رواية بصيرة مشوشة كاملة جميع الفصول بقلم دفنا عمر
رواية بصيرة مشوشة كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة دفنا عمر رواية بصيرة مشوشة كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية بصيرة مشوشة كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية بصيرة مشوشة كاملة جميع الفصول
رواية بصيرة مشوشة كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة دفنا عمر رواية بصيرة مشوشة كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية بصيرة مشوشة كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية بصيرة مشوشة كاملة جميع الفصول
رواية بصيرة مشوشة كاملة جميع الفصول
أحكمت حقائب سفرها يعتريها الحزن لإضطرارها ترك زوجها ومعها بناتها الثلاث لضيق أحوالهم منذ فترة بتلك البلدة الخليجية فلم يجدا مفرا من مغادرتهم بشكل نهائي لموطنهم الحبيب مصر أملا أن تتحسن الأحوال المادية وتقصر غربته التي تخطت العشر سنوات !
ماما يعني خلاص هنسافر بكرة ونسيب بابا لوحده
أومأت برأسها لصغيرتها أيوة يا رهف بس بابا هينزل يشوفنا كل سنة!
أتت ابنتها الكبرى أبراربمعالم طفولية حزينة
أنا أتعودت نكون كلنا سوا يا ماما مينفعش نفضل!
تنهدت رضوى ببؤس لو ينفع مكناش ننزل ونسيب بابا خلاص يابنات دي ظروفه ولازم نتحملها وبعدين إنتم مش عايزين تشوفوا تيتة وولاد وبنات عمكم !
أبرار عايزين بس بردو زعلانين ان هنسيب بابا !
حتى أختي الصغيرة حفصة كمان زعلانة وقالتلي سبيني لوحدي بټعيط ومش عايزة حد يشوفها !
التمست من خالقها الدعم رغم اقتناعها بضرورة سفرهم إلا أنها تخاف القادم فعلاقتها بأم زوجها ليست كثيرة الود من طرفها لقسۏة طباعها ولومها المبطن والدائم والذي يصل أحيانا للمعايرة بأنها أم البنات ولم تستطع أنجاب ولد يحمل إسم زوجها گ شقيقه الذي حظى بإنجاب ذكور وگأن بناتها الثلاث سرابا ولا يمثلون أحفادا من صلبهم ولكن يجب أن تستعين بربها وتتوسم الخير ربما تهذبت الطباع عن سابقها وعندما ترى الصغار تشتعل داخلها مشاعر الجدة لأحفادها!
داجل المطار!
مش هوصيكي يا رضوى بلاش أي مشاكل أمي كلمتها زي كلمتي تطيعيها في أي أمر وأي حاجة تعرفيهالي أول بأول !
منحته إيماءة رأس متمتمة
ماتشلش هم يا يونس أنا من أمتى بكسر لولدتك كلمة المهم انت ماتغبش كتير عننا زي ما وعدتنا أجازتك السنوية بعد كام شهر تنزل عشان بناتك مايحسوش فجأة بغيابك وربنا يقصر غربتك وترجع وسطينا بالسلامة وأنا اوعدك هحافظ على قرشك ومش هصرفه غير في مكانه !
أردف برضا أيوة كده طول عمرك عاقلة وبنت حلال ثم انحني يودع صغاره مطلقا لهما الوعود بالتلاقي بوقت قريب وطمأنهم بتواصلهم الدائم عبر المكالمات المرئية حتى لا يشعرون بغيابه
بعد رحلة عودتها المرهقة وصلت لمنزل والدة زوجها التي استقبلتها هي وشقيقته وزوجه أخيه المقيمة بذات البناية بشيء من البرود فتغاضت عن ذلك فلا يخصها من بينهم سوى الحماه قدمت لهم الهدايا متجاهلة تلميحاتهم أن ما جلبت ما يرضي طمعهن
صعدت لشقتها في الطابق الرابع وعالجت المزلاج ودفعت صغارها ثم اقحمت حقيبة السفر وأشعلت الأضواء وجدت طبقات الثرى تغبر كل شيء الأرض سطح السفرة الزجاجي وكل ما بصرته تعجبت فالمفترض ان والدة يونس أحضرت فتاة للتنضيف على نفقة زوجها كما أخبرته في الهاتف وطلبت منه مقابل مادي إضافي
لما لم تفعل
زفرت بضيق وحاولت أن تهديء نفسها وقالت معلش يا بنات الشقة متبهدلة مضطرين ننضف حتي السراير عشان ننام معلش ساعدوني
رهف بس انا تعبانة ونفسي انام ياماما
أبرار وانا كمان مش قادرة عايزة انام
حفصة انا خلاص نمت
أشفقت عليهن فقالت
طيب ياحبايبي افضلو هنا وانا هنضف السراير بسرعة والصبح من بدري هشوف بنفسي بنت تنضفها لينا
ذهبت تحضر لهن ملاءات أسرة نظيفة من دولاب غرفة النوم للوهلة الأولى لاحظت نقص في الأطقم الغالية وكذلك أطقم ملونة تخص غرفة الأطفال ثم تفحصت ضلفة أخرى من الخزانة فأيقنت أختفاء بعض ملابسها البيتيه وعباءت سوداء قيمة كانت تركتها هنا أين ذهبت أشيائها
نظرت لزاوية ما بريبة اقتربت تتفقد سجادها الملفوف كمان تركته قبل سفرها فلم تجد أكبرهم حجما بحثت في كل شقتها لتكتشف أن ليس لسجادتها أثر والطامة الكبرى حين أحصت بعيناها أطقم النيش أكتشفت ايضا نقص بعض كاساته المذهبة وأطقم فناجين للقهوة وصواني التيفال الغالية وكأن شقتها تعرضت لسړقة من لصوص
أبرار خليكي هنا انتي واخواتك هنزل عند تيتة شوية وطالعة
تثائبت وهي تجيب حاضر يا ماما بس ماتغيبيش
هبطت سريعا لوالدة زوجها تسألها عن سبب اختفاء أشيائها هكذا
معلش ياطنط كنت عايزة اسألك هي شقتي اتعرضت للسړقة ومش عرفتوني أنا يونس
سړقة ايه يابنتي واحنا في البيت ليل نهار ومحدش غريب ساكن وسطينا وفي بوابة حديد للعمارة بتتقفل كل يوم بالليل
ازاي بس يا ماما ده انا لقيت حاجات كتير اختفت من شقتي ملاياتي وهدومي وعباياتي وسجادة الصالة كبيرة وحاجات من النيش و
صمتت بغتة وهي تحملق في المروحة ذو العمود المنصوبة في الزاوية هاتفه بدهشة هي مش دي مروحتي يا طنط
ثم لمحت علي الأرض سجادة تشبه سجادتها فقالت بريبة ودي السجادة الكبيرة بتاعتي
وبتلقائية انتقلت سريعا لأحدي الغرف لتتيقن من ظنها ملاءة السرير التي تكسي الفراش من ضمن المفقودة من دولابها ثم ذهبت للمطبخ لتجد أطباقها و الفناجين مصفوفين أمامها لم يحتاح الأمر ذكاء لتفهم أن الحماة استحلت كل ما في
شقتها دون استأذان فتوجهت لها بعاصفة ڠضب لما تكظمها ممكن افهم يا طنط مروحتي وسجادي وملاياتي وأطباقي وحاجة نيشي بتعمل ايه هنا
هتفت ببرود عادي احتاجتهم وقت شبكة بنتي عشان استر نفسي قدام الناس وابني يونس قالي الشقة شقتي واخد اللي احتاجه من
غير ما اسأله
امال المفتاح معايا ليه
اتسعت عيناها بذهول نعم
وحاولت ان تتمالك نفسها بمعجزة
طيب ماشي هتغاضي عن ان دي حاجتي ومحدش له حق يستخدمها غيري طب بعد ما اخدتيهم ياطنط وقت الفرح مش كنتي تطليعهم مكانهم تاني
ارجع ايه يا نضري ده خير ابني وشقة ابني وعز ابني أخده أو ارجعه براحتي
هنا فقدت رضوى اعصابها تمام وهي تهدر لا بقى حضرتك دا شقي ابويا وجهازي اللي مافرحتش به وانا في الغربة مع ابنك ومش من حق حد غيري مهما كانت صفته يستخدمه ويتهني بيه غيري
انتي بتعلي صوتك عليا يا مؤدبة
لا أنا مؤدبة ڠصب عن التخين يا حماتي وحاجتي هترجع مكانها تاني
طب ابقي مدي ايدك كده علي حاجة وانا اقطعهالك
هاخد حاجتي وهشوف هتقطعي ايدي ازاي
صاحت تصرخ غيتوني يا ناس مرات ابني راجعة من الغربة تقل أدبها عليا وتسرقني
في ايه يا ماما پتصرخي ليه
تعالي شوفي يا رندا مرات اخوكي عايزة تاخد حاجة ابني من شقتي مستخسرة فيا كوبايتين وسجادة وكمان واقفة تزعقلي وترد عليا الكلمة بكلمتها
تزعقلك أنا اللي يمس طرف امي امحيه من علي وش الأرض
صړخت رضوي عليها تمحي مين انتي كمان ده انتوا ناس بجحة اوي تاخدوا حاجتي وكمان ټشتموني وتمنعوني اخدها اسمعوا بقي مش هتطلع واقفل عليا باب شقتي غير اما اخد كل حاجتي
بس اخويا سمح لامي تاخد اللي يعجبها
أخوكي مش دافع تمن اللي اخدتوه مني ده كله بقرش ابويا وشقاه وسعي انتي وهي اما اخد حاجتي واطلع
لم تستطع تنفيذ ما أرادت بعد أن منعتها هي وابنتها بالقوة وخاڤت أن يتجاوزوا عليها بالضړب فصعدت شقتها تبكي قهرا وحادثت زوجها تشكوه فعلتهم المشينة ليصدمها بسلبيته وتهديده وهو يصيح انتي لسه راجعة من كام ساعة وعملتي مشاكل مع امي واختي جري ايه لو اخدت منك كوبايتين ولا طبقين اتهدت الدنيا كبري دماغك شوية يا رضوى
قالت بذهول انت بتقول ايه يا يونس هو قصة طبقين وكاسين بس بقولك لقيت سجادتي ومروحتي واغلب كاساتي الغالية تحت واطباق من الصيني الغالي بتاعي ده غير اطقم السراير النصيبة انهم نقوا الغالي اللي عندي واخدوه
خلاص ابقي اشتري غيرهم
ازاي ده انا نازلة بسبب ان ظروفنا ضاقت هناك وقولنا نلم نفسنا هنصرف اللي هايجي عشان اعوض اللي امك اخدته من شقتي وبعدين انا رافضة المبدأ نفسه ان حد يدخل شقتي ويستخدم حاجتي مجرد استخدام مش بس ياخدها وكأنهم بيورثوني بالحيا وبعدين هو انت مش بعت لوالدتك الشهر اللي فات مبلغ عشان تجيب واحدة تنضف الشقة وتغسل السجاد والستاير انا جيت لقيت الدنيا مليانة تراب مفيش حتة نضيفة لو اعرف كده كنت خليت ماما اتصرفت ونضفتها
صاح عليها بضحر
بقولك ايه يا رضوي انا مش فاضي لشغل الحريم ده وامي اياكي تزعليها بيتي بيتها وحاجتي حاجتها ولا عايزاها تلجأ للغريب لما تحتاج حاجة
لأ تلجأ لاخوك اللي في نفس البيت وتاخد منه ولا تاخد من حاجة اختك انما هما طمعوا في حاجتي وقالوا دي مش هنا نعمل اللي يعجبنا وحوزها سامح لينا بكل حاجة بس انا مش هسمح بكده يا يونس
رضوى قصري ولمي الدور شوفي اتاخد منك ايه وانا هخليكي تشتريه
غمرتها الحسړة لموقفه الغير منصف ثم قالت لتنقذ ما يمكن انقاذه مش هشتري حاجة دلوقت خلي امك تطلع المروحة والسجادة الكبيرة اللي اخدتها وعوضي علي الله في الباقي هبقي اشتريه بالتدريج
↚
سيبيها لما تطلعهم هي من نفسها أنا مقدرش اقول لامي كده افرضي زعلت وڠضبت عليا وانا في غربة هفرح بيكي ساعتها وسلام بقي عشان عايز انام ورايا شغل الصبح
انهمرت دموع خيبتها وقهرها لمعالجة زوجها السلبية للأمر ثم هاتفت والدتها علها تهدأ
ما أن سمعت صوتها حتي هللت بفرحة حبيبة امك حمد الله علي السلامة يا رضوى نورتي مصر والدنيا بحالها من النجمة هاجيلك أنا وابوكي عشان نشوفك انتي والبنات
تنوري يا ماما اصلا لو الوقت مش متأخر والبنات نامو تعبانين من السفر كنت جيتلك انا
لاحظت لتوها كآبة نبرتها فقالت مالك ياضنايا صوتك مش عاجبني
أبدا يا أمي ارهاق سفر بس وعايزة انام
لم تقتنع لكنها تغاضت حتي تراها صباحا
خلاص ارتاحي يا حبيبتي ومتطبخيش انا محضرالك اكل متفرز ولحوم ودجاج متبل هيكفي كام يوم يدوب علي التسوية
ربنا ما يحرمني منك
يا ماما تعبتك بس
بس ايه يا حبيبتي
بصراحة الشقة مليانة تراب وقلت الصبح هنضفها ومكسوفة تيجي انتي وبابا وهي كده
طب ليه يابنتي ما قولتيش كنت جبتلك واحدة خليتهالك تشف وترف من النضافة
منا اعتمدت علي حماتي انها هتجيب حد ينضفها بس شكلها نسيت يلا الصبح بدري هقوم اعملها وهستأذنك بس تيجي علي العصر مع بابا اكون خلصتها
عصر ده ايه من النجمة هكون عندك ومعايا واحدة تنضفها واحنا
معاها وعلى الضهر شقتك هتكون فلة
وابوكي هخليه يجي متأخر شوية ماتقلقيش
ربنا مايحرمني منك يا أمي
ولا منك يابنتي
طيب ممكن خدمة كمان من بابا وهو جاي
خير يا حبيبتي
عايزاه يجبلي كالون جديد لباب الشقة ونجار يركبه
ليه هو بابك في مشكلة
لا بس حابة اغيره وبعدين هقولك السبب المهم بكره يكون كالون شقتي متغير ومفاتيحه معايا
حاضر يابنتي سهلة بس اما اجيلك لينا كلام تاني مع بعض صوتك وحالك مش عاجبني
خلاص لما اشوفك هحكيلك يا ماما
تنهدت بقلق ربنا يسترها معاكي يابنتي ويبعد عنك المشاكل خلاص اقفلي وروحي نامي مع بناتك وبأمر الله الصبح بدري هكون عندك
تنوري ياغالية في رعاية الله
أشرقت الشمس وأتت والدة رضوي ومعها سيدة قامت بتنظيف شقتها بالكامل وحان دور إنقادها أجرتها كما تستحق
تسلم ايدك يا ام سعيد الشقة بقيت زي الفل
تسلمي ياست رضوي واي
↚
حاجة تحتاجيها كلميني هاجيلك اي وقت
ان شاء الله طيب عايزة كام
أبوكي حاسبها يا رضوى
التفتت لوالدتها باستنكار نعم ازاي الكلام ده يا ماما ذنبه ايه بابا يدفع تمن تنضيف شقتي
تجاهلتها وهي توجه حديثها للسيدة خلاص روحي انتي يا ام سعيد وزي ما اتفقنا عشرين يوم وتعدي عليا عشان تنضفي الشقة قبل شعبان كل سنة وانتي طيبة
وانتي بالصحة والسلامة ياست الكل من عيني فوتكم بالعافية
ليه يا ماما تعرفي بابا أصلا وتخليه كمان يحاسب
وفيها ايه مش ابوكي وبعدين خلي قرشك معاكي لحد ما جوزك يبعتلك الشهرية عشان بناتك لو احتاجوا حاجة
رمقتها بتأثر وقد حل عليها كل ما أرقها الساعات الماضية فاغرورقت عيناها وهي تغمغم صحيح مفيش احن من الأم والأب علي ولادهم ثم عصفت حدقتاها بصيق بس مش اي أم
جذبتها لغرفة النوم وأجلستها علي الفراش وقالت
في ايه يا رضوي من وقت ما سمعت صوتك وانا قلقانة حصل ايه يابنتي
هقولك يا ماما لازم افضفض لحد قبل ما اڼفجر من القهر سردت عليها كل ما حدث وختمت بقولها ولما اشتكيتله قالي الكلمتين دول اټصدمت من سلبية يونس يا أمي والشيطان لعب بيا وكنت هجيلك بالليل بس استعاذت منه وحاولت اهدي
خير ما عملتي اسمعيني يا رضوي لو قولتلك اللي حماتك عملته ده عادي أو رد جوزك وتهوينه للأمر مايزعلش ابقي بكدب ليكي حق تزعلي وتنقهري بس هتخربي بيتك عشان كده
أمال اعمل ايه يا أمي
ولا حاجة انتي خلاص جيتي وقاعدة في شقتك ومحدش يقدر يمد ايده في قشاية وانتي موجودة واللي راح يتعوض أنا عندي طقم صيني مابستعملوش هجيبهولك والباقي هاتيه حاجة في حاجة ومشي المركب يا رضوي وبلاش تنكدي علي نفسك عشان خاطر بناتك
بس انا مش طايقة حماتي يا ماما ومش مسامحاها في اللي اخدته مني المصېبة اني لقيتها واخدة كمان صواني التيفال الغالية بتاعتي وعبايات استقبال كنت سيباها في دولابي طب ما جهاز بنتها متكوم صناديق تحت ليه مش طلعت من حاجتها واخدت مني أنا
ابتسمت بتهكم أكيد مش هيهون عليها تاخد من جهاز بنتها طبعا انما انتي مرات ابنها وهتقول في بالها ماهو يونس معاه وهيجيبلها غيره
ده ظلم وطمع حتى لو معاه مش من حق حد يطمع فيه يا ماما جوزي بيشقي ويتعب جدا والجو ڼار جهنم هناك وانا شوفت بعيني حرام والله اللي بيحصل ده طب عارفة كمان انها أخدت ألف جنية زيادة على حس تنضيف الشقة للأسف زي ما شوفتي ولا جابت حد واخدتهم لنفسها مع ان يونس بيبعتلها شهرية كويسة والله
هتعملي ايه طيب أميد بتساعد بيهم ابنها وائل ما انتي عارفة ازاي مدلعاه وبعدين مادام قبلتهم خليها تشبع بيهم
ما اهو أخوه الصغير ده كمان كل شوية يقوله عايز فلوس ومزنوق وأخر مرة بعتله عشر تلاف جنية عشان النقاشة بتاعته ده غير اللي انا معرفوش طبعا ويونس بېخاف يعرفهولي عشان المشاكل
أهم اخوات وأحرار في بعض مالكيش دعوة انتي واعملي اللي قولت عليه وربنا يهديهولك هقوم بقي اتصل بابوكي يجي وهفكره يجيب النجار يعملك كالون الباب كمان
ماشي يا ماما وشكرا علي الأكل
اللي جبتيه انتي مليتي فريزر التلاجة من كله وكلفتي نفسك
بطلي عبط ده خير ابوكي وزي ما عملتلك بعمل لاخوكي كل شهر احنا لينا مين فين الدنيا غيركم
ربنا يبارك فيكم يارب
خلاص اتصلي ببابا وانا هاخد حمام والبس قبل ما يجي
أتى والدها وتم تغير كالون باب شقتها ثم انقضي اليوم مع والديها وبناتها گ أجمل ما يكون وهاتفها شقيقها وزوجته مرحبين بها على وعد بزيارة قريبة في منزلها
مالك ياضنايا شايل الهم كده ليه من وقت ما رجعت
مافيش ياما
يوه مفيش ازاي وانت طافي النور وقاعد زي اللي مېت ليك مېت بعد الشړ هتخبي علي امك يا وائل
اعتدل يحدثها بصراحة انا في نصيبة يا ماما الفلوس اللي اخويا يونس بعتهالي
مع الكام ألف اللي أخدتهم منك راحوا في
حوار مصلحة كده مع صاحبي
دبت علي صدرها يانصبتي! راحت ازاي يا واد انطق
دخلت شركة معاه وقلنا نجيب جينزات وتيشرتات نتاجر فيها ونكبر القرش وهو قال يجلنا مكسب حلو وان القصة مضمونة بس اللي معملناش حسابه أن الأوضة اللي فيها البضاعة تتحرق كلها مافضلش من البضاعة حاجة أنا وهو خسرنا فلوسنا ومع كده اتخانقت معاه وكنت هروح فيه السچن لولا الناس حاشونا واديني اهو مش عارف هوضب شقتي ازاي وأهل خطيبتي بيستعجلوني في التوضيب بيقولوا بقالي سنة ماعملتش حاجة في الشقة غير حبة سباكة وكهربة
اكفهر وجهها بالهم ليه بس كده يا وائل ده اخوك لو عرف مش هيسكت ده شقاه برضو والدنيا معاه هناك مابقبتش زي الأول
ياما يونس بيقول كده عشان يغزي العين بقي واحد شغال في السعودية كام سنة مش معاه خميرة محترمة مكمرها
ثم لثم ظهر كفها وغلاوتي عندك ياماما خليه يبعتلي مبلغ تاني واوعدك مش هطلب حاجة بعدها ولا انتي مش عايزة تفرحي بيه السنادي
معقول مش عايزة افرح بيك بس ده نزل مراته وبناته بسبب الظروف ازاي بقي اقوله ابعت مبلغ لاخوك خصوصا انه بيفضل يلقح بالكلام اني دلعتك ومخلياك تعتمد عليه
طب والحل محدش هيساعدني
غامت عيناها ثم قالت
طيب سيبها على الله يا وائل وهشوف هعمل ايه عشان اساعدك في الأزمة دي
نوفيلا عيون معصوبة
بقلم ډفنا عمر
الحلقة التانية
سلطان النوم يكبلها وهي تضم لصدرها ابنتها الصغري حفصة لتجد من يطرق بابها في الصباح الباكر فنهضت على مضض تتفقد الطارق بعين ناعسة
صح النوم يا مرات ابني كل ده نوم
غمغمت ببعض الفتور الساعة لسه تسعة الصبح يا حماتي هصحي ليه دلوقت وانا راجعة من السفر وتعبانة
تصحي تهوي بيتك وتشوفي اللي وراكي يا اختي
قالتها وهي تمشط بعيناها المكان بفضول بعد أن أصبح يبرق من كثرة نظافته وقالت
ما انتي شاطرة اهو ونضفتي الشقة
دي ماما اللي جابتلي واحدة وعملتها امبارح وأخدت 500 جنية وبابا اللي دفعهم من معاه ومارضيش يخليني احاسبها
ثم قالت بتساؤل ذو مغزي هو مش يونس بعتلك ألف جنية عشان تجيبي حد ينضفها يا حماتي
طب منا جبت واحدة نضفتها بس نسيت شباك المطبخ مفتوح فرجع التراب تاني ذنبي ايه بقي ولا عايزاني انضفهالك أنا
رمقتها بحنق لأنها تستغباها لتذهل رضوي وهي ترى الحماه تتخطاها وتدلف المطبخ ثم أشرعت الثلاجة وتفقدتها قائلة صلاة النبي ده الفريزر متروس علي أخره لحوم وفراخ وخضار حتى الفاكهة امك مش نسيت تعملهالك
ثم التقط كيس مانجو كبير مجمد دون استأذان قائلة
↚
والله امك دي بنت حلال نفسي كانت هفاني علي المانجة هاتي شنطة اما احطها فيها احسن ايدي اتجمدت
شعرت رضوي أنها ستتحول لقنبلة ټنفجر بها لكنها ذكرت الله في سرها لتتحمل هذا الانتهاك لخصوصياتها وأغراضها المستباحة بشكل لم تعتاده من قبل ولا تهضمه مطلقا وراحت تحضر لها حقيبة بلاستيك لتضع بها كيس الفاكهة وقالت خير ياحماتي ماقولتيش طالعة بدري ليه كنتي عايزة حاجة
يوه ده انا نسيت صحيح خطيب بنتي رندا جاي انهاردة عشان هنحدد يوم الفرح لأنه عايز يتجوز أول شعبان وأطلقت ضحكة مستطردة الجدع ياعيني مش صابر لبعد العيد المهم كنت عايزة مضرب البيض بتاعك وقالب كيك حلو كده من اللي عندك يشرفنا
أشتعلت دمائها حنقا وكادت تصرخ عليها لولا أن حاولت استجلاب البرود وهي تقول طب وبالنسبة لصواني التيفال اللي اخدتيها من مطبخي قصرت معاكم في حاجة
أشعلت حنقها أكثر بردها لا دي كبيرة بعمل فيها فراخ وبطاطس أنا شوفت عندك كده قالب علي شكل وردة هاتيه اعمل فيه وهرجعهولك مع المضرب
أسفة
يعني ايه
يعني دي حاجتي وانا هستخدمها انهاردة وهعمل لبناتي كيك عندك حاجة بنتك تحت طلعي منها
عايزاني افتح جهاز بنتي اللي لسه هتتجوز ونسايبها ياكلوا وشنا ويقولوا جايبين للبت الحيلة حاجات مستعملة
أمال يعني تاخدوا حاجتي الجديدة وكمان مش بترجع وعايزاني اسكت الأسعار بقيت ڼار وأنا مش هعرف اعوض اللي راح ويدوب هستر بيتي باللي عندي يعني من هنا ورايح ياحماتي ما تعتمديش تاخدي من شقتي قشاية طول منا موجودة
أنتي بټهدديني يا مرات ابني يا متربية
أنتي عارفة كويس اني متربية وإلا ماكنتيش أخدتيني لابنك والحق مايزعلش ولعلمك بقي انا مش مسامحة في اللي اخدتي من شقتي انتي وبنتك ويوم القيامة كله هيتحاسب
دبت علي صدرها بزعر يا نهارك مش فايت! هي حصلت كمان تدعي عليا أنا وبنتي يا رضوي طب وديني ما هسكت وليكي راجل يترد عليه
أنا مغلطش ده حقي وحاجتي مش هتخرج من بيتي تاني
هبطت الدرج تهمهم بسخط وهي تتوعدها فأغلقت رضوى خلفها الباب وهي تتمتم پغضب متعجبة من تجبرها هل تستغلها لهذا الحد تظنها معتوهة لتسمح بأخذ أغراضها دون اعتراض لا والله لن يهنأ أحدا بأشيائها بعد الآن استغفرت ربها ونفضت عنها كل هذا واندست بين صغارها تكمل
نومتها بهدوء غير مكترثة لشيء
انتي بتطردي ماما من شقتنا يا
رضوى!
هاجمها فور أن استقبلت صوته عبر الهاتف فقالت مدافعة مستحيل اعمل كده كل الحكاية انها طلبت تاخد مضرب البيض بتاعي وأنا رفضت وأظن ده حقي يا يونس بعد ما جيت لقيت بيتي ومطبخي كمان ناقص بدون عملي
ياستي اديهولها وأنا هجيبلك غيروا بس ماتكسفيهاش كده وتزعليها منك
والله أنا حاجتي خلاص عندي ليه اروح اشتري جديد والأسعار بقيت الضعف وأكتر وبعدين هو ده للأسف منطق والدتك يا يونس بتقول لنفسها اخد منها اللي يعجبني وابني يجيبلها مكانه وده ما اسموش غير استغلال وطمع
أخرسي يا رضوي ما اسمحلكيش تتكلمي كده علي ماما وتقولي طماعة
صمتت ناكسة رأسها ثم قالت بأسف أنا مقصدش يا يونس اغلط فيها بس بجد انا مش قادرة انسي الي حصل لما جيت وحزينة على حاجتي اللي اتاخدت مني وكمان طالعة تكمل على اللي فاضل
قولتلك هنجيب غيرها
هزت رأسها بيأس يا خسارة انت مش فاهمني ولا شايف حقيقة اللي بيحصل حواليك فوق يا يونس ومتخليش حد يستغلك كده في فرق بين الطيبة والاستغلال
رضوى أخر مرة هسمحلك تتكلمي كده عن أهلي وبعد كده لو أمي طلبت حاجة اديها وانا ملزم أجيب غيرها فاهمة
لم تجيبه حتى لا تسوء الأمور بعنادها فاستطرد هاتي البنات اسلم عليهم
صاحت عليهم ثم تركتهم يحدثوه وداخلها تخاف القادم من أهل زوجها فإن كانت تلك البداية كيف سينتهي الأمر
ماما يا ست الكل عملتي ايه في موضوعي طلبتي من يونس اخويا فلوس عشان اوضب شقتي
يابني اصبر علي نخلص من فرح اختك ماهو بعتلي فلوس عشانها ازاي اقوله عليك انت كمان الرحمة حلوة برضو
يا ماما و هيجري ايه لو كنتي كلمتيه عليه بس
يوووه يا وائل قلت اصبر انا في دماغي فكرة
↚
هساعدك بيها من غير ما اطلب من اخوك حاجة
ازاي بقي افهم
لا مش لازم تفهم انت ركز في شغلك واعقل كده وربنا يسهلها ان شاء الله سنة بكتيره وهتكون محصل اختك ومتجوز
يسمع منك ربنا يا امي
روح بقي شوف حالك الله يفتح عليك
جاء يوم زفاف رندا شقيقة يونس وتمت الليلة علي خير ولم ترتاح رضوي التي قامت معهم بكل شيء تنطيف وفرش شقة العروس وتجهيز طعام العرسان حتي نفذت قواها ولم تعد قادرة علي شيء فذهبت تقضي يومان وسط والديها وشقيقها الذي أتاها بأسرته هو الأخر
صباح الخير يا ماما عاملة ايه يا غالية وأخبار عروستنا ايه اطمنتي عليها
الحمد لله يا حبيبي اختك زي الفل ومتهنية وبتدعيلك علي المبلغ اللي بعته نقطة ليها
عيب يا ماما دي اختي وبنتي كمان طيب وانتي لسه ضغطك عالي من بعد الفرح
لا يا ابني بقيت أحسن علي علاج الدكتور الجديد بس ابن اللذينا كشفه غالي وصرفت كل الفلوس اللي بعتهالي
ولا يهمك يا أمي هزودلك الشهرية المرة الجاية وهبعتها مع شهرية مراتي وهوصي رضوي توصلها لحد عندك
طب وليه يا ابني مش كنت متعود تبعتلي طول الفترة اللي فاتت وانا بسد كل الفواتير مية ونور وتليفون وكل حاجة
ده لما كانت مراتي وبناتي هنا معايا انما خلاص هي هناك وقلت هي بقي تدفع الفواتير وتعمل كل حاجة عشان انتي ماتتعبيش قلت اريحك يعني
وانا بتعب في ايه وبعدين تعبك راحة يا ضنايا بص انت ابعتلي الشهرية علي بعضها زي ما كنت بتعمل وانا هوصل المبلغ اللي هتقول عليه لإيد مراتك والباقي هسد به الفواتير زي منا متعودة ولا عايز تحسسني كده اني مبقاش ليه لازمة
عندك واتركنت علي الرف خلاص
ازاي يا أمي ده انتي على راسي من فوق خلاص ولا يهمك كل شهر هبعت الفلوس ليكي وانتي اتصرفي راضية عني يا أمي
قلبي وربي راضين عنك يا يونس يا ابن بطني إلهي يرزقك ويطول في عمرك ويسلمك من كل شړ
الله يا أمي دعواتك دي بالدنيا عندي أنا عايش ببركة دعاكي وبس
داعيالك يا ابني كل أذان ربنا يرجعك من غربتك سالم غانم قادر ياكريم
النقود معها اقتربت أن تنفذ وزوجها لم يرسل شهريتها كما اتفقا كلما حاولت تذكيره تنسى اليوم ستذكره بها وهي تهاتفه ليلا گ المعتاد
عبر الهاتف
الفلوس اللي نزلت بيها قربت تخلص يا يونس هتبعتلي شهريتي امتى
منا بعتها من كان يوم يا رضوي هي ماما مش قالتلك
بعتها ازاي وإيه علاقة والدتك بالموضوع مش اتفقنا انك هتبعتلي كل شهر وانا اللي هوصل فلوس مامتك واتصرف في الباقي
كنت ناوي علي كده الله بس شكل امي بقيت حساسة اوي افتكرتني خلاص بلغيها وزعلت اني مش هبعتلها هي فقلت اراضيها والمصلحة واحدة ولما هي تاخد الفلوس توصلك المبلغ اللي يخصك انتي والبنات
وفين بقي المبلغ وبعدين انا مش موافقة فلوسي تكون مع والدتك يا يونس دي
أمور خاصة بعتلي قرش بعتلي عشرة ده بنا ومحدش من حقه يعرفه
انتي
مكبرة الحكاية ليه بس مش فاهم ما قولت امي هتديكي
وما ادتنيش ليه لحد دلوقت كانت منتظرة ايه
عادي يمكن نسيت جلا من لا يسهو يا ستي
مسحت علي وجهها مستغفرة ثم قالت طب بعتلي كام وانا هنزل اخدهم منها
بعتلك خمس تلاف جنية اعتقد يكفوا ماتخليش البنات محتاجة حاجة
حاضر ماتقلقش
انهت المكالمة معه وهبطت إليها لتطالب بنقودها لكن الغريب أنها راوغتها وأخبرتها أنها ستحضر لها النقود في الصباح لأنها نسيت أين احتفظت بهم
لم تصدقها رضوي وشعرت بالريبة ومع هذا انتظرت أن ترى على ماذا سيرسو إليه الأمر فالصباح ليس ببعيد
وجدتها تطرق بابها في الصباح حاملة معها حقيبة كبيرة تحوي بعض الخضار والبقولات والأرز وأكياس مكرونة منوعة الأحجام ودجاجتين وكيسان من اللحم المقطع
نظرت رضوي لما وضعته أمامها هاتفة بدهشة
ايه ده ياحماتي اللي انتي جايباه مش فاهمة
مش فاهمة ايه حبة خضار ونواشف علي فرختين واتنين كيلو لحمة لوازم الشهر ثم وضعت براحتها ورقات نقدية قائلة ودول 500 جنيه عشان لما تعوزي تشحني انتي وبناتك
مازالت رضوي لم تستوعب فتساءلت لوازم شهر ايه و 500 جنيه بتوع ايه!
هتفت بضجر يوه انتي اللي طالع عليكي ايه ايه دول خزين مطبخك وتلاجتك وقرشين تشحني بيهم الموبايلات بتاعتك انتي وبناتك
حاولت أن تحافظ علي تعقلها وهي تقول بهدوء زائف أنا جوزي باعتلي 5000جنية هما فين
خمس ايه يا عين امك ليه عشان تصرفي علي مكياجك ولبسك والحاجات الفاضية اللي بناتك بتشتريها لا يا نين عيني أنا شقي ابني مش هيروح على الفاضي ده ظروفه صعبة ولازم يلم نفسه
ثم حذرتها بوجه شيطاني وإياكي تروحي تشتكيني عنده يمين بالله هقلب الدنيا عليكي واقول انك بتفتري عليا وفي الأخر هيصدق امه حبيبته وهيخاف تغضب عليه وهيكدبك انتي فاهمة ولا مش فاهمة
رمقتها بجمود بائس وهي تعرف صحة ما تقول يونس لا ېكذب والدته قط وېخاف ڠضبها أكثر من أي شيء أخر للأسف كفة صدقها خاسرة أمام حديثها الكاذب
راحت ترمق الأشياء التي أحضرتها بشرود ثم اتخذت قرار ربما يكلفها الكثير من أعصابها ويستنفذ صبرها وسلامها النفسي لكنه معركتها الأخيرة إما ربحتها أو خسړت كل شيء
عملتي ايه يا أمي قولتي لاخويا يونس يبعتلي مبلغ اوضب شقتي حمايا عمايل ينغزني بالكلام في جنابي كل اما ازورهم
اصبر قريب اوي هتاخد مبلغ حلو في ايدك
صاح بفرحة يعني اخويا هيتعتلي
لا أخوك مايعرفش حاجة أنا اتصرفت في جمعية بألفين جنية في الشهر هقبضها أربعة وعشرين ألف علي المبلغ اللي انا مدكناه علي جمب تلم بيهم شقتك وعفشك وتتجوز
قبل رأسها مهللا ربنا يخليكي ليا يا أمي بس ازاي قدرتي تدخلي جمعية بألفين جنية مرة واحدة واخويا مش هو اللي بيبعتلك فلوسها
غامت عيناها هامسة أتصرفت
مضت الأيام ثقيلة وهي گ قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار فى اى لحظة كلما بصرت شحوبها هي وبناتها تتحصر حالهم لم يعد متاحا لهم الكثير من الأمور لا نزهات لا زيارات تستلزم نقود أضافية كما تجنبت الذهاب لبيت والديها كما جعلتهما لا يزورها بحجج كثيرة تدبر حالها بالقليل التي تحضره والدة زوجها كل شهر مع مبلغ الخمسمائة جنية
أبرار ماما أحنا ليه مش بنخرج زي ما كنا مع بابا
حفصة والأكل قليل اوي ومافيش
فاكهة وحلويات وبيتزاهت وشيكولاتات من اللي بنحبها بابا كان بيجيب حاجات كتير حلوة
رهف وكمان أنا وحفصة نفسنا ناكل كنتاكي في المطعم زي ما كنا مع بابا
معلش يا بنات استحملوا شوية بابا هايجي قريب وهو هيجيبلكم كل حاجة نفسكم فيها
حفصة طب رمضان قرب هتجيبلنا فوانيس زي ولاد وبنات عمي
تنهدت وقالت إن شاء الله هجيبلكم يلا عشان تتعشوا وتناموا
أبرار طب ما ينفعش تعملي لينا بيتزا يا ماما
مكوناتها مش موجودة ياحبيبتي معلش هانت وهعوضكم كل ده
صنعت لهما أجزاء من الخبر البلدي ويكسو محياها جمود عجيب لو رآه أحدهم لعلم أن عاصفة وشيكة ستقلب الأجواء
وشيكة جدا
صاحت الصغيرة حفصة بحزن الفانوس ده وحش يا تيتة مش بيغني اغاني رمضان انا عايزة واحد تاني
قالت بجفاء بلاها دلع ماسخ اهو فانوس وخلاص ولا ان ماكنتش الحاجة غالية ما ترتاحوش يا بنات يونس
أبرار بجدال لأنها أكبرهم وفيها ايه يا تيتة لو جبتي لينا الفوانيس اللي تعجبنا طب خلي ماما هي اللي تشتري هي عارفة بنحب ايه
أنا اشتريت فوانيس واتفضينا مش هنشتري حاجة تاني ونغرم فلوس علي الفاضي
نكسوا الصغار رؤسهم بينما لمعت عين أكبرهم بضيق كانت تظن جدتها ستكون أكثر حنان وحب معهم لكنها لا تحبهم فقط تحب ابناء وبنات عمها الأخر لا تحبهم ليتهم ما عادوا هنا وتركوا أبيهم
↚
نظرت لوالدتها ولأول مرة تفهم وتعي ما تعاني منه
كأنها نضجت سنوات تفيض عن عمرها الحقيقي
أقبل شهر رمضان المبارك والحال كما هو لا جديد غير أن بالون الڠضب المكتوم داخلها يكبر
ويتضخم لكنها تتصبر بأن الڤرج قريب
رهف ماتيجوا نحكي لبابا اللي بيحصل معانا من تيتة وازاي ماما
زعلانة وبتعيط
حفصة بس ماما علمتنا ما نقولش لبابا حاجات تزعله أبدا في التليفون
أبرار أيوة ده الصح عشان مش يزعل وهو لوحده
رهف بس تيتة مش بتحبنا
حفصة بتعب ولاد وبنات عمنا التانيين
أبرار ماتزعلوش يابنات أهم حاجة ماما وبابا بيحبونا يلا بقى ننام عشان سهرنا أوي
تلحفوا بالحزن غافلين عن من تقبع بمفردها تشكوا حالها لله وتتحمل لتصل لبغيتها فإما أسقطت الغمامة التي تغشي عيناه
وإما أنتهت رحلتها معه
إلى الآبد
نوفيلا عيون معصوبة
بقلم ډفنا عمر
الحلقة الثالثة
ذراعيها النحيفة تتشابك حول ركبتيها الأشد نحولا
وجهها الشاحب المنحوت بالقهر تتوسطه عينان شاخصتان تبصر بهما الفراغ أمامها ورأسها تتزاحم به الأفكار القاتمة تتسائل بصوت العقل الهامس هل ستربح معركتها مع غفلته المظلمة وتجتذبه لفضاء بصيرة ضاوية لا يريد يونس إدراكها مكتفيا بطاعة عمياء تعصب عيناه عن حقيقة ما تكابده هي والصغار من ذل ومهانة وحرمان
الإجابة ظلت مبهمة لديها وتعاقبت أيام الشهر الفضيل واقتربت من ثلثها الأخير والانتظار مازال قائما ليدوي رنين الهاتف مخترقا سكونها وزوجها يحدثها عبر الهاتف ايه أخبارك يا رضوي والبنات كويسين
عايشين
جاء صوتها فاتر لينعقد حاجباه بقلق
عايشين انتي بتتكلمي كده ليه هو في حاجة حاصلة معرفهاش ولا لسه زعلانة عشان موضوع الفلوس اللي ببعتها لأمي
أنده علي البنات عشان تكلمهم
مازال صوتها يكتسي ببرود ثلج لا يذوب فيهدر عليها
رضوى مالك!! لحد امتي هتعامليني بالبرود ده كل اما اكلمك تنادي البنات وتختفي وماتكلمنيش انتي ماقولتليش ليا كلمة حلوة من وقت ما نزلتي
يابنات تعالو بابا عايزكم على التليفون
هكذا صاحت على صغارها متجاهلة عتابه ليزداد حنقه وتشابك حاجبيه بحيرة وضيق من حالها الغير مفهوم
بابا حبيبي وحشتيني جاي امتي
ابتسم رغما عنه لصغيرته قريب يا حفصة عاملة ايه يا روح بابا وفين اخواتك
كويسة استني هناديهم ونتصل بحضرتك كاميرا بقالك كتير مش شوفتنا
بعد قليل اتصلوا عليه بمكالمة فيديو وما ان أبصرهم حتي تعجب شحوبهم ونحافتهم خاصة الصغيرة حفصة التي فقدت الكثير من وزنها ألا يأكلون
خاسين ليه كده يا حبايبي شكلكم بتغلبو ماما في السحور والفطار زي عوايدكم بس ده صيام لازم تاكلوا كويس
أبرار ابدا يا بابا والله بس زهقنا من الفول والطعمية والجبنة القريش نفسنا في بيتزا وكنتاكي وحاجات كتير ماما مش بتجيبها
رهف هو ماينفعش نرجع نعيش معاك تاني يا بابا محدش هنا بيسأل علينا ولا عمو حسان ولاعمو وائل كمان في حاجات زعلانين منها بس خايفين نقولك تزعل وماما قالت لينا مش نقولك كلام يزعلك
تدخلت حفصة تضيف رتوش جديد لصورة الحقيقة الغائبة عن أبيها بس لازم تعرف يا بابا إن تيتة مش بتحبنا زي ولاد وبنات عمنا اشترت لينا فوانيس وحشة اوي مش بتغني بس جدو صلاح ابو
↚
ماما هو اللي جابلنا فوانيس جميلة أوي
رهف وكمان ماما قالت مش هنجيب لبس عيد عشان مفيش فلوس أول مرة يا بابا نعيد من غير هدوم جديدة أنا واخواتي
جحظت عيناه ولا
يصدق ما يسمعه من ألسنة الصغار !
ما الذي يحدث كيف لا يسأل عنهم أحد
أين شقيقاه حسان ووائل ولما يشكون من والدته
أيعقل ألا تحبهم كما يقولون
ولما لا تلبي رضوي لهم احتياجاتهم كاملة وهو يرسل لها مبلغا كافيا ويفيض وهو يعلم هذا
هاتو ماما اكلمها وسيبونا لوحدنا شوية
قالها بتجهم فابتعدوا وأتت تجيبه ببرود نعم
ايه اللي انا سمعته ده
اللي هو ايه
جز علي أسنانه رضوي ماتعصبنيش وتردي سؤالي بسؤال البنات بتقولي كلام غريب عن ماما انها مش بتحبهم وليه مش بتشتري ليهم اللي نفسهم فيه ومخلية شكلهم كأنهم جعانين حتى انتي نفسك وشك غريب وليه كمان مش هتجيبي لبس العيد للبنات ايه اللي حاصل معاكم فهميني
أسأل الأسئلة دي لمامتك اللي بعتلها فلوسنا وخليتها تتحكم فينا والنتيجة اهي قدامك
تاااني يا رضوي تاني
ماما مالها بيكم الفلوس بتوصلكم وانتي اللي بتصرفي
تهكمت بقولها
أنا اللي بصرف محصلش سعادتك أكتر من 500 جنية مش بمسك في أيدي وكتر خيرها أمك بتجبلنا حبة بطاطس وبصل علي كيسين رز ومكرونة وفرختين وشوية لحمة مش بيكفوا غير تلات أيام في الشهر كله
انتي بهزري صح
لو شايف اني بهزر يبقي بهزر يا يونس
مسح علي وجهه ليخفف من ثورته واشتعاله ثم قال رضوي حبيبتي انا ببعتلك 5000 جنيه وماما كل شهر بتوصلهم ليكي هي بتأكدلي ده
وأنا بقولك محصلش امك بتديني 500 جنيه وبتاخد الباقي ليها بتسرقك وحارمة بناتك من خيرك وانت حي على وش الدنيا يا يونس
أخرسي أمي مستحيل تعمل كده انتي كدابة
طالت نظرتها العاتبة البائسة إليه ثم أغلقت المكالمة والهاتف بأكمله وراحت غرفتها تجلس بشرود كما كانت
وعداد صبرها تتقلص أرقامه
النهاية أتية
وهي تنتظر ما سيؤل إليه الحال
حمم تفور وتكاد تسيل من رأسه بعد ما قالته زوجته
أمعقول والدته تسرق قوت صغاره وتحرمهم من خيره كما قالت رضوي هل تخدعه وتكذب عليه
لما تفعل هذا وهو ابنها وحبيبها
كما تسميه
لا لن يصدق فيها شيء گ هذا
امسك هاتفه وحاول الاتصال علي زوجته ثانيا فلم تجيب وبدون تردد ضغط رقم
والدته منتظرا سماع صوتها
حبيب امك عامل ايه يا غالي
الحمد لله يا ماما وانتي
بخير ياحبيبي
تردد قبل قوله الحذر ماما هو انتي بتوصلي لرضوي المبلغ اللي ببعته
تلعثمت قائلا ها أه أه طبعا ياحبيبي بحط في ايدها خمس تلاف جنيه زي ما بتقولي ثم تساءلت بتوتر هي قالتلك حاجة أوعي تكون بتوقع بيني وبينك يا يونس انت عارفها مش بتطقني
لا ابدا يا ماما طب على كده جبتوا فساتين العيد بتاعة بناتي
فساتين
ثم تداركت أمرها أأه قصدك فساتين العيد أمال ايه يا ضنايا جبناهم طبعا
غريبة حفصة بنتي بتقول مش هيجيبوا هدوم للعيد!
صمتت لخطات تحيك ردا مناسبا لتهتف بإدعاء كاذب
ماهي مراتك ايدها مخرومة قولتها اعملي حساب هدوم العيال عشان العيد قالتلي يعني احرم نفسي وقالت كمان أبوها ولا عمهم هيجبلهم بس انا طبعا مايخلصنيش حد يجيب لعيالك حاجة وغلاوتك شيلت اللقمة من بقي عشان اجيبلهم فساتين وعاملاها ليهم مفاجأة أول يوم تحب تشوفهم بنفسك يا ضنايا
غمغم بغموض ياريت
طب اقفل هصورهم وابعتهملك بس اوعي ټحرق المفاجأة وتعرفهم حاجة
حاضر مش هعرفهم
اتصلت به ثانيا بعد إرسال صور الأثواب ايه رأيك بقي وغلاوتك اشتريت لبناتك فساتين غالية وتشرح القلب امال دول بنات الغالي
أومأ بشخوص تعيشي وتجيبي لحفيداتك ياماما
وتعيش ياحبيبي صحيح انت نازل امتي
لسه بدري مش قبل سنة
زفرت براحة أدركها يونس جيدا طيب تيجي بالسلامة ياحبيبي
الله يسلمك يا ماما هستأدنك بقي عشان هنام وهصحي علي صلاة الفجر
نوم العوافي وكل عام وانت بخير يا حبيبي
أغلق مع والدته يحتل ملامحه الشرود ثم ضغط رقم أخر ليضع فكرة ما داهمته قيد التنفيذ
يومان وهي علي حالها البائس تصنع للبنات الطعام ثم تختلي بغرفتها جالسة على فراشها ولم تغفو عيناها محملقة في السقف بشرود
يقينها بقرب وصوله يتأكد كل دقيقة تعلم أنه سيأتي إليهم لن يتأخر هي فرصته الأخيرة إن خذلها وأهمل ما علمه منها وهون من الأمر ونصر والدته ولم يفيق من غفلته وسذاجته
لن تنتظر معه لحظة واحدة
كفاها ضغطا وقهرا هي وصغارها
صعد الدرج بحرص وأصوات أطفال شقيقه تصدح على السلم وما أن رآهم حتى اصطدمت عيناه بأول حقيقة كان غافلا عنها وهو يرى نفس الأثواب التي أرسلت والدته صورها إليه كانت تخدعه وتوهمه أنها أثواب العيد لبناته هو
وهي فساتين بنات أخيه
حقا كانت تخدعه !
وصل لشقة والدته فشهقت برؤيته يونس
وهرولت تضمه بفرحة متناسية ما سيؤل
إليه حضوره
المفاجيء ألف حمد الله على السلامة يا ابني مش قلت لسه سنة علي ماتنزل
لم تلحظ عتاب عيناه الصامت وهو يقول قلت اعملك مفاجأة يا ماما ولا مش مبسوطة اني جيت
أزاي بقي مبسوطة طبعا هطير من الفرح وكده اكتمل العيد واخواتك نازلين دلوقت ومش هيصدقوا انك جيت و
هنا أدركت الفخ الذي وقعت في شړاكه
كل حسابتها شيدت على أساس غيابه وأنه لا يري شيء مما تفعله بأسرته لا يعلم أنها تأخذ نقود زوجته وبناته لتساعد أخيه الأصغر كي يتزوج
ما العمل الآن
زوجته لن تصمت
لكن حتما يونس سيكذبها گ عهده
لن يصدق أنها سړقت ماله وخدعته
لن يصدق فيها ذلك
وبغتة لمعت برأسها فكرة جعلت وجهها يكتسي بحزن مزيف وهي تقول
بلاش تطلع لمراتك يا ابني
ليه
دمك هيتعكر وهتسم بدنك وتملاك ناحيتي بالكدب
وايه السبب انتي عملتي حاجة تزعلني منك يا ماما مش حافظتي على الأمانة ووصلتي مالي لأصحابه مش راعيتي بناتي ومراتي في غيابي وكنتي ليهم الصدر الحنين
كأنه يغرز بها خناجر بكلماته وثقته
نزع عنها عباءة مكرها وڤضح دواخلها
كأنه يدرك كل شيء
↚
همت بحياكة كذبتها بإصرار مجبرة عليه عله يصدقها لكنه لم يعد أمامها ليسمع أكثر
صعد گالبرق ليري ما سيبكي قلبه دما
تهاوت قدميها وهي تتخيل فقط رد فعله
ماذا فعلت!
هل حقا استباحت نقوده وحرمت صغاره لتعطي شقيقه كيف سيطالعها
بل كيف ستنظر هي له بعد الآن
نكست رأسها الذي عج باحتمالات جميعها
لا يؤدي سوى لنتيجة واحدة
هي خسړت يونس
عالج مزلاج الباب ودخل ببطء مشفقا على نفسه مما صار يتوقع رؤيته وجد بناته يجلسون بوجوه غابت عنها فرحة العيد بل غابت عنها الحياه والشحوب يغبر تقاسيمهن البريئة لا يرتدون أثواب جديدة لا توضع أمامهم أطباق مخبوزات العيد وحلواه كما يحبون لا يلعبون الحزن ابتلع
رمقته برهة ثم اقتربت منه ليجثوا إليها ويتلقفها بعناق جارف فهمست بما فطر قلبه سبتنا لوحدنا ليه يا بابا
عجز عن إجابتها
لم
يتركهم إلا مرغما لضيق الرزق
ظن أن ابتعادهم سيوفر بعض النقود لحياة أفضل ويختصر غربته ليجتمع بهم يوما
ماما
قالتها أصغرهم بدهشة وهي تري حقيبة سفر جوار والدتها التي ارتدت
عباءة سمراء ووشاح بذات اللون ودنت تجر حقيبتها أرضا تحت أنظار يونس الذاهلة وقالت بجمود
حمد الله علي السلامة يا يونس دلوقتي اقدر اروح بيت أهلي وانت استلم بناتك
كادت أن تتخطاه لولا أن جذب معصمها بقوة وهو يرمقها برجاء وشوق يختلط باعتذار حقيقي
أعتذار لم يخمد نيران الڠضب المضرمة داخلها
ولم يزيدها إلا عزيمة لترحل من حدود هذا المكان
يجب أن ترحل قبل أن ينفلت عقال صبرها وټنفجر
أمام الصغار
نزعت معصمها من كفه بقوة وغمغمت من مصلحتك امشي دلوقت مبقاش عندي طاقة افضل هنا أنا صبرت بما فيه الكفاية واديك جيت عشان تراعي بناتك بنفسك
وغادرت تحت نظراته المټألمة عاجزا عن إيقافها
وصغاره يبكون ما عدا أبرار التي مازالت تحدجه بعتاب وهي تقول ماما زعلانة منك أوي يا بابا ليه كنت بتبعت فلوسنا لتيتة كانت بتجبلنا كل شهر حاجات بسبطة وتدي ماما 500 جنيه بس وتقولها مش هديكي فلوس ابني تضيعيها في كلام فاضي وكمان سمعتها مرة بتهددها انها لو اشتكت ليك منها هتقلبك علي ماما وتخليك تصدقها هي وتكذب أمي حتي هدوم العيد قالتلنا عيدوا بفساتينكم لأن كده كده محدش شافها عليكم لو ماما هي اللي معاها فلوسنا كانت هتجيب كل اللي نطلبه عشان كده هي زعلانة منك وانا كمان زعلانة اوي
لم يتحمل عتاب صغيرته أكثر من ذلك فجذبها إليه وقلبه ېنزف ألما لما علمه
هل كان ساذجا لهذا الحد
كيف يهون هو وصغاره علي أمه
أكثر مخلوقة يعشقها ويتمنى رضاها
كيف تضلله ولماذا وهو يرسل ما يكفيها وأكثر
روح هات ماما يا بابا عشان خاطري روح رجعها
مش هنقدر نعيش من غير ماما يا بابا رجعها تاني
أمنية أبداها صغاره حفصة ورهف بعيون دامعة راجية ويدرك استحالة تحقيقها في التو
زوجته فاض بها الكيل ولن تسمع له كلمة
أو تلبي رجاء على الأقل الآن
وعليه أن يصبر
ويعاقب !
ليه داريتي عني حالك يا بنتي
تنهدت وهي ترمي رأسها بصدر الدتها
صدقيني يا ماما انا مكانش عندي طاقة للكلام وبعدين كنت هقولك ايه ولو عرفتي كنتي هتسكتي انتي او بابا طبعا لأ كنتم هتسدوا ماديا مكان تقصير حماتي ووقتها هكون خدمتها لأنها هتكدبني
وتقول لابنها كانت بتصرف وانا اللي بتبلي عليها لكن انا اتعمدت اعيش التجربة بكل قسۏتها مع بناتي للأخر
بس انتي برضو غلطانة لو عرفتي جوزك في ساعتها انها مش بتوصلك شهريتك بما يرضي الله كان اتصرف
بالعكس كان هيكذبني ويصدقها زي عوايده يونس مابيطقش كلمة على امه وبعدين دي كانت فرصة لازم استغلها عشان اخليه يشوف الحقيقة بعنيه ويفوق لنفسه ويفهم إن الطيبة الزيادة في الزمن ده غلط حتي مع أقرب الناس مينفعش حد يستغلك وياخد شقاك كان لازم يشوف قساوة التجربة يا امي على وشوش بناته لما يقابلهم ويسمعهم رغم ان قلبي كان بيتقطع عشانهم والله بس كان لازم اصبر عشان اللي جاي ما يضعش حياتي عمرها ما كانت هتستمر كده كنت ممكن اغضب واسيب بيتي وخلاص بس كانت هتفضل امه مسيطرة عليه ولابسة قناع الطيبة وتلبسني انا توب المشاكل
تنهدت قائلة بتفهم يمكن يابنتي معاكي حق في وجهة نظرك بس هتعملي ايه دلوقت هتسيبي جوزك وبناتك
بناتي مع ابوهم خلاص يا ماما وانا لارم ارتاح واخد نفسي واعرف افكر انا لو كنت فضلت لحظة تاني مع يونس كنت هنفجر واقول كلام يجرحه ويهينه قصاد البنات عشان كده اول ما سمعت صوته وصل وبيكلمهم أخدت شنطتي ومشيت
ضمتها بعناق حاني ربنا يهديه ويهديكي يابنتي يونس بيحبك ومتأكدة انك مش هتهوني عليه وهيحاول يصلح
↚
اللي انكسر في نفوسكم من والدته هقوم اجيبلك لقمة تاكليها بدال ما انتي بقيتي لحم علي عضم كده خليكي تردي في عز ابوكي المقهور عشانك بره ده
طمنيه عليا يا ماما أنا هبقي كويسة ماتقلقيش
ربنا يحفظك ويجمعك بجوزك وبناتك على خير ياحبيبتي
تنهدت بحزن وألم ربنا يعمل الخير
ثلاثة أيام وهو يحاول أن يمحوا ما عاشوه صغاره ويحتويهم ويعوضهم غياب والدتهم وبالوقت ذاته يعطيها مساحة لتهدأ أغدق عليهم بالهدايا والملابس والحلوي وكل ما يشتهونه ومع هذا فشل برؤية السعادة على وجوههم حتي هو لم يشعر بأية بهجة تائه بين أفكاره غارق بذهوله مما حدث
مازال لا يصدق لا يستوعب أن أحب الناس إليه
شقت قلبه نصفين بخنجر غدر تالم جعلته يعيد حسابات لم يكن يتخيل أن ينظر إليها يوما جعلته يخجل وهو يتذكر برود زوجته الذي أخفي حمما فائرة من الڠضب المكبوت داخلها هل سقط من نظرها گ رجل
وكم يذبح رجولته الخاطر
لكنه لم يكن يعلم
لم تخبره بشيء
ليتها فعلت
ليتها باحت
ما كان ترك الأمور تنحدر بهم هذا المنحدر البائس
أما الأخرى تجنبته تماما لكنها بنفس الوقت تختنق كأنها مقبورة وتنتظر لحظة مواجهته بړعب گأنه حساب الملكين
هل سيلتمس
لها عدرا فيما فعلت
ليطرح سؤال أخر داخلها بقوة
من تخدع!
هل بالأساس لها عذر
هل لو أخبرته أنها فقط أرادت مساعده شقيقه لبضعة أشهر وبعدها تلتزم بما يرسله لزوجته دون أخذ مليم واحد
منها سيتفهم ويصدقها
سيجد لمبررها سببا منطقي ويهدأ
أم ستظل مشوهة في نظره
ماذا تفعل لترمم صورتها المشروخة بعينه
ماذا تفعل
بخضم شرودها قرب باب شقتها المنفرج قليلا وجدته يصعد الدرج مع بناته فصاحت وهي تدعوهم للدخول بحنان وحفاوة تعجبها الصغار ونفروا منها أهلا يا حبايب تيتة تعالوا ادخلوا وحشتوني اوي
أعرضوا عنها متشبثين بأبيهم الذي حزن لرؤية هذا النفور منهن لوالدته فربت على رؤسهم وقال أطلعوا البيت ياحبايبي وانا هحصلكم بعد شوية ثم مد المفتاح لأكبرهم هتعرفي تفتحي الباب لوحدك يا أبرار
أيوة يا بابا وغابوا عن ناظريه فعاد يلتفت لأمه التي تخشاه ويملأ مقلتيها الخزي أمامه لكنها تظاهرت بالقوة وتصرفت كأنها لم تفعل شيء ادخل ياحبيبي أنا هعملكم غدي بايديا انهاردة ولا مش وحشك طبيخ امك
ظل صامتا يحاصرها ينظراته العاتبة ورغم كل ما فعلت أشفق عليها أن تبدو أمامه بهذا الخزي فقال وبكلماته رسائل مبطنة بناتي شبعانين يا أمي مش محتاجين حاجة من حد ولا هيحتاجوا طول منا على وش الدنيا
استدار ليغادرها فقبضت على كتفه من الخلف وهي تترجاه باكية ماتمشيش يا يونس لازم اتكلم معاك
عاد ينظر لها قائلا عايزة تقولي ايه يا امي هتقدري تقنعيني بسبب يخليكي تحرمي بناتي من خيري وتذلي مراتي وتكسريني وتصغريني قصادها
ياريت تقدري تقنعيني بكلامك زي كل مرة
ياريتك تقدري يمكن ساعتها ارتاح
ظلت ناكسة الرأس لا تجد ما تتفوه به لتدعم موقفها فرفع وجهها إليه ليقول بنبرة ضخمت تأنيب ضميرها أنا عمري رديتلك طلب أو أمر
طول عمرك تطلبي عيوني ماقولكيش لأ
ليه يا أمي قابلتي بري ليكي وحبي بعقوق وظلم لأحب الناس لقلبي هو سهل عليا بناتي يجروا بعيد عنك ومايترموش في حضنك ليه بعدتيهم عنك
ليه عملتي فيهم وفي أمهم كل ده
اڼهارت باكية بدموع تتسابق بين تجاعيد وجهها أنا كنت عايزة اساعد اخوك وائل عشان يتجوز قلت كام شهر بس أوفر
من شهرية عيالك وادفع جمعية اساعده بيها وبعدها خلاص مش هاخد منهم مليم تاني وقلت امها كل زيارة بتملى تلاجتها أشكال وألوان ومش هيفرق معاها الأكل ولبسهم كله جديد وغالي ومحدش شافوا هيجري ايه لو عيدوا به السنادي الشيطان سهل قصادي كل حاجة عشان احط قرش على التاني واساعد أخوك يتجوز
وامتي اخواتي احتاجوني وقصرت معاهم
اتكسفت اطلب منك تاني لأنك كنت لسه باعتله مبلغ كبير يوضب شقته بس للأسف راح تاجر بيه في شوية هدوم اتحرقوا وخسر الفلوس قلت مش هقدر اطلب منك تبعتله تاتي
مقدرتيش تطلبي فلوس بس قدرتي تذلي بناتي ومراتي ده كان الحل في نظرك عشان أخويا يتجوز إنك تجوعيهم وتحرميهم مش كده
ثم عاد يجلدها بسياط كلماته
أكلتي شقايا لأخويا يا أمي
أكلتيني لاخويا
كلكم اتعودتم تاخدوا مني ماتدوش
أخويا حسان اللي أكيد كان شايف حال بناتي ومراتي ومافكرش يحميهم أو حتي ينبهني
والتاني اللي طلعتيه بيعتمد علينا في كل حاجة
طلعتيه أناني بيحب نفسه وبس
وعشان خاطره جيتي عليا كأني مش ابنك
حاولت أن تدافع يا ابني أنا ما قصدتش أأذيك
مقصدتيش أمال لو تقصدي يا أمي كنتي عملتي ايه أكتر من كده
واستطرد بحزن ينهي جدال أرهق روحه عموما الكلام دلوقت مالوش لازمة والجمعية اللي دخلتيها هكملها لأن مايرضنيش تكوني مديونة وأنا على وش الدنيا
نظرت له بدهشة وشعرت بكم ضألتها أمامه وهو مازال بارا بها رغم ما فعلت ليواصل
بس دي أخر مرة هساعد وائل لأنه خلاص مش صغير لازم يتعلم يشيل نفسه من غير ما حد يساعده وقرشي وشقايا بناتي ومراتي أولي بيه بعد كده يا أمي عن إذنك
قال أخر ما لديه وصعد لصغاره ليخبرهم انهم في الصباح سيذهبون ليعيدوا والدتهم كي تعود لوجوههم السعادة من جديدة
نوفيلا عيون معصوبة
بقلم ډفنا عمر
الحلقة الرابعة
الفرحة تتقافز بأحداق بناته الصغار وهم ذاهبون لاستعادة والدتهن كما وعد أبيهم وقفت السيارة أما البناية فهبطوا متوجهين سريعا لشقة الجد وراحوا يطرقون على بابها بصخب محبب ليستقبلهم الأول بلهفة وسعادة غامرة
يا أهلا بحابيب قلب جدو وحشتوني ياقمرات
حفصة أنت أكتر يا جدوا
رهف جبنالك معانا حاجات حلوة ليك انت وتيتة
↚
أبرار وكمان هناخد ماما معانا مش كده يا بابا
تبادل الجد النظرات مع يونس في صمت قبل ان يهتف
حمد لله علي السلامة يا ابني
قالها مرحبا دون أن يشير لأي شيء أو يعاتبه ولو بنظرة كأنه لا يعلم شيء ثم قال ادخل جوه لمراتك في أوضتها وسيبني مع أحفادي شوية وبعدين يبقوا يدخلوا لأمهم بعدين
ثم رمقه بنظرة ذات مغزي أدركها يونس
أكيد عايز تقول لرضوي كلام مهم
اقترب ليصطدم بوالدتها تغادر غرفتها فمنحته نظرة عاتبة ثم أشاحت عنه ومضت في طريقها لترحب بأحفادها
لمحها فور دخوله إليها تقف مستندة بمرفقيها تنظر للأفق بشرود حزين ترتدي منامة أكسبتها هيئة طفوليه مع نحافتها المستحدثة
التي ذكرته بما عانت فوخزت قلبه سار نحوها حتى لم يعد يفصل ظهرها عن صدره شيء ضمھا برفق فاستشعر عزوفها محاول الفرار لكنه لم يستسلم وهو يجذبها بقوة أدارها إليه بإجبار رمقته بعين
دامعة يملأها اللوم والخزلان منه فما كان منه إلا أن دنى لتستكين هي دون كلمة تاركة العنان لدموعها تنهمر وهو يتلقاها بصبر رابتا برفق على ظهرها كأنه يهدهد إحدي صغاره بدأ صوت نحيبها يعلو فهمس لها
اششش أهدي عشان خاطري حقك عليا يا رضوي عارف اني ظلمتك وجيت عليكي كتير عشان أمي وأهلي عارف اني كان لازم اسمعلك واحترم نصايحك عارف انك صعب تنسي اللي حصل ليكي انتي والبنات بس عارف كمان اني لازم اعيد حساباتي من تاني لأن مش هسمح حد يأذيكم مرة تانية مهما حصل ومهما كانت قيمته عندي
صمت ليقبل رأسها بحنان ثم قال بس كان لازم تعرفيني يا رضوى اللي بيحصل معاكي
كنت هتصدقني يا يونس
همست عبارتها وهي ترفع رأسها إليه فأطرق بغمغمة لأ للأسف ماكنتش هصدق ثقتي في أمي كانت عامية لكن دلوقت خلاص عيوني فتحت يا رضوي محدش هيخدعني تاني بس انتي سامحيني وارجعي بيتك اللي مالوش حس ولا لازمة من غيرك أنا والبنات زي اليتامي في غيابك
أهتز قلبها لقوله فاندست بين ذراعيه ليستقبل جودها بعناق جارف روي به شوقه قبل يهمس كل حاجة امي أخدتها من شقتك هجيبهالك ألبسي ولمي هدومك عشان هنروح نشتريها ونرجع بيتنا
عادت تطالعه بحنان هاتفة وهي تحاول توضيح الصورة له كي تصل لبغيتها التي تحملت لأجلها تلك التجربة مش قبل ما تسمعني الأول أنا كانت مشكلتي التصرف نفسه يا يونس خصوصيتي كانت منتهكة بشكل كبير وأنت حبك لأمك وأهلك كان فعلا أعمي خلى المطبات قدامك وانت مش قادر تشوفها لأنك ماشي معصوب بثقتك وحبك ليهم
واستطردت لتلقي
مافي جعبتها وتدعم وجهة نظرها أكثر وتريه الصورة علي حقيقتها
فاكر الأجازة اللي فاتت أما شكيتلك من اختك رندا اللي دخلت أوضة نومي وفتحت شنطة هدومي بدون استأذان واختارت من حاجتي اقيم عباية واخدتها
وقتها قولتلي معلش اختي أديها اللي نفسها فيه وهجيبلك وانا نازل افضل منها سكت وقلت هعديها عشان انت بتراضيني وحنين
ومرة تانية عملت نفسها بتروق الشقة رغم انها كانت زي الفل عشان تشوف برفاناتي وتحرجني وتطلب منها وهي متأكدة انها لو قالتلك هتيجي تقولي وتخليني أديها ضايقني احساس ان حاجاتي في شقتي مرصودة وكل واحد بيشوف اللي عاجبه وبيشاور عليه لأنهم عارفين انك ما بتقولش لحد فيهم لأ وفي نفس الأجازة أخوك وائل لمح تلاجتنا الصغيرة اللي انت شحنتها عشان تتحط في غرفة بناتنا للمية والفاكهة لأنهم كانو بېخافو يروحوا المطبخ بالليل يشربوا وائل عجبته وطلبها منك وانت ببساطة اديتهاله ولما حفصة زعلت قولتلها هجيبلك غيرها بس مش هقدر اكسف عمك كل ده كان قاهرني منك بس كنت اقول لنفسي ومالوا جوزك حنين وجدع وبيعتبر نفسه أبوهم وبعدين ماهو بيحب اهلك وبيقدرهم ويحترمهم مش مهم فوتي عشان خاطره
لكن توصل ان شقتي تتفتح وانا مش موجودة وتتاخد منها أكبر سجادة ومروحة وهدوم وحاجات كتير من النيش لقيتها ناقصة وانا معرفش بده ولما اجي ارجعها مامتك تمنعني بالقوة وتقريبا كانت هتضربني هي واختك وانت كمان بعدها تزعقلي في التليفون وتهون من فداحة الموضوع وتقولي ما تعمليش مشاكل عشان كوبايتين ده كان كتير عليا وفوق طاقتي يا يونس ومع كده برضو سكت لكن كمان تبعت فلوس بناتك لوالدتك وتحسسني اني
أوقفتها غصة لكنها واصلت بوحها الباكي
عشان كده سكت في موضوع الشهرية اللي والدتك بتاخدها وبتوصلي منها الفتات عشان تشوف بنفسك اللي حصل فيا وفي بناتك من أقرب الناس ليك وإلا مهما قلت ليك كنت برضو هتكدبني تاني و
كمم فمها بإحدي أنامله ليوقف سيل كلمات وضعته أمام صورة مخجلة لنفسه وحرجا من أهله لما كان يحدث ولم يراه على حقيقته فغمغم بحزن مقرون بخزيه من سذاجته كفاية يا رضوي كفاية كلامك بيوجعني ويصغرني قدام نفسي وقصادك أكتر انا خلاص فهمت واتعلمت الدرس وأوعدك خصوصيتك محدش هيتعدي عليها ابدا بعد كده ولا يطمع في قشاية في شقتنا ده حقك ومش هفرط فيه بعد كده
ثم لثم جبهتها طويلا بحب وقال يلا بقي عمري اجهزي خلينا نمشي مع بناتنا هسهركم برة بعد ما نشتري اللي نقدر عليه من اللي اتاخد منك وزعلك وفي مفاجأة كمان بس هتعرفيها واحنا بره
↚
اتفقنا
هزت رأسها مبتسمة رضا اتفقنا يا ابو أبرار
أوقف سيارته أمام محل صائغ فتسائلت بدهشة انت واقف هنا ليه يا يونس
أنزلي وهتعرفي
هبطت هي والصغيرات وعبروا للداخل وسمعته يهتف بالبائع عايز تشكيلة حلقان حلوة لبناتي يختاروا منها وكمان هات أساور مناسبة للمدام عشان تشوف اللي يعجبها هي كمان
هللت الصغيرات بينما رمقته هي بريبة ثم تنحت به للخارج لتفهم ما يحدث فاقحمها داخل السيارة ليتحدثا بخصوصية!
في ايه يا رضوي
أنت اللي في ايه يا يونس هو القرش اللي وفرته بعد نزولنا جاي تفرتكه كده
ابتسم ونظر لصغاره من خلال زجاج النافذة ليطمئن عليهم ثم عاد يناظرها قائلا أنا صحيح نزلتك انتي وبناتنا عشان اوفر قرشين ونختصر الغربة بس اكتشفت إن مهما
وفرت مافيش حاجة تساوي بعدكم
عني انا اتبهدلت لما سكنت مع ناس تانية كنت تعبان ومش واخد راحتي لا في نومة ولا لقمة ولا قاعدة هادية وفي نفس الوقت انتي والبنات عشتوا تجربة صعبة بسبب امي لازم اعوضكم اللي فات عشان كده قررت من هنا ورايح مش هفارقكم وهترجعوا معايا تاني
حملقت به غير مصدقة بتقول ايه يا يونس هتاخدنا معاك تاني بجد
لثم كفها مع قوله أيوة يا رضوي هاخدكم تاني الحمد لله إقامتكم لسه سارية هنرجع سوا وحتي لو حوشنا نص اللي كنت هحوشه مش مهم مادام هتكونوا تحت جناحي ها ايه رأيك في المفاجأة بقى
صاحت وهي تجفف دموعها من فرط تأثرها احلى مفاجأة في الدنيا انت محيت كل زعلي ربنا مايحرمني منك يا يونس ويخليك ليا ولبناتنا
ولا منكم ياحبيبتي يلا ننزل بقي البنات شكلها اختارت اللي عجبها
طب مابلاش انا ووفر قرشين كفاية فرحت بناتك
والله ابدا هتنزلي تختاري أسورة حلوة زي ما كان نفسك قبل كده بعد ما أسورتك ضاعت
مكثت تنظر له بحب فهمس بأذنيها وفري النظرات الحلوة دي لما نروح بيتنا ويلا ننزل للبنات
تنتظر عودته بفارغ الصبر لتستميله إليها مرة أخري غضبه منها يسلب النوم من عيناها ولا تشعر براحة يونس أول فرحتها أحن وأبر أبنائها عليها لم يعصاها يوما وفي المقابل ماذا فعلت كسرته وضللته وحرمت
بناته من عزه وذلت زوجته التي للعجيب لم تحاول الٹأر لكرامتها والتزمت الصمت سترمم علاقتها بهم مرة أخري ستكف عن ما كانت تفعل لن تؤذيهم ثانيا
لفحتها نسمة برد أرجفتها وهي تنتظرهم أمام النافدة فذهبت تحضر وشاحها الصوف لتضعه علي كتفيها وأثناء مرورها سمعت كلمة لفتت نظرها بصوت وائل اقتربت لتنصت لحديثه لتتسع عيناها محملقة أمامها پصدمة لما يقول أبنها المدلل
شوفتي بقى ازاي خليتك احسن من اختك اللي خطيبها جبلها خاتم دهب في عيد ميلادها أنا جبتلك غويشة زيادة عشان تتبسطي يا ياقلبي لأ وحاجة تقيلة ومعتبرة وتملى العين
صمت برهة لتسمعه يستطرد لا منا عملت حوار على امي وقولتلها تاجرت في المبلغ اللي بعته يونس وخسړت وانتي عارفة امي بتحبني ازاي هتتصرف وتاخد من اخويا مبلغ تاني بس المرة دي بلاش تزنقيني في حاجة تاني عايزين نوضب الشقة ونتجوز ياعصفورتي
عصفورتك ولا غرابة خشت علينا بالخړاب يا ابن ال
هكذا هجمت عليه والدته مقتحمة غرفته وهي تنعته بالمسبات البذيئة بعد ما سمعته لتواصل بثورة وهو يطالعها بړعب من فرط مفاجأته
بقي بتستغفلني انت والبرص اللي خاطبها يا وائل بتلبس امك العمة يا واد و تخدعني وتقولي تاجرت مع صاحبي وخسړت وساعديني ياما واتصرفي ياما واتاريك صارفهم علي الصرصارة خطيبتك وجايبلها دهب بفلوس اخوك وشقاه وتعبه ياكلب ياخسيس ياناقص
انهت ثورتها بصڤعة قوية علي وجهه أردته للخلف بضعة خطوات وهو ينظر لها بذهول غاضب خاصتا وهاتفه مازال مفتوح بينه وبين خطيبته التي تسمع مايحدث لتلتقط والدته الهاتف هادرة اسمعي يا بت انتي الغويشة اللي المحروس جابهالك بفلوس اخوه تكون عندي انهاردة وإلا قسما عظما لاجي لحد بيتك اشرشحك انتي وأهلك وانتم عارفين أم يونس لما تقول يا شړ ممكن تعمل ايه سامعة يا بت ولا لأ!
ثم أغلقت بوجهها الهاتف والتفتت تنظر لولدها ببغض وعيناها مغرورقة لكنها تماسكت مغمغمة ياخسارة تربيتي فيك يا وائل يونس كان عنده حق أما قالي اني دلعتك لأنك أصغرهم وماشوفتش أبوك لما اتولدت بأيدي دي طلعتك أناني مابتحبش غير نفسك أنا اللي خليتك تطمع في اخوك وتتركن عليه أنا السبب واستاهل ان ابني يزعل مني ابني اللي عمره مازعلني ولا اتأخر عني في طلب بسببك ظلمته وظلمت بناته وأهانت مراته وذليتها بسببك مش قادرة ابص في عيونهم من الخجل ودلوقت بلوتي زادات أضعاف بعد اللي عرفته الله يسامحك يا وائل الله يسامحك يا ابني الله يسامحك
جرى ايه في الدنيا يعني لما عملت كده مش طول عمرك تقولي اللي معاه يدي اللي ممعهوش يونس معاه كتير فيها ايه لو أخدت منه شوية مش اخويا
لا يانضري لما تاخد من شقاه عشان ترسم نفسك قصاد خطيبتك يبقي تعمل ده من شغلك وتعبك ولو يونس حنين ومش بيرفض طلب ده مش معناه اننا نحلبه من غير رحمة يقف جمبك ويساعدك لما تكون عملت اللي عليك واشتغلت وعافرت لكن انت علي حس اخوك تشتغل يوم وعشرة قاعد ورامي كل الحمل عليه بس الغلط مش فيك لأ كله مني وزي ماخليتك كده انا هعرف ازاي اربيك من جديد يا وائل وبكره تشوف
واستأنفت بقسۏة لم تحدثه بها يوما
الغويشة هتيجي
وتتباع وتمنها هيرجع لأخوك تاني لأن بناته ومراته أولي بفلوسه من خطيبتك والجمعية اللي دخلتها عشان اساعدك برضو من فلوس اخوك هفضها خلاص بح مافيش مساعدة تاني وانت عايز توضب شقتك ولا تهادي خطيبتك بدهب اشتغل واشقي واتعب واديها ياعنية انما أخوك مش هخليك تبص
لقرشه تاني طول منا عايشة كفايه عليه صرف عليك وكبرك
وعمرك ما حملت هم حاجة بحسه وشقتك دي أصلا هو اللي دافع فلوسها من جيبه لكن دلوقت خلاص لازم تتفطم وتطلع للدنيا يا ابن بطني
كده ياما بتتخلي عني وكمان بتصغريني قصاد خطيبتي
انت اللي صغرت نفسك مش أنا وانا مش بتخلي عنك انا بلحق اللي فاضل فيك يا وائل حرام تعيش كده حرام تستحل مال أخوك وحرام اساعدك علي كده تاني أنا ضميري مش بينيمني ودلوقت تعبانة أكتر بعد ما عرفت انك كنت بتخدعني أنا مش هسامح نفسي ابدا علي اللي عملته بسبب حبي ليك وانت ربنا يسامحك ويهديك
وتركته واندست بغرفتها ليبدأ نحيبها وجلد ضميرها القاسې وهي تتذكر ما فعلته ېقتلها الخجل والحزن وتدعوا الله أن يغفر لها وتعود علاقتها بحبيبها يونس كما كانت
اتفضل حاجتك كلها أهي ومعطلكش
↚
نظر لمصوغات شبكتها بذهول وهو يغمغم ايه ده يا شادية بترجعي شبكتي ليه كل ده عشان امي اتعصبت عليكي شوية في التليفون وطلبت الغويشة منك
طب ومالوا ما حماتك وزي امك برضو
هدرت بعاصفة ڠضب جري ايه يا وائل انت ماسمعتش امك كلمتني ازاي أنا تقولي اجي اشرشحك كأني حرامية أنا صرصارة
ياشوشو كانت متضايقة مني وفشت زعلها فيكي اتحملي عشان خاطري وبكره اعوضك الغويشة بأحسن منها لما نتجوز
صاحت بتهكم نتجوز! ماكانش يتعز يا وائل كان في وخلص ياروحي
يعني ايه الكلام ده!
يعني انا مش هتجوز واحد امه هزأته قصادي واتحكمت فيه زي العيال انا لما اتجوز اتجوز راجل مش
أخرسها بصڤعة قوية وهو يهتف بغل دلوقت بتقولي عليا مش راجل بس لما كنتي تطلبي طلباتك اللي مابتخلصش كنت وقتها حبيبك وسيد الرجالة صح
أخص عليكي طلعتي مش بنت أصول وانا اللي مايشرفنيش اتجوزك يا شادية وأقسم بالله هاخد ست ستك لأن المرة دي هعرف اختار كويس سلام يا صرصارة
حدجته پحقد وهي تتحسس موضع صڤعته ثم بصقت خلفه وهي تهمهم بسخط في ستين داهية تاخدك إلهي تنشل في ايدك يابعيد
ده غلطك من الأول يا صاحبي
قال بحنق بقولك ايه يا مسعد مش ناقصك
يا وائل انا مش بأنبك بس اللي حصل ده في مصلحتك البت شادية دي ماكانتش كويس ولا داخلة تعمر بيت مغرورة وراسمة نفسها علي الفاضي ده ربنا بيحبك انك خلصت منها
قال بحزن بس امي ڠضبت عليا يا مسعد وأخويا يونس زعلان مني اوي
وجاتلك فرصة من دهب تصلح ده كله
ازاي
روح لأمك ارمي في حجرها الشبكة الدهب اللي رجعتلك وقولها حقك عليا ياما انا كنت غلطان والدهب كله اهو مش بس الغويشة اتصرفي فيه زي ما يعجبك واختاريلي العروسة المناسبة وانا مش هقول لأ بس ارضي عني وقتها هتفرح انك سبت خطيبتك لأن هي من البداية مش حاباها
غمغم بشك تفتكر بس حكاية انها تشوفلي عروسة نقاوتها دي
مالها ما انت اختارت يافالح وشوفت نقاوتك سيب امك تختار مهما كان ليها نظرة وهتجيبلك بنت حلال زي اخواتك
طب ويونس
نفس القصة روح استسمحه واعتذر وقوله انك هتعتمد علي نفسك بعد كده صدقني امك واخوك مش هيهون عليهم يخاصموك كتير قلت ايه
هقول ايه مافيش قدامي طريقة تانية ادعيلي يامسعد
ربنا ينور بصيرتك يا وائل واسمعها نصيحة مني ياصاحبي سيبك من شوية العاطلين اللي انت ملموم عليهم وركز في حياتك انت اخوك يونس بني البيت وكل واحد فيكم لقي شقة يوضبها ويسكن بدون إيجار كتر خيره لحد كده وضب شقتك وهات عفشك بشقاك والله هتحس بقيمة نفسك وقتها
ابتسم ورمقه بامتنان أظاهر اني حتي اصحابي اختارتهم غلط ازاي ماكنتش قريب منك من زمان يا مسعد
كله بمعاد يلا روح بيتك واعمل اللي قولته وربنا يصلح الحال
طرق بابها ودلف ناكس الرأس
ما أن رآته حتى أعرضت عنه بناظريها فتقدم جاثيا أمامها ووضع علبة المصوغات قائلا سامحيني ياما انا غلطان والشبكة اهي رجعتها وفسخت خطوبتي مع شادية
ثم بتردد وواصل لأ مش هكدب تاني بصراحة هي اللي فسخت الخطوبة وقالتلي معطلكش
بنت ال هي كانت تطول ضفرك طب وديني لاروح ابهدلها هي وأهلها
ابتسم لحميتها لأجله وقبل كفيها وقال تعيشي ياما والله انا الكسبان فعلا ماكنتش داخلة تعمر بيتي انسيها ياما ومن هنا ورايح مش هزعلك انتي واخويا تاني والله والشبكة اهي عايزة ترجعيها كلها ليونس موافق أنا هشتغل ومش هعتمد غير علي نفسي بعد كده والعروسة اختاريها انتي
ابتسمت وجذبته لصدرها بحنان ربنا يهديك يا وائل وتبقي أحسن الناس كلها وبكره أجوزك تاج راسها
يعني رضيتي عني
أنا
عمري ما اغضب عليك ابدا ياغالي بس لازم تراضي اخوك كمان
من غير ما تقولي والله كنت ناويها
تنهدت ثم أعتراها الحزن ثانيا وهي تهمس بخفوت ياريته يرضي عني انا كمان
وهو زعلان منك ليه منا خلاص مش هطلب منه فلوس تاني ايه علاقتك انتي
نظرت له بصمت وقالت
كل واحد فينا زعله بطريقته يا وائل ربنا قادر يصلح ما بنا تاني
نوفيلا عيون
↚
الآن تدفقت الحياة في ثنايا وجوه صغاره وهم يشهدون عودة والدتهم إليهم كما عاد الدفء والاستقرار لحياته تجول معهم في بعض المراكز التسويقية وابتاعو بعضا من الأشياء التي استباحتها والدته من شقته وأسكنها بحقيبة سيارته ثم ذهبوا ليتناولوا العشاء في مطعم أنيق عائدين بعدها يحملون معهم ما جلبوه صعدوا لشقتهم التي تعلوا شقة والدته بطابقان
أثناء صعودهم وثرثرة البنات المازحة حولهما تخدش سكون البناية بينما كف يونس يحتضن أنامل زوجته بحب وسعادة متلهفا لخلوة وصال تروي شوقه لها ظهرت والدته أمامهم مشرعة بابها تدور في وجوه الجميع لم يغيب عن ناظريها عناق كف ولدها بزوجته وفرحته هو وصغاره التي خبؤ بريقها قليلا وهم يطالعوها كما لاحظت بريق أخر لإسوارة تحوط معصمها يبدو أن ولدها حاول بكل الطرق إرضاء زوجته لتعود إليه
ترقب يونس بقلق رد فعل رضوى
تمني ألا يحدث بينهما صدام يعكر صفوهم خاصتا أمام بناتهم الصغار يكفيهم ما عاصروه طيلة الفترة الماضية من جدتهم
أنا عاملة رز بلبن حلو أوي تعالوا دوقوه هيعجبكم
نكس رأسه بحزن لا يعرف ماذا يفعل يود تلبية دعوتها لكن يهاب ردة فعل صغاره وزوجته أن يرفضوا بفظاظة لن يتحمل هذا هم بقول شيء ما يلطف الأجواء فقاطعه مبادرة أبرار بقولها
شكرا يا تيتة بابا أخدنا أحنا وماما مطعم واتعشينا بيتزاهت وبعدين أكلنا طواجن أم علي عشان أختي رهف بتحبها أوي
بينما صاحت الأخيرة وهي ترفع كف والدتها
شوفتي يا تيتة بابا جاب لماما ايه وجاب لكل واحدة فينا حلق دهب كمان شوفتيهم
واستعرضت الصغيرة أذنيها للجدة ببراءة لا تشوبها خبث فتبادل أبويهما النظرات ثم غمغم يونس وهو يربت علي كتف والدته كي لا يخذلها تسلم ايدك يا ماما زي ما بنتي قالت أتعشينا بره بكره الصبح هنزل أنا والبنات عشان ندوق الرز بلبن بتاعك
رغم كل ما حدث يرفق بها ويبرها وېخاف ڠضبها ويراعي مشاعرها كل مرة يعاملها بهذا الفيض من الحنان والرفق تتقزم في مرآة ذاتها أكثر وأكثر وتشعر بالندم ليته كان فظا غليظ القلب ما كانت أحست بهذا التحقير داخلها أطرقت رأسها تهتف باستسلام من فقد حقوق الطاعة
زي مابتحبو يا ابني
ممكن أدوقه
سماع هتافها جعل عيناه تجحظ وهو يرمق زوجته بدهشة بعد ما قالته بينما تطالعها والدته بذهول مماثل غير متوقعة أن تسمع صوتها فضلا عن أن تقبل تناول شيء من يدها
خلاص وأنا كمان هاكل مع مامتي
قالتها الصغيرة حفصة وهي تتعلق بكف والدتها ليتعاظم شعور الجدة بالدناءة والخسة أمام نفسها بقوة تذكرت ما فعلته كأنها كانت أخرى نفضت عنها تخبطها وتمسكت بأذيال الفرصة وهي تصيح بحفاوة حقيقة تلك المرة طب يلا ادخلو يا حبايبي وانا هجيب أطباق للكل
دلفوا جميعهم فقالت رهف أنا بطني مليانة مش هقدر أكل تاني يا ماما ثم حدثت شقيقتها أنتي مفجوعة ياحفصة أزاي هتاكلي بعد ما اتعشينا بيتزا وام علي
عيب يا رهف سيبي
مالك ياتيتة
طب خلاص ماتبكيش هناكل الرز بلبن
وانا كمان بس ماتزعليش
الأولي من حفصة والثانية قالتها رهف أما الثالثة من أبرار ليعلوا صوت نحيب الجدة بين ذراعي يونس فيحتويها أكثر ثم نظر لأكبر صغاره قائلا حبيبتي خدي المفتاح من ماما واطلعي فوق مع اخواتك
حفصة لا أنا عايزة افضل مع تيتة يا بابا
رمقها بحنان اسمعي كلام بابا ولا عايزاني ازعل منك
أزعنت لأمره وهي تحدج جدتها بشفقة حاضر
لم يعد غير ثلاثتهم بعد صعود الصغار فأجلسها فوق أريكة قريبا وجثى على ركبتيه محتويا وجهها بين راحتيه كفاية يا أمي دموعك غالية عندي
ظلت كتل جسدها تهتز بكاء منكسة رأسها لا تقدر علي النظر إليه فرفع وجهها عنوة لتبصره ثم قال يا ماما مهما حصل انتي امي وحبيبتي ورضاكي ودعاكي أهم حاجة عندي خلاص اللي حصل حصل أنا مش زعلان منك ثم نظر لزوجته مرسلا
بنظراته رجاء خفي وقال ورضوي كمان مش زعلانة منك
رمقته الأخيرة بغموض طال معه صمتها قبل أن تقول لأ زعلانة
سقط قلبه بين ضلوعه وشحبت ملامحه لتصيح بعدها بمرح وهي تمسك إحدي كفيها جاثية أرضا جوار زوجها أديني مروحتي وسجادتي وصواني التيفال الأول يا حماتي
رمقتها الأخيرة بدهشة غير مصدقة أنها عادت
تمزح معها ليقول يونس ملتقطا طرف مزاحها طب وبالنسبة للأسورة الدهب اللي دفعت فيها ډم قلبي مش عجباكي يا ست هانم ماهي دي بدال صوانيكي ومروحتك
نقلت بصرها بينهما وجبل ذنبها يزداد ارتفاعا وثقلا لتقول بصوت مبحوح من البكاء سامحوني يا ولاد حقكم عليا أنا ظلمتك انت ومراتك يا يونس جيت عليك وكنت أنانية أكلت شقاك لاخوك زي ما قلت ومش عيب وانا في عمري ده لما اقول انكم علمتوني درس مش هنساه لو حد تاني غيركم ما كانش بص في وشي تاني لكن انتم فيكم الخير سامحوني يا ولاد سامحوني
ثم عانقت كليهما بقوة رابتة علي ظهورهما ثم
ابتعدت وغابت عنهم لحظات وعادت تحمل بيدها مغلف ورقي وقالت خد يا بني فلوسك اهي رجعتلك وكمان ماتبعتش ليا شهرية تاني أنا خلاص يا يونس مش عايزة منك حاجة غير انك ترجع تبرني وتحبني وتسأل عليا خلي فلوسك لمراتك وبناتك وانا معاش ابوك هيكفيني ويكفي علاجي ماتشلش هم وأخوك وائل من هنا ورايح هخليه يعتمد علي نفسه محدش فينا هيطمع فيك تاني أوعدك
تمزق نياط قلبه لكسرتها
دمعت عين رضوى وتأثرت بحديثهما ورغم ڠضبها السابق من طيبة زوجها الآن شعرت بالفخر به وهو يغرق والدته ببره وحنانه ربتت علي ظهره وقالت وانا معاك في كل كلمة يا يونس حماتي قبلنا
نظرت لها الحماه ومازالت تصدمها الدهشة من تسامح زوجة أبنها وفعلت أخيرا ما تمنته كثيرا منذ ما حدث عانقت رضوي بقوة وهي تملس علي رأسها قائلة سامحيني يابنتي أنا ظلمتك وجيت عليكي وحرمتك من خير جوزك وكنت مفترية وقاسېة حقك علي راسي يا بنت الأصول
خلاص يا حماتي مسمحاكي ونسيت كل حاجة خلينا نفتح صفحة جديدة مع بعض
ابتعدت عنها وقالت طب ارجعي قوليلي يا طنط أو ماما زي الأول وبلاش حماتي دي أنا بحس ان الكلمة دي شتيمة
تجمدت حدقتي رضوى ويونس لحظات ثم اڼفجرا مقهقهين بقوة لدعابتها العفوية وقالت الأولى مازحة بصي هي مش شتيمة بس دايما كنت بقولها بغيظ دفين كده وانا شايطة منك يا
↚
ترقبت هي ويونس قولها لتواصل بطيب نفس يا ماما
لا كده مش قادر استني اما نطلع بيتنا ويتقفل علينا باب
قالها وهو يجذب زوجته ويلثم وجنتها معانقا اياها بقوة جعلتها تخجل وهي تلومه يونس في ايه اعقل
ضحكت والدته صائحة لا كده اطلعوا شقتكم بلاش فضايح
والله يا ماما نفس رأيي بالظبط
ثم نهض وساعد زوجته لتنهض معه الصبح هننزل كلنا نفطر معاكي يا ست الكل
منحته نظرة يسيل منها الحنان والرضا وهي تقول مستنياكم من دلوقت يا غالي يلا خد مراتك واطلع ربنا يهدي سرك ويريح قلبك زي ما ريحت قلبي
قبل رأسها ثم اصطحب زوجته صاعدين للصغار
بعد وصال جارف روي به ظمأه لها راح ينظر إليها بين ذراعيه بطريقة أذابتها فانغمست به أكثر ليهمس جوار أذنيها انتي أصيلة يا رضوى وعمري ما هنسي رد فعلك مع أمي وإنك مش كنتي فظة وانتقمتي منها شكرا انك راعيتي سنها ومكانتها عندي ومشيتي المركب وحقك عليا مليون مرة علي اللي حصل منها واوعدك ده مش هيتكرر تاني مش أمي بس اللي اتعلمت الدرس أنا كمان فهمت الفرق بين اني اكون طيب ومطيع لدرجة العمى واني اسيب حد يستغلني حتى لو أقرب الناس مش هخلط تاني الأمور واسيبكم تحت رحمة حد حتى لو كانت امي محدش بعد كده هيعرف عننا حاجة
تنهدت ومازلت قابعه بين أحضانه مغمغمة كلنا بنغلط يا يونس المهم اننا نتراجع ونصلح غلطنا قبل فوات الآوان ثم رفعت وجهها إليه أنا عمري ما همنعك تأدي واجبك ناحية أمك واخواتك ولا اخليك تقسى عليهم كل اللي طالباه ميزان عدل مايظلمش حد فينا يعني ولا تظلمنا عشان أهلك ولا تظلم أهلك علشانا وفي نفس الوقت كل واحد يعرف حقوقه تساعد اخواتك ماشي بس بدون ما حد يستغلك ويستحل شقاك اللي بناتك أولي بيه لأنهم مالهمش غيرك أمانتك اللي هتتسئل عنها يوم القيامة
رفعت رأسها إليه ومازحته طب خلي امك تديني سجادتي الغالية وصواني التيفال
قهقة وقال وغلاوتك لاشتريلك أغلي سجادة تعجبك وتشاوري عليها وطقم تيفال كامل
يونس عامل ايه يا اخويا
رمقه بنظرة ذات مغزي وقال الحمد لله
يا حسان بخير
طب مش ناوي تجيب مراتك والبنات وتتغدي عندي يوم قبل ما تسافر تاني
صمت برهة ثم قال باقتضاب خليها للظروف
وهم بالسير بعيدا ليوقفه شقيقه استني عايز اكلمك ظل يونس يواليه ظهره صامتا فاستطرد الأخر أنا ماكنتش اعرف ايه اللي بيحصل بين مراتك وامي انت عارف اني بخلص شغلي اخر الليل وباكل لقمة مع العيال
وبنام للصبح ولما لاحظت شوية توتر بينهم سألت مراتي قالتلي ان رضوى اتخانقت معاها عشان الحاجات اللي اتاخدت من شقتها بدون علمها قلت في بالي انك عارف وهتحل الموضوع بينهم وسكت لو اعرف إن
إن ايه كمل يا حسان أنت في نفس البيت عايز تقولي ولا مرة حاولت
↚
تسأل علي بنات اخوك ومراته تطمن بنفسك كنت مستني صدفة تجمعك بيهم عشان تفهم اللي حاصل ولا كنت شايف وقلت وانا مالي اهم حريم و يصطفلوا
اهتزت حدقتي حسان بتوتر فقال يونس أنت اخويا وعارف طبعك طول عمرك تحب تبقي مع نفسك ومالكش دعوة بحد بس يعز عليا يا اخويا ان بناتي ومراتي يحصل فيهم كده وانت معاهم بيتقفل عليكم باب عمارة واحدة كنت فاكر لما اسيبهم هنا هيكونوا في حمايتك كنت فاكرك عيني وسطيهم وقت الجد هتسد مكاني بس كل واحد فيكم اتعود يفكر في نفسه وبس اتعودتم تاخدوا وماتدوش
تنهد بأسي مستأنفا على كل حال اللي حصل مش هيتكرر أنا هاخد مراتي وبناتي معايا تاني وأنا مسافر مش هسيبهم مش مهم اعمل قرش للزمن زي ما كنت عايز وجودهم في حضڼي بالدنيا وما فيها مادام ماليش هنا ضهر اتسند عليه يبقي خلاص واهي تجربة وعدت واتعلمنا
يونس
أوقفه ثانيا واقترب ليواجهه حقك عليا يا اخويا أنت طول عمرك كبيرنا وفي مقام ابونا رغم ان فرق العمر مش كتير أنا فعلا كبرت دماغي وعملت نفسي مش فاهم وقلت امي تتصرف زي ما هي عايزة واكيد انت عارف وموافق بس كان لازم اهتم واراعيهم واسد اللي امي قصرت فيه سامح اخوك الصغير يا يونس ولو عايز تسيبهم في مصر عشان توفر لهم قرشين اطمن أقسم بالله ما هغفل عنهم تاني وهيكونوا في رقبتي وده قسم هتحاسب عليه قصاد ربنا ووائل هعرفه ازاي ينشف ويعتمد علي نفسه مش هسيبه لامي تدلعه وتحل مشاكله زي الأول المهم ماتمشيش زعلان مننا عشان خاطري
كيف يقسوا والقسۏة ليست في طبعه
مهما حدث لا يساعه إلا أن يغفر لهم هم أهله واحبائه وبمثابة صغاره بسط ذراعيه يدعوه لعناق فتلقفه حسان بقوة وأسفه يغمر وجهه فربت عليه يونس خلاص يا حسان احنا اخوات مهما حصل والزعل راح لحاله أما رضوى والبنات انا هاخدهم معايا لأن لقيت ان مافيش حاجة تستاهل ابعدهم عني
ثم مازحه وهو يبتعد عنه بس مش هسافر قبل ما تعملي عزومة رومي وبط ومحشي من بتاع زمان
منحه ضحكة دامعه وقال من عيوني حالا هشتري الطلبات لمراتي وهتشتغل فيهم من دلوقت
لا ياسبع خليها الجمعة يوم أجازتك انهاردة أخو مراتي عازمنا عنده يلا روح شوف رزقك ربنا يوفقك
كاد ان يغادر لكنه استدار ثانيا يقول بجد مش زعلان يا يونس
ابتسم رابتا علي كتفه كأنك مش عارفني
أطيب قلب في العالم كله أنت الوحيد اللي طالع لابويا الله يرحمه اخدت كل حنيته وأخلاقه
الله يرحمه يا حسان الله يرحمه
يلا بقي روح لحالك وبالليل نتكلم
ماشي يا اخويا
بجد يابابا هنرجع معاك يعني خلاص مش هتسيبنا لوحدنا تاني
ربت على رأس ابنته حفصة لا ياحبيبتي مش هسيبكم منين ما اكون هتبقوا معايا
أبرار أنا فرحانة أوي يا بابا انك هتاخدنا عشان خاطري ما تسبناش لوحدنا تاني ابدا
تنهد وطيف حزين غزى خياله وقال مټخافيش يا بنتي مش هيحصل روحي بقي نادي ماما وحفصة عشان ننزل نقعد مع تيتة وأعمامك شوية خلاص بكرة مسافرين
حاضر هشوف خلصت رص الشنط ولا لسه
ماما خلصتي بابا بيقولك يلا عشان ننزل لتيتة
أنزلوا وانا هحصلكم يا أبرار
طب ما نستناكي
لسه قدامي شوية قولي لبابا انزلوا انتم
ماشي
ألتف جميعهم حول طاولة الطعام فصاحت والدتهم أستنوا أما رضوي تنزل ماتستعجلها يا يونس
رنيت عليها وكنسلت شكلها نازلة
غارت زوجة حسان من هذا الاهتمام المباغت بسلفتها بعد أن كانت هي حبيبة الحماة الوحيدة فقالت بدفع من غيرة مضرمة داخلها ألا صحيح يا يونس مش ناويين كده تجربو تاني يمكن ربنا يكرمكم بحتة عيل المرة دي يخلد أسمك في الدنيا بدال
سحر أنتي اټجننتي ولا اتهبلتي في مخك
هدر بها زوجها وهم بصفعها فمنعه شقيقه الأكبر مهدئا
جرى ابه ياحسان انت اتهفيت في عقلك هتضرب مراتك قدامنا
مش سامع قالت ايه يا اخويا
معلش مش قصدها أكيد نيتها خير مش صح يا مرات أخويا ولا أنا غلطان
تلعثمت بحرج ها أه أمال ايه خير طبعا
والله ياما ولاد جابوا الكافية والمړض لأهاليهم الرك علي التربية وبنات يونس هما اللي هيخلدوا
أسموا بأخلاقهم وسيرتهم الحلوة وسواء خلف ولد ولا محصلش نصيب ضافر أصغر عيلة عند
ابني برقبة مېت واد يا سحر فهماني يا نضري
ومضت عين يونس بنظرة شكر وتقدير ورقص قلبه فرحا من دفاع والدته الحار عنه وعن بناته بينما الأخري احتقن وجهها بقوة وغمغمت فاهمة ياحماتي
السلام عليكم
الټفت جميعهم لرضوى واړتعب يونس من أن تكون سمعت شيئا فقالت مبتسمة معلش ياجماعة اتأخرت عليكم كنت بحضر الشنط واخدت وقت زي ما انتوا عارفين ثم دنت من والدة زوجها وقالت دي شوية نواشف وتوابل وبرجر وسجق ياطنط قلت تستخدميهم انتي عشان وائل بيحبهم وعملت حساب وسحر كمان
تسلمي يابنتي
حفصة يلا بقي ياماما جوعتينا وتيتة عاملة اكل حلو اوي
حدجت حفيدتها بحنان قائلة بألف هنا يا روح تيتة يلا ولاد بسم الله وراحت توزع علي الجميع الطعام ثم بدأت سهرة عائلية أخيرة قبل سفر ولدهم الأكبر
غطت وجهها بطبقة كريم مرطب لبشرتها ويدها ثم اضجعت جوار يونس وقالت أنا سمعت كلام مرات أخوك عن خلفة الولد
فزع أصابه والټفت لها قائلا بدفاع مسبق والله أخويا كان هيضربها لولا حوشته وامي
عارفة بقولك سمعت كل حاجة
هزت رأسها لأ مش زعلانة بالعكس فرحانة
دفاع مامتك عني وعن بناتي ده قيمته كبيرة أوي عندي يا يونس نصفتني وردت غيبتي واتأكدت انها فعلا ندمت واتغيرت معانا بجد جبرت خاطري بعد ما كلام مرات اخوك جرحني فعلا مع أني والله بحمد ربنا ليل نهار علي الملايكة اللي عندنا غيرنا مش طايل ضفرهم
ثم تنهدت مع قولها يلا الله يسامحها ويهديها
ضمھا لصدره ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتي والله انتو عندي الدنيا وما فيها المهم انك مازعلتيش
متخافش أنا مبسوطة عشان راجعة انا وبناتي معاك يونس انا من غيرك فعلا بكون ضايعة ربنا مايفرقنا تاني ابدا
اللهم امين يا رضوى يلا ننام بقي عشان طيارتنا بدري وكمان عايز برضوا اقعد مع امي شوية قبل سفرنا أحسن دي بټعيط من دلوقت صعبان عليا فراقها اوي
↚
معلش بكرة تتعود واهو شوية وهتتلهي في جواز اخوك وائل صحيح هو ليه ماكانش معانا انهاردة وكمان راندا أختك ماجتش
راندا لسه في أول حملها ومقدرتش تيجي بس انا زورتها من يومين اطمنت عليها أما وائل لا كان موجود ومشي قبل ما تنزلي بشوية الصنايعية وصلوا عند شقته وكانو محتاجين المفتاح عشان يدخلوا يشتغلوا فاضطر يستأذن مني وبصراحة حاول يراضيني واعتذر عن استهتاره ووعدني انه هيتغير انا برضو ظبطه بكلمتين جامدين عشان ينشف شوية ربنا يهديه ويكون استوعب كلامي وهيلتزم زي ما قال
تثائبت وهي تقول إن شاء الله ربنا يصلح حاله يلا بقي ننام
اعتدل وأخذها بين ذراعيه ولم يمضي الكثير إلا وهما غارقين بنوم عميق
قلبه مفطور لبكائها قبل أن يغادر فحاول تهدئتها وبعدين يا ماما هو انا مسافر ليه مش أكل عيشي
ڠصب عني تعودت عليكم بالله عليك ما تطول الغيبة عليا ياعالم الوجوه هتتقابل ولا
كده برضو يا ماما توجعي قلبي وتزعليني وانا مسافر
لا ياضنايا ماتزعلش حقك عليا بس تكلمني لما توصل وكل يوم
وكل ساعة لو عايزة بس انتي اتعلمي تردي على فايبر أو إيمو
كيمو مين اللي ارد عليه يا ابني أحياة النبي ما اعرفوا هو معاه رقمي طيب
اڼفجر أحفادها الثلاث بالضحك ومعهم رضوى فعاتبهم يونس بنظرة كاتما ضحكته هو الأخر عيب يابنت منك ليها تضحكوا علي كلام تيتة
حفصة ياتيتة أسمه إيمو ده برنامج اتصالات علي النت ازاي مش عرفاه بس
وأنا هعرفه منين بابنتي
أبرار ولا يهمك يا تيتة أنا هبقي اعلمك ازاي تستخدميه لما اكلمك من هناك
غمرتها بحنان هي وشقيقتاها ثم نظرت لرضوى وهتفت مسمحاني يابنتي
لثمت كفها بإجلال أنتي اللي سامحيني لو زعلتك في حاجة يا ست الكل وماتقلقيش هنكلمك كتير انا والبنات فيديو ممكن حسان يبقي يعلمك كمان
ان شاء الله ادعولي في الطيارة بيقولوا دعوة المسافر مستجابة
من عنية
صاح يونس يلا نمشي بقي عشان روتين المطار بياخد وقت
تسارعت دقات قلبها من ۏجع الفراق لكنها اخفت دموعها بكل ما أوتيت من قوة بالسلامة يابني ألف سلامة يا يونس قلبي وربي راضين عنك هدعيلك في كل ساعة فجرية وكل شروق يسلمك من المهالك يا ابني
قبل وأسها طويلا واغرورقت عيناه دعواتك دي زادي في سفري يا أمي أدعيلي دايما أشوف وشك علي خير ياغالية
حلقت الطائرة في الهواء وتبخرت معها كل الذكرايات السيئة في نفس رضوى ويونس
والصغار
سقطت عن الأذهان مواقف قاسېة وحل محلها أخرى مغايرة رممت شروخ الروح التي بدت لن تندمل قط لتبدأ للتو صفحة جديدة في حياة الجميع
وعلاقات أكثر احتراما وحبا ومراعاة للخصوصية
تمت بحمد الله