدة ايام..
هبه لم تطيب جروحها بعد..
وقتا ليس بقليل مر عليها وهى لم تفق من حزنها،
تقدم لها الكثير من الشباب،
عبد الرحمن برفقه والده ولكنها لم تقبل عرضه للزواج منها،
وحتى المهندس بدر عرض عليها الزواج بأحدى محاضراته ولكنها أيضا رفضته..
فهناك شيئ ما بقلبها المجروح يميل بشدة لصاحب الشطائر المفضله اليها..
كعادتها تجلس شادره بمفردها بأخر المدرج..
..بدر..
كعادته يراقبها من أن لأخر بعيون ملتهفه لنظره من
عيونها الممتلئتين بالعبرات، والمحاطتين بهاله من السواد تدل على شده حزنها..
هيئتها هذه ألمت قلبه بعنف..جعلته يقطع حديثه فجأه ويصمت لدقائق واخذ نفس عميق وبصرامته المعهوده تحدث..
"مهندسه هبه"..
اى هبه..اين هبه؟؟..
غارقه هى ببحور ذكرياتها..
وبرغم عيونها الدامعه الا ان هناك أبتسامه راضيه زينة ثغرها المزموم حين اخترق صوته أذنها..
صوته كهاتف بعيد يذكرها بهذا الأحمد الذى يأتى يوميا اسفل منزلها،ويظل بالساعات حتى يلمحها من شباك غرفتها..
وحين تقع عيناه عليها يبتسم لها ابتسامته العاشقه ويترك لها علبه صغيره على جانب الطريق وينصرف على الفور..
لتسرع هى وتركض نحو الخارج وبلهفه تأخذ العلبه وتفتحها بفضول..
لتجد بها طعامها المفضل شطيرة المربى بالقشطه..
أعاد بدر اسمها بصرامه اشد..
"مهندسه هبه"..
ضيقت عيونها ونظرت له بتفاجئ،وبصوت مرتجف حزين همست..
"احمد؟؟"..تمعنت النظر لملامحه اكثر وتحولت نظرتها لأخرى مذهوله وبعدم تصديق تابعت.."احمد انت بدر؟؟!!"..
تهللت اسرير بدر وتنهد بصوت مسموع وتحدث بفرحه غامرة..
"أخيراااااااااااااااا"..رفع كلتا يده وضعها على رأسه ودار حول نفسه وبلحظه كان ركض داخل المدرج متجه نحوها حتى وقف امامها مباشرة ومال بوجهه عليها مقترب منها بشدة حتى كادت انفهما ان تتلامس لولا هبه تراجعت سريعا للخلف بمقعدها،نظر داخل عيونها بعشق وبتنهيده تحدث..
"أخيراً حتى بالك أن احمد هو بدر يا هبه"..
نظرت هبه حولها وجدت جميع الطلاب ينظرون لهم ببتسامه حالمه بلهاء،تنحنحت بحرج وبستحياء همست..
"احححم..انت اللى طريقتك وانت مهندس غير وانت احمد بتاع السندوتشات"..
وضع يده بجيب سرواله وأخرج علبه قطيفه كبيره نوعا ما،لتتسع اعين هبه وتنظر للعلبه بدهشه،فتحها بدر امام عيونها ليظهر بها دبلتين واحده فضه واخرى ذهب وتذكرتين سفر..نظرت له هبه بتسائل،ابتسم لها وبتمنى تحدث..
"هكون اسعد انسان فى الدنيا لو قبلتى تتجوزينى وتشاركينى حياتى ياهبه"
ظهر الخوف والتردد على وجهه هبه،ليسرع الطلبات بألحاح عليها حتى تقبل طلبه،
أمسك بدر التذكرتين ووضعهم امام اعينها لتشهق بفرحة غامرة حين وجدتهم تذاكر لرحله حج لبيت الله الحرام..
رفعت عيونها ونظرت له بابتسامه حزينه،تأمل هو ملامحها وبعشق تحدث..
"هاخدك ونسافر لبيت الله الحرام وهناك عيطى براحتك وخرجى كل حزنك ياهبه"..
حديثه أثلج قلبها،واخيرا عثرت على المكان التى ستبكى وتخرج كل اوجعها به،
اخذت نفس عميق وبخجل همست..
"بابا موافق على الدكتور بدر لكن انا موافقه يا احمد"..
تخبره انها مكتفيه به ووافقت عليه حتى ولو لم يكن دكتورها..
نظر بدر لها بعيون تصرخ عشقاً وتحدث بأمر دون ان يبتعد عن عيونها..
"سمعونا زغروطه يا شباب"..
وأخيرا عوضها ربها عن حزنها وتعبها برجل سيكون لها خير زوج..
بينما من ظلمها يقضى فترة عقابه بين جدران السجن المظلمه..
تمت بحمدلله