رواية تعلق القلب قبل اللقاء كاملة جميع الفصول بقلم فاطمه الالفي

رواية تعلق القلب قبل اللقاء كاملة جميع الفصول بقلم فاطمه الالفي

رواية تعلق القلب قبل اللقاء كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة فطمه الالفي رواية تعلق القلب قبل اللقاء كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية تعلق القلب قبل اللقاء كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية تعلق القلب قبل اللقاء كاملة جميع الفصول
رواية تعلق القلب قبل اللقاء بقلم فاطمه الالفي

رواية تعلق القلب قبل اللقاء كاملة جميع الفصول

في احدي المناطق بالقاهره تقطن عائله من أرقى واثرى عائلات القاهره ..

عائله الشامي تتكون من الاب« عبدالرحمن الشامي » ذا الخمسه والخمسون عام رجل أعمال ناجح يملك مجموعه شراكات الشامي للمعمار

 ، متزوج من« فريال النجار »فى الخمسون من عمرها ولديها قوه شخصيه وذات طباع حاد وقاسي ،سيده من سيدات المجتمع ، انجبت من زوجها اثنان من الابناء، تكره وجود حبيبه بالمنزل وتحاول أن تفتعل المشاكل لكي تخرجها من منزلها ، ولكن عبدالرحمن الأب الحاني على ابنه شقيقه و لن يسمح بذلك .. .

«حازم » الابن الاكبر  32عام مهندس معماري ، بشره قمحيه وعينان بلون الاخضر مزيج بين الاصفر والأخضر ورثهما عن والده تعطي لمظهره الجاذبيه ولديه لحيه وشارب وجاد بعمله على عكس شقيقه ، يتعامل مع ابنه عمه على انها شقيقته الصغرى وليست ابنه عمه فقط ،  متزوج من ابنه صديق والده ولديه طفله «ملكيه »ذات الثلاث أعوام ..

«يوسف »الابن الاصغر 26عام تخرج من الجامعه الامريكيه ، يتميز ببشرته القمحيه وشعره الاسود الكثيف وعينان عسليه ، طويل القامه مظهره جذاب ، عاطل عن العمل بارادته ، ويقضى جميع وقته بين اصدقائه فى الفسح والسفر والرحلات ، شاب مغرور ومتكبر ويستغل نفوذ والده ويفعل ما يحلوى له ..

«حبيبه »ابنه شقيقه الاصغر محمد الشامي ، تعيش مع عمها واولاده منذ وفاه والدها ، بعد ان تزوجت والدتها من اخر ، فقرر عبدالرحمن جلب حبيبه للعيش معه ، لا يريد أن تبتعد عنه بعد وفاة شقيقه .

21عام فى عامها النهائي من كليه الاداب قسم علم نفس ، مجتهده بدراستها ودائما الاولى على دفعتها ، كان احد احلامها ان تصبح طبيبه مشهوره ، وعندما توفى والدها تخلت عن ذلك الحلم ، فقد تشتت بين وجودها مع والدتها وبين ان تضل بمنزل عمها ..

فتاه رقيقه بملامح جميله بشره بيضاء وعينان بلون الرمادي وشعر بني  طويل وذات قوام متوسط فى الطول والوزن ايضا ، منذ عشره اعوام وهى تقطن بمنزل عمها وتذهب الى والدتها بين حين وآخر ..

«انجي عثمان »زوجه حازم فتاه مغروره وتكره حبيبه وتغار من وجودها بالمنزل ،عمرها 25عام ملامح حاده بشره بيضاء وعينان بلون البني وشعرها الأشقر القصير دائما تصبغه وتضع مساحيق التجميل وتهتم ببشرتها اكثر من اهتمامها بطفلتها ، ودائمة الخلاف والشجار مع زوجها بسبب عدم اهتمامها بطفلتها وهى تفتعل الشجار بسبب قربه الزائد من حبيبه ...

~~~~~~~~~~~~~~

كانت دائما تجلس وحيده بغرفتها ، بعيده عن العائله فزوجه عمها تبغضها وهى التى طلبت منها ان تظل بغرفتها طوال الوقت ، ولا تخرج من غرفتها إلا لتناول الطعام والذهاب إلى جامعتها فقط ، كانت دائما تشعر وكأنها بسجن ، ولكن عندما تتذكر حبيبها التى تعشقه منذ الطفوله يتلاشى حزنها بسبب عزلتها المجبره عليها من زوجه عمها ..

كعادتها تقف بشرفه غرفتها تنتظر قدوم حبيبها فهو دائم السهر خارج المنزل مع أصدقائه ، وهى تظل ساهره تنتظر قدومه ليطمئن قلبها وبعد ذلك تغفل للنوم ، ولكن اليوم تريد ان تتحدث معه بأمر هام وتنتظره على أحر من الجمر ....

***٠•••*******

بعد قضاء سهرته ودع اصدقائه وعاد إلى المنزل وهو ثمل كعادته من اثر السهر وشرب الكحول فهذه طبيعته ..

كانت تنظر له باسف على حاله ، وتطلب من الله سبحانه وتعالى ان يصلح حاله وان يبتعد عن اصدقاء السوء .

كان يتطوح يمينا ويسارا من اثر الشرب ، فاتابها القلق وقررت أن تذهب لتساعده وتبلغه لماذا انتظرته ..

أسرعت له بقلق :يوسف مالك اتسند عليه 

يوسف بسكر :لا لا انا كويس ، انتي ليه صاحيه لحد دلوقتي 

حبيبه بابتسامه :مستنياك ، عاوزة اتكلم معاك 

يوسف بتوهان :وتتكلمي معايا فى ايه بقى

حبيبه بفرحه : حفله تخرجي بكره وأنا الاولى على الدفعه وكنت عاوزة حد من عيلتي يحضر معايا 

يوسف ببرود :وانا مالي بوجع الدماغ ده ماتقولي لبابا

حبيبه بحزن :اكيد عمو مش فاضي ، لكن انت موجود ووجودك هيفرق من فضلك يا يوسف تحضر انا عمري ماطلبت منك حاجه 

يوسف بزهق :طيب طيب يا حبيبه ، سبيني بقى اطلع انام 

صعد الدرج بثقل إلى ان وصل لغرفته ، القى بنفسه على الفراش دون أن يبدل ثيابه .

ظلت تنظر للفراغ وبعد ذلك صعدت لغرفتها  على امل ان يفي يوسف بوعده معها ويحضر حفله تخرجها ..

~~~~~~~~~~~~~

فى صباح اليوم التالي

كانت العائله تجلس على مائدة الطعام عبدالرحمن يرتئس الطاوله وبجانبه زوجته على اليمين وعلى يساره ابنه الكبير حازم وزوجته انجي جانبه وبجانب انجى تجلس حبيبه تنظر لمقعد يوسف الفارغ بجانب والدته .

تنهدت بحزن واستاذنت الجميع لتذهب إلى الجامعه .

عبدالرحمن :هو يوسف مافيش يوم يصحى بدري ويفطر معانا 

حازم بتنهيده :بيرجع وش الفجر هيصحى بدري ازاى بس يا بابا

عبدالرحمن بضيق :وبعدين مع اخوك هيفضل كده قالب حياته ومقضيها سهر ، بدل ماينزل معاك الشغل

فريال :فى ايه مالكم ومال يوسف سبوه على راحته

عبدالرحمن :هو دلعك ده السبب والبيه عمره ماهيتحمل مسئوليه نفسه حتى ، عاوز فلوس يصرف وبس لكن يشتغل عشان يجيب القرش لا طبعا ماينفعش ، عقلي ابنك 

حبيبه بحزن:عمو انا رايحه الجامعه بعد اذنكم

حازم :استني يا بيبو هوصلك معايا انا خلصت فطار 

عبدالرحمن :روحي مع حازم يا حبيبتي وخلى بالك من نفسك

حبيبه بابتسامه :حاضر يا عمو 

كانت فريال تنظر لانجي بضيق من وجود حبيبه 

وبعد ان غادرت المنزل برفقه حازم لتذهب إلى جامعتها ، غادر عبدالرحمن أيضا ليذهب إلى شركته ويتابع عمله ....

اما عن انجي :عاجبك كده يا طنط ، هى حبيبه دي مش هنخلص منها بقى

فريال بغيظ :اصبري عليه بس يابنت ناديه وانا بنفسي إللى هقطع رجلها من البيت

انجي بغيره :انا مابحبش قربها من حازم بتجنن 

فريال بكره :وانا بفكر اخلص منها وابعتها عند امها ، كفايه عليها لحد كده ، خايفه تلعب على يوسف وتوقعه فى حبها 

انجي :يوسف يحب دي لا دى مش مستوى خالص وبعدين مش زؤق جو 

فريال :ماهو ده مطمني ان جو مش بيفكر فيها اصلا ، بس خايفه تلعب عليه وهى مش ساهله زى امها 

******************

ترجلت من السياره أمام جامعتها وودعت حازم ودلفت لداخل الجامعه ، تبحث عن صديقتها الوحيده ريم ..

وعندما وجدتها تقف تنتظرها اسرعت إليها 

حبيبه :السلام عليكم

ريم :وعليكم السلام يا ختي ، اتأخرتي ليه 

حبيبه بتنهيده :كنت فاكره ان يوسف جاى معايا ، بس لسه نايم وشكله مش جاى اصلا

ريم بتشجيع :طب بينا بقى يا قمر مين قدك الاولى على الدفعه يلا ندخل عشان نلاقى مكان 

دلفو لداخل القاعه ، كانت مزينه لحفل التخرج .

كان بعض الطلاب يجلسو بجانب عائلتهم ويلتقطو بعض الصور التذكيريه وهى تنظر لهم باسف 

وتطلع لباب القاعه بين الحين والآخر تنتظر قدومه بلا جدوى .

تنهدت بحزن وعندما استمعت لنطق اسمها من عميد الكلية ، توجهت إلى المنصه لتستلم شهاده التقدير وتتصور بعض الصور مع أساتذتهم الجامعيه وعميد الكليه .

وظل الاحتفال ما يقارب الثلاث ساعات وجميع الطلاب يودعو بعضهم بالاحضان ويدندنو بعض الاغاني 

وانتهى اليوم وعادت إلى المنزل بضيق ، بعد ان ودعت ريم ، ظلت جالسه بحديقه الفيلا  تبكى ، فلا أحد يكترث بوجودها ..

~~~~~~~~~~~~~

كان عائد من عمله ، وبعد ان صفا سيارته وترجل منها تفاجئ بوجود حبيبه تبكي ، ركض إليها حازم بقلق :

مالك يا حبيبه بتعيطي ليه حد دايقك ماما زعلتك 

هزت راسها بالنفي ، فجلس جانبها وربت على كتفها بحنيه 

حازم :طب قاعده لوحدك وبتعيطي ليه 

حبيبه بدموع:عشان  النهارده كانت حفله تخرجي وكمان الاولى على الدفعه وماحدش من اهلي حضر معايا ولا باركلي 

ضمها حازم وشعر بالاسف بسبب تقصيره معها :حقك عليه بس انا ماعرفش ليه مش بلغتيني بحاجه مهمه كده ولا قولتي لبابا اسف يا حبيبتي ، وألف مبروك على نجاحك يا قمر بالليل قبل ماتنامي هيكون عندك احلى هديه 

حبيبه بدموع :عارفه ان حضرتك وعمو مشغولين وطلبت من يوسف يحضر وهو وعدني يحضر بس يظهر نسى وعده ليه

حازم بضيق :يوسف ده ماحدش يعتمد عليه فى حاجه ابدا ، هو شاطر فى السهر والشرب وبس ربنا يهديه ، وبعد كده اي حاجه عاوزها تطلبيها مني انا وبس

حبيبه بابتسامه :شكرا يا أبيه 

ابتسم لها و ساعدها على النهوض وسارت جانبه ودلفو لداخل الفيلا..

عندما وجدتهم انجى اشتعلت بنار الغضب 

انجي وهى تكز على انيابها :اتاخرت ليه يا حازم

اقترب منها زوجها :بدل ما تستقبليني حمدلله على سلامتك يا حبيبي الاول وبعدين استريح واخد نفسي تبدئي استجواب 

شعرت بأن وجودها غير مرغوب فيه وبالاخص بعد نظرات انجى لها ، فصعدت لغرفتها بهدوء .

انجي بغيظ :انت روحت لحبيبه الجامعه يعنى شغال الشوفير بتاعها بقى وكمان داخل حاضنها بالشكل ده وقدامي 

حازم بصدمه :انتي اتجننتي يا انجي حبيبه دي اختي 

قاطعته بانفعال :لا مش اختك يا حازم بنت عمك

حازم بجديه :لا اختي إللى اتولدت واتربت على ايدي ، واياكي اسمعك تقولي مش اختى دي تاني فاهمه ، وبعدين ايه حكايه الشوفير بتاعها هو انا لو وصلت اختي جامعتها ورجعتها ابق الشوفير بتاعها ، حافظي على طريقه كلامك معايا ، وياريت تركزي مع بنتك 

شعرت بغضبه وتائذم الأمور بينهم فارادت ان تتصنع الحب الغيره :حبيبي انا بغير عليك 

قاطعها بشده :مش من اختي يا انجي ولا حتى من اى حد عشان انتى عرفاني كويس مش كده ولا عمري كنت كده ، خلي فى ثقه بينا وبلاش تدمري إللى بينا بخيالك المريض ، وبعدين ثقي فى نفسك شويا 

لم يعطيها فرصه للرد ، صعد الدرج بضيق وتوجه إلى غرفته ، وهى ظلت تذفر بضيق :وبعدين معاكي يا ست حبيبه ست الحسن والجمال مش هنعرف نخلص منها 

~~~~~~~~~~~~

فى مكان آخر بفيلا الانصاري

عائله الانصاري يقطن الأشقاء بنفس المنزل 

محمد الانصاري وزوجته وابنائه ياسين ونادين 

ياسين يبلغ من العمر30 عام  شاب وسيم ذات ملامح جذابه بشره بيضاء وعينان زرقاوتين وشعر بني كثيف لديه لحيه تذيد من وسامته ذات ابتسامه محببه ، يدير شركه الانصاري مع والده ، مهندس ديكور  ..

متزوج منذ عامين ولم ينجب بابناء حتى الآن ..

وشقيقته نادين ذات 26عام ومتزوجه وتقطن خارج البلاد مع زوجها ..

والشقيق الاصغر لمحمد الانصاري وهو محمود الانصاري متزوج ولديه سيف شاب ذات ال28عام ولم ينجب سواه ..

************

قبل ان يذهب لعمله وكاعاده كل يوم يستمع لحديث والدته الذي مل منه ، وهى تحدثه عن الإنجاب والذهاب للطبيب ليفحص زوجته فهو متزوج منذ عامين وكثرت التسالات عن تاخر الانجاب ، بعد حديث طال لمده ساعه ، وهو يستمع لوالدته دون جدال إلى ان انتهت من حديثها المعتاد ..

تنهد ياسين بضيق :خلصتي كلام يا ماما ولا لسه فى حاجه جديده عاوزه تضيفها 

غاده :بقى كده يا بني انا نفسي اشوف خلفتك وانت واخد الموضوع ببساطه

ياسين :عشان تعبت من كتر الضغط عليه انا وندى فى موضوع الخلفه إللى بيتكرر كل يوم من هنا وهناك اهل ندى كمان ، واحنا عملنا كل حاجه وعشان بس نريحكم والحمد لله لا فى مشاكل عندي ولا عند ندى تمنعها من الخلفه يبق نرضى بقى بنصيبنا وربنا ان شاء الله هيرزقنا كله بامر الله نعترض احنا ليه بقى

غاده بحزن :طب خدها وسافرو بره اعملو حتى طفل انانيب ،   حقن مجهري ، اى علاج

ياسين باستسلام :حاضر ان شاء الله هخدها ونسافر بعد لم نخلص القريه إللى احنا ماسكين شغلها ، كده بقى هتاخر اوى وندى فى العربيه لازم نروح نشوف اكل عشنا بقى يا ست الكل 

قبل جبينها وغادر قبل ان تزيد فى الحديث ..

وعندما غادر الفيلا وجد زوجته تجلس بالسياره وعلامات الحزن مرسومه على وجهها ، فشعر بالضيق من أجلها .

دلف لمكانه أمام القياده فنظرت له بحزن قابل نظره الحزن بابتسامته الجذابه التى تعشقها زوجته وارسل لها غمزه بمشاكسه :حبيبي سرحان فى مين غيري

ندي بحزن :مافيش حاجه بتشغلني عنك غير التفكير فى موضوع الاطفال 

ياسين بتفهم :عارف احنا مضغوطين جدا من كل الاتجاهات وعشان كده هنشطب القريه ونسافر نريح اعصابنا انا وانتى بجد محتاجين لاجازه ايه رأيك وننسى بقى اى حاجه عشان خاطري بلاش تزعلي نفسك ولا تشغلى بالك بالموضوع ده ، انا مايهمنيش غير وجودك فى حياتي 

ابتسمت ندى بامل :ربنا يخليك ليا ياسينو يا حبيبي 

ياسين بابتسامه :أيوة كده دلعيني ومش عاوز اشوف الحزن جوه عيونك طول ما انا عايش

ندى بحب :ممكن طلب ، هو مش طلب هو رجاء وحلم نفسه تحققه

نظر لها ياسين وهو يعلم عن اى امنيه تتحدث ، وبعد طول صمته امسك بيدها بين راحت يده ونظر لها بحب 

عارف نفسك فى ايه وان شاء الله هحققهولك ، بس بعد السفريه دي بجد محتاج نستجم شويا ولم نرجع مستعد نعمل العمليه إللى هتحقق حلمك يا حبيبتي

ضمته ندى بحب وفرحه على استجابته فى تحقيق حلمها وهو الخضوع لعمل حقن مجهري لكى تنغرز بذره حبهم وان تستطيع ان تنجب طفل من حبيبها وزوجها التى تعشقه ..

~~~~~~~~~~

 ظلت حبيسه غرفتها ورفضت تناول الطعام .



جلس الجميع على مائده الطعام ونظر عبدالرحمن بتسأل عن حبيبه 

عبدالرحمن :امال فين حبيبه مش معقول لسه فى الجامعه

حازم وهو يرمق شقيقه بضيق :لا رجعت من بدري ، بس زعلانه عشان النهارده كانت حفله تخرجها وطلبت من البيه يحضر وهو طنش طبعا ، لم انتى مش ناوي تحضر كنت اعتذرلها مش توعدها وتخلف وعدك وكمان عرفني او عرف بابا حتى بدال ماتحس أنها وحيده ومالهاش حد 

عبدالرحمن :الكلام ده صح وانت ليه ماتروحش حفله بنت عمك 

يوسف ببرود :نسيت وبعدين كنت نايم 

عبدالرحمن بغضب :طبعا دلوع مامي لسه صىاحي ، ماهو إللى زيك عمره ماهيتحمل مسئوليه 

فريال :وهو حصل ايه يعني ، فيها ايه لم يوسف نسي وكان نايم مش مشكله يعنى 

عبدالرحمن بحزن :فعلا مش مشكله ، هى بنت اخويا انا ومسئوليتي انا 

حازم :ايه رايك يا بابا نعملها حفله بمناسبه نجاحها وتخرجها ، اكيد هتفرح اوى وكلنا هنكون مبسوطين بيها وهى تحس أنها مش لوحدها 

نهض عبدالرحمن من مقعده ونظر لابنه :اعمل المطلوب يا حازم واشرف على كل حاجه بنفسك

فريال بضيق :رايح فين مش هتكمل اكلك 

عبدالرحمن : نفسي اتسدت من تصرفاتكم   ..

صعد الدرج وتوجه لغرفه حبيبه ، طرق الباب بهدوء وانتظرها تفتح له 

كانت مازالت تبكي بفراشها وعندما استمعت لطرقات الباب ، نهضت لترا من الطارق ، تفاجئت بوجود عمها 

احتضنها وهو يبارك لها نجاحها ويعتذر عن عدم علمه بموعد تخرجها 

ابتسمت له بحب وضمته بحنان ، فتشعر بالأمان داخل احضانه وترا وجه ابيها الراحل وهى بحاجه لذلك الاحتواء الذى تفتقده ...

****٠•********

ترك حازم المنزل وقرر جلب الهديه الذي وعدها بها .

ظل يتفل من متجر لاخر لايعلم ماذا يجلب لها بتلك المناسبه ، إلى ان وقعت عيناه على سياره حمراء صغيره الحجم ومن ماركه عالميه ، فقرر أن يسعد بها حبيبه ، فدلف على الفور لداخل معرض السيارات وانهى عقد الشراء وطلب منهم جلب السياره غدا على عنوان الفيلا .

حيث تقام الحفل ،سوف يهاديها اياها بالحفل ، واتفق مع احدي المتعاقدين بقاعات

 الافراح والحفلات ان يتولو أمر الحفل بحديقه  منزلهم من أجل شقيقته الصغرى وان يرا البسمه على وجهها البرئ ..

يتبع 
استاذنت عمها لتذهب إلى منزل صديقتها ، وافق على الفور وطلب منها ان تظل بمنزل صديقتها إلى ان يذهب حازم ويقلها المنزل ، وبعد ذلك انطلقت لمنزل ريم ..

تحدث حازم إلى الشخص الذي كلفه بأمر الحفل لياتي ويقوم باعماله الآن ، يريد أن تتفاجئ حبيبه عند عودتها للمنزل ..

كانت تشتعل بالغضب بسبب الحركه الغير معتاده بحديقه فيلتها ، فهى تعلم باقامه الحفل من أجل تلك الحبيبه التى تقطن معهم ولكن أمام زوجها لا تستطيع أن تتفوه بشي ، فعليها بالصمت وان تكتم غضبها داخلها ،خوفا من العقابات ..

طرق باب غرفه شقيقه لكي يقظه من غفلته ليتحدث معه .

كان يغط بنوم عميق لكن طرقات الباب ازعجت منامه ، فتافف بضيق ووضع الوساده على أذنه لا يريد أن يستمع لاي ضجيج ..
ظل حازم مكانه ودلف الغرفه بعد ان حاول مرارا ان يقظه ، وجده مازال يغط بنومه العميق ، اقترب منه ورفع عنه الوساده التى تغطى وجهه :
-بطل نوم بقى واصحى كده فوقلي 
يوسف بنعاس :فى ايه يا حازم ماتسبني انام يا اخي مالك ومالي الله 
نظر له بغضب والقى على الفراش علبه فخمه ذات حجم صغير ، وتحدث بغضب 
-عارف انك ولا على بالك ولا حاسس ياللى بيحصل حواليك وطبعا مش مهتم غير بنفسك وبس ولا على بالك ان فى حفله عشان حبيبه
رد ببرود :وانا مالي انا بوجع الدماغ ده
حازم بذفير: انت مابتحسش على دمك ، هى دى مش بنت عمك والمفروض تباركلها وانا عشان كده جبتلها هديتك عشان عارفك واطي مش هتجيب حاجه ، ومافيش خروج بالليل مع صحابك الصيع عشان نكون كلنا موجودين وماتحسش أنها لوحدها فاهم 
نظر يوسف لعلبه الهديه وفتحها ببروده المعتاد ،وجد بها خاتم ماس :مش بطال
هم حازم بمغادره الغرفه وقبل ان يخرج نظر له بجديه :يخربيت برود اعصابك 
ابتسم يوسف ولم يعقب على شقيقه ونهض من الفراش ، توجه إلى المرحاض لينعش جسده تحت الماء ..
~~~~~~~~
كانت تجلس مع صديقتها وتتحدث عن بعض الامور التى تتعلق بحياتها 
حبيبه بحزن :يوسف مش حاسس بيه ولا مهتم يعرف عن حياتي حاجه ، رغم أن مابفكرش غير في وعارفه عنه بيحب ايه وبيكره ايه ، وافضل سهرانه مستنيه يخلص سهر مع اصحابه ويرجع البيت ، لازم اطمن ان بقى موجود فى البيت عشان اعرف انام 
ريم بضيق :عشان هو اصلا واطي وبتاع سهر وشرب والله اعلم بنات ولا لأ ، يوسف ده مش الانسان إللى يناسبك يا حبيبه ، انتى عاوزة راجل جدع شهم طيب وكيوت رقيق كده زيك 
ابتسمت حبيبه رغما عنها :واعمل ايه فى ده اختار يوسف من اول لم عرفت يعنى ايه حب وقلبه اختاره
ريم بتنهيده :عشان قلبك اعمى ، ياريت يكون يوسف فعلا قد حبك ولا يحس حتى بيكي ، بس هيشوفك ازاى وهو طول الوقت سهر بره البيت
تنهدت بالم :عندى أمل يتغير ويحس بيه 
ريم برفعه حاجب : يوسف ماعتقدش عشان أمل ماتت من زمان 
ابتسمت برقه لصديقتها وضمتها الاخرى بحب وظلت تثرثر معها بعده اشياء إلى ان صدع رنين هاتفها وجدت المتصل حازم ، ينتظرها اسفل البنايه ..
أسرعت تودع صديقتها وحملت حقيبتها الخاصه وغادرت المنزل ..
****٠••••*********
فى فيلا الشامي 
كانت استعدادات الحفل تقام وتوافد بعض الاقارب والاصدقاء ، والجميع يعلم باقامه حفل لابنه شقيقه بسبب تخرجها ، وجلست فريال على مضض تصافح بعض الحاضرين وتبتسم رغما عنها ، مجامله من أجل زوجها .
و انجي مازالت بغرفتها تحاول ارتداء ثياب يليق بالحفل
 ، ارضاء لزوجها ..
وكانت الملاك الصغير ذات الثلاث أعوام ترتدي ثوب ابيض جلبه والدها وطلب من مربيتها ان تساعدها على ارتدائه ..
اما عن يوسف فقد انتهى من ارتداء ملابسه الكاجول فهو لا يرتدي غيرهم ولا يحب ارتداء البدل فتشعره بالاختناق وهو يحب الانطلاق والحريه ، وهندم ملابسه ورفع شعره لاعلى ونثر عطره والتقط الهديه وضعها بجيب البنطال وغادر غرفته ، متوجهه إلى الحديقه ليشارك بوجوده قبل ان يذهب لاصدقائه ..
~~~~~~~~~
اصطحبها حازم من منزل رفيقتها واثناء عودتهم إلى المنزل ، طلب منها أن تترجل من السياره أمام احدى بيوت الازياء العالمية الموجوده باحياء القاهره الراقيه ..
لم تفهم لما اوقف السياره هنا 
نظر لها حازم بابتسامة :تعالى ندخل واقفه ليه ، هنا بقى يا ستى هديه بابا ،من اختياره وزوقه كمان يارب تعجبك 
حبيبه بذهول :مش فاهمه حاجه
امسك بيدها وسارت جانبه ، دلف لداخل السينتر 
وتحدث مع الفتاه العامله به عن الثوب الخاص بحبيبه الشامي 
ابتسمت الفتاه ورحبت بهم ، وطلبت من حبيبه مرافقتها لغرفه تبديل الملابس 
سارت حبيبه وهى كالمغيبه لم تعي شي ، وساعدتها الفتاه على ارتداء الثوب 
كان باللون الرصاصي اللامع ضيق من منطقه الصدر وينزل باتساع من عند الخصر ويزينه بحزام فضي اللون ذات أكمام ضيقه وحجاب من نفس اللون الرصاصى يعكس جمال عيناها الرماديه ، ابتسمت باعجاب فهو لونها المفضل التى تعشقه وعمها هو من اختاره لها كهديه تخرجها ، شعرت بالسعاده وهى ترتدي ذلك الثوب ، وعندما خرجت نظرت لحازم بسعاده ، فابتسم لرؤيه ابتسامتها وشعر بسعادتها .
اطلق صفير إعجاب :ايه الجمال ده بقى ، لا انا كده هخاف اخرج بيكي من هنا 
ابتسمت بخجل ، فاقترب منها بهدوء 
حازم :بت يا حبيبه انتى مكسوفه مني ولا ايه ، لا مش معايا انا اخوكي الكبير فاهمه 
حبيبه :مبسوطه اوى يا أبيه 
حازم :لسه بقى هديتك إللى بجد منتظراكي فى البيت ، يلا عشان كده اتأخرنا عليهم 
قاد سيارته وهى جانبه إلى ان وصل لفيلا الشامي ..
ترجل هو أولا وطلب منها عدم النزول إلا ان يصطحبها بنفسه ..
وبعد ذلك ساعدها على الترجل من السياره وطلب منها اغماض عيناها ، ابتسمت له واستمعت لحديثه .
امسك هو بيدها ودلف لداخل حديقه الفيلا المزينه والمجهزه لاستقبال صاحبه الحفل التى تقام على شرفها ، واوقفها أمام سيارتها التى جلبها حازم من اجلها وهى مزينه بالشريط الابيض ..
وطلب منها فتح عيناها ، فتحتها بهدوء تفاجئت بوجود سياره حمراء بانتظارها 
نظرت للجميع بصدمه من هول المفاجأة فلم تصدق بانه يقام حفل لنجاحها وتخرجها ، وعادت نظرها للسياره بعدم تصديق .
ابتسم حازم وطلب منها ان تنزع الشريط عن السياره بنفسها :مبروك النجاح والتخرج بامتياز ، دى هديتي عشانك وماحدش لسه جربها غيرك يلا بقى 
ادمعت عيناها من شده فرحتها ، قبل حازم جبينها واستمعت إلى ماقاله ونزعت الشريط وصفق لهم جميع الحاضرين بالحفل ، واقترب منها يفتح لها باب السياره لتجلس أمام المقود 
نظرت له باسف :بس انا مابعرفش اسوق
حازم بحنان :ولا يهمك انا هعلمك وقت الإجازة وكمان يوسف فاضي يعلمك 
نظر له يوسف بضيق وتصنع الابتسامه وهو يبارك لها ويعطيها ايضا هديتها 
شعرت بدقات قلبها تنبض بشده وهى تلتقط منه الهديه وتبتسم له بحب 
واقترب عبدالرحمن ،ضمها لصدره بحنان وبارك لها ، شعرت بالسعادة الحقيقيه وسط عائلتها .
ابتعد حازم عن الانظار يبحث عن زوجته التى كانت غاضبه بسبب هديته القيمه لابنه عمه ، وعندما وجدها اقترب منها :حبيبي قاعد بعيد ليه ، مش هتباركي لحبيبه 
انجى بغيظ :كفايه عليها انتى قومت بالواجب وزياده وكمان عربيه 
حازم بتنهيده :فى ايه يا انجى بلاش اهادي اختى ، وبعدين عمرك طلبتي منى حاجه وانا اتاخرت عنك ، مش لسه مغيرلك عربيتك الشهر إللى فاتت 
انجي بضيق :بس عربيه حبيبه أحلي واشيك كمان 
حازم بابتسامه :يا سبحان الله ، ما كانت قدامك وقولتي صغيره وبعدين انا كمان مش نسيتك ، اتفضلي 
نظرت انجي بانبهار فاخرج حازم قيلاده جميله على شكل قلب من الماس وبه ورده حمراء 
انجي بفرحه :دي عشاني بجد ، ميرسي يا قلبي ربنا يخليك ليا 
ابتسم حازم وتعجب لتغير حاله زوجته والبسها القيلاده وبحث عن صغيرته ..
اقتربت مليكه بغرحه من حبيبه واسرعت إليها لتضمها ، حملتها حبيبه بحب ودارت بها عده مرات لتضحك الصغيره بسعاده داخل أحضان حبيبه .
التقطها حازم من حبيبه :قلب بابي واحشتيني 
ملكيه :وانت كمان بابي واحثتيني
قهقه حازم :اسمها واحشتني مش واحشتيني فرقي يا قلب بابي 
بعد عده ساعات انتهت الحفل وعاد الجميع إلى منازلهم وتثرب يوسف خلسه دون أن يراه أحد ليذهب إلى سهرته المعتاده مثل كل ليله ..
***٠••***********
بفيلا الانصاري 
عاد ياسين وزوجته من الخارج بعد منتصف الليل ، وكل منهما يشعر بالتعب ،فقد انجزو عملهم اليوم ..
ياسين وهو يضم زوجته :ياا اخيرا مش مصدق ان القريه خلاص اتشطبت 
ندى بتعب :ولا انا ، الواحد محتاج اسبوع راحه بعد المجهود الجبار ده 
ياسين بغمزة :هيحصل مش وعدتك نسافر نستجم ، بكره بالليل هنسافر اى مكان خارج مصر 
ندى بفرحه :بكره بكره 
ياسين وهو يحملها بين يديه :أيوة بكره بكره مش خلاص فاضين بقى ومش ورانا حاجه ،نستمتع بقى باجازه ومن غير موبايلات انا وانتى وبس يا حبيبتي 
ندى وهى تحتضن عنقه :بحبك بحبك بحبك
ياسين :وانا بموت فيكي وشدد فى احتضانها ، ربنا يقدرني واسعدك 
٠••••••••••••••••••
كان يجلس بالملهي الليلي مع أصدقائه وظل يشرب كأسا يليه كأسا إلى ان ثمل وبشده 
اصطحبته احدى الفتايات الموجودين بالمكان وظلت تتمايل معه وهو يلمسها بجراءه وينثر عليها جميع النقود التى بجيبه ، إلى ان شعر بالدوار من اثر الشرب .
فجلس قليلا على الطاوله وطلب منه صديقه بالمغادره الآن فيكفي سهر حتى الآن ، وحاول أن يساعده على النهوض ، فسار معها كالمغيب وقاد سيارته ورفض ان يقله صديقه لمنزله ، فقرر هو العوده وحده ، قاد سيارته والرؤيه قد تكون منعدمه ولكن جاهد فى إبقاء عيناه مفتوحه ولكن كان ثمل للغايه وفجاه انارت امامه اضاءه قويه فانعدمت الرؤيه تمام وفقد السيطره على محرك السياره وحدث تصادم قوي ادي إلى انقلاب سيارته عده مرات ....

الفصل الثالث
عشقتكِ قبل رؤياكِ

انطلقت سيارات الاسعاف لمكان الحادث المروع على الطريق ، وانتقل المصايب بالحادث إلى اقرب مشفى ، وتم فحص سائق السياره النقل وسائق السياره الاخرى ، اعلن المشفى حاله الطوارئ ..
وتم فحص المصابين بالحادث وتأكد من وفاه شخص وتم نقل الاخر لغرفه العمليات على الفور ،لأن حالته خطيره ووضعه غير مستقره ..

***********
استمعت لاذان الفجر يصدع بالمكان ، وهى مازالت مستيقظه تنتظر عوده يوسف لتشكره على هديته ولكن تأخر الليله عن عادته فلم يعد حتى الآن ،انتابها القلق ولكن قررت ان تتوضى وتصلى فرضها وان تدعى الله ان يرده بسلام ..
*************
بالمشفى بعد عده محاولات لإنقاذ حاله ذلك الشاب الذى كاد أن يخسر حياته هو الاخر ، نجح الاطباء بغرفه العمليات وتم الحافظ على سلامته ورغم أن حالته مازالت غير مطمئنه ولكن فعل الاطباء كل ما بوسعهم لانقاظه ..
بعد خروج الطبيب من غرفه العمليات طلب من الاستعلامات أخبار اهل المصابين ..
٠••••••••••••
انتهت من صلاتها ولكن اشرقت الشمس ولم ياتي بعد ، حاولت الاتصال بهاتفه مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى ، فهاتفه مغلق ،، وفجأة صدع رنين هاتف الفيلا ، فاسرعت لتلحق بالمتصل فى ذلك الوقت المبكر ، وظل رنين الهاتف يصدع إلى ان ايقظ جميع من بالفيلا .
نهض عبدالرحمن بقلق من فراشه وهم بمغادره غرفته ، وايضا حازم استمع لرنين الهاتف فتح عيناه بفزع وغادر غرفته ..
عندما اقتربت حبيبه من الاجابه على الهاتف وجدت انغلاق الخط من الطرف الآخر ..
عبدالرحمن بقلق :مين بيتصل يا حبيبه 
حبيبه بقلق :مالحقتش ارد يا عمو الخط فصل 
عاد الرنين مره اخرى 
حازم وهو يركض باتجاه الهاتف :استني يا حبيبه انا هرد 
تسمرت حبيبه مكانها وهمست إلى عمها بقلق :عمو يوسف لسه مارجعش لحد دلوقتي 
جحظت عين عبدالرحمن بقلق وهتف داخله :استر يارب
التقط حازم سماعه الهاتف بسرعه وهو يجيب بقلق :الو 
أيوة منزل يوسف عبدالرحمن الشامي ، مين بيتكلم 
حازم بفزع :اه حادثه ويوسف حالته ايه 
اغلق الهاتف بتنهيده حارقه والصدمه على وجه الجميع 
صرخت حبيبه ببكاء :ماله يوسف يا ابيه 
اتت فريال ونظرت لهم بغرابه :اخوك ماله يا حازم 
حازم بلهفه :مافيش وقت لازم نوصل المستشفى نطمن على حالته ، إللى بلغني مايعرفش حاله ايه 
اسرع الجميع بتبديل ثيابهم واعينهم دامعه لا أحد يعلم بمصير يوسف وهل مازال على قيد الحياة ام فارقها ، والدموع عنوانها وقلبها ينبض بشده ، بخوف وقلق وحزن ولكن تدعى الله ليستجيب دعائها فلا تتحمل خسارته هو الاخر فيكفى ما عانته بعد وفاه والدها ..
قاد حازم سيارته على وجه السرعه ووالده يجلس جانبه وبالمقعد الخلفى تجلس والدته وحبيبه وايضا زوجته والصمت يعم بالمكان ولكن دموعهم هى التى تنطق الآن ..
كان قلب الأب ينفطر لا يعلم مدا اصابه فلذه كبده ، فقط يدعو الله ان يظل على قيد الحياة ولا يريد خسارته ، لن يتحمل مفارقته ، قلبه يدعى ويناجي الله ان يستمد القوه وظل يردد داخله «ربي لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه »
اما عن قلب الام يرفض تصديق كل ما حدث ، تحاول اغماض عيناها بقوه ، تريد ان يكون كابوسا تستيقظ منه ، فهو طفلها الصغير مهما كبر ، فهو دلوعتها ولا ترفض له أمر ولا تحاسبه على أخطائه ، دايما تدافع عنه أمام الجميع ، صغيرها ولا تتحمل حياتها بدونه ..
وحازم يقود بصمت تام ، شاردا بعلاقته بشقيقه ومشاكستهم معا ، دايما يوبخه ولكن إذا فعل الخطأ ولكن يحبه بشده ولن يتحمل ان يصيبه اذي ، وعلى استعداد ان يضحى بحياته من أجل ابقاء شقيقه جانبه ..
وصل اخيرا أمام المشفى وداخل كل منهما تفكيره الخاص وقلقه ..
هرول الجميع أمام الاستعلامات ، يبحثو عن مكان وجود يوسف ..
فتاه الاستقبال :حادثه امبارح بالليل ، ممكن تسالو الدور التالت عمليات ، انا ماعرفش حاجه عن الحاله 
استقلو المصعد الكهربائي إلى الطابق الثالث وتسأل عن أمر حادثه أمس .
ارشدتهم احدى الممرضات إلى غرفه الطبيب الذى قام باجراء العمليه ..
كان الطبيب يتفقد المواشرات الحيويه ويطمئن من انتظام نبض القلب ، وغادر العنايه المركزه .
وجد عائله امامه فظن ان تكون عائله الشاب .
حازم بتوتر :حضرتك دكتور مؤنس 
الطبيب بابتسامه :تحت امركم 
عبدالرحمن بخوف :ابني كان فى حادثه امبارح ممكن نعرف وضعه ايه ونقدر نشوفه ونطمن عليه 
الطبيب بتنهيده :الحادثه كانت صعبه اوى واتنين انصابو فيها منهم واحد اتوفى وده كان سواق النقل لكن الشاب صاحب العربيه الملاكي ، حالته خطر وفى العنايه المركزه وممنوع الزياره حاليا 
حازم بقلق :ممكن تطمنا اكتر على وضعه 
الطبيب بتفهم شرح لهم حالته :ماخبيش عليكم الاصابه خطيره وقدرنا نسيطر على النزيف الداخلي للمخ بس وضع عنيه للاسف مايطمنش ، دكتور العيون عمله عمليه كان فى شذايه من اثر زجاج العربيه داخل عيونه وعملت نزيف قدر يسيطر على نزيف العين وخرج شاذيه بس حاله استجابه العين لرؤيه ماقدرش اتكلم فيها غير لم يسترد وعيه كامل ، الف سلامه عليه 
فريال بانفعال :يعنى ايه يوسف هيتعمي 
ربت حازم بحزن على كتف والدته ، واغمض عبدالرحمن عيناه يحاول حجب دموعه ، وانسابت دموع حبيبه بغزاره على وجنتها ، وظلت انجي مصدومه 
الطبيب باسف :انا اسف بس انا ببلغكم بااسوء الاحتمالات ، بعد اذنكم اى استفسار انا فى مكتبي 
عبدالرحمن بحزن ابتعد عن الجميع وقرر التوجه إلى المسجد ليصلى ويطلب العون والدعم من الله ، ويحمد لله على نجاه فلذه كبده فيكفى وجوده بالحياه ..
*****٠•••••***********
فيلا الانصاري 
نهض من فراشه وإجراء بعض الاتصالات لحجز تذاكر الطيران وبعد ذلك دلف للمرحاض انعش جسده بالماء وابدل ملابسه وترك زوجته مازالت تغط بنوم عميق ..
هبط الدرج وتوجه إلى الحديقه وجد والدته وزوجته عمه جالسين يتسامرو ببعض الاحاديث .
ياسين بابتسامه ؛صباح الخير على الحلوين 
غادة :صباح الخير يا حبيبي 
ماجده :وشك منور كده خير 
ابتسم بحب :عشان ماعنديش شغل وهاخد ندى ونسافر شهر عسل جديد 
ابتسمت غاده وشعرت بالسعاده بأن ابنها سوف يسعى من اجل الاطفال ، لم تعلم بأن ياسين حقا يريد الاسترخاء والبعد عن الضغوط المحاطه به .
ياسين :انا جهزت كل حاجه وخلال ساعات هكون فى المطار 
غاده بفرحه :وماله يا حبيبي ربنا يسعدكم 
قضمت ماجده غيظها فعلمت من غاده بانه سوف يصطحب زوجته للبحث عن علاج او اجراء طفل أنابيب ، ماجده لا تريد له ان ينجب ، فيكفى ان ياسين يتفوق على ابنها بالعمل ودائما يذكرو ياسين بانه صاحب عقل ورزانه ويعمل بكل جهده على تطورات مواسسات الانصاري ، ولهذا زرعت الغيره بداخل ابنها تريد ان تمحى ياسين من الوجود ليستقل ابنها مكانه ..
تركهم ياسين ليحضر حقائب السفر وابلاغ زوجته ، وقبل أن يصعد لزوجته ، قطف ورده حمراء من الحديقه وصعد إلى غرفته ، وجدها مازالت نائمه كالملاك ، وضع الورده جانبا واعد حقائب السفر التى تخصهم ، وعاد إلى زوجته ظل يداعب وجنتها بالورده ويبتسم بحب ينتظر ان تفتح عيناها الناعستين 
الى ان ذفرت بضيق وعندما فتحت عيناها العسليه تقابلت بزرقاويتن عيناه وهو يغمز لها بحب :حبيبي يا كسلان مش كفايه نوم بقى ورانا سفر 
قبلته من وجنته بحب :مش السفر لسه بالليل 
ياسين :لا انا خلصت كل حاجه وحضرت كمان الشنط ، يادوب تفوقي كده وتاخدي شاور عشان نطلع المطار عندها شهر عسل لازم نلحقه 
ندى بابتسامه :شهر عسل مرة واحده 
ياسين :طبعا نجدد جوازنا وهنسافر مدينه الحب عاصمه النور والجمال
ندي بفرحه :باريس بجد 
ياسين :أيوة تغير بقى ياقلبي واوعدك لم نرجع هعملك كل إللى انتى عوزاه
ندى :ربنا يخليك ليا يا نبض قلبي 
ياسين بغمزة :يلا عشان مافيش وقت اتهور فيه هههه 
دلفت المرحاض لتستحم وبعد ذلك ابدلت ملابسها ، فى ذلك الوقت حمل ياسين الحقائب ووضعهم بالسياره وانتظر قدوم زوجته لينطلق سويا إلى مطار القاهرة الدولي ..
~~~~~~~~~~~~~
مازال الوضع بالمشفى لا يبشر بخير 
جلست حبيبه وهى تبكي بصمت وتردد داخلها الدعاء بالشفاء وان يسترد وعيه وان لا يصيبه مكروه بعيناه وان لا ينطفئ بريق عيناه ..
ابتعد حازم قليلا واخرج هاتفه واجرا بعض اتصالاته بالشركه لتأجيل اى موعد يخصه ويخص والده ايضا وطلب من احدى المهندسين بمتابعه العمل بالمواقع التى تحت الانشاء ، وطلب من اخر ان يتابع العمل مكانه بالشركة ، وبعد ذلك اغلق الهاتف نهائيا ، وجلس بجانب والدته يحاول أن يساندها وتكف عن البكاء وطلب من زوجته الاهتمام بها ، وذهب هو ليبحث عن والده ..
~~~~~~~~~~
مر اليوم ببطئ على الجميع والكل بحاله يرثى لها ، فالجميع ينتظر معاينه الطبيب وتفقد وضع يوسف ..

٠••••••••••
هبطت الطائره المصريه بالاراضي الفرنسيه 
اصطحب ياسين زوجته وتوجهو إلى الفندق ليرتاحو قليلا ثم بعد ذلك ينطلقو فى رحلتهم الخاصه ، بعيدا عن أعين الناس ، وبعيدا عن جميع الضغوط المحاطه بهم، يريد أن يسترد انفاسه بعيدا عن القيل والقال ..
~~~~~~~
بعد ان فحصه الطبيب بعنايه واستجابت مؤاشراته الحيويه واطمئن من استعاده وعيه 
فحص جميع اعضاء جسمه ، فعلم أن جسده مازال يشعر به والحادث لم تتسبب باعاقه اى طرف من اطرافه الاربع ، فطلب من طبيب العيون فحص قاع العين والتأكد أيضا من أنها ليست اصيبت بأي ضرر ..
وعندما اقترب طبيب العيون واخرج الكشاف الطبي من سترته الطبيه ووجهه الشعاع المنبعث من الكشاف على أعين يوسف ، نظر لصديقه باسف .
علم الطبيب الاخر بما اصابه اثر الحادث ، واعطى يوسف مسكن للألم ليعود إلى الثبات مره اخرى من أجل ان لا يشعر بآلام المتفرقه بجميع أنحاء جسده ، وغادرا غرفه العنايه المركزه ..
كانت العائله تنتظر خروج الطبيب بقلب قلق متوتر يخشى الآتى .
اقترب حازم من الطبيب بلهفه يطمن على وضع شقيقه ، ربت الطبيب على كتف حازم وتحدث باسف :للاسف مافيش اى استجابه من عيونه ، قدر الله وما شاء فعل 
هوى والده على المقعد باسي وتنهد بحزن ولكن نطق لسانه بذكر الله فقط 
اما والدته فصرخت بالطبيب بقوه :يعنى ايه انتو مش عارفين تعالجو ابني قولو من دلوقتي اسفره اى مكان فى العالم مايهمنيش غير صحه ابني
حازم بحزن :ماما من فضلك اهدي 
الطبيب :انا مقدر انفعال حضرتك ، وخطر على صحته ان يخرج بره المستشفي غير بعد استقرار حالته على الأقل اسبوعين تحت الملاحظه 
حازم :شكرا يا دكتور 
كانت بعالم اخر بعد حديث الطبيب وصدمتها الكبرى بفقد حبيبها نور عيناه ، جلست بحزن تبكى بصمت ولم تصدق بعد انه لم يعد يرا شئ امامه فقد اصبحت حياته ظلام من الان ، وازداد بكائها عندما توصلت لتلك النقطه السوداء ..
يتبع 
كان الجميع مترقب معرفه يوسف بم اصاب عيناه من اثر الحادث ..
كان نائم بفراشه ويشعر بالألم بجميع انحاء جسده ، وعندما فتح عيناه تفاجئ بانعدام الرؤيه ، فقط يسمع اصوات جانبه ولم يميزها بعد ..
كانت الممرضه المسئوله عن حالته بجانبه ،عندما شعرت بافاقته ابتسمت بحزن على ذلك الشاب الذي خسر نور عيناه وهو بذلك العمر :حمدلله على سلامتك.، حالا هبلغ الدكتور 
يوسف وهو يتحسس عيناه باطراف انامله ويحاول اغماضها وفتحها مره اخرى إلى ان تاكد أنه لم يرا سواء الظلام الدامس ، فصرخ بقوه 
يوسف بانفعال :انا مش شايف حاجه ايه إللى حصلي ، انا اتعميت 
حاولت الممرضه السيطره على حاله الانفعال التى احتاجته ، ودلف شقيقه ووالده على اثر صراخ يوسف 
ووقفت حبيبه أمام العنايه تخشي رؤيته بذلك الوضع .
ركضت الممرضه تخبر الطبيب لياتي ويتفحصه وظل حازم يحاول احتضانه والسيطره على انفعالاته خوفا من ايذاء نفسه ..
ظل يصرخ بقوه ولم يصدق أنه فقد بصره :انا اتعميت يا حازم اتعميت 
ضمه حازم بقوه وانسابت دموعه بصمت ، إلى ان دلف الطبيب وأمر باعطائه حقنه مهدئه وطلب من الجميع مغادرة العنايه خوفا من تدهور حالته الصحية والنفسيه ..
غرزت الممرضه الابره بوريده وهدئ جسده قليلا إلى ان اغمض عيناه  وارتخى جسده كاملا ..
~~~~~~~~
غادر الطبيب العنايه وتحدث لوالده باسف 
- طبيعى إللى حصل ان ينهار بسبب فقدانه لبصره ، ودلوقتي بعد حقنه المهدئ حالته مستقره ، بس طبعا حاله المريض النفسيه أهم من اى حاجه ، ياريت تراعو عجزه وتحاولو تخرجو من حالته النفسيه ، وأحب اطمنكم فى أمل من عمل جراحه لعنيه بس بعد مرور ست شهور ولازم يكون المريض مستعد وعنده يقين فى الله وعزيمته قويه ويجتاز اول مرحله 
حازم  بأمل :يعنى بعد ست شهور يقدر يعمل العمليه ويرجع يشوف تاني يا دكتور
الطبيب :طبعا هيكون نسبه نجاحها 60% وده فى حد ذاته انجاز بس هو يخضع لعلاج نفسي وسريع وابعاده عن اى ضغوظ ويكون مستعد وعارف ان دى مجرد اذمه وهيعدي منها على خير بأمر الله 
حازم بابتسامه :شكرا يا دكتور ، احنا هنعمل كل حاجه وهنفضل جنبه عشان يعدي المرحله دى ان شاء الله
~~~~~~~~~~
بعد مرور اسبوع ولم يتغير شئ
مازال يوسف يخضع للعلاج بالمشفى ولكن حالته النفسيه فى تدهور ملحوظ ، فلا يتحدث مع أحد من عائلته ، وانطفى بريق عيناه وكأنه بعالم اخر ، حاول الجميع اخراجه عن صمته ولكن دون استجابه ، فقد بدلته الحادث كثيرا وكأنه فقد نفسه وليس بصره فقط ..
اذن له الطبيب بالخروج وأخبر عائلته بوضعه النفسي السي وهذا سوف يؤدي لتراجعه وعدم امتثاله للشفاء وطلب منهم عرضه على طبيب نفسي يساعده على تجاوز الفتره الحاليه ..
**************
بعد مرور يومان اخرين 
كان يمكث بغرفته وحيدا شارادا فقد الكثير من وزنه ونمت لحيته ومازال صامت لا يتحدث مع اى شخص من عائلته ، طلبت حبيبه من عمها ان تدخل فهى تخرجت من جامعتها بامتياز وسوف تعمل معالج نفسي ،فقررت ان تساعده هى بنفسها ، رفضت زوجه عمها فى بدأ الأمر ولكن مع اصرار حبيبه وثقه عمها وشقيقها الأكبر حازم الذي دفعها للاعتماد على نفسها وخوض تلك التجربه مع يوسف ..
٠•••••••••••
طرقت باب غرفته ودلفت بهدوء نظرت له بالم وحزن يفطر قلبها على ماتوصلت اليه حالته ، استردت أنفاسها واقترب منه بحذر ، ظلت واقفه أمام الفراش 
وهو جالس بالفراش شاردا فى الفراغ ولم يهتم بمن بغرفته .
حبيبه بجديه :هتفضل حابس نفسك فى اوضتك كده كتير 
علم أنها ابنه عمه واجاب ببرود :وانتى عاوزة اعمل ايه مثلا ، انا حر ومش محتاج اتكلم مع حد ولا محتاج شفقه من حد 
جلست مقابله له وتحدثت بصوت دافئ :بس احنا عيلتك ومافيش حد بيشفق على حته منه ، واحنا مش حد يا يوسف احنا عيلتك فاهم ، واكملت حديثها بنبره جاده :وهتتكلم معايا وغصب عنك كمان
يوسف بعناد :وهتخليني اتكلم ازاى بقى غصب عني يا ست حبيبه 
حبيبه بابتسامه :انت اصلا بتتكلم معايا يا يوسف ومش محتاجه اغصبك
شعر بسذاجته وعاد إلى صمته ، ولكن حبيبه لم تيأس بعد فظلت تثرثر معه بطريقتها الحانيه :
-- يوسف إللى حصلك مش نهايه العالم ، ولازم تبق قوي وتعدي الشده دي ، ده اختبار من ربنا ، ليه مش تكون قد الاختيار ده وتصبر وتتحمل مش ترفضه عشان ده ابتلاء من ربنا ولازم ترضى بيه بس مش بالأجبار لا تكون راضى وصابر على البلاء ، ممكن اعرف اخر مره قربت من ربنا امته وصليت ودعيت يستجيب ليك اى دعوه بتطلبها ، انت ليه زعلان من إللى حصلك ، ليه مش تحمد ربنا انك لسه عايش وسط عيلتك بتتنفس وبتتحرك صحيح فقدت بصرك بس انت مش راضي ، معترض ليه على قدرك ، ليه مش ترضى بنصيبك وترفع ايدك لربنا وتطلب منه يشفيك ويرد بصرك ، لكن انت قافل على نفسك اوضتك وحابب صمتك وعزلتك ولو حد فكر يكلمك تصرخ فيه وتطرده ، على فكره مش انت بس إللى موجوع من إللى حصلك كلنا موجوعين عليك بس بندعى ربنا يردلك بصيرتك وبصرك يا يوسف 
مش قادر تشوف دلوقتي ، احنا كلنا حواليك وهنكون عيونك إللى بتشوف بيها ، اى حاجه انتى عاوزها هنكون جنبك ومعاك وصدقني محدش هيحبك زى اهلك ولا هيخاف عليك زينا .
يوسف بتنهيده :الكلام سهل يا حبيبه عشان مش عايشه إللى انا عايشه دلوقتي ، عاجز مش قادر اعمل حاجه 
حبيبه بجديه :لسه مافهمتش يا يوسف انا عاوزة اقولك ايه ، هو انت ازاى كنت عايش حياتك قبل كده 
يوسف بغضب :يعنى ايه مش فاهم 
حبيبه بتنهيده :يعنى انت قبل كده ماكنتش عايش اصلا يا يوسف ، حياتك عباره عن سهر وشرب ورجوع البيت متاخر ، قالب ليلك نهار ونهارك ليلك ، ماكنتش بتشوف عيلتك غير صدفه على السفره ، كنت مبسوط بحياتك كده يا يوسف وانت مابتعملش حاجه واحده صح ، حتى الشغل مابتشتغلش معتمد على الفلوس بتاعت والدك ، لا تعبت ولا اشتغلت بالفلوس عشان كده ماتعرفش قيمتها بضيعها كل يوم فى سهره ومش بس كده بتغضب ربنا وتشرب خمر ، هو انت ماتعرفش ان الخمر حرام
يوسف بانفعال :وانتى بقى يا مفعوصه انتى جايه تعلميني ، انتى مالك ومالي اطلعي بره مش عايزك تدخلي اوضي تاني فاهمه بره 
انسابت دموعها بصمت :هخرج بس مش قبل ماتشوف حقيقه نفسك يا ابن عمى ، مش قبل ماتفكر ان مهما غلطت وعصيت فى ربنا موجود ومطلع عليك وشايفك وانت بتغلط وسايبك عشان ترجعله وتوب عن افعالك إللى كلها غلط ، عارف ربنا بيمهل ولا يهمل   ارجع لربنا يا يوسف وانت هترتاح ، اه قبل مااخرج لو عاوز تصلى اتوضى وممكن تطلب منى تصلى ازاى اصل انا واثقه انك ماتعرفش الصلاه ازاى ولا الفرض كام ركعه 
همت بمغادره الغرفه ولكن اوقفها صوته الحزين :انا مش وحش اوى كده ، انا فعلا تافه وكل افعالي غلط ، بس محدش طلب منى اعمل الصح ، بابا كل همه اشتغل فى الشركات مع حازم ، وماما مش بتقولي على اى حاجه لا وعارفه ان غلط بس عمرها ماوجهت ليه نصيحه ، وحازم دايما ينصحني بس انا مش كنت شايفه ولا شايف حد خالص غير نفسي وبس بعمل كل حاجه مع اصحابي سهر وسفر وشرب وأى حاجه غلط بس ماببقاش مبسوط حاسس ان فى حاجه نقصاني بس مش عارف ايه هى ، واصحابي اتخلو عنى ماحدش فكر يسأل عليه بعد الحادثه 
حبيبه بدموع :عشان صحاب مصلحتهم وبس ، وانت الحاجه إللى نقصاك هى نفسك يا يوسف ، بلاش تعلق خطئك على شماعه غيرك ، انا اهو لا أب ينصحني ولا أخ يقف جنبي ولا ام توجهني يايوسف ومع ذلك بفكر ايه بعمله ممكن يفرح ربنا ويكون راضى عنى واعمله ولو حاجه شاكه فيها ببعد عنها فورا ، عشان براعي ربنا فى تصرفاتي 
يوسف :بس احنا مش اهلك 
ظلت تقهقه :اهلي انا ماحدش كان حاسس بوجودي فى البيت غير عمو وابيه حازم يا يوسف ، كأنى ماليش موجود بس عادي مش زعلانه 
يوسف بضيق :انا اسف يا حبيبه ان زعلتك وراضي ياستى تكوني عيونى 
حبيبه :مش بس كده المعالج النفسي لحضرتك كمان
يوسف بابتسامه ومد يده ليصافحها :وانا موافق 
نظرت ليده وابتسمت بامل وصافحته هى الاخرى ..
~~~~~~~~~~~~~
ظلت جانبه ساعدته على حلاقه لحيته الناميه وهذبت مظهره واطعمته بيدها وطلبت منه ان يلجأ إلى الله وأن يتوضأ ويصلي ، استمع لها وبالفعل بدأ فى صلاته وبعد ان انتهى شعر بالراحه وشكر حبيبه على دعمها له ، وتركته لينام وتوجهت إلى غرفتها هى الاخرى لتنعم بالراحه والسكينه ..
صدع رنين هاتفها ،التقطته بابتسامه فهى تعلم أنها صديقتها ريم 
حبيبه :ريم حبيبتي واحشتيني
على الجانب الآخر تحدثها ريم بضجر :لا ماهو واضح 
حبيبه :ماانتي عارفه إللى حصل ليوسف والبيت كله اعصابه مشدوده وبعدين ده يوسف يا ريم يوسف
ريم :عارفه ان سي يوسف ، بس مش تنسي رساله الماجستير إللى بتحضريلها وكمان تقديم التعين يا استاذه 
حبيبه:انا كمان بمارس شغلي ودراستي مع يوسف وبدأت معاه العلاج النفسي من انهارده وبعدين انا لسه مش عارفه الماجستير هيكون عن ايه مش قررت لسه 
ريم بضيق :طب والشغل مش قولنا هنشتغل فى مكان واحد يا حبيبه ولا خلاص هتستغنى عني
حبيبه :انا اقدر يا ريم ، انتى عارفه ماليش غيرك ، بس يوسف دلوقتي محتاج لكل وقتي ، عشان على الأقل اقدم اى حاجه لعمى على تعبه معايا طول السنين إللى فاتت ، رد جميل يا ريم لعيلتي 
ريم بتنهيده :خلاص يا ستي ردي الجميل براحتك ، بس اعملي حسابك مش هقدم فى اى مكان غير وانتي معايا ومستعده استحملك شويا 
حبيبه :حبيبتي يا ريم وان شاء الله لم يوسف يتحسن ويعمل العمليه ويبق كويس مستعده ادوس معاكي فى اى مكان نشتغل سوا طبعا
ريم بغيظ :لسه هنستني يوسف لم يفتح يا حبيبه وليه كل ده يوسف اصلا مش شايفك وهو مفتح هيشوفك دلوقتي هيحس بيكي دلوقتي 
صمتت حبيبه وشعرت صديقتها أنها تفوهت بكلام جارح 
ريم باسف :انا اسفه يا حبيبه مش قصدي بس 
قاطعتها حبيبه بجديه :ولا قصدك يا ريم ، انا مش بعمل كده مع يوسف عشان يحس بيه ولا حتى يشوفني ، انا بعمل واجبي اتجاه ابن عمى وهو فى محنه وانا لازم أكون جنبه ومش مستنيه منه حاجه ولا تمن لمساعدتي ليه ، وعارفه ان الحب نصيب ومش بالعافيه وكل واحد بياخد إللى مقسومله ومكتوبله ياريم 
شعرت بالحزن من أجل صديقتها واغلقت الهاتف خشت ان تتفوه بحماقات وتغضب صديقتها .
بعد ان اغلقت الهاتف جلست بالفراش تنهدت بألم وحاولت ان تغمض عيناها لتذهب فى نوم عميق ، لا تريد التفكير بشي سوا النوم ..
~~~~~~~~~~~~~~
كان يتحدث مع شخص آخر ويطلب منه شيئا يفعله عند عوده ابن عمه من الخارج ، يريد أن يحضر له مفاجئه تقلب حياته رأسا على عقب ، يريد أن يمحى اسمه من الوجود ، ليظل هو وحده المسيطر على ومؤسسات الانصاري ، فيكفى ان يكون فى الخفاء لابد وأن يظهر للجميع وسوف يفعل المستحيل من أجل السطوه والمال .
ابتسم بمكر بعد ان وضع خطته المحكمه للايقاع بابن عمه ..
••••••••••••••••٠•••

الفصل الخامس
عشقتكِ قبل رؤياكِ

فى اليوم التالي على مائده الطعام يجلس الجميع ويتناولو الطعام فى صمت ولكن ولاول مره يشاركهم يوسف مائدة الإفطار ،شعر الجميع بالفرحة من أجل أنه يشاركهم الآن مائده الطعام وفى وقت مبكر فلم يعتادو على استيقاظ.يوسف مبكرا وهذا فى حد ذاته انجاز ..
نظر حازم لحبيبه بامتنان فقد أثبتت ثقتها بعملها وتخصصها وعلم ان لم يقدر على اقناع شقيقه سواها .
اما عبدالرحمن فكان ينظر لزوجته ليجعله تترك لحبيبه حريه التصرف ولا تقف عائق بطريقها فهى ابنه عمه وتسعى لاخراجه من حاله الاكتئاب التى احتاجته بعد الحادث .
فضلت فريال الصمت وتتابع الموقف فقط ..
لم يستطع يوسف أن يطعم نفسه وهذا جعله يشعر بالحرج من نفسه أمام عائلته، لاحظت حبيبه ذلك ونهضت من مقعدها لتجلس بجانب يوسف وهى تأخذ الصحن الموضوع أمامه وبدات فى اطعامه بصمت .
يوسف بضيق :ماليش نفس ، انا اصلا مابحبش افطر
حبيبه :لازم تفطر عندك علاج ولازم تاخده وكمان عشان نخرج ايه رأيك
يوسف بنصف ابتسامه :هنخرج وانا فى حالتي دي ، وهنروح فين 
حبيبه :وهى مالها حالتك مش اتفقنا تسبلي نفسك ، انت محتاج تغير جو ، هنروح النادي نتمشى شويا 
استاذن حازم وغادر لعمله ، وايضا والده توجه لعمله .
وحاولت حبيبه اقناع يوسف بامر الخروج ، وبعد الحاح وافق يوسف على مضض ، ساعدته فى اختيار ملابسه ووضعتها بيده وانتظرت خارج الغرفه حتى يبدل ملابسه ، واخرجت هاتفها تطلب أوبرا ..

~~~~~~~~~~~~~~
انتهى يوسف من ارتداء ملابسه وثم   وضع نضارته الشمسيه على عيناه وامسك بعصاه وسار بجانب حبيبه ..
 أمسكت بيده تساعده على ركوب السياره وبعد ذلك  نهضت وجلست جواره ،انطلق السائق فى وجهته إلى النادي...
بعد مرور عدة دقائق كان السائق يصف التاكسي أمام النادي ، ترجلت حبيبه أولا وساعدت يوسف على النزول وامسكت بيده ودلفا سويا لداخل النادي ..
جلس بطاوله منعزله عن الجميع ، لا تريد ان تسبب له الاحراج من اى موقف ، تخاف جرح شعوره ولذلك فضلت ان تجلس بعيدا عن الجميع .
تنفس يوسف بارتياح وابتسم لها :تعرفي ان اول مره اصحى بدري ولا وكمان ايه بنشاط واجى النادي ههه ، تصدقي انا مدخلتش النادي من يجى كام شهر 
حبيبه :عشان الصحيان بدري بيدك طاقه وكمان بيكون عندك نشاط مافيش خمول عشان مافيش سهر لوش الصبح ، لازم تجدد طريقه حياتك غير كل حاجه وانت هتحس بتجديد فى حياتك 
يوسف بابتسامه:خليني وراكي لم أعرف هتوديني لفين 
ابتسمت له بحب وبدات تقص عليه بعض الاحاديث ، ليتفاعل معها ويستجيب لتبادل الحكايات ويبتسم على طريقتها الطفولية فى السرد ..
كان يشعر بالامتنان ويتعرف عليها كما لو انها اول مره تقابله بحياتها ، فهو رغم كونها تقطن معه بنفس المنزل إلا ان لن يلتقي بها ولا يعلم شيئا عنها ..
*************************
كان يبحث بعيناه عن مكان وجود والدته وفجاه اصطدم بصديق له ..
عادل باندهاش :سامر مش ممكن ايه جابك النادي من امته يا عم 
سامر بابتسامه :والله يا عدول انا جاي ابحث عن الست الوالدة محتاج مصاريف ، طالع يومين كده الساحل مع اصحابي وبابا مسافر والفيزا مافيهاش ولا مليم ، لولا الفلوس ماكنتش صحيت بدري ولا جيت النادي 
عادل : طول عمرك مادي يا سمور ، بس صاحبك هنا 
سامر بتضيق حاجبه :صاحبي مين 
عادل :يوسف الشامي ، انا لسه لامحه كده من شويا ومعاه صاروخ إنما ايه ، بت زى القمر 
سامر بصدمه :يوسف هنا ده لسه كان عامل حادثه من فتره وسمعت ان اتعمى كمان 
عادل بجديه :اه فعلا كانت البنوته مسكاه من ايده بجد صعب عليه ، ربنا يشفيه 
سامر بتفكير :طب هو قاعد فين لازم اعاين بنفسي 
عادل بضيق:انت ايه مابتنهدش 
سامر بغمزة :لا حد يقول للجمال لا بردو ده يبق مغفل وبعدين عندي فضول اعرف يوسف بيوقع البنات فيه ازاى حتى وهو اعمى مابيشوفش مش عاتق 
ربت عادل على صديقه :عندى تدريب سلام يا سمور 
سامر :استنى بس ماقولتش يوسف فين 
عادل : فى الركن البعيد الهادي
سار سامر يبحث عن يوسف بجديه وعندما راء يجلس مع فتاه اقل ما يقال عنها أنها شديده الجمال والرقه والبراءه مرسومه على صفيحه وجهها .
رسم الحزن على محياه وهو يتقدم من الطاوله التى يجلس عليها يوسف وحبيبه  وعندما اقترب منهم تحدث بنبره حزينه :معقول يوسف بجد مش مصدق انت كويس يا صاحبي والله لم عرفت إللى حصلك زعلت جدا 
احتضنه سامر بمكر وظل ينظر للفتاه بشغف ، عندما استمع يوسف لصوته ميزه بقوه .
-- سامر وانت لسه عارف ان صاحبك 
سامر بكدب :أخص عليك يا جو ، والله لسه عارف من يومين بس ماانا كنت مسافر دبي لوالدي وماعرفتش إللى حصلك غير صدفه من واحد صاحبي ، وكنت ناوي اجيلك البيت اطمن عليك طبعا 
يوسف بتصديق :خلاص يا سامر حصل خير ، اتفضل اقعد معانا 
سامر بابتسامه :مش تعرفنا الاول يمكن الانسه تدايق من وجودي ولا حاجه 
يوسف :دى حبيبه بنت عمى واكيد وجودك مش،هيدايقها كده يا حبيبه 
حبيبه بضيق :اكيد اتفضل 
سامر وهو يجلس أمام حبيبه :مش تكمل التعارف يا جو 
يوسف بابتسامه :سامر يا حبيبه صاحبي وطبعا فاشل زي هههه 
سامر بغمزة لحبيبه :كده الانسه تاخد عنا فكره غلط من اول مره
شعرت بالضيق من نظراته المصوبه عليها ، وكلما نظرت له وجدته ينظر لها بغرابه فطلبت من يوسف العوده الى المنزل الان ..
حبيبه :يوسف ممكن نروح بقى عشان ميعاد الدوا قرب 
يوسف بضيق :هتطلبي أوبرا تاني ، مش لو كنتى بتعرفي تسوقى كان ارحم 
استغل سامر الحديث وعرض عليهم ايصالهم للمنزل ، وافق يوسف على الفور ولكن كانت تود حبيبه الفتك به .
استند يوسف على كتف صديقه وسار جانبه إلى مكان سيارته ساعدها على الدلوف لداخل السياره وجلست حبيبه بالمقعد الخلفي ، وظل سامر يختلس النظرات إليها ويبتسم بين تارا واخرى ..
واقترح على صديقه ان يعلمها السواقه ، جحظت عين حبيبه من جراءة حديثه 
يوسف بجديه :بجد يا سامر والله فكره ايه رايك يا حبيبه اهو نرتحم من المواصلات
سامر بتسبيل وهو ينظر فى رماديه عيناها :انا تحت امرها طبعا ومستعد خلال اسبوع تكون نبر وان فى السواقة
حبيبه بغضب :لا شكرا ابيه حازم هيعلمني
يوسف :بس حازم مش فاضي يا حبيبه 
حبيبه بضيق تريد ان تصفع يوسف على رأسه بقوه لكى يفيق من تفوهاته الحمقاء 
-- ابيه حازم وعدني يوم اجازته هيعملني 
تحدث سامر لنفسه :براحتك يا جميل مسيرنا نتعرف اكتر 
وصل بالاخير إلى فيلا الشامي ، تنفست حبيبه الصعدا وترجلت بسرعه من السياره ، توجهت إلى يوسف امسكت بيده ليترجل من السياره هو الاخر ، وتعمد سامر ان يقف جانبها ويتصنع المساعده يحاول ان يلمس بيدها ، ابعدت يده عنها بقوه ورمقته بنظرات كره وغضب 
يوسف بابتسامة :تسلم يا صاحبي على التوصيله ، ماتجى تقعد معانا شويا 
ابتسم لحبيبه :لا مره تانيه بقى عشان نكمل كلامنا اسيبك دلوقتي ترتاح 
ودعه يوسف بابتسامه ولم يلتفت له سامر لم يبعد انظاره عن حبيبه إلى ان رحلت من امامه ودلفت لداخل الفيلا ، ابتعدت عن يوسف وحدثته بانفعال 
-- انت ازاى توافق حد غريب يعلمني السواقه كده عادي 
يوسف باستغراب من انفعالها:عادي يا حبيبه دة واحد صاحبي وحابب يخدمني ايه إللى يزعل فى كده 
حبيبه بضيق:صاحبك انت مش صاحبي انا وحابب يعرض خدامته يبق ليك انت وبعدين يعنى ايه حاجه مش تزعل هو اى حد يعرض عليك يعلمني السواقه توافق كده عادي ايه يا اخي مافيش حاجه اسمها مايصحش ولا ينفع ده غريب عني 
يوسف بابتسامه :خلاص سوري حقك عليه يا ستي انتى صح 
تركته بغيظ وصعدت إلى غرفتها وظلت تحدث نفسها بعصبيه وانفعال : مابيحسش على دمه ،  عنده كل حاجه عادي وفيها ايه ، بارد بشكل ، لا وكمان واثق اوى فى صاحبه الفاشل إللى زيه عمال يبيص ليه نظرات واقحه ، انا ماشوفتش كده فى حياتي ..

تسمر مكانه بعد ان تركته بغضب وابتسم على طفولتها 
معقول فى حد بيفكر زيك كده يا حبيبه ههههه ده انتى غريبه بشكل ..
*********•••••*************
علم بموعد وصول ابن عمه فقرر صنع له مفاجأه غير متوقعه ، سوف يضرب ضربته دون ان يشعر به أحد ، فقد تمنى تلك اللحظه على أحر من الجمر ..
*********** 
استقل الطائره العائده إلى موطنه بعد قضاء شهرا خارج البلاد..
قضى شهرا من السعاده وهو بجانب زوجته ، اراد ان يسعدها بقدر استطاعته ، لا يريد أن يرا الحزن بعيناها فقد عانت الكثير من الاحاديث التى تقلل من ثقتها بنفسها وجعلها تشعر بالنقصان لعدم انجابها إلى الآن ، لذلك قرر الذهاب بها فى جوله حول العالم لتنسى كل ما مضى من ضغوط الحياة والاستمتاع فقط بوقتهم من السعاده ..
كانت تشعر بالقلق عند عودتها من تلك السفره ، تخشى ما تقبل عليه من استجواب تنهدت بأسى عندما هبطت الطائرة مطار القاهرة الدولي ..
٠••••••••••••••••
عندما علم بوصوله اسرع اليه بسيارته ليرحب به ويقله إلى فيلا الانصاري ..
وقفا سيف ينظر للماره بصاله المطار يتفقد وصول ابن عمه من حين لاخر ، وعندما وقعت عيناه عليه ابتسم بمكر وركض باتجاه يحتضنه بشوق ذائف ، استقبله ياسين بوجهه البشوش وضمه بحب 
 --واحشتني يا سيفو 
سيف وهو مازال يعانقه :حمدلله على سلامتك يا غالي ، ماتصورش غيابك كان عامل فينا ايه ، بس اطمن وراك رجاله الشغل كان ماشي زى الساعه 
ربت ياسين على كتف ابن عمه :قدها وقدود وطبعا واثق فى شغلك من غير ما تقول
ابتسم سيف وصافح ندى :حمدلله على سلامتك يا ندى 
ندى بابتسامه :الله يسلمك يا سيف 
اسرع سيف يسبقهم لاصطحاب سيارته أمام المطار ، وحمل الحقائب ووضعهم بالسياره ، جلس ياسين جانبه وزوجته بالخلف وانطلق سيف يقود سيارته لتوجه إلى فيلا الانصاري ..
*******••••***********
فى المساء بفيلا الشامي 
كان يشعر بالضيق بسبب عدم وجود حبيبه على مائدة الطعام ورفض أيضا تناول طعامه ، كان يشعر بالنقصان فى غيابها وترك الجميع ليصعد إلى غرفته ..
نظر حازم لوالده بابتسامته المعتاده وارسل اليه غمزة ، فهم والده مقصده وابتسم أيضا لتبديل حالة ولده الطائش ..
بعد تناول الطعام نهض عبدالرحمن من مجلسه وطلب من حازم ان يتبعه إلى غرفه مكتبه يريد ان يحدثه بأمر ما ..
*****٠•••*******
صعد غرفته وهو يشعر بالملل فاراد ان يعلم سبب عندم تناولها الطعام فقرر الذهاب لغرفتها ..
طرق عده طرقات على باب غرفتها ، اغلقت الهاتف مع صديقتها واسرعت لتفتح الباب ، تفاجئت بوجود يوسف ..
حبيبه :يوسف خير فى حاجه 
يوسف وهو يدلف لغرفتها :فى انك رفضتي تتعشي معانا ممكن اعرف السبب 
حبيبه بابتسامه علمت أنه يهتم لامرها :لا ابدا ماليش نفس
يوسف بجديه :ولا زعلانه مني عشان الموقف التافهه إللى حصل مع سامر 
تذكرت نظرات سامر وشعرت بالاشمئذاذ :لا وهزعل ليه، مش زى مابتقول موقف تافهه وأنا اكبر من كده بكتير 
ابتسم على حديثها :يا واد يا كبير انت ، طب انا كمان لسه ماتعشيتش ممكن ناكل سوا بقى ، انا ماعرفتش اكل من غيرك
حبيبه :ايوه بقى هى الحكايه كده ، عشان اكلك وبس
قهقه يوسف بصوت مرتفع جعلها تشعر بالسعاده لرؤيه ضحكته 
--لا والله بجد مااقدرتش اكل من غيرك ، يلا بقى 
سحب يدها خارج الغرفه وهبط الدرج سويا ، توجهت إلى المطبخ وطلبت منه ان ياتي معها ، 
وقفت تعد الطعام وجلس هو على الطاوله الصغيره الموضوعه بالمطبخ ، وتناولو الطعام سويا ، وايضا كما تعود اطعمته بيده وهى تبتسم بحب أنها تجلس أمام حبيبها وتطعمه كما لو انه طفلها ..
***٠•••**********••
فى غرفه المكتب تحدث عبدالرحمن بجديه مع ولده حازم  عن شقيقه الأصغر وعن وضعه وعن ما ينوي فعله من اجله هو وحبيبه ..
عبدالرحمن :ها يا حازم ماقولتيش إللى بفكر فيه صح ولا غلط 
حازم بجديه :هو إللى اعرفه يا بابا ان حبيبه بتحب يوسف وانا حاسس بده كويس ، لكن مش متاكد من مشاعر يوسف اتجاه حبيبه ايه 
عبدالرحمن :بس انا ملاحظ قربهم من بعض الفتره دي 
حازم بتنهيده :خايف يكون يوسف اتعود عليها وبس عشان هى إللى واخده بالها منه وبتحاول تخرجه بره حاله الاكتئاب وكمان يوسف تجاوب معاها ، خايف منه بصراحه يا بابا تكون مسئله تعود مش اكتر عشان حبيبه بتكمل النقص إللى عنده ، ولم يوسف يعمل العمليه وتنجح متوقع يجرحها ويسبها ، عشان كده خايف على حبيبه تتصدم وهى بجد بتحبه 
عبدالرحمن بحزن :طب والعمل يابني هنعمل ايه ، ماهو ماينفعش حبيبه تكون عايشه معانا وكمان داخله خارجه مع ابني وانا اسكت كده وماتكلمش ، حبيبه دى بنتي وامرها يهمني كمان مش هقبل لحد اى كان يجيب سيرتها ولا يتكلم عن سمعتها ، قولي اتصرف ازاى 
حازم بجديه :عندك حق يا بابا ، لازم نتكلم مع يوسف هو شعوره ايه اتجاه حبيبه ولو صادق فى حبه ليها يبق نمشي الموضوع رسمي ويرتبطو ، لكن لو بس مجرد تعود وأنها بتكمل نقصه ومش بيحس بعجزه يبق كده حرام تتعلق بيه اكتر ، لازم فصل بينهم وانا شايف نخلي حبيبه تقعد يومين عند طنط ناديه ، يكون يوسف قرر هيعمل ايه وشايفها ازاى 
عبدالرحمن بتفكير :بس انت عارف مابحبش حبيبه تبات عند مامتها ، كمان حبيبه مش هتوافق
حازم بابتسامه :يا بابا يا حبيبي هى مهما كان والدتها ومن حقها عليها تشوفها وتطمن عليها وكمان تقعد عندها كام يوم صدقني كده احسن ، وأنا بنفسي هقنعها 
عبدالرحمن باستسلام  : ماشي خلاص موافق 
ابتسم حازم لوالده وهو يطمئنه :اطمن كل حاجه هتمشى تمام 
فى ذلك الوقت كانت تستمع لحديثهم بصدمه وصعدت لغرفتها قبل ان يشعر بها أحد ..
.........   .......

الفصل السادس
عشقتكِ قبل رؤياكِ

بعد ان استمعت للحديث الذي يدار بين زوجها وابنها ، ابتعدت عن المكتب بهدوء وصعدت للغرفتها على الفور قبل ان يراها أحد ..
ظلت تفكر بما يدور بمخيله زوجها ، تفكر فقط بمصلحطه ابنها ، لذلك ظلت شارده وتسترجع الحديث بذهنها إلى ان توصلت لحل مناسب من أجل راحه ابنها وسعادته ..
*******************
عندما انتهو من تناول الطعام ، صدع رنين هاتفه ، فقربه من حبيبه لتعلم من الذي يتصل به الآن ..
نظرت لشاشه الهاتف واجابت بضيق :سامر 
ضغظ يوسف بالايجاب : أهلا ياسامر 
شعرت بالضيق وتركته يتحدث مع صديقه وغادرت المطبخ ..
**************
فى ذلك الوقت خرج عبدالرحمن وحازم من غرفه المكتب وعندما راء حبيبه اراد حازم ان يتحدث معها الآن من أجل الذهاب إلى والدتها لقضاء بعض الوقت بمنزل والدتها ..
عبدالرحمن :حبيبه تعالى عاوز اتكلم معاك دقيقتين 
سارت اتجاه عمها فامسك بيدها ليعود إلى مكتبه واتبعه حازم أيضا وأغلق الباب خلفه ..
جلس عبدالرحمن على الاريكه الموضوعه بالغرفه وجلست حبيبه جانبه 
تنهد عبدالرحمن بقوه ونظر لها بحنان :انا عارف ان بقالك فتره ماشوفتيش مامتك ومن حقك تزوريها يا حبيبتي وكمان تقضى معاها يومين وحازم بكره هيوصلك بنفسه ويبق يرجع ياخدك وقت لم تحبي 
حبيبه باستغراب :كمان اقعد عند ماما يومين وحضرتك موافق يا عمو 
عبدالرحمن بتردد :مامتك من فتره اتصلت بيه وطلبت مني تباتي عندها كام يوم وانا انشغلت بتعب يوسف ، بس حقك يا حبيبتي هى والدتك بردو وحرام امنعك عنها 
تدخل حازم فى الحديث :حبيبه من حق والدتك عليكي تزوريها من وقت لتاني وتطمني عليها مهما كانت الظروف
حبيبه :بس انا فعلا بزور ماما دايما بس الحقيقه بقالي فتره ماشوفتهاش عشان يوسف 
حازم واحنا هنا كلنا مع يوسف واطمني عليه ، وبكره ان شاء الله هوصلك عند طنط ناديه 
حبيبه بابتسامه :اوكيه ، تصبحو على خير
عبدالرحمن ؛وانتى من اهل الخير يا قلبي
صعدت إلى غرفتها والقت بجسدها على الفراش وهى تفكر بقرار عمها المفاجئ إلى ان غلبها النعاس ..
******٠•••***•*****
انهى يوسف الاتصال مع صديقه وبحث عنها فلم يجدها 
وجد شقيقه يقف امامه :عاوز حاجه يا يوسف
يوسف :حازم ماشوفتش حبيبه 
حازم :حبيبه طلعت تنام فى حاجه ولا ايه 
يوسف باستغراب:تنام دلوقتي ، بس ماقالتش
حازم بابتسامه:وهى لازم تاخد منك الأذن عشان تنام ولا ايه
يوسف بضيق:لا بس متفقين نسهر سوا
حازم :امممم تسهرو سوا ، انا بقولك تطلع تنام انت كمان 
يوسف بزفير :حاضر 
سحبه حازم من يده وصعد به الدرج إلى ان اوصله لغرفه نومه وتركه وتوجه إلى غرفته ..
****************٠••••***********
عندما دلف يوسف لغرفته وجد والدته تنتظره 
فريال :يوسف حبيبي عاوزة اتكلم معاك 
يوسف باستغراب :فى ايه يا ماما ، فى حاجه حصلت
فريال وهى تسحب يده لتجعله يجلس على الفراش :لسه بس هيحصل 
يوسف بعدم فهم نزع نظارته :مش فاهم ايه إللى هيحصل 
قصت عليه فريال ما دار بين والده وشقيقه ..
ظل صامت لدقائق بعد حديث والدته ، إلى ان قطع الصمت بينهم وهى تتفوه بجديه 
--ناوى بقى على ايه 
يوسف ببرود :فى ايه 
فريال :يابني رأيك ايه فى كل إللى سمعته ده ، وهترد على باباك بايه ، عاوز ترتبط بحبيبه ولا ايه ، لازم تفكر كويس عشان مصلحتك الاول 
يوسف بجديه :بس انا عمري مافكرت فى الارتباط من حبيبه ، انا اصلا ماكنتش شايفها قبل كده ، ومانكرش أنها دلوقتي وجودها فرق معايا كتير وخرجني من حاله الاكتئاب إللى كنت عايشها وهى بتحاول تساعدني بكل الطرق ، مش عارف افكر فى اكتر من كده ، حبيبه فعلا بتكمل النقص إللى عندي ،بس مش عارف ممكن ارد على بابا واقوله ايه 
فريال بجديه :اسمع كلامي للاخر ، انا شايفه ان وجود حبيبه جنبك فى الوقت الحالى مهم جدا عشانك وعشان نفسيتك وكمان انت لو قولت الكلام ده لوالدك هيرفض حبيبه تفضل جنبك عشان خايف على سمعتها وحد يتكلم عنها ويقول طول الوقت معاك ، أبوك مش هيسمح بكده وعشان كده عاوز تروح عند ناديه يومين لحد لم انت تقرر عاوزها فى حياتك ولا لاء
يوسف بضيق :بس مش معقول اربط حياتي بحبيبه عشان وقوفها جنبي فى محنتي ، مافيش بينا اى حب ولا مشاعر 
فريال: ومين قالك ان ممكن اوافق ببنت ناديه تجوزها اصلا ، بس ليه مش ترتبط بيها مؤقت بس لحد لم تسترد صحتك وتعمل العمليه وتنجح ، ساعاتها تفكر فى اى حاجه وتحل نفسك من الارتباط ده 
يوسف بتفكير :مااقدرش العب بيها هى مهما كان بنت عمي
نهضت فريال وقبل ان تغادر الغرفه ربتت على كتفه :فكر فى حياتك ونفسك وخد القرار المناسب ليك ، وانت حر طبعا فى اى قرار هتاخده وتتحمل نتيجته ، تصبح على خير يا حبيبي ..
تركته يتخبط به الافكار ولم يستطيع النوم طوال الليل ..
******٠••*************
فى صباح اليوم التالي 
لم تجد يوسف لتودعه قبل ان تذهب الى والدتها ، استقلت السياره بجانب حازم   
وانطلق فى طريقه لمنزل والدتها بالمعادي ...
وصفا السياره أمام البنايه بعد مرور نصف ساعه ، ابتسم لها بحب وقبل جبينها قبل ان تترجل من السياره 
-خلى بالك من نفسك ، ولو احتاجتي لاي حاجه كلميني ، سلميلي على طنط
حبيبه :حاضر 
ترجلت من السياره ودلفت لداخل البنايه ، استقلت المصعد الكهربائي وضغطت زر الطابق السادس ..
وقف المصعد  وترجلت منه أمام باب الشقه ، استجمعت انفاسها قبل ان تضغط الجرس .
وضعت يدها على الجرس وصدع رنينه ..
كانت بالمطبخ تحضر الطعام وعندما استمعت لصوت الجرس ، اسرعت لفتح الباب .
تفاجئت بوجود ابنتها ، وحيدتها ، صغيرتها 
ابتسمت بحب وضمتها باشتياق لصدرها ، تريد ان تستمتع بتلك اللحظه ، تستنشق عبقها بحب ولهفه واشتياق ، فهى دائما تشتاق لفلذه كبدها ،  صغيرتها .
استشعرت الامان باحضان والدتها وبادلتها العناق بقوه ، فهى أيضا تشتاق لدفئ احضانها ، تريد اإن يقف الزمن  عن تلك اللحظه ، لا تريد الابتعاد عنها ..
********************
استيقظ من نومه متأخرا وتذكر غياب حبيبه ، ترك غرفته وهبط الدرج فلم يجد أحدا بالفيلا .
تنهد بضيق وشعر بالوحده ، خرج بالحديقه ليستنشق الهواء وظل يفكر بحديث والدته .
والغريب أنه شعر بالعجز بدونها ، فلم يجد أحد يهتم لامره سواها .
بحث عن هاتفه فلم يجده فقد تركه بغرفته ، تنهد بضيق كان يريد أن يتحدث معها ..
*********************
اصطحبتها ناديه بفرحه وهى تجذبها من كتفها لتجلس بغرفتها التى اعددتها والدتها من أجل المكوث بها ، وتركتها ترتاح قليلا ، ودلفت هى المطبخ لتعد لها كل ما لذ وطاب ، وهاتفة زوجها بسعاده تخبره بأن ابنتها سوف تمكث معهم ليومان ، فرح زوجها من أجلها وقرر العوده من عمله مبكرا ليجلس مع ابنه زوجته الحبيبه ..
*******•*****
بفيلا الانصاري حاله من الحزن تخيم على الجميع ، و يقام العزاء بمسجد عمر مكرم ..
والنساء متواجده بالفيلا والحزن مسيطر على الجميع ، والملابس السوداء تعم بالمكان ، كان الوضع محزن وصادم لجميع عائله الانصاري ..
كانت غاده تبكي بحرقه على سعاده ابنها التى دٌمرت بين ليله وضحاها ، كانت تبكي بمراره وتشعر بالم يعتصر قلبها حزنا على فقدان زوجه ابنها ، فقد فارقت الحياه وتركت خلفها جسد ممدد بالمشفى على الفراش الابيض يصارع الموت هو الاخر ،  أصبح جسدا بلا روح ، قلبا بلا نبض ، فقد خسر رفيقته بالحياه ، شريكه دربه ، خسر سعادته وحياته معها ، فقد دفنت كل احلامه وامانيه وتوارى كل شيء تحت التراب ...
~~~~~~~~~~~
كان بعالم اخر  داخل العنايه المركزه ، لا يشعر بمن حوله ، فقد شلت الصدمه جميع حواسه وانقلبت حياته فجاه رأسا على عقب ، أصبح جسدا بلا روح لا أحد يعلم بما اصابه ، فمنذ اليوم المشئوم وهو ممدد على فراشه لا حول به ولا قوه ، جسد ممدد وحوله العديد من الاجهزة ، قلبه ينبض وهذا دليل على وجوده بهذه الحياه ولكن عقله مغيب تماما ولم يدرك بعد بما حدث له ، صراع قائم بين العقل والقلب ، فهل يتغلب القلب على العقل واعادته للحياه مره اخرى اما سوف تنتهى حياته للابد وينتصر العقل بالنهاية ؟؟
*****٠•••••••••*********
جلست مع والدتها وهى تشعر بالتوتر والقلق ، قلبها منشغل بالتفكير بأمر يوسف ، شارده الذهن .
وفجاه آت زوج والدتها من عمله ووقف امامها يرحب بها ، افاقت من شرودها على صوته الحاني وهو يبتسم لها ويرحب بها بسعاده 
ناديه :اهو عمك فاروق جيه
ابتسم فاروق بحب :ازيك يا حبيبه والله البيت منور يا بنتي
حبيبه بابتسامه مصطنعه :الحمد لله بخير ، شكرا لحضرتك 
وجه حديثه لزوجته :ثواني هغير هدومي تكوني حضرتي الأكل 
دلفت ناديه لتعد مائده الطعام وظلت حبيبه مكانها ، وبعد ان ابدل فاروق ملابسه ذهب ليساعد زوجته فى إعداد الطعام ووضعه على المائده ..
اخبرة ناديه حبيبه بأن تاتى لتتناول الطعام معهم ، انصاغت لامر والدتها وجلست جانبها وهى تشعر بالخجل من وجود زوج والدتها فهى تبغضه ولا تتحدث معه إلا القليل .
كانت تختلس النظرات بينهم وتبتسم بالم ،فذلك الشخص الغريب عنها ، أصبح مكان والدها الراحل ، أصبح له مكانه بحياه والدتها وهى إلى الآن لم تتقبل وجوده بعد ، عادت بذاكرتها لزمن مضى ، ومضى معه كل شيء ، فقدت العائله ، فقدت حب والديها لها والاهتمام بها ، فقدت روحا غابت عن الدنيا ولم تغب عن قلبها يوما ، تشتاق للعوده إلى الطفوله عندما كانت السعاده تغمرها بوجود والدها الحبيب جانبها ، وتشعر بدفئ مشاعره وحنان والدتها ، تنهدت بحزن عندما ايقنت ان كل ذلك أحلام يقظه فقط ، تتمنى العوده الى الزمن الجميل الذى فقدته برحيل والدها وقد تبدلت حياتها وانتهت السعاده وكل شيء ، عندما تزوجت والدتها من اخر ، واصبحت هى وحيده بمنزل عمها ، بعد ان انشغلت والدتها واختارت لنفسها حياه اخرى تعيشها وتبدءها مع شخصا اخر ، فقد اختارت البعد عنها وهى فتاه فى العاشره من عمرها ، تركتها فى معونه عمها لترا حياتها ..
افاقت على يد والدتها وهى تطلب منها إكمال طعامها 
ابتسمت رغما عنها وتركت الطعام وتحججت بحجج واهيه ، ودلفت إلى غرفتها ..
انسابت دموعها بعد ان حاولت منع نفسها من البكاء ولكن عندما اختلت بنفسها ، اطلقت لدموعها العنان ، لتخرج كل ما فى صدرها من الم وحزن دفين ..
٠•••••••••••••••••••••••••••
دلفت والدتها لغرفتها وهى تحمل معها علبه صغيره بها هديه نجاحها ، جلست بقرب حبيبه وهى تبتسم لها بحب 
--فرحانه بيكي ان بنوتي كبرت واتخرجت كمان ، الف مبروك على نجاحك وتخرجك يا روح قلبي 
حبيبه بتنهيده عميقه :الله يبارك فيكي 
قدمت لها الهديه بحب وهى تفتحها أمام اعينها وتخرج قلاده جميله الشكل تحتوى على قلب دهبي كبير داخله قلب صغير من الماس ، تريد ان تلبسها اياها بنفسها ، ابتعدت حبيبه بتردد 
--اسفه يا ماما مش هقدر اقبلها 
ناديه بتنهيده حزن :ليه بس يا قلبي 
حبيبه :مش من فلوسك ومش هقدر اقبل حاجه زى كده 
شعرت ناديه بالحزن :بس عمك فاروق عارف وهو كان معايا اشتريتها سوا ، وبعدين فلوس جوزى هى فلوسي ، بكره لم تتجوزي هتعرفي ان مافيش فرق بين الراجل ومراته 
ابتسمت بعيون دامعه :حضرتك قولتي فلوس جوزك هى فلوسك ومافيش فرق بينكم ، بس مش تخصني انا مش فلوس بابا عشان اقبلها ، ارجوكي لازم تقدري مشاعري 
اغمضت ناديه عيناها بحزن فقد علمت أنها جرحت ابنتها جرحا لا يموحه الزمن عندما تخلت عنها وتركتها لعمها وتزوجت هى بآخر ولكن لن تنعم بالسعاده الكامله بغياب ابنتها ، فقد حُرمت من الانجاب لذلك تظل تشتاق لابنتها التى تركتها بالصغر ..
*****٠•••******************
لم تستطيع المكوث اكتر من يوما واحد بمنزل والدتها ، فضلت العوده الى بيت عمها ، هاتفه حازم وطلبت منه ان ياتى ويصطحبها للعوده إلى منزلها فقد اشتاقت لكل ركن به واشتاقت لحب طفولتها وصباها....
~~~~~~~~~~~~~
فى ذلك الوقت قرر يوسف ان يعمل بنصيحه والدته ، فقد شعر بالوحده حقا فى غيابها ، هى نصفه الآخر التى تكمله ، هى عيناه الذي يرا بها وتعود على وجودها دائما جانبه ، شعر حقا بالاشتياق لها .
اراد ان يتحدث مع والده ويسبقه هو بأمر الارتباط من ابنه عمه..
..........
ودعت والدتها وقررت العوده الى منزل عمها ، انتظرت حازم خارج البنايه إلى ان اتى واصطحبها معه إلى المنزل ، وقبل أن يقود محرك السياره ،التفتت إليها بتسأل .
--مالك يا حبيبه حصل حاجه ضايقتك 
حبيبه بتردد :لا ابدا ماحصلش حاجه 
حازم بشك :متاكده ، بس شكلك بيقول غير كده 
نظرت له بحزن وانسابت دموعها: بابا واحشني اوى 
ضمها لصدره بحنان ومسد على ظهرها :ربنا يرحمه ، ادعيلو يا حبيبتي هو فى مكان احسن دلوقتي ، وبلاش يشوف دموعك ، عشان المتوفي بيحس طبعا ، خليه دايما يحس انك مبسوطه سعيده عشان مش يقلق عليكي 
اومت له بالايجاب ومحت دموعها ، وقبل أن يطلق حازم نظر لها بتفهم 
--حبيبه مامتك ماعملتش حاجه غلط ولا عيب ولا حرام أنها اتجوزت بعد عمو الله يرحمه ، دى سنه الحياه وكان لازم يكون ليها سند ، عارف طبعا ومقدر ان مش سهل عليكي تشوفى حد تاني مكان والدك ، بس حاولي تتقبلي الأمر يا حبيبه عشان ماتتعبيش ، انتى دلوقتي كبرتي وتفهمي ليه مامتك عملت كده ، اكيد ماكنتش هتكمل حياتها لوحدها ولا ايه 
نظرت له بتوهان :بس انا عارفه و فاهمه ان ماما من حقها طبعا تتجوز وتكمل حياتها زى ما هى شايفه ، بس كمان من حقي مااقبلش اشوف حد مكان بابا ، صعب عليا بجد ليه مش حد قادر يفهمني .
حازم بجديه :حبيبتي انا فاهمك وعارف طبعا انك مش هتتقبلي ده بسهوله ، بس ده الواقع ماينفعش نغيره ، انا مش عاوزك تتعبي وتشغلي نفسك كتير بالموضوع ده ، بس تخلي بالك اوعى تقصري فى حق والدتك عليكي ، انتى بنتها الوحيده ولازم تسألي عنها دايما وان كان ياستى على وجود زوجها ، ابقى قابيلها بره البيت فى اى مكان 
***********************
كان يريد أن يتحدث مع والده وجلس جانبه 
يوسف :بابا كنت عاوز اتكلم معاك فى حاجه كده مهمه 
عبدالرحمن باهتمام :خير يا يوسف 
يوسف :بصراحه يعنى عاوز اخطب حبيبه ده بعد اذن حضرتك
ابتسم عبدالرحمن فكان يريد ان يتحدث معه هو الاخر بهذا الموضوع نفسه وسبقه ابنه ، شعر بالراحة .
- معقول فجاه كده يا يوسف عاوز ترتبط ومن مين من بنت عمك ، مش غريبه شويا 
يوسف بتنهيده :عارف طبعا ان ظروفي ماتسمحش بالخطوة دي ، بس انا الفتره دى عرفت قيمه حبيبه فى حياتي ووجودها جنبي مهم جدا ، وانا من غيرها حاسس ان ناقصني حاجه مهمه 
عبدالرحمن بجديه :انا كنت هتكلم معاك فى الموضوع ده ، بس حبيبه مش تسليه يا يوسف ، ومش هقبل انك تزعلها ولا تجرحها طول ما انا عايش ، حبيبه دى بنتي وامرها وسعادتها تهمني اكتر منك انت نفسك فاهم 
يوسف بابتسامه :فاهم يا عوبد 
كانت تستمع لحديثهم وتبتسم بمكر ، فقد حقق ابنها ما تمنته واتخذ اول خطوه 
٠••••••••••••••••••٠
عندما استمع لسياره شقيقه ، نهض من مجلسه متوجها إليها على عجاله .
كانت تسير بالحديقه وكادت ان تصطدم به 
فقد ميزها براءحتها المختلفه وسار اتجاه تلك العبق الفواح الذى استنشقه بقوه فى حضورها ، تسمرت مكانها عندما وجدته امامها ونظرت له باشتياق 
امسك يوسف بيدها وهو يبتسم لها بحب :واحشتيني 
جحظت عيناها الرماديه من أسر كلمته 
فعاد يوسف على مسامعها :بجد واحشتيني جدا وكنت عامل زى اليتيم من غيرك ، انا خلاص اتعودت على وجودك فى حياتي ، ممكن ماتبعديش تاني 
لم تستطيع التفوه بكلمه فقط تنظر له بغرابه ، هل حقا اشتاق لها ويشعر بها ، هل غيابها فرق معه ، هل يكن لها نفس المشاعر ، ظلت متخبطه وشلت حواسها بواقع كلماته .
استغرب حازم وجودها بذلك الوضع وتبادل النظرات بينهم ، يريد ان يعلم سبب تسمرهم بهذا الشكل .
وقف خلفهم ووضع يده على كل منهما واصبح يفصل بينهم 
-هو فى ايه بالظبط، واقفين كده ليه ، يلا ندخل
علم يوسف باثر كلماته عليها وابتسم داخله وسار مستسلما لشقيقه ، دلفو سويا داخل الفيلا .
تقدم عبدالرحمن من حبيبه يضمها بحنان :حمدلله على سلامتك يا قلب عمك ، ماتصوريش كنت مفتقد وجودك قد ايه 
حبيبه بابتسامة :حضرتك كمان واحشتني اوى اوى 
حازم :الغدا بقى يا جدعان عشان  نازل تاني عندي شغل 
اقترب يوسف من حبيبه وهمس جانبها :على فكره انا طلبت ايدك من بابا واتمنى توافقي 
تفوهة ببلاها :هااا 
عبدالرحمن :حبيبه ابعدي عن الود ده وتعالى عاوزك 
اقتربت من عمها بهدوء ، ربت على كتفها ثم حدثها باهتمام :،بصى يا حبيبتي الواد ده كلمني فى موضوع كده ، عاوز يرتبط بيكي وأنا عاوزك تفكري كويس ، لو شايفه ان يوسف الإنسان إللى بتحلمي بيه وموافقه عليه يكون شريك حياتك انا معاكي وهفضل جنبك وفى ضهرك ، مش عاوز حد يغصبك  ولا ياثر على اختيارك ، ده جواز مش لعب عيال لازم تاخدي كل وقتك وتفكري بجديه وأى كان قرارك ماحدش هيناقشك فيه تمام 
هزت راسها بالموافقة ..
٠••••••••••••••••••••
هاتفه صديقه سامر واخبره بانه ينوى لسفره بشرم الشيخ هو وأصدقائه ويريد يوسف ان يذهب معهم ، تحمس يوسف لتلك السفره وقرر اخبار حبيبه لتاتى معه فهو بحاجه لوجودها جانبه ..
طرق باب غرفتها  ، كانت شاردا تفكر بكل ما حدث معها اليوم ، إلى ان انتبهت لطرقات باب غرفتها، ذهبت لتفتح  وجدت يوسف يدلف لداخل غرفتها ، ترك الباب مفتوحا ونظرت له باهتمام 
-- أنت لسه مانمتش 
يوسف  بابتسامه:انتى كمان مانمتيش وماجتيش نتكلم زى كل يوم ، ياترى ايه شاغل بالك وتفكيرك ، اكيد انا صح 
حبيبه بتوتر :لا خالص مابفكرش انا كنت هنام اصلا 
يوسف بشك :تمام ، طب وصلتي لايه بقى موافقه تربطي حياتك بحياتي ولا انا بقيت ماانفعش بعد الحادثه 
حبيبه بجديه :ليه بتقول كده ، عندك فرصه تعمل العمليه وترجع احسن من الاول بس بلاش تشاؤم ، وانا عمرى ما فكرت بالشكل ده 
يوسف :افهم من كلامك انك راضيه بيه 
حبيبه :لم اتاكد انك فعلا اتغيرت وبقيت شخص تاني مش تافه ولا صايع بتسهر للصبح وتشرب وعايش حياتك كلها غلط 
يوسف بجديه :بس انتى شايفه ان فعلا اتغيرت من وقت الحادثه، خلاص اوكيه فكري براحتك بس  فتره الخطوبه تقدري تحكمي عليه فيها، وكمان عاوز منك طلب 
حبيبه :طلب ايه 
يوسف :ايه رايك نسافر يومين شرم نغير جو ، انا محتاج اغير جو جدا ، وانتى كمان محتاجه تفكري ولم نرجع تردي قررتي ايه هتقوفي جنبي ولا 
حبيبه بتفكير :بس عمو مش هيوافق
يوسف بابتسامه :هو هيرفض طبعا لم انا اطلب منه ، لكن انتى اكيد مش هيقدر يقولك لا 
حبيبه بجديه :تمام هكلمه الصبح ، اتفضل بقى على اوضتك 
يوسف :طب ماتيجى نتفرج على فيلم وتحكيهولي اصل مافيش نوم
حبيبه بتعب :لا تنام بدري احسن عشان صحتك ، تصبح على خير
غادر الغرفه بضيق :وانتي من اهل الخير يا ختي 
٠••••••••••••••
كانت تقف أمام غرفه العنايه المركزة ، تتطلع من اللوح الزجاجي الصغير تتففد وضع ابنها وتبكى بحزن على ما اصابه .
اسرعت إليها ابنتها نادين وهى ترتدي حُله سوداء وتنساب دموعها على كل ما أصاب عائلتها بغيابها .
حاولت ان تهدئ والدتها :ماما ارجوكي حاولي تتماسكى عشان خاطر بابا ، كمان الدكاتره بلغوني ان حاله ياسين مطمئنه وان شاء الله هيسترد وعيه قريب، بس محدش يعرف امته ، ادعيلو انتى بس وبلاش دموع 
ربت والدها على كتف ابنته بحنان :نادين حبيبتي لازم ترجعي لندن  عشان جوزك وولادك يا بنتي 
نادين :ماينفعش اسيبكم فى الظروف دى يا بابا وادم متفهم وهو مع الولاد ماتشغلش بالك حضرتك
غاده بحزن :بابا معاه حق لازم ترجعي عشان ولادك لسه صغار ومحتاجين ليكي ، ادم مش هيعرف يتعامل معاهم ، سافري يا قلبي وأن شاء الله نطمنك على اخوكي لم يفوق بأمر الله

قبل ان تغادر المشفى ، دلفت الغرفه العنايه ، ارادت ان تودع شقيقها قبل ان تذهب للمطار .
اقتربت من فراشه وهى تبكى بصمت ، انحنت لتقبله وهمست بجانب أذنه 
-ياسين يا حبيبي فوق عشان خاطري ، ماما منهاره وبابا مكسور ، ارجوك يا ياسين ارجعلنا عشان احنا من غيرك نموت، بابا محتجالك انت سنده ومش قادر يشوفك كده ، فين قوتك واصرارك على انك تواجه اى مشكله ، عارفه انك هترجع زى الاول وواثقه فى ربنا مش هيخذلنا ، بس محتاجين عزيمتك ، انا لازم ارجع برلين عشان ادم والولاد ، بس هحاول اظبط اموري ونرجع كلنا عشان أكون جنبك ومطمنه عليك يا حبيبي ، هتوحشني اووى ..
~~~~~~~~~~~^~~~~~
فى الصباح 
استيقظ بنشاط بعد ان هاتفه سامر وأخبره بأنها انهى كل شئ من أجل الذهاب إلى شرم الشيخ وتم حجز التذاكر وأخبره بموعد اقلاع الطائرة ..
نهض من فراشه وتوجه على الفور  لغرفه حبيبه .
طرق عده مرات وعندما لم ياتى الرد دلف لداخل وهو ينطق باسمها 
-حبيبه ،حبيبه انتى فين
 اقترب من الفراش وتحسس المكان بيده وجدها مازالت بالفراش تغط بنوم عميق 
هزها برفق لتستيقظ 
انتفضت بقوه من الفراش عندما لمسها وجحظت عيناها لم تصدق أنه امامها الآن بغرفه نومها .
ظل يقهقه على فعلتها :ايه يا بنتي لادغتك عقربه اهدي فى ايه 
حبيبه بغضب :أنت ازاى تسمح دخل اوضتي كده وتصحيني من النوم ، أنت مابتميزش ابدا يا يوسف ايه يصح وإيه مايصحش
يوسف بجديه :ده على اساس ان شايفك مثلا بلبس النوم وماينفعش اشوفك كده ، ماحصلش حاجه لكل ده وانا خبطت كتير على الباب وقولت ادخل اطمن عليكي 
حبيبه بضيق :يوسف انا مش قصدي اجرحك ، بس انا اتخضيت من الموقف كله ، بس بجد ماينفعش تعمل كده تاني 
يوسف بتنهيده :حاضر يا حبيبه ، اسف، ممكن بقى تنجزى عشان تكلمي بابا ، المفروض نكون فى المطار بعد ساعتين 
حبيبه بجديه :حاضر هغير هدومي وانزل لعمو 
يوسف :اوكيه وأنا هنزل الطف الجو ، ماتتاخريش 
تنهدت بضيق :مافيش فايده
حملت ثيابها ودلفت المرحاض لتنعش جسدها وتبدل ملابسها ، واحضرت حقيبتها من أجل السفر ..
وهبطت الدرج بهدوء ، بحث عن عمها وجدته انهى طعامه ويوسف يتحدث معه من أجل الذهاب 
عبدالرحمن :عاوز تسافر ازاى بس وانت فى حالتك دي 
فريال :يوسف محتاج يغير جو وفيها ايه يا عبدالرحمن
يوسف ؛ما انا مش لوحدي معايا اصحابي وكمان حبيبه ممكن تيجي معايا 
حازم برفعه حاجب :حبيبه 
عبدالرحمن :ماينفعش طبعا وجود حبيبه معاك وكمان ناوى تقضي كام يوم بأي صفه غلط طبعا 
يوسف :هى فى حكم خطيبتي وأنا هعمل ايه يعنى ، انا محتاجلها تكون معايا وماتخفش عليها 
تدخلت حبيبه :عمو انا كمان نفسي اسافر واطمن عليه انا مايتخفش عليه 
وكمان يوسف محتاجلي معاه ، وانا موافقه على الارتباط من يوسف 
عبدالرحمن بابتسامه :يعنى متفقين مع بعض ، اوكيه خلى بالك من نفسك ومنه هههه
حازم بجديه :يبق نحدد بقى الخطوبه وكتب الكتاب لم ترجعو من شرم 
عبدالرحمن :أيوة فكره حلوة وهنعمل حفله كبيره كمان نعزم فيها كل المعارف 
يوسف بشرود :كتب كتاب كمان 
عبدالرحمن :ها يا حبيبه ايه رأيك
حبيبه :لم نرجع يا عمو هنقرر ان شاء الله
تنهد يوسف بارتياح وطلب منها ان تساعده فى تحضير اغراضه، صعدت معه إلى غرفتها واعدت له حقيبه السفر ، صدع رنين هاتفه ، أجاب على الفور وتحدث مع سامر لعده ثواني واغلق الهاتف ..
يوسف:خلاص كده كل حاجه تمام وسامر هيعدي ياخدنا بعربيته للمطار 
حبيبه :سامر ليه بقى ان شاء الله
يوسف ؛عشان هو صاحب فكره السفر وكمان احنا معانا اصحابنا كمان 
حبيبه بصدمه :يعنى انت واصحابك طالعين ، طيب ليه ماقولتش ، انا مش جايه معاك 
يوسف :ليه بس وجودك جنبي هيفرق كتير ، عشان خاطري كل واحد هيكون معاه حبيبته وأنا أكون فاضى كده يرضيكي وماحدش هيهتم بيه غيرك 
حبيبه بضيق :امري لله 
٠••••••••••••••••••
انتظر يوسف وصول سامر ليقلهم إلى المطار وفى غصون دقائق ، كان يصف سيارته أمام فيلا الشامي .
ترجلت من سيارته ليصافح صديقه ويغتلس النظرات لحبيبه وحمل الحقائب عنها وضعها بسيارته وانطلق ثلاثتهم إلى حيث وجهتم ..
كانت تحاول إبعاد انظارها عن ذلك المتسلط ، كلما سارت باتجاه تجده خلفها .
وعندما اعلنت  الخطوط الجوية عن اقلاع الطائرة المتوجه إلى مدينه شرم الشيخ ، استقل كل منهما مقعده الخاص ، وبعد مرور نصف ساعه من التحليق هبطت الطائرة بمطار شرم الشيخ ، ترجل جميع الركاب ، وطلبت هى من يوسف الانتظار قليلا إلى ان ينتهى جميع من بالطائرة من الترجل .
وقف سامر بجانب صديقه وهمس له بمكر :فى مفاجأه حلوة عشانك 
يوسف بتسأل :مفاجاه ايه 
سامر يقهقه بسعاده :لا هتعرف بنفسك بس الصبر يا حلو 
استقل تاكسي لايصالهم إلى الفندق وعندما وصل الفندق وجد اصدقائه فى انتظاره واقتربت من فتاه 
ارتمت باحضانه وظلت تقبله باشتياق  وسط صدمه حبيبه وابتسامه سامر الماكره ..
.

الفصل الثامن
عشقتكِ قبل رؤياكِ

اتسعت عيناها بصدمه ، عندما وجدت فتاه تحتضنه وتقبله بقوه ، كانت الصدمه مرسومه على صفيحه وجهها ولم تستطيع ان تتفوه بكلمه ..
كان يبتسم بانتصار فقد حقق غرضه بسبب عوده صديقتهم .
اما يوسف فكان يشعر بالفرحه عندما التقى بها وميز صوتها الذي اشتاق له .
"شهد " حبيبه يوسف السابقه ، انفصلت عنه منذ عده أشهر وانقطع الاتصال بينهم ، والآن عادت تتقرب منه .
تبلغ من العمر 25 عام فتاه شقراء بعينان بندقيه وشعر اشقر  كرلي ، ذات قوام متناسق ، درست بالجامعه الامريكيه وتعرفت على يوسف بالجامعه ونشئت العلاقه بينهم ..
يوسف بفرحه :معقول شهد 
شهد برقه :واحشتني اوى ياچو ، اول لم عرفت من سامر إللى حصلك وأنا نزلت من السفر 
يوسف بعتاب:بقى كده تبعدي عنى وتقطعي كل الاتصالات إللى بينا 
تصنعت الحزن :غصب عنى يا حبيبي دادي كان تعبان وكان لازم اسافر وأكون جنبه ، بس اول لم عرفت قررت انزل فورا عشانك 
ابتسم يوسف بفرحه ونسى وجود حبيبه وسار بجانب شهد ..
استغل سامر انشغال يوسف وصدمه حبيبه وتقرب منها يبخ السم باذنيها .
-سوري يا حبيبه اكيد يوسف نسى نفسه طبعا اول لم شاف شهد ، قصدي قابل شهد  اكيد الحب بيعمل اكتر من كده 
نظرت له بتردد :الحب 
سامر :أيوة الحب اصل بينهم لاف ستوري ، بيبعدو فتره ويقربو فتره بس عمرهم مانسيو حبهم لبعض دايما يرجعوا واقوى من الاول كمان 
ابتسمت بمراره وتنهدت بألم وهمت لترحل 
اوقفها سامر :استني هوصلك أوضتك
حبيبه بقوه :شكرا هعرف اوصل لوحدي 
ابتعدت من امامه وبحثت عن غرفتها ودلفت بغضب ، القت حقيبتها وتركت دموعها العنان 
-حبيبته وأنا ايه ، طب ليه قرر يرتبط بيه وليه هى تظهر فى حياته دلوقتي 
يعنى ايه مابيحبنيش زى مابحبه ، مش حاسس بيه ولا بمشاعري ، مش شايفني خالص 
قابل حبيبته بالاحضان ونسى نفسه وانا ايه عاوزة اعرف انا ايه 
*****٠•••************
سارت بجانبه على الرمال وهى تضمه بيدها ، كان سامر يتابعهم عن بعد ..
ولحق بهم وقف خلفهم وارسل غمزة لشهد .
شعر يوسف بوجوده وتذكر حبيبه 
يوسف :سامر حبيبه فين ، انا نسيتها خالص 
وضع سامر يده على كتفه :انت مش بس نسيت حبيبه أنت نسيت الدنيا يا بني
شهد بتسائل :مين حبيبه 
يوسف بضيق :بنت عمى سورى نسيت اعرفكم على بعض 
شهد :اوكيه مره تانيه بقى ، هعمل مكالمه لدادي ثواني يا بيبي مش هتاخر عليك 
يوسف :اوكيه يا حبيبتي 
ابتعدت شهد قليلا لتتحدث بالهاتف .
سامر :ايه رايك بقى فى المفاجاه عجبتك
يوسف بابتسامه :جدا  ، بس مش عارف اعمل ايه مع حبيبه ، لو اعرف بوجود شهد ماكنتش اصريت تيجي معايا 
سامر باهتمام :ليه يا بني وفيها ايه 
يوسف بتافف :أنت مش فاهم حاجه ، انا وحبيبه فى حكم مخطوبين 
سامر بمكر :لا مش فاهم وضح اكتر يعنى ايه 
فى ذلك الوقت اخرج هاتفه وبدء وضع التسجيل ليسجل حديث صديقه وعلى ثغره ابتسامه سعاده لا توصف بتحقيق هدفه ...
قص عليه يوسف ما حدث : الحقيقه حبيبه وقفت جنبي وخرجتني من حاله الحزن والاكتئاب وفضلت جنبي بس تدعمني وتحمسني لعمل العمليه ، حتى بقت عنيه إللى بشوف بيها ، اى حاجه عملتها عشاني وخرجتني من البيت بجد كنت مبسوط بوجودها ، بس بابا فكر يكون بينا ارتباط رسمي وماما كمان الغريبه أنها واققت وكمان اتكلمت معايا عشان مصلحتي انا بجد اتعودت على وجودها فى حياتي وخفت ارجع وحيد فى اوضتي وارجع للاكتئاب ، بس انا لا عمري فكرت فى حبيبه ولا كنت شايفها اصلا قبل كده ، مجرد بنت عمى وبشوفها صدفه كمان ، خوفت أخسر وجودها وقولت اضمن وجودها جنبي بالارتباط ولو العمليه مانجحتش ماحدش هيفكر يربط حياته بشخص كفيف زي  لكن هى بتحبني وهتفضل معايا 
سامر بتمثيل :يعنى مافيش حب ولا مشاعر
يوسف :أنت عارف قلبي مختار مين من زمان مافيش غير شهد والحمد لله رجعتلي تاني ، بس حبيبه اعمل ايه وافهمهه الموقف ازاى
سامر بتفكير :روحلها قولها ان إللى حصل عادي وشهد مجرد صديقه وبس وهتصدق 
يوسف بقلق :تفتكر 
سامر :أيوة البنات بتصدق اى كلام يتقالها ، تعالي اوصلك أوضتك هى جنب اوضه شهد ، وحبيبه بعيده عن أوضتك شويا 
٠••••••••••••••••••••••••••
اوصله سامر لغرفه حبيبه 
سامر :ادخلها اتكلم معاها وأنا هستناك عشان اعرفك باوضتك 

طرق عده طرقات وانتظر ان تفتح له 
عندما استمعت الطرقات الباب استجمعت شتات نفسها ومحت دموعها وتوجهت لترا من الطارق 
وقفت امامه بصدمه متصلبه من رؤيته وتحدثت بجمود :افندم 
يوسف بتوتر :مافيش اتفضل هنتكلم هنا على الباب 
حبيبه مازالت ترسم الجمود :لا مافيش اتفضل ، قول عاوز تقول ايه 
علم يوسف ان الأمر ليس بسهل وقد اغضبها تنحنح بتوتر :حبيبه انا بس عاوز اقولك ان شهد صديقتنا وماقابلتهاش من فتره كانت مسافره وعادي لم شافتني يعنى حضنتني ، مش عاوزك تفهمي غلط إللى حصل 
قاطعته بشده وصوت غاضب ؛اقولك انا إللى حصل عادي جدا وطبيعي بين الاصحاب والاصدقاء عادي ،مافيش مشكله كل حاجه عندك عادي يا يوسف ، بنت تقابلك بالاحضان والقبولات وانت شايفها عادي طبيعي بيحصل ، يظهر أن انا بس إللى مش طبيعيه 
يوسف :حبيبه افهمي انا 
وضعت يدها على فمه تمنعه من اكمال الأكاذيب :خلاص يا يوسف ماعدش فى مبررات فعلا حياتك غير حياتي ، صعب جدا نتقابل ونعمل حياه واحده تخصنا ، أنت تفكيرك وحياتك غير حياتي خالص ، بس تعرف شهد بجد لايقه عليك يا ابن عمى ، ربنا يسعدك 
شعر بالاحراج وعاد إلى الخلف  دون أن يتحدث ، فقد قالت كل شيء وفهمت حقيقه مشاعره دون أن يتفوه بكلمه ، اغلقت الباب بقوه وعادت إلى دموعها ..
ابتسم سامر بسعاده فقد حقق مبغتاه والآن عليه التدخل لمواساتها حزنها وصدمتها فى حبيبها ..
٠•••••••••••••••••••••••
اخرجت هاتفها تحدث صديقتها 
جاءها الرد والتعنيف بسبب تجاهلها لها طوال تلك المده 
ريم بصراخ :والله كويس انك لسه فاكره ان ليكي صاحبه تسالي عنها 
حبيبه بحزن :معلش ظروف لم اشوفك هحكيلك 
شعرت ريم بحزن صديقتها وانتابها القلق من اجلها 
مالك احكيلي فى ايه يا بت قلقتيني ، كمان صوتك مش عاجبني
حبيبه بتنهيده حارقه :انتى لاحقتي تحللي صوتي ، قولتلك لم اشوفك ، انا بس متصله عشان تقدمي ورقي معاكي 
ريم بفرحه :بجد انتى بنت حلال عشان خلاص قدمت ورقنا فى جمعيه متاسسه جديد وطالبين تخصصنا وان شاء الله الرد بكره 
حبيبه بجديه :طب كويس وأنا راجعه بكره 
ريم بتسأل :راجعه منين انتى فين 
حبيبه :مصره تعرفي ، هعرفك كل حاجه بس لم اقابلك ، سلام دلوقتي 
ريم بحزن :طيب سلام بس خلى بالك من نفسك 
اغلقت الهاتف وتذكرت نصائح صديقتها وعلمت أن اختيارها من البدايه كان مبنى على اختيار خاطئ ، فهى من اختارت الشخص الغير مناسب ..
«ابنى حياتك على اختياراتك » 
~~~~~~~~~~~~~~~
دلف غرفته وهو يشعر بالضيق ، يعلم أنه جرحها وهى محقه بكلامها ، فكل منهما حياه تختلف عن الاخر .
تنهد بضيق وارتمى بالفراش يفكر بكل ماتفوهة به اثناء غضبها ، فهى على حق ، سوف يظل هكذا ولن يتغير شخصيته ...

***********************
خطط سامر بقضاء حفل بالمساء واتفق مع شهد على كل شيء وعليها أن تصطحب يوسف لملهى الفندق ..
توجهت شهد لغرفه يوسف وساعدته فى انتقاء ملابسه ، انتظرته حتى انتهى من ارتداء ملابسه ووضعت يدها بيده ، كان منساق معها دون تردد ، ونسى أمر ابنه عمه ،، 
سارت معه إلى حيث الملهى الليلي لقضاء وقت ممتع ، وبدات فى سكب محتويات المشروب فى كاسه 
تردد قليلا قبل ان يرتشفه ، فمنذ يوم الحادث وهو بعيدا عن الشرب .
ظلت تتمايل عليه وانصاغ لها بدون ادنه مقاومه ، وبدات فى تناول الخمر وأحد تلو الآخر ...
ولم تكتفى بذلك فاصحبته لصاله الرقص وظلت تتمايل معه بدلع وهو يتجاوب لها ..

كان يراقب الوضع وعندما بدءو بالرقص ، فكر بالذهاب لغرفتها وجعلها تاتى لتشاهد ذلك المشهد المحبب لقلبه ،صعد على الفور حيث غرفتها وطرق الباب برقه ..
كانت تحاول استرجاع افكارها وعندما استمعت لطرقات باب غرفتها ، توجهت لتفتح وهى تعلم أنه ليس إلا يوسف .
حبيبه بجديه :افندم فى ايه تاني ،تفاجئت بوجود سامر :انت
سامر بابتسامه :أيوة انا وجاي اقولك يوسف بيبلغك احنا هنا فى فسحه مش جاين تحبسي نفسك فى اوضتك 
كادت أن تغلق الباب بوجهه وتعتذر عن تلك العزومه : بلغ صاحبك مش عاوزة اخرج شكرا 
منعها من إغلاق الباب ووضع يده بقوه :استني بس ، لازم تغيري مودك وكمان تتعرفي على شهد 
تسمرت مكانها عندما نطق اسمها وارادت ان تختبر قوتها على تحمل ذلك الموقف ، عندما طال صمتها علم أنه اصاب الهدف وعلم بقوه شخصيتها وتحديها لنفسها .
وافقت ان تذهب معه ولكن كانت تسير بخطوات بطيئه لا تريد ان تكون جانبه فهى تبغضه وتكره وجوده ..
سار امامها يرشدها بمكان وجودهم ، صعقت عندما علمت بأنه يجلس بالملهى الليلي ،وقفت مصدومه تنظر لجميع الموجودين بغرابه وبحثت عنه وجدته فى حاله سكر ويتمايل بالرقص مع تلك الشقراء ويتلامس جسدها بحريه ، شعرت بالاشمئزاز  واغمضت عيناها بقوه .
ظل ينظر لها بإعجاب واراد ان يستغل تشتتها وضع يده على خصرها لتسير جانبه ، كان يتوقع أن تفعل المثل ، كان يريد ان يستغل جرحها وتلقن يوسف دراسا لن ينساه وان يفوز هو بها ، فمنذ انا راها واصبحت شاغله الشاغل لا يفكر إلا بالايقاع بها ، فهى شخص مختلف عن كل ما يعرفه ..
انتفضت بقوه عندما شعرت بيده تلامس خصرها بتملك ونظرت له بقوه ، وجدته يبتسم بسماجه ، فلم تتردد لحظه فى صفعه بقوه على وجنته ، وتركت المكان باكمله ...
وضع يده على وجنته بصدمه واشتعلت عيناه بالحقد والمكر معا :ان ماكسرتك مابقاش انا سامر المصري 
ركضت لغرفتها وهى تلعن نفسها على سبب وجودها هنا ورؤيه تلك الاصناف المجرده من الرجال ، فجميعهم بحاله هذيان ، يحللو لانفسهم كل ما حرمه الله..
٠••••••••••••••••
غمز سامر لشهد ووقف خلفها همس لها بصوت خفيض ولكن يملئه الغضب ، عاوزك تقضي الليله مع يوسف 
نظرت له بصدمه :نعم 
سامر :فى ايه يا شهد ايه يا حلوة امال انا جايبك ليه ، يوسف سكران طينه ومش حاسس بنفسه ، دورك بقى يبدأ من دلوقتي ، واطمنى علاقتنا زى ما احنا ، بس لازم يوسف يتجوزك انتى عارفه ماحدش هيقدر يسدد ديون ابوكي غير يوسف فاهمه 
شهد :حاضر ، فاهمه 
••••••••••••••••••••••••
فى الصباح 
لم يغمض لها جفن وقررت العوده الى القاهره الآن ، ولذلك توجهت لغرفته لتخبره بانها سوف تعود للقاهره .
وقفت أمام باب غرفته وتنهدت بحزن وألم على ما وجدته بشخصيته كانت غائبه عنها ، وتشجعت واطلقت زفير بقوه -،وطرقت الباب عده مرات متتاليه ، فلم ياتى اى رد 
فقررت أن تدلف الغرفه لتخبره فمن المؤكد انه يغط بنوم عميق من اثر سهره أمس .
عندما دلفت لداخل الغرفه تفاجئت ..
يتبع 
تسمرت مكانها من هول المفاجئه ، فلم تتوقع أن ترا حبيبها يوما بتلك الوضع ، فهل حقا اختيار خاطئ منذ الصغر ومع مرور الوقت لم تتراجع عن 


اختيارها ، فقد تعلم بكل عيوبه ومع ذلك تفكر به وتهتم باصغر الاشياء التى تخصه ،


 إلى هذا الحد كانت ساذجه فى حبها و اختيارها من البدايه كان خطأ والآن تتحمل نتيجه اختيارها وتفكيرها الدائم به ....

فاقت من صدمتها على صوت صراخ تلك الشقراء 
شهد بغيظ :انتى مين اصلا وايه يدخلك الاوضه بالشكل ده ، ناس قليله الذوق 
قضم يوسف على شفاه بغيظ ، يلوم نفسه على رؤيه حبيبه لذلك  الوضع
 هربت الكلمات ولم تستطيع ان تتفوه بكلمه ، وبنظرة اشمئزاز غادرت الغرفه ، ركضت للخارج تحاول استرداد انفاسها ، تركت الفندق باكمله وتوجهت إلى البحر ، تحاول استنشاق الهواء النقي ..
٠••••••••••
ابتعد عنها بضيق وارتداء ملابسه وبحث عن حبيبه بغرفتها ، فلم يجدها .
قابله سامر وعلم بالأمر واصطحبه إلى خارج الفندق ، حيث راء حبيبه تركض إلى هناك .
اقترب يوسف بخطوات متخبطه ويتكز على عصياه ويتحدث بصوت مهزوز :حبيبه  ، حبيبه 
نظرت له ثم مسحت الدموع العالقه باهدابها ، تبكى على حالها ، تبكى على سوء اختيارها ، تبكى على فقدان ثقتها ، تبكى على حبها الضائع بدون ثمن ..
يوسف بتوتر :حبيبه انا عارف إللى شوفتيه صعب ، بس ارجوكي بلاش تعرفي حد باللى حصل هنا 
حبيبه بابتسامه الم :خايف عمو يعرف ولا أبيه حازم ، عمرى ماتخيلت انك تعمل كده 
يوسف بضيق:انا عارف ان غلط ، بس انا وشهد بنحب بعض وهنتجوز 
حبيبه بقوه :بجد مبروك  ثم استطردت قائله بسخريه :
 - هو عادي يحصل كده مدام هتتجوزو صح 
نسيت ان عندك كل شيء متاح وطبيعي وعادي ، مش خايف من ربنا فى إللى عملته ، أنت ازاى كده ، بتفكر ازاى ، خايف حد من اهلك يعرف ومش خايف من ربنا ، إللى شافك وانت بتغلط كده عادي ، مافيش خوف من ربنا خالص ، يااخى انت المفروض تتعظ من إللى حصلك مش تجبر على ربنا ، وقت لم تدخل العمليات هتقدر ترفع ايدك وتطلب من ربنا يردلك بصرك ، هتبكي بخشوع وانت بتطلب العمليه تنجح وترجع زى الاول وانت بعيد عنه ومش بس كده ده انت  مرتكب معصيه وكبيره من الكبائر وخايف من اهلك ونسيت ربنا إللى شايفك ومطلع عليك ، يا اخى اتقى الله بتضحك على مين ، بس تصدق انا فرحانه ان كل يوم بشوف حقيقتك إللى كانت غايبه عني ، وهفضل احمد ربنا واشكره انك فى طريق غير طريقي وعمرنا ماهنتقابل فى نقطه ، فعلا الطيور على اشكالها تقع ، واطمن يا ابن عمى مش هعرف حد باللى شوفته ، بلاش اهز صورتك قدام اهلك ، خليهم شايفينك انك اتغيرت ، انا خلاص حجزت ونازله مصر وكنت جايه اعرفك 
يوسف بتردد :هننزل سوا ، ما ينفعش تنزلي من غيري 
حبيبه بابتسامة :اكيد عشان مايسالوش ليه سبتك ورجعت لوحدى صح ، خلاص يلا مافيش وقت هات حاجتك عشان هطلب من اداره الفندق عربيه توصلنا المطار 
٠•••••••••••*•••••••
عاد لغرفته وحمل حقيبته وودع شهد على امل اللقاء بالقاهرة ، وإتمام الزيجه بعد نجاح العمليه .
فقد تم تحديد موعد العمليه خلال أسبوعين .
اخبرته بانها سوف تظل جانبه ، وودعته بالأحضان ..
٠•••••••••••••••••••••
بعد ان تاكد من مغادرتهم للفندق ، صعد لغرفه شهد وظل يقهقه على كل ماحدث .
سامر بغمزة :كل حاجه ماشيه زى ماخطتط ليها بالظبط 
شهد بدلع :طول عمرك بتخطط صح 
سامر بوعيد :ولسه اللعب جاي على حق 
تمايلت عليه بدلع تريد ان تعلم بما يفكر ، ولكن ابتعد سامر عنها :مافيش وقت احنا كمان هننزل القاهره 
شهد :أنت واحشني اوى ، فيها ايه نقعد يومين كمان 
سامر بتنهيده ضيق :شهد مش وقته خالص ، جهزى نفسك 
شهد برقه :حاضر يا قلب شهد 
•••••••••••••••٠•••••••
عند عودتهم من شرم ، استقلت سياره أجره لتقلهم إلى المنزل وهو جانبها يجلس بصمت ، وهى أيضا طوال الطريق تتجنب الحديث اليه .
وفى غضون نصف ساعه كان يقف التاكسي أمام فيلا الشامي .
ترجل من السياره بصمت فلم ينتظر أن تساعده  ، نظرت إلى السائق واعطته النقود وشكرته ..
صرخ يوسف باعلى طبقات صوته لرجل الامن الذى يقف حارس للفيلا :شكري خد الشنط ودخلها الفيلا
شكري :تحت امرك يا مستر يوسف 
سار بخطوات بطيئة وكاد أن يسقط ، لاحقت به حبيبه وامسكت بيده تمنعه من السقوط ، وسارت جانبه بهدوء إلى ان دلفو لداخل الفيلا ...
وقف الجميع باستغراب بسبب عودتهم المفاجئه ، فلم يكمل سوا ليله واحده .
تصنعت الابتسامه وتوجهت إلى حيث يجلس عمها وقبلته بحنان : عموحبيبي واحشتني 
عبدالرحمن :وانتى يا قلب عمو وحشتيني ، بس رجعتو بدري ليه
نظر حازم بقلق لوجه يوسف الصامت واقترب منه :يوسف ايه رجعكم بدري خير فى حاجه حصلت 
انقظت حبيبه الموقف وتحدثت هى :الجو هناك صعب وأنا تعبت ومااقدرتش اكمل ويوسف قال نعوضها مره تانيه 
عبدالرحمن بقلق :سلامتك ياقلبي ، حاسه بايه ، حازم اتصل بالدكتور 
حبيبه :لا مافيش داعى هو بس بسبب تغير الجو هناك الجو برد جدا ، بس انا هبق كويسه مافيش داعي للقلق 
حازم بابتسامه :خلاص زى ماتحبي ، اقعدو بقى معانا شويا نتفق على كام حاجه 
جلست حبيبه بجانب عمها ، وجلس يوسف على اقرب مقعد جانبه 
تحدث عبدالرحمن بفرحه:كنت لسه بتفق مع اخوك يا يوسف هنعمل خطوبتكم فين ، وكمان بعد اسبوعين ان شاء الله العمليه ، بعد لم تتعافى بإذن الله نعمل حفله محصلتش وعندكم وقت تختارو كل حاجه مع بعض 
لم يستطيع الرد .
حبيبه بابتسامه تنظر لعمها :بصراحه يا عمو عندى موضوع مهم لازم نتكلم فيه وحضرتك قولت بنفسك اى كان قراري حضرتك مش هتعترض ولا هتناقشني فيه
عبدالرحمن بقلق :خير يا بنتي عاوزة تقولي ايه 
حازم بمشاكسه:شكلها غيرت رأيها يا بابا ههه
حبيبه بتنهيده :مش بالظبط يا ابيه ، هو انا فكرت كويس فى موضوع ارتباطنا وحسيت ان يوسف ابن عمى وبس وكمان اخويا وانا مش قادره اشوفه غير كده ، واحنا اتكلمنا كتير مع بعض ومقتنعين جدا بالقرار ده ، يوسف اخويا وبس 
تبادل حازم النظرات بينهم وهو غير متوقع ذلك القرار 
يوسف يتصنع الابتسامه :الحقيقه حبيبها عندها حق وأنا خايف اظلمها معايا ، احنا كده اخوات احسن واهم من اى ارتباط 
عبدالرحمن يضمها لصدره بحنان اب :انتى عارفه انك مش بنت اخويا ، انتي بنتي واهم عندي من ولادي ،وعمرى ماافكر اغصبك على حاجه ، ومش هناقشك مدام ده اختيارك وانتى مقتعه بيه ، يبق خلاص ربنا يسعدك يا قلبي 
قبلته بحنان:عن اذنكم بقى هطلع ارتاح شويا وبعدين بعد اذن حضرتك يا عمو هروح اشوف ريم لانها وحشتني جدا 
عبدالرحمن :حاضر يا حبيبتي 
حازم بابتسامة :ماتاجلي زياره ريم ونخرج انا وانتى اعلمك السواقه ، فرصه انا اجازه انهارده 
حبيبه بابتسامة تحاول إخفاء المها :لا بعدين يا ابيه مش مستعجله خالص على السواقه 
حازم بمشاكسه :دى فرصه مش هتتقرر كتير ها فكري 

ابتسمت له وتركته وصعدت لغرفتها تريد ان ترتاح قليلا قبل ان تذهب لمنزل صديقتها ريم ، 
٠•••••••••••••
لم يقتنع حازم بما قالته حبيبه ، فهو يعلم منذ فتره بمدا حبها لشقيقه ، وكانت فرحه بخبر الارتباط، ظل يتسال ماذا حدث بينهم لتعود بذلك العينان الذابله ورغم أنها تبتسم إلا انه يعلم وراء تلك الابتسامه 
الم دفين تحاول إخفائه ..
تنهد بثقل ونظر لشقيقه.بشك :قولى انت ايه سبب القرار ده 
يوسف بتهرب من الموقف :زى ماحبيبه قالت وأنا تعبان وعاوز اطلع نام 
قابل والدته فى طريق صعوده للدرج ، أمسكت بيده وتوجهت معه إلى غرفته ، تريد ان تعلم سبب تلك التغيرات التى طرءت عليه وسبب عودتهم قبل اتمام رحلتهم ..
٠••••••••••••••••••••••
ركضت الصغيره تحتضن قدميها بحب :واحثتينى يا بيبه 
انحنت لمستوى الصغيره وبادلتها العناق ، وسط نظرات والدتها الساخطه 
- وانتى واحشتيني اوى يا لولي 
ملكيه :تيجى معايا عندى تدريب سباحه 
حبيبه بابتسامه:قلبي يا ناس ، معلش هشوفك فى المسابقه ان شاء الله وهشجعك كمان عشان انتى هتبقي بطله وتاخدى المركز الأول 
انجى بتافف :يلا بقى هنتاخر على التدريب 
ودعت الصغيره بقبله رقيقه ودلفت لغرفتها على الفور ، ارتمت بالفراش فلم تستطيع ابدال ملابسها ، كانت تشعر بالتعب والارهاق وقله النوم ، بسبب كل ماحدث معها بين ليله وضحاها ، قد تبدل مصيرها ، اغمضت عيناها وهى تردد« الحمد لله ، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون »..
*****٠•************
هبطت الدرج برفقه طفلتها 
ركضت مليكه لاحضان جدها ، قبلها عبدالرحمن بحب 
انجى وهى تنظر لشرود زوجها بضيق :حازم يلا احنا جاهزين 
حازم وهو يحمل طفلته ، ودع والده وتوجه إلى حيث سيارته ، اجلس طفلته بمقعدها الخاص بالخلف ، وفتح الباب المجاور لزوجته دون التفوه بشيء ، وجلس بمقعده أمام محرك الوقود .
جلست انجى جانبه وهى مستغربه عبوث وجهه ، بدا حازم فى قياده السياره .
انجى باهتمام :مالك يا حازم فى ايه 
نظر حازم لزوجته قليلا ثم عاد ينظر للطريق امامه وتحدث بصوت قلق :لم نوصل النادي هنتكلم 
فضلت الصمت الى ان يخبرها بحقيقه الأمر ..
٠••••••••••••
استيقظت بقلق وتوجهت للمرحاض انعشت جسدها بالماء البارد وابدلت ملابسها ، صلت فرضها ودعت الله ان يخفف عنها الحزن الذي سكن قلبها ويبدله لطمئنينه وفرح ..
حملت هاتفها ووضعته بحقيبه يدها وغادرت غرفتها ، هبطت للطابق الاسفل فلم تجد أحد 
طرقت باب مكتب عمها وجدته واستاذنته للخروج،هاتف السائق الخاص به بأن يصل حبيبه لمنزل صديقتها ..
وفى غصون دقائق معدودة كانت تجلس بالسياره وانطلق السائق إلى حيث المعادي ..
٠••••••••••••••••••
بالنادي 
جلس بجانب زوجته أمام حمام السباحه يتفقدو ابنتهم وهى تخضع لتدريب السباحه .
انجى بهدوء :حبيبي ممكن اعرف مالك بجد 
تنهد حازم بضيق :قلقان على حبيبه ، إللى يشوفها وهى كانت مبسوطه وفرحانه بخبر ارتباطها بيوسف ، مايشوفاهش وهى راجعه من شرم بتقول ان ابن عمى وبس وكمان زى اخويا ، طب ازاى افهم 
انجى بعدم فهم :يعنى ايه بعد ماوافقت رجعت رفضته غريبه كان واضح اوى أنها بتحبه 
حازم بجديه :شوفتي حتى انتى كمان لاحظتي.، يبق الموضوع فى حاجه غلط بقى 
انجى بتفكير :يمكن يوسف زعلها ، انا فعلا حسيت انها مضايقه 
حازم بشرود :ماحدش قال سبب مقنع ، بس متأكد ان حصل حاجه وهم فى شرم خلت حبيبه تغير رأيها ولازم اعرفها ، انجى من فضلك حاولي تقربي من حبيبه عشان خاطري دى زى مليكه عندي ومااقدرش اشوفها زعلانه ، ممكن تعملي كده عشاني 
انجى بتردد :حازم انا علاقتي بحبيبه سطحيه جدا ، بصراحه مامتك السبب هى دايما تبعدني عنها وأنا والله مش بكره حبيبه بس طنط فريال السبب خلتنى اتجنب وجودها 
زفر بضيق :عارف ماما عمرها ماحبتها من ساعه لم دخلت البيت ، اصلها كانت بتغار من طنط ناديه اوى ولم عمى توفى خافت بابا يتجوز طنط ناديه فزرعت المشاكل بقى ، وكرهت حبيبه اوى زى مابتكره والدها ، المهم سيبك من ماما خالص ، حبيبه مالهاش حد ممكن تعتبريها اختك الصغيره وتحاولي تبقو اصحاب 
ابتسمت انجى بحب :عشان خاطر حبيبي اعمل اي حاجه ، كفايه أنها بتحب بنتى جدا ومهتميه بيها فى غيابي وكمان اختك ، هقرب منها عشانكم
حازم بحب امسك بيدها وقبلها برقه :ربنا يخليك ليا ، بموت فيكي وانتى عاقله كده 
٠•••••••••••••••••••••••
 وقفت أمام شقه صديقتها تضغط الجرس 
بعد لحظات فتحت لها ريم بترحاب ، احتضنتها حبيبه بشوق ودلفت معها إلى حيث غرفتها ..
ريم بتسأل :مالك يا بت شكلك متغير 
حبيبه :مافيش عادي ، قوليلي جت المواقفه على الشغل ولا ايه 
ريم بصراخ :يس طبعا وقبلنا احنا الاتنين بمكان واحد وهنستلم من بكره اشطه 
حبيبه بابتسامه :اشطه 
ريم بجديه :فى ايه مش متحمسه كده ، شكلك بيقول فى حاجه وانا لازم اعرف ، كمان انتى قولتلي لم اشوفك هقولك ، قولي بقى قلقتيني عليكي 
تنهدت حبيبه بضيق وقصت على صديقتها كل ما حدث معها خلال الايام السابقه 
جحظت عين ريم بقوه وضمت صديقتها لصدرها وظلت تربت على ظهرها بحنان 
-هو اصلا واطي ومايستهلكيش ، واياكي تبكي ولا تحزني عليه ، انتى تحمدي ربنا ان ظهر على حقيقته 
ابتعدت عن صديقتها وتنهدت بألم :انا تمام مافيش حاجه ماتقلقيش عليه ، مش لازم انهار عشان اطلع إللى جوايا ، فى حاجه اسمها تماسك ومواجهه ولا ناسيه احنا دارسين ايه فى علم النفس 
اطمني عليه انا بطبق إللى درسته على نفسي وانا الحمد لله قويه ولسه واقفه على رجلي ومش هنهار بالعكس هصمد واوجه واقع واقوم تاني ، الحياه تجارب واحنا لسه فى مرحله جديده وهكمل وانا مش مستسلمه لا انا راضيه وعندى طاقه ايجابيه مش سلبيه هشتغل وهكمل حياتي مش معنى ان فشلت فى اختيار يبق هفضل ادفع تمن الفشل ده عمري كله ، لا احنا بنستمد قوتنا من نقطه ضعفنا ومش بنوقف حياتنا لا مكملين 
شعرت ريم بالحزن من أجل صديقتها ولكن تعلم أنها قويه وسوف تتخطى تلك المرحله وعليها أن تدعمها وتظل جانبها ..
~~~~~~~~~~~~
بعد مرور أسبوعين
استلمت حبيبه عملها بالمؤسسه التى تعمل من أجل المكفوفين ، احبت عملها وكانت تذهب برفقه صديقتها كل يوم ، وكرست حياتها من أجل رعايتهم فقط والتعامل مع حالتهم النفسيه ..

وكانت بالمنزل تعامل يوسف بجديه تامه واصبحت العلاقه بينهم متوتره ، عاملته كابن عم فقط ومازالت تدعمه نفسيا إلى ان يتجاوز تلك المرحله ، منما جعله يشعر بالذنب بسبب معاملتها وتقديم الدعم له وتحفيذه على تجاوز تلك المحنه ..
كانت الاتصالات بينهم لم تنقطع ولكن كان دائما يرفض الخروج من المنزل ، كانت شهد تلح عليه بالمقابلات خارج المنزل ولكن كان يرفض ، وقلق متشتت بسبب العمليه التى خلال أيام ..
كان حازم شديد الحزن بسبب  تلك الطفله التى اختفت بسمتها وتتعامل بقوه مع الجميع وحاول كثيرا التحدث معها ولكن كانت دائما تتهرب منه بحجه العمل وتفكيرها الدائم بحاله المرضى ، فتركها تفعل ما يحلو لها ولكن لم يمنع قلبه من القلق والخوف عليها فهى مثابه شقيقته الصغرى وطفلته التى نشأت على يده ..
واليوم هو يوم اخضاع يوسف للعمليه التى سوف تحدد مصير حياته اما ان يعود ويرا نور الحياه من جديد ، وأما ان يظل كما هو لم يرا سوا الظلام ...
٠••••••••••••••••••
ارادت ان تقف جانبه إلى ان يذيل تلك الكابوس ، ذهبت للمشفى للاطمئنان على وضعه قبل بدء العمليه ، وأن تظل جانبه مثل اى فرد من عائلته لم تتخلى عنه فى تلك اللحظه ..
واتخذت القرار المناسب بعد استرداده لبصره ، سوف تتغير حياته ويصبح رجلا متزوج من اخرى ، ولم  المكوث بمنزل عمها بعد ذلك   ، لم تتحمل رؤيته امامها ولم تتحمل وجود فتاه غيرها ، فقررت ترك المنزل بعد الاطمئنان على وضعه الصحي ..
٠••••••••••••••••••••••

الفصل  العاشر
عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الالفي 
تم تحضير يوسف لغرفه العمليات والجميع يلتف حوله ويدعون الله بأن تسير الأمور على أكمل وجه وان يسترد بصره ، فمنذ يوم الحادث والعائله تعيش حاله من الحزن والقلق على فلذه كبدهم ، ويتمنو من الله شفائه على خير ....
ارتدى ثوب المشفى وتم اصطحابه لغرفه العمليات ، استمرت العمليه لساعتين ..
كان الجميع قلق وهى تراقب الوشوش بصمت ، فقط تدعو الله بقلبها ان يسترد نور عيناه ..
انتهى الطبيب من إجراء العمليه وتركه بغرفه الافاقه وتوجه إلى عائلته ليطمئنهم بنجاح اول خطوة فى اتمام العمليه وعليه المكوث داخل المشفى لعده ايام إلى ان يتم ازاله الغمامه التى على عيناه والتاكد من نجاح العمليه واعاده النور لعيناه مره اخرى ..
٠•••••••••••••••••••
تنهدت براحه بعد حديث الطبيب وأرادت ترك المشفى قبل ان يضعف قلبها وتنهار أمام الجميع ، ولكن شاءت الأقدار وكادت أن تصطدم بشخص ما ..
عندما رفعت عيناها الدامعه لتعتذر تفاجئت بالدكتور سليم النجار ، دكتورها بالجامعه وهو طبيب نفسي وقف جانبها كثيرا ودعمها وكان سببا رئيسيا فى تفوقها الدراسي .
ابتسم لها بود :حبيبه بتعملي ايه هنا
حبيبه بخجل :اسفه يا دكتور ماخدتش بالي  ، انا هنا عشان ابن عمى 
سليم باهتمام :طب تعالى مكتبي ، محتاج نتكلم شويا 
سارت خلفه بهدوء إلى ان وصل لمكتبه ودلفت خلفه ، جلس على مقعده الخاص وطلب منها الجلوس .
سليم :ها يا حبيبه تشربي ايه 
حبيبه :شكرا يا دكتور 
سليم باصرار :لا شكرا ايه ، انا هطلب قهوتي وهطلبلك عصير ، محتاج اتكلم معاكي
حبيبه باهتمام :تحت امر حضرتك 
سليم :قوليلي بقى ابن عمك ده إللى كان محتاج استشاره نفسيه بسبب حالته 
حبيبه :أيوة هو انا كلمت حضرتك قبل كده عن حالته وهو دلوقتي عمل العمليه بس لسه النتيجه
سليم :ان شاء الله يقوم بالسلامه ، قوليلي بقى فكرتي فى موضوع الماجستير
حبيبه :الحقيقه لسه يا دكتور ، مالفتش انتباهى لحاله غريبه اتشد ليها واعملها فى رساله الماجستير
سليم بجديه :انا عندى الحاله دي ، شاب فى التلاتينات عمل حادثه وفقد زوجته وهو دخل غيبوبه لمده شهر كامل ، كل المواشرات الحيويه بتقول مافيش مشكله ، القلب سليم والمخ كمان سليم ، شويا كسور وتعافى منها ، منتظرين الشاب ده يفوق ، كان فى صراع قوي بين استسلام المخ وخضوع القلب 
تعرفي ايه إللى تفوق فى الاخر 
حبيبه باهتمام :ايه حضرتك
سليم بابتسامه :صراع بين القلب والمخ ، رغم أن العضوين بصحه جيده ولكن استسلم المخ بدخول الجسم كله لغيبوبه طويله ، وكل الاشارات إللى بيخرجها المخ ويعطيها للقلب ، عاوز القلب ده يقف وتنتهي حياته ، لكن رحمه ربنا بالشاب ده خلت القلب إللى يعطى اشاره للمخ بالتراجع ، فاق من غيبوبته بعد 30يوم ، ولكن الصدمه ان الشاب كان رافض فعلا الحياه وطول فتره الغيبوبه كان عاوز يستسلم للنهايه ، وطبعا الجهاز العصبي المركزي خلى الشاب يفقد بصره ، بس للأسف فى ضرر حصل بقاع العين ، نتيجه لدخول المخ واستسلامه لغيبوبه كامله ، مجرد اشارات سلبيه المخ كونها بعقله الباطن ، رافض الحياه تماما بعد وفاه شريكه حياته ، خسر حد مهم فى حياته ، رافض الحياه من غيرها ، كل ده ترسب فى عقله وأصدر الاشارات ان الشاب ده مايشوفش ، مش عاوز يشوف الدنيا من غيرها ، وكل الاشاعات بتدل ان محتاج دخل جراحي بسيط وعلاج نفسي مكثف ، عشان الشاب ده يسترد بصره، لكن  امته كل ده فى علم الغيب ، طبعا. كل ده عامل نفسي وقوي هو إللى بيتحكم فى الشخص ده ، رفض الخضوع لعلاج نفسي ورافض كمان اجراء العمليه رغم دكاتره العيون طمنوه بانها عمليه بسيطه  ، رافض حتى الكلام وكأنه فى عالم اخر غير عالمنا ، طبعا رفض بشده يتكلم معايا ، وانتى عارفه ان مااقدرش اضغط على مريض نفسي واخليه يتكلم غصب عنه ، وخصوصا ده مش عادي خارج من الموت من الغيبوبه عشان كده ما ينفعش اى ضغوط على جهازه العصبي 
حبيبه بحزن :هى حالته فعلا غريبه وكمان مؤثرة جدا ، فى حب كده 
سليم :اكيد فى حب كده طبعا ، ايه رأيك تمسكي حالته وهجبلك ملفه تدرسيه وتشتغلي عليه ، هيكون موضوع الماجستير وانا هساعدك دايما وأكون جنبك ومعاكى فى اى نقطه تقفى فيها ، انتى  زى بنتى يا حبيبه وبتنبالك مستقبل هايل 
حبيبه بابتسامه :-ده شرف ليا حضرتك ، بس انا اسفه عشان استلمت شغل فى موسسه رعايه المكفوفين من اسبوعين ومع ريم كمان وانا وعدتها نفضل مع بعض ، مش هقدر استلم الحاله ، بس اكيد فكره الماجستير ممتازة بس هل هو يقبل حد يناقش حالته كده 
سليم :عشان كده لو خدتى الحاله ونجحتى فى علاجه ، اكيد مش هيرفض طبعا تناقشي الماجستير عن حالته 
حبيبه بجديه :انا اتمنى فعلا اساعد فى علاجه وعندى فضول قوى اعرف قصته ايه وحياته كانت ازاى قبل الحادثة
سليم :كده تمام ، لو على شغلك انا هتصرف وهبعتلك الحاله هناك ، ومع تقرير مفصل عن حالته وانتى بنفسك تتابعيه هناك ، وواثق فى اصرارك وقوتك على مساعدته وشغلنا مافيش استسلام 
حبيبه :اكيد شرف ليه ثقه حضرتك واتمنى أكون عند حسن ظنك 

غادرت مكتب الدكتور سليم ، واثناء سيرها برواق المشفى تقابلت مع الشخص نفسه التى تبغضه .
ابتعدت عنه عندما وقعت عيناها عليه ، ولكن كان الاخر مُصر على رؤيتها ، سحب يدها بقوه ودلف بها لغرفه خاليه ، أراد أن يتحدث معها .
نظرت له بغضب :أنت ازاى تسمح لنفسك تمسكنى بالطريقه دى 
سامر ببرود :اعملك ايه عاوز اتكلم معاكى ولازم تسمعيني ، ودايما بتتهربي مني 
حبيبه باشمئزاز :ماليش كلام مع أمثالك 
سامر بوعيد :فى حساب بينا لسه مخلصش، انا مش ناسي القلم 
حبيبه بقوه :أنت إللى تماديت بافعالك معايا ، وخدت إللى تستحقه وكان اقل رد ممكن ارد بيه 
سامر بغمزة :اشمعنا هو اها ، بتحبيه على ايه رغم كل إللى شوفتيه ، انا هنسيكي يوسف وأهل يوسف كمان بس اديني ريق حلو ، انا عمر ما حد عمل معايا كده ، انا مش راضي اتهور عليكي عشان انتى غير ، حد نضيف كده من بره ومن جوه وأنا بصراحه مش هقدر اسيبك لغيري 
ابتعدت عنه بخوف ولكن ابت اظاهر ضعفها امامه ظلت متمسكه بقوتها :أنت عاوز ايه ، انا لازم اخرج من هنا فاهم ، ولعلمك يوسف مايهمنيش اصلا ، هو ابن عمى وبس 
قاطعها بقوه :امال هنا ليه ، لسه ليه مكان فى قلبك بعد استغلاله ليكي
حبيبه :وانت مالك هو ابن عمى انت مالك بيه ، ولعلمك بقى أنت زيك زى صاحبك أنت كمان كنت بتستغل عجزه وبتفضل تبصلي نظرات مش بريئه 
قهقه بسخريه : عشان عجبتيني ، كل حاجه فيكي شدتني ، ومش استغليتك زى ابن عمك ، خدى اسمعى كده بنفسك ، عشان تعرفي ابن عمك المصون كان عاوز منك ايه 
نظرت له بصدمه وهو يضغط على هاتفه لتستمع إلى التسجيل بصوت يوسف .
انسابت دموعها بألم بسبب حديثه ، كانت تريد ان تعلم لما الآن قرر الارتباط بها وعلمت كل شيء .
اقترب منها يحاول مسح دموعها :هو مايستهلش العيون الجميله دى تبكي ، انا حبيت اثبتلك صدق كلامي ، ويوسف عمره ما كان صديقي اصلا ،  ايه رأيك نخرج انهارده من بعض وانا هعوضك عن اى حاجه ممكن تعكر مزاجك يا قمر 
دفعته بقوه بعيدا عنها ، وبصقت بوجهه قبل ان تغادر الغرفه ركضا ، بلا وغادرت المشفى بأكمله ..

٠••••••••••••••••••••••
توجه دكتور سليم لغرفه المريض 
دق الباب ودلف ليطمئن على حالته ، وجده كما هو شارد ولا يريد التحدث مع أحد ويرفض تناول الطعام أيضا ، يرفض كل شيء بحياته..
تنهد سليم بحزن على تلك الشاب المتشتت الضائع  ، التائه بين ماضيه وحاضره..
تحدث سليم بقوه :بم انك رافض العلاج ، رافض الأكل ورافض حتى الكلام ، أحب اقولك هعملك ورق خروجك من المستشفي ، فضى مكان لغيرك محتاجه مدام أنت تمام ورافض حتى حقك فى الحياه ، ونصيحه اخيره من أب ولا أخ اكبر منك وداس الحياه واتعلم اكتر منك ، عاوز تبعد عن كل الناس لا تكلم حد ولا حد يكلمك ولا تتواصل مع حد نهائي ، عندك موسسه المكفوفين فى التجمع ، روح هناك يمكن تلاقى نفسك ، واكيد هناك ماحدش هيفكر يضايقك وكلكم هتبقو سواسيا مدام رافض العلاج مستني ايه مع السلامه 
علم سليم ان لحديثه تاثيرا قويه على هذا الشاب وعلم ذلك عندما أنصت له الشاب باهتمام ، غادر الغرفه وهو يبتسم يعلم أن شاب سوف يتخذ القرار المناسب ، اخرج ملفه على الفور وطلب من مدير الحسابات ، إذا حضر أحد من اهل ذلك الشاب عليه ان يتوجه لمكتبة أولا ..

****٠••••••••******
لم يتردد الشاب لحظه ، بحث عن هاتفه وحاول الاتصال بابن عمه لياتى اليه ويصطحبه المكان الاخر الذى حدثه عنه الطبيب المكلف بحالته ..
استمع لرنين الهاتف بضيق دون أن يجيبه أحد 
~~^^^^^^~~~~~~~
كان سيف يجلس بمكتبه والسكرتريره الخاصه به تقف خلفه وتعمل له مساج لرقبته ، فهو يشعر بالارق ..
صدع رنين هاتفه عده مرات ، فتح عيناه بضيق وتطلع لشاشه الهاتف ، انتفض من مجلسه وأبعد يدها عنه واجاب بقلق 
-الو ياسين أنت كويس
ياسين بانفعال :ساعه بطلبك عشان ترد
سيف برفعه حاجب وابعد الهاتف عن شفاه :اعوذ بالله مش بيتهد ابدا 
-ابدا كان عندي اجتماع ، فى حاجه يا حبيبي انت كويس
ياسين بقوه :تسيب إللى فى ايدك وتجيلي المستشفى حالا فاهم ، خمس دقايق وتكون قدامي 
اغلق الهاتف ولم يعطى فرصه لسيف ليتحدث .
تافف بضيق وارتدا البلزر الخاص به والتقطت مفاتيح سيارته ليتوجه إلى المشفى ..
٠••••••••••••••••••••••••
خلال نصف ساعة كان يجلس بغرفه ياسين بالمشفى ، أخبره ياسين بماذا عليه ان يفعل ، استمع سيف بانصات وذهب ليفعل كما أمره ، واثناء دفع فاتوره المشفى ذهب ليقابل الطبيب المشرف على حالته ، أخبره سليم بمكان الموسسه ولم يشاء اخباره بشيئا اخر ، انهى سيف جميع اجراءات الخروج ، وعاد إلى غرفه ياسين حمل حقيبته وامسك بيده يساعده إلى ان استقل سيارته وانطلق إلى حيث الموسسه ..
****٠••••••••***********
كانت بغرفتها تحضر أغراضها بالحقيبه وهى عازمه على ترك المنزل ، فلم يعد لها مكان به ، سوف يسترد يوسف بصره ويتزوج وتعيش زوجته بذلك المنزل وهى لم تريد ان ترا وجهه بعد اليوم ، فيكفي استغلال إلى هذا الحد ، ويكفي الم وجراح فقد كسرها أكثر من مره ولم يشعر بالندم ولو ثانيه واحده ..
•••••••••••••••••••
حملت حقيبتها وغادرت غرفتها واثناء هبوطها الدرج ، التقت بانجى .
نظرت لها انجى باستغراب :حبيبه رايحه فين ، مسافره ولا ايه 
حبيبه وهى تكمل طريقها  :لا مش مسافره سايبه البيت وماشيه 
انجى بصدمه :ايه ، طب ليه ، حصل ايه ، حبيبه انا عارفه اننا عمرنا مكنا قريبين من بعض ، اسفه ان كنت بتلاشى وجودك ، بس انا كنت بدايق من قربك لحازم ، بس انا اتاكدت أنكم اخوات ، ممكن تعتبريني انا كمان اختك الكبيره زى ما  حازم اخوكي وتفتحيلي قلبك 
ابتسمت حبيبه بالم :يااه يا انجى بقالك اربع سنين فى البيت ده وماكنتيش تعرفي ان حازم بالنسبالي ايه ، انا اتمنيت كتير يكون عندى اخت فعلا تقرب مني تفهمني ، بس الحمد لله ربنا عوضني بريم صحبتي وأكتر من اختى ، للاسف كلامك جة متاخر اوى 
انجى بحزن:حبيبه انا بجد اسفه ، بس ماينفعش تسيبي البيت دلوقتى لازم تستني عمو ولا حازم 
انا هتصل بحازم يجي فورا 
حبيبه بتصميم :وانا لازم امشي دلوقتي 
جاء صوته الغاضب :ليه لازم تمشي وهتروحي فين بقى وتسيبي بيتك ، ايه لعب العيال ده ، ممكن افهم فى إيه 
انجى :كويس انك جيت يا حازم ، حبيبه مصره تسيب البيت ومن غير سبب 
حازم بانفعال :حبيبه فى ايه  ، متغيره من يوم مارجعتي من شرم وحاولت كتير اتكلم معاكي دايما بتتهربي مني ممكن افهم فى إيه 
حبيبه بدموع :فى ان مش هقدر اشوف يوسف قدامى طول الوقت ، مش هقدر اتحمل وجوده ، يوسف بيحب وكمان هيتجوز ، ازاى عاوزني اقبل اشوفه طول الوقت ، أنت ترضالي كده 
حازم بصدمه :يوسف بيحب وهيتجوز مين وازاى مش فاهم 
حبيبه بصراخ :أيوة بيحب وهيتجوز وكان بيستغل حبي ليه ووقوفي جنبه عشان مصلحته وبس مافكرش فى قلبي لم جرحه وداس عليه ، كان بيستغلني عشان انا بنت عمه وحبيته بجد ، بس كنت غلطانه يوسف عمره ماحس بيه ولا شافني فى حياته ، يوسف انانى بيفكر فى نفسه وبس ، ندمت ان فى يوم حبيته بس فوقت متاخر ، يوسف عنده حياه تانيه خالص غير حياتي ، كنت فاكره ان هقدر اغيره بس كنت غلطانه ، غلطانه يا ابيه 
ضمها حازم باسف وظل يربت على ظهرها بحنان :الحيوان عشان كده متغيره من ساعه لم رجعتو من شرم ، هو قالك كده بنفسه ، طب ليه مش قولتلي هو انا مش اخوكي واقدر افهمك واقف جنبك ، ليه مش قولتي الحقيقه 
حبيبه بدموع :انا شوفت بنفسي علاقته بحبيبته وفهمت قد ايه ابن عمى خذلني وكسرني ، من فضلك عشان خاطري يا ابيه انا خدت الخطوه الصح ، بلاش ترجعني تاني لورا ، انا خلاص اتعلمت من الدرس كويس وهكمل حياتي من غير ضعف ولا يأس ، انا هقعد عند ريم وابق طمن عمو 
حازم بتنهيده :صعب اسيبك تبعدي عننا يا حبيبه ، بس عشان دى رغبتك والقرار ده هيريحك مش هقدر امنعك وانا دايما معاكى لو محتاجه حاجه انا موجود وهتلاقيني قدامك ، هوصلك بنفسي وهطمن عليكي كل يوم بالفون ، أما يوسف ليه حساب معايا مانتهاش 
حبيبه بحزن :يوسف خلاص اختار ومافيش داعى لاي كلام صدقني كده احسن للكل 
احتضنها بكتفه وحمل حقيبتها باليد الاخري ، سارت جانبه واستقلت سيارته ليقلها إلى منزل صديقتها ..
٠•••••••••••••••••••••
داخل المشفى وبالتحديد بغرفه يوسف ، بعد ان افاق من تخديره ، وجد والده ووالدته جانبه 
واستمع لصوتهم الحاني ، كان يريد ان يميز صوتها ولكن لم يجدها ، وفجاه اقتحمت غرفته شهد ومعها سامر 
اقتربت منه بحب وقبلته أمام عائلته ولم تشعر بالخجل من وجودهم 
نظر عبدالرحمن بصدمه لزوجته :فاقتربت فريال ترحب باصدقاء ابنها ..
ودعها حازم إمام شقه صديقتها وترك حقيبتها ، احتضنها بحنان وظل يوصيها بالاعتناء بصحتها والاهتمام بنفسها وان لا تتردد فى مهاتفه باى وقت ..
رحل من امامها وهو يشعر بالاسف على ما فعله شقيقه بتلك الطفله البريئة ، فقد كسر قلبها وجرحها وهو لم يتغاضى عن فعلته وقرر أن يقتص منه ، 
فقد كانت صغيرته التى لايسمح لاى شيئا ان يمسها ولن يقبل بجرحها ، حتى لو كان المتسبب فى حزنها هو شقيقه ..
يتبع 
مكثت بمنزل صديقتها وحاولت اشغال نفسها بالعمل وابعاد يوسف عن تفكيرها ، اصبحت تهتم بحياتها الجديده بتلك المؤسسه التى تقابل بها جميع المراحل العمريه ، وتحاول أن تزرع الثقه داخلهم فهو دائما بحاجه لدعم ليساعدهم على مواجهه حياتهم بذلك العجز ...
واثناء  جلوسها مع أحد الاطفال المكفوفين تعلمه طريقه القراءه" بريل"
اتت إليها المشرفه وابلغتها بضروره التوجهه إلى مكتب المديره ، تركت الطفل برفقه ريم وذهبت إلى مكتب المديره ..
طرقت الباب بهدوء وانتظرت قليلا إلى ان جاءها أمر الدخول ..
دلفت بهدوءها المعتاد وابتسمت برقه وهى تتحدث :حضرتك طلبتيني 
المديره وهى تنزع النظاره الطبيبه :اتفضلي اقعدي يا حبيبه 
جلست حبيبه ونظرت لها باهتمام 
- اتفضلي الملف  ده ادرسيه كويس عشان من انهارده هتستلمي الحاله ، دى حاله متحوله من الدكتور سليم النجار ومطلوب انتى بنفسك تشرفي على حالته وعلاجه 
شعرت بالفرح فحقا ظلت تفكر بشأن الشاب الذى حدثها عنه دكتورها ، لم تتوقع أن تلتقى به بهذه السرعه .
التقطت الملف من يد المديره  وهمت بالمغادره ..
~~~~~~~~~
جلست بالحديقه وهى تتفحص الملف بكل دقه واهتمام 
وجدت صوره الشاب بالملف فبتسمت لملامحه الهادئه وقرأت البيانات المدونه عنه ، وايضا التقرير الطبي الذي يخص حالته ، فلم تجد اى جديد فقد حدثها من قبل دكتور سليم عن حالته النفسيه ..
تنفست بعمق واغلقت الملف وهى تفكر بطريقه ما لتتحدث معه ، فهى تعلم أنه لن يصغى بسهوله ..
ولكن اتخذت القرار المناسب وبحثت عن غرفته واخبرتها المشرفه بمكان غرفته ، لم تضيع الوقت فذهبت على الفور ...
٠••••••••••••••••
كان يجلس شاردا وحيدا وتنساب دموعه بالم يغزو قلبه قبل روحه ، فمنذ فقدانها وهو مستسلم للظلام ، ترك خلفه كل شئ ، حتى عائلته وصنع لنفسه العزله ، بعيدا عن كل ما حوله ..
كان دائما يراها امامه فى يقظته .وأحلامه لا يريد ان يرا وجها اخر غيرها ، فهى نصفه الآخر ، تكمله ، والآن اصبح عاجزا بدونها ، يريد الحياه معها، يتمنى الموت لكى يلحق بها .
وفجأة استمع لطرقات على باب غرفته ، جعلته يعود من عالم الخيال إلى ارض الواقع .
تصنع الجمود ورد باقتضاب :مش عاوز اتكلم مع حد 
استمعت لصوت صراخه القوى وهى تقف أمام باب غرفته ولكن لم ترحل ولن تيأس ، دلفت الغرفه بخطوات متوتره وقفت على بعد امتار منه وتحدثت بنبره قويه : انا حبيبه ، ممكن اتكلم مع حضرتك
ياسين بغضب :افتكر ان حضرتك سمعت رد حضرتي كويس ، ميت مره اقول مش عاوز اتكلم مع حد ، انا مطلبتش دكاتره ومن فضلكم سبوني اريح اعصابي وبلاش ضغط اكتر من كده ، انا حر ومرتاح كده ممكن بقى ماحدش يزعجني 
اجابت بهدوء :اوكيه تحت امرك ، زى ماتحب ، بس انا مش دكتوره 
ياسين بضيق :ومايهمنيش اعرف دكتوره ولا مش دكتوره 
حبيبه بجديه :تمام ، ممكن اجي لحضرتك وقت تانى تكون هديت شويا اصل العصبيه ممكن تضرك 
ابتسمت وغادرت الغرفه قبل ان ينفعل عليها مجددا .
ياسين بتنهيده :مجنونه دى ولا ايه ..
~~~~~~~~

وجدتها صديقتها تخرج من الغرفه مبتسمه فامسكت بها 
-حبيبه مالك ، ايه الابتسامه الحلوة دى 
حبيبه وهى تضع يدها على عنق ريم :تعالى احكيلك 
قصت عليها ما حدث قبل قليل ..
ريم بصدمه :واحد زى ده هتعملى عليه رساله الماجستير ازاى ، ياحوستي وكمان تشرفي على علاجه ، ده مجنون رسمي مش بعيد يعملك عاهه مستديمه ، لا لا ابعدي عنه احسن 
حبيبه باصرار :مش لدرجه دى يعنى ، وبعدين احنا مش متعودين نستسلم كده من اول محاوله ، لازم اصرار وعزيمه وكمان قوه انك تحاولي وتفتضلي تحاولي لم توصلي ، احنا دورنا نساعدهم مش نسمع كلامهم وهم رافضين يساعدو نفسهم 
ريم وهى تنظر لصورته الموضوعه بلمفه الخاص :اوبا ده قمور اوى ، ياخراشي مش حرام العيون الزرقه إللى بتشع دى مابتشوفش والله خساره فى العمى 
حبيبه :بطلي جنان بقى ، عاوزة اتكلم مع حد من اهله ، اجمع اكتر معلومات عنه هو ومراته ، شكله كده هيتعبني على مايتكلم ، فلازم أحاول بقى بطريقتي 
ريم :سهله شوفى مين جابه هنا واكيد فى رقم عشان لو حصل حاجه نتكلم مع اهله 
حبيبه :صح ، هسال المديره عن رقم حد هنا يخصه ممكن اتواصل معاه 
ريم بتطفل :لم تروحى تانى تتكلمي معاه ابقى قوليلي عشان اتفرج 
نظرت لها بجديه:ريم 
ريم بهزار :قصدي يعنى عشان احوش عنك لو اتهور ههههه
حبيبه بابتسامه :مجنونه وربنا 
٠•••••••••••••••••••
بالمشفى ..
اشتاق يوسف لسماع صوتها واراد ان يسأل عن سبب غيابها عنه ، ولكن لم يجد سوا والدته ففضل الصمت ، يعلم ان والدته  تعنفه فلم تقبل بها من الاساس ، ارادت استغلالها فقط وهو من فعل هذا أيضا هو المذنب الاول والاخير بحق ابنه عمه ..
حدد الطبيب المختص بحالته خلال يومان سوف ينزع الشاش الطبي الموضوع على عيناه والتاكد من نجاح العمليه ...
ظلت شهد ترافقه بالمشفى وحاولت التقرب من والدته ونجحت بالأمر ، ففريال دائما تهتم بالمظاهر الخداعه ولم تنظر للجوهر ، وعلمت أيضا من ابنها أنه يحبها ويريد الزواج منها وشجعته على ذلك بعد ان قص عليها سبب عودته المفاجئة من شرم الشيخ ، والغريب أنه فعل فاحشة وهى اصغت له ولم توبخه على مااقترفه من ذنب ، بلا ابتسمت بتشفى بسبب انهيار حبيبه ، كل ما فكرت به هو اذلال تلك المسكينه فقط ..
••••••••٠••••••
ثار عبدالرحمن عندما علم من حازم ، ترك حبيبه المنزل والمكوث مع صديقتها ، حاول حازم ان يهدئ من انفعال والده فهو مريض السكر والضغط والتوتر والانفعال سوف يضر بصحته ..

دلف الغرفه مكتبه واغلق الباب خلفه بالمفتاح وطلب من حازم بعدم الازعاج ..
جلس بحزن على مقعد المكتب والتقط البرواز الخاص بصوره شقيقه وهو ينظر له باسف : سامحنى يا محمد ماقدرتش اصون امانتك يا اخويا ، بنتك سابت بيتى عشان انكسرت وانجرحت من ابني ، فضلت محاوط عليها ومحافظ عليها لم تكبر وتبق عروسه وازفها بنفسي لراجل يصونها ويشيلها فى عنيه ومااعرفش ان إللى هيجرحها حته مني ، ابني كانت فاكر أنه اتغير بعد إللى حصله وان خلاص بقى راجل وهيتعظ وهيفكر  الف مره قبل ما يغلط ، وقولت مافيش غير  حبيبه هى إللى هتقدر تغيره وتبدل حاله ، كنت فرحان بقربهم من بعض وحبهم لبعض ، بس كان الحب  من طرف حبيبه بس ، يوسف الحيوان بيستغل بنت عمه ، لحمه حتى منه ، وانا شريكته كمان فى كده ، سامحنى يا اخويا ، انا إللى هربيه من اول وجديد وبكره يندم على إللى عمله ده ، وبنتك هى بنتي وهجبها حقها من ابني الندل الجنان إللى مابيحسش على دمه ، وربنا لدفعه التمن غالي ....
٠•••••••••••••••••••
بعد مرور يومان ،
لم تيأس من محاولتها التى لا تثمر بشيا على الاطلاق ، فقط تحاول وتطرق غرفته ولكن دون جدوى ، وكل مره تذهب لغرفته تخرج حزينه على ذلك الشاب الذى يرفض وبشده ، وكل مره يغضب وياثور ويعنفها ولكن هى لم تبالي سوا  بحالته .
~~~~~~~~~~~
داخل المشفى بغرفه يوسف ، ات الطبيب ليفحصه فاليوم هو يوم نزع الضماد من أعلى عيناه والتأكد من نجاح العمليه وأنه عاد ليرا من جديد ..
كانت لحظه توتر على جميع عائلته ، فرغم غضب والده من افعاله الحمقاء إلا أنه قلق بسبب فشل تلك العمليه .
وقف الجميع فى انتظار فحص الطبيب ..
نزع الطبيب الشاش الطبي ببطئ شديد ، واخرج الكشاف الطبى وحاول فحص عيناه بدقه وثبات ، وطلب منه أن يغمض عيناه ويفتحها ببطئ ، انصاغ يوسف لاوامر الطبيب ، وبعد ذلك اتسعت عيناه بشده ، وهو ينظر لكل من بالغرفه ، فى البدايه كانت الرؤيه غير واضحه وبعد لحظات اصبحت الرؤية واضحه وبدا يرا  الجميع بوضوح وعلى ثغره ابتسامه فرحا بنجاح العمليه ، صرخ بوجه شقيقه :حازم انا شايفك 
شايفكم كلكم ، احتضنه حازم وبارك له نجاح العمليه
وردد عبدالرحمن داخله :الحمد لله دائما وابدا 
وقبل ابنه بحب وايضا فريال احتضنه بقوه وهى لم تصدق ان ابنها الآن تعافى تماما..
اقتحمت الغرفه بدون استاذان وتصنعت الفرحه واقبلت على يوسف تحتضنه ، دون الاكتراث لعائلته .
انصدم يوسف من فعلتها وابعد يدها التى تحاوط عنقه بهدوء ونظر لوالده بخجل 
ابعد عبدالرحمن انظاره عن يوسف وغادر الغرفه بضيق ، رمقه حازم بنظرات غضب والحق بوالده ..
حازم :بابا 
تنهد عبدالرحمن ونظر لابنه بحزن :عاجبك إللى بيحصل ده
حازم باسف :اكيد مش عاجبني ، بس انا هتصرف مع يوسف وهخليه يندم على كل إللى فات وهو بنفسه يرجع حبيبه البيت ويعرف كمان قيمتها ايه ، وأنها غاليه مش زى الأشكال إللى يعرفهم
عبدالرحمن بضيق :مش عارف اقولك ايه ، انا مش قادر ابص فى عين بنت اخويا ولا قادر ارجعها لحضني تاني 
حازم :أوعدك ان هصلح كل حاجه 
ربت عبدالرحمن على كتف ابنه :وانا واثق فيك يا حبيبي ، طول عمرك راجل وقد كلمتك ، يا ريت اخوك يتعلم منك حاجه 
حازم بتفكير :هيتعلم وغصب عنه كمان 
٠••••••••••••••••••••
بحثت حبيبه عن هاتف الشخص المسئول عن وجود ياسين بهذه الدار ، وأخيرا وجدت ضالتها وعلمت أن ابن عمه هو من اتى معه إلى هنا وترك رقمه الخاص ..
على الفور دونت الرقم بهاتفها واستمعت لرنين الهاتف ..
فى ذلك الوقت  ، كان سيف يهم بالخروج من مجموعه الانصاري وعندما صدع رنين هاتفه ، استوقف قليلا واخرج هاتفه يرا من المتصل ، تفاجئ برقم غير مسجل ،اكمل طريقه وتوجه إلى سيارته 
عاد الرنين مره أخرى ، فاجاب سيف بجديه :الو 

على الجانب الآخر كادت أن تفقد الامل من عدم اجابته عليها ولكن فجأه استمعت لصوته القوي 

حبيبه :الو معايا مستر سيف الانصاري 
سيف  باهتمام :أيوة انا سيف الانصاري ، مين حضرتك
حبيبه :انا حبيبه المعالجه النفسيه المسئوله عن حاله باشمهندس ياسين ، كنت محتاجه اتكلم مع حضرتك بخصوص حالته و
قاطعها بحده قبل ان تتحدث مره اخرى :افتكر ياسين عندكم وأى حاجه تحبي تعرفيها ولا تتكلمي عنها يبق ليه هو الافضل ، انا مش فاضي لوجع الدماغ ده ، وياريت ماتتصليش بيه تانى
اغلق الهاتف دون أن يستمع لردها .

تسمرت مكانها ونظرت لهاتفها بعدم تصديق :
معقول فى ناس كده ، المفروض ان ابن عمه .يساعده ويقف جنبه عشان يعدي المرحله دي ، بس من الواضح أن بيكره اوى ، طب انا بقى هتصرف ازاى عشان يتكلم شكله صعب وهيتعبني معاه ..
٠••••••••••••••••••••••
عاد يوسف لمنزله وهو يرا كل شئ من حوله وكأنها يرا لأول مره بحياته ، فقد حُرم من تلك النعمه عده شهور والآن عاد النور الى عيناه ..
كان يبحث عنها بكل مكان ، يتوقع رؤيتها الآن 
قابلته انجى بترحاب شديد :حمدلله على سلامتك يا يوسف 
ركضت الصغيره لاحضان عمها 
حملها يوسف بلهفه ونظر إلى انجى :الله يسلمك يا انجى 
ملكيه :واحثتني كتير 
قبلها بحب :وانتى واحشتيني كتير كتير كتير 
مليكه بزعل :بث زعلانه منك 
يوسف بابتسامه :مني انا وهو انا اقدر على زعلك يا قلبي انا 
ملكيه :أنت وحث مزعل بيبه منك 
حملتها انجى واردت تبديل الحديث:مليكه حبيبتي مش كنتي عاوزة نلعب يلا بقى سيب عمو يرتاح 
شعر بالحزن من حديث الصغيره وصعد إلى حيث غرفتها ، أراد أن يعتذر لها 
طرق باب غرفتها مرارا ولم ياتى رد ، فدلف بهدوء ، تتطلع لكل ركن بالغرفة ، فقد دخلها من قبل ولكن كان لم يستطيع رؤيه شيا والآن يرها لأول مره حقا ، كانت غرفه مطليه باللون الوردي وكل ما بها هادئ ، والأثاث أيضا يجمع بين اللون الابيض والروز معا ، عندما وجد صورتها أعلى الكومود اقترب منها وحملها بين يديه وهو يبتسم على ابتسامتها البرئيه .

كان. يريد ابدال ملابسه والعودة إلى شركته فلديه اجتماع مهم ، واثناء سيره وجد باب غرفتها مفتوح ، فتوجه ليعلم من بالداخل .
وقف حازم على أعتاب الغرفه ونظر لشقيقه بضيق .تحدث بصوت قوى :أنت هنا بتعمل ايه 
وضع يوسف الصوره بتوتر ونهض من على الفراش ، وقف فى مواجهه حازم 
-انا كنت بسال على حبيبه ، اصل ماشفوتهاش من ساعه ماجت 
حازم :وانت مالك ومال حبيبه ، مش خلاص كل واحد فى طريق ، انا عايز اريحك حبيبه سابتلك البيت كله عشان ترتاح ، وتجوز وتنبسط
يوسف بصدمه : سابت البيت ليه 
حازم بانفعال :بذمتك مش مكسوف من نفسك ، جاى دلوقتي بتسأل عليها ، هى تهمك اصلا ولا تعنيلك شئ 
يوسف :بنت عمى زى ماهى بنت عمك ومن حقى اعرف هى فين 
حازم بعصبيه :اخر حد من حقه يعرف مكان وجودها هو انت ، مش خلاص اخترت وحبيت غيرها ، لا وكمان عاوز تجوز ومش همك كسرت قلب بنت عمك ، وانت هتفكر فى مين غير نفسك، طول عمرك اناني
يوسف بتردد :هي حبيبه قالتلك حاجه 
حازم بتنهيده حارقه :كل حاجه ، حكتلي على إللى حصل فى شرم ، وانت ازاى يا بنى ادم تاخد حبيبتك تعرفها عليها 
يوسف بخجل :انا ماكنتش اعرف ان هقابل شهد هناك ، واللى حصل بينا كان لحظه ضعف ، احنا كنا شربين ومش فى وعينا   ،بس انا وعدتها هنتجوز فى اقرب فرصه والله 
نظر حازم بصدمه :نعم ، بتقول ايه ، قول كده تاني ، حصل حاجه بينكم ازاى ، يعنى ايه مش فاهم 
يوسف بتوتر :أنت مش بتقول حبيبه حكتلك كل حاجه 
حازم بانفعال امسكه من ياقه قميصه :إللى انا فهمته ده صح ، يعنى أنت والبت دى حصل بينكم حاجه ، وكمان حبيبه شافت المنظر ده وانت مع إللى اسمها شهد دى فى السرير ، انا مش قادر اصدق توصل بيك الحقاره والدنائه وتعمل كده مافيش ربنا ومافيش أخلاق ولا دين ولا احترام مشاعر الناس ، أنت ايه يا اخي 
دفعه بعيدا عنه ، كان يريد ان يصفعه صفعه قويه  ليفيق لنفسه ، ولكن ابتعد عنه وهو يحمل براكين من الغضب .
شعر يوسف بالخزي من نفسه وأفعاله أمام شقيقه .
ابتعد حازم عنه وحدثه دون أن ينظر اليه :لازم تصلح إللى عملته ، انا عندى بنات ومارضاش بالظلم ، رغم أن رافضها اصل إللى بيفرط فى شرفه بسهوله عشان كأس ماامنش ليها ، بس للاسف انتم الاتنين مذنبين ولازم تصلحو القرف إللى عملتوه ، أنت سقط من نظري وللابد ، حبيبه دى ملاك ماتستهالش واحد زيك 

تركه يشعر بخيبه الامل  ويأنب نفسه على كل ما فعله ..
٠•••••••••••••••••••
فى بدايه يوم جديد ، ارادت ان تزرع الامل داخل القلوب ..
قررت أن تتحدث معه وتستخدم العناد ايضا ،
قررت عدم الاستسلام لرغبته بعدم الافصاح عن ما يشعر به ،
قررت أن تستخدم كل الحيل الذكيه لتساعده على إخراج احزانه ،
قررت عدم اليأس والمواجهة الفعليه ،
استجمعت قوتها وتوجهت لغرفته وكاد قلبها ان يتوقف بسبب القلق التى تشعر به لتنهى تلك المعضله ..


الفصل الثاني عشر
عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الالفي
بعد ان استجمعت قوتها وقفت أمام غرفته ، تحاول التنفس بهدوء ، واتخذت القرار بطرق الباب برقه 
وامسكت المقبض ودلفت بهدوء تام ..

لم ينتبه لها من البدايه ، كان شارد بعالمه الخاص وفجاه استمع لصوت يهتف برقه 
-بتحبها اوي كده 
رسم الجمود على ملامح وجهه ونظر باتجاه الصوت وتحدث بحده وصوت غليظ 
-مين سمحلك تدخلي بالشكل ده 
حبيبه بقوه عكس رجفتها بسبب صوته الحاد :انا دقيت الباب كتير 
ياسين بانفعال :سمحتلك تدخلي لا طبعا ، يبق بلاش اقتحام لاوضتي تانى يا انسه مفهوم ، مش ممكن اكون بغير هدومي ولا انتى عندى عادي 
شعرت بالحزن والخجل معا من طريقته الفاجه معها ، اعتذرت وغادرت غرفته على الفور ، وهى تشعر بنيران مشتعله داخلها ..
علم أنه تفوه بكلام جارح وغير لائق ولكن اراد عدم عودتها مره اخرى ، اراد ان تحترم مشاعره وخصوصيته ، لا يريد لأحد باقتحام حياته الخاصه ..
٠•••••••••••••••••••••
بحثت عن صديقتها فلم تجدها ، ارادت ان تخرج تلك الشحنه الغاضبه داخلها فلم تجد أحد امامها ، لذلك قررت الاتصال بوالدتها ، جاءها الرد بفرحه هزت مشاعرها وابدلت غضبها لسعاده 
عندما استمعت لصوتها الحاني :حبيبه قلبي عامله ايه واحشاني اوى 
حبيبه بابتسامه :وحضرتك كمان واحشاني ، ممكن نتقابل 
لم تصدق ناديه ما سمعته :طبعا يا نور عيني انا فى البيت ولوحدي تعالي 
حبيبه بجديه :ممكن نتقابل فى النادي 
لم تتردد ناديه واجابتها بالموافقه ، هاتفة زوجها واخبرته انها سوف تذهب للقاء ابنتها ، ..
وحبيبه أيضا بعد ان اغلقت الهاتف استاذنت مديرتها بالعوده مبكرا اليوم ، وعندما وافقت لها على ذلك ، ركضت بفرحه طفله صغيره ستلتقى بوالدتها بعد غياب ..
استلقت سياره أجره وتوجهت إلى النادي ..
٠••••••••••••••••
التقت بوالدتها بالنادي 
، ضمتها ناديه  بحنان وجلسو سويا .
ناديه بفرحه :عامله ايه ياقلبي احكيلي 
حبيبه بابتسامه :الحمد لله يا ماما بخير ، حضرتك عامله ايه
ناديه :انا بخير طول ماانتى بخير يا نور عيني ، ايه رأيك نتغدا بقى مع بعض وكمان نطلب الايس كريم إللى بتحبيه 
ابتسمت حبيبه وظلت مع والدتها تتحدث معها وهى تشعر بالسعاده بقربها ، تناولو الطعام معا  وارادت حبيبه اخبارها بعملها ..
ناديه :انا طلبت ايس كريم فراولة إللى بتحبيه 
حبيبه بتردد :تمام ، ماما تعرفي انا استلمت شغلي من كام يوم وقريب اوى هقبض اول راتب من شغلي 
ناديه باهتمام : بجد الف مبروك يا حبيبتي ، اشتغلتي فين بقى 
حبيبه بجديه :فى جمعيه المكفوفين بس على كبير شويا ، هى اكاديميه كبيره وفيها جميع الاعمار ، اطفال وشباب وكبار بنساعدهم فى علاج نفسي وتخطي المرحله دى من حياتهم ، فى دكاتره كبار قائمين على المشروع ده هو استثماري وخيري كمان فى نفس الوقت وانا وريم استلمنا شغلنا هناك ، كمان فى صاله جيم عشان الرياضه وفى حاجات بتساعد الاطفال المكفوفين على التعليم والقرايه يعنى حاجه ضخمه ومبسوطه اوى ان سبب فى مساعده اى شخص 
ناديه بفخر : ربنا يسعدك يا قلبي ويجعلك سبب فى شفاءهم يارب ، ساعتها هتحسي انك بجد عملتي حاجه مهمه وهتفرحك وكله فى ميزان حسناتك
حبيبه بسعاده :مبسوطه انك فهماني ، انا عاوزة اقولك ان سبت بيت عمو 
ناديه بقلق: ليه يا بنتى حصل ايه ، فريال دايقتك 
حبيبه بتنهبده عميقه :لا طنط فريال مش السبب ، انا حسيت ان وجودي هناك مش ليه لازمه قررت اسيب البيت ، حضرتك عارفه بحادثه يوسف انا وقفت جنبه وعملت إللى اقدر عليه عشان اساعده بس 
ناديه بتسأل :بس ايه كملي 
حبيبه :اصل انا من فتره حسيت بمشاعر ناحيه يوسف ، اتعلقت بيه بس عرفت انه بيحب وهيتجوز ، عشان كده سبت البيت بصراحه مش عارفه هقدر اشوفه مع مراته وهستحمل ولا لاء وهو دلوقتي تمام مش محتاج وجودي عشان عمل العمليه والحمد لله نجحت وبقى يشوف زى الاول 
ناديه بحزن: خلاص مش مهم اى حاجه ، اوضتك موجوده وبيتى هينور بيكي 
حبيبه :ماما انا قاعده عند ريم بس مؤقت انا هنقل اقامتي الاكاديميه هم طالبين حد متخصص يفضل متواجد طول الوقت عشان لو حد محتاج اى مساعده او تدخل بفتره الليل وأنا وافقت 
ناديه بصدمه :يعنى ايه تقيمي فى الأكاديمية مالكيش اهل ولا بيت ولا ايه 
حبيبه بابتسامه :يا حبيبتي انا مبسوطه وسط الناس وفرحانه ان بعمل حاجه وكمان انا بشتغل فى الماجستير ووجودي هناك هيساعدني كتير ، وأن شاء الله هاخد الدكتوراه وابقى دكتوره  لسه قدامي طموح وأحلام نفسي احققها ، اوعدك هقضي معاكي يوم من كل اسبوع 
ناديه بحب :انا يهمني سعادتك ومش عوزاكي تكسري بخاطري اسمعيني بقلبك 
نظرت لها حبيبه باهتمام :خير يا ماما 
اخرجت ناديه من حقيبتها الهديه التى رفضتها من قبل ووضعتها أعلى المنضده 
-عارفه يا حبيبتي انا  اتجوزت عمك فاروق ليه ، عشان كان صعب اعيش مع فريال فى بيت واحد ، وانتى كان من حقك تفضلي مع عمك ، عشان هوالوحيد إللى كان يقدر يعوضك عن ابوكي ، انتى دخلتي فى حاله نفسيه صعبه بعد وفاه محمد ووجود عمك عبدالرحمن هون عليكي كتير وكمان حازم ربنا يكرمه كان دايما معاكي وبيفرحك كان أخ بجد ، كان طبيعي اسيبك عايشه وسط عيلتك وانا ماكنش ينفع افضل وحيده فى الدنيا كنت محتاجه سند وحد لم اكبر اتسند عليه ويتسند عليه ، مش هقولك حبيت فاروق اتجوزتو ، لا ان شوفت فيه راجل محترم ويقدر يصوني والحب جى من العشره والمواقف إللى بينا ، لم بتعب هو إللى بيشلني ، وربنا مااردش يكون بينا ولاد حصل حمل كتير بس كان سنى كبر وبيحصل اجهاض وهو استحمل كتير ، عارفه يا حبيبه لم عرف بنجاحك يا بنتي نزل هو بنفسه وجبلك الهديه دى ، وبصراحه كدبت عليه يوم ماكنتي عندما عشان اشوف الفرحه فى عنيه قولتله انك خدتي الهديه وعجبتك اوى ، ممكن تجبري بخاطره وخاطري وتقبلي الهديه ، عارف إللى يجبر بخاطر اى شخص ويرسم بس بسمه على وشه ربنا يجبر بخاطره ويابخت إللى ربنا جابره ومش يكسرله خاطر 
ابتسمت بحب ونهضت من مقعدها وارتمت باحضان والدتها :سامحيني وحقك عليا
ناديه بدموع :حقك عليا انا لو قصرت فى حقك يوم غصب عني 
حبيبه بمرح :بلاش بقى دموع الناس بتتفرج علينا ، اكيد هيقولو عننا مجانين 
ناديه :المهم انتى خلي بالك من نفسك وهستناكي يوم الجمعه نقضي اليوم سوا 
حبيبه بجديه :حاضر ، هكتبلك عنوان الاكاديمي عشان تيجى فى اى وقت 
استمتعت بوقتها بصحبه والدتها وبعد ذلك ودعتها وعادت إلى منزل صديقتها وهى تشعر بالاعياء ..
٠••••••••••••••••••••
داخل فيلا الشامي 
تحدث يوسف مع عائلته عن رغبته بزواجه من صديقته شهد .
نظر والده له بلامبالاه:عاوز تجوز ومالو ، معاك إللى تتجوز بيه وتفتح بيت ، هتقدر تتكفل بمصاريف جواز وشبكه وشقه ومسئوليه 
فريال بتدخل :ايه إللى بتقوله ده يا عبدالرحمن ، أنت تتكفل بمصاريف جوازه وكمان ابني هيعيش معايا هنا وهنجهزله جناح خاص بيه زى حازم ، وانت عليك تجوزوه مش ابنك
تنهد بضيق :وهو عشان ابني مايتحملش مسئوليه جواز ، لازم يشقه ويتعب ويجيب القرش وبعد كده يقول جواز 
ظل يوسف مصدوم بحديث والده ، أما والدته فظلت تناقش زوجها بحده .
فريال : هو انت بتعلم فى ابنك كده عشان بنت ناديه مش كده 
عبدالرحمن بانفعال :مااسمهاش بنت ناديه ، حبيبه بنت محمد الشامي ، وكمان هى إللى رفضت ابنك يا هانم ، واهو عندك وفى حضنك عاوزة تجوزيه وتصرفي عليه اعملي ، لكن انا مش متحمل مسئوليه حد ولا هصرف عليه هو ومراته ، ينزل يشتغل مع اخوه ويشيل بقى مسئوليه نفسه 
حازم بجديه :بابا اهدي انت بس عشان صحتك وانا هتصرف ، من بكره يوسف هينزل الشركه وهيدرب تحت ايدي وكل شهر هياخد مرتبه يعيش منه بقى هو ومراته ، وأنا هتحمل تجهيز الجناح 
فريال :وانا هعمله اكبر فرح فى مصر 
حازم :موافق على كلامي ولا ايه 
يوسف بضيق :موافق 
عبدالرحمن :حازم عاوزك فى المكتب 
حازم :حاضر يا بابا 
٠••••••••••••••••••••••
لم يريد اخبار والده بما حدث بينه هو وشقيقه ولكن اراد اخباره بانه يريد ان يحمله مسئوليه نفسه وان يعمل تحت اشرافه لكى يتحمل مسئوليه الزواج ، وعليه أن يتحمل نتيجه اختياره فهو يعلم ان تلك الزيجه لن تستمر كثيرا وان حبيبه لم تستحق شخصا كيوسف شقيقه ، هى تستحق شخصا حريص عليها ويصونها يكون لها السند والعون والعوض من الله ..
*٠••••••••••••••••••••*
تفاجئت ريم بوجود حبيبه امامها وهى بحاله تعب شديد .
ريم بصدمه :ايه إللى عمل فيكي كده وشك احمر وكمان وارم فى ايه 
حبيبه بتعب :تعبانه يا ريم 
اتت هدي ونظرت لحبيبه بخضه ، وضعت يدها تلمس جبهتها 
هدي بقلق :معاها حراره كمان ، دخليها اوضتك وهعملها كمدات تنزل الحراره 
اسندتها ريم ووضعتها بالفراش :ايه إللى حصل انتى كنتي كويسه وكمان استاذنتي بدري من الشغل كنتي فين 
حبيبه بوهن :مع ماما 
ريم بابتسامه :بجد طب كويس ، ايه إللى عمل كده بقى فيكي 
حبيبه بنفس متقطع :الفراوله 
ريم بصدمه :اكلتي فراوله يا طفسه وانتى عارفه انك بتتحسسى منها 
حبيبه بتعب :طفسه ايه انتى كمان ، ماما نسيت ان عندى حساسيه منها لا وايه طلبت آيس كريم فراوله وبتقولي إللى بتحبيها ،صدقت فعلا وقولت يمكن ما يحصلش حاجه تخيلت ان كبرت على الحساسية وأنها فى الطفوله وبس ،اكلته وماقدرتش ازعلها ، بس واضح ان لسه بتحسس منها
ريم بحزن :معلش ممكن تكون نسيت ، انا هنزل الصيدليه اجبلك خافض ومضاد الحساسيه 
دلفت هدى وهى تحمل صحن الماء البارد ووضعت به منشفه اغرقتها بالماء وبدات فى وضع الكمادات لتخفف عنها الحراره ، وتوجهت ريم لجلب الدواء من الصيدليه ...
٠••••••••••••••••••••••••
فى صباح اليوم التالي
تحسنت حاله حبيبه الصحيه إلى حد ما ولكن لم تقدر على الذهاب إلى عملها .
ريم : خليكي مرتاحه انهارده وانا هبلغ المديره بمرضك
حبيبه بتعب : لا ماينفعش انا جايه معاكي ، انتى ناسيه الحالات إللى انا مسكاها 
ريم بتافف :ياستي مش ناسيه وانا هطمن عليهم اطمني 
حبيبه بتردد :ياريت كمان تدخلي لياسين يمكن يغير رائيه ويحب يتكلم ولا حاجه 
ريم برفعه حاجب :نعم كله الا الشخص ده  ممكن يحرجني وانا بقى مش هسكت انتى عرفاني 
حبيبه بابتسامه :معلش اعملي إللى عليكي ، هو احنا من امته بنختار المريض يكلمنا بأي طريقه ، مش كل واحد وطريقته عشان خاطري
ريم بتنهيده :امري لله هدخله عشان خاطرك انتى بس ، يلا بقى خدى الدوا ونامي سلام ياقمر 
حبيبه بتردد :ريم انا قررت هقعد فى الأكاديمية وبلغت المديره ان موافقه 
ريم بحزن :اخص عليكي يا بيبو ، عاوزة تسبينا ليه انا ماصدقت انك معايا وجنبي وماليه البيت علينا ، ماما هتزعل اوى وانا كمان لو مشيتي هزعل جدا جدا
حبيبه :ريم معلش عشان خاطري انا هكون مبسوطه هناك وكمان وعدت ماما هقضى معاها يوم من كل اسبوع وممكن اكون معاكي فى الويك اند واحنا دايما فى الاكاديمي مع بعض ، بليز ماتزعليش كده احسن وهكون مركزه على الماجستير والدكتوراه كمان
ريم بحزن :هقول ايه وانا عارفه دماغ صاحبتي ، المهم تكوني مبسوطه بقرارك يا قلبي 
عانقتها حبيبه بحب ، وودعتها ريم لتذهب إلى العمل ..
~|||~~~~~~~~~~
سارت في طريقها إلى الأكاديمية وقبل ان تدلف للحديقه اوقفها شاب .
- لو سمحتي يا انسه 
ريم بجديه :افندم 
- ممكن توصليني لمكتب مديره الأكاديمية
ريم بتفحص الشاب من رأسه إلى قدمه :هو حضرتك دكتور ولا معالج بقى
الشاب بابتسامه :لاده ولا ده انا كابتن عمار مدرب اليوجا 
ريم بغرور :كابتن اممم ، انا بقى معالجه نفسيه واسمي ريم
مد يده ليصافحه :تشرفت بمعرفتك يا ريم ، ممكن تقوليلي عمار بس ، احنا زمايل شغل 
شعرت بالرجفه عندما لمست يده وبادلته الابتسامه :الشرف ليه ، اتفضل معايا اوصلك لمكتب المديره 
سار جانبها بهدوء ...
"عمار" تخرج من تربيه رياضيه ، يبلغ من العمر 28عام  لديه مشروعه الخاص ، جيم ولكن اراد ان يستثمر بعض من وقته للترفيه عن المكفوفين وقضاء وقتا من التحفيذ والدعم النفسي والبدني ، شاب يتميز بالبشره القمحيه ، ذات لحيه خفيفه ويتميز بعينان عسليه لامعه ، وجسد رياضي ممشوق ..
..............
وقفت بالرواق واشارت بيدها لمكتب المديره واستاذنته لتذهب لعملها ، ابتسم لها وشكرها بامتنان ..
~~~~~~~~~
شردت قليلا بصاحب العينان العسلي وفجاه نفضت الافكار العالقه بذهنها وتوجهت إلى الطفل مالك ذات العشر اعوام احدى الحالات المسئولة عنها حبيبه ..
وجدته كعادته يجلس وحيدا عن رفاقه ، اقترب منه وهى تقبله بسعاده 
-ملوك حبيبي عامل ايه انهارده 
قطب ما بين  حاجبيه :عاوز حبيبه 
ريم بمرح :وريمو ماتنفعش ولا ايه يا استاذ مالك 
دار وجهه عنها ، فتحدثت ريم بحنان :حبيبي حبيبه تعبانه ومش هتقدر تنزل انهارده بس اوعدك هتكون عندك بكره 
مالك بحزن :حتى هى بعدت عني وعدتني ماتسبنيش وعملت زيهم 
مسدت ريم على ظهره بحنيه ولكن كان رد فعله غاضب وابتعد عن المكان ، حاول السير بمفرده كاد أن يسقط عده مرات ، لحقت به المشرفه واعادته إلى غرفته كما طلب .
انسابت دموع ريم بحزن على ذلك الطفل الصغير الذي تعلق بوجود حبيبه داخل عالمه الخاص ..
.٠••••••••*••••••••
بعد ان انهى حديثه مع المديره ورحبت بوجوده ، اراد ان يستكشف المكان بنفسه ويتعرف على كل ركن به ..
دلف لصاله الجيم اولا وجد بها العديد من الاجهزه ، فترك المكان وبحث عن اخر ، لافت انتباه وجودها تجلس حزينه وراء الدموع تنساب من عيناها البنيه فشعر بالقلق واقترب منها يعلم ما الذي ابكاءها .
عمار بقلق :ريم بتعيطي ليه فى حاجه حصلت 
نظرت له بحزن ومحت دموعها ولم تستطيع الصمت فتحدثت ببراءه وشرحت له الموقف وهو ينظر لها بغرابه فلم يفهم شيا منما تفوهت به .
ريم بتذكر أنه. شخص جديد ولم يعلم شي ، سوري نسيت انت اول يوم ليك هنا ومش هتفهم بتكلم عن ايه 
عمار بابتسامه :اقعد كده الاول وتفهميني عادى والله انا بفهم بسرعه 
ابتسمت له واخبرته بأن مالك طفل من المكفوفين والمسئوله عن حالته صديقتها حبيبه وأنها لم تاتى اليوم بسبب مرضي يمنعها من الحضور ، تفهم الآن الصوره كامله وواضحه .
عمار باسف :حرام مالك متعلق بحبيبه وده صعب طبعا على طفل فى ظروفه ، ان تعود تعود كامل على شخص واحد ، المفروض لازم يتعود على كل الموجودين بالمكان عشان لم حد يغيب يكون فى بديل مش يحس بالوحدة 
ريم بجديه :مالك بذات حاله خاصه لان انطوائي ومش سهل يقرب من اى حد بسهوله ، غير كل الاطفال فى تفاعل واستجابه منهم مع الكل 
عمار باهتمام :تمام ممكن انا احاول محاوله معاه 
ريم باستغراب :هتعمل ايه 
عمار :هحاول اتكلم معاه راجل لراجل ويمكن اخرجه من حالته دى بالرياضه 
ريم بفرحه :بجد ياريت 
نهض عمار من مجلسه واشار إليها :فين اوضته 
سارت امامه وتوجها إلى الطابق الثاني واشارت حيث غرفته ، ونظرت حولها وارادت ان تذهب لغرفه ياسين
•••••••••••••••••••••••
••••••
وقفت أمام الغرفه 
اخذت شهيق.ثم زفير :1،2،3 ثم طرقت الباب ، عادت المحاوله مره اخرى 
لم يتوقع قدومها وعندما اصر. من بالخارج بالطرق ، اجاب بحد بأن تدخل .
ابتلعت ريقها بصعوبه ووقفت على اعتاب الغرفه .
ياسين بصوته القوي :انتي مابتزهقيش خالص ،  مُصره بقى 
ريم بتوتر:انا ريم ، حبيبه ماجتش انهارده 
ابتسم وهو يهز رأسه :يبق فهمت اخيرا وزهقت صح 
ريم بقوه :لا حبيبه مابتزهقش من شغلها ولا بتسسلم بسهوله ، هى بس تعبانه  وطلبت مني اشوف حضرتك لعلا وعسى تغير رائيك وتحب تتكلم ، كلنا هنا بنفذ شغلنا 
همس فى نفسه :ياتري تعبانه بجد ولا من كلامي معاها 
اراد ان يعلم الأمر ، لذلك قرر اختبارها 
- انا فعلا محتاج اتكلم ، بس معاها شخصيا مش هى المسئوله بردو عن حالتي ، بلغيها ردي 
ريم بصدمه :يعنى عاوز تتكلم دلوقتي وهى تعبانه ومش موجوده ، انا هنا بدالها واقدر اساعدك
ياسين بضيق :وانا قولت إللى عندي ، اتفضلي شوفي شغلك 
غادرت الغرفه بضيق وظلت متسمره مكانها :ماهو لاماعندوش ذوق ، لا ماعندوش ذوق بردو ، هو اشترانا ولا ايه .
فى ذلك الوقت ارادت حبيبه الاتصال بصديقتها والاطمئنان على الحالات الخاصه بها ..
اجابت ريم على الفور وهى بكامل غضبها 
-هو احنا شاغلين تحت امرهم ، احنا بنعمل واجبنا وبنساعدهم ، أصلهم مش هيشترونا بفلوسهم ، احنا مش خدامين
حبيبه بصدمه :ريم  ريم   ريم ايه يا ماما  انتى كويسه انا حبيبه فى ايه 
ريم بزفير :اعمل ايه حاجه تخنق بجد 
حبيبه بتعب :طب واحده واحده عاوزة افهم 
قصت عليها ماذا حدث مع ياسين بانفعال وانهت المكالمه بحزنها على مالك ايضا ..
اغلقت حبيبه الهاتف وهى تشعر بالحزن والضيق من أجل  مالك ، وفضولها الح عليها الذهاب الآن لتعلم مايريد التفوه به ياسين عن حياته ، والاطمئنان على الصغير ،
يتبع 
استلقت سياره أجره وتوجهت إلى "اكاديميه نور الحياه للمكفوفين "
وفى غصون ثلاثون دقيقه كانت تترجل من السياره أمام الاكاديميه ، اعطت السائق بعض النقود ، ودلفت للداخل ، بحثت عن ريم والصغير بالحديقه فلم تجدهم .
راءت احدى المشرفين على رعايه الاطفال بمكان وجود مالك ، فعلمت انه بصاله الجيم ، اسرعت إلى هناك وعندما وصلت تسمرت مكانها وهى تنظر بعدم تصديق ..
تفاجئت بوجود مالك يجلس اعلى الدراجة الرياضيه  وشخص ما بجانبه يساعده فى التدريب عليها ..
وجدت ريم تنظر لهم بابتسامه ، اقتربت من ريم بفرحه 
-ريم مين ده مع مالك
نظرت لها ريم بتسأل :ايه جابك انتى لسه تعبانه 
حبيبه بتعب : جيت عشان خاطر مالك ، بس فرحانه ان شوفته خرج من اوضته ، بس مين ده 
ريم :ده كابتن عمار مدرب اليوجا وهو إللى ساعد مالك يخرج من اوضته وجى هنا يمارس الرياضه وهو إللى اختار بنفسه العجله يدرب عليها 
فرحة حبيبه لممارسه مالك الرياضه وشعرت بفرحته ايضا .
حبيبه :انا هشوف الباشمهندس ياسين وارجع يكون مالك خلص تدريبه ،مش عاوزة اعطله 
ريم :ربنا معاكي 
حبيبه بغرابه :وانتى واقفه ليه مش عندك حالات لازم تطمني عليهم 
ريم بغمزة :لا انا مبسوطه كده ، روحي انتي استلمي حالتك مع عديم الذوق
حبيبه بيأس :مافيش فايده فى لسانك السليط مع الناس 
ريم برفعه حاجب :ده إللى هو انا مش المريض بتاعك صح
هزت راسها بضيق وتوجهت إلى الطابق الثاني حيث غرفته ..
|~~~~~~~~~~~~~~
طرقت الباب وانتظرت الرد ، اتها الرد خلال ثواني ،اذن للطارق بالدخول ..
دلفت الغرفه وهى تنظر حولها حيث يجلس وسارت بخطوات متبطئ وقفت امامه مباشرة 
وتحدثت بصوت متعب-حضرتك طلبتني
وقف عن مقعده عندما ميز نبره صوتها واصبح مقابل لها ، فلم يتوقع اصرارها على الحديث معه إلى هذا الحد ، وميز ايضا صوتها المتعب وعلم انها حقا تشعر بالمرض ، تنهد قبل ان يجيبها وتخلى عن جموده وصوته الحاد 
وضع نظارته السوداء ليخفى عيناه واصبح امامها لا يفصل بينهم إلا سنتيمترات 
تفاجئت باقترابه المفاجئ لها وعادت إلى الخلف عده خطوات تخشى انفعاله وصراخه القوي .
وضع يده داخل جيب بنطاله :واضح من صوتك انك تعبانه ، نتكلم بعدين 
انطفى الحماس داخلها وزفرت بضيق وصوت مسموع :بس انا كويسه وحضرتك طلبت تتكلم ، يبق ليه ناجل الجلسه لبكره ، انا مستعده 
شعر بالحماس داخلها واستغرب اصرارها على الحديث رغم مرضها ، ولكن هو فقط اراد ان يطمئن انه ليس السبب فى عدم حضورها ، وتاكد أنها حقا متعبه ، ولا يريد الحديث على الاطلاق .
شعرت بالريبه من صمته الذي طال ولكن فاجئها بتمسكه انه لا يريد الحديث الآن .
ولكن حبيبه ليست بهذه السهوله ولن تستسلم بعد ان اتت من اجله :حضرتك ليه رافض الكلام ، انا جايه مخصوص عشان حضرتك
ياسين بحده :ليه 
حبيبه بتوتر :عشان أنا المسئوله عن حالتك ، وبصراحه اكتر عندي فضول اسمع قصه حبك إللى دخلتك فى غيبوبه شهر ورافض انك تستمر في الحياه دى من غيرها ، انا جاوبتك وبصراحه 
دار جسده عنها وتحدث وهو يعطيها ظهره :انا فعلا مش حاسس بطعم الحياه من غيرها وكاره كل حاجه حتى نفسي 
حبيبه بحزن :ليه 
ياسين بحزن :عارفه لم تبقى عايشه وانتى عارفه ان حد جنبك وساندك لم تقعي ، هو إللى يقومك تاني وتكملي حياتك بس عشان هو فى ضهرك ووقت الشده والمحنه بتلاقيه ، هو ده الحب إللى بيعيش رغم أن اصحابه مابقوش موجودين ، انا عايش وقلبي بيدق دقه ويقف دقه عشان هى مش موجوده جنبي الدقه دى تخصها قلبي دقاته مش كامله ، حاسس ان فاقد ضلع من ضلوعي ومش قادر اتنفس من غيرها ، عايش من غير نبض ، مجرد ان عايش يمكن كلكم شايفينى عايش وانا اصلا مش عايش ، مش منتمى لحياتكم ، عندى حياه خاصه بشوفها قدامي باستمرار مش عاوز حاجه غيرها ، خسرتها وخسرت ابنى مره واحده ، وأنا السبب انا جوايا وجع يخليني اقضى على اى حد يقف قدامي ، جوايا الم وحزن وكسره قلب ماحدش عاشها ولا هيعيشها فى يوم من الايام ، من فضلك اخرجي عشان مش قادر اتكلم اكتر من كده 
شعرت بكم الحزن الذى يسكن قلبه وانسابت دموعها بصمت على حالته وغادرت الغرفه احتراما لرغبته ، وهى شارده بكل كلمه تفوه بها ...
اما هو فترك لدموعه الافصاح عن حزنه ووجعه واشتياقه لمحبوبته ..
|~~~~~~~~~~~~~~~~~~~|
عادت إلى صاله الجيم ، وجدت مالك انتهى من ممارسه للرياضه ، ضمته لصدرها بحنان ، هو ايضا بادلها العناق ، وتعرفت على عمار ، ثم استاذنته وسارت بجانب الصغير لتتحدث معه عن سبب حزنه ..
حبيبه :مالك حبيبي ليه زعلت واديقيت من غيابي والله غصب عنى، بجد كنت تعبانه وجيت لم عرفت انك حبست نفسك فى اوضتك ،ليه كده ياقلبي انت متخيل ان اقدر ابعد عنك 
مالك :خوفت تبعدي انتى كمان وانا مش هستحمل 
اقترب يقبلها :سلامتك بس انا بحبك اوى
حبيبه :وانا والله بحبك ، وعاوزة اشوفك دايما مبسوط ، قولي حبيت ممارسه الرياضه يعنى هتطلع بطل وتحقق نجاح وتاخد ميدليات كمان
مالك بحماس :يايت هو ينفع
حبيبه :طبعا ينفع وهتبق بطل العالم كمان ، بس تخلي عندك ثقه فى نفسك وانك هتنجح وانت عليك تجتهد وتشتغل على نفسك كتير ، بس من غير ماتهمل دروسك ومذاكرتك وعد
مد يده.ببراءه :وعد هكون انسان ناجح وتفتخري بيه 
حبيبه :وانا فخور بيك يا حبيبي ، عاوزاك انتى تكون فخور بنفسك انك بتعمل حاجه كويسه وناجحه وكمان تكون سعيد بيها
جاءت فى تلك اللحظه المشرفه ، قطعت حديثهم 
-انسه حبيبه ، والده مالك عند المديره وطالبه تشوفه 
ابتسمت حبببه ونظرت الصغير الذى انتفض من مقعده ورفض مقابلتها بشده 
حبيبه :مالك حبيبي ماما جايه عشان تقابلك
مالك بغضب :مش عاوزها 
انصدمت حبيبه من رد فعله الغاضب ، فهى لم تعلم شيئا عن حياته الخاصه ، فضلت ان تتقرب منه أولا .
تحدثت المشرفه بقسوه :عيب كده كل لم مامتك تيجى ترفض تقابلها 
دار جسده باحضان حبيبه وهو يهز رأسه بهستريه واضحه :حبيبه مش عاوز عشان خاطري 
حبيبه بهدوء نظرت للمشرفه بجديه :من فضلك تانى مره ماتشخطيش فى الطفل بالشكل ده وأى حاجه تخص مالك تتطلب مني انا ، وبلغي المديره رفضه للمقابلة وانا خمس دقايق واكون عندها وياريت والدته تنتظرني 
غادرت المشرفه لتنفذ ما املته عليها حبيبه ..
طمئنته أنه بأمان الآن ، وطلبت منه ان ينسي ذلك الامر الذى اقلقه ، بحثت عن ريم لتجلس معه ريثما تعود هى ، فلم تجدها .
وجدت عمار  ، فاشارت إليه 
اقترب منها بتسأل :محتاجه حاجه 
حبيبه :بعد اذنك ممكن تفضل جنب مالك ، لو حضرتك مش مشغول
جلس عمار على الفور :حتى لو مشغول ، مالك ده هيكون كابتن المستقبل ولا ايه يا بطل فين الحماس
اخيرا راءت ابتسامته بعد حديث عمار ، تركتهم وتوجهت لمكتب المديره ..
٠••••••••••••••••••••••••
كان يشعر بالملل وفجأة صدع رنين هاتفه ، اخرجه باهمال من جيب بنطاله ، وجد المتصل صديقه 
تحدث يوسف بلامبالاه :أيوة يا سامر خير 
على الجانب الآخر كان يجلس بشقته الخاصه ويحتسى مشروبه المفضل ، الذى يغيب عقله .
سامر بمكر :فينك يا صاحبي ، مش تيجى نسهر مع بعض فى شقتي 
يوسف بضيق :ماليش مزاج 
سامر بتسأل :مال مودك بس ، مش خلاص بقيت كويس وقررت تتجوز حبيبتك
يوسف بتردد :مش عارف يا اخى ، حاسس ان اتسرعت فى حكايه الجواز
سامر بجديه :معقول ايه ناوي تتخلى عن شهد بعد ما 
يوسف بضيق :لا طبعا هصلح غلطتي ، بس مش عارف مالي مش مرتاح 
اراد سامر ان يختبر شعور يوسف اتجاه حبيبه 
سامر بمكر :ايه شكلك رجعت فى كلامك وبتحب بنت عمك مش كان مجرد احتياج وتعود وبس 
يوسف بتنهيده :وهى فين بنت عمى ، خلاص خسرتها وللابد كمان 
سامر باهتمام :ازاى قولي حصل ايه جديد 
يوسف بحزن :سابت البيت واكيد عندها حق مش عاوزة تشوف وشي تانى بعد كل إللى حصل 
سامر بصدمه :راحت فين 
يوسف :حازم رافض يعرفني مكانها ، بس اكيد عند والدتها هى مالهاش حد غيرها 
سامر :وهى والدتها عايشه انا كنت فاكر أنها متوفيه 
يوسف :لا موجوده بس متجوزه وعشان كده حبيبه كانت عايشه معانا فى نفس البيت 
سامر :امممم  ، قولتلي ، طب ناوى على ايه 
قص يوسف على حديثه الذى دار بينه وبين والده وقرارهم بخصوص زواجه من شهد ، استغل سامر اضطراب يوسف واقنعه باكمال زواجه من شهد لكى يبعده نهائيه عن تفكيره ومشاعره اتجاه حبيبه ، يريد ان يخطط هو ليفوز بها ، بعيدا عن صديقه ..
٠•••••••••••••|||••••••••••
طرقت الباب ودلفت لمكتب المديرة 
حبيبه :السلام عليكم
اجابت والده مالك وايضا المديره :وعليكم السلام
 جلست حبيبه باهتمام تستمع لوالده مالك 
المديره :حبيبه مدام نيره والده مالك ، ودى حبيبه المعالجه والاخصائيه النفسبه المسئوله عن حاله مالك 
نيره :سعيده بمعرفتك 
حبيبه بابتسامة : ممكن  نتكلم مع بعض بخصوص مالك 
نيره :اكيد طبعا ، تحت امرك 
حبيبه :ممكن افهم حاله مالك اكتر من حضرتك وليه رافض يقابلك اكيد فى سبب قوي يمنع طفل فى سنه ان يقابل مامته خصوصا بظروفه دى ، كمان محتاجه اعرف مالك مولود كويس بدون اى عجز فى النظر ، حصلتله حادثه مثلا ولا ايه إللى وصله لكده 
نيره بحزن :مالك اتولد طفل طبيعي جيدا ، بس من خمس سنين انا ووالده انفصلنا وهو فضل معايا لحد لم اتجوزت والده اخده مني ، هو كان عايش مع والده وانا ماشوفتش مالك من وقتها ، حاولت كتير اطلب اقابله بس للاسف والده دايما يرفض ، لحد لم ياست  وانشغلت فى حياتي الجديده  وخلفت من جوزى بنت وولد ، مالك بقى كرهني بسبب كلام والده الله يرحمه ، هو اتوفى من كام شهر كان مريض سكر وجتله غيبوبه سكر وماحدش اسعفه ، كان مالك معاه وماقدريش يعمله حاجه ، غير يجري يخبط على الجيران وللاسف وقع من على السلالم وفقد بصره فى الوقت ده ، وأنا اخدته يعيش معايا ويتعرف على اخواته ، بس كان بيفضل حابس نفسه ومايكلمش حد ورافض اى حاجه ، خوفت اخسره ، ناس قالولي اجيبه هنا الاكاديميه وهى هتساعده يرجع احسن من الاول ، دى كل الحكايه 
حبيبه بدموع :يعنى مالك هو إللى دفع تمن انفصالكم وكل واحد اختار حياته وماهتمش بالطفل إللى ضاع فى النص ، طب بالنسبه لحالته الصحيه الدكاتره قالو ايه وضع عنيه ممكن يفتح ويرجع يشوف 
نيره :عرضته على دكاتره كتير بس للاسف مالوش عمليه داخل مصر ، والعمليه تتعمل فى المانيا ومحتاجه مبلغ كبير مااقدرش عليه 
حبيبه بجديه :مدام فى حل لحالته ان شاء الله مش هنتاخر ولا هنتردد لحظه فى علاجه ، بس دلوقتي حالته النفسيه مش تمام ، مالك انطوائي ودايما مكتئب ومنعزل لوحده مش بيحاول يقرب من الأطفال فى سنه ،لازم علاج نفسي مكثف الاول  ، ومن فضلك ماتزعليش من رفض مالك لمقابلتك وانا هحاول معاه وهحتاج مساعده حضرتك كمان ممكن نبق على اتصال
نيره :اكيد طبعا ، بس ممكن ابص عليه من بعيد اشوفه 
حبيبه :اوكيه اتفضلي معايا 
اصطحبتها حبيبه إلى حديقه الاكاديميه ووقفت على بعد امتار من وجود فلذه كبدها ، شعرت حبيبه بالسعاده عندما وجدت تاقلم مالك مع عمار ، وجدته يمرح معه ويبتسم بدون قيود ..
انسابت دموع الام وهى ترا طفلها الكفيف يبتسم بسعاده ويلعب ويلهو مع غيرها ، تمنت ان تضمه لصدرها باشتياق ولكن فضلت الانتظار واكتفت برؤيه ابتسامته التى تنير وجهه البريء
•••••••|•••••••••••••••••••
عما المساء بالمكان ، رفضت حبيبه العوده مع صديقتها إلى منزلها وفضلت المكوث بالاكاديميه من اليوم ، اتخذت الغرفه الفارغه التى بجوار ياسين ،لم تنم تلك الليله ، ظلت شارده بما تفوه بيه ياسين وهى تفكر بجديه فى حالته ، وايضا شعرت بالحزن على تلك الصغير رغم صغر سنه إلا انه يعاني من اشياء كثيره تؤلمه غير فقدان بصره.، ظلت هكذا إلى ان استمعت لصوت أذان الفجر ، نهضنت من فراشها لتتوضى وتصلي فرضها وتناجي الله ان يدبرها لامر ذلك الشخصين الذين اصبحو جزء مهما بحياتها اليوميه وهى المسئولة عن حالتهم النفسيه وعليها ان تظل جانبهم إلى ان يسترد كل منهما حياته ويعود كما كان عليه من قبل فقدانهم للبصر ..
بعد اداء فرضها حاولت ان تنام الساعات المتبقيه قبل إشراق الشمس لتستعد لتلك المواجهه ..
٠•••••••••••••••••••••
فى الصباح 
استيقظ يوسف على صوت شقيقه ، يطلب منه الذهاب معه إلى العمل من اليوم ، وافق يوسف على مضض .
اغتسل وابدل ملابسه وتوجهذه إلى شركه والده برفقه شقيقه ، الذي مازال غاضب من تصرفاته ، حاول يوسف تبرير موقفه ولكن رفض حازم الاستماع اليه ، وبدأ فى تعريفه على بعض العاملين بالشركه وطلب منه ان يتابع حسابات الشركه ويعمل تحت اشراف المدير المالي ، وادى اوامر للمدير المالي بأن لا يتهاون باى خطأ يصدر منه ، شعر يوسف بالضيق والتقليل من شأنه مالك لهذه الشركه ايضا ، ولكن علم ان والده لن ينصفه ففضل السكوت والإنصاغ لاوامرهم ..
~~~~~~~~~~~~
اما عن حبيبه بعد ان افاقت من نومها ، استشعرت الحماس على ما هى مقبله عليه ، ابدلت ملابسها باخرى وخرجت من غرفتها هبطت إلى اسفل لتشرف على الطعام وتحاول إطعام مالك بيدها كما تعود ..
نظرت للبوفيه باهتمام ، وجدت الكثير من المتواجدين يتناولو الطعام ولكن لم ترا ياسين ، فبحثت عنه كثيرا ولكن لم تجده ، تحدثت من احدى المسئولات عن الطعام التى تقدمه للنازلين ، جاوبتها الاخيره بانها لم ترا ياسين منذ ان آت إلى الأكاديمية فى اى وجبه طعام ، فهو يظل بغرفته طوال الوقت ..
تنهدت بيأس واكملت اطعام مالك وبعد عده دقائق اتت صديقتها وجلسو سويا ..
آت عمار أيضا وهو يحمل حقيبه رياضيه أعلى كتفه ، وعندما وجدهم ذهب اليهم 
-صباح الخير
ريم بابتسامه :صباح الخير 
ابتسمت حبيبه لوجوده ونظرت له بحماس ؛فى تدريب يوجا مش كده 
عمار :طبعا ، امال انا هنا ليه ، ياريت تبلغو كل الموجدين نتقابل فى صاله الجيم عشان ندرب كلنا يوجا مع بعض ، ودى هتشعرهم بالنشاط وكمان الحماس وهتطرد الطاقه السلبيه وهيكملو يومها بسعاده وتغير مهم لحالتهم النفسيه 
حبيبه بحماس :انا متحمسه اوى لممارسه اليوجا ، لازم ابلغ ياسين فرصه حلوه يخرج من اوضته
ريم :ربنا يعينك 
عمار بابتسامه :مين ياسين 
ريم :لا دى حكايه طويله نتكلم فيها بعدين 
عمار :اوكيه هغير هدومي عشان التدريب ، هشوفك هناك
ريم بابتسامه :اكيد 
~||~~~~~~~~~~~~~~^
دلفت لغرفته بعد ان طرقت عده مرات واذن لها بالدخول ، كانت تبتسم بحماس عندما لم يصرخ كالمعتاد .
علم بوجودها دون أن تتحدث ، فقد ميز رائحتها العطرة ،.
حبيبه بجديه :صباح الخير ، عامل ايه  انهارده
ياسين باقتضاب :صباح الخير 
حبيبه بتردد :بتحب الرياضه 
استغرب السوال :نعم 
حبيبه:قصدي يعنى بتمارس اى رياضه ، كنت بتروح الجيم 
ابتسم عندما تذكر أمر الجيم :يااا كنت بطل سباحه واخدت بطولات كتير ، بس من وقت التخرج من الجامعه وانا نسيت كل هواياتي واتفرغت للموسسات الانصاري ، والجيم كمان مافيش جهاز مادربتش عليه 
استمعت له باهتمام :حلو اوى ، وهو الجيم جى لعندك
ياسين :مش فاهم
حبيبه بحماس :عندنا صاله جيم تحت وفيها جميع الاجهزة تقدر ترجع هواياتك ، كمان كابتن عمار منتظرنا دلوقتي عشان فى تدريب يوجا 
ياسين بعدم فهم :مين كابتن عمار ، ويوجا ايه مش فاهم
حبيبه :كابتن عمار مدرب اليوجا ، يلا مش نفسك تجرب اليوجا ، بصراحه انا متحمسه جدا ، قريت عنها كتير بس اول مره اجربها ، هى بتساعد الجسم على الاسترخاء والتأمل وبتديك راحه وسكون كده غير عادي ، كمان بتخرج اى شحنه سلبيه جواك وتغير مودك لطاقه ايجابيه وتخليك تشعر بالسعاده ، ممكن تجرب 
صمت لعده دقائق :بس مش حابب اتكلم 
حبيبه بهدوء :وانا مش هطلب منك تتكلم ، زى ماتحب 
ياسين بجديه :نجرب اليوجا 
تنهدت بفرحه وشعرت بالانتصار ، سوف يخرج من محبسه .
التقط عصاه ووضع نظارته وسار اتجاه باب الغرفه ، اسرعت إليه لتمسك بيده ، ولكن رفض رفضا قاطعا .
استغربت طريقته ولكن لم تعلق وتركته يفعل ما يشاء 
ياسين :ممكن بس توصفيلي المكان ، هنتحرك فين وفى سلم ولا لاء
حبيبه بتفهم :حاضر ، احنا هننزل الأسانسير  بس فى طرقه كبيره هنمشيها توصلنا لمكانه 
سار جانبها وهو يمسك بعصاه ، إلى ان وصل لمكان الاسانسير ، دلفت وهو دلف خلفها .
هبط للطابق الاول ، وصلت لصاله الجيم 
وجدت الجميع فى انتظارهم .
رحب عمار بوجود ياسين  واخذ بيده  ساعده على الجلوس:انا عمار كابتن اليوجا
ياسين بهدوء :وانا ياسين الانصاري 
عمار :سعيد بمعرفتك ، يلا يا حبيبه مكانك عشان نبدا
حبيبه :حاضر 
جلست بجانب ياسين ونظرت له باستغراب فهو رفض ان تساعده ولكن لم يرفض مساعده عمار له .
بدأ عمار فى الجلوس امامها وطلب منهم جميعا الاسترخاء ولم يشردو بذهنهم وان يستمعو له جيدا ..
عمار :هناخد شهيق عميق وهنخرجه زفير ببطئ شديد وهنعيد المحاوله خمس مرات لحد لم جسمنا يهدا خالص ...
بعد مرور لحظات ، اكمل تعاليم اليوجا والحركات البسيطه التى تساعدهم على الراحه البدنيه والذهنيه وانصاغ الجميع لحديثه باهتمام وتم تنفيذ ما هو مطلوب ..
~~~~~~^^^~~~~~~~~~
بعد مرور ساعه كامله بتعليم اليوجا ، شعر ياسين بالراحه والهدوء .
ولكن عاد إلى غرفته واستلق الفراش وذهب فى نوم عميق ..
نظرت للفراغ بضيق فقد توقعت ان يتحدث معها دون اى مجادله ولكن خابت توقعاتها ..
اما عمار فجلس بجانب ريم ، وتعرف كل منهما على الآخر  ونشأت بينهما صداقه ...
٠••••••••••••••••••••
ذهبت لغرفه مالك تحاول ان تتحدث معه ولكن لم تجده ، فشعرت بالقلق من أجله 
وبحثت عنه بكل مكان ، لم تجده .
عندما رءاتها ريم بهذه الحاله اسرعت إليها بقلق :حبيبه فى ايه 
بدات حبيبه بالبكاء :مالك مش موجود فى اوضته ولا فى اى مكان 
ريم :عمار بلغ الأمن يدور عليه ، واحنا هندور تاني ياحبيبه بس ماتعيطيش
حبيبه بدموع :ماحضرش تدريب اليوجا وسبته نايم ، ممكن اعرف ليه مش موجود
ريم بحزن :اهدى بس وان شاء الله هنلاقيه ، هيروح فين وبعدين مايقدرش يخرج فى امن موجود .
ظلت تبكى وتبحث عنه بكل مكان ، واعلنت غيابه للجميع وبدا البحث عنه من جديد ..
وقفت بمنتصف الحديقه وهى تبكى بشده وتصرخ باسمه :ماااالك 
وتدور حول نفسها وفجأة وقعت عيناها على مكان وجوده ...

**********٠••********

الفصل الرابع عشر
عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الالفي

كانت الصدمه أقوى منما تتوقع ، جحظت عيناها عندما راءته يقف أعلى المبنى ويريد أن يلقى بنفسه ليصبح جثه هامده ، تسمرت مكانها وفقدت القدره على الحديث ، وشرد خيالها لمائه سيناريو ، لم تستوعب بعد الموقف ، ظلت هكذا لمده ثواني وجال بخاطرها ابشع المواقف لفقدان ذلك الصغير ، الذي لا حول به ولا قوه ..
فاقت من لحظات شرودها بصراخها بأعلى طبقات صوتها  ،صوت صراخها القوى اجمع كل من يبحث عن مالك امامها ليعلم سبب صراخها ، وتفاجئ الجميع عندما وقعت اعينهم بوجود مالك ونظرات حبيبه المصوبه اتجاهه .
|~~~~~~~~~~~~~~~~~|
استيقظ بفزع من غفلته على اصوات الصراخ والضجه التى تعم بالمكان ، انتابه القلق بما يحدث بالخارج ، خرج من غرفته على الفور وسأل بقلق أحدي الماره ..
اجابته المشرفه وهى تركض :فى طفل فوق المبني وعاوز يرمي نفسه 
ياسين بصدمه :طفل يرمي نفسه ليه 
المشرفه :ماحدش يعرف السبب 
ياسين بقلق :طب مافيش حد هيتصرف ، هتسيبو الولد يرمي نفسه 
المشرفه :لا طبعا كلنا بنحاول معاه يبعد ، تحب تيجى معايا تتابع إللى بيحصل فى الجنينه 
سار ياسين جانبها يريد ان يعلم مصير تلك الطفل ..
٠••••••***********••••••
بالحديقه الوضع متاذم ، صرخ الجميع محاوله منهم امناع الطفل من إلقاء نفسه ..
حبيبه بتشتت تنظر حولها وتصرخ بمالك كي يبتعد ولكن صوتها كان ضعيفا ولم يصل له ..
رأت عمار بين الجميع اسرعت اليه :عمار من فضلك شتت انتباه وقوله يبعد عن مكانه وانا هحاول الحقه 
عمار بجديه :انا جاي معاكي
حبيبه :لا ماينفعش عشان حاله مالك ماتسمحش بتدخل حد انا هقدر عليه من فضلك مافيش الوقت الولد هيضيع كده
عمار :حاضر ، اطلعي انتى ربنا معاكي
طلب عمار من الجميع السكوت وعدم التهامس لكى يصل صوته لمالك ، وظل يحاول معه ان يبعده عن مكان وقوفه وان يعود للخلف ، يشتت انتباه لتلحق به حبيبه ..
وقف ياسين يتابع الموقف بصمت وهو عاجز عن التدخل ليس بيده شيئا يفعله لانقاذ الطفل
٠••••••••••••••••••••••••••
استلقت المصعد الكهربائي وصلت للطابق الثالث ، اكملت الدرج ركضا لتصل أعلى سطح المبني وهى تدعي الله ان يحفظه ولا يصيبه اى مكروه ..
استردت انفاسها عندما وجدته مازال واقف متشتت يخشي ماهو مقبل عليه ، انسابت دموعها بغزارة تغرق صفيحه وجهها وخرت قدميها ارضا لم تستطيع حملها ولم تعد قادره على الصمود ،
استردت أنفاسها وهى تنادي باسمه ، عندما استمع لصوتها الحنون ، ركض اليها يتحمي باحضانها ..
ظلت تبكى وهو باحضانها ، تريد ان تعاتبه على مانوى فعله ولكن استمعت لشهقته القويه وظل يبكى وهو متشبث بقوه داخل أحضانها .، فلم تقدر على عتابه او تعنيفه بعدما رأت انهياره
**********************
استرد الجميع أنفاسهم بعد ان اطمئنو على سلامه الطفل ، وذهب كل منهما الى حيث عمله .
جلس ياسين بإحدى المقاعد الموضوعه بالحديقه ، وظل شارده بما حدث ..

عندما وجدها تبكي  ، اسرع اليها يطمئنها :ريم ارجوكي بلاش عياط ، خلاص مالك بخير دلوقتي 
ريم بدموع :صعبان عليه اوى يا عمار ، فى طفل فى سنه يفكر فى الانتحار 
عمار بحزن :الحمد لله هو بخير دلوقتي ، مش هتروحي تطمني عليه هو وحبيبه
ريم وهى تكفف دموعها :لا اكيد هو محتاج لحبيبه بس دلوقتي ،وكمان حبيبه اعصابها تعبت من الموقف
عمار :كلنا الموقف هزنا ، تعالى اشربي حاجه تروق أعصابك
***٠••••••••**********
ظلت تربت على ظهره بحنان ومحت دموعه ، حاولت اخراجه من حالته ..
حبيبه بحنيه :ليه عملت كده يا مالك ، عاوز تموت نفسك وتسبني أهون عليك
مالك بحزن :بابا واحشني اوى وعاوز اروحله
ضمته لصدرها بحنان :حبيبي بابا واحشك ممكن تتكلم معاه وتدعيلو وهو هيسمعك ، لكن غلط تتصرف كده ، حرام كده ربنا يزعل منك انك فكرت تموت نفسك ، ممكن توعدني بلاش تتصرف اى تصرف من غير ماتتكلم معايا الاول ، مش انا اختك الكبيره ولازم تسمع كلامي ، لو حاجه ضايقتك ممكن تيجى وتحكيلي وهنحل اى مشكله مع بعض ، بس بلاش تصرفات من دماغك اتفقنا
مالك :اتفقنا 
حبيبه :قولي بقى عاوز تحكيلي ايه عن مامتك 
مالك :مابحبهاش ومش عاوزها ، عشان سبتي وراحت اتجوزت وبقى عندها أولاد غيري ،يعنى مابتحبنيش لو بتحبني ماكنتش اتخلت عني وسابتني وراحت عاشت حياتها بعيد عنى ، جايه دلوقتي عاوزة تشوفني ليه 
حبيبه بحزن :كلامك اكبر من سنك وبلاش تسمع طرف واحد ،  لو ده كلام والدك يبق من حقنا نسمع كمان ماما ، يمكن عندها سبب  ليه مش تديها فرصه تدافع عن نفسها ، هى مهما كان يا مالك والدتك ومن حقها وحقك تعيش معاها وفى حضنها وانت ان شاء الله هتخف وهتعمل عمليه وتشوف الدنيا من جديد ، بس عاوزاك تبق راجل كده بطل وتوعدني انك تقابل والدتك وكمان مش نفسك يكون عندك اخوات اصغر منك تكون انت كبيرهم ومسئول عنهم  ، مش نفسك تبق انت صاحبهم وأى حاجه يحتاجو ليها تكون جنبهم ، مافيش علاقه اقوي من علاقه الاخوات ببعض ماحدش يقدر يفرقكم 
مالك بحزن :نفسي طبعا بس
حبيبه :من غير بس ، ادى نفسك فرصه يا حبيبي تتعرف على مامتك من جديد وكمان اخواتك اوعدني 
مالك :اوعدك 
ساعدته على النهوض ونهضت معه وهبطو الدرج سويا تحاول إخراجه من قوقعته وعزلته ..
*******************
كانت تشعر بالحزن بسبب تفكير ذلك الصغير ، بعد ان اطمئنت على وجوده داخل صاله الجيم وطلبت من عمار وريم الاهتمام به ..
رحب به عمار وصافحه وحاول معه انشاء صداقه بينهم ووعده بتعاليم كافي الألعاب الرياضية وتحفيذه لدخول عالم الرياضه وممارسه هوايه يفضلها ..
~~~~~~~~~~
سارت وحدها بالحديقه تحاول استجماع قوتها التى انهارت بسبب جنون مالك ومحاولته لتخليه عن العالم بأكمله ...
وفجأة وجدت ياسين يجلس بالحديقه وحيدا ، اسرعت فى خطواتها ووقفت امامه 
-قاعد لوحدك ليه 
استمع لصوتها واجابها بحزن :ليه طفل فى سنه يعمل كده 
حبيبه بتنهيده حارقه :ممكن اقعد الاول 
ياسين :اكيد ، اتفصلي
جلست مقابل له وبدأت فى حديثها عن مالك والحزن يعتصر قلبها 
-تعرف لم علاقه قويه اتبنت بين اتنين ، تعاهدوا يكملو حياتهم مع بعض ، وفى وجود الاطفال العلاقه تقوي والطرفين يحاولو يتغاضو عن حاجات كتير عشان الحياه تكمل ، وفجأة وبدون اى مقدمات الحياه دى تتهد ، والعلاقه تنتهي ، وكل طرف يفكر بس فى نفسه وسعادته ، ومايعرفش ان فى حياه صغيره مسئوله منهم ، والحياه دى بضيع قدام عنيهم وهم للاسف مش مدركين كل ده .
"مالك "نتيجه انفصال والده عن والدته وصله لكده ، وصله ان طفل عمره عشر سنين كاره الحياه ، عرفت مين بيدفع التمن فى الاخر غير الاطفال 
ياسين بحزن :حاولي تتكلمي  مع اهله يمكن كل حاجه تتصلح عشان حياه ابنهم ماضعيش
حبيبه بضيق :للاسف الحياه انتهت من سنين ووالد مالك متوفي من كام شهر وطبعا والدته منفصله من خمس سنين وبقى عندها حياه وعيله تانيه ، وبم ان مالك عاش مع والده ، فعلاقته بوالدته معدومه والولد رافض يعيش معاها او حتى يتكلم معاها ، وكمان مالك وصل ان يفقد بصره نتيجه اهمال اهله .
يعنى مالك ضحيه للظروف وفقدانه شئ مهم زى بصره خلاه غير متوازن ودمر نفسيته ، بقى طفل وحيد وانطوائي لا عاوز حد ولا بيحب حد وبيخاف من الناس ، طفل فى سنه فقد معني الطفوله والامومة والاحساس بالأمان
ياسين بضيق :يعنى كل واحد يشوف حياته عادى كده ويكمل فيها وينسى ان فى حته منهم بضيع ، حرام بجد حرام
حبيبه بجديه :ممكن تساعد مالك 
ياسين بجديه :لو اقدر اقسم بالله مااتاخر ، انا قلبي واجعني عليه اوى ، وكنت حاسس ان متكتف عاجز مش قادر أساعده ولا انقذه من إللى هو كان مقدم عليه
حبيبه بأمل :بس هتقدر ترجعله بصره من جديد ، وفرحته هتنور وشه 
ياسين بعدم فهم :انا انا مش دكتور وعاجز زيه
حبيبه بحزن :ليه كل شويا تقول عاجز ، عاجز ، بالعكس مافيش حاجه اسمها عجز اصلا ، في صبر وقوه تحمل ، فى اختبار من ربنا لقوتك وايمانك بالله ، هقولك تقدر تساعد مالك بايه .
طبعا حضرتك من أهم رجال الأعمال بالبلد وتقدر تسفر مالك على حسابك ، مالك محتاج عمليه بس لازم تتعمل فى المانيا وطبعا محتاجه مبلغ كبير ، كمان حضرتك تقدر تعمل الخير ده بنيه صدقه جاريه على روح مراتك ، عمل خير يوصلها ويكون كمان فى ميزان حسناتك ، مش بس حاله مالك ، لو قادر تساعد فى حالات تانيه كتير وتشارك فى ضحكتهم وانهم يشوفو الحياه من جديد هتكون عملت حاجه عظيمه وهتفرحك اوى ان ربنا جعلك سبب فى شفاء مريض ، بعد اراده ربنا سبحانه وتعالى 
لأول مره ترا ابتسامته تنير وجهه :ماعنديش اى مشكله خالص فى مساعده مالك وغيره ، ولو على سفر المانيا انا ليه صديق هناك هتواصل معاه وهو هيتصرف ، بس محتاج الملف إللى فيه حاله مالك وكمان اى اشاعات عملها 
حبيبه بحماس :ثواني ويكونو عندك ، نهضت من مقعده واسرعت بفرحه تبحث عن كل ما يخص مالك ..
شعر بفرحتها وابتسم ان مازال لديه شي يساعد به الناس ، حتى إذا كان ضرير ..
اخرج هاتفه من جيب بنطاله ومجرد ان لمسه ونقش على الشاشه اسم صديقه ، أجرا الهاتف الاتصال .
وضعه على اذنه وبعد لحظات جاءه الرد ..
********
فى برلين 
كان يجلس مع احدى شركائه بالعمل ، بوقت متأخر من الليل 
وتم تجديد التعاقد بينهم ، ويحتفل هو وزوجته  وشركائه بهذا العمل ..
وفجأة صدع رنين هاتفه ، نظر لهاتفه بفرحه واستاذن للايجابه على الهاتف .
ابتعد عن المكان ليستمع إلى صديقه ..
- حبيبي ياسين باشا مش مصدق والله فينك يا عم انت 
ياسين بهدوء :موجود يا مجد هروح فين ، بقولك محتاج منك خدمه 
مجد :رقبتي اومر
ياسين :فى طفل عمره عشر سنين هو كفيف ، هبعتلك كل حاجه تخصه تعرضها عندك على اكبر الدكاتره وترد عليه فى اسرع وقت 
مجد بتسأل :مين الطفل ده 
ياسين :حد يخصني يا مجد ولازم تتابع بنفسك
مجد :حاضر ، ابعت كل حاجه على الميل بتاعي وانا هتصرف ، اطمن 
بس قولي مش ناوى تجيب ندى وتجيى تقضى معانا كام يوم كده بعيدا عن مشاكل الشغل 
ياسين بحزن :بعدين يا مجد ، هقفل وابعتلك اوراق مالك سلام .
اغلق الهاتف وتنهد بحزن ، وجد حبيبه امامه 
حبيبه :كل حاجه تخص مالك هنا 
ياسين بابتسامه :وانا اتصلت بصديقى ومستنى ابعتله على الميل كل حاجه تخص مالك وهو هيتصرف ويرد عليه ، ممكن انتى بقى تصورى كل حاجه تخصه فى الملف وتبعتيها على الإيميل إللى هقولك عليه 
حبيبه :اكيد طبعا 
ياسين اخبرها بالايميل الخاص بصديقه ،وعادت حبيبه إلى غرفتها وظلت تلتقط الاوارق التى تخص مالك وبدات فى فتح ايميلها الخاص وأرسلت كل شيء متعلق بحاله مالك ..
تنفست بارتياح وظلت تدعو الله ان يسترد مالك بصره ودعت أيضا لياسين بالشفاء العاجل .
وتوجهت إلى حيث مكانه بالحديقه مره اخرى ..
جلست بجواره :كله تمام 
يبدو أنه شارد ولم يشعر بها ، فقررت كلامها إلى ان انتبه لوجودها 
حبيبه :ممكن طلب 
ياسين بهزار:اممم طلباتك كتير اوى مابتخلصش
حبيبه بجديه :والله طلب صغير اوى ، ممكن نبق اصحاب ، اصدقاء ،بلاش تتعامل معايا على ان معالجه ولا أخصائية نفسية ولا حتى مريض ودكتوره 
ساد الصمت بينهم ، فاكملت حبيبه بحماس  :عشان علاقه الصداقه مافيش مجاملات ولا كل واحد بيظهر احلى ما عنده ، كل واحد بيقبل صديقه كده زى ماهو بمميزاته وعيوبه ، ممكن ننصح بعض ، ونسمع لبعض كويس اوى ، بس اكيد مش هنداري ولا نخبي جوانا حاجه ، عشان اكتر حد هيكون فاهمك وحاسس بيك ، انا بقرر عرضي ممكن تقبل صداقتي
ياسين بتفكير:طب ممكن افكر 
حبيبه :براحتك طبعا ، الصداقه مش اجبار
ياسين بجديه :موافق بس على شرط ، زى ما انتى عاوزة نحكي ونتكلم مع بعض لازم انتى كمان تعرفيني بنفسك وتكلميني عنك مش هكون صديقك
ابتسمت براحه :موافقه 
~~~~~~~~~~~~~~~~
 فى المساء حاولت فريال اقناع زوجها لذهاب معهم وطلب الزواح من شهد صديقه يوسف ، ذهب معهم ولكن داخله لا يشعر بالسعاده من أجل ابنه الطائش الذى لا يتبدل حاله مهما جرا ..
وبعد الحديث مع والديها ، تم الاتفاق على الخطبه والزفاف معا ، بعد اسبوعين من الآن 
كان حازم قلق بشأن تلك الزيجه ولكن عليه تصليح ما فعله شقيقه ..
انتهت المقابله وطلب يوسف ان يصطحب شهد ويحتفل معها ..
وعاد حازم ووالده ووالدته إلى المنزل ، شعر حازم بالضيق والاختناق وتوجه إلى غرفه طفلته أولا 
وجدها نائمه مثل الملاك ، اقترب إليها يطبع قبله حانيه أعلى جبينها وغادر الغرفه بهدوء ..
دلف لغرفته والقى بستره على الاريكه ونزع الكرافت وتنهد بضيق .
كانت زوجته بالمرحاض تاخذ حماما دافئ قبل ان تخلد لنوم وعندما خرجت وجدت حازم يجلس على الاريكه بضيق ، اقتربت منه بقلق .
-مالك يا حبيبي ، أنت تعبان
احتضنها حازم بقوه :حاسس ان مخنوق مش عارف اعمل ايه 
مسدت على ظهره بحنان :سلامتك يا حبيبي ، تعالى بس خد شاور دافئ وانت هتحس براحه
ابتسم رغما عنه :تفتكري من مجرد شاور هرتاح 
انجي بحزن:مش مبسوط بجوازه يوسف ولا مخنوق عشان حبيبه بعيد عنك
حازم بتنهيده الم :يوسف انا خلاص فقدت الامل فيه ان يتغير وينصلح حاله ، معترض فعلا على الجوازه بس عشان اختياره غلط ، أما حبيبه ففعلا قلبي واجعني عليها اوى رغم ان كلمتها كان صوتها فرحان بس حاسس أنها بداري وجعها ، حبيبه طول عمرها كده بتكون من جوه موجوعه ومكسوره وتبين عكس كده 
انجى : حبيبه قويه عشان شهبك يا حازم وأنا واثقه انها هتبق أقوى واحسن من الاول 
حازم باستغراب :شبهي
اومت له برأسها :شبهك جدا ، فى الشكل والتصرفات والشخصيه كمان 
حازم وهو يلقى بنفسه على الفراش ، يشعر بالتعب والإرهاق 
ضمته زوجته لاحضانها وظلت تربت على ظهره بحنو . 
اغمض عيناه بارهاق :نفسي تبق قويه فعلا ومافيش اى حاجه تأثر فيها 
٠••••••••••••••••••••••
اصطحب شهد إلى الملهى الذى دائما يتواجد به ، قابل سامر أيضا ومجموعه من اصدقائه .
وظلت السهره مستمره إلى بعد منتصف الليل ، يفعل كل ما حرمه الله .
يرقص ويسكر ويغيب عقله .
ولم يدري بما يدور حوله من خبث اقرب صديق لديه ..
٠••••••••••••••••••••••••••
قبل ان تخلد للنوم وجدت رسائل عده على ايميلها الخاص .
نظرت لتلك الرسايل وجدت الراسل مجد الشاذلي ..
-تمام يا صاحبي ، كل إللى يخص حاله مالك معايا ومن بكره هعرضها على كل المستشفيات اطمن 
بس سوال مين حبيبه الشامي   ، إللى باعتلي من ايميلها فين ايميلك 
جحظت عين حبيبه ونست تماما أنها راسلته من حسابها الشخصي ، كانت تريد ارسالهم من ايميل الاكاديميه ولكنها لم تتوقع أنها اخطئت ..
فارادت ان تجيبه بعدما فتحت الرسائل .
-انا اسفه جدا ، انا حبيبه معالجه نفسيه فى «اكاديميه نور الحياه للمكفوفين» وانا إللى ارسلت لحضرتك ملف مالك
مجد :اوكيه مافيش داعى للاسف ، سوري بس استغربت ممكن استفسار
- اتفضل
مجد : يعنى حضرتك إللى مسئوله عن حاله الطفل مالك ، دور ياسين ايه هو معاكم فى الاكاديميه دى 
 -بشمهندس ياسين نزيل عندنا فى الاكاديميه وانا المسئوله عن حالته كمان وان شاء الله يسترد بصره فى اقرب وقت
مجد بعلامات من الصدمه والذهول :نعم ياسين مين إللى يسترد بصره مش فاهم 
حبيبه باستغراب :هو حضرتك ماتعرفش بحادثه ياسين ومراته من شهرين 
مجد بصدمه :ممكن رقم فونك بعد اذنك عاوز افهم مش فاهم حاجه 
دونت حبيبه رقم هاتفها وخلال ثواني كان يصدع صوت رنينه بالغرفه .
................. .. ......
اجابت على الهاتف 
 مجد :أولا اسف لازعاج حضرتك ، بس ياسين صديق عمري ومحتاج افهم 
حبيبه :مافيش داعى للاسف ، وأنا كنت فاهمه ان حضرتك عندك خبر بالحادثه وكنت محتاجه مساعدتك كمان فى حاله الباشمهندس
مجد :طب ممكن افهم ايه إللى حصل الاول 
حبيبه :من شهرين تقريبا  الباشمهندس .ومراته حصل ليهم حادثه بالعربيه ، للاسف المدام توفت والباشمهندس ياسين دخل فى غيبوبه شهر كامل وكان رافض الحياه تمام. بس أراده ربنا فوق كل شيء  ولم فاق فقد بصره بسبب حالته النفسيه ، لكن مافيش اي سبب مرضي ورفض العلاج النفسي وهو موجود بالاكاديميه بس لسه مش متقبل العلاج النفسي وعشان كده كنت محتاجه افهم اكتر عن حياته عشان اقدر اساعده
مجد بحزن عميق :ندى ماتت  وهو فقد بصره وأنا مااعرفش كل ده ، انا هنزل مصر فورا ، لازم أكون جنبه 
حبيبه :يا ريت اكيد وجودك هيفرق معاه جدا ، بس ارجوك بلاش تجيب سيرتي ، وياريت تكون نازل عشان فى حل لعمليه مالك ، دى حاجه هتفرحه اوى
مجد :ان شاء الله ، ربنا يسهل الامور ، وأنا هرتب اموري واتصل بحضرتك لم انزل مصر بامر الله عشان محتاج عنوان الأكاديمية 
حبيبه :ان شاء الله فى انتظار حضرتك مع السلامه 
اغلقت الهاتف وهى تشعر بالقلق ، هل وجود صديقه سوف يفرق فى حالته الصحية والنفسية ..
٠•••••••••••••••••••
لم يغمض له جفن كان شارد بكل ما مر به اليوم ، واتخذ قرار صائب سوف يسعى لتحقيقه 
، فقد الهمه الطفل الصغير الذى لم يتعدى العشر اعوام ، إلى اشياء عديده كان يغفل عنها ، لذلك حاول ترتيب أفكاره مره اخرى ..
***
يتبع 
البدايات الجديده ، لكل إنسان لديه بدايه لحياه قادمه ، أما ان يبدءها بكل حب وتفائل او يبدءها بتعاسه وشقاء ..
علينا ان نتجاوز مرحله الماضي بكل ما سببه لنا من احزان ، لكى نعيش الحاضر ببدايه جديده على أمل يوم جديد وان غد اجمل من اليوم ..
كثيرا  منا لديه احزان يحاول التغلب عليها ، ولكن هل نضيع عمرنا هباء وراء احزاننا ونظل نبكي طوال حياتنا على ما المنا واوجعنه بغيابه او فراقه او حتى فقدانه ؟ 
علينا تجاوز تلك المراحل القاسية من حياتنا ونأمل بحياه جديده خاليه من الحزن والاسى والدموع ونظل نسعى لاخر انفاسنا بأن نحيا حياة سعيده من أجل انفسنا ومن أجل من حولنا ...
دعوه للحب ، التفائل  ، الأمل ، ثقه ،يقين ، سعاده وراحه بال ...
***
فى بدايه يوم جديد نأمل أنه يبدء بسعاده ..
استيقظت بنشاط وصلت فرضها واستعدت لما هى مقبله عليه بحماس ..
انتظرت ان ياتي عمار لممارسه اليوجا بحماس ، نظرت إلى ساعه يدها وجدتها لم تتجاوز الثامنه صباحا ..
فقررت ان تتوجه إلى المطبخ وأعدت بعض السندويتشات ومشروب ساخن وحملت صينيه الطعام وصعدت إلى حيث غرفته ، طرقت الباب عده مرات وانتظرت أمام الغرفه 
لم يمضي إلا ثواني وجاءها صوته الهادي يسمح لها بالدخول ..
ابتسمت عندما استمعت لنبره صوته جديده على اذنيها ، فلم تتعود على ذلك الهدوء منذ ان تعرفت عليه ..
دلفت بهدوء ووضعت الصينيه التى تحملها أعلى المنضده الموجوده بالغرفه وهى تبتسم برقه 
-صباح الخير يا بشمهندس ، انا قولت بم ان حضرتك مابتحبش تشارك الفطار فى البوفيه ، اجيب فطاري ونفطر سوا ، عشان بقينا اصدقاء وكده يكون بينا عيش وملح كمان 
لم يمنع نفسه من الابتسامه على حديثها وأجاب بهدوء :طب اديني فرصه الاول ارد الصباح 
حبيبه بابتسامة :سوري فى دي عندك حق ، يلا بقى نفطر عشان كمان ساعه فى عندنا يوجا 
ياسين بتسأل :هى اليوجا كل يوم ولا ايه 
حبيبه :اكيد طبعا عشان الطاقه السلبيه تخرج بقى ذهاب بلا عوده
ياسين :متاكده ههه ، ماكفايه إللى حصل امبارح لمالك
تذكرت أمر مالك واختفت ابتسامتها وتحدثت بحزن :ان شاء الله مالك هيتحسن ويتجاوز حاله الاكتئاب إللى سيطرت عليه ، عندى يقين وثقه فى الله ان معانا ومالك هيبق بخير
شعر بحزنها واراد ان يطمئنها :ان شاء الله خير ، واكيد مجد صاحبي هيرد عليه النهاردة او بكره بخصوص عمليه مالك 
ارادت تبديل الحوار :ممكن نفطر بقى ، اتفضل ساندويتش جبنه 
شاركها الافطار وظلت تراقب جميع حركاته وكأنها تبحث عن شيئا داخل شخصيته الغامضه ، تريد ان تعلم كل شيء ولكن فضلت الصبر إلا ان يتحدث هو بنفسه كما وعدته أنها ليس بمعالج خاص وأنها صديقته لكى تستطيع ان ينشا بينهم الثقه القويه لكى يتجاوز كل القيود ويفصح عما بداخله لتكون جانبه ليسترد شخصيته الحقيقيه التى يخفيها خلف قناع العجز ، ويتجاوز محنته ليسترد بصره ويرا الحياه كما يشاء بعيناه وليس بعينان آخر ....
٠•••
جلس حازم بمكتبه داخل شركته الخاصه ، يتابع العمل باهتمام .
استاذنت سكرتارته الخاصه ودلفت مكتبه 
-باشمهندس حازم حضرتك عندك ميعاد من شركه الانصاري وكان متاجل الميعاد بعد ساعه 
حازم بجديه :تمام يا هبه ، اتصلي بمكتب يوسف يجيب يبعتلي الملف المالي الخاص بشركه الانصاري والتعامل إللى بينا
- تحت امرك يا فندم 
اكمل العمل على حاسوبه الشخصي ، وبعد لحظات اتت السكرتريه .
-اسفه يا فندم مستر يوسف مجاش الشركه انهارده
حازم بانفعال :يعنى ايه ماجاش ، شوفي الملف عند المدير المالي اتصرفي 
هبه بتوتر :مستر ثروت بلغني أن الملف عند مستر يوسف كان بيشتغل عليه 
حازم بانفعال شديد :اتصلي اعتذري لمدير التنفيذي بشركه الانصاري واجلي الميعاد 
-حاضر يا فندم ، تحب الميعاد يكون امته
حازم بضيق :اى زفت حددي وقوليلي امته 
غادرت المكتبه على وجه السرعه واجرت اتصال هاتفي بمكتب السكرتير الخاص لمدير شركه الانصاري وطلبت تحديد موعد آخر ، بسبب انشغال رئيسها بالعمل ، وتم تحديد موعد آخر بنهايه الاسبوع الحالي ..
******٠••••••••••********
شعر حازم بالضيق بسبب إهمال شقيقه بعمله ، اخرج هاتفه وقرر الاتصال به 
عاد إجراء المكالمه عده مرات ..
على الجانب الآخر .
كان يغط بنوم عميق من اثر سهره أمس مع خطيبته واصدقائه وغفل عن عمله .
استمع لرنين هاتفه عده مرات ، أجاب بنعاس 
-الو 
جاءه صوته الغاضب :صحى النوم يا عريس ، نايم ولا على بالك مافيش اى احساس بالمسئوليه إللى أنت شايلها ، سايب الشغل ونايم فى العسل ، نفسي اعرف هتحس على دمك امته ، هو ده اتفقنا يا يوسف
نهض من فراشه بقلق بعد انفعال شقيقه :حازم انا اسف والله راحت عليه نومه 
حازم بعصبيه :انا غلطان ان وثقت فيك وسلمتك شغل مهم ، فين ملف شركه الانصاري 
يوسف بخجل :مش عارف 
حازم بانفعال ؛نعم يعنى ايه ثروت بيقول سلمك الملف تراجعه ممكن اعرف فين ، بسبب اهمالك أجلت ميعاد مهم ، مع شركه مهمه وليها وزنها واسمها فى السوق يا بيه وانت ولا على بالك ، هخسر اسمي وسمعتي فى السوق بسبب طيشك واهمالك ، انت تيجي حالا تسلم الملف والاحسن مااشوفش وشك فى الشركه تاني ، وأن كان على الجواز هتكفل بيه انا وبابا 
اغلق الهاتف ولم ينتظر اجابته ..
٠•••••••||||•••••••••••••
القى يوسف الهاتف بضيق :كل شويا خناق وزعيق 
مستهتر مش مسئول وطايش ، أيوة انا كده محدش قاله يمسكني شغل مهم 
العيشه بقت تخنق ..
توجه إلى المرحاض ليغتسل وبدل ملابسه ، والتقط هاتفه ومفاتيح سيارته وانطلق فى طريقه إلى الشركه ..
٠•••
انتهى عمار من تدريبه اليوجا وهو يشعر بالحماس من أجل مجموعه الشباب المتواجدين بالاكاديميه 
وحاول قدر المستطاع زرع البسمه علي وجوه الجميع ، فقد حقق مراده وحاول ابدال طاقتهم السلبيه للايجابيه ، وحاول هدم السور العالق داخلهم بسبب اعاقتهم كما يطلق عليها البعض ، ساعدهم أيضا فى خلق هوايه محببه واكتشاف كل شخص مهوبته الحقيقيه فى ممارسه الرياضه على الجهاز المحبب والمفضل لدي كل منهما 
...................
اصطحبت حبيبه ياسين للحديقه ، تريد ان تتحدث معه ، توقع ان تتحدث عن نفسها ولكن استغرب صمتها .
ياسين بتنهيده :ياا كل ده 
حبيبه بجديه :مش فاهمه 
ياسين بابتسامه على غير العاده :قولتي نقعد فى الجنينه نتكلم وبقالك خمس دقايق وماتكلمتيش كلمه واحده ، فى ايه 
حبيبه بتردد :هو انا عاوزة أخد رأيك فى موضوع مالك ، ابلغ والدته باللى حصل وتيجي تتكلم معاه ولا اعمل ايه 
ياسين بجديه :أولا والدته لازم تعرف باللى حصل عشان تكون عارفه ابنها وصل لايه ، ثانيا بقى هل مالك مستعد يقابل فعلا والدته ولا لاء وده مالك بنفسه هو إللى يحدده
حبيبه :بس انا لم اتكلمت معاه وعدني ان هيسمع والدته 
ياسين :تعرفي مالك لافت انتباهي لحاجات كتير كانت غايبه عني ومافكرتش فيها 
حبيبه باهتمام :زى ايه 
ياسين بعلامات من الحزن تبدل ملامح وجهه :زى ان بعد الحادثة ودخولي فى الغيبوبه ، لم فوقت مافكرتش فى ابويا وامي إللى اكيد منهرين بسبب حالتي واللى حصل ، لا فكرت فى نفسي وبس ، فعلا خسرت حته مني ، خسرت مراتي وابني ، وكنت نفسي اكون معاهم ، لكن ربنا ليه حكمه ان لسه عايش وموجود عشان اهلي ، لازم اكمل عشانهم ، حرام اظلمهم معايا ، لا انا بعدت عن الكل وكرهت حياتي واتمنيت الموت ومافكرتش هم هيعملو ايه من بعدي ، كمان فضلت ابعد عن الكل واجي هنا ورافض اشوف حد واكيد هم قلبهم موجوع اكتر مني ، خدت قرار لازم اوجه واحارب عشانهم ، هم أغلى من حياتي ولازم اعوضهم بعدي وأكون جنبهم ، هم مش يستاهلو مني كده ، عشان كده هتعالج عشانهم وجودهم فى حياتي هو أهم من حياتي نفسها .
حبيبه بسعاده :أنت صح وخدت القرار الصح ، تعرف انا كمان فكرت فى علاقتي بوالدتي ، وكلامي مع مالك ، حسيت ان بقوله كلام مش بعمل بيه اصلا ، قولت ازاى بساعد الطفل ان يقرب من والدته ويسمعها وانا نفسي بعيده عن امى ومش لمست لها العذر قبل كده ، راجعت نفسي كتير وقولت لازم اغير من شخصيتي عشان مالك كمان يقتنع ، الحمد لله تقدرت تقول ان خدت اول خطوه مهمه فى علاقتي بامي وبدات خلاص التنفيذ .
ياسين :ممكن اعرف ايه السبب ولا مش من حقي اسأل حاجه خاصه زى دي
حبيبه :لا احنا اصدقاء وقولنا هنحكي لبعض مشاكلنا فى الحياه ونسمع بعض واكيد هنستفاد كمان ، فلازم يكون فى ثقه بينا وأنا هحكيلك عشان محتاجه رأيك بجد انا صح ولا غلط 
ياسين بانصات :كلي أذان صاغيه ..
قصت حبيبه بكل شيء  بدايه بوفاة والدها  وزواج والدتها من اخر والمكوث بمنزل عمها ، إلى ان اصبحت تقطن بداخل الاكاديميه ، ولكن لم تقص شيء عن علاقتها بيوسف سوا انه ابن عمها فقط ..
_______
*الفصل السادس عشر

عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

فى صباح يوم جديد قررت الذهاب إلى دكتور سليم النجار ، بعد ان هاتفته وطلبت مقابلته لتحدث بالحاله المسئوله عنها وهى حاله" ياسين الانصاري "رحب بها سليم وابلغها بحضورها إلى المشفى فهو يتابع بعض المرضى وينتظر قدومها ...
توجهت إلى المشفى على وجه السرعه وذهبت إلى مكتبه ، طرقت الباب ودلفت عندما اذن لها ورحب بها وصافحها واستمع لها باهتمام ..

كانت تجلس أمام دكتورها الجامعي وتقص عليه ، ما علمته عن حاله ياسين وتأخذ رئيه بما يخص حالته النفسيه ، بعد ان استمع لكل كلمه تتفوه بها ، نظر لها بجديه :
-انا شايف دى بدايه مبشره ان ياسين اتكلم وحكي عن الحادثة ، دى شئ اجابي فى حالته 
حبيبه بقلق :بس حاسس بالذنب ومحمل نفسه مسئوليه وفاتهم وده شي صعب ان يتغلب على احساسه ده 
سليم وهو ينظر لطالبته المجتهده باعجاب :حاولي معاه واثق انك تقدري 
حبيبه :يا دكتور انا هتراجع عن رساله الماجستير إللى تخص حاله ياسين ، لازم ياسين يتعافى ومااقدرش اجاذف بحالته ، كمان لسه مااتكلمتش معاه فى النقطه دي ، خايفه من رد فعله اكيد هيرفض
سليم :انتو مش اصحاب دلوقتي وفى ثقه بينكم وكمان لغه حوار ، ليه تقدري الصعب وبعدين حتي لو حاله ياسين صعبه يبق لازم تتغلبي على الصعب إللى فيها وتحاولي بتشتغلي على نقطه نقطه وانتى دارسه وفاهمه ان حاله ياسين فى الطب النفسي ايه وسهل جدا يتعافى ويشوف فى اى وقت ، حبيبه لتكوني قد التحدي وتكملي او بقى حابه تفشلي وانا مش متعود غير على حبيبه إللى دايما الاولى على دفعتها ومابتستسلمش بسهوله
حبيبه :هكمل يا دكتور ، بس لازم اخد موافقته ، ادعيلي حضرتك
سليم بابتسامه :ربنا معاكي ، واى استفسار انا موجود وهتابع معاكي اول بأول
حبيبه بفرحه :يارب أكون عند ثقه حضرتك وارفع رأسك دايما ، لازم امشي بقى بعد اذنك
سليم :مع السلامه ، خلى بالك من نفسك
غادرت مكتب سليم وهى متحمسه لاكمال ما بدئته ، اوقفت سياره أجره واستقلتها لتعود إلى الاكاديميه ..
__
بحثت عنه بعد ان عادت للاكاديميه فلم تجده بالحديقه ، علمت من صديقتها أنه لم يحضر تدريب اليوجا ولم يغادر غرفته بعد ..
قررت أن تتحدث أولا بالهاتف مع والده مالك واخبارها برغبتها فى مقابلتها اليوم وبعد ذلك اغلقت الهاتف ، وسارت فى طريقها لتتفقد وضعه وتعلم سبب حبسته بغرفته مره اخرى ..
وقفت أمام غرفته بتردد ولكن حسمت الأمر وطرقت الباب ، جاءها الرد بهدوء ، فشعرت بالحماس لما هى مقبله عليه ، دلفت بهدوء وهى تبتسم كعادتها 
-صباح الخير يا باشمهندس
ياسين :صباح الخير 
حبيبه بتسأل :ليه مانزلتش تدريب اليوجا
ياسين بجديه :توقعت مافيش عشان مابلغتنيش بحاجه زى كده 
حبيبه باستغراب :معقول ريم مش بلغتك ، انا كنت فى مشوار بره الاكاديمي
ياسين بتنهيده :ماليش مزاج عادي بتحصل 
حبيبه بتوتر حاولت إخراجه من عبثه فهى تعلم أنه ليس على مايرام 
-انا كلمت والده مالك وطلبت منها تيجى عشان نتكلم بخصوص مالك وهى وافقت
ياسين بجديه :كويس  ، وأنا منتظر رد مجد وان شاء الله خير
حبيبه :ان شاء الله ، ممكن نتكلم شويا 
ياسين ببرود :اتفضلي انا سامعك 
حبيبه بتردد :مش عاوز تقول حاجه ، اصل انا هروح عند ماما انهارده بالليل وهبات عندها 
ياسين باهتمام :وهترجعي امته
حبيبه بابتسامه :هقضي معاها بكره وهرجع على بالليل ، عشان كده كنت حابه اتكلم معاك 
ياسين بابتسامه :سامعك ، اتفضلي
تريد ان يتحدث هو ولذلك قررت ان تتحدث باي شي لتدعه يتكلم هو بالنهايه .
حبيبه :محتاجه دعم كده عشان أحاول اتغلب على غيرتي من جوز ماما أنت نسيت 
ابتسم رغما عنه :يابنتي سيبي كل حاجه تمشي طبيعي واتعاملي مع الموقف إللى هيقابلك بطبعتك وشخصيتك بدون تجميل ولا ضغط على نفسك ، وكمان مش من اول مره اكيد بعدين هتتاقلمي على الوضع 
حبيبه بابتسامه ؛بجد تمام ، انت كمان بلاش تضغط على نفسك وتحمل على نفسك اكتر من طاقتك ، بلاش تانيب الضمير ، لأن إللى حصل قضاء وقدر ، وحضرتك قولت بنفسك محتاج تراجع كل حسباتك وافكارك عشان خاطر عيلتك ، باباك وماماتك مايستهلوش منك تحارب عشان تكمل فى حياتك عشانهم دلوقتي على الاقل 
شعر بصدق حديثها وتنهد بحزن :الألم إللى جوايا صعب يتمحي فى يوم وليله ، بس اهو لسه بتنفس وعايش وهحاول عشان هم فعلا يستاهلو وهثبتلك ان قد كلامي .
اخرج الهاتف من جيب بنطاله ونقش حروف اسم والدته كما دونها بهاتفه واجرا الهاتف الاتصال .
وضعه على اذنه بترقب ينتظر سماع صوتها الحاني ..
___
كانت تجلس على سجاده الصلاه وبعد ان انتهت من صلاتها ، ظلت تردد الدعاه بالشفاء لفلذه كبدها وأن يعود لمنزله وأحضانها بأمان وأن يتعافى منما اصابه وأن يخفف حزنه وفجاه صدع رنين هاتفها بالغرفه .
نهضت من مجلسها وطوت السجاده بيدها وضعتها أعلى الأريكة واقترب من الكومود التقطت الهاتف ونظرت لشاشته بعدم تصديق وشعرت برجفه جسدها وهى تنطق باسم ابنها الغالي ، اجابت دون تردد 
-ياسين حبيبي انت كويس يا قلبي ، طمني عليك يا حبيبي 
اجابها وابتسامته تعلو ثغره :بخير يا ست الكل  طول ماحضرتك بخير انا بخير 
غاده بدموع فرح :عامل ايه هتيجي 
ياسين :سامحيني يا ماما ، بعدي عنكم غصب عني ، بس قريب اوى هكون جنبك وفى حضنك اطمني ، بس محتاج وقت ادعيلي بس اكيد مش هطول عليكي 
غاده بفرحه :المهم انك بخير وسمعت صوتك ، دايما دعيالك يا حبيبي 
ياسين :بابا كويس ، سلميلي عليه وطمنيه ان بخير 
غاده :بابا هيفرح اوى لم يعرف انك اتصلت ، هو فى الشركه يا حبيبي
ياسين بتنهيده :ان شاء الله هرجع وهشيل عنه الحمل من تاني ، بس قولي يارب يا أمي
غاده وهى تكفكف دموعها :يارب يا حبيبي يارب ، ترجع تنور بيتك وحياتك يارب 
____
اغلق معها الهاتف وهو يستمع لصوت دعائها وقد شعر بالراحه والسكينه تسكن قلبه بعدما استمع لصوت والدته واطمئن عليها وطمئنها أيضا على وضعه .

ياسين :ها ايه رأيك بالخطوه دي ، جد ولا لاء
حبيبه بفرحه من أجل تجاوبه :جد جدا طبعا ، اطمئن بدايه مبشره ، ابشر يا ابني
ضحك بقوه على هزارها ، وهى ظلت تتأمل وجهه البشوش وتستمع لصوت ضحكته الرنانه لأول مره 
استغرب هو ايضا من ضحكته  واسترد انفاسه ، عندما قطعت عليه التفكير بأي شئ وتفوهت بصدق 
-ينفع اناقش الماجيستير بتاعي عن حالتك 
صمت قليلا ووجه حديثه حيث مكان جلوسها :تفتكري هتاخدي تقدير بنسبه كام وهل رسالتك هتوصل وتنجح ، راجعي قرارك كويس 
حبيبه بجديه :يعنى بترفض بالذوق ، هو حقك طبعا ومااقدرش اناقشك فيه ، لك حريه الاختيار وانا بحترم قرارك اى كان 
ياسين بصدق :مش برفض ولو عندك اصرار اوكيه ماعنديش مانع ، بس انا غير مسئول لو مااخدتيش الماجيستير ماترجعيش تقولي انا السبب
حبيبه بفرحه الاطفال ترفع يدها عاليا وتصرخ :يس 
انا مش بستسلم ولا بتراجع  عن اى قرار باخده وواثقه ان شاء الله بأمر الله هيرجعلك بصرك قبل مناقشتي الماجيستير وده هيكون اكبر نجاح ليه ، بس خليك انت بقى مستعد ، عشان مافيش تراجع وهتحكيلي كل حاجه 
شعر بحماسها وقوتها بتخاذ القرار وقرر مساعدتها فهى الوحيده التى رسمت على وجهه البسمه من جديد ، ومن طبيعه سخصيته انه لن يخذل أحد ويساعده وحتى على حساب نفسه ..
_____
ذهب حازم إلى مقر شركه الانصاري فى الميعاد المحدد ، عندما وصل لمكتب مدير الشركه ، قابلته السكرتريه بترحاب
السكرتريه :تحت امرك يا افندم ، أومر حضرتك 
حازم :عندى ميعاد مع  الباشمهندس ياسين الانصاري ، بلغيه المهندس حازم الشامي المسئول عن مجموعه الشامي وفى ميعاد إتأجل اكتر من مره بسبب ظروف الشغل
السكرتريه بلباقه :اتفضل استريح حضرتك وأنا هدي باشمهندس سيف خبر ، هو موجود هنا مكان الباشمهندس ياسين 
جلس حازم بالمقعد :اتفضلي 
دلفت السكرتريه واخبرت سيف بحضور حازم  الشامى حسب الميعاد المحدد ، وبعد لحظات خرجت السكرتريه بوجه باسم وهى تخبر حازم بأن سيف فى انتظاره ..
فتحت له السكرتريه باب المكتب ودلف حازم بكل ثقه وثبات .
مد يده يصافح سيف وهو يعرفه بنفسه :
-حازم الشامي صاحب شركات الشامي للمعمار 
سيف ببرود :أهلا وسهلا ، اتفضل 
جلس حازم مقابل له :اكيد باشمهندس ياسين بلغك عن العقد اللى بينا بخصوص مشروعه الجديد ، انا وشركته المسئولين عنه وبقالنا 3شهور شاغلين فيه والمهندسين والعمال ماخدوش أى مستحقات ولا حد تابع الشغل من مؤسسات الانصاري على مدار الشهور إللى فاتت وانا بنفسي إللى اتحملت أجر العمال والشغل وكل المصاريف ، وده ملف فى كل حاجه متسجله باليوم و التاريخ من بدايه الشغل ومافيش اى دفعات من إللى اتفقنا عليها دخلت لحساب شركتي 
سيف :والمطلوب 
حازم بصدمه :نعم حضرتك مافهمتش بعد كل ده ايه المطلوب
سيف بجمود ؛كلامك واتفاقك كان معايا ولا مع ياسين
حازم بضيق :ياسين 
 نهض سيف من مقعده وسار اتجاه حازم بكل برود :حلو أوى وياسين مش موجود وأى تعاقد بينكم اعتبره لاغي ، وأنا هنا صاحب القرار ، اتفضل المقابله انتهت 
حازم بانفعال :يعنى ايه الكلام ده ، انت عارف بتقول ايه اوعى لكلامك ولا بتهزر ، فين ياسين دلوقتي
طرقع سيف اصابعه :ياسين خلاص بح وانا هنا إللى بقرر كل حاجه 
حازم بجديه :أنت كده بتخسر شركتي وانا مش ممكن اتحمل الخساره انت فاهم ، فى عقد بينا والمحامي بقى هو إللى هيتصرف مع أمثالك وفى شرط جزائي ، وده للاسف كان اول تعامل بينا والاخير 
خرج حازم من الشركه بأكملها وهو يشتعل غضبا ، قبل ان يقود سيارته أجرا مكالمه هاتفيه بمحامي الشركه واكد عليه ضروره حضروه الآن إلى مكتبه لامر فى غايه الاهميه ، اغلق هاتفه بضيق وقاد سيارته بسرعه فائقه ليصل شركته فى غصون دقائق ..
____
هبطت الطائره العائده من المانيا ، وكان على متنها مجد الشاذلي اتى لكى يقف بجانب صديقه المقرب ، بعد ان علم بما حدث له ..
انهى مجد اجراءات الخروج من المطار ، حمل حقيبته وغادر المطار ، أوقف سياره أجره وتوجهه أولا لشقته بمدينه نصر ، وضع حقائبه وارتمى بالفراش ، يشعر بالتعب و الارهاق بسبب عدد الساعات التى قضاها بالطائره ..
اخرج هاتفه وهاتف زوجته لكى يطمنها بوصوله الى القاهره ، والاطمئنان على صحتها وبعد ذلك اغلق الهاتف ولم يشعر بنفسه فقد غفل مكانه ..
____
كان يشتعل غضبا بسبب ما حدث له بشركه الانصاري ، انتظر قدوم المحامي واطلعه على الملف وعلى العقد الذى تم تعاقده منذ ثلاث شهور وامضاء ياسين محمد الانصاري وامضاء حازم عبدالرحمن الشامي ..
تفحص المحامي كافه الاوراق ونظر لحازم بجديه 
-حضرتك سهل نرفع قضيه على شركتهم ونطالب بكل المستحقات بحكم العقد إللى بينا ، كمان نطالب بتعويض والقضيه مضمونه جدا
حازم بضيق :يا متر انا مش عاوز شوشره على اسمي وسمعه شركتي فى السوق ، شوف حل ودي اتكلم مع المحامى الخاص بشركه الانصاري وتفاوض معاه ، هنفسخ العقد ومش هنكمل المشروع بس الخساير مش هتحملها عاوز بس كل المصاريف إللى دفعتها ، وده اول واخر تعاقد بينا ، ماكنتش متخيل ان موسسه كبيره زى موسسه الانصاري بيديرها حته عيل تافه مش عارف بيتعامل مع مين 
- اطمن يا باشمهندس هشوف من المحامى واتفاهم معاه وابلغ حضرتك بالجديد 
حازم :تمام يا متر ، متشكر جدا 
-العفو  ده شغلي ، بعد اذن حضرتك
حازم :اتفضل ، وأى جديد بلغني بيه 
بعد خروج المحامي ، دلف يوسف مكتب شقيقه 
يوسف بقلق :مالك انت كويس 
حازم :تمام فى حاجه 
يوسف بتردد :حازم هو انت بتشوف حبيبه 
حازم بجديه :وانت مالك ومال حبيبه ، ماتسبها فى حالها وخليك فى حالك
يوسف :بس بطمن عليها مش اكتر هى مش بنت عمى بردو
حازم ببرود :لا اطمن ،انا بكلمها كل يوم وبطمن عليها وهى مبسوطه جدا كمان 
يوسف بضيق :طيب هى عرفت ان فرحي كمان اسبوعين
حازم بتنهيده :لسه بس اكيد هقولك عشان تحضر فرحك طبعا وتباركلك ، ممكن بقى تسبني اكمل شغلي ، وتروح تشوف ايه ناقصك يا عريس 
غادر يوسف المكتب بضيق وهو يفكر بابنه عمه ، فقد اشتاق إليها منذ ان استرد بصره ولم يلتقى بها ..
_____
كانت تجلس بالأكاديمية بعد ان تم استدعاءها لمقابله والده الطفل مالك ، استاذنت ياسين وذهبت لمكتب المديره ، صافحة نيره وطلبت منها التحدث بالحديقه لكى ترا طفلها وتتابعه عن بعد ..
كانت عيناها على صغيرها وهو  جالس يقرا قصه تخص الاطفال على طريقه بريل ، وريم تجلس جانبه تحكي له كل سطر يلمسه بانامله ، منما جعله يبتسم تاره ويتأثر بالابطال الصغار ..
جلست على بعد عده امتار من وجود مالك وقصت حبيبه على مسامعها ما حدث قبل يومان بخصوص مالك .
بكت نيره ولم تصدق ان طفلها الصغير يحاول الانتحار ، شعرت بالذنب وتانيب الضمير أنها المسئوله الوحيده عن ما يعانيه ذلك الطفل الذى لا حول به ولا قوه .
حاولت حبيبه التخفيف عنها :مدام نيره من فضلك مافيش داعي للدموع مالك الحمد لله بخير ، وأن شاء الله قريب جدا هيرجع يشوف من تانى وفى حد هيسفره وهيتابع علاجه ، بس دلوقتي لازم تحاولي تاخدي خطوه عشانه ، هخليكي تقابليه وهفضل اتابعه من بعيد وهدخل فى الوقت المناسب ، اطمني انا اتكلمت معاه وهو مستعد يسمعك ، بس واحده واحده وبهدوء وان شاء الله كله هيعدي 
نيره :يارب 
اقتربت حبيبه من مالك وارسلت غمزة لريم كى تصمت 
-ملوك حبيبي عامل ايه
مالك بابتسامه :الحمد لله ، كويس 
حبيبه :فى ضيف مهم محتاج يشوفك ويقعد معاك ، ممكن تسمحله بدقايق من وقتك
صمتا قليلا منما جعل قلب والدته يرتجف خوفا من رفضه ولكن غلب تواقعاتها  وهز راسه بالموافقه ، قبلته حبيبه أعلى جبينه وهى سعيده بتلك الخطوه الفارقه بحياه الصغير ..
اقتربت والدته بحب ، لهفه ، شوق السنين ، بدموع وحاولت ملامسته بحب ورفعت كفيه الصغار وقبلتهم بشوق جارف ، تابعت حبيبه رد الفعل بصمت .
ضمته والدته بقوه وبنبره صادقه :واحشني يا حبيبي ، واحشني اوى يا مالك 
استشعر الصغير الصدق فى مشاعرها وتقبل الأمر .، فهو ايضا بحاجه لتلك المشاعر التى لا يعرف عنها شي ، بادلها العناق باحضانه الصغيره ، يحاول أن يلتمس حبها وحنانها الذى افتقده منذ اعوام ..
ابتعدت حبيبه بعد ان كففت دموعها من أجل ذلك الموقف الذى يقشعر له الأبدان ..
_____
توجهت لغرفتها واحضرت بعض اغراضها لكي تذهب الى والدتها ، وفجأة صدع رنين هاتفها 
عندما نظرت للشاشه علمت أنه يخص صديق ياسين .
اجابته دون تردد 
-الو 
مجد :انسه حبيبه ، انا اسف لازعاجك ، بس انا هنا فى مصر ومحتاج اعرف عنوان الأكاديمية
حبيبه :حمد لله على سلامه حضرتك ، انا هبعت العنوان حالا
مجد :اوكيه هنتظره وان شاء الله هكون عند ياسين عشان افاجئه
حبيبه :وانا فى انتظار حضرتك 
اغلقت الهاتف وارسلت رساله مدون بها عنوان الأكاديمية ..
____
تحرك مجد عندما وصلت له الرساله وأخبر السائق بالمكان الذى ينوى التوجه اليه ..
وخلال نصف ساعة كان يترجل من التاكسي أمام مبنى الأكاديمية ، وسئل احدى العاملين بمكان وجود حبيبه ..
اصطحبه رجل الأمن إلى مكتب المديره ، وذهب ليخبر حبيبه بأن ضيف فى انتظارها بمكتب المديرة ..
عملت حبيبه وقتها انه صديق ياسين وتوجهت على الفور لترحب به ..
_____
كان بغرفته ينتظر قدومها لتودعه قبل ان تغادر الاكاديميه ، فقد تعود على الجلوس معها والحديث أيضا 
فهى من جعلته يتحدث دون قيود ، ورسمت البسمه على وجهه بعد ان فقد الشعور بالحياه ، هى من جعلته يفكر بغيره وان يستمد القوه من أجل عائلته ، وأن يحاول التاقلم على حياته ولا يفقد الامل ، زرعت به اليقين على رؤيه الحياه من جديد ..
____
تعرفت على مجد وجلست معه عده دقائق ، تقص عليه حاله صديقه منذ ان علمت به ، إلى ان تحدث معها وبدأ مرحله علاجه .
استمع مجد بتاثر بحديثها وهو يشعر بالحزن والأسى على ما عانه صديقه بغيابه وهو لم يعلم عنه شي ، وطلب ان يراءه الآن .
اصطحبته حبيبه على الفور الى غرفه ياسين ، وبعد ان طرقت الباب دلفت هى أولا بهدوء .
ابتسم ياسين عندما اشتم رائحته العطره الذى يميزها به 
حبيبه :فى حد بيحبك اوى وطالب يقابلك
ياسين باستغراب :مين معقول تكون ماما جت
فى ذلك الوقت دلف مجد ولم يستطيع الإنتظار أكثر من ذلك
-ومجد مش ينفع يا صاحبي
ياسين بذهول :مجد 
اقترب مجد يعانق صديقه بكل قوته ، بادله ياسين العناق بفرحه ، تركتهم حبيبه ليستمتع مع صديقه الذى أتى من أجله ، واغلقت الباب خلفها ..
عادت إلى غرفتها حملت اغراضها وغادرت الاكاديميه بصحبه صديقتها ، استقلو سياره أجره لتقلها إلى منزل والدتها وتقل ريم إلى حيث منزلها
وصلت أمام البنايه التى تقطن بها والدتها ، ودعت صديقتها وترجلت من السياره وهى تحمل اغراضها ودلفت لداخل البنايه ، استقلت المصعد وضغطت زر الطابق الثالث وعندما وصلت للطابق المقصود تركت المصعد وتوجهت إلى حيث شقه والدتها ، دقت الجرس وانتظرت لحظات إلى ان فتحت لها والدتها الباب بلهفه واستقبلتها بالاحضان ..
ناديه بفرحه :حبيبتي حمدلله على سلامتك ، نورتي بيتك تعالى
حبيبه بجديه :الله يسلمك يا حبيبتي 
وقف فاروق يرحب بابنه زوجته :أهلا وسهلا بيكي يا حبيبتي 
صافحته حبيبه وهى تبتسم له :أهلا بيك يا عمو ، وشكرا على الهديه بجد عجبتني 
فاروق ينظر لها بغرحه عندما وجدها ترتدي القيلاده الذى جلبها لها :انا بعتبرك بنتي ومافيش شكر بينا 
ناديه بسعاده :يلا يا قلبي ادخلى اوضتك وأنا هحضر العشا
حبيبه :ممكن اساعدك الاول 
ناديه برفض :لا طبعا انتى ترتاحى وانا كل حاجه جاهزة هسخن بس 
دلفت غرفتها ووضعت اغراضها أعلى الفراش ، ترددت كثيرا قبل ابدال ملابسها .
بالاخير حسمت امرها وارتدت المنامه التى جلبتها واسدال الصلاه أعلاها وتركت غرفتها ، وجدت والدتها تضع الطعام أعلى المائده ، اقتربت منها تساعدها .
وجلس الثلاث يتناولون الطعام بحب والفه ..
٠•••••••••••••••••••••••••
اما عن ياسين بعد ان التقى بصديقه ، ظل يتحدث معه لبعض الساعات ولم يشعر بمرور الوقت .
عاتبه مجد بعدم اخباره ما حدث معه ، ولكن احترم حزنه وصمته وظل يثرثر معه بأمور عديده يحاول إخراجه من احزانه ، وحدثه أيضا بأمر علاج مالك ..
ياسين بتسأل :عملتي ايه فى حاله مالك 
مجد بجديه :اطمن كلمت دكتور مشهور فى الحالات دى وبعد لم شاف كل حاجه تخص مالك ، طمني بنسبه نجاح العمليه ومرحب بيه فى اى وقت ، فاضل نظبط امور مالك هنا ، وأنا هعمله كل الإجراءات محتاج تأشيرة هو والمرافق إللى هيكون معاه ويطلع باصبور. ونحجز التذاكر وكل حاجه تبق تمام 
ياسين بفرحه :بجد مش عارف اقولك ايه 
ربت على كتف صديقه :هاقولك انا مين البنوته الرقيقه دى
ياسين بصدمه :بتتكلم عن مين ، حبيبه 
مجد بابتسامه :اموره اوى وجدعه كمان ، ما انا اتواصلت معاها عشان اعرف اوصلك
ياسين باستغراب :امته ده 
مجد :لم رسلت اوارق مالك على الميل بتاعي ، وكلمتها وعرفت باللي حصلك 
ياسين بتغير الحديث :تمارا عامله ايه ، وأخبار ولي العهد
مجد :الحمد لله بخير وبتسلم عليك ، والبيه هيشرف كمان شهرين احنا فى الإنتظار
ياسين :ربنا يقومها بالسلامه 
مجد بتنهيده :يارب ، هاتلي بقى ورق مالك واللى هيسافر معاه وانا همشي فى الإجراءات من بكره عشان الوقت
ياسين بجديه :لم حبيبه ترجع ، هى تقدر تجيب كل إللى أنت محتاجه وكمان هتعرف مين هيكون مرافقه فى السفر 
مجد بتسأل :تجى منين ،  هى مش بتشتغل هنا
ياسين بضيق من كثره اسئله صديقه :عند والدتها وبعدين مالك مهتم بيها من ساعه ماجيت ، ركز فى مراتك احسن
مجد بقهقه عاليه :يابنى انت فاهم غلط ، انا بس بشكر فيها عشان بجد شكلها صغيره واموره وملامحها هاديه ورقيقه وبتحب تساعد 
ياسين بغيظ :أنت بتوصف ايه ، افتكر مش من حقك توصفها ولا تتغزل فيها كده ، حرام وكمان عيب يا اخى ، انا ماطلبتش وصف لحد
مجد باستغراب :الحق عليا كنت عاوز اوصفهالك عليها جوز عيون 
ياسين بصدمه :مجد أنت ايه إللى جابك 
مجد بابتسامه :واحشتني يا اخي وناوى بقى انام معاك انهارده ، مافيش رفض 
شعر بالضيق كان يريد ان يتحدث مع حبيبه والاطمئنان عليها عندما وصلت لمنزل والدتها ، ولكن بحضور صديقه لم يستطيع فعل هذا ..
****
قبل ان تذهب فى النوم حدثت صديقتها واطمنت عليها ، اغلقت الهاتف وشردت بياسين ، شعرت بافتقاد الحديث معه ، وحاولت اغماض عيناها ، استمعت لصوت والدتها الحاني 
ناديه :بيبو لسه صاحيه
حبيبه :أيوة يا ماما   ، فى حاجه 
استقلت الفراش جانبها ،  خديني جنبك نفسي اخدك فى حضني 
حبيبه بسعاده :وانا كمان واحشنى حضنك ، ارتمت باحضان والدتها وظلت ناديه تمسد على شعرها بحنان إلى ان غفلت ابنتها داخل احضانها .
شعرت ناديه بالسعاده فى وجود طفلتها جانبها ، قبلتها وهى تتمنى لها السعاده بحياتها ، وقررت ان تعوضها عن سنين البعد والحرمان الذى حرمت نفسها وابنتها منه وهى رؤيتها تكبر أمام عيناها فى كل لحظات حياتها ..
****
فى الصباح قررت الذهاب إلى عمها بالشركه فقد اشتاقت له ولا تريد ان تلتقى به أمام اعين زوجته ، لانها تعلم أنها تبغضها وفرحه بسبب مغادرتها للمنزل ، بعد ان تناولت الأفطار استاذنت والدتها ان تذهب لعمها ، ثم تعود إليها ويقضو باقي اليوم سويا إلى ان تعود للاكاديميه ..
وافقتها والدتها الرائ فهى تعلم مدا ترابطها وعشقها لعمها ..
استقلت سياره أجره من أسفل البنايه وتوجهت إلى مقر شركه الشامي للمعمار ..
٠••••
كان حازم يجلس بمكتبه وينتظر قدوم المحامي ليبلغه ماذا فعل فى تلك المشكله ، وخلال دقائق كان يطرق المحامى الخاص بشركته مكتبه ويدلف بعد ان اذن لطارق بالدخول .
-صباح الخير يا باشمهندس
حازم :صباح الخير يا متر ، اتفضل اقعد ، تشرب ايه الاول
-مافيش داعى حضرتك ، كنت جاى ابلغك بالجديد
حازم بانصات :خير 
- قابلت محامى شركه الانصاري وشرحي الموقف ، للاسف ياسين الانصاري اتعرض لحادث كبير من حوالي شهرين ونص ودخل غيبوبه طويله وحالته دلوقتي ماتسمحش يدير الشركه ، عشان كده حضرتك سيف ابن عمه هو إللى ماسك الشركه فى غياب ياسين
حازم باسف :لا حول ولا قوة الا بالله ، بس الحيوان إللى اسمه سيف كده هيوقع اسم الانصاري فى الارض 
-حضرتك شايف ايه ، نرفع قضيه ولا ايه 
حازم بضيق :لا طبعا انا مش حابب مشاكل ولا شوشره كده سمعه شركتنا وشركه الانصاري كمان هتنضر ، وكمان اتفاقي كان مع ياسين ولازم انتظره يرجع يدير شركته من جديد ، ماينفعش اطلع ندل واتخلى عنه فى محنته ، بس ياريت تبلغ محاميه الخاص ضرورى حد يكمل الشغل لان وجود إللى اسمه سيف هيمحى تاريخ الانصاري 
-انا بلغته حضرتك وقالى هيحاول يوصل لباشمهندس ياسين ويشرحله الموقف 
حازم :تمام ، شكرا يا متر 
-العفو ده شغلى وانا تحت امر حضرتك فى اى وقت 
٠•••
فى ذلك الوقت كانت تسير برواق الشركه ، وتوجهت إلى مكتب عمها ، طلبت من سكرتارته ان تدلف هى .
طرقت الباب برقه ودلفت لداخل لتفاجئ عمها الحبيب ، عندما تطلع إليها عبدالرحمن نهض من مجلسه وفرد له ذراعيه ركضت هى لاحضانه باشتياق ، 
-واحشتني اوى يا عمو
عبدالرحمن بفرحه :واحشتيني انتى اكتر يا روح عمو 
جلس بالاريكه وجلست هى جانبه نظر لها باهتمام وبدأ بالتسأل عن عملها وهل هى سعيده بذلك التغير الطارئ على حياتها وعن علاقتها بوالدتها 
قصت عليه بحماس عن عملها وهى سعيده بكونها تساعد فى شفاء بعض المرضى وتحاول تبديل حزنهم لفرح وعن مدا تعلقها بهم ، أيضا حدثته عن معاملتها لوالدتها وأنها قد نست الماضى وتحاول التاقلم على الوضع الحالي ، شعر بالرضا بعد ان راء بسمتها تنير وجهها ..
اقتحم حازم المكتب وتفاجئ بوجود طفلته ، اقترب إليها بسعاده وضمها لصدره وقبل راسها 
-انتى هنا يا حبيبتي من غير مااخد خبر كده هزعل جدا 
حبيبه :لسه كنت هسال عمو واجيلك مكتبك والله 
عبدالرحمن بجديه :داخل كده من غير استاذان خير
حازم بابتسامه :كان فى مشكله فى الشغل ، بس بحاول احلها بهدوء ، بس دلوقتي لازم اروح النادي عشان مليكه هانم عندها مسابقه سباحه وانجى مابطلتش زن زن عصبتني ، فلازم اروح
واخد القمر معايا ، سحب يدها لتقف جانبه 
-ها معايا ولا ايه ، ملكيه هتفرح اوى لم تشوفك
حبيبه بابتسامه :اكيد معاك لازم نشجعها كلنا طبعا 
عبدالرحمن :كده  عالطول وتنسى عمو 
قبلته من وجنته :حبيبي اكيد هشوفك تاني ولا عاوز لولى تزعل مني
عبدالرحمن بابتسامه :لا طبعا ربنا مايجيب زعل براءه المره دى ، خلى بالك منها يا حازم 
حاوطها حازم بذراعه :اطمن يا بابا ، يلا سلام 
سارت جانبه وهى تبتسم وفجأة تسمرت مكانها 
***
كان خارج من مكتبه وكاد ان يصطدم بها ، رفع انظاره والتقت اعينهم 
يوسف بابتسامه :حبيبه إزيك عامله ايه
كانت متفاجئ بوجوده وتسمرت مكانها ونظرت له بقوه :كويسه إزيك انت 
تعمد حازم انهاء الحوار وشدد من محاوطه حبيبه :مش تباركي لابن عمك فرحه خلاص كمان اسبوعين
ابتسمت ببرود :بجد الف مبروك يا يوسف 
نظر يوسف بضيق لشقيقه :على فين كده
حازم الابتسامه :ورانا مشوار عن اذنك
غادرو الشركه وتركو خلفهم يوسف ينظر للفراغ بضيق وغضب بسبب تسرعه ، عاد إلى مكتبه ، وظل يزرعه ذهابا وايابا  ، كان يشعر بمشاعر متضاربه عندما وجدها امامه شعر بتسارع نبض قلبه وكأنه يصرخ فرحا برؤيتها ، كانه يراها لأول مره بحياته ، يشعر بالاشتياق لها ، وشعر بالحزن والضيق عندما اخبرها شقيقه بموعد زفافه ، القى المزهريه الموضوعه بمكتبه ارضا ، اراد ان يعبر عن غضبه ولكن داخله براكين من الغضب لم يقدر على ازالتها ..
***
استقلت المقعد المجاور له وقبل ان ينطلق حازم فى طريقه ،نظر لها باهتمام بمشاعر اخ صادقه
-حبيبه تعرفي ان ربنا بيحبك اوى انك بعدتي عن يوسف ، عشان انتى جوهره وواحد زى يوسف مايستهلش جوهره زيك ، هو اختار إللى زيه ، وأنا عنده ثقه فى اختيارك هيكون شبهك  برئ ورقيق وجميل وكيوت
ابتسمت بسعاده على وجود أخ كحازم بحياتها ورتبت على يده بكفها الرقيق 
-اطمن انا كويسه والله ويوسف ابن عمى وبس وحضر الفرح كمان ، مش عوزاك تقلق عليه ،إللى عندها عمو واخ زيك ما ينفعش تقلق عليها اطمن 
حازم براحه :مطمن وواثق فيكي يا قلب اخوكي ، يلا نلحق مليكه احسن انجى تعلقنا ههههه
****
بعد ان اغلق الهاتف مع محامى الشركه وعلم بكل ما يحدث من خلف ظهره ، القى الهاتف بقوه ليتحطم إلى أشلاء ، استيقظ مجد بفزع على صوت التحطيم الذى حدث بالغرفه .
انتفض من الفراش ووقف أمام ياسين بقلق ينظر لجسده :ياسين أنت كويس فى ايه حصل ايه
وجد الهاتف بارضيه الغرفه 
ياسين بغضب :الحيوان إللى معتمد عليه بغيابي هيضيع الشركه ويضع شقى السنين إللى فاتت ، اسم الانصاري بعد ماكان فوق هيجيبه الارض
هيخصرنا كل شغلنا وتعاملتنا مع الشركات المهمه
مجد بعدم فهم :طب بس اهدى وفهمني حصل ايه 
ياسين بتوتر :سيف هيهد تاريخ الانصاري  كل إللى ابويا وانا عملاناه فى سنين البيه هيضيعه فى اقل من شهر ، وهيحطنا فى مشاكل ، انا وثقت فى ابن عمى وقولت يتحمل المسئوليه لكن كنت غلطان 
مجد :اطمن انا هتابع كل حاجه بنفسي بس لازم سيف يسب الشركه وانا يا سيدي همسكه لحد لم تقوم بالسلامه وترجع احسن من الاول 
قص ياسين كل ما حدث بسبب تدهور حاله الشركه بغيابه 
وقرر مجد التدخل وان يقف بجانب صديقه ، لذلك التقى بمحامي الشركه وقرر ان يصلح ما افسده سيف ..
***
جلست بالمقعد أمام حمام السباحه وهى تتابع ابنتها وتنتظر قدوم زوجها ..
وصل حازم وحبيبه إلى الطاوله التى جلس عليها زوجته  
نظرت انجى لحبيبه ووقفت لتصافحها وتقبلها ، حبيبه إزيك يا حبيبتى ، لولى هتفرح اوى لم تشوفك
حازم بجديه :ها بدأت المسابقه ولا لسه 
انجى :لا بيستعدو ، اقعدو يلا 
جلست حبيبه بجانبها تنظر إلى المسبح تتفقد الاطفال ، وقعت انظارها على مليكه ، أشارت لها بيدها وهى ترسل إليها قبله 
شعرت الطفله بالسعاده فى وجود عائلتها وحبيبه التى تعشقها .
بدا السباق واعلن المدرب صافره الانطلاق ..
قفزت الاطفال بلياقه داخل المسبح وبدا التصفيق يعلو لتشجيع ذلك الصغار ..
وبعد مرور بعض الوقت ، أطلق المدرب صافره الانتهاء 
وامسك الميكروفون واذاع الابطال الثلاثه الفائزين بمسابقه السباحه واحتلت مليكه المركز الثانى ، صفق لهم الجميع ، واستلمت مليكه ميدليه فضيه ، التقطها حازم بفرحه بين احضانه وهو يبارك فوزها ولكن كانت صغيره حزينه بسبب حصولها على المركز الثاني وليس الاول 
قبلتها حبيبه بفرحه وهى تشجعها أنها خاضت تلك التجربه وطلبت منها عدم الحزن فسوف تجتهد بالمره المقبله وتحصل على المركز الأول وأن الثانى ليس بسيء ولكن عليها الرضا وتقبل الأمر وان تذهب لتصافح صديقتها صاحبه المركز الأول .
نظر حازم لطفلته وهى تستمع لحبيبه وتنفذ اوامرها ، سعد من اجلهم بانها تحاول زرع الثقه داخل الطفله وايضا روح رياضية وتقبل الواقع دون خجل او يأس وان تحاول ولا تيأس وسوف تحصل على النجاح التى تستحقه ، راء جانب ايجابي قد زرعه وحصد ثماره الآن ..
***
ودعتهم حبيبه وتوجهت إلى والدتها بالنادي وتناولت الغداء برفقتها هى وزوجها ، وشعرت بجو من المحبه والألفة بينهم ، وتذكرت حديث ياسين بأن زوج والدها هو سند وحمايه لوالدتها واذا مرضت فهو اول من يسعفها .
وبدأت تنظر له بمنظور اخر وتعامله بكل حب واحترام كما تعامل عمها الحبيب فذلك الرجل يرعى والدتها ويحافظ عليها ويظل جانبها وعليها أن تحترمه وتتقبل وجوده أيضا بحياتها ..
والغريب انها ابتسمت وتلاشت غيرتها واصبح غير غريب بالنسبه إليها ..
انتهى اليوم بسلام واصطحبها فاروق وناديه إلى الاكاديميه ، وودعتها والدتها بكل حب وصافحت زوجها ودلفت لداخل الاكاديميه وهى تشعر بالسعاده والرضا ..
***
صعدت لغرفتها ابدلت ثيابها وقررت الذهاب إلى غرفه ياسين تطمئن عليه وتعلم ماذا فعل صديقه بأمر مالك ..

فى ذلك الوقت كان ياسين بغرفته ينتظر قدوم مجد ليطمنه ماذا فعل بأمر المشروع والتعاقد الذى حصل عليه قبل الحادث ، وطلب من محاميه ان يسترد من سيف كافه الصلحيات وعدم إخراج ورقه أو توقيع غير توقيع والده فقط ، سحب جميع السلطات التى يستغلها سيف ..
طرقت الباب بحماس وانتظرت ان ياذن لها بالدخول ،جاءها صوته القوي 
ادخل يا مجد 
وقفت على اعتاب الغرفه :حبيبه تنفع 
كان يشعر بالضيق ولكن ابتسم عندما استمع لصوتها الهادئ 
-اتفضلي يا حبيبه ، بس كنت متوقع مجد 
حبيبه بجديه :قولي عامل ايه الاول ، وعملت ايه فى غيابي 
ياسين بجديه :بعدين نحكي ، بس من صوتك شكلك مبسوط
حبيبه بحماس :جدا بصراحه والمفاجأة بقى ان مش غيرت من عمو فاروق جوز ماما وافتكرت كلامك كان معاك حق فعلا هو جنبها واقربلها منى كمان 
ياسين بابتسامه :الحمد لله انك اتبسطي وكل حاجه بتعدي مع الوقت 
حبيبه باهتمام :أنت بقى مالك
ياسين باقتضاب :كويس
حبيبه بجديه :بس ملامحك بتقول غير كده خالص 
ياسين بتهرب :مجد محتاج ورق مالك عشان يعمله باصبور وكمان المرافق إللى هيسافر معاه ، عشان يمشي فى اجراءات استخراج التأشيرة 
حبيبه :اوكيه بكره اشوفك كل الاوراق إللى تخص مالك ، واكيد مامته لازم تسافر معاه ، فرصه يقربو مع بعض اكتر 
ياسين بجديه :اه فعلا فرصه حلوه للاتنين 
علمت ان به شئ فحديثه معها غير سابق ، ففضلت الاستئذان والحديث معه بوقت آخر ، وغادرت غرفته عائده إلى غرفتها ..
٠•••
اما عن مجد ظل يتناقش مع المحامي واتخاذ إجراء ضد إكمال سيف لاداره شركات الانصاري ، وطلب منه إجراء مقابله مع مدير شركه الشامي لاخذ مستحقاته وإكمال عمله بالمشروع ، وابلغه المحامى بموعد المقابله فى الغد ، شكره مجد واستقل سيارته متوجها إلى صديقه ..
***
عاد إلى صديقه واخبره بما حدث وأنه سوف يقابل مدير الشركه غدا وسوف ينهى الخلاف ويعود إستكمال المشروع ، وطلب من صديقه ان يذهب هو بنفسه لشركه الانصاري لكى يحافظ على اسم المؤسسه ويضع سيف عند حده ووعده ان يكون جانبه ولكن وجوده بالشركه فارق كبيرا فى الحفاظ على تعب ومجهود السنين الماضيه ولا يترك شئ هباء 
شرد ياسين بذلك القرار المفاجئ الذى لم يتوقعه ووعد صديقه بالتفكير بالأمر ، فالذهاب إلى موسسته وهو بتلك الحاله ليس بالامر الهين وعليه اتخاذ القرار الصائب ..
***

الفصل الثامن عشر
عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

فى العاشره صباحا ، استعد مجد لذهاب إلى شركه الشامي حسب الموعد المحدد 
استقل سيارته وتوجهه إلى مقر الشركه ، وفى غصون ثلاثون دقيقه كان يصف سيارته أمام مبنى الشركه ..
ترجل من سيارته ودلف لداخل الشركه ، استعلم من الأمن عن وجود حازم واخبره الاخر بانه هاتف سكرتريه مكتبه وهو بانتظاره.، اصطحبه رجل الأمن واوصله إلى المصعد ..
وصل مجد للطابق الذى به مكتب المدير وجد السكرتريه الخاصه بمكتب حازم ترحب  به وارشدته إلى حيث المكتب ، طرقت الباب عده طرقات ودلفت لداخل المكتب وهى تبتسم بحبور وتطلب منه الدخول ..
سار مجد بثبات وجد حازم ينهض من مجلسه ويقف امامه يصافحه ويرحب به 
-مجد الشاذلي صديق ياسين الانصاري
حازم بابتسامه :أهلا وسهلا تشرفنا ، حازم الشامي
مجد بجديه :سعيد ان شوفت حضرتك
حازم :اتفضل استريح 
نظر إلى سكرتريته ؛هبه شوفي البااشمهندس يشرب ايه
مجد :مافيش داعى 
حازم بنفى :لا طبعا لازم تشرب حاجه
مجد :خلاص يبق قهوة مظبوطه
غادرت السكرتريه المكتب لتحضر القهوه ..
مجد بجديه :طبعا حضرتك عارف انا ليه طلبت اقابلك ، وهدخل فى الموضوع علطول 
حازم باهتمام :اتفضل انا تحت امرك
اخرج مجد من جيب سترته الشيك الذى وقعه ياسين بنفسه بعد ان علم التكلفه الذى تحملتها شركه الشامي على عاتقها وحجم الخسائر الذى تلحق بهم إذا لم يتم دفع المبلغ 
-اتفضل شيك باسم حضرتك وبتوقيع ياسين واحنا اسفين عن التأخير اسفين كمان عن معامله سيف البايخه لحضرتك ، وارجو حضرتك تتقبل اسفنا  فى إللى حصل وياريت تكمل المشروع 
حازم بجديه :أولا طمني على الباشمهمدس انا لسه عارف بظروف الحادثة امبارح بس ، والمشروع والعقد إللى بينا مازال قائم وانا فعلا ماوقفتش الشغل فى المشروع اطمن 
مجد بابتسامه :بجد مش عارف اشكرك ازاى ، انا عاجز عن الشكر وان شاء الله ياسين هيتابع الشغل بنفسه وأنا هكون معاه 
حازم :ياريت فعلا لان وجود سيف فى شركه كبيره زى الانصاري هيهد كل تاريخها 
مجد بتنهيده :فعلا سيف مش قد المسئوليه وارجو حضرتك تتقبل اعتذاري عن إللى حصل ، وأى حاجه فى الشغل ممكن تبلغني بيها هكون على تواصل مع حضرتك وده رقم تليفوني 
التقط حازم الكارت :تمام ، سلامي للباشمهندس واتمنى يتواجد معانا فى المشروع
مجد :ان شاء الله هيحصل قريب جدا ، استاذن انا عشان معطلش حضرتك
نهض حازم من مجلسه وصافحه مره آخره وودعه وهو يتمنى لياسين الشفاء العاجل
***
كان بغرفته يشعر بالتوتر وشارد فى الخطوه القادمه ، طرقت الباب عده مرات ودلفت عندما لم ياتي الرد ، ارادت ان تتفقده .
- صباح الخير ياتري عامل ايه انهارده
ياسين :تمام الحمد لله
تنهدت بضيق وتساءلت عن صديقه 
استغرب ياسين فى بدء الأمر ، ولكن وضعت الاوارق المطلوبه 
-انا جبت كل الاوارق المطلوبه بخصوص مالك ووالدته ، وكمان اتكلمت مع اداره الاكاديميه وكل حاجه تمام 
ياسين بجديه :اوكيه ، مجد هيعمل كل اللازم وخلال ايام ان شاء الله هيكون مالك فى المانيا وبيعمل العمليه 
حبيبه بابتسامه :ان شاء الله 
شعر بانها تريد قول شي :عاوزة تقولي حاجه 
حبيبه بدون تردد :بصراحه أيوة ، انا متعطله عن الماجستير بسببك وانت وعدتني ولحد دلوقتي مافيش جديد 
ابتسم رغما عنه :والمطلوب مني ايه 
حبيبه بحزن :تساعدني ولا غيرت رأيك
ياسين بجديه :لا انا مابرجعش فى كلمه قولتها 
حبيبه باهتمام :تمام ممكن تقعد كده وتستريح عشان نتكلم جد بقى
جلس على الاريكه وجلست جانبه ونظرت له باهتمام وبدات فى التسأل 
-احكيلي قصه حبك بدأت ازاى، شوفتها فين واتعرفتو ازاى ، عاوز اعرف كل حاجه 
شعر بالصدمه فلم يتوقع هذا السؤال ولكن شرد لعامين ماضيين 
وتحدث والابتسامه تعلو ثغره .
-متخيله ان فى قصه حب وبعدين جواز ، لا حبنا كان غير 
استمعت له باهتمام 
-انا ماسك موسسه الانصاري من عشر سنين ، وأنا فى اخر سنه فى الجامعه ، يمكن بعدت عن حاجات كتير بحبها عشان اكمل شغل ابويا وأكون سنده فى الشغل ، والحياه خدتني لم بقى عمري 28سنه ، امى زى اى امي تزن على ولادها عشان يتجوزو ، بعد لم اختى نادين اتجوزت اتفرغت ليه بقى ، تدورلي على عروسه 
طلبت منها انا إللى هاختار بنفسي شريكه حياتي ووعدتها افكر فى الموضوع .
فى الوقت ده جت بنوته حديثه تخرج اسمها ندى  واستلمت وظيفتها فى الشركه ، كانت جاده فى شغلها ، وفجأة افتكرت كلام ماما عن اختيار شريكه لحياتي ، فكرت فيها حصل بينا تعامل فى شغل وكنت بشوفها بتعامل العمال ازاى ، اعجبت باخلاقها وتصرفاتها مع الناس وكمان عمليه وجاده فى شغلها ، قولت بس هى دى الابتسامه  المناسبه ، كلمتها وعرضت عليها طلبي .
طبعا استغربت وانا كمان كنت مستغرب نفسي اكتر منها ، بس قولت انا بقيت ناجح ومهم فى شغلي ومش ناقصني غير أكون أسره ، وهى انسانه كويسه كمان جميله وخدت الخطوه دي ، طلبت منها تفكر مش تتسرع فى القرار وأى كان قرارها مش هياثر طبعا على وجودها فى الشركه .
تقريبا بعد اسبوع وافقت وحصل تعارف بين العيلتين وخلال شهر كنت متجوز ومن هنا بدأت حياتنا 
حبيبه بتسأل :أيوة بقى الحب الحقيقي بدا أمتى 
ياسين بابتسامه : كل يوم بعد الجواز كنت بحس براحه وان اخترت صح ، فضلت جنبي فى شغلي ، بقت حياتنا واحده وكمان اهتمامتنا واحده ، العشره والمحبه والموده إللى كانت بينا هو ده الحب الحقيقي ، المواقف إللى بنواجهه مع بعض ، نشارك بعض همومنا قبل سعادتنا ، الحزن والالم نقسمه بينا والفرح كمان .
بس خلال السنتين إللى عشناهم مع بعض ، حصل ظروف قويه كانت سهل جدا تهز وتهدم علاقتنا ، بس حاولنا نتحمل ونعدي 
حبيبه باهتمام :ايه الظروف إللى ممكن تهد بيت قوى وصلب بالشكل ده 
ياسين بتنهيده حارقه : الاطفال ، بدأت الضغوط علينا من كل إللى موجودين حوالينا ، من عيلتي وكمان عيلتها ،عده فتره مافيش حمل ، لازم تروحي لدكتور ، لازم تطمني فى مشكله نقدر نعالجها ، ومع كتر الضغط على اعصابنا وتدخل العيله فى اهم خصوصياتنا ، كنا رفضين نروح لدكتور ، بس ندى قلقت وخافت بجد يكون فى سبب ، وروحنا وكشفنا وتحاليل واشاعات واطمنا مافيش حاجه تمنع ،  الحمد لله رضينا ان ده قدر ونصيب ومجرد وقت وربنا اكيد ليه حكمه فى كده ، سكتنا وصبرنا واستحملنا ، هو كام شهر وتبدا من جديد الضغوط وهكذا ، لازم تدخل نعمل اطفال انابيب ، حقن مجهري ، لازم نسافر  اى مكان فى عالم ، لازم طفل عشان العيلتين يطمنو ويسكتو ويبطلو ضغط علينا ، وماحدش حاسس انهم بيقتلونا بالبطئ بكل كلمه وكل اقتراح قالو ، بقينا عايشين فى اضطراب طول الوقت والخوف من بكره ، ومش عشانه عشانهم هم ، فكرو فى راحتهم ونسيو راحتنا ، حاولت اخرج ندى من حالتها النفسيه بالشغل والسفر ، لحد لم قررت تعمل عمليه وطلبت مسافر اى مكان ، كانت رافض فكره اى تدخل نرضا بنصيبنا وربنا هيكرمنا ، بس ماحبتش اكسرها ولا اجرحها ووافقت ، بس طلبت منها نسافر نغير جو ولم نرجع من السفر هعملها كل إللى نفسها فيه ، حاولت انسيها اى حزن وتفكير فى اى حاجه ، وبعد لم رجعنا بأسبوع انتهت حياتنا للأبد 
جت تفرحني بحملها وأنا موت فرحتها وفرحتي 
حبيبه بتأثر :مش ذنبك ده قدرها وعمرها ، الاعمار بيد الله ، اكيد هى مش مبسوطه انك محمل نفسك نتيجه موتها ، كده كفر بجد ، محدش بياخد الروح غير إللى خالقها ، وربنا قال" لكل أجل كتاب "واذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعه ولا يستقدمون "صدق الله العظيم 
المفروض تدعيلها وتفتكر كل حاجه حلوه كانت بينكم وتبتسم ، عاوز تكلمها تروح تزورها وتتكلم معاها ، فضفضلها وخرج إللى جواك ، طب اقولك على حاجه ، تيجى نخرج دلوقتي وتزورها ، تعرف هتحس براحه والله وكانك شوفتها وكلمتها وهى سمعتك وحست بيك 
اعجب حقا باقتراحها ، فمنذ ان افاق من غيبوبته وهو يريد زيارتها ، فقد حرم من دفنها واخذ العزاء بها ، الآن عليه ان يشعر بها ويتحدث معها عن كل ما بصدره ، وافق حبيبه الرأي ، تركته يبدل ثيابه وذهبت إلى مديره الاكاديميه تاخذ اذن الخروج وتصطحب الحاله المسئوله عنها لكى يزور قبر زوجته ، وافقت المديره على طلبها واذنت السائق الخاص بأن يقلهم الى حيث وجهتهم ..
****••
كانت التجهيزات تقام بفيلا الشامي ، الجناح الخاص بالعروسين .
كان يقف بجانب العمال وهم يضعو الاثاث والديكور وهو لا يشعر باي سعاده ، كأنه يحمل على عاتقه هما .
كانت والدته جانبه تعطى الاوامر فقط ، وهى سعيده بزواج ابنها الاصغر .
لم يستطيع تحمل وجوده بهذا المكان ، غادر الفيلا بضيق وهو يلعن نفسه على ضعفه ونزوته ، وتذكر كل ما حدث بشرم الشيخ وإمام اعين ابنه عمه ، تذكر حتى استغلاله لها وعدم شكرها على مساندتها اياه ، شعر بحقارته ولكن بعد فوات الأوان ..
ضرب على محرك السياره بقوه وانطلق فى طريقه ، لا يعلم اين يذهب ..
****
أمام مقابر" آل الانصاري "
وقف أمام مقبره مدون على اليافته اسم زوجته ، قد ارشدته بها حبيبه ، وبعد ان وقفت قليلا تقرأ لها الفاتحه ، ابتعدت عن ياسين لتترك له حريه الافصاح عن مشاعره لزوجته ..
وضع باقه من الزهور وجلس أمام قبرها ونزع نضارته السوداء وترك دموعه تنهمر أمام زوجته ، بكى كثيرا وهو يخبرها مدا حزنه واشتياقه الشديد لها ، ووعدها ان يظل قويا من أجلها ، وانه يحاول التقالم على حياته من أجل راحتها فقط ، وانه سوف يسعى لعمل الخير ليصل إليها ثوابه .
وسيظل صامدا كما عرفته  وعليه مواجهه الناس وليس التخفى بسبب عجزه ، سوف يعود لعمله لانقاذ اسم عائلته وشركته التى تعب وعان الكثير فى تاسيس نجاحها وضحى بالكثير من أجل ان تستمر ، وعدها ان يعود حبيبها وزوجها كما كان ذات القوه والهيبه والوقار ، وانه سوف  يعيش على ذكرها ولن ينساها مهما حدث ..
ارتدى نظارته مره اخرة ونهض من مجلسه وهو يستند على عصاه ، وقبل أن يغادر قرأ لها الفاتحه وسار بخطوات  بطيئه ، اقتربت منه حبيبه وهى ترشده للطريق .
سار جانبها دون التفوه بكلمه ، احترمت حزنه ورفضت ان تحدثه بشئ إلى ان فتحت له باب السياره ، جلس بهدوء وجلست جانبه واخبرت السائق بالعوده إلى الاكاديميه ..
****
عند عودته من الخارج وجد صديقه يقترب منه وقص عليه كل ما حدث بشركه الشامي .
مجد بجديه :الحمد لله حازم ده جدع جدا وتفهم الموقف وكمان هو اصلا ماوقفش شغل فى المشروع 
ياسين باقتضاب :تمام ، تعالي طلعنى اوضتي وخد الورق بتاع مالك
مجد بتسأل :أنت كنت فين 
ياسين بحزن :بزور ندى
صمت مجد وامسك بيد صديقه ليتوجهه إلى غرفته ..
****
بحثت عن صديقتها فلم تجدها ، استغربت حبيبه الامر .
-هتكون راحت فين 
تذكرت صاله الجيم ، ذهبت لتتفقد وجودها ، تفاجئت بانسجامها بالحديث مع عمار 
ابتسمت داخلها بسعاده وهى ترا نظرات ريم العاشقه لذلك العمار ، وتمنت ان يكون الحب متبادل بينهم ، لا تريد لصديقتها ان تنجرح كما انجرحت هى ..
عادت تجلس إلى الحديقه وحدها وهى تفكر بأمر ما ، هل سوف تقدر على ذلك ، أما أنها ضعيفه ولن تتحمل ان ترا حبيبها يتزوج من اخرى وتحاول التماسك وان تذهب لتبارك زيجته ام تنهار وتظل تبكى على حبها الضائع .
****
يتبع 
شعرت بالتردد فى قرارها وقررت ان تذهب له ليساعدها على اتخاذ القرار ، وقفت أمام باب غرفته ، تنتظر اذنه لدخول ، فاجئها وهو يفتح لها الباب ويبتسم بود
ميز رائحتها العطره :ادخلي يا حبيبه 
سارت خلفه بتردد :هو حضرتك فاضي نتكلم
عادت الابتسامه تنير وجهه :وحضرتي فاضى علطول ماوريش حاجه ، تحبي نقعد فى البلكونه
حبيبه بتوتر :ياريت 
جلست بالمقعد الموضوع بالشرفه وجلس هو مقابل لها ، ينتظر حديثها باهتمام 
حبيبه بجديه :بصراحه محتاره فى قرار ومحتاجه مساعده 
ياسين باهتمام :وانا تحت امرك ، ايه إللى محيرك
حبيبه بتنهيده :من فتره سألتني ليه سبت بيت عمو ، وأنا قولت ينفع مااجوبش عشان وقتها كنت ممكن اكدب وانا مابحبش الكدب
ياسين :تمام ، فاكر كل ده وبعدين
حبيبه :لازم احكيلك من البدايه عشان تساعدني فى قراري وكمان اعرف انا صح ولا غلط 
ياسين بانصات :وانا سامعك واحكي براحتك ومش هقاطعك إلا لم تخلصي كل إللى عندك 
بدأت تقص عليه كل شي 
-انا عشت مع عمو اكتر ماعشت مع بابا وماما وبعد وفاه بابا عمو كان ليه كل حاجه ، عوضني عن غياب بابا وكمان ابيه حازم كان ليه الاخ والسند ، عاملني كطفله صغيره واخته وبنته ، وجودهم فى حياتي عوضني كتير ، طبعا رغم كل ده كنت حاسه ان غريبه ومش فى بيتي ، كنت حاسه بسجن مرات عمي خلتني فيه ، كنت مقضيه حياتي فى اوضتي وممنوع اقعد فى اى مكان فى البيت ،بشوف عمو وابيه على الأكل بس ، المهم ده حكم مرات عمو ولازم اسمع كلامها لان ضيفه فى بيتها .
فى وقت معين واحنا فى الثانويه كل بنت كانت بتحلم بفتى أحلامها وتوصفه ، فجاه لاقيت نفسي بوصف يوسف ابن عمي الصغير ، اكبر مني بخمس سنين ، ده إللى كان قدامي فكرت فيه فجاه وبقيت معجبه بيه وهو كان فى الجامعه ، مشاعري خلاص راحتله وقلبي اختاره ، بس كل ده كان جوايا انا وبس ، لم دخلت الجامعه كنت بطلب منه حاجات كتير ، بس هو دايما كان بيخذلني ، كانه ماكنش شايفني اصلا قدامه ، خلاص فقدت الامل أن مشاعره تتغير ويبادلني نفس المشاعر ، ومرت الأيام والسنين واتخرجت وهو حياته كانت غير ، عباره عن صحاب وسهر بره البيت حتى رفض يشتغل مع عمو ويتحمل مسئوليه ، كنت بشوفه صدفه بس لسه جوايا مكان فى قلبي متعلق بيه ، رغم أن يوسف كله عيوب ومع ذلك كنت بتغاضى عنها ،  لحد لم حصلت حادثه والحياه كلها فى بيت عمو اتغيرت ، يوسف بسبب الحادثه فقد بصره ، دخل فى حاله نفسيه صعبه وكل البيت كان منهار ، وقفت جنبه وساعدته يخرج من حاله الحزن والاكتئاب وفعلا مع الوقت اتغير ، بقيت انا عيونه.إللى بيشوف بيها ، وبعد شهور فجاه لاقيت عمو بيطلب ايدى عشان يوسف ، والغريبه يوسف وقتها قالي ان محتاجلي فى حياته  ، فرحت طبعا ان اخيرا حس بمشاعري وهو كمان بيحبني ، لكن كنت بحلم وكنت غلطانه عشان يوسف عمره ماحبني ولا كان شايفني قدامه من الاساس عشان يفكر فيه ، بس استغل وجودي جنبه وقال اضمن وجودها اكتر واخطبها ، الخلاصه عاوزة اقولك ان استغلني وقت تعبه واحتياجه ليه ، عشان افضل جنبه حتى لو عاش باقي عمره كده ، واكتشفت انه بيحب واحده فعلا شبه وزيه ، كمان شوفتهم مع بعض ، وكل إللى عمله طلب مني مااقولش لحد ، فكر فى صورته قدام عيلته ونسى مشاعري ، نسى اصلا ان موجوده فى حياته وجرحني وكسرني بكل تصرف يعمله ، وبلغت عمى ان رافضه الجواز من يوسف عشان هو ابن عمى وبس واحترم عمو قراري ، بس ابيه حازم كان حاسس بيه وعرف كل حاجه ، وعشان كده ماحدش اعترض ان اسيب البيت عشان كده احسن وافضل ليه ، دلوقتي يوسف بقى كويس وعمل العمليه ونجحت وهيتجوز إللى شبهه ، فرحه النهارده ، اروح واباركله ولا افضل مكاني ، ريم بتقولي مجنونه عشان فكرت احضر فرحه ، بس انا مش شايفه ان ده جنون ، هو خلاص خرج من حياتي ومن كل حساباتي ، بقى ابن عم وبس مالوش مكان فى قلبي ، وأن لازم أكون قويه واوجهه ماتعودتش اهرب ولا استسلم واضعف ، فبعد كل إللى قولته ممكن تساعدني اعمل الصح ، انا خلصت كلامي
شعر بالحزن من أجلها وأجل استغلالها ، اراد لو التقى بيوسف ليصفعه بقوه ويفتك به عن ما سببه من حزن وجرح لتلك البرئيه ، تنهد بضيق ثم اخبرها 
-انتي صح يا حبيبه لازم تختبري قوتك وتواجهه وتتغلبي حتى على مشاعرك لو كان ليه فى ولو مكان صغير فى قلبي تمحي وجوده تماما ، لازم تثبتي لنفسك أولا انك فعلا شيفاه ابن عم مش اكتر ، انتى قويه ومش ضعيفه عشان بتعدي وتتخفى وكانك انتى إللى غلط ، لا لازم تروحي وتستمدي قوتك وثقتك بنفسك ، وتفرحي كمان انك فى المكان الصح والحياه فعلا كملت ماوقفتش على حد خان وباع ، هو اختيار غلط من البدايه وعليكي تواجهه الغلط ده ، مش تفضلي عايشه حياتك تفكري فى مجرد اختيار وانتهى لا تبنى حياه جديده وانتي خلاص بنتيها يبق تعيشها من غير ندم ولا حزن واكيد ربنا هيعوضك بالاحسن وفعلا هو مايستهلش انسانه زيك وكل واحد بياخد إللى شبهه 
تنهدت براحه :يعنى معايا وأنا صح 
ياسين بابتسامه :طبعا صح ، عارفه انا كمان خدت قرار مهم جدا فى حياتي ، فكرت ارجع الشغل عشان مااخسرش نفسي اكتر من كده ، قررت اوجهه الناس وارفض عجزي ، قررت اتابع الشركه إللى كبرتها بتعبي ومجهودي ، مجد هيكون معايا هيكون عيوني فى الشغل بس لازم افضل قوي وصلب واتحمل نظرات الناس ، بس من غير ضعف ولا كسر 
حبيبه بفرحه :هايل خطوه حلوه جدا ومهمه وهتغير حياتك اكيد ، وأن شاء الله تشوف الحياه قدامك بجد وربنا يردلك بصرك
ياسين بهزار :تصدقي خايف على رسالتك لتفشلي هههه
حبيبه بثقه :وانا عندي ثقه فى الله ثم فى نفسي ان هنجح وانت هتشوف قريب بس قول يارب 
ياسين بابتسامه :يارب 
حبيبه :همشي بقى عشان استعد للفرح 
ياسين :خلي بالك من نفسك
غادرت الغرفه وهى تشعر بسعاده بسبب قرارها ، بحثت عن ريم لتخبرها بقرارها النهائي ..
********
جلست بملل أمام عمار وهو يتحدث عن الرياضه فقط 
ريم بجديه :عمار ممكن تغير موضوع الرياضه وهوس الجيم ده والنبي
عمار بابتسامه :طب ماتتكلمي فى اى حاجه ، وأنا سامعك 
ريم بشرود :واضح أنك مافيش احساس خالص بالأنثى إللى قدامك 
عمار وهو يشير بيده أمام وجهها :ها ايه يا ماما روحتي فين 
ريم بضيق :ماما
قطعت حبيبه حديثهم 
مساء الخير إزيك يا كابتن
عمار بابتسامه :أهلا يا حبيبه ، تعالى اقعدي معانا
حبيبه :لا اقعد ايه ، انا هاخد ريم منك عشان ورانا مشوار مهم لازم نعمله ، بعد اذنك
نهضت ريم من مجلسها :اه والله احسن ، بس مشوار ايه 
حبيبه بابتسامه :هنشتري الفساتين عشان نحضر الفرح يا جميل 
عمار بتدخل :وانا ممكن اوصلكم معايا عربتي ، بس اسف لتتدخل فرح مين
ريم بحده :ابن عم حبيبه 
عمار باستغراب طريقه ريم بالحديث :مالها دي ، هى بحالات ولا ايه 
بالفعل اوصلهم عمار إلى حيث المول لانتقاء الثوب المناسب لكل منهما ، وانتظرهم أمام المول الى ان ينتهى من التسوق ...
_____
بالفندق كانت العروس بجناحها الخاص ترتدي ثوب الزفاف فبعد لحظات سوف تحصل على لقب زوجه من يوسف الشامي ، ومع ذلك لن تنهى علاقتها المحرمه بسامر ، فهى تعشقه وتنفذ كل ما يطلبه منها فقط ، دون تفكير ، على أمل أنها سوف تحظى على المال الكثير ،ثم تترك يوسف وتتزوج من حبيبها سامر كما وعدها ..
.........
وعلى الجانب الآخر ارتدي يوسف حٌلته السوداء  ونثر عطره المفضل ، كان حقا وسيما بتلك البدله التى تزيد من وسامته ، ولكن لا يستطيع البسمه ، فداخله شيا ينقصه ويحاول تصنع الفرحه ويرسم البسمه على وجهه من أجل الحاضرين وليس من أجل نفسه ..

دلف شقيقه لغرفته وهو يطلب منه التوجهه إلى قاعه العرس وانتظار عروسته ، فقد ذهب والدها ليصطحبها إلى داخل القاعه ، استمع لحديث شقيقه وسار جانبه دون اى نقاش ..

شعر حازم بالحزن من أجل شقيقه ولكن هو من فعل ذلك بنفسه ، وعليه التحمل نتيجه اختياراته ..

وبالاسفل داخل القاعه وقفا عبدالرحمن يستقبل المدعوين وهو يرسم ابتسامه مصطنعه من أجل زفاف ابنه ، وداخله حزين على خسارته لابنه شقيقه التى مثابه ابنته ، ولكن ليس بيده شيئا لفعله ...

***
عادت الفتاتان وكل منهما تحمل ثوب يليق ببشرتها ، ومن اختيارها وذوقها الخاص ، توجهو إلى غرفه حبيبه وتم ابدال ثيابهم ..
ارتدت حبيبه ثوب فيروزي وحجاب من نفس اللون وضعت بعض اللمسات الخفيفه لتظهر جمال بشرتها وعيناها الساحره باللون الرمادي ، كانت فى غايه الجمال ..
اما ريم فارتدت ثوب بينك وحجابه الابيض ووضعت بعض اللمسات الخفيفه ، كانت جميله حقا 
نظرت كل منهما بإعجاب بصديقتها والتقطت بعض الصور السلفي بابتسامتهم الجذابه ..
بعد ان انتهت هاتفه شقيقها حازم وطلبت منه إحضار السائق الخاص ليقلها هى وصديقتها إلى قاعه الزفاف ، نفذ حازم على الفور مطلبها وارسل إليهم السائق وفى غصون دقائق كانت تدلف القاعه وبجانبها صديقتها والاضواء متسلطه عليهم ..
حازت على نظرات اعجاب من الجميع ، تقدمت من عمها تحضنه وهى تبتسم له بحب ، اقترب حازم منها عندما وقعت عيناه على تلك الاميره التى سرقت الاضواء من العروس ، قبلها من وجنتها وهو يراها بذلك التالق والجمال ، امسك بيدها وضعها بيده لتذهب إلى الكوشه وتبارك العروسان ..
همس لها حازم باعجاب :ايه الجمال ده يا بيبو ربنا يحفظك يا حبيبتي
ابتسمت بخجل :بلاش تكسفني احسن انصهر
حازم بصوت ضحكته الرنانه :مين ده إللى ينصهر ، الفرح كله ينصهر والجميل لأ 
كان يمازحها لاجل اخفاء توترها فهو شعر برجفتها عندما وقعت عيناها على العروس .
اقتربت من يوسف وابتسمت له وبصوت قوى :الف مبروك يا يوسف
وقف امامها عاجزا أمام سحر جمالها الأخذ وقبض على يدها برقه ، لا يريد أن تبتعد عنه ، يريد ان تقف حياته عند تلك اللحظه ، ظل شاردا أمام عيناها فقط ، فقد اخذته لعالم اخر ، لا يرا سواها هى فقط ..
حاولت ابعاد يدها ولكن تشبث بها أكثر ، نظرت لحازم الذى لاحظ شرود شقيقه ووكزه بخفه ليفيق من شروده ويعود إلى أرض الواقع ، .
ترك يوسف يدها وهو يبتسم بحب 
توجهت إلى العروس وصافحتها برقه ، ثم عادت إلى الطاوله التى تجلس عليها صديقتها  بجانب انجى والملائكة الصغير مليكه ..
ضمه الصغيره بحب وقبلت انجى وجلست جانبهم تتابع فقرات الحفل ، وتعمدت عدم النظر إلى يوسف ..
وهو ظل يتابعها ولم يبعد انظاره  عنها ، .

وقفا يتابع المشهد عن بعد وهو يشعر بالغيظ والغضب ويريد أن يلتقى بتلك الساحره التى خطفت الأنظار ، وخطفت قلبه أيضا ، لم يتوقع أن يشعر بالحب ويدق قلبه لحد ، فهو لا يعترف بوجود الحب ، الحب عندها شهوه ومال وسلطه فقط ، ليس بالمشاعر ولكن تغيرت اعتقاداته عندنا التقى بصاحبه العينان الرمادي ، جذبته إليها دون وعيا منها ، سرقت أحلامه ومنامه ، فدائما يراها امامه ويريد أن يحصل عليها فقط ، لا يريد شيئا سواها ....
••••••••••••••
كان يشعر بالقلق وأراد الاطمئنان عليها ، فقرر أن يهاتفها ..

كانت تتحدث ريم بغضب وهى تنظر للعروسان بغيظ ، وتكظم غضبها ، وحبيبه تلاعب الصغيره التى تجلس أعلى ارجلها وتشاكسها بحب ، فجأه استمعت لرنين هاتفها ، وضعت الصغيره بالمقعد المجاور لها واخرجت الهاتف من حقيبتها الشخصيه وجدت المتصل ياسين ، بحثت حولها عن مكان هادئ تستطيع ان تتحدث اليه وابتعدت عن اصوات الضجيج  ، تركت القاعه وتوجهت إلى الحديقه الخلفيه الملحقه بالقاعه .
وضغطت زر الايجابه :الو 
جاءها صوته القلق :عامله ايه طمنيني 
حبيبه بابتسامه :الحمد لله كويسه جدا 
ياسين باطمئنان :الحمد لله ، هستناكي لم ترجعي عشان تحكيلي 
حبيبه :تمام 
ياسين :خلى بالك من نفسك 
حبيبه بابتسامه :شكرا ليك بجد ، عشان شجعتني انا مبسوطه ان حضرت وكمان حاسه براحه ولا مخنوقه وزعلانه وببكى ولا حاجه 
ياسين : انا فرحان جدا عشانك ، عشان انتى عارفه انتى عاوزه ايه ، يلا بقى كملي الفرح
حبيبه :اوكيه مع السلامه 
اغلقت الهاتف وقبل ان تعود لداخل القاعه ، وجدت سامر امامها .
اقترب منها عندما اتته الفرصه وقفا امامها كسد منيع :واحشتيني
شعرت بالضيق عند رؤيته امامها ، وعندما اقترب منها يهمس أمام وجهها ، عادت للخلف 
سامر بغمزه :بقولك واحشتيني ، مافيش وانت كمان 
ابتعدت عنه ولم تعطيه اي اهتمام وكادت ان تغادر وكأن شيئا لم يكن ولكن امسك بيدها بقوه يمنعها من المغادره -على فين بس ، انا ماصدقت لاقيت فرصه اقرب ، ومش هسمحلك تبعدي
لم تستطيع ان تظل صامته ،فصرخت بوجهه بقوه .
-ابعد عني ، انت اكيد مجنون ، انت مريض ابعد عني وإياك تتعرضلي تاني 
قهقه بصوته العالي :لا خوفت انا منك كده يا شرس ، بس تعرفي بحبك تنفعلي وتتعصبي اصلك حلوه فى كل حالاتك 
نفضت يده التى تقبض على يدها بقوه وحاولت رفع يدها لكي تصفعه ، ولكن امسك بيدها وهو يلفح انفاسه الكريهه أمام وجهها 
-مش هسمحلك المره دي كمان ، عيب تتعاملي مع حبيبك وجوزك المستقبلي بالقسوه دي 
جحظت عيناها بصدمه بسبب حديثه المريض ، أرسل إليها غمزه واكد على كلامه مره اخرى ، عادت تصرخ بوجهه ، فجأه آت شاب وسمع الشجار القائم وتدخل عندما راء المشهد ، شاب يحاول التقرب من فتاه بقوه وهى تصرخ بوجهه ليبتعد من امامها ، لذلك قرر الشاب التدخل ، وامسك بتلابيب قميصه وهو يحاول ابعاده عن الفتاه وعانفه بشده 
-مش عيب يا استاذ إللى بتعمله ده ، وهو ده يصح تعاكس بنات الناس خلاص مافيش رجوله 
نفض سامر يد الشاب ودفعه بعيدا عنه :أنت مالك ، انت مين اصلا عشان تدخل بيني وبين خطيبتي 
حبيبه بغضب :ولا خطيبه ولا اعرفه ، ده مجنون اكيد 
نظر الشاب للفتاه بصدمه :حبيبه انتي هنا بتعملي ايه 
ابتسمت عندما علمت بهويه الشخص الذى سوف يخلصها من هذا المجنون 
-مجد ، انا هنا فرح ابن عمي 
مجد بابتسامه :بجد ، طب الاخ ده تعرفيه 
انكرت معرفتها به :لا 
ابعده مجد بقوه من امامه وسبه بعده الالفاظ لكي يحترم نفسه ويبتعد عن الفتايات ، وسمح لحبيبه بالدخول للقاعه ...
سارت جانبه وهى تحمد الله على قدومه الآن 
مجد :يعنى انتى بقى بنت عم حازم الشامي
هزت راسها بالإيجاب :تعرف ابيه حازم
مجد بابتسامه :طبعا فى بينا شغل ، مع شركه ياسين وهو إللى عزمني بنفسه 
توجهه حازم ليرحب بضيفه ، فابتعدت حبيبه وعادت إلى الطاوله تجلس بجانب صديقتها 
_____
كان يجلس بغرفته ويضع امامه تذكره الهيروين ويشتم منه بعضها ويغمض عيناه للاستمتاع بفعلته ، دلفت والدته بدون سابق إنذار وتفاجئت بمظهره المشعث ، اقتربت منه بغضب 
-لحد امته هتفضل بتشم الزفت ده ، عاوز تضيع نفسك وتموت ، هو ده إللى انا علمتهولك ، قاعد حابس نفسك فى اوضتك بقالك كام يوم ، مابتنزلش الشركه ليه ، انت هتفضل غبي لحد امته ومش نافع فى حاجه 
سيف بصراخ :أيوة انا مش نافع فى حاجه ، حلي عن دماغي بقي ، ياسين هو الكل فى الكل ، رغم أن اتعمى ولسه ناجح وبينتصر عليه ، خد مني كل حاجه ، دايما هو إللى بيفوز ويكسب ، حتى حب عمري كله خده مني ، فضلت احبها خمس سنين وبعد التخرج طلبت منها تيجى تستغل معايا ، عشان افضل شايفها واصارحها بحبي وفى الاخر حبت ياسين واتجوزته هو ، وأنا كنت قدام عنياها سنين بعمل كل حاجه تسعدها عشان اقرب منها ، وتحس بمشاعري ، بس انا كنت مجرد صديق وبس ، ياسين خدها مني ، حتى لم فكرت اخلص منه ، هى كانت معاه بردو وهى إللى خسرتها وهو لسه موجود عشان ياخد مني كل حاجه 
ماجده بعصبيه :اتكتم خالص ، انت اتجننت عاوز كل إللى فى البيت يعرف باللى عملته ، هتفضح نفسك يا غبي 
سيف بعدم اكتراث :هخسر ايه اكتر من إللى اخسرته ، بقولك ايه سبيني اكمل الدماغ ماشي 
ماجده بتعنيف :عشان ضعيف ومش قادر تقف فى وشه بتهرب للسم إللى هيقضي عليك ، وهو يفضل احسن منك ومعاه السلطه والمال ومش بعيد يتحكم فينا كمان ويطردنا من بيتنا ، حتى وهو اعمى وعاجز عنده مخ بيفكر وبيتصرف صح مش زيك مالكش ريحه اللازمه ، مش بتفكر غير فى حب وكلام فارغ ، فوق واقف قصاده خد حقك وحق ابوك فى الشركه ، أعمل حاجه مش تفضل كده .
سيف بتوهان :هعمل ايه تانى يا ماجي ، وبعدين مش جوزك قبل مايموت انفصل عن شركه عمي ، وهو إللى راح خسر كل حاجه ، انامالي بطلعي عقدك عليه انا ليه ، يلا يا ماجى مش فاضي 
غادرت غرفته وصفعت الباب بقوه ، عاد هو لعالمه الخاص ، يرا طيفها امامه ويبتسم تاره ويبكى على فقدانها تاره اخرى ..
***
انتهت أجواء الزفاف ، وودعت حبيبه عائلتها ، وقرر مجد ان يصلهم إلى الاكاديميه بعد ان أخبر حازم أنه يعرف حبيبه وان صديقه ياسين موجود بنفس الاكاديميه وهى نفسها المشرفه على حالته ، وافق حازم بعد ان اطمئن من شقيقته انها حقا تعرفه وانه شخص محترم ومعها ريم ايضا ..

استقلت السياره بجانبه وجلست ريم بالمقعد الخلفى ، وانطلق مجد في طريقه ..
____
توجهو العروسان إلى جناحهم الخاص بالفندق ، تركها يوسف تبدل ثوب الزفاف وظل شارده فى وجود حبيبه التى سرقت لبّ قلبه عندما اطلت اليه بطلتها الخلابه كان يريد ان يتوقف العالم عند تلك اللحظه ، لمس يدها بتملك ، كان يريد اخفائها عن الجميع ويضعها داخل احضانه هو فقط .
تنهد عندما راء زوجته بقميصها الاحمر الذي يصل إلى ركبتيها وتضع شعرها على كتفها باغراء وتقترب منه لتنسيه شروده والتفكير بها فقط ، انساق لغرائزه واقترب منها يقبلها بتملك يحاول أن ينسى جمال وسحر حبيبه الذى سرق تفكيره ..
٠•••
ترجلت وهى وصديقتها من سيارته وشكرته وتوجهت إلى غرفتها وطلبت من ريم المبيت معها الليله ..
وصعد مجد أيضا إلى غرفه صديقه اراد إن يطمئن عليه ويخبره بما حدث بتلك الزفاف ..

طرق غرفته ودلف على الفور ، توقع ياسين قدوم حبيبه ولكن اشتم رائحه عطره الرجالي ، علم أنه صديقه 
-مجد ، مش كان  عندك فرح 
مجد وهو يجلس جانبه على الاريكه :مش هتصدق شوفت مين فى الفرح 
ياسين باهتمام :مين 
مجد بابتسامه :حبيبه كانت هناك هى وصاحبتها ، لا والغريبه بنت عم حازم الشامي ، كنت عارف أنها بنت عمه
ياسين باستغراب :معقول ، لا ماكنتش اعرف غير اسمها حبيبه وبس ، وهى فعلا كانت رايحه فرح ابن عمها 
مجد :بس ايه ماقولكش جمال ورقه ولا فستانها، دى كانت احلى من العروسه نفسها زي القمر يخربيتها
شعر بالغيره من حديث صديقه :يابني حس على دمك ، انت راجل متجوز 
مجد :ياعم عادي لم اشوف حاجه حلوه لازم اقول عليها حلوه اكذب يعني
ياسين بضيق :ايوه اكدب يكون أحسن 
انا تعبان وعاوز انام ، تصبح على خير
مجد :،استني بس احكيلك إللى حصل 
ياسين بتجاهل ؛مش عاوز اعرف حاجه ، توجهه إلى الفراش والقى بجسده لكى يحاول أن ينام 
مجد باصرار على الحديث :براحتك بس كان فى واحد شكله مش طبيعي كده كان بيضايق حبيبه ، بس صاحبك ادخل وقام بالواجب 
انتفض من فراشه بقلق :ايه وعمل ايه لحبيبه ، مين ده اصلا
مجد بابتسامه :مش كنت  عاوز تنام نام 
ياسين بجديه ؛هتتكلم ولا لأ يا مجد 
قص على صديقه كل ما حدث ، شعر ياسين بالضيق من أجل ذلك المتطفل الذي ضايقها .
قرر مجد اخبار صديقه بأمر ما ، بعد ان علم بمدا قلقه وخوفه على حبيبه ، أيضا استشعر الغيره فى بعض كلامه واراد ان يضع الأمر أمام اعين صديقه .
مجد بجديه :ياسين انت عارف انك صاحبي وماليش غيرك ويهمني اشوفك سعيد فى حياتك ، مش عاوز اسافر وانا قلقان عليك ، ممكن تسمعني للاخر وتتفهم كلامي بدون اى زعل 
ياسين :هو كلامك ممكن يزعل ولا ايه يا صاحبي
مجد :والله على حسب تفكيرك انت ، ودماغك دي ماشيه ازاى
ياسين بابتسامه :قول علطول عاوز تقول ايه ، انت مش محتاج مقدمه ولا تلف وتدور عشان تتكلم
مجد :انا حاسس انك انت وحبيبه شبه بعض ، كمان بتكملو بعض ، شايفها دى نصك التاني إللى أنت مفتقدك ، صدقني ماحدش هيكملك غير حبيبه ، واوعى تنكر أنها تهتمك وبقى ليها مكان فى قلبك ، حتى لو مكان صغير جدا ، بس ليها مكان بردو ، شغلت حيز تفكيرك ، من حقك تكمل حياتك مش تقف عشان خسرت حد غالي الحياه مكمله يا صاحبي سوا رضيت او لأ ، انت قوي وخدت خطوه مهمه تنزل شغلك ومش تستسلم كمان من حقك تختار إللى يكمل معاك حياتك ، صدقني مش هتكون خيانه لندى ،عشان ندى دورها فى حياتك انتهى ، مش معقول  هتعيش وتكمل حياتك لوحدك ، محتاج حد قوى زيك يسندك ويدعمك وانت كمان تستمد القوه منه ، انا شايف مافيش حد قرب منك ولا أهتم بيك ولا أصر على انك تكمل علاجك غيرها هى حبيبه إللى قدرت برقتها ترسم الضحكه على وشك ، فكر كويس فى كلامي ومش محتاج منك رد ، محتاج منك فعل وتصرف صح ، وأنا واثق فى قرارك هيكون صح وخير ليك ، انا همشي بقى تصبح على خير..
ظل صامت يستمع فقط لما تفوه به صديقه ، شارد بكل كلمه ينطق بها ، افاق من شروده على صوت إغلاق الباب خلفه ، فقد رحل صديقه وتركه يتخبط بافكاره ..

...........

الفصل العشرون
عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

فى صباح يوم جديد  مليئ بالتغيرات واتخاذ قرارات مصيريه على بعضهم ..

لم يغمض له جفن طوال الليل ، شاردا بحديث صديقه ، وفجاه جال بخاطره قرارا وجب عليه التنفيذ ..

٠•••••••••••••••
توجهو العروسان لقضاء شهر عسلهم بمدينه الحب والجمال "باريس"
*************
استيقظت الفتايات وتوجهو كل منهما لمتابعه اعمالهم بالاكاديميه ..
ذهبت ريم تتفقد وجود عمار ، وجدته لم ياتي بعد ، فذهبت لمتابعه الحاله المسئوله عنها ، 
اما عن حبيبه جاءها اتصال هام من المانيا وبعد عده دقائق انهت المكالمه وظلت تدعو لصغير ان يتم الله شفائه ويعود إلى أرض الوطن معافا ليمارس حياته وطفولته التى سٌرقت منه ..
فتوجهت لغرفه ياسين لتخبره بموعد عمليه الصغير ..
٠•••••••••••••••••
طرقت غرفته وجاءها الرد خلال ثواني ، اذن للطارق بالدخول .
دلفت بهدوء وجدته يجلس بالشرفه ، اقتربت اليه وعلى ثغرها ابتسامه رقيقه .
-صباح الخير  يا هندسه
ياسين بابتسامه:صباح الخير يا حبيبه ، صوتك بيقول انك تمام ومبسوطه كمان صح
حبيبه وهى تجلس بالمقعد المقابل له :الحمد لله مبسوطه اوى ، أولا عشان اتاكدت من مشاعري امبارح ، كنت فاكره هنهار لم أحضر الفرح بس كنت غلطانه ، ثانيا بقى وده الاهم والدة مالك لسه قافله معايا ، واتحددت عمليه مالك بكره ان شاء الله ، وأنا فرحانه جدا عشانه 
ياسين بتذكر :فعلا مجد بلغني ، ربنا يشفيه ويرجع بالسلامه 
حبيبه :يارب ، وعبقالك انتى كمان 
ابتسم بود وتذكر أمرا اراد التحدث به :مجد قالي اتقابلتو صدفه فى الفرح ، ماكنتش اعرف انك قريبه حازم الشامي 
حبيبه بابتسامه :ماهو ده اخويا إللى عوضني حاجات كتير 
ياسين بتفهم :هو فعلا حد محترم جدا ، انا قابلته مره بس بجد انطباعي عنه حد محترم وجدع جدا ، وقف جنبي فى اذمه الشغل 
حبيبه بابتسامه :مجد قالي ،فى بينكم شغل 
ياسين بجديه :فعلا فى مشروع مهم بينا ، فى حاجه كمان عاوز ابلغك بيها 
حبيبه باهتمام :خير 
ياسين بتنهيده :طبعا عارفه ان خدت قرار انزل الشغل ، خدت كمان قرار أهم ، ارجع بيتي اعيش وسط اهلي ، انا وعدت ماما ماتاخرش عليها ، واعتقد كفايه كده .
حبيبه بحزن :هترجع بيتك وهتسيب هنا قبل ماتخلص فتره العلاج النفسي 
ياسين بضيق :لم ارجع بيتي وشغلي اكيد حالتي النفسيه هتتحسن ، وافتكر ده قرار مهم فى حالتي ولا ايه 
اخفت حزنها :اه فعلا انت كده تجاوزت مرحله كبيره بتاخذ القرار ده 
شعر بحزنها من نبره صوتها وشعر بالضيق :بس انا لسه عند وعدي هنتكلم لم تخلصي رسالتك ، وكمان تحت امرك فى اى وقت ، ده كرتي وفى كل تليفوناتي وعنوان البيت ، اكيد هنتقابل تاني مش معنى ان خرجت من هنا هقدر انساكي ، قصدي انساكم يعنى ، ووقت لم أحب اتكلم هتلاقيني عندك .
حاولت اخفاء دموعها وتحدثت بحزن :مالك مسافر وانت كمان هتمشى كنت متعوده على وجودكم ، بس انت قرارك صح وفى الوقت المناسب ، اكيد وقت ماتحب تتكلم انا موجوده ، هنزل اشوف ريم بعد اذنك
غادرت الغرفه قبل ان تنهمر دموعها ، لا تعلم لماذا تبكي ، هل تكن له مشاعر داخلها ام تعودت على وجوده والحديث معه ام ماذا ..
٠••••••••••••••
حدث نفسه بحزن :لازم امشي خايف اتعلق بيكي اكتر ، وكمان خايف اجرح قلبك وانتى اكيد مش هتتحملي جرح تاني ، مش هقدر اظلمك معايا ولا هقدر اخون ندى وأنا لسه حاسس بتانيب الضمير ، كده احسن ليا  وليكي ، لازم اسيطر على نفسي واتحكم فى قلبي ومشاعري ، مش هقدر اخون ..
٠••••••••••••••••••

دلفت غرفتها واطلقت دموعها تنساب بحريه دون قيود ، لا تستطيع ان تتوقف عن البكاء ولا تعلم السبب الحقيقي وراء انهيارها ، استمع لصوت انين واسترق السمع وهو مازال بشرفه غرفته ، علم أنها تبكي ، شعر بالعجز وعلم أنه السبب وراء تلك الدموع .

بحثت ريم عنها فلم تجدها ، صعدت لغرفتها تتفقدها ، تفاجئت بنوبه بكاءها .
اسرعت إليها تضمها لصدره وتعلم ما بها :بتعيطي ليه بس ، انتى كنتي كويسه ايه إللى حصل 
ظلت تبكي وتتحدث من بين دموعها :كل لم أحب حد واتعود على وجوده يسبني ويمشي 
ريم بعدم فهم :مش فاهمه تقصدي مين بكلامك
حبيبه وهى تكفكف دموعها :ياسين هو كمان همشي 
نظرت لها ريم بصدمه :ياسين  طب مادة الطبيعي يا حبيبه هو ياسين هعيش هنا علطول هو عنده بيته وحياته ، وكمان مش نفسك يبق كويس ، اعتقد ده شي كويس وايجابي فى حالته 
حبيبه بحزن :عارفه 
ريم بشك:حبيبه هو   انتي زعلانه اوى ليه ، انتى اتعلقتي بيه ولا ايه 
نظرت لها بحزن ولم تعرف بماذا تجيب ..

اما عن ياسين فقد استمع لكل شئ دار بينهم وشعر بالحزن والاسف من أجلها ، لا يعلم ماذا يفعل ، هل تعلقت به أم أنها تشفق عليه ام انه مجرد حاله تعودت على وجودها بحياتها لتشغل فراغ يومها ، ام انه المسئول عن رسالتها بالماجستير ووجوده جانبها سوف يفرق معها ..
****************•*
توجهه مجد إلى صديقه ، قبل ان يذهب لمتابعه عمله بالشركه ، دلفت لغرفته بعد ان طرق الباب عده مرات ولم ياتي الرد ، وعندما دخل الغرفه وجد صديقه شاردا لم يشعر به ، اقترب منه بتسأل 
-ياسين ايه يابني بقالي ساعه عمال اخبط وانت ولا انت هنا في ايه
انتبه لوجود مجد ونظر له بجديه : عاوزك تبلغ مديره الأكاديمية ان عايز اخرج وخلص الإجراءات
تفاجئ بقرار صديقه :نعم عاوز تسيب هنا ليه 
ياسين بضيق :هرجع بيتي يا اخي فى ايه 
مجد بجديه :وده اسمه ايه بقى ، هروب مش كده ، بتهرب من مشاعرك يا صاحبي ، خايف قلبك ينبض من جديد ، وشايف أن أسهل طريقة هى البعد ، بتضحك على نفسك ، المشاعر ماحدش يقدر يتحكم فيها ولا يسيطر عليها 
ياسين بانفعال :من فضلك يا مجد تحترم قراري وتنفذه ، وتوصلني على البيت 
مجد بتنهيده :حاضر يا صاحبي هعملك كل إللى أنت طلبته ، بس أحب اقولك مهما هربت ولا بعدت ماحدش بيهرب من قدره ونصيبه ، ولا هتحط حجر على قلبي عشان تمنعه من الدق من جديد ، ولا هتقدر تمنع عقلك من التفكير ، انا رايح اخلص إللى قولت عليه 
 
تركه متخبط المشاعر ومشتت التفكير وتوجهه لمكتب المديره لانهاء اجراء خروجه من الأكاديمية وعودته الى منزله ...
٠•••••••••••••••••••••
تهربت من حديث  صديقتها وقررت متابعه عملها ، استغربت ريم تبدل حالتها ولكن ظلت صامته من أجلها ، وسارت ايضا فى طريقها لمتابعه الحاله التى تشرف عليها ،، 

اما حبيبه قررت الجلوس بالحديقه ، لتحاول أن تخفي حزنها ودموعها بسبب مغادره ياسين للاكاديميه ، واثناء شرودها ، اقتحم عمار خلوتها واراد التحدث معها .
-إزيك يا حبيبه
نظرت له باهتمام :الحمد لله يا كابتن
عمار :ممكن أخد من وقتك دقيقه ، بصراحه فى موضوع مهم عاوز أخد رأيك فيه 
حبيبه بجديه :اتفضل 
عمار بتردد :ممكن اسألك سؤال وتجاوبيني بصراحة
حبيبه بانصات :اكيد خير فى ايه 
عمار بتوتر :بصراحه اول مره اتحط فى موقف زى كده ، بس انا محتاج اتاكد من مشاعرها ، وكمان مش عارف اوصلها مشاعري ، عشان انا ماليش فى الرومانسيه ، وانتى اقرب حد ليها عشان كده متردد ومش عارف اعمل ايه وخايف كمان من رد فعلها يمكن فى حد فى حياتها 
ابتسمت بسعاده :بتتكلم عن ريم 
عمار بتنهيده :هو فى غيرها ، شاغلى بالي طول الوقت
حبيبه بجديه :أولا أحب اطمنك ريم مافيش حد فى حياتها ، ثانيا مش لازم يكون ليك فى الرومانسيه عشان تقدر توصلها مشاعرك ، مش مطلوب منك تتعلم الرومانسيه خليك على طبيعتك واتكلم معاها بصدق مشاعرك ، صدقني إحساسك هيوصل 
عمار باهتمام :تمام ، بس اى بنوته تتمني حد يكون رومانسي ويفاجئها بمشاعره عن طريق اى جنان هم بيتبهرو بالحاجات دى ، عاوز اعرف ايه ممكن يفرح ريم الورد ، الشوكولاته ، الهدايا مش عارفه محتاج مساعدتك
حبيبه تنظر له باعجاب فهو يحاول اساعدها عن طريق الشئ التى تفضله ويحاول أن يكون رومانسيا فقط من أجلها ،فقد نست حزنها وشعرت بالسعاده من أجل رفيقه عمرها وقررت أن تساعده 
-بص يا كابتن ريم طبعا بتحب الورد بس بتحب الشوكولا اكتر  فممكن نعمل فكره بعلبه الشكولا ، انت مش عارف تعبر عن مشاعرك وخايف تكون مش عارف توصل صدق مشاعرك كمان عاوز تبق رومانسي ويكون الحدث ده مهم وذكره لا يمكن تتنسي ، هقولك تعمل ايه 
علبه شوكولا وتكتب كل المشاعر إللى حسيت بيها واللى جواك ناحيه ريم ، تكتب على ورق وكده اسهل طريقه فى وصف حبك ومشاعرك وعلى كل شكولا هتسيب الورقه ، كده طريقه رومانسيه وشيك وتكون خرجت كل إللى حاسس بيه من غير اى توتر او قلق 
عمار بانبهار :حلوة اوى الفكره دي يا حبيبه ، بجد مش عارف اشكرك ازاى 
حبيبه بابتسامة :مافيش داعى للشكر ، ريم اختى وانا فرحانه وسعيده بخطوتك دي 

نهض من مجلسه وذهب ليعد المفاجاه التى يعبر بها عن مدا حبه وعشقه للفتاه التى خطفت قلبه من اول لقاء جمع بينهم .....

كانت تبتسم وتحدث نفسها :ماهو الراجل طلع بيحبها اهو ، وهى مجنونه ماحستش بيه 
جلست ريم تنظر لها ببلاها :يا سبحان الله من شويا كنتي بتعيطي ودلوقتي بتضحكي،وتكلمي نفسك هو فى ايه انتى تعبانه يا بيبو ولا حاجه 
حبيبه بجديه :لا انا تمام مش انتى بردو تمام 
ريم بضيق :مش اوى ، ماشوفتيش عمار 
حبيبه بتغير الحديث :مالك هيعمل العمليه بكره ، وأنا قلقانه اوى 
ريم :ان شاء الله خير ، تفائلي بالخير وربنا معاه يرجع بالسلامه ان شاء الله ويكون احسن من الاول 
حبيبه بتنهيده :يارب 
عادت ريم على مسامعها :بقولك عمار انا قلقانه يكون تعبان وماجاش انهارده 
حبيبه بجديه :انتى لسه بتقولي تفائلي بالخير، بس قوليلي انتى طبيتي وحبيتي امته
ريم بهيام :من ساعه ماشوفت عيونه العسلي وغمزه دقنه وهو بيضحك ، حسيت ان قلبي اتكهرب وقال هو ده ، بس جاد اوى كده ومالوش فى الحب ولا الرومانسيه 
حبيبه:مش لازم ورد ولا هدايا وكلام حب عشان تحسي أنه رومانسي ولا لا ، الحب مواقف وتصرفات ، مشاعر جوانا وكل واحد بيعبر عنها بطريقته ، بلاش تنظري للامور بسطحيه .
وضعت يدها على وجنتها تتكز عليها وتنظر بهيام إلى صديقتها :كملي يا فيلسوفه 
حبيبه بجديه :اكمل ايه هو كده خلصت كلامي
ريم :ايه هو الحب من وجهه نظرك
حبيبه :الحب مشاعر غريبه بتتحكم فيكي ،روحك مربوطه بروح شخص تاني مش من دمك ولا تربطك بيه اى صله غير انك عرفتيه صدفه وحبيتيه فجأه بدون اى مقدمات ، مافيش قرارات فى الحب ولا اختيار ، هو كده فجأه يسكن قلبك بدون اى قيود ، مافيش اى سبب للحب هو كده بيسكن القلب من غير اسباب ، حاجه كده ربنا بيزرعها جوانا بدون مقدار أو حسابات ، الحب اهتمام بكل تفصيل الشخص إللى سكن قلبك ، عاوزة تسعديه بأي طريقه ، بتفكري فى مشاعره قبل مشاعرك ، بتبعدي عن اى سبب ممكن يجرحه او يالمه ، بتحاولي تسعديه وترسمي ضحكته ، ولو شوفتي دموعه تحسي انها جمر بتحرقك وعاوزه تعملي المستحيل عشان بس تشوفي ضحكته ، بيكون فى أمان واستقرار ومشاعر قويه لا يمكن تنهز ، بتتحملي المه وحزنه قبل فرحه ، تقريبا ده من وجهه نظري 
ريم بتصفيق :أيوة بقى والله استاذه ورئيسه قسم كمان 
ابتسمت على جنان صديقتها وظلت صامته لا تريد اخبارها بما حدث ، تفضل أن ترا فرحتها وهو يصارحها بمشاعره ..
٠••••••••••••••••••••

انهى مجد كل شئ متعلق بخروج.ياسين ودلف الى غرفته ، بدا فى تحضير اغراضه ، ابدل ياسين ثيابه وسار بجانب صديقه ليعود إلى منزله ، وقبل أن يرحل طلب من مجد البحث عنها ، علم بوجودها بالحديقه ، حمل مجد حقيبته ووضعها بسيارته وعاد إلى صديقه ..

تفاجئ الجميع بما يفعله عمار .
فقد احضر بعض الورود ونثرها بالمكان وحمل بيده علبه الشوكولا واقترب منها يهديها اياها .
ظلت ريم مصدومه مكانها فلم تتوقع منه هذا ، وابتسمت حبيبه بسعاده على هذا الثنائي الرائع .
عمار بابتسامه :ممكن تفتحيها 
كانت كالمغيبه وفعلت ما امرها به ، تفاجئت ببعض الرسائل الورقيه مدونه على الشكولاته 
أمسكت الورقه الأولى بلهفه وهى تشعر بأن قلبها سوف يقذف من مكانه 
"أول مره شوفتك فيها ، سرقتي قلبي ، وطيرتي النوم من عيني يا أجمل عيون شافتها عيني "
"قلبي اختارك  وحبك أسر قلبي بدون قيود "
"حاولت اعبر عن مشاعري بس كنت لم بشوفك بتوه "
"خوفت اصارحك ، اخسرك ، فضلت السكوت "
"جوايا ليكي كلام كتير مايتلخصش فى مجرد ورقه "
"حبيتك واختارتي تكوني حلالي "
"تجوزيني يا ملاكي "
انتهت من قراءه الرسايل ونظرت له بمشاعر مضطربه حب فرحه خجل لهفه لا تعلم  الا انها تعشقه ..

شعر هو بخجلها الزائد ، اقترب منها بحب ونظر إلى عيناها البندقيه التى اسرته 
استغربت حبيبه صمته فهمست له :اتكلم 
عمار بحب :بحبك وعاوز اتجوزك 
نظرت حولها وجدت الجميع ينظر لهم باعجاب 
ازاددت وجنتيها بحمره الخجل ، فتحدثت حبيبه وهى تقف جانبها :ريم اتكلمي قبل ماعمار يغير رائيه 
عمار بابتسامه :تقبلي تكملى حياتك معايا 
هزت راسها بالموافقة وابتسمت بخجل :موافقه طبعا ، انا مش مصدقه انك عملت كل ده عشاني 
عمار بغمزه :ولا انا مصدق نفسي ، بس الفضل يرجع لحبيبه 
ريم باستغراب :حبيبه 
ابتعدت حبيبه قليلا عندما وجدت ياسين يحضر الموقف و بجانبه مجد 
صفق لهم جميع المتواجدين وباركو لهم بحب على تلك الخطوه .
تفاجئت حبيبه ياسين يقترب منها ويمد يده لأول مره يصافحها :حبيبه انا لازم امشي دلوقتي ، خلى بالك من نفسك ، وهستني اتصالك عشان اطمن عليكي .
تحجرت الدموع بعيناها وصافحته دون أن تتفوه بكلمه 
اقترب أيضا من عمار برفقه مجد ، وقبله وهو يبارك  له هو وريم 
وسار بجانب مجد إلى حيث سيارة صديقه ، جلس بها دون أن يتفوه بكلمه ، فلم يعد قادرا على الحديث ، كان يشعر بانسحاب روحه وهو يغادر المكانه وكأنه ترك شيء غالى الثمن لا يستطيع أن ياخذه معه ولا يستطيع تركه   ، شعر بان شيئا  ينقصه ولا يتحمل فراقه بعد ..
يتبع 
اوقف مجد سيارته أمام فيلا الانصاري ، ترجل أولا من سيارته وتوجهه إلى صديقه يساعده من الترجل .
اتكز ياسين على عصاه وامسك بيد صديقه ليدلف لداخل الفيلا ، لكي يلتقي بعائلته ..
دق مجد الجرس وانتظر ان يفتح له أحد .
بعد لحظات توجهت الخادمه لفتح الباب وتفاجئت بوجود ياسين وصديقه ، رحبت بهم الخادمه واسرعت لتخبر والديه .
استاذن صديقه ليذهب إلى الشركه ، وفضل ان يترك صديقه فهذه لحظه خاصه بينه هو وعائلته ، وترك حقيبه صديقه ..

٠•••••••••••••
كان الجميع يتناولو الافطار وفجأة استمع الى هتاف الخادمه ، بعوده ياسين .
نهضت غاده على الفور لتتاكد من وجود ابنها ، وأيضا اسرع محمد فى خطواته ليمتع انظاره برؤيه فلذه كبده ، أما عن سيف ووالدته ، تبادلو نظرات الغضب والضيق .
همست له :قوم خليني نرحب بالبيه 
نظر لها سيف باستنكار :مش مرحب بحد ، قومي رحبي انتى وابدئي فى التمثيل ، انا خلاص اعتزلت التمثيل .
ماجده بضيق :ماشي ياسيف لينا  كلامنا بعدين 
سيف بلامبالا :لا دلوقتي ولا بعدين 
٠••••••••
لم تصدق عيناها انها ترا يقف امامها ، اسرعت لتضمه داخل احضانها بفرحه وبكاء بسبب غيابه الذى طال انتظاره ، والآن تحضنه بقوه :واحشتني يا حبيبي ، واحشتني يا قلبي ،يا عمري كله 
عانقها بقوه ليشعر بحنانها الذى افتقده وهو يبتسم لها :واحستيني جدا يا أمي 
همس محمد بفرحه :سبهولي يا غاده شويا أخد ابني فى حضني 
ارتمى باحضان والده الحبيب :واحشني يا بابا 
محمد بفرحه :ليك واحشه اكتر يا بني ، وجودك رد روحي من تاني ، ربنا يخليك ليه 
ياسين بابتسامه :ربنا ما يحرمني من وجودك فى حياتي يارب 
اقتربت ماجده زوجه عمه تتصنع التمثيل وتبتسم رغما عنها :نورت بيتك يا حبيبي ، حمد لله على سلامتك 
قبلته من وجنته وهى مرغمه على ذلك ، ابتسم لها بحب :الله يسلمك يا طنط 
هتفت بصوت عالى عندما وجدت ابنها ينسحب ويترك المكان .
سيف تعالي يا حبيبي سلم على اخوك الكبير 
تسمر سيف مكانه :بس اخويا الكبير لغى وجودي من الشركه ومن حياته كمان وفضل صاحبه عليه 
اقترب ياسين حيث مكان سيف :أنت عارف انت عملت ايه ، كنت هضيع كل تعبي وشقايه فى الشركه فى غمضه عين وانت مش حاسس بتعمل ايه ، انت عارف طول عمرى معتبرك اخويا الصغير وبعاملك على هذا الاساس ، بس لم تغلط لازم احاسبك 
تدخلت ماجده لفض الخلاف بينهم :معلش يا ياسين انت الكبير يا حبيبي ولازم تخلى بالك من سيف هو غلط وسامحه يا حبيبي 
ونظرت إلى ابنها : وانت اعتذر لاخوك 
ياسين بصدق :مكانك فى الشركه موجود ياسيف زى الاول ، وتقدر من دلوقتي ترجع مكانك تاني ، وأنا هتواجد  فى الشركه من بكره   ، ولازم تعرف انك اخويا الصغير وهعدي غلطتك دي هعتبرها غير مقصوده ، وكمان انا مافضلتش حد على حد ، مجد هناك بيشوف شغله 
سيف بانفعال :لا يا كبير شاكرين افضالك ، مش هتبقشش عليه 
ترك المنزل بغضب ورحل ، حاولت ماجده ايقافه ولكن لم يصغه إلى أحد ..

اقترب محمد من ولده يربت على كتفه :سيف لسه صغير وطايش مش عارف بيقول ايه ولا بيعمل  ايه ، خليك دايما الكبير إللى بيحتوى اخوه الصغير ويفهمه ويوعيه كمان ، مش تزعل منه 
ياسين :مش زعلان منه يا بابا ، انا زعلان عليه وعلى تصرفاته إللى مش بيفكر فيها 
غاده بفرحه :حبيبي تعالي اطلع اوضتك استريح وانا هوصلك بنفسي 
ياسين بابتسامه :ارتاحي يا ست الكل ، انا حافظ البيت شبر شبر وعارف اوضتي فين مش هتوه ، هطلع لوحدي 
تركته والدته لا تريد الضغط عليه او احساسه بعجزه ، سار ياسين فى طريقه وهو يتحسس بعصاه وصعد الدرج ، ثم اتجه إلى غرفته ، تنهد بحزن واغلق الباب خلفه ..
اشتم رائحه زوجته الراحلة تعبق الغرفه ، جلس على الفراش وانسابت دمعه حارقه على وجنته عندما تذكرها تقف امامه وتبتسم له بحب ، ارتمى على الفراش واغمض عيناه بقوه كأنه يهرب من صورتها العالقه بذاكرته .
*****٠••••*************
جلس عمار بجانب ريم بعد ان صرح لها بمشاعره الذى اخفاها عنها منذ أن علم بعشقه لها .
عمار بحب :ها هقابل والدتك امته عشان نتفق على كل حاجه 
ريم بخجل :الأول هتكلم مع ماما وبعدين ابلغك
ابتسم على خجلها وقرر مشاكستها :غريبه اول مره اعرف انك بتتكسفي اوى كده 
نظرت له بغضب :نعم تقصد ايه بقى 
عمار بضحكه رنانه :اقصد اهزر معاكي ، فاكره اول مره اتقبلنا مش هنسي نظرتك ليه هههه
ريم بابتسامه :أنت إللى كنت شايف نفسك
عمار برفعه حاجب :انا يابت ده انتى بصتيلي وكأنى جاي من كوكب تاني 
ريم بخجل :لا بصراحه كان شكلك مغرور كده ولم قولت انك كابتن يوجا فقولت شايف نفسه على ايه 
عمار بجديه :بقى كده ماشي ، ممكن اسألك سؤال
ريم :اكيد 
عمار  :انتى شيفاني ازاى ، يعنى واثقه فى قرارك وموافقه على ارتباطنا عن اقتناع 
ريم بصدق :عمار انا يعنى بصراحه اعجبت بيك من وأول مره شوفتك ، حسيت بلمعه غير عاديه فى عنيك وكنت محتاره فى مشاعرك وبقول لنفسي هو بيفكر فيه ولا معجب بيه ولا مش على باله خالص ، شغلت كل تفكيري 
عمار بفرحه :وربنا انا غبي ان مابينتش حقيقه مشاعري ، صدقيني خوفت اسرع واقولك ترفضيني وساعتها اخسرك ، بس من هنا ورايح مش هخبي حاجه جوايا تاني ، عشان بحبك 
ابتسمت له بحب :وانا كمان 
عمار بغمزه :انتي ايه بالظبط
ريم بمشاكسه :لم تقابل ماما الأول 
عمار بجديه :وانا مستعد اقابلها دلوقتي 
*****************
اما عن حبيبه فبعد أن  ودعها ياسين وغادر الاكاديميه ، توجهت على الفور إلى غرفتها ، لتطلق لدموعها المتحجره السقوط وإخراج حزنها وغضبها من ذلك التصرف ..
بعد ان اخرجت كل ما بداخلها اثناء بكاءها ، كفكفت دموعها ودلفت المرحاض لتنعش جسدها بالماء ، وابدلت ملابسها وقررت الذهاب إلى الحضن والدفء الذي تحتاج إليه ..

••••••••••••
بعد مرور ساعه كانت تقف أمام  منزل والدتها ، دقت الجرس وخلال ثواني معدوده فتحت لها والدتها الباب ، لترتمي هى باحضانها .
تسرب القلق إلى والدتها بهذه الزياره المفاجئة ، فلم تتوقع قدومها الآن .
-ادخلي يا قلبي ، احكيلي مالك 
سارت بجانبها ، اصطحبتها والدتها إلى غرفتها وجلسو سويا على الفراش 
عادت ناديه الحديث بقلق :مالك يا حبيبه مش زى عادتك يا بنتي ، حصل حاجه ، تعبانه مالك بس طمنيني 
حبيبه بهدوء :مش عاوزة غير تاخديني فى حضنك وبس 
ضمتها بحنان وظلت تمسد على ظهرها ، إلى ان استكانت باحضان والدتها وشعرت بالامان وتحدثت بصوت مهزوز :اعرف ازاى ان بحب 
استغربت والدتها فى بدء الأمر ، صمتت للحلظات ، ثم استوعبت بما تشعر به طفلتها الصغيره .
ابعدها برفق ونظرت داخل عيناها :انتى بتحبي يا روح ماما 
نظرت له بتوهان :مش عارفه ، انا لم يوسف اتجوز وحضرت فرحه مازعلتش ولا اتوجعت زى انهارده 
ناديه بجديه :عشان يوسف كان قدامك طول الوقت وتعلقك بيه ماكنش حب حقيقه ولا صادق ، كان تعود ان هو شخص موجود فى حياتك وبس ، طبعا انجذبتي ليه فى مرحله المراهقه بس مش اسمه حب ، المشاعر كل فتره بتتغير ،  كمان انتى دلوقتي كبرتي ونضجتي واكيد يوسف عندك زى حازم ، مهمين فى حياتك عشان ولاد عمك ودم واحد ، كان لازم تقفي جنبه فى تعبه ومحنته ، كمان عشان جواكي عاوزة تردي الجميل لعمك عشان رباكي وكبرك وعلمك وكان ليكي الأب ، طبيعي لم قالك يوسف عاوز يتجوزك وافقتي بدون تردد عشان عمك وعشان وقتها كان يوسف محتجالك وانتى بنتي الحنينه إللى مستحيل تتخلي عن ابن عمها فى ظروفه إللى مر بيها ، عشان كده فرحت لم قولتي ان يوسف بقى ابن عمك وبس وماخوفتش عليكي وانتي بتحضري فرحه عشان عارفه قلبك كان شايفه ازاى 
حبيبه باهتمام :حضرتك عارفه كل إللى بحس بيه وجوايا 
ناديه بتنهيده :عشان أنا ام واقدر افهمك واحس بيكي حتى لو عشتي بعيد عني ، فقلبي كان دايما معاكي وحاسس بيكي ، انتى حته مني وعارفه بتفكري ازاى وواخده قوتك وعنادك واصرارك من والدك الله يرحمه 
حبيبه بابتسامه :وواخده منك ايه بقي 
ناديه بجديه :رقيتك وطيبه قلبك وشكلك إللى زى القمر هههه
ضمتها حبيبه بقوه وهى تبتسم لحديث والدتها 
ناديه :ماقولتيش مين إللى مبكي عينيك ، عشان ليه حساب معايا 
ابتعدت قليلا عن والدتها وتحدثت بحزن :مش عارفه جوايا احساس غريب بالخنقه وحاسه بضيق وعاوزه بس اعيط 
ناديه بقلق :يا ساتر يارب  ليه كل ده 
حبيبه  :ماما انا مش عارفه ده حب بجد ولا تعود ، الحكايه باختصار ، شاب اسمه ياسين كان حاله وأنا المسئولة عنه ، قربت منه اساعده فى علاجه وبقينا اصدقاء لازم يكون فى ثقه بينا عشان يبدأ يحكيلي وانا اقدر اساعده ، فجاه قرر يرجع بيته ويكمل علاجه وسط عيلته ومن وقتها وأنا مضايقه وزعلانه ان بعد ومش هشوفه دايما زى الاول ، ده اسمه ايه،  خصوصا عشان حياته متلخبطه ، هو كان بيحب مراته جدا ولم اتوفت هو دخل فى حاله نفسيه صعبه جدا ، لدرجه ان رفض يشوف الحياه من غيرها ، فقد بصره عشان خسرها، رافض العمليه  اللي هتخليه يشوف الدنيا من تاني ، صعب افكر فيه وهو مش من حقي ولا هيكون ليا فى يوم 
ناديه بجديه :انتى حبيتيه يا حبيبه ، زعلانه عشان بعد ، ومضايقه عشان هو مخلص فى حبه لمراته ، خايفه تقولي انك بتحبيه عشان حاسه ان مش من حقك تحبيه ولا تفكري فيه بس ليه مش حقك ، هى مراته موجوده عشان تقولي مش من حقك تحبيه ومش هيكون ليكي ، محدش يعرف الزمن مخبي لينا ايه ، ماحدش يعرف مشاعره انهارده ممكن تكون ازاي ، بس لو هيفضل عايش  على ذكره مراته ومش عاوز يفتح عشان يشوف غيرها ، ممكن تكوني بديل فى حياته ، وده إللى هيكون صعب عليكي وكمان مش بعيد تكرهى حبك ليه وتكرهيه هو نفسه عشان مش هيكون شايغك فى حياته من الاساس ، عارفه ليه بقولك كده ، عشان قولتي تعبه نفسي وحاسس بالذنب ممكن يفضل طول عمره حاسس بحبها هى وبس ومجرد عاوز حد يكمل الحياه معاه ، عشان لو فتح وشافك انتى حبيبه مش شاف فيكي مراته وقرب منك وقبل بيكي كده هيكون خف من كل حاجه وبيحب حبيبه نفسها مش حد تاني 
حبيبه بتوهان :تقصدي طول  ما ياسين كفيف فهو حبه ومشاعره لمراته ومش شايف غيرها ، لكن لو فتح هيكون خف من عقده الذنب هو سبب موتها وكمان هيكون سهل يحب غيرها ، هيكون شايف الحياه جديده قدامه ويكمل فيها مع اى حد وقتها فعلا هيكون ياسين تجاوز كل التعب النفسي يا ماما
ناديه بتنهيده :وده إللى اقصده ، ونسيب الايام هى إللى تقرر ماحدش عارف بكره فيه ايه 
شعرت بالتخبط  والتشتت واضطراب بمشاعرها ، عليها أن تهدأ وتفكر بهدوء ..
٠•••••••••••••••••••••

اشرقت شمس يوم جديد تحمل فى طياتها الكثير
توجهه ياسين مع صديقه إلى مقر شركته ، واستقبله جميع العاملين بالشركه بترحاب شديد ، وأمر بعوده سيف إلى عمله ، وجلس بمكتبه الذى اشتاق اليه ، اخبره مجد بجميع التعاقدات بينه وبين شركات اخرى .
وظل يحدثه عن أمور العمل  ، انصت اليه ياسين ولكن كان شاردا بمكانا آخر ، حدث نفسه ماذا تفعل الآن ، هل تشتاق اليه كما هو يشتاق إليها والحديث معها ولكن نفض تلك الفكره ، وعاد يصب تركيزه على عمله ..

فجأه صدع رنين هاتف مجد ، فانسحب ليجيب على زوجته .
مجد بشوق :واحشتيني يا توته ، عامله ايه يا حبيبتي
تمارا :بخير يا حبيبي ، انت واحشتني اكتر 
مجد : كان  نفسي تكوني معايا ، قلقان عليكم 
تمارا :اطمن يا حبيبي احنا بخير ، طمني على ياسين كويس
مجد بتمهيده :الحمد لله كويس ، بس محتاج لوجدي جنبه فى الشغل 
تمارا :طيب يا قلبي خليك جنبه مافيش مشكله
مجد بابتسامه :ماينفعش حبيبي يحن عليه ويجى 
تمارا بجديه :حبيبي انت عارف نفسي اكون معاك فى مكان واحد ، بس انا عاوزة اولد هنا فى المانيا عاوزه ابننا ياخد الجنسيه ولا انت ناسي
مجد بضيق :ودى حاجه تتنسي عارف طبعا وعارف انك مش هتتنازلي عن الجنسيه 
تمارا :حبيبي كده احسن ليه ، وأن شاء الله لو ماجتش على الولاده انا لم أقوم بالسلامه هتلاقيني عندك
مجد بقلق :لا بقولك ايه اوعى تعمليها من غيري لازم أكون جنبك واشيل ابني في حضني قبل اى حد
تمارا بابتسامه :ان شاء الله يا حبيبي 
مجد :خلى بالك من نفسك يا قمري ، سلام بقى عشان عندي شغل 
اغلق الهاتف مع زوجته وعاد يجلس أمام صديقه 
-مافيش فايده فيها قال ايه لازم الواد يتولد هناك وياخد الجنسيه 
ياسين بابتسامه :عندها حق يا اخي ، نفسها ابنها يتعامل معامله خاصه 
مجد :والنبي تسكت أنت كمان ، على فكره مالك فى العمليات دلوقتي 
ياسين بقلق :بجد وماقولتش ليه 
مجد :جالي ايميل من مساعد الدكتور صاحبي إللى كلمتك عنه ، بس  حاولت اتصل بيه كان مغلق ، اكيد فى العمليات لم يخرج هيطمنا 
ياسين بقلق :اكيد حبيبه قلقانه لازم اطمن عليها 
مجد بابتسامه :واجب بردو ، حنين اوي 
ياسين بضيق :تقصد ايه 
نهض من مجلسه :هو انا قولت حاجه ، انا رايح اشوف شغلي 
٠••••••••••
اخرج هاتفه ونقش حروف اسمها ، وجاري الاتصال ..

كانت حبيسه غرفتها تنظر للهاتف من حين لآخر بقلق تنتظر مكالمه نيره لتطمءن على سلامه مالك وخروجه من غرفه العمليات
استمعت لرنين هاتفها ، اجابت بلهفه دون أن تنظر لرقم المتصل 
-الو 
استمع لرجفه صوتها وعلم بمدا قلقها وخوفها على الصغير :إزيك يا حبيبه 
حقا سمعت صوته ينطق باسمها ام أنها تتخيل ذلك ، ظلت صامته 
ياسين بقلق : حبيبه انتي كويسه طمنيني عليكي 
حبيبه بحزن :لا انا قلقانه على مالك هو فى العمليات دلوقتي بقالو اكتر من ساعتين
ياسين يحاول أن يطمئنها :اطمني العمليه بتاخد وقت وان شاء الله هيبق بخير
حبيبه :يارب  ، انت عامل ايه كويس 
صمت قليلا يريد. ان يخبرها أنه ليس بخير وهو بعيدا عنها 
-تمام ونزلت كمان الشغل 
حبيبه:كويس اوى 
ياسين بتردد :مش عاوزه تتكلمي وتقولي حاجه 
حبيبه بتوتر :لا ابدا 
ياسين بجديه :ولا حابه تسألي حاجه فى الرساله ، انا تحت امرك
حبيبه بحزن :هناقشها كمان شهرين ، دكتور سليم حددي ميعاد المناقشه

ياسين :ربنا معاكي وانا موجود فى اى وقت 
حبيبه بجديه :وقت لم تحب تتكلم عارف انا موجوده فين وتشرف فى اى وقت 
ياسين بتنهيده :تمام   ، ابقى طمنيني على مالك 
حبيبه :حاضر
اغلق الهاتف وهو حائر بتصرفاته ..
وظلت هى شارده بحديثه إلى ان افاقت من شروها على صوت رنين هاتفها ، حدثت والدة مالك بقلق واخبرتها الاخيره انه غادر غرفه العمليات الآن وان العمليه تمت بنجاح وسوف ينزعو الرباط الطبي خلال اسبوع من الآن لتاكد من نجاح العمليه 100% 
فرحت كثيرا من أجل الصغير وتمنت له الشفاء العاجل والعوده من جديد إلى وطنه ..
********٠••••••********
اقتحم مكتب صديقه فجأه 
مجد بجديه :ياسين وأنا بتابع كام ورقه فى مكتب والدك ، وقع فى ايدي  صوره من محضر النيابه
ياسين بقلق :بتاع ايه المحضر ده 
مجد بحزن :حادثه عربيتك إللى حصلت من 3شهور ، والحادث اتقيد ضد مجهول
ياسين باستغراب : مش فاهم ، هى مش حادثه عاديه وقضاء وقدر وانا السبب ولا ايه
مجد بجديه :أنت مالكش دخل فى اى حاجه والحادثه مدبره وبفعل فاعل 
ياسين بصدمه :بتقول ايه 
....... .......
الفصل الثاني والعشرون
عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

شعر باهتزاز الارض حوله ، عندما اخبره صديقه بأن الحادث الذي تعرض له هو وزوجته مدبر ، فمن يفعل به هذا ، وهل يصل العداوه إلى القتل بهذه السهوله ، ظل يحدث نفسه بتوهان .
تدخل مجد واخرجه من صمته :ياسين احنا لازم نفتح التحقيق في القضيه 
ياسين بتشتت :عاوز اعرف كل حاجه عن المحضر ده ، وازاى لحد دلوقتي معنديش علم بيه 
مجد بضيق :مش عارف ، نكلم والدك ويجى يحكيلنا إللى حصل 
ياسين بحزن :اتصرف انت انا مش قادر أكلم حد 
هاتف مجد والد ياسين واخبره بما حدث ، وجاء على الفور فى غصون دقائق ، توجهه إلى مكتب ولده ..
دلف محمد لداخل المكتب بقلق :خير يا ولاد في ايه 
مجد:خير يا عمي ، اتفضل استريح الاول 
جلس محمد وهو ينظر بحزن لابنه الذى تبدل معالم وجهه بحزن دفين 
مجد :فى محضر عن حادثه ياسين ومكتوب انها حادثه مدبره وبفعل فاعل والمحضر اتحفظ 
ياسين :عاوز افهم كل حاجه ارجوك يا بابا 
محمد :حاضر يا بني هفهمك ، بعد الحادثة بكام يوم ، جالي ظابط وطلب يقابلني ، وعرفت بعد معاينه العربيه وعرضها على الطب الشرعي اثبت ان فرامل العرببه مقطوع بفعل فاعل والحادثه مدبره مش مجرد حادثه عاديه ، وفتحنا محضر تحقيق ، بس كان لازم استجوابك وانت كنت فى غيبوبه ومش داري بالدنيا ، وندى الله يرحمها ، فتقفل المحضر على كده .
ياسين :لازم أعيد التحقيق وفتح القضيه ومش هتنازل عن حقي وحق مراتي 
مجد تعالى معايا لازم نتصرف ونقابل الظابط ونتكلم معاه ، عاوز افهم المفروض نعمل ايه ، ومين عمل كده وليه مصلحه يخلص مني بالطريقه دي
مجد بحزن :مالكش أعداء فى الشغل ، حد عاوز يبعدك من طريقه عشان يملك هو السوق 
ياسين بضيق :ماتوصلش للموت يا مجد ، عندنا منافسين كتير بس التفكير الاجرامي ده محصلش قبل كده 
نهض مجد وربت على كتف صديقه وساعده أيضا على النهوض 
-اطمن كل حاجه هتبق تمام ، وأنا معاك ومش هسيبك ، قوم بينا نقابل الظابط ونشوف مطلوب نعمل ايه عشان نفتح التحقيق من جديد ، وأن شاء الله حقك وحق مراتك راجع 
ياسين بحزن :بعد ايه ، هى ندى هترجع تانى ولا حياتي إللى ادمرت فجأه ،هترجع تانى سعيده زى الاول ، كل حاجه راحت خلاص 
مجد بثقه :خلي عندك أمل يا اخى وثقه فى الله ان حقك راجع حتى ولو بعد ايه ، كمان لازم تشيل الذنب من على كتفاك مش ذنبك إللى حصل ولا غلطتك فى فقد مسيطره على العربيه ومش انت إللى موتت مراتك ، لأن كان هيحصل هيحصل ، والحادثه مقصوده بلاش تانب نفسك اكتر من كده 
سار بجانب صديقه ، غادر الشركه معا واستقل السياره بجانب مجد ليتوجهو إلى قسم الشرطه لمحاوله فتح ملف القضيه والتحقيق بالأمر مره اخرى ..

٠•••••••••••••••••••••
أخبرت ريم والدتها بأمر عمار ، فرحت لها وطلبت مقابلته والحديث معا أولا ثم تفكر بالأمر وتعطيه رائيها الاخير ، وبالفعل أخبرت ريم عمار بأن والدتها تنتظره اليوم فى المساء لتتحدث معه وتتعرف عليه ، وافق الاخير وشعر بالفرحه والسعادة من أجل اتمام تلك الخطوه ..

٠••••••••••••••••
حاول البحث عنها فلم يجدها ، اقسم أنه لن يتركها وسوف يظل أمام اعينها إلى ان تشعر به وتنجذب له كما هو انجذب إليها ببراءتها ونقاءها ، ظل يتردد على النادي ويبحث عنها لعله يراها ، ولكن أبت كل محاولاته بالفشل ، لم يعلم لها 
عنوان ، فجال  بخاطره فكره وقرر التنفيذ وعدم الانتظار اكثر من ذلك ..
************٠••******
داخل قسم الشرطه التابعه لمنطقه مدينه زويد عندما وقعت الحادث ..
استعلم عن وجود الضابط الذى حقق بالامر ، وتوجهو إلى مكتبه ، طلبو مقابلته رحب بهم  الضابط "خالد البنداري "
اخبره مجد  باعاده فتح التحقيق لان ياسين الآن فاق من غيبوبته ويريد جلب حق زوجته الذى هدر هباء بدون رحمه ولا شفقه ولا ثمن .
استمع خالد لهم بانصات وقدر حاله ياسين ، فهو زوج وفقد زوجته ، قرر أن يساعدهم ولكن ودي ، ليس من حقه فتح قضيه قد غلقت الا بوجود اثبات قوى ودليل قاطع على وجود وادانه الجاني ، وهذه القضيه ليس بها اى جديد ، لذلك قرر مساعدتهم شخصيا ، فقد تاثر بما حدث لياسين بسبب تلك الحادث خسر زوجته وبصره معا ...
خالد بجديه :زى ماقولتلكم لازم تتهم حد بعينه ويكون معانا اثبات بادانته وتورطه فى الحادثه ونفتح ملف التحقيق من جديد ، عارف حضرتك هتوجهه تهمه لمين
ياسين بنفي :لا مااقدرش اظلم حد معين ، بس كده حق مراتي ضاع 
خالد بتعاطف :لا اطمن انا معاك وهنحاول نلاقي حل ، انا هشتغل على القضيه من جديد لحد لم نلاقى اثبات قوي نقدر نمسكه وانا هتابعها شخصيا بدون علم اى حد ، لأن غلط قانونا أفتح اعاده تحقيق بدون ادله كافيه ، ومحتاج مساعدتكم
مجد :احنا تحت أمر حضرتك طبعا 
خالد :هنشتغل بسريه تامه وياريت ماحدش من اهل حضرتك او اهل المدام يعرف بخبر فتح القضيه ولا التحقيق السري ، عشان الكلام مش يتنشر والجاني يامن نفسه وساعتها يكون صعب نوقعه 
ياسين بجديه :اطمن ماحدش يعرف باللي حصل ولا بالكلام إللى دار بينا 
خالد :اتفقنا ، ده الكارت بتاعي الخاص وهنتواصل دايما مع بعض ، اى جديد لازم اخد خبر بيه ، وماحدش يتصرف من دماغه تمام لازم ترجعولي الاول 
ياسين :تمام 
خالد :فى حاجه كمان ، العربيه تخص حضرتك والمقصود حضرتك ، تحب تقدم طلب حراسه 
مجد :ياريت كده فعلا ياسين حياته فى خطر 
ياسين :،لا انا مش عاوز اى حراسه ،  افتكر بحالتي دي مش فارق مع إللى عمل كده 
خالد :على العموم لو غيرت رايك فى اى وقت انا تحت امرك وهامنلك الحراسه الكافيه 
صافحه ياسين وشكره وغادرو قسم الشرطه ، طلب من صديقه ان يتوجهه إلى الأكاديمية ، يريد ان يتحدث مع حبيبه فهو يشعر بالاختناق منذ أن علم بالحادث ..
نفذ رغبته واستقل السياره واتجه إلى مقر الأكاديمية.
••••••••••••••••••
ترجل من سيارته أمام شركه الشامي للمعمار ، وسار فى طريقه بكل ثقه ،إلى  ان طلب مقابله حازم الشامي وابلغ السكرتريه بهويته ..
عندما علم حازم بوجوده وافق على مقابلته ولكن استغرب زيارته المفاجئه وهو ليس بينهم اى تعامل سوا انه صديق شقيقه 
طرق سامر باب مكتبه وعندما اذن حازم  بالدخول 
دلف لداخل المكتب وهو.يرسم على وجهه ابتسامه ترحيب ، صافح حازم وطلب منه الجلوس.
حازم بابتسامه :تشرب ايه بقى يا سامر ، أنت اول مره تشرفني مكتبي 
سامر بجديه :وان شاء الله مش تبقى الاخيره ، بس ممكن ناجل الشرب لبعدين 
لم يفهم حازم حديثه المبهم ولكن استمع له 
تحدث سامر بجديه :الحقيقه انا جاى لحضرتك فى موضوع شخصي جدا وماحدش غيرك هيساعدني فيه
حازم باهتمام :خير يا سامر انا لو فى ايدي حاجه مش هتاخر طبعا
سامر بثقه :وانا واثق انك تقدر ، بصراحه يا حازم انا الحمد لله غيرت طريقه حياتي وبدور على استقرار وموضوع السهر والشرب ده كانت مرحله وعدت الحمد لله 
حازم بجديه :دى خطوه كويسه جدا ، انت شاب وصغير ولازم تبص لحياتك من منظور تاني ، غير السهر والشرب وكل الحاجات الطايشه دى ، وطبيعي تفكر فى الاستقرار ، بس انا مش فاهم مطلوب مني ايه 
سامر بابتسامه :بصراحه مبسوط عشان يوسف استقر وربنا يسعده فى حياته وزى ماتقول كده غرت منه وقولت اعمل زيه ، وعشان اختار صح وانسانه كويسه وتقف جنبي وتساندنى امشي فى الطريق الصح ، مالقيتش  غير  الانسه حبيبه ، نعم الادب والأخلاق وماخبيش عليك انا معجب بيها واتمنى تكون شريكه حياتي ونبدا خطوه خطوه مع بعض 
حازم بصدمه :حبيبه 
سامر بجديه :واتمنى حضرتك تقف جنبي وتدعمني ، وتكلم الانسه حبيبه نقعد مع بعض قبل ماترفضني ، فى حاجات كتير لازم نتكلم فيها الاول
حازم بذهول :واحده واحده عليه يا سامر ، انا نفسي مستغرب طلبك ده ، وماتاخذنيش يعني انا لازم اقتنع بيك مش هسلمك اختي كده وانا اصلا عارف كل مصايبك انت ويوسف ومش واثق اصلا فى تغيرك المفاجئ ده 
سامر :انا بقيت اشتغل ومتكفل بنفسي وعندى شقتي الخاصه وكمان اشتغلت فى شركه مهمه واوعدك هيكون صادق وقد كلامي ، انا فعلا اتغيرت ونفسي استقر بجد واعيش حياتي وأنا لو لسه زى ما انا اكيد ماكنتش فكرت فى الجواز ولا الاستقرار بس صدقني إسألي عني كمان وهتعرف ان صادق فى كل كلمه بقولها
حازم بجديه :طيب يا سامر انا هبلغ صاحبه الشأن وهى تقرر بتفسها مستعده تقابلك ولا ننهى الموضوع خالص
سامر بتوسل :ارجوك يا حازم خليها تديني فرصه ونتكلم مع بعض وفى وجودك عشان تطمن
حازم :ماشي يا سامر ، سبلي الموضوع ده وهرد عليك ، ربنا يقدم إللى فيه الخير
استاذن سامر وغادر الشركه واستقل سيارته وهو يشعر بانه اتخذ الصواب ، وقرر أن يغلق صفحته مع عشيقته ، قرر غلق الماضى بلا رجعه ، وعليه انهاء علاقته بشهد وان ينظر لحياته بمنظور اخر ، بدون أن يلاحقه ماضيه بكل ما في من مصائب ومشاكل وقرر أن ينتظر قدوم شهد لانهاء العلاقه المحرمه التى جمعت بينهم ليرا كل منهما حياته بعيدا عن الاخر ..
********************
وصل أمام الأكاديمية وساعده مجد على الترجل وامسك بيده  وسار داخل الحديقه ، بحث مجد عن وجودها ، وجدها تجلس وحيده على طاوله خاصه بها ، همس مجد بجانب اذنه 
-حبيبه قاعده لوحدها هناك ، هوصلك عندها وارجع الشغل ، ولم تحب تروح اتصل ماشي 
ياسين :مجد مش عارف اقولك ايه ، بجد تعبك معايا 
مجد بابتسامه يربت على كتفه :عيب إللى أنت بتقوله يا ياسو احنا اخوات وعشره عمر ، ربنا يخليك ليا يا صاحبي 
وصل أمام حبيبه وغادر مجد المكان .
تنحنح ياسين فنظرت له باستغراب :ياسين اتفضل اقعد واقف ليه 
جلس امامها وهو يشعر بالضيق :عامله ايه ، اطمنتي على مالك
حبيبه :اه الحمد لله ، اسبوع ويطمن على نجاح العمليه 
ذفر بضيق وظل صامتا ، شعرت هى بضيقه وعلمت أنه يخفي شئ
-مالك يا باشمهندس شكلك مضايق فى حاجه حصلت 
ياسين بتنهيده :في كتير يا حبيبه 
حبيبه بحزن :طب قولي حاجه من الكتير 
قص عليها كل ما  حدث عندما علم بحقيقه الحادث وتوجهه إلى قسم الشرطه ومحاولته لاعاده فتح التحقيق ، إلى ان انتهى الأمر بمساعدة الضابط على مسئوليته الشخصيه وان يتم التحقيق فى سريه تامه من أجل سلامه ياسين وحمايته ...
استمعت له باهتمام وشعرت بالحزن الذي يسكن قلبه وارادت ان تخفف عنه 
-عرفت انك مش سبب اساسي فى إللى حصل ، وأن كمان كل واحد مننا ليه عمر محدد من لحظه الولاده للحظه خروج الروح ، ماحدش يقدر يمنع أمر ربنا ، وربنا بيثبتلك دلوقتي ان إللى حصل مش ذنبك ومش تفضل فى تانيب الضمير كده كتير ، ربنا حب يريحك من عذاب الضمير والحمل إللى أنت شايله ومحمل نفسك مسئوليه خساره زوجتك ، احيانا يا ياسين ربنا بيبعتلنا اى اشاره عشان توصلنا لحاجه أهم وكمان عشان تقولك انك ماشي صح فى طريقك ، ماحدش بياخد الروح غير ربنا وربنا بيقولك ارضى باللى انا كتبهولك ، مهما كان الابتلاء عليك بالصبر والرضا بقضائه 
ياسين بحزن :انا راضي بقدري ونصيبي وعمري ما سخط ابدا على حاجه حصلتلي طول حياتي 
حبيبه :يبق تقوي وتعرف مين ليه مصلحه فى الحادثه وتفكر كويس فى اعدائك ، اكيد هتوصل وكده هيتحاسب وترجع حقك وحق مراتك ، واكيد ربنا هيبعتلك اشاره توصلك للجاني الحقيقي ، عشان ربنا مايرضاش بالظلم وكل شخص هيتجازه ويتحاسب على اعماله ، إذا كان خير او شر ، لابد والحق يظهر في يوم .
ياسين بابتسامه :متتصوريش كلامك بيريحني قد ايه 
حبيبه بابتسامه :انا فى الخدمه يا هندسه 
ابتسم لها بود وشعر براحه وسكينه داخليه بسبب كلامها البسيط الذي دخل قلبه مباشرة بدون اى حاجز أو قيود ..
صدع رنين هاتفه ووجدت المتصل شقيقها الأكبر 
استاذنت ياسين لتجيب على الهاتف وابتعدت عنه قليلا 
-ايوه يا ابيه إزيك واحشني اوى
حازم بمشاكسه :لو واحشتك يا بكاشه كنت شوفتك ، المهم عامله ايه 
حبيبه بابتسامه : زى الفل الحمد لله ، عمو كويس 
حازم :كلنا كويسين اطمني ، انا فى حاجه حصلت كده عاوز  أخد رأيك فيها 
حبيبه بقلق :خير حصل ايه 
حازم بضحكه قويه :ماكنتش اعرف انك كبرتي يا بنوتي وجالك عريس يطلب ايدك مني
حبيبه بضحكه رنانه :عريس هههه ومين بقى تعيس الحظ
حازم بجديه :تعيس ايه يا مجنونه ، ده هيكون أسعد واحد فى الدنيا إللى هتكوني من نصيبه ، بس كلام فون كده ماينفعش لازم اتكلم معاكي ، بصي خمس دقايق واكون عندك اوكيه
حبيبه بجديه :اوكيه مستنياك 
اغلق الهاتف وهى تفكر بأمر ذلك العريس ، وتسئل نفسها هل تعرفه ام انه صديق لشقيقها ، وأين رآها ليطلب طلب كهذا ...
*****************
استمع ياسين الى كلمتها التى هزته من الداخل ، عندما تفوهت بكلمه عريس ، شعر بالضيق كاد أن يختنق وشعر بعاصفه تهز كيانه من الداخل .
اقتربت بهدوء وجلست مكانها تشعر بالاضطراب بسبب حديث حازم عن ذلك العريس التى لاتعلم له هويه 
ياسين بتوتر :فى حاجه يا حبيبه 
اراد ان يعلم ما الامر 
حبيبه وهى تنظر امامها تتفقد قدوم حازم ، اجابت بتردد :لا مافيش حاجه انا كويسه
ياسين بغيظ :متاكده ، مش بضغط عليكي ،بس لو حابه تتكلمي انا موجود وهسمعك كويس زى مابتسمعيني .
حبيبه:لا بجد بس مافيش حاجه مهمه ، ابيه حازم جاي دلوقتي وعاوز يتكلم معايا 
ياسين بضيق :اممم تمام 
فجأه توقف حازم امامها بابتسامته المعتاده :حبيبه قلبي 
نهضت من مقعدها واقتربت منه تقبله ، ضمها لصدره بحنان 
-واحشتيني يا بيبو
حبيبه بابتسامه :وانت كمان واحشني ولولي وعمو وانجي كلكم واحشيني 
انتبه حازم لوجود ياسين ، اقترب منه يصافحه وجلس جانبه 
-إزيك يا باشمهندس عامل ايه
ياسين بابتسامه :الحمد لله بخير 
حازم :حابب اطمنك المشروع ماشي تمام وخلال شهر هنسلمه 
ياسين بامتنان :مش عارف اشكرك ازاى بجد عاجز عن الشكر
حازم بجديه :ماتقولش كده ، ده شغلي واتفقنا من البدايه 
هستاذنك اخد منك حبيبه دقايق ، اسف ان هعطلكم عن جلسه العلاج
ياسين بخجل :انا خلاص هتصل بمجد يوصلني انا خلصت كلامي مع حبيبه 
حازم باهتمام :انا ممكن اوصلك بنفسي مافيش داعي تكلم مجد وانا موجود 
ياسين باحراج :مافيش داعي اتعبك معايا 
حازم باصرار : ماتقولش تعب تاني احنا شركه وبينا شغل 
سحب حبيبه من يدها وسارا سويا يتحدث معها بأمر العريس .
وترك ياسين يشتعل بالغيره ، يريد ان يعلم عن ماذا يتحدثون وما امر ذلك الدخيل الذي يريد أن يتزوج من ...
لا يعرف بماذا يطلق عليها ، اهى صديقه ام حبيبه ام شخص يهمه والى اي درجه تهمه ، ماذا يطلق عليها ..
*****************
ابتسم حازم وهو يخبرها بالشخص الذي يريد أن يخطفها ويبعدها عن عائلتها ، قص لها كل ماحدث قبل ساعات عندما آت سامر لمكتبه وحدثه عن سبب تغيره المفاجئ وعن نيته بالزواج من حبيبه .
جحظت عيناها بصدمه عندما نطق اسم ذلك السمج التى تبغضه وتريد أن تفتك به إذا رأته .
حبيبه بغضب :سامر ، اخر شخص ممكن افكر فيه ، ومافيش داعى اصلا لتفكير فيه ، من فضلك يا أبيه ماتجبليش سيرته تاني ، كونه اتغير مااتغيرش فده لنفسه مش ليا إذا كان صادق فعلا 
حازم :خلاص أهدي و بلاش عصبيه اعتبريني ماقولتش حاجه ، وأنا هنهي الموضوع ماتقلقيش .
حبيبه بضيق :يكون احسن بردو
قبل جبينها :انا معترض عليه ، بس حقك لازم ابلغك واسمع ردك ، المهم لازم امشي واوصل ياسين فى طريقي خلي بالك من نفسك يا حبيبتي 
ابتسمت له بحب وودعته ، اصطحب ياسين فى طريقه لكى يقله إلى فيلته ، وهو داخله براكين مشتعله ، يريد ان يعلم كل شيء وعن ماذا تحدث لكى يقنعها بهذه الزيجه وماذا عن ردها ، هل توافق على مقابلته ام انها تعرفه من قبل ، ظل فى حيره من أمره ، والقلق يقتله وليس من حقه التدخل بحياتها الخاصه ..
********************
دلف لغرفته وشعر بالاختناق ، خرج على الفور وهو يهتف إلى والدته 
اسرعت غاده تتفقده وجدته مازال يقف على اعتاب غرفته 
-ياسين مالك يا حبيبي ايه موقفك كده 
ياسين بتنهيده الم :مش قادر يا أمي افضل فى الاوضه ، عاوزك تنقلي كل هدومي للغرفه التانيه بعد اذنك
غاده بحزن :حاضر يا حبيبي ، استريح فى الروف دقايق بس وكل حاجه هتكون جاهزه 
.....

طلبت غاده من الخادمه تجهيز الغرفه المجاوره ونقل كل شئ يخص ياسين للغرفه الاخرى ، وفى غصون ثلاثون دقيقه كانت الغرفه مجهزه .
ربتت على كتف ابنها الشارد كعادته منذ رحيل زوجته :الاوضه جاهزه يا حبيبي ، ادخل استريح على مااحضر الغدا وانا إللى طابخه بنفسي ، عامله كل الأكل إللى بتحبه
قبل يدها بحب :تسلم ايدك يا ست الكل
توجهه إلى الغرفه وتحسس الفراش ، القى بجسده على الفراش ونزع نظارته ووضع العصاه جانب الفراش ، القى بحذائه على الارض وظل يذفر بضيق 
يحاول أن يمنع نفسه من التفكير بها ، ولكن لم يستطيع فقد استحوذت على كل تفكيره .
اخرج هاتفه وقرر الاتصال بها 
جاء الرد خلال ثواني بصوتها الرقيق 
-الو 
ساد الصمت فقط يستمع لنبره صوتها ولا يعلم اين يبدء حديثه 
شعرت بالقلق عندما استمعت لصوت انفاسه دون أن يتفوه بكلمه 
عادت على مسامعه بصوت قلق :ياسين انت كويس ، مش بتتكلم ليه 
اخرج ذفيرا قوي وتحدث بتردد :هو سوال ممكن اعرف اجابته
حبيبه بجديه :اكيد اتفضل اسأل
ياسين وهو يقضم على شفاه :عارف مش من حقي ادخل ، بس مش قادر امنع نفسي من السوال 
حبيبه بعدم فهم :مش اعرف ايه هو السوال الاول 
بتر عبارته بدون مقدمات:ممكن اعرف ردك كان ايه بخصوص العريس 
استغربت معرفته وصمتت قليلا تحاول استيعاب الموقف 
شعر هو بالانكسار بسبب صمتها ، وكاد أن يغلق الاتصال ولكن جاء صوتها الحاني 
-رفضته طبعا عارف ليه عشان صاحب يوسف وشبه يوسف وصعب جدا نلتقى فى مكان واستحاله أقبل بيه مهما كان حصل تغير فى حياته أو لا 
تنهد بارتياح وابتسم بهدوء وودعها بسعاده واغلق الهاتف ، القاء جانبه على الفراش و ارتسمت الابتسامه على ثغره براحه ، أمل ، حياه جديده ، وضع يده مكان قلبه الذي ينبض بقوه واغمض عيناه ليذهب إلى أحلامه الورديه ويتخيل تفاصيل وجهها الذي رسمه بقلبه وطبعت حروف اسمها داخله ..
٠••••••
اما عن حبيبه نظرت للهاتف بغرابه ، لم تفهم بعد لم اغلق فجأه ، وما السبب الحقيقي وراء تلك السوال .
حدثت نفسها :معقول  ، لا مش معقول ، بس ليه اهتم وسأل حاجه زى كده ، اكيد عشان انا اهمه 
بس اهمه لاي درجه ، طب هو حس بيه ، غيران عليا ، خايف اضيع منه ولا ايه 
انا  مابقتش فاهمه حاجه فى اى حاجه ، بس ممكن ليه لا .
اوووف ايه إللى انا بقوله ده ، ياسين مابيفكرش غير فى ندى وبس ، وصعب يفكر فى حد غيرها ، بس حسيت من طريقه كلامه احساس غريب ، اه لو يعرف ان بحس بيه من غير كلام ، مجرد اشوفه اعرف ملامح وشه مخبيه ايه جواه ، وبعدين بقى ليه قلبي محتار معاك كده 
****************
أكرُّه هذا الشُّعور وأنا أري نفسُي تائِها لا أدُرّي أي طريق أُسلك هذا ما يُسيْطِر عليّا في لحظة الحيْرة ، فحين أتذكّر في حيّاتي لحظات الحيْرة أجِد التّوَتُّر يملؤني نعم خُسِرت كثيرا بِسبب تِلك اللّحظات فأنا أمام حيرتي أجِد نفسُي وكأنني في الظّلام أحتاج لمِن يُضِئ لي الطّريق لِأخرُج الي النّور ، لحظة الحيْرة قاسيَة كم تمنّيْت لو لِأنّ لأنتهت ولو بِقرار خاطِئ..
لكِنّ الواقِع يقول أنّ كُلّ مُشكّلة تواجِهُنا يأتي معها حلّها وأنّ كُلّ لحظة حيْرة لها بِدايَة ويَجِب أن يكون لها نِهايَة ، والأزمة الحقيقيّة هي البقاء في مُستنقع الحيْرة والأضطراب واللاقرار فاللّهُمّ دبر لنا فان أُمورُنا تجري كُلُّها بِحِكمتِك المُطلقة وساعدنا يا اللّه عُلي حُسن الأختيار بِبصيرتِك وعِلمك فليْس لنا رُبّ سِواك..
••••••
يتبع 
بعد مرور اسبوع
تمت خطبه ريم وعمار فى جو هادئ بمنزل والدتها ، بحضور الاهل والاصدقاء
ظلت حبيبه جانبها بهذا اليوم وهى تشعر بالسعاده من أجل صديقتها الوحيده .

**٠•••••••••••*****
فى المانيا بالمشفى 
بعد ان نزع الطبيب الغمامه التى تغطي عين الصغير ، وفحص عيناه بالليزر الطبي ، تأكد الطبيب من نجاح العمليه ، وعاد مالك يرا نور الحياه الذي افتقده وكاد أن ينساه خلال العام الذى لم يرا به سوا الظلام الدامس ، فقد من الله عليه بعوده بصره منما جعله يقفز فرحا ويرتمي باحضان والدته ، التى بكت بشده ولكن كانت دموع الفرح والشكر لله عز وجل ان يتم شفاء فلذه كبدها ويسعد وينعم بالحياه من الجديد ..
قررت أن تهاتف حبيبه على الفور واخبارها بنجاح العمليه وان تشكرها بكل ما فعلته من وسعها لانقاذ طفلها من اشياء كثيره كانت هى المتسبب الأول والاخير به ، ولكن تحمد الله على تقربه منها والإفصاح عنها وأن يترك الماضى بكل المه واحزانه ...
٠•••••••••••••
عاد يوسف وزوجته من قضاء شهر العسل ، استقبلتهم والدته بترحاب شديد .
وصعدو إلى جناحهم الخاص .
شعرت شهد بالضيق من استقبال عائلته   ، فهى تعلم أن الجميع لم يتقبلها ومنهم من اعترض على تلك الزيجه .
وعندما دلف يوسف للمرحاض لينعش جسده تحت المياء ، اسرعت تخرج هاتفها لكى تتصل بعشيقها ، فقد اشتاقت له وتريد أن تلتقى به ..
••••••••••••|••••••||••••••
فى ذلك الوقت كان يجلس بشقته الخاصه وهو فى كامل غضبه ، بعد ان اخبره حازم برفض حبيبه الزواج منه ، رفضت أيضا أن تلتقى به ، فقد كان رفضها رفضا قاطع لن يتحمل باى جدلا او نقاش .
كان ثائر يريد ان يتحدث معها مره واحده لتعلم أنه حقا صادق بمشاعره وأصبح شخصا اخر ، وظل يلوم نفسه على اسلوبه الفج معها وطريقته الوقحه التى كان دائما يطاردها باسلوب لا تعلمه فهى فتاه نقيه.برئيه لم تعلم بالخبث ، والآن يدفع تمن خوفها منه ، ظل يفكر فى الخطوه القادمه ، يريد ان يعلم اين توجد ليذهب ويتحدث معها فهو اقسم على إلا يتركها بعد ان سرقت قلبه واصبح لقلبه مكان لوجود الحب الذى لم يعلم عنه شيئا إلا عندما التقى بعيناها التى جذبته وسحرته بجمالها ورقتها واخلاقها ، لم يتوقع يوما أن يرا براءة كهذه الحبيبه ..
وفجاه صدع رنين هاتفه اخرجه من شروده ، نظر للشاشته بضيق .
ذفر بقوه قبل ان يجيب عليها :ايوه يا شهد 

شهد برقه :حبيبي واحشتني اوى ونفسي اشوفك ، احنا لسه واصلين من دقايق 
سامر بضيق :تشوفيني ازاى انتى اتجننتي ، وبعدين بتكلميني كده عادي  فين يوسف
شهد بدلع :يوسف فى الحمام ، وعادي انت واحشني اوى ماقدرتش اصبر اكتر من كده 
سامر بتنهيده :شهد طول ماانتى فى البيت بلاش تتكلمي مفهوم ، بلاش يوسف يحس بحاجه ، اعقلي شويا ، وأنا لم اعوذك.هطلبك فهمتي ، واقفلي دلوقتي مش عاوز فضايح 
اغلق الهاتف بعصبيه 
-وبعدين بقى اخلص منها ازاى دي 
٠•••••••••••••••••••••••••
شعرت بالفرحه بعد ان هاتفه نيره ومالك واطمئنت على نجاح العمليه وأنه خلال يومان سوف يعود وتلتقى به وترا بريق عيناه الذى انطفى ،  سوف يعود الجمال والسحر إلى عيناه الصغيرتين ، سوف يلهو ويمرح ويشاهد الطبيعه الساحرة ..
توضئت وصلت فرضها وظلت ساجده تحمد ربها على سلامه الصغير ،انسابت دموع الفرح من عيناها ونهضت تهاتف ياسين ليشاركها فرحتها بشفاء مالك ..

•••••••••••••••••••••••••
كان شارد يتذكر حياته مع زوجته الراحله ويقارن بينها وبين وجود حبيبه بحياته ، كان يحاول اقناع نفسه بأن حبيبه مجرد صديقه ليس إلا ، ولكن وجد نفسه عندما ينطق باسمها يشعر بدقات قلبه تنبض من أجلها ، على عكس زوجته ، فقد نسى تفاصيل حياته السابقه ، وحاول اخراج حبيبه من ذاكرته ومنع نفسه بالتفكير بها ولكن القلب ينبض الآن بحبها ، ظل فى حيره .
تنهد بضيق :مش عارف الايام مخبيه ايه ، لا عارف اقنع عقلي بحبها ولا عارف اخرجها من قلبي 
يارب دلني اعمل ايه ، مش قادر انسى ندى وعاوز اجيب حقها الاول عشان ارتاح 
يارب الهمنى الصبر اواجه مشكلتي ، خايف اجرح حبيبه واظلمها معايا 
فجأه جاء الاتصال أخرجه من حيرته على صوتها المنبعث بالحيويه وهى تصرخ بطفوله عندما فتح المكالمه 
-ياسين مالك فتح خلاص ، العمليه نجحت وانا مبسوطه اوى 
ابتسم بسبب فرحتها :الحمد لله ان العمليه نجحت ، مبروك
حبيبه :الله يبارك فيك ، عبقالك أنت كمان ، نفسي بجد افرح بيك
ياسين بتنهيده :كله باوان 
حبيبه :انا مااقدرتش انام من غير ماافرحك معايا 
ياسين بتردد :فاضيه بكره 
حبيبه بجديه :اكيد فى حاجه 
ياسين :لم اقابلك هتعرفي كل حاجه ، يلا بقى لازم تنامي ، تصبحي على خير
حبيبه بابتسامه :وانت من اهل الخير
اغلقت الهاتف بسعاده فقد تعودت على ان تسمع صوته الحاني قبل ان تخلد للنوم ، ولكن شردت بحديثه المبهم .
يريد أن يلتقى بها ويبدو أنه لامر هام كان يتحدث بجديه ..
٠•••••••••••••••
اما عن ياسين هاتف مجد واخبره بسبب مشاعره المتخبطه واستمع الى نصائح صديقه ، وقرر انهاء الأمر غدا عندما يلتقى بحبيبه ..
وذهب كل منهما للنوم  واحلامهم الورديه 
••••••••••||||||•••••••
فى الصباح ، استعد ياسين لذهاب إلى حبيبه ، وانتظر مجد لكي يقله إلى الاكاديميه .
جاء مجد على الموعد المحدد بينهم ، وهو سعيد من أجل تلك الخطوه التى اتخذها صديقه .
وبعد مرور بعض الوقت ، صفا مجد سيارته أمام الاكاديميه وسار بجانب ياسين يبحث عن وجود حبيبه .
كانت تجلس هى وريم بالحديقه وعندما علمت بوجود ياسين نهضت من مجلسها لتستقبله وترحب به هو وثديقه أيضا ، صافحها مجد على عجاله وغادر المكان .

-تحب نتمشى ولا نقعد احسن 
ياسين بتوتر :نقعد احسن 
جلست على طاوله موجوده بالقرب وجلس هو امامها 
حبيبه :تشرب حاجه الاول ولا تحب تفطر 
ياسين بابتسامه :لا مافيش داعى 
حبيبه بانصات :اوكيه ، قولتلي لم اقابلك هتعرفي ايه هو الموضوع خير فى جديد فى موضوع الحادثه 
ياسين بتنهيده :للاسف مافيش ، بس انا حابب اتكلم عن حاجه تانيه ومهمه جدا وهتتوقف على قرارك النهائي واختيارك انتي
حبيبه بقلق :خير اتفضل كلي أذان صاغيه 
اخرج تنهيده عميقه :حبيبه جوايا صراع قوي مع نفسي ، حاسس بحيره ، خايف أخد خطوه واظلم حد معايا ، بجد مش عارف ابدا كلامي منين ، انا متلخبط بس عارف ان مافيش غيرك هيساعدني ، خايف اتكلم و اظلم بقرارى حد مالوش وجود فى الدنيا ، وخايف اسكت فى نفس الوقت بكون بظلم نفسي وبظلم شخص تاني غالي عندي ، رأيك اسكت ولا اتكلم
حبيبه بحيره :كلامك فعلا يحير ، بس مافيش حاجه تخليك تظلم نفسك على حساب شخص متوفي ، اتكلم طبعا
ياسين بتنهيده :انا جوايا ليكي مشاعر قويه بتحركني ، مشاعر حلوه عاوز اعيشها واخوضها معاكي من غير خوف ولا قيود ، انا بجد بحبك ، بحبك حب غير اى حد ، حب مااقدرش اوصفه بمجرد كلام ، عشان حب صادق نابع من القلب ، مش حب شكل ولا جمال ولا مظهر ، لا حب روح ، حب تصرفات ، حب قلب اختارك من غير العين ماتشوفك ، حب جديد جوايا بعيشه وبحسه معاكي انتى وبس ، قلبي بينبض معاكي كل دقاته ، ماعنديش دقه ناقصه ، حاسه انك الضلع إللى بتكمليني ، شايف براءتك ونقاءك ، شايف روحك إللى بعشقها ، مش عارف هتصدقى مشاعري ولا لاء بس انا فعلا صادق فى كلمه قولتها وفى كل وصف وصفته ، مش طالب منك رد ، طالب منك تفكير فى كل كلمه ، ده قرار مش سهل وصعب تاخديه فى لحظه ، عاوز اختيارك يكون عن اقتناع ، خايف تسرعي فى اختيارك وأكون سبب جرحك وظلمك ، مش هقبل اظلمك ولا اجرحك على حساب نفسي ، حبيبه انا عاوز اتجوزك ونكمل بعض ، محتاجك جنبي وسندي ، محتاجك تنوري حياتي من جديد ، ماانكرش أن الماضى لسه ليه ذكره مهمه فى حياتي ، بس ده غصب عني ، من غير ماضي ماكنتش هقدر اعيش الحاضر واتخطى المرحله الصعبه والقاسيه إللى مريت بيها فى حياتي ، ماقدرش انسي الماضي لكن اقدر اعيش الحاضر والمستقبل ليكي ومعاكي انتى واقدر اوعدك عمري مااجرحك ولا احطك فى اى مقارنه مع حد مالوش وجود دلوقتي فى الحياه ، مطلوب منك تفكري وتاخدي كل وقتك ومن غير ضغط على نفسك ، إللى هتقتنعي بيه انا هتقبله اى كان ، انا قولت كل إللى جوايا 
انا هستني مجد عند المديره محتاج اتكلم معاها
اتكز على عصاه وتوجهه إلى مكتب المديره ، وترك حبيبه تبتسم بسعاده بسبب كل ما تفوه به ، فقد اخرج كل مشاعره دون قيود او تحفظ ، وترك لها القرار وحريه الاختيار 
الا يعلم أنها تكن له نفس المشاعر واصبح هو محور حياتها ودائما التفكير به ، لم تصدق نفسها أنه يبادلها نفس الحب الصادق الذى راته وشعرت به بصدق كلماته التى خرقت قلبها النابض بحبه هو فقط وليس غيره .
كادت أن تنهض خلفه لتخبره انها ايضا تكن له مشاعر واحاسيس قويه ، ولكن اوقفها صوته القوي ..
٠••••••••••••••••••
علم من زوجه شقيقه اين توجد حبيبه الآن ولم ينتظر الكثير ، لحق على الفور ليلتقي بها ، فهو يشتاق إليها حقا ، واتخذ قرار ان يترك زوجته بعد ان اصلح الخطأ الذين ارتكبوه قبل الزواج وتحمل هو المسئولية ، إلى ان تصبح متزوجه بالفعل وبعد ذلك ينفصل عنها بكل هدوء ، ويحاول استرداد ابنه عمه ، الحب الذي شعر به بعد فوات الأوان ...

٠•••••••••••••••
لم يكلف نفسه عناء البحث عنها فقد وجدها تجلس امامه كحوريه من الجنه وعلى ثغره ابتسامه خلابه تسير القلوب ، اسرع إليها بلهفه وشوق .
-حبيبه 
ادارت وجهها لترا من الشخص المنادي ، تفاجئت بوجود ابن عمها يوسف .
جحظت عيناها فلم تتوقع قدومه 
-انت جاي ليه خير 
وقف امامها يتطلع بها بحب :واحشتيني ، جاي عشانك 
تنهدت بضيق ونظرت له بغضب :بقولك جاي هنا مكان شغلي ليه
يوسف بتنهيده :عشان بجد واحشتيني وكان نفسي اشوفك ، وعندي كلام كتير لازم تسمعيه ، أولا انا خلاص هسيب شهد و
قاطعته بحده :مافيش بينا كلام ، تسيب ماتسبش شئ مايخصنيش يا ابن عمي 
كادت أن تسير وتبتعد من امامه ، ولكن اسرع وامسك بيدها ليمنعها من المغادرة ، ودار وجهها اليه وحاوطها باليد الاخري واصبحت محاصره بين يديه وهو ينظر لرماديه عيناها بحب :
-لا يخصك يا حبيبه ولازم تقفي وتسمعيني ، انا عارف جرحتك كتير وكنت غبي فعلا لم سبتك وفرطت فيكي بسهوله انتى مش بس بنت عمى لا انتى حب حياتي إللى حسيت بيه متاخر ، ارجوكي سامحيني وارجعي معايا البيت وانا هعمل كل إللى بتحلمي بيه ، اوعدك مش هزعلك تاني وشهد خلاص صلحت غلطي وهطلقها هى مالهاش حاجه عندي ، انا مش قادر ابص فى وشها ، انا حاسس ان مخنوق ومتقيد وأنا معاها ، عارف انك لسه بتحبيني وهتسامحيني وترجعي معايا 
أبعدت يديه المحاصره لها ، وعادت خطوات للخلف تبتعد عنه وهى تصرخ بوجهه :أنت ايه يا اخي ماعندكش دم ، عادي عندك تجوز وتطلق كده ، تسيب دي وتحب دي بكل بساطه ، أنت بتفكر ازاى اصلا ، هو عندك بنات الناس عادى تتجوز وتطلق ببساطه وتدور على غيرها ، فوق بقى وانت مجرد ابن عمي وبس مافيش اى صله ولا علاقه تجمعنا ببعض غير عمي وبس ، روح لمراتك وعيش حياتك بعيد عني 
يوسف بجديه :انتي بتكدبي انتي لسه بتحبيني وبتقولي كده عشان زعلتك وجرحتك واتجوزت شهد ، حقك عليا انا هعمل كل حاجه عشان ترضى عني 
حبيبه بانفعال :بس بقى خلاص زهقت وتعبت من كلامك ، ليه مش عاوز تفهم انا مابحبكش افهم بقى 
اقترب منها بعصبيه :انتي هتيجي معايا دلوقتي فاهمه 
-ابعد عني 
اقترب ياسين فى ذلك الوقت ووقف بينهم ليبعد ذلك الهمجي عن حبيبته بعد ان استمع للحوار الذي دار بينهم ، وليس وحده فقط الذي استمع لصراخ حبيبه وانفعال يوسف ، فقد اجتمع الكثير من المتواجدين بالاكاديميه ليرؤ المشهد أمام اعينهم 
وقف ياسين وابعده بيده :قالتلك ابعد عني تبق تبعد وتمشي من سكات
اشتعل بنار الغضب وابعد ياسين بقوه فقد دفعه فى صدره ولكن جسد ياسين القوي منعها من الاهتزاز فظل سدا منيعا يحول بينه وبين محبوبته .
يوسف :ابعد أنت ماتدخلش احسنلك
 ياسين بغضب :ابعد عن خطيبتي فاهم  
يوسف بسخريه :خطيبت مين انت مش شايف نفسك ولا ايه ، حبيبه بتحبني انا وامشي من وشي احسن لتصرف تصرف تندم عليه 
ياسين باصرار :أنت إللى تمشي ياشاطر تلعب بعيد وإياك تقرب من خطيبتي ولو بس فكرت تقرب منها ولا تضايقها هتكون نهايتك على يدي
يوسف بغيره :أنت اتجننت حبيبه لا يمكن تتخطب ليك ، هى بتحبني انا مش معقول تفضل واحد اعمى مابيشوفش عنى اكيد بتشفق عليك ، صح يا حبيبه 
لم تستطيع تحمل اهانته اكثر من ذلك فصرخت بوجهه ورفعت اناملها الرقيقه ودوت صفعه قويه على وجنته ليصمت
وضع يوسف يده مكان الصفعه ولم يتوقع أن تمد يدها عليه ونظر له بغضب :بتضربيني عشان ده
حبيبه :أيوة عشان تفوق لنفسك وتعرف انت بتقول ايه  ، للاسف ابن عمى إللى مش بيقدر الناس كويس ، ياسين فعلا خطيبي وهنتجوز قريب جدا ، والاعمى الحقيقى هو انت يا يوسف مهما حصل مابتتغيرش ، تفكيرك مريض وياسين عمره ماكان عاجز العاجز الحقيقي هو انت روح بص لنفسك فى المرايا كويس وانت هتعرف حقيقتك 
يوسف بغل :،بتفضلي ده عليا وتقفي فى وشي وكمان تمد ايدك عليه  عشانه 
حبيبه بجديه :ايوه واتفضل امشي بقى من هنا بلاش فضايح اكتر من كده 
غادر يوسف وصدره يشتعل ببراكين من الغضب والندم على ضياعها منه للابد .
...............
شعر بفرحه داخليه بسبب تصرفها ودفاعها القوي عنه ، ولكن خشي ان يظلمها بعجزه الذي لا يعلم إلى متى سيظل كفيف ..
وقفت بجانب ياسين وتحدثت بخجل :انا اسفه على الكلام البايخ إللى قاله
ياسين بضيق :انا إللى اسف ان قولت انك خطيبته ، بس هو كان لازم يقف عند حده ، ومالكتش طريقه امنعه غير كده ، حبيبه انا مش عاوز اظلمك معايا ، انا فعلا عاجز و
وضعت يدها على ثغره تمنعه من إكمال حديثه :من فضلك ماتكملش وانت ماغلطتش لم بدافع عن خطيبتك ولا انت فاكر ايه ، لعلمك انا بشفق على نفسي منك ، أيوة عشان انا كمان مشاعري ناحيتك مااقدرش اوصفها فى مجرد كلام ، وبعدين معاك رقم ابيه حازم مش كده مستني ايه اتصل بيه وحدد ميعاد تقابله ولا انت عاوز اجى انا اخطبك هههه
ابتسم بحب على طريقتها المرحه والعفويه بالحديث وشعر بأن الله عوضه بحلم بعيد المنال وطال انتظاره منذ أن تعرف عليها وشعر بالحب يسكن قلبه من جديد ..

٠••**•••*****•••••••
الفصل الرابع والعشرون
عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

عشقتك قبل رؤياكِ
 رأيتك فى احلامى ايتها الملاك
همساتك تجذبني إليكِ

وكل شيء هو فيكِ

يجذبني منك واليكِ

كم اتمنى ان ألقاكِ

ايها الحبيبه التى لم اراكِ

رأيتك صورة رسمتك

في  مخيلتي وحُفرت بقلبي قبل عقلي

ايها الحبيبه التى لم اراها

سافرح لكِ  من اجلي

سارسم لوحتك بخجلي

سانثر ورودي في بستانك

واغرد بين اغصانك

وارسمك فى أحلامي
حبيبتي لقد......

رسمتك ورده فى احلى بستان

رسمتك همسه رقيقه فى قلب ولهان

رسمتك ضحكه متفائله فى وجه حيران

رسمتك وجه صافى وقلب حنون على اجمل كيان 
حبيبتى..
لقد رسمتك على اجمل صوره ممكن تكون 

رسمتك اطيب قلب ممكن يصون 

رسمتك اجمل حب ممكن يدوم 

حفظتك فى قلبى من كل العيون 

عشقتكِ وعًشقك قلبى بجنون 
حبيبتي .. 

كم حلمت أن  التقي بكِ..
 كم تمنيت أن ألتقي بكِ ..
كم تمنيت أن أبوح بحبي العميق لكِ 
بأحاسيسي.......وبمشاعري

كم تمنيت أن يكون حبي لكِ بداية الأمل المنشود

كم تمنيت أن يكون عشقي لك زهرة أستنشقها كل صباح

احببتكِ عشقتكِ قبل رؤياكِ
أحببتك فى احلامى

حبا حتى  احترق فؤادي
عشقتكِ عشقا حتى لم يبق للحب باق
لقد تعديت فى حلمى كل معانى المستحيل

وعبرت بك كل ابواب المستقبل 

حتى استقريت بك فى ارقى مكان لكِ

وهو قلبى المتيم بحبك

حبيبتي ... 

لو كان الحلم ينطق لأخبرك بشراسة عشقي  لكِ
لو كان الحلم ينطق لأخبرك بشوقي إليك الذي يفوق كل تصور ويفوق الخيال
ويسمو .....يسمو فوق السحاب والغيوم ........يسمو في سماء لاحدود لها 

......يسمو حاملا تنهدات عاشق بحبك.....
يامن سكنت القلب والروح 
يا حبيبه القلب وشفاء الروح
يا رفيقه الدرب وحياه الروح
يامن سرقت القلب قبل العيون
احببتكِ وعشقتكِ قبل ان اراكِ ويدق قلبي لكِ حين القاكِ

**********
شعر بالفرحه تغمره بعد ان افصح عن مشاعره وحسم أمر حيرته وعلم أنه اتخذ القرار الصائب فى علاقتهم ، ولم يتردد لحظه بعد ان اجابته بالموافقه ودافعت عنه أمام ابن عمها ، فقد اقسم على حمايتها وعلم حقا انها تكمله ونصفه الآخر الذي اكرمه الله بها بعد معاناته ..
طلب من صديقه ان يصطحبه الى مقر شركه حازم الشامي ليتحدث معه عن أمر خطبته واخذ موعد مع والده لكي يتقدم هو وعائلته الى والده وتحديد الموعد المناسب لإتمام الخطبه ..
٠•••••••••••••••••
عندما عاد إلى فيلته ، ظل ثائرا بما فعلته ابنه عمه معه ، لم يتوقع يوما أنها ترفع يدها عليه او حتى صوتها ، ومن أجل من ، من أجل الدفاع عن شخصا آخر ..
اقتربت منه زوجته بتسأل :يوسف مالك ، راجع متعصب ليه ، هو فى حاجه فى الشغل
يوسف بضيق :مافيش حاجه ، بس مضايق شويا ، ممكن تسبيني لوحدي 
وجدتها فرصه اتتها على طبق من ذهب ، وقررت أن تذهب لتلقى بسامر ، تصنعت الضيق من أجل زوجها 
-خلاص يا حبيبي ارتاح شويا وانا مش هاخرج بقى ، كنت محتاجه اطمن على بابي ومامي
نظر لها بلامبالاه :عاوزة تخرجي اخرجي مافيش مشكله
شهد بكدب :مااقدرش اخرج واسيبك بالشكل ده
يوسف بضيق :شهد قولتلك عاوز تخرجي اتفضلي ، فى حاجه تانيه 
شهد بجديه :بصراحه محتاجه فلوس 
اخرج من جيب بنطاله الفيزا الخاصه به وأعطاها اياها 
-خليها معاكي 
قبلته من وجنته والتقطت الفيزا وغادرت الفيلا بسعاده ، كل ما تفكر به هو ان تلتقي بعشيقها سرا ..
٠•••••••••••••••••••
صفا سيارته أمام مبني الشركه ، ترجل مجد أولا من سيارته ، وساعد صديقه على الترجل ، وسار جانبه إلى مكتب  حازم ، وابلغ سكرتريته الخاصه بمقابلته .
بعد عده دقائق اذن لهم حازم بالدخول ، ووقف فى استقبالهم يرحب بهم .
شعر ياسين بالخجل ،بسبب قدومهم المفاجئ بدون موعد سابق 
-احنا اسفين جاين كده من غير ميعاد سابق 
حازم بابتسامه :أنت بتقول ايه يا باشمهندس ، هو فى بينا الكلام ده يا راجل ، احنا فى بينا شغل وتشرفوني فى اي وقت ، اتفضلو استريحو 
جلس مجد وياسين بالمقعد المقابل له .
لا يعلم من أين يبدأ حديثه 
حازم بجديه :ها تشربو ايه بقى 
مجد بابتسامه :ياريت قهوه مظبوط 
طلب حازم لهم ثلاثتهم قهوة ، وطال صمت ياسين 
وكزه مجد بارجله ، ليتحدث .
ياسين بتردد :الحقيقه فى موضوع مهم جاي لحضرتك فيه ، هو موضوع مالوش علاقه بالشغل
حازم باهتمام :وانا تحت امرك 
ياسين بتنهيده :انا محتاج أخد ميعاد عشان اقابل والد حضرتك 
حازم باستغراب :بابا خير فى حاجه ولا ايه 
ياسين بجديه :انا عاوز اتقدم واطلب  ايد حبيبه ولازم اطلبها من عمها 
حازم بذهول :حبيبه 
ياسين بتنهيده :انا واخد اذن حبيبه الاول قبل مااخد الخطوه دي ، وجاي اتكلم معاك بصفتك اخوها الكبير ، ولو فى اى اعتراض عني أو عن شخصي أو حتى ظروفي ، فأنا جاهز طبعا للنقاش مع حضرتك يا باشمهندس .
حازم بصدق :انا بس اتفاجئت مش اكتر ، واحب اقولك مافيش من ناحيتي اى اعتراض على شخصك أو ظروفك ، شخصك كلنا عارفين مين ياسين الانصاري فى السوق واخلاقك مافيش غبار عليها ، أما بقى ظروفك فدي ملك انت ومش من حقي ادخل فيها ، ومدام حبيبه بنفسها طلبت تجي تتكلم معايا الاول ، فده شئ يتحسب ليك ، حبيبه انا مربيها وواثق فى اختيارها ، والقرار قرارها طبعا ، لا من حقي ولا حق بابا نقرر عنها ، وأنا هتكلم مع بابا فى الموضوع واتصل بحضرتك تشرفنا أنت والعائله فى اى وقت .
شعر ياسين بأن حمل على اعاتقه وتخلص منه بموافقه حازم .
٠•••••••••••••••••••
ارتدت ثوب ازرق يصل إلى ركبتيها ، ذات حماله رفيعه ، مجسم على جسدها ،  ووضعت مساحيق التجميل وتركت شعرها الاشقر ينسدل على ظهرها العاري ، ابتسمت باعجاب على نفسها وهى تتطلع بالمرآه وتضع احمر الشفاء ونثرت عطرها الفواح ، التقطت حقيبه يدها الزرقاء  وغادرت الفيلا لتقود سيارتها وتتجه إلى منزل سامر ..

بعد مرور نصف ساعه كانت تقف أمام شقته وتدق الجرس وهى تتطلع حولها ، تخشي ان يراها أحد الجيران ..
انصدم عندما فتح الباب وجدها امامه ، نظر حوله بريبه ثم سحبها بقوه ليغلق خلفها الباب .
سامر بانفعال :انتي مجنونه ، ايه جابك دلوقتي
اقتربت منه بشوق تقبله وتحتضنه :واحشتني يا بيبي ، دي مقابله هو انا  ماوحشتكش ولا ايه 
سامر بضيق ابتعد عنها قليلا :شهد انا قولت الوضغ اتغير ، لو حد شافك دلوقتي ايه العمل ، ولا لو يوسف  جى هيكون ايه التصرف ، من فضلك بلاش تتصرفي من دماغك تاني 
اقتربت منه باغراء وكادت أن تقبله ، ابتعد عنها بضيق 
شهد ممكن تقعدى ونتكلم 
جلست بنفاذ صبر :مالك يا حبيبي فى ايه ، أنت متغير معايا ليه ، مش انا نفذت كل إللى طلبته مني
سامر بجديه :شهد انا فكرت  كويس فى موضوعنا ، وأحسن حل لينا نبعد عن بعض 
نظرت له بصدمه :نعم أنت بتقول ايه ، يعنى ايه تبعد عني بعد كل حاجه عملتها عشانك
سامر بمكر :يابنتي مؤقت بس ، عشان ماحدش يشك اتفقنا ، واتفضلي روحي بيتك دلوقتي تمام ، وهنتقابل اكيد بعدين ماشي يا قلبي 
شهد بعدم تصديق :يعنى ايه 
سامر وهو يقبلها ويمسك بيدها لتنهض معه يصطحبها إلى باب الشقه ،
حبيبتي هكلمك اكيد ، بس عاوزك تخلي بالك من تصرفاتك ماشي يا قلبي ، باااي 
اغلق الباب خلفها وتنفس الصعداء .
يخربيتك مش هعرف اخلص منها بسهوله ، شهد مش هتقبل نبعد عن بعض ، اكيد هتعملي مشاكل ، انا دلوقتي لازم اخدها على قد عقلها ، لحد لم اوصل للى انا عاوزه ..
*******************
بعد خروج ياسين ومجد من مكتبه اجراء اتصال هاتفي لحبيبه .
....
فى ذلك الوقت كانت تجلس بمكتب مديره الاكاديميه وهى تشعر بالخجل والتوتر بسبب الجلبه التى فعلها ابن عمها الطائش ..
المديره :حبيبه عاجبك إللى حصل انهارده ، كده سمعه الأكاديمية ممكن تنضر بسبب الهرج والمرج إللى حصل من قريبك ، بينكم مشاكل عائليه ياريت تتحل بعيد عن الشغل ، وافتكر وجودك فى الاكاديميه مالوش لازمه ، تقدري تقضي ساعات عملك النهاريه وبس 
حبيبه بخجل :انا بقرر اسفي عن إللى حصل ، وكمان حضرتك عاوزة تاخدي قرار تاني بخصوص شغلي هنا فأنا هاوفر على حضرتك الإحراج وكمان سمعه الأكاديمية إللى حضرتك شايفه ان وجودي هنا يسي ليها ، اعتبريني مستقيله حضرتك ، بعد اذنك هاخد حاجتى وامشي 
توجهت إلى غرفتها واحضرت حقيبه ملابسها ، واخبرت ريم كل ما حدث بمكتب المديرة ، ولذلك قررت أن تعود وتجلس بمنزل ريم مؤقتا ..
عندما صدع رنين هاتفها ، علمت أن المتصل حازم .
حبيبه بثبات :الو ايوه يا ابيه 
حازم :حبيبه قلبي إللى كبرت وكل يوم عريس يتقدم ، عارفه ان ياسين لسه خارج من عندي
حبيبه بابتسامه :ورأيك ايه بقى
حازم بجديه :لا لازم نتكلم 
حبيبه بتنهيده :انا عند ريم ، ممكن تقابلني هناك 
حازم :طيب كويس ، ساعه كده وأكون عندكم .
اغلق الهاتف واكمل بعض اعماله ، أما حبيبه فكانت تشعر بالضيق والقلق ، ولا تعلم ماذا يخبيه القدر ..
**************
عاد ياسين الى فيلته وجلس يتحدث مع والديه واخبرهم برغبته فى خطبه حبيبه ، الفتاه المسئولة عن علاجه النفسي ، فرحت والدته من أجل اخراجه من حزنه على زوجته ، وبدايه حياه جديده ، تتمنى أن ترا فلذه كبدها دائما سعيد بحياته ، أما والده فقد شعر بالقلق من تلك التصرف وأراد أن يتحدث معه ، يخشي عليه بأن يظلم نفسه ويظلم تلك الفتاه بهذا القرار ..
محمد بجديه : غاده ممكن تسبينا لوحدنا شويا 
غاده بابتسامه :بتوزعوني دلوقتي ، يعنى انا عزول 
محمد بابتسامه :يا حبيبتي فى كلام مهم محتاج أكلم ابني فيه بخصوص الشغل
غاده :تمام ، انا خلاص خارجه خدو راحتكم 
اسرعت غاده لغرفتها وبحثت عن هاتفها لتتصل على ابنتها وتنقل لها الاخبار الساره ، التى جعلتها تشعر بالسعاده من أجل ابنها الاكبر ، ومن أجل حياته القادمه ..
•••••••••••••••••••
فهم ياسين ان والده يريد التحدث معه بأمر قراره الغير متوقع .
ياسين باهتمام :حضرتك عاوز تكلمني فى موضوع خطوبتي من حبيبه مش كده
محمد وهو يربت على كتف ابنه :أنا أب ومن حقي اطمن على ابني وأكون جنبه فى اي قرار ياخده ، بس واجبي انصحك يا ابني ، انا شايف انك اتسرعت وخايف تظلم نفسك بنفسك وكمان تظلم بنات الناس معاك
ياسين بتفهم : انا مقدر خوف حضرتك بس احب اطمنك مشاعري اتجاه حبيبه مش مجرد بديل لندي الله يرحمها ، انا مشدود ليها وعمري ماهفكر اظلمها معايا ، انا واثق في قراري ومش وصلت لقرار الارتباط من حبيبه غير بعد تفكير طويل
تنهد بارتياح ثم ربت علي كتف ابنه : كل اللي يهمني سعادتك وبس ، ربنا يوفقك في حياتك يارب ويختار لك الصالح
_ وانا اتكلمت مع اخوها الكبير وهيحدد معاد نقابل والده وربنا يسهل
- علي خير الله يابني ..
ترك ياسين والده ثم صعد الي حيث غرفته ليرتمي بالفراش ولكن دب القلق داخل قلبه ليجعله يشعر بغصه ويشرد بذهنه للماضي ....
يتبع 
اشرقت شمس يوم جديد على ابطالنا .
داخل كل منهما مشاعر مختلفه ، حب ، سعاده ،غيره ، حيره ، غضب ، حقد ، عشق ، انجذاب ، لهفه وشوق ..

استيقظت مبكرا وقررت الذهاب إلى مشفى دكتور سليم لتتحدث معه بأمر ذلك القرار ، وتناقشه بحاله ياسين ، فهي تشعر بالقلق والاضطراب ، تخشى أن يكون تسرع بقراره وعليه اخذ رائ طبيبها المختص بتلك الحاله ..
ارتدت ملابسها المكونه من ثوب طويل باللون الزهري وعند الخصر تضع حزام رقيق باللون الابيض وارتدت حجاب من نفس لون الثوب   ، انتهت من ارتداء ملابسها وودعت صديقتها لكي تستقل سياره أجرة تقلها إلى المشفى ..
*****************
داخل فيلا الشامي 
كانت العائله تتجمع حول مائده الطعام بدون يوسف وزوجته ، فتسأل الأب عن عدم حضورهم لوجبه الطعام .
اندهش عندما اخبره حازم بانه عاد من الخارج هو وزوجته قرب بذوغ النهار ، لذلك لم ينتظرهم على الطعام ..
وكالعاده تدافع والدته : مش لسه عرسان جداد من حقهم يخرجو ويشمو هوا 
حازم بابتسامه صفراء :اه طبعا حقه يسهر هو ومراته فى اماكن مشبوه وكمان يسكرو عادي مش عرسان جداد بقى ، انا ورايا شغل متعطل ، اروح اشوف شغلي احسن 
انجى بابتسامه :حبيبي ممكن توصلني فى طريقك عند ماما 
حازم :جاهزه 
انجى :طبعا جاهزه
امسك بيدها :تمام يلا بينا  
تذكر أمر ياسين وقف ونظر إلى والده :بابا ابلغ ياسين المقابله أمته
عبدالرحمن بجديه :يشرفنا على 8كويس 
نظرت لهم فريال بتسأل :مين ياسين ده
ابتسم حازم عندما وجد يوسف هو زوجته يهبطو الدرج سويا ، وحدث والدته بفرحه 
-عريس جاي يطلب ايد حبيبه 
فريال بلامبالاه :وحبيبه اتعرفت عليه فين ، اكيد بعد ما سابت البيت 
عبدالرحمن بصرامه :فريال ولا كلمه عن بنت اخويا ، وتقابلي الضيوف كويس مفهوم 
حازم باهتمام :تعرف يا بابا مين كمان اتقدم لحبيبه ، بس حبيبه رفضته 
وقف يوسف مكانه يستمع لحديث شقيقه بانصات :
اكمل حازم حديثه :مش هتصدق سامر المصري صديق يوسف المقرب 
جحظت عين يوسف بصدمه عندما علم بذلك الأمر ، أما شهد فكادت ان تسقط على وجهها من اثر صدمتها التى لم تتوقعها ، وظلت شارده تتوعد داخلها لذلك اللعين الذي يريد ان يتزوج باخرى ويتركها .
بعد ان نجح فى اخبار شقيقه بنوايا صديقه ، احتضن زوجته من كتفها وغادر الفيلا ...
شعر بنيران الغضب تحترق صدره ، لم يتوقع بأن سامر يفكر بابنه عمه ، فيكفي وجود ذلك ال ياسين لجعله يشعر بالغيره والغضب والحقد معا ، ياتي صديقه ايضا ليزيد من براكين الغضب .
********••********
كان يجلس بمكتبه بالشركه ويقص على صديقه الحديث الذي دار بينه هو عائلته 
مجد بجديه :تسمع نصيحه صاحبك ، ماتخليش خطوبه بس فيها ايه تبق كتب كتاب كمان ، احسن ليك ولحبيبه ، الخطوبه مالهاش لازمه.  حبيبه محجبه وكمان عشان تقربو من بعض اكتر وتحددو بقى وقت الفرح إللى يناسبكم ، وإياك بقى الاسطوانه اياها ، خايف اظلمها ، تظلم مين حبيبه لو شايفه انك هتظلمه هتقبل بيك ليه اصلا ، اسمع الكلام يا صاحبي 
ياسين بابتسامه :حاضر يا مجد سمعنا وطاعه ارتحت
مجد بذفير :لا لسه محتاج اطمن عليك ، عشان ارجع ألمانيا تمارا خلاص قربت محتاج أكون جنبها ، لازم ادخل معاها العمليات بنفسي وأحضر ولاده ابني واقطع الحبل الصوري بنفسي
ياسين بصدمه :ليه مافيش دكاتره هناك محتاجينك انت إللى تقطعه
مجد بسعاده :طبعا يا ابني لازم الأب يحضر هناك الولاده ويعرف ويقدر المعاناه إللى بتحصل للام داخل العمليات وعندهم كمان لازم الأب إللى يقطع الحبل الصوري بنفسه عشان يحس بطعم وجمال اللحظه ، امال ايه ده حدث تاريخي 
ابتسم ياسين على حماس صديقه :ربنا يسعدك ويقوملك تمارا بالسلامه
مجد :ويسعدك أنت كمان يا صاحبي وتجرب الاحساس ده بنفسك ، بجد متعه 
اراد ياسين تبديل الموضوع :الرائد خالد ماوصلش لحاجه
مجد بنفي :لا مافيش للاسف اي جديد ، انا هرجع مكتبي فى كذا ملف لازم  اراجعه بنفسي  عشان ابن عمك ده مش مركز خالص .
ياسين :معلش يا مجد سيف محتاج صبر وان شاء الله ويتغير
مجد : مش عارف انت مستحمل وجوده ازاى فى الشركه بعد كل إللى عمله
ياسين بجديه :اخويا الصغير مهما عمل ولازم اتحمله على الاقل عشان خاطر عمى الله يرحمه ، هو امانه ومضطر اتحمل اخطائه واصلح وراه ، واجبي كده 
مجد :تمام اروح اراجع وراه اشوف بقى اخر اخطائه ايه ، سلام 
٠••••••••••••••••••••
قرر أن يلحق بشقيقه إلى الشركه ، ليتاكد من الخبر الذي القاء على مسامعه قبل ان يغادر المنزل .
استقل سيارته وهو يقودها بسرعه فائقه ، لم يصدق بأن سامر تقدم لخطبه حبيبه ، يريد ان يعلم السبب  .
حاول الاتصال بسامر ولكن اته الهاتف مغلق، فالقاء جانبه على المقعد المجاور له بضيق ، واكمل قيادته لذهاب إلى الشركه ..
************٠*
استغلت خروج زوجها وقررت أن لن ترحم سامر على تلك العمله ، ايريد ان يخلى بها لينعم بالحب والعشق مع غيرها ، فقررت ان تتوجه اليه لتلقنه درسا قاسيا ، فهى لن تسمح بالهزيمه يوما ، وفعلت كل شئ من أجل حبها ، فبعد كل هذا يتركها بسهوله ويبحث عن غيرها .
ظلت طوال الطريق تتوعد له ، إلى ان وصلت إلى المكان المنشود ، صعدت على الفور بمكان سكنه .
وظلت تدق الجرس بانفعال واضح .

عندما استمع لرنين باب الشقه ، اطفى السيجار التى بيده ونهض ليفتح لذلك الطارق المزعج الذي قطع عليه لحظات التخطيط والتفكير بتلك الحوريه التى سرقت تفكيره .
عندما وجدها أمام حدث نفسه :استغفر الله العظيم يارب ، ايه جابها دى بقى
ابعده من امامها بدفعه قويه من قبضه يدها وهى تتحدث بثوره هائجه 
-وسع كده من طريقي
اغلق الباب وشعر بالريبه من رد فعلها 
وقفت تنظر له بحقد واضح على تقسيم وجهها وصرخت بوجهه بغضب مكبوت 
-بقى انا اتساب بعد كل إللى عملته عشانك ، رايح تجري ورا عيله احلوت فى عنيك وعاوز تسبني كده بكل بساطه ، لا فوق لنفسك يا سامر ، انا ممكن اطربق الدنيا على دماغك ودماغها ومش هيهمني حد ، أنت فاهم ، شهد مش لعبه فى ايد حد ، ومش عشان بحبك تعمل فيا انا كده ، لو فاكر ان ممكن اسكت واتنازل عن حقي فيك تبق غلطان ، انا كنت من ايدك دى لايدك دى ، قربي من يوسف ، حاضر ، اعملي علاقه مع يوسف حاضر ، اتجوزي يوسف بردو حاضر ، كل ده عملته عشانك ، لكن انا ممكن اهد المعبد على دماغك فاهم ، انا مش ساهله ولا هسكت 
ابتلع ريقه بصعوبه واقترب منها يحاوطها بتملك ويحاول أن يهدئها :فى ايه يا شهد ، ايه الجنان إللى بتقولي ده ، فى ايه حصل لكل ده
نثرت يده بعيدا عنها :ابعد عني ، أنت رايح بعد كل إللى عملته ولسه بعمله عشانك ، عاوز تسيبني انا شهد العاشري وتجري ورا حبيبه بنت عم يوسف ، لا وكمان عاوز تجوزها ، ده انا كنت اقتلك واقتلها هى كمان  لو فكرت تبعد عني عشانها 
سامر بغضب :ماتفوقي لنفسك يا شهد ، انتى عارفه ان لايمكن اتجوزك يا حلوه وخلاص قضينا وقت حلو مع بعض وخلاص بح ، كان فى وخلص ، انتى ركزي بقى مع يوسف وتحمدي ربنا ان مش عارف حقيقتك وتكملي معاه من سكات ، لكن انا تنسيني خالص فاهمه ، اوعى يكون عقلك صورلك ان ممكن اتجوزك فى يوم من الايام ، تبق غلطانه يا حلوه ، انا لا يمكن اتجوز وحده زيك يا شهد ، انتى امشي معاكي يومين ننبسط مع بعض لكن جواز فوقي مش ممكن يحصل ، واقولك على حاجه كمان انا فعلا بحب حبيبه ومتمسك بيها ومش هسيبها بسهوله عارفه ليه عشان هى نضيفه ، رقيقه وجميله وعندها كرامه وأخلاق لا يمكن اضيعها من ايدي ، واتفضلي بقى غوري من وشي مش عاوز اشوف وشك تاني
شهد بانفعال انهالت عليه باللكمات :يبق هقتلك يا سامر واخلص منك ، لا يمكن اسيبك لغيري 
حاول الامساك بيدها وابعادها عنه والتملص منها ، ولكن هى ثائره امامه قد تملكها الجنون ، ركلها بقدمه لتسقط ارضا وانهال عليها بالسب والضرب المبرح ، وهى ايضا سبته بابشع الشتائم وهددته بفضح أمره ، فأراد اسكاتها ووضع يده على فمها ليمنع صوتها من الهاتف ، يخشي ان يشعر بهم الجيران ، حاولت التملص من قبضه القويه ولكن كان الشر تمكن منه ودفعها بقوة من راسها ترطم بالارض عده مرات لكى تصمت ، ولكن لم يعلم أنها صمتت للنهاية ، فقد انهى حياتها ، فلم تعد قادره على الحركه واستسلمت قوتها وظلت طريحه بالارض وحولها بركه صغيره من الدماء ...
••••••••••••••••••••••••••
سارت برواق المشفى إلى ان وصلت لمكتب الطبيب ، طرقت الباب عده مرات ، وعندما استمعت لصوته ياذن لها بالدخول ، دلفت لداخل المكتب .
-صباح الخير يا دكتور
سليم :صباح الفل على تلميذتي النجيبه ، اتفضلي استريحي 
جلست امامه ونظرت له بجديه :ممكن اعطل حضرتك نص ساعه بس
سليم بتضيق مابين حاجبيه :نص ساعه كتير ، هسمحلك بساعه بس ههه
ابتسمت له :محتاجه  مشورة حضرتك 
سليم باهتمام :موضوع الرساله بردو ، شدي حيلك ميعاد المناقشه قرب
هزت راسها بالإيجاب :موضوع الاهم من الرساله ، صاحب الحاله نفسه
سليم بقلق :ماله ياسين اوعى تقولي حصله انتكاسه 
هزت راسها بالنفي :لا بس حصل حاجه غريبه شويا وماحدش هيفهمني غير حضرتك ، قصت عليه كل شئ حدث بالامس ، قرار ياسين بالارتباط بها والتقدم بالفعل لخطبتها .
استمع الطبيب باهتمام شديد إلى أن انهت حبيبه السرد .
سليم بجديه :وانتي خايفه يكون اتسرع فى قراره بالارتباط بيكي ، ولا خايفه انتي تكوني اتسرعتي اكتر فى الموافقة عليه من غير ماتخدي فرصه تفكري 
حبيبه بجديه :حضرتك عارف مشاعري كويس،وسبق وبلغتك بيها 
سليم :اكيد كمان يا حبيبه ياسين عارف هو بيعمل ايه وليه خد القرار ده فى الوقت ده بالذات ، كون ان فى بينكم ثقه ونشئت صداقه بينكم فى وقت قصير ، ده فى حد ذاته هايل لحاله ياسين ، هو كان محتاج حد ثقه وشاف الثقه دى موجوده عندك انتى ، ومع الوقت مشاعره اتحركت ليكي ، وطبيعي لازم يعبر عن مشاعره عشان حصل فى بعد بينكم ، بسبب ان رجع بيته حس طبعا بغيابك فى حياته ، عرف قد ايه هو مفتقد وجودك ، ياسين حد صادق يا حبيبه وبكلمك عن ثقه كمان 
حبيبه بتردد :طب وندى ، انا عارفه أنها ماضي ، بس بردو متلغبطه من جوايا ، بعد حبه لندى يحبني انا فى وقت بسيط 
سليم بتفهم :جواكي متردد وبيشكك فى حب ياسين ليكي ، بس ده طبيعي لازم تعرفي ان لسه وجود ندى مااتمحاش من حياة ياسين ، اصل علاقتهم ماكنتش يوم ولا شهر دى سنتين وكمان وجود ندى كان واخد حيز كمان فى البيت والشغل ، وحتى لم اتوفت تركت حيز فراغ واتولد جواه احساس بالذنب وتانيب الضمير ، لازم تكوني مدركه الواقع كويس يا حبيبه 
حبيبه بحزن :انا عارفه ان فى اختيار صعب وانا مش بتراجع مهما كانت العواقب ومش هستسلم بسهوله ، لازم ادعم ياسين واخرجه من الضلمه حتى لو هتجرح من الضلمه دي ، فأنا واثقه انها مش هتستمر ، وياسين هيرجع لنور من تاني واول حد هياخد بايده وهنكمل طريقنا فى النور مع بعض 
سليم باعجاب :وأنا واثق ان النور على ايدك وقريب اووى نبارك نجاحكم مع بعض ، ياسين يسترد بصره وانتى تاخدى الماجستير وتفوزى بحبه الصادق إللى هتشوفيه فى نور عنيه اول لم يرجع للحياه على ايدك ويتولد من جديد 
حبيبه بابتسامه :مبسوطه ان حضرتك دايما واقف معايا وبتشجعني ، طلب بقى اخير
سليم بابتسامه :من غير ماتطلبي ، انا سبق وعرضت عليكي تتابعي معايا الحالات بالمستشفي ، ولسه بقرر عرضي 
حبيبه بفرحه :بجد يعنى لسه ليا مكان 
سليم بجديه :طبعا ليكي مكان بس انتى فى اجازه حاليا لم تتخطبي عشان مش عاوز حاجه تعطلك عن الحالات إللى هتمسكيها ، لازم تكوني هاديه ومافيش اي ضغوط عليكي 
ابتسمت بسعاده على تفهم الطبيب الذي دائما يدعمها ويقف جانبها كابنته ويقدم لها النصح والإرشاد ..
٠•••••••••••••••••••••••
صدع رنين هاتفه ، وعندما اجابه ، علم ان المتصل حازم وأخبره بموعد المحدد اليوم فى الساعه الثامنه مساء ، شكره ياسين واغلق الهاتف وهو يشعر بالسعاده تغمر قلبه ، منما استمع لصوت دقاته القويه وكان قلبه لم يعتاد على تلك الفرحه ..
٠•••••••••••••••
ذفر بضيق وهو يتصفح الاواراق التى امامه وقرر أن يتوجهه لمكتب سيف ليحدثه عن تجاوزته بالعمل ، فقد سحب مبلغ كبير خلال يومان ولم يدون اين صرف هذا المبلغ ..
اقتحم مكتبه دون استاذان وتفاجئ بالكارثه ..
وجده منكب على مكتبه وامامه مسحوق ابيض ، جحظت عين مجد بسبب ما راء ، فقد علم أنه يثتنشق السموم البيضاء مثل الكوكين أو الهروين فجميعهم سموم والنهايه واحده ، تسمر مجد مكانه وهو يشعر بانه شلت قدميه وفقد المقدره على النطق من هول ما راء ، ولكن اخرجه صوت سيف المهزوز عندما اجاب على هاتفه وهو غير واعي بوجود أحد .
-بتتصل ليه يا زفت ، باقي المبلغ خلاص حولته على حسابك الشخصي ، رغم انك ماتستهلوش عشان العمليه مش تمت زى ما انا عاوز 
المتحدث :يا باشا انا نفذت المهمه وماليش غير بفلوسي وبس وكفايه صبرت عليك كتير
سيف بتوهان :وخدت خلاص فلوسك عاوز ايه اقفل بلاش وجع دماغ 
انا لسه ماخلصتش منه ، اتعمى بس ، ورجع تانى يفوز عليه 
لم يصدق بما سمعه او راء بمكتب سيف ، فقرر أن يخرج على الفور قبل ان يعلم سيف بانه شاهده أو سمعه يتحدث. بالهاتف مع الشخص المجهول ..
•••••••*************
 
الفصل السادس والعشرون
عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

عاد إلى مكتبه فى حاله من الصدمه والذهول ، جلس بمقعده وهو شارد فيما سمعته إذنه قبل قليل ، لا يعلم ماذا يفعل ، هل يصارح صديقه بما سمعه ام يظل صامتا ، فهو فى حيره الآن ، ولكن قرر الاتصال بالضابط الذي تحدث معه من قبل ، ويخبره بما حدث ..
٠••••••••••••••••••
دلف لمكتبه شقيقه وداخله اسأله كثيره ، يريد الاجابه عليها .
نظر له حازم وهو يعلم لماذا أتى اليه .
-خير فى حاجه يا يوسف
يوسف بتوتر :هو فعلا سامر طلب منك ايد حبيبه بجد
حازم :ايه معقول صاحبك ماقالكش ولا ايه ، على العموم حصل ، وأنا اتكلمت مع حبيبه وهى رفضته من الأساس ، بلاش اقولك السبب الحقيقي ، عشان وعدة حبيبه ماازعلكش ولا حابب اجرحك بالكلام ، بس التصرف إللى اتصرفته مع حبيبه وياسين غلط وماينفعش اتغاضه عنه .
يوسف أنت اخويا الوحيد ماليش غيرك ويهمني مصلحطتك صدقني ، سيب حبيبه تكمل حياتها زى ما هى اختارت وانت كمل فى طريقك وحياتك ، انت بقيت راجل متجوز اهتم بمراتك وفكر ازاى تسعد نفسك ، انزل شغلك وبلاش السهر بتاع زمان بقى ، وبنت عمك أقف جنبها وباركلها على اختيارها واتمنالها السعاده يا اخي ، حبيبه بجد بتحب ياسين ومتمسك بيه ولازم كلنا نكون جنبها ، احنا اخواتها ولا ايه 
يوسف بتنهيده :هحاول 
حازم :ربنا يهديك يا يوسف .
****************
عندما غادرت المشفى ، قررت الذهاب إلى والدتها لتقص عليها كل شئ حدث معها وتخبرها بالموعد المحدد لمقابله ياسين وعائلته لتقدم لخطبتها ، فرحت والدتها بالامر ، وتمنت لها السعاده مع الانسان الذى اختاره القلب ..
وبعد ان ودعت والدتها توجهت إلى صديقتها بالأكاديمية عندما علمت منها بقدوم مالك اليوم ، قررت أن تكون بانتظاره ..
٠•••••••••••••••••••••
اما عن مجد ، بعد ان هاتف الرائد خالد المسئول عن التحقيق بأمر الحادث ، ذهب ليقابله ويقص عليه كل ما سمعه ..
استمع خالد له بانصات :يعنى سيف ابن عمه هو اللى مدبر الحادثه 
مجد بضيق :اكيد مافيش غيره وطريقه كلامه بدل على أنه فعلا خطط لكده ، كمان العجز إللى حصل فى الفلوس ، وده طبعا تمن العمليه ، انا خايف على ياسين جدا ، وجود سيف معاه فى مكان واحد خطر على حياته ، وخصوصا ان ياسين دلوقتي مش شايف ولا حاسس بحاجه سهل يحاول يخلص منه 
خالد بجديه :احنا لازم نوقع سيف ، محتاجين دليل قوي ، كمان مطلوب من ياسين يحرص منه ، فعلا بعد إللى قولته وجوده فى نفس المكان خطر على حياة ياسين ، انا ممكن اعمل حراسه مشدده بس مش كفايه ، الخطر عايش معاه ومتواجد معاه فى نفس البيت ، لازم نحذر ياسين 
مجد بقلق :انا فكرت اقوله بس انا خايف يتصدم فى ابن عمه ، إللى معتبره اخوه الصغير ، والمصيبه كمان ان سيف بيتعاطي مخدرات ، هقول ايه بس مش عارف اتصرف
خالد :لازم ياسين يعرف يا مجد ، وياخد حذره من سيف ده ، وأنا هحاول اطلع اذن نيابه بمراقبه تليفونه وكمان كل تحركاته ، واكيد هنفضل نتواصل مع بعض 
غادر مجد قسم الشرطه وقرر أن يتحدث مع صديقه ولكن بعد مقابله اليوم ، لا يريد ان يكسر فرحته ويخبره باخبار صادمه عن ابن عمه ، فقرر تأجيل الحديث لليوم التالي ..
**************٠*
جلست بالحديقه بجانب صديقتها وهى تشعر بالسعاده ، تنتظر قدوم الصغير ورؤيته وهو متعافى ويراها كما ترا ..
وفجأة تسمرت مكانها عندما وجدت والدته تمسك بيد الصغير وتقف أمامهم بابتسامه .
وقفت عن مقعدها هى وريم ينظرو لمالك بفرحه ، تبادل مالك نظراته بينهم ، وترك يد والدته .
وقف حائر بينهم ولكن شعوره الداخلى اخبره بمن تكون حبيبه ، احتضنها بقوه وهو يصرخ باسمها بسعاده ، ضمته بحب ودارت به بسعاده .
-واحشتني ، واحشتني ، واحشتني 
مالك وهو يشدد باحتضانها :انتي اكتر اكتر اكتر 
وقفت ريم تتصنع الحزن ، فنظر لها مالك وارسل إليها غمزه :انتي بقى ريم صح 
ريم بغضب :بيقولو كده 
اسرع إليها ليضمها بحب ، بادلته ريم العناق بفرحه .
انسابت دموع الفرح من أجل ذلك الملاك الصغير الذى عاد اليه بريق عيناه وعادت الفرحه و الامل إلى طفولته ..
استمتعت بذلك الوقت التى قضته فى لعب ومرح بجانب الصغير ، ثم عادت مع صديقتها إلى المنزل ..
٠••••••••••••••••••••
طرقات متتاليه على باب شقته ، جعلته يشعر بالفزع وهول ما فعله .
حيث أن استمع إحدى الجيران لصوت الشجار القوى الذي حدث بشقته واتنابه الريبه ، فقرر التدخل .
وأخبر زوجته بالاتصال بالشرطه لتاتى عندما انتهى صوت الشجار ولم يفتح له أحد باب الشقه ..

نظر إلى جسدها الراقد بصدمه ، فهو لم يعى ماذا حدث .
 اقترب منها يهز جسدها بخوف وهلع عندما استشعر جريمته وما فعله ، فقد فارقت الحياه .
حاول هزها بهستريه :شهد  شهد. فوقي انا ماكنش قصدي ، شهد أبوس ايدك فوقي 
عاد طرق الباب يلح عليه بقوه ، نظر حوله بصدمه وارك أنها النهايه ، توجه لفتح الباب باستسلام تام فهو مازال بحاله ذهول وكانه مغيب العقل .
صرخت الجاره عندما  اقتربت من الفتاه  ووجدتها  جثه هامده والدماء اسفل رأسها .
ظل يردد بهستريه :ماكنتش اقصد والله هى إللى استفذتني 
احاط به بعض  الجيران  لمنعه من الهرب ، إلى أن تاتى الشرطه ، وسياره الاسعاف ..

•••••••••••••••••••••
استعدت للذهاب الى منزل عمها وهى ترتدي ثوب من اللون الكشميري وحجاب من نفس اللون ، وحضر السائق الخاص بعمها ، لكي يصطحبها إلى فيلا الشامي ..
........
كان حازم ينتظر قدوم الضيوف ومعه والده ، أما يوسف فقد اضطر إلى المكوث بغرفته إلى أن تنتهى تلك المقابله ..
.....
بفيلا الانصاري ، استعد ياسين وارتدا حُلته الرصاصي الغامق واسفلها قميص ابيض ، ونثر عطره المفضل ، ثم ارتدى نظارته وانتظر قدوم صديقه ، فاراد مجد ان يظل جانبه ويحضر معه تلك المناسبه ..
وفى ذلك الوقت استعدى والديه ايضا للذهاب الى منزل العروس .
اصطحبهم مجد بسيارته وخلال نصف ساعة كان يصف السياره داخل حديقه الفيلا ، ترجلت والدته وهى تحمل علبه من الشكولاته الفاخره  وتسير بجانب زوجها ، أما عن ياسين فحمل باقه الزهور واستند على يد صديقه ووقف جميعا أمام الباب ليرن والده الجرس ..
خلال ثوان معدودة كانت الخادمه تفتح لهم الباب ، ووقف عبدالرحمن وفريال وحازم لترحيب بالضيوف ..
وتوجهو إلى الصالون ، جلس الجميع وتم التعارف على العائلتين ، حاولت فريال رسم الابتسامه وكانت تتصنع الحديث وهى تتحدث مع والده ياسين ، يبدو عليها التكبر والبرود .
ولكن بادلتها غاده الحديث بكل حب وصفاء ، فهي بطبيعتها تحب الجميع ولم تحاول رسم التكبر او الغرور .
وظل عبدالرحمن يتحدث مع محمد بامور عده ، وكان ياسين ينتظر قدوم حبيبه .
طلب حازم من زوجته ان تذهب لاحضار حبيبه ، وتسامر الجميع بالأحاديث المتفرقه .
دلفت الغرفه على استحياء وبدات بالتعرف على عائلته وهى تصافح والده ثم والدته .
اقتربت غاده بتقبلها بفرحه :بسم الله ما شاء الله ، زي القمر يا حبيبتي ، اقعدي جنبي بقى 
حبيبه بهدوء :شكرا يا طنط 
عندما  دلفت للغرفه اشتم رائحتها المميزه وابتسم دون وعي منه ، وشعر أيضا بتسارع نبض قلبه .
ميز مكانها ووقف عن مقعده وهو يبتسم ويعطيها باقه الزهور :اتفضلي ده عشانك 
وقفت مقابل له والتقطت الباقه وهى تشكره بابتسامتها الرقيقه :شكرا 
تحدث والده :احنا بنطلب ايد حبيبه لياسين واتمنى ان حضرتك توافق يا باشمهندس 
عبدالرحمن بترحاب :انا يشرفني نسب حضرتك طبعا ، بس القرار يرجع لحبيبه 
اشتعلت وجنتها بحمره الخجل عندما ذكر عمها اسمها 
حازم بابتسامه :ها يا حبيبه القرار فى ايدك دلوقتي ، موافقه على الباشمهندس ولا نخليه يروح احسن 
ابتسم الجميع على حديث حازم ، استجمعت قوتها ونظرت إلى عمها :إللى عمو يشوفه 
عبدالرحمن بسعاده :وانا شايف ان نقرأ الفاتحه وهم يحددو كل حاجه مع بعض ، واحنا معاهم فى قرار ياخدوه 
محمد مويد لحديث عبدالرحمن :وأنا كمان بقول خير البر عاجله ، وربنا يسعدهم يارب 
وقرأ الجميع الفاتحه وتم الاتفاق على الخطبه وعقد القرآن معا ..
حازم :حبيبه ممكن تاخدي الباشمهندس وتقعدو شويا فى الجنينه ، من حقكم تتكلمو 
استاذنت الجميع ووقفت بجانب ياسين تهمس له :اتفضل 
انصاغ لاوامرها وسار جانبها إلى أن وصلو إلى المكان المخصص التى دائما تختلي بنفسه هناك ، الارجوحه التى شهدت وحدتها ولحظات بكائها .
حبيبه بتنهيده :هنا بقى بحس براحه ودايما بقعد لوحدي ، اكتر مكان بحبه ، المرجيحة دى شافت لحظات فرح وحزن ودموع ، شافتني بكل حالاتي ، تعرف كمان كنت ممكن افضل اعيط وأنام كمان ، كأنها الحضن الدافي إللى لم ابكي فيه برتاح .
ظل يستمع لها بانصات ، شعر بحزنها ، يريد ان يضمها لصدره لكي يعطيها الأمان ، ويخبرها انها لم تعد بحاجه الى البكاء بعد الآن .
فجلس على الارجوحه وامسك بيدها لتجلس معه 
-اوعدك مافيش دموع ولا وحده و لا حزن من انهارده 
ابتسمت له بسعاده وصرخت بفرحه عندما تذكرت مالك 
أمسكت بيده لينهض معاها وصوبت انظارها عليه :انا مبسوطه اوى يا ياسين 
اراد مشاكستها :ده انتى واقعه بقى وماصدقتي 
اطلقت ضحكتها الرقيقه :لا ماتخليش دماغك تروح لبعيد ، انا مبسوطه عشان مالك رجع انهارده وكمان شافني وحس بيه ، انا كنت فرحانه اوى عشانه ، وكمان هو عرفني لوحده ، فضل دقائق يبص ليا انا وريم بس جري عليا انا حس بيه
ابتسم لسعادتها وكاد أن يذرف الدموع بسبب فرحتها ونقاء قلبها وبراءتها ، فهى مازالت طفله وتشعر بغيرها وتفرح من اجلهم 
-وانا مبسوط جدا عشانك ، مدام حبيبي مبسوط وفرحان اكيد هكون انا كمان طاير من الفرحه عشانك 
ابتسمت بخجل ونظرت حولها ، تسمرت مكانها عندما وقعت عيناها على وجود يوسف يتطلع اليهم من شرفه غرفته ، فشعرت بالتوتر 
حبيبه :ممكن ندخل بقى احسن 
ياسين باستغراب :انتى بتتبدلي بسرعه البرق كده ليه 
حبيبه بابتسامه:لا ابدا عادي ، بس مش عاوزة نتاخر عليهم 
ياسين باهتمام :تمام ، بس قوليلي موافقه على الخطوبه وكتب الكتاب مع بعض، ولا انتى ليكي رائ تاني ، انا ماعنديش مانع لو حابه تاجلي 
حبيبه بجديه :أنت ليه كل لم تاخد قرار وتكلمني عنه بتكون حاسس ان هغير القرار ده ، على فكره انا مش  متردده خالص وواثفه فيك انت مش فى مجرد قرار وبس 
ياسين :ماتفهمنيش غلط ، انا مش حابب أخد قرار يخصنا لوحدي ، لازم ارجعلك الاول ، لازم يكون فى نقاش وحوار بينا ،مش قصدي اشكك فى حاجه
حبيبه بصدق :اقولك بقى انا بحس انك انت إللى متردد ، وكأنك اسرعت فى القرار وحابب ترجع فيه 
ياسين بحب :لا يا حبيبي إحساسك غلط صدقيني ، انا قد كل كلمه بقولها وصادق فيها ، ومش باخد قرار بسهوله ، صعب أكون متردد فى قرار خدته لانه خدته عن اقتناع ، 
امسك بكف يدها الرقيق ووضعه على صدره مكان قلبه وتحدث بصدق 
-حاسه بنبضات قلبي ، دى مش بدق غير فى وجودك جنبي ، كل دقه تخصك انتي وتنبض ليكي انتي وبس 
حبيبه انا بجد بحبك ، وصادق فى احساسي ، خليكي واثقه فيه وفي مشاعري 
حبيبه بفرحه :ياسين انا واثقه فيك فوق ماتتخيل واكيد مصدقه احساسك 
مازال يمسك بكفها ، قربه من فمه وقبله بحب صادق وهمس لها بحب :بحبك يا أجمل وارق  طفله  في حياتي 
٠••••••••••••••••••••
انتهت الزياره وتم الاتفاق على كل شئ يخص حفل الخطبه وعقد القرآن ، وغادر ياسين وعائلته .
قرر حازم ايصال حبيبه إلى منزل صديقتها بعدما اصرت  على العوده ..
وعندما اقترب ليخرج من باب الفيلا ، تفاجئ بضابط شرطه يقف امامه .
حازم باستغراب :خير حضرتك
الضابط :منزل يوسف عبدالرحمن الشامي 
حازم بصدمه :أيوة فى حاجه حصلت ولا ايه 
الضابط :معايا أمر استدعاء يوسف عبدالرحمن الشامي ، فى تحقيق ولازم يكون موجود 
حازم بذهول :هو يوسف دخله ايه بالتحقيق
استمع يوسف الحديث الذي يدور وتحدث بقلق 
-انا معملتش حاجه والله يا حازم 
الضابط :أنت مش مطلوب متهم، مطلوب فى تحقيق بخصوص شهد العاشري زوجه حضرتك
يوسف بصدمه :مالها شهد حصل ايه 
الضابط بأسى :لم تيجي قسم شرطه المعادي هتفهم كل حاجه 
حازم بجديه :انا جاي معاك متخافش ان شاء الله خير 
توجهو جميعا إلى قسم الشرطه ، وانتظرت حبيبه بمنزل عمها ريثما يعودو ابناء عمها ، فهي قلقه عليهم ..
*****************
دلفو جميعا لداخل فيلا الانصاري 
بعدما صعد والديه إلى غرفتهم ، تفاجئ بوجود سيف ينتظرهم بالحديث اللاذع..
كان يشعر بالسعاده وفجأة افاق على سخريه ابن عمه .
-أهلا بالعريس ، خلاص نسيت ندى ورايح تدور على بديل ، هو ده حبك ليها بعد كام شهر عاوز تجوز وتنساها 
ولا تنساها ليه ماانت نسيتها خلاص 
تسمر ياسين مكانه وشعر باهتزاز الارض من حوله ، تدخل مجد الذي علم بمدا تأثير تلك الكلمات على صديقه 
-انت باي حق تحاسبه ، روح حاسب نفسك ، وبعدين مالك أنت يتجوز ولا مايتجوزش ، ده بدل ماتفرحله وتباركله يا اخي ، اعوذ بالله منك 
سيف بابتسامه صفراء :وانت بأي حق تدخل بينا ، اه عينك المحامي بتاعه مش كده يا صاحبه 
ياسين بعصبيه :سيف لحد هنا وكفايه مش عاوز اسمع صوتك فاهم 
سيف بسخريه :انا اصلا سيبلك البيت وماشي يا ابن عمي ، ياكبير يلي مابتغلطش .
صفع الباب خلفه بقوه ، وتوجه إلى سيارته يقودها إلى حيث المكان الذي يتعاطى به المخدر لكي ينسى كل حزنه والمه ..
اخرجه مجد من حزنه :ياسين ماتخليش سيف يكسر فرحتك ، ندى اكيد حاسه بيك وهتفرح عشانك ، سيبك من سيف  ده اكيد مش فى واعيه .
ياسين بتنهيده حارقه :مش  فاهم ليه سيف بقى يعاملني وكأني عدوة مش ابن عمه ، وأنا دايما بتحمل كل غلطاته ، هو خلاص بقى قادر يقف قصادي ، شايفني عاجز ومش هقدر اتصرف ، انا طول عمري شايل الشغل لوحدي وبتضغط على نفسي عشانهم كلهم 
ربت مجد على كتف صديقه :طب يلا اطلع اوضتك وانسي اى حاجه ، بلاش سيف يكسر فرحتك يا أخي ، هو سيف كده لازم يعكر الجو ،
وانا الصبح هعدى عليك فى كلام مهم لازم نتكلم فيه ، تصبح على خير يا صاحبي ..
•••••••••••••••••••••••
وصلا إلى قسم شرطه المعادي ، وتوجهو إلى مكتب الضابط المسئول عن التحقيق، لاخبارهم سبب الحضور..
يوسف بقلق :انا عاوز اعرف مالها مراتي ، انا مش فاهم اي حاجه واحنا هنا ليه 
الضابط :اتفضل استريح الاول 
حازم بقلق :خير يا افندم ، انا حازم الشامي اخو يوسف ممكن نفهم في ايه 
الضابط باسف :انا اسف ان ببلغكم خبر زى ده ، بس مدام شهد العاشري وجدنها مقتوله فى شقه هنا فى المعادي (عماره 56، الدور الثالث ،شقه رقم 3)
جحظت عين يوسف بصدمه ولم يقدر على النطق ، أما حازم فعلامات الصدمه والذهول ترتسم على وجهه 
-حضرتك بتقول مقتوله ، حضرتك متأكد أنها شهد العاشري 
الضابط :كل الورق واثبات الشخصيه بياكد انها شهد العاشري ، حرم يوسف الشامي .
حازم باسي :والعنوان ده يخص مين ، شقه مين دي ، وليه شهد كانت هناك 
نظر الضابط باسف إلى يوسف الذى مازال لم يقدر على النطق 
ولكن أجاب يوسف عن ذلك السؤال بعين تائهه :دي شقه سامر 
حازم بصدمه أكبر :سامر صاحبك 
اغمض يوسف عيناه بأسى وكأنه داخل حلم  بلا كابوس ، يريد ان يفيق منه ، ولكن أنه الواقع الأليم ..
**************
يتبع 
صدمه ، حزن ، خيانه ، خذلان 
الخذلان من أصعب المواقف التي قد تمرّ علينا، فمن وهبناهم قلوبنا وأرواحنا قدمو لنا الغدر والخيانة، من جعلناهم سندنا و قوتنا غدرو بنا، فانكسرت قلوبنا وضعفت أجسادنا، لم نتوقّع هذا منهم، فقد قدّمنا لهم كلّ ما نملك من أجلهم ولكنهم خذلونا،  لا يمكن وصفها فقد قابلوا كلّ هذا القدر من الحب بالخيانه والغدر ..

شعر يوسف بالتحطيم عندما أيقن ان زوجته كانت على علاقه غير شرعيه بصديقه ، فلم يتوقع أن يصاب بسهم الغدر من اقرب الناس اليه ، لم يتوقع بأن الخيانه تاتى من صديق ، أو زوجه قدم لاجلها الكثير ولم يتخلى عنها ، وهى واجهته بالخذلان والخيانه .

تحدث الضابط باسف شديد :الجيران إللى قدمو البلاغ ، كان فى صوت خناق جامد سمعو فى الشقه ،وحاولو يدخلو لكن ماكنش فى اجابه ، فجأه الصوت اختفى وهم حاولو تاني لم قلقو ان فى حاجه مش طبيعيه بتحصل ، ولم المتهم فتح الباب كان فى حاله صدمه وفضل يقول ماكنش قصدي اقتلها ، والجيران اتحفظو عليه عشان ما يهربش ، واحنا وصلنا كانت المجنى عليها فارقت الحياه وكلمنا الاسعاف ، والمتهم اعترف بانها استفذته فحصل تطاول باليد وخناق والجيران اتعرفو عليها أنها كان بتتردد على الشقه كتير وفى أوقات مختلفه وان العلاقه بينهم من زمان ، بس اختفت فتره .
لم واجهنا المتهم اعترف ان فعلا كان فى علاقه بينهم وهى اتجوزت من فتره وسبب الخناقه هو كان عاوز يبعد عنها.  بس هى رفضت وهددته بالقتل فحصل إللى حصل 
ده تحقيق مبدئي ، بكره هيتعرض على النيابه والطب الشرعي هيثبت وقت حدوث الجريمه وسبب الوفاه ، بس مطلوب من حضرتك تتعرف على الجثه 
يوسف بحزن نظر إلى شقيقه :انا مش هتعرف على حد ، بلغو اهلها 
نظر إلى الضابط بجديه :ممكن اشوف سامر 
الضابط بشفقه على حالته :حاضر 
أمر  الضابط العسكري بإخراج سامر من محبسه ليتحدث مع زوج المجني عليها ..
***************
دلف العسكري لمكتب الضابط النبطشي وهو يسحب سامر لداخل .
وقف سامر ينظر للاسفل بحزن ويده بها الكلبشات .
تحدث الضابط باهتمام :طب هسيبك معاه خمس دقايق 
غادر الضابط مكتبه ، ونظر يوسف لشقيقه 
-سبني لوحدي يا حازم من فضلك 
 استمع حازم له دون جدال وغادر المكان وهو يرمق سامر بنظرات من الاحتقار .

لم يستطيع أن ينظر له ، فهو يشعر بانه خان صديقه الذى وثق به وخذله وغدر به ، فلم يقدر على النظر فى عيناه .
نهض يوسف من مقعده ووقف امامه ينظر له بعتاب 
-ليه ، ليه عملت فيك ايه عشان توجعني كده ،وثقت فيك واعتبرتك أخ وانت تخذلني وتخوني مع مين يا سامر ، مراتي ، مرات صاحبك ، قدرت تعملها ازاى دي ، كنت بتبص فى وشي وبتعاملني عادي بكل برود وانت فى نفس الوقت بتطعني فى ضهري ، فى شرفي ، طب ليه لو بتحبها ماقولتش ليه ، كنت سبتها عشانك ، اقسم بالله كنت سبتها عشانك ، لكن انت إللى فضلت تزن عليه اتجوزها واصلح غلطتى مش كده ، كنت تقصد اصلح غلطتك أنت يا إللى كنت فاكرك صاحبي وخايف عليه ، يا اخى ده انا اول حد بجري عليه هو انت 
ساكت ليه ماتنطق ، ماعندكش كلام تقوله صح ، مش قادر تبص فى وشي بس بعد ايه يا سامر 
انت اديتني اكبر قلم فى حياتي ، عارف انا حاسس بايه دلوقت ، حاسس بسكينه مغروزه فى قلبي من خيانتكم ليه ، هى خلاص خدت جزائها وانت كمان هتتحاسب على إللى عملته ، كل واحد فيكم خد جزائه .
سامر بندم :غصب عني والله إللى حصل كان غصب عني ، ماكنش قصدي اقتلها ، انا كنت بس بسكتها ، صدقني انا ندمت وكنت عاوز اتغير وابعد عنها ، بس شهد رفضت ، سامحني يا يوسف كان غصب عني
يوسف بألم :اسامحك على ايه ولا ايه ، على انك تخدعنى وتخذلني ودمر حياتي وتخوني مع مراتي ولا اسامحك على ايه تاني انك استغليت فتره لم كنت مابشوفش استخدمت عجزي عشان اغراضك انت ، عشان اشيل عنك كل بلاويك ، حسبي الله ونعم الوكيل فيكم 
حسبي الله ونعم الوكيل فيكم .
*********•••********

استقل السياره بجانب شقيقه دون أن يتفوه بكلمه ، احترم حازم حزنه  والصدمه الذى تعرض لها على يد زوجته وصديقه ، خيانه وغدر واستغلال بكل معنى الكلمة ..
وصل إلى الفيلا ، ترجل من السياره وسار بخطوات سريعه دلف لداخل ، ولم ينظر لعائلته التى تنتظر قدومهم بقلق ، صعد على الفور لغرفته دون أن يتحدث مع احد ..
دلف حازم خلفه بضيق وجد الجميع فى انتظاره ، تسأل والده بقلق 
-فى ايه يا بني اخوك ماله 
حازم بتنهيده:ربنا يكون فى عونه يا بابا صدمته جامده 
كانت تقف صامته بجانب عمها ، تريد ان تعلم ما هى صدمته ولماذا تم استدعائه من قبل الشرطه .
حازم باسف :شهد اتقتلت فى شقه سامر 
شهق الجميع بصدمه :اتقتلت 
عبدالرحمن بحزن :لا حول ولا قوة الا بالله 
فريال :يعنى ايه اتقتلت وفى شقه سامر مش فاهمه
حازم باسي :سامر قتلها وكان فى علاقه بينهم ، وبلاش نتكلم اكتر من كده ، هى ربنا يرحمها بقى ، وماحدش يتكلم مع يوسف سبوه لم يفوق من صدمته 
استمع الجميع لصوت تحطيم بغرفته .
كان يشعر بنيران تحرقه ، فظل يركل بقدمه كل شئ امامه ، اراد اخراج ما فى صدره من كبت وحزن وألم ، حطم غرفه نومه ، التى جمعته بزوجته الخائنه ، إلى ان انهارت قوته وجلس بالارض يبكى ويخرج حزنه فلم يعد قادرا على التماسك فقد جاءته الخيانه من القريب وليس الغريب .
يبكي على سذاجته ، استغلاله ، كرامته التى تحطمت ، يبكى على وجع الغدر والخيانه ، يبكى على ثقه باناس لا تستحق تلك الثقه ، يبكي على ضعفه وعدم رؤيه حقيقتهم إلا بعد فوات الأوان ..
*******٠•••*******
تحدث حازم بجديه :ماما يوسف محتاج يفضل لوحده ، بلاش دلع بقى كفايه ، خليه يعرف يفكر لوحده ، هو عارف هيعمل ايه وانا معاه مش هسيبه 
فريال بحزن :يعنى اسيبه منهار كده 
حازم بانفعال :ماهو بسبب دلع حضرتك يوسف وصل لكده ، لا عمرك حاسبتيه على أخطائه ودايما تداري عليه ، والنتيجه كانت ايه ، من فضلك سبيه يخرج كل إللى جواه ،  وانا واثق يوسف هيعدي المحنه دي ، كل واحد على اوضته بقى 
صعدت والدته باستسلام وقلبها منفطر على فلذه كبدها ، أما عن والده فقد كان يحمد الله داخله على عدم علم ابنه بما يحدث خلف ظهره وإلا فكان خسر ابنه للابد بفعل متهور وطائش .
وصعد حازم وزوجته لغرفتهم وهو يشعر بالضيق والاختناق بسبب كل ما حدث لشقيقه الاصغر .
اما حبيبه فكانت تجلس على الفراش ومازالت الصدمه مرسومه على صفيحه وجهها ، كانت تشعر بالخوف أيضا عندما تتوهم مشهد القتل امامها .
فجلبت هاتفها بيد مرتعشه وقررت مهاتفه ياسين .
*******
كان بغرفته ، ابدل ملابسه وتنهد بضيق وهو يحاول أن يسترخي بالفراش لكي يذهب إلى النوم ، وظل حديث سيف يشعره بانه ارتكب ذنبا فى حق زوجته، تذكر حياته السابقه ووجودها بجانبه ، فشعر بتانيب الضمير وظل يقارن بينها وبين حبيبه ، هل حقا انسته زوجته اما مازال بقلبه مكانا لزوجته ، هل علاقته بحبيبه تعد خيانه لزوجته الراحله أما ماذا 
ظل متشتت الذهن 
 ، واثناء شروده ، صدع رنين هاتفه .
التقطته من الجوار وظن أن المتصل صديقه ولكن استمع لصوتها المهزوز 
-اسفه صحيتك 
اعتدل فى فراشه  :لا انا صاحي يا حبيبه ، انتي لسه مانمتيش 
حبيبه بتوتر :لا مانمتش 
شعر ياسين  بتوترها:حبيبه مال صوتك في حاجه حصلت 
حبيبه بخوف:فى كارثه حصلت فى بيت عمو
ياسين بذهول :يا ساتر يارب كارثه ايه دي 
حبيبه بحزن :مرات يوسف اتقتلت وأنا خايفه 
ياسين بصدمه :بتقولى ايه ، بتتكلمي جد ولا بتهزري 
حبيبه بدموع :بجد والله يا ياسين 
ياسين بذهول :طب اهدى كده وماتبكيش و قوليلي بهدوء ايه إللى حصل 
كفكفت دموعها وقصت ما اخبرهم به حازم .
ياسين بتفهم :مش عارف أقول ايه بصراحه ، هى دلوقتي عند ربنا وكمان إللى غلط هيتعقاب على افعاله ، ويوسف يحمد ربنا ان ظهرو على حقيقتهم فى الوقت ده ، اكيد إللى حصل صدمه بالنسباله ،ربنا يهون عليه .
حبيبه بفزع :ياسين انا خايفه ، مش عارفه انام 
ياسين يحاول أن يطمئنها :حبيبه ماتخفيش انا معاكي على الفون لحد لم تنامي
حبيبه بتذمر :تفتكر هعرف انام ، أخاف طبعا انا مرعوبه .
 حاول كتم ضحكته فهى مثل الطفله تخشى أن تحلم بتلك الاشياء المفزعه
-طب انا اهو مش عاوزك تخافي ، تعالي نتكلم فى اى حاجه ونغير الموضوع ده 
حبيبه :اتكلم أنت وانا هسمع 
ابتسم رغما عنه :هتروحي لماما امته ، عشان عاوز اقعد معاها واتعرف عليها واطلب ايدك منها ، حقها طبعا 
حبيبه :بجد عاوز تتعرف على ماما 
ياسين بجديه :طبعا يا بنتي مش زيها زى امي ولا ايه ولازم هى كمان تتكلم معايا من حقها تطمن على بنتها معايا 
حبيبه بضيق :بنتي مش ملاحظ انك بتقول بنتي كتير
ابتسم على مضايقتها واراد اثبات حبه :عشان أنا حاسك كده بنتى وحاجات كتير وان شاء الله قريب هتبقى مراتي إللى بتكملني
استمعت لحديثه  وظلت صامته .
ياسين بقلق :حبيبه انتي نمتي ولا ايه 
حبيبه :لا معاك 
ياسين بتفهم خجلها :معاك ايه بس انا قولت نمتي هههه
عامله ايه دلوقتي مافيش خوف 
حبيبه :الحمد لله احسن 
ياسين بابتسامه :الحمد لله ، مش عاوزك تحسي بخوف طول ما انا جنبك ، دلوقتي لازم تنامي وترتاحي ماشي 
حبيبه بتنهيده :حاضر تصبح على خير
ياسين بابتسامه :وانتي من اهل الخير 
ابتسمت بحب واغلقت الهاتف وهى تقبله برقه وقد نست خوفها واغمضت عيناها استسلمت لسلطان النوم .
٠•••••••••••
اما عن ياسين شعر بالارتياح بعدما استمع لصوتها وعلم ان خوفها تلاشى ، ظل يتذكر حديثها من اول لقاء بينهم إلى ذلك الوقت ، ولم يتوقع أن علاقتهم تتطور إلى هذا الحد وسوف تصبح زوجته بيوم ما .

٠•••••••••••••
ظل بغرفته يبكي ويحاسب نفسه على الاخطاء التي اقترفها بحق نفسه وحق عائلته وبحق الانسانه التى احبته يوما ما ، وقرر اتخاذ قرارات عده ومهمه سوف تغير مجرى حياته ..
**************
فى الصباح قررت ان تذهب لمنزل والدتها لتخبرها برغبه ياسين فى التعرف عليها .

ام عن حازم فتوجه إلى عمله فى الصباح الباكر ، ومازال يوسف بغرفته لم يغمض له جفن ، طوال الليل شاراد فى حياته وكل ما فعله سابقا ، قرر الالتزام بالصلاه كما علمته حبيبه قبل ذلك وعاد إلى طبيعته بعد ان عاد إلى بصره ، علم أنه قصر بحق ربه فى صلاته ووعد نفسه بالمواضبه على الصلاه ، وأن يمحى كل ماضيه من مساوئ وان يلتزم بعمله ايضا ويرمي الماضي وراء ضهره وان يتطلع للامام فقط .

هبط الدرج وهو يصرخ باسم الخادمه 
-سمره سمره 
اتت مهروله وقفت امامه بتوتر : افندم  يا استاذ يوسف
يوسف بجديه :كل حاجه فى اوضتي تخص شهد تجهزيها فى شنط ، فى مندوب من جمعيه رساله هيجي ياخد الحاجه دى ، خلال نص  ساعه تكوني مخلصاهم مش عاوز اى حاجه تفضل فى الاوضه تخصها مفهوم
سمره :تحت امرك ، كل حاجه هتكون جاهزه حضرتك
ركضت سمره لغرفته تنفذ المطلوب منها ، استمعت فريال لحديث ابنها ورفضت التدخل ، ولكن استوقفته عندما وجده يتوجه لباب الفيلا يريد ان يغادر .
-يوسف أنت رايح فين يا حبيبي 
نظر لوالدته بثبات :رايح شغلي يا ماما ، ولا حضرتك عاوزه افضل قاعد في البيت 
فريال بقلق :لا يا حبيبي روح شغلك ، بس بطمن عليك 
يوسف :انا كويس الحمد لله يا ماما ماتقلقيش ، عن اذنك بقى 
٠•••••••••••••••
كانت تنتظر أمام الفيلا تبحث عن سياره اجرى لتقلها إلى منزل والدتها ، تفاجئت بيوسف صف سيارته امامها .
لم تتوقع أن تلتقى به بعد ما حدث معه بالامس .
فتح لها الباب المجاور ونظر لها بجديه :اركبي هوصلك 
وقفت قليلا متردده اتركب جانبه أم تظل واقفه تنتظر قدوم سياره اجرى 
يوسف بضيق :اركبي يا بنت عمي  هوصلك مكان ما تحبي ، مافيش داعي تركبي مع الغريب .
دلفت لداخل السياره وهى تنظر له بغرابه 
-رايحه فين 
حبيبه :عند ماما 
قبل ان يقود السياره نظر لها بجديه :انا اسف على اى تصرف حصل مني قبل كده ، اسف كمان عشان إللى قولته لياسين ، واكيد لم اقابله هعتذر بنفسي عن إللى حصل مني 
لم تتوقع اعتذاره  ولكن قبلت أسفه فهو ابن عمها ولا تريد ان يظل التعامل بينهم فى خلاف 
حبيبه بابتسامه :انا كمان أسفه ان يعنى مديت ايدي عليك ، بس انت وقتها جرحت ياسين وانا مااقدرتش افضل ساكته 
نظر لها بأسى :بتحبيه 
هزت راسها بالإيجاب 
يوسف بتنهيده :هو كمان كان واضح اوى ان بيحبك ، ربنا يسعدكم ، هو فعلا يستاهلك مبروك 
حبيبه بابتسامه :الله يبارك فيك
قاد السياره ليقلها الى منزل والدتها ، ثم يكمل طريقه فى الذهاب إلى الشركه ..
***************
صفا سيارته أمام مبني الشركه ، ثم ترجل من السياره ووضع نظارته الشمسيه لتحجب عنه رؤيه العاملين بالشركه ، شعر بان اعين الجميع متسلطه عليه وتتهامس عنه وعن ما فعلته زوجته ، كان يشعر بالخجل والضيق ولكن تصنع القوه والصمود ، ودلف إلى مكتب شقيقه بتجاهل نظرات الجميع .

كان حازم بمكتبه لم يستطيع أن يمارس عمله يفكر بما حدث مع شقيقه ، وفجأة وجده امامه .
نزع يوسف النظاره ووقف أمام شقيقه :حاسس ان الناس كلها بتتكلم عني وبتشاور عليه ، نظرات الناس بتوجعني اوى ، فيه إللى شمتان فيه وفيه إللى ان صعبان عليه ، وفيه إللى بيقول عني مغفل يا حازم 
نهض حازم من مجلسه ووقف يتطلع لشقيقه بثبات 
-من امته كلام الناس بياثر فيك يا يوسف ، وانت معملتش شي غلط تخجل منه ، وبعدين ماحدش اصلا عنده علم باللى حصل ، أنت بس متخيل ان كل الناس عارفه ، ولعلمك بقى الناس مهما نعمل هتفضل تتكلم عننا وتنتقضنا كمان ، ماتخليش كلمه تهزك ولا تكسرك ، خليك ماشي وراسك مرفوعه أنت لا اجرمت فى حق حد ولا ظلمت حد ، بالعكس أنت مجني عليك ، حبيبي ركز بس فى انهارده انسي امبارح بكل إللى حصل فيه ، فكر بس فى يوسف عاوز ايه واعمله بدون خوف ولا ضعف 
يوسف بجديه :عاوز اشتغل وحقق ذاتي ، عاوز اكون يوسف وبس ، مش عاوز حد يقول ده ابن عبدالرحمن الشامي ، عاوز انجح واكبر بنفسي 
اعجب حازم بجديه وإصرار شقيقه على النجاح 
-وعشان كده بقى أنت مالكش مكان هنا 
يوسف بصدمه :نعم 
حازم بابتسامه :عشان هتستلم شركه بابا وانت إللى ديرها وحقق نجاحك زى ما انت عاوز ، بابا من حقه يستريح وانت مثيرك تدير الشركه ، انجح وكبرها وحقق هدفك وأنا هكون معاك لو احتاجت لأي مساعده يا بطل 
ضمه يوسف بحب :مش عارف لو مش عندي أخ زيك كنت هعمل ايه فى حياتي 
حازم بغمزه :عد الجمايل 
ودعه يوسف واستقل سيارته ليذهب إلى شركه والده ، ليحقق اول هدف عليه تحقيقه ..
*****************
اما عن ياسين كان ينتظر قدوم صديقه ، وعندما أتى مجد ، صعد لغرفته واراد التحدث معه بصوت خافت يخشي ان يستمع إليهم أحد .
شعر ياسين بالريبه فى حديث صديقه 
-مجد فى ايه قلقتني 
مجد بجديه :الموضوع فعلا مقلق جدا يا صاحبي 
انا اتكلمت مع الرائد خالد وهو عنده علم بكل حاجه ، بس انت لازم تعرف عشان تاخد حذرك ، عشان الخطر محاوطك 
ياسين بقلق :عرفتو مين إللى مدبر الحادثه 
مجد باسف :للاسف عرفنا يبق سيف ابن عمك
ياسين بعدم استيعاب :لا طبعا ده كلام فارغ سيف لا يمكن يعمل كده ، ده اخويا اكيد فى حاجه غلط 
مجد بثقه :انا سمعت سيف بنفسي وهو بيتكلم مع الراجل إللى اتفق يقطع الفرامل 
ياسين بصدمه :سيف ، عاوز يخلص مني انا ،  طب ليه 
**************

الفصل الثامن والعشرون
عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

شعر بالصدمه عندما علم بتلك الخبر ، لم يتوقع يوما بأن من يؤذيه ويتسبب بوفاه زوجته هو نفسه ابن عمه ، الذي يعامله كاخ اصغر ويظل جانبه دائما ، لم يصدق ان الطعنه تأتيه من القريب وليس الغريب ..
مازال غير مصدقا لحديث صديقه .

علم مجد بصدمته فلم يزيد عليه واخباره أيضا انه يتعاطى المخدرات ، فقرر الصمت فى ذلك الوقت ..
جلس ياسين بحزن ووضع رأسه بين كفيه وهو يتحدث بأسى :ليه سيف يعمل فيه انا كده ، مش طايق وجودي فى حياته عاوز يخلص مني ، طب ندى ذنبها ايه وابني إللى راح ، ماحسش بالذنب لحظه ولا بتأنيب الضمير ، ابن عمى إللى معتبره اخويا عاوز يقتلني 
ربت مجد على كتفه :ياسين إللى حصل حصل. لازم تخلي بالك منه ، مش بعيد يحاول يقرر عملته دي تاني ، سيف اكيد فى دماغه حاجه ومش هيسكت ، أنت وجودك هنا معاه فى نفس البيت أكبر غلط 
ياسين بحزن :عاوزني اعمل ايه يا صاحبي ، اسيب بيتي ولا اطرده هو ومرات عمى ، إللى مالهمش مكان غير هنا ، انا مش خايف على نفسي ، انا عاوز اعرف بس السبب يخليه يعمل كده ، ويتحاسب على إللى عمله ، يدفع تمن موت مراتي وابني ، اى كان لازم يتعاقب على جريمته .
مجد بجديه :خالد قالي لازم اثبات قويه عليه ، وكمان هو مراقب كل تحركاته ، واى حاجه هيوصل بيها هيبلغنا ، بس مطلوب مانظهرش اي حاجه وسيف مايعرفش ان فى حد عارف عشان مايخدش حذره ، نتعامل عادي جدا وبطبيعتنا معاه ، خلى بالك يا صاحبي وامسك نفسك كويس 
ياسين بتنهيده الم :حاضر يا مجد ، ماتشغلش بالك أنت 
مجد :طب ايه نازل معايا الشركه ولا ايه 
ياسين بضيق :لا ماليش مزاج 
ودعه مجد وتوجهه هو إلى الشركه ليدير اعماله وترك صديقه وقلبه يعتصر بالحزن والقلق عليه ..
٠••••••••••••••
دلف لداخل غرفه زوجته ، الغرفه التى جمعت بينهم وتشهد لحظات من الحب والعشق والجنون ايضا .
ابتسم بالم عندما تذكر اول مقابله جمعت بينهم بالعمل ، واطلق زفيرا قويا وهو يتوعد بجلب حقها مهما كان الفاعل عليه ان يدفع الثمن .
انسابت دموعه على وجنتيه وهو يمسك بثوبها ويشتم رائحتها التى مازالت عالقه بهم ... 
~~~~~~~~~~
وصل لشركه والده واستقل المصعد ليتوجه إلى مكتبه ، لم تستطيع السكرتريه منعه من الدخول إلى والده ، طرق باب مكتبه ودلف بهدوء .
نزع عبدالرحمن نظارته الطبيه وهو ينظر لباب مكتبه ، تفاجئ بوجود ابنه يقف امامه ، حدثه بحنيه 
-تعالى يا يوسف 
اقترب يوسف من مكتبه وامسك بيد والده وقبلها بصدق وحنين نابع من داخله 
اعتذر عن كل مافعله بحق والده :انا اسف يا بابا حقك عليه ، انا قصرت مع حضرتك كتير ، وكنت دايما معارضك ومابسمعش كلام حضرتك ، كنت فاكر ان بعمل لنفسي شخصيه وكيان وعاوز أكون مستقل وغير حازم ، اسف يا بابا على كل لحظه احتاجتلي فيها أكون جنبك ومالقتنيش ، اسف بجد سامحني ان خذلتك كتير وكنت عديم المسئوليه ارجوك سامحني
قبل عبدالرحمن رأسه بحب :الأب عمره مايزعل من ابنه ، وطول عمره بيتمني يشوف ابنه احسن منه يا بني ، اوع تفتكر ان سهل عليه اشوفك ضعيف ولا مكسور ، انا عاوزك دايما قوي وتقدر تواجه الدنيا دي ، قسوتي عليك من حبي وخوفي عليك تضيع مني ، كنت عاوز اطلع منك راجل يعتمد عليه ويشيل الحمل عني ، وعمر قلبي ما غضب عليك ، أنت حته مني يا بني ، ربنا يسعدك ويريح قلبك .
يوسف بابتسامه :وانا جاى اشيل عنك ومن النهارده يا هندسه تقعد كده فى البيت تستريح والشغل يمشي زى ما حضرتك موجود واطمن هو فى ايد امينه 
ابتسم عبدالرحمن بحب وشعر بالراحه والسعاده من أجل تغير ابنه للافضل وان ما حدث معه ليس إلا درسا قاسيا وعليه مواجهه الحياه بكل ما فيها من صعاب وتحدي ، وأنه لن ينكسر مهما حدث ، وسيظل صامدا مهما عصفت به الدنيا ..
******************
في المساء 
انتظرت قدوم ياسين ليتحدث مع  والدتها ، واخبرت والدتها كل ما حدث بمنزل عمها .
شعرت ناديه بالحزن والاسي بسبب ما فعلته زوجه يوسف ، فهى ام مثل أي أم ، تحزن إذا أصاب ابنها او ابنتها بشي ، ودعت الله ان يصلح له جميع اموره فهو بمثابه الابن ، وتمنت ان يخرج من تلك المحنه دون أن يخسر نفسه وعائلته ..
توجهت إلى غرفتها وهى تشعر بالقلق فلم يهاتفها طوال اليوم ، وخجلت هى أيضا ان تهاتفه ، فماذا تقول له .
وظلت تنظر للهاتف من حين لآخر تنتظر اتصاله ولكن دون جدوى ..
٠••••••••••••••••
اما عن ريم فكانت تجلس بمنزلها تنتظر قدوم خطيبها ، وعندما استمعت لرنين الجرس ، هندمت ثيابها وتوجهت على الفور لتفتح له الباب وتستقبله .
نظرت لها والدتها بخبث :بس على مهلك الراجل يقول ايه ، اتقلي شويا 
ريم بغضب :بقى كده يا هدهد ده انا بنتك بردو 
هدي بابتسامه :بنتي حبيبتي تبق عاقله كده وراسيه مش تطفشي الراجل 
ريم بضيق :أيوة اديني مواعظ وخلى عمار واقف بقى على الباب 
هدى :وانتي بينفع معاكي حاجه ، استني هنا انا هفتح 
ريم بنفاذ صبر :الصبر يارب 
توجهت هدي لفتح باب المنزل لتستقبل عمار بترحاب  
عمار بابتسامه :مساء الخير يا ست الكل 
هدي :مساء الخير يا حبيبي ، اتفضل واقف ليه 
اعطاها عمار باقه الزهور الذى يحملها بيده :اتفضلي ده عشانك 
ابتسمت بود والتقطت منه باقه الزهور ووجهته ليجلس بغرفه الصالون .
اتت ريم من الداخل نظرت له بضيق عندما وجدته اعطى الورود إلى والدتها ، وجلست جانبه بتذمر .
شعر عمار بمضايقتها :مالك قابله كده ليه ، دى مقابله وأنا إللى جاي اتفق مع ماما على كتب الكتاب 
ريم بتنهيده :انا ايه إللى هيضايقني ، انا مبسوطه جدا ، مبسوطه خالص 
عمار بغمزه :طب عيني فى عينك كده 
ريم بضيق تنظر له :اهو 
عمار بتسبيل :بحبك يا مجنونه 
ريم بهيام :بجد 
عمار بابتسامه اخرج ما فى جيبه ، علبه حمراء صغيره فتحها أمام عيناها واخرج ما بها ، قلاده رقيقه على شكل قلب صغير وداخله قلب اصغر من الماس .
نظرت إلى تلك القلاده باعجاب 
-الله دي عشاني ، دي حلوة اوى ، ميرسي يا عمار 
عمار بحب :ممكن البسهالك بقى 
هزت راسها بالموافقة ، فالبسها اياها .
عمار بجديه :قوليلي بقى هننزل نختار العفش امته 
ريم :مش عارف اتكلم مع ماما 
عمار :فى حد مهم جدا فى حياتي وعاوز اعرفك عليه 
ريم بغيره :حد مين ده ان شاء الله إللى مهم فى حياتك غيري
عمار بمشاكسه :أهم واغلي شخص  فى حياتي 
ريم بغضب :مين ده بقى أنت قولت مالكش حد والدك والدتك متوفين مين إللى مهم اوى كده بالنسبالك 
عمار بحب :بتغير ولا ايه 
ريم بضيق :لا مابغرش واغير ليه اصلا انا واثقه فى نفسي
عمار بغمزه :يا واد يا جامد 
ريم :مين بقى إللى عاوز تعرفني عليه 
عمار بجديه :جدتي يا مجنونه ، وهى مش هتقدر تيجى ، وأنا ماليش غيرها بس هى عايشه مع خالتي فى اسكندريه ، وأنا جبتها معايا كام يوم هنا ، عشان تتعرف عليكي وعلى طنط 
ريم بخجل :بجد جدتك ، سوري ان اتعصبت شويا 
عمار :لا ما انا عارف حبيبي قلبه ابيض وكمان متاكد أنها غيره صح 
ريم بثقه :لا مش غيره خالص 
عمار برفعه حاجب :غريبه مع ان شكلك كان بيقول غير كده ههههه 
بس أحب اطمنك ، القلب مافيش غير ريم وبس

احضرت والدتها مشروب الضيافه وجلست تتحدث قليلا مع عمار ، ووعدهم ان ياتى غدا ليصطحبهم إلى منزله والتعرف على جدته وتحديد موعد لعقد القرآن والزفاف معا ، وافقته هدى الرائ ، ثم ودعهم بعد ان اتفق على كل شيء ..
شعرت ريم بالسعاده  وارادت ان تتحدث مع صديقتها لتشاركها سعادتها .
***************
كانت بغرفتها عندما صدع رنين هاتفها ، اسرعت لتجيب عليه ، وجدت المتصل صديقتها ..
حبيبه :ريمو واحشتيني 
ريم :قلبي يا ناس،انتى كمان واحشتيني اوى اوى 
حبيبه بجديه :صوتك فرحان اعترفي فى ايه 
ريم بهيام :فى ان بحب يا اختي ، عمار مجنني وكمان كل لم أكون معاه تظهر واحده  مايعه كده ، قال ايه عاوزه تتعلم يوجا
حبيبه بتفهم :بس عمار كابتن وطبيعي بيدرب بنات ايه المشكله ، خليكي واثقه فيه وفي نفسك هو مش،شايف غيرك ولا فى قلبه غيرك 
ريم بتنهيده :اعمل ايه بغير عليه يا حبيبه ومش بقدر امسك نفسي 
حبيبه بابتسامه :هههه معلش حاولي تتعودي 
ريم :لا وربنا ده انا اخليه يقفل الجيم احسن
حبيبه :مجنونه هههه 
ريم :على اساس مجنونه لوحدي ، اخبار سينو ايه والجميل مابيغيرش 
حبيبه بجديه :لا مش عارفه مش اتحطيت فى الموقف ده ، قوليلي اتفقتو على ايه 
ريم :ممكن بعد شهر لم نخلص فرش البيت ، هيكون كتب كتاب وفرح مره واحده ماما عاوزة تخلص مني ههه
حبيبه :الف مبروك يا حبيبتي ، ربنا يسعدك يارب 
ريم :انا وانتي يارب 
اغلقت الهاتف مع صديقتها وهى تشعر بالسعاده من اجلها وتدعو الله ان يحقق السعاده لصديقه عمرها ورفيقه دربها ...
*****************
صدع رنين جرس المنزل فتوجهت ناديه لتفتح الباب   
وجد امامها شاب وسيم  و لديه طله خاصه ، يجذب الانتباه بجسده الرياضي ووسامته ،يرتدي نظارته السوداء .
ويرسم البسمه على ملامح وجهه .
علمت من هيئته أنه هو ياسين :أهلا وسهلا اتفضل يا بني
دلف لداخل المنزل ومد يده يعطيها علبه الشكولاتة التى يحملها بيده وصافحها بود    :ياسين الانصاري 
صافحته بود :تشرفنا يا باشمهندس اتفضل ، ماكنش له لازوم تتعب نفسك 
ياسين بابتسامه :دي حاجه بسيطه .
 
جلس بغرفه الصالون ، استاذنت ناديه ان تخبر حبيبه بوجوده .
.....
طرقت باب غرفتها عده طرقات ودلفت لداخل 
-حبيبه ماما ، ياسين جى وقاعد فى الصالون 
حبيبه بتسأل :لوحده 
ناديه :أيوة لوحده ، قومي اقعدي معاه  وانا هحضر العصير 
 نهضت حبيبه من الفراش :حاضر 
تركت غرفتها وتوجهت للصالون لترحب بياسين 
-مساء الخير 
ياسين بابتسامه :مساء الخير ، إزيك يا حبيبه 
حبيبه :الحمد لله ، أنت عامل ايه
ياسين :بخير ، انا اسف على التاخير ، بس مجد بقى السبب 
حبيبه بابتسامه :ليه حصل ايه 
ياسين :مجد مش عارف الطريق طبعا وتعبنا على وصلنا لهنا 
حبيبه :طب هو فين ماجاش ليه 
ياسين :لا هو هيعمل كام مشوار كده ويرجعلي لم يخلص 
اتت ناديه ترحب به واعطته المشروب 
وتبادل معها أطراف الحديث ، اخبرها عن نفسه وشخصيته وعمله أيضا .
واطمن قلبها لشخصيته ودعت الله ان يسعد ابنتها مع شريك حياتها التى اختارته .
وقرر عمل الخطبه وعقد القرآن فى قاعه مناسبات لكي تحضر والدتها وترا بنتها وتشاركها فرحتها ، فهو يعلم إذا حدثت الخطبه بمنزل عمها ، لا تستطيع  ان تذهب الى هناك ، لذلك قرر ان يكون المكان الذى اختاره يناسب الجميع، ، اراد ان يرسم البسمه على وجهها كما هى فعلت معه منذ ان التقت به ..
واتفق معها على الذهاب غدا لانتقاء شبكتها وبعد  ذلك انتظر قدوم صديقه ليصطحبه إلى فيلته ..
*****************
قررت النيابه بعد التحقيق فى مقتل شهد   ، حبس المتهم سامر عز المصري ، اربعه ايام على ذمه التحقيق ، مع مرعاه التجديد  فى ساعته وتاريخه ..
بعد ان قرر الطب الشرعي بتصريح الدفن بعد معرفه سبب الوفاه ، أمر النائب العام بدفن الجثمان ، رفض يوسف حضور الدفن ورفض توديعها الوداع الاخير ، وترك القصاص ياخذ مجراه والكلمه الاخيره لمحكمة القضاء العالي ..
وقرر غلق تلك الصفحه السوداء من تاريخ حياته وعدم التفكير او التراجع والنظر إلى الوراء ، بلا سوف يكمل حياته ويتطلع فقط إلى الامام ..
***********

أن القرارات تشكل فقط بداية شيء ما . فعندما يتخذ شخص ما قرارات يغوص فعلا في تيار جارف يحمله نحو وجهة لم يكن يتوقعها إطلاقا حتى في الحلم لحظة اتخاذ ذلك القرار. -" باولو كويلو "
********
الفصل التاسع والعشرون
عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

بعد مرور اسبوع لم يحدث به شيئا جديدا على الاطلاق .
فقد مر الاسبوع على ما يرام ، حدث فقط تغير بسيط بعلاقتهم وتم اختيار شبكتها ، واختيار قاعه لحفل الخطبه ، واليوم هو اليوم الذي ينتظره الجميع ، سوف تصبح زوجته بعد لحظات ..
توجهت هى برفقه صديقتها إلى البيوتي سنتر لتحضير نفسها لحفل خطوبتها وعقد قرانها معا .
ارتدت ثوب انيق باللون السيلفر "فضي "وحجاب رقيق يزين وجهها الملائكي الخالى من بعض مستحضرات التجميل ، وضعت القليل فقط ، وانتظرت قدوم شقيقها الأكبر لاصطحابها لحفل الخطبه الذي يقام باحدي القاعات المشهوره ..
وارتدت ريم ثوب احمر هادئ ووضعت حجاب راسها باللون  الابيض ، ووضعت على  بشرتها الرقيقه بعض اللمسات التجميلية لتظهر جمالها الفاتن ..
كانت تشعر بالقلق والتوتر وهى تنتظر قدوم اللحظه التى ستصبح بعدها زوجته وشريكه حياته القادمه ، كانت تتخبط بها الأفكار وتشعر بالرهبه من ذلك القرار ، هل حقا احبها بصدق اما مازال روح زوجته الراحله عالق بذهنه ومكانها مازال يستوطن قلبه ، هل نجحت فى زرع بذره حبها ايضا داخل أسوار قلبه ، لم تستطيع الاجابه على تلك التسائلات المسيطره على تفكيرها الآن ، أغمضت عيناها باسف لعلها تطرد تلك الأوهام والافكار التى تشتت ذهنها ، افاقت على صوت وقوع اقدام تقترب منها .
فتحت عيناها الساحره لتلقى بوجهه الباسم ، بدلته الابتسامه حقا فهو شقيقها وسندها بالحياه ، كان دائما القلب الحاني والداعم لها ، كان يغمرها بالحنان ، شعر هو أيضا بفرحه شديده كاد أن يبكي عندما وجدها بذلك الثوب ، فاليوم طفلته التى نشأت على يده ، أصبحت عروس وسوف يصطحبها لزوجها ، حاول منع نفسه من اسقاط دموع فرحته بها .
اقترب منها بحب واحتضن وجنتيها بكفيه وهو يطبع قبله حانيه أعلى جبينها 
-مبروك يا حبيبه قلبي 
حبيبه بابتسامه :الله يبارك فيك يا ابيه 
حازم بحنو وهو يضع يدها بيده لكي يغادر بها :زي القمر ما شاء الله ، جاهزه 
هزت راسها بالإيجاب ، وسارت معه 
ابتسم بود لريم :إزيك يا ريم 
ريم بسعاده من أجل صديقتها :انا تمام الحمد لله ، عبقالي يارب 
حازم بابتسامه :عبقالك انت كمان 
ريم بتنهيده :عن قريب ان شاء الله .
اكمل سيره وهو يمسك بيدها إلى ان وصل لسيارته ، ساعدها على الجلوس ، وجلست ريم بالمقعد الخلفي ، وانطلق هو فى شق طريقه إلى حيث مكان الحفل ..
*************
كانت التجهيزات على اكمل وجه ، وقف والديه يرحبو بالضيوف ، وايضا عمها الذي ينتظر قدوم ابنه اخوه ، لكي يسلمها بنفسه إلى زوجها بعد ان يتم عقد القرآن ..
.......
اما عن ياسين فكان بموقف لا يحسد عليه ،، يشعر بمشاعر متضاربه داخله ، وكأنه يقدم على خطوه لا يعلم إلى أين تاخذه تلك الخطوه المهمه ، يعلم ان وجودها بحياته شيئا فى غايه الأهمية والاحتياج ، ولكن داخله شعور غريب بتأنيب الضمير ، حاول استرداد أنفاسه وتنفيض تلك الشعور الذي يسيطر عليه الآن ، والتفكير فقط بحبيبه ولكن راوده طيف زوجته ، شعر بها ، شعر بوجودها حوله ، كأنه يراها تقف امامه وتبتسم له ابتسامتها الحانيه ، وعندما صرخ باسمها ، وجد نفسه وحيدا ، فتسرب طيفها من امامه ..
دلف مجد غرفته بفرحه وهو يربت على كتفه بحب :مبروك يا عريس ، جاهز يلا عشان العروسه وصلت ، بلا عشان نكتب الكتاب وندبسك بقى هههه 
ابتسم لصديقه وسار جانبه كالمغيب تماما ..
 
******٠•••******
صدع صوت الزغاريد داخل القاعه بعد ان تم عقد القرآن ، صافحه عبدالرحمن بود ، واقترب منه حازم يقبله ويبارك له ، أيضا مجد قبله بمرح وهو يشاكسه ..
وعلا أصوات الغناء داخل القاعه .
اقترب منها عمها وقبلها بحب وامسك بيدها ليصطحبها إلى زوجها ..
وقف ياسين على مقربه منهما حيث دله قلبه على مكان وجودها ، فقد شعر بقربها عندما شعر باضطراب بنبضات قلبه ، علم قلبه بوجودها تقف امامه . 
تقابل بعمها وهو يصافحه مره اخرى ويضع يدها بيده ..
شعر بمشاعر غريبه عندما لمس يديها وعلم أنها الآن أصبحت زوجته ، اقترب من جبينها وقبلها برقه .
-مبروك يا حبيبه 
حبيبه بخجل :الله يبارك فيك
جلسو سويا بالمكان المخصص بالكوشه ، وتوافد الحاضرين للمباركه .
اقتربت والدتها بحب وفرحه وسعاده وشوق تضمها بحنان وتمسد على ظهرها ، ولم تستطيع كبت دموع فرحتها بابنتها الوحيده ..

على جانب آخر كان الحقد مسيطر عليه ، وهو ينظر لابن عمه بشر ، اقتربت منه والدته بمكر 
-روح قرب من ابن عمك وباركله
سيف بسخريه :اباركله على ايه ، دى مهذله 
ماجده بضيق :سيف بقولك ايه اتعدل فى كلامك معاه الفتره دى ، ماحدش عارف مراته الجديده هتعمل ايه ، ممكن تستغله ، عاوز واحده زى دي تقبل بواحد اعمى ليه 
سيف بتفكير :تفتكري عشان ايه ، البت زى القمر بصراحه ، مش عارف حظ ياسين حلو مع البنات ليه ، وانا إللى على الهامش 
ماجده بوعيد :يبق تقرب منه بقى وتسمع كلامي للاخر وانت هتكسب كل حاجه وساعتها ياسين يكون خلاص انتهى وماتقملوش قومه 
نظر لها بجديه :ازاى 
ماجده بخبث :هقولك بعدين ، دلوقتي لازم ترسم دور الفرحه باخوك الكبير ومراته 
سيف بتنهيده :حاضر 
اقترب من الكوشه بثبات وهو يتصنع الابتسامه ، وعندما اقترب من ابن عمه ، انحى ليقبل وجنتيه ويبارك له
-مبروك يا ياسين الف مبروك ، عروستك زى القمر 
استمع لصوته المقذذ واجابه باقتضاب :عبقالك يا ابن عمي 
اقترب سيف ومد يده يصافح حبيبه وهو يرسل لها غمزه بعينه اليسار :سيف الانصاري ابن عم ياسين ، مبروك يا عروسه 
نظرت له بضيق عندما تعمد الضغط على يدها الرقيقه وقربها من شفاه ليقبلها بابتسامه صفراء ، ثم غادر من امامهم   وظلت هى تنظر له بغرابه و تذكرت أول حديث بينهم ، عندما هاتفه لتستعلم منه عن سبب حياه ياسين قبل الحادث ولكن كان رده قاسي واغلق الهاتف بوجهها ، علمت انه يكن مشاعر الكره والحقد لابن عمه ..

امسك بيدها وجدها ترتجف فتسال بقلق :حبيبه مالك 
تصنعت البسمه على وجهها :لا ابدا مافيش 
ابتدت فقرات الحفل بأغنية خاصه للعروسان .
سحب يدها ولم يكترث بالحضور فهو يعلم أن الجميع سوف يصوب انظاره عليهم ، وخصوصا لانه كفيف ولذلك اراد ان يعمل لها حفل زفاف دون خجل من عجزه ، فهي تستحق ان تشعرها كأنها ملكه متوجه فى حفل خطبيتها مثل باقي الفتايات ، لذلك اصر على حفل صاخب يجمع بين العائلتين والأصحاب والاقارب ..
وقفا سويا يتمايلو على نغمات الموسيقى الهادئه ، شعرت بالسعاده بقربه ، كانت تنظر له بحب ، حقا هى سعيده بين احضانه الآن ولكن تسالت داخلها ، هل هو أيضا سعيد بقربها اما ماذا ؟
انتهت الرقصه الخاصه بهم ، عادو إلى الكوشه ، واقترب منه والدته وهى تحمل علبه المصوغات واعطته خاتم الزفاف ليلبسها اياه .
٠•••••••••••••••
امسك بيد خطيبته وتطلع إليها بحب 
-ايه الجمال ده ، لا انا مش واخد على كده 
ريم برفعه حاجب :تقصد ان كنت وحشه صح 
عمار بحب :مين مجنون قالك كده ، انتى أجمل بنت شافتها عينيه 
ونفسي ربنا يقرب المسافات وافتح عيني القاكي فى بيتي يا حبيبتي 
ريم بخجل :خلاص هانت ، مش لم نخلص الفرش وكل حاجه 
عمار بتنهيده :ماانا بعمل كل حاجه بنفسي عشان ابهرك 
ريم بابتسامه :ربنا يستر ، مش قلقانه غير من حكايه هبهرك دي ههه 
عمار بضحكه قويه :لا اطمني هبهرك انبهار ماحصلش هههه 
********٠*••*****
دلف يوسف لداخل القاعه وحاول السيطره على مشاعره .
اقترب من العروسان وصافح ياسين بثقه :الف مبروك ، أنا يوسف ابن عم حبيبه ، وبعتذر عن إللى حصل قبل كده واتمنى تقبل اعتذاري ، أنا آسف مره تانيه 
ياسين بجديه :حصل خير 
يوسف :الف مبروك 
ياسين بابتسامه :الله يبارك فيك 
وقف أمام حبيبه بابتسامه :مبروك يا حبيبه
 بادلته الابتسامه بود :الله يبارك فيك يا يوسف 
ابتعد عنهم وهو يشعر بالضيق والاختناق وغادر قاعه الزفاف على الفور خوفا من فضح مشاعره أمام احد ..

٠••••••••••••••••••
اتت فتاه فى الخامسه والعشرون من عمرها ، تركض بفرحه وسعاده اتجاه ياسين 
صرخت بقوه تتفوه باسمه ، عندما ميز نبره صوتها ، وقف عن مقعده ، لترتمي الفتاه داخل احضانه ، ضمها بقوه وهى ايضا عانقته بشده وكادت أن تبكي فرحا من أجل شقيقها .
-واحشتني اووى يا حبيبي ، الف مبروك يا قلبي ، ربنا يسعدك 
نظرت لهم حبيبه بصدمه وذهول ، من تلك الفتاه التى تحتضنه بكل تلك المشاعر 
تركت نادين احضان شقيقها وتوجهت إلى الملاك الذي يجلس جانب شقيقها 
انحت لتقبلها وتهمس لها بحب :انا نادين أخت ياسين ، الف مبروك يا حبيبتي
حبيبه بابتسامه قبلتها بسعاده :الله يبارك فيكي،
همست لشقيقها :عروستك زى القمر مبروك يا قلبي 
ابتسم لشقيقته بحب :حمدلله على سلامتك ، فين ادم والولاد 
نادين بجديه : اهو يا سيدي جاي بس كان بيسلم على ماما عشان يسيب معها الولاد هههه 
اقترب شاب ثلاثيني ذات وسامه وهيبه ، مد يده يصافح ياسين بقوه وضمه أيضا لصدره 
-الف مبروك يا سينو 
ياسين بفرحه :الله يبارك فيك يا ادوم 
ادم وهو يربت على كتفه :بجد واحشني جدا  ، وعشان كده خدت اجازه اسبوعين عشان خاطرك 
ياسين :حبيبي يا ادم نورت 
ادم بنسيان :اخ نسيت ابارك للعروسه 
مد يده يصافح حبيبه :الف مبروك 
ياسين بابتسامة:ادم يا حبيبه صاحبي وزوج  نادين اختي 
حبيبه بابتسامه :أهلا وسهلا ،تشرفنا 

بعد قليل انتهت الحفل وعاد الجميع إلى منازلهم ، توجهت حبيبه برفقه والدتها وزوجها إلى منزلها ، فقد قررت ناديه ان تمكث معها إلى ياتي موعد الفرح وتنتقل إلى منزل زوجها ، لم تستطيع حبيبه ان تعترض ، فهذه والدتها ومن حقها ان تقطن معها  ، حتى إذا كانت المده قصيره وغير كافيه ولكن ارادت ان تسعدها وتحقق امنيتها بأن تظل جانبها ..
*********
عند عودتهم من حفل الخطبه ، جلس بجانب اصدقائه 
وظل ادم يثرثر عليهم ببعض الاحاديث ، ويبتسم مجد ويخبره عن المعاناه التى سوف يقبل عليها عندما تلد زوجته ، واخبره ادم أنه بعد ذلك لا يستطيع النوم براحه كما يفعل الآن ، حتى النفس لا يستطيع اخذه إلا عندما يغفو الاطفال ، وصوت بكاءهم يعكر الصفو والمزاج وينشله من. لحظات الرومانسيه .
ظل يقهقه على صديقه ، ولكن وجد شرود ياسين فهو لم يتجادل معهم .
ارسل ادم غمزه لمجد وهو يشير إلى ياسين 
قرر ادم مشاكسته ووضع يده على عنقه بقوه ليخرجه من شروده 
-سينو مالك أنت مش معانا خالص ، عاجبك عيشه السنجله  
قضم مجد شفتيه فهو اكثر شخص يشعر بصديقه وقرر تغير الحوار 
-انا  بقول تقوم تنام احسن يا ادم ، انت جاي من سفر وتعبان يا حبيبي 
ادم بارهاق :فعلا محتاج استلم السرير ، بس يارب من غير مايتعكر صفو اللحظه ، يلا تصبحو على خير .
مجد ، ياسين :وانت  من اهل الخير

صعد ادم الدرج إلى حيث غرفه زوجته ودلف بهدوء يخشي ايقاظ صغاره ، وتمدد بالفراش بجانب زوجته التى تغط بنوم عميق ، اغمض عيناه أيضا باستسلام ..
٠••••••••••••••
اما بالاسفل 
قرر مجد عدم الحديث بشئ وقرر أن يعود لمنزله الآن 
مجد :ياسين اطلع نام وارتاح انت كمان ، وانا ماشي بقى مش محتاج مني حاجه 
ياسين بابتسامه :تسلم يا صاحبي 
غادر مجد الفيلا واستقل سيارته للعوده إلى منزله ،وترك خلفه صديقه مشتت الذهن ..

صعد لغرفته وابدل ثيابه وقبل ان يتوجه للفراش ، بحث عن هاتفه ليطمن على زوجته ، فهى اصبحت مسئوله منه منذ ان تم عقد القرآن ، لذلك اراد التحدث معها ليشعرها بالامان ، فقد شعر بقلقها وهو يفهمها جيدا ويميز نبره صوتها ، يعلم إذا كانت سعيده او مهمومه او قلقه فهو يشعر بها جيدا ..

****٠••*******
بعد ان بدلت ثيابها جلست بالفراش تسترجع كل ما مر بالحفل ، هى حقا تفهم وتعلم جيدا لغه الوجه والعيون ماذا تخفى ، تعلم تفاصيل الوجه توحي إلى ماذا ، قلق ، خوف ، سعاده ، الم ، تعب ، ضيق ، اضطراب ، تشتت ، تقرا كل معالم الوجه ، كانت تحاول فهم شعور ياسين بهذا اليوم ، ولكن بدء لها غامضا ، وكأنها لم تفهمه ولا تعرفه من قبل ، تنهدت باسي ولكن عندما استمعت لرنين هاتفها ، ابتسمت دون وعي ، فهى تعلم علم اليقين انه صاحب تلك المكالمه ، فقد اخبرها قلبها عندما زادت دقاته من اثر الرنين وكأنه عصف بقلبها وزلزل كيانها ..
التقطت الهاتف بابتسامه ساحره ارتسمت على وجهها عندما رأت اسمه ينير شاشته 
-ألو 
على الجانب الآخر
ياسين:ايوه حبيبتي لسه صاحيه 
حبيبه لنفسها :حقا حبيبتك 
-أيوة لسه كنت شويا وهنام 
ياسين بتردد :تنامي من غير ما تسمعي صوتي 
ابتسمت بخجل :اصل انا قولت اكيد هتكون قاعد مع اختك و صاحبك وكده
ابتسم على خجلها ؛حتى لو قاعد مع مين ، ماكنتش هنام من غير مااسمع صوتك واطمن عليكي 
شعرت بأن قلبها ينتفض فرحا ،كلمات بسيطه ولكنها تشعر بها وتجعلها سعيده ..
بعد دقائق قليلة انهى المكالمه ، وحاول اجبار نفسه لمشاعره التى يشعر بها بقرب حبيبه والسيطره على تفكيره بغيرها ، فهى الان اصبحت زوجته وعليه نسيان الماضي لاجل حاضره ومستقبله ..
يعلم أن نسيان زوجته الراحله صعب ولكن عليه مساعده نفسه خوفا من ظلم اخرى ، فيكفى تأنيب ضمير ..
فهو حقا يعشق وجود حبيبه يريدها ان تكمل حياته وان تصبح نصفه الآخر ولا يسمح بجرحها ، ايضا لديه مشاعر مازالت عالقه بقلبه لزوجته السابقه ..
ولكن اتخذ قرار  يناسب الجميع وهو ان يمنع نفسه بالعوده إلى الخلف والشرود فى ماضيه ، يحاول منع نفسه من المقارنه بينهم ، ويترك لقلبه ان ينبض من جديد من أجل حبيبته ..
*******
يتبع 
استيقظت مبكرا عندما استمعت لصوت صغارها ، فقررت اصطحابهم لغرفه شقيقها ، ترك زوجها مازال يغط بنوم عميق ، وامسكت بيد صغارها ، سار سويا إلى غرفه خالهم الحبيب ..
دلفت نادين بهدوء لداخل الغرفه وجلست بجانب شقيقها على الفراش ووضعت الصغار جانبا لكي يقظه صوتهم الهامس ومداعبتهم لوجهه .

استيقظ على صوت همسات الصغار ، عندما شعر بنامل رقيقه تداعب وجنته ، ابتسم بحب ونهض جالسا ليضمهم بشوق جارف ..
ياسين بسعاده :حبايب خالو ، مين زيزو ومين ايدو 
همس له الصغير ذات عامين وهو يقبل وجنته اليمنه :انا زياد
فعل شقيقه التوأم مثله وقبله من الجهه الاخرى : وانا أياد 
احتضنهم مره اخرى بتسأل :فين ادم بقى
الصغار بشقاوه :داد نام 
اقتربت شقيقته تقبله بحب :صباح الخير يا حبيبي 
عانقها شقيقها بسعاده :صباح الحب والسعاده عليكي يا قلبي 
نادين :اسفه ان قلقت منامك بدري كده ، بس بصراحه أنت واحشني اوى ونفسي افضل جنبك ارغي معاك زى زمان 
ياسين بجديه :وانا مبسوط اوى بوجودك جنبي ومشتاق جدا الكلام معاكي 
هاخد شاور كده وافوقلك 
نادين :وانا هنزل الولاد لماما ورجعالك 
ابتسم إليها بسعاده وهو ينهض من الفراش ليتوجه إلى المرحاض لاخذ حمام بارد لينعش جسده ..
٠•••••••••••••••••••••
كانت تقف تعد الطعام مع والدتها ، وتتحدث معها .
حبيبه بجديه :بعد الفطار هنزل مع ريم عشان محتجاني معاها وهى بتجهز شقتها
اقتربت منها والدته بحب وربت على كتفها بحنان :عبقال مانجهز بيتك يا حبيبتي ، بس واجب تستأذني ياسين 
حبيبه باستغراب : ياسين 
ناديه بابتسامة :طبعا مش جوزك ولازم يعرف انت فين وخارجه مع مين 
حبيبه بشرود مجرد وقوع  الكلمه على مسامعها لها احسايس غريبه ،  اصبحت تربط بينهما برابط قوي ،..
حبيبه بتنهيده :مش قصدي بس مستغربه شويا يمكن لسه مااتعودتش 
ناديه :لازم تخلى بالك من النقطه دى كويس يا بنتي ، الراجل عاوز دايما مراته تكون قريبه منه فى كل حاجه وتاخد رائيه كمان ، بيفرق معاهم جدا ، حتى لو كانت حاجه بسيطه ، عاوز يكون ليه كيان ووجود وطبعا كلمته تكون مسموعه فى بيته 
حبيبه بجديه :ماما ياسين مش كده خالص ، مش متحكم ولا بيفرض سيطرته ، كمان هو بيحب النقاش فى كل حاجه مش مجرد فرض رائ ولا عمره هيتحكم فى شخصي ، كل واحد مننا عنده شخصيته المستقله مش لازم عشان اتجوزنا اطبع بطباعه او هو اجبار عليه يطبع بطباعي ، بس كل واحد بيكون ليه وجهه نظر الطرف التاني يسمعها نتناقش فيها ، يكون فى بينا لغه حوار .
ناديه باهتمام :كل إللى انتى بتقوليه ده كلام جميل ، بس مش كل حاجه بتكون واضحه قدامك يا حبيبتي ، لأن الشخصيه الحقيقيه مش بتبان غير بالمواقف ودى طبيعه بعض الناس ، مش هقولك كلهم .
حبيبه بتنهيده :حاضر يا ماما موضوع ان اتصل بياسين واعرفه ان خارجه مش معترضه عليه ، بس مش عشان أخد رائيه واخد الأذن ، لا عشان انا حابه يعرف هكون فين ومع مين ، عشان انا مبعملش حاجه غلط ، عن اذنك هحضر نفسي بقى واتصل بيه 
غادرت المطبخ ودلفت لغرفتها ، اخرجت بعض الثياب تنتقي ما الذي ترتديه ، أما والدتها نظرت لطيفها الذي اختفى بزفير :عناديه زى ابوكي واللى فى دماغك بتعمليه 
اقترب منها زوجها بابتسامه :ايه يا ناديه بتكلمي نفسك 
ناديه بجديه :حبيبه كنت بنصحها 
فاروق ومازال يحتفظ ببسمته :وفري يا حبيبتي نصايحك ، جيل اليومين دول عندهم شخصيه قويه ويعرفو يثايرو امورهم ، مش زى زمان ، الزمن بيتغير وكمان العادات والمفاهيم بتتغير 
ناديه بجديه :يعنى بلاش انصح بنتي خالص 
فاروق بجديه :ماانا بقولك المفاهيم اتغيرت ، سبيها هى عارفه هى عاوزه ايه ، بصراحه حبيبه مايتخفش عليها 
ناديه بتنهيده :وانا عاوزة ايه من الدنيا غير اطمن عليها واشوفها سعيده فى حياتها 
فاروق وهو يربت على كتفها بحنان :اطمني وادعيلها وبس كده هتكوني عملتي إللى عليكي 
ناديه :ربنا يسعدها يارب ويفرح قلبها ..
٠••••••••••••••••••••••
 استقرت على ثوب ابيض نهاري ذات طبقه شفافه  واسفله طبقه سميكه باللون البني  ووضعت حزام بني عند الخصر وارتدت حجاب ابيض وكوتشي رياضي باللون الابيض ، حملت حقيبه يد بنيه .
وبعد ان انتهت من ارتداء ملابسها ، بحثت عن هاتفها لتهاتف ياسين ..
*****************
انتهى من الاستحمام  وارتدي ملابس منزليه، قرر عدم الذهاب لعمله ليجلس مع شقيقته وزوجها ،ارتدى تيشرت اسود نصف كم وبنطال رياضي ابيض ومشط شعره ونثر عطره الفواح .
فى ذلك الوقت طرقت شقيقته الباب ودلفت لتتحدث معه ويسترجعو  سويا ذكريات الماضي ..
ياسين بابتسامه :تعالى يا نادو ، لسه ادم نايم
نادين بزفير :طبعا لسه نايم ، ده واخد اجازه مخصوص عشان ينام فيها
ابتسم على شقيقته واحتضن كتفها لتجلس جانبه على الأريكة .
-قوليلي بقى عامله ايه مع ادم ، اوعى يكون بيزعلك
نادين بحب :لا بالعكس ادم جدع وحنين اوى وبحمد ربنا ان كرمني براجل زيه وفوق كل ده الحب موجود بينا وكمان بيزيد مش بيقل ، صحيح ليه تصرفات بتجنني ، بس عارفه وواثقه فيه وفى حب ليه .
ياسين بارتياح :ربنا يسعدكم يارب ، طمنتيني .
نادين بتسأل :دورك انت بقى ، احكيلي عن حبيبه وقولي الحقيقه بتحبها .
تنهد ياسين بقوه ثم ارجع رأسه للخلف :حبيبه دى طوق النجاة بالنسبالي ، ظهرت فى حياتي  مش هقولك فى الوقت الغلط ، لا ظهوره فى حياتي وقت محنتي كان ترتيب من ربنا ان اقدر استمر في حياتي واحاول اتغلب عن حزني ، مش هقولك انسى ندى بوجود حبيبه ، لا حبيبه مش بديل خالص ، حبيبه وجودها مهم جدا ، بحبها .
ايوه بحبها لانها بشوف فيها الأمان والقوه ، أنا شايفها بقلبي وحاسس بيها ، شوفت روحها ، نقاء قلبها ، طيبتها ، رقتها ، راسم ليها صوره فى خيالي باحساسي ، مافكرتش اعرف ملامحها لان روحها قلبها يهمني ، هتستغربي لو قولتلك ان مجد حاول يوصفهالى بس كنت برفض اسمعه ، نفسي افتح بجد عشان اشوفها زى ماقلبي شايفها ، نفسي افتح عشانها ، عاوز افسحها ، اخرجها ، اسعدها ، مش عاوز اكون عاجز قصادها ، نفسي احققلها كل إللى بتتمناه وبتحلم بيه ، رغم من يوم ماقابلتها وعمرها  ما حسستني ان عاجز ،بالعكس بتعاملني على ان شايف كل حاجه ومش ناقصني حاجه ، نفسي بجد اعوضها وافرحها 
نادين بسعاده :أنت مش بس بتحب أنت بتعشق يا ياسين 
ياسين بابتسامه :عشقتها بقلبي وعقلي قبل ما عيني تشوفها 
نادين :بس حبيبه فعلا ما شاء الله جميله اوى وزى القمر 
ياسين بجديه :عارف وحاسس بيها
نادين بجديه :تحب اوصفهالك ، يمكن هى فعلا إللى راسمها فى بالك وخيالك 
هز رأسه بالنفي :مش عاوز حد يوصفهالي ، عاوز اشوفها واحس بيها من اول نظره هفتح فيها ، عاوز اشوف قلبي فعلا صادق فى حبها ولا لاء
فجأه استمع لرنين الهاتف .
اخرج الهاتف من جيب البنطال ونظر إلى شقيقته لتعلم من المتصل ، هل حقا صادق باحساسه .
-حبيبه صح 
نظرت نادين للشاشه بابتسامه :فعلا حبيبه ، هسيبك بقى مع حبيبتك واروح اصحي حبيبي 
بعد ان غادرت شقيقته الغرفه ، ضغط زر الايجاب 
-صباح الخير يا حبيبه
حبيبه بابتسامه :صباح الخير 
ياسين :عامله ايه 
حبيبه :الحمد لله بخير وانت 
ياسين بجديه :اكيد بخير مش بسمع صوتك لازم أكون بخير 
حبيبه بابتسامه خجوله :ياسين انا كنت متصله عشان اقولك ان هنزل مع ريم نعمل شوبنج ، أنت عارف ان فرحها فاضل عليه ايام ولازم أكون معاها 
ياسين باهتمام :يا تري متصله عشان تستاذني ولا تبلغيني 
حبيبه بصدق :الاتنين 
ياسين بمشاكسه :ولو رفضت مثلا خروجك 
حبيبه بتنهيده :واثقه انك مش هترفض ولا هتمنعني من أكون جنب صحبتي فى الوقت ده ، عشان كده حابه اعرفك هخرج فين ومع مين عشان من حقك تكون عارف 
ياسين بابتسامه اراد ان يشاكسها :
ومن حقي اعرف ليه 
حبيبه بجديه :عشان جوزى 
ابتسم بسعاده عندما نطقت بتلك الكلمه وبطريقتها العفويه :طيب يا حبيبتي انا ماعنديش اى اعتراض طبعا وعارف ان ريم محتجالك وانا هفضل عند ثقتك فيه 
حبيبه بعدم فهم :مش فاهمه 
ياسين :انتى عارفه عمرى ماهفرض عليكي رائ وأنا كمان واثق فيكي ، حبيبي مايعملش حاجه غلط 
حبيبه بابتسامه :والله انا قولت كده لماما 
ياسين بجديه :قولتي ايه مش فاهم
حبيبه :قولتلها ان ياسين مش متسلط ولا بيفرض رائيه واكيد هيكون فى بينا لغه حوار ونقاش ماحدش هيطبع التاني بطباعه لان ببساطه كل واحد وليه شخصيته المستقله ، بس ممكن الأفكار والحلول مشتركه 
ياسين بإعجاب :انتى شيفاني كده فعلا 
حبيبه بجديه :بالظبط 
ياسين بابتسامه :وانا بوعدك مش هخذلك ابدا ، خليكي دايما واثقه فى كده ، خلى بالك من نفسك 
لم ترجعي بالسلامه طمنيني عليكي 
حبيبه بابتسامه :اكيد طبعا ، يلا باى 
ياسين بجديه:فى رعاية الله
اغلقت الهاتف بسعادة وغادرت غرفتها ، قبلت والدتها قبل ان تخرج من المنزل لتذهب إلى صديقتها ..
••••••••••••••••••••••••••

دلفت لغرفتها واقتربت من الفراش لكي تيقظ زوجها من أجل ان يتناولو الافطار سويا مع عائلتها ..
ظلت تداعب وجنته باطراف اصابعها ، إلى ان فتح عيناه بتكاسل .
ادم بكسل :ياصباح الازعاج 
نادين بضيق :انا ازعاج يا دومي 
نهض من الفراش واقترب منها يطبع قبله على وجنتها :احلى ازعاج يا روح دومي ، أنا بتكلم عن الولاد 
نادين بتنهيده :الولاد مع ماما تحت ، قوم خد شاور عشان ننزل نفطر 
ادم :حاضر  يا قلبي 
تذكر أن يتحدث بشئ فعاد قبل ان يدلف للمرحاض 
-إللى قوليلي يا نادو ، هى ايه حكايه حبيبه بالظبط ، أنا ماكنتش اتوقع ان ياسين يقرر يتجوز بسرعه كده بعد ندى الله يرحمها 
نادين بجديه :اديك قولت ندى الله يرحمها ، يعنى من حق ياسين يختار حد مناسب وبيحبه عشان يكمل حياته معاه مش معقول هيفضل وحيد 
ادم :مش قصدي يفضل وحيد ، بس شايف يعنى ان حبيبه بنوته جميله وافقت على حد بظروف ياسين ازاى اكيد فى سبب
نادين بحزن :وماله بقى ياسين يا ادم 
ادم :ماتفهميش غلط انا ياسين صاحبي وخايف وقلقان عليه ، مش يمكن حبيبه تكون وافقت بيه عشان فلوسه مش شخصه مش تنسي اسم ياسين الانصاري ايه فى السوق 
نادين بغضب :هو فعلا فى سبب قوي عشان حبيبه تقبل بياسين اخويا رغم انه كفيف ، تعرف ايه هو السبب ، الحب يا ادم إللى بينهم 
كادت أن تغادر الغرفه كالإعصار ، لحق بها وامسك بيدها يمنعها الخروج من الغرفه ، وقربها لصدره عندما وجد دموعها تنساب بصمت على وجنتها 
-حبيبتي والله ماقصدي حاجه ، حقك عليه انا فعلا استغربت ومش متوقع بس ، انتى عارفه ياسين يهمني وخايف عليه يتجرح والله 
نادين بحزن :ابعد عني يا ادم 
ابعدها عن احضانه ليكفكف دموعها :اسف والله ماكنتش فاهم الموضوع 
نادين بغضب :عشان غبي ومابتفمش فى الحب والمشاعر الصادقه 
حبيبه من عيله كويسه مش محتاجه لفلوس ياسين ، ماما قالتلي كمان ان فى مشروع شغل بين شركه عمها وشركه ياسين وكمان انا شوفت الحب فى عنيها وحسيت كمان بالحب من ياسين ، بلاش تظلمها وتاخد عنها فكره غلط وانت اصلا ماتعرفهاش بلاش تحكم على الناس بالظاهر 
ادم بابتسامه :حاضر مش هحكم على حد وسورى ان فكرت غلط ، خلاص بقى ابتسمي عشان خاطري
نادين :اوعدني ماتزعلش ياسين ولا تجرحه بكلامك ده قدامه او حتى من وراه ، عشان. انا بقى مش هسامحك يا ادم 
ادم بصدق :والله ياسين ده اخويا وعمري ماهضايقه بكلمه و لا ازعله ، اوعدك 
نادين :خد شاور بقى وحصلني على تحت 
دلف لداخل المرحاض وهو يتمتم ببعض الكلمات :
الحق عليا يعنى ان خايف على صاحبي 
•••••••••••••••••••••
كان يتابع بعض الأعمال المكلف بها واثناء انشغاله ، طرقت السكرتريه باب مكتبه .
ابتعد.يوسف انظاره عن الاوراق التى أمامه وتحدث بجديه وصوت مسموع 
-اتفضل 
دلف السكرتريه بهدوء ووقفت أمامه :الباشمهندسه فرح  بره وعاوزة تقابل حضرتك
يوسف.بجديه :دى مهندسه معانا فى الشركه 
مروه :أيوة يا افندم 
يوسف باهتمام :اوكيه دخليها يا مروه 
غادرت السكرتريه غرفه المكتب وطلبت من فرح ان تدلف للداخل ..

كان يتطلع باهتمام ليرا من هى تلك المهندسه التى تريد مقابلته وما السبب ، وجد فتاه شابه فى منتصف العشرين تدلف بكل ثقه واحترام وهى تلقى السلام .
-السلام عليكم
تفحص يوسف هيئتها ، كانت ذات ملامح هادئه وترتدي بدله بيضاء اسفلها قميص لبني وتضع حجاب رأس باللون اللبني ايضا 
أجاب باقتضاب :وعليكم السلام ، خير يا باشمهندسه ، طلبتي تقابليني فى حاجه 
فرح باستغراب :انا طلبت مقابله باشمنهدس عبدالرحمن مش حضرتك
يوسف بتنهيده :وانا هنا مكان والدي ، اقدر اساعدك بايه 
فرح بغضب :يبق حضرتك إللى وقفت الشغل فى الموقع ، ممكن اعرف السبب وبأي حق شغلي يتعطل كده والعمال كمان هو فى ايه بيحصل بالظبط 
يوسف بضيق :من فضلك تهدئ وتتكلمي بهدوء انا ماسمحش لحد صوته يعلى فى مكتبي مفهوم ، وأنا فعلا موقف الشغل فى موقع الكمبوند 
فرح بصدمه :يعنى ايه حضرتك انا إللى مسئوله عن الشغل هناك وإزاي حاجه زى دى تحصل بدون ماترجعلي ، فين باشمهندس حازم
شعر بانها تقلل من شأنه وضرب مكتبه بقبضه يده بانفعال :قولتلك انا المسئول عن الشغل هنا فى الشركه وانا إللى اقرر الشغل يمشي ازاى يا بشمهندسه 
فرح بزفير :يبق كده هتخسر الشركه كتير 
يوسف ببرود :مش شغلك
فرح برفعه حاجب :وحضرتك بقى متخرج من اى جامعه وياتري دارس هندسه وفاهم الشغل ماشي ازاى ، ولا جاي بتضيع وقت 
يوسف بضيق :خريج جامعة أمريكية أداره أعمال وأعرف كويس اووى أدير اعمالي ازاى 
فرح بسخريه :جامعه امريكيه ، تمام انا هتصرف ، عن إذنك 
غادرت المكتب كالاعصار وهى تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه ، وقررت الذهاب إلى شقيقه الاكبر ليتصرف فى ذلك الوضع ..
٠••••••••••••••••••••••
ظل بمكتبه يشعر بالغضب والضيق وتجاهل تلك الطائشة  لمكانته ووجوده بالشركه ، بلا وتسخر أيضا بشهادته .
تنهد بضيق بسبب عجرفتها الزائدة واراد ان يلقنها درسا لن تنساه ..
٠••••••••••••••••••••
ظلت تتجول مع صديقتها من مكان لاخر ، لتبحث عن شئ يعجب صديقتها ، فكانت تقتني بعض الثياب ، وظلت ريم متردده بسبب انبهارها وحب الموضه ، فكانت لم تقرر بسهوله ، لذلك شعرت حبيبه بالتعب ، فقد تجولت لعدد كبير من المولات وهى تافف بضجر 
-ريم حبيبتي ارحمينا شويا ، تعبت من كتر مابدخل ونطلع أيدينا فاضيه يا ماما ، انتى ليه محتاره كده 
ريم بتوتر :مش عارفه عروسه بقى استحملي
ابتسمت على صديقتها المجنونه :تصدقي انتي محتاجه لطنط هدي تبق معاكي 
ريم بابتسامه :ماما ايه يا بيبو حرام عليكي ، دى كانت ممكن تقولي خدى هدومي من الدولاب انا ماستعملتهمش هههههه
حبيبه :ههه طيب يلا قدامي وانجزى بقى 
ريم باعجاب تنظر إلى ثوب الزفاف  :تعالى نشوف الفستان الاول ناخد فكره 
حبيبه باستسلام :اتفضلي يا اختي 
دلفا سويا لمول يعرض بعض الثياب المخصصة بليله العمر ، اعجبت ريم بثوب انيق وجذاب ولكن لا يصلح للمحجبات .
ريم بحزن :خساره عريان مش هينفع 
حبيبه بجديه :بس ممكن ينفع عادي 
ريم بضيق :ازاى بقى
حبيبه :هنتكلم مع صاحبه المول ، ممكن تعمل ليه بعض التعديلات عشان يكون مخصص للمحجبه  ، وافتكر هو مش محتاج غير لمسات بسيطه ، يتقفل من فوق وبس 
ريم بحماس :حلو اوى يلا نكلمها ونتفق على كل حاجه 
توجهو سويا إلى حيث السيده التى تجلس بمكتبها وحاولت أن تتحدث معها حبيبه بجديه انهم يردون ذلك الثوب ولكن بعد ان يتم عمل ليه تعديلات بسيطه.، رحبت السيده بالفكره ، وطلبت من احدى الفتايات العاملين بالمول باخذ مقاسات ريم لتجهيز الثوب خلال أيام ..
*******************
وصلت لمقر شركه الشامي ودلفت لداخل المبنى ، توجهت إلى مكتبه واخبرت السكرتريه أنها تريد مقابلته لامر هام بالعمل.، اذن لها حازم بالدخول ، وابتسم بوجهها يرحب بوجودها .
-أهلا يا بشمهندسه اتفضلي 
جلست فرح وعلامات الغضب على وجهها :باشمهندس انا جايه لحضرتك فى مشكله متعلقه بالشغل 
حازم بجديه :طب ممكن تشربي حاجه تهدي شويا ، شكلك متعصبه وكل مشكله وليها حل اطمني 
فرح بجديه :لا شكرا مش محتاجه اشرب حاجه واسفه ان هعطل حضرتك بس بجد إللى بيحصل فى الشركه كتير 
حازم بعدم فهم :مالها الشركه مش فاهم
فرح :والد حضرتك مسلم الشركه والشغل كله لحد مش فاهم اصلا فى الهندسه واسفه لتدخلي ، بس اخو حضرتك كده بيضر بالشركة وبشغلي كمان 
حازم :ماله يوسف عمل ايه 
فرح :وقف الشغل عندى فى الكومبوند 
حازم باستغراب :ايه وقفه ليه مش فاهم ، ايه إللى يخليه يعمل كده 
فرح بجديه :عشان كده جيت لحضرتك ، لم طلبت اقابله وأعرف السبب ، كان رده غريب اوى ، هو حر فى شغله ويعرف يمشيه كويس 
حازم بتنهيده :خلاص يا فرح انا هشوف الموضوع ده بنفسي 
فرح :حاضر يا باشمهندس ، بعد اذن حضرتك لازم امشي 
حازم بجديه :مع السلامه 
*٠•••••••••••••••******
داخل اسوار فيلا الانصاري 
كان يجلس مع عائلته بحديقه الفيلا وهو يشعر بالسعاده  بقرب شقيقته الصغري وصغارها .
تحدثت والدته بجديه :ايه رايكم نعزم حبيبه وعيلتها بكره على العشا وكمان نتعرف عليهم اكتر
نادين بتايد :ياريت بجد يا ماما ، نفسي اتعرف عليها قبل مااسافر 
محمد :ايه رأيك يا ياسين
ياسين بابتسامه :اكيد موافق ماعنديش مانع 
ادم بجديه :بقولك ايه يا سينو ماتيجي نطب على مجد ، واحشني لمتنا بتاعت زمان 
ياسين بابتسامه :تمام ، هغير هدومي وانزلك 
ادم :مستنيك يا صاحبي 
اتكز على عصاه ودلف لداخل الفيلا ، قابل سيف فى طريقه ، اشتم رائحته وشعر بالتقزز بسبب رائحه فمه الكريهه من اثر الكحول .
وقف سيف دقائق يتطلع اليه بحقد :إلا قولي يا ابن عمي ،  حبيبه قبلت بيك ازاى وانت كده 
ابعده ياسين من امامه ولم يعطيه اى رد بلا تجاهله تماما وكأنه لم يستمع إليه ..
ولكن عندما دلف لغرفته اغلق الباب بقوه ، فهو داخله بركان يريد اخماده ، يريد ان يفتك بابن عمه ولكن ليس بيده دليل على فعلته الحمقاء فى حقه وحق زوجته الراحله ، والآن يريد ان يعكر صفوه بالحديث عن زوجته الحاليه ، ماذا يفعل مع ذلك السيف ، يسال نفسه بكل دقيقه ماذا  فعل من أجل ان يكن له غضب وحقد واراد ان يتخلص منه ، ماذا فعل به لأجل تلك العداوه .


الفصل الحادي والثلاثون

عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

حل المساء على ابطالنا 
انتهت حبيبه  من يومها الشاق بسبب الترجل مع صديقتها من مكان لاخر ، لانتقاء كل ما يلزم العروس من تجهيزات واستعدادت للزفاف ..
وعادت إلى منزلها منهكه من التعب والارهاق طوال اليوم ..
٠••••••••••••••••••
كان يجلس بصحبه اصدقائه  بحديقه الفيلا ، وفجأة قرر الابتعاد ليتحدث مع حبيبه والاطمئنان عليها ، فمنذ الصباح لم يهاتفها ولم يعلم عنها شيئا واراد ايضا ان يخبرها بموعد العشاء غدا برفقه عائلتها ..

همس ادم باذن مجد :هو ياسين بيحب بجد ولا ايه 
مجد بابتسامة :أنت شايف ايه 
ادم برفعه حاجب : والله يا عم مجد ماعارف ، بس اكيد انت تعرف 
مجد بضحكه عاليه :الفضول هيموتك انا عارف هههه
ادم بابتسامه :طب ماترسيني على الدور انا افرحله بردو 
مجد يطلق زفيرا قويا :ياسين بيحب فعلا ،بس عنده حاجه جواه منعاه بسبب الحادثه لسه حاسس بتانيب الضمير ، عشان كده ياسين مذبذ فى مشاعره ، بيحب بجد وصادق كمان مع حبيبه ، بس احساس الذنب صعب لسه ماتغلبش عليه 
ادم بتسأل :طب وهى بتحبه وعارفه بكده
مجد بجديه :حبيبه المعالج النفسي لياسين .اكيد فاهمه حالته ، اكتر حد عارف هو عاوز ايه وكمان بتحبه ووقوفها جنبه اكبر دليل ، وأنا واثق ان قريب جدا وعلي ايد حبيبه هيسترد ياسين بصرك ، بس طبعا باراده الله ، وأنا واثق ان الشفاء ان شاء الله قريب 
ادم بصدق :يارب يا مجد ، بجد ياسين محتاج حد يحبه ويفهمه ويقدره كمان ، ياسين تعب اوى فى حياته مع عيلته وشغله واتحمل كتير 
مجد ربت على كتف صديقه بتفائل :ربنا هيسعده مع حبيبه ويحقق كل احلامه معها بأمر الله 
٠•••••••••••••••
جلس بمكان اخر بعيدا عن رفاقه ووضع الهاتف على اذنه بعد ان نقش حروف اسمها ، ليتصل الهاتف أوتوماتيكيا ..

بعد ان عادت من الخارج ، تناولت العشاء مع والدته وزوج والدتها ثم دلفت لعرفتها لتنعش جسدها بعد عناء اليوم ، وقفت أمام المرآه تمشط  خصلات شعرها البنيه   ، وعندما انتهت توجهت للفراش تلقى بجسدها المتعب ، صدع رنين هاتفها معلن عن اتصال .
التقطته بارهاق من أعلى الكومود ، فتحت عيناها باتساع عندما وجدت اسم ياسين أعلى الشاشه ، تذكرت انها لم تهاتفه منذ ان اخبرته بالصباح بذهابها مع صديقتها لتسوق .
قضمت شفتيها بسبب نسيانها أمر الاتصال به عند العوده ، وضغط زر الايجاب بهدوء 
-الو 
ياسين بقلق :ايوه يا حبيبه ، انتى كويسه ، معقول لسه بره لحد دلوقتي 
حبيبه بتردد :لا انا فى البيت 
ياسين بجديه :ليه مااتصلتيش مش قايلك ابقى طمنيني لم تروحي 
حبيبه باسف :سوري يا ياسين بجد رجعت تعبانه ويادوب اتعشيت مع ماما وعمو فاروق وخدت شاور ولسه كنت هكلمك اكيد 
ابتسم عندما شعر حقا بارهاقها :خلاص حصل خير ، بس تاني مره ممكن تطمنيني اول لم تدخلي من باب البيت ، عشان بجد قلقت عليكي 
حبيبه بابتسامه :حاضر 
ياسين :بقولك ايه انتو معزومين عندنا بكره على العشا ، نادين نفسها تتعرف عليكي
حبيبه بتردد :بس 
ياسين باهتمام :بس ايه مافيش بس لازم العيلتين يتعرفو على بعض اكتر ولا ايه 
حبيبه بتنهيده :إيه 
ياسين بتسأل :حبيبه مالك فى حاجه مضايقكي ولا ايه 
حبيبه بجديه :بصراحه مش عارفه طب مين هيكون معايا ، ماما وعمو فاروق ولا عمو وطنط وابيه ، أنت عارف الوضع غريب شويا ومش هقدر احرج ماما وزوجها 
ياسين بتفهم :طبعا ماما لازم تيجي معاكي عشان ماما تتعرف عليها وانا هتصل بحازم ممكن يجى هو ومراته بس ، اظن كده تمام 
ابتسمت برضا :تمام اوى ، ميرسي يا ياسين 
ياسين بابتسامه :المهم عندي تكونى سعيده ومش عاوزك تقلقى ولا تتوتري ، خليكي واثقه ان دايما معاكي 
حبيبه برقه :ربنا يخليك ليا 
ياسين بسعاده :و يخليكي ليا ويقدرني واسعدك 
صمت قليلا ثم تفوه باسمها بحب :حبيبه 
اجابته بتنهيده :نعم 
ياسين بحب :بحبك 
شعرت بالفرحه تغمر قلبها واغمضت عيناها بسعاده لتستشعر بمدا واقع كلمته عليها ، فهو تصريح مباشر بالحب 
خجلت من الرد فماذا تقول له الآن 
ابتسم عندما علم بخجلها ولكن لا يريد احراجها ولن يطلبها منها ، فوقتما تشاء سوف تنطق بها من نفسها .
اكمل حديثه بجديه :اوكيه عارف انك تعبانه ومحتاجه تنامي دلوقتي ، مش هطول عليكي 
تصبحي على خير 
حبيبه بخجل :وانت من اهله 
اغلقت الهاتف على الفور وقفزت من الفراش وهى تدور حول نفسها بسعاده ، فقد شعرت بالصدق هذه المره ، مجرد كلمه بسيطه ولكن تحمل معاني كثيره ، تصف الحب الصادق والمشاعر الدفينه ، مجرد كلمه ولكن تحكى قصه كبيره ، تعلم الآن أنها استوطنت قلبه وهذا ما تمنته ..
٠••••••••••••••••••••••
بعد تناول العشاء مع عائلته ، استاذنهم الصعود لغرفته ، ولكن استوقفه شقيقه ، يريد التحدث معه .
-يوسف معلش ممكن نتكلم فى المكتب خمس دقايق بس مش هاخرك
انصاغ يوسف لمطلب شقيقه ودلف معه إلى غرفه المكتب التى تخص والده ..
جلس حازم بالمقعد المقابل للمكتب وأشار إلى شقيقه ان يجلس امامه .
جلس يوسف بتسأل :خير فى حاجه 
حازم بتنهيده :عامل ايه فى الشغل 
أجاب بهدوء :الحمد لله كله تمام 
حازم باهتمام :امال الباشمهندسه فرح بتقول موقف الشغل فى المشروع إللى هى ماسكه الشغل فيه ، ولم جت تعرف منك ليه وايه السبب ، كان ردك انك انت إللى تمشي الشغل زى ما انت عاوز ومش شغلها ولا يخصها ، ممكن افهم منك الموضوع ايه بالظبط 
يوسف باستهزاء : ايه شغل العيال ده ، هو احنا فى الروضه وجايه تشتكي لولي امري ولا ايه ، البت دي مجنونه اصلا وطريقه كلامها معايا ماكنتش محترمه وأنا فعلا مديرها فى الشغل لازم تتكلم معايا بأدب ولا انا غلطان 
حازم :لا مش غلطان يا يوسف بس بهدوء كده عاوز افهم 
يوسف بجديه:كل الحكايه فى عجز فى المخازن والكميه إللى موجوده من اسمنت وحديد وغيره مش هتكفى جميع المشروعات إللى الشركه شغاله عليها ، وعرفت ان الكومبوند اكتر مشروع مستهلك للمواد دي، 
، قررت نوقف الشغل في يوم ولا اتنين لحد ما الطلبيه الجديده توصل واستشرت بابا كمان وقلي اعملي إللى انت شايفه صح ، فيها ايه بقى ليه تيجى تحاسبني وتكلمني كأني شغال عندها مش هى إللى شغاله عندي 
حازم بجديه :ليه ماقولتش ان عندك عجز فى المخازن كنت ساعدتك 
حك يوسف موخره راسه بخجل :حبيت اعتمد على نفسي ، عشان ماتقولش عليه فاشل ومش نافع فى الشغل 
وقف حازم من مجلسه ونظر لشقيقه باعجاب :أنت مجنون انا عمري ماهقول عليك فاشل عشان عندي ثقه فيك وفخور بيك انك بجد قد المسئوليه ، اوع تقول كده تاني 
نظر له يوسف بابتسامه :بجد يعنى أنت مبسوط مني
حازم بمشاكسه :مش اوى هههه 
امسك بيده لينهض من مقعده وعانقه بحب :مبسوط منك فعلا وعارف انك قدها 
ابتعد عنه ثم حدثه بجديه :بس بلاش اسلوب الانفعال والعصبيه مع اى حد شغال معاك فى الشركه او عمال الموقع ، مافيش حاجه اسمها شغال عندك ، احنا كلنا ايد واحده فى الشغل يا يوسف ، احنا مش فى زمن العبيد ،تعامل مع اكبر حد زى اصغر عامل عندك ، كلهم تعاملهم بود واحترام ، بلاش ترهبهم منك ولا يخافو منك ، عشان بجد الشركه مش تمشي من غيرهم فاهم يا يوسف 
يوسف بصدق :صدقني يا حازم انا بعاملهم كده والله ، هى البت دى إللى عصبيتها نرفزتني 
ربت حازم على كتفه :معلش هى فعلا نرفوزة شويا ، بس مهندسه ممتازه فى شغلها وهى يا سيدي غيوره على شغلها عشان جاده فيه وخاقت على العمال إللى شاغلين على المشروع 
يوسف :العمال محتاجين راحه ودى فرصه يومين اجازه وانا كمان مش وقفت اجرهم  بالعكس المرتبات ماشيه ماخصمتش لحد حاجه ، عشان دى غلطه من عندنا هم مالهمش ذنب فيها 
حازم :تمام ،بجد فخور بيك 
يوسف بابتسامه :على فكره حابب أوضح لك حاجه مهمه ، مش لازم ابرر موقفي ولا عملت ايه لأى حد شغال معايا زى المهندسه او غيرها 
حازم بتنهيده :خلاص يا عم إللى انت شايفه اعمله ، انا تعبان وعاوز انام 
تصبح على خير 
غادر الغرفه وترك خلفه شقيقه يحدث نفسه :قال فرح قال ، دى المفروض يسموها غضب ، لا ورايحه تشتكي كمان ، بكره تعرفي ان على حق ولازم تعتذر على اسلوبها معايا 
٠•••••••••••••••••••••
عندما صعد لغرفته ، هم بنزع ثيابه ، ولكن استمع لرنين هاتفه ، اخرجه من جيب سترته ، وعلم ان المتصل ياسين .
اجابه حازم باهتمام :السلام عليكم
ياسين :وعليكم السلام يابشمهندس ، عامل ايه 
حازم بابتسامه:بخير والله الحمد لله ، أنت عامل ايه 
ياسين :يارب دايما بخير ، انا الحمد لله ، كنت حابب نتقابل بكره عندي على العشا وياريت المدام تكون معاك ، حبيبه ووالدتها كمان هيكونو موجودين وانا حابب نقعد مع بعض ، ده لو معندكش مانع طبعا 
حازم بجديه :أنت بتقول ايه اكيد ماعنديش اى مانع وان شاء الله هكون عندك فى الميعاد 
ياسين بابتسامه :يشرفني طبعا وجودك ، هنتظرك بكره ، مع السلامه
حازم :مع السلامه ..
اغلق الهاتف وابدل ثيابه ، ثم دلف للفراش بجانب زوجته ، وجدها استيقظت 
حازم باسف :اسف ياحبيبتي قلقت منامك 
انجى بنعاس :لا حبيبي ولا يهمك ، بس بجد تعبت طول اليوم مع مليكه جننتني 
ابتسم حازم بحب واقترب من زوجته طبع قبله حانيه أعلى جبينها :معلش حبيبتي مليكه محتاجه لوجودك جنبها ، دى فتره شقاوه وهتعدي ، صحيح معزومين عند ياسين بكره على العشا
انجى بتفكير :بلاش انا عشان مليكه ، مااقدرش اخرج بالليل واسيبها مش هكون مطمنه عليها 
حازم بفرحه :عارفه يا انجى مبسوط جدا بعلاقتك مع بنتنا ، وانتى مدياها كل الاهتمام 
انجى بابتسامه :اكتشفت ان بعيده عنها وعشان كده ندمت وفكرت افضل جنبها فى كل وقت ، يكفى أنت فى الشغل وبعيد عنها ، حرام. تتحرم من وجودي انا كمان ، هى احسن حاجه فى حياتي بجد 
ضمها بحب وهو يشعر بالسعاده بأن حقا زوجته تغيرت مع ابنتهم الوحيده ، واصبحت هى كل اهتماماتها ، تنهد بارتياح واغمض عيناه بارهاق وخلال ثواني كان يغط بنوم عميق ..
*****************
فى صباح اليوم التالي ..
قرر الذهاب لموقع المشروع ليتحدث مع العمال عن سبب ايقاف العمل بالمشروع ، واراد ان يلتقى بتلك المتعجرفه سليطه اللسان ، لتعلم السبب وتعتذر عن تصرفها الغير مناسب لشخصها كفتاه ..

استقل سيارته وتوجهه إلى الموقع الذي يقام به المشروع وعندما وصل إلى هناك ، وجد بعض العمال جالسين ، فمنذ ان توقف العمل وهم لم يتركو أرض المشروع ، بحث عن رئيس العمال وتحدث معه بصدق عن سبب ايقاف المشروع المفاجئ ولذلك بسبب عجزه فى المواد المستخدمه للبناء ، وأنه خلال يومين فقط سوف يتلقى شحنه بالمواد المطلوبه .

يوسف بجديه :تمام كده يا حج ، والعمال طبعا على رأسي من فوق ، واليوميه ماشيه طبعا وكل واحد هيوصله حقه ، بس يومين راحه كده وترجعو تكملو الشغل بأمر الله ، وأى طلبات انا تحت امركم وموجود فى الشركه فى اى وقت 
رئيس العمال ويدعى أحمد :واحنا كلنا فى الخدمه يا بني ، وربنا يصلح الأحوال يارب 
يوسف بجديه :تسلم يا حج ، أنا موجود فى الشركه ولم الطلبيه توصل هبلغك طبعا عشان الشغل يستمر 
أحمد :ربنا معاك ويباركلك وسلملي على الولد قوله الريس احمد باعتلك السلام ، ربنا يكرمه 
يوسف بابتسامه :يوصل طبعا ، إلا قولي يا حج أحمد المشروع دة قدامه قد ايه ويتسلم 
أحمد :والله يابني العلم عند الباشمهندسه فرح انا معرفش امته بالظبط يخلص ولا يتسلم 
كانت تتابع الحوار، وهو تعمد ان يتجاهلها تمام لتشعر بخطئها وتعتذر ، ولكن ظلت ترمقه بنظرات غير مفهومه .
ألقى نظره اخيره على المشروع ، ثم ارتدي نظارته الشمسيه وقبل ان يتوجهه إلى سيارته  ، وقف على مقربه منها ونظر لها بجديه 
-على فكره يا بشمهندسه انا المسئول عن الشركه وأى مشروع يخصها ، ولم تحتاجي تتكلمي معايا بادب مكتبي مفتوح ، احنا مش فى مدرسه تروحي تشتكي ، عندك كلام يبق معايا انا وبس وتاخدي اوامر الشغل مني انا ، وياريت ماتتكررش تاني ، وتركزي فى شغلك 
استمعت إلى طريقته بالحديث بصمت ولكن داخلها بركان من الغضب .

 استقل سيارته بعد ان رمقها بنظره غير مبالي بأمر وجودها ، وقاد سيارته وهو يبتسم بسعاده ، فقد حقق هدفه من تلك الزيارة ..
نظرت إلى ابتعاده وهى تزفر بغضب :شايف نفسه على ايه ، مستكبر يتكلم معايا ، ماكان قال من الاول سبب العطله إللى احنا فيها  ايه 
٠••••••••••••••••••
مر اليوم بسلام إلى أن حل المساء 
استعدت حبيبه وارتدت ثوب فيروزي بسيط يعلو حجاب ابيض رقيق يتناسب مع لون الثوب وانتعلت صندل ذات سيور رفيعه بكعب متوسط ، ولم تضع ببشرتها شئ فهى لا تحب مستحضرات التجميل .
وجدت والدتها وزوجها فى انتظارها .
-انا جاهزه 
ناديه بإعجاب بمظهر ابنتها :ما شاء الله ، الله اكبر زى القمر يا روح قلبي 
ابتسمت بخجل :مين يشهد للعروسه 
فاروق :يلا بقى عشان ابن عمك تحت ومستنينا نتحرك كلنا سوا 
غادرو المنزل وتقابلت بابن عمها الاكبر ، ركضت اليه بفرحه .
ترجل حازم من سيارته ليضمها لصدره ويقبل جبينها :إزيك يا بيبو عامله ايه 
حبيبه :انا كويسه ، فين انجى ولولي 
حازم بابتسامه :انجى مش هتقدر تيجي عشان مليكه بتنام بدري ، هو انا مش كفايه ولا ايه 
حبيبه :لا طبعا انت الخير والبركه يا ابيه 
اقترب حازم من والدتها ليصافحها بكل حب واحترام وصافح زوجها أيضا  .
-ممكن حبيبه بقى تركب معايا 
ناديه :اكيد يا حبيبي ، سوق على مهلك 
حازم بابتسامه :حاضر يا طنط ماتقلقيش
قاد سيارته واستقلت حبيبه المقعد المجاور له ، وخلفهم فاروق وزوجته بسيارته ..
•••••••••••••••••
داخل فيلا الانصاري
اجتمعت العائله ، تنتظر قدوم حبيبه وعائلتها ليرحب بهم الجميع ..
عندما صدع رنين جرس الباب ، فتحت لهم الخادمه على الفور .
ووقفت غاده وابنتها نادين لتستقبلهم بابتسامتها البشوش ..
اقتربت منها ناديه بحب ، تقبلها وتعطيها علبه من الشوكولا الفاخره .
وتم التعارف على الجميع ...
جلست ناديه بجانب غاده ، واصطحبت نادين حبيبه لتتحدث معها بعيده عن الجميع ، وجلس حازم برفقه ياسين ومجد وادم ، أما فاروق فجلس يتحدث مع محمد والد ياسين بأمور عديده ..
٠•••••••••••••••••
شعر بالضيق بسبب عدم اختلائه بزوجته ولم يتاح له الفرصه إلا ان صافحها فقط أمام الجميع ، يريد ان يتحدث معها ، فقد أشتاق لسماع صوتها .

اما عن حبيبه جلست تتعرف على الصغار وهى تبتسم لهم بحب ، فقد شعرت بالحب والالفه داخل هذه العائله .
كانت تتابعها نادين بسعاده  ، فشعرت بطيبه قلبها وبراءتها ونقاء روحها كما حدثها شقيقها عنها .
استاذنت نادين لتطمئن على تجهيزات العشاء ، وتركت حبيبه مع الصغار بغرفه مخصصه بالالعاب ..
ركض الصغار خلف والدتهم ، حاولت حبيبه الالحاق بهم
-زياد ، أياد ، استنو بس 
٠•••••••••••••••••
تسمر مكانه وجحظت عيناه عندما اصطدم بها 
-امسك بيدها وهو ينظر لها باعجاب :عنيكي حلوه أوي 
جحظت عيناها بقوه وهى تنظر له بصدمه ..
********••••********

الفصل الثاني والثلاثون
عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

ابتعدت للخلف وهى تنظر له بصدمه ، افلت يده عنها وهو يتفحص وجهها بوقاحه ، وعلى ثغره ابتسامه ماكره .
-بصراحه مش عنيكي بس إللى حلوه ، كلك على بعضك  كده جميله و عاوزه حد يقدر جمالك 
ارسل إليها غمزه واكمل حديثه اللزج :حد شايفك صح ويعرف قيمه الجمال إللى معاه 
ابتلعت ريقها بصعوبة ونظرت له بوعيد :ابعد عن وشي دلوقتي احسنلك 
سيف بابتسامة :وان مابعدتش هتعملي ايه مثلا ، هتصوتي وتقوليلهم بتحرش بيكي ولا بتهجم عليكي مثلا 
قهقه بصوت عالي ونظر لها بقوه :تفتكري حد هيصدقك وياحرام بقى هتبوظي الجلسه العائليه الجميله إللى تحت ، لا وكمان خدي عندك احساس ياسين بالعجز والنقص قدام جمالك إللى اصلا مش شايفه هههه 
حبيبه بصرامه :أنت اصلا إللى ناقص انك تفكر تبص لمرات أبن عمك إللى بيعتبرك اخ ، بس انا واثقه ومتاكده من كرهك ليه وحقدك عليه ، بس انت ليه بتكرهه اوى كده ، عشان احسن منك وارجل منك ، راجل يعتمد عليه حتى لو كان فاقد بصره ، بس عنده بصيره انت للاسف ماتفهمش فى كده 
تركته ينظر لها بغضب ورحلت من امامه ، هبطت الدرج بانفاس لاهثه .
كاد قلبها ان يقف من شده التوتر ..
**************
دلف لغرفته بغضب وهو يركل بقدمه كل شيء يقابله ، اخرج من جيب بنطاله السم الابيض المختبئ داخل جيبه ، واستنشق محتوياته بانفعال .
وخرت قواه ارضا تاركا لجسده السقوط دون مقاومه ، وظل ينظر لسقف الغرفه بتوهان ، ضياع ، لا يعرف إلى أين سينتهى به مصيره ...
****************
كان يشعر بالاشتياق لها وقرر البحث عنها ، فاخبرته  شقيقته أنها تركتها بغرفه الصغار .
تنحح ياسين وهويقف بجانب شقيقته :امال فين حبيبه 
نادين بابتسامه :مع الولاد فى اوضه الالعاب بتلعب معاهم 
ياسين باستغراب :على اساس أنها طفله ولا ايه 
مسدت نادين برفق على كتفه :على اساس أنها كيوته ورقيقه وطيوبه وكمان حبوبه والولاد هيقطعو عليك ههههه
ابتسم ياسين بحب :طب الحق مراتي بقى قبل ما العفاريت يضايقوها 
نادين بمكر :أيوة أيوة استغل انت الموقف لصالحك 
هز رأسه باسي وسار فى طريقه لصعود إلى الدرج ، تفاجئ بها تهبط وهى تزفر أنفاسها بصعوبه .
عندما وجدته امامها ، كأنه طوق النجاه الذي سينجدها من هذا البغيض ، رغم ابعادها عنه ، إلا أنها مازالت تشعر بالخوف والقلق من نظراته .
امسك بيدها قبل ان تنزلق وحاوط خصرها بخوف :حبيبه مالك ، انتي كويسه 
استردت أنفاسها بصعوبه وحاولت رسم القوه :انا كويسه ،  بس اصل كنت بدور على زياد واياد 
مازال محاوط خصرها وهو يبتسم لها باطمئنان :طيب اهدي وامشي براحه كنت هتقعي ، عارف ان الولاد اشقيه وجننوكي صح 
ابتسمت بارتياح فى وجوده :لا خالص هم قمرات
تنهد بحب :عارفه انك واحشتيني 
حبيبه بخجل :ازاى بقى وأنا هنا جنبك 
ياسين بابتسامه :نفسي تفضلي جنبي العمر كله 
قطعت حديثهم قدوم شقيقته وهي تضع يدها على كتف شقيقها :السفره جاهزه ، ممكن بعد الأكل تكملو رومانسيه عادي جدا 
شعرت حبيبه بالخجل وابتعدت عن ياسين .
امسك بيدها يمنعها من الذهاب :افتكر من حقي امسك ايدك قدام كل الناس من غير خجل ، سار محتضن كفها الرقيق بيده الي غرفه الطعام ، وجلست بجانبه بالمقعد المجاور وجلس الجميع حول مائده الطعام ، يتناولون فى جو عائلي لا يخلو من السعاده والمرح والمشاكسات بين الاصدقاء ...
٠•••••••••••••••••، 
ذهب يوسف إلى موقع المشروع لاجل الاطمئنان على وصول المواد التى يحتاج إليها الموقع لإكمال البناء ..
وعاد العمل بالمشروع مره اخرى .
وقف ينتظرها لتعتذر منه ولكن من الواضح أنها ذات عناد وقوه شخصيه .لا تعتذر بسهوله ، فقرر أن يتلاشها بالعمل ، ولكن اراد ان يراقب كل تصرفاتها مع العمال .
تفاجئ بكونها تتحدث مع الجميع بكل احترام ولا تعطي اوامر ولا تنفعل او تصرخ بهم ، بلا كانت تتعامل مع اقل عامل بالموقع وكأنه شخص يقربها ، استغرب معاملتها للجميع بود واحترام ولكن هو لماذا تعامله بكل عجرفه وانفعال ..
استشعر من خلالها أنها ليست مغروره على الاطلاق ولكن مازالت شخصيتها الحقيقيه غير واضحه .
•***********•******
بعد مرور اسبوع اخر 
حاولت حبيبه نسيان ماحدث من سيف وظلت بجانب صديقتها لتجهيز عرسها ..

وعادت نادين وزوجها واولادها الى لندن مره اخرى بسبب عمل زوجها ..
٠•••••••••••••••••••
كان يعلم بانشغالها بزفاف صديقتها المقربه ، انتظرها ان تنتهى من تلك الزفاف ليحدد معها موعد زفافهم ايضا ، فهو يريدها ان تظل جانبه ولا تبتعد عنه .
**************
كانت برفقتها داخل احدى بيوت التجميل .
فاليوم هو.يوم زفاف صديقتها ورفيقه عمرها ..
انتهت من لمساتها الاخيره ، كانت تتانق بثوبها الابيض اللامع ، بحجابها البسيط الذي يعكس مدا جمالها ، ضمتها صديقتها بفرحه وهى تبكي بصمت ، تبكي فرحا من اجلها ، تتمنى لها السعاده بحياتها الزوجيه التى تقدم عليها ..
تعانقو بقوه وهى ترسم الفرحه على محياها وتخبئ دموعها ، تخشي ان تفسد فرحتها بذلك اليوم .
ابتعدت حبيبه عنها وهى تخفي دموعها :هاتصل بعمار ابلغه انك جاهزه 
ريم بتوتر :تعرفي كنت متحمسه اوى لليوم ده ، بس انهارده بقى خايفه ومتوتره وقلبي مقبوض 
حبيبه بجديه :كل ده طبيعي ، تلاقيكي بس قلقانه عشان هتسيبي هدهد 
ريم بحزن :فعلا مش متخيله حياتي من غيرها 
حبيبه بابتسامه :ربنا يخليكم لبعض يا قلبي 
ريم بتنهيده :بس عمار وعدني ان هيحاول مع ماما تيجى تعيش معانا ، مبسوطه اوى عمار بيحب ماما ، بجد حنين اووى وبيحبني اووى 
ضمتها حبيبه بحب:ربنا يسعدكم ، ويخليكي ليا يا احلى واحن أخت ربنا كرمني بيها فى حياتي ..
**********
تم عقد قران عمار وريم بقاعه اسلاميه .
.اصطحبها عم حبيبه ، عبدالرحمن لكى يسلمها إلى زوجها .
ابتسم عمار لها بحب واقترب منها يقبل جبينها :مبروك يا قلب عمار 
ابتسمت ريم بسعاده كانت تود احتضانه ولكن خجلت بسبب العيون المترصده لهم .
اقتربت حبيبه وهى تضع يدها بيد ياسين لتحتضن صديقتها وتبارك لها فرحتها .
وايضا صافح ياسين عمار وقبله وهو يبارك له فرحته :الف مبروك يا عمار
عمار بابتسامه :الله يبارك فيك عبقالكم 
وضع ياسين يده تحتضن ذراع حبيبه :ان شاء الله قريب اوى هنحصلكم

انتهى الزفاف البسيط وتوجهو العروسان إلى عشهم الخاص ..
٠••••••••••••••
تردد قليلا قبل ان يخبرها بما ينوى عليه فعله .
شعرت هى بانه يريد التحدث 
-عاوز تقول حاجه ومتردد ليه ، قول علطول 
ياسين بابتسامة :هو انا مفضوح اوى كده 
حبيبه بضحكه رقيقه :أنت كتاب مفتوح بالنسبالي 
ياسين بحب :يعنى مش هعرف اخبي عنك حاجه بعد كده 
حبيبه:بالظبط ، قولي في ايه 
ياسين بجديه :نفسي اشوفك اوى ، نفسي المسك عشان اعرف زى مارسمتك بخيالي وقلبي ولا لاء 
تعرفي ان رفضت اى حد يوصفك ، عاوز اشوفك انا واحسك بنفسي 
حبيبه بابتسامه :مش يمكن لم تشوفني تندم وتغير رأيك ، يمكن اطلع غير الصوره إللى فى خيالك 
ياسين بنفي :عمري مااندم على اختيارك ولا وجودك فى حياتي 
امسكت بكف يده ووضعتها على وجهها :شوف كده هتعرف تحدد ملامحي 
ابتسم بحب وهو يلامس وجهها بانامل يده ويحاول تميز ملامحها ليحفرها داخل قلبه وعقله معا .

ياسين مازال مبتسم لملامح وجهها البرئ :عينك فيها من عيني 
نظرت له بغرابة ونزعت له النظاره السوداء التى تخفي جمال عيناه ولونها الجذاب 
-كده احسن بلاش تخبيها 
ياسين بجديه :بس ماكنتش اعرف انك قصيره اوى 
حبيبه بصدمه :لا خالص مش قصيره 
ضمها لصدره بحنان ومسد على حجابها برقه :لا قصيره ومكانك هنا جنب قلبي 
ابتعدت عنه بخجل وتهربت من يده المحاطه بها 
-عيونك لون السما الصافيه ،   لكن عيوني لون السحاب والغيوم ههههه
استغرب تشبيهها ولكن علم أنها تحمل عينان باللون الرمادي ، وهذه حقا درجه قريبه من لون عيناه 
ابتسم بتنهيده :يعنى فعلا عنيكي من عنيه زى ماقولت 
حبيبه عندك استعداد نتجوز بعد مناقشتك الماجيستير 
صمتت قليلا وهى تتذكر انها سوف تناقش الرساله خلال شهر من الآن ومازال صاحب تجربه الرساله كفيف لم يتعافي بعد ، تنهدت بحيره وتذكرت أيضا وجود سيف 

-على فكره انا كمان بحس بيكي من قبل ماتتكلمي 
حبيبه بتردد :هنتجوز فين 
ياسين بجديه :هتختاري بنفسك التجهيزات ،وانا واثق فى زؤقك ، عندك اي اعتراض على وجودنا فى الفيلا 
لا تعلم بماذا تجيبه ، فهى حقا خائفه بوجودها بمكان واحد مع ذلك الحقير ، ولا تود الإفصاح عن ذلك ، ولا تريد ابعاده عن عائلته فهى حقا بموقف لا تحسد عليه ..
***********•••
شعر بانها متردده فى اتخاذ القرار لذلك طلب منها التفكير والترؤي وسوف ينفذ ما تطلبه ولكن  داخله شعور بانها تخفي عنه شيئا ، تركها إلى أن تتحدث معه دون قيود ، وعدها بأن يتفهم موقفها اينما كان ..
٠••••••••••••••••
عاد من عمله بوقت متاخر 
انتظره شقيقه ليطمئن عليه ، فهو يعلم بانه يمر بفتره عصيبه ومازال يدفن حزنه داخله ، ولا يتحدث عن ما مضى ..
تنهد حازم بارتياح عندما وجده عائد من الخارج وهو بكامل وعيه ، فقد امتنع عن الشرب ولم يعد بحاجته .
استغرب يوسف وجود حازم مستيقظا 
-حازم انت ايه مصحيك لحد دلوقتي 
حازم بجديه :قلقت عليك مستنيك 
يوسف بتنهيده :كنت بطمن على المخازن عشان اشيك على كل حاجه بنفسي وراجع بقى فصلان عاوز بس استلم السرير 
حازم بتردد :عرفت ان جلسه النطق بالحكم النهائي كانت انهارده 
تسمر يوسف مكانه وتنهد بضيق :مااعرفش ولا عاوز اعرف 
هم بصعود الدرج ولكن استوقفه حديث شقيقه 
-القضيه اتحسمت قتل خطأ واخد 15سنه اشغال شاقه
اغمض عيناه بحزن واكمل صعود الدرج ، توجهه إلى غرفته 
لم يستطيع أن يبدل ثيابه ، القى بجسده بالفراش وهو ينفض اى فكره تاتي بذاكرته الآن ، فقرر نسيان الماضي ولم يعود إلى نقطه الرجوع مره اخرى ..
لا تبكي على حبيب خان وباع بلا ثمن
لا تندم على تغيرات الحياه 
لا تبكي على غدر صديق 
كنت وافيا له بيوم من الايام 
اشكر الظروف التى اوضحت لك 
غدر الرفيق وخيانه الحبيب 
•••••
يتبع 
اشرقت شمس يوم جديد مليء بالاحداث ..

بمنزل عمار ، استيقظ مبكرا وترك زوجته نائمه ، توجهه إلى المطبخ وأعد لها الفطار .
بعدما انتهى من تحضير الفطار ، حمل صينيه الطعام ودلف لغرفته ، لكي يوقظ محبوبته ، وضع الصينيه أعلى الكومود ، وجلس بجانب زوجته بالفراش ، يداعب خصلات شعرها الاسود لكي تقتح عيناها التى سحرته ببريقها البني .
فتحت عيناها بتكاسل وجدت من ينظر لها بحب 
-عمار 
عمار بابتسامه :عيون وقلب وروح عمار ، صباح الخير يا زوجتي الحبيبه 
قبل وجنتها بحب ، ابتسمت له بخجل ، فلم تتوقع منه كل الحب والحنيه التى يعاملها بها ، منذ أول يوم زواج .
ريم بسعاده تنظر له بحب :أنت عملت كل ده عشاني 
عمار بغمزه :لو ماحضرتش ليكي احلي فطار فى أول يوم جواز ، هحضر لمين بس
ارتمت باحضانه بسعاده :انا بحبك اوى يا عمار 
شدد هو فى احتضانها :وانا بعشقك يا قلب عمار 
يلا نفطر بقي ، عشان نسافر نقضي اجمل شهر عسل فى الغردقة ، أنا حجزت وخلصت كل حاجه 
ريم بفرحه :بجد هنسافر ، مبسوطه اوى يا حبيبي ، ربنا يخليك ليا 
قبل جبينها برقه :ويخليكي ليا يا نور عينيه ..
******٠••**********

استيقظ بارهاق ، توجهه إلى المرحاض لينعش جسده بالماء البارد ، ثم ابدل ثيابه وارتدى قميص ابيض يضع فوقه تيشرت ازرق أعلى كتفيه ، وبنطال جينز ازرق وقف أمام المرآه يمشط شعره وينثر عطره الفواح ، والتقط هاتفه ومفاتيح سيارته ثم وضع النظاره الشمسيه أعلى جبينه ، ترك غرفته وهبط الدرج بخفه ، وجد عائلته تتناول وجبه الافطار .
-صباح الخير
رد عليه الجميع :صباح الخير يا حبيبي
حازم :ايه النشاط ده كله ، مش هتيجي تفطر ولا ايه 
يوسف بنفى :لا عندى شغل مهم ،هبق اطلب اى حاجه فى الشركه 
يلا سلام 
حازم :سلام   
عبدالرحمن :قولي يا حازم اخبار يوسف فى الشغل 
حازم :اطمن يا بابا يوسف ممشي الشركه كويس 
عبدالرحمن :الحمد لله يابني كده انا مطمن عليه ، ربنا يحفظه ويبعد عنه الشر 
فريال بتنهيده اللهم امين 
نفسي يوسف يلاقي بنت الحلال إللى تنسيه إللى حصل 
عبدالرحمن بجديه :سيبي يوسف فى حاله ، هو عارف هو بيعمل ايه ، سبيه يشق طريقه بنفسه وياريت بلاش تزني عليه والكلام الفارغ ده يتقال قدامه ، احنا ماصدقنا ان مركز فى شغله ومستقبله والنصيب يجي بعدين 
فريال بحزن :حاضر انا هسكت خالص
٠•••••••••••••••••••
استقل سيارته ووضع نظارته الشمسية لتحجب عنه اشعه الشمس الحارقة .
وقاد سيارته فى طريقه إلى شركته ، واثناء قيادته تذكر أمر هام ولذلك غير مسار وجهته ، وتوجهه إلى الموقع بدلا من شركته ، ..
***************
رفض الذهاب إلى عمله برفقة صديقه وقرر أن يعلم ما الشئ التى تخفيه حبيبه ، فهو قلق بذلك الشأن .
جلس بحديقه الفيلا وقرر أن يهاتفها لتاتى اليه ويتحدث معها ، واراد ايضا ان ترا بنفسها الجناح الخاص به ، لتنتقى بنفسها الديكورات والالوان التى تفضلها ،وايضا الاثاث ..

كانت تجلس بغرفتها أمام مكتبها الصغير تحاول استذكار بعض  النقاط الهامه فى رسالة الماجستير .
التى سوف تناقشها خلال اسابيع قليله .
فجاه انتشلها من تركيزها  رنين هاتفها .
نهضت من مقعدها والتقطت الهاتف وهى تنظر لشاشته بابتسامه عذبه ، عندما علمت هويه المتصل .
اخرجت زفيرا بهدوء واجابت بسعادة 
-صباح الخير 
ياسين بابتسامه تعلو ثغره ، عندما استمع لصوتها :صباح الخير والسعاده يا حبيبتي
حبيبه بخجل :أنت فى الشغل 
ياسين :لا ماروحتش الشغل ، زى ماتقولي كده كسل 
حبيبه باهتمام :وماروحتش ليه بقى يا كسلان 
ياسين بجديه :عشان عندي ميعاد أهم من الشغل 
حبيبه بتسأل :ميعاد ايه بدري كده ومع مين 
ياسين بمشاكسه :ميعاد مهم جدا و مع حبيبي 
حبيبه باستغراب :حبيبك
ياسين :او تقدري تقولي حبيبتي ، ممكن بقى تيجي هنا الفيلا محتاج اتكلم معاكي ، انتى عارفه مش هقدر أخرج ومجد فى الشركه 
حبيبه بتردد :امممم يعنى كل الحوار ده عشان نتقابل اوكيه مافيش مشكله 
ياسين بجديه :هستناكي أوعي تتاخري عليا 
حبيبه بتنهيده :اطمن مسافه الطريق ، يلا بقى سلام 
ياسين بابتسامه :سلام يا قلبي 
انتهت لوالدته  واسرعت تبدل ثياب المنزل باخرى 
ارتدت ثوب باللون البينك يصل إلى بعد الركبه وارتدت اسفله بنطال ابيض من خامه الكتان ، يعلو حجاب باللون البينك ايضا وانتعلت الكوتشي  الرياضي يجمع بين اللونين الابيض والبينك ..
اخبرت والدتها وبعد ذلك استقلت سياره اجرى اسفل البنايه لتتوجهه إلى فيلا الانصاري ..
٠•••••••••••••••••••
صفا سيارته بجانب الموقع ، ثم ترجل منها ،سار بخطوات دقيقه أعلى الرمال الموضوعه بالمكان .
راقب الجميع باهتمام ، وجد الجميع يعمل بكل جهد وادقان ، بحث عن سليطه اللسان كما اطلق عليها داخله ، وجدها أيضا منشغله بعملها ، تشرف على العمال وتعطيهم الأوامر ولكن بصوت منخفض وهدوء تام ، على العكس تماما بالتعامل معه ، فضل ان يظل هكذا يراقبها عن بعد .
ولكن فجأه ركض اليها مسرعا ليسحب يدها بقوه ويبعدها عن الاله
 التى تخص نقل مواد البناء إلى الموقع ..
جحظت اعين الجميع بسبب ذلك المشهد ، 
نظرت له بغرابة ولم تفهم سبب هذا الوضع ، فكانت داخل احضانه فجأه ، يحاوطها بذراعيه بقوه ، يخشي ان يصيبها اذى أو مكروه ، كان ينظر لها بتوهان .
دفعت يده بقوه وعاد للخلف وهى تصرخ بوجهه بانفعال :ايه الجنان إللى انت بتعمله ده 
نظر لها بذهول وقبل ان يتطاول بالرد عليها ، جاء رئيس العمال ليطمئن عليها ، احترم يوسف وجود ذلك الرجل الوقور ورمقها بنظره غيظ ،قضم غضبه ، كان يود أن يفتك بها ويخرص لسانها المتعجرف للابد .
احمد بقلق :عامله ايه يا بنتي انتى كويسه 
نظرت له فرح بجديه :هو حصل ايه ياعم احمد انا كويسه 
احمد :مش تخلي بالك يا بنتي ، لولا وجود استاذ يوسف وكتر خيره لحقك بالوقت المناسب ماحدش عارف كان هيحصل ايه ، الحمد لله قدر الله وما شاء فعل 
نظر إلى يوسف بامتنان :كتر خيرك يابني جيت فى الوقت المناسب ، ربنا يبعد عنك كل شر يارب 
نظرت فرح بجمود وهى لم تعي شئ :ممكن افهم فى ايه لكل ده 
لم يستطيع أن يصمد اكتر من ذلك ولذلك حدثها بصوته القوي :فى انك كنتي هتتفرمي يا بشمهندسه تحت عجل خلاط المونه وربنا قدرني ولحقتك ، ياريت تخلي بالك بعد كده وتركزي كويس انك موجوده فى موقع بناء كله الالات ومعددات فاهمه 
ترك المكان باكمله بانفعال ، واستقل سيارته ليقودها إلى مقر شركته .
ضرب المقود بقوه قبل ان يتحرك :قليله الذوق مافكرتش تشكرني حتى على ان انقذت حياتها ، مش شاطره غير فى طوله اللسان وبس ، ماشي يا فرح انا هعرف ازاى تتعاملي معايا 
****٠••**************•***
شعرت بالخجل عندما قص عليها العم احمد ما حدث ، ايضا عاتبها على سبب تعنيفها برب العمل ، طلب منها أن تتحدث معه وتشكره فقد صنع معروف وعليه الشكر ، .
احمد :مافيش اغلي من حياتك يا بنتي والاستاذ يوسف كتر خيره مايستهلش منك كده ، ماتاخذنيش يعنى يا بشمهمدسه انتى لازم تعتذري على كلامك معاه وكمان تشكريه على إللى عمله معاكي 
فرح بخجل :انا ماكنتش فاهمه الموضوع كده ياعم احمد واتخضيت بجد من إللى عمله 
بس هو كمان ماادنيش فرصه اشكره مشي بسرعه 
احمد :من اسلوبك يا بنتي ، انا زى والدك ولازم انصحك ، طريقتي كده غلط ، هو بردو ليه مكانته ، صاحب الشغل وفاتح بيوتنا واجب علينا نحترمه ونقدره كمان ، الراجل ماغلطش مع اى حد ، وسبحان الله مايتخيرش عن الحج عبدالرحمن والباشمهندس حازم ، كلهم ولاد اصول 
فرح بضيق :حاضر لم اشوفه هتشكره ، حلو كده 
احمد :إللى تشوفيه صح اعمليه يا بنتي ، أنا هشوف العمال 
•••••••••••••••••••
ترجلت من التاكسي أمام فيلا الانصاري ، اعطت السائق مبلغ من المال ورحل .
سارت هى بطريقها لتعبر حديقه الفيلا ، وجدت ياسين بانتظارها ..

كان يجلس بالمقعد أمام الطاوله الموضوعه بالحديقه ، اقتربت منه بثبات وهى تبتسم بحب 
-صباح الخير
ارتسمت ابتسامه على محياه عندما استنشق عبيرها المميز 
-صباح الحب  والسعاده على حبيبي 
جلست مقابل له :ايه الروقان ده كله
ياسين بابتسامة :بقى كده عاوزة تفصليني من جو الطبيعه الخلاب وسحر اللحظه فى وجودك جنبي 
اكمل حديثه بتنهيده حارقه :ناقصني أكون شايف وجهك الحسن 
حبيبه بحزن اثر كلماته :ان شاء الله هيحصل ، بس خلى عندك ثقه في ربنا وهو لا يمكن يخذلك 
"انا عند ظن عبدي بي فليظن ما يشاء "
ياسين بثقه :ونعم بالله 
قوليلي بقى تشربي ايه ولا نفطر سوا ، أنا عن نفسي مافطرتش ممكن تشركيني الفطار 
حبيبه بابتسامه :اكيد ممكن عشان انا كمان مافطرتش 
نهض ياسين من مقعده ومد يده ليجذبها اليه ، وضعت يدها داخل كفه وسارت جانبه .
دلفا سويا لداخل الفيلا :على فكره مافيش حد هنا وهنخدم نفسنا بنفسنا 
حبيبه باستغراب :وأهل المنزل فين كده
ياسين بجديه :تقريبا كده والله اعلم بابا فى الشركه ،أما بقى ماما وطنط ماجى ممكن راحو النادي او عند الكوافير اكيد مش عارف بصراحه 

دلفا سويا داخل المطبخ فلم يجد أحد أيضا 
ياسين بجديه :واضح كمان ان داده سميره كمان مش هنا ، بقولك ايه بتعرفي تعملي فطار ولا نشرب حاجه وخلاص
حبيبه :لا عيب عليك صحيح مش ليه فى شغل المطبخ اوى بس بعمل حاجات خفيفه كده ، هدوقك احلى أومليت 
ياسين بحماس جلس على المنضده الصغيره التى داخل المطبخ :وانا مستني ادوق عمايل مراتي حبيبتي 
ابتسمت حبيبه بسعاده واقتربت من الموقد لكى تصنع وجبه الافطار ..
٠•••••••••••••••••
هاتفة ابنها واخبرته بعدم وجود أحد بالفيلا سوا ياسين وزوجته ، فقرر العوده مع عمله لاكمال خطته التى وضعها هو ووالدته لكى يقضي على ابن عمه تماما ويهدم حياته كم هو سبب فى تدمير حياته كما يظن هو ، فنار الحقد والغيره تحرق الأخضر واليابس فقد زرعت والدته داخله كل الكره والحقد بقلبه لكى يتخلص من العائق الذى يوجد بطريقهم ، لكى يصبح هو المتربع على اموال ونفوذ الانصاري ..
٠•••••••••••••••
دلف مكتبه وهو يشتعل غضبا بسبب تلك الطائشة سليطه اللسان .
جلس أمام مكتبه ورفع سماعه الهاتف 
-هبه من فضلك تبعتيلي باشمهندس شريف حالا
هبه :تحت امرك يا افندم 

بعد عده دقائق ، طرق شريف باب مكتبه واذن له يوسف بالدخول 
-خير يا افندم حضرتك طلبتني
يوسف بجديه :اتفضل اقعد الاول يا بشمهندس
جلس شريف ونظر له باهتمام 
تحدث يوسف بجديه :مطلوب منك تنزل تباشر موقع الكومبوند بدل باشمهندسه فرح
شريف بتردد :بس حضرتك فرح هى صاحبه التصميم وكمان مسئوله عن المشروع وهى شغاله عليه كويس 
يوسف بضيق :هو ماحدش يقدر يكمل بعدها المشروع ولا ايه يا باشمهندس ، تقدر ولا اشوف غيرك
شريف بجديه :لا طبعا اقدر اكمل بس
يوسف بحده :مافيش بس ، من بكره هتنزل تباشر المشروع ، وجود الرجاله يبق فى الموقع مش العكس ، اتفضل على شغلك 
شريف :بعد اذنك 
غادر شريف مكتبه وهو مستغرب اسلوبه ولكن فضل ان يتابع عمله ويعمل ما امره به ...
اما يوسف فطلب من سكرتريته ابلاغ فرح بوجودها غدا بالشركه وان المشروع لم يعد من اختصاصها بعد اليوم ، نفذت السكرتريه ما امرها به على اكمل وجه ..
************
عندما انهت الهاتف مع السكرتيرة الخاصه بمكتبه ، شعرت بالضيق بسبب تلك الاوامر الصارمه وظنت أنه يعاقبها على عدم شكرها له بعد الموقف الذي حدث ، لذلك قررت ان تذهب الى مقر شركته لتفهم الامر بنفسها ولا تظلمه وتتسرع بالحكم عليه مره اخرى ..
************
انتهى من تناول الافطار معا ، ثم طلب منها الصعود لاعلى ، لكى ترا الجناح الخاص به .
ياسين بجديه :حبيبه انا مستعد أغير كل العفش والديكور ويبقى على زؤقك ، رغم أن كل حاجه من تصميمي انا بس موافق على اى تغير ، عشان دى هتكون مملكتك الخاصه بيكي 
حبيبه بتردد :كل حاجه حلوه وكويسه اوى ، بس انا ليه رائ تاني خالص
سحب يدها واجلسها جانبه على الأريكة :قولي وانا تحت امرك هنفذ إللى تقولي عليه ، أنا حاسس انك متردده 
حبيبه بتنهيده :بس ماتفهمنيش غلط والله انا مش عاوزة اخدك من عيلتك ولا ابعدك عنهم بس انا مش حابه اعيش هنا ، ممكن ناخد اى شقه فى اى مكان وتكون صغيره 
ياسين باهتمام :حد زعلك وضايقك قبل كده 
حبيبه :لا خالص بس انا هنا مش هكون مرتاحه ، بجد والله انا بحب عيلتك جدا ، بس غصب عنى مش هكون براحتي فى بيتي 
ياسين بابتسامه :واثق فيكي ومصدقك من غير ماتحلفي ، وماعنديش اى اعتراض ، أنا عارف ان جو الفيلا هنا مش قد كده ، عندك حق هنا بابا وماما وابن عمى ومرات عمى ، حتى نادين لم تنزل اجازه بتقضيها هنا فى وسطنا ، حقك طبعا يكون ليكي بيتك وحياتك المستقلة ، أنا فعلا فكرت كده بس كنت محتاج اعرف سببك ايه ، قلقت يكون حد ضايقك بالكلام او اى تصرف 
حبيبه بنفي :لا خالص 
ياسين :تمام ، هو بصراحه انا عندي شقه بس فاضيه ممكن تفرشيها براحتك ، وهفرجك على كل التصاميم إللى انا عاملها عندى على اللاب توب وتختاري إللى يعجبك 
حبيبه بابتسامه :يعنى مش مضايق 
ياسين بحب :لا طبعا واضايق ليه يا قلبي،ده حقك طبعا 
ابتسمت بارتياح بعد ان تفهم موقفها .
اثناء مغادرتهم الغرفه ، تفاجئ بوجود سيف .
نظر لهم سيف بمكر وتصنع الدهشه :اوبا مش تقول يا كبير انك هنا ومش عاوز عزول ، واضح أن جيت فى وقت غير مناسب خالص ، وأنا بقول   ايه الهدوء إللى غير عادي ده 
ياسين بانفعال :سيف ألزم حدودك 
اراد استفذاذه :مين فينا إللى يلزم حدوده يا ابن عمي ، ماتشوف نفسك اولا ، اخ نسيت انك اصلا مابتشوفش ، زى ما انت نسيت حاجات كتير ، نسيت ندى وحبك لندى ، واوام بتفكر فى غيرها لا وكمان منسجمين اوى مع بعض وعاوز تجوز كده عادي 
صرخ ياسين بغضب :أنت اخر حد تتكلم عن حياتي وأسم ندى مايجيش على لسانك فاهم 
سيف بانفعال وثوره غاضبه خرج عن شعوره وتفوه بكل مايحمله من حقد وكره لابن عمه
-انت ايه يا أخي واخد كل حاجه فلوس ، سلطه ، اسم فى السوق ، حتى البنت الوحيده إللى حبتها ، خدتها مني ، أنا بكرهك يا ياسين عشان انت سبب كل إللى انا فيه دلوقتي ، طول عمرك انت الكل فى الكل والناس بتعملك الف حساب ولم فكرت اخلص منك للابد ماحصلش وخسرت ندى ،ندى هى إللى دفعت التمن   ، خسرت حب حياتي بسببك ، حبتك انت واخترتك انت وانا فضلت اتمنى اللحظه المناسبه عشان اصارحها بحبي ، كنت انت سبقتني وطلبتها لجواز 
شعر بالصدمه من تصريحه بحبه لزوجته الراحله فالان علم سبب حقده وكره واراد قتله لذلك السبب 
صرخ بوجهه :أنت احقر إنسان شوفته فى حياتي ، عمرى ماتخيلت انك تفكر تخلص مني وكمان تبص لمراتي ، لم انت كنت بتحبها ليه ماعرفتنيش عمرى ماكنت فكرت فيها كزوجه  لكن انت سلبي وحيوان عاوز كل حاجه من غير تعب ، عاملتك أخ صغير وكنت دايما فى ضهرك وانت للاسف تطعني فى ضهري عاوز تقتلني يا ابن عمي ، اقتلني عشان الحقد إللى جواك ينتهي ، عاوز تخلص مني عشان شويا فلوس مستني ايه اقتلني 
دفعه سيف بقوه فى صدره وارد ان يلكمه ، وقفت حبيبه حاجز بينهم تحاول فض ذلك الاشتباك وهى تصرخ بقوه ؛بس بقى كفايه ، ياسين عشان خاطري ابعد 
دفعها سيف بقوه :ابعدي انتى لازم اخلص عليه 
شعرت بالاهتزاز بسبب الدفعه القويه ولم تستطيع الصمود فسقطت على  الدرج وهى تصرخ باسم ياسين .

انقبض قلبه عندما استمع لصراخها :امسك بياقه قميصه :أنت عملت ايه يا حيوان 
نظر سيف حوله وانتابه الصدمه ، فقد سقطت أعلى الدرج بسبب دفعته القويه ، ابتعد عن ياسين بصدمه 
ركض ياسين يبحث عنها ويتحسس الدرج وهو ينطق باسمها بقلب مجروح يخشي فقدانها 
وجدها ملقاء على الارض بلا حراك ، هز جسدها بفزع، رفع راسها  وضمها  لصدره بخوف حقيقي ، شعر بان روحه تركت جسده ، صرخ باسمها وانسابت دموع الخوف والقلق من فقدانها ، فهى اصبحت الحياه والهواء والنفس والنبض لقلبه اصبحت كل شيء يمتلكه ويتنفس عشقها ،..
٠••••••*••••••••**

الفصل الرابع والثلاثون «الاخير »
عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

اخرج هاتفه بقلق وهاتف احدى رجال الأمن المكلفين بحراسه الفيلا ، أتى على وجه السرع احدهم واخرج السياره ليكي يقلهم إلى اقرب مشفى ، بعد ان راء حاله الفزع والانفعال الذى يتحدث به ياسين ، كان يشفق على وضعه الحالي .
استقل السياره بعد ان ساعد ياسين على الركوب وهو يحمل حبيبه بين يديه ثم جلس هو أمام محرك الوقود وانطلق  بسرعه فائقه لشق طريقه إلى المشفى ..
٠•••••••••••••••
ترجلت من التاكسي أمام مبنى الشركه ودلفت لتعبر الطريق وتصعد إلى حيث مكتبه ..
جلست أمام السكرتريه بعد ان طلبت مقابلته ، دلفت هبه تخبره بوجودها بالخارج ..

طرقت باب مكتبه بهدوء ثم دلفت لداخل 
-مستر يوسف باشمهندسه فرح بره وطالبه تقابل حضرتك 
يوسف برفعه حاجب :بالسرعه دي ، طيب يا هبه دخليها بعد نص ساعة عشان محتاج اعمل مكالمه مهمه 
هبه :تحت امرك يا افندم 
غادرت هبه مكتبه واخبرت فرح بما حدث وطلبت منها الجلوس بانتظار ان ينهى عمله .
جلست فرح بضيق فهى تعلم تلك التصرفات ، فهو اراد ان يرد لها اهانته ، لذلك جعلها تنتظره .

اما عن يوسف كان يبتسم بمشاكسه ويحدث نفسه وهو يدور بمقعده 
-احسن خليها تنتظر بقى عشان تحرم تعاملني بقله ذوق واحترام ، كمان لازم تعتذر وتشكرني كمان 
دى  مديونه ليا بحياتها كمان ..
٠*****************•

كان يقف أمام غرفه الطوارئ بالمشفى وكاد قلبه ان ينتزع من مكانه ، اخرج هاتفه واخبر صديقه بما حدث معه ، عندما علم مجد بالامر اسرع فى قيادته ليتوجهه إلى صديقه بالمشفى فهو بحاجته ..
.....
بعد ان فحصها  الطبيب وأعطاها ابره مسكنه لانها تشعر ببعض الألم المتفرقه بانحاء جسدها اثر السقوط ، غادر الغرفه وتطلع إلى الشاب الكفيف القلق عليها ، سار اتجاهه بثبات وربت على كتفه باطمئنان 
-اطمن هى بخير شويه كدمات بسيطه وهتختفي بالكريمات ، هى دلوقتي تحت تأثير المسكن عشان ماتحسش بالالم وان شاء الله على بكره تخرج ، بس محتاجه راحه فى السرير عشان بس الم ظهرها لان الوقعه كانت جامده شويا ، الف سلامه عليها 
ياسين بقلق :اقدر اطمن عليها 
الطبيب:اكيد طبعا اتفضل معايا 
امسك بيده  الطبيب ودلف لداخل غرفتها واجلسه.بالمقعد المجاور لفراشها وترك الغرفه .
تحسس ياسين يدها واقترب منها يقبلها برقه وظل متمسك بكفها بين راحه يده ..
لامس بشرتها باطراف أنامله وهو يهمس لها بحب حقيقي :انا السبب فى إللى حصلك ، مش قادر اقولك قد ايه خوفت لاخسرك ، ربنا يخليكي ليا ويقدرني واسعدك 
دلف مجد بهدوء وربت على كتف صديقه 
-ياسين حبيبه عامله ايه دلوقتي
انتبه لوجود صديقه ومحى الدمعه العالقه باهدابه :الحمد الله الدكتور طمني 
مجد بجديه :الحمد لله ،بلغت حد من اهلها
هز رأسه بالنفي :لا للاسف ماعرفتش اكلم مين ولا اقول ايه 
مجد باطمئنان :انا هتصل بحازم وابلغه يبلغ والدتها 
ياسين بتنهيده حارقه :ماشي ، والحيوان إللى فى البيت انا هتصرف معاه بطريقتي 
مجد بقلق :هتعمل ايه 
ياسين بجديه :جي الوقت إللى هيتحاسب فيه على كل جرايمه ، أنا مشدد على الأمن مايخرجش من اوضه لحد ما ارجعله 
ابتعد مجد عن صديقه ليهاتف حازم ويخبره  بوجود حبيبه بالمشفى ..

******٠*•*********
تمللت من الانتظار وظلت تهز قدميها بانفعال ملحوظ ، كادت أن تغادر المكتب ،ولكن جاء الأذن بالدخول..

كان يتابع كاميرات المراقبة وهو يبتسم بتسلئ وبعد ان نجح فى استفذاذها ، رفع سماعه الهاتف واخبر السكرتريه بانه ينتظرها الآن ..
-اتفضلي يا بشمهندسه مستر يوسف فى انتظارك 
فرح بتافف :اخيرا  ، وجاي على نفسه ليه ، مالسه بدري 
ابتسمت هبه وهى تنظر لانفعالات وجهها وحدثت نفسها 
-ربنا يستر 

استردت انفاسها بهدوء وطرقت الباب ودلفت لداخل ، سارت بخطوات ثابته الى ان وقفت امامه 
-خير يا بشمهندسه 
فرح بمحاوله لقضم غضبها :حضرتك انا عاوزة اعرف ليه مابقتش مسئوله عن المشروع 
يوسف ببرود :عشان حضرتي شايف كده ، وجودك فى الشركه لكن الموقع للرجاله
فرح بصدمه :نعم يعنى ايه الموقع للرجاله ، أنا مهندسه زي زيهم واقدر امشي الشغل كويس اوى ، لو حضرتك بتعمل كده عشان فهمت إللى حصل غلط ، أنا متشكره اوى على إللى عملته معايا 
ابتسم يوسف بسخريه :دى طريقه جديده للشكر ولا للاعتذار ، على العموم مش موضوعنا ، بس انا كلام جد يا بشمهندسه ومش بقرره كتير وافتكرت هبه بلغتك تبقى بكره فى مكتبك هنا فى الشركه والبشمهندس شريف هيكمل المشروع 
حاولت ان تتحدث بهدوء :ممكن اعرف ايه السبب انا مقصرتش فى شغلي
يوسف بجديه :ماعنديش استعداد اشيل ذنبك لو حصلك حاجه فى المشروع ، انهارده ربنا ستر  وكنت موجود ماحدش عارف كان ايه ممكن يحصلك ، عشان كده كفايه عليكي الشغل داخل الشركه وبس وده قرار نهائي وغير قابل للنقاش ، وياريت وانتي خارجه تعدي على شريف عشان تسلميه كل التصاميم إللى تخص الكوموبند 
تنهدت بضيق وغادرت المكتب دون أن تتحدث بشيء آخر .
***********٠•••******

قرر ترك عمله والعودة إلى منزله فجاءه مكالمه هاتفيه فى ذلك الوقت 
نظر لهاتفه باهتمام وجد المتصل مجد 
-السلام عليكم
أجاب مجد وهو قلق من الحديث :وعليكم السلام

حازم :ايه الاخبار يا مجد كله تمام 
مجد بتردد :بصراحه كنت متصل عشان ابلغك ان حبيبه تعبت شويا وهى فى المستشفي ومعاها ياسين بس حالتها بخير والله 
حازم بفزع :حبيبه فى المستشفي ليه مالها حصلها ايه 
مجد :صدقني هى كويسه ، ممكن تبلغ والدتها عشان هى ماتعرفش 
حازم بقلق :ارجوك طمني هى بجد كويسة
مجد :والله كويسة ولم تيجي هتشوف بنفسك ، احنا فى مستشفي (.....)
اغلق الهاتف وهو يسرع فى خطواته ، استقل سيارته الذهاب إلى المشفى وقرر الاتصال بشقيقه لكى يأتي بوالده حبيبه والالحاق به إلى المشفى 
**٠•••••••*********
كان يتابع عمله وهو يبتسم بسعاده 
وفجأة صدع رنين هاتفه ، عندما نظر للشاشه وجد شقيقه ضيق ما بين حاجبيه واجاب بثبات 
-هى لاحقت تشتكي البت دى  مش هتكبر وتبطل شغل العيال ، حازم انا مش هغير اى قرار خدته فى شغلي 
وياريت تبلغها كده 
حازم بانفعال :أنت بتقول ايه أنت كمان ، ركز معايا يا يوسف ، تطلع على بيت طنط ناديه وتجبها وتيجي على مستشفى  (.....) فاهم 
يوسف بصدمه :مستشفي ليه فى ايه مين تعبان 
حازم بتنهيده :حبيبه ومش عارف مالها ماتسالش كتير وطمن والدتها وكلمها بهدوء فاهم يا يوسف 
يوسف بقلق :حبيبه طب فهمني حصل ايه 
حازم بضيق :مش لم أفهم انا الاول ، انا خلاص قربت اوصل ، اتصرف أنت بهدوء ماشي سلام 

نهض على الفور بعد ان اغلق الهاتف والتقطت مفاتيح سيارته وغادر الشركه على وجه السرعه ، وهو يشعر بالخوف والقلق على ابنه عمه ولا يعلم ماذا اصابها .
قاد سيارته بسرعه فائقة ليصل إلى منزل والدتها ويصطحبها معه إلى المشفى ...
*******٠•••••*********
كان يصرخ بداخل غرفته وهو يقرع الباب 
فقد تم حبسه بغرفته بأمر من ياسين .
-افتحو الباب ده ، ورحمه ابويا ماانا سايبك يا ياسين وهدفعك التمن 
افتحو الزفت ده احسن اكسره 
تحدث رجل الأمن الذى يقف أمام باب الغرفه :ماعندناش اوامر بكده ، والاحسن لحضرتك تبطل انفعال وتهدي لم ياسين بيه يرجع ويتصرف معاك 
سيف وهو يركل الباب بقدمه :انا هوريكم يا كلاب 
شعر بان جسده بحاجه الى جرعته المعتاده ، فقد جف حلقه واصبح العرق يتصبب من جسده الهزيل بسبب تلك السموم وشعر بالرعشه تسري بجميع انحاء جسده ،  بحث بعين تائهه فى انحاء الغرفه وركض إلى حيث  الكومود نثر كل محتوياته بانفعال وهو يبحث عن جرعته ، فلم يجد شي لديه ، صرخ بقوه وهو يبحث كالمجنون وفعل الفوضه بالغرفه ولم يجد شيئا بعد ، خار جسده بالفراش فلم يعد لديه القدره على الحركه .
********٠••••*•*****
ظل جانبها ويلامس بشرتها لكي تفيق ويطمئن قلبه ويستمع إلى صوتها العذب ليشعر بالأمان 
فتحت عيناها بارهاق عندما شعرت بملمس يده تجول أعلى صفيحه وجهها ، ونطقت باسمه 
-ياسين أنت كويس 
ابتسم واقترب منها يقبل وجنتها :حمدلله على سلامتك يا قلبي ، انا كويس المهم انتى حاسه بايه طمنيني عليكي
كانت تشعر بالم طفيف يحتاج جسدها :الحمد لله كويسه 
ياسين بارتياح :الحمد لله ، اسف انك اتعرضي لكل ده بسببي ، بس صدقيني خلاص سيف ماعدش ينفع يتسكت عليه ، انا صبرت عليه كتير وعديت ليه كتير اوى وكمان سامحته فى حقي لكن حقك وحق ندى مش هسامح فيه أبدا 
طرق الباب بخفه ودلف بقلق ،توجهه إلى الفراش التى ترقد عليه بخوف ولهفه وقلق 
حبيبه عامله ايه ، انتى كويسه ياحبيبتي ، حصلك ايه 
حبيبه بابتسامه :انا بخير يا ابيه الحمد لله ، مجرد وقعه بس وكدمه بسيطه الحمد لله 
تنفس بارتياح وقبل جبينها :الف سلامه عليكي يا حبيبتي ، نظر إلى ياسين الذى شعر بالغيره من حديث ابن عمها 
حازم بجديه :سورى يا ياسين نسيت اسلم عليك من قلقي على حبيبه 
ياسين بابتسامه :لا عادى محصلش حاجه 
ظل حازم جانبها واخبرها بقدوم والدتها برفقه شقيقه .
تنهد ياسين بضيق عندما علم ايضا بقدوم يوسف وحاول السيطره على انفعالات وجهه ..

**************
صفا سيارته أمام المشفى وترجل منها وساعد زوجه عمه على الترجل وهو يحاول أن يطمئنها بوضع حبيبه ، لكى تكف عن البكاء 
وهى لم تستمع له من الأساس فقد كانت تشعر بالقلق على طفلتها وتدعى الله داخلها بان لا يصيبها اى اذي او مكروه ...
هرولت تبحث عن مكان وجودها ودلفت للغرفه كالاعصار ، ضمة ابنتها بقوه وهى مازالت تبكي بنحيب 
ربتت هى على ظهر والدتها بحنان :اهدي يا ماما عشان خاطري والله انا كويسه 
ابتعدت عنها قليلا وهى تتفحص جسدها باهتمام ، تخشي ان يكون قد اصابها اذي 
-الحمد لله انك بخير ، الف حمد وشكر ليك يارب 
اقترب يوسف بثبات :الف سلامه عليكي يا حبيبه
حبيبه :الله يسلمك يا يوسف 
اقترب من ياسين :إزيك يا باشمهندس 
أجاب ياسين بفتور :أهلا 
٠•••••••••••••••••••
فى المساء غادر الجميع المشفى بعد ان طلبت حبيبه المغادرة وعدم المكوث بالمشفى ، قررت العوده لمنزل والدتها وأنها سوف تلتزم بالراحه ، لذلك اصطحب مجد صديقه للعوده إلى منزله أيضا ..

عندما وصل إلى الفيلا ، دلف على صوت انفعال زوجه عمه 
كانت تحدث والده بانفعال شديد لكي يخرج ابنها من غرفته ولم ترضى على تلك الحبسه ، حاول والده ان يهدئها إلى ان يعود ياسين ليفهم الأمر  الذي اضطره لفعل ذلك ..
توقفت ماجده عن الصراخ عندما وجدت ياسين امها وركضت اليه 
-حابس سيف ليه فى اوضته 
ياسين بتنهيده :عشان إللى عمله لازم يتحاسب عليه 
محمد بجديه :هو عمل ايه يابني ، غلط فى ايه فهمني 
ياسين بعصبيه :البيه عاوز يقتلني خلاص مابقاش فى واعيه وهو إللى قطع فرامل العربيه قبل كده ، وكان السبب فى موت مراتي وابني وان افضل عاجز وحاسس بذنبهم فى رقبتي 
ماجده بتوتر :كذب مين قالك الكلام الفارغ ده 
شعرت والدته بالصدمه :يعنى سيف عاوز يقتل ياسين طب ليه ، ده ياسين معتبره اخوه الصغير 
محمد بتنهيده حزن :أنت متأكد من كلامك ده يا ياسين 
ياسين بحزن :للاسف هو إللى قال بنفسه يا بابا ان بكرهني وعاوز يخلص مني ، وهو إللى دبر للحادثه عشان ، عشان بيحب ندى كان بيبص لمراتي وعاوزة تكون ليه فكر يخلص مني ، ومش بس كده كمان حبيبه كانت هتروح مني بسببه بردو وقعها من على السلم الحمد لله ربنا ستر 
غاده بفزع :كمان ليه الحقد عمى قلبه مابقاش شايف ولا حاسس هو بيعمل ايه 
محمد بحزن :ابن اخويا انا يعمل كده 
تملكتها الصدمه ولم تعلم بماذا تدافع عن ابنها فهى على علم بكل مخططاته ، شعرت أنها النهايه وظلت صامته ..

ياسين بجديه :لا وكمان مدمن زفت على دماغه ولا هو حاسس بالدنيا اصلا وعشان كده هدخله مصحه يتعالج من القرف إللى بيشمه ومش هيخرج منها غير لم يرجع انسان تاني او يموت هناك 
ماجده بقلق : مصحه لا ده اخوك الصغير وغلط معلش سامحه عشان خاطري 
ياسين بحده :مجد خليهم يطلعو ياخدو من اوضته 
صعد رجلان ضخام البنيه إلى غرفه سيف لاصطحابه معهم إلى المصحه لمعالجه الإدمان ..
قيدو حركته بسهوله فقد كان يشعر بالضعف ولم يقدر على المقاومه .
نظر لعائلته بتوسل :عمى بلاش مصحه ارجوك ، ياسين اعمل اي حاجه بس بلاش مصحه
ياسين بحزن :ليه بلاش مش ارحم من حبل المشنقة ، المصحه عشان تادبك وترجعك بنى آدم تاني بدل السموم إللى اتمكنت من جسمك ، لتخف وتبق كويس لتموت هناك ونخلص منك 
اقتربت ماجده بتوسل :عشان خاطري يا ياسين بلاش 
ياسين :مش عاوزة ابنك يرجع نضيف مش عاوزه يتعالج ويبق راجل يعمل حاجه صح واحده فى حياته ، أنا سامحته كتير عشان خاطر عمي لكن لحد القتل لا كفايه بقى اجى على نفسي اكتر من كده ، عملت ايه عشان يكرهني الكره ده كله ويحقد عليه ويخلص مني عشان ايه يتجوز مراتي إللى قتلها وقتل ابني قبل مايجي الدنيا ، الموضوع ده خلاص انتهى وماحدش يجيب سيره سيف تاني فى البيت ده مفهوم 

صعد إلى غرفته بضيق وترك لعيناه الدموع ، لم يتخيل يوما ان ياتي يوما كهذا ، ويحاول ابعاده بهذه الطريقه، فاليوم خسر شقيقه الاصغر للابد ، ولكن محى دموعه فهو على حق لابد وأن يخضع للعلاج والتخلص من السموم التى تنهش جسده ليعود كما كان فى الماضى، ام يرفض العلاج وتنتهى حياته بتصرفاته الحمقاء ..
٠••••••••••••••••••
بعد مرور اسبوع
وقف مجد ينظر لصديقه بتردد يريد بأن يتحدث معه بأمر هام 
-ياسين بقولك ايه ماتيجي معايا ألمانيا عشان الدكتور يشوفك 
ياسين باستغراب :تقصد ايه يا مجد 
مجد بهدوء :أقصد إللى فهمته يا صاحبي ، انا شايف حالتك النفسيه بقت الحمد لله زى الفل ، ليه بقى مش تعمل العمليه وترجع احسن من الاول بذمتك مانفسكش تشوف حبيبه 
ياسين بتردد :نفسي بس،
مجد مقاطعا اياه :بس ايه يا عم انت مافيش بس ، أنا اصلا خدت الملف بخصوص حالتك من حبيبه وعرضته على نفس الدكتور إللى عمل عمليه مالك واكدلي نجاح العمليه وانها مش خطيره خالص المهم نفسيتك وتكون مستعد وعنك ثقه ويقين فى الله ان هيردلك بصرك 
ياسين بابتسامه :حبيبه ، غريبه هى ماجبتش السيره دى خالص 
مجد بصدق :عشان بتحبك وماحبتش تضغط عليك ولا تطلب منك تعمل العمليه عشان خاطرها ، هى قالتلي لازم من جواه يكون مقتنع بالخطوه دي 
ياسين بتنهيده :بجد نفسي اعمل اى حاجه عشانها ، نفسي جدا اشوفها كمان واعوضها عن اى حزن مرت بيه فى حياتها 
ربت على كتفه :طب ايه بقى ، نحجز ونتوكل على الله ، الصراحه انا لازم ارجع ألمانيا تمارا قربت تعملها ، حس بيه يحس بيك ربنا 
ابتسم بحب لصديقه :وانا موافق ، بجد مش عارف اقولك ايه على وجودك جنبي 
مجد بثقه :قولي ربنا مايحرمني منك يا صديقي عادي جدا 
ياسين بقهقه عاليه :ربنا مايحرمني منك يا اجدع أخ وصديق بالدنيا 
عانقه مجد بقوه وهو يشعر بالسعاده من أجل صديقه ..

٠•••••••||||•••••••••••••
مرت الايام وتم تحديد السفر إلى برلين لاجراء العمليه ، فرح الجميع بهذا الخبر وتمنى أن يعود وهو معافي تماما ليرا معشوقته التى عشقها بدون ان يراها ..

طلب منها تجهيز منزل الزوجيه  وتنتقى بنفسها كل ما تفضل وجوده بمملكتها الخاصه ، وودعها على أمل اللقاء 
ظلت تدعى الله ان يسترد بصره وان تتم العمليه على اكمل وجه ويعود النور إلى عيناه بأمل جديد ..
*******٠••********
اما عن يوسف فكان متخبط الأفكار ، يظل يراقبها عن بعد ولم يتجرأ على الحديث معها ، لا يعلم ماذا أصابه فقد اقتحمت تفكيره بعنادها وقوه شخصيتها .
تنهد بحزن فهو لم يقدر على القدوم بتلك الخطوه ولا يعلم ماذا يفعل فقد كان حائرا 
خط بيده اسمها على الورقه الموضوعه امامه ، نقش حروف إسمها وهو يبتسم رغما عنه 
"سليطه اللسان"ظل يبتسم وهو ينظر لذلك الاسم الذى دونه فهو من اختياره 
٠••••••••••••••••••
فى برلين رفض اخبار أحد بموعد العمليه ، لا يريد ان يقلق عليه احد 
فضل ان تكون مفاجأه إذا استرد الله بصره سوف يرا فرحتهم بنفسه ، لذلك طلب من مجد التكتم وعدم التفوه بشئ ،، انصاغ مجد لمطلب صديقه وضمه بشده قبل ان يدلف لغرفه العمليات ..
انتظر أمام غرفه العمليات بتوتر شديد وهو يرفع يده للسماء 
-يارب ، يارب 
****٠*••********
اما عن ريم وعمار فقد عادت من شهر العسل لتكون بجانب صديقتها بتجهيزات منزل الزوجيه ، وأن تكون جانبها أيضا اثناء مناقشتها لرساله الماجستير ..

٠••••••|••••••••
مر اسبوعا آخر 
واليوم هو يوم تحقيق حلمها ، كانت تشعر بالتوتر ، كانت تريد ان يكون جانبها اليوم ليشاركها سعادتها باكتمال حلمها الدراسي ، تنهدت بحزن ودعت الله ان يعود إليها بأقرب وقت وهو يرا نور الحياه مره اخرى فهذا كل ما تمنت ...
٠••••••
كان يجلس بالطائره المحلقه فى السماء ، العائده من برلين ، وهو يتنفس الصعداء فسوف يلتقى بها بعد لحظات قليله ، فقد اشتاق إليها ويريد أن يخبئها داخل احضانه للابد ..
لحظات قليله الفاصله بينهم ، اغمض عيناه بارهاق وشرد بخياله يتذكر اول لقائه بها ، يتذكر كل تفصيله مرت بحياته وهى جانبه ..
*******٠•••*********
كانت داخل قاعه المحاضرات تنظر إلى عائلتها التى تجلس بالمدرج الاول والجميع يبتسم لها بسعادة ، فقد حضرت عائلتها باكملها لتساندها وتشاركها نجاحها .
ولكن كان ينقصها شخصا اخر ، لا يوجد معها اليوم ولكن وجوده الحقيقي ومكانه داخل قلبها لا يفارق روحها ، ينبض بالحب من أجله هو فقط ..
وقفت أمام مجموعه من الأطباء  المتخصصين بعلم النفس والطب النفسي ،،تتناقش معهم بأمر رسالتها ، تحدثت بلباقه وهدوء لكي تخفي توترها ..
مرت عده ساعات وهى تناقش كل جزء من رسالتها إلى أن انتهت من اثبات نظريتها ..
اعجبت لجنه الاطباء بم قدمته وتم منحها الماجستير بدرجه " الامتياز "
وصفق لها جميع الحضور .
توجهت إلى الطبيب المسئول عن اعطائها شهاده الماجيستير ، نظرت لعائلتها بسعاده ..

كان يقف يتابعها بفرحه وسعاده وهى تتحدث بثبات ، وعندما انتهت كان اول من يقف امامها وينظر لها خلف نظارته السوداء 
 جحظت عيناها بصدمه وهى تتطلع له بذهول 
ابتسم لها بحب ونزع نظارته السوداء لترا بريق عيناه الزرقاء تلمع بفرحه وسعاده وهو ينظر لصفيحه وجهها البرئ وملامحها الذى اشتاق لرؤياها ، ضمها بشوق 
-مبروك يا استاذه عبقال الدكتوراه 
مازالت تحت تاثير صدمتها :صرخت بفرحه :ياسين انت شايفني  بجد. يعنى العمليه نجحت
غمز له بعيناه :طبعا شايفك يا أجمل وأرق منما تخيلت 
حبيبه بسعاده :الحمد لله انا فرحتي كده كملت بوجودك جنبي وكمان اكبر سعاده ليا انك بخير وشايفني
ياسين بابتسامه :كان لازم اشاركك فرحتك وحبيت اعملهالك مفاجأه 
حبيبه :انا فرحتي بيك أنت 
ياسين بهيام :وانا بحبك انتي 
حبيبه بخجل :انا بحبك أكتر 
ياسين بعشق :وانا قلبي حبك واختارك قبل عيني 
عشقتكِ قبل رؤياكِ 
يا من دق لها القلب دون قيود
او شروط
احببتك بكل كياني وتمنيتك بوجداني 
فاسمحي لي أن تكوني كل حياتي
حياتي لم تكتمل  إلا بوجودك
يا شريكه العمر ورفيقه الدرب
تمت بحمدلله
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-