رواية رابط غير مرغوب ادهم ومريم كاملة جميع الفصول بقلم هدير محمود

رواية رابط غير مرغوب ادهم ومريم كاملة جميع الفصول بقلم هدير محمود

رواية رابط غير مرغوب ادهم ومريم كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة هدير محمود رواية رابط غير مرغوب ادهم ومريم كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية رابط غير مرغوب ادهم ومريم كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية رابط غير مرغوب ادهم ومريم كاملة جميع الفصول

رواية رابط غير مرغوب ادهم ومريم كاملة جميع الفصول بقلم هدير محمود

رواية رابط غير مرغوب ادهم ومريم كاملة جميع الفصول

كان قلبها يخفق بشدة.. كانت تخشى من تلك الكلمة التي سينطقها القاضي بعد قليل هل سيطلق سراحها أم ستظل تحت هذا القيد اللعين ل شهور آخرى.. عند تلك اللحظه سمعت الحاجب يقول محكمة أغمضت عيناها وكأنها ب هذا تصم أذنيها ايضا عما سينطق به القاضي بعد ثوان إنها لحظات لكنها تشعر وكأن الدهر كله مر عليها واذا بها تسمع القاضي يقول: بعد النظر إلى القضيه المرفوعه أمامنا حكمت المحكمه ب تطليق المدعيه من زوجها
عند تلك اللحظه لم تستمع مريم لأي كلمه أخرى بعد ذلك.. الآن أصبحت حرة طليقه انتهى هذا المسلسل الدرامي الحمد لله انه انتهى عند تلك النقطه..

خرجت من قاعه المحكمه مسرعه واذا به يلحقها نظر داخل عيناها نظرة أفزعتها كثيرا ثم أمسكها من معصمها بقوة قائلا:
- أوعي تفتكري انك بكده خلصتي مني يا مريم لا تبقي بتحلمي انا لا يمكن أسيبك أبدا حتى ف أحلامك هتشوفيني
- سيب أيدي أنتا عايز مني أيه أنا مش عايزة منك أي حاجه غير أنك تسيبني ف حالي مش مكفيك كل اللي عملته فيا أنتا أزاي كنت بالقذارة ديه وأنا مكنتش شايفاها..

- أنا بحبك يا مريم بحبك أوووي صدقيني أنا مقدرش أعيش من غيرك
- أنتا واحد كداب وخاين بتحبني! انتا مبتحبش غير نفسك وبس زيك زي كل الرجاله
- عشان مرة واحده بس غلطت تخسريني
- هههههه هو انتا بتكدب على نفسك ولا عليا ده اللي أنا أعرفه بس هوه اللي مرة لكن أنتا مش طبيعي يا مروان أنتا خاين انتا مش سوي اللي حصلك زمان أثر فيك أنا مش مستغربه اللي بيحصل أنا مستغربه نفسي أزاي مفكرتش قبل كده مش قولتلك هبله..

- مروان بحدة: أوعي تفتكري إني ممكن أسيبك ل راجل تاني غيري أه ممكن متبقيش ليا لكن عمري ما هسيبك لحضن راجل تاني ابدا
- ههههههه أنتا مش هتسيبني ل حضن راجل تاني وبس لا انتا هتشوفني بعينك ف حضن راجل تاني والله لأقهرك يا مروان بس المرادي هيبقا راجل مش زيك..

نطقت كلمتها الاخيره ثم جرت مسرعه قبل أن يتهور عليها ركبت سيارة من كريم كانت تنتظرها ف الخارج بينما كانت في طريقها ل بيت والدها أمالت رأسها للخلف وأغمضت عينيها كم المرارة التي تشعر بها في حلقها جعلت عيناها تدمع سقطت دمعتين عل وجنتيها وكاناتا البدايه لسيل من الدموع تتسائل هل هذا هو مروان الذي وعدها بأنه سيجعلها أسعد إمرأه جعلها الأتعس خيانته كانت الأصعب لم تتوقعها منه ألبته كانت تتوقع أي شيء إلا الخيانه يبدو أن كل الرجال بهم تلك الصفه اللعينه إنها لن تسمح لآخر أن يدخل حياتها لن تسمح لأحدهم أن يجرحها مرة آخرى بينما كانت في أفكارها سمعت الشاب الذي كان يقودها حيث شقة والدها..

- يا مدام وصلنا مش هو ده المكان
- أه هوه شكرا.

صعدت الدرج وإذا بها أمام باب الشقه ترددت كثيرا قبل الدخول فإنها أصبحت تكره هذا المكان أيضا لكن ليس لها مكان غيره ف هي قبل أن تتزوج تعيش فيه مع والديها قبل أن يتوفيا.. كانت مريم وحيدة والديها وكانوا من الصعيد وأتوا جميعا إلى القاهرة منذ ولدت كانوا يذهبوا للصعيد كل سنة تقريبا في أجازة والدها لها عم وحيد وخال وخالات لكن علاقتها وطيده اكثر بعمها أما أهل والدتها خاصة خالها تكاد تكون العلاقه منعدمه لانه كانت هناك العديد من المشاكل بين والدتها وخالها معهم لانه رفض اعطاءها ورثها من والدها بحجه أن النساء لا ترث وبعدما تزوجت من ابوها ازدادت المشكلات أكثر لذا قرر والدها أن يترك الصعيد ويأتي للقاهرة وبالفعل عاشوا هنا وكانوا لا يذهبوا هناك الا الزياره السنوية...
كان عمها عل اتصال دائم مع والدها لكن منذ عامين توفى والدها وبعدها بأقل من سنة آخرى توفيت والدتها وبقيت مريم وحيدة جاء وقتها عمها إليها وطلب منها أن تذهب لتعيش معهم في الصعيد لانها بنت ولا يصح أن تعيش بمفردها لكنها أقنعته بأنها طبيبه ولا يمكن أن تترك عملها وكانت قد تعرفت على مروان وأخبرت عمها أنه سيخطبها بعد مرور فترة الحداد كان مروان صيدلي وكان يتعامل مع المستشفي التي تعمل بها تقابلا عده مرات ودارت بينهما العديد من المحادثات كان مروان شابا وسيما لم يكن طويلا للغايه لكنه كان لا بالقصير ولا بالطويل أبيض البشرة ذو عينان عسليه كان قوامه ملائم له كان لبق الحديث معسول الكلام تذكرت مريم المرة الأولى التي رأته فيها..

- أهلا دكتورة لوسمحتي ممكن تستلمي الأدويه ديه
- فين الورق بتاعها
- هبقى أجيبه ل حضرتك بكرة
- آسفه مش هقدر أمضي بالاستلام الا لما أراجع الورق لأن ده مش مكاني أنا واقفة مؤقتا لحد ما دكتورة منى تيجي
- بهمس "أوووف هي ناقصة بنات معقدة".

نظرت إليه فأصابت عيناه كانت تنظر في أوراق أمامها ولم يكن يراها وحينما نظرت إليه شعر بأنها خطفته ربما لأنها تشبه والدته كانت مريم ذو بشرة بيضاء مشربة ببعض الحمرة الطبيعية وعينان شديدة السواد واسعه ورموش طويلة وأنف دقيق وثغر صغير وشفاه مكتنزة بعض الشيء لكنها تشبه شفاه الأطفال وكأنها كبرت ولكن شفتيها ظلت كما هي بلونها الوردي الفاتح وكانت ترتدي حجاب يظهر برائتها أكثر كانت كأميره جميله في بالطوها الابيض كانت قصيرة بعض الشيء..

- مريم بجدية: مالك يا دكتور قولت حاجه؟
- قولت هو في عيون حلوة كده
- نعم! ميصحش كده يا دكتور.. وهنا وقفت مريم
عندها ضحك مروان قائلا:
- هو في ميدالية كده..

لم تستطع مريم ان تخفي ابتسامتها التي أضاءت قلب مروان.

- عل فكرة انا مش قصيرة خالص انا طولي 158 سم
- ههههههه خالص مين قال قصيره
- وهو أنتا يعني اللي طويل
- نظر إليها ضاحكا بالنسبه للناس كلها عادي بس بالنسبالك طبعا.

نظرت لفرق الطول بينهما وقالت بثقه وعفوية شديدة:
- أنا طولي مناسب جدا وبيقولوا أن طولي ده هو الطول المثالي للست
- مروان غامزا: هو بصراحه مثالي أووي
- مريم بجدية: أحممم كنت عايز أيه يا دكتور...
- مروان.. دكتور مروان وحضرتك
- وعايز تعرف اسمي ليه؟
- عادي مش زمايل
- لا مش زمايل أنا دكتورة جراحة وحضرتك دكتور صيدلي وبعدين أتفضل بقا يا دكتور خليني أشوف شغلي وأهي دكتور منى جت تاخد مكانها بعد أذنك
- يعني بردو مش هتقوليلي اسمك
- لا
- مسيري هعرف وسهلة أوي
لم يكمل جملته وسمعت مريم في مكبر الصوت بالاستقبال يهتفون باسمها " دكتورة مريم مطلوبة ف الاستقبال "
- بعد أذنك عندي شغل
- حلو مريم على فكرة.

جرت مريم مسرعه وعل وجهها ابتسامه لا تعلم سببها قد خطفها مروان منذ اللحظة الأولى.. مرت الأيام وتقابلا فيما بعد كثيرا كان والد مريم قد توفى شعرت وقتها بأن مروان ملأ جزء من الفراغ الذي تركه والدها في قلبها حتى أتى ذلك اليوم الذي أتصلت بها والدتها وأخبرتها بأنها تشعر بتوعك شديد ذهبت وهي تسابق الريح كي تصل إليها ولكن حينما وصلت كانت أمها في الرمق الاخير لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديها شعرت حينئذ أنها أًصبحت وحيده كانت كالغريق لم تعرف ماذا ينبغي عليها أن تفعل فاتصلت بمروان الذي جاء إليها في بضع دقائق...
كان باب الشقه مفتوح ما أن رأته حتى استسلمت ل نفسها ومشاعرها ارتمت بين أحضانه وكأنها الطفل الصغير في حضن أمه بدأت تنتحب بشدة وكان يحنو عليها كأب لحظات لا يمكن أن تنساها أبدا مرت عليها أيام صعبة كان بجوارها طيلة الوقت كان يأتي ليصلها إلى عملها ثم ينتظرها ل تنهي عملها ليعيدها إلى منزلها كان يحاول أن يقترب منها أكثر لكنها كانت تحاول وضع الكثير من المسافات لانها تخشي من اقترابه ف هي امرأه تجلس بمفردها وهي أيضا تخشى الله كانت دوما تحافظ عل أداء صلواتها وتتسم بالالتزام في علاقتها مع الجميع أما مروان ف كان يصلي لكن ليس بانتظام كان دوما يحاول ألا يتعدى تلك الحدود كان يسعى أن يريحها وفي أحدى المرات كانت تجلس معه كانت حزينة شاردة نظر إليها في ألم قائلا:

- و بعدين معاكي يا مريم هتفضلي كده لحد أمتا ماما متوفيه من شهر وأنتي زي ما أنتي حالتك من سيء لأسوأ مبتتكلميش غير قليل ودايما ساكته والدموع ف عينيكي عارف اللي أنتي حاساه ومريت بيه بس صدقيني لازم تعيشي.
- أنا تعبانه تعبانه أوي يا مروان حاسه إني بره الدنيا حاسة بغربة بوجع بخوف أمي وأبويا ف سنه واحدة مكنتش متخيلة أبدا أن ده يحصلي أنا عارفه أنه اكيد خير وأني لازم اصبر واحتسب بس الفراق واجعني أوي أنا مش قادرة ولا عارفة ولا عايزة أعيش..

- عارفة.. أنا بحسدك عل إيمانك ده ياريتني كنت زيك كانت حاجات كتير ف حياتي اتغيرت
- حاجات ايه؟
- مش مهم دلوقتي المهم أنك لازم تبقي قويه لازم تعيشي عشاني لو مش عشانك أنا مش هقدر أعيش من غيرك أنا بحبك يا مريم بحبك من أول لحظه شوفتك فيها
- مش للدرجادي يا مروان
- والله يا مريم أنتي شدتيني من أول مرة يمكن لأنك شبه أمي الله يرحمها
- هي مامتك متوفيه؟
- أه
- طب وباباك فين؟
- متوفي هوه كمان.. بعدين هحكيلك كل حاجه
عند تلك اللحظه رن هاتف مريم
- ده عمي.. أنا عارفه أنه هيلح عليا أني أروح أعيش معاه..

ألوأزيك يا عمي.. أه أنا الحمد لله كويسه وبخير.. ما أنا قولتلك يا عمي إني مقدرش أسيب شغلي وحياتي هنا.. مروان! تقابله ليه؟.. ماشي يا عمي هقوله وهبقا أكلمك تاني وأخليه يكلمك.. ماشي يا عمي حاضر مع السلامه
- مروان بتساؤل: أيه خير؟
- مفيش بيطمن عليا
- بس أنتي قولتي مروان كان عايزني في حاجة؟
- عمي عايز يقابلك ومرضيش يقولي ليه
- طيب نكلمه بكره ونحدد معاد
- ماشي يلا بينا نروح الوقت اتأخر
- الساعه 8 الوقت اتأخر!

- كفايه أصلا أني وافقت أننا نخرج متنساش أني صعيدية
- هههههه صعيديه إيه بس انتي هتستهبلي عمري ما سمعتك بتتكلمي ولا كلمة صعيدي حتى
- وه مهو لو هتكلم صعيدي مش هتفهم حاجة واصل
- هههههه وه مرة واحده و واصل! لأ كده صدقت طب يلا بينا
عاد معها لبيتها وعند باب الشقة نظرا لها بحنان قائلا:
- ممكن تيجي ف حضني يا مريم أنا عايز أشيل الحزن اللي جواكي أقسم الوجع بيني وبينك
- مريم بحزم ممزوج بغضب: مع السلامه يا مروان
- مريم.. مريم بصيلي أرجوكي أوعي تفهمي طلبي غلط والله ما قصدت حاجه غير أني أشيل عنك بس
- روح بعد أذنك يا مروان دلوقتي أحسن أنا مش عايزة أتكلم..

- معقول يا مريم تفهميني غلط كده
- أنا مش فاهمه غلط ولا صح بس مش عايزة اتكلم
- أوك هسيبك براحتك وأمشي أنا
- ماشي تصبح على خير
- وأنتي من أهله مش عايزك أهم حاجه تبقي زعلانه
- أنا كويسه
- ماشي نتكلم بكره
- بإذن الله..
انصرف من أمامها وظلت هي تفكر فيما طلبه منها هل هي مخطئة حينما اقتربت منه هكذا لكنها لم تفعل أي شيء خاطيء حتى لم يلمس يدها سوى تلك المرة الوحيده التي ألقت نفسها بين أحضانه يوم وفاة والدتها لكنها لم تقصد ذلك أبدا كانت في غير وعيها ظلت الأفكار تراودها حتى شعرت بالاختناق الشديد لم تجد ملجأ ولا سكن سوى الله فقامت وتوضأت ووقفت بين يدي الله تناجيه وتدعوه أن يغفر لها تلك الضمة التي حدثت منها دون قصد وأن يلهمها الصواب وبعد الصلاه والبكاء شعرت براحة جعلتها تنام في هدوء وفي صباح اليوم التالي قابلت مروان في العمل كانت معاملتها معه غير المعتاد كانت أكثر رسمية وشعر هو بذلك..

- زفر مروان بضيق قائلا: هتفضلي تعامليني كده لحد أمتا والله ما قصدت أي شر..
- مروان لو سمحت بلاش نتكلم ف الموضوع ده تاني
- أنتي اللي بتخليني اتكلم انتي متغيرة معايا أوي من امبارح وحتى مش عايزة تخرجي معايا
- مش هينفع نخرج تاني خلاص لما نتجوز نبقا نخرج
- شوفتي بقا انك اتغيرتي
- أنتا خلتني راجعت حساباتي واكتشفت انه مكنش ينفع نخرج مع بعض إلا لما أبقا مراتك وأنا بعمل الصح دلوقتي
- طيب هنكلم عمك امتا؟
- حالا.

اتصل مروان ب عمها وهي كانت بجواره وحددا موعد يوم الخميس القادم ليتقابلا وحينما أغلق الهاتف تسائلت مريم قائلة:
- تفتكر عمي عايزك ف ايه؟
- مش عارف بس أكيد حاجه مهمه جدا
- أكيد كلها كام يوم وهنعرف.

وجاء يوم الخميس ومريم تتعامل بحذر مع مروان وكانت تشعر براحه شديده تجاه هذا التصرف.. وصل عمها إلى منزل أبيها الساعه الرابعه عصرا وكانت مريم قد أعدت طعام الغداء ل عمها والذي اتصل ب مروان وطلب منه أن يأتي ليتناول الغداء معه وبالفعل جاء بعد مرور فترة قصيره وبعد تبادل التحيات جلس الجميع وتناولوا الغداء وجلس عم محمود ل يشرب الشاي مع مروان وطلب من ابنه أخيه أن تتركهما بمفردهما وما إن خرجت حتى تحدث عمها قائلا:
- أنا طلبت أننا نتحدت مع بعضينا جبل ما مريم تحضر حديتنا
- اتفضل يا عمي..

- بص يا ولدي مريم مش بنت خوي وبس لا ديه بتي انا مخفلتش غير رجالة ومخلفتش بنات ومريم بتي فعلا هي طيبه وجلبها ابيض وربنا عيحبها جوي
- عارف يا عم محمود والله أنا لمست ده
- بص يا ولدي اخرت الحديت أنا مش رايد إن بت اخوي تجعد لحالها رايد أطمن عليها يعني لازمن نكتب الكتاب بالكتير بعد أسبوع والدخله كمان ولا أنتا مش جاهز؟

- لا جاهز بس اعتقد أن مريم مش هتوافق يعني عشان ظروف وفاة والدتها
- وهوه أحنا عندينا البنته توافج أو متوافجش الرجاله تتفج والبنته تمشي اللي هنجوله
ثم هتف مناديا بإسمها:
- مريم مريم
- ايوه يا عمي
- كتب الكتاب والدخله بعد أسبوع يا بتي
- ايه مستحيل ازاي يا عمي ده ماما لسه متوفية من مفيش أزاي أفرح وألبس فستان فرح أزاي؟
- هوه كتب كتاب واشهار عندينا ف البلد وتدخلوا عندينا بردك وتجعدوا معانا كام يوم لحد السبوع
- يا عمي افرح أزاي بس أنتا كده بتضيع فرحتي
- يا بتي أنا بحافظ عليكي أحنا صعايدة ومنجبلش بناتنا يجعدوا وحديهم ولا يعرفوا رجالة
- يا عمي أنا عمري ما هعمل حاجه غلط..

- حاشا لله.. أنا خابرك زين يا بتي بس عوايدنا أجده يا أما تاجي تجعدي حدانا لحد السنوية بتاعت المرحومه وبعدين تتجوزي
- وشغلي وحياتي؟
- يبجا تختاري؟
- خلاص يا عمي أنا موافقه بس مروان
- مروان موافج وأهوه جاعد جدامك وسامع حديتي
- أجابه مروان بتأكيد: موافق يا عمي لو مريم موافقة..
وانتهى الامر بموافقتها رغما عنها.. تذكرت ذلك اليوم الذي كان من المقرر إقامه كتب الكتاب ائنذاك في الصعيد كان كل شيء حولها لايوحي بالفرح لانه من الاصل لم يوجد فرح احتراما لحاله الوفاة لم يوجد زغاريد لم يوجد فستان الزفاف الأبيض الذي طالما حلمت به حتى فرحتها لم تشعر بها ليس هذا فحسب بل تحولت فرحتها ل حزن ووجع شديدين لانهما كانا في انتظار وصول خالها الذي تأخر عن موعده في حين كان الجميع حاضرين إلا هو وحتى المأذون قد حضروبعد أكثر من ساعة من الانتظار الموجع جاء خالها وما هي إلا لحظات حتى انتهت الاجراءات وأصبحت مريم زوجه ل مروان، جاء خالها ليهنئها أو بالأحرى ليسمم بدنها وروحها بكلامه الذي لا يوجد به أي رحمة قال لها ساخرا:
- مبروك يا بت أختي بس مش جادره تستني ل سنوية أمك ولا متستهلش منيكي صبر..

كانت مريم في أوج غضبها وحزنها لكن احترامها منعها من سب خالها وإن كان هذا كل ما تتمناه الآن لم تستطع أن تفعل شيء سوى أن تستأذن في الانصراف ودخلت شرفه المندرة تبكي بحرقة جاء خلفها مروان وقد شعر بألمها ف ضمها لصدره بشدة وظل يربت فوق حجابها بخفة محاولا تهدئتها قائلا:
- أهدي يا مريم معلش كان لازم نتجوز عشان محدش يقدر يتكلم عليكي اوعدك إن حياتك اللي جايه هتبقى كلها فرح مش هيكون شغلي حاجه ف الدنيا غير إني بس أسعدك..

- مريم بعصبية وبكاء: هوه فاكر نفسه ايه هو لو كان بابا وماما عايشين مكناش هنسأل عنه لولا عمي محمود مكنتش عزمته أصلا جاي متأخر ساعة وكمان بيقطمني وبيجرحني بكلامه هو فاكرني فرحانة بالجواز بالشكل ده فين الفرحه اللي أي بنت بتتمناها أنا مش عارفه أحس أصلا إني عروسة أنا حاسه أني مدبوحه جرحي بينزف ومطلوب مني افرح طب أزاي؟!.. أزاي اليوم اللي بستناه طول عمري يكون بالشكل ده يكون بالوجع ده ازاي يجي يوم فرحي من غيرهم أصلا وحشوني أوي أوي يا مروان كنت بدور عليهم بعنيا ف وسط كل اللي قاعدين بس ملقتهمش لقيت ناس تانيه غيرهم أنا اتحرمت من حضنهم وفرحتهم بيا وفرحتي ف وسطهم قلبي وجعني أووي..

- هما معاكي وحواليكي والله شايفينك وحاسين بيكي أهدي عشان خاطري يا حبيبتي
- مروان عشان خاطري أنتا لو بتحبني مشيني من هنا دلوقتي عايزة أروح أرجوك
- حاضر هستأذن عمك ونروح
ذهب مروان ل عم محمود
- معلش يا عمي احنا لازم نرجع القاهرة دلوقتي
- دلجيت فين يا ولدي ميصحش أنتو تجعدوا معانا كام يوم وأحنا نشيلكم على روسنا
- مريم مش قادره تقعد هنا وخصوصا بعد الموقف بتاع خالها هي تعبانه جدا ولازم نروح
- والدخله يا ولدي؟

- يا عمي تفتكر في الظروف ديه هينفع يحصل حاجه الحاجات ديه مش بالغصب
- براحتكوا يا ولدي بس مينفعش تمشوا جبل الصبح لما الناس تاجي تبارك وبعدين اعملوا اللي انتو رايدينه عشان محدش يتكلم
- حاضر يا عمي اسمحلي أخدها الاوضه عشان ترتاح
- طبعا يا ولدي الدار داركوا
- شكرا يا عم محمود تعبناكوا معانا والله
- مجولتلك يا مروان يا ولدي مريم بتي.. بس أمانه عليك حطها ف عنيك
- ف عنيا والله.. بعد أذنك
- اتفضل يا ولدي
ذهب مروان إلى مريم التي مازلت تنتظره في الشرفة
- مريومه حبيبتي يلا بينا
- مريم بلهفة: هنروح؟

- لا يا حبيبتي مش هينفع نروح دلوقتي عشان الناس أنتي ناسيه إن النهارده دخلتنا
- مريم باندفاع: دخله أيه يا مروان أنتا شايف أنه...
- قاطعها مروان قائلا: أنا مش قصدي حاجه يا حبيبتي أنا اتفقت مع عمك أننا هنمشي الصبح بس عشان محدش يتكلم لكن صدقيني مفيش أي حاجه هتحصل غصب عنك
- شكرا طيب ممكن أطلع أنام أنا حاسة إني تعبانه أوي
- أنا فعلا طلبت من عمك أننا نطلع ننام وهو محضرلنا الأوضه بتاعتكوا..

ذهبا العروسان معا لغرفتهما التي كانت معده لاستقبالهما من قبل زوجة العم محمود الحاجة عفاف وحينما دخلت مريم الغرفة تجولت بعيناها كل أرجاء المكان كأنها تبحث عن أحد حتى جلست على السرير بخيبة أمل ودفنت وجهها بين كفيها وظلت تبكي بحرقه اقترب منها مروان وضمها بين ذراعيه نظرت إليه بصوت أنهكه البكاء.

- بردو مش هنا يا مروان كنت فاكرة إني أول ما ادخل الأوضه هلاقيهم كنت فاكره إني هلاقي حضن أمي وضحكة بابا مستنياني بس بردو ملقتش حد
- خلاص يا حبيبتي تعالي نامي ف حضني أنا هكون حضنك وسندك وأمانك هكون ليكي بابا وماما وابنك كمان.

ارتمت مريم بين أحضانه حتى استكانت وراحت في ثبات عميق وفي مساء اليوم التالي انصرف العروسان إلى شقه مروان بعد توديع عم محمود وزوجته مع وعد بزياره آخرى قريبا.. وهناك في شقه مروان ظلت مريم تحاول مداوة جروحها حتى تستطيع أن تعود لطبيعتها وساعدها زوجها عل ذلك حتى أتت الليله التي قررت أن تنهي علاقة الاخوة التي بينها وبينه ويبدو أنه ليس علاقه الاخوة فقط التي انتهت بل أنها كانت البدايه ايضا لانتهاء علاقتهما الزوجية كانت مريم تظن أن مروان سيكن معها في منتهى الرقه لكنه كان عنيفا للغايه وكأنه أراد تعذيبها هل هو سادي في عشقه إنها لم تشعر بأي شيء سوى الألم وظلت تبكي كثيرا وحاول مروان الاعتذار لكنها كانت خائفه منه بشدة وهنا بدأ هو الآخر في البكاء تعجبت مريم كثيرا ظنت في البدايه أنه يبكي من أجلها ف جلست بجواره وربتت عل كتفيه قائلة:

- أنا كويسه خلاص يا حبيبي أكيد غصب عنك أكيد مكنتش تقصد
- والله ما كان قصدي أكون كده معاكي يا مريم بس غصب عني
- أنا عارفه أنه أكيد غصب عنك
- في سر ف حياتي لازم تعرفيه أنا محتاجك أوي يا مريم محتاج تسمعيني وتحسي بيا وتشاركيني وجعي
- قول يا مروان في ايه؟أحكي أنا سمعاك
- أنا أمي عايشة وبابا هوه اللي مات بس أنا قولتلك أنها ماتت لأنها ماتت بالنسبالي ماتت بعد ما موتت مروان ماتت لما سابتني وأنا عندي عشر سنين عشان تتطلق من ابويا..
بابا كان صعب اوي كان بيضربها ويتخانق معاها كتير ولما طلبت الطلاق منه اشترط عليها تسيبني معاه عشان يلوي دراعها كان متخيل انها هترفض لكن هي خالفت توقعاته وتوقعاتي ووافقت سابتني وبابا مستناش بعدها بشهر وااحد كان متجوز واحده تانيه غير أمي وكانت فعلا خير مثال لمرات الأب والغريب أن بابا اللي كان مبهدل ماما أتحول لواحد تاني ضعيف الشخصيه قدامها وبدأ يسمع كلامها ف أي حاجه تقولهاله عني حرمتني من حاجات كتير أوي.. أنا فاكر مرة طلعت رحله هي مكنتش عايزاني اطلعها بهدلت الدنيا وكسرت البيت كله لمجرد أنها افتكرت أن أبويا كان عارف ووافق بالرغم أنها رفضت ويومها سابت البيت وراحت قعدت عند اهلها..

فضلت هناك اسبوع لحد ما أبويا راح وفضل يترجاها ترجع ورجعت فعلا ولما شافتني بابا غصبني اعتذر لها ولما اعتذرتلها ضربتني بالقلم القلم ده عمري ما نسيته أبدا هو اللي خلاني بقيت دكتور وهو اللي خلاني كرهت كل الستات واللي خلاني أقرر أنتقم منهم أكتر أمي دورت عليها كتير لما دخلت الجامعه وبابا مات قولت لازم أدور على أمي افتكرت إني أكيد وحشتها زي ما هي وحشتني بس خايفه منه وعرفت أنها أتجوزت وسافرت الكويت وخلفت كمان عارفه لما كلمتها قولتلها انا مروان قالتلي مروان مين أمي نسيتني نسيت ابنها قالتلي بالحرف الواحد أنتا بتفكرني ب أسوء أيام حياتي.. أيام نفسي انساها.. أمي بتعتبرني غلطه عايزة تنساها أمي شايفاني ذنب.. نسيتني بكل إرادتها عشت وقررت إني هوجع كل الستات واعاقبهم عشان أخلص من الوجع اللي أنا حسيته الوجع والجرح اللي عمره متقفل ابدا عرفت بنات كتير وخلتهم يحبوني ولما ده بيحصل كنت ب كسر قلبهم واسيبهم بعد ما أعذبهم لكن بردو ناري مبردتش لحد ما قابلتك حبيتك حبيتك أوي شوفت فيكي أمي اللي صورتها مفارقتنيش من آخر مرة شوفتها..

- قاطعته مريم قائله: اتجوزتني عشان تنتقم منها فيا؟
- لا والله أبدا اتجوزتك عشان صورة أمي اللي كنت بحبها ترجع تاني بس وأنا معاكي معرفتش أسامحها معرفتش يا مريم شوفت فيكي مرات ابويا وأمي وكل الستات اللي بكرههم مشوفتش مريم اللي بحبها أنا آسف سامحيني ارجوكي متسيبنيش ساعديني
عندما أنهى مروان كلماته أستقبلته مريم داخل صدرها وكأنه طفل صغير تهدهده..

ومنذ ذلك اليوم عاشت مريم معه لحظات كثيرة من الوجع والألم ليس في علاقتهما الزوجيه فحسب بل ف حياتها العاديه كان مروان شكاك.. غيور لا يثق بأحد وفي كل مرة يعتذر وتقبل هي اعتذاره ظنا منها أنه سيتغير حتما سيكتسب الثقه رويدا رويدا بدأ يتغير معها وبدأت علاقتهما الزوجيه تتحسن لم يصبح عنيفا كما كان بل اصبح اكثر رقه لم تكن مريم تعلم سبب التغييرالذي طرأ عليه السبب الذي كان بمثابه القشه التي قصمت ظهر البعير لا بل كانت الطوبه التي هدمت تلك الحياة الخاوية هدمت ذاك البيت الذي طالما حاولت مريم الحفاظ عليه سنة كاملة...

أفاقت مريم من شرودها وقد قطع سيل ذكرياتها تلك صوت رنين هاتفها المحمول وكان المتصل عمها محمود كان يطمئن عليها وعل زوجها ف هي لم تخبره بما حدث ولم تخبره بقضية خلعها منه لأنها تعلم أنه لن يسمح لها بأن تعيش بمفردها وهي لا تستطيع العيش هناك اضطرت أن تكذب عليه.. وعادت لعملها فقد كان مروان قد طلب منها أن تنقطع عن عملها ووافقت بعد العديد والعديد من المشكلات معه ولكن لم يستمر انقطاعها أكثر من ثلاث أشهر وكانت تري مروان هناك كثيرا كان طوال الوقت يطاردها حتى بعد الخلع..

كان دوما في وجهها مرة بالكلام المعسول والاعتذارات ومرة اخرى بالتوعد والتهديد كانت بداخلها ترتعد خوفا منه لكن أمامه تتظاهر بالقوة واللامبالاة لحديثه لم تكن تعلم ماذا يتوجب عليها فعله حتى تتخلص منه وبينماكانت تجلس بمفردها وحيده مع ذكرياتها سمعت جرس الباب يدق شعرت بانقباضة شديده في صدرها ف لا أحد يزورها سألت الطارق فأتاها الصوت الذي جعلها تشعر بالدهشة الممزوجة بالقلق ف لقد كان الطارق هو عمها محمود فتحت له الباب قائلة بتوتر:

-أزيك يا عمي حمدلله على السلامه
- الله يسلمك يا بت أخوي إنتي هنيه ليه مش ف دارك؟
- أصل مروان مسافر ف شغل و..
- قاطعها عمها قائلا: من متا عاد بتكدبي عليا يا بت اخوي أني خابر كل شي بس رايد أسمع منيكي يا بتي عشان اللي عرفته أكيد محوصلش
- أيه اللي عرفته يا عمي؟
- جولتلك رايد اسمع منيكي يا بتي
وجدت نفسها ترتمي بين أحضانه وكأنه والدها جلسا سويا وقصت عليه كل ما حدث من البدايه للنهاية
- ياااه يا بتي استحملتي كل ده وف الآخر كان جزائك اللي جاله عنيكي
- قاله عني!قال أيه يا عمي؟
- كلم خالك أحمد وجاله أن أنتي خلعتيه عشان على علاجة ب رجال غيره ورايده تتجوزيه وأنك كمان مرضتيش تخلفي منيه عشان أجده
- مريم بصدمة: أيه؟ هو قال كده ازاي؟ازاي يقول عني كده وهوه أيه مش راجل عارف إني بحب واحد تاني وعادي وكان عايش معايا كده وبعدين خلفة أيه هوه اللي مكنش عايز يخلف لأنه مكنش مستعد ل ده وأنا وافقته عشان اللي حكتهولك يا عمي وبدمعة مختنقة بداخلها قد غالبتها في النزول أزاااي يا عمي ممكن يشوه سمعتي كده أزاي وهوه عارف خالي وكرهه ليا ولأمي قدر يقول عني كده بعد كل اللي عملته واستحملته عشانه..
- بصي يا بتي الموضوع ده ملهوش غير حل واحد
- أيه هوه يا عمي؟
- لازمن تتجوزي عشان تجطعي لسنت الكل
- أيه أتجوز تاني! يا عمي انا قررت مش هتجوز تاني خلاص أنا كرهت كل الرجالة
- لازمن يا بتي وبعدين أنتي مش هتتجوزي أي راجل عاد ده واحد أنتي تعرفيه زين وهيصونك
- يا عمي...

- قاطعها قائلا: يا بت اخوي لما هتعرفي مين مش هتتكلمي واصل
- ماشي يا عمي مين؟
- أدهم ولد عمك
- أدهم؟!َوأشمعنا أدهم؟
- أيوه يا بتي أدهم وأشمعنا عشان ولد عمك وأنتي خابرة أنه الوحيد ف خواته اللي لسه متجوزش
- أيه ذنب أدهم يتجوز بالطريقة ديه واحدة متجوزة وكمان متحطمة من جواها ادهم يستاهل واحده يحبها وتحبه
- هو موافج يا بتي وبعدين متجوليش أجده عل نفسك هوه ميلاجيش واحدة زيكيي
- ماشي يا عمي قالتها بيأس وهي تعلم أن عمها لن يتراجع عن قراره
- تحبي تجعدي مع ولد عمك متى؟

- مريم بإنكسار: ونقعد ليه يا عمي هو لو أنا قولت لأ في حاجه هتتغير؟
- لازمن الجوازة ديه يا بتي حتى لو مش عشانك عشان بوكي الله يرحمه وسيرته الطيبة
- خلاص يا عمي يبقا ملهاش لازمه نقعد ولا نتكلم
- خلاص يا بتي اللي يريحك كتب الكتاب هيكون الخميس الجاي بعد صلاه المغرب
- بالسرعة ديه؟ طب نأجلها شوية
- وه! وهننطر ايه؟
- ماشي يا عمي اللي أنتا شايفه بس بعد أذنك مش هحضر كتب الكتاب
- اللي يريحك يا بتي..

وفي الموعد المحدد كان في تلك المرة خالها أول الحضور كان يتمنى أن يستغل الفرصة ليوجعها بحديثه لكنها لم تحضر ورفضت أن تقابل أحدا جلست وحيده في غرفتها كانت غرفة آخرى غير التي كانت تجلس فيها دوما قالوا أنه فال شؤم أن تتزوج ف نفس الغرفة التي تزوجت فيها من قبل.. لم تكن مريم في حالة تسمح لها ب جدال أو حتى حديث لم يفرق معها شيء كان يدور بخلدها ليله فرحها السابقه مرت أمامها على هيئة ومضات سريعه هل كتب عليها دوما أن تحزن في ليلة عرسها لماذا؟

لكنها سرعان ما استغفرت ربها وقالت في نفسها لعله خير مسحت دمعه كانت قد سقطت رغما عنها و لكن الفكرة الوحيده التي سيطرت عليها كيف لها أن تتزوج أدهم وتكن له زوجة وهي غير قادرة نهائيا على الدخول في أي علاقه الآن لكنه حقه كيف تحرمه من حقه الشرعي وأخيرا استقرت على أنها ستطلب منه مهلة حتى تجمع قلبها ونفسها وتعود ل طبيعتها وإذا رفض فلن تحرمه من حقه أبدا وبينما كانت في شرودها حتى سمعت باب غرفتها يفتح وإذا به أدهم يدخل في صمت نظر لها نظرة سريعه وما لبث أن صرف بصره عنها واتجه ناحيه الشرفة الموجودة بالغرفة وجد بعد الاناس في الشارع فاضطر أن يدخل ويغلقها جلس على الفوتيه الكبير الموضوع في جانب الغرفة نظرت له مريم نظرة طويلة ف هي لم تره من سنين ف لقد كان في أمريكا منذ فتره كبيرة..

كان أدهم رفيق طفولتها وكان بينهما عشق طفولي حتى انه كان يغار عليها بشدة ويرفض أن تلعب مع غيره كان ينتظر قدوم عمه ل زيارتهم حتى يتثنى له رؤياها واللعب معها حينما وصلا لمرحلة المراهقة كانت زيارة والدها للصعيد قد قلت وبعدها التحقا كلا منهما ب كلية الطب لكن أدهم التحق بكلية طب الاسكندرية ولم تعد تراه منذ ذلك الحين لانه بعد انتهاء سنوات دراسته بالكلية سافر لأمريكا لاتمام دراسته العليا هناك وانقطعت أخباره عنها وقد انشغل كلا منهما بدنياه الجديدة ولم يتقابلا حتى اليوم وها هي الآن تراه أمامها من جديد وهو شاب طويل عريض البنيان ذو بشرة تميل إلى السمرة عيناه شديدة السواد لامعه ورموش طويلة وحاجبيين كثيفين وشعره غزير ناعم شديد السواد أيضا كان وسيما حقا وملامحه مصرية خالصة تكاد تنطق لتخبر ناظرها أنه من الصعيد اضطرت أن تبتسم له وقالت له مختلقه أي حوار:

- شكلك متغيرش كتير عن زمان
- أدهم ببرود: بس أنتي بقا شكلك اتغير كتير
- يا ترى أحلى ولا أوحش؟
- مفيش أحلى من ملامح الطفولة كفايه برائتها وطهرها
- ودلوقتي أنتا شايف أنها مبقتش موجوده
- مهو اللي جوه بيظهر عل ملامحنا
- مريم وقد عقدت حاجبيها في دهشة: تقصد ايه؟ لتكون صدقت الكلام اللي قاله الزفت مروان؟ هو عمي مقالكش الحقيقة؟ ادهم انتا شايف إني بنت مش كويسه؟أنتا بتشك في أخلاقي!أنا مريم بنت عمك؟ مريم يا أدهم؟!
- عمك قال كلام كتيير ملوش لازمة وموضوع أخلاقك والكلام اللي أتقال وكل ده سؤال أنتي اللي تجاوبي عليه مش أنا وعل فكرة مش عايز أعرف ميهمنيش.. وبعدين أيه مريم يعني مش السيدة مريم حضرتك أحنا متقابلناش من سنيين كتيير كفيلة تغير بلاد مش أشخاص
- يعني أنتا مصدق؟!
- مش هتفرق
- هنا بدأت نبرة صوتها في العلو قائلة: أزاي مش هتفرق؟ وأزاي أصلا تتجوزني وأنتا شاكك فيا!ها اتجوزتني ليه؟
- أولا وأنتي بتكلميني متعليش صوتك ثانيا والله أنا مكنتش عايز عمك هوه اللي أصر وقالي بقا شرف العيله وبنت عمك والناس والكلام ده وأنا وافقت عشان سمعة عمي الله يرحمه هوه مش ذنبه أنه خلف بنت والبنت ديه معرفتش تحافظ عل اسمه.

- قاطعته مريم بعنف: وأنا مسمحلكش لحد هنا وتقف أنا أخلاقي محدش يقدر يتكلم عنها أنا ب 100 راجل من عينت الحيوان اللي اتكلم عني واللي يصدقه يبقا أكيد زيه
- أدهم ساخرا: بصي يا دكتورة مش دكتورة بردو ولم يتنظر رد فهو كان يسأل بغرض السخريه بصي بقا أنا لا عايز أصدق ولا مصدقش زي ما قولتلك مش فارقه اعتبريني مش موجود معاكي أصلا هتعيشي معايا ف شقتي اللي ف القاهرة من غير ما يكون ليكي علاقة بيا ف أي حاجة لحد ما الموضوع يتنسي وبعدها ترجعي شقتك ونتطلق خلصت سهلة أهي؟

- حرام عليك يا أدهم أنتا كده بتموتني بشكك فيا.. ليه أصلا اتجوزتني؟ليه وافقت؟كنت قولت لأ
- ياااه ايه مش هتقدري تعيشي من غير راجل عشان كده وافقتي تتجوزيني بالسرعة ديه طب ومتجوزتيش ليه اللي كنتي تعرفيه على جوزك؟
- مريم بصدمة: أنتا بتقول أيه فوق أنتا عارف أنتا بتتهمني بأيه؟أنا عمري ما عرفت حد عل جوزي وهو أنا لوكنت على علاقة ب راجل تاني أنا اللي هخلعه ولا هوه اللي هيطلقني؟العقل يقول أيه وبعدين مين قالك أصلا إني عايزة منك حاجه ولا إني شيفاك راجل أصلا عشان مقدرش أعيش من غيرك و...

لم تنتهي من جملتها تلك إلا ووجدت يد أدهم قد امتدت إليها لتصفعها على وجهها ثم وجه لها حديثه قائلا بغضب:
- أوعي تطولي لسانك عليا تاني أو تفكري تغلطي فيا فاهمة؟ أنا اللي سترتك وكان المفروض أقتلك بس عمك الطيب هوه اللي حماكي وعشان عمي الله يرحمه أنا معملتش كده كلكم خاينين ومتستهلوش حد يعمل فيكوا خير..
كانت مريم صامته من هول الصدمة كانت قد جلست على السرير المقابل للفوتيه الذي كان يجلس عليه أدهم وقد وضعت يدها عل خدها من أثر اللطمة والبكاء ينهمر من عينيها كأنه المطر في صمت شديد ومالبث أن نطقت بكلمه واحدة:
- طلقني
- أدهم ببرود: مش أنتي اللي هتقرري ومن دلوقتي لحد منرجع شقتي مش عايز ولا كلمه..

سكتت مريم لقد خافت منه كثيرا كان يبدو عليه الغضب الشديد عينيه يتطاير منهما الشرر نظراته تكاد تحرقها وكأنه شخص لا تعرفه خافت منه ف هي لم تراه منذ أكثر من خمسة عشر عاما ولا تعلم ما الذي تغيرفيه ويبدو أن الذي تغير كثيرا ف أدهم التي كانت تعرفه لا يمكن أن تمتد يده لتضرب إمرأة قط خاصة وإن كانت هي تلك المرأة يبدو أن سفره ل أمريكا قد أبدله بشخص آخر قاسي القلب ذهبت ل شرفة الغرفة وفتحتها وجلست في أرضيتها تبكي بكاءا شديدا..

لم يكن صوتها بالعالي لكن كان يصل ل أذن أدهم الذي انفطر قلبه بشدة من صوت بكاؤها ونهنهتها كان يشعر وكأنها طائر مذبوح يترنح قبل أن يسقط صريعا كيف فعل هذا بها؟وكيف قال لها تلك الكلمات اللاذعة؟ لقد أخبره والده بما قالته هي عن زوجها هل هذه هي الوصية التي وصاها له والده؟ كما أنه يعلم ابنه عمه جيدا ويتأكد في قرارة نفسه أنها لم تفعل شيء وإن ما يقوله طليقها ليست سوى أكاذيب يعلم ذلك جيدا لكنها إمرأة وكل النساء خائنات لابد ألا يتعاطف معها أبدا لكن مع ذلك كان لابد ألا يمد يده عليها كيف فعل هذا وهولم يضرب إمرأة قط لكنها استفزته، مهما استفزته لم يكن عليه فعل ذلك كان هذا هو الحوار الدائر بداخله صوت بكاؤها كان يمزق قلبه ف هو يكره أن تبكي بسببه إمرأة وانها ليست أي امرأة انها مريم رفيقه طفولته وصباه!.. إن ملامحها مازلت بريئة كما هي؟!

نفس نظرة عينيها القديمة لا يمكن لهذا الوجه الملائكي البريء أن يقترف إثما قط.. عند هذه النقطة نهر نفسه بشدة قائلا: لا لا لابد ألا أفكر بهذه الطريقه كلهن خائنات لكن علي الاعتذار بسبب ضربي إياها ثم أعود لتنفيذ ما عزمت عليه،ذهب إليها وجدها تجلس ضامه ركبتيها إلى صدرها ودفنت وجهها بين كفيها شعر بفجاعه ما فعله أكثر وازداد شعوره بالذنب تجاهها أكثر وأكثر اقترب منها وجلس بجوارها على الأرض وما أن شعرت به حتى خافت بل فزعت وابتعدت عنه..

نظر إليها نظرة حزن وشفقه و ألم كيف له أن يؤذي تلك الطفلة
- زفر بضيق من نفسه قائلا: متخافيش مني.. أنا.. أنا آسف مكنش قصدي بجد أمد ايدي عليكي أنا عمري ما مديت ايدي على ست ابدا بس أنتي اللي استفزيتيني بكلامك مكنش ينفع تقوليلي كده.

- بصوت انهكه البكاء: جملة واحده من كلامي استفزتك أمال كلامك اللي قولته عني أيه! مستني مني أيه بعد اللي أنتا قولتهولي؟
- خلاص سيبك من الكلام ده وادخلي نامي جوه الجو برد عليكي وعشان نعرف نسافر الصبح
- لو سمحت طلقني
- يبقا محلناش حاجة أنا أتجوزتك ل سبب والسبب لسه موجود لازم يعدي شويه وقت ووعد مني عمري ما همد ايدي عليكي تاني أبدا وكلها فترة وكل واحد فينا يرجع ل حياته ف هدوء
- بس أنا مش...
- قاطعها قائلا: لو سمحتي بطلي عياط وأدخلي جوه وألحقي نامي شويه قبل ما نسافر الصبح ولا عايزة تفضلي هنا
- لا لا عايزة أرجع مصر
- ضحك بصخب من كلمتها ثم نظر لها بتهكم قائلا: ههههه مصر وهوه أنا خدتك أمريكا قومي قومي
- مريم بغضب: متتريقش عليا لو سمحت وملكش دعوة بيا وبعدين أنام أزاي؟وأنتا هتنام فين؟

- أكيد مش جنبك هنام عل الفوتيه اللي جوه
- لا مش هينفع نام على السرير وأنا هنام عل الفوتيه أنا واخده عل كده في المستشفى
- والله ده عل أساس إني سباك مثلا ما أنا كمان دكتور وواخد عل كده
لم تستطع أن تخفي ابتسامتها من أثر دعابته الغير مقصودة
- طيب تصبح على خير
- وأنتي من أهله..

ذهبت مريم لتنام ب ملابسها ف نظر لها أدهم قائلا:
- هتنامي بهدومك! على فكرة أنا ممكن أفضل هنا ف البلكونة وتقفليها عليكي لحد ما تغيري
- لأعادي أنا أصلا مش معايا هدوم..

وما أن دخلت إلى الفراش وغطت نفسها حتى قام أدهم بتغيير ملابسه ف لمحته وقتها شعرت بخجل شديد يعتريها فأغمضت عيناها ونامت لا تعلم لماذا شعرت بالأمان في وجوده ف نامت كما لم تنم من قبل حتى استيقظت فزعة على صوت ضوضاء في الخارج وصوت طرقات عل الباب كان أدهم قد استيقظ قبلها ولما وجدها فزعة هكذا وقد جلست على الفراش ضامة ركبتيها إلى صدرها وانزوت في أحد أركان فراشه تعجب كثيرا ف نظر إليها مطمئنا إياها:

- متخافيش احنا مش ف المقابر عشان تخافي كده.. ديه أمي وأكيد جايبلنا الفطار
أومأت رأسها بالايجاب وبدأت ملامحها في الارتخاء وتنفست الصعداء ثم جلست بأريحية.. ذهب أدهم ليفتح الباب لأمه التي قالت بفرحة:
- صبحيه مباركة يا ولدي
- شكرا يا أمي
- وسع أجده لما أبارك للعروسه
حاول منعها من الدخول لكنها لم تمهله فرصة لذلك..

- أيه يا بتي أنتي لسة بخلجاتك من عشية؟ قالتها والدته بدهشة..
- رد أدهم لينقذ مريم: عادي يا أمي هي مش معاها هدومها هنعدي نجيبها قبل ما نروح على شقتي أو حتى نجيب هدوم جديدة
- أيوه يا ولدي اشتريلها خلجات جديدة عشان فال عفش تدخل شوجتك ب خلجات جوزها الأولاني.. ثم تحدثت وكأنها تذكرت شيئا آخر: بس ياولدي أنتو أجده مدخلتوش؟ قالت كلمتها الاخيرة بهمس..

- جذبها من يدها للخارج قائلا بصوت هامس لا يخلو من الحدة: دخلة أيه بس يا أمي اللي ندخلها أنتي شايفة انها في حالة تسمح للكلام ده؟! لو سمحتي متتكلميش معاها ف حاجة زي كده ومتهيألي أحنا كبار كفاية
- ماشي يا ولدي براحتكوا يعني مليش صالح ومدخلش بنتكوا
- مش كده بس...

- قاطعته قائلة: افطروا وهننطركوا تحت لو هتجعدوا معانا
- لا هنفطر ويدوب نلحق نسافر
- هتسافروا دلجيت كيف يا ولدي بس؟
- يا أمي شغلي وكمان شغلها لازم نسافروبعدين هي مش حابة تقعد هنا
- يا ولدي ونجول للناس ايه؟!
- قوليلهم طز محدش فارق معانا ف حاجة
- يا ولدي بس عوايدنا
- عوايدكم أنتو ولا أنا ولا هي
- أنا هروح أجول لأبوك عاد وهو يتصرف معاك..

دخل أدهم ووجد مريم تنتظره وهي تخشى أن يطلب منها أن تظل هنا ف هي قد سمعت والدته وهي تتحدث عن سفرهم وعلمت أنها ترفضه
- أوعى تقول أننا هنقعد هنا تاني
- لا متخافيش هنمشي بس افطري
- طيب معلش هستأذنك نعدي على شقتي أجيب هدومي من هناك
- لا
- ليه؟
- هنشتري هدوم جديدة
- ليه؟
- زفر أدهم بضيق قائلا: هو كل حاجة ليه
- مش لازم افهم
- لأ
- مريم بإصرار: وأنا مش عايزة أجيب هدوم جديدة
- أدهم بنفس الاصرار: وأنا عايز
- ليه هو أنتا اللي هتلبسهم ولا أنا؟!

- زفر بضيق شديد من مجادلتها: أنتي وعشان أخلص من الاسئلة مش هتلبسي هدوم راجل تاني في بيتي حتى لو مش هتكوني مراتي فعليا بس بردو أنا محبش أن يكون في بيتي أي حاجة تخص راجل تاني
- أنا مش هشتري هدوم تاني
- أيه خاايفه يوحشك طب وكنتي اتطلقتي ليه ولا هي الخيانة في دمكوا وخلاص؟
- خيانة أيه! لو سمحت اسكت واسمع الأول قبل ما تعك أصلا كل هدومي ديه جديدة أنا مخدتش أي حاجة من هدومي القديمة لأني مش عايزة أي حاجة فيها ريحته أو حتى لمسها ف يوم من الأيام أكتر منك
- طب يلا افطري خلينا نلحق نسافر أنا حاجز الطيارة عل الساعه 4
- طيارة ليه؟ مكنت حجزت قطر مش مستاهلة
- أنا حر هو أنتي اللي هتدفعي ولا أنا؟!
- أنتا.. بس أنا مش عايزة حد يدفعلي حاجة
- أنا مش حد أنا جوزك
- نعم!جوزي ايه؟
- جوزك ف أي مصاريف وف أي حاجة تحتاجيها أكيد مش هتصرفي على نفسك أنتي متجوزة راجل
- بس...

- قاطعها وهو يزفر بملل قائلا: أنتي زهقتيني الواضح أنك مجادلة ومبتزهقيش اسكتي شوية وافطري وخلصيني بدل ما نبات هنا
- عقدت ذراعيها حول صدرها قائلة: مش عايزة افطر
- أنتي حرة ثم استطرد قائلا: طيب أنا عايز أغير هدومي ممكن تطلعي البلكونة ولا تحبي أغير وأنتي واقفة؟
- مريم بخجل: لا لا لا أنا هخرج..

ابتسم أدهم رغما عنه على خجلها الشديد لا يمكن أن تكن تلك المرأة خائنة هذا ما حدثته به نفسه.. ارتدى ملابسة وخرج من الغرفة ودخلت مريم عدلت من ملابسها وحجابها الذي لم تخلعه منذ البارحة وبينما هي واقفة أمام المرآة فردت شعرها خلف ظهرها لتعيد ربطه مرة آخرى كي لايظهر من الحجاب فإذا بأدهم يدلف فجأة للغرفة مرة آخرى لأنه قد نسى هاتفه اغتاظت مريم منه وشعرت بالاحراج لرؤيته لها دون حجاب فقالت:

- ايه مش تخبط حد يدخل كده؟
- آسف نسيت بس ديه أوضتي أصلا ومش متعود أن حد فيها وبعدين عادي يعني إني أشوف شعرك مش حرام أحنا اتجوزنا امبارح على فكرة وأكيد مش هتفضلي قعدة بالحجاب طول الوقت
- متجوزين لمدة معينة وعلى الورق يعني مش جواز أصلا
- لأ عادي جواز شرعي وحلال احنا بقا حرين عايزين نكمله براحتنا مش عايزين ده ميخليهوش باطل..

كان أدهم مازالت عيناه معلقة على شعرها إنه رائع ناعم طويل يصل إلى نهاية ظهرها أو أطول قليلا لونه حالك السواد بدو انهما ورثا نفس لون العين و الشعر من عمه والدها تذكر حينما كانوا أطفال كان يعشق شعرها الأسود الفحمي الطويل وأحيانا كثيرة كان يساعدها في تصفيفه...

- أخرجته هي من شروده وتفحصه بها قائلة: طب ممكن تتفضل بقا خليني اعدل حجابي وأنزل وراك
- ماشي متتأخريش فاضل حوالي ساعتين
قال جملته الاخيرة ولم ينتظر ردها وهبط لوالده الذي كان بإنتظاره بالأسفل
- صباح الخير قالها أدهم وهو ينظر ل والده
- تتصبح بالخير يا ولدي أنتا هتسافر دلجيت صوح؟
- أه يعني ممكن نصايه كده ونتحرك ما أنتا عارف المطار مش قريب من هنا ومش عايز نتأخر عل الطيارة
- مكنتوا جعدتوا معانا يا ولدي يومين أجده
- معلش يا حج لازم أسافر..

- براحتكوا يا ولدي دير بالك على بت عمك هي ملهاش غيرنا يا ولدي ديه ولية بردك ومن لحمنا ودمنا أوعاك تنسى أجده
- صباح الخير يا عمي قالتها مريم
- يسعد صباحك يا بتي ان شالله تكوني نعستي زين أنا وصيت أدهم عليكي ولو ضايقك ف أي حاجة كلميني
- شكرا يا عمي
وفي تلك الأثناء طرق أحدهم الباب وكان الطارق هو خال مريم ولم تستطع الهرب من تلك المواجهة المحتومة، نظر لها خالها قائلا بتهكم:

- أيه يا بت أختى مش رايدة تجابلي خالك كنت جايلك عشية وجالوا مشغولة
- معلش يا خالي كنت تعبانة شوية
- من أولها اجده تعبانة وبعدين أيه أنتو مهملين البلد ولا أيه؟
- أه راجعين القاهرة
- هو أنتي لحجتي ده يدوب عشية كانت دخلتك
- عادي ورانا شغل هناك
- على العموم يا بت أختي مبروك للمرة التانية على الله المرادي بجا تعرفي تصوني بيتك وجوزك..

عند تلك اللحظة خرجت مريم عن هدؤها المصطنع فقد انتهى كل صبرها ولم تستطع الاحتمال أكثرف ردت بحدة قائلة:
- بص يا خالي أن كنت جاي تبارك ف شكرا لكن هتتكلم عني كلمة تانية أنا مش هسكت
كان أدهم قد ابتعد قليلا عندما وجدها تتحدث مع خالها لكن حينما سمع صوتها الذي بدأ يعلو اقترب منهما قائلا:
- خير يا جماعه في أيه؟خير يا عم أحمد
- خالها ببرود: أسأل مرتك يا ولدي
- مريم بعصبية: والله يسألني! وكأنك متكلمتش ده كأني مش بنت أختك لأ وكمان بتتهمني ف شرفي
- خالها بحدة: اتحشمي يا بت
- مريم بحدة مماثلة: أنا مش بت أنا الدكتورة مريم..
وجهت نظرها ل أدهم قائلة:
- خالي يا أدهم بيقولي ياريت تصوني بيتك المرادي جاي يتهمني في أخلاقي ثم لوت شفتيها بسخرية قائلة: وقال ايه بيباركلي
- قال خالها بحقد: كل البلد بتتحدت عنيكي وعن اللي حوصل وأنك كنتي على علاجة ب راجل تاني غير جوزك وأن عمك جوزك ل ولده عشان يتستر عليكي
- قالت مريم ببكاء وغضب: حسبي الله ونعم الوكيل فيك أنا بكرهك أنتا...

وقبل أن تكمل كلامها رفع خالها يده كي يصفعها على وجهها فأغمضت هي عيناها بذعر شديد لكنها وجدت يد أدهم قد سبقته لتمسك يده بقوة لتمنعه ثم نظر له بغضب قائلا:
- ديه مراتي واللي هيفكر يقربلها أو حتى ينطق حرف واحد عنها هقطع لسانه وياريتك تبلغ اللي بتقول بيتكلموا دول فاهم.. مش بنت الحج محمد اللي حد يتكلم عنها بكلمة وحشة وبدل متيجي تقولها الكلمتين دول لو انت خالها صح كنت خرست أي واحد يفكر يتكلم عن بنت أختك
لم ينتظر رده بل نظر لوالده قائلا:

- بعد أذنك يا حج عشان نلحق الطيارة.. يلا يا مريم قالها بحزم
وكأنه تذكر شيئا لم يقوله ل خالها الذي استفزه كثيرا.. عل فكرة يا حضرت احنا مسافرين نقضي شهر العسل في شرم بس كنت عاملهالها مفاجأة بس أنتا بقا اضطرتني أحرقلها المفاجاة
نظرت له مريم بعدم فهم واستغراب شديدين.. فلمحها أدهم ف جذبها من يدها وقد طوقها بذراعيه ولفرق الطول بينهما ظهرت وكأنها قد أختبأت بين أحضانه وخرجا من بيت والده على تلك الهيئة وسط دهشة والده وخالها وأمه ومريم نفسها..

- أيه اللي قولته ده؟ قالتها مريم متسائلة
- شششش اسكتي لحد ما نوصل للمطار
- شرم أيه اللي هنروحها؟
- الله مش عروسة وفي شهر العسل هتروح فين يعني بالعقل كده هتروح الشغل!
- أنا مش فاهمة حاجة
- بعدين هتفهمي
وبالفعل وصلا للمطار وكانت الطائرة متجهة للقاهرة وليس شرم الشيخ وبعدما ركبا الطائرة نظرت له مريم بدهشة قائلة:
- ممكن تفهمني بقا ما أحنا رايحين القاهرة أهوه أمال أيه الي قولته هناك ده؟

- وأنتي عايزاني أقول أيه قدام خالك ده ما كان لازم أقول كده عشان محدش يتكلم وعشان اخرسه وبردو اخليه يوصل للناس كلها أننا مسافرين وهنقضي شهر العسل وب كده هيكون كل الكلام هري ملهوش معنى ولا فايدة فهمتي؟
- أها.. على العموم شكرا ليك جدا أنك رديت على خالي أنا مكنتش عارفة أعمل أيه ولا أقوله أيه؟
- ليه عشان هو على كلامه صح؟

- يعني انت بعد الكلام اللي قولته ل خالي ده بردو لسه مش مصدقني طب دافعت عني قدامه ليه؟ أنتا أيه عندك انفصام؟
- أجابها ببرود قائلا: لا بس أنا قولتلك أنا اتجوزتك ليه وده نفس السبب اللي خلاني اتكلمت كده مع خالك وبعدين أصلا هو شخص مستفز مش أكتر
- براحتك أنتا حر تصدق أو متصدقش مش هدافع عن نفسي لأني أصلا مش موضع اتهام
صمتت وعقدت ذراعيها على صدرها وأعادت رأسها للوراء وصمت هو الآخر ونظر في الاتجاه المعاكس لها وما أن هبطا بالطائرة كانت هناك سيارة تنتظره لتتوجه بهما حيث ركن سيارته وما أن وصلا لمكان السيارة حتى أشارإليها قائلا:

- اتفضلي خليني ألحق أروحك عشان أروح العيادة وبعدها المستشفى عشان عندي سهر النهارده
- عايزة أروح شقة بابا أجيب هدومي
- لازم يعني النهاردة؟
- طبعا أمال هفضل قاعدة كده وبعدين عادي اركب انتا عربيتك وروح بيتك وأنا هروح أحضر هدومي وأبات في شقتي النهارده وبكرة ف أي وقت تبقى تعدي تاخدني
- نعم!أنتي عبيطة ولا أيه؟

- لو سمحت مسمحلكش تغلط فيا
- أنا آسف مقصدتش بس مهو أكيد مش هسيبك تروحي لوحدك لا وكمان تباتي في شقة تانية بردو لوحدك
- بجد؟ ما أنتا هتسيبني أبات لوحدي في شقتك وبعدين هو أنتا صدقت أنك جوزي أفرق معاك في أيه أروح لوحدي ولا تروح معايا وبعدين أنا مش طفلة يعني
- بقولك أيه مش عايز جدال كتير خلصي قوليلي العنوان خلينا نروح نجيب الهدوم ونخلص
- هنروح أزاي ببوزك الشبرين ده؟

- زفر أدهم بضيق قائلا: أنتي مالك ببوزي ولا بغيره هو أنا بقولك حبيني خلصي بقا واركبي
- هو انتا أصلا راجل يتحب هو في ست عاقلة تحب واحد زيك مستفز وشكاك وكلامك زي الدبش
- أنتو بس اللي صنف نمرود ومبيعجبهوش العجب خلصينا بقا
ركبت السيارة بتأفف وجذبت باب السيارة بعنف نظر لها بغيظ قائلا:
- بالراحة بس شوية ده مش ميكروباص
- أوووف ممكن تتحرك
اتجه أدهم حيث منزلها وحينما وصلا للمكان نظر لها قائلا:
- هنا؟
- أه.. اتفضل بقا خليني ألحق أجيب الهدوم
- لأ اطلعي وأنا هستناكي هنا
- وليه متيجي معايا عشان لو طولت متقعدش كل ده في العربية
- أيه كل ده؟!أنتي بالكتير قدامك نص ساعة مفيش وقت وأبقي تعالي مرة تانية هاتي بقيت حاجتك
- نص ساعه أيه مش هلحق وبعدين قولتلك خليني أبات هنا
- قولت لا وبعدين أنتي بتجادلي كتييير ليه خلصي بقا
ترجل من سيارته وذهب ل بابها ففتحه لها قائلا:
- اتفضلي.. ياريت تخلصي بسرعة ومتتأخريش..

عجبتها تلك الحركة الرجولية التي فعلها ولكنها مع ذلك لا تطيقه بطريقته المستفزة لها.. صعدت ووضعت جزء من ملابسها الضرورية حتى لا تتأخر عليه لكن في أثناء نزولها الدرج قابلت جارتها العجوز التي ظلت تتحدث معها لأكثر من نصف ساعة ولم تستطع مريم التملص منها وإذا ب أدهم يأتي ليجدها تتحدث مع تلك الجارة رأت شرارات الغضب تتطاير من عينيه ف هتف بإسمها قائلا:

- مريم أيه مش هنمشي؟ متأخرين
- حاضر بعد أذنك يا طنط
- اتفضلي يا حبيبتي ده جوزك صح؟
- أه يا طنط بعد أذنك..

وما أن ذهبت معه واستقلت السيارة التي لم ينسيه غضبه منها أن يفتح لها بابها وما أن دلفت حتى انطلق مسرعا لمنزله لم يتحدثا حتى وصلا للشقه التي ما أن فتحها حتى فاحت برقيها وذوقه الرفيع في اختيار كل شيء فيها من الاثاث حتى الديكورات والفرش وألوان دهانات الحائط لكن لم تستطع مريم أن تتأمل جيدا لأنه ما لبث أن دخلا للشقه حتى بدأ في اظهارغضبه قائلا:

- أقولك نص ساعه تقعدي أكتر من ساعه لأ وواقفة تتكلمي ولا كأن في واحد مستنيكي أيه هو عند وخلاص ولا سخافة ولا أيه؟
- عند ايه بس! أنا كنت خلصت ونزلت فعلا بس جارتي وقفتني ومعرفتش اتحججلها بإيه واتكسفت احرجها هي ست كبيرة وملهاش حد
- أه بتتكسفي أوي أنتي قالها بسخرية لاذعة.
- أه بتتكسفي أوي أنتي قالها بسخرية لاذعة
نظرت له وقد تجمعت الدموع في مقلتيها ثم جلست على الاريكة المجاورة له لم تتحدث وهو الآخر شعربسخافة حديثه ف حاول تجاوزالموقف قائلا:
- ديه هتبقى أوضتك (قالها وهو يشير بيده إلى الغرفة ).. الاوضة مش ناقصها حاجة ولو احتجتي حاجة قوليلي عليها وأوضة النوم التانية ديه بتاعتي ومش بحب حد يدخلها خصوصا لو كان الحد ده ست.

- أولا أنا أيه اللي هيدخلني أوضتك أنا طايقاك أصلا عشان أدخل مكان يخصك! وثانيا شكرا مش عايزة منك حاجة لو احتجت حاجة هجبها لنفسي...
- لم يعلق على كلماتها وأردف قائلا: طيب أنا ماشي هروح على العيادة وبعدين المستشفى زي مقولتلك وهبات هناك النهاردة مش هرجع إلا الصبح تقدري تنامي براحتك.. أه الاكل عندك في التلاجة وممكن تطلبي اللي أنتي عايزاه بالتليفون هتلاقي في الدرج ده عناوين السوبر ماركت وأرقام تليفوناتهم وفي كمان منيو مطاعم كتير لو حبيتي تجيبي حاجة من بره.. أكمل قائلا: أه ف درج الكمود اللي جنب السرير فلوس خليهم معاكي عشان مصاريفك..

- شكرا مش عايزة فلوس معايا أنتا ناسي أني بشتغل وباخد مرتب أنا اقدر أصرف على نفسي عل فكرة
- قولتلك أنك مراتي ومسئولة مني ومينفعش تصرفي جنيه من معاكي
- لأ مش مراتك ومش عايزاك تصرف عليا أنا حرة
- زفر حانقا منها ومن جدالها الذي لا يتوقف: أوووف بقولك أيه الفلوس عندك في الدرج واعملي اللي يعجبك أنا ماشي سلام.

خرج وتركها بمفردها وحيدة في ذلك المكان الجديد عليها.. قررت أن تأخذ جولة في تلك الشقة التي ستعيش فيها إلى أن يأذن الله بغير ذلك أمرا حقا كل شيء بها رائع أربع غرف غرفتان للنوم وغرفة مكتب وغرفة معيشة وريسيبشن وحمام ومطبخ كبيران لا أحد يمكن أن يصدق أن هذه الشقة يسكنها رجل بمفرده ف هي مرتبة ونظيفة للغاية..

كانت بحاجة لأن تدخل الحمام ف هي في أمس الحاجة ل حمام دافيء يريح أعصابها وبعد أن أخذت حمامها ارتدت احدى بيجامتها الوردية ف هي تحب اللون الوردي كثيرا لكن ليلتها لم تكن بتلك السهولة بل كانت ليلة شاقة ومخيفة لم تنتهي إلا بعد صلاة الفجر حتى نامت من شدةالانهاك وخارت قواها واستلقت على الأريكة الموجودة في الريسيبشن وراحت في ثبات عميق وبعد حوالي ساعتين جاء أدهم لم تشعر بدخوله للشقة وإذا به يدخل ف يجدها نائمة في وضع الجلوس قد ضمت ركبتيها إلى صدرها ورأسها للخلف شعرأنها غارقة في النوم ولكن ملامحها يبدو عليها الخوف والامتعاض تأملها أكثر كم هي جميلة في بيجامتها تلك وشعرها المبلول المنساب على وجنتيها وكأنه يرفض الانقياد لها جذبه جمالها الهادىء وهذا ماأثار غضبه إنها إمرأة وكل النساء خائنات لا يمكن أن يميل لها لذا أيقظها بصوت عالي:

- مريم مريم
- مريم بفزع: مين؟
- أجابها بتهكم قائلا: مين العفريت يعني!.. أيه اللي نيمك هنا؟
وقبل أن تنبس ببنت شفة أجاب هو نيابة عنها:
- بصي يا ماما أنا مبياكلش معايا الجو ده ولا بيفرق معايا حاجة لو كنتي فاكرة أنك هتغريني بقا والنهارده نايمة بالبيجامة وب شعرك مكشوف وبكرة رجلك بانت بعده كتفك بان بعده تلبسي قميص نوم بعده تتخضي وتترمي ف حضني وجوازنا اللي على الورق يبقى جواز حقيقي كل ده في أحلامك وعمره ما هيحصل.

- بنظرة استهجان شديدة وبعصبية لم تعهدها من نفسها: أنتا دماغك ديه مالها؟ جواز أيه اللي أنا عايزاه منك؟ وأغريك ليه؟ أيه جو الأفلام العربي اللي أنتا عايش فيه ده،بص بقا أنا أصلا يوم كتب الكتاب كنت عمالة أفكر أزاي أقولك إني مش عايزاك من غير ما أجرحك وبعدين حسيت أن اللي هعمله ده حرام لأني هبقى مراتك وليك حق عليا ك زوج ف قولت لنفسي إني هطلب منك مهلة لكن مجرد ما أنتا قولت اللي قولته يومها قولت بركة يا جامع مش ناقصة رجالة تاني وقرف وقولت استحمل شوية الوقت دول لكن أنا ولا طايقاك ولا عايزة منك حاجة أصلا ونفسي المهلة ديه تخلص عشان أرجع أعيش حرة..
- قصدك على حل شعرك والنهاردة مع واحد بكرة مع واحد تاني
- مريم بغضب شديد: ليه هو أنتا جايبني من الشارع؟! أنا بنت ناس ومتربية وللأسف عيلة واحدة لكن الظاهر أنك معندكش أي ثقة في نفسك ومتعود على الأشكال ديه ولو أنا ست مش كويسة كنت هخونك لأنك تستاهل تتخان أصلا..

- جز على أسنانه وكور قبضة يده حتى كاد يعتصرها محاولا كبح جماح غضبه قائلا: أمشي من قدامي دلوقتي أحسنلك
رأت أنها لو قالت كلمة آخرى ربما انفعل عليها أكثر أو ضربها لذا انسحبت ناحية غرفتها كانت الغرفة مغلقة بالمفتاح فقامت بفتحها تعجب أدهم كثيرا من فعلتها وذهب ناحيتها ليضايقها بحديثه من جديد قائلا بتهكم:
- وده بقا بقيت الفيلم
- فيلم أيه؟

- تقدري تقوليلي قافلة باب الأوضة بالمفتاح ليه؟ أيه كان فيها صرصار ولا يمكن فار وخوفتي ف نمتي على الكنبة
- لا كان في حرامي
- نعم؟ حرامي في الأوضه هههههههه لأ الواضح أن خيالك عالي أوي
- اسكت بقا عشان أفهمك
- اتفضلي اشجيني ألف يا فنان
- خلاص مش هتكلم
- آسف اتفضلي كملي كلامك..

- بالليل سمعت صوت كلب بينبح بصوت عالي أووي فوق في الروف وسمعت حد بيتحرك قولت أكيد حرامي بيحاول ينزل من فوق وممكن يدخل من شباك الأوضة فخفت وخرجت وقفلت بالمفتاح وفضلت قاعدة في الريسيبشن مرعوبة وحاسة أنه هيدخل يقتلني ف أي لحظة ونمت من كتر الخوف والتعب..

- خر أدهم ضاحكا بشدة: هههههههههه يالهوووي على الخيال الأوفر
- أنتا حر بقا تصدق ولا متصدقش بس ده اللي حصل والله كان في كلب بيهوهو جامد جدا وكان في حد فوق كنت سامعة صوت خطواته
- مصدقكيش أزاي إذا كان الكلب بتاعي واللي كان فوق صاحبي
- مريم بصدمة: نعم!يعني أنتا قاصد تخوفني طب ليه الشر ده؟

- قاطعها قائلا: يا بنتي هو أنتي عندك طموح تبقي ممثلة شر ايه وأخوفك أيه الكلب ده كلبي روك وأنا نسيت أحطله الأكل ف طلبت من واحد صاحبي وجاري أنه يطلع يحطله الأكل والكلب كان بيهوهو لأنه ميعرفهوش لأن صاحبي مش بيحب الكلاب ومكنش شافه قبل كده بس..

- حراام عليك الرعب اللي أنا عيشته ده طب كنت عرفني
- مكنتش أعرف أنك بتخافي كده
- أولا أنا ف مكان جديد وهادي جدا ولوحدي وصوت الكلاب بيخوفني جدا وكمان بخاف أكون لوحدي في شقة متعودتش عليها لسة
- طيب هتروحي الشغل أزاي كده أنتي شكلك مجهد رأيي ترتاحي النهارده
- لأ عادي أنا كويسة و...

لم تنتهي من جملتها الأخيرة إلا وشعرت بخفقان سريع في قلبها ودوار شديد يهاجمها ف سقطت على الأرض مغشيا عليها.. حملها أدهم ثم وضعها على الفراش وقاس النبض والضغط ووجد أن ضغطها منخفض للغاية فأسعفها وبدأت تفيق رويدا رويدا
- أيه اللي حصل قالتها بوهن
- مفيش كان في واحدة كويسة وفجأة وقعت قالها متهكما
- بتكلم جد
- ضغطك واطي جداا طبعا من الارهاق وقلت النوم.. أنتي اتغديتي كويس امبارح؟

- أنا متغدتش أصلا
- أدهم بصدمة: نعم! ومفطرتيش الصبح ومكلتيش قبلها بالليل يعني أيه بقالك يومين مأكلتيش حاجة أيه الجنان ده على فكرة بردو جو الاستعطاف ده مبياكلش معايا
- قالت بوهن شديد: استعطاف أيه حرام عليك أنتا بتعمل معايا كده ليه وظلت شهقات بكاؤها تتعالى بشدة.

لم يستطع أن يهدأ من روعها ولا أن يطيب خاطرها خرج من غرفتها سريعا حتى لا يضعف أمامها إن بكاؤها كالأطفال يذيب الحجر خرج وذهب للمطبخ أعد لها فطور وعاد إليها مرة آخرى كانت مازلت تبكي فقطع بكاؤها قائلا بحزم:
- كفاية عياط ويلا كلي الأكل ده حالا
- مش عايزة آكل أنا حرة
- مش بمزاجك هتاكلي وهتخلصي الأكل كمان
- أنتا بتتكلم معايا كده أزاي وواثق أوي إني هسمع كلامك
- أدهم بثقة وقد جلس أمامها وقد وضع ساقا فوق الآخرى قائلا: طبعا واثق عشان والله يا مريم لو ما أكلتي لحد ما اقتنع أنك شبعتي هجبلك روك هو اللي هيقنعك وأنا حلفت وريني بقا مش هتآكلي أزاي.

- أنتا بتخوفني؟
- أنا مش بخوفك أنا بقولك اللي هيحصل لو مسمعتيش كلامي
- زفرت بغيظ قائلة: أوووف طيب هآكل
- كتم ضحكته على تذمرها الطفولي قائلا بجدية: اتفضلي كلي
ظل جالسا بجوارها وهي تتناول فطورها وكلما حاولت التنصل من الطعام أشار لها بيده بأن عليها أن تكمل حتى شعر أنها شبعت بالفعل.

- بالهنا والشفا
- قصدك بالأجبار
- والله كله عشان مصلحتك ولا عايزة يجرالك حاجة وابويا يقولي موتها وأمانة ومعرفش أيه
- شكرا
- العفو أنا يعني لو لقيت قطة في الشارع جعانة أكيد هأكلها ولا أيه؟

- استفزها بجملته تلك فردت بنفس الاستفزاز: طبعا وأنا كمان أكيد لو لقيت كلب جعان هأكله
- فهم أنها تحاول استفزازه فأخذ الصينية الموضوع عليها الطعام وقبل أن يخرج من الغرفة رمقها بعينيه قائلا بنبرة ساخرة: متأكده أنك لو لقيتي كلب جعان هتأكليه طيب أنزلهولك بقا تأكليه قالهاوانصرف
- وما أن خرج من الغرفة حتى قالت هامسة: سخيف..
فقد أغاظها كثيرا وها هوعلم أنها تخاف من الكلاب وسيستغل تلك النقطة لمضايقتها دوما.. اتصلت بهم في المستشفى وطلبت أجازة عليها ألا تكابر ف هي بحاجة للنوم والراحة وفرصة أن أدهم هنا يعني يمكنها أن تنام مطمئنة ذهبت إليه متسائلة:
- هو أنتا نازل تاني أمتا؟
- بالليل الساعه 8 بس اشمعنا؟
- عشان أنا خدت أجازة وهنام
- أيه عايزاني أنزل عشان تنامي براحتك..

- لا بالعكس أنا بطمن بس عشان أعرف أنام لو أنتا موجود هحس إني مطمنة وهعرف أنام وأنا محتاجة للنوم بعمق أوي
- هههههههه مبتزهقيش يا ماما أنا مفيش مني فايدة ومفيش طريقة ممكن تلين قلبي ناحية أي واحدة ست
- أنا مش هقدر على العيشة بالشكل ده ممكن ترجعني شقتي وخلاص
- لأ مش ممكن واتفضلي روحي نامي بقا
- طيب.

تضايق من نفسه كثيرا هو دوما يحاول أن يضايقها دون أن تفعل شيء عندما تستيقظ عليه أن يطيب خاطرها
نامت مريم كثيرا حتى أنها لم تشعر كم ساعة نامت وهل جاء الليل أم انها مازلت في النهار نظرت في هاتفها المحمول ف وجدت الساعه أصبحت السابعه مساءا فلقد نامت حوالي عشر ساعات كانت تحتاج لكل تلك الفترة من الراحة وقبل أن تخرج من غرفتها قامت ب ارتداء حجابها ف هي ليست بحاجة لكلمة آخرى من كلماته السخيفه وحينما خرجت من غرفتها استنشقت رائحة عطره قد فاحت في كل ركن في الشقة ياله من عطر مميز وجدته واقفا بطلته المميزة
يرتدي سويت شيرت زيتي وجاكت أسود بدون أكمام وبنطال من الجينز أسود اللون يبدو على هيئته وكأنه خارج ل سهرة وليس للعمل نظر لها قائلا:

- اخيرا صحيتي أنا مرضتش أزعجك وسيبتك تنامي براحتك
- كنت محتاجة اناام أوووي بعد فيلم الرعب اللي عيشته امبارح
- معلش بكرة بإذن الله هبقا أعرفك عل روك وهتحبيه أوي
- شكرا مش عايزة ولا يعرفني ولا أعرفه مش هحب كلب أنا.

- طيب نتكلم ف الموضوع ده بعدين أنا نازل.. أه أنا طلبتلك أكل عندك في المطبخ سخنيه في الميكرويف وكلي ومتعمليش زي امبارح.. صحيح أنا مش هبات في المستشفى النهارده وبعد كده ابقي ظبطي معايا السهربتاعك بحيث نخليهم في نفس التوقيت عشان متباتيش لوحدك في الشقة طالما بتخافي..

- مريم بغيظ: أنا مبخافش على فكرة
- ما أنا عارف عل فكرة.. أنا هخلص العيادة الساعة 11 أو 12 بالكتير
- هتفت باستنكار: وهو ده لبس عيادة أصلا؟!
- ليه عادي يعني مشوفتيش دكتور بيلبس كاجوال قبل كده
- غالبا لأ
- يمكن عشان الفترة اللي قضيتها في أمريكا فاتعودت على كده
- مريم بفضول: هو أنتا تخصص أيه؟
- تفتكري أيه؟
- شكلك تجميل
- ههههههه اشمعنا يعني على العموم أنا تخصص مش هتصدقيه
- أيه؟
- نساء وتوليد
- مريم بدهشة: نعم؟! نساء وده من كتر حبك فيهم يعني
- هو أنا هتجوزهم ده يمكن اللي بيخليني ناجح هو كرهي ليهم ف بركز ف شغلي يلا أنا ماشي بقا سلام
- سلام
- أعاد رأسه للخلف مرة آخرى قائلا: صحيح مش لازم تلبسي الحجاب خلاص شوفت شعرك وعادي يعني ملوش لزوم الخنقة في البيت.

انصرف حتى قبل أن يتلقى الرد على جملته الأخيرة وما أن خرج من باب الشقة حتى دخلت هي المطبخ كانت تشعر بالجوع الشديد سخنت الطعام وتناولته ثم قررت أن تصنع لهما حلو فتحت الثلاجة وجدت كل ما تحتاجه لعمل بلح الشام الذي تحبه كثيرا وما تتذكره أن أدهم أيضا كان يحبه وهو صغير وبالفعل جهزت كل شيء وأعدته كانت دوما تصنعه باحترافيه شديدة تناولت بضع أصابع وتركت ل أدهم طبق جلست أمام التلفاز وما أن دقت الساعة الثانية عشر حتى وجدته يفتح الباب
- أنتي لسه صاحية؟
- أمال هنام تاني يعني!ثم أردفت بحماس قائلة: عملتلك حاجة بتحبها
- حاجة؟حاجة أيه؟ وعرفتي منين إني بحبها؟
- في الطبق قدامك اهيه.

فتح الطبق فوجدها أصابع بلح الشام أنه يحبها حقا لكن لماذا تهتم بما يحبه ومالا يحبه فقال بلامبالاة:
- أنا مبحبهوش
- بس واحنا صغيرين كنت بتحبه
- ومبقتش أحبه أنتي هتشاركيني وبعدين قولتلك اعتبري نفسك عايشة لوحدك تعملي حاجتك لنفسك وأعمل حاجتي لنفسي بلاش شغل الستات ده مفيش منه فايدة صدقيني
- والله مفيش فايدة فيك أنتا، أنا تعبت منك بجد.. وبعدين ما أنتا طلبتلي أكل وكمان الصبح حضرتلي الفطار يبقا أيه؟ كنت عايز مني أيه؟
- لأ تفرق أنتي كنتي تعبانة وكان لازم أعمل كده أنا دكتور وده واجبي
- ماشي أنا آسفة مش هعملك حاجة تاني تصبح على خير..

وما أن دخلت غرفتها حتى مسك الطبق وتناول واحدة من بلح الشام إنه يعشقه وأيضا شكله مغري جدا له وما أن تذوق واحدة حتى عجبته ف لم يستطع أن يتمالك نفسه ف أخذ واحدة آخرى ولم يشعر بشيء إلا حينما أفرغ الطبق وكان يفكر ماذا سيقول لها حينما تجد الطبق فارغا وقرر أن يخبرها بأي كذبة ولكن على الجانب الآخر هي قد رأته وهو يأكل كل أصابع بلح الشام ف لقد استمعت لصوت الاطباق ففتحت الباب بهدوء ورأته وهو يأكلها فلم تريد احراجه بل وقفت لتشاهده وتضحك فلما كل هذا العناد حتى مع نفسه لذا قررت بينها وبين نفسها أن تترك له طعاما دوما أينما صنعت حتى لو رفضها أمامها وستستمع لحججة وتتظاهر بتصديقه نامت واستيقظت وقت صلاة الفجر فقد كانت معتادة على صلاة الفجر دوما في توقيتها لكن في الأيام الأخيرة لم تستطع ذلك قامت وخرجت من غرفتها متوجهه للحمام توضأت وفي أثناء خروجها وجدت أدهم أمامها يبدو أنه الآخر يستعد للصلاة.
- صباح الخير
- صباح النور
- هتخافي لو نزلت أصلي في المسجد اللي جنبنا وآجي علطول
- لا مش هخاف
- أيه هتصلي؟
- أه إن شاء الله
- مكنتش أعرف أنك بتصلي
- ليه هو حد قالك إني من الكفار
- لأ بس الصلاة تنهي عن الفحشاء
- وأنتا شايفني بعمل الفحشاء؟!
- والله أنتي أدرى.

- ابتلعت غصتها في ألم قائلة: شكرا بس على فكرة متعرفش مين فينا أقرب ل ربنا ومتعرفش إيه اللي في قلبي اتفضل ألحق صلاتك وأدعي أن ربنا يسامحك على ظنك فيا وعلى تعاملك معايا ربنا سبحانه وتعالى قال بسم الله الرحمن الرحيم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك صدق الله العظيم والرسول عليه الصلاة والسلام قال رفقا بالقوارير ومتهيألي أنتا مبتعملش معايا أي حاجة من دول.

لم تنتظر رده وانصرفت إلى غرفتها أغلقت بابها وظلت تبكي حالها بشدة سمع صوت بكاؤها ف شعر بغصة في حلقه لما قال لها تلك الكلمات؟لما هو جاف معها هكذا؟ لو أخطأت إمرأة سواها فما ذنبها هي؟انصرف للصلاة وكلماتها تتردد في أذنه صلى الفجر وعاد إلى بيته لا يعلم لماذا اقترب من باب غرفتها كان يشعر بتأنيب الضمير من سخافته معها وجدها مازلت تصلي سمع صوت دعاؤها كانت تدعو بأن يجبر خاطرها ويرد كرامتها ويظهر برائتها والغريب أنها كانت تدعو له بالهداية انصرف إلى غرفته وقد قرر أن يغير من طريقة تعامله معها حتى وإن كان قراره الانفصال عنها ف عليه ألا يؤذيها ب هذا الشكل ويجرح كرامتها.. وفي اليوم التالي كان يتناول فطوره وهي استيقظت لم تكن ب حاجة إلى الحديث معه ذهبت وارتدت ملابسها وتناولت فطورا خفيفا سريعا بادرها بالسؤال قائلا:

- أنتي هتروحي شغلك أزاي؟
- عادي مواصلات
- مش عندك عربية؟
- لا
- طيب أنا أمري لله هوصلك لحد ما أجبلك عربية كده تقضي الغرض
- لا شكرا
- بلاش جدال على الصبح كده هنتأخر وبعدين المسافة بين شغلي وشغلك مش بعيدة خلصي بقا عشان منتأخرش
- طيب أنا على العموم جاهزة هجيب شنطتي من جوه
- أوك اتفضلي
أحضرت شنطتها ونظرت له كأنها تذكرت شيئا
- صحيح هو بلح الشام فين أنتا كلته؟

- لا مقولتلك مبحبهوش هو بس أنا اتكعبلت في الطبق ف وقع على الأرض ورميته
- لوت شفتيها بعدم تصديق وقالت بنبرة ماكرة: أها طيب
- أيه طيب ديه مش مصدقاني هو أنا كداب يعني
- بقولك أيه مش ناقصة خناق عل الصبح يلا عشان منتأخرش
- يلا.

ركبا السيارة وانطلقا معا إلى المستشفى التي تعمل بها وكانت بعيدة عن مكان عمله لكنه أخبرها بأنها قريبة حتى لا ترفض أن يوصلها ولا يجوز أن يتركها تركب مواصلات وتتعرض لمضايقات انطلق بعد أن علم موعد انتهاء عملها وألحت عليه أن يتركها تعود بمفردها ف لم يجادلها لأنه قد تأخر على عمله وتظاهر بالموافقة وفي الموعد التي أخبرته أنها ستنهي عملها فيه جاء إليها وانتظرها في الخارج بعدما أستأذن من عمله.

خرجت مريم من المستشفى وإذا ب رجل يقترب منها يجذبها من ذراعها لم يسمع أدهم الحوار الدائر بينهما ولكن يبدوأنها تحاول التملص من يد هذا الرجل ترجل من سيارته سريعا واقترب منها وهتف بإسمها:
- مريم
- بتعجب ودهشة أدهم!
- أمسك يديها وخلصها من قبضة هذا الرجل الواقف أمامه قائلا: في أيه يا مريم مين ده؟
- مريم بتردد ده زميلي في الشغل
- قال مروان أنتا اللي مين؟

- أنا جوزها
- ضحك مروان بخبث ونظر إليه قائلا وأنا كمان جوزها قصدي كنت جوزها
- أدهم بضيق: اسمها طليقها قالها أدهم
- يلا يا أدهم خلينا نمشي سيبك منه
- أيه يا دكتورة خايفة العريس الجديد يعرف حقيقتك
- مريم بحدة: حقيقه أيه يا مجنون أنتا
- مروان: الحقيقة أنك كل يوم مع راجل شكل
وقبل أن ترد مريم اقترب منه أدهم ومسكه من قميصه قائلا بغضب..

- لما تتكلم عن مراتي تتكلم بأدب أو متتكلمش أفضل مريم ديه أخلاقها فوق أي شبهات ومش واحد زيك هيعرفني مراتي وبنت عمي اللي حاولت تشوه سمعتها يا راجل قال كلمته الأخيرة بضحكة ساخرة.

- مروان ليثير غضب أدهم: أها ابن عمها بيجوزوكوا ل بعض عشان تستر عليها أه بقا ما هي بنت عمك ولازم تشيل عارها
- أدهم ببرود: العار هو أنها كانت متجوزة واحد زيك واحد أصلا ميستهلش يتقال عليه راجل لأ وكمان غبي ولما كدبت كدبة معرفتش تحبكها هو اللي مراته بتعرف واحد غيره بيسيبها على ذمته لحد ما هي اللي تخلعه لو راجل راجل يعني مش...زيك كان قتلها أو على أقل تقدير طلقها مش استنا لما هي اللي تخلعه.

- مروان بمكر: عندك حق والله كان نفسي بس قولت يمكن يتصلح حالها وبيني وبينك في سبب تاني هقولهولك بيني وبينك وهمس بالقرب من أذنه قائلا أصلها حلوة أوي ف... ثم قال له أمرا يخص علاقتهما الزوجية الخاصة
وكان رد أدهم لكمة قوية في وجهه ثم أخذ مريم وانصرف وهو يقول له بغضب شديد:
- إياك تتعرضلها مرة تانية أو بس تفكر تخليها تشوفك تاني فاهم.
انطلق بسيارته بجنون إلى منزله لم تحاول مريم أن تنطق ببنت شفة وما أن دخلا المنزل حتى صاح بها غاضبا:
- هو أيه الكدب في دمكم
- كدب أيه؟
- والله! بتقوليلي زميلي صح
- أمال كنت عايزني أقولك أيه كنت خايفة من أنك تتهور ويحصل زي ما حصل كده
- والله خايفة عليه أوي طب ما ترجعيله لو وحشك أوي كده
- وحشني أيه أنا كنت خايفة عليك مروان مجنون فعلا عنده مشاكل نفسية وعقد كتير وخوفت عليك منه ومن شره بس الواضح أن مش هوه لوحده اللي معقد
- قصدك أيه؟

- قصدي واضح كلكلم شكاكين ومعقدين معندكوش ثقة ف نفسكوا تقدر تقولي أيه اللي جابك عند المستشفى؟أيه بتراقبني؟
- أه براقبك أنتي دلوقتي مراتي ومش هسمحلك تلوثي اسمي
- أنتا منين كنت بتدافع عني قدامه ومنين بتشك فيا أنا مش فهماك
- مش مهم تفهمي المهم أنا مش هسمح ب كدب تاني لأني مبكرهش ف حياتي قد الكدب وياريت تسيبي شغلك ده أن مش هعمل كل يوم مشكلة عشانك
- محدش طلب منك تتخانق عشاني ولا تضربه
- ومين قالك إني ضربته عشانك أنا ضربته عشان اللي قاله مكنش ينفع أرد عليه غير كده
- ليه بقا هو قالك أيه؟

- مش مهم قالي أيه وهوه ده يفرق معاكي؟ المهم دلوقتي أنك لازم تسيبي شغلك في المستشفى ديه وتشوفي مكان تاني حتى يكون قريب من هنا أن عل العموم هكلملك المستشفى عندي لو محتاجين حد هقولك
- مش عايزة منك حاجة وأنا حرة ومش هسيب شغلي هناك
- أدهم بحزم: المناقشة في الموضوع ده منتهية نو واي تروحي المستشفى ديه تاني ولو هتروحي عشان تقدمي استقالتك هكون معاكي فاهماني؟ دلوقتي أنا لازم أرجع شغلي عشان كنت مستأذن هخلص وأطلع عل العيادة علطول
- طيب.

انصرف ادهم وظلت مريم تفكر فيما حدث اليوم وفيما سيحدث فيما بعد ذلك هل ستترك عملها في المستشفى وتبحث عن مكان آخر وهل يمكن أن تعمل مع أدهم في مكان واحد؟ غريب هذا الأدهم كيف يتحول من حال إلى حال كيف رأت فيه الرجل الذي يدافع عنها ويحميها وفي نفس الوقت السيف الذي يغرز في قلبها ويجرحها ويؤلمها بكلماته القاسية ماذا فعلت هي معه حتى لا يثق بها؟.. لقد أرهقت ذهنها بالتفكير كثيرا حتى أعياها فقررت أن تذهب للمطبخ لتصنع الغداء وتركت له نصيبه منه وفي الليل أتي أدهم وكانت مازلت مستيقظة فقد علم أنها لا تنام إلا حينما يأتي تحدث إليها دون أن ينظر إليها.

- أنا كلمت المستشفى اللي بشتغل فيها النهارده وممكن تبدأي شغل معانا من أول الشهر
- أنا موافقة بس عشان أنا مش هقدر أروح كل يوم المشوار ده وكمان عشان ابعد عن مروان أنا محتاجة اغير حياتي بس بدل ما أفضل في البيت لحد أول الشهر هروح الشغل لحد ما أنقل للمستشفى الجديدة.

- مش هينفع مش معقول كل يوم هوديكي وأجيبك عشان الحيوان اللي كنتي متجوزاه يخاف وبعدين بعد ما ضربته ممكن يتعرضلك
- هو أنتا ضربته ليه؟ الضرب ديه طريقة همجية في التفاهم
- أيه صعب عليكي؟ ولا بتحبي اللي بيهينك ويوجعك
- أرجوك مش لازم تكمل أنا داخلة أنام الأكل عندك في المطبخ
- ومين قالك إني عايز منك أكل
- أنتا حر تآكل أو لأ براحتك.

ظلا هكذا أياما عديدة هي تصنع الطعام وهو لا يتناوله إلا بضع لقيمات كي يتذوقه هي تعلم أنه يأكل من طعامها لكن لا تظهر ذلك حتى لا تحرجه وهو كان يظن أنها لا تلاحظ ذلك ظلا هكذا أكثر من ثلاثة أسابيع وذهبا معا للمستشفى التي تعمل بها قدمت استقالتها وسحبت أوراقها تمهيدا لعملها الجديد في المستشفى معه..

ذات يوم كان أدهم في المطبخ يصنع كوبا من الشاي وشرد في حديث مروان حينما همس في أذنه بتلك الكلمات التي جعلته يلكمه في وجهه لا يعلم لماذا يشتد غضبه كلما كرر تلك الكلمات بينه وبين نفسه وفي تلك الاثناء كان يصب الشاي في الكوب الخاص به فوقع الماء المغلي على يده وعلى أثر أنتفاضته تلك سقط الكوب على الأرض ف حرقت يده وجرحت قدمه قامت مريم فزعة من نومها حينما سمعت صوت الكسر وجرت بإتجاه المطبخ حيث مصدر الصوت وحينما دخلت وجدت الدماء تسيل من قدم أدهم لأنه دون أن ينتبه جرحته زجاجة كبيرة من زجاج الكوب المكسور ودخلت في قدمه لم تلاحظ مريم حرق يده وحاولت أن تسنده...
هل يا ترى سيقبل مساعدتها أم سيقابلها بالاعراض والنفور؟
حينما سمعت صوت الكسر جرت بإتجاه المطبخ حيث مصدر الصوت وحينما دخلت وجدت الدماء تسيل من قدم أدهم لأنه دون أن ينتبه جرحته زجاجة كبيرة من زجاج الكوب المكسور ودخلت في قدمه لم تلاحظ مريم حرق يده وحاولت أن تسنده ف مسكته ف تأوه نظرت له متسائلة :
- مال أيدك كمان ؟
- مفيش اتحرقت أنتي شايفة أيه ؟
- هو أيه اللي حصل؟
- ده وقته أسئلة..

- طب اسند عليا بالراحة نغسل الجرح ونطهره واربطهولك ونشوف الحرق ده كمان ده أنتا بقيت خرابة خالص
- ملكيش دعوة بيا مش عايز مساعدة منك مش مستني واحدة ست تساعدني لأ وتسندني كمان
- والله لولا القسم لكنت سبتك وخلي عنادك وطولة لسانك دول ينفعوك يلا خلص ومش عايزة أي تعليق..
لم تنتظر استجابته ف جذبته من يده الآخرى واضعة ذراعه على كتفها واضطر هو أسفا أن يسند عليها حتى وصلا للحمام فوضعت يده المحترقة تحت الماء الجاري وانحنت حتى تحاول وقف نزيف قدمه بشكل مؤقت فوضعت مكان الدم قطعة كبيرة من القطن وذهبت للصيدلية الصغيرة الموجودة في الحمام وأحضرت بعض الاسعافات الأولية من شاش فازلين وضمادات ومرهم للحروق ومطهر وأخذته ل غرفته وأجلسته على السرير أعطته المرهم ليدهنه مكان الحرق ثم جلست على ركبتيها تطهر جرحه ثم ربطته بالضمادة ثم وقفت لتربط يده هي الاخرى انحنت كثيرا ل فارق الطول بينهما وكانت تلك المرة الأولى التي يقتربا فيها مثل هذا القرب شعر بخفقة في قلبه أثر ذلك ولا يعلم لما ترددت جملة مروان في ذهنه ترى كيف تكن مريم تلك ب رقتها في أحضانه ولأول مرة يتخيل وهو يضمها يشتم رائحتها التي غمرته لمجرد اقترابها منه ومالبث أن عاد من تخيلاته ف جذب يده ب عنف من يدها ونظر لها قائلا بكل الغيظ الذي يعتريه :

- خلاص شكرا هكملها أنا وبعدين مقربة مني كده ليه مفيش حياء خالص هو البجاحة كده عيني عينك
- مريم بعدم تصديق : بجاحة أيه ؟ تصدق أنك ناكر الجميل وأنا غلطانة أصلا إني بعملك أي حاجة كنت سيبتك كده أنتا مبيطمرش فيك حاجة علطول شكاك ونيتك وحشة يبقا أنتا كمان من جواك وحش احنا بنشوف الناس باللي جوانا يا دكتور ...

قالت كلمتها الأخيرة وذهبت للحمام لتنظف آثار الدماء الموجودة بالأرض كانت عيناها تسيل بالدموع من أثر كلماته الجارحة لها كان الحمام قريب من غرفته ف كان يراها بوضوح لماذا يصر على وجعها وما ذنبها هي بتخيلاته ..في تلك اللحظة خرجت هي إلى غرفتها وأغلقت بابها عليها وفعلت كما تفعل دوما حينما يضيق صدرها تذهب لتصلي لتخفف حملها وتلقي بهمومها على الذي لا يغفل ولا ينام ظلت تدعوه كثيرا وتبكي بكل ما أوتيت من قوة علها تستريح كان يسمع بكاؤها وهو مكتوف الأيدي لا يعلم ماذا يمكنه أن يفعل حتى تهدأ لابد أن يعتذر لها تلك المرة تردد كثيرا لكن في النهاية قرر أن لا مفر من الاعتذار استند على الحائط حتى وصل إلى غرفتها طرق الباب عدة طرقات حتى أجابته بصوتها الباكي قائلة :

- نعم ؟
- ممكن تفتحيلي
- ليه؟
- عايز أتكلم معاكي
- أه وترجع تقول بتتلكي عشان تقربي مني وتتكلمي معايا ومعرفش أيه مش عايزة أتكلم معاك مش ناقصة اتهامات ولا وجع
- صدقيني مش هضايقك
- وأنا مش عايزة اتكلم
- مريم لو سمحتي افتحي أنا مش قادر أقف أكتر من كده
بالرغم من غيظها منه لكنها تعلم بأن جرح قدمه يؤلمه وأيضا حرق يده ف رق قلبها له وقامت لتفتح له الباب
- اتفضل.

- مش هضايقك هما كلمتين
- قاطعته قائلة : اتفضل اقعدعشان رجلك متقفش عليها كتير لأنها لسة بتنزف محتاجة تتخيط
- أدهم بتردد : أنا..أنا آسف متزعليش مني مكنتش أقصد
- تنهدت بقوة قائلة : ماشي يا أدهم
- ها هتخيطيهالي ؟ ولا هتتخلي عن واجبك المهني عشان زعلانة مني؟
- لا تقدر تروح المستشفى هما يخيطوهالك أنا عملتلك اسعافات أولية
- ليه مبتعرفيش تخيطي جرح ولا أيه ؟أمال ايه بقا دكتورة جراحة ومعرفش أيه أنا لو أطول كنت خيطتها أنا.

- لأ أنا أعرف طبعا بس وعلى أيه بقا لتقول المرادي بتحرش بيك
- ابتسم وكتم ضحكته قائلا :مش للدرجادي يعني
- أنتا بتخاف تضحك ولا صحيح بتغريني بابتسامتك وبعدين أتعلق بيك وأقع ف غرامك ومقدرش أعيش من غيرك لا لا أنا مش كده خالص ولا الكلام ده يفرق معايا
- في تلك المرة لم يستطع أدهم أن يتمالك نفسه من الضحك ف ضحك بصخب قائلا:ههههههه ده أنتي بتقلديني بقا طب شوفيلي حل لرجلي ديه لانها وجعاني أوي
- مهو لازم مستشفى عشان الخيط والبنج
- سهلة في خيط هنا ومش لازم بنج.

- أنتا بتهزر هخيطلك من غير بنج أزاي مش هتقدر الوجع هيبقى جامد
- لا متخافيش انا هستحمل انتي ناسية إني صعيدي ولا أيه؟وبعدين هما كام غرزة يعني مش مستاهلة ...
- مريم بسخرية: صعيدي أوي..ده انتا مبتتكلمش ولا كلمة صعيدي
- يعني أنتي اللي مقطعة الكلام أوي وبعدين ديه جينات يا دكتورة خلصي بقا لأن الجرح عمال ينزف
- طيب خليك هنا هروح أجيب الخيط من جوه وآجي
- ايه لقتيه ؟

- أه ممكن تمسك في الفوطة ديه عشان تطلع فيها وجعك
- ليه هو أنا هولد متخافيش أنا هستحمل
- براحتك
فكت الضمادة التي ربطتها مسبقا وقامت بتنظيف الجرح مرة آخرى وبدأت في الخياطة محاولة ألا تؤلمه وهو كان لا يظهر ألمه الذي لم يكن شديد للغاية ف يبدو أنها طبيبه محترفة في عملها انهت خياطة الجرح فلم يكن بالكبير لكنه كان عميق ويحتاج لخياطة
- أيه وجعتك أوي؟
- لا خالص أيدك خفيفة أنا مبتوجعش بسهولة
- بمناسبة الوجع ممكن أسألك سؤال
- اتفضلي.

- هو أنتا ليه بتقصد توجعني بكلامك مين وجعتك وخلتك كده أكيد في حاجة هي اللي غيرتك أنتا مكنتش كده خالص
- محدش يقدر يوجعني خصوصا أنتو ..أنتو أضعف من أنكم توجعوا حد أنتو تتوجعوا بس يلا أنا هروح أوضتي شكرا
- العفو.

هرع مسرعا إلى غرفته وأغمض عينيه ل ذكرياته وماضيه الذي يؤلمه كلما تذكره مازال جرحها يؤلمه أنه لم ولن يشفى منه أبدا ..استسلم للنوم ولم يشعر بشيء إلا حينما سمع طرقات على الباب كانت مريم طلبت الاذن للدخول كانت معها الطعام والدواء فقالت بإعتذار :
- معلش أسفة إني صحيتك بس لازم تاخد الدواء وقبله تاكل
- لا شكرا مش جعان وملوش لازمة الدواء
- والله أنا أدرى إذا كان ليه لازمة ولا لأ
- ما قولتلك إني مش سباك
- لا يا استاذ أنتا بتاع نساء وتوليد واحنا مش بنولد حد دلوقتي اتفضل كل حالا عشان تاخد الدواء.

كان صدى ذكرياته مازال في رأسه وكأنه لم يفق منها وحديثها معه ذكره بألمه أكثر ف قرر أن يصب جم غضبه عليها ف رد عل حديثها قائلا بحدة:
- أنا مش هسمع كلام حد وأنتي عملتي اللي عليكي وشكرا ومستغني عن خدماتك لحد هنا خدي الأكل والدواء واخرجي بره عشان عايز أنام
- مريم بغضب حارق :أنتا بتكلمني كده ليه هو أنا جارية أنتا شاريها عشان تعذبها أنتا أيه يا أخي معقد ولا مغرور ولا فاكرني أيه أنتا حر في نفسك تاكل أو لأ براحتك...

خرجت ولكنها تركت الطعام والدواء تركته ل شجونه وذكرياته ووجع جرحه الذي لا يلتأم وهو الطبيب عاجز عن علاجه
وفي غرفتها جلست تقرأ إحدى الكتب ظلت هكذا حتى صلاة الفجر لم تشعر أنه مضى كل هذا الوقت ف هي حينما تقرأ لا تشعر بالوقت .. قامت لتتوضأ وتصلي تعجبت لأنها لم تراه فهي اعتادت أن يقوم لأداء الصلاة في المسجد وهي تعلم أنه لن يستطيع الذهاب للمسجد بسبب جرح قدمه لكنها لا تسمع صوته هل مازال نائما ؟ أم أنه قام وتوضأ وهي لم تشعر به ؟ قلقت عليه لانه لو استسلم لعناده ولم يأكل ولم يأخذ الدواء قد ترتفع حرارته ..ترددت كثيرا هل تدخل أم تتركه حتى لا يؤذيها بكلماته الجارحة ؟ لكنها قررت أن تدخل هي طبيبة وهو مريض عليها أن تتعامل معه الآن بهذا المبدأ حتى يشفى ...
طرقت باب غرفته عدة طرقات خفيفة ولا مجيب ففتحت الباب وجدته نائما اقتربت منه ووضعت يديها على رأسه وبالفعل وجدت أن حرارته قد ارتفعت أيقظته كان لا يقوى على الحديث ذهبت وأحضرت الترمومتر لتقيس حرارته وجدتها قد تجاوزت ال39 لابد من إخفاض الحرارة سريعا والحل الأمثل هو أن يدخل بملابسه تحت الماء..

- أدهم أدهم
- عايزة أيه سيبيني أنااام أنا سقعاان أوي
- أدهم حرارتك مرتفعة لازم تدخل تاخد دش فورا
- رد أدهم وهو يهذي ببعض الكلمات : لا مش قادر ..ابعدي عني كلكوا خاينين كلكوا مش بتحبوا إلا نفسكوا سيبيني بقا ليه ليه وجعتيني أنا حبيتك وفي الاخر بعتيني رخيص ليه ؟

كانت تعلم أنه لا يقصدها هي بتلك الكلمات إنه يهذي من أثر السخونة إنها أمرأة آخرى هي من آلمته هي السبب في كونه هكذا معها يبدو أنه الآخر يخبأ جرح قديم مازال ينزف بداخله...

لما لا ننسى الجراح إننا ننسى أشياء كثيرة لكن الجراح تظل تؤلمنا مهما طال الزمن تترك في القلب وجع لا يشفى وحينما نتذكر نشعر بنفس وخزة القلب قد ننسى الاشياء التي تفرحنا لكن الأحزان لا تنسى تظل محفورة داخل القلب تأخذ من الروح تجعل الضحكة باهتة ولهذا دوما تجد أن من يكتب مذكراته لا يكتب سوى لحظاته الحزينة ونادرا ما تجد لحظات فرح الفرح نعيشه وننسى أن نكتبه لكن الحزن نكتب لعلنا بهذا نخفف وجعنا فنجد أن ألمنا قد سطر ونظل نذكره دوما..عادت من أفكارها على صوت أنينه علمت أنه لن يقوى على النهوض بمفرده ف قررت أن تساعده فلا خيار آخر أمامها ف هتفت به ليساعدها قائلة:

- أدهم ساعدني أسندعليا
- أدهم بوهن شديد :مش قااادر
- معلش حاول الحمام مش بعيد
حاولت كثيرا حتى نجحت أخيرا في انهاضه من فوق الفراش وتعرقلا كثيرا حتى وصلا أخيرا للحمام وبصعوبة بالغة أجلسته في البانيو بملابسه وملأته بالمياه الفاترة فالجو كان شديد البرودة ولن يتحمل مع حرارته المرتفعة هذا التغيير المفاجيء لدرجة الحرارة كان يرتعش كثيرا لكنه بدأ أن يعي ما حوله فقال بغضب:

- أنتي بتعملي أيه ؟ أنتي مجنونة؟
- شششش اسكت بقا مهو عشان العند بتاعك هوه اللي وصلك ل كده لأ والأنيل أنك دكتور معرفش دكتور أزاي هوه العند حتى في العيا كمان
- خرجيني من هنا بقا أنا مش قادر أقوم جسمي كله وجعني أوي
- ده من الحرارة يا دكتور يلا اسند عليا عشان نخرج ولا استني اجيبلك البشكير او البرنس بتاعك
- مش بلبس برنس مش بحبه البشكير ف أوضتي ورا الباب
- طيب استنا هجيبهولك
- لقتيه ؟

- أه يلا قوم
- أنا هقوم لوحدي
- مش هتقدر وكفاية عند بقا
كان مازال يشعر بالدوخة والألم في سائر جسده فقرر ألا يجادلها الآن
- طيب
- أنتا تقيل أوي خف نفسك شوية
- أنتي بس اللي صغيرة أوي
- ماشي اتريق اتريق ،طيب هدومك فين ؟

- هنا في الضرفة الشمال
- اتفضل هدومك أهيه أنا هخرج عقبال ما تغير
- أنا مش هقدر أغير لوحدي ممكن تساعديني
- مسحت شعرها بيديها وقالت بتردد وخجل :ماشي..

كانت تحاول ألا تنظرإليه ألا تتقابل عيناهما فلقد كانا قريبين للغاية مما أخجلها واربكها بشدة
- أيه مكسوفة كده ليه ؟ عمرك ما غيرتي ل راجل يعني
- عمري ما غيرت ل راجل غريب
- وهما المرضى بيبقوا قرايبك
- وأنا هغير للمرضى ليه أنا دكتورة مش ممرضه وبعدين أديك لبست اتفضل بقا ريح على السرير عقبال ما أسخن الأكل
- مش ...

- قاطعته قائلة : مش مش ايه ؟المرادي هتاكل وهتاخد الدوا بالعافية
- أنا كنت هقولك مش قادر متتأخريش لأني بصراحة رجلي بتوجعني أوي وعايز أخد مسكن
- يعني مش جعان
- مش أوي
- ماشي
ذهبت لتسخن له الطعام وعادت بعد دقائق ورائحة الطعام قد جعلت أدهم يشعر بالجوع الشديد وما إن حضرت حتى مد يده ليتناول الطعام لكن المعلقة سقطت من يده لانه غير معتاد على الأكل باليد اليسرى
- هات خليني أكلك وأمري لله شكلك هتشغلني النهاردة عندك يلا أهوه كله بحسابه
- عايزة كام يعني؟

- الحساب يوم الحساب هو أنا مستنية فلوسك
- صحيح بمناسبة الفلوس الكريدت كارد بتاعك هتستلميه بكره
- ما أنا قولتلك مش عايزة حاجة أنا بشتغل ومعايا فلوس
- أنا تعبان ف بلاش الجدال العقيم ده
ابتسمت وتقابلت عيناهما لحظة لحظة هزته بعنف وخطفتها تلك هي المرة الأولى التي تتقابل عيناهما هكذا لذا حاول كلا منهما الهروب
- أنا شبعت الحمد لله
- وأنا هقوم أجيبلك مية عشان تاخد الدواء
ذهبت لاحضار الماء ثم أعطته أياه :
- اتفضل
- شكرا.

- العفو ..يلا أنا هسيبك بقا وألحق أصلي الفجر
- فجر أيه ده الصبح طلع
- أهوه ده اللي خدته منك ضيعت عليا صلاة الفجر
- صحيح أنتي جهزتي نفسك عشان الشغل
- أه متقلقش كله تمام
- يعني هتروحي بكره لوحدك
- أه طبعا لازم استلم الشغل من بكرة
- وهتعرفي تتصرفي من غيري
- أه عادي هو أنا طفلة
- أه متنسيش أنا قولتلهم أنك بنت عمي بس هما هناك عارفين إني مش متجوز ومش بحب الستات أصلا ف مينفعش فجأة أقولهم إني اتجوزت
- تسائلت بخبث :حاضر بس هوه ده السبب ؟ ولا في حاجة تانية ؟
- حاجة تانية ؟قصدك أيه ؟
- يعني تكون بتحب واحدة هناك وخايف تعرف أنك اتجوزت
- ولا تانية ولا تالتة مقولتلك أنا مبحبش الصنف كله
- ماشي
- وأنتي رايحة المستشفى خدي العربية معاكي أنا مش محتاجها مش بتعرفي تسوقي؟
- مش مستاهلة هطلب أوبر أو كريم
- اسمعي الكلام يا دكتورة
- طالما قولت يا دكتورة يبقا هتتعصب وعلى أيه ماشي هاخدها ..بس أنتا هتعرف تتعامل لوحدك
- اه هعرف
- على العموم أنا هجهزلك أكل قبل ما أنزل وهخليلك الدوا جنب السرير وهكتبلك ورقة فيها المواعيد عشان متنسهوش
- لا شكرا متشغليش بالك أنا هطلب أكل من بره
- زي ما أنا سكت وهاخد العربية أنتا كمان هتسكت وتاكل من الأكل اللي هعملهDeal ؟
- Deal
- تصبح على خير أه استنا أما أشوف الحرارة وباغتته ب وضع يديها على رأسه ف أربكته فعلتها تلك وقد شعر برجفة تسري في جسده بأكمله من أثر لمستها له فقال ب توتر:

- كويس كويس وبعدين الحرارة بتتقاس بالترموتر يا دكتورة مش بالأيد
- احساسي أقوى وأصدق من الترموتر
- لوى شفتيه بسخرية قائلا :والله يعني أي مريض بتقسيله حرارته بأيدك واحساسك ؟
- سخيف أوي على العموم شكلك بقيت كويس
- كمان بالشكل يعني الحرارة بالاحساس وكويس ولا لأ بالشكل ، أممم هل ده الطب الحديث ؟ أنتي متأكدة أنك دكتورة ؟
- لأ سباكة.

قالتها وانصرفت وهو ابتسم لكلمتها الأخيرة فها هي قد استخدمت كلمته التي دوما يقولها لها
أما هي ف توضأت وصلت ونامت حتى الساعة الثامنة صباحا قد اعتادت النوم المتقطع بسبب عملها نهضت ودخلت المطبخ حضرت غداءا سريعا له ثم بدلت ملابسها وقبل أن تنزل دخلت غرفته للاطمئنان عليه وجدته في ثبات عميق لم يشعر بدخولها اقتربت منه ووضعت يداها على جبهته فوجدت أن حرارته تبدو طبيعية وملامحه أكثر استرخاء ف خرجت وأغلقت الباب خلفها بهدوء واستقلت سيارته إلى المستشفى الجديد وهناك ذهبت للإدارة وأخبرتهم بحضورها ثم تعرفت على الدكتورة نور التي استقبلتها بترحاب قائلة:

- أزيك أنا نور زميلتك في قسم الجراحة
- وأنا مريم
- أهلا بيكي يا دكتورة مريم أنا فرحانه أوي أن أخيرا جابوا معايا واحدة دكتورة بدل دكتور خالد اللي وشي ف وشه طول اليوم
- هو مفيش غير دكتور واحد بس في الجراحة؟
- لا طبعا في بس أنا وخالد في أوضة واحدة وأنتي هتبقي معانا صحيح احنا مش بنقعد كتير عشان زي ما أنتي عارفة قسم الجراحة مبنريحش كتير بس عل العموم إن شاء الله تتبسطي في الشغل معانا
- أكيد بإذن الله
- صحيح هو أنتي قريبة دكتور أدهم؟

- أه بنت عمه
- سبحان الله أنتي شكلك حبوبة كده مش زيه
- هو أدهم صعب أوي كده؟
- هو معانا احنا بس كده
- قصدك ب "احنا "مين ؟
- قصدي الستات طبعا مهو أنتي أكيد بنت عمه وعارفاه
- لأ للأسف
- أنا معرفش أزاي هو دكتور نساء والغريب أنه شاطر والستات بتجيله مخصوص
- لأنه مجتهد وبيركز في شغله
- أوعي تزعلي مني عشان اتكلمت عنه كده
- مفيش زعل ولا حاجه
- سيبنا بقا من دكتور أدهم خلينا فيكي أنتي متجوزة بقا ؟

- كنت ..دلوقتي مطلقة
- حد يسيب الرقة والعسل ده
- ميرسي بس كنا مختلفين كتيير والنصيب انتهى لحد هنا
- عقبالي ما شكلي أنا كمان هحصلك
- ليه بعد الشر ربنا يهديلك الأحوال
- طيب تعالى أما أعرفك على روميوالجراحة
- قصدك مين ؟
- دكتور خالد
طرقت نور باب المكتب قبل أن تدلف إلى الداخل ثم بدأت بالتعارف قائلة :

- دكتورة مريم هتكون زميلتنا في قسم الجراحة وهتقعد معانا هنا في الأوضة
هب دكتور خالد من مجلسه واقفا وابتسم بكل ود وكأنه يعرف مريم منذ سنوات ومد يده لمصافحتها قائلا :
- أهلا دكتورة مريم المستشفى نورت
- فأشارت مريم بيدها في الهواء وكأنها تسلم عليه إشارة منها إنها لا تسلم على الرجال ثم قالت بابتسامة مجاملة : شكرا يا دكتور
- فهم خالد مغزى أشارتها ف سحب يده وأكمل حديثه قائلا :احناأكيد محظوظين أنك هتشتغلي معانا
- بنفس الابتسامة : شكرا.

- لأ بجد على الأقل تريحينا من نور ومشاكلها بدل ما هي مصدعاني بالكلام على جوزها وحماتها
- ردت نور :أيه يا دكتور خالد نور بقت وحشة دلوقتي
- أجابت مريم على الفور:هو بيهزر معاكي يا دكتورة
تجاهل خالد نور وحديث مريم معها ونظرلها متسائلا :
- وياترى بقا دكتورة مريم متجوزة ولا هتكون متفرغة للشغل
- ردت نور بدلا منها :لأ مطلقة
شعرت مريم بالحرج الشديد من هؤلاء الفضوليين اللذان انشغلا بالحديث عن أمورها شخصية التي لا تعنيهما ف نظرت إليهما محاولة تغيير مجرى الحديث
- وهنا بقا طبيعة الشغل أيه ؟

- رد خالد قبل أن ترد نور : الشغل هنا حلو حلو أوى هو صحيح في ضغط شوية بس هترتاحي هنا أوى
- أجابت نور :حلو أيه الشغل هنا مبيخلصش طول الوقت حالات حالات خصوصا زي ما أنتي عارفة أننا المستشفى الوحيدة في المنطقة ف كل الحالات الطارئة بتيجي هنا
- ردت مريم بابتسامة :أكيد ضغط الشغل هنا مش هيبقا زي المستشفى اللي كنت فيها هنا المستشفى استثماري ومش كل الحالات تقدر تيجي فيها أما المستشفى اللي كنت فيها حكومي والحالات الطارئة مكنتش بتخلص يعني لو ريحنا طول اليوم نص ساعة يبقا كده اليوم فاضي
- رد خالد :ليه هو أنتي كنتي تشتغلي فين ؟

- مستشفى قريبة من رمسيس والعباسية
- على العموم كويس أنك جيتي معانا هنا احنا هنحاول نريحك على قد ما نقدر قالها خالد برقة
لم ترتاح مريم لطريقة حديثه فقد صدقت نور أنه "روميو "وملزق أوي كمان
وإذا ب خالد يسمع أسمه في ميكروفون المستشفى "دكتور خالد مطلوب في الاستقبال "
- طيب بعد أذنك يا دكتورة مريم
- أجابت نور :دكتورة مريم بس اللي بتستأذنها ونور خلاص ماشي يا دكتور
انصرف خالد وترك نور ومريم بمفردهما نظرت مريم ل نور قائلة :

- هو مش أوفر شوية
- ههههههه هوه أوفر كتيير هو خالد كده بس هوه طيب و رومانسي أوي يعني نحنوح بطبيعته زي ما دكتور أدهم كده بطبيعته على فكرة أنا وخالد كنا زملاء في الجامعة ثم استطردت بابتسامة ماكرة :على فكرة خالد كمان مش متجوز أصله لسه ملقاش اللي تخطفه زي ما بيقول
- ربنا يختارله الخير على العموم أنا مش بحب اتكلم في خصوصيات حد
- قصدك أيه متكلمش معاكي يعني
- لأ مش قصدي كده قصدي يعني ديه حياته متجوز أو لأ ده شيء ميشغلنيش ف حاجة ..
ظلا حتى أذان الظهر بلا حالة واحدة شعرت مريم بالملل الشديد ف هي غير معتادة على الجلوس بلا عمل هكذا أستأذنت نور لتذهب وتتوضأ وتصلي الظهر ..صلت ثم تذكرت أن تطمئن على أدهم هي أصلا لم تنساه كان بالها مشغول عليه طيلة الوقت كيف سيتصرف وهو بحالته تلك قامت واتصلت به ف البداية لم يجيبها ظنت أنه مازال نائما لكنها وجدته بعد ثوان يتصل بها مجددا.

- أسفة صحيتك من النوم
- لأ كنت صاحي بس الموبيل وقع لما جيت أرد
- أيه فطرت ؟
- لأ هقوم أفطر
- على العموم الفطار جنبك على الفوتيه افطر وخد الدوا
- ماشي ..أيه أنتي يومك ماشي أزاي ؟
- ممل شوية أنا كنت واخدة على الشغل أكتر من كده وفي تلك اللحظة سمعت اسمها في الميكروفون "دكتورة مريم مطلوبة في الاستقبال " شكلهم سمعوني ف الشغل جه هقفل أنا هبقى أرجع أكلمك سلام
- سلام.

ذهبت مريم للحالة ولم تكن شديدة الخطورة قامت بإجراء اللازم ومضى اليوم بعدد حالات قليل وبعد انتهاء يوم عملها أثناء خروجها من المستشفى عرض عليها خالد أن يوصلها بسيارته لكنها أعتذرت وأخبرته بأن معها سيارة كان يصر على أن يوصلها ل سيارتها لكنها لم تعلم بماذا تجيبه إذا سألها لما سيارة أدهم معها فقررت أن تخبره إنها لن تعود لمنزلها الآن لأنها ذاهبة للتسوق من إحدى الهايبر ماركت الموجود بجوار المستشفى وبالفعل ذهبت هناك وانتظرت نصف ساعة ثم عادت مرة آخرى لسيارتها وانطلقت عائدة إلى شقة أدهم الذي بادرها بالسؤال حينما رآها..

- أيه أتأخرتي ليه ؟
- مفيش بس اضطريت أروح الهايبر ماركت اللي هناك
- نظر أدهم متسائلا :ليه يعني ؟
- لأن دكتور خالد اللي معايا في القسم كان عايز يوصلني بعربيته ولما قولتله إني معايا عربية قالي خلاص هوصلك مكان ما أنتي راكنة وأنا خوفت يكون عارف عربيتك ويسأل هي معايا ليه مهو الكدب ملهوش رجلين لازم تخليني أكدب يعني..

- وهو خالد ده يوصلك ليه أصلا هو أنتي لحقتي تعرفيه.. أنا عارفه خالد ده مبيضيعش وقت ومفيش ست بتعدي من تحت أيده إلا ولازم يشبك معاها وأنتي أيه بقا الواضح أنك سيبتيه وأديتله فرصة ل كده
- رفعت حاجبيها بعدم فهم :فرصة أيه اللي أديتهاله ! واحد زميلي وبيتكلم معايا وكنا خارجين في نفس الوقت قالي هوصلك قولتله لأ أنا مش مروحة دلوقتي شكرا فين بقا أديته فرصة ومعرفش إيه
- وأيه يخلي واحد يوصل واحدة متجوزة أصلا ؟

- هو مش أنتا قايلي أقول إني مش متجوزة
- نعم ؟! أنا قولتلك متقوليش أننا متجوزين أنا وأنتي ..يعني أنتي قولتلهم أنك آنسة ؟
- لا طبعا قولت الحقيقة قولت إني مطلقة..

- أأأأأأه قولتيلي بقا وطبعا خالد مصدق وقال واحدة مطلقة بقا وهتبقى على راحتها وعايشة لوحدها يعني سايبة ومش بس يوصلك لأ ده ممكن كمان يطلع يريحله ساعتين عندها ويرجع أخر فرفشة وطبعا أنتي بكلامك وطريقتك حسستيه ب كده معملتيش اعتبار لل راجل اللي أنتي متجوزاه أيه خلاص مش عارفة تبقي محترمة شوية وأيه من أول يوم كمان.

كانت مريم تقف مصدومة من هول ما تسمعه من إهانات وتجريح من أدهم لم تتوقع قط كل تلك الكلمات الموجعة لكن سرعان ما لمت أشلاء كرامتها التي بعثرها وتركت العنان ل لسانها يخبره بما يستحقه ف نظرت له بكل عنف وإباء قائلة :

- أخرس خالص واحترم نفسك أنا مش هسمحلك تغلط فيا أكتر من كده أنا محترمة غصبن عنك وعن أي حد ومحدش يقدر يقول عني أي كلمة وحشة مين قالك أن المطلقة لازم تكون ست مش كويسة أو ماشية على حل شعرها زي ما بتقول هي ذنبها أنها اتجوزت واحد مكتوب في بطاقته أنه ذكر لكن ولا يعرف حاجة عن الرجولة أكيد الناس كلها دماغها مش قذرة زيك وشكاكين في كل اللي حواليهم مش عشان واحدة وجعتك توجع كل واحدة تقابلها أنا مش هشيل ذنب حد تاني أنا كمان اتوجعت أكتر منك وشايلة وجع محدش شايله لكن عمري ما حملتك الذنب لأنه مش ذنبك.. أنتا واحد مغرور ومعندكش احساس ولا دم ودلوقتي بس عذرت الست اللي وجعتك لأنك أكيد أنتا اللي خليتها تعمل كده أنتا متتعاشرش أصلا ده أنا بنت عمك وعملت فيا كل ده أنا خلاص مش هقعد معاك تاني طلقني حالا طلقني مش هفضل على ذمتك ثانية واحدة..

كان أدهم غير مصدق حديثها معه فقد كانت تتحدث بعنف وبهجوم شديد عليه ولهجة لم يسمعها منها قط ..لم يرد عليها ولم يجيبها لأنه لو ترك العنان لنفسه لضربها لكنه أقسم على نفسه منذ يوم زواجهم أنه لن يمد يده عليها مرة آخرى فحاول أن يتحكم في غضبه لكنها لم تصمت حاولت استفزازه أكثر فقالت بلهجة أكثر حدة :

- لو راجل طلقني وإلا والله ل هنزل من هنا وهروح للمحامي وأرفع قضية خلع
- قال متصنعا البرود :والله وهتقولي عايزة تتخلعي ليه بقا؟
- هقولهم حارمني من حقوقي الزوجية هفضحك هعمل كل حاجة ممكن تتخيلها أو حتى متتخيلهاش طلقني حالا
هنا خرج أدهم من هدؤه ونظر لها في عصبية قائلا :أنتي طااالق روحي بقا اتجوزي اللي يديكي حقوقك الزوجية ما أنتو كلكم .....(قال لها لفظ بذيء )
نظرت له بغضب شديد وكانت ستمد يدها لتصفعه ردا على أهانته تلك لكنه أمسك معصمها بقوة وقال لها ب عنف :

- قسما بالله لو مكنتش ماسك نفسي عنك لكنت علمتك الأدب صح
أفلت يدها وتركها ودخل غرفته وقبل أن تدخل هي الغرفة لتأخذ ملابسها سمعت جرس الباب يدق لم تعيره انتباه وما هي إلا لحظات حتى أتاها الصوت الذي تعرفه جيدا الصوت الذي جعلها تتصنم في محلها لا تعلم ما يتوجب عليها فعله الآن ؟؟

ترى من جااء إليهما وهل سيغير من وضعهما شيء ؟؟ أم ان علاقتهما قد انتهت عند هذا الحد ؟؟
أفلت يدها وتركها ودخل غرفته وقبل أن تدخل هي الغرفة لتأخذ ملابسها سمعت جرس الباب يدق لم تعيره انتباه وما هي إلا لحظات حتى أتاها الصوت الذي تعرفه جيدا الصوت الذي جعلها تتصنم في محلها لا تعلم ما يتوجب عليها فعله الآن ؟؟ أنه صوت عمها وليس بمفرده بل ومعه زوجته أيضا ظلت مريم بغرفتها لترى ماذا سيقول أدهم ؟وكيف سيخبر عمها بخبر طلاقهم هذا وأسبابه وذلك بعد شهر واحد من زواجهم ..انتظرت في غرفتها حوالي ربع ساعة قبل أن يأتي أدهم إليها ..طرق على الباب طرقات خفيفة ثم دخل قال لها وهو متحاشيا النظر إلى وجهها :
-بابا وماما بره
-سمعت
-أنا مقولتش حاجة عن اللي حصل دلوقتي بابا تعبان وجه هنا عشان يكشف ويعمل أشعة وتحاليل وهيقعدوا معانا كام يوم ومكنش ينفع أقوله اللي حصل ممكن يتعب أكتر احنا منعرفش هو ماله أصلا وكمان خبر زي ده منعرفش وقعه أيه عليه وهنبقا ثبتنا الكلام اللي اتقال عنك في البلد وبدل ما كنت متجوزك عشان سمعة عمي هبقا نيلت الدنيا أكتر.

-مريم بلهجة ساخرة : سمعة عمك! ههههه حلوة ديه أنتا نيلتها من اللحظة اللي شكيت فيها في بنته وصدقت عنها الكلام اللي اتقال لأ مش بس كده ده أنتا قولت أكتر من اللي أي حد قاله
-مش وقته الكلام ده دلوقتي خلينا نخرجلهم ونبقا نتكلم بعدين أنا قولتلهم أنك مريحة جوه شوية وإني داخل أصحيكي هسيبك تغيري هدومك بسرعة وتطلعيلنا بره امسحي وشك ده عشان محدش ياخد باله أنك كنتي معيطة ومتتأخريش
-ماشي
في الريسبشن ..

-مريم بتغير هدومها وجاية حالا البيت نور بيكم يا بوي
-ابتسم والده قائلا : بوي أيه يا ولدي هو أنتا عمرك أتحددت صعيدي ما لغوة مصر وبلاد الخواجات نسيتك لغوتك ومبجيتش تتحدت بيها
-هههههه ماشي يا حج أنا قولت أفرحك شوية يعني ..بس قولي يا حجوج أنتا كبرت ولا أيه مش شايف أمي لسة شباب أزاي عجزتك أنتا وفضلت هي زي ما هي ولا كأنها داخلة عل الستين
-ردت والدته :ستين أيه يا واد أمك لساتها ف التلاتين
-طب يا ولية جولي في الاربعين..

-أدهم بمزاح :ههههههه أه كده بقا انتا هتعدي الخطوط الحمرا يا حج
وفي تلك الاثناء أتت مريم محاولة التظاهر بابتسامة ونظرت لهم مرحبة :
-أيه الزيارة الحلوة أوى ديه يا عمي نورتونا والله أنتا وطنط
-قالت لها زوجة عمها وهي تحتضنها : منور بيكي يا عروستنا
-اتجهت مريم نحو عمها وذهبت هي لاحتضانه : أيه يا عمي ألف سلامة عليك أدهم بيقولي أنك تعبان ما أنتا زي الفل أهوه..

-الحمد لله يا بتي شوية تعب بسيط وهيروح لحاله بس مرت عمك بتجلج عليا حبتين جالت لازمن ندلى على مصرجولتلها نكشف هناك هو يعني الصعيد مفيهوش حكما جالتلي لأ لازمن ولدي هو اللي يطمني وبالمرة نطمن عليكوا
-احنا بخير طول ما أنتو بخير يا عمي
-والد أدهم :اسكت يا أدهم يا ولدي من ساعت الكلام اللي دار بينك وبين أحمد خال مريم والكل اتخرس وحطوا لسانتهم جوه خشمهم وده خلاني أحمد ربنا أني جوزتك ل بت عمك عشان أنتا أكتر واحد هيحافظ عليها وتحميها بعدي ربنا يخليكوا لبعض يا ولاد..

-تسلم يا حج وربنا يخليك لينا أنتا والحجة
-والد أدهم وقد وجه بصره تلقاء مريم الجالسة بجواره :ألا صحيح يا بتي أدهم عامل معاكي أيه
-قالت زوجته مقاطعة : أدهم ولدي هو في زييه ده سيد الرجالة ولد أصول ولد الحاج محمود
-رد عليها زوجها قائلا : طبعا مين يشهد للعريس يا ولية سيبي العروسة هي اللي تجول..

-نظرت مريم ل أدهم نظرة بها كل الحزن والوجع لكن سرعان ما اتجهت بنظرها لعمها وقالت بابتسامه مصطنعه : فعلا يا عمي مفيش زي أدهم بيدافع عني ويجبلي حقي سند حقيقي وضهر خلاني أعرف قد أيه ربنا بيحبني عشان رزقني بيه كفاية إني مبقتش خايفة من حاجة ولا من حد وأنا معاه وكفاية أنه دايما واثق فيا وعمره ما بيفكر يجرحني أو يوجهلي أي أهانة هو ده الراجل الصح يا عمي
تعجب أدهم من حديثها الغير متوقع عنه..

شعركأنها قد صفعته على وجهه وندم على حديثه معها ف استرق نظرة سريعه لها ثم وجه بصره لوالده قائلا :
-مريم مش بنت عمي وبس ديه حتة مني يا حج متخافش عليها ف عنيا
-نظرت له والدته بحب قائلة : الله اكبر عليكوا يا ولاد ماشاء الله عليكوا أجده نحسدكوا يا ولدي
-لأ يا حاجة عين الحبايب مبتحسدش ثم أردف قائلا :طيب هطلب غدا بقا لأن مريم جت مرهقة ومعملتش غدا لسة وأكيد أنتو جوعتوا ف نجيب أي حاجة دليفري..

-لأ يا ولدي هي ديه حاجة تفوتني أني جايبة معايا وكل من اللي جلبك يحبه بط ورز معمر بالسمن البلدي وحمام
-أيه كل ده يا أمي بس ليه تعبتي نفسك وكمان شايلين كل ده
-ووه أمال العروسة توجف في المطبخ وتتعب نفسيها يلا يا مريم يا بتي ندخل المطبخ نحضرلهم الوكل
-قالت مريم : متتعبيش نفسك يا طنط أنا هحضر كل حاجة أنتي ادخلي غيري هدومك وأنا هجهز الغدا
-لا يا بتي والله ما يحصل لازمن أكون معاكي هو الأكل بس ناجص يتسخن تعالى يا ولدي وريني هننعس فين..

هنا انتبه أدهم أن غرفة مريم بها ملابسها ماذا عليه أن يقول لوالدته وهي أيضا وجدته قد أيقظها من تلك الغرفة وغرفته بها كل ملابسه ماذا عليه أن يفعل وهنا قاطعته والدته وهي تهتف باسمه
-أدهم أدهم يا ولدي
-نعم يا أمي
-أيه يا ولدي أنتا مخبرش وين طريج الأوضة
-لا تعالي يا أمي اتفضلي من هنا
-وه يا ولدي هي ديه أوضتكم
-لا أوضتنا هناك مش ديه
-أمال ليه مرتك كانت نعسانه فيها وخلجاتها كمان اهنه طمني عليكوا يا ولدي أوعاك تكون لسه مجربتلهاش ؟

-لأ أزاي بس يا أمي كل الحكاية إني زي ما أنتي عارفة أنا نومي وحش وبتقلب كتيير ف بخاف مريم متعرفش تنام جنبي براحتها ف كل واحد فينا بينام في أوضة وعلى فكرة بره كمان بيعملوا كده
-ووه كل واحد ينام ف أوضه وديه تاجي أزاي؟! هية ناجصة كمان تجاليع بره وجوه اللي خبراه أن الراجل ومرته بيناموا ف فرشة واحدة أمال يبجوا متجوزين أزاي ؟

-أدينا هنام ف أوضة واحدة أهوه يا ست الكل يلا بقا حطي هدومك وهدوم الحج ولو في أي حاجة ناقصاكي أندهي عليا
-تسلم يا ولدي
خرج أدهم من الغرفة وأشار ل مريم بيده قائلا بصوت خافت :
- مريم بعد أذنك تعالى ثواني
-في أيه ؟

-أمي سألتني ليه هدوم مراتك هنا قولتلها أن كل واحد فينا بينام ف أوضة لوحده عشان أنا بتقلب كتير وبخاف متخديش راحتك وكده ودلوقتي بقا خدي هدومك حطيها في الضرفة اللي على الشمال أنا فضيتهالك عشان تحطي حاجتك فيها
-يا سلام وأنتا هتنام فين
-هنا طبعا ف أوضتي
-وأنا ؟
-بردو هنا في أوضتي
-نعم أزاي بقا مينفعش طبعا أنا لا يمكن أنام معاك في اوضة واحدة أنتا راجل غريب
-غريب! أنا جوزك يا مريم ,إن كان قصدك عشان الطلاق وكده ف أصلا شرعا الست بتفضل قاعدة ف بيت جوزها لحد فترة العدة وتفضل بلبس البيت عادي وكل حاجة عادي إلا أنه يقرب منها ك زوجة او يحصل معاشرة  وان حصل يبقا معناها انه ردها لعصمته حتي من غير ما يقولها باللفظ..

-أنا عارفة الكلام ده كويس بس ده أصلا للمتجوزين أحنا مش متجوزين أحنا عاملين متجوزين بنمثل مش أكتر
-ماشي كملي تمثيل بقا
-أنا مقدرش أنام في سرير واحد مع راجل غريب
-ليها حل متقلقيش مفيش حاجة هتحصل غصب عنك أهم حاجة بابا وماما ميحسوش بأي حاجة غريبة وخلي بالك أمي بتاخد بالها جدا ف خلي بالك من كل تفصيلة بتقوليها أو بتعمليها قدامها
-حاضر هخلي بالي
وفي تلك اللحظة هتفت والدة أدهم على مريم قائلة :
- مريم يا بتي هو المطبخ منين أصلي مجيتش الشوجة ديه جبل أجده
-تعالي يا مرات عمي اتفضلي
وفي المطبخ ...

-أيه يا بتي أدهم عامل معاكي أيه أنا خابرة ولدي طبعه صعب وخصوصا من بعد سفرية أمريكا ديه اتغير جوي مخبراش ليه بس أنتي غيرتيه أنا جولت أنه عمره ما هيتجوز أبدا لانه من ساعت ما رجع وهو كاره الحريم كلاتهم مخبراش أيه السبب بس والله يا بتي أدهم ولدي مافي أطيب منه في الدنيا كلاتها وحنين حنية مش موجودة ف الزمن ده وجدع مش بجول أجده عشان هو ولدي يعلم ربنا المهم انك تشدي حيلك بجا وتجيبلنا ولي العهد
-لسه بدري ياطنط أحنا متفقين نأجل شوية أنتي عارفة أنا مريت بتجربة صعبة ومحتاجة اتحسن واتهيأ نفسيا الأول قبل ما افكر ف موضوع الحمل والخلفة ده..

-بشوجك يا حبيبتي أنا مش بجول أجده عشان اتدخل بيناتكم لاوالله يا بتي بس نفسي أفرح بيكوا مش أدهم بس اللي ولدي أنتي كمان بتي يا مريم بت الغالية والغالي ربنا يعلم معزتهم في جلبي الله يرحمهم
-الله يرحمهم أنا عارفة والله يا طنط ربنا يخليكي لينا
-بصي يا بتي أنا هجولك شوية نصايح لو عملتيهم أدهم هيبجى عجينه ف يدك ..كل الرجالة يا بتي بيحبوا الجلع جلعيه البسي اللي يجسم وميكشفش الرجالة يحبوا أجده أكتر من العريان مش كل يوم تتمكيجيله له مرة أه ومرة له عشان ميتعودش على شكلك أجده مرة تلاجيه تعبان تدلكيله ضهره علطول تبتسمي ف وشه وتكوني هادية أجده ...

إذا بأدهم يأتي من خلفهم قائلا :
-أيه كل ده مش بتقولوا الأكل جاهز أمال لو مكنش جاهز ده أحنا جوعنا أوي بقا
-وووه يا ولدي رجفتني روح أنتا عند بوك واحنا هنجيب الوكل وناجي طوالي
ثم وجهت بصرها تلقاء مريم قائلة: يلا يا بتي لأحسن ياكلنا
تناول الجميع الغداء الشهي التي أعدته والده أدهم وفي تلك الاثناء.

-ما توكلي جوزك يا مريم "قالتها والدته بابتسامة وغمزة لها"
-قال والده : مش تبجى تخلي بالك يا ولدي ولا العروسة طيرت عجلك وصابت يدك ورجلك
-طبعا يا حج مش بنت عمي والحب ولع ف الدرة بقا "قالها ضاحكا وهو ينظر داخل عينيها وهي تطعمه بالمعلقة في فمه "
فاهتزت المعلقة من يدها واحمرت وجنتاها كان يتعمد أن ينظر داخل عيناها وهو يتحدث حتى يرى ردة فعلها تلك وهو لا يعلم لماذا لكن فإنها تصبح جميلة لا بل فاتنة حينما تستحي وتحمر وجنتيها ف نظر لها ثم وجه بصره تلقاء والديه قائلا لهما بمرح :

-أهو كل أما أكلمها أو أقولها كلمتين حلوين وشها يحمر كده
-ضحكت والدته : بتستحي يا واد هي البنتة المتربية أجده مش زي الخواجات
-أردف والده بابتسامة : الحياء شعبة من شعب الايمان يا ولدي
-قال أدهم بمزاح : وهو أنا بكره الحياء يا حج ده أنا بمووت فيه وف الخدود اللي بتحمر ديه
حاولت مريم تغيير مسار الحديث بعدما شعرت بوجنتيها كادت تحترق من شدة خجلها على أثر كلماته الناعمة التي لم تعتاد عليها إليها ف تسائلت وهي تنظر بإتجاه عمها بصوت مبحوح :

-صحيح يا عمي هو أيه الأعراض اللي عندك بس الأعراض المستمرة اللي بتحس بيها معظم الوقت ومن أمتا ؟
-بصي يا بتي من أسبوع أجده بحس بوجع ف بطني من فوج هنيه وساعات بتقيا الوكل وملياش نفس لحاجة واصل وكمان بحس بوجع ف كتفي اليمين وعندي لامؤاخذه يعني امساك
-طيب بص ياعمي بعد الأكل أنا هكشف عليك أنا عندي شك ف حاجتين وإن شاء الله بسيطة يعني
-خير يا بتي
-خير يا عمي لما أكشف عليك وبردو نروح المستشفى ونعمل تحاليل واشاعة وبإذن الله نطمن
-نظر لها أدهم قائلا :أيه شاكة في ايه ؟
-Appendix or gallbladder
-اشمعنا يعني ؟

-يعني الأعراض مش هتخرج بره كده وبعدين أنتا ناسي إني دكتورة جراحة والأعراض ديه بتمر عليا كتير
-قالت عفاف :أيه يا ولدي أنتو هتجلجونا ليه وعمالين ترطنوا بالخواجاتي واحنا مفهمينش حاجة واصل
-متقلقيش يا أمي الحج بخير وزي مقالتلك مريم بسيطة بإذن الله
- ردالحاج محمود :تجلجي من أيه يا ولية وبتي وولدي دكاترة كد الدنيا
-عارف يا حج مش تعبك غير أكل أمي ده "قالها أدهم مازحا "
-ليه يا ولدي مش عاجبكوا الوكل؟
-لأ طبعا يا أمي جمييل بس دسم جدا والحج يبقا تقيل عليه وعليكي كمان
-له يا واد أنا لسه صغار بوك اللي عجز وكبر خلاص
-أدهم :هههههههه شوفت يا حج أهي طلعتك أنتا اللي كبرت وهي لأ
-الحمدلله "قالتها مريم بعدما أنهت طعامها ".

-قالت عفاف:أيه يا بتي لحجتي شبعتي هو ده وكل لازمن تتغذي وتبجي بطة زيي أجده
-أدهم :يا أمي سيبي مريم هي حلوة كده
-مريم :طب أنا هستناك جوه يا عمي بعد ما تخلص الأكل عشان نتطمن عليك وأنتي يا مرات عمي اغسلي أيدك ومتعمليش أي حاجة هطمن على عمي وهلم كل حاجة ومتقلقيش في غسالة أطباق هنا هنحط فيها الأطباق يعني مش هتعب ف حاجة
-رد أدهم قائلا : متشغليش بالك أنتي يا مريم أنا هلم كل حاجة واشغل عليهم الغسالة.

- بأيدك ورجلك دول تقعد ومتتحركش كتير عشان الغرز متفتحش متهيألي قولتلك كده ريح اليومين دول وهتبقى زي الفل متنساس جرح رجلك عميق ثم التفتت ل عمها قائلة بمزاح :أتفضل يا عمي أحنا هناخد بعضنا ونسيب طنط وأدهم هنا مع بعض لوحدهم
-عفاف بمزاح :بجا أجده يا مريم ماشي يا بتي مرات عمك دلوجت بجت عفشة طب مش هكملك الحديت اللي كنا بنجوله في المطبخ
-صحيح يا أمي هو أنتو كنتو بتقولوا أيه ؟"قالها أدهم متسائلا بفضول
-مريم :لأ أوعي يا ماما تقوليله حاجة.

-أدهم: بقت ماما كمان لأ أنا لازم أعرف كنتوا بتقولوا أيه جوه ها يا أمي قوليلي
-مريم برجاء:بالله عليكي يا ماما متقوليش حاجه
-خلاص يا ولدي حلفتني بالله طيب روحي يا بتي طمنينا على عمك وأنا مش هجوله حاجة واصل
دخلت مريم مع عمها في غرفتها وظلت عفاف مع ولدها يتحدثان
-مريم ديه بت حلال يا ولدي حافظ عليها وخلي بالك منيها وأجدعن رايدين نفرح بعوضكوا وأشيل ولدك وأوعى تجولي زييها أنكوا مبتفكروش في موضوع الحبل دلجيت.
-انسي يا أمي الموضوع ده خالص دلوقتي يمكن بعدين الله أعلم
-بس يا ولدي مرتك فيها حاجة عينيها حزينة حاول يا ولدي تنسيها اللي فات وتكون ليها ضهر وسند الست منينا محتاجة الطبطبة وبت عمك ملهاش غيرنا يا ولدي أنتا دلجيت بجيت جوزها وولدها وبوها وخيها وكل ناسها خليها دايما تحت جناحك وضلل عليها اعتبرها زرعتك وأرضك اللي كل ما ترويها بحبك وحنانك هتطرح كل حاجة حلوة
-أدهم بدعابة :أيه يا أمي أنتي بقيتي أسامة منير ولا أيه؟

-بتتمسخر عليا يا واد أيه أسامة منير ده أااه مش ده اللي بياجي ف الأذاعة وبيجعد يجول حديت عن الحب والكلام ده
-الله ده أنتي متابعة بقا أيه بتسمعيه عشان الحج ولا أيه ؟
-بابتسامه "أتحشم يا واد "
وفي تلك اللحظه خرجت مريم من الغرفة فسألها أدهم :
- ها طلع أيه؟
-غالبا زي ما قولتلك بس الأكثر احتمالية بالنسبالي gallbladder
-اشمعنا ؟

وفي تلك الاثناء خرج عمها من الغرفة هو الاخر ف نظر لهما قائلا :
-ها يا مريم يا بتي عرفتي اللي عندي ده من أيه ؟
-أه يا عمي غالبا التهاب في المرارة وهو ده اللي عاملك الوجع ده أنا كنت شاكة فالتهاب في الزايدة او المرارة بس غالبا هي المرارة على العموم بكرة هتيجي معايا المستشفى نعمل آشعة ونطمن ونتأكد ونشوف سببها أيه وإن شاء الله خير
-الحاج محمود :أنا مش خايف من حاجة واصل يا بتي طول ما أنتي معايا
-أدهم بمرح :أيه يا حج وأنا مليش نصيب من الدلع ده.

-الحاج محمود :له أنتا رجال والرجال ميتجلعوش الجلع ده للحريمات وبس
-المهم يا عمي لازم تاخد بالك من الأكل مينفعش تاكل غير مسلوق ومشوي أو سوتيه
-مالت والدة أدهم على أذنه متسائلة :أيه السوتيه ده يا ولدي ؟
-أدهم :هههههه يعني خضار متشوح ني ف ني بنقطة زيت أو مكعب زبدة واحد مش مسبك وزبدة وسمنة والدسم بتاعك ده
-عفاف :وه وهو ده يبجى وكل يا ولدي
-أدهم :لازم يا أمي عشان صحة الحج
وفي السهرة بينما كان الجميع يشاهد التلفاز قالت مريم :

-صحيح يا ماما لو عايزين تاخدوا دش عشان تراب السفر وتهدوا جسمكم كده أقوم أجهزلكم الحمام
-ردت عفاف قائلة :أه والله يا بتي خدتيها من على لساني لسه كنت هجولك إني عاوزة أتحمم ..تدخل أنتا الأول يا محمود ولا أدخل أنا
-أنا هدخل الأول يا عفاف وأنتي حضريلي خلجاتي
-قال أدهم مازحا : طب إيه مش عايز عفاف معاك يا حج جوه واحنا مش هنفهم غلط ولا حاجة
-اتلم يا واد هو احنا لسة صغار عل الحديت ده "قالتها عفاف"
دخل الحاج محمود وأخذ حمامه وتلته زوجته عفاف وبينما كان الجميع قد عادوا إلى جلستهم قالت مريم :

-طيب بعد أذنكم أنا كمان هدخل آخد شاور لأني لما جيت كنت مجهدة وملحقتش أخد الحمام بتاعي
-الله هو كلكم هتاخدوا شاور وأنا اللي هفضل معفن كده أنا نفسي فيه من بدري
-قالت مريم بخبث وبابتسامة حاولت قدر الامكان أن تخفيها : أيه مكفكش الدش بتاع امبارح
-هو ده كان دش يا شيخة ده كان تعذيب.

شعر أدهم ومريم أن والده وأمه ينظران إليهما ولا يفهمان عما يتحدثا فردت مريم ل توضح الأمر لهما :
-أصل امبارح يا ماما أدهم كان سخن بسبب الجرح ف كان لازم دش بارد عشان السخونية تنزل ف شديته وسندته لحد البانيو وحطته ف مية فاترة بهدومه عشان الحرارة تنزل
-قالت عفاف بحنان :يا ضنايا ياولدي أنتا كنت تعبان أجده
-الحمد لله بقيت أحسن يا أمي.

-عفاف :طب يا ولدي طالما مريم هتدخل تتحمم أدخل معاها وأهي بالمرة تساعدك
شعرت مريم بالحرج الشديد وأدهم لم يعلم بماذا يجيب والدته التي شعرت بدورها بحرج الاثنين فقالت :
- عادي ياولاد والله متتحرجوش أنا والحج هندخل ننعس وأنتي تدخلي تساعدي جوزك
-لا يا امي مش لازم أخد الدش النهارده عادي بكرة بقا
-لا والله يا ولدي لازم تتدخلوا مع بعض أنا حلفت وخلاص
-ردت مريم بخجل :لا يا ماما أنا مش بعرف أخد شاور مع حد مش هينفع.

-خلاص أدخلي مع جوزك ساعديه وبعدين أبجي خدي الدش بتاعك ومالت على أذن مريم هامسة "احنا جولنا إيه يا بتي الرجال يحب مرته تجلعه "
شعرت مريم أنه لا مفر من اقتراح والدة أدهم الذي لن تتنازل عن تنفيذه فقررت أن تنهي الجدال في هذا الموضوع
-نظرت له بغيظ وبأبتسامة مصطنعة قالت :اتفضل يا حبيبي أدخل اسبقني على الحمام وأنا هجيبلك الهدوم وأحصلك
-عفاف بود : طيب أنا وعمك بجا هنجوم ننام تتمسوا بالخير
-وحضرتك من أهل الخير.

قام أدهم ودخل الحمام وذهبت مريم وأحضرت ملابسه ثم طرقت باب الحمام ودخلت بعد أن أذن لها وكان مازال بكامل ملابسه نظر لها بحرج قائلا :
-أنا أسف مكنتش أعرف أن أمي هتفكر ف كده وتقترح الاقتراح ده على العموم متخافيش أنا مش هضايقك أنا هدخل أخد دش وهشد الستارة بتاعت البانيو وأنتي خليكي قاعدة هنا بس لحد ما أخلص عشان تساعديني ألبس هدومي.

-ماشي
-طيب ممكن تساعديني بقا عشان أقلع هدومي
ساعدته مريم في خلع ثيابه وتركته يكمل خلع بقية ملابسه الداخليه وانتظرت حتى انهى استحمامه وارتدى بعض من ملابسه حتى يستر جسده وناداها لتساعده في ارتداء الباقي وبالفعل ساعدته في ارتداءها ثم أسندته للوصول إلى غرفته ودخلت لتأخذ حمامها هي الآخرى ولم تتأخر كثيرا وخرجت ودخلت غرفته التي ستنام معه فيها حتى يعود والداه للصعيد مرة آخرى وقبل أن تدخل طرقت الباب عدة طرقات خفيفة ثم أذن لها أدهم بالدخول ف نظرت له قائلة:

-أنتا كنت نمت ؟ أسفة لو كنت صحيتك
-لأ مكنتش نمت ولا حاجة أنا صاحي ومستنيكي
-طيب هنعمل إيه هنام أزاي ؟
-عادي هتنامي على السرير وأنا هنام على الفوتيه ده
-لا طبعا أنتا هتنام على سريرك عادي وأنا اللي هنام على الفوتيه
-لا مش هينفع بصي كده الفوتيه ده بيتفتح وبيبقا سرير ومحدش هينام عليه غيري
-لأ مش ...

-قاطعها قائلا : مفيش لأ أنا قولت وخلاص بس قبل ما تنامي أنا عايز أتكلم معاكي كلمتين أنا أسف جدا على الكلام اللي قولتهولك وأسف على كل حاجة متزعليش مني مكنش قصدي
-مفيش حاجة حصل خير أنا كمان مسكتش ورديت بكلام سخيف وغلطت معاك وده مكنش ينفع لأنك مهما كان جوزي بردو واحترامك واجب عليا
-لأ انتي استحملتيني كتيير وأنا زودتها معاكي أوي النهاردة ف كان لازم تعملي كده على العموم أنا آسف وأوعدك هحاول مكنش سخيف معاكي تاني كده
-ماشي شكرا على العموم أنا كمان آسفة وبعدين أنتا مش هتضطر تستحملني تاني أنا خلاص هرجع شقتي.
-لا طبعا أنتي هتفضلي معايا هنا وهنفذ اللي اتفقنا عليه بس اسمحيلي أرجعك على ذمتي تاني
-ملهوش لازمة
-لأ طبعا ليه لازمة أحنا هنقعد مع بعض فترة مش قليلة ف لازم تبقي مراتي عشان لو العدة عدت يبقى مفيش حرمانية من وجودك معايا
-وأيه لازمته أني ابقى معاك
-معلش عشان محدش يفكر يتكلم عليكي تاني سيبيني أنا اللي أحدد أمتا الوقت المناسب اللي نطلق فيه موافقة
-أماءت رأسها بالموافقة : موافقة
-نظر ل عينيها مباشرة لأول مرة بقصد وقال :مريم أنا رديتك لعصمتي.

شعر من أثر تلك النظرة بوخزة في قلبه لم يعلم سببها هي نفسها ارتبكت من تلك النظرة وكأنها هي الأخرى قد أصابتها تلك الوخزة وحتى تخرج من ذلك التوتر والارتبارك قالت وهي تبتعد بعيناها عنه :
-طب يلا بقا عشان تنام ..صحيح أخدت الدوا بتاعك؟
-تصدقي نسيته
-معقولة كده
-أنا جبته هنا على التسريحة ونسيت أخده
-طيب أنا هقوم أجبهولك ..أتفضل بالشفا إن شاء الله
-شكرا على تعبك
-العفو مفيش تعب ولا حاجة تصبح على خير
-وأنتي من أهله
-طب تعالى أما أفردلك الفوتيه وأغطيك
-كمان بس كده كتير
-عادي مش هعمل حاجة صعبة يعني.

نام كلا منهما ب مكانه وبعد وقت ليس بالكثير استيقظا على صوت والدته التي طرقت على الباب عدة طرقات ولم تنتظر أن يجيبها أحدهم فما لبث أن فتحت باب غرفتهما وهي تستنجد ب أدهم
لكنها وقفت لحظات تستوعب فيها ما رأته لما كلا منهما ينام ف مكان منفصل عن الآخر.

ترى كيف سيفسر أدهم لوالدته ما رأته للتو ؟؟هل سيضطر للإفصاح عن حقيقة علاقته ب زوجته أم أنه سيستطيع أن يخرج من ذاك المأزق بطريقة آخرى ؟؟
استيقظ أدهم أولا ثم مريم الفزعة كعادتها التي طمأنها زوجها بنظراته وتوجه نحو والدته متسائلا بقلق :
- في أيه يا أمي أيه اللي حصل ؟؟
-الحجني يا ولدي بوك جتته جايدة ناركنت نعسانة وجلجت وجومت اشرب وبطمن عليه لجيته أجده..

اندفع الجميع نحو الغرفة التي بها والده وضعت مريم يدها على جبهة عمها فوجدته حرارته مرتفعة للغاية ذهبت واحضرت الترموتر لتقيس حرارته فوجدتها 41 اتصل أدهم بالصيدلية الوحيدة الموجودة بالقرب منهم وطلب احضار حقنه خافضة للحرارة أعطى والده الحقنة وأخذه بمساعدة مريم للحمام لأخذ حمام بارد ليقلل من حرارته تلك تماما كما فعلت معه هي بالأمس وبعد حوالي ساعة بدأت الحرارة تنخفض بشكل تدريجي وهنا تسائل أدهم
- تفتكري أيه سبب الحرارة المفاجأة ديه ؟؟

- ما أنتا عارف يا دكتور أن من اعراض ال appendix أو ال gallbladder الاتنين هي الحرارة وأكيد ال inflammation شديد
- والدة أدهم بقلق :يا ولدي ما بلاش الكلام اللي مهنفهمهوش واصل ده اتحددتوا عربي عشان متجلجوناش
- اطمني يا أمي مريم بتقول أن الحرارة اكيد بسبب التهاب المرارة أو الزايدة لأن كل لما بيزيد الالتهاب بتخلي الحرارة ترتفع على العموم بكرة نتطمن بإذن الله ..ثم نظر لوالده قائلا :أيه يا حج مكتوبالك تاخد أتنين دش ورا بعض..

- والده :بتتمسخر على ابوك يا واد وبعدين ما أنتا لسه واخده عشية
- أه والله يا حج لسة واخده بس كان مبهدل عن كده اتبهدلت أوي من الأخت مريم
- مريم بابتسامة :الله انتا تقيل هو أنا كنت هشيلك يعني
- متصلي على النبي يا بتي "قالتها عفاف "
- عليه أفضل الصلاة والسلام
- قال أدهم :طيب نسيبكم بقا تكملوا نومكم ونكمل احنا كمان نومنا يلا تصبحوا على خير
- عايزاك هبابة يا ولدي مش هنتأخر عليكوا أوعي لعمك الحج يا مريم
- ف عنيا
- تسلم عينك وجلبك يا بتي..

وفي" الريسيبشن" دار بين أدهم ووالدته الحديث التالي
- أيه اللي شوفته ده يا ولدي؟
- شوفتي أيه يا حجة
- أنتا مش بتنعس ف فرشتك جار مرتك ليه؟
- ما أنا قولتلك يا أمي إني نومي وحش وبخاف ارفس واخبط مريم وبعدين كمان عشان الجرح اللي ف رجلي
- له يا ولدي أنتا عتخبي عليا حاجة عل راحتك يا ولدي بس وجت متحب تتحددت جلبي مفتوحلك تتمسى بالخير يا حبيبي
وذهبت للغرفة التي ستنام بها دون أن تنتظر منه رد ...

- عفاف :يلا يا بتي جومي روحي ل جوزك معلش جلجناكوا وطيرنا النوم من عينكوا
- مريم:أزاي بس تقولي كده يا ماما ده عمي ده عوض بابا في الدنيا ربنا يخليه لينا هو وأنتي يارب
- الحاج محمود :تسلمي يا بتي يلا عشان تلحجي تنعسيلك هبابة جبل لاتروحي المستشفى
- حاضر يا عمي تصبحوا على خير
- وأنتي من أهل الخير يا بتي.

كان أدهم بإنتظارها في الصالة وما إن خرجت حتى تبعها لغرفته
- مالك يا ادهم بتفكر في أيه ؟
- أمي لما فتحت الباب شافتنا نايمين أزاي وسألتني طبعا ليه كل واحد فيكوا نايم لوحده وقولتلها نفس الكلام بتاع أني برفس وبتقلب وخايف أخبطك وعشان تنامي براحتك والكلام ده بس هي مش مقتنعة هي حاسة وتقريبا متأكدة أن في حاجة مش مظبوطة
- على فكرة هي بردو اتكلمت معايا
- ف نفس الموضوع ؟
- مش بالظبط شوية نصايح وحاجات عشان تقربني منك أكتر
- نصايح أيه ؟
- قالت بابتسامة خجلة :نصايح ستات يلا بقا نام وبعدين نبقا نشوف حل للموضوع ده تصبح على خير
- وأنتي من أهله.

وفي الصباح استيقظ الجميع وتناولوا فطار سريع إلا عم مريم ف لم يفطر وذهب الجميع إلى المستشفى حتى أدهم التي حاولت مريم اقناعه بألا يأتي حتى يلتأم جرحه رفض وذهب معهم ووالدته هي الآخرى رفضت أن تجلس دون أن تأتي معهم حتى تطمئن على زوجها وبالفعل ذهب الجمع بأكمله إلى المستشفى التي يعمل بها أدهم ومريم وهناك قامت بعمل آشعة وبعض التحاليل للتأكد من نتيجة الفحص السريري التي قامت به وبالفعل تأكدوا من أن تلك الأعراض نتيجة التهاب شديد في المرارة والتي سببها وجود حصوات كبيرة الحجم وقرروا أن يتم تفتيت الحصوات بالمنظار وإجراء عملية جراحية لاستئصال المرارة لأنه لا جدوى من استخدام الأدوية لأن الالتهاب شديد للغاية ..

مرت الأيام وقد شفي جرح أدهم وعاد لعمله وأيضا مريم عاودت العمل بشكل منتظم في المستشفى التي بدأت تألفها وتألف طبيعة العمل بها يوم بعد يوم ..ومازلت والدته تتسائل عن علاقته ب مريم والتي مهما حاولا اقناعها إنها على ما يرام ف هي لم ولن تكذب احساسها على حد قولها.. وفي خلال تلك الأيام أيضا قام والد أدهم بعمل منظار لتفتيت الحصوات الموجودة وتم تحديد موعد العملية التي أصر عم محمود على أن تقوم بها مريم التي حاولت اقناع عمها بأنها ستأتي له بأفضل طبيب يجرى له العملية لكنه لم يقتنع ولم يوافق على أي شخص سواها وبالفعل أجرت له العملية وخرج من المستشفى بعد ثلاثة أيام وعاد إلى بيت أدهم وجلس معهما حوالي أسبوع آخر حتى شفي تماما وجاء اليوم الذي من المفترض أن يعودا فيه للصعيد مرة آخرى وذهبا أدهم ومريم لتوصيلهما للمطار وهناك نظر والده إليه قائلا :

- يعني ما كنا سافرنا بالجطر يا ولدي لازمن الطيارة ما أحنا متعودين عليه
- لا يا حج الطيارة أسرع وأحسن المهم لما توصلوا طمنونا عليكم
- حاضر يا ولدي أوعى ل بت عمك زين ربنا يحفظهالك "ونظر لها موجها حديثه إليها :تسلميلي يا بتي عل اللي عملتيه معايا
- أزاي تقول كده يا عمي ما أنتا قولت بتي في حد بيشكر بنته بردو..

- ردت زوجته عفاف : جميلك ده فوج راسنا يا بتي وطبعا بتنا وجوه جلبنا ربنا يعلم معزتك ف جلوبنا ومالت على أذن مريم قائلة :متنسيش يا بتي الكلام اللي جولتهولك والنوبه الجايه نجيلك وأنتي شايله وسيبك بجا من التأجيل ده عايزين نفرح بحفيدنا جبل لنموت
- بعد الشر عليكي يا مرات عمي وبعدين ربنا يخليلك باقي الأحفاد وأدهم بقا ربنا يسهل
نظر أدهم إلى والدته التي مازلت تلقن مريم النصائح الزوجيه حاول أن يخلص مريم من براثن والدته التي لن تنتهي من تقديم نصائحها حتى يحين موعد الطائرة فقال لوالدته :

- أيه يا عفاف ارحمي البت ربنا يستر من نصايحك ديه
- بجا اجده يا واد يا دكتور أنتا ماشي
- طب يلا بقا عشان تلحقوا الطياره متنسوش تطمنونا عليكوا لما توصلوا بالسلامه
- ردت عفاف ضاحكه :أيه مش جادر تصبر ياواد عايز تلحج توصلنا بسرعة عشان تستفرد بالبنيه
- انا استفرد بيها ده هي اللي تستفرد بيا..

ابتسمت مريم ابتسامه خجلة وصمتت .. ودعا والديه وعادا سويا ل بيته الذي بدأ الاعتياد على مريم فيه والتي باتت جزء منه تناولا طعام الغداء سويا وفي تلك الأثناء نظر إليها قائلا :
- تحبي ننقل حاجتك الأوضة بتاعتك أمتا؟
- أي وقت ممكن بعد الغدا بإذن الله
- بإذن الله..أنا كنت عايز أشكرك على اللي عملتيه مع بابا
- تشكرني على أيه ده عمي وف معزة بابا الله يرحمه ..عمي وماما عفاف ف مكانه بابا وماما الله يرحمهم..

- الله يرحمهم ..بمناسبة ماما عفاف بقا هي كانت بتقولك أيه واحنا في المطار
- قالت محاولة أن تخفي عينيها عن أدهم :ولا حاجة
- يا سلام كانت بتقولك ولا حاجه كانت بتديكي الوصايا العشر في الجواز صح
- ابتسمت ابتسامه خجلة وأومأت رأسها بالايجاب وأردفت قائلة :بقولك أيه خلص أكلك يلا عشان ننقل حاجتي..

فهم خجلها واستسلم له هو من الأساس لا يعلم لما يحاول أن يستثير حياؤها لكنه يحب أن يراها كذلك ف حينما تستحي برائتها تزيدها جمال ورقة..
فرغا من تناول غدائهما وبدءا في نقل اشياءها من غرفته للغرفة الآخرى وفي تلك الأثناء قالت مريم :

- الحاجة الوحيده اللي هفتقدها في أوضتك الفوتيه ده
- اشمعنا يعني ؟
- كان مريح جدا في القرايه كنت بحس إني غطسانه فيه كده
- خلاص خديه
- لا شكرا أنا بهزر
- براحتك عل العموم أنا كمان بحبه جدا وفعلا بحب أقرا وأنا قاعد عليه
- ماشي يا سيدي ربنا يخليهولك
- هو ابني
- طب خلص خلص خلينا نلحق نروح الشغل أنتا ناسي احنا عندنا سهر النهارده..

- صحيح متروحيش لوحدك استني أنا هروحك وعلى فكرة من بكره هيبقى معاكي عربيتك أنا كنت موصيلك على حاجه كويسة بإذن الله تعجبك
- وليه بس التكاليف مقولتلك أنا مش محتاجة عربيه ما كنت بطلب أوبر أو كريم وساعات أنتا كنت بتروحني ولا عشان تخلص مني يعني
- لا والله بس كده هبقا مطمن أكتر
- ماشي
وبعد الانتهاء من نقل أشياءها للغرفة الأخرى..قال أدهم:
- يلا بقا نصلي العشاء وننزل عشان الوقت
- طيب هنصلي جماعه ولا نرجع تاني كل واحد يصلي لوحده
- لأ عادي نصلي جماعة يلا
وبعد الانتهاء من صلاه العشاء التي اعتادا منذ كان والديه معهما أن يصلوها معا ذهبا لعملهما ..

مر يومهما دون جهد كثير ف غالبا ما تكون المستشفى هادئه في الليل ولا تأتي حالات كثيرة وبعد انتهاء اليوم ذهب ليأخذ مريم ويعودا معا ل بيته لكنه لم يجدها بمفردها كانت مع زميلها خالد ..خالد الذي يمقته أدهم كثيرا لأنه طالما يحاول جذب مريم وإلقاء النكات "البايخه" عل حد تعبير أدهم للفت نظرها وايقاعها في حبه أنه يثير غيرته كثيرا لا غيرته بدافع الحب لكن غيرته ك رجل وهذه زوجته حتى لو على الورق ف هي زوجته هذا ما كان يقوله بينه وبين نفسه حينما يتسائل لما يتضايق من خالد هكذا حتى لو كانت مريم ليست زوجته وابنه عمه فقط ف هو صعيدي ولا يقبل بتصرفات خالد وفي تلك الليله كانت مريم قد أخبرته أن نور هي من معها في السهر اليوم لأنه كان قد اتفق معها ألا تسهر مع خالد ف هو لا يأمنه وكانا يستطيعان تبديل اليوم مع أي من الزملاء لكن الآن هي معه بل وصوت ضحكته عال وهي صرخت ثم ضحكت ما هذا وبما يفسره ولما كذبت عليه من الأساس حتما ف هي خائنه ككل النساء حتى وإن لم تخنه ب علاقه كاملة فقد خانته بمشاعرها فقد أحبت رجل آخر وهي متزوجة منه وربما فعلت هذا مع طليقها وهو الذي صدق أنها بريئة وأنه هو الكاذب هذا هو كل ما جال بخاطره وصوره له شيطانه في تلك اللحظه ..تقدم نحوها بخطوات سريعة ثم هتف باسمها بغضب :

- مريم
- أدهم ..ايه خلصت شغلك ؟
- أه خلصت وانتو خلصتوا هزاركوا؟
- هزار ايه ؟
- قصدي شغلكوا
- أه خلصنا
- خالد بمرح :أه والله يا أدهم تعبنا النهارده في الشغل أوي
- أجابت مريم : وهو أصلا أحنا اشتغلنا ولا حالة النهارده
- أردف خالد : وده مش تعب بذمتك ؟ ولا أيه يا أدهم؟
- معرفش والله يا دكتور أنتو أدرى يلا يا مريم عشان عايز ألحق أروحك وأنام
- خالد: خلاص لو أنتا تعبان وعايز تروح بسرعة عادي أنا ممكن أروحها أحنا واحد مفيش فرق ولا أيه؟

- زفر أدهم أخر انفاسه محاولا السيطرة على أعصابه الذي أثارها وبشدة هذا ال خالد ثم نظر له قائلا : لا طبعا مش واحد أنا ابن عمها لكن أنتا مين يعني ؟!
- خالد بمكر:مش يمكن أكون حاجة ف يوم من الأيام
كان أدهم قد خرج عن هدوءه تماما من هذا الواقف أمامه محاولا أن "يشقط " زوجته فقال غاضبا :
- تكون أيه يا دكتور هو حد مفهمك إني واقف أباجورة مثلا
ثم توجه ببصره تجاه مريم التي قال لها بغضب :
- مش يلا يا مريم ولا هنقضي بقيت الليلة هناا..

مشيت مريم خلف أدهم دون أن تنبس ببنت شفة وهي تعلم جيدا أن تلك الليله لن تمر بسلام أبدا ف هي تلمح الشرر يتطاير من عينيه
ظل صامتا طوال الطريق وهي تعلم جيدا بأن هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة وبالفعل ما إن وصلا لبيته حتى انطلقت تلك العاصفة في وجهها
- أدهم بعصبية :لما المرة اللي فاتت قولتلك أنتي اللي عايزة كده قولتي معرفش أيه وشرف وأخلاق بس قسما بالله يا مريم مش هسمحلك ابدا بأنك تخونيني وأنتي على ذمتي لما تتطلقي ابقي أمشي على مزاجك خالد بقا ولا غير خالد مش فارقه الواضح أنك كده من زمان وأن طليقك كان عنده حق مبتقدريش تحافظي على نفسك ولا بيكفيكي راجل واحد...

- مريم محاولة امتصاص ثورة غضبه :أنا مش هلومك على كلامك ده دلوقتي لأنك مش حاسس بتقول إيه بس أديني فرصة افهمك الأول
- أدهم بحدة: تفهميني! تفهميني أيه؟ ومن الأول لما كدبتي عليا وقولتي نور هي اللي معاكي عشان تسهري مع سي خالد ولا من أول ما سمعتك وأنتي بتصرخي وهو بيضحك وأنتي كمان بتضحكي والله وأعلم أيه اللي كان بيحصل جوه لأ وفي الاخر كمان عايز يروحك ناقص يقولي أيه تاني ؟!أنا مش عارف أنتي أزاي بالرخص ده وأزاي بترسمي وش البراءة كده؟ ده أنا كنت بدأت أفكر إني ظلمك لكن الحمد لله شفت بعيني محدش قالي..

- مريم بحدة :شوفت أيه ها؟ أنتا شوفت اللي عايز تشوفه وفهمت اللي يخدم وجهه نظرك ويأكد فكرتك أن كل الستات خاينين لكن الحقيقة غير كده خالص
- أدهم بنبرة ساخرة :والله غير كده ايه كان بيتهيألي ؟

- لأ بس شوفت نص الحقيقة ..الحقيقة يا دكتور أن نوراعتذرت عشان عندها مشاكل في البيت وخالد نزل مكانها وأنا معرفتش ده إلا لما روحت وتقدر تتأكد من ده ..ثانيا أنتا عرفت منين أننا كنا لوحدنا احنا كان معانا دكتور الاشعة سيف صاحبك كان موجود معظم الوقت وخرج قبل ما نخرج احنا ب ثواني بس حضرتك طبعا مشوفتهوش وممكن بردو تروح تسأله الصبح ..أما بقا عن الضحك والصريخ ف كل الحكاية إني شوفت فار وأنا بخاف جدا منهم ف صرخت وهما ضحكوا عليا لأني نطيت فوق الكرسي وكان شكلي أهبل جدا وضحكت لما اكتشفت أنه أصلا مش فار وكان كومة شعر أسود والهوا طيره وشكلي كان عبيط جدا..

أما بقا كلام خالد اللي فسرته بالشكل ده هو كان يقصد أنه ممكن يتجوزني لأنه النهارده قالي أنه عايز يتقدملي وكان بيلمحلك على أساس أنك ابن عمي يعني وأنا أصلا لما طلب أنه يتجوزني قولتله إني مبفكرش في الجواز خالص وإنه بالنسبالي مجرد زميل مش أكتر وهو قالي أنه مش هييأس ويمكن أوافق ده كل اللي حصل وهزاره ده كان عشان أنتا واقف لكن لوحدنا كلامنا ليه حدود عادي زي أي زميل أنا كده خلصت الكلام اللي عندي تصبح على خير..

تركته ودخلت غرفتها تبكي بحرقة ف كم تعبت منه ومن ظنونه التي لا تنتهي لماذا عليها دوما أن تبرر له كل تصرفاتها ؟؟ لما هي الآخرى لا تظن به هكذا وهي المجروحة المخدوعة المتخانة أليس هو رجل مثل كل الرجال؟ ..قررت ألا تذهب لعملها في اليوم التالي حتى تترك له الفرصة ليتأكد من كلامها
أما أدهم ف لم يستطع أن ينام لحظة واحدة كان يفكر في حديثها الذي أخبرته به ترى هل كلامها صحيح ؟ هل هو ظلمها مرة آخرى ؟ ماذا يمكنه أن يفعل ليرد لها كرامتها التي كعادته أهانها ؟وماذنبها لتحمل خطيئة إمرأة آخرى ؟
لكنه يعود مرة آخرى ويخبر نفسه أنها هي من وضعت نفسها موضع الشبهات ويتذكر حديث خالد ف يجن جنونه وحينما يعلم مقصده منه يجن جنونه أكثر أنه يريد أن يتزوج زوجته لكنه هو المخطىء أيضا هو من طلب منها ألا تخبر أحدا بأمر زواجهما ..تعب من التفكير ف نام رغما عنه وبعد بضع ساعات استيقظ كان في المساء وجدها قد أعدت الطعام وتركته له على المائده ودخلت غرفتها مرة آخرى لم يجرؤ أن يتحدث إليها الآن فتركها وشأنها ومرت الليله دون أن تخرج من غرفتها إلا لدخول الحمام والوضوء للصلاه ثم تعود لخلوتها تلك وفي صباح اليوم التالي قام وارتدى ملابسه وتردد هل يوقظها أم لا؟

يبدو أنها مازلت نائمة وموعدعملها معه ..بعد تردد لم يدم طويلا قرر أن يطرق باب غرفتها ليوقظها وبالفعل طرق طرقات خفيفة على باب غرفتها حتى سمع صوتها يأتي من الداخل تخبره بإنها لن تذهب للمستشفى اليوم دون أن تفتح باب الغرفة أو تطيل الحديث كأنها لا تريد أن تتحدث معه من الأساس وكان هذا صحيحا ..

ذهب أدهم لعمله وبينما هو في طريقه للدخول رأى سيف وقد أخبرته مريم أنه كان معها ليله أمس.. أنه سيف صديقه منذ أيام الجامعة ذهب وسلم عليه كان لا يعلم كيف يفتح معه الموضوع كيف يسأله ليتأكد من صحة كلامها الذي يصدقه بينه وبين نفسه وبينما هو في شروده وجد سيف يسأله
- صحيح فين دكتورة مريم مجتش النهارده ولا أيه ؟
- لا حست انها مرهقة شوية ف خدت أجازة
- هي ساكنه قريب منك
- أه..

- انسانه جميلة بجد معرفش بصراحه مين الراجل اللي تكون معاه جوهرة زي ديه وميحافظش عليها
- بنفاذ صبر : نصيب
- اسكت يا أدهم امبارح موتتني من الضحك أنا وخالد مريم ديه زي الأطفال والله أنا مكنتش أعرف انها كده
- ردد أدهم بداخله " هي ناقصاك أنتا كمان " ثم أجابه بضيق قائلا :وأيه بقا اللي موتكوا من الضحك ؟؟
قص سيف على صديقه الموقف كما قصته عليه مريم بالأمس ثم اردف قائلا :
- أنا أصلا كنت مقضي معاهم معظم النبطشية مريم اللي قالتلي اقعد معاهم أنا بصراحه كنت محرج شويه لأني كنت حاسس أن دكتور خالد كان عايز يقعد معاها لوحده..

- يقعد معاها لوحده ليه بقا ؟ "قالها أدهم متعجبا "
- سيف :متهيالي أنه عايز يتجوزها لأنه كان بيلمح لكده بس هي مكنتش عايزة تقعد معاه لوحدها ده اللي حسيته منها
- أدهم :وأنتا أيه رأيك ف دكتور خالد نجوزهاله يعني ؟
- سيف بخبث:وأنتا أيه رأيك ف مريم ؟
- أدهم :مش فاهم ؟

- سيف غامزا :الحدق يفهم يا دكتور ..مش أنتا أولى
- لأ ما أنتا عارف رأيي في موضوع الجواز ده
- عارف بس لحد أمتا يا أدهم أيه هتترهبن يعني ؟! ثم أردف قائلا : مريم بنت عمك ودكتورة ومحترمة وأي راجل يتمناها وأنا شايف انها مش عايزة خالد
- أدهم وقد عقد حاجبيه في دهشة :وعرفت منين ؟
- بيبان يا أدهم
- بقولك أيه يا سيف اطلع من دماغي أن مش فايقلك أنتا كمان مريم بنت عمي وبس وروح بقا شوف شغلك
- سيف بمكر :طب خلاص طالما أنتا مش هتتجوزها اتجوزها أنا ..أنا صاحبك وأولى من خالد ولا أيه ؟

- أدهم بعصبية :نعم تتجوزها هو أنتا مش مرتبط وكنت هتخطب قريب
- لا عادي مريم تستاهل
- أدهم متظاهرا أن الأمر لا يعنيه :بقولك أيه يا سيف ابعد عني وسيبني اشتغل ومريم عندك أبقا قولها اللي أنتا عايزة
- يعني أنتا موافق وعايزني آخد رأيها بس متهيألي أنها موافقة عليا
- أدهم وقد رفع حاجبيه بدهشة :لا والله عرفت منين هي قالتلك ؟
- تقريبا
- أنتا بتتكلم جد ؟

- ومال وشك اتغير كده ليه ؟
- أدهم بغضب :سيف بتتكلم جد ؟
- سيف بإبتسامة :لا يا سيدي بهزر عايز بس اثبتلك أنك بتحبها بس بتكابر سلام يا أدهم
- أدهم بغيظ:غور يا سيف غور..

تركه سيف لتفكيره إنه لا يحبهاولن يحب إمرأه آخرى ثانية لن يقع بين براثن إمرأه لن يخدع بتلك النظرة البريئة كلهن هكذا في البدايه لكنها زوجته تحمل أسمه وعليها طيلة تلك الفترة أن تحترمه وتصونه ..الآن عليه أن يفكر كيف يعتذر لها عما بدر منه تجاهها ف قد ظلمها كعادته ..شعر وأنه يختنق بداخله قرر ألا يعود للمنزل في موعده وأن يأخذ الشيفت المسائي أيضا ثم يذهب للعياده ولا يعود إلا وقت النوم فهو لا يعرف كيف يواجهها ؟ كيف ينظر إليها ؟ اتصل بها وأخبرها أنهم يحتاجونه في المستشفى وأنه سيذهب للعياده ثم يعود في الليل وطلب منها أن تتناول غداؤها ولا تنتظره ..
مرت ساعات عمله وذهب لعيادته وأنهى كل الحالات الموجودة وكان طيلة الوقت شارد الذهن يفكر ماذا عليه أن يفعل مع تلك التي تقبع في منزله ؟..
عاد لبيته في الثانيه عشر منتصف الليل لكنه لم يجدها في الصاله وباب غرفتها مفتوح سمع صوت يأتي من الحمام ف علم أنها هناك انتظرها تخرج مرت ربع ساعه لكنها لم تخرج اقترب من الحمام ليطمئن عليها لكنه سمع صوت أنين يخرج منه هلع قلبه ف طرق الباب وبعد عدة طرقات أجابته بصوت واهن بعدما سألها قائلا:

- مريم أنتي كويسه ؟
- أه " قالتها بكل الضعف الذي تشعر به وكانت تعني "لا"
- لم يطمئن لصوتها فسألها مرة أخرى :مريم مالك ..أنتي تعبانه ؟
في هذه اللحظه خرجت مريم من الحمام واهنه ذابلة تتصبب عرقا
- نظر لها متسائلا وقد استبد به القلق من هيئتها تلك : مريم ! مالك في أيه ؟؟

ترى ماذا حدث ل مريم ؟؟ وكيف سيتصرف أدهم معها ؟؟وهل ستسامحه تلك المرة أيضااا ؟؟
- نظر لها متسائلا وقد استبد به القلق من هيئتها تلك: مريم! مالك في أيه؟
- مفيش بطني بس وجعاني شويه قالتها بصوت ضعيف مخنوق
- وجعاكي من أيه؟
- قالت بصوت ملؤه الحياء مفيش عادي بيحصلي كده ف الوقت ده
- يعني أيه عادي بيحصلك كده أنتي مجنونة ولا أيه هو في دكتورة تقول كده؟ومبتكشفيش ليه؟.. ده كلام ناس عاقله ولا بتحبي كده عشان تستعطفيني وتخضيني عليكي..

- أوووف مش ممكن ارحمني بقا أرجوك استعطفك أيه هو أنتا كنت هنا أصلا
- طيب ماشي أنا آسف بس ممكن تفهميني مبتكشفيش ليه؟
- هو أنتا متأكد أنك دكتور نساء؟
- وأيه علاقة إني دكتور نساء بأن بطنك وجعاك...

ولم يكمل حديثه لأنه قد علم السبب.. كيف لم يأتي ف باله هذا السبب وهو طبيب نساء.. أنها هي التي تؤلم النساء وتذبل وجوههم وتنهك نفسيتهم أنها هي بهرموناتها وألمها.. تلك العادة الشهرية التي تأتي كل مرة وتعتصر بطونهم ألما إنه طبيب نساء لكنه حقا لا يعلم ما هية هذا الشيء وكيف يشعرون؟ لكن الحقيقة الوحيدة المؤكدة أنها مؤلمة ولا يحتمل ألمها هذا سوى بنات حواء..

شعر هو الآخر بحياء من مريم وسخف حديثه فاعتذر منها
- أنا آسف معلش مخدتش بالي.. تعالي يلا ريحي في أوضتك شويه
- لا مش قادرة أقعد
- طب خدتي مسكن
- لا مش بحب المسكنات
- أدهم بنفاذ صبر: هو الوجع فيه بحب ومش بحب
- أنا متعودة على كده
- بس الوجع ده مش طبيعي ده زيادة
- لا عادي أنا كده بقالي فترة
- قد أيه؟

- يعني من حوالي كام شهر وأنا كده
- وليه يا مريم مكشفتيش مش فاهم؟
- لأ ملوش لازمه عادي
- طيب بعد ما تخلص خلينا نعمل فحوصات وأشعة ونطمن
- مفيش داعي
- أدهم بحزم: متهيألي أن ده تخصصي وأنا اللي أقول أيه المهم وأيه اللي لأ ودلوقتي بقا لازم حضرتك تاخدي حقنة مسكنه مش هينفع كده
- لا صدقني مش عايزة بس ممكن تعملي حاجة دافيه لو سمحت.

أمام توسلاتها وضعفها لم يريد الضغط عليها أكثر ذهب للمطبخ وقام بعمل مشروب القرفة الدافيء الذي يعمل على نزول الدم وتهدئه التقلص.. وحينما عاد إليها وجدها مغمضة العينين على الأريكة تعتصر بطنها بيدها شعر بأنها تتألم كثيرا من انقباضة وجهها ف أحضر بضع مناديل ورقية وجفف عرقها حاول أن يحملها لتنام على فراشها لكنه شعر بتوتر شديد فلم يفعل.. في المرة الأولى حينما أغشي عليها حملها ك طبيب لكن الآن لا يستطيع قلبه أصبح يوخزه من أجلها.. يالها من طفلة بريئة وهي نائمة وهو يتأملها فتحت عينيها فارتبك ونظر في الإتجاه الآخر قائلا:

- أنا عملتلك قرفه حلوة أوى وهتريحك
- مريم باشمئزاز: قرفة؟! يعني من كل الأعشاب ملقتش إلا القرفة! أنا مبحبهاش
- بقولك أيه بلا بحبها بلا مبحبهاش مفيش نقاش يا القرفة ياالحقنه اختاري
- مريم وقد زفرت بغيظ قائلة: هات القرفه
- أدهم بابتسامة منتصرة: اتفضلي
امسكت الكوب بين راحتيها وحينما أتتها رائحة القرفة نظرت له باشمئزاز قائلة:
- ريحتها صعب أوي لو شربتها هرجع
- على فكرة ريحتها تحفة أنتي مبتفهميش حاجة دوقيها بس وأنتي هتحبيها
- هو عشان أنتا بتحبها الناس كلها لازم تحبها
- طب دوقيها يا ستي بس هتعجبك وهتريحك ولو معجبتكيش اعتبريها علاج حلو أو وحش هتاخديه
- مريم بتذمر طفولي: طيب..
بدأت مريم بإرتشاف بضع قطرات من مشروب القرفة على مضض وكان أدهم ينظر إليها مشيرا بيده لأن تكمل و ترتشف رشفه أكبر.. وبعدما بدأت في احتسائها وتذوقتها جيدا شعرت بأنها ليست سيئة لهذه درجة بل طعمها لذيذ ومع انتهاء الكوب بدأت تشعر براحة نسبية.. وفي تلك الأثناء مد أدهم يده إليها ليأخذ منها الكوب الفارغ ونظر لها متسائلا:

- ها أحسن؟
- أه الحمد لله
- طلعت وحشه بقا؟
- يعني مش أوى
- كدابه أوى.. باين أنها عجبتك قولي قولي متتكسفيش
- ماشي حلوة خلاص ارتحت
- أيوه كده.. صحيح أنتي كلتي؟
- لأ.. مليش نفس
- أنتي بتهزري أزاي يعني تقعدي من غير أكل لحد دلوقتي
- لما باجي أكل بطني بتوجعني والتقلصات بتزيد
وفي تلك الاثناء رن جرس الباب نظر أدهم باستغراب متسائلا:
- مين هيجي دلوقتي؟

تذكرت مريم أنها قد اتصلت بالصيدليه لأحضار فوط صحية.. شعرت بالحرج الشديد منه ف لم تعلم ماذا عليها أن تخبره.. قام أدهم ليفتح الباب وقبل أن يذهب أخبرته أن ينتظر لأنها هي من طلبت أشياء من الصيدليه فأشار لها أن تجلس هي وأنه سيذهب ليفتح الباب ويحضر لها ما أرادت وبالفعل فتح الباب وأحضر لها شنطة الصيدليه ونظر لها متسائلا:

- لما أنتي مش هتاخدي دواء أمال جايبة أيه من الصيدليه؟
شعرت بالحرج الشديد ولم تعلم بماذا تجيبه لماذا هو غبي اليوم لهذه الدرجة؟ أين فراسته المعهودة؟ أم أن كل الرجال في مثل تلك المواقف يصابون بالغباء! نظرت له قائلة:
- أدهم أنتا بقيت ذكي أوي النهارده
- اشمعنا؟

- مش مهم جايبة حاجات خاصه
- هرش في رأسه وكأنه تذكر شيئا ثم أجابها: آسف آسف معلش مش متعود على كده بقالي كتير مفيش ستات ف حياتي
- يا سلام هو أنتا بتشتغل غير مع الستات
- لا الشغل حاجة والحياة الشخصية حاجة.. وبعدين مكلمتنيش ليه وقولتيلي أجبلك اللي أنتي عايزاه
- لا طبعا..

- ليه لأ طبعا يعني تتكسفي مني أناا ومتتكسفيش من الصيدلي وبعدين راجل غريب يجيلك لحد البيت وأنتي لوحدك ده مش أمان طبعا
- لا مقدرش اقولك أولا اتكسف.. ثانيا هتقعد تقولي كلامك المستفز بتاع بتتلككي عشان تكلميني ومعرفش أيه.. ثالثا بقا أنا أصلا مش طايقاك
ابتسم أدهم رغما عنه لصراحتها الشديدة ولطفولتها وهي تخبره بأنها مش طايقاه على حد تعبيرها.

- مش طايقاني ليه بس؟
- والله؟! أنتا مش عارف؟ قالتها بغيظ
- خلاص بقا خلي قلبك أبيض على العموم أنا آسف
- أبيض ده أنتا خليته أسود ومنيل بنيله.. وبعدين آسف ديه أصرفها منين
- أسود ومنيل ب نيلة يا نهار عل الألفاظ.. وبعدين في بنك الاعتذرات على أول الشارع ممكن تصرفيها منه..

- دمك خفيف أوي.. اسمع يا أدهم أنا مش هستحملك كده كتير لو سمحت طول الفترة اللي احنا متجوزين فيها ثق فيا زي ما أنا بثق فيك بلاش اتهامات عمال على بطال وبعدين كلامك بيبقا صعب أوى وكله أهانات وأنا مقبلش كده أنا مستحملة عشان عمي بس لكن أنتا فظيع متتعاشرش والله
- بالراحة شوية أهدي أنتي هتطلعي هرموناتك عليا.. على العموم عندك حق وقولتلك أنا آسف هحاول والله اشتغل على موضوع الثقة ده بس موعدكيش إني هعرف أعمله بس هحاول..

- لسه هتحاول
- والله وطلعلك نفس اشكريني بقا
- شكرا
- طيب أنا هقوم أحضرلك أي حاجة عشان تاكلي
- هتاكل معايا؟
- أشمعنا؟
- أنا مش بحب آكل لوحدي
- حاضر هاكل معاكي
ذهب أدهم للمطبخ وتوجهت مريم للحمام وفي أثنااء خروجها شعرت بدوار شديد يجتاحها استندت بيدها على الحائط ونادت أدهم
- أدهم.. أدهم الحقني
فزع أدهم من استغاثتها وهرع إليها قائلا:
- في أيه مالك؟

- دايخه أوى حاسة الأرض بتلف بيا
- أكيد الضغط وطي من قلة الأكل
طوقها بذراعه خلف ظهرها وامسك بيديها حتى أوصلها ل غرفتها
- هروح أجيب جهاز الضغط وأجيلك ثواني
- ماشي
ذهب وعاد سريعا وبدأ في قياس الضغط شعر ببرودة يديها..
- ضغطك واطي أوي يا مريم وحتى النبض ضعيف أنتي بتهزري حرام عليكي نفسك والله
- بس أنا أصلا طبيعتي ضغطي واطي
- طيب هقوم أجيب الأكل بسرعة وبعدها ابقى أديكي حاجة تعلي الضغط شويه
- طيب
ذهب سريعا وأحضر الطعام على صينية العشاء ووضعه أمامها على السرير
- اتفضلي كلي
- وأنتا مش قولت هتاكل معايا
- مش لما اطمن أنك كلتي الأول
- لأ مش هاكل غير لما تآكل معايا الأول
- أمري لله اتفضلي
وبعدما فرغا من أنهاء طعامهما نظر لها قائلا بصوت ملؤه الحنان
- مريم أنتي أمانه في رقبتي متخليش أبويا يقول إني محافظتش على الأمانه ارجوكي خدي بالك من صحتك شوية
- وهي الأمانه ديه في الأكل بس..

- أنا عارف إني جيت عليكي كتير بس صدقيني غصب عني أنا مريت بظروف صعبة غيرتني كده أنا عمري ما كنت شكاك ولا عنيف كده أنا مش هقدر أحكيلك ظروفي ديه بس عايزك تعذريني وحاولي دايما تبقي واضحة وصريحة معايا
- ومين قالك أن أنا كمان معدتش عليا ظروف أصعب منك بس أنا مش بعمل زيك
- صدقيني عمر ظروفك ما هتكون زي ظروفي وكمان احنا مش زي بعض ردود أفعال البشر مش كلها واحده المهم تسامحيني
- هو احنا هنتطلق أمتا؟

- مستعجلة أوى تخلصي مني
- لأ مش كده أنا تعبت من الحياة اللي ملهاش ملامح محتاجة استقر أعيش في هدوء وسلام نفسي اعرف دنيتي هتمشي أزاي
- في ترتيب كده ف دماغي بس مش كامل لما يكمل هقولك عليه
- ترتيب أيه؟
- يارب ارحمني.. هو فضول الستات ده عندكوا كلكوا بنفس الشكل كده
- الله مش لازم افهم
- قولتلك لما يكمل في دماغي هقولك لأنه مجرد فكرة مش كامله هظبطها وأقولك
- ايوه يعني...

- قاطعها قائلا بنفاذ صبر: ميعنيش اتفضلي بقا نامي تصبحي على خير
- وأنتا من أهله
- وقبل أن يخرج من غرفتها هتف بأسمها: مريم
- نعم
- أدهم بحنان: حاسة أنك أحسن دلوقتي؟
- أه الحمد لله
- خدي أجازة بكرة أحسن..

- مش هينفع للأسف لأني كنت أجازة النهارده عل العموم متقلقش بكره هبقا أحسن بإذن الله هو الوجع بيكون أول يوم بس
- أنا مش قلقان عليكي مين قال إني قلقان أنا بتكلم بس عشان متجيش فنص اليوم تقوليلي روحني وأنا مش فاضي عندي شغل كتير
- أعوذ بالله منك أنا هقوم أنام وعلى العموم لو تعبت مش هكلمك ولا هقولك روحني
- أمال هتخلي خالد يروحك؟
- ياربي تاني.. تاني يا أدهم.. تصبح على خير
- وأنتي من أهله..

لا يعلم لما ألقى تلك الجملة السخيفة في نهاية حديثه معها كأنه شعر بالألفة معهاأثناء تحاورهما ولذلك أراد أن يعاقب نفسه ويعاقبها ويخبرها إنه لا يحمل تجاهها أي شعور بالحب أو حتى مجرد الألفة والونس لحديثها...
وفي الصباح استيقظ هو أولا وتركها دون أن يوقظها حتى تستيقظ بمفردها ثم عرض عليها أن يوصلها بسيارته فرفضت وأخبرته أنها بخير وتستطيع أن تسوق بمفردها.. ذهب كلا منهما لعمله ظنا منهما أنه سيكن يوما مثل باقي الأيام لكن اليوم لم يمر على أدهم هكذا..

بينما كانت مريم في العمليات تجري عملية جراحية لمريض مع طبيب أخر زميل وبعدما أنهتها وجدت نور بالخارج تخبرها عما حدث مع أدهم
- نور متسائلة: عرفتي اللي حصل مع دكتور أدهم؟
- أدهم! لأ معرفش.. أيه اللي حصل؟
- كان بيعمل عملية ولادة قيصريه لكن الحالة ماتت للأسف واتحول للتحقيق
- مريم بفزع: حصل أمتا الكلام ده؟
- من ساعتين تقريبا
- وأدهم فين دلوقتي؟
- بيتحقق معاه..

وفي تلك اللحظة سمعت مريم موظف الاستقبال يقول: دكتورة نور ودكتورة مريم مطلوبين في الاستقبال
علمت أن هناك حالة طارئة وهي ونور تم طلبهم للتعامل مع الحالة وكانت تحتاج لعملية جراحية في الحال،دلفت مريم العمليات محاولة ألا تفكر فيما حدث ل أدهم حتى انهت العملية التي استمرت أكثر من ساعة ونصف وحينما خرجت وجدت سيف أمامها ف هرعت إليه لتسأله عن صديقه لعله يعلم أي معلومة يخبرها بها..

- دكتور سيف تعرف حاجة عن اللي حصل مع أدهم؟
- أه هو كان بيعمل عمليه ل حالة كانت بتولد هو أنقذ الجنين بس الست للأسف ماتت
- وأدهم كان السبب ولا أيه اللي حصل؟
- لا أدهم مغلطش في حاجة انتي عارفة أن في حالات نادرة السائل الأمينوسي بيتسرب للأم ف الجسم مش بيفهمه ف بيهاجمه ف الحالة بتموت في دقايق ومبيبقاش قدام الدكتور إلا لحظات يا أما ينقذ الطفل يا أما الجنين والأم الاتنين هيموتوا.. وعشان كده التحقيق اتحفظ مع أدهم لأنه محصلش منه أي خطأ طبي..

- طب وأدهم فين دلوقتي؟
- روح بس الواضح أن حالته النفسية وحشة جدا حاولت اخليه يقعد معايا شوية لكن مرضيش وأصر يروح.. ياريت تحاولي تساعديه يخرج من الحالة ديه أدهم لو فضل في الحالة ديه مش هيعرف يرجع شغله بشكل طبيعي تاني
- بإذن الله.. أدهم قوي واحنا دكاترة وده وارد في شغلنا.. على العموم أنا هتكلم معاه وربنا يسهل بعد أذنك
- اتفضلي..
كان وقت عملها قد انتهى ف عادت سريعا إلى بيت أدهم وجدته في غرفته وهي مغلقة ترددت كثيرا وفكرت ماذا عليها أن تفعل تتركه بمفرده أم تتحدث معه وتتحمل أي انفعال منه.. لكنها شعرت أنه قد يحتاج بعض الوقت ليجلس مع نفسه فقررت أن تتركه حتى يخرج من غرفته وانتظرت لأكثر من ثلاث ساعات لكنه لم يخرج فقررت ألا تتركه أكثر من ذلك ف طرقت باب غرفته عدة طرقات فأجابها بصوت متحشرج تشعر وكأنه باكي لم تحاول أن تظهر أي عطف في صوتها حتى لا تثير غضبه نادته قائلة:

- أدهم الغدا جاهز يلا عشان نتغدا
- لا شكرا مش عايز.. اتغدي أنتي
- أدهم ممكن أدخل
- لأ
- لو سمحت
- لأ يا مريم سيبني لوحدي..

- قررت مريم أن تحدثه من خلف الباب: أدهم أنتا دكتور شاطر وحادثة زي ديه مش لازم تأثر عليك أنتا مغلطتش ف حاجة واحنا دكاترة وعادي نتعرض للحالات ديه احنا بنصارع الموت لكن في الأول والآخر قدر ربنا بينفذ ومش بأيدنا أي حاجة يمكن طبيعة شغلك ك دكتور نساء خليتك متعرضتش للموقف ده قبل كده بس صدقني مش المفروض أنك تلوم نفسك وتحمل نفسك ذنب أنتا مرتكبتهوش
وفي تلك اللحظة فتح أدهم الباب ل مريم.. دخلت واستأنفت حديثها التي علمت أنه في أمس الحاجة إليه..

- أدهم صدقني أنا فشلت ف علاج حالات كتيير والموت سبقني وهزمني بس اللي كان بيريحني إني بذلت كل جهدي إني أنقذ المريض لكن أمر ربنا كفايه أنك عملت كل جهدك وانقذت الجنين اللي هيفكرهم بيها دايما
- أجابها أخيرا بكل الألم الذي يحمله بداخله: والطفل اللي اتولد يتيم من غير أم تحن عليه.. من غير صدر يحتويه ويسقيه من لبنه وحنانه..
- ربنا أحن عليه منك ومن أمه حتى
- أنتي مش عارفة ولا فاهمة حاجة يا مريم
- طب فهمني اتكلم معايا يا أدهم..

- الست دي هي وجوزها فضلوا مستنين الطفل ده من ست سنين وجولي عشان أعملها عمليه حقن مجهري وقولتلهم أنها ممكن تتعالج وتحمل من غير عملية ومكنوش مقتنعين في الأول عشان جربوا علاج كتير قبل كده وبتوفيق من ربنا قدرت أعالجها وفعلا بقت حامل كنت عايش فرحتها هي وجوزها في كل زيارة وقد أيه هما كانوا متحمسين ومستنيين اللحظة اللي الجنين ده يوصل بالسلامة ولما اللحظة ديه تيجي هي متكونش موجودة متشوفهوش بعنيها.. متاخدوش في حضنها..

يا مريم أنتي مشوفتيش شكل جوزها وأنا بقوله الخبر وبديله البيبي مكنش مصدق فضل يقول احنا متفقناش على كده مش اتفقنا هنربيه سوا وهنلعب معاه سوا وهنسهر بيه سوا طب لو جاع مين هيأكله أنا كنت عايزه عشانك يا حبيبتي عشان مشوفش في عينك نظرة حزن كل أما تشوفي طفل لكن أنا عايزك أنتي خده يا دكتور ورجعهالي رجعلي حبيبتي رجعلي مراتي.. عايزاني بعد كل ده أبقى عادي ومحملش نفسي ذنب
- مسحت مريم دمعة كانت قد سقطت على وجنتيها رغما عنها من فرط تأثرها من حديثه ثم قالت: أنا مش بقولك تبقى عادي لكن مش لازم تحمل نفسك ذنب لأنه فعلا مش ذنبك
- أمال ذنب مين؟

- مش ذنب حد.. عمرها انتهى لحد اللحظة ديه لحكمة ربنا وحده أعلم بيها ربنا هيتولى الطفل وهيرعاه وهيسخرله اللي هيهتم بيه وكمان الزوج ربنا هيصبره وهيجازيه خير على صبره على الابتلاء، ده اختبار من ربنا ليه واحنا لازم ندعيله أن ربنا يعينه ويقويه عشان ينجح في الاختبار ده وأنتا يا أدهم لازم تنسى اللي حصل وترجع ل شغلك..

- أنا مش جاهز ل ده دلوقتي هاخد أجازة أسبوع وبعدها أبقى أشوف
لم تجادله كثيرا ف هي تعلم تلك الحالة جيدا لقد مرت بها في بداية عملها حينما توفى بين يديها أول حالة شعرت بكل ما شعر به بل هو موقفه أكثر حدة ف هي نفسها تأثرت بتلك الحالة لمجرد أن حكى لها عنها تركته وحاولت ألا تتطفل على وحدته كثيرا ومر الأسبوع وعاد أدهم لعمله لكن ليس كما كان، يرفض إجراء أيه عمليات مجرد كشف ظاهري أو ولادة طبيعية فقط وايه حالة جراحية يحيلها لطبيب آخر حتى عيادته الخاصة لم يعود إليها حاولت مريم التحدث معه لكنه رفض الحديث معها وأخبرها أن هذا قراره وأنه هو وحده من يستطيع أن يقرر متى يكن مستعد للعودة من جديد للعمليات الجراحية..

وبعد مرور شهركان هناك حادث سير وكانت أحد الضحايا إمرأة حامل بشهرها التاسع ومصابة بنزيف على أثر الحادث هنا قررت مريم أن يكن أدهم هو طبيب التوليد الذي سيساعدها في تلك الحالة.. وبينما كان أدهم يجلس في الغرفة الخاصة به هو واثنين من زملاؤه سمع صوت موظف الاستقبال في الميكروفون يستعجله للأهمية.. ذهب ليرى ما الأمر الهام الذي أحضروه من أجله فقال له متسائلا:

- في أيه يا محمد؟
- حضرتك مطلوب في غرفة العمليات 3
- عمليات؟!عمليات أيه؟ ومين طالبني؟
- دكتورة مريم هناك
- عايزة أيه يعني؟
- معرفش والله يا دكتور هي طلبت مني أطلب حضرتك بس بسرعة
- ماشي يا محمد
وهناك عند غرفة التعقيم وجد مريم بانتظاره
- في أيه يا مريم عايزة أيه؟
- أدهم أتعقم بسرعة وتعالى معايا
- أتعقم بسرعة أيه وآجي معاكي فين؟
- في حالة ولادة لسه جاية في حادثة والأم عندها نزيف شديد ومحدش هيقدر يتعامل مع الحالة ديه غيرك
- غيري أيه ما أنتي عارفة إني مش هدخل عمليات دلوقتي والطريقة ديه متنفعش معايا شوفي أي دكتور تاني يساعدك أنا لأ
وهم بالانصراف.. لكنها جذبته من معصمه قائلة:

- أدهم أرجوك ساعدني ننقذ الأم والجنين مفيش وقت للكلام ده ومفيش دكتور شاطر زيك ويقدر ينقذها
- زي اللي فاتت كده!.. أنتي للدرجادي بتكرهيني عايزة تدمريني عشان مقدرش أدخل عمليات تاني الست ديه لو ماتت مفيش ست هتثق فيا أصلا...
هل سترفع مريم راية استسلامها وتتركه وشأنه وتضعف أمام أتهامه لها أم ستستمر قوتها وتتغلب على خوفه وتستطيع مساعدته؟وهل سيحالفها الحظ هذه المرة وينقذ أدهم المريضة أم انها بداية النهاية لأدهم طبيب النساء الماهر هذا ما سنعرفه في الفصل القادم؟
- أدهم أرجوك ساعدني ننقذ الأم والجنين مفيش وقت للكلام ده ومفيش دكتور شاطر زيك ويقدر ينقذها
- زي اللي فاتت كده!، أنتي للدرجادي بتكرهيني عايزة تدمريني عشان مقدرش أدخل عمليات تاني الست ديه لو ماتت أنا مش هقدر أدخل عمليات تاني أبدا ومفيش ست هتثق فيا أصلا.

- مريم بحزم: بقولك أيه مش وقته عقد وكلام فاضي الحالة اللي جوه ديه محتاجانا حالا صدقني أنتا قدها أنسى اللي فات تماما أنتا الدكتور أدهم اللي كل الستات بتتمنى تولد معاه من سرعتك ومهنيتك العالية وسهولة أي عملية معاك، أرجوك يا أدهم لو مقدرتش تنقذ الأم اللي فاتت يمكن ربنا بعتك للأم ديه شوفت الراجل اللي واقف بره ده جوزها واللي جمبه دول ولاده التؤام اللي عندهم 5 سنين لو مساعدتنيش حالا الست ديه ممكن تروح والمرادي هيبقا ذنبها في رقبتك.

وفي تلك اللحظة سمعا صوت الممرضة تأتي من داخل غرفة العمليات وتخبرهم بأن النبض يقل ونبض الجنين هو الآخر بدأ يختفي، هنا صرخ أدهم في الممرضة وطلب منها إعطاء المريضة حقنة أخبرها بها وفي لحظات كان قد تعقم وارتدى زي العمليات وكان بالداخل وخلفه مريم كانت تلك المرة الأولى التي تجتمع مريم وأدهم في غرفة عمليات واحدة كانت أول مرة تراه وهو يقوم بتوليد إمرأة إنه حقا طبيب ماهر سريع البديهة لم تمر سوى دقائق قليلة حتى قام بإخراج الجنين إلى النور وقد كان على حافة الموت أما مريم فقد كانت تتعامل هي الآخرى مع النزيف التي استطاعت ايقافه بعد محاولات عديدة وكانت الأم هي الآخرى على وشك أن تلفظ أنفاسها الأخيرة لولا أدهم الذي ساعدها واستطاعا بفضل الله أن ينقذا الأم والجنين وخرجا معا لطمأنة زوجها وأطفالها حينها توجه أدهم للطفلين وحملهما وتوجهت مريم للحديث مع زوج المريضة وكانت معها المولود الجديد.

- الحمد لله قدرنا بفضل من ربنا أننا ننقذه وهيروح الحضانة وهيبقا كويس بإذن الله
- الزوج بلهفة: ومراتي منى؟، منى عاملة أيه يا دكتورة أوعي تقولي جرالها حاجة أنا مقدرش أعيش من غيرها أنا والولاد
- اطمن الحمد لله ربنا كان معانا ونجاهم هما الأتنين بس بصراحة وتوجهت ببصرها تجاه أدهم الذي مازال حاملا الطفلين الفضل يرجع لدكتور أدهم بعد ربنا طبعا لولاه كنا أكيد فقدنا الأم أو الجنين.

توجه الزوج لأدهم ونظر له باكيا ثم حضنه وشكره كثيرا
نظر له أدهم في تأثر واضح وقال:
- أنا معملتش حاجة ربنا اللي ساعدني وكمان دكتورة مريم، ربنا يحفظلك المدام ويباركلكم في بعض ويحفظلكم أولادكم بعد أذنك.

تركته مريم ينصرف دون أن تنبس ببنت شفة ف هي تعلم أنه في أشد لحظات التأثر، ومر اليوم والمستشفى لا تتحدث سوى عن أدهم وانقاذه للأم وطفلها وحينما حان موعد انصرافهما من المستشفي ركبا معا السيارة فقد كانا دائما ما يركبان في نبطشيات السهر لانه كان يخشى عليها من السواقة في الوقت المبكر جدا لأن الشوارع تكون خالية تماما من المارة لذا كانا متفقين أن يعودا معا في نفس السيارة في تلك الأيام، وفي ذلك اليوم لم يتحدثا بأية كلمة حتى عادا لمنزلهما وحينما همت مريم بالتوجه إلى غرفتها أمسكها أدهم من ذراعها وأوقفها وجذبها لتصبح مواجهه له ونظر داخل عينيها قائلا:.

- انا آسف، وشكرا بجد
- آسف على أيه؟ وشكرا ليه؟
- آسف على الهبل اللي قولته قبل العملية، وشكرا على الفرصة اللي أديتهالي عشان أرجع للعمليات تاني.

- أنا مش زعلانه لأني عارفة أنك كنت مضغوط وقتها وكنت عارفة قد أيه أنتا متوتر، بس يا أدهم عايزاك تعرف حاجة أنا عمري ما أفكر أذيك بأي شكل من الأشكال مش بس أنتا أنا معرفش أأذي حد أصلا أرجوك خلينا نعيش في هدوء من غير جو المؤامرات ده افتكر دايما إني بنت عمك عمري ما هوجعك ولا أأذيك ولا أخون ثقتك
- حاول الهرب من حديثها قائلا: طب يلا بقا تصبحي على خير يا دوب الواحد يرتااح أنا محتاج أناام جدا.

- ماشي وأنتا من أهله
بعد يومان من تلك الليلة استيقظت على صوت جرس الباب وقد قام أدهم ب فتح الباب وجدت اثنان من العمال يحملون شيئا يبدو ثقيلا وبعدما انصرفا خرجت هي ل تعلم ما هو هذا الشيء الذي أحضره أدهم فسألته قائلة:
- أنتا جبت أيه؟
- وأنتي مالك
- شكرا على العموم أنا أسفة
- استني أنا بهزر معاكي تعالي أنا أصلا جايبلك الحاجة ديه
- مش عايزة منك حاجة.

- أدهم بمزاح متسائلا: لا والله؟!وفضول الأنثى مبياكلكيش والله هتموتي وتعرفي
- متحلفش بس مش عايزة أعرف قولتلك ولا يهمني أصلا
- ماشي ماشي مصدقك تعالي بقا خلينا نشوف هنحطه فين
- هو أيه ده؟
- هههههه مش قولتي مش عايزة تعرفي وميهمكيش بتسألي ليه بقا
- تصدق أنتا رخم أنا داخلة أوضتي
- هيا بقت أوضتك كمان عاملة زي أسرائيل يقعدوا ف مكان يومين يبقا بتاعهم
- خلاص داخلة أوضتك.
- اتمحكي فيا بقا وتدخلي أوضتي بتاع أيه بطلي شغل الستات ده
- يالهووووي على شغل الستات وسنينه أروح المستشفي أبات هناك عشان أخلص منك
- طب خلاص خلاص تعالي بقا بجد عشان نشوف الحاجة ديه هنحطها فين تعالي الأول افتحيه وشوفيه
- مريم بفرحة: أيه ده؟!، ده الفوتيه زي اللي عندك في أوضتك
- أنا جبتهولك اللون ده عشان يليق مع ألوان الأوضة بتاعتك..
- قاطعته قائلة: قولت أيه؟ الأوضة بتاعتك مقولتش أنا حاجة من عندي.

- مهي بقت بتاعتك لحد ما أخلص من استعمارك ليها
- على العموم الموضوع في أيدك وقت ما تقرر تنفذ الخطة اللي مقولتليش عليها
- المهم أيه رأيك فيه حلو
- أه حلو جدا ميرسي بس ليه كلفت نفسك
- ولا تكلفة ولا حاجة وبعدين عينك رشقت في الفوتيه بتاعي ل يجراله حاجة فقولت أجبلك ده أحسن عشان أحافظ على التاني
- لا والله!ماشي على العموم بردو شكرا
- المهم تعالي نشوف هتحطيه فين.

دخلا معا غرفتها واختارا زاوية كانت فارغة ووضعاه في تلك الزاوية وأصبح هذا المكان هو المكان المفضل لديها تجلس فيه دائما لتقرأ...

مرت الأيام والأسابيع والحياة بينهما تسير بشكل هاديء عن ذي قبل، وأيضا في العمل كل شيء يسير بشكل هاديء وتقليدي حتى هذا اليوم ف بينما كانت تجلس في غرفتها في المستشفى شاهدت في التلفاز حادث احتراق القطار في رمسيس علمت وقتها أن المستشفى التي كانت تعمل بها حتما تكتظ بالحالات الطارئة ف هي قريبة من مكان الحادث فاتصلت بإحدى زميلاتها ف لم تجيب بعدها اتصلت بإحدى عاملات النظافة فأجابتها واخبرتها أن الوضع سيء للغاية وأن المستشفى مليئة بالحالات الحرجة فأغلقت معها واتصلت بمدير المستشفى وطلبت منه أن تأتي لتساعد أقرانها في تلك الظروف العصيبة وعلى الفور وافق المدير فهو في أشد الاحتياج للأطباء خاصة أطباء الجراحة والطواريءوما هي إلا لحظات حتى استأذنت من المستشفى وانطلقت بسيارتها إلى هناك وفي طريقها اتصلت بأدهم وأخبرته عما حدث ف عرض عليها أن يأتي معها ليوصلها لكنها شكرته وأخبرته أنها في طريقها الآن إلى هناك...

مرت الساعة تلو الساعة وهي لم تعلم كم مر من الوقت وهي في المستشفى، كانت قد وصلت المستشفى الساعه الثانية عصرا وها هي الآن الساعه العاشرة ليلا مر عليها أكثر من ثماني ساعات وهي هناك حينما أمسكت بهاتفها وجدت أكثر من عشر مكالمات فائته من أدهم شعرت أنها بحاجة شديدة إليه ف هي في حالة لا تسمح لها بالسواقة الآن اتصلت به وطلبت منه أن يأتي إليها ليعيدها للمنزل وبالفعل بعد حوالي نصف ساعه كان أمامها لم يسألها شيء ولم يتكلم ف حالتها كانت يرثى لها وحينما عادا إلى منزلهما نظر إليها متسائلا:.

- اليوم كان صعب أوي مش كده؟
- فعلا أصعب مما تتخيل
- معلش، طب روحتي ليه؟
- كان لازم أروح، بس عارف لأول مرة في حياتي كنت بتمنى إني مكنتش روحت
- تعبتي أوي في الشغل؟.

- ياريت كان الموضوع على قد التعب كل الحالات اللي حاولت انقذها ف ال 8 ساعات ماتوا لدرجة إني مبقتش قادره أعد هو مات كام حد الراجل والست مش أنا بس تقريبا معظم الحالات اللي دخلت مع بقيت الدكاترة ماتوا متخيل!، ريحة الموت كانت في كل مكان والاصابات كانت صعبة وخطيرة الموت غلبنا كلنا كنا طول اليوم بنحارب شبح الموت اللي كان حوالينا في كل مكان
- مش عارف أقولك أيه بس أنا حاسس قد أيه الوضع كان صعب عليكي.

- عمرك ما هتحس باللي كنت فيه النهارده ومتمناش أنك تحسه لأنه صعب صعب أوي، هو احنا ليه بيحصل فينا كده يا أدهم؟ ليه كل شويه حادثة قطر، أتوبيس، عبارة، عربية، انفجار، ارهاب، ليه ليه يا أدهم بقينا نهون على بلدنا كده؟!أنا كنت بعشق تراب البلد ديه ومكنتش أقدر أتخيل إني ممكن اسيبها في يوم من الأيام لكن خلاص تعبت مش قادره أشوف كل الوجع ده؟ أنا عايزة أسافر أرجوك يا أدهم لو تقدر تساعدني في الموضوع ده ياريت عايزة أسيب مصر.

- ممكن تهدي وهعملك اللي أنتي عايزاه.

- أهدى!أنتا متخيل حالة أهالي الناس اللي ماتت عاملة أزاي؟ متخيل وجعهم اللي فقد ابن واللي فقد أم واللي فقدت زوج واللي فقد زوجة، ليه مبنسمعش مثلا عن حادثة في الكومبوند الفلاني ولا المدينه الفلانية ليه دايما كل الحوادث بتمس الناس الغلابة اللي بيجروا طول اليوم عشان بس يجيبوا قوت يومهم ويحاولوا يحاولوا بس يعيشوا زي البني آدمين ده لو سمينا عيشتهم ديه أصلا آدميه، أنتا عمرك ما هتحس باللي بقوله لأنك سافرت بره وقعدت في أمريكا مدة طويلة ولما رجعت كان معاك اللي يخليك تشتري شقة ف مكان كويس ويبقا ليك العيادة بتاعتك وتشتغل في مستشفى خاص استثماري مش بيدخلوها إلا class A، مش بتشم إلا ريحة البرفانات لكن أنا شوفت الغلابة دول واتعاملت معاهم كل يوم في شغلي في المستشفى القديمة وشميت ريحة تعبهم ووجعهم، احنا كنا طول الوقت مستورين أو من اللي بيقولوا عليهم الطبقة المتوسطة الطبقة اللي اتفرمت بين الاتنين وكل شوية بتنزل ل تحت الناس تعبت تعبت أوي يا أدهم عارف كتاب يوتبيا بتاع دكتور أحمد خالد توفيق.

- أه قريته قبل كده.

- كنت بقول عليه مبالغ أوى وشايف الدنيا سودة بس الظاهر أنه كان شايفها صح أوى افتكرت النهارده فقرة من كتابه سيتركون العاصمة القديمة لتحترق بأهلها وتندثر ظلما وقهرا وفقرا ومرضا وسيذهبون إلى عاصمتهم الجديدة حتى لا تتاذي أعينهم بكل ذلك الدمار تفتكر حد من الطبقة العليا ديه يقدر يستحمل اللي شوفته النهارده الأجابة لأ طبعا عينهم تتجرح لكن احنا عادي نموت ونتوجع ونفضل نضحك على نفسنا ونقول بكرة أحلى.

- مريم أرجوكي أهدي بقا ممكن تقومي تنامي وترتاحي وتبطلي تفكير
- ارتاح وأنام! أزاي بعد اللي ماتوا بين أيديا وأنا مقدرتش أنقذهم
- فاكرة يا مريم لما الست اللي بتولد ماتت مني قولتيلي أيه هقولك نفس كلامك عمرهم انتهى لحد اللحظة ديه وأنا كمان واثق أنك عملتي كل اللي تقدري عليه وأكترعشان تنقذيهم بس في الأول والآخر إرادة ربنا هي اللي بتتم يبقا نقول أيه؟
- لا إله إلا لله، إنا لله وإنا إليه راجعون.

- صح كده إنا لله وإنا إليه راجعون، طيب لازم تآكلي حاجة بقا أنتي من الصبح مأكلتيش حاجة وأنتي عارفة أن ضغطك واطي ومينفعش قلة الأكل ديه
- لأ معلش يا أدهم مليش نفس..
- مفيش حاجة اسمها مليش نفس وبعدين أنا كمان مكلتش وكنت مستنيكي عشان نتغدا مع بعض.
وافقت مريم على مضض وجلست على المائدة لكنها لم تأكل شيئا حاول أدهم معها لكنها طلبت منه أن يتركها وستتناول الفطور في الصباح، وتركته ودخلت غرفتها حاولت أن تجاهد نفسها ولا تفكر فيما مر عليها اليوم لكنها لم تستطع وظلت ليلتها تتقلب من جانب إلى آخر وهي تتسائل أي ذنب أقترفت هؤلاء الناس حتى يموتوا تلك الموتة البشعة؟!، ولما يئست من النوم قامت وتوضأت وظلت تصلي وتبتهل إلى الله أن يرحم هؤلاء الأموات وأن تقيهم نيران الدنيا التي احترقوا فيها نيران الآخرة، ظلت تبكي طويلا حتى علا صوتها وسمع أدهم صوت نهنهتها وهو في طريقه للذهاب إلى صلاة الفجر وحينما سمع صوتها خاف عليها وطرق الباب عدة طرقات وحينما لم تجيبه فتح الباب فوجدها تصلي انتظرها حتى تنهي صلاتها وظل يربت على كتفيها وأمسك كفيها بين راحتيه فأمالت برأسها عليه فاحتضنها كالطفل الصغير لقد شعر أنها بحاجة ماسة إلى ذلك الحضن وهما الاثنان يعلمان أنه حضن انسان لإنسان لا رجل ل إمرأه ظل يهدأ من روعها ويربت على كتفيها حتى نامت من كثرة البكاء ف حملها ووضعها على السرير وخرج وتركها....

وفي الصباح دخل غرفتها على أطراف أصابعه حتى لا يوقظها اطمئن عليها وكتب لها ورقة انه سيأخذ لها اليوم أجازة حتى ترتاح من جهد أمس وأعد لها الفطور ووضعه على الفوتيه بجانبها ووضع تلك الورقة على الصينية حتى تراها..
ذهب هو إلى عمله لكن عقله كان شارد بها وفي حالتها طيلة يومه ولقد لاحظ سيف شروده بينما كان يحدثه ف نظر له قائلا:
- أيه يا عم أدهم مش مركز معايا ليه اللي واخد عقلك.

- لأ معاك بس متضايق شويه عشان مريم
- مالها؟
- مفيش راحت امبارح المستشفى بتاعتها عشان الحادثة بتاعت القطر اللي كانت في رمسيس وقعدت هناك طول اليوم وراجعه حالتها النفسية زفت
- عندها حق والله، الله يكون في عونها الواحد مستحملش يشوف المتابعة في التليفزيون فما بالك بقا باللي عاش في الأحداث ديه
- أنا روحت خدتها من هناك مكنتش قادرة تسوق
- طيب ما تحاول تخرجها من الحالة ديه.

- ياريت اقدر بس مش عارف ممكن أساعدها أزاي
- بس حلو في بدايه قلق واهتمام وشكلك هتقع في المصيدة قريب
- والله أنتا فايق ورايق ده شعور انساني ملوش دعوة بالهبل اللي أنتا بتقوله ده
- لا والله شعور إنساني ماشي يا إنسان أنتا بص حاول تخرجها اعزمها على الغدا بره قضوا يوم ف أي مكان فيه بحر
- أنتا عبيط يا سيف ديه بنت عمي مش مراتي بأي حق يعني هعمل العبط ده.

- يا سلام هما بس المتجوزين اللي بيسافروا مع بعض ما الاصحاب بيسافروا عادي
- يا ابني احنا أولا مسلمين وده مينفعش لايجوز يا بيه ثانيا أحنا صعايده معندناش الهبل اللي بتقول عليه ده
- صعايدة أيه والنبي يا أدهم يا ابني أنا من يوم ما شوفتك عمرك ما اتكلمت ولا كلمة صعيدي وحتى مريم مسمعتهاش بتتكلم صعيدي خالص يبقا بلاش تماحيك في الصعايده بقا.

- مقولنا متقولش والنبي يا سيف أسمها بالله عليك ماشي؟ وبعدين حتى لو، مين قالك انها هتوافق وبعدين لأ مينفعش أنتا عايزني اسافر معاها لوحدي أنا أه عايز أساعدها بس في الأول والآخر هي ست وأنتا عارف أنا مش بطيق الستات ولا سيرتهم
- يادي النيلة على العقد يا سيدي اعتبره موقف انساني مش ده كلامك بردو
- غور ف داهية يا سيف أنا بكلمك ليه أصلا يلا سلام
- براحتك يا ابو الشباب، سلام
- سلام يا أخويا.

ظل أدهم يفكر طويلا في اقتراح سيف الذي نال في نفسه استحسان وقبول لقد وجد أنه الحل الوحيد الذي بإمكانه تغيير حالتها النفسية للأفضل لذا قرر أن يقوم بهذا الحل حتى وإن كان لا يرغب في ذلك وقرر ألا يخبرها لانها قد تعترض سيخبرها فقط أنهما ذاهبان لمشوار مهم وسيعد هو كل ما يلزم لتمضيه هذا اليوم وبالفعل ذهب للهايبر ماركت الموجود بالقرب من المستشفى واشترى كل ما قد يلزمهم في رحلتهم تلك واشترى مايوه محجبات ل مريم علها تود نزول البحر ف تجد ما ترتديه وبعدها عاد أدراجه للمنزل وجدها مازلت في غرفتها طرق عل باب الغرفة وأستأذن بالدخول ف أذنت له وحينما دخل غرفتها دار بينهما الحوار التالي:.

- ها عاملة أيه دلوقتي؟
- الحمد لله أحسن
- طيب جهزي نفسك بكره عندنا مشوار مهم
- مشوار فين أنا نازلة الشغل
- لا أنا خدتلك أجازة
- أنا هقضيها أجازات ده أنا كل شويه بآخد أجازة
- أنا قولتلهم أنك تعبانة وخدتلك أجازة مرضي
- وليه يعني ومشوار أيه ده اللي هنروحه ومع بعض كمان
- بكره هتعرفي أرجوكي بلاش رغي كتير وأسئلة لأني مش هرد عليها
- وأنا مش هروح في حتة إلا لما أعرف
- مريم بلاش تتحديني هتخسري أكيد.
- أرجوك يا أدهم أنا فعلا مش مستعدة أروح في أي مكان
- لو سمحتي يا مريم اسمعي كلامي ومش هتندمي يلا بقا عشان نتغدا أنا جعان جدا وعلى فكرة جبت أكل وأنا جاي ف خلينا نآكل قبل ما الأكل يبرد ده إن مكنش برد فعلا
- لأ مليش نفس
- مش عايز أسمع لأ ديه اتفضلي يلا
- أووف طيب.

مرت الليله وفي الصباح كان أدهم قد نزل ووضع كل المستلزمات التي سيأخذونها معهم وذهب فأيقظ مريم وأعد لها فطور سريع وهرب من العشرات من الأسئلة، ارتدت مريم ملابسها ونزلت معه على مضض لذلك المشوار المهم على حد تعبيره وهي لا تعرف إلى أين؟ ركبا السيارة وتحركا في طريقهما للعين السخنه ف هي تعتبر أقرب مكان إليهما، كانت مريم تتابع الطريق من نافذة السيارة تحاول أن تستشف إلى أين هما ذاهبين حتى وجدت لافته مكتوب عليها العين السخنة وأشارة بسهم لتوضيح إتجاه السير نظرت لأدهم متسائلة.

- احنا رايحين السخنه ليه؟
- محتاج أغير جو وقولت أكسب فيكي ثواب وأخدك معايا
- وده وقته!
- طبعا وقته أنتي محتاجة يوم تغيري فيه جو هو يوم واحد هنقضي داي يوز في فندق هناك وهنرجع على بالليل وأكيد هيفرق معاكي
- طب مش تقولي.

- مكنتيش هتوافقي وأنا كان لازم أساعدك عشان تخرجي من جو الاكتئاب ده وعشان متحسسنيش إني ثري عربي وتقوليلي ناس ماتت واحنا نروح نصرف فلوس ونروح فنادق والكلام ده، على فكرة يا مريم أنا مش غني ولا حاجة أنا لما سافرت أمريكا عملت مبلغ بس مش زي ما أنتي متخيله يعني مش مليونير بس أنا بحب اتبسط اللي بيجي بصرفه ف بتحسي إني عايش مرفه
- أنا مقصدتش حاجة والله ربنا يزيدك بس أنا كنت أقصد أن....

- قاطعها قائلا: أنا عارف أنتي تقصدي إيه ومش زعلان من حاجة المهم أنا عايزك تتبسطي النهارده على قد ما تقدري عشان تنزلي بكرة الشغل ف حالة كويسة
- شكرا أنك مهتم
- أنا مش مهتم ولا حاجة وبعدين أنتي لما كنت في موقف مشابه مسبتنيش إلا لما خرجتيني من الحالة ديه وأكيد مش هتطلعي أنتي أحسن مني
- لا حول ولا قوة إلا بالله هو أنتا لازم دبش في كلامك على العموم بردو شكرا.

وأخيرا وصلا الفندق دخلا معا وكان الفندق يبدو عليه أنه من فئة الخمس نجوم وكان يطل على إحدى الشواطيء الرملية الناعمه..
نظر أدهم إلى مريم متسائلا:
- تحبي نفطر الأول ولا نقعد على حمام السباحة
- لا مش عايزة أفطر ما احنا لسة واكلين في البيت وكمان مش عايزة أقعد عل حمام السباحة
- أمال عايزة أيه نروح؟!
- لأ عايزة اتمشى على البحر ممكن؟
- أكيد طبعا تحبي تتمشي لوحدك ولا آجي معاكي.

- لو مش طايقني أوى خليك لكن لو حابب ياريت تيجي معايا
- أدهم بمزاح: هو أنا مش طايقك بس مش أوى ف هاجي معاكي اتفضلي
- ميرسي
- العفو
وأثناء سيرهما على الشاطيء قالت دون أن تنظر إليه:
- عارف يا أدهم إني بحب البحر أوى الحاجة الوحيدة اللي لسه مفقدتش شغف الطفولة بيها لسه بفرح لما أعرف إني رايحة البحر
- قاطها أدهم ضاحكا: رايحة البحر تعبير عيالي أوي.

- فعلا أنا بفرح زي العياال بالبحر أوى يا خسارة كان نفسي أعوم وفرصة البحر فاضي ومفيش حد بس أنتا مقولتليش كنت عملت حسابي
- حصل يا فندم
- هوه أيه اللي حصل
- أنا عملت حسابي وجبتلك مايوه محجبات بس يارب يطلع المقاس مظبوط أنا جبته بالشبه كده
- بجد جبتلي مايوه؟هييييه شكرا بجد أنا فرحانة جدا طب هو فين؟
- معايا تعالي اطلعي أوضتك وغيريه وأنا هستناكي عشان أغير أنا كمان
- أوك.

ذهبت لتغيير ملابسها وكان المايوه مقاسه مظبوط عليها لكنه ضيق بعض الشيء مما برز جسدها به ف كانت رائعة وهي ترتديه كان مايوه باللون الموف والأبيض معا ومعه بونيه خاص بالشعر باللون الموف بالرغم من بساطته إلا إنه جميلا حينما خرجت لأدهم نظر لها متفحصا إياها ثم قال:
- ضيق شويه صح
- فعلا هو مش ضيق هو مجسم شويه
- وأنتي تلاقيكي فرحانة طبعا عشان طلع كده.

- ليه هو أنتا شايفني يعني بلبس محزق وضيق ما أنتا عارف أن لبسي محتشم
- ماشي يا أختي عل العموم أنا عملت حسابي وجبت المقاس الأكبر أدخلي يلا هتلاقيه في الشنطة التانية غيري بسرعه بقا
- أنتا أيه مش بيفوتك حاجة أبدا
- أنتي متعرفيش الراجل اللي يرضي يخلي مراته أو أخته أو بنته تلبس ضيق وتنزل تستعرض للناس يبقا أسمه أيه؟!
- لأا عارفة طبعا وبعدين أنتا شايفني لابسة بكيني يعني.

- مش هخلص من لسانك بصي أنا هغير الأول عشان أنتي بتتأخري أوى استنيني هنا عقبال ما أغير ولا أقولك تعالي جوه معايا
- احمرت وجنتاها خجلا وقالت: ياسلام مينفعش
- أولا أنا جوزك، ثانيا مقصدتش حاجة بس مش هينفع أسيبك لوحدك هنا واللي رايح والجاي يتفرج عليكي أنا هغير في الحمام يا ستي عشان متتكسفيش وكمان ممكن تغيري أنتي ف نفس الوقت ف الأوضة ومش هخرج إلا لما تقوليلي
- ماشي.
حينما خرج وقد ارتدى المايوه كان شكله وسيما للغاية فبالرغم من سمرته إلا أنها رائعة عليه بجسده الفارع وقوامه العريض، كان قد ارتدى فوق المايوه تي شيرت كت مناسب للسباحة، وحينما رأته حاولت تبديد نظرهاا للناحية الآخرى ثم قالت متسائلة:
- ها يلا؟
- أه تمام يلا.

وبعدما ذهبا للبحر كانت الشمس قد نشرت أشعتها الذهبية على صفحة الماء ف صارت متلألأة وكأنها تدعو الناس إليها خلع أدهم التيشيرت الذي كان يرتديه ف ظهرت عضلاته البارزة بعض الشيء خجلت مريم من رؤيته هكذا لكنها لم تحاول أن تلفت نظره لخجلها هذا ولكنه بالرغم من هذا قد لاحظه نزلا معا في البحر سبحا طويلا وأدهشته مريم كثيرا لم يكن يعلم إنها سباحة ماهرة لتلك الدرجة حتى قال لها:
- مكنتش أعرف أنك سمكة كده.

- مريم بفخر: أمال أنا بحب البحر وبحب أعوم فيه أوى مش بقدر أشوف المياه قدامى ومنزلش
- طب بقولك أيه تعالي نطلع شويه عشان تآكلي ونقعد شويه عشان الشمس دلوقتي هتحرقنا وهنروح الشغل بكره مفضوحين بالجرم المشهود
- أه صحيح احنا أكيد بشرتنا هتكون خدت تان وأكيد هيلاحظوا
- ما أنا جه ف بالي فكرة كده
- فكرة أيه أوعى تقولي ناخد أجازة دول هيرفدوني
- لأ لأ مش أجازة ولا حاجة هنكدب كدبة صغيرة كده وربنا يسامحنا بقا.

- كدبة أيه؟
- بصي هنقولهم أننا سافرنا الصعيد عشان كان في عزاء وكده والجو هناك حر جدا وقضينا معظم اليوم بره البيت عشان كده اسمرينا شويه
- لا والله طب أنتا وروحت الدفنة في الحر والعزاء في الشارع لكن أنا أيه هيبقا شكلي أهبل جدا وكلام عبيط وبعدين أنتا مش هيبان فيك اوي لكن أنا وشي هيحمر جدا من الشمس
- بقولك أيه اسمعي كلامي بس ومحدش هيركز ده لو حد سألك أصلا
- أمري لله.

- تعالي نآكل أي حاجة بقا لأني جعت جدا
- وأنا كمان جعت أوى
- ياااه وأخيرا قولتي أنك جعانة مبسمعش أنا الجملة ديه خالص
- يا سلام ليه مش باكل يعني أمال أيه عايشة على الهوا
- لأ عايشة بالقدرة
- اتريق اتريق طب يلا قبل ما أرجع في كلامي
- ماشي
تناولا طعام الغداء ثم جلسا حول المسبح الخاص بالفندق ثم ذهبا مرة آخرى لتمشية على شاطيء البحر وبعدما حان وقت الغروب نظرت إليه قائلة.

- ممكن ننزل شويه دلوقتي ده أكتر وقت بحب أنزل فيه البحر
- اشمعنا بتحبي الغروب؟
- أه زمان مكنتش بحبه كنت فاكرة أن الشمس بتغرق في البحر وتموت وعشان كده السما بتبقا حمرا علشان زعلانه على الشمس
- هههههههه لا حول ولاقوة إلا بالله من يومك أديبة وخيالك واسع معرفش أيه طلعك دكتورة أصلا
- ماشي هسيبك تتريق عليا براحتك النهارده يلا بقا ننزل البحر
ونزلا للبحر مرة آخرى ف اردفت مريم قائلة:.

- بحب الغروب عشان عرفت أنه مش نهاية العالم زي ما كنت فاكرة هي نهاية عندي بس بداية لغيري ومعناها أن بكره هيكون في يوم جديد بأمل جديد
- يا سلام يا سلام يوسف السباعي واقف معايا بنفسه وبيكلمني
- بطل تريقة
- مش بتريق أنا رأيي تغيري نشاطك وتتجهي للكتابة وسيبك من الطب وأهو تريحينا منك
- شكرا
- العفو.

ظلا يسبحان حتى اختفت الشمس تماما أو غرقت في مياه البحر كما كانت تقول وخرجا وبدلا ملابسها وعادا سويا للقاهرة لكنهما عادا مفحمين بالنشاط والأمل وعادت البسمة من جديد لوجه مريم الذي باتت حمرته شديدة لكنها رائعه مع تلك العينان ظلت طيلة الطريق نائمة تماما كالأطفال وتعمد ألا يوقظها حتى تستريح وكان يسوق بهدوء حتى لا يقلقها فهو يعلم أنها لم تهنأ ليلة أمس على نوم هاديء وحينما وصلا نادي عليها حتى يوقظها.

- مريم، مريم أصحي وصلنا، مريم
- بفزع وشهقة عالية وضربات قلب متسارعة وعيون زائغة تتفحص ما حوالها: أدهم!
- أهدي يا مريم في أيه؟أنا لاحظت أكتر من مرة موضوع خضتك ده؟ بيكون كابوس ولا أيه؟.

ترى ما هو سبب فزع مريم الدائم؟ هل هناك كابوس ما يطاردها في نومها أم هناك سبب آخر ستكشفه الحلقة القادمة؟ وأخيرا هل سيثق أدهم ف مريم وينهي شكه بها أم أنه سيحدث شيئا يقلب الأحداث رأسا على عقب ويجعل جدار الثقة الهش التي بنته مريم في الأيام القليلة الماضية ينهااار؟ هذا أيضا ما سنعرفه في الحلقة القادمة....
- مريم بتوهان وبصوت يكاد يكون مسموع: بابا
- أدهم بعدم فهم: عمي؟ماله؟ كنتي بتحلمي بيه ولا أيه؟
- مريم وقد أماءت رأسها بالرفض: لأ
- أدهم بنظرات تستحثها على الحديث: أمال؟
ابتلعت غصة أصابتها كلما تذكرت سبب فزعها وحاولت ألا تفر الدموع من مقلتيها رغما عنها وأجابته قائلة:.
- لما بابا الله يرحمه توفي كنت نايمة وصحيت فجأة على صوت دموع أمي وهي بتصحيني وبتقولي بصوت كله وجع قومي يا مريم اللي كان ساندنا مات ومن وقتها بقيت بتخض لما أي حد يصحيني فجأة أو لما أسمع صوت عالي أو صوت حد بيعيط بحس بنفس احساسي وقتها نفس ضربات قلبي نفس خوفي كأن الموقف بيتكرر تاني قدامي كأني بعيشه ف كل لحظة بصحى فيها مخضوضة كأن بابا بيموت تاني قالت جملتها الأخيرة وقد فرت دمعة من عينيها مسحتها سريعا ونظرت في الإتجاه الآخر.

شعر أدهم بغصتها والحزن التي شعرت به في تلك اللحظه فأراد أن يخفف عنها قائلا بمزاح:
- بقولك أيه نلف ونرجع تاني ولا أيه مش عايز زعل، اليوم ده كله والصرف ده عشان تفرحي فيه وتنسي أي حاجة تزعلك وليكي عليا يا ستي لما آجي أصحيكي هبقا أوطي صوتي خالص ولا أقولك مش هصحيكي أصلا خليكي نايمة نوم الظالم عبادة
- ابتسمت مريم لمداعبته وقالت: أنا ظالمة بردو يا ظالم.

- طب يلا بقا خلينا نلحق نطلع ننام عشان ورانا يوم طويل في الشغل الصبح
- ماشي يلا
صعدا لشقتهما وتوجه كلا منهما لغرفته بعد أن أخذ كلا منهما الشاور الخاص به ولم تنسى مريم أن تشكر أدهم مرة أخيرة على هذا اليوم الرائع ولم ينسى هو أيضا أن يذكرها بأنه لم يفعل ذلك إلا من باب رد الجميل على مساعدتها السابقة له ونام كلا منهما نوما عميقا بعد يوم كان رائعا لكليهما...

وفي الصباح ذهب كلا منهما للمستشفى بسيارته حتى لا يراهما أحد معا وتبدأ الأسئلة باكر جدا، كان أول من قابل أدهم هو صديقه سيف
- سيف بإبتسامة: صباح الفل يا أدهوم
- صباح النور يا سيف
- أيه صباحو فل ولا أيه؟ قالها سيف غامزا أياه
- مالك يا سيف في أيه؟
- لا والله أيه واخد تان أنتا يا معلم يبقا سمعت كلامي ونفذت اللي قولتلك عليه
- كلامك أيه اللي نفذته وتان أيه
- لأ حلو عجبتني الدخلة ديه.

- شكلها هتبقى دخلتك يا سيف يا حبيبي
- لا والله ماشي ماشي
- بقولك أيه يا سيف مش فاضيلك ورايا شغل
- ليه هو أنا تلميذ عشان أسيبك قبل ما أعرف أيه اللي غير لونك يا فسواني
- عادي يا سيف كنت في عزا
- لا والله عزا ومريم كمان كانت في عزاء أنتا هتستهبل انتو الاتنين كنتم واخدين أجازة امبارح ليه؟
- عشان احنا الاتنين كنا في العزاء يا سيف والعزاء كان في الصعيد وأنتا عارف بقا الجو هناك حر وشمس ازاي.

- عزاء وحر وشمس وصعيد ماشي يا معلم خليك فاكر أهوه أنك بتكدب على أخوك بس ماشي هعديهالك المرادي أهم حاجة تكونوا اتبسطوا في العزاء
- سيف مش فايقلك على الصبح وهو في حد بيتبسط في العزاء سلااام
- سلام يا أدهومتي
- اتلم يلا واسترجل سلام يا حلوة
وفي نهاية اليوم كانت مريم بإنتظار أدهم ليعودا معا وكانا على وشك الرحيل إلا أن سيف قد أوقفهما ونظر لها بخبث قائلا:
- دكتورة مريم البقاء لله.

- صمتت مريم لحظة قبل أن تنطلق شفتيها بتردد: ونعم بالله
- بس هو أنتو كنتو واقفين في الشارع طول اليوم عشان الشمس تعمل فيكو كده
- قالت مريم: أنتا عارف بقا يا دكتور سيف شمس الصعيد صعبة حبتين تلاته
- رد أدهم داعما لها: ويعرف منين هو عمره راح الصعيد ده أخره يروح يصيف ف أي حته ابعد حتة راحها تلاقيها اسكندرية
- رد سيف مازحا: لا والله روحت شرم
- يخربيت خفة دم أهلك غور يا سيف خلينا نروح والله أنتا رايق.

- قال سيف قبل أن ينطلقا محاولا إثاره غيرة أدهم: بس المفروض أننا نشكر شمس الصعيد يا دكتورة مريم على اللي عملته
- ردت مريم بعدم فهم: على أيه؟
لكن أدهم فهم أنها مغازلة من سيف ف هو يقصد لون بشرتها صار أجمل فاغتاظ كثيرا ولكنه لم يعلق سوى بأنه قال ل مريم:
- سيبك منه ده بيستظرف سلام يا سيف نشوفك بكره بإذن الله.

انصرفا قبل أن ينتظر رده فهو لو نطق بحرف آخر للكمه في وجهه كيف يغازل زوجته في محضره لكن سيف لا يعلم بأنها زوجته وأيضا هو يعلم أنه فقط يثيره حتى يؤجج الغيرة في قلبه ويجعله يعترف بحبه ل مريم وبينما هو في تفكيره تسائلت:
- هو سيف كان قصده أيه لما قال المفروض نشكر شمس الصعيد هو فهم حاجة ولا أيه؟
- لا متاخديش في بالك هو سيف كده بيحب يستظرف.
مراليوم دون جديد يذكر وفي اليوم التالي كانت مريم سهر في المستشفى وكان جدول أدهم مختلف في هذا اليوم ف كان هو صباحا وهي ليلا وكان سيف هو الآخر لديه نبطشية وكانت تقف خارج غرفتها ف تحركت قليلا ف وجدت سيف أمامها
- أزيك يا دكتور سيف
- الحمد لله أزيك أنتي يا دكتورة
- تمام الحمد لله بخير
- صحيح كنت سامعة من أدهم أنك هتخطب قريب أيه مش يلا بقا عشان نفرح فيك.

- لا والله عايزة تفرحي فيا، والله أنا نفسي مش عارف هخطب أمتا أصل دينا مأجلة الخطوة ديه وأنا لحد الآن مش عارف ليه
- اتكلم معاها أكيد ليها أسبابها
- أنا مبقتش متأكد أصلا أنها بتحبني وأنها عايزة تتجوزني ولا لأ
- أزاي يعني؟ أنا آسفة على التدخل والله بس أنتا بالنسبالي أخ ويهمني مصلحتك.

- أسفة على أيه ربنا يعلم أنا كمان والله من أول ما شوفتك وأنتي بتفكريني بأختى سلمى اللي اتجوزت وسافرت مع جوزها ومش بشوفها إلا كل سنة ولا سنتين أسبوعين أجازة
- ربنا يرجعهالكم بالسلامة
- بصراحة يا دكتورة مريم أنا كنت محتاج أخد رأيك في موضوعي مع دينا كويس أنك فتحتي الموضوع أنتي بنت وأكيد هتفهميها أكتر مني
- قولي أيه المشكلة مالها دينا؟.

- مش عارف كل أما أقولها نحدد معاد الخطوبة وأروح أقابل والدك تقولي لأ استنا مش مستعدة، مستعجل ليه كده
- أنتا متأكد يا دكتور أنها بتحبك وعايزاك؟
- أحنا بنحب بعض من زمااان هي أول حب وآخر حب في حياتي هي بنت الجيران كنا طول الوقت مع بعض يمكن ف أول علاقتنا كنت متأكد أنها بتحبني وهي نفسها صارحتني ب ده بس معرفش أيه اللي غيرها طول الوقت أنا اللي عايز أقعد معاها أنا اللي بكلمها أنا اللي بهتم بكل تفاصيلها.

- بس هوه ده
- أيه ده؟
- أنتا مديها اهتمام أوفر محسسها أنها محور الكون ف هي ضمنتك حست أنك موجود وسوري مدلوق عليها وفي نوع من البنات لما بيحسوا كده بيبتدوا يعاملوا الراجل بطريقة جافة لازم تخليها تغير عليك تحس انك مش ملكها تحس أنك ممكن تضيع من ايديها
- اعمل أيه يعني؟
- غريب اوى يا دكتور
- هو أيه؟.

- حبك ليها بالرغم أنك شخصيه قوية بس حساك قدامها ضعيف لازم تبقى قوي لازم تقلل شويه من اهتمامك، من مكالماتك، من زنك عليها، كده لازم تحس وتلمس أن في تغيير من ناحيتك أحكيلها عن أي واحدة وقولها أنها زميلتك واشكر فيها واتكلم عنها شعلل الغيرة في قلبها ساعتها هنشوف بقا إذا لسه بتحبك ولا ده كان مجرد تعود على وجودك في حياتها
- شكرا بجد يا دكتورة ربنا يخليكي مش عارف أشكرك أزاي بجد هحاول أعمل كده وأما أشوف.

- طب أسيبك أنا بقا عشان بيندهوا عليا في الاستقبال تقريبا في حالة سلام
- سلام.

مرت أيام ولم تقابل سيف فيها وكانت الحياة هادئة إلى حد كبير بينها وبين أدهم لقد بات يعاملها أفضل من ذي قبل بدأ يثق بها أكثر وهذا ما أضفى على علاقتهما هدوءا نسبيا ولكن يبدو أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، ففي إحدى الأيام والتي كانت تبدو أنها مثل سابقتها إلا أنه حدث شيئا غير متوقعا في ذلك اليوم ذهبا معا للمستشفى كلا منهما في جهته وفي منتصف اليوم وجدت اتصالا من سيف الذي طلب منها أن تحضر إليه في غرفة الآشعة لأمر ضروري وعاجل وبالفعل ذهبت إليه في الحال ف لقد كانت جالسة في مكتبها بالمستشفى بعد أن أنهت المرور على بعض الحالات ولم تكن هناك أية حالة طارئة وحينما رأته سألته:.

- خير يا دكتور في أيه خضتني؟
- بصي بقا أنا وقعت من السما وأنتي استلقتيني أنتي لازم هتساعديني
- أساعدك في أيه؟
- دينا
- مالها
- جاية دلوقتي
- جاية هنا في المستشفى؟
- أه
- طب وأيه يعني
- مهي جاية تشوف الدكتورة زميلتي اللي عمال بحكي عنها واتكلم عن رقتها وأسلوبها وشياكتها وأناقتها والكلام اللي اتفقنا عليه عشان أخليها تغير
- أيوه وبعدين قالتها مريم بترقب.

- أجابها سريعا دون توقف: وبعدين بصراحة بقا ومتزعليش مني أنا معرفش حد غيرك أو مجاش في بالي إلا أنتي فأنا كلمتها عنك أنتي ولازم لما تيجي تشوفك
- أنتا بتهزر أزاي عملت كده وأنا أيه اللي يدخلني في حاجة زي كده أنا بقولك قولها أي كلام كده مش تتكلم عن حد بجد وبعدين تشوفني ليه أصلا؟
- مهو ثم هرش في رأسه
- مهو أيه قول كمل أنا شكلي كنت غلطانة لما نصحتك وأنتا هتلبسني في حيطة.

- والله متخافيش مفيش حيطة ولا حاجة
- قول كل الكلام ياسيف لو سمحت هي أصلا دينا جاية ليه؟
- بصراحة بقا أنا النهاردة زودت العيار حبتين
- لأ والله وزودته أزاي بقا إن شاء الله.

- قولتها أنا لسه بفكر في موضوع جوازنا ومش عارف إذا كنت عايز أقابل باباها ولا لأ وإني مش فاضي أصلا عشان أكلمها لإني قاعد معاكي دلوقتي وبنتكلم ف موضوع مهم ف هي الجنونة بتاعتها طلعت وقالتلي أقفل يا سيف أنا جيالك عشان أشوف اللي غيرتك عليا ديه
- يا حلاوة أيه العك اللي أنتا نيلته ده وأنا بقا مطلوب مني أعمل أيه أقف أفرج ست دينا عليا ولا أقعد أحب فيك قدامها ولا أيه.

- لأ طبعا مقدرش أقولك كده بس أنتي ست وأكيد تعرفي أزاي تجننيها وبعدين أنا مقولتلهاش أنك بتحبيني ولا حاجة
- يا سيف خلي بالك أنتا كده ممكن تخسرها ممكن في لحظة كرامتها تنقح عليها احنا كنا بنتأكد بس من حبها ليك اللي بقا واضح زي الشمس بس أنتا حبيت اللعبة، سيف أنا هقف معاك المرادي بس لكن تظبط معاها بقا وتروح تتقدملها وكفاية كده بدل ما أنا والله اللي هروح أقولها الحقيقة وأنتا حر.

- حاضر حاضر والله، بس بقا عشان هي جاية علينا أهيه
- قربت
- أه جدا
تقمصت مريم الدور جيدا وألبست نفسها شخصية آخرى في ثواني وقالت:
- مش عارفة أشكرك أزاي والله يا سيف على ذوقك انتا والله راجل مفيش منك يا بختها اللي هتتجوزك
وهنا ظهرت دينا خلف مريم بعد أن سمعت جملتها تلك فأجابتها وهي مازالت خلفها:
- طبعا يا بختي بيه سيف ده أحلى حاجة حصلتلي
- نظرت مريم خلفها: مين حضرتك.
- قالت دينا بتحفز بعدما رمقتها بنظرة تفحص من رأسها حتى أخمص قدميها: متقولها يا سيف وبعدين أخس عليك مش تعرفنا ببعض مين ديه؟
- نظر سيف إليهما مصطنعا التوتر: مريم، دكتورة مريم دكتورة جراحة هنا ودينا جارتي من زمان
مدت مريم يدها ل دينا لتصافحها وكان الشرر يتطاير من عيني الأخيرة والتي كادت أن تفتك ب مريم وسيف معا
- بس الواضح أن سيف مش عارف يكمل التعارف صح ولا أيه يا سيف؟.

لم تنتظر أن يجيبها سيف ف استطردت قائلة:
- أنا مش بس جارته أنا خطيبته كمان
- خطيبته؟ ردت مريم متصنعة الدهشة ثم أردفت قائلة: بس هو مش لابس دبلة ف ايده، ثم نظرت مرة آخرى ل سيف قائلة: مقولتليش يعني يا سيف أنك خاطب أشمعنا ديه محكتليش عليها؟
- ردت دينا بحدة أكثر: ويقولك ليه هو يعني بيقولك كل حاجة.

- أه سيف بيحكيلي عن كل حاجة في حياته أحنا أصدقاء جدا بس الغريبة أنه محكليش عنك أصلا معقولة يا سيف القمر ده يتنسي
- رد سيف وهو يحك ذقنه بأصابعه: يعني مجتش فرصه
- ردت مريم: مجتش فرصة تقولي أنك خاطب معقول
- قال سيف: مهو احنا لسة متخطبناش
- تنهدت مريم قائلة: الحمد لله وقعت قلبي.

- ردت دينا وهي بالكاد تتحكم في أعصابها حتى لا تشد مريم من حجابها ثم تصفعها على وجهها: وقلبك وقع ليه يفرق معاكي أنه يبقا خاطب في أيه؟
- لا أنتي فهمتيني غلط أصل مش معقولة واحد زي سيف شاب مرح بيحب الهزار والضحك وسوري يعني يبلي نفسه بالجواز والخطوبة والكلام ده مش قصدي عليكي طبعا أنتي قمر بس عموما الجواز نفسه كفكرة مش لايقة على سيف.

- لأ معلش الكلام ده لو هيتجوز حد تاني لكن معايا أنا هيعيش علطول في حب وضحك وفرح طول العمر
- هههههههه اطلقت مريم ضحكتها التي زادت من جنون دينا ثم أردفت قائلة: سوري يعني ديه أحلام بس أرض الواقع غير على العموم يا سيف ربنا يهنيكوا بس رأيي فكر تاني قبل ما تاخد الخطوة ديه.

- رد سيف حتى يزيد من جنون دينا: مهو أنا فعلا بفكر حاسس أن كلامك صح موضوع الجواز ده مش لايق عليا أنتي أكتر واحدة فهمتيني يا مريم والله
- ردت مريم بابتسامة وقد وجهت بصرها تلقاء سيف وقد تعمدت تجاهل وجود دينا: طبعا مش أصدقاء على العموم أنا ماشية بقا عشان أسيبكم مع بعض باي سوري معلش نسيت أسمك أيه؟
- ردت دينا وهي تزفر آخر أنفاسها قبل أن تضرب مريم: اسمي دينا متهيألي سهل.

شعرت مريم أن دينا لو انتظرت لحظة آخرى ستقتلها فقررت الانصراف سريعا بعد أن قالت جملتها الأخيرة
- فرصة سعيدة يا دينا
- ردت دينا بإقتضاب وبإبتسامة سمجة: شكرا.

وبعدما انصرفت مريم وقبل أن تتحدث دينا جاءت سيف مكالمة لم تستغرق ثواني لكنها كانت كفيلة بأن تجعل أدهم يسمع الحديث الذي سيدور بين دينا وسيف من بدايته فقد كان في طريقه إلى الغرفة الموجود بها ليسأله على آشعة لمريضة كان قد طلبها منه في الصباح لكن وقبل أن يدخل سيف مكتبه سمع صوت دينا وهي تتحدث إليه بصوت عالي قائلة:
- ممكن أعرف بقا مين مريم دي عشان تتكلم معاك كده
- وطي صوتك يا دينا احنا ف مكان شغل.

- لأ والله شغل وكان فين الشغل والهانم بتقولك ميرسي أوي يا سيف أنتا مفيش منك وأنتا قد أيه ذوق وبلا بلا بلا اللي كانت بتقوله لما دخلت عليكوا المكتب
- عادي كانت طالبة مني حاجة وعملتهالها زميلة يعني.

- زميلة بجد؟ وهي الزميلة ديه بتحكيلها كل حاجة عنك ليه ها؟ الزميلة ديه عمال تحكيلي عنها بقالك فترة ليه ومعرفش رقة أيه وجمال أيه وطول الوقت مريم مريم ويا بخت اللي هيتجوزها وهي تقول يا بخت اللي هتتجوزك وأيه نزغرط بقا ونجيب الدبل ونبل الشربات
- أيه الهبل اللي بتقوليه ده.

- لأ والله اللي أنا بقوله هبل ليه مشوفتش وشها اتغير أزاي لما قولتلها إني خطيبتك وتقول أصل سيف مش لايق عليه الجواز هي قصدها مش لايقة عليك أنا لكن هي طبعا تبقى لايقة عليك أكيد ودكتورة زيك بقا
- أنتي اتجننتي خالص يا دينا أنا ومريم زمايل مش أكتر
- طب ماشي هصدقك بس تيجي بكرة تقابل بابا وتخطبني منه ساعتها بس هصدق أن مفيش بينكوا حاجة وخلاص.

- بكرة؟!، بكرة صعب أوى يا دينا ورايا حاجات كتير وبعدين أنتي خدتي وقتك براحتك أنا كمان من حقي آخد وقتي
- تآخد وقتك في أيه، تآخد وقتك عشان تفكر هتسيبني أزاي وتروح للدكتورة بتاعتك أنا دلوقتي بقيت متأكدة أنك بتحبها هي على العموم كل اللي بينا انتهى ربنا يوفقك معاها سلام يا سيف
- دينا استني بس، استني يا مجنونة.

في أثناء خروجه للحاق بها وجد من يجذبه من يده ولم يكن هذا الشخص سوى أدهم الذي استمع لكل الحديث الذي دار بينه وبين دينا التي كان يعلم جيدا من سيف مدى عشقه لها كانت كلمات دينا كأنها طعنات تلاقها أدهم في قلبه ف ماذا فعلت مريم مع سيف هل أحبته؟ سمحت ل غريب أن يدخل قلبها وهي زوجة له وهو الذي كان يظن أنه ظلمها معه كلهن خائنات حقيقة لا مفر منها لا توجد في الكون كله إمرأة بريئة في عينيه إلا أمه عفاف، امسك سيف من معصمه بقوة ثم نظر له بحدة قائلا:.

- أيه اللي سمعته ده يا سيف؟
- مش وقته يا أدهم خليني ألحق المجنونة اللي مشيت ديه
- لأ وقته ومش هتتحرك من هنا إلا لما تفهمني أيه اللي بينك وبين مريم؟
نظر له سيف وقد خطرت بباله فكرة وشرع في تنفيذها على الفور ثم أجابه قائلا:
- وأنتا مالك يا أدهم.
- تطاير الشرر من عيني أدهم ثم جذب سيف من بالطوه الأبيض قائلا: أنتا مالي! مريم بنت عمي وأنتا عارف كويس أنطق بدل ما اتهور عليك ومش هيهمني احنا في الشغل ولا فين
- أمسك سيف يد أدهم وابعدها عنه: في أيه يا أدهم طب أهدى كده
- ملكش دعوة أهدى ولا اتزفت قولي في أيه بينك وبين مريم؟
- بصراحة يا أدهم أنا مقدرش أخبي عليك أنتا بالذات أنا شكلي كده بحب مريم.

- تحب مين يا روح أمك أنتا هتستعبط وديني يا سيف لو ما اتكلمت عدل ل هظبطك
- وأنا بكلمك عدل يا أدهم هي بنت عمك أه وأنا مقولتلكش أن حصل بينا أي حاجة وحشة لا سمح الله أنا مشاعري أتحركت ناحيتها وحسيت إني مكنتش بحب دينا ومن كلامي مع مريم حسيت إن هي ديه البنت اللي بدور عليها جميلة وأخلاق ومتفهمة وذكية وطيبة وسوري يعني يا أدهم ومش عايزك تزعل مني ست ست أوى و....

وقبل أن يتم حديثه فآجأه أدهم بلكمة قوية في ذقنه فهو يفهم أن سيف يتكلم عنها كأنثى اذا نظر لها وتفحص فيها، أمسك سيف ب ذقنه التي آلمته كثيرا ثم قال:
- أيه الغباوة ديه يا أدهم مهو حقي ابصلها يا أخي وأنا مبصتلهاش إلا مرة واحدة بس أمال هتجوزها عمياني
بدأ أدهم صوته في الارتفاع مما جعل سيف يغلق باب المكتب عليهما حتى لا يسمعهما أحد...

- تتجوز مين أنتا؟!ومين قالك أصلا أنها هترضى تتجوزك هي قالتلك؟ كان ينتظر أي رد يبرأها أمامه
- مهو أنا أكيد مش أهبل عشان أكلمك كده إلا لما أكون مالي أيدي منها
- قالتهالك يعني صريحة
- لأ مش بالظبط بس مهتمة بيا وعلطول بتمدح فيا وتقولي أنتا ذوق ويا بخت اللي هتتجوزك وياريتني قابلت شخص زيك كده من زمان وبتقعد معايا كتير وبتكلمني عن حياتها الخاصة
- لأ والله وقالتلك أيه بقا عن حياتها الخاصة.

- لا يعني عن تجربتها في الجواز وقد أيه إنها محتاجة سند وحد يحتويها وكده هتقولي أيه يعني
- أنا مش مصدقك أصلا مريم عمرها ما تعمل كده هي بنت عمي وأنا عارفها
- مش مصدقني أبقى أسألها
كان الغضب يملأ كيان أدهم اتصل ب مريم ليصب عليها جم غضبه لكنه فوجىء بهاتفها على مكتب سيف يبدو أنها نسيته حينما كانت موجودة
- ده تليفون مريم هنا أهوه قالها سيف.

- هاته ولما تشوفها متقولهاش أنك قولتلي وسيبني أنا بقا آخد رأيها وقولها إني خدت أذن و روحت عشان مصدع شوية وأن تليفونها معايا، سلام
- ماشي تسلملي يا معلم هو ده العشم بردو سلام.

ظن سيف بأنه أثار غيرة أدهم وأنه بتلك الفعلة قد رد الجميل الذي فعلته له مريم اليوم لم يكن يعلم أنه فتح عليها باب من أبواب جهنم لن تستطع مريم إغلاقه، بعد حوالي ساعه جاءت مريم لتبحث عن هاتفها وتطمئن على ما فعله سيف مع دينا ولكنها وجدت مفاجآة آخرى بإنتظارها
- دكتور سيف هو موبايلي أنا نسيته هنا؟
- أه أنتي لسه فاكرة
- فينه
- مع أدهم
- باستغراب: وأيه اللي وداه ل أدهم.

- مهو كان هنا وكان بيكلمك ف لقينا الموبايل على المكتب هنا ف خده وبيقولك أنه مصدع شوية وخد أذن وروح
- أوك، مقولتليش عملت أيه مع دينا؟
- مش مهم دينا دلوقتي هحكيلك بعدين أسأليني عملت أيه مع أدهم عشان بس تشكريني رديتلك الجميل وقتي عشان تعرفي سيف بس وجدعنته
- أدهم!ماله أدهم وجميل أيه اللي رديتهولي.

فقص عليها ما قاله لأدهم وكانت هي مع كلمة تشعر بالفزع الشديد أي جميل هذا الذي يتحدث عنه هذا الأحمق لقد ألقاني في نيران أدهم التي لا تنطفيء وبعدما انتهى من حديثه نظرت له قائلة:
- الله يخربيتك يا سيف، منك لله أيه اللي خلاك تقول كده بس أنتا مجنون.

- سيف متعجبا من طريقة حديثها معه وهجومها عليه فقال موضحا: أنا كنت بشعلل غيرة أدهم عشان يعترف أنه بيحبك وأكيد لما هيشوفك النهارده وبعد كلامي ليه هيعترفلك بحبه
- ضحكت ضحكة ساخرة وتنهدت تنهيدة تملؤها الندم: حبه!حب أيه بس أنتا مش فاهم أي حاجة أنتا مش عارف أدهم هيعمل فيا أيه ولا هيقولي أيه.

- هتشوفي والله أصلك مشوفتيهوش وأنا بقوله الكلام ده كان عامل أزاي ده ضربني وكان هيموتني مش بعيد النهارده يطلبك للجواز
- اسكت اسكت يا سيف
- اسكت ليه بس في أيه؟
- مفيش، ثم استطردت قائلة وقد أطلقت من صدرها زفرة حارة: مفيش حد بيطلب الجواز من مراته..
- سيف بصدمة: مراته؟! مين ديه اللي مراته؟.

- أنا أنا يا سيف، أدهم اللي قعدت تحكيله عن اهتمامي بيك وبلا بلا العك اللي أنتا قولته ده يبقا جوزي، أدهم جوزي يا سيف تقدر تقولي هتحلها أزاي بقا يا سيادة الدكتور الذكي
- لأ ثانية واحدة بقا أنا كده مش فاهم حاجة خالص فهميني الأول أدهم جوزك أزاي؟ واتجوزتوا أمتا؟
وليه محدش يعرف؟
قصت له ما حدث وأسباب عدم معرفتهم بتلك الزيجة، ثم قالت:
- أنا ما صدقت أنه بقا بيعاملني كويس ومش عايزة منه حاجة غير كده.

- أنا آسف والله بس أنا معرفش حاجة عن اللي أنتي حكتيه ده وكمان كل اللي قولتيه ده عامل زي الأفلام العربي ومش أي فيلم ده فيلم هابط كمان
- أنا اللي هشوف فيلم رعب لما أروح البيت
- أنا مش عارف أقولك أيه والله أنا كنت حاسس إن في بدايات مشاعر من أدهم ناحيتك كنت فاكره بيحبك وكنت عايز أنحرره كده عشان أفكه من العقد بتاعته ديه.

- أنا مش عايزة منه حاجة ومش أدهم لوحده اللي عنده عقد أنا كمان مليانة عقد أنا محكتلكش كل حاجة ما خفي كان أعظم أدهم ميعرفش حاجة عن حياتي اللي فاتت وأنا كمان معرفش حاجة عن حياته اللي فاتت يبقى أزاي هنحب بعض وحتى الثقة اللي ما بينا تكاد تكون منعدمة خصوصا من ناحيته.

- لا صدقيني أدهم بيثق فيكي بس في حاجة جواه ملغبطة أنا معرفش أيه وهو عمره ما حكالي عن سبب كرهه للستات بيقولي أنا بكرههم كده لله ف لله بس أنا واثق أن في حاجة كبيرة حصلتله هي اللي خلته كده ولو ساعدناه أكيد هيتغير
- أنا عايزة اللي يساعدني أنا مش قادرة أساعد حد، وبعدين ثقة أيه اللي أدهم بيثقها فيا أدهم علطول بيشك فيا.

- ده قدامك بس لكن الحقيقة صدقيني والله بيثق فيكي جدا عارفة النهارده وأنا بحكيله الكلام اللي قولتهوله قالي مستحيل مريم تعمل كده ومكنش مصدقني بس انا قولتله لو مش مصدقني أسألها يعني عشان أعزز كلامي
- لأ ماشاء الله ناصح يعني لبستهالي رسمي، طب والحل أيه دلوقتي زي ما عكيتها حلهالي
- متخافيش عندي ليكي حل.
هل الحل الذي سيطرحه سيف سينقذ مريم من براثن أدهم أم أنه قد فات الأوااان؟ هل رد فعل أدهم هذه المرة سيترك الفرصة ل مريم ل تسامحه مرة آخرى أم أن رصيد سماحه لديها قد نفذ؟
أسرار كثيرة ستكشفها الحلقة القادمة ووجه أكثر قوة ل مريم المتسامحة....
- سيف بتفكير: متخافيش عندي ليكي حل
- مريم بلهفة: أيه قول بسرعة
- بصي أهم حاجة تركزي معايا جدا أي حاجة غلط هتلبسي ضربة في وشك زي اللي خدتها
- ربنا يستر قول.

- مش هتقوليله أنك شوفتيني خالص هتسأليه عادي أيه اللي روحك هيقولك كنت مصدع هو أنتي مشوفتيش سيف لأ كان عندي عملية خلصتها وجيت أكلمك ملقتش الموبايل رنيت عليه لقيته معاك وده اللي هتعمليه دلوقتي هتكلميه من أي موبايل غيري أنا طبعا وبعدين هيسألك عن اللي قولته بأي طريقة بقا مش مهم هتدخلي في عينه وتقوليله أيه الهبل ده وسيف أيه اللي هعمل معاه كده والدفاع العادي وتقوليله الحقيقة أنك كنتي بتساعديني عشان دينا تغير وكده ومتعرفيش أيه الهبل اللي أنا قولته ده هيكدبك طبعا قوليله خلاص هأكدلك كلامي وأخليك تسمع بنفسك بكره هتيجي معايا وأنا هسأله عن الكلام اللي قاله وهكون مكلماك وتفتح وتسمع اللي هيدور بيني وبينه مش بس كده لو عايز تقف بره المكتب بتاع سيف أقف وأسمع وشوف كل اللي هيدور بينا وأتأكد بنفسك بس المرادي أنا مش هسامحك يا أدهم على ظلمك ليا ونزلي دمعتين وأجري على أوضتك متدلوش فرصة يرد طبعا هيجيلي بعدها ويسألني ليه عملت كده هقوله إني كنت بشوفه هيغير ولا لأ والكلام اللي قولتهولك وبس وبكده هكون صلحت اللي عكيته بس المهم أنك مشوفتنيش دلوقتي خالص يلا روحي كلميه.

- وهو أنتا فاكر أن أدهم أصلا هيديني فرصة أقول كل ده ده قليل أما ضربني ولا طلقني، أمري لله مفيش حاجة ف ايدي أعملها غير أني اسمع كلامك وربنا يستر، يلا سلام
وبالفعل ذهبت مريم وهاتفت أدهم من هاتف إحدى زميلاتها وأخبرته أنها عائدة الآن وحينما عادت إلى البيت وجدته جالسا ينتظرها على الركنة الموجودة بالريسيبشن والشرر يتطاير من عينيه ثبتت نفسها جيدا حتى لا تخطىء توجه ببصره تجاهها قائلا:
- أهلا بالعروسة.

- بإبتسامة: عروسة أيه بقا ما خلاص قدمت وبعدين ده من أيه؟
- لا أزاي عروسة جديدة ولسه متقدملها عريس
- هههههه لأ حلوة عريس وده مين بقا إن شاء الله
- قام من جلسته ونظر لها نظرة أفزعتها: أيه الهانم متعرفهوش؟ اللي بتهتم بيه وبتحكيله عن عذابها وإنها محتاجة سند وضهر واللي وياريتها قابلت زيه من زمان وقد أيه هو ذوق وراجل مفيش منه.

- أيه ده هو سيف حكالك ظنت أن سيف قد قص له ما دار بينها وبين خطيبته ف تلك الكلمات التي قالتها لتسمعها دينا
- أه يا حبيبتي حكالي وأديكي اعترفتي من غير ما تعملي زي كل مرة وتدافعي صح يا ست يا محترمة ياللي مفيش منك أبدا ياللي مش زي البنات الشمال خالص قال جملته الأخيرة ساخراا
- أنتا بتقول أيه أنا مش فاهمة حاجة هو سيف حكالك أيه بالظبط؟.

هنا شعرت مريم بمدي سذاجتها فأدهم بالطبع لا يعلم حقيقة الامر ف كيف تقول ذلك ليأخذ كلماتها كاعتراف علي فعلة لم ولن تقترفها ابد
- حكالي اللي بتحكيهوله واللي بتعمليه عشانه واللي بتقوليهوله مش بس كده ده خطبك مني كمان
- خطبني منك أيه الهبل اللي بتقوله ده.

- اه والله قالي أنه بيحبك وعايز يتقدملك أمال كنتي عايزة يحكيلي عن أيه تاني ياهانم يا للي عمرك ما كنتي خاينة وهي الست لما تعرف واحد على جوزها تبقا أيه؟
- أعرف واحد أيه أنتا مش فاهم حاجة أنتا فاهم غلط
- بدأ صوته في العلو: ها يا هانم فهميني فهميني قد أيه كنت حمار لما صدقت وش البراءة اللي علطول رسماه ومعيشة الكل ف وهم
- أرجوك اسمعني يا ادهم.

شعر وكأنه لا يرى مريم بل يرى الخائنة الأولى ف جن جنونه وثارت ثائرته ونظر لها بجنون ثم توجه إلى غرفتها وبدأ يجمع أشياءها في شنطتها التي جاءت بها وهو يقول:
- مش هسمعك ومش عايز أشوف وشك تاني خدي حاجتك و أطلعي بره أرجعي شقتك القديمة شقتي مش هتقعد فيها واحدة خاينة زيك
- مريم بانهيار: طلقني، طلقني يا أدهم
- لأ مش هطلقك عايزة تطلقي عشان تروحي تتجوزي سيف مش هيحصل بره بره.

أخذت مريم شنطتها وتركت مفاتيح السيارة وانطلقت نحو شقة والديها وقد نسيت هاتفها مع أدهم، وها هي قد عادت من جديد لذلك المكان التي خرجت منه مجروحة فقط وعادت إليه مجروحة ومطرودة ومطعونة في كبريائها لماذا فعل أدهم بها كل هذا وهي مظلومة ولم تفعل شيء أنه حتى لم يمهلها الفرصة لتقص عليه الحقيقة إنه لا ولن يثق بها أبدا وهي لن تعود إلى شقته تلك مرة آخرى لن تعود لشكه وجرحه الدائم لها لن تعود، لكن عملها في المستشفى معه هل تترك العمل بالمستشفى الجديد و تعود للمستشفى التي كانت تعمل بها من قبل لكنها تذكرت مروان وأنه حتما لن يتركها وسيعود لمضايقتها من جديد لكن المسافة بين شقة والديها والمستشفى الجديد بعيدة جدا كما أنها سترى أدهم كل يوم وهي لا تريد أن تراه هو الآخر قررت أن تنام اليوم وليفعل الله ما يأذن به غدا ف هي مرهقة للغاية وبحاجة ماسة للنوم دخلت غرفة نومها وبحثت عن هاتفها لتتصل بإدارة المستشفى لتأخذ غدا أجازة لكنها تذكرت انها لم تأخذ هاتفها من أدهم ونسيته معه فقالت في نفسها فليفعلوا ما يشاءون بي سأنام وليقضى الله أمره، كان يخيل إليها أنها بمجرد أن تضع رأسها عل الوسادة ستغط في نوم عميق لكن هذا لم يحدث فلقد اعتادت على وجود أدهم معها ف لقد كان وجوده يشعرها بالأمان ظلت تتقلب كثيرا حتى نامت أخيرا...

وفي الصباح ذهب أدهم لعمله بالمستشفى وكان يبدو عليه الارهاق الشديد ف هو لم ينم طيلة ليلته كانت تطارده الأفكار ولم يستطع أن يشتتها من رأسه حتى الصباح وفي المستشفى كان من حظ سيف السيء أنه أول من رأي أدهم
- سيف: صباح الخير يا أدهم
- بقولك أيه أنا مش عايز أعرفك تاني فاهم ولا لأ
- ليه يا ابني كده مش أنتا امبارح قولتلي أنك هتكلم مريم في موضوعنا.

- مليش دعوة بيك وبموضوعكوا لما تيجي أبقى اتكلم معاها ومن النهارده يا سيف لو سمحت متتكلمش معايا تاني احنا مش أصحاب أنا بصاحب رجالة مش أوساخ وواطيين
- احترم نفسك يا أدهم أنا مش عارف أنتا مضايق كده ليه أنا معملتش حاجة لكل ده
- والله لما متصنش العشرة وتروح تكلم بنت عمي وتبص عليها وتتسهوك لها كل ده وتقول مغلطتش بقولك أيه مش عايز أتكلم في حاجة ومش عايز أشوف وشك تاني.

قال جملته الأخيرة وانصرف، أما سيف ف تيقن أن مريم لم تنفذ الخطة التي اتفقا عليها وإلا كان صديقه أهدأ من ذلك أم ترى أنها أخبرته وهو لم يصدقها أم أنه فعل بها شيء بها ضربها أو طلقها أم ماذا؟ كاد يجن من التفكير فيما حدث حاول الاتصال بها لكنها لم تجيبه فأرسل إليها برسالة محتواها الآتي.

مريم أرجوكي ردي عليا متقلقنيش عليكي أنا لسه شايف أدهم وفهمت من كلامه معايا أنك منفذتيش الخطة اللي اتفقنا عليها ولا قولتيله الكلام اللي اتفقنا عليه كان عامل زي المجنون ولسه فاكر أن في بينا حاجة أرجوكي يا مريم ردي عليا أنا خايف يكون المجنون ده عمل فيكي حاجة والله لو حصلك حاجة عمري ما هسامح نفسي بس ربنا يعلم إن كان قصدي خير.

كان الهاتف مازال في جيب جاكته أدهم التي من حسن الحظ لم يرتدي غيرها قد رأى اتصال سيف ب مريم ولكنه لم يجيب وحينما أرسل الرسالة قرأها لكنه لم يفهم شيء منها وفورا عاد أدراجه إليه ووضع الهاتف أمام عينيه متسائلا:
- ممكن أفهم معناها أيه الرسالة ديه؟
- سيف بخضة: موبايل مريم معاك بيعمل أيه؟
- نسيته معايا من امبارح، ممكن أنتا بقا تفهمني خطة أيه وكلام أيه اللي اتفقت معاها عليه؟
- ولا حاجة.

- أغلق ادهم باب الغرفة عليهما وقال بغضب حارق: أقسم بالله يا سيف لو ما اتكلمت وقولتلي الحقيقة مش عارف ممكن أعمل فيك ايه أنطق
- سيف بخوف شديد من صديقه ف هو يعلم أنه لن يفلت من بين براثنه إن لم يعلم الحقيقة والحقيقة فقط فقال بهدوء محاولا استيعاب غضبه: أنا هقولك كل حاجة بصراحة بس الأول طمني مريم بخير ولا عملتلها حاجة؟
- هعملها أيه يعني شايفني خلاص مجنون اتزفت واتكلم بقا.
- مفيش حاجة بيني وبين مريم، مريم أنا باعتبرها زي سلمى أختي والله ومفيش بينا إلا كل احترام وأخوه
- أدهم بسخرية لاذعة: والله أخوة وهو في واحد بيعوز يتجوز أخته؟
- هفهمك كل حاجة
وبدأ سيف يقص على صديقه الحقيقة كاملة ثم أردف قائلا
- والله يا أدهم ديه الحقيقة مفيش بيني وبين دكتورة مريم أي حاجة غير أنها حاولت تساعدني وأنا كنت فاكر إني بساعدها وبردلها الجميل
- وخطة أيه اللي اتفقتوا تنفذوها؟.

- لما قولتلها اللي قولتهولك زعلت جدا وقالتلي ليه عملت كده ولما شرحتلها أسبابي طلبت مني أقولك الحقيقة قولتلها أنك ممكن متصدقنيش ففكرنا وقولتلها خلاص هاتيه وكلميني وخليه يسمع الحوار اللي بينا وساعتها هيتأكد أن مفيش بينا حاجة، والله يا أدهم ما حصل ولا كلمة من اللي حكيتهولك
- والله وأنا المفروض أصدق الفيلم اللي أنتا بتقوله ده.

- أدهم أنا امبارح بعد ما خلصت شغل روحت ل دينا وحكتلها الحقيقة وروحت كمان قابلت باباها واتفقنا على معاد الخطوبة أول الشهر لو أنا بحب مريم كنت هعمل كده استنا أنا هثبتلك بنفسي
طلب رقم دينا على هاتفه وبعض لحظات أجابته دينا ففتح الاسبيكر حتى يسمع أدهم المكالمة:
- ألو سيفو أزيك؟ غريبة متصل بدري يعني
- أصلي مش قادر أستني لحد أول الشهر عشان نتخطب فقولت أسألك مينفعش تخليها قبل كده؟.

- معلش يا سيف مش هينفع والله عشان ألحق أجهز نفسي وأجيب الفستان وكده
- ماشي يا دينا خلاص أمري لله أستنا صحيح نسيت أقولك مريم بتسلم عليكي
- سلملي عليها كتير واعتذرلها لحد أما أشوفها ولا أقولك هات أكلمها
- لأ هي مش هنا بس كانت موجودة من شوية
- بصراحة أنا خبطت فيها جامد وعاملتها وحش مكنتش أعرف أنكوا متفقين عليا بس سامحتها خلاص
- تسلميلي يا دندون طب هسيبك بقا عشان جالي شغل مستعجل هخلص وأكلمك، سلام.

- سلام
- سمعت يا أدهم ولا دينا كمان هتكون متفقة معانا متهيألي أنها آخر واحدة ينفع تبقى معانا
- الله يخربيتك يا سيف ويخربيت أفكارك الهباب مريم المرادي مش هتسامحني أبدا
- أنتا عملتلها أيه ولا قولتلها أيه؟أوعى تكون ضربتها
- أنيل اللي عملته المرادي عمرها ما هتسامحني عليه
- أوعى تكون طلقتها
- أدهم بدهشة وقد رفع حاجبيه: طلقتها! أنتا عرفت منين أننا متجوزين؟.

- حدث سيف نفسه قائلا: شكلي بدل ما هصلحها هنيلها اكتر أوووف لو لساني ده يسكت شوية ثم اردف قائلا:
- مش وقته عرفت منين طلقت مريم؟
- لأ، بس بردو عرفت منين؟
- منها، قالتلي أمبارح لما حكتلها عن اللي قولتهولك فاضطرت تقولي عشان تفهمني إني عملت مصيبة مش رديت جميلها زي ما كنت متخيل المهم دلوقتي أنتا عملتلها أيه؟
- طردتها
- سيف بصدمة: نعم؟ طردتها أزاي يعني؟.

- مسمعتهاش أصلا بهدلتها وغلطت فيها ولميتلها هدومها في شنطتها وطردتها بره شقتي
- يا نهارك أسود أنتا هتفضل غبي كده لحد أمتا
- أخرس أنتا خالص أهوه كله بسببك
- أنتا اللي مجنون ومش عارف أنتا ليه كده عملتلك أيه المسكينه عشان تعمل فيها كده أوعى تكون فاكر أنك لوحدك اللي متعقد من الستات هي كمان متعقدة من الرجالة بس هي مش زيك على الأقل مطلعتش عقدتها عليك.

- أه وانتا عرفت منين بقا الهانم فضفضتلك أه ما أنتا الصدر الحنين صح
- كفاية بقا يا أدهم هتثق فيها أمتا؟!مريم مش أي واحدة زبالة أنتا عرفتها ووجعتك ولا جرحتك ولا حتى خانتك مريم بنت عمك ومراتك مريم ست أي راجل يتمناها
- أدهم بعصبية شديدة: وأنتا مالك بتدخل في حياتي ليه ملكش دعوة بيا ومش عايز أعرفك ولا أشوفك تاني يا أخي...

لكز صديقه في كتفه وانصرف، ظل يفكر ماذا سيفعل مع مريم كيف سيعيدها إلى شقته و حياتهمرة آخرى تذكر كيف طردها ليلة أمس؟ كيف تعامل معها بشراسة؟كيف وبخها على فعلة لم تفعلها؟ لن تسامحه أبدا هذه المرة، ترك عمله وانطلق بسيارته نحو مسكنها القديم وحينما وصل إلى هناك كان متردد كثيرا فلم يكن يعلم كيف يعتذر إليها؟وماذا يقول؟ واخيرا صعد الدرج ووقف أمام باب شقتها يضرب جرس الباب إذا بها تجيبه من خلف الباب ويبدو إنها رأته من العين السحريه فقالت له بصوت قد أنهكه البكاء:.

- عايز أيه مني جاي هنا ليه؟
- مريم افتحي أرجوكي عايز اتكلم معاكي
- أيه عايز تطردني من هنا كمان بس للأسف ملكش حاجة هنا
- مريم افتحي بس نتكلم جوه مش هينفع نتكلم من عل الباب كده
وأخيرا وبعد جدال فتحت له الباب وحينما رآها رثى لحالها كثيرا وعلم مقدار الجرم الذي ارتكبه فلقد كانت عيناها منتفخة من البكاء ويبدو أنها لم تنم ليلتها إلا في بكاء وألم كان هو من تسبب لها فيهما
- أديني فتحت عايز أيه؟.

- أنا آسف سامحيني سيف حكالي على كل حاجة وفهمني الحقيقة.

- والله وأفرض أن سيف حد وحش وقالك كده عشان يوقع بينا أو لأي سبب تاني تقوم تصدقه وتطردني من غير حتى ما تسمعني ومن غيرما تخليني أدافع عن نفسي هفضل لحد أمتا أدفع ف فواتير ناس تانيه هفضل لحد أمتا أتحمل غلطات ناس تانيه كل واحد حد يوجعه يطلع وجعه عليا وكأني مكتوبلي حاجتين أتجوز جواز اضطراري عشان الظروف وكلام الناس وأتجوز رجالة معقدة اللي متعقد من أمه واللي متعقد يا عالم من حبيبته ولا صاحبته ولا خطيبته الله أعلم كفاية بقا ارحموني وسيبوني في حالي، أخرج بره يا أدهم المرادي بقا أنا اللي بقولهالك وأوعى تفتكر إني بقولهالك لمجرد إني أردهالك أنا فعلا مش عايزة أشوفك تاني بس قبل ما تخرج طلقني مش عايزة أفضل على ذمتك ثانيه واحدة..
- أنا مش هطلقك يا مريم وحقك تقولي كل اللي أنتي عايزاه على العموم أنا هسيبك يومين تريحي أعصابك وهرجعلك تاني تكوني هديتي
- متجيش تاني عشان أنا مش ههدا يا أدهم المرادي بالذات مش ههدا فاهم وأتفضل بقا عشان الناس اللي في الشارع ميعرفوش إني متجوزة مش عايزة حد يتكلم عني وإذا كان ابن عمي صدق عني الوحش يبقا أي حد ممكن يصدق أي حاجة.

- أنا ماشي يا مريم بس أرجوكي سامحيني أوعدك آخر مرة مش هثق فيكي فيها تاني وعد مني اللي حصل ده عمره ما هيتكرر تاني أبدا
- يا أما وعدتني ومحصلش حاجة
- أنا وعدتك إني هحاول وأنتي بنفسك حسيتي إني اتغيرت فترة متنكريش التغيير
- أمشي يا أدهم أرجوك خلاص مش عايزة اتكلم تاني
- ماشي براحتك يا مريم خلي بالك من نفسك ولو احتجتي أي حاجة كلميني واتفضلي موبايلك ومفتاح عربيتك نسيتيهم.

- موبايلي أه لكن العربية لأ مش بتاعتي
- مريم أرجوكي أنا مش همشي إلا لما تاخدي مفتاح العربية مش هينفع تيجي الشغل بالمواصلات المسافة بعيدة جدا
- مين قالك؟ مش يمكن أرجع المستشفى القديمة قالتها فقط لتثير استفزازه
- وهو السبب اللي سبتيها عشانه اختفى
- ملكش دعوة أنا هعرف احمي نفسي كويس.

- مريم أنتي مراتي وأنا مش هقبل ب ده لو هتقعدي هنا لوحدك هتيجي المستشفى عندي وبالعربية ولو ده محصلش هترجعي البيت بالغصب ولو مرضتيش هاجي أنا أعيش معاكي هنا وده بس لحد ما أعصابك تهدا فاهماني قال جملته تلك بهدوء وحزم في آن واحد
- قد استشعرت الحزم في صوته لذا رضخت لحديثه قائلة: ماشي
- ماشي يلا سلام
وبعد أن أعطاها ظهره ليرحل نطقت اخيرا وكأنها تذكرت شيء تود قوله له:
- خاني هنا ف بيت أهلي وعلي سريري.

وقف أدهم متصنما في محله لا يقوي حتي علي الالتفات إليها والنظر في وجهها ثم نطق أخيرا قائلا بلا وعي: ازاااي؟
دمعت عيناها وضاق صدرها ألما وامسكت برأسها كأنها لا تريد أن تتذكر ما ستقوله:.

- خد مفتاح الشقة من ورايا وطلع عليه عشان يعرف يخوني ف ابعد مكان ممكن أتخيله، أوعى تكون فاكر إن وجعك أكبر من وجعي مهما كان وجعك عمره ما هيكون قد وجعي أنا خدت ضربة واحدة لكن كأنها 3 ضربات أنا، أنا اتخنت هنا على السرير اللي بنام عليه عشان أشم ريحة الخيانة كل يوم أحط راسي فيه على المخدة واتخنت من واحدة كنت بقول عليها صحبتي واتخنت من راجل الغريب إني أصلا مكنتش بشك فيه ثم أردفت بسخرية قائلة: هبلة بقا تقول أيه.

قاطعها أدهم قائلا بكل الأسى والحزن عليها وكأنه هو من أخطأ وخان:
- أنا آسف
- أنتا آسف ليه؟ هو أنتا اللي خنتني أنا قولتلك عشان تعرف بس قد أيه حجم الوجع والألم اللي جوايا وبالرغم من ده عمري ما ظلمتك ولا خدتك ب ذنب مش ذنبك زي ما أنتا بتعمل معايا، امشي يا أدهم وسيبني لوجعي.

قالت كلمتها الأخيرة وهي تغلق باب شقتها خلفه وانهارت من البكاء كان أدهم يسمع صوت بكاؤها ويشعر ب شرخ في قلبه رثى لحالها كثيرا ف يبدو أن ما ما مرت به ليس بالقليل وليس أقل مما مر هو به ف كليهما كانا ضحايا الحب ضحايا أشخاص خائنين ليس المهم نوع الانسان بل المهم هو طبيعته وهذا هو ما أخطأ به أدهم أنه اتهم كل النساء بالخيانة ومن خانته وجرحته كانت واحدة فقط ليست كل بنات حواء لقد ظلم مريم كثيرا وكأنه يعاقبها هي على ذنب الآخرى هي المجروحه الموجوعة بدلا من أن تجد من يطبب جرحها زادها جراحا آخرى وهو الطبيب، سحقا لهذا المروان فوالله لو رآه أمامه الآن لحطم رأسه كيف له أن يخون تلك الفتاة الرقيقة، وكيف لهو هو الآخر أن يتهم تلك البراءة بالخيانة ويقسو عليها ب سهام كلماته الجارحة ليدمي قلبها أكثر ويصيبه بالحزن والألم، انطلق أدهم بسيارته عائدا إلى منزله وما أن فتح باب شقته حتى شعر بالوحشة والوحدة لقد كانت خير أنيس شعر وكأن شقته كائن حي حزين على فراقها لم يشعر إلا وقد قادته قدماه حيث غرفتها التي كانت تنام بها جلس على الفوتيه الذي أحضره لها وجد الكتاب الذي كانت تقرأه ظل يقلب بين صفحاته لعله يؤنسه لعله يشعره وكأنها مازلت هنا ثم جلس على سريرها حيث كانت تنام وجد رائحة عطرها مازلت تسكنه أراح جسده على السرير واحتضن وسادتها كي ينام كما اعتاد أن يستند على الوسادة التي بجانبه وجدها هي الآخرى قد تشبعت برائحة عطرها مختلطة برائحة جسدها لا يعلم لما خفق قلبه بشده حينما احتضن الوسادة لعله شعر كأنه يحتضنها هي ف خاف كما لم يخف من قبل ف خرج من الغرفة مسرعا إلى غرفته كمن يطارده الأشباح إنها المرة الأولى التي يشعر فيها بالحنين إليها هكذا بالرغبة في القرب من أي شيء يخصها لذا خاف، خاف من أن يحبها ف نام سريعا حتى لا يفكر فيها....
وفي الصباح ارتدي ملابسه سريعا لقد كان يريد أن يطمئن عليها وهويعلم أنها لابد وأن تحضر لعملها اليوم وهو يعلم أن جدولها تقريبا مطابق لجدوله ولكن حينما ذهب للمستشفى وسأل عليها أخبروه بأنها غيرت جدولها مع زملائها وأنها اليوم مسائي يبدو أنها فعلت ذلك حتى لا تراه لهذه الدرجة هي أصبحت لا تطيقه أصبحت تكرهه كما تكره مروان هذا ما دار بخلد أدهم في تلك اللحظة.

مرت الأيام يوم تلو الآخر وهما لا يلتقيان تقريبا ولا تجيب على مكالمته الهاتفية يعلم من زميلتها نور أنها تأتي المستشفى وأنها بخير لكن لا يراها لأنها تقريبا غيرت معظم جدولها لهذا الشهر لكنه علم من نور أنها ستبات غدا في المستشفى فأصر أن يراها في هذا اليوم ليطمئن عليها ويقنعها بالعودة معه لشقته مرة آخرى وبالفعل نسق مع أحد زملاؤه ليبيت في المستشفى هو الآخر في هذا اليوم وأخيرا رآها كانت جالسة في مكتبها ومعها نور وحينما رأته خرجت لم تعلم نور بزواجهما لكنه أخبرها إنهما على خلاف وكانت تظن أنه يربطهما علاقة حب لكنهما لم يصرحا لأحد بذلك وحاولت أن تستخرج هذا الاعتراف من مريم لكنها فشلت فلم تريد أن تطفل عليهما وتركتهما يتحدثان على انفراد وحينما رأى أدهم مريم شعر وكأنها طفلته لا زوجته أو ابنه عمه بل طفلته التي اشتاق إليها كثيرا ويريد أن يضمها إليه لكنه قطعا لم يفعل بل اكتفى بإلقاء السلام عليها.

- أزيك يا مريم
- أدهم!
- أيه مش عايزة تشوفيني خالص للدرجادي يا مريم؟!
- لأ مين قال؟! عادي
- أمال غيرتي جدولك ليه؟
- ظروف
- ماشي يا مريم مش كفايه بقا كده وترجعي بيتك
- ضحكت ضحكة ساخرة ثم قالت: ما أنا في بيتي ومليش بيت تاني
- لأ يا مريم ليكي
- أنهي بيت ده؟ثم أردفت بسخرية: اللي اتطردت منه!.

- يا مريم خلاص بقا ارجوكي سامحيني وارجعي بقالك أكتر من أسبوعين قعدة لوحدك في الشقة طب بذمتك موحشتكيش أوضتك موحشكيش الفوتيه بتاعك
- لأ مفيش حاجة وحشتني ولقد كانت تكذب فلقد اشتاقت هي الآخرى لغرفتها في بيته والفوتيه لكن أكثر ما اشتاقت إليه هو أدهم نفسه لا تعلم كيف ولما اشتاقت إليه ف هي ما إن رأته حتى شعرت هي الآخرى بنفس الحنين الجارف إليه دق قلبها طويلا حينما رآه.

لقد تعلق كلا منهما بالآخر دون أن يشعرا يبدو أن العشرة قد خلقت بينهما الألفة فتآلفا قلبيهما لكن كلا منهما يكذب تلك الحقيقة
- نظر أدهم ل مريم قائلا: أنتي تعبانة من حاجة يا مريم؟ شكلك مش طبيعي
- لأ أنا كويسة الحمدلله متشغلش بالك بيا
- بس شكلك تعبان ووشك أصفر أوعي تكوني بتهملي ف أكلك
- لأ بآكل الحمد لله وأحسن من الأول.

- أنتي عملتي الآشعة والتحاليل اللي كنت قولتلك عليها عشان موضوع البريود والوجع بتاعها
- لأ ومش هعمل حاجة وشكرا ليك ياريت متكلفش نفسك تمثل اهتمام بيا أكتر من كده أنتا مش مسئول عني أنا كبيرة ودكتورة وأعرف أزاي أبقى مسئولة من نفسي
- أنا آسف بعد أذنك
سمعت نور الرد الأخير ل مريم ف دخلت بعد أن خرج أدهم وقالت لها:
- أيه يا شيخة الدبش اللي قولتيهوله ده حرام عليكي ليه كده شكله بيحبك على فكرة وخايف عليكي.

- اسكتي أنتي يا نور لا بيحبني ولا حاجة هو ابن عمي وبس فاهمة.

سكتت نور لكن مريم كانت في قراره نفسها تعلم أنها كانت قاسية في ردها عليه لكنها تعمدت ذلك حتى يتركها وشأنها ولا يعاود المحاولة لتعود إلى بيته لأنها لن تعود مرة آخرى وعاندت نفسها ولم تجري الفحوصات التي طلبها منها بالرغم من أن تعبها أصبح في ازدياد صار الألم لا يطاق ولا يحتمل إلا بالمسكنات وحتى في عدم وجود عادتها الشهرية أصبح ينزل منها دم خارج نطاقها هي بدأت تتأكد أن هناك أمرا غير طبيعي وهي تخشى أن يكون ورم غير حميد أو سرطان وما بين خوفها وعنادها أهملت في صحتها ومرت الأيام وقد تعرفت على دينا خطيبة سيف وصارا أصدقاء كانت مريم تتهرب من الحديث عن أدهم كلما جاءت سيرته وفي حفل خطبة سيف دعا أدهم وذهب إليه بنفسه واعتذر منه مرة آخرى وأخبره أنه سيحاول في إعادة مريم لبيته ثانية وتصالحا معا حينما جاء أدهم حفل الخطوبة واحتضن صديقه وربت على كتفيه وهناك رأي مريم يبدو على وجهها الشحوب أكثرحتى وإن أخفته بالقليل من مستحضرات التجميل التي عادة لا تستخدمها كانت رقيقة في ثوبها الوردي اللون فلقد كانت تعشق اللون الوردي بشدة وكانت لفة حجابها غاية في البساطة والرقة كانت كالأميرات لا تحب الزينة الكثيرة أما أدهم فقد ارتدي حلته السوداء الانيقة ورابطه عنقه الوردية التي ارتداها لأنه كان يعلم بحب مريم للون الوردي لذا خمن أنها ستلبس فستان بهذا اللون وقد صح تخمينه...

اقترب منها وسلم عليها بلهفة شديدة:
- أزيك يا مريم عاملة أيه؟
- الحمد لله بخير وأنتا؟
- الحمد لله ناقصني إني اتطمن على مراتي
- متقولش مراتي بس بدل ما حد يسمعك ويغير صورته عنك أنتا مينفعش حد يوصمك الوصمة ديه خصوصا لو من واحدة زيي خاينة
- مريم من امتا بقا قلبك أسود كده خلاص بقا بقالنا شهر مش بنشوف بعض ولما بتشوفيني بتأنبيني أو بتخبطي فيا بقيتي كده أمتا؟
- من شهر.

- طب ارجوكي ارجعي بقا للي كنتي عليه قبل الشهر
- أه قصدك مريم الهبلة لا لا أنسى لا يمكن ترجع تاني مستحيل
- ماشي هترجعي بيتك أمتا؟
- أدهم أنتا مبتزهقش أنا مش هرجع البيت ده تاني أبدا فاهم
- فاهم يا مريم، طب ممكن تطمني على نفسك بلاش أنا يا ستي روحي ل دكتورة سالي دكتورة شاطرة وهتطمن عليكي
- أنا كويسة يا أدهم هتتعبني بالعافية
- يارب دايما تبقي كويسة، على فكرة شكلك حلو أوي النهارده.

- لا والله وده من أمتا؟
- هو أنتي مش عاجبك أي حاجة مني خالص
- لأ مستغرباك بس
- عندك حق بس فعلا أنتي ملكيش ذنب في أي حاجة
- طب أنا همشي يا أدهم عشان أشوف دينا
- لكنه أمسكها من معصمها ليوقفها برجاء: لأ خليكي واقفة معايا شوية بقالنا كتير متكلمناش
- مريم بحدة: سيب أيدي يا أدهم مش عايزة اتكلم معاك.
وفجأة ظهر شاب آخر سمع حديث مريم وكانت قد لفتت أنتباهه من أول الحفل فحاول الاقتراب منها لكنها صدته فوجد أن الآن الفرصة سانحة فوقف بينهما وحاول أن يفلت يد مريم التي في يد أدهم ونظر له قائلا:
- ما قالتلك سيبها ولا مبتسمعش وهنا أمسك ب مريم التي خافت وتراجعت للخلف
- أما أدهم ف سكت لحظة ل يعي ما يحدث حوله ثم نظر لهذا الشاب قائلا: وأنتا مال أهلك بتدخل ليه ف اللي ملكش فيه.

اقترب أدهم من مريم وجذبها مرة آخرى وكانت شدته عنيفه مما جعلها تتأوه، ف نظر الشاب ل أدهم نظرة تحدي ثم حاوط مريم بذراعيه ليبعدها عن أدهم الذي جن جنونه ما أن رأي يد الشاب توضع على كتف زوجته ومريم نفسها تعجبت من هذا الشاب وابتعدت عنه ووجدت نفسها تلقائيا تختبأ خلف ظهرأدهم الذي نظر للشاب بعنف قائلا:
- قسما بالله لو مكنتش ف فرح صاحبي لكنت كسرتلك ايدك، ايدك متمدش تاني على مراتي يا حيوان
- مراتك؟.

قالها هذا الشاب متعجبا وكأنه لا يصدق ونظر ل مريم التي وجدها صامتة أي أنها مصدقة على كلامه ف اصفر وجهه وبهت ولم يعلم ماذا يقول ثم أردف قائلا:
- أنا آسف مكنتش أعرف انها مراتك كنت فاكرك بتضايقها فقولت أدافع عنها بس
- لأ قولت تعمل نمرة يا حيلتها اتكل على الله بقا بدل ما اتهور عليك
انصرف الشاب ومريم مازلت ترتعش خوفا ولى أدهم ظهره لها وهي مازالت تختبأ خلفه ونظر لها مطمئنا إياها:.

- متخافيش ده عيل أهبل وبيعمل نمره عشان يعجبك ميعرفش أنك مراتي
- بعدما استعادت نفسها قالت: أنتا أزاي تشدني كده وجعتني جدا
- أنا آسف والله محستش إني شديتك جامد
بس لما الحيوان ده لمسك كنت هتجنن
- ما أنتا طول عمرك مجنون يلا هروح أشوف دينا.

تركته وانصرفت وظل هو واقفا بمفرده يذهب ليبقى مع سيف قليلا ثم يختلس نظره إليها وهكذا حتى انتهى الفرح وأصر ألا تعود بمفردها وهي أصرت ألا تركب معه ف صار خلفها بسيارته حتى اطمئن عليها وأوصلها ل بيت والدها....

مرت الأيام سريعا وهو لم يمل من المحاولة في اقناعها للعودة إلى بيته وهي لم تمل من الرفض والمعاملة السيئة له لن تنسى أهانته لها بتلك السهولة، مر أكثر من ثلاثة أشهر وهي تعيش بمفردها في شقة والديها وبين الحين والآخر تذهب لها دينا وأحيانا تقضي ليلتها معها وصار سيف يغار كثيرا من علاقتهما وقد عادت العلاقة بين سيف وأدهم كما كانت وكان دوما يطمئن على مريم من صديقه ف هي لا تريد أن تجيب على مكالماته ألبته حتى هذا اليوم الذي مرضت فيه كثيرا وأغمى عليها أكثر من مرة والألم كان يعصف بها غير أن النزف استمر أكثر من أثنا عشر يوما ولم يتوقف شعرت أنها ستموت بمفردها في شقتها فاتصلت ب دينا التي بدورها اتصلت ب سيف بعدما طلبت منها ذلك ليذهبا بها إلى المستشفى، أما سيف فتردد كثيرا هل يخبر أدهم بما حدث أم لا؟.

هل سيتصل سيف بأدهم ويخبره بما حدث لزوجته؟ أم انه سيخشى غضب مريم إذا علمت أنه أخبر صديقه دون رغبتها في ذلك؟ كيف سيتصرف أدهم هل سيسامح سيف تلك المرة أم انها القطيعة بينهما؟ وهل إن علم سيستطيع انقاذ مريم أم أنه قد فاات الأوان؟.
أما سيف فتردد كثيرا هل يخبر أدهم أم لا لكنها زوجته لابد أن يعلم وإلا سيخسره هذه المرة للأبد فاتصل به وأخبره بما حدث ف طلب أدهم منه أن يظل هو في المستشفى حتى يعد ما قد يلزمه حتى يحضرا وبالفعل لحظات وكان قد انطلق بسيارته متجها نحو شقة عمه وفي طريقه اتصل ب مريم فأجابته دينا:
-ألو مريم، مريم ردي عليا أنا أدهم
-أيوه يا أدهم أنا دينا
-أيوه يا دينا مريم عاملة أيه؟
-مريم تعبانة أوي يا أدهم.

-طب تقدر تتكلم؟
-بتقولك لأ
-طب دينا افتحي الاسبيكر
-حاضر ثواني، فتحته
-مريم متخافيش أنا جاي علطول أنتي كويسة متخافيش دينا نيميها على الأرض وأرفعي رجليها بمخدات السرير فهماني
-اه
-سيبي الموبايل أنا هفضل معاها، مريم عشان خاطري ردي عليا بكلمة واحدة عايز أسمع صوتك عشان اطمن عليكي
-ردت مريم ب وهن شديد: أنا كويسة الحمد لله متتعبش نفسك سيف زمانه جاي.

-أنا مش هرد، أخس عليكي يعني سيف ودينا أولى أنهم يبقوا جنبك مني أنا للدرجادي يا مريم عموما أنا قولت ل سيف يفضل في المستشفى عشان لو احتجناه في حاجه أنا هاجي حتى لو مش عايزاني
هنا عند تلك اللحظة قد خارت كل قواها بل هي لا تريد سواه لكن كرامتها هي التي جعلتها لا تتصل به فقالت بوهن شديد:
-مستنياك متتأخرش عليا أنا محتجالك أوي يا أدهم
-حاضر يا مريومة مش هتأخر والله.

كانت تلك هي المرة الأولى منذ أن تزوجا تسمعه يدللها.

ساق أدهم بأقصى سرعته ووصل في غضون نصف ساعة وهذا زمن قياسي نظرا لبعد المسافة بين البيت والمستشفى، ها هو يصعد درجات السلالم كأنه يطويها تحت قدميه حتى وصل أخيرا إلى باب شقتها خبط ففتحت له دينا لم يسلم عليها بل اتجه فورا ناحية مريم التي كانت قد أغمى عليها مجددا رفع قدميها إلى أعلى وطلب من دينا محاولة تثبيتها أما هو ف جلس على ركبتيه وظل يدلك أصابع يدها وما أن وضع يداه على وجنتيها حتى بدأت تستفيق رويدا رويدا ثم قالت:.
-أدهم أنتا جيت
-أه جيت أنتي كويسة
-تعبانة أوي يا أدهم
-دينا ساعديني معلش نلبسها هدومها نظرت له دينا ومريم في آن واحد وقال بعد أن فهم نظراتهما:
-مراتي والله مراتي ومش وقته الكلام ده خلينا نخلص بسرعة
ساعداها في ارتداء ملابسها في عجالة وحملها أدهم بين ذراعيه بعد رفض ومحاولات منها لتنزل على الدرج دون أن يحملها وأخيرا فعل ما أراد وهبط بها سريعا وكان يحدث دينا أثناء سيرهما قائلا:.

-دينا اركبي معاها ورا وأنا هسوق
-أجابته دينا قائلة: عربيتي اللي راكنة وراك خليني أنا أسوق وأنتا خليك معاها ورا عشان أنتا دكتور لو حصل حاجة تعرف تتصرف وعشان تعرف تركز
-مش هينفع أنا هسوق بسرعة وأكيد أنتي مش هتسوقي زيي
-لأاا متخافش أنتا متعرفنيش أكيد أنا بسوق أسرع منك أركبوا بس وامسكوا نفسكوا.

اقتنع أدهم وركبا معا سيارة دينا وكان يود أن يظل بجوار مريم ليطمئنها جلسا على المقعد الخلفي سويا جعلها تضع رأسها على فخذه وتنام رافعة قدميها قليلا حتى لا يغمى عليها مجددا وحتى يصل الدم للمخ ف يبدو أنها تعاني من انيميا شديدة كانت دينا تسوق بحرفية شديدة مما أثار تعجب أدهم ف قلما يجد إمرأة تسوق بهذه السرعة هو نفسه لا يسوق بمثل هذه السرعة نظر لمريم ثم ربت على كتفيها قائلا:.

-متخافيش يا مريم بإذن الله حاجة بسيطة بس أنا عايزك تقوليلي بالظبط أيه اللي حصل معاكي في الفترة الأخيرة لو قادرة تتكلمي
-مريم ب وهن شديد: النزيف بقاله 12 يوم وبشكل قوي جدا وجع بطني مبيقلش خالص مبعرفش أنام إلا بالمسكنات
-أدهم بغضب: ليه؟!ليه يا مريم تسكتي كل ده!ليه تستني لحد ما تبقي كده؟!.

-عشان خايفة، أه خايفة يا أدهم أنا دكتورة وأكيد فاهمة أن الأعراض ديه معظمها سببها الأورام خايفة يكون عندى ورم خبيث خالتي ماتت بيه في نفس المكان
-شعر بقبضة تعتصر قلبه ألما حينما أنهت جملتها الأخيرة: بعد الشر عليكي يا مريم ليه بتقولي كده هو خلاص مفيش غير الاحتمال ده وبعدين حتى لو مش ممكن نستأصل الورم أو حتى أضعف الايمان نستأصل الرحم نفسه...

-قاطعته مريم بخضة أثر كلمته الأخيرة قائلة: وهو لو الرحم اتشال هبقى كده عايشة عارف ده معناه أيه؟ إني عمري ما هبقى أم ده أمل كنت عايشة عليه وده اللي مخليني لسه عايزة الدنيا ولو الأمل ده راح خلاص يبقى ملهاش لازمة إني أعيش
-وأنا؟.

-أنتا!، ثم ابتسمت ابتسامة تملؤها المرارة والحسرة: أنتا أيه يا أدهم أحنا هنضحك على بعض ما أنتا عارف أننا كده كده هنطلق أحنا أصلا مش متجوزين يا أدهم وكلها فترة مؤقتة وكل واحد هيروح لحاله مش عشان تعبانة يعني هتضحك عليا بكلمتين أنا أصدق أن الزفت مروان ممكن يكون لسة بيحبني لكن لايمكن أصدق أنك أنتا تحبني.

-بغيظ شديد: مروان؟ أيه جاب سيرة الحيوان ده، أممم ماشي يا مريم على العموم أنا مكنتش أقصد إني بحبك أنا كنت أقصد إني هحس بالذنب لو جرالك حاجة أنتي ناسية إني دكتور نساء وعمك هيفضل محملني ذنبك
-لأ أبقى قوله هي اللي مجنونة وكانت عايزة تموت
-طب اسكتي بقا يا مجنونة ولا هتموتي ولا نيلة وهتفضلي عايشة ترازيني
-مستعجل أوى على موتي بكرة أموت وأريحك.

-طول عمرك بومة والله فاكرة واحنا صغيرين لما كنتي بتقوليلي أوعى لو مت تتجوز البت ليلى فاكرة ليلى
-ديه كانت بت رخمة أوى كنا كل ما نلعب مع بعض كانت تيجي تشدك وتقولك تعالا ألعب معايا
-لأ بس أيه أنا مكنتش بسيبك وكنت بفضل ألعب معاكي
-بس كنت بتجيبها وتخليها تلعب معانا
-مكنتش بحب أزعل حد
-ياااااه أنتا لسة فاكر الكلام ده أنا قولت أكيد نسيته
-حد ينسى الحب الأول في حياته حب الطفولة البريء.

-ده كان لعب عيال والدنيا خدتنا كل واحد في اتجاه ولما رجعنا الحب ده اتحول لكره لدرجة أنك حتى مبقتش طايق تشوفني ولا تتكلم معايا
-ياربنا على قلبك الأسود ده
هنا قاطعتهم دينا بمزاح قائلة:
-معلش آسفة هقطع عليكوا الكلام الرومانسي الزبالة ده وجلسة الذكريات الأزبل لأننا وصلنا
-رد أدهم: بس مكنتش أعرف أنك سواقة شاطرة كده ده أنتي بتسوقي أشطر من الواد سيف
-دينا بفخر: أمال طبعا وبعدين أحنا عندنا أعز من مريومة.

نظر داخل عيني مريم قائلا بصوت ملؤه الحنان:
- لأ طبعا مفيش
فتح باب سيارته وخرج منها ومد يديه حاملا مريم بعدما طوقته بذراعيها حول عنقه حتى تخفف حملها عليه دخلا المستشفى سريعا وكان سيف قد أخبر المستشفى بقدوم مريم وقد جهزا لها سرير وحينما وصلت شرعا في عمل التحاليل والآشعة التي طلبها أدهم ثم نظر إليها متسائلا:
-مريم فصيلة دمك أيه؟
-O-
-أدهم بدهشة: أيه ده زيي
-لأ والله
-أه والله تصدقي.

اتصل أدهم ببنك الدم وأخبرهم بفصيلتها وطلب منهم تحضير كيس دم فورا وبعد لحظات أتصلوا به وأخبروه أنه لا يوجد لديهم فصيلة الدم تلك فذهب إليهم وكان معه سيف وأخبرهم ما يلي:
-أنا فصيلة دمي O-ممكن تاخدوا مني
-ماشي يا دكتور بس لازم نعمل لحضرتك التحاليل الأول عشان نتأكد أنك تقدر تتبرع
-محدش ليه دعوة أنا قادر وكويس وزي الفل خلصوا بقا
-حاول سيف تهدئته قائلا: بس يا أدهم لازم تعمل التحليل.

- يادكتور أدهم أنتا عارف أنه مينفع...
-قاطعهم قائلا: مفيش بس ولكن ومينفعش هتاخدوا مني كيس دم حالا أكيد مش هسيب مراتي تموت عشان اطمن على نفسي الأول.

تعجبوا جميعا ف لا يعلم أحد أنهما متزوجين ومنذ متى؟، نظر سيف لأدهم هو الآخر مندهشا فكيف له أن يخبرهم بزواجه منها وهو من أخبرها سابقا ألا تخبر أحدا بأمر زواجهما، وبالفعل رضخ الجميع لرغبته وأخذوا منه الدم وجهزوه ثم علقوه لها وهي لا تعلم أن الدم الذي يجري في عروقها الآن هو دم ابن عم التي تظنه يكرهها....
وبعد ساعة كانت قد ظهرت نتائج التحاليل والآشعة التي توضح أن هناك ورم في الرحم وحجمه كبير لا أحد يعلم نوع الورم الموجود لكن لابد من استئصاله في أسرع وقت لأنه يكبر بشكل سريع لكن لابد من الانتظار حتى تتحسن حالة الانيميا الموجودة ولهذا كتب لها أدهم 3 أكياس دم وحقن حديد حتى ترتفع نسبة الهيموجلوبين وأعطاها حقن لوقف النزيف وذلك في غضون ثلاثة أيام على الأكثر حتى يقوم بإجراء العملية....

ذهب هو وسيف لإخبارها بنتيجة الفحوصات والتحاليل
-مريم نتيجة الفحوصات طلعت قالها سيف
-خير يا سيف بس طالما أدهم واقف ساكت يبقا أكيد حاجة وحشة Cancer?
-رد أدهم: اعوذ بالله من لسانك بصي يا مريم هو اللي ظاهر دلوقتي أنه فيه ورم في الرحم حجمه كبير جدا وده طبعا اللي بيفسر حجم بطنك اللي مكنش بيبان من لبسك الواسع وساكتة عليه كأنك عدوة نفسك والله مش عارف دكتورة أيه بس
-وأديني عرفت أني هموت استفدت أيه.

-رد سيف نيابة عن أدهم: تموتي أيه بس يا مريم بشروا ولا تنفروا يا حبيبتي
-أيه حبيتك ديه أنتا كمان متلم لسانك يا سيف
قالها أدهم بغضب
-مقصدش يا عم أدهم حاجة أنتا كمان
-رد أدهم موجها حديثه ل مريم: المهم دلوقتي يا مريم أننا نرفع نسبة الهيموجلوبين في خلال ال 3 أيام اللي جاية عشان لازم نعمل العملية في أسرع وقت
-هو الهيموجلوبين كام؟
-6
-أيه 6! ده قليل أوى.

-بجد والله طب كويس أنك عرفتي أنه قليل أوى مهو العند حتى في المرض كمان
-جذبه سيف من ذراعه ثم قال له هامسا: خف عليها شوية هي تعبانة الأفضل أنك تطمنها
-مهي مستفزة بصراحة يا سيف وبتنرفزني قالها أدهم بصوت عالي وانفعال
-أديني هموت أهوه وأريحك يا أدهم
-أجابها سيف: يا بنتي والله تصدقي بقا هو عنده حق.

-رد أدهم: بطلي بقا أسلوب الاستعطاف والاستمالات بتاعك ده مفيش حاجة تقلق كل الحكاية ورم ليفي وهنستأصله وخلاص
-مال سيف على أذنه قائلا: الله يخربيت لسانك أنتا كمان بالراحة أهدى
-وأنتا عرفت منين أنه ورم ليفي هو أنتا حللتها يعني
-لأ بس طالما بتكبر بسرعة كده تبقى أورام ليفية
-ملكش دعوة أنا بسأل سيف عشان متقولش استعطاف واستمالات ومعرفش أيه
-أووف اسكتي بقا قالها أدهم بضيق.

-سيف بنفاذ صبر من هذا الثنائي: ياااارب عليكي أنتو الاتنين تصدقوا بالله أنتو عيال والله أنا حاسس إني واقف في خناقة ف فصل بين اتنين ف ابتدائي أكبروا بقا وأرحموني، دخلت دينا عند تلك الجملة التي قالها سيف فردت قائلة:
-والله عندك حق يا سيف دول مجانين والله جننوني وأنا في العربية مكنتش عارفة أركز في السواقة منهم
-يالهوي هو أنتي اللي سوقتي بيهم
-أه.

-طب الحمد لله أنهم وصلوا بالسلامة ديه مجنونة سواقة يا أدهم أعوذ بالله لما بركب معاها بتشاهد على نفسي
-ضحك أدهم قائلا: أه ما أنا جربت بس الحمد لله ربنا سترها معانا
-ردت دينا: بقا كده ماشي يا دكتور أدهم بس أنتا اللي قولتلي سوقي بسرعة
-أحنا آسفين يا أستاذة دينا والله، لأ بصراحة يا سيف لولاها كنا أتاخرنا تمام كده يا فندم؟
-دينا بفخر: أيوه كده.

ضحكوا جميعا وانصرفا سيف ودينا وبقى أدهم الذي ظل متابعا لحالة مريم وكانت هي شغله الشاغل فقط طيلة الأيام التي قضتها في المستشفى كان لا يتركها أبدا حتى النوم ينام بجوارها على السرير المجاور وبعد ثلاثة أيام بدأت نسبة الهيموجلوبين في التحسن وأصبح الآن لابد من الجراحة فورا لاستئصال الورم لكن الورم كان حجمه كبير وقد يضطرا لاستئصال الرحم وكان لابد من أخبارها بذلك قبل العملية وأخبارها بمفاجأة آخرى قد قالها أدهم ل سيف بينما كانا واقفين خارج باب غرفتها وهي نائمة كانا يتحدثا سويا.

-يعني هتقولها وهتعملها العملية بكره
-أه بس مش أنا اللي هعمل العملية
-ليه يا أدهم؟ أنتا بتهزر امال مين اللي هيعملها؟
-دكتور أحمد محمود أنتا عارف أنه شاطر في النوعية ديه من العمليات صحيح أنا مش مرحب بفكرة أن دكتور يعملها العملية وكنت عايز دكتورة بس بصراحة الأشطر هو أحمد محمود سالي مش قد كده في العمليات ديه
-والله أنتا اللي أشطر من الاتنين يا أدهم ودول يجوا بعدك.

-أنا لأ يا سيف وده أمر مفروغ منه مقدرش مريم بنت عمي ومقدرش اتخيلها مريضة عندي
-بنت عمك بس يا أدهم عليا أنا بردو
-أه يا سيف بنت عمي بس وبطل بقا كلام في الموضوع ده
-ماشي خلينا بقا ف موضوع العملية طب متسألها يمكن تكون تعرف دكتور أو دكتورة شاطرة في العمليات ديه
-ماشي نسألها بس ده أفضل واحد.

هنا بدأت مريم في فتح عينيها والاستيقاظ وقد كانت سمعت حديثهما لكنها آثرت ألا تستيقظ حتى ينتهيا من حديثهما ف أذنت لهما بالدخول ثم قالت متسائلة:
-أيه خير انتو الاتنين عندي ليه؟
-قال أدهم: احنا هنا ل سببين أولا تعرفي دكتور أو دكتورة نساء شاطرين في العمليات ديه
-أه طبعا أعرف
-مين؟
-نظرت له داخل عينيه: أنتا يا أدهم
-تهرب من نظرتها تلك: غيري يا مريم حد تاني
-لأمعرفش غيرك ومش عايزة حد تاني.
-أنا منفعش أنتي عارفة لو حد قريبك يبقا صعب تعمليله عملية والأفضل يكون غريب
-اعتبرني غريبة وبعدين أفتكر أنك بتكرهني وأنتا بتعمل العملية
-لأ والله بكرهك؟! أنتي شايفة كده؟ماشي تمام حتى لو بكرهك في اللحظة ديه مش هحس ب كده
-أدهم أنا مش هآمن على نفسي مع حد تاني غيرك
-وهنا لم يستطع أدهم أن يعترض بأي كلمة ولم يرد على جملتها تلك سوي ب حاضر ثم أردف قائلا: بس في حاجة تانية يا مريم
-أيه؟
-سيف ممكن يقولهالك.

-قالت بحزم: أدهم أنتا الطبيب المختص اتفضل قول
-الورم زي مقولتلك أنه حجمه كبير وملتصق بجدار الرحم ولو مقدرناش نتخلص من الالتصاقات ديه ممكن نبقى مضطرين أننا، أننا نشيل الرحم
-لأ ارجوك يا أدهم حاول اعمل كل جهدك أنا نفسي أبقى أم
-أكيد هعمل كل اللي أقدر عليه، أكيد يا مريم على العموم متقلقيش بإذن الله كله هيبقا تمام هو بس احتمال وارد فقولت لازم تعرفيه بس متخافيش.

-مش خايفة يا أدهم طول ما أنتا دكتوري أنا واثقة فيك hundred percent
-يارب أكون عند حسن ظنك
-أكيد بإذن الله
وفي الصباح جاءت دينا لتكن بجوار مريم التي تم تحضيرها للعمليات وأثناء التخدير أمسك أدهم يديها مربتا عليها بحنو قائلا:
-متخافيش.

أبتسمت له ثم غطت في سبات عميق كانت العملية صعبة للغاية واستمرت حوالي أربع ساعات متواصلة لكن أخيرا تم استئصال الورم الذي كان حجمه كبير للغاية واستطاع أدهم بمهارته بالرغم من صعوبة العملية أن يجتازها بنجاح دون أن يضطر لاستئصال الرحم وأخيرا انتهت العمليه دون قضاء أمل مريم في حلم الأمومة وبقى شيئا واحدا وهو الاطمئنان أن الورم ليس بخبيث فأرسل أدهم عينة من الورم لمعمل الباثولوجي للكشف على نوع الورم وبعد حوالي ربع ساعة بدأت مريم تستفيق وكان بجوارها هو ودينا وسيف نظرت وقتها ل أدهم نظرة متسائلة فهم مغزاها فورا فأجابها بابتسامة قائلا:.

-متخافيش هتبقي ماما عادي في أي وقت مش قولتلك اطمني
-ابتسمت مريم قائلة: شكرا يا أدهم
-ششش المهم دلوقتي ترتاحي يلا بقا نامي ومتفكريش في حاجة
-والنتيجة بتاعت نوع الورم هتطلع أمتا؟
-ها قولنا أيه ارتاحي بس النهارده والنتيجة هتطلع بكرة بإذن الله ومش هيكون فيها حاجة وحشة متقلقيش أدعي أنتي بس وربنا هيكرمنا بكره إن شاء الله
-حاضر.

غطت مريم في سبات عميق أما ادهم ف كعادته ظل بجوارها لكنه طيلة ليلته لم يغمض له جفن من القلق على نتيجة معمل الباثولوجي
وفي الصباح اتصل بالمعمل وأخبروه بأن الورم ما هو إلا مجموعةأورام ليفية متجمعة ومتحدة معا يصل عددها لأكثر من ثلاثون ورم ليفي صغير ف كونت ورم واحد كبير وهي حالة نادرة من الأورام الليفية لكن لا يوجد منها أية خطورة على الاطلاق...

ذهب أدهم لمريم ليطمئنها ويطمئن عليها وأخبرها بالنتيجة فرحت كثيرا وحمدت الله على فضله ثم نظرت إليه وسألته مرة آخرى:
-يعني بجد يا أدهم أقدر أخلف
-بإذن الله تقدري تحملي من بكره لو حبيتي
-ابتسم سيف ثم غمز ل أدهم قائلا: هي الست حابة أهيه أتشطر أنتا بقا وهاتولنا بيبي حلو ورخم زيكوا كده.

ضحكت دينا وسيف أما أدهم ومريم ف كان الصمت هو ردهم الوحيد توتر أدهم كثيرا من مزحة صديقه ثم أستاذن منهم وانصرف بعدما جذب سيف من ذراعه ليخرجه معه وحينما خرجا من الغرفة نظر له بغضب وصاح منفعلا:
-أيه يا سيف، أيه الهزار السخيف ده
-أولا ده مش هزار يا أدهم أيه مش هتبطلوا استعباط بقا.

-استعباط أيه! ما أنا لسه قايلك أن مفيش أي مشاعر بينا كل الحكاية أنها بنت عمي وجوازتنا ديه هتنتهي عاجلا أم آجلا ومش هتبتدي أصلا هتفضل كده في نفس الاطار ده لحد ما تنتهي فاهم يا سيف
-لمصلحة مين يا أدهم اللي بتعمله ده ومتقولش بقا الكلام الأهبل بتاع بنت عمي ومعرفش أيه عشان أنا مش عبيط أنا ليا عين وأعرف أفرق كويس بين مشاعر الأخوة والقرابة وبين مشاعر الحب.

-أنا مبحبش حد يا سيف ومش عايز أحب حد فاهم ولو سمحت متتكلمش ومتدخلش في الموضوع ده تاني أنا ومريم متفقين على كل حاجة وكل واحد فينا فاهم كويس طبيعة العلاقة بينا
-جملة أخيرة يا أدهم أنتا ومريم بتستهبلوا على بعض أنتو الاتنين بتحبوا بعض لكن بتكدبوا على نفسكوا على العموم براحتكوا سلام يا صاحبي....
تركه سيف وانصرف أدهم إلى غرفته ليجلس بها منفردا يفكر حينا ف كلام صديقه ويطرده حينا آخر من رأسه، أما في غرفة مريم فقد كانت دينا تتحدث مع مريم حديثا موازي لحديث سيف وأدهم، قالت دينا لها:
-ممكن أعرف اتضايقتي ليه من كلام سيف؟
-كده يا دينا عشان أنا وأدهم ولاد عم وبس وجوازنا ده هيفضل على الورق ومكنش ينفع سيف يقول كده.

-والله! أنتي وأدهم ولاد عم بس تصدقي صدقت أنتو بتستعبطونا ولا أيه؟ مبنشوفش احنا اهتمامه بيكي الفترة اللي فاتت وقلقه عليكي أدهم منمش طول الفترة اللي فاتت كان جنبك في كل لحظة مكنش بيرضى يروح ينام في البيت كان بينام على السرير اللي جنبك مش بس كده سيف حكالي على الخناقة اللي عملها ف بنك الدم عشان ياخدوا منه هو دم من غير ما يطمن على نفسه ويشوف إذا كان ينفع يتبرع ولا لأ ولا خضيته عليكي لما عرف من سيف أنك تعبانة وحاجات من ديه كتير تقول وتأكد أن العلاقة بينكم مش مجرد علاقة قرابة أنتو بس اللي حابين تضحكوا على نفسكوا وأنتي يا مريم عايزة تفهميني أنك مبتحبيش أدهم ده أنتي مطمنتيش إلا لما جه مرضتيش حد غيره يعملك العملية ولا نظرة عينك لما كان شايلك وأحنا جايين المستشفى أيه كل ده بيتهيألنا.

-كفاية، كفاية يا دينا مفيش حاجة من اللي بتقوليها حقيقة أنا مبحبش أدهم ومش هحبه هو ابن عمي وبس وقريب هنتطلق وكل واحد هيشوف حياته
كان أدهم يستعد للدخول للاطمئنان على مريم بينما سمع جملتها الأخيرة التي قالتها ل دينا فانتظر ثواني ثم طرق على الباب ليستأذن بالدخول نظر ل مريم قائلا:.

-مريم أنتي هتقعدي هنا حوالي أسبوع لحد ما نتطمن عليكي ونتأكد أن كله بقا تمام والجرح يكون خف خالص، صحيح المستشفى مدياكي أجازة أسبوعين أهو ترتاحي شوية
-أنا فعلا محتاجة للراحة ديه
-أه وأنا كمان هروح النهارده أبات في البيت عشان أنتي عارفة روك لوحده أنا كنت قايل ل احمد يحطله أكل بس أنتي عارفة أنه مبيحبش الكلاب ف بيعمل ده مضطر وعشان مش هينفع أبات هنا كل يوم.

-أه طبعا متشغلش نفسك بيا أنا هخلي أي حد من الممرضات يبات معايا
- ما أنا أكيد كنت هعمل كده مكنتش هسيبك لوحدك طب أنا مروح بقا
-دلوقتي؟
-أه مش قادر محتاج أنام جدا
-ماشي سلام
-سلام
وبعد انصراف أدهم نظرت مريم ل دينا قائلة بغيظ:
-شوفتي أهوه هيسبني لوحدي أهوه عشان الكلب
-يا مفترية مهو قاعد جنبك بقاله 4 أيام وبعدين هو مينفعش يفضل أكتر من كده هو عايز يأكد لنفسه وليكي أنكوا عادي بس الحقيقة غير كده.

-امشي يا دينا أنتي كمان روحي شوفي سيف عايزك
-ماشي بقا كده طيب أنا هروح أشوف سيف وخليكوا كده يلا سلام
-سلام يا أختي
كانت مريم تشعر بالغيظ الشديد من أدهم تتمنى لو بقى معها فلقد اعتادت قربه لكن كرامتها أبت عليها أن تصرح له بذلك...

وفي اليوم التالي جاء أدهم الذي لم يستطع أن ينم ليلته تلك ايضا لأن باله ظل مشغول على مريم التي تبيت ليلتها بمفردها كان يود أن يبقى معها لكن هو الآخر أبى الاعتراف أنه لا يستطيع أن ينام طالما هي بعيدة عنه كان يريد أن يطمئن نفسه ويخبرها أن الأمر مازال في قبضة يده وأنه مجرد اعتياد على وجودها في حياته وليس حب كما يقولا سيف ودينا، لقد قضى ليلته تلك في غرفتها لعله يشتم عطرها ف يطمئن قلبه عليها وهذا أيضا جعل النوم يهب من عينيه أكثر...

وفي صباح اليوم التالي ذهب إلى غرفتها في المستشفى وطرق الباب وحينما فتحه وجد هناك من أثار غضبه كان خالد الذي يجلس على الكرسي ملاصقا ل سريرها نظرإليه بإبتسامه تحوي كل معاني السخف ثم حك ذقنه قائلا:
-أهلا يا دكتور خالد
-أهلا بيك يا أدهم
-أيه هنا من بدري ولا أيه؟
-لأ خالص أنا لسه جاي من عشر دقايق كده
-طبعا حضرتك دكتور وعارف أن زيارة المريض مينفعش تطول عشان منتعبهاش.

-ردت مريم قائلة لتثير غضب أدهم أكثر وهي لا تعلم لماذا: لأ أنا مش تعبانة يا أدهم أنا بقت أحسن الحمد لله
-كده طب تمام الحمد لله، سكت لحظة ثم قال أه معاد الحقنة بعد أذنك يا دكتور خالد عشان هي لازم تآخد الحقنة دلوقتي
-قال خالد: أه أكيد
ثم نظر ل مريم قائلا: خلاص يا مريم أنا هعدي عليكي بالليل عشان اطمن عليكي أنا سهر النهارده وممكن آجي أسليكي بدل ما تفضلي لوحدك وتزهقي.

-جن جنون أدهم الذي كاد أن يفتك ب خالد فقال بعصبية شديدة:
نعم! أنتا مجنون ولا أيه تقضي ليلتك فين يا دكتور؟ متركز كده وتسلي مين أيه ظريف أوي كده حضرتك عشان تسليها وبعدين بأي حق تيجي تقعد معاها لوحدكوا بالليل ولا هو أي حك وخلاص.

-نظر له خالد في حدة مماثلة ورد عليه قائلا: في أيه يا دكتور أدهم متهيألي أن حضرتك اتعديت حدود اللياقة في الكلام معايا وكمان قدام مريم ولولا أنها موجودة وأنك ابن عمها أنا كان ليا رد تاني، ثم أردف قائلا وبعدين حضرتك منفعل أوي كده ليه ما أنتا كنت بتيجي كل يوم تقعد وتبات معاها بحجة أنك الدكتور المعالج ولا أيه؟
-لا أيه أنتا بقا أولا هي بالنسبالك اسمها الدكتورة مريم، .

ثانيا أنا مش محتاج حجج عشان أقعد معاها زيك لانها ببساطة مراتي
-امتقع وجه خالد من أثر المفاجأة ثم نظر ل مريم لعلها تكذب كلامه لكنها أماءت رأسها بالايجاب فرد قائلا: مراتك! أنتو أتجوزتوا أمتا؟
-رد أدهم ليغيظه أكثر: متهيألي مش المفروض لما نيجي نتجوز ندي لحضرتك تقرير أو نآخد منك أذن عادي اتنين حبوا بعض وأتجوزوا شيء بيحصل يعني
-بس محدش في المستشفى يعرف.
-أدهم وهو يجز على أسنانه بغيظ حتى لا يتهور ويضرب هذا الأحمق: وأنتا مالك احنا حرين براحتنا نقول للأشخاص اللي نحب نقولهم
-ماشي يا دكتور أدهم على العموم مبروك ده من حظك الحلو أنك خدت جوهرة زي مريم قصدي الدكتورة مريم، بعد أذنكوا
تركهم خالد وانصرف أما مريم ف نظرت ل أدهم بعصبية قائلة:
-أنتا أزاي تكلمه بالشكل ده وقدامي كمان
-والله وأنتي عايزني أكلمه أزاي ولا أقف أتفرج عليه وهو بيحاول يشقط مراتي.

-حسن أسلوبك يا أدهم أيه يشقط ديه
-آسف مش قصدي بس مش فاهمك عايزاني أقوله أيه وهو بيقول عايز يجي يقعد معاكي بالليل
-تكلمه بطريقة مهذبة أكتر من كده أو كنت تسيبني وأنا هرد عليه
-والله أيه عايزاني أوطي صوتي وأبص في الأرض وأنا بكلمه، وأسيبك تكلميه أنتي ليه وانا واقف
-لأ مش لازم تعمل كده بس تكلمه على الأقل باحترام خصوصا هو ميعرفش أننا متجوزين
-أديه عرف
-وليه قولتله؟.

-أيه مكنتيش عايزاني أقوله، أه صح بعدين يطفش على العموم أهو مرمي عندك أبقى لما نتطلق أرجعي وقوليله أنا اتطلقت يا خلوده يا حبيبي وأدهم الوحش الشرير مبقاش في حياتي خلاص
-أسكت يا أدهم أحسن
وبينما هما في شجارهما دخل سيف ودينا فسألا عن سبب صوتهما العالي
قال سيف: في أيه يا مجانين أنتو بتتخانقوا ولا أيه؟ مش بتبطلوا خناق أبدا علطول ناقر ونقير كده.

رد أدهم قائلا: لأ ست مريم بتربيني هتعلمني أزاي أكلم الناس واحد داخل يلف ويدور حوالين مراتي المفروض أحسس عليه
ردت مريم بحدة: مش مراتك
رد عليها أدهم بحدة أكثر: لأ مراتي وطول ما أنتي على ذمتي تبقي بتاعتي ملكي ومش من حق أي راجل غريب يقربلك ولا يتكلم معاكي حتى فاهمة.

قال جملته الأخيرة وانصرف حاول سيف الامساك به لكنه كان منفعلا للغاية ولم يتوقف ولأن سيف يعلم صديقه جيدا ف لم يذهب خلفه لأنه يعلم أنه طالما وصل لهذا الحد من الانفعال ف لابد أن يظل بمفرده حتى يهدأ، ف سأل مريم عما حدث فقصت عليه ما دار بين خالد وأدهم ثم ما دار بينها وبينه، ف نظر سيف ل مريم قائلا:
-أنتو الستات أعوذ بالله منكوا تجننوا العاقل
-والله ليه بقا أنا غلطت في أيه؟.

-مش موضوع غلطتي أنتي جننتيه بس كويس أديكي بتنفذي كلامي أهوه وبتشعللي غيرته بس شكلك تقلتي العيار حبتين ومش شعللتيها بس أنتي ولعتي ف أدهم نفسه
-بقولك أيه يا سيف أنا لا كنت بشعلل غيرته ولا بتاع هو اللي كان مستفز جدا وعايز يتحكم فيا وخلاص
-عليا أنا بردو يا مريم ماشي
-ردت دينا: أحسن جدعة والله يا مريم خليه يحس بقيمتك.

-رد سيف: أيه ما تهدي يا بوتجاز أنتي كمان هي ناقصاكي، وبعدين أدهم عارف قيمة مريم كويس كل الحكاية في العقد اللي عنده
-ردت مريم: هو حر في عقده أنا مليش دعوة بيه أصلا ومش من حقه يتكلم معايا بالطريقة ديه هو فاكرني شغالة عنده.

-بصي يا مريم أدهم صاحبي من زمان هو صحيح مش صعيدي أوي في حاجات كتير لكن الاندفاع والعصبية والغيرة على أي ست تخصه دول فيها صعيدي جدااا بس كمان هو طيب شويه لما يهدى هيحس أنه غلط وهيجي يعتذرلك
-أه ما أنا عارفة ولا هيعتذر ولا نيلة هو كده علطول براحته بقا ومش هتكلم معاه أصلا
مرت حوالي ساعة ثم سمعوا صوت طرقات على الباب فأذنت له بالدخول وكان الطارق هو أدهم الذي نظر إلى مريم قائلا:.

-أنا آسف بس أنتي اللي عصبتيني
قال جملته المقتضبة تلك وأستأذن وانصرف
-نظر لها سيف قائلا: والله أنتي مفترية
-ده أنا بردو مهو طبعا لازم تدافع عن صاحبك وراجل زيك
-مش بقولك مفترية حتى أنا كمان ده أنا علطول في صفك ماشي يا مريم يلا أنا رايح أشوف شغلي سلام
-سلام
-سيف: دينا وأنتي مروحة أبقى عدي عليا.

-دينا بمرح: أنا ممكن أبات مع مريم أهو أسليها وبعدين عشان لما يجي خالد ده ميلاقيهاش لوحدها أهوه يسلينا احنا الاتنين بس هو خالد ده حليوة كده؟
-سيف بحدة: نعم يا أختي اتلمي يا دينا بدل ما آجي أسليكي أنا عدي ليلتك على خير أحسن بدل ما أخليكي لا تشوفي حليوة ولا تشوفي خااالص أصلا
-حاضر حاضر يوووه على قطع الأرزاق ده
انصرف سيف وضحكت الفتاتان وقضت دينا مع مريم ليلتها...

مر الأسبوع وقد أصبحت مريم على ما يرام ف استعادت صحتها واطمئن أدهم أن كل الأمور تسير بشكل طبيعي وأخبرها انها ستخرج في الغد، وفي اليوم التالي كانت مريم قد أعدت نفسها للعودة ل منزلها وكانت قد عزمت الأمر على العودة ل بيت والديها وليس بيت أدهم....

ترى ماذا سيفعل أدهم ليعيدها لبيته؟ وهل ستسامحه بعد كل ما مرا به في الفترة الأخيرة وتعود معه أم أنها ستظل في بيت والدها؟ وأخيرا هل سينصلح حال أدهم وينتهي تهوره عند هذا الحد أم أن للأحداث رأي آخر؟.
وفي اليوم التالي كانت مريم قد أعدت نفسها للخروج من المستشفى وكانت قد عزمت الأمر على العودة ل بيت والديها وليس بيت أدهم لا لأنها مازلت غاضبة منه ف لقد سامحته على طرده لها لكنها أصبحت تخشى أن تظل معه في بيت واحد أصبحت تخاف التعلق به أكثر ف حينها لن تحتمل الفراق وهو آت لا محالة ف هو لا ولن يحبها ألبتة، حينما أتى إليها أدهم نظر لها قائلا:
- مريم احنا هنروح على بيتك مش بيت عمي.

- لا يا أدهم بيتي هو بيت أهلي مش بيتك
- مريم اسمعيني كويس أنتي مش هتروحي غير على بيتك وهو بيتك أنتي مش بيتي أنا
- قاطعته مريم قائلة: لأ بيتك أنتا وأنا مستحيل أرجعله تاني
- أدهم بحزم: مريم قولتلك متقاطعنيش ده بيتك أنتي وده الورق اللي يأكد كلامي ده
مده يده إليها بالورق قائلا وهي تنظر للأوراق التي أمامها مذهولة.

- أنا كتبتلك الشقة بإسمك ومن النهارده لو أنتي مش عايزاني اقعد معاكي فيها هروح أقعد في أي مكان أو أجر شقة تانية بس ياريت تخليني معاكي عشان أبقى مطمن عليكي.

- مريم وهي مازلت تحت تأثير الصدمة: أدهم أنتا ليه عملت كده! مش مصدقة بجد أنتا حتي متملكش شقة تانية وأنا عارفة أنتا قد بتحب الشقة ديه ومتقدرش حتي تشتري زيها ديه شقتك أنتا وب فلوسك أنتا مستحيل تبقي بتاعتي أنا أول ما هخرج من هنا هروح الشهر العقاري واتنازلك عنها.

- أدهم بصرامة: الموضوع ده منتهي يا مريم مش عايز نقاش فيه تاني الشقة ديه بقت شقتك وده أقل رد ل كرامتك وأنا مبسوط كده ممكن بقا يلا نروح ثم قال بتردد: ولا مش عايزاني معاكي؟
- لأ أزاي مقدرش أقول كده
- لأ تقدري تقولي اللي أنتي عايزاه
- بس..
- بس أيه؟
- هدومي وليا حاجات في شقة بابا.

- هبقى أعدي أجبهالك بكره وكده كده الهدوم ديه معظمها بيجامات وأكيد مش هتنفع عشان الجرح بتاع العملية أنا جبتلك كام حاجة كده يارب بس يعجبوكي
- شكرا بجد يا أدهم
- على أيه؟
- على الهدوم وعلى اللي أهم من الهدوم
- وأيه بقا اللي أهم من الهدوم؟
- وقفتك جنبي ومساعدتك ليا واهتمامك بيا وتعبك معايا كل حاجة عملتها يا أدهم ودمك اللي ادتهولي ومقولتليش.

- أنا دكتور يا مريم وأنتي مريضة مينفعش أتأخر عنك في أي حاجة ف مابالك بقا أنك كمان بنت عمي ومسئولة مني بلاش هبل يلا بينا
- ماشي
عادا معا ل شقة أدهم والتي أصبحت من اليوم شقة مريم أدخلها غرفتها فابتسمت له قائلة:
- تصدق أوضتي وحشتني أوى
- بجد؟
- أه والله جدا أصلي برتبط بالأماكن
- على العموم نورتي بيتك، أسيبك ترتاحي شويه
- ماشي
وأثناء خروج أدهم من الغرفة وجدت مريم فلاشته موجودة على السرير ف نادته:.
- أدهم
- ألتفت إليها قائلا بحنو: نعم محتاجة حاجة؟
- لأ، هو أنتا نمت هنا لما كنت مش موجودة؟
- شعر أدهم بالتوتر الشديد من سؤالها ولا يعلم لما سألته من الأساس كيف علمت بأمره لكنه تماسك ثم أجابها: لأ وأنا ايه اللي هينيمني هنا، بس بتسألي ليه؟
- أصلي لقيت فلاشتك على السرير أيه اللي جابها هنا؟
- كويس أنك لقتيها أنا كنت بدور عليها تلاقيها وقعت مني لما كنت بروق الأوضة
- بتروق الأوضه أها طيب
- أيه طيب ديه.

- الله أمال أقولك أيه
- أه صحيح نسيت أوريكي الهدوم اللي جبتهالك
كان قد وضعها في خزانتها فأخرجها منها ووضعها على السرير أمامها ثم قال:
- اتفرجي عليهم بقا وقوليلي رأيك
كانت الملابس جميعها ما هي إلا قمصان نوم لكن بالروب الخاص بها مما جعل مريم تشعر بالحرج الشديد منه وتحمر وجنتيها خجلا ثم قالت بصوت ملؤه الحياء وهي تحاول ألا تنظر في عينيه:
- أيه دول!، أنا مش هينفع ألبس الهدوم ديه.

- أمال هتلبسي أيه يا مريم؟ وبعدين هما كلهم بالروب بتاعهم يعني متخافيش مش هتبقي مكشوفة ولا حاجة وكمان هما كلهم طوال مش قصيرين بس مش هينفع تلبسي بيجامات خالص دلوقتي
- حاضر
- طيب غيري بقا هدومك و نامي عشان شوية وهصحيكي عشان تتغدي وتاخدي الدوا
- ومين اللي هيعملنا الأكل؟
- أنا طبعا أنا طباخ شاطر هدوقك وبعد كده هتتحايلي عليا عشان أعملك أكل بإيديا
- أما نشوف
- يلا تصبحي على خير
- وأنتا من أهله.

علمت مريم أن أدهم يكذب عليها ف موضوع نومه في غرفتها فهو لا ينظف الغرف ولكن أم محمد هي من تأتي كل أسبوع لتنظيف الغرف والشقة بأكملها كما أن رائحة عطره منتشرة في أرجاء الغرفة منذ أن دخلتها علمت أنه كان فيها وحينما وضعت رأسها على الوسادة وجدت أن عطره قد امتزج مع عطرها فلقد كان عطره قوي جدا وكان أدهم معتاد أن يضع الكثير منه فأينما يذهب تعلم أنه كان هنا من عطره الذي تظل رائحته طويلا في المكان...

كانت الأفكار تدور برأسها، تسأل نفسها ترى هل يحبني أدهم كما يقول سيف ودينا أم أنه مجرد أعتياد على وجودها؟وتعود ف تسأل نفسها هل تحبه هي الآخرى أم ماذا؟ وإن كان أدهم يحبها لما يكابر لما لا يعاملها أفضل؟ لماذا لا يخبرها؟ تعود مرة آخرى وتقول أنها تحبه ومع ذلك تكابر وتعاند وترفض أن تصدق أنها أحبته لكن الحقيقة هي أنها أحبته بكل كيانها وهي لا تعرف متي وكيف ولما حدث هذا؟ كل ما تعرفه الآن أنها أصبحت تحب أدهم كثيرا لكنها لا تستطيع الاعتراف بهذا ألبته خاصة له هو ف هي لا تعلم ردة فعله وتخشى أن يجرحها مرة آخرى، شعرت وكأن تلك الأفكار تحاوطها فتخنقها ف قررت الفرار منها ف قامت وخرجت من غرفتها بحثت عنه ف علمت أنه في المطبخ من صوته لقد كان يدندن مع نفسه لكن كان صوته عالي إلى حد ما ف لقد سمعته حتى قبل أن تصل للمطبخ كان يغني ويقول بتناديني تاني ليه أنتي عاوزة مني أيه ما أنتي خلاص حبيتي غيري ما أنتي خلاص حبيتي غيري روحي للي حبتيه أه روحي للي حبتيه.

- أروح فين بس يا أخوي أني مش قادرة أروح في حتة والله يا بوي قالتها مريم ردا عل أغنيه أدهم قالتها بطريقة غنائية مضحكة فلقد ألفت مقطع آخر للأغنيه ل تليق عليها
- حرام عليكي بوظتي الأغنية وبعدين أيه اللي صحاكي
- مريم بمرح: صوتك النشاز
- بقا كده ماشي يا مريم بس بجد صوتي اللي صحاكي أنا آسف والله أنا اندمجت شوية أصلي متعود لما بدخل المطبخ بحب أدندن.

- لأ أنا بهزر معاك مجليش نوم ف قومت أشوفك بتعمل أيه سمعت صوتك جيت أشوف بس صوتك حلو
- تريقة ديه بقا ولا أيه
- لا والله صوتك حلو بجد يلا قدم ف اراب ايدول ولا ذا فويس
- قالولي بس أنا مش فاضي قالها وهو يضحك
- ماشي يا عم المهم بس حتى وأنتا بتغني بتغني أغاني فيها اتهام للستات أعوذ بالله منك
- الله ديه حقيقة ومش قصدي أنتي والله بس تحسي كده أن الستات طبعها بيميل أكتر للخيانة.

- بالعكس خالص والله عمر الست ما كانت خاينة الخيانة فعل ممكن يجي من راجل أو ست وده يخلينا نرفض وندين الشخص الخاين بصرف النظر عن كونه راجل أو ست، أنا عارفة أن تجاربنا مكنتش اللي هي وهية اللي خلتنا نشخصن الأمور شوية ونعمم الأحكام لكن لما فكرت لقيت أنه من الظلم التعميم ياريت يا أدهم أنتا كمان تبصلها كده.

- على فكرة يا مريم من وقت متجوزنا وأنا كل لما أقنع نفسي أنكم كلكم خاينين أستثنيكي معرفتش أشوفك خاينة ابدا
- مريم بعدم تصديق: لا والله أمال الكلام اللي كنت بتقولهولي كان أيه تشجيع ليا ولا غزل فيا؟
- كان، كان حاجة كده تقدري تقولي فش غل
- بس أنتا كنت بتشك فيا فاكر لما روحت المستشفى القديمة اليوم اللي قابلت مروان هناك واتخانقتوا أنتا قولتلتي أنك كنت بتراقبني.

- كنت بضايقك لكن أنا كنت عرفت معاد اللي بتخلصي شغلك فيه وكنت جاي عشان أروحك بدل ما تتبهدلي ف المواصلات بس
- يا سلااام
- أه والله
- طب وليه عايز تضايقني؟ وليه الكلام الصعب اللي كنت دايما بتقوله؟
- أنسي يا مريم ومتسأليش مسيرك ف يوم تعرفي كل حاجة، سيبيني بقا أكمل الغدا ومتعطلنيش لو سمحتي
- حاضر يا فندم طب أي مساعدة.

- لأ شكرا ولا أقولك ممكن بس تاخدي حاجات السلطة وتعمليها وأنتي قاعدة ولو تعبتي من القعدة قوليلي
- متخافش عليا أنا كويسة الحمد لله
- الحمد لله يارب دايما
- تفحصها بنظره قائلا: الهدوم حلوة عليكي والحمد لله المقاس شكله مظبوط
- أجابته بخجل من تفحصه لها: ميرسي، ثم استطردت قائلة: أه مقاسهم مظبوط الحمد لله
- الحمد لله
أعد أدهم المائدة ووضع عليها الطعام الذي صنعه وتناولاه معا نظرت له مريم ضاحكة:.

- بس بصراحة أكل تحفة مكلتش زيه أبدا
- أنتي هتتريقي مهو لازم تآكلي شوربة وفراخ وحاجات خفيفة دلوقتي
- لأ والله أمال أيه بقا هعملك غدا محصلش وف الاخر طلع شوربة وفراخ وسوتيه زي المستشفى يعني
- طب بذمتك شوربتي الجميلة زي بتاعتهم والسوتيه بتاعي زيهم يا ظالمة
- لأ بصراحة مش زيهم أوي
- ماشي متخلنيش أحرمك من أكلي بقا
- لأ خلاص هآكل من سكات.

مرت الأيام وهما يقتربا من بعضهما البعض أكثر أصبحت علاقتهما بها ود أكثر ومشاعر متخفية لكن كلا منهما يحاول أن يقنع نفسه أنه يفعل ذلك بدافع القرابة لا بدافع الحب، كانا كل يوم يقفان معا في المطبخ لتحضير الغداء ويظلا يغنيا معا أدهم يبدأ وهي تكمل له الاغنية بطريقتها ويضحكان.

إذا رآهم أحد أو سمعهما ظن أنهما أسعد زوجين في العالم لكن الحقيقة غير ذلك فكلا منهما يخفي مشاعره عن الآخر لا يودا الاعتراف بحبهما لبعضهما كانت مريم قد عادت لعملها وبدءا يركبا معا سيارة واحدة ويعودا معا فالجميع أصبحوا يعلمون ب زواجهما كان فرح دينا وسيف كما حدداه بعد ستة أشهر من خطبتهما ف كلا منهما يعرف الآخر جيدا ف هما ليس بحاجة ل فترة خطبة طويلة وشقة سيف موجودة ينقصها بعض التشطيبات القليلة وف إحدى الأيام طلبت دينا من مريم أن تصحبها ل شراء فستان زفافها ف هي تريد منها أن تساعدها في الاختيار لأنها مترددة جدا وتحتاج من يحسم الاختيار فرحت مريم جدا ل دينا وأخبرتها أنها ستستأذن أدهم وتقابلها وبينما كانا يتناولا طعام الغداء هي وأدهم نظرت له قائلة:.

- دينا عايزاني أنزل معاها النهارده عشان أختار فستان الفرح ماشي؟
- ماشي طبعا أكيد وبعدين أنتي كبيرة ومش محتاجة تستأذني وأكيد أنا مش هقولك لأ
- معلش بس ديه الأصول والدين كمان
- ماشي على العموم عقبالك
- عقبالي أيه؟
- عقبال ما تنزلي تشتري فستان فرحك على الراجل اللي يستاهلك وتستاهليه
- أغاظتها جملته تلك فأرادت أن تردها له فقالت: ميرسي إن شاء الله بس أدعيلي أنتا.

- لم يحاول أدهم أظهار ضيقه من ردها لكنه الباديء ف نظر لها قائلا: أكيد طبعا هدعيلك مش بنت عمي وأختي
- لأ معلش بنت عمك أه بس أختك ومراتك ف نفس الوقت هبل أوي
- ماشي يا بنت عمي بس، يلا قومي اجهزي بقا عشان تلحقوا تنزلوا وترجعوا بدري ومتتأخروش
- حاضر.
اتصلت مريم ب دينا وتقابلا بعدها ب ساعه ذهبا لأماكن كثيرة وأتيليهات أكثر ف لم يعجب دينا أي فستان حتى رأت فستانا أبيض من خامة الجبير مع التل مطرز بشكل بسيط وهاديء غير منفوش من نوع التايبست ف هي لا تحب الفساتين المنفوشة وأخيرا انبهرت ب هذا الفستان واختارته كان أدهم قد اتصل ب مريم ليخبرها أن الوقت تأخر وطلب منها أن يتعجلا لأن مكان سكنهما هاديء وهويخشى عليها وبالفعل بعد أن أشترت دينا فستان الزفاف واتفقت مع الميكب ارتست التي ستزينها في حفل زفافها وعادت مريم بعد أن استهلكت كل طاقتها مع دينا لكنها حينما عادت كانت تشعر بالملل هي تعلم أن أدهم مازال بعيادته فقررت أن تصعد للروف كما أنها لم تصعد هناك منذ أن جاءت ل شقة أدهم وبالفعل توجهت إلى الطابق الأخير ووقفت تتأمل المكان بهدوء حتى سمعت صوت نباح الكلب كانت تظن أنه مربوط ب سلسلة حديدية لكن أدهم قد فك قيده في الصباح ففتحت باب الغرفة الموجود بها الكلب بدافع من الشفقة فقد ظنت أن ينبح لأنه عطشان أو ما شابه وحينما اقتربت وفتحت باب الغرفة وجدته غير مقيد وبمجرد فتح باب الغرفة جرى الكلب تجاهها وظل ينبح خافت كثيرا وركضت هي الآخرى محاولة الهرب منه وقعت على الارض وجرحت ركبتيها استنشقت عطر أدهم ف ظلت تصرخ لتستنجد به وفي لحظات كان أمامها وكان روك على وشك أن يهجم عليها لكن في تلك اللحظة ظهر أدهم وأوقفه ثم أعاده ل غرفته وأوصد بابها وساعد مريم على النهوض التي وقفت تبكي ثم ارتمت بين أحضانه وهي متشبثة بملابسه تماما كالأطفال ظل يمرر يده على رأسها ليطمئنها قائلا:.

- مريم أهدي مفيش حاجة أنا معاكي متخافيش
- كان هيعضني يا أدهم كان هيعضني أنا خوفت خوفت أوي كانت تتحدث وهي تبكي
- شششش خلاااص مفيش حاجة أنا جنبك أهوه يلا ننزل قادرة ولا أشيلك
- لا قادرة
ظلت متشبثة به حتى وصلا ل شقتهما وفي الداخل نظر إلى قدميها التي كانت تمسكها من الوجع فلقد جرحت ركبتيها أثر الوقعة
- أيه ده أنتي اتعورتي؟
- حاجة بسيطة الحمد لله كويس أنك جيت ولحقتني.

- أنا عايز أعرف كنتي بتعملي أيه فوق أصلا؟ وبعدين أيه اللي خلاكي تفتحي باب الأوضة؟
- كنت زهقانة وطلعت أشوف الروف وأقف فوق شوية لحد ما تيجي وبعدين سمعت الكلب بيهوهو ف كنت عايزة أشوفه مكنتش أعرف أنه مش مربوط بسلسلة افتكرته عطشان أوحاجة ف دخلت لقيته جري عليا.

- هو روك طيب جدا صدقيني بس بصراحة أنا اللي غلطان بقالي كتير مش بخرجه وامشيه وكمان روك كبر وعايز يتجوز عشان كده تلاقيه بقا عنيف شويه وبعدين هو ميعرفكيش وهو بيخاف من الناس الغريبة عنه على العموم بعد كده هعرفك عليه وهتبقوا أصحاب كمان
- ولا عايزة أشوفه تاني أصلا قال أصحاب قال خلاص من قلة البشر هصاحب كلب
- على فكرة بجد الكلاب أوفى من البني آدمين والله
- شكرا.

- هو كل كلمة تآخديها عليكي أنا مقصدتش حاجة وحشة والله على العموم هروح أجيب بيتادين وشاش عشان الجرح ده
- مش مستاهل أنا هبقا أشوفه
- اقعدي ساكتة ممكن
- لأ مش هينفع..
- أشمعنا؟ نظر لها بخبث قائلا: عشان يعني هشوف رجلك وماله ما أنتي مراتي على الأقل أطلع بالجوازة ديه بنظرة حتى وبعدين ديه رجل ثم غمز إليها مش حاجة تانية ثم ضحك كثيرا.

- والله ده بجد ماشي على العموم شكرا أنا هعرف أطهر لنفسي الجرح بقت عينك زايغة أهوه
- أنا بهزر معاكي وعد وعد هعالجك بأدب كأني دكتور وبس أتفقنا؟
- ماشي أما نشوف
ظل يضحك كثيرا أثناء احضاره للبيتادين وحينما عاد إليها نظرت له في حنق قائلة:
- وأيه بقا اللي بيضحك تاني إن شاء الله؟
- مفيش ل تزعلي
- لأ مش هزعل قول
- والله هتزعلي
- والله مش هزعل قول بقا
- شكلك كان مسخرة بقا حتت كلب يخوفك كده.

- والله! مهو كان ممكن يآكلني
- يآكلك ليه هو أسد هو جري وراكي لما أنتي جريتي شم ريحة خوفك ولا أيه يا دكتورة؟!
- في الحاجات ديه أنا أصغر من أصغر عيل
جلس أدهم في الأرض أسفل قدميها ليطهر جرح ركبتيها ف نظر لها قائلا:
- أيه ما ترفعي هدومك
- متوطي صوتك هتفضحنا الناس يقولوا أيه
- هههههههه يالهوي على اللي هيقولوه
- مالك يا أدهم فيك أيه النهارده؟
- مفيش خلاص أنا هسكت أهوه خلصيني بقا.

رفعت مريم الاسدال التي كانت ترتديه ثم خلعته بمساعدة أدهم ثم رفعت قميص النوم التي كانت ترتديه وكانت تشعر ب حرج شديد من أدهم تلك المرة الأولى التي يرى فيها هذا الجزء من جسدها، شعر أدهم بخجلها وتوترها ف حاول أن يتحدث معها أثناء تطهيره للجرح ولكنها كانت ف دنيا آخرى ف لقد كانت لمسته تشعرها بقشعريرة في سائر جسدها أنه ليس أي رجل أنه حبيبها وزوجها شعرت بدقات قلبها تتسارع ويداها ترتجفان حاولت أن تخفي ذلك لكنها فشلت لقد شعر بها أدهم وشعورها هذا حرك مشاعره التي طالما حاول تكذيبها وعدم الاعتراف بوجودها وحينما أنتهى من تطهير الجرح ولفه بالشاش حاولت هي الهرب فأخبرته أنها تود الذهاب إلى غرفتها لتنام وشجعها هوعلى ذلك وحينما أقترب منها ليساعدها على النهوض التقت عيناهما في نظرة طويلة وتسارعت دقات قلبيهما وتلاحقت أنفاسهما لم يشعر أي منهما بشيء سوى بأنفاس الآخر الملتهبة تلفح وجهه وفجأة سقطت كل الحواجز التي كان كلا منهما يضعها للآخر ف قبلها أدهم وهي استسلمت ولم تقاوم لحظه واحدة ف لقد كانت مشاعرها قد وصلت أوجها كانت قبلة طويلة كأن كلا منهما أراد أن يبث شوقه وحبه للآخر دون أن ينطق بحرف واحد ابتعد أدهم أولا بعدما أدرك ما جرى للتو لم يعلم ماذا عليه أن يقول فلم يستطع لسانه أن ينطلق سوى بكلمة آسف هزت مريم رأسها ثم أدخلها غرفتها سريعا وهرب هو الآخرإلى غرفته أما هي.
ف لقد جرحتها كلمة آسف كثيرا على ماذا يعتذر؟ هل على تقبيله لها؟ أم على تركه أياها؟ف بدلا من أن يخبرها بمدى حبه لها وشوقه إليها فقط يقول آسف وكأنه ارتكب جرم أو معصية وكأنها ليست زوجته ظل جسدها ينتفض حينما تذكرت قبلته تلك فلقد كانت بداخلها مشاعر حب مكبوتة له وقد خرجت في تلك اللحظة....

في هذه الليلة أخبرت مريم نفسها أن أدهم لا يريدها أن تصبح زوجته قولا وفعلا حتى وإن كان يحبها، إنها قد تيقنت بحبه لها لكنها تأكدت أيضا أنه سيتركها ويطلقها....

أما أدهم في غرفته انتابته أحاسيس عدة من تأنيب ل نفسه على تلك القبلة ومن تأنيب آخر على تركه إياها وهو يعلم انها تحتاجه وهو يحتاجها لكن هناك شيء ما بداخله يدفعه بعيدا عنها ثم يعود فيقول ما فعلته هو الصواب من أجلها هي ومن أجلي أنا لكن كان على ألا أقبلها وأنا متأكد من حبها لي وتذكر حينما ذهب لبيت والديها لإحضار ملابسها من هناك كانت هناك أجندة تخصها قد طلبت منه إحضارها وقد أخبرته أنها تخص والدتها وتحب أن تقرأ فيها لتتذكرها وحينما فتح الدرج ليأخذها وقعت منه على الأرض وبالصدفة البحته فتحت على أخر صفحة كانت تكتبها مكان موضع القلم الذي كان بداخل الاجندة وحينما وقعت عيناه على أسمه قرأ السطور الأخيرة التي كانت مكتوبة علم أن الأجندة تخص مريم نفسها وليست والدتها كما قالت ما قرأه كان اعتراف صريح منها أنها أحبته لكنها تخشى تقلباته لم يكمل قراءة مذاكراتها لأنه اعتبر ذلك اختراق لخصوصيتها وانتهاك لها كما أنه لايريد التعلق بها أكثر لا يريد أن يقرأ ما يجذبه إليها ويحببه فيها أكثر فأغلقها واحضرها لها دون أن يخبرها أنه قرأ اعترافها بحبه لكن ما فعله تلك الليلة سيعذبها أكثر ظل هكذا طيلة ليلته وأخيرا قرر تجاهل ما حدث وتمنى أن تتجاهل هي الآخرى تلك القبلة التي أفصحت عما يختلج في قلبه هو الآخر الشيء الذي حاول كثيرا في أخفائه....

خلدا كلا منهما للنوم بعد عناء طويل من التفكير الشاق حتى أعياهما التفكير ف ناما حتى الصباح....

وفي اليوم التالي تظاهر كلا منهما بأن شيئا لم يحدث حاول كلا منهما التظاهر بالهدوء وإن كان داخلهما يستعر ويغلي كالبركان تناولا طعام الإفطار سريعا وحاولا ألا تلتقي أعينهما وخاصة مريم والتي كانت ستفضحها عيناها بكل تأكيد ف تجاهلت النظر إليه، كان أدهم أكثر صلابة وتماسكا ولكنه شعر بمحاولتها المستمرة في تجاهل النظر إلى عينيه ف لم يرد أن يحرجها أكثر لم يكن فطورهما كعادتهما الأيام السابقة من ضحك وثرثرة بل كان صامتا إلا بالنذر القليل من الكلمات وذهبا لعملهما معا كما يفعلان كل يوم وهناك وجدت مريم أمرا أخر تنشغل به عما حدث ليلة أمس ف حينما دخلت غرفتها وجدت نور تجلس على مكتبها شاردة باكية الدموع تتساقط من مقلتيها وكأنها تسقط من عيني شخص آخر يبدو أنها تتألم كثيرا وأنها لم تنم ليلتها السابقة ويبدو أيضا أنها لم تشعر حتى بدخولها حتى اقتربت منها في هدوء خشية أن تفزعها قائلة:.

- نور حبيبتي مالك أيه اللي حصل؟
- مريم أنتي جيتي أمتا؟
- لسة جاية دلوقتي في أيه؟.

- لم تهتم نور بمسح دموعها من على وجنتيها وأردفت قائلة وسيل آخر من الدموع تتساقط متدافعة: تعبت تعبت أوي يا مريم، تعبت من كتر الضغط اللي عليا ضغط من جوزي وحماتي جوزي اللي ماشي ورا كلام مامته لمجرد أنها أمه يبقا صادقة وأنا كدابة مهما حصل لمجرد أنها أمه يبقا حقها تهني وتغلط فيا كل شوية هو لو كان بيحبني كان حافظ على كرامتي بس هو عمره ما حبني هو أصلا عمره ما حب حد هو أناني أناني أوي يا مريم تخيلي لو كنت عايزة اشتري هدوم بشتري من مرتبي لو حبيت أجيب هدوم للولد أوحتى نجيب أكل من بره بردو من مرتبي بالرغم أن مرتبه ماشاء الله كبير لكنه هو بيصرف على نفسه وبس لكن أنا والولد أقل القليل أو مش بتشتغلي اصرفي من مرتبك ف أول جوازنا كان مقعدني في البيت ولما كنت بحب أشتري حاجة كنت بطلبها من بابا تخيلي أن بابا كان بيديني مصروف شهري عشان لو احتجت حاجة متكسفش اطلبها منه ويبقا معايا فلوس بتاعتي هو عمره ما فكر أنه يسبلي فلوس ليا أصرف منها بالعكس كان بيحاسبني على كل مليم صرفته فكرت في الطلاق بعد كل اللي حكتهولك واللي بيحصل أكتر منه أضعاف مضاعفة لقيت نفسي بتحط تحت ضغط تاني بس المرادي من أهلي اللي مش عايزني أطلق عشان كلام الناس والبهدلة طب هو أنا دلوقتي مش متبهدلةهو كل اللي بيحصلي من جوزي ده مش بهدلة طب لما حماتي طول الوقت بتنتهك خصوصيتي بتدخل بيتي وتفتش وتلعب ف حاجتي ده بردو مش بهدلة لما أهلي يجوا يزوروني وتعمل معاهم مشكلة بدون سبب وتطردهم من بيتي مش بهدلة طب لما تتدخل ف أشد خصوصياتي وهي علاقتي ب جوزي ده أيه طيب كل اللي بيحصلي منهم تسميه أيه؟! ليه لازم الست هي اللي تدفع التمن تفضل تستحمل حاجات مفيش بشر يستحملها بس عشان ميتقلش عليها مطلقة عشان المجتمع ميحاكمهاش على أنها مطلقة كأنها وصمة عار مثلا يعني مش كفاية الظلم اللي أكيد اتعرضتله عشان تطلب الطلاق لأ كمان ظلم من المجتمع بدل ما يقف في صفها ويساندها ومهما كانت تعليمها أو حتى طبقتها الإجتماعية ليه كل ده والراجل عادي يطلق ويتجوز تاني ويتقال أكيد مراته هي اللي كانت غلطانة يخرج ويتفسح ويتبسط وكأنه هو المجني عليه مش الجاني ليه؟ بيلوموا المقتول على أنه لما جه يتقتل قال أه والقاتل يسقفوله ويشجعوه عشان يقتل تاني.

كانت تنشج وهي تتحدث لم تكف دموعها قط أثناء حديثها مع مريم ثم أردفت بعدما أخذت نفسها بقوة تستعيد أنفاسها وقواها التي خارت من كثرة البكاء أو من كثرة الوجع أيهما أصدق...
- عارفه يا مريم أنا متجوزة محمد بقالي 8 سنين لو عديت الأيام اللي عشتها في هدوء مش هيكملوا أسبوع تفتكري علاقة زي ديه أكمل فيها بس عشان الناس لأ طز بقا وألف طز اللي مضايق يروح يعيش مكاني خلاص كفاية كده بقا.

لم تعلم مريم بماذا عليها أن تجيب كانت تصمت في هدوء وإن كان داخلها يلعن هذا المجتمع بأفكاره فلقد كانت هي الآخرى ضحية لقد تزوجت من أدهم خشية من كلام الناس وكأنها عار لابد وأن يختبأ لم تكن نور تعلم تفاصيل طلاق مريم ولم تكن أيضا تعلم بقصة زواجها ف هي لم تعلم بزواج مريم من أدهم إلا من فترة وجيزة وكانت تظن أنهما تزوجا حديثا ولم تكن مريم تريد أن يعلم أحد بحقيقة زواجها من أدهم سوى سيف وديناوكفى ولكن ما إن انتهت نور من جملتها الأخيرة لم تتحدث مريم لكنها ضمتها لحضنها بشدة ف هي إمرأة وتعلم أن نور الآن ليست بحاجة لحديث بل أنها بحاجة لذاك الحضن فقط انها تحتاج الدعم المعنوي والنفسي أكثر ضمتها ولم تتركها حتى سكنت تماما ثم قالت:.

- نور حبيبتي محدش لازم يقررلك حاجة ومحدش هيعيش مكانك أنا مش هقولك اتطلقي أو لأ لأنك أدرى بحياتك مني لكن هقولك حاجة واحدة بس أنا معملتهاش أهم حاجة تبقي مبسوطة شوفي أيه اللي يبسطك وأعمليه وحاجة تانية أهم لو خدتي قرار الطلاق واتطلقتي اللي حواليكي هيفضلوا يطالبوكي بتنازلات كتير لمجرد أنك مطلقة أوعي تتنازلي أبدا فاهماني لأنك لو اتنازلتي مرة هتفضلي تعاني طول حياتك صدقيني والله.
- أومأت نور رأسها بالايجاب ثم قالت: عندك حق
مرت الساعات التالية مكتظة بالعمل وانشغل الاثنان بالحالات الطارئة وانشغلت مريم عما حدث بالأمس حتى وإن كان حديث نور آلمها هي الآخرى لأنها قد ذاقت من نفس الكأس من قبل...
انقضى اليوم وكانت مريم قد أنهكت للغاية جاءها أدهم وصارا معا حتى سيارته وعادا سويا لمنزلهما وخلت جلستهما في السيارة ايضا من الحديث إلا ب كلمات مقتضبة وسريعة.

أخبرها أدهم أن سيعد طعام الغداء ويتركها تستريح في غرفتها قليلا لأنه يبدو عليها الإرهاق الشديد وافقت على اقتراحه أولا لأنها فعلا بحاجة للراحة ثانيا لأنها لا تود البقاء أو الحديث معه طويلا.

انتهى أدهم من إعداد اطعام وطرق باب غرفتها وجاءت هي لتساعده في وضع الطعام على المائدة ثم تناولا طعامهما بعدما شكرته على مجهوده في صنع الغداء كما أثنت على مذاقه وأخبرته أنها من الغد ستتولى مهمة اعداد الطعام بمفردها وسيساعدها هو نهج ف مهما كانت تشعرتجاهه فلن تبوح له بشيء مما يختلج في قلبها.

مرت الأيام سريعة وكانت مريم مشغولة مع دينا في تحضيرات حفل زفافها هي وسيف وهذا كان أفضل لها هي وأدهم حتى ينسى كلا منهما ما حدث تلك الليلة والقبلة التي باعدت بينهما بدلا من أن تقربهما..
كانت دينا لا تكف عن سؤال مريم هل ما زال زواجكما صوريا؟ وكانت مريم في كل مرة ترد بنفس الأجابة وسيظل صوريا نحن أبناء عم فقط يا دينا لا تهتمي.
وسيف لا يكف هو الآخر عن الحديث مع أدهم في نفس الموضوع وكان رد أدهم مماثل لرد مريم ولكن سيف ودينا لم يكفوا عن ذلك ألبتة وأخيرا جاء يوم حفل زفاف هذا الثنائي المرح.

كانت مريم قد أختارت فستان من اللون الذهبي ذو الأكمام مصنوع من طبقتين السفلية من الستان الذهبي وفوقها تغلفها طبقة من الشيفون تبدأ أسفل منطقة الصدر التي يوجد عل جانبيها رسمة رقيقة من الجبير كان الفستان رائعا حقا كانت تشبه الأميرات تماما لكنها محجبة ولكن حجابها هذا أضفى عليها براءة وجمال أكثر رفضت مريم وضع أي من مساحيق التجميل حتي مع إصرار دينا عليها ل وضع لمسات خفيفة منها، كانت مريم مع دينا طيلة يومها ولم يرها أدهم منذ الصباح الباكر وكانت لم تريه الفستان التي أشترته لأجل حفل الزفاف وأخبرته أنه سيراه وهي ترتديه كانت تفضل أن تجعله مفاجأة له وكان هذا اقتراح من دينا التي أخذت منها الفستان وجعلته مع فستان زفافها حتى لا يراه أدهم ويتفاجيء بها يوم فرحها هي وسيف كانت تعلم أن مريم ستكن رائعة في ذلك اليوم في ذاك الفستان وبالفعل حدث ذلك بل أن دينا حينما رأت مريم أطلقت صفيرا ثم قالت:.

- ده أدهم هيتلوح هتجننيه النهارده يا مريومة برنسيس يا أخواتي والله أحلى مما توقعت بجد شكلك حلو أوي
- أنتي أحلى يا عروسة ومتكسفنيش بقا وبعدين أنسي بقا موضوع أدهم ده وركزي مع عريسك أحسن
- الواد سيف مش متخيلة يا مريومة أننا أخيرا هنتجوز بحبه بحبه أوي
- ربنا يسعدك يارب يا دندون أنتي وسيف تستاهلوا بعض والله.

- زمت دينا شفتيها ورفعت حاجبها وقالت بمرح: قصدك أيه يا مريم بتستاهلوا بعض؟ ها اعترفي؟قصدك مجانين زي بعض
- ههههههه هو من ناحية مجانين ف أنتو رايحة منكوا أصلا لكن بجد أنتو أطيب وأجمل اتنين قابلتهم ف حياتي
- حضنتها دينا بشدة قائلة: حبيبتي يا مريومة أنتي بس اللي عيونك حلوين
وفي تلك اللحظات طرق سيف باب الغرفة بحركات أشبه بالتطبيل لكن دينا صرخت فيه قائلة: أوعى تدخل يا سف متستعبطش.

- بقا في عروسة بذمتك يا أدهم تقول ل عريسها متستعبطش عجبك كده يا صاحبي
- قالت له دينا قبل أن ينطق أدهم: هو دكتور أدهم معاك؟
- أه يا حبيبتي معايا مهو اللي جايبني هنا بيسأل على مريم معاكي؟
- اختبئت مريم خلف دينا التي ضحكت عليها بشدة ثم قالت: بقولك أيه يا سيف خد أدهم وأمشي وخمسة كده واحنا هنخلص ونخرج
- يعني مريم معاكي قالها أدهم
- أيوه يا دكتور معايا والله أمال خطفتها.

- أعوذ بالله منك ومن جوزك خلصوا بقا عشان عايزين يكتبوا الكتاب ولا نكتب من غيرك؟
- لأ من غيري أيه ثواني وهخرجلكوا.

أطمأنت الفتاتان أنهما فى أحسن حال وكل شيء رائعا وخرجت دينا وخلفها مريم وبينما كان الجمع منشغل برؤية العروس كانت عيني أدهم لا ترى إلا مريم التي ما إن تخطت دينا للأمام حتى ظهرت هي خلفها كانت تلك المرة الأولى التي يرى فيها أدهم زوجته ب هذا الجمال البريء الذي يأسر كل من يراه خطفته بطلتها تلك حتى أن عقد القران قد تم ولم يتبقى سوى أمضاء أدهم على أنه الشاهد الأول وكان سيف يناديه وهو لا يشعر ولا يرى سواها حتى جذبه سيف من يده قائلا: أمضي الأول وبعدين بحلق يا عم النحنوح.

- لكزه أدهم قائلا: لم نفسك يا عريس ثم مضى أدهم
بعدها قام المأذون بالاشهار حتى انتهى بالدعاء للزوج والزوجة
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
دعا كل من في القاعة لهما
وبدأ الحفل بالرقصة السلو كانت الرقصة الأولى للعريس والعروسة فقط لكن الرقصة التالية كانت لأي كابلز يود الرقص وكانت أغنية ماجدة الرومي ومجد القاسم غمض عنيك.
كان أدهم مترددا هل يدعو مريم للرقص معه أم لا كان يود أن يجد حجة مناسبة ليرقص معها دون أن يعني هذا أنه يحبها لقد أراد أن يرقص معها ليشعر بقربها أكثر لقد أراد تلك الرقصة وتلك الضمة أن يشعر بأنفاسها وأن يرى خجلها ووجنتاها التي تتورد حياءا يريدها بين ذراعيه الآن وأثناء تفكيره كان سيف يغمز إليه لكنه كان مازال شاردا في تلك الحجة...
هل سيجد أدهم الحجة المناسبة ليراقصها؟ أم أنه سيتخلى عن تلك الأمنية؟.

وهناك عينان آخرى تراقبهما وتضمر لهما الكثير من الشر ف هل تستطيع الايقاع بينهما مجددا أم ماذا؟.
كان أدهم مترددا هل يدعو مريم للرقص معه أم لا كان يود أن يجد حجة مناسبة ليرقص معها دون أن يعني هذا أنه يحبها لقد أراد أن يرقص معها ليشعر بقربها أكثر لقد أراد تلك الرقصة وتلك الضمة أن يشعر بأنفاسها وأن يرى خجلها ووجنتاها التي تتورد حياءا يريدها بين ذراعيه الآن وأثناء تفكيره كان سيف يغمز إليه لكنه كان مازال شاردا في تلك الحجة وكانت مريم تقف على مقربة من دينا حتى تساعدها إن احتاجت شيء وأخيرا وجد أدهم الحجة ف ذهب إلى مريم واختطفها من بين الواقفين وبدأ في الرقص معها نظرت له مريم التي لم تتوقع أن يفعل ذلك وبتلك الطريقة ثم قالت:.

- أدهم! خضتني ليه عملت كده؟
- أدهم بمكر: أصلي شوفت خالد كان قريب منك وكان ممكن يطلب منك ترقصي معاه وساعتها أنا كنت هكسر دماغه ونقلب الفرح ل جنازة طب وليه ده حتى سيف صاحبي وأهو كله عشان سيف
- يا سلام أيه الخيال الأوفر ده ومين قالك أن خالد هيعمل كده؟
- ضحك قائلا: يا بنتي الأفلام العربي كلها بتقول كده
ثم صمت برهة ونظر داخل عيني مريم قائلا: بصراحة مش عايز حد يبصلك وأنتي حلوة أوي كده، بغير.

احمرت وجنتا مريم من أثراعترافه ثم نظرت في الاتجاه الآخر..
- نظر لها أدهم قائلا وهو يحاول أن يصلح ما قاله: أنتي ناسية إني صعيدي وأنك بنت عمي وزي أختي وأنا مقبلش أن حد يرقص مع أختي ثم أردف ليغير الحديث هو أنتي ليه اتخضيتي أوي كده لما شديتك؟ وليه كمان دلوقتي مكسوفة أوي كده أيه أول مرة ترقصي سلو؟
- أماءت رأسها بالايجاب وقالت بصوت خفيض وهي تنظرلعينيه مباشرة: أه.

نظر لها أدهم متعجبا وقد بدا غير مصدقا ثم قال: معقولة!
- أه والله وبعدين مستغرب ليه احنا مسلمين ومش طبيعي إني أرقص مع أي راجل غريب
- مش قصدي راجل غريب أنتي كنتي متجوزة
- ولا حتى معاه لأني معملتش فرح ومحضرناش أفراح ومفكرناش نرقص لوحدنا من غيرمناسبة يعني بس
- سرح في حديثها وهو محدقا في عينيها وفجأة قال: تعرفي أنك جميلة أوووي وبريئة كأنك ملاك.

أحست مريم ب قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها من شدة خفقانه ف شعر هو بذلك ف علم أنه قد أخطأ مجددا ف كيف قال ذلك لكنه لم يشعر بنفسه وهو يقول لها تلك الكلمات فأردف ليعدل ما قاله أو يفسده:
- هو أنا كل أما أقول حاجة هتتكسفي كده! ما احنا قولنا بقا أنتي بنت عمي وزي أختي يعني لازم أجبر بخاطرك وأجاملك حبتين تلاتة.

- نظرت له بغيظ قائلة: والله! ثم أردفت أنا مش أختك ومش عايزاك تجاملني شكرا ثم همت بتركه وهو يرقص معها لكنه لم يسمح لها بالانفلات من بين يديه فجذبها إليه أكثرف باتت في أحضانه ثم قال:
- مينفعش تسيبيني وأنا برقص معاكي وتمشي الاغنية خلاص هتخلص أهيه ثم مال على أذنيها قائلا بهمس: مش بجاملك أوي يعني ثم غمز إليها ضاحكا.

كانت الأغنية قد انتهت ف تركها وهو يعلم أنه أغاظها كثيرا ف تركها ل غيظها وذهب ل سيف ل يحتفل معه هو وأصدقائهم.

وبينما كانا مريم وأدهم يرقصان سويا كانت دينا وسيف سعيدين لهما كثيرا لكن كانت هناك عين آخرى رأتهما لكنها لم تسعد لهما أبدا تلك العين هي عين مروان الذي كان مدعو على حفل الزفاف من أخو دينا فلقد كان صديقه، لم يكن مروان يعلم أنه سيراها هنا وفي أحضان رجل آخر كما أخبرته من قبل بعد خروجهما من جلسة المحكمة حينما رآهما يرقصان بهذه الطريقة ويبدو عليهما الانسجام استشاط غضبا ف خرج مسرعا حتى لا يعلما بوجوده وركب سيارته لكنه لم ينطلق بل ركن سيارته وظل في انتظارهما حتى يخرجا من القاعة ليمشي خلفهما ل يعلم مكان سكنهما ومن ثم يستطيع معرفة كل شيء عنهما حتى يتثنى له الانتقام من مريم ف هي مثل أمه تماما ليس لهما أمان يستطعن الوقوع في الحب سريعا والتضحية برجالهن وخاصة بعد ما مر به في الشهور الست الأخيرة مع أمه...
كانت قد ذهبت إليه بعد شجاره مع أدهم ولكمه أياه جاءت إلى شقته ظلت تبكي وتتوسل له كي يسامحها ويعود ف يعيش معها في شقتها وانها لن تتركه مرة آخرى وأبدت ندمها الشديد على تركها إياه وأخبرته أنها مريضة وربما تموت قريبا ولا تريد أن يبقى أخاه وحيدا ولا تريد أن تموت وابنها الأكبر يكرهها ستظل معه وطلبت منه أن يأتي ليعيش معها هي واخيه من الأم الذي كان عمره ثماني سنوات والتي أنجبته من زوجها الأخير أما بقية أخواته من الزوج الذي يسبقه كانا قد تزوجا ولم يتبقى إلا هذا الولد ومروان التي أخبرته وهي تبكي وتتوسل له أنها لا تريد في الدنيا إلا أن تبقى معه ومع أخيه حتى تشبع منهما قبل أن تموت.

سامحها مروان لأنه أراد ذلك سامحها لأنه أراد أن يشعر بحنانها ذهب ليعيش معها في شقتها مع أخيه الأصغر وبعد أقل من شهر اقترحت أن ينتقلا للعيش بشقته بحجة أنها الأقرب لمكان عمله وحدث ذلك بالفعل لكنها كانت تتركه كثيرا وتترك أخاه معه متحججة بالعمل ف لقد كانت تخبره بأنها تعمل بإحدى الشركات ك مديرة قسم تسويق وكان يخبرها أنه عليها أن تستريح لكنها كانت تخبره أنها تود أن تترك للصغير بعض المال وظل هو مصدق لتلك الكذبة حتى جاء هذا اليوم الذي كان يتحدث فيه مع أخيه ويسأله هل كان يجلس بمفرده حينما تذهب والدته للعمل أخبره بأنها لم تكن تعمل إلا حينما جاءوا إلى هنا يقصد شقة مروان.

تعجب مروان من حديث أخاه وساورته الشكوك وكانت والدته تعود في أوقات مختلفة كل يوم وأيضا لا تتحدث عن عملها هذا ألبته وهو لم يسألها كان مهتم فقط أن يشبع من حنانها لكن بعد حديث أخيه حاول أن يوجه لها بعض الأسئلة بخصوص عملها أو حتى بخصوص مرضها وكانت أجابتها غير مقنعة بالمرة فقرر أن يراقبها ليعلم إلى أين تذهب كل يوم وبالفعل علم الحقيقة ف لقد وجدها تذهب لشقتها وكان هناك رجل وجده يدلف إلى الشقة قبلها ومعه مفتاح جن جنونه وطرق على الباب ولما فتحت والدته ثار عليها واتهمها بالخيانة لكنها أخبرته أن هذا الرجل زوجها ولم يصدق إلا حينما أحضرت له قسيمة الزواج فسألها لما لم تخبره بأمر هذا الزواج وطالمها أنها متزوجة لما أتت إليه وأخبرته بما قالت.

أجابته بأن زوجها هذا لا يريد ابنها ذو الثماني سنوات لذا قررت أن يكن مع أخيه الأكبر حتى تتطمئن عليه إذا أتت إليه فقط ليصبح رفيقا لابنها الصغير أي أم هذه تضحي بالكبير قديما من أجل نفسها وتضحي أيضا بالصغير وتجرح الكبير أيضا من أجل نفسها كيف يقولون أن المرأة مضحية وانها أم بالفطره وإن كانت الأمومة كذلك ف ما تكون هذه المرأة ما كنهها؟ بعدما علم مروان بحقيقة نواياها وانها جاءت إليه فقط حتى تلبي رغبات زوجها الجديد أخبرها أنه لا يريدها في حياته مجددا ولا يريد أن يراها مرة آخرى أما أخوه فأنه سيعيده إليها وتتصرف هي معه أو تتركه كما تركته هو من قبل ف هذا ليس جديد عليها لكن أباه قد مات فأخبرها ساخرا أن تضعه في ملجأ ظلت تبكي وتخبره أنها إمرأة ولا تستطيع العيش بدون رجل وعليه أن يتفهم مشاعرها لكنه قبل أن ينصرف أخبرها أنها دوما تتصرف كإمرأه فقط وتنجرف وراء رغباتها لكن عليها أيضا أن تتصرف كأم ولو ل مرة وحيدة ومشى وتركها وهو يغلي كالبركان كان يريد الانتقام من كل إمرأه وحينما رأي مريم وهي ترقص مع أدهم حدث نفسه أنها مثل أمه تماما ليس في الشكل فقط لكن في الأنانية لذا سيذيقها مرارة أفعالها سيعاقبها على تركها أياه والزواج من آخر....

أما على الجانب الآخر مر الفرح وكان كلا من مريم وأدهم يحاولا التهرب من بعضهما كان هو يدعي الانشغال مع سيف وهي تدعي الانشغال مع دينا التي حاولت جذبها لترقص معها وهنا نظر أدهم ل يرى هل ستفعلها أم لا لكنها رفضت بشدة ووقفت بجوارها تصفق فقط فرح كثيرا لرفضها لأنه ربما لو وافقت لجذبها من يدها ومشيا فورا من هذا المكان لكنها لم تفعل...

انتهى الفرح وودعا العروسان بعدما تمنوا لهما السعادة واتفقا على أن يزورهما هو ومريم بعد عودتهما من السفر ف لقد حجزا للسفر في إحدى فنادق الغردقة وكانت هذه هدية أدهم ومريم لهما..
ركب أدهم سيارته وهما للعودة إلى شقتهما وكانت هي تستشيط منه غضبا أما هو فقد كان صامتا حتى وصلا للمنزل وحينما دلفا للداخل نظر لها قائلا:
- عقبالك
- شكرا.

- أكيد هيبقى شكلك حلو أوى في فستان الفرح الأبيض ف فرحنا ملبستيش فستان متخيلك هتبقي زي الأميرات كده شبه الأميرة كيت
- قالت بحزن: أنا كمان معرفش شكلي هيبقا أيه ف الفستان الأبيض ثم أردفت بألم عشان ملبستهوش قبل كده وشكلي مش هلبسه أصلا
- أدهم بدهشة: ليه ملبستيش فستان فرح أول مرة؟.
- لأ ملبستش عشان كانت ماما لسة متوفيه واضطريت أوافق عمي على إني أتجوز بسرعة عشان كان عايز يطمن عليا ومعملناش فرح زي ما قولتلك
- أنا عارف أنك معملتيش فرح لكن معرفش أنك كمان ملبستيش فستان أبيض
- الظاهر مكتوب عليا إني ملبسش الفستان اللي طول عمري كنت بحلم أشوف نفسي بيه
- لأ إن شاء الله ربنا يرزقك بالراجل اللي يسعدك ويعملك أحلى فرح وتلبسي أحلى فستان أكيد هتكوني أجمل عروسة بس أبقي اعزميني بقا.

- والله! ماشي حاضر هبقا أعزمك بس أنتا هتيجي يعني لو عزمتك
- طبعا مقدرش أتأخر عن بنت عمي أبدا
- ونسيت تقول أختي
- وأختي طبعا
- كان الغيظ والحنق قد وصلا منها مبلغه فوجدت نفسها تسأله دون تفكير: وهو في حد يبوس أخته؟
صمت أدهم ولم يجيب ثم أردفت هي قائلة:
- يبقا متقولش أختي تاني، يلا تصبح على خير.

ولم تنتظر رده ودخلت غرفتها تبكي من غيظها وألمها وهي تتسائل في نفسها هل أدهم حقا يراها ابنه عمه فقط؟ هل يتمنى من قلبه أن تتزوج من رجل آخر سواه؟ كيف وما تشعره تجاهه هي تشعر بحبه لها بعض الأوقات لكن أوقات آخرى لا تشعر بشيء؟ لو كان لا يحبها لماذا إذا قبلها؟ هل مجرد رغبة؟ لا لا إنها لم تشعر بذلك وقتها بل شعرت وكأنه يبث إليها حبه عبر قبلته تلك وأخيرا وبعد طول تفكير وبكاء نامت.

أما أدهم ف دخل غرفته وهو مشدوها من سؤال مريم ف كيف جرؤت على أن تسأله هذا السؤال وهي كانت تستحي حتى من النظر في وجهه يبدو أنه أغاظها كثيرا حتى تفوهت بتلك الكلمات، وهل صمته هذا هو الحل؟ ظل هو الآخر متحيرا في أمرهما حتى استسلم للنوم.

وفي الصباح لم ترغب هي في تناول الفطور وهو لم يلح عليها وذهبا معا لعملهما مر يومهما بلا جديد حالات وعمليات ولاشيء آخر ثم عادا معا حاول أدهم أن يتجاذب معها أطراف الحديث لكنها كانت غير راغبة في ذلك ف تركها وشأنها دخلت مريم غرفتها وظلت تقرأ كانت لا تخرج من غرفتها إلا لأداء الصلاة فقط وتعود لتكمل القراءة مرة آخرى وأصرت على تجاهله ف هي لا ترغب في الحديث معه...

مرت الأيام الثلاثة التالية تماما ك هذا اليوم هي تتجاهل أدهم وهو لايريد أن يضايقها وفي هذه الأيام علم مروان عنهما الكثير فلقد كان يراقبهما منذ يوم الفرح علم مكان عملهما ومكان شقة أدهم وأشياء كثيرة عنهما...

في اليوم الرابع أراد مروان أختبار ثقة أدهم في مريم وأيضا محاولة ل هز الثقة إن كانت موجودة ف اتفق مع شاب زميله أن يذهب للمستشفى ويتصنع بأنه مريض ويطلب الدكتورة مريم بالأسم أن تعالجه وحينما يقابلها يرن عليه وقتها سيصل إلى أدهم بأي حجة يجعله موجود في جراحة الطواريء ويسمع هذا الرجل وهو يغازل زوجته ل نرى ماذا سيفعل؟.

وبالفعل ذهب سامح صديق مروان إلى المستشفى وطلب الدكتورة مريم لتعالجه وحينما جاءت لتفحصه وتسأله مما يشتكي وفي هذه اللحظة رن على مروان الذي جاء بدوره ودخل المستشفى دون أن تراه مريم وطلب من أحد الممرضات أن تخبر دكتور أدهم أن زوج مريضة عنده ينتظره عند قسم الطواريء لأن زوجته هناك وتحتاجه وأشار إلى المكان الموجودة به مريم وسامح بأنه سينتظره هنا، ذهبت الممرضة وأخبرت أدهم الذي نزل ب دوره ل قسم الطواريء وذهب حيث أشارت الممرضة وكان مروان قد أختبيء حتى لا يراه ثم اتصل ب صديقه ليبدأ في مغازلة مريم حتى يسمعها زوجها ل يرى ردة فعله وبالفعل بدأ في تنفيذ الخطة ف نظر لها وهي كانت تسمعه لتعلم مما يشتكي وتفحصه فقال:.

- ياريت كل الدكاترة زيك كده أنا مش برتاح إلا معاكي
- نعم؟
- أه والله أنتي اللي بتعرفي تريحيني وتعرفي وجعي أصل ديه مش أول مرة ثم أمسك يدها فجأة
- مريم بفزع: أنتا مجنون سيب أيدي هو أنا عمري شفتك أصلا
- معقولة نسيتيني، نسيتي سامح.

في تلك اللحظة دخل أدهم الذي قد سمع حديث هذا الشاب ل زوجته، تعجبت مريم من وجود أدهم أمامها ولكنها لم تدم دهشتها كثيرا لأنه في تلك اللحظة قد جذب هذا الشاب من عل سرير الكشف ثم ركله في بطنه وأصابه بلكمة آخري في وجهه ثم نظر له قائلا وهو يجره خارج الغرفة:
- عشان ترتاح ووجعك يخف أكتر يا روح أمك أوعى تفكر تقرب للدكتورة مريم تاني فاهم.

ثم سلمه لأمن المستشفى وعاد مرة آخرى ل مريم التي مازلت تقف مشدوههوجسدها ينتفض بخوف من أثر الصدمة ومن أثر ردة فعل أدهم العنيفة الذي عاد ليسألها بغضب:
- مين ده؟
- معرفهوش أول مرة أشوفه بس قالولي أنه عايزني أنا تحديدا
- وأزاي متعرفيهوش وعايزك أنتي بالذات يعني يعرفك منين؟
- معرفش يا أدهم معرفش مسألتوش ليه روح أساله
- ماشي، ماشي يا مريم أنتي عايزاني أروح أسأله يعني؟.
- والله لو مش مصدقني ممكن تروح تسأله براحتك
- أنا مقولتش إني مش مصدقك والدليل إني مستنتش أصلا أسمعه وضربته قبل حتى ما ينطق
- صحيح مش معقول طريقة التفاهم ديه مش كل حاجة ضرب أحنا ف مستشفى يا أدهم وأنتا دكتور مش ظابط
- والله!واحد بيعاكس مراتي وبيمسك أيدها أعمله أيه أسيبه عادي ولا أيه كان عاجبك الموضوع؟.

- أيه اللي بتقوله ده يا أدهم ركز بس وشوف أنتا بتقول أيه وبعدين أنا مش محتاجة حد يدافع عني أو يحميني أنا أعرف أدافع عن نفسي كويس كده كده هنتطلق كلها مسأله وقت وهبقى لوحدي وهعرف أحمي نفسي كويس
- بقولك أيه يا مريم طول ما أنتي على ذمتي محدش يفكر يقربلك واللي يفكر يعملها هضربه ماشي؟سلام
عاد أدهم إلى مكتبه غاضبا من حديث مريم وغاضبا من نفسه أيضا على جملته التي أثارت حنقها...

كان هناك شخص آخر قد استمع لهما لم يكن هذا الشخص سوى خالد الذي علم من حديثهما أنهما سيتطلقان وهذا ما أحيي لديه الأمل من جديد ف لقد أحب مريم وأراد الزواج منها لكن أدهم هذا قد سبقه لذا أراد التأكد مما سمعه وأراد أن يخبرها بما يكنه لها من مشاعر.

أما عل الجانب الآخر كان مروان قد أختبأ داخل سيارته ولما لمح سامح صديقه أشار إليه بالجلوس وقد قص عليه ما حدث ابتسم مروان لأنه علم مدى حب أدهم وغيرته على مريم إذا ستنجح خطته إذا حبكها بشكل صحيح....

شعر أدهم أنه قد أخطأ في حق زوجته وإنه لم يكن عليه أنه يقول لها مثل تلك الكلمات وهو لم يرد قول ذلك لا يعلم لما قال هذا من الأساس ف ذهب ل يعتذر منها عما قاله ولكن حينما اقترب منها وجدها تقف مع خالد الذي يبدو عليه أنه يخبرها بشيء هام ووجده بالفعل يشير إليها ل يدخلا المكتب الخاص بهما ف أختبيء حتى دلفا للداخل لكنهما لم يغلقا الباب ف وقف يستمع لما يتحدثا به محاولا التظاهر بالانشغاال ف الحديث في الهاتف حتى إذا رآه أحد ظن أنه يتحدث في الهاتف ولا يتنصت على من بالداخل...

قالت مريم: أتفضل يا دكتور خالد قول أيه الحاجة المهمه اللي عايز تقولها وأحنا لوحدنا؟
- مريم هو أنتي وأدهم هتطلقوا؟
- مين قال كده؟
- أنا سمعتك بالصدفة والله وأنتو بتتكلموا من شوية وكنتي بتقوليله كده كده هنتطلق
- وأفرض ده يفرق معاك ف أيه؟
- لأ طبعا يفرق معايا كتيير
- لأ يا دكتور خالد ده ميفرقش معاك في حاجة ده شيء يخصني أنا وأدهم بس ميخصش أي حد تاني
- بس أنا بحبك وعايز أتجوزك و....

- قاطعته مريم قائلة بحزم: مينفعش الكلام اللي بتقوله ده يا دكتور أنا ست متجوزة وجوزي زميل ليك فأكيد مينفعش توجه ل مراته كلام زي ده وأنا بصون جوزي ف غيابه قبل وجوده
- بس أنا مقصدتش حاجة وحشة والله أنا بحبك ب....

- قاطعته مريم قائلة: أرجوك متكررهاش تاني قولت لحضرتك مينفعش أصلا تقول كده حتى لو نيتك تتجوزني أنا حتى لو أتطلقت من أدهم مش هتجوزك ومش هتجوز حد تاني عشان أنا ثم ابتلعت ريقها وأردفت قائلة عشان أنا بحبه ومش هحب حد تاني
- طب ليه هتطلقوا لو بتحبيه؟
- متهيألي ده شيء يخصنا يا دكتور خالد بس تقدر تقول اختلاف ف وجهات النظر اختلاف في الطباع عادي يعني بتحصل.

- طيب ليه متديش نفسك الفرصة تحبي حد تاني مش يمكن يقدر ينسيكي حبك ده
- لأ طبعا عشان حبي لأدهم مش حاجة محفورة في الذاكرة ممكن أنساها ده حاجة محفورة في القلب مبتتنسيش، ثم صمتت برهة وعادت لتكمل: أدهم ملأ كل قلبي بحبه ومفيش أي راجل تاني ممكن ياخد منه سنتي واحد.

عند تلك الجملة قرر أدهم أن يعود إلى مكتبه، انصرف مسرعا إلى هناك كأنه كان في سباق جلس على كرسيه ليلتقط أنفاسه ف لم يتوقع كلمات مريم تلك التي سمعها للتو..
أما مريم ف أردفت حديثها ل خالد قائلة:
- بص يا دكتور خالد انا عايزاك تفتح قلبك ومتحطش شروط ولا مواصفات للي تحبها صدقني هتلاقي اللي تملا قلبك وعقلك
- هحاول وأنا آسف يا دكتورة مريم على أزعاجك واعتبريني صديق لو احتجتي أي مساعدة.

- شكرا أكيد طبعا، طب بعد أذنك عشان هروح أصلي الظهر
- أتفضلي
ذهبت مريم للمسجد الموجود بالمستشفى لأداء صلاة الظهر وبعدما خرجت وجدت أدهم بانتظارها نظر لها قائلا:
- تقبل الله
- منا ومنكم ثم أدارت وجهها عنه
- مريم ممكن تبصيلي
- نعم عايز أيه يا أدهم أيه هتكمل كلامك في حاجة لسه مقولتهاش؟
- أه، أنا آسف متزعليش مني
- والله كل شوية تقول كلام زي الزفت وتعمل تصرفات أزفت وبعدين تقول آسف.

- مقصدتش والله اتعصبت غصب عني ثم مد يده إليها والتقط كفيها أمسكها بين يديه ثم قال آسف ثم رفعها وقربها من شفتيه ثم طبع على باطن يدها قبلة وقال آسف مرة آخرى ولكن تلك المرة قالها بهمس وهو ينظر داخل عينيها وكأنه يخترقها ليدخل إلى قلبها مباشرة
توترت مريم كثيرا من فعلته تلك وخفق قلبها بشدة وتوردت وجنتيها خجلا ف سحبت يدها من يده بسرعة ثم قالت:
- خلاص مش زعلانه أنا رايحة أكمل شغلى وانصرفت من أمامه سريعا.

أما هو ف حديثها أسقط كل الحواجز التي حاول وضعها بينهما لم يستطع أن يرى حبها هذا ويتجاهله ف هي أيضا ملأت كل كيانه وبينما كانا عائدين للمنزل نظر لها قائلا:
- مريم بجد خلاص مش زعلانه مني؟
- لأ يا أدهم قولتلك خلاص مش زعلانة
- طب أثبتيلي
- أزاي؟
- توافقي نعمل الغدا سوا النهارده
- يا سلام وكده بقا هتتأكد إني مش زعلانة
- طبعا، عشان خاطري عايز نعمل الغدا سوا أنا بحب كده أوي
- ماشي.
عادا لمنزلهما وبدلا ملابسهما ودلفا للمطبخ سويا لتحضير الغداء كما اتفقا وبدأ أدهم في الغناء كما اعتادا في الأيام التي كانا يحضران فيها الطعام سويا فقال الأغنيه الشهيرة ل شادية وفريد الأطرش
يا سلام على حبي وحبك وعد ومكتوبلي أحبك ولا أنامش الليل من حبك يا سلام على حبي وحبك
ف نظرت له مريم ضاحكة وقالت ل أولع في روحي
ف رد عليها ده واجب عليا
- أخس عليك يا أدهم عايز تولع فيا.

- الله هو أنا قولت حاجة هي الاغنية اللي بتقول كده
- نفسك طبعا تولع فيا
- بعد الشر عليكي حياتك مهمة أوي عندي يا مريم لازم تبقي عارفة كده
- هعمل نفسي مصدقة
- لأ لازم تصدقي وتتأكدي كمان عشان ديه الحقيقة حياتك عندي أهم وأغلى من حياتي أنا
- أشمعنا؟
- عشان أنتي أمانه عندي ولازم أصونها
- بس كده؟
- أه طبعا أمال هيكون ليه المهم يلا بقا خلينا نخلص عشان أنا جعان جدا وأعملي حسابك هنطلع ل روك بالليل.

- نعم؟!اسمها هتطلع أنا مش هطلع لكلب أنا
- لأ هتيجي معايا وهعرفك عليه وبعدين خايفة من أيه ما أنا هكون معاكي
- لأ يا أدهم مش عايزة
- مريم عشان خاطري صدقيني والله لو عرفتيه هتحبيه أوي
- أولا مش عايزه أعرفه ولا أحبه، ثانيا بقا أيه حكاية عشان خاطري اللي أنتا عمال تقولهالي طول اليوم ديه؟
- أيه مليش خاطر عندك؟
- نظرت له بتحدي قائلة: لأ
- طب أحلفي كده
- لأ بردو.

- بلاش رخامة بقا نتغدا ونريح شوية وبعدين نطلعله وننزل نتمشى معاه شوية وأهو تحضري جوازه
- جوازه!هو أنتا هتجوزه النهارده؟
- والله في واحد صاحبي هيجيب الكلبة بتاعته النهارده عشان روك وربنا يسهل وتعجبه
- لأ والله حتى الكلاب هتتأمر كمان
- طبعا مش راجل وسيد الرجالة والكلاب النتي كتيير
- حاسة أن ف كلامك تورية
- لأ والله مقصدتش حاجة المهم بقا يلا عشان نتغدا ونجهز نفسنا عشان نطلعله.

- مش بتقول هتقابل صاحبك أنا هآجي أعمل أيه
- لأ صاحبي هيقابلني يديهالي وبعدين يروح مشوار وهيسيب الكلبة بتاعته معايا النهارده ويجي يآخدها بكره
- ماشي أمري لله
- بجد وافقتي أخيرااا الحمد لله أنتي المفروض كنتي تشتغلي محامية
- مريم بابتسامة: أشمعنا؟
- عشان بتحبي الجدال والمناقشة زيهم
- ماشي اتريق اتريق
- ده أنا هآكلك أيس كريم تحفة أحلى أيس كريم زبادي بالتوت ممكن تآكليه.

- أشمعنا زبادي بالتوت بالذات يعني
- مش بتحبيه ولا أيه أصل أنا بحبه جدا وتقريبا مش باكل غيره خلاص أجبلك أي نوع تاني تحبيه
- لأ أنا بحب الزبادي بالتوت جدا بس أستغربت افتكرتك عرفت أني بحبه الواضح أن في حاجات كتير مشتركة بينا
- ده حقيقة مش كفاية فصيلة الدم
- طب يلا بقا نلحق نحط الغدا ونتغدا ونشوف سي روك بتاعك ده
- ماشي يلا.

تناولا طعام الغداء وسط ثرثرة وأحاديث متعددة وضحك لا ينقطع عادت إليهما الروح التي أفتقدوها الأيام الماضية وبعدما تناولا غداؤهما وشربا سويا الشاي بالنعناع الذي يحباه الأثنان كثيرا ارتديا ملابسهما وصعدا معا ل روك دخل أدهم أولا ومريم مختبئة خلف ظهره ظل هو يحدث روك ويخبره أن مريم زوجته وأنه سيحبها كثيرا وطلب منها أن تمسح على رأس روك بحنية خافت أولا لكنها فعلتها بعدما طمأنها وبدأ روك يتجاوب معها ثم أخذه أدهم ونزلا معا حيث المكان الذي سيقابل فيه صديقه وكان بالقرب من مكان سكنهم وكان غير مضطر لركوب السيارة طلب من مريم أن تنتظره في إحدى الكافيهات حتى يقابل صديقه ويعود إليها فوافقت على مضض ولم تمضي أكثر من عشر دقائق حتى عاد إليها ومعه الكلبة وروك عرفها عليها وأخبرها أن اسمها جوتشي ف رحبت بها وقد شعرت بأنهما ليس كما كانت تتصور وكان خوفها منهم مبالغ فيه ثم ذهبت هي وأدهم إلى حديقة واسعة بالقرب منهما حتى يتمكن روك وجوتشي بأن يختليا معا إذا أرادا كان أدهم يراقبهما وهو يتحدث مع مريم التي كان يبدو عليها بعض الضيق فسألها عما أصابها قائلا:.

- مالك في حاجة مضايقاكي؟
- لأ مفيش
- لأ في حاجة ضايقتك أنتي كنتي بتهزري وتضحكي بس في حاجة حصلت ضايقتك مش عارف أيه؟
- أدهم هو أنتا ليه سبتني في الكافيه لما روحت تقابل صاحبك؟
- عشان مش عايزه يشوفك
- مش عايزه يعرف أنك متجوز صح؟
- لأ مش قصدي كده خالص والله فهمتيني غلط مش عايزه يشوفك يا مريم بصراحة مش حابب حد يشوف مراتي ويبصلها بغير
- بتغير عليا طب ليه؟
- يعني أيه ليه؟.

- مش أنا أختك أو بنت عمك بس يبقا مش المفروض تغير
- لأ يا مريم غلط الراجل سواء بقا صعيدي ولاهندي حتى لازم يغير على الست اللي تخصه تقربله أمه أخته بنت عمه مراته صاحبته حتى
- مريم بعدم اقتناع: لأ والله؟
- أه والله
- ماشي همشيها كده
- سيبك بقا من الكلام ده فاكرة لما قولتلك قبل كده أن في ترتيب في دماغي بفكر فيه عشانا يعني
- أه، أيه قررت تقولي كنت بتفكر في أيه.

- أه لأن الترتيب تقريبا اتظبط بصي بقا أنتي تسافري معايا أمريكا وأنا كلمتلك دكتور صاحبي هناك وقالي سهل جدا تشتغلي معايا في المستشفى اللي كنت بشتغل فيها ساعتها بردو لما نتطلق هقدر آخد بالي منك وكمان محدش هيضايقك هنا ولا يسأل جوزك فين ولا اتطلقتي ليه هناك كل واحد حر يعمل اللي عايزه ومحدش بيتكلم على حد وكمان في مصريين كتير لو عايزة تتجوزي مصري وإن كان رأيي تتجوزي أمريكي عشان تآخدي الجنسية.
كانت مريم تستمع له في صمت حتى بدأ حديثه عن الزواج فارتسمت عليها علامات الحزن والغضب في آن واحد ثم أجابته محاولة التظاهر بالهدوء قائلة:.

- بص يا أدهم بالنسبة لموضوع السفر ل أمريكا معتقدش إني حابة أسافر يمكن أه متضايقة من هنا ومن الظروف اللي هنا ومن العادات والتقاليد اللي خليتك تتجوزني وأنتا مش عايز وأنا كمان مكنتتش عايزة ومن خوفي لو سبتني وسافرت لكن بردو مش متخيلة إني أقدر اعيش ف بلد تانية ب عادات وتقاليد مجتمعية تانية ف حضارات تانية وثقافات مختلفة تماما ودين مختلف صعب أوي أتأقلم على كل التغيير ده وأنتا عارف إني مش بحب التغيير أصلا...

تاني حاجة بقا بالنسبة لموضوع الجواز ده وحوار أتجوز أمريكي ولا مصري والجنسية والكلام ده متهيألي أن مش أنا الست اللي أتجوز بس عشان آخد جنسية ومش عايزاها أصلا ولا تهمني أنا أول مرة اتجوزت كنت فاكرة إني بحبه وتاني مرة لما أتجوزتك كنت مضطرة بس عشان أعرف أعيش عشان محدش يضايقني ولا يبصلي بصة مش كويسة لكن أتجوز بس عشان آخد جنسية بلد تانية أنا مش عندي شغف حتى إني أروحها يبقا طز في الجنسية والعريس...

أخر حاجة بقا يا أدهم لو سمحت بعد كده متتكلمش تاني ف موضوع جوازي ده اللي يهمك هو طلاقنا وزي ما اتفقنا بعد سنة من جوازنا هيتم الطلاق بس ده اللي يخصك لكن أتجوز بقا بعد كده أو اترهبن ده ملكش فيه
- أنتي مالك سخنتي عليا أوي وبتهاجميني كده ليه؟
- عشان أنتا بتستهبل يا أدهم ومش بس بتضحك عليا أنتا بتضحك على نفسك ومعرفش بتعمل كده ليه ومش عايزة أعرف أنتا حر
- بستهبل ف أيه مش فاهم؟.

- لأ فاهم فاهم كويس أوي ولو مش فاهم هفهمك، أنتا يا أدهم هتقدر تشوفني مع راجل تاني غيرك هتتحمل إني أتجوز راجل تاني بلاش أنتا، أنا أنا يا أدهم هرضى أتجوز راجل تاني طب أزاي كده هبقا بخونه وبغشه
- بتخونيه وتغشيه ليه؟
- مش عارف ليه يا أدهم ثم ابتلعت ريقها ومسحت جبينها ووضعت يدها على فمها ثم نظرت إلى عينيه فجأة ثم زفرت زفرة حارة وقالت بصوت خافت بالكاد يخرج من بين شفتيها: عشان بحبك يا أدهم.

بهت أدهم وصدم من صراحتها لم يتوقع ألبته أن تعترف له بحبها لم يعلم ماذا عليه أن يجيبها لو كان بيده لأخبرها أنه الآخر يعشقها ولا يستطيع مجرد التخيل أن يراها مع رجل أخر حتى لو كانت تتحدث معه فقط لا يطيق أن يتخيل أنها تحب رجل آخر لا أن تبقى في أحضانه يلمسها كيفما يشاء لا لا أن حتى مجرد الفكرة تثير جنونه وغيرته لكنه أيضا لا يستطيع الاعتراف بحبه هذا لأن هذا الاعتراف سيترتب عليه أشياء آخرى لابد أن يكشفها له وقد يخسرها لا حتما سيخسرها لا يستطيع أن يستمر في تلك العلاقة لابد أن يظل هو وحده من يعلم السبب لكن عليه أن يخبرها الآن ب رد مقنع ف صمت برهة ثم قال:.

- مريم منكرش أن مشاعري اتحركت ناحيتك الفترة اللي فاتت ويمكن كمان التعود والعشرة خلق بينا جو مختلف بس مش هينفع نستمر في علاقتنا لأن ساعتها أنا اللي هكون بخدعك وأغشك بصراحة أنا حبيت واحدة تانية أكتر من 8 سنين بس مكملناش وأنا منسيتهاش يمكن اتشديتلك زي أي راجل ما بيتشد ل ست لكن أنا محبتش غيرها ومش هقدر أكمل معاكي لأني بصراحة بفكر أسافرلها أمريكا ولو كانت متجوزتش أتجوزها.

- أنا مش فاهمة حاجة طب ومتجوزتهاش من الأول ليه أيه خانتك؟ بس لو خانتك هترجعلها أزاي؟.

- لأ هي مخانتنيش بالمعني الحرفي للخيانه هي رفضت تتجوزني وقتها واشترطت عليا أستناها لحد ما تخلص أبحاثها وتحضر الماجيستير والدكتوراه لكن أنا رفضت وبعدت عنها شوية وبعد كده عرفت أنها اتخطبت ل مدرس في الجامعة أمريكي أصلا وقالتلي أنها هتتجوزه عشان تآخد الجنسية وكمان هيساعدها في الماجيستير بتاعها ورجعت مصر وسيبتها واتقطعت أخبارها بس من فترة وقت مقولتلك أن في ترتيب تاني ف دماغي كانت هي بعتتلي ايميل بتقولي فيه أنها اتطلقت وانها لسة بتحبني ومستنياني أرجع أمريكا تاني بصراحة كنت متردد ولسه متردد لكن الحقيقة المؤكدة بالنسبالي أني وقتها اكتشفت إني لسة بحبها.

- لأ والله بجد وأنا أيه بقا هتاخدني معاك تغيظها بيا وتقولها أنك أنتا أتجوزت غيرها بس وماله هتطلقها عادي وعشان تريح ضميرك تقولي كلمتين هبل وتيجي معايا وتشتغلي وتتجوزي ومعرفش أيه قد كده أنا كنت هبلة روحني يا أدهم بعد أذنك
- استني بس يا مريم
- لو سمحت يا أدهم روحني حالا ومش عايزة أتكلم ولا كلمة تانية.

أخذ أدهم الكلبين وعادا لمنزلهما وكان بين الحين والآخر ينظر ل مريم التي كانت عيناها قد غروقت بالدموع حاولت بكل جهدها ألا تسقط دمعة واحدة حتى عادا للبيت وما أن دخلت غرفتها حتى وضعت وجهها في وسادتها وظلت تبكي في صمت حتى لا يسمعها لكنه يعلم بأنها تبكي حتى وإن لم يسمع صوت بكاؤها لكن كان لا مفر مما قاله حتى وإن كان معظم ما قاله لها ليس بحقيقة لكن لم يكن أمامه سوى هذا....

مرت الأيام التالية مملة كئيبة مريم عادت لصمتها وأدهم احترم هذا الصمت ولم يحاول أن يفتح معها الحديث في هذا الموضوع مرة آخرى يعلم أن حديثه قد جرحها كثيرا خاصة بعدما صرحت له بحبها
وفي إحدى الأيام جاءت نور فرحة كانت مريم تجلس بمفردها وحينما رأت نور ف سألتها:
- في جديد يا نور ف موضوعك أنتي وجوزك حساكي فرحانة.

- الحمد لله أنا كلمت أهلى وأقنعتهم أن الطلاق هيحصل لا محالة وأن النهارده أفضل من بكره ولما لاقوني مصممة اتكلموا معاه واتفقوا أن الطلاق هيتم الأسبوع الجاي بإذن الله عمري ما كنت حاسة براحة زي الأيام ديه والله يا مريم كأنه حمل تقيل وانزاح
- ربنا يختارلك اللي في الخير يا نور أنتي طيبة أوى وبجد تستاهلي كل خير
- بس أنتي مالك بقالك كام يوم كده متغيره.
- مفيش، الدنيا مش بتفضل على حال واحد يا نونو عادي يعني متقلقيش عليا صاحبتك زي الفل
- يارب دايما.

مر اليوم وحاولت مريم ألا يلاحظ أحد الحزن البادي عليها وحينما عادا للمنزل أتفقا على الذهاب ل دينا وسيف غدا وستذهب مريم ل شراء الهدية بمفردهاا بعدما رفضت عرض أدهم في أن يذهبا سويا لشراء الهديه ف هي لا تود البقاء معه فترة طويلة ولا تريد أن تراه لأنها كانت غاضبة منه بشدة وفي اليوم التالي نزلت واشترت الهدية وذهبت لعملها وبعدما انتهى اليوم وعادت للمنزل تناولا طعام الغداء وارتدا ملابسهما وذهبا معا لتهنئة العروسين.

وحينما رأت مريم دينا احتضنتها بشدة فقد اشتاقت لها كثيرا ثم رحبت ب سيف وباركت لهما ثم أستأذنت لتصلي المغرب وأدهم أيضا ف نظر لهما سيف مازحا:
- ماشاء الله ما جمع إلا ما وفق متدينين زي بعضكوا بصراحة ماشاء الله عليكوا مبتفوتوش فرض.

- ردت مريم: يا سيف متدينين عشان مبنفوتش فرض يا ابني ده تاني ركن من أركان الإسلام يعني عشان نبقى مسلمين لازم نصلي مش بنعمل اللي متعملش احنا يدوب بنعمل الفرض صح وربنا بس يتقبل
- رد أدهم: أنتا بس يا سيف اللي محتاج تظبط موضوع الصلاة ده
- والله أنا بصلي بس موضوع المواعيد ده اللي مش بيظبط معايا ف ساعات بأخر صلاة ساعات بيروح عليا فرض وأجمعهم كده.

- ردت مريم: وده عادي يعني؟ربنا سبحانه وتعالى قال في سورة الماعون بسم الله الرحمن الرحيم فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون يعني ف وادي في النار اسمه ويل وده للي بيأخروا الصلاة أو بيجمعوها أو بيصلوا فرض ويسيبوا فرض متخيل الموضوع مش هين زي ما أنتا فاكر وعلى فكرة سهلة تظبطها أنوي أنتا بس ودينا معاك هنا وأدهم معاك في الشغل وهتقدر تنتظم بإذن الله
- ردت دينا: هو بس اللي كسلان حبتين.

- قال سيف ضاحكا: ايه بقا هو مفيش غيري ف القعده ديه طب يلا قوموا صلوا منك ليها
- رد أدهم بجدية وقد شعر بالتقصير تجاه صديقه: تعالوا نصلي جماعة كلنا يلا ومن هنا ورايح يا سيف أنا معاك ف موضوع الصلاة ده بإذن الله وهنظبطه سوا...

وبالفعل قام الجميع للوضوء ثم استقبلا القبلة أدهم وسيف في الأمام ومريم ودينا خلفهما كان أدهم هو الإمام كان صوته عذبا رخيما وهو يقرأ القرآن كان صوته يمس القلوب لأنه يقرأ من قلبه وما أن انتهى من صلاته حتى قال له سيف:
- ماشاء الله يا أدهم صوتك وأنتا بتقرأ القرآن حلو جدا خلاص يبقا هصلي معاك علطول
- ردت دينا: فعلا ماشاء الله صوتك حلو جدا بيدخل القلب كله خشوع ربنا يزيدك يارب.

- رد أدهم بخجل: شكرا يا دينا ربنا يكرمك
- فقالت دينا وهي تجذب مريم: طب بعد أذنكوا بقا أنا هاخد صحبتي عشان نقعد جوه شوية على راحتنا عشان وحشتني جدا ولو احتجتوا حاجة أنده عليا يا سيف
- قال أدهم: مش عايزين نطول عليكوا بقا أنتو لسه عرسان جداد
- قال سيف: يا عم سيبهم يقعدوا مع بعض شوية واحنا نلعبلنا جيمين بلايستيشن أنا أيه بقا يا معلم جايب بلايستشين 4.

- لأ والله طب تمام ادخلوا أنتو يا دينا عقبال ما أغلب جوزك
وما أن دخلت دينا ومريم الغرفة حتى نظرت دينا لها قائلة:
- مالك يا مريم في أيه؟ شكلك متغير هو أدهم عمل حاجة زعلتك
- هنا بكت مريم ثم قالت وهي تنشج بالبكاء: أدهم مش بيحبني يا دينا بيحب واحدة تانية.

ماذا ستفعل دينا لمساعدة مريم؟ هل تصدق ما قاله أدهم واعترافه بحب آخرى؟ وأخيرا سيضع سيف ودينا خطة ل كشف السر الذي يخفيه أدهم ف هل سينكشف السر أم أن السحر سينقلب على الساحر؟.
- بكت مريم ثم قالت وهي تنشج بالبكاء: أدهم مش بيحبني يا دينا بيحب واحدة تانية وبدأت في سرد ما قاله لها وما أن انتهت حتى قالت دينا:
- والله وأنتي مصدقة بقا الهبل اللي قاله ده أنتي عبيطة يا مريم؟!
- وهو هيكدب ليه؟
- معرفش ليه اللي أعرفه ومتأكدة منه كويس أنه بيحبك وبيموت فيكي أي حد يعرفكوا متأكد من ده.

- والله لو بيحبني مش هيفضل يبعد عني كل شوية كده من غير سبب وده اللي كان محيرني وأديني عرفت السبب يا دينا يبقا خلاص بقا لازم أحافظ على كرامتي وابعد عنه
- بصي يا مريم سيف هو اللي هيجبلنا قراره
- مش فاهمة أزاي يعني؟
- يعني سيف يتكلم معاه ويفهم منه.

- والله! أولا هو مش هيرضى يقول ل سيف حاجة لأن هو عارف أن أكيد هيقولي كمان هو من الأول لو كان عايز يحكي ل سيف كان حكاله من زمان ف تفتكري بقا هيقوله دلوقتي وبعدين أنا كرامتي متخلنيش أفضل أجري ورا واحد بيحب ست غيري.
- يا بنتي أنتي هبلة ولا مجنونة الواحد ده جوزك أنتي لو بتحبيه لازم متسبيهوش لحد ده لو فرضنا أصلا أن في حد تاني أنا الحكاية ديه مش داخلة دماغي يا بنتي أنتي مبتشوفيش أدهم بيبصلك أزاي ولا خضته عليكي لما كنتي تعبانة بلاش وأنتو بترقصوا ف فرحنا ده نظرته ليكي كانت بتقول كل حاجة بس في سر محدش فاهمه وأكيد سيف هو اللي هيقدر يعرفه
- أشك بس حاولي خليني معاكي للآخر وهتعملي كده أزاي بقا؟.

- بصي أنا وسيف هنمثل أننا متخانقين وهتيجي أنتي وأدهم وهقولك إني هبات معاكي وهوه يبات مع صاحبه بس ويقعدوا يحكوا بقا ويعرفلنا منه أيه اللي مخليه بعيد وبيقول أي كلام عشان يبعد عنك
- يا بنتي والله سيف جوزك ده أهبل وهيبقا مفضوح جدا وأدهم هيفهم إني أنا اللي قولتله يعمل كده.

- لأ متخافيش هنظبطها أنا وسيف المهم أنتي الفترة الجاية بقا حاولي تقربي منه على قد ما تقدري وفكك بقا من جو التكشيرة والسكات وقفلة الأوضة عليكي ديه خليكي فاكرة دايما أنه جوزك ومينفعش تتنازلي عنه لواحدة تانيه بالساهل كده لو هي حرب ف لازم تفوزي أنتي بيها
- بس هوه بيحبها هي
- هو مبيحبش غيرك لو عايزاني أحلفلك هحلف صدقيني والله يا مريم
- أطلقت مريم من صدرها تنهيدة حارة ثم قالت: حاضر هحاول.

- طب يلا بقا نطلع نقعد معاهم شوية وأوعي تفهميه أنك اتكلمتي معايا ف أي حاجة
- ماشي.

خرجتا الفتاتان وجلس الجميع معا نصف ساعة آخرى ثم أستأذنا مريم وأدهم وغادرا معا إلى منزلهما وهناك لم تدخل مريم غرفتها وتجلس بمفردها بل جلست في غرفة المعيشة الليفنج وطلبت من أدهم أن يجلس معها لبعض الوقت لأنها لا تريد النوم وبالفعل جلس معها وظل يتحدثا كثيرا في أحاديث مختلفة ويتضاحكان ولم يشعرا كم مر من الوقت حتى سمعا آذان الفجر ف نظر أدهم لها قائلا:.

- ياااه أحنا قعدنا كتيير أوي وسهرنا جدااا ده الفجر أذن
- سوري آسفة إني سهرتك كده
- لأ آسفة على أيه هو أنا أطول أقعد معاكي كل ده وبعدين أنا كمان اتبسطت أوي من قعدتنا سوا يلا أنا هنزل أصلي الفجر في المسجد
- ماشي بس أنا هستناك عشان تصلي بيا جماعة
- حاضر.

نزل أدهم لأداء صلاة الفجرفي المسجد كما اعتاد أن يفعل كل يوم وبعدما عاد وجد مريم في انتظاره وقد توضأت وارتدت أسدال الصلاة فقام وصلى معها مرة آخرى صلاة الفجر وتوجه كلا منهما ل غرفته ل ينام تعجب أدهم كثيرا من تغير مريم تجاهه وتعاملها معه اليوم ترى هل أخبرت دينا ب شيء وهي من نصحتها بذلك أم أنها تغيرت بمفردها لا يعلم لكنه يشعر بسعادة بالغة بقربها منه وحديثها معه....

وفي اليوم التالي تناولا فطورهما سويا وذهبا لعملهما وهما يتضاحكان كان بالصدفة خالد زميلها أمامهما نظر لهما وعلم أن هذا الحب الموجود بينهما لن يجعلهما يفترقا حتى وإن اختلفت طباعهما كان خالد مازال ينظر إليهما وقد رآه أدهم فأمسك بيد مريم ونظر له نظرة تحدي ثم عاد ف ابتسم مرة آخرى لها قائلا وهو مازال ممسكا بيدها:
- عايزة حاجة يا حبيبتي.

- نظرت له مريم قائلة وقد لاحظت نظرته ل خالد: ملوش لازمة اللي بتعمله ده يا أدهم
- وهو أنا عملت أيه؟
- أفلتت يدها منها قائلة: والله بلاش استهبال خالد عارف أننا متجوزين وهو زميل محترم ف بلاش بقا اللي بتعمله ده
- والله خايفة على شعوره أوي لازم يتأكد أنك مش هتكوني ليه وأنك ليا أنا بس
- نظرت له ضاحكة وقالت بسخرية: متأكد؟
- على الأقل طول ما أنتي على ذمتي
- طب يبقا مفضلش كتير.

- أمشي يا مريم وعلى فكرة بقا عمرك ما هتتجوزي خالد ده ومتخلنيش أروح أضربهولك والله اتفقنا سلام
فرحت مريم لأاثارتها غيرته لا يمكن أن تكون تلك الغيرة فقط على ابنه عمه عيناه هو الآخر تفضحه تفصح عما يختلج في قلبه وينكره لسانه....
مر يوم العمل كباقي الأيام علمت مريم بطلاق نور حاولت أن تواسيها لكنها وجدتها مرحه تشعر بخفتها أكثر من ذي قبل ,أخبرتها أنها ستترك شقة طليقها وتعود مع ابنها ل بيت والدها تمنت لها السعادة والتوفيق في حياتها وانتظرت أدهم وعادت معه لبيتهما التي باتت تحبه كثيرا لم تستطع مجرد التفكير في أنها لن تبقى فيه مجددا أو أن تبقي فيه وحيدة دون أدهم....

طلبت منه مساعدتها في أعداد طعام الغداء كما اعتادا أن يفعلا وظلا يتحدثان ويتضاحكان وفي الليل توجه أدهم ل غرفته لينام وهي الآخرى ذهبت ل غرفتها لكنها رأت كابوس أقلق نومها فوجدتها فرصة ل تقترب منه ترددت في بادىء الأمر لكنها أخبرت نفسها أنها لن تتركه لإمرأة آخرى ف دخلت غرفته دون أن تطرق على الباب فوجدته لا يرتدي إلا ملابسه الداخلية فقط ف توترت كثيرا وراحت دفعة الشجاعة فورا شعرت ب قشعريرة انتابت جسدها بأكمله وهمت بالرجوع إلى غرفتها مرة آخرى لكنها شجعت نفسها مرة آخرى ثم اقتربت منه ل توقظه نظرت له فوجدته يغط في سبات عميق ف ربتت على كتفيه تهزه ببطء وهي تهتف بإسمه بصوت هاديءحتى لا تفزعه.

- أدهم، أدهم..
- استيقظ أدهم فزعا حينما وجدها أمامه ففتح عينيه وهو يسألها: مريم مالك؟ في حاجة؟، أنتي تعبانة أو حاجة؟
- متقلقش أنا كويسة الحمد لله
- تنهد أدهم قائلا: خضتيني أمال في أيه؟
- أصلي حلمت حلم وحش ومش عارفة أنام خايفة
- فاقترب منها وربت على كتفيها ثم قال بصوت متحشرج ناعس: طب معلش متخافيش شغلي قرآن ونامي ومتنسيش تقري أذكار النوم مش هتحلمي بأي حاجة وحشة.

- طب ممكن تيجي معايا الأوضة تقرالي قرآن لحد ما أنام أنا كنت متعودة على كده من أيام بابا الله يرحمه لما كنت بحلم حلم وحش كان بياخدني في حضنه ويعمل كده
- ابتسم أدهم بخبث غامزا لها: يعني أنتي عايزاني أنيمك في حضني؟
- لأ طبعا عايزاك تقعد جنبي وتقرألي قرآن لحد ما أنام
- وليه لأ طبعا عادي ما أنتي مراتي مش حرام يعني
- بطل غلاسة بقا يا أدهم ثم تنحنحت قائلة: أحم احم بس ألبس حاجة الأول.

- نظر أدهم لنفسه ف تذكر أنه يرتدي الملابس الداخليه فقط ثم هرش في رأسه ضاحكا: معلش أصلي مش بحب الحر ومتعود أنام كده خلاص روحي وأنا هلبس هدومي وأجيلك
- مريم بابتسامة: حر أيه يا أدهم وأنتا مشغل التكييف أوضتك باردة أصلا
- أدهم: أنا بحب البرد أصلا
- مريم: وأنا كمان بحبه ثم همست في سرها وبحبك أنتا كمان ثم تنحت قائلة يلا هسبقك
أنا على الأوضة ثم خرجت من غرفته بخطى مترددة.

ارتدى أدهم ملابسه وتوجه ل غرفتها وقد نسى أن يطرق بابها كانت مريم تقف وقد خلعت الروب الخاص ب قميص النوم ف ارتبك هو بشدة وارتدته هي مرة آخرى مسرعة فقال لها أدهم وهو ينظر في الاتجاه الآخر:
- آسف آسف معلش نسيت أخبط على الباب
- ولا يهمك أستني أنا هدخل تحت الغطا الأول عشان مش هعرف أنام بالروب
- غطا في الحر ده
- مريم بخجل: مهو مش هينفع أنام كده وأنتا قاعد.

- ابتسم أدهم قائلا: يا ستي والله أنتي مراااتي عادي يعني وحينما رأى وجنتها المتوردة خجلا قال: عل العموم أعملي اللي يريحك
قرب الفوتيه من سريرها ثم بدأ في قراءة سورة يوسف كما طلبت منه ظل يقرأها وحينما أنهاها وجدها قد غطت في سبات عميق ف مرر يده على شعرها وجدها نائمة كالأطفال بكل براءة شرد في ملامحها حتى نام هو الآخر وهو مازال جالسا على الفوتيه.

وفي الصباح استيقظت هي أولا ف وجدته نائم بجوارها على الفوتيه فابتسمت له ثم أيقظته:
- أدهم أدهم
- مريم! أنا أيه اللي نيمني هنا؟
- معرفش أنتا كنت بتقرأ سورة يوسف وأنا نمت
- أنا كمان تقريبا نمت على روحي
- طب يلا بقا عشان نفطر ونلحق نروح الشغل
- يلا
- مريم بخجل: حاضر بس..
- بس أيه؟
- عضت مريم على شفتيها ب توتر شديد ثم قالت: أخرج أنتا الأول عشان ألبس الروب
- مش لازم مش هبص.
- والله! لأ، يلا بقا يا أدهم متأخرين
- طيب حاضر حاضر
بدلا ملابسهما وتناولا إفطارهما سريعا وذهبا معا للمستشفى وكان سيف قد عاد ل عمله بعد إنتهاء أجازته وحينما رآه أدهم ومريم ذهبا لإلقاء التحية عليه
- صباح الخير يا عريس
- صباح الفل يا أدهم أيه عقبالكم بقا ياللي ف بالي
- ولا أتلم وروح شوف شغلك
- صباح الخير يا سيف قالتها مريم
- صباح النور يا مريومة قالها فقط ليغيظ صديقه.

- بقولك أيه يا سيف أسمها دكتورة مريم يا حبيبي عايز تدلع دلع اللي تخصك
- بتغيري يا بيضة
- سيف لم نفسك وبعدين أيوه بغير ديه مراتي يا بابا ولا فاكرني سوسن
- أحلى أدهومة ف الدنيا يا ناس
- متسترجل يا ابني كده ولا هو الجواز خلاك، أقول ولا تلم نفسك وتسيبنا نشوف شغلنا
- أحممم لأ خلاص يا دكتور أتفضل روح أنتا شوف شغلك
- أيوه كده سلام يا سيفو
- سلام يا دكتور.

ذهبا كلا منهما لعمله وكانت مريم قد احتلت تفكير أدهم طيلة يومه ف لم تفارقه صورتها وهي نائمة تمنى لو يراها كل يوم ويقرأ لها لقد عاش معها لحظات جميلة علم منها كيف يكن الحب لكن مازال العائق بينهما أكبر كلما أحبها كلما أراد الابتعاد عنها أكثر....

انتهى يوم عملهما وعادا سويا لمنزلهما وتمنى أدهم أن يقرأ لها اليوم أيضا لكن مريم أرادت غير ذلك أرادت ألا يكن كل ما يتمناه يحصل عليه ف بعدما تناولا طعام الغداء وجلسا معا ذهب هو لعمله بالعيادة وحينما عاد تظاهرت هي بالنوم على الركنة الموجوده في الليفنج وكانت لا ترتدي الروب فقط قميص النوم الأزرق حينما رآها لم يستطع أن يمنع نفسه من النظر إليها ف بالرغم من أنها قصيرة إلى حد ما لكنها فاتنة وفتنتها تلك دوما متخفية في ملابسها اقترب منها وهو يمرر يده على شعرها لكنها لم تفتح عيناها خشى أن يوقظها ف يفزعها ف حملها بين ذراعيه ووضعها على سريرها وخرج مسرعا خشية من نفسه كانت هذه أول مرة تتسارع دقات قلبه هكذا رغبة فيها لم يكن يود أن يفارقها تلك الليلة ألبته ظلت تراوده في أحلامه طيلة نومه أما هي فلقد شعرت به وعلمت ما يدور في ذهنه من دقات قلبه المتسارعة بينما كان يحملها علمت أنه يحبها ويرغب فيها لكنها أيضا تأكدت من أن هناك حائل منيع بينهما، مرت الأيام التالية في هدوء على السطح لكن غليان في القلوب فلقد كانت أحلامه لا تخلى منها وهي كل يوم تفكر في شيء جديد يقربه منها اعتاد أن يقرأ لها يوميا بعض آيات من القرآن الكريم قبل أن تنام كان يستمتع بذلك كثيرا وكأنها طفلته اعتادا أيضا على صلاة الجماعة سويا وبعد مرور أسبوع من زيارتهما ل سيف ودينا وبينما كان يتناولا الغداء وجد اتصال من صديقه يطلب منه الحضور إلى بيته ومعه مريم لأنهما يتشاجران بشدة وبالفعل ارتديا ملابسهما سريعا وذهبا لهما وهناك ما إن وصلا كان سيف ودينا صوت شجارهما عال وحينما دق أدهم جرس الباب فتح له سيف ف نظر له أدهم قائلا:.

- أيه يا سيف صوتكم عالي جدا في أيه بس؟أنتو لحقتوا؟!
- مفيش يا عم مجنونة والله الغيرة عندها ملهاش حدود
- مين ديه اللي مجنونة يا سيف أنا مجنونة طب خلاص سيب المجنونة وروح دور على العاقلة زي الهانم اللي كلمتك النهارده أم صوت حنين
- قالت مريم محاولة تهدئة الحوار: أهدي يا دينا وصلي على النبي سيف ميقصدش
- سيف: لأ اقصد بقا عشان هي مجنونة والله
- قال أدهم: طب ممكن تهدوا وتفهمونا أيه اللي حصل؟.

- قالت دينا: البيه أدخل عليه الأوضة ألاقيه بيكلم واحدة ولما أسأله مين ديه يقولي واحدة عيانة وبتسأل على الآشعة بتاعتها هي في عيانة بتسأل على الآشعة على تليفون الدكتور ولا أيه عملوا خدمة الدليفري في قسم الأشعة عندكم.
- يا عم أدهم قولتلها كانت زميلتي ف المستشفى القديمة وجت بالصدفة النهارده ولما لقتني أنا قالتلي خلاص هكلمك بالليل تطمني عليها بس كلمتها وقولتلها النتيجة وكانت بتحكيلي موقف حصل بينا في المستشفى القديمة ف ضحكت بس
- دينا بغضب: مهي واحدة مش محترمة أصلا وأنتا طبعا أدتلها فرصة ومصدقت
- عيب يا دينا تتكلمي عنها كده هي محترمة جدا قالها سيف.

- وكمان بتدافع عنها خلاص روح للمحترمة بتاعتك بقا ما أنتو محترمين زي بعض
- متستهدوا بالله يا جماعة مش معقول كده والله طب جبتونا ليه طالما هتقعدوا تشرشحوا لبعض كده قالتها مريم
- طيب ممكن كده تصلوا على النبي قالها ادهم
- عليه الصلاة والسلام
- دينا بغضب: بعد أذنك يا أدهم خد صاحبك يبات معاك النهارده أنا مش طايقاه بجد وخلي مريم هنا معايا لو سمحت.

- سيف بحدة: نعم نعم ليه إن شاء الله هتطرديني من بيتي ولا أيه ناقص تقوليلي لم هدومك وروح بيت أهلك
- قال أدهم: خلاص يا سيف أنتو متعصبين النهاردة خليهم يباتوا هما مع بعض النهارده وتعالى بات أنتا معايا
- سيف: يا عم وأنتا ذنبك أيه تسيب مراتك
- أدهم: ملكش دعوة خلاص بقا يا سيف خلي الجو يهدى
- سيف بحزم: ماشي بس أخر مرة يا دينا الهبل ده يحصل
- دينا بتحدي: لما تتعدل الأول يا سيف.

- أدهم: خلاااص ارحموني بقا انتو الاتنين يلا يا سيف نمشي
- سيف بغيظ من زوجته: ماشي سيبهالك مخضرة ابقي باتي يا أختي مع صاحبتك خليها تنفعك
- رد عليه أدهم قائلا: الله ومريم مالها ياعم أنتا هتاخدها ف الرجلين
- يلا يا عم نمشي الجو هنا بقا خنقة ومن غير سلام كمان قالها سيف بغضب
- أشار أدهم ل مريم ل يخبرها بشيء ما: مريم خلي بالك من دينا وحاولي تهديها
- حاضر أكيد هعمل كده
- وممكن طلب كمان؟
- اتفضل.

- أدهم بصوت خافت: متناميش في أوضة النوم بتاعتهم
- نعم!أشمعنا؟
- كده يا مريم
- ليه كده؟
- زفر أدهم حانقا ومسح وجهه بكلتا يديه ثم قال: ياااارب أرحمني لازم تسألي ف كل حاجة عشان يا حبيبتي مينفعش تنامي ف مكان راجل غريب
- مريم بمشاكسة: يا سلام وهو نايم فيه يعني.

- أدهم بنفاذ صبر: مريم لوسمحتى نامي في الأوضة التانية ريحيني أنا محبش أنك تنامي مكان راجل غريب نام فيه وهينام فيه وريحتك تبقا في المكان ده على مخدته لأا لأ عشان خاطري نامي في الاوضة التانيه
- حاضر يا أدهم خلي بالك من نفسك ومن سيف وخليه يهدى هو كمان شوية
- ماشي وأنتي كمان خلي بالك من نفسك واقفلوا على نفسكوا الباب من جوه
- حاضر
- أمال هقرا ل مين أنا النهارده؟
- أقرا ل سيف هههههه.

- والله ماشي ماشي يا مريم
- سيف: يا عم أدهم مش وقتوا أبقوا حبوا ف بعض بعدين
- أدهم: مش بنحب ولا بنهبب يلا يا سيف يلا، سلام يا مريم سلام يا دينا
- سلام يا أدهم
- مريم متنسيش اللي قولتلك عليه
- حاضر
انصرف أدهم وسيف ودخلت دينا غرفتها تبكي ذهبت مريم خلفها قائلة:
- ما خلاص يا دينا أنتي اندمجتي في الدور ولا أيه أدهم مشي بس بصراحة حبكتوها صح ده أنا صدقتكوا
- دور أيه يا مريم أحنا كنا بنتخانق بجد.

- نعم! بتهزري؟
- والله أبدا البيه كان بيكلم واحدة تانيه
- أنتي مجنونة يا دينا أيه الهبل ده ما أنتي عارفة أن سيف بيموت فيكي وبعدين مهو قالك كانت زميلته هو أنتي قفشتيهم مع بعض متهدي كده وأنا اللي فاكراكوا بتمثلوا والله لو كنت أعرف كده ما كنت خليته مشي
- سيبك منه أحسن خليه يكلم الست بتاعته
- متهدي يا دينا أيه العصبية الأوفر ديه مكبرة المواضيع أنتي صح؟.
- بصراحة بقا يا مريم أنا متوترة أوي الفترة ديه تقريبا البريود جايه
- قولتيلي بقا عشان كده شديتي السلخ على الواد حرام عليكي
- الله وهو بمزاجي ما أنتي عارفة لغبطة الهرمونات وبعدين هو مستفز شوفتيه بيتكلم عليها أزاي
- بطلي هبل بالله عليكي يا دينا، سيف طيب وجدع وأهم من ده كله بيحبك
- سيبك من سيف دلوقتي خلينا ف أدهم ها عاملة أيه معاه؟
- تمام أهوه مقربة منه ومقرباه مني بس لسه حاسه أن في حيطة بيني وبينه.

- هنهدها إن شاء الله بس عل الله الغبي سيف يفتكر كلامنا ويكلم أدهم، ألا صحيح كان عمال يقولك أيه كل ده؟
- ابتسمت رغما عنها حينما تذكرت حديث أدهم ثم قالت: كان بيوصيني منمش هنا
- دينا وقد رفعت حاجبيها بتساؤل: أشمعنا؟
- مريم بتوضيح: قصده ف أوضة النوم عشان بينام فيها راجل غريب.

- هييييح وتقولي مبيحبكيش ده بيعشقك والله اتفضلي بقا المتخلف سيف يعمل كده ولا يفكر كده أصلا إنما أدهم عاقل كده وغيور وصعيدي كده ف نفسه الصعايدة دول أكتر ناس يعرفوا يحبوا
- مريم بغيرة: أيه يا دينا مالك متتفضليه يا حبيبتي
- هههههههه هتغيري عليه مني يعني لأ متخافيش للأسف بحب الواد سيف تصدقي هيوحشني، أنا زودتها أوي صح؟
- أه يا مجنونة طب كلميه بقا وهدي الدنيا.

- لأ لو كلمته هتلاقيه جاي وهيبوظ الخطة أصلا
- استني ده أدهم بيتصل ثواني هرد عليه وأجيلك
عل الهاتف..
- أيوا يا أدهم
- أحنا وصلنا يا مريومة
- حمدلله على السلامة
- دينا اخبارها أيه؟
- كانت بتعيط والله على فكرة هي PMS وعشان كده متوترة وعصبية فهم سيف بقا
- أها عشان كده توقعت أصلا طيب تمام عملتي اللي قولتلك عليه
- لسه احنا قاعدين ف أوضة النوم دلوقتي ولما نيجي ننام هنبقا ننام هناك خلاص بقا يا أدهم.

- أدهم بحنق: ماشي يا مريم سلام
- سلام
وعلى الجانب الآخر في شقة أدهم:
- أيه يا صاحبي هجبلك بيجامة من عندي ما طول عمري خيري عليك
- أخلص والنبي يا أدهم عشان أنا متغاظ من دينا جدا والله
- أنتا أهبل يا سيف يعني مش عارف الستات مهما كده مجانين وبعدين في حاجة أكيد مش واخد بالك منها هي ف فترة ال PMS يعني لغبطة هرمونات وعصبية وتوتر ونفسية زي الزفت
- وأنتا عرفت منين؟.

- هعرف منين يعني يا حمار مريم قالتلي وبعدين أنا توقعت أنتا ناسي أنا دكتور نساء يا سيف مش سباك
- سيف بضيق: يعني المفروض أعملها أيه أنا؟
- يعني تبقى هاادي جداا وحنييين أوووي وتتفهمها كويس وتطبطب عليها تحتويها يا سيف
- سيف بخبث: وده مين اللي بينصحني بقا بركاتك يا شيخة مريم ويا ترى أنتا بتعمل مع مراتك كده؟
- وأنتا مال أهلك بمراتي، وبعدين أنا بكلمك ك دكتور أنتا مالك بيا بقا.

- لأ مالي بيك يا عم أنا ودينا هنتصالح هنتصالح أنتا بقا ممكن أفهم يا أدهم أنتا مالك أي حد بيشوفك أنتا ومريم بيفهم ويحس ويتأكد أنكوا بتموتوا ف بعض بتعذبها وتعذب نفسك ليه؟
- أنتا يا ابني متخانق مع مراتك هتطلعوا عليا
- يا أدهم أنا صاحبك وزي أخوك وأنتا مش عايز تعرفني مالك هو أنا يعني هكشف سرك! أوعى تفتكر عشان مريم صاحبتي إني هحكيلها...
- قاطعه أدهم قائلا: ايه صاحبتك ديه متظبط في كلامك يا سيف.

- يا أبني اقصد زميلتي أنتا عارف مريم زي سلمى أختي
- بلا أختك بلا بتاع
- المهم يا أدهم إني أكيد مش هقولها السر اللي أنتا مخبيه لأنك صاحبي بس عايز أفهم
- مفيش يا سيف.

ثم سكت برهة وعلم أنه ربما حكت مريم ل دينا وأن سيف صديقه يحاول أن يعلم منه الحقيقة ليخبرها بها إذا فليخبره بنفس الحديث الذي حدثها به ل تتأكد أن تلك هي الحقيقة ولا يحاولوا الضغط عليه أكثر ف هو لم يعد يحتمل يكفيه ما يعانيه أنه يريدها أن تبعد عنه حتى لا يؤذيها بقربه لكنه لا يحتمل فكرة أن تكرهه يكفي أن تتركه فهذا يؤلمه بشدة لكن تكرهه ف هذا لا يطيقه وأخيرا تحدث.

- بص يا سيف أنا هقولك الحقيقة فاكر سها اللي كانت معايا ف الجامعة وكنت بحبها؟
- يااااه وايه اللي فكرك بيها ديه؟
- هي ديه اللي بعداني عن مريم زي ما أنتا عارف أنا كنت بحبها جدا ولما سافرت سافرت معايا ثم قص عليه ما قاله ل مريم سابقا....

- والله وأنتا بقا عايزني أصدق الهبل اللي بتقوله ده يعني أدهم اللي عمره ما بيسامح حد غلط فحقه والصعيدي اللي دماغه حجر فجأة لان وخلاص هيموت على اللي سابته عشان راجل تاني وعايز يتجوزها بعده أنتا فاكرني أهبل يا أدهم
- أنا قولتلك الحقيقة وأنتا حر تصدق أو لأ
- لو دي الحقيقة يبقا في سبب تاني مخليك عايز ترجعلها
- سبب، سبب أيه؟.
- أنك تنتقم منها مثلا ترجع كرامتك اللي هانتها لما رفضت حبك وأتجوزت غيرك أو ترضي غرورك مش عارف أيا كان السبب ف أكيد حبك ل مريم يستاهل تضحي عشانه بأي حاجة سيبك من الانتقام والغرور والكلام ده عيش مع مراتك وأحمد ربنا عليها والله يا أدهم مريم لو ضاعت منك مش هتقدر تعوضها وهتبقى أنتا الخسران يا صاحبي أنا نصحتك وانتا حر اللي زي مريم خلاص أنقرضوا.

مريم يا أدهم متتقارنش بأي ست لأنها مش شبه أي ست برائتها ورقتها وجمالها واحترامها وأخلاقها وتدينها و...
- أثار حديث سيف غيرة أدهم وغضبه ف صاح به غاضبا: خلاااااص يا سيف أنتا هتقعد تتغزل فيها قدامي
- أتغزل أيه يا ابني مقولتلك مريم زي سلمى بالنسبالي والله
- بقولك أيه مفيش حاجة أسمها زي أختي ديه أنتو هتخترعوا في الدين وأقفل بقا عالموضوع ده ونام أنا هسيبلك أوضتي تتخمد فيها وهروح أنام أنا في أوضة مريم.

- سيف غامزا: طب متخليك أنتا ف أوضتك عادي وأنام أنا في أوضة مريم
- لأ والله أنتا هتستهبل لأ طبعا
- خلاص نام جنبي يا أدهوم يا حبيبي
- أنام جنبك ليه هو أنتا مراتي
- لأ أنتاا اللي مراتي يا حبيبي
- يلا يا قذر وبعدين أنتا لسه عريس يعني ممكن تنسى نفسك وألاقي أيد كده ايد كده وبعدين أنا أخاف على نفسي من الفتنة هههههه
- هههههههههههه أنا اللي قذر بردو غور يا أدهم نام
- يعني نايم ف أوضتي وف بيتي وبتشتمني.

- أنا أنام في الحتة اللي تريحني وأطردك من الشقة كلها كمان
- أعوذ بالله منك نام يا أخويا
- تصدق دينا وحشتني هو ممكن يكونوا ناموا
- أكيد أوعى تتصل بيها بلاش تزعجهم عشان كمان مريم بتتخض من أي صوت
- يا حنيين
- تصبح على خير يا سيفو وبالراحة على المخدة متحضنهاش أوي
- ههههههه متخافش عليها ف حمايتي
- كده أنا اطمنت مثلا ربنا يستر يلا نام بقا سلام
- سلام.

دخل أدهم غرفة مريم لينام بها كان بإمكانه أن ينام بجوار سيف لكنه أراد الحجة لينام على سريرها ويحتضن وسادتها ليستنشق عبيرها لقد تعود وجودها معه في الشقة اعتاد على أنفاسها لقد شعر بالوحدة حينما دخل الشقة بدونها حينما دخل غرفتها وجد القميص الذي كانت ترتديه قبل أن يخرجا معا أحتضنه بشدة كانت رائحتها مازلت عالقة به فأغلق الباب خشية أن يفتح سيف الباب ويجده نائما وهو يحتضن شيء يخصها ثم أغمض عينيه ووضع القميص بجواره واحتضن وسادتها وتنفس الصعداء ليدخل إليه الهواء محملا بعبيرها ف يشعر أنها تنام بجواره.

أما على الجانب الآخر كانت مريم ودينا مازلا يتحدثان أو على الأحرى كانت دينا مازلت تتحدث حتى قالت مريم وقد امتلكها النوم
- دينا أنا خلاص هموت وأنام الله يكون ف عونك يا سيف ده أنتي كلتي وداني أرحميني همووت وأنام
- كده ماشي يا مريم طب قومي بقا غيري هدومك ديه وألبسي أي حاجة من عندي
- طب هاتي أي حاجة تنفع تتلبس
- تعالي نقي اللي يعجبك
- يا دينا هاتي أي حاجة خلصي بس هاتي حاجة محترمة.

فتحت دينا دولابها ف وجدت بيجامة على شكل تايجر ب نص كم وبرمودا فأحضرتها لها
- أتفضلي يا ست مريم ديه أكتر حاجة محترمة عندي
نظرت مريم للبيجامة ولم تكن مكشوفة للغاية فخرجت دينا وتركتها لتبدل ملابسها وحينما دخلت ورأتها بالبيجامة أطلقت صفيرا ثم قالت غامزة:
- فينك يا أدهم تيجي تشوف العسل ده ماشاء الله البيجامة كأنها بتاعتك حلووة أوووي عليكي
- ديه ضيقه.

- ضيقة أيه هي كده بتاخد شكل الجسم وماشاء الله تحفة عليكي أنتي أصلا قمر
- أهوه أنتي اللي قمر بالله عليكي يا دينا يا عسولة أنتي تجبيلي أي حاجة للصداع ومية عشان خلاص مش قادرة هاخد الدواء ونروح ننام بقا في الأوضة التانيه
- حاضر من عنيا ثواني
تركتها دينا لتحضر لها الدواء والماء وحينما عادت وجدتها قد نامت ف لم تريد أن توقظها ونامت بجوارها ونسيت رغبة أدهم في أن تنام ب الغرفة الأخرى...

وفي الصباح استيقظ سيف الذي لم يستطع النوم إلا قليلا لأن دينا ليست بجواره وذهب ناحية الغرفة التي ينام بها صديقه ليوقظه حاول فتح الباب لكنه كان مغلقا ف طرق الباب حتى استيقظ أدهم ووضع قميص مريم في الدولاب ثم فتح الباب له قائلا:
- خير يا سيف بتصحيني الساعه 7 ليه؟
- عشان تلحق توصلني عند دينا وتروح شغلك وبعدين أنتا قافل الباب بالمفتاح على نفسك ليه؟ أيه خايفة على نفسك مني يا حلوة؟.

- لأ يا خفيف خايف عليكي مني يا بيضة وبعدين دينا أيه اللي هتروحلها دلوقتي ومين اللي هيوصلك متركب تاكسي
- يا سلام ما أنتا موجود وبالمرة تاخد مريم معاك توصلها الشغل أمال هتركب لوحدها أنا هاخد أجازة النهارده أصلا دينا وحشتني ومش هروح ف حتة
- والله أدعي عليك أنتا ومراتك حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا طب أتنيل روح ألبس عقبال ما ألبس أنا كمان
- ماشي علطول ربنا يخليك للغلابة يا أدهومة.
- هههههه ماشي يا غلابة أخلص بقا
- أيه مريومة وحشتك ولا أيه؟
- أدهم بحزم: قولنا أسمها مريم يا سيف
- خلاص خلاص بلاش الحمشنة ديه مريم يا سيدي
- ملكش دعوة أنجز وإلا والله هسيبك هنا وهروح أجيب مريم وبس
- لأ خلاص خلاص ثواني
- أيوا كده
ارتديا ملابسهما في أقل من عشر دقائق وركبا سيارة أدهم وانطلقا نحو بيت سيف وفي السيارة نظر أدهم له قائلا:
- كلم دينا بقا وقولها أننا جايين
- لأ خليها مفاجأه.

- يا عم مفاجأة أيه تلاقيهم لسه نايمين وبعدين بردوا مينفعش نطب عليهم كده
- يا عم أنا هرن الجرس ودينا مش بتفتح إلا بالأسدال عادي بقا
- أوووف أنتا حر براحتك
وصلااا معا لمنزل سيف بعد حوالي ربع ساعة ف بيت سيف قريب من أدهم.

طلب أدهم منه أن يصعد هو أولا ويخبر مريم أنه ينتظرها بالأسفل لكن سيف أصر عليه وأخبره أنهما سيتناولا الفطور سويا ومع ألحاحه أضطر على الموافقة وصعدا معا تأخر أدهم خطوتين للخلف بينما رن سيف جرس الباب بينما كانت دينا في الحمام وكانت شبه نائمة ف كانت على يقين أن زوجها هو الطارق ف جرت مسرعة وفتحت دون أن تتأكد وكانت بملابس النوم وحينما فتحت اندفعت تجاهه وأحتضنته ولم تلحظ أدهم الذي ما أن رآها على تلك الحالة تحرج جدا ثم تنحنح ونظر في الاتجاه الآخر أما سيف كان مشدوها من هول الصدمة ف هو لم يتوقع أن تفتح زوجته بملابسها هكذا وقد كانت ترتدي قميص نوم قطني قصير ذو حمالات رفيعة وما أن لاحظت دينا أدهم حتى جرت مسرعة لترتدي الاسدال الذي كان ب الغرفة الآخرى جذب سيف أدهم من يده قائلا:.

- خلاص يا أدهم هي دخلت أنا معرفش أتجننت ديه ولا أيه أزاي تفتح الباب كده
- أنتا الغلطان يا سيف قولتلك تكلمها الأول
- ما أنا متوقعتش الجنان ده على العموم هروح أعمل اتنين نسكافيه
وبينما يستعد أن يقوم كانت مريم أمامهما هي الآخرى وهي ترتدي بيجامة دينا التايجر وقد أطلقت شعرها الأسود الطويل خلف ظهرها كانت فاتنة بهيئتها تلك وما أن رآها سيف حتى قال دون قصد:
- مريم!، يا نهار أسود.

ترى ما هو رد فعل أدهم تجاه مريم بعدما رآها صديقه بهيئتها تلك؟كيف سيمر الموقف على كلا من دينا ومريم؟ هل سترسل العناية الآلهية ما يلهي أدهم عما حدث ويجعله فخورا ومحبا لزوجته أكثر؟.
- مريم، يا نهار أسود
وقتها نظر أدهم حيث ينظرصديقه وجد مريم أمامه بتلك الهيئة ف جن جنونه وقال بصوت عال أفزعها وهي لم تلحظ وجودهما من الأساس لأن الصاله كانت مظلمة إلى حد كبير
- مريم؟!
- فقالت فزعة: أدهم!.

ثم تذكرت أنها مازلت ترتدي بيجامة دينا ودون حجابها ف جرت مسرعة على غرفة النوم مرة آخرى وقد لاحظ أدهم أن هذه غرفة نوم دينا وسيف معنى ذلك أنها نامت بها ولم تفعل ما طلبه منها ف أغتاظ منها كثيرا ووصل غضبه إلى قمته كانت دينا قد خرجت من الغرفة الأخرى مرتديه الأسدال فقال لها أدهم دون أن ينظر إليها:
- لو سمحتي يا دينا قولي ل مريم تلبس هدومها بسرعة وتنزلي تحت هستناها ف العربية.

- قالت دينا: طب نفطر مع بعض الأول
- لأ معلش مرة تانيه عشان أتأخرنا
كان سيف مازال مصدوما وغاضبا مما حدث من دينا ومريم يبدو أنه قد أخطأ فعلا حينما لم يتصل بهما قبل أن يحضرا وشعر بمدى الحرج الذي سببه ل أدهم ومريم وأيضا زوجته التي رآها صديقه بتلك الهيئة.

ارتدت مريم ملابسها سريعا وسلمت على دينا وانصرفت دون أن تنظر ل سيف لخجلها الشديد منه وهبطت على الدرج ولا يوجد ببالها سوى الاعصار الذي ستواجهه بعد ثوان حينما تلتقي ب أدهم...
أما سيف ف نظر ل دينا والغضب يملؤه: أنتي أزاي يا هانم تفتحي الباب كده أنتي أتجننتي يا دينا بتفتحي بقميص النوم؟!
- كنت متأكده أنه أنتا والله وأعرف منين أن أدهم معاك مهو أنتا متصلتش.

- والله وعرفتي منين بقا أنه أنا إن شاء الله أفرضي الزبال ولا حد من الجيران
- ريحة البيرفيوم بتاعتك كانت ماليه المكان وقلبي كان حاسس وبعدين ما أنتا عارف الزبال مبيجيش النهارده وجيران أيه اللي هيخبطوا الساعة 7 الصبح
- ومشمتيش ريحة البيرفيوم بتاعت أدهم ديه بتبقا قالبه المكان
- أنا مهتمتش ومركزتش إلا فيك يا سيف أنتا كنت وحشني أوي ومفكرتش ف أي حاجة غير إني محتاجة حضنك اللي وحشني بس.
لان قلب سيف من حديث دينا ودموعها التي سقطت على وجنتيها برقة فاقترب منها لأنه هو الآخر قد أشتاق إليها كثيرا ف مد يده إلى وجهها ومسح دموعها ثم ضمها إلى صدره وحضنها بقوة وهي الآخرى تشبثت به بقوة ثم قالت بلهجة طفولية باكية:
- متسبنيش تاني لوحدي يا سيف
- سيف بغيظ: دينا أنتي اللي قولتيلي روح بات مع صاحبك
- متسمعش كلامي أنا واحدة هبله وبقول أي كلام.

- حاضر يا حبيبتي بس بعد كده أوعي تفتحي الباب لحد تاني إلا وأنتي لابسة الأسدال فاهمة؟
- فاهمة يا حبيبي وأنا أصلا مش بعمل غير كده بس غصب عني والله بعدك عني نساني وخلاني مركزش ف أي حاجة غير إني أفتح بسرعة وأترمي ف حضنك
- ومريم كمان ليلتها هتبقى سودة ومهببة
- مريم مسمعتش أصلا جرس الباب ولما ملقتنيش جنبها خرجت تدور عليا لقيتكوا ف وشها
- أنتي مشوفتيش شكل أدهم ده هيبقا يوم زي الفل.

- طب كلمه وقوله يهدا عليها شويه
- مينفعش هو أصلا مش طايقني لأنه قالي أتصل بيكم قبل ما نيجي لكن أنا مرضيتش وقولت أعملهالك مفاجأة بس الواضح أنها كانت مفاجأة منيلة على الكل....

في الناحية الآخرى كان أدهم مازال واقفا منتظرا مريم وكان يضرب على سيارته بعنف كلما تذكر الهيئة التي رآها بها سيف جن جنونه كيف لها أن تفعل ذلك؟ لقد رآها صديقه في تلك البيجامة التي كانت تبرز كل جسدها تجسد كل تفاصيلها وكأنها لاترتدي شيء وشعرها المنسدل خلف ظهرها إنه لم يراها هكذا منذ أول يوم زواجهما ثم اعتادت مريم أن تربط شعرها، جاءت مريم ووجدت أدهم أمامها وهو مازال يضرب بيده على سيارته ف علمت أنها على وشك الدخول في الحرب وأن نظراته لها تكاد تحرقها حينما رآها فتح لها باب السيارة ثم ركب هو الآخر ولم يتحرك بل نظر إليها قائلا بعنف وغيظ.

- أنتي اتجننتي يا مريم أزاي تخرجي من الأوضة كده هو أنتي ف بيتك ده حتى وأنتي في البيت مبتلبسيش بيجامات كده
- ديه بيجامة دينا وأنا مكنتش أعرف والله أن في حد بره أنا قومت من النوم ملقتش دينا جنبي والأوضة بعيد عن الصالة شوية ومسمعتش أي صوت خرجت أدور عليها لقيتكوا ف وشي معرفش جيتوا أمتا ولا أزاي
- والله ومسمعتيش جرس الباب
- والله أبدا أنا كنت نايمة خالص لأننا نمنا متأخر ف غرقت في النوم ومحستش ب حاجة.

- ونمتي بردو ف أوضة النوم صح
ترددت مريم برهة وفكرت أن تكذب عليه لكنه رآها وهي تدخل الغرفة مرة آخرى ف قررت أن تصارحه ب حقيقة ما حدث
- بصراحة يا أدهم أنا والله كنت ناوية أنام ف الأوضة التانية وكنت مصدعة عقبال ما دينا راحت تجيبلي الدواء كنت غرقت في النوم ومحستش بنفسي.

- يعني سيف شافك بمنظرك ده وكمان يجيي ينام في أوضته يلاقي ريحتك ملياها وأتجنن أنا بقا ولا أولع ف نفسي عشان حضرتك نمتي على نفسك ,أصلا تقعدي ف الأوضة ديه ليه أتفضلي كلمي دينا حالا وقوليلها تغير ملاية السرير وأكياس المخدات عشان ريحتك متكونش على السرير
- لأ أتكسف
- تتكسفي من أيه يا مريم متجننيش عليكي خلصي وأتصلي بيها حالا قبل ما يناموا.

لم تجد مريم مفر من الاتصال ب دينا وأخبارها بما طلبه أدهم وبالفعل أتصلت بها وطلبت منها ذلك تعجبت من طلبها هذا لكنها فهمت إنها رغبة أدهم وحينما أغلقت الهاتف ضحكت كثيرا فسألها سيف
- بتضحكي على أيه؟
- على أدهم صاحبك تصور قال ل مريم تخليني أغير فرش السرير والمخدات عشان نامت عليه ومقفلتش إلا لما خلتني أحلف إني هغيرها
- وده ليه يعني؟
- عشان ريحتها متكونش على السرير اللي هتنام أنتا عليه بيغير يا حبيبي.

- ولما هو بيغير عليها وبيحبها أوي كده أمال أيه حكاية البت التانية ديه
- صحيح أنتا افتكرت وجرجرته في الكلام
- أه افتكرت وقالي نفس الكلام تقريبا اللي قاله ل مريم البت ديه أنا عارفها أدهم فعلا كان بيحبها أيام الجامعة بس متهيألي أنه عايز ينتقم منها عشان سابته مش موضوع حب وبتاع ده اللي حسيته من كلامه
- وبعدين؟.

- مريم الوحيدة اللي في ايدها تخليه بتاعها لو عايزة شوية دلع هيلين وهيعترف ويسلم أنه بيحبها لكن بقا جو كرامتي ومعرفش أيه هتخسره، طب أيه مش يلا ندخل أوضتنا نريح شويه؟
- أه ننام عشان أنا همووت وأنام بس لازم أغير الفرش الأول
- سيف غامزا: ننام أيه يا دينا هو ده وقت نوم أنا واخد أجازة من الشغل عشان تقوليلي ننام
- مهو مش هينفع يا سيفو يا حبيبي غير ننام ديه ممكن بعد 5 أيام كده يبقا في حاجات تانية.
- يالهوووي لأ متقوليش هوه حصل طيب روحي غيري الفرش عشان ننام بقا أهو نرتاح
- ههههههه حاضر
- اسكتي متضحكيش يا أختي أنا مش ناقص، يا حظك الزفت والهباب يا واد يا سيفو
أما على الجانب الآخر تحرك أدهم بسيارته وكان مازال الغضب يعصف بكيانه لكنه لا يتحدث وتذكر أنه أخذ مريم دون أن تتناول فطورها فأوقف سيارته وقال:
- هروح أجيبلك حاجة تفطري بيها وعصير عشان متتعبيش وضغطك يوطى.

- لأ شكرا ملوش لازمة لما أروح المستشفى أبقا افطر هناك
- هجبلك أي حاجة من الكشك اللي هناك ده تصبيرة عشان ممكن تلاقي شغل ومتلحقيش تفطري خليكي هنا ثواني وجايلك
- ماشي.

وأثناء جلوسها في السيارة سمعت جلبة في الخارج إمرأه تصرخ وتستغيث ب تاكسي ليقف ورجل آخر بجوارها يسند رجلا آخر يبدو أنه مريض وملابسه عليها دماء ليست بالقليله توقعت مريم أنها دوالي مريء ف هبطت من سيارة أدهم ونادته ف أتي إليها مسرعا وطلبت منه أن يسأل المرأة التي تصرخ عن حالة المريض وإن كان مصاب ب دوالي المريء أم لا؟وبالفعل ذهب وسأل الرجل الذي يتكأ عليه المريض وأكد ظنونها ف هو بالفعل مصاب ب دوالي المريء نظرت لهما مريم قائلة:.

- بسرعة يا أدهم ساعد الراجل يركب ورا ومعاه بنته وحضرتك أركب قدام متخافوش أحنا دكاترة والمستشفى مش بعيدة من هنا ثم وجهت نظرها للرجل الذي يجلس بجوار أدهم وسألته قائلة:
- هو رجع دم؟
- أجاب الرجل الجالس في الكرسي الأمامي: أه رجع دم كتير
- مرة واحدة؟
- أه
- بسرعة يا أدهم الراجل ده لو رجع تاني ممكن منلحقوش
- أجابها أدهم: متخافيش إن شاء الله خير ربنا يستر
- نطق المريض: متتعبوش نفسكوا أنا خلاص هموت.

- بكت ابنته الجالسة بجواره: متقولش كده يا بابا
- حاولت مريم تهدئة الفتاة وطمأنه المريض: متخافش هتبقى كويس إن شاء الله بس خليك فايق معايا كده
- أدهم خد تليفوني وأتصل ب خالد وأفتح الاسبيكر بسرعة
- خالد أشمعنا؟.

- مفيش وقت يا أدهم خالد هو اللي كان سهران أمبارح ويارب يكون لسه هناك ومروحش في حاجات لازم يحضرها عقبال ما نوصل يارب بس ميرجعش دم تاني لأن وقتها ممكن يدخل ف shock وهبوط في الدورة الدموية ووظايف التنفس تقف.

لم تكمل جملتها وكأن المريض سمعها وقرر أن يجيبها فورا ف تقيأ دم مرة آخرى طلبت مريم من ابنته أن تميله على جنبه وأن يتصل أدهم ب خالد بسرعة وبالفعل اتصل به من هاتفها وماهي إلا ثوان وقد رد عليها خالد قائلا:
- ألو صباح الخير يا...
- قاطعته مريم قائلة: دكتور خالد أنتا لسة في المستشفى؟
- أه.

- طب اسمعني بسرعة مفيش وقت أنا معايا مريض نبضه مش محسوس وضغطه واطي وكمية الدم اللي مغرقة هدومه بتقول أن دوالي المريء انفجرت ونزفت بنسبة كبيرة ورجع دم مرتين يعني لازم يتعلقله دم ف دقايق ومحاليل ونركبله انبوبه وبالونة في المري ولازم ياخد سانجستين عشان نوقف النزيف وعل الأقل حقنتين جلبيرسين جهز الحاجت ديه بسرعه عقبال منوصل وكمان بلغ الاستقبال يدخلونا علطول هو مش معاه بطاقة بلغهم بالاسم اسمه فسألت بنته فقالت سيد أحمد ابراهيم خليهم يدخلونا على الأفاقة علطول عشان هو shock وجايب massive bleeding.

خالد بالله عليك نيجي نلاقي كل الأدوية جاهزة لأن أي تأخير مش هيبقى في فرصة تانية احنا دقايق ونكون عندك
- خالد: حاضر يا دكتورة عقبال متوصلي هتلاقي كل حاجة جاهزة
- ماشي شكرا سلام ثم ألتفتت لأدهم ل تسأله: ها فاضل كتير؟
- خلاص أهوه 5 دقايق بالكتير ونكون هناك.

وبالفعل ما هي إلا دقائق ووصلا للمستشفى ساعد أدهم أخو المريض في حمله ودخلا به على غرفة الافاقة وكان خالد قد جهز ما طلبته مريم وساعدها في أنقاذ حالة عم سيد، كان أدهم مازال واقفا ينتظر أن يطمئن على حالة المريض وبعد حوالي ساعة خرجت مريم من الغرفة ونظرت لأهل المريض قائلة:
- الحمد لله قدرنا ننقذه بفضل ربنا وهننقله العناية النهارده لحد ما الحالة تستقر.

نظر لها أدهم مبتسما وقال في سره: الحمد لله كما حمد أهل المريض الله كثيرا وشكرا مريم بحرارة شديدة ثم ذهب أدهم ليبدأ عمله لكنه كان معجبا بما فعلته زوجته وطريقة تعاملها مع الحالة مر اليوم بسلام وأخذها وعادا إلى منزلهما وهناك كانت مريم تهم لمساعدته في اعداد الغداء لكنه أخبرها أن تستريح وأنه اليوم سيطلب طعاما جاهزا من مطعم قريب لانها منهكة منذ ليلة أمس ولم تسترح بالقدر الكافي وبينما كانا يتناولا غداءهما نظر لها قائلا:.

- أنا فخور بيكي أوي يا مريم أول مرة أشوفك وأنتي بتشتغلي المرة اللي فاتت لما اشتغلنا سوا مكنتش مركز غير مع الحالة بس بجد المرادي انبهرت بيكي أزاي كنتي قادرة تسيطري على الحالة وعلى اللي حواليها وتردي عليهم وأزاي عرفتي تتصرفي بسرعة.

- أنا معملتش حاجة أنا كنت سبب بس ربنا هو اللي بعتنا للراجل ده ويمكن سيف ودينا أتخانقوا وحصل كل اللي حصل ده عشانه ربنا قدرله أن يعيش وسخرنا عشان ننفذ مشيئته وده كان دورنا زي ما سخرني لعلاجه سخرك عشان توصلنا بسرعة وسخر خالد عشان يجهز الحاجة كل ده عشان الراجل لسه ليه عمر.

- نظر لها بهيام ووله ظهر بعيناه رغما عنه: أنتي جميلة أوي يا مريم مش بس من بره لأ جواكي أجمل ويمكن الجمال اللي جواكي هو اللي بينعكس على ملامحك ويخلي أي حد يشوفك يحس قد أيه أنتي جميلة ويحبك
- خجلت مريم من ثناء زوجها فقالت وقد تحاشت النظر في عينيه: أيه الكلام ده يا أدهم مش للدرجادي، ثم صمتت برهة وأردفت قائلة: عارف
- أيه؟.
- أنا دايما عندي يقين أن مفيش حاجة بتحصل في الكون صدفة كله بتدبير ربنا سبحانه وتعالى عارف حكاية سيدنا موسى والخضر
- طبعا
- أهوه أنا دايما بحس أن ورا كل ابتلاء خير يمكن نكون مش شايفينه دلوقتي ويمكن نشوفه بعدين أو حتى منشوفوش أصلا بس لازم يكون عندنا يقين أن طالما قضاء ربنا وقدره يبقا أكيد خير.

أخذت نفسا عميقا ثم أردفت قائلة: زي ما ربنا بعتك ليا وبعتني ليك يوم ما عمي جه وقالي أنه هيجوزنا رفضت في الأول ولما عمي أصر وافقت غصبن عني لأني كنت متأكده أنه مش هيسبني غير لما أوافق ولما قعدت بيني وبين نفسي صليت استخارة وحسيت أن جوازي منك خير وإن طالما ربنا حطك ف طريقي يبقا أكيد ده لمصلحتي، عارف يا أدهم بالرغم من معاملتك الصعبة ليا وشكك المتواصل فيا وغضبك اللي بيظهر من أقل حاجة إلا إني معرفتش أكرهك حسيت معاك بالأمان اللي افتقدته بعد موت بابا الله يرحمه واللي مقدرش مروان أنه يحسسني بيه أو يمكن حسيته ف وقت من الأوقات بس مكنش احساس حقيقي لأني لما أتجوزتك عرفت معنى الأمان الحقيقي كنت عارفة دايما أنه ورا العصبية الأوفر والكلام الدبش قلب طيب يمكن حصلتله حاجات عكرته لكن الأصل صافي وحنين أنا متعودتش أخد الناس بالظاهر اتعودت أبص على اللي جواهم ويمكن لأن صورة أدهم القديمة كانت مترسخة في عقلي مقدرتش أصدق أدهم التاني.

- علق أدهم بضيق قائلا: ممكن أطلب منك طلب؟
- اتفضل؟
- ممكن متجبيش سيرة الزفت اللي كنتي متجوزاه ده وتقولي أسمه قدامي
- أمال أقول ايه؟
- قولي الحيوان وأنا هفهم علطول ولا أقولك متقوليش حاجة أصلا ولا تحاولي تفكريني أنك كنتي متجوزة واحد تاني
- أشمعنا يعني؟
- كده وخلاص من غير أشمعنا يا مريم ممكن؟
- ممكن
- ألا قوليلي صحيح هو أنتي أتجوزتي الحيوان ده ليه؟.

- الله أنتا مش لسه قايلي متجبيش سيرته أديك أنتا اللي عايزني اتكلم عنه أهوه
- لأ مش عايزك تتكلمي عنه بس عايز أعرف يعني أيه اللي شدك فيه
أعادت رأسها للخلف ثم أغمضت عيناها لبرهة وأطلقت تنهيدة حارة
ثم قالت: مروان ظهر...
- قاطعها أدهم قائلا: قولنا متتهببيش وتقولي أسمه قولي الحيوان.

- ابتسمت مريم ثم أردفت قائلة: مش هقول الحيوان ولا غيره حرام بص أنا هتكلم بضمير الغايب هو ظهر ف أكتر وقت كنت محتاجة فيه لحد يكون سند وضهر ليا بعد وفاة بابا كنت محتاجة أحس بالأمان كنت تايهة أوي يا أدهم والأمان كان طول عمره بالنسبالي يعني راجل وأنا مليش أخوات وبابا مبقاش موجود ف جه هو ف الوقت ده حسسني بإهتمامه وبرغبته ف أنه يقرب مني وكل ده بردو وهو بيحترمني ومبيتعداش حدوده معايا شدني ب كلامه الحنين، بخوفه عليا وبعدها ب وقفته جنبي بعد وفاه ماما حسيت إني بحبه وأنه هيقدر يعوضني عن اللي راحوا صدقت كل حاجه كان بيقولها وكان بيعملها صدقت أنه هيكونلي الأمان والحماية والسند كنت خايفة أبقى لوحدي لأني مبحبش الوحدة لكن طبعا بعد الجواز اكتشفت أن هو اللي محتاج يحس بالأمان وفضلت فاقدة الشعور ده لحد ما قابلتك يمكن يكون هو حبني لكن مقدرش يخليني أحس بإني مطمنة ويمكن تكون أنتا محبتنيش بس خلتني مطمنة و....

عند تلك اللحظة كان أدهم يردد بداخله أنه لا يحبها حقا بل إنه يعشقها، هو لم يعرف الحب إلا معها سواء في طفولته أو حتى الآن حتى مع الآخرى لم يكن حب كان يظنه كذلك لكن حينما عادت مريم وأصبحت زوجته علم أن كل شيء معها مختلف كان يود أن يحتضنها بشدة أن يخبرها أنه لم يحب إمرأة سواها وأيضا كان بداخله شعور آخر بالغضب والغيظ وهي تحكي عن حبها لهذا المروان الحقير حزن لأنها أحبت رجلا آخر قبله لا لم تحبه ف حسب بل كانت زوجة له كانت تنام بين أحضانه كان يستنشق أنفاسها كان يغمر نفسه فيها شعر بالغضب والغيرة تجتاحه من تخيله لها وهي مع ذاك الحيوان فأغمض عينيه وأطلق زفرة حارة محاولا تهدئة نفسه وإخماد تلك النيران التي أشتعلت في صدره لاحظت مريم أنه قد شرد ولا يستمع إليها ف صمتت ثم هتفت بإسمه:.

- أدهم أنتا معايا، سرحت ف أيه؟
- معاكي يا مريم لأ مفيش معلش خلاص أنا آسف متكمليش كلامك
- ليه؟
- أجابها بغضب: كده يا مريم وبطلي بقا كل شويه ليه ليه زهقتيني
- أنا آسفة، أنا هروح أنام الظاهر أنا رغيت كتير وصدعتك بس أنتا اللي سألتني، على العموم تصبح على خير.

تركته وهمت بالانصراف وقد أخذت الأطباق التي تناولا الغداء فيها ودخلت المطبخ وكان هو مازال جالسا وهو يردد بداخله: وأيه ذنبها هي يا أدهم بتزعقلها ليه أنتا اللي سألت ملهاش دعوة بقا بغيظك وغيرتك دول ومش هتفهم كده قوم صالحها حرام عليك لسه بتقولك سندها وأمانها غبي صحيح
أسكت أدهم صوت نفسه وقام متجها للمطبخ حتى يعتذر لها وكانت هي في طريقها ل غرفة النوم فأمسك يدها قائلا:
- مريم، أحم أنا آسف مقصدتش والله.

- نظرت له وقد دمعت عيناها: هو أنتا كل شوية تزعلني وتقولي آسف ومقصدتش أنا مش عارفة أنا عملتلك أيه
- معملتيش وممكن متعيطيش تعالي نقعد نتكلم جوه
دخلا سويا غرفتها وأجلسها على السرير وجلس هو الآخر مقابلا لها ثم أمسك راحتيها بيد واحدة وبالآخرى مسح دمعها المتساقط على وجنتيها.

ونظر لها قائلا باعتذار وحب: خلاص بقا عشان خاطري متعيطيش أنا عارف أنك معملتيش حاجة بس كلامك عصبني غصب عني اتنرفزت ومعرفتش أسيطر على غضبي
- ردت بصوت باكي: وأنا قولت أيه يعصبك بس؟.

- قال بإبتسامة ساحرة: مريومة أنا راجل صعيدي صحيح معشتش في الصعيد كتير بس بردو مش قليل يعني حوالي 15 سنة ودول شكلوا شخصيتي مش بس كده أنا كمان كل الجينات والصفات اللي جوايا صعيدي وصعيدي قفل كمان ولما اتكلمتي عن الحيوان ده وعن أنك حبتيه وفكرتيني أنك أتجوزتيه ده جنني وطلع العرق الصعيدي وخلى الدم غلي ف عروقي.

- مش أنتا اللي سألتني يا أدهم وبعدين على فكرة أنا محبتهوش بالمعني الحرفي لو كنت سمعت بقيت كلامي كنت هتفهم إني أتوهمت حبه لكن أنا، ثم تنحنحت وأستطردت بخجل: أنا محبتش غيرك يا أدهم ومش من دلوقتي من زماان.
سر أدهم كثيرا لهذا الاعتراف ولم يستطع أن يخفي سعادته تلك عن عيونها ولم يستطع أيضا أن يخفى بسمتة التي ظهرت أثر اعترافها بحبها لها وأنها لم تحب سواه كما لم يحب هو سواها نظر لها ف رأى ما يحب أن يراه فيها وجنتيها المتوردة من اعترافها له ف لم يستطع أن يمنع نفسه من أن يلمس خديها بأصابعه فاقترب منها أكثر وظل يداعب وجنتيها ب ظهر يده وبينما هو يحرك أصابعه عليها نظرت له نظرة أطاحت بصموده شعر برجفة تسري في جسده كله وكأن نظرتها أخترقته شعر بخفقان قلبه الذي ظن أنها تسمعه من شدته وبدأت أنفاسه في العلو والهبوط فأبعد يديه عنها ثم هب واقفا وهم بالخروج من غرفتها لكن صورتها وهي جالسة بالقرب منه لايفصلهما سوى شبر واحد ونظرتها العاشقة له قبل قليل أبت عليه أن يخرج ف عاد مسرعا إليها وكانت مازلت في مكانها ف باغتها ب قبلة طويلة لم يقطعها سوى صوت رنين هاتفه الذي أفزعه وأعادهما إلى أرض الواقع مجددا ابتعد عنها بصعوبة بالغة وهو بالكاد يتنفس ثم قال لها وهو يخرج من غرفتها:.

- يلا نامي بقا عشان متتعبيش وأنا هشوف مين اللي بيتصل وهنام تصبحي على خير
- ردت عليه بأنفاس متقطعة: وأنتا من أهله
خرج أدهم وهو يحاول السيطرة على نفسه وعلى صوته قبل أن يجيب المتصل الذي لم يكن سوى سيف صديقه لا يعلم هل يشكره أم يسبه وأخيرا أجابه بضيق قائلا:
- أيه يا زفت عايز أيه؟
- أيه يا أدهوم جيت ف وقت مش مناسب ولا أيه؟
- أنتا هتستعبط عايز أيه يا سيف.

- بس قولي الأول كنت بتعمل أيه ها؟ الصراحة التيجر اللي عندك ده ميتسبش قالها سيف ليثير حفيظة أدهم
- أتلم يا قذر الموضوع ده بالذات مفيهوش هزار وقسما بالله يا سيف لو جبت سيرة الموضوع ده تاني ل هقطع علاقتي بيك ثم صمت برهة وأكمل قائلا ليضايقه هوالآخر مهو أنا كمان ممكن أعمل زيك بس مش أخلاقي فاتعدل أحسنلك.

اغتاظ سيف لأنه تذكر أن أدهم أيضا رأى زوجته بملابس أكثر أغراء من الملابس التي كانت ترتديها مريٍم ف أراد تغيير دفة الحوار قائلا:
- طب بص بقا أنا بكلمك عشان أسألك على حاجة سلمى أختى سألتني عليها قولتلها هعرف منك وأرد عليها
- هي سلمى رجعت؟
- لأ ديه كانت بتكلمني فويس بص هبعتلك الفويس اللي بعتتهولي وأنتا أبقا ابعتلي الرد ماشي؟
- ماشي يا سيف ابعت
- هقفل وابعتلك
- طيب.

- يلا سلام تصبح على خير روح كمل اللي كنت بتعمله آسف على المقاطعة
- أبو شكلك، سلام
انتظر أدهم رساله سيف سمعها ثم أرسل له الرد وأغلق هاتفه وتوجه إلى غرفته لينام.

كانت مريم مازلت مستيقظة وكيف تستطيع النوم وشفاه أدهم مازلت تشعر بها كأنها مازلت تحتضن شفتيها كانت تضع يدها عليها كأنها لا تريد أن تفيق من تلك اللحظة ليت سيف لم يتصل الآن علها قد ظلت بالقرب منه أكثر تمنت لو أنها ظلت بين ذراعيه بقية عمرها تمنت ألا تفارقه ألبته لكن هيهات لهذا الرجل الذي تشعر بحبه يغمرها ومع ذلك يصر دوما على الابتعاد لا تجد تفسير لما يحدث حاولت أن تغمض عينيها رغما عنها لكنها أبت عليها ذلك حتى الصباح.

أما أدهم حينما دخل غرفته ظل الصراع بداخله على أشده وجهاده لنفسه ليبتعد عنها قد بلغ أقصاه تمنى لو لم يتصل سيف حتى يعيش بين أحضانها ولو لمرة واحدة لكنه عاد ف تذكر السبب الذي يمنعه عنها ف حمد الله أنه انسحب في الوقت المناسب أنه يعلم جيدا إنها لو أصبحت زوجته فعليا فلن يستطيع أن يتركها ولو ظلت معه ف لن يستطيع أخفاء سره عنها لا لا لا يمكن أن تعلم سره حتى تظل صورته في عينيها كما هي ويظل حبها له كما هو لذا البعد أفضل ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا نام أدهم من كثرة الأفكار التي راودته وحينما أستيقظ في الصباح طرق بابها ليوقظها فأجابته بصوت منهك علم بأنها مستيقظة وبعد لحظات خرجت من غرفتها وغير بادي على وجهها آثار نوم يبدو أنها لم تنم ليلتها تلك فقال لها محاولا تحاشي النظر إليها:.

- أيه منمتيش ولا أيه؟شكلك تعبان
- لأ نمت بس كنت قلقانة شوية مكنش جايلي نوم
- طب خلاص افطري وأدخلي نامي شوية لسة قدامنا وقت لحد معاد الشغل النهارده الشفت مسائي
- ماشي
تناولا فطورهما سريعا دون حديث منها حاول أدهم أن يتعامل بشكل طبيعي ويتحدث إليها فقال:
- مش سيف كلمني بالليل أخته كان عندها مشكله بس حاجة بسيطة يعني
- أيه خير مشكله أيه؟وبعدين هي رجعت من السفر؟.

- لأ ده هي بعتتله فويس كانت حاجة طبية بسيطة
- أها تمام طيب أنا هقوم أنام شويه
- ماشي تحبي آجي أقرالك شوية قرآن لحد ما تنامي
- لأ شكرا أنا هنام علطول تصبح على خير
- وأنتي من أهله.

نامت مريم حوالي ثلاث ساعات وبعدها ذهب أدهم إليها طرق باب غرفتها لكن يبدو أنها لم تسمعه فاضطر أن يدخل ليوقظها كانت نائمة ب قميص النوم الموف دون الروب بالطبع وكانت خصلات شعرها قد غطت عيناها فاقترب منها ثم ابعد شعرها من على عينيها ثم جلس على ركبتيه ليوقظها دون أن يفزعها ف ظل يربت على كتفيها بهدوء ورقة وينادي عليها بهمس:
- مريم، مريم أصحي.

- فتحت مريم عيناها ببطء وكأنها كانت في حلم جميل فقالت ب همس: أدهم هو أنا لسه نايمة بحلم
- لأ أنتي صاحية يلا قومي بقا عشان هنتأخر على الشغل يلا فوقي بقا
قال جملته تلك وخرج ينتظرها في الصالة فلا يتحمل أن يرها بتلك الهيئة أكثر من ذلك.
- وما إن قال كلمة شغل علمت مريم أنها حقيقة وليست حلم فأفاقت من نومها ثم اعتدلت في جلستها وقد نست أنها لا ترتدي الروب ثم عبثت في شعرها وأعادته إلى الخلف ومدت يدها لتفرد ظهرها فوجدت يداها قد لمست جسدها وليس الروب ففتحت عيناها ونظرت تذكرت أنها لا ترتدي سوى قميص النوم عاري الكتفين مفتوح الصدر ف وضعت يدها على صدرها بحركة تلقائية وقامت وأحضرت الروب وهي خجلة للغاية أن أدهم رآها هكذا وحينما رآته وهو جالس نظرت له قائلة بعصبية:.

- أنتا أزاي تدخل عليا الأوضة وأنا نايمة كده أنتا بتستهبل يا أدهم
- ما أنا عمال أخبط بقالي ساعة وبعدين يعني أنتي مراتي متكبريش الموضوع
- والنبي بلاش أسطوانة مراتي مراتي اللي كل شوية تشغلها وبعد كده متدخلش عليا وأنا نايمة تاني إلا لما أقولك تدخل
- ماشي، ممكن يلا بقا عشان أتأخرنا
- طيب هخلص علطول.

ارتدت ملابسها سريعا وصلت الظهر وأنصرفا سويا وأصرت أن تركب سيارتها اليوم ف هي لا تريد أن تبقى معه كثيرا ووافقها لأنه علم رغبتها في عدم الاجتماع به أو التحدث إليه وتركها تفعل ما يريحها..
كان اليوم في بدايته يبدو طبيعيا لكن كان هناك من يدبر ليصبح اليوم هو الأسوء على علاقة مريم وأدهم....

ماذا سيحدث بين أدهم ومريم ومن مصلحته الايقاع بينهما؟ وهل سينجح؟ هل سيكن هذا اختبار لثقة أدهم ب مريم؟ وهل سيجتاز أدهم هذا الاختبار بنجااح بالرغم من قسوته عليهما معا أم أن تهوره كالعادة سيهد كل ما بناه طيلة الأيام الماضية؟.
كان اليوم في بدايته يبدو طبيعيا لكن كان هناك من يدبر ليصبح اليوم هو الأسوء على علاقة مريم وأدهم لم يكن هذا الشخص سوى مروان الذي كان يخطط منذ يوم فرح دينا وسيف كيف يفسد علاقتهما وأخيرا أكتملت كل أركان خطته اليوم وشرع في تنفيذها هو ومجموعة من أصدقاؤه الذي تعرف عليهم مؤخرا ولم يكونوا سوى أصحاب سوء معرفة الملاهي الليلية التي بدأ يتردد عليها في الآونة الأخيرة.

بدأت الخطة بإتصال هاتفي ل مريم من أحد أقرانه:
- ألو دكتورة مريم
- أيوه حضرتك مين؟
- أنا جارك في الشارع في شقة والدك عم عزت صاحب الكشك اللي قدام العمارة أنا كلمتك عشان الميه مغرقة الشقة عندك وبتنزل كمان على سقف جارتك احنا تعبنا جدا لحد ما وصلنا ل رقم حضرتك لازم تيجي فورا عشان تشوفي ايه اللي حصل ممكن تكوني ناسية حنفية مفتوحة أو حتى حنفية أتكسرت.

- طيب حاضر هآخد أذن من الشغل وآجي علطول مسافة السكة، شكرا لحضرتك.

اتصلت بأدهم لتخبره عما حدث وتعلمه ب ذهابها إلى هناك وكان مروان يعلم جيدا أنها ستفعل ذلك ف أرسل إحدى الفتيات ومعها أختها الحامل لأدهم لأشغاله وطلب منها أن تطلب منه اجراء مكالمة من هاتفه ل طمأنه زوجها لأنها خرجت بدون أذنه ونسيت هاتفها في المنزل وذلك أثناء كشفه على أختها ثم ترد هي على مريم وتخبرها أنها اخت مريضة وأنها تستخدم هاتفه لأجراء مكالمة ضرورية ثم تعطيه الهاتف حينما ينتهي من الكشف على أختها بشرط أن تؤخره هي وحالة آخرى قد أرسلها مروان حتى تصل مريم لبيتها القديم قبل أن يتصل بها أدهم وحدث ما أراد كانت الخطة تسير كما خططها تماما وساعده على ذلك أن مريم لم تكن تريد الحديث لأدهم أو حتى أن يأتي معها لشقتها وحينما أجابتها المرأة فلم تحاول الاتصال به مجددا أما عند أدهم فقد أنهى كشفه على الحالة التابعة لمروان وشكرته أختها وأعطته هاتفه وأخذت اختها الحامل وأنصرفت ودخلت بعدها الحالة الآخرى التابعة له أيضا....

أما مريم فقداستقلت سيارتها ووصلت بعد حوالي ساعه إلى شقة والدها وحينما صعدت الدرج وقفت أمام باب شقتها لم تجد صوت ماء ولا أي صوت آخر بل وجدت مروان يقف لها أمام باب الشقة صعقت لتلك المفاجأة فقالت ومازلت المفاجأة تعقد لسانها:
- مروان؟
- أيوه يا مريم مروان متخافيش مني أنا مش هنا عشان أأذيكي...
- قاطعته مريم قائلة: أنتا اللي اتصلت بيا وعملت الفيلم ده
- بصراحه أه بس مش أنا اللي كلمتك حد من طرفي.

- طيب بعد أذنك قالتها وقد همت بالانصراف
- أمسك مروان يديها محاولا منعها من ذلك قائلا: استني بس أرجوكي
- مريم بحدة وقد أفلتت يدها منه قائلة: سيب أيدي يا مروان أنتا اتجننت أنتا ناسي إني ست متجوزة
- آسف مقصدتش حاجة وحشة بس أنا عايزك تسمعيني هما 10 دقايق بس نتكلم فيهم جوه وسيبي الباب مفتوح بس لازم اتكلم معاكي
- أتكلم معاك في أيه وبتاع أيه أقعد أتكلم مع راجل غريب لوحدنا.

- يمكن تكون آخر مرة تكلميني أو حتى تشوفيني خلاص هترتاحي مني خالص كلها أيام وأسيب الدنيا باللي فيها ومش هضايقك تاني
- نظرت له مستفهمة: تسيب الدنيا؟
- للأسف أه ولا ليه للأسف أنا كمان مبقتش عايز الدنيا من وقت ما بقيتي أنتي مش فيها
- مريم بحزم: لو سمحت....

- قاطعها مروان قائلا: مريم وحياة العشرة اللي كانت بينا ف يوم من الأيام خليني أتكلم معاكي للمرة الأخيرة أنا اكتشفت أن عندي سرطان في الغشاء البلوري وف مرحلة متأخرة وكلها شهور أو يمكن كمان أيام قليلة وأموت بس لازم قبل ما أموت أتكلم معاكي وتسامحيني
تأثرت لحديثه ولم تشك لحظة واحدة أنه يخدعها ف بالرغم من كذبه عليها أكثر من مرة لكنها ظلت دوما ساذجة كالأطفال تصدق كل البشر فقالت بكل براءة:.

- خلاص سامحتك وإن شاء الله تخف وتبقا كويس ملوش لازمة الكلام
- مرة أخيرة يا مريم ووعد مش هأخرك بحق كل لحظة حلوة أدخلي وخلينا نتكلم
وأمام توسلاته ضعفت ورأفت لحاله وكانت هذه هي الغلطة التي ستدفعها لمزيد من الأخطاء نظرت له قائلة:
- طيب أرجوك هما 10 دقايق بس
- حاضر أتفضلي.
فتحت باب الشقة وتركته مفتوحا وجلست على الاريكة الموجودة في الصالة وأستأذنها مروان أن يدخل المرحاض ل يغسل وجهه وبالفعل دخل لكنه قبل أن يدخل صورها دون أن تراه وكان قد كتب رسالة لأدهم وأرفق معها صورتها وهي جالسة في الصالة في منزلها القديم كانت الرسالة فحواها الآتي:.

أحب أقولك أن مراتك في شقتها القديمة معايا وبعتلك صورتها عشان تتأكد الظاهر إنها زهقت منك أصل مروان ميتنسيش وعلى فكرة لو كلمتها دلوقتي هتقولك أصل حد كلمني وقالي الشقة متغرقة ميا ولو قولتلها أجيلك هتقولك لأ أصل بنت الجيران معايا وهتتكسف منك لو جيت مروان عملك الأسود ثم أرفق الصورة مع الرسالة النصية وضغط زر أرسال ثم خرج سريعا ل مريم، أما أدهم ف حينما قرأ رسالته جن جنونه وما هي إلا لحظات حتى اتصل بها ليتأكد من كلام هذا الحقير وحينما رن هاتفها بأسمه ارتبكت كثير ا ونظرت لمروان قائلة:.

- ده أدهم جوزي هقوله ايه أنا دلوقتي؟
- هو أنتي كنتي قولتيله أنك جاية هنا؟
- لأ معرفتش أوصله
- خلاص قوليله حد كلمك وقالك الشقة متغرقة وجيتي بسرعة عشان تشوفي في أيه ولقيتي حنفية مفتوحة الظاهر نسيتيها وبنت الجيران جت تساعدك عشان تلمي المية ولو قالك هجيلك قوليله مش هينفع عيب البنت تتكسف يلا ردي بسرعة عشان ميقلقش
- قالت بتردد: طيب.

كانت تشعر بخوف شديد يجتاحها كانت تعلم أنها على وشك أن تكذب على أدهم كذبة لن يسامحها أبدا إذا علمها ولو علم بوجودها هنا مع مروان لن يصدق أي شيء سوى أنها تخونه معه ف لا مفر من أن تخبره بما قاله لها هذا الواقف أمامها ف أجابت على هاتفها بتردد:
- ألو أيوه يا أدهم
- أنتي فين يا مريم سألت عليكي قالولي أستأذنتي ومشيتي؟.

- ابتلعت ريقها ثم قالت بتلعثم: أنااا، أنا روحت شقتي القديمة عشان حد من الجيران قالي أن المية مغرقة الدنيا ف، ف روحت عشان أشوف في أيه
- والله روحتي كده من نفسك من غير ما تقوليلي
- ما أنا حاولت أكلمك كان تليفونك مشغول وبعدين رديت عليا واحدة قالتلي أنها أخت مريضة وأنها بتستخدم تليفونك فقولت أنك أكيد هتكلمني لما تخلص كشف.

- أه فعلا الموبايل كان مع واحده أخت مريضة بتكلم جوزها بس مقالتليش أن في حد اتصل بيا ولا إنها ردت
- عادي تلاقيها أتكسفت بس
- طب أجيلك؟
- قالت بصوت ملؤه الاضطراب: لأ لأ لأ
- ومالك أتخضيتي كده ليه؟
- أتخضيت!، ثم ابتلعت ريقها وأردفت بتلعثم: لأ ولا اتخضيت ولا حاجة بس أصل بنت الجيران جت تساعدني عشان نلم المية اللي غرقت الشقة وأكيد هتتكسف من وجودك أنا هخلص وهاجي علطول
- ماشي يا مريم خلصي وكلميني.

- حاضر، سلام
- سلام
أغلقت الخط وتنهدت بخوف قائلة:
- أنا أيه اللي هببته ده أيه اللي يخليني أكدب على جوزي ويخليني أصلا اسمع كلامك وأدخل معاك هنا أدهم لو عرف هيقلب الدنيا وهيبقا حقه
- بتحبيه أوي كده ولا خايفة منه؟
- وأنتا مالك، أنا قايمة ماشية
- أنا آسف أستني بس أرجوكي
- عايز مني أيه يا مروان؟.

- عايز أقولك أن أمي رجعت وطلبت مني إني أسامحها وأعيش معاها ومع أخويا وأنا وافقت أعيش معاهم أيامي الأخيرة أعيش ف حضنها اللي اتحرمت منه
- طب كويس ربنا يهديلك الأحوال
- مهو لما أمي رجعتلي وسامحتها حسيت قد أيه أنا ظلمتك ووجعتك وقولت لازم أشوفك وأعتذرلك وأترجاكي تسامحيني
- قولتلك مسمحاك يلا بقا خليني أرجع شغلي.

- مريم أنا عارف أن غلطاتي معاكي كانت كتيرة اوي بس بجد كان غصب عني كرهي وغيظي من أمي كانوا عميني
صمت للحظة وبدأ يتنفس بصعوبة بالغة وصدره بدأ يعلو ويهبط بسرعة وبالطبع كان هذا جزء من خطته وكان ممثلا بارعا وكانت هي بلهاء كعادتها فزعت مريم ل حالته تلك وسألته بخوف:
- مروان مالك في أيه؟
- مفيش يا مريم بقا بيحصلي كده كتير شوية وهبقى كويس قالها بصوت متهدج وبأنفاس متقطعة
- طيب أقدر أعملك حاجة.

- مريم أرجوكي أدعكيلي صدري وضهري بسرعة عشان اقدر اتنفس
- جرت مريم باتجاهه وحاولت تدليك قلبه وصدره ثم اتجهت إلى ظهره وأثناء تدليكها لقلبه كما طلب منها صورها مرة آخرى دون أن تنتبه وهي تظهر في الصورة كأنها تحتضنه
- نظر لها قائلا: معلش بس تساعديني أريح جوه على السرير خمس دقايق أخد نفسي وهمشي مش هضايقك
- أكيد طبعا أتفضل.

تصنع أنه سيقع على الأرض فاضطرت هي أن تسنده فوضعت يدها خلف ظهره وأمسكت بيده الآخرى ف صورها مرة آخرى، حينما دلفا للغرفة ,ساعدته للجلوس على السرير طلب منها أن تصنع له مشروبا دافئا وبالفعل ذهبت هي للمطبخ لتعد له المشروب الذي طلبه وفي تلك الأثناء قد أرسل ل أدهم الرسالة الثانية مرفقة بالصورتين التي التقطهما ل مريم دون أن تلحظ ما فعله.
ياريت تلحق تيجي بسرعة لأني مش عايز ألمسها بصراحة أصل مبحبش الخاينين بس لو أتأخرت مش هقدر أقاوم إغراءها ليا أكتر من كده
ثم خرج من الغرفة وأخذ هاتف مريم من شنطتها وأغلقه حتى لا يحاول أدهم الاتصال بها وأغلق هاتفه هو الآخر وأخذ أيضا مفتاح الشقة.

أما أدهم ف البداية مع الرسالة الأولى جن جنونه وتذكر الخائنة الأولى ولكن نفسه حدثته بأن مريم ليست خائنة لكن لما تكذب عليه ولما هي معه الآن وبعد دقائق قليلة أتته الرسالة الثانية وما أن قرأها ورأى الصور التي التقطها مروان حتى هب واقفا من مكانه وجرى مسرعا نحو شقة عمه وفي أثناء خروجه من المستشفى لمحه سيف ف سأله عما به ف طلب منه أن يأتي معه وسيشرح له كل شيء وهما في الطريق طلب سيف من أحد زملاءه الاستئذان له ثم أنصرف مع صديقه وركبا معا وفي الطريق نظر لأدهم الذي يقود سيارته بجنون:.

- أدهم بالراحة شوية كده هنعمل حادثة ممكن تفهمني في أيه وأحنا رايحين فين؟
- رايحين شقة عمي
- ليه؟
- مريم هناك ومعاها الحيوان اللي كانت متجوزاه
- سيف بإندفاع: تاني يا أدهم بتشك فيها تاني مريم عمرها ما تعمل كده مش كل شوية تتهمها بالخيانة وهي مفيش ف أخلاقها المرادي بجد مش هتسامحك و...
- قاطعه أدهم قائلا: أسكت يا سيف أنا مش بشك فيها ولا حاجة أنا خايف عليها مريم ف خطر.

- خطر؟!، خطر أيه ومن مين؟ أنا مش فاهم حاجة
- أفتح الموبايل وأقرا آخر رسالتين وشوف الصور وأنتا هتفهم كل حاجة
فتح سيف هاتف أدهم وقرأ أخر رسالتين ورأى الصور التي أرسلها مروان لأدهم
ثم قال:
- أنا مش فاهم حاجة أيه اللي ودى مريم هناك؟ وأيه اللي جاب ده معاها؟وخطر أيه اللي بتقول عليه؟.

- هو بعت الرسايل والصور ديه عشان يشككني فيها أنا أول رسالة قريتها أتخضيت واتاخدت وشكيت ف مريم لكن عقلي قالي لا يمكن مريم تعمل كده اتصلت بيها وقالتلي نفس الكلام اللي قالهولي أتجننت أكتر وحاولت أفكر أيه اللي بيحصل ده دققت ف الصورة وبعدها في الصور الأخيرة فهمت أن اللي بيقوله كله كدب لو ركزت ف أول صورة هتلاقي في جنب الصورة من ناحية اليمين طرف باب الشقة باين أنه مفتوح وكمان الصور التانية أول واحدة مريم لسة بحجابها وباب الشقة لسه مفتوح وده مش منطقي لو واحده خاينه أكيد مش هتفضل لابسة الحجاب وكمان هتكون حريصة أكتر من كده مش سايبة الباب مفتوح!والصورة اللي بعدها تبان أنها حضناه لكن لو ركزت هتلاقيها لسة بالحجاب وبنفس الهدوم وكمان أيديها مش حضناه تبان كده لكن الحقيقة شكلها بتسنده أو حاجة، وليه بقول مريم في خطر لأن ده واحد مجنون ومش عارف ممكن يعمل فيها أيه ومش عارف هو عايزيوصل لأيه؟.

- عندك حق يا أدهم فعلا خدت بالي من الحاجات اللي قولت عليها في الصور بس تفتكر ممكن يأذيها لو كان عايز يأذيها مكنش كلمك ولا بعتلك
- ده واحد مريض متتوقعش أفعاله أحنا خلاص قربنا نوصل وربنا يستر وميكونش عملها حاجة
- طب متحاول تكلمها يا أدهم
- حاولت موبايلها اتقفل والموبايل كمان اللي بعتلي منه بردو مقفول وده اللي مخوفني عليها أوي بس اللي مجنني ليه مريم راحت هناك وليه كدبت عليا ممكن يكون مهددها بحاجة؟.

- ممكن، إن شاء الله خير
عند مريم ومروان كانت قد خرجت من المطبخ وقد أعدت له كوب من اليانسون وحينما رآها قادمة نحوه تصنع أنه نائم ف نادت عليه:
- مروان مروان أنتا كويس؟
- فتح عينيه ببطأ ثم قال بصوت متهدج: الحمد لله
- طب أتفضل أنا عملت ينسون ده اللي لقيته هنا والله.

- تمام شكرا أوي تعبتك معايا أخذه منها ووضعه على الكمود بجانبه ثم اعتدل في جلسته وباغتها بحركة سريعه ف أوقعها على السرير ثم خرج مسرعا من الغرفة وقد أوصد بابها بالمفتاح
- مروان أفتح أنتا قفلت عليا ليه؟، أنتا عايز مني أيه؟
- معلش بقا يا مريومة سامحيني هتفضلي جوه شويه لحد ما حبيب القلب يجيي على العموم خلاص زمانه جاي كلها شوية صغيرين ويشرف أما نشوف هيعمل أيه في مراته الخاينة
- مريم بصدمة: أدهم؟.

- أه أدهم مش ده حبيب القلب اللي روحتي أترميتي ف حضنه دلوقتي يجيي يقتلك يا خاينه
- أخرس يا حيوان أنتا اللي خاين وقذر وحقير أنا غلطانة إني صدقتك بعد كل اللي عشته معاك
- ههههه عشان هبلة يامريومة يا حبيبتي
- أوعى تنطق أسمي على لسانك أبدا خرجني من هنا بدل ما أصوت وألم عليك الناس.

- مروان بضحكة شيطانية: هههههه والله! طب صوتي ولميهم أهو يتفرجوا على الست المتجوزة اللي جايبة طليقها بيت أبوها أنتي اللي هتتفضحي يا روحي ف أقعدي ساكته أحسنلك
- يا سافل يا حقير أنتا ليه بتعمل معايا كده؟ حرام عليك أنا عمري ما أذيتك
- بس هي آذتني وأنتي كمان زيها مجرد ما أتطلقتي روحتي وأتجوزتي واحد تاني واترميتي في حضنه كلكم زي بعض متقدروش تعيشوا من غير رجالة
- أفتح أرجوك أدهم لو شافني هنا هيقتلك.

- وماله أهلا بيه المهم يخلصنا منك أنتي الأول، بطلي رغي بقا وأقلعي هدومك يلا
- بحركة لاإرادية أمسكت مريم ملابسها جيدا وكأنها تخشى أن يقترب منها ثم قالت: مش هتقدر تلمسني ولو فكرت هموت نفسي وهموتك يا حيوان.
- لا متخافيش مش هلمسك لأني خلاص مبقتش طايق ريحتكم خلصي واقلعي هدومك قدامك دقيقتين بالظبط وهفتح الباب آخد الهدوم ملقتهاش الدقيقة التالتة هدخل أقلعك بنفسي وممكن بقا أعمل أي حاجة تانية قال كلماته الأخيرة بصوت هامس أشبه بفحيح الأفاعي
- بالله عليك متفضحنيش أنتا عارف كويس إني معملتش حاجة متاخدنيش ب ذنب مامتك أنا مليش دعوة
- على فكرة عدى نص دقيقة خلصيييي قالها بصوت عالي أفزعها.

كانت مريم ترتعد خوفا منه وكل ما مرت به معه يمر الآن أمام عينيها كشريط السينما ف لم تجد مفر من خلع ملابسها خوفا من جنونه وبعد انتهاء الدقيقتين فتح الباب وأخذها منها وقذف لها ب قميصه ل ترتديه ثم عاد وأغلق الباب مرة آخرى بعدما قال لها بصوت ماكر:
- ألبسي قميصي استري بيه نفسك بدل ما تقعدي عريانة يا مريومة يا روحي وعشان حبيب القلب ميتخضش لما يشوفك كده.

- أنتا حقير وزبالة أنا بكرهك وبكره اليوم اللي قابلتك فيه منك لله يا أخي
- ششششش أسكتي بدل ما آجي أخرسك بطريقتي هاااا
صمتت مريم خوفا منه لكنها لم تستطع أن ترتدي قميصه شعرت بنفور شديد منه ورغبة عارمة في التقيؤ ما إن لمسته فتحت دولابها تبحث عن أي شيء يخصها لكن أدهم قد أحضر له كل ملابسها الموجودة هنا فلم تجد سوى ملاءة السرير لتلتف بها حتى تستر جسدها....

أما مروان ف في تلك اللحظة وجد مكالمة هاتفية من هاتف آخر غير الهاتف الذي أرسل الرسائل منه لأدهم وكانت المكالمة من الحرس الذي أستاجره لهذا اليوم تخبره بأن الشخص المنتظر قد وصل وبرفقته رجل آخر كان ينتظر مكالمتهم ليعلم بوصوله ثم طرق باب غرفتها عدة طرقات أخافتها بشدة وقال:
- حبيب القلب وصل أما نشوف سبع الرجال هيعمل أيه مع المدام.

ركن أدهم سيارته وصعد الدرج سريعا وخلفه سيف وخلفهما الحرس الذين لم يلحظهم أثناء صعودهم، كان باب الشقة مغلقا ف طرق أدهم الباب بعنف ففتح له مروان بكل برود قائلا:
- أتأخرت ليه يا أدهوم سامحني بقا مقدرتش أقاوم جمالها ورقتها و...
قاطعه أدهم بلكمة في وجهه قبل أن ياتي الحرس ويمسكون به أثنان مع أدهم وواحد مع سيف قال أدهم وهو يحاول التملص من قبضة الحارسان اللذان يتمتعا بضخامة جسدهما:.

- أقسم بالله لو كنت لمست منها شعرة لأقتلك يا كلب.

أجابه مروان ليزيد من غيظه وغضبه: لأ متخافش أنا ملمستش شعرة واحدة أنا لمست كله وبعدين عايزني تجيلي واحدة وتفضل تتحايل عليا تقابلني وتعمل معايا كل حاجة عشان أبقا معاها واسيبها صعب أوى وبعدين مقولتلك قبل كده يا أدهم إنها مش أي ست ومتتقاومش وبعدين مقدرتش قصاد دلعها ورقتها وبصراحة كنت مشتاقلها أوى، وبعدين أنتا جايب معاك صاحبك يتفرج على مراتك الخاينة جديدة ديه هههههه.

- كان الغضب قد وصل بأدهم لأقصى درجاته وهو يسمع هذا الكلام من ذاك الحيوان: الخاينة ديه تبقى أمك اللي جابت واحد وسخ زيك ويا عالم جابتك منين وديني يا مروان الكلب لأخليك تتمنى الموت ومتطلهوش.

- مروان ببرود: أمي هو أنتا تعرف أمي ثم لكمه في أنفه ثم اردف قائلا: ديه عشان بس جيبت سيرة الست الوالدة على العموم وقت الحساب لسه مجاش ثم أكمل حديثه قائلا طب أيه مش عايز تدخل تطمن على المدام ههههه ثم نظر للحارسان اللذان يمسكا بأدهم وقال: ودوه الأوضة اللي هناك وافتحوله الباب بس متدخلوش معاه عشان المنظر مش لطيف ولما يدخل أقفلوا الباب وراه ثم عاد ونظر له مرة آخرى قائلا: خد هدوم مراتك أهيه ثم استنشق رائحتها ل يثير حفيظة أدهم أكثر واستطرد حديثه: ريحتها كانت وحشاني أوي خد استرها بيها بقا عشان مش معقولة هتخرج بقميصي ولو أنه هيآكل منها حتة.

أدهم كان يشعر أن قلبه يكاد ينخلع من مكانه مع كل كلمة ينطقها هذا الحقير ولم يعد يقوى على تحمل هذا الموقف أكثر من ذلك وباله منشغلا بما حدث ل زوجته يخشى أن يدخل لها الغرفة ويراها يتسائل في نفسه هل هذا الحيوان قد أغتصبها أم أنه يثير غضبه فحسب ذهب الحارس للغرفة وفتحها وأدخل أدهم ثم أغلقها خلفه وحينما دخل بحث بعينيه عنها فوجدها تجلس في أحد أركانها تنتفض خوفا كالعصفور الذي يطارده الصياد وقد فرهربا منه لتوه، كانت قد ألتفت بملاءة سرير وما أن رأته حتى جرت عليه واستخبت بين أحضانه قائلة:.

- أدهم والله ما عملت حاجة صدقني ده كداب كانت تتحدث ببكاء مرير وجسدها يهتز بإرتجافة بين يديه
قد أفزعته هيأتها تلك ولم يقوى على التفوه بكلمة واحدة ثواني مرت أو دقائق لا يعلم لكنه أخيرا نطق وسألها قائلا بكل الخوف الذي يعتمل في صدره:
- عمل فيكي أيه الحيوان ده؟
- مريم من بين شهقاتها بصوت متقطع: م، مم، معمليش حاجة
- رفع وجهها ونظر في عينيها ليتأكد من صدق كلماتها ثم سألها في لهفة: مريم، قربلك؟ لمسك؟.

- أماءت برأسها أن لا
- أدهم بإلحاح: مريم متأكده مجاش جنبك
- والله ما لمسني والله يا أدهم ما حصل أي حاجة
- أدهم مستفهما: طب أنتي كده ليه؟
- هو، هو دخلني الأوضة وقفل عليا وقالي أقلع هدومي وهددني لو معملتش كده هيدخل هو يقلعني هدومي بالعافية ف خوفت خوفت أوووي يا أدهم
كانت تتحدث وهي ما زالت ترتعش ف حاول طمأنتها بالرغم من النيران التي تشتعل في صدره قائلا
- شششش اهدي متخافيش وألبسي هدومك بسرعة.

- مريم بخجل وتردد: طب ممكن تبص الناحية التانية؟
- زفر أدهم زفرة حارة ثم قال بصوت حاول أن يكون هادئا: حااضر، حاااضر يا مريم
بعدما ارتدت ملابسها طرق أدهم باب الغرفة بعنف شديد ففتح له الحارس وجذبه مرة آخرى للخارج وقيده جيدا وهم الحارس الآخر بالامساك مريم لكن أدهم صاح به ليبتعد عنها قائلا:
- أبعد أيدك عنها أوعى حد يفكر يقربلها.
- ضحك مروان ليستفز أدهم أكثر: ههههههه محدش يلمسها يا شباب سيبوهالي أنا بس اللي ألمسها خليكوا أنتو معاه هوه
حاول أن يجذبها مروان من يدها لكنها أختبئت خلف ظهر أدهم وتشبثت بقميصه ف ردعليه قائلا - - ابعد عنها والله لو ليا عمر مش هرتاح إلا لما اقتلك عشان بس فكرت تلمسها.

- مروان قائلا ليثير حنقه أكثر: يا حبيبي تصدق خوفت عامل عليا راجل ده أنتا معرفتش تبقا راجل عليها شايفها عريانه وهي اللي جاية برجليها وعارف أنها ضحكت عليك و معرفتش حتى تاخد رد فعل على اللي عملته ده وجاي تهبهب قصادي بأي كلام يا أخي ده أنتا مش مالي عنيها خالص لكن مارو ميتنسيش طبعا
- ردت مريم محاولة الدفاع عن نفسها: أنتا كداب والله ماحصل أي حاجة يا أدهم متصدقهوش كل اللي بيقوله كدب.

- مروان بإبتسامة صفراء: ميصدقنيش ليه يا مريومة يا حبيبتي ها؟ جذبها في تلك اللحظة بعنف من خلف أدهم وشدها من حجابها وألقاه على الأرض بعدما قيد يداها بيد واحدة قائلا: الشعر الجميل ده ميتغطاش ده عشان كلنا نتفرج ونتبسط وظل يعبث بين خصلاته بيده الآخرى وهوينظرل أدهم ل يستفزه أكثر ثم حرك أصابعه على وجنتها وهو يقول: بس بصراحة يا مريومة أنتي كمان كنتي وحشاني أوى.

كان أدهم يصرخ به و يحاول التملص من هؤلاء العمالقة لكن دون جدوى فقال بكل الغضب الذي يعتمل في صدره:
- لو دكر سيبها وفكني وابعدهم عني وأنا أوريك مين فينا اللي راجل
- نظر له مروان بكل برود قائلا: أنتا كده بقا هتخليني اتعصب واسيبها هههه عل العموم مليش مزاج اتخانق وحابب بصراحة تشوفني وأنا بلمسها قدامك كده.

- قال سيف: أنتا هتستفاد أيه من اللي بتعمله وهو عمره ما هيسيب حق مراته وهتبقى يا قاتل يا مقتول سيبها وسيبنا وأمشي أحسن.

- وماله يبقا صاحبك هو اللي هيكون المقتول أنا كنت فاكره دكر لو عرف أن مراته بتخونه هيقتلها أوحتى يطلقها لكن كده لأ متوقعتش خالص الصراحة الظاهر أنه مش قادر يستغني عنها صح يا أدهوم مش أنا قولتلك المرة اللي فاتت ثم غمزله وكأنه يذكره بكلماته التي قالها سابقا حينما لكمه أدهم عند المستشفى ثم أردف قائلا: وزعلت وضربتني أديك طنشت أنتا كمان خيانتها ليك لأ وأيه قافشها بهدومها الداخلية عايز أيه تاني بس.

- أخرس يا سافل يا ابن ال، مريم أشرف منك ومن كل عينتك قالها أدهم
كانت مريم في تلك اللحظات تحاول التملص من يد مروان والابتعاد عنه حتى لا يلمسها لكن هيهات لهذا الجسد الضئيل أن يقاوم رجل
- قال مروان: تؤتؤ بس بقا يا حلوة حابة تعملي شريفة قدام الزبون هوه ده راجل أصلا ده، قال لفظ بذي ء
- ردت مريم بعنف: قذر وسافل وحيوان، منك لله.

- رد مروان: تؤتؤ عيب تقولي على مارو حبيبك كده أنتي كده غلطتي وعقابك وقتي ف أمسك وجهها بيده وقد ضغط على فكها بقوة وهم بأن يقبلها أمام أدهم وسيف
أغمض أدهم عينيه بشدة حتى لا يرى ما يحدث أمامه كان كالثور الهائج يحاول التنصل ممن يمسكون به يركل بقدميه يحاول بجسده كل هذا دون جدوى يصرخ في مروان وأخيرا فتح عينيه حينما سمع صوت صراخه وهو يقول:.

- أأأأأه، يا بنت العضاضة بقيتي شرسة كده من أمتا فقد عضته مريم قبل أن يلمس شفتيها
- أجابته مريم بعنف: أياك تقربلي تاني
- أما أدهم ف صرخ مجددا: وديني لأادفنك حي يا، قال لفظ بذيء
- طيب متزودهاش بقا بدل ما أخليهم يعملوا حفلة عليها بصراحة مكنش ف نيتي بس أنتا كده هتعصبني وتخليني أعمل حاجات مش ف دماغي على العموم مش هعمل كده مش عشانك بس أنا كمان مقدرش أشوفها بيتعمل فيها كده قلبي ضعيييييف هههههههه.

- والله لأندمك على كل لحظة فكرت بس تضايقها فيها أوتفكر فيها بدماغك الوسخة ديه قالها أدهم بغضب
- طيب عشان أنا تعبت من المجهود اللي بذلته مع مريومتي والهري بتاعك ده ف أنا همشي وهقفل عليكوا ومتخافش هبعتلكوا المفتاح بس قبل ما أمشي هاخد حقي بتاع المرة اللي فاتت فاكره؟ ثم لكمه مرة آخرى في أنفه حتى نزفت الدماء منها وكانت مريم تصرخ به ليتركه ف نظر لها مروان قائلا:.

- خلاص خلاص هسيبه عشان خاطرك بس الشباب كمان لازم يسيبوله تذكار بسيط
ضربه كلا منهم أحدهم في وجهه والآخر في بطنه وفي رجله لم يتركا مكانا واحدا في جسده إلا وضربوه فيه كانت مريم تصرخ بهم ليتركوه وأخيرا نظر لهم سيدهم آمرا:.

- خلاص كفاية عليه كده يلا دخلوه هو وصاحبه الأوضة اللي هناك وأقفلوا عليهم وتعالولي وقبل أن يدخلوهم الغرفة مال على أذن أدهم قائلا: على فكرة بعشق اللون الأحمر أوي في الحاجات ديه أووووف بيبقوا عليها أيييه وهم
وما أن انتهى من جملته حتى ضربه أدهم برأسه في أنفه ف نزف هو الآخر منها ثم قال له مروان:
- مش هحاسبك على ديه كفاية اللي حصلك وأخرج منديلا من جيبه ليوقف نزيف أنفه وأشار للحرس بيده قائلا:.

- يلا دخلوهم الأوضة بسرعة
وبالفعل أدخل الحرس سيف وأدهم الغرفة بعد جهد ومعافرة شديدة منهما وأغلقا عليهما الباب بالمفتاح وأعطوا ل مروان المفتاح كما أمرهم نظر إليها قبل أن يغادر قائلا بصوت هامس:
- متبقيش ساذجة كده وتصدقي أي حد يلا أنا ماشي ولما أنزل هبعتلك مفتاح الشقة والأوضه مع أي حد يفتحلكوا سلام يا مريومة يا روحي
- ردت مريم: أتفو عليك يا جبان يا حقير ف ستين داهية.

- أجابها مروان: ههههه مش من قلبك سلاموز أه صحيح موبايلك أهوه ملوش لازمة خلاص ثم تركها وأغلق الباب خلفه ف جرت هي مسرعة نحوالغرفة الموجود بها أدهم وسيف هتفت بأسمهم:
- أدهم، سيف
- أجابها أدهم بصوت أنهكه الضرب: مريم أنتي كويسه؟
- أه أنا كويسة هما مشيوا هيبعتولي المفتاح دلوقتي وهطلعكوا سيف شوف جرح أدهم
- متخافيش يا مريم بنكتم الدم اللي نازل من مناخيره أهوه.
في تلك اللحظة وجدت مريم الباب يفتح وكان من فتحه طفل في الثامنة من عمره نظر لها قائلا:
- عمو قالي أفتحلك الباب وأديكي المفتاحين دول أتفضلي
- شكرا يا حبيبي
جرت مريم مسرعة إلى الغرفة لتفتحها وتخرجهما نظرت لأدهم وحينما رأت منظره بكت كثيرا وأختبأت داخل حضنه ظل يهدهدها ويطمئنها أنه بخير كانت مريم مازلت دون حجابها وقد نسيته ف نظر أدهم ل سيف الجالس بجواره وقال له:.

- سيف لو سمحت هات حجاب مريم من بره وخليك في الصالة لحد ما تلبسه
- حاضر ثواني
خرج سيف مسرعا وأحضر لها حجابها وانتظر في الخارج، أما مريم ف ربطت شعرها مرة آخرى وارتدت الحجاب بسرعه ثم نادت سيف
- سيف تعالى بسرعة
- أجابها سيف: في أيه يا مريم؟
- يلا ساعدني خلينا نودي أدهم المستشفى
- فأجابها أدهم: لأ مش هروح مستشفى أنا هروح على البيت ساعدني يا سيف أنزل وسوق أنتا العربية.

- اعترضت مريم قائلة: بس يا أدهم أنتا لازم...
- قاطعها أدهم بحزم: أنا اللي أقول أيه اللي لازم وأيه اللي لأ وأنا قولت مش هروح مستشفى وهروح شقتي
- قال سيف محاولا أن يثني أدهم عن قراره: بس يا أدهم أنتا حالتك كده صعبة ولا...
- قاطعه أدهم مرة أخرى: كفاية رغي بقا ويلا نمشي من هنا الموضوع مش مستاهل شوية كدمات هتاخد وقتها وتروح هعمل أيه في المستشفى يلا خلينا نغور من هنا.

علما كلا من مريم وسيف أنهما لن يستطيعا تغيير رأيه ف ساعده صديقه على النهوض وترك هذا المكان وكانت هي خلفهما ركب ثلاثتهم السيارة وانطلق بهم سيف متجها إلى بيت أدهم، جلسا مريم وأدهم في الكرسي الخلفي وقد حاولت الاقتراب منه لكنه ابتعد عنها ف علمت أن الأمر لم ينتهي بعد وأنها على وشك خوض حرب آخرى حين عودتها....

أوصلهما سيف وطلب منه أدهم مساعدته في تغيير ملابسه وكان نزيف أنفه قد توقف شكره وطلب منه أن يتركه لأنه يريد أن يتحدث مع زوجته و قبل أن ينصرف سيف نظر له قائلا:
- بالراحة عليها والنبي يا أدهم كفاية اللي شافته بلاش حتى تتكلموا النهارده اتكلموا الصبح تكونوا أهدى
- ربنا يسهل يا سيف سلملي على دينا
- الله يسلمك سلام
- سلام.

وما أن انصرف سيف حتى نظر أدهم ل مريم وتلاقت أعينهما للحظات كان يود أن يتحدث إليها لكن نظرة الخوف والقلق التي في عينيها دفعته لأن يؤجل الحوار للغد فقال لها:
- أدخلي نامي أنتي تعبتي النهارده
- وأسيبك كده؟
- وأنا مالي عادي شوية كدمات بسيطة وهحطلها أي كريم وهتهدا لوحدها ياريت كانوا دول كل الحكاية كان يبقا أهون
- والكلام اللي عايز تقوله مش هتقوله
- هقوله بكره عشان لو قولته النهارده يمكن متستحمليهوش.

- أدهم أنتا بتشك فيا ولا واثق إني مخنتكش؟
هل أدهم يثق ف مريم بالفعل؟ هل على يقين أنها لم تخنه أم أن مروان قد نجح في زعزعة تلك الثقة؟ وهل أدهم سيرى مريم أمامه أم صورة الخائنة الأولى هي من تتحكم في انفعاله الآن؟ نور وخالد هل يمكن أن يربطهما علاقة آخرى غير الزمالة ترى ماذا بانتظارهما الأيام القادمة؟ وأخيرا سيف ودينا ستحدث لهما صدمة عنيفة هل سيستطيعان تجاوزها معا؟.
- أدهم أنتا بتشك فيا ولا واثق إني مخنتكش؟
- صمت أدهم للحظات وأخيرا نطق قائلا: مش بشك فيكي يا مريم وواثق أنك مخنتنيش بالمعنى الحرفي للخيانة لكن خنتيني بشكل تاني خنتيني لما كدبتي عليا خنتيني لما دخلتي معاه الشقة بصي بلاش نفتح حوارات دلوقتي أحسن
- وأنا مش هقدر أنام إلا لما أتكلم معاك وأفهمك اللي حصل
- ماشي براحتك نتكلم ها تحبي أسألك ولا تحكي أنتي؟
- لأ أسأل.

- ممكن تفهميني ليه كدبتي عليا؟وليه أصلا روحتي الشقة هناك من غير ما تقوليلي لأ وكمان دخلتيه الشقة وأنتي لوحدك
- أنا عارفة إني غلطت من أول ما صدقته ولما كدبت عليك بس صدقني ديه الغلطة اللي كرت وراها غلطات كتيرة وروحت الشقة هناك عشان حد اتصل بيا وقالي الكلام اللي قولتهولك فعلا
- تاني هتكدبي تاني يا مريم؟.

- والله أبدا مش بكدب عليك ده اللي حصل ولما روحت هناك لقيته واقفلي على الباب وطلع هو اللي خلى حد من طرفه يكلمني ويقولي كده عشان أروح ويقابلني ولما شوفته كنت ماشية لكن ضحك عليا وقالي أنه عيان وعنده سرطان وف مرحلة متأخرة وهيموت و...
- قاطعها مرة أخرى: ف صعب عليكي وحنيتي ودخلتي.

- أدهم لو سمحت متقاطعنيش هو فعلا صعب عليا بس مش عشان حنيت عشان فضل يترجاني كتير وأنا انسانة بردو ضعفت قدام سيرة الموت وأن ديه آخر حاجة هو بيتمناها قبل ما يموت متخيلتش أنه ممكن يخطط كل التخطيط ده كل اللي طلبه أنه يتكلم معايا 10 دقايق وإني عشان اطمن أسيب الباب مفتوح وبعد توسلات كتيير منه وافقت أدخل وأسمعه بس مش عشان توسلاته بس لأ دخلت لأني خفت لو رفضت يدخلني بالعافية وأنا كنت لوحدي أنتا متعرفهوش ده مجنون هو لو عايز حاجة تحصل هتحصل بمزاجي أو غصب عني وعشان كده كمان دخلت ولما أنتا اتصلت اتوترت ومعرفتش أقولك أيه أكيد مش هتفهم ف هو قالي أقولك اللي قولتهولك ده واللي فعلا حصل من غير بس الحتة بتاعت بنت الجيران اللي جت تساعدني وبعدها لقيته مش قادر يتنفس ف طلب مني أعمله تدليك ل قلبه وضهره وأنا عارفة أن مريض سرطان الغشاء البلوري بيحصله ضيق في التنفس وممكن يحصله أختناق ف اي وقت عشان كده اتصرفت ك طبيبة وعملتله تدليك وبعدين طلب أنه يرتاح ف الأوضة شوية وافقت ولما جه يدخل كان هيقع ف سندته طلب مني أعمله أي حاجة سخنه يشربها دخلت المطبخ ولما رجعت شدني وقفل باب الأوضة عليا وقالي لو مقلعتيش هدومك وأدتيهالي هدخل أنا وأعمل كده بنفسي، صمتت لحظات وبدأت دموعها تسيل على وجنتيها ثم قالت بصوت مرتعش:.

خفت خفت أوووي يا أدهم زي ما قولتلك أنتا متعرفهوش متعرفش هو كان بيعمل فيا أيه ولا ممكن يعمل أيه وقتها كنت متأكدة أنه عايز يوقع بينا لكن مش عايز يلمسني فقلعت الهدوم وحدفتها من ورا الباب وهو حدفلي قميصه اللي مطيقتش حتى ألمسه أنتا متعرفش كان ممكن يعمل فيا أيه لو دخل حتى لو قاومته كان ده هيزود رغبته فيا كل أما كنت هصرخ كان هيقرب أكتر وكانت متعته هتزيد ومكنتش هقدر أقاومه أصلا أنا مش متخيلة إني ممكن حتى أعيش اللحظات ديه تاني أنتا معشتش اللي أنا عشته معاه واللي مش هقدر أقولهولك على الأقل دلوقتي لكن والله يا أدهم مدخلش الاوضة ولا شافني ولا لمسني.
- متأكدة؟
- أدهم أنتا لسة قايل أنك مش بتشك فيا يبقا أيه؟
- مش بشك أنه عمل كده بمزاجك بس ممكن يكون عمل كده بالغصب
- أدهم أنا ممكن أموت لو البني آدم ده فكر بس يلمسني أمووت من الخوف وبعدين أنا أحافظ على شرفي بحياتي صدقني والله ما حصل حاجة غير اللي حكتهولك
- ولا شافك حتى بعد ما قلعتي هدومك
- والله أبدا
- كدب كدب أزاي؟.

- يعني أيه أزاي بقولك والله ما دخل الأوضة أصلا بعد ما قلعت هدومي ولا حتى لمحني كنت مستخبية ورا الباب
- طب هسألك سؤال
- اتفضل
- لون هدومك الداخلية اللي لابساها دلوقتي أيه؟
- نعم؟ أشمعنا؟
- جاوبي لو سمحتي
- أجابت بخجل: أحمر
- يبقا أنتي كدابة هو شافك وقالي أنك لابسة كده عرف منين لو مدخلش يبقا في حاجة أنتي مخبياها لسة.

- والله ما أعرف عرف منين بس أقسم بالله ما شافني ولا لمسني ولا حتى شاف شعري إلا قدامكوا لما شد الحجاب هو كان عايزك تقتلني أو حتى أقل حاجة تطلقني هو قالي كده
- لو مكنتيش كدبتي عليا مكنتيش أديتله الفرصة
- غلطت أنا عارفة أنه عندك حق بس والله اتصرفت بحسن نية بغباااء بخوووف كان متحكم فيا سميه زي ما تسميه معرفش أنا عملت كده أزااي أصلا.

- وأنا مش هقدر أسامحك المرادي أنتي مش متخيلة أحساسي كان أيه والقذر ده بيقلعك حجابك قدامي وقدام سيف ورجالته ولا لما حاول يبوسك نار كانت بتحرقني مش هتفهمي ولا تحسي يعني أيه راجل يشوف حد بيعمل ف مراته كده قدامه أنا حذرتك و قولتلك قبل كده كله إلا الكدب يا مريم من النهاردة مفيش بينا كلام خالص ومتحاوليش تكلميني لأني مش هرد عليكي لحد ما أجهز كل حاجة ونسافر امريكا وهناك هطلقك بس بردو هتكوني مسئولة مني وعلى فكرة أنا مش بخيرك أنا ببلغك قراري وهنروح الشغل بعربيتي مش هينفع تروحي في أي مكان لوحدك لحد أما أجيب الحيوان ده وأعلمه الأدب وديني ما هسيبه والله لأخليه يتمنى الموت من اللي هيشوفه على أيديا.

أنهى حديثه ودخل غرفته دون أن ينتظر أن ترد على كلماته تلك أما مريم ف توجهت ناحية الحمام لتأخذ حماما دافئا وتمحي أي أثر ل مروان و لعل الماء تطفيء نيران قلبها التي أشعلها أدهم هو محق فيما قاله هي المخطئة لو لم تكذب لما حدث كل هذا لوفكرت للحظة ولم تترك مشاعرها الساذجة تحركها ما كانت صيدا سهلا لهذا الحقير...
أنهت حمامها ودخلت غرفتها لتنام ومن كثرة التفكير نامت دون أن تشعر....

أما أدهم فظل يتذكر كل ما مر به اليوم كلمات ذاك الحيوان لمسته ل زوجته أصابعه وهي تعبث بشعرها شفتيه وهي تهم بأن تقبلها وصفه ل ملابسها الداخليه يعني أنه رآها وربما اغتصبها تحت التهديد ورضخت له رغما عنها وتخشى أن تخبره وما تخبأه مريم عنه؟ خوفها الذي رآه بأم عينيه اليوم ترى ماذا يكون سببه؟ ماذا كان يفعل بها ل تخاف لهذه الدرجة؟تساؤلات وأفكار كثيرة كانت تعصف برأسه، كان يشعر كأنه ينام على فراش مصنوع من الابر ك فراش الحاوي كلما تقلب رأي صورة مروان كانت النيران تتأجج في صدره والنوم قد جافى مقلتيه اليوم وبعدما حدث يستحيل أن تكن مريم زوجة له يعلم أنه قد قسى عليها لكن الموقف لم يكن هين أبدااا وأيضا وجدها فرصة ليبتعد عنها وتكن هي المخطئة ف تستسلم ل قراره بالابتعاد وبينما هو في أفكاره التي لا تنقطع سمع صوت صراخها من الغرفة الآخرى خرج مسرعا متجها نحو غرفتها وجدها تجلس على السرير باكية وتدفن وجهها بين كفيها و تصرخ بشدة وكأنها تصارع شخصا آخر ثم قالت ويبدو أنها مازلت نائمة:.

- أدهم ألحقني متسبنيش، لا لا ابعد عني يا حيوان أدهم أنتا فين أنا بكرهه ابعده عني وظلت تصرخ باسم أدهم بذعر مرير.

اقترب منها وحاول أن يوقظها لكنها كانت مازلت تحت تأثير ذاك الكابوس ضمها إليه بشدة وظل يمرر يده على شعرها ويربت على ظهرها ليهدأها، ف البدايه خافت وانزوت على نفسها لكن بعد عدة محاولات منه وبعدما ظل يردد في أذنها أنه أدهم أطمأنت واستكانت في أحضانه بينما وهو يقرأ لها القرآن ل يهدأ من روعها لم يشعر بعدها بشيء ونام هو الآخر ومازال يحتضنها وهو جالس على السرير....
استيقظت مريم ف وجدت نفسها بين أحضانه انتباتها قشعريرة في سائر جسدها تذكرت ذاك الكابوس المفزع وتذكرت صوته وهو يحاول تهدئتها وصوته وهو يقرأ لها القرآن حتى تنام وتهدأ لذا أبت أن تفارق حضنه لعلها المرة الأولى والأخيرة التي تنام فيها بين ذراعيه أغمضت عيناها مرة آخرى ونامت في هدوء.

استيقظ أدهم أخيرا بعدما مضى ليلته هو الآخر في كوابيس وهو يصارع ذاك الحقير ويقتله لينتقم منه وعندما وجد مريم بين ذراعيه شدها لحضنه أكثر وكأنه يودعها ثم وضعها عل السرير وقام متجها للحمام شعرت مريم بما فعله وابتسمت حتى عاد وأيقظها...
مر اليوم دون أن يتفوه بأي كلمة معها كانت تشتاق ل صوته ل حديثه ل نظراته لكنه كان صارما صامتا....

مرت أيام لم يعلما عددها كانت أيام صعبة للغاية كان الصمت فيها هو سيد الموقف إلا من كلمات مقتضبة سريعة الشيء الوحيد الذي كان فيه العزاء لهما هو الوقت الذي يقرأ فيه أدهم القرآن ل مريم قبل أن تنام وهو جالس على الفوتيه بجوار سريرها ولم يغير تلك العادة خاصة بعد الكوابيس التي كانت تطاردها منذ ذاك اليوم، وكان سيف ودينا يحاولان معهما حتى تعود علاقتهم أكثر ود كما كانت قبل هذا اليوم ولكن دون جدوى ف أدهم منشف دماغه على حد تعبير سيف....

أما في المستشفى كانت هناك قصة حب جديدة بدأت تنبض في تلك الليلة...
في أثناء الشيفت المسائي وبينما يستعد خالد لتسلم الشيفت من نور رأى رجلا في مكتبها يوبخها ويكلمها بصوت جهوري وكانت نور لا حول لها ولا قوة تابع خالد الموقف في صمت حتى وجد هذا الرجل يجذبها من ذراعيها بعنف وكانت هي تحاول التنصل منه وقتها دخل فورا للمكتب وخلص يدها من هذا الرجل ثم نظر إليها قائلا:
- في أيه يا نور مين ده؟.

- رد هذا الرجل بعنف قائلا: وأنتا مال أهلك
- مال أهلي!أنتا فاكر نفسك فين أنتا ف مستشفى محترمة وديه دكتورة زميلتي يعني أيه مالي أنا هطلبلك الأمن
- أنتا تطلبلي الأمن!وهتقولهم أيه واحد بيتكلم مع مراته وأنا روحت حشرت نفسي بينهم
- رد خالد متعجبا: مراته
- فأجابت نوربحدة: أسمها طليقته مش مراته أنا مش مراتك يا أستاذ محمد أنا مصدقت خلصت منك ومن قرفك.

- رفع محمد يده ليصفعها على وجهها لكنه وجد يد خالد تقف له لتمنعه قائلا: متهيألي أن الراجل اللي يمد أيده على واحدة ست خسارة يتقال عليه راجل ولا أيه؟
- طليقها بعصبية: أنتا مالك أنتا؟! طلعتلي من أنهي داهية مسائل عائلية بتدخل فيها ليه؟.

- قالت نور مدافعة: لأ مفيش مسائل عائلية بيني وبينك وأي قرار يخصني أو يخص شغلي ملكش دعوة بيه وأبني مش هيخرج من المدرسة بتاعته وأنتا ملزم تصرف عليه ولما نشوف بقا كبار عيلتك هيقولوا أيه وياريت مشوفش وشك تاني
- ماشي يا نور والله وقلبك جمد وبقيتي بتعرفي تردي وتبجحي أنا هوريكي.

قال طليقها جملته الأخيرة وخرج غاضبا من مكتبها والشرر يتطاير من عينيه أما هي ف بمجرد أن خرج من الغرفة حتى تنفست الصعداء وجلست على الكرسي تبكي بحرقة قائلة: عايز مني أيه تاني أنا اتنازلتله عن حقي عن المؤخروالعفش والشقة وكل حاجة وروحت عشت مع بابا وماما عشان مش عايزة أي حاجة تفكرني بيه لكن مقدرش أتنازل عن حق أبني أنا تعبت تعبت والله أمتا بقا هرتاح وأخلص من البني أدم ده حتى ابنه مستخسر يصرف عليه ويدفعله مصاريف المدرسة ولما رفضت أنه ينقله لمدرسة تانية أقل من اللي فيها جاي يتنطط عليا ويقولي سايبة ابنك كل ده لوحده ومعرفش أيه وسيبي شغلك عايز يحطمني طول الوقت ومش مكفيه أنا لأ كمان ابنه أنا مش عارفة لولا وجودك يا خالد كان عمل أيه شكرا بجد على وقوفك معايا.

- متقوليش كده يا نور احنا عشرة عمر بس لازم تاخدي واقفة مع طليقك ده وتكلمي الرجالة الموجودة ف عيلته عشان ميتعرضلكيش تاني، اهدي بقا خلاص كفاية عياط هروح أجبلك عصير لمون وآجي عشان تهدي.

خرج خالد من الغرفة ولا يعلم لما آلمه قلبه من بكاؤها لا يعلم سر غيظه من هذا الزوج الحقير الذي تمنى لو لكمه في وجهه شيء جديد بدأ ينبت في قلبه احساس لم يشعر به من قبل تجاه نور، احساس ولد في تلك اللحظة التي رأي فيها هذا الرجل وهو يحاول أن يصفعها شعر وقتها كأن نور تخصه ولا يمكن لأي شخص أن يتعرض لها بأذى أو يضايقها كانت علاقته بها دائما علاقة زمالة فقط قد يكن السبب أنه وقت تعرف عليها كان هو مرتبط مع زميلة له كان يظن أنه يحبها ولما تركها كانت نور قد ارتبطت بهذا الحيوان الذي رآه اليوم كان دوما القدر يجمعه بها حتى حينما عملا بتلك المستشفى معا لم يكن يعي سبب وجودها في طريقه ووجوده في طريقها إلا في تلك اللحظة والغريب أنه لم يتعجب شعوره هذا بل ابتسم له وتذكر كلمات مريم له بأن يتخلى عن المواصفات القياسية التي يضعها ل فتاة أحلامه وأن يترك ل قلبه العنان حتى يجد من يحبها وتحبه ويبدو أنه قد عثر عليها....

أما مريم وأدهم ف كما هما لا جديد في علاقتهما حتى تلك الليلة قرأ هو الورد اليومي لها كما يفعل كل ليلة ودلف إلى حجرته لينام هو الآخروما أن وضع جسده على السرير حتى سمع صوت رنين هاتفه وكان المتصل سيف نظر أدهم للساعه وجدها قد تجاوزت الواحدة صباحا ثم رد عليه قلقا:
- خير يا سيف في أيه؟
- مريم عندك يا ادهم؟
- أمال هتروح فين أكيد عندي يعني
- طب أديها التليفون خليها تكلمني بسرعة.
- أنتا اتهبلت يا سيف مريم أيه اللي تكلمك دلوقتي
- خلص يا أدهم بسرعة لو سمحت في حاجة ضرورية
- حاجة أيه دلوقتي الحاجة ديه متستناش للصبح وبعدين أصلا مريم نايمة
- لأ متنستناش للصبح من فضلك يا أدهم صحيها دينا تعبانة أووي
- تعبانة؟، تعبانة مالها؟
- صحي بس مريم وخليها تكلمني أخلص يا أدهم بقا
- طيب أستنا ثواني
ذهب أدهم لغرفة مريم ودخل بهدوووء حتى لا يفزعها وظل ينادي عليها بخفوووت حتى استيقظت قائلة:.

- أدهم؟! في أيه؟ بتصحيني ليه دلوقتي؟
- سيف عايز يكلمك دينا تعبانة
- دينا! مالها؟
- معرفش مقاليش خدي كلميه
- أخذت منه الهاتف وقد اعتدلت في جلستها: أيوه يا سيف
- معلش يا مريم آسف إني صحيتك
- آسف أيه بس يا ابني دينا مالها؟
- معرفش بقالها حوالي ساعه عندها ألم شديد ف بطنها وبعدين نزل دم
- دم! بريود يعني؟
- لأ معتقدش..
- طب الدم شكله أيه؟.

- الدم لونه فاتح ومش شكل ولا ريحة دم بريود أنا خايف عليها أوي وهي منهارة وبتتوجع جدا
خمن أدهم ما حدث من ردود مريم ف أشار لها لتعطيه الهاتف ثم حدث صديقه قائلا:
- سيف خلي دينا تنام على ضهرها ومتتحركش واحنا هنلبس ونجيلك علطول متقلقش
- ماشي مستنيكوا متتأخروش بالله عليك يا أدهم
- حاضرمسافة السكة، سلام
- سلام
بعدما أغلق أدهم الهاتف نظر ل مريم قائلا:.

- ها هتقدري تيجي معايا دلوقتي ولا تخليكي هنا وأبقى أطمنك بالتليفون
- لأ هاجي معاك طبعا أنا لا يمكن أسيب دينا إلا لما أطمن عليها
- طب البسي بسرعة عشر دقايق بالكتير ونكون نازلين
- حاضر
دخل أدهم غرفته وارتدى ملابسه سريعا وأيضا مريم وبالفعل ما هي إلا عشر دقائق وكانا الأثنان في سيارة أدهم منطلقين نحو منزل سيف وفي الطريق نظرت له تسأله:
- تفتكر كان في حمل وحصل إجهاض.

- بنسبة كبيرة أه بس بتمنى يكون لأ لأن سيف كان نفسه يحصل حمل بسرعه جدا
- ودينا كمان
- يمكن نلحقها ربنا يستر
- خير، خير إن شاء الله وظلت تلهج بالدعاء والاستغفار
وماهي إلا ربع ساعه ووصلا عند بيت سيف رن أدهم الجرس ففتح له صديقه ف لهفة قائلا:
- أدهم دينا تعبانة أوى
- متخافش أهدا يا سيف، ثم توجه ببصره تلقاء المريم الواقفة بجواره قائلا: مريم بعد أذنك أدخلي ل دينا وخليها تغير هدومها وعرفيها إني هدخل.

- حاضر
دخلت مريم ل دينا ونظر أدهم ل سيف ثم جذبه من يده بعيدا عن باب الغرفة وسأله:
- تحب نوديها المستشفى ونشوف دكتورة تكشف عليها بدالي
- نظر له سيف متفهما أياه ثم أجابه: لأ يا أدهم مش هينفع نستنى لحد ما نوديها المستشفى وبعدين أنتا أخويا ودينا مرات أخوك وأنا مش هثق ف حد غيرك أنا بس أتحرجت أقولك
- طيب أنا هدخل أكشف عليها ومعايا مريم أدخل كده شوفها مستعدة ولا لسة؟.

طرق سيف باب غرفته ودخل نظرل دينا فوجدها قد بدلت ملابسها بمساعدة مريم وقد ارتدت حجابها نظر إليها في حنو قائلا:
- دينا حبيبتي أدهم هيدخل يكشف عليكي جاهزة؟
- أه خليه يتفضل قالتها بوهن شديد
فتح سيف باب الغرفة قائلا: اتفضل يا أدهم
دخل أدهم وقال باسما:
- عاملة أيه يا دينا
- أجابته بضعف: الحمد لله بس تعبانة أوي
- طيب بعد أذنك يا سيف ممكن تطلع تستنى بره
- ليه متخليني معاكوا.

- سيف بعد أذنك استنا بره مش هينفع أكشف عليها وأنتا واقف فوق دماغي كده
- طيب، ثم وجه نظره تلقاء دينا قائلا: حبيبتي أنا واقف بره متخافيش
- أماءت دينا برأسها قائلة: ماشي
بدأ أدهم في الكشف على دينا التي كانت تشعر بالحرج منه لكنها في نفس الوقت تشعر بالتعب الشديد وأيضا بالخوف، لحظات وأنهى أدهم كشفه ثم وجه لها بعض الأسئلة ثم فتح الباب ونادي سيف ليدخل وما إن دلف للداخل حتى سأل صديقه بلهفة:.

- ها يا أدهم دينا مالها؟
- هقولك بس الأول أنتا تعرف تسحب عينه دم منها صح؟
- أه
- طيب أسحب منها عينة وشوفلنا أي معمل فاتح دلوقتي وأنا هوديهاله
- هتعمل تحليل أيه؟
- أجاب بخفوت حتى لا تسمعه دينا: تحليل حمل رقمي
- أجابه سيف في ذعر بصوت عالي: حمل؟ يعني دينا س...
- وقبل أن يتم كلمته جذبه أدهم من يده خارج الغرفة: أنتا اتجننت يا سيف هتخضها ليه يعني أنا بكلمك بصوت واطي وأنتا بتعلي صوتك.
- تجاهل سيف حديثه متسائلا: دينا كانت حامل وسقطت يا أدهم ها؟
- عبث أدهم بشعره وتنهد قائلا: مش أكيد التحليل اللي هيأكد أو ينفي أما نشوف بس نسبة هرمون الحمل ف الدم المهم دلوقتي تدخل تهديها أكيد فهمت
- فهمت، هي كانت حاسة يا أدهم وأنا كمان بس كنا بنكدب نفسنا
- مش وقته الكلام ده يا سيف يلا خلينا نعمل التحليل
- طب ليه أيه اللي خلاها يحصلها كده أنا السبب يا أدهم؟.

- لأ يا سيف أنتا ملكش دعوة هي كانت بتاخد دوا بتاع حب الشباب والحاجات ديه وطبعا مكنتش تعرف أنها حامل والأدوية ديه ممكن تأدي للأجهاض المهم أدخلها بس يا سيف وطبطب عليها وحاول تحتويها كده...
دخل سيف الغرفة مرة آخرى وجدها تبكي بحرقة حينها اقترب منها واحتضنها بشدة قالت وهي بين ذراعيه بصوت باكي متعب:
- أنا كنت حامل يا سيف وسقطت صح؟.

- أهدي بس يا حبيبتي ممكن يكون مسقطتيش ولا حاجة هنعمل بس التحليل ونشوف وحتى يا ستي لو ده حصل فيها أيه ما احنا لسه صغيرين وقدامنا العمر كله نجيب بدل العيل عشرة
- أنتا بتهديني بأي كلام ما أنا عارفة أن كان نفسك ف بيبي بسرعة زيي
- لو ربنا مش رايد دلوقتي هنعترض يعني يا حبيبتي هيبقا ملناش نصيب فيه وربنا هيعوضنا وخلينا منسبقش الأحداث.

أعطاه أدهم حقنة لسحب عينه الدم من زوجته، سحب سيف الكمية المطلوبة لعمل التحليل ووضعها في أنبوبه بها مانع التخثر والتي أعطاها أياه أدهم أيضا ثم أخذ منه العينة وذهب بها لمعمل تحاليل قريب وانتظر حتى يأتي بالنتيجة والتي كانت كما توقع وجود هرمون الحمل في الدم بنسبة ضئيلة وهذا يعني أنها تعرضت للأجهاض وعليهم الانتظار لمدة يومين لعمل التحليل مرة آخرى ومعرفة هل نسبة الهرمون ترتفع مرة آخرى أم أنها ستختفي وعاد لمنزل صديقه وأخبره بما توصل إليه.

لم يترك أدهم سيف في تلك الليلة ف بات هو ومريم معهما وأصر ألا تنام مريم بجوار دينا كما عرض عليه سيف بحجة أنه يجب ألا يترك زوجته في تلك الظروف وعليه أن يدعمها ويواسيها وكان هناك شيء آخر في نفسه لم يصرح به وهو نفس السبب السابق الذي أخبره لمريم حينما باتت تلك الليلة مع دينا فهو لا يريدها أن تنام في غرفة النوم التي ينام بها سيف الذي اصطحبهما إلى غرفة الأطفال ليناموا بها ليلتهم كانت بها سريرين صغيرين تركهما بعدما أحضر ل أدهم ملابس لينام بها ومريم قد أخذت بيجامة دينا نفسها البيجامة التايجر التي ارتدتها المرة السابقة وحينما خرج سيف من الغرفة وأغلق عليهما الباب نظر أدهم ل مريم قائلا:.

- أنا هروح أغير في الحمام وأنتي غيري براحتك
- ماشي شكرا
- العفو
بدل ملابسه سريعا وعاد إلى الغرفة كانت مريم قد بدلت ملابسها هي الآخرى طرق الباب فأذنت له بالدخول وحينما دخل رأها وهي ترتدي نفس البيجامة فقال لها بتأفف:
- تاني أم البيجامة ديه هي مفيش غيرها
- لأ في بس ديه أكتر بيجامة محترمة عند دينا.

- لا حول ولا قوة إلا بالله ديه كده أكتر بيجامة محترمة ليه هي دينا مقضياها كله عريان ولا أيه؟ يلا الله يسهلك يا عم سيف
- أتلم يا أدهم
- لمح الغيره في صوتها فقال: على فكرة ديه مرات أخويا أكيد مقصدتش حاجة وحشة
- عارفة بس بردو
- بردو أيه؟
- يعني مينفعش تتكلم كده
- ماشي قالها وهو يخلع التيشرت الذي يرتديه
- فأغمضت مريم عيناها قائلة: أنتا بتعمل أيه؟ بتقلع هدومك ليه؟.

- ضحك أدهم على رد فعلها الطفولي ثم قال: أكيد مش هغتصبك هنا يعني
- مريم بخجل: احترم نفسك
- الله أنا قلت حاجة وبعدين واحد حران قلع التيشرت عادي يعني
- هو أنتا علطول قالع كده
- الجو حر والمروحة مش بتعمل حاجة وأنا مبطقش الحر والتلزيق ده وبعدين على فكرة صعب تلاقي راجل ينام بهدومه كلها كده وبعدين أنا مقلعتش إلا التيشرت بس عشان عارف أنك بتتكسفي ف متخلنيش بقا أقلع البنطلون كمان.

- لأ لأ خلاص وبعدين سيف لو دخل يقول علينا أيه
- أدهم بحدة: سيف مين اللي يدخل وأنتي نايمة أنتي هبلة والله أرقده جمب مراته
- صحيح تفتكر في أمل يكون الحمل لسه موجود
- هو الأمل طبعا ف ربنا بس طبيا نسبته لا تتعدى ال 1%
- ربنا يصبرهم ويعدوا الموقف ده بسرعة
- إن شاء الله يلا نامي بقا عشان متتعبيش
- حاضر تصبح على خير
- هتنامي من غير ما أقرالك
- ما أنتا قريتلي في البيت أنتا نسيت
- أه صح طيب تصبحي على خير.

- وأنتا من أهله.

نامت مريم دون غطاء وأدهم رغما عنه عيناه تلاحظها ظل يتقلب كثيرا ف جسدها في تلك البيجامة رائع على الرغم أنها ترتدي ما يغطي جسدها لكنها أكثر أثارة من لو كانت ترتدي قميص نوم أو حتى عارية وكانت قد فردت شعرها ف هي لا تحب أن تنام به مربوط كان أدهم مسلوب الإرادة لا يستطيع إلا أن ينظر إليها شعر بالحرارة تسري في جسده أكثر ظل ينفخ ويتقلب يمينا ويسارا وأخيرا أعتدل في جلسته وكانت مريم لم تنم بعد فاعتدلت هي الآخرى وسألته ببراءه:.

- مالك يا أدهم مش جايلك نوم ولا أيه؟
- رد أدهم بعصبية: مالي أيه وزفت ايه هنام أنا أزاي وأنتي نايمة قدامي كده متلبسيش أم البيجامة ديه تاني فاهمة؟
لم تكن مريم تفهم ما يعنيه أدهم وما علاقة عدم نومه بالبيجامة التي ترتديها فأنطلقت تتسائل بعفوية:
- ومال البيجامة ومال نومك وبعدين أنتا بتتعصب عليا ليه؟
كانت تتحدث ببراءة أثارت جنونه ورغبته أكثر فقال بصوت أكثرحدة:.

- أووووف ممكن تسكتي بقا وتبطلي أسئلة وتنامي وملكيش دعوة بيا متهيألي أنك عارفة الاتفاق كويس ف متحاوليش تجري معايا ناعم وتتكلمي معايا لأني مش عايز أتكلم معاكي أصلا ممكن؟
لم تجيبه مريم وبدأت في البكاء في صمت زاد غضبه أكثر فقال:
- بطلي عياط وردي عليا ممكن؟
- قالت بصوت باكي كالأطفال: ممكن، تصبح على خير.

لم يجيبها كان يعلم أنها لم تتوقف عن البكاء وتحاول أن تكتم صوتها حتى لا يسمعها لكنه كان يشعر بشهقاتها التي تحاول عدم اظهارها وأيضا حركة جسدها ظلا هكذا حتى سمع صوت أذان الفجر وعلم أنها لم تنم بعد فوجد الحجة التي يحدثها من أجلها ف لابد أن يعتذر لها عن الطريقة التي تحدث بها معها ف هي حتما لم تقصد أن تثيره وحتى لم تفهم كلامه ف ذهب إليها ونادي عليها ب صوت هادىء:.
- مريم، مريم الفجر أذن يلا قومي عشان نصلي
- أجابته وهي تشهق بالبكاء: ملكش دعوة بيا مش أنتا مش بتكلمني ومخاصمني وكمان بتزعقلي وتتعصب عليا خلاص سيبني بقا
- هو أنا ماسك فيكي أيه سيبني بقا ديه وبعدين أيه مخاصمني بتتكلمي زي العيال والله مش عارف أنا دكتورة أيه متنشفي كده
- ما كفاية أنتا ناشف خليك ف حالك وسيبني بقا
- أدهم بجدية: طيب ممكن تتعدلي خلينا نتكلم
- لأ مش عايزة أتكلم معاك
- لو سمحتي يا مريم.

- اعتدلت مريم في جلستها: عايز أيه هتكمل تهزيق فيا ولا أيه؟
- أنا آسف وبعدين أنا مغلطتش فيكي ولا حاجه أنا كنت بفكرك بالاتفاق بس
- ماشي وأديني افتكرته وسكت أنتا بقا جاي تكلمني ليه؟
- عشان حسيت إني زعلتك ومتهونيش عليا تنامي معيطة كده
- ضحكت بسخريه قائلة: أصلها أول مرة يعني
- ياربي أنتي قلبك بقا أسود أوي وبعدين مش أنا السبب المرادي
- أمال مين؟هتقولي أنا هو أنا عملت أيه أصلا؟.

- مش أنتي، البيجامة الزفت ديه هي اللي عملت ونرفزتني
- مش فاهمة أيه اللي ينرفزك من البيجامة؟، أاااه قصدك يعني عشان سيف شافني بيها المرة اللي فاتت؟
- ضرب أدهم مقدمة رأسه بيده قائلا: ليه فكرتيني بس أهوه كده نرفزتيني أكتر يعني سيف شافك كده بمنظرك ده بأم البيجامة ديه هتخليني أقوم أضربه والله
- ليه بس مالها البيجامة يعني مهية بنص كم وبرمودا ومحترمة.

- نص كم ومحترمة ثم قال لفظ اعتراض؟***ده لو كنتي عريانة كان أرحم
- لأ والله؟ليه يعني؟
- أصلك مش راجل مش هتفهمي البيجامة ديه عملت فيا أيه؟
- قالت بسذاجة: ليه هو أنتا اللي لابسها
- والنبي بلاش غباوة يا مريم، ومتكشريش مهو بصراحة يا أما أنتي غبية يا أما بتستغبي وتستعبطي عليا
- أدهم، أووف.

- أنتي متخيلة راجل نايم وشايف واحده لابسة كده بيجامه مجسمة كل حتة فيها كأنها عريانة والواحدة ديه مراته اللي ملمسهاش تقدري تقوليلي بقا هيتنيل يتخمد أزاي والمنظر ده قدامه
مريم وقد أدركت أخيرا ما يقصده أدهم ف توردت وجنتيها خجلا ثم قالت:
- أنتا قليل الأدب، يعني أنا نايمة ومتطمنة أنك مش هتبص عليا وأنتا أتاريك زي كل الرجالة قاعد تبحلق فيا أنا كده هخاف منك.

ضحك أدهم ضحكته الرجولية التي تأسرها بصوت حاول ألا يكون عالي ثم قال:
- أنتي عبيطة يا مريم هو أنتي نايمة في الشارع ولا أنا شاقطك ده أنتي مراتي على فكرة
- أهوه كل أما تتزنق تقول مراتي غير كده تقول أختي
- قال أدهم بخبث: لأ أختي أيه دلوقتي بالبيجامة ديه أنا أصلا معنديش أخوات بنات بصي خليها مراتي النهارده وبكره ترجعي أختي تاني
- مريم بخجل ودهشة من حديثه: أدهم أتلم في أيه؟.

- أدهم بإبتسامة: نفسي أتلم والله بس مش عارف
قال جملته تلك وقد اقترب منها بشدة حتى لفحت أنفاسه الملتهبة وجهها فوضعت يدها على صدره لتبعده قائلة:
- أدهم، ابعد مينفعش كده حد يسمعنا
- لأ لأ متخافيش محدش هيسمعنا وبعدين احنا مش هنتكلم
- كانت مازلت تبعده بيدها قائلة: أدهم عيب وبعدين أنتا ناسي أحنا متخاصمين
- والله ما هو عيب أنا جوزك وبعدين مين قال كده أحنا متصالحين وبكره نرجع نتخاصم تاني عادي.

وهم بأن يقبلها...
وقبل أن تلمس شفاهه المتعطشة شفتيها سمع صوت طرقات سيف على الباب فابتعد عنها وتنهد بعمق قائلا بخفوت: يلعن أبو شكلك يا أخي دايما بتيجي ف أوقات زفت
كان سيف يطرق على الباب ويهتف بأسمه:
- أدهم، أدهم
- أجابه أدهم محاولا تهدئة نفسه: نعم يا سيف دينا تعبانة ولا حاجة؟
- لأ دينا نايمة بس أنا جيت أصحيك عشان صلاة الفجر أيه مش هتصلي ولا أيه؟.

- مش هصلي ليه؟ لأ هصلي بس كنت بصحي مريم عشان تصلي هي كمان ربنا يكرمك يا سيف ويجازيك خير ويردلك اللي بتعمله
- طب يلا
ضحكت مريم كثيرا، ف نظر لها أدهم قائلا:
- ششششش سيف بره يسمعك..
وقال في نفسه هامسا منك لله يا سيف حبكت يعني تيجي دلوقتي يلا الحمد لله كويس أنه جه مكنتش هقدر أمسك نفسي عنها ثم نظر لها قائلا:
- يلا يا أختي البسي الأسدال خلينا نخرج نتوضا ونصلي وننام
- قالت وهي مازلت تضحك: حاضر.

- هي جايه عليكي بالضحك يلا أدينا هنرجع تاني متخاصمين
- أحسن بردو ثم طلعت لسانها له كالأطفال:
هل ستنتهي علاقة الزواج الصورية الآن؟ أم أنه سيستطيع التمسك بزمام نفسه مرة آخرى؟
رحلة ل شرم الشيخ ستقلب الأحداث رأسا على عقب؟ هل ستكن تلك الرحلة وسيلة لتقاربهما أم انها ستبعدهما أكثر؟ أحداث ملتهبة ساخنة وغير متوقعة بتلك الرحلة وظهور أبطال جدد ب روح فكاهية وأحداث أكثر متعة....
وأخيرا ماذا ستفعل مريم حينما ترى أمرأة آخرى تحتضن وتقبل زوجها؟.
توضأ سيف وأدهم ومريم وصلى ثلاثتهم الفجر في جماعة وكان أدهم بالطبع الإمام وبعدما أنهوا صلاتهم توجه ل صديقه يطلب منه غطاء ل زوجته
- سيف معلش ممكن بس تجيب غطا ل مريم
- سيف متعجبا: غطا! هو الجو ساقعه ولا أيه؟
- لأ بس هي بتحب تتغطى
- حاضر..
دخل سيف غرفته وخرج عائدا بغطاء ثم أعطاه لأدهم وما أن دخل الغرفة حتى وجدها نائمة مولية وجهها ناحيته ففرد عليها الغطاء قائلا:.

- الغطا ده ميتشلش لحد الصبح فاهمة وإلا أنا مش مسئول عن اللي هيحصل
دثرت مريم نفسها جيدا من رأسها حتى أخمص قدميها، نظر لها أدهم ضاحكا ثم مد يده إلى الغطاء وأزاحه عن وجهها قائلا:
- ههههههه مش للدرجادي يعني مالك فجأة قلبتي سلحفاة ودخلتي بيات شتوي مفيش مشكلة أن وشك يبان
- ردت مريم بابتسامة قائلة: ماشي.

نام أدهم على سريره ثم نظر إليها باسما لكنه فجأة تذكر حديث مروان له ظل عقله منشغلا هل حقا نالها مروان في ذاك اليوم؟ هل حتى رآها بملابسها الداخلية فقط؟ شعر وكأن نيران الغيرة تتأجج في صدره ف أغمض عينيه بعد أن نظر لها نظرة أخيرة ثم أعطاها ظهره لينام على الجانب الآخر محاولا ألا يفكر فيما حدث....

وفي الصباح بينما كان الجميع مستغرق في النوم سمع أدهم صوت طرقات على باب الغرفة استيقظت مريم فزعة كعادتها إذا سمعت صوت عالي أو صوت بكاء
أجاب أدهم على سيف:
- خير يا سيف في أيه؟
- دينا تعبانه يا أدهم تعالى شوفها بسرعة
- طب ثواني وهجيلك، ثم توجه ل مريم التي كانت مازلت تجلس على طرف السرير فزعة أمسك بيديها ودلكهم بلطف قائلا:
- متخافيش يا مريم ده سيف أهدي أنا جنبك أهوه مفيش حاجة.

- بدأت مريم في الارتخاء والهدوء تستمد الطمأنينه من حبيبها الموجود بجوارها ثم نظرت له قائلة: أنا تمام، يلا عشان نشوف دينا
- ماشي البسي الأسدال بسرعة وأنا هلبس التيشيرت ونخرج
وما هي إلا لحظات وخرجا من غرفة الأطفال متوجهين إلى غرفة نوم دينا وسيف.

كشف أدهم مرة آخرى على دينا وطمأن سيف لكنه أخبره أنه مع هذا النزف مرة آخرى لا يعتقد أن الحمل مازال باقيا وعليه أن يكررالتحليل مرة آخرى وبالفعل أعاد تحليل الحمل الرقمي ووجد أن نسبه هرمون الحمل انخفضت وقاربت من النسبة الطبيعيةوهذا يعني أن الحمل لم يعد موجود عاد إلى منزل سيف وأخبره بالنتيجة وطلب منه أن يتحدث ل دينا ويكن إلى جوارها وكتب لها أدوية تساعد على تنضيف الرحم تلقائيا وأخبره أن سيقوم ب عمل سونار لها ليتأكد أنها لا تحتاج ل عملية كحت للتخلص من آثار الحمل المجهض.

كان أدهم ومريم قد عادا لبيتهما في اليوم التالي وأستأنفا عملهما مع زيارات يومية ل سيف ودينا، كان أدهم حريص أن يعود لصمته معها مرة آخرى حتى وإن أصبح هناك حديث بينهما أكثر من ذي قبل لكن علاقتهما لم تعد كما كانت قبل اليوم الذي كانا فيه مع مروان...

أما دينا ف كانت تشعر بحزن شديد من فقدها لحملها الذي خسرته حتى قبل أن تعلم به كان سيف دائما بجوارها يحاول مساعدتها للخروج من تلك الحالة النفسية السيئة وهذا بالطبع بمساعدة أدهم ومريم وبالفعل بعد حوالي شهر عادت دينا لطبيعتها مرحة متفائلة....

أما خالد ونور ف منذ تلك الليلة التي تشاجر فيها مع طليقها ومشاعره تجاهها تزداد كل يوم أكثر بدأ يرى فيها أشياءا كان لا يراها من قبل وبدأت هي تشعر بتغير مشاعره تجاهها وبدأت تحس بأن هناك شيئا جديدا ولد بداخلها من ناحيته حتى جاء هذا اليوم التي كانت فيه مسئولة عن حالة مريض تتابعها وكان أحد أقارب هذا المريض يتشاجر معها بشأنه كان خالد يقف على مسافة منهما لكن ما إن سمع صوت الرجل يعلونظر إلى نور وجدها خائفة منه توجه نحوها على الفور ثم ناداها قائلا:.

- نور، في أيه؟ثم نظر للرجل قائلا: حضرتك بتزعقلها ليه أحنا في مستشفى وكده مينفعش؟
- أجابه الرجل: وأنتا مالك
- أيه اللي وأنا مالي ديه دكتورة زميلتي وحضرتك بتتخانق معاها لو عندك مشكلة قولي وأنا هتصرف لكن مش من حقك تتكلم معاها كده
- أيوه عندي مشكلة الدكتورة ديه مش شايفة شغلها صح والعملية اللي عملتها لأخويا غلط والعلاج كمان غلط
- خالد متسائلا: غلط؟ أزاي يعني؟! هو حضرتك دكتور؟.

- لأ بس أخويا تعبان والعلاج ده بيتعبه أكتر ده كان أحسن من كده قبل ما يدخل العمليات
- قالت نور: غلط أيه أنا عارفة أنا بعمل أيه كويس ثم...
- قاطعها خالد قائلا: بعد أذنك يا دكتورة نور سيبيني أنا اتكلم مع الأستاذ
- وحضرتك تتكلم معايا بتاع أيه هي الدكتورة المسئولة.

- نظر خالد ل نور ثم جذبها من يدها بعيدا عن مرمي الرجل وقال: لأ هي مش المسئولة عن الحالة أنا المسئول وأنا كنت معاها في العمليات تمام كده ممكن تخلي كلامك معايا بقا
نظرت نور ل خالد وكانت على وشك الحديث لكنه أوقفها بأشارة من يده ثم قال:
- بعد أذنك يا دكتورة أتفضلي حضرتك كملي مرور على باقي الحالات وأنا هحل الموضوع مع الأستاذ وهفهمه.

انصرفت نور وتركت خالد واقفا مع الرجل وبعد حوالي نصف ساعة بينما كانت تجلس في مكتبها وجدته قادما إليها ف نظرت إليه قائلة:
- ممكن أفهم بقا يا دكتور ليه قولتله أنك المسئول عن الحالة وده محصلش؟
- عشان مش هينفع تقفي تتكلمي مع راجل بالشكل ده وهو يقعد يتخانق معاكي وأنا واقف أتفرج
- بس أنا مغلطتش ف علاجي وعارفة كويس أنا بعمل أيه.
- عارف، بس هو ميعرفش أن ده من الآثار الجانبية للعملية وممكن تهدي شوية أنا، ثم قالها بتردد: أنا كنت خايف عليكي
- ارتبكت نور من أثر جملته الأخيرة تلك ثم قالت بعصبية: يعني أيه كنت خايف عليا وخايف عليا ليه وبتاع ايه؟
كان خالد يعلم جيدا أن نور حينما ترتبك تحدف دبش على حد قولها هي كانت دوما تقول ذلك فأراد أن يكمل ما قاله:.

- نور أن عارف أن بتقوليلي كلام رخم عشان أنتي اتوترتي من كلامي بس صدقيني أنا مش قاصد ده بس اللي عايزك تعرفيه إني مش عارف ده حصل أمتا وأزاي بس حصل
- هو أيه ده اللي حصل ومين قالك إني مرتبكة وبعدين أيه يا خالد مالك في أيه؟
- خالد بتلعثم: نور أنا، أناا، ثم تنهد تنهيدة طويلة وقالها: أنا بحبك وعايز أتجوز....

لم يكمل خالد كلمته لأنه وجد نور قد سقطت مغشيا عليها فما إن قال لها بحبك حتى شعرت وكأن الأرض تميد بها ولم تتذكر شيء بعدها، فزع خالد مما حدث حملها مسرعا للخارج ووضعها على أحد أسرة الكشف وحاول إفاقتها بعد لحظات فتحت عيناها وكان أول ما رأته هو وجه خالد القلق فسألته:
- هو، هو أنا أيه اللي حصلي؟.

- مفيش أنتي بس دوختي ووقعتي أنا آسف يا نور مكنتش أقصد أوترك بالشكل ده بس كان لازم تعرفي حقيقة مشاعري تجاهك أنا من يوم ما شفت الزفت طليقك ده وهو بيتخانق معاكي وأنا حسيت بمشاعرمختلفة ناحيتك على العموم أنا مش هضغط عليكي أكتر من كده بس أكيد هنتكلم تاني....

كان الصمت هو سيد الموقف ف حينما لم تجد نور كلمات ترد بها على خالد لاذت بالصمت وانصرف هو وتركها في حيرتها بشأن هذا الوافد الجديد القديم على قلبها...
أما مريم وأدهم فقد أخبرتهم إدارة المستشفى أنهما سيكونا ضمن فريق الأطباء الذين سيذهبون لحضور إحدى المؤتمرات الطبية في شرم الشيخ الأسبوع القادم والذي سيكن به طبيب من كل تخصص في المستشفى...
في بيت أدهم..
- مريم عرفتي موضوع السفر ل شرم عشان المؤتمر.

- أه الإدارة بلغتني، هو أنتا كمان هتسافر معايا؟
- أكيد ولو أنا مكنتش هسافر معاكي مكنتيش هتسافري أصلا
- ليه هو أنا نونة صغيرة مش هعرف أخد بالي من نفسي، ولا هتشك فيا؟
- مريم قولتلك قبل كده إن عمري ما شكيت فيكي مش بنت عمي اللي تغلط أنا واثق إنك لو سط مليون راجل هتقدري تحافظي على نفسك
- أمال ليه مش بتكلمني لحد دلوقتي هتفضل مخاصمني لحد أمتا يا أدهم أنا تعبت بجد.

- أنتي عارفة كويس إني مبكلمكيش عشان كدبتي عليا مش علشان بشك فيكي ومتهيألي إني قولت كده
- ايوه بس هتفضل تعاقبني كده لحد أمتا أنا قولتلك إني غلطت واعتذرتلك واعترفت بغلطتي ديه.

- أنا مش بعاقبك يا مريم بس أنتي مش متخيلة أنا عشت أيه اليوم ده مش متخيلة أحساسي وأنا واقف وشايف الحيوان ده وهو بيحط أيده عليكي هو كان قاصد يحسسني بالعجز وإني مش قادر احميكي أنتي مش هتفهمي ولا هتقدري تتخيلي أحساسي وهو بيتكلم عنك قدام سيف والحرس اللي كانوا معاه مريم أنا كنت بموووت من جوايا كان أهون عندي أنه يقتلني أوعي تكوني فاكرة إني هسيبه والله ما هيحصل أنا بس بشوف طريقة أعرف أجيبه بيها وهعرفه أزاي يفكر يلمسك.

- ملكش دعوة بيه خلينا ننساه وكأنه مكنش ف حياتنا أصلا أنتا متعرفش هو بقا مؤذي أزاي ده بقا مجنون ممكن يأذيك أرجوك أرجوك يا أدهم ابعد عنه ثم لان صوتها واختلطت الحروف بالبكاء وأكملت قائلة: أنا، انا مقدرش اتخيل أنك ممكن تتأذي بسببي أنا أصلا مقدرش أعيش من غيرك، مش متخيلة حياتي لو أنتا مش فيها أرجوك يا أدهم سيبه ل ربنا وأوعى تتخلى عني أنا مليش غيرك...

رق قلبه لحديثها لم يشعر بنفسه إلا وقد احتضنها بكلتا يديه وضمها إليه بشدة حتى يطمئنها وما إن سكنت بين أحضانه حتى بدأت في البكاء أكثر كأنها كانت تحتاج فقط لهذا المكان حتى تشعر بالأمان ظل يربت على ظهرها ويمسح بيده الآخرى على شعرها حتى تهدأ وأخيرا قال:
- أنا عمري ما هسيبك أبدا سواء كنتي لسه على ذمتي أو حتى بعد ما نتطلق بردو هتفضلي مسئولة مني وهفضل جنبك أمانك وحمايتك وسندك.

لم ترغب في التعليق على أنه سيطلقها يكفي أنه وعدها أنه لن يتخلى عنها وسيظل بجوارها هذا يكفيها الآن أما هو ف أصر أن يخبرها بأنه سيطلقها حتى لا تتعلق به أكثر ولكن الحقيقة المؤكدة أنه كان يخبر نفسه بأنها ليست له، بأنها تستحق رجلا آخر سواه، ليت الأمر كان بيده ما تركها ألبته تنهد تنهيدة طويلة ثم نظر لها وهي مازالت بين أحضانه قائلا:
- تعالي يلا أدخلي أوضتك عشان تنامي
- هتقرألي
- أكيد طبعا، زي كل يوم.

أدخلها إلى غرفتها وشرع في قراءة الورد اليومي لها ولم يتركها حتى غفت على صوته الذي باتت تعشقه خاصة وهو يقرأ القرآن بصوته الرخيم الخاشع...
أغلق باب غرفتها وتوجه إلى غرفته لينام كان هناك سؤالا واحد يدور بذهنه هل سيطلقها ويتركها ل رجل آخر تكن ملكه ينعم بدفء أحضانها، هل يحتمل هو ذلك؟ ظل يفكر في إجابة سؤاله حتى نام لكنه يعلم جيدا أن الأجابة حتما لا.

استيقظ أدهم قبل موعد صلاة الفجر قام وتوضأ وصلى قيام الليل وظل يستغفر حتى سمع الآذان ثم نزل إلى المسجد في هدوء حتى لا يوقظ مريم هو يعلم أنها في وقت عادتها الشهرية ولن تصلي.
ظل يدعو الله كثيرا ويتضرع إليه لأن يجد له مخرج حتى لا يبعد عنها ظل يدعوه إن كان أمره بالفراق أن يعينه على ذلك أنهى صلاته وعاد ل بيته أراد أن ينظر إليها ل يطمئن عليها أو ليـتأكد أنها مازلت في بيته في حياته كما هي في قلبه نظر لها ثم اقترب من سريرها مرر يده على شعرها قائلا بهمس:.

- أنا بحبك أوووي مقدرش استغني عنك والله يمكن أكتر منك، مقدرش أشوفك مع راجل تاني غيري بس مش عارف أعمل أيه مش قادر غصب عني ياريت كان بإيدي مكنتيش فارقتي حضني لحظة واحدة ثم طبع على جبينها قبلة وخرج بعدما أغلق باب الغرفة خلفه، لم يكن يعلم أنها سمعت كل كلمة قالها لها لكن كلماته لم تريحها بل زادت حيرتها أكتر هي أطمأنت وتاكدت من حبه لها لكن مازال سبب بعده عنها خفي ترى ما هو الشيء الذي يبعده عنها ويضطره أن يطلقها بالرغم من هذا الحب الذي يسكن قلبه!.

في الصباح ذهبا معا لعملهما ثم ذهبا معا ل شراء بعض الأشياء التي تلزمهم في سفرهم ثم عادا لبيتهما كانت مريم هي الآخرى قد فضلت الابتعاد لأنها علمت أن قربها منه يؤذيه هو الآخر حتى يأتي الوقت الذي تطلع فيه على السر الذي يخفيه عنها....

مر الأسبوع وجاء يوم السفر وكان الجو بدأ يصير خريفي أكثر وحرارة الشمس بدأت في الانكسار ذهب كل الأطباء حيث مدينه السحر والجمال والطبيعة الرائعة مدينه شرم الشيخ وحينما وصل الجميع للفندق أخبروهم أن لكل اثنين من الأطباء غرفة مزدوجة ولم يريد أدهم أن يجلس هو مريم في غرفة واحدة ف هو لم يعد يقوى على تلك الخلوة لذا لم يعترض حينما أخبروه أنه سيجلس ف غرفة مع طبيب زميلة وأن مريم ستذهب مع طبيبة زميلة في غرفة آخرى مع اعتذار له على عدم توفير غرفه له هو وزوجته معا لأن طبيبة الأسنان هي المرأة الوحيدة غير مريم وباقي الاطباء رجال لذا فلا يمكن إلا أن يبقيا هي ومريم في غرفة واحدة كان بإمكان أدهم أن يحجز غرفة آخرى على حسابه الشخصي إن أراد أن يبقى هو ومريم معا لكن لم يطرح هذا الحل ووافق على أن ينفصلا في الغرف وتفهمت زوجته موقفه ولم تعترض هي الآخرى....

تعرفت مريم على ليلة طبيبة الأسنان وكانت من النساء اللاتي تهتم لمظهرها بشدة إمرأة جذابة شديدة الأنوثة متحررة في لبسها إلى حد كبير جريئة في زينتها طويلة إلى حد ما ذات خصر ممشوق بشرتها خمرية تميل إلى السمرة ذات عينان عسلية رائعة وشعرقصيرلونه بني لون الشوكولا كانت بالرغم من جرأتها تلك والتي تسببت فيها اقامتها منذ ولادتها في إيطاليا وعاشت فيها أكثر من خمس عشر عاما ثم عادت مع والديها إلى مصر إلا انها طيبة مرحة وأحيانا كثيرة عصبية، عنيدة، تعرفا كلا من مريم وليلة على بعضهما وقد كانت الأخيرة اجتماعية إلى حد كبير واستطاعت كسب ود مريم، نظرت ليلة ل مريم قائلة:.

- بس أنا مقابلتكيش قبل كده أنتي بتشتغلي ف المستشفى بقالك كتير؟
- لأ لسه شغاله من وقت قريب
- عشان كده
- هو أنتي صحيح مرات دكتور أدهم؟
- أه
- أتاريه اتغير
- مش فاهمة؟
- يعني أول ما اشتغلت في المستشفى أتخانقنا مع بعض لأنه كان بيتعامل بطريقةtough شوية وأنا وقتها انفعلت عليه بس المرادي شكله أهدى كتير أكيد أنتي السبب مهو اللي يتجوز واحدة رقيقة وكيوت كده زيك لازم يبقا أحسن
- ميرسي أوي يا دكتورة ليلة.

- لأ دكتورة أيه بقا قولي لي لي مش أحنا بقينا أصحاب ولا أيه؟
- أكيد طبعا يا لي لي
- أشطة يا مريومة
- طب هسيبك ترتاحي بقا شوية وهنزل أتمشى على البحر لو حبيتي تيجي معايا هستناكي
- لأ محتاجة أرتاح شوية وأنام
- أوك أشوفك كمان شوية
خرجت وتركت مريم بمفردها لترتاح قليلا وما إن وضعت جسدها على السرير لتنام وجدت من يطرق الباب فقامت وتسائلت:
- ايوه مين؟
- أنا أدهم يا مريم افتحي
- فتحت الباب: أدهم.

- أيه كنتي نمتي ولا أيه؟
- لأ كنت لسه هنام أصل لي لي قعدت ترغي شوية ويدوب لسه خارجة تتمشى وأنا قولت ألحق أنام
- لي لي! أنتي لحقتي تتصاحبي عليها وبعدين لو كنت أعرف أصلا أنها هي الدكتورة اللي هتقعد معاكي في الأوضة كنت حجزتلك أوضة لوحدك
- أشمعنا يعني؟
- كده مش بطيقها
- ليه يا أدهم ديه حتى عسل أوى ودمها خفيف جدا و...
- قاطعها أدهم قائلا: وجريئة جداااا.

- أشمعنا؟ أيه اللي خلاك تقول كده؟ هو أنتا تعرفها؟
- لأ بس أتخانقنا مرة من فترة كده وبعدين أنتي مش شايفة لبسها عامل أزاي
- وأحنا مالنا يا أدهم تلبس اللي تلبسه وبعدين مش هتبطل تحكم على الناس بمظهرهم يمكن تكون أحسن من ناس كتير بس محتاجة حد يوجهها
- أمممم طيب، سيبك منها بقا المهم ألبسي يلا عشان ننزل نتمشى على البحر
- بس أنا عايزة أناااام
- من أمتا يعني مش أنتي بتحبي البحر؟!
- أه بس بحب السرير أكتر.

- خلاص نامي أنا هروح أتمشى لوحدى
- أممم لوحدك بردو؟
- قصدك أيه؟
- يعني مش ممكن تكون هتتمشى مع ليلة مثلا؟
- ليلة؟ هو أنا بطيقها عشان أتمشى معاها
- ومش بتطيقها ليه؟
- مقولتلك خناقة قديمة
- مش عايز تحكيلي يعني؟
- طب عشان أخلص من فضولك ده قدامك عشر دقايق لو لبستي وجيتي معايا نتمشى هحكيلك لكن لو هتنامي أنسي مش هقولك حاجة
- طب ثواني وهكون جاهزة استناني
- ههههههه الفضول قاتلك للدرجادي.
- قالت وهي تضحك: مش أوي
- طب يلا خلصي وأنا هستناكي
- حاضر
دخلت مريم وبدلت ملابسها وخرجت ل أدهم قائلة:
- شوفت بقا أديني متأخرتش أهوه
- نظر أدهم في ساعته قائلا: لأ أتاخرتي بقالك 13 دقيقة بتغيري وأنا قولت 10 بس يبقا هنتمشى بس مش هحكي حاجة
- متهزرش بقا يا أدهم والله ما أتأخرت على العموم براحتك متحكيش أنا أصلا مش عايزة أعرف
- رفع أدهم حاجبيه متسائلا: متأكده؟ أمممم طيب.

- مريم وهي تلكزه في كتفه: أه متأكدة، رخم أووي
قالت كلمتها الأخيرة بهمس
- أدهم بمكر: سمعتك على فكرة
- مريم بضيق: وماله، أتمشى أتمشى وأنتا ساكت
نزلا كلاهما متجهين للشاطيء الذي يبعد مسافة ليست بالكبيرة عن الفندق، كانا يسيران جنبا إلى جنب في صمت حتى نظرت مريم لأدهم قائلة:
- ممكن نقعد هناك المكان ده شكله حلو أوى
- أكييد تعالي.

- بعدما توجها للمكان التي أشارت نحوه وجلسا هناك كان الفضول قد وصل ب مريم لمنتهاه خاصة بعدما قابلا ليلة أثناء تمشيتهما وقد حدث مايلي:
- ليلة: مريومة! مش قولتي هتنامي؟
- مريم بحرج: أه ما أنا كنت هنام بس أدهم جه وقالي أتمشى معاه عشان زهقان شوية
- نظرت ليلة لأدهم قائلة: هاي دكتور أدهم مكنتش متخيلة أبدا إني ممكن أصاحب مراتك بس أنتا شكلك اتغيرت كتيير عن زمان.

- رد أدهم بقرف: أهلا يا دكتورة، وبعدين هو أنتي لحقتي تعرفي مريم عشان تقولي عليها صاحبتك وبعدين أنا زي ما أنا متغيرتش بس الفرق إني بقيت بعرف أفرق بين الكويس والوحش وفي تلك اللحظة نظر لها شذرا
- الواضح فعلا إني غلطت أنتاا زي ما أنتا متغيرتش بس معرفش أزاي واحدة كيوت ورقيقة زي مريم تتجوز واحد زيك
- رد أدهم: من حظي الحلو.

- ردت ليلة: لأ من حظها هي الوحش يلا ciao أشوفك بقا في الأوضة يا مريومة ربنا يعينك على ما ابتلاكي
قالت كلمتها الأخيرة وانصرفت دون أن تنتظر رد من مريم أو أدهم الذي بدوره قد رد بعدما تحركت من أمامه وكأنه يحدث نفسه قائلا: والله ما حد بلوة إلا أنتي، مستفزة
وبعدما جلسا في المكان الذي أختارته مريم نظرت له نظره قد فهم معناها ثم بادلها النظرة ضاحكا:
- مش هريحك
- نعم؟.

- مش أنتي هتموتي وتعرفي اللي حصل بيني وبين الزفته ليلة ديه
- متهيألي إني مراتك وحقي أعرف.

- ماشي عشان بس دماغك متروحش ل بعيد وخصوصا ف واحدة زي ديه هحكيلك وأمري لله بصي يا ستي أول ما الدكتورة ديه اشتغلت كانت رايحة الشغل بعربيتها ف واحد كسر عليها نزلت من العربية وقعدت تزعق وحظها بقا أن اللي راكبين كلهم شباب حوالي أربعه نزلوا من العربية ولما شافوها وشافوا لبسها والميكب الجريء بتاعها فضلوا يعاكسوها ويرزلوا عليها وهي كانت عاملة فيها الواد الجن بقا أنا كنت شايف الحوار من بدايته وكنت مستني أشوف هيحصل أيه لكن فجأة لقيت واحد منهم بيضربها والتاني بيحاول يزقها جوه العربية بتاعتهم وهنا بقا اضطريت أتدخل واتخانقت معاهم وللأسف ركبتها معايا العربية لما عرفت انها شغالة معايا في المستشفى بس.

- لأ والله بس يعني اللي أنتا حكيته ده موقف جدعنه والمفروض أنها تبقى ممتنة ليك مش تتخانق معاك وتبقا مش طايقاك
- مهو أنا وهي راكبة معايا مسكتلهاش
- أها أوعى تقولي بقا قولتلها الكلام بتاع الستات زبالة وخاينين وأدتلها درس ف أنها أزاي تلبس كده وانها قاصدة توقع الرجالة في حبها والكلام ده
- حصل وأكتر حبتين تلاته
- يالهوووي وبعدين هي سكتت؟.

- سكتت! ديه عاملة زي البلاعة لقيتها طفحت ف وشي قالتلي أنتا مجنون ده لو كنت سبتني ليهم كان أرحم وبعدين أنتا مالك ومالي و البس اللي يريحني وملكش فيه وبتتكلم معايا كده ليه وبتاع أيه؟ أنتا فاكر نفسك مين عشان تقولي كده هو أنتا ربنا عشان تحاسبني ووقفتني ف نص الطريق ونزلت ورجعت ل عربيتها مشي عشان متركبش معايا.

- ههههه الصراحة عندها حق والله جدعة يعني أنتا مالك بيها بتحكم عليها لمجرد انها بتلبس حاجة مش شبه شخصيتك وبعدين لو حتى حابب تنصحها ما في طريقة كويسة تقولها بيها مش تجرحها وتضايقها بكلام بايخ وربنا سبحانه وتعالى قال بسم الله الرحمن الرحيم
لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وأنتا طريقتك في النصح صعبة ولو حتى كنت بتقول الصح طريقتك هتخليها تعاند معاك
- هي اصلا مستفزة جدا.

- بصراحة يا أدهم أنتا اللي مستفز
- طيب بما أني مستفز ف أنا هقولك بقا على السبب اللي خلاني أقطع خصامي ليكي دلوقتي يعني وأقولك تعالي ننزل نتمشى
- سبب!، سبب أيه بقا اللي خلى جنابك تتنازل وتقطع خصامك ليا عشانه؟
- بصي أنا هحجزلك أوضة تقعدي فيها لوحدك عشان متبقيش مع الزفتة ديه ف أوضة واحدة أنا مش حابب أصلا أنك تتعاملي مع واحدة زي ديه
- والله! وحضرتك بقا بتبلغني ولا بتاخد رأيي ولا أيه؟.
- لأ بقولك إني هعمل كده يعني أنا كنت هعمل كده من نفسي بس كان لازم افهمك الأول عشان متفهميش غلط
- ماشي وأديك فهمتني وأنا مش هسيب أوضتي وأروح أقعد ف أوضة لوحدي أنتا اللي متخانق معاها مش أنا وكمان معنديش أي تعليق عليها بالعكس هي ظريفة ولطيفة ودمها خفيف يبقا أسيب الأوضة ليه؟
- عشان أنا مش هبقا مرتاح كده وأنتي معاها.

- بس أنا مرتاحة وبعدين أنتا فاهم زمايلنا هيفكروا أزاي لما يلاقوك حجزتلي أوضة لوحدي وأنتا مع زميلك هيقولوا اللي خلاه يحجز أوضة طب ما يروح يبات مع مراته
- بس أنا مش عايز أننا نبقى ف أوضة واحدة ولا عايز يدور بينا كلام كتير
- تمام براحتك وأنا مقولتلكش تعالى أقعد معايا أنتا مش زعلان ومقموص ومبتكلمنيش إلا بالقطارة تمام عادي خليك بقا ف قمصتك وسيبني بقا أسلي نفسي بطريقتي.

- حتى لو قولتلك إني كده مش هبقا مبسوط
- المهم أنا اللي أبقى مبسوطة مش لازم تكون محور الكون يا أدهم ومش هفضل أعمل اللي يريحك وبس وأفضل آجي على نفسي عشانك وفي الآخر بردو مبعجبش أنا قولتلك قراري أنا هفضل مع ليلة في أوضتنا ومش هروح أوضة لوحدي، سلام
همت مريم بالانصراف من أمام أدهم الذي نظر لها بغضب قائلا:
- أستني هنا، رايحة فين؟
- راجعة أوضتي عشان أنام.

- والله هتمشي وتسيبيني وكمان هترجعي لوحدك وده من أمتا ده؟
- أوووف مش عايز أتكلم ولا أمشي معاك أنا كمان يا أدهم أنا حرة و مش صغيرة هعرف أرجع لوحدي بعد أذنك
بينما همت مريم بالانصراف هتف أدهم بعصبية والشرر يتطاير من عينيه بعدما جذبها من معصمها بعنف:
- مريم، لو سمحتي متعصبنيش أكتر من كده أنا هاجي معاكي أوصلك لأوضتك ومش عايز كلام ولا نقاش
- أوووف طيب بس سيب ايدي وجعتني.

- تركها أدهم وشدد قبضته على يديه حتى لا يؤذيها بغضبه: أهوه أتفضلي أمشي جنبي.

رضخت مريم ل رغبته لأنها وجدته قد أنفعل وهو وقت غضبه غير متوقع لذا لاذت بالصمت حتى وصلا الفندق وحينما دخلت غرفتها ظلت تبكي كثيرا هي لا تعلم لما تصرفت بمثل هذه الطريقة معه ولا تعلم سبب حديثها السخيف له لكن الشيء الوحيد المؤكد أنه السبب في ذلك ف هو دوما يتحكم فيها ويقرر نيابة عنها وليس هذا فقط بل وأنه منذ اليوم الذي كانت فيه مع مروان وهو يذكرها بأنهم متخاصمين على حد قوله إلى متى سيظلا هكذا؟ منذ سمعت اعترافه بحبها وهو يغيظها بشدة وقررت أن تغير الخطة ف لتجرب إذا أن تهمله ألا تهتم به ألا تسمع كلامه وتعارضه يكفي وجه الملاك البريء والشخصية المسالمة فل يرى إذا الجانب الآخر ل شخصيتها، وقد يكن لا هذا ولا ذاك قد يكن انفعالها أساسا بسبب غيرتها من كلامه على ليلة ربما ظنت أنه أحبها ف يوم من الأيام خاصة حينما وقفت أمامه وتحدته وهذا أكثر ما يثير غضب أدهم ولكن أيضا ف كل الرجال يحبون المشاكسات حتى وإن كانوا لا يرغبون بالزواج بهن ألهبتها نيران الغيرة وأرادت أن تتأكد أنه لا يحمل ل ليلة أية مشاعر حب أو حتى أعجاب أو انجذاب لذا آثرت أن تبقى معها بغرفة واحدة بعد حوالي ساعة وجدت ليلة تفتح باب الغرفة فاستيقظت وظلا يتحدثان طويلا بشأن أدهم والغريب موقف ليلة الحقيقي منه حينما قالت لها ضاحكة:.

- على فكرة دكتور أدهم فاكر إني بكرهه بس بصراحة أنا مش بكرهه أنا أصلا مش بعرف أكره حد وهو جدع جدااا بس أنا قصدت سوري يعني أعلمه الأدب أنا كنت سامعة عنه أنه بيكره الستات وكده وكنت قاصدة أتكلم معاه بشكل رخم لما اتعامل معايا وحش بس عشان حسيت أن ممكن يكون السبب أنه ارتبط أو حب واحدة ومكنتش تمام وانه اتعقد من الصنف كله ف قصدت أتحداه يمكن يراجع نفسه لما اقوله الكلمتين أو حتى أمشي وأسيبه لكن الواضح أن الموضوع جواه أكبر من كده أنا مش متضايقة أنه حكم عليا بمظهري إني بنت مش كويسة لأنه مش أول حد يبصلي البصة ديه أنا عشت بره سنين كتير من عمري خلتني ألبس وأحط ميكب بشكل معين واتصرف بشكل مختلف عن الناس هنا وبصراحة مش حابة أغير ده لمجرد إني أرضيهم ويمكن كل أما بيعلقوا أكتر بينرفزوني ويخلوني أرفض التغيير بس صدقيني يا مريم انا مش وحشة كده أنا مش بنت شمال زي ما أي راجل أو حتى ست بيحكموا عليا من غير حتى ما يعرفوني أنا بصلي وبحافظ على صلاتي وبصوم وبعمل حاجات كويسة وعمر ما أي راجل لمسني ولا حتى أتعاملت مع أي راجل بجرأة والله مش معنى ده إني بقولك أنا صح أناعارفة أن لبسي والميكب بتاعي دول غلط وأن حالي ده ربنا أكيد مش راضي عنه بس صدقيني أنا مش عارفة أغير ده ومش قادرة حاسه بيا وباللي عايزة أوصلهولك أنا يمكن معرفكيش إلا النهارده بس بجد أرتحتلك جدا وحسيت إني عايز أفضفض معاكي بس لو سمحتى متتكلميش مع دكتور أدهم ف حاجة من اللي حكيتهالك.
- ضمتها مريم لحضنها بإبتسامة قائلة: متخافيش يا لي لي الكلام ده هيفضل بينا وصدقيني أنا كمان ارتحتلك جدا وحاسة بيكي وباللي جواكي وفاهمة اللغبطة اللي أنتي بتمري بيها
- طيب سيبك مني بقا أنتي أحكيلي أزاي وقعتي المز؟
- المز؟ قصدك مين؟
- أدهم طبعا هو أنتي متجوزة غيره
- أهاااا بتقولي على جوزي مز قدامي كمان يا شيخه أتقي الله
- مهو بصراحة مز هو أينعم قفيل بس مز المهم أحكيلي.

- غارت مريم على أدهم لكنها تعلم أن ليله تمزح معها فقالت: مفيش عادي يعني أدهم ابن عمي وأتجوزنا عشان ظروف معينة مكنش واقع فيا يعني ولا أنا وقعته
- بس أزاي باين عليكي بتحبيه أوي وهو كمان باين عليه بيموت فيكي
- بجد! أيه اللي خلاكي تقولي كده؟
- وليه أستغربتي كده؟
- يعني ساعات بحس أنه مبيحبنيش.

- لأ بيحبك وأووي كمان كفاية نظرته ليكي من شوية لما قابلتكوا وقالي أنه من حظه الحلو أنك اتجوزتيه نظرة واحد متيم ماشاء الله يعني أنا مبحسدش والله
- هههههه أنتي عسل أوي يا لي لي
- أنتي أعسل والله يا مريومة
- بقولك أيه بقا خلينا ننام شوية عشان نصحى فايقين
- أه وماله يلا تصبحي على خير
- وأنتي من أهله.

نامت الفتاتان واستيقظا بعد ثلاث ساعات ثم شرعا في تبديل ملابسهما للنزول لتناول الغداء ثم حضور المؤتمر الذي ستبدأ فعاليته بعد الغداء..
ارتدت مريم فستان كلاسيكي باللون الأزرق وفوقه حجاب أنيق يتماشى معه ولم تضع أيا من مساحيق التجميل على وجهها البريء.

أما ليلة فقد ارتدت جوب أسود قصير يصل إلى بعد الركبة بقليل وفوقه شيميز أبيض مفتوح قليلا من عند منطقة الصدر وحذاء ذو كعب رفيع عالي وعقصت شعرها للخلف لتبدو مظهرها أكثر رسمية حتى وإن كان فاتن وجريء بعض الشيء ثم وضعت بعض من مساحيق التجميل التي تبرز جمالها أكثر ثم أنهتها ب طلاء شفاه مناسب للون بشرتها وحينما أنهت كل شيء نظرت لها مريم ضاحكة.

- أنا كده اطمنت أن أدهم هيطلقني النهارده وأنا نازلة معاكي باللي أنتي عاملاه ف نفسك ده
- ههههههه خلاص متنزليش معايا
- لأ هنزل هو أنا بخاف بس مش أوفر شوية يا لي لي ده أحنا حتى رايحين مؤتمر
- لأ خالص وبعدين مهو لبس كلاسيك أهوه
- كلاسيك أوي طب يلا يا أختي عشان منتأخرش
هبطت الفتاتان معا وأصرت مريم على تجاهل أدهم الذي ما إن رآها معها حتى شعر وأنها تتعمد مضايقته كانت العيون جميعها تنظر ل.

ليلة وكان هذا يشعر مريم بالتوتر الشديد لأن من ينظر ل ليلة حتما سينظر إليها هي الآخرى وهي لا تحب أن تكون محط الأنظار...
أما أدهم كان يشعر بالغيظ الشديد من زوجته وتجاهلها له وإصرارها على التعامل مع ليلة والقرب منها بالرغم من معرفتها بكرهه لها ومن جرأتها...

كان يرى كل عيون الرجال مصوبة ل ليلة التي تجلس ولا تلق بالا لهم وإلى مريم التي تجلس بجانبها دون أن تهتم به وبينما كان يستعد للذهاب إليها والشجار معها وجد من ظهرت أمامه فجأة وتقبله وتحتضنه كانت ليلة هي أول من رأته مع تلك الفتاة التي يبدو من مظهرها أنها أجنبية نظرت ل مريم قائلة:
- أوبااااا مين الموزة اللي حضنت وباست جوزك ديه؟.

ترى من تلك المرأة التي رأتها ليلة مع أدهم؟ وما رد فعل مريم؟ ذنب كبييير وغير متوقع ستفعله ك رد فعل على استفزاز أدهم لها وغيرتها عليه ف هل سيمرر لها خطأها تلك المرة أم أنها سطرت بيدها نهاية لهذا الزواج قبل أن يبدأ؟ جاااء دور مريم لتتهور مما قد يعرضها للاغتصاب ف هل من منقذ أم أن أدهم سيدفع حياته ثمنا ل تهورها؟ كل هذا وأكثر سنعرفة في الحلقة القادمة في حلقة هي الأشد أثارة...
نظرت مريم في نفس اللحظة التي تحدثت فيها ليلة ورأت تلك الفتاة وهي تحضن زوجها بشدة وتقبله على وجنتيه لكنه ابتعد عنها سريعا ويبدو أنه تفاجيء بها وبفعلتها لكنه أيضا لم ينهرها أي أنه يعرفها ومازاد الطين بله أنه ابتسم لها تلك البسمة الودودة الرائعة التي تأسرها وظل يتحدث إليها وهما يتضاحكان جن جنونها وهي تراه هكذا مع هذه الأجنبية الشقراء ترى من أين يعرفها؟ وهل يعرفها حقا أم إنها تتعرف عليه الآن؟ لم تفكر ولم تنتظر ولم تلق بالا حتى ل نداء ليلة التي حاولت أن تثنيها عن تحركها ريثما تمشي الفتاة، وما إن وقفت أمامه نظرت له في حنق قائلة:.
- مين ديه يا أدهم؟ وأزاي تسيبها تحضنك وتبوسك كده؟
- ابتسم أدهم ابتسامة سخيفة ليزيد من استفزازه لها ثم قال ليغيظها أكثر: وأنتي مالك أحنا متخاصمين وأصلا أنا حر أتكلم مع اللي أنا عايزه براحتي.

- والله وأنا أيه بقا إن شاء الله أنا مش بتكلم عليك أنتا حر أعمل اللي أنتا عايزه متهيألي أنك كبير وتعرف الصح من الغلط والحلال من الحرام بس مش أنا بقا أخاف على شكلي قدام زمايلنا وأنتا عمال تحضن وتبوس واحدة خواجية كده ومراتك موجودة قدامك ومش عاملها أي اعتبار.

- ملكيش فيه وزي ما أنتي قولتي أعرف أفرق بين الحلال والحرام وأنا اللي هتحاسب مش أنتي وكلام الناس ميهمنيش ابتسم لها بسخافة ثم عاد ليكمل حديثه مع تلك المرأة وكأن مريم غير موجودة أمامه
- بقا كده ماشي يا أدهم نظرت مريم ل تلك المرأة بغيظ
ثم مدت يدها لتصافحها وتعرفها بنفسها والأهم تعرف من هي
- Who are u?، Hi I am marim، Adham s wife أهلا أنا مريم زوجة أدهم أنتي مين؟.

- ooooh adham are u married ? الفتاة بدهشة: أوووه أدهم أنتا أتجوزت
- yes from a few months أيوه من شهور قليلة
- Hi marim I m julia، Adham is my best friend
أهلا مريم أنا جوليا أدهم يكون صديقي المقرب
- لأ والله بجد! قالتها مريم باستنكاروقد لوت شفتيها قائلة ثم أردفت قائلة: أممم صاحبته يعني!.

- رد ادهم: مريم بعد أذنك سيبيني مع جوليا لوحدنا بقالنا كتير متقابلناش وعايزين نتكلم مع بعض ثم نظر ل صديقته مكملا حديثه ثم قالت جوليا:
- I wanna tell u a lot of things can I see u in the club after two hours ? عايزة أحكيلك حاجات كتير ممكن أشوفك في ال club بعد ساعتين
- Sure baby I will wait u there
أكيد حبيبتي هستناكي هناك قالها أدهم.

مالت الفتاة الاجنبية ل تطبع قبلة على خد أدهم لكنه ابتعد عنها فورا ونظر إليها بحزم وأشار بيده لكي لا تفعل ذلك فقالت معتذرة:
- Sorry baby but I miss u a lot، ok see u soon
اسفه حبيبي لكن أنتا وحشتني جدا، خلاص أشوفك قريبا ثم توجهت ببصرها لمريم قائلة: u are lucky to marry a man like Adham he is a gentle man& handsome، See u bye.

أنتي محظوظة أنك أتجوزتي واحد زي أدهم هو جنتل مان ومهندم، أشوفك على خير باي
- بعدما انصرفت جوليا التفتت مريم ل أدهم بكل غيظ قائلة: ممكن أعرف بقا يعني أيه صاحبتك؟
- مريم مش فاضي للكلام ده عايز أروح احضر المؤتمر بسرعه وبعدين اطلع اغير علطول عشان أقابل جوليا وأهي ليلة معاكي تسليكي
- والله بقا كده ماشي يا أدهم سلام.

حضر جميع الأطباء المؤتمر الأول في تلك الليلة لكن مريم كانت في عالم آخر لم تستمع ل شيء كانت فقط تفكر في تلك الاجنبية الدخيلة التي تتغزل في زوجها بل وتحضنه وتقبله أمامها وتقول عليه صديقها المقرب تشعر بالحنق والغيظ الشديد منه ولا تعلم ماذا عليها أن تفعل وما إن انتهى المؤتمر حتى صعدت غرفتها بغضب ولحقتها ليلة التي شعرت بمدي ضيقها وهناك قالت لها:
- ممكن أعرف مالك؟.

- مريم بنرفزة: والله أنتي مشوفتيش الزفتة اللي دخلت حضنته وباسته لأ وكان فرحان أوي أول ما شافها ويقولي أنا سيبينا لوحدنا عشان نتكلم والأنيل كمان هيقابلها في الديسكو يا حلاوة كل ده عادي حاجة متضايقش صح.

- أهدي بس كده أولا ال Club هنا مش ديسكو ولا حاجة ده مكان بيتعشوا فيه الناس وبيقعدوا يتكلموا يسمعوا موسيقي ومعظم رجال الأعمال بيقابلوا بعض أو بيتكلموا في الشغل فيه اللي عايز يرقص أو يشرب في حتة تانية مخصصة ل ده وبعدين هيا صحيح البت بصراحة قمر وصاروخ أرض جو بس ما أنتي كمان قمر وبعدين هي أجنبية يعني ده عادي عندهم الشكل واللبس وطريقة التعامل والبوس والأحضان بالنسبالهم مش معناهم حاجة يعني ممكن يبقوا أصحاب بس ,اصحاب بره غير هنااا خااالص يعني بتعتبره صديق زي لو كان بنت زيها مش شرط يكون في بينهم مشاعر أو حاجة من ديه.

- مريم بحنق وغيرة: ليلة أنا هطق بجد أصلك مشوفتيهاش وهي بتبصله ولا هي بتتكلم عنه مش هينفع أسيبه ليها على جثتي وكمان لازم أخليه يندم عشان يبقا يقولي قدامها أحنا متخاصمين وسيبيني مع ست جوليا ماشي يا أدهم والله لأندمك على اللي عملته ثم نظرت ل ليلة قائلة برجاء ممكن تساعديني؟
- أكيد بس أزاي؟
- مش عندك أي فستان أو حاجة كده ممكن ألبسها وتنفع ال Club ده حاجة كده تجننه لما يشوفني لابساها.

- عندي أكييد بس للأسف مش هينفعك
- ليه أحنا جسمنا تقريبا واحد يمكن أنتي طويلة عني بس المقاس قريب
- مش ديه الفكرة يا مريومة
- أمال أيه؟
- أنتي محجبة ولبسك محتشم أكيد لبسي مش هيمشي مع الحجاب
- صمتت للحظة ثم قالت بتهور: مش مهم
- ليلة محاولة أثناءها عما تنوي فعله: مش مهم أزاي يا مريومة لبسي والحجاب don t mix
- مريم وقد دار الشيطان برأسها وهيأ لها تلك الفكرة المجنونة: مش مهم الحجاب هقلعه.

- صدمت ليلة من كلمة مريم: هتقلعيه! هتقلعي حجابك يا مريم؟! أنتي بتهزري صح؟
- مريم وقد غاب عقلها واستحوذ عليها شيطانها فقال بإصرار: لأ بتكلم جد هقلعه أنا لازم أثبت ل أدهم إني حلوة زيها بس أنا اللي مش بظهر ده لازم أخليه يشوف بعينه إني لو حابة أبقا أجمل منها ومن أي واحدة هكون مش هو بيحب الستات القالعة هقلعله أنا كمان وأما نشوف.

- ليلة محاولة أقناعها بتغيير رأيها: بس أنتي مش كده يا مريم ولا شخصيتك كده وبعدين متضمنيش رد فعل أدهم على التصرف ده ممكن يتعصب لأ مش ممكن ده أكيد هيتعصب وممكن يتجنن ويطلقك وكمان أ...
- قاطعتها مريم بعصبية: يطلقني أحسن ميهمنيش، ثم قالت برجاء: لي لي أرجوكي ساعديني عايزة أبقى أحلى واحدة النهارده مش مهم أي حد وطز ف أدهم وف عصبيته قالتها ببكاء.

وتحت ضغط بكاء مريم وإصرارها أضطرت ليلة أن تساعدها حاولت قدر الامكان أن تختار شيء لا يكشف جسدها ومناسب لها أحضرت لها فستان أسود طويل إلى حد ما بكم ذو حزام ذهبي على منطقة الوسط حينما ارتدته مريم كان مجسم عليها أكثر من ليلة لكنه كان رائعا حقا كانت فاتنة بكل ما تحمله الكلمة من معنى أبرز أنوثتها بشكل كبير
حينما نظرت مريم لنفسها في المرآة أعجبت به كثيرا نظرت ل ليله قائلة:
- ها أيه رأيك حلو عليا؟.
- حلو بس؟! ده تحفة أوووي يا مريم بس مجسم أوي أدهم مش هيعديها صدقيني
- قولتلك طز، يتفلق سيبك منه بقا وتعالي حطيلي ميكب وأعمليلي شعري
- أنتي لسة مصممة على موضوع أنك تقلعي الحجاب ده
- أه مهو أكيد مش هلبس الحجاب بمنظري ده قلته أحسن وخليها تخرب بقا وخلي الست جوليا تنفعه.

رضخت ليلة ل رغبتها وفردت لها شعرها الناعم أصلا ثم رتبته بشكل رائع وقامت بتزينها حتى بدت ك حورية فائقة الجمال وأخيرا وضعت طلاء الشفاه الأحمر القاني كما طلبت مريم وأعطتها حذاء ذو كعب عالي مناسب للفستان ثم نظرت لها قائلة:
- واوووو بجد شكلك طالع تحفة جمييلة أووووي يا مريومة بس أنا خايفة أدهم...
- قاطعتها مريم قائلة: ميهمنيش يخبط راسه في الحيطة، يلا بينا
- أمري لله يلا.

هبطا معا وتوجها لل Club كان الجميع ينظرون إلى مريم والكل يغازلها والنظرات تلاحقها منذ أن خطت قدمها خارج الغرفة وما إن دخلت حيث يوجد أدهم وجوليا تعمدت أن تقف ليلة بعيدة عنها حتى لا يظن أدهم أن لها دخل في التغيير الذي طرأ على زوجته وينفعل عليها ولا ذنب لها هي في ذلك ثم وقفت مريم ف مكان ل تراها تلك الاجنبية الدخيلة الواقفة أمام أدهم أولا وما إن رأتها حتى أشارت له قائلة:.

- woooow adham look ur wife she is very gorgeous
أدهم أنظر زوجتك أنها فائقة الجمال
- my wife here!where
- أدهم بصدمة:
زوجتي هنا! أين؟.

أشاارت جوليا بيدها إلى حيث تقف مريم وتحاوطها أنظار الرجال الموجودين بالمكان وما إن رآها حتى جن جنونه زوجته تقف بلا حجاب وبفستان يكشف أكثر ما يستر وبشعرها المسدول على كتفيها وبهذا الميكب الجريء كيف هذا؟!هو لا يصدق عينيه كيف تجرؤ مريم على فعل هذا اشتد غضبه وبينما هو في طريقه إليها وجد احد الأطباء زملاؤه من مشفى آخر يتحدث إليه وكان لا يعلم أنها زوجة أدهم وبينما كان يحدثه وجده لا يسمعه ومتوجه ببصره تلقاء شخص ما ولم يكن هذا الشخص سوى مريم الواقفة وقد ظهر أمامها رجل يحادثها ويقترب منها بشدة وما إن نظرصديقه الواقف أمامه إلى ما يشغل نظر وعقل أدهم حتى قال:.

- أيه يا دكتورعمال بكلمك بس أنتا مش معايا خالص مركز أنتا مع البطل اللي دخل ده بصراحة عندك حق هي صاروخ أوووف هو في كده ده أنا....

قاطعه أدهم بلكمة في وجهه وتركه واتجه مندفعا ناحية مريم التي خافت حينما رأته قادم نحوها كالإعصار لكنها تظاهرت بالبرود والهدوء لكن في نفس اللحظة كان الرجل الواقف أمامها قد أمسك بيديها فجأة مستغلا أنشغال بصرها مع أدهم القادم إليها وما إن وصل إليها نظر ل هذا الرجل نظره أفزعته جذب يديها من بين يديه وقال بغضب والنيران تشتعل في قلبه والصدمة تذهله:
- أنتا زي تمد أيدك عليها كده تخصك ديه؟.

- أجابة الرجل بكل برود: وأنتا مالك أنا حر متهيألي أنه ميخصكش هي اشتكتلك
- باغته أدهم بضربة في وجهه طرحته أرضا لأنه لم يكن يتوقعها وقال له بكل الغضب الذي يعتمل في صدره: لأ مالي يا روح أمك ديه مراتي
ثم نظر ل مريم والشرر يتطاير من عينيه: أيه اللي أنتي عملاه ف نفسك ده؟ وفين حجابك؟وأيه الزفت اللي أنتي لابساه ده؟
- ملكش دعوة
قال بغضب شديد محاولا أن يتمالك أعصابه حتى لا يضربها:.

- قسما بالله يا مريم لو ما اتحركتي من قدامي حالا وطلعتي أوضتك وغيرتي الهباب ده ل هتشوفي مني وش عمرك ما شوفتيه
- لأ مش...
لم يتحمل ادهم نظرات الرجال من حوله ل زوجته وقبل أن تكمل حديثها جذبها من يدها بعنف وهو يجرها خلفه خارجا من هذا المكان من باب جانبي يؤدي للغرف مباشرة يود لو يخبئها بين أضلعه حتى لا يراها أحد بهيأتها تلك...
وما إن صعدا غرفتها حتى قال لها بغضب:
- أفتحي الأوضة خلصي.

فتحت الأوضة وما إن دخلا للغرفة حتى بدأت نيران أدهم في إحراقها زجرها ب عنف فأوقعها على الفراش ونظر لها بعينان كالجمر المشتعل قائلا:.

- أنا عايز أفهم دلوقتي حالا أيه اللي حصل ده؟ مهو لو كنتي أتجننتي قوليلي عشان أوديكي المستشفى لكن لو لسه بعقلك هيبقا في كلام تاني، كل اللي حصل قبل كده كوم والمرادي كوم تاني خااالص تقلعي الحجاب وتلبسيلي فستان أوسخ من قميص النوم محزق وملزق فيكي ومهببالي وشك بالخره ده ونازلة للرجالة عشان يتفرجوا عليكي وميمنعش كمان لو حسسوا ولا حتى عملوا اللي أكتر من كده مكنتيش هتمانعي مهو أنتي مش عاملة ده كله لله وللوطن يعني.

قالت بتحدي بكل الضيق الذي تحملته منذ تزوجت أدهم بكل الغيرة التي أحرقتها منذ رأت جوليا وهي تحضنه وتقبله:
- وأنتا مالك أنا حرة هعمل اللي يعجبني مش أنتا شايفني كده خلاص وماله هعمل كده بقا عشان متبقاش تهمة ظلم هخليها حقيقة عشان أريحك.
رفع أدهم يده عاليا كي يصفعها لكنها تراجعت بجسدها للخلف خطوة ووضعت يدها أمام وجهها كحركة تلقائية للدفاع عن نفسها هزه خوفها منه فتراجع ف اللحظة الأخيرة ثم كور قبضته بشدة حتى كاد يدميها ولم يجد سوى هاتفه ليلقيه بكل عنف في يرتطم بالحائط ويسقط على الأرض متهشما ثم قال:.

- والله لولا العهد اللي خدته على نفسي إني عمري ما أمد أيدي عليكي تاني أبدا من يوم ما ضربتك أول جوازنا لكنت كسرت راسك يا مريم على اللي قولتيه واللي عملتيه...

- قالت وهي تضحك ساخره ثم بكت بشدة: اللي عملته وقولته دول يجوا أيه جنب اللي عشته من يوم ما عرفتك وكنت بستحمل وأقول بكره يحس بيكي بكره يتغير اعترفتلك بحبي يمكن تحس بالعذاب اللي جوايا قولتلي لأ نطلق قولت يمكن معرفش ينسى اللي حصله قبلك لكن مفيش فايدة معاملة زفت، وشك طول الوقت وأخرها خصام ووجع وفي الأخر ألاقيك بتضحك مع واحدة تانية، سيبت واحدة تانية تقرب منك وتحضنك وتبوسك ونازل تضحك معاها ف الديسكو ومش بعيد تاخدلك كاسين كمان قولت خلاص بقا طالما بيعجبك كده أنا كمان هعمل زيها يمكن أعجب.

- أخرررررسي يا مريم لأنك كل ما بتتكلمي بتعكيها أكتر المرادي أنتي بقا دفاعك ضعييف يعني أنا السبب في اللي عملتيه يعني عملتي كده عشاني عشان ضايقتك عشان غيرتي طب يا ستي أنا وسخ وزبالة وهقولك كمان كنت هشرب كاسين زي ما بتقولي وممكن بعدها أطلع مع جوليا أوضتها وأدخل معاها في علاقة كل ده بقا ميخلكيش تبقي كده ولا تعملي اللي عملتيه هو أنتي كنتي محترمة نفسك عشاني ولا عشان ربنا، هاااا ردي عليا فين ربنا ف حسبتك يا هانم؟ ربنا اللي كنتي بتروحي تشتكيله لما كنت بضايقك ربنا اللي يا ما سمعتك بتصليله وتدعيله أنه يقف جنبك ومعاكي مفكرتيش ربنا هيبقا راضي عنك ولا لأ لما يشوفك كده وأنتي فرجة للرجالة، شايفة أنك لما تتعري ولا تلبسي مجسم وتقلعي الحجاب كده هتبقي بتنتقمي مني ثورتي كويس ل كرامتك يا مريم لأ أنتي هنتي نفسك ودوستي على كرامتك وكرامتي متخيلة الناس اللي شافوكي النهارده هينسوا الموضوع وكأن مفيش حاجة حصلت متخيلة النظرات والكلام اللي هيتقال عليا وعليكي قدامك أو من ورا ضهرك؟ بلاش متخيلة كم السخافة اللي هتقابليها بعد كده؟ كل ده عشان اتغاظتي مني، أنتي كسرتي نفسك يا مريم وكسرتيني معاكي بدل صورة الدكتورة المحترمة اللي الكل عارف حدوده معاها لواحدة سهلة خلت جسمها فرجة للكل يبقا أيه يمنع أي راجل يقرب منها ويحاول معاها شوفتي وصلتينا لأيه؟ ربنا بيسامح وبيغفر ويرحم لكن البشر أبدااا أدعي ربنا ميكونش حد من زمايلنا ف المستشفى شافك لأن لو ده حصل استعدي بقا للي هتسمعيه وهتشوفيه.

كانت مريم تستمع لحديثه في صمت والدمع ينساب من مقلتيها في غزارة شديدة لكن بلا صوت وبعدما أنهى جملته الأخيرة قالت بهدووء:
- أدهم المرادي مش أنتا اللي هتقولها أنا اللي هطلبها أرجوك طلقني وحالا.

- أدهم بحزم: لأ مش هطلقك مش عشانك بس عشان الأمانة اللي وصاني بيها ابويا ودلوقتي تغيري هدومك وتمسحي الزفت ده وترجعلى للبسك وحجابك وتعملي حسابك بكره الصبح هنرجع القاهرة كفاية اللي حصل لحد كده مكنتش أعرف أن ليلة ديه تأثيرها قوي كده أيه شيطانة لحقت ف كام ساعة تغيرك بالشكل ده
- ليلة ملهاش دعوة وأنا مش هسافر ف حتة.

- أدهم بصرامة: مش عايز ولا كلمة تاني الكلام انتهى نامي دلوقتي وأنا هحجز أي باص أو حتى طيارة ترجعنا القاهره بكره.

أنهى جملته الأخيرة وخرج من الغرفة بعدما أغلق الباب بعنف تاركا أياها لعذاب ضميرها كيف اهتمت فقط بالانتقام لكرامتها منه ولم تهتم بغضب الخالق؟ كيف نسيت أن تلجأ إليه كما كانت تفعل دوما؟ منذ متى وهي ضعيفة هكذا؟ هل كان إيمانها بهذا الضعف والهشاشة فانكسر بسهولة؟ أم أنها غرت بنفسها وبتدينها؟كانت تظن أنها اقوى من الشيطان؟كانت تظن أن لاسبيل له للوصول إليها؟ لكنه وصل إليها أصابها في علاقتها بخالقها، وجدت نفسها تقف أمام المرآة وحينما رأت انعكاس صورتها فيها شعرت بقشعريرة أنتابتها في جسدها كله لقد تخيلت عيون هؤلاء الرجال وهم ينظرون إليها وهي بتلك الحالة كيف يلتهمونها في عقولهم؟ كيف يتصوروها وكأنها معهم بين أحضانهم؟وهي من أعطتهم الفرصة لهذا نفضت رأسها بعنف قائلة: لأ لأ ثم وضعت يدها على شعرها تعيده للخلف وأمسكت ببعض المناديل التي كانت موضوعه أمامها على التسريحة الخاصة بالغرفة ظلت تمسح وجهها بعنف تحاول جاهدة أن تجد صورة مريم التي تعرفها لكن هيهات لهذا النوع من أنواع مساحيق التجميل التي تمتاز بالثبات ف بالرغم من محاولتها لمحوه إلا أنه مازال أثره واضحا على وجهها خاصة طلاء الشفاه ذهبت مسرعة للحمام خلعت عنها هذا الثوب الذي لم يكن ل يليق بها ف بدلا من أن تساعد ليلة لتأخذ بيدها وتقربها من الله وتخلصها من تلك الهيئة التي لا ترضى ليلة نفسها ارتدتها هي تنهدت تنهيدة طويلة بعدما خلعت الفستان وارتدت ملابسها ثم توضأت وارتدت الأسدال الخاص بها وامسكت بسجادة الصلاة ثم استقبلت القبلة وبدأت في إلقاء حملها الثقيل على خالقها ظلت تصلي وتبكي وتستغفر لم تعي كم مر من الوقت وهي على تلك الحالة من الندم تستغفر كثيرا وتطلب من الله أن يسامحها على ما اقترفت من ذنب بعدما أنهت صلاتها فجأة تذكرت حديثها السابق مع دينا حينما أخبرتها أنها حزينه على صديقة لها قد خلعت الحجاب...

فلاش باك للحديث الذي دار يومها:
- دينا: تعرفي يا مريم انا زعلانة أوي عشان مي صاحبتي خلعت الحجاب وبقت بتلبس لبس مش شبهها خالص
- مريم: عادي في بنات كتير بتبقا لابساه من غير اقتناع تقدري تقولي منظرة عياقة موضة أي حاجة
- دينا: لأ يا مريم مي صاحبتي وأنا عارفها كويس مكنتش كده خالص ديه كانت متدينة جدا.

- مريم: وهي اللي تعمل كده تبقا متدينة سواء لما خلعت الحجاب ولا لما لبست لبس مش اللي هوه مجسم بقا ولا عريان دول يا حبيبتي بيبقوا متدينين بالاسم بس لكن من جواهم ولا يعرفوا حاجة عن الدين.

- دينا: الله أعلم بقا متعرفيش ظروفها أيه ولا أيه خلاها تعمل كده ساعات الواحد بيضغط وبيعمل حاجات غلط وهو مش واخد باله ولا حاسس بتعدي علينا لحظات ضعف بنتصرف فيها كأننا مش أحنا الشيطان بيسيطر علينا فيها وبيخلينا منشوفش حجم الذنب اللي بنرتكبه يمكن هي حصلها كده.

- مريم: معتقدش، بصراحة يعني مهما حصل أكيد عمري ما هخلع الحجاب والبس محزق عشان أي سبب ف الدنيا لأني ببساطة لبساهم عشان ربنا ف أزاي بقا هعمل كده لو بتخاف ربنا بجد عمرها ما هتغلط غلطة زي ديه
بااااك...
عادت مريم من تذكرها لحديثها مع دينا وها هي فعلت كما فعلت تلك الفتاة صديقة دينا تذكرت مريم الآن أن من عير أخاه بذنب ل يمت حتى يعمله
وها هي تفعل ما عابت عليه صديقة دينا ونسيت أنه.
من عاب ابتلي من تكن هي حتى تحكم على ايمانها؟ من تكن حتى تظن نفسها مطلعة على القلوب؟ كان عليها أن تلتزم الصمت وتدعو لها بالهداية وتدعو لنفسها بالثبات، ها هي مكانها الآن كيف حالها إذا؟ ظلت تستغفر أكثر وأكثر وتتضرع إلى الله وتتوب إليه وتقول.

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ظلت تكرر هذا الدعاء كثيرا ثم تدعو مرة آخرى اللهم لا تفتنا في ديننا ولا تجعلنا ممن يتبع هواه فيضل ويشقى، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه وتبكي أكثر لعل بكاؤها يمحو ذنبها ويغسل روحها في تلك الأثناء وجدت ليلة تطرق الباب وتستأذنها لتدخل الغرفة فتأذن لها وحينما نظرت ليله لها وجدتها وهي تبكي ف جرت نحوها مسرعة واحتضنتها بشدة متسائلة.

- مريم مالك أدهم عملك حاجة؟
- لأ
- أنا شفته طالع معاكي عشان كده فضلت قاعدة تحت عشان تتكلموا براحتكوا ولما مشفتهوش نزل وعدى أكتر من ساعة قلقت ف طلعت عشان اطمن عليكي
- أنا تعبانة أوووي يا ليلة احضنيني أنا محتاجة للحضن ده جدااا
- ضمتهااا ليلة بشدة محاولة تهدئتها: اهدي يا مريم متزعليش
- أنا زعلانة أووي من نفسي
- معلش طيب بلاش تتكلمي دلوقتي لما تهدي نتكلم يلا عشان تنامي شوية وترتاحي
- ماشي.

قامت معها وحاولت أن تخلد للنوم لكن هيهات فلا ينام إلى خال البال ظلت تتقلب يمينا ويسارا كلما أغمضت عيناها تذكرت شكلها ونظرات الرجال لها حتى هذا الرجل الذي أمسك بيدها وهي منشغلة ببصرها مع ادهم القادم نحوها هي وقتها لم تتذكر ما قاله لها لكنه كان يحاول جذبها لينالها الليلة لم تكن تتخيل قط أنها سيأتي عليها اليوم الذي يفكر فيها رجل بهذه الصورة وهي التي كانت دوما مصانة بملابسها المحتشمة شعرت وكأنها تختنق فقامت من سريرها وارتدت ملابسها وحجابها وبينما هي في طريقها للخروج من الغرفة ارتطمت قدماها ب هاتف أدهم المكسور فأصدر صوتا أيقظ ليلة التي نظرت حولها ف وجدت مريم واقفة سألتها قائلة:.

- مريم أنتي لابسة ليه؟ رايحه فين دلوقتي؟
- مفيش مخنوقة شوية ومش جايلي نوم هنزل أتمشى على البحر شوية
- دلوقتي؟ الساعه عدت 11
- مش هتأخر نص ساعة كده وهرجع
- طب استني هلبس وآجي معاكي
- معلش يا لي لي عايزة ابقى لوحدي
- طيب براحتك لو احتجتيني كلميني متتأخريش مش هنام إلا لما تيجي واطمن عليكي
- حاضر.

خرجت مريم من غرفتها ومن الفندق بأكمله متوجهه ل شاطيء البحر لعل نسيمه يشفيها وجدت قداماها تقودها حيث كانت تجلس مع أدهم في الصباح جلست على الشاطيء وظلت تنظر للبحر كأنها تناجيه ثم تنظر للسماء وتدعو الله في سرها أن يغفر لها ويزيح عن كاهلها هذا الذنب مر الوقت سريعا ولم تشعرهي بذلك.

كانت ليلة في غرفتهما تنتظر عودتها لكن مرت ساعة ونصف دون أن تعود حاولت الاتصال بها لكنها وجدت هاتفها في الغرفة ف هي لم تأخذه معها ارتدت ملابسها في عجالة وخرجت من غرفتها بحثا عنها كانت تود أن تتصل بأدهم لتخبره أن مريم لم تعود حتى الآن لكنها تذكرت أنها أخبرتها أنه حطم هاتفه حينما ألقاه ف الأرض وهي بنفسها رأته على الكمود بجانبها قبل أن تخرج ففكرت أن تأخذ رقم غرفته من الاستعلامات وتأخذ ايضا رقم الفندق حتى تتصل به إن لم تجدها وبينما هي في طريقها للاستعلامات وجدت شاب يحدث الموظف هناك انتظرت أن ينهي حديثه لكنه كان يثرثر كثيرا ولم يكن موجود في هذا الوقت إلا هذا الموظف فقط مرت أكثر من خمس دقائق وهذا الشاب لم ينهي حديثه بعد ظلت تحدثه قائلة.

- أنتا، أنتا أيه مبتسمعش؟أطرش يعني؟
فجأة نظر هذا الشاب خلفه ليرى هل هذا الصوت يحدثه فقال:
- أنتي بتكلميني أنا
كان هذا الشاب طوييل ذو بشرة بيضاء وعينان عسلية وحاجبان كثيفان وجسد عريض لكنه رياضي كان شاب شديد الوسامة وشديد الجاذبية
- أه أمال بكلم خيالك
- يعني أنتي كنتي بتشتميني أنا وتقولي أطرش
- أيوه، ما أنا عمالة أندهلك بقالي ساعة وأنتا عمال ترغي مش مبطل كلت ودان الراجل.

- أنتي مجنونة هو أنا أعرفك أصلا عشان تشتميني وبعدين أنتي مالك كلت ودانه ولا رجله
- أنا عايزة أسأله على حاجة ثم نظرت للموظف متجاهلة هذا الشاب الذي كان يحدثها فقالت للموظف متسائلة: لو سمحت عايزة رقم تليفون الفندق وعايزة رقم الأوضة اللي فيها دكتور أدهم أنا زميلته في المستشفى دكتورة ليلة
- ثواني يا فندم، أتفضلي يا فندم ده رقم الفندق، ودكتور أدهم ف غرفة رقم 22
- تمام شكرا.

همت ليلة بالانصراف وبينما هي في طريقها للخروج من باب الفندق حتى وجدت نفس الشاب التي كانت تحدثه يجذبها من معصمها قائلا:
- أنتي أزاي تتكلمي معايا كده؟
- سيب أيدي أنتا اتجننت بتمسك ايدي كده بتاع أيه واتكلم معاك براحتي مهو لما تبقا واقف زي الحيطة كده وسادد الرؤية خالص وعمال ترغي مع الراجل ومش عارفة أسأله سؤال أعمل أيه يعني
- الشاب بدهشة: حيطة؟!أنتي مجنونة يا ست أنتي
- لأ يا أخويا أنا مش ست.

- طب بلاش ست أنتي مجنونة يا بت أنتي
- بت أما تبتك أوعى كده خليني أمشي أنتا واقف ف طريقي ليه؟
- قال بخبث: متعدي أنا مسكتك
- والله هعدي أزاي وأنتا واقفلي زي التور كده
- الشاب بصدمة من سليطة اللسان الواقفة أمامه: تور؟ يا نهارك أزرق أنتي مش عارفة أنتي بتتكلمي مع مين
- ليلة بلا مبالاة: طز فيك مهما تكون
- يا ليلة أهلك السودا أنتي بتتكلمي مع الرائد حازم المصري يعني لازم تلزمي أدبك فاهمة.
- ليلة بسخرية: يا ماما خوفتنا يا سيادة الرائد والله حتى لو لواء ولا يهمني وعلى العموم أنا آسفة على طز ثم نظرت ل عينيه العسلية نظرة تحدي وفلتت من تحت ذراعه وهي تجري مسرعة بعدما قالت له طب طزين وأوعى بقا خليني ألحقها وجرت متجهه نحو الشاطيء.

أثارت ليلة جنون حازم ف وجد نفسه يمشي خلفها حتى شعر بسخف فعلته ف جلس على الشاطيء ليرخي أعصابه بعدما عصبته تلك المجنونة ف جلس لينظر إلى البحر في هدوء ويستمع لبعض الأغاني فوضع في أذنيه سماعة الأذن الخاصة به وراح في عالم آخر...
أما ليلة ف ظلت تبحث عن مريم هنا وهناك لكنها لم تجدها فاتصلت بالفندق وطلبت منهم تحويل المكالمة لغرفة أدهم الذي أجابها فزعا:
- أنا دكتور أدهم مين معايا؟
- أنا ليلة.

- ليلة؟ ليلة مين وفجأة تذكرها قبل أن تجيب، أها ليلة، ليلة الشيطانة اللي بخت سمها ووساوسها ف ودن مراتي وخلت مريم المحترمة ف ظرف كام ساعة تقلع الحجاب وتلبس محزق ومجسم زيها و...
- قاطعته ليلة بعنف: اسكت بقا أنا مليش دعوة بحاجة وبعدين أنا مش بكلمك عشان تديني درس في الأخلاق
- أمال بتكلميني ليه مش عايز أعرف أصلا واحدة زيك و...

- قاطعته مرة آخرى: أووووف اسمعني بقا يابني آدم أنتا مريم نزلت تتمشى على البحر وبقالها ساعتين ومرجعتش ونزلت أدور عليها مش لاقياها وهي كانت حالتها وحشة أوي ومعيطة وزعلانة
- أدهم بصدمة: نعم! نزلت تتمشى على البحر لحد دلوقتي لوحدها ومن غير ما تقولي؟! ويعني أيه مش لاقياها أيه تاهت يعني ولا أتخطفت منك لله يا شيخة
- تصدق أنا غلطانة إني كلمتك أصلا أقفل سلام.

أغلقت ليلة الخط في وجهه دون أن تنتظر منه رد أما هو ف شعر بالفزع والغضب الشديد من زوجته التي لا يعرف ماذا حدث لها؟ وأين ذهبت يا ترى؟ارتدى ملابسة في عجالة وخرج ليبحث عنها...
أما ليلة ف بينما كانت تقف حائرة وجدت مكان بعيد منزو لم تبحث عنه فذهبت مسرعة إليه لعلها تجدها فيه وبالفعل ما إن وصلت إلى هناك حتى وجدتها جالسة تبكي في صمت وحينما رأتها مريم سألتها متعجبة:
- ليلة! أنتي أيه اللي جابك؟.

- تنهدت ليلة بعمق واطلقت زفرة حارة وقالت: الحمد لله أنتي هنا حرام عليكي يا مريم قلقتيني عليكي كل ده مش قولتي مش هتتأخري
- ليه هي الساعة كام
- الساعة 1
- يا نهااااار أنا محستش بالوقت خالص والموبايل أصلا مش معايا
- ما أنا عارفة أنك سبتيه ف الأوضة قلقتيني عليكي أنا بقالي شوية بدور عليكي ولما ملقتكيش كلمت أدهم
- مريم بفزع: يا نهار أسود كلمتي أدهم وقولتيله إني خرجت دلوقتي ومن غير ما اقوله.

- هعمل أيه بس كنت خايفة عليكي قولتله إنك خرجتي تتمشي على البحر عشان مخنوقة ولما أتأخرتي روحت أدور عليكي ملقتكيش
- بس أنتي كلمتيه أزاي وموبايله مكسور؟
- كلمته على تليفون الفندق
- ديه هتبقى ليلة منيلة على دماغي طب معلش كلميه وقوليله أنك لقيتيني ومروحين خلاص.

اتصلت ليلة على هاتف الفندق وطلبت التحويل المكالمة ل غرفة دكتور أدهم وحينما أتاها الصوت علمت أنه ليس صوت أدهم وأنه الطبيب الآخر المرافق له في الغرفة فقالت معتذرة:
- لو سمحت ممكن أكلم دكتور أدهم
- أدهم نزل معرفش راح فين
- طيب شكرا
نظرت ليلة ل مريم وقالت لها بخجل:
- نزل للأسف أنا آسفه والله مقصدتش أنا قلقت عليكي و خوفت يكون بعد الشر حصلك حاجة.

- مريم بحزن: أنتي ملكيش ذنب أنا اللي غلطانة ومش بس المرادي أنا اللي عمالة بعك من الصبح خلينا نرجع الفندق ونحاول نكلمه تاني بعد شوية
- زمانه بيدور عليكي
- مش هنعرف نوصله إلا لما يرجع الفندق تاني
همت الفتاتان للعودة للفندق لكن فجأة ظهر أمامهم شاب نظر لهما بخبث وتفحص فيهما بعينيه من رأسهما لأخمص قدميهما قائلا:
- الله أنا مكنتش أعرف أني محظوظ كده، حظك في رجليك يا واد يا جاسر.

- بعد أذنك وسع عشان نمشي قالتها مريم
- رد جاسر: تمشي ههههه هو احنا لحقنا مش نتعرف الأول معاكي جاسر ياسين السيوفي ابن رجل الاعمال المعروف ياسين السيوفي أكيد سمعتوا عنه
- ردت ليلة: حصلنا القرف واحنا مالنا بيك أصلا وسع يا عم كده خلينا نمشي مش ناقصاك هية
- جاسر: أوسع بردو يا قمر وده يصح مش نتعرف كده أنا عرفتكوا بنفسي ف يبقى لازم تعرفوني عليكوا.

شدت مريم ليلة من يدها وهمت بالانصراف لكنه وقف أمامها بجسده ليمنعها من ذلك
- فقالت مريم: بعد اذنك كده مينفعش عيب حضرتك خلينا نعدي لو سمحت
- جاسر بخبث: هههههه طيبة أوي تعدي!، تعدي تروح فين يا سكر هو دخول الحمام زي خروجه ده أنتو ربنا بعتكوا ليا أنا كنت زهقان والله لأ وأيه السمرا والبيضا المحجبة واللي بشعرها المشاكسة والرقيقة أيه التنوع ده أموووت أنا في الاختلاف يا ناس.
- ليلة بغيظ: يكش تموت ولا تولع يا بعيد
ثم حاولت صده وابعاده عن طريقهن لكنه نادي على الحرس الخاص به وكانوا ثلاثة رجال ذو بنيان ضخم ف سدا الطريق نهائي على الفتاتان اللاتي شعرن أنهما قد وقعا بين براثن هذا الواقف أمامهم
- جاسر: بصوا بقا بهدووء كده أحنا هنقضي الليلة سوا وهتبسطوا والله ده وعد أنتو متعرفوش مين جاسر السيوفي بس أسألوا عني مفيش ست بتمشي من عندي إلا وهي مبسوطة 24 قيراط.

- مريم وقد تسارعت دقات قلبها بشدة: ارجوك خلينا نمشي بعد أذنك
- جاسر: يالهووووي على الرقة ديه هو في كده متخافيش يا قطة هتمشي بس بعد ما تنوري سريري
- ليلة بعنف: ما تحترم نفسك يا حيوان أنتا ولا تقدر تلمسنا أنتا فاكر نفسك مين يعني
جاسر اقترب بشدة من ليلة ليوترها ويخيفها ثم وضع يده على وجنتيها ليمرر أصابعه عليها قائلا:
- يا شرس أنتا أموووت أنا بردو في القطط اللي بتخربش.

- ليلة بعصبية وقد اشاحت وجهها بعيدا عنه: ابعد ايدك عني يا زفت أنتا
- جاسر: شششش بطلي دوشة بقا وقلة أدب لسانك طويييل بس أنا هعرف أزاي أخرسه ف هم بأن يقبلها فباغتته هي ب صفعة قوية على خده فقال بغيييظ: يا بنت ال، بتضربيني والله لأوريكي وهي كبرت في دماغي بقا والله ل تباتوا الليلة ف حضني أنتوا الاتنين سوا ههههههه.

كانت مريم تشعر إنها ستموت من الخوف ثم بدأت الدموع تنساب من مقلتيها وهي ترجوه أن يتركهم وشأنهم لكن هيهات ف هل يأبه الذئب ل خوف الشاه ودموعها قبل أن يفترسها وبينما يجذبهم جاسر للتوجه حيث المكان الذي يركن فيه سيارته صرخت مريم فجأة وكأنها غريق لمح طوق النجاة
- أدهم! ألحقنا يا أدهم.

نظر جاسر خلفه حيث تنظر مريم ف وجد رجلا قد ضرب أحد حراسه والذي سقط ارضا على أثر الضربة ولكن الحارسان الآخران تنبها له وجاسر أيضا حينما نادت هي باسمه...

ترك جاسر الفتاتان وتوجه لأدهم الذي كان الحارسان يضربونه وهو يحاول التملص منهم وقد أشار أدهم ل مريم وليلة بالهرب لكن مريم أبت ذلك أما ليلة فقد استغلت الفرصة وفرت مسرعة، ثواني ولاحظها جاسر فأرسل أحد الحراس خلفها لإحضارها والآخر ظل مع أدهم وقد طرحه أرضا وقيد يديه خلف ظهره ووقف إلى جواره....

ماذا سيحدث ل أدهم؟ هل يستطيع انقاذ زوجته أم أنه سيدفع حياته ثمنا لتهورها وينالها جاسر رغما عنه؟ هل ليلة ستعود وهل بإمكانها أنقاذهما أم أن القد ر سيرسل لهما طوق النجاااة؟
اختبار أخر ل مريم ف هل تنجح أم تخسر وتخسر معه زوجها وحبيبها؟.
تذكرت ليلة وهي تفر هاربة هذا الشاب الذي حدثته في الفندق وتشاجرت معه والذي أخبرها أنه رائد شرطة ف هي قد لمحته يجلس هنا على الشاطيء وهي تبحث عن مريم حاولت تذكر مكانه وبالفعل رأته أمامها مازال جالسا حاولت أن تنادي عليه أن تشير إليه لينتبه لها لكنه لم يسمعها لأنه مازال واضعا سماعته في أذنه ولم ينتبه لندائتها نظرت خلفها وجدت أحد حراس جاسر وهو يقترب منها ف انحنت لتلتقط أحد الحجارة الصغيرة من الأرض وصوبتها تجاه حازم لتلفت انتباهه لكن الحجارة أصابته في جبهته فزع حازم الذي كان مستغرقا مع الأغاني التي يسمعها وأخرج سلاحه ثم نظر حيث الاتجاه الذي صوبت من ناحيته تلك الحجارة وإذا به يرى ليلة نزع سماعته من أذنيه وجرى نحوها في عنف وغضب شديدين قائلا:.

-يا بنت المجنونة أنتي أزاي تعملي كده؟، كده عورتيني
كانت تتنفس بقوة ودقات قلبها سريعه للغاية من أثر الجري والخوف معا فقالت:
- ألحقني أرجوك
-ألحقك من أيه؟
نظرت ليلة خلفها وأشارت بسبابتها تجاه هذا القادم نحوهما قائلة:
- من ده
وإذ فجأة يقترب هذا الحارس محاولا أخذ ليلة التي فلتت منه وأختبأت خلف ظهر حازم قائلة: ---- - والنبي يا سيادة اللواء أنقذني منهم دول عايزين يخطفونا.

نظر حازم للرجل الواقف أمامه وقال بحزم: عايز منها أيه أنتا؟
- قال الحرس: الباشا هو اللي عايزها مش أنا وأوامر الباشا لازم تتنفذ
- حازم ضاحكا ضحكة ساخرة: أوامره تتنفذ عليكوا ثم فاجأة بلكمة في وجهه وخبطه بكعب سلاحه على رأسه بعنف ضربة أفقدته الوعي وسقط على الأرض مغشيا عليه
- نظرت له ليلة وصفقت بسعادة: برافو عليك شكلك طلعت ظابط بجد
- حازم: لأ ظابط بهزار، مين ده وباشا مين ويخطف مين وليه ممكن تفهميني؟.

- ليلة وكأنها تذكرت فجأة: أاااه يلا نلحق مريم وأدهم بسرعة
- حازم: مريم وأدهم مين؟
- ليلة: تعالا ورايا بس بسرعة وبعدين أفهمك مفيش وقت لازم ننقذهم.

سار حازم خلفها ونظر حيث أشارت وجد رجل مقيد وحارس آخر يقف خلفه يمسكه وأمامهم رجل يبدو أنه الباشا الذي كان يتحدث عنه الحارس الذي ضربه قبل قليل وكان يمسك بيده أمرأة تصرخ وتبكي وتعافر للتملص من قبضة يده وأكدت له ليلة تخمينه اتصل على زميله الموجود بالقسم التابع لتلك المنطقة وطلب منه قوة للتحفظ على هؤلاء...

- حازم موجها حديثه ل ليلة الواقفة بجواره: بصي أنتي هتقفي هنا وأنا هروح أحاول أخلص أصحابك متتحركيش من هنا
- ليلة: لأ خدني معاك
- حازم بصرامة: آخدك معايا فين هي رحلة لو خدتك معايا هتلخبطيني ومش هعرف أحميكي ولا أنقذهم اقفي هنا ومتتحركيش إلا لما أشاورلك فاهمة؟
- ليلة: أنتا هتديني أوامر أنا مش عسكري عندك متزعقليش كده
- حازم بنفاذ صبر: اللهم طولك يا روح خلاص خلينا واقفين لحد ما ياخدها ويمشي.

- ليلة: لأ خلاص خلاص روح أنقذها
ذهب حازم نحو المكان الموجود به جااسر والحرس وأدهم ومريم كان يتجه نحوهم بهدووء شديد حتى لايشعر به أحد وجاء من خلف جاسر فجأة ولف ذراعه حول رقبته فزع جاسر وترك يد مريم ثم نظر حازم بسرعة للحرس وهو مصوب مسدسه نحو رأس سيده قائلا:
- هات سلاحك بدل ما أَضرب طلقة ف دماغ الباشا بتاعك افرتكلك نفوخه
- جاسر برعب أشار لحارسه: أديله السلاح.
- حازم: شاااطر يا باشا، ثم نظر للحرس قائلا: تعالا أنتا بقا جنب الباشا بتاعك كده
وقف الحرس بجوار جاسر ومازال حازم ممسكا برقبة جاسر الذي كاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة من شدة قبضته عليه ف تركه وهو مازال موجها سلاحه نحوهما قائلا:
- حازم: مش محتاج أقول أن اللي هيتحرك هقتله هي ديتها رصاصة ونخلص ثم نظر ل مريم قائلا: أنتي تعرفي الراجل المربوط ده
- قالت مريم ببكاء: أيوه ده جوزي
- حازم: طب فكيه بسرعة.

ذهبت مريم ل أدهم وفكت قيده وظلت تبكي بشدة وهو يحتضنها بين ذراعيه محاولا تهدئتها
- أدهم: أهدي يا مريم أنا كويس مفيش حاجة والله
- مريم ببكاء: كويس أيه دول ضربوك كتيير أوي أنا آسفة أنا السبب
- امسك أدهم بيدها ضاغطا عليها: ششش اطمني خلاااص مفيش حاجة.

- رد جاسر في تلك اللحظة موجها حديثه ل حازم: بقولك أيه سيبنا نمشي أنتا مش عارف اللي واقف قدامك ورافع سلاحك ف وشه ده مين وممكن يعمل فيك أيه؟ أنا جاسر السيوفي ابن رجل الأعمال ياسين السيوفي اللي يقدر بمكالمة تليفون يوديك ورا الشمس.

- حازم ضاحكا بكل صوته: ده أنا اللي هاخدك أنتا وأبوك ورا بس مش هقولك هعمل فيك أيه عشان الست اللي واقفة هبقا أقولك بيني وبينك الظاهر أنك مش عارف أنتا بتكلم مين أنتا بتكلم الرائد حازم المصري يعني لا أنتا ولا أبوك الهفأ ده تهزوا فيا شعرة واحدة ولو حتى تعرفوا أكبر راس في البلد ولا تعرفوا تعملوا معايا حاجة
حينما سمع أدهم اسم حازم نظر إليه وتوجه نحوه لينظر في وجهه ليتأكد أنه هو ثم قال:.

- حازم حسين المصري معقووول الصدفة ديه
- حازم أمعن النظر ف وجه أدهم ثم صرخ قائلا: أدهم محمود مدرسة العزة الثانوية بنين
- أدهم: ده أنا بدور عليك بقالي شهر ومكنتش عارف أوصلك يقوم ربنا يجيبك لحد عندي معقول كده!
- حازم: شفت بقا النصيب يا أدهوم ربك لما يريد ثم نظر ل جاسر قائلا
يعني كنت هتخطف مرات صاحبي كمان لأ ده أنتا هيتعمل معاك الواجب صح بقا.

-رد جاسر ل يغيظ أدهم: مهو لوكان صاحبك مالي عين مراته كان زمانها نايمه ف حضنه مش سايباه وجاية هنا دلوقتي بقا بذمتك واحدة زي ديه بجمالها ورقتها تتساب ديه لازم ت...
قاطعه أدهم بلكمة قوية في وجهه وأخذ يصوب له اللكمات يمينا ويسارا وهو يسبه بأفظع الألفاظ حاول حازم الفصل بينهما لكن أدهم كان يضرب جاسر بكل الغضب الذي يعتريه ف سقط بين يديه مغشيا عليه هدأ أخيرا حينما فعل ذلك به وبدأ يسمع صوت حازم وهو يقول:.

-خلاص يا صاحبي ده عيل فرفور هيروح ف أيدك ميستاهلش
-أدهم: أهوه الواحد يكسب فيه ثواب ويربيه ميعرفش حاجة عن الرجولة وميستهلش حتى يتقال عليه دكر
-حازم: بس أنتا لسه شديد يا صاحبي مدخلتش شرطة ليه؟
-أدهم: ما كفاية أنتا
وبينما كانا يتضاحكان وكان حازم يمسك بالحارس وظهرهما ل جاسر سمعا فجأة صوت ليلة وهي تصرخ بهم
-أدهم حااااسب.

نظر حازم وأدهم خلفهم فإذا ب جاسر قد فاق ويمسك بسلاحة موجهه ناحية أدهم الذي حاول الابتعاد لكن الرصاصة قد انطلقت وصوبت تجاهه أسقطته فجأة بعدما أصابته حاول حازم الامساك ب جاسر الذي فر هاربا وفي تلك اللحظة وصلت القوة التي طلبها من صديقه أخذوا الحارس الذي يقف معهم والحارس الذي ضربه أدهم ودلهما حازم على مكان الحارس الثالث الذي كان يركض خلف ليلة وضربه وقوة آخرى ذهبت خلف جاسر الذي ضرب أدهم وهرب ولكنهم لحقوا به وأمسكوه هو الآخر....

أما مريم ف توجهت ل زوجها وضمته ل صدرها بشدة وهي تصرخ فيه ل يقوم ولم تكن تعي ماذا عليها أن تفعل كأنها ليست طبيبة حتى جاءت ليلة لتنظر على أدهم الملقى على الأرض وملابسه ملطخة بالدماء توجهت ببصرها تجاه مكان الدم وتفحصت جرحه قائلة ل مريم التي مازلت تنتحب بشدة:
-مريم أهدى الاصابة مش serious الحمد لله بعيدة عن القلب صحيح مش أوي بس المهم أنها بعيدة خلينا نوديه المستشفى بسرعة.

-مريم: بجد يا ليلة يعني أدهم هيبقا كويس؟
-ليلة: أه والله إن شاء الله هو أنا يعني اللي هقولك يا مريم متخافيش وأهدي كده وبصي على الجرح خلينا نوقف الدم لأنه بينزف جامد
-حازم متسائلا: هو أنتو دكاترة؟
-ليلة: ايوه، وبعدين أنتا واقف تتفرج متشيله وتوديه المستشفى بسرعة
-حازم: أوووف على لسانك ده مش معقووول عربيتي مش قريبة من هنا ولازم نستنى عربية الاسعاف تيجي.

-ليلة: انتا لسة هتستنى هو بينزف جامد أنتا متعرفش تتصرف يعني
-حازم بغيظ: أعوذ بالله منك دقايق وعربية الاسعاف هتكون هنا أنا كلمتهم وهما قريبين جدا
-ليلة: لازم نربط الجرح عشان نهدي النزيف شوية بس مش عارفة نربطه بأيه ثم نظرت ل مريم قائلة: هاتي حجابك نربط بيه الجرح لحد ما الاسعاف توصل.

كان أدهم يستمع لحديثهم لكنه كان غير قادرا على الحديث لكن ما إن قالت ليلة ذلك خشى أن تستمع مريم لما قالته وتخلع حجابها لتربط به جرحه ف تجرحه جرحا أعمق من تلك الطلقة فأمسك بيدها ضاغطا عليها ثم نظر لعيناها كأنه يحادثها دون أن تنبس شفاهه ببنت كلمة وكأنها أيضا قرأت ما قالته عيناه ف طمأنته ب نظرة ثم قالت بهمس وقد تشبثت بحجابها بقوة:
-متخافش عمري ما هخلعه تاني ديه كانت غلطة، غلطة ومش هتتكرر أبدا.

في تلك اللحظة خلع حازم قميصه الذي كان يرتديه وأعطاه ل مريم ل تضمد به جرح صديقه وكان يرتدي تيشيرت أبيض أسفل قميصه ف ظهر أكثر عضلاته وجسده الرياضي
وبعد أقل من عشر دقائق أتت سيارة الاسعاف حملوا أدهم وركبت معه مريم وتوجهوا للمستشفى
بينما ركبت ليلة مع حازم سيارته ل يلحقوا بهم
وما إن وصلا إلى هناك نظر أدهم ل مريم الباكية أمامه قائلا بصوت متعب:
-أدهم: مريم أهدي كده واسمعيني.

-مريم: قوول يا أدهم مالك موجوع أوي؟معلش هتبقى كويس دلوقتي متخافش أنا جنبك
-أدهم: يا مريم اسمعيني
-مريم: أيه؟
-أدهم بضعف وألم: عايزك معايا في العمليات
-مريم: عايزني يعني أدخل مع الدكاترة
-أدهم: لأ، عايزك أنتي اللي تعمليلي العملية وتطلعي الرصاصة
-مريم بصدمة: نعمممم؟!لأ طبعا مقدرش والله
-أدهم: لأ هتقدري ومش هدخل إلا لو وافقتي أنك تعمليهالي.

-مريم: أدهم متصعبهاش عليا أنا مش هقدر أنتا مش شايف ايدي بتترعش أزاي! ده بجد فوق طاقتي
-أدهم: وأنا مش هثق ف حد غيرك وعايزك تكوني آخر حد لمسني حتى لو مت مش هكون زعلان
-مريم: بعد الشر عليك متقولش كده متخافش الاصابة مش خطيرة بإذن الله هتبقا تمام وبعدين يمكن ميرضوش يخلوني أعمل العملية في دكاترة أكيد هنا ومش هيوافقوا
نظر أدهم ل حازم الذي وصل هو وليلة للتو وأشار إليه ليحدثه قائلا:.
-أدهم: حازم لو سمحت ممكن تقولهم إني عايز مريم هي اللي تعملي العملية
-حازم: طب هي هتقدر متهيألي أن ده ضغط عليها أوي
-أدهم: متقلقش هتقدر مريم جراحة شاطرة جدا أنا عايزها جنبي عشان لو حصلي حاجة تكون آخر حاجة أحس بيها هي لمستها.

هذا ما قاله أدهم لمريم ول صديقه لكنه أيضا أراد شيئا آخر هو أن يجعلها تداوي جرحه حتى تسامح نفسها هو يعلمها جيدا ويشعر بتأنيب ضميرها الذي يأكلها ونفسها التي تخبرها أنها السبب فيما حدث له ف لتكن أيضا سببا في نجاته حتى تشفى روحها...
- حازم ردا على حديث صديقه: بعد الشر عليك يا صاحبي، بسيطة إن شاء الله خلاص متقلقش أنتا أنا هقولهم وهتدخل معاك بس هي موافقة؟.

نظر أدهم ل مريم ليتأكد من جوابها الذي كان في قرارة نفسه يعلم أنه نعم ف هي لن ترفض طلبه هو يعلم ذلك جيدا وبالفعل نظرت له مريم وأخبرته بعيناها أنها موافقة ثم أماءت رقبتها بالايجاب ليتأكد من ذلك
-حازم: طيب تمام ثواني وأنا هبلغهم.

وبالفعل دخل حازم ل مدير المستشفى وطلب منه دخول مريم للعمليات بعدما أخبرهم أنها طبيبة جراحة وأن المصاب زوجها وهو يريد ذلك فوافق المدير على طلبهم بعدما تأكد من هويتها أنها طبيبة جراحة حقا....

استعدت مريم للعملية وارتدت الزي المخصص لها وتعقمت ودخلت العمليات وما إن قام دكتور التخدير ب حقن أدهم بالمخدر حتى غفا بعدما نظر لها نظرة طويلة ثم أغمض عينيه، بعد تلك النظرة زفرت مريم من أعماقها زفرة حارة وبدأت في تشغيل عقلها بدلا من قلبها وتخيلت أن الراقد أمامها الآن شخص آخر غير حبيبها حتى تستطيع إجراء تلك الجراحة وبالفعل بعد حوالي أكثرمن ساعة أستطاعت أستخراج الطلقة وكانت تبتعد عن قلبه ب سنتيميترات قليلة ف لولا تنبيه ليلة لهم لأصابت الطلقة قلبه ومات من يتعلق قلبها به لكن دوما قضاء الله به رحمة ولطف ف بالرغم من أنها عصته أبى أن يذيقها مرارة فراق حبيبها وكان رحيما بها، انتهت العملية وخرج أدهم من غرفة العمليات للإفاقة وما إن بدأ يستفيق حتى وجدها بجواره تحتضن كفيه بشدة كأنها تخشى أن يفلت منها ك طفل صغير يمسك بيد أمه وهو يخرج لأول مرة إلى الشارع لم تكن تبكي أبدا لكنها كانت صامتة تمتم بكلمات لا يسمعها لكن يبدو أنها تبتهل إلى الله بالدعاء.

وما إن فتح عينيه السوداوين حتى سمعها تردد بصوت عال نسبيا الحمد لله الحمد لله ألف حمد وشكر ليك يارب ثم بدأت الدموع تهطل في غزارة على وجنتيها وكأنه بمجرد أن فتح عيناه قد أعطى أشارة لعيناها لتطلق سراح دمعاتها الحبيسة منذ أن دخلت العمليات معه ف تمتم بشفتيه بوهن شديد:
-متعيطيش أنا كويس.

لم تستطع أن تجيبه إلا بابتسامة متألمة ثم نكست رأسها في خزي فهي تحمل نفسها ذنب ما حدث له ف لولا خروجها في هذا التوقيت ما تعرض لكل هذا ثم خرجت من الغرفة باكية لم يستطع أن يثنيها عن خروجها فهو يعلم مدى الضغط الذي تعرضت له الليلة وما إن خرجت من الغرفة حتى توجهت مسرعة إلى الحمام لتبكي بشدة وتشهق حتى أفرغت ما في جعبتها من دموع ف هدأت واستكانت....

كان أدهم قد نقل لغرفة عادية ودخل له صديقه حازم ليطمأن عليه
-حازم: حمد لله عل سلامتك يا معلم عمر الشقي بقي
-أدهم: تسلم البركة فيك يا صاحبي
-حازم: لأ يا عم البركة في مراتك بعد ربنا ربنا يباركلك فيها باين عليها بتحبك أووي بس الصراحة أنتا محظوظ بيها والله حاجة كده بسكوتة ف نفسها و...
-قاطعه أدهم في حدة قائلا: متلم نفسك يا حازم ديه مراتي.

-حازم بمرح: هههه ما أنا عارف يا عم هو أنا قولتلك جوزهالي ألا صحيح ملهاش أخت عسل كده زيها تجوزهالي
-ادهم: شكل ليلتك السودا ديه مش هتعدي لأ ملهاش أخوات وبعدين ديه بنت عمي أصلا يعني مش بس مراتي
-حازم: أهاااا بنت عمك، حازم وكأنه تذكر شيئا: متقولش ديه مريييييم بنت عمك محمد حب الطفولة والمراهق