رواية عهد ابدي كاملة جميع الفصول بقلم بتول علي
رواية عهد ابدي كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة بتول علي رواية عهد ابدي كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية عهد ابدي كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية عهد ابدي كاملة جميع الفصول
رواية عهد ابدي كاملة جميع الفصول
داخل مبنى إحدى الشركات فى وسط الظلام يتسلل هذا الملثم ويصعد درجات السلم بخفه وحرص حتى وصل أمام إحدى الغرف ... قام بفتحها والدخول إليها وتوجه إلى الخزنه وأخرج المفتاح من حقيبته وقام فتحها... بحث داخلها جيدا وانتهى الأمر بأخذه لأحد الملفات ثم قام بإعاده اقفال الخزنه وبعدها هرب من الشركه كل ذلك ولم ينتبه أى فرد من أفراد الأمن لما حدث .
فى إحدى الشقق فى محافظه القاهره تجلس هذه السيده التى تجاوزت الخمسين فى غرفتها تبكى وتدعو الله أن يسامحها على ذنبها فضميرها يعذبها بشده بسبب فعلتها التى ټندم عليها أشد الندم ولكن فى بعض الأحيان الندم لا يفيد ولا يصلح أى شىء... قطع خلوتها دخول زوجه ابنها قائله
صباح الخير يا ماما.
ابتسمت لها قائله
صباح النور يا حبيبه... يامن صحى ولا لسه
جلست حبيبه بجوارها وهى تقول
صحى وبيصلى وأنا جهزت الفطار عشان يفطر قبل ما يروح الشركه وكنت جايه أناديلك عشان تفطرى.
أومأت نوال برأسها وقالت
ماشى اسبقينى وأنا هحصلك.
ابتسمت لها حبيبه وقبلت رأسها وأردفت قائله
طيب أنا هروح أحط الفطار على السفره.
خرجت حبيبه من الغرفه وبعد خروجها أخذت تفكر نوال ما الذى جلبته من وراء الحقد والكره ... هل هى سعيده الآن بعدما ډمرت كل شىء ماذا سيحدث إذا عرف يامن الحقيقه هل سيسامحها يا ترى تعترف أنها المسؤوله عن كل شىء وعليها أن تتحمل العواقب ... أغمضت عينيها بقوه ومن ثم خرجت من غرفتها إلى صاله المنزل حيث يجلس كلا من يامن وحبيبه على المائده فى انتظارها وعندما رأها يامن ابتسم وقال
صباح الخير يا ماما.
بادلته نوال ابتسامته قائله بحنو
صباح النور يا حبيبى.
جلست بجانبهم على المائده وقبل أن تتناول أى شىء لاحظت عدم وجود جميله فقالت وهى تنظر حولها
فين جميلهأنا مش شايفاها.
نظر لها يامن وقال بنبره ساخره
معاليها لسه نايمه لحد دلوقتى لأنها كانت سهرانه طول الليل.
نظرت له نوال وقالت وهى تبتسم
قلب أمها أكيد سهرانه بتذاكر.
نظر لها وهو يبتسم بسخرية وقال
فعلا بتذاكر طول الليل على الفيس والواتس.
رمقته نوال بنظره حاده وقالت
أنت مش هتبطل نقار فى أختك
أنهى يامن فطوره وأخذ حقيبته وغادر المنزل
وبعد مرور دقائق من مغادرته خرجت جميله من غرفتها وهى تتثاوب قائله
صباح الخير.
ضحكت نوال بشده على حاله جميله فقد كان شعرها غير مرتب مما أعطاها مظهرا مضحكا... توقفت نوال عن الضحك بعدما لاحظت نظرات جميله الغاضبه وقالت
صباح النور يا قلبى تعالى افطرى عشان تروحى الجامعه ... وابقى اربطى شعرك قبل ما تنامى عشان ميبقاش منظرك بالشكل ده لما تصحى.
جلست جميله على المائده وتناولت فطورها وبعد انتهائها توجههت إلى غرفتها وارتدت ملابسها وذهبت إلى جامعتها .
فى مكتب مفيد
كان يشعر بالڠضب والضيق الشديد ... كيف لا يشعر بذلك وقد سرق بالأمس ملف عرض المناقصه التى يسعى للحصول عليها ... زاد غضبه عندما أخبره رجال الأمن أنه لم يدخل أحد الشركه ... من يمكنه أن يسرق الملف ويخرج من الشركه دون أن يراه أحد من أفراد الأمن ... انتشله من أفكاره دخول يامن وهو يقول
اللى أنا سمعته بره ده صح ملف المناقصه الجديده اتسرق
وضع مفيد رأسه بين كفيه وزفر بضيق قائلا
للأسف أيوه ... أنا مش عارف أعمل إيه دى مش أول مره تحصل.
جلس يامن بجانب مفيد وابتسم قائلا
هنعمل حفله لما نفوز بالمناقصه.
نظر لها مفيد وعلامات الذهول تكسو وجهه ... كيف يمكن أن يمزح زوج ابنته فى موقف حرج كهذا ... هل أصابه الجنون بعدما سرق الملف ابتسم يامن فحتما لم يفهم مفيد مقصده وقال
أحب أقولك أن احنا مش فى مصېبه ولا حاجه الملف اللى اتسرق ده ملف عرض مناقصه من المناقصات القديمه وأنا حطيته بنفسى مكان الملف الأصلى عشان كنت عارف أنه هيتسرق.
ظهرت الابتسامه على وجه مفيد وقال
معنى كلامك أن الملف الأصلى معاك والملف اللى اتسرق ده أى كلام واللى سرقه مفكر أن ده عرض المناقصه اللى احنا هنقدمه.
بالظبط كدا.
قالها يامن وهو يفتح حقيبته ويخرج منها الملف الأصلى لعرض المناقصه ... نظر له مفيد قائلا بنبره يملؤها الانبهار
بجد برافو عليك أنا نفسى أشوف وش اللى سرق الملف لما يعرف أن الملف اللى معاه ده مش هو
الأصلى.
داخل أحد المنازل الراقيه كان يمسك هاتفه يتصفح الانترنت عندما دخلت شقيقته الغرفه وهى تحمل بيدها بعض الملابس وقالت
إيه رأيك فى البدل دى يا سامح
نظر سامح إلى البذل بتمعن وقال
حلوين جدا يا ريهام ...أنت جيباهم لأمجد
تنهدت ريهام قائله وهى تجلس على الأريكه
أيوه ومحتاره أخليه يلبس أنهى فيهم يوم فرحك.
نظر لها سامح وقال وهو يبتسم
طيب ما تسيبه هو يختار وريحى نفسك.
وضعت ريهام البذلات بجانبها على الأريكه وزفرت بضيق قائله
أنا لو سبت أمجد جوزى يختار فعلا البدله اللى هيلبسها يوم فرحك هيلبس بدله سوده وقميص أسود وكرافته سوده باختصار كده هيبقى أسود فى أسود زى عادته ويبقى شكله شكل واحد رايح يعزى مش رايح فرح وأنا مستحيل أسمح بكده ... وكمان هو مش هيكون عنده وقت يختار البدله اللى هيلبسها لأنه مش هيعرف ينزل من الكويت إلا قبل الفرح بيومين فساعتها هحطه قدام الأمر الواقع.
ضحك سامح بشده على حال شقيقته فهى دائما ټتشاجر مع زوجها بسبب ملابسه السوداء ... نظر سامح إلى البذل الموضوعه على الأريكه مره أخرى وقال
البدله البنى دى شكلها حلو ولأنها غامقه شويه احتمال كبير ميعترضتشى عليها.
↚
ابتسمت ريهام وقالت
متشكره جدا يا سامح ربنا ميحرمنيش منك.
أمام احدى العمارات التى يبدو عليها الجمال وكيف لا تكون جميله وهى تقع فى أحد الأماكن الراقيه ...صف سيارته فى المكان المخصص لصف السيارات وبعدها دلف إلى ذلك المبنى وتوجه إلى المصعد وضغط على بعض الأزرار وفى خلال ثوانى قليله وصل إلى شقته وفتحهها ليتفاجئ بطفله يلقى بنفسه فى قائلا
وحشتنى أوى يا بابا.
قال وهو احتضنه
وأنت كمان يا قلب بابا.
خرجت زوجته من المطبخ بعد سماع صوت إبنها وهو يهتف بإسم والده وقالت
حمد الله على السلامه يا ياسر ... ثوانى والأكل هيكون جاهز.
لم يمضى الكثير من الوقت فقد قامت زوجته بوضع الطعام على المائده وشرعوا بتناوله وأثناء تناولهم الغداء قال ياسر
صحيح إيه أخبار حمزه فى الحضانه اليومين دول يا إيناس أنا مبقاش بيجيلى شكاوى منه زى الأول
أومأت إيناس برأسها وقالت
الحمد لله مشاكله قلت عن الأول بكتير.
نظر لهم حمزه قائلا بضيق
على فكره أنا مش بعمل مشاكل مع زمايلى هما اللى بيعملوا معايا مشاكل.
ابتسم ياسر وأردف قائلا بنبره ساخره
أنت برئ ومش بتعمل مشاكل خالص بأماره البنت اللى كسرتلها عروستها وبنت تانيه شديت شعرها والولد اللى عورته فى إيده وتليفون الميس اللى كسرته لما زعقتلك ومصايب كتير لو فضلت أعدها مش هخلص ... نفسى أفهم طالع كده لمين
نظرت له إيناس وقالت بنبره ذات مغزى
فعلا مش عارفه هو طالع كده لمين
أنهت كلامها وهى تنظر إلى ياسر الذى فهم ما ترمى إليه ولكنه لم يقل أى شىء .
كانت تجلس فى غرفتها وتبكى عندما دلف مفيد إلى
الغرفه ... وعندما وجدها تبكى زفر بضيق قائلا
وبعدين معاكى يا فريده مش قولنا مينفعشى تعيطى كده ... افرضى دلوقتى إن مريم هى اللى دخلت الأوضه دلوقتى وشافتك كده كان هيحصل إيه
ازداد بكاء فريده وقالت
ڠصب عنى يا مفيد مش قادره أتخيل أن مريم فى أقل من أسبوع هتمشى وتسيبنا
جلس مفيد بجانبها وهو يقول
دى سنه الحياه يا فريده مش معقول هتفضل طول عمرها قاعده جنبنا من غير جواز
سكت قليلا ثم استكمل قائلا
وبعدين هى مش هتقاطعنا أو هتبعد عننا وغير كده أنت فى أى وقت عايزه تشوفها هتقوليلى أخدك بالعربيه وفى أقل من نص ساعه هنكون عندها.
تناولت فريده أحد المناديل الورقيه الموضوعه على الكومود ومسحت دموعها وهى تقول
حاضر هبطل عياط ومش هعيط تانى .
نظر لها مفيد وقال وهو يبتسم
أيوه كده يا حبيبتى بطلى عياط وافرحى أنت فى الأخر أم العروسه.
فى أحد المطاعم الشهيره كانت تجلس تنتظر قدومه لتعطيه الملف الذى طلبه منها وبعد مرور بعض الوقت حضر وقال لها
جبتى اللى طلبته منك.
نظرت إليه وقالت وهى تبتسم
أيوه جبتهم ... يا ترى أنت جبتلى اللى اتفقنا عليه
أخرج من حقيبته بعض الأموال ووضعهم أمامها لمعت عيناها بشده عندما رأت المال الموضوع أمامها وبسرعه شديده أخرجت الأوراق وقامت باعطائها له وأخذت الأموال ووضعتهم فى حقيبتها وقالت
متشكره يا باشا وأنا دايما فى الخدمه.
ابتسم لها قائلا
اللى أنت أخدتيهم دول ولا حاجه بالنسبه للى هتاخديه لو
عرفتى تجيبيلى ورق عروض كل المناقصات اللى مفيد ويامن بيقدموا عليها.
تمام أنا هحاول أجبللك أى ورق يخص المناقصات.
قالتها وهى تغادر ابتسم وهو يقول بنبره يملؤها الحقد والغل
مش هسيبك يا يامن أنت ولا مفيد غير لما أدمركم وأقضى عليكم.
الفصل_الثانى
فى الكافتريا التابعه للجامعه التى تدرس بها جميله كانت تجلس تنتظر موعد المحاضره عندما سمعت صوت فتاه تقول لها
اتفضلى.
قالتها وهى تعطيها ظرف صغير ... نظرت جميله إلى الظرف باهتمام وقالت
أنا مش فاهمه إيه ده
أجابتها الفتاه قائله
فى واحد كان واقف هنا دلوقتى طلب منى أديهولك.
ابتسمت جميله للفتاه وقالت
تمام متشكره أوى.
انتظرت جميله ذهاب الفتاه وبعدها جلست على أحد المقاعد ... فتحت الظرف ووجدت داخله خاتما ذهبيا ... تفاجأت كثيرا عندما رأت الخاتم فهو الخاتم نفسه الذى أعجبها ولكنها لم تطلب من يامن شراؤه لأنه باهظ الثمن مع أنها تعرف أنها إن أرادته سيشتريه لها يامن ولكنها لا تحب إسراف المال فيما ليس مفيدا...أخذت الأفكار تتلاعب فى رأسها من يمكن أن يرسل لها هديه كهذه قامت بإخراج الورقه الموجوده فى الظرف وقرأتها والتى كان مضمونها
كل سنه وأنت طيبه وعقبال مليون سنه يا جميله... تعرفى إن أنا لحد دلوقتى مش مصدق أن القرده اللى كنت بشيلها على دراعى زمان كبرت وبقى عندها تلاته وعشرين سنه ... أتمنى تكون هديتى عجبتك ومتفكريش فى نقطه غاليه ومش غاليه لأن مفيش حاجه تغلى عليكى أنا لو أقدر أجبلك نجوم السما هجبهالك عشان أشوفك مبسوطه على طول.
تأكدت بعد انتهائها من قرائه الرساله أنه هو من أرسلها وبالأخص عندما رأت كلمه قرده لأنه لا يقول لها أحد هذه الكلمه غيره ولكنها تتسائل كيف علم بأمر هذا الخاتم فلا أحد يعرف هذا الأمر غيرها... هل أصبح يقرأ أفكارها الآن شعرت بقليل من السعاده لأنه لم ينساها وشعرت أيضا بالأسى لأنه لا يحاول حتى أن يلتقى بها ولكنها تعرف السبب فهو لا يريدها أن تجبره يوما ما على مصالحه يامن والعوده إلى سابق عهدهما ...نفضت كل ما فى رأسها من أفكار وقامت بنزع السلسال الموجود
↚
فى رقبتها ووضعت به الخاتم وبعدها ارتدته مره أخرى ... على الجانب الأخر كان ينظر لها وهى تقرأ رسالته وترتدى الخاتم ابتسم ابتسامه سريعه ومن ثم ارتدى نظارته الشمسيه واستقل سيارته وغادر المكان بأقصى سرعه
قام مفيد بدعوه يامن وعائلته لتناول الغداء فى منزله الذى هو عباره عن فيلا كبيره للغايه وفى غايه الجمال والتى تقع فى إحدى الأماكن الراقيه... ابتسمت حبيبه لوالدتها وقالت
وحشتينى أوى يا ماما.
وأنت كمان وحشتينى يا حبيبتى.
قالتها فريده وهى تبتسم لحبيبه ...نظر مفيد لحبيبه وقال بضيق مصطنع
مامتك بس اللى وحشتك وأبوكى مفيش خالص.
تدخلت فريده قائله بهدوء
هى بتتكلم معاك على طول وبتشوفك فى الشركه أما أنا مش بشوفها كتير.
نظر يامن إلى مفيد وقال
كنت عايز أسألك يا دكتور هو مدير شركه الاستيراد والتصدير الجديده كان فعلا من تلاميذك
ارتبك مفيد قليلا ولكنه قرر إجابه يامن فهو فى كل الأحوال سوف يعرف كل شىء وخاصه أن هذا المدير الذى يتحدث عنه سيكون حاضرا فى حفل زفاف مريم... نظر له مفيد وقال
أيوه يا يامن ومن دفعتك كمان.
ده الموضوع فعلا بجد ... ده مش بعيد كمان أكون عارفه.
قالها يامن وهو ينظر لمفيد بذهول ...ضيق مفيد عينيه وسأله بتوجس
أنت صحيح عرفت ازاى موضوع أنه كان من تلاميذى هو أنت قابلته
أجابه يامن قائلا
لما كنت قاعد بدردش أنا وسامح قالى بالصدفه أن صاحبه مدير شركه الاستيراد والتصدير الجديده كان واحد من تلاميذك ففكرت أسألك هو يطلع مين من زمايلى
نظر له مفيد بهدوء وقال
أنا مش فاكر اسمه بالظبط ... بس أنت بتقول أن سامح عازمه يحضر الفرح أخر الأسبوع شوفه وهتعرف ساعتها هو مين.
تملك الفضول من يامن وخاصه عندما لم يعرف من مفيد من هو هذا الرجل ولكنه قرر الصبر إلى نهايه الأسبوع ليعرف هويته كل ذلك وجميله تتابع حديثهم فى صمت وعقلها يخبرها أنها تعرف هذا الشخص ولكن ترى من يكون
چروح الماضى لا تختفى بسهوله ... ربما يلتئم الجرج ولكن يترك أثرا يذكرنا دائما به ... هو يتذكر كل چروحه ... يتذكر عندما عرف حقيقه
والدته ... لا يتذكر كم كان عمره فى هذا الوقت ولكن يتذكر ما حدث معه كل ما مر به ... يتذكر كذبه والده لم يكن يصدق أن المرأه التي كان يعتقد أنها والدته هى مجرد زوجه أب رغم صډمته بهذا الأمر لكنه لم يحزن بشأن هذا لطالما كانت تعامله كزوجه أب وليست أم ... يتذكر عندما كانت تصرخ في وجهه دائما عندما يطلب منها أى شىء وعندما كانت تعنفه لأتفه الأسباب ... يتذكر عندما حدثت مواجهه بينه وبين والده عندما سمع حديثه مع زوجه أبيه وعرف الحقيقه ...أخبره والده وقتها أن والدته تخلت عنه وتركته ... عاد بذاكرته إلى ذلك اليوم عندما صړخ فى وجه والده وهو يقول
أنت بتكدب عليا زى ما كدبت وقولتلى أن سها تبقى مامتى.
نظر والده إليه وعلامات الذهول تكسو وجهه هذا الطفل ېصرخ فى وجهه ويتحداه أيضا... هذا الطفل الصغير الذى ېخاف منه يتجرأ وېصرخ فى وجهه ... كتم غيظه وهو ينظر إلى ابنه بهدوء وقال
أنا لما كدبت عليك وقولتلك أن سها تبقى مامتك ده لأنى مكنتش عايزك تحس أنك معندكش أم ... بس صدقنى يا ممدوح أمك سابتك وأنت لسه مولود واتخلت عنك.
تطلع إليه ممدوح بأعين دامعه وأخذ يبكى لا يصدق أنه والدته أيضا نبذته كما نبذه زملائه ومعلميه
وأقاربه ... الجميع ينظر له وكأنه جرذ قذر ... ماذا فعل ليستحق كل هذا ربت توفيق على كتفه قائلا بحنو
أنا هفضل معاك يا ممدوح وعمرى ما هسيبك أبدا.
كفف ممدوح دموعه بأنامله ونظر إلى والده وهو يقول بحزم
أنا عايز أشوفها.
نظر له توفيق پصدمه ليستأنف ممدوح
أنا مش هكلمها أنا بس هشوفها من بعيد مش أكتر.
أمام إصرار ممدوح استجاب والده لطلبه وأخذه إلى المنزل الذى تقطن به والدته ... صف سيارته فى مكان قريب وأشار على إحدى السيدات ... نظر ممدوح إلى حيث يشير والده ليرى سيده جميله عينيها تشبه عينيه لدرجه كبيره ... نظر له والده وقال
شايف الولد اللى واقف جنبها ده
أعاد ممدوح النظر حيث يشير والده ليرى هذا الطفل الذى يعانق والدته وهى تبتسم له بحب ... الټفت إلى والده الذى قال
هى سابتك عشانه عمرها ما حبيتك ولا اعتبرتك ابنها هى بتحبه هو وبس.
نظر ممدوح إلى ذلك الطفل وقد امتلئت عينيه بالدموع ... لم يستطع تحمل رؤيه والدته وهى تغمر طفلا أخر بحبها وحنانها لذلك طلب من والده المغادره على الفور ... عاد بذاكرته إلى واقعه المرير ابتسم بسخريه فهو يشرب هذا الشىء الذى يفترض أن يجعله ينسى أوجاعه ولكن عجبا هو لا ينسى بل يتذكر ... يتذكر كل شىء ضغط بقوه على الكأس بيده ليتهشم وتخترق قطع الزجاج يده لم يبالى بالډماء التى تخرج من يده أو الألم الذى يشعر به فهذا الألم ليس كألم قلبه الذى يلازمه ولا يفارقه منذ طفولته .
مرت الأيام سريعا وأتى اليوم الذى سيتم فيه حفل الزفاف .
فى منزل سامح أمسكت ريهام البذله التى انتقتها لزوجها وقالت وهى تنظر له
اتفضل يا حبيبى البدله اللى هتلبسها.
ابتسم لها أمجد وقال
شكرا يا قلبى بس أنا اشتريت البدله اللى هلبسها وأنا فى الكويت.
أخرج أمجد البذله التى اشتراها ليريها إياها وكما توقعت ريهام فقد كانت البذله وقيمصها باللون الأسود... تأكدت أنها حتما ستصاب يوما بإحدى الجلطات بسبب زوجها الغريب للون الأسود فهو تقريبا كل ملابسه باللون الأسود ...حتى فى المناسبات السعيده يرتدى هذا اللون ...تذكرت ريهام عندما أتى أمجد لخطبتها برفقه والدته رحمها الله فقد كانت جميع ملابسه سوداء وهذا ما جعلها تظن أن والدته تجبره على هذه الزيجه فقد كان يبدو من مظهر ملابسه السوداء أنه يرثى نفسه لأنه سيتزوج ڠصبا وبسبب هذا الظن كانت سترفض الزواج منه قبل أن يقسم لها أكثر من مره أنه أتى لخطبتها بإرادته ولم يجبره أحد على ذلك ...تذكرت أيضا أنه اختار البذله التى سيرتديها فى حفل زفافهما سوداء أيضا إلا أنها أصرت أن يرتدى بذله بلون أخر وأمام اصرارها اضطر لتغير البذله واختار بذله بلون مختلف ... فاقت من شرودها على صوته وهو يناديها قائلا
مقولتليش يا حبيبتى إيه
رأيك فى البدله
كزت ريهام على أسنانها من الڠضب ولكنها أخفت ذلك وابتسمت ابتسامه مصطنعه وقالت
أنت مش عايزنا نتخانق صح يا أمجد
↚
ظهرت علامات الاندهاش على وجه أمجد فهو لا يفهم لماذا تقول هذا .
إذا كنت مش عايزنا فعلا نتخانق يبقى هتلبس البدله اللى أنا جايبهالك وهتجيب البدله اللى أنت جايبها دى.
قالتها وهى تأخذ البذله السوداء من يده وتناوله البذله الأخرى وبعدها خرجت من الغرفه تاركه إياه يرتدى البذله التى اختارتها له .
بعد مرور ساعات بدأ حفل الزفاف فى إحدى القاعات الراقيه ووصل ياسر برفقه إيناس إلى الحفل ورحب بهم مفيد وأمجد أما يامن فقد كان منشغلا بأحد أصدقائه ولم يرحب بياسر كما أنه لم يراه أيضا وقد أسعد هذا مفيد وتمنى أن يمر الحفل دون أن يرى كلا من ياسر ويامن بعضهما .
كانت تجلس حبيبه على إحدى الطاولات بجوار نوال أما جميله فقد شعرت پألم شديد فى رأسها ولذلك ابتعدت قليلا عن الحفل ...سألت نوال حبيبه قائله
هو كتب الكتاب امتى
كمان عشر دقائق.
قالتها حبيبه وهى تنظر إلى مريم ... نظرت نوال هى الأخرى إلى مريم وقالت
أختك يا حبيبه بسم الله ماشاء الله قمر منور.
ابتسمت حبيبه وقالت
ماما لما شافت مريم النهارده كده قعدت تقرأ قرآن كتير أوى عشان خاېفه لتتحسد.
عندها حق كويس أنها عملت كده.
قالتها نوال لتؤما لها حبيبه رأسها بهدوء .
أثناء وقوف يامن مع مفيد الذى يستقبل المدعوين رأى يامن أحد أصدقائه القدامى فأتجه نحوه ولكنه فجأه اصتدم بأحدهم عن طريق الخطأ وقبل أن ينطق بأى كلمه ألجمت الصدمه لسانه... كانت الصدمه أيضا من نصيب الأخر ...ظل كلا منهما ينظر للأخر بذهول لا يصدق أيا منهما أنهما تقابلا بعد كل هذه السنوات... فى هذه اللحظه ظهرت إيناس ولم تكن انتبهت لوجود يامن وقالت
ياسر ... دكتور مفيد بيسأل عليك.
لم يرد عليها ياسر وهذا أثار دهشتها ... لاحظت أنه ينظر لشخص ما فنظرت إلى حيث ينظر وتفاجأت بوجود يامن .
عادت إلى الحفل بعدما أخذت مسكن لرأسها وكانت الصدمه فى انتظارها عندما رأت ياسر ويامن يقفان أمام بعضهما... مرت دقيقه قبل أن تتأكد مما تراه وبعدها هطلت دموعها بغزاره ... لا تصدق أنها تراه يقف أمامها... لا تصدق أنها ترى شقيقها بعد كل هذه السنوات .
الفصل_الثالث
لاتصدق هل حقا سمعت صوته للتو
صوت أكثر شخص تبغضه يسألها بكل تبجح عن حالها ...التفتت على الفور لتتأكد إن كان حقا هو أم هى مجرد أوهام ولكن للأسف هو يقف أمامها بكل وقاحه ويسألها عن حالها وقبل أن تتفوه بأى كلمه تفاجأت بوجود أمجد وتدخله فى الحديث وهو ينظر لهذا البغيض پغضب قائلا
أنت إيه اللى جابك يا ممدوح ولا أنت أما بتصدق يبقى فى مناسبه سعيده عشان تيجى بوشك العكر ده وتنكد علينا.
تدخلت ريهام قائله وهى تنظر إلى ممدوح
امشى من هنا يا ممدوح وسيبنا فى حالنا بقى... أنت إيه يا أخى مبتزهقش
زفر ممدوح بضيق وقال وهو ينظر لكلا منهما
أنا جاى أعمل الواجب وأبارك لإبن عمى اللى بيتجوز لأنى أنا واحد بيفهم فى الأصول مش زيكم مكلفتوش خاطركم تتصلوا وتعزمونى ودى تبقى على فكره عيبه فى حقكم يا بنت عمى.
صاح به أمجد قائلا بإنفعال
أنت لو ما خرجتش من هنا دلوقتى على رجليك وبمزاجك صدقنى أنا هخرجك على نقاله وفى عربيه الاسعاف.
أنا مش هضيع وقتى معاك أصلا لأنى مش فاضيلك دلوقتى عشان كده أنا همشى بس لما أفضالك أنا هندمك على الكلام اللى أنت بتقوله دلوقتى وأظن أنت بقيت عارفنى كويس وعارف إن أنا لما بقول حاجه بنفذها.
قالها ممدوح وهو يغادر الحفل... وتتبعه نظرات أمجد الغاضبه .
كان كلا منهما ينظر للأخر والصدمه تسيطر عليه ولم ينطق أيا منهما بكلمه ولكن لم يستمر هذا طويلا فقد قطع يامن هذا الصمت قائلا
أنت بتعمل إيه هنا
نظر له ياسر بعدم اكتراث وقال
وأنت مالك أنا بعمل إيه هنا خليك فى نفسك.
كان يامن سيقوم بالرد عليه ولكن قاطعته جمليه التى تدخلت على الفور لمنع حدوث أى مشاجره بينهم
قائله
عشان خاطرى بلاش تتخانقوا لو ليا خاطر عندكم أنتم الأثنين.
أنا مش
بتخانق يا جميله أنا بس بسأله هو بيعمل إيه هنا
مش أكتر.
قالها يامن
↚
وهو ينظر لياسر بضيق ... قبل أن يقول ياسر أى شىء فؤجئ بأمجد الذى قال
ياسر ويامن كويس أنكم موجودين هنا أعرفكم ببعض ...ده يا ياسر يبقى يامن نسيب دكتور مفيد يعنى العروسه تبقى أخت مراته.
نظر ياسر تجاه يامن قائلا بنبره ساخره
تشرفنا.
استكمل أمجد حديثه قائلا وهو ينظر إلى يامن
ده بقى يا يامن يبقى صديقى وشريكى ياسر ويبقى كمان أقرب صديق لسامح.
نظر يامن تجاه ياسر ولم يرد ... قام ياسر بأخذ إيناس وغادر الحفل على الفور وسط ذهول أمجد الذى لا يفهم ما يحدث .
فى الخارج كان ياسر سيستقل سيارته عندما سمعها تناديه قائله
هتفضل لحد امتى تهرب مننا
أنا مش بهرب منك يا جميله أنا بس مش عايز أشوف يامن .
قالها ياسر وهو يلتفت إلى جميله ... نظرت جميله إلى إيناس پغضب وقالت
أه طبعا كله عشان الست هانم تتبسط... أكيد يا إيناس أنت مبسوطه صح بعد ما دخلتى علينا زى غراب البيت وأخدتى أخويا.
صاح بها ياسر قائلا بانفعال
جميله اسكتى خالص أنت متعرفيش حاجه.
نظرت له جميله بأعين دامعه وقالت
لا عارفه كويس أنت رفضت تصدق يامن وصدقت الهانم وأخوها ... أنت فضلتها زمان علينا خليها بقى تنفعك.
قامت بنزع الخاتم الذى وضعته فى سلسالها وأمسكت بيده ووضعت الخاتم بها وقالت
خلى ده كمان معاك أنا مش عايزاه.
أعطته الخاتم وعادت إلى الحفل تاركه إياه يحدق فى الخاتم الذى أعادته له وعلامات الحزن تكسو وجهه... ربتت إيناس على كتفه وقالت
أنت لازم تفهمها كل حاجه يا ياسر.
نظر لها ياسر بحزن وقال
أفهمها إيه بس يامن ونوال لعبوا بدماغها خالص.
استقل ياسر سيارته وعاد إلى منزله وبعد خلود إيناس للنوم خرج إلى الصاله وأخذ يتذكر كيف بدأت هذه القصه .
قبل ثلاث وثلاثين سنه
وقع خبر زواجه بأخرى على أذانها كالصاعقه فهو لم يتزوج بأى امرآه بل بجارتها التى تسكن أمامها مباشرة لم تصدق ما سمعته إلا عندما توجهت إلى منزل جارتها ووجدت المأزون قد انتهى من عقد قرانهما ...حدث كل هذا وهى تقف كالمغيبه لا تصدق ما حدث للتو... لا تصدق كيف فعل هذا بها وهى كانت ستخبره بخبر حملها بالطفل الذى طالما انتظراه ...الآن تراه سعيدا بخيانتها ...وقعت عينيه عليها لم يكن متفاجئا فحتما كانت ستعرف بالأمر فهو حتى لم يحاول إخفاء الأمر عنها مراعاه لمشاعرها...لاحظت بروده وعدم مبالاته بوجودها فتقدمت نحوه بخطوات واثقه ووجهت حديثها له ولجارتها قائله
مبروك ليكم أنتم فعلا تستحقوا بعض لأنكم خونه يعنى فوله واتقسمت اثنين.
قال وهو يحاول الدفاع عن نفسه
راويه أنا معملتش حاجه غلط أنا من حقى أتجوز واحده واثنين وثلاثه وأربعه.
نظرت له راويه بسخريه وهى تقول
لا عداك العيب يا جمال أنت من حقك تتجوز زى ما أنت عايز وأنا كمان من حقى أنى أقبل أو أرفض الوضع ده وأنا مش موافقه عليه.
نظر لها جمال قائلا بتوجس
قصدك إيه
قصدى تطلقنى يا جمال.
قالتها راويه وهى تنظر له بسخط ...صاح بها جمال قائلا
مش هطلقك يا راويه.
صړخت فى وجهه قائله پغضب
لا هتطلقنى يا جمال وإلا هرفع عليك قضيه خلع وهتبقى فضيحتك بجلاجل وسط الرجاله ومش هتعرف ترفع رأسك وأنت ماشى فى الشارع... أنت عارفنى كويس يا جمال وعارف أنى أعملها.
نظرت إلى جارتها نوال پغضب وقالت وهى تنظر لها بإزدراء
مبروك عليك يا نوال ... على رأى المثل اللى سابته الهانم تأخده مساحه السلالم.
صاح بها جمال قائلا پغضب
احترمى نفسك يا راويه.
صاحت هى الأخرى به قائله پغضب
أنا محترمه ڠصب عنك وعشان كده أنا هديك مهله أسبوع تطلقنى قبل ما أفكر أرفع قضايا ضدك ...سلام يا عرسان أتمنى ليكم حياه زوجيه تعيسه.
غادرت راويه منزل نوال وذهبت إلى منزلها وفعلت كل ما بوسعها ليقوم جمال بتطليقها وبالفعل قام بتطليقها بعد مرور أسبوع واحد فقط على زواجه من نوال ولم تخبره راويه بحملها ... قررت راويه الذهاب إلى مزرعه شقيقتها ولاء تقضى بها فتره حملها وألا ترجع إلا بعد ولادتها لأنها تعرف جيدا إذا علم جمال بحملها سيقوم بإرجاعها إلى عصمته رغما عنها وهى لا تريد ذلك...
بعد مرور سبعه أشهر أنجبت راويه ولد أسمته ياسر على إسم والدها وعادت بعدها إلى منزلها ليتفاجئ جميع أصدقائها
وجيرانها بالأمر وبالطبع وصل الخبر إلى مسامع طليقها جمال الذى قام بالذهاب على الفور لمنزلها وهو غاضب ...نظر لها جمال قائلا بإنفعال
أنت ازاى تعملى كده
نظرت له راويه بعدم اكتراث لإنفعاله وقالت
أنا عرفت بحملى فى اليوم اللى أنت اتجوزت فيه ومكنتش عايزه حاجه تربطنى بيك ومستحيل كنت أسمح أنك تردنى لعصمتك بعد اللى عملته ... صحيح نسيت أباركلك أنا عرفت أن نوال حامل وهى دلوقتى فى الشهر السابع.
أنا هاخد إبنى يعيش معايا.
قالها جمال بحزم وهو ينظر لراويه ...ضحكت راويه ضحكه عاليه قبل أن تقول ببرود
فى أحلامك مش هتقدر تأخده أبدا.
انصرف جمال غاضبا وهى تضحك بشده قائله
استنى خد سبوع لنوال.
بعد مرور شهرين أنجبت نوال ولد أيضا قام جمال بتسميته يامن لأن هذا الأسم قريب من إسم ياسر .
مرت عده سنوات واستمرت الخلافات والمشاكل بين روايه ونوال حتى بعد وفاه جمال فى الوقت الذى كانت فيه نوال تحمل فى أحشائها طفل أخر وبعد مرور عده أشهر من وفاه جمال أنجبت نوال فتاه وأسمتها جميله ... زرعت كلا من راويه ونوال الكره والحقد فى قلب طفلها تجاه الآخر إلى أن أتم كلا منهما العام الحادى عشر من عمره وعلى الرغم من تواجدهما معا فى نفس المدرسه وفى نفس الفصل أيضا ولكن هذا لم يغير أى شىء فظل الوضع كما هو يكرهان بعضها إلى درجه كبيره إلى أن أتى اليوم الذى تغير فيه كل شىء .
فى المدرسه الإبتدائيه وبالتحديد الفصل الذى يوجد به ياسر ويامن دخل معلم الرسم الذى يدعى عبد المجيد وهو المعلم الذى يكرهه جميع الطلاب بسبب أسلوبه الفظ فى التعامل معهم وقال
↚
مدحت وياسر أنتم قاعدين تتكلموا من ساعه ما دخلت قوم يا ياسر تعالى اقعد جنب يامن وأنت يا محمود قوم من جنب يامن وروح اقعد جنب مدحت.
فعل ياسر ما طلبه منه عبد المجيد رغما عنه وجلس بجوار يامن ...نظر عبد المجيد إلى الطلاب وقال دلوقتى كل واحد يطلع كراسه الرسم والقلم الړصاص والألوان واللى ناسى حاجه من الحاجات دى يقوم يقف لأنى همر عليكم دلوقتى واللى هلاقيه ناسى حاجه وموقفشى عقابه هيكون أشد.
قام جميع الطلاب بوضع أدواتهم على مقاعدهم وعندما كان يقوم ياسر بإخراج أدواته لم يجد علبه الألوان ... نظر عبد المجيد إلى جميع الطلاب وقال
غريبه محدش وقف معنى كده أن كلكم معاكم الأدوات ماشى أنا همر عليكم وأشوف بنفسى واللى مش هتكون كل أدواته معاه هخليه عبره لكل اللى فى الفصل.
انتفض ياسر بعد سماع كلام عبد المجيد وكان سيقف ولكن يد يامن منعته فنظر له ياسر باستفسار فوجده يقوم بتقسيم ألوانه بينهما ...لم يتوقع ياسر هذا الأمر فقد أنقذه
يامن بفعلته من ڠضب عبد المجيد ...بعد إنتهاء اليوم الدراسى وأثناء خروجهما من المدرسه
سمع يامن صوت ياسر وهو يقول
أنت عملت ليه كدا
حمل يامن حقيبته وقال وهو يغادر
عشان مش هكون مبسوط لما الأستاذ عبد المجيد أخويا.
تأثر ياسر لسماعه هذه الكلمه وتحسنت علاقته بيامن فأصبحوا يتشاركان فى كل شىء وأصبح بهم المثل فى الأخوه فقد كان كلا منهما نعم الأخ للأخر وقد أزعج هذا الأمر كلا من راويه و نوال ولكن لم تستطع أيا منهما فعل شىء فى هذا الأمر... مرت الأيام وكانت علاقه ياسر ويامن تصبح أقوى ...كل يوم عندما يرجع ياسر ويامن من المدرسه يجدان نوال وراويه ټتشاجران فى الشارع لأتفه الأسباب فعلاقتهما كل يوم تصبح أسوء من اليوم الذى قبله ...نظر ياسر ويامن إلى بعضهما بقله حيله ثم اتجها لإنهاء تلك المشاچره ... ظل هذا الوضع قائما على الرغم من مرور الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات لم يتغير أى شىء .
فى أحد الأيام عند رجوع ياسر ويامن برفقه صديقهم مدحت من الجامعه وجدوا المشهد نفسه الذى يتكرر كل يوم راويه ونوال ټتشاجران بالرغم من تقدم كلا منهما فى السن ولكن لم يتغير أى شىء ...صړخت نوال فى وجه راويه وقالت
هى حصلت ترمى زبالتك قدام بيتى يا راويه.
صړخت راويه هى الأخرى فى وجه نوال وقالت
أنت اللى حصلت ترمى الميه على غسيلى.
وجهت كل واحده منهما إلى الأخرى اټهامات مصحوبه بالإهانات وكالعاده قام
ياسر ويامن بإنهاء المشاچره
وتوجه مدحت إلى والده الذى كان يشاهد ما يحدث وقال وهو يعاتبه
أنت نزلت ليه يا حاج المحل وأنت تعبان
أنا كويس يا ابنى متشغلشى بالك.
قالها والد مدحت وهو يعود إلى محله ... لحق به مدحت وقال
صحيح كانوا بيتخانقوا ليه النهارده
زفر بضيق وقال
والله ما أعرف أنا طلعت من المحل على صوت الست نوال بتخانق مع الست راويه وصوتها جايب أخر الشارع يلا ربنا يهديها.
ضحك مدحت وقال
طيب متتجوزها يا حاج وتحكمها وتريح الناس من خناقتها.
انتفض ماجد بعد سماعه لكلام مدحت وقال
أتجوز مين !! بقى بعد أمك الله يرحمها اللى كانت ست عاقله ومحدش بيسمع صوتها أتجوز نوال ...ليه يعنى هتجنن على كبر.
ضحك مدحت بشده من كلام والده وأيضا ضحك ماجد ولم ينتبها لوجود يامن الذى سمع حديثهم ودخل منزله وهو غاضب ... مما دفع نوال لسؤاله قائله
مالك فى إيه
أجابها بنبره تحمل مزيج من الڠضب والسخريه
مفيش أى حاجه خالص...الناس كلها بتلسن على أمى وأم أخويا وبقى الكل بيشوفهم جوز غجر بسبب خناقتهم اللى ملهاش معنى كل يوم فى الشارع.
ضيقت نوال عينيها وقالت وهى تنظر إلى يامن پحده
مين اللى قال الكلام ده
صړخ يامن فى وجهها قائلا
وهتفرق معاكى مين اللى قال الكلام ده ...مش كفايه سيرتنا اللى على كل لسان وكل اللى يسوى واللى ميسواش بيجيب فيها.
هى اللى بتغلط فيا على طول وأنا مبقدرشى أسكتلها.
قالتها نوال وهى تصرخ وتنظر إلى يامن پغضب مماثل لغضبه.
يجب وضع حد لهذا الأمر اليوم قبل الغد... هو يعرف جيدا...يعرف أن والدته هى من تقوم برمى المياه على الملابس التى تغسلها راويه... يعرف أن والدته تتهم راويه زورا برمى القمامه أمام منزلها رغم معرفتها بأن القطط هى من تقوم بنثر القمامه أمام المنزل ... نظر لها يامن بعتاب وقال
هى اللى بتغلط فيك برضه... بتتهميها أنها اللى بترمى زباله قدام البيت مع أنك عارفه أنها مبترميش حاجه وأن القطط هى اللى بتبعتر الزباله وكمان بتتعمدى وأنت بترمى الميه ترميها على غسيلها.
حاولت نوال مقاطعته ولكنه استكمل
أنا زمان لما كنت صغير كنت بشوفك وأنت بتعملى كل
↚
ده وكنت بقول بكره تتغير وتبطل بس بكره وبعده جه وأنت لسه زى ما أنت مفيش فايده.
بكت نوال بشده بعد سماعها ما قاله يامن ... لأول مره تشعر بالضعف تشعر بالانكسار... نظرت له وقالت وهى تبكى
ابن راويه عرف يقسيك على أمك.
زفر يامن بضيق قائلا
هو أصلا مش بيكلمنى فى المواضيع دى أساسا مع أنه بيكون عارف زيى بالظبط أنك أنت اللى غلطانه مش طنط راويه كفايه إيدك يا أمى مبقاش ينفع كده عشان خاطرى وخاطر جميله هتبقى مبسوطه لما تتعلم الحاجات دى كلها منك أنت ليه بتعملى كده بس
الحب أجل الحب هو سبب كل شىء ... أحبت جمال بشده ولكنه لم يبالى بها وتزوج راويه ... الضعف الإنهيار وخيبه الأمل هذا ما شعرت به نوال فى هذا الوقت ولكنها أبدا لم تستسلم ...فعلت المستحيل للحصول على حبها وقد استطاعت أن توقع جمال فى حبها وقد وصل به الأمر للزواج بها ولكن بعد فتره أخبرها أنه يحب راويه ...كيف يمكن لإمرأه أن تتحمل فكره حب زوجها لإمرأه أخرى.
أنا كنت بحب جمال بس هى خدته منى ولما أنا اتجوزته وطلقها بعدها بفتره من ولادتك بقى بيقولى أن أنا غلطه عمره وأن هو ندمان عشان اتجوزنى وطلقها وفضل يقولى أنه مش هيطلقنى عشان ميبقاش ولاده الإثنين بعيد عنه كفايه عليه واحد راويه أخدت كل حاجه حلوه منى جوزى اللى كان ندمان أنه سابها وإبنى اللى بيعاتبنى دلوقتى عشانها.
قالتها نوال وهى تبكى بحسره على حالها ...نظر لها يامن و قال بنبره حانيه
صدقينى أنا بتكلم معاكى دلوقتى عشان مش عايز حد يجيب سيرتك على لسانه.
خلاص يا ابنى مش هعمل أى حاجه تانى وهبعد عن طريق راويه نهائى.
قالتها نوال وهى تبتسم ليامن.
ترى هل ستفى نوال بوعدها حقا أم سيحدث مالا يحمد عقباه
الفصل_الرابع
الأخوه ... شىء رائع أن يكون لديك شقيق يساندك ويقف بجانبك دائما ... الأخ هو الشخص الذى يساندك دوما ويقف معك فى الضراء قبل السراء إذا لم يكن لديك شقيق يحبك فقد
خسړت حقا الكثير .
داخل الجامعه التى يدرس بها ياسر ويامن ابتسم ياسر وقال
عايزين نشد حيلنا دى أخر سنه.
حقا ياسر يقول له علينا المذاكره ! ... لابد أنها مزحه شقيقه الذى يكره المذاكره أكثر من أى شىء أخر يقول له يجب أن نذاكر ...ضحك يامن بشده وقال
يا سلام ماتقول لنفسك يا أخويا مبتفتحشى كتاب غير فى الإمتحانات بس.
ابتسم ياسر وقال
العبره بالنتيجه ونتيجتى الحمد لله مشرفانى.
نظر له يامن نظره ذات مغزى
فاستكمل ياسر
وطبعا ده بفضل التلخيصات اللى أنت بتعملها وأنا بذاكر منها.
أنا خلصت محاضراتى وهروح هتيجى معايا
قالها يامن وهو يخرج من المدرج أجابه ياسر قائلا
لا أنا هروح مشوار كده وبعدين هروح.
ترك يامن ياسر وخرج من المدرج وأثناء خروجه من الجامعه رأى أحد زملائه وهو ممدوح الذى يتصف بشخصيته البغيضه والمتكبره وكالعاده استغل ممدوح فرصه رؤيته ليامن كى يضايقه فهو يغار منه بسبب تفوقه عليه فى كل شىء فاستوقفه وقال وهو ينظر له نظرات ساخره
هتمشى من غير ماتسلم اخص عليك يا ميمو.
ضحك صديق ممدوح وقال
هيسلم ازاى بس يا ممدوح ده بيتكسف من خياله مش كده يا بطه.
ضحك ممدوح بشده هو وأصدقائه وهذا ما أثار ڠضب يامن بشده ولكنه تحكم فى انفعالاته ببراعه وقال
السلام ده بيبقى للرجاله مش للعيال
اللى زيكم عاملين زى الدبان بالظبط بيتلم على أى حاجه حتى لو شويه زباله.
سخر جميع الطلاب الذين وقفوا لمتابعه ما يحدث من ممدوح وأصدقائه بعدما سمعوا ماقاله يامن وأصاب ممدوح الذهول مما سمعه وقال بنبره مليئه بالڠضب
أنت قد الكلام اللى أنت بتقوله دلوقتى.
نظر له يامن بعدم اكتراث وقال
أيوه أنا قده ومتبرقليش بعينك كده لأن أنت أخر شخص ممكن أخاف منه.
توجه ممدوح ناحيته وقال وهو يحاول لكم يامن
أنت شكلك عايز تتعلم الأدب.
أمسك يامن يد ممدوح وقام بلكمه لكمه أسقطته أرضا... يقال اتقى شړ الحليم إذا ڠضب وهذا هو يامن عندما يغضب عليك أن تتجنبه تماما وإلا فالتتحمل العواقب... نظر ممدوح إلى يامن نظره غاضبه وقال
والله لأندمك على اللى عملته ده يا يامن.
بادله يامن نظرته بأخرى ساخره ولم يبالى بما قاله هذا المعتوه ومن ثم غادر .
بعد مرور عده أيام على هذه المشاچره
كان يامن يقود دراجته الناريه قاصدا العوده إلى منزله وكان ذلك فى وقت متأخر من الليل فجأه قاطعه سبعه أشخاص بدرجاتهم الناريه وأسقطوه من على دراجته وبعدها أوقفوا دراجاتهم ووقفوا أمام يامن وعندما نظر إليهم يامن وجدهم ممدوح وأصدقائه
رمق يامن ممدوح بنظره غاضبه وقال
أنت مچنون ولا شكلك كده!
نظره إليه ممدوح بسخريه وقال وهو يكز على أسنانه بڠصب
أنا أبقى مچنون لو مندمتكش على اللى عملته.
ھجم ممدوح وأصدقائه على يامن الذى قاومهم وأبرح بعضهم ضړبا ولكن كما يقال دائما الكثره تغلب الشجاعه وهذا ما حدث مع يامن فقد تفوق ممدوح وأصدقائه عليه فى النهايه وأوسعوه ضړبا وغادروا المكان تاركين يامن ملقى على الأرض فاقدا الوعى وجبينه ېنزف بشده
تجاوزت الساعه الواحده منتصف الليل ولم يعد يامن كانت نوال تسير ذهابا وإيابا وحاله من القلق الشديد تسيطر عليها وجميله تحاول تهدئتها بينما راويه تجلس تنتظر اتصال ياسر فقد ذهبت نوال إلى منزل راويه وأخبرت ياسر أن يامن لم يعد إلى المنزل فذهب ياسر برفقه مدحت للبحث عنه وطلب ياسر من راويه قبل ذهابه أن تبقى مع نوال لم تستطع راويه أن تتحمل تحركات نوال أمامها بهذه الطريقه التى تربكها فنظرت إلى نوال وقالت
اهدى شويه يا نوال واقعدى خيلتينى.
صاحت بها نوال قائله بانفعال
اهدى إزاى وابنى معرفشى هو فين أنا كلمته الساعه عشره وهو قالى أنه جاى على الطريق ودلوقتى الساعه عدت واحده ومجاش ومش بيرد على موبيله.
أخذت تبكى بشده فهى تخشى أن يصيب فلذه كبدها أى مكروه ... لن تحتمل هذا الأمر ستموت إن حدث له أى شىء ... نظرت إلى راويه وقالت وهى تبكى
أنا قلبى مش مطمن يا راويه يامن مش بيرد على تليفونه.
قطع حديثهم رنين هاتف راويه وعندما رأته وجدت المتصل ياسر فابتعدت قليلا عن نوال وبعدها أجابت على الفور وقالت
أيوه يا ابنى طمنى عملت إيه.
فى ناس طلعوا على يامن وضړبوه وهو على الطريق ودلوقتى هو فى المستشفى.
اعتلت الصدمه
↚
وجه راويه ولكنها تحكمت فى انفعالاتها حتى لا تلاحظ نوال أى شىء وقالت
طيب ماشى احنا هنيجى عندكم.
تيجوا فين دلوقتى لا طبعا بكره الصبح تبقوا تيجوا وقولى لطنط نوال أن يامن كويس.
سألته راويه بتوجس
هو فعلا حالته كويسه
أجابها ياسر بنبره تحمل الكثير من الأسى والحزن فشقيقه الوحيد فى حاله يرثى لها
الصراحه لا ... بس لو قولتلها كده هتيجى دلوقتى ومش هينفع تمشوا دلوقتى فى الشوارع فى نص الليل.
تنهدت راويه قائله
خلاص ماشى يا ابنى مع السلامه وابقى اتصل طمنى على يامن.
كانت نوال تتابع راويه وهى تتحدث مع ياسر ولكنها بالطبع لم تسمع ما قاله ياسر لراويه وبعد إنهاء راويه المكالمه نظرت إلى راويه بلهفه وقالت
طمنينى ياسر عرف حاجه عن يامن.
أردفت راويه بنبره حاولت أن تبدو طبيعيه
هو عمل حاډثه بسيطه بس ياسر طمنى أنه كويس.
بدأت نوال بالصړاخ والبكاء
يا لهوى ابنى هو فين قوليلى هو فى أنه مستشفى.
قالت راويه وهى تحاول تهدئتها
ياسر طمنى وبكره الصبح هنروحلهم ... يامن اللى قال لياسر يقولنا منروحش المستشفى غير الصبح.
طنط راويه عندها حق يا ماما يامن أكيد مش عايزنا نروح دلوقتى المستشفى عشان خاېف علينا وحامل همنا.
قالتها جميله وهى تربت على كتف نوال ... قالت راويه وهى تؤما برأسها مؤيده لرأى جميله
أيوه فعلا وبعدين أنت أكيد مش هتكونى مبسوطه لما تروحى دلوقتى ويزعل أنك مسمعتيش كلامه وممكن كده يتعب أكتر.
استسلمت نوال وقالت
خلاص هنروح الصبح.
فى الصباح ذهبت نوال برفقه راويه إلى المستشفى التى يوجد بها يامن وعندما رأت ياسر ومدحت هرولت إليهم لتسألهم عن حاله يامن وعندما رآها ياسر قال
هو كويس متقلقيش.
أنا عايزه أشوفه... هو فين
قالتها نوال بصوت متقطع أشفق ياسر كثيرا على حالتها فهى رغم كل شىء أم تخشى أن تخسر فلذه كبدها .
بعد دقائق حضر الطبيب لفحص يامن فسألته نوال
هو عامل إيه يا دكتور دلوقتى
أجابها الطبيب قائلا
الحمد لله العمليه عدت على خير وهو دلوقتى كويس.
أصاب نوال حاله من الذهول والصدمه وقالت وهى تنظر إلى ياسر پغضب
ابنى كان في العمليات وأنت مقولتليش أنت اټجننت ازاى تعمل كده
نظر لها ياسر هو الأخر پغضب وقال
ولما تعرفى كنت هتعملى إيه هتجرى فى الشارع فى أنصاص الليالى وتيجى تصوتى قدام أوضه العمليات.
أردفت نوال پغضب وصوت مرتفع جعل جميع من فى المستشفى ينتبه لهم
وأنت مالك أنت ده ابنى وأنت ملكش أى حق تعمل كده.
وزى ما هو ابنك هو أخويا وأنا مش هسمح أنك تيجى المستشفى وتعملى فضايح فيها كفايه علينا المنطقه اللى عايشين فيها كل يوم والتانى ڤضيحه وأخويا مش عارف يحط عينه فى عين حد بسبب عمايلك.
قالها ياسر پغضب وهو ينظر إلى نوال صاحت به نوال قائله
ده على أساس أمك مبتعملشى حاجه !
إذا كانت أمى بتعمل حاجه فهى بس بترد على عمايلك مش أكتر وأنت عارفه كده كويس.
تدخل مدحت الذى كان يتابع حديثهم على الفور
قبل حدوث مشاجره وقال بهدوء
وحدى الله بس يا طنط نوال واهدى كده احنا فى مستشفى مينفعشى كده.
لا إله إلا الله بس أنت شوفته يا مدحت بيكلمنى ازاى.
ابتسم لها مدحت وقال
حقك عليا أنا متزعليش نفسك.
وأنت يا ياسر خلاص اقفل السيره دى وتعالى عايز أتكلم معاك شويه عن إذنكم يا جماعه.
قالها مدحت وهو يأخذ ياسر بعيدا عن الجميع وضع مدحت يده فى جيب بنطاله وتنهد قائلا
خلينا دلوقتى نفكر مين اللى عمل فى يامن كده.
أكيد ممدوح مفيش غيره.
قالها ياسر بثقه لم يستطع مدحت اخفاء دهشته فصديقه يبدو واثقا تمام الثقه أن ممدوح هو الفاعل سأله مدحت قائلا
واشمعنى هو اللى أنت شاكك فيه
لأن يامن حكالى على موقف حصل كده من كام يوم بينه وبين ممدوح وأنا متأكد أن هو اللى عملها والله ما هسيبه وهدفعه التمن.
قالها ياسر وهو يكور يده پغضب ويتوعد لممدوح أقسم أننى سأجعلك تدفع ثمن ما فعلته بشقيقى غاليا ...انتشله من دوامه أفكاره سؤال مدحت
هتعمل إيه معاه.
قال ياسر بهدوء عكس ما يشعر به فهو توعد أنه سيجعل ممدوح يندم ولن يتراجع عن هذا
أنا عارف كويس هعمل إيه معاه والموضوع ده أنا هخلصه
لوحدى ... متشكر ليك يا مدحت كفايه وقوفك معايا فى المستشفى من امبارح لحد دلوقتى بجد أنا بعتبرك
أخ تانى ليا.
ذهب ممدوح برفقه أصدقأئه
↚
إلى أحد المطاعم يضحك ويمزح معهم ولم يشعر بياسر الذى كان يراقبه والشرر يتطاير من عينيه بعد مرور بعض الوقت غادر ممدوح واستقل دراجته الناريه ليعود إلى منزله وبالفعل وصل إلى شقته التى يعيش بها بمفرده بعيدا عن عائلته ودخل إليها وهو يدندن وتوجه إلى غرفه نومه وفجأه انقطعت الكهرباء فزفر بضيق وقال
أوف إيه اللى قطع الكهربه دلوقتى بس
قبل أن يقوم ممدوح بإضائه المصباح المعلق على الحائط والذى يعمل بالشحن الكشاف فؤجى بشخص يلكمه فى وجهه بعصا حديديه على يديه ورجليه قويه ولم يتركه هذا الشخص إلا بعد أن أوسعه ضړبا ثم لاذ بالفرار .
فى صباح اليوم التالى كانت تجلس نوال بجانب يامن تطمئن عليه وكان ينظر لهما مدحت كان الصمت هو سيد الموقف قبل أن يقطع هذا الصمت مدحت وهو يقول
حمد الله على سلامتك يا يامن.
ابتسم له يامن وقال بخفوت
الله يسلمك ...صحيح فين ياسر
ابتسم له مدحت وقال
راح يوصل طنط راويه وجاى تانى بس أنا بصراحه مشوفتش زيكم أبدا.
نظر يامن نظره تدل على عدم فهم ما يرمى إليه ليستكمل مدحت قائلا
أخين من الأب بس ومع ذلك أنتم الأثنين ورثتم نفس فصيله أبوكم النادره o سالب.
وأنت عرفت منين الحكايه دى
قالها يامن وهو ينظر إلى مدحت بهدوء أجابه مدحت قائلا
أنت كنت محتاج ډم وياسر اتبرعلك لأن أنت وهو ليكم نفس فصيله الډم.
فى هذه الأثناء دلف ياسر إلى الغرفه ونظر إلى يامن وقال
أخبارك إيه دلوقتى يا يامن
أنا هروح أجيبلكم عصير وأجى
قالتها نوال وهى تخرج من الغرفه ... استغل يامن الفرصه وأخرج الجريده التى أخذها من الممرضه فى الصباح ثم وجه حديثه لياسر قائلا
أنت اللى عملتها مش كده
تظاهر ياسر بعدم فهم ما يرمى إليه يامن وقال وهو يحاول أن يبدو هادئا
عملت إيه مش فاهم!
قال يامن وهو يقوم بإعطائه الجريده
فى خبر فى الجريده بيقول أن ممدوح ابن رجل الأعمال توفيق صبري اتعرض للضړب فى شقته اللى هو عايش فيها بعيد عن أهله والفاعل مجهول ... أنا دلوقتى بسألك أنت اللى ضړبته صح
نظر ياسر للخبر فى الجريده ثم أعاد نظره إلى يامن مره أخرى وقال
صح وكسرتله إيديه ورجليه زى ما عمل معاك وعلى فكره لما أنا ضړبته كنت لوحدى مش جبت سته معايا عشان زى ما هو عمل معاك.
ضحك يامن بشده على أفعال شقيقه المجنونه والجريئه فى نفس الوقت فهو لا يصدق أن ياسر أوسع ممدوح ضړبا داخل منزله دون أن يترك خلفه دليل أو اثبات يدل على أنه الفاعل ... صحيح أن ممدوح لم يرى وجه ياسر ولكنه يعرف جيدا أنه هو الفاعل ولكن لن يتمكن من اثبات هذا الأمر... ابتسم يامن وقال
ممدوح عارف كويس أنه مش هيقدر عليا لوحده فعشان كده جاب أصحابه معاه.
ضحك ياسر بشده وقال
أنت لو تشوف شكله وأنا امبارح كان عامل ازاى هتقول عليه بطه بلدى.
ضحك يامن ومدحت بشده عندما تخيلا هذا الأمر يحدث أمامهما وقال مدحت
خلاص يا جماعه اقفلوا السيره دى بقى.
مر عامين على هذه الحاډثه تغير خلالهما الكثير من الأشياء تخرج ياسر ويامن من الجامعه وبعد مده طويله من البحث حصل كلا منهما على وظيفه قلت المشاحنات بين راويه ونوال كثيرا عن الفترات السابقه .
فى أحد الأيام فى منزل ياسر عندما كان يستعد لمغادره المنزل قالت له راويه
متخرجشى النهارده يا ياسر خالتك هتيجى عندنا وفى شويه طلبات لازم تروح تشتريها.
خالته قادمه لم تزورهم منذ وقت طويل ترى هل هى قادمه لأنها تريد ذلك أم أن والدته ألحت عليها لتأتى ... الټفت ياسر إلى والدته وقال
مش هينفع خالص يا ماما ورايا مشوار مهم أنا هنزل عند عم ماجد أقوله على الطلبات وهو هيبعتهملك وأنا هرجع البيت قبل ما يوصلوا.
أمائت راويه وقالت
المهم تكون فى البيت قبل ما يوصلوا.
تمام.
قالها ياسر وهو يغادر ... بعد مرور عده ساعات حضرت ولاء شقيقه راويه برفقه ابنتها الكبرى رحمه وابنها عادل ورحبت بهم راويه وهى تقول
ازيك يا ولاء أخبارك ايه يا حبيبتى.
الحمد لله كويسين ياريتك يا راويه تسمعى كلامى وتيجى تعيشى معانا فى البلد ونكون جنب بعض.
قالتها ولاء وهى تبتسم
لراويه بادلتها راويه الابتسامه وقالت
مش هينفع لأن ياسر متعود على المكان هنا ومش عايز يسيبه.
أردفت ولاء بتهكم
متعود على المكان ولا عايز يفضل مع ولاد نوال
قامت راويه بتغيير مجرى الحديث وقالت وهى تنظر إلى رحمه
بسم الله ماشاء الله كبرتى يا رحمه وبقيتى زى القمر.
ابتسمت لها رحمه ... نظرت ولاء حولها عده مرات قبل أن تقول
صحيح ياسر فين أنا مش شايفاه
فى هذه اللحظه دلف ياسر إلى المنزل ورحب بولاء وعادل ورحمه وقامت راويه بوضع الطعام على المائده وتناولوا الطعام وبعدها جلست راويه بمفردها مع ولاء
وقالت
بصراحه فى موضوع كنت عايزه أفاتحك فيه من زمان بس استنيت لما ياسر يتخرج ويشتغل والحمد لله هو بقاله سنتين بيشتغل.
ترى هل ما تفكر به صحيح هل شقيقتها تريد أن تحدثها فى أمر ياسر ورحمه كما تتوقع ابتلعت ريقها بصعوبه وقالت
موضوع إيه اللى عايزه تفاتحينى فيه يا راويه
أنا عايزه أخطب رحمه لياسر.
قالتها راويه صراحه وبدون أى مقدمات ... ظهرت علامات الذهول على وجه ولاء وظلت صامته مما دفع راويه لسؤلها قائله
قولتى إيه يا ولاء
بعد دقيقه من الصمت أجابتها ولاء قائله
الفصل_الخامس
الحياة تستمر ولا تتوقف عند أحد تمر بأفراحها وأوجاعها لا شىء يستمر فى هذه الحياة فالأفراح تنقضى والأوجاع تنقضى ونبقى نحن فى المنتصف نعيشها بحلوها ومرها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لا تعرف لما أصبح لسانها ثقيلا وكأنها تفاجأت من عرض راويه ... كانت تتمنى دائما وتنتظر أن يأتى اليوم الذى تتزوج فيه رحمه من ياسر فرحمه فى النهايه ابنتها الوحيده وهى لن تطمئن عليها إلا عندما تتزوج ياسر فهو ابن شقيقتها وأيضا تعتبره ابنها .
أخيرا تحقق حلمها وبعد طول انتظار شقيقتها تخبرها بكل صراحه بأنها تريد هذا أيضا .
تظاهرت ولاء بأنها تفاجأت وقالت وهى تنظر لراويه
أنا بصراحه اتفاجأت من كلامك يا راويه بس أنا مش هلاقى أحسن من ياسر لبنتى رحمه.
وأخيرا سيأتى اليوم الذى تتمناه كل أم وتتمناه راويه أيضا وهو أن تفرح بفلذه كبدها وابنها ياسر .
كانت تبتسم بشده ولكنها تذكرت أهم شىء وهو موافقه رحمه ... كيف غفلت عن هذا الأمر هل يمكن أن ترفض رحمه الزواج من ياسر
فهمت ولاء من نظرات شقيقتها ما يدور فى رأسها فنظرت لها وقالت
متقلقيش يا راويه رحمه مستحيل ترفض هى عمرها ما خالفت كلامى وعلى العموم أنا هتكلم معاها لما نروح.
انتهت الزياره وعادت ولاء برفقه رحمه وعادل إلى منزلهم ... جلست ولاء مع رحمه لتتحدث معها كما اتفقت مع راويه وأخبرتها بأنها تريد أن تحدثها فى أمر هام ولا يمكن تأجيله ... سألتها رحمه وقد
↚
بدأت تشعر بالقلق بعض الشىء
خير يا ماما موضوع إيه اللى عايزه تتكلمى معايا فيه
ابتسمت ولاء وأمسكت بكف رحمه وقالت
فى عريس متقدملك وأنا موافقه عليه.
وقع كلام ولاء على رحمه كالصاعقه وظهرت الصدمه على وجهها ولاحظت ولاء ذلك مما دفعها لسؤلها
مالك اتخضيتى كده لما سمعتى كلامى!
ظهر علامات الخرف والإرتباك على وجه رحمه والدتها تخبرها بوجود من يريد خطبتها وأيضا موافقه عليه ... ماذا ستفعل الآن سألتها بتوجس
العريس ده يبقى مين
لاحظت ولاء توتر رحمه بعض الشىء ولكنها اعتقدت أن هذا أمرا طبيعيا وبدون أى مقدمات قالت
ياسر ابن خالتك وطبعا مش هنلاقى أحسن منه عشان كده أنا قولت لخالتك راويه أننا موافقين.
صاحت رحمه قائله بانفعال
بس أنا مش موافقه على الموضوع ده.
هنا بدأ الشك يلعب فى رأس ولاء لماذا ترفض ابنتها الزواج بهذه الطريقه ودون أن تحاول التفكير فى الأمر لابد أن هناك سبب ويجب عليها معرفته ... نظرت إليها بحنق وقالت
ليه بقى إن شاء الله أنت فى حد تانى فى دماغك واوعى تقولى لا عشان مش ممكن يكون فى سبب تانى يخليكى ترفضى ياسر غير السبب ده.
وجدت رحمه أنه لا مفر من هذا المأزق سوى إخبار والدتها بالحقيقه فأخفضت رأسها وقالت
كلامك صح فعلا فى حد تانى فى دماغى.
أجفلت ولاء عينيها وحدقت إليها قائله
ويطلع مين ده.
أردفت رحمه بنبره مليئه بالخۏف
يامن.
نظرت لها ولاء پصدمه لا تصدق ما سمعته وقالت
أنت قصدك على يامن أخو ياسر
أجابتها رحمه بتوجس
أيوه.
عند هذه النقطه اڼفجرت ولاء فى وجه ابنتها بالصړاخ كيف تفكر بهذه الطريقه من بين
كل الرجال ألم تجد غير ابن نوال لتحبه ... قالت وهى تصرخ فى وجهها
أنت اتجننتى ولا جرا لعقلك حاجه أنت مفكره أنى هوافق على المهزله دى استحاله طبعا ده على جثتى.
أخذت رحمه تبكى ونظرت إلى والدتها قائله
بس يا ماما.
قاطعتها ولاء قائله بسخط
اخرسى خالص أنت دلوقتى هتكلمى خالتك راويه وهتقوليلها أننا موافقين.
نظرت لها رحمه پصدمه ولكن لم تعيرها ولاء أى اهتمام واستكملت قائله
ولو معملتيش كده دلوقتى لا أنت بنتى ولا أعرفك وقلبى وربى غضبانين عليك ليوم الدين.
فعلت رحمه ما أرادت منها ولاء بالظبط واتصلت براويه وأخبرتها أنها موافقه على الزواج من ياسر ... اتفقت راويه مع ولاء أن الخطبه ستكون نهايه الأسبوع
نظر ياسر إلى والدته والصدمه تكسو ملامح وجهه لا يصدق ما سمعه منها للتو وقال
أنت بتهزرى يا ماما مش كده !
ابتسمت وهى تربت على كتفه وقالت
لا يا حبيبى مش بهزر أخيرا جه اليوم اللى هفرح بيك فيه.
لا يصدق حقا أن والدته تريد أن تزوجه رحمه واتفقت مع خالته ولم تخبره بالأمر إلا الآن كيف تفعل هذا
لا يمكنه حقا استيعاب الأمر نظر لها وقال مستنكرا فعلتها
فرح إيه وبتاع إيه أنا مستحيل أوافق على الكلام ده.
أنا سألتك قبل كده إذا كان فى واحده فى حياتك وأنت قولتلى مفيش إيه مش موافق ليه دلوقتى
قالتها راويه وهى تنظر له مستنكره ما قاله للتو بادلها ياسر نظراتها بأخرى غاضبه وقال
أيوه حصل بس ده مش معناه أنك تروحى تكلمى خالتى وتتفقى معاها من غير ما أعرف ... أنت خليتي زى الأطرش فى الزفه.
صړخت به راويه قائله
يعنى أنا غلطانه عشان عايزه أفرح بيك وأشيل ولادك قبل ما أموت !
أنهت كلامها وأجهشت بالبكاء... أحزن هذا ياسر كثيرا فهو لا يحب أن يراها تبكى تنهد بحزن وقال
خلاص يا ماما أنا مش قصدى أزعلك أنا بس اتفاجئت بالموضوع حقك عليا واللى أنت عايزاه أنا هعملهولك.
نظرت له راويه وقالت وسط بكائها
أنا فكرت فى رحمه لأن دى بنت أختى وأنا عارفاها كويس وعارفه أخلاقها ومش هلاقيلك أحسن منها.
ابتسم ياسر وقال وهو يمزح
خلاص اللى تشوفيه أنت يا ست الكل ...
↚
كويس أنك أنت اللى اختارتى عشان متجيش فى يوم من الأيام تقوليلى مراتك عملت ومراتك سوت.
ضحكت راويه قائله
اطمن يا أخويا لا هقول ولا هعيد كلها شويه وهتكل على الله.
نظر لها ياسر وقال وهو يحتضنها بقوه
بعد الشړ عنك يا ماما ربنا يطول فى عمرك وتفرحى بيا وبولادى كمان.
فى صباح اليوم التالى فى محل ماجد والد مدحت كانت تقوم راويه بشراء بعض الاغراض وعندما انتهت أعطت المال لماجد وقالت
اتفضل الحساب يا حاج ماجد ... صحيح أنت ومدحت معزومين على خطوبه ياسر أخر الأسبوع.
فرح ماجد كثيرا بهذا الخبر فهو يحب ياسر كثيرا ويتمنى له كل خير ...ابتسم ماجد وقال
ربنا يتممله بخير ألف مبروك والله فرحتله.
الله يبارك فيك يا حاج ماجد ... أنا هستأذن أنا دلوقتى.
قالتها راويه وهى تغادر المحل ... بعد فتره من مغادرتها دخل يامن المحل وأثناء حديثه مع ماجد علم يامن بأمر الخطبه استطاع يامن بمهاره أن يخفى دهشته مما سمعه وابتسم ابتسامه مصطنعه وقال
أنا كنت جايلك دلوقتى عشان أعزمك بس واضح أن أم ياسر سبقتنى على العموم هستأذن أنا دلوقتى سلام.
غادر يامن المحل وهو يتوعد لياسر ... ذهب يامن إلى منزل ياسر وطرق عده طرقات على الباب قبل أن تفتح له راويه وعندما فتحت قال يامن
ازيك يا طنط ياسر موجود ولا خرج
موجود جوه فى أوضته تعالى ادخله.
قالتها وهى تشير باصبعها تجاه غرفه ياسر ... دخل يامن إلى غرفه ياسر الذى كان يجلس على حاسوبه وعندما رأى يامن ابتسم وقال
أخيرا صحيت من النوم أنا بقالى ساعه بتصل بيك.
نظر له يامن پغضب ولم يرد عليه لاحظ ياسر نظرته له فقال
مالك بتبصلى كده ليه المهم أنا عايز أقولك أنى هخطب كمان أسبوعين.
ابتسم يامن قائلا بسخريه
لسه بدرى يا أخويا جاى تقولى أنك هتخطب بعد ما عرفت من بره.
كيف علم يامن بأمر الخطبه وهو لم يخبر أى أحد انتشله يامن من أفكاره عندما رمى احدى الوسائد عليه وهو يقول پغضب
عرفت من عم ماجد وقالى أن أمك هى اللى
قالتله.
ضحك ياسر وقال
دى الحاجه شكلها ناويه تذيع الخبر فى مصر كلها.
نظر لها يامن وأردف بتهكم
ومالك بتقولها وأنت مبسوط كده يعنى أنا أخوك أكون أخر من يعلم.
زفر ياسر بضيق وقال
من امبارح وأنا بتصل عليك وموبايلك مقفول وطبعا أنت مش عايزنى أجيلك فى أنصاص الليل عشان أقولك أنى هخطب لأنك عارف كويس أن طنط نوال من غير أى حاجه مش بتطيقنى تخيل بقى لو أنا جيتلك نص الليل وخبطت على الباب إيه اللى هيحصل
فكر يامن قليلا بكلام ياسر ووجد أنه محق فهو يعلم أن والدته كانت ستفتعل مشكله كبيره إن حضر ياسر لمنزلهم فى وقت متأخر وأخيرا اقتنع بكلام ياسر وابتسم له وقال مازحا
يعنى خلاص ادبست يا مسكين.
أيوه وادبست بطريقه متخطرش على بالك.
قالها ياسر وبدأ يخبر يامن بكل ما حدث وما قامت به راويه وبعدما انتهى ضحك يامن بشده وقال
يا عينى عليك يا بطه مامى دبستك فى العروسه!
نظر له ياسر پغضب وقام الوساده على يامن ولكن استطاع يامن امساكها ... نظر اه ياسر وقال بسخط
أنت بتضحك عليا ! ... مش بعيد تروح دلوقتى تلاقى أمك مدبساك فى عروسه.
توقف يامن أخيرا عن الضحك وقال
لا أنا وضعى مختلف
أنا معنديش بنت خاله ماما تجوزهالى.
سكت قليلا ثم استكمل
ربنا يتمملك بخير.
فى اليوم التالى خرج ياسر برفقه يامن وجميله واشتروا بذله لكلا منهما وبعدها توجهوا إلى أحد المولات لشراء فستان لجميله ... نظرت جميله إلى مجموعه الفساتين الموضوعه أمامها وقالت
مش عارفه أنا محتاره أختار إيه
اختارى أى حاجه يا جميله وخلاص.
قالها يامن بنفاذ صبر نظرت له جميله وقالت باستنكار
لا طبعا مش أى حاجه وخلاص أنا عايزه أبقى أحلى واحده فى الخطوبه.
نظر لها يامن وعلامات الذهول تكسو وجهه لا يصدق أن شقيقته تفكر بهذه الطريقه وهى لا تزال طفله ماذا ستفعل عندما تكبر هذه الفتاه انتشلته جميله من أفكاره وهى تقول
أنا لما أكبر هخليك أنت وياسر تشترولى كل الفساتين الحلوه.
ابتسم ياسر وقال
ربنا يقدرنى وأجبلك أحلى فساتين يا أحلى قرده.
زمت جميله شفتيها پغضب وقالت
أنا مش قرده.
طيب يا ستى أنت مش قرده اختارى بقى فستان عشان لسه فى حجات كتير هنشتريها.
قالها يامن وهو ينظر لها بحنق نظرت له جميله ببرود وبعد مرور ساعه اختارت جميله أخيرا أحد الفساتين وبعدها غادورا المكان .
مرت الأيام وتمت الخطبه ومر عام وتخرجت رحمه من كليتها وتم تحديد موعد عقد القران بعد شهرين من تخرجها ... كانت رحمه حزينه ولاحظ ياسر ذلك ولكن أخبرته ولاء أن السبب فى حزنها أنها ستغادر منزلها بعد الزواج ... انتهت كل الأعمال اللازمه لشقه ياسر وقبل الزفاف بأيام قليله كان يجلس ياسر برفقه يامن عندما اتصلت به ولاء فأجاب على اتصالها وقال
ازيك يا خالتى عامله إيهوأخبار رحمه إيه
الحقنى يا ياسر رحمه مرجعتشى البيت من امبارح وبحاول أتصل بيها موبايلها مقفول أنا خاېفه يكون جرالها حاجه.
قالتها ولاء وهى تبكى بشده ... شعر ياسر بالصدمه وكأن أحدهم على رأسه ... هل هذا هو تفسير هذا الکابوس الذى يراوده فى الآونه الأخيره أين ذهبت يا رحمه وماذا حذث لك
الفصل_السادس
الحياه لا تخلو من المصاعب أو الصدمات لذلك عليك المواجهه وكما يقال التى لا تكسرك تجعلك أقوى .
كانت تبكى بشده فهى لا تعرف أى شىء عن ابنتها الوحيده ... حاولت الاتصال بها مرارا ولكن هاتفها مغلق اتصلت بياسر وأخبرته بالأمر وهى تبكى صدم ياسر بعدما أخبرته بالأمر وبعد مرور عده ساعات وصل أخيرا إلى منزل خالته وكان يامن برفقته ... كانت ولاء تبكى بشده وتدعو الله أن تكون رحمه بخير ... قام عادل شقيق رحمه بإبلاغ الشرطه
سأل ياسر خالته
هى لما خرجت قالتلك رايحه فين
أجابته ولاء ودموعها لا تتوقف
قالتلى رايحه بنها عند نيره صاحبتها ولما اتأخرت اتصلت بنيره قالتلى أنها مشيت من بدرى.
فى هذه اللحظه سمع الجميع صوت رنين هاتف عادل الذى ضغط على زر الاجابه وفى خلال دقيقه سقط الهاتف من يده بسبب الصدمه التى تلقاها فنظرت له
↚
ولاء بقلق وقالت
فى إيه يا ابنى مين اللى اتصل
استند عادل بيده على المنضده وبدأ يتنفس بصعوبة قبل أن يقول
الظابط اللى ماسك قضيه اختفاء رحمه بيقول لازم أروح المشرحه.
نظرت
إليه ولاء پصدمه وصړخت
مشرحه ! الظابط عايزك تروح المشرحه ليه
أجابها عادل بصوت متقطع وعلامات الحزن تكسو وجهه
لأن فى هناك چثه واحده بنفس مواصفات رحمه ولازم أروح أتعرف عليها.
بدأت ولاء بالصړاخ والبكاء لا تصدق أن المۏت انتشل ابنتها وهى لا تزال فى ريعان شبابها استطاع ياسر بصعوبه أن يهدئها وبعد مرور ساعه توجه عادل إلى المشرحه برفقه ياسر وتعرف على الچثه والتى كانت بالفعل چثه رحمه ... لم يستطع عادل أن يمنع نفسه من البكاء على شقيقته بينما ياسر كان فى حاله صډمه .. كان الضابط الذى تولى قضيه اختفاء رحمه حاضرا وربت على كتف عادل وقال
البقاء لله ربنا يجعلها أخر الأحزان.
ازاى حصل كده هى ماټت ازاى.
قالها عادل بصوت متحشرج وهو ينظر إلى الضابط الذى كان ينظر إليه بإشفاق وقال
هى راحت بنها عند صاحبتها زى ما قالتلكم بس وهى راجعه ركبت القطر والقطر ده عمل حاډثه امبارح.
حزن الجميع على مۏت رحمه وكان الأمر يشبه غيمه سوداء حلت على العائله فبعد أن كانوا ينتظرون فرحه زفاف رحمه وياسر صدموا بمۏت رحمه ومرت أيام العزاء الثلاثه بصعوبه على جميع أفراد العائله وبالأخص ولاء .
ذهبت نوال برفقه يامن لتعزيتهم واضطر يامن للعوده معها لأنه لا يمكنه تركها هى وجميله بمفردهما .
مر أسبوع على مۏت رحمه وكانت حاله ولاء سيئه للغايه فهى تجلس كل يوم فى حجره رحمه وتبكى وفى إحدى المرات دلف ياسر إلى الغرفه وجلس بجانبها وقال
اللى بتعمليه ده يا خالتى مش هيفيدها بحاجه.
ظلت ولاء تبكى بحرقه بينما رأى ياسر دفتر مذكرات رحمه فقرر أخذه وبالفعل أخذه دون أن تلاحظ ولاء ذلك .
بعد مرور أسبوعين عاد ياسر إلى منزله برفقه والدته
وجلس بغرفته وقام باخراج دفتر مذكرات رحمه وبدأ يقرأ ... ظل هكذا لساعات طويله وعندما انتهى من قراءة الدفتر قام بإغلاقه ووضعه فى أحد أدراج مكتبه وهو يعتريه الحزن ليس على مۏت رحمه فقط بل بسبب حقيقه أن رحمه لم تكن تريد الزواج منه وأن ولاء هى من أجبرتها على ذلك عرف أيضا أنها كانت تحب يامن أمسك هاتفه وقام بفتحه ورأى الكثير من الرسائل ومنها رساله وصلته من يامن وعندما رآها قام بفتحها وكان محتواها
ياسر طمنى عليك عامل إيه دلوقتى أنا عارف أن الموقف اللى حصل صعب بس ده ابتلاء من ربنا وأنت لازم تصبر وإن شاء الله ربنا هيعوضك خير أنا بقالى كذا يوم بحاول أتصل بيك بس موبايلك مقفول عشان كده بعتلك الرساله دى صدقنى مع الوقت هتنسى وكل حاجه هترجع زى ما كانت وأحسن صحيح أول ما ترجع البيت مع طنط راويه اتصل بيا
أنهى ياسر قراءة الرساله وقام برمى الهاتف الذى ټحطم وتحول إلى أشلاء وقال
فعلا يا يامن كل حاجه هترجع زى الأول.
استفاق ياسر من شروده على صوت ابنه حمزه وهو يقول
بابا أنت لسه صاحى لحد دلوقتى !
أنا هدخل أنام دلوقتى قولى أنت بقى إيه اللى صحاك من نومك
قالها ياسر وهو يحمل حمزه زم حمزه شفتيه قائلا پخوف
عشان شرشبيل ميقبضشى عليا لما أنام زى ما قبض على السنافر وهما نايمين.
نظر إإليه ياسر وقال بعدم فهم
شرشبيل مين يا حبيبى وسنافر إيه
أجابه حمزه وهو يتشبث به
اللى فى الكرتون يا بابا.
نظر إليه ياسر وعلامات الذهول تكسو وجهه وقال
كرتون! يعنى أنت كل ده خايفلى من كرتون! إن شاء الله أنا همسحلك قنوات الكرتون وهريحك منهم خالص ... امشى قدامى دلوقتى على أوضتك عشان تنام.
تشبث به حمزه أكثر وقال
بس شرشبيل ممكن يجيلى.
ضحك ياسر وقال
متخافش لو جه هبقى .
كانت جميله تنتظر مرور سياره أجره لتعود إلى المنزل وفجأه توقفت أمامها سياره نظرت إلى السياره ورأت ياسر فأشاحت بوجهها للناحيه الأخرى .
اركبى.
قالها ياسر بهدوء وهو ينظر إليها ضيقت جميله عينيها وقالت پغضب
مش هركب معاك امشى من هنا.
مش هكرر كلامى تانى اركبى يا جميله.
فى خلال دقيقه كانت تجلس جميله بجانبه فى السياره وهى تزم
شفتيها پغضب نظر إليها ياسر بضيق وقال
ممكن أفهم بقى إيه مشكلتك
هتفت جميله بنبره ساخره
مفيش أى مشاكل خالص أنت بس قاطعتنى أنا ويامن بعد مۏت عمر ابنك من خمس سنين وكل ده بسبب الست
إيناس مراتك ومدحت أخوها.
تنهد ياسر بضيق وقال
الخلاف اللى بينى
↚
وبين يامن مش بسبب إيناس زى ما أنت مفكره وغير كده أنا مش مقاطعك يا جميله أنا مش عارف هما قالولك إيه بالظبط بس اللى أقدر أقولهولك أنهم كدبوا عليك.
ابتسمت جميله بسخريه وقالت
أنت كنت عارف أنك هتشوفنا امبارح فى الحفله
أجابها ياسر وهو يقوم بوضع نظارته الشمسيه جانبا
لا طبعا مكنتش أعرف ولا كنت متوقع خالص أنى أشوفكم.
كان دائما يتابع أخبارها كيف لم يتوقع أن يراها فى الحفل إذا كان يتابع أخبارها ولا يتابع أخبار يامن ولذلك لم يعرف أنه تزوج ابنه الدكتور مفيد وأنه سيكون حاضرا فى حفل الزفاف كان يعرف ما يدور فى رأسها فزفر بضيق وشرح الأمر بهدوء وأخبرها أيضا أنه علم بأمر الخاتم الذى أعجبها عندما رآها فى محل المجوهرات تنظر إلى الخاتم بإنبهار وقتها اشتراه وأرسله إليها ... بعد مده طويله من الحديث أخرج ياسر الخاتم وقال
أنا جاوبتك على أسئلتك ياريت بقى تلبسى الخاتم.
أخذت جميله الخاتم وقالت
ماشى هلبسه بس بشرط أن أشوفك على طول مش تعمل زى الأشباح تظهر بس وقت ما تحب.
ابتسم ياسر وقال
حاضر يا قرده.
فى مكتب مفيد وأثناء مراجعته لأحد الملفات سمع صوت طرقات على الباب فقال
ادخل.
دلف يامن إلى المكتب وجلس أمامه وقال
أنت ليه مقولتليش أن ياسر هيكون موجود فى الفرح
نظر إليه مفيد بهدوء مصطنع وقال ببرود ظاهرى
لأن أنا شايف أن الموضوع مش مهم.
كيف يقول أن الأمر ليس مهما نبذه ياسر منذ أكثر من خمس سنوات وحمله مسؤوليه مۏت إبنه رغم محاولاته لتبرير موقفه إلا أن ياسر صدق إيناس ومدحت منذ ذلك الوقت لم يقابله ولم يرد أن يعرف عنه أى شىء نظر مفيد إلى يامن وتنهد قائلا
أنا عارف كويس أنك قطعت علاقتك بياسر من زمان ولما سألتك عن السبب أنت رفضت تقولى وأنا احترمت ده فلما أنا أعرف أن ياسر يبقى صديق سامح وهيكون موجود فى الفرح وأشوف الموضوع مش مهم فأنت مش من حقك تحاسبنى حتى لو كنت جوز بنتى وبعتبرك إبنى.
زفر يامن بضيق وقال
أنا مش قصدى أحاسبك كل الحكايه أنى اتفاجئت لما شوفت ياسر امبارح على العموم أنا هروح دلوقتى عن اذنك.
غادر يامن مكتب مفيد وبعد مغادرته تنهد مفيد وقال
مش أنت لوحدك اللى اتفاجئت لما شوفته هو كمان اتفاجئ لما شافك ربنا يهديكم.
صف سيارته أمام منزل عمته استقبلته الخادمه بتهذيب قائله
اتفضل يا أمجد بيه هدير هانم فوق ثوانى هنادلها وأقولها أن حضرتك هنا.
أومأ لها برأسه ودلف إلى المرسم الخاص بعمته بدأ يتأمل اللوحات الجديده التى رسمتها عمته أثناء فتره سفره ابتسم عندما وقعت عيناه على هذه اللوحه التى رسمتها عمته له عندما كان صغيرا على الرغم من مرور كل هذه السنوات هى تحتفظ بهذه اللوحه الټفت إليها عندما سمعها تقول
حمد الله على واضطرت لإزاله الرحم للحفاظ على حياتها .
اهتمت هدير بأمجد واعتبرته ابنها الذى لم تلده وكان هذا يثير غيره والده أمجد فى البدايه ولكنها تقبلت الأمر فيما بعد .
ابتسمت هدير وهى تشير بإصبعها ناحيه اللوحه المرسوم بها أمجد وقالت
فاكر اللوحه دى يا أمجد
نظر أمجد إلى اللوحه وقال
طبعا فاكرها اللوحه دى أنت رسمتيها وأنا عندى عشر سنين وقدمتهالى فى عيد ميلادى.
وضعت يدها على كتفه وهى تهمس بهدوء
عندك حق تعرف إن دى أكتر لوحه بحبها لأنى بشوفك فيها على طول.
سكتت قليلا ثم استكملت
ربنا يحميك ويبعد عنك ولاد الحړام.
هو يحتاج حقا لدعواتها هذه الفتره لأن توفيق وممدوح يضايقانه بشده فى الآونه الأخيره لا يستطيع أن يضع حدا لممدوح إلا بطريقه واحده وهى وهذا ما حاول فعله سابقا وكان سينجح فى ذلك لولا تدخل ياسر وسامح فى اللحظه الأخيره يحمد الله دائما أنه لم يلطخ يده بدماء ممدوح وإلا ماذا كان سيحدث لزوجته وإبنته وعمته من بعده .
فهمت هدير ما يدور فى رأس أمجد لابد أن هذا الذى يسمى توفيق يضايقه هو وزوجته بطرقه الوضيعه والحقيره وذلك بټدمير شركته التى أسسها للتو ربتت على كتفه قائله بصوت منخفض لم يسمعه أمجد
ربنا ينتقم منك يا توفيق أنت وكل اللى زيك.
دقت الساعه الواحده منتصف الليل وكان يامن لا
يزال مستيقظا عاد بذاكراته إلى الوقت الذى ماټت به رحمه وبالأخص اليوم الذى عاد فيه ياسر من البلده أخذ يتذكر ما حدث بعد مۏت رحمه فقد تغيرت معامله ياسر له نصحته راويه بالإبتعاد عن ياسر هذه الفتره وبالفعل بعد مرور فتره عادت علاقه يامن و ياسر كما كانت فى السابق وكأن شيئا لم يحدث وقد ساهمت راويه فى هذا الأمر وهذا ما أثار فضول يامن ودفعه لسؤالها
أنت غريبه أوى يا طنط راويه رغم كل اللى حصلك من ماما حاولتى تصلحى بينى وبين ياسر.
تنهدت راويه وقالت بهدوء
أنا بعمل كل ده عشان خاطر ياسر لأنى عارفه أن وقوفك جنبه هيخرجه من الحاله اللى هو فيها.
عاد يامن بذاكرته إلى اليوم الذى انتهى به كل شىء وتدمرت علاقته بياسر ولكن فجأه سمع صوت ټحطم زجاج وكان الصوت قادم من غرفه والدته استيقظت حبيبه من النوم قائله وعلامات الفزع ظاهره على وجهها
إيه الصوت ده.
أجابها يامن وهو يهرول نحو غرفه والدته
الصوت ده جاى من أوضه ماما.
ذهب يامن وتبعته حبيبه إلى غرفه نوال ووجدوا شظايا زجاج مبعثره على الأرض إثر ټحطم الكوب الذى كانت تمسكه نوال وقبل أن يقول يامن أى شىء ابتسمت نوال وقالت
اطمن مفيش حاجه دى الكوبايه وقعت من إيدى وأنا باخد الدواء أصل أنا كنت نسيت أخدو قبل ما أنام.
لاحظت حبيبه وجود دماء على يد نوال فقالت لها نوال
دى حاجه بسيطه متقلقوش.
نظرت إليها حبيبه وأمسكت بيدها التى ټنزف وقالت
منقلقش إزاى بس روح يا يامن هات معقم وشاش وعقملها الچرح وأنا هنضف المكان.
أحضر يامن المعقم وقام بتعقيم الچرح فى يد نوال ثم قام بوضع الشاش واللاصق الطبى وقامت حبيبه بجمع شظايا الزجاج المنثوره على الأرض ونظفت الأرضيه جيدا وتأكدت من عدم وجود أى قطع زجاج
نظرت إليهما نوال وقالت
↚
خلاص يا ولاد أنا كويسه ارجعوا ناموا معلشى قلقتكم.
خرج يامن وحبيبه من غرفه نوال وتوجها إلى غرفتهما وعادت حبيبه إلى النوم بينما ظل يامن يفكر بعض الوقت قبل أن يقرر الخلود إلى النوم ولكنه فجأه سمع رنين هاتفه فأمسك به وأجاب على الأتصال وقال
عملت إيه يا أشرف
يامن باشا أنا للأسف
مقدرتش أعرف مين اللى دخل المكتب وسرق الملف بس قدرت أعرف الملف راح لمين.
يعنى أنت عايز تقولى أنت عرفت مين اللى ورا الموضوع كله
أيوه بالظبط كدا يا باشا اللى ورا الموضوع ده يبقى
الفصل_السابع
لم يتفاجأ كثيرا عندما أخبره يامن أن توفيق هو من دبر هذا الأمر فهو أكبر منافس لهم وفعل هذه الأمور القذره ليس جديدا عليه ابتسم له يامن وقال
أنا نفسى أشوف وشه لما يعرف أن الملف اللى وقع فى إيده ده أى كلام.
ضحك مفيد وقال
مش بعيد يروح فيها.
فى هذه اللحظه سمع مفيد صوت رنين هاتفه فأمسك به وأجاب على الإتصال وقال
إيه الأخبار يا محسن
أنا اتصلت عشان أقولك أن مدام حبيبه جيت النهارده البنك وسحبت فلوس من حسابها الخاص.
ضيق مفيد عينيه وقال
متشكر جدا يا محسن وزى ما فهمتك قبل كده كل ما يحصل الموضوع ده تعرفنى.
أنهى مفيد المكالمه وبدأ يفكر لماذا تقوم حبيبه بسحب كل هذه الأموال ما الذى تخطط له يا ترى
ذهبت إيناس برفقه حمزه إلى منزل مدحت شقيقها لقضاء اليوم معهم شعر مدحت بأن شقيقته ليست بخير وهذا ما دفعه لسؤالها قائلا
مالك يا إيناس فيك إيه
ابتسمت ابتسامه مصطنعه وأردفت قائله
مفيش أى حاجه أنا كويسه.
كيف تخبره أنها عادت تراه فى أحلامها من جديد ... ترى عمر وهو ملقى على الأرض والډماء تحيط به ... ظنت أنها تخطت هذا الأمر عندما خضعت للعلاج النفسى ولكن يبدو أنها مخطئه فرؤيتها ليامن الذى تخلى عن طفلها وتركه للمۏت تسبب فى عوده هذه الكوابيس التى كانت تراودها مره أخرى ... نظر إليها مدحت بحزن وقال بتوجس
أنت رجعتى تشوفى عمر تانى يا إيناس
أومأت برأسها قبل أن تبكى مما جعل مدحت يسب ويلعن يامن بصوت منخفض قبل أن يقول
اللى حصل ده كله مشيئه ربنا والحمد لله ربنا عوضك بحمزه.
نظرت إيناس إلى حمزه الذى يلعب بعيدا بالكره وابتسمت ليستكمل مدحت مازحا
هو صحيح عفريت أزرق وأشقى من الشياطين الحمر ومصايبه مش بتخلص بس عسل ودمه
خفيف.
قامت إيناس برمى إحدى الوسائد على مدحت وقالت
متقولش على ابنى عفريت أزرق.
ذهبت ريهام برفقه ابنتها للتسوق وعندما انتهت من شراء ما تحتاجه وذهبت لدفع ثمن ما اشترته فوجئت بالعامل يقول لها
أنا خلاص أخدت حساب كل الحاجات دى.
نظرت له قائله بعدم فهم
أخدت الحساب ازاى وأنا محاسبتش
أجابها العامل قائلا وهو يشير إلى أحد الأشخاص
الأستاذ اللى واقف هناك ده هو اللى حاسب.
نظرت ريهام خلفها لترى من دفع ثمن مشترياتها فوجدته عمها توفيق الذى تبغضه ... ظهرت علامات الڠضب على وجهها وبدون أى مقدمات أخذت ابنتها وذهبت دون أن تأخذ مشترياتها.
استقلت سيارتها وعادت إلى المنزل والڠضب يتأكلها ماذا يريد منها توفيق ألم يكتفى بما فعله هو وابنه لماذا يسعيان دائما لتعكير صفو حياتها متى سينتهى كل هذا
عادت بذاكرتها إلى اليوم الذى تخرجت فيه من الجامعه فقد كان ذلك منذ سبع سنوات وكانت تعيش فى هذا الوقت فى منزل عمها توفيق الذى أصر أن تعيش هى وسامح معه بعد وفاه والدهما تتذكر عندما عادت إلى المنزل ذلك اليوم ووجدت أمامها ممدوح ينظر لها ويقول
مبروك التخرج يا ريهام وأخيرا خلصتى عشان نتجوز
مهلا لحظه هل سمعته يقول نتزوج ! الشخص الذى يعتبرها دائما شقيقته يقول لها نتزوج لابد أنه يمزح ... ابتسمت وقالت
بطل هزار يا ممدوح مين دول اللى هيتجوزا
ابتسم لها وقال
أنا وأنت هيكون مين يعنى.
ما الذى يحدث مستحيل أن يتزوجها ممدوح من أجل الحب فهو لطالما اعتبرها شقيقته عند هذه النقطه ظهرت علامات الڠضب على وجهها وبدون أى مقدمات اڼفجرت فى وجهه قائله
أنت اټجننت ولا شكلك كده أنت طول عمرك بتعتبرنى أختك ولا أنت نسيت وغير كده أنا مخطوبه.
أجابها ببرود استفزها
لا منستشى بس أنت النهارده هتفسخى خطوبتك زى الشاطره من اللى اسمه أمجد ده.
حقېر ... هذه أول كلمه خطرت فى عقلها من يظن نفسه هذا التافه ليتحكم بها كلا لن تسمح له بذلك زفرت بحنق قبل أن تقول
بطل بقى هبل وفوق لنفسك أنا واحده مخطوبه ولو مش مخطوبه أنا مستحيل أتجوزك.
أنهت جملتها وصعدت إلى غرفتها وظلت بداخلها عده ساعات حتى حل المساء سمعت عمها يناديها فخرجت
↚
على الفور قائله
أيوه يا عمى حضرتك بتناديلى
أيوه بناديلك عشان أسألك أنت رجعتى الحاجه ولا لسه
قالها توفيق وهو يبتسم نظرت إليه ريهام بعدم فهم وقالت
حاجه إيه اللى أرجعها أنا مش فاهمه أنت تقصد إيه بالظبط.
الشبكه يا ريهام رجعتيها لأمجد ولا لسه.
قالها توفيق وهو يضع ساق فوق ساق ظهرت علامات الذهول على وجه ريهام وعم الصمت المكان كفكفت ريهام دموعها قائله بحزم
لا مرجعتش حاجه ومش هرجع حاجه أصلا.
كز توفيق على أسنانه پغضب قائلا
بس أنا قلت ترجعى الحاجه يبقى ترجعيها مش معنى إن أنا كنت ساكت على موضوع الخطوبه ده أنى هسمح أنها تستمر أنا بس كنت مستنى أنك تخلصى عشان نتكلم فى الموضوع أنت لازم تفهمى أن أمجد ده مش مناسب ليك ولا من مستوانا وإذا كان أخويا الله يرحمه غلط لما وافق عليه واتخطبتم فأنا دورى أصلح غلطه وأوجهك للصح.
صاحت ريهام قائله بسخريه
وهو الصح يا عمى أنك تجبرنى أفسخ خطوبتى عشان أتجوز ابنك وتستولى على فلوسى اللى ورثتها من بابا.
هوى توفيق بصفعه قويه على وجهها خرجت الډماء على إثرها من شفتيها فى هذه اللحظه دلف سامح إلى المنزل وصدم عندما رأى شقيقته تبكى وأثر الصفعه على وجهها فنظر إلى توفيق قائلا پغضب
أنت ضړبت ريهام ليه
نظر إليه توفيق بعدم اكتراث وقال
لأنها قليله الأدب وبترد عليا.
صړخت ريهام وهى تبكى
الحقنى يا سامح عايزنى أفسخ خطوبتى وأتجوز ممدوح.
ظهرت علامات الصدمه على وجه سامح وأردف قائلا
نعم ! ازاى الكلام ده هو الجواز بقى لعب عيال ... بابا الله يرحمه خطبها لأمجد وهو عايش مش معقول أنا هعمل العكس بعد ما ماټ.
كانت سها زوجه توفيق سترد عليه ولكن سبقها توفيق قائلا بتهكم
والله عال يا أستاذ سامح أنت كمان بترد عليا وفى وشى طيب اسمع بقى اللى هقوله ده وركز فيه كويس أوى لو ريهام متجوزتش ممدوح أنت وهى مش هيبقى ليكم مكان فى بيتى ولا هيبقى ليكم أى حاجه فى الشركه
انسلت ابتسامه ساخره على جانب شفتى سامح
قبل أن يقول
طيب البيت ماشى مفيش مشكله أما الشركه احنا لينا نصيب بابا الله يرحمه.
برقت عينا توفيق بالشرار والحقد الدفين وهو يرمق سامح بإزدراء قائلا
مش معقول يا سامح أنت نسيت أنك مضيت على تنازل عن حقك أنت وريهام فى الشركه.
ظهرت علامات الذهول والصدمه على وجه سامح وأردف قائلا بعدم استيعاب
تنازل إيه أنا متنازلتش عن حاجه الأوراق اللى مضيت عليها دى أوراق صفقه من الصفقات اللى تبع الشغل.
وهو أنت قرأت الأوراق عشان تعرف إذا كانت أوراق تنازل ولا أوراق صفقه
قالها توفيق وهو يرمق سامح بنزق ... الآن أدرك سامح أن عمه خدعه ليحصل على حصته وحصه شقيقته فى الشركه نظر إلى شقيقته التى نظرت له بأعين دامعه ومن ثم نظر إلى عمه وعلامات
الذهول تكسو وجهه... وضع رأسه بين يديه ساد الصمت بضع ثوانى وكسر هذا الصمت توفيق قائلا
أنا هرجعلك كل حاجه بس ريهام تتجوز ممدوح.
صاحت ريهام قائله
حسبى الله ونعم الوكيل فيك أنا لو هشحت مستحيل أتجوز ممدوح.
لم يبالى توفيق بما قالته للتو ونظر إلى سامح وقال
القرار فى إيدك أنت يا سامح هتختار إيه
أنا معنديش أهم من أختى.
قالها سامح بحزم لتتسع عينا توفيق وسها التى كانت تتابع ما يحدث فى صمت نظر لهما سامح بازدراء فقد تأكد الأن أنهما عبدين للمال ويفعلان أى شىء من أجله ... لا يعرف كيف استطاع توفيق اقناع ممدوح بالموافقه على هذا الأمر فهو يعرف ممدوح جيدا فعلى الرغم من شخصيته المتناقضه إلا أنه لم يهتم أبدا بالمال كما أنه يعتبر ريهام شقيقته لابد أن هناك حلقه مفقوده فى هذه المسأله وهذه الحلقه من المؤكد أن لها علاقه بالسبب الذى جعل ممدوح يوافق على الزواج من ريهام نفض سامح هذه الأفكار من رأسه وأمسك بيد ريهام وقال
اطلعى هاتى حاجتك بسرعه عشان هنمشى من هنا دلوقتى.
أومأت ريهام برأسها وصعدت إلى غرفتها لأحضار كل ما يخصها.
فى الأسفل
صاح توفيق قائلا بعدما استوعب ما قاله سامح
صدقنى هتندم تقدر تقولى هتروح فين دلوقتى أنت وهيا وهتعيشوا ازاى
هنرجع بيت أبونا معتقدتشى أن أنا اتنازلتلك عنه ده كمان أما بالنسبه هنعيش ازاى فأحب أقولك أن أنا أقدر أشتغل وغير كده أحب أفكرك لأن شكلك نسيت أن أنا وريهام ورثنا من أمى أراضى فى البلد عند أخوالى يعنى احنا مش فقراء لا سمح الله ولا حاجه.
قالها سامح وهو ينظر إلى توفيق من رأسه لأخمص قدميه بسخريه وڠضب ... رأى ريهام وهى تجر حقيبتين واحده بها أغراضها والأخرى بها أغراضه أمسك بالحقائب وخرجا من هذا المنزل وتوجها إلى منزل والدهما ... جلس على الأريكه واضعا رأسه بين يديه ربتت ريهام على كتفه قائله
ربنا يمهل ولا يهمل وحقنا هيرجع فى يوم من الأيام.
تنهد سامح قائلا بأسى
سامحينى يا ريهام بسبب التوكيل اللى أنت عملتهولى أنت كمان خسرتى حقك كل ده بسبب غبائى.
تجمعت الدموع فى عينيها وبدأت بالسقوط على وجنتيها كفكفت دموعها بأناملها وقالت
أنت مش غبى يا سامح هو اللى واحد حقېر أنت كل اللى عملته أنك اعتبرته زى بابا ووثقت فيه وده مش غلطك أنا مش زعلانه منك عشان حقى اللى ضاع فى ستين داهيه الفلوس المهم أنت ربنا ميحرمنيش منك يا أخويا ربنا إن شاء الله هيعوضنا بس أنت قول يارب وزى ما أنت قولتله احنا عندنا الأراضى اللى ورثناها من ماما يعنى الحمد لله احنا نقدر نعيش مبسوطين.
تنهدت بأسى عندما تذكرت هذا الأمر الذى مر عليه سبع سنوات استطاعت خلالهما معرفه سبب موافقه ممدوح على الزواج بها وهو الكره ... أجل كرهه الشديد لأمجد هو ما جعله يريد الزواج بها ... تتمنى لو تعرف لماذا يكره ممدوح أمجد لهذه الدرجه ما الذى فعله أمجد لكى يسعى ممدوح دائما لتدميره تتمنى الحصول على إجابه هذا السؤال الذى يؤرقها باستمرار .
زمت شفتيها بضيق وهى تستمع إلى حديث صديقتها الأرعن ... لوحت صديقتها أمام وجهها عندما لاحظت شرودها ... رمشت بعينيها عده مرات قبل أن تقول
كملى يا مروه كنت بتقولى إيه
فغر فاها بتعجب فصديقتها لم تكن تنصت إليها عندما كانت تتحدث منذ قليل ... نظرت إليها بنصف عين
وقالت
شكلك مكنتيش معايا خالص يا جميله.
تنهدت جميله وقالت
أنت بقالك ساعه بتعيدى وتزيدى فى نفس الموضوع لحد ما زهقت الصراحه.
ابتسمت مروه وقالت
↚
أنا مش مصدقه لحد دلوقتى أن مروان اللى كل البنات بتجرى وراه عايز يكلم أخوكى ويتقدملك.
برمت جميله شفتيها وقالت بحنق
أصلا لو اتقدملى فعلا زى ما بتقولى أنا مستحيل أوافق عليه.
ماذا الذى تقوله هذه المجنونه لن توافق إن تقدم لخطبتها ... مؤكد هى تمزح فهى لا يمكنها أن ترفض الشاب الذى تتمنى كل زميلاتها الزواج به ... نظرت إليها وعلامات الذهول تكسو وجهها وقالت
طيب أنت مش هتوافقى ليه
لا تصدق أن صديقتها تريدها أن توافق على شاب تعرف على كثير من الفتيات قبلها ... شاب يرسب عمدا فقط ليبقى فى الجامعه ويوقع الحسناوات فى حبه ... وعندما يفكر بالزواج لايريد سوى فتاه لم تكلم رجلا من قبل ابتسمت بسخريه وقالت
أنا يوم ما أفكر أتجوز مش هتجوز واحد عرف بنات قد شعر رأسه ويوم ما يفكر يستقر يكون عايز واحده صفحتها بيضه عشان يبقى مطمن أنها هتصون بيته.
بس واضح أنه اتغير عشانك.
قالتها مروه وهى ترتشف بضع قطرات من العصير ... رفعت جميله حاجبها وقالت باستنكار
مفيش راجل بيتغير عشان ست... متصدقيش اللى بيحصل فى المسلسلات الهندى والكورى والتركى اللى بتتفرجى عليهم لأن ده كله هبل.
صفت حبيبه سيارتها وخرجت منها حامله بيدها حقيبه مليئه بالمال ونظرت إلى تلك التى تبتسم لها قائله بنبره حاولت أن تبدو هادئه
دى الفلوس اللى طلبتيها يا هايدى.
ابتسمت هايدى بخبث وقالت
شكرا ليك يا بيبو ... اطمنى أنا عند وعدى طول ما أنت بتدينى فلوس سرك هيفضل مدفون ومحدش هيعرفه نهائى.
أخذت هايدى المال وغادرت تحت أنظار حبيبه التى بدأت بالبكاء ونظرت إلى السماء قائله
يارب ساعدنى أنا تعبت ومش عارفه أعمل إيه لو السر ده اتفضح كل حاجه هتدمر وكمان هتفضح.
أنهت جملتها وهى تبكى بحرقه
الفصل_الثامن
يعتقد الكثير أن المال هو سر السعاده وأن من لديه مال يعيش حياه رائعه ولكنهم مخطئون فمن كثر ماله كثرت مشاكله وأحزانه وهذا هو حال ممدوح على الرغم من امتلاكه الكثير من الأموال ولكنه لا يهتم أبدا بالمال ولا بأعمال والده ... يكره ممدوح زوجه والده كثيرا ولذلك لا يمكث فى منزل والده سوى يومين فى الأسبوع فقط وباقى الأيام يقضيها بعيدا عن المنزل وهذا الأمر يثير حنق سها دائما فهى تريد السيطره على ممدوح كما سيطرت على توفيق من قبل حسمت أمرها وصعدت إلى غرفته ... اقتربت من الباب تطرق عليه ولكنها لم تسمع صوته يأذن لها بالدخول ... شعرت بالڠضب الشديد عندما لم يرد عليها فهو يتجاهلها عمدا ... لم تستطع التحمل أكثر من ذلك فدلفت إلى الغرفه دون استئذان ووقفت بالقرب منه وهو يعطيها ظهره ... نظرت إليه بحنق وقالت
أنت مبتردش ليه ... أنا بقالى ساعه بخبط على الباب.
أشاح بعينيه بعيدا عن الحاسوب ثم رمقها بإزدراء وبعدها أعاد النظر إلى الحاسوب مره أخرى مما جعل الڠضب يتأكلها بسبب تجاهله المتعمد لها ... صاحت فى وجهه قائله بإنفعال
اسمعنى كويس أنت لازم تجهز نفسك النهارده الساعه سبعه عشان هنروح لأهل نيره.
ومن تكون نيره هذه يبدو أنها إحدى ألعاب زوجه والده ... أراح ظهره للوراء ونظر لها من رأسها لأخمص قدميها وقال
وتطلع مين الست نيره دى بقى
ابتسمت بمكر وهى تقول
دى البنت اللى أنا وأبوك قررنا نخطبهالك ... والدها يبقى قريبى راجل محترم وأنا عارفاه كويس جدا.
ضحك ممدوح بشده بعد سماع ما تفوهت به سها وقال ساخرا
قريبتك وكويسه دى حاجه مستحيله
علميا روحى اضحكى بالكلام ده على ولد صغير مش عليا أنا.
نظر لها پغضب واستكمل
فكرى بسرعه تطلعى من أوضتى على رجلك ولا تطلعى مرميه من الشباك.
خرجت سها على الفور من غرفه ممدوح قبل أن يلقيها حقا من النافذه وهى تتمتم بغيظ
ماشى يا ممدوح أنا هتصل بتوفيق يشوفله صرفه معاك.
أقام ياسر حفل صغير للاحتفال بعيد ميلاد حمزه السادس ... كانت جميله ترمق مدحت وإيناس بنظرات غاضبه تتمنى التخلص منهما إلى الأبد فهما سبب تفرق شقيقيها ولكنها ليست مجرمه لتفعل هذا لم تستطع أن تتمالك نفسها وتتظاهر بالهدوء أكثر من ذلك فحمحمت
قائله
أنا همشى دلوقتى يا ياسر عشان متأخرش.
ابتسم ياسر وقال
طيب استنى هوصلك.
فى هذه
↚
اللحظه سمع الجميع صوت الجرس فتوجه ياسر لفتح الباب وكانت المفاجأه فى انتظاره عندما رأى راويه ابتسم وقال
حمد الله على السلامه يا ماما أنت مقولتليش ليه أنك هتيجى النهارده من عند خالتو عشان أجى أخدك
هتفت راويه وهى تنظر إلى حمزه
حبيت أعمل مفاجأه وبعدين مش معقول يكون النهارده عيد ميلاد حموزه قلب تيتا ومكنش موجوده.
ظهرت علامات الذهول على وجه راويه عندما رأت جميله تقف أمامها لم تصدق ما تراه هل تصالح ياسر مع يامن
هذا الأمر مستحيل فياسر يكره يامن بشده ... شعرت جميله أنه لم يعد مرحب بها فغادرت على الفور ... لاحظت إيناس شرود راويه فهمست بجوار أذنها
ياسر مش بيكلم غير جميله بس وأنت يا ماما عارفه كويس أن جميله من وهى صغيره متعلقه بياسر وهو كمان بيحبها أوى عشان كده عمره مفكر يقاطعها.
رنين هاتفها المزعج أيقظها من نومها ... أمسكت الهاتف ونظرت إلى الشاشه پغضب وقامت بالرد
هو أنت مبتشبعيش يا هايدى ... أنا لسه مدياكى ٣٠ ألف جنيه.
أردفت هايدى قائله بنبره حاده
بقولك إيه لما أقولك حاجه تنفذيها وأنت ساكته بدل ما أبعت صورك لجوزك وساعتها هيعرف حقيقه مراته قبل ما يتجوزها.
ابتلعت حبيبه ريقها بتوتر وقالت
طيب اصبرى عليا عشر أيام على ما أظبط أمورى.
ضحكت هايدى قائله
اللى يشوفك بتقولى كده يقول أنك يا عينى قاعده على باب السيده زينب ومش لاقيه تاكلى مش واحده على قلبها قد كده ... قدامك أسبوع بس تجيبيلى فيه الفلوس اللى بقولك عليها.
أنهت هايدى المكالمه وبدأت حبيبه تفكر فى طريقه لتتخلص بها من هذا الکابوس دون أن يصيبها أى أذى ... فكرت فى طريقه وعزمت على تنفيذها لتتخلص من هايدى إلى الأبد.
سمع ياسر رنين هاتفه فنظر إلى الشاشه ليجد المتصل رقم غير مسجل فتجاهل الاتصال ولم يرد ولكن لم ييأس هذا المتصل وظل يتصل به مما دفع ياسر للرد عليه قائلا
أيوه ... مين معايا.
سمع صوت فتاه تقول
معايه معلومه ليك لازم تعرفها بس لازم تدفع قصادها.
رفع ياسر حاجبه وأردف بنبره ساخره
واضح كده أنك واحده فاضيه بس أنا مش فاضى ... شوفيلك يا حلوه واحد فاضى تكلميه.
كان سينهى المكالمه ولكن استوقفه صوتها وهى تقول
نصيحه لو عايز تعرف مين اللى عمر ابنك متقفلشى السكه.
ظهرت علامات الصدمه على وجه ياسر ... هل يعقل أن مۏت عمر كان چريمه مدبره وليس حاډثا كما كان يعتقد من يمكنه طفل صغير بهذه الۏحشيه ... سألها بصوت متقطع
أنت قولتى إيه دلوقتى
ابتسمت بخبث قائله
اللى أنت سمعته بالظبط عمر ابنك ماټ مقتول مش حاډثه زى ما أنت كنت مفكر ... لو عايز تعرف مين اللى قټله تقابلنى بكره الساعه واحده فى الكافيه اللى على النيل.
ضيق ياسر عينيه قائلا بشك
وأنا إيه اللى يضمنلى أنك مش بتلعبى عليا عشان تاخدى فلوس.
أردفت وهى لا تزال تحتفظ بابتسامتها
اطمن أنا عندى دليل يثبت الكلام اللى بقوله وهخليك تشوفه بكره.
أنهت الفتاه المكالمه ليضع ياسر رأسه بين يديه ... لا يصدق أن ابنه قټل بدم بارد ... أقسم أنه سينتقم من هذا الشخص الذى تسبب فى حرمانه من فلذه كبده ... أفاق من شروده على صوت أمجد الذى دلف إلى مكتبه وقال
مالك يا ياسر سرحان فى إيه أنا بقالى شويه بكلمك وأنت مش معايا خالص.
معلشى يا أمجد أنا همشى دلوقتى وهبقى أجى بكره بدرى أشوف باقى الأوراق.
قالها ياسر وهو يغادر المكتب فهو لا يمكنه التفكير فى أى شىء سوى معرفه قاټل ابنه.
مالك يا ناديه مش بتردى عليا ليه
كان هذا أول ما تفوه به عندما أجابت على اتصاله
زفرت بضيق فهى لم تعد تحتمل هذا الأمر ... يجب أن تعرف إن كان حقا ينوى الزواج بها أم أنها مجرد لعبه يتسلى بها وعندما يمل منها سيتركها ... زفرت بحنق وقالت
أنا زهقت بقالك أكتر من سنتين بتوعدنى إنك هتيجى تتقدملى وأنا خلاص زهقت.
زفر بضيق ومسح على وجه پغضب وقال
أنت عارفه كويس إن الموضوع مش بالسهوله دى متنسيش إن أمى وأمك مش بيطيقوا بعض.
كل شويه تقول أعذار ... أنا خلاص زهقت يا عادل ... أظن
أنت عارف كويس مكان بيتى عايز تتقدملى أهلا وسهلا مش عايز ياريت متكلمنيش تانى أو تخلينى أشوفك.
قالتها ناديه وأنهت المكالمه ... زفر بحق وقال
استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ... أعمل إيه دلوقتى فى المشكله دى.
دلفت والدته إلى غرفته وهى تحمل بيدها أطباق مليئه بالحلوى ابتسم لها بحب لتبتسم هى الأخرى له قائله
أنت متعرفش أنا مبسوطه قد إيه أنك رجعت يا حبيبى من السفر.
قبل كفيها قائلا بنبره حانيه
يا رب دايما تبقى مبسوطه يا ست الكل.
هبقى مبسوطه لما تتجوز وأفرح بيك.
ابتسم عادل فقد فهم ما ترمى إليه والدته فهى تريد منه أن يتزوج ... نظر لها نظره ذات مغزى لتبادله هى الأخرى نظرته فقد فهمت أنه علم ما تريده بالضبط فابتسمت له وأردفت قائله
مش ناوى بقى تفرحنى بيك ... لو فى واحده معينه فى دماغك قولى وأنا هروح أخطبهالك.
هذه هى الفرصه المناسبه لاخبارها بكل شىء فقد حان الوقت لحسم هذا الأمر نهائيا ... نظر عادل إلى والدته وقال مفجرا قنبلته فى وجهها
أنا عايز أتجوز ناديه بنت طنط فتحيه.
↚
جحظت عيناها بشده عندما سمعت ما قاله وظلت صامته ... تأكد عادل أن صمت والدته ليس سوى هدوء ما قبل العاصفه.
فى منزل هايدى
كانت تجلس تشاهد التلفاز عندما سمعت صوت جرس الباب فقامت بغلق التلفاز واتجهت لفتح الباب لتجد حبيبه تنظر لها فابتسمت ابتسامه خبيثه وقالت
ادخلى يا حبيبه.
دخلت حبيبه الشقه وأخذت تنظر إليها ... شقه راقيه وفى غايه الجمال ... ابتسمت بسخريه فجمال هذه الشقه ناتج عن المال الذى تتحصله هايدى من الټهديد والابتزاز .
جبتى فلوس
قالتها هايدى لتومأ حبيبه برأسها وتخرج من حقيبتها بعض المال وتعطيه لهايدى ... نظرت هايدى إلى المال الذى أخذته من حبيبه وقالت بسخط
دول عشر ألاف جنيه أعمل بيهم إيه دول.
اتسعت حدقتى حبيبه من الذهول وهتفت پغضب وهى تلوى ذراع هايدى خلف ظهرها
اسمعى كويس الكلام ده مش معنى أنى اديتك الفلوس أنك تقلى أدبك ... اتقى شرى يا هايدى لأن أنت حسابك تقل عندي أوى.
أخرجت حبيبه مسدسها من حقيبتها وقالت وهى توجه ناحيه هايدى
امشى قدامى زى الشاطره ومن
غير صوت هاتى الفلاشه اللى عليها الفيديو.
شعرت هايدى بالخۏف يتسلل إلى أعماقها فيبدو أن حبيبه لا تمزح ... أحضرت هايدى الفلاشه وأعطتها لحبيبه ... استغلت هايدى انشغال حبيبه بوضع الفلاشه فى الحقيبه وحاولت أخذ المسډس من يدها وقالت
أنت مفكره نفسك مين عشان تهددينى ... أنا ببساطه أقدر أدمرك وأخرب بيتك.
هنا وصل ڠضب حبيبه إلى ذروته فنظرت إلى هايدى بنظرات يملؤها الڠضب وحاولت استرداد المسډس منها وأثناء مقاومه هايدى لها قامت حبيبه بدفعها ليرتطم رأسها بالطاوله ومن ثم سقطت أرضا حدث كل هذا فى ثوانى ... ظهرت علامات الخۏف على وجه حبيبه عندما رأت الډماء تسقط من رأس هايدى وقالت
إيه اللى أنا عملته ده أنا قټلتها.
الفصل_التاسع
نظرت حبيبه إلى هايدى الملقاه على الأرض والډماء تخرج من رأسها ... اقتربت منها وجدتها لا تحرك ساكنا ... شعرت بالخۏف وأخذت حقيبتها وخرجت من الشقه واستقلت سيارتها وغادرت المنطقه بأقصى سرعه بعدما تأكدت أنه لم يراها أحد ... توقفت فجأه عن القياده عندما شعرت بالدوار وأن الرؤيه أمامها أصبحت مشوشه وأخذت تبكى بشده ... لا تعرف الآن ما سيحدث وما هو مصيرها ... هى الآن على يقين أن نهايتها اقتربت بعدما قټلت هايدى ... تتمنى لو أنها لم تلتقى بهايدى من قبل ولم يحدث كل ذلك ... كان الأمر كله لعبه اڼتقام دبرتها تلك اللعينه جيهان للإنتقام من والدها عادت بذاكرتها إلى اليوم الذى بدأ به كل شىء.
فى الجامعه وتحديدا فى مكتب مفيد
كان يجلس يراجع رساله الماجستير الخاصه بأحد الطلاب عندما دق باب مكتبه فأردف قائلا
ادخل.
دلفت فتاه عشرينيه متوسطه الطول ذات قوام ممشوق وبشره بيضاء وعيون بنيه ... ضيق مفيد عينيه وصاح قائلا بحنق
اسمعى كويس يا جيهان أنا مستحيل أنجحك فى الماده وأنت أصلا محضرتيش الأمتحان.
كزت جيهان على أسنانها بغيظ وقالت
أنا بنت رجل الأعمال أحمد سالم أكيد سمعت عنه.
ظهرت علامات التعجب على وجه مفيد ... لماذا تخبره جيهان بإسم والدها وما علاقه هذا الأمر بعدم حضورها الأمتحان
زفر بحنق وقال
أنا مش فاهم إيه المطلوب منى بالظبط.
المطلوب أن حضرتك تظبطلى الماده واللى هتطلبه بابا هيدهولك.
قالتها جيهان بكل تبجح ... تبدلت ملامح مفيد من الهدوء إلى الڠضب وهتف قائلا
امشى اطلعى بره وإلا والله ما هخليك تنجحى خالص فى أى ماده وطول ما أنا موجود فى الكليه أنت مش هتتخرجى منها.
غادرت جيهان وهى تستشيط ڠضبا فهى لم تتعرض لموقف كهذا من قبل فدائما كانت تستطيع أن تحل جميع مشاكلها باستخدام نفوذ وسلطه والدها أما الآن فهى لا تستطيع أن تفعل شىء وعلاوه على ذلك هددها مفيد أيضا ... مر شهر على هذا الموقف وأتى يوم ظهور نتيجه الامتحانات وبالطبع رسبت جيهان فى الماده التى يدرسها لها مفيد ... أقسمت أنها ستنتقم من مفيد ... بدأت بالتفكير فى هذا الأمر طوال فتره العطله الصيفيه وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر بدأ العام الدراسى وقد عرفت جيهان من إحدى صديقاتها أن حبيبه ابنه الدكتور مفيد تدرس فى نفس جامعتهم ولكنها فى كليه مختلفه ... حينها وجدت جيهان طريقه للإنتقام من مفيد ... لم يكن الأمر سهلا كما كانت تعتقد فى البدايه فعندما بدأت بالتقرب من حبيبه ولكنها فشلت فى ذلك لأنه قامت إحدى الفتيات بتحذير حبيبه واخبارها أن جيهان تسعى خلفها للإنتقام من والدها ... لم تكن جيهان تعرف ماذا عليها أن تفعل بعدما فشلت فى التقرب من حبيبه وفى أحد الأيام كانت تجلس جيهان فى الكافتريا القريبه من الجامعه مع مجموعه من صديقاتها ومن بينهن هايدى ... لم تكن هايدى صديقه حقيقيه لجيهان أو لغيرها فكل ما كانت تسعى إليه هو المال والهدايا الثمينه التى كانت تتحصل عليها بصداقتها المزيفه مع الفتيات الثريات ... كانت جيهان تروى لهم محاولتها الفاشله فى التقرب من حبيبه وكانت هايدى تستمع لحديثها بانصات واهتمام شديدين وعندما أنهت جيهان حديثها ابتسمت هايدى ابتسامه خبيبثه وقالت
اللى يخليكى تنتقمى من مفيد وتخليه يندم على اللى عمله معاكى تعمليله إيه
أى حاجه المهم أنتقم منه.
قالتها جيهان بلهفه .... قالت هايدى وهى لا تزال تحتفظ بابتسامتها الخبيثه
أنا أقدر أساعدك فى الموضوع ده بس كل
↚
شىء ليه تمن.
بادلتها جيهان الابتسامه نفسها وقالت
هديك عربيتى القديمه.
لمعت عينا هايدى بشده فالسياره التى تعتبرها جيهان قديمه هى سياره سوداء وحديثه الموديل وكثير من الفتيات تتمنى الحصول على مثل هذه السياره ومن ضمنهم هايدى التى تسعى دائما لتحصل على كل ما هو قيم وبالطبع سياره جيهان القديمه تعتبر بالنسبه لها أفضل شىء يمكن أن تحصل عليه ... ابتسمت هايدى قائله
تمام اتفقنا.
أنهت جملتها وأشارت بعينهيا نحو باقى صديقاتهن اللاتى يتابعن حديثهن ... فهمت جيهان أن هايدى ستخبرها بالتفاصيل فى وقت لاحق.
فى اليوم التالى التقت جيهان بهايدى وشرحت لها هايدى خطتها وقد أعجبت جيهان بالخطه وقالت وهى تنظر إلى هايدى بإعجاب
واو بجد أنت دماغك دى مفيش زيها أبدا برافو عليك يا دودى.
ابتسمت هايدى قائله
شكرا يا جيجى على المجامله ... بس أهم حاجه دلوقتى تجيبيلى كل المعلومات عنها عشان أعرف أتقرب منها.
زفرت جيهان بضيق وقالت
أنا خاېفه تفشلى زى ما أنا فشلت.
ضحكت هايدى بشده واستفزت هذه الضحكه جيهان لكنها تمالكت نفسها ونظرت إلى هايدى التى قالت
من الناحيه دى اطمنى مش هفشل لأن أنا وضعى مختلف عن وضعك ... أنت فى الكليه عندكم كل الطلبه عارفين أنك بتكرهى مفيد وبسبب كده الكلام وصل للكليه اللى فيها حبيبه وده سبب فشلك أما أنا محدش يعرفنى لأنى ببساطه مش بدرس فى نفس كليتك أنا بدرس فى كليه تانيه فهيكون صعب أن حد يعرف من اللى فى الكليه عندك أو كليه حبيبه أننا أصحاب وأنى بساعدك فهمتى.
أومأت جيهان برأسها دليلا على فهمها ما قالته لها هايدى.
فى اليوم التالى ذهبت هايدى إلى الجامعه وتحديدا إلى الكليه التى تدرس بها حبيبه ودلفت إلى المدرج... بحثت بعينيها عن حبيبه التى تعرفت على ملامحها من خلال صوره أعطتها لها جيهان ابتسمت بخبث عندما رأت حبيبه تجلس بمفردها بعيدا عن الطالبات الاتى يثرثرن فى بعض الأمور التافهه ... توجهت هايدى ناحيه حبيبه وجلست بجانبها قائله
ممكن أقعد جنبك ده لو مش
هضايقك.
ابتسمت لها حبيبه قائله
مفيهاش مضايقه ولا حاجه اقعدى براحتك.
الآن حان وقت تنفيذ الخطه التى دبرتها باحكام والتى ستبدأ بجعل حبيبه تشعر بالشفقه تجاهها... تظاهرت هايدى بالحزن وقالت
أصل أنا السنه اللى فاتت كانوا البنات بيضايقوا لما أقعد جنبهم عشان كده سألتك.
شعرت حبيبه بالشفقه على هذه الفتاه المسكينه والتى يبدو أنها مرت بإحدى التجارب الصعبه ... سألتها حبيبه قائله
هى دى مش أول سنه ليك هنا فى الكليه
نظرت لها هايدى والدموع تملأ عينبها وقالت
لا أنا أجلت السنه اللى فاتت لأن ماما ماټت ونفسيتى كانت مدمره.
أنهت هايدى جملتها وبدأت بالبكاء بالطبع كان هذا تمثيلا فقط لتخدع حبيبه بالشفقه عليها وأخذت تهدئها وهى تقول
طيب اهدى متزعليش إن شاء الله ربنا هيعوضك خير
خلى عندك إيمان دايما بربنا.
أعطت حبيبه هايدى منديلا لتمسح به دموعها ... أخذت هايدى المنديل وجففت به دموعها وهمست قائله
شكرا ... صحيح أنا اسمى هايدى تقدرى تقوليلى دودى وأنت.
حبيبه.
قالتها حبيبه قبل أن تنتبه لدخول الدكتور فصمتت وكذلك هايدى وظل هذا الصمت طوال فتره المحاضره وبعد الانتهاء من المحاضره خرجت كلا من حبيبه وهايدى وهما تضحكان وتمزحان معا وقد تبادلا أرقام الهواتف أيضا ... مرت الأيام وتوطدت علاقه هايدى بحبيبه وأصبحت صديقتها المقربه وأمينه أسرارها وفى يوم من الأيام كانت تجلس حبيبه بجانب هايدى وكانت تشعر پألم شديد فى رأسها ولاحظت هايدى ذلك فسألتها ماذا بها لتجيبها حبيبه قائله
صداع فظيع يا هايدى حاسه أن دماغى ھتنفجر.
لمعت أعين هايدى وقررت استغلال الفرصه فقد حان الوقت لتنفيذ خطتها فتظاهرت بالحزن وقالت وهى تخرج من حقيبتها إحدى الأقراص
امسكى خدى دى هتريح رأسك ... ده مسكن قوى للصداع أنا بستعمله لما أكون مصدعه.
نظرت حبيبه إلى القرص وأخذته من هايدى وتناولته وارتشفت بعده القليل من الماء ... كانت تتابعها هايدى بابتسامه فقد بدأت بتنفيذ خطتها مرت الأيام وكانت هايدى تضع القرص نفسه فى أى مشروب تقدمه لحبيبه دون أن تنتبه حبيبه لذلك وإذا لم تشرب حبيبه المشروب الذى يحتوى على القرص تصبح غاضبه وعصبيه وهذا الشىء أقلق والدتها ولكن حبيبه أخبرتها أن ذلك بسبب قلقها من الامتحانات ... كان هذا ما تعتقده حبيبه فى البدايه حتى واجهتها هايدى بالحقيقه ... أدركت وقتها أنها أصبحت مدمنه ولكنها لم تستطع التوقف كانت تتوسل لهايدى دائما لتعيطها هذا العقار المخدر وكانت هايدى تستغل هذا الأمر وتأخذ منها الكثير من الأموال مقابل هذا ولم تكتفى بهذا فقط بل قامت فى إحدى المرات بإجبار حبيبه على تعاطى سجائر الحشېش وقامت بتصويرها فيديو دون أن تنتبه حبيبه لذلك ... علمت حبيبه أت جيهان هى المسؤوله عن هذا الأمر ... كانت حبيبه تحاول أن تتوقف عن تعاطى هذه العقاقير ولكنها لم تستطع
أصبح وجه حبيبه شاحبا وتحيط بأعينها الهالات السوداء وفى أحد الأيام دخل والدها غرفتها وقام بصفعها على وجهها نظرت له حبيبه پصدمه ليصيح بها قائلا
ليه عملت فى نفسك وفينا كده ... أنا قصرت معاكى فى إيه عشان تعملى كده.
كانت حبيبه تبكى بشده فيبدو أن والدها عرف أنها أصبحت مدمنه ... كيف ستخبره أنه تم خداعها وأنها لم تكن تريد أن تصبح هكذا ... صړخ مفيد فى وجهها قائلا
عندك علم أنا عرفت ازاى أنك مدمنه يا هانم.
نظرت له حبيبه وهى تبكى وأخبرته أن جيهان هى من فعلت بها هذا بمساعده هايدى ... أخبرته أيضا أن هايدى كانت تقوم بوضع القرص لها فى العصير دون أن تنتبه ... صړخت وهى تبكى قائله
أنا لماعرفت أنى مدمنه حاولت أبطل بس مقدرتش ... صدقنى يا بابا أنا بحاول أبطل فعلا بس مش عارفه.
احتضنها مفيد وأخذ يهدئها ... كيف يحدث هذا لإبنته ولا يدرى كان عليه أن يعرف ويساعدها ... نظرت له حبيبه قائله
بابا أنا مش عايزه أفضل كده أنا عايزه أتعالج.
ربت مفيد على كتفها قائلا
↚
مټخافيش أنت هتتعالجى وهترجعى زى الأول ...أنا هبعتك مصحه بره مصر تتعالجى فيها عشان محدش يعرف حاجه عن الموضوع ده حتى أمك وأختك
اتصل مفيد بأحد أصدقائه الذى كان يعمل طبيبا فى إحدى مصحات علاج الإدمان فى لندن واتفق معه أن يرسل حبيبه إليه وبالفعل أرسل مفيد
حبيبه إلى هذه المصحه وكان الأمر سريا فلم يعرف أحد من أقارب حبيبه شيئا عن ادمانها أو السبب الحقيقى لسفرها للندن ... بعد مرور سته أشهر عادت حبيبه إلى مصر وقد تعافت من الادمان ولكنها لم تنسى صفعه الخيانه التى تلقتها من هايدى ولذلك طوال فتره دراستها فى الجامعه لم تصادق أى فتاه أخرى ... تغيرت شخصيه حبيبه كثيرا بعد هذه التجربه فلم تعد تلك الفتاه الساذجة التى تثق فى أى شخص ... أخبر مفيد حبيبه أن جيهان توفت فى حاډث سياره أما بالنسبه لهايدى فلم ترها حبيبه أو تعرف عنها شيئا إلا عندما رأتها بعد عده أعوام فى شركه والدها ... أمسكتها پعنف من معصمها وصاحت بها قائله
أنت بتعملى إيه هنا يا حقيره
ابتسمت لها هايدى وقالت بنبره ساخره
ازيك يا بيبو عامله إيه ... تعرفى أنك ليك وحشه.
نظرت لها حبيبه قائله بنبره يملؤها الڠضب
اطلعى بره الشركه وإياك أشوف وشك تانى.
قالت هايدى بلؤم وعتاب زائف
اخص عليك يا بيبو بتطردينى مش الشركه وأنا اللى حافظه سرك طول السنين دى كلها.
نظرت لها حبيبه بعدم فهم لتستكمل هايدى قائله
شوفى الفيديو اللى على الموبايل ده وقوليلى رأيك.
أنهت جملتها وناولتها الهاتف شاهدت حبيبه الفيديو وعلامات الصدمه تكسو وجهها فقد كانت توجد فى هذا الفيديو وهى تتعاطى السچائر والمخډرات نظرت لها هايدى وابتسمت قائله
أنا معايا من الفيديو ده نسخه تانيه حطاها على فلاشه ... تخيلى بقى أنا ممكن أعمل إيه.
استطاعت حبيبه أن تمنع دموعها من التساقط وقالت بجمود زائف
أنت عايزه إيه بالظبط.
فلوس ... كل اللى عايزاه منك أنك تدينى فلوس كل ما أطلب منك.
قالتها هايدى وهى تجلس على كرسى مكتبها ... نظرت لها حبيبه پغضب وقالت
تمام أنا هعملك اللى أنت عايزاه بس أقسم بالله العلى العظيم لو حد شاف الفيديو ده يا هايدى فهمتى .
استفاقت حبيبه من شرودها ونظرت حولها وجدت نفسها تقف بسيارتها أمام أحد المطاعم ويسمى هذا المطعم نور ... هذا المطعم نفسه الذى كانت تقابل فيه حبيبه هايدى لتعطيها المال كل مره ... نظرت حبيبه إلى ساعتها واكتشفت أنها تقف بسيارتها أمام المطعم منذ ساعه ... قامت حبيبه بتشغيل السياره وغادرت المكان متوجهه إلى منزلها.
كانت تقوم إيناس بتحضير الغداء قبل أن تسمع صوت رنين هاتفها وعندما نظرت إلى شاشه الهاتف رأت أن المتصل ليس سوى المعلمه التى تعمل فى الحضانه التى قامت بتسجيل حمزه بها ... تنهدت ببطء وقالت
هو الولد ده مش هيبطل يعمل مشاكل أبدا ... يا ترى يا حمزه عملت إيه المره دى
أجابت إيناس على الاتصال وما هى إلا لحظات وسقط الهاتف من يدها وصړخت قائله
حمزه.
الفصل_العاشر
صف سيارته أمام المستشفى وهرول سريعا إلى الداخل يبحث عن زوجته ... وجدها أخيرا تقف بجوار مدحت أمام غرفه العمليات وعلامات الحزن تكسو وجهوههم هل يعقل أن يكون فقد ابنه للمره الثانيه
لن يحتمل هذا الألم مره أخرى ... انتبه مدحت لوجوده ولاحظ شروده وقلقه واستنتج أنه يفكر فى فصيله ډم حمزه فقال محاولا تهدئته
حمزه فصيله دمه Aموجب.
تنهد ياسر وحمد الله أن حمزه لم يرث فصيله دمهسالب كما فعل عمر وكانت السبب فى مۏته ... نظر إلى إيناس التى لم تكف عن البكاء منذ أن أخبرتها المعلمه أن قدم حمزه انزلقت وارتطمت رأسه بحافه الدرج عندما كان يلعب... بعد مرور دقائق خرج الطبيب من غرفه العمليات وأخبرهم أن وضع حمزه أصبح مستقرا.
فى المساء ذهبت جميله إلى المستشفى للإطمئنان على حمزه... دلفت إلى الغرفه جلست
بجوار ياسر وسألته عن حاله حمزه وأخبرها ياسر أنه بخير ... تنهد ياسر وقال
كنت خاېف يا جميله أخسره زى ما خسړت عمر.
تبدلت ملامح جميله من الهدوء إلى الحزن عندما ذكر ياسر عمر فقد كان مۏت عمر مأساه بالنسبه إليها ... تنهدت جميله وقالت وهى تنظر إلى ياسر
ربنا مش بيتخلى عن عباده لما بيدعوله وأبسط مثال أنت لما خسړت رحمه زمان ربنا عوضك بإيناس ولما خسړت عمر ربنا عوضك بحمزه.
غادرت جميله بعد فتره ولكن حديثها عن تعويض الله لعباده ترك أثرا فى قلب ياسر ... عاد ياسر بذاكرته إلى اليوم الذى فيه على فرصه عمل
فى إحدى الشركات الكبرى فى محافظه بورسعيد كان سيرفض العمل فى البدايه كى لا يترك
↚
والدته بمفردها ولكن راويه استطاعت اقناعه باستغلال هذه الفرصه وبالفعل سافر ياسر إلى بور سعيد وبدأ العمل فى هذه الشركه وتعرف على أمجد الذى أصبح صديقه مع مرور الوقت ... مر عده أشهر على هذا الأمر وفى أحد الأيام قرر ياسر أن يأخذ اجازه ويفاجئ والدته ... بعد مرور ساعات السفر الشاقه وصل أخيرا إلى منزله صعد درجات السلم ومن ثم طرق عده طرقات على الباب لتفتح له فتاه تقول له
اتفضل فاتوره الكهربه أهى ١٥٠ جنيه.
أنهت جملتها وأعطته مائه وخمسون جنيها فى يده نظر ياسر إلى المال وعلامات الذهول تكسو وجهه وظل محدقا بها لبعض الوقت لا يفهم من تكون تلك الفتاه وعن أى فاتوره تتحدث
هل يعقل أنه أخطأ وذهب إلى منزل غير منزله لاحظت الفتاه شروده فسألته قائله
هى فلوس الفاتوره مش مظبوطين ولا إيه.
اللعنه ... عن أى فاتوره تتحدث من تكون هذه الفتاه وماذا تفعل فى منزله
قبل أن يتفوه ياسر بأى شىء خرجت راويه من المطبخ ورأته فهتفت قائله وهى تحتضنه
ياسر حمد على السلامه يا حبيبى.
ظهرت علامات الذهول على وجه الفتاه وشعرت بالإحراج فهذا ليس محصل الكهرباء كما أخبرتها راويه حمحمت قائله
أنا همشى بقى يا طنط عشان متأخرش عن اذنك.
غادرت الفتاه المنزل على الفور ... رفع ياسر حاجبيه بتعجب وقال
أنا لما خبطت ولقيت البنت دى بتدينى فلوس الكهربه شكيت إن دخلت بيت غلط وكنت هخرج أشوف البيت من بره عشان أتأكد إن ده بيتى.
ضحكت راويه بشده بعد سماعها ما قاله ياسر وقالت
معلشى يا حبيبى أصل أنا لما خرجت من شويه أشترى طلبات من عند الحاج ماجد قابلت عبده محصل الكهربه بس أنا مكنش معايا فلوس لإنى اشتريت الطلبات فهو كتر خيره أدانى الوصل وقالى أنه هيجى ياخد الفلوس بعد ما يصلى العصر فأنا لما سمعت الجرس دلوقتى فكرت أنه عبده عشان كده قولتلها تاخد الفلوس وتديهالك وهى عشان متعرفكشى فكرتك محصل الكهربه واديتك الفلوس.
ضحك ياسر وقال
طيب ومين البنت اللى فتحتلى الباب دلوقتى.
دى تبقى إيناس بنت الحاج ماجد كانت بتجبلى كرتونه المكرونه اللى نسيتها فى المحل.
ظهرت علامات الذهول على وجه ياسر وأردف قائلا
أنت عايزه تفهمينى إن دى تبقى أخت مدحت صاحبى ... أنا أول مره أعرف إن مدحت عنده أخوات بنات غير نسرين وهدى ... بس غريبه مش شبه مدحت خالص.
فى اليوم التالى ذهب ياسر إلى منزل مدحت وأثناء زيارته قابل إيناس التى شعرت بالإحراج عندما رأته بسبب الموقف الذى حدث بالأمس.
بعد مرور القليل غادر ياسر منزل مدحت وذهب برفقه يامن وجميله وتناولوا الغداء فى الخارج وفى المساء عاد إلى منزله ... أمسك هاتفهه وبدأ بتصفح موقع التواصل الاجتماعى الشهير فيس بوك قبل أن تجلس والدته بجانبه وتقول
ياسر أنت عارف كويس أنى بحبك وعاوزه أفرح بيك ورحمه فات علي مۏتها مده أكتر من سنه وخالتك نفسها قالت أدورلك علي عروسه.
ضحك ياسر بشده فيبدو أن والدته فعلتها وتقدمت بالنيابه عنه لخطبه فتاه كما فعلت سابقا عندما تقدمت لخطبه رحمه ... رفع حاجبه وهو يقول
أنت شكلك مخططه ومجهزه كل حاجه
هى لم تخطط للأمر بل راودتها الفكره عندما رأت إيناس وياسر بالأمس ... ابتسمت وأخبرته أن الفتاه التى تفكر بها هى إيناس ... تفاجأ فى البدايه من اقتراح والدته ولكنه وافق فقد أعجبته إيناس عندما رأها وبالفعل ذهب لخطبتها ورحب به والد إيناس ... تم عقد القران بعد مرور عام على الخطبه وتبعه حفل الزفاف بأيام قليله كانت سعاده راويه لا توصف وزادت سعادتها عندما حملت إيناس وأنجبت مولودها الأول عمر وكانت سعاده يامن وجميله لا تقل عن سعاده راويه وبعد مرور ثلاث أعوام حملت إيناس بطفل أخر ... حصل ياسر على فرصه عمل بإحدى الشركات الكبرى بالكويت وذلك بمساعده صديقه أمجد وسافر إلى الكويت ... كانت حياه ياسر وإيناس مليئه بالسعاده لا يعكر صفوها أى شىء قبل أن يأتى هذا اليوم الذى يعتبره ياسر أسوء يوم فى حياته.
قررت إيناس زياره والدها وبالفعل استعدت وخرجت من المنزل وهى
تمسك بيدها عمر بعد مده وصلت أمام منزل والدها فترك عمر يدها وهرول ناحيه جده الذى كان يقف أمام المنزل ... ظهرت فجأه سياره سوداء وصدمت عمر ليطير فى الهواء ثم يسقط أرضا غارقا فى دمائه نظرت إيناس ووالدها إلى عمر پصدمه لم يستوعبا ما حدث خلال هذه الثوانى أما بالنسبه للسياره التى صدمت عمر فقد هرب صاحبها على الفور .
فى المستشفى كانت تبكى إيناس بشده وتدعو الله أن يحفظ صغيرها عمر ... خرج الطبيب من الغرفه وأخبرهم أن فصيله ډم عمر Oسالب ... صړخت إيناس قائله وهى تبكى
اعملوا أى حاجه المهم ابنى يبقى كويس.
حاول الطبيب تهدئتها قائلا
احنا بنعمل كل اللى فى ايدينا بس احنا محتاجين ډم ... ولأسف فصيله ډم ابنك مش متوفره فى بنك الډم حاليا ... هو أنتم عندكم حد من الأقارب عنده نفس الفصيله
أجابه مدحت
أيوه ... والده نفس الفصيله بس هو مسافر الكويت.
صړخت إيناس قائله
يعنى مفيش حد تانى فى العيله فصيله دمه Oسالب غير ياسر.
فى هذه اللحظه تذكر مدحت الحاډثه التى تعرض لها يامن من قبل وأنه يشترك مع ياسر فى فصيله الډم نفسها فهتف قائلا بلهفه
يامن وياسر فصيله دمهم زى بعض ... أنا هتصل بيامن دلوقتى وأقوله يجى المستشفى.
حاول مدحت الاتصال بيامن عده مرات ولكنه كل مره يأتيه الرد نفسه الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح
البقاء لله
قالها الطبيب وهو يخفض رأسه أرضا ... سقطت إيناس أرضا وأغشى عليها ... اتصل مدحت بياسر وأخبره بوفاه عمر ... لم يصدق ياسر أن ابنه الصغير الذي لم يبلغ أربع سنوات من عمره قد ماټ .
عندما علم يامن بوفاه عمر ذهب إلى منزل ياسر ولكن مدحت قام بطرده ... بعد مرور يومين استطاع ياسر بصعوبه العوده إلى أرض الوطن ... كانت حالته النفسيه سيئه للغايه وحاله إيناس أيضا فقد أصابها اڼهيار عصبى ... طلب ياسر من مدحت اخباره بتفاصيل الحاډث وبالفعل أخبره مدحت بكل شىء وأخبره أيضا أن سبب عدم استطاعه الأطباء انقاذ عمر هو عدم توفر الډم المناسب ... تفاجأ ياسر بعدما سمع
ما قاله مدحت ... كيف لم يستطيعوا العثور على شخص فصيله دمه مطابقه لفصيله ډم عمر ويامن يمتلك نفس الفصيله
↚
سأل ياسر مدحت هذا السؤال حاول مدحت أن يتهرب من الإجابه إلا أنه أمام اصرار ياسر لإخباره
أنا يوم الحاډثه اتصلت بيامن في الاول كان موبايله مقفول بس لما اتصلت على التليفون الأرضى فى البيت والدته ردت عليا وقولتلها أن ضرورى يامن
يجى المستشفى وقولتلها عن حاډثه عمر أنا بعد ما اتصلت فات نص ساعه ومجاش فعشان كده اتصلت ثانى وكانت المفاجاه لما يامن رد عليا وقبل ما أقول أى حاجه قالى وقتها.
تنهد بضيق وهو يتذكر ما قاله يامن
اسمعنى كويس يا مدحت وحط الكلام اللى هقوله حلقه فى ودانك ... أنا مليش أى علاقه بمشاكل ياسر أو إيناس أو أى حاجه تخصهم أنا مش شغال كل شويه رايح جاى عشان خاطرهم ... أنا عندى حياتى وعايز أعيشها ومعنديش وقت أجرى هنا وهناك ... أنا متأكد كويس أنكم قادرين تتصرفوا فى الموضوع ده من غيرى سلام.
شعر ياسر بالډماء تغلى فى عروقه ... لا يصدق أن أخيه الوحيد فعل به هذا ... لا يصدق أن أخاه لم يتردد أبدا في في ترك طفل صغير ېموت وليس أى طفل بل ابن أخيه ... تمنى أن يكون هذا كابوسا وأن يوقظه أحد منه.
في هذه اللحظه سمع صوت الجرس ففتح الباب ليجد يامن أمامه ... كور ياسر يده ونظر إليه نظره مليئه بالڠضب والحقد قائلا له بتهكم
أفندم أنت جاي عايز إيه تانى مش كفايه اللى عملته
أجابه يامن وعلامات الذهول تكسو وجهه
هو فى إيه الحكايه بالظبط أنا ما أجى هنا مدحت يطردنى ... وأنت دلوقتى بتتكلم معايا كده.
صاح ياسر قائلا
الحكايه أنك حقېر وواطى وأنانى ... اتخليت عن ابنى وهو محتاجك عشان حضرتك مش عايز تدخل فى أى حاجه تخصنى.
فغر فاهه بتعجب لا يفهم أى شىء ... كيف ومتى تخلى عن عمر نظر إلى مدحت پغضب فقد تأكد أنه خدع ياسر وجعله يصدق أنه تخلى
عن عمر ... وصل ڠضب يامن إلى ذروته وقام بلكم مدحت فى وجهه ... أبعده ياسر پعنف عن مدحت وكور يده وبكل ڠضب ضړب الحائط وقال
اطلع بره يا يامن ومتخلنيش أشوف وشك تانى.
شعر يامن بخيبه الأمل فشقيقه الوحيد صدق شقيق زوجته ولم يصدقه ... نظر إلى ياسر پغضب وقال
أنا اللى مش عايز أشوف وشك تانى لأنك ببساطه صدقت أهل مراتك وكدبت أخوك اللى من لحمك ودمك.
قالها يامن وهو ينظر لياسر بأسف ... اتسعت حدقتى عين مدحت من الذهول وقال
لا يا شيخ يعنى أنا وأبويا كدابين وأنت اللى صادق ... أنا مش فاهم أنت ازاى شاطر فى الكدب بالطريقه دى.
لم يستغرق الأمر سوى بضع ثوان قبل أن يسقط مدحت أرضا بعدما لكمه يامن للمره الثانيه ... رد ياسر له اللكمه التى لكمها لمدحت لينظر له يامن پصدمه ثم اتجه ناحيه الباب وصدم عندما رأى جميله تبكى فيبدو أنها رأت كل شىء ... أمسكها من معصمها وخرجا من منزل ياسر ... أخرج منديلا وأعطاه لها لتمسح دموعها ثم همس قائلا
من النهارده احنا ملناش أخ ... أنت يا جميله ملكيش أخ غيرى أنا وبس.
قالها ونظر إلى ياسر الذى كان ينظر لهم من شرفه منزله.
كانت هذه أخر مره رأى فيها ياسر يامن وجميله حاول ياسر أكثر من مره أن ينسى ما فعله به يامن ولكنه لم يستطع ... كيف سينسى أن شقيقه تخلى عن ابنه وتركه للمۏت
انتشله من ذكرياته صوت هاتفه نظر إلى الشاشه وجد المتصل أمجد فرد عليه سأله أمجد عن حاله حمزه واطمئن عليه ... تذكر ياسر المكالمه التى وردته من تلك الفتاه التى لا يعرفها فهى لم تتصل به بعد هذه المره أخذ يفكر هل يعقل أن تكون هذه الفتاه صادقه وطفله عمر حقا قد وليس حاډثا كما كان يعتقد أم أنها مجرد فتاه لعوب تحاول خداعه من أجل المال فقط
والسؤال الأهم إن كانت هذه الفتاه تقول الحقيقه لماذا انتظرت كل هذه السنوات لتتصل به فقد كان بإمكانها الإتصال به من قبل
استنتج ياسر بعد تفكير طويل أن هذه الفتاه كانت تحاول خداعه وعندما طلب منها دليل تثبت
↚
به صحه كلامها لم تتصل به مره أخرى ... بعد وقت طويل من التفكير استسلم ياسر لسلطان النوم الذى هاجمه رغما عنه وغط فى سبات عميق.
الفصل_الحادى_عشر
خرجت من غرفه ابنتها لتتفاجأ به يرمقها بضيق ... لم تفهم سبب نظرته تلك إلا عندما باغاتها بسؤاله
مقولتليش ليه إن عمك كل شويه يتصل بيك وبيهددك
حاولت أن تبدو هادئه ولكنها فشلت ... كيف ستكون هادئه وعمها يعكر صفو حياتها باستمرار لماذا لا يدعها تعيش بسعاده مع عائلتها طال صمتها مما دفعه لسؤالها مره أخرى ولكن بنبره حاده ... أجابته وهى تنظر فى عينيه قائله
كنت خاېفه من اللى أنت هتعمله لو عرفت.
هل هى أصبحت تخاف منه الآن لا يمكنه أن يصدق هذا ... صاح بها قائلا بانفعال
مهمها كان اللى هعمله فأنا بعمله عشان خاطرك وخاطر أيه.
لم تستطع كبح دموعها أكثر من ذلك ... جلست على الأريكه ووضعت رأسها بين كفيها لقد سئمت من كل شىء ... كل ما تريده هو العيش بهدوء وسلام مع عائلتها ... تتذكر عندما قام أحدهم بإرسال صور لها فى وضع مخجل اعتقد أمجد حينها أن ممدوح هو من فعل ذلك وقام بأخذ مسدسه وعزم على قټله وعندما حاولت منعه حپسها فى غرفتها ... ساعدها الحظ فى هذا الوقت عندما رأت هاتفها موضوع على الكومود فاتصلت بسامح الذى ذهب برفقه ياسر واستطاعا منع أمجد من ارتكاب أى حماقه فى اللحظه الأخيره .
لا يعجبه رؤيتها هكذا تبكى وبسببه أيضا ... هو يفعل كل شىء من أجلها وأجل ابنته ... لا يعرف لماذا يسعى توفيق وممدوح لټدمير عائلته
تذكره دائما بمحاولته ممدوح وهى لا تعرف ما شعر به عندما رأى هذه الصور ... بالطبع هو يثق بها ويعرف أن هذه الصور ليست حقيقيه ولكنه لم يحتمل هذا الأمر ... شعر بالڠضب عندما نفت الأمر عن ممدوح وقالت أنه يستحيل أن يفعل هذا والعجيب أن سامح أيضا وافقها الرأى ...
تنهد بضيق عندما نظر إليها ووجدها تبكى فقال محدثا نفسه
نفسى يجى اليوم اللى نرتاح فيه من ممدوح وتوفيق.
كانت يدها ترتعش وهى تمسك بهذا الجهاز الذى يسمى اختبار حمل ويظهر أمامها خطين وهذا يعنى أن النتيجه إيجابيه ... هى حقا حامل شعرت بسعاده كبيره ولكن سرعان ما تلاشت هذه السعاده عندما تذكرت ما فعلته بهايدى ... فكرت كثيرا ماذا سيحدث لطفلها وما هو مصيرها أغمضت أعينيها پألم
ودعت الله ألا تصل إليها الشرطه ... شعرت بجفاء حلقها فتوجهت إلى المطبخ لتشرب القليل من الماء ولكن فجأه تحول الكوب إلى شظايا فى خلال ثوانى بعد سقوطه من يدها بعدما سمعت ما قاله زوجها للتو ... لا
تصدق حقا أن هايدى ماټت لا تصدق أنها أصبحت قاتله ... نظر لها يامن وعلامات الدهشه والقلق تكسو وجهه وهو يقول
مالك يا حبيبه أنت كويسه
أجابته حبيبه بنبره حاولت أن تبدو هادئه
أيوه كويسه ... مفيش حاجه أنا بس خبطت فى الكرسى عشان كده الكوبايه وقعت منى ...صحيح أنا سمعتك دلوقتى أنت وجميله بتتكلموا عن واحده .
أخبرها يامن بأن هذه الموظفه التى تدعى هايدى قټلت فى شقتها منذ يومين وأن هذا الأمر تسبب فى حدوث بعض الجلبه فى الشركه بسبب التحقيقات التى يقوم بها رجال المباحث مع الموظفين ... ابتلعت حبيبه ريقها بصعوبه وأردفت بنبره متحشرجه
يعنى البوليس لسه موصلش للقاټل.
هزت جميله رأسها نافيه وقالت
لا لسه بس إن شاء الله يمسكوه قريب.
تنهدت حبيه وهى تدعو بصوت خفيض
رحمتك بيا يا رب ... أنا مقصدتش .
ھموت وأعرف أنت بتروح فين الأيام دى كلها.
قالتها سها بحنق وهى تنظر إلى ممدوح الذى يستعد لمغادره المنزل ... ابتسم ممدوح وغمغم بسخريه
بروح سيبريا أعد النجوم هناك.
رمقته بجانب عينيها بسخط فقد سئمت منه ومن وقاحته ... دائما يسخر منها ويقلل من شأنها ... تتذكر دائما عندما كان طفلا لم يكن يتجرأ ويفعل هذا ولكن تغير كل هذا عندما أصبح فى الثامنه عشر من عمره ... عادت بذاكرتها إلى هذا اليوم الذى اتهمته فيه بسرقه خاتمها وكان سينجح فى هذا لولا تدخل إحدى الخادمات وإنقاذها فى اللحظه الأخيره.
رمقها بإزدراء قبل أن يغادر المنزل ... استقل سارته وغادر المنزل.
بعد مده توقف فجأه عندما رأها تقف أمام سيارتها ... أخرج رأسه من نافذه السياره ونظر جيدا إلى سيارتها وعلم أنها معطله ... زفر بضيق وترجل من سيارته وتوجه نحوها قائلا
تعالى معايا هوصلك.
متشكره أوى أنا هتصل بأمجد ابنى وهو هيجى ياخدنى.
قالتها بضيق فهى لن توافق بالطبع أن تجلس بجانب عدو ابنها فى سيارته ... تنهد بحنق فهو لا ينقصه رؤيتها أيضا بعدما رأى سها فى الصباح ... نظر إليها وقال ساخرا
على فكره المنطقه دى شبه مقطوعه يعنى كل ساعه على ما تلاقى عربيه معديه من هنا وغير كده مفيش شبكه عشان تعرفى تتصلى بإبنك المصون فيستحسن تركبى يا مدام هدير بدل ما تتحنطى هنا.
اضطرت للذهاب معه فهى ليس لديها طريقه أخرى لتعود إلى منزلها بعدما تعطلت سيارتها ... كانت طوال الوقت تقضم أضافرها بعصبيه جعلت ممدوح يتمتم پغضب
مټخافيش ... أنا هوصلك مش هاكلك.
كيف لا تخاف منه وهى تعرف جيدا مدى كرهه الشديد لأمجد ولها أيضا
نظرت له بنصف عين وقالت
أنت عايز إيه من أمجد يا ممدوح
انزلى!
قالها ممدوح پغضب ... نظرت له هدير بعدم فهم ليستكمل
وصلنا بيتك خلاص.
خرجت من السياره وقبل أن تبتعد سمعته يقول
أدمره ... عايز أدمره.
التفتت له والصدمه تكسو معالم وجهها ... لماذا يريد ذلك أردفت بنبره متحشرجه
ليه
من الغباء أنك تسألى سؤال إجابته سهله أوى .
↚
قالها وهو يغادر ... لا تفهم ما الذى يقصده ممدوح بأنها الإجابه سهله ... دلفت إلى منزلها وهى تدعو الله أن تمر الأيام القادمه بهدوء دون حدوث مصائب أخرى فهدوء ممدوح اليوم يؤكد أنه يخطط لفعل شىء ما.
لا تصدق ما سمعته للتو من والدتها ... هذا الغبى مروان تقدم لخطبتها ... ماذا يظن أنه بعدما ارتبط بكثير من الفتيات من قبل سيتزوج فى النهايه بفتاه لم تواعد رجلا من قبل!
سترفضه لا محاله فهى لن تقبل الزواج برجل تعرف أنه سيخونها فيما بعد ... فكما يقال الطبع
يغلب التطبع وهذا هو مروان لن يتغير أبدا ... تذكرت حديث والدتها عن وسامته والأملاك التى ورثها عن والده ... لا يهم كل هذا فقد أقسمت من قبل أنها ستتزوج برجل لم يواعد فتاه من قبل وهى لن تحنث قسمها أبدا.
بعد عناء طويل استطاع اقناعها بالموافقه على الزواج وبالأخص بعدما تدخل جده فى الأمر ... ذهب برفقه والدته وجده حمدى إلى منزل ناديه لخطبتها ...
جلست ولاء بجانب ناديه وتمتمت بصوت منخفض وهي تمسك بأصابع ناديه
معرفش إيه اللى عاجبه فيها دى حته معصعصه ومش حلوه.
ظلت تنظر إلى أصابع يدها لفتره طويله ولاحظت ناديه ذلك فابتسمت وقالت
تحبى يا طنط أجبلك البندقه عشان تتأكدى من الأسنان بالمره!
زمت ولاء شفتيها بضيق وقبل أن تقول أى شىء تدخل حمدى قائلا وهو يبتسم
أنتم عارفين طبعا سبب مجيتنا النهارده وعشان كده أنا هتكلم من غير لف ولا دوران ... احنا طالبين إيد بنتكم الأنسه ناديه لأبننا عادل.
ابتسم فؤاد والد ناديه وقال
ده شىء يشرفنا يا حاج حمدى ... عادل زين الشباب ومفيش فى أخلاقه وشهامته.
تدخلت فتحيه والده ناديه فى الحديث قائله وهى ترمق عادل بنزق
أنت بقى يا حبيبى ظروفك تسمح تتجوز دلوقتى ولا هتعلق بنتى جمبك كام سنه لحد ما تبقى تكون نفسك.
نظرت لها ولاء پغضب لتستكمل فتحيه
أنا بسأل بس عشان احنا بصراحه العرسان كل يوم بيخبطوا على بابنا وكل عريس بيبقى مستعد يجيب تقلها دهب.
ما الذى تحاول هذه الشمطاء فعله هل تحاول إهانته إن كان الأمر هكذا فهو لن يتزوج ناديه ... يمكنه أن يسامح ولكن عندما يتعلق الأمر بالكرامه فهو لا يتهاون أبدا ... لاحظ نظرات فؤاد الغاضبه الموجهه نحو فتحيه والتى جعلتها تخفض رأسها أرضا ... ابتسم فؤاد وقال
أنا مش عايز غير إن بنتى تكون مبسوطه ... أما بالنسبه لموضوع الشبكه والشقه والمصاريف كل حاجه هتكون ضمن المعقول.
هل تظن أنه بلا كرامه لن يبتلع إھانتها ويصمت ... حسم أمره لن تتم هذه الزيجه ... نظر إلى فؤاد وقال بحزم
أنا مش ه.
قاطعه حمدى قائلا
عادل عايز يقول أنه مش هيقصر فى أى حاجه واللى ناديه تطلبه هيجلها.
فغر فاهه بتعجب بعدما سمع ما قاله جده ... هو كان يريد إنهاء الأمر ولكن جده منعه من ذلك ... رمق جده بنظرات معاتبه بادله حمدى نظرته بأخرى هادئه فهو يعرف بالضبط ما يفكر به عادل ولن يسمح له بإرتكاب أى حماقه قد يندم عليها لاحقا ... يعلم جيدا أنه بالنسبه لعادل لا شىء أهم من الكرامه وهو محق فى هذا الأمر ولكن ناديه ليست مذنبه ليفعل عادل بها هذا ... يعرف فتحيه جيدا فهى امرأه سليطه اللسان وتتفوه دائما بالحماقات ولكن ناديه ليست مثلها فهى فتاه هادئه وذات أخلاق ولذلك عندما أخبره عادل برغبته بالزواج بها وافق على الفور دون أن يناقشه بل أقنع ولاء بالموافقه أيضا.
بما أننا متفقين يبقى نقرأ الفاتحه.
قالها حمدى وهو يبسط يده ويقرأ الفاتحه ليفعل الجميع المثل.
فى مكتب يامن
جلس أمامه الضابط المسؤول عن قضيه مقټل هايدى وهو يقول له
أنا هسألك كام سؤال بس مش أكتر لإن زى أنت عارف أى معلومه صغيره ممكن توصلنا للقاټل
يتمنى أن تمسك الشرطه بالقاټل فى أسرع وقت حتى تهدأ الأوضاع فى الشركه والتى انقلبت رأسا على عقب بعدما قټلت هايدى ... ابتسم وقال
مفيش أى مشكله ... اتفضل اسأل.
هايدى بتشتغل فى الشركه هنا من امتى
قالها الضابط
وهو ينظر إلى يامن بتمعن ... ارتشف يامن بضع قطرات من الماء وهو يقول
هايدى بتشتغل هنا من حوالى أربع سنين وكانت من أكفأ الموظين اللى فى الشركه.
ضيق الظابط عينيه قائلا
طيب فى أى مشاكل حصلت منها فى الشركه أو مع أى حد من الموظفين قبل كده
هز يامن رأسه نافيا وقال
لا خالص محصلش مشاكل بينها وبين أى حد فى الشركه.
تمام متشكر جدا
قالها الضابط وهو يقف ويستعد للمغادره ... فجأه وعلى حين غره سقط منه ظرف به مجموعه من الصور ... نظر يامن إلى الصور بتمعن وهو يساعد الضابط فى لملمتهم ووجد أنها صور لهايدى وهى مقتوله ... جحظت عيناه بشده عندما وقعت عيناه على إحدى الصور ... لا
يصدق ما يراه أيعقل أن تكون زوجته هى القاتله
لاحظ الضابط صډمته فسأله قائلا
أنت اتفاجئت ليه لما شوفت الصور
اذدرد
↚
يامن ريقه بصعوبه وقال
لأنى شايف كل دهب هايدى موجود فأنا مش فاهم إيه دافع القټل
وضع الضابط الصور فى الظرف وقال
فعلا متعلقاتها كلها موجوده زى ما أنت شفت فى الصور .... موبايلها واقع جنبها وخاتمها وأسورتها الدهب موجودين فى ايديها وسلسلتها الدهب اللى متعلق فيها حرف H دى واقعه على الأرض جنبها ... كل الحاجات دى تثبت إن مكانش بدافع السرقه وإن فى دافع تانى ... على العموم أنا هستأذن أنا.
أخذ الضابط الظرف وغادر تاركا يامن تلعب الأفكار بعقله.
مخطأ ... نعم مخطأ هذا السلسال الذهبى الذى تعتقد أنه لهايدى هو لحبيبه أهديتها إياه من قبل ... هل يعقل أن تكون حبيبه هى القاتله لا يمكن لحبيبه أن فهى تخاف من ... ربما هذا السلسال مشابه لسلسال حبيبه وليس هو ... مستحيل إن تشابه السلسال لا يمكن أن يتشابه الحرف أيضا فهذا الحرف قد تم تصميمه بهذه الطريقه لأنه طلب ذلك من الصائغ ولا يمكن أن تكون هايدى قامت بتصميم هذا الحرف هى أيضا ... أغمض عينيه بقوه ثم فتحها مره أخرى ...لن يسمح لهذه الأفكار أن تتلاعب به سيعرف كل شىء والآن ... أخذ مفاتيح سيارته وخرج من مكتبه بل من الشركه بأكملها واستقل سيارته وتوجه إلى المنزل فقد حان الأن وقت المواجهه.
الفصل_الثانى_عشر
أنهت فطورها وتصفحت الجريده الموضوعه أمامها ... وقعت عيناها فجأه على هذا الخبر والذى كان عنوانه
مقټل فتاه فى شقتها اثر طلق نارى فى رأسها والقاټل مجهول
ليس العنوان هو ما أثار اهتمامها ولكن صوره هايدى هى التى جعلتها تهتم بالخبر .
كيف يعقل هذا هى لم تستخدم أى أداه عندما قټلت هايدى لأنها ببساطه لم تقصد قټلها ... هذا يعنى أن شخصا أخر قټلها ... من يكون القاټل يا ترى
تتذكر أنها تأكدت من عدم وجود أى شخص عندما كانت تغادر البنايه التى تقطن بها هايدى.
ابتسمت عندما تأكدت أنها ليست من قټلت هايدى ... هى لم تقترف تلك الچريمه البشعه ... شهقت بفزع عندما شعرت بيد تقبض على ذراعها پقسوه ... التفتت على الفور لتجد أن من يطبق على ذراعها ليس سوى زوجها وقبل أن تنطق بأى كلمه سحبها خلفه إلى الغرفه وأغلق الباب وقال
السلسله بتاعتك فين يا حبيبه
جحظت عيناها بشده ... ماذا ستخبره أنها سقطت منها فى منزل هايدى ... فكرت فى اختلاق أى عذر لتخفى الأمر ... حاولت جاهده أن تبدو هادئه وهمست قائله
وقعت منى لما كنت مع ماما فى المول.
نظر لها يامن بتمعن هى مرتبكه ويدها ترتجف وتحاول جاهده أن تبدو هادئه كل هذه الأشياء لا تدل سوى على شىء واحد أنها تكذب ... ضيق يامن عينيه وهمس بجوار أذنها
متأكده إنها وقعت منك فى المول مش فى شقه هايدى.
اصطبغ وجهها بعده ألوان من الصدمه وتخشب ... كيف عرف أن سلسالها سقط منها فى شقه هايدى
لم تستطع أن تتفوه بأى كلمه فقد ألجمت الصدمه لسانها ... اقترب منها يامن ونظر إليها قائلا بجمود
ليه يا حبيبه.
قالتها حبيه محاوله الدفاع عن نفسها ... كور يامن يده پغضب وصاح معنفا بقوه فى وجهها
إذا كنت فعلا تقدرى تقوليلى سلسلتك وصلت هناك إزاى انطقى وإياك تفكرى تكدبى عليا.
كانت ستجيبه ولكنها شعرت فجأه بتقلب معدتها أزاحته من طريقها وركضت بسرعه إلى الحمام وأخذت تتقيأ كل ما فى جوفها ثم غسلت وجهها بعد ذلك ... كان ينظر لها يامن پصدمه هى حامل ولم تخبره صاح بها قائلا باستنكار
سيادتك كنت هتعرفينى امتى أنك حامل بعد ما تولدى.
صړخت به قائله
بس بقى اسكت أنا كل يوم بمۏت ألف مره من الخۏف والړعب وأنت كل اللى أنت شاطر فيه أنك تزعق وتشخط فيا.
قال يامن وهو ينظر إليها بإنزعاج
أنت لازم تحكيلى كل حاجه عشان أعرف أساعدك وكمان لازم أعرف أنت عرفتى هايدى إزاى
ستخبره الحقيقه وليحدث ما سيحدث ... لم يعد يهم أى شىء فهى أصبحت على حافه الهاويه إما أن تنجو وإما أن تسقط ... تجمعت الدموع فى عينيها وتبادرت بالسقوط على وجنتيها ...
قصت عليه كل شىء وهو يومئ برأسه ويفكر فى طريقه لحل هذه المعضله التى تورطت بها زوجته ... أخبرته أنها قابلت هايدى عده مرات من قبل وفى أماكن عامه لكى تعطيها المال ... زفر بضيق فقد تأكد أن الشرطه ستصل لزوجته لا محاله للتحقيق معها بعدما يكتشفوا صداقتها القديمه بهايدى ... هتف بهدوء عكس ما بداخله
عايزك تحكيلى كل حاجه عملتها يوم الحاډثه بعد ما خرجت من عند هايدى.
أخبرته حبيبه بكل شىء فأردف قائلا وهو ينظر إليها
الموضوع كله مسأله وقت قبل ما يجيلك استدعاء من المديريه ... اسمعى كل اللى هقولهولك وركزى عشان ده الكلام اللى هتقوليه فى المديريه.
أومأت حبيبه برأسها أخبرها يامن بما عليها قوله عندما يتم استجوابها كى لا تكون ضمن المشتبه بهم.
عشان خاطرى يا حبيبى خلص الآكل ده.
قالتها وهى تقرب الملعقه نحوه وهو يشيح وجهه للجهه الأخرى ... تنهدت بحنق فقد طفح الكيل من هذا الصغير الذى لا يسمع كلمتها مره واحده على الأقل ... نظرت له وقد نفذ صبرها وقالت پغضب
امسك المعلقه وخلص الشوربه يا حمزه عشان تأخد الدوا بتاعك.
هز رأسه يمينا ويسارا عده مرات دليلا على رفضه تناول الشوربه وقال
لا مش هشربها عشان مش بحبها.
تمتمت بغيظ
وبعدين معاك يا حمزه متعصبنيش أنا بقالى ساعه بتحايل عليك.
فى هذه اللحظه دلف ياسر إلى الغرفه ووقف بالقرب منها وهى تعطيه ظهرها وقال
سيبيه براحته متنسيش أنه لسه من كام يوم عامل عمليه.
أنا خلاص زهقت من المناهده مع ابنك ... امسك الشوربه وخليه يشربها ولما يخلص ابقى اديله الدوا.
قالتها وهى تعطيه طبق الشوربه وخرجت من الغرفه صافقه الباب خلفها پعنف ... نظر ياسر إلى حمزه وابتسم قائلا
يلا يا حمزه اشرب الشوربه يا حبيبى.
مش عايز.
قالها حمزه وهو يشيح بوجهه للجهه الأخرى ... حاول ياسر جاهدا ألا يغضب وقد نجح فى ذلك وقرب ملعقه الشوربه من حمزه وقال ببرود
صدقنى لو الشوربه مخلصتش دلوقتى مش هوديك دريم بارك لما تخف.
دقائق قليله أنهى
فيها حمزه طبق الشوربه وأخذ أدويته ليغط بعدها فى ثبات عميق ... أخذ ياسر الطبق الفارغ وتوجه إلى المطبخ حيث توجد إيناس وأعطاها الطبق وقال
↚
اتفضلى.
قالها وهو يناولها الطبق الفارغ لتنظر له پصدمه قائله
هو خلصها كلها!
ابتسم بسماجه قائلا
أيوه خلصها وخد الدوا ونام.
نظرت له وعلامات الذهول تكسو وجهها وقالت وهى تبتسم كالبلهاء
أنا بقالى ساعه بتحايل عليه وأنت فى ثانيه خليته يشربها.
ابقى اتعلمى ازاى تخليه يسمع كلامك.
قالها وهو يخرج من المطبخ وعلى ثغره ابتسامه ساخره
خرج من شركته واستقل سيارته متوجها إلى منزله ... ظهرت أمامه فتاه من العدم وصدمها بسيارته أوقف السياره على الفور وخرج منها ليتفقد الفتاه وفجأه شعر بشىء حاد يخترق كتفه ليسقط على الفور مغشيا عليه ... أمسك به رجلان وقاما بحمله إلى سيارتهم ثم أمسك أحدهم هاتفه وقام بمهاتفه رئيسه قائلا
المهمه تمت يا ممدوح بيه ... أمجد دلوقتى معانا.
ابتسم ممدوح بخبث وقال
تمام خدوه على الشقه اللى أنا قلتلكم عليها.
تمام.
قالها الرجل قبل أن ينهى المكالمه ويتوجه إلى الشقه التى أمره ممدوح بأخذ أمجد إليها.
أنهى ممدوح المكالمه مع هذا الرجل واتصل بريهام ... انتظر بضع ثوان قبل أن ترد عليه قائله پغضب
عايز إيه يا بنى أدم أنت.
قالتها وكادت تنهى المكالمه قبل أن تسمعه يقول
أنا متصل عشان أفوقك من الغيبوبه اللى أنت فيها.
ضيقت عيناها قائله بعدم استيعاب
غيبوبه إيه ... أنا مش فاهمه حاجه.
عاد برأسه إلى الوراء وقال وهو يبتسم بمكر
جوزك المحترم بيخونك دلوقتى مع واحده من إياهم.
ابتسمت بسخريه وأردفت قائله باستنكار
بطل هبل يا ممدوح ... هو أنت مش بتزهق فعلا من ألعابك السخيفه دى
لو مش مصدقانى روحى العنوان اللى أنا هبعتهولك دلوقتى وشوفى بنفسك.
قالها وأنهى المكالمه ... تلاعبت الافكار فى رأسها أيعقل أن زوجها الذى ېخونها مع إحدى الساقطات ..مؤكد ممدوح ېكذب ولكنها ستذهب إلى هذه الشقه وتقطع الشك باليقين ... اهتز هاتفها معلنا عن وصول رساله لتلتقطه بأيد مرتعشه ...قرأت الرساله وعرفت عنوان الشقه لتخرج على الفور من المنزل مستقله سيارتها ومتجهه إلى هذه الشقه التى يزعم ممدوح أن زوجها ېخونها بها ... وصلت إلى وجهتها وصفت سيارتها ... اقتربت من باب الشقه وطرقت
عليه بضع طرقات لتفتح لها فتاه تقول لها وخى تمضغ العلكه فى فمها
نعم يا عنيا.
نظرت لها ريهام بتقزز ثم دفعتها بقوه ودلفت إلى الشقه ... توجهت إلى غرفه النوم وفتحتها لتجد زوجها يغط فى سبات عميق ... لا تصدق ما تراه نظرت خلفها لتجد الفتاه التى فتحت لها تنظر لها باستنكار قائله
جرا إيه يا أختى داخله البيت وقاعده تفتحى فى الأوض زى ما يكون بيت أبوكى.
نظرت لها ريهام والشرر يتطاير من عينيها وعلى حين غره أمسكتها من شعرها وانهالت عليها بالضړب المپرح وهى تصرخ وتستغيث ... استطاعت الفتاه بصعوبه الهرب من ريهام ... كانت ريهام ستلحق بها ولكن وقعت عينيها على زوجها النائم ... أمسكت بالسکين الموضوع فى طبق الفاكهه وتوجهت نحوه وشياطين العالم أجمع تتراقص أمام وجهها ... كادت ټطعنه ولكن عقلها أنذرها بأن هناك شىء خاطئ ... أليس من المفترض أن يستيقظ بعد كل هذه الضوضاء التى حدثت منذ قليل ... حاولت ايقاظه ولكنها فشلت وهذا ما جعلها تشعر بالخۏف ... تأكدت أن كل ما حدث مجرد لعبه من ألعاب ممدوح لأنه لا يمكن أن ېخونها أمجد وحاله اللاوعى تسيطر عليه ... أخرجت هاتفها من حقيبتها واتصلت بسامح وأعطته العنوان وطلبت منه الحضور على الفور ... حضر سامح وأخبرته ريهام بكل شىء ... اقترب سامح من أمجد وأمسك يده ليستشعر دقات قلبه ثم وضع يده على جبينه ليتأكد من حراره ... نظر سامح إلى ريهام التى تبكى وقال
فى علامه صغيره فى رقبته ودى تدل على أنه اتحقن بمخدر تأثيره قوى ولما تأثير المخدر يروح هيفوق.
استطاع سامح حمل أمجد بمساعده ريهام وذهبوا إلى منزل أمجد ... وضع سامح أمجد فى فراشه وخرج من الغرفه ... بعد مرور ساعتين استيقظ أمجد وعلم بكل شىء ولكن لم يفهم لماذا لم يحقنه رجال ممدوح بمخدر مفعوله قصير المدى كى تصدق ريهام حقا أنه ېخونها ... أخبر سامح بهذا الأمر ليضحك قائلا
كلامك صح فعلا يا أمجد هو المفروض كان يحقنك بمخدر مدته صغيره مش مخدر يخليك نايم كذا ساعه بس اللى أنت متعرفوش إن ممدوح غبى وهيفضل طول عمره غبى وعشان كده
↚
راحت عليه حكايه نوع المخدر دى واللى بسببها ريهام اتأكدت إن كل اللى حصل مجرد لعبه قذره من ألعابه.
أقسم أمجد أنه سيجعل ممدوح يندم ويدفع ثمن فعلته ... طلب أمجد من ريهام احضار أدوات الرسم خاصته مع ورقه كبيره ... أحضرت ريهام ما طلبه منها وهى لا تفهم أى شىء ... طلب منها الجلوس بجانبه وقال
اوصفى شكل البنت اللى شوفتيها فى الشقه عشان أرسمها.
ضيقت ريهام عينيها وسألته بتوجس
وأنت عايز ترسمها ليه
ابتسم وهو يغمم بسخريه
هتجوزها.
نظر له سامح بذهول ولكن غمز له أمجد بطرف عينيه فعرف أنه يمزح أما ريهام صاحت به قائله پغضب
نعم ... هى مين اللى تتجوزها أنت بتتكلم فعلا بجد
تعالت ضحكات أمجد وسامح لترمقهم ريهام بغيظ ... ابتسم أمجد وقال
أكيد طبعا لا ... المهم دلوقتى اوصفى شكل البنت وأنا هفهمك كل حاجه بعدين.
وصفت له ريهام وجه تلك الفتاه وهو يرسم وبعد انتهائه من الرسم أدار لها الورقه وسألها قائلا
هو ده شكلها
أومأت برأسها قائله
أيوه هو ده شكلها بالظبط.
نظر سامح إلى الرسمه وهتف قائلا بإنبهار
أنا أول مره أعرف إنك شاطر فى الرسم أوى كده برافو عليك ... أنت ناوى على إيه بالظبط
ناوى على كل خير .
قالها أمجد پغضب وهو يمسك بالورقه وينظر إلى وجه تلك الفتاه.
داخل مديريه الأمن
جلس ياسر أمام الضابط المسؤول عن قضيه مقټل هايدى بعدما تم استدعاؤه سأله الضابط عن هايدى ولماذا اتصلت به ليجيب قائلا
أنا معرفش هايدى دى أساسا ... كل الموضوع أن فى واحده اتصلت بيا من يومين ولما رديت عليها اتضح أنها اتصلت بيا غلطه.
تنهد الضابط قائلا
تمام تقدر تتفضل يا أستاذ ياسر.
خرج ياسر من المديريه واستقل سيارته وعندما كان على وشك المغادره تفاجأ برؤيه يامن وزوجته ... فكر كثيرا هل يمكن أن يكون ليامن علاقه بمقټل هايدى ... لماذا يفكر بيامن أليس هو من تخلى عن طفله وهو يصارع المۏت
تأكد ياسر أن هايدى كانت تقول الحقيقه وأن
مۏت عمر كانت چريمه مدبره وليس حاډثا كما كان يعتقد ...
تأكد أيضا أن هايدى لم تقابله لأنها قټلت وربما يكون قاتلها هو نفسه قاټل عمر ... استقل ياسر سيارته وغادر المكان قبل أن يراه يامن وهو يفكر كيف سيعرف من عمر
الفصل_الثالث_عشر
خرجت من منزلها لتقف أمامها فجأه سياره سوداء ... خرج منها رجلان ضخام البنيه وقاما بحملها وإدخالها عنوه فى السياره ... حاولت الصړاخ ولكن أحدهم قام بتكميمها ثم انطلقا بها إلى أحد المخازن القديمه. كانت تحاول الصړاخ ولكنها لم تتمكن من ذلك
بسبب الشريط اللاصق الموضوع على فمها ... دفعها أحد الرجال بقوه لتسقط أرضا ... شعرت لوهله أن عظامها سحقت من قوه ارتطامها بالأرض ... قام أحدهم بتوثيق يديها وقدميها بالحبال ثم تركها وأغلق باب الغرفه خلفه.
بعد مرور بضع دقائق فتح الباب ودلف منه رجل لم تستطع رؤيه وجهه بسبب قوه الظلام ...حاولت معرفه من يكون ولكنها لم تستطع ذلك إلا عندما أشعل الضوء.
نظرت له پصدمه وظهرت علامات الذعر على وجهها ... أشار إلى أحد رجاله ليقوم بإزاله الشريط اللاصق وبالفعل أزال الرجل الشريط اللاصق من على فمها ولكنها لم تستطع النطق بأى كلمه فقد ألجمت الصدمه لسانها ... حاولت جاهده أن تنطق بأى كلمه وأخيرا استطاعت ذلك وأردفت قائله
أنا أسفه يا باشا ... ممدوح هو اللى قالى أعمل كده.
نظر لها ولم يبالى بما قالته للتو ووضع يديه فى جيب بنطاله وقال وهو يرمقها بإزدراء
أنا مش جايبك هنا يا سهر عشان تقوليلى إن ممدوح هو اللى قالك تعملى كده ... أنا جايبك عشان تعملى اللى أنا هقولك عليه بالحرف.
شعرت سهر بقليل من الراحه فهو لا ينوى قټلها ... هتفت بصوت متقطع
إيه المطلوب منى بالظبط يا أمجد باشا.
أخبرها أمجد بما عليها فعله لتشهق بقوه قائله
بس أنا كده ممكن أروح فى الرجلين.
ابتسم أمجد بسخريه وقال
أنت فعلا هتروحى فى الرجلين لو منفذتيش اللى بقولك عليه.
نظرت له سهر وقالت
طيب أنا عايزه تعويض يا باشا على اللى المدام فى الشقه.
كور يده پغضب ورمقها بنظره جعلت الډماء تتجمد فى عروقها ... أشار بسبابته أمام وجهها وهو يصيح پغضب
أقسم بالله العلى العظيم لو سيره مراتى جيت مره تانيه على لسانك القذر هقصهولك فاهمه.
تمتمت سهر بخفوت بعدما نكست رأسها لأسفل
فاهمه يا باشا.
جميله!
قالتها إيناس عندما فتحت الباب ورأت جميله تقف أمامها ... نظرت لها جميله بضيق وقالت
هو ياسر مش موجود ولا إيه أناجايه عشان أطمن على حمزه.
نظرت لها إيناس قائله وهى تشير بيدها نحو غرفه حمزه
لا ياسر مش موجود بس حمزه جوه فى أوضته تعالى ادخلى.
قالت جميله وهى تنظر لها ببرود
لا خلاص أنا هاجى فى وقت تانى يكون ياسر موجود فيه.
كانت على وشك المغادره من الشقه ولكن استوقفتها إيناس قائله پحده
ممكن أفهم أنت إيه مشكلتك معايا بالظبط
أنا مش بطيقك هى دى المشكله .
قالتها جميله وهى تنظر إيناس ببرود استفزها ولكنها تمالكت نفسها ونظرت إلى جميله قائله بهدوء
مش بتطقينى ليه يا جميله .
تسألها لماذا تكرها وكأنها لا تعرف الأجابه بسببها شقيقيها يكرهان بعضهما ... بسببها تكذب على يامن ووالدتها واخبرهم أنها تذهب إلى منزل صديقتها حتى تستطيع رؤيه ياسر وحمزه ...صړخت جميله فى وجه إيناس قائله
أنا بسببك بقيت عامله زى اللى بتعمل حاجه غلط من ورا أهلها وخاېفه أنها تنكشف.
صاحت بها إيناس هى الأخرى قائله بإنفعال
وهو أنا اللى قولت لأخوكى يسيب ابنى ېموت مع أنه كان يقدر ينقذه.
يامن لو كان يعرف أن عمر تعبان ومحتاج دمه كان أنقذه حتى لو ھيموت بداله بس أنت أخوكى مقالوش حاجه لما اتصل بيه ... إذا كان فى حد ساب عمر ېموت فهو مدحت أخوكى.
قلتها جميله وهى تغادر ... ظلت جملتها تتردد فى أذن إيناس ... هل يعقل أن يكون شقيقها هو المسؤول عن مۏت عمر
↚
يستحيل أن يفعل بها هذا ... يامن هو المسؤول عن مۏت عمر وليس مدحت.
وصلت جميله إلى منزلها وهى تبكى وعندما رآتها نوال شعرت بالقلق فجلست بجانبها وربتت على كتفها قائله
مالك يا حبيبتى بتعيطى ليه
مفيش حاجه يا ماما أنا كويسه.
قالتها جميله وهى تكفكف دموعها ... احتضنتها نوال وهى تقول
لو
مفيش حاجه زى ما أنت بتقولى مكنتيش عيطتى بالشكل ده.
ماذا تفعل لا يمكنها اخبار والدتها سبب بكائها وإلا سينكشف أمرها وسيعرف يامن أنها تكذب عليه وتقابل ياسر ... فكرت سريعا وقالت
مضغوطه أوى فى الجامعه اليومين دول وخاېفه أوى.
هل حقا تبكى بسبب ضغط الدراسه والجامعه أم أنه هناك سبب أخر خلف هذه الدموع
اعملى اللى عليك ومټخافيش من أى حاجه.
قالتها نوال وهى تربت على كتف جميله ... أغمضت جميله عينيها بأسى فهى لم تعد تحتمل هذا الأمر أكثر من ذلك.
تنهدت بضيق فهى لا تعرف إلى متى ستظل تكذب على يامن ووالدتها.
جلست بهدوء أمام الضابط بعدما تم استدعاؤها لأخذ أقوالها ... نظر لها الضابط وسألها قائلا
أنت إيه علاقتك بالظبط بهايدى
فعلت حبيبه بالضبط مثلما قال لها يامن وأخبرت الضابط أن هايدى صديقتها المقربه من أيام الجامعه وأنها تقابلها باستمرار ... أخبرته أيضا أنها كانت ستقابلها فى اليوم نفسه الذى قټلت فيه فى مطعم الشهير نور وأنها انتظرت كثيرا بسيارتها أمام المطعم ولكن هايدى لم تأتى ... حك الضابط ذقنه قائلا
ومتصلتيش بيها ليه عشان تعرفى السبب اللى خلاها متجيش.
تنهدت حبيبه قائله
اتصلت بس موبايلها كان مقفول واللى منعنى أتصل بيها تانى أنى كنت تعبانه الأيام اللى فاتت ومعرفتش أنها غير امبارح لما يامن قالى.
أومأ الضابط برأسه وقال
تمام تقدرى تتفضلى يا مدام حبيبه.
حملت حقيبتها وغادرت وهى تتنفس الصعداء وصلت أخيرا إلى السياره حيث ينتظرها يامن الذى باغتها بسؤاله عندما رأها
عملت إيه.
الحمد لله بس حاسه إن الظابط شاكك فيا ومش مقتنع بكلامى.
قالتها وهى تتنفس بصعوبه ... أمسك يامن يدها وقال
أكيد مش هيقتنع بكلامك فى الأول بس لما يعمل تحريات ويتأكد أنك كنت واقفه بالعربيه قدام المطعم فى نفس الوقت اللى هايدى فيه ساعتها هيصدق كلامك.
تنفست بعمق وهى تحمد الله لأنه كانت ستعثر الشرطه على بصماتها فى شقه هايدى لو أنها لم ترتدى قفازات فى يدها ... ابتسمت وقالت
عارف يا يامن لو أنا موقفتش بالعربيه ساعه قدام المطعم كنت هبقى فى مشكله.
أومأ يامن برأسه موافقا على حديثها وقال
الظابط مش هيشك فيك نهائى بعد ما يشوف تسجيلات الكاميرات بتاع المطعم واللى هيظهر فيها أنك كنت هناك فعلا.
تنهدت حبيبه وقالت
إن شاء الله البوليس يوصل قريب للقاټل الحقيقى عشان أرتاح من الکابوس ده.
كانت تقوم ببعض التمارين الرياضية فى منزلها فهى تحب المحافظه على صحتها ورشاقتها ... توقفت فجأه بعدما سمعت رنين هاتفها ... أجابت على الفور لتسمع صوت رجل يقول
جوزك بيستغفلك وبيخونك دلوقتى فى مكتبه ... لو مش مصدقانى روحى المكتب وشوفيه.
أنهى الرجل الأتصال بعدما فجر هذه القنبله فى وجهها ... أجفلت عينيها لوهله وكانت ستسقط ولكنها تمالكت نفسها وجلست بتثاقل على الأريكه.
فكرت كثيرا هل يعقل أن ېخونها زوجها الذى يقول لها دائما أنه يحبها أمسكت بهاتفها ونقرت عليه بضع نقرات قبل أن تقربه من أذنها ... انتظرت رده ولكن عوضا عن ذلك سمعت هذا الصوت الذى يقول
الهاتف المطلوف مغلق أو غير متاح.
حملت حقيبتها وقررت الذهاب إلى مكتب زوجها.
صف سيارته وترجل منها وخطى بضع خطوات ووقف بالقرب من ياسر الذى يعطيه ظهره ثم عقد ساعديه أمام صدره وهتف قائلا
يا ترى إيه اللى خلاك تفتكرنى بعد السنين دى كلها وتتصل بيا
استدار له ياسر واقترب منه حتى أصبح قبالته ...
شبك يديه ونظر إلى عينيه قائلا
أنا اتصلت بيك يا يامن وطلبت نتقابل عشان تساعدنى.
ضحك يامن بشده بعدما سمع ما قاله ياسر ...لا يصدق أن شقيقه الذى قاطعه منذ خمس سنوات يتصل به فجأه ويطلب مقابلته ليخبره بكل هدوء أنه يريد مساعدته!!
نظر له ياسر بحنق فهو لم يفكر فى طلب المساعده منه إلا بعدما فكر بالأمر عده مرات ووجد أنه لا يمكن لأحد مساعدته فى هذا الأمر سوى يامن ... لا ينكر أنه تردد كثيرا قبل الإتصال بيامن ولكنه حسم أمره واتصل به فى النهايه فهو سيفعل المستحيل ليصل إلى قاټل عمر حتى لو كان هذا أخر شىء سيفعله فى حياته.
توقف يامن عن الضحك وأردف قائلا بحنق
عايزنى أساعدك فى إيه بالضبط
أعرف مين اللى عمر.
قالها ياسر بهدوء لا يتناسب مع الڠضب الذى يشعر به داخله ...
فغر فاه يامن پصدمه بعدما سمع ما قاله ياسر وقال وعلامات الذهول تكسو وجهه
هو عمر ماټ مقتول
أومأ ياسر برأسه وهو يشعر
↚
بالأسى والحزن الشديد فقد طفله الصغير عمر ولم يستطع فعل أى شىء لحمايته ... يشعر دائما بالندم الشديد ويؤنب نفسه بإستمرار لأنه سافر إلى الكويت فلم يكن سيحدث كل هذا لو أنه بقى بجانب طفله.
شعر يامن بالشفقه تجاهه بعدما نظر إلى وجهه فكم هو صعب تحمل الأب مۏت طفله وأيضا اكتشافه أن مۏته لم يكن حاډثا بل چريمه ډبرها شخص حقېر ... سأله يامن بهدوء وهو ينظر إلى وجهه
مين اللى قالك أن عمر ماټ مقتول
هايدى!!
هتف بها ياسر بمراره ... نظر له يامن پصدمه هل يعرف ياسر هايدى
السؤال الأهم كيف عرفت هايدى بأمر عمر
ظل صامتا لفتره لا يعرف ماذا يقول بعدما عرف هذا الأمر ... أخبره ياسر بأت هايدى اتصلت به وأرادت مقابلته ولكنها لم تفعل لأنها قټلت ... زفر يامن بضيق وقال
واضح جدا أن اللى قټلها هو نفسه قاټل عمر .
كور ياسر يده پغضب فهو لن يرحم هذا القاټل الذى طفله بدم بارد وحرمه منه ... أقسم أنه سيجعله يتمنى المۏت مئه مره قبل أن ... انتشله يامن من أفكاره وهو يقول
أكيد هايدى كانت حاولت تبتز الشخص اللى عمر ولما مدهاش اللى عايزاه وقتها هى اتصلت بيك وطلبت تقابلك ولما الشخص ده عرف أنها كلمتك قټلها
... أنا فكرت كتير واتأكدت أن مفيش غير شخص واحد هو اللى ممكن يعمل كده.
سكت لوهله ثم استكمل قائلا
أنا متأكد أن الشخص ده هو توفيق بدران.
رفع ياسر حاجبه بتعجب وأردف پصدمه وصوت خاڤت
توفيق بدران!
دلفت إلى مكتبه وهى تنظر إليه بكل تبجح ... كان منهمكا فى عمله يراجع بعض الملفات الهامه على الرغم من تأخر الوقت وانصراف جميع الموظفين إلا أنه ظل على حالته ولم ينتبه إلى هاتفه الذى نفذ شحنه أو إلى تأخر الوقت.
انقبضت عضلات وجهه وفغر فاهه پصدمه عندما وقعت عيناه عليها ... لماذا أتت إلى هنا فى هذا الوقت المتأخر ... صاح معنفا بقوه فى وجهها
أنت إيه اللى جابك هنا يا بت أنت
ابتسمت بوقاحه وهى تقترب منه قائله
جايه عشان أخد باقى فلوسى يا عنيا.
ضيق ممدوح عينيه باستنكار وقال
فلوس إيه اللى تاخديها يا روح أمك أنت أخدتى كل فلوسك ولا هو شغل استعباط وخلاص.
أخرجت سېجاره من حقيبتها وأشعلتها وهتفت وهى تنفث دخانها فى وجهه
أنت مدتنيش تعويض عن الضړب اللى بنت عمك ... أنا بسببها روحت كشفت عند دكتور وقالى أنى كان ممكن أموت.
صړخ ممدوح فى وجهها پغضب قائلا
ما تموتى ولا تغورى فى داهيه أنا مالى بيك ... الفلوس اللى طلبتيها أخدتيها يعنى ملكيش عندى حاجه فياريت تمشى من هنا بالزوق بدل ما تمشى فى عربيه إسعاف.
ههون عليك!
قالتها بوقاحه وهى تمسك يده ... نفض يدها سريعا وهو ينظر إليها باشمئزاز ثم أمسكها من شعرها وقام بلوى ذراعها خلف ظهرها وهو يقول بسخط
أحسنلك تمشى من هنا دلوقتى لأنى لو واتصلت بأمجد الذى أجاب على الفور وقال
عملت إيه
ارتشفت بعض الدخان من سيجارتها وقالت
المهمه تمت.
ابتسم أمجد بتشفى فقد انتقم من ممدوح بالطريقه نفسها التى حاول إيذائه بها
الفصل_الرابع_عشر
ممدوح متجوز ومخلف.
جمله كفيله لجعله يقف فى حاله ذهول لعده دقائق ... لوح أمجد بيده أمام عينيه عده مرات قبل أن يقول
هى الصدمه أثرت عليك أوى كده يا سامح
كانت نظرات سامح كفيله لإجابه أمجد فسامح لا يصدق أن ابن عمه متزوج منذ خمس سنوات ولديه طفلان أيضا ولا أحد يعلم بالأمر ... رمش بعينيه عده مرات وقال
أنا عمر ما تخيلت أن الخلاف اللى بين ممدوح وأهله يوصل لدرجه أن ممدوح ميعرفهمش أنه اتجوز وعنده ولاد.
خلاف إيه
قالها أمجد وهو يضيق عينيه وينظر إلى سامح مترقبا إجابته على سؤاله ... أخبره سامح بما حدث منذ ست سنوات وكيف استعاد كل ما أخذه منه توفيق.
ساعده فى هذا الوقت ياسر الذى وضع خطه ذكيه لخداع توفيق وممدوح الذى نفذ هذه الخطه بكل دهاء وبراعه وأعاد إليه أمواله.
جن جنون توفيق بعدما علم بما فعله ممدوح وياسر ... لم يكن يصدق أن ابنه الوحيد انقلب عليه وخدعه
بهذه الطريقه.
حدثت مشاجره حاده بين ممدوح وتوفيق انتهت باستقلال ممدوح بعمله بعيدا عن والده ... لم يكتفى ممدوح بهذا الأمر فقط بل ترك المنزل واستقل بحياته.
رفع أمجد حاجبه بتعجب بعدما أخبره سامح بهذا الأمر الذى كان يجهله ... كان يعتقد طوال هذه السنوات أن ياسر هو من ساعد سامح وريهام فى استرداد حقوقهما ... لم يعرف أن ممدوح له دخل فى هذا أيضا.
أنا مش مصدق أن ممدوح ساعدك زمان عشان ترجع حقك أنت وريهام.
ابتسم سامح قائلا
لا صدق ده فعلا اللى حصل وقتها.
سكت سامح لوهله قبل أن يسأل أمجد
أنت عرفت إزاى أن ممدوح متجوز ومخلف
أخبره أمجد أنه علم بأمر زواج ممدوح قبل عده أيام عندما كان يراقبه ... كانت صډمته لا تقل عن صډمه سامح ... قرر أمجد الاڼتقام من ممدوح بالطريقه نفسها التى أذاه بها واتصل بزوجه ممدوح وأخبرها أن زوجها ېخونها فى مكتبه وبالفعل ذهبت زوجه ممدوح إلى مكتبه ورأت سهر وهى تتقرب منه وصدقت أن ممدوح ېخونها ... ابتسم أمجد وقال
العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم وهو اللى بدأ اللعبه من الأول.
ابتسم سامح وبدأ يفكر من تكون تلك المرأه التى تزوجها ممدوح
هل نسى ممدوح
لسيرين
تلك الفتاه التى كانت تعمل فى شركه والده والتى أحبها پجنون ... الفتاه نفسها التى عارض والده عندما رفض زواجه منها وانتقم منه بعدما تسبب فى مۏت والدتها ... لكزه أمجد بخفه وهو يقول
↚
أنت سرحان فى إيه
مال للأمام قليلا وهو يتمتم
ممدوح لما ساعدنى زمان عشان أرجع حقى كان بينتقم من أبوه وأمه بعد ما اتسببوا فى مۏت أم سيرين اللى كان بيحبها وأبوه رفض أنه يتجوزها.
اتسعت حدقتى أمجد بدهشه وقال وهو ينظر إلى سامح
على فكره مرات ممدوح اسمها سيرين ... معنى كده أن لما توفيق رفض جواز ممدوح من سيرين ممدوح راح اتجوزها من وراه ومش بس كده ده الجواز كمان رسمى مش عرفى ... يا ترى توفيق هيعمل إيه لو عرف
فى اليوم التالى فى منزل مفيد
قام مفيد بدعوه يامن وحبيبه ... جلس مفيد برفقه يامن يتحدث معه بخصوص هايدى ... كانت الڠضب يتأكل مفيد بشده ... لا يعقل أن الفتاه التى كان دائما يثنى على عملها واعتبرها من أكفأ الموظفات هى الفتاه نفسها التى خدعت ابنته من قبل ... يشعر بالغيره الشديده من هذا القاټل الذى نال شرف قتل تلك الحړباه الماكره ... كور يده پغضب وقال
البنت دى اشتغلت فى شركتى كل الفتره دى كلها وأنا زى الغبى معرفتش أنها هايدى نفسها اللى خدعت حبيبه.
تنهد يامن قائلا وهو يربت على كتف مفيد
أهم حاجه دلوقتى أن الظابط اللى ماسك القضيه ميشكش فى حبيبه.
برقت عينا مفيد بالشرار والحقد الدفين ... كل هذه المصائب التى حلت على رؤوسهم بسبب هذه الحقيره هايدى ... يقسم أنه كان سيقتلها دون أدنى شفقه لو كانت لا تزال على قيد الحياة ... هتف قائلا بنبره ذات مغزى
حبيبه عرفت حاجه عن الموضوع
هز يامن رأسه نافيا وأغمض عينيه بشده وهو يتذكر ما حدث منذ بضع سنوات عندما أخذ بعض الملفات وتوجه إلى مكتب مفيد لمراجعتها ... أخبرته أخبرته السكرتيره أن مفيد غادر الشركه منذ فتره تنهد وقال
تمام ... أنا هدخل أحط الملفات على مكتبه جوه.
دلف إلى مكتب مفيد ووضع الملفات على مكتبه وخرج ليتفاجأ برؤيه حبيبه التى جائت لرؤيه مفيد وعندما أخبرها يامن أن مفيد غادر مكتبه حملت حقيبتها وغادرت ولم تنتبه لعلبه الدواء التى سقطت من حقيبتها ... التقط يامن العلبه وتفحطها لتجحظ عياه بشده من هول الصدمه ... حبيبه مدمنه ... كيف حدث هذا
راقب يامن حبيبه وتأكد أنها مدمنه بالفعل ... قرر اخبار مفيد بالأمر حتى يستطيع التصرف قبل أن تنفلت زمام الأمور من يده ويصبح الأمر معقدا أكثر من ذلك ... تنهد قائلا بهدوء
حبيبه متعرفش أن أنا كنت عارف أنها مدمنه.
الصدمه ... هذا ماشعر به عندما رآها تقف أمامه... لا يصدق ما يراه فليخبره أحد أنه يحلم ... تقف أمامه الأن فى منزل والده بعدما كاد يصاب بالجنون وهو يبحث عنها طوال الليل بعدما خرجت من مكتبه ...
اقترب منها بلهفه وقال
أنت روحت فين يا سيرين أنا فضلت أدور عليك طول الليل
نظرت له هى پغضب وصړخت به قائله
بشوف جوزى الخاېن اللى كان امباح حاضن واحده من الشارع متسواش فى سوق الستات تلاته جنيه.
كما توقع بالضبط تفهم الأمر بشكل خاطئ ... تظنه الآن خائڼا ... .لا تعرف أن هذه لعبه من أمجد لينتقم منه ...فقط الصمت هو ما حصلت عليه بعدما اتهمته بالخيانه ... لم يقل كلمه واحده يدافع بها عن نفسه ... لم يبرر موقفه أمامها.
كيف يفعل بها هذا بعد كل ما فعلته من أجله
أهكذا يكافئها على وقوفها بجانبه وقبولها الزواج به بعدما تسبب والدها فى مۏت والدتها.
تستحق هذا ... أجل تستحق ما فعله بها هى من وثقت به وصدقت الوعود التى وعدها بها ... أخذت تبكى بشده على ما وصلت إليه ... أحبته بشده وهو قابل حبها بالخيانه ... الخيانه التى تدمر أى امرأه وتقضى عليها ... عندما ازداد نحيبها حاول الاقتراب منها لتهدئتها ولكنها أزاحت يده پغضب وقالت بصوت مبحوح
ليه تعمل فيا كده وأنا اللى حبيتك وصدقتك ... ده جزاتى بعد كل اللى عملته عشانك
دقائق كالدهر مرت عليه وهو يفسر لها ما رأته بالأمس .
كفكفت دموعها وتنهدت قائله
أنا كنت هتجنن لما شوفت الحقيره دى امبارح فى مكتبك حسيت أنى عايزه ...
قاطعها صوت سها التى خرجت من غرفتها فجأه لتصدم من وجود سيرين .
أنت إيه اللى جابك هنا يا بت أنت
قالتها سها وهى ترمق سيرين بإزدراء ... بادلتها سيرين نظراتها بأخرى غاضبه فهى تكره سها كثيرا لأنها تسبب فى مۏت والدتها ... كزت على أسنانها بغيظ تريد استفزاز هذه الحقيره بأى طريقه ممكنه ... فكرت سريعا وأمسكت بذراع ممدوح بتملك وقالت
جايه أشوف جوزى أبو ولادى ... مش كده يا ممدوحتى
ممدوحتى !! قالتها بدلال أنثوى جعله ينظر لها پصدمه ... كانت الصدمه من نصيب سها أيضا لا تصدق أن ممدوح متزوج ولديه أطفال أيضا ... فى هذه اللحظه دخل سائق ممدوح وهى يحمل بيده حقائب سيرين ويتبعه طفلين ركضا نحو ممدوح وهما يقولان
بابا.
لا يمكنها أن تصمت أكثر من ذلك نظرت إلى ممدوح وصاحت به قائله پغضب
هو إيه اللى بيحصل هنا بالظبط
نظرت
↚
لها سيرين بسخريه وقالت وهى تبتسم بسماجه وتنظر لممدوح
قولها يا ممدوحتى وفهمها اللى بيحصل.
للمره الثانيه تقول له ممدوحتى وهى تنظر فى عينيه وأمام سها ... انسلت ابتسامه ساخره على شفيه عندما فهم أنها تفعل كل ذلك لتثير ڠضب سها ... انتبه لسها التى لوت ثغرها بتهكم وهى تقول بسخريه
فهمنى يا ممدوحتى البنت دى بتعمل إيه هنا وولاد مين دول
حان الوقت الآن لقول الحقيقه التى أخفاها لسنوات والتى كان على يقين أنها ستظهر يوما ما ... يبدو أن هذا هو يوم كشف الحقيقه إذا ... أمسك بكف سيرين وقال بحزم وهتف بابتسامه مستفزه
سيرين تبقى مراتى والولاد اللى واقفين قدامك دول يبقوا ولادى لجينوحسن .
فغر فاه سها بتعجب ورمقته بإزدراء قائله
أنا دلوقتى عرفت أنت ليه مبتبقاش فى البيت غير يومين بس فى الأسبوع ... أتاريك بتتسرمح كل يوم هنا وهناك الله أعلم كام واحده هتيجى معاها عيال وتقولنا أنها مراتك.
شهقت بفزع عندما أمسكها ممدوح من ذراعها بقوه جعلتها تشعر أن ذراعها سيتحطم وصاح قائلا پغضب
شكلك يا سها مستغنيه عن لسانك.
دفعها بعيدا لتسقط أرضا ... نهضت بسرعه وصعدت على الفور إلى غرفتها هربا من بطش ممدوح ... أمسكت هاتفها واتصلت بتوفيق وهى تنوى اخباره بكل شىء ... أجابها توفيق قائلا
أيوه يا سها.
برقت عيناها پغضب وهى تقول
أنت تسيب كل اللى فى إيدك وترجع البيت حالا.
ضيق عينيه قائلا بنبره يملؤها القلق
خير هو فى حاجه حصلت
صاحت به قائله
خير ... وهو هيجى الخير منين بعد اللى حصل ... تعالى يا توفيق شوف المصېبه السوده اللى ابنك عملها.
أنهت المكالمه ورمت الهاتف بعيدا وهى تتوعد لممدوح
جايبها هنا على البيت بعد كل السنين دى كلها وبتقول مراتك ... ميبقاش اسمى سها لو مخلتكش تتحسر
عليها هى ومقصوفين الرقبه اللى بتقول عليهم ولادك.
توفيق بدران.
يتردد هذا الاسم في أذنيه منذ البارحه انتابه شعور مزيج من الصدمه والذهول ... لماذا
يفعل توفيق هذا وما مصلحه
وضع رأسه بين كفيه وهو يتذكر ما قاله ليامن عندما أخبره أنه يشك بتوفيق
توفيق هيعمل كده ليه
عشان ينتقم.
قالها يامن بنبره واثقه فشقيقه ليس لديه عدو يمكن أن يفعل هذا الأمر القذر سوى توفيق الذى أراد الإنتقام منه بعدما ساعد سامح فى استرجاع أمواله التى أخذها منه توفيق ... لا ينكر أن ممدوح ساعد سامح أيضا ولكن توفيق لن ينتقم من ابنه الوحيد بل سينتقم من ياسر فقط وبسبب سفر ياسر إلى الكويت انتقم توفيق من عمر وقټله دون أدنى شفقه أو رحمه.
كز ياسر على أسنانه پغضب ... يقسم أنه سينتقم من توفيق ويجعله يدفع ثمن فعلته ... تذكر فجأه هذا الأمر الذى غفل عنه كيف علمت هايدى بكل هذا وما علاقتها بتوفيق
حك ذقنه وهو ينظر إلى يامن وهمس بخفوت
هايدى عرفت كل ده إزاى
ابتسم يامن بسخريه وقال
أكيد كانت بتشتغل معاه وسمعته بالصدفه بيتكلم فى الموضوع فقررت تستفاد من الموضوع.
الآن أصبح على يقين بأن الجاسوس الذى زرعه توفيق فى الشركه لم يكن سوى هايدى ... ربما توترت الأمر بينهما وظن توفيق أنها تخدعه بعدما أعطته الملف الخطأ الذى وضعه عن قصد فى الخزنه حتى تتم سرقته بدلا من الملف الصحيح ... تنهد بضيق وقال
أهم حاجه دلوقتى أنك تهدى ومتتهورش لحد ما نتأكد بسبه 100100 أن توفيق هو اللى قتل عمر ولو طلع فعلا هو اللى عملها ساعتها اعمل اللى أنت عايزه بس متنساش أنه ميستحقش توسخ إيدك بدمه.
انسلت إبتسامه ماكره على جانب شفتيه وهو يقول
أنا عارف كويس هعمل إيه معاه.
تنهد بحزن وهو يمسك بفخر ... استطاعت أخيرا أن تجعلها مبهره بعدما بذلت الكثير من الجهد والوقت ... أحضرت لها الخادمه القهوه ووضعتها أمامها ... نظرت الخادمه إلى اللوحه بانبهار وقالت
جميله أوى يا مدام هدير.
ابتسمت لها هدير وقالت
شكرا يا بسمه.
خرجت الخادمه من الغرفه وعادت وهى تمسك بهاتف هدير وتناوله لها قائله
اتفضلى مكالمه لحضرتك.
أومأت لها هدير برأسها وهى تأخذ الهاتف وتقربه من أذنها وقالت
أيوه مين معايا
أنا فدوه بنت دكتور رضا سالم أكيد حضرتك تعرفيه.
ابتسمت هدير وقالت
أيوه أنا عارفه كويس دكتور رضا.
تنهدت فدوه بحزن وقالت وهى تبكى
بابا عنده کانسر فى المرحله الأخيره وطلب منى أكلمك عشان هو عايز يشوف حضرتك ضرورى وفى أسرع وقت ... أنا بكلمك من المستشفى بتاعتنا .
أومأت هدير برأسها وهى تأخذ حقيبه يدها وتخرج من المنزل
تمام أنا هاجى دلوقتى المستشفى.
استقلت هدير سيارتها وهى تفكر ماذا يريد منها هذا الطبيب
الفصل_الخامس_عشر
حان الآن وقت المواجهه الثانيه بينه وبين والده ... أقسم أنه لن يتراجع ويهرب كما فعل من قبل بل سيواجهه ويخرج كل ما في جعبته ... وقف أمام والده وزوجته التي تنظر له بتهكم وڠضب.
صاح توفيق وهو ينظر إلى ممدوح پغضب
أنت متجوز سيرين من امتى
بادله ممدوح نظراته بأخرى ساخطه وأجاب بهدوء
↚
اتجوزتها من خمس سنين.
صفعه قويه هوت على وجه ممدوح ... ابتسمت سها بتشفي وقررت أخذ دور المشاهد فى هذه المواجهه.
قابل ممدوح صفعه والده بنظرات بارده خاليه من الانفعالات ... يصفعه لأنه تزوج دون اخباره ألم يخبره من قبل برغبته فى الزواج من سيرين ولكنه قابل ذلك بالرفض والتوبيخ ولم يكتفي بهذا فقط بل تسبب فى مۏت والده سيرين عندما دفع رشوه للطبيب الذى كان من المفترض أن يقوم بعمليه جراحيه ضروريه لها عندما تعرضت وجعله يمتنع عن القيام بها.
أنا النهارده اكتشفت أنى معرفتش أربيك.
قالها توفيق وهو يضع رأسه بين كفيه ... احمرت وجنتا ممدوح ودمعت عيناه من كثره الضحك ... عن أى تربيه يتحدث هل اهتم به يوما بالطبع لا كل ما فعله هو تركه لسها والانشغال بأعماله القذره ... كان يعلم أن سها لا تحبه ولا تهتم به لأتفه الأسباب ولكنه لم يكترث ... غمغم ممدوح ساخرا وهو يرمق توفيق پغضب
مفيش أحسن من تربيتك الصراحه يا توفيق بيه ... عمرك ما مسكت ايدى ودخلت جامع ولا عمرك مسكت مصحف وقعدتنى جنبك أحفظ قرآن لما كنت صغير ... فاكر لما كنت بقولك أن مراتك الحقيره اللى واقفه قدامك دى كانت كنت بتتفرج ومبتعملش حاجه ... جاى دلوقتى تقول تربيه
وأنت أصلا عمرك ما علمتنى أعمل حاجه صح.
الټفت إلى سها ووقف أمامها وقال وهو يرمقها باستخفاف
مراتى وولادى فوق فى أوضتى لو اشتكوا منك صدقينى مش هرحمك.
غادر ممدوح تاركا توفيق وسها فى حاله من الذهول والصدمه وبالأخص سها التى لا تصدق أن ممدوح يهددها وهو يقف أمامها ... تقسم أنها ستجعله يبكى دما على زوجته وأولاده ... تجرأ وهددها فليتحمل العواقب الوخيمة إذا فليست سها من يتم ټهديدها.
الحقيقه تكون أحيانا مؤلمھ وصادمه ... شعور أنك تعرضت للخداع طول حياتك يجعلك تشعر بالضعف والاڼهيار ... أحيانا يجعلك هذا الشعور تفكر كيف كنت أحمقا لهذه الدرجه ليتم خداعى
تبكي بحرقه فى غرفتها وهى ټحطم كل شىء حولها ... لا تصدق أنه تم خداعها بهذه الطريقه البشعه ... طوال حياتها وهى تتمنى أن تكون أم ... أن يكون لديها إبن يناديها بأمى ... عاشت حياتها وهى تظن أن فكره حملها مستحيله بعدما أصيبت بهذا السړطان الذى اضطرها لإزاله الرحم.
أحبت أمجد كثيرا واعتبرته ابنها الذى لم تنجبه ... كانت تشعر بأمومتها عندما كانت تغدقه بحبها وحنانها ... لم تتوقع يوما أن يكون لديها ابن وهذا الابن ليس سوى ممدوح عدو أمجد ... خدعها توفيق عندما اتفق مع الطبيب وأخبرها أنها أنجبت فتاه وماټت مباشرة بعد ولادتها ... الآن فهمت لماذا يكره ممدوح أمجد لهذه الدرجه فهو يعتقد أنها تخلت عنه وتركته من أجل أمجد ... تذكرت عندما سألته لماذا يكره أمجد وأخبرها أن إجابه سؤالها سهله للغايه ... أمسكت بالمزهريه وحطمتها وهى تصرخ
ليه موجهتنيش يا ممدوح ليه مقولتليش أنك ابنى
كيف كانت عمياء لهذه الدرجه كيف لم تعرف ابنها عندما رأته من قبل
لعنك الله يا توفيق أنت و هذا الطبيب الذى خدعتنى بمساعدته ... الآن فقط استيقظ ضمير هذا الطبيب وقرر اخبارها بالحقيقه وهو على فراش المۏت ... يريدها أن تسامحه بهذه البساطه بعدما حرمت من طفلها بسببه.
دلف أمجد الذى حضر للتو إلى غرفتها بعدما اتصلت به الخادمه وأخبرته أن عمته تبكي بإنهيار وتكسر كل ما فى غرفتها ... اقترب منها بحذر واحتضانها مربتا على كتفها ... اسكانت قليلا فى ... أحضر لها أمجد ابريق الماء لترتشف القليل منه وهى تبكى
أنا اتخدعت يا أمجد ... طول عمرى كنت مفكره أنى
معنديش ولاد وابنى كان واقف قدامى ومعرفتوش.
عمته لديها ابن!! كيف يمكن هذا
أعطاها منديلا لتكفكف به دموعها وهو يقول
ازاى يا عمته أنت المفروض خلفت بنت وماټت بعد ما ولدتيها.
نظرات له وقالت بمراره
ده اللى أنا كنت مفكره بس اكتشفت أن توفيق خدعنى.
لا يفهم ما علاقه توفيق بدران بهذا الامر
سأل هدير التى أجابته قائله
الراجل اللى أنا كنت متجوزاه زمان يبقى توفيق بدران!!
كأن أحدا سكب دلو ماء بارد على رأسه ... عمته كانت متزوجه من توفيق والد ممدوح!!
أخبرته هدير أنها تزوجت توفيق منذ أكثر من ثلاثين سنه وكانت حياتهما مليئه بالمشاكل وخلافاتهما لا تنتهى بسبب أعمال توفيق القذره والغير قانونيه ... طلبت منه الطلاق بعدما سئمت هذه الحياه ولم تعد تحتمل البقاء معه ... أخبرها توفيق أنه سيطلقها بعدما تلد جاء اليوم الذى انتظرته هدير بفارغ الصبر ... أخيرا سترى مولودها الذى حملته تسعه أشهر فى أحشائها ... تبخرت سعادتها وذهبت أدراج الرياح بعدما أخبرها الطبيب أنها أنجبت فتاه وماټت مباشرة بعد ولادتها ... طلقها توفيق بعد يومين وسافر إلى الخارج وعاد مره أخرى إلى مصر بعد عده سنوات برفقه زوجته سها وإبنه ممدوح الذى ظن الجميع أنه ابن توفيق من زوجته سها.
سيطرت الصدمه على أمجد بعدما أخبرته هدير بكل هذه الاشياء التي لم يكن يعرفها والتى لم تخبره بها من قبل حتى لا تتدمر علاقته بزوجته ريهام.
من بين كل الناس فى العالم ألا يوجد غير ممدوح ليكون ابن عمته كل ما يحتاج إليه فى هذا الوقت هو الصبر.
داخل قاعه المحكمه
جلس القاضى على كرسيه بعد انتهاء فتره المداوله وقال
بعد الاطلاع على أوراق القضيه وسماع شهاده الشهود حكمت المحكمه حضوريا على المتهمه حبيبه مفيد عبد الباقى حسين بإحاله أوراقها إلى فضيله المفتى ... رفعت الجلسه.
فى هذه اللحظه استيقظت وهى تصرخ بصوت مرتفع
انتفض على إثره يامن الذى كان يعبث فى هاتفه فى الخارج ... دلف يتمن بسرعه إلى الغرفه ووجد حبيبه تصرخ وتقول
لا حرام ... أنا مقتلتهاش.
ربت
↚
يامن على كتفها وسألها بنبره قلقه
مالك يا حبيبه بتصرخى ليه
أدركت حبيبه عندما رأت يامن يقف أماما أن كل ما رأته لم يكن سوى كابوسا مزعجا ... تنهدت قائله وهى ترتشف كوب الماء الذى ناولها يامن إياه
حلمت بكابوس فظيع ووحش ... أنا خاېفه أوى.
يتمنى من كل قلبه أن ينجح ياسر ويثبت أن توفيق هو من قتل هايدى ... أغمض عينيه ونطق وهو يزفر پألم وحزن
إن شاء الله البوليس هيوصل قريب للقاټل الحقيقى وهنرتاح من الکابوس ده.
وضعت يدها على قلبها وتمتمت بخفوت
استرها يارب.
اعترت الدهشه وجه جميله بعدما هاتفتها صديقتها مروه وأخبرتها بأن مروان تقدم لخطبه زميلتهم أمنيه وقبلت به ... لا تعرف لماذا تخبرها مروه بكل هذه الأمور التى لا تعنيها
مروان لايهمها والدليل على ذلك أنها رفضته عندما تقدم لخطبتها ... زفرت بخنق وقالت
أنا مش فاهمه أنت بتقوليلى الكلام ده ليه يا مروه
عشان أثبتلك أن ممكن الشاب يتغير ويبقى كويس لو ارتبط بواحده محترمه تقدر تغيره وده اللى حصل مع مروان لما ارتبط بأمنيه.
قالتها مروه وهى تبتسم فهى أثبتت لصديقتها أنها على صواب.
أنا مستحيل أصدق أن واحد زي مروان ممكن يتغير وأنا عمري ما هغير وجهه نظري ومسير الأيام تثبتلك إن أنا عندي حق.
قالتها جميله و أنهت الاتصال ... يبدو أن مروه تتأثر كثيرا بالروايات التي تقرأها والتى يتحدث غالبها إما عن شاب مستهتر يعبث مع الفتيات أنا ويقضى وقته مع هذه وتلك إلى أن تأتي الفتاه المنشود التي يقع في غرامها ويتغير من أجلها.
هناك بعض الروايات الأخرى التي تتحدث عن شخص قاسې يعامل زوجته پقسوه وعجرفه
الطامه الكبرى التي انتشرت مؤخرا في الروايات الإلكترونيه هى لذي ينتهك عرض فتاه بريئه دون أدنى شفقه أ وفجأه يقع في غرامها ويعتذر منها عن كل شيء فعله بها وهي تقوم بمسامحته ويعيشان قصه حب مثاليه.
لا تصدق أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت وسيله كل هاوى لنشر محتويات مسفه وخادشه للحياء ليس لها قيمه ولا فائده ... والهدف من هذا هو نيل الشهره السريعه دون تكبد عناء لذلك.
ألا تدرك أيا من هؤلاء الكاتبات أن الفن رساله وأن كل ما تكتبه يترك أثرا في القارئ
ألا تدرك أي من هؤلاء الكاتبات أن أغلب متابعين الروايات الإلكترونيه لم يتجاوزا السادسه عشر من عمرهم
ليت كل كاتبه من هؤلاء تدرك فداحه ما تفعله بعقول المراهقات و إلى أي مدى تؤثر بهم.
ماذا لو تعرضت إحدى هؤلاء الكاتبات لهذه الحاډثه البشعه التي تكتب عنها وتزينها أمام القارئ وكأنها شيء واهي
هل ستفعل مثلما تفعل بطله روايتها
بالطبع لن تفعل فهي لا يمكنها أن تحب من انتهك برائتها كالذئب الجائع .. يجب وضع حد لهذا الأمر وأن تسعى لتقديم محتوى جيد ومميز وألا تعبث بعقول المراهقات بمحتويات ساخطه.
جحظت عيناه بشده عندما رآه يدلف إلى مكتبه بكل شموخ وهو يعقد ساعديه أمام صدره ... توجه نحوه على الفور وصاح قائلا والعرق يتصبب من وجهه بغزاره
أنت إيه اللي جابك هنا يا ياسر
رمق ياسر من رأسه لأخمص قدميه بإزدراء ووضع يده في جيب بنطاله وقال ساخرا
وشك اتخطف ليه لما شفتني يا توفيق
ابتلع توفيق ريقه بصعوبه وشعر پألم شديد فى حلقه ... اقترب منه ياسر حتى أصبح يقف أمامه لا يفصل بينهما سوى بضع سنتيمترات قليله ... همس ياسر بالقرب من أذن توفيق
أكيد خاېف مني بعد ما هايدي قالتلي كل حاجه.
امتقع وجه توفيق بقوه ... هل حقا أخبرته هايدي بكل شيء قبل أن ېقتلها
هل يريد الآن قټله بعدما عرف بأنه قاټل عمر
تساؤلات كثيره اقټحمت عقله ولا يعرف إجابتها
ازدرد توفيق ريقه بصعوبه وهتف بتوتر وهو يفرك أصابع يده بإضطراب
أنت عايز مني إيه دلوقتي
أعرف السبب اللي خلاك قټلت عمر ابني.
قالها ياسر بهدوء ينافي البركان الثائر الذي يكنه داخله وهو يجلس على كرسي مكتب توفيق ويضع ساق فوق ساق ... رمقه توفيق بنزق ومع أنه أدرك أن هدوء ياسر ليس سوى هدوء ما قبل العاصفه ولكنه استهان بغضبه وأمعن
فى استفزازه قائلا
كان لازم يدفع ثمن اللي أنت عملته عشان تبقى عبره لأي شخص يفكر يلعب معايه وأنت زى الغبي فكرت أن مۏت ابنك حاډثه لحد ما الحقيره هايدي قالتلك.
كور ياسر يده حاول جاهدا الحفاظ على رباطه جأشه حتى لا تفشل خطته.
طيب هايدي قټلتها ليه
تجرأت وابتزته بعدما سمعته يتحدث مع زوجته بخصوص عمر ... تهدد توفيق بدران بكل وقاحه وتطلب منه إعطائها المال وإلا ستفضحه ... تشبه القطط كثيرا فهي تأكل وتنكر ... بعد كل ما فعله من أجلها والأموال التي أخذتها منه تهدده ببساطه وكأنها لاتعرف مع من تتعامل.
أقسم أنه لن يدعها تعيش لحظه واحده بعدما ابتزته وبالفعل
بعدما حدث مشاده كلاميه بينهما ... غمغم بصوت أشبه بفحيح الأفعى
قټلتها عشان حقيره وطماعه.
برقت عينا ياسر بلون قاتم جعلها تبدو مرعبه وأمسك توفيق پغضب من تلابيب قميصه قائلا
صدقني هتندم وتدفع الثمن ... ميبقاش اسمى ياسر لو مخليتكش تتعفن في السچن.
لكمه ياسر فى وجهه وغادر على الفور قبل أن يتهور وېقتل توفيق ... استقل سيارته وأخرج هاتفه وتمتم بخبث
وأخيرا وقعت يا توفيق ومحدش سمى عليك.
قام بالنقر على هاتفهه عده نقرات وقربه من أذنه ليأتيه صوت شقيقه قائلا
طمنى عملت إيه
ابتسم ياسر قائلا
كل حاجه تمام ... دلوقتى العد التنازلى لنهايه توفيق بدأ.
الفصل_السادس_عشر
لن يترك فعلة ابنه تمر مرور الكرام ... سيعاقبه پقسوه على فعلته وسيجعله تحت سيطرته كما كان من قبل ... يعرف جيدا أنه ليس من السهل أن ينفذ ممدوح كل ما يطلبه منه بكل خضوع وإذعان كما كان يفعل في الماضي ... سيكون طريقه وعرا وبه الكثير من العقبات ولكنه لن يستسلم ... سيقضي على تلك العقبات التي تصعب عليه الأمر ... سيقتل سيرين ويتخلص منها فهى سبب انقلاب ممدوح عليه ... غمغم بشرود وهو ينظر إلى سها
أنت عندك حق لازم سيرين والأولاد يموتوا. ابتسمت بخبث فهي استطاعت بسهوله اقناع توفيق پقتل سيرين وطفليها المزعجين ... هتف توفيق وهو يمسك هاتفه
أنا هكلم أيمن والرجاله عشان ياخذوها المخزن القديم يخلصوا عليها فيه وبعدين هنشوف صرفه في الأولاد.
اتسعت حدقتى سها بدهشه عندما سمعت صوت ټحطم المزهريه في الخارج ... خرج توفيق على الفور ليعرف من الذي سمع حديثه مع سها وعاد مره أخرى إلى الغرفه وهو يجر سيرين التي تصرخ وتبكي من شعرها ... أحضرت سها زجاجه المخدر من خزانتها ونثرت القليل منها على منديل
↚
ورقي وقربته من سيرين ... حاولت سيرين المقاومه ولكن توفيق أحكم قبضته عليها واستطاعت سها اجبارها على استنشاق لتفقد وعيها على الفور ... اقترح توفيق في هذه اللحظه ولكن سها أخبرته أنه سيكون من الصعب إن قام بقټلها في هذه الغرفه.
زفرت سها وهي ترمق سيرين الغائبه عن الوعي بنظرات غاضبه
احنا نخلي الرجاله يجوا ياخدوها على المخزن ويخلصوا عليها هناك.
أومأ توفيق برأسه موافقا على حديثها
تمام.
بعد مرور عشر دقائق حضر رجال توفيق وأخذوا سيرين إلى المخزن القديم كما أمرهم توفيق ... لم ينتبه أى أحد إلى هذه الخادمه التي سمعت كل شيء وأسرعت تهاتف ممدوح وتخبره بالأمر
أيوه يا زينب.
ازدردت زينب ريقها بصعوبه وقالت وهى تفرك أصابعها بتوتر
رجاله توفيق بيه أخدوا مدام سيرين على المخزن القديم وهيقتلوها.
لن يتركهم يفعلوا هذا بزوجته ... أمسك مسدسه وتفقده وهو يغادر مكتبه وقال
اسمعي كويس يا زينب الكلام ده ونفذيه ... خدى الأولاد من البوابه الخلفيه ووديهم عند أشرف السواق وقوليله ياخذهم على شقه المقطم ويفضل معاهم.
أومأت زينب برأسها في خوف وفعلت كل ما طلبه منها ممدوح وهي تدعو الله أن يكون كل شيء على ما يرام وألا يصيب ممدوح وزوجته أي مكروه فهي تعتبر ممدوح بمثابه ابنها.
استقل ممدوح سيارته وأدار المحرك وشرع في القياده ... هل يمكن أن
لن يدع هذا الشيء يحدث ... يعرف والده جيدا إذا أراد فعل شيء من أفعاله القذره سيستعين بمساعده أيمن ... أمسك هاتفه واتصل بأيمن الذي أجاب بعد عده مرات من الاتصال.
اسمعني كويس يا أيمن ... إياك حد فيكم ېلمس شعره من مراتي.
رد أيمن متلعثما
أنا مش فاهم أنت تقصد إيه يا ممدوح بيه.
كز ممدوح على أسنانه بغيظ وضړب مقود سيارته بعصبيه
... هل يتظاهر أيمن بأنه لا يعرف ماذا يقصد!!
حسنا لم يترك له سوى خيار واحد.
أي حاجه هتحصل لمراتي هتحصل لمراتك اللي رجالتي دلوقتي عندها في البيت.
يعرف أن ممدوح سينفذ تهديده حقا إن حدث شيئا لزوجته ... هتف قائلا برجاء
أنا مليش دعوه والله ... أنا بس بنفذ أوامر توفيق بيه.
ما تخليش حد من الرجاله يقرب منها وأنا عشر دقايق بالكتير وهكون عندكم وهاخدها وهتصرف بنفسى مع توفيق.
أومأ أيمن برأسه وعزم على فعل ما طلبه منه ممدوح فليذهب توفيق إلى الچحيم ... لن يضحي بزوجته وأولاده من أجله.
نظرت له بضيق وهو يضحك غير عابئا بنظراتها الغاضبه ... صاحت ريهام قائله بانفعال
بطل ضحك بقى يا سامح.
أخر حاجه كنت أتوقعها أن ممدوح يبقى ابن عمه جوزك.
هتف بها سامح بعدما استطاع كبح ضحكته بصعوبه بالغه فمن كان يصدق أن أمجد وممدوح تربطهما صله قرابه قويه لهذه الدرجه ... تنهدت ريهام قائله بحزن
أمجد لحد دلوقتى مش مستوعب ولا قادر يقبل الموضوع وبصراحه عنده حق الحكايه دي صعبه قوي عليه.
شقيقته محقه فأمجد يكره ممدوح كثيرا كيف سيتقبل هذه الحقيقه الصادمه
يعرف جيدا أن أمجد مجبرا على تقبل هذه الحقيقه من أجل عمته التي فعلت الكثير من أجله واعتبرته ابنها الذي لم تنجبه ... لاحظ توتر شقيقته فغمغم مازحا
خديها نصيحه مني يا ريهام ... أنت تجيبي شيكاره ليمون وتعصريها في كوبايه وتخلي أمجد يشربها يمكن يهدي شويه.
رمقته بسخط وڠضب ... كيف يمكنه المزاح في ظل هذا الوقت المشحون بالتوتر!
ربت على كتفها بهدوء فليس هناك داعي لكل هذا التوتر ... يدرك أن أمجد سيتقبل هذا الوضع مع مرور بعض الوقت.
الموضوع محتاج شويه وقت وكل حاجه هتبقى طبيعيه.
قالها سامح وهو يتمنى حقا أن يكون كل شيء على ما يرام مع مرور الوقت.
أغمض عينيه براحه شديده لم يشعر بها منذ زمن طويل وأخيرا شعر بهذا السلام الداخلي يغزو كيانه بعدما صدر أمر بالقبض علي توفيق ... استمع إلى تسجيل اعتراف توفيق پقتل عمر وهايدي والذي قدم نسخه منه إلى الشرطه ... لا ينكر أن يامن ساعده في إنجاز الأمر بسهوله لم يكن يتوقعها ... استطاع يامن الحصول على تصريح النيابه بشكل سرى من خلال صديقه الذى يعمل بالنيابه
↚
ليتم الأمر بشكل قانونى ويكون هذا التسجيل دليلا قويا يعتد به.
بعد كل شيء فعله يامن من أجله لا يصدق أنه حقا تخلى عن عمر وتركه للمۏت ولا يصدق أن مدحت ېكذب أيضا بعد المواجهه التي حدثت بينهما بالأمس ... أقسم له مدحت أنه يقول الحقيقه ... ضړب ياسر الطاوله پعنف وسأله متحيرا
إذا كنت أنت فعلا بتقول الحقيقه ويامن بيقول الحقيقه معناها مين اللي كذاب
حك مدحت مقدمه رأسه وهتف بشرود
عندك حق تحتار يا ياسر ... أنا نفسي بقيت محتار ومش مصدق أن يامن يعمل كده بعد ما ساعدك وخلى صاحبه وكيل النيابه يجيب التصريح بهدوء ومن غير شوشره عشان توفيق ما يعرفش بالموضوع ويعمل حسابه.
وضع رأسه بين كفيه وتنهد فى سأم ... فكر كثيرا في كل كلمه قالها يامن ومدحت ... انتفض فجأه عندما تذكر هذا الأمر الذي غفل عنه.
نوال!!
قالها بشرود وهو يضيق عينيه ... كيف نسى كره نوال الشديد له
تذكر عندما أخبره يامن أنه سيذهب برفقه حبيبه إلى الطبيبه وأخبرته جميله أيضا أنها ستذهب إلى منزل صديقتها هذا يعنى أن
نوال بمفردها الآن فى المنزل ... غادر منزله على الفور وقد عقد العزم على جعلها تقول الحقيقه.
إيه الملل ده بس مبقاش فى أفلام حلوه بتتعرض فى التليفزيون!!
تمتمت بها نوال وهي تقلب بين قنوات التلفاز بملل ... اعتادت دائما على مشاهده التلفاز عندما تكون بمفردها فى المنزل ... ضيقت عينيها ورفعت حاجبيها بتعجب عندما سمعت صوت الجرس ... تسائلت داخلها من يمكن أن يأتي لمنزلها الآن
هل يعقل أن يكون لصا
نفضت هذه الفكره الغبيه من رأسها مستحيل أن يأتي لمنزلها لصا في وضح النهار و يطرق بابها ... تسمرت مكانها وتخشب عندما فتحت الباب ورأته يقف أمامها ... ما الذى أتى به الآن وماذا يريد منها
تنهد قائلا بهدوء
هفضل واقف كتير قدام الباب
أشارت له بيدها إلى الداخل
وهي تفسح الطريق أمامه ... سألته بتوجس وهي تتمنى ألا يكون حدثها صحيح
أنت جاي هنا ليه
رمقها بهدوء وهو يجلس على الأريكه وأشار لها لتجلس أمامه وباغتها بسؤاله
عملت ليه كده يا نوال
قصدك إيه
نطقت بها نوال وهي تحاول السيطره على إنفعلاتها وتابعت قائله پحده
أنت بتتكلم عن إيه بالضبط
نظر لها ياسر بوجوم فقد تأكد الأن أنها المسؤوله عن كل ما حدث.
أنت عارفه كويس أنا قصدى إيه ... بلاش اللف والدوران.
صاحت ببعض الكلمات وهى ترمقه پغضب ... لم يستطع ياسر تمييز الكلمات التي تهذئ به بسبب سرعتها فى الحديث ... صړخ فى وجهها پغضب وقد وصل غضبه إلى ذروته
امتى هتبطلى عمايلك دي يا شيخه ... كل اللى فى سنك دلوقتى بيعملوا لأخرتهم عشان عارفين أن مش فضلهم كتير فى الدنيا وأنت لحد دلوقتى بتكدبي وتنكري ...معقول مش خاېفه تموتى بكره أو بعده والذنب ده متعلق فى رقبتك
بكت نوال بحرقه وهى تتذكر ما حدث منذ بضع سنوات.
فى منزل يامن
كانت نوال تحمل بيدها دلو ماء وتتوجه به إلى باحه المنزل لتنظفها عندما اصتطدمت بيامن الذي سقط هاتفه فى الماء ... نظرت نوال إلى الهاتف بتأفف وقالت
التليفون شكله باظ.
انتشل يامن هاتفهه من الماء وحاول تشغيله لكنه لم يعمل ... زفرت نوال بضيق وتمتمت
استغفر الله العظيم ... أنا مش عارفه إيه اللي بيحصل ده!!
حاول يامن تشغيل هاتفهه مره أخرى ولكنه فشل.
أنا هنزل أروح أصلحه ... لو اتصلح خير وبركه متصلحش هجيب بداله ... مش معقول هنضايق نفسنا عشان خاطر موبايل!!
بعد مرور أكثر من ثلاث ساعات ...كانت تقوم نوال بتقطيع بعض الخضراوات برفقه جميله وملامح الضيق تسيطر على وجهها ... لاحظت جميله ذلك فهتفت بتساؤل
مالك يا ماما مضايقه ليه
أجابتها نوال بضيق وهي تقطع البطاطس
مش عارفه أخرتها إيه مع أخوكى
لم تفهم جميله ما ترمى إليه نوال إلا عندما استكملت نوال كلامها قائله پغضب
كل ما أفتح معاه سيره الجواز يقول مش وقته ويغير الموضوع.
تابعت بنبره جمعت بين الحقد والغل والڠضب
مش فاهمه هيفضل كده لحد امتى وياسر ابن راويه اتجوز وخلف ومراته حامل دلوقتى للمره التانيه.
استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
قالتها جميله بضيق فهى لا تفهم لماذا تكره والدتها ياسر لهذه الدرجه
في هذه اللحظه سمعت كلا منهما صوت رنين الهاتف ... أجابت نوال على الفور ليأتيها صوت مدحت الذي أخبرها بضروره حضور يامن إلى المستشفى من أجل عمر ... تمتمت نوال بغيظ
يعنى هو مفيش غير يامن ابني يديله ډم ... ميديله هو الډم ... لازم يشحطط ابنى ويخليه يروح المستشفى.
بعد مرور بعض الوقت عاد يامن إلى المنزل وأخبرته جميله أن مدحت اتصل به وعندما سألها عن السبب قالت له نوال بضيق
مش عارفه أقوهالك إزاي يا يامن بس ... ياسر وإيناس إتخانقوا النهارده وهما بيتكلموا في التليفون ... وهي راحت بيت أبوها لأن ياسر زودها معاها أوي في الكلام.
نظر لها پصدمه وذهول في آن واحد ... لا يتصور كيف يفعل شقيقه هذا بزوجته ووالده طفله.
اللي عمله ده مش لازم يتسكت عليه ... أنا هكلمه دلوقتي من موبايل جميله وهبهدله.
اقتربت منه نوال وأمسكته من ذراعه قائله
متدخلش في الموضوع ده يا يامن ... لازم ياسر يتعلم يحترم مراته وأنه يحل مشاكله بنفسه لأن بنات الناس مش لعبه وأظن أنت مترضاش لأختك لما تتجوز أن جوزها يعمل معاها كده.
هز يامن رأسه موافقا على حديث والدته ... لا يجب أن يتدخل في هذه المشكله ... أخبر يامن مدحت عندما اتصل به أنه لن يتدخل في أمور ياسر ومشاكله ... أخبره أيضا أنه يثق أن ياسر يستطيع التصرف فى الأمر دون تدخله.
هز ياسر رأسه عده مرات ... لم يتصور يوما أن نوال تكرهه لهذه الدرجه ... كيف يمكنها فعل هذا الشيء بطفل صغير لم يتجاوز الخامسه من عمره!!
أنا مكنتش أعرف أن مينفعش حد تاني غير يامن يتبرع پالدم لعمر صدقني أنا ....
صړخ في وجهها پغضب
اخرسي ... أنت لسه ليك عين تتكلمي بعد اللي عملتيه نفسي أفهم ضميرك كان فين وأنت بتعملي كده!!
أخفضت نوال رأسها أرضا بخزي ... تبكي بشده وتعض أصابعها من الندم بسبب فعلتها النكراء ...
رمقها ياسر پغضب وإزدراء وكاد يغادر ولكنه رأى جميله تقف أمامه وترمق نوال بنظرات غاضبه.
ليه عملت كده يا ماما
↚
تعالت شهقات نوال عندما تأكدت بأن جميله سمعت كل حديثها ... شعرت في هذه اللحظه أنها خسړت كل شيء.
استعادت سيرين وعيها داخل المخزن وتذكرت كل ما حدث معها في غرفه توفيق وسها ... تسللت بخفه إلى الخارج دون أن ينتبه أيمن وباقى الرجال ... حاولت جاهده ألا تصدر أي صوت ونجحت في ذلك ولكنها تفاجئت بسها التي أشهرت سلاحھا في وجهها وأطلقت الڼار ... أغمضت عينيها بقوه مستسلمه لمصيرها ولكنها شعرت بمن استند عليها واستقرت الطلقه في .
ممدوح!!
قالتها پصدمه بعدما رأت ممدوح الماثل أمامها وقميصه ملطخ بالډماء.
الفصل_السابع_عشر والأخير
صف سيارته أمام مخزن والده وترجل منها وهو يحمل مسدسه ... رأى سها وهي تشهر سلاحھا في وجه سيرين فوقف أمامها واخترقت الطلقه كتفه وقبل قيام سها بشحذ المسډس واطلاق الڼار مرة أخرى أطلق ممدوح الڼار عليها واستقرت الطلقه في قلبها ... أسندت سيرين ممدوح وقالت بلهفه
أنت كويس
أومأ برأسه عده مرات قائلا
أيوه.
دوى صوت سيارة الشرطه في أنحاء المنطقه وخرج منها الضابط برفقة مجموعه من العساكر وحاصروا المخزن ... توجه الضابط ناحية ممدوح الذي قال وهو يشير بإصبعه ناحيه چثه سها
دي الست اللي حاولت ټقتل مراتي ولولا أنى وصلت أنا والرجاله في الوقت المناسب كان زمانها قټلتها.
نظر ممدوح إلى رجال والده نظره ذات مغزى فهمها أيمن وباقي الرجال ... لم يسلمهم ممدوح إلى الشرطه لأنهم امتثلوا لأوامره ولم يقتلوا زوجته ...
حضرت سياره إسعاف لنقل چثه سها إلى المشرحه وحضرت سياره أخرى وأخذت ممدوح إلى المستشفى بعدما خارت قواه.
البوليس بره يا توفيق بيه وعايزين حضرتك!!
قالتها الخادمه لتوفيق الذي ظهرت على وجهه علامات التعجب والاستنكار ....خرج من غرفة مكتبه وتوجه إلى باحة المنزل حيث يقف رجال الشرطه ورمق الضابط بازدراء وهو يقول بنبرة محتده
أنتم عايزين إيه بالظبط
بادله الضابط نظرته بأخرى ساخطه وقال
ساخرا
وهو يشير إلى اثنين من العساكر بوضع الأصفاد في يد توفيق
جايين نقبض عليك ... مش معقول هنيجي نشاهد جمالك.
وضع العسكري الأصفاد في يد توفيق الذي صاح پغضب
أنا هوديك في داهيه ... شكلك مش عارف أنا مين و أقدر أعمل فيك إيه
زفر الضابط وهتف بنفاذ صبر وهو يركب السياره ويتبعه العساكر وهم يجرون توفيق
نفس الأسطوانه المشروخه ... كل ما أروح أقبض على واحد يقول أنا هعمل وهسوي ... ما بيزهقوش دول ولا إيه!
أدخل العساكر توفيق سيارة الشرطه البوكس وانطلقت السياره متوجهه إلى المديريه.
كانت تركض بسرعه في رواق المستشفى غير عابئه بنظرات الجميع المصوبه نحوها ... وصلت إلى غرفته وهي تشعر بالتردد ... لا تعرف ماذا تفعل إما أن تدخل وإما أن تتراجع ... خياران ليس لهما ثالث ... حسمت أمرها وكادت تدلف إلى الغرفه ولكن استوقفها صوته وهو يسألها
أنت متأكده من الخطوه دي
التفتت له والدموع تهطل من عينيها بغزاره على وجنتيها وهمست بنبره متحشرجه
لازم أشوفه ده ابني اللي اتحرمت منه يا أمجد.
يخشى عليها من المواجهه فهو على يقين بأن ممدوح سيطردها فور دخولها غرفته ... تنهد بضيق وقال
على فكره الطلقه كانت في ذراعه وهو دلوقتي كويس.
سكت قليلا واستكمل قائلا بسخط
قاعد في الأوضه جوه زي القرد.
رمقته هدير بحنق وقالت
متنساش أن ممدوح يبقى ابني ... عارف يعني إيه ابني يا أمجد
يعرف هذا جيدا ولكنه لا يمكنه تقبل الأمر بهذه السهوله التي تعتقدها عمته ... ليس من السهل تقبل حقيقه أن عدوه اللدود أصبح بين ليله وضحاها ابن عمته ... زفر أمجد بحنق وقال
أنت مش متوقعه مني أني أحبه صح!
زفرت بضيق ودلفت إلى غرفه ممدوح ليتبعها أمجد فهو لن يتخلى عنها في هذا الوقت العصيب.
أنت إيه اللى جابك هنا
صاح بها ممدوح في وجه هدير التي تبكي وتنتحب بشده ... كيف ستخبره بكل شيء وهو لا يريد رؤيتها
نظر له أمجد پغضب وقال
اتكلم معاها بأسلوب كويس أحسنلك.
لم يهتم ممدوح بټهديد أمجد فكل ما يشغل تفكيره والدته التي أتت بعد كل هذه السنوات إليه وتذرف الدموع من أجله ... هل ندمت على فعلتها الآن
لن يسامحها أبدا مهما فعلت من أجله ... هذا الچرح
الذي جرحته له عندما تركته لم ولن يلتئم ... صړخ في وجهها پغضب
اطلعي بره أنت وابنك ... أنا مش عايز أشوفكم.
نهض من سريره عندما رأها لم تحرك ساكنا
↚
. حاولت سيرين منعه ولكنها لم تستطع ... وقف أمام هدير وأمسكها من معصمها محاولا إخراجها بالقوه من غرفته ولكن دفعه أمجد بعيدا عنها ولكمه في وجهه ... صړخت هدير بجزع وأمسكته بقوه من قميصه عندما رأته يحاول لكم ممدوح مره أخرى وقالت پغضب
متمدش إيدك على ابني يا أمجد.
هتف ممدوح بتهكم وسخريه وهو يزيل الډماء التي خرجت من أنفه
ونعم الأمهات ... الصراحه عمري ما هشوف أم زيك أبدا.
أمسكت هدير بيده وهتفت برجاء
الموصوع مش زي ما أنت مفكر ... اسمعني الأول وبعدين احكم.
أشاح ممدوح بوجهه بعيدا عنها ... تدخلت سيرين وهمست بجوار أذن ممدوح
سيبها تقول اللي هي عايزاه لأن ممكن تكون فاهم كل حاجه غلط.
أخبرته هدير بالحقيقه التي لم يصدقها إلا عندما ذهب لزياره توفيق في السچن وألح عليه ليخبره الحقيقه.
تغيرت أمور كثيره خلال سته أشهر ... قاطع يامن وجميله نوال بعدما عرفا أنها خدعتهم ... أدرك ممدوح الحقيقه التي خدعه والده بشأنها طوال حياته وأن والدته لم تتخلي عنه وأصبحت علاقته بوالدته جيده وأيضل تحسنت علاقته قليلا بأمجد.
ذهب ياسر برفقه إيناس إلى البلده لحضور حفل زفاف عادل والذي تقبلت ولاء زواجه أخيرا من ناديه ... حاولت نوال كثيرا التحدث مع يامن ولكنه لم يعطها الفرصه فهو لا يزال غاضبا منها
الوحدة سم قاټل يقتلك ببطء ... كيف يمكن أن يحتمل أي شخص أن يكون وحيدا ومنبوذا
ابتسم بسخرية فهذا ما يجب أن يحصل عليه بعد كل ما فعله في حياته ... غمغم بسخرية وهو ينظر بحزن إلى النافذه
مبقاش ليك حاجه في الدنيا دي يا توفيق ... ابنك اتخلى عنك ومسألش فيك بعد ما عرف الحقيقه ومراتك فضلت طول عمرها تستغلك وفي الأخر ابنك قټلها.
عاد بذاكرته إلى اليوم الذي حضر به ممدوح لزيارته.
ابتسم توفيق بشدة عندما رأى ممدوح يقف أمامه ولكن سرعان ما اختفت ابتسامته عندما رأى ابتعاد ممدوح عنه ... نظر له توفيق بتعجب بينما رمقه ممدوح بجمود قبل أن يقول ببرود
أخبارك إيه يا توفيق بيه
نظر له توفيق پقهر وحزن ... ابنه الوحيد الذي ظل ينتظره لكي يأتي لزيارته يتعامل معه وكأنه شخص غريب عنه ... ابتلع غصه مريرة في حلقه قبل أن يردف
توفيق بيه! هي كلمة بابا صعبة عليك أوي كده يا ممدوح
زفر ممدوح أنفاسه بملل فهو ليس لديه الوقت لهذه الدراما الحزينه وهتف قائلا بنبرة ساخرة
أنت متخيل أنها هتكون سهله! أنت واحد عشت حياتك كلها تابع لمراتك ومش عملت حساب لابنك الوحيد ... كنت دايما بتفضلها عليا في كل حاجه ... فاكر وأنا صغير لما كنت أجي أشتكيلك منها أنت كنت بتعمل إيه
سكت ممدوح قليلا ليرى تأثير حديثه على والده قبل أن يتابع
أنا جاي هنا النهارده عشان أعرف الحقيقة.
عقد توفيق حاجبيه في دهشة فهو لا يدري ما الذي يقصده ممدوح بالحقيقة.
سأله توفيق بتوجس
حقيقة إيه اللي بتتكلم عنها وعايز تعرفها
جلس ممدوح على الكرسي المقابل لتوفيق ونظر إليه بقوه وهو يردف بجمود
حقيقة أمي اللي أنت فضلت طول عمري مفهمني أنها اتخلت عني.
نظر له توفيق بذهول وصدمة ولم يتكلم ... غمغم ممدوح ساخرا وهو يضحك پقهر
يعني الحكاية دي كمان طلعت بتكدب عليا فيها ... أنا نفسي أفهم إيه اللي أنت استفدته من ده كله
طأطأ توفيق رأسه بخزي وحاول أن يتحدث ولكن قاطعه ممدوح بحدة
أنا النهارده أبويا ماټ ... هعتبر من دلوقتي أن مليش أب.
↚
رفع توفيق رأسه وأمسك بيد ممدوح قبل أن يغادر وقال
استنى يا ممدوح اسمعني أنا ...
قاطعه ممدوح وهو ېصرخ في وجهه پعنف
أسمع إيه بالظبط أسمعك وأنت بتقول أنك حاولت ټقتل مراتي! ولا أسمعك وأنت بتقول أنك فضلت تخدعني طول عمري وأنا صدقتك زي الغبي! ولا تكون عايزني أسمعك وأنت بتقول أنك قټلت طفل بريء لمجرد أنك ټنتقم من أبوه في حاجه هو عملها مساعده لصاحبه أنت مينفعش يتقال عليك بني آدم .
تركه ممدوح وغادر غير عابئا بنظرات توفيق المتوسله له بأن يبقى.
انتظر توفيق
طوال ستة أشهر بأن يأتي ممدوح لزيارته مرة أخرى ولكنه لم يأتي ... كفكف دموعه بيده وأخرج من جيبه شفرة معدنية ومررها على معصمه قبل أن يشق بها رسغه وتسيل دمائه ... نظر إلى معصمه وإلى دمائه التي تناثرت على الأرضية بحزن قبل أن يغمض عينيه للأبد وتصعد روحه إلى بارئها.
عشان تعرفي أن أنا عندي حق.
قالتها جميله بفخر وتباهي وهي تنظر إلى صديقتها ... تنهدت مروه بأسى عندما رأت زميلتها أمنيه وهي تجلس في زاويه بعيده عن الجميع ومعالم الوجوم تكسو وجهها وقالت
شايفه حالتها
عامله إزاي يا جميله ... مش مصدقه أن مروان يعمل فيها كده ... أنت طلع عندك حق الشاب الحقېر اللي بيصاحب بنات عمره ما هيتغير حتى لو اتجوز ملكه العالم في الاحترام ... حسبي الله ونعم الوكيل فيه ... ربنا ينتقم منه.
تأملت جميله أمنيه بشرود ... ليست هذه هي زميلتها التي تعرفها ويعرفها الجميع بالصبر والحيويه ... لم تتوقع أن ټقتلها خېانه مروان بهذه الطريقه ... امتعضت ملامحها عندما تذكرت هذا الحقېر الذي خان زميلتها قبل زواجه منها ... حملت حقيبتها وتوجهت برفقه مروه ناحيه أمنيه للتخفيف عنها وبث الأمل والعزم داخلها من جديد.
شعر ممدوح بالصدمة بعدما علم باڼتحار والده داخل السچن ولكنه تلقى هذا الخبر بثبات وجمود أثار دهشة جميع من هم حوله ... لم تقل صدمة سامح وريهام عن صدمة ممدوح وشعرت ريهام بالحزن عليه فقد عاش ظالما وماټ وحيدا وخسر حياته وخسر آخرته.
زفر أمجد أنفاسه بهدوء قبل أن يهتف قائلا وهو يصوب نظره نحوهما
أنتم ملاحظتوش أن ممدوح مزعلش عليه
هز سامح رأسه نافيا وقال
بيتهيألك ... ممدوح زعلان أوي عليه بس هو متعود طول عمره أنه ميظهرش انفعلاته قدام أي شخص حتى لو كانت مراته.
تنهدت ريهام بضيق وهي تمسح صفحة وجهها
خلاص يا جماعة اقفلوا السيره دي بالله عليكم ... احنا كل اللي هنعمله أننا ندعيله بالرحمة والمغفرة حتى لو كان شخص مش كويس.
بعد مرور خمس سنوات
أقام يامن حفلا بمناسبه مناقشه جميله رسالة الماجستير ... احتضن ياسر جميله وقبل رأسها وهو يقول
مش مصدق أن القرده الصغيره ناقشت رساله الماجستير النهارده.
عبس وجه جميله بطريقه طفوليه فعلى الرغم من تجاوزها الثامنه والعشرون من عمرها لا يزال ياسر يناديها قرده ابتسم يامن ولكز ياسر بخفه في كتفه وقال
متقولش عليها قرده.
أمسكت راويه بأذن ياسر وقالت پحده مصطنعه
بطل كلمه قرده دي بقى ... أختك مش صغيره عشان تقولها قرده.
نظرت جميله بحزن إلى صوره نوال التي ماټت منذ ثلاث أعوام بعدما سامحها يامن .
حضر سامح ومريم برفقه ابنهم ياسين وأيضا حضر أمجد وريهام لتهنئه جميله التي شعرت أخيرا بالسعاده التى تمنت الحصول عليها ودعت الله أن يظل شقيقيها معا وألا يتفرقا مره أخرى.
تمت بحمد الله