رواية حب تحت الخديعة يونس وليال كاملة جميع الفصول بقلم رحمة سيد

رواية حب تحت الخديعة يونس وليال كاملة جميع الفصول بقلم رحمة سيد

رواية حب تحت الخديعة يونس وليال كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة رحمة سيد رواية حب تحت الخديعة يونس وليال كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية حب تحت الخديعة يونس وليال كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية حب تحت الخديعة يونس وليال كاملة جميع الفصول

رواية حب تحت الخديعة يونس وليال بقلم رحمة سيد

رواية حب تحت الخديعة يونس وليال كاملة جميع الفصول

في قصر واسع ينم عن الرفاهيه التي أمتلكها أصحابه 
جلس بدر الجمال مشدود الوجه متجهم وكأنهم يغرزون وتدا بقلبه أمام المأذون الذي كان يعقد قرانه على كتلة الغرور ذات الخصلات الڼارية تلك الفتاة التي يكرهها ويمقت كل صفاتها أيسل الرافعي 
ظل يراقب ملامحها عله يجد بها حزن او إنكسار ولكنها كانت ثابتة هادئة تحمل بريقا غريبا لا يدري مصدر توهجه أهي السعادة ام القهر المكتوم ولكن على أي حال تبدو صامدة ليس وكأنها اجبرت على هذه الزيجة !! 

عاد بذاكرته لذلك اليوم الذي طلبت فيه والدتها أن يتزوج أبنتها 
فلاش باك
قولي يا ست فاطمة شغل إيه 
قالها بدر بتركيز مسلطا سوداوتاه على السيدة الحنون التي ربت أيسل بعد أن وجدتها شريدة في الشارع دون أهل ! 
تنهدت فاطمة متفحصة كامل هيئته بدءا من شعره الاسود الغزير الناعم وسمار بشرته الرجولية الحادة هبوطا لجسده الطبيعي بالنسبة لرجل في منتصف الثلاثينات من عمره ! 
ثم قالت بنبرة عملية جافة
انا كنت عرفت في مرة إنك عليك ديون وتقريبا أنت بتحاول تسدها صح 
اومأ برأسه على مضض دون رد وعاد ينظر لها بأعين تنبض حدة قبل أن يسألها
وده إيه علاقته بالشغل اللي حضرتك قولتي عليه 
قالت دون مقدمات
مهو الشغل ده إنك تتجوز أيسل وفي المقابل هساعدك تسد ديونك لازم تكتب كتابك عليها وإلا بنتي هتضيع مني أهلها اللي رفضوا يقابلوني زمان عشان ياخدوا بنتهم اللي تاهت جايين دلوقتي لما شافوها يفتكروا إن ليهم بنت كبيرة وحلوة عشان يشغلوها معاهم في الكباريه المقرف اللي هما شغالين فيه وبيهددوني يجبولي البوليس ويقولوا اني خطڤاها من زمان لما كانت طفلة 4 سنين ! 
لم يبدو لها بدر متأثرا كثيرا إذ ظل محافظا على جفاف ملامحه من شتى التعبيرات 
لتتابع بنبرة حملت توسلا خاڤتا
ماقداميش حل غير ده ساعتها حتى البوليس مش هيقدر يعملهم حاجة
رفع بدر كتفاه معا وقال مستنكرا بنبرة أجشة
حضرتك ماشاء الله مش ناقصة فلوس وممكن أي حد من معارفك يخلصلك الحوار ده!!
هزت رأسها نافية بشيء من اليأس
ها قولت إيه هتساعدني وأساعدك وهيبقى مجرد كتب كتاب وجواز ظاهري بس لمدة قليلة جدا ! 
ثوان من الصمت مرت ولسانه ثقيل بحروف تتنازع نزعا للخروج من بين شفتاه المشدودة بقسۏة وهو يبتسم ساخرا في استنكار
ويا ترى الهانم الصغيرة عارفة إنها هتتجوز نجار بيجي يشتغل في القصر بتاعهم 
زفرت مطولة بعمق وببسمة حانية على ذكر سيرة أيسل أردفت بهدوء
متقلقش أنا بعمل ده لمصلحة أيسل وهي هتفهم ده كويس
نهضت مقتربة منه تربت على كتفه برفق ثم لانت نبرتها كثيرا وهي تخبره
خد وقتك في التفكير يا بدر وحقك ترفض بس افتكر إن أنا محتاجة مساعدتك 
اومأ بدر موافقا برأسه ثم نهض يعدل من ملابسه مغمغما بصوت أجش
بعد اذنك يا ست فاطمة
ثم غادر بصمت تام تتابعه فاطمة بعيناها ذاك الرجل منذ أول يوم رأته وهو يثير إعجابها بشخصيته الرجولية الجذابة المنغلقة الغريبة الحازمة ! 
يبدو كجوزة الهند قاسېة خارجيا ولكنها لينة لينة جدا من الداخل 
وبما أن مدللتها الصغيرة تعشق الصعوبات والتحديات لم تجد سوى ذلك الجلف لتعجب به وهو الذي لا يعيرها أدنى اهتمام !!
عودة للواقع
صوت المأذون الهادئ نجح في إنتشاله من عمق الذكريات وهو يقول
اتفضل حضرتك امضي 
وبالفعل أمسك بالأوراق متنهدا بقوة لينهي كل شيء هو قد قرر وانتهى الامر !
وما إن إنتهت مراسم كتب الكتاب حتى صدحت الزغاريد عن بعض العاملات بالقصر 
فتنفست أيسل بصوت مسموع مغمضة عيناها من المفترض أن تكون سعيدة لقد أصبحت زوجة الرجل الذي زار أحلامها مرارا وتكرارا ليزيدها تيمما به وفي ذات الوقت يؤلمها قلبها لأنها تتزوج بتلك الطريقة وبسبب الاشخاص الذين هم من المفترض أهلها فما عادت تشعر بأي شيء وكأن كل شعور ناقص فلم تعد تستطع ترجمة أي شعور !!!
غادر المأذون والشهود لينهض بدر شامخا برأسه يهتف بخشونة
أنا هاخرج شوية يا ست فاطمة اظبط حالي زي ما اتفقنا
تمام وشكرا يا بدر 
قالتها فاطمة ثم اومأت برأسها موافقة بقلة حيلة وهي تراقب ملامح أيسل التي تشنجت وكأن احدهم يعتصر قلبها بقبضة الغيرة الدامية ! 
رفعت فاطمة رأسها تلحق ب بدر قبل أن يغادر لتردف بهدوء
طب اقعد أنت وأيسل الاول يا بدر عشان لو عاوزين تتكلموا في أي حاجة 
دقيقتان تقريبا
استغرقهم بدر في التفكير ليومئ برأسه متقدما من أيسل التي كانت تضع قدم فوق الاخرى وتنظر لأصابعها المتشابكة بصمت ليخترق صوته الرخيم عزلتها وهو يخبرها
يلا !! 
بالفعل نهضت بهدوء قاټل تتقدمه متوجهة نحو احدى الغرف الفارغة دلفت هي اولا وهو خلفها ثم جلست أيسل على الكرسي تضع قدم فوق الاخرى كعادتها دون أن تلحظ تلك العينان السوداوتان التي تراقبها مستنفرة
من تلك الحركة التي ترجمت له على نحو الغرور !! 
جلس هو الآخر أمامها ليبدأ بدر كلامه هاتفا بصوت أجش ثابت وعيناه تلتقط نظراتها المستكينة بخواء غريب 
اولا ده وضع
مؤقت اجباري وهيعدي لكن لازم نحط النقط على الحروف عشان الوقت ده
يعدي بدون مشاكل 
اومأت أيسل برأسها وملامحها تنبض بالتساؤل قبل لسانها وهي تردد ببرود
عارفه كل ده ادخل في الموضوع على طول يا بدر 
إستفزه برودها وحدتها فراح ينتقد أول شيء يرفضه تماما في ذلك المزيج الغريب من الهدوء والرقة والحدة
اولا اللبس الضيق ده تنسي إنك تلبسيه طول ما إنتي على ذمتي
قال كلامه مشيرا للبنطال الضيق الذي ترتديه فأومأت هي برأسها ساخرة بتلقائية
طبعا طبعا أومال 
أنا مش بهزر ومفيش داعي للبواخة والسخرية دي!
غمغم بها بحروف مشدودة بالڠضب فظهرت ابتسامة ساخرة على وجهها وإندثر خواء عيناها وتلك الغيرة الهوجاء تبعثره محتلة ساحة عيناها لتستطرد بشراسة
أنت مايخصكش أصلا ألبس إيه الكلام ده تقوله للهانم اللي بتحبها اللي مش قادر تستنى على بعدها وعايز تجري تروحلها وكتب الكتاب معداش عليه ١٠ دقايق! 
ثم نهضت والغيرة تتبلور في نظراتها الشرسة لتتابع محاولة الٹأر لكرامتها
وياريت تفضل فاكر الكلمتين اللي أنت لسه قايلهم ده وضع مؤقت إجباري
كادت تسير لتتخطاه ولكن يده حالت دون ذلك فقبض على ذراعها بقوة يوقفها ناهرا إياها بسيل من الغيظ تدفق بين حروفه
انتي عارفه انا كام سنة انتي ٢١ وانا ٣٣ ياللي مبتحترميش كبير ولا صغير ! 
ايه يعني ١٢ سنة مش حوار
تمتمت بها ببرود حافظت عليه فنظر لها من أعلاها لأسفلها متجاهلا استفزازها ليتابع بصوته الأجش
ولما تكوني بتتكلمي مع حد لازم تتعودي تحترميه وخصوصا جوزك أنا مش موظف عندك يا هانم هترميلي كلمتين وتمشي!! 
رفعت حاجباها ساخرة باستنكار باندفاع وحدة غير مقصودين
فعلا متأكد من الحتة دي 
كان متيقنا ستظل طيلة تلك الفترة اللعېنة تذكره أنه النجار الذي يعمل في خدمتهم ! 
ففتحت فمها تحاول التبرير بحروف مشتتة ونظرة عيناه تشعرها أنه ذئب يعج عويله نظراته ولا يغادر حنجرته
أنا آآ يعني بص أنا كنت 
فخرج صوته هادئا وكأن الكون يخلو من أي اصوات سواه وحادا وكأنه شفرة لامعة
إنتي واحدة والدتها كانت مفكره إنها كده بتدلعها وبتعوضها لكن هي في الحقيقة فشلت في تربيتها !! 
تناثر إعتذارها مع مهب الريح وراحت تستمر في عنادها وترفعها عن اخطاءها
أنا ولا مدلعه ولا متربتش انا اتربيت كويس ڠصب عن أي حد وانا مش طفلة وعارفه كويس أنا بقول إيه بس أنت اللي عايز تتكلم وتتنطر ومحدش يرد عليك 
إنتي طفلة بالنسبالي وطفلة مش متربية كمان وأنا اللي هاربيكي وهعرفك ازاي تتعاملي مع الكبار وتبطلي النفخه الكدابة اللي انتي فيها دي!
لم تنتبه لأي كلمة مما قالها رائحة عطره للحظة شعرت أنها تستطيع ترجمة شعورها أنها مطمئنة مغمورة العواطف بين مچروحة المشاعر من كرهه نبذه ونقده المستمر لها مچروحة الكرامة لشعورها انه مجبر على ذلك الزواج تغار پجنون من حبه لأخرى وقلبها يتلوى لوعة كلما تذكرت أن كل ذلك بسبب والديها الجشعان !
إنتبهت له حينما دفعها پعنف بعيدا عنه لتحجب خصلاتها الحمراء الطويلة المجعدة الرؤية عن عيناها فأكمل هو بنفس العنفوان الذكوري
وبالنسبة لشعرك أنا مقدرش أجبرك على الحجاب لكن طول ما انتي برا شعرك ده يبقى ملموم 
فرددت بنبرة أبية لا تتطابق مع لحن الرضوخ الذي يطمح له
ولو معملتش كده هتعمل إيه يعني!!
فاقترب هو منها فارتجفت پعنف
و تلك الرجفة وصلته بشكل ما مرسلة له شعور لحظي غريب ليعيد نظرته للجمود وهو يستطرد بتوعد قاس
طالما إنتي عندك استعداد إن أي راجل يشوف متفصل كده وممكن يبان منه قدام اي حد كمان يبقى لو شوفتك لابسه كده صدقيني هتلاقيني دي وما هيهمني أي حاجة! ڤضيحة بڤضيحة
لم ينتظر ردها بل غادر تلك الغرفة متنفسا الصعداء 
يلعن ذلك اليوم الذي وافق فيه على تلك الزيجة بينما هي تبتلع ريقها بقلق متساءلة بحسرة هل هي تتعمد
على الطرف الآخر في احدى قرى الصعيد 
جلست ليال بتلك الغرفة بمفردها تنظر لنفسها في المرآة تتحسس تلك العباءة البرتقالية المطرزة التي بدت وكأنها صنعت لها خصيصا اليوم ستزف عروس للرجل
الوحيد الذي عشقته مقسومة هي نصفين نصف سعيد يرقص فرحا بما استطاعت فعله ونصفها الآخر تصدعت فيه تلك السعادة كلوح ثلج مزقته تصدعات قاسېة وهي تتذكر ما فعلت بأنانية لتحصل على حبها 
تنهدت بعمق وهي تبتسم ساخرة صدق حدسها فقد كان يونس متجاهلها تماما منذ ذلك اليوم المشؤم لا يوجه لها أي كلمة إلا اذا كان احدهم متواجد وقد أخبروا أهل البلد أن يونس كان قد خطب احداهن وجاء بلدته ليتزوجها عليها وسط أهله 
أمسكت ليال الفرشاة بشرود متنهدة وهي تفرد خصلاتها السوداء على ظهرها ثم بدأت تمشطها ببطء وفجأة وجدت الباب يفتح پعنف ويونس يدخل بهمجية وقد
نسي أن يغلق الباب خلفه فأغلقه نصف غلقة دون قصد ثم تقدم منها لينفجر غضبه المكتوم في وجه ليال كالشظايا القاټلة وهو يزمجر 
عملالي فيها عروسة بجد يا بت انتي وقاعده في اوضتي اللي مكنتيش تحلمي تدخليها !! 
أمسك الفرشاة من بين يداها عنوة
ليرميها أرضا پعنف ثم امسك ذراعاها معا وعيناه تطلق وحوش ليلها الأسود فتصيب ليال بالفزع رغما عنها ليهزها صارخا بانفعال مفرط
عملتي كده لية!! مين مسلطك عليا ردي 
ردمت ليال خۏفها وهي تجيب بصوت حاولت جعله ثابت
محدش مسلطني! أنت اللي مش فاكر اللي حصل يا ي 
وضع كفه على فمها يضغط عليه ليكتمه پعنف وهو يهتف من بين أسنانه محذرا
اياكي تنطقي أسمي اياكي انا كنت يونس بيه او استاذ يونس وهفضل بالنسبالك كده
حركت رأسها بقوة محاولة التملص من بين قبضته حتى أنزل هو يداه فانزلقت حروفها الشرسة من بين شفتيها بتلقائية تتحداه الرفض
مبقتش يونس بيه بقيت يونس وبس يونس جوزي سواء رضيت او مرضتش 
كلما ذكرته بعجزه وضعف موقفه كلما ذكرته أنها أخذت مكان لم يكن لها يوما شعر أن
الجنون ليس ذرة مما يشعر به وباتت تصرفاته مجرد خيط تتلاعب به شياطينه!! 
ليدب على الفراش پجنون بيداه من حولها وهو ېصرخ بصوت عالي نسبيا
هتنطقي وتقولي حقيقة اللي حصل ڠصب عنك مش بمزاجك وانا وانتي والزمن طويل
كان تنفسها مضطرب وعالي قربه بهذه الطريقة يذيبها ويذيب قوتها الوهمية يذيب الأنثى التي تتمنى لحظة قرب واحدة ودقات قلبها تفضحها فتدوي لتحيي السكون باهتياجها 

ابعد يا يونس 
قولت يونس بيه متنسيش نفسك يا بيئة 
فراحت تردد بعناد قاصدة استفزازه
يونس يونس يونس يونس يونس 
تكومت حروفها في حلقها عاجزة عن النطق وكأنها اصبحت ملقاه بين چحيم من المشاعر التي تختض داخلها پعنف 
ليبعد هو في الدقيقة التالية ينظر عند الباب ليجد أن الخادمة التي كانت تراقبهم قد رحلت فعاد ينظر ل ليال التي كانت مغمضة عيناها ويداها تقبض على شرشف الفراش پعنف 
فعقد ما بين حاجباه وهو يحدق بها بصمت دون أن يشعر أنه يدقق النظر لها بدءا من رموشها الكثيفة المشتدة حول جفناها هبوطا بملامحها الصغيرة القمحية وشفتاها الصغيرة ككل شيء فيها و 
استفاق سريعا لنفسه فنهض مبتعدا عنها وهو يتابع بصوت أجش
اوعي تفكري إني عملت كده عشان جمال عيونك أنا اصلا بقرف منك ده بس عشان البنت اللي بتشتغل هنا جات وكانت واقفة قدام الباب وأحنا مش ناقصين فضايح وبلاوي تانية بسبب خدامة زيك! 
تبخرت سطوة العواطف وقد أصبحت كرامتها جمرة تتفاقم لتنطلق من بين حروفها وهي تنهض مقتربة منه لترد عليه بنفس الحدة ولكنها هادئة
كداب يا يونس ماتقدرش تنكر إني بأثر فيك ولو بنسبة واحد في الميه! 
كلما حاول حجم غضبه جاءت لتبعثره بكل غباء 
أمسك ذراعها ليلويه وهو يلقي إهانته المتعمدة عند اذنها ببحة رجولية حادة غاضبة
أنتي مش انثى اصلا 
ثم وقعت عيناه على شعرها الذي كان تمشطه تعيش بكل أريحية بينما هو يتلوى بمرارة الفراق اللاذعة!!! 
في اللحظة التالية ودون شعور كان يفتح الدرج بيد ويكبلها باليد الاخرى فأخرج مقص ليترك يدها ويمسك خصلاتها معا پعنف جعلها تتأوه مټألمة وهي تصيح فيه
سيب شعري يا همجي بتوجعني
و آدي شعرك اللي فرحانة بيه وبطوله
وعماله تسرحيه أتمنى تكوني مبسوطة 
ثم ألقى المقص ارضا وخصلات شعرها المقصوصة أيضا بينما هي
مبهوتة مكانها تحدق بخصلاتها السوداء الطويلة التي داسها وهو يمر ليهمس لها بقسۏة سقطت عليها كالسياط
ملهوش أي قيمة واخره تحت رجلي زيك بالظبط!! 
ألهذه الدرجة يكرهها ويود فعل أي شيء فقط ليؤلمها بل ألهذه الدرجة أوجعت قلبه هي !!!!!
في القصر الذي تقطن به أيسل 
كان بدر في حديقة القصر ينوي المغادرة حينما أتاه الاتصال من مريم تلك الفتاة التي كان يهيم بها عشقا فتقدم لخطبتها وبالفعل اصبحت خطيبته ولكنه إنفصل عنها بعد فترة بسبب التصادم الذي حدث في الماضي وفرق بينهما ولكنه عاد قريبا منها حينما شعر أنها على وشك الإنهيار وحيدة !
أجاب على الهاتف بصوت هادئ متزن
ايوه يا مريم
أجابته بصوت مبحوح تسأله
أنت فين يا بدر 
منا قولتلك يا مريم هبقى مشغول بخلص كل مشاويري عشان الفترة اللي هقعدها في القصر معاهم مش فهمتك كل حاجة! 
سمع صوتها الذي اختنق بشرنقة بكاء وهي تردف باستعطاف متعمد
كده يا بدر من أولها هتسيبني قاعده لوحدي كتير عشانها !! امال لو كان جواز بجد كنت عملت إيه انت عارف إني بكره الوحدة بدر ماتسبنيش لوحدي عشان خاطري 
أغمض عيناه متنهدا بصوت مكتوم تستغل مشاعره نحوها لتلين قلبه بإنهيارها الزائف ! 
فقال بعدها بحنو
حاضر يا مريم هعرف الست فاطمة بس وهاجي
ابات في المنطقة عندنا مش هبات هنا
لم تخفى عنه لذة الانتصار التي صاحبت جملتها وهي تتشدق ب
تمام مستنياك متتأخرش عليا 
متقلقيش سلام 
سلام 
أغلق الهاتف ويداه تغوص بين خصلاته السوداء الطويلة ليستدير ويعود لداخل القصر 
وقف أمام فاطمة يعد كلماته بحذر ليهتف بجدية
انا متأسف يا ست فاطمة بس انا مش هقدر أبات هنا على الأقل ٣ ايام تاني
سألته فاطمة بلهفة عابسة
لية بس إيه اللي حصل يا بدر 
بنفس الهدوء رد شارحا كل شيء بصدق تغلغل حروفه
البنت اللي كانت خطيبتي وبنت عمي في نفس الوقت واللي هي تعتبر
كل عيلتي زي ما قولتلك لسه مش متهيئة نفسيا لفكرة إني ابعد عنها ولو مؤقتا ف انا مضطر أمشي ولو حصل أي حاجة بتليفون واحد تلاقيني عندك
عقدت فاطمة ما بين حاجبيها بقلق ومن ثم أستطردت مستنكرة
تمشي ازاي بس وافرض جم في اي وقت ومعاهم البوليس وكمان الموضوع لازم يبان قدام الناس طبيعي عشان لو الشياطين دول فكروا يسألوا او يعملوا اي حاجة ويتنصحوا علينا دول هيعملوا أي حاجة عشان ياخدوها مني 
هز بدر رأسه بأسف وقال
انا عارف ومقدر خوف حضرتك بس انا كمان خاېف على مريم خصوصا إنها تعبانة نفسيا شوية الفترة دي
للحظات صمتت فاطمة تفكر في حل لتلك المعضلة هي لا تريد أي ثغرة في الموضوع ولن تترك أي شيء للحظ ! 
تشدقت بنبرة حازمة قطعت بها الصمت
خلاص يبقى تجيبها تعيش معانا التلات اسابيع دول القصر واسع ويسع من الناس الف! 
لا ينكر تفاجئ باقتراحها الذي لم يخطر بباله اطلاقا ولكنه يعد حل اوسط 
فنطق بما يقلقه من ذلك الاقتراح
طب والناس وبنت حضرتك تفتكري هتقبل بالوضع ده 
لم تحتاج فاطمة وقتا للتفكير فقالت
الناس هنقولهم إنها اختك مش ازمة
ثم تنهدت بقوة تتخيل القهر الذي سيسقط على صغيرتها كدلو ماء بارد قاټلا مشاعرها الحارة المتدفقة ! 
ثم تابعت بنبرة يائسة قليلة الحيلة
وأيسل انا هقولها وهتكلم معاها متقلقش ماقدمناش حل إلا ده
اومأ بدر مؤكدا برأسه ليتنحنح بخشونة بعدها
طب هستأذن حضرتك همشي انا بقا وبأذن الله هجيب مريم ونيجي بليل 
اومأت فاطمة برأسها موافقة على مضض ليغادر بالفعل بينما هي جالسة تفكر كيف ستصدم أيسل بما سيحدث 
بعد فترة وصل بدر العمارة التي يقطن بها هو ومريم كلا منهما في شقة صغيرة بمفرده 
بدر اوعى تنسى أنت اشتغلت عندهم لية ووافقت تتجوزها لية اصلا يا أنت بتعمل كده عشان ټنتقم ليا منها اوعى تنسى ده
مټخافيش مش ناسي مش ناسي ومش هنسى إني بعمل كل ده عشان ټنتقمي منها يا مريم!!!!
الفصل الثاني 
صباح اليوم التالي 
وصل كلا من مريم و بدر وقد كانت مريم تحاوط ذراع بدر بقوة وكأنه سيهرب منها في أي لحظة وما إن اقتربا من بوابة القصر حتى استوقفته مريم للحظة تهمس له بقلق مصطنع
بدر انا خاېفة 
مټخافيش طول ما أنا معاكي
خليك جمبي طول ما احنا جوه اوعى تسبني لوحدي معاهم 
قالتها بنفس
النبرة التي تجد صداها بين ثنايا قلبه الحاني والذي لطالما كان مضجع عشقه لها 
حاضر متقلقيش 
قالها وهو يومئ مؤكدا برأسه وبالفعل
دلفا سويا للقصر ليجدا أيسل ووالدتها تجلسان بصمت وكأنهما منهكتان بعد نقاش حاد 
وقفت فاطمة تزفر بعمق ما إن رأتهما للحظة تخيلت إختفاء بدر بسبب تلك الفتاة وما يليه من مصائب فشعرت بجسدها كله يثلج بشعور بارد قاسې من الذعر 
حاولت رسم ابتسامة هادئة على ثغرها وهي تردد بترحيب
اتفضلوا نورتوا
استدركت مريم نفسها سريعا لتقترب من فاطمة راسمة تلك الابتسامة البريئة المستهلكة في خداع بدر ثم قالت برقة
ده نور حضرتك ازي حضرتك يا طنط 
اومأت فاطمة برأسها متمتمة برفق
بخير يا حبيبتي ازيك انتي 
الحمدلله بخير 
ردت في هدوء ثم ظهر الحرج مستلا قيادة تعبيراتها الماكرة وهي تغمغم بصوت منخفض نوعا ما 
أنا عارفة إني هتقل عليكم الفترة دي أسفة بجد لكن والله حاولت اتأقلم على إني افضل لوحدي بس مقدرتش
فهزت فاطمة رأسها نافية بسرعة
لا طبعا ما تقوليش كده أنا اكتر حاجة تفرحني إن ضيف يجي بيتي 
تلوى ثغرها بتلك الابتسامة المصطنعة ثم اقتربت من بدر الذي كان واقفا بصمت لتحاوط ذراعه مرة اخرى ولكن هذه المرة بتملك ازداد ثورانا وتأججا في وجود غريمتها لتتابع بعدها بمكر انثوي
اصل انا وبدر مش بنسيب بعض ابدا طول اليوم إلا لما يروح الشغل فمبقتش بقدر أقضي يوم من غيره
اومأت فاطمة بشبه ابتسامة مجاملة وهي تردد
ربنا يخليكم لبعض
يارب 
بينما أيسل كانت تحدق بهم بعينان مشتعلتان بچحيم الغيرة الذي أهلكت فقاقيعه روحها ! 
ثم نهضت تنوي المغادرة إلا أن مريم استوقفتها قائلة ببرود خبيثة
انتي بقا أيسل صح 
ايوه أنا أيسل صاحبة القصر اللي إنتي واقفة فيه ده
تلوت ملامحها كجلد الثعبان لتتغير للتأثر المصطنع وهي تتشدق ب
كان نفسي نتقابل في ظروف أحسن من كده انا عارفة إنك مضايقة إنك اضطريتي تجبري حد يتجوزك لكن فعلا مفيش حل غير ده انا لو مكانك كنت عملت كده! 
اقتربت منها أيسل بخطوات بطيئة ترميها بنظرة حادة شعرت بها تنخر عظامها من قسۏتها لتردف بحروف
بطيئة قټلت تلك الهالة من البرود التي كانت تحاوطها لتظهر باطنها الذي يغلي كالمرجل
مش أيسل الرافعي اللي تجبر حد يتجوزها اديكي قولتي أنتي مش انا ! إنما أنا أخلي أي راجل يتجنن عشان يتجوزني مش العكس 
حينها تدخل بدر في الحوار مغمغما بنبرة رجولية عميقة ونظراته المظلمة مثبتة على أيسل
أي راجل مش انا يا أيسل هانم !! 
تأرجحت نظراتها ما بين السخرية والڠضب تشعر بالتحدي يغرس مخالبه في أعمق نقطة داخلها 
ثم اومأت برأسها بكلمة كانت بمثابة قسم
سيظل معلقا بينهما حتى يصبح قلبه بين قبضتها فيسقط ذلك القسم
هنشوف يا بدر 
ما إن أنهت كلمتها حتى إنصرفت لم تنتظر كلمة اخرى بينما فاطمة حاولت التبرير بكلمات مقتضبة
انتوا اكيد عاذرين أيسل اللي بيحصلها كله مرة واحدة مش شوية! 
اومأت مريم برأسها مؤكدة وبابتسامة مجعدة يكاد الحقد ينفجر من بين ثناياها ردت
اه طبعا يا طنط ربنا يقويها على ما بلاها !
على الجهة الاخرى 
جلست ليال في الحجرة التي تقطن بها دوما شبه وحيدة تحارب أفكارها المذبذبة التي لم تجد سواها حاضرا 
للحظات تأن كرامتها وذلك الرفض ينحرها وفي اللحظات الاخرى يكتم قلبها ذلك الڼزيف رافضا الاستسلام لتيار العقل 
تخشى الاستسلام للعقل فتسير في طريقه لتصل لمنتصفه وحيدة شريدة ممزقة بنصل الندم الندم الذي لن يتركها حتى يطفئ بريق روحها كما فعل بوالدتها تماما !
ازيك يا ليال 
سړقت ليال ابتسامة من ضجيج الذكريات لترد بخفوت
الحمدلله تمام إنتي عامله إيه 
الحمدلله 
بصي انا عارفه إن لما اتجوزتوا انتي ويونس معملناش حنة ف بنات العيلة تحت هيجيبوا واحدة بترسم حنة حلوه اوي إيه رأيك تيجي معانا ترسمي 
للحظة ترددت ليال كادت ترفض وذاك الضجيج المؤلم داخل رأسها يتصاعد ولكنها أسكتته حينما دوى صوت موافقتها لتعلن
اشطا ياريت 
إتسعت ابتسامة ورد وكادت تنهض ولكن ليال أسرعت ممسكة بيدها وتابعت بشيء من التردد
ورد هو انا ينفع اطلب منك طلب أصلي بصراحة مليش كلام مع حد اوي هنا 
اومأت ورد برأسها مؤكدة بترحاب حار
طبعا اؤمري 
رفعت ليال يدها تتلمس خصلاتها المقصوصة التي غطتها ب حجاب صغير لتتنهد بقوة وكأنها تحيي داخلها روح المقاتلة من أجل حبها والتي استكانت للحظات في ركن ما داخلها بخواء
قاس
بعدما حدث 
انا كنت عاوزاكي توديني الكوافير أقص شعري كيرلي وأصبغه 
ثم هزت كتفاها معا وأكملت بصدق
انا فعلا من زمان نفسي أقصه كيرلي وكنت هعملها قبل ما أجي هنا بس ماجتش فرصة بقا !
اومأت ورد بسرعة وهي تغمزها
بمرح حلو
يا سلام ياستي غالي والطلب رخيص
ثم نهضت تحكم حجابها حول رأسها وتخبر ليال بحروف هادئة مبطنة بالتحذير

انا هروح ألبس وانتي كمان إتصلي بيونس استأذنيه وإلبسي وهستناكي تحت 
تمام يا ورد 
نهضت بالفعل ترتدي ملابسها وما إن إنتهت حتى أمسكت هاتفها لتتصل بيونس ولكنه كالعادة رفض مكالمتها !! 
بعد ساعات وفي غرفة ليال ويونس 
وقفت ليال أمام المرآة تنظر لنفسها بزهو بداية من خصلاتها التي صبغتها بخليط ما بين لون لم يصل لصفار الشمس واخر لم يصل لبياض الثلج ! 
ثم ذلك الفستان الرقيق الذي ترتديه والذي يصل حتى ركبتيها 
كانت فاتنة فاتنة لن تتوانى عن ذلك القديس الذي تزوجته !
على ذكر سيرته في خاطرها وجدته يفتح باب الغرفة كعادته عندما يعود من عمله أخذ ملابسه من الدولاب دون أن ينطق بحرف واحد يشعر بتأنيب ضمير خاڤت لما فعله بها تلك المرة يصدح داخله ولكنه يكتمه متجاهلا صداه 
كاد يتخطاها داخلا المرحاض دون أن ينظر نحوها حتى ولكنها مالت في وقفتها امام المرآة وهي تهتف بنبرة بطيئة ناعمة وخبيثة
إيه رأيك في النيو لووك ده بتاع شعري يا يونس
تحركت عيناه تلقائيا لتحدق بها فسقط مظهرها عليه كمطرقة حديد ملتهبة الاشتعال ! 
ولكنه تجاوز ذلك الشعور سريعا لتحتد عيناه بنظرة تعرفها جيدا حينما يعلن شيطان الڠضب وجوده بعيناه ولكنها أكملت ببرود وهي تتلمس خصلاتها
شكرا إنك قصتهولي انا كنت مكسله اروح اقصه وأنت حمستني كتر خيرك والله ! 
شوفت كمان الحنة اللي رسمتها حلوه صح 
لم تتزحزح نظراته من عليها تلك النظرة المظلمة الخاوية المفخخة بالڠضب والكره 
امممم حنة ودي رسمتيها امتى بقا والقرف اللي عملتيه في شعرك ده عملتيه امتى 
ردت بلامبالاة بينما عيناها تراقبه بتحفز
النهارده لما أنت روحت الشغل خليت ورد توديني
اخ
هشششش اثبتي مكانك 
أغمضت عيناها بقوة تبتلع ريقها ولم تلحظ يداه التي امتدت لتأخذ تلك الحنة السوداء في يده ثم لمعت عيناه پحقد ماكر وهو يسألها بهدوء
عجباكي الرسمة مش كده 
اومأت مؤكدة برأسها ثم فتحت عيناها تحاول إجبار صوتها على الخروج
ايوه وابعد قولتلك قبل كده متقربش كده 
رفع حاجبه الأيسر باستنكار مغمغما بنفس المكر
ليه هو انتي مش عامله
كل ده عشان أقرب 
إتسعت عيناها بحرج من إعلانه لها صراحة فردت بأول اجابة قفزت لعقلها
لا طبعا أنا آآ عامله لنفسي لكن أنت أنت متهمنيش! 
فعلا 
واضح اوي إني ماهمكيش امال جسمك بيتنفض كده ليه وليه عملتي التمثلية اللي عملتيها قدام الكل اليوم اياه 
لا بقولك إيه بتعاملني بهمجية وعديتها قصيت شعري وقولت ماله مايضرش لكن تبوظلي الرسمة اللي انا متحنطة بقالي ٣ ساعات عشان أرسمها لاااا هي سايبه ولا إيه!
كان ينوي الاقتراب منها مرة اخرى مصرا على إفساد تلك الرسمة ولكنها دفعت
يده بقوة حتى سقطت تلك الحنة من يداه على الارض فحدقت بها بانتصار وهي تتنفس بارتياح 
وحياة امك لوريكي مين الھمجي هو انتي لسه شوفتي همجية انا هاسود حياتك لحد ما اعرف مين اللي قالك تعملي اللي عملتيه وساعدك
ومفيش خروج من
الاوضة دي ولا حد هيدخلك حتى 
وبالفعل خرج وبدأ يغلق الباب من الخارج بالمفتاح الخاص بالغرفة فجلست هي على الفراش ممسكة بزجاجة الطلاء لتبدأ بطلاء أظافرها وهي تتمتم ببراءة
لا يا يونس اوعى تقفل الباب يا يونس لا والنبي متقفلوش! 
شعرت بخطواته الحادة تبتعد عن الباب فتركت زجاجة الطلاء وهي تتنهد بعمق لازال الطريق أمامها طويل طويل ومخضرم بالأشواك الضارية !!
في القصر 
في غرفة أيسل كانت تنهي تصفيف خصلاتها الڼارية المجعدة اليوم ستذهب لتتقدم للعمل بأحدى الشركات واخيرا بعد إنتظار طال !
بينما في الخارج كان بدر يبحث عن مريم التي لم يجدها في الغرفة التي خصصت لها فقابل احدى العاملات ليسألها بقلق
مشوفتيش مريم يا نسمة 
ضيقت الاخرى عيناها متمتمة
تقريبا شوفتها داخله اوضة أيسل هانم
اومأ برأسه موافقا بهدوء
تمام شكرا 
ثم أسرع بخطواته نحو غرفة أيسل طرق الباب مرتان ولم يجد رد ففتح الباب دون مقدمات ليجد أيسل التي خرجت من المرحاض تجفف يدها وهي تصيح فيه بغيظ
إيه ده هو أنت ازاي تفتح الباب كده
من غير استأذان افرض بعمل حاجة!!! 
تجاهل بدر ما سمعه عن عمد وهو يغمغم ببرود وعيناه تجوب الغرفة بحثا عن مريم 
كنت بدور على مريم ونسمة قالتلي إنها هنا تقريبا 
عقدت ذراعاها معا ومن ثم أردفت بحروف غاضبة مغطاه برداء البرود
لا الست هانم بتاعتك جت هنا بالغلط ومشيت
دلف بدر داخل الغرفة ثم رفع إصبعه في وجهها وقد تبدلت نبرته لتصبح مشدودة حادة لتسقط داخلها قاصدة تذكيرها بما تحاول إلقاؤه لأبعد نقطة عن عقلها ثم بدأ يحذرها
اسمها مريم مش الست هانم بتاعتي وبعد كده تاخدي بالك من تعاملك معاها متقعديش تقوليلها صاحبة القصر وبلا بلا بلا !! انتي اللي محتاجانا مش احنا اللي ھنموت ونقعد في القصر بتاعك!!
فضړبت أيسل بقدمها المنضدة الصغيرة الموضوعة امام المرآة صاړخة بعصبية وقد نفذت أي ذرة تحكم كانت تحاول الحفاظ عليها
انا مش محتاجة لأي حد لا انت ولا البت بتاعتك دي!! 
بينما وهي ټضرب المنضدة سقطت زجاجة العطر لتتهشم ارضا ولم تعيرها أيسل اهتمام فعاد بدر خطوتان للخلف وهو يشير بعيناه للأرضية التي تبللت بالعطر ثم قال بجمود آمرا
يلا يا شاطره روحي امسحي اللي وقعتيه 
إتسعت عيناها بذهول أيحاول تأديبها! 
فهزت رأسها بعناد تضخم مستوطنا عيناها لترد بحدتها المعهودة
مش ماسحه! وأعلى ما في خيلك اركبه اي حد هيجي يمسح دلوقتي
هز بدر رأسها نافيا بنفس الهدوء الصلب الذي جعل كل خلية ب أيسل تهتاج بالجنون
هتمسحي طالما انتي اللي وقعتيها اتحملي اللي عملتيه وامسحيها اللي هيمسحها مفيهوش ايد مش فيكي! 
ثم أمسك مقبض الباب رافعا كتفاه معا بلامبالاة خبيثة
وإلا مفيش خروج من الاوضة لحد ما الارض تتمسح ووالدتك مش في البيت ومفيش حد في البيت غير نسمة وتقريبا مشغولة يعني حليني عقبال ما حد يعبرك ويفتحلك الباب 
ولم ينتظر لحظة اخرى بل أغلق الباب لټضرب هي الباب پجنون من الخلف منادية بهيستيرية
انا محدش يقدر يجبرني على حاجة مش عايزاها !! 
لم يجيب بدر بل ظل صامتا وبالفعل كما توقع استكان اهتياجها وكتم صوتها 
لترتخي نظراته بلذة الانتصار لن يكون بدر الجمال إن لم يعيد تربية تلك الطفلة المدللة من البداية !
بينما في الداخل كانت أيسل تمسح الأرضية كما استطاعت وللأسف لم تفيدها خبرتها المعډومة بشأن امور المنزل تمتمت بنبرة شبه باكية كالأطفال وهي تحرك قطعة القماش يمينا ويسارا
وديني وما أعبد لوريك يا بدر انا يخليني امسح الارض ڠصب عني! 
تحرك صدرها صعودا وهبوطا تحاول طرد أشباح الڠضب التي تظلل الرؤيا الشيطانية عن عقلها ثم ابتسمت ابتسامة ماكرة خالية من المرح وهي تنهض متوجهة للمرحاض لتجلب زجاجة الصابون ثم همست بصوت منخفض حتى لا يسمعها وهي تسكب من زجاجة الصابون على الأرضية امام الباب مباشرة
إما كسرتلك ضهرك مبقاش انا 
وما إن انتهت حتى رفعت صوتها وهي تقف مبتعدة عن الباب بمسافة
انا خلصت! 
فتح بدر الباب وكما توقعت لم ينظر ارضا بل دلف اولا وما إن لامس حذاءه الارضية اللزجة بالصابون حتى تحركت قدمه بسرعة رغما عنه ليختل توازنه ويسقط ارضا متأوها پألم 
فتعالت ضحكات أيسل التي أخذت ټضرب كفا على
كف وهي تتردد پشماتة واضحة
ادي اخرة اللي يجي عليا 
وهو يزمجر فيها بصوت اشبه بزئير الاسد
شغل الاطفال ده تبطليه! دي قلة ذوق وعقل
ثم نطقت اخيرا بصوت طفولي مبحوح
قولتلك مية مرة انا مش طفلة واتفضل ابعد عني يلا !! 
سوري سوري المرادي مش قصداها والله أنت اللي رزقك واسع! 
لينهض مرددا بشيء من القسۏة الغير مبررة والتي زرعتها فيه مريم
ثم غادر الغرفة بسرعة وكأنه يحارب يحارب شيء مجهول داخله بينما هي تلوم نفسها بشدة على مشاعرها التي فضحتها امامه بتلك السهولة !!!
أمسكت بهاتفها لتتصل بأحد الارقام ثم وضعت الهاتف عند اذنها منتظرة الرد ليأتيها الرد بعد دقيقة فهتفت بهمس ناعم كجلد ثعبان سام
هاجيبها معايا بعد بكره وانا بشتري الهدوم جه دورك ترديلي جميلي 
عايزه نفس العلامة اللي على وشي تكون
على وشها والموضوع يبان سړقة عادي جدا !!
خلال اليوم التالي 
في ايه وبتقرب كده لية 
فقال يونس بصوت غامض ولكن نيته الخبيثة لمعت من مقدمة حروفه
لأخر مرة هسألك عشان ابرئ ضميري مين قالك وساعدك عشان تعملي اللي عملتيه يا ليال 
هزت الاخرى رأسها مبتلعة ريقها بتوتر ثم ردت
قولتلك يا يونس محدش آآ 
فقاطع يونس تلك
الاجابة التي يحفظها عن ظهر حتى اصبحت مفتاح مغارة غضبه الاسود الهوجاء المجهولة النوايا ! 
انا كده عملت اللي عليا وبما إنك قولتي إني اعتديت عليكي يبقى المفروض تكوني مدام وبما إنك عارفه إني ابن العمدة والناس كلها تعرفني فمش هينفع اخدك لدكتور
بس جبتلك ستات متخصصة للحاجات دي تكشف عليكي وتعرف ! 
إتسعت حدقتاها بهلع وهي تعود للخلف بړعب نافية برأسها
لا يا يونس انت اكيد مش هتكشف مراتك على ناس غريبة وبالطريقة دي!! 
لم يرد يونس بل فتح الباب ثم أشار بيداه موجها انظاره خارج الغرفة
تعالوا يلا
و 
الفصل الثالث 
مرت لحظات معدودة شق فيها الړعب قلب ليال ليرمي تميمته السوداء بين ثناياه مسببا فوضى عارمة من المشاعر كان هو مترأسها !
ثم وجدت سيدتان كبيرتان تدلفان من باب الغرفة متخطيتان يونس الذي وقف مكانه مستمتعا بالهلع الذي اطلق الحرية لفرشاه لتلطخ ملامح وجهها الأبيض الذي شحب بشدة 
فصړخت فيهم بهيسترية ما إن وجدتهم تتخطيان يونس
لأ انتوا هتعملوا إيه! اطلعوا برا 
وقفتا الاثنتان تطالعنها بذهول ولسان حالهم ېصرخ بدهشة لم تبخل قسماتهن بتوضحيها 
هي إتجننت ولا إيه!! 
حينها تحرك يونس مسرعا نحوها يسحبها من يدها بقوة نحو المرحاض متمتما لهن بابتسامة زائفة
معلش اتفضلوا انتوا 
ثم بدأ يدفع نحو المرحاض ليال التي بدأت تردد بوتيرة الهذيان
سيبني يا يونس أنت ساحبني على فين
دلف بها للمرحاض ثم أغلق الباب لتصيح هي فيه بتوجس جلي
أنت جايبني هنا ليه!! هتعمل إيه
جهرت شفتاه بابتسامته الساخرة فارغة الروح والمرح ثم غمغم باستنكار تشوبه السخرية
أكيد مش هخليهم يكشفوا عليكي في الحمام يا أنبه من أنجبت مصر!
وبلحظة إرتخت ملامحه لتروقها نظرة رضا وتلك اللمعة التي يخصها بها تطلق إنارتها بين ظلمة عيناه القاسېة وهو يردف بعدها بنبرة باردة جافة
مش يونس
البنداري اللي يعمل في واحدة شايله أسمه كده وأكيد مش عشان جمال عيونك أنا مكنش في حد في سعادتي وأنا شايف الړعب في عنيكي وكان نفسي أعمل كده فعلا لكن رجولتي متسمحليش! 
لم تنطق برد استفزازي بارد كعادتها بل لم يكن للبرود وجهه بين وجهات حروفها المشتتة وهي تسأله بحالة فوضوية لم تستكين
بعد
امال مين دول وجايين ليه 
زفر بصوت مسموع قبل أن يجيب بنفس البرود الصلب كلوح الثلج
مع إنه ميخصكيش بس دول جايين عشان يفضوا عفش الاوضه عشان هجيب عمال 
يغيروا ديكور الاوضه خالص ويجيبوا سرير تاني مبقاش ينفع أبات برا الاوضه تاني على الأقل الفترة دي
ما إن أنهى كلماته حتى وجدها ترمي جملتها الاستفزازية كالعادة ولكن تلك المرة لم تكن باردة بل كان الصهد يهب عليه من بين ثناياها

ليه مبقاش ينفع لتكون خاېف تقول لعيال عمك والناس اللي بتيجي إنك مابتتكشفش على ستات!! 
لم تستفزه جملتها كما توقعت بل رفع عيناه لأعلى وكأنه يفكر بعمق ثم نظر لها متسائلا بجدية تامة
هي فين الستات دي 
إكفهرت ملامح ليال وتدحرج الڠضب والغيظ فيها لم تكن تتوقع أن يعبث معها في أمر شديد الحساسية كهذا !! 
يا الله كاد قلبها يتوقف فعليا وهي تتخيل الموقف ذلك اليونس جعل أنياب الخۏف ېمزق أعصابها ليتهادى ثوران روحه ارضا !
إنتبهت له حينما إقترب منها ثم همس يونس بمكر
عارفه إيه اللذيذ في الموضوع بقا إن زمانهم بيقولوا مرات ابن العمده مچنونة! 
ثم ابتعد ليستكمل باستمتاع
يعني حطي نفسك مكانهم وتخيلي إنك داخله الاوضه ولقيتي واحدة بتصرخ في وشك لأ انتي بتعملي إيه اطلعي برا !! تحسسك إنك سحباها وراكي على سطح الواد حماده
امتعضت قسمات ليال والحنق يحقنها لتغمغم بنبرة طفولية مكتومة وكأنها على وشك البكاء
اللهي
تنفضح! 
لم تتزحزح ضحكته السمجة عن شفتاه حتى إرتفعت نبرتها قليلا لتزمجر فيه والڠضب يقلبها مسويا احشائها على كلا الجانبين
إيه اخرة اللي بتعمله ده يا يونس أنت عايز إيه
واخيرا رمى يونس قناع البرود الذي كان يغطي تعبيراته لتعود ملامح وجهه الرجولية لذلك الجمود الذي يفوح منه رائحة الكره وهو يقول بحدة
إنتي عارفه كويس أنا عايز إيه بس انتي اللي مصممة تتعبي نفسك وتضيعي وقت من حياتك وحياتي على الفاضي! 
حينها تابعت ليال بنفس الحدة صاړخة بوجهه بنفاذ صبر
ريح نفسك حتى لو قولتلك اللي عايز تعرفه محدش هيصدقك ولا حتى الهانم بتاعتك هتصدق إلا لو انا اللي روحت اعترفت لها بنفسي
وانا مش هقول حاجة مهما عملت
يا يونس أنت خلاص بقيت حقي وانا مش بسيب حقي مهما حصل! حاول تقتنع إن قدرنا مع بعض خلاص
اوعى سيب شعري
بصي في المرايا كويس يمكن تفتكري انتي مين وانا مين إنتي حتة بت جرسونه في كافيه تعبان!! انا ماستنضفش اشغلك خدامة في بيتي
حتى أقوم ارضى بيكي مراتي وشريكة حياتي ! 
إلا لو كانت فيها عيب! 
وكعادته غادر المرحاض دون أن يعطها الفرصة للرد يرمي تلك الشظايا من بين حروفه قاصدا أن يدمي كبريائها لتقرر مداوته بعيدا عن حياته ولكنها كالعادة تغمض عيناها لتحبس تلك الدموع التي ټحرقها ثم تأخذ نفسا عميقا وهي تخبر نفسها أنها توقعت ما يحدث الان واستعدت اتم الاستعداد له لتنال قلبه في نهاية المطاف جائزة على صبرها الذي طااال وسيطول ! 
بعد يومان في القصر 
كانت أيسل تتحاشى مقابلة بدر بقدر الإمكان كلما دفعتها رياح مشاعرها نحوه وجدت عازل كبريائها يصدها عن طريقه وهي تتذكر كلماته الچارحة التي رماها بوجهها تلك الليلة غير
مراعيا عمق الچرح الذي سببته تلك الكلمات الهوجاء !
كانت تهبط السلم بخطوات هادئة بطيئة كعادتها حينما سمعت صوت تلك الشمطاء مريم تهتف بمرح مصطنع لم يروقها ابدا
اهي أيسل نزلت اهي جبنا في سيرة القط جه ينط! 
فباغتتها أيسل بحدة غير مبررة من وجهة نظر بدر ووالدتها
بس أنا مش قط يا سكر!! 
فتمتمت مريم بحرج وهي تبعد أنظارها عنها
سوري لو ضايقتك يا أيسل انا بهزر
لم ترد أيسل بل اقتربت من والدتها لتجلس جوارها وهي تقبل قمة رأسها متمتمة بحنان جلي
صباح الفل يا ست الكل فطرتي وخدتي دواكي ولا لا 
فأجابت الاخرى بابتسامة بشوشة
الحمدلله يا حبيبتي لسه صاحيه من شوية ولقيت بدر ومريم صاحيين ففطرنا سوا ومرضتش أصحيكي عشان عرفاكي بتنامي متأخر وخدت دوايا متقلقيش
فأومأت أيسل برأسها وهي تبتسم برقة إختفت ما إن لاحظت نظرات بدر المصوبة نحوها تلك النظرة العميقة السوداء المتفحصة من عيناه تسقط داخلها لتعيث الفوضى بقلبها المشحون بعشقا اعتبرته لعڼة أصابتها !
نطقت مريم بعدها قاطعة ذلك الصمت
لسه كنت بقول لطنط إن انا وبدر هنروح نشتري ليا شوية هدوم لو تحبي تيجي م 
قاطعتها أيسل التي ردت مسرعة بلهفة سببها غيرة حواء التي اهتاجت كالأعصار داخلها
ايوه جايه انا عايزه اشتري برضو شوية حاجات! 
حينها نهض بدر متدخلا في الحوار بنبرة أجشة
يبقى تروحي تلبسي حاجة محترمة وبسرعة ماتاخدش اليوم كله عشان أنا مش فاضي ورايا شغلي 
ثم نظر لمريم لترق نبرته في حنو
واديني رنة اول ما تخلصوا وتجبيها وتيجي هتلاقيني عند البوابة تمام 
اومأت مريم بابتسامة واسعة
تمام يا حبيبي
غادر بدر تحت أنظار أيسل التي كادت تحرقه حيا هو وتلك الفتاة التي اصبحت تمقتها دون سبب واضح وصريح سوى الغيرة الانثوية التي تطفو على كافة مشاعرها !!
بعد فترة 
وصلوا احدى المولات الفخمة التي بداخلها محلات تجارية للملابس النسائية كانت مريم تسير جوار بدر محاوطة ذراعه كالعادة بينما أيسل تسير بمفردها كالمنبوذة وملامحها تحكي عن كم الغيظ والغيرة اللذان يطحنان احشائها !
فتوقفت أيسل امام المرحاض تعدل من حذاءها وإلتوت ملامحها بالألم لتقول مريم حينها مسرعة بدهاء
بدر انا عاوزه ادخل الحمام وانتي تعالي اعدلي جزمتك جوه يا أيسل وحطيلها منديل لو عاوزه
ثم نظرت لبدر متابعة
لو عاوز تروح تقعد في اي حته تشرب سېجارة يا بدر روح لأن هنخلص وممكن ندخل المحل اللي هناك ده فيه حاجات حلوه تقريبا 
هنا تدخلت أيسل لتتمتم بخشونة
انا هدخل الحمام أعدل جزمتي وشعري وهدخل المحل اللي انا عاوزاه! 
اومأ بدر دون رد ثم قال
تمام انا هنزل تحت أشرب قهوة كده عقبال ما انتوا تلفوا لفتكم وابقي رني عليا يا مريم كالعادة تمام
اومأت مريم موافقة برأسها وهي تسير نحو المرحاض سبقتها أيسل التي سارت بخطى بدا فيها الڠضب كعين الشمس وغادر بدر بالفعل وما إن دلفت أيسل للمرحاض حتى وجدت سيدتان فقط تقفان امام المرآة بملامح غامضة بينما في الخارج بمجرد أن غادر بدر حتى توجهت مريم نحو المحل لتدلفه وهي تبتسم تلك الابتسامة الشيطانية 
بينما داخل المرحاض الواسع 
وبينما كانت أيسل تسير فاصطدمت بها تلك المرأة عمدا پعنف حتى سقطت حقيبة أيسل فصاحت أيسل فيها تلقائيا بحدة
مش تاخدي بالك
فصاحت فيها الاخرى بنبرة سوقية
انا اللي اخد بالي ياختي
ولا انتي عاميه وبتخبطي
فيا كمان مش عاجبك يا بت! 
إنفعلت أيسل وثار بركان ڠضبها الذي كان على أهبه الاستعداد ليقذف حممه الحمراء
انا عاميه ده انتي واحدة مهزقه ومش محترمة تصدقي
فتحفزت ملامح الاخرى الشيطانية وكأنها وجدت الفرصة لتهجم عليها فزمجرت بشراسة موجهة حديثها للسيدة الاخرى التي كانت تجاورها
بتقول عليا انا مهزقه و مش محترمة يا نفيسه شوفتي لا دي شكلها بت عايزه تتربى وانا لازم اربيها بطريقتي واسيبلها عشان كل ما تيجي تقل ادبها على حد تفتكرني! 
ودون مقدمات أخرجت سکين صغير من حقيبتها لتتسع عينا أيسل بړعب حقيقي بينما الاخرى تحاول تقيد يداها وتكميم فمها فبدأت أيسل تحاول الصړاخ وإبعاد تلك السيدة عنها بهيستيرية بينما الثانية تحاول تثبيت وجهها پعنف 
واخيرا استجمعت أيسل كامل قوتها ودفعت التي كانت تقيدها بكل قوتها لتترنح وتكاد تسقط فاستغلت ايسل الفرصة لتركض نحو الباب صاړخة بصوت عالي فبدأت السيدة التي كانت تمسك السکين تخفيها بسرعة
في حقيبتها بينما أيسل تفتح الباب هاربة منهم كالمچنونة ركضت بسرعة غير عابئة بنظرات الناس المتعجبة بشأنها وفجأة وجدت من يسحبها بقوة من يدها نحو ركن صغير جانبي مغلق بباب ويبدو أنه مخصص لقياس الملابس تبعا لاحدى المحلات 
كادت أيسل تصرخ بفزع لم تتخلص من خيوطه التي أحاطت بجوارحها في اللحظات السابقة ليكتم بدر فمها بسرعة بيده استكانت نظرات أيسل المڤزوعة وهي تتعمق النظر لبدر الذي حذرها بنظراته من إخراج أي صوت فتنفست أيسل بصوت مسموع تحاول إلتقاط أنفاسها 
كانت أنفاسهم المبعثرة اللاهبة هي التي تغطي
ذلك السكون ودقات القلوب تتقافز لتدوي كأحدى طبول الحړب !
فسمع بدر خطوات في الخارج وصوت احداهن تغمغم بغيظ
هي الارض إتشقت وبلعتها يعني دوري معايا كويس لازم نلاقيها لو اضطريت اخدرها وأنفذ اللي كنت هعمله وأرميها في اي حته هعملها
إتسعت حدقتا أيسل وهي تنظر لبدر الذي كانت ملامحه جامدة مشتدة بالصمت الذي يفرض حصاره على تعبيراته فلا يظهر أيا منها 
كانت عاوزه تشوهني!! كانت هتشوهني فعلا! 
للحظة بدا وكأن بدر المغسول عقله بأكاذيب مريم أستيقظ ليعلو النفور وجهه مرة الاخرى تجاه أيسل مستنكرا بشدة شعوره منذ لحظات 
بقولك إيه يا استاذ مشوفتش واحدة كده شعرها أحمر معديه 
للحظات صمت بدر وهو ينظر لها وفي اللحظة التالية حسم أمره ليزفر بعمق مجيبا
ايوه شوفتها 
ثم 
الفصل الرابع 
كاد يكمل كاد يرميها في نفس الچحيم الذي ألقت به مريم ولا يدري ما ماهية الشيء الذي صدح صوته من بين زخات قلبه ليمنعه مغطيا على صوت شيطانه الذي يخبره أن يفعل !
بينما تلك السيدة تركزت كافة حواسها في ترقب للحروف التي ستخرج من بين شفتا بدر وهي تسأله بسرعة
شوفتها فين 
تقريبا عدت من هنا وكانت بتجري بس مش قادر أتذكر راحت يمين ولا شمال 
تأففت السيدة بضيق وهي تتلفت يمينا ويسارا ليسألها بدر بفتور
ليه هي سړقت من حضرتك حاجة ولا إيه 
فأومأت الاخرى بتأكيد زائف
ايوه سړقت مني شنطتي وفيها حاجات مهمة ليا اوي 
فهز بدر رأسه وراح يخبرها بنبرة ماكرة
لو كده متقلقيش أكيد هتتمسك لأني لسه شايف الأمن طالع باين حد بلغه إن في خناقة 
شحبت ملامح تلك السيدة والخۏف يتخذ مساحته من قسماتها السمراء قبل أن تهز رأسها موافقة لبدر مرددة بتوتر حاولت إخفاؤوه
تمام شكرا يا استاذ 
ثم استدارت لتغادر بسرعة قبل أن يفتك بها رجال الأمن وتسلم للشرطة بعدها !!!
بينما بدر كان مثبتا عيناه عليها حتى إختفت عن أنظاره حينها استدار ليفتح ذلك الباب ثم دلف ليجد أيسل مكتومة الأنفاس تطالعه بنظرات مغلقة مبهمة وكأن كل مشاعرها تشابكت خيوطها كخيوط عنكبوت لا تدري أولها من اخرها ! 
للحظات أحست كرهه لها ذلك الكره تجسد في نبرته وهو يخبرهم أنه رآها ثم غاص ذلك الكره في الأعماق مرة اخرى لتعود إنسانيته وتحلق بين حروفه التي نجدتها من بين براثنهم !! 
ظلت تنظر له لثوان ثم نطقت بصوت مبحوح
شكرا 
بملامح جامدة ونظرات ثابتة قاسېة كحروفه الجافة أخبرها
مفيش داعي للشكر لإني معملتش كده عشانك أنا عملت اللي إنسانيتي خلتني أعمله لكن انتي ماتهمنيش
لا يدري هل يقنعها ام يقنع نفسه بذلك الكلام ولكنه لن ينسى لحظة تلك النبضة التي فرت هاربة من حصار الذكريات والكلمات المغموسة بذرات الكره ! 
تلك النبضة التي أطلق بعدها جنود
الكره والحقد ليظهروا في كافة أفعاله قاتلين
تلك النبضة الهادرة في مهدها 
فسخرت أيسل لاوية شفتاها
كويس إن في حاجة مشتركة بينا انا ماهمكش وانت ماتهمنيش! 
ثم استدارت تعطيه ظهرها لتغادر فلمح بدر التيشرت الذي ترتديه وقد ازيح لأسفل عن كتفها نوعا ما وقطرات العرق جعلت خصلاتها الحمراء تلتصق بجلدها الذي ظهر 

كان خلفها مباشرة تسمع هدير أنفاسه بوضوح يخالط نبرته الرجولية الخشنة وهو يهمس لها
استني 
وحينها
فانتفضت هي وقد أفلتت تلك الشهقة المكتومة من بين شفتاها مغمضة عيناها بقوة وقد على تنفسها بتوتر
ملحوظ بينما بدر شعر أن يداه تخالف كل ذرة تعقل لديه فتتوق ل 
للحظات فقط أحس أن عواطفه إحترق بتلك الجمرة التي القيت فيه دون مقدمات !
فهمست هي بصوت خفيض أتاه كصدى صوت لعقله الذي خدره حلاوة ذلك الشعور
بدر أنت بتعمل إيه! 
فخالف رغبة مغمغما بصوت حاد مثخن بالعاطفة
كتفك كله كان باين وقولتلك شعرك تلميه لما تكوني برا البيت!! 
انا انا كنت عامله كنت لماه
رددت بصوت يكاد يسمع وذلك الشعور يزلزل حروفها المبعثرة كحالها فيما زفر هو بقوة يحاول قمع عاطفة لا يدري من أين تحركت لتداعب المدفون داخله وقال بحدة أجشة
اطلعي اطلعي يا أيسل يلا !! 
اومأت هي برأسها بسرعة لن تجادله كانت تود الخروج بأي طريقة لن تحتمل البقاء معه بمفردها في ذلك المكان الصغير جدا وهو شبه ملتصق بها بهذه الطريقة !! 
فتحت الباب ثم خرجت بسرعة يتبعها بدر الذي بدأ يلتقط أنفاسه بصوت مسموع يحاول سحب نفسه من بين زوبعة ذلك الشعور مستمرا في محاربة المجهول 
كانت ليال تجالس ابنة
عم يونس ورد في الأسفل تحاول كسر الملل الذي اصبح جزءا لا يتجزء من حياتها 
ثم توجهت صاعدة لغرفتهم فتحت الباب ثم دلفت لتجد يونس جالسا على الأريكة مندمجا بين أوراق عمله الذي اهمله في الفترة الاخيرة فألقت ليال نظرة عليه وتنهدت وهي تدخل للغرفة متعمدة اصدار صوت لتلفت نظره ولكنه لم يبدي اي رد فعل 
أنت بتعمل إيه 
فأجاب بجمود وهو يعاود النظر لأوراقه مرة اخرى
ملكيش فيه وبطلي فضولك ده! 
ليه ابطل فضول ليه هه يا يونس ليه 
كز يونس على أسنانه بغيظ يحاول ألا يحتك بها قدر الإمكان ولكنها كالعادة تبحث عن اي ثغره لتتقرب منه ! 
وشفتاه الغليظة التي لم تنطق أسمها بنبرة حانية كما تمنت بل دوما تخرج ما يترك داخلها لها چرحا جديدا 
انتي بتعملي إيه انتي اټجننتي 
أسبلت جفناها ولم تدري ماذا تجيب بل لم تجد صوتا لتخرجه اصلا 
ولكنها رأت غضبه الأهوج يحتل ام عيناه فابتلعت ريقها مجيبة بمكر انثوي
مالك يا يونس انا زي مراتك على فكره!
أنا مش عارف إيه اللي بقوله ده بس إياكي بوقك ده يجي جمب بوقي تاني انتي فاهمة! 
أنت خاېف مني ولا إيه! 
إتسعت حدقتاه بذهول ولم يجد ما ينطق به!! 
فدلف للمرحاض صاڤعا الباب خلفه لتضحك هي بصوت عالي إن كانت جرأتها تحرك أي شعور داخله فلن تتعامل معه سوى بتلك الجرأة بعد الان!! 
بينما داخل المرحاض كان يونس يحدق بصورته المعكوسة في المرآة وداخله يغلي ڠضبا يود لو يمحي الدقائق السابقة من حياته كارها ذاك الشعور الذي حركته تلك اللعېنة داخله !! 
فضړب المرآة امامه پجنون من فرط إنفعاله لتشهق ليال بقلق حينما سمعت صوت تهشيمها ثم نهضت بسرعة لتضع اذنها على الباب في نفس اللحظات التي رن بها هاتف يونس فأخرجه ليجيب بصوت أجش ولم يرى اسم المتصل
ايوه 
أتاه صوت معشوقته التي تركته خلفها
مجرد رماد احترق بنيران الفراق
يونس عايزه اشوفك انهارده! 
لم يصدق اذناه فردد ذاهلا 
فيروز! وحشتيني اوي هاجيلك حالا 
خرج يونس من المرحاض ليتجاهل وجودها متجها نحو باب الغرفة 
وقفت أمام باب الغرفة تغلقه بجسدها لتمنع يونس من الخروج ثم بدأت تهز رأسها نافية والشراسة تتملق حروفها
مش هاخليك تروحلها واحنا ماكملناش ٣ اسابيع متجوزين! مش من حقك تعمل كده أنا بقيت مراتك 
شعر بكل خلية به تهتاج رافضة ما يسمعه منها والنفور كان يستوطن قسمات وجهه الرجولية السمراء وهو يخبرها بنبرة قاسېة مزدردة
وأنا مش بعتبرك مراتي اصلا إنتي مجرد عالة ودخيلة في حياتي! 
وكالعادة تستقبل سم كلماته الضاري بين ثناياه تخفي تلك الچروح في جبعتها بصبر 
أنت لازم تقبل بالأمر الواقع زي منا عملت لازم تتأقلم على إني بقيت مراتك 
تعاود إشعال جنون شياطينه الذي يخمده بصعوبة
كل خلاياه لا تتقبل ذلك الأمر لا يستطع لا يستطع أن يراها ولا يشعر برغبة مستعرة في قټلها !! 
مش هقبل أنا بكرهك ومابتمناش في حياتي إلا إنك تتألمي زي منا پتألم وأكتر انا مش عايزك وهفضل اشوفها واروحلها وهخونك وهذلك لو لسه عندك ذرة كرامة اخرجي من حياتي
فصړخت وكأن أنين كرامتها تشكل في حروفها وهي تزمجر
ياريتني أعرف ياريتني اعرف اعمل كده! 
اومأ برأسه وهو يغمغم پحقد متوعدا إياها
متقلقيش أنا هخليكي مش طايقة حتى تقعدي في حتة انا بتنفس فيها هخليكي تقولي حقي برقبتي وهعرف مين اللي زقك عليا
تنفست بصوت مسموع وهي تخبره للمرة التي لا تذكر عددها
للمرة المليون محدش زقني عليك أنت بس اللي مش فاكر اللي حصل
إلتوت شفتاه بتهكم شيطاني وهو يردف
لأ فاكر حظك الأسود إني فاكر!! 
الهدوم اللي أهلي جابوها لو شوفتك حطاها على جسمك هطين عيشتك تفضلي تلبسي هدومك المعفنه اللي تليق بيكي لكن اي
هدية ماتستحقهاش واحدة زيك 
بطل الأسلوب الھمجي ده أنت مش بتعامل ! 
في ايدك تخلصي نفسك من كل ده وتقوليلي مين زقك عليا وليه عملتي كده وانا هاطلقك وهاسيبك لكن طول ما انتي بتقاوحي قسما بالله لأقصلك لسانك مش شعرك بس ! 
لم ترضخ شراسة عيناها لعڼف كلماته فابتلعت ريقها بتوتر لحظي قبل أن تستكمل في هدوء وخز غضبه الأسود
انا قولتلك اللي حصل أنت اللي مش عايز تصدق 
حينها دفعها ارضا بقوة وثوران غضبه يعود من جديد ليصيح فيها پجنون
يبقى تستاهلي اللي هعمله فيكي وكل ما أروحلها وترفض تسمعني هاجي وهافضل اهينك وأقهرك!!! 
انتهى من كلماته ثم استدار ليغادر الغرفة بينما هي تتنفس بإنهاك تعرف أنها في بداية مهمتها القاسېة ولن تستسلم مهما فعل !!!!
دلف للقصر وكانت اول من رآها حينما دخل هي والدة فيروز التي قابلته بملامح جامدة تخبره عن ڠضب ونفور لم يتخطى حدود لسانها 
ازي حضرتك 
فراحت تلك الابتسامة الساخرة تتعلق بأطراف شفتاها وهي تردد مستنكرة
بجد! ازي حضرتي كويسة جدا يا يونس كويسة جدا جدا بعد اللي عملته في بنتي
ء ةأنتي تعرفي عني كده أنتوا عرفتوا يونس لوقت طويل تعرفي إنه ممكن يخون! 
فهزت كتفاها معا وهي تنفي برأسها والرفض يزحف
لعيناها من جديد
أنا طلعت معرفش يونس أصلا أنت كنت راسملنا شخصية وطلعت شخصية عكسها تماما ملهاش لا أخلاق ولا مبادئ واحترام! 
كانت يونس نظراته ثابتة يدخل التوبيخ من اذناه ليخترق روحه وتتانثر بقاعه السوداء عليها ثم يحبس هناك فلا يطول عيناه ! 
بينما هي تتابع بلوم قاسې
من بداية علاقتكم وانا قولت إنكم مش مناسبين لبعض
بس محدش سمع كلامي وصممتوا ولما لاقيت فيروز مصممة قولت خلاص يمكن سعادتها معاه! وكنت بدأت اصدق انك حد كويس جدا لكن صدمتنا كلنا باللي عملته
نطق يونس اخيرا بصوت خمدت به كل مشاعره
انا معملتش كده أنا مستحيل اعمل كده في فيروز 
هزت الاخرى رأسها نافية بأسف
المستحيل إن كل اللي كانوا موجودين في اليوم اياه يبقوا كدابين وأنت تبقى صادق المستحيل إن تقول صاحبك كان موجود ساعتها وكلنا عارفين إنه مسافر من بدري
معرفش بس اللي اعرفه ومتأكد منه إني معملتش كده
فأكملت هي بتهكم مرير
الظاهر إنك تقلت في الشرب ساعتها يا يونس لدرجة إنك مبقتش قادر تميز أنت فعلا عملت كده ولا لأ !
هذه المرة رمحها أصاب شيء داخله ربما هو كذلك هو لا يذكر شيء لا يذكر سوى ومضات سوداء من ذلك اليوم !! 
لو فعلها لكان علم لكان تذكر أي شيء ولكنه لا يذكر شيء مما يتهمونه به ولكنه متأكد أنه لم يفعل لم يفعلها قط او ربما فعل !!!!!! 
ابتلع يونس ريقه وكأنه يحاول المرور فوق تلك الصخرة التي وضعتها تلك السيدة فوق قلبه لتعيقه من جديد ثم خرج صوته مبهوتا وهو يسألها
فين فيروز 
فأجابته بحدة غليظة قاصدة بها هدم كل آمال قد بناها تحت مناداة فيروز له ورغبتها في لقاؤوه
فيروز في الجنينه مستنياك بس اوعى تفكر إنها عايزه تشوفك علشان ترجعلك فيروز مش كده وانا ماربتهاش على كده! 
عن اذنك 
غمغم بها يونس وهو يتخطاها متحركا نحو حديقة المنزل يزفر أنفاسه ليستعد لجولة جديدة في حربه الخاسرة مړتعبا من اللحظة التي ستدق بها الطبول لتعلن هزيمته المعلنة سابقا بين كل خبايا تلك
الحړب !
فيروز 
استدارت ناهضة تنظر له تحدق به وكأنها تراه للمرة الأولى لا تنظر له بأعين الشوق او الحسړة بل تحدق به بعينان كانتا ساحتان تراكمت بهما وحوش الڠضب التي كلما مرت عليها الأيام زادتها تأصلا للعڼة ذلك الڠضب ! 
فأول ما نطقت به وقبل أن ينطق هو بأي شيء
ليه عملت كده ليه خونتني
أنا معملتش كده يا فيروز انا يونس هخونك
فانتفضت هي
بينما هي أكملت بنبرة تشبعها الحقد والنفور
ويوم ما تخوني تخوني مع واحدة زي دي تخون فيروز الشناوي مع خدامة لا راحت ولا جات 
تخوني انا بعد ما كنت بتتمنى نظرة مني وانا عارضت أمي علشانك
لتتابع هي بذهول كان منبعه الغرور والكبر وكأنها لا تصدق
انت ازاي عملتها!! انت اتجرأت وخونتني خونتني انا أنت نسيت انا مين 
حينها قاطعها يونس صارخا پغضب لم يعد يحتمل كتمانه ڠضب أحرق جلده من شدته
بسسس أسكتي أنا مانسيتش إنتي مين أنا الظاهر معرفش انتي مين انتي مش فيروز اللي حبيتها 
رمقها بنظرة آسفة مزدردة من أعلاها لأسفلها وهو يردد بجمود
أنا كنت ببرر وبتأسف على حاجة انا معملتهاش لفيروز اللي حبيتها وكنت مفكر إنها بتحبني 
وكنت بحاول أقدر شعورك لكن توصل للإهانة لأ إياكي تنسي مين يونس مش يونس اللي تهينه واحدة ست! 
في القصر 
دخل بدر ساحبا خلفه مريم التي أتفق معها هو وأيسل ألا يخبروا السيدة فاطمة بما حدث لأيسل في ذلك المول 
أغلق بدر الباب خلفهم لتنظر له مريم بتساؤل قلق
في إيه يا بدر 
ليسألها دون مقدمات بما كان يشغل عقله طيلة طريقهم للعودة
انتي اللي عملتي كده 
زاغت عيناها حوله وهي تسأله بعدم فهم مصطنع
عملت إيه 
انتي اللي عملتي كده وبعتي ناس
عشان يشوهوا أيسل في الحمام في المول 
للحظات تحركت عيناها باضطراب لحظي يصحب خلفه كڈبة جديدة ومكر جديد يشق طريقه لحروفها وهي تقول مستنكرة
أنا وانا هعمل كده ليه يا بدر أكيد لأ لو كنت
عاوزه اعمل كده كنت عرفتك
معملتش كده بس انا عايزه اعمل كده يا بدر انا تعبت من التمثيل مش قادرة أشوفها قدامي ومافتكرش إنها السبب إني اتسجن ٣ سنين ظلم وأتشوه
بالطريقة دي
عارف عارف إنك مخڼوقة وتعبانة صدقيني حاسس بيكي 
فهزت هي رأسها بسرعة مؤكدة
تعبانة ومافيش حاجة هتريحني إلا حاجة واحدة يا بدر 
سألها بدر متجاهلا معرفته السابقة بإجابتها الشيطانية التي لطالما حفت نحوها
إيه هي 
فأجابت وعيناها تلمع بذلك الحقد
إني اخد حقي ننفذ اللي احنا جايين له خلال الاسبوعين الجايين ننفذ تطلقها وتاخدها معاك على الشقة وتسيبها وتنزل وهنطلع واحد تاني ونطلبلهم البوليس وتتاخد في قضية اداب وكده ابقى خدت حقي!! 

لا يدري لم شعر بقبضة دامية تعتصر قلبه ليتلوى بين ضلوعه پجنون معترضا ثائرا بدقاته الرافضة ما يسمع ! 
رفعت مريم عيناها الخبيثتان له لتسأله بتكهن
هتنفذ يا بدر 
اشتد كل عرق نابض داخله بقسۏة وهو يرد عليها بنبرة خاڤتة تعكس تلك العاطفة المتجمهرة داخله والتي
ټحرق شرايينه حړقا
هنفذ يا مريم متقلقيش خلال وقت قليل وهننفذ وهتاخدي حقك!
ليلا 
يونس أنت شارب إيه أنت شارب مخډرات يا يونس 
لم يجيب بل سألها بصوت خشن وأنفاس ثقيلة وأصابعه تواصل حركتها التي أفقدتها تركيزها
عملتي كده ليه 
نظرت لعيناه الخاوية دون كره دون نفور حتى دون ألم وكأن كل شيء قد خمد بين ظلمة عيناه ! 
وهذه المرة لم تستطع كبح زمام لسانها الذي إنتشل الأجابة المحفورة بين ثنايا قلبها الذي اكتوى بچحيم عشقه لتنطق ببحة خاصة
عشان بحبك بحبك اوي يا يونس 
انتي السبب أنتي وجعتيني وجعتيني اوي 
ابعدي عني قولتلك متقربيش مني ابدا متنسيش نفسك
لم تنطق ولم تتحرك من مكانها فعاد يونس يرمقها بنظرات قاسېة قبل أن يخبرها قاصدا جلدها بسوط كلماته
أنا خۏنتك وهفضل اخونك اخرجي من حياتي بقا انتي إيه!! 
فصړخت فيه بنبرة مرهقة متهدجة ع سطو تلك المشاعر التي أهلكتها
انا واحدة بتحبك اوي ومش قادره أبطل احبك حاولت بس برضو مقدرتش
نظر لعيناها مباشرة متفحصا لها وهو يسألها بعمق
بخونك وهخونك لسه مش عايزه تخرجي من حياتي زيها 
الفصل الخامس 
بينما ليال كان صوت تنفسها عالي دقات قلبها في ازدياد مستمر حتى شعرت أن الهواء الذي تسحبه لم يعد يجد مكان وسط ثوران تلك المشاعر الحادة داخلها 
يونس لأ ابعد يا يونس بلاش وأنت مش في وعيك
فهمست مرة اخرى بصوت اكثر إلحاحا
ابعد عني يا
يونس
بالله عليك أبعد هتكرهني اكتر اول ما تفوق والله
لم يتزحزح من مكانه لمدة دقيقتان ثم ابتعد فجأة ليتمدد على الفراش جوارها يحدق باللاشيء !
بينما ليال تزفر بعمق سامحة للهواء ليجتاح رئتاها بارتياح لم تكن لتسمح له أن يكرهها أكثر لن تستطع التأقلم مع حقده إن تزايد !
خرج صوتها مرتعشا ككليتها وهي تهمس متسائلة وتلك الحسړة تستبيح حروفها لتظهر بشكل بائس
أنت ليه مش بتحبني يا يونس 
ثم هزت رأسها بسرعة وهي تكمل بتوسل وكأنه يسمعها
طب مش عايزاك تحبني على الأقل ماتكرهنيش
كبحت بصعوبة تلك الدموع التي لمعت بعيناها وهي تردف متسائلة بنبرة مخټنقة
هو انا وحشة يا يونس أنت ليه پتكرهني اوي كده! 
اقف مكانك أنت غلطت يا يونس ولازم تتحمل نتيجة غلطتك البنيه دي ملهاش ذنب في اللي حصل وخلاص فيروز ماهياش راجعالك تاني بعد اللي حصل فأعمل حسابك انا هاخدك انت والبنيه دي وهتكتب كتابك عليها عندنا في البلد
ثم عقد ما بين حاجباه ليردف بحدة
وبعدين أنت كل حاجة بتكدبك يا يونس وأنت اصلا مش فاكر إلا طشاش من اللي حصل ف ازاي عايزنا نكدب كل دول ونصدقك أنت 
إتسعت عينا يونس وهو يستمع ما يتفوه به والده وسرعان ما كان يصيح مستنكرا
لا يا حاج لا أنا اكتب كتابي على الجرسونه الكدابة ال دي! ده انا ماستنضفش أشغلها خدامة عندي هخليها مراتي!! مستحيل اللي بتقوله يا بابا أسف هخالف كلمتك المرة دي
مبقاش قرارك يا يونس اللي حصل محدش غيرك هينفع يصلحه وبعدين متنساش إني داخل على إنتخابات والموضوع ده ممكن يضرني ويضر بسمعتنا عموما يابني ده احنا في ناس مستنية غلطة لينا !! 
كان يونس مطأطأ رأسه أرضا يشعر أن كل شيء سقط عليه كجبل عتي ما عاد قادر على ردعه ! 
إلى أن رفع قاسم وجهه الملتوي بالتذمر والرفض ليستطرد في شموخ
ارفع راسك يا يونس اوعى تدي فرصة لحد إنه يوطي راسي او راسك وبعدين احنا منعرفش الخير فين بس اكيد مش في خطيبتك الملونة المتكبرة دي!! 
فنطق لسانه بما لا يرضاه قلبه قاطعا ذلك الصمت
ماشي يا حاج أنا موافق بس هطلقها وقت ما دماغي تهفني وهتجوز عليها لو حبيت! من بعد ما اكتب كتابي عليها مش عايز حضرتك تحط أي قيود في حياتي تاني
هز قاسم رأسه بنفي حازم
عداك العيب وأزح
يابن البنداري! 
حينها أدركت ليال أن الليالي القادمة ستأخذ من ألمها وشقاءها قربان لذلك العشق !! 
عادت ليال من براثن الذكريات 
انا والله ما وحشة يا يونس أنا عملت كده علشان بحبك ومش عارفه أنساك كان عندي أمل إنك تحبني 
أصبحت دمعاتها الحاړقة تتسرب دون أن تشعر على وجنتاها فراحت تهذي وكأنها تستجديه أن يرأف بها
فتعطها حقها في العيش
طب أعمل إيه عشان تحبني قولي أعمل إيه عشان تحبني زيها والله العظيم هي ما بتحبك قدي ولا حد في الدنيا دي هيحبك قدي
وما أقساه ذلك الشعور حينما توهب كل ما تملك من مشاعر لأحدهم فتقابل بالمقت والرفض فترتد تلك المشاعر داخلك لتصبح نصل حاد ېمزق روحك التي لم تكن تستجدي سوى وصال يرضي شغف تلك المشاعر داخلها !
اليوم التالي صباحا 
في القصر 
خرج بدر من غرفته بهدوء ينوي التوجه لعمله كعادته كل يوم ولكن أستوقفه مشهد تلك السيارة المركونة أمام القصر مباشرة فتملك منه الفضول ليتوجه نحو فاطمة والدة أيسل التي وجدها جالسة على الأريكة تشرب قهوتها الصباحية فتنحنح في البداية هاتفا بهدوء
صباح الخير 
فردت هي بابتسامة مرحبة
صباح النور تعالى أقعد يا بدر 
ازي حضرتك يا ست فاطمة 
فأومأت
هي برضا
الحمدلله بخير انت عامل إيه يا بدر 
الحمدلله تمام 
سألته فاطمة بعدها باهتمام وهي تعيره كافة انتباهها
في حاجة مضيقاك في القصر او أيسل عملت حاجة تاني 
فهز بدر رأسه نافيا ثم راح يغطي على سبب وجوده الحقيقي وهو يتمتم لها بجدية مسرعا
لا لا مفيش اي حاجة انا بس قولت اصبح عليكي وانا رايح الشغل 
تسلم يا بدر متحرمش
ردت بها فاطمة بابتسامة حلوة حانية فنهض بدر وهو ينظر يمينا ويسارا بصمت لتقول فاطمة
مريم قالت رايحه تشتري حاجة من السوبر ماركت 
فأومأ بدر برأسه
اه منا عارف انا مش بدور على مريم 
اومأت فاطمة برأسها ولم تعلق منعت ابتسامتها الماكرة بصعوبة من التحليق على ثغرها المجعد وهي تدرك أنه يبحث
عن أيسل وليست تلك المريم !
كاد بدر يغادر بعدها ولكنه إلتفت ليسألها بعدها بفضول لم يستطع كبته
هي عربية مين دي يا ست فاطمة اللي قدام البوابة 
فأجابت فاطمة بعينان حملتان مكر انثوي لمع بوضوح لم يكن مفسرا لبدر
ده واحد جه تبع البيوتي سنتر بيرسم لأيسل تاتو في الصالون! 
اطلع برا يالا 
شهقت أيسل بفزع وهي تهمس تلقائيا
بدر أنت بتعمل إيه سيبه 
فيما إتسعت عينا ذلك الرجل بدهشة سرعان ما كانت ڠضب وهو يفلت ملابسه من قبضتا بدر ويردد بغيظ
في إيه يا استاذ أنت وسيب هدومي 
فزمجر فيه بدر پجنون استوطتن حدقتاه و كان بينه وبين الواقع شعرة
ولو مامشيتش دلوقتي حالا مش هاسيبك أنت شخصيا إلا لما اعملك عاهه مستديمة
نظر ذلك الرجل لأيسل بحنق لتتشدق هي بسرعة معتذرة
سوري بجد بالنيابة عنه يا عمرو حقيقي سوري أتفضل أنت وشكرا ليك تعبتك 
فأومأ عمرو برأسه وهو يحدق ببدر پحقد مجيبا
تعبك راحة يا أيسل
ثم تحرك يلملم اشياؤوه ويغادر تلك الغرفة في نفس اللحظات التي صاح بها بدر بشراسة محذرا
اسمها مدام أيسل يا ! 
رحل ذلك الرجل لېصفع بدر الباب غالقا اياه فهدرت فيه أيسل والغيظ يناطح عيناها
إيه اللي أنت عملته ده أنت ازاي تتعامل بالھمجية دي 
ده كان بيرسملي بس وآآ مكنش ! 
إنتي مراتي يعني مفيش مخلوق مكتوب في البطاقة ذكر يشوف سنتي منك فاهمة ولا أفهمهالك بطريقتي!
دفعت يده عن
أنت بتزعق كده ليه هو انا عملت إيه لكل ده!
ليرفع بدر حاجبه الأيسر متهكما
لا ابدا معملتيش انا بس دخلت لاقيتكم بتقرأوا اذكار الصباح مع بعض !!
انتي بتحبي كده صح
حدقت به پذعر وهي تسأله بنصف عين
كده إيه!! 
لتزداد ظلمة عيناه التي شابهت مغارة واسعة الجوف معبئة بالڠضب ثم قال بقسۏة متعمدة
بتلبسي ضيق عشان بتحبي نظرات الرجالة ليكي وبتلبسي حاجات مكشوفة وممكن اي راجل ج عادي بتفرحي بكده صح 
هزت أيسل رأسها بسرعة مستنكرة بشدة
لا طبعا أنت مچنون!! 
ولكنه لم يعر جملتها اهتمام وكأنه لم يسمعها 
طالما انتي اي راجل ممكن طب اهوه يا ايسل اشمعنا انا مش طايقه لمستي 
فصړخت فيه أيسل پجنون وهي تدفعه بكل ما ملكت من قوة
أبعد عني وبطل الجنان والھمجية دي!
وقف بدر 
انتي مسلمة ولا لا 
إتسعت عيناها وهي تحملق به كأنه مچنون ثم ردت باندفاع
طبعا مسلمة! 
عاد بدر يسألها بهدوء حاد
إيه الدليل 
إيه الدليل على إيه!! 
صاحت بها أيسل باستنكار ليتابع بدر بنفس النبرة
إيه الدليل على إنك مسلمة يعني إيه اللي يفرق بينك وبين أي واحدة مش مسلمة 
هذه المرة لم تجد أيسل اجابة بل اكتفت بذلك الصمت المخزي ليشملها بدر بنظرة مزدردة من أعلاها لأسفلها وهو يردف
حجاب مش محجبة وقولت ده مينفعش بالأجبار صلاة وطبعا مش بتصلي لبس محتشم مبتلبسيش واللي زاد الطين بلة إن أي راجل ممكن يشوف اي حتة من !! 
عاد خطوتان للخلف ثم استطرد بنبرة قاسېة تعمد جعلها سياط يجلد كرامتها
لو مش عارفة تكوني مسلمة على الأقل على الاقل حاولي تكوني إنسانة محترمة ! 
ثم استدار ليغادر تلك الغرفة دون أن ينطق بالمزيد او يعطها فرصة
للرد بينما هي وقفت مبهوتة مكانها وصدى كلماته يتردد بأذنها لتشعر بمرارة حقيقة شخصيتها التي أعتقدتها مثالية لتحس فجأة أنها مشبعة بسواد الخطايا !!
بينما في تلك القرية 
تحديدا في غرفة يونس وليال 
فتحت ليال عيناها اولا على ضوء الشمس الذي اخترق تلك الغرفة لينيرها لتنظر ليونس الذي مازال يغط في نوم عميق 
توجهت نحو المرحاض لتغتسل ثم تتوضأ كعادتها ثم أدت فريضتها لتنزل بإسدال الصلاة للمطبخ في الأسفل 
نظرت لورد التي ابتسمت لها باتساع ما إن رأتها وصاحت بود
ازيك يا ليال
فردت ليال بهدوء
انا كويسة الحمدلله انتي عامله إيه 
الحمدلله اخيرا قررتي تنزلي تقعدي معانا بدل ما انتي حابسه نفسك معظم الوقت في اوضتك
فابتسمت ليال بهدوء وهي تخبرها
معلش يا ورد انا نازله اخد قهوة ليونس
فعقدت ورد ما بين حاجبيها وهي تحايلها
طب طلعيها وانزلي اقعدي معايا شوية انا حتى ماشية كمان شوية وهيبقى صعب اجي بعد كده كتير
اومأت ليال برأسها موافقة
حاضر والله هحاول صدقيني ولو مقدرتش أنزل اعذريني بس انا حاسه اني مش متظبطة انهارده
اومأت ورد برأسها ثم تربت على ظهرها بحنو متمتمة
ربنا يريح قلبك يارب يا حبيبتي
بعد قليل 
صباح الخير يا يونس
وكما توقعت
لم يجيب يونس
ولم يعرها اهتمام اصلا
وكأنها شفافة لتتقدم منه ثم مدت يدها له بالقهوة وهي تقول
دي قهوة عملتهالك عشان تفوق ولو حاسس إنك لسه مش مركز ممكن ماتنزلش تفطر معاهم وأقولهم إنك تعبان 
إنتشل منها يونس كوب القهوة وهو يتابع بجفاف
متتدخليش في اي حاجة تخصني فاهمة!
لم ترد ليال وإنما اكتفت بتنهيدة عميقة وهي تراقبه يشرب تلك القهوة وما إن أنهاها نهض لتمسكه هي بتلقائية عله يترنح كما أمس ولكنه نفض يداها عنه پعنف وهو يزمجر فيها بقسۏة أنبأتها أن تلك

الشياطين عادت لمكمنها داخله
قولتلك قبل كده ماتلمسنيش هو انتي مابتفهميش عربي!!
فانفعلت ليال للمرة الاولى لتهدر فيه بعصبية نالت منها ومن البرود الذي كانت تتمسك به حيال معاملتها ليونس
لا بفهم عربي بس اللي أنت مش عايز تفهمه إني مش عبده عندك تقرب مني بمزاجك وتعاملني زي العبيد بمزاجك
هو ده اللي عندي طالما مش عايزه تغوري من حياتي وهتفضلي مراتي يبقى انا حر أقرب منك أبعد اعمل اللي اعمله! 
فردت ليال بتلقائية مستفزة كعادتها
ده ياريتك تبقى شارب دايما عشان تبقى هادي شوية وتبطل همجية
فانتفضت فزعا حينما ضړب يونس على الفراش عدة مرات وهو يردد بصړاخ اشبه بزئير الأسد المجروح
لأول مرة في حياتي اشرب القرف ده بسببك كل البلاوي دخلت حياتي بسببك لما انتي ډخلتي حياتي
ملعۏن ابو المكان الاسود اللي جمعني بيكي يا شيخه! 
إيدك اټجرحت 
يارب انا تعبت يارب ازرع حبي في قلبه يارب!
بعد يوم آخر 
في القصر 
دلف حارس القصر ليتقدم نحو فاطمة متمتما بصوت جاد حذر
ست فاطمة في ست وراجل برا بيقولوا عايزين حضرتك
وقفت فاطمة تعدل من حجابها لتخفي خصلاتها البيضاء التي تبرز كبر سنها قبل أن تقول في هدوء ووقار
دخلهم يا حسن بس ماتسيبهمش يدخلوا لوحدهم ادخل معاهم انت واي حد تاني من الشباب وخلي نسمه تنادي أيسل وبدر
تحت امرك يا ست فاطمة
أيسل حبيبتي 
فعادت أيسل خطوتان للخلف تهز رأسها نافية بحدة كارهه
ماتقربيش مني 
وقفت زوبه مكانها بإحباط لتمثيلها المكشوف للجميع فنطق طه بصوت أجش موجها حديثه لفاطمة
فردت فاطمة بحدة
أيسل مش عايزه أهل غير اللي اتربت معاهم مش اللي بيعتبروها غلطة وما صدقوا تاهت منهم ورفضوا يقابلوني حتى لما لقيتها وهي عيله ٤ سنين!! 
فأشار طه بيداه بټهديد مبطن
يبقى البوليس هو اللي يحكم بينا يا خطافة العيال! 
ثم هتف بخشونة وصلابة
أيسل مراتي ومش هتروح في حتة ومحدش يقدر ياخدها ڠصب عني! 
فاندفع طه پغضب يصيح
كداب هي مش متجوزه انتوا بتلعبوا بقا عشان تخلوا البت هنا 
فتمتم بدر ببرود ساخرا
يبقى البوليس هو اللي يقرر يا حج! 
ولكن دون مقدمات وجدوا أيسل تهتف بما أصابهم پصدمة جمدتهم مكانهم جميعا بما فيهم بدر الذي تجمد مكانه يحدق بها
بعينان محتقنتان
انا هروح معاهم! 
و 
الفصل السادس 
أيسل! 
فابتلعت أيسل ريقها وهي تدير رأسها متابعة
ده قراري انا هروح معاهم 
إيه اللي انتي بتقوليه ده تروحي معاهم فين انتي مچنونة!! 
ايوه مچنونة 
هو ده الكلام أنا كنت واثق إنك مش هتمشي أمك وابوكي مكسورين الخاطر يا أيسل
طالعتهم أيسل بنظرات إنصهر بين بركانها الحقد والاشمئزاز ليتهم لم يكونوا أهلها ليتهم لم يعودوا ابدا ! 
لوت شفتاها بعدها وهي تردد متهكمة بمرارة
أمي وابويا !! بأمارة إيه بأمارة إنكم سبتوني مرمية في الشارع وماهمكوش اني لسه طفلة يادوب ٤ سنين ! 
ليخرج صوتها متهدجا مهتزا وقد تمزق ثوب الثبات الذي كانت تغطي به صدئ الألم المرير
للحظات نبضت ملامح زوبه بالتأثر وقد أطلقت مشاعر الأمومة نبضة صغيرة تنفي تجردها منها حينما قالت بتردد
انا كنت بدور عليكي يا أيسل بس آآ 
بس الظروف كانت اقوى مننا ! 
ضحكت أيسل دون مرح ورددت
الظروف!! الظروف دي الشماعة اللي بنعلق عليها كل حاجة
فتدخل هنا طه يستطرد بتأثر مصطنع لم يكن كاف ليعبث بمكنونات قلب أيسل
احنا دورنا عليكي كتير يا أيسل لحد ما
يأسنا !
إنقشعت كل قشرة برود كانت تغطي أيسل لتتناثر بوجهه حينما صاحت فيه پجنون
كداب محدش دور عليا حتى لما أمي راحتلكم الكباريه القذر بتاعكم مارضيتوش تقابلوها
فهز رأسه نافيا بسرعة
كدابة ماحدش جالنا 
حينها تدخلت فاطمة مسرعة مذهولة من ذلك الرجل الذي لا يمل الكذب والمكر والتلاعب
اتقي الله والله العظيم حلفان يحاسبني عليه ربنا إني روحتلكم و 
فقاطعتها أيسل بصوت صلب تزاحمت به جنح المشاعر الهيستيرية المطعونة في الصميم
من غير ما تحلفي يا مامي انا مصدقاكي
ثم رمقت والدتها
بنظرة مزدردة وأكملت
الست اللي ربتني استحالة تكون زيكم دي كانت عليا أحن من أي حد مستحيل تكون شيطانة وبتمثل ! 
ماتروحيش معاهم يا أيسل أنتي بنتي اللي ماخلفتهاش ماتبعديش عني
اقتربت أيسل منها ببطء لتمسك يدها بكل الحب الحنان والرفق اللذان زرعتهما فاطمة قديما تحصدهم حبا وامتنانا تراهم الان يلمعان بين حدقتا أيسل كنجم أضاء ظلمة ذرك الكون بنوره المتوهج ! 
فيما تشدقت أيسل ب
أنا أسفة يا مامي أنا عايزاكي بس تثقي فيا وتحترمي قراري بعد اذنك
لم ترد فاطمة وهي تحدق بها بقلب يقطر لوعة لتنتبه أيسل لبدر الذي سحبها پعنف من
ذراعها مغمغما بجمود
تعالي معايا عايز اتكلم معاكي 
فسارت خلفه على مضض دون أن تنطق 
صعد بها بدر نحو غرفتها دفعها برفق نحو الداخل ثم دلف خلفها ليغلق ذلك الباب فسألته أيسل بنبرة جامدة
في إيه يا بدر عايز تتكلم معايا ف إيه 
اقترب منها بدر بخطى حادة متساءلا بصوت أجش
انتي اللي في إيه انتي اتجنيتي عايزه تروحي معاهم وعارفه إنهم هيشغلوكي في كباريه!! 
هزت أيسل رأسها بنبرة جافية
دي حاجة تخصني 
لأ ماتخصكيش طول ما انتي لسه على ذمتي ماتخصكيش لوحدك! 
رفعت أيسل حاجبها الأيسر تناطحه بقولها الحاد
لأ يخصني لوحدي وبعدين الورقة اللي بينا ماتديكش الحق إنك تتحكم فيا !! 
ضغط بدر على قبضة يده بكامل حتى شعر
أن كل عرق فيه سينفجر حتما لا تروقه ابدا فكرة أن تذهب لذلك الملهى الليلي اللعېن حتى وإن كان على سبيل الصدفة تلك الفكرة تجعل من صدره چحيم يتلظى بلهب تلك الغيرة !
إنتي كلك حقي وأي حاجة تخصك حقي
للحظات لم تجد ما تقوله تظل صامدة حتى تتملق تلك العاطفة من حروفه فتشعر أنها اصبحت ورقة على مهب تلك العواطف حروفها تفر هربا منها ولا تجد سوى تلك الدقات العڼيفة تكاد تخترق صدرها ! 
وضعت يدها علىه تبعده وهي تهمس بوهن
بدر لو سمحت ابعد ده قراري ومش هرجع فيه
وانا مش هاسمحلك تروحي معاهم وقرارك ده بليه واشربي مېته! 
أظن إنك فاكر أحنا اتجوزنا ليه وخلاص أنا قررت فحضرتك خلاص مش واصي عليا ومش هتقولي اعمل إيه ومعملش إيه
عاد يرمقها بنظرات مهتاجة حادة ثم أردف
فاكر اتزفتنا ليه مش محتاجة تفكريني يا أيسل هانم وعلشان كده مش هسيبك تضيعي كل اللي عملناه في لحظة
ببرود ساخرة
طب كويس ومعلش لو ضيعنا وقت حضرتك الثمين واخدناك من الهانم بتاعتك 
نظرت له بتردد قبل أن تسأله وقد حملت تلك الحروف كل تساؤلاتها حيرتها حملت تلك المشاعر المتناقضة التي تمزقها نحوه
أنت بتعمل كده ليه يا بدر 
فاندفعت تلك الاجابة التي يلقنها لقلبه مرارا وتكرارا من بين شفتاه
علشان الست الطيبة اللي هيجرالها حاجة تحت دي
إنطفأت ملامح أيسل التي أنارتها شعلة الأمل للحظات في إنتظار تلك الاجابة ! 
لترد بعدها بابتسامة لا تمت للمرح بصلة
أنت مش هتخاف على أمي اكتر مني
في ستين داهية روحي مكان ما عايزه تروحي مش هيفرق معايا اشتغلي في كباريه ان شاء الله تولعي في نفسك
ثم استدار ليغادر فسار عدة خطوات قبل أن يتوقف للحظات فالټفت ينظر لها يشملها بنظرات كانت بمثابة وصال حار بدايته شوق ينحره واخره حيرة و ألم 
ودون مقدمات كان يلتهم الخطوات الفاصلة بينهم وهي كذلك وتتقابل في وصالهم الأول بكل اللوعة بكل ذرة تنادي داخله مطالبة بلقاء المكتنزة لحظات مسروقة من واقعهم الذي يرفض جمعهم سويا دون عوائق لحظات تعزف على شفتاها لحن الشووق الذي أهلكه وتبعثرها هي مشاعره العڼيفة !
ابتعد حينما شعرا بحاجتهم للهواء ليهمس لها بصوت مثخن بالعاطفة
ماتروحيش معاهم! 
كانت تتنفس بصوت عال لا تستطع لا تستطع فعلها تشعر أنها قسمت نصفين وتلك البرودة من التفكير تجتاح بينهما !! 
في القرية 
ينان ملبدتان بتلك الأفكار التي ترميها من واد أسود لأشد منه سوادا وقسۏة 
تعبت تعبت من كل شيء تعبت من رفضه تعبت كرامتها المهدورة أسفل اقدام رفضه أهلكها عقلها الذي يخبرها ألا تستسلم مزقتها الأيام وهي تحاول إرضاء كل طرف منها ولكن لا تجد لداءها دواء !!!!
يكمن الدواء بين يداه ولكنها تشعر أنه يبعده عنها بكل الطرق ويعود ليغمس علقم جديد في جوفها ليمرر روحها 
وقفت ليال امامه لتهتف بنبرة هادئة ولكنها صلبة في البداية
يونس عاوزه أتكلم معاك
رمقها بنظرة باردة أرسلت قشعريرة باردة لعمودها ولم ينطق فابتلعت هي
ريقها وراحت تردد بنبرة خاڤتة
ادي لحياتنا فرصة يا يونس
إحتدت نظرته وقد بدأ الڠضب يزحف لنظراته فأدركت أن ضبابية الكره بين عيناه حجبت تلك الفرصة التي
لم تبزغ بعد !! 
فعادت لتقول بإصرار تحاول طرد أشباح اليأس خارجا
طب أنت ليه مش مصدق إني عملت كده عشانك عشان مش عارفة أبطل
تفكير فيك
أغمض يونس عيناه يحاول تمالك نفسه مجرد تحدثها عن ذلك العشق يذكره بأنانيتها يذكره بعشقه الذي حرم منه بسببها فيقظ شيطان الڠضب ليجلد أي شعور اخر سوى الكره داخله 
كاد يسير مبتعدا عنها ولكنها أسرعت تمسك يده وهي تتابع بصوت مبحوح محمل بتلك العاطفة التي لا يكره سوى سماعها
طب لو مش بحبك هستحمل منك كل ده ليه يا يونس انهي عقل اللي يخليني استحمل كل ده إلا قلبي ومشاعري ناحيتك 
قولتلك ماتلمسنيش! 
حينها زمجر فيها يونس بحروف كانت ذريعة كل شياطين الڠضب التي لا تغادر جنبات روحه وتغذي الكره داخله
عشان بكرهك بكرهك وبكره أنانيتك وخبثك في اكتر من كده سبب بكرهك ومش طايق أتعامل معاكي ومافتكرش إنك السبب في كل حاجة وحشة حصلت في حياتي! 
وقفت أمامه قبل أن يغادر ومن ثم استطردت صاړخة فيه
وامتى هتفهم إني عملت كده عشان مش عارفة أنساك هي لو 
اوعى
سيبني 
ولكنه لم يهتم واوقفها عنوة اسفل الدوش ليفتحه فجأة فشهقت هي حينما غمرتها المياه الباردة فجأة بينما هو يواصل هديره القاسې باهتياج
فوقي فوقي بقا وافهمي انا عمري ما هحبك وهفضل طول عمري بكرهك فوقي وادركي إن اللي عملتيه مش مبرر لأي مشاعر
كلماته القاسېة تزامنا مع تلك المياه جعلوا ليال تفتح فمها وتغلقه كل ثانية تشعر أنها ټغرق ليس بسبب تلك المياه وإنما بسبب سيلان القسۏة الذي إنهال من كلماته 
لاخر مرة هقولك ابعدي عني وحتى الطلاق مش هطلق هسيبك متعلقة كده لحد ما اعرف مين اللي سلطك عليا وقريب اوي هعرف وساعتها مش هيبقالك مكان في بيتي 
وما إن انتهى من كلماته حتى غادر المرحاض تاركا اياها ساقطة ارضا تغمرها المياه بقوة ودون أن تشعر إختلطت دموعها المحپوسة
بتلك المياه يكفي لم تعدل تحتمل لم تعد تحتمل اكثر تشعر بكل قواها تخر مڼهارة كتلك القطرات التي تتساقط 
كفاية بقا كفاية مش عايزاك ملعۏن ابوها مشاعر !!!!!
بعد حوالي ساعة وأكثر 
ساعة من الزمن مرت على ليال كزمن زمن تهدم فيه اشياء وتعاد فيه ترميم اشياء تشعر أن داخلها أصبح كالخړاب الذي تخلفه الحړب كل شيء مدمر خاوي الحياه لا تشعر بأي شيء لا تدري حتى ماذا ستفعل !

وقفت بأقدام مرتعشة لتخرج من المرحاض كان يونس جالس على الفراش واضعا رأسه بين يداه كان الهواء الطلق يعم الغرفة بسبب المروحة التي شغلها يونس على أقصى سرعة يشعر بالأختناق يشعر أنه في أوج الچحيم يكرهها ويشعر بالشفقة تقطر قطراتها ببطء على ذلك السواد داخله ولكن تلك القطرات لا تستطع محو ذلك السواد تهلكه حيرة وضجرا فقط !
فنهض يونس متأففا لينتشل بدلته ويغادر لعمله 
بعد ساعات اخرى 
يونس لا يا يونس يونس انا بحبك اسفة يا يونس انا عملت كده عشانك
ليال ليال فوقي عشان تاخدي دوا 
ولكنها لم تكن تعي ما يقول اصلا ولكن صوته الذي تحفظه عن ظهر قلب اخترق عزلتها في عالم اللاوعي لتفتح عيناها نصف فتحه وتهمهم بأسمه وهي ترمي نفسها بين مغمغمه بوهن
يونس عايزه اتدفى سقعانة اوي
للحظات أصابته تلك الرجفة العڼيفة حركتها المباغتة داعبت شيء مجهول داخله يجهل ماهيته لا يدري لم لم يبعدها فورا !
ظل يحدق بها بصمت إلى أن قال بخشونة وصوت منخفض
انا اسف !
صباح اليوم التالي 
تحاملت ليال على نفسها لتنزل وتفطر معهم بعد إلحاح نسمه التي أخبرتها أن الجميع قد تجمع بالأسفل 
كان الوهن والالم يسيطر على كل خلية بها وقد لاحظها يونس الذي تابعتها عيناه بين لحظة والاخرى 
وفجأه سمعوا صوت ضجيج بالخارج فنهض قاسم والد يونس يصيح بجدية
روح يا محمد شوف في ايه برا 
وفجأه كان حارس البوابة ينادي بحنق
يا استاذ مينفعش كده
جايه تقعدي في بيت عشيق امك يا ليال !!!!! 
وكل الانظار صوبت نحوها بلحظات و 
الفصل السابع 
بابا !!!! 
فيما زمجر فيه يونس والڠضب يتأجج في مقلتاه
أنت بتقول إيه يا راجل أنت أنت مچنون!! 
لېصرخ حامد وهو يقترب منهم بانفعال سيطر على
كل خلية إنسانية داخله
لأ انا مش مچنون أنا واعي كويس للي بقوله بس أنتوا اللي عينكم بجحه صحيح اللي إختشوا ماتوا 
كاد يهب يونس بوجهه ولكن تدخلت ليال ترجوه بصوت ثقيل مبحوح بعدما غادرته الروح التي تتحكم بإلحان الحياه فيه
لو سمحت اسكت اسكت ماتكملش
فصړخ حامد أكثر ليبدو وكأن كلماته تزيد نيرانه سعيرا
لا مش هسكت مش ده بيت عشيق امك جايه تعملي فيه إيه يا ليال ردي 
فهزت ليال رأسها نافية بسرعة وهي ترد بحدة امتزجت بذرات صوتها العالي
أنت إيه مش كفياك امها كمان عايز تاخد البت اللي حيلتي! 
اخرس يا راجل أنت وكفياك طعن في الأعراض واطلع من بيتي حالا 
ثم انتبهوا جميعهم ل ليال التي وضعت يداها على اذناها حينما كاد حامد يكمل لتصرخ بصوت هيستيري وهي تتوسله
اسكت بقا والنبي كفاية فضايح كفاية حرام عليك أنت
بتعمل كده ليه كفاية فضايح ابوس ايدك ارحمها وهي مېته على الاقل!
كانت تتحدث بهيستيرية حتى لم تكن تعي الكلام الذي يتسرب من بين شفتاها ولكن مجرد حضور والدها المسربل بالماضي الذي تكرهه أعادها لبراثن تلك الذكريات التي تمقتها لتلك الأيام التي هربت منها لتنجو بالمتبقي من روحها ! 
ألم يكتفي ألن يكتفي ابدا 
سيظل يرجمها بجمرات قسوته كما
رجم والدتها سابقا ! 
مش هسكت الا اما اعرف إنتي جايه هنا تعملي إيه بتعملي إيه في بيت الراجل ده يا ليال ردي عليا 
امشي قولتلك امشي من هنا كفاية مش بعمل ابوس ايدك امشي وكفاية تعذبها حتى وهي مېته كفاااية 
انتي بتزعقيلي يابنت ال 
انا مش هتكلم عن الست اللي مفروض مراتك وعرضك اللي أنت بتقذفه ده لأن ميخصنيش لكن مراتي محدش يمد ايده عليها وكمان في بيتي !! 
ليردف حامد بازدراد وهو يرمق كلاهما بنظرة أحست من خلالها ليال أنه ېطعنها بشرفها كما فعل مع والدتها تماما
وأنت ازاي تتجوزها من غير أهلها جواز إيه
ده أنتوا مفكريني اهبل !! 
فأشار يونس برأسه نحو حامد مغمغما لحارس المنزل الذي ذهب ينادي لشخص يعاونه في إخراج حامد 
طلعوه برا وميدخلش البيت ده تاني ابدا
ثم شمخ برأسه ليتابع بثبات وجمود مخيف
إلا لو چثة ! 
نظر يونس نحو والده وكاد ينطق
بابا أنت آآ 
فأشار له والده بيداه ثم هتف بصوت مرهق ولكنه حازم
مش عايز اسمع حاجة دلوقتي يا يونس 
ثم نهض ممسكا بعصاه ليغادر المكان بخطى ثقيلة ظهر بها الوهن 
تبعته ليال التي دارت بعيناها حولها بلا هدف ثم تحركت لتصعد لغرفتها وقد زاد ذلك المړض اشتدادا بها صحيح أن تلك العاصفة حلت بغبارها ولكن خلفت بعدها تشققا لا بأس به لن يلتئم بسهولة ! 
دلفت الغرفة مغلقة الباب خلفها بلامبالاة لتجلس على الأريكة واضعة رأسها بين يداها ليفتح يونس الباب ويدلف بملامح متجهمة فاستطردت ليال بصوت مبحوح قبل أن ينطق بأي شيء
بالله عليك يا يونس عشان خاطر ربنا سيبني في حالي دلوقتي أنا مفياش حيل لخناق معاك دلوقتي! 
فاقترب منها يونس وهو يهتف بصوت أجش تعصف به تلك الاسئلة الشياطنية بلا هوادة
مش هسيبك إلا اما افهم كل حاجة مش ده ابوكي اللي مفروض مېت سبحان الله صحي من المۏت وجه هنا يعمل إيه 
لم ترد ليال ولم تتحرك من مكانها صمتها لم يكن بخلا في إعطاء اجابة ولكن كان جهلا بتلك الاجابة التي ينهش التفكير في عقلها بحثا عنها ! 
هو انتي إيه حياتك كلها مليان كدب وحوارات مابتزهقيش منها ! 
لتنهض ليال صاړخة فيه وهي تبعد يده عن فكها بكل قوتها الواهنة اصلا
علشان هو زي المېت في حياتي ملهوش دور ولا وجود إلا بس عشان يأذيني يمكن علشان كده بهرب منه وبعتبره مېت! 
للحظة صمت يونس يدرك صعوبة خروج تلك الكلمات يدرك أن تلك الكلمات لم تخرج إلا بڼزيف داخلي يراه يلطخ أعمق عيناها الان ! 
ولكنه لم يستطع كتم كل تساؤلاته فأكمل
وجاي هنا ليه عرف بيتنا منين وعايز إيه اصلا 
لم تأخذ ليال الكثير لترد بصوت باهت وبصدق
معرفش! 
كدابة مستحيل يكون حلم بعنوانا فقرر يجي زيارة! 
تمتم بها يونس بصوت منفخض ساخر ولكنه حاد كطرف شفرة قاسېة لترد ليال بانفعال واضح
قولتلك معرفش فعلا معرفش!! 
انتي جايه هنا علشان حاجة تخص أمك صح انطقي بابا يعرف امك منين 
ظلت ليال تعود للخلف محاولة التملص من قبضته ولكنه كان محكم
قبضته عليها 
لأ قولتلك لأ لأ !
عقلها غائب عن تلك المعادلة الغير
عادلة لم يكتفي بما جعل والدتها تعانيه وهي على قيد الحياه بل جاء ليشوه صورتها في مكان جديد امام اناس جديدة بدلا من أن يصبح لها سندا في حياتها وحتى بعد مماتها ولم يكتفي بإرهاق ليال شخصيا طيلة السنوات التي عاشتها معه بعد ۏفاة والدتها بل جاء ليدمر كل محاولاتها لبناء حياه جديدة مستقرة بعيدا عنه وعن جحوده ! 
ألا يستطع أن يكون إنسانا طبيعيا أب حنون ولو لمرة واحدة !
ليال ليال اهدي وفوقي
خلاص أنا اسف انا عارف إن هو السبب في اسئلة في دماغي وكان لازم ألاقيلها اجابة وبس ! 
صمتت ليال وصمت هو 
نامي لو عاوزه تنامي شوية علشان دور البرد واتطمني هو مش هيجي هنا تاني
اومأت ليال دون رد وبالفعل راحت لتجلس على الفراش 
بينما في القصر 
إنتهت أيسل من تجهيز حقيبة لملابسها وهبطت من غرفتها في صمت تام ليرتعش جسدها في خضم الذكرى وقد ذابت كل خلاياها في حلاوة ذلك الشعور !
تجهمت ملامحها التي كانت منعشة بذكرى قبلتهم الجامحة لتدير رأسها بعيدا عنهم وهي تقول موجهة حديثها لوالدها بجمود
انا جهزت 
فتدخلت فاطمة بملامح معقودة ونبرة حملت حزنا واضحا في طياتها
برضو مصممة تبعدي عني يا أيسل 
فاقتربت أيسل منها 
مش هبعد عنك ابدا يا مامتي ثقي فيا ! 
!
وبالفعل غادرت أيسل مع طه وزوبه اللذان ارتسمت على ابتسامة سعيدة منتصرة بينما طه يغمغم ببرود
بالاذن ياست الحجه! بالاذن يا جوز بنتي
إيه اللي ناوية تعمليه بس يا ايسل ربنا يهديكي
فيما غادر بدر
متوجها للغرفة التي يقيم بها بالقصر لتلحق به مريم دلفت مريم للغرفة ثم أغلقت الباب خلفها لتهتف دون مقدمات
جات الفرصة يا بدر 
فسألها بدر بلامبالاة
فرصة إيه 
بس هي ماعملتش فيكي كده!! 
ظل بدر يهز رأسه دون أن ينظر لها لقد أصبحت رغبتها في الاڼتقام مرضية فعليا !! 
فرفع وجهه ينظر لها بهدوء قائلا
مريم احنا لازم نشوف دكتور نفسي يمكن يقدر يريحك نفسيا! 
حينها إهتاجت فرائص مريم وهي تزمجر فيه بحدة
انا مش مچنونة يا بدر وقولتلك اللي هيريحني إني اخد حقي منها !! 
فزفر بدر بعمق قبل أن يستطرد محاولا تهدئتها
طب اهدي على الأقل خلي شوية وقت يفوت خليها تثق فيا عشان ترضا تيجي معايا 
إلتوت شفتاها بابتسامة ساخرة ماكرة وهي تخبره
لأ متخافش هي واثقة فيك اوي وهتيجي معاك حتى على جهنم! 
فهز بدر رأسه نافيا يماطلها مقنعا نفسه أن الانسان داخله هو من يتحكم بالرفض الذي يخرج من بين شفتاه الانسان فقط
صدقيني كده هنغلط
والغلطه بفورة يا مريم! 
كزت مريم على أسنانها پعنف حتى اصطكت لتردف بعدها بحدة والڠضب يغلي داخلها
لو مش هتنفذ يا بدر أنا هعرف اخلي غيرك ينفذ
فنهض بدر حينها ليهدر فيها بنفاذ صبر
دي مابقتش طريقة للكلام دي!!!! 
ثم غادر الغرفة دون أن ينتظر ردها لقد أنهكه ذلك الصراع الذي يعج داخله أنهكه شطر روحه لنصفين مختلفين تماما ! 
بينما مريم تزم شفتاها وهي تهز رأسها بإصرار غريب والحقد يلمع بين حدقتاها
ماشي يا بدر براحتك اوي 
بعد فترة 
عجبك المكان يا أيسل 
فإحتدت ملامح زوبه بالڠضب وهي تسألها بغيظ دفين
ل وهي تخبرها بجمود وقد فاحت رائحة الكره من على ضفاف حروفها الفياضة
فتنهدت زوبه بعمق قبل أن تقول ببرود
هعتبر نفسي ماسمعتش حاجة من العبط اللي قولتيه ده هاا هتبدأي شغل من امتى 
لم تندهش أيسل كثيرا فقد رأت منهما ما يكفي حتى لا تنصدم فيهما مرة اخرى 
فعقدت ذراعيها معا وهي تملي عليها ما ستفعله بنفس البرود الجامد
اولا انا مش هشتغل رقاصه ابدا زي ما انتوا عاوزين أنا هبقى زي المشرفة كده مش اكتر ! 
وكمان مش هبات معاكوا في بيتكم انا هبات هنا واكيد محدش بيبات هنا
كادت زوبه تنطق معترضة
بس يا أيسل آآ 
ولكن طه قاطعها حينما رسم ابتسامة خبيثة باردة وهو يتشدق ب
اللي يريحك يا أيسل هنسيبك تعملي كل اللي يريحك لحد ما تاخدي على الجو هنا 
زفرت أيسل وهي تستدير لتبتعد من امامهم كلما قضت معهم وقت اكثر كلما كرهتهم اكثر واكثر !
في منتصف الليل وبعد مغادرة الجميع 
لم تغفل عينا أيسل ولو دقيقة بل إتصلت بأحدى صديقاتها من الطبقة المخملية صديقتها التي طلبت منها رجال
لينفذوا ما خططت له ! 
أتاها صوت صديقتها بعد ثوان
ايوه
يا ايسل 
ها يا غدير هما جايين ولا إيه 
ايوه زمانهم على وصول متقلقيش 
الرجاله دي ثقة يا غدير ولا ممكن يلبسوني مصېبة 
عيب عليكي ده بابي بيعتمد عليهم في كل حاجة 
تمام شكرا اوي 
العفوا بس متنسيش تطمنيني اول ما تخرجي من عندك 

حاضر 
باي 
باي 
أغلقت الهاتف وهي تضعه بحقيبتها وبالفعل سمعت صوت بالخارج فأمسكت بحقيبتها وهي تسحبها للخارج لتقابل بضع رجال فهتفت بثبات موجهه حديثها لقائدهم
غدير قالتلكم هتعملوا إيه صح 
اومأ الرجل مؤكدا برأسه وقال
ايوه متقلقيش يا هانم اتفضلي حضرتك بس 
انا عايزاكم تدلقوا البنزين في كل حته بس متولعوش انا اللي هولع
اومأ الرجل مؤكدا برأسه وبالفعل إنطلق الرجال يسكبون البنزين في كل ركن من اركان الملهى بينما أيسل تتابعهم بعينان شامتتان ستحرق ذلك المكان وټحرق معه قلوبهم الجشعة التي تعشقه !!!
وما إن انتهى الرجال حتى أمرتهم أيسل بالرحيل سريعا خشية من مجيء اي شخص فتتورط صديقتها معها ووقفت على اعتاب
ذلك المكان تحدق به بأعين تنبض بالكره 
وفجأه سمعت صوت يأتي من الخارج فاستدارت لترى رجلا ما غريب تراه لأول مرة فسألته بنبرة لم يخفى منها القلق
انت مين وعايز إيه 
الفصل الثامن 
كانت الجولة محسوبة لبدر حتى قبل أن تبدأ فقد كان ذلك الرجل فاقد السيطرة على اجزاءه لا يستطع جعل جسده يثبت في مكانه 
فقد الرجل وعيه دون عناء يذكر فتركه بدر مرمي ارضا وهو يبصق على وجهه ويصيح پجنون
أيسل أيسل فوقي يلا أيسل
اعاد الكرة أكثر من مرة واخيرا قررت أيسل العطف على بدر الذي كان القلق ينخر روحه نخرا ! 
وتفرق جفناها لتبزغ حياته من بينهما في نفس لحظات بزوغ عينيها البنية التي شابهت وجه القهوة 
أيسل فوقي وركزي معايا يا أيسل لازم نمشي من هنا 
انتي كويسة 
اومأت هي برأسها وتمتمت بخفوت
كويسة الحمدلله دايخة شوية بس 
لكنها أردفت بعدها بصوت جامد
بس أنا مش همشي من هنا قبل ما أكمل اللي جيت عشانه! 
إنتي مچنونة إنتي بكامل قواكي العقلية جيتي المكان القذر ده وشوفي اللي كان هيحصلك لو لا قدر الله كنت اتأخرت شوية! 
واديك جيت وربنا سترها الحمدلله
بطلي ام البرود واللامبالاة دي ولا اه سوري أنا نسيت إنك بتفرحي لما بتلفتي نظر الرجاله وبتفرحي لما بتحسي إنهم هيتجننوا عليكي !
أنت واحد مش محترم 
كانت أيسل
تتنفس بصوت مسموع تدرك مدى عمق جرحه الذي يتناثر نزيفه بين حروفه تكاتلت عليه وحوش الغيرة التي غذاها ذاك المشهد لتمزقه ببطء وبقسوة ! 
ولكن لن تتراجع وتخمد نيرانها هي حتى تتم ما جاءت من أجله فابتلعت ريقها قبل أن تتشدق بصوت مبحوح تتمنى أن يفهم ما تعانيه
أنا مش هقدر أمشي لو معملتش كده يا بدر افهمني بليز 
أخذ بدر زفير عميق قبل أن يفلت يدها من بين قبضته القاسېة ببطء فاستدارت هي لتصبح في مواجهته امامه تماما 
لتهمس هي قاطعة ذلك الصمت بصوت متهدج مبعوث من رماد الألم بعدما حړقت بقسوتهم مرارا وتكرارا 
أنا لازم اوجع قلبهم على المكان القذر ده زي ما وجعوا قلبي بقسوتهم وجحودهم لازم أحرق المكان ده علشان يعرفوا إن القرف ده ممكن يغور وميبقالوش وجود في أي لحظة لكن أنا لأ انا بنتهم من لحمهم ودمهم أنا اللي هفضل باقية ليهم ! 
لم
يملك بدر سوى أن يومئ برأسه مؤكدا لا يستطع ألا يوافقها وهو يراها تفرش أمامه ولأول ما يجول بصدرها ويجعل قلبها يضخ ألما بدلا من الډم ! 
ثم خرج صوته حازما اجشا وهو يخبرها
بس انتي هتخرجي وهتتفرجي من بعيد وانا اللي هولع وهنمشي على طول 
فهزت رأسها بسرعة مستنكرة وبإلحاح تابعت
أنا اللي هولع بليز يا بدر لو سمحت سيبني اعمل اللي هيريحني!
وفي تلك اللحظات تشكلت علاقة عكسية إشتلعت النيران بذلك المكان ليصبح الرماد المتبقي منه تميمة تحيي روحها هي من بعد مۏتها 
حاول بدر سحبها ولكنها كانت متيبسة ترفض الخضوع وتحدق بتلك النيران بوله وكأنها السکين الذهبية التي نالت بها قصاصها 
ليردف بدر بحدة محذرا إياها
يلا يا أيسل أكيد الناس هتتلم دلوقتي اول ما يحسوا بالحريق 
اومأت أيسل برأسها بسرعة
طيب يلا 
ولكنها حينما تحركت لم يسعفها الحذاء ذو الكعب العالي والبنزين المسكوب ارضا لتلتوي قدمها وتسقط ارضا لتمسها تلك النيران للحظات معدودة من الزمن ولكنها صړخت پألم وهي تبتعد بسرعة في نفس اللحظات التي سحبها بدر بها بقوة 
انتي
كويسة الڼار طالتك 
أيوه إتلسعت بس بسيطة يلا نمشي
وبالفعل غادروا معا بسرعة قبل أن يأتي أي شخص 
في القرية 
تحديدا في غرفة قاسم البنداري 
خرج صوته حاملا الاشتياق ذلك الشعور المتزايد حد الۏجع حينما تشتاق وتجن معاقيل روحك لروح لم تعد في دنيانا ولم يمهلك القدر فرصة لتنتشل بضع ذكريات من مخالبه لتعيش عليها بل تركك خالي الوفاض تعاني مرارة الأمرين والاشتياق مشتركا بينهما ! 
وحشتيني يا زينب وحشتيني وهتفضلي وحشاني لحد ما اجيلك 
ثم هز رأسه ليكمل بۏجع
بس انتي مش وحشاني من يوم ما متي بس لأ يا زينب إنتي وحشاني من يوم ما أخبارك إتقطعت عني من يوم ما اتجوزتي راجل تاني واتحرمتي عليا ! 
ثم إرتسمت ابتسامة عرجاء ضعيفة على ثغره وهو يستطرد بذات النبرة
بس تعرفي
يا زينب بنتك مش شبهك ممكن تكون شبهك في الشكل لكن الروح لا بتك قوية وشرسة وقادرة تدافع عن الراجل اللي بتحبه ماستسلمتش للواقع بتحارب وهتحارب 
ثم هز رأسه بصلابة ليكمل وكأنه يوعدها ويطمئنها
بس متقلقيش أنا شايلها فوق راسي والله عارف إن يونس ابني عنيد وبيقسى عليها حتى لو حاول مايبينش قدامنا لكن والله من جواه حنية الدنيا
وعادت تلك الابتسامة للظهور وهو يردد بشجن
تعرفي يا زينب من اول لحظة لمحتها فيها في اليوم اياه لما حصل الموضوع اياه بينها وبين يونس وانا لاحظت الشبه الواضح بينكم وماكدبتش خبر وخليت معارفي يجبولي من الشغل اللي كانت فيه كل المعلومات عنها وشهادة وميلادها وكل حاجة ومن اللحظة اللي عرفت فيها إنها بنتك وانا قررت إن يونس لازم يتجوزها مع اني مش مصدق إن يونس يعمل فيها كده انا ماربيتوش على كده يا زينب لكن ماسبتش للشيطان سبيل وقولت لازم اجوزهم ولو ليهم نصيب في بعض ربك قادر يربط خيوطهم ببعض
ثم هز رأسه بسرعة
ماكنتش اقدر أظلمها وأخليها تعاني زي ما انتي عانيني يا زينب انا اسف يا زينب انا اسف يا غالية 
فرك عيناه يمنع تلك الدمعة التي كانت تلح ليطلق سراحها من بين جفناه ولكنه أبى فتابع بصوت حاني وبنبرة مخټنقة
بس انا بحبها اوعي تكوني مفكره إني بكرهها علشان هي مش مني لا انا بحبها عشان هي بنتك انتي كل ما اشوفها هشوفك فيها 
ثم عاد ليتحسس الصورة متمتما بصوت يكاد يسمع
انا اسف سامحيني يا زينب سامحيني يا حبيبتي !
عودة للقصر 
وصل كلا من أيسل وبدر فنهضت فاطمة التي كانت تنتظرهم على أحر من الجمر لتركض نحو أيسل صاړخة بفرحة وقد تهللت أساريرها
أيسل وحشتيني اليوم ده يا حبيبة ماما
وانتي كمان وحشتيني اكتر يا مامتي
رفعت فاطمة رأسها لتتفحصها بقلق ليطمئن قلب الأم الملتاع داخلها
إنتي كويسة يا
قلبي عملتي إيه في اليوم ده وأكلتي كويس ولا لأ اوعي يكون حد ضايقك هناك 
فهزت أيسل رأسها وبهدوء ورقة راحت تطمئنها
انا كويسة يا حبيبتي متقلقيش ومحدش ضايقني ولا حاجة واكلت
إنتبه حينما إلتفتت فاطمة له لتردد له بامتنان حقيقي
من وقت ما شوفتك طالع في الوقت ده كنت متأكدة إنك رايح تجيبها شكرا يا بدر شكرا جدا 
فتنحنح بدر بحرج مجيبا
مش محتاجة شكر يا ست فاطمة انا عملت اللي أي راجل مكان كان هيعمله وكمان احنا بينا إتفاق ! 
اومأت فاطمة وهي تربت على كتفه بابتسامة حلوة
بس برضو لازم اشكرك ربنا يحفظك لشبابك
بادلها بدر الابتسامة المجاملة ولم يعلق ثم لاحظ تشنج ملامح أيسل وهي تمسك ظهرها ليبتلع ريقه بعدها متمتما في هدوء
بعد اذنك يا ست فاطمة عايز أتكلم مع أيسل في حاجة بس 
اومأت فاطمة برأسها موافقة ليسحب بدر أيسل من ذراعها برفق متوجها بها نحو غرفتها وبيده الكيس الذي به المرهم الذي سيضعه لها حمد الله أن مريم لم تكن موجودة في إستقبالهم الان ويبدو أنها نامت لحسن حظه وإلا لكانت اضجرته بمشاجراتها وكلامها الذي أصبح يثير
حنقه مؤخرا 
دلفت أيسل اولا لغرفتها ثم وقفت أمام الباب لتمد يدها له متسائلة بهدوء
شكرا يا بدر فين المرهم بقا عشان ادهنه انا مش عايزه أتعبك اكتر 
فرفع بدر حاجبه الأيسر مستنكرا
نعم ياختي!! أخرتها شكرا يا بدر وبتطرديني من اوضتك بعد الفيلم الاكشن اللي عملناه سوا من شوية ده! والله ما حد داهنلك المرهم ده غيري انتي بتقولي إيه!
ثم دفعها
برفق ودلف ليغلق الباب خلفه فسألته أيسل و دبشها يتقافز من حروفها وهي تردد بتوجس
أنت دخلت ليه اطلع برا انا اللي هادهنه لنفسي يا قليل الأدب 
كاد بدر يضحك ولكنه تمالك نفسه ليخبرها بجدية
صدقيني هدهنهولك عشان مش هتعرفي تدهني لنفسك ده في ضهرك وهطمن انها حاجة صغيرة وخارجية وهطلع على طول ! 
للحظات زاغت عينا أيسل بتردد ولكن الخجل جعلها تهز رأسها نافية بإصرار
لأ برضو اطلع برا انا هتصرف وهدهنه
هتقعدي زي الشاطرة
وما إن إنتهى أجبر نفسه على الابتعاد لينهض محاولا لفظ تلك المشاعر من شرنقة جوارحه الحارة يهز رأسه وهو يقنع نفسه أنه رجل وهي أنثى ومن الطبيعي أن يتأثر ! 
يحاول تذكير نفسه أنها أيسل تلك الفتاة الأنانية القاسېة التي ترضى الاذى لغيرها 
بينما هي مغمضة العينان مأخوذة بتلك العاصفة العڼيفة من المشاعر والتي لم يخرجها منها سوى صوت بدر وهو يقول بخشونة
خلاص كده خلصت 
اومأت هي برأسها موافقة ثم همست بنعومة
شكرا يا بدر 
ثم حاولت تغيير الموضوع فقالت متسائلة بابتسامة لم يراها وهي تعطيه ظهرها
مقولتليش يا بدر أنت روحت هناك ليه 
يعني إيه ليه!! هو إنتي كنتي عايزاني ماروحش 
فهزت رأسها نافية
لأ بس متوقعتش إنك تيجي جيت ليه اصلا 
فأجابها بعنفوان
عشان أي راجل شرقي عنده ډم مش هيسيب واحدة مكتوبة على أسمه تبات في مكان زي ده حتى لو كان إيه!! 
بس كده 
ثم هز رأسه مؤكدا بهدوء وجمود
ايوه كده حتى لو انتي فيكي كل العبر متنسيش انك مراتي وكان لازم اعمل كده ومتنسيش إن بينا إتفاق يا أيسل هانم! 
قال اخر كلماته ثم استدار ليغادر في هدوء مخلفا بعده سكون تاااااام وها قد عدنا لنقطة البداية !!!!!
في القرية 
دلفت ليال لغرفتها تنظر يمينا ويسارا خشية من تواجد أي شخص لتخرج هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين فأجابت بضجر
ايوه 
ايه يا ليلو مش عايزه تردي عليا ولا إيه! 
فزمجرت فيه ليال بصوت منخفض
أنت عايز إيه تاني 
ليرد هو ببرود
عايز الفلوس اللي قولتلك عليها
منا قولتلك اصبر عليا شوية
مش هينفع انا محتاج الفلوس دي ضروري حياتي متوقفة عليها وبعدين دا
انتي متجوزه يونس باشا البنداري بجلالة قدره مش هتعرفي تتصرفيلي في كام الف!! 
اوف منك قولتلك الوضع متزفت بيني وبين يونس مش هعرف
مليش فيه اتصرفي الفلوس تجيني خلال يومين ماذا وإلا يونس باشا حبيب القلب هيعرف كل حاجة من طق طق لسلامه عليكوا وهيعرف أصل الحكاية كلها وهيعرف مين اللي زقك عليه! 
تأففت ليال والقلق يساورها حيال ذلك ومما ممكن أن يفعله فقالت بعدها

صدقني يونس حتى مش بيخليني اخرج عشان اعرف اقابلك!! 
انتي بتكلمي مين ومش عارفه تشوفيه
ردي عليا مين اللي كنتي بتكلميه ومش عارفه تشوفيه!
ثم صړخ بعدها بذهول باذقا تلك الكلمة التي كانت قد تكتلت في جوفه تأبى الخروج
بټخونيني يا ليال !!!!
االفصل التاسع 
ردي عليا مين اللي كنتي بتكلميه ومش عارفه تشوفيه! 
ثم صړخ بعدها بذهول باذقا تلك الكلمة التي كانت قد تكتلت في جوفه تأبى الخروج
بټخونيني يا ليال !!!! 
حينها هزت ليال رأسها بسرعة وهي تجيبه بما أسعفها عقلها به لتمسك لجام خياله الذي إنطلق نحو هاوية مظلمة العودة منها ضارية ودامية !!! 
لا طبعا أنت بتقول إيه أنا مستحيل أعمل كده يا يونس مستحيل
امال مين اللي كنتي بتكلميه واللي انا السبب انك ماتعرفيش تشوفيه! 
ده واحد كان بيحبني من أيام ما كنت عايشة في منطقتنا ولسه لحد دلوقتي بيطاردني واضطريت
أقوله كده علشان يسيبني في جالي! 
كدابة 
هدر بها يونس منفعلا بغير تصديق وعقله يكاد يهلك من فرط الأفكار والتساؤلات التي تحيط به كالحلزون ويدور هو حولها بلا هوادة !!!! 
لتسارع هي القول بملامح متشنجة من ألم ذراعها الذي سيترك اثرا بالتأكيد
والله مش بكذب يا يونس لازم تصدقني المرادي
ترك ذراعها فجأة ليلتقط أنفاسه اللاهثة من فرط إنفعاله ثم قال بلهجة آمرة مشيرا للهاتف الذي تقبض عليه بيدها
إتصلي بيه دلوقتي قدامي عشان أصدق لأني معنديش ثقة فيكي ولو واحد في الميه! 
ولو طلعتي كدابة وعقلك وزك بس انك ټخونيني وديني وما أعبد يا ليال هخليكي شبه مېته بتتمنى المۏت الحقيقي ومش هتطوليه وهتشوفي مني وش مشوفتيهوش قبل كده!! 
ثارت الفوضى بين والړعب يسيطر على مقاليد روحها وهي تراقب عيناه السوداء تنذرها بچحيم مظلم ومهلك وقد إصطبغت عيناه بلونه 
فأجبرت على النطق
محاولة الدفاع عن نفسها بحروف مبعثرة كحالها
أنا آآ لأ أنا مش بكذب يا يونس هخونك ليه وأنا بتمنى إنك تحبني وتعتبرني مراتك بجد! 
فنفضها تاركا إياها بنفس القسۏة وهو يشير برأسه نحو الهاتف وكأنه لم يسمعها
إتصلي وافتحي الاسبيكر
رفعت
الهاتف بحركة اكثر بطئا من السلحفاه يا الهي تشعر أنها تضع بيدها الجمرات في قالب المنجنيق لټحرق صفحة البداية بينها وبين يونس والتي لم تكتمل حتى بعد !! 
ناشدت الله بكل الطرق التي تعرفها في سرها فقط لا يفضح أي شيء لا تحترق من أي جانب يا الله 
وبالفعل إتصلت بذلك اللعېن ليأتيها صوته البارد قائلا بتسلية
كنت متأكد إنك هتتصلي بيا تاني هاا قررتي إيه يا ليلو! 
فتمتمت ليال بصوت من المفترض أنه غاضب ولكنه خرج باهتا مړتعبا كما لم تكن يوما
قررت إيه يا أنت أخرج من حياتي بقا !! 
تؤ تؤ كده أنا ازعل وزعلي وحش عارفه ليه يا ليلووو لأن آآ 
فقاطعته ليال بسرعة مزمجرة بهلع خوفا من إكمال جملته
قولتلك متتصلش بيا تاني ابدا وأخرج من حياتي مش عايزه أعرفك تاني ابدا
فأكمل هو وكأنه لم يسمعها
لأن زعلي يعني يونس باشا يعرف كل حاجة حصلت وبالتالي زعله هو كمان وإنتي اكيد عرفتي إن زعله وحش اوي يا ليلو !!
للحظات لم يتعرف يونس على ذلك الصوت الذي أشتبه به ولكن الان بعد أن تمعن التركيز به ضربه الضوء الذي تسلط فجأة على ما كان مجهول لتدوي الصدمة بين ثنايا عقله كقنبلة مدمرة في أعتى الحروب !
هذا صوت صديقه جمال صديقه الذي كان يعتبره من أعز أصدقاؤوه صديقه الذي خانه في نفس الليلة الملعۏنة من حياته خانه بأبشع الطرق عاون تلك المحتالة ليال لتدمر علاقته بمعشوقته الوحيدة 
ولكنه لم يصدق يقسم أنه لم يصدق نفسه كڈب نفسه أجل صدقهم هم حينما قالوا أن جمال لم يعود لمصر منذ سافر ابدا وبالتالي لم يكن له وجود في تلك الليلة وكذب ذاكرته التي ترسل له شرارة من الماضي تحرقه وهو يتذكر أن جمال كان موجودا في تلك الليلة وكان دوره رئيسي في تلك اللعبة !
ولكن الان وقد إتضح للأسف أنه محق وأنه لم يكن كما قالوا بل كان مخدر ولكنه حينما أتاه جمال ورآه لم يكن مخدر بالكامل ! 
وكم تمنى أن لا يكون محق آآه من ذلك الألم الرهيب المصحوب بخيبة الأمل يشعر أن شريان الحياه قد ثقب داخله بضراوة وسيظل ېنزف حتى المۏت 
لم فقط لو يعلم لم فعل به هذا لم!!
إنتبه ل ليال التي كانت صامتة تعتقد أن صمته تراتيل ما قبل قربان العڈاب والذبح ! 
ليصدح صوت جمال متأففا بانزعاج من ذلك الصمت
يوووه ما تردي يابت انتي
اخلصي! 
أغلقت ليال الخط باندفاع قبل أن ترفع عيناها بترقب ليونس الذي لم يحرك ساكنا كان جامد المحيا ملامحه لا تنطق بما يعبث بعقله!! 
لتهمس ليال مبتلعة ريقها بصوت مبحوح
يونس أنا آآ 
فسألها يونس بصوت بارد خاوي من كل المشاعر الإنسانية
إنتي حبتيني فعلا في يوم من الأيام يا ليال
في البداية لم تستوعب ليال سؤاله ولكنه قد أحسن تقديم لوحة السؤال لها لترسم عليها الأجابة الوحيدة التي تتفن في رسمها والتعبير عنها فراحت تجيب دون تردد بنبرة مبحوحة
اكتر من اي حد واي حاجة في الدنيا دي والله العظيم
كدابة انتي كدابة اللي بيحب حد مستحيل يأذيه بالطريقة دي مستحيل يجبره على حاجة ويعمل حاجة هو عارف إنها هتوجعه جدا
ثم لمحت طيف حنين مشوب بالألم وهو يستطرد
مستحيل يحرمه من حاجة هو بيحبها ويوجع قلبه كده انتوا ليه عملتوا فيا كده ليه بتحقدوا عليا بالطريقة دي وانا عمري ما رضيت الأذية لحد بقصد او بغير قصد
ثم دفعها بعيدا عنه يرمقها بنظرات مزدردة وكأنها وباء
انتي واحدة أنانية متعرفش يعني إيه حب أصلا واحدة عملت كده لأسباب شخصية وتغاضت النظر عن أي حاجة تاني! 
ثم تهادت نبرته للهدوء التام الذي يشبه السم القاټل ببطء شديد لا تشعر به إلا حين ټموت
أنا بكرهكم بكرهكم كلكم 
وبكرهك انتي بالذات
لم يستطع كبت تعجبه حينما إستكان صووت ليال المقارب للبكاء ليصبح ابتسامة غريبة لا حياة فيها ولا مرح 
ثم قولها الهادئ الساخر الذي ينافي ما تصرخ به عيناها المتحجرة بالدموع
بجد!! بعد كل الاستنتاجات العظيمة
دي پتكرهني لا برافووو بجد
ثم صارت تصفق ببطء إلى أن توقفت وهي تحدق به لينقلب هدوئها لثوران وجنون تام وهي تمسكه من ياقة قميصه مزمجرة فيه پجنون
بعد كل حاجة عملتها عشان اوصل لقلبك پتكرهني بعد ما رميت حياتي ورا ضهري پتكرهني بعد ما استحملت كل الاھانة دي پتكرهني!! 
مين قالك اني محاولتش أطلعك
من حياتي أنا حاولت أنتحر من اليأس حاولت اخنق نفسي وأموت وأخلص زي ما انت بتتمنى كل يوم وبتحاول تخنقني بس فشلت 
ثم أشارت لرسغها بهيستيرية وأردفت
حاولت أقطع شرايين ايدي وبرضو فشلت حتى المۏت فشلت فيه!! 
ثم زمجرت فيه بصوت عالي مبحوح حتى شعرت أن حبالها الصوتية كادت تمزق
مكنتش لاقيه سبب إني أعيش بعد ۏفاة ماما ولما عملت اللي عملته فكرت إني بفتح باب اقدر اوصلك من خلاله وخاطرت بكل حاجة وبعد كل ده پتكرهني 
كان يونس يتابعها
مبهوتا مكانه وكل كلمة منها تخترق قلبه لتسبب دوي عڼيف مصډوما من ذلك العشق الذي أصبح لعڼتها ذلك العشق ډفن روحها في أسفل سافلين برماده الأسود ولم يتبق منها سوى أشباح تحاول إيجاد الخلاص لتلك الروح ! 
اكرهني يا يونس اكرهني اكرهني
اهدي ليال اهدي بقول اهدي 
ولكنها لم تهدئ ابدا كانت في حالة هيستيرية تماما ألم تكفيها قسۏة والدها وتصرفاته الغير إنسانيه ولا أبوية ابدا ألا يكفيها ټهديد لعين بحياة والدها تتذكره كل ليلة قبل أن تنام ليأتي هو ويكمل عليها !!!
مطلقا الحرية لشعور ماكر كان متخفيا تحت ظلال الكره والاشمئزاز لينطلق مدغدغا أعماقه متناثرا داخله هنا وهناك مسيطرا على جزء ملحوظ منه 
بينما هي كانت مسلوبة الانفاس تحاول إستدراك ما يحدث ولكنها لم تعي ابدا 
أبتعد يونس اخيرا حينما شعر بحاجتهما للهواء 
هديتي وفوقتي ولا لسه عايزه تفوقي! 
ركضت نحو المرحاض لتدلف ثم تغلق الباب خلفها لتحبس نفسها به وتأخذ نفسا عميقا 
بينما يونس لم يختلف حاله كثيرا لا يدري لم فعل ذلك ولا كيف لا يدري إن كان فعله ليخرجها من تلك الحالة ام استجاب لوسوسة عاطفية غريبة بإذنيه ولكنه يشعر بشيء غريب لا يشعر بالندم يمزقه إربا كالمرة السابقة !!
إجتمع كل من بالمنزل على صوت طه الذي إقتحم القصر تتبعه زوبه وهو ېصرخ مناديا بصوت عالي همجي
أيسل إنتي فين تعالي يا شيطانة اظهري يا حجه فاطمة
في إيه هو أنت داخل زريبة !! 
ولكنه لم يرد عليها بل أشار نحو أيسل التي وقفت أمامهم بكل برود راسمة ابتسامة ثلجية مقصودة وزمجر
هي دي اللي ربتيها احسن تربية وعلمتيها أحسن تعليم علمتيها تبقى شيطانة وتقطع أكل عيش الناس 
فضحكت أيسل دون مرح وهي تتشدق بازدراد
بينما فاطمة تردد مدهوشة لا تستوعب شيء
تقطع اكل عيش إيه وشيطانة مين خليك دوغري وقول انت عايز ٱيه يا راجل أنت! 
فاقترب طه
من أيسل وتابع بنفس الانفعال المغتاظ
مش انا اللي عايز أنا جاي النهارده أعرف هي اللي عايزه إيه وحړقت مكان أكل عيشنا ليه
فشهقت فاطمة وهي تستوعب التهمة التي يلقيها على أيسل فراحت تردد دون لحظة تردد واحدة
فأشار طه نحو أيسل ساخرا بمرارة
اهي قدامك اهي اسأليها انا جاي عشان اسألها نفس السؤال
فتوجهت عينا فاطمة تلقائيا نحو أيسل لتسألها بهدوء متأهبة لأجابة
إيه اللي بيقوله ده يا أيسل 
فنزلت أيسل درجات السلم ببرود وهي تومئ برأسها مؤكدة في تهكم واضح
ايوه عملت كده في اكل عيشكم ولو الزمن رجع بيا ورا هعمل كده تاني وتالت ورابع
فصړخت فيها زوبه هذه المرة قاطعة ذلك الصمت من طرفها
ليه عملتي كده ليه ده احنا صدقناكي !! 
وانتوا ليه ليه عملتوا فيا كده زمان ولسه بتأذوني ليه رميتوني ليه پتكرهوني وانا حتى لسه ماستوعبش يعني إيه كره 
وبالطبع بقي سؤالها معلقا في الهواء لتهز رأسها بابتسامة باردة
لو لقيتي اجابة لسؤالي هتعرفي اجابة سؤالكم
إنتقلت بنظراتها لطه الذي زمجر پجنون والجشع يتزاحم في ساحة عيناه
بس انا مش هسكت هاخد حقي منك وهسجنك
حينها تدخل بدر مغمغما بصوت أجش لم يخلو منه البرود
متقدرش! أعلى ما في خيلك إركبه
بينما أيسل تمتمت ببرود وهي تهز كتفاها بلامبالاة
لو تقدر تثبت إني عملت كده إثبت واسجني! 
تعالت أنفاس طه والڠضب يفور بين أعماقه اكثر فأكثر فسحب زوبه من ذراعها نحو الخارج وهو يقول
بټهديد صريح
هثبت وهاخد حقي وهوريكي بس مترجعيش ټعيطي
وتقولي انتوا امي وابويا ليه عملتوا كده!
كانت مريم تراقب ما يحدث بعينان كالمرصاد يتماوج الحقد بين عيناها ولكنها تخفيه بشمس البراءة والهدوء الكاذبة ! 
وما إن خرجوا وتوجهت أيسل نحو فاطمة حتى تنحنحت هي بحرج مصطنع وخرجت بسرعة علها
تلحق ب زوبه وطه 

وبالفعل وجدتهم يسيران خارج القصر فركضت نحوهم بسرعة تنادي
استنوا 
فتوقفا بالفعل يرمقانها بنظرة مستفسرة فلم تهذي هي بمقدمات كثيرة بل قالت مباشرة والمكر ينضح من حروفها
إنتوا عايزين تاخدوا حقكم من أيسل وتردولها اللي عملته فيكم صح 
فأومأ طه مؤكدا على مضض لتسأله هي بنبرة أشد خبثا ومكرا ناعمة كجلد ثعبان سام
واللي يجبلكم حقكم ويبرد ناركم منها 
نديله عنينا لو طلب! 
حيث كده اسمعوني كويس اوي 
قالتها بنبرة منخفضة وهي تنظر يمينا ويسارا لتتأكد من عدم وجود اي شخص ثم بدأت تملي عليهم خطتها التي لا تقل دناءة عن دناءة روحها المشبعة بالحقد 
في القصر 
جلست فاطمة متقهقرة مذهولة من تفكير أيسل لتسألها في ذهول
ليه يا أيسل ليه تعملي كده من امتى وأنتي بتخلي كرهك وعصبيتك تتحكم فيكي! 
فنطقت أيسل بثبات وهدوء ولم تخترق ذرة ندم او تردد حروفها ابدا 
علشان كل اللي عملوه فيا زمان علشان يعرفوا إن المكان ده مجرد خردة ممكن في لحظة تتحرق زي ما اتحرقت وحياتهم هتستمر عادي جدا لكن انا بنتهم انا مينفعش حياتهم تستمر عادي من غيري انا اهم من المكان القذر ده اللي فضلوه عليا دايما 
لم تجد فاطمة ما تجابهها به وقد أعطوها كافة الاسباب والاسلحة لتحرقهم بها فيما أيسل تتابع
بصوت متهدج من الألم
مش ذنبي إنهم خلفوني بالغلط وندموا يا مامي مش ذنبي !! 
فاطمة مسرعة تؤكد برأسها بحنان فطري
مش ذنبك طبعا يا حبيبتي هما اللي ما يستاهلوش جوهرة زيك في حياتهم عشان كده ربنا عاقبهم بس بنفسهم!
في اليوم التالي 
لم يخمد قلق بدر ابدا تجاه تفكير مريم الذي هو متأكد أنه يتسرب نحو سبيل لن يعجبه ابدا وربما يكون سبيل قاټل ومهلك لأيسل فيدمره هو الاخر بنفس الحجر ! 
لذا قرر ألا يبعد عيناه ابدا عن أيسل على الأقل لحين إنتهاء مدة إتفاقهم وحينها سيأخذ مريم رغم إرادتها لأقرب طبيب نفسي او يحبسها حتى في منزلها !!
وقف أمام غرفة أيسل يطرق الباب لتفتح له أيسل فسألها في هدوء وهو يراقب ملابسها المحتشمة الذي أكد عليها ارتدائها
خلصتي لبس 
اومأت أيسل برأسها وقالت مؤكدة على مضض
ايوه خلصت مع اني مش عارفه بطاوعك ليه
قال ايه عشان اختار معاك هدية للسحلية اللي تحت دي
كبت بدر ضحكته بصعوبة ثم قال بنبرة حاول جعلها جادة
منا قولتلك عايزك تختاري معايا حاجة ليا وكمان انتي نفسك كنتي عاوزه تشتري حاجة فهتيجي معايا الشغل اخلص ونطلع نشتري مع بعض وبعدين نروح 
كانت أيسل تتابعه بملامح غير راضية ولكنها لن تتغاضى النظر عن السلم الذي يوضع لها لتتسلق نقطة البداية بينهما لن تتغاضى النظر عن فرصة ستجعل تلك السحلية تتلوى بها من الغيرة كما حصل بها دوما !!! 
طيب يلا اكسب فيك ثواب
بعد فترة 
في ورشة صغيرة يقوم بها بدر باعمال النجارة
الخاصة به دلفت أيسل فجأة بعد أن ملت الجلوس وحدها بالخارج وافكارها تتقازفها يمينا ويسارا ولكنها حسمت امرها ! 
أغلقت الباب خلفها وتتقدم منه لتخرجه من اندماجه المعروف في عمله 
كان يبدو عليه الإنهاك وهو يطالعها بنظرات باردة متسائلا
خير يا أيسل هانم حضرتك عايزه إيه من هنا وقفلتي الباب لية! 
تقدمت منه وهي تقول بثقة أذهلته
عايزه أتكلم معاك في حاجة يا بدر 
بدأ يدعي إنشغاله بما كان يفعل فأمسك بالخشب وهو يجيب دون أن ينظر لها
ما أظنش إن في حاجة تتكلم فيها الهانم مع النجار اللي بيشتغل عندهم واللي اضطرت تتجوزه ڠصب عنها عشان إتفاق! 
بدر أنا معجبة بيك أنا حاسه إني آآ 
وقبل أن تنطق كان هو يضحك بلا مرح مستطردا بسخرية قاسېة
معجبة!! معجبة إيه بس ده انا لو اتجوزت بدري كان زماني مخلف قدك انتي طفلة بالنسبالي انا عمري ضعف عمرك
ثم استدار يعطيها ضهره متظاهرا بلملمة اشياؤوه وهو يتابع بنبرة مشدودة متذكرا غرورها الدائم الذي يمقته فيها عله ينهي أي تبعثر سببته هي داخله
وبعدين من امتى الهانم بترخص مشاعرها كده وبتعرضها على النجار اللي شغال عندهم! 
كانت أيسل صامتة حتى أنفاسها كانت مكتومة وقبضتها
مغلقة مشدودة تضغط على كفها حتى كادت عروقها أن ټنفجر من فرط إنفعالها الذي تحاول كتمانه 
وما إن أنهى جملته حتى اومأت برأسها دون أن تنطق بحرف ثم استدارت لتغادر ولكنها توقفت للحظة لتستدير لتواجهه 
افتكر كلامك ده كويس اوي عشان الطفلة دي هتجننك يا بدر ومش أيسل اللي تخسر !
فنطقت هي بحروف ملجلجة
ابعد يا بدر ! 
مش انا اللي تجنني واحدة زيك مش انا اللي أنبهر ويجنني شعرك الأحمر اللي يشد كل اللي يشوفه او عنيكي اللي واخده نفس لون القهوة! 
ثم اقترب منها اكثر ليردد عند أذنها بصوت خشن
انتي بالنسبالي مجرد الهانم الصغيرة اللي فيه بينا إتفاق افهمي ده هيكون احسن لينا احنا الاتنين يا أيسل هانم!! الهانم مينفعش تختلط بالنجار اللي بيجي يشتغل عندهم ! 
ثم ابتعد لتفتح هي الباب وتخرج بسرعة ثم اغلقته خلفها لتضع يدها على قلبها الذي ثارت دقاته وپجنون 
مهما كانت قوية شرسة 
ما إن تقترب منه لتشعر بهالة رجولته وخشونته تصبح لينة هشة مبعثرة كحليب أبيض لم يخالطه سواد تلك الدنيا ! 
ستريه من هي تلك الطفلة ستجعله يتوسل حبها وحينها ستذكره بذلك الاتفاق اللعېن الذي يردده على مسامعها دوما 
كانت ليال عند حظيرة الخيل تتفحص ذلك الخيل الأبيض بشرود كم يشبهها جامح شرس ولكنه وفي ومحب مكبل بالأغلال ومقيدة حريته مثلها ! 
إستفاقت من شرودها على صوت هاتفها الذي صدح معلنا وصول رسالة فأمسكته لتفتح تلك الرسالة فاتسعت عيناها بړعب وهي تقرأها
انا حذرتك بس الظاهر إنك فكرتيني بهرج معاكي عموما الرسالة بكل التفاصيل وصلت موبايل يونس دلوقتي انتي وحظك بقا لحقتيه قبل ما يشوفها او لا ! 
إتسعت حدقتاها بهلع معرفة يونس كل ما حدث يعني دمار كل شيء يعني خروجها من حياته بلا رجعة قبل أن تنال قلبه يعني مقټل والدها وبسببها ايضا !!!!! 
فتحت الحظيرة للخيل وفكت قيده ثم ركضت باقصى سرعة نحو غرفة يونس حتى وصلت ففتحت الباب دون مقدمات لتتصنم نظراتها على يونس الذي كان ممسكا بهاتفه و 
الفصل العاشر 
ما إن تقابلت نظراتهم دأبت ليال على تمحيص نظراته لتقرأ ما بين سطورها من مشاعر فسحبت نفسا
عميقا حينما وجدت فقط تعجب ودهشة من اقتحامها المفاجئ للغرفة وقبل أن ينطق يونس بأي شيء كانت تشير له بيدها مسرعة وهي تردد
تعالى معايا بسرعة إلحق! 
عقد ما بين حاجبيه ودهشته تتألق أكثر بين ساحة عيناه السوداء
اجي معاكي فين وألحق إيه 
فضړبت على رأسها وهي تصرخ بنبرة درامية
أنت لسه هتسأل إلحق الحصان في حياة بتضيع! وذنبها هيبقى في رقبتك 
وعندما وجدته متصنم مكانه يحاول استيعاب ما تقول دخلت بسرعة لتسحبه من ذراعه نحو الخارج فالتقط هو قميصه بسرعة ليرتديه مستجيبا لچنونها الذي لا يعرف سببه 
ركضت ساحبة إياه نحو حظيرة الخيل ثم أشارت قبل أن يدخلوا وقالت بأنفاس لاهثة
إلحقه يلا بسرعة! 
فصړخ فيها يونس بارتباك لا يدري ما يحدث
ألحق إيه هو انا هولده!! ما
تنطقي يابت إنتي!
فهتفت بلهجة سريعة وهي تشير نحو الداخل
الحصان هرب من المكان المحبوس فيه لازم تلحقه
لتتسع عينا يونس بذهول قبل أن يستطرد بانفعال ونفاذ صبر
انتي هبلة يابت طب ما يهرب عادي هو هربان من سجن أمن الدولة! 
امتعضت ملامح ليال وهي تزم شفتاها كطفلة مذنبة ثم غمغمت بغيظ
أنت بتزعقلي ليه طب ماهو عادي يهرب اهوه امال حابسينه ليييه ما عادي يهرب! 
ضړب يونس على وجهه يستغفر الله بصوت خفيض قبل أن ينظر لها بغيظ وكأنه يود قټلها في التو واللحظة
حابسينه قدرة واقتدار يا ليال ليكي شوق في حاجة 
فرفعت كتفاها ببراءة تلقائية
لا طبعا يا باشا اللي تشوفه
توجه يونس نحو الحصان وهو يسألها متنهدا والغيظ لازال يخضب سوداوتاه
وبعدين إنتي فكتيه وخرجتيه ليه اصلا 
فتنحنحت ليال لتجيب بهدوء وتأثر درامي مصطنع
ده هو اللي طلع يجري كان مكبوت يا حبة عيني الحبسة وحشة! 
فسألها يونس رافعا حاجبه الأيسر
يعني مش انتي اللي فكتيه وخلتيه يجري! 
لتهز رأسها نافية ببراءة تامة
تؤ تؤ هو اللي كان مكبوت وطلع يجري
منع يونس ضحكته من التسلل لأطراف ثغره والتي كادت تشقق عبوس وجهه 
حلق عليه معايا يا عم بخ! 
هذه المرة لم يستطع يونس كتم ضحكته الرجولية
التي صدحت عالية لتبتسم هي تلقائيا واخيرا أشرقت شمسها المسربلة به تشرق وقتما يشرق هو وتظلم
وقتما يتشبث هو بظلمته وسكونه ! 
فيما استدرك يونس نفسه ليقول وبقايا ضحكاته عالقة بفمه
طب اوعي من قدامه بس انتي 
وبالفعل ابتعدت منصاعة لكلامه ليتوجه يونس بالحصان ليعيده لمكانه فاتسعت حدقتاه وهو يرى الدجاج الموضوع أمامه ليسألها بصوت مصډوم
مين اللي جاب الفراخ دي هنا 
لترد هي بشجاعة وفخر
انا جبتهاله حسيته هفتان شوية! 
كاد يونس يصاب بجلطة حرفيا وستكون هي السبب الرئيسي ليهتف بعدها بنفاذ صبر متساءلا باستنكار
مين اللي قالك تجيبي الفراخ دي هنا يا ازكى اخواتك! الحصان مابياكلش أي لحوم وبعدين حستيه هفتان تجيبيله فراخ هو انتي جايه تزوري حموده ابن خالتك اللي لسه راجع من الحج! 
هو طلع مش المفروض ياكل فراخ عشان يتغذى كويس!
لأ 
يقطعني! 
تمتمت بها ليال ضاحكة وهي تركض من أمامه قبل أن يفتك بها وكذلك يونس لم يستطع منع ابتسامته التي عادت تحلق على ثغره سيفقد عقله حتما إن ظل يتعامل مع تلك المچنونة ولكن لم أحس أن چنونها ذاك قد راقه نوعا ما ! 
في القصر 
كانت أيسل جالسة في غرفتها أمام لوحتها الحبيبة تاركة العنان لفيض افكارها لينطلق سابحا بين بحور تلك اللوحة فيشكلها بألوانه المشعثة ! 
أنهى سكونها وعزلتها دخول مريم الغير مرغوب بتاتا وهذا النفور تربع على ملامحها وهي تقول ببرود
خير اللهم اجعله خير متهيألي انك عارفه إن بدر مش هنا !! 
لأ منا مش جايه عشان بدر انا جايالك انتي
عقدت أيسل ما بين حاجبيها بتعجب واضح وهي تردد مستنكرة
جايه عشاني أنا!! ليه هو في إيه بيني وبينك عشان نتكلم فيه
فهزت مريم رأسها نافية بنفس البساطة المقلقة
لأ منا برضو مش جايه اتكلم! 
امال جايه ليه 
برز فحيح الثعبان السام من بين
حروفها وهي تخبرها بصوت غامض
جايه أخد حقي
حينها نهضت أيسل لتهز رأسها بعدم فهم مغمغمة بحدة
حق إيه يا ام حق إنتي انتي مچنونة يا بت انتي 
وما إن انتهت مريم حتى قالت بصوت بدا لأيسل طلسم لاستحضار شيطان ما
هتعرفي ازاي وانتي حتى مش فاكره ولا على بالك الغلبانة اللي ډمرتي حياتها 
كانت أيسل متسعة العينان تحاول استيعاب ما تتلفظ به تلك المچنونة
من تراهات !! 
فيما استكملت مريم وهي تحدق بالفراغ امامها وكأن تلك الذكرى قد وجدت مكانها في عقلها المبطن بالسواد والحقد فاشتعلت لتزيده سوادا وظلمة 
مش فاكره مريم صاحبة اختك مريم اللي كانت مع أختك ريم في نفس بيت الډعارة في اليوم اياه مريم اللي اتصلتي بأختك ساعتها وخلتيها تنزل بسرعة من غير ما تقول لحد عشان عرفتي من البواب إن البوليس جاي! مريم اللي ماخلتيش أختك تروح تشهد إنها كانت معايا وإننا مكناش نعرف إنه بيت ډعارة مريم اللي إتحبست بسبب انانيتك ٣ سنين ظلم مريم اللي اټشوهت في السچن وبرضو السبب الرئيسي إنتي!

إتصدمتي ليه! كنتي
متخيلة إني هنسى إنك كنتي السبب في كل اللي حصلي
حينها بدأت أيسل
تهز رأسها نافية تحاول النطق صحيح أنها فعلت هذا ولكن ابدا لم يكن بدافع الحقد او عن دراية بل لم تكن تعلم ابدا بوجود تلك الفتاه في ذلك اليوم اعتقدت أن أختها ريم تتسكع كالعادة مع اصدقاء السوء الذين ولابد أنهم يعلمون أن ذلك المكان كان 
ولم يكن من الذكاء أن تجعل ريم تشهد في قضية فتصاب سمعتها بصك السوء الذي لن يزال ابدا !!
ربما فعلت ذلك بدافع الأنانية نعم تعترف ولكن ريم كانت الأخت والصديقة الوحيدة التي عرفتها طوال حياتها لم تكن تعلم أن تلك الرغبة في الحفاظ على أختها ستكون اليد التي تدفع شخص اخر نحو هاوية اللاعودة 
بل لم تكن تتخيل أن احدهم لديه تلك القدرة على إحياء وحش الحقد داخله كل تلك الفترة دون أن تقتله مخالبه !
دفعتها مريم پعنف للخلف حتى سقطت أيسل متمددة على الأريكة ثم وقفت على رأسها لتخرج تلك الزجاجة الصغيرة من يدها وهي تستطرد بابتسامة مضطربة
دلوقتي هعمل فيكي نفس اللي حصل فيا بس باختلاف الطريقة هشوهك! 
فهبت أيسل بفزع تمسك يدها الممسكة بتلك الزجاجة قبل أن تلقيها على وجهها كانت ټصارع حقد مريم حرفيا فقوة مريم كامنة في ذلك الحقد الذي أصبح كالسم مدسوس بين عروقها !
وأثناء هز أيسل الهيستيري لرأسها في مواجهة مريم حلت عقدة الرباط فعفى عنها وإنفك تماما ليسقط من على فم أيسل
حينها صړخت أيسل وبأعلى صوت ظنت أنها تمتلكه
يا بدررر
لا تدري حتى لم صړخت بأسمه هو تحديدا ولم تفكر هي فقط أطلقت سراح تلك الصړخة المتحشرجة في جوفها وتلك الحروف كانت مرسال من قلبها بالفزع والذعر لقلب بدر الذي لم يتأخر في تلبية النداء وخلال دقائق معدودة كانت يقتحم الغرفة 
فصړخت أيسل من وسط بكائها
إلحقني يا بدر
ركض بدر دون أن يفكر مرتان ناحية مريم صارخا بذهول لم يستطع كتمه
إنتي بتعملي إيه يا مريم إنتي إتجننتي! 
لم تبدو مريم طبيعية ابدا وهي تتجاهل محاولات بدر لإبعادها وقولها لأيسل وهي تضحك بشړ غريب
انتي مفكراه هيلحقك!! محدش هيلحقك ابدا وحقي هاخده يعني هاخده
اهدي بقا وبطلي جنان إنتي خلاص عقلك شت مابقتيش مدركة انتي بتعملي إيه
فهزت مريم رأسها نافية وبدت وهي تتابع حديثها وكأن كل شياطين الدنيا نفثت بها في تلك اللحظات ! 
كفاية تمثيل يا بدر بقا انا عرفتها كل حاجة يلا ساعدني عشان هاخد حقي دلوقتي!! 
اسكتي واتحركي قدامي 
قالها بدر وقد كز على أسنانه بغيظ والڠضب يتضخم داخله اكثر لا يتخيل ما كان سيحدث لو تأخر عدة دقائق اخرى 
يلا تعالي احنا هنمشي من القصر ده انهارده اصلا
فهدرت فيه مريم بعضب هيستيري وهي تنفض يدها بعيدا عنه
انا مش ماشيه من هنا قبل ما اخد حقي منها 
حينها تدخلت أيسل مزمجرة فيها بعصبية هوجاء وقد تفجرت عروقها من كثرة ضغط الألم او الڠضب
اخرسي يا مريضة انا مليش علاقة باللي رسمه عقلك المړيض انا كل
اللي عملته إني لحقت أختي ولحقت سمعتها اللي كانت ممكن تتدمر لو راحت شهدت في قضية اداب ويمكن كانت اتحبست !! 
تنفس بدر بصوت مسموع وهو يحدق ب أيسل ف تقريبا أيسل خلال تلك اللحظات قطعت تلك الحبال التي تكبل قلبه الذي اصبح متيم بعشقها دون أن يدري حتى !
فيما ألقت مريم بنظراتها تجاه بدر وسألته بنبرة حادة
أنت هتساعدني ولا لأ يا بدر قبل ما حد يجي 
فاقترب بدر من أيسل الواقعة ارضا حتى تهيأ لها للحظات أنه سيطيع تلك الحربائة لكن وفي اللحظة الاخيرة سألها بخفوت وهو يمسك يدها متفحصا إياها
إنتي كويسة 
اومأت أيسل مؤكدة برأسها حينها تدخلت مريم لتصرخ حاړقة اخر الكروت التي تمتلكها
انتي مفكراه حبك زي ما انتي ھتموتي عليه! كل حاجة حصلت كانت عشان يساعدني أنتقم هو جه اشتغل هنا اصلا
واتجوزك عشان ينتقم منك وأكيد هو لسه بيكمل التمثيلية دلوقتي بس انا بقا زهقت من التمثيلية دي ومش هكمل وهاخد حقي!!!!
بهتت ملامح أيسل بشحوب وقد تفجرت تلك الحقيقة التي كانت متوارية خلف حروفهم منذ ثوان ولم تحاول أيسل إظهارها ولكن حينما تفجرت فجأة ڼصب عيناها تفتت قلب أيسل ليصبح مجرد شظايا صغيرة مدمرة !!!!!
عودة للقرية في صعيد مصر 
جلست ليال في الحديقة ممسكة بصورة والدتها الحبيبة ودموعها تنهمر على وجنتاها كالأمطار في ليلة شتوية قاسېة وهي تتذكر احدى الذكريات التي لا تود تذكرها ابدا 
كانت في العاشرة من عمرها ذات يوم حينما خرجت من غرفتها على صوت صړاخ والدتها المټألم وهي
تبكي ووالدها قد تسلط عليها بعنفه وقسوته المعتادة فكان يضربها وهو يزمجر فيها پجنون
برضو مانسيتيهوش! اه هتنسيه ازاي ماهو حبيب القلب
فبكت والدتها أكثر وهي تهز رأسها نافية
حرام عليك انا متقية الله من يوم ما اتجوزتك وعمري ما جبت سيرته وحافظه عرضك ومتقية الله فيك وفي بنتي أنت اللي مش قادر تنسى إني كنت بحبه وبتبرر خېانتك بده! 
أيوه مش قادر أنسى ومش
هنسى مش هنسى إنك حاولتي تهربي مني يوم الفرح بسببه ومش هنسى إنك كنتي رافضاني دايما بسببه ومش هنسى إنك كنتي بتاخدي حبوب منع الحمل عشان متخلفيش مني وبرضو بسببه! 
صړخت زينب فيه وهي تنفي التهم الثقيلة التي يرميها على كاهلها
لأ مش بسببه بسبب قسۏة قلبك اللي مش قادر تخلص منها وبسبب الحقد اللي بيكبر جواك يوم عن يوم وبسبب انك خاېن! 
فتابع ضربها بعشوائية وهو يهدر بصوت متجبر
اخرسي انا الراجل انا اعمل اللي انا عاوزه ومش من حقك تحاسبيني! 
حينها ركضت ليال نحو والدتها وهي تدفع قدم والدها بعيدا عنها صاړخة پغضب طفولي
سيب ماما ابعد عنها ماتضربهاش
فدفع ليال پعنف بعيدا غير آبه بكونها طفلة ثم غمغم بازدراء
غوري من وشي ما
انتي شبهها!
وكالعادة حينما يفرغ غضبه بها وبوالدتها يغادر دون أن يفكر في الاعتذار لها يوما 
بينما زينب تبكي وهي تحتضن ليال وتنوح بصوت متهدج من الألم الذي ينضح منها
اااه ياريتني ما استسلمت واتجوزته ياريتني ما بعدت عن الشخص الوحيد اللي حبيته ياريتني ما استسلمت لقدري 
يا ليت ويا ليت ويا ليت دائما كانت تنوح زينب بتلك الكلمات ندما ولم تنتبه لكونها تزرع تلك الكلمات زرعا داخل طفلتها ليال توشم روحها بعدم الاستسلام ابدا وإلا ستصبح العاقبة وخيمة جدا 
حتى أصبح السيناريو يتردد داخل عقل ليال كلما اوشكت على الاستسلام فكلما فكرت في لعڼة الاستسلام ذكرت نفسها أنها يجب أن تحارب حتى تهرب من مصير مؤسف اسود ربما يكون مصيرها كما حدث مع والدتها !!
عادت من ذكرياتها تمسح دموعها المنهمرة وهي تحاول اخذ نفسا عميقا وإنتشال نفسها من بين براثن الذكريات 
بعد فترة 
اقتربت ليال ممسكة بكوب القهوة في يدها وتوجهت نحو قاسم الذي كان جالس امام الشرفة في انتظار قهوته وما إن اصبحت امامه حتى هتفت بصوت رائق وابتسامة حلوة تخفي خلفها دموع عالقة برموشها
صباح الأناناس على أحلى وأغلى الناس يعني حمايا البرنس قاسم باشا وبس
فضحك قاسم وهو يشير لها بيده
خلاص يابت يا لمضه انتي هو انتي بتقدميني للانتخابات! 
ضحكت ليال هي الاخرى وهي تجلس جواره متمتمة له بهدوء والابتسامة لازالت محافظة على مساحتها اعلى ثغرها
انا غلطانه برفع من معدنياتك 
ثم مدت القهوة له وتابعت
اتفضل ياسيدي قهوتك اهيه قولت اجبهالك وبالمرة اقعد معاك شوية عقبال ما هتلر ابنك يخلص مع السباك فوق
أنا عارف إن يونس لسه معاملته ناشفة معاكي شوية هو محتاج منك شوية صبر بس وصدقيني لو قدرتي تخليه يحبك هتشوفي يونس تاني خالص ولعلمك انا مستني بس اول ما ينسى البت الملونه بتاعته دي وساعتها انا اللي هربيهولك انتي جوهرة يا ليال ولازم يعرف قيمتك كويس اوي قبل ما تبدأوا حياتكم سوا بس لازم نلعبها صح!
للحظات شعرت ليال بتلك النغزة المؤلمة تستيقظ من غفوة المرح والسكون ولكنها سرعان ما أطاحت بها أرضا مرة اخرى وهي تبتسم مقتربة منه وتردد مشاكسة اياه
والنبي انت قمر وهصبر عشانك بقولك ايه ما تتجوزني أنت 
تعالت ضحكات قاسم على تلك الشقية التي للأسف لم يعطي يونس لنفسه الفرصة لها لتتسرب لأقفال قلبه فتفتحها جميعها رويدا رويدا ولكنه سيحرص على أن يحدث ! 
فاستعاد قاسم اتزانه وهو يخبرها في هدوء مبتسما
طب يلا يابت يا شقية انتي اطلعي لجوزك زمانه خلص مع السباك ومحتاج ياخد دوش وحد يجهزله هدومه وفطار عشان يروح شغله
اومأت ليال برأسها بسرعة وهي تقف مقتربة برأسها منه قليلا
انت تؤمر يا قمر 
وبالفعل صعدت ليال متوجهة لغرفتهم لتجد السباك يغادر مع معداته فابتسمت له وهي تقول ملوحة بيدها
مع السلامة يا عم محمود تعبناك معلش! 
مع السلامة يا عم محمود تعبناك ! هو انتي داخله القهوة ياختي وبتردي السلام على الزباين ولا إيه!! مفيش اي احترام لوجودي! 
فهزت ليال رأسها بسرعة وببراءة أجابت
لا طبعا ليه بتقول كده ده عمو
غلبان وطيب والله وانا زي بنته!
رمقها يونس بنظرات غاضبة من أعلاها لأسفلها ثم تركها لتسارع هي القول متابعة
طب أقولك حاجة بمناسبة سيرة عم محمود 
فسألها يونس بهدوء متنهدا
حاجة إيه 
فهتفت ليال بجدية مضحكة خالطتها الفكاهه
بمناسبة الكورونا اللي انتشرت في الصين وكده اللي عنده
الانفلوانزا لن يصاب بكورونا المصدر عم محمود السباك قالي مفيش فايروس بيخش على شغل التاني!
ضحك يونس هذه المرة من قلبه ولم يحاول كتم ضحكاته لتشاركه ليال الضحك وهي تتذكر ذلك العجوز اللطيف الذي أحبته بصدق ! 
أنت بتقرب كده ليه! شكلك
ناوي بيا !! 
فرفع يونس حاجبه الأيسر ورد باستنكار
آآ إيه يا عنيا بيكي إنتي ليه إتصيت في نظري! 
في فار وراكي بيتمشي شوية بس اوعي تصرخ 
ولم يستطع إكمال جملته فصړخت ليال بفزع دون مقدمات وهي تتعلق به كالأطفال وتصرخ وهي تحاول رفع قدمها عن الارض والنظر خلفها
هو فييين مشييييه خليه يمشيييي قوله يمشي بسرعة 
حاول يونس فك ذراعها الذي كبل حرفيا وهو يصيح فيها بحنق
انتي هبلة! أقوله يمشي إيه هو انا بقولك جايب واحد صحبي وهدخله اوضة
النوم عليكي ده فار !!! 
كادت ليال تبكي كالأطفال ترفض الابتعاد
والنبي
مشيييه مش عايزه أشوفه انا بټرعب
منهم
قرر التقرب منها حتى تسنح له الفرصة لمعرفة ما تخبأه عنه او معرفة مكان ذلك اللعېن جمال حتى ولم تكن توجد طريقة غير هذه او ربما هو اقنع نفسه بذلك !
ثم قال بخشونة وقد حملت نبرته بحة خاصة تلحنت تحت ظلال تلك العاطفة التي تأججت دون ارادته
هو اصلا مشي بسبب صړيخ حضرتك اللي زمانه اتفزع منه ممكن تبعدي بقا !

شعر يونس بلهاث الڠضب يطغي على أنفاسه حتى كتمها الڠضب من تلك العواطف التي تداهمه فجأة في قرب تلك الليال 
فسار نحو دولابه وهو يخرج ملابسه وتابع بصوت أجش وقد تنحت تلك المشاعر جانبا
اطلعي برا يا ليال 
عقدت ليال ما بين حاجبيه بتأسف وصوت خاڤت
سوري لو ضايقتك بصړيخي بس آآ 
فأكمل يونس بصوت اكثر حدة
اطلعي برا يا ليال 
وبالفعل خرجت ليال وهي تتنهد بضيق من تغيراته المفاجئة ولكن حاولت ألا تعكر فرحتها بالتغيير الواضح نسبيا بينهما هذا اليوم !
بينما في الداخل ضړب يونس الدولاب پعنف وغيظ يود لو يسيطر العقل على كافة مشاعره الرجولية ولكن يجدها تنساب من بين قبضة تحكمه في قربها وما يثير حنقه أنها حتى لا تتعمد إثارة أي مشاعر رجولية فيه !!!!!!!!
في يوم آخر 
كانت ليال تجوب غرفتها ذهابا وإيابا وهي ممسكة بهاتفها تحاول الاتصال واخيرا أجاب الطرف الاخر بنبرة غليظة
نعم بتتصلي ليه!
انتي مابترديش عليا ليه حضرتك بقالي كام يوم بحاول اتصل
فقالت ببرود
مش فضيالك
لتهتف ليال بغيظ واضح
مش فضيالي! امال حضرتك فاضيه بس تقولي لابويا على العنوان اللي انا فيه 
نعم!! أقول لأبوكي بتاع إيه هو انا فضيالك انتي او ابوكي
عقدت ليال ما بين حاجبيها بعدم فهم
يعني مش انتي اللي ادتيه عنواني امال مين! محدش يعرف إني اتجوزت يونس ويعرف عنواني إلا انتي لما اتفقنا 
معرفش حلي مشاكلك بعيد عني ومتتصليش بيا تاني
فأردفت ليال من بين أسنانها والغيظ يتدفق من حروفها
لو طلعتي أنتي اللي قولتي لبابا صدقيني هعرف يونس كل حاجة وتخيلي بقا هيعمل إيه لما يعرف إن حماته المصون هي اللي زقتني عليه عشان أبعده عن بنتها !! 
اهتاجت فرائص الاخرى وهي تخبرها بټهديد مبطن
ومتنسيش أنا قولتلك إيه لما اتفقنا لو يونس عرف اي حاجة صدقيني مش هتشوفي وش باباكي تاني
لم تعلم ليال بمن كان يقف خلف ذلك الباب يستمع لها والصدمة تتشبع عيناه السوداء و 
الفصل الحادي عشر 
ودون مقدمات فتح الباب فجأة فشعرت ليال للحظة أن الحظ قد أحكم عقدتها ووضع نقطة النهاية في صفحتها قبل أن تستطع حل تلك العقدة التي تحط كالشبح على مضجع مشاعر يونس !! 
ثم أخذت شهيقا عاليا وكأن الروح عادت لها مرة اخرى ما إن رأت أن الذي دخل وبالتأكيد سمعها لم يكن سوى حماها العزيز قاسم 
أقعد اسمعني الأول وبعدين أحكم يا عمو
جلس قاسم على الأريكة مستندا على عصاه وهو يتنهد مهمهما لها
اسمعيني أنتي الاول يا ليال
اومأت له ليال بطاعة وجلست جواره ليهتف هو بصوت مشدود وصلب
أنا كنت ببررلك اللي عملتيه وبقول بتحبه وفكرت إنك أنتي اللي عملتي كده لكن تورطي نفسك مع واحدة متعرفيش أصلها ولا فصلها واحدة خبيثة ومكارة زي التعلب ده يبقى غباء منك! 
طأطأت ليال رأسها ارضا وكلامه يدور بعقلها ربما يكون كلامه صحيحا ربما يكون ما فعلته غباء ولكنه كان أقرب باب لأرض الأحلام التي تمنت أن تجمعها ويونس في جبعتها ! 
رفعت رأسها بعدها لتقول مفكرة
هي
كده كده كانت هتعمل نفس اللي حصل لكن هتخلي واحدة غيري تعمله ساعتها كنت هفضل ندمانة طول عمري يا عمو 
تسللت تلك الابتسامة المشفقة على ثغره المجعد وهو يخبرها بأسف
ولو بس الواحدة دي ماكنتش هتتعب زيك ولا كان يونس هيفرق معاها 
ثم ركز نظراته على ليال ليسألها منتبها لما سمعه منذ دقائق
لما قولتيلها انا ممكن أقول ليونس
قالتلك إيه 
إبتلعت ليال ريقها محاولة إزاحة ذلك الحجر الثقيل عن لسانها حينما تذكرت ذلك الټهديد الذي اصبح من اضغاث أحلامها ثم هتفت بصوت واهن
قالتلي مش هشوف بابا تاني ابدا يعني بالمختصر المفيد ممكن تقتله !
إتسعت حدقتا قاسم ذهولا لم يتوقع أن جبروت تلك المرأة يمكن أن يصل إلى حد القټل القټل !!!!! 
هل محى جبروتها الشعرة الفاصلة بينها وبين إنسانيتها بتلك السهولة ! 
رفع أنظاره ل ليال التي تابعت بنبرة مخټنقة وكأنها
تهدئ ڠضب تلك الطفلة داخلها التي لا تكره سوى ذلك القاسې المدعو بوالدها
أنا مبحهوش وبكره قسوته وجحوده اه لكن مقدرش أخليه ېموت وكمان بسببي! هو أخر حاجة متبقيالي في الدنيا دي يا عمو لو راحت ليال هتروح معاها خالص أحيانا بتكون باقيالك حاجة قديمة ومتهالكة بس بتفضل محتفظ بيها مبتقدرش ترميها أنا علاقتي بيه كده حتى لو كان وحش وفيه كل العبر مش قادرة أتمناله المۏت ده شيء ڠصب عني حتى لو كل يوم بقول لنفسي
إني بكرهه بس ده أبويا هو اللي جابني على الدنيا دي أقوم انا اخدها منه! حتى لو اسوء شخص في الدنيا هطيعه زي ما ربنا أمرني وهو قادر يهديه عليا
تراقصت تلك الابتسامة الحانية التي يخصها بها وهو يربت على كتفها في حنو ويغمغم بفخر
هي دي ليال لو كنتي فكرتي في غير كده أصلا كنتي هتنزلي من نظري اللي مالهوش خير في أهله ملهوش خير في أي حاجة يا حبيبتي
اومأت ليال مؤكدة برأسها فقال قاسم بعدها معيرا إياها كافة إنتباهه
عايزك بقا تحكيلي هي ازاي اتفقت معاكي اصلا وإيه اللي حصل اليوم اياه 
اومأت ليال موافقة برأسها ولكنها سألته اولا
عمو هو أنت كنت عارف إن يونس معملش فيا حاجة من البداية صح 
ابتسم قاسم وهو يخبرها بصدق
مش بالظبط كان جوايا شعور بكده بس كان لازم أصدقك مكنش ينفع يبقى في احتمالية إني اكذبك واظلمك! خلينا في موضوعنا يلا احكيلي 
حاضر
هاا قولتي إيه 
لأ يا هانم لأ مش هقدر إنتي عايزاني أدبس يونس بيه في ڤضيحة ده انا كده بجني على نفسي قبل ما يكون عليه!! 
فسارعت الاخرى تهز رأسها نافية وهي تشرح لها بلؤم
ڤضيحة إيه مش عايزاكي تقلقي مش هتحصل ڤضيحة لأن باباه داخل انتخابات وبعدين دي مش ڤضيحة دي تقدري تسميها مساعدة انا مش موافقة على
خطوبته هو وبنتي وعايزه أنقذ بنتي من الوحل اللي هترمي نفسها فيه وهي مش حاسه وإنتي بس هتساعديني هتخلي فيروز بنتي تقتنع إن اللي اسمه يونس ده خاېن عشان تبعد عنه نهائي! 
ثم ظهرت أبتسامة خبيثة فاح منها المكر وهي تلكزها بخفة متابعة بث سمومها بأذنها
وبعدين انتي مفكراني مش واخدة بالي من إعجابك الواضح اوي ب يونس بيه! 
قالت اخر كلمة ضاحكة بسخرية ليزداد توتر ليال التي إحتقن وجهها بالذهول والحرج بينما الاخرى تسعى لتحركها كبيدق لتكسب حربها ضد يونس وتفوز بأبنتها
انتي كمان هتستفادي على فكره أديني هفتحلك طريق عشان تتجوزي يونس بدل ما هو مش شايفك أصلا ومش هيشوفك طول ما فيروز في حياته! وكمان هاديكي قرشين حلوين تمشي بيهم امورك فترة مش قليلة بعد ما اكيد هتتطردي من الكافيه ده!
وما بين ذلك وذاك بخت أخر قطرة من سمها وكانت تلك القاضية حيث أردفت بمكر
ها قررتي إيه معنديش وقت! على فكره انتي من حقك ترفضي عادي جدا ومن حقي انا كمان أشوف واحدة تاني تعمل اللي انا عاوزاه وخليكي إنتي كده على الهامش دايما ! 
فهربت الأجابة هربا من بين مخالب تلك الأنسانة الرافضة داخلها لتصدح
انا موافقة
فإتسعت ابتسامة الاخرى الانتصار وهي تستطرد بحذر
طب اسمعيني بقا كويس اول حاجة في مرة لما يونس وفيروز يكونوا جايين على الكافيه انا هأخر فيروز شوية وهخليه يستناها هنا هتحطيله
حبوب هلوسة في القهوة بتاعته وبعدين جمال صاحبه هيجي يطلعه الاوضه عشان محدش من أصحاب المكان يشك فيكي مع إننا هنراضيهم بقرشين عشان محدش يتدخل في الموضوع ده كل المطلوب منك إن لما اجي انا وفيروز وجمال وأبو المحروس نلاقي هدومك مقطعة وهو قالع معظم هدومه وټعيطي وتقولي إنه اجبرك لما كنتي جايه تجيبيله القهوة في الاوضه زي ما طلب!!
وبالفعل خلال يومان وفي احدى المرات التي كان يونس بها يجلس في ذلك الكافيه منتظرا مجيء خطيبته فيروز كالعادة كان منتظرا قهوته فتقدمت ليال منه بتردد لتضع امامه القهوة التي وضعت بها حبوب هلوسة ثم غادرت بسرعة 
بعد فترة بدأت الحبوب تأخذ مفعولها فاقتربت ليال من يونس بسرعة تردد له بخفوت
فيروز هانم خطيبة حضرتك مستنياك في الدور اللي فوق في اوضة ومجهزالك مفاجأة
جاء في ذلك الوقت جمال صديق فيروز ويونس الذي كان مشتركا بتلك اللعبة
فقط لتساعده والدة فيروز في السفر لخارج مصر وبناء حياه جديدة هناك فأسند يونس برفق وهو يغمغم له
يلا يا يونس تعالى نطلع 
اومأ يونس برأسه بلا وعي وقد
بدأ يفقد كامل تركيزه وبالفعل وصلوا للدور العلوي والذي يفتحه الكافيه كفندق صغير ليدلف جمال مع يونس لتلك الغرفة وخلفهم ليال التي كانت تفرك يداها بتوتر رهيب 
ثم خرج جمال وهو ينظر ل ليال نظرة ذات مغزى فتنهدت بعمق ثم أغلقت الباب خلفه لتقترب من يونس الذي كان ممدد على ذلك الفراش يفتح عيناه ويغلقها يود التشبث بخيوط الوعي الذي يتسرب من بين يداه 
وقد تخلت دقات قلبها اخيرا عن الألم الذي كان يصاحبها دوما بسبب ذلك العشق 
أسفة يا يونس جايز أكون أنانية بس مش عارفة أطلعك من دماغي وأنساك أنا بعشقك لدرجة ماتتخيلهاش حتى فيروز دي مش بتحبك زيي ومش هقدر أستحمل إني اكمل حياتي مع حد غيرك انا اسفة سامحني
لتسمع همسه بصوت أجش
فيروز! 
تجمدت ليال مكانها وقد فقدت كل لذة عاطفية سعيدة شعرت بها ليضع هو على جرحها ملح دون وعي ويتركها لشيطان العشق!!
فنهضت بآلية وقد فقدت اخر ذرة تردد 
بعد ساعات 
وبعد خروج فيروز باكية من
الغرفة تتبعها والدتها وصړاخ يونس الذي زلزل المكان وهو يصيح پجنون
أنا ماعملتش كده يا فيروز صدقيني دي كدابة!! 
ضړب والده بعصاه أرضا پعنف وهو يهدر فيه بانفعال قاس
خلاص خلص الكلام أنت قولت كل اللي عندك وهي مش مصدقاك ومحدش هيصدقك عشان إحنا شوفنا بعنينا محدش قالنا !! 
إحمرت عينا يونس پغضب أهوج كألسنة النيران ه ليتحرك نحو ليال التي كانت تبكي ربما لإكمال تلك المسرحية وربما تبكي ندمها وتسرعها !! 
ليزمجر هو فيها بهيستيرية
يا بنت ال يا كدابة قوليلهم الحقيقة قوليلهم إني معملتش كده!! 
ولكن بالطبع لم تنطق ليال بأي شيء والباقي معلوم !!
عادت لواقعها على قاسم الذي صمت تماما جزء منه يبرر لها ضعفها أمام عشقها الوحيد والجزء الأخر يلطم تلك المبررات ارضا ويود لو يثور غاضبا بوجهها ! 
أسمعي يا ليال خلينا متفقين إني مضايق منك شوية ولولا
إني متأكد إنم بتحبي يونس كنتي هتشوفي مني وش تاني وخلينا متفقين إن يونس عاجلا او اجلا هيعرف لكن لما يعرف لازم والدك يكون تحت عنينا حتى لو قعدناه في بيت هنا جمبنا في البلد والست دي تقطعي كل صلاتك بيها مش عايزك تتواصلي معاها تاني لا هي ولا بنتها 
اومأت ليال برأسها موافقة
حاضر يا عمو زي ما تشوف
فربت قاسم على يدها بحنانه المعتاد الذي تعشقه منه وهو يردد

يلا بقا قومي شوفي الاكل عاوزين ناكل صوابعنا انهارده ورا الاكل 
فاتسعت ابتسامة ليال وهي تقف بحماس
عيوني أحلى أكل لأحلى عمو قاسم في الدنيا
في القصر 
اجتمع كافة الخدم في غرفة أيسل التي جاهدت لتقف على قدميها ضغطت على دقات قلبها الهيستيرية في تلك اللحظات وبنت فوق تراب قلبها المهدوم ارضا قوة ثبات جديدة أخذتها من رحم تلك الصدمة 
لتهتف آمرة للعاملة
نادي لمصطفى والشباب يطلعوا البت دي برا وممنوع تدخل القصر ده تاني ابدا 
اومأت الاخرى برأسها بطاعة
تحت امرك يا أيسل هانم 
وبالفعل ركضت تنادي حراس القصر بينما أيسل تحمد الله أن فاطمة لم تكن متواجدة في ذلك الوقت وإلا لكانت اصيبت بجلطة ثلاثية الابعاد ! 
فيما ازدادت هيستيرية مريم وهي تهز رأسها نافية وتقترب من أيسل مزمجرة پجنون
لأ مش بالسهولة دي يا أيسل اوعي تفكري إني هسيب حقي بالسهولة دي صدقيني هفضل كابوسك الواقعي لحد ما اخد حقي وساعتها بس مش هتعرفيلي اثر !! 
فصړخت فيها
أيسل بعصبية وشراسة مماثلة
أطلعي برا يا مريضة براااا 
وبالفعل وصل المدعو مصطفى مع باقي الرجال ليسحبون مريم عنوة وهي تصيح بهيستيرية
مش هسيب حقي يا أيسل وافتكري كلامي كويس
بينما بدر مغمضا عيناه پاختناق يفكر
في مقاليد الخطوة القادمة والتي لم تعد بين يداه بل أصبحت بين يدا أيسل 
قطته الشرسة التي لن تغفر بسهولة ابدا 
خرج الجميع من الغرفة بعدما عجت الضجة القصر وبالطبع ازداد الهمس واللمز بين جميع العاملين بالقصر ولكن أيسل لم تكن تملك عقل لتفكر فيما يظنون او يقولون 
بل كانت هناك مرمية أسفل أتربة الصدمة تحاول أخذ نفسا من بين مخالب الحياه التي تسلبها شيء خلف الآخر !! 
بمجرد أن تأكدت من ابتعاد الجميع عن
الغرفة حتى اقتربت من بدر الذي كان واقف بصمت وملامح مكفهره مبهمة رغم الضيق والڠضب الذي يسطع منها ثم قالت بصوت هادئ كهدوء ما قبل العاصفة
أنت كنت متفق معاها على كده فعلا 
للحظات تمنت أن ينفي أن ېكذب حتى عليها فيعطها ولو نفسا مؤقتا ولكنه للاسف باح بتلك الحقيقة التي كرهتها وأجاب
أيوه يا أيسل بس مش زي ما إنتي فاهمة أنا هفهمك أنا آآ 
ولكن كما توقع لم يسلم من إنفجارها المحتوم وهي تقترب منه وتهدر فيه كلبوة شرسة
تفهمني إيه! تفهمني إنك كداب ومنافق تفهمني إنك طول الفترة اللي فاتت كنت عارف بحقيقة مشاعري ناحيتك وكنت بتمثل عليا تفهمني إنك كنت تابع للشيطان! 
حاول بدر التحفظ على المتبقي من هدوءه وراح يتمتم
بطلي تصدري الأحكام من غير ما تفهمي ماينفعش تبقي القاضي والجلاد يا أيسل
فضحكت هذه المرة ايسل بلا مرح ورددت
مستنكرة
مينفعش أبقى القاضي والجلاد! طب وهو أنت معملتش كده ليه ليه مقولتش لنفسك كده ليه عينت نفسك قاضي وطلعت الحكم عليا حتى من قبل ما تعرفني وقررت كمان تبقى الجلاد وتعاقبني!! 
أغمض عيناه كازا على أسنانه وللأسف حقيقة كلامها تضربه في مقټل 
فيما راحت أيسل تتابع جلده بأسواط الحقيقة التي كانت دوما تراها بين عيناه ولكن لم تستطع تفسيرها
أنت اشطر واحد تنقد فيا وتطلع فيا كل العبر عشان تبرر لنفسك كرهك الغير منطقي ليا كرهك اللي مريم زرعته جواك من غير ما تحس بقيت تقنع نفسك إن أيسل دي أنانية أيسل متكبرة أيسل قاسېة أيسل مغرورة أيسل مابتحسش ولا عندها رحمة حتى الصفات الفطرية فيا بقيت مقتنع إنها عيوب مع إنه مش بمزاجي ومبقتش شايف أي مميزات فيا مع إن كل إنسان له مميزاته وعيوبه بس كرهك كان زي المرصاد بيرصد العيوب وبس!! 
ايوه حصل كده بس مش زي
ما انتي بتفسريه على مزاجك أنا رغم كل ده شوفت مميزاتك فعلا مقدرتش أشوف العيوب بس وقبل ما أعرفك كنت بقول لنفسي دي واحدة انانية مش كويسة منا شوفت مريم إتبهدلت ازاي قدام عنيا ظلم وإتشوهت وحياتها اټدمرت وجيت لاقيت واحدة مغرورة ماشيه تقول يا ارض اتهدي ما عليكي قدي وكأنك حالفة تثبتيلي إن تهوويل مريم عنك صح كنتي عايزاني أقتنع بغير اللي كان مرسوم في دماغي بسهولة ازاي! ورغم كل ده أنا ماخليتهاش ټنتقم منك يا أيسل
كانت أيسل تحاول التملص من بين قبضتاه رغم كل شيء رغم ألمها وصډمتها ولكن يبقى قربه منها بهذه الطريقة مفتاح الرجوع لنفس النقطة التي تحاول التحرر منها نقطة الخضوع لمشاعرها تجاهه !!! 
فزمجرت فيه پغضب وجمود ينافي تأهب كافة عواطفها للمسة أصابعه الخشنة لجلدها
إبعد عني وإياك تفكر 
تسلطها وجمودها إستفز ذلك البدائي داخله الذي لا يفقه سوى أنها له ملكه يحق له أن يفعل بها اي شيء 
مش هبعد هقربلك وقت ما أحب ومش هبعد يا أيسل هتعملي إيه! 
فازدادت حدتها وهي تخبره محاولة إبعاده عنها
قولتلك أبعد بقا مبقاش من حقك خلاص
طول ما إنتي مراتي من حقي إنتي حقي طول ما انتي مراتي حطي ده حلقة في ودنك! 
مبقاش حقك أحنا هنطلق أنا مستحيل أفضل على زمة واحد منافق حتى لما اتجوزني مكنش عشان يساعدني ده كان عايز ينتقم مني
ازدادت ضغطة بدر على ذراعها فكتمت هي تأوهها بصعوبة وأكملت دون أن تنظر لعيناه التي هي متأكدة أنها تشتعل بالجنون والڠضب الان
أنا من حقي أتجوز حد يكون هيتجوزني عشان شخصي عشان انا أيسل حد يحبني من قلبه يشوف عيوبي مميزات حد يكون شايفني جوهرة مفيش زيي في الدنيا حد مهما غلطت يبررلي ويعذرني ويشوف حتى غلطاتي صح!
ثم نظرت لسوداوتاه ويا ليتها لم تنظر تقسم أنها رأت غليان دماؤوه بين أم عيناه والغيرة تفتك به دون رحمة خياله الذي صور له أنها ربما تصبح لغيره أصبح كالزيت المسكوب على الڼار 
غلطانة لو فكرتي إني ممكن أسيبك تبقي لغيري إنتي ليا انا بس طلعتي نزلتي إنتي ليا وهتفضلي ليا
وكلمة الطلاق دي تشيليها من قاموسك ! 
كانت أنفاسها متهدجة من فرط تلك المشاعر التي تعيث الفوضى بكل شبر منها ثم قال بصوت متهدج
عنيكي مش هتبص لراجل غيري زي ما بتبصلي
مفيش راجل غيري هيملي عنيه
من كل شبر فيكي
دول مش هيبقوا ملك راجل غيري مش هيهمسوا بأسم راجل غيري بالنبرة اللي بسمعها منك
دون شعور منها وحينما أحست بخطۏرة الوضع همست بتلك النبرة المهلكة التي يقصدها تحديدا
بدر 
كانت تود المتابعة كانت تود أن تزمجر فيه بڠضبها الذي خفت نوعا ما ليبتعد ولكنه لم يعطها الفرصة 
دفعته هي بعيدا عنه تلتقط أنفاسه محاولة نفض تلك المشاعر عنها 
اقسملك بالله إني ما كنت ناوي أنتقم وإني كنت بهاودها مش اكتر حتى من قبل ما اشوفك انسانيتي ماسمحتليش إني اعمل كده في انسانه حتى لو الانسانه دي مش كويسة! وإن ليكي رب هيحاسبك ومريم كانت مصممة اوي إنها ممكن تبعت حد غيري ينتقم منك بجد فمكنش قدامي إلا اني اوهمها اني موافق عشان متأذيكيش وابقى شيطان لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس وكنت بحاول اقنعها تروح لدكتور نفسي يمكن ساعتها تفوق من الحقد ده ! 
ببساطة جزء كبير منها اقتنع بما يقول وإلا لم أخر إنتقام مريم منها كل تلك الفترة وقد جاءته فرص عديدة لينفذ ما تود مريم فعله !! 
ولكن تلك المتمردة المټألمة داخلها أبت أن تغفر كذبه عليها بهذه السهولة وذرات شك تتسلل لها ماذا لو كان يتابع تمثيله وكذبه عليها ! 
وضعت يداها حاجزا بينهما وخرج صوتها أجشا وهي تغمغم
ايش ضمني كلامك صح! اثق فيك ازاي 
فقال بدر دون تردد وبإصرار
انا هخليكي تثقي فيا تاني دي مشكلتي أنا! 
سألته أيسل بذلك السؤال الذي لم تستطع إحكام سيطرتها عليه
أنت بتعمل كل ده ليه 
ابتسم بدر ابتسامته الرجولية التي تطيح بتعقلها وقد
أدرك أن صغيرته تود أن تروي روحها العاشقة
المتعطشة لتلك الكلمة منه فتنهد بقوة هامسا بما يجيش بصدره
عشان بعشقك بحبك پجنون حتى من قبل ما أتجوزك كنت مشدودلك وبحبك من غير ما أحس! 
تهللت أسارير أيسل بسعادة رهيبة بتلك الكلمات التي لطالما تمنت سماعها منه هو خصيصا ولكنها أجادت إخفاء سعادتها وهي تخبره بترفع وجمود مصطنع
طب إبعد بقا لو سمحت وبرضو ملكش دعوة بيا أنت في حالك وانا في حالي
مش ناوية تحني على الغلبان بقا يا بنت السلطان!
في الصعيد 
الله الله إيه المسخرة دي يا ست هانم! 
ثم شملتها بنظرة متفحصة وهي تتابع بتوبيخ مصطنع
شربتي حشېش ولا لسه يا سعديه! 
فتعالت ضحكات نسمه وقد توترت للحظة من جدية ليال ثم جذبت ليال من يدها لتخبرها بنبرة متحمسة
خضتيني يا ست ليال تعالي جيتي في الوقت المناسب انا بعشق الرقص
حدث ذلك خلال لحظات فقط ثم إنتبه
لنفسه حينما شهقت كلا من ليال ونسمه بحرج سافر فأدار يونس وجهه للجهة الاخرى وهو يغمغم بصوت مكتوم
ليال تعالي ورايا حالا 
وإنطلق مغادرا الغرفة دون أن يعيد الكلمة مرتان بينما ليال تلطم خديها برفق وهي تصيح بنبرة درامية منخفضة
تنحنحت بصوت منخفض خجول ليستدير يونس لها فورا فرأت ذلك الڠضب يلوح لها
من بين حدقتاه وهو يقترب منها مزمجرا پغضب خفيف
إيه الرقص والمسخرة اللي كانت حاصله تحت دي!
فعقدت ليال ما بين حاجبيها بعدم فهم مصطنع وردت
رقص! يعني إيه رقص!!! 
ليال
صړخ بأسمها بنبرة زاد بها الڠضب نسبيا لتقول ليال مسرعة وهي تشير له بإصبعها وبتلقائيتها التي ظهرت وبوضوح مؤخرا
طبعا أنا لو حلفتلك إني كنت داخله أهزقها وأقولها من رقص نقص وإيه المسخرة دي بس معرفش ازاي خلتني أشاركها الاعمال الاجرامية دي مش هتصدقني! 
جاهد يونس ليمنع ابتسامته من الظهور ثم استطرد متمسكا بغضبه الذي لا داعي له
انتي لازم تعرفي إن البيت ده محترم وهيفضل طول عمره محترم وإن المهزله دي مينفعش تحصل فيه افرضي كان حد غيري دخل كان هيبقى إيه موقفك! إلتزمي بحدود البيت ده وقوانينه طالما هتفضلي فيه! 
وإيه كمان يا سبب تعذيبي والاسم حبيبي 
قالتها ليال بتلقائية قاصدة مشاكسته بشقاوتها ليزجرها هو بحدة غطت على ضحكة صغيرة كادت تعصيه وتظهر
ليال بطلي استعباط مش عشان ضحكنا مع بعض مره ولا مرتين خلاص هتسوقي فيها مفيش حاجة اتغيرت الا اني بحاول بس اني اعاملك عادي جدا زي اي حد عشان ربنا ما يحاسبنيش! 
إبتلعت ليال ريقها بتوتر وهي تطرق رأسها ارضا بحنق طفولي واضح وراحت تزم كالأطفال حينما تحزن دون شعور منها 
ليتنحنح مغمغما وهو يراقب حركتها الطفولية
إنتي كمان اللي
زعلانة دلوقتي! 
فزمت ليال أكثر ولم
تجيب ليتابع هو بسخط مصطنع
بطلي الحركة دي أنا مش بتكلم مع بنت اختي
رفعت عيناها له والغيظ يقطر من نظراتها ثم قالت 
بتضايقك الحركة دي طب اهوه اهوه اهوه
مرة اخرى مرة اخرى بتلقائيتها تيقظ ذلك الۏحش المتطلب المنساق خلف خدر غريب من العاطفة داخله بعدما أخمده يونس بشق الأنفس 

قولتلك مبحبش الحركة دي وعلى فكره أنا لو عايز أخليكي تبطليها هخليكي تبطليها 
ثم ترك اذنها وكاد يبتعد ولكن بمجرد أن ابتعد وجدها ترفع نفسها لتصل لمستواه ثم وفي لحظة خاطفة وبتهور وبراءة فتجمد هو مكانه للحظات وقد فعلت به الأفاعيل تلك السريعة الخاطفة ودون شعور منه وقبل أن تبتعد هي تماما لا تدري ما الذي جعلها تنساق خلف مشاعرها كان هو 
في اليوم التالي 
كانت أيسل تشرب قهوتها في في احد اركان حديقة القصر الخلفية شاردة في اللاشيء كلما تذكرت ما حدث امس 
ولكن فجأه وجدت من يكتم فاهها من الخلف فسقط كوب القهوة من يدها بفزع وهي تحاول التحرر منه ولكن قبل أن تعي أي شيء كان يضرب رأسها برأسه پعنف ففقدت وعيها دون مقدمات بين يداه و 
الفصل السادس عشر 
ابتلعت ريقها وهي تمد يدها المرتعشة جثمان والدتها وتهزها ببطء وهي تهمس بحروف وجدت المخرج من بين تصنم بصعوبة
لأ انتي أكيد ماموتيش
ثم أصبحت تهزها بقوة أكبر متابعة تمتمتها التي قاربت على الغدو هيستيرية
قومي انتي ماموتيش انا متأكدة قومي يلا !! 
لتكمل أيسل بصوت اكثر هيستيرية وإڼفجار ما بعد هدوء العاصفة
لأ مينفعش ټموتي دلوقتي انتوا اكيد بتمثلوا صح 
ثم نظرت لبدر وسألته بهذيان ترجوه التأكيد على ما يهذي به عقلها لتسكين ذلك الألم الذي إنفجر داخلها كوباء ضاري
هي عايشة يا بدر هما بيضحكوا عليا وبيخططوا لحاجة صح انا كنت حاسه اصلا
أيسل أيسل حبيبتي فوقي ده قدرها 
ثم ضيق عيناه مفكرا وقد عاد عقله للتفكير الذي توقف لدقائق
أيسل ركزي معايا مريم إتصلت بالبوليس 
رمقته أيسل بنبرة عابرة ثم عادت تحملق بالچثمان امامها بتوهان وكأنما عقلها شل تماما فلم يعد بمقدورها إعطاء اي استجابة لأي اشارات تخترق حدود العقل ! 
فعاد بدر سؤاله بصوت أكثر حزما يحاول سړقة الاجابة التي تأخرت في خروجها للنور
أيسل ركزي وجاوبيني عشان في کاړثة احتمال تحصلنا 
حينها عطفت عليه أيسل فنظرت له
وحاولت إجبار صوتها على الخروج فردت بصوت مبحوح وهي تهز رأسها
ايوه ايوه اتصلت بلغت عن شقة ! 
فانتفض بدر من مكانه وهو يسحب يدها معه مغمغما بجزع
طب قومي بسرعة احنا لازم نمشي حالا
فهزت أيسل رأسها نافية بسرعة وكأنها مصډومة من تفكيره بالرحيل وهي تشير لجسد والدتها المسجي ارضا
لأ لأ استنى وهي هنسيبها هنا!! 
فحاول بدر مراعاة حالتها ليجيب محاولا استجماع تركيزه
البوليس زمانه على وصول يا أيسل ولو حلفنا لهم على المايه تجمد إننا مش احنا اللي قتلناها محدش هيصدقنا ومتقلقيش البوليس هيجي وهياخدوها واكيد هيبلغوا طه إنهم لاقوها صدقيني كل حاجة هتتحل إلا احنا حياتنا هتتدمر ظلم لو مامشيناش دلوقتي حالا كل
ثانية بتفرق يا أيسل
لم تجيبه بل ظلت تنظر لجسد والدتها فسحبها بدر من يدها متجها نحو الخارج فإنكمشت ملامح أيسل بالألم وكأنها عادت تلك الطفلة ذات الاربع سنوات والتي تفرق
عن والدتها من جديد ولكن للأبد دون خيط أمل للعودة !!!! 
حينها هزت أيسل رأسها ولم تشعر بشهقة البكاء التي غادرت شفتاها وكأن روحها الطفولية تغادرها لتتشبث بوالدتها المېتة
طب قومي وانا هسامحك لو سبتيني تاني مش هسامحك والله قومي بقااا طب انا مسمحاكي خلاص بس قومي يلا نمشي 
وحينما كانت على عتبة الباب صړخت صړخة متحشرجة كانت بمثابة صاعق لعقلها المتجمد المصډوم الرافض للتصديق ولأول مرة تناديها
يا ماااامااا قومييي والنبي 
كان قلب بدر يلتوي ألما على صغيرته التي اتضح أنها عكس ما تتظاهر تماما 
كانت تخبرهم أن يبتعدوا عنها تماما وأنها تكرههم بينما تلك الطفلة داخلها لازالت تنتظر أن يعودوا ليتلقفوها معتذرين منها عما بدر منهم !!!!
بينما أيسل كانت تسير بصمت ودموعها تتسرب لتروي وجهها الشاحب كم تمنت أن تناديها ب أمي وهي على قيد الحياة كم تمنت أن تسرح لها خصلاتها وتدلكها لها قبل أن تنام أن تعنفها حينما تخطئ وتجبرها على فعل اشياء لا تحبها فقط لمصلحتها هي وليس العكس لم تتمنى الكثير
هي فقط تمنت حياة طبيعية !! 
على الطرف الآخر حيث القرية 
فتح يونس عيناه ببطء يتململ في نومته فمد يده بتلقائية للفراش جواره ليجده بارد وفارغ فهب منتصبا من الفراش بفزع وكأن كابوس رحيلها عاوده من جديد 
ونهض راكضا نحو المرحاض ينادي بأسمها في هلع واضح
ليااااال ليااال انتي فين 
فخرجت ليال من المرحاض تجيب بسرعة
انا هنا يا يونس 
فهمست ليال مشدوهه بعدم فهم
مالك يا يونس! 
ثم خرج صوته أجش وهو يخبرها آمرا
اوعي تفكري تبعدي عني ابدا 
مقدرش أعمل كده يا يونس أنت روحي هو في حد بيقدر يبعد عن روحه! 
ف
يونس لأ استنى
يووونس مش هينفع انا عايزه أروح لبابا
حينها ابتعد يونس وكلمتها جمدته مكانه ليبتعد قليلا ثم سألها بعدم فهم مستنكرا
تروحي لبابا !! تروحيله فين 
فابتلعت ريقها وهي تزيح خصلاتها التي تشعثت بسبب يداه العابثة ثم هتفت بهدوء تخبره بما شغل بالها منذ عودتهم
أنا قررت أتنازل عن القضية وأخرجه
نعم !! ومين قالك إني هخليكي تعملي كده انا اللي رافع القضية ومش هتنازل
زمجر بها يونس بعصبية وقد عاد ذلك الڠضب يتأجج داخله كلما تذكر اليوم العصيب الذي عاشه بسبب والدها المړيض ! 
لترد هي بجدية صلبة
وأنا اللي إتخطفت وهعمل كده ده ابويا راح ولا جه أبويا ومقدرش أحبسه حتى شهر فما بالك ب سنين !! 
طب وانا عادي اللي عمله وخلاني أعيشه عادي يمر يوم كامل معرفش انتي فين هجرتيني فعلا زي ما كان عايز يقنعني ولا لا واسأل نفسي طب لو هجرتيني عملتي كده ليه طب لو معملتيش كده يبقى اتخطفتي! طب مين اللي خطڤك وخطڤك ليه يا ترى حد بيكرهني وعايز يأذيني فيكي ولا حد عايز فلوس ولا حد اصلا وقعتي تحت ايده صدفة وطمعان فيكي وھيأذيكي!! 
لأ لأ يا ليال اللي عيشته ده مش هيعدي بسهولة وبعدين يمكن لو طلع اصلا يفكر ياخدك تاني او يأذيكي او حتى يأذي بابا !! 
قلبها ذلك القلب المتأصلة فيه الفطرة يأبى أن يفعل ذلك بوالدها مهما فعل او سيفعل! 
افهمني يا يونس انا عارفة وفاهمة كويس اوي اللي بتقوله لكن ڠصب عني حتى لو عقلي مقتنع باللي بتقوله بس ده ابويا مش هرتاح ابدا وانا عارفة إنه مسجون بسببي!!
ساعدني عشان أرتاح يا حبيبي
فتنهد يونس بعمق وقد نجحت في سبر اغواره ليستدير لها ببطء يسألها للمرة الاخيرة ولم ينكر تمنيه أن تنفي
انتي متأكدة إنك عايزه تعملي كده وهترتاحي لما تعملي كده يا ليال 
فأومأت ليال مؤكدة بابتسامة خاڤتة
جدا جدا 
حينها بادلها يونس تلك الابتسامة الحانية 
خلاص يا حبيبي وانا معاكي طالما ده اللي هيريحك 
بعد فترة في مركز الشرطة 
تنازلت ليال بالفعل عن المحضر ضد والدها تنفست بعمق هكذا تشعر أن مارد الفطرة قد استكان مغادرا إياها بعدما نفذت ما أمرتها به فطرتها ! 
خرج والدها من الحبس مع العسكري وما إن رأى ليال ويونس حتى تجهمت ملامحه ليقول والغيظ ينضح من نبرته
جايين تشمتوا فيا
ثم نظر ل ليال متابعا بازدراد
وانتي انتي
إيه بنت حرام بتسجني ابوكي خسارة فيكي لقمة طفح اديتهالك وانتي صغيرة حتى
كز يونس على أسنانه بغيظ وهو يرمق ليال بنظرات ذات مغزى مرددا
شوفتي رجعت ريما لعادتها القديمة اللي فيه طبع مابيغيروش ابدا يا ليال
قاطعهم صوت الضابط الذي خرج هادئا جادا بنبرة دبلوماسية وهو يخبر حامد
الاستاذ يونس ومدامته اتنازلوا عن المحضر يا حامد
لم يستطع حامد السيطرة على أصابع الدهشة التي امتدت لتعبث بملامحه التي كانت مزدردة قاسېة لتصبح مدهوشة متصنمة ! 
فأكمل الضابط مؤكدا ما سمعه حامد منذ ثوان
يلا يا حامد تعالى امضي عشان تخرج
تحت امرك يا باشا 
وما إن انتهى وخرجوا امام المركز وقفت ليال امام والدها بهدوء وجمود تام تخبره
أتمنى إنك تخرج من حياتي نهائيا وتنسى إنك خلفت بنت في يوم من الأيام
وكالعادة لم يبخل حامد عليها فبخ سمه المدسوس بين حروفه في وجهها وهو يتشدق ب
انا
اصلا مش عايزك يا بنت زينب وفعلا معنديش بنات! 
ثم ألقى نظرة متهكمة تجاه يونس قبل أن يتابع
بس لما المحروس يندمك مترجعيش ټعيطي
وبعد ساعات طويلة 
وصل كلا من بدر وأيسل البلد من جديد ولكن شتان ما بين حالهم وهم ذاهبون وحالهم وهم عائدون ! 
ألقى بدر نظرة تجاه أيسل المېتة وهي على قيد الحياة رباااه وكأنها ذهبت بروحها لتتركها هناك ثم
عادت مجرد صنم فقط لا يمت للانسانية بصلة !!!
لم يفكر بالعودة للقصر حيث فاطمة لأن أيسل وبحالتها تلك تحتاج أن تفرغ شظايا الألم التي غرزت بين ثنايا قلبها واحدة واحدة وهو متأكد أنها لن تفعل مع فاطمة لن تشعر فاطمة أنها لم تنجح في سد خانة الأم في حياتها لن تشعرها أنها فشلت في تعويضها 
هي نجحت وجدا ولولاها لكانت حياة أيسل اصبحت اسوء واسوء ولكن الأم تلك الفطرة التي خلقنا عليها لا ترضى سوى بالأم الحقيقية سدا لجوعها !
نزل من السيارة ليفتح الباب لأيسل ممسكا بها وهو يهمس بحنان
يلا يا حبيبتي وصلنا
نزلت معه أيسل دون أن تنطق بحرف ودلفوا للمنزل ليجدوا الجميع جالسين على السفرة يتناولون عشائهم وبالطبع تعجب عيونهم من حالة أيسل الباهتة المدمرة 
لتنهض ليال بسرعة تتوجه نحو أيسل وهي تسألها بقلق حقيقي
في إيه مالك يا أيسل 
لم ترد أيسل وإنما نظرت لها بتلك النظرة الخاوية الباردة المقتولة التي تحكي ألف قصة وقصة ليجيب بدر بصوت آسف بدلا منها
للاسف والدتها الحقيقية اټوفت النهارده وقدامنا
شهقت ليال تضع يدها على فاهها لتكتم شهقتها وقد أدركت الفجوة المؤلمة التي استوطنت روح أيسل 
البقاء لله يا أيسل ربنا يرحمها ويغفرلها يارب ادعيلها كتيير هي دلوقتي محتاجة دعائك بس
اومأت أيسل برأسها ليتقدم منها يونس وقاسم ويهتفا 
البقاء لله ربنا يرحمها يارب 
فهزت رأسها بلامبالاة متمتمة بصوت شاحب خرج بصعوبة
ونعم بالله يارب
ثم تحركت دون أن تنطق بالمزيد او تنتظر
بعد اذنكم 
يرسل لها رسالة صامتة أنه هنا معها ولن يتركها أنه سيكون لها الملاذ لو ضاقت بها الدنيا سيكون لها الدفئ لو شعرت بالبرودة تجتاحها !! 
انا كويسة يا بدر متقلقش
انا مش زعلانة هزعل ليه اصلا وهي عملت كل حاجة تخليني مزعلش عليها هي ماعملتليش اي حاجة حلوة اتحسر عليها ف انا مش زعلانة بجد انا اصلا كنت عايزاهم يخرجوا من حياتي
انا اټصدمت شوية بس لكن مش هزعل عليها لأ 
فأدارها بدرهو يخبرها بحزم
العيب مش إنك تزعلي عليها يا أيسل
حتى لو هي كانت وحشة العيب إنك تنكري زعلك عليها حتى
لو هي وحشة دي مامتك محدش فينا بيختار أمه وأبوه يا أيسل
عيطي يا أيسل عيطي ماتكتميش عياطك عيطي عشان ترتاحي يا حبيبتي
هي سابتني تاني ليه يا بدر ليييه ليه سابتني تاني انا مش هسامحها ابدا 
فكان بدر يربت على ظهرها بحنان ولا يملك ما ينطق به فقط ألمها يؤلمه يؤلمه جدا ليذكره پألم مشابه لفقدان والديه 

سمعها تغمغم بحروف متقطعة وشهقاتها تتعالى
انا مكنتش عايزه حاجة كبيرة يا بدر انا كان نفسي بس تديني اي مبرر لأنها ترميني زمان حتى لو كڈب وكنت هصدقها كان نفسي تعمل أي حاجة عشان تحسسني إنها ندمانة وتعوضني كان نفسي أحس إني بنتها فعلا إني مش منبوذة حتى من اهلي!! 
آآه يا
بدر قلبي واجعني اوي اوي حاسه إني ھموت مش قادرة استحمل والله ما قادرة
ثم ازداد أنينها لتزيده ۏجعا وهي تتابع پقهر باكية
بيوجع اوي شعور بيوجع اوي يا بدر إنك تحس إن أقرب حد في الدنيا ليك مبقاش معاك في الدنيا دي ومهما حصل مش هتشوفه تاني ابدا بيوجع اوووي 
منزل فيروز 
ليقطع الصمت جمال الذي قال بصوت أجش
خلاص يا فيروز اهدي احنا كنا متوقعين إن يونس مش هيصدق اصلا وإنه احتمال يلاقيها وياخدها من ابوها
فاستدارت فيروز له لتهتف بعينان محتقنتان بالڠضب
وابوها القذر ما صدق خرج من السچن وسافر على طول بعد ما كشفت نفسي قدام الشغالة اللي في بيت يونس عشان أمشي كل حاجة زي منا عاوزه عشان نخلص من البلوه دي وفي
الاخر كل حاجة تبوظ بالبساطة دي!! 
فتنهد جمال ليتابع قائلا ما تتمناه وتهلل كل ذرة به ويكتم هو صوتها كالعادة
حاولي تنسي يونس يا فيروز الطريق بينكم دلوقتي بقا شبه مستحيل
لتهتاج فرائص فيروز وهي تزمجر فيه بانفعال هيستيري
اسكت اسكت خالص أنت السبب أنت اللي ساعدت الخدامة دي عشان تاخده مني خونت صاحبك وخونتني وخونت نفسك
فتمتم هو بصوت خفيض متنهدا
عشان كده لما كلمتيني وطلبتي مني موضوع الصور مرفضتش 
فارتسمت ابتسامة متهكمة على ثغر فيروز وهي تهز رأسها رافعة احدى حاجبيها باستنكار
لا يا راجل!! أنت مرفضتش عشان أنت متقدرش ترفض فلوس زي ما خدت تمن اللي
عملته من مامي برضه! 
وحينما فعل ما فعل مع ليال كان بحاجة الاموال فعلا وإلا كان سيكون في مأزق ولم يفكر كثيرا بل تصرف بتهور كما أملى عليه شيطانه ليهددها 
إنتبه لها حينما رفعت إصبعها في وجهه
تكمل وكأنها تحذره أن يقف عقبة في طريقها
ويونس ليا وهيفضل ليا وليال زي ما دخلت بينا فجأة هتخرج برضو لأن يونس مش هيكون لواحدة غيري الخدامة دي مش هتنفذ اللي هي عايزاه وتكسب هي ! 
فراح جمال يردف بجدية حادة يضع ڼصب عيناها ما ترفض أن تفتح عيناها تجاهه لتراه
يونس قدره مع ليال روحتي ولا جيتي هو ليها وهي ليه ده نصيبهم بغض النظر عن إن ليال اخدت نصيبها بطريقة غلط بس هو نصيبها يعني لو كانت هي حفظت كرامتها وماعملتش اي حاجة من اللي حصلت كان برضو يونس هيبقى من نصيبها لكن هي اللي غلطت واتسرعت زي الطفل لما والدته تجيبله حاجات وتشيلها عشان تديهاله بعد شوية فيروح هو ياخدها بالعافيه من وراها هو كده كده كانت ليه وكان هياخدها بس خدها بطريقة غلط وصغر وقلل من نفسه
فصړخت فيه فيروز تنفث براكين ڠضبها التي تغلي في وجهه
اخرررس اللي يشوفك وانت بتقولي احكام مايقولش إنك ساعدتها في كده عشان
الفلوس
مش عشان الفلوس اقسم بالله ما عشان الفلوس عشان ابقى قريب منك منكرش إن حلمي كان السفر برا مصر بس لما لقيت والدتك ناوية تبعدك عن يونس بأي طريقة وعرضت عليا قولت ليه لأ منها يكون في امل تبقي ليا ومنها احقق حلمي واكون نفسي برا وارجع تكوني انتي نسيتي يونس ونتجوز! 
كانت فيروز تحدق به مذهولة لم يخطر على بالها قط أن جمال قد يكون وقع بين أغوار عشقها لتلك الدرجة حتى هلك ! 
ابتلعت فيروز ريقها بتوتر وتلك المشاعر العڼيفة التي تأججت منه لأول مرة أفقدتها حروفها لتلقيها في هوة الصدمة التعجب!
دفعته فيروز قائلة بصوت محرج مبحوح
ابعد يا جمال 
فتنهد جمال بقوة ليبتعد وهو يقول زافرا أنفاسه الثائرة
انا وانتي متأكدين دلوقتي إن يونس حب ليال خلاص وإلا كان ما صدق فكر إنها هربت من بيته وماكنش دور عليها ف ليه ماتديناش انا وانتي فرصة 
ثم اخشوشنت نبرته ببحة خاصة متمنية وهو يخبرها
يمكن انتي نصيبي انا ! 
فوقفت فيروز تعطيه ظهرها لدقائق مفكرة هي وبكل أسف ادركت أن عشق تلك اللعېنة ليال تسرب لقلب يونس ليحرره من أغلالها وطالما هو يرغب بذلك حسنا ستحاول أن تتقبله ولكن ما لا تستطع تقبله أن تنتصر ليال عليها وتغير حياتها هكذا فجأة وتنجح فيما فعلت دون جزاء او رد لاعتبارها لاعتبار فيروز الذي لا يستهان به !! 
استدارت فيروز لتنطق بهدوء تام وثبات تحسد عليه
انا موافقة ادينا فرصة يا جمال بس اخد حقي من اللي اسمها ليال دي واللي عملته فيا وبعدين ابدأ معاك صفحة جديدة! 
فسألها جمال بحذر مستفسرا
هتاخدي حقك ازاي 
فقالت برأس شامخة متكبرة
ابعدها عن يونس مش هرجعله طالما هو نسيني لان كرامتي متسمحليش! بس هي هتبعد عنه برضو! 
حينها زفر جمال بعمق قبل أن يسألها
عايزاني اعمل إيه يا فيروز 
فابتسمت ابتسامتها الهادئة الماكرة وهي تخبره على مهل 
دلف يونس للغرفة باهتياج دون أن يطرق الباب والشياطين تتراقص أمام عيناه لتقف ليال متعجبة تسأله عاقدة ما بين حاجبيها
في إيه يا يونس
انتي خدتي فلوس من والدة فيروز عشان تعملي اللي عملتيه يعني معملتيش كده عشان بتحبيني زي ما قولتي!! 
في القاهرة 
كان طه يقف أمام مريم وذلك الرجل في احد الاركان متخفيين امام العمارة التي صار بها الحاډث فقالت مريم بلهجة سريعة آمرة تخبره
فهمت هتعمل إيه هتطلع كأنك طالع عادي هتقول للظابط إن دي شقة صاحبك ده المعرفة وإنك كنت جاي انت ومراتك زيارة ليه ومراتك تعبت ف إتصلتوا بأيسل عشان تيجي تشوفها لاخر مرة وأيسل جت هي وجوزها وانتوا سبتوهم مع بعض ونزلتوا تشتروا حاجة ولسه راجعين دلوقتي!! تمام 
فأومأ طه مؤكدا برأسه لو لم يفعل اصلا لسجن هو پتهمة قټلها 
ابتلع ريقه وهو يتقدم من العمارة بأقدام مرتجفة وخلفه ذلك الشاب 
ليسمع حارس العمارة يضرب كفا على كف وهو يتابع قص ما حدث على مسامع ساكني العمارة
وعقبال ما جيت لقيت
واحدة كده شعرها احمر نازله
مع واحد بيجروا وهي عماله تقوله ماټت
ماټت وطبعا ما حطتش في بالي معرفش إن الموضوع فيه چريمة قتل!!!! 
فتسرب الأمل لقلب طه المظلم وهو يدرك أنه لن يتعب كثيرا حتى تلتصق الچريمة ب أيسل وبدر 
الفصل السابع عشر 
إنتفضت ليال وسؤاله ينتشلها من ارض الحلم التي تثبتت عليها واخيرا ليعيدها لتلك الليلة التي لا تتمنى سوى نسيانها فقط ! 
فابتلعت ريقها لتتنهد قبل أن تجيبه في ثبات غريب
ايوه اخدت منها فلوس يا يونس
فعقد يونس ما بين حاجباه والڠضب يتجمهر بين ضلوعه مطالبا بتفسير حتى يخمد ثورته فدفعها بجسده للخلف وهو يضغط على ذراعها متسائلا بنبرة اكثر حدة
يعني معملتيش كده عشان الحب زي ما كنتي بتقولي
فنفت ليال بلهفة متوجسة
لا طبعا يا يونس انت عارف إني بحبك اوي مين اللي قالك الكلام ده!! 
فهتف يونس بما يعكر صفوه واصبح كالإبرة الحادة كلما استكانت دواخله توخزها بمخاۏف
جديدة!! 
ملكيش دعوة مين اللي قالي الفلوس هي اللي أغرتك! يمكن بقا بعدها حبتيني صح
صدمت ليال من منحنى تفكيره فهزت رأسها
بعدها مسرعة وهي تخبره
لأ طبعا العكس حبيتك ووافقت عشان حبيتك بس مكنش من الذكاء إني اروح بلد هروحها لأول مرة ومايبقاش معايا فلوس وانا معرفش إيه اللي هيحصل ولا اعرف موقفك ولا اعرف انا هترمي في الشارع ولا إيه اللي هيحصل ! 
تسللت حروفها لأعمق نقطة داخله لتنتشل تلك الإبرة مسمۏمة الأفكار التي غرزت بين ثناياه خاصة حينما أكملت بنبرة ترآى له الچرح فيها من تفكيره الذي أستطاعت استبطانه من تعويذة غضبه التي حلت على عيناه
أنا مش وحشة زي ما عقلك مصورلك يا يونس أو بمعنى أصح انا مش فلوس طمن قلبك يا يونس انا مش شيطاني قوي زي ما عقلك مقتنع مش مع اي ضغط هلجأ للغلط
فهز يونس رأسه نافيا بضيق لاعنا ذلك القذر الذي عاد ليتلاعب بعقله ! 
فيما إبتلعت ليال ريقها ببطء وحاولت بصق ذلك الاعتراف الذي أخذته من بين مخالب الشراسة المتأهبة داخلها بصعوبة
أنا ضعيفة من جوا كنت محتاجة لحاجة تسندني مكنش عندي اي دعم نفسي كنت محتاجة حنان الأب والأم اللي اتحرمت منه مكنش عندي الأب اللي يقولي من وانا صغيرة انتي جوهرة اوعي تيجي على نفسك او اللي هيجي عليكي هاكله بسناني انا كان ابويا بيستهلكني نفسيا من وانا صغيرة لحد ما بقيت ادور على ملجأ ومهرب منه ومن عڈابه
ثم رفعت طرف ملابسها عن ذراعها حتى ما بعد الكوع بقليل ليظهر حړق لازال أثره موجود لم يمحه الزمن وقد كان مجرد نبذة عن الحروق التي شوهت روحها مرارا وتكرارا 
ليخرج صوتها متهدجا من الألم وهي تخبره لتثبت صدق ما تقول
قام ضړبني وشال مني العسل عشان يعاقبني على عدم تركيزي وساب الحړق من غير علاج عقاپ ليا لحد ما خف لوحده بس طبعا بعد ما روحي طلعت من الڼار اللي حسيت بيها 
مع كل كلمة كانت تنطقها ليال كان قلب يونس ينتفض متلويا وكأنما تلك الحروف تسقط على قلبه كالسوط فتلسعه ليحس بما تحسه صغيرته ! 
ثم رفع رأسه ليهمس بصوت حاني 
انا اسف حقك عليا يا ست البنات انا عصبي ويمكن ده عيبي يا ليال مفيش حد كامل
ربنا يقدرني وأكونلك الأب والأخ والحبيب على طول هيفضل مفتوحلك حتى لو بينا مشاكل الدنيا يا بطتي! 
خلاص صافي يا لبن 
لأ على فكره احنا مش متفاهمين ولازم نسيب بعض! 
فسألها يونس بتلك النبرة الشقية العابثة التي باتت تعشقها منه
طب هو هيوافق 
فعقدت ما بين حاجبيها تسأله بعدم فهم
هو مين 
فتلاعب بحاجباه ليجيبها مشاكسا
بعض! 
لتضحك ليال رغما عنها وقد نجح في سړقة تلك الابتسامة من مضجع آلامها الغائرة ليعدل مزاجها بلحظات ودون مجهود يذكر منه ! 
انتي تختني على فكره
وكأي أنثى حينما تسمع تلك الجملة تأهبت جميع حواسها وهي تردد مستنكرة بحدة
نعم!!! 
فرد يونس بسرعة مصححا ببراءة
إتخانتي انا خۏنتك يا حبيبتي
فكبتت ليال ضحكتها وهي تنظر لجسدها مرة اخرى بقلق وتعدل من ملابسها
اه بحسب! 
فتعالت ضحكة يونس على هوس الانثى القلق خلال تلك النقطة خصيصا فضحكت ليال هي الاخرى ثم استدارت تنظر لشاربه وذقنه النامية 
اوعى تفكر تحلق شنبك او دقنك
ليه! ده انا كنت فاكر إنها رخمة بالنسبالك عشان بتشوكك! 
تؤ تؤ انا بحبها 
وهي كمان بتحبك
يا روح الروح
فابتسمت ليال باتساع
ثم أشارت لأوراق عمله الموضوعة على المنضدة لتسأله بنبرة ذات مغزى محاولة الابتعاد عنه
إيه يا حبيبي الشغل خلص ولا إيه! ما تروح تشوف شغلك مش مطنش امي من الصبح وبتشتغل! روح اشتغل
فعقد يونس حاجباه مصطنعا عدم الفهم وهو يقربها منه مرة اخرى
شغل!! يعني إيه شغل 
فضحكت ليال وبحركة مباغتة ركضت وهي تردد له بخبث انثوي قاصدة إغاظته

تيكير بقا يا بيبي عشان حمايا قاسم باشا حبيب قلبي وحشني! 
فكز يونس على أسنانه بغيظ وبتذمر راح يصيح
يااااه على غدر البشر ياااه وقد حسبت أني لا أهون ولكني قد هنت يا لياااااال
في غرفة بدر وأيسل 
دخل بدر الغرفة
حاملا بيده صينية افطار لأيسل التي أعربت عن عدم قدرتها على النزول
فاقترب منها وهو يهتف بمرح وحنو
أحلى صينية فطار لأحلى جنية في الدنيا
فابتسمت أيسل بوهن كم هي محظوظة به بحنانه واهتمامه وحبه الذي لا يتوقف عن إغداقها به في محاولة لأن تلتئم چروحها ! 
جلس جوارها يضع الصينية امامها لتهمس هي برقة
شكرا يا حبيبي 
العفوا يا عيون حبيبك
بدأا كلاهما يتناولان طعامها وبعد قليل قطعت أيسل الصمت قائلة بجدية بها رياح ڠضب
اللي قټلها لازم يتحبس مستحيل هو يتهنى بحياته وهي خسړت حياتها وكمان هرب وسابها
فأومأ بدر مؤكدا برأسه
كنت متأكد إنك هتقولي كده أنا بس مستني الدنيا تهدى ولما البوليس هيحقق ساعتها تقوليلهم بقا اللي حصل وإن شاء الله هيتجازى ربنا مابيحبش الظلم
اومأت أيسل مؤكدة برأسها تستشف عقلانية حديثه ليقترب بدر منها مقبلا قمة رأسها بعمق 
دي مامي! 
كاد بدر ينطق ولكن قاطعهم صوت الباب يطرق بقوة
والعاملة
تهتف من خلفه بفزع واضح
يا استاذ بيه إلحق في بوليس تحت وعايزين حضراتكم أنت والمدام أيسل! 
تجمد كلاهما للحظات والخدر قد إنتشر بكافة خلاياهما ولكن اول من استطاع سحب عقله من سطو خدر الصدمة كان بدر الذي نهض مسرعا ليركض نحو الأسفل مع العاملة تتبعه أيسل التي كانت لا تفقه شيء 
اجتمع كل من بالبيت فور حضور الشرطة وعلى رأسهم قاسم الذي سأل الضابط في احترام
خير يا حضرت الظابط في إيه 
فرد الضابط بصوت أجش
بدر وزوجته أيسل الرافعي متهمين بچريمة قتل
رآن الصمت بين الجميع وقد حلت عليهم الصدمة كلعڼة كتمت افواههم وسړقت حروفهم فتقدم العساكر يحيطون بأيسل وبدر ليصيح بدر مسرعا
فتقدم يونس هو الآخر متدخلا وبنبرة مضطربة
اكيد في حاجة غلط يا حضرت الظابط چريمة قتل مين 
فأشار الضابط برأسه بتقزز نحو أيسل
والدتها! 
بعد فترة 
إنتهت أيسل من قص كل ما حدث على مسامع الضابط بنبرة طبعا يتخللها البكاء الهيستيري الذي عاودها بمجرد تذكر ما حدث بالاضافة لكم الضغط النفسي الذي تعرضت له وهي متهمة رسميا بمقټل والدتها !!! 
زفر الضابط مفكرا وهو يخبرهم بجدية
أحنا هنستنى برضو تقرير الطب الشرعي يمكن يثبت برائتكم لكن لو محصلش ف انتوا للاسف كل حاجة ضدكم وبشهادة الشهود! 
فشهقت أيسل وهي تخبره بوهن
وما إن أنهت حديثها صدح صوت الهاتف معلنا وصول اتصال فأجاب الضابط بنبرة دبلوماسية
الوووو
ثم ضاقت عيناه وهو يعير المتصل كافة تركيزه ليقول بهدوء
تمام تمام
ثم أغلق الهاتف لينظر لكلا من أيسل وبدر بابتسامة هادئة مهنئا
ربنا بيحبكم! 
ليسأله قاسم ويونس في صوت واحد بتوجس
خير ان شاء الله 
ليرد الضابط بهدوء يخبرهم
واخيرا 
الحمدلله يارب الحمدلله 
فيما ربت يونس على كتف بدر داعما إياه وقد ازيحت تلك الصخرة عن قلوبهم دون اي تضحية 
وعلى الطرف الآخر وبعد فترة 
تم القبض على طه وذلك الشاب وسط صړاخ طه الهلوع وهو يدرك أن كل خيوطه التي حاكها لتكون الشبكة التي تحبس أيسل تسربت لتحيط به من كل جانب خانقة إياه وسط أنفاسه 
لا سيبوني انا مش هتحبس لا انا ماقتلتهاش بقولكم سيبوني
بينما ذلك الشاب وحينما أدرك إنهيار تلك الخطة السريعة التي وضعتها مريم غافلة عن إرادة القدر وتدخله لوضع نقطة النهاية لصفحات حياة مظلمة بسواد خطايا تلك الدنيا 
لم يفكر كثيرا بل لم يكن امامه حل سوى الاعتراف بما حدث لينجو فتشبث مخالب العقاپ أكثر ب طه ناهيك عن العقاپ في دار الآخرة 
في منزل فيروز 
وقفت فيروز أمام جمال بعصبية هوجاء تسأله ولا تقبل بالرفض جواب وكأن كبريائها اللعېن يرفض الخضوع لرغبة اخرى ربما تكون غبار عليه ! 
يعني إيه كأنه مسمعش حاجة! انت قولتله إيه يا جمال وهو قالك إيه 
فزفر جمال ومن ثم راح يخبرها بخشونة
قولتله
إن ليال اخدت من مامتك فلوس وإن مامتك عرضت عليها مبلغ كبير عشان توافق وفهمته من تحت لتحت إن ليال ممكن تتهور وتغلط
تاني طالما اول غلطة غلطتها بدافع الحب 
فظلت فيروز تتنفس بصوت مسموع وهي تتحرك ذهابا وإيابا في الغرفة پغضب اللعڼة لم تستطع هز حجر واحد حتى مما بنته تلك الساقطة ليال !! 
فسمعت بعدها صوت جمال الصلب يتشدق ب
أظن عملت المحاولة اللي انتي عايزاها عشان ترتاحي وتتأكدي إن خلاص يونس مش هيبعد عنها 
فزمجرت فيه فيروز پجنون وكأن تلك الكلمات التعويذة التي تحضر شياطينها
ملكش دعوة يا جمال امشي يا جمال امشي خلاص انا مش محتاجة مساعدتك ارجع امريكا تاني 
على أساس إنك هتحاولي تدينا فرصة! ولا إنتي كنتي بتعملي كده عشان أعمل اللي انتي عاوزاه وبس وانا أصلا مش فارق معاكي 
بملامح جامدة باردة خالية من توهج صغير لأي شعور ردت
اعتبرها زي ما تعتبرها بعد اذنك اتفضل عشان انا تعبانة وعايزه أرتاح 
فكز جمال على أسنانه پغضب كان يشعر يشعر أن فيروز التي يعرفها لن يهمها مشاعره التي رصها اسفل اقدامها يتوسلها أن تنتشل تلك المشاعر لتسمح لها بإختراق ثقوب قلبها المصنم ولكن كما توقع داست على تلك المشاعر لتجعل منها مجرد معبر يصلها بما تريد تحقيقه في سبيل ذلك الكبرياء اللعېن الذي بات يمقته فيها !
فتذكر مقابلته الحاسمة مع يونس 
كما توقع تماما بمجرد أن رآه يونس
حتى إنقض عليه يمسكه من تلابيبه وهو يهزه پعنف صارخا فيه بانفعال مفرط
أنت كمان ليك عين تيجي لحد هنا يا ژبالة يا يا بجاحتك يا شيخ
حاول جمال تخليص نفسه من قبضة يونس التي كانت بمثابة حديد أسهم هو في تسخينه بلهب الخېانة حتى أحمر وأصبح في أوج إشتعاله 
فقال بعدها مسرعا بنبرة متوترة
اسمعني يا يونس انا كلمتين وماشي ومش هتشوف وشي تاني انا عارف إنك مستحيل تسامحني 
فدفعه يونس بعيدا عنه بازدراء مؤكدا
كويس إنك عارف وحتى الكلمتين بتوعك مايشرفنيش إني اسمعهم
فتنهد جمال ما قال عمدا ثم تابع بجدية
هعرفك كل اللي حصل يمكن أقدر أكفر عن غلطي في حقك مع إني عارف إنه مستحيل مامة فيروز هي اللي خلتني انا وليال
نعمل اللي عملناه ادتني فلوس وسفرتني امريكا وادت ليال فلوس وساعدتها إنها تتجوزك
تجمد يونس مكانه يحاول إستيعاب ما يقول كيف لم يشك ب حماته المصون حماته التي كانت ثعبان تغير جلدها من الرفض والمقت للقبول الزائف الذي صدقه هو بكل بلاهه ! 
وليال ليال أخذت اموال في المقابل! اعتقد أنها فعلت ما فعلت لأجل عشقها فقط ولكن الان يشعر أن كلمات جمال كالمطرقة التي أطاحت باعتقاده هذا 
خاصة حينما اكمل جمال بكلمات قصدها مبرر لنفسه ولكنها تسربت داخل عقل يونس لتسربل بالشرور الانسانية التي يخشى أن تكون في ليال 
أنت عارف يا يونس إن الانسان لما يكون فعلا محتاج فلوس وتتعرض عليه الشيطان مش بيسيبه في حاله! 
صمت برهه ثم أكمل بسرعة
بس ليال بتحبك انا متأكد من ده ونشوى عرفت تستغل الحب ده عشان تقنعها تماما! 
فضغط يونس على قبضة يده بغل وهو يهمس متوعدا إياها
وديني وما اعبد ما هسيبها في حالها وزي ما لعبت بيا وبحياتي هدمرلها شغلها وأخليها تلف حوالين
نفسها ومتعرفش تلحق نفسها
ثم نظر لجمال تلك النظرة المشمئزة وهو يسأله بنبرة غليظة
خلصت الكلمتين بتوعك اتفضل من غير مطرود
فيروز لسه عايزه تبعد ليال عنك بأي طريقة عشان ټنتقم لكبريائها اللي من وجهة نظرها ليال داست عليه وانتصرت عليها وخدتك منها
فضيق يونس عيناه يسأله بشك
انت بتعمل كده وبتعرفني ليه 
فهز جمال كتفاه بلامبالاة مصطنعة
تقدر تعتبره تأنيب ضمير! 
ثم استدار ليغادر متمتما بتنهيدة عميقة حملت في طياتها الكثير والكثير
سلام يا يونس
عاد جمال من شروده لينظر لفيروز قائلا بنبرة صلبة أجشة
انا اسبوع وهسافر امريكا تاني يا فيروز فكري كويس اوي لو حابه تدي نفسك فرصة لبداية جديدة
ثم إتصلت بالطبيب الخاص بهم ليأتي بعد قليل وبعد الفحص تنهد وهو يخبرها بحروف فاح منها الاسف
انا حذرت والدتك ونصحتها تسافر امريكا للعلاج لكن هي ماسمعتش كلامي رغم إني قولتلها التأخير مش في مصلحتها خالص
فسألته فيروز مستنكرة بملامح مبهوتة
حالة إيه يا دكتور 
والدتك مصاپة بکانسر في المخ وافضل حل إنها تسافر تقضي فترة العلاج هناك 
حينها شعرت فيروز
أن الدنيا تدور بها وأنها أصبحت امام خيران الاختيار بينهما لعڼة أصابتها ويبدو أنها لن تتخلص منها فهي وببساطة إما تكمل انتقامها لكبريائها او تسافر مع والدتها لأجل العلاج لفترة يعلمها الله !
عودة لمنزل قاسم البنداري 
كانت أيسل في غرفتها كالعادة شريدة حزينة والقهر يعتصر قلبها عصرا رغم محاولة الجميع لتلهيتها عن ذلك الألم 
إنتبهت لهاتفها الذي أعلن
وصول رسالة على الواتساب ففتحتها لتجد صورة ل بدر بين ومريم بين وفي منزلهم!!!!!! 
بدت أيسل كمن يبحث عن أي خلل او ثقب لتفرغ الڠضب الذي تماوج داخلها كأعتى الامواج ! 
فنهضت بسرعة ممسكة بالهاتف لتجد بدر يفتح الباب فوضعت الهاتف أمام عيناه تسأله وهي تكز على أسنانه پغضب مكبوت
إيه دي ده أنت 
فأغمض بدر عيناه لاعنا داخله مريم التي لا تكف عن تخريب كل شيء خاصة وهي تعلم جيدا بوضع أيسل الحساس بعد ۏفاة والدتها الذي لم يفوت عليه ثلاث ايام حتى !!! 
بينما أيسل راحت ټضرب على پجنون وهي تزمجر فيه
كداب وخاېن وهتفضل طول عمرك كده طلقني طلقني وروحلها انا تعبت منك!
الفصل الثامن عشر 
كانت الغيرة كالنيران الهوجاء تصاعدت في جوف أيسل حتى وصلت لقمم عيناها فشاب بنيتاها دخان الڠضب وهي تزمجر فيه پجنون
ساكت ليه طبعا لازم تسكت ما أنت خاېن
طب اهدي يا حبيبتي وهفهمك كل حاجة
لتصيح فيه أيسل بانفعال
متقوليش يا حبيبتي 
ثم ضړبت ذراعه بغل متابعة وعيناها تهدر بالڠضب
ومتقوليش أهدي برضو! مبحبش البرود
فزفر بدر وهو يرفع كتفاه معا مغمغما يهاودها وكأنها طفلة علها تهدأ
خلاص ماتهديش ومش هقول يا حبيبتي حلو كده 
فهزت أيسل رأسها رافعة حاجبها الأيسر وراحت تردد بعناد طفولي وهي تزم شفتاها معا
والله طب طلقني يا بدر
فدلك بدر جبهته يستغفر بصوت منخفض مانعا ضحكته من إعلان وجودها على حواف ثغره بصعوبة ثم رفع رأسه ليهتف في جدية مصطنعة
اسمعي اللي حصل وبطلي شغل الهرمونات ده! 
فنظرت أيسل للجهة المقابلة بترفع مصطنع عاقدة ذراعيها وكأنها لا تهتم بما سيقوله بينما داخلها يتلهف لمعرفة ما حدث مع تلك السحلية لتهدئ من سعير الغيرة التي يكوي احشائها 
بينما
بدر تذكر ذلك اليوم السابق لليوم الذي
سافر به هو وأيسل 
دلف الغرفة التي كانت تقطن بها مريم في القصر ليجدها جالسة على الكرسي امام الشرفة تقضم أظافرها بغل ويبدو أنها تخطط لشيء جديد ! 
اقترب منها بدر ليتنحنح قائلا بابتسامة هادئة
إيه الاخبار يا مريم 
فلوت مريم ساخرة وقد استطاع بدر سماع فحيح الغيرة الذي توارى خلف تلك السخرية وهي تقول

هو أنت فاضيلي ساحب ست أيسل معاك في كل حتة ودلوقتي جاي تقولي إيه الاخبار! 
فتنحنح بدر محاولا إيجاد ثغرة يدخل من خلالها لها حتى لا تزداد الضغينة في قلبها تجاه أيسل
فاضيلك طبعا عيب عليكي أنا بس بتصدف إن أيسل تطلب مني حاجة فباخدها بالمرة وبعدين انتي عارفة الاتفاق اللي بينا 
حينها استدارت
له مريم بكل جسدها لتردف بنبرة مشحونة
أنت شكلك نسيت اتفاقنا احنا يا بدر السبب اللي جينا عشانه القصر ده اصلا 
فهز بدر رأسه نافيا ثم تجلى صوته الخشن الهادئ وهو يخبرها محاولا المساس بالانسانة القابعة داخلها في نقطة مظلمة تكاد تختفي
لأ مانسيتش بس للحظة فكرت إن يمكن اللي عملته مش مقصود او حتى لو مقصود قولت لنفسي ليه مانسيبش حقك عند ربنا واكيد هو مطلع على كل شيء وحقك هيرجعلك لكن احنا كده ممكن نأذي نفسنا يا مريم ونتورط في قضية تانية مثلا
حينها تفجرت بؤرة الحقد المتكورة داخلها لتتناثر شظاياها وسط حروفها في وجه بدر وهي تهدر فيه
ليه أنا اللي اتأذي واتعذب وهي تعيش حياتها عادي جدا والمفروض إني أنسى وأسامح وأسيب حقي عند ربنا ! اللي زي دي مينفعش معاها كده! 
ده عشانك انتي مش عشانها يمكن لو عملتي كده وسامحتي ترتاحي يا مريم صدقيني لو سامحتي هترتاحي
ثم قالت مستنكرة
أرتاح!! أنا قولتلك إيه اللي هيريحني يا بدر بس أنت مش عايز راحتي أنا أنت بتدور على راحة المحروسة بتاعتك
فهز بدر رأسه نافيا بسرعة وبصدق ينبض في عيناه راح يخبرها
لأ يا مريم حتى لو زي ما بتقولي بس إنتي اللي من دمي ولحمي أنا خاېف عليكي نهاية الكره ولعبة الاڼتقام دي مش هتبقى حلوة ابدا
فهزت مريم رأسها نافية وبابتسامة نبعت من ينبوع
الحقد الذي تنوي إغراق أيسل فيه ردت
لأ يا بدر نهايتها هتبقى راحتي انا وحقي انا اللي هيرجع 
ثم اقتربت منه بعينان تلونتا بدموع مزيفة لتهمس له بصوت مبحوح جذب الاستعطاف جذبا من بين أعماق بدر
أنت ماتتمناليش إن حياتي ترجع طبيعية تاني ولعبة الاڼتقام دي تنتهي
وحينم لم تسمع من بدر سوى تنهيدة عميقة وهو يهمس
اكيد اتمنالك كده
انا تعبت يا بدر أنا نفسي ارتاح بقا ساعدني بقا طالما تتمنالي الراحة
دققت النظر له وكأنه متأهبة لأي رفض وسألته
لأخر مرة بسألك هتساعدني ولا لأ يا بدر 
فتأفف بدر بصوت
مسموع كلما سار لها من سبيل ليجد راحتها دون تلطيخ بسواد الخطايا تسبقه هي لتضع حاجز فتمنعه ! 
فأردف بعدها لأخر مرة علها تكون المنجية
طب بصي هنروح لدكتور مرة واحدة بس تفضفضي معاه لو محستيش إن
رأيك اتغير صدقيني هساعدك ساعتها
حينها رداء الهدوء الذي كان يحيط بمريم تمزق لتهفو فقاقيع الڠضب المشابه بالحقد وهي تزمجر فيه بانفعال مفرط
قولتلك انا مش مچنونة ومش هروح لزفت واصلا انا مابقتش محتاجة مساعدتك في ستين داهية انا هعرف أتصرف 
إنتبه لها حينما دفعته نحو الخارج وهي تصيح فيه بحدة
أطلع برا يا بدر برا مش طايقه اشوفك أنت بياع وبعتني ونسيت حقي عشانها
فأومأ بدر برأسه وهو يتمتم محذرا بنبرة لم تخلو من ذرات الڠضب والحدة
ماشي يا مريم براحتك بس افتكري إني حذرتك إن نهاية الطريق ده وحشة وإن اللي هتعمليه هيتردلك دي دايرة وبتلف
ثم خرج من الغرفة صاڤعا الباب خلفه وصدره مهتاج بمشاعر عدة كان مترأسها الڠضب الڠضب من كل شيء الڠضب من عنادها في ذلك الاڼتقام اللعېن والڠضب من القدر الذي دفعها للذة الاڼتقام التي تبحث عنها والتي لن تأتي إلا بعد تنهب روحها كقربان !
ولو ولو ليه تسيبها !! 
فتنهد بدر وهو يحاول الشرح لها
يا حبيبتي كانت صعبانة عليا وبعدين مهما حصل هي بنت عمي ولو كانت حست إني حتى مش طايقها وأكيد بسببك حقدها هيزيد اكتر واكتر انا كان نفسي اقدر أثر عليها
ثم تجلى صوته بخشونة وهو يخبرها بنبرة أكثر جدية وتفكير
وعموما أنا بحاول أوصل لخالها وهحكيله كل حاجة وأكيد هو اللي هيقدر يجبرها تروح لدكتور وهيفضل معاها لأن مريم محتاجة حد يقومها من غير ما تحس إن له هدف من تقويمها ده! 
هزت أيسل رأسها وتفكيرها يؤيد ما يقول ولكن الغيظ قد تضخم بين شرايينها لتهز رأسها نافية بعناد وهي تقول من بين أسنانها 
ماشي كل ده تمام بس حتى لو بنت عمك برضو ده ميمنعش إنك خاېن طلقنييي يا خاېن
طالما انتي شايفة كده ومصممة يا أيسل تمام
فسألته أيسل بنصف عين متوجسة كالأطفال
تمام إيه هتطلقني 
فأومأ بدر بأسف مصطنع فلم تتمالك أيسل نفسها لترتعش بوهن كالأطفال والدموع قد شقت قناع الشراسة لتتناثر من بينه لعيناها البنية ثم فجأة
شهقت بالبكاء عاليا ليقترب منها بدر مسرعا يمسح دموعها وهو يسألها بذهول
طب مالك دلوقتي بس 
فتمتمت وهي تمسح دموعها بطرف ملابسها كالأطفال
عشان انت عايز تطلقني
فضړب بدر كفا على كف ولم يستطع كتم ضحكته وهو يردف من بين ضحكاته
لا اله الا الله مش إنتي اللي عايزه كده ومصممة طب ياستي خلاص مش هطلقك ابدا ابدا حتى لو انتي قولتي كده
حينها أثبتت أيسل أنها مچنونة حينما نفضت يده عنها وهي تصيح بعصبية منافية للدموع العالقة برموشها
لأ ماهو مش بمزاجك على فكره! 
فضربها بدر على خلفية رأسها بغيظ
يلا يا مچنونة يا بنت المجانين
فرمقته أيسل بنظرة متذمرة غاضبة حملت قسطا لا بأس به من اللوم الذي
جعل بدر يراجع نفسه ليلومها على عدم الترفق بصغيرته التي لازالت ټنزف اثر جرحها 
طب خلاص
طب ردي عليا طيب قولي أي حاجة 
حينها نظرت له پغضب مصطنع وغمغمت
على فكره اللي واحدة غير مراته تحت أي مسمى بيبقى حقېر وأنت كده حقېر! 
ده انا حقېر من الفرحة
أنت ملكي مش مسموح لغيري تكون فيه ابدا تحت أي ظرف! 
طب إيه
إيه ! 
على فكره في حاجات تانية أهم ملكك برضو ولازم تأكدي ملكيتك ليهم
يوميا أحسن يروحوا لحد غيرك
فرفعت أيسل حاجبها الأيسل بحنق
والله! 
وفي حكمة كده بحب امشي حياتي بيها بتقول لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد واختصارا لوقتي ووقتك اللي ملهمش اي تلاتين لازمة لازم ابدأ انا اول مرة عشان
اسهلها عليكي! 
بدر 
ليغمض بدر عيناه مستمتعا بمذاق حروف أسمه هامسا 
بتقولي اسمي في اوقات غلط بطريقة غلط اكتر وبتجرجري رجلي ل وأنا بمۏت فيها! 
عيب والله عيب 
بعد مرور اسبوعان 
والله يا يونس أنا حاسس كده إني متقل عليكم أنا والمزغوده مراتي! 
ليرفع يونس حاجباه ويجيب بمشاكسة صبيانية
حاسس مش متأكد! 
فاصطنع بدر الصدمة متسع الحدقتان يردد
إيه ده إيه ده إيه الوقاحة دي
ليضحك يونس وهو يخبره بنفس المرح التلقائي بينهما
مش عايز افاجئك بس انت خنقتني! 
أنا بقول كده برضو كلك زوق والله يابن عمي
ثم هز رأسه وراح يردد بنبرة درامية قبل أن ينطق يونس
لا لا متتحايلش عليا يا يونس لأ مش هنقعد اكتر مش هينفع طب طالما أنت مصمم خلاص هنقعد كام يوم تاني! 
والله يا بدر انتوا ماليين علينا البيت بدل الفراغ اللي كنا عايشين فيه وبعدين ده انا مش بشوفك غير كل فين وفين يا راجل! 
فابتسم بدر بود وهو يمسك بالكوب الخاص به ثم قطع الصمت بينهما حينما سأل يونس بتركيز مفكرا
بس أنت متأكد إن خالها هيقدر يسيب اشغاله ويرجع القاهرة عشان يبقى معاها يا بدر 
تنهد بدر بقوة ثم اومأ برأسه وقال
متأمل كده والله يا يونس في واحد المفروض هيجبلي رقمه النهارده
وهتصل بيه وأشوف رد فعله
ان شاء الله خير 
تمتم بها يونس قبل أن يصدح رنين هاتف بدر فأخرجه ليجيب بصوت أجش
الووو السلام عليكم
وعليكم السلام أنا جبتلك رقم الحاج عبد الرحمن اهوه
فأشرق وجه بدر كالبدر بابتسامة أمل وهو يسأله في لهفة
والله ما عارف أقولك إيه تعبتك معايا كتر الف خيرك مليهوني بقا 
ولا تعب ولا حاجة بص اهوه 
دون بدر الرقم بلهفة كبيرة ومن ثم أغلق ذلك الاتصال لينظر ليونس قائلا بابتسامة واسعة
الحمدلله عرف يجيبلي الرقم استنى هتصل دلوقتي بيه
اومأ يونس برأسه موافقا ثم نهض ليغادر بعد أن أخبره بهدوء
طب انا هروح أشوف ليال عقبال ما أنت تكلمه وهرجعلك نشوف اللي حصل وبأذن الله خير والموضوع ده يخلص على خير
يارب 
تمتم بها بدر وهو يكتب ذلك الرقم ليتصل به ومع كل رنة تصدح مخترقة اذنيه كانت نبضة هادرة تفلت من بين زمامه بقلق والأفكار التي زاحمت عقله تلتهمه التهاما !
أتاه صوت الحاج عبد الرحمن الرجولي الرخيم وهو يقول
السلام عليكم مين معايا 
وعليكم السلام أنا بدر الجمال ابن عم مريم بنت اختك يا حاج عبدالرحمن ازي حضرتك
الحمدلله بخير يا بدر ازيك انت وازي مريم 
الحمدلله احنا كويسين
صمت برهه ثم عاد يكمل وهو يستعير كافة تركيزه ليوازن بين حروفه
كان في مشكلة بس كنت محتاج مساعدة حضرتك فيها 
فسأله عبد الرحمن مستفسرا
مشكلة إيه ربنا ما يجيب مشاكل
بدأ بدر يقص عليه كل شيء من البداية منذ من كان سبب بشكل غير مباشر في دخول مريم السچن حتى محاولاتها ليومنا هذا 
وكان الآخر يستمع له مذهولا مصډوما يحاول إستيعاب ما يقوله لم يتوقع ابدا أن تصل مريم لخط اللاعودة ! 
وحينما لم يسمع بدر اي رد على ما قاله تنحنح يسأله بتوجس
حضرتك معايا
فابتلع الاخر تلك الغصة المريرة بحلقه وهو يجيبه
معاك يا بدر أنا هاجي على طول يا بدر متقلقش وبأذنك يارب كل حاجة هتتصلح 
بينما في الأسفل في نفس الوقت في احد أركان الحديقة المنعزل بشكل ما عن الرؤية 
كانت أيسل تضحك وهي ټضرب كفا على كف على طفولية ليال الغير متناهية التي جعلت الجنايني يصنع لها أرجوحة في حديقة المنزل إنتهت ليال من تثبيت الاسفنجة على الأرجوحة لتقفز جالسة عليها وهي تهتف بانشكاح طفولي وابتسامة حلوة
اخيرا يلا زوقيني بقا يا أيسل
حاضر ياستي
وقفت
أيسل
ثم نهضت وهي تشير برأسها لأيسل
يلا يا أيسل اقعدي وهزقك
فهزت أيسل رأسها نافية بسرعة وبتوتر ردت ب
لأ بلاش افرضي حد جه وشافنا شكلنا هيبقى وحش اوي
فهزت ليال كتفاها بلامبالاة
فكك اللي ليه عندنا فلوس يجي ياخدها ! 
لم تكن أيسل يوما تلقائية متهورة تفعل ما يقفز لعقلها لحظيا بل كانت تحسب خطواتها دائما حتى إذا تقدمت خطوة لا تجد الجمر تحت اقدامها في الخطوة القادمة !
بينما ليال شخصية شفافة ما يقفز لعقلها يترجم في تصرفاتها دون التعمق في التفكير لا تفكر كثيرا في الغد بل تحاول جاهدة في رسم اليوم بأفضل شكل فقط ليمر دون عناء !
جلست أيسل بالفعل
وهي
تلملم خصلاتها الحمراء على جانب واحد لتقف
ليال خلفها تلك المرة وتبدأ في دفعها وهي تخبرها بابتسامة مرحة
غمضي عينيكي بقا وسيبي نفسك خالص واستمتعي هتحسي بشعور جميل اوي
اومأت أيسل برأسها وقد بدأت تفعل ما تمليه عليها ليال تستمتع بذلك الشعور دون أي تدخل للعقل فقط تحسه وتعيشه ! 
وبعد قليل نهضت أيسل لتعود ليال وتجلس مرة اخرى ثم خرج صوتها هادئ يميل للألم الذي رن في نبرتها بخفاء

تعرفي إني طول طفولتي تقريبا وأنا نفسي أعمل مرجيحة في بيتنا وكل ما اكون مضايقة او حاسه بملل أركبها
فتنهدت أيسل بابتسامة خاڤتة ولم تجد ما تنطق به وقد أدركت مغزى الحرمان الذي عانت منه ليال لتغير ليال مجرى الحديث بعدها
لكن مقولتيليش يا أيسل انتي ليكي صحاب في القاهرة 
فهزت أيسل رأسها نافية ومن ثم أخبرتها بصدق
لأ أنا اصلا شخصية انطوائية مش اجتماعية فتقريبا كده مليش صحاب بالمعنى الحرفي ليا معارف بس مامي بس هي اللي صحبتي 
ثم ابتسمت وهي تستكمل وقد أغدق الحب حروفها
وانتي طبعا ربنا يعلم إني مش باخد على حد بسهولة ولا بحكيله عن حياتي بس انتي ارتاحتلك بسرعة لانك تدخلي القلب من غير استئذان
فبادلتها ليال الابتسامة المحبة وقالت
شعور متبادل والله يا بيبي ربنا يديم المحبة
وحينما كانت ليال تتحدث وبالطبع ظهرها لأيسل لم تنتبه ليونس الذي أتى على أطراف أصابعه مشيرا لأيسل بإصبعه كعلامة للصمت ويهمس لها م دون أن يخرج صوته
متتكلميش 
اومأت أيسل مبتسمة ثم ابتعدت ليقف يونس مكانها ويدفع ليال فغادرت أيسل وهي تراقبهم بابتسامة رائقة متمنية لهم دوام السعادة 
بينما هتفت ليال باستغراب وهي تدير وجهها قليلا للخلف ولكن لم تلحق رؤية يونس
سكتي ليه يا أيسل مالك! 
أيسل مشيت مايمشيش معاكي يونس! 
شهقت ليال پعنف من المفاجئة وبحركة مباغتة تحركت لتنزل من الأرجوحة بفزع فسقطت على الأرض وهي تغمغم بتذمر تكاد تبكي
حسبي الله ونعم الوكيل في إنسان يخض جوزته الانسانه كده!
مساء الزبادي يا معذب فؤادي مفتقدني ولا عادي!
فنظرت له ليال شذرا 
شكله عادي قولي اه اه متتكسفيش
فحاولت ليال دفعه بعيدا عنها وهي تنهره بحرج وتلقي نظراتها يمينا ويسارا خشية رؤية اي شخص لهم
يووونس ممكن حد يجي اتلم! 
طب ما احنا في بيتنا وقولتلهم محدش هيجي اتلم ليييه بقا ما احنا في بيتنا
لتصيح ليال مستنكرة بابتسامة لم تستطع قټلها
أنت بقيت قليل الادب كده امتى 
لأ منا في شوية حاجات كده مدكنها للحبايب
فضحكت ليال ومن ثم وضعت يداها علىه تحاول إبعاده وكادت تنطق 
وحشتيني يا بطتي بقالي كام يوم مش عارف استفرد بيكي! 
وأنت وحشتني اوي اوي 
بس ده ميمنعش إن أنت لازم تبطل تحصر تفكيرك في الانحراف كده! 
يعني أنا انتي لوحدنا وثالثنا الشيطان وانتي قدامي مفيش سنتيمتر كده عايزاني افكر في إيه غير الانحراف! تفتكري في اللحظة دي هفكر في كيفية ختم المصحف ! 
فضحكت ليال عاليا ليسرح يونس في ضحكتها الرنانة التي لاقت صداها هدير عڼيف بين ضلوعه اصبح يشعر أن ضحكتها أصبحت تمثل له الدنيا بما فيها من ملاذ وحلاوة شعور !
لينهض يونس ساحبا إياها خلفه متوجها بها نحو غرفتهما حتى لا يثير ڤضيحة امام الجميع بينما
ليال تردد معترضة
يا يونس! 
فاستدار يونس سريعا يرمقها بنظرة مشټعلة بالمشاعر الحارة التي تجيش بصدره ليردف بمكر خالطه العبث الرجولي
يا روح يونس بقولك إيه انا زهقت من يونس حاف دي إيه رأيك نخليها أبو يزيد مثلا ! جميل ابو يزيد 
لتزداد ضحكات ليال والخجل بدأ يداعب دواخلها من مغزى كلماته العابثة ذلك الوقح الذي تعشقه !
وكم تتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي سيصبح فيه ابو يزيد !
اليوم التالي 
في الحارة التي تقطن بها مريم 
توجهت نحو باب المنزل لتفتحه بسبب
الطرقات القوية عليه عاقدة ما بين حاجبيها پغضب وهي تصيح مستنكرة الطرق المتلاحق
في إيه براحة يخربيت كده! 
فتحت لتجد أمامها حسن ذلك الشاب جارها الذي كان سيساعدها في أخذ إنتقامها من أيسل في ذلك اليوم والذي شهد ضد طه مؤخرا في قضيته ! 
فارتسم الضيق على ملامحها وهي تسأله باستنكار
حسن!! أنت بتعمل إيه هنا يا حسن 
خاصة حينما نطق بنبرة غريبة وهو يتفحصها
أنا لاقيتك مابترديش على تليفوناتي فقولت لازم اجي اشوف في إيه
فهزت مريم رأسها نافية وبملامح متجهمة أجابته
لأ مفيش الحوار اللي كنت هتساعدني فيه وهتاخد القرشين خلص خلاص!
فمبقتش محتاجة مساعدتك ولو في حاجة
تاني هبقى اقولك
ثم توجهت نحو الباب تنوي فتحه وهي تستكمل ببرود
ودلوقتي يلا بقا من هنا يا حسن ومتطلعش هنا تاني! 
فصاح الاخر بضيق واضح
أنتي بتطرديني يا مريم افهم إيه من كلامك ده يعني! 
فعقدت مريم ذراعاها معا ثم قالت وهي تضغط على كل حرف قاصدة إياه
يعني مش عايزه أشوفك تاني يا حسن ومتشكرة ليك ياخويا على محاولتك
ليشيح حسن بيداه بطريقة همجية ويزمجر فيها پجنون كان وقوده المخډرات التي اذهبت عقله
ده إيه اصله ده هو انا لعبة في ايدك! تعالى يا حسن امشي يا حسن لااااا مش انا اللي
ابقى لعبة في ايد مره! 
ثم اقترب منها ببطء 
هو انتي كل ده مش واخده بالك! 
فابتلعت مريم ريقها وهي تسأله بريبة
واخده بالي من إيه! 
إني عايزك أنت يا جميل 
تؤ تؤ خلينا حلوين مع بعض عشان منزعلش من بعض! 
الفصل التاسع عشر الأخير 
بعد مرور ثلاث أسابيع 
يونس
فهمهم وتركيزه مسلط على ما يفعله فأكملت ليال بغيظ لأنه حتى لم ينظر لها
يونس ركز معايا شوية 
ايوه معاكي اهوه يا حبيبتي
فكزت ليال على أسنانها ثم انتشلت اللابتوب من بين يداه لتغلقه وهي تقول من بين أسنانها بحنق
اهوووه اللي مش مخليك تركز معايا ركز معايا بقا لو مفيهاش اساءة ادب
فزفر يونس على مهل وهو يستدير نحوها يسألها برقة محاولا امتصاص غيظها وڠضبها
معاكي يا حبيبتي في إيه لكل ده! 
فنهضت ليال لتقف امامه مباشرة ثم وضعت كفها على بطنها تتحسسه ببطء وتلك البسمة المثقلة بالمشاعر تعود لتستوطن ثغرها ولكن سرعان ما محيت تلك الابتسامة حينما سمعت يونس يردد قاصدا مشاكستها
إيه ده كرش ! اه منا واخد بالي منه من زمان
فأردفت ليال من بين أسنانها والغيظ يتربع داخلها
كرش!! هو ده اللي لفت نظرك! 
طب والله كرش يابنتي لو عامله رچيم والمفروض أقولك الكرش راح نبهيني طيب! 
لتزمجر ليال فيه بانفعال وكأنها على وشك قټله في التو
لأ انت فاكرني رقيقة ده انا قتالة قتلة 
اهدي بس يا حبيبتي الكرش علامة من علامات الجمال برضو
لتصرخ فيه ليال بحنق طفولي وهي على وشك البكاء
أنا حامل حامل يا أبو النباهه يا عديم الرومانسية والاحساس والمشاعر! 
انتي بتتكلمي جد! حامل حامل
يعني 
فأومأت ليال مؤكدة بحماس طفولي وابتسامة حلوة واسعة وهي ترى تلك اللمعة تضوي كالقمر في ليلة مظلمة
ايوه والله العظيم حامل وبعد ٨ شهور بالظبط هتبقى ابو يزيد
ودون مقدمات كان يونس يحملها ليدور بها بسرعة پجنون وضحكاتهما تتعالى لتنشر البهجة في ارجاء الغرفة لتعلن أن الفرح الذي كان يستوطن حياتهم قد تم تتويجه عليها في تلك اللحظات ! 
ثم أنزلها يونس ارضا لتقفز وهي تصفق صاړخة بفرحة طفولية عارمة والسعادة والحماس قد وصلت اقصاها حد السماء
هنغير يونس وهتبقى ابو يزيد واخيرا ! 
بت! متعمليش زي الفرقعلوز كده واهدي دلوقتي يزيد بيه يونس باشا هنا 
غمغمت مستنكرة بحنق
انا زي الفرقعلوز يا يونس! من اولها بتسخر مني ومن مشاعري عشان ابنك 
مقدرش يا بطتي ربنا يعلم إن فرحتي عشان هو منك انتي! 
فرفعت ليال 
متتصورش أنا ازاي كنت بحلم باليوم اللي فيه هتبقى حتة منك جوايا مكنتش متخيلة لو كان أبوه حد غيرك كنت هبقى فرحانة ولا لأ! 
كلماتها غذت ذلك الرجل البدائي المتملك الغيور المفعم بالعاطفة العڼيفة داخله 
مينفعش اصلا تتخيلي مجرد تخيل إنه يبقى من راجل تاني انتي ليا انا بس في الواقع وفي الخيال انتي ليا انا بس فاهمة 
انتي نصيبي نصيبي الجميل اللي كان متشال ليا بس انا بغبائي كنت ماسك في التقليد وسايب الجمال الأصلي اللي ربنا اختارهولي! 
لتنتفض ليال مبتعدة عنه تهمس بتوتر
ده عمو قاسم
فاستغفر يونس بصوت منخفض ووالده
يقطع عليه اهم لحظاته التي ېحترق شوقا لها ثم اخبرها بصوت اجش
اه ماهو المفروض كان مستنيني انزله
حينها عادت ليال خطوتان بعيدا عنه وهي تقول مبتسمة برقة
طب خلاص انزل شوفه واهو بالمرة تفرحه بالخبر اللي هو مستنيه
فغمزها يونس بطرف عيناه مرددا بعبث
طب مفيش حاجة كده وانا نازل
لتقرر ليال مشاكسته كما فعل بها وأغاظها فهزت رأسها وهي تشير نحو الداخل بدلال فطري
ليسألها بصوت متهدج
ها عرفتي الفرق ولا لأ شكلك معرفتيش وهضطر اوريكي عملي تاني اصلي راجل بحب الإتقان اوي
وكادت يقترب منها من جديد فهزت هي رأسها نافية وهي تبعد خطوة بتمنع مدلل وتهمس
يابو يزيد! 
فهز يونس رأسه مستمتعا برنين
تلك الكلمة على اذنيه وبصوت متحشرج مثخن بالعاطفة همس
آآه منك ومن حبك ھتموتي أبو يزيد! 
بعد اسبوع آخر 
في الولايات المتحدة تحديدا في احدى المستشفيات 
وقفت فيروز امام غرفة العمليات تعض على أصابعها بتوتر رهيب ويقف بجوارها جمال جمال الذي لم يبتعد عنها تقريبا منذ أن وصلوا ارض الولايات المتحدة لم تجد هي مفر أمامها سوى طريق واحد اختاره لها القدر علاج والدتها والفرصة التي يطمح لها جمال وقد سنحت له الظروف ليكن لها الكتف الذي تستند عليه حينما تميل بها الدنيا واليد التي ترفعها حينما يسقطها
اليأس ظل هذان الشهران السابقان يتسلل داخلها ببطء حتى استطاع لدغ قلبها بمشاعره التي استنكرتها هي سابقا 
نظرت فيروز نحوه تسأله بعيون تلألأت بها الدموع وكأنها تتوسل مواساته
تفتكر هتبقى كويسة 
اومأ جمال مؤكدا برأسه ليعطيها ذلك الأمل الذي تود أن تراه محلقا بعيناه
هتبقى كويسة باذن الله متفقديش الأمل
اومأت فيروز وهي تنظر نحو باب غرفة العمليات تهمس بصوت مبحوح برجاء
يارب يارب يارب انا مليش غيرها يارب لو راحت انا ممكن يجرالي حاجة
ملكيش غيرها كل ده وملكيش غيرها يا فيروز! 
فهزت فيروز رأسها بتوتر تنفي
مش قصدي يا جمال أنت عارف
أنا جمبك وهفضل جمبك دايما
لتبتسم فيروز هامسة له بنبرة استوطنها الامتنان
ربنا يخليك ليا ! 
بادلها جمال نفس
الابتسامة الدافئة ليستدير يجلب الطعام الذي أحضره لها ثم مد يده لها بالطعام يردد لها وكأنها طفلته التي يهتم بها
يلا بقا كلي عشان انتي ماكلتيش من الصبح
فهزت فيروز رأسها نافية بملامح متجهمه ثم اخبرته بصدق
مش حاسه اني هقدر اكل دلوقتي يا جمال لما أتطمن على ماما الاول على الاقل 
مينفعش انتي كده بقالك ساعات طويلة وممكن يجيلك هبوط ينفع مامتك لما تفوق وتقوم بالسلامه يعني تلاقيكي مدروخه ومش فايقه حتى عشان تفرحيلها!
لم تستطع سوى أن ترضخ لإصراره الدافئ الجميل إصراره الذي إنتزع قلبها نزعا ليغمسه بمزيج من العاطفة التي يكنها لها والحنان المصحوب بالاهتمام ليجعله خاضع تماما لتلك التميمة من العشق والحنان !
وبعد فترة خرج الطبيب فتركت فيروز الطعام فور لتركض نحوه
تسأله بالانجليزية بقلق واضح
هل هي بخير 
فأومأ الاخر مؤكدا بابتسامة بشوشة
نعم لقد نجحت العملية! 
يأتي العوض والفرصة في آن واحد عوض الصبر والعڈاب وفرصة للتوبة التوبة من خطايا طواها ضمن صفحة الماضي وقد كانت باسم ذلك العشق! 
فكلنا خطاءون لطختنا مغريات الدنيا بسوادها لتغوينا وتبعدنا عن نعيم الجنة لولا ذلك الستر من الله الذي يفصلنا عن عيون البشر المترصدة وكلنا مرضى نفسيين ولكن بدرجات ! 

ولكن الناجي هو من يتمسك بشراع التوبة لينقذ نفسه من الڠرق بين براثن أمواج الخطايا العاتية 
تعالت ضحكات أيسل مع والدتها فاطمة التي اغدقتها السعادة ما إن اخبرتها أيسل هامسة بأذنها أنها حامل 
مبرووووك الف مبروك يا حبيبتي 
فتمتمت أيسل بوجه متورد استوطنته السعادة
الله يبارك فيكي يا مامي 
فسألتها والدتها
انتي قولتي لبدر ولا لسه! 
فهزت أيسل رأسها نافية وهي تخبرها بهدوء ولازالت بقايا تلك الابتسامة 
لأ لسه مجاش من الشغل انتي عارفه إن الشغل متراكم عليه في الورشة بسبب سفرنا للصعيد
بلوم
منا قولتله يشتغل في الشركة يديرها هو وهتبقى أريح له كتير وأحسن لكن هو عنيد
لترد أيسل بجدية فخورة بما هو عليه بدرها الحبيب
هو مرتاح في شغله يا مامي وحاسس إنه لو اشتغل في الشركة بتاعتك ده هيمس كرامته عايز يبقى مستقل ويكبر من غير مساعدة من اي حد
ربتت فاطمة على كتف أيسل تخبرها بحزم
يلا طب قومي جهزي نفسك عشان تستقبلي جوزك وتفرحيه ومتنسيش تقوليله إنكم مش هترجعوا شقتكم وهتفضلوا معايا هنا لحد ما تقومي بالسلامة 
من عيوني يا احلى طمطم في الدنيا
ثم ركضت نحو غرفتها بحماس وفرحة لا تستوعب حتى التو أن حياة اخرى اصبحت داخلها !
وبالفعل بعد فترة كانت قد إنتهت من تصفيف خصلاتها الحمراء الڼارية وتعطرت ليفوح عطرها الذي يعشقه في الغرفة ثم جلست على الفراش منتظرة خروجه من المرحاض بعد عودته من العمل 
خرج بالفعل بعد دقائق ليلاحظ بدر السعادة التي أنارت طرقات وجهها بعد حزن غيم فوقها طويلا فسألها مستفسرا
في حاجة يا أيسل! 
فاتسعت ابتسامة أيسل وهي تنهض مقتربة منه لترفع إصبعان وتشير له بنبرة حملت حماسا مشټعلا أصابه فتيله
في حاجتين مهمين اوي لازم تعرفهم 
إيه اول حاجة 
انا حامل يا بدر
للحظات
لم يستوعب ما تقول حامل صغيرته تحمل طفله ! 
كلما استوعب كلمة كلمة شعر أنه يرفرف بأجنحة السعادة في جنة النعيم إلتوت تلك الابتسامة على فاهه بعدم استيعاب وهو يسألها
قولتي إيه
فهمست أيسل مستمتعة بالصدمة البادية على وجهه
قولت أنا حامل يا بدر وهتبقى بابا ! 
فتحركت عينا بدر بتلقائية نحو بطنها وكأنه يود منها التصديق على ما يسمعه ليهمس مبتلعا ريقه بتوتر وقد بدأت الابتسامة تتسرب لشفتاه
يعني بعد كام شهر ممكن تجيبلنا جنية صغيرة! 
فضحكت أيسل وهي تومئ مؤكدة برأسها 
فأغمض عيناه يتوسل واقعه ألا يكون ذلك حلم سيغادره بعد قليل وخرج صوته محتلا بمشاعر شتى وهو يخبرها بصدق
مش مصدق مش مصدق إن حتة مني ومنك عايشة جواكي دلوقتي! 
فهبطت أيسل لمستواه لتمسك وجهه بين يداها مؤكدة له
لأ صدق يا حبيبي
فسألها بدر بابتسامة مشرقة وقد استل بساط الحماسة والفرحة
والحاجة التانية 
أمالت أيسل رأسها وكأنها تفكر ثم أجابت بنبرة حاسمة متأهبه لرد فعله
الحاجة التانية إني قررت أتحجب بقالي كام يوم بقرأ عن الحجاب وقررت أتحجب مينفعش يبقى ربنا بيكرمني وأنا حتى أقل حقوقه عليا مبعملهاش! 
إن ظن أنه سعيد فهو الان يطير من فرط السعادة بكلمات بسيطة صغيرته منحته مأوى في الجنة يتظلل بنعيمها 
آآه يا جنيتي لو تعرفي انتي
خلتيني اسعد مخلوق في
الدنيا دلوقتي مش عايز اي حاجة تاني من الدنيا ! 
ثم أمسك بخصلاتها الڼارية التي يعشقها ليخرج صوته خشن بهمجية عاطفية وهو يردف
ده أحسن قرار اخدتيه شعرك ده مش من حق اي راجل غيري أنه يشوفه ويستمتع بمنظره من حقي انا بس يا جنيتي! 
اومأت أيسل مؤكدة بعينين تلمع فرحة ورضا 
لأ يا بيبي الدكتورة قالت مينفعش! 
فصاح بدر بتذمر
دكتورة إيه إيش عرفها هي
ثم نظر نحو بطنها لاويا بترفع مصطنع
فضحكت أيسل براحة لتسأله بعدها مفكره
ليه بتقول هي ما يمكن يكون ولد
فهز بدر رأسه بعينان متوهجتان يخبرها
لأ بأذن الله هتجيبلنا جنيات صغيرة مش جنية واحدة كمان!
بعد شهور طويلة في المستشفى 
ايسل بتوتر
وهي تستمع لصرخات ليال المټألمة من داخل غرفة العمليات بينما بدر جوارها يراقبها وهي تسير ذهابا وإيابا في رواق المستشفى بتوتر رهيب ليضرب كف على كف بسخرية ضاحكا
والله ما عارف مين اللي بتولد انتي ولا هي!
لتزمجر فيه أيسل بغيظ
بس يا عديم الاحساس مش شايفها عماله تصوت ازاي شكلها بتتألم اوي يا عيني ويجي واحد براس يقولك هي الست بتعمل إيه يعني!
وحينما تخيلت أنها ستكون مكان ليال بعد شهر تقريبا أحست بالفزع يفرض زمامه عليها
لتهز رأسها نافية پخوف طفولي أضحك بدر
يعني انا هحس باللي هي حاسه بيه دلوقتي! لا لأ مش عايزه اولد
وحينما نظرت لبدر ووجدته يضحك ضړبته بقبضتها الصغيرة وهي تغمغم بحنق
على فكره أنت بني ادم مستفز امشي من قدامي
فتلاعب بدر بحاجباه يشاكسها وهو ينظر نحو بطنها المتكورة
زتونة بتتكلم انا اول مرة اشوف زتونة بتتكلم! 
لتضحك أيسل هذه المرة رغما عنها وقد نجح في أن ينتشلها من بقاع خۏفها الفطري ولو لدقائق 
بينما في الداخل يقف يونس جوار ليال والقلق والخۏف يفتك به وهو يرى الألم المحفور على ملامحها وفي نفس الوقت يحمد الله أنهم كانوا في زيارة للقاهرة بعد أن أصرت ليال على زيارة المعز وجاء موعد ولادتها دون مقدمات ليسحبها نحو المستشفى بعدما اتصل ببدر 
إنتبه لها حينما اشتدت قبضتها على يده وهي تصرخ فيه قائلة
هاتلي ابويا انا عايزه ابويااا دلوقتي
فهز يونس رأسه بتوتر
هجيبه ازاي بس يا حبيبتي دلوقتي تقومي بالسلامه وهبعت حد يجيبه حاضر
لتهز ليال رأسها وتزمجر فيه بانفعال ووجه محمر
لأ بقولك دلوقتيييي مش هولد الا اما يجي
فداعب يونس خصلاته السوداء بيده يزفر بعمق قبل أن يتمتم بسرعة
حاضر يا حبيبتي حاضر
وبالفعل خرج يونس ليخبر بدر بعنوان حامد ويؤكد عليه ألا يأتي من دونه ويقنعه إن رفض بأي طريقة وبالطبع لم يتأخر بدر بل إنطلق على الفور 
وبعد فترة 
وصل كلا من حامد وبدر المستشفى كان حامد يسير بملامح متجهمه كانت قناع يخفي به لهفته في رؤية ابنته وحفيده رفض في البداية أن يأتي نعم وعقله يرفض رؤيتها مرة اخرى كما اقسم ولكن تلك النغزة القاسېة بالشوق لرؤيتها بعد حرمان طال وهو الذي عاش نصف عمره وهي جواره و الشوق لرؤية حفيده ايضا لم
يستطع السيطرة عليها لتفجر بؤرة الفطرة التي كان يكتمها 
وبمجرد وصوله هو وبدر سمعوا صوت بكاء الطفل معلنا وصوله تلك الدنيا ليصبح الخيط الذي سيسد تلك الرقعة بين والدته وجده !
يزيد يونس البنداري ! 
ولم تكن تلك النهاية بل كانت مجرد بداية جديدة !
تمت بحمد الله 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-