رواية بين طيات الماضي سليم ومليكه كاملة جميع الفصول بقلم منه مجدي
رواية بين طيات الماضي سليم ومليكه كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة منه مجدي في رواية بين طيات الماضي سليم ومليكه حيث تختبئ أسرار الحنين وتتشابك الأحلام تبدأ حكاية حب لا تعرف للزمن حدودًا. قصة لقاء قد يبدو عابرًا، لكنه يحمل في طياته وعدا بمشاعر عميقة وتحديات تفيض بالعواطف إنها رحلة تجمع بين الفرح والألم الأمل والخيبة حيث تتأرجح القلوب بين شوق اللقاء وصعوبة الفراق هنا تتداخل أرواح تبحث عن النصف الآخر في صراع بين الحلم والواقع ويظل السؤال هل يكفي الحب وحده ليصمد أمام رياح القدر
رواية بين طيات الماضي سليم ومليكه كاملة جميع الفصول
في أحد الأبراج السكنيه تحديداً في شقة يبدو عليها الثراء علي عكس حالة ساكنتها تماماً
إبتسمت مليكة للطفل الصغير الذي هدهدته حتي نام......مسحت علي جبهته البيضاء برقة و حنان فهو أهم ما لديها في الحياة ومن أجله يمكن أن تفعل أي شئ........وراحت تفكر أنها لم تعد تتحمل المزيد........ إذا أستمرت كلفة المعيشة بالإرتفاع فستصل لحائط مسدود فمراد يكبر وتزاد متطلباته ومدخراتها لم تعد تكفي حتي وإذا إستطاعا تدبر أمرهما فابالتأكيد ستنفذ بعد وقت قليل ولا تستطيع إيجاد عمل في هذه الأوقات يمكن أن يسد كافة إحتياجاتهما
وضعت وجهها بين كفيها وغلبتها دموع الإحباط ماذا ستفعل؟؟ وماذا يمكن أن تفعل؟؟ لو أن تاليا لا زالت حية!! لو أنها لم تمت وهي تلد صغيرها ؟؟
لكانا علي الأقل سعتا الأن لطلب مساعدة والد الطفل........ولكنها ماتت.... و حتي هذا لا تستطع فعله فهي لا تعرف من هو والد ابن شقيقتها
تنهدت في سخرية أ يعقل هذا ولكنها سخرية الحياة فقد قررت تاليا أن تجعل خبري زفافها وحملها مفاجأة لمليكة حينما تعود الي القاهرة
لو أن تاليا لم تترك إسبانيا وتعود بمفردها لأجل تلك الشركة اللعينة لو أنها بقيت بجوارها لما حدث كل هذا ولبقيت تاليا حية ولم تمت لو أن ؟؟..... لو أن؟؟ .....لو أن؟؟....
كم من المرات رددت هذا السؤال في السنوات القليلة المنصرمة وأين ااوصلها كل هذا؟؟؟ الي لا شئ......ولكنها لن تترك مراد مهما حدث
رفعت رأسها سريعاً لسماعها طرقات قوية علي الباب.....تطلعت بقلق ناحية مراد الذي بدأ يتحرك فلقد بذلت الكثير من الجهد لجعله ينام
وقفت قلقة لتفتح الباب قبل أن يقرر الزائر طرق الباب مرة أخري وهذه المرة بقوة أكبر
شاهدت مراد يتملل بين ذراعيها فربتت بهدوء علي رأسه ورددت بصوت طفيف
مليكة :مفيش حاجة يا حبيبي متخافش دا الباب
ولكن صوت صاحبة المنزل لعلع بخشونه عند الباب
رانيا : أنا عارفة إنك جوة يا مدام مليكة
توجهت مليكة الي الباب وفتحته غاضبة ووقفت تسده كي تمنعها من الدخول تلك السيدة المتطفله البالغة من العمر ال50
ومن أدب مليكة عدم دعوتها بالوقاحة ولكنها بالتأكيد كذلك وحقيقة أنها أما غير متزوجة لا تعني لها شئ بل لا تعني لأي شخص أخر
لو أنها تمتلك النقود لإستئجار منزل أخر لفعلت منذ زمن .....ولكن أين يمكنها أن تجد منزل كهذا وبهذا الثمن البخس في هذا الوقت
ولهذا يجب عليها أن تتحمل تلك السيدة المتطفلة في سبيل مراد
مليكة بأدب : حضرتك كنتي عاوزة حاجة؟؟!
نظرت لها تلك المرأة بسخرية شديدة واضحة في
عينيها .......عاقدة ذراعيها أمام صدرها تهز خصرها كعلامة للإستهزاء
رانيا : أيوة أنا جيت علشان أنا مضطرة أقولك إنك لازم تمشي
شعرت مليكة وكأن الأرض تميد تحت قدميها فهذا ما كان ينقصها الأن
صاحت مليكة بصدمة بعدما إتسعت حدقتاها
مليكة : ا... ااااا.... أمشي ....بس مينفعش أنا مش عندي أي مكان تاني أروحله
وبعدين أمشي ليه أصلاً الإيجار أنا بدفعه في الوقت
إختلت نبرة صوتها الواثقة وتخللها الإضطراب وهي تخفض رأسها
أنا عارفة إني إتاخرت شوية الشهر دا بس علشان المرتب إتاخر مش ذنبي والله
رفعت رانيا حاجبها الناقم وهتفت بسخرية
رانيا : وأنا مش فاتحاها سبيل يا ست مليكة .....اللي عندي قولته
زاغت عينا مليكة وشحب وجهها
مليكة : بس هروح فين؟؟!!! أنا معنديش مكان تاني أروحله !!!!!!
مصت رانيا شفتاها رافعة حاجبها بعدم إكتراث
رانيا : للأسف معرفش مش مشكلتي كلمي أبو المحروس إبنك خليه يساعدك
أومأت مليكة برأسها فهي لا تعرف ممن تستطيع طلب المساعدة
زفرت رانيا بحنق
رانيا : خليكي فاكرة إنك لازم تفضي الشقة قبل أخر الإسبوع
وإستدارت مبتعدة عنها
أغلقت مليكة الباب وأخذت تفكر ماذا ستفعل ؟!!
*************************
أمضت اليومين التالين في البحث عن مكان أخر للإنتقال إليه ولكنها لم تجد ما يمكنها تحمل نفقاته.........تذكرت في ذلك الوقت أيامها في إسبانيا تلك الايام التي لم تكن تحمل فيها أي هموم .......تذكرت رب عملها ذلك الرجل اللطيف البشوش الذي كان يعاملها كابنته وليست مديرة أعماله........تنهدت بأسي عندما تذكرته وترحمت عليه من قلبها
نظرت في ساعتها فعلمت أنها تأخرت كثيراً علي عملها الذي لا تحصل منه علي الكثير فتوجهت مسرعة كي لا تتعرض الي التوبيخ
أنهت مليكة عملها مبكراً في هذا اليوم فأخذت مراد وتوجها الي منزل عائشة رفيقتها التي تعاني هي وزوجها و ابنتها الصغيرة ندي ذات السبع أعوام مثل مليكة تماماً من مشاكل المعيشة وغلاء الأسعار فهذا مايعيطهما سبب مشترك للحزن مع تقارب عمريهما إلا أن عائشة حامل ومثقله بأعباء أكثر
وصلت الي المنزل المنشود بعد وقت قليل وطرقت الباب
سمعا صوت عائشة بإنهاك
عائشة : حاضر جاية
فتحت الباب فتهلل وجهها لرؤية صديقتها فهتفت بفرحة
عائشة : عاملين إيه ادخلوا إدخلوا
دخلت الفتاتان فحملت عائشة مراد وأخذت تداعبه
فتح مراد ذراعيه لعائشة وتمتم بسعادة
مراد : خالتو شوشو إزيك والنونو عامل إيه
إبتسمت بسعادة وتابعت بحماس
عائشة أنا الحمد لله يا روح خالتو من جوة والنونو الحمد لله
زمت عائشة شفتيها وتابعت بشفقة بعدما قرصت وجنته بلطف
عائشة : مالك يا دودو شكل ميمو مبتأكلكش
مالك خاسس كده ليه وإنتِ كمان يا ميمو شكلك مرهق جداً
قصت عليها مليكة ما حدث معها وأخبرتها بإنذار الرحيل
تنهدت عائشة بقلق وتابعت بحبور
عائشة : تعالي أقعدي هنا إنتِ ومراد لحد ما تلاقي مكان تقعدي فيه
مليكة بهدوء : مينفعش يا حبيبتي أنا إن شاء الله هلاقي حل
ثم تابعت باسمة
سيبك من كل دا أنا جبت شوية حاجات تعالي نعمل كيكة ناكلها مع الشاي
أجابت عائشة باسمة بحماس
عائشة باسمة : فكرة حلوة وسيبي مراد يلعب مع ندي
ذهبا سويا للمطبخ وبدأ في إعداد الكعكة
من الرائع أن تنسيا مشاكلهما لفترة تضحكان كطفلتان وقد إتسخ شعرهما
ضحكت مليكة ملئ شدقتيها ثم هتفت بسخرية
مليكة : عاملين زي الاطفال بالظبط
توقفت عائشة عن الضحك وإرتسمت الجدية علي ملامحها وهتفت بحزم
عائشة بجدية : ما إنتِ طفلة عمرك كام إنتِ يعني22
أظلمت عينا مليكة ألماً وتابعت بنبرة تخلوا من الحياة
مليكة : 27. أكبر من تاليا الله يرحمها بسبع سنين
عارفة يا شوشو دايماً بفكر لو كانت تاليا عايشة
كنت كملت شغلي في إسبانيا وجبتهم يعيشوا معايا وصرفت عليهم وكان مراد كبر هناك في ظروف احسن وجو أنضف موتها خبر صعب أوي.....كانت لسه صغيرة..... طفلة ولسه بتبدأ حياتها حتي ملحقتش تشوف مراد
أخفضت عائشة عيناها حزناً بعدما ترحمت عليها وتابعت متسائلة
عائشة : مجالكيش أي خبر من باباه
زفرت مليكة باسي
مليكة : معرفش عنه أي حاجة مفيش دليل علي وجوده أنا حتي مش عارفة هو مين ولا فين
تاليا الله يرحمها إتجوزته وكانت مستنية نزولي علشان تعملهالي مفاجأة
ثم تابعت باسمة بحبور تتطلع ناحية مراد
عارفة أعتقد إنه كان وسيم يعني لو بصينا لملامح مراد هو أه واخد لون عيني ولون بشرتي لكن ملامحه مش شبهي ولا حتي شبه تاليا أعتقد واخدها من باباه
سألت عائشة بتردد
عائشة : طيب دورتي في حاجة تاليا موبايلها واللاب توب بتاعها والصناديق اللي جات من بيتها
إبتلعت مليكة غصة ألم وتمتمت في خفوت
مليكة : لا مدورتش حاسة إني مش هقدر أعمل كده
صاحت بها عائشة بغضب لمصلحتها
عائشة : الكلام دا كان زمان يا مليكة إنما إنتِ دلوقتي محتاجة تعرفي مين والد مراد وعلي الأقل لازم هو كمان يعرف إنه عنده ولد وإنه لازم يصرف عليه
علمت مليكة بصحة قول عائشة فقد كانت تاليا تحتفظ بأوراقها ورسائلها المهمة في صندوق خشبي مزخرف ولكنها لم تجبر نفسها علي التفتيش فيها مطلقاً علي الرغم من معرفتها أنها ستعرف من هو والد الطفلة إذا فتحت ذلك الصندوق أو حتي هاتفها لظنها أنها لن تحتاج معرفته حتي فهي أيقنت بحدوث مشاكل بينهما حينما لم تراه في المستشفي أو حتي تسمع عنه حينما أقامت عزاء تاليا
وبعد إنقضاء عدة ساعات عادا مليكة ومراد الي المنزل توجهت مليكة الي الغرفة الموضوع فيها صناديق تاليا بعدما وضعت مراد في فراشه
أخرجت الصندوق الخشبي من أحد صناديق الكرتون اللاتي أحضرها محمد زوج عائشة من منزل تاليا وأخذت تحدق فيه عدة دقائق بألم وهي تتذكر كم كانت شقيقتها تعشق هذا الصندوق
ثم فتحت غطاؤه الخشبي المزخرف بالورود وترددت مرة أخري غير مرتاحة لأنها تنبش أسرار من الأفضل لو تبقي مطوية........ أخذت تنظر الي الأوراق وتلك الرسائل المكتوبة فعلي الرغم من تقدم وسائل الإتصالات إلا أن تاليا كانت دائماً تعشق الرسائل الورقية
أخذت يدها تقلب في الرسائل المكتوبة متجاهلة المحتوي تقرأ الإهداءات فكل أؤلئك الاصدقاء تعرف اسمائهم فهي تبحث شخص وحيد كل ما تعرفه أن اسمه حازم حتي وجدتها فتأكدت أنه والد مراد........أعادت باقي الرسائل الي الصندوق وترددت كثيراً متخوفة لحظة فتح تلك الرسالة
وأخيراً لم تعد تستطع الإنتظار ففتحت تلك الرسالة
وقرأت ببطء الكلمات الشاحبة قليلاً فقد بدا علي بعض سطور الرسالة بقع جعلت بعض الكلمات تتلاشي وكأن شخصاً ما كان يبكي وهو يقرأها
وهذا ما بدا لها حقيقياً عندما قرأت الرسالة
كانت تلك الرسالة من حازم الغرباوي
يقول فيها وبصراحة أنه سيرسل لها ورقة طلاقها ولم يذكر مراد فرجحت مليكة أن سبب الطلاق هو مراد
ثارت دمائها غضباً وحنقاً وهتفت ثائرة
حسنا قد أن الأوان أن يعلم هذا السيد بوجود ابنه
نهضت سريعا وقامت بإيصال هاتف شقيقتها بالكهرباء ليعمل حتي تستطع البحث فيه عن هاتف هذا السيد
وبالفعل وجدته وبسهولة
حاولت مهاتفته ولكنها وجدت أن رقمة غير موجود بالخدمة
فكرت في البحث عنه عبر موقع التواصل الاجتماعي
(الفيس بوك )ولكنها لا تعرف كيف يبدو
فأصبح هذا الأمر مستحيل
**************************
في صباح اليوم التالي
توجهت الي عملها باكراً وطلبت من أحد زملائها في العمل الذي يستطيع فعل مثل تلك الأمور أن يحضر لها عنوان هذا الرقم
وبالفعل بعد عدة ساعات كانت تملك العنوان
وبعد إنتهاء العمل عادت الي المنزل
سمعت صوت طفلها يهتف في سعادة بعدما طرقت علي باب جارتها إيمان وهي سيدة في العقد الرابع من العمر توفي زوجها منذ بضع سنوات وتزوج جميع أولادها فأصبحت وحيدة وقد طلبت من مليكة أن تترك لها مراد كي ترعاه ويسليها حتي عودتها من العمل
مراد : مامي جت يا نانا مامي جت
هتفت مليكة باسمة بأسف
مليكة : معلش يا طنط أسفة إني إتاخرت علي حضرتك
تمتمت باسمة بحبور
إيمان : لا يا حبيبتي مفيش حاجة دا مسليني والله
ثم تابعت بأسي
مانتي عارفة مليش حد
تابعت مليكة باسمة وهي تربت علي يدها في حبور
مليكة : ربنا يبارك في عمر حضرتك
عن إذنك
ثم تطلعت لمراد باسمة
مش يلا يا أستاذ مراد
قبل مراد إيمان بسعادة
مراد : باي باي يا نانا هكيلك بكرة
ضحكت إيمان بحب
إيمان: ماشي يا روح نانا
حملت مراد وصعدت الي منزلهما
مليكة : وحشتني يا ميمو يلا بقي علشان ناكل
قبلها مراد بسعادة
مراد : وإنتِ كمان يا مامي
إبتسمت بحبور وهي تفتح الباب
مليكة: قولي بقي عملت إيه في الحضانة
إبتسم مراد بحماس وتمتم في سعادة
مراد: النهاردة المس بتاعتي زعقت لياسمينا علشان ضايقتني
ضحكت مليكة لأنها تعرف كم يكره طفلها تلك الياسمينا
ومن ثم قبلته مليكة وضعته أرضاً للعب وإنغمست هي في تحضير الغداء ولكن عقلها كان مشتتاً.......أ تذهب هي لمقابلته أم ترسل له رسالة
إحتارت كثيراً فقررت أن تسأل رفيقتها
لم تكد تنتهي حتي وجدتها تتصل
أجابت بسعادة
مليكة : كنت لسة هكلمك
سألت عائشة في قلق
عائشة: خير مراد كويس
مليكة بهدوء : أه يا حبيبي مراد الحمد لله زي الفل أنا كنت عاوزة أقولك علي حاجة تانية
صاحت بحماس
عائشة : عرفتي حاجة عن باباه
مليكة بهدوء : أه
عائشة بحماس : قولي بسرعة
قصت عليها مليكة كل ما عرفته وطلبت إستشارتها أ تذهب أم تكتفي بإرسال رسالة
أجابت عائشة بهدوء
عائشة : لا متروحيش إبعتي رسالة أفرضي مثلاً العنوان إتغير ولا حاجة هتروحي تقعدي فين بقي....ومراد الغلبان دا هتدوخيه معاكي ليه
مليكة : تمام
*************************
بعد تناول الطعام جلست مليكة لكتابة الرسالة وبعد ذلك أخذت مراد وذهبا لوضعها في البريد
كانت تشعر بالخوف الشديد من رد فعل والده
تراه سيعترف به......هل ستجده من الأساس......أم أنه رحل مثلاً عن هذا العنوان وستعود الي نقطة الصفر مرة أخري
شعرت بأنها تكاد تختنق يأساً.......إحباطاً وخوفاً
ولكنها قررت التحلي بالصبر والدعاء فليس أمامها غيره ولا تقلقي بنيتي إنَّ يد الله وحدها هي القادره على إزاحة تلك الهموم من صدرك....
1
***********************
في صباح احد الايام
ذهبت الي عملها مبكراً وبعد إنتهاء الدوام ذهبت كعادتها في الأونة الأخيرة للبحث عن منزل لها ومراد فلا يمكنها الإعتماد علي والد مراد كلياً و هي أيضاً لا تدري إن كانت ستجده أم لا فقد مضي الي الأن ثلاث أيام علي إرسالها لتلك الرسالة ولم يردها أي رد مع أنها متاكدة أن تلك الرسالة قد وصلت الي منزل الغرباوي
ومع كل ذلك البحث لم تجد منزلاً أخر فازداد وضعها سوءً وكانت بالكاد تنام ليلاً وينتابها القلق طوال النهار............بعد فترة خلد مراد الي النوم في أحضانها فلم تحركه خشية إيقاظه ولكنها رفعت قدميها الي الأريكة وكورتهما أسفلها وأعادت رأسها الي الوراء فإستغرقت في النوم
إستفاقت فزعة بعد وقت قصير علي صوت طرقات علي باب المنزل
نظرت الي مراد في فزع فوجدته يتملل بين ذراعيها
كاد أن يستيقظ.....وضعته علي الفراش في هدوء
بعدما مسحت علي شعره لتطمئنه كيلا يستيقظ فزعاً
إرتدت إزدال الصلاة وإنطلقت مسرعة ناحية الباب قبل أن يطرق مرة اخري
فتحت الباب وإتسعت عيانها بصدمة وهي تري رجلاً طويلاً ضخماً عريض البنيه يقف متغطرساً ينظر إليها بكبرياء من خلف أنفه وقد بدت بذته الرمادية تناسبة تماماً
↚
****************************
تفتكروا مين كان علي الباب ؟؟!!
أعادت نظرها الي الرجل مرة أخري فوجدته ينظر إليها بإزدراء جلي يتأمل قسماتها ويمعن النظر في عينيها الزرقاوتين وبعض النمش علي وجهها وكأنه يود أن يحفظ تفاصيلها ولكن عيناه كانت تعطيها شعوراً مختلف... شعوراً لم تفهمه...... كانت عيناه تناقض ملامح الإزدراء التي إرتسمت علي وجهه وكأنها تعبر عما إعتري قلبه..... تعبر عن شعوره وكأنها تخبرها أنها بِطَلتها تلك كانت كعاصفه هوجاء أحيت قلوب موات ملّت طول الإنتظار
أخجلتها نظراته وأخافتها أيضا فهو حقاً عملاق فتبدو أمامه كالفأر الصغير مما أضاف الرهبة لقلبها الصغير وأيضاً يوتر عقلها ويؤثر علي تفكيرها بشدة
كم أن حضوره طاغي.....يوقف الزمن......يأسر حواسها
تمتمت في توتر بغير وعي
مليكة : إتفضل
إبتسم بسخرية واضحة وإزدراءٍ جلي تماماً علي قسماته
سليم : واضح إنك بتثقي في الناس بسرعة
حاولت الخروج من سهادتها والتمتمة بأي شئ فجفلت حينما رفع قامته وأكمل متابعا بحزم إمتزج بثقة وفخر جعلاها تشعر بمدي عظمته علي الرغم من أنها لم يسبق لها أن سمعت به قبلاً
سليم : أنا سليم الغرباوي
دار اسم الغرباوي في عقلها ليعطيها النتائج سريعاً نعم إنها عائلة والد مراد مما جعلها تهتف بصدمة
مليكة : أه...
رفع يده ليصمتها وتابع بجمود وحزم مثبتاً عيناه عليها
سليم : في الأول لازم تعرفي إن حازم مات
شحب وجهها فلم يكن هذا ما توقعته إطلاقاً
كيف يمكن لهذا الرجل أن يقف هكذا ليقول ما قاله بكل قلب بارد فأملها الوحيد لمستقبل مراد قد دمره هذا الشخص البارد المتعجرف
كادت تتهاوي فقد شعرت بأن قدميها لا تقوي علي حملها أكثر........شعرت بأن دموعها تكاد تنساب من زرقاوتيها فهي الأن بالتأكيد ستخسر مراد ولن تستطيع فعل شئ حيال ذلك
كان ذاك الغريب ينظر اليها وكأنه يشرحها
فحتي في حزنها إستطاعت ملاحظة جاذبيته المدمرة..... وإن كان هناك شبه بين حازم وهذا السليم فلا يمكنها لوم شقيقتها علي تعلقها بحازم أبداً.......ودون أن ينتظر تكرار دعوتها إياه بالدخول دفع الباب ودلف للداخل وهو ينظر حوله بإزدراء
فهتفت هي بأسي ظهر واضحاً في نبرتها التي غلفها الإحباط واليأس
مليكة : أنا أسفة جداً البقاء لله
إستقام جزعها وتابعت في حزم
مليكة: في الحالة دي أنا أسفة جداً لأني عطلتك وضيعت وقتك لأنك للاسف مش هتعرف تساعدني
إرتفع حاجباه بغطرسة للهجتها وتابع بعجرفة
سليم: لا خليني أنا اللي أحكم علي الموضوع دا يا مدام رسالتك كانت باين منها إن الموضوع ضروري جداً وإلا مكونتش جيت أبداً
ألقي كلماته وهو يتطلع حوله بإزدراء
سليم: وبعدين إيه اللي يخليكي فاكرة إن حازم الله يرحمه ممكن يعمل حاجة أنا مش هعرف أعملها
همت بالحديث ولكنه رفع يده مرة أخري ليخرسها مُردِفاً بسخرية
سليم : إنتِ مش هتقعديني ولا إيه
لاحظت مليكة أنه لايزال واقفاً فهتفت بحرج
مليكة : أنا.......أنا أسفة جداً أكيد طبعاً إتفضل
جلست في هدوء وجلس هو مقابلها سائلاً بإزدراء
سليم : ممكن بقي تقوليلي إيه الشئ اللي اخويا هيعمله وأنا مش هقدر ولا الموضوع خاص أوي للدرجة دي
برقت عيناها للهجته الساخرة ونبرته المهينة في ذات الوقت وهتفت به بجراءة وثقة
مليكة : أعتقد يا أستاذ سيلم إنك متعرفش إزاي تتكلم بزوق
إعتدل في جلسته مستريحاً وهتف بسخرية
سليم : بجد؟؟؟
ثم تابع بحزم
أعتقد إنك غريبة يعني بعتي رسالة ضرورية وعاجلة وممكن نقول مُلِحة كمان ولما جيت أنا بدال حازم الله يرحمه رافضة تقولي السبب
أردفت بحزم
مليكة : فعلاً عندك حق أسفة لأني ضيعت وقتك ووقتي
غلبت علي نبرته الشوق والحنان وبعض التوتر
سليم: الطفل الي قولتي عليه دا يبقي ابن حازم مش كدة
أومأت راسها بهدوء
ضيق عيناه متابعاً في تساؤل
سليم: وإنتِ مامته مش كدة
مليكة معترضة: بس أنا مش م....
همت أن تخبره بأنها أنسة وأنها ليست والدته.....همت بالرفض ولكن قاطع حديثهما قدوم مراد وهو يفرك عيناه بطفولية ترغب بأكله أثرها محاولاً إزالة أثار النوم
مراد : مامي مين دا
وقف سليم مبهوتا فهو حقاً نسخة عن والدته
فقد أخذ لون بشرة والدته ولون عيناها وأخذ منه هو لون شعره.......كل ملامحه أنفه المستقيمة و شكل شفتيه.....أهدابه الطويلة ورسمة عينياه فمن يراه حقاً يظن أنه ابنيهما وليس ابن حازم
توجه إليه سليم وحمله جالساً به علي الأريكة
أخذ مراد ينظر إليه بعنين متفحصتين
↚
لانت معالم وجهه المتعجرفة القاسية كثيراً هاتفاً بحبور
سليم : اسمك إيه يا حبيبي
مراد بتوجس : إثمي ملاد إنت مين
فإبتسم سليم وتطلع ناحية مليكة بحزم سائلاً بهدوء
سليم : قوليلي إيه اللي إنتِ عاوزاه بالظبط
أجفلت مليكة وذهلت من نبرته ولكنها تابعت بإحباط
مليكة : كنت عاوزة حازم بس بما إنه مش موجود فخلاص أنا هتصرف
صاح بها سليم بحدة
سليم : متنسيش إنه ابن اخويا يعني أنا أحق حد بيه وأعتقد إني هعرف أوفرله اللي إنتِ مش هتقدري عليه
شعرت مليكة بأنها كادت تفارق الحياة لمجرد التفكير أو الإفتراض أن أحداً ما سيأخذ منها مراد فقررت التملص من هذا المأزق
مليكة بعناد: بس أنا مش متأكدة إن كان ابن اخوك أو لا
شعر سليم بالتقزز والغضب فإحمرت عيناه صائحاً بها غاضباً مشمئزاً
سليم : يعني إيه مش عارفة أمال مين الي يعرف
إنكمشت ملامح مراد خوفاً وتركه مسرعاً وذهب ليختبأ خلف جسد والدته
مراد بخوف: مامي مين دا
إقترب سليم منه مُربتاً علي ظهره وهو يهدئ من روعه
تحدث سليم بهدوء لأجل مراد
سليم بإشمئزاز : أنا هريحلك ضميرك مراد ابن حازم الشبه بينه وبين عيلتنا واضح جداً ويوضح إنه ابنه وبدون أي شك
ثم أكمل بتقزز وإزدراء
سليم: ولا إنتِ من كتر الرجالة اللي عرفتيهم نسيتي شكل حازم
إبيض وجه مليكة غضباً من إهانته حتي كادت أن تخبره السبب الحقيقي لعدم تأكدها ولكن لا
يجب عليها أن تتحمل كل الإهانة لأجل مراد فهي لن تقدر علي العيش دونه ولو لثانية
مليكة بسخرية: وياتري بقي يا هتعمل إيه يا سليم بيه هتدفعلي فلوس علشان أسكت
أظلمت خضراوتاه وتابع بنبرة أرعبتها حد الموت
سليم: لالا بالعكس أنا مش ناوي أعمل كدة نهائياً الموضوع دا كان ممكن يعمله حازم إنما مش حازم مراد يبقي ابن اخويا وأنا مش هسيبه
ثم تابع بنبرة يشوبها الإزدراء والسخرية
يعني إنتِ واحدة ست ولو إديتك الفلوس أكيد هتصرفيها علي حاجات تانية علي الرغم من مشاعرك لمراد.......بس أنا متأكد إني هقدر أديه أكتر منك بكتير وأكتر بكتير كمان من اللي بتكسبيه من الرجاله اللي تعرفيهم
صفعته مليكة علي الفور وبدون تردد فكانت تريد أن تؤلمه كما ألمها
ثم إبتعدت عنه ترتعد ضامة مراد الي صدرها تلقائياً
مُردِفةً في صوت منخفض محاولة منها في السيطرة علي إرتعادة جسدها الهزيل الذي ظهر واضحاً للعيان
مليكة: بس أنا مش بس عندي مشاعر لمراد أنا
بحبه...... مراد هو كل حياتي تقريبا وممكن أعمل أي حاجة علشانه
ثم تابعت في حزم
ومحدش هياخده مني طول ما فيا النفس
هدأت نبرتها قليلاً وتابعت بحكمة
أنا متأكدة إنك تقدر تديله أكتر من اللي ممكن أديهولوا من الناحية المادية بس أنا بحبه .......هو حياتي كلها كل الكلام دا ميعنيلكش أي حاجة
هتف سليم ببرود
سليم : للأسف لا
ثم تطلع لمراد الذي كان علي وشك البكاء قلقاً علي والدته فربت علي رأسه مهدئاً وطلب منه الإنصراف للداخل
تطلع مراد ناحية والدته وكأنه يأخد إذنها فأومات اليه بهدوء
ثم تابع سليم بتفاخر بعدما تأكد من إنصراف الصبي
سليم: إنتِ أكيد عارفة إن عندي فلوس كتير أكيد حازم قالك وإنتِ عارفة برضوا إن دا الوقت المناسب علشان تلعبي ورقتك الكسبانة علشان كدة قررتي تبعتي وتعرفينا بوجود مراد يعني أعتقد إنك تعبتي من تربيته مش كدة؟
برقت عيناه بتقزز متابعاً في سخرية
ولا إشتاقتي لحياتك القديمة قبل ما حازم يقع في حبالك
حدقت به في دهشة وفزع كيف يمكن له أن يتخيلها بتلك الوضاعة والخسة
ولكنها إستمعت لعقلها الذي إحتج غاضباً
مليكة بغضب : دي أقل حاجة ممكن يقولهالك بعد ما قولتيله إنك مش متاكدة من باباها إنتِ لازم تقوليله الحقيقة
هتف قلبها باسي
مليكة: بس لو قولتله هياخد مني مراد ومش هشوفه
تاني .....لا مش هقولة
ثم تابعت في إصرار
مليكة : مراد كل حياتي ومتقدرتش تاخده مني
هتف سليم بتفاخر بعدما جلس واضعاً قدماً علي قدم وكأنه يريد أن يُعلمها منزلتها ومكانتها
سليم: مش هتقدري تمنعيني لو صممت
↚
وخصوصاً لو الموضوع وصل للمحاكم مش هتعرفي تعملي أي حاجة وأنا ممكن وبكل سهولة أجيب شهود ضدك وأخلي المحكمة تتأكد إنك مش أم مناسبة لمراد وأخده منك دا لو حابة نمشي الموضوع قانوني وإنتِ أكيد عارفة إني أقدر
صاحت به مليكة بتقزز
مليكة: الفلوس مبتشتريش كل حاجة يا سليم بيه
إبتسم سليم بثقة وتطلع إليها بترفع
سليم: هي فعلاً مبتشتريش كل حاجة بس هتخليني أخد اللي أنا عاوزه
صاحت به مليكة بهستيرية
مليكة بغضب: إنتَ بني آدم حقير ووقح وبارد ومعندكش دم
ثم رفعت يدها وهمت بصفعه ولكنه هب واقفاً ممسكاً بيدها متمتماً بهمس يشبه فحيح الأفاعي أرسل الرجفة في جسدها الهزيل
سليم: أحسنلك مترفعيش إيدك تاني
رفع رأسه بكبرياء وتمتم بجمود
أنا همشي دلوقتي وهاجي تاني لما تكوني هديتي ونعرف نتكلم كلام ناس كبار عاقلين وأعتقد إن عندي حل هيكون مناسب لجميع الأطراف
مليكة بحدة : متجيش هنا تاني وإنسي إن ليكِ أي قرابة بمراد
رد سليم بهدوء وكأنه لم يسمع كلماتها الأخيرة
سليم : سلام مؤقتاً
وتركها وإنصرف فتهاوت أرضاً وهي تحتضن نفسها
باكية .........هي لا تستطيع تركه حتي إذا إضطرت الي العمل في عدة وظائف وعدم النوم حتي توفر له حياة
كريمة .........كيف يمكنه أن يتهمها بأنها تعبت من رعايته.......كيف يمكن لأي إنسان في العالم أجمع أن يكن بمثل هذه العجرفة والوقاحة والقسوة
خرج مراد علي صوت شهقات والدته راكضاً ناحيتها بفزع
مراد : مامي إنتِ ليه بتعيطي ....هو الراجل دا ثرير
إحتضنته مليكة بحب بعدما جففت دموعها بهدوء
مليكة: لا يا روح مامي مبعيطش متخافش
فتابع مراد بغضب بعدما نفخ أوداجه بطفولية
مراد : ملاد مبيحبث الراجل دا علثان هو ثرير
قبلته مليكة وإحتضنته بقوة وبعدما إستجمعت قوتها ونهضت عن الأرض عاقدة العزم ألا تترك مراد يضيع منها مهما كلفها الأمر
سمعت صوت هاتفها
عائشة بسعاة : كويس إنك رديتي بسرعة يا مليكة
مليكة بوهن : خير يا عائشة
عائشة بحماس : هاتي مراد وتعاليلي دلوقتي حالاً
تابعت مليكة بألم
مليكة : مش قادرة أروح في حتة والله يا عائشة
هتفت عائشة بحماس
عائشة : إسمعي الكلام بس وتعالي محمد لقالك شقة لقطة جمبي هنا وبإيجار 800 جنيه في الشهر
تهللت أسارير مليكة بسعادة وكأنها تُشبهُ سحابة على وشكِ أن تنهالَ بالمطر لكن عوض الله جائها كضوء الشمس ضمَّها ومنعها منَ الإنهيار
هتفت بها بسعادة
مليكة : إنتِ بتتكلمي جد
صاحت عائشة بحماس
عائشة : أه والله يلا بقي بسرعة
هتفت مليكة بحماس أكبر
مليكة: جايالك حالاً
أغلقت الهاتف وخرت ساجدة للمولي علي نعمته
فنثرت علي وجهها بضع قطرات من الماء وإرتدت ثيابها وأخذت مراد وتوجها مسرعين لعائشة
طرقت علي الباب ففتحته الأخيرة التي تغيرت ملامحها ما إن رأت مليكة
عائشة بهلع : مالك يا مليكة عينك مالها إنتِ معيطة
تنهدت مليكة بأسي
مليكة: مش وقته دلوقتي يا عائشة
فهتف مراد بضيق
مراد : كان في راجل ثرير عندنا وهو الي زعل مامي وخلاها تعيط ومراد مث بيحبه أبداً
ضيقت عائشة عيناها بريبة بعدما رفعت حاجبيها
ناظرة لمليكة بتوجس........فتابعت مليكة بوهن
مليكة: خلينا ندخل الأول يا عائشة وبعدين هحكيلك كل حاجة
وبالفعل دخلا سويا فكان محمد زوج عائشة جالساً مع صاحب المنزل يتفق معه علي التفاصيل ويحاول أن يخفض من نسبة الإيجار قليلاً.....وبالفعل كتبا العقد وإتفقا علي كل شئ
هبط محمد مع الرجل كي يوصله ويتوجه بعدها الي عمله
***********************
في المنزل
عائشة : خدي بقي أشربي اليمون دا وقوليلي فيكي إيه
إنفجرت مليكة باكية وأخذت تقص عليها كل ما حدث
عائشة بهدوء : إنتِ غلطانة يا مليكة في حد يقول لراجل صعيدي كدة
هتفت بألم
مليكة : خفت يا عائشة.........خفت لياخده مني
وتابعت بإنهيار
مليكة : مش هقدر........مش هقدر أسيبه والله يا عائشة
إنتِ عارفة إنه حياتي كلها وإننا وهو ملناش غير بعض دا هو الحاجة الوحيدة اللي بقيالي من تاليا الله يرحمها
ثم تابعت بغضب غلفه الكره
وبعدين عمه دا راجل قاسي ووقح ومعندوش قلب وحتي لو أخده مني مش هياخد باله منه إنتِ مشوفتيهوش كان بيتكلم إزاي ....كل كلامه فلوس وبيزنس بس
ثم تابعت بأسي وإحباط...... ولن يضر بعض الحنق أيضاً مما آلت إليه حياتها
أنا عارفة إني مش هعرف أوفرله ربع الحياة اللي هو هيوفرهالوا بس أنا بحبه وهعمل كل حاجة علشانه إنما هو معتقدتش
إحتضنتها عائشة محاولة أن تُهدئها قليلاً
عائشة : إهدي يا مليكة وبعدين دا عمه برضوا يا حبيبتي متخافيش معتقدتش أصلا إنه هياخده إهدي إنتي بس
زفرت مليكة بقوة وهي تحتضنها متمتمة بذعر
مليكة : معرفش يا عائشة أنا خايفة أوي
ثم إقترحت عليها أن تنتقل لمنزلها الجديد من هذه الليلة كيلا يستطع أن يصل إليها بعد الأن
لاقت تلك الفكرة إستحسناناً بالغاً لدي مليكة
التي توجهت فوراً لمنزلها القديم كي تحزم أشيائها بعدما تركت مراد لدي عائشة
بعد عدة ساعات حضرت شركة الشحن وحملت أشيائها وتوجهت الي منزلها
وبعد عدة ساعات أخري من الترتيب كان كل شئ قد تم إعداه فتوجهت بعد ذلك الي منزل عائشة لأخذ مراد
*************************
↚
عادت مليكة الي منزلها وخلدت متعبة لفراشها بعدما وضعت مراد في الفراش
في صباح اليوم التالي إستيقظت مذعورة بسبب رؤيتها لكابوس يُؤخذ فيه مراد منها
تطلعت الي جوارها فوجدت مراد قد إستيقظ بالفعل وبدأ في روتينه اليومي في جذب شعراتها كي تستيقظ
تناولا الإفطار سوياً ثم ألبسته وإنطلقت الي منزل عائشة لتتركه بعهدتها حتي عودتها من العمل
مرت عدة أيام بعد إنتقال مليكة الي منزلها الجديد
مرت عليها وكأنها دهور كانت مذعورة من أن يعرف سليم هذا مكانها هي تعلم جيداً أن أمثال هذا الرجل لديه ما يكفي من السلطة لتقفي أثر فتاة مذعورة وطفلها......لهذا كانت تقفز فزعة عند سماعها جرس الباب
تخشي أن تفتحه ويكون الطارق سليم فيأخذ منها مراد وللأبد ولا تستطيع رؤيته مرة أخري
فحقاً تعبرك أيام ضجيج العالم فيها يبدو كالعدم....ولا يعد مسموعاً....إذ أن ضجيج داخلك يطغو على المشهد.... روح تصرخ....قلة حيلة....تخبط وحيرة..!
***********************
في أحد الأيام بعد عودة مليكة من العمل وصلت الي منزلها بعد أن مرت علي عائشة لأخذ مراد
وبعد تناول الغداء حملت مراد لتحممه بعد تلك الحرب الداهمة التي تقوم بينهما بسبب هذا الموضوع فهو يعتقد أنه أصبح رجلاً كبيراً الأن ولا يحتاج لمساعدة مليكة في تحميمه
دلفا سوياً للداخل وأخذا يلعبان بالماء والصابون وفجاءة سمعت جرس الباب
مراد: مامي الباب بيرن
هتفت مليكة بحنق
مليكة: مش وقته خالص يا عائشة
ثم التفت لمراد متابعة في حزم
مراد يا حبيبي متتحركش من هنا خالص ثواني ورجعالك
خرجت مسرعة لإحضار إزدالها فإرتدته و خرجت لفتح الباب
ففتحت الباب مسرعة وهي تتمتم في عجالة
مليكة: أدخلي يا شوشو بسرعة وإقفلي الباب علشان مراد
جائها صوته في نبرة حادة وحازمة
سليم: لا أنا مش شوشو
دلف الي الداخل مغلقاً الباب بقدمه
كادت مليكة أن تفقد وعيها خوفاً في هذا الوقت
فنظر سليم حوله بإزدراء وتمتم بعجرفة تتخلها سخرية بالغة
سليم: إنتِ فاكرة إنك كدة هربتي ومش هعرف مكانك......واضح إنك لسة متعرفينيش
تراقصت الكلمات علي شفتيها توتراً مهمهمة بكلمات غير مترابطة
مليكة بتوتر ظاهر: لا..... أنا..... يعني... قصدي
تابع سليم بغرور
سليم: أنا قولت أسيبك شوية بس تتعودي علي شقتك الجديدة وبعدين أبقي أجيلك علشان نكمل كلامنا
سكت هنية ثم تابع بإزدراء
سليم: إيه مش هتقوليلي أقعد
وهنا هتف مراد مستدعياً والدته
مراد: مامي..... مامي إنتِ روحتي فين
أجابته مليكة المضطربة بقلق
مليكة : جاية أهو يا حبيبي ثواني
تمتمت بإرتباك
مليكة : إتفضل ومعلش إديني ربع ساعة وهبقي معاك إعتبر نفسك في بيتك
فتابع باسماً بسخرية
سليم: أكيد براحتك
عادت مليكة الي المرحاض مرة أخري لمراد
الذي أخذ يضحك مستفسراً عن الشخص الموجود بالخارج.......بعد حوالي عشرون دقيقة كانت مليكة أنهت تحميم مراد وبدلت ملابسه ووضعته في فراشه ثم توجهت لسليم
إعتذرت منه بخجل
فتابع هو بعدم إهتمام
سليم: محصلش حاجة
ثم تابع بجدية إمتزجت بسخرية أو حتي إزدراء أو الإثنين معاً
لم تستطع مليكة التحديد وقتها
سليم: ياريت تكوني فكرتي بعقل في كلام المرة اللي فاتت ولو فاكرة إنك لما تمشي من البيت مش هعرف إنتِ فين تبقي غلطانة
ثم تابع بثقة
من أول ما شوفتك وأنا عارف إنك عنيدة وهتعملي كدة علشان كدة خليت حد يراقبك
إتسعت حدقتاها ثم شهقت فزعة حينما أردفت بصدمة
مليكة : أنا... أنا كنت متراقبة
نظرت إليه في حدة وتابعت بإزدراء
وياتري بقي اللي راقبوني دول قالولك كام راجل جالي الفترة اللي فاتت
رفع سليم حاجبه بعجرفة وتابع بسخرية
سليم : واحد بس ومكنش مبسوط لما نزل من عندك
شبكت ذراعيها أمام صدرها في حركة منها لحماية قلبها الجريح إهانة هاتفة بسخرية تحاول أن تبتلع بها غصة تكونت في قلبها
مليكة : بجد لا من الواضح إن مستوايا بقي في النازل أصل في العادة كلهم بينزلوا من عندي مبسوطين وبيرجعوا تاني
تحدث بحدة وبصوت هادر جعلها ترتجف خوفاً
سليم: متتكلميش بالطريقة دي معايا يا مليكة
لمعت عيناها بالغضب وصاحت بحدة أكبر
مليكة: وليه لا مش إنت فاكر إن الرجالة بيزوروني علشان كدة وبس ولا إيه
هتف هو جازاً علي أسنانه بنفاذ صبر
سليم: أنا مقولتش كدة
صاحت به بغضب حانقة
مليكة : كلامك معناه كدة
هز رأسه في نفاذ صبر
سليم: لو كنت شاكك لواحد في المية كنت أخذت مراد فوراً
زفرت بحنق ثم سألته في حزم
مليكة : ممكن أفهم إنت ليه جاي دلوقتي
↚
تمتم بأريحية
سليم: جاي علشان نكمل مناقشتنا
صاحت به بحدة
مليكة: وأنا قولت كل اللي عندي يا أستاذ سليم
هتف سليم بجمود
سليم: بس أنا لا
تابعت بضيق
مليكة : ياريت تقول إنت عاوز إيه بالظبط
جلس بأريحية علي تلك الأريكة المتهالكة الموجودة في غرفة الصالون وتابع بهدوء
سليم: عاوز إيه دا سؤال كويس وأنا هجاوبك عليه
أنا عاوز أعمل لمراد مستقبل وأبنيله بيت ويبقي عنده عيلة كاملة.....
ثم تابع بنبرة يحاول فيها إستعطافها ومخاطبة غريزة الأمومة لديها
يعني أكيد لو أخدته البيت معايا كابن حازم كل الناس هتعرف الحقيقة ومراد طفل جميل يعني يستحق يعيش حياة أفضل من إنه يكون مجرد غلطة
إعتدل في جلسته وهتف حازماً
وعلشان كدة أنا دلوقتي بتقدم لمامته وهكتبه بإسمي ويبقي ابني
حدقت مليكة فيه برعب وهتفت بعدم تصديق
مليكة: إيه... لالالالا إنت أكيد بتهزر مينفعش أصلا تكون بتتكلم جد
إرتفع حاجبيه بعجرفة وأطبق شفتيه تعبيراً عن عدم رضاه
سليم: لا أنا بتكلم جد وفي الأخر الإختيار ليكي يا إما هاخده يا إما نتجوز
نظرت مليكة الي الوجه القمحي لهذا الرجل الكريه الذي له القدرة علي تدمير حياتها فلم تلاحظ أي لين لديه فمن الواضح أنه يعني ما يقول ومن الواضح أكثر أنه يريد مراد وبشدة فهو يشبهه كثيراً فمن يراه يؤكد أنه ابنه لا محالة
وإذا أخبرته الأن أنها ليست والدته سيأخذه حتماً وبلا رجعة فمن الأفضل لها في الوقت الراهن إبقاء هذه المعلومة لنفسها
أحست بشفتيها جافتان وأنه من الصعب أن تنطق بتلك الكلمات
مليكة : ليه..... يعني أقصد عاوز تعمل حاجة زي دي ليه
حرك كتفاه بعدم إهتمام مطبقاً شفتاه بتعبيراً يدل علي سهولة الموضوع لديه بعدها أردف ببرود
سليم ببردو: وليه لا
صمت هنية ثم تابع يطالعها بتوجس
أوعي تكوني فاكرة إننا بعمل كدة علشانك
تابع ساخراً.....محتقراً إياها
لا أنا بعمل كدة علشان مراد إنما إنتِ كشخص متعنيليش بالمرة
رمقها بإزدراء سمح له بوضوح أن يطل من عينيه
أنا أصلي مبحبش الحاجة المستعملة
إبتلعت الغصة التي كادت أن تمزق قلبها لأشلاء
وأجادت رسم القوة بوضوح علي معالم وجهها متابعة في سخرية
مليكة: وياتري بقي سليم بيه متعود علي إيه
ثبت بصره عليها في تحدي وهتف بسخرية أكبر
سليم : أكيد حازم قالك قبل كدة
إحمرت غضباً من لهجته الساخرة
مليكة: مفتكرش إننا إتكلمنا عن حياتك الشخصية
رمقها بإزدراء وهتف بنبرة عزم فيها أن يقتل أخر ما تبقي لها من كبرياء
سليم: فعلاً عندك حق إزاي تفتكري كلام راجل إنتِ أصلا مش فاكراه
لم تجيبه مليكة فقد شعرت بغضب شديد وكادت أن تصفعه ولكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة كيلا تغامر بفقدان مراد
إكفهر وجهه غضباً وإشتدت خضرة عيناه وهتف بسخرية أكبر
سليم : من الواضح إن حازم الله يرحمه كان مهمل في علاقاته الفترة الأخيرة أنا مسمعتش عنك خالص منه ......إنتِ بتشتغلي إيه
تابعت مليكة في هدوء
مليكة: بشتغل سكرتيرة
تابع باحتقار وسخرية
سليم: واضح إن البنات اللي من النوع دا كانوا بيشدوا حازم الله يرحمه
أحست مليكة بالتوتر للهجته المحتقرة
سليم: وإنتِ أكيد حابة ترجعي لشغلك
مليكة بصدق : لا خلاص دلوقتي الوقت إتاخر وعندي مراد هو كل حياتي
بدأ علي سليم الضجر لحديثها
سليم: إنتِ مش مضطرة علي فكرة إنك تمثلي إن مراد هو كل حياتك وإنك مكرسة كل حياتك ليه
همت مليكة بالتحدث فرفع يده ليصمتها
سليم: أنا دلوقتي إديتك فرصة بين إختيار ابنك وبين إنك تسيبيه
أخذت مليكة تروح وتجئ أمام شرفتها
ثم توققت محدقة به في ضيق إمتزجت به الدهشة
مليكة: إنت ليه بتتعامل مع الوضع ببساطة أوي كدة علي فكرة الموضوع مش سهل زي ما إنت فاكر
سليم : أه فهمت إنتِ مخطوبة
أردفت بدهشة وهي تطالعه بإحتقار
مليكة: لا
سليم بسخرية: يبقي مصاحبة
مليكة بغضب: لا طبعاً
نفض سليم يديه متعجباً وهتف بتفاجؤ
سليم: بجد إنتِ كل شوية بتفاجئيني
تطلعت إليه مليكة وكأنه يمتلك سبع رؤوس
مليكة: أكيد يعني متتوقعش مني إني أتجوز واحد معرفوش غير من كام يوم ومعرفش عنه أي حاجة غير إنه عم مراد
صاح بها سليم بضيق
سليم: متتصرفيش بهستيرية يا مليكة عاوزة تعرفي عني معلومات........... بسيطة جداً
ثم تابع في عجرفة
اسمي وعرفتيه
أعذب أكيد........ عندي 35سنة...... عندي شركات في كل حتة تقريباً والحقيقة إن نصهم بتاعي وفي 3 بس بتوع العيلة وأنا أخدتهم وكبرتهم وفتحت لهم فروع في كل حته وطبعاً بيساعدني ابن عمي ياسر
وأكيد بحكم شغلي........بسافر كتير بس عندي بيت هنا بقعد فيه لما بنزل القاهرة.......لما بنزل القاهرة بنزل كام يوم كدة الصعيد علشان أشوف أهلي وأشوف أمور الكفر
لما نتجوز هتقعدي إنتِ ومراد في البيت اللي هنا وكمان هجيب لمراد مربية مقيمة علشان تقعد معاه وتخلي بالها منه
صاحت مليكة محتجة
مليكة: ودا اللي لا يمكن أوافق عليه أبداً يعني لو وافقت علي فكرة جوازي منك اللي هي في حد ذاتها مُنافيه لأي عقل أصلاً فهفضل أنا الي هَرَبي مراد وهاخد بالي منه
زفرت في غضب وضيق
↚
مليكة: أنا لو عاوزة أعمل كدة كنت رجعت إسبانيا وجبتله مربية وكملت شغلي
كل الفكرة إننا مش مؤمنة بإن الأهل يستخدموا دادة ولا مربية أياً كان المسمي علشان يربوا ولادهم دا غير إني هبقي بظلم مراد لو عملت معاه كدة في الوقت دا لأنه إتعلق بيا جداً
سليم بسخرية: واضح إن معندكيش اختيار
الكلام اللي بتقوليه دا ميسبلكيش أي فرصة إنك تختاري
نهض سليم فسارعت ملكية بالقول
مليكة بتوسل: طيب إحنا ممكن نوصل لحل وسط إنت عرفت عنواننا خلاص.... ومراد ابن اخوك ومش همنعك عن زيارته في أي وقت تقدر تيجي تشوفه وتبقي أخدت بالك منه وإهتميت بيه من غير جواز
تابع سليم بنفاذ صبر لحماقتها
سليم: أكيد لو كان ممكن كنت عملتها من غير ما تقترحي لكن شبه مراد بعيلتنا واضح أوي فهو ياما ابني ياما ابن حازم الله يرحمه وفي الحالة دي من الافضل إنهم يفتكروه ابني أنا......حازم أه كان متجوزك بس كان عنده خطيبة في الصعيد وهتضايق لما تعرف إنه كان خاطبها هناك ومتجوزك هنا
يمكن يكون دا عادي هنا بس عندنا الخطوبة زي الجواز بالظبط
مليكة بغضب: لو كنت ناسي فأحب ألفت نظرك إن اخوك هو اللي جه وإتجوزني يعني مينفعش تلوم الست علي وضع هي إتحطت فيه أبداً
رد سليم بحزن
سليم: أنا عارف علشان كدة من واجبي إني أخلي بالي منك ومن مراد
زفر بأسي وكسي الحزن نبرته
وبما إن حازم مبقاش موجود علشان يواجه مسؤلياته فأنا هعمل كدة بالنيابة عنه
مليكة بحنق: إنت ليه بتتكلم عن الموضوع كأنه غلطة أو بيزنس مش حب مثلاً
سليم بإزدراء : إنتِ عاوزة تفهميني إنك حبيتي حازم
تابعت بثقة محاولة أن تستفزه لتجعله يكرهها بل ويقرر أنها ليست الزوجه المناسبة
مليكة: يعني أعتقد إن مراد أفضل دليل علي الموضوع دا يعني أصل مفيش واحدة ست هتدي لطفل فرصة إنه يعيش ويخرج للدنيا ويشوف النور إلا لو كانت بتحب باباه.......يعني علي الأقل هي مش مضطرة لو مبتحبش باباه وخصوصاً في الأيام دي الموضوع بقي سهل جداً
رمقها سليم بإزداء أصابها في مقتل وتابع بإحتقار
سليم: دا بالنسبالكم إنما بالنسبالي أي طفل سواء كان جاي نتيجة لحب أو خلافه ليه حق إنه يعيش ويشوف النور
صمت هنية ثم تابع
سليم: يعني إنتِ بتقولي إنك كنتي بتحبي حازم مع إنك برضوا مكنتيش عارفة إذا كان مراد ابنه ولا لا
علي كدة بقي إنتِ حبيتي كل الرجالة اللي كانوا في حياتك
ردت مليكة بخشونة وغضب
مليكة: لو كان رأيك فيا حقير بالشكل دا يا سليم بيه مش هتبقي مخاطرة منك إننا نتجوز ولا إيه
ثم تابعت بسخرية
يعني مش خايف علي سمعتك
أمسك سليم ذراعها في قوة وشراسة
سليم: ومين قالك إني هسمحلك تعملي أي حاجة إنتِ هتعيشي في بيتي تحت عيني
صاحت به بنبرة تحمل الغضب والإحتقار معاً
مليكة : أه وإنت بقي هتعمل إيه
سليم بتلقائية: هكون بشتغل يا إما برة يا إما هنا يا إما مسافر وهبقي أجي أزوركوا من وقت للتاني
يعني متفتكريش إني هتصرف كزوج مثالي علي طول في البيت جمب عيلته أنا عندي شغل
مليكة بدهشة : إيه؟؟!
تابع بهدوء
سليم: احنا بس هيبقي مطلوب مننا إننا نوري الناس اننا بنحب بعض وخلاص
هتفت بغضب قد بلغ منها مبلغه
مليكة : لا مش بالنسبالي
أنا مش هعمل كدة.......أنا مش مضطرة إني أبين إني بحب واحد أنا بك.........
صمتت هي فتابع هو
سليم: سكتي ليه بتكرهيه مش كدا
عاوزك تكوني واثقة إن الشعور متبادل
تابع بلهجته المحتقرة إياها
سليم: أنا متاكد إن اخويا كان بيحبك بس أكيد مكنش يعرف نوعيتك إيه
نهض مرة اخري
سليم : أنا همشي دلوقتي علشان أبدأ أجهز إجراءات الجواز وهجيلك علي السبت
مليكة بتوسل: لو سمحت سيبني أفكر شوية الموضوع كله مفاجئ
سليم بسخرية: مفاجئ؟؟؟؟؟؟
إنتِ متوقعتيش إن دا اللي هيحصل وإنتِ بتكتبي رسالتك ولا إيه
أردفت بصدق
مليكة: لا أكيد لا.....أنا توقعت إن حازم الله يرحمه لسه عايش وهيساعدني بس لحد ما أتصرف
تابع سليم متسائلا بدهشة
سليم: وليه إحتاجتي المساعدة دلوقتي بالذات ومراد داخل علي أربع سنين زي ما قولتي.......ليه مطلبتيش المساعدة من ساعة لما إتولد
أه صحيح إفتكرت مكنتيش واثقة إن حازم باباه
حتي لو كدة برضوا ليه كانت رسالتك مستعجلة
تابعت مليكة غاضبة
مليكة: البيت اللي كنت قاعدة فيه صاحبته طلبت مني أسيبه في خلال أسبوع ووقتها مكنش عندي مكان تاني أروحه فقررت إني أبعت لحازم علشان يساعدني مؤقتاً بس لحد ما ألاقي بيت تاني
ثم تابعت في أسي بنبرة قتلته في الصميم
ولو كنت أعرف إن كل دا هيحصل مكنتش بعتت الرسالة
نفض عن رأسه كل تلك الأفكار بضمها إليه ومواساتها وتابع بجمود
سليم: دلوقتي لازم تختاري بين إنك تخسري مراد ابنك او إنك تتجوزي واحد بتكرهيه .....أصلا انتي اللي عملتي كدة في نفسك كان لازم تعرفي من الأول إن ملكيش مستقبل مع حازم