رواية في سجن اوهامه عاصم وفجر كاملة جميع الفصول بقلم ايمي نور

رواية في سجن اوهامه عاصم وفجر كاملة جميع الفصول بقلم ايمي نور

رواية في سجن اوهامه عاصم وفجر كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ايمي نور رواية في سجن اوهامه عاصم وفجر كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية في سجن اوهامه عاصم وفجر كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية في سجن اوهامه عاصم وفجر كاملة جميع الفصول

رواية في سجن اوهامه عاصم وفجر كاملة جميع الفصول بقلم ايمي نور

رواية في سجن اوهامه عاصم وفجر كاملة جميع الفصول

في داخل قصر السيوفي بينما كان الجميع علي قدم ليسود جو من الاستنفار والتوتر بين جميع ساكنيه
استعدادآ لاستقبال ذلك الغائب عن الوطن منذ اكثر من ست سنوات ليقرر اخير العودة والاستقرار نهائيا بعد كل سنين الغربة هذه
دخلت فجر إلى داخل المطبخ لتجد والدتها تقف امام الموقد تهتم بالطعام لتسير فجر بخفة من خلفها تقترب هامسة في اذنيها برقة: = القمر خلص ولا محتاج مساعدة؟

التفتت عواطف سريعا لتجد صغيرتها تقف خلفها تبتسم لها بسعادة وحب وما ان همت بالرد عليها هي الاخري بمرح حتى لاحظت الحالة المغبرة التي توجد عليها ملابسها لتهتف بدهشة وقلق: = فجر ايه اللي عمل في هدومك كده اوعي تقوليلي انها خلتك توضبي البيت مع ام جمال تاني.
اخفضت فجر راسها لتنظر إلى ملابسها ثم ابتسمت بعدم اهتمام قائلة
= اهو بسلي نفسي بدل ما انا قاعدة زهقانة واشغل وقتي.

تنهدت عواطف بحزن: =وقت ايه يا بنتي اللي تشغليه هو انتي بتقعدي من اول النهار لاخره وكل اللي بيعوز حاجة بيخليكي تعمليهاله ليتحشرج صوتها بالغصة قائلة: = سامحيني يا فجر انا لو كنت اعرف ان ده هيبقي حالك هنا انا مكنتش رضيت ابدا اننا نعيش في القصر ده وكان كفاية علينا بيتنا في البلد
اسرعت فجر بضمها إلى احضانها قائلة بحنان.

= متقوليش كده انا مش زعلانة ابدا وبعدين هو مين اللي كان يقدر يعصي لجدي امر وهو كان خلاص قرر اني اول ما اخلص الثانوي اجي للقصر وادخل الجامعة هنا والا مش هيصرف علينا
مدت يدها تمسح دموع امها المنسابة وهي تكمل
= ماما انا مش عوزاكي تشيلي همي كلها سنة واتخرج وساعتها هشتغل ونشوف مكان لنا بعيد عن القصر ده وان كان علي اللي في القصر انا بقدر اتعامل معاهم كويس المهم انتي متزعليش علشان صحتك.

جلست عواطف فوق المقعد بهم تشعر بالاوجاع تتراكم عليها وبانها السبب في كل ما تعنيه ابنتها من سوء معاملة من اقرب الناس اليها فلولا انها لم توافق فيما مضي علي هذه الزيجة من الابن الاصغر لعبد الحميد السيوفي منذ اكثر من واحد وعشرون عام لم تكن تظل حينها انها ستعاني الامرين حتى الان من تلك الزيجة وتجني ابنتها اليوم حصادها من سوء معاملة واهانة من اقرب الاشخاص لها منذ ان تزوجت بماهر السيوفي لتنجب له الذكور كما اخبرها والده يوم عقد قرانهم بعد وفاة الابن الاكبر لعبد الحميد اثر مرض الم به لم يكن له سوي طفله الوحيد عاصم بينما ابن عبد الحميد الاخر ماهر لم تستطيع زوجته انجاب سوي ابنة واحدة وعند محاولتها الانجاب مرة اخري حدثت لها مضاعفات ومشاكل ادت إلى استئصال الرحم لها ليقرر عبد الحميد قراره الصارم بتزويجه مرة اخري بمن تستطيع انجاب له الذكور لحمل اسم عائلة السيوفي ليقع اختياره علي عواطف لما كانت تتمتع به من جمال وشباب وقتها كما انها كانت من عائلة فقيرة فرحت بما عاد عليها من خير من هذة الزيجة ليتم الزفاف وقتها دون اي مظاهر لاحتفال سوي اشهار بمسجد قريتها ولم يكد يمر وقت بسيط حتى حملت عواطف بطفلها الاول ليسعد عبد الحميد بهذا الخبر والذي لم يبالي به ماهر زوجها فقد كان يعيش لملذاته وسهراته فقط غير مبالي باحد لتمر شهور الحمل سريعا إلى ان حان موعد الولادة لتأتي إلى حياتها فجر حاملة لها الفرحة والسعادة بشعرها الاصفر وعينيها السماوية الواسعة ووجهها الملائكي والذي لم يحرك في عبد الحميد او ابنه ذرة من المشاعر اليها فقد اراد الذكر الذي حلم به طويلا لحمل اسم العائلة مع حفيده الاخر ليصب غضبه فوق راسها مصدرا امرآ اخر لها بالحمل فورا مرة اخري حتى تحقق له حلمه ولكن تشاء الاقدار بوفاة ماهر في حادث سيارة اثر عودته مخمورا من احدي سهراته ليتم نفيها هي وابنتها في ذلك المنزل المتواضع في قريتها طوال تلك السنوات لا يأتي اليها احد سوي صلاح زوج شهيرة عمة فجر الصغري متوليا كل شئونهم دون اي اتصال بالجد حتى اتمت فجر مرحلتها الثانوية ليأمر الجد بحضورهم بالعيش في قصره وها هي منذ ذلك الحين تتم معاملتها هي و صغيرتها كاحد الخادمات وحتى اسوء تجبر نفسها علي الاحتمال حتى تكمل وحيدتها تعليمها وقتها ستغادر بعيدا عن هذه العائلة غير اسفة علي شيئ.
افاقت عواطف من رحلة ذكرياتها علي صوت ابنتها الهامس: = ماما انتي روحتي فين
رفعت عواطف عينين مغشيتين بالحزن والالم تنظر إلى ابنتها لتهتف فجر بأسف: = تاني يا ماما علشان خاطري بلاش تفكير في الماضي وخلينا في المستقبل وان شاء الله ربنا هيعوضنا خير.

اخذت عواطف تنظر إلى ابنتها بفخر وهي تري كل هذا النضوج والعقلانية امامها لتشعر بالخجل منها تنهض فورا تغتصب ابتسامة فوق شفتيها تحاول تطمئنتها: = خلاص يا حبيبتي انا كويسة متقلقيش عليا
بادلتها فجر الابتسامة بضعف ثم اسرعت تهتف: =يا نهااااار اما اروح اكمل باقي الجناح قبل ما الحيزبونة تاخد بالها اني نزلت.

ما ان اتمت كلماتها حتى دخلت زوجه ابيها ثريا تتبختر في مشيتها تنظر في ارجاء المطبخ ترتسم فوق وجهها علامات الاشمئزاز قائلة بتعالي موجهة الحديث إلى عواطف
= خلصتي الغدا يا هانم ولا قاعدة تتمرقعي من الصبح
اجابتها عواطف بجمود
= الاكل جاهز من بدري شوفي تحبي احضره امتي
رفعت ثريا يدها بحركة ترفع قائلة = خليكي مستعدة لامر مني وعاوزة كل حاجة تكون جاهزة وعلي احسن صورة فاهمة.

هزت عواطف راسها بالايجاب لتلتفت ثريا تهم بالمغادرة لتلمح فجر الواقفة في الطرف الاخر تنظر اليها بغضب مكبوت لتقرر ثريا القيام باستفزازها حتى تحصل منها علي ردة فعل حتى تستطيع بهاالشكوي منها إلى الجد لتتم معاقبتها فتشفي غليلها وحقدها منها لتقول باحتقار
= ماشاء الله واقفة عندك بتعملي ايه وسايبة ام جمال بتنضف لوحدها يلا يا حلوة شوفي شغلك بدل ما جدك يعرف بمرقعتك دي
ثم ابتسمت بخبث وتشفي تكمل.

=وانتي عارفة ساعتها هيعمل فيكي ايه
همت فجر بالرد عليها بحدة ردا مناسبا يجعلها تقف عند حدها لتتوقف في اخر لحظة تدرك محاولتها لاستفزازها لتبتسم بتصنع قائلة بهدوء
=حاضر يا ثريا هانم اي اوامر تانية
اخذت ثريا تنظر اليها بغيظ لفشل محاولتها ثم زفرت بحنق قائلة
= ايوه الشنط طلعت شوفيها الاول وتاكدي ان كل حاجة تمام وبعدين كملي تنضيف
لتغادر المكان سريعا بعد ما القت بذلك الامر لتنفجر فجر بالضحك بصوت حافض قائلة.
= انا حاسة هيجي يوم وتنفجر من كتر الغل اللي جواها ست ملهاش زي
ثم اتجهت إلى والدتها تقبلها فوق وجنتها برقة
= انا هطلع اكمل تنضيف وابعتلك ام جمال تساعدك وبلاش تجهزي انتي السفرة بدل ما تسمعك كلمة من كلامها السم ادام الموجودين
هزت عواطف راسها بالموافقة بضعف تنظر في اثر ابنتها حتى اختفت لتهمس بألم وحزن
= سامحيني يا بينتي بس هانت وربنا يصبرنا علي الأيام اللي جاية لينا هنا.

صعدت فجر الدرج وهي تعي للحالة التي عليها القصر من هرج ومرج والاصوات الأتية من قاعة الاستقبال بالقصر احتفالا بذلك العائد لتشعر بالحماس يعاودها تري بمخيلتها لقائها المنتظر به تصعد الدرج سريعا حتى وصلت إلى ذلك الجناح المخصص له والذي منذ حضورها إلى هنا وهي تقوم كل يوم بتنظيفه وتأهيله وذلك بناء علي امر مباشر من جدها فاصبحت تحفظه عن ظهر قلب مثلما تحفظ ملامح صاحبه.

التفتت تنظر في ارجاءه تنظر بعين الانتقاد محاولة الاطمئنان علي كل شيئ تري الحقائب متراصة بجوار الخزينة فوقفت تسأل بحيرة ماذا تفعل بها لتقرر اخيرآ تركها حتى تأتيها اوامر بخصوصها
وقفت تتنهد بتعب تشعر بمعاودة الدوار اليها مرة اخرى فهي منذ الصباح لاتشعر بأنها بخير لكنها تجاهلت الامر حتى تستطيع مساعدة امها دون اثارة قلقها لكنها الان لم تعد تستطيع المقاومة لتسير حتى الفراش تجلس عليه بتعب تتنهد قائلة.

= اقعد ارتاح شوية وبعدين اشوف هعمل ايه هما اساسا زمانهم بيتغدوا ومحدش حاسس بحاجة.

استدارت تتقلب ببطئ فوق الفراش لتنتبه لتلك الصورة الموضوعة داخل الاطار فاخذت تنظر إلى الشخص الموجود بها بعينيه شديدة السواد وحاجبيه المعقودين ووسامته وشبابه النسبى وقت التقاط الصورة لتتنهد باعجاب تمرر يدها فوقها كما لو كانت ملامحه هي ما تتجسد امامها فتظل تنظر اليها حتى سقطت في غفوة لم تشعر خلالها بشئ حتى صوت الباب وهو يفتح بهدوء ليتقدم عاصم بخطواته الواثقة إلى داخل الجناح ينظر حوله بتعب يحل ازرار قميصه ببطء بعد ان القي بجاكيت بدلته فوق المقعد.

ليفت انتباه ذلك الجسد الصغير المستلقي فوق الفراش براحة وهدوء تقدم منه محاولآ تبين هوية صاحبه ليتسمر مكانه حين وقعت عينيه علي كتلة من الشعر الاشقر الطويل المتناثر فوق الفراش يغطي وجه تلك النائمة بسلام فاخذ يمرر نظراته فوقها محاولا تبين هويتها وعند فشله تقدم ببطء وهدوء للجلوس بجوارها يمد يده مزيحا تلك الغيمة الذهبية من فوق وجهها برقه لتنكشف امامه ملامحها الرائعة ببشرتها ناصعة البياض وفمها الوردي المزموم برقة اثناء نومها كطفلة صغيرة فلم يستطع مقاومة ان يمرر يده برقة فوق بشرتها يتحسس نعومتها لتصدر عنها تنهيدة رقيقة تحرك وجهها تحت لمسات يده ليفيق عاصم من غيمة الاحاسيس التي اجتاحته عند ملامسته لبشرتها الرقيقة يتنحنح محاولا اجلاء صوته يمد كفيه يهزها برقة لكن شئ بداخله رفض ان يقوم بأيقاظها ليظل يتمتع برؤيته بجمالها النائم بهذا السلام.
هز عاصم راسه يرفض عاصم الاتجاه الذي سارت اليه افكاره يهمس بحنق لنفسه
= جري ايه يا عاصم عيل صغير انت علشان تتصرف زي المراهق اللي اول مرة يشوف ست
نفسه يكمل محدثا نفسه بهمس
= وبعدين مين دي وبتعمل ايه في الاوضة اصبحت ضرباته فوق كتفيها شديدة يحاول ايقاظها ليسمعها تتمتم محركة راسها فوق الوسادة ببطء
=حاضر يا ماما ثواني والله وهقوم.

ظهر شبح ابتسامة فوق شفتيه وهو يراها تتذمر كطفلة صغيرة ليحدثها برقة ينحني فوق اذنيها يهمس برقة
= والله كان بودي اسيبك نايمة بس للاسف السرير ده بتاعي ومينفعش نتشارك فيه.

اقتحم ذلك الصوت الذكوري الهامس سبات نومها فاسرعت بفتح عينيها تتسع بصدمة تحدق بذلك المنحني فوقها براحة ينظر اليها بتسلية لتدفعه في صدره بقوة مبعدة اياه عنها تهب سريعا ناهضة من فوق الفراش تتعثر في خطواتها وهي حاول تعديل وضع ملابسها هامسة بتلعثم
= انا، اسفة، غصب، عني روحت في النوم.

تراجع عاصم فوق الفراش يستند بمرفقيه عليه يراقب حركاتها المنفعلة وحرجها الشديد بتسلية قائلا بهدوء = اهدي، اهدي محصلش حاجة لكل ده
التفتت فجر تريد المغادرة هاتفة بارتباك
= طب عن اذنك انا هخرج حال...
واسرعت باتجاه الباب وما ان وضعت يدها فوق مقبضه حتى اتاها صوته القوي الامر
= استني عندك رايحة فين
توقفت حركتها تلتفت اليه ببطء تراه علي نفس الوضع المسترخي فوق الفراش لتهمس بارتباك وخوف
= هروح، اشوف ورايا ايه.

نهض عاصم يتقدم اليها ببطء حتى وقف امامها ينظر إلى عينيها بلونهم السماوي الرائع يسألها برقة
=انتي بتشتغلي هنا من زمان؟! اتسعت عيني فجر بصدمة من حديثه وظنه بانها احدي الخادمات بالقصر فمن الواضح ان لا فكرة لديه عمن تكون تدرك انه معه كل الحق في ظنه هذا بملابسها المغبرة وهيئتها المشعثة هذه
اخفضت راسها بخجل لاتدري اتصلح له خطأ ظنه ام تصمت لتقرر اخيرا الحديث قائلة بهمس وارتباك
= لا انا.

ليقطع كلامتها صوت الباب يفتح من خلفها فجأة تدخل الغرفة نادين اختها غير الشقيقةمنه وهي تهتف بسعادة وصخب
=عاصم حبيبي اتأخرت ليه الكل مست...
قطعت حديثها عند رؤيتها فجر واقفة متسعة العينين برهبة وارتباك يجاورها عاصم بقميصه المفتوح حتى منتصف خصره لتتغير ملامحها فورا إلى النفور توجه حديثها إلى فجر
= انتي عندك بتعملي ايه هنا وماما قالبة عليكي الدنيا انجري انزلي حالا علي المطبخ.
هزت فجر رأسها بالايجاب تسرع في المغادرة وما ان غادرت حتى التفت عاصم اليها بصوت غاضب يسألها بعنف
= في حد يفتح الباب بشكل ده مش تستأذني الاول
نادين بصوت لعوب
= اسفة يا حبيبي بس كنت جاية استعجلك خصوصا ان جدو مش مبطل سؤال عنك
ابتعد عاصم في اتجاه الحمام يكمل فتح ازرار قميصه قائلا بجمود
= طيب اتفضلي وانا هحصلك
اسرعت نادين بأتجاهه تقف امامه تمتد اناملها لتتلاعب بازرار قميصه تهمس بأغراء
= طيب تحب اساعدك؟

هتف عاصم بغضب وجمود
= قولتلك اتفضلي انزلي وانا جاي وراكي واظن انك تعرفي كويس اني مبحبش اكرر كلامي مرتين
شحبت ملامح نادين قائلة باسف
= عارفة يا عاصم عارفة
عاصم بجمود وقسوة
= ومدام عارفة لسه واقفة عندك بتعملي ايه؟!

نظرت نادين باستعطاف اليه في محاولة منها لتلين تلك القسوة المرتسمة فوق وجهه لكنها لم تجد منه اي استجابة لتتنهد بخيبة امل ثم تغادر الغرفة وهي تغلق الباب خلفها بقوة وعنف ليظل عاصم واقفا مكانه دون حراك لعدة دقائق تفوربداخله مشاعر النفور والاحتقار التي تثيرها لديه كلما وقع نظره عليها يزفر بقوة محاولا التخلص من تلك المشاعر وهو يتوجه بخطواته باتجاه الحمام يستعد لتلك المواجهة القادمة.
جلست عائلة السيوفي تتجمع بعد الغذاء داخل الصالون يتوسط الجلسه عبد الحميد السيوفي يجلس علي يمينه عاصم الذي ترتسم اللامبالاة فوق وجهه هو يتابع ثرثرة الجميع من حوله دون محاولة الاشتراك بها حتى التفت جده اليه ينظر اليه نظرة ذات مغزي ليؤما له عاصم بالموافقة لتنحنح عبد الحميد بقوة وصوت عالي لتتوقف الاحاديث فورا بين الجميع يلتفتوا اليه بترقب واهتمام لتحدث قائلا بصوت واهن لكن مازال يحمل من قوة وقسوة الماضي الكثير.

= بعد المشاكل والازمات اللي حصلت في الشركة في السنة الاخيرة قررت ان عاصم يرجع يستقر هنا تاني الفرع هنا هيكون الفرع الرئيسي للمجموعة واي قرار يخص المجموعة عاصم هيكون مسئول عنه يعني من الاخر كده عاصم المسئول الاول والوحيد لمجوعة شركات اللسيوفي واظن مفيش حد عنده اي اعتراض
هب سيف بغضب ناهضا من فوق مقعده.

= يعني ايه ياجدي! كلامك كده معناه ان انا وبابا هنبقي شغالين عند عاصم بيه مستنين اوامره في كل كبيرة وصغيرة
اسرعت شهيرة بالنهوض سريعا هي الاخري محاولة تهدئة غضب ابنها الحاد
= استني بس يا سيف الكلام ميبقاش كده ولا جدك يقصد كده ولا يا يا عاصم يابني؟
نظر عاصم اليها ببرود دون اي تعبير فوق وجهه قائلا
= اعتقد كلام جدي واضح ليكمل حديثه بلهجة تحمل بين طياتها الكثير.

السنة المالية لشركة السنة دي كانت حاجة مزرية ازاي في سنة واحدة الشركة متاخدش ولا مناقصة واحدة من 13 مناقصة كانت دخلاهم ليلتفت إلى صلاح الجالس فوق مقعده بتوتر يكمل تقدر تفهمني ده حصل ازاي يا صلاح بيه
ابتلع صلاح لعابه بصعوبة ينهض من فوق مقعده هو الاخر قائلا
= احنا مش مسئولين عن اللي حصل يا عاصم السوق كله اتعرض للمشاكل اللي احنا فيها يعني مش تقصير مني ولا من سيف ابني.
تحدث عبد الحميد بصوته الضعيف منهيا الحديث قبل تطوره
= خلاص يا صلاح مش هنعيده تاني واللي حصل ده كان المفروض يحصل من زمان وعاصم كان لازم يرجع يستلم املاكه
هم سيف بالحديث برد عنيف لتوقفه ضغطه من يد والده خفية ليقول صلاح بهدوء
= طبعا يا عمي واحنا هنفضل عمرنا في ضهره زاي ماكنا واكتر كمان ده عاصم زاي سيف عندي بالظبط
لينظر إلى عاصم الجالس بأتكاء وراحة علي كرسيه مكملا
= ولا ايه يا عاصم يابني.

هز عاصم رأسه ببطء قائلا ببرودة =طبعا يا صلاح بيه
ليستمر حديث النظرات بينهم لعدة لحظات ادراك صلاح خلالها انه امام خصم لايستهان به وان الايام القادمة ستشهد حربا لا هوادة فيها الفوز بها للاقوي وهولن يكون بالخصم الهين فيها.

جلست فجر امام الطاولة الموضوعة بالمطبخ تتلاعب بطعامها بشرود تتذكر ذلك اللقاء المخزي بابن عمها وما نتج عنه فهي منذ علمها بعودته المنتظرةكانت ترسم الف سيناريو وسيناريو للقاءها به في مخيلتها فهي منذ حضورها إلى القصر تستمع إلى روايات الجميع عنه وكيف استطاع انقاذ اعمال العائلة عندما تعرضت لازمة كادت ان تؤدي بها إلى الحضيض ليضحي بسنوات من عمره التي قضاها متنقلا بين عواصم العالم ليدير الاعمال بيد من حديد لتصبح شركات السيوفي من اقوي الشركات العالمية لتكتمل تلك الصورة التي رسمتها له حينما كانت صغيرة حين هب مدافعا عنها وعن والدتها امام اهانات الجميع لهم ليصبح من وقتها بطلها الخفي لكن تدمرت تلك الاحلام بذلك اللقاء المخزي به وظنه بانها احدي الخادمات العاملين بالقصر.

زفرت بحزن وهي مازالت تتلاعب بطعامها لتلاحظ والدتها حالتها تلك لتسالها
= مالك ياحبيبتي ما بتكليش ليه وسرحانة؟
اخفضت فجر عينيها إلى طعامها تتظاهر بتناوله
=ابدا يا ماما انا باكل اهو
ابتسمت عواطف برقة
= يا سلام ده انتي من ساعة مانزلتي من فوق وانتي علي الحال ده في ايه ياحبيبتي حد زعلك وقالك حاجة ضيقتك
تنهدت فجر بحزن
لا يا ماما محصلش حاجة بس عاصم قابلني وشافني.

ابتسمت عواطف بمحبة قائلة بحنان: طب وده يزعلك في ايه لتعقد حاجبيها بشدة تكمل بحدة: ولا يكون ضايقك ولا قالك حاجة زعلتك
اسرعت فجر تهز راسها تنفي بسرعة: = لا ياماما ابدا مقالش حاجة خالص بس...
تنبهت عواطف لتسألها بقلق
= بس ايه يا فجر كملي قلقتيني
تنهدت فجر قائلة بأنكسار
= افتكرني شغالة هنا في القصر يا ماما
ظهر الالم فوق ملامح عواطف من كلمات وحيدتها لكنها حاولت التحدث بطبيعية قائلة بلوم.

= له حق يا فجر انتي ما شفتيش شكلك كان عامل ازاي وقت ما وصل
قالت فجر بعبوس
= يعني شكلي كان هيفرق في ايه يا ماما مانا وانتي كنا عارفين اننا مش هنكون في استقباله واهو زاي ما توقعنا كلهم في الصالون متجمعين وانا وانتي هنا في المطبخ بناكل لوحدنا
تنهدت عواطف لاتدري بما تجيبها لتهتف محاولة تغير الحوار تتنصنع الفضول
= مقلتليش شافك فين وقالك ايه احكيلي
همت فجر بالرد عليها ليقاطعها صوت زوجة عمها صفية تنادي بلهفة.
= عواطف يا عواطف
هبت عواطف واقفة بقلق تري صفية تدخل إلى المطبخ تسألها بفرحة ولهفة
= مش هتيجي تسلمي علي عاصم وتخلي فجر تسلم وتتعرف عليه؟
اخفضت عواطف رأسها بحرج قائلةبتلعثم
= انتي عارفة اوامر عبد الحميد بيه
اسرعت صفية بالقول سريعا
= ده كان علي الغدا وادينا خلصناه وكلنا قاعدين في الصالون لتكمل بلهفة
= ايه رايك تجيبي القهوة وتسلمي عليه و يتعرف علي فجر ده مشفهاش ومن وهي بنوتة صغيرة
عواطف بنبرة مترددة.

= بس يا ست صفية
قاطعتها صفية قائلة بحزم
= مفيش بس اسمعي الكلام وتعالي يلا ثم التفت إلى فجر تبتسم برقة قائلة
= يلا يا حبيبتي جهزي القهوة وتعالي مع ماما وانا هستناكم هناك
لتهز فجر رأسها بالموافقة بتردد تري صفية تغادر سريعا لتلتفت إلى والدتها تسألها بتوتر
= ايه رايك يا ماما؟
عواطف بحيرة
=والله مانا عارفة يابنتي بس لو معملناش اللي طلبته هتزعل ولو عملناه جدك مش هيسكت.

انا مش عارفة يا فجر انا بقول اروح انا اودي القهوة واسلم عليه بسرعة وبلاش انتي لجدك يسمعنا كلمتين
اسرعت فجر قائلة برجاء ولهفة
= بس طنط صفية قالت انها عوزاه يتعرف عليا علشان خطري وافقي وانا هاجي كاني جايبه القهوة معاكي
ظهر التردد والحيرة فوق ملامح عواطف لتسرع فجر بالقول
] متقلقيش ياماما واكيد طنط صفية هتكلم جدي لو حصل حاجة ولا زعق لينا
لتكمل بلهفة
= ارجوكي ياماما وافقي
عواطف قائلة بقلة حيلة.

= خلاص تعالي ويحصل زي ما يحصل
قفزت فجر بفرحة لتتوقف سريعا حين رات نظرة والدتها الحائرة لها لتتنحنح قائلة بابتسامة سعيدة
= هروح احضر القهوة بسرعة
لتقف عواطف تراقبها تشعر بالتوجس والقلق لاتدري هل ما فعلته صواب.

استمرت الجلسة في غرفة الصالون مابين مناقشات للاعمال ما بين الرجال جلست النساء خلالها يتاهمسون فشهيرة جلست تجاورها ابنتها هنا في حديث هامس بينهما اما نادين وامها فظهر الملل الشديد فوق ملامحهم من هذا الجو السائد لتهتف نادين فجاءة قائلة ضجر وتأفف
= مش كفاية كلام في الشغل بقي يا جدو احنا زهقنا
ليدر سيف عليها باستهزاء
= محدش قالك اقعدي معانا يا نادين هانم وتعطلي جنابك.

التفتت نادين ناحية جدها بعضب تهتف = عجبك كلامه معايا بشكل ده يا جدو
تنهد عبد الحميد قائلا لها برقة وحنان =معلش يا حبيبتي متزعليش بس احنا فعلا ورانا شغل ولو زهقانة اطلعوا اقعدوا في الجنينة واحنا هنخلص ونحصلكم
ضربت نادين الارض بقدميها بتذمر تنظر إلى عاصم الجالس فوق مقعده براحة تطل من عينيه نظرة عدم مبالاة واستهزاء قائلة.
= بس انا كنت عاوزة اقعد مع عاصم وابقوا كملوا كلامكم في الشغل بعدين ولا ايه رايك يا عاصم
امال عاصم راسه إلى الجانب قائلا ببرود
= زي ما قالك سيف مش هنسيب شغلنا ونقعد نسلي جنابك
شحبت ملامح نادين من كلماته الهازئة بها ثم اخذت تتمتم بملمات غير مفهومة مغادرة الغرفة بخطوات غاضبة تلحقها والدتها منادية عليها بلهفة
ليقول عبد الحميد بعتب ناظرا إلى عاصم.

= ليه يا عاصم يابني كده هي مغلتطش انها عاوزة تقعد مع ابن عمها
ردت شهيرة بتشفي
=وهو عاصم كان قال ايه هي اللي بنت مدلعة ما هنا قاعدة اهي عمرها ما دخلت في الكلام بالشكل ده
نظر اليها عبد الحميد صارخا بحدة =شهيرة ملكيش دخل واتفضلي يلا اطلعي اقعدي في الجنينة عما نخلص كلامنا.

زفرت شهيرة بغيظ وغضب تنظر إلى زوجها الذي اشار اليها بالاستجابة إلى كلمات والدها لتخرج من الغرفة بخطوات غاضبة سريعة تلحقها ابنتها هنا دون تردد
تجاهل عبد الحميد ماحدث منذ قليل متحدثا في شئون العمل دون الاشارة مجددا إلى ماحدث ينتوي التحدث إلى عاصم بان يحسن من طريقته مع نادين فبأسلوبه هذا في التعامل معها تنهار كل خططه بشأنهم فهم امله الوحيد في استمرارية اسم عائلة السيوفي.

استمرت محادثات العمل بينهم كان خلالها عبد الحميد شارد الذهن يفكر فيما حدث منذ قليل يتسأل عن ردة فعل عاصم اتجاه افكاره تلك وهل سيقبلها ام سيكون امامه الكثير من العقبات عليه ازالتها حتى يستطيع تحقيق حلمه هذا بجمع اعز احفاده اليه سويا محقيقين له حلم طال الامد به في تحقيقه.

افاق من افكاره علي علي طرقات فوق باب الغرفة لتدخل صفية تتبعها عواطف وفجر تحمل الاخيرة صنية محملة بفناجين القهوة تخفض راسها بخجل تتواري خلف والداتها بخطوات متوترة.
صفية بمرح
= عاصم شوف مين جاي يسلم عليك
نهض يقف سريعا علي قدميه غير منتبه لنظرات جده النارية الغاضبة ولا لتبادل النظرات بين صلاح وابنه بخبث ليتحدث عاصم قائلا بسرور
=ست عواطف ازيك عاملة ايه
عواطف بتلعثم
= ازيك انت يا عاصم بيه حمدلله علي سلامتك.

عقد عاصم حاجبيه بعبوس
= بيه ايه يا ست عواطف انتي زاي والدتي ازاي تقولي كده
ابتسمت عواطف باقتضاب وحرج لتلاحظ صفية ذلك لتضحك بمرح تمسك بمرفق فجر تقربها منها تجعلها تتقدم إلى الامام قائلة
= وشوفت مين كمان كبر وبقي زاي القمر
ظلت فجر منخفضة الرأس تشعر بضربات قلبها تتعالي وهي واقفة امامه بذلك القرب تفصل الصنية الحاملة لها بينهم ليطول الصمت بينهم لتهتف صفية بلهفة موجهة الحديث إلى عاصم.

= انتي مش عارفها ولا ايه دي فجر بنت عمك
عاصم بصوت حافض بذهول
=فجر معقولة ازاي معرفتكيش
رفعت فجر عينيها اليه تبتسم برقة هامسة بخجل
= حمدلله علي السلامة
اخذ عاصم يتأمل ملامحها الرقيقة امامه يلعن ذاكرته التي لم تسعفه عند رؤيته لها في المرة الاولي فيكيف يغفل عن تلك العينين بلونهم الرائع الصافي وتلك الخصلات الذهبية بلمعانهم المبهر ليجد نفسه يهمس هو الاخر لها
= الله يسلمك يا فجر اعذريني معرفتكيش اول مرة.

ليمرر بنظراته فوق ملامحها بأعجاب لم يستطع اخفاءه جعل من وجنتيها كنيران متوهجة لتلتمع عينيه بشدة عند رؤيته لخجلها هذا
هتفت صفية قاطعة تلك اللحظة قائلة
= انتي لسه شايلة الصنية يا فجر يا حبيبتي حطيها من ايدك
اخفضت فجر عينيها بأرتباك تسرع في وضع الصنية بضحيج مريقة بعض من محتوياتها فوقها ليهب عبد الحميد السيوفي واقفا قائلا بغضب وعنف
= ايه يا قليلة الادب اللي عملتيه ده مش تاخدي بالك.
ارتعشت فجر بخوف تتراجع بخطواتها للخلف بارتباك لتصدم بعاصم الواقف خلفها لتجذبها يديه خلفه بحماية لدي رؤيته لجده يتقدم منها بعينين تشتعل بالعنف ليقف عاصم حائلا بينهم قائلا باستهجان
= محصلش حاجة لكل ده يا جدي
صرخ عبد الحميد بشراسة
= لا حصل ما هي لو محترمة كانت اتعلمت ازاي تحط الحاجة بطريقة كويسة بس هقول ايه صحيح تربية ست
اشتعلت عيني عاصم بغضب ليصيح بعنف
= جدي مش شايف ان الموضوع مش مستاهل كل الغضب ده منك.

زفر عبد الحميد محاولا تهدئة الغضب العاصف بداخله ولكن ما بيده حيلة فهذا حاله دائما كلما رأي تلك الفتاة او والدتها التعيسة امامه تحيي بداخله عواصف من الغضب والمرارة والاحتقار
جلس فوق مقعده يستند بوجنته فوق يده الممسكة بعصاه ترتجف يداه بشده ليلاحظ عاصم حالته تلك ليلتفت إلى فجر المتشبثة بظهره برعب ليحدثها برقة.

=فجر متخفيش اهدي محصلش حاجة ثم يلتفت إلى والدته الواقفة بجوارها عواطف تنهمر الدموع من عينيها تطل من عينيها نظرة انكسار قائلا بهدوء
= ماما خدي الست عواطف وفجر وروحي اقعدوا مع عمتي في الحنينة هما هناك كلهم
هزت صفية رأسها بالموافقة لتنظر إلى عواطف تعتذر بعينها لها هامسة بندم واسف
= سامحيني يا عواطف
ثم جذبت فجر من يدها تضمها اليها تمسح علي شعرها قائلة برقة
= تعالي يا حبيبتي معايا.

سارت فجر معها بخطوات مرتعشة تتبعهم عواطف برأس منحني بانكسار تغلق الباب خلفها بهدوء ليلتفت عاصم بحدة فور مغادرتهم موجها حديثه إلى جده الجالس بجمود يجاوره صلاح الذي اخذ يهمس بكلمات مهدئة له قائلا بغضب
= عاوز اعرف ليه كل اللي حصل ده وليه المعاملة دي ليهم.

جلست نادين بجوار والدتها بداخل غرفة الاخيرة تدخن احدي سجائرها بشراهة تزفر دخانها بعنف لتحدثها والدتها في محاولة منها لتهدئة غضبها هذا
= اهدي يا نادين يا حبيبتي ماهو مش ممكن كل حاجة هتتصلح بين يوم وليلة
نهضت نادين تدور في ارجاء الغرفة قائلة بغضب
= انتي شوفتي كان بيكلمني وبتعامل معايا ازاي من ساعة ما وصل ده ناقص يخدني قلمين علي وشي
تنهدت ثريا بحيرة قائلة.

= ماهو اكيد يا نادين يا حبيبتي هو لسه مش ناسي اللي حصل بينكم متفكريش انك بسهولة هترجعي اللي كان وخصوصا بعد طلاقك يعني بلاش سذاجة مش هتقوليله يلا نرجع اللي كان هيسامح ويقولك موافق يلا بينا
التفتت اليها نادين تنظر اليها بحدة لتسرع ثريا تقول بتوتر.
= اهدي كده انا مقصدش بس لازم تفهمي ان عاصم مش بينسي ولا بيسامح بسهولة واكيد لسه فكرلك وفكرلي طبعا اننا اتخلينا عنه وعن العيلة كلها وقت ازمتها لما رفضنا نتمم جوازكم وقتها وسبتيه يسافر لوحده والمصيبة الاكبر اتجوزتي بعدها بكام شهر بسعد الشاذلي وهو راجل اكبر منك باكتر من عشرين سنه ومتجوز ومعاه ولاد
لتصمت قليلا تتنهد باستنكار لتكمل حديثها بعتب
= انا مش عارفة كان فين عقلك وقتها.

نظرت اليها نادين شذرا قائلة بحدة
= طب ما انتي وافقتي وقتها واقنعتي جدي كمان يوافق علي الجوازة وبعدين كنت اعرف منين ان عاصم هيقدر يرجع كل حاجة واحسن كمان من الاول وان البيه اللي اتجوزته مفلس وطماع وكان عاوز جدو يساعده في شغله واني مش هكمل معاه سنة وارجع للقصر ده تاني
تنهدت بتذمر.

=انا عارفة ان عاصم مش بيجبني وعمره ماحبني وانه لما وافق علي جوازنا زمان كان علشان خاطر جدو بس انا حبيته ياماما يمكن وقتها حبيت نفسي اكتر بس ده ميمنعش اني حبيته ونفسي يرجع ليا تاني زاي ماكنا زمان.

نظرت اليها ثريا بشك وعدم تصديق فهي ادرى الناس بابنتها وبعيبوبها واكثرهم حبها لنفسها وللعيشة الرغدة والحياة الباذخة وهي تري عاصم الان هو السبيل لهذة الحياة بعد ان سار المتحكم الاول والاخير في املاك عبد الحميد السيوفي وهي لاتنكر انها هي ايضا تشجعها علي هذا التفكير فلو اصبح ما يتمنوا حقيقة لصارت هي الاخرى بزواج ابنتها منه صاحبة الكلمة الاولي والاخيرة في هذا القصر
انتبهت ثريا علي كلمات نادين قائلة.

= انا لازم اخليه يوافق علي جوازنا وزاي مكان جدو مفتاح المرة الاولي هيكون برضه مفتاح المرة التانية لازم اضغط بالورقة الرابحة اللى معايا وهي اسم السيوفي اللي اهم عنده من اى حاجة وايه احسن من بنت ماهر السيوفي وابن عزيز السيوفي لما يجيبوا له الاحفاد اللي يشيلوا اسمه لاخر العمر
التفتت إلى والدتها تلتمع عينيها بنشوة الانتصار
= ايه رأيك يا ماما مش كلامي صح
نهضت ثريا تتقدم اليها تبتسم هي الاخري بنصرقأئلة.

= ايوه كده بدأتي تفكرى صحبس لازم نفسك يكون طويل ومتتوقعيشاي حاجة بالساهل
ابتسمت نادين بفرحة تهز رأسها بالموافقة قائلة بهمس
= يبقي مش لازم اضيع وقت وابدء اللعب فورا وطبعا انا الكسبانة.

رد عليا ياجدى
نطق عاصم صارخا بتلك الكلمات لينهض صلاح واقفا يقترب منه قائلا
= اهدى ياعاصم الامور ماتتحلش كده التفت اليه عاصم يهم بالصراخ فيه هو الاخر لكن توقف مرغما عندما لاحظ حالة جده الجالس فوق مقعده يتصبب عرقا ترتعش يده الممسكة بعصاه ليزفر عاصم يمرر اصابعه بداخل شعره محاولا التحكم في غضبه يذهب في اتجاه جده قائلا بهدوء.

= انا اسف ياجدي بس اللي حصل من شويه خلاني افقد اعصابي غصب عني رفع عبد الحميد السيوفي رأسه ينظر إلى حفيده الحبيب يمد يده اليه ليسرع عاصم يمسك بها برقة ليشده عبد الحميد يجعله يجلس بجواره قائلا بضعف: =تعال ياعاصم عاوز تعرف جدك العجوز الشرير بيعمل كده ليه في حفيدته؟
اسرع عاصم قائلا
= جدي انا...
قاطعه عبدالحميد قائلا بأسف.
= انا مش وحش زاي مانت فاكر يابني كل الحكاية انا زيك مش بقدر اسامح اللي غلط في حقي او حق عيلتي ومش بقدر انسي بسهولة ومرات عمك يا عاصم عملت كده غلطت غلط مش ممكن اسامح فيه ابدا
توترت ملامح عاصم لدي سماعه تلك الكلمات تنتبه جميع حواسه بأهتمام لما هو قادم ليقص عليه جده ماجعل عينيه تتسع بصدمة و ذهول.
جلس عاصم بعد كلمات جده الاخيرة يشعر بالصدمة والذهول ليهمس بصوت متوجس
=غلط ايه ده ياجدي اللي يخليك تتكلم كده؟
تنهد عبد الحميد قائلا بألم
= بعد ما عمك مات قعدتها في البلد هي وبنتها زي ما انت عارف وكل طلبتها كانت مجابة هي وبنتها وعمك صلاح كان المسئول عن كده وعمرى ما أخرت عليهم طلب بس يابني بعد ما البنت كانت في اخر سنة ليها في الثانوي فوجئت بناس من اهل البلد جايين يقولوا...

صمت عبد الحميد يغلق عينيه بألم يبتلع ريقه بصعوبة غير قادر علي الكلام لسأله عاصم بلهفة
= قالوا ايه ياجدي؟ ايه اللي حصل؟
استمر عبد الحميد علي صمته يخفض رأسه ليهب صلاح مكملا الحديث قائلا بجمود
= انا هقولك قالوا ايه يا عاصم ان عواطف وبنتها سيرتهم بقيت علي كل لسان وانهم خلاص مبقاش ليهم حاكم.

اتسعت عين عاصم بصدمة قائلا بذهول = تقصد انهم...
هز صلاح رأسه بالايجاب قائلا
= ايوه بالظبط ومكنش ادام جدك غير انهم يجوا يعيشوا هنا وسطنا وادام عينينا بس طبعا الست عواطف معجبهاش الوضع ورفضت اول ما جدك هدد انه مش هيصرف عليهم تاني وافقت علي طول علي طلبه وجت هي وبنتها هنا واتعاملوا احسن معاملة بس للاسف...
صمت صلاح يخفض رأسه بخجل ليسأله عاصم عاصم بتوجس
= بس ايه كمل ياصلاح بيه.

تنحنح صلاح بحرج ليسرع عبد الحميد قائلا بلهفة
=قوله يا صلاح علي اللي حصل من المجرمة دى
صلاح بخجل وارتباك
= اقوله ايه بس ياعبد الحميد بيه خلاص اللي حصل حصل
هتف سيف الجالس بصمت منذ بداية الجلسة مراقبا كل مايحدث بعين وابتسامة ساخرة قائلا بأبتسامة شرسة
= الهانم كانت بترسم علي ابويا يتجوزها وزقت بنتها كمان عليا يعني اهو تبقي كسبانة من الناحيتين.

بس معملتش في حسابها ان بابا هيكشف لعبتها ويقول لجدي وزي ما انت شايف ده حالهم من وقتها
ليتوقف عن الحديث لبرهة ثم يكمل باستهزاء ناظرا إلى عاصم المتسعة عينيه من هول ما يسمع
= ايه رأيك يا عاصم بيه لسه برضه هدافع عنهم
جز عاصم علي اسنانه قائلا بغضب وشراسة
= ولما هما فيهم كل العبر ليه قاعدين لحد النهاردة هنا انا مش مصدق حرف من اللي اتقال ده
نهض عبد الحميد بضعف يستند علي عكازه قائلا.
= حقك يابني متصدقش انا نفسي مكنتش مصدق لحد ما صلاح جه واشتكي منها وقتها انا مكنتش معرف حد بموضوع الكلام اللي وصلني من البلد صلاح نفسه مكنش يعرف يعني مش معقولة اللي هنا واللي في البلد هيظلموهم
تنهد مكملا بألم
انا سبتها هنا تحت عينيا هنا بدل ما يفضحونا برا بعميلهم ولحد النهاردة محدش يعرف بالكلام ده غير صلاح وسيف وانت دلوقت.

اقترب عبد الحميد من عاصم الواقف مكانه متسمرا تطل من عينيه نظرة مشتعلة بالنيران قائلا له بضعف
= انا مش ظالم يا عاصم زي ما انت فاهم بس غصب عني اللي بعمله معاهم مش قادر اسامح في اللي عملوه
ثم انحني علي عصاه يخفض رأسه بضعف ليقترب منه عاصم قائلا بعطف = انا اسف ياجدى انا مقصدش كده ابدا بس اللي سمعته صعب علي اي حد يسمعه عن اهله وعيلته
هز عبد الحميد راسه موافقا قائلا.

= طب كنت اعمل ايه يابني وانا بسمع كده في حق شرف ابني اللي
مات ياريت تقدر شعورى ياعاصم واللي حاسس بيه
صمت عاصم لايدرى بماذا يرد عليه ليتنهد بحيرة قائلا بعد حين
= تعال ياجدي اوصلك لاوضتك ترتاح ونبقي نتكلم بعدين.
ثم امسك به ليستند عليه ليغادرا الغرفة بخطوات بطيئة غافلين عن تلك النظرات الخبيثة التي اخذ صلاح وابنه يتبادلاها.

...

لاول مرة منذ حضورها إلى هذا القصر ورغم كل الاهانات التي نالتها هي ووالدتها دائما لكن شعرت فجر هذة المرة بأنها علي وشك الموت من الوجع الذي اصابها بعد ماحدث من جدها منذ قليل برغم اعتيادها عليه الا انه المها هذة المرة فقد تمت معاملتهم بأقل مايمكن ان يعامل الشخص بأحترام فحتي العاملين هنا لهم احترمهم وتقديرهم من ساكني هذا القصر ولكن اكثر ما يؤلمها انه قد تم هذة المرة امام عاصم امام من انتظرت لقاءه بلهفة جعلتها ترسم في مخيلتها كل مرة طريقة مختلفة للحظة التي يتعرف فيها اليها ولكن جاء الواقع اليم اشد الالم عن كل ما تخيلته يوما تتساءل ما يحدث به نفسه بعد رؤيته لتلك المعاملة من الجد هل سيأخذ الان صف الجميع ويصبح مثلهم ام سيظل كما وعت عليه اول مرة في سنها الصغير الحامي والمدافع عنها وعن امها من بطش الجميع.

افلتت دمعة صغيرة من عينيها اسرعت فجر بمسحها حتى لا تلاحظها ام جمال التي عرضت ان تقوم هي باعمال التنظيف في المطبخ بعد الغذاء بعد رؤيتها لحالة امها السيئة فلم تستطع امها رفض عرضها بعد تشجيع فجر هي الاخرى وعرضها مساعدة ام جمال للاكأنتهاء سريعا لتسرع عواطف بالقبول والاختباء في غرفتهم المتواضعة تاركة اياهم للقيام بتلك المهمة.

انتبهت فجر علي حديث ام جمال لها =ست فجر انا خلصت كل حاجة تحبي اكمل انا مكانك غسل الاطباق
هزت فجر رأسها بالرفض تبتسم ابتسامة شاحبة
= لا يا خالتي انا هخلص كله روحي انتي شوفي ثريا هانم كانت عوزاكي تعملي ايه.
تجعد وجه ام جمال دون ارادة منها اشمئزازا عند ذكر تلك الشمطاء لتسرع قائلة
= صحيح فكرتيني اما اروح اجيب الطلبات اللي عوزاها قبل ما تنزل وتقلبها سواد عليا عن اذنك ياست فجر.
ثم هرولت خارجة من المطبخ لترك فجر ما بيدها فور مغادرتها تشعر بقدرتها علي التمثيل والاحتمال قد انتهت لتجلس بتهالك فوق مقعد المائدة تضع رأسها بين يديها تنساب منها دمعة تتباعها اخرى سريعا دون قدرة لها علي ايقافهم لينتهي بها الامر تشهق بالبكاء وهي تتذكر كل ماحدث مرة اخرى غافلة عن ذلك الواقف منذ برهة مراقبا لها يستند بكتفه فوق اطار الباب بصمت حتى سمع تعالي شهقات بكاءها ليسرع متقدما منها بخطواته الواثقة يجلس بجوارها يتحدث اليها برقة.

= طيب ليه الدموع دي دلوقتي؟
رفعت فجر راسها فزعة تتسع عينيها الحمراء من اثر بكاپها بذهول تراه جالسا إلى جوارها يبتسم اليها برقة لتسرع في ازالة دموعها في محاولة منها لاخفائها عن انظاره تسمعه يتحدث بهمس مرح
= اوعي تكوني زي العيال الصغيرة اللي بتعيط علي طول
تجعدت ملامحها بطفولية رغمآ عنها من كلماته الضاحكة عليها ليضحك بصوت رجولي جذاب لدي رؤيتها لها قائلا
ده مطلعش الموضوع على اد العياط بس.

شعرت فجر بتسارع دقات قلبها لدي سمعها لضحكته تلك لاول مرة تظهر في عينيها رغما عنها نظرة اعجاب ورهبة وهي تسمعه يحدثها برقة ولين = فجر مش عاوزك تزعلي من اللي حصل حقك عليا انا
صمت قليلا ينظر في ارجاء المكان ليكمل بعدها
=انا كنت جاي اعتذر لست والدتك كمان هي فين.
تنحنحت فجر لتقول بصوت هامس اجش = ماما تعبانة شوية و راحت ترتاح في اوضتنا.
هز عاصم رأسه بتفهم.

= تمام هبقي اجيلها مرة تانية اتكلم معها بس المهم اني مش عاوزك تزعلي وبلاش الدموع دي تاني ملهاش داعى
ثم اتبع كلماته بمد انامله يقوم بمسح بقايا دموعها برقة ينظر إلى عينيها المتسعة برهبة تجده يبتسم لها برقة في محاولة لتخفيف عنها قائلا بحنان
=انا هنا موجود زي اخوكي الكبير ومش عاوز يكون عندك تردد ابدا او خوف في يوم انك تيجى تحكيلي علي اي حاجة زعلتك او ضيقتك.

بهتت ملامحها عند ذكره لذلك الجزء الخاص بانه كالاخ الاكبر لها لتشعر بأنقباضة في قلبها انستها الفرحة المفترضة منها عن كون اصبح لها ملجأ تلتجأ اليه من بطش من في القصر تراه يكمل حديثه غافلا عن شحوبها قائلا بجدية
= ولازم تفهمي كمان اني مش هسمح لأي حد يأذيكى تاني انتي او والدتك اى كان الحد ده حتى ولو جدي فاهمة يافجر.

اسرعت فجر تهز راسها بالايجاب ليبتسم عاصم بحنان فاخذت عينيها دون ارادة منها تجوب ملامحه بسعادة واعجاب ليلاحظ هو نظراتها تلك ليتنحنح قائلا وهو ينهض من مقعده بتوتر
= انا هقوم ولو عوزتي اي حاجة متتردديش تيجى تطلبيها مني ماشي يا فجر.
ابتسمت فجر تهز رأسها بخجل ليتوقف هو عما كان ينوي القيام به ناظرا إلى ملامحها الخجلة لعدة ثواني قبل ان يغادر سريعا متجها إلى الباب تتابعه فجر بعينيها لتجده يتوقف فجرة ملتفتا اليها مرة اخرى بوجه خالي من التعبير يسألها بأقتضاب
= فجر علاقاتكم مع الناس في البلد قبل ما تيجوا تعيشوا هنا كانت كويسة ولا كان في حد بضايقكم من اهل البلد
تفاجئت فجر من سؤاله ليظهر ذلك علي ملامحها لكنها اجابته بتوتر.

= عادي يعني مكنش لينا حد نعرفه ولا اصحاب وعلاقتنا بأهل البلد سطحية بعد وفاة اهل ماما ومبقاش لينا حد فيها.
اومأ لها عاصم براسه ثم غادر دون ان يضيف كلمة اخرى تاركا فجر تنظر في اثره بدهشة.

= انا خايف يا بابا اللي اسمه عاصم ده يقلب لحد ما يعرف الحقيقة وساعتها هنروح في داهية
نطق سيف بتلك الكلمات موجها حديثه الى والده الجالس فوق مقعده في حجرة الاخير
اخذ صلاح نفسا عميقا من السجار التي بيده يغلق عينيه نصف اغماضة بتركيز دون الرد علي كلام ابنه له ليهتف سيف بقلق.

= بابا جدى لو عرف انك اللي كنت باعت الناس اللي من البلد دول مش هتعدي الليلة علي خير ولا اللي اسمه عاصم شكله مش داخل دماغه حرف من اللي قلناه له عن عواطف وابنتها وهيدور ورانا.

زفر صلاح دخان سجاره بقوة قائلا بحزم = لا متقلقش مفيش قلق من جدك خالص جدك صدق اللي عاوز يصدقه يعني من الاخر كان مستني اي فرصة علشان يعامل عواطف زي ما انت شايف واحنا كل اللي عملناه خلقنا ليه الفرصة دي الخوف كله من عاصم مش هيرتاح الا لو جاب اخر الموضوع عينيه بتقول كده
اعتدل سيف فوق مقعده ليسأل والده بتوتر
= طيب وده هنعمل معاه ايه نجيبله ناس من البلد تاني ولا ايه؟
نظر صلاح اليه باستهجان قائلا.

= تاني ياغبي هيجوا يقولوا ايه ما خلاص عواطف سابت البلد مالهم بيها تاني
هز رأسه قائلا بعبوس
= اوقات بحس انك لايمكن تكون ابني من الغباء اللي بيحط عليك ساعات ده تعرف تسكت وتسبني افكر
سيف بعبوس كما الاطقال
= خلاص مش هفكر تاني وفكر انت بس بسرعة لنروح في داهية اللي عملناه مش سهل
صرخ صلاح معنفا له
=يابني اسكت كلامك بيوترني اكتر ما انا اسكت خليني اشوف هعمل ايه.

ليجلس سيف لعدة دقائق طوال مراقبا والده الصامت اخذ فيهم يقطم اظافره بتوتر منتظرا نتيجة تفكيره حتى تنحنح صلاح كم كان مقدما علي القاء خطاب عظيم لينتبه سيف له بكل حواسه يسمعه يقول
= شوف الحل الوحيد المرة دي في ايدك انت
هتف سيف برهبة
= ايدي انا ازاي؟!
صلاح بأهتمام.

=البت فجر لازم توقعها في حبك بسرعة او علي الاقل تبان انها بتجرى وراك وعوزة توقعك وده كله يظهر لعاصم ساعتها نبقي ضربنا عصفورين بحجر واحد عاصم يصدق انها لاعبية وبترسم عليك زي ما قولنا وان فلحت وعرفت انت توقعها وده اللي اشك فيه يبقي كسبنا فجر وميراث فجر لينا
تجعدت حاجبيى سيف بتفكير
= طب ودي اعملها ازاى دي البت مش بطقني لا في سما ولا في ارض هخليها تجري ورايا ازاي بس.
همس صلاح بغل
= طالعة لامها ما بتسلمش بسهولة
تسال سيف بفضول
= بتقول حاجة يا بابا؟
ارتفعت يد صلاح تضربه فوق راسه بعنف
= مابقولش وبعدين ليها حق اذا كان انا ابوك ومش طايقك
حك سيف مكان الضربة قائلا بألم
= الله وانا اعمل ايه طيب
صلاح بشراسة
= بقالنا اكتر من 3 سنين في الموال ده ومش عارف توقع حته بت تحت جناحك كان زمانا ارتحنا من كل القرف ده
هز سيف راسه بحيرة
= انا لحد دلوقتي مش فاهم انت عوزها تحبني ليه.

زفر صلاح بغضب ينظر اليه
= تاني يا غبي هشرحلك تاني وتالت البت دي هي واختها دلوعة السيوفيمش ليهم نص التركة وعاصم بيه النص التاني في شركات السيوفي اللي تهمنا وامك ميراثها هيكون من الاملاك بعيد عن الشركات يعنى يوم ماجدك يودع انا وانت هنبقي بره الشركة خالص لان جدك مصمم محدش يورث شركاته غير احفاده من ولاده فهمت ولا اقول تاني
حك سيف راسه بعدم فهم
= طب وده ايه علاقته بالبت فجر.

اخذ صلاح يشد شعره بعنف وقد هز وجهه بالاحمرار من شده غضبه
= هقول ايه بس انا عارف وارث الغباء ده منين لا انا ولا امك كده
ثم زفر محاولا الهدوء قائلا ببطء
= افهم ياسيف يا حبيبي لما البت تحبك هتبقي تحت ايدينا هي وفلوسها يعنى ربع الشركات هيكون لينا فهمت ولا افهمك تاني
سيف بخشية وتوجس من ردة فعل ابيه
= طب واحنا نضمن منين انها تورث من الاساس بعد الكلام الهباب اللي وصل لجدى عنهم مش ممكن يحرمها من الميراث.

اسرع صلاح يهز راسه بالنفي
= لا من الناحية دي اطمن جدك عمره ما يعملها هو فاكر انه بمعاملته ليهم زي الخدم هو كده بياخد حقه وبيربيهم لكن منع من الميراث ميعملهاش انا بس مش خايفة غير من حاجة واحدة.

اسرع سيف يساله بفضول: = وايه هي؟
اغمض صلاح عينيه نصف اغماضة قائلا بتفكير
= ان جدك يكون ناوى يجوز المحروسة نادين لعاصم ساعتها الشركات كلها هتبقي ليهم وبس وفجر تورث زى امك من الاملاك اللي بره
ظهر الرعب فوق وجه سيف يهتف: ساعتها هنروح في داهية وتعبنا كله يروح
هز صلاح رأسه بثقة
= متقلقش بس انت خلصنا من موضوع فجر ده خلينا نلعب بقلب جامد.
توالت الايام علي فجر داخل القصر لتتوالي معها الاهانات لها ولوالدتها من الجميع حتى اصبح الامر لايطاق لها لكن ما هون الامر عليها وجود عاصم مدافعا عنها دائما حتى اصبح الجميع يخشي ردة فعله لتصبح اهانتهم في الخفاء خوفا من غضبه وردوده اللاذعة عليهم الاان غيابه الدائم عن القصر لانشغاله في الاعمال ومحاولة اصلاح ما قد افسده سوء ادارة صلاح وابنه للشركة اعطى لهمالفرصة لتصبح اهانتهم اقسي واعنف من قبل دون محاولة منها لردعهم خوفا من بطش جدهالها والذي اصبح هو الاخر شرسا وعنيفا معها لايترك فرصة الا وقام فيها بتوبيخها وتعنيفها امام الجميع جاعلاالفرصة سانحة امامهم لذلك ايضا.
حتي اتي يوم كانت فيه تقوم بتنظيف المكتب بناء علي اوامر عمتها لها وبينما هي مندمجة في عملها هذاغافلة عن فتح الباب ودخول ذلك المتسلل إلى الداخل مقتربا منها ببطء بخطوات هادئة حتى وصل خلفها ليضع يده حول خصرهايقربها منه بعنف حتى التصق ظهرها بصدره هامسا بفحيح في اذنيها
=واخيرا بقينا لوحدنا يا قمر
صرخت فجر بقوة تحاول الخلاص من حصارذراعيه حولها قائلة بهستريا
= ابعد ايدك عني يا حيوان
ليضحك سيف بلزوجة.

= بقي كده مش مشكلة انا قابل منك اى حاجة
ليزداد جذبه لها بقوة لتشعر فجر كما لو كان حجر موضوع فوق بطنها من شدة ضغط ذراعيه عليها لتصرخ بألم
= ابعد عني يا سيف انت عاوز مني ايه؟!
سيف بفحيح
= كل ده ومش فاهمة عاوز ايه مش كفاية دلع عليا بقي ولا انتي بتحبي تشوفيني متجنن عليكي
فجر برعب وقد احست بالاختناقمن انفاسه الجاسمة فوقها لتهتف
= سيف اعقل وشوف انت بتقول ايه لو عاصم عرف...

قاطع سيف حديثهابضحة ساخرة عالية قائلا بتهكم
= ااااه قولتيلي بس تفتكري بقي عاصم هيعملي ايه ليخفض راسه هامسا في اذنيه بتشفي
= ولا حاجة ولا يقدر يعمل حاجة عارفة ليا لانه ساعتها كلمتي قصاد كلمتك وتبقي فضحية ادام الكل وطبعا عارفة كلمة مين اللي هتتصدق!
ليزداد صوته فحيحا
= عارفة ليه؟ لانك انتي وامك ولا حاجة في البيت ده مجرد هوا لا ليكم قيمة ولا تمن فلاحسن ليكي تخليكي معايا وانا اخليكي ملكة فوق الكل.

شحب وجه فجر وسكنت حركاتها المقاومة من تأثر كلماته المسمومة ليظن سيف انها قد سلمت له ليخفض وجهه في حنايا عنقها يستنشق عبيرها بقوة لتفيق فجرمن شرودها تشعر بالغثيان يصيبها تنظر حولها بفزع حتى وقع بصرها علي سكين صغير مزخف موضوع فوق المكتب لتسرع باختطافه تغرزه في ذراع سيف الضاغطة عليها تصيبه بجرح بسيط لكنه كان كفيل بجعله يصرخ بألم تاركا ايها من بين ذراعيه ليفك حصاره لها لتستغل هي الفرصة تجرى بأتجاه الباب سريعا تحاول الفرار ولكنها وقبل ان تستطيع تحريك مقبض الباب كان خلفها مرة اخرى يشدها من شعرها يرجعها اليه للخلف يضغطها فوق الحائط بجسده كله مقربا وجهه منها يصرخ بجنون تطل من عينيه نيران مشتعلة.
= بقي هو ده ردك موافق وانا كمان بحب العنف بس متبقيش تلومي غير نفسك بعدها
ليرفع كفه في الهوا محاولا صفعها لتغمض فجر عينيها في انتظار تلك الصفعة لكن طال انتظارها لهالتفتح عينيها ببطء لتري نظرة خبيثة تطل من عين سيف لها بينما عاصم يقف امام الباب تشتعل عينيه بالنيران يصرخ بغضب
= ايه اللي بيحصل هنا بالظبط؟
التفت اليه سيف بكامل جسده قائلا بخبث وتهكم.

= اللي شايفه واعتقد انك مش صغير وفاهم احنا بنعمل ايه بالظبط
من ان اتم كلماته حتى هوت قبضة عاصم فوق فكه ردا علي كلماته الوقحة تلك ليسقط سيف ارضا بعنف ثم يضع يده فوق فكه يفركه بألم يرفع عينيه إلى عاصم الواقف بتأهب قائلابصوت حقود
= اااااه انا كده بقي فهمت هي بقي رمت عنيها عليك! بس تبقي عبيط لو فكرت انك الوحيد اللي بتلعب عليه.

هم عاصم بالهجوم عليه مرة اخري لتسرع فجر التي كانت تقف في الركن ترتعش برعب وخوف تتابع مايحدث حتى رأت عاصم يزمجر بغضب يهم بالهجوم علي سيف مرة اخري لتقف حائلا بينهم بجسدها تمسك بذراع عاصم بقوة تتضرع اليه
= بلاش يا عاصم علشان خاطرى تضربه تاني كفاية اللي حصل لحد كده.

سكنت عضلات ذراعه عاصم المتهبه للعراك تحت اناملها المشبثة به يخفض عينيه اليها ناظرا لها كما لو كان يراها لاول مرة لعدة ثواني هم خلالها بالكلام لكنه توقف فجاءة ينفض يدها الموضوعة عليه بعنف يغادر الغرفة يغلق الباب خلفه بعنف ارتجت له ارجاء القصر لتظل تنظر في اثره بجمود يسيطر علي جميع اطرافها حتى افاقت علي صوت سيف قائلا بتشفى
= مش قولتلك ملكيش حد غيرى في البيت ده.

لم تلتفت اليه فجر تسرع في مغادرة الغرفة تغشي الدموع عينيها لا تجعلها ترى شيئ مما امامها.

= نهار ابوك اسود بتقول نيلت ايه؟
صرخ صلاح بتلك الكلمات في ابنه الجالس مخفض الرأس يتحسس ذقنه بألم لا يعير لصراخ ابيه بال ليجذبه صلاح من قميصه يوقفه علي قدميه صارخا بجنون
= انطق يازفت عملت ايه ونيلت الدنيا علينا
جذب سيف نفسه من يدين والده قائلا بملل ولا مبالاة
= متخفش كده مفيس حاجة هتحصل بقولك مرضيتش تخلي عاصم يضربني علشان خايفة من الفضايح يبقي تعتقد هتقول لحد علي اللي حصل.

ضيق صلاح عينيه يسأله بأهتمام وشك = طب وعاصم؟
هز سيف راسه بلامبالاة
= اطمن اللي كنت عوزه حصل وشافنا سوا والغبية اكدت اللي شافه لما مرضيتش تخليه يضربني وافتكرنا سوا
زفر صلاح براحة وهو يتحرك في ارجاء الغرفة لتتوقف فجاءة خطواته قائلا
= بس تفتكر يقول لجدك حاجة؟
هز سيف كتفيه بلا اكتراث قائلا.

= يقول ساعتها هعمل فيها الشهيد اللي بيضحى علشان سمعة بنت خاله وهعرض الجواز ادام الكل وبرضه ساعتها مش هتقدر ترفض هي او امها وهبان ادام الكل الراجل الشهم
ويبقي وصلنا للي عاوزينه من غير تعب ولا وجع دماغ
نظر صلاح إلى ولده ترتسم في عينه نظرة فخر قائلا
= برافو هو ده الكلام الصح وان كان علي امك انا هقنعها
ليبتسم بانتصار مكملا.
= فعلا الحل الوحيد جوازك من فجر وبكده نضمنها هي وحقها يبقي نكلم جدك في اقرب وقت بس استني ارتبها صح ونشوف هنقنع امك ازاي الاول بدل ما تعملنا دوشة وتبوظلنا الدنيا
ابتسم سيف ابتسامة صفراء موافقا علي كلمات والده يتوعد في سره لتلك المتمنعة فلم تخلق بعد من ترفض سيف العمرى.

جلس عاصم داخل غرفة جده بعد طلب الاخير له شارد الذهن تدور في راسه الافكار كالاعصار فما راه اليوم قلب كل الموازين امامه فبرغم كل ما سمعه عنهامنذ حضوره الا انه لم يستطع تصديق ان كل هذة البراءة امامه قد تكون بكل هذة الانحطاط يتذكر ماراته عينه يشعر بالنيران تشتعل في راسه راغبا في تلقينها درسا لا تستطيع نسيانه طوال حياتها لكنه صمت ليس خوفا عليها بل خوفا مما قد يحدثه كلامه من انقلاب داخل العائلة فيكفيهم افكارهم السابقة عنها وعن والدتها فلن يأتى هو ليزيد الطين بله عليهم لكن ماذا هو بفاعل في تلك النيران التي تتأكل بداخله تجعله يرغب في تحطيم شيئ فأن لم يكن هي فليكن ذلك الحقير الاخر شريكها.

يجب ان يتحدث اليه حتى يعرف نواياه اتجاهها وما ينتوى القيام به من خطوات جادة بعد ماحدث بينهم اليوم فبعد رؤيته لهم لم يعد من الممكن ان يظل هذا الحال بينهم طويلا بعد الان.
زفر عاصم بقوة محاولا تهدئة النيران المشتعلة داخله لينته جده إلى حالته تلك يسأله بأهتمام
= مالك ياعاصم من ساعة ماجيت وانت في دنيا ثانية ومش مش معايا خالص
هز عاصم رأسه قائلا بخشونة
= ابدا ياجدي انا معاكاهو خير كنت عوزني في ايه.

تتنحنح عبد الحميدلايدرى كيف كيف يستطيع بدء حديثه ليقول بخفوت
= شوف ياعاصم انت عارفة انها كلها ايام وبقضيها في الدنيا
اسرع عاصم بمقاطعته بلهفة
= متقولش كده يا جدي ربنا يخليك لينا
هز عبد الحميد، راسه يبتسم بحنان
= ويخليك ليا يا حبيبي انت عارف انت اللي هتشيل كل حاجة من بعدي وعارف انك قدها بس انا مفيش حاجة قلقاني اكتر من اني اسيب بنت عمك من غير ما اطمن عليها
نطق عاصم دون ارادة او تفكير منه.

=تقصد مين؟ فجر، مالها! في حاجة قلقاك بخصوصها
ضيق عبد الحميد ما بين عينيه بشك قائلا بغضب
= فجر مين اللي اقلق علشانها يا عاصم مبقاش ناقص غير بنت عواطف كمان
تنحنح عاصم يتحدث بهدؤء محاولا تدارك الموقف
= افتكرتك تقصدها لما قلت بنت عمك خصوصا انها اصغرحد في العيلة
ظلت نظرة الشك داخل عيني عبد الحميد لكنه حاول التظاهر بالعكس قائلا بنبرة طبيعية
= لا مقصدش فجر خالص انا اقصد نادين بنت عمك.

انقلبت ملامح عاصم ترتسم فوقها مظاهر النفور والاشمئزاز ليلاحظ عبد الحميد ذلك ليسرع بالقول
= انا عارف انها غلطت في حقك غلط كبير، بس هي كانت عيلة صغيرة وقتها ومش اد انها تتخط في كل المشاكل اللي كنا فيها
ضحك عاصم بسخرية قائلا
= ودلوقت كبرت وعقلت يا جدي!
رد عبد الحميد بلهفة متجاهلا نبرته الساخرة.
= جدا يا عاصم تعرف انها رفضت تخليني اساعد طليقها وقت ماكانوا لسه متجوزين طلبت منه الطلاق لما عرفت انه داخل علي طمع وجات عاشت معايا هنا تاني علشان متسبنش لوحدي بعد ما انت سافرت واستقريت بره ومن وقتها بترفض اي خد يتقدم ليها علشان خاطري
استمع عاصم إلى كلمات جده بأبتسامة ساخرة ترتسم فوق شفتيه ليقاطع كلمات جده الحماسية المسترسلة قائلا بتهكم
= في ايه جدي بالظبط ايه لازمتها كل الأشعار دي في نادين هانم.

عبد الحميد بلهفة
= تتجوزوا وتجيبوا الاحفاد اللي تشيل اسم السيوفي واظن مش هتلاقي احسن من بنت عمك
نهض عاصم واقفت فوق قدميه ببطء قائلا بتمهل وهدوء
= شوف يا جدي الكلام اللي هقوله ده الرأي الاخير ليه في كلامك اللي بتفكر فيه ده استحالة هيحصل نادين مش ممكن في يوم من الايام تكون اكتر من بنت عمي ولازم تعرف انها لو اخر واحدة في الدنيا استحالة اتجوزها
هتف عبد الحميد بحزن
= بس يا عاصم فكر في كلامي واكيد هاا...

قاطع عاصم حديثه ببرود قاسي
= اللي عندي قلته في الموضوع ده وياريت مانفتحوش تاني
ثم تقدم بخطوات ثابتة ناحية، جده ينحني مقبلا يده قائلا
= عن اذنك دلوقت لاني ورايا شغل كتير لازم اخلصه
ليغادر الغرفة يغلق بابها خلفه بهدوء يسير في الممر بين الغرف غافلا عن تلك الواقفة خلف احدى الاركان بعد استماعها لكل مادار بينه وبين جده تشتعل عينيها بالغل والحقد.

= بتقولي ايه يا ماما انتي ازاي عوزانى اعمل كده
صرخت نادين بتلك الكلمات من والدتها التي اخذت تنهب ارضية الغرفة ذهابا وايابا بعصبية لتلتفت اليها صارخة بغضب
= اللي سمعتيه ولازم يتنفذ كمان
وقفت نادين هي الاخرى تصرخ بعصبية = انتي عارفة بتقولي ايه! عوزة جدو يشوفني انا وعاصم في اوضة وسرير واحد سوا ده جنان اللي بتقوليه ده
تحدثت ثريا بصوت كالفحيح.

= لا مش جنان يا نادين ده اللي لازم يحصل نجبره يتجوزك حتى ولو بفضيحة
هزت نادين رسها بذهول قائلة
= طب وليه كل ده ماهو جدو هيقدر عليه وهيقنعه بده يبقي ليه نعمل الصيبة دي
اقتربت منها ثريا تمسك بذراعيها بقسوة تغرز اظافرها في لحمها قائلة.

= البيه رافض تماما ان حتى جده في الموضوع ده فاهمة يا هانم يعني انا وانت هنفشل هنا تحت رحمة شهيرة وصفية العمر كله وطبعا مرات عاصم لما تيجي هتعمل علي الكل ست القصر وانا معنديش استعداد لده فاهمة
صرحت ثريا بكلمتها الاخيرة لتجلس بعدها بانهزام فوق الفراس تنهار في البكاء قائلة من بين شهقاتها.
= لازم تتجوزيه يا نادين ده لو حصل انا متأكدة جدك هيسيب كل حاجة ليكم ولولادكم ساعتها لا شهيرة ولا اي حد هيقدر يقف في وشنا
جلست نادين بجوارها تحتضنها قائلة
= خلاص يا ماما اللي عوزاة هعمله بس بلاش تعملي في نفسك كده
تبدلت ملامح ثريا في لحظة تهتف بانتصار
= يبقي اسمعيني كويس وخلينا نشوف هنعمل ايه.
جلست فجر بداخل المطبخ شاردة الذهن يسود الشحوب ملامحها لتسألها والدتها بقلق =: مالك يافجر بقالك كام يوم مش عجباني وسرحانة علي طول
رسمت فجر ابتسامة باهتة فوق شفتيها قائلة بضعف =: مفيش ياماما انا كويسة متقلقيش عليا
ثم صمتت قليلا تسأل بتلعثم: متعرفيش عاصم هيرجع امتي من اسكندرية
رفعت عواطف عينيها اليها تسألها ببطء =: وبتسألي ليه يا فجر.

هزت فجر كتفيها تحاول التظاهر بعدم الاهتمام =: ابدا اصله يعني غاب اوووي هو عمي صلاح فبسأل اطمن مش اكتر
اخفضت عواطف رأسها تكمل تقطيع الخضار المتراص في احدي الاطباق امامها قائلة بعدم اكتراث=: معرفش هيجوا امتي بس الظاهر هيوصلوا النهاردة مدام طلبوا اجهز كل الاكل ده مانتي عارفة عمتك بتعمل اكل يكفي جيش كل ما جوزها ولا ابنها يرجعوا من السفر.

هزت فجر رأسها تستمع إلى والدتها بشرود لا تعي من كلماتها سوي رجوع عاصم الليلة إلى القصر فهو منذ تلك الحادثة وقد غادر ليلتها فجرا هو وزوج عمتها إلى الاسكندرية لمتابعة الاعمال في فرع الشركة هناك فلم تجد فرصها من وقتها لمحادثته عن حقيقة ماحدث ومحاولة توضيح الامور له.

ولكن بماذا قد تحدثه فهي واثقة انها اذا اخبرته بمحاولات تحرش سيف الدائمة بها لقلب الدنيا فوق رأسه وتلقينه درسا لن ينساه مثلما فعل وقتها ولمن هل ستسمح عمتها او زوجها بهذا الن يقوموا بتحمليها كل الذنب
وهل سيصدقها جدها ام كما تتوقع سوف يقف في جانب سيف مصدقا اياه في كل ما سيخبره به عنها وماذا ايضا عن والدتها هل ستتحمل ان تستمع لكل ما يتفوهوا به في حقها دفاعا عن ابنهم.

وان استمرت علي صمتها فسوف يظن بها كل الظنون والتي تعلم انه له كل الحق بها بعد رفضها محاولته الدفاع عنها ووقفها كما الغبية في طريقه حتى لايقوم بأذية ذلك اللزج ليفسر محاولتها تلك بأنها دفاعا عن ذلك الاحمق
تنهدت فجر بألم تعصف الافكار برأسها تشعر بصداع يكاد، يفتك بها لاتدري كيفية الخروج من، مأذقها هذا.
جلست نادين تجاورها والدتها التي سألتها بقلق =: عرفتي يانادين هتعملي ايه
هزت نادين رأسها بالايجاب تهتف بعصبية =: ايوه عرفت خلاص بس انا خايفة افرضي رفض بعدها موضوع الجواز تاني وقتها شكلي هيبقي ايه
امسكت ثريا بيديها تضغطها بقوة قائلة =: متخفيش مش هيقدر يرفض خصوصا لو جدك وصل في الوقت الصح وسيبي الباقي، عليا.

اسرعت نادين تهتف وقد ارتسمت فوق ملامحها الذعر =: انا خايفة لو حد غيرك انتي او جدي وصل ساعتها هعمل ايه
صرخت ثريا بعنف=: محدش غيرنا هيعرف وموضوع جدك انا هعرف اظبط ازاي يوصل في الوقت المناسب ملكيش دعوة انتي وسبيني وانا هتصرف
زفرت نادين نادين تهز رأسها بالايجاب قائلة بخفوت=: هتنفذي امتي؟

ثريا بتجهم=: النهاردة انا اتفقت مع البت هناء هتحط ليه الحبوب في فنجان القهوة اللي بيطلبه قبل مايطلع اوضته واحنا بقي علينا الباقي
لترتسم ضحكة خبيثة واثقة فوق شفتيها لتراها ابنتها لكنها لم تستطع مبادلتها ثقتها هذة فبداخلها يراودها شعور، غير مريح ان هذا الامر لن يمر علي خير ابدا.

ظلت فحر تعد الساعات والدقائق في انتظار تلك اللحظات التي يظل فيها عاصم بداخل حجرة المكتب وحيدا ليلا لمراجعة بعض الاعمال حتى تستطيع محادثته وتوضح الامور له لتحين اللحظة حين رأت هناء الفتاة العاملة في القصر تذهب وفي يدها فنجانا من القهوة والتي اعتاد تناولها اثناء عمله في اتجاه غرفة المكتب لتسرع في ايقافها تناديها بهمس لتلتفت اليها الفتاة متعجبة لتتقدم فجر منها تنظر إلى مافي يدها تسألها =: مش القهوة دي لعاصم بيه.

توترت ملامح الفتاة تهز رأسها ببطء بالايجاب لتسرع فجر تهتف بلهفة =: طب هاتيها وانا هدخلها انا ليه
هناء بتلعثم وخوف =: بس يا ست فجر...
قاطعتها فجر بلهفة =: اسمعي الكلام وروحي انتي علشان تنامي، الوقت اتأخر
ترددت هناء لعدة لحظات قبل ان تستسلم لتعطي الصينية وما عليها لفجر ثم تسرع في الانسحاب بخطوات سريعة متعثرة.

زفرت فجر ببطء في محا ولة منها لتهدئة نبضات قلبها المتسارعة لاتدري ردة فعله علي رؤيته لها هل سيقبل بالاستماع لهاوتصديقها عن حقيقة ماحدث، في ذلك اليوم ام فات الاوان واصبحت مدانة في نظره إلى الابد.

تقدمت بخطوات متعثرة تقف امام باب الغرفة تطرق فوقه برقة لتسمع بعدها صوته القوي الامر بالدخول لتفتح الباب تتقدم إلى الداخل بقدر ما استطاعت من هدوء تراه يقف امام مكتبه مستندا عليه بيده عدة اوراق ينظر اليها بأهتمام يقول بصوت خافت =: شكرا حطيها عندك وتقدري تتفضلي.

ترددت فجر لثواني ثم تقدمت تضع ما بيدها فوق الطاولة بهدوء تقف امامه بصمت تتردد بكيفية بدئها الحديث لتتنحنح بقوة هاتفة باسمه بصوت عالي لتراه يرفع راسه سريعا ينظر اليها بدهشة هامسا باسمها تتجهم ملامحه فورا عاقدا حاجبيه ينظر مرة اخري إلى الاوراق بين يديه قائلا بجمود=: عاوزة حاجة يا فجر؟
ابتلعت فجر ريقها في محاولة منها لتهدئة ذلك الخوف الشديد بداخلها قائلة بتردد وصوت خافت=: كنت محتاجة اتكلم معاك شوية.
رفع عاصم رأسه بحدة تطل من عينيه نظرة صارمة ارسلت الرعب في اوصالها لتتملل في وقفتها وهي تراه يتقدم منها بخطوات هادئة وهو مازال علي نظراته تلك حتى وقف امامها ينحني إلى الطاولة يتناول فنجان القهوة ثم يجلس براحة فوق احدي المقاعد واضعا ساقا فوق اخري يرتشف منه ببطء ينظر اليها من فوق حافته بحدة جعلت الدماء تهرب من وجهها لتتركه شاحب ليسود الصمت عدة دقائق وهي تقف تحت وطأة نظراته تلك تراه يرتشف تلك القهوة كما لو كانت لديه اهم من اي كلام قد يقال بينهم حتى تحدث اليها اخيرا وهو يضع الفنجان مكانه مرة اخري قائلا بقسوة =: وانا مش عاوز اسمع اي كلام منك واعتقد الوقت اتاخر.

اسرعت فجر قائلة بزعر =: انا كنت عاوزة اتكلم معاك من بدري بس انت كنت، مسافر وهو...
قاطعها عاصم قائلا بخشونة وقسوة =: الوقت متأخر علي انك تيجي فيه لمكتب الساعة 2 بعد نص الليل علشان نتكلم ولا ايه، يا فجر هانم
شحبت فجر من قسوة كلماته والتي وصل لها معناها لتمتلئ عينيها بالدموع تخفض رأسها هامسة =: انا اسفةالظاهر فعلا ان الوقت اتأخر،.

استدارت ناحية، الباب، تنوي، المغادرة سريعا ليوقفها صوته هاتفا بها بشراسة =: استني عندك رايحة فين
فجر وهي مازالت تخفض رأسها بصوت اجش =: هروح اوضتي.

نهض عاصم ببطء يتقدم منها ليقف امامها يراها مازالت تخفض رأسها بصمت ليمد انامله ممسكا بذقنها برقة يرفع وجهها اليه ببطء لتتسع عينيه بذهول من رؤية تلك الدموع تزين عينيها تجعلها كما الياقوت في لمعته ليهتز بداخله شيئ جعل من ضربات قلبه عالية متسارعة بقوة مؤلمة ليحاول التنفس ببطء وهدوء في محاولة منه لتهدئة تلك المشاعر الهائجة بداخله لرؤية كل هذا الجمال والبراءة امامه قائلا بهمس اجش =: رجعنا تاني لشغل العيال والدموع لما الكلام ميعجبناش مش كده يافجر.

هزت فجر رأسها بضعف تنفي كلماته ليبتسم بشراسة مكملا حديثه =: لا! اومال ايه اللي انا شايف ده؟ مش دموع دي ولا انا غلطان
لتمتد يده إلى عينيها يمرر انامله فوقها بخفةجعلتها تغمضها دون ارادة منها تتساقط دموعها الحبيسة فوق وجنتهالتتبع هو بانامله مسارتلك الدموع برقة حتى وصلت إلى حافة عنقها لتتوقف هناك فوق، ذلك النبض الخافق سريعا وبقوة.

لتشعر، انامله بتلك الخفقات السريعة بجنون ليخفض راسه مقربا شفتيه من اذنيها هامسا=: وده بقي بيدق بسرعة كده من الخوف ولا حاجة تانية.

اتسعت عينيها بصدمة تبتعد سريعا عنه لتتعثر خطواتها تكاد تسقط ارضا ليسرع عاصم بالامساك بها مقربا ايها اليه بقوة ولكن ماان امسكهاحتي تركها بعنف يترنح إلى الخلف ليسقط فوق الاريكة مغمض العينين يأن بقوة من الالم لتسرع اليه فجر تجثو فوق ركبتيها امامه تسأله بلهفة وقلق=: عاصم مالك ايه اللي حصلك؟

لم تتلقي اي رد منه، تراه مازال مغمض العينين يستند براسه إلى الاريكة يتنفس بقوة وعنف لتصرخ فجر برعب =: عاصم رد عليا مالك؟
احس عاصم، كما لو كان يستمع إلى صوتها من مكان بعيد مناديا عليه يرغب في اجابتها لكنه لايستطيع تحرك شفتيه يشعر بفمه جاف ولسانه ثقيل لكنه اخذ يحرك شفتيه يحاول التحدت ليقول بصوت ضعيف =: فجر!
اخذت فجر تتحسس وجهه بلهفة ورعب قائلة =: ايوه يا عاصم انا هنا جنبك بس قولي مالك ايه حصلك؟
وعندما لم تتلقي ردا منه اسرعت بالنهوض قائلة بذعر=: انا هروح انادي حد بسرعة...
لتتوقف في مكانها عندما امتدت يده اليها تمسك بها بضعف قائلا بهمس=: لااا. بس ساعديني اوصل لفوق
وقفت فجر مكانها حائرة لاتدري ماتفعله تراه ينهض واقفا يترنح مقتربا منها يضع يده فوق كتفيها مستندا عليها لتحاول مرة اسناءه عن التحرك حتى تأتي بالمساعدة ولكنه رفض هذة المرة بقوة قائلا =: قلتلك لا وصليني لاوضتي وبس.

لم تجد فجر مفر سوي بتنفيذ امره الغاضب لتحيط خصره بيدها تحاول اسناده ليسيرا ببطء وخطوات متعثرة ليقوم بالتوجه إلى غرفته ليصلا بعد جهد مضني اليها ليقفا امام بابها تتردد فجر في الدخول اليها لكنها حزمت امرها حين رأت مدي حالة الضعف التي وصل اليها عاصم وقد اخذ العرق يتصبب من كل جسده يغرق القميص الذي يرتديه لتسرع بفتح الباب تدفعه برفق إلى الدخول حتى وصلت به إلى الفراش ليهبط جالسا فوقه بضعف ينهج بصوت عالي كما لو كان بداخل سباق للجري.

وقفت فجر تنظر اليه بقلق وخوف لتهتف سريعا =: انا هروح اجيبلك كوباية ماية بسرعة
هز عاصم راسه بضعف واختناق رافضا قائلا =: لاا بس عوزك تساعديني اقلع القميص حاسس اني بتخنق
ليتبع كلماته محاولا فك ازرار قميصه باصابع مرتعشة ليهتف بها بعد عدة محاولات منه للقيام بذلك يهمس بضعف=: ساعديني يا فجر ارجوكي حاسس اني بموت.

اسرعت فجر اليه تنحني عليه تحبس انفاسها هي تتلمس باصابعها ازرار قميصه تحاول فكها بينما جلس هو باستسلام لها بينماهي تقوم بتلك المهمة الشاقة لها تشعر بحرارة جسده تداعب اطراف اصابعها كلما فتحت احدي الازرار حتى نجحت اخير افي فعلها لتبتعد عنه بتعثر تطلق لانفاسها العنان تشعر بالنيران مشتعل بوجهها لتهتف سريعا مبتعدة عنه =: انا هروح اصحي طنط صفىي...

لتقطع كلماتها تصرخ برعب حين امسك عاصم بيدها يجذبها اليه بقوة جعلتها تسقط فوق صدره يرجع بها إلى الخلف محتضنا ايها بين ذراعيه لكنها اخذت تحاول مقاومته للنهوض والافلات من بين يديه لكنه وبحركة خاطفة تقلب بها فوق الفراش ليصبح هو فوقها مكبلا لحركتها تماما ليزداد ذعرها وصراخها تحاول الافلات من بين يديه ليخفض رأسه بين حنايا عنقها هامسا بضعف وصوت اجش مرتعش =: خليكي معايا يا فجر متسبنيش لوحدي انا حاسس اني تعبان اووي.

ادتيله القهوة يا هناء
سألت ثريا هناء الواقفة امامها لاتدري اتخبرها بأمر فجر ام لا لكنها قررت عدم اخبارها فما هو الفرق اذا كانت هي ام فجر من قام بأدخال القهوة ففي النهاية النتيجة واحدة لتهز رأسها يالايجاب بتردد تري ثريا تبتسم بانتصار تشع من عينيها نظرة خبيثة قائلة =: طيب روحي نفذي اللي قلتلك عليه بسرعة
ثم التفتت إلى ابنتها الواقفة بجمود بعد خروج هناء قائلة لها =: جاهزة يا نادين.

نادين بخوف =: انا خايفة يا ماما الموضوع لو اتكشف هنروح في داهية ده غير سمعتي اللي هتبقي في الطين
صرخت ثريا بقسوة =: مش هنعيده تاني يا نادين وبعدين سمعتك ايه اللي، بتتكلمي عنها مانا وانتي عارفين اللي فيها
شحبت ملامح نادين تنظر إلى والدتها شاهقة بصدمة لتزفر ثريا بقوة تدرك مدي قسوة كلماتها لتسرع اليها تمسك بها بين ذراعيها تحتضنها قائلة بأسف=: انا اسفة يا حبيبتي سا محيني بس انا متوترة.
وانتي مش بتساعديني وبتوتريني اكتر
ابعدتها عنها قليلا قائلة =: مش هنتراجع يا نادين بعد كل االي عملناه مبقاش ادمنا غير خطوة واحدة وكله يعتمد عليكي انتي يا قلب ماما ماشي يا حبيبتي
هزت نادين راسها بالموافقة لتقول ثريا برقة =: يلا يا حبيبتي زمان عاصم دلوقت مش داري بحاجة ومفعول الحبوب بدء بسرعة انتي بقي قبل ما جدك يوصل وانا هستني هنا لحد ما المراد يحصل.

تقدمت نادين تخرج من الغرفة تنظر نظرة اخيرة إلى والدتها التي ابتسمت لها بتشجيع لم تستطع نادين مبادلتها اياه لتخرج من الغرفة تغلق الباب خلفها ببطء.

بتقولي ايه يابت
صرخ عبد الحميد في تلك الفتاة الواقفة امامه تخبره برؤيتها لعاصم يصعد إلى غرفته مريضا بشدة لتهرع اليه سريعا تبلغه بعد ان قامت بأيقاظه من نومه
هناءبلهفة =: سامحني يا سيدي بس مكنتش عارفة اعمل ايه ورحت لاوضة الست صفية فضلت اخبط عليها كتير بس محدش در عليا فمعرفتش اروح اقول لمين غيرك.

اسرع عبد الحميد مغادرا الغرفة يهرول مسرعا في الرواق المؤدي للغرف بخطوا ت متعثرة تتبعه هناء ليلتفت اليها قائلا بعنف =: روحي يا بت صحي ستك صفية وافضلي خبطي لحد ما ترد عليكي وخليها تحصلني علي اوضة عاصم يلا يابت بسرعة
هزت هناء راسها لتسرع في تنفيذ اوامره.

بينما عبد الحميد لم يتوقف للحظة واحدة يسير بسرعة في الرواق حتى وصل إلى اخره حيث تقع غرفة عاصم في الاتجاه المعاكس لغرفته ليتوقف امام بابها يتنفس بقوة وعنف لعدة دقائق في محاولة لالتقاط الانفاسه الهاربة ثم ادار المقبض دافعا الباب بقوة إلى الداخل ليتسمر بذهول وصدمة امام ما تراه عينيه صارخا باستنكار وعنف =: ايه اللي بيحصل هنا بالظبط يا عاصم.
= صدقينى ياماما والله ماحصل حاجة من اللى بيقولوها دى.

اخذت فجر تبكى بحرقة تحاول افهام امها حقيقة ماحدث ليلا وتنفي عنها كل تلك الكلمات القاسية التي نالت منها من الجميع متهمين اياها بأبشع الصفات ولكن اكثر ما اوجعها هو صمت والدتها فهى لم تنطق بكلمة منذ حدوث تلك الكارثة لاتنظر اليها ابدا كما لو كانت تكره النظر اليها لاتفعل سوى البكاء بصمت لتحاول فجر بشتى الطرق جعلها تتحدث اليها حتى ولو لتأنيبها او حتى تعنيفها ولكنها لاتحصل منها على اى ردة فعل.

= ماما ردى عليا ماما قولى انك مصدقانى
اخفضت عواطف عينيها الباكية اليها تظهر بهم نظرة اقل مايقال عنها قاتلة تحمل من الانكسار والالم اطنان قائلة بحسرة وصوت هامس اجش
= ليه يافجر! غلطت في تربيتي ليكي في ايه علشان يكون جزائى منك كده انا استحملت كل الذل والمرار اللى انا فيه علشانك في الاخر يكةن ده مكافئتي منك
اخذت فجر تهز راسها بالرفض مع كل كلمة تخرج من فم امها تقتلها بكلماتها تلك لتهتف فجر بألم.

= لا يا ماما لو كلهم صدقوا انى اعمل كده انتى لا يا ماما
اقتربت عواطف بوجهها منها تنظر الى عينيها قائلة بلوم
= كنت بتعملى ايه في اوضته وعلى سريره في نص الليل يافجر من امتى وانتى بتدخلى اوض اللى في القصر في نص الليل يافجر لتصرخ بعنف وقسوة
= انطقى يافجر ردى عليا يا بنت قلبى وفهمينى
همت فجر بأعادة ما ارهقت في روايته دائما للجميع دون ان يصدقها احد لتقاطعها عواطف
صارخة.
= اياكى تقوليلى كان تعبان وبتوصليه اوضته لو ده صحيح ايه وصلك لحضنه وعلى سريره!
لتأخذ في لطم وجهها بعنف تكرر كلماتها بهستريا وجنون لتسرع فجر تحاول ايقافها تضمها اليها لتنهار عواطف في بكاء مرير وهي مازالت تردد كلامها
= ليه يافجر ليه يا بنتي تدلهم الفرصة يؤذوني بيكى كسرتني يا فجر.

لتدخل في نوبو بكاء حادة تشاركها فجر البكاء لاتجد القدرة في نفسها على الاستمرار في دفاعها عن نفسها تعلم ان لوالدتها كل الحق في غضبها والمها فبعد ان تم رؤيتهم بذلك الوضع يحق لاى سخص ان يظن بيهم الظنون فقد دخل جدها الغرفة ليجدهم فوق السرير يستقر عاصم فوقها دافنا وجهه في عنقها مغمض العين في نوم عميق لم يستيقظ منه حتى الان ليصرخ جدها ميقظا الجميع ليهرعوا الى الغرفة لتسمر الجميع لدى رؤيتهم لذلك المشهد لتحاول وقتها افهام الجميع سوء الفهم وحقيقة ماحدث ومرص عاصم المستغرق في النوم لايدرى شيئ مما يرور حوله ولكنها ما ان انتهت من روايتها حتى اسرعت عمتها بالقول بلؤم.

= تلاقيكى حطيتى ليه حاجه تخليه بالشكل ده وتورطيه معاكى ماهو مش طبيعى نومه ده ابدا.

وما ان انتهت كلامتها حتى اسرع جدها بأمساكها من شعرها جارا لها خارج الغرفة يقزفها بأبشع الصفات حتى وصل بها الى بهو القصر ليقف صارخا ينادى امها والتي هرعت من غرفتهم تتعثر في خطواتها لتتوقف بصدمة هي تراها بهذا المنظر المزري ليقص عليها جدها ماحدث ولكن من رؤيته هو لاحداث مصدقا كلمات عمتها الخبيثة لينسج هو قصته الخاصة ليجعلها الحقيقة الوحيدة ليصبح انتظار عاصم ليفق من نومه ليروى هو ماحدثهو املها الوحيد لتبريئتها وها هي في انتظاره كمن بينتظرحكما اما بالاعدام او بالبراء.

اخذ عاصم يذرع ارض غرفته بخطوات عنيفة هاتفا لامه الجالسة فوق الفراش تنظر اليه بتوتر ليهتف بشراسة
= انا مش فاكر اى حاجة كن اللى بتقوليها دى يا ماما انا اخر حاجة فاكرها ان فجر جت المكتب ومعاها قهوتى وطلبت نتكلم سوا غير كده مش فاكر اى حاجة خالص
هبت صفية واقفة قائلة برعب
= اياك ياعاصم تقول الكلام ده ادامهم انت كده يا بنى بتثبت كلامهم عليها
لتقترب منها تضع كفها فوق ذراعه قائلة برجاء.

= اتصرف ياعاصم دي بنت غلبانة وهما ما صدقوا يالقوا ليها غلطة ده قليل لو ماجدك موتها فيها علشان خاطرى ياعاصم اتصرف.

وقف عاصم ينظر الى نظرة الرجاء في عينى والدته ليدرك مدى حبها لفحر ولكنه وجد في نفسه التساؤل هل ستظلعلى حبها هذا اذا علمت ماراه بنفسه في ذلك اليوم مع ذلك المدعو سيف او ما قصه عليه جده من اقاويل وصلت اليه عنها وعن والدتها ومدى ما تطمح اليه من مكانة في هذا القصر وانه قد اصبح هو الاخر يشك في صدق تلك الاقاويل والشكوك بعد ان كان رافضا لها وبرغم هذا لايجد امامه سوي حل واحد لتصحيح كل هذة الفوضي التي حدتث لاشيئ سوى رفضه ان يكون يوما السبب في اى اذية لها.

= جدك مستنيكى في اوضة المكتب يا فجر هانم.

نطقت ثربا بكلماتها تلك بتشفى وهي ترى امامها مشهد احتضان فجر لوالدتها تبكى بحرقة بينما عواطف توظر امامها لاتظهر علي وجهها اى ردة فعل كما لو كانت بعالم اهر لتشعر ثريا بالسعادة والفرحة فلو كانت خطتها فيما يخص نادين وعاصم قد فشلت لكن قد تم تعويضها بسقوط تلك الفتاة في ذلك الفخ ينتظرها عقاب اسوء من الموت من جدها وكما يعرف الجميع ماهو عقاب عبد الحميد السيوفى من قسوة وعنف ليشعرها هذا بالنشوة والسعادة لتطغى علي احساسها الاخر بالفشل وهي ترى فجر تترك والدتها ببطء تنهض على قدميها تسير بخطوات ثقيلة كمن يساق الى الموت. وماان خطت عدة خطوات حتى نهضت عواطف هي الاخرى تهتف بقوة.
= استنى يافجر انا جايه معاكى
لترتسم فوق شفتى ثريا ابتسامة شامتة تشعر بحظها الجيد فسيتم تعويضها برؤيتها لعواطف وهي ترى عقاب ابنتها امام الحميع.

تقدمت فجر الى داخل الغرفة بخطوات بطيئة مرتعشة ترى الجميع مجتمعين ماعدا من بيده خلاصها ودليل برائتها فاخدت تمرر عينها بين الوجوه من حولها تطالعها نظرات الشماتة من عمتها والحزن والرأفة من هنا ابنتها اما صدمتها الكبرى كانت حين رأت الكره والحقد من عيني اختها لاتدرى لها سببا بينما سيف وقف ينظر اليها بتشفى وغل تطل من عينه تلك النظرةالتى تخبرها ان لا خلاص لها اليوم مما هي فيه.

اخفضت فجر عينيها تنظر إلى الارض تقف بجوارها والدتها تسندها اليها بضعف ليهدر صوت الجد بعنف
= ايه اللى جابك هنا يا عواطف انا قلت عوازها لوحدها
ردت عواطف بصوت قوى متماسك رغم كل ما تشعر به من خوف وضعف
= وانا مش هسيب بنتي ياعبد الحميد بيه لوحدها ليكم اى كلام هتقال يتقال هنا وادامى
نهض عبد الحميد صارخا بوحشية
=ولسه ليكى عين تدافعى عنها طبعا ماهى بتنفذ رسمك وخططك ليها مش ماشية من دماغها لا بدماغك انتي.

رفعت فجر عينيها تهتف بغضب
=ماما ملهاش دعوة ولا كانت تعرف اى حاجة
ارتفعت ضحكة شهيرة الساخرة في ارجاء الغرفة قائلة بتشفى
= ومستنين ايه من حية غير انها تخلف حية زيها دماغها سم ولدغتها والموت
لتتقدم بخطوات سريعة تقبض فوق خصلات شعر فجر بين يدها تشدها بقوة وعنف تصرخ بشراسة
= وليكى عين ترفعى صوت علينا اللى زيك المفروض تحط وشها في الارض وهي بتكلم والموت احسن عقاب ليها.

صرخت فجر تتوجع من قسوة قبضتها تندفع الدموع من عينيهامن الألم لتسرع عواطف تحاول ابعاد شهيرة عنها والتي زادت من قسوة.

قبضتها حول خصلات فجر حتى كادت تقتلع رأسها في قبضتها ليزداد الصراخ في الغرفة بعد ماحاول صلاح هو الاخر تخليص فجر من يديها حتى نجح اخيرا في ابعاد شهيرة عنها التي اخذت تنهج بعنف تطل من عينيها نظرة جنونية تنظر الى فجر التي دفنت نفسها في احضان امها تبكى بألم وانكسار ليتكلم عبد الحميد بصوت قاسى
= اسمعى يا عواطف ملكيش دخل بالموضوع ده دى بنتنا واحنا اللى هنربيها من اول وجديد
ليلتف الى صلاح قائلا بقسوة.

= صلاح خد البت دى على البدروم لحد ما اشوف هعمل معاها ايه
= مرات عاصم السيوفى مش محتاجة حد يربيها يا جدى.
دوت كلمات عاصم داخل الغرفة بقوة ليسود الصمت ارجاء الغرفة بعد كلماته تلك ليدخل عاصم الى الغرفة بخطوات واثقة ثابتة ونظراته القوية ترهب اى شخص يفكر في تحديه تتبعه والدته بصمت الاان شهيرة في حالتها الجنونية تلك لم تعير نظراته اى اهتمام
لتصرخ
= مين دى اللى مراتك بنت عواطف الخدامة
التفت اليها عاصم بهدوء.
= ايوه ياعمتى بنت عواطف وبنت ماهر عبد الحميد السيوفى برضه ولا نسيتى
هب عبد الحميدقائلا بغضب
= ايه الجنان اللي بتتكلم فيه ده مين دى اللى مراتك
عاصم وهو على حالته من الهدوء
= فجر ياجدى النهاردة كتب كتابنا وبعد اسبوع هيكون الفرح
صرخ عبد الحميد بشراسة
= ده على جثتى لوده حصل استحالة عواطف وبنتها ينفذوا اللى عوزينه.

هز عاصم كتفه بعدم اكتراث قائلا ببرود = يبقى براحتك ياجدى انا مش مستني موافقة حد ثم التفت الى عواطف الواقفة هي وفجر منذ القى عاصن بقنبلته لحظة دخوله تستمع الى الحوار الدائر بذهول وصدمة بينما تظهر في عينى فجر نظر انكسار وألم تجاهلها عاصم وهو يلتفت الى عواطف قائلا بجمود
=ست عواطف انا يشرفنى اطلب ايد بنتك فجر ليا وبستاذنك اننا نكتب الكتاب النهاردة.

وقفت عواطف تنظر حولها بهستريا تطالعها ونظرات الغل والحقد والغضب من جميع من حولها حتى توقفت نظراتها فوق ابنتها الدافنة لرأسها برعب في صدرها لتشدد من ذراعيها حولها تقول بنبرة قوية واثقة
= وانا موافقة يا عاصم ابعت هات المأذون.

= انت هتسكت يابابا علي اللي هيحصل ده؟
نطقت شهيرة بغضب وجنون تتحدث إلى والدها الجالس فوق مقعده يظهر اكبر من سنوات عمره بمراحل صامتا لايصدر عنه اى حركة
ليسرع صلاح باستغلال الموقف واضعا االكثير من البنزين فوق النار لتزداد اشتعالا قائلا بأسف مزيف
=ملوش حق عاصم يعمل كده ويعصى امرك يعنى خلاص ملقاش غير بنت عواطف يتجوزها
لم يتلقى من عبد الحميداى ردة فعل على حديثه لتسرع شهيرة بالجلوس بجواره تهتف بعصبية.

= اتصرف يا بابا لازم اللى هيحصل ده يتوقف حالا
نطق عبد الحميد اخيرا بصوت اجش مرير
= انا اكتر واحد عارف عاصم مش ممكن يرجع عن قرار خده ابدا
ليغمض عينيه قائلابألم وحسرة
= لعبتها صح بنت عواكف وخليته يقف ادامالكل علشانها
نهضت شهيرة على قدميهابغضب
= يعنى ايه عواطف قدرت علينا كلنا ده يبقى اخر يوم في عمرها هي والحربايةبنتها انا استحالة هسكت
صرخ عبد الحميد قائلا بعنف.

= شهيرة ملكيش دخل بالحكاية دى انا هعرف اتصرف واياكى تتصرفى من دماغك فاهمة
وقفت تنظر الى والدها يظهر الحقد والغل بداخل عيونها تجز على اسنانها بغيظ تهمس قائلة
= يبقى انت هتوافق يابابا وهطوعه في اللى هيعمله هتخاف يمشى وسيبلك القصر طبعا ماهو الغالى اللى هيشيل اسم السيوفى فلازم الكل يقوله حاضر ونعم بس لازم تعرف يا بابا بنت عواطف لو اتجوزته هتطلع القديم والجديد على الكل اولهم انت.

ثم التفتت لتغادر بخطوات غاضبة ليلتفت عبد الحميد الى صلاح قائلا بنبرة محذرة = عقل مراتك يا صلاح ومتخلهاش تدخل مع عاصم في مشاكل انا معنديش استعداد اخسره ابداا و انه يسيب القصر ويبعد عنى حتى ولو كان التمن ينفذ اللى هو عاوزه
شحبت ملامح صلاح قائلا بجمود
= بعنى هتوافق على جنانه ياعمى؟
عبد الحميد بأسف.

= وادامى ايه اعمل انتوا مش عاوزين تفهموا ليه عاصم دماغه انشف من الحجر ومبيجيش بالعند واديك شايف لما هددته بالميراث وحرمانه من كل حاجة رده عليا كان ايه
صلاح بغيظ وشراسة
= انه مش محتاج لينا بالعكس وانه عنده اللى يكفيه العمر كله.
اغمض عبد الحميد عينيه بألم قائلا =كمل كلامك وانه معندوش استعداد يقعد هنا دقيقةواحدة فاهم يا صلاح يعنى هيسيب القصر علشان خاطرها انا مش عارف البت دى عملتله ايه وهل فعلا حصل ما بينهم حاجة علشان يبقى متمسك بيها كده
صلاح بغضب
= اكيد ياعمي حصل و الا مكنش عجل بجوازهم لما كشفنا اللى ما بينهم
نهض عبد الحميد واقفا يستند على عصاه قائلا.

= حصل ولا محصلش معدش يفيد بس لازم نوافق على اللى عوزه يا صلاح مش ممكن يسيب القصر ويسبني وان كان التمن اني اوافق على الجوازة دى انا هوافق ولازن كلكم توافقوا واياك حد فيكم يزعلها او يقولها حاجة تضايقها لحد ما نشوف اخرة الموضوع ده ايه
هتف صلاح محدثا نفسه
= اخرته سودا على دماغه ابن عزيز راجع يخرب ليا كل حاجة ويضيع منى كل اللى برسم عليه من سنين مبقاش صلاح اما وريتهم ايام سودا هما الاتنين.

اخذت نادين تجوب ارضية الغرفة بغضب عنيف تكاد تخرج النيران من عينيها تحدث نفسها بذهول
= بقى كده يا عاصم تفضل عليا انا بنت الشغالة تقف تتحدى الكل علشانها لا وانا اللى بأيدى ساعدتها على كده
لتصرخ بصوت عالى متألم تهتف بحرقة = ااااه يا نارى ليه مسمعتش كلام ماما وعملت اللى قالت عليه ليه بغبائى سلمته لاديها من غير حتى ما تتعب.

لتتبع كلماتها بصرخة اخرى لتدخل والدتها سريعا الى الغرفة تراها على حالتها هذة من الانهيار لتقف امام الباب تنظر اليها بقسوة قائلة بتهكم
=ايه يا هانم زعلانة على اللى عملتيه اهو ضاع بغبائك وبقى لواحدة تانية اشربى بقى اللى هيحصل اليومين الجاين لما فجر تقعد وتحط رجل على رجل وتعمل فيها الهانم على الكل وده كله ليه علشان نادين هانم خافت على سمعتها لتتبع كلماتها بضحكة ساخرة هسيترية قائلة بغل.

=سمعتك اللى مخفتيش عليها الا دلوقت علشان تضيعى وضيعينى معاك بغبائك
لتغص بالبكاء تكمل كلامها بمرارة =ضيعتى كل اللى استحملته كل السنين دى علشان في الاخر بنت غرمتى تاخد كل حاجة.

وقفت نادين تستمع الى كلمات والدتها القاسية لا تجد السبيل في الرد عليها ولكنها اخذت تقسم بداخلها مع كل كلمة قاسية تخرج من فمها لها ان تذيق من كانت السبب في كل ما تعانيه من ألم ويلات ما سوف تفعله بها لتجعل من ايامها معه في هذا القصر جحيما لها.

ساد الصمت غرفة المكتب فعاصم يجلس يجلس فوق مقعده عاقدا لحاجبيه بشدة ترتسم فوق ملامحه الوجوم بينما تجلس بجواره والدته تحتضن اليها فجر التي كانت تشهق بالبكاء بشدةتحاول صفية تهدئتها والهمس بكلمات مطمئنة لها حتى تحدثت عواطف عواطف بصوت منخفض باكي.

= انا مش عارفة بيعملوا معايا ومع بنتي ليه كده دي اخرتها واخرة صبرى على كل اللى عملوه معانا يتهموا بنتى في شرفها خلاص ما صدقوا يلاقوا غلطة علشان يعلقوا لها المشانق لازم عاصم يقول ليهم ان مفيش حاجة من اللى في دماغهم حصلت لازم الكل يعرف الحقيقة
زفر عاصم بقوة قائلا
= ياست عواطف انا مش محتاج تقوليلى بس تعتقدى حتى لو اتكلمت في حاجة هتتغير من اللى في دماغهم هما خلاص صدقوا اللى عاوزين يصدقوه
صفية بهدوء.
= كلام عاصم مظبوط يا عواطف عمر السيوفى الكبير ما هيصدق غير اللى فدماغه وهتفصل بنتك في نظره لازم تتعاقب بعد شهر بعد سنة هيعملها وانتى عارفة يعنى ايه عقاب السيوفي يبقى ازاى صرخت عواطف تسرع في النهوض قائلة بهستريا وبكاء
= يبقى استحالة اقعد استنى دقيقة واحدة في البيت ده كفاية اووى لحد كده
لتنهض صفية هي الاخرى تهتف
= اهدى يا عواطف مش كده وهو الامر اتحل خلاص
صرخت عواطف قائلة.

= اتحل انتى شايفة كده دى اخرتها علشان محدش يجيب سرة بينتى اجوزها رد جميل وشفقة
عند كلمتها هذة نهض عاصم على قدميه بعنف قائلا
= رد جميل ايه وشفقة ايه انا لما طلبت فجر للجواز كان علشان انا عاوز كده مش علشون حاجة تانية واعتقد انك تعرفينى كويس ياست عواطف انا محدش يقدر يخلينى اعمل حاحة مش عاوزها ياريت كلامى تفهميه كويس
ظهرت نظرة رجاء في عيني عواطف تسأله.

= بجد يا عاصم يعنى انت عاوز فجر مراتك علشانها هي مش لاى سبب تانى
اجابها عاصم بثقة
= طبعا. الجواز مش لعبة وانا يشرفنى ان فجر تكون مراتى
اشرقت ملامح عواطف بالفرحة لتسرع باتجاه عاصم تقوم باحتضانه بقوة قائلة بصوت متحجرش من البكاء
= ربنا يخليك يا بنى زاى مانت جبرت بخطرى وخاطر بينتى.

ظل عاصم بين احضان عواطف لكن عينيه كانت مثبتة على تلك الجالسة منذ ما حدث لايصدر عنها اى ردة فعل سوى البكاء تنظر امامها بشرود بينما عينيها تذرف الدموع هن دون ارادة او سيطرة منها من يراها يظنها بعالم اخر ليسأل عاصم بصوت خالى من التعبير قائلا
= بس مش ممكن تكون فجر هي اللى تكون رافضة الجواز منى
ابتعدت عنه عواطف تنظر اليه باستنكار = لا طبعا موافقة ازاى ما انا كمان موافقة
لتسرع في اتجاه ابنتها تسألها.

= مش كده يافجر؟
ظلت فجر على وضعها لاتتحرك منها عضلة واحدة لتهتف عواطف بصوت عالى
= فجر يا حبيبتى ردى عليا
رفعت فجر عينيها بنظرات شاردة خائفة لتكرر عواطف سؤالها لها بينما ظلت فجر على حالة الشرود قائلةبلا احساس او تعبير
= اللى تشوفيه ياماما
ظلت عيني غاصم معلقة عليها يحاول معرفة مايدور في عقلها من افكار ليقول بصوت حازم
= ممكن لو سمحتوا تسيبونى مع فجر شوية اعتقد ان فيه كلام بينا لازم يتقال.

ظلت عواطف واقفة بتردد توزع نظراتها بين ابنتها وعاصم بقلق لتهتف صفية قائلة بلطف
= تعالى يا عواطف نخرج احنا ونسيبهم لوحدهم يتكلموا سوا.

هزت عواطف رأسها ببطئ بالموافقة لتمسك صفية بيدها تغادران الغرفة بهدوء وما ان اغلق الباب خلفهم حتى رجع عاصم للجلوس فوق مقعده واضعا ساق فوق الاخرى يستند بدقنه فوق كفيه ينظر الى تلك الجالسة بصمت لا تصدر عنها غير شهقات بكائها الخافتة ليظل مراقبا لها يرى خصلاتها المشعثة بجنون حول وجهها شديد الاحمرار ليحدثها بجمود
=مش كفاية لحد كده شغل العيال بتاعك ده.

لم تصدر عن فجر اى ردة فعل تدل على سماعه ليهتف عاصم بقسوة
= قلت كفاية كده يافجر متزودهاش
شحبت ملامح فجر من طريقة حديثه معها لترفع عينيها الحمراء من كثرة بكاءها تنظر اليه لتسمعه يحدثها بجمود وقسوة
= اسمعينى كويس علشان لازم نحط النقط فزق الحروف من اولها والكلام اللى هتقال ما بينا دلوقت انا وانت بس اللى هنكون عرفينه يعنى ولا مخلوق هيعرف بيه واضح كلامى
ظلت تنظر اليه بتوجس وخشية دون رد عليه ليهتف عاصم بقوة.
= فاهمة يا فجر؟
اسرعت تهز راسها بالايجاب لينهض عاصم واقفا فوق قدميه يذرع ارضية الغرفة بخطوات ثائرة ثم توقف فجاءة امامها قائلاببرود
= انا عارف ان مش دى احلامك بالنسبة للجواز ولا انا اللى كنتى بتحلمى بيه شريك لحياتك
لتحاول فجر مقاطعته ليوقفها بأشارة من يده قائلا.

= واللى لازم تعرفيه ان ولا انا كمان كان ممكن فيوم افكر ان اتجوزك بس زاى مانت شايفة ولظروف خلت مفيس ادامنا غير الحل ده واللى رضيت بيه مش علشان خاطرك لا علشان خاطر الست والدتك اللى كان ممكن تموت فيها لو استمر الحال على الوضع ده.

صمت عاصم تاركا لها الفرصة لاستعاب كلماته لها ينظر الى وجهها محاولا ان يرى ردة فعلها ليرى الجمود يرتسم فوق وجهها ليحدثها برقة هذة المرة محاولا جعل كلماته هادئة النبرات قائلا = فجر انتى مش صغيرة علشان تفهمى ايه اللى اتقال علينا بالظبط وان مكنش ادامى غير الحل ده بس عوزك تعرفى ان الوضع مابينا مش هتغير انا هفضل الاخ الكبير وللى لو احتاجتى اى حاجة انا عمرى ما هتأخر عنها فاهمة يا فجر.

هزت فجر رأ سها بأنكسار تشعر بنيران حارقة تسرى في صدرها من وقع كلماته تشعر بأهانة كبيرة من حقيقة انه مجبر على زواجهم هذا بدافع الشهامة واحساسه القوى بالدفاع عن كل ماهو ضعيف ترغب بالصراخ برفضها لتلك المشاعر منه لكنها تعلم صدق كلماته وانها لو قامت بالرفض لظلت موصومة بالعار للباقي من حياتها هذا غير ما سوف تعانيه امها من ذل ومهانة قد تقضى عليها
تحدث عاصم بهدوء يكمل الباقى من حديثه.

= احنا هنكون ادام الكل اتنين متجوزين طبيعى ليكمل بنبرة تحذرية
= وما اقول الكل يبقى بقصد الكل يافجر اما بينى وبينك هيفضل الحال زاى ماهو من غير تغير لحد ما نشوف هنعمل ايه قولتى ايه احب اعرف رايك في كلامى ده قبل ما نتمم اى حاجة
ظلت فجر صامتة لفترة طويلة كان خلالها عاصم ينظر اليها ببرود دون ان يحاول النطق بحرف اليها حتى تحدثت فحر بصوت متحشرج خالى من التعبير = انا موافقة على كل اللى قلته بس ليه طلب واحد.

ظهر الاهتمام على وجه عاصم ليسالها بفضول
= وايه هو؟!
فجر بصوت حازم قوى النبرات
= جوازنا مستمرش اكتر من سنة بعد كده كل واحد حر في حياته
قست تعابير وجه عاصم لدى نطقها لكلماتها هذة تطب من عينيه نظرة سامة يسألها بحدة
= واقدر اعرف السبب
فحر قائلة بأقتضاب
= لا اعتقد مش من المهم تعرفه كده او كده جوازنا مش هيستمر فمش هتفرق مدته تبقى اد ايه.

ظلت فجر بعد حديثها هذا تحت وقع نظراته الحادة عدة دقائق ساد خلالها صمت قاتل حتى سمعته يتحدث اليها بلهجة تحمل الكثير من التهكم
= اللى تشوفيه وزى ما قةلتى مش مهم اعرف السبب المهم اننا اتفقنا على اللى جاى هيكون ازاى
لتتحدد بعد حديثهم هذا ايامها القادمة معه لاتدرى ما تحمله لها وهل ستظل دائما تعيش على هامش الحياة...
تم عقد القران وسط جو مشحون صامت لم يحضره احد من العائلةفقد اختفو اجميعا من بعد القاء عاصم بخبر زواجهم ليعتصم كل فرد منهم في غرفته ولكن ما ان هم المأذون بالبدأ حتى دخل جدها الى الحجرة يصحبه صلاح بخطوات ثقيلة بطيئة ليتقدم حتى وقف امام الطاولة المجتمعين حولها ليتجهم وجه عاصم بشدة ينهض واقفا تتحفزكل عضلة في جسده بتوتر ليرى جده ردة فعله هذة فيتنحنح قائلا بحزم =: ازاى تكتب الكتاب وانا مش موجود ياعاصم مش لازم وكيل العروسة يكون حاضر.
ارتسمت معالم الدهشة على وجوه الحضور بعد كلماته تلك يروا عبد الحميد وهو يتقدم للجلوس بجوار الماذون قائلا بصوت قوى =: اتفضل يا شيخ تتم اوراقك واكتب عندك وكيل العروس جدها عبدالحميد السيوفي وجوز عمتها هيكون شاهد على الجواز
ليزداد التوتر والارتباك ارجاء الغرفة تتبادل عواطف وصفية النظرات بتوجس وخشية لكن لم تستطع واحدة منهم النطق بكلمة حتى.

تمت بالفعل الاجراءت وسط جو من التوتر والارتباك ليتحدث عبد الحميد بعد ذهاب المأذون موجها حديثه الى فجر بوجوم=: مبرووك يافجر من بكرة تنزلى مع امك وحماتك تشوفى ايه اللى يلزمك في الجهاز وانا ان شاء الله هجز ليكم جناح عاصم وهفرشه من جديد.

هم عاصم بمقاطعته رافضا ليسرع عبد الحميد قائلا بلهفة=: انتوا هتقعدوا معايا يا عاصم مش معقولة هتسيب بيتك وجدك وتبعد بعيد وكل اللى انت عوزه هتنفذ ليكمل برجاء وصوت اجش مقتربا منه=: علشان خاطرى ياعاصم
ليسرع عاصم بالانحناء علي يده مقبلا اياها بقوة قائلا =: انا استحالة اسيبك ابدا يا جدى وكل طلباتك اوامر لينا
تلمس عبد الحميد خصلات شعر عاصم بحنان قائلا بصوت متحشرج =: وانت ومراتك هتكونوا في عنينا كلنا.

ليلتفت الى صلاح يساله =: مش كده يا صلاح
اسرع صلاح يجببه بلهفة وتاكيد =: طبعا يا حاج اللى تامر بيه هيحصل
بينما كان الحديث دائر كانت عينى فجر تتوسع بذهول وصدمة من تغير جدها التام امن المعقول ان من يقف امامها الان هو نفسه.

من طعنها بكلماته القاسية هذا الصباح لتتحول صدمتهاداخلها تدريجيا الى رفض ونفور لتلك الاجراءات التي تجبرها من جديد بالمكوث في هذا القصر وسط كل هذا الكم من الكراهية والحقد لها فلقد اكتفت لم تعد تستطيع مواصلة التحمل ولقد فاض بها الكيل فلم تدرى سوى بنفسها تصرخ بهستريا =: انا مش موافقة انا استحالة اقعد هنا ثانية واحدة.

التفتت كل الانظار اليها بعد صراخها هذا لتسرع امها اليها تحاول تهدئتها لتفشل كل محاولاتها لتنضم اليها صفية هي الاخرى لكن فجر لم تكن تدرى بما حولها فقد اغلقت جميع حواسها عن اى كلام يقال لها لا تصدر من شفتيها سوى كلمة لاا اخذت تكررها بلا توقف ليسرع عاصم اليها هو الاخر محاولا تهدئتها بينما يقف عبد الحميد وصلاح يراقبان ما يحدث يتبادلان نظرات مبهمة فيما بينهم.

فلم يجد عاصم حلا امامه سوى صفعها بقوة حتى تخرج من حالة الانهيار التي دخلت بها لتنزل اصابعه فوق وجنتها بقوة بصفعة قوية دوى صوتها ارجاء الغرفة لتتوقف فجر فورا عن الصراخ تتسع عينيها بصدمة لثوانى ثم تنفجر في بكاء مرير لتسرع امها لاحتضانها ولكن قبل ان تقوم بذلك فوجئت بعاصم يقوم بشد فجر اليه بقوة يحتضنها بين ذراعيه بحنان يهمس لها بكلمات مهدئة مررا انامله بين خصلات شعرها برقة لتندس فجرفى صدره لتحتويها ذراعيه يختفى جسدها بين احضانه.

ظلا على هذا الوضع للحظات طويلة يسود الصمت المكان الا من شهقاتها العالية وهمس عاصم اليها برقة حتى هدئت شهقاتها لتصبح تنهدات ضعيفة من البكاء ليرفع عاصم راسه موجها حديثه الجميع قائلا بحزم =: لو سمحتوا ممكن تسيبونا لوحدنا شوية
شعر عبد الحميد بالقلق من‌ ان تستطيع تلك الفتاة التأثر على عاصم ليقرر ترك القصر والعيش معها.

بعيد ليسرع في رسم التعاطف والرقة فوق وجهه قائلا بلين =: لاا احنا هنستنا معاكم هنا لازم نطمن على فجر الاول
ليتقدم بخطوات بطيئة يرسم الضعف فيها مقتربا من فجر الدافنة لوجهها في صدر عاصم تتشبث بقميصه بقوة ليمرر عبد الحميد يده فوق راسها بخفة قائلا برقة =: فجر ياحبيبتى.
انتفض جسدها برعب فورا سماعها لصوته ليزداد تشبثها بعاصم فتتشدد ذراعيه حولها بحماية دون وعى منه ليلاحظ عبد الحميد ردة فعله هذا ليقول سريعا يتصنع الرقة واللين في حديثه =: انا عارفة انك زعلانة منى بس كان لازم تفهمى ان اى حد مكانى هيعمل كده واكتر لنا يشوف اللى انا شوفته فانا مش عوزك تزعلى منى والقصر ده بكل اللى فيه بتاعك انتى وعاصم واحنا كلنا ضيوف عندكم.

ساد صمت ذاهل ارجاء الغرفة حتى صلاح وقف فاغر فمه بذهوا من قدرة هذا الداهية على التمثيل والذي استطاع ان يكسب حتى تعاطفه هو الاخر رغم علمه بما ينتويه من محاولته كسب تعاطف عاصم اليه حتى لايغادر القير بتصنعه الموافقة على تلك الزيجة رغن كل رفضه ونفوره لها وهاهو يراه يذرف بعض الدموع قائلا بصوت متحجرش ضعيف موجها نظراته الى عاصم =: انا خلاص ايام وبقضيها في الدنيا يا ولاد مش عاوز غير اشوفكم مبسوطين وولادكم حوليا.

لتسكن نظرة ضعف ومسكنة عينيه مكملا =: انا كده بطلب كتيرياعاصم! لما اكون عاوزكم معايا وحوليا.

رفعت فحر رأسها ببطء من فوق صدر عاصم تجذبها نبرة صوت جدها الضعيفةالتي تسمعها منه لاول مرة ليرق قلبها له تلتفت اليه لتتقابل اعينهم تراه يبتسم لها بضغف يكرر سؤاله مرة اخرى لكن تلك المرة لها هي لتهز فجر رأسها بالنفى تشعر بتعاطفها لحالته تلك ليسرع عبد الحميد قائلا بلهفة =: يبقى خلاص تفضلوا هنا معانا ونعيش كلنا سوا.

ثم التفت الى عواطف الواقفة بجانب صفية تظهر الريبة والشك في عينيها لاتستطيع تصديق ان هذا الرجل قد تغير لهذة الدرجة من ناحبة ابنتها او ناحيتها ليزداد شكها حين سمعته يقول موجها الحديث اليها يسألها رأيها =: ولا ايه رايك في كلامى يا ست عواطف ننسى اللى فات ونعيش
لم تجد عواطف ما تجيبه به فهى لاتستطيع تجاهل ما تشعر به من ارتياب.

ليسرع صلاح هاتفا عندما طال صمت عواطف مؤكدا =: طبعا ياحاج كلنا اهل واللى فات مات والست عواطف وفجر في عنينا كلنا
هتف عبد الحميد بسعادة =: يبقى على بركة الله من بكرة نبتدى نجهز لاكبر فرح شافته مصر ده فرح الغالى ابن الغالى
ليلتفت الى صفية وعواطف قائلا بمرح =: يلا بينا احنا دلوقت نسيب العرسان لوحدهم اكيد في كلام كتير عاوزين يقولوه.

ليغادر سريعا تصتحبه عواطف وصفية يتبعهم صلاح بوجه متجهم يغلقون خلفهم الباب بهدوء
وقف عاصم وفحر والتي كانت ما تزال على وضعها تقف بين احضان عاصم الذي اخذ ينظر اليها بتمعن قائلا =: فجر لو فعلا مش عاوزة اننا نعيش هنا بعد الجواز انا اقدر...

قاطعت فحر كلماته بخفوت تثبت عينيها فوق ازرار قميصه لاتستطيع رفع عينيها اليها من شدة خجلها مما حدث منذ قليل وتشبثها به كطفلة الصغيرةقائلة =: لا ياعاصم انا مش ممكن اكون سبب في اى مشكلة بينك وبين جدى وانا عارفة انكم متعلقين ببعض ازاى
اخفض عاصم عينيه اليها قائلا =: يعنى انتى موافقة؟

هزت فجر رأسها وهي مازالت على وضعها تخفى عينيها عنه ليمد عاصم انامله تحت ذقنها رافعا وجهها اليه لتحبس انفاسه في صدره وهو يرى مدى نقاء وصفاء اللون في عينيها فهو في حياتك كلها لم يرى في جمال لونهم ابدا رغم سنواته التي قضاها بالخارج ليهمس لها برقةبصوت متحجرش=: طيب بتخبى عنيكى عنى ليه انا مش عاوزك تتكسفى تتكلمى معايا في حاجة ابدا.

توسعت عينيها بذهول من كلماته الرقيقة لها لتزداد اتساعا حين سمعته يقول بهمس كما لو كان يحدثه نفسه =: انا مشفتش في جمال لون عنيكى ده ابدا كانهم لوحة مرسومة استحالة ابدا يكونوا حقيقة.

اتسعت عينيه هو الاخر كما لو كان صدم مما تحدث به دون وعى منه لتتنحنح فجاءة مبتعدا عنها عدة خطوات يعطى ظهره لها واضعا قبضتيه في جيبه بعنف قائلا بخشونة=: عاوزك متخافيش من اى حاجة ابدا ولازم تفهمى ان استحالة حد ممكن يأذيكى حتى ولو بكلمة والا حسابه هيبقى معايا انا والكل عارف بده
ليلتفت براسه لها قليلا قائلا =: فاهمة كلامى ده يا فجر.

هزت فجر راسها ببطء بالايجاب ليلتفت بجسده كله لها تضيق عينيه بنظرة لم تستطيع فهمها لتحدث بصوت واضح النبرات قائلا بحزم=: ولازم تفهمى كمان انك من النهاردة بقيتى مرات عاصم السيوفى يعنى لازم تصرفى على الاساس ده وانى استحالة هقبل منك انتي كمان اى غلط واضح كلامى
همست فجر تساله =: تقصد ايه؟
اقترب عاصم منها مرة اخرى حتى اصبح لايفصل بينهم سوى انشات قليل لينحى براسه قليلا باتجاهها يهمس هو الاخر لكن بشراسة=: انتى فاهمة كويس اقصد ايه لتوقف قليلا ينحنى اكثر عليها يكمل واقصد مين!
شحبت ملامح فجر حتى اصبح يحاكى وجوه الاموات ليزداد شحوب هي تسمعه يتحدث مكملا حديثه باقتضاب وبرود=: هي سنة نستحملها بالطول ولا بالعرض وهتخلص بس مش هسمح فيها باى غلط او تجاوز منك طول مانتى مراتى.

وقفت فجر تنظر اليه والجمود يسيطر على جميع انحاء جسدها وقد وصلها معنى كلماته وظنونه بها فاهى تقف امام من ظنته الحامى لها منذ ان كانت صغيرة فاعتقدت بانه مختلفا عنهم جميعا لينضم اليهم يلقى عليهاهو ايضاد بالاتهاماته وسوء ظنه لتعلم فاى خانة قد وضعهها وهي منذ الان سوف تتعامل معه على هذا الاساس فلن تقف مرة اخرى في موقف الدفاع مرة اخرى فيكفيها ما عانته من الجميع وليظن مايريده هو الاخر.

رفعت فجر عنين تشبه الرخام في برودته يرتسم الجمود فوق وجهها تساله بصوت واضح النبرات حاد كسكين =: في حاجة تانية تحب تقولها قبل ما اخرج؟

جالت نظرات عاصم عليها محاولا معرفة مايدور في عقلها من افكار يشعر بانها كانت تقصد معنى اخر من كلماتها لكنه لايستطيع ايضاحه لتظل عينيه تجول فوقها باستفهام وحين لم يستطع التوصل لشييء تحدث قائلا باقتضاب =: لا كده كلامى انتهى وكل الامور وضحت بينا انتى لو عاوزة تقولى حاجة اتفضلى اتكلمى.

فجر ببرود وصوت منخفض تشعر بعينها كنيران من محاولتها كبت دموعها امامه =: معنديش حاجة اقولها فلو ممكن انا هخرج لماما اشوف هنعمل ايه بعد اذنك
لتتحرك من امامه في اتجاه الباب بخطوات سريعة متيبسة لكن قبل ان تمتد يدها الى مقبض الباب حتى شعرت بزراعيه تحيطان بيها من جانبى راسها توضع فوق الباب تمنعها من الخروج تسمعه يهمس لها =: متشتريش فستان للفرح
ليخفض ذراعيه عن الباب يضعها فوق خصرها.

يلفها اليه يراها تنظر اليه بصدمة ودهشه من كلماته ليكمل حديثه بنفس الهمس =: انا اللى هجيبه ليكى هيكون من اختيارى انا
وقفت متسعة العينين بشدة ببريقهم الساطع تنظر الى عينه تراها تترتسم الرقة فيهم تتنافى مع قسوتهم منذ لحظات تسمعه يحدثهابرقة =: اتفقنا يا فجر؟
هزت فجر راسها بشرود وهي مازالت تائهة في نظراته لها ليبتسم لها برقة قائلا,=: طيب تقدرى تخرجى دلوقت زاى مانتى عاوزة.

ظلت فجر واقفة تنظر اليه بشرود حتى هتف بصوت هادئ: = فجر
هزت راسها تخرجها من حالتها الشاردة لتسرع في هز راسها مرة اخرى بالايجاب تمد يدها للخلف تفتح الباب تخرج سريعا من الغرفة تاركة عاصم ينظر في اثارها بشرود لايعلم لماذا طلب من هذا الطلب الغريب والذي لم يكن في تفكيره ابدا لكن كل ما يعلمه ان اراد محو تلك النظرة من عنيها قبل خروجها من هنا ليخرج منه هذا الطلب دون ان يشعر.

زفر عاصم بقوة عائدا الى الجلوس خلف مكتبه ينظر امامه بتفكير.

انا مش فاهم ازاى توافق جدى على اللى عمله ده لا وكمان تشهد على جوازهم بنفسك
تحدث سيف بتلك الكلمات الى ابيه الجالس فوق مكتبه داخل الشركة ليبتسم صلاح بغموض =: علشان اللى عمله جدك ده جه في مصلحتنا يا غبى
تجهمت ملامح سيف من اهانة ابيه له لكنه اسرع في سؤاله =: ده ازاى بقى ما فجر خلاص طارت من ادينا وطار معاها ميراثها لجيب سي عاصم ومن غير حتى ما يتعب.

ابتسم صلاح بخبث قائلا باستهزاء =: كنت عارف ان دماغك مش هتوصل لدماغك بس هقولك
لينحنى الى الامام يستند بمرفقيه فوق المكتب قائلا=: مفيش حاجة من من اللى اتفقنا عليها هتقف كله ماشى زاى ماهو
عقد سيف مابين حاجبيه يساله بدهشة=: ازاى مش فاهم وهي خلاص اتجوزت
صلاح بخبث ودهاء=: زاى ما اتجوزت احنا نطلقها سهلة وبسيطة ومش كد
برقت عينى سيف ببريق جشع يقول =: تقصد اننا هنااااا...

رجع صلاح الى الخلف يهز راسه بالايجاب ترتسم على وجهه ابتسامة اكثر خبث لينهض سيف واقفا يهتف بسعادة =: ايوه كده هو ده الشغل ماهو مش هنسيب لسى عاصم الجمل بما حمل لازم يفهم هو بيلعب مع ميين
صلاح وقد ارتسمت الحدية فوق وجه قائلا بتوبيخ= اعقل كده وبلاش جنانك ده والمرة متخطيش خطوة الا بامرى مش عاوزك تتهور زاى عادتك فاهم.

اسرع سيف بهز راسه بالموافقة ليكمل صلاح هو ينظر امامه بشرود =: المرة دى مس لازم اسيب اى حاجة ممكن تعطلنى على اللى في دماغى لازم ارتبها والعبها صح المرة دى.

ذهبت فجر الى حجرة استقبال القصر بناء على طلب والدة عاصم لها لتدخل الى الغرفة لتفاجىء بهنا ابنة عمتها تسرع في استقبالها تقبلها على وجنتها برقة تهتف بسعادة صادقة =: مبروك يافجر متعرفيش انا فرحانة ليكى اد ايه انا جيت دلوقت مع طنط صفية علشان ننقى معاكى فستان الفرح اللى متاكدة انك هتكونى قمر فيه انا عارفة اننا مكناش صحاب اد كده بس انا مقدرتش اقاوم اجى اباركلك ولما عرفت انكم هتختاروا الفستان صممت انى اجى اختاره معاكم هي ماما مش موا...
قاطعت صفية حديثها السريع قبل ان تصل اللى تلك النقطة حتى لا تعكر صفو تلك اللحظة لتنهض قائلا بمرح =: هنا يا حبيبتى
مش اهدى كده وبراحة وتعالى اقعدى حنبى انتى وفجر يلا علشان نشوف هنعمل ايه ثم التفتت الى فجر ماما فين يا حبيتى علشان تيجى تختار معانا
فجر بهدوء =: ماما جاى ورايا حالا
جلست صفية مرة احرة فوق الاريكة تتوسطها لتشير لهم اتباعها =: طسب تعالى اقعدوا جنبى ناخد فكرة عظ الفساتين لحد ما عواطف توصل.

اسرعت هنا بتنفيذ الامر بينما وقفت فجر مكانها عدة لحظات تفرك كفيها ببعض بتوتر وارتباك لتلاحظ صقية حالتها هذة ترفع راسها عن المجلة التي بين يدها قائلة بلين =: فجر تعالى يلا مالك واقفة عنك ليه
تقدمت فجر بحظوات بطيئة تقول بتلعثم =: اصل، يعنى يا طنط، الفستان يعنى هو، يعنى
صفية برقة =: في ايه فحر مالك ياحبيبتى في حاجة مثلا في دماغك عجباكى موديل مغين يعنى.

اسرعت فجر تهز راسها تنفى سريعاقائلة بسرعة عالية=: لااا ابدا يا طنط بس عاصم قالى ان هو اللى هجيبلى هو الفستان
سكنت حركة صفية تلتمع عينيها ببريق السعادة تهمس =: هو اللى هيختارلك الفستان بنفسه
قفزت هنا فزق قدميها بفرحة وسعادة تهتف قائلة =: ياااسلام على الرومانسية اكيد هو عارف نفسه عنيه تشوفك في ايه يااا ده عاصم اكيد بيحبك اوووى.

بهتت ملامح فجر عند نطق هنا لتلك الكلمات تشعر بالمرارة في حلقها من حقيقة وضعهم اه لو يعلمون طبيعة الوضع بينهم لم يكن لينظروا الى هذا الامر بكل تلك الشاعرية لكنها فضلت الصمت تحاول رسم السعادة فوق وجهها حتى ولو كانت سعادة زائفة.
مر بها الاسبوع كما لو كان يوم بالنسبة لهافى حمى الشراء التي اصابت زوجة عمها صفية وهنا فلقد اصروا على تجهيزها بكل ما قد تحتاج اليه لايكاد يمر يوما الا وقد قاموا فيه بالذهاب الى التسوق عائدين محاملين بالكثير والكثير من الاشياء والتي لا تعلم حتى الان من المسئول عن تحمل تكاليفها فرغم حديث جدها عن تحمله لكل احتياجتها الا انه لم يكرر عرضه مرة اخرى لتصبح في حيرة هي والدتها عن كيفية قيامهم بشراء احتياجتها قد رفضوا فيما بينهم ان يقوموا بطلب شيئ منه لتمر بها ايام اصابها بها الرعب والحيرة حتى اتت زوجة عمها تطلبها للذهاب للقيام بالتسوق والذي اشترت من خلاله الكثير والكثير.

اما بالنسبة لعاصم فهى لم تراه منذ يوم عقد قرانهم فقد اختفى في سفر مفاجىء لم يحضر منه حتى الان ولم يقم باحضار فستان الزفاف وهاهو حفل الزفاف سوف يقام اليوم ليصيب امها وزوجة عمها التوتر والرعب من ان يكون قد نسى الامر ككل ولكنها لاتظن هذا فقد قامت زوجة عمها بتذكيره في كل مرة كانت تحدثه فيها هاتفيا ليقوم برد مبهم لا يدل على شيئ رافضا اى عرض منها بان تقوم هي باحضارها للفستان.

ليتصل منذ قليل قبل ساعات من الزفاف بان الفستان في الطريق تصحبه المصممة شخصيا للقيام باى تعديلات قد يحتاج اليها وهاهم في انتظاره داخل الجناح الذي خصص لها مع والدتها من منذ عقد القران في انتظار القيام باستعداتها للزفاف
= فجر انتى روحتى فين انا بكلم من الصبح
التفتت فجر الى والدتها الجالسة بقلق تفرك كفيها ببعض بتوتر لتسألها فجر برقة
= ايوه ماما انا معاكى في حاجة؟

اخدت عواطف تتملل بقلق فوق مقعدها حتى التفتت الى فجر تسالها بقلق=: فجر انتى فرحانة؟ انا مظلمتكيش لما وافقت على جوازك بالشكل ده من عاصم؟
اسرعت فجر ترتمى بين ذراع امها تندس في احضانها تسرع في القول وهي تحاول طمئنتها زعم كل المخاوف في بداخلها من هذا المجهول الذاهبة اليه
= لاا طبعا ياماما انا مش قادرة اقولك انا فرحانة اد ايه وفرحانة ان عاصم بقى جوزى
عواطف بتوجس
= بجد يا فجر! يعنى انتى فعلا فرحانة؟
شددت فجر من احتضانها لها قائلة
= جداااا يا ماما انا مش عوزاكى تقلقى عليا ابدا
تنهدت عواطف قائلة
= ربنا يسعدك يا بنتى
مان ان اتمت جملتها حتى اندفعت صفية بقوة داخل الغرفة تهتف بسعادة = المصممة وصلت ومعاها الفستان علشان تساعدك
ثم التفتت الى الباب المفتوح تهتف بحماس
= اتفضلى يامدام كارول.

دلفت الى داخل الغرفة سيدة في اوساط الاربعين تظهر على مظهرها مظاهر الرقى تصحبها شابة صغيرة في السن تحمل بين يدها صندوق ضخم يقاربها حجما تقريبا تنهج تحت وطاءة ثقله
تقدمت الى الداخل تبتسم برقة قائلة
= اهلا مبروووك للعروسة
اخذت في الاقتراب حتى توقفت امام فجر تبتسم بمعرفة
= انتى اكيد العروسة واضح جدا من عينيكى.

شعرت فجر بالدهشة من كلماتها تلك فما داخل عينيها بكونى هي العروس وليس بهم مايدل على الفرحة واللمعة المعتادة عند كل عروس سعيدة
التفتت كارول الى تلك الشابة الواقفة في الخلف بارهاق قائلة بعملية وشدة = جومانة ركزى معايا ويلا خرجى الفستان من الصندوق
لتمر بهم عدة دقائق محمومة وقفت بعدها فجر وجميع الموجودين فاغرين افواهم من جمال تلك التحفة والتي تسمى فستان زفاف لتهمس صفية بانبهار.

= ده تحفة استحالة يتقال عليه فستان
كارول محاولة تصنع التواضع
= شكرا حبيبتى بس لازم اقول ان عاصم بيه هو اللى طلب كل التفاصيل اللى فيه دى وانا نفذت ليه
التصميم
وقفت فجر تطالع نفسها في المرأة ترتدى فستان زفاف بلون ازرق سماوى يشبه لون عينيها تماما من فوق الصدر ليتدرج اللون حتى اخرالفستان ليصبح اللون ابيض ناصع تنتشر حبيبات الكرستال فوقه لتجعله كجوهرة متلألأة لتنعكس على لون عينيها تجعل من لونهم اكثر اشراقة.

اقتربت كاورل منها تنظر اليها بعين ناقدة من الامام والخلف لتصفق بعدها بفرحة قائلة
= تمام كل شي مظبوط مش محتاج غير رتوش وتعديلات بسيطة عاصم بيه اقدر يوصف درجة اللون بالبظبط لتكمل بسعادة
=واضح انه بيحبك اووى
شحبت ملامح فجر لدى سماعها لتلك الكلمات العفوية منها لكنها رسمت ابتسامة ضعيفة فوق شفتيها استجابة منها على تلك الكلمات.

لتمر بهم الدقائق في تجهيز الفستان وتعديله وما ان انتهت كارول منها حتى اسرعت تقبل فجر بحماسة قائلة =: الفستان ولا اروع ده من اجمل التصاميم اللى عملتها وبصراحة انتى عملتيله رونق خاص لو كانت اى عروسة غيرك لبسته معتقدش كان هيكون عليها بالجمال ده
اقتربت منها امها هي الاخرى تنظر اليها بفرحة والدموع تنهمر من عينها تقول بصوت متحجرش من البكاء
= اخيرا عشت وشوفتك احلى عروسة يابنت قلبى يارب تتهنى العمر كله.

وقفت فجر تستمع الكلمات من جميع من حولها بذهن شارد تفكر عما سيكون انطباعه عندما يراها بهذا الفستان هل سيرى هو ايضا ماراه الاخرين عن جمالها فيه ام سيصاب بخيبة امل لدى رؤيتها به
مرت بها الساعات من بعد خروج المصممة في تحضيرات اخرى حضرت خلالها هنا تتردى فستان وردى يجعلها رقيقة المظهر لتنبهر لدى رؤيتها تتنهد قائلة بهمس.

= لااا ده عاصم طلع رومانسى كبير على كده ده اختارالفستان من لون عينيكى ربنا يسعدكم ياارب لتكمل بحماس عاصم تحت مع الضيوف وجدى طالع ورايا علشان يوصلك لعاصم
لتضحك
= انا بقى جايه هنا هربانة من الخناقة اللى بين بابا وماما تحت ولانادين وطنط ثريا اللى قاعدين على ناار لتصفق بيدها تهتف
= ولسه لما يشوفوكى بالفستان هيتجننوا كلهم.

توترت فجر لدى سماعها تلك الكلمات العفوية من هنا تشعر بالبرد يزحف بين عظامها من فكرة ان تمر الليلة وحولها كل هذة القلوب الحاقدة
انتبهت الى دقات هادئة فوق باب الغرفة لتدلف زوجة عمها صفية الى الغرفة يتبعها جدها والذي ما ان رأها حتى التمعت عينيه ببريق قاسى يهمس =: كانى شايف عواطف ادامى.
لتتغير تعبيراته سريعا يرسم ابتسامة متيبسة لم يلاحظها سوى عواطف الواقفة بصمت تراه يتقدم ببطء من ابنتها مادا يده اليها قائلة بلهجة حاول اضفاء السعادة فيها
= يلا يا عروسة الكل مستنيكى تحت واولهم عريسك.

لتتقدم فجر منه ليخرجوا جميعا من الغرفة الا عواطف والتي وقفت مكانها بتصلب لاتدرى لماذا هذا الشعور الدائم بالتوجس والخشية كلما رات عبد الحميد السيوفى يقترب من ابنتها فهى لاتعلم ما يخبئه وهو بتلك الحالة الغربية فبرغم الطيبة والرقة التي يظهرها الا نظرة من القسوة تخونه احيانا لتظهر في عينيه.

بعد انتهاء الحفل...
اخذت نادين تجوب الحجرة الاستقبال بغضب وعنف تتمتم بهسترية
= بقى بنت عواطف يتعمل فرح زاى ده دانا نادين سيوفى متعمليش كده فجوازى ولا الفستان شوفتوا البيه جيبهولها ازااى ااااه انا هموت نااار جوا قلبى لا وجدو هو اللى يسلمها له ادام الكل لتصرخ بقوة
= خلااص بنت الخدامة اتعملها سعر
نهضت ثريا من فوق مقعدها تتقدم منها تهتف بقلق
= اهدى يا نادين صوتك عالى وجدك هيسمع.

تحدثت شهيرة التي جلست بجوار ابنها وزوجها الصامتان منذ بداية الحفل قائلة بغيظ=: سبيها يا ثريا خليها تقول اللى كلنا مش قادرين نقوله وساكتين حتى رجالة العيلة مش قادرة تقوله
اعتدل صلاح فوق مقعده يهتف بتحذير غاضب
= شهيرة حاسبى على كلامك ومتخلنيش ارد عليكى رد يزعلك
ضحكت شهيرة بسخرية.

= لا قول يا صلاح هتقول وتعمل ايه اكتر من انك تجبرنى انا شهيرة السيوفى انى احضر فرح بنت عواطف وتوافق ان بنتك تكون معها من اول المسخرة دى ما حصلت
التفت اليها سيف قائلا بضيق
=خلاص ياماما ملهوش لازمة الكلام ده وبعدين كنتى عاوزة يعمل ايه ودى اوامر جدى وانتي عارفة انها لازم تتنفذ غصب عن الكل
= برافو عليك يا واد يا سيف طلعت بتفهم اكتر من امك.

دوت تلك الكلمات داخل الغرفة من عبد الحميد الذي دلف الى الغرفة بخطوات بطيئة لتسرع نادين بالقاء نفسها بين ذراعيه تبكى بحرقة ليقربها عبد الحميد اليه يرتب على راسها برقة يهمس
= بس يا حبيبة جدو انا عارفة انتى زعلانة اد ايه بس مبقاش عبد الحميد السيوفى اما رجعت كل حاجة زاى ماكانت بس مش عاوزك تزعلى نفسك
تنبهت حواس شهيرة وهي تستمع لهمس ابيها لتلك المدللة لتسأله بفضول = تقصد ايه يابابا بكلامك؟!

اخذ عبد الحميد يهمس الى نادين الباكية بكلمات مهدئة رقيقة متجاهلا سؤال شهيرة له ليلتفتوا الى بعضهم بنظرات دهشة متسألة عن المقصود بكلماته تلك وماذا يحضر للقادم بالدهاء المعروف عنه.

دخلت فجر الى الجناح المخصص لها ولعاصم بخطوات مرتعشة خائفة يتبعها عاصم المتجهم الوجه منذ بدء الحفل فهو طوال الحفل لم يوجه لها كلمة لايظهر على وجهه اى تعبير فماعاد لحظة ان قام جدها بيتسليمها لها وسط عزف موسيقى رقيق واضواء ساطعة تراه واقفا تتسلط نظراته فوقها بذهول تترسم بعينه نظرة لم تستطع تفسيرها لتفاجىء به ينحنى فوق جبينها يقبله تمسه شفتيه برقة يقودها برقة الى وسط الدائرة المخصصة للرقص لتشعر بالارتباك وتخبط في خطواتها ليضمها اليه برقة يضع يده فوق خصرها يقربها اليها يقودها في رقصة بطيئة تسمعه يهمس برقة في اذنيها.

= مبروك يا فجر يارب يكون ذوقى عجبك في الفستان
هزت فجر راسها بالايجاب دون ان ترفع راسها اليه لتشعر بانامله تمتد الى ذقنها يرفع وجهها اليه يهمس وعينيه تجوب ملامحها لترتكز فوق عينيها يهمس
= نفس لون عينيكى بالظبط كانى شايف السما في عز صفائها.

اهتزت فجر تحمر وجنتيها بشدة من كلماته الرقيقة تلك لتراه يخفض راسه مرة اخرى يقبل جبينها من جديد ولكن تلك المرة طالت قبلته فوق بشرتها ليتركها بعد حين ليقربها اكثر الى صدره ليظلا على هذا الوضع حتى انتهاء الرقصة لتعود تدريجيا الى الواقع ففورا انتهاء الرقصة عاد عاصم يرتسم فوق وجهه البرود يتعامل معها برسمية حتى انتهاء الحفل لتصعد معه الى جناحهم دون النطق بكلمة بينهم.

وقفت فجر تنظر حولها بارتباك لاتدرى ما هو المفترض منها فعله حتى سمعت عاصم يتحدث اليها بجمود
= انا هدخل اغير هدومى في الحمام وانتى تقدرى تغيرى هنا براحتك ولما تخلصى خبطلى على الباب
ثم اتبع كلماته بالتوجه سريعا الى خزانة الملابس يفتح احدى ضلفاتها يخرج من ملابس للنوم ثم يدلف الى الحمام دون كلمة اخرى.
ظلت فجر تنظر في اثره لعدة دقائق لاتدرى سببا لمعاملته الفظة تلك فان كان قد اجبرته الظروف على هذا الزواج فهى ايضا قد اجبربت بل و‌تأذت كثيرا ممن تلك الزيجة فهى مجبرة ان تشارك سنة من حياتها مع شخص يظن بها اسوء الظنون حتى ولو كان لم ينطق بها لكنها تراها بعينيه في كل لحظة.

تنهدت بالم تغشى عينيها الدموع لتلعن نفسها على لحظة الضعف هذة تحدث نفسها بانه ان كان باستطاعته معامتها بكل هذا الجفاء فهى ايضا بقادرة ومن بعد الان ستكون المعاملة بينهم بالمثل.

تقدمت الى الخزانة المخصصة تبحث في اغراضها عن شييء يصلح ارتداءه فزوجة عمها حين اقبلت على الشراء لها قامت بشراء كل شييء ولكن يصلح لعروس سعيدة في مقتبل حياتها وهاهى تعانى في البحث بين الاغراض لتتنهد بارتياح حين وجدت احدى المنامات المحتشمة الاذرع طويلة الارجل والتي اصرت على شراءها بقوة رغم محاولات اثناءها عن ذلك.

تقدمت بخطوات بطيئة تخشى التعثر بفستانها لتتوقف تضع المنامة فوق السرير تمد الى شعرها تفكه من تلك العقدة المعقدة ليسترسل فوق ظهرها يغطيه كله لتمد يدها الى الفستان من الخلف تحاول خلعه لتفاجىء بان الظهر ليس به سحاب عادى بل ازرارمتناهية الصغر تجعل من الاستحالة فكها بيدها وحدها بل تحتاج الى مساعدة.

تتنهدت بتعب بعد عدة لحظات طوال حاولت فيهم فك تلك الازرار وقد المها ذراعه من كثرة تلك محاولات جلست بقوة السرير تزفر بقوة لاتدرى ماذا تفعل فقد استغرقت وقت طويل ومازال عاصم في الحمام في انتظار طلبها منه الخروج لتسرع في الوقوف امام المراة تحاول النظر الى خلف لعلها تستطيع فعلها بتلك الطريقةتتسال اتذهب الى والدتها او زوجة عمها تطلب المساعدة ولكن الن يستغربوا طلبها هذا في وجود عاصم واليس من الطبيعى ان يقوم الزوج بتلك المهمة.

هتفت فجر بقوة وغضب بصوت عالى
= انا عارفة بقى! اوووف اعمل ايه دلوقتي بقى في البتاع ده
فوجئت بطرق على باب الحمام يأتى من الداخل تسمع عاصم يسالها بقلق
=فجر في حاجة عندك؟
اخذت فجر تتلعثم بالكلام تحاول ايضاح الامر بتخبط لتفاجىء به يخرج من الحمام ينظر اليها تمر عينيه عليها بتساؤل لتتحدث محاولة التوضيح لكن تخرج الكلمات بتلعثم منها
= اصل، يعنى، كنت عاوزة ماما، الفستان يعنى هو، ‌.

يقدم عاصم لداخل الغرفة مقتربا منها يحدثها بهدوءساخر
= وكنت عاوزة ايه من ماما دلوقت مش كبرتى على طلب ده
اشتعلت عينيها بغضب من قيامه بالسخرية منها لتقول بصوت عالى غاضب
= تفتكر يعنى هعوزها ليه؟ انا مش عارفة اقلع الفستان ده لوحدى يعنى هو اللى كان عمله مكنش عارفة حاجة زى دي.

اتسعت عين عاصم بدهشة من رؤيته لها غاضبة بتلك الطريقة لاول مرة لترتسم ابتسامة ضعيفة فوق شفتيه لتمد يده الى كتفيها يلفها ليكون ظهرها له تسمعه يهمس
= هي اتعملت كده علشان المفروض اللى عمله ده هو اللى كان يحصل.

لتمتد انامله الى ظهرها يقوم بفك تلك الازرار باصابع خفيفة تكاد تلامسها حتى اصبح منتصف ظهرها عارى تسمع انفاسه تتعالى مع كل زر يقوم بفكه لينكشف امامه جزء من بشرتها بينما ترتفع اطراف اصابعه تلامس بشرة ظهرها برقة لتسرى القشعريرة في بشرتها لتهمس هي الاخرى
= عاصم كده كفاية انا هقدر اكمل الباقى لوحدى.
اخفض عاصم وجهه الى عنقها يظهر عليه انه بعالم اخر لا يعى حتى الى حديثها يقبل بشرة عنقها المكشوفة له برقة يهمس بصوت اجش
= تعرفى انك جميلة انا عمرى ما شوفت بشرة زى بشرتك نااعمة بطريقة تخطف العقل والعين
ليستمر في تقبيلها برقة وشغف جعلها تائهة عما حولهم لكنها حاولت الاعتراض ليسرع بلفها اليه يحتصنها بين ذراعيه بحنان يخفض شفتيه الى شفتيها يهمس امامهم.

=متعرفيش انا اتمنيت اللحظة دى اد ايه من وقت ماشوفتك هنا نايمة على سريرى
همت فجر بالحديث لكنه لم يمهلها يسرع بالتقاط كلماتها داخل شفتيه يقبلها برقة وحنان سرعان ما تحولا الى شغف وجنون لم تستطع مجاراته ايهم بسبب خجلها ليلاحظ هو ذلك فاخذ يبطء من تقبيلها حتى تغلبت اخيرا على خجلها لتبادله قبلته علي استحياء وعدم خبرة يقوم بكل ما يستطيع به من خبرة لتغلب على خجلها هذا لتظل منامتها مكانها دون مساس بها.
وقف عاصم ينظر الى عينيها اللامعة بشدة وشفتيها المنتفخة من اثر قبلاته المحمومة لتتسارع انفاسه وتشتعل عينيه بالنيران ليسرع بحملها الى الفراش خلفهم يضعها فوقه برقة واهتمام كما لو كان يحمل بين يديه شيئ من مصنوع من الخزف ينظر اليها بشغف وحنان تمسد اصابعه خصلاتها الى الخلف لينحنى فوقها لتهمس فجر بصوت خجل متلعثم =
عاصم مش ده اللى اتفقنا عليه انت قلت اننا هنكون اخوات.

دفن عاصم راسه بين حنايا عنقها يهمس =
مش قادر تكونى معايا في اوضة واحدة ومتبقيش ليا وبتاعتى مش هو ده اللى كنتى عوزاه توصليله
تخشب جسد فجر تساله بجمود=
تقصد ايه بان ده اللى كنت عوزه اوصله
رفع عاصم جسده بعيدا عنها بعد احس بحالة الجمود التي اصبحت عليها قائلا بخشونة =
اعتقد انه مش وقته الكلام ده
مدت فجر كفيها تدفعه في صدره بعيدا عنها بقوة لتنهض جالسة فوق الفراش تسحب معها الغطاء تغطى بيه جسدها المكشوف امام.

عينيه متسعة العينين بصدمة تهمس=
انت فعلا مصدق انى كنت قاصدةيحصل بينا ده!
نهض عاصم واقفا فوق قدميه سريعا بغضب قائلا= فجر انا قلت مش وقته
صرخت فجر بغضب متألم =
لا وقته انا لازم اعرف تقصد ايه انا مبقتش قادرة استحمل كل اللى بتقال وفي دماغكم كلكم عنى لازم تقولى انت تقصد.

التفت اليها عاصم بقوة يهتف بشراسة = عوزه تعرفى اقصد ايه حاضر يا فجر هانم اقصد كل الكلام اللى من وقت ما وصلت وانا بسمعه عنك وعن والدتك وحياتكم في البلد قبل ماجدى يجيبكم هنا و رفضت كل اللى اتقال ليه عنكم رغم انى كنت بعيد عنك وتقريبا معرفش اى حاجة عنك
تحرك في ارجاء الغرفةبخطوات متيبسة غاضبة لتنقلب لهجته الى عدم تصديق وصدمةقائلا =.

علشان بعدها اخدت اكبر قلم في حياتى لما ادخل المكتب القيكى مع الحيوان سيف لا وكمان تقفى ادامى تمنعينى ان اضربه خوف عليه وتيجى بعدها بكل بجاحة عوزة تتكلمى معايا عوزانى اصدق انك مظلومة علشان فجاءة اللعبة انقلبت وبدل سيف بقى عاصم
وهو الفايدة اكبر والمكانة اعلى واحسن مش كده يافجر.

جلست فجر تستمع حديثه ومع كل كلمة تخرج من فمه كانها سكين يقطع في احشائها بقسوةووحشية اللى هذة الدرجة يراها بكل هذا الحقارة والانتهازيةاحقا يصدق بانها اقامت عليه لعبة حتى يقع في حبائلها لتسأله سؤال اصبحت الاجابة عليه ملحة لها =
ولما انت شايفنى بالصورة دى ليه عرضت الجواز عليا ادام الكل وانت عارف ايه اللى عوزاه من ورا الجواز بيك
ظهر التردد للحظات فوق ملامحه لدى القائها لسؤالها عليه لكنه اجابها بقسوة =.

افتكر انى قلتلك ليه وقتها وانا مش هيعيد كلامى تانى واعتبرى اللى حصل من شوية لحظة ضعف مش هتتكرر تانى حتى لوايه حصل لازم تفهمى انك مش اكتر من بنت عم ليه وهتفضلى كده لحد ما توصل التمثلية دى لاخرها وياريت تحطى الكلام ده في دماغك كويس
ليتقدم الى الباب بخطوات سريعة لتوقفه فجر مناديه اياه بقوة لتتوقف خطواته لكنه لم يلتفت ناحيتها لتقول بصوت اجش باكى=
انا عوزة اطلق حالا استحالة اكمل بعد كل اللى اتقال.
تيبست عضلات ظهر عاصم بشدة يخفض راسه لامام لعدة لحظات صامتةحتى يحدث بعدها باستهزاء =
عوزة تطلقى علشان كلامى معاكى معجبكيش طيب معملتيش حساب كلام تانى ابشع هتقال لو نفذتلك طلبك وطلقتك بعدجوزنا بيوم اعقلى وافتكرى احنا ليه اتجوزنا من الاساس افتكر ي امك اللى ممكن يحصلها حاجة بجد لو ده حصل
ثم التفت اليها ينظر اليها من جانب عينيه قائلا بقسوة=
هى سنة زاى ماقلتى وهتمر فعقلى كده وفكرى فيها كويس.

ثم التفت مغادرا صافقا الباب خلفه بقوة جعلتها تنتفض في جلستها تطلق العنان لدموع ظلت حبيسة عينيها ابت كرامتها ان تذرفها امامه.

مع اول ضوء للنهار دخل عاصم لجناحه مرة اخرى يتقدم الى الداخل بخطوات هادئة ليصدم برؤيته لتلك الجالسة فوق المقعد تلتف حول نفسها وهي مازلت تتشبث بالغطاء حولها ولكن تقطعت انفاسه لرؤيته تلك الدموع الممزوجة بكحل عينيها تسيل فوق وجنتيها تلطخها ليجلس على عقيبيه امامها ينظر اليها عن قرب ليمد انامله دون ارادة منه يتلمس اثار دموعها تلك يشعر بشيئ يهتز بداخله لكونه كان سببا في تلك الدموع.

زفر عاصم بقوة يرفض لحظة ضعفه تلك يحدثه عقله بانه لم يفعل غير الصواب حين كشف كل حقيقتها امامها حتى لاتظنه غافل او انه حقا منجذبا اليها كان يجب ان تفيق من اوهامها تلك حتى ولو فعلها بقسوة
همس صوت ضعيف داخله ينبه بانه حقا قد اصبح من منجذبا لها وما حدث ببنهم لم يكن لها يد فيه بل كل اللوم يقع عليه هو
هز عاصم راسه بشدة ليصمت ذلك الصوت بداخله يحدثه بعنف.

و ماذا كان يفعل وهو يراها بكل هذا الجمال امامه تعرض عليه مالايستطيع اى رجل ذو دماء حرة رفضه لينهره ذلك الصوت بداخله لكنها لم تعرض عليه شيئ بل هو من قام بل الخطوة الاول فلم تجد هي في نفسها القوة لمقاومته
تنفس عاصم بغضب من تلك الافكار التي تدور بعقله ليصمتها حين قام بهز فجر النائمة باستسلام فوق المقعد يوقظها بفظاظة.

لتقفز فجر فزعة من فوق المقعد تتلفت حولها بذعر ليسرع عاصم بمحاولة تهدئتها بصوت خالى من التعبيرقائلا=
ايه اللى منيمك بالشكل ده منمتيش في السرير ليه
اخدت فجر تلملم الغطاء من حولها ومعه تحاول لملمة شتات نفسها لتتحرك دون الاجابة عليه ناحية الحمام دون ان تعيره ادنى اهتمام ليسرع عاصم خلفها يقبض على زراعها بقوة يلفها اليه بعنف قائلا =
رايح فين انا مش بكلمك؟

نفضت فجر ذراعها من يده تلتفت اليه بعينين تلتمع بغضب وشراسة تتحدث بصوت كل الفحيح =
ابعد ايدك عنى واياك تلمسنى مرة تانية فاهم ولازم تعرف انه ميخصكش انام فين او اعمل طول مااحنا هنا جوا الجناح بعيد عن عيون اللى حوالينا.

لتتركه يقف مكانه بجمود وصدمة من كلماتها اليه لتصاعد ذلك الصوت بداخله مرة اخرى يتسال عن سبب صدمته الم تكن ماقالته هي هو نفس طلبه منها قبل مغادرته منذ قليل لماذا اذا الصدمة ان طلبتها هي منه.

بعد مروراكثر من اسبوع منذ ليلة زفافها المشئومة تلك لم تكن ترى عاصم خلاله غير مرات تعد على اصابع اليد الواحدة فقد كان يخرج صباحا لا يأتى غير ليلا تكون هي قد تعمدت النوم فوق الاريكة الموضوعة في مقابل الفراش المشئوم لتجعل منها فراشها الدائم رغم كل محاولاته اثناءها عن ذلك. تستمع الى تحركاته الهادئة في الغرفة تستمع الى صعوده الى الفراش تظل مستيقظة حتى ساعات الصباح الاولى ليتكرر ماحدث كل ليلة لكن اكثر ماكان يؤلمها هو استماعها.

طوال نهارى الى الهمز واللمز والكلمات الجارحة من كل من حولها حتى جدها تحدث ذات صباح اثناء تجمع الجميع حول مائدة الافطار قائلا بصوت حاول جعله عادى =
ايه رايك يا عاصم تاخد عروستك وتروحوا تقضوا اسبوع بعيد عن القصر والزحمة اللى فيه
تنبهت حواس فجر لسماع اجابته رغم انها تعلمها مسبقا لتسمعه قائلا بهدوء=
مفيش داعى انا متفق مع فجر انى مش هقدر اسيب الشركة اليومين دول
ليسرع عبد الحميد قائلا بخبث=.
هو فيه عرسان يقولوا لا لاسبوع عسل مع بعض ان كان على الشغل عمك صلاح هتولى كل حاجة لاحد ما ترجع ولا ايه ياصلاح
صلاح مؤكدا بسرعة =
اللى تامر بيه طبعا يا عمى
نهض عاصم واقفا قائلا بحزم منهيا الحديث
معلش ياجدى هنأجل الاجازة موضوع الاجازة اليومين دول لان الشركة فعلا محتاجنى الفترة دى عن اذنك
ليغادر المائدة تاركا وراءه نظرات مابين السعيدة والمتسألة والحزينة بأنكسار.

لتسمع فجر همس نادين العالى الى جدها تتعمد ان تصلها كلماتها=
الظاهر ياجدوالعريس زهق بسرعة والموضوع هتأجل على طول
ليهتف عبد الحميد بأسمها في محاولة واهية لتأنيبها لتتبادل نظرات الشماتة بينها وبين والدتها وعمتها بينما جلست صفية وعواطف تنظران الى فجر الصامتة بتسأول حائر لتسرع فجر بالنهوض لتغادر المكان سريعاتشيعها ضحكة ساخرة عالية من نادين.

دخلت فجر تحمل بيدها صينية محملة بالقهوة الى نساء العائلةالمجتمعين بعد العشاء وذهاب جدها للنوم لتهتف بها صفية بغضب=
ليه يا فجر كده ايه يخليكى تجيبى انتى القهوة اومال فين البت هناء
تحدثت ثريا بصوت خبيث =
معلش اصل اللى متعود على حاجة عمرى ما بينساها بسهولة
التفتت اليها صفية بغيظ تهم بالرد عليها لتسرع فجر بالرد في محاولة منها لانهاء الحديث =.

هناء كانت تعبانة النهاردة وانا قلتلها تروح وام جمال نامت من زمان فقلت اعمل انا القهوة واجيبها
امسكت صفية بيدها تجذبها للجلوس بجوارها = طيب تعالى العدى يا حبيبتى معانا ماما هي كمان طلعت اوضتها من بدرى ترتاح
وقفت فجر تنظر الى كل تلك العيون الحاقدة من حولها لتهمس برفض رقيق =
معلش يا طنط انا هروح اشوف لو فيه حاجة تتعمل في المطبخ وبعد كده هطلع انام.

شهيرة بسخرية = ومش هتستنى جوزك علشان تحضرله العشا ولا مستنية مين منا يحضره
التفتت اليها صفية بغضب =
جرى ايه يا شهيرة وهو كان حد قالك اعملى حاجة
ثم التفتت الى فجر قائلة بحنان =
اطلعى انتى يا حبيبتى وانا هستنى عاصم احضرله العشا وقت مايجى
هزت فجر راسها برفض قاطع قائلة= انا مش جايلى نوم دلوقت ولسه ادامى حبة حاجات هعملها يكون عاصم رجع عن اذنكم.

غادرت الغرفة في اتجاه المطبخ تجلس امام الطاولة تحس بكل بكل ارهارق الايام الماضية يتراكم فوقهافحتى الان لم يتغير وضعها في هذا القصر ولن تحاول هي تغيره لتظل تقوم بكل مهامها السابقة مع فرق انها تقوم بها باختيارها وليس اجبارا من احد تحاول اثبات لنفسها قبل اى احد اخر انها لم تكن تنتظر مكانة او معاملة مختلفة حين تزوجت به.

احست فحر بثقل في عينيها والم برأسها لتضعها فوق المائدة تحاول ارحتها من ذلك الالم النابض بها لكنها لم تشعر بستغرقها في النوم لعدة دقائق لم تشعر خلالها بشيئ سوى بيد ترتب فوق كتيفها برقه وصوت هامس يناديها لترفض الاستجابة تهمهم رافضة الاستيقاظ لتشعربشيئ يلامس وجنتها مثل رفرفة الفراشة وصوت هامس اجش بالقرب من اذنها= ماهو لو ماقمتيش حالا هضطر اشيلك اطلعك اوضتنا ادام كل اللى في البيت هاا تحبى ايه.
فتحت فجر عينيها بذعر لدى تعرفها على صوته لترفع رأسها سريعا تراه جالسا على مقعد مجاور لها يميل بجسده نحوها بشدة لتشعر بالتوتر من قربه الشديد منها لتسرع بالنهوض سريعا تتجة الى الحوض بخطوات مرتجفة تستند عليه تعطى له ظهرها تسأله بصوت اجش من اثر نومها=
تحب احضرلك العشا قبل ما اطلع انام
اراح عاصم ظهره فوق المقعد الصغير قائلا بسخرية=ده لو مكنش يضايقك.

اتجهت فجر الى احد الخزائن تخرج منها الاطباق والملاعق وشرعت في تحضير العشاء دون اى اهتمام بذلك الجالس فوق مقعده مراقبا لها بعين مثل الصقر لا تغفل شيئ بداء من رعشة يدها اثناء تحضيرها لاطباق او شحوب وجهها الشديد لينهض واقفا يتجه اليها بخطوات مثل الفهد يقف خلفهااثناء قيامها باعداد السلطة ليهمس فجاءة بالقرب من اذنها بخشونة =
تقدرى تقوليلى بتثبتى ايه ولمين بلى بتعمليه ده؟

تجاهلت فجر حديثه تماما لاتظهر على وجهها اى مشاعر ليزداد صوته خشونة وارتفاع=
هعوزة تفضلى كده براحتك بس صدقينى محدش بيدفع تمن جنانك ده غير والدتك اللى بتشوف بنتها رغم كل اللى حصل واللى عملته علشانها مصممة تثبت للكل انها مش اكتر من خدامة في قصر السيوفى برافو يا فجر فعلا برافو.

ثم ابتعد عنها بخطوات عنيفة باتجاه الباب تاركا لها مازالت تقف مكانها بجمود تفكر في صحة حديثه فما الذي ارادت اثباته بعملها هذا انها ليست كما يظن تسعى لمكانة افضل بزواجها منه احقا كانت لديها امال انها تستطيع التغير من سوء ظنه بها ليأتى هو محطما تلك الامال بقسوة كلماته تلك يعلمها انه لايهتم ولا يصدق افعالها.

اخدتها افكارها فلم تشعر بنصل السكين وهو يمر على باطن كفها بقوة ليجرحه جرحا عميق تتساقط منه الدماء بغزارة لتسرعالى ىلحوض تضع يديها تحت المياة تحاول ايقاف النزيف لترى باطن يدها وقد اصيب بجرح عميق تنبثق منه الدماء سريعا دون توقف رغم وجوده يدها تحت الماء لتظل على هذا الحال لفترة طويلة تضع احدى الاقمشة فوق الجرح في محاولة لايقاف النزيف لتغرقها الدماء هي الاخرى فلم تجد امامها حلا سوى بذهابها الى زوجة عمها لطلب المساعدة.

ذهبت بخطوات بطيئة مرتعشة حتى وصلت الى الداخل لتقف ببهوت ووجه شاحب وهي تراه جالسا هو الاخر بجوار نادين التي اخذت تتحدث اليه وتضحك بمرح لتتوقف حديثهم فور دخولها يجلس ينظر اليها بعدم اكتراث
لتلتفت الى زوجة عمها تهمس بصوت ضعيف =طنط صفية لو سمحتى كنت عوزاكى في حاجة
نهضت صفية على قدهيها تتجه اليها لترى وجهها الشاحب بشدة لتسألها بقلق=
مالك يا فحر يا حبيبتى وشك مخطوف كده ليه.

لتنخفض انظارها الى يدها القابضة فوق قطعة من القماش تراها ملوثة بالدماء لتشرخ برعب =ايدك مالها يا فجر حصل ليكى ايه؟
نهض عاصم فوق قدميه بلهفة فور سماعه لصراخ والدته يسرع بالاقتراب منهم يحطف يدها المصابة بين يديه يرفع عنها قطعة القماش ليصعق من مرأى الحرج العميق في باطن يدها
ليسألها بذهول = اتجرحتى كده ازاى ومن امتى الحرج ده بينزف كده؟

اخذت فجر تتلعثم في كلماتها تحاول الحديث بجملة واحدة مترابطة تشعر ببرودة تزحف الى جسدها ودوامة سوداء تشدها داخلها لتستسلم لها تسقط ارضا ليتلاقها عاصم بين ذراعيه قبل ان يلامس جسدها الارض.
وقف عاصم بداخل جناحه ينظر الى تلك النائمة تتألم بخفوت بصوت هامس بينما جلست بجوارها والدتها تبكى بحرقة وهي تتامل صغيرتها يغطى كفها اربطة طبية بينما كفها موضوعة فوق الوسادة في محاولة لتخفيف الالم لتقترب منها صفية قائلة بخفوت =
الحمد لله يا عواطف انها جت على اد كده وقدرنا لنلحقها وان شاء الله زاى ما الدكتور قال كلها بكرة وهبتدى الوجع يقل مش كده يا عاصم.

هز رأسه باقتضاب = الدكتور طمنى ان مفيش حاجة خطر بس هي محتاحة تتغذى لانها ضعيفة جدا علشان كده الدكتور كتبلها على فيتامينات
انحنت عواطف فوق راس ابنتها تقبلها بحنان قائلة = حبيبتى يا بنتى ماهو اللى حصلها مكنش شوية واللى سمعته مش قليل وكل ده اثر عليها وعلى نفسيتها وخلاها رافضة الاكل
لتنفجر مرة اخرى تشهق بالبكاء لتسرع اليها صفية تنهضها برقة فوق قدميها تهمس لها =.
مش كده يا عواطف كده هتصحيها واحنا ما صدقنا انها نامت والله الدكتور في المسنشفى طمنا عليها وهتبقى كويسة بس يلا تعالى نروح احنا ونسيبها ترتاح وماتقلقيش عاصم هيفضل معاها
هزت عواطف رأسها بضعف تتحرك ببطء مغادرة الغرفة تصحبها صفية التي مان ان مرت بجوار عاصم حتى التفتت اليه تهمس =
خد بالك منها ياعاصم لو احتجت حاجة انا صاحية مش هنام.

هز عاصم راسه بالموافقة وهو مازل على حالته من الصمت حتى غادروا الغرفةيغلقون الباب خلفهم بهدوء لتتجه انظاره فورا باتجاه الفراش يتامل تلك النائمة لا تدرى بحديثهم تقترب قدميه منها بهدوء حتى جلس بجوارها على الفراش يتامل وجهها الشاحب بشدة ودموعها المنهمرة من جانبى عينيهادليل على مدى المها لتمتد انامله تمسحها برقة يتلمس خصلاتها المنتشرة فوق الوسادة بحنان.

يتذكر لحظة سقوطها بين ذراعيه بلا ادنى حركة لتصرخ والدته برعب وهي تراها كجثة بلا روح هاتفة برعب =
ايديها ياعاصم الحق ايديها
اخفض عينيه الى ما تشير اليه والدته يرى كفها يمزقه جرح غائرتنزف منه الدماء ببشاعة ليسرع بحملها متتجها بسرعة الى الخارج بهتف بوالدته بحزم = ماما حصلينى حالا على العربية.

ليخرج بها سريعا من باب القصر متجها الى عربته ينتظر ان تجلس والدته في المقعد الخلفى ليضعها برقة فوق المعقد واضعا راسها فوق ارجل والدته متجها الى المشفى سريعا ليقف بعد مرور اكثر من ساعةبلهفة خارج غرفة المعاينة بينما الطبيب يقوم بخياطة ذلك الجرح مستغرقا طويل مار عليه ببطء وقلق حتى خرج الطبيب اخيرا اليهم قائلا بلهجة عملية =.

متقلقش حضرتك الامور تماما رغم ان الجرح كبير وعميق بس الحمد لله ماوصلش للاربطة وهي دلوقت بخير وتقدر تخرج معاكم
عاصم بلهفة وقلق =
يعنى هي كويسة دلوقت وقافت.

الطبيب بهدوء = طبعا بس انا ادتلها مسكن قوى هيخليه نايمةالساعات الجاية علشان تمر ساعات الالم عليها بس ياريت نهتم شوية بتغذيتها لان وشها شاحب جدا وطبعا مع الدم اللى اتنزفمن الجرح ده سبب لها ضعف وهبوط وكان سبب في حالة الاغماء الىى حصلت لها انا هكتب لها على شوية فتامينات والجرح يتغير عليه كل يومين وياريت اشوفها بعد عشر ايام علشان نفك الغرز.

ثم هز راسه بالتحية مغادرا تاركا عاصم يبفكر في كلماته عن حالةجسدها الضعيفة يشعر بالذنب الشديد يعلم بانه يتحمل القدر الاكبر من المسئولية لما وصلت اليه تدهورصحتها فمن المؤكد سببها حديثه القاسى لها ليلة زفافهم وحرجه لها بكلماته المسمومة مع معاملة الجميع السئية لها وعلمه بكل مايحدث منهم ليقف ساكنا امامهم دون اى محاولة منه للتدخل لايقافهم لياثر كل هذا عليها كما قالت والدتها منذ قليل.

افاق من افكار على صوت خافض متالم صادر منها لينحنى عليها هامسا برقة =
عاوزة حاجة يا فجر؟
لتبكى بصوت ضعيف قائلة بألم=
ايدى يا ماما بتوجعنى اوى لتكمل بصوت باكى خلي الوجع يروح ياماما
احس عاصم بقيضة تعتصر قلبه بألم وهو يراها تهذى من شدة الالم ليهمس لها برقة محاولا التخفيف عنها =
حاضر بس انتى حاولى تنامى وهتبقى كويسة.

اخذت تتذمربالم وتحرك جسدها من الوجع فوق الفراش فلم يجد عاصم امامه حل سوى ان ينخفض بجسده اليها يحتضنها برقة الى صدره يضع يدها المصابة فوق صدره بديلا عن الوسادة يهمس اليها بكلمات رقيقة مهدئة حتى هدئت حركاتها تماما تستغرق مرة اخرى في النوم وهي تضع راسها فوق صدره باستلام لينحنى يقبل جبينها برقة يغلق عينيه هو الاخر بارهاق ليقع في النوم سريعا بينما يلف ذراعه حولها بحماية.
تمللت فجر في نومها تشعر بالالم في يدها لتفتح عينيها ببطء تشعربالعطش و بفمهاجاف بشدة لتحاول النهوض بضعف من الفراش ولكنها وجدت نفسها مكبلة بذراعين من حولها لتصدم بوجود عاصم المستغرق في النوم بجوارها حاضنا اياها بقوة اليه
حاولت التحرك ببطء تسحب نفسها من بين ذراعيه لكن عند اول حركة منها فتح عاصم عينين مغشتين بالنوم يهتف بقلق =
رايحة فين؟ متتحركيش قوليلى عاوزة ايه وانا اجبهولك.

اتسعت عينيى فجر بذهول من سماعها نبرته القلقة لكنها قالت بجفاف =
مش عاوزة حاجة ولو سمحت ممكن تفك دراعك من حوليا.

قام عاصم بفك ذراعيه من حولها ببطء ينظر اليها تبتعد بسرعة عنه ولكنها في سرعتها لابتعاد قامت بالاستناد على كفهاالمصابةحتى تنهض بحركة لا ارادية منها ناسية جرحها تماما لتصرخ عاليا تقفز دموع الالم من عينيها ليسرع عاصم بالجلوس فوق الفراش على ركبتيه يمسكه كفها بين يده يقول بلهفة =ورينى ايدك الحرج حصله حاجة ا
لينظر الى الرباط حول الجرح باهتمام ليرفع راسه بعد حين قائلا براحة =.

الحمد لله محصلش حاجة والجرح كويس
قطع كلماته حين رأها تبكى بصمت من المها لتغشى عينيه مشاعر غامضة يهمس اليه بحنان=
طيب معلش انا عارفة انها وجعتك متعيطيش بقى انا هقوم اجيبلك المسكن اللى كتبه الدكتور والوجع هيروح حالا
ليتبع كلماته فعلا بالنهوض من الفراش يتجه الى الطاولة الصغيرة امام الفراش ليحضر اليها الدواء لتظل فجر تتابع حركاته بقلق تستغرب حالة الاهتمام هذة منه.

احضر لها الدواء يناوله لها مع كوب من الماء اسرعت بتناوله سريعا عله يهدئ من المها المتزايد هذا لكن كادت ان تبصق الماء خارج فمها حين سمعته يتحدث بهدؤء=
انا هنزل احضرلك حاجة تاكليها انا عارف انك متعشتيش ثوانى ورجعلك.

اخدت تنظر في اثره بعد خروجه بفم مفتوح ببلاهة تشعر بالصدمة من كل هذا اهتمام منه لاترتاح الى تلك المعاملة فهو ما ان يكون لطيف معها للحظة حتى ينقلب بعدها اللى النقيض في اللحظة التالية وهي لم تعد تحتمل اى من افعاله هذةلذلك قررت قرار صارم انها لن تتناول اى شيئ ياتى به بل وستتعامل معه بكل برود كمعاملته لها تماما قررت النهوض لتغير ملابسها في تشعر بالتعرق والحر في تلك الملابسالتى ترتديها لتذهب باتجاه خزانتها تبحث بداخلها عن شيئ يسهل ارتداه بيدها المصابة هذة ليستقر بها الامر على احدى القمصان البيتية لكنها وقفت امام مشكلة كيفية خلعها لملابسها في ترتدى احدى البلوزات التي تتطلب استخدام يديها الاثنين لخلعها اما المعضلة الكبرى فيها في البنطلون وكيفة ان تخلعه وحدها.

جلست بأرهاق فوق الفراش تفكر في حل لتلك المشكلة لتفاجىء بالباب يفتح ليدخل عاصم الى الغرفة حاملا بين يديه صينية فوقها طبق كبير عليه الكثير من السندوتشات وكوب كبير من اللبن لتشعر برعشة تسري بجسدها حين رات ذلك الكوب فهى لاتكره شيئ في حياتها اكثر من اللبن لكنها ليست طفلة صغيرة حتى يتم اغصابها على تناوله تستطيع بكل بساطة الرفض كما سترفض تناول اى شيئ من يده.

وضع عاصم الصينية فوق الطاولة ليلتفت اليها قائلا بهدوء
عاملة ايه دلوقت لسه حاسة بوجع
تجاهلته فجر تنهض ممسكة بقميصها تتجه الى الحمام بخطوات سريعة ليقطع عليها طريقها يسالها بهدوء = رايحة فين؟
فجر بفظاظة وغضب = ملكش دعوة قلتلك قبل كده ملكش تسالنى عن حاجة طول مااحنا هنا بعيد عن الناس
هز عاصم كتفه بعدم اكتراث قائلا =
انا كنت بسأل علشان لو هتغيرى هدومك فاكيد هتحتاجى مساعدة؟

اتسعت عين فجر تتصنع الدهشة تهتف بسخرية =
اااه ومش خايف اكون عاملة تمثلية جديدة علشان اوقع بيها عاصم بيه العظيم
لتنقلب ملامحها بغضب قائلا بجمود =
عموما شكرا بس انا مش محتاجة مساعدة من حد وخصوصا انت.
لتتجه للحمام تاركةاياه يقف ينظر في اثرها بدهشة ممزوجة باعجاب سرعان ما تحولت الى ابتسامة مرحة ليتجه الى باب الحمام المغلق يستند الى اطاره بكتفيه يستمع الى تأوهاتها المتألمة حينا والغاضبة حين اخر ليقف يقاوم الضحك وهو يتخيل محاولاتها الغاضبة لتخلص من ملابسها
لم يطول انتظاره كثيرا ليفتح الباب يراها تطل براسها منه تخفض عينيها عنه تقول بخجل بصوت منخفض =
ممكن تندهلى ماما تساعدنى؟

امسك بمقبض الباب يدفعه الى الداخل لتتراجع هي بتخبط الى الخلف تقاوم دفعه للباب في محاولة واهية لمنعه من الدخول لتترك الباب وتتراجع حتى منتصف الحمام تراه يقترب منها بصمت وعينيه مثبتة عليها لتقول بلهفة وتلعثم =
قلتلك، ‌م، شوف، خليك عند...
صمتت تشهق بعنف حين احست به يمسك اطراف بلوزتها يقوم بخلعها عنها سريعا.

ثم ينحنى بنفس السرعة يقوم بفك بنطالها لتصرخ هذة المرة بقوة تتراجع بعنف الى الخلف لكن يديه تمسكت بقوة بالبنطال يمنع تراجعها ليقوم بخلعه هو الاخر ثم ينهض واقفا قائلا بمرح وعينيه تمر من فوقها ببطء =
اعتقد لحد هنا وانتى تكملى لوحدك
ثم يلتفت مغادرا لليتوقف قبل بلوغه الباب يلتفت اليها وهي واقفة بخجل تدارى جسدها بحركة خرقاء منها قائلا بهدوء=
انا مستنى بره لو احتاجتى حاجة وحاولى متجبيش ماية على الجرح.

ثم يغادر يغلق الباب خلفه بهدوء بتظل واقفة بجمود عدة دقائق تشعر بغضب لم تشعر به طوال حياتها لتهتف بغيظ لاتهتم ان كان حتى يسمعها =
انت انسان بارد وانا هاااا، هااااا.

لم تجد كلمات تسعفها لتعبر بها عما ارادت فعله به في تلك اللحظة لتضرب الارض بقدميها ترفع يدها تضغطها بغيظ لتتوقف تشهق بالم ناسية جرح يدها مرة اخرى خلال لحظات لتتسأل بداخلها لماذا اصبحت تشعر بكل هذا الغضب موجها لشخصه هو بالذات رغم انه شخص من عدة اشخاص اخرى قاموا باذيتها اذا لماذا هو من تشعر ناحيته بكل تلك المشاعرالمتطرفة بداخلها تنهدت بقوة لاتدرى اجابة لسؤالها هذا كما انها تخشى القيام البحث عن تلك الاجابة.

فتحت الباب ببطء لتشهق بقوة حين راته يقف مستندا على اطاره لتقف امامه بارتباك وهي ترى نظراته تمر فوقها ببطء شديد حتى توقفت فوق خصلات شعرها المشعثة بقوة ليحدثها بصوت اجش =
شعرك محتاج يتسرح تعالى معايا
ليمسك بيدها السليمة يوجهها برقة باتجاه المراءة لتسير معه بطاعة عدة خطوات حتى وعت الى ما تفعله لتجذب يدها بقوة منه قائلة بحدة=.

قلتلك ملكش دعوة بيه انا ياسيدى عوزاه كده منكوش وبعد اذنك بقى انا عوزة انام
كتف عاصم ذراعه حول صدره ينظر اليها باستمتاع جعلها تشعر بالغيظ لتزفر بقوة في وجهه كما الاطفال تتحرك باتجاه الفراش تجذب من فوقه الغطاء بعنف تتجه الى الاريكة لكنها ماان مرت من امامه حتى توقفت فجاءة بعنف نتيجة جذبه للاغطية من بين يدها لتتراجع الى الخلف من شدة جذبه لها حتى وقفت امامه لينحنى فوق اذنها يهمس بحزم =.

رايحة فين بالى معاكى ده يا فجر هانم
فجر =قلتك ملكش دعو...
توقفت كلماتها فورا بعد وضعه لكفه فوق فمها يصمتها عن تكملة حديثها قائلا بفحيح =
عارفة لو سمعتك بتقولى ملكش دعوة دى تانى يافجر هوريكى وش تانى وصدقينى مش هتحبى تشوفيه منى فاهمة
اتسعت عينيها من حديثه بذهول وخوف ليهتف بقوة = قولى فاهمة عاوز اسمعك بتقوليها
هزت راسها بقوة الايجاب وهو مازال يضع كفه فوق شفتيها لينزعها عنها ببطء لتهمس بخفوت = فاهمة.

زفر عاصم ببطء كان بصدره شيئ يؤلمه ليحدثها بعدها برقة =
طيب تعالى علشان تاكلى وابقى بعدها نامى براحتك
همت فجر برفض لتتوقف فور رؤيتها لنظرته الحذرة لها لتقرر الاستجابة له لا لشيئ سوى لشعورها بالجوع فقط لاغير وليس خوفا من تهديده لها
بعد انتهاءها من تناول طعامها اما نظراته الثاقبة المراقبة باهتمام لها احست بالذعر حين مد اليها بكوب الحليب لتسرع بهز رأسها برفض قاطع لهتف بصوت حازم =.

متبقيش زاى العيال الصغيرة وهتشربيه يافجر
قفزت فجر بقوة فوق قدمها قائلة بحنق وغضب كطفلة صغيرة
شوف انا وافقتك على كل حاجة الا انى اشرب لبن انا مبحبوش ومش هحبه ولا هفكر انى هحبه واعمل بقى اللى يعجبك.
انتهت جملتها بصوت باكى تنتظر انفجاره الغاضب بها لكنها لن تتراجع عن موقفها وليفعل مايريد لكنها فوجئت بضحكة صاخبة تصدر عنه بصوت رجولى جذاب لتقف تنظر اليه بذهول هو يحاول جاهدا التوقف عن الضحك ليقول بعدها بمرح =
خلاص يا ستى متزعليش نفسك كده بلاش اللبن خالص
ليمد لها يده يدعوها للنهوض لتضع يدها بيده دون شعورليتجه بها ناحية الفراش تسمعه يحدثها بهدوء=
تعالى يلا علشان تنامى وانا هكون جنبك هنا لو احتاجتى حاجة.

همت بالاعتراض على نومها فوق الفراش ليقاطعها برقة =
احنا قولنا ايه؟ وبعدين لو نمتى على الكنبة مش هتكونى مرتاحة علشان ايدك انا اللى هنام عليها ولو حسيتى باى وجع نادى عليا اتفقنا
هزت فجر راسها باستسلام لتتجه الى الفراش تستلقى عليه براحة بينما هو اخذ يعدل من وضع الوسادة حتى تقوم بوضع يدها عليها ليسالها بعداستقرارها في الفراش باهتمام =
مرتاحة كده؟

هزت راسها بالايجاب ليقف ينظر اليها عدة لحظات بعينين تحمل نظرات غامضة لايمكن قرأتها جعلت من وجنتيها تحمر خجلا بشدة ليبتسم بحنان لها يلقى عليها بتحية المساء يغلق الانوار بجانبها متجها الى خزانته يخرج منها ملابس للنوم ثم يتوجه الى الحمام يغلقه خلفه بهدوء بينما ظلت فجر تتابع تحركاته بعيون يثقلها النعاس تفكر بكل ماحدث بينهم في محاولة منها لايجاد سببا لتحوله المفاجىء معها هذا لتظل تفكر وتحلل افعاله حتى غلبها النعاس لتسقط في دوامته غافلة عن ذلك الواقف بعد حين مراقبا لها باهتمام وعينين تحمل الكثير والكثير.
جلست عائلة السيوفى امام مائدة الافطار يتبادلون النظرات فيما بينهم وهم يروا مايحدث باعينهم من اهتمام عاصم الشديد بتلك الفتاة الاخذ على عاتقه مهمة اطعامها رافضا عرض والدتها ان تقوم هي بتلك المهمة لتبتسم بسعادة وهي تراى اهتمامه الشديد بها فعل كل ما يجعلها تشعربالراحة لتتبادل هي وصفية نظرات فرحة فيما بينهم مدركين للنار المشتعلة في اعين من حولهم.

اما فجر فقد شعرت بالاحراج وهي ترى كل هذا الاهتمام منه جاعلا من راحتها شاغله الشاغل. فمنذ استقاظها صبىاحا لتجده جالس براحة فوق احدى المقاعد مراقبا لها بهدوء لينهض فورا لمساعدتها في حاجتها اليومية بداية من الاغتسال ومساعدتها لارتداء ملابسها ثم عنايته بشعرها وتمشيطه لها وهو يمرر الفرشاة ببطء شديد بين خصلاتها لتعود اصابعه لتمر هي بينهم ببط كما لو كان كل الوقت اللازم للقيام بتلك المهمة على افضل وجه حتى انتهىيصع الفرشاة فوق طازلة الزينة يسألها بصوت اجش مرتعش اذا كانت تفضل تناول الافطار هنا ام في الاسفل وحين حاولت الاعتراض رافضة تناول اى شيئ رفض رفضا قاطعا الاستماع لها لتستسلم له تخبره تفضيلها النزول الى اسفل هاربة من جلوسها معه بمفردهم مرة اخرى فعلى الاقل بالاسفل سوف يكون حولهم الجميع وهذا طبعا سيقلل من تركيزه معها بهذا الشكل لكنها صدمت حين اصر ان تجلس بجواره متوليا هو مهمة اطعامها كما لو كانت طفلة صغيرة يضع الطعام في فمها ببطء مبتسما في وجهها سوف يلتفت يكمل حديث العمل مع الجد لتشعر بالحرج وهي تلاحظ مراقبة الجميع لهم باهتمام وحين انتهت من طعامها وجدته يناولها احدى كؤؤس العصير ينحنى هامسا في اذنها بمرح=.

عصير اهو علشان متزعليش كله الا زعلك
اخفضت راسها بخجل ليسيئ من حولهم فهم همسه لها لتزفر نادين هاتفة بحنق =
ايه شغل العيال ده دى حاجة زادت عن حدها
ثم القت بفوطة الطعام ناهضة بغضب مغادرة للمكان ليسود الصمت بعد خروجها العاصف ليسرع عبد الحميد في كسر حدة هذا الصمت يلتفت الى عاصم الجالس بهدوء ولا مبالاة يتناول افطاره =.

عمك صلاح خرج من بدرى هو وسيف علشان يجهزوا لاستقبال الوفد الاسبانى ومتنساش اننا في اخر زيارتهم لازم نعمل ليهم حفلة كبيرة بمناسبة مضى العقود وشراكة معاهم
هز عاصم راسه بهدوء موافقا ينهض من فوق مقعده قائلا =
انا هروح الشركة حالا اراجع كل الاوراق المطلوبة في الصفقة وهبقى اكلمك من هناك ثم ينحنى الى فجر الجالسة بخجل وارتباك قائلا بحزم =.

متنسيش تاخدى الدوا في مواعيده وتاكلى كويس وانا هبقى اتابع معاكى على التليفون ثم ليفاجئها حين انحنى يقبل قمة راسها سريعا مغادرا دون اضافة كلمة اخرى
بينما في الطرف الاخر اخذت ثريا وشهيرة تتبادلان نظرات الحقد والغل فيما بينهم.

شوفتوا البيه قاعد يدلع فيها ازاى ولا هموا مين قاعد هتشل بقى بنت الخدامة تتعامل كده وانا قاعدة قاصدهم اطرق في صوابعى من الغيظ
صرخت نادين بهذة الكلمات الى والدتها وعمتها التي تجاورها هنا المنشغلة عن الحديث بهاتفها في حديقة القصر بعد الافطار مباشرا.
ثريا بدهشة = عندك حق والله يا نادين البت في يوم وليلة قدرت تلفه حوالين صباعها زاى الخاتم ولا همه اننا قاعدين ولاجده ولا اى حاجة وعمال يدلع وياكل زاى ما تكون عيلة صغيرة
شهيرة وهي تضع ساق فوق اخرى قائلة بهدوء = وكنتوا مستنين ايه غير اللى بيحصل ده دى بنت عواطف وعارفة هي بتعمل ايه كويس وكله بتخطيط امها.

نادين بغضب = احنا بقى هنسكت ليها دى شوية ومحدش فينا هيعرف يكلمها طبعا مش بقت مرات عاصم بيه السيوفى صاحب الهلومة دى
رفعت هنا رأسها عن هاتفها قائلة بدهشة واستغراب = انا مش فاهمة انتم مضايقين ليه ده واحد وبيهتم بمراته العيانة فين بقى المشكلة وبعدين فجر مغلتطش في حاجة
التفتت نادين تصرخ في عمتها بغضب =
عمتو سكتى بنتك المستفزة دى والا والله اطلع كل غيظى فيها
التفتت شهيرة الى هنا قائلة بحدة =.

هنا اقعدى ساكتة ومتتكلميش خالص ملكيش دعوة بلى بنقوله خليكى في اللى بتعمليه
وقفت هنا ناهضة على قدميها تلملم اشيائها من حولها قائلة بسرعة =
لأ وعلى ايه انا اروح اوضتى احسن وخليكم انتم في مشكلة العصر بالنسبة لكم دى سلاام
تابعتها الاعين وهي تبتعد داخلة الى القصر لتلتفت نادين الى عمتها قائلا بغيظ =
عجبك عمايل بنتك دى ودافعها عن بنت عواطف ادمنا.

شهيرة بعدم اكتراث = سيبك منهاوخليكوا معايا ركزوا في اللى هقول لازم بنت عواطف تعرف قميتها هنا في القصر ده ايه حتى ولو بقت مرات عاصم
ثريا بعدم فهم = طب ودى هنعملها ازاى دى ممكن تشتكينا لعاصم وتخليه يسود عشتنا وانت اكتر واحدة عارف ابنك اخوكى بيبقى عامل ازاى لما بيغضب
شهيرة وهي تضيق مابين حاجبيها بتفكير =
عارفة علشان كده الموضوع عاوز يترتبله صح ودى بقى سيبوها عليا وانا هعرفها مقامها كويس بنت ال، دى.

جلست فجر تجاورها والدتها التي اخذت تتحدث اليها بسعادة وهي تشيد بما فعله عاصم اليوم صباحا من اهتمام وعناية بصغيرتها امام الجميع بينما جلست فجر تستمع اليها باتسامة شاحبة شاردة تماما في افكارها المبعثرة تحاول البحث عن اجابات لما حدث منه وتغيره الكبير معها لا تجد اجابة لتقلبه هذا ليستقر بها التفكير بانه‌ شيئ عارض سينتهى حين تشفى من اصابتها فحسه العالى بالحماية هو ما جعله.

يشعر بالمسئولية عنها ليس شيئ اخر وسيعود لطبيعته القاسية قور تماثلها للشفاء
افاقت من افكارها على دخول عمتها تصحبها ثريا ونادين تنظران اليهم بخبث لتقول شهيرة بسخرية وتهكم =
والله عال اووى الخدامين بقوا يعملوا راسهم براس اسيادهم ويقعدوا معاهم في نفس المكان
لتنظر الى صينية الشاى الموضوع فوق الطاولة لتكمل على نفس تهكمها =.

لا وكمان بيطلوا شاى ويجلهم لحد عندهم الله يرحم زمان لما كانت الصينية في اديهم رايحة جاية
لتتبع كلماتها بضحكة ساخرة مستفزة اخذت نادين وثريا يتبادلان الضحك معها
لتشعر فجر بالنيران تشتعل امامها
تدرك مقصدها لتهب واقفة تهتف بحزم =
انتى تقصدى مين بكلامك ده؟
اقتربت شهيرة منها هي الاخرى يتطاير شرار الغل من عينيها تتنقل بنظراتها بين فجر وعواطف الجالسة بتوتر تراقب ما يحدث بصدمة تستمع الى شهيرة تقول بكل برود =.

بقصدك ياحبيبتى انتى وامك اللى قاعدة جنبك دى عند اعتراض
صرخت فجر بغضب وحدة =
اياكى تغلطى فيا وفي ماما تانى لازم تعرفى انى مش هسكت بعد كده عن اى اهانة غى حقنا تانى
اقتربت نادين هي الاخرى قائلةسماجةوبرود =
وهتعملى ايه يا بنت عواطف هتروحى تشتكى مثلا لعاصم منا ماهو خلاص لقيتى اللى يحامى ليكى.

بشحبت ملامح فجر من كلماتها تعلم استحالة ان تقوم باى شكوى اليه بعد كل ماخبرها به عن ظنونه عنها التي ستثبتها له بشكواها تلك وسيظنها اسرعت باستغلال وضعها في القصر
زفرت فجر بقوة تستمد طاقة بداخلها لتقول بهدوء = مش محتاجة اشتكى لحد انا اعرف اخد حقى كويس
ضحكة نادين بغل =حق مين ياحبيتى انتى مش اكتر من خدامة هنا ما طلعتى ولا نزلتى هتفضلى في نظرنا بنت عواطف الخدامة.
شاهدة عواطف فجر كما لم تراها من قبل وقد اصبحت عينيها حمروتان تتطاير شرارات الغضب منها لتهب عواطف على قدميهاوقد ادركت ما تنتاويه حين هبت باتجاه نادين لتسرع بحاولة منع فجر من هجومها عليها لكن كان قد فات الاوان اذا بفجر تمسك بخصلات شعر نادين تجذبها بقوة وعنف بيديها المصابة لاتعى شيئ سوى هذا الغضب الذي اعماها عن اى شيئ اخرفاخدت تهز راسها بقوة كات تقتلعها كن فوق رقبتها.

ليتعال صراخ نادين يهز ارجاء القصر بقوة تحاول عواطف جذب فجر بعيد عنها اما شهيرة ثريا اخذتا بجذب نادين في محاولة لتخليصهامن بين يديها بينما يتعالى صراخ الجميع ارجاء الغرفة
لتحضر صفية بلهفة تتوقف امام الباب بصدمة وهي ترى هذا المشهد امامه يلحقها عبد الحميد والذي مان راى نادين بين براثن فجر حتى صرخ بغضب وعنف =
ابعدى عنها يا بت انتى ايه اللى بتعمليه ده.

اسرعت صفية هي الاخرى تجذب فجر هي الاخرى والتي استسلمت لها ما شيئ سوى شعورها الالم في يدها والتي اخذ يتصاعد بقوة في جرحها لتتراجع الى الخلف تنهج بقوة وعنف مازالت عينيها تشتعل بالغضب
ليتعالى بكاء نادين وهي تسرع في الارتماء بين ذراعى جدها الذي اخذ يحاول تهدئتها رفعا راسه بعد حين هاتفا بغضب =.

انا مش هعاقبك على اللى عملتيه ده لااا لازم عاصم هو اللى يعملها وادمنا كلنا اتفضلى اطلعى اوضتك واياك حد يدخل عندك لحد ماعاصم يوصل انا هتصل بيه حالا يجى
ليصرخ مكملا = يلا غورى من وشى
وقفت فجر تنظر اليه بعينين لا يقراء فيها اى مشاعر تغادر سريعا متجهة الى غرفتها بخطوات سريعة ليلتفت الى صفبة الواقفة تتسعة عينين بصدمة =
صفية البت دى محدش يروح عندها لحد ما عاصم يجى مفهوم كلامى يا صفية.

اسرعت صفية تهز راسها بارتباك بالموافقة لتحاول عواطف التكلم بصوت باكى متلعثم تحاول التبرير له =
بس يا عبد تلحميد بيه بنتى معملتش كده غير لما...
صرخ عبد الحميد مقاطعا حديثها بقوة =
مش عاوز اعرف حاجة اى كان اللى حصل متوصل انها تمد ايدها على ست...
قطع كلمته سريعا يصلحها مكملا=
على نادين حفيدة عبد الحميد السيوفى مفهوم ولا لا دى بنت قليلة الرباية ولازم تتعلم الادب من اول وجديد.

ثم اخفض راسه الى نادين المستمر في اصطناع البكاء التمثيلى لدرجة تحسدها عليه اشهر الممثلات قائلا بحنان =
اهدى يا حبيبة جدو تعالى معايا انا هتصل بعاصم يجى حالا واكيد هيربيها الحيوانة دى
خرج وما زال يحتضن نادين اليه تتبعه ثريا وشهيرة بعد ان رمت عواطف بنظرات شامتة تبتسم بانتصار
فور خروجهم التفت عواطف بخوف الى صفية قائلا =.

بنتى مغلطتش يا صفية وهما اللى دخلوا علينا سمعونا كلام زاى السم وهي مستحملتش حد يهنى ادامها علشان خطرى كلمى عاصم فهميه اللى حصل
هزت صفية بالايجاب تهم بطمنتها لتفاجىء بدخول شهيرة تلوى شفتيها باتسامة شامتة = بابا عاوزكم حالا في الصالون
صفية بايجار = طيب روحى وهنحصلك
شهيرة بسعادة = مقدرش منبه عليا تيجوا معايا وحالا يعنى من الاخر كده رجلى على رجلكم.

تبادلت عواطف وصفية نظرات الحيرة بينهم لتتنهدت صفية باستسلام قائلة =
اتفضلى احنا جاين معاكى اهو
تحركوا مغادرين الغرفة يعلمون جيدا سبب ذلك الطلب فقد تقرر ان تتحمل فجر وحدها التأنيب على ماحدث فالله وحده يعلم ما قد قرر ان يخبروا عاصم به.

مر اقل من ساعة على ماحدث وقيام عبد الحميد بالاتصال بعاصم ساد خلالها التوتر والصمت في انتظار وصوله
حتى دخل عاصم الى الحجرة ينظر الى الوجوه الواجمة الجالسة بصمت سائلا بقلق=
خير ياجدى ايه اللى حصل خلاك تجبنى بسرعة كده
لتمر عينيه على الحضور باحثا عنها بينهم لكنه لم يجدها ليزداد قلقه =
فجر فين مش شايفها؟
نهض عبد الحميد على قدميه ببطئ قائلا بجمود = تعال يا عاصم معايا على المكتب.

ثم تحرك بخطواته البطيئة مغادراليلحقه عاصم بقلق لكن استوقفته والدته هامسة باسمه ليلتفت اليها مستفسرا فهمت بالهمس له ليوقفها صراخ عبد الحميد بقوة =
صفية انا قلت ايه محدش فيكم ينطق بكلمة انا هنا اللى هتكلم
ليلتفت الى الباب مناديا على عاصم للحاق به لتتبعه عاصم بخطوات واسعة يظهر القلق فوق ملامحه
لتلتفت صفية اليهم بغيظ قائلة =
ارتحتوا وصلتوا للعوزينه انا مش عارفة هي عملت لكم ايه علشان تأذوها كل مرة بشكل ده.
ثم جلست بجوار عواطف الجالسة بلا حول ولاقوة تبكى بصمت تشعر بانها مثل كل مرة لم تكن خير الام لصغيرتها وقد رمت بها مرة اخرى بين انياب الذئاب دون حتى محاولة واهية منها للدفاع عنها.

جلست فجر فوق الفراش تضم ركبتيها الى صدرها تستند براسها عليهم تشعر بالدموع متجمدة في عينيها ترغب بالبكاء بشدة لتحرر تلك الدموع لعلها تشعر بالراحة لاتعير الم يدها والظهور بعض النقاط من الدم فوق الرباط ادنى اهتمام رغم المها الشديد ولكنها تجاهلت المها هذا فهى لن تبكى بعد الان ولن تصمت ابدا عن اى اهانة توجه الى والدتها ابدا نعم هي كانت تعلم بمكانتهم لدى ساكنى هذا القصر لكن حين يتم قولها بهذا الوضوح الغل بالم كاد ان يمزقهاشعرتبانهالم تعد تستطيع ان تحتمل اى اهانة موجهه لها او الى والدتها امامها بعد لان لن تصمت عليه ابدا.

وهى مستعدة لاى عقاب منه او اى شخص اخر تعلم جيدا انه سيفسر الامر على انه استغلال لوضعها الجديد بالقصر ولكن فليظن مايريد فهى مستعدة لمواجهته هو الاخر بما بداهلها من غضب يكفيها منهم جميعا اهانات ليمر بها الوقت في انتظار حضوره لتوقيع ذلك العقاب المنتظر منه عليها.

لتعتدل فوق الفراش وهي ترى الباب يفتح ببطء ليدخل عاصم بهدوء ووجهه لا ترتسم عليه اي مشاعر او تعبيرات يسلط نظراته عليها تمر فوقها ببطء لتبادله ايها بشجاعة ظاهر ترتسم في عينيها لكنها بداخلها كانت ترتعد رعبا مع استمراره بالنظر اليها بتلك الطريقة فهدوئه هذا لايبشر بخير فهى تفضل دخول عاصف منه على هذا الدخول المريب ولكن فليحدث مايحدث فهى مستعدة له ولعقابه القادم هذا اى كان.
تقدم عاصم الى داخل الغرفة بخطوات بطيئة تتابعه عينيها برهبة وتوجس حتى توقف امامها ليقف عدة دقائق يبادلها النظرات بصمت وملامح مغلقة حتى اخفضت عينيها امامه لاتقوى على مبادتلته ايها تسمعه قائلا بهدوء =
قومى ظبطى نفسك علشان تنزلى معايا حالا
همت فجر بالاعتراض تفتح فمها ليرفع عاصم سبابته بتحذير قائلا بجمود =
مش عاوز اسمع كلمة واحدة ادامك دقيقتين تجهزى نفسك وانا مستنكى هنا.

نهضت فجر بطاعة تمر بجواره دون محاولة منها لتوقف وتبرير ماحدث منها له فمن الواضح انه قد قرر في صف من قد وقف وصدق فلا فائدة من حديث لن يجلب لها سوى المزيد من الاهانة.

لذلك توجهت الى الحمام تقف امام المراة المعلقة تنظر الى وجهها الشاحب بقوة لتنهمر دموعها والتي ظلت حبيسة طويلا لتختار هذا الوقت الغبى لتعلن عن وجودها تحاول كتم شاهقاتها بكفها حتى لايسمعها ذلك الواقف. بخارج لتظل اكثر من تلك الدقائق التي منحها اياها في محاولة منها لاخفاء اثار تلك الدموع عنه.

وبعد ان رضيت الى حد ماعن حالة وجهها الا من احمرار عينيها والتي لم تستطع فعل ‌شيئ لها لتهز كتفيها بعدم اكتراث هامسة الى نفسها في المرءاة =
ومن قالك انه هيهتم كنتى بتعيطى ولا لا اخرجى ورفعى راسك انتى معملتيش حاجة غلط بالعكس انتى لاول مرة خدتى حقك.

ظل عاصم واقفا في انتظارها بعد استغراقها للكثير من الوقت بالداخل ليتجه الى باب الحمام يهم بالطرق عليه ولكن سبقته هي بفتحه خارجة منه رافعة الراس بعينين حمرواتان من الواضح من اثر بكاءها بداخل الحمام ليمر بعينيه عليها يحاول ملاحظة شيئ اخر لكنه لم يرى سوى البرود مرتسم فوق ملامحها ليسالها بهدوء = جاهزة.

هزت فجر راسها ببطء بالايجاب ليشير لها يىده حتى تتقدم لتسير امامه تقدم قدم و اتاخر الاخرى فبرغم كل ما حدثت بيه نفسها لبث الشجاعة فيها حتى تتحمل هذا الموقف الا ان لحظة حدوثه اكثر صعوبة مما تخليت في تشعر بانها لن تتحمل التوبيخ وخاصة منه امام الجمع المنتظر لتلك اللحظة بسعادة تشعر لو يمن الله عليها في تلك اللحظة باسقاطها في غيبوبة لاتستيقظ منها الا بعد انتهاء تلك المحنة ولكنها من الواضح انها امنية بعيدة المنال فهاهى تسير الى مواجهة يعلم الله وحده كم ستخرج منها من جراح ومهانة.

تجمعت العائلة كلها في حجرة المعيشة في انتظار حضور عاصم يرتسم الذعرعلى عواطف والتي اخذت تفرك كفيها بتوتر وهي ترى نظرات الشماتة الموجهة اليها من الجميع يجلسوا كانهم في انتظار مشاهدة فيلم ممتع بكل حماس وسعادة حتى صلاح وسيف وقد حضرا خصيصا لمتابعة ماسوف يحدث ايضا بعد اتصال شهيرة بيهم للحضور ليجلس ترتسم ابتسامة لاتجد لها وصفعلى وجهه ليزادد رعبها على ابنتها بعد رؤيتها لكل هذا الغل الموجه لها لتتسائل عن ما ينتوى عاصم فعله فمنذ ان ذهب مع جده الى حجرة المكتب ليخرج بعدها بوجه غير مقروء التعبيرات يتجه الى اعلى على الفور دون كلمة واحدة.
توتر جو الغرفة لحظة دخول عاصم الى الحجرة تتبعه فجر بصمت ورأس مرفوع بكبرياء ولكن من يعرفها يرى نظرات عينيها المهتزة ويدها التي اخذت بالارتعاش تضم اصابعها في محاوله لوقف ارتعاشها.

وقف عاصم ينظر الى الجميع لترتكز عينيه عدة لحظات فوق نادين الجالسة تبكى تستند براسها فوق كتف امها والتي اخذت تحاول تهدئتها لتزيد من المشهد التمثيلى المزيد من الاثارةولكن حين لاحظت نظراته تلك توترت تحت نظرات عينيه تعتدل فوق مقعدها بارتباك جالسة باستقامة
التفت عاصم موجها الحديث الى جده الجالس براحة وكبرياء فوق مقعده قائلا بصوت يحمل من ببرود مايكفى ليجمد ارجاء الغرفة لتتنتبه كل الاذهان اليه =.

لما حضرتك طلبت اننا نقعد هنا في القصر بعد جوازنا بعد وعدك ليا ان هيتم معاملة فجر مراتى ليضغط على حروف الكلمة بتأكيد يكمل ووالدتها احسن معاملة هناانا وافقت لانى مقدرش اسيبك ابعد عنك بس لو حصل غير كده انا معنديش استعداد نفضل هنا ثانية واحدة
التفتت اليه فجر بصدمة وهي تراه يقف بكل كبرياء يلقى بكلماته هذة لتعصف بها ضربات قلبهاالعنيفة وهي تسمعه يكمل =.

بقولها وبكرر ادام الكل انى استحالة اقبل اى اهانة لمراتى من اى حد مهما كان
انتفض عبد الحميد من فوق مقعده بغضب يهتف =
اهانة ايه اللى بتتكلم عنها والهانم هي اللى مدت ايديها على نادين وضربتها ادام الكل
عاصم ببرود وثقة= وانا واثق انها مش هتعمل الا لسبب
ثم التفت الى نادين الجالسة بتوتر يكمل حديثه بتهكم =
ولانى عارف نادين كويس فمتاكد انه سبب قوى جدا
همهمت نادين بتلعثم=.

انا مقلتش حاجة ليها هي اللى هجمت علياوشدت شعرى زاى المجنونة واسال ماما وعمتو
ابتسم عاصم بسخرية قائلا =
مش هسال حد لانى عارف الاجابة من قبلها وده ردى على اللى حصل من بكرة هنسيب القصر
انخفض عبدالحميد فوق مقعده بضعف =
بقى كده ياعاصم تصدقها وتكدبنا كلنا وكمان عاوز تسبنى علشانها
عاصم باقتضاب =.

انا مصدقتش ولا كدبت حد انا لحد دلوقت مسالتش فجر على اللى حصل بس في نفس الوقت متاكدو عارف انها استحالة تعمل كده من نفسها
عبد الحميد بتوتر = خلاص الحكاية حلها سهل تعتذر فجر لنادين والموضوع يخلص
اتسعت عين فجر بخوف ان يوافق على ذلك الحل والذي الموت افضل عندها منه لكنها صدمت مرة اخرى وهي تراه يكتف ذراعيه فوق صدره قائلا بحزم=
وياترى نادين مستعدة تعمل هي كمان كده
هبت نادين قائلة بغضب =.

لا طبعا انا استحالة اعتذر لبنت عوا...
قاطع كلماتها صراخ جدها الغاضب باسمها لتصمت فورا وقد ادركت ذلت لسانها
ليلتفت عبد الحميد قائلا بحزم هو الاخر =
الاتنين هيعتذروا لبعض يا عاصم ادمنا كلنا يرضيك الحل ده.

هبت شهيرة واقفة بغضب وقد كانت جالسة تتابع الحوار بنظرات سامة وهي ترى دفاع ابن اخيها عن تلك الفتاة ضاربا عرض الحائط بكل بكل ما سمعه عن فعلتها تأثر الصمت بناء على طلب والداها من الجميع بعدم تحدث اى شخص سواه لكن عند وصول النقاش الى تلك النقطة لم تستطع الصمت طويل لتقول بغل وحقد =
ايه اللى بتقوله ده يا بابا استحالة نادين تعتذر للبت دى
عبد الحميد بقسوة وغضب =.
شهيرة محدش يتكلم كلمة زيادة واتفضلوا اطلعوا كلكم بره مش عاوز حد في الاوضة غير عاصم ونادين وفجر اتفضلوا
ليصرخ بكلمته الاخيرة بغضب عاصف ليسرعوا جميعا بالنهوض مغادرين الغرفة ليتاخر سيف بالخروج يسير ببطء حتى وصل الى مكان وقوف فجر المنحنية الراس هربا من نظرات الغضب والحقد الموجهة لهاينحنى هامسا بصوت حرص ان يصل الى مسامع عاصم الواقف ظهره لهم =
برافو عرفتى توصلى للى عوزاه بسرعة وبقى زاى الخاتم في صباعك.

التفت عاصم سريعا اليهم بعنف بعد ان وصلت كلماته الخبيثة الى مسمعيه ليرفع سيف راسه يبتسم بخبث وسماجه اليه ثم يغادر الغرفة بخطوات بطيئة يدندن لحنا بخفوت
وقعت نظرات عاصم الشرسة على فجرالتى اخذت تهز راسها تنفى كلمات سيف لكن فات الاوان فقد وقع الضرر لتلعن سيف الالاف المرات فقد ارجعها الى نقطة الصفر مرة معه اخرى.

ظلت فجر مستيقظة حتى ساعة متاخرة في انتظاره حتى وقت متاخر وقد تعدت الساعة الثانية بعد منتصف الليل لم يحضر حتى الان فمن بعد ماحدث وسامعه لكلمات سيف لها وقد انقلب حاله ولم يوجه لها كلمة واحدة منتظرا ان يتم تسويه تلك الحادثة بينها وبين نادين باعتذار كل واحدة منهم لاخرى بنفورو اقتضاب ليسرع بعدها قائلا بجمود بانه سيذهب مرة اخرى الى الشركة ولن يعود حتى وقت متاخر ليغادر سريعابخطوات متصلبة. لتخرج خلفه تحاول اللحاق به لكنه كان قد غادر بسيارته سريعا وصوت اطارتها تكاد تصم الاذان وهاهى حتى الان تجلس بانتظاره لتشكره على موقفه الرائع معها امام العائلة ولتوضيح كل شيئ يخص ذلك اللزج سيف.

ظلت تنتظر لوقت طويل تجلس فوق الاريكة ليغلبها النوم فوقهامستندة براسها الى مسندها فلم تشعر بشيئ حتى احست بخدر والم في جسدها من نومتهاغير المريحة هذة لتحاول النهوض تتمطى بجسدها تتأوه بالم لتلمح بطرف عينيها شبحا يجلس في الظلام مراقبا لها لم تتبين ملامحه لتصرخ برعب وفزع ليصمتها صوت عاصم بجمود =
اهدى دا انا
تنفست براحة تضع يدها فوق قلبها تحاول ان تهدء من خفقاته تساله بلهاث =
طيب قاعد في الضلمة ليه كده.

تقدم عاصم في جلسته يستند بمرفقيه على ركبتيه يسالها وهي على نفس الحالة من الجمود =
وانتى ايه اللى مخليكى تنامى بالشكل ده منمتيش في السرير ليه
تنحنحت فجر قائلة بتلعثم =
كنت مستنياك صمتت قليلا لتكمل بخجل وتلعثم =
علشان اشكرك على اللى عملته معايا النهاردة وثقتك فيا
ضحك عاصم بسخرية بصوت خافت يرجع في جلسته الى ظهر المقعدمرة اخرى قائلا بتهكم =.

العفو يا فجر هانم بس مش تعتقدى ان المفروض الشكر ده يكون بخصوص انى ساعدتك انك تثبتى اللى كنت عوزاه وانى بقيت زاى الخاتم في صباعك
نطق جملته الاخيرة بشراسة ضاغظ
على كل حرف بها لتدرك فجر مدى غضبه تعلم هذة المرة ان معه كل الحق في غضبه هذا فاخذت تحاول التنفس بهدوء محاولة الهدوء عدة لحظات تقول بعدها=
عاصم بخصوص سيف والكلام اللى قاله انا كنت عاوزة اقولك...
قاطع حديثها قائلا بحدة=.

وانا مش عاوز اسمع حاجة والحيوان ده اسمه ميتنطقش مابنا مرة تانية
لينهض من مقعده يتجه الى الخزانة يفتحها يخرج ملابسه منهابعنف وغضب لتلحق بيه فجر تهتف بلوم=
بس لازم تسمعنى لازم تعرف ان انا وسيف...
لم تكمل كلمتها تشهق بخوف حين جذبتها يده بغضب دافعا لها فوق الحزانة بقوة يضغطها عليها بجسده بشدة يمسك بوجهها بقسوة بين كفيه هامسا بشراسة =.

قلتلك اسمه ميتنطقش على لسانك ابدا طول مانت معايا ليفح بانفاسه بجوار اذنها =
قلتلك مش عاوز اسمع اى حاجة عنه فاهمة يافجر.

هزت فجر راسها ببطء بقدر ما تسمح قبضته عليها تسمعه يتنفس بقوة وصوت عالى تعلم بانه في اقصى درجات غضبه انه ليس بالوقت المناسب لتصر على افاهمه الحقيقة فحديثها الان سيكون كصب المزيد من الزيت فوق نيران غضبه مقررة تاجيل ذلك الحديث لوقت اخر يكون قد هدء غضبه حينها حتى يستمع اليها بعقلانية وهدوء.
لا تعلم متى هدئت انفاسه الاهثه بعضب فوق وجهها فتصبح لهاث شغوف مستمتع الى ان شعرت به يدفن وجهه في حنايا عنقها يقبله بشغف وقوة يتنقل بشفتيه فوقه بقبلات اصبحت عنيفةشرسة لتشعر بالرعب يدب في اوصالهاوهى تسمعه يهمس بصوت متحشرج لاهث =
كل مااتخيل انه ممكن يكون لمسك وان شفيفه ممكن تكون داقت طعم بشرتك ببقى عاوز اقطعه بايدى حتت انه اتجرء وعمل كده معاكى.

شعرت فجر به وقد فقد السيطرة تماما تنتقل شفتيه من بين كلماته لها توشم بشرتها بعنف ليدب الذعر والرعب بداخلها من حالته هذة تعلم جيدا ان اثار غضبه هذا ستترك علامات واضحة فوق عنقهاصباحا لترفع يديها تحاول دفعه عنها بخوف وضعف قائلا بصوت باكى =
عاصم علشان خاطرى فوق و ابعد عنى عاصم...

كتمت رجائها داخل فمه حين اخذ يقبلها بعنف يدمى شفتيها بقوة بضعطه باسنانه عليهم بعنف لتشعر بطعم الدم في فمها فاخذت تحاول التملص من بين ذراعيه وقد تصاعدالخوف بهسيريا بداخلها رعبا منه فاخذت تدفعه بقبضتها في كتفه تحاول ابعاده عنها تنهمر الدموع من عينيها بالم من جرح يدها الذي اخذ ينبض من شدة ضعطها عليه.

شعر عاصم بمقاومتها العنيفة له ليفيق من تلك الدوامة السوداء التي كانت تغلفه ليتراجع عنهابحدة ينظر اليها بعينين مغشيتان بغضبه يرى حالتها المشعثة وشفتيها الدامية بفعل غضبه لكن اكثر ما اوجعه هو تلك النظرة المرتعبة منه كانها تقف امام وحش كاسر سينقض عليها في اى لحظة فاخذ يتنفس ببطء محاولا تهدئة فورة المشاعر بداخله لايعلم لما معها دائما يفقد كل سيطرة له على نفسه فمن اول مرة لمحها فيها جعلت منه شخصا اخر غيره تحيى بداخله مشاعر بدائية لا تمت لتمدنه وسيطرته القوية على نفسه باى صلة.

تقدم منها يمد يده اليها بحذر مناديا لهابرقة لكنها فزعت تنتفض كأرنب مذعور بعيون خائفة يملئها الدمع ليكرر ندائه لها برقة وندم قائلا =فجر متخافيش انا اسف جدا انا مش عارف انا ازاى عملت كده انا بجد اسف.

كان في اثناء حديثه اليها يقترب منها بخطوات حذرة بطيئة حتى وقف امامها يشدهااليه برفق لتفجر في البكاء بقوة فور ان ضمها اليه ليشدد من احتضانه لها يهمس بكلمات مهدئة رقيقة لها يعتذر باسف من الحين والاخر قدشعر في تلك اللحظة بانه احط مخلوق على الارض ليجعلها بهذا الحال المزرى لايدرى كيف يصبح بكل هذة القسوة والعنف معها هي تحديدا دون شخصا اخر.

فى مقر شركة السيوفى في مدينة نيويورك.

جلست هناك تنظر الى تلك الصور والتي ارسلت اليها في مظروف يسلم اليها شخصيا تشعر مع كل صورة تمر امام عينيها بغضب وغيرة عمياء وهي تراه امامها تتباطيء ذراعه تلك الفتاة الصغيرة بفستان زفافها الخلاب و ملامحها الجميلة وشعرها المتوهج كشمس ساطعة لكنها تجاهلت كل هذا لترتكز عينيها فوقه هو لاترى شيئ غيره بملامحه الباردة الوسيمة الجذابة وشعره الاسود الفاحم وجسده العضلى بداخل بدلة سوداء رائعة مصممة خصيصا له تمرر باصابعها المطلية بلون احمر دامى تهمس بفحيح وغل =.

بقى تسيبنى انا وترفض انى ارجع معاك علشان تروح تتجوز حتة اللعبة دى طيب يا عاصم اما ندمتك على اللحظة اللى فكرت ترفضنى فيها مابقاش انا وبكرة نشوف.
منذ ماحدث في تلك الليلة اصبحت الامور داخل القصر يسودها الهدوء وقد توقفت محاولات الجميع لمضايقتها هي او والدتها لتصير المعاملة بينهم رسمية حذرة لتعلم من زوجة عمها صفية بعد ذلك ان هذة اوامر من الجد وعلى من يخالفها تحمل عواقب فعلته لذلك شعرت بالراحة عند علمها بذلك.
اما فيما يخصها معه فقد اصبحت الامور بينهم شديدة التوتر فاصبحت تتعمد عدم الالتقاء به لتستيقظ بعد ذهابه وتنام قبل حضوره او لتكون اكثر وضوحا تتظاهر بذلكحتى لا تلقاه وهو كذلك اصبح شديد الجدية معها والرسمية فمن بعد تلك الليلة ورؤيته نتيجةفقدانه للسيطرة معها من كدمات فوق عنقها وشفتيها تمر عينيه بنظرة ندم فوق كدماتها ليهمس باعتذار مقتضب لم يجد منها استجابة له ليغادر الغرفة مغلقا الباب خلفه بعنف لتظل تنظر في اثره عدة دقائق بشرودثم التفتت الى طاولة الزينة تمضى نصف الصباح تحاول اخفاء تلك الكدمات عن الاعين باستخدام اداوت التجميل والتي لاتجيد حتى استخدامها لكنها قبلت بالنتجة المزرية التي حصلت عليها بالنهاية تنزل الى اسفل الى غرفة المائدة لتراه قد غادر القصر تماما ولا يوجد فوق الطاولة سوى جدها والذي لاحظ الحالة التي عليها وجهها لتشتعل عينيه بحنق يهمس بكلمات غير مفهومة وقد حمدت الله على عدم فهمها لها اما امها وزجة عمها صفية فاخذتا تتبادلا النظرات بسعادة وخبث تسيئان فهم تلك الكدمات لتشعر بالخجل يزحف فوق وجنتيها بقوة يشعلها بنيران حمراء تحمد الله لغياب الباقى من العائلة والا اصبحت مصدر لسخريتهم وتعليقاتهم اللاذعة.

مرت بهم الايام على هذا المنوال من التجاهل بينهم حتى اتى اليوم المقرر لها لفك الغرز من جرح يديها فتقرر الذهاب مع والدتها وزوجة عمها لتجلس بداخل غرفة المعيشة في انتظارهم لتنتفض في جلستها حين سمعت صوته الحازم يسالها =
جاهزةيا فجر؟
التفتت اليه ببطء قائلة بتساؤل=
جاهزة لايه بالظبط مش فاهمة!
تقدم عاصم الى الداخل قائلا بهدوء =
علشان نروح للدكتور نفك عزر جرحك
فغرت فمها بصدمة تهمس دهشة=.

نروووح! مين بالظبط اللى نروح
انفرجت شفتيه بابتسامة مرحة صغيرة قائلا= انا وانتى هنروح للدكتور سوا في مشكلة في كده
هزت فجر راسهارافضة لاقتراح قائلةبتلعثم =
لا لا متتعبش نفسك ماما وطنط جاين معايا فبلاش تعطل نفسك واحنا هنروح
اقترب عاصم منها ليقف امامها يمد انامله يتلمس خصلة من شعرها هاربة امام عينيها يرجعها الى مكانها برقةقائلا =
لا محدش جاى معانا انا وانت بس اللى هنروح انا بلغت ماما بده يلا بينا.

فجر محاولة التملص = بس، اصل، انا
انخفض عاصم اليها يهمس برقة في اذنيها =
متخفيش مابكلش عيال صغيرة وهرجعك تانى لماما
رفعت عينيها اليه بغضب تهتف=
لو سمحتى انا مش عيلة صغيرةعلشان تكلمنى كده كل شوية
انفجر عاصم بالضحك يشعر بانه اصبحت متعته حين يراها غاضبة بتلك الطريقة لتحيى بداخله مشاعر ممتعة مرحة قد نسى منذ امد بعيد الاحساس بها
توقف جاهدا عن الضحك قائلا بصعوبة =
خلاص يا فجر يا كبيرة يلا بينا علشان منتاخرش.

زفرت بقوة تختطف حقيبتها من فوق المقعد تخرج من الغرفة تدب الارض بقدميها بغضب تسبقه الى الخارج ليقف متابعا لها بمتعة وابتسامة مرحة ليتبعها بخطوات واسعة محاولا اللحاق بخطواتها السريعة الغاضبة
انت اللى بعت الصور ليها
تحدث سيف بتلك الكلمات الى والده الجالس داخل مكتبه بمقر الشركة
هز صلاح راسه بالايجاب يتأرج فوق مقعده ببطء=.

ايوه انا مدام مش قادرين نتحرك يبقى نجيب اللى تحرك لينا الدنيا وتقلبها على دماغ البيه اللى عامل فيها الامر الناهى علينا
سيف بحدة= طب موضوعى مع فجر؟
توقف صلاح عن الحركة بغتة قائلا بجزم=
انسى اى حاجة عن الموضوع ده اديك شوفت عمل ايه في نادين وهي اللى كانت ضرباها وجدك خاف ازاى على زعله وامر بايه علشان خاطره وكلنا عارفين نادين ايه بالنسبة له اتخيل بقى هيعمل فيك انت ايه لو شم خبر عن اللى هببته.

نهض سيف بغضب من مقعده يستند فوق المكتب امام ابيه =
مليش فيه الكلام ده البت دى لازم تتربى وتفضل عايشة في رعب منى طول عمرها لازم تتعلم اللى ترفض سيف العمرى بيحصلها ايه وان محدش هينجدها من ايدى
ضرب صلاح فوق المكتب بعنف ينهض هو الاخر مواجها لسيف=.

اعقل يا غبى اللى بتفكر فيه كان ينفع قبل جوازها كانت بتخاف وتترعب من جدك انما دى متجوزة عاصم السيوفى يا غبى يعنى لو راحت حكيتله على اللى بتنيله معاها مش هيخلى فيك حته سليم وساعتها محدش هيقدر يقف قصاده علشانك
بهتت ملامح سيف برعب وهو يتذكرقبضة عاصم الدامية هي تضربه بقسوة وعنف في وقت ليس ببعيد
ارتفعت يده بلا ارادة منه تفرك دقنه بقوة كانه مازال يشعر بالالم حتى تلك اللحظة قائلا بتردد=.

بس هي لو كانت عاوزة تقول كانت قالت من زمان خصوصا انهم داخلين على شهر جواز
زفر صلاح بقلة حيلة وصبر =
اعمل اللى انت عاوزه بس مترجعش تعيط زاى العيال لما عاصم يقلبها على دماغك ساعتها انا كمان هقول لا ابنى ولا اعرفك وانت بقى حر
التمعت عين سيف بنشوى قائلة =
متخفش فجر دى لعبتى القطة الصغيرة اللى بربيها ومستحيل تخربشنى ابدا.
التوت شفتي صلاح بسخرية يدرك مدى غرور ولده الواهى يهمس بداخله بانه لايهمه هذا الاحمق ومايلقى بنفسه فيه فكل ما يهمه ان لعبته قد انتقلت لمرحلة جديدة بلاعبين جدد قد اختار العب بهم بطريقة مدروسة يدرك وورقته الرابحة فيهاومكسبه فيها جيدا.

خلاص يا مدام فجر قربنا نخلص خلاص
نطق الطبيب بكلماته المهدئة هذا بطريقة رقيقة صبورة الى فجر المتشبثة بعاصم تدفن وجهها بين صدره بينما يجلس هو بجانبها ممسك بيدها السليمة التي اخذت بالضغط عليه كلما شعرت باداة الطبيب تقترب منها يهمس لها هو ايضا بهدوء محاولا تطمئنتها حتى انتهى الطبيب تماما ينهض من فوق مقعده قائلا بمرح =
شوفتى اهو زاى ما قلتلك الموضوع بسيط وخلص من غيرط. ما تحسى باى وجع.

ابتسمت برقة تخص الطبيبب أبتسامتها تلك والذي اتسعت عينيه بانبهار من رؤيته كل هذا الاشراق والجمال امامه لتتوه نظراته فوقها باعجاب لتهتف عاصم بحدة له ضاغطا على شفتيه يرفع احدى حاجبيه بتهديد=
اعتقد اننا نقدر نمشى ولا ايه يا دكتور
تنحنح الطبيب قائلا بتلعثم ترتب يده الاوراق امام مكتبه بارتباك =.

طبعا يا عاصم بيه الامور كلها تمام وتقدروا تمشوا بس ياريت اشوفها. لتنحنح مرة اخرى بارتباك لرؤيته نظرة عاصم المحذرة له بغضب ليصحح كلماته سريعا=
اقصد اشوف مدام فجر مرة تانية علشان نتابع معاها موضوع الضعف مشاكل الانميا اللى حصلت معاها
هز عاصم راسه بالايجاب يسحب فجر من يدها يجرها خلفه سريعا دون حتى القاء التحية على الطبيب لتتبعه فجر بتخبط تلتفت براسها الى الطبيب تحاول القاء التحية لتسمعه يهمس بغضب=.

اياكى تفتحى بوقك بكلمة ليه
التفت فجر اليه مرة اخرى بصدمة تتابع خطواتها خطواته سريعة حتى لاتتعثر
ليظلا على هذا الحال حتى وصل بها الى موقع وقوف سيارته تلهث بشده ليفتح لها الباب بعنف فتجلس في مقعدها تتابعه عينيها وهو يجلس امام المقود يتنفس بعنف يهمس من بين اسنانه =
دكتور غبى عاوز يضرب بالرصاص في عنيه؟
اتسعت عينيها عندما وصلت الى مسامعها همسه العنيف لتلتفت اليه تسأله بحيرة =.

ليه هو عمل ايه ده حتى دكتور شاطر ومحترم
التفت عاصم اليها بقوة يسألها بخشونة =
وانتى بدافعى عنه لي كده ولا عجبتك نظرات الاعجاب اللى عمال يرميها عليكى من ساعة مادخلنا
اتسعت عينيها بذهول من اتهامه الظالم لها لتخفض راسها قائلة بضعف =
لو سمحت انا تعبانة وعاوزة اروح.

ادرك عاصم غلظة وشدةكلماته لهاليلتفت اليها في محاولةمنه للاعتذار ليصدم حين راى دمعة تتساقط من عينيها لتستقر فوق يدها الممسكة بحقيبتها بشدة لتهتز بداخله مشاعر عنيفة يدرك مدى قسوته معها في كل مرة لتنفيس عن غضبه فيها لذلك لم يفكر مرتين حين اقترب منها يحل حزام الامان الملتف حولها يضع ذراعه حولها يجذبها اليه برقة لكنها اخذت تقاومه بشدة محاولة التملص منه ولكن امام اصراره خارت مقاومتها تستلم لذراعه الملتف حولها تسكين فوق صدره تبكى بحرقة وشدة كما لو كانت لا تبكى موقفهم هذا بل كل المواقف التي مرت عليهم منذ ليلة زفافهم وحتى هذة اللحظة.

اخذ عاصم يمرر اصابعه بين خصلات شعرها يهمس باسف متكرر لها مع كل شهقة باكية منها يسمعها تتمتم بصوت مكتوم نتيجة دفنها لوجهها بين طيات قميصه =
انت ليه دايما فاكر عنى انى مش كويسة عملت ايه يخليلك تفكر كده عنى.

ابتلع عاصم لعابه بصعوبة لا يجد مايرد بها عليها ليتركها تفرغ كل ما يؤلمها منه فوق صدره يعلم انها لن تسمح بتلك اللحظة من الضعف ان تستولى عليها مرة اخرى مقررا عدم التحدث بشيئ قد يوقفها عن ذلك لكنه شعر بالتجمد حين سمعها تكمل حديثهابالم من بين شهقاتها الهستريا بعنف=
انا عارفة انتى بتفكر فيه كده كله بسبب الحيوان سيف انا بكره وبكره امه وبكره ابوه البارد انا بكره العيلة دى كلها وانت اولهم.
لتتبع كلماتها بضربه بقوة فوق صدره ثم هتشهق في البكاء ثانية ليسألها عاصم بتردد وخشية = يعنى انتى مش بتحبى سيف
رفعت راسها اليه بصدمة تصرخ من بين دموعها =
انا ما بكرهش حد في حياتى اد الحيوان ده
عاصم بجمود= واللى شفته في اوضة المكتب.

صرخت فجر بغضب = اسمع كويس اللى هقوله ده رغم انك رفضت تسمعنى اكثر من مرة علشان تقدر محتفظ بالصورة اللى رسمها لك خيالك عنى بس انا هقولك ايه اللى حصل ساعتها وانت بقى صدقتنى مصدقتنيش ده يرجعلك لانى بصراحة زهقت من كل حاجة.

ظل عاصم ينظر اليها وهي في غصبها هذا عينيها والتي برغم الدموع فيهما الى بهم من القوة والغضب ما يجعل من الصعب عليه عدم الاستماع لها ليتنهد بقوة يتراجع بجسده بعيدا عنهاينظر حوله ليدرك انهم مازال في ساحة المستشفى ليقول بصوت حاول اظهاره متماسكا =
ايه رايك احنا هنروح نقعد في مكان بعيد عن القصر واللى فيه و تحكى لى كل اللى عاوزة تقوليه وانا اوعدك انى هسمع كل كلمة منك.

نظرت اليه برهبة تهز راسها بالايجاب مترددة تسال ما سوف تفعله صحيح ام انها ستشعل نارا سيكون من الصعب ابدا اطفاءها.

كان سيف يجلس في مكتب ابيه بعد مرور عدة ساعات مادا قدمه فوق الطاولة امامه قائلا لابيه بعد انتهاءه من احد المكالمات بكسل =
لو عاصم عرف بلى بنعمله والعمولات اللى بخدها من الشركات التانية نظير المعلومات اللى بنسربها ليهم هنروح في داهية
التفت صلاح حوله بقلق هاتفا بغيظ =
والله ماحد مودينا في داهية غير انت بغباءك ده انا مش ميت مرة قلتلك متتكلمش وفي حاجة من دى هنا
سيف براحة وهدوء =.

اللى خايف منه مش هنا من بدرى ده خرج من زمان
انتبهت حواس صلاح يسال باهتمام =
خرج راح فين! غريبة دى اول مرة يعملها
اخذ سيف ينظر الى اظافره ببرود قائلا بسخرية =
يمكن رجع البيت لعروسته ماهو عريس جديد بقى
ما ان اتم كلماته حتى فتح الباب بعنف دون اى انذار.

ليقف فيه عاصم كالمارد متحفز تشتعل عينيه بالنيران وغضب عاصف لتجعل رؤيته بتلك الحال صلاح يظنه قد استمع الى الحديث الدائر بينهم لينهض بسرعة من فوق مكتبه يتجه اليه يحاول التبرير بتلعثم =
اهلا يا عاصم، احنا يعنى، انا اصل...
لم يعيره عاصم ادنى اهتمام وعينيه مسلطة فوق سيف الواقف بتجمد يزحف الرعب الى اوصاله وهو يرى تلك النظرات الموجهه اليه من عاصم ومازاد الطين بلة حين سمعه يخبر والده قائلا بصوت صلب حاد=.

لو سمحت يا صلاح بيه كنت عاوز سيف في كلمتين بينى وبينه فلو ممكن تسبنا لوحدنا
تنفس صلاح براحة واطمئنان يدرك من طلبه هذا انه لم يستمع اى شيئ مما قيل ليهتف سريعا براحة =
طبعا. طبعا اتفضل وانا هروح امر على الحسابات عما تخلصوا كلامكم.

ليخرج من الغرفة سريعا متجاهلا نظرة الرجاء التي وجهها اليه سيف يغلف الباب خلفه بهدوء تاركا سيف في مواجهة نظرات عاصم المسلطة عليه بغضب يراه يتقدم منه يلقى بجاكيت البدلة الخاصة بيه فوق احد المقاعد ويشمر اكمام قميصه ببطء وعينه لا تحيد عن سيف والذي اخذت قدميه ترتعش برعب ليتراجع بخطوات امام تقدم عاصم منه حتى التصق ظهره بالحائط لا يجد له مخرجا وقد توقف امامه محاصرا لها يتتحفز كل عضلة جسده يسمعه يقول بشراسة =.

ايه خايف يا سيف؟ خايف من ايه احنا هنتكلم راجل لراجل ولا انت مبتعرفش غير تتشطر بس على اللى اضعف منك
سيف بتلعتم ورعب في محاولة واهية لفرض سيطرته على الموقف وقد ادرك مقصده =
وليه ماتقلش انى اللى اضعف منى دول كان بيعجبهم انى اتشطر عليهم يعنى كل حاجة بمزاجهم
اشتعلت النيران بعين عاصم يدرك محاولته لقلب الامور على غير حقيقتها مرة اخرى ليبتسم بشراسة قائلا =.
تصدق عندك حق وانا ناوى اجرب الاحساس ده هنا معاك وعاوز اشوف بقى هيعجبك ولا لا
شحبت ملامح سيف بقوة يهتف برعب وهستريا =
انت تقصد ايه بكلام ده؟ ناوى على ايه والله لو قربت منى لهقول لجدى على كل حاجة
اقترب عاصم يهمس بشراسة وقسوة في اذنيه = قول وانا هقول وهنشوف كلام فينا اللى هتصدق ده غير منظرك طبعا ادامهم كلهم.

ابتلع سيف لعابه بصعوبة وادرك الان انها قد قصت عليه كل شيئ دون اغفال حرف مما حدث بينهم ليستخدم عاصم نفس كلماته لها
ليركع على الارض يقبل قدم عاصم بخوف ورجاء يبكى كما الاطفال =
سامحنى يا عاصم والله ماهاجى جنبها تانى بس بلاش تعمل اللى في دماغك ده
ضحك عاصم بخشونة قائلابتهكم =
لااا يا راجل انت دماغك راحت لفين
لينحنى يمسك به بقسوة من ذراعيه يرفعه اليه قائلا بقسوة =.

بس لو فكرت تقرب تانى منها صدقنى اللى فكرت فيه ده هيبقى نقطة في بحر اللى هعمله فيك وقتها فاهم
هز سيف راسه بالايجاب سريعا برعب ليلتفت عاصم الى المكتب خلفه يلتقط من عليه فاتحة الاظرف المزخرفة يفتحتها ببطء امام اعين سيف المرتعب ليساله بخوف وتوجس =
انت ناوى تعمل ايه بالبتاعه دى
رفع عاصم عينيه بنظرات باردة قائلا =
تفتكر هعمل بيها ايه يا سيف؟
هز سيف راسه بالنفى برعب دليل على عدم معرفته=.

ليبتسم عاصم بشراسة يهمس =
كل الحكاية هسيب حاجة تفكرك انا ممكن اعمل فيك ايه لو فكرت تعصى كلامى
لتبع كلماته صرخة سيف المتالمة ولهاثه الحاد بعد ان تركه عاصم ليجثو على ركبته ارضا يضع يده فوق حرج وجهه والذي اخذت تتساقط منه الدماء ليلتفت عاصم اليه ببرود يعدل من وضع ملابسه قائلا=
علشان كل ما تقف ادام مرايه تفتكر كلامى ليك كويس وان مش مرات عاصم السيوفى اللى حد يفكر يتجراء عليها.

ليغادر الغرفة بخطوات هادئة تاركا لسيف يبكى بدموع يأوهه بقوة. من المه الشديد
.
جلست عائلة السيوفى بعد العشاء لتناول القهوة ماعدا الجد سيف وصلاح والذي اتصل منذاكثر من ساعة يعلن تاخرهم لامر هام
لتجلس شهيرة بقلق تهز قدميها بتوتر خاصة حين اعلن لها عاصم بهدوء عند سؤالها له عن هذا الامر الهام انه لاعلم له يرجح انه من المؤكد ليس شيئ يخص العمل.

بينماجلست فجر بصمت وذهن تتذكر لحظة ما قصته عليه عصرا عن كل محاولات سيف لتحرش بها بكلمات في بادئ الامر لتتطور الامور الى مد يده عليها باكثر من طريقة الى يوم ماحدث في المكتبة منه ليظل عاصم يستمع اليها بوجه جامد لاتظهر عليه اى لمحة من المشاعر الا من تنفسه السريع حتى انتهت من روايتها لتنظر اليه تنتظر ردة فعله لكنها صدمت حين نهض واقفا بسرعة واضعا بعض المال فوق الطاولة قائلة بخشونة =.

يلا علشان اوصلك على البيت علشان عندى شغل كتير في الشركة
شحبت ملامح فجر وهي ترى ردة فعله هذا لتدرك كما هي العادة انه لم يصدق حرفا مما نطقت به مفضلا الاحتفاظ بصورتها السيئة على ان يقوم بتصديقها
لتذهب معه في رحلة قصيرة صامتةبالسيارة ليتركها امام الباب الامامى للقصر دون توجهه نظر واحدة لها مغادرا سريعا
وهاهو يجلس بهدوء منذ حضور من الشركة قليل الحديث لا ينظر في اتجاهها حتى.

افاقت من افكارها على صرخة عمتها برعب تسودالغرفة حالة من التوتر لترفع انظارها سريعا لترى سيف يقف بجوار ابيه وقد كان خده الايمن كله مغطى بضمادة بيضاء يسير بضعف حتى جلس فوق مقعد مخفض الرأس لتسرع شهيرة اليه تساله بلهفة=
مالك يا سيف ايه اللى عمل فيك كده
لم يرد عليها سيف بحرف وهو مازل مطأطأ الراس لتلتفت شهيرة الى صلاح =
ماله يا صلاح فهمنى ايه حصله
صلاح وهو يلقى بنظراته على فجر الجالسة تتابع مايحدث بتوتر =.
خربشته قطة الظاهر اتغاشم في اللعب معاها عملت فيه كده
تهتفت ثريا بذعر =
ياساتر وهو في قطة تعمل كده
عاصم ببرود وعينيه تتسلط فوق سيف عدة لحظات قائلا=
واكتر من كده مش كل قطة ينفع يتلعب معاها ولا ايه يا صلاح بيه
ابتلع صلاح لعابه بصعوبة قائلا ببطء=
عندك حق يا عاصم وهو عرف غلطه
امسكت شهيرة بذراعه ابنها قائلة بصوت باكى = تعالا معايا يا حبيب ماما ارتاح في اوضتك واحكيلى ايه اللي حصل.

نهض سيف بطاعة مغادرة تتبعه شهيرة وليلحق بها صلاح بعد ان تبادل مع عاصم نظرات ذات مغزى لثانية من الوقت لكنها كانت كافية لتلمحها فجر سريعا لتدرك ان ماحدث غير ما قيل تماما وان لعاصم يد فيما حدث لذلك الحقير لتشعر بسعادة لم تستطع السيطرة عليها تظن للحظة انه قد فعل ذلك من اجلها لتنهر نفسها بقسوة تدرك استحالة هذا الخاطر بعد ما راته بعينيها من ردة فعله البارد عصر اليوم فمامن جديدا ليجعل يفعل اى شيئ من ذلك لاجلها فهى ستظل الى الابد مدانة في عينيه.
تكورت فجر فوق اريكتها تحاول النوم قبل صعوده الى الغرفةلا تريد مواجهة اخرى معه فيكفيها ما شاهدته منه برود وعدم اكتراث اليوم لذا لا قدرة لها على تحمل المزيد منه
زفرت بقوة ترفع راسها تلكم الوسادة خلف راسها بغل في محاولة منها لتفريغ غضبها منه في تلك المسكينة.

لكنها سمعت صوت الباب يفتح بهدوءفاسرعت بوضع راسها فوق وسادتها تغلق عينيهاسريعا تتظاهر بالنوم تستمع الى صوت خطواته تقترب من مكان نومها فاخدت تحاول تهدئةضربات قلبها وتنفسها السريع حتى لا ينكشف امرها امامه لكنه لم يتوقف كثيرا امامها يتحرك باتجاه الفراش تسمعه يقوم بخلع ملابسه ثم صوت الخزانة تاليها صوت الحمام يغلق خلفه لتطلق لانفاسها الحبيسة حريةالانطلاق فحاولت استدعاء النوم اليها قبل خروجه فاخذت تعد الارقام بصوت هامس في محاولة منها لنوم لتستمر بالعد وماان وصلت الى الالف.

حتى شهقت فزعة من الفراش وهي تسمع همسه الاجش بجوار اذنيها =
مانمتيش على السرير ليه؟ وايه اللى مسهرك لحد دلوقتى
التفتت اليه تراه يجلس على عقبيه بجوارها وجهه ملاصق لوجهها يرتدى تيشرت منزلى ذو حمالات اسوداللون وبنطلون من نفس اللون قطنى لتتسع عينيها قائلة بتلعثم=
اصل انا، ايدى خفت، وانا برتاح هنا.

ماان اتمت حديثها حتى نهض على قدميه ينحنى فوقها يضع يد خلف راسها ويد خلف ركبتبها يرفعها الى صدره يتجه بها الى الفراش فاخذت تحرك قدميها في الهواء تحاول التملص منه قائلة بتلعثم =
انا مش عاوزة انام هناك انا بحب انام على الكنبة
توقف عاصم بها امام الفراش يهمس برقة =
هنا هتكونى مرتاحة اكتر.

ليترك يده من خلف ركبتبها لتنزل فوق قدميها ببطء جسدها يلامس جسده بينما يده الاخرى ماتزال تلتف ظهرها ليقفا ينظران الى بعضهم لدقائق عيناه تجوب وجهها شغف هامسا =
ده مكانك انتى انا اللى هنام هناك من هنا ورايح اتفقنا
فجر بهمس = اتفقنا
ابتسم بحنان تشتعل عينيه وهو يرى موافقتها السريعة =.

اول مرة توافقينى على حاجة بسرعة كده ليرفع انامله يتلمس خصلات شعرها بانبهارقائلا بعد صمت طويلا اخذ يحاول الحديث فيه اكثر من مرة ليقول اخيرا بتردد=
فجر انا مش متعود اعتذر لحد علشان كده هتلاقينى مش عارف اوصلك اعتذارى ليكى ازاى بس انا فعلا اسف على كل كلمة قلتها او اى فكرة اخدتها عنك من غير ما افكر او ادور على حقيقتها انا اسف يافجر ومستعد لاى طلب يرضيكى
اتسعت عينيها بدهشة =.
يعنى انت صدقت كلامى معاك الصبح طب ليه ماقلتش حاجة وقتها
زفر عاصم بقوة بينما كفه الموضوعة خلف ظهرها تقربها منه دون شعور اليه قائلا بندم
عارف انك ليكى حق تستغربى كلامى بس مكنش ينفع اتكلم في اى حاجة الا لما اربى الكلب ده الاول
هتفت فجر بفرحة تصفق بيدها=
يعنى انت اللى عملت فيه كده؟ احسن يستاهل الحيوان ده.

اتسعت عين عاصم من رؤيته لفرحتها العظيمة لما حدث لسيف يلعن نفسه الف مرة انه لم يستمع اليها من قبل ليلقن ذلك الاحمق درسا يليق بيه
تنحنحت بحرج لدى ملاحظتها لنظرته تلك اليها
لتشعر بالحرج من تصرفها الطفولى هذا امامه تهمس بخفوت =
ا
سفة بس مقدرتش ادارى فرحتى متعرفش اد ايه انا فرحانة فيه
ابتسم لها تطل من عينيه نظرة حنان قائلا برقة =
وانا مش عاوزك تداريها كل اللى انتى عوزة تعمليه اعمليه براحتك.

اخفضت فجر رأسها تبتسم بخجل =
انا هروح. انام، الوقت اتاخر
ابتعد عاصم عنها بتردد يفك ذراعه من حولها ببطء يهمس=
تصبحى على خير يا فجر
ليتركها ويتجه ناحية الاريكة يستلقى عليها يرفع راسه لسقف الغرفة واضعا ذراعه فوق جبهته ينظر اليه بشرود
ظلت تنظر اليه عدة لحظات وهو على وضعه هذا ثم اتجهت الى الفراش تختطف من فوقه وسادة اخرى تسرع اليه قائلةبحرج=
انا جبت لك مخدة تانية علشان دى انا كنت نايمة عليها.

التفت اليها ببطء يمسك بالوسادة من بين يديها يبدلها مكان الاخرى ثم اخذ وسادتها بين ذراعيه يحتضنها دافنا وجهه بها بعمق
اخذت فجر واقفة لبرهة وعند تيقنها بانه لن يعطى لها الوسادة الاخرى تحركت مبتعدة تهز كتفها باستغراب من تصرفه هذا غافلة عمن اخذ يستنشق عيبرها من فوق الوسادة هويغلق عينيه باستمتاع ولذة.

اثناء الليل استلقت شهيرة وصلاح والذي اخذ يدخن بشراهة وعصبية دون ان يغمض لهم جفن اثر استجواب شهيرة له طوال الليلة
شهيرة بعصبية =
انا مش داخل دماغى اللى انت بتقوله ده قطة ايه اللى تعمل في ابنك كده
صلاح بلامبالاة =
عندك ابنك روحى اساليه انا مش عارف عملالى تحقيق انا ليه
التفتت اليه شهيرة بغضب =
ماهو مش راضى ينطق بحرف وكل ما اساله يقولى قطة
لتتسع عينيها بادراك فجاءةتهتف بغل =.

يكون يقصد البت فجر ايوه هو دايما كان يقول عليها قطة يومها اسود لو اعرف انها السبب في اللى حصل لابنى
اعتدل صلاح في الفراش بعنف هاتفا=
شهيرة لمى الليلة مع فجر اليومين دول اديكى شايفة عاصم عامل علشانها ايه
شهيرة بحدة =
وانا هخاف منه ولا ايه
هتف صلاح بغيظ =
اه خافى منه ياشهيرة ابن اخوكى مش سهل ومش بيعيد لو عرف انك بضايقيها يعمل فيكى زاى انتى كمان زاى ماعمل مع ابنك
التمعت عينيها بحقد وغل =.

يعنى ايه هو اللى عمل في سيف كده طب ايه السبب اللى يخليه يعمل كده فيه
لتهتف. ايوه كده الامور وضحت كله علشان بنت عواطف
انخفض صلاح على الفراش يستلقى على جانبه قائلا بقلة صبر وغضب=
يوووه انا زهقت من الكلام معاكى واقولك اعملى اللى تعمليه انتى كمان بس مترجعيش تعيطى زاى ابنك
ليطفىء النور المجاور له تاركا شهيرة تلتمع عينيهابشراسة قائلة =.

البت دى كل يوم سمها بيزيد وشوية كده محدش هيقدر عليها وبعدين معاكى يا بنت عواطف اخرتها معاكى ايه
¨
فى مدينة نيويورك في احد المطاعم الشهيرة
جلست تزفر بغضب وحنق لتحدثها صديقتها برفق وتردد
بس هو عمره ماقالك انه ممكن يكون بينكم جواز وسافر وانتم ناهين كل حاجة بينكم
يبقى انتى مضايقة ليه دلوقت
نظرت لها بغيظ =.
انا لما وافقته على اللى في دماغه علشان كنت عارفة انه بتاعى هيغيب زاى ما يغيب بس هيرجعلى تانى انما يتجوز ومن مين من حتة بت عيلة ويقولى انا انه مش بتاع جواز يبقى لازم يعرف انى مش لعبة يلعب بيها ولما يزهق يرميها
تأففت صديقتها قائلة =
صوفيا كلنا عارفين ان علاقتكم كانت مبنية على المصلحة وبس وعمر المشاعر ما ادخلت بينكم يبقى ليه كل ده دلوقتى
تراجعت في كرسيها تنفس دخان سيجارتها بغيظ =.

اللى جد انى بقيت زايي زاى غيرى يعنى ممكن في لحظة يخلينى يطردنى بره واسيب ادارة الفرع ده لحد غيرى فهمتى
هزت صديقتها رأسها بتفهم قائلة بخبث =
يعنى برضه المصلحة تحكم بينكم
اسرعت تطفىء سيجارتها قائلة بحدة=
مش مشكلة المهم عاصم لازم يرجع ليا تانى باى تمن انا مش مستعدة اتنازل عن اى حاحة وصلتلها
صديقتها بحيرة =
طيب وايه اللى في دماغك دلوقت
صوفيا بتفكير =.

هرجع مصر باى حجة لازم اكون ادام عنيه ليل نهار وانا بقى هعرف ارجعه ليه ازاى
لترتسم نظرة خبث داخل عينيهاتبتسم بثقة لتبادلها صديقتها اياها قائلة=
وطبعا هتستغلى انك عمرك مانزلتى مصر يا حرام ومتعرفيش حد هناك
ضحكت صوفيا بصوت صاخب جذب اليها جميع انظار رواض المطعم قائلة=.

برافو عليكى كده انتى وصلتى للى في دماغى بس محتاجة ارتب الدنيا هنا علشان يكون عندى سبب مقنع لسفرى ليه والا كل حاجة هتتبوظ وانتى عارفة دماغ عاصم
هزت صديقتها راسها بالموافقة لتقول صوفيا بهمس=
هتتجن واشوف الى قدرت توقع عاصم السيوفى ويتخلى عنه عزوبيته علشانها
فيها ايه زيادة عنى انا صوفيا نصار علشان يسبنى انا وتجوزها بعدها في اقل من شهر انا لازم اسافر في اسرع وقت النهاردة قبل بكرة.

رات فجر نفسها تجرى في ممر طويل شديد الظلمة تصتف على جانيبه اشجار كبير عارية الاغصان تتقاذفها ايدى كثيرة تظهر لها من بين تلك الاشجار تمزق لها في كل مرةقطعة من ملابسها بعنف حتى اصبحت شبه عارية لتسقط على الارض لتظهر لها من من بين كل شجرة قدم عملاقة تحاول الدهس عليها بعنف فاخذت تصرخ وتصرخ حتى سمعت صوته يناديها بلهفة لترفع راسها تبحث عنه وسط كل تلك الاقدام التي تحيط بها لكنها لاترى شيئ لاتسمع سوى صوته الملهوف خوفا عليها وفي محاولتها للنهوض للبحث عنه اصابتها احدى الاقدام في صدرها بعنف لتصرخ بقوة والم لتهب ناهضة من فوق الفراش تنظر حولها برعب تتنفس بعنف وسرعة لترى عاصم ينهض من على الاريكة بتعثر يسرع اليها ليجلس بقربها ليضمها اليه بقوة قائلا بلهفة =.

اهدى ده مجرد كابوس وانتهى
دفنت وجهها في صدره تتلعثم بحروفها برعب = كانوا هيموتونى. داست عليا، وكانت خلاص هتموتنى
اخذ عاصم يهدهدها بين ذراعيه بحنان يهمس لها =
هششش ده مجردكابوس محدش يقدر يقربلك وانا هنا معاكى
انفجرت في البكاء قائلة بخوف =
انت كنت معايا هناك وبتنادى عليا بس مكنتش شيفاك كانوا مخبينك بعيد عنى
لتشهق بالبكاء قائلة بهستريا ورعب =.

انا خايفة اوووى اوعى تسبنى معاهم كانوا كتير اووى هيدسونى برجليهم لو انت سبتنى
ليهم
لم يدرى عاصم امازلت تتحدث عن كابوسها ام تعنى شييء اخر بحديثها هذا لكنه لم يهتم ليشدد من احتضانه لها بقوة قائلة برقة =
متخفيش انا مستحيل هسيبك انا هنا معاكى بس غمضى عينك ونامى وانا هنا جنبك.

ليتراجع بجسده فوق الفراش يسحب جسدها المتعلق به بشدة ليستلقى وهي معه وهي تضع راسها فوق صدره تتشبث بالتيشرت الخاص به بقوة ليطبع قبلة حنون فوق جبهتها يسالها بهمس =
تحبى اجيبلك كوباية ماية قبل ما تنامى
تشبثت اكثر بقميصه تهز راسها بالرفض ليحدثها قائلا بهمس =
طيب نامى انا معاكى هنا متقلقيش.

اغمضت فجر عينيها تحاول النوم تشعر براحة واطمئنان وهي في احضانه بينما انامله تمر برقة من بين خصلات شعرها بحركة رتيبة لتشعرها تلك الحركة بالاسترخاء والراحة لتغمض عينيها تستغرق في النوم شيئا فشيئا بينما هو اخذ يتامل وجههها بحنان ينحنى مقبلا وجينتها بلمسة كرفرفة الفراشة يشدد من احتضانه لها لتتغلل رائحتها المسكرة الى خلايا صدره لتتوسع لاستعابها بداخله يغمض عينيه هو الاخر ليغرق في نوم سريع و مريح لاول مرة له منذ امد طويل.
استيقظ عاصم من نومه يتقلب فوق الفراش حين شعر بها تتملل فوقه صدره تصدر اصوات تنهدات رقيقة وهي نايمة بينما يدها الصغيرة موضوعة فوق صدره برقة لتستيقظ كل حواسه احساسا بها يشعر بنبضات قلبه تتعالى بقوة ودفء جسدها يتسلل اليه ليشدد من احتضانه لها يدفن وجهه بين حنايا عنقها ليقبله بشغف ورقة دون ارادة منه فهو لم يعد يستطيع اخماد تلك الرغبة المتصاعدة بداخله اتجاهها لم يعد تستطيع تجاهل اهتمامه بكل تفاصيلها الصغيرة وعشقه لكل تعبير منها بدايةمن عضبها واشتعال عينيها بتلك النيران التي تذيبه لحظة اغضابهاو انتهاءا بمرحها وفرحها كطفلة الصغيرةكلما اسعدها شيئ.
اخذ نفسا عميقا يستنشق رائحتها بعمق بداخل صدره ليشعر بها تتحرك بين ذراعيه دليلا على استقاظها ليسرع في اغماض عينيه متظاهرا بالنوم لايريد ان تراه وهو في حالة الضعف هذة اتجاهها يشعر بها تتمطى بجسدها لتزداد اكثر قربا منه ليحبس انفاسه خوفا ان تخونه بتسارعهاواضطرابها فتعلم باستقاظه وما يحدثه قربها منها.

تمطت فجر براحة وشعور بالدفء يسيطر على جسدها تفتح عينيها بكسل تلتفت براسها ببطء لتنتفض صارخة بصوت مكتوم تعى لنفسها هي تلتصق بعاصم النائم بجوارها بسلام يضمها اليه بينما وجهه مدفون في عنقها انفاسه الدافئة تلامسها لتشعر بالخجل وهي تتذكر كابوسها ليلة امس وتوسلها له بالبقاء بجانبها ولا يتركها ابدا.

اخذت وجنتيها بالاشتعال تتسال عما قد يظنه بها الان زفرت ببطء تحاول التملص من بين ذراعيه دون ان تحاول ايقاظه فاخذت ترفع.

ذراعه الملتفة حول خصرها برقة تسحب جسدها من جواره ولكن لم تكن ابتعدت سوى انشا واحدا ليعود وضع ذراعه مرة اخرى فوق خصرها لكن هذا المرة جذبها بسرعة لتستلقى بكامل جسدها فوقه معاودا دفن وجهه في عنقها مرة اخرى لتصاب بلهلع فاخدت تضرب باناملها فوق صدره منادية لها بلهفةحتى يفيق من نومه لكن مرت لحظات ظلت فيها ذراعيه مكانها فوق خصرها لتظل تناديه حتى سمعت اخيرا صوت همهمته بالايجاب لتسرع قائلة =.

اصحى يا عاصم قوم
اخذ عاصم يمرمغ وجهه في عنقها لايستطيع مقاومة اطلاق ااه استمتاع رغما عنه عندما شعر بنعومة بشرتها تلامسه لتفسرها هي كموافقة منه على طلبهاليسمعها تطلب منه بتلعثم =
طيب سيبنى علشان اقوم انا كمان.

تنهد باستسلام يتركها فاكا لحصار ذراعه عليها ببطء ليشعر بها تنسحب بسرعة حتى طرف الفراش تنهض سريعا تعدل من وضع ملابسها حولها بارتبارك ليلتفت واضعا يده فوق عينيه يغمضهم بقوةوهو يتنفس بسرعة وعنف لتشعر هي بالقلق من رؤيته بوضعه هذا لتساله بلهفة=
عاصم انت كويس في حاجة حصلت لك.

ظل على وضعه دون ردا منه لتشعر بالقلق اكثر لترفع ركبتيها تصعد للفراش مرة اخرى تحاول الاقتراب منه ولكنها شهقت بفزع حين نهض بعنف من فوق الفراش هاتفابقوةوصوت متحجرش=
خليكى عندك يافجر. انا كويس متقلقيش
ثم توجه سريعا في اتجاه الحمام يغلق بابه خلفه بقوة افزعت فجر التي وقفت تنظر في اثره بقلق لاتدرى ما حدث ليجعله بهذا الغضب.

وقف عاصم امام المراءة يعدل من وضع رابطة عنق يزفر من حين لاخر بحنق لعدم استطاعته القيام بتلك المهمة البسيطةالمعتادة فعينيه فقدت كل تركيزهم معها تتابع تحركاتها في الغرفة باهتمام ليفقد انتباهه لصالحها زفر مرة اخرى بحنق لفشله مرة اخرى في عقدها لتنتبه فجر له تساله بصوت متردد متلعثم =
ممكن تخلينى احاول اعملها انا؟

تقابلت نظراتهم في المرءاة فهم بالرفض فلا طاقة له لتجربة محنة قربها منه مرة اخرى ليفتح فمه ليجيبها بالرفض لكنه تراجع لدى رؤيته لتلك النظرة البريئة في عينيهاالرائعة ليجد نفسه يهز راسه بالموافقة دون ارداة منه تتابعها بعينيه وهي تتقدم منه بخطوات بطيئة مترددة كانها ندمت لطلبها هذا.

وقفت امامه راسها بالكاد يلامس ذقنه تمد يدها بارتعاش الى ربطة العنق تقرب راسها منه تخفضه بالقرب من صدره لتركيز على مهمتها ليغمض عينيه بشوق حين تغللت رائحة شعرها والتي تشبه رائحة الياسمين الى انفه لتتوسع رئته لتحاول استعاب اكبر قدر من رائتها تلك بداخله يشعر بيدها الصغيرة تلامس صدره بلمسات كرفرفة الفراشة لكنها كانت كحريق يسرى بين اضلعه ليظل على حالة الهيامهذة حتى سمع صوتها تهتف باعجاب وسعادة=.

شوفت عملتها صح وشكلها طلع حلو اووى
فتح عينيه ببطء لتتوقف فجر عما كانت تقوله حين صدمتها تلك النظرة في عينيه المغشيه بالرغبة والشغف لتدرك ان كل هذا موجه لها هي لتتلعثم في حروفها تبتعد بخطوات متعثرة =
انا، هروووح، احهز، علشان. ننز.

لم تكمل كلماتها تجذبها يده اليه بقوة لتصطدم بصدره ليضع يده خلف راسها والاخرى يلفها حول خصرها يهبط بشفتيه عليها يبتلع شاهقتها بداخله يقبلها بكل الجنون والاشتياق بداخله غير واعى لاى شيئ سوى ملمس شفتيها الناعم تحت شفتيه ليصدر عنه تأوه قوى يشدها اكثر اليه متجاهلا مقاومتها الضعيفة له هو يحاول السيطرة عليها بخبرته ليجعلها بعد لحظات تبادله شوقه اليها باخر خجول مرتبك.

لم يدروا كم ظلا على هذا الحال غائبين عن كل ماحولهم حتى صرخت رئتيهم طلبا لتنفس ليبتعد عنها مغمض العينين بضعف يستند براسه فوق جبهتها ينهت بقوة طلبا للهوا.
ليفتح عينيه بعد لحظات استطاع فيها استجماع سيطرته على ذاته مرة اخرى يخفض عينيه اليها يراها هي الاخرى في حالة من الفوضى بشعرها المبعثر بجنونحول وجهها وشفتيها المنتفخة من اثر قبلاته المجنونة لها ليمسك بوجهها بين كفيه يرفعه اليه برقه يهمس بضعف وصوت اجش=
اسف انى فقد سيطرتى بشكل ده بس بجد لو مكنتش عملت كده كنت ممكن اموت.

ليخفض وجهه اليها مرة اخرى يقبلها ولكن تلك المرة برقة وحنان اذابها بعمق فلم تشعر بحالها وهي ترفع زراعيها تلفهم حول عنقه تبادله تلك القبلةالرقيقة ليدرك هو بتجاوبها هذا ليشدها اليه اكثر بلهفة كمن يريد ان تمتزج بداخله اضلعه تتلاشى بداخله اخذتهم عاطفتهم الى سماء صافية محلقين نحوها لدقائق طوال لم يدركا شيئ خلالها سوى مشاعرهم نحو بعضهم البعض حتى اعادتهم الى ارض الواقع دقات لحوح على باب الجناح حاول عاصم تجاهلها لكنها استمرت على نفس الالحاح لتفيق فجر من تلك الغيمة المحيطة بيهم تحاول الابتعاد ليرفع عاصم راسه يزداد احتضانا لها لكنها اخذت في المقاومة لتتركها يده بتردد واسف يهتف بغضب فمن يقف بالخارج لمعرفة هوايته ليسمع صوت هناء الخائف قائلة بتلعثم = انا هناء يا عاصم بيه سيدى الكبير عوزك تحت حالا وبيقول انه مستنيك في المكتب.

زفر عاصم بقوة في محاولة لتهدئة غضبه=
طيب انزلى قوليله نازل حالا
التفت عاصم يبحث عنها بعينيه ليجدها قد جلست فوق الفراش تخفض راسها قد غطى شعرها وجهها من الجانيبن كستار لامعة تحجب عنه رؤيته لها لكنه ادرك مايدور بداخلها من مخاوف ليتقدم بخطوات رشيقةغير مترددة حتى وقف امامها يجثو على عقبيه بجوارها هامسا وانامله ترجع تلك الخصلات الخلابة من الشعر خلف اذنيها برقة =.

فجر انا مش هعتذر لانى استحالة اعتذر عن احلى لحظة وشعور حسيته في حياتى لما كنتى بين اديه وفحضنى وياريت يكون هو ده نفس احساسك انتى كمان
ظلت تخفض راسها هاربة بعينيها منه ليزفر عاصم بقلة حيلة ليسالها بقلق =
فجر لو عوزانى اعتذر ليكى حالا لو كنت ضايقتك فانا مستعد حالا اعملها بس مش عاوز تفضلى ساكتة كده
رفعت عينيها اليه يغشيهم ستارة من الدموع
ليشحب وجهه بشده يهتف بالم =
دموع يافجر لدرجة دى اناضايقتك.

هزت راسها بالنفى ببطء ليهمس بامل =
طيب ليه بتعيطى؟
همست بصوت متلعثم خائف
خايفة تفتكر انى قصدت اللى حصل وانى اخليك تعمل كده
اتسعت عين عاصم بذهول يدرك لاول مرة مدى قسوة كلماته السابقةلها يشعر بانه يستحق كل عقااب قد ينزل عليه عقابا له على غباءه ليهمس بندم =
انا اسف يافجر بس انا وقتها مكنتش عارف بقول ايه ولا بتكلم ازاى كانت كل حاجة متلغبطة ادامى ومش عارف ارتب الامور واشوفها صح.

ليمسك بيدها بين يديه يقبلها برقة وحنو يهمس =
انا اسفة تانى وتالت ورابع وعاشر
بينما كان يهمس بكلماته هذة اخذت شفتيه مع كل كلمة تقبلها عد ة قبلات رقيقة على باطن يدها وكفها واصابعها النحيلة لتضحك فجر بسعادةوهى ترى كل هذة الرقة والحنان منه تراه يمسكها من يدها يشدها لتقف امامه وانامله بكل برقه تمسح بقايا دموعها عن وجنتها قائلا باهتمام =.

انا هنزل اشوف جدى دلوقت واسيبك براحتك تظبطى نفسك وتحصلينى علشان نفطر سوا اتفقنا
هزت راسها بالموافقة تبتسم بخجل ليقف لبرهة تمر عينيه عليها برقة كمن ليس القدرة على تركها ثم تنحنح بقوة يترك يدها ليغادر الغرفة بخطوات سريعة واسعة لتقف فجر تبتسم بسعادة تضم يدها التي قبلها الى صدرها الفرحة تشع من جميع ملامحها لتذيدهاجمالا على جمال تتنهد بسعادة وهي تتجه الى الحمام لتستعد حتى تنزل فورا لملاقاته بالاسفل.

بتقولوا ايه وازاى ده يحصل؟
قذف عاصم بغضب بكلماته تلك الى جده الجالس بتوتر وعصبية يجاوره صلاح والذي اجابه بقلق =
محدش عارف حصل ازاى الخبر لسه وصلنا حالا شركة الوصيفى اخدت المناقصة بسعر اقل منا بكتير
عاصم بغضب عاصف يهدر صوته في جميع ارجاء القصر =
واحنا كنا فين يا صلاح بيه واللى مسئولين عن المناقصة كانوا فيين
تلعثم صلاح يحاول التبرير =
ده حاجة واردة وبتحصل يا عاصم محدش كان...
قاطعه عاصم بعنف وغضب =.
الكلام ده نقولوا لو دى اول مرة تحصل دى خامس مرة تحصل ولنفس الشركة وتقولى حاجة طبيعة
تحدث عبد الحميد بصوت حاول جعله هاديء=
اهدى ياعاصم واقعد نشوف هنعمل ايه وانت يا صلاح اطلع انت المطار علشان تستقبل الوفد الاسبانى وتجهز امور اقامتهم وسيبنى مع عاصم شوية
اوام صلاح براسه بتردد يخرج من الغرفة بهدوء حذر
وماان هرج صلاح يغلق الباب خلفه بهدوءحتى هب عبدالحميد بعنف هاتفا=.

انت بتزعقله ليه انت اللى مسئول على اللى حصل ده
التفت عاصم اليه يهتف بغضب هو الاخر =
وده زاى هو اللى كان مسئول عن الصفقة دى هو والحيوان ابنه
صرخ عبدالحميد
ايوه جينا لمربط الفرس الحيوان ابنه كنت متوقع ايه بعد اللى عملته في ابنه وادام الكل ليصمت قليلا يرى لمحة من الارتباك تمر فوق ملامح عاصم ليكمل.

اايه كنت فاكرنى مش هعرف انك السبب في اللى حصل لسيف ولا ومستنى من صلاح ولا ابنه يهتموا بشغلهم بعداللى عملته فيهم فوق ياعاصم الاول موضوع نادين واللى عملته في البيت كله علشان الهانم مراتك دلوقت سيف اللى ابوه شايل كل حاجة في الشركة طول سنين غربتك على دماغه
عاصم بحنق ضاغطا فوق حروف كلماته =
ماهو انت لو عرفت الحيوان ده عمل ايه مش هتتكلم كده
عبدالحميد ببرود =.

ومش عاوز اعرف ولا يهمنى اعرف عمل ايه بس لازم تفهم ان لكل شيئ اخر ياعاصم
لتتغير لهجته الى الضعف كالمعتاد حين لايستطيع السيطرة عليه بقوته يستغل ضعف وحب عاصم اليه
وانا اللى قلت عاصم هو اللى هيقدر يمسك الشركة بايد من حديد اولما يرجع لكن سايب كل مشاكلها ورايح يجرى وراه كل واحد يكلم مراته كلمة
زفر عاصم بقوة يتقدم لمكان جلوس جده ينحنى فوق يده مقبلا لها قائلا بهدوء =
متزعلش نفسك انت وكل شيئ هتحل.

ملس عبد الحميد فوق شعر عاصم قائلا بحنان = وانا عارف انك ادها وادود بس لازم تفتح عينيك ولا الشركةهتروح منا في لحظة ودى لو ضاعت روحى تضيع معاها ياعاصم
هتف عاصم بحزم = متقلش ياجدى مفيش حاجة من دى ممكن تحصل ومش هسكت لحد ما اعرف مين اللى ورا اللى بيحصل ده ويا ويله منى ساعتها.

مطار القاهرة الدولى
وقفت صوفيا في انتظار حقائبها تتحدث الى الهاتف بصوت هاديء
متقلقيش انا رتبت كل حاجة في قبل السفر وقبل ما ابعت ليه طلب الاجازة
صممت قليلا تستمع الى محدثتها في الهاتف قائلة بعدها =
لاااا ميعرفش انا هستنى يوم او حاجة وبعدين هروح له الشركة و هقوله اللى اتفقنا عليه لااا طبعا لازم يفهم ان الحكاية جات فجاءة من غير اى تمهيد اوكيه هبقى ابلغك عملت ايه يلا سلام النشط وصلت.

ثم اغلقت الهاتف تتجه بخطوات رشيقة وطلة تلفت الانظاراليها بنظرات اعجاب اعتادت عليها لتسير بكل غرور وكبرياء مغادرة بثقة تنوى النجاح فيما انتوت عليه.

نزلت فجر الى اسفل بخطوات مترددة ترى المكان يسوده الهدوء والصمت لتتجه خطواتها ناحية غرفة الطعام لتجد نساء العائلة فقط على المائدة بينما الجد في مكانه المعتاد يجلس كمن على راسه الطير يسود الوجوم المكان لتبحث بعينيها عنه في ارجاء المكان لكنها لم تجد له اثر لتشعر بالحزن لخروجه قبل نزولها ورؤيتها له جلست في المكان المخصص لها تلقى بتحية الصباح بصوت هامس تاكل بصمت دون شهية وذهن شارد حتى انتبهت على صوت الجد يهتف بقوة =.
اسمعوا كلكم الكلام اللى هقوله ومش عاوز حد يقطعنى
ساد الصمت ارجاء المكان ينتظر الجميع حديث الجد برهبة واهتمام ليكمل وهو يدير نظراته بين وجوه الموجودين لترتكز فوق فجر لتطلع من عينيه قائلا بجمود =
الايام اللى جاى دى عاوزها تعدى بين الكل من غير مشاكل ولا خناقات ليصمت قليلا ترتكز عينيه فوق فجر لتطل من عينيه نظرات ذات مغزى لتتحول الى نظرة قسوة وجمود ليكمل بحنق=.

ولا حد يشتكى من حد ويقلب اللى عايشين في بيت واحد على بعض
اتجهت جميع الانظار اليها مابين مشفق وشامت وفرح حين اكمل الجد بلهجة ذات مغزى=
واظن كل واحد عارف هو بيعمل ايه ومش هتكلم تانى و الايام الجاية عاوزك يا شهيرة انتى وصفيةوثريا متجاهلا ذكر عواطف تماما تعملوا حسابكم اننا هنعمل حفلة كبيرة على شرف الصفقة الجديدة عاوز تعملوا استعدادتكم وعاوزكم عندى في المكتب بعد الفطار علشان نتكلم في التفاصيل.

لتقفز هنا بفرحة فور نطقه لكلماته تلك لتنظر اليها نادين شذرا قائلة بهمس =
عيلة تافهة وغبية ايه اللى يفرح في المصيبة دى.

بينما شعرت فجر بألم لدى رؤيتها لوالدتهاقد شحبت ملامحها بشدة حين تعمد الجد عدم ذكرها في حديثه اكثر مما المتها كلماته الموحية لها عن اختلاقها للمشاكل بين افراد العائلة الواحدة كما لو كان يتعمد وضعهم في مكانهم الصحيح من وجهة نظره وهي انهم دائما وابدا لن يكونوا سوى خدم قليلى المستوى في نظر عبد الحميد السيوفى.
هى بنتك فرحانة كده ليا بالحفلة الزفت دى دى مصيبة وجات على دماغنا ولا انتم مش واخدين بالكم
التفت اليها شهيرة الجالسة بجوار ثريا منهمكين بترتبات الحفل والتجهيز له لتدخل عليهم نادين كالعاصفة تلقى بكلماتها الحانقة تلك لتسألها شهيرة بدهشة=
مصيبة ايه يانادين اللى بتتكلمى عليها؟
لم تعير ثريا كلمات ابنتها ادنى اهتمام قائلةبلا اكتراث دون ان ترفع راسها عن الورق بين يديها =.

سيبك منها ياشهيرة نادين بقت بتشوف كل حاجة مصيبة اليومين دول
دبت نادين قدميها في الارض بغضب هاتفة بحنق =
وياترى ده هيبقى رايكم برضه لما تعرفوا ان بنت الخدامة هتبقى هي مضيفةونجمة الحفلة اللى انتم فرحانين بها دى طبعا مش تبقى مرات رئيس مجلس ادارة الجموعة ولا حضراتكم مش واخدين بالكم
ارتفعت الانظار اليها بصدمة وذهول لتهز نادين راسها بالايجاب تنطق حروف كلماتها ببطء متعمدومغيظ =.

ايوه زاى ما وصلكم كده بنت عواطف هتبقى نجمة الحفلة اللى حضراتكم عاملين تحضروا ليها بضمير اووى كده
التفتت شهيرة الى ثريا تهتف بصدمة وغيظ =
عندها حق ازاى فاتت علينا الحكاية دى
ثريا بغل وحقد=
يبقى نخليها حفلة سودا على دماغها هي وامها
جلست نادين فوق المقعد تهتف بحنق =
ازاى وجده اللى مهتم بالحفلة ومتابع كل التحضيرات بنفسه وماتنسوش دى معمولة علشان صقفة كبيرة
تنهدت شهيرة قائلة بقلة حيلة =.

عندك حق يا نادين طيب والعمل ايه مش ممكن استنى اتفرج على بنت عواطف وهي بتتعامل على انها صاحبة القصر لازم نلاقى حل ونكون بعيد في الصورة في نفس الوقت
ساد الصمت ارجاء الغرفة للحظات ساد خلالها التوتر والانفعال حتى هبت ثريا تهتف بفرحة =
لقتها خلاص بس مش عارفة هنفذها ازاى
شهيرة بلهفة =
قولى بس انتى وسيبى التنفيذ عليا انا
هزت ثريا راسها بالموافقة لتسرع بقص عليهم ما جاء في تفكيرها من فكرة شيطانية خبيثة.
وفور انتهاءها هبت نادين بفرحة تقبل وجنتيها قائلة =
برافو يا ماما عليكى هو ده الصح وبكده نضمن انها على الاقل متكونش في استقبال الضيوف
لتسال بعدها بحيرة= بس ودى هنعملها ازاى
شهيرة بأبتسامة خبيثة =
لا التنفيذ ده عليا انا قومى يا نادين ابعتيلى البت هناء فورا
اسرعت نادين تسرع في تنفيذ طلبها لتضحك فور خروجها بحقد وشماتة
وتبقى تورينى بنت عواطف هتحضر الحفلة ازاى.

لتضحك ثريا هي الاخرى تتبادل النظرات الخبث والشماتة معها.

فى مقر شركة السيوفى
جلس عاصم منهمك في مجموعة من الاوراق امامه يقف بجواره صلاح ينحنى على المكتب من حين الى اخر يجيب على اسئلة عاصم له
ليدق باب الغرفة بعد حين لتدلف السكرتيرة الى الداخل قائلة =
عاصم بيه في واحدة موجودة بره بتقول انها مديرة مكتبك في نيويورك وطالبة تقابل حضرتك
رفع عاصم راسه ببطء عاقد حاجبيه بيساؤل =
صوفيا! غريبة دى ايه اللى جابها هنا
ليصمت لثوانى بتفكير ليكمل.

خليها تدخل واجلى اى مواعيد دلوقت لحد ما اديكى خبر
هزت راسها بالايجاب لتخرج سريعا ليلتفت صلاح الى عاصم قائلة بخبث=
طيب اخرج انا كمان وابقى اجى بعدين نكمل شغل
هز عاصم راسه بشرودبالموافقة غافلا عن لهجة صلاح الموحية ليتجه صلاح في اتجاه باب الخروج وما ان هم بفتحه حتى فتح من الخارج لتدلف صوفيا بخطوات رشيقة متمهلة ليتوقف صلاح ينظر اليها بانبهار واعجاب مرحبا بها قائلا= اهلا صوفيا هانم نورتى مصر.

صوفيا وعينيها فوق عاصم الجالس فوق مقعده متكأ الى الخلف فوق كرسيه يستند بذقنه فوق سبابته وابهامه تطل منه عينيه نظرة غامضة لتهمس عدم اهتمام =
شكرا صلاح بيه اهلا بيك انت
لاحظ نظراتها تلك وتوتر الجو في الغرفة ليسرع في القول سريعا ينقل انظاره بين عاصم وصوفيا ليقول ببطء =
طب استئذان انا دلوقت وابقى ارجع بعدين ومرة تانية نورتينا.

ثم يذهب يغلق خلفه الباب لتظل صوفيا فور ذهابه تنظر لعاصم الجالس ببرود لاتصدر عنه ردة فعل لتقترب ببطء حتى حافة المكتب لتجلس فوقه تميل بجسدها فوقه تمد يدها تلامس ذقنه برقة هامسة باغراء=
وحشتني يا حبيبى جدا مقدرتش اكون هنا وماجيش علشان اشوفك
لتصمت قليلا عندما لاحظت برودة نظراته =
ايه يا عاصم انتى اضايقت انى جيت هنا ولا ايه بالظبط
ظل عاصم ينظر اليها بحدة ليسالها ببرود=.

ايه اللى جابك صوفيا ومعرفتنيش ليه انك نازلة مصر وقت ما اخدتى الاجازة
هزت صوفيا تهز كتفها بدلال تعبث اصابعها في ازرار قميصه =
الامر حصل فجاءة و مرضيتش اقولك حبت اعملها مفاجاءة ليك
لتتصنع الحزن تخفض عينيها هامسة بالم =
بس الظاهر انى غلطت و مكنتش مفجاءة حلوة ابدا
نهض عاصم من فوق المقعد يتجه الى النافذة ينظر خارجها ليسالها بحدةبعد حين =
وايه سبب الزيارة ياترى.
نهضت صوفيا من فوق المكتب تسير اليه بخطوات متمهلة لتقف خلفه تحتضن ظهره بقوة تهمس بشغف =
وحشتنى يا عاصم انت عارف انى مبقدرش ابعد عنك و...
صرخ عاصم بغضب يلتفت اليها بعنف جعلها تتراجع بتعثر وخوف من غضبه هذا ترى عينيه مشتعلة بالنيران=
صوفيا احنا مش انتهينا من الموضوع ده من زمان وقفلناه لازم تفهمى اننا مننفعش لبعض
اشتعلت عينيها هي ايضا بالغيظ تهتف=.

ليه يا عاصم لقيت ايه في حتة اللعبة اللى اتجوزتها زيادة عنى انا
ضيق عاصم مابين عينيه يسالها بهدوء ما يسبق العاصفة =
وده بقى الى جابك وخلاكى تنزلى مصر
تلعثمت صوفيا في الحديث قائلة =
لا، طبعا، انا نزلت علشان في شوية امور مع عيلة بابا لازم تتحل وكان لازم انا شخصيا اكون موجودة.

ازداد الضيق ما بين حاجبى عاصم ومعه ازداد الشك اكثر في عينيه ولكن اتى صوت طرقات فوق الباب تستأذن بالدخول ليهتف عاصم بالاذن دون ان تفارق عينيه وجه صوفيا المرتبك
ليدخل صلاح مرة اخرى يمرر نظراته بينهم يشعر بالجو المتوتر في ارجاء الغرفة لكنه تجاهل كل هذا قائلا بمرح =
الباشا الكبير طالب يشوفك يا صوفيا هانم في القصر واكد عليا انى اجيبك معايا على الغدا
التفت عاصم بحدة يهتف =
وايه اللى عرفه بوجودها من الاساس.

تظاهر صلاح بالارتباك قائلا بتوتر مصطنع=
انا كنت بكلمه في شوية امور تخص الصفقة اياها والكلام جاب بعضه فطلب منى كده ليكمل باسف زائف =
انا اسف لو كنت عملت حاجة ضيقتكم
هتفت صوفيا بمرح زائد =
ابدا صلاح بيه انا كنت اكيد هروح ازور عمى عبدالحميد انتوا متعرفوش وحشنى اد ايه هو طنط صفية انا مشفتهمش من اخر زيارة ليهم لنيويورك.

اخذ عاصم ينظر اليها عدة لحظات لتشعر خلالها صوفيا كما لو كانت موضوعة تحت مجهر لمعرفة ادق تعبيراتها لتهرب من نظراته تلك قائلةبتوتر لصلاح الواقف يمررنظراته بينهم باهتمام خبيث=
لو مكنتش هعطلك نقدر نمشى دلوقت نروح نشوف عمى عبد الحميد
لتسير بخطوات سريعة مرتبكة في اتجاه صلاح ليهتف عاصم بحدة لتتوقف خطواتها تسمعه يقول صاغطا حروف كلماته بتاكيد=
صوفيا كلامنا لسه منتهاش ولازم نقعد بعد زيارتك للقصر ننهيه.

هزت صوفيا راسها بالموافقة ثم تسرع بالمغادرة يتبعها صلاح ليلتفت عاصم الى والنافذة مرة اخرى ينظر خلالها بشرود يدور في راسه الف سؤال وسؤال لا يتوقف عقله عن التفكير ليذهب في اتجاه مكتبه يختطف من فوق مقعده جاكيت بدلته ومفاتيح سيارته يغادر سريعا هو الاخر.

جلست صوفيا بذهن شارد تنظر من خلال نافذة سيارة صلاح الجالس يلقى عليها من الحين والاخر نظرة متاملة حتى تكلم اخيرا بصوت هادىء قائلا دون مقدمات
انا عارف كل اللى بيدور في دماغك وعندى ليكى كل الاجابات اللى تريحك من افكارك دى
التفتت اليه صوفيا بحدة قائلة=
وانت تعرف منين ايه اللى في دماغى
ابتسم صلاح بخبث قائلا=
تقدرى تقولى كده انا اللى حاطط الاسئلةدى اتسعت عين صوفيا بصدمة تهتف =
تقصد انك اللى...
هز صلاح راسه بالايجاب ببطء لتساله بتوجس وشك=
وانت ايه مصلحتك في كل اللى بيحصل وانى اعرف بجواز عاصم
التفت صلاح ينظر الى الطريق امامه قائلا بهدوء =
تقدرى تقولى المصلحة واحدة والا مكنتش تعبت نفسى وتعبتك وخليتك تيجى لحد هنا
صوفيا باهتمام تهتف بفضول =
وطيب وايه المصلحة دى واحكيلى وانا احكم.

هز صلاح راسه بالموافقة ثم اخذ يقص عليها كل ماحدث منذ لحظة حضور عاصم الى ارض الوطن وحتى يومنا هذا لتتسع الابتسامة فوق وجهها بثقة لكلما توغل في الحديث تدرك ان الكرة مازلت في ملعبها والفوز لها ان لعبت بدقة ومهارة وهي لا تنقصها ابدا المهارةفى اللعب
...
كانت فجر تجلس في غرفة المعيشة وبيدها احدى الروايات تتطلع فيها باستغراق تام بجميع حواسها لتهب فزعة تصرخ برعب حين همس عاصم في اذنيها برقة=.

بتعملى ايه مخليكى مش معانا هنا
وضعت فجر يدها فوق صدرها تتنفس بقوةتلهث قائلة=
كده يا عاصم تخضنى بالشكل ده حرام عليك والله
اقترب منها اكثر يهمس بحنان ينظر الى عينيها بشغف=
انا بنادى عليكى من بدرى وانتى ولا هنا كنتى مشغولة في ايه
فجر بخجل وتلعثم =
دى، رواية، كنت بتسلى فيها
ابتسم عاصم لها بحنان يرجع بانامله خصلات شعرها الى خلف اذنيها لتستكين يده فوق وجنتها للحظات يتمتع بنعومتهاتحت انامله قائلا بصوت اجش=.

مكنتش اعرف انك بتحبى القراءة اووى كده
اخفضت فجر وجهها بخجل تهمس=
فى حاجات كتير انت متعرفهاش عنى
اخذت سبابته تلامسها بنعومة حتى وصلت الى ذقنها ليرفع وجهها اليه يقترب منه هامسا امام شفتيها بعذوبة=
وانا ناوى اكتشف كل حاجة فيكى و. براحتى خاالص على اقل من مهلى.

اشتعلت وجنتها بشدة بحمرة قانية ليهبط بشفتيه فوقها يقبلها برقة ونعومة قبلات رقيقة لتغمض عينيها دون ارادة منها تشعر به ينتقل بشفتيه فوق وجهها بقبلات رقيقة لتتنهد برقة تمتزج انفاسها بانفاسه حين اقترب بشفتيه من شفتيها مرة اخرى يتنفس بخشونة هامسا =
واللى عرفته عنك لحد دلوقت بيقتلنى ببطء شديد.

لتهبط شفتيه فوق شفتيها يقبلها بشغف وعمق تمتزج انفاسهم معا تقبض يديه على خصلات شعرها مثبتا وجهها اليه حتى يستطيع تعميق قبلته لها لتزداد لهفته عليها وهو يشعر بها تبادله قبلته باستحياء وخجل فاخذ يعمق من قبلته لها يغرق في دوامة تجذبه الى اعماق سحيقة من المشاعر تجعل منه مغيبا تماما عن كل ماحولهم.

شعرت فجر كما لو كانت في عالم اخر لا يوجد به احد ابدا سوى هي وهو غافلة عن كل شيئ لتظل هكذا للحظات طوال حتى اخترقت وعيها صرخة استهجان وهمسات عالية لتفيق سريعا من تلك الدوامة تشعر بانهم لم يعودا بمفردهم في الغرفة فاخدت تحاول الابتعاد عن عاصم المتشبث بها بقوة لتدفعه في كتفه تحاول لفت انتباهه لما حدث ليبتعد عنها بعد حين رغما عنه تخترق سمعهم صيحة شهيرة المستهجنة تهتف بغضب=.

اعتقد ان ليكم جناح تقدروا تطلعوا فيه علشان منضطرش نشوف المسخرة دى ادمنا
خفضت فجر راسها بخجل بينما عاصم وقف ببطء واقفا على قدميه يسحب فجر معه يبتسم بغلظة =
عندك حق يا عمتى علشان كده بعد اذنكم احنا طالعين جناحنا وجذب فجر من يديها يسير في اتجاه الباب متجاهلا نظرات الصدمة والدهشة من جميع الموجودين ليهتف الجد بحده =
رايح فين يا عاصم وسايب ضيوفك.
وقف عاصم يتجمد كل جسده لتلاحظ فجر حالته تلك لتلتفت الى الخلف تمر بعينيها بين وجوه الحضور بفضول لتجد الجد ونظرات الغضب تشتعل في عينيه بينما وقف بجواره صلاح وشهيرةترتسم فوق وجهها نظرات حقودة غاضبة اما ما جذب انتباهها بشدة تلك الحسناء ذات القامة الطويلة والشعر الاسود الحالك وملامح وجه ارستقراطية شديدة الجاذبية تجعل منها احدى عارضات الازياء ولكن اكثر ما استرعى انتباهها تلك النظرات الغيور التي تشتعل في عينيها لتتبدل فور التقاء عينيهابعينى بفجر لكره وحقد تمر عينيها العنبرتين عليها بتعالى واحتقار لتحاول فجر ابتلاع ريقها بصعوبة لا تدرى لماذا رؤيتها لتلك المراءة اشعلت بداخلها مشاعر لاتستطيع ايجاد لها تفسير سوى انها تبادلها نفس مشاعر الكره والنفور.

افاقت على صوت عاصم قائلا بتهكم يرجع الى داخل الغرفة مرة اخرى=
لا طبعا ازاى اسيبها دى ضيفة في قصر السيوفى
ليتجه مرة اخرى في اتجاه الاريكة يجذب معه فجر يجلس محتضنا لها بين ذراعيه يبتسم لتلك المرءاة بغلظة ليصير بينهم حديث بين الاعين عنيف النظرات فاخذت فجر تتابعه باهتمام لتدرك بعدها ان تلك المرءاة ليست ضيفة عادية وان وراءها لغز كبير وهي تنتوى معرفته ماهما كلفها الامر.
بعد الغذاء والذي في اثناءه جلست صوفيا تتحدث ببن الحين والاخر عن الذكريات المشتركة بينها وبين عاصم تضحك بمرح.

وصخب بينما جلس عاصم بهدوء يتناول طعامه غير مبالى بحديثها لتسرع صوفيا في محاولة اشراك الجميع في الحديث متجاهلة فجر حتى والدتها اخذت تحدثها في شتى الامور ليكون الحديث حول المائدة صاخبامرحا لاول مرة منذ امد طويل وبعد انتهاءه جلسوا جميعا في غرفة المعيشة لتناول القهوة لتقول صفية بحنانها المعتاد =
وانتى هتعملى ايه ياصوفيا بعد وفاة ماما وبابا قررتى ايه؟ هتيجى تعيشى هنا؟
هزت صوفيا قائلة =.

لسه ياطنط مش عارفة هعمل ايه دلوقت بس كان لازم اجى هنا انهى الامور المتعلقة بينى وبين اهل بابا وبعدين هقرر
عبدالحميد بجدية =
خلاص طول مانتى هنا لازم تقعدى معانا ماينفعش تفضلى في فندق وبيتى موجود
صوفيا بتردد ز‌ائف تنظر باتجاه عاصم الغير منتبه للحديث الدائر يجلس بجوار فجر يمسك بيدها يهمس من الحين والاخرفى اذنيها بكلمات تجعلها تبتسم بخجل =
بس يا عمى انا مش عاوزة ابقى...

قاطع عبد الحميد حديثها ينظر في اتجاه نظراتها =
مش عاوز اسمع اعتراض انتى تروحى مع عاصم الفندق تجيبى شنطك وتيجى حالا
ليهتف بصوت عالى منديا لعاصم =
مش كده ولا ايه يا عاصم
التفت عاصم ببطء ينظر الى جده قائلا بلا مبالاة=
اللى تشوفه بس اعتقد ان صوفيا هترتاح اكتر في الفندق عن هنا
شحب وجه صوفيا بشدة تنظر اليه بعتاب صامت تجاهله عاصم تماما لتسرع صفية قائلة تحاول اصلاح ماحدث من قسوة كلماته=.

ازاى ده يا عاصم دى هتكون في بيتها وسط اهلها وتنورنا لتحدثه بمداهنة
يلا يا حبيبى يدوب تلحقوا تجيبوا الشنط عما الشغالين يحضروا ليها اوضتها
نهض عاصم بتملل ونزق ليقول عبد الحميد بهدوء لصوفيا=
يلا يا حبيبتى قومى مع عاصم واسمعى كلامى ده بيتك وبيت عمك مينفعش تقعدى في مكان غيره.

تصنعت صوفيا التردد لتنهض بعد حين تبتسم بخجل مزيف لتظل واقفة لدقائق مكانها تتابع عاصم وهو يحدث تلك الفتاة مرة اخرى بهمس ليظهر امام الجميع كمن لايستطيع
فراقها لتستعير بداخلها نار الغيرة حمراء متوهجة بينماظل هو متجاهلا لها حتى تنحنح جده مناديا باسمه لتراه ينتزع عينيه عنها بصعوبة ملتفتا الى الجد باستفهام صامت ليقول عبد الحميد = صوفيا مستنية يا عاصم.

تنهد عاصم بقوة يشير الى صوفيا لتتقدمه لتسير امامه بخطوات متمهلة باغراء حتى تتيح له رؤية جسدها بخطواته الرشيقة لكنه تجاوزها مغادرا للتزفر بحنق تتبعه بخطوات سريعة تحاول اللحاق به
نهضت نادين فور مغادرتهم قائلة بغضب =ليه كده يا جدو تخليها تيجى تقعد هنا انت عارف ان صوفيا دى كانت بتلف حوالين عاصم من كام سنة.
اتسعت عين فجر تنظر الى صفية تسالها بنظراتها باستفهام لتبتسم لها صفية بحنان ترتب فوق يدها بما يعنى تجاهل هذا الكلام
لكن نادين لم تتوقف عند هذا الحد تصرخ بجنون الى عبدالحميد الجالس بهدوء فوق مقعده =
طبعا فرحان بيه وهو جامع حواليه معجباته وانت بتساعده على كده انا خلاص قرفت من القصر ده واللى فيه.

صرخ عبدالحميد ينهرها بقوة لتسرع الى احضان امها تبكى بحرقة وغضب ليتنهد عبدالحميد بحرقة ينهض من فوق مقعده اليها لياخذها بحضنه يرتب فوق شعرها هامسا بحنان =
بس يا حبيبة جدو متزعليش نفسك تعالى معايا في اوضتى عوزك
ليخرج من الغرفة محتضنا لها بحنان تتبعهم ثريا هي الاخرى ليسود الصمت الغرفة بعد العاصفة التي اثارتها نادين وبينما ظلت فجر متسعة العينين بذهول.

تفكر بما تفوهت به نادين اثناء نوبة غضبها تتساءل عن صحة ما قالته احقا صوفيا كانت.

تضع عاصم نصب عينيها وارادته لها ولكن ماذا عنه هو هل كان هو ايضا يريدها؟ ماذا ان كان زواجه منها قد افسد عليه مخطاطات اخرى له فهى لم يخطر لها هذا الخاطر ابدا ان يكون عاصم يحب او كان يتمنى فتاة اخرى زوجة له لتظل تدور بعقلها الافكار بعنف لتشعر بالصداع يهاجمها بعنف يجعل من خلايا عقلها كما لوكانت بينهم صراع عنيف لتضع يدها فوق راسها تتأوه بقوة لتلتفت اليها امها بخوف =
مالك يافجر في حاجة بتوجعك.

هزت فجر راسها بهدوء قائلة بضعف =
دماغى بتوجعنى شويه
صفية بقلق =
تحبى ابعت اجيب الدكتور
فجر بضعف =
لا انا بس هطلع ارتاح في اوضتى وهبقى كويسة على ميعاد العشا
لتنهض وافقة تنهض معها عواطف قائلة بلهفة =
انا هطلع معاكى انا كمان
رفضت فجر بهزة من راسها قائلة =
لا يا ماما خليكى انتى متقلقيش ده شوية صداع انا طلع اوضتى ارتىح وهبقى كويسة بعدها.

لتغادر الغرفة بخطوات سريعة لتصتدم بعمتها شهيرة الداخلة للغرفة لتصرخ بها بغضب =
مش تفتحى يا بتاعة انتى وتعرفى ماشية ازاى
همت فجر بالرد عليها بغضب هي الاخرى ليوقفها صوت زوجة عمها صفية =
فى ايه يا شهيرة مخدتش بالها بلاش طبعك الحامى ده.

ماان همت شهيرة بالرد عليها وقد اصبح وجهها احمر من شدة غضبها لتسرع فجر بالاستذان مغادرة للغرفة قبل ان يبدء سيناريو عمتها المعتاد من الصراخ والقاء الاتهامات تغادر الغرفة غير راغبة في شيئ سوى تسكين ذلك الصداع والذي بدء يطرق جوانب راسها
لتسرع شهيرة فور مغادرتها تهتف لصفية بحقد وغل =
شايفة سابتنى ومشيت ازاى طبعا ماهى فكرت نفسها ست القصر وست الناس اللى فيه.

زفرت صفية بحنق تنهض واقفة تغادر الغرفة لتتبعها عواطف هي الاخرى بهدوء لتظل شهيرة تنظر في اثارهم عدة لحظات ثم تدب الارض بغيظ قائلة =
والله عال يا بنت عواطف ولا بقى بيهمك حد ولا بتخافى وعودك قوى بس على مين انا وراكى لحد مكسر شوكتك من تانى ومابقاش شهيرة السيوفى ان ما كان ده قريب.

شعرت فجر كما لو كانت تسبح فوق غيمة من الغيوم وبجسدها خفيف تلامسه نسائم هواء رقيقة لتهمهم باستمتاع وهي تشعر بنفسها خفيفة تنقلها الرياح ثم تحط فوق شيئ ناعم.

لتنتبه حواسها فجاءة يدب الادراك عقلها لتدرك بان ليس هذا بحلم بل هي تنام فوق فراش ناعم وثير ليس تلك الاريكة البائسة ولكن كيف اتت الى هنا ‌لتأتيها الاجابة فورا عبر رائحة عطره التي تسللت اليها تشعر بالدفء يحيط بها اثر ذراعيه التي شعرت بهما تحيطان بها بشدة تقربها الى صدره وهنا فتحت عينيها بقوة لتصتدم بان راسها مدفون في تجويف عنقه بينما ذراعه موضوع اسفلها يحيط بكتفيها ويده الاخرى فوق خصرها تقربها منه تراجعت الى الخلف تنظر اليه لتراه لتفاجىء به مستيقظ يراقب كل كل حركاتها باستمتاع تتحرك شفتيه بهمس اجش =.
صحيتى ليه كنت خليكى نايمة لو لسه حاسة بتعب
ظلت تنظر اليه بعينين متسعة ليقترب راسه منها يطبع قبلة رقيقة حنونة فوق شفتيها ثم يتراجع عنها يبتسم بسعادة عينيه تمر فوق ملامحها بشغف لتحاول هي التحدث قائلة بتلعثم =
انا، كنت نايمة هناك ايه اللى جابنى للسرير
امتدت انامله تلمس وجنتها برقة وعينيه تتابع حركته تلك بجفون نصف مغمضة يهمس =
انا اللى جبتك ومن هنا ورايح ده هيبقى مكانك في حضنى مش هتبعدى عنى لثانية.

انتشرت الاحمرار فوق وجنتيها بشدة من اثر كلماته تلك لتحاول الاعتراض قائلة =
بس احنا اتفقنا وانا عاوزة...
قاطع عاصم حديثها بوضعه سبابته فوق شفتيها برقة قائلا واصبعه يمر فوق شفتيها يلامسها =
ايوه اتفقنا بس انا رجعت في الاتفاق ده ومش عاوز اكمل فيه لتتغير ملامحه ليكمل بعدها بجدية قائلا=
فجر انا عارف اننا اتجوزنا في ظروف مش طبيعية وعارف برضه كل كلمة قلتهالك وقتها بس...

صمت قليلا بتردد ثم نهض يجلس باعتدال في الفراش يبتعد بعينيه عنها ليكمل بتوتر وخشية =
بس انا كنت عاوز اخد رايك لو اننا نكمل مع بعض وندى لنفسنا فرصة بعيد عن اى مشاكل او سوء تفاهم يبقى انا وانتى وبس نحاول نشوف هنوصل لفين سوا ايه رايك؟
نهضت هي الاخرى تعتدل جالسة في الفراش تساله بعدم تصديق وخجل =
يعنى انت تقصد اننا نكمل كأى اتنين متجوزين جواز طبيعى
عاصم بلهفة وهو يمسك بيدها بين يديه يضغطهم برقة=.

ايوه وانا مش مستعجل خدى الوقت اللى تحبيه لحد ماتتعودى على الفكرة بس ادي لنفسك وليا فرصة مرة تانية
جلست بصمت تنظر الى يديها المضمومة بين يديه تراقب حركة ابهامه وهي تمر برقة. فوقها تشعر بتوتره من تسارع انفاسه هو ينتظر ردها لتاخد نفس عميق بداخلها تهمس بردهابصوت خجول غير مسموع ليهبط اليها يسالها بلهفة=
قلتى ايه فجر مش سامعك.

تنفست عمق اكثر تحاول استجماع شجاعتها لتجيبه بهمس اكثر وضوحا من المرة السابقة قائلة بخجل=
بقول انى موافقة على كلامك.
لم يمهلها تكمل حديثها ليخطفها بداخل صدره يحتضنها بلهفة وقوة قائلا=
وانا مش هخليكى تندمى ابدا على قرارك ده وزاى ما قلتلك انا مش مستعجل خالص خدى كل الوقت اللى تحتاجيه علشان تتعودى على الفكرة اتفقنا
هزت راسها بالموافقة بخجل لينحنى عليها هامسا بشغف امام شفتيها =.
طيب مش ممكن نوقع عقود اتفاقنا ده دلوقت
رفعت عينيها اليه تساله بحيرة =نوقع العقود!
هز راسه بجدية ينحنى عليها يقبلها بلهفة وشوق شديد جعلها مغيبة تماما للحظات عن العالم حتى رفع راسه يهمس بتحجرش=
ده توقيعى على النسخة الاولى ثم ينحنى مرة اخرى يقبلها بنفس الشغف ولكن اخذ بالازدياد حتى اصبح التنفس بالنسبة لهم عسير ليرفع راسه بعد حين ينهج بصوت عالى قائلا =
ودى توقيعى على النسخة التانية.

كانت عينيها مغلقة تتنفس بصعوبة لتفتحهم بصدمة حين سمعته يهمس =
مش هتوقعى انتى كمان
اخذت تنظر اليه لترى الجدية مرتسمة فوق ملامحه لتهز راسها بالرفض ليقول بعتاب =
بس دى عقود واتفاق مينفعش متتمضاش
هزت راسها بالرفض مرة اخرى لتفاجىء به يقترب منها يهمس =
طيب خلاص انا مش مستعجل بس اعملى حسابك يوم ما تيجى توقعى بنفسك على العقد هعرف ساعتها ان اتفاقنا تم خلاص اتفقنا.

ظلت تخفض راسها بخجل ومعنى كلماته يصلها لكنها لم تجروء على هز راسها بالموافقة ليسألها مرة اخرى بالحاح =
اتفقنا يافجر؟
هزت راسها بالموافقة ليهمس هو =
وانا منتظر توقيعك ده بفارغ الصبر بس ياريت ما تتأخرش عليا به ودلوقت نقوم نستعد للعشاء بس اعملى حسابك من هنا ورايح مكانك هنا جنبى وفي حضنى مفيش نوم على الكنبة تانى.

ابتسمت برقة تهز راسها بالموافقة تتجاهل كل الاسئلة التي اخذت تدور في عقلها بعد ماسمعته تتمنى ان تساله اياها حتى تريح عقلها من التفكير ولكن لتؤجل كل تلك الاسئلة الان ولتستمتع بتلك اللحظة الجميلة وسعادتها الوليدة.

جلست صوفيا بداخل الغرفة التي خصصت لها في قصر السيوفى تستعد امام طاولة الزينة للنزول للعشاء تريد ان تبهر جميع الحضور وخاصا هو بجمالها الباهر لعلها تستطيع هز قناع البرودة هذة المتصدرة منه لها فحتى اثناء لرحلتهم بالسيارةالى فندقها جلس.

ببرود وعدم اهتمام يجيب على حديثها باقتضاب ولا مبالاة لتشعر بالهزيمة تجلس صامتة حتى وصولهم الى غايتهم وعند طلبها من الصعود معها حتى تنتهى من اعداد الحقائب ليجيبها ساخرا انهم ليسوا في امريكا وان سياسية الفندق ترفض مثل هذ النوع من الامور وانه سيظل هنا في انتظارها في بهو الفندق لتذهب هي تشعر بالحنق فقد كانت تضع الامال على تلك اللحظة حين يكونون معا بمفردهم بانها قد تستطيع الثأتير عليه ليعود اليها كما كانا من قبل ولكن قد انهارت كل ترتباتها من اجل سياسية الفندق الفاشلةلتنتهى سريعا من تجهيز كل شيئ لتصير رحلة العودة كما الذهاب صامتة دون اى تغير وفور وصولهم تركها مستأذنا بعد سؤاله عن تلك البائسة يعلم انها موجودة في جناحهم ليصعد الى اعلى بلهفة وسرعة تاركا لها تنظر في اثره بحقد وغل.
زفرت بحدة تلقى بالفرشاة بقوة فور الطاولة تنهض تجوب الغرفة بخطوات غاضبة تشعر بالاحباط يتصاعد بداخلها فهى لم تكن تتوقع ان يكون بكل تلك اللهفة على هذة الفتاة نظرا لزواجهم السريع ومما عرفته من صلاح اكد لها تلك الحقيقة لكن ما تراه عينيها منه يخالف كل حساباتها ليشعرها هذا بالفشلولكن لن تكون صوفيا نصار اما اعادت كل شيئ صالحها فهى لم تأتى كل هذة المسافةلتصاب بالخيبة من اول جولة.

الفتت تنظر الى صورتها المنعكسة في المرءاة تحدثها بعينين مشتعلة بالنيران =
ركزى كده يا صوفى واحسبى ورقك صح وشوفى هتلعبيها ازاى عاصم لازم يكون ليكى ومش حتتة العيلة دى اللى هتاخده منك يبقى نفكر صح ونشوف هنلعب ازاى.

مر العشاء كالمحنة مثل الغذاء تماما بالنسبة الى فجر ولكن غابت عنه نادين ووالدتها تعللا بالمرض لكنها تعلم انه بسبب ماحدث بعد الغذاء لتتمنى فجر لاول مرة لو انها كانت مكان نادين الان لا تحضر هي الاخرى هذا العشاء فقد استحوذت صوفيا على الحديث تماما تتحدث الى الكل متجاهلة فجر كما المرة الاولى تماما ولكن اكثر ما ازعجها هو استطاعتها هذة المرة ان تجذب عاصم هو الاخر الى حديثها حين انتقلت بذكاء الى مواضيع العمل ليسود حديث حماسى بينهم يشترك فيه صلاح وعبد الحميد من الحين لاخر حتى حانت اللحظة بعد انتهاء العشاء لينهضوا جميعا لتوجه الى غرفة المعيشة لتناول القهوة لتسرع صوفيا بالسير بجوار عاصم ببطء منشغلين بحديث الاعمال تتخلفهم فجر بينما الاخرون قد سبقهم الى هناك وما هي ثوانى حتى تعثرت صوفيا بطرف السجادة لتلتوى قدميها ليسرع عاصم بالامساك بها قبل ان تهوى على الارض ولكن ما اشعل الغضب ونيران الغيرة بفجر وهي تراها تزداد اقترابا من عاصم تدفن وجهها في عنقه تتأوه بالم كان لاذن فجر المشتعلة مصتنعا بفشل وما زاد الطين بلة هو حين قام عاصم برفعها بين ذراعيه حين رأى عدم قدرتها على السير لتسرع بلف ذراعيها حول عنقه كما الافعى.

تضع راسها فوق كتفه بسكينة تغمض عينيها باستمتاع وهي تقرب انفها من عنقه تستنشق رائحته بشغف لعدة ثوانى ثم ترفع راسها تنظر الى فجر التي تسير خلفهم ترسم ابتسامة بطيئة فوق شفتيها بخبث وعينيها لتشهق فجر بحدة وهي ترى منها كل هذة الوقاحة.

فور دخولهم الغرفة اسرع الجميع بالنهوض بقلق لدى رؤيتهم لعاصم يحمل صوفيا المتألمة بين يديه ليسرع بوضعها فوق الاريكة يجلس القرفصاء تحت قدميها يقوم بخلع الحذاء عن قدميها ليتعال صوت تألمها والذي كان لفجر مصتنعا وبشدة لتشتعل النيران بداخلها وهي ترى تلك الافعى تقوم بوضع كفها فوق صدر عاصم تتلمسه كما لو كانت تتشبث به من المها لترفض فجر ان تظل واقفة تشاهد تلك الوقاحة لتذهب الى عاصم تجلس بنفس طريقته قائلة بصوت حاولت اظهاره هادىء=.

ممكن اشوفها انا يا حبيبى انا واخدة دورة في الاسعافات الاولية في الجامعة وهقدر اساعدها احسن
تجمدت يدى عاصم فوق قدم صوفيا المتخشبة بعد كلمات فجر يلتفت اليها ببطء ينظر اليها بعينين مشتعلة بشغف ثم يبتسم لها ابتسامة خبيثة غامزا بعينيه قائلا =
طبعا يا قلبى انتى طلباتك اوامر.

اشتعل وجهها بخجل تدرك ذلت لسانها والتي لم تمر عليه ليردها لها مرة اخرى لكنها ارضت النيران التي بداخلها حين لاحظت حالة صوفيا والغيظ المرتسم بعينيها لتبتسم برقة له قائلة بمرح =
طيب اقوم انتى وسيبنى اطمن على مدام صوفيااشوف اصابتها ايه.
لم يلاحظ احد ضغطها اثناء حديثها فوق كلمة مدام صوفيا سوى صوفيا نفسها لتشتعل عينيها بالغل اكثر واكثر وهي تجلس بهدوء بينما اصابع فجر تقوم بفحص سريع فوق عظام قدميها لتنهض بعدها قائلة ببرود=
الحمد لله مفيش كسر ولا حاجة كل الحكاية لوية بسيطة وعلى الصبح هتكون كويسة
عبدالحميد بسخرية =
متاكدة ولا نبعت نجيب دكتور بيفهم احسن
شعرت فجر بالاهانة من كلماته المستهزئة لتقول بنفس البرود=.

اللى يريحك يا جدى اعمله بس الدكتور مش هيقول اكتر من اللى قلته وفي الاول والاخر انتم حرين
تحدث عاصم سريعا قائلا بحزم =
خلاص زاى ما قالت فجر هنستنى لبكرة واكيد هتتحسن
هزت صوفيا راسها بضعف قائلة بصوت ضعيف =
وانا موافقة على كلام عاصم ثم ترفع عينيها يرتسم فيهم الالم اليه قائلة =
بس ممكن ياعاصم تساعدنى اوصل لاوضتى لانى اعتقد انى مش هقدر اطلع السلم لوحدى.

هتف صلاح بعد ان ظل يراقب تلك المسرحية باهتمام وعند ملاحظته لتردد عاصم اسرع يقول بتاكيد =
طبعا اكيد عاصم هيوصلك والله لولا السن كنت طلعت انا وصلتك بنفسى
لتلكزه شهيرة بقوة في خصره ليصدر تأوه مكتوم من الالم يلتفت اليها بغضب سرعان ما اختفى لدى رؤيته لنظراتها الحادة الغاضبة له.

زفر عاصم بحدة يوافق بنفاذصبر ينحنى عليها يحملها مرة اخرى بين ذراعيه ولكن تلك المرة التزمت بحدودها دون ان تحاول الاقتراب منه وما ان خطى عاصم خطوتين باتجاه الباب حتى التفت مرة اخرى محدثا والدته =
ماما ياريت تطلعى معانا علشان تساعديها لو احتاجت حاجة
اسرعت صوفيا بالرفض قائلة بلهفة =
لا خليكى يا طنط متتعبيش نفسك انا هقدر اتصرف
هزت صفية راسها ترفض باصرار قائلة =.

لا يا حبيبتى انا هاجى معاكى ازاى اسيبك اكيد مش هتعرف تغيرى هدومك لوحدك انا هبقى معاكى
لتسرع تتقدم عاصم والذي تقدم بخطوات واسعة سريعة كما لو كان في مهمة ويريد الانتهاء منها سريعا
بعد خروجهم بعدد دقائق ارتفعت ضحكة عبد الحميد قائلا بنرة ذات مغزى
الولد عاصم ده مش سهل وبيعرف يستغل الفرص اللى بتجيله كويس اوووى.

شاركه صلاح الضحك هو وشهيرة بينما وقفت فجر تشعر بالبرودة تسيطر على جميع جسدها لتدرك عواطف حالتها لتسرع بالوقوف بجانبها تلف ذراعها حولها بحماية
لتزيد شهيرة من قسوة الموقف قائلة بلؤم =
وميستغلش الموقف ليه وهو شايفة حاجة بكل الجمال ده ادامه لا مش جمال بس لاا وعيلة وحسب ونسب وفلوس ملهاش اخر
لتتنهد بحسرة متصنعة =
يلا بس هنقول ايه حظه قليل زاى عمه.

هبت فجر للرد عليها لتسرع عواطف بايقافها لتلفت اليها فجر بحدة لتخبرها بعينيها بانها معركة خاسرة لتكون فيها رابحة ابدا لترتفع الدموع الى عينيها تحاول الفرار من سجنها لتسرع عواطف حين رات حالتها تلك قائلة بهدوء مغيظ =
يلا يا فجر اطلعى اوضتك استنى جوزك وهو اكيد مش هتاخر عليكى
لتاخدها من يدها تغادر معها الغرفة تاركة جو من الحقد والغضب بعد كلماتها تلك ليسود الغرفة صمت حاد كصمت القبور.
خرجت فجر من الحمام بعد استحمامها بمياة باردة لعلها تبرد تلك النيران المستعيرة بداخلها بعد كل ما مرت به في هذة الامسية المشئومة من اول ما فعلته تلك الحية وتحرشها بعاصم امام عينيها انتهاءا بكلمات الجد وتلك، التي تدعى عمتها لكنها قد اعتادت على اهانتهم ومثلما قالت والدتها انها بردها عليهم لن تزيد الامور الا باهانات اكثر لها فهى لن تستطيع ان تجاريهم في حقدهم وغلهم مهما فعلت لذلك احسن الامور هي بردها العملى بانجاح زواجها واحترام زوجها لها امامهم جميعا وهذا لم يقصر فيه عاصم ابدا.

وقفت تجفف شعرها بمنشفة قطنية وهي ترتدى احدى قمصانها البيتية القصيرة والتي اخدتها دون اهتمام تسرع في ارتداءها وعقلها مشغول بعاصم وتاخره كل هذا الوقت ليهب هاجس مفاجىء بعقلها يسأل
هل من المعقول ان يكون كل هذا الوقت مع تلك الحية في غرفتها يحاول التخفيف عنها والقيام بمساعدتها.

لتشتغل الغيرة بداخلها تقوم بتقليدها بسخرية وغيظ تحاول الحديث مثلها بلغتها ذات الحروف المائعة تضع يد على خصرها تتمايل من جنب الاخر مع كل كلمة تنطقها=
عاصم ممكن تساعدى اطلع اوضتى اصل مش هعرف لوحدى
لتصرخ برعب حين وجدت نفسها تطوح في الهوا ثم تحط بين ذراعين قويان وصوت عاصم يقول بمرح =
قلتلك قبل كده طلباتك اوامر انت تطلبى بس وعاصم ينفذ
شهقت براحة تهتف =
عاصم والله حرام عليك قلبى كان هيقف.

اقترب منها يهمس امام شفتيها =
سلامة قلبك يا عيون عاصم
ارتفعت حمرة الخجل تلون وجنتها لتطوح بقدميها في الهوا تطالب بالنزول ليستجيب لطلبها ينزلها على قدميها ببطء ينظر الى عينيها بشغف لتنحنح بقوة قائلة بجدية مزيفة=
انا هروح انام اصل انا تعبانة من ال...

لتقطع كلماتها صارخة مرة اخرى وهي تراه يحملها بين ذراعيه مرة اخرى ليعود بها باتجاه السرير بعد ان كانت تتجة دون انتباه الى الاريكة لتنام فوقها مرة اخرى ليضعها فوق بحنان قالا بتنبيه حازم =
احنا قلنا ايه مفيش نوم على كنب مرة تانية عاوزة تنامى يبقى هنا جنبى وفي حضنى واضح كلامى
هزت راسها بخجل بالموافقة ليبتسم لها قائلا برقة= طيب يلا نامى وانا هحصلك اخد بس دوش على السريع.

ثم يتجه الى الحزانة يخرج منها ملابس للنوم ثم يتجه الى الحمام يغلقه خلفه بهدوء
وضعت فجر راسها فوق الوسادة بتعب تحاول البقاء مستيقظة حتى حضوره لكن سلطان النوم كان له رائ اخر ليسحبها الى سبات عميقة لاتشعر بشيئ ابدا
بعد عدة دقائق لاحقة خرج عاصم من الحمام يجفف شعره بقوة بالمنشفة يرتدى بنطال اسود اللون ومعه فانلة ذات حمالات من نفس اللون يتجه الى الفراش يحدثها بجدية=
فجر ايه رايك...

رفع راسه ينظر باتجاهها ليفاجىء بها تنام كما الاطفال تضع كفيها الاثنين تحت وجنتها وشفتيها منفرجة برقة تجعله يتمنى قضاء الليل كله يقوم بتقبيلها فقط
ابتسم بحنان ورقة يقف مكانه عدة دقائق مراقبا لها ثم نزع المنشفة من حول رقبته يرمى بها فوق المقعد المجاور للفراش يصعد ببطء وهدوء فوقه مقتربا منها ليقوم بسحب جسدها اليه يحتضنه بين زراعيه لتتوائم منحنيات جسدها مع جسده كما لو كانت خلقت لتكون بين احضانه هو فقط.

تنهد بشوق ينحنى يقبلها برقة لعدة لحظات ثم يضع راسه ليستريح فوق راسها يغمض عينيه بهدوء ليغرق هو الاخر في نوم هانئ عميق يضمها بحماية الى صدره.
مرت الايام على قصر السيوفى دون احداث تذكر سوى تطور العلاقة بين عاصم وفجر لتصبح اكثر الفة وتقارب ولكن ظل وجود صوفيا في القصر العقبة الوحيدة امامها بتحكماتها وسعيها الدائم خلف عاصم بمحاولات لا تخفى على فجر واصرارها ان تذهب للمساعدة في الشركة تذهب بالسيارةمعه صباحا وتأتى معه مساء تقضى طوال فترة العشاء في المناقشات مع الرجال لكنها تجاهلت محاولاتها تلك حرصا على سلام علاقتها الوليدة بعاصم لاتريد تعكير تلك اللحظات بسخافات صوفيا لتمر بهم الايام سريعا حتى قبل يومين من الحفل المقرر اقامته في القصر لاتدرى ماذا عليها ان تفعل فهى قد تم تجاهل تماما في التحضيرات المكررة للحفل حتى اتت اليها ذات يوم هنا تسالها بفضولها ومرحها المعتاد.

= فجر عملتى ايه في الفستان اللى هتحضرى بيه الحفلة
التفتت فجر تسالها بقلق
= معملتش حاجة انا اصلا مش عارفة ايه المفروض اعمله
جلست هنا بجوارها تتربع فوق الاريكة بخفة قائلة
=ازاى يا بنتى دانتى نجمة الحفلة وهتبقى كل العيون عليكى خصوصا ان ده اول ظهور ليكم بعد جوزازكم
فجر بقلق= طيب المفروض اعمل ايه دلوقت
وقفت هنا فجاءة تشدها من يدها لتنهض هي الاخرى معها قائلة بلهفة.
= هتطلعى تلبسى حالا وتيجى معايا لمحل انا بتعامل معاه ونروح نختار فساتين الحفلة سوا
توترت ملامح فجر قائلة بارتباك
=بس انا مفيش معايا فلوس ومقلتش لعاصم
هتفت هنا بمرح
= واحنا هنعوز الفلوس في ايه احنا هنختار اللى عوزينه ونبعت الفواتير على الشركةانا ونادين متعودين على كده
وقفت فجر بتردد لتسرع هنا بجذبها باتجاه الباب تهتف
= يلا اطلعى اجهزى خلينا نروح قبل ماما ترجع من بره وانا هروح استأذن من جدو.

لتسرع في اتجاه الباب مغادرة تاركة فجر تقف في حيرة لعدة دقائق لتدخل صفية لتجدها على هذا الحال لتسألها بلهفةوقلق
=مالك ياحبيبتى واقفة كده ليه
ترددت فجر في البداية ثم اخذت تقص عليها ماحدث بينها وبين هنا منذ قليل
لتهتف صفية بادراك
=ياااه انا مش عارفة راح عن بالى ازاى موضوع فستانك ده فعلا هنا عندها حق لازم نتصرف ونشوف فستان مناسب بسرعة
مان اتمت جملتها حتى دخلت هنا مسرعة تهتف.

= جاهزة يافجر يلا علشان نلحق اليوم من اوله
نظرت فجر الى صفية نظرة تسأول لتشير لها صفية بالايجاب قائلة بحنان
= روحى معاها ياحبيبتى وانا لوعاصم اتكلم هعرفه انك روحتى تشوفى الفستان متقلقيش.

هزت فجر رأسها موافقة باستسلام لتجذبها هنا تخرج معها الى سيارة الاخيرة لتبدى في التحرك مغادرين القصر لتستمر بهم رحلة السيارة حتى توقفت هنا امام احدى محلات الازياء المعروف ليتم استقبالهم بحفاوة من المالكة لتبدء معها رحلة البحث والتي استغرقت ساعات حتى انتهى بهم الامر في اختيار احدى الفساتين ذات الجمال الرائع لتهتف هنا بسعادة
= الفستان يجنن عليكى ياسلام لو عاصم شافه عليكى هتتجن.

لتصمت لدقية بتفكير ثم تهتف بسعادة ايه رايك نفوت على عاصم في الشركة واهو كمان تخدى رايه في الفستان وانا اعدى على بابا اخد منه مبلغ محترم كده لزوم الحفلة
كادت فجر تهز راسها بالرفض كلما استمرت هنا في حديثها وماان انتهت حتى قالت فجر بتردد وخوف
= بلاش ياهنا روحى انتى لو تحبى وانا هاخد تاكسى يوصلنى للقصر
هنا بالحاح وترجى
=علشان خاطرى يا فجر مش هنتاخر وانا كمان متاكدة ان عاصم هيفرح ااوى لما يشوفك.

ظلت فجر للحظات تشعر بتردد لكنها شعرت برغبة عارمة ان تراه في مكان عمله لمرة واحدة و تشاهده بشخصية رجل الاعمال الصارم التي طالما تمنت رؤيته بتلك الهيئة تشعر بالفضول شديد عن شخصيته تلك
لتسرع تهز راسها بالموافقة ينتصر فضولها وشوقها له على اى شيئ اخر.

قفزت هنا بفرحة تتسرع في خطواتها باتجاه سيارتها تتبعها فجر بخطوات مترددة خائفة تصل الى السيارة تجلس بضربات قلب عاليه لتتتحرك هنا بالسيارة في اتجاه شركات السيوفى فشعرت فجر بالتوجس يتردد بداخلها سؤال بالحاح هل ما فعلته بموافقتها بذهاب معها كاان صواب ام خطأ.

فى مقر شركة السيوفى
جلس عاصم بارهاق فوق الاريكة يغمض عينيه بأرهاق بعد خروج الوفد الاسبانى بصحبة صلاح بعد مباحثات استمرت طويلا
لتتجه اليه صوفيا بخطوات خفيفة تقف خلفه تساله بهمس رقيق
=اكيد مرهق بعد كل المناقشات دى كلها
همهم عاصم بالايجاب يضع يده خلف عنقه يدلكه بارهاق
فانحنت صوفيا فوقه تضع يدها خلف عنقه تدلكه برقه تهمس
= انا هضيع لك كل التعب ده حالا
انتفض عاصم مبتعدا عن مجال يدها يلتفت اليهابغضب.
= صوفيا تقدرى تروحى على مكتبك ولو احتاجتك في شغل هبعتلك
التفت صوفيا ببطء حول الاريكة لتجلس بجواره تقترب منه تضع يديها فوق صدره تمررها عليه باغراء هامسة بشغف
= انا هنا علشانك انت ومقدرش اسيبك وانا شيفاك مرهق بالشكل ده
لتباغته تقترب منه بلهفة تلف ذراعيها خلف عنقه تقترب بوجهها منه لتتسع عينيه بغضب يهم بنهرها ليوقفه صوت الباب يفتح فجاءة ليلتفت ناحيته هما الاتنين بذهول وصوت هنا المرح يهتف.

=ايه رايك في المفاجاءة د...
اختنقت هنا بباقى كلماتها باحراج وهي تقف امام الباب تجاورها فجر متسعة العينين بصدمة وذهول وهي ترى هذا المشهد امامها تشعر بانسحاب الدماء من جسدها تسرى البرودة في اوصالها لتسقط ماتحمله في بيدهاارضا تجرى بتعثر للمغادرة.

نهض عاصم سريعا للحاق بيها يهتف باسمها بلهف غير عابىء بانظار من حولهم حتى استطاع اللحاق بها امام المصعد ليجذبها اليه يشدها الى صدره بقوة فاخذت تقاوم بعنف وشراسة تحاول الافلات منه تضربه بعضب فوق صدره تصرخ بصوت تخنقه غصات البكاء لكنه استطاع السيطرة عليها مبكلا يديها بقوةخلف ظهرها يضمها اليها بشدة قائلا بلهاث
= اهدى بس واسمعينى محصلش حاجة من اللى في دماغك...
قاطعت فجر حديثه تصرخ بعنف وهسترية.

= سيبنى مش عوزة اسمع حاجة منك روح لست صوفيا انا عوزة امشى سيب ايدى
صارخة بكلمتها الاخيرة فلم يجد عاصم حلا سوى ان تتركها يديه يتراجع عنها قائلا
=طيب تعالى انا هوصلك مينفعش تمشى لوحدك بحالتك دى
همت فجر بالصراخ مرة اخرى لكنه اسرع بوضع كفه فوق شفتيها يهمس بحزم
= خلاص يا فجر كفاية لحد كده واسمعى الكلام
ابتعدت عنه فجر تنهمر دموعها فوق وجنتها قائلة بألم وانكسار.

=مانا طول عمرى بسمع الكلام واخدت ايه غير الوجع والاهانة من كل اللى حواليه
مرت خلال عاصم مشاعر هائجة لدى رؤيته لذلك الالم وانكسار فوق ملامحها يتمنى اخدها بين احضانه ليتقدم منها دون وعى منه يحاول احتضانها بين ذراعيه لكنها تراجعت اكثر قائلة بجمود
=من فضلك انا عاوزة امشى من هنا.

زفر عاصم بقوة يدرك ان اى محاولة للشرح او التوضيح لها الان مصيرها الفشل لذلك فضل الصمت حاليا يمد يده الى ازرار المصعد يفتحه ليشير الها بتقدمه لدخول اليه
دخلت فجر الى المصعد بصمت وخطوات مرتعشة وعينين لاترى شيئ امامها بينما وقف عاصم صامتا هو الاخر ينظر امامه بجمود لتمر رحلة العودة الى القصر يسودها صمت قاتل وافكار تدور كدوامة سوداء تبتلع اصحابها بداخلها.

هنعمل ايه يا عمتو الحفلة بكرة واحنا لسه مجهزناش هنعمل ايه مع البت دى
قالتها نادين الى شهيرة الجالسة بارتياح فوق مقعدها التي التفتت اليها قائلة بخبث.

=ومين قالك انى معملتش حاجة انا عرفت من صفيةانها خرجت مع هنا علشان تجيب الفستان وانا اتفقت مع هناء هتجيب قريبتها من بدرى وكل اللى هنعمله ناخد الفستان من وراها لنص ساعة بس البت الخياطة تضيقه ونرجعه تانى زاى مكان وطبعا هي مش هتلبسه الا قبل الحفلة على طول وتبقى تورينى بقى هتتصرف ساعتها ازاى الا لو نزلت بفستان من فستانها القديمة ونبقى نشوف عاصم بيه هتشرف بيها زاى ادام ضيوفه.

نهضت نادين تقبلها بفرحة تهتف بسعادة
=الله عليكى يا عمتو ايه الدماغ دى وطبعا عما تلاقى حل تكون نص الحفلة عدت وتحضرها زيها زاى ضيف فيها مش العيون تتسلط عليها من اولها وتبقى هي النجمة ست فجر دى كمان
ضحكت شهيرة بخبث
= ولسه هو انا ورايا غيرها بنت عواطف اللى عاوزة تعمل علينا احنا هانم
نادين بغل = كفاية اووى اتجوزت عاصم اللى مكانتش تحلم حتى تستغله خدامة وانا اللى ساعدتها على كده
هتفت شهيرة باندهاش.

=ساعدتيها على كده ازاى مش فاهمة
نادين بارتباك وعصبية =
لااا اقصد يعنى انى سبته ليها
رفعت شهيرة اطراف فمها بسخرية
= اااه قلتيلى انك اللى سبتيه ليها
همست نادين بشرود غافلة عن سخرية شهيرة
= اهى غلطة ومسيرى هصلحها ماهو مش انا اللى حتة بت زاى دى تكسب على حسابى.
دخل عاصم الى جناحهم بهدوء تقوده قدميه لمكان جلوسها يجدها تجلس فوق الاريكة تضم قدميها الى صدرها تستند بذقنها عليها
وقف يراقبها لعدة لحظات يلاحظ شحوبها الشديد وجهها الملطخ بدموعها لتتنهد بقوة يتقدم للجلوس بجوارها هامسا برقة هو يمرر بانامله فوق وجنتها يمسح بقايا دموعها
= لسه مش عاوزة تاكلى برضه انتى ماكلتيش حاجة من وقت الفطار
ابتعدت فجر بوجهها عن انامله قائلة بجمود.

= مش عاوزة حاجة ولو سمحت انا عاوزة اكون لوحدى
زفر عاصم بقوة ينهض على قدميه يهتف
=وبعدين معاكى اناقلتلك كذا مرة ان اللى في دماغك ده محصلش فبلاش شغل العيال بتاعك ده وقومى اتفضلى انزلى اتعشى
وقفت فجر هي الاخرى تصرخ بعصبيةوغضب
= شغل عيال انت شايف كده شايف اللى شوفته النهاردة ده حاجة عادية مش يستاهل شغل العيال بتاعى ده
اقترب منها يحيط وجنتيها بكفه يضغط فوقهم قائلا بغضب ضاغطا فوق حروف كلماته بقوة.

= انا مبحبش اكرر كلامى ومش متعود انى اعملها بس هقولهالك للمرة الالف محصلش حاجة من اللى في دماغك دى افهمى بقى
امتلئت عينيها بالدموع تنظر اليه بالم وانكسار فلم يستطع ان يراها على تلك الحالة ليسرع بضمها اليه بلهفة الى صدره يزفر بقوة وهو يستمع الى شهقات بكاءها المرتفعة لتغرق دموعها قميصه يسمعها تمتم من بين دموعها بكلمات غير مترابطة مكتومة في صدره.

= انا كنت عارفة، وشايفة هي بتبص ليك ازاى، بس انا اللى استاهل كان لازم اجيبها من شعرها من اول مرة ايديها جات عليك
ارتفعت ضحكة عاصم بصوت مكتوم حاول مدارتها لكنها وصلت الى مسامعها لتنتفض من بين احضانه تضربه بشده فوق صدره بغضب وحنق
=طبعا بتضحك مانت عجبك اللى هي بتعمله بس طيب ياعاصم انا بعد كده هعرفها مقامها ست صوفيا بتاعتك دى وابعد بقى عاوزة انام لتدفعه بقوة لتراجع عنها عدة خطوات.

لتتركه يقف مكانه بذهول ينظر اليها وهي تتجه الى الفراش تختطف من فوقه اغطية ثم تتجه الى الاريكة وعند محاولته فتح فمه لمنعها ارفعت سبابتها تقربها من وجهه بتحذير وهي تقترب منه بغضب شديد تتطاير شرارته من عينيها ليتراجع هو امام تقدمها.

= واياك تقولى متناميش على الكنبة انا هعمل اللى انا عوزاه ماشى لتصرخ بكلمتها الاخيرةبغضب تتجه الى الاريكة تترتمى فوقها بعنف تستلقى معطية ظهرها له ليقف مكانه فاغر فمه بذهول تطل من عينيه نظرة انبهار لترتسم فوق شفتيه سريعا ابتسامة حنان ليتقدم بخطوات هادئة متجها اليها يجلس على عقبيه امام الاريكة هامسا
=طيب ازعلى زاى مانتى عوزة بس كلى اى حاجة وبعدين نامى
فجر بصوت مكتوم بالوسادة.

= مش عوزة حاجة انا مش جعانة ممكن تسيبنى انام بقى
ظل عاصم ينظراليها بقلة حيلة لعدة لحظات ثم تنهد باستسلام ناهضا على قدميه يتجه الى الحمام ليخرج منه بعد حين يرتدى ملابس النوم يلقى بنظرة اخرى عليها ليراها على نفس وضعها لم تتحرك فيتجه الى الفراش يستلقى عليه واضعا ذراعيه اسفل راسه تتابعها عينيه بقلق حتى سقطت جفونه في نوم مضطرب قلق.

نهضت صباحا بعد نوم مضطرب تتجه عينيها الى الفراش لتجده فارغ كما حال الغرفة هي الاخرى لتشعر بغصة البكاء تملاءها مرة اخرى لكنها رفضت ان تسمح لها بالظهور تتنفس بقوة عدة انفاس عميقة تحاول تهدئة تلك الغصة ثم اسرعت بالنهوض والاستعداد للنزول لاسفل فهى لن تنذوى مرة اخرى في حجرتها كما لو كانت هي المخطئة.

نزلت الدرج بخطوات بطيئة متعبة لتصادفها هنا الصاعدة الى فوق فوقفت بتردد لاتدرى من اين تبدء الحديث لكن فجر اسرعت تسالها بمرح مصطنع
=رايحة فين بسرعة كده
نظرت هنا اليه بدهشة لعدة ثوانى ثم تحدثت بتلعثم واسف
= كنت، اصل صوفيا، يعنى اتقفت مع بيوتى سنتر هنروح ليه كلنا، وانا كنت طالعة اجيب شنطتى علشان الكل مستعد تحت علشان نروح سوا
شحبت ملامح فجر بشدة لتسرع هنا تسألها بقلق.

=مالك يافجر؟ انتى زعلتى لو تحبى تعالى معانا واعتقد صوفيا مش هيكون عندها مانع
شعرت فجر بغصة البكاء تعاودها مرة اخرى ولكنها هذة المرة صارت تخنقها بشدة طلبا لتحريرها لتجيب هنا بصوت مختنق حاولت جعله طبيعيا =
لاا يا حبيبتى ابدا روحى انتى اطلعى علشان ماتتاخريش عليهم.
ثم ابتسمت لها برقة تكمل نزولها للدرج تسرع للبحث عن والدتها والتي ‌ما ان راتها حتى اسرعت بالبكاء بشدة فاخذ بين ذراعيها بحنان تحاول والدتها تهدئتها محاولة فهم ما يحدث معها لكنها ظلت على حالتها تلك لعدة دقائق طوال حتى هدئت شهقاتها تمسح دموعها سريعا
وقفت عواطف تتابع حركاتها تلك حتى وجدت اللحظة مهيئة لسؤالها
= هاا هديتى هتقولى ايه اللى حصل بقى علشان يحصلك كده
فجر بصوت مختنق من اثر بكائها.

= مفيش ياماما بس كنت مضايقة شوية
هزت عواطف راسها بتفهم لتسالها بعد عدة ثوانى صمت
= يعنى مش علشان كلهم هيروحوا مع بعض المكان اللى بيقولوا عليه ده وانتى لا
رفعت فجر عينيها الى امها بألم لتسرع عواطف بالترتب فوق يدها قائلة بحنان.

= متزعليش يا حبيبتى انتى عارفة هما هنا عاملين ازاى مش اول مرة يعملوها بس انتى كمان لازم تكونى اقوى من كده لازم تفهمى انك وضعك هنا اتغير وبقيتى مرات عاصم مش بنت ماهر وعواطف الخدامة زاى ما بيقولوا
ارتسمت ابتسامة ساخرة فوق شفتى فجر لدى ذكرها لذلك الجزء المتعلق بزوجة عاصم لكن عواطف لم تنتبه اليها تكمل حديثها برقة.

= قومى يلا حضرى نفسك وان كان على استعدادك الحفلة انا هكلم صفية ونرتبها سوا بس قومى يلا اطلعى اوضتك رتبى نفسك كده وبلاش الدموع دى
وقفت فجر على قدميها وما ان همت بالخروج حتى اتت ام جمال قائلة بلهفة
= ست فجر في ناس كتير واقفين بره وعاوزين حضرتك
نظرت فجر الى والدتها بدهشة ثم التفت الى ام جمال تسألها بأستغراب
= عوزينى انا متاكدة من ده.

هزت ام جمال راسها بتاكيد لتسرع فجر للخارح بخطوات سريعة تلحقها والدتها بلهفة حتى وصلت الى باب الخارجى لتجد مالا يقل عن خمسة فتيات حاملين العديد من الاشياء بين يديهم لتسالها اكبرهم سنا
= حضرتك فجر هانم؟
هزت فجر راسها بالايجاب لتكمل تلك السيدة حديثها
= احنا جاين بتعليمات من عاصم بيه شخصيا علشان نساعد حضرتك في تجهيزات الحفلة الخاصة بحضرتك.

اتسعت عين فجر بذهول تشعر بضربات قلبها تتصاعد بفرحة رغما عنهامن معرفتها باهتمامه بها و بادق التفاصيل الخاصة بها لكنها تذكرت غضبها الح. الى منه وما راته بغرفته في الشركة فهمت بالرفض ولكن قبل تشكل حروف الكلمة فوق شفتيها وجدت والدتها تهتف بترحيب تدخل الجمع الى داخل القصر توجههم ناحية الدرج فوقفت فجر تراقب الموقف بذهول عدة لحظات ثم هزت كتفيها بعدم اكتراث فهى لم يعد في يدها الرفض لتغلق الباب بهدوء تتجه هي الاخرى لصعود خلفهم باستسلام.
جلست فجر لتمر بمراحل عدة من خلال خبراء التجميل هؤلاء لتفعل اشياءلم تفعلها طوال حياتها في بشرتها لتصبح قبل المرحلة الاخيرة من تلك العملية لتحدثها خبيرة التجميل
=ماشاء الله يا مدام فجر بشرتك من انقى البشرات اللى مرت عليا مش محتاجة اى حاجة علشان تظهرها.

ابتسمت فجر فرحة بتلك المجاملة تشعر بالثقة تعاودها لتنهض كما طلبت منها السيدة لارتداء الفستان قبل القيام بالمرحلة الوخيرة من تجهيزها لتتجه بخطواتها ناحية الفراش تبحث الفستان التي قامت بشراءه هي وهنا امس لكنها لم تجده في مكانه لتسرع في البحث عنه في ارجاء الغرفة فهى قد وضعته هذا الصباح خارج الخزانة تنوى تجربته لكنها نسيت في دوامة ماحدث فلم تنتبه اليه لتتجه لفتح الخزانة علها تجده بها ولدهشتها وجدته معلقا بداخلها لتقف تحاول التذكر متى وضعته بداخلهالعدة ثوانى و عند فشلها هزت كتفها بعدم اكتراث تتجه به ناحية الحمام لارتداءه وعند رؤية خبيرة التجميل لذلك الفستان معلق بيدها قالت بارتباك.

= بس يا مدام فجر عاصم بيه باعت معانا الفستان اللى هتحضرى بيه ومستلزماته
توقفت يد فجر فوق مقبض الباب ظهرها باتجاه السيدة قائلة بجمود
=لا هو ده الفستان اللى هلبسه ومش هلبس غيره
ثم فتحت الباب لتدلف الى الداخل تاركة خبيرة التجميل تنظر في اثرها بدهشة.
وقفت فجر امام تلك المراة الكبيرة المعلقة في الحمل تتنظر بشرود الى صورتها المنعكسة تشعر بالرهبة والخوف يعاودونها من تلك التجربة التي ستخوضها خلال ساعات تتسأل هل كان من الصواب الاستماع لكلام خبيرة التجميل وارتداء ذلك الفستان من اختيار عاصم فهو ادرى بما يليق بتلك الحفلات لكنها اسرعت تهز راسها بالرفض تحدث نفسها تبث فيها الثقة قائلة.

= والفستان اللى انا اختارته جميل برضه وبعدين هنا كانت معايا ولوكانت شايفة انه مش مناسب كانت قالت صح
ااحست بالثقة تعاودها لتسرع في اخراج الفستان من داخل غلافه تنظر اليه باعجاب بلونه الابيض الشاهق تتناثر حوله ورد ورديه رقيقة يصل الى الركبتين ذو تنورة واسعة وصدر مغلق من الامام يمتد الى الظهر بمتلث مفتوح.

اسرعت في ارتداءه تحاول اغلاق السحاب لكنها فشلت فالظهر لا ينغلق ابدا طرفيه متابعدين بطريقة عجيبة يظن من يراه عليها بانه اصغر كثيرا عن مقاسها بدرجات لكنها متاكدة بانها احضر المقاس المظبوط كما ليس من الممكن ان يكون قد زاد وزنها بين ليلة وضحاها.

زفرت بحنق تجلس فوق حافة حوض الاستحمام تشعر برغبة بالبكاء بعد قضائها اكثر من النصف ساعة تحاول اغلاق ذلك السحاب الاحمق لتنتفض واقفة بذعر عند سماعها دقات فوق باب الحمام وصوته يصل اليها يسالها بلهفة ان كانت بخير
شعرت بالدماء تفر من وجهها تهمس بحنق
=هو ايه اللى جابه دلوقت هخرج ادامه بالمنظر ده ازاى وهقوله ايه الفستان اللى اشتريته امبارح ضاق عليا النهاردة
تنحنحت بقوة تحاول تصنع الطبيعية في حديثها.

=هخرج حالا اهو بس هظبط الفستان وخارجة حالا
عاصم بهدوء وتساؤل
=طيب ملبستيش الفستان اللى جبته ليكى ليه هو مش عجبك؟
تنهدت فجر تتلفت حولها تهمس بحيرة
=طيب اقول ايه دلوقت اقوله غيرت رأئى وانى هلبسه بس هخرج بشكل ده ازاى
قاطع صوت عاصم القلق حديثها الهامس يسألها بقلق
= فجر انتى ما بترديش ليه في حاجة حصلت عندك
اتاه الصمت كجواب على سؤاله ليسرع بطرق الباب بلهفة وخوف
= فجر افتحى الباب ده حالا خلينى اشوف مالك.

فجر بصوت مختنق خائف
=مفيش حاجة حصلت لو سمحت ممكن تسبنى وتخرج علشان اقدر اجهز
لكن عاصم اخذ يطرق الباب بعنف لايعطى لحديثها اى اهمية يهتف بغضب
= افتحى الباب ده حالا والا هكسره وساعتها متلوميش غير نفسك.

تنهدت فجر بقلة حيلة تتساءل عن ردة فعل فريق التجميل الموجود بالخارج لدى رؤيتهم مايحدث امامهم وذلك العرض المجانى دائر بينهم لتقرر تقليل الخسائر فاحراج ان تخرج بذلك الفستان اقل كثيرا من يحطم باب الحمام ويجرها خارجه.

لتتقدم تفتح الباب ببطء تطل براسها من خلال الباب الى الخارج تتلفت لرؤية من بالخارج لكنها فوجئت بخلو الجناح الا منه لترفع راسها اليه تساله بعينيها ليستند الى الحائط خلفه يكتف ذراعيه فوق صدره قائلا بحزم
= محدش موجود كلهم خرجوا اتفضلى اطلعى
اعتدلت فجر واقفة تخرج ببطء وهي تمد يدها خلف ظهرها تحاول لملمة ظهر الفستان المفتوح بارتباك لكنها انتفضت حين هتف عاصم بقوة.

= كنتى بتعملى ايه كل د ه مدام نجوى قلتلى انك جوا اكتر من ساعة علشان تلبسى الفستان
اخفضت فجر راسها بخجل تهمس
= اصل الفستان...
وصمتت مرة اخرى ليسألها عاصم بصبر
= ماله الفستان مش ده اللى انتى اشترتيه وعجبك؟
هزت فجر راسها بالايجاب ليكمل عاصم بدهشة
= طيب وفين بقى المشكلة ولزمته ايه بقى القلق اللى انتى عملتيه
رفعت فجر عينيها اليه بغضب قائلا بحنق
= انا مقلتش لحد يقلق عليا وبعدين انت ايه اللى جابك دلوقت.
ابتسم عاصم وهو يراها في غضبها كطفلة صغيرة حانقة يزيدها الغضب جمالا فوق جمالها ليقترب منها يهمس بشغف في اذنيها مقدرتش اقاوم انى اشوفك بالفستان اللى اختارته علشانك بس الظاهر مليش حظ
تنحنحت فجر تهمس بخجل وارتباك
= لا متقلقش حظك حلو
عقد عاصم حاحبيه بحيرة يسالها
= تقصدى ايه؟ اوعى تقوليلى انك هتلبسيه علشان متزعلنيش
هزت فجر راسها بقوة تنفى قائلا بغيظ
= لا طبعا...

ارتفع حاجبه بتعجب من ردها العنيف لتكمل بتلعثم وارتباك
انا مضطرة البسه علشان بس، علشان بس
عاصم بتساؤل مرح
= هاااا كملى علشان بس ايه
اسرعت فجر تجيب بكلمات سريعة دون توقف
اصل الفستان اللى اشتريته طلع ضيق مش عاوز يقفل عليا
عقد عاصم حاجبية بدهشة يسالها
= ازاى ده انتى مش جيباه مظبوط عليكى ولا يمكن المحل غلط في المقاس
هزت فجر كتفيها بحيرة ليقول عاصم بهدوء
= طيب وارينى ضيق ازاى يمكن السوستة معلقة بس مش اكتر.

ابتعدت فجر عنه عدة خطوات بارتباك لكنه لم يمهلها الوقت لاعتراض يمد يده يلفها اليه يستند بكفه فوق كتفها يثبتها مكانها لمنع ابتعادها عنه.

ماان وقعت عينيه فوق بشرة ظهرها الناعمة الظاهرة من الفستان يحاول التحدث عدة مرات ليفشل كل مرة يبتلع ريقه بصعوبة وهو يمد اصابعه المرتعشة يتفحص نسيج القماش من الداخل لتلامس انامله بشرتها الدافئةفلم يستطع مقاومة ان يمر بهم برقة بطول ظهرها بلمسات خفيفة كرفرفة الفراشة لتغمض فجر عينيها بقوة لدى شعورها بلمساته تلك ترتعش بضعف ليسود الصمت فترة طويلة بينهم لتسمع همسه الاجش بعد حين.

=الفستان مضيق من جواه انتى واثقة انك اخدتى الفستان الصح
هزت فجر راسها بالايجاب كالمغيبة لكنها ظلت صامتة لترتعش اكثر وهي تحس بانفاسه فوق بشرة ظهرها العارية قائلا بهمس
= خلاص نبقى نشوف الموضوع ده بعدين والبسى الفستان التانى انا واثق انه هيعجبك
لتشعر به يلفها بين زراعيها يحتضنها اليه مقبلا اياها برقه فوق وجنتها يهمس
= انا هروح اجهز في جناح تانى علشان تكونى براحتك وابقى ارجعلك علشان ننزل للحفلة سوا.

ثم ابتعد عنها بخطوات سريعة بتجة الى الخزينة يخرج منها بدلة رسمية سوداء اللون ثم يتجها خارجا يغلق الباب خلفه بهدوء بعد ان اهداها احدى ابتساماته المدمرة لتغلق عينيها واضعة يديها فوق قلبها تحاول تهدئته
تهمس
= كل اللى بيحصلى ده وانا زعلانة منه اومال لو كنت مش زعلانة كان هيحصلى ايه
لتحاول رسم الهدوء فوق ملامحها فور دخول فريق والتجميل مرة اخرى لاستكمال عملهم.

بدءت مراسم الحفل داخل قصر السيوفى تقف مشيرة ونادين تجاورهاتسالها بغيظ
= عرفتى انه جابلها نجوى السعودى مخصوص ليها هنا
مشيرة بحقد
=عرفت وعرفت كمان انه جاب لها فستان تانى غير اللى بوظناه
صرخت نادين بغضب
= يعنى ايه تعبنا راح على مفيش والهانم هتنزل الحفلة ولا الاميرة
غمزت شهيرة بعينيها بخبث
= مبقاش شهيرة السيوفى لو ده حصل استنى واتفرجى
نادين بلهفة = هتعملى ايه عرفينى؟

لم تعيرها شهيرة انتباه وعينيها معلقة في اتجاه باب القصر لتلتفت هي الاخرى ترى ما اشعال النار في قلبها وجعلها ترغب بالصراخ بصوت عالى حتى تهدء تلك النيران المستعيرةبداخلها وهي ترى تلك الفتاة معلقة في ذراع عاصم كما لو كانت اميرة خرجت لتو من كتب الحكايات ترتدى فستان من اللون الازرق الغامق المقارب للاسود ذو قصة صدر دائرية من حول الكتف لتتركه عاريا الا من قطعة من الدانتيل يلتف حول خصرها يحدد تفصيله ورشاقته لينزل بطبقة تلتف من حوله قصيرة من الامام حتى ركبتبها ثم تدور للخلف بطول قدميها اما شعرها فقد ارتفع فوق راسها بتسريحة رقيقة تهرب منها خصل تلتف حول وجهها المزين بنعومة تظهره اكثر براءة وجمال.
التفتت حولها ترى الصمت السائد انبهارا بجمال تلك الحمقاء لعدة دقائق حتى عمتها هي الاخرى وقفت فاغرة لفمها بحماقة ثم عادت الاصوات تتعال بالحديث عن جمال عروس عاصم السيوفى الصغيرة لتصل لمسامعها كسيف المنغرز بعنف في قلبها لتدب الارض بقدميها تفر بقدميها لمكان تستطيع افراغ عضبها فيه
وقفت فجر ترتعش برعب تتمسك بقوة بذراع عاصم تتشبث به بقوة ليدرك هو مدى توترها لينحنى عليها يهمس برقة.

= تعرفى انك اجمل واحدة في الحفلة النهاردة وان لولا خايف من كلام اللى في الحفلة كنت خطفتك حالا وخبيتك عن كل العيون اللى هتاكلك دى وفضلت طول الليل املى عيونى من جمالك اللى ملوش زاى ده
رفعت عينيها اليه بلهفة تساله
= بجد يا عاصم يعنى انت شايفنى جميلة
اقترب عاصم منها يهتف بقوة وشغف
= لو لا انها حفلة مهمة انا كنت اخدتك جناحنا حالا وعرفتك انا شايفك اد ايه جميلة و لو فضلت طول الليل اقنعك.

اخفضت عينيها عنه بخجل تهمس
= على فكرة كلامك ده بيوترنى اكتر.

ضحك عاصم بقوة يتحرك بها من خلال الحضور تسير معه برشاقة تتقبل التهنئات بالزواج والمجاملات الرقيقة عن مدى جمالها حتى بدات تشعر بالارتياح وذهاب التوتر عنها خاصة وان عاصم لم يتركها طوال الحفل يلف ذراعه حول خصرها يقربها منه يقوم بتعريف عنها بفخر الى الوفد الاسبانى المجتمع خلف احدى الطاولات تلاحظ نظرات الاعجاب من كل من حولها الا جدها الجالس بتجهم مقتضب الوجه يجاوره صلاح عاقد لحاجبيه هو الاخر اما صوفيا والتي وقفت بتجمد تطالعها من حين الى اخر بحقد ترتدى احدى الفساتين الرائع ذات لون احمر ينزل مفصلا بدقة لكل تفاصيل جسدها ثم ينتهى بذيل طويل من الخلف ترفع شعرها شادة اياه بقوة لينتهى بذيل حصان طويل يصل الى خصرها وقفت فجر بتملل تشعر بالملل بجوار عاصم المندمج بحديث الاعمال ترتفع مناقشات العمل بين الجميع تاركا لخصرها بعد ان كان متشبث بها بقوة لتنتهز الفرصة تبتعد عن الجمع ببطء تحاول الذهاب للبحث عن والدتها او زوجة عمها تقف معهم حتى ينتهى عاصم اخدت تبحث عنهم بين الحضور تتقبل التهانى والمجاملات مما تمر بهم حتى شعرت بالتعب لتقف في ركن هادىء تر تاح قليلا ليقترب منها احدى خدم الحفل يعرض عليها احدى المشروبات لتقبله بابتسامة رقيقة فقد كانت تشعر بالظمأ الشديد ترفع الى شفتيها ولكن قبل ان ترتشف منه سمعت صوت بغيض يهتف بسخرية من خلفها.

= اهلا اهلا ببنت خالى اللى جمالها زايد الليلة وغطى على كل اللى في الحفلة.

قبل دقائق
عرفت هتعمل ايه؟
سالت شهيرة بذلك السؤال الى الخادم الواقف امامها يحمل صنية عليها كأس واحد من المشروب يهز راسه بالا يجاب يجيبها بتاكيد
= هديلها الكاس ده واتاكد انها اخدته
هشيرة بتحذير = ليها هي اوع حد تانى ياخده
هز العامل راسه بتاكيد لتشير له براسها ليتحرك ليغيب بما يحمل بين الجموع
لتبتسم شهيرة فورا بخبث وفرح.

= اروح بقى اتفرج على فضيحة بنت عواطف لما تفرج عليها كل الموجودين ويبقى يورينى عاصم هيبقى هتصرف ساعتها ازاى
لتتحرك بين الجموع توزع ابتسامات زائفة في انتظار مفاجاءة الحفل التي اعدتها لرواده.

التفتت فجر خلفها ترى سيف يقف خلفها يترنح بقوة لا تحمله قدمه يقترب منها لتشعر بالحاجة الى الفرار لكنها اقنعت نفسها للوقوف مكانها بثبات تراقب اقترابه المتعثر منها تلاحظ حالته الغريبة تلك و ماان ان اقترب منها يفتح فمه قائلا بتهكم =
اومال فين حامى الحمى بتاعك معقولة سايبك لوحدك مش خايف الغول يجى ياكلك اغمضت فجر عينيها بنفور حين وصلتها رائحة فمه الكريهة لكنها تماسكت ترد عليه بجمود وشجاعة.

= لا مش خايف عارف ليه لانه عارف ومتاكد انه غول جبان وتافه وميقدرش يعمل ليا حاجة
اشتعلت عينيه بالغضب يقترب منها بسرعة لكنه تعثر بقوة يسقط ارضا
و ماهى ثوانى لاتدرى كيف حدث هذا لتراه يفرغ مافى جوفه يتأوه بألم لتقف عدة لحظات لاتشعر باى شفقة اتجاهه ولكن راته ينهض بضعف على قدمين ترتعش بقوة لاشعر بالقلق فاقتربت منه بحذر تمد اليه بكاس عصيرهاقائلة بجمود تحاول الا تظهر اى تعاطف له.

= اخد ده اشربه يمكن تتحسن قبل ماجدى او حد يشوفك.

رفع سيف راسه اليها بنظر اليها بذهول ودهشة لكنه مد يده يتقبل منها الكاس يتجرعه بعطش ولهفة حتى فرغ منه دفعة واحدة لتلتفت فجر مغادرة ولكن ماان ابتعدت خطوتان حتى استوقفها صوته يهمس باسمها لتقف مكانها دون ان تلتفت اليه لتسمعه يهمس لها شاكرا لتهز راسها سريعا ثم تغادر تبحث بعينها عن عاصم لتجده يقف مع صوفيا التي اخذت تتحدث باهتمام دون ان يعيرها عاصم انتباه تبحث عينه في المكان باهتمام وما ان لمحها حتى اشرقت ملامحه بسعادة تتابعها عينيه بلهفة وشغف وهي تقترب بخطواتها منه لتتوقف صوفيا عن الحديث تتجمد ملامحها يرتسم فوق الغل والحقد وهي ترى نظراته لتلك الفتاة حين وقفت بجواره ليسرع بلف زراعه حول خصرها يقربها منه بشدة يهمس.

= كنت فين وانا من عمال ادور عليكى
همت فجر باجابته لكن اسرعت صوفيا ترى فرصتها لتحطيم تلك الهالة التي يحيط بها غريمتها قائلة ببراءة
= هو انت ياعاصم كنت بدور على فجر طيب مسألتنيش ليه انا كنت لمحتها واقفة مع سيف في الركن الهادي اللى هناك ده.

ادركت صوفيا نجاح خطتها حين رات الشرار يتقاذف من عينى عاصم بقوة يضم قبضتيه بغضب حتى ابيضت مفاصله من شدة ضغطه عليها اما ماانعش قلبها هو رؤيتها لنظرة الرعب التي ارتسمت فوق وجه تلك الحمقاء فورا نطقها لكلماتها
شعرت فجر بقرب انفجارعاصم في وجهها غير عابىء بمكان وجودهم او اى شيئ تراقب تحول ملامحه الى غضب قاتم لتشعر بالرعب يدب في اوصالها تلعن تلك الحية في بالها عشرات المرات.

همت بتوضيح ماحدث له لكن اتى صوت جدها من خلفها يستدعى عاصم لكنه تجاهل نداءه عينيه فوقها لا تحيد عنها ليكرر جدها نداءه ولكن هذة المرة اكثر قوة ليفيق عاصم كما لو كان بغيبوبة يتحرك ببطء لتلبيه نداء الجد لتقف صوفيا بعد مغادرته ترتشف ببطء من كأسها عينيها فوق فجر ترسل نظرات خبث وشماتة الىها فلم تعى فجر بنفسها سوى وهي تندفع الى الامام كما لو كانت تعثرت تمد زراعيها لتتشبث بصوفيا لتظهر كما لو كانت تستند عليها حتى لاتقع لكنها دفعت بيدها الكاس الموضوع بالقرب من شفتى صوفيا بعنف ليرتطم بفم صوفيا بقوة ثم يراق فوق فستانها مخلفا بقعة بشعة فوق الصدراخذت في الاتساع لتصرخ صوفيا برعب حين رات ما حدث لفستانها ليسود الهرج حولهم اخذت فجر خلاله تعتذر بتصنع تأتى باحد المحارم تحاول ازالة البقعة لكنها كانت تزيد الطين بله لتشعر بالسعادة ترتسم ابتسامة فرحة فوق شفتيها تحاول مدارتها لكن لمحتها صوفيا لتدرك انها كانت تقصد ما فعلته.
اقترب عاصم بسرعة يسال بلهفة
= ايه اللى حصل يا فجر في حاجة حصلتلك
صوفيا بغيظ تضغط عل حروف كلماتها
= متقلقش كده فجر هانم كويسة انا اللى فستانى ادمر والبركة في حضرتها
التفت عاصم اليها بتسأل ودهشة لتسرع فجر ببراءة واسف مصتنع
= والله غصب عنى يا عاصم اتكعبلت فحاولت امسك في صوفيا الكاس وقع عليها
وقف عاصم ينظر اليها يتصاعد الشك بداخله من براءتها تلك لكنه حاول تمرير الموقف يلتفت الى صوفيا قائلا بهدوء.

= متزعليش نفسك بكرة هيكون عندك غيره وانا بعتذر لك بنفسى
ابتسمت صوفيا بسعادة تهتف
= فداك الف فستان وكفاية عندى اهتمامك ده
وقفت فجر تتابع مايحدث تندفع الغيرة بنيرانها بداخلها تلوك شفتيها بغيظ تريد ان تنبش اظافرها في وجه تلك الافعى ووجه هو الاخر من نصره لها عليها لكن قاطع افكارها تلك.

صراخ عالى بجنون ليلتفت الجميع الى مصدره ليجدوا سيف يقف فوق احدى الطاولات دون جاكيت قميصه مفتوح الى اخر صدره يرقص بجنون رقصة كرقصات الهنود الحمر بينما تقف اسفل الطاولةعمتها من ناحية ومن ناحية اخرى والده يحاولان انزاله لكنه استمر على رقصته المجنونة تلك لتبوء كل المحاولات لانزاله بالفشل ليسرع عاصم اليهم يحاول هو الاخر انزاله لكن لم يقدر ليجذب احدى قدميه بعنف لتزل قدمه ليسقط بعنف ارضا لكنه اخذ يقاوم بشراسة اقتراب اى احد منه فلم يجد عاصم حلا امامه سوى ضربه بقوة لتهمد حركة سيف اثر سقوطه في اغماءة ليرفعه عاصم فوق كتفه مغادرا به الى الداخل تتبعه شهيرة وصلاح بخطوات سريعة.

وقفت فجر تتابع ما يحدث تدرك ان تلك الليلةلن تمر على خير للجميع وتوابعها لم تنتهى بعد وهي اول من سينال من تلك التوابع.
بعد انتهاء الحفل و في غرفة االمكتب ساد التجهم والصمت بين عبدالحميد الجالس فوق مقعده يستند براسه فوق عصاه يجاوره عاصم واضعا ساقا فوق الاخرى ينظر امامه بجمود
ليقطع صلاح الواقف بتوتر الصمت السائ قائلا
=اكيد حصله حاجه تخليه يعمل كده سيف ابنى طول عمره عاقل ومش...
صرخ عبد الحميد بعنف يقف هو الاخر يستند على عصاه.

=عاقل وايه وبتاع ايه ابنك يا صلاح جاى الحفلة سكران اهم صفقة في تاريخ المجموعة والبيه جايلى سكران يرقصلى على الترابيزات
اخفض صلاح وجهه ارضا بخجل لايجد مايستطيع به الدفاع عن ولده ليكمل عبدالحميد بجمود
= لولا ان عاصم قدر يسيطر على الموقف محدش كان عارف هيحصل ايه تانى
ثم التفت الى عاصم قائلا بحزم.

= عاصم الولد ده يتمنع يدخل اى شركة من الشركات مرة تانية خليه يقعد في البيت زيه زاى البنات لحد مايعرف يتحمل المسئوليه صح
اتسعت عين صلاح بذهول ليفتح فمه محاولا الدفاع مرة اخرى عن ولده الملقى بالاعلى كجثة هامدة من شدة حالة السكر التي وصل لها لكنه لم يجد مايستطيع قوله ليغلق فمه مرة اخرى يتنهد بقلة حيلة
لينهض عاصم على قدمه يقترب من جده قائلا بهدوء.

= اهدى ياجدى واحنا هنتكلم معاه واكيد مش هتحصل تانى والحمد لله الامور عدت على خير
دق عبد الحميد عصاه ارضا بغضب قائلا
= اللى قلت عليه يتنفذ يا عاصم ومش عاوز كلام تانى في الموضوع ده وتعال وصلنى لجناحى انامابقاتش طايق اشوف حد
ثم التفت الى الباب مغادرا الغرفة بخطوات بطيئة يستند الى عاصم بضعف
لتشتعل عيني صلاح بغضب فور مغادرتهم يجز على اسنانه بحنق.

= كله منك ياسيف الكلب انت كل مرة تهد اللى بعمله بغباءك والله شكل ماحد هيخلص عليا غيرك انت.

بينمااجتمعت نساء عائلة السيوفى يسود الصمت ارجاء الغرفة معهم صوفيا تجلس بجوار شهيرة التي اخذت تهز قدميها بتوتر وعصبية تتابع بعينيها باب الغرفة في انتظار انتهاء اجتماع والدها بعاصم وصلاح لمعرفة ما تم تقريره بشأن سيف ومافعله لاتستطيع التصديق حتى الان ما راته بعينها وهو يقف فوق احدى الطاولات يرقص بتلك الطريقة المجنونة لاتعلم لما يحالفها سوء الحظ دائما فقد ارات بأبنة عواطف الفضيحة لتكون من نصيبها هي وولدها.

التفتت براسها تتابع عينيهابغل فجر ا لجالسة بجوار والدتها تمسك بيدها كما لو كانت طفلة صغيرة تستمد القوة منها لتظل تتابعها بعينيها تعصف براسها افكارها الحقودة فلم نتبه الى دخول والدها الى الغرفة مستندا على عاصم حتى هتف بصوت قوى رغم ارتعاشه مناديا لصوفيا التي هبت واقفة على قدميها سريعا تلبية لنداءه.
= صوفيا من بكرة هتروحى الشركة مع عاصم مش كضيفة لااا انتى هتمسكى كل شغل سيف من هنا ورايح وسفرية اليونان انتى اللى هتطلعيها مكانه
وقفت صوفيا تشع من عينيها بريق السعادة والفرحة قائلة بهدوء قدر استطاعتها
=اللى تشوفه يا عمى واوامرك تتنفذ
هبت شهيرة تهتف بعصبية
ليه يابابا وسيف ابنى هيروح فين
عبدالحميد بجمود دون ان يلتفت لها
=جوزك عارف بقرارى تقدرى تروحى تساليه انا مبقتش عاوز اتكلم تانى في الموضوع ده.

ضغطت شهيرة فوق شفتيها بعنف تمنع نفسها من رد عنيف تعلم جيدا اذ ما قالته هدمت كل شيئ لذلك اسرعت بمغادرة الغرفة سريعا تدب الارض بقدميها بغضب.

بينما جلست فجر فوق مقعدها تنظر الى عاصم تحاول معرفة ردة فعله على هذا القرار لتجده يقف بكل هدوء لتعلم بموافقته عليه الا لم يكن هو صاحبه لتشعر بينران الغضب ترتفع في جسدها تجعله كالبركان هائج تود لو تهب صارخة برفضها لهذا القرار فهى تحتمل وجودها على امل اليوم الذي ستعود الى فيه الى حياتها بعيدا عنهم مرة اخرى ولكن الان اصبح الامر من المستحيل ومازاد الطين بله هو ان يصبح وجودها امر واقع في حياتهم.

لم تدرى بنفسها وهي تضغط بعضب فوق يد والدتها الممسكة بها بين يديها الا حين انت والدتها بألم قائلة
=فجر حاسبى يا بنتى ايدى؟
لتنتبه الى وجه ابنتها شديد الاحمرار لتهتف بقلق
= مالك يا حبيبتى انتى تعبانة ولا ايه.

التفت عاصم اليهم على اثر صوت والدتها القلق ينظر اليها باهتمام ولكن عند رؤيته لشرارات الغضب بعينيها ادرك مابها ليلتفت مرة اخرى يعطى اهتمامه للحديث الدائرة بين الجد وصوفيا لتزداد حدة تلك الشرارات بتجاهله لها تتابع بعينيها الحوار الدائر بين ثلاثتهم
لتميل ثريافوق نادين تهمس
=نادين تابعى فجر بعنيكى كده دى هتموت من الغيرة من صوفيا وبصراحة ليها حق البنت جمالهاخيال
التفتت نادين الى والدتها تهمس بحدة.

= انا ساعات بحس انك بتقصدى تشلينى بكلامك
نكزتها ثريا قائلة بأبتسامة خبيثة
= لسه موصلتيش للى في دماغى داحنا هنتسلى بشكل
اتسعت عين نادين بسعادة
= تقصدى اننا...
هزت ثريا براسها ببطء قائلة
= واتفرجى بقى على فجر وهي بتتقلب على نار هادية ادام عنينا اهو نتسلى نفرح فيها شوية
اتسعت ابتسامة نادين تلتفت الى مكان جلوس فجر الغاضبة تشعر براحة تدب في قلبها لمجرد تخيل ما سوف تفعله نار الغيرة امام عينيها بتلك الحمقاء.

بعد صعود الكل الى غرفته تقدمت صوفيا بخطواتها الرشيقة تتقدم الى غرفة المكتب تعلم بوجود صلاح وزوجته حتى الان بداخله لتتطرق الباب بقوة ودون انتظار للرد فتحت الباب لترى صلاح يجلس خلف المكتب يسند راسه بأرهاق فوق المقعد خلفه اما شهيرة فقد كانت تبكى بحرقة ولكن فور ان لمحتها حتى هبت فوق قدمها بغضب صارخة
= انتى ايه اللى جايبك وعاوزة ايه مش وصلتى للعوزاه وانا اقول اكيد وراكى حاجة.

نهرها صلاح بقوة حتى يستطيع اصماتها لكنها ظلت تفور بنيران غضبها امام صوفيا الواقفة بهدوء ترتسم فوق شفتيها ابتسامة صغيرة لاتعير اى من انفعالاتها ادنى اهتمام حتى ارهقت شهيرة تماما لتجلس بارهاق فوق مقعدها مرة اخرى لتحدثها صوفيا ببرود
= خلصتى كل اللى عندك
تنهدت بطريقة تمثيلية تكمل حديثها ببرود.

= طيب اقول انا بقى اللى عندى شوفى يا شهيرة هانم انتى وصلاح بيه انا استحالة اكون بالغباء ده علشان احط عينى على مكان سيف وانتم عارفين كويس انى اللى انا بديره في امريكا اكبر من بكتييير
شهيرة بحدة
اومال ليه وافقتى اول ما با...
قاطعها صلاح باهتمام يضيق مابين عينيه ينظر ناحية صوفيا قائلا
= استنى بس يا شهيرة سبيها تكمل
زفرت شهيرة بحنق تكتف ذراعيها امامها ترى صوفيا تكمل بنفس الثقة والبرود.

= اللى عوزاه حاجة تانية خالص اظن صلاح بيه عارف كويس هي ايه
التفتت شهيرة ناحية صلاح بحدة ليسرع هو قائلا بارتباك
= عاصم يا شهيرة عنيها من عاصم
تراجعت شهيرة فوق مقعدها ببطء قائلة
= قولتيلى بقى وطيب احنا المفروض نعملك ايه
نهضت صوفيا تلتف حول كرسيها ببطء تتابعها عين صلاح باعجاب ليس بخفى وهو يراها تكمل بخبث
= تساعدونى واساعدكم يعنى اخد اللى انا عوزاه وانتم تاخدوا اللى عوزينه
صلاح بصوت متحجرش
= وده هيبقى ازاى.
اخذت صوفيا تتقدم منه ببطء مغرى تنحنى فوق المكتب امامه كتفها يلامسه قائلة برقة
= يعنى انا اتجوز عاصم واخده ونرجع امريكا وانتم ليكم الشركة هنا بكل فروعها تديروها زاى مانتم عايزين
اخذت عين صلاح تمر فوقها بشغف لايخفى على احد لتهب شهيرة تهتف بغيظ
= صلااااح
اعتدل صلاح فورا مبتعدا عن صوفيا التي نهضت واقفة تكمل بكل ثقة وهي ترجع لمقعدها مرة اخرى
= بس ده طبعا بعد ما تساعدونى نخلص من جوازته دى الاول.

وضعت شهيرة قدما فوق الاخرى تحاول رسم الثقة والترفع امامها
= وانتى بقى واثقة اننا بعد ما نساعدك نخلص من جوازته عاصم يرجع ليكى لا وكمان يتجوزك وينفذ ليكى طلبك بانه يسافر تانى امريكا
وضعت صوفيا قدميها هي الاخرى بثقة امرأة تعلم مابيدها من اسلحة انوثية
= من الناحية دى متقلقيش يا مدام شهيرة ومتخافيش عليا
شهيرة بغيظ بصوت هامس
= لا ماهو واضح اووى ياختى انك خبرة
لتكمل بصوت اعلى.

= وانا موافقة بس عاوزة اقولك الموضوع مش سهل عاصم متعلق بيها جدا والبنت كمان طبعا ماهى ماصدقت تتجوزه
صلاح وهو يهز راسه بأسف
= واحنا بصراحة حاولنا كتير بس كل مرة تيجى معانا بالعكس ويتعلقوا ببعض اكتر
ضحكت صوفيا ضحكة صفراء تلتمع عينيها بخبث
= لااا متقلقوش من الناحية دى انا عارفة هعمل ايه كويس
صلاح وشهيرة في نفس واحد بلهفة وفضول
= هتعملى ايه بالظبط
اتسعت الابتسامة فوق شفتيها قائلة ببطء خبيث.

= هتعرفوا بعدين بس كل اللى عوزاه اننا نلعب لصالح بعض يعنى محدش يلعب لواحده واول حاجة هطلبها منكم تساعدونى ان انا وعاصم بس اللى نطلع سفرية اليونان لوحدنا
اسرع صلاح يهتف=
بس كان المفروض انا وسيف اللى نط...
قاطعته صوفيا تبتسم بخبث ودهاء اكثر
= عارفة يا صلاح بيه علشان كده طلبت مساعدتكم انا عوزاه يسافر معاياولوحده
لتشدد على كلمتها الاخيرة بقوة تكمل
= وسيبوا انتم الباقى عليا.

تبادل صلاح وشهيرة النظرات بقلق وهم يراه امامهم امرأة من الواضح انها لا تتوانى عن فعل اى شيئ في سبيل وصولها لغايتها لكن كما لو كان تفكيرهم واحد في نفس اللحظة قفزت الى ذهنهم فكرة واحدة
ومادخلنا بالطريقة المهم ان يكون الفوز حليفنا في النهاية ليلتفتا هما الاثنين بصوت واحدة في نفس اللحظة قائلين بحزم
= واحنا موافقين شوفى عوزانا نعمل ايه بالظبط.

جلست فجر فوق الاريكة تهز قدميها بغيظ وحنق ترتدى احدى البيجامات ذات المظهر المحتشم عاقدة لشعرها فوق راسها تتناثر منه خصلات ثائرة لم تعيرها انتباها وهي تنتظر خروجه من الحمام حتى تستطيع التحدث اليه فهو منذ وقت دخوله الى الجناح وهو يتجاهلها تماما يتحرك في ارجاء الغرفة براحة كما لو كان ليس هناك احد اخر غيره بها فاخذت تتصنع الضوضاء من حوله لعلها تحصل على اى ردة فعل منه سوى هذا البرود لتفشل كل محاولاتها بعد ان كادت تصل الى مرحلة تحطيم شيئ تحت قدميه لتحصل حتى ردة فعل منه حتى ولو كانت غضبه لكن ما انقذها من تلك الحماقة هو اخذه لملابس نومه والتوجه الى الحمام يختفى خلفه تاركة لها في قمة غضبها تنتظر خروجه بفارغ الصبر.

استمرت على هذا الحال عدة دقائق حتى سمعت خطواته خلف الباب لتسرع بالاستلقاء فوق الاريكة تتصنع النوم لترى ماهى ردة فعله على فعلتها تلك بفارغ الصبر
لكن اتسعت عينيها بصدمة وهي تراه يخرج من الحمام يرتدى ملابس خفيفة عبارة عن شورت وقميص من القطن ذو لون اسود متجها الى الفراش فورا لايعيرها ادنى اهتمام ليستلقى فوقه براحة يغلق النور المجاور له ثم يستلقى على جنبه نائما على الفور دون اى كلمة منه لها.

انتظرت فجر عدة لحظات بصمت لكن لم يجد جديد تعلم من انفاسه المتصاعدة بانتظام بانه قد استغرق فورا في النوم تاركا لها تتلظى بنيران غيرتها وغضبها فلم تشعر سوى باندفاع الدموع من عينيها دون ارادة منها تحاول مسحها سريعا بحركات غاضبة لكنها اخذت بالتزايد لتصبح شهقات مكتومة اخذت تفرغ فيها كل ما تشعر به من احباط وغضب تغرق في بؤسها فلم تشعر سوى بذراعين تلتفان حول كتفيها ترفعها عن الاريكة لتتوقف شهقاتها فور علمها بصاحبهم الذي اخذها بين احضانه يهمس برقة.
= بتعيطى ليه دلوقت؟ وانتى اللى غلطانة بعد اللى عملتيه في الحفلة الليلة
انفجرت فجر بالبكاء بشدة فور نطقه لكلماته تلك ليزفر عاصم بقوة يضيف بحزم وقوة
= فجر انتى عارفة انى مبحبش شغل العياط ده خلينا نتكلم بعقل احسن
نزعت نفسها من بين احضانه تهتف بغضب من بين دموعها
= عقل! عاوزنا نتكلم بعقل وانت بتتعامل معايا من قبل الحفلة ماتخلص ولا كأنى مش موجودة وكل ده ليه علشان وقعت غصب العصير على فستان الست صوفيا بتاعتك.

شدها عاصم من ذراعها بقوة لترتمى فوق صدره بعنف قائلا بحنق
= عارفة لو سمعتك تقولى كلمة صوفيا بتاعتك دى تانى هعمل فيكى ايه
رفعت عينيها اليه بخوف والم من شدة قبضته فوق ذراعيها لكنه فور رؤيته لمنظرها هذا زفر بقوة تاركا ذراعيها مبتعدا عنها قائلا بجمود
= وبعدين انتى عارفة ان الموضوع مش موضوع العصير انتى عارفة كويس اوووى انتى عملتى ايه
عقدت فجر حاجبيها بتركيز تحول تذكر ماحدث منها غير ذلك يشحب وجهها فجاءةتهمس.

= تقصد سيف
نهض عاصم سريعا من جوارها يتحرك بغضب يضم قبضته بعنف قائلا
= ايوه بالظبط عرفتى بقى ان الموضوع اكبر من اللى في دماغك
وقفت فجر هي الاخرى تتنظر في عينيه قائلةبهمس
= طيب لو قلتك ان الموضوع غير مانت متخيل خالص هتصدقنى
ابتسم عاصم بسخرية يسالها بتعجب
= الجملة دى سمعتها قبل كده فين اااه لما قلتهالك بخصوص صوفيا واعتقد انك وقتها ولحد دلوقت مصدقتنيش ليه طالبة منى اللى انتى معملتهوش معايا
هتفت فجر برجاء.

= لان دى حاجة ودى حاجة
صرخ عاصم بغضب وحدة
= لا واحد يا فجر هانم انتى متعرفيش انا حسيت بايه وانا بتخيل ان ممكن الحيوان ده يكون ضايقك او مد ايده عليكى تانى كنت عاوز اقتله في لحظتها
اسرعت فجر بهز راسها بالنفى قائلة بلهفة
= ابدا. ابدا ده كان لاول مرة كويس معايا وكان تعبان جدا انا بس اديته عصير علشان يفوق
اكملت برجاء وامل = صدقنى يا عاصم هو ده اللى حصل.

اخذ عاصم ينظر الى ذلك الرجاء بعينيها الرائعة بلونهم الصافى يهمس دون ارادة منه بصوت اجش
= عارفة لولا انه كان سكران طينة انا كنت موته في يدى بس برضه اخد نصيبه منى
لتتذكر هي ذلك المنظر وسيف يقف فوق الطاولة يرقص بتلك الطريقة وعاصم يحاول انزاله وعند فشله ضربه بقبضته ليسقط مغشى عليه لتفلت منها ضحكة خافتة وهي تتذكر ذلك المشهد مرة اخرى
لتشتعل عينى عاصم بشراسة يسألها بخشونة
= بتضحكى عاجبك اووى اللى حصل.

لم تستطع السيطرة اكثر لتفلت منها صاخبه تهز راسها بسعادة
=اسفة والله بس شكله كان يضحك اوووى.

احس عاصم بنيران تشتعل بصدره من رؤيتها بذلك المشهد الرائع امامه عينيها تلتمع بسعادة وجهها مشرق بشفتيها الوردية فلم يدرك سوى وهو يشدها من خصرها بقوة الى صدره يطبق بشفتيه فوق شفتيها يقبلها بجنون وشغف يتصاعد كلما استمر احساسه بها بين ذراعيه يشعر بها تتسمر بين يديه بدهشة سرعان ما ذابت لتبادله قبلته تلك بشغف مماثل سرق منهم انفاسهم بعيد ليغيبا عن الزمان في شغفهم هذا.
حتى ابتعد عنها بعد حين بصعوبة يضع جبهته فوق جبهتها بتنفس بقوة يهمس
= متعرفيش انا كان نفسى اعمل كده ازاى طول الليلة كنت هتجنن واحس بيكى بين اديه وفي حضنى
لينتهد بقوة يكمل بهمس شغوف و يديه تتحرك فوق وجهها برقةوحنان لتغمض عينيها فور شعورها بلامساته الرقيقة تلك
= بس لازم ابعدك عنى دلوقت والا مش هقدر اوفى بوعدى ليكى.

ليبتعد عنها بصعوبة يتجه ناحية الفراش بخطوات سريعة لتقف فجر مغمضة العينين تشعر بالبرودة فور ابتعاده عنها بعد دفء ذراعيه لتهمس باسمه بتلعثم جعله يتوقف فورا يلتفت اليها فلم تشعر سوى وهي تجرى اليه تحتضنه بقوة تقف على اطراف اصابعها تضم وجهه بين يديها تنظر إلى عينيه بنظراتهم المتسائلة لتقترب منه تقبله برقة لثوانى ثم تبتعد عنه تهمس بخجل وارتباك
ده توقيعى انا كمان على اتفاقنا اللى كان قبل كده.

تسمر عاصم مكانه لدقائق لا يصدق انه سمع منها هذا الكلام ثم انتفض يشدها اليه بقوة هامسا
= تقصدى اللى انا فهمته ولا عقلى اللى بيصورلى ده من شوقى ليكى
اقتربت منه تخبىء وجهها منه دافنة اياه في صدره بخجل ليضحك عاصم بسعادة ينحنى ليرفعها بين يديه يتجه بها ناحيه الفراش بخطوات سريعة يضعها فوقه برقة كما لو كانت من الخزف الرقيق اصابعه تعبث بازرار قميصها تحله واحد تلو الاخر ينحنى امام شفتيها يهمس.

= لو اقولك اد ايه حلمت واتمنيت اللحظة دى مش هتصدقينى وان احس بيكى بين اديه كانى فعلا في حلم جميل مش عاوز افوق منه اابدا
ابتسمت فجر بخجل تخفض وجهها ليمد يده يرفعه اليه برقة يتأملها لعدة لحظات بحنان ثم ينحنى يقبلها بشغف وجنون يمضى الليلة كلها يروى شوقه اليها تاركين اى حديث اخر خلفهم ماعدا شغفهم وجنونهم هذا.
تمللت فجر بقلق وصوت هامس اجش في اذنيها يدعوها للاستيقاظ لتتقلب فوق الفراش تننهد بخفوت وهي تحتضن الوسادة بين ذراعيها قائلة برقة
= سبينى شوية كمان وحياتك ياماما.

وصل الى مسامعها ضحكة رجولية خافتة تدغدغ اذنيها بانفاس ساخنة لتسرع بفتح عينيها سريعا تدرك مكان وجودهاوصاحب ذلك الهمس لتجد انها لا تحتضن وسادتها بل تلف ذراعيها حول خصر عاصم المستلقى بجوارها تستند براسه فوق صدره العارى لترفع راسها سريعا وبارتباك تراه يستند براسه فوق مرفقه يبتسم لها بحنان ترى شغفا مماثل لما راته لليلة امس يرتسم فيه عينيه لتشعر بالخجل يلون جميع جسدها بالحمرةفاسرعت بالابتعاد عنه تلف الاغطية حولها بارتباك وخجل لكنه لم يعطيها تلك الفرصة لتحرك بعيدا عنه يجذبها اليها لترجع الى الفراش تستلقى مرة اخرى فوقه يحيطها هو بذراعيه يستند بمرفقيه فوق الوسادة بجوارهايخفض راسه الى وجهها يهمس بشغف امام شفتيها انفاسه تختلط بانفاسها.

= رايحة فين هو انا كنت بصحيكى علشان تجرى تقومى من جنبى
همهمت فجر بخجل تحاول النظر الى اى شيئ غيره لكنه كان يحيط بها بجسده الضخم حاجبا عنها اى شيئ اخر سواه لتحاول التحدث تلهى نفسها عن قربه الشديد منها قائلة بتلعثم
= انا، يعنى، و
انقطع حديثها تشهق حين انخفض بشفتيه يقبلها في حنايا عنقها يهمس
= انتى ايه؟ اناسامعك كملى.

لم تستطيع فجر التركيز على كلمة واحدة تستطيع ان تكمل حديثها بها وهو يصعد بشفتيه بقبلات رقيقة ناعمة يقبل عنقها ببطء ورقة حتى صعد الى وجهها يقبله هو الاخر بشغف وحنان لتحاول فجر الحديث بصوت لاهث متلعثم
= عاصم. استنى. انامش عارفة اركز كده
توقف عاصم عن تقبيلها ينظر في عينيها بعينين تلتمع بشغف ورغبة قائلا بانفاس لاهثة
= وانا مش عاوزك تركزى في اى حاجة غير في اللى هقوله ليكى حالا.

طلت من عينيها نظرة تساؤل تسأله بقلق=
=وايه هو انا سمعاك؟
لم يمهلها عاصم سوى ثانية لتلتقط فيها انفاسها قبل ان يكتسح شفتيها بقبلة عاصفة اذابتها واذابت كل الحواجز بينهم جعلتها تنسى اى حديث قد يقال بينهم في تلك اللحظة ليغيا سويا في عالم ليس به احد اخر سواهم وحديثهم الذي قيل بينهم دون النطق حرف واحد.

هو عاصم اتاخر كده ليه في النزول
نطق عبد الحميد بتلك الكلمات الى صفية الجالسة فقط معه فوق مائدة الافطار لتقول وهي تضع بعض الطعام في طبقه امامه = اكيد مرهق من سهرة امبارح وخصوصا اننا كلنا نمنا وش الصبح
هز عبد الحميد راسه بتفهم قائلا
= عندك حق كانت ليلة من اولها لاخرها غريبة
بس كنت عاوز اتكلم معاه ومع صلاح على سفرية اليونان واشوف ناوى على ايه.

لم يكد يكمل جملته حتى دخل صلاح الى الغرفة يرتسم االتجهم والارهاق على وجهه يلقى بتحية الصباح بجمود ثم يجلس فوق مقعده يتناول طعامه بصمت
اخذ عبد الحميد يراقبه لعدة دقائق ثم قال بصوت هادئ
= ايه يا صلاح مالك شكلك تعبان
صلاح بجمود.
= ماهو ده الموضوع اللى عاوزك فيه يا عمى انا بصراحة مرهق جدا اليومين دول ومش قادر اركز في حاجة فانا كنت بستاذن حضرتك اخد شهيرة ونروح فيلا الساحل كام يوم لانها هي كمان اعصابها تعبانة من بعد موضوع سيف واللى حصل
عقد عبد الحميد حاجبيه بغضب
= بتعاقبنى انت ومراتك يا صلاح
اسرع صلاح ينحنى فوق يديه يقبلها قائلا بلهفة = ابدا والله يا عمى انت عارف انا مش ممكن اعمل كده ابدا انت عارف انا بعتبرك والدى بالظبط.

زفر عبد الحميد يحاول الهدوء يسأله
= طب وسفرية اليونان مين هيطلعها مع صوفيا لما انت تااخد اجازة
اسرع صلاح قائلا = عاصم يقدر يطلع هو السفرية دى وان كان على شغل الشركة في غيابه انا هتابعه ولو جد اى شيئ يحتاج وجودى لحظات واكون موجود بس اهو اكون موجود جنب شهيرة لحد ما الازمة دى تعدى.

لم يجد عبد الحميد ما يستطيع به الحديث فهو يعلم يقينا ان من المؤكد سوء حالة ابنته بعد قراره المتعلق بابنها امس فلم يجد في نفسه ان يرفض ايضا وجود زوجها معها في تلك اللحظة ايضا لينتهد قائلا =
خلاص يا صلاح لما ينزل عاصم نبقى نشوف هنعمل ايه في الحكاية دى
هز صلاح راسه بالموافقة يتمنى موافقة عاصم حتى تنال صوفيا ما ارادت ويتخلصوا سريعا من تلك المعضلة المسماة زوجةعاصم.

فجر مش هتقوم تجهزى علشان تنزلى معايا
همس عاصم بتلك الكلمات الى فجر المستلقية فوق الفراش تهز راسهابضعف دافنة لوجهها اكثرفى الوسادة هامسة بأرهاق
= لااا انا عاوزةانام كمان شوية جسمى كله بيوجعنى
ضحك عاصم بمرح يجلس بجوارها فوق الفراش تعبث انامله بشعرها المتناثر بجنون حول وجهها وفوق الوسادة ليبعدا اياه خلف اذنيها لينحنى يقبل كتفيها الظاهر من الاغطية الملتفة بها قائلا بحنان.

= طيب خليكى براحتك وانا هنزل اروح الشركةومش هتاخر علشان نخرج نتغدى سوا بره
ما ان ان نطق بكلماته حتى هبت جالسة تركع بركبتيها فوق الفراش هاتفة بلهفة وفرح
= بجد يا عاصم كلامك هنخرج سوا
لم ينطق عاصم بحرف تتسمر عينيه فوق جسدها المكشوف امامه بعد ان سقطت الاغطية عنه اثر نهوضها السريع لتلاحظ فجر نظراته تلك لتسرع بجذب الاغطية حولها مرة اخرى وهي تتراجع الى الخلف بخجل وارتباك.

ليبتلع عاصم لعابه بصعوبة قائلا بتلهف
= شكلنا كده مش هنتحرك من الاوضة دى النهاردة خالص.

لتقدم منها يلتهم شفتيها يقبلها بجنون فلم تجد في استطاعتها سوى مبادلته جنونه هذا خاطفا منهم انفاسهم حتى ابتعد عنها لكنه استمر في تقبيلها فوق وجهها تتنقل شفتيه برغبة عاصفة حتى وصل الى حنايا عنقها فاخذ يقبلها برقة وتمهل كما لو كانوا يمتلكون كل وقت العالم لهم تاخذهم عاطفتهم بعيدا عن كل ما حولهم حتى اتت المقاطعة فجاءة من خارج عالمهم على هيئة دقات متتالية لم يعيرها عاصم ادنى اهتمام في البداية وهو مغيب عما حوله تماما لتتعالى الدقات هذة المرة بقوة تتبعها صوت والدته قائلة باهتمام = عاصم فجر انتوا لسه مصحتوش يا ولاد.

انتبهت فجر لصوت زوجة عمها الاتى من الخارج فاخذت تنبه عاصم تهتف باسمه بضعف لكنه تجاهل محاولاتها تلك غارقا في عالمه اخر لتتعال الدقات ولكن بقوة وشدة هذة المرة فلم تجد فجر حلا اخر سوى ان تحاول ابعاده عنها قائلة بخجل
= عاصم طنط صفية وافقة بره رد عليها علشان خطرى.

لم يعير عاصم حديثها انتباه لعدة لحظات لم تجد فجر خلالهم القدرة على الطلب مرة اخرى لكن ما ان همت بالحديث مرة اخرى حتى وجدته يريح راسه فوق صدرها يتنفس بسرعة وخشونة محاولا التقاط انفاسه لعدة لحظات قبل ان ينهض فوق قدمه يعدل من وضع ربطةعنقه و ملابسه يرجع خصلات شعره الى الخلف بعد ان عبثت بها اصابعها يغمض عينيه لعدة لحظات ثم يتوجه الى الباب بخطوات بطيئة يفتحه مواربا له حتى لاتصل الى انظارها الى فجر المستلقية فوق الفراش يحيى والدته بهدوء التي تقف بارتباك خلف الباب يلقى لهابتحية الصباح بصوت متحجرش لتسرع صفية باعتذار مرتبك.
= معلش يا حبيبى بس جدك مستنيك من بدرى عاوزك حالا في اوضة المكتب وطلب انى اطلع بنفسى اصحيك
انحنى عاصم مقبلا وجنتها بحنان قائلا
= ولا يهمك يا حبيبتى انا صاحى من بدرى اسبقينى انتى وثوانى وهنزل وراكى احصلك
هزت صفية راسها ترتب فوق وجنته بحنان ثم تتجه للنزول سريعا بينما عاصم يغلق الباب بهدوء يلتفت الى تلك الجالسة فوق الفراش تشتعل وجنتها بخجل ليتقدم منها مرة اخرى فتتراجع هي تهز سبابتها بخوف.

= عاصم علشان خطرى كفاية اللى حصل انا اصلا مش عارفة هوريها وشى تانى ازاى
اخذ عاصم يتقدم اليها دون ان يعير حديثها ادنى اهتمام ليقترب منها يهمس في اذنيها
=لو حضرتك مش واخدة بالك فانتى مراتى يا مجنونة ودى اوضتنا لوناسية انا عندى استعداد حالا افكرك
فجر برعب تهتف = لااا خلااص عارفة بس علشان خاطر ى ياعاصم انزلهم بسرعة ليبعتوا حد تانى وكفاية اوووى اللى حصل
غمز عاصم لها بعينيه بخبث قائلا
=خلاص موافق بس على شرط.

فجر بتوجس وخوف = وايه هو؟
اقترب عاصم منها اكثر ينظرالي شفتيها بشوق
لتبتلع فجر ريقها بصعوبة تعلم ماهو ات لكنها فوجئت به يتراجع عنها قائلا بمرح
= انا هنزل حالا بس مش فاطر اللى لما تنزلى ونفطر سوا اتفقنا
تنهدت فجر براحة تسرع في هز رأسها بالموافقة ليبتسم هو بحنان قائلا برقة
= متتاخريش عليا
ثم تحرك بخطوات سريعا مغادرا يفتح الباب وقبلةخروجه التفت اليها مرةاخرى يلقى لها بقبلة في الهوا ثم يغلق الباب خلفه بهدوء.

لتسرع فجر بالقاء نفسها فوق الفراش تهتف بسعادة
= بحبه ااااوى يااااناس
لتتسع عينيها تضع يدهافوق شفتيها بذهول وصدمة سرعان ما تحولت الى ضحكة فرحة وسعيدة تهمس
= ايوه بحبه ومن اول يوم عنيا شافته فيه علشان يبقى كل دنيتى من بعدها
لتنهض سريعا بعد ان جعلها اعترافها هذا تتحرك بخفة كما لو كانت فراشة لتستعد حتى تنزل اليه سريعا.

جلست فجر بجوار والدتها وزوجة عمها امام مائدة الافطار في انتظار خروج عاصم لتناول كما طلب منها ليطول انتظارها له كثيرا لتزفر بقلق جعل صفية تلتفت اليها قائلة بحنان
=شكلهم هتأخروا جوه افطرى انتى يا حبيتى وهو يبقى يجى يفطر براحته.

هزت فجر راسها بالرفض تضع كفها اسفل وجنتها تستند عليها ليظلا على هذا الحال يسود الصمت الغرفة حتى تعالت فجاءة اصوات غاضبة استطاعت تميزها بانها تخص عاصم وجدها تقترب منهم ليدخل عاصم فجاءة الغرفة قائلا
= استحالة اللى بتقولوه ده يحصل ولو لازم يبقى سيف هو اللى هيجى معايا
تبادلت فجر النظرات بينها وبين والدتها وزوجة عمها بحيرة وهم يستمعون لحديث الجد قائلا لحدة.

= جرى ايه ياعاصم مانت عارف ان سيف ساب القصر من امبارح بليل وقرارى انه يسيب الشركة مش هرجع فيه
التفت اليه عاصم بغضب صارخا
= وانا محدش يقدر يجبرنى اعمل حاجة مش داخلة دماغى حتى لو كان التمن نلغى الصفقة دى خالص
شحبت ملامح عبد الحميد يترنح حتى كاد ان يسقط ارضا قائلا بألم وضعف
= كده يا عاصم دى اخرتها بتزعق لجدك اللى رباك وخلاك راجل واخرتها تزعق في وشه.

اسرع عاصم بالامساك به يقوم باسناده حتى احد المقاعد يجلسه عليه ثم يجلس على عقبيه امامه قائلا بأسف
=سامحنى يا جدى ليكمل بحزم بس لازم تفهم ان اللى بتطلبه ده انا...
قاطع عبد الحميد حديثه بلهفة
= ده شغل ياعاصم مفيش حاجة اسمها مينفعش وانت عارف ان الصفقة دى اد ايه مهمة و صلاح فاهم ده و فاكر انى مش عارف هوبيعمل كده ليه بيضغط علياويلوى دراعى علشان خاطر ابنه فاكر انى هرجع في كلامى.

زفر عاصم بقوة بقلة حيلة ثم قال هو يلتفت ناحية فجر الجالسة تنظر اليهم بحيرة
= خلاص فجر هتيجى معانا
عبد الحميد بغضب
= جرى ايه ياعاصم هتاخد مراتك رحلة شغل وبعدين انت عارفة انها معندهاش جواز سفر وانكم لازم تكونوا في اليونان بكرة بالكتير
انتبهت فجر لصيغة الجمع التي استخدمها جدها لتدرك فجاءة سبب كل هذة الجلبة ولتتأكد شكوكها حين قال جدها بلطف لتنزل كلماته فوقها كما لو كانت سكين يقطع احشائها بقوة.
صوفيا هتفيدك هناك اكتر حتى من لو كان عمك صلاح معاك والموضوع كله اسبوع بالكتير يا عاصم
اخفض عاصم راسه يزفر بقوة ثم نهض على على قدميه قائلا باستسلام
= خلاص يا جدى تمام انا موافق
ما ان نطق عاصم حتى شعرت برغبة شديدة في الصراخ لترفض هي هذا وبالفعل كادت ان تقف يشتعل وجهها بغصب لكن امدت ايدى امها خفية تضغط فوق ذراعيها لتتلتفت لها فجر بعنف لتهز عواطف راسها تهمس
=اياكى تعملى اللى في دماغك.

اتسعت عين فجر تمتلأ عينيها بالدموع لتنظر لها والدتها بعطف يستمعوا الى الجد قائلا بهدوء
= تعال معايا علشان نجهز الورق ونشوف هتعمل ايه قبل ماتسافر
وماان انهى كلماته حتى دخلت صوفيا تلقى بتحية الصباح بمرح ليقابلها عبد الحميد ناهضا من مكان قائلا دون مقدمات
يلا يا صوفيا تعالى معانا على المكتب نشوف هنعمل ايه.

ليغادر مسرعا تتبعه صوفيا بأبتسامة سعيدة بينما وقف عاصم مكانه ينظر الى فجر الجالسة تخفض راسها خوفا من رؤيته لدموعها ليقف عاصم لعدة لحظات بحيرة لايدرى كيفة التصرف ليزفر بقوة ثم يغادر الغرفة هو الاخر بخطوات سريعة تاركا الصمت والوجوم خلفه سيدا للموقف.

جلس عاصم خلف المكتب يقلب في الاوراق الصفقة امامه تقف صوفيا بجواره بدعوة مساعدته تستغل الامر من حين الى اخر لتتلمس يد او كتف عاصم لتظهر كانها لمسات عرضية لكنها ادركت من نظرات عاصم العاصفة لها بانه ادرك نيتها لتقف بعدها بثبات وتكمل الحديث بعملية لاتريد المخاطرة الان بادراكه لنويها فيرفض الذهاب معها بينما عبد الحميد جلس في مقعده امام المكتب بتعب لينهض بعد حين يقف بضعف قائلا.

= انا هقول انا ارتاح في اوضتى ولما تخلصوا ابقى اطلع يا عاصم عرفنى هتعمل ايه
نهض عاصم سريعا من خلف مكتبه يتقدم منه يسنده من مرفقه قائلا بحنان
= تحب اطلع اوصلك لجناحك؟
هز عبد الحميد راسه يرتب فوق وجنته بحب قائلا
= لا خليك انت انا هطلع لوحدى مش عاوز اعطلك
لتتقدم بخطوات مرتعشة يغادر الغرفة تتابعه عين عاصم بقلق حتى غادر مغلقا الباب خلفه
لتقول صوفيا بحنان تحاول تهدئة الاجواء بينهم.

= شكلك بتحبه اووى يا بخته بجد ان عاصم السيوفى بنفسه بيحبه بالشكل ده
التفت اليها عاصم ببطء قائلا ببرود وصرامة
= مش نشوف شغلنا احسن من الكلام الفاضى ده
لتتحرك باتجاه مكتبه تاركا ايها تنظر في اثره تصغط شفتيها بغيظ ثم تغمض عينيها لثوانى لتفتحهم بعدها ترسم ابتسامة فوق شفتيها وتعود لمكانها بجواره ما ان اقتربت حتى قال لها دون ان يرفع راسه عن اوراقه بجمود
= اقعدى على الكرسى هناك.

تجمدت مكانها لثوانى تشتعل عينيها بغضب ثم تحركت الى المقعد تلقى بنفسها فوقه بعنف تزفر بخشونة
لم يمر وقت كثير حتى اندمجوا خلاله في ترتيب اوراق الصفقة حتى صوفيا اصبحت لا يشغل عقلها سوى امور العمل ليقاطع اندماجهم طرق رقيق فوق الباب ليجيب عاصم الطارق بالدخول دون ان يعرف عينيه عن اوراقه
لتدخل فجر بخطوات مترددة تهمس باسمه بخجل ليلتف هو وصوفيا اليها ينهض سريعا يتجه اليها بلهفة يسألها بقلق.

= في حاجة يا فجر؟ محتاجة حاجة؟
هزت فحر راسها بالنفى تهمس برقة
= لااا ابدا بس انت لسه مفطرتش وانا كنت مستنياك نفطر سوا زاى ما اتفقنا
اقترب منها عاصم يحتضنها برقة بين ذراعيه يبتسم لهت بحنان
= انتى لسه مستنيانى كل ده طيب مفطرتيش انتى ليه
فجر بخجل تهز كتفهاقائلة = احنا اتفقنا نفطر سوا
لم يشعر عاصم الا وهو يشدد من احتصانه لها ينحنى فوق اذنيها هامسا
= بس انا في دماغى حاجة تانية احلى من الفطار بكتير.
شهقت فجر بذهول تبتعد عنه قائلة هامسة
= عاصم اعقل
ثم تشير بعينها باتجاه صوفيا التي وقفت تتابع ما بحدث بقلب يشتعل بالغيرة والحقد
ليلتفت لها عاصم قائلا بصوت اجش
= صوفيا احنا هنروح نفطر تحبى تيحى معانا.

هزت راسها بالرفض ببطء ليلتفت عاصم بجذب فجر لين ذراعيه يخرج من الغرفة وهو يهمس مرة اخرى لها بكلمات جعلت من وجنتيها تشتعل بالخجل مرة اخرى لتراقبهم صوفيا وهي تصغط فوق القلم بين يديها حتى تهشم متحطما من قسوة قبضتها تهمس بعد خروجهم بغل وغضب
= ماشى يا عاصم اما نشوف انا ولا حتة اللعبة بتاعتك دى.
مع بزوغ فجر يوم جديد حاول عاصم النهوض من بجوارها بهدوء يحاول قدر الامكان ولا يتسبب في ازعاج نومها فهى لم تنم الا منذ وقت قليل بعد ان قضى طوال ليلة امس يبثها شغفه وجنونه بها حتى تسقطت بعدها في نوم قلق مرهق اما هو ظل الباقى من الليلة مستيقظا يتأملها بحنان عينيه لا تستطيع عينيه الابتعاد عنها لايدرى كيف له من قدرة أن يبتعد عنها لمدة اسبوع كامل بعد ان شعر بحلاوة قربها ودفئها تشعل كل حواسه بالاثارة بهذا القرب.

وقف يتأمل وجهها بملامحه الرقيقة الناعمة لتتوقف فوق شفتيها الرائعة المنتفخة بشدة من جنون قبلاته لها طول االليل ليبتسم بعبث حين عادت به ذاكرته الى جنونها ليلة امس حين حاول معرفة رأيها فيما يخص بسفره بعد صعودهم الى جناحهم اخيرا لكنها صدمته حين قابلت اسئلته بهدوء وعقلانية قائلة انه عمله ومهم له وان صوفيا ماهى الا زميلة عمل وانها ليست بطفلة لتغضب لسفرها معه وتمنت له رحلة سعيدة ليشعر هو وقتها بالغضب والاحباط من اجابتها العقلانية لتلك ليوسوس له شيطانه بأثارة غيرتها قائلا لها بلامبالاة.

= فعلا كلامك صح علشان كده بفكر بعد نبقى نخلص الشغل نبقى ننزل انا وصوفيا نتفرج على البلد سوا وهو نخرج شوية من جو الشغل مااحنا زمايلزاى ما بتقولى ومفهاش مشكلة.

اشتعلت عينيها بالغضب تنهش الغيرة قبلها بعنف من كلماته تلك تشعر بالغباء في انها السبب في ادخال تلك الافكار الحمقاء الى عقله بعد محاولتها اظهار نفسها بأنها امراة عاقلة لا يهزها سفر زوجها مع امراة اخرى لكن محاولتها تلك بائت بالفشل فلم تستطع التظاهر طويلا لتصرخ بعنف
= عاصم انت هتستهبل فسح ايه اللى عاوز تتفسحها مع ست صوفيا بتعتك دى طب والله ياعاصم لو حصل لا، هااا...

اخذت تتلعثم بباقى جملتها لاتسعفها كلماتها من شدة غضبها بينما وقف هو يتابعها بعينين تشتعل بنيران الشغف وهو يراها امامه بهذه الحالة من الغضب ليسرع بشدها من حصرها بقوة لتلتصق بجسده تشهق بذهول وهي تراه ينحنى فوق وجهها هامسا بتحجرش =
انا مش قلتلك لوسمعتك بتقولى صوفيا بتعتك دى تانى هزعلك
اخفضت فجر عينيها بخجل قائلا
= مانت بتضايقنى وتقولى هخرج واتفسح معاها عاوزنى يعنى اقولك ايه.

مد عاصم يده اسفل ذقنها يرفع وجهها اليه هامسا
= طيب وانتى كمان متعمليش فيها ست العاقلة وتقوليلى كلام فارغ زاى اللى قولتيه من شويه ده
اشتعلت عينيها بالغيرة مرةاخرى قائلة بحنق = يعنى عاوزنى اقول ايه يعنى اقولك انى انا نفسى اروحى اخنقها بيدى لحد ما روحها تطلع في ايدى
لتكمل جملتها وهي بالفعل تضغط فوق اصابعها كما لو كانت تقوم بخنق شيئ بالفعل.

لينفجر عاصم بضحكة رجولية صاخبة سعيدا برؤيتها غيرتها هذه لكنه توقف عن الضحك فجاءة تتغير ملامحه للحنان قائلا بأبتسامة وعينيه تمر بشوق فوق ملامحها
= هتوحشينى يا فجر بجد انا مش عارف الاسبوع ده هيعدى عليا ازاى من غيرك
اشرق وجهها بالسعادة من كلماته الرقيقة هذه تشعر بضربات قلبها تتسارع بفرحة لتهمس وهي تخفض عينيها بخجل
= وانت كمان هتوحشنى اووى.

بعد كلماتها الخجلة هذه ورأيته لوجنتيها المشتعلة بالاحمرار لم يستطع عاصم مقاومتها لفترة اطول من ذلك ليهبط فوق شفتيها يلتهمها بشغف وجنون لم يفيقا منه الا مع ساعات الصباح الاولى لتستلقى بعدها بين ذراعيه نائمة بهدوء بينما ظل هو يراقبها بشوق كما لو كان يتمنى حفر ملامحها بداخله.

هز عاصم راسه يحاول ان يخرج من دوامة افكاره يزفر بقوة فهو ان ظل يقف امامها يتأملها كثيرا لن يتحرك من مكانه ابدا ليسير باتجاه الحمام يغلقه خلفه بهدوء
فزعت فجر من نومها تنظر الى جهته في الفراش لتراها فارغة لتشعر بالحزن والالم يهاجم قلبها تلعن نفسها بعنف فا هي قد استغرقت في النوم ليغادر هو دون ان تراه وتودعه لتعنف نفسها بغضب
= غبية يا فجر كده تنامى وتسبيه يمشى من قبل حتى ما تشوفيه.
لتتسع عنييها بصدمة وهي تستمع الى صوته الاتى من امام طاولة الزينة تراه يقف امامها يعدل يرتدى ساعته ويضع متعلقاته بداخل البدلة قائلا بحنان
= وتفتكرى هو يقدر يمشى من غير ما ياخدك في حضنه قبل ما يسافر
تراه يتقدم منها بخطواته الواسعة الواثقة عينيه لا تفارق عينيها حتى وصل اليها ليجلس بجوارها يجذبها الى صدره بحنان لتضع راسها بسكينة فوق صدره تشعر بالدموع تحرق عينيها تصل الى مسامعها صوته الاجش.

= عاوزك تخدى بالك من نفسك وانا كل يوم هتصل بيكى اكلمك واطمن عليكى اتفقنا
هزت فجر راسها بضعف لا تقوى على الكلام خشية ان تخونها دموعها لكنه ادرك مابها ليرفع وجهها اليه يرى عينيها الممتلئة بدموعها تنساب ببطء فوقه لتنهد عاصم قائلا برقة
= ليه الدموع دلوقت كلها اسبوع وهبقى معاكى بس علشان خاطرى بلاش اخر حاجة اشوفها هي دموعك
رفعت ذراعيها تلفها حول رقبته تتضغط جسده اليها بقوة تهمس بصوت متحجرش باكى.

= غصب عنى والله اصل انت هتوحشنى اوووي
ظل عاصم بين احضانها يتنمى ان يظلا هكذا لاطول وقت ممكن لكنه بعد حين ابعدها عن برقة يمرر انامله فوق جفونها برقة يهمس
= عاوز قبل ما امشى اشوف ابتسامتك ليا ومش عاوز دموع خالص
هزت فجر راسها بالموافقة تبتسم برقة اليه تلتمع عينيها بدموعها ليظل هو يراقبها لعدة لحظات قبل ان ينهض سريعا من فوق الفراش قائلا
= انا نازل وزاى ما اتفقنا هكلمك كل يوم.

ثم اسرع بحمل حقيبته يتجه الى الباب بخطوات سريعة مغادرا دون ان يلتفت خلفه ابدا يغلق الباب خلفه بهدوء
لترتمى فجر فوق الفراش تبكى بقوة لمدى طويلةحتى غفت من مرة اخرى ودموعها ترتسم فوق وجهها من شدة ارهاقها.

مر ثلاث ايام منذ سفر عاصم كانت الامور في القصر هادئة خاصة بعد سفر عمتها وزوجها معهم هنا الى فيلا الساحل للمكوث هناك لبضع ايام ولم يتبقى سوى ثريا ونادين معهم بالقصر لكنها استطاعت تجنبهم وتجنب تعليقاتهم الخبيثة المتعلقة بعاصم وسفره مع صوفيا بمفردهم تدرك محلولتهم لتعكير صفو علاقتها الحديثة بعاصم حتى اتى يوم كانوا جميعا مجتمعين داخل غرفة الاستقبال معهم الجد ليسأل صفية لكن كانت انظاره موجهه الى فجر كانه يسالها لكنه يستعلى سؤالها هي شخصيا.

= هو عاصم ما تصلش النهاردة خالص
لم تقوم فجر بالرد تاركة الامر لزوجة عمها التي اجابت بقلق
=ابدا يا بابا مع انه متعود يكلمنا اكتر من مرة في اليوم
هز عبد الحميد راسه قائلا بهدوء ومازالت عينيها فوق فجر يتابعها
= متقلقيش تلاقى بس المفاوضات بدات والوقت سرقه معرفش يتكلم
ليصمت قليلا يهمس بسؤال كانه شيئ عرضى
= وانتى يا فجر ماكلمكيش النهاردة برضه
اسرعت تهز راسها بالنفى هي الاخرى.

ليعقد عبد الحميد حاجبيه بقلق وهنا اسرعت ثريا قائلة بخبث
= الله يكون في عونه مشاغله كتير برضه
انطلقت من نادين ضحكة ساخرة قائلة هي الاخرى
= طبعا هيلاقيها من الصفقة ولا مين اللى بيساعدوه في الصفقة حاجة بصراحة متعبة جدا
هبت فجر واقفة تسالها بغضب
= انتى تقصدى ايه بكلامك ده
نهضت نادين هي الاخرى تهتف بغل
= اللى فهمتيه يا بنت عواطف ولو مش شايفة اللى بيحصل تبقى غبية.
اسرعت عواطف هي الاخرى تقف على قدميها تحاول جذب ابنتها للخروج من الغرفة قائلا بخفوت
= نادين ملوش لازمة كلامك ده
ضحكة نادين مرة الاخرى قائلة بحقد
=ليه خايفة بنتك تعرف اللى كلنا عرفينه و شيفينه بعنينا من ساعة ما صوفيا جات البيت فتزعل من سى عاصم
لتكمل بحقد اكبر تضغط فوق حروفها بشدة
= متخافيش مش هيحصل عارفة ليه علشان بنتك معندهاش كرامة زيك بالظبط ومش هتقدر تضيع فرصة عمرها من ايديها.

لم تدرى فجر سوى وهي تهجم فوق نادين تحاول الفتك بها ونادين هي الاخرى اسرعت تحاول الامساك بيها لتقف كل من صفية وعواطف محاولة السيطرة على فجر والتي اصبحت كالوحش الهائج بيما ثريا اسرعت بجذب نادين تحاول ابعادها تصرخ
= نادين خلاص كفاية لحد كده.

اما عبد الحميد جلس فوق مقعده يحاول النهوض اكثر من مرة والهتاف بهم بغضب لكنه صوته خرج ضعيفا خافتا يشعر بالام في صدره تزحف بقوة داخله كما لو كان الالف الانياب تنهشه فاخذ بالمحاولة حتى خرج صوته اخيرا لكن مستغيثا بصفية قائلا بالم
= الحقينى بسرعة يا صفية هموت.

همدت الاصوات بعد صرخة عبد الحميد لتسرع اليه فجر وصفيه تلحقهم عواطف بينما وقفت نادين وثريا بتخشب يتابعان صفية وفجر وهم يوقفون عبد الحميد برقة مغادرين الغرفة قبل تلتفت اليهم صفية بقلق وخوف
= ثريا اطلبى الدكتور خليه يجى حالا
هزت ثريا راسها تسرع في اتجاه الهاتف تحدث الطبيب عدة لحظات ثم تغلق بعدها الهاتف لتسألها نادين بخفوت
= تفتكرى هيحصل المرة دى
هزت ثريا كتفيها بعدم المعرفة قائلة بخفوت هي الاخرى.

= مش عارفة بس شكله تعبان اوى ياريت يحصل قبل ما يلحق يكتب اى حاجة لحد اهو نص البلى ولا البلى كله
اسرعت نادين تهتف برجاء
= ياااارب نخلص بقى بسرعة انا مليش في جو العيانين ده
رفعت ثريا عينيها هي الاخرى الى السماء برجاء ثم تلتفت الى ابنتها قائلة بلهفة
= ايه رايك احنا نستنى نشوف الدكتور هيقول ايه ونتحجج باى حجة ونخرج من هنا بدل ما يدخلونا في شغل تمريض وسهر جنبه والشغل ده.

هزت نادين راسها بالموافقة سريعا لتسألها بعدها بحيرة
= بس هنقول ليهم ايه؟
عقدت ثريا حاجيبها بتفكر لعدة لحظات ثم هتفت
= بس لقيتها هنقول ان جدتك هي كمان تعبت فجاءة ولازم نسافر لها لان خالك سافر وهي هناك لوحدها ايه رايك
اسرعت نادين بالموافقة لتكمل ثريا بتفكير
=بس نستنى نشوف الدكتور هيقول ايه وانا هكلم جدتك تكلمنى ادامهم ونظبط السيناريو صح مانا مش هقعد امرض فحد كفاية عليه الست صفية.

لتهز راسها لابنتهابالموافقة ثم يسرعا بالمغادرة حتى يقوموا بتمثيل القلق والخوف امام الحميع قبل البدء بتنفيذ خطتهم.

بعد خروج الطيب جلسوا جميعا بصمت يتابعوا بقلق عبد الحميد المستلقى فوق فراشه شاحب الوجه يبدو عليه التعب الشديد لتغمز ثريا نادين ثم تغادر الغرفة بخطوات هادئة تحاول عدم لفت الاتباه اليها لكن عينى صفية لمحتها لكنها فضلت الصمت عن سؤالها
اقتربت عواطف من صفية تهمس بهدوء
= مش كان الاحسن يروح المستشفى لحد ما نطمن على صحته
هزت صفية راسها بقلة حيلة قائلة بخفوت.

= مانت شوفتى بنفسك عمل ازاى لما الدكتور طلب يروح المستشفى اهو احنا جنبه لحد ما ماالدكتور يبعت الممرضة اللى قال عليها
هزت عواطف راسها تعود الى مكانها مرة اخرى بصمت.

اما فجر فظلت تنظر الى جدها المستلقى فوق الفراش بوجه لا تظهر اى شىئ من مشاعرها عليه لكن بداخلها تموج المشاعر بشكل عاصف لاتستطيع التصديق انه جدها بكل جبروته وقوته ينهار فجاءة امامهم بذلك الشكل لا تدرى هل ما تشعر به الان هل قلق وخوف عليه ام شىئ اخر لكن ما هي متأكدة منه انه رغم كل قسوته معها الا انها لا تحب رؤيته بهذا الضعف ابدا.

دخلت ثريا بعد عدة لحظات الى داخل الغرفة تجلس بصمت حتى تعالى رنين هاتفها بعد نصف ساعة لتنظر الى المتصل وتنهض بقلق هاتفة
= دى ماما ايه اللى هيخليها تتصل بيه متاخر اووى كده
اسرعت نادين وصفية بالوقوف لتهتف الاخيرة
= طيب ردى عليها الاول نطمن
فتحت ثريا الهاتف ليشحب وجهها بتمثيل رائع تهتف برعب
= يعنى انتى لوحدك في البيت طيب فين هشام
لتصمت قليلا تستمع الى محدثها لتقول بعدها برعب.
= مسافر طيب انا هعمل ايه دلوقت بابا عبد الحميد تعبان هو كمان جدا هو...
لتقاطع صفية حديثها بجدية هامسة
= احنا هنا مع بابا روحى انتى ليها بسرعة مدام لوحدها
تلعثمت ثريا بكلامها تتدعى التردد
= بس، يا صفية
رتبت صفية فوق يديها برقة قائلة بهدوء
= مفيش بس يلا روحى اجهزى على ما اكلم حسن السواق يجى يوصلكم
هزت ثريا راسها بالموافقة بخنوع تلتفت الى نادين تهمس
= هتيجى معايا يانادين ولا هتخليكى مع جدو.

اسرعت نادين بلهفة مصتنعة
= لا روحى انتى انا هقعد مع جدو لحد ما اطمن عليه
صفية بهدوء
= روحى مع ماما يا حبيبتى متسبهاش لوحدها واحنا معاه كلنا هنا واكيد هنطمنكم عليه
نادين ببراءة وحيرة مصتنعان
= يعنى انتى شايفة كده يا طنط
هزت صفية راسها برقة لتسرع نادين قائلة
= طيب يلا يا ماما نجهز علشان نلحق آنا
لتغادر سريعا تتبعها ثريا.

ليسود الصمت بعد خروجهم تدور الافكار بعقل صفية تدعو في نفسهاا الا يكون ما يدور في راسها صحيح و هو كل شكوكها.

همست برقة تهز زوجة عمها النائمة فوق كرسيها بتعب بعد اصرارها ان تقوم هي بالسهر بجواره حتى حضور الممرضة لتجلس معها فجر هي الاخرى تصر بشدة بعد رفض صفية عدة مرات بينما ذهبت والدتها الى غرفتها بعد ان شعرت بالتعب والارهاق.

لتستمر السهرة بينها وبين فجر حتى سقط راس صفية فوق صدرها تنام بتعب لتشعر فجر بالشفقة عليها وهي تراها بهذة الحالة لتطلب منها الذهاب الى غرفتها لتستريح وهي ستجلس هنا بجواره وبعدة محاولات منها لاقناعها نهضت صفية ببطء قائلة بهمس تعب
= طيب يا حيبتى بس لو احتجتينى تعاليلى على طول
هزت فجر راسها بالموافقة لترتب صفية فوق وجنتها برقة تبتسم لها بحنان ثم تغادر بخطوات متثاقلة من الارهاق.

لتجلس فجر فوق المقعد الذي كانت تحتله منذ قليل صفيه بعد ان قامت بتقريبه من فراش جدها بهدوء تمسك بكفه المستريح فوق الفراش بحنان تقبله برقة هامسة
= انا ماكنتش اعرف انى بحبك اووى كده رغم كله اللى عملته معايا انا وماما بس برضه بحبك مش متخيلة انه ممكن في يوم ما مش الاقيك معانا انا مستعدة اعمل اى حاجة بس تقوم لينا بالسلامة حتى ولو كنت هتزعقلى وتكرهنى كل يوم انا موافقة بس متسبنيش يا جدو.

لتخفض راسها تقبل كفه مرة اخرى لكن هذه مرة شعرت بيد حنونة ترتب فوق شعرها تتلمسه بضعف لتشهق بذهول ترفع راسها سريعا ترى جدها فاتح لعينيه يرتسم فيها لاول مرة الحنان لها قائلا بلهاث وضعف
= يااه يا بنت ماهر لاول مرة حد يحسسنى اد ايه انى ظالم وحش بعد كل اللى عملته فيكى وفي امك بتعيطى علشانى و خايفة عليا من الموت
اسرعت فجر بمسح دموعها تبتسم بحنان
= بعد الشر عنك ياجدو متقولش كده احنا من غيرك ولا حاجة.

مد عبد الحميد يدا مرتعشة يرتب بها فوق وجنتيها برقة يتأملها لعدة لحظات يهمس بعدها
=طيبة وقلبك ابيض زاى امك عمرها برضه معرفت تكره حد او تتمنى لحد الشر
ثم اخذ نفسا عميق قائلا بعده بصوت اجش متسأل
=اومال فين صفية مش شايفها لاهى ولا الباقين
نهضت فجر بهدوء تعدل من وضع الغطاء فوقه قائلة
= طنط صفية وماما راحوا جناحهم بعد ما تعبوا من السهر وانا قلت ليهم يروحوا يرتاحوا وانا هقعد معاك
عبد الحميد بخشونة.

=طيب ونادين وثريا
قالت فجر بهدوء قدر المستطاع
= مامت طنط ثريا تعبت واضطرت تروح ليها لان على ما اعتقد محدش معاها هناك
التمعت عين عبدالحميد بمشاعر لم تستطيع فجر التعرف عليها هامسا بتفكير
= بقى كده. فجر معلش ممكن تصحيلى طنط صفية وبعدين روحى انتى نامى
شحبت ملامح فجر بشدة ظنا منها برفضه لمكوثها هي بجواره لتهز راسها بضعف قائلا هامسة بالم تغادر الغرفة بخطوات مثقلة
= حاضر ثوانى وهروح اصحيها.

ادرك عبد الحميد مايدور في افكارها ليناديها مرة اخرى بحنان لتلتفت اليها تراه يبتسم برقة لها قائلا
= بس هستناكى الصبح بدرى بالفطار علشان نفطر سوا اتفقنا
شعرت فجر بالفرحة لتهز راسها بتاكيد وهي تبتسم بسعادة ثم تغلق مغلقة الباب خلفها بهدوء
ليعقد عبد تلحميد حاجبيه بتفكير قائلا بأسف
= يا ترى يا عبد الحميد حسبتها غلط في ايه وظلمت مين تانى.

ليغمض عينيه يتنهد بقوة يشعر بالم ينهش صدره لكنه لم يكون هذه المرة الم المرض بل شيئ اخر يخشى ان يتعرف عليه.
مر يوم اخر ظلت فجر تتناوب فيه والدتها وزوجة عمها الاهتمام بجدها بعد ان رفض وجود الممرضة بجوار قائلا بصرامة انه يرفض ان يهتم به احد غير افراد اسرته وهو يشملها هي ووالدتها بنظراته بايحاء وصل للجميع ليمر اليوم سريعا دون اتصال من عاصم مرة اخرى ليدب القلق في قلوبهم وقلب فجر التي تمنت لو باستطاعتها الاتصال به لتطمئن عليه لكنها لاتجد الجراءة في نفسها لفعلها تشتاق بشدة الى صوته الاجش وهو يهمس باسمها لكنها فضلت الانتظتر لعله يقوم باتصال تلك الليلة ولكن اثناء جلوسهم جميعا في غرفة الجد و سؤاله صفية عنه لتهز راسها بالنفى ثم تنهض بقلق تمسك بهاتفها.

= انا هتصل بيه وماهو مش هنفضل نستنى يتصل هو
الجد بصرامة يحاول اخفاء قلقه بصرامته هذه
= اقعدى يا صفية هو عيل صغير امه هتخاف عليه وبعدين احنا مش عارفين ايه ظروفه هناك احنا هنستنى لبكرة ولو متكلمش هنكلمه احنا
جلست صفية مرة اخرى باحباط لا تجروء على مخالفة اوامره تنظر الى فجر الجالسة هي الاخرى يرتسم في عينيها القلق والاحبااط.

لتتنهد باستسلام تجلس بجوار عواطف وفجر يتبادلوا اطراف الحديث بذهن شارد اما فجر فقد قررت الاتصال هي بيه ليلا بعد خلود الجميع الى النوم فهى لن تستطيع الانتظار حتى الصباح حتى تستمع الى صوته لتطمئن نفسها.

دخلت فجر الى جناحها تغلق الباب خلفها بهدوء بعد خلود جدها الى النوم ومكوث زوجة عمها معه هذه اللية هي والدتها طالبين منها الخلود الى الراحة في غرفتهاهذه الليلة لتستغل فجر هذه الفرصة لتخرج هاتفها فورا تضغط زر الاتصال به تستمع الى الرنين في الطرف الاخر لفترة ليست بالقصيرة لكنها تعلم فرق التوقيت بينهم فاذا كانت الساعة الان التانية بعد منتصف الليل هنا فهناك الثالثة ومن المؤكد خلوده الى النوم لكنها لم تستطع غلق الاتصال ابدا تعلم انها لن تأتيها الفرصة لتفعلها مرة اخرى بسبب خجلها.

انتبهت على صوت فتح الاتصال من الطرف الاخر لا تسمع الا صوت انفاس بطيئة ثم ساد الصمت لتتكلم فجر بصوت قلق ملهوف هاتفة باسمه ليقابلها الصمت عدة ثوانى ثم وصل الى مسامعها اخر صوت ظنت انها قد تسمعه في تلك اللحظة
صوفيا بصوت ناعس اجش من اثر النوم قائلة ببطء
= عاصم نايم دلوقت تقدرى تطلبيه بكرة لما يصحى او لو تحبى استنى وهو هيطلبك هو.

ثم اغلقت الخط سريعا تاركة فجر العالم يدور من حولها بقوة تشعر بانسحاب الروح منها شيئا فشىئ تغلق عينيها بقوة تقاوم تلك الدوامة السودا التي اخذت تجذبها بقوة بداخلها لكنها لم تستطع المقاومة كثيرا ليسقط الهاتف من يدها بقوة تتبعه هي ايضا تسقط فوق السجادة بعنف مغشيا عليها مستسلمة لها لتبتلعها بداخلها سريعا.
تحركت فجر وهي تتأوه بألم تمسك برأسها تحاول النهوض لتعى لنفسها راقدة فوق ارضية الغرفة هاتفهابجوارها محطم لتندفع الى راسها بقوة لحظات ما قبل سقوطها لتشعر بالالام تنهش قلبها بعنف وهي تتذكر صوت صوفيا الناعس في اذنيها وهي تحدثها بكل ثقة لتنهار في بكاء مرير لعدة ساعات شعرت خلالها بأنسحاب الروح منها تتسأل بصدمة هل ماحدث وسمعته منذ قليل حقيقة احقا خانها عاصم احقا تحققت كل مخاوفها وفعلها
ليجيبها عقلها.

وهل مازلتى لا تصديق ماذا تنظرين اكثر من سماعك لصوتها الناعس على هاتفه في تلك الساعة المتأخرة فماذا تردين اثبات اكثر من هذا هل تريدين رؤيتك لهم معا حتى تستطيعين التصديق.

اخذت تهز راسها بالنفى بألم حتى تستطيع طرد تلك الصور التي اخذ عقلها يصورها لها بلا رحمة كما لو حقيقة امامها بينما يحاول قلبها نفيها قائلا بامل =لاا من المستحيل ان يفعلها عاصم فهو ليس بتلك القسوة حتى يقوم بخيانتها بعد ان عشا معا اجمل لحظات حياتهم سوا واذا كان يريدصوفيا حقا لماذا طلب منها ان يتتموا زواجهم لماذا لم يدعها وشأنها ان كان يريد غيرها.

اخدت الافكار تتصارع بين قلبها وعقلها لتشعر كما لو كانت في بحر هائج تتلاطمها امواجه بقسوة وعنف لتظل على حالتها هذة حتى بزغ فجر اليوم التالى وهي لاتعى شيئ تجلس فوق ارض الغرفة تضم ركبتيها اليها لتمر بها الساعات وهي على حالتها هذه حتى سمعت طرقا هادئ فوق باب الغرفة ليخرجها من حالة الذهول هذه تنهض سريعا لتقف فوق اقدامها تعدل من وضع ملابسها ثم تأذن للطارق بالدخول لتدلف ام جمال الغرفة قائلة بهدوء.

= ست فجر سيدى الكبير عاوزك في اوضته بيقولك انه مستنيكى علشان الفطار
هزت فجر راسها ببطء ووجه شاحب لتلاحظ ام جمال حالتها هذة للتقدم الى داخل الغرفة ببهدوء تسألها بعطف
= مالك يا بنتى انتى تعبانة ولا حاجة
هزت فجر راسها بالنفى ببطء لا تقوى على اخراج صوتها لتسالها ام جمال مرة اخرى
= تحبى اندهلك ست عواطف او الست صفية
اجابتها فجر تلك المرة برفض قائلة بلهفة.

= لااا يا خالتى انا كويسة متقلقيش حد انا بس حاسة بصداع علشان سهرت شوية
هزت ام جمال راسها بتفهم ثم تجيبها
=طيب ياحبيبتى انا هنزل حالا اجيبلك حباية هضيع كل ده عما تحضري نفسك
ثم التفتت لتخرج من الغرفة بخطوات متثاقلة انفجرت فجر في البكاء فور اغلاقها للباب خلفها تضع يدها فوق فمها تحاول كتم شهقاتها الباكية تشعر بالعجز لاتدرى كيف لها ان تتعامل وتتصرف بطبيعةوهى تشعر بكل هذا الالالم بداخلها.
جلس عبد الحميد شارد الذهن يفكر في ما فعله في طوال ايام حياته السابقة وكم ظلم وكم اهان من لم يكن يستحق و كيف رفع واحب اشخاص لم يتصور يوم ان يكونوا بتلك الحقارة فازمة مرضه الاخيرة والتي كانت الاسوء منذ اصابته بالمرض التي ظن انه لن يستطيع النهوض منها بسلام كانت كفرصة اخيرة من الله حتى يستطيع اصلاح ما قد افسده طوال حياته فمن الان يجب البحث وبدقة عن كل الامور التي تركها دون بحث او اهتمام لانها كانت تسير على هوا افكاره وقتها فهو لن يترك تلك الحياة الا وقد قام باصالح كل اخطاءه هذه حتى يستطيع بعدها ان يقابل وجه كريم بقلب مطمئن.

سمع دقات خافتة فوق غرفته ليأذن للطارق بدخول ليراها تدخل بخطواتها الهادئة تتقدم الى مكان جلوسه تقف بهدوء دون ان تحاول الحديث كما لوكانت تخاف ان يكون ماحدث منه امس ماهو الا طفر من المشاعر لن تعود مرة اخرى ليبتسم لها بحنان وهو يمد يده اليها يجذبها للجلوس بجواره قائلا بمرح
= ايه يا بنت يا بكاشة انتى كده تخلينى استناكى من غير فطار كل ده
ابتسم فجر ابتسامة شاحبة تجيبه بصوت منخفض.

= سامحنى ياجدو اصل نمت متاخر وصحيت على صداع جامد
ابتسم عبد الحميد بتفهم قائلا برقة
=عارف اللى قلقك ومخلكيش تنامى بس اطمنى يا ستى هو كويس وكلها بكرة ولا بعده هينزل مصر
رفعت فجر وجهها تسأله بلهفة
= هو اتكلم طيب امتى ومكلمنيش ليه
ابتسم عبد الحميد بحنان وهو يعى للهفتها تلك ليشعر بالفرح هو يجيبها
= من شوية ولو كنتى جيتى بدرى زاى ما اتفقنا كنت كلمتيه انتى كمان.

اخفضت راسها مرة اخرى ولكن تلك المرة باحباط ليسرع عبد الحميد قائلا محاولا طمئنتها
= هو حاول يكلمك بس تليفونك كان مقفول عموما كلها بكرة و يوصل مش وقت كتير يعنى
ليكمل بمرح
= يلا علشان نفطر انا اصلى جعان جدا وتبقى صفية وامك يصحوا براحتهم يفطروا
ثم اخذ يتناول من الطعام امامه بشهية غافلا عن تلك الشاردة بعالم اخر تتقاذفها افكارها بعنف وتبعث بالم الى قلبها لتمزقه اربا.

بعد انقضاء اليوم وخلود جدها الى النوم استقلت فجر فوق الاريكة رافضة الاستلقاء فوق الفراش مرة اخرى لاتريد الشعور به ولا استنشاق رائحته العالقة فوق اغطية الفراش والتي كلما وصلت الى رئتيها شعرت بالحنين اليه يهاجمها وهي لا تريد الضعف تريد ان تكون قوية لا يهزها شوقها اليه فقد توصلت اخيرا انها ستاخذ الامور بعقلانية و ستجلس معه وتتحدث اليه عما سمعته في تلك الليلة فيجب انه يكون لديه تفسير له وهي على استعداد لاستماع حتى ولو كان ما سيقوله سيؤلمها لكن يجب ان ترتاح من دوامة افكارها هذه.

اغمضت عينيها بأرهاق تتضافر عليها كل ما مرت به ليلة امس واليوم لتسقط في نوم مرهق عميق لعدة ساعات لم تعى فيهم لشيئ حتى شعرت بلمسات رقيقة تداعب وجهها بحنان وهمس اجش يناديها لتزفر بقوة تنادى باسمه وهي تمرمغ وجهها في وسادتها تتقلب بجسدها لتنحسر عنها بيجامتها تكشف عن جسدها لتشعر بيد دافئة تتلمس بشرتها ببطء ورقة
لكنها ظلت على نومها تظن بانها داخل حلم جميل معه وهي تسمعه يهمس بصوته الاجش الممتليء بالرغبة.

وحشتينى يا عيون عاصم
هزت فجر راسها برفض تتمتم بكلمات غير مفهومة لتشعر بعدها بجسدها يطفو فوق سحابة متحركة ثم تحط بها فوق شيئ ناعم بين احضانه الدافئة لتهمس في نومها بارهاق تحدثه
= عاصم وحشتنى اوى خلينى في حضنك ماتسبنيش ابدا
شعرت به يضمها بقوة يهمس في حنايا عنقها برقة
= نامى يا عيون عاصم وانا هنا جنبك مش هسيبك ثانية بعد كده.

تنهدت بقوة تدفن نفسها اكثر واكثر بين احضانه تنعم بحلمها الجميل هذا لاتريد الاستيقاظ منه ابدا.

فتحت فجر عينيها بصعوبة تحاول ازالة
خصلات شعرها التي تحجب الرؤية عنها لتصدم عينيها بصدر عارى وذراعين تضمها اليه بقوة لتشهق برعب سرعان ما تحول لدهشة وهي ترى عاصم مستغرق بشدة في النوم بجوارها فشعرت بالحيرة فمتى حضر وكيف انتقلت هنا لتنام بجواره في الفراش حتى تذكرت حلمها ليلة امس وهمساته لها لخلاله لتدرك انه لم يكن حلم وانه قد اتى اليها يشتاقها ويضمها اليه فور وصوله ليخبرها قلبها.

اوليس هذا دليلا اخر على براءته
اسرعت تهز راسها ببطء تقرر انها تتحدث اليه عماحدث و تسمع منه تبريره وروايته هو عما حدث
اخذت تحاول الخروج من بين زراعيه دون ان تحاول ازعاجه وقد كان مستغرق في النوم يبدو فوق وجهه الشحوب فامتدت يدها دون ارادة منها تتلمس تلك الملامح لكنها توقفت في منتصف الطريق خشية من استيقاظه وفهى لاتريد ذلك الان تحتاج اولا الى استجماع شجاعتها قبل تلك المواجهة الحتمية بينهم.

فاستطاعت اخيرا الخروج من بين ذراعيه تنهض سريعا في اتجاه الحمام تغلقه خلفها بهدوء تستعد ليوم لا تدرى ماذا يحمل لها هل السعادة ام حزن وشقاء لن ينتهوا.

خرجت من الغرفة بهدوء وهي تلقى نظرة اخيرة عليه تراه مازال نائم بعمق لتغلق الباب خلفها بهدوء تسرع في النزول الى بهو القصر تعلم انه مازال الوقت مبكرا على استيقاظ احد لكنها فوجئت بصوفيا تنزل هي ايضا الى البهو تحمل بيدها حقيبتها لتقف امام فجر تنظر اليها بدهشة اولا سرعان ما تحولت الى ابتسامة انتصار وتشفى قائلة بهدوء
= صباح الخير يا فجر هانم ياارب تكونى
كويسة
نظرت فجر الى الحقيبة في يدها لتسالها دون مقدمات.

= انتى رايحة فين بالشطنة دى
وضعت صوفيا حقيبتها ارضا ثم اعتدلت مرة اخرى تنظر الى اظافرها قائلة ببرود
=مسافرة تانى زاى ما اتفقت مع عاصم
فجر بتلعثم
= اتفقتى، مع، عاصم
وضعت صوفيا يدها فوق فمها باسلوب مسرحى تهتف برعب مصتنع
=يا خبر هو لسه مقلكيش على اتفقنا
لتكمل وهي تقترب من فجر بخطوات بطيئة =عموما هقولك انا اهو يكون عندك فكرة برضه بدل ما تتصدمى بعد كده
لتنحنى فوق فجر تهمس في اذنيها بتشفى قائلة بفحيح.
= عاصم قالى على ظروف جوازكم والفضيحة اللى اتعملت ليكى قبل ما يوافق وتجوزك
ثم تراجعت الى الخلف تنظر الى وجه فجر كمن تريد رؤية وقع كلماتها التالية عليها ترى وجهها الشاحب بشدة لتكمل ببطء وتشفى
= وقالى كمان على اااه...
لتبتسم بخبث
= على اتفاق جده معاه واللى من الواضح مقاليكيش حاجة عنه
فجر وهي تحاول التظاهر بالتماسك امامها قائلة بهدوء يخفى ورائه الكثير من الخوف
= اتفاق ايه اللى ممكن يكون بين عاصم وجدى.

اقتربت منها صوفيا مرة اخرى قائلة بهمس
= الحفيد اللى لو وصل في اول سنة جواز ليكم كل حاجة هتتكتب لعاصم اما لو محصلش تتطلقوا وتتطردى بره انتى والست ماما.

اخذت فجر تهز راسها بقوة مع كل كلمة تخرج من فم صوفيا لترفض بها ما تسمعه لا تستطيع التصديق ان كل هذا من الممكن ان يكون حقيقة فاخذت تحرك شفتيها تحاول الحديث ترفض كل ما يقال لكنها لم تستطع اخراج حرفا واحدة لترى صوفيا حالتها هذه لتسرع بالترتب فوق وجنتها بقسوة قائلة بغل = فوقى ياماما وعرفى انتى بتلعبى مع مين واعرفى انه مهما طال الزمن او قصر بينك وبين عاصم فهو ليا وبتاعى واخره معايا انا.

وقفت فجر تنظر اليها بجمود تشعر كانها مغيبة عما كل ما حولها لاتدرى بماذا تقول اوتفعل لتسرع فجاءة تغادر الى خارج القصر تاركة صوفيا تنظر في اثرها بغل وحقد تقف تتابعها لتقفز فجاءة الى عقلها ما حدث في تلك الرحلة المشئومة الى اليونان
فلاش باك.

بعد وصولهم الى فندقهم والاستراحة كل في غرفته قليلا اخذتهم دوامة الاجتماعات والمفاوضات حتى منتصف الليلة لتطلب صوفيا من عاصم الذهاب معها لتناول العشاء فهم لم يتناولوا شيئ طوال اليوم فوافقها عاصم بهزت راس رسمية منه وهذه كانت معاملته لها طوال اليوم الرسمية والتحفظ لكنها عقدت العزم بينهاو نفسها انها لن ترجع من تلك الرحلة خالية والوفاض ابدا ولن تكون صوفيا الا لم يكن عاصم لها في نهاية تلك الرحلة.

اخذها الى مطعم الفندق لتناول طعاهم والذي ظلت خلاله تحاول التحدث اليها باغراء ورقة مستغلة كل اسلحة انوثتها قابلها هو بجفاء وجمود ليصيبها الاحباط وهي تراه ينهض متعلاا بتاخر الوقت وحاجتهم الى الراحة ولكن ما ان خرج من المصعد امام غرفة عاصم حتى راته يمسك ببطنه يتأوه بالم يسقط ارضا فوق ركبتيه من شدة الالم فاسرعت اليه صوفيا تنحنى جالسة بجواره تساله بقلق عما به لكنه لم يجيبها يغمض عينيه بشدة وهو مازال يتأوه.

اسرعت الى داخل غرفتها تسرع في طلب خدمة الغرفة تطلب بلهفة سيارةالاسعاف ثم تسرع للخروج اليه مرة اخرى تجلس بجواره تراه ينحنى على نفسه من شدة الالم ليمر بهم الوقت بطيئ وهو تحاول التهوين تقوم بمسح عرقه الغزير حتى اتى اخيرا رجال الاسعاف ليحمل الى المشفى ليمضوا ليلة ويوم داخلها بعد ان اصابته حالة من التسمم الشديد من وجبة العشاء بعد تماثله الى حد ما الى الشفاء اصر على الخروج من المشفى ليصلا في وقت متاخر الى الفندق تساعده هي في الوصول الى فراشه ليسقط في النوم فجاءة بعد تناوله لتلك الادوية وظلت هي تجلس بجواره تتابعه من الحين والاخر لتسقط في النوم فجاءة لم تستقظ منه الا على اهتزار هاتفه معلنا عن اتصال فاسرعت بحمله تنظر الى المتصل عدة لحظات وعند رؤيتها لهاوية المتصل اشتعلت عينيها بالغيرة والحقد لتنظر الى الهاتف عدة لحظات ثم فتحت الاتصال ترد عليها بصوتها الناعس بكلمات ارادتها طبيعية لكنها توحى بالكثير ثم تغلق الخط تبتسم بحبور وسعادة من الواضح ان الحظ يخدمها دون اى مجهود منها رفعت نفسها لتستلقى بجواره تضع راسها فوق صدره تنحنى تقبله برقة تهمس له انه لها مهما حدث ثم تغرق في النوم مرة اخرى تضم نفسها اليه لكنها لم تحسب حساب ان بستقظ عاصم ليجدها على هذا الوضع فاخذت تحاول الشرح له انها كانت مرهقة من اعتنائها به طوال ليلة امس لتلين ملامحه يشكرها بخشونة فاخذت بالاقترتب منه ببطء تضع راسها فوق صدره تهمس بحبها له واحتياجها له ثم تقف على اطراف اصابعها تحاول تقبيله ليقوم فجاءة بابعادها عنه بعنف وخشونه واخذ يعنفها بعضب ثم يخرج من الغرفة تاركا لها تقف مكانها بصدمة وذهول ولم ترى وجه طوال الباقى من الرحلة بعد ان ارسل اليها بورقة انه لا يحتاج اليها في مفاوضات العمل وان تستعد للنزول فورا الى مصر وليصدمها وهم في رحلة العودة برغبته في تركها للقصر فورا الى احد الفنادق لتكمل الباقى من اجازتها هناك ويخبرهاايضا عن عدم احتاجه لها في العمل وان لها ان تفعل ما تريد في تبقى من رحلتها كما تريد طالما بعيدا عن قصر السيوفى وشركاته.
وهاهى تنهض في الصباح الباكر للمغادرة حتى لا يراها احد تجنبا لاية اسئلة لكنها لم تكن تتخيل في اقصى طموحها اكون من حظها مقابلتها لتلك الحمقاء في هذا الصباح الباكر لتجدها فرصة لبث سمومها في اذنها في محاولة اخيرة منها للربح لم تخبرها خلالها طبعا ان مصدر ماعرفته عن ظروف زواجهم هو زوج العمة ولا ان خبر اتفاق عاصم مع الجد هو الجد نفسه بعد ان ارادة التباهى امامها بأنه مازال المتحكم في كل امور من يعيشون في هذا القصر لايدرى عن نوايها شيئ وبانها قد تستغل تلك المعلومة لصالحها يوما ما.

لذلك هي قررت عدم السفر والمكوث في احدى الفنادق لترى نتيجة مافعلته اليوم وكم تتمنى ام يؤتى بثماره فتسرع هي بقطفها لتنعم بها اخيرا.

بعد خروج فجر بخطوات متعثرة وقفت خارج ابواب القصر تلفحها ببرودة هواء الصباح بقوة لتبرد من سخونة وجهها ودموعها المتساقطة بعنف تنظر حولها بتيه وشرود لاتدرى ان يمكنها الذهاب فكل ما تريده الان هو الابتعاد وحالا عن هذا القصر وبكل ساكنيه فهى لم تعد تستطيع التحمل لم يعد بامكانها التظاهر بان شيئ لم يحدث يكفيها ما عانتيه على ايديهم جميعا من الالام ومهانة فحتى هو من ظنت انه الحامى لها من وجدت فيه الامان بعد الكثير من الظلم والذل لها لتصدم فيه هو الاخر بقوة تدرك بانها لم تكن سوى لعبة بين يديه طريق لابد له ان يسير به حتى يصل من خلاله الى هدفه كان اتمام زواجه هو هذا الطريق.

ظلت تسير بغير هدى في ارجاء حديقة القصر حتى اخذها التعب لتجلس تحت احد الاشجار ارضا تبكى وتبكى على كل مامر بها في حياتها حتى لم تعد لديها القدرة على البكاء مرة اخرى تشعر بالفراغ بداخلها لتظل مكانها تضم ركبتيها الى صدرها تسند براسها عليها تنظر بشرود امامها تفكر فيما هو اتى ومايجب عليها فعله في القادم من ايامها لتظل على حالها هذا لفترة طويلة تعصف بها افكارها بقوة.

لتنهض فجاءة سريعا يرتسم العزم في عينيها تدرك ان ليس امامها حلا سوى المواجهة وقد حان وقتها الان وحالا
نعم ستبداء بمواجهته بكل شيئ وستضع جميع النقاط فوق الحروف لاول مرة في حياتها ولن تظل تتدارى خلف خوفها بعد الان.
دخلت الى جناحهم تسير بخطوات ضعيفة متثاقلة تنظر باتجاه الفراش لتجده خاليا لتعلم من صوت المياه الجارية في الحمام باستيقاظه لتجلس بضعف فوق احدى المقاعد في انتظار خروجه تشعر بضربات قلبها عاصفة تدوى بصوت عالى فوضعت يدها فوقه تحاول تهدئة تلك الضربات تخفض راسها باستسلام لتنسدل خصلات شعرها حول وجهها كستار تحجبها عن كل ما حولها في انتظار ما سيحدث.

فجلست مكانها لبضع دقائق شاردة الذهن لا تعى شيئ حولها حتى سمعت صوت الباب يفتح فرفعت راسها سريعا تحاول رسم القوة والعزيمة في عينيها استعدادا لما هو ات فهى في اشد الاحتياج لهم في مواجهتم القادمة هذه.

راته يخرج من الحمام يلف منشفة سوداء فوق خصره بينما بيده واحدة اخرى يضعها فوق راسه يقوم بتجفيه شعره بها غير واعى لوجودها يتحرك باتجاه الفراش يجلس فوقه فظلت تتابعه بعينيها تمررها فوقه باشتياق فهى و رغم كل ما عرفته مازالت تشتاقه تود لو ترتمى بين ذراعيه علها تنسى كل ما يوجعها ويألمها بينهم.
شعرت بالم عاصف في قلبى وهي تعى ان سبب وجعها الان هو ما صنعه لها وانه لم يعد من الممكن لها ان تختبئ في احضانه بعد الان
خرجت منها تنهيدة عميقة بصوت عالى وصل الى مسامعه ليرفع راسه فورا باتجاها يراها جالسة بجمود لينهض فورا يقترب منها سريعا ترتسم ابتسامه فرحة فوق شفتيه ويده تمدت تجذبها اليه بشوق فيضمها بقوة الى صدره هامسا بخشونة
=كنتى فين بدرى كده صحيت ملقتكيش في حضنى.

ظلت فجر تقف بجمود ذراعها متهدلة بجانبها لا تبادله عناقه بينما هو يقتل شوقه ولهفته اليها بقبلات رقيقة متفرقة فوق وجهها يهمس من بين كل قبلة واخرى بمدى شوقه وحنينه لها لتشعر هي بكل قبلة يضعها فوقها كوشم من نار يحرقها بعنف يدميها فلم تشعر سوى ويدها ترتفع لتدفعه بعنف صارخة بألم
= ابعد عنى انا مش طايقة لمستك ولا انك حتى تقرب منى.

ابتعد عاصم عنها ببطء ينظر اليها بجمود لكنه لم يتحدث بشيئ تشتعل عينيه بنيران عاصفة وهو يراها تقوم بمسح وجهها بعنف كانها تشمئز من لمساته لها قائلة بعنف
= انت ازاى كده؟ ازاى قادر تكون مع واحدة وترجع تمثل اللهفة والحب لواحدة تانية
ضاقت عينى عاصم بشدة قائلا ببرود
= تقصدى ايه بالظبط
صرخت فجر بهستريا
اقصد انى.

عرفت كل حاجة يا عاصم بيه عرفت عن علاقتك بصوفيا واتفقاكم سوا واللى هيتم طبعا بعد المغفلة ماتجيب ليك الابن اللى هيخليك تاخد كل حاجة ومن غير ولا مجهود ولا تعب. الخادمة بنت الخادمة اللى عملت فيها معروف واتجوزتها وهو بالمرة تستفيد منها بحاجة في مقابل ده.

وقف عاصم ينظر اليها لعدة لحظات ترى في عينيه الكثير والكثير من المشاعرالمتلاحقة لكنها لم تستطيع قراءة اى شيئ منهم وهي في حالتها هذه تراه وهو يتراجع للجلوس فوق الاريكة خلفه يخفض راسه مستندا بمرفقيه فوق قدمه لاينطق بشيئ لوقت طويل.

ظلت فجر تتابعه بعينيها تشعر برجاء ضعيف ان يقوم بنفى عنه كل ما قالته تتمنى ان يتحدث باى شيئ ينقذ به ما يمكن انقاذه لكنها فوجئت بصمت طويل منه جالسا بجمود لا يتحرك من مكانه كما لو اصبح تمثالا من حجر نحت على وضعه هذا
لكنها لم تستطيع تحمل هذا الصمت طويلا لتهتف به بقوة وعنف
= ايه مفيش حاجة تقولها مش عاوز تتكلم مش عاوز تقولى كلامى ده صح ولا غلط
ارتفعت راسه بعنف عينيه تشتعل بعضب مكبوت قائلا بصوت ساخر.

= وده هيفرق معاكى؟! انا شايف انك شاطرة وعرفتى كل حاجة من نفسك يبقى اى كلام تانى هتقال ملوش اى لازمة بين
لينهض واقفا ببطء يتقدم منها قائلا بجمود
= السؤال اللى مفروض اساله انا ايه اللى مفروض منى اعمله دلوقت.

ابتلعت فجر لعابها بصعوبة تشعر بخيبة املها تصعد الى حلقها بغصة جعلت من الصعب عليها الحديث فهى تصورته و يحاول ان ينفى ماعلمته او حتى يطلب منها المغفرة والبدء من جديد اى شيئ الا ان يقابل كلامها بكل هذا البرود وعدم الاهتمام
اخفضت راسها تهمس بصوت اجش من اثر محاولاتها عدم البكاء امامه
= انا، مش هقدر اكمل بعد كل اللى عرفته فانا عاوزة...

ظلت تحاول نطق تلك الكلمة مرات ومرات لتتصاعد الغصة لتخنقها مع كل محاولة منها لكنها لم تقدر على نطقها ابداط
ليكمل هو بتساؤل خشن
= الطلاق؟ هو ده اللى انتى عوزاه؟
هز راسه بالموافقة يكمل بجمود وجدية
وانا موافق بس زاى ما انتى طلبتى بنفسك في اول جوازنا مفيش طلاق الا بعد سنةلنفس الاسباب اللى قلناها قبل كده و بعدها تقدرى تعملى اللى يعجبك ومش هتلاقى منى اى اعتراض وقتها.
ليكمل مقتربا منها يضعط على حروف كلماته بقوة قائلا بسخرية
= وابقى بكده رديت ليكى تمن الايام اللى استحملتى فيها وجودى معاكى
ثم تحرك في اتجاه خزانته يخرج منها ملابسه بهدوء وبطء شديد تاركت لها تقف مكانها دون حراك تشعر تشعر بالبرودة تزحف الى اوصالها وهي تعلم بخروجها من تلك المواجهة خاسرة بكل الاحوال.

مرت بهم الايام بعد مواجهتهم هذه اصبح هو خلالها شديد البرودة في تعامله مع الكل حتى لاحظ الجميع معاملته تلك محاولين تبين حقيقةما حدث منها لكنها ادعت عدم معرفتها بما به تفضل الصمت عن اى حديث قد يجلب للجميع الاوجاع فهو يخرج في الصباح الباكر ولا يأتى الى القصر الا في ساعات الصباح الاولى يجدها وقد تظاهرت بالنوم تراقبه بعينين نصف مغمضة من تحت الاغطيةوهو يتحرك بهدوء في ارجاء الغرفة يبدل ثيابه تم يتجه الى الاريكة يستلقى فوقها دون كلمةاو نظرة يلقيها باتجاها فمن بعد ليلة مواجهتم اصبح هو من ينام فوقها بعد ان القى لها باغطية التي وضعتها لنفسها ارضا ثم نام هو فوقها تاركا لها الفراش باكمله يستلقى بهدوء لاتكاد تمر عدة دقائق حتى تسمع بعدها اصوات تنفسه الهادئة دليلا على استغراقه في النوم لتغمض هي الاخرى عينيها بارهاق تذهب في نوم متعب مضطرب.

تدور ايامهم سويا في دوائر من نفس الاحداث
وبعد عودة الجميع الى القصر مرة اخرى حتى سيف بعد اعتذاره وابدائه لندمه على ما فعله للجد وتدخل عاصم المباشر في تلك المصالحة اصبح من الصعب عليها التظاهر بان الامور طببيعية فيما بينهم بعد ان لاحظ الجميع جفائه الشديد في التعامل وغيابه المستمر عن المنزل ليدور الهمس بين الجميع ما بين قلق وشامت لنا يحدث بينهم.

حتى اتت ليلة بعد تناولهم للعشاء وغيابه عنه كما العادة ليطلب جدها حضورها اليه في غرفته فصعدت اليه بخطوات متثاقلة تقف امام الباب لعدة لحظات تتنفس بقوة تحاول تهدئة ضربات قلبها قبل ان تطرق الباب برقة
تدخل الى الغرفة لتراها مظلمة الا من ضوء شاحب يأتى من المصباح المجاور للفراش تجده مسلتقى فوق الفراش يشير اليها بالتقدم يرتب لها فوق الفراش بجواره فتقدمت منه ببطء تجلس وهي تخفض راسها ليسألها جدها بحنان.

= مالك يا فجر حالك مش عجبنى ابدا بقالك كام يوم لا انتى ولا عاصم في حاجة حصلت بينكم
رفعت فجر راسها تهزها بالنفى لا تجروء على محادثته عن معرفتها بحقيقة اتفاقه مع عاصم فيكفيها شعورها بالخزى لحظة اعترافها لعاصم بحقيقة معرفتها بهذا الاتفاق لا تريد تكرار تلك التجربة مرة اخرى
اعتدل عبد الحميد فوق الفراش يمد يده للامساك بكفيها الباردة بينهم قائلا بنبرة مترددة.

= انا عارف انك لسه مش قادرة تنسى كل اللى عملته فيكى وانتى ومامتك وتفتحيلى قلبك بس صدقينى يا حبيبتى انا نويت اعوضك عن كل اللى حصل منى انا خايف اقابل وجه كريم وانا شايل ذنبك وذنب كل اللى عملته فيكم
اتسعت عين فجر بخوف تهز راسها برفض لكلماته قائلة بلهفة
=ماتقلش كده يا جدو ربنا يخليك ليناوصدقنى انا مش زعلانة منك ابدا
ابتسم عبد الحميد بحنان قائلا.

=محدش بعيد عن الموت وانا مش خايف منه انا كل اللى خايف منه اسيبك وسط كل الكره والحقد ده كله واللى كنت انا السبب فيه بجبروتى وظلمى ليكى بس اللى مطمنى ان عاصم معاكى ومش هيسيبك ابدا مهما حصل
شعرت فجر بطعنة عنيفة في قلبها من كلماته هذه لاتستطيع اخباره ان حتى هذا الامر اصبح من المستحيل استمراره هو الاخر
ليكمل عبد الحميد حديثه بامل ورجاء.
=عاوزك تسامحينى يافجر عاوز تحاولى تنسى كل حاجة وحشة حصلت ليكى بسببى في يوم وافتكرى دايما انى رغم كل اللى عملته معاكى انى ابقى جدك اللى ندم ندم عمره على كل حاجة قاسية عملها في حقك
اندفعت فجر تر تمى فوق صدره تحتضنه بقوة وهي تبكى قائلة
= انا عمرى ما زعلت منك ابدا صدقنى انا طول عمرى بعتبرك اب ليا حتى لما كنت بتقسى عليا بس ارجوك بلاش كلامك ده لانه بيخوفنى
ابعدها عنه عبد الحميد يمسح دموعها قائلا بحنان.

= متخافيش ياحبيبتى من النهاردة مش عاوزك تخافى ابدا من اللى جاى انا...
قاطع حديثهم دقات سريعة فوق الباب لتدخل نادين فورا دون انتظار لاذن تنظر الى وضع جلوسهم بريبة وهي تقول بعصبية
= انا كنت جاية اطمن عليك ياجدو قبل ماتنام بس مكنتش اعرف ان في حد معاك
لتنهى كلماتها الاخيرة وهي تنظر الى فجر باستعلاء ليقول عبد الحميد بجمود
= غريبة اووى يا نادين يعنى مفيش سهرة الليلة ولا حد تعبان محتاج تروحوا تقعدوا معاه.

اهتزت نادين من سخرية جدها خاصة امام تلك الفتاة لتدخل الى الغرفة قائلة بمرح تحاول تمرير تلك الكلمات
= يااا جدو لسه زعلان مانت عارف ان آنا كانت لوحدها ومكنش ينفع نسيبها وبعدين دى كلها اسبوع ورجعنا على طول
ابتسم عبد الحميد بسخرية مريرة
=فعلا اسبوع مفكرتيش فيه تتكلمى حتى تسألى فيه عليا لا ومن اول يوم رجعتى فيه لحد النهاردة كل يوم فسح وخروجات ولسه فاكرة تيجى تقعدى معايا.

نادين وهي تنظر الى فجر بتوتر تنقل ثقلها من قدم الى اخرى
= مانا جيت اهو علشان اصالحك بس الظاهر كده مش هينفع كلامنا دلوقت
لتهب فجر واقفة قائلة بهدوء توجه حديثها الى عبد الحميد
= انا هروح دلوقت يا جدو وهبقى اجيلك الصبح
رتب عبد الحميد فوق يدها بحنان قائلا
= طيب يا حبيبتى بس متتأخريش عليا.

نهضت فجر تخرج من الغرفة تتابعها عين نادين بحقد واستعلاء حتى خرجت تغلق الباب خلفهابهدوء تنزل الى البهو مرة اخرى لتجد حالة من الهرج بداخل عرفة الاستقبال بينما عاصم يجلس بضعف فوق احد المقاعد وجه شديد الشحوب بجواره سيف وصفية القلقة بشدة لتسرع اليه تسال بلهفة
= مالك يا عاصم ايه اللى حصلك؟
اخذت يديها تجوب جسده بقلق ولهفة تحاول معرفة ما به لكنه امسك بيدها الوضوعة فوق
صدره يضعطها بعنف يبعدها عنه قائلا بجمود.

=مفيش حاجة شوية برد وهيروحوا لحالهم انا مش فاهم ليه كل الهيصة دى
ابتعدت فجر عنه تعتدل في وقفتها بينما
صفية تتحدث قائلة
= برد ايه يا بنى دانت تقريبا كان مغمى عليك وسيف داخل بيك هنا وجسمك كله مولع ناار
حاول عاصم النهوض لكنه تراجع مرة اخرى جالسا بعد شعوره بالدوار لكنه عاود المحاولة مرة اخرى لكن هذة المرة اسرع سيف باسناده قبل سقوطه مرة اخرى لتهتف صفية برعب.

= لازم ناخده للمستشفى حالا انا مش مرتاحة استحالة يكون ده برد
هز سيف راسه قائلا بجدية
= حاولت معاه كتير واحنا جاين رافض تماما موضوع المستشفى انا هطلع بيه لجناحه وحد يطلب الدكتور يجى يشوفه هنا
هزت صفية راسها تسرع في اتجاه الهاتف بينما التفت سيف الى فجر الواقفة تنظر الى عاصم بخوف وقلق لا تجروء على الاقتراب يسالها برسمية
= لو ممكن يا مدام فجر تيجى معانا علشان تغيرى ليه هدومه قبل الدكتور ما يوصل.
اسرعت فجر تهز راسها بالايجاب تسرع
فى الامساك بعاصم من الجانب الاخر وقد وجدتها فرصة لن يستطيع فيها ابعادها مرة اخرى وهو لم يكن اساسا بحالة تسمح له بالرفض.

اخذا يصعدا درجات الدرج ببطء وتعثر بعد ان كادت ان تسقط عدة مرات من ثقل وزن عاصم فوقها لكنها رفضت بشدة عرض سيف ان يقوم هو بمفرده بتلك المهمة فاستمرت رحلة صعودهم بصعوبة واجهاد حتى وصلا اخيرا الى الجناح ليستلقى عاصم بجسده فوق الفراش شبه مغشيا عليه فهمس سيف بصوت اجش وانفاس متعالية
=انا هنزل استنى الدكتور تحت تكونى انتى غيرتى ليه هدومه.

ثم اسرع بالمغادرة فورا لتلتفت فجر فور مغادرته الى عاصم تراه في عالم اخر وجهه شديد الشحوب والاحمرار يتنفس باجهاد فاسرعت باتجاه الخزينة تخرج منها ملابس خفيفة له ثم تقدمت منه لكنها توقفت حائرة لا تدرى من اين تبدء فقررت البدء فورا بقميصه تحل ازراره ببط ورهبة مهابة من استيقاظه فيقوم بنهرها لكنه لم يفعل بل ظل على وضعه دون حراك حتى استطاعت بصعوبة من تغير كل ملابسه تجلس بجواره تلمس باناملها فوق شعره الاسود المشعث فوق جبهته المشتعلة بالحرارة تتمنى لو استطاعت سحب كل الامه لداخلها هي ولاتراه بتلك الحالة فهى لم تتعود رؤيته ابدا بهذ الضعف ومهما كانت غاضبة منه تشعر بخداعه لها كسكين في احشاءها الا انها مازالت تحبه بل تعشقه و لاتستطيع ابدا رؤيته يتألم مهما كان.

سمعت همسه باسمها فتنبهت حواسها كلها تظنه قد استيقظ طلبا لشيئ لكنها راته مازال على وضعه شبه عائب عن العالم فانحنت تقبل جبهته بحنان تهمس بكلمات مطمئنة له لا تعلم هل تصل اليه ام لا لكنها شعرت بحاجتها للتهوين عليه.

مرت عدة دقائق وهي جالسة على وضعها هذا حتى سمعت طرق خفيف فوق الباب لتأذن للطارق بالدخول لتدلف صفيةمعها رجل في اوساط الاربعين من الواضح انه الطبيب والذي وقف بعدها ليسألها عدة اسئلة لم تعرف كيفية الاجابة عنها لتشعر بالحرج فتسرع صفية لاجابته بلهفة
=اصل هو لسة راجع من السفر من كام يوم فامحدش فينا عارف حاجة.

هز الطبيب راسه بتفهم ثم شرع في القاء الكشف عليه لعدة دقائق كان عاصم خلالها قد فاق وتنبه لما حوله ليسأله الطبيب اسئلته واخذ هو يجيب عنها بصوت ضعيف غير واضح النبرات وكلما اتسمر في حديثه شعرت هي كما لو كانت سيغشى عليها بما علمت به ينفجرفى عقلها كالعاب نارية شديدة الدوى لتفيق كما لو كانت في غيبوبة سوداء
فور انتهاءه من الحديث قال الطبيب بعد حين.

= من الواضح اهملك لعلاجك في الفترة اللى فاتت من حالة التسمم اللى حصلتلك وانك مكملتش كورس العلاج خلى مناعة جسمك ضعيفة جدا علشان كده حصلت الانتكاسة تانى مع اول بوادر لبرد بسيط في معدتك
عموما احنا هنبتدى كورس علاج من اول وجديد ويفضل لو يكون في المستشف...
اخذ عاصم بهز راسه برفض لحديث الطبيب ليكمل الاخير بعملية.

=خلاص مفيش مشكلة ممكن نبتدى فيه هنا بس المهم عندى نمشى على مواعيد الادوية مظبوط وان شاء الله الامور كلها هتبقى تمام
ثم اخذ يكتب عدة اشياء ليعطيها الى صفية وموجها حديثه الى فجر
=مش هكرر تانى اهم حاجة يا مدام الانتظام في مواعيد الادوية والاكل خفيف جداوانا هعدى عليه تانى علشان نشوف درجة تقبله لكورس العلاج والا هضطر احجزه في المستشفى
هزت فجر تهز راسها بالايجاب وهي تؤكد على اهتمامها مراعتها له.

خرج الطبيب يصحبه سيف المنتظر في الخارج بينما اخذت صفية فور مغادرته في البكاء تهمس
=ياحبيبى يا بنى كل ده حصله وهو بعيد عنا ومش عاوز يقلقنا ويعرفنا بلى حصل ليه.

لتسرع فجر في احتضانها برقة تشعر هي الاخرى برغبة شديدة في البكاء بعد كل ما حدث وعلمت به في الدقائق الاخيرة لا تستطيع تصديق ان عاصم كان قد تعرض للمرض الشديد وهو في رحلته تلك وليس كما صورت لها تلك الحية عن خيانته لها معها تشعر كما لو كان دلو من المياة الباردة تساقط فوقها وهي تقف تستمع الى تفاصيل مرضه منه تربط الاحداث في عقلها مرورابفترة غيابه الطويلة وعدم اتصاله بهم ثم صوت صوفيا الناعس والذي من المؤكد الان انها كانت تحمل هاتفه معها وقت مرضه مستغلة تلك الفرصة لصالحها احسن استغلال تساعدها هي بتصديقها لكل كلمة قالتها لها لتدرك الان كم هي بلهاء متسرعة لا تملك ادنى ثقة فيه او في نفسها.
جلست بجواره بعد خروج صفية لاهتمام بطعامه تنظر اليه وقد عاد الى نومه الثقيل بانفاس متسارعةووجهه شديد الشحوب لتسمح لاول مرة لدموعها بالتساقط تخرج معها كل ما تشعر به من حمق وغباء لتزداد حدة بكاءها وهي تتذكر ليلة مواجهتها له وكيف لم تعطى له ادنى فرصة للحديث والتبرير بل اخذت بقذف اتهاماتها عليه تدفعها غيرتها الشديدة واحساسها بالنقص والتي استغلته تلك الحية احسن استغلال ليبرز في عقلها سؤال اخر خشيت الاجابة عليه هو كم من اشياء اخرى كاذبة قالتها صوفيا لتصدقها هي كما البلهاء.
ممكن اعرف حالك مقلوب ليه من يوم مارجعت؟
وجه صلاح تلك الكلمات الى سيف المستلقى براحة على الاريكة الموجودة في غرفة الاخير بعد ان فتح الباب عنوة دون انتظار لاذنه وهو يتقدم الى الداخل بخطوات غاضبة ناظرا اليه بحدة ليجيبه سيف بلامبالاة دون ان يتحرك من مكانه
= اهلا يا صلاح بيه لسه فاكر ان ليك ابن تسال عليه
تقدم صلاح اليه يجلس في المقعد المقابل له يساله بمعرفة.

= اااه هو ده بقى اللى قالب حالك وطب وكنت اعملك ايه هو حد كان يعرفلك مكان مانت مشيت وانا امك افتكرنا انك في فيلا الساحل
اعتدل سيف في جلسته يهتف بخيبة امل
= ورحتوا هناك وملقتوش انى موجود تفضلوا اكتر من اسبوع محدش يسال فيا ولا حتى بالتليفون ولا خلاص يا صلاح بيه بقيت ورقة محروقة عندك مينفعش يتلعب بيه
هز صلاح راسه بعدم اهتمام قائلا.

= انا قلت اكيد قاعد عند حد من اصحابك وعموما خلصنا واديك رجعت تانى للشركة وللقصر
سيف بمرارة
= وياترى ده حصل بفضل مين؟
ليكمل عندما استمر صمت صلاح
= اقولك انا بفضل مين بفضل عاصم اللى فضلت طول عمرى تفهمنى انه بيكرهنا ومش عاوزنا نشاركه في حاجة عاصم اللى فضل يدور عليا وقعد معايا وتكلمنا راجل لراجل لاول مرة في حياتى اتعامل كبنى ادم مش ورقة بتلعب بيها.

عاصم يابابا اللى صمم ان جدى يسامحنى ورجعنى للشركة تانى عااصم مش ابوى ولا حتى امى اللى ولا حتى همهم انا فين
نهض صلاح فوق قدميه بغضب قائلا
=يعنى ايه يا ابن شهيرة خلاص هترمى ورقك كله لعاصم وهتلعب ضد ابوك
ارتفعت ضحكة سيف الساخرة تهز ارجاء المكان قائلا بعدها
= شوفت اديك خلتها ورق ولعب من تانى مش قلتلك احنا في حياتك مجرد ورق بتلعب بيه لصالحك الورقة اللى تتحرق تترمى وميبقاش ليها عازة.

اخذ صلاح ينظر اليه بغيظ وغضب ثم نهض يتوجه ناحية الباب مغادرا بخطوات عنيفة ليتوقف فجاءة يلتفت الى سيف مرة اخرى قائلا بنرة تحذرية
= اعمل اللى انت عاوزه يا سيف بس عقلك يقولك تلعب ضدى ساعتها هنسى اننا اب وابنه وانت عارف لما اخلى حد عدو ليا بيكون مصيره
ثم غادر مرة اخرى يغلق الباب خلفه بعنف ارتجت له ارجاء القصر جميعها
بينما سيف وقف يهمس بسخرية والم
= مش بعيد عليك اى حاجة يا، بابا.

ظلت فجر تتابع بعينيها زوجة عمها والتي اخذت رأسها بالتثاقل لتسقط بين الحين والاخر فوق راسها من شدة نعاسها لتنهض فجر بهدوء ترتب فوق يدها برقة لتفز صفية بفزع تتلفت حولهاتسال بلهفة
= عاصم فيه حاجة؟ جرله حاجة اروح اجيب الدكتور
فجر برقة وهمس حنون
= عاصم بخير يا طنط متقلقيش بس قومى ارتاحى في اوضتك وانا هنا سهرانة معاه
اسرعت صفية تهز راسها بأرهاق تهمس.

= لا يا حبيبتى انا قاعد معاكى وبعدين ازاى نام وانا شيفاه بالحال ده
اصرت فجر قائلة بحزم
= متقلقيش انا معاه وبعدين انتى تعبانة من فترة سهرك مع جدو روحى نامى انتى وانا هسهر والصبح تبقى تاخدى مكانى
ظهر التردد فوق وجهه صفية لتنهض بعد حين قائلة بألم وارهاق
= عندك حق علشان نقدر نواصل بدل ما نتعب احنا الاتنين.

هزت فجر راسها بالموافقة تدرك بانها استحالة ان تترك مكانها من جواره ابدا لكنها وجدتها حجة تستطيع بها اقناعها بها بعد ان رات شدة الارهاق التي اصبحت عليها
نهضت صفية تتجه الى عاصم المستلقى بعالم اخر تنحنى فوقه طبع قبلة حنون فوق جبهته ثم تلتفت الى فجر قائلة بألم
= وجعنى اووى انى اشوفه كده ومش قادرة اسيبه
اقتربت منها فجر تحتضنها بحنان قائلة
= اطمنى ان شاء الله هيبقى كويس وبعدين الدكتور طمنا
صفية بهمس متحشرج.

= يااارب يا فجر يابنتى
ثم ابتعد عن فجر هامسة
= انا هروح ارتاح في اوضتى بس مش هنام ولو احتاجنى اى حاجة ابعتيلى
هزت فجر راسها بالموافقة وهي تراقبها تخرج من الغرفة بخطوات متثاقلة كمن زاد عمرها مائة عام لتتنهد بحرقة تلسع عينيها الدموع والتي ظلت تحبسها طول الوقت خوفا من انهيارها امام زوجة عمها فتنهار هي الاخرى.
اقتربت بخطوات مرتعشة من الفراش تتابعه بعينيها وهي تراه على نفس حالته ان لم يكن اسوء تشعر بخوفها وقلقها عليه كالسكاكين تنهشها دون رحمة اوشفقة بها
جلست بجواره تتلمس وجهه بحنان تهمس بداخلها بالف اعتذار له ولا تقدر شفتيها على نطقبواحد منهم فقط تعلم ان ذنبها عظيم وانها السبب في كل ماحدث له واهماله لنفسه ولصحته.

انحنت تقبله فوق شفتيه تتلمسها برقة هامسة باسمه فوقهم لتفاجىء به هو الاخر يهمس بصوت متألم باسمها لترفع راسها تنظر اليه ظنا منها انه قد استيقظ لكنها وجدته مازال على وضعه لكنه اخذ يتحدث كما لو كان في بداخل حلم يهمس بكلمات متقطعة
= فجر، انا تعبان اووى، فجر، متبعديش عنى، ابعدى عنى، انا، لااا تعالى، فجر.

ظل طول هذيانه يتقلب في الفراش بعنف يبعد عنه الاغطية بغضب تجده وقد اخذ جسده يتصبب عرقا فلم تجد حلا امامها سوى بالاستلقاء في الفراش بجواره تضمه الى جسدها تحاول السيطرة على انتفاضة جسده العنيفة وهي تهمس بكلمات مطمئنة وتخبره بوجودها الى جواره ليظل على حالته هذه لعدة دقائق حتى همد جسده فجاءة هو يحتضنها اليه بقوة واضعا راسه فوق صدرها يغرق بعدها في النوم فاخذت تملس خصلات شعره المبعثرة تبعدها عن جبهته بحنان ورقة ليظلا على هذا الوضع لفترة طويلة تراه خلالها وقد عاد تنفسه لهدوءه فتظلت تتابعه بعينيها حتى اثقلها الناعس لتغمض عينيهابارهاق تحس بالدفء يتسلل اليها فتغرق في نوم عميق.

استيقظت فجر منه على لمسات فوق وجهها رقيقة ويد تبعد خصلات شعرها عنه بحنان لتتنهد براحة وهي تمرمغ وجهها في ذلك الدفء تفتح عينيها ببطء لتجد نفسها هي من يستلقى فوق صدر عاصم تضع ذراعيها حوله بحماية ترفع وجهها سريعا اليه تجد مستيقظ هو الاخر فارتسمت السعادة فوق وجهها وهي تراه بحال افضل عن الامس تهتف بأبتسامة فرحة
= صباح الخير. الحمد لله شكلك احسن عن امبارح كتير.

لم يرد عليها تحيتها بل ارتفع فوق وجهه قناع البرودة والجمود قائلا بخشونة
= ايه اللى نيمك جنبى كده اتفضلى قومى من هنا
اسرعت فجر بالنهوض من مكانها تعتدل في الفراش قائلة وهي ترجع خصلاتها خلف اذنيها بحرج
= اصل انت امبارح كنت تعبان وانا...
قاطع عاصم كلماتها هاتفا بسخرية
= فا قولتى تريحينى؟
ليكمل بقسوة وهو يعتدل هو الاخر فوق الفراش يضع اكبر مسافة بينهم
شكرا يا ستى بس ياريت ماتكررش تانى انا مستغنى عن خدماتك.

شعرت فجر بألم من قسوة كلماته تلك تنهض سريعا من الفراش تحاول مدارات المها قائلة بهدوء
= انا هنزل اجهزلك حاجة خفيفة علشان تاخد الدوا...
قاطع عاصم حديثها وهو يتحرك للخروج من الفراش ببطء
=مش عاوز حاجة
ليسالها بغلظة بعدها هي الساعة كام دلوقت
فجر وهي تنظر الى الساعة الموضوعة بجوار الفراش بصوت منخفض
= الساعة داخلة على ستة الصبح.

تأوه عاصم بألم فور ان استقام واقفا يمسك بمعدته لتسرع فجر اليه بلهفة تحاول تبين ماحدث له فحاول هو الابتعاد عنها رفضا لمساعدتها لتصتدم قدمه بالفراش خلفه ينهار فوقه يتأوه مرة اخرى لتقفز فجر فوق الفراش تحاول رفع جسده اليها فلم يقاومها هذه المرة بل اخذ يرفع جسده معها لتضع راسه فوق حجرها تساله برقه وهي تملس فوق خصلاته
= قولى عاوز تعمل ايه وانا اعملهولك انت لسه جسمك ضعيف.

اغمض عاصم عينيه مستسلما للمساتها الحنون قائلا باجهاد
= عاوز اجهز علشان لازم انزل الشركة النهاردة في ورق لازم يتمضى
كادت ان تصرخ فجر تعنفه على حديثه هذا لكنها تراجعت في اللحظة الاخيرة تفضل الحديث اليه بهدوء تعلم انه ليس من الافضل لهم الان تلك الطريقة في التعامل لاتريد ان تفقد لحظة هدوئه هذا معها لتقول بمداهنة كما لو كانت تحدث طفل صغير.
= خلااص سيبنى اساعدك علشان تقدر تخلص بسرعة انما لو كنت لوحدك انت شايف مش هتقدر ازاى
صمت عاصم عدة لحظات كما لو كان كبريائه يأبى عليه بالموافقة لكنه استسلم لصوت العقل بداخله يهز راسه بالموافقة لها.

لتنهض على ركبتيها ترفعه معها حتى استقام جالسا هو الاخر فتنهض سريعا امامه تجذب اليها برفق حتى استطاع ان يستقيم واقفا تضع يدها حوله ليسيرا باتجاه الحمام بخطوات بطيئة حتى وصلا اليه ليقف عاصم فجاءة قائلا بصوت حاول جعله حازما رغم ضعفه
= خلاص انا هكمل بعد كده خليكى انتى.

هزت فجر راسها بالموافقة تتركه ببطء لا تحاول مجادلته تراه يستند فوق اطار الباب يتقدم بضعف حتى اغلق الباب خلفه لتظل تنتظره خارجه بقلق لعدة لحظات كادت ان تفتح فيها الباب اكثر من مرة من شدة قلقها ثم تتراجع في اللحظة الاخيرةخشية من غضبه وتعنيفه لها.

مرت دقائق طويلة حتى استمعت اخيرا الى صوت الباب وعاصم يخرج منه بصعوبة وضعف وجهه شديد الشحوب كما لو كان هذا المجهود البسيط استنزف كل الطاقة التي اكتسبها فهبت اليه تسرع في اسناده تتجه به الى الفراش مرة اخرى ليحتج بهمهمة ضعيفة تجاهلتها هي كما لو كانت لم تسمعها حتى وصلت به الى السرير لتجعله يستلقى فوقه براحة ليقول باحتجاج
=عاوز اجهز علشان الشركة
اسرعت فجر قائلة وهي تعدل من وضع جسده بهدوء.

=طيب انا عندى اقتراح ايه رايك نكلم سيف او عمى صلاح وهما يشوفوا الورق ده ولو الموضوع محتاج وجودك يقدر سيف يجيبلك الورق لحد هنا
ارتفعت عينيه ينظر اليها ترتسم الصرامة داخلهم رغم مرضه لتكمل هي بصوت حاولت جعله طبيعيا
= ده مجرد اقتراح بس طبعا انت اللى تقرر ايه الانسب
ثم وقفت بجواره صامتة تعدل الفراش من حوله لجعله يظن انه صاحب القرار الاول والاخير لتتنهد براحة خفية وهي تسمعه قائلا.

= انا شايف ان سيف يقوم بلازم ولو احتجنى يقدر يجيلى هنا
ابتسمت بفرحة اسرعت تداريها لترفع له وجه شديد الجدية
= طيب وعما سيف يصحى تكون انت اخدت العلاج وارتحت شوية علشان تقدر تتكلم معاه
هز راسه بالموافقة بضعف لتسرع هي في النزول لاسفل لتحضير افطار خفيف ليبتسم هو برقة فور مغادرتها الغرفة يدرك محاولاتها جيدا لكنه اراد ان يجاريها فيها يتابع بتسلية كل ما تفعله.

مر اليوم بيهم ما بين شد وجذب كانت فيه الغلبة لها تعلن انتصارها بعد كل جولة بينهم حتى ولو ظن هو انه صاحب القرار في النهاية ليمر اليوم مابين حضور الطبيب لاطمئنان على استجابة عاصم للعلاج والذي ابدى استحسانا شديد لتقبله له وبين حضور الجميع لاطمئنان عليه حتى الجد الذي اتى متحاملا فوق عكازه يمضى وقتا طويلا معه تركتهم فيه لتنزل الى اسفل تتناول طعام العشاء مع الجميع في الاسفل لتهب نادين فور دخولها الغرفة تعلن عن انتهاءها من تناول طعامها وتسرع في المغادرة فورا ليظل الحديث من بعد خروجها هادىء لا يشوبه اى شائبة على غير العادة.

انطلقت بعد انتهاءها تسرع بلهفة للمغادرة لتستوقفها زوجة عمها صفية قائلة لها بحنان
= روحى يا حبيبتى انتى ارتاحى شوية وانا هطلع لعاصم انتى سهرانة طول الليل معاه
اسرعت فجر ترفض قائلة
= لا انا مش حاسة بتعب ابدا. انا هطلع اشوفه لو محتاج حاجة ولو احتاجت لحاجة هقول لحضرتك
اسرعت امها قائلة بحنان وهي تبتسم لصفية
= سبيها يا صفية هو استحالة هتسيبه لثانية دى بنتى وانا عرفاها.

تبادلت ثريا وشهيرة نظرات الغيظ لتسرع ثريا قائلة بخبث
=طبعا تربية امها عارفة امتى وازاى تظهر حنيتها وحبها
ضحكت شهيرة بسخرية بصوت عالى لتهم فجر بالرد عليهم لكن اوقفتها نظرة عين من والدتها تنهيها عن هذه لكن ارتفع صوت صفية قائلة بغضب هادىء
= فعلا ربتها كويس على الطيبة والحب مش مش ملت قلبها قسوة حتى على اقرب الناس ليها وفعلا هي بتبقى تربية الام.
احتقن وجه ثريا بالغضب تدرك معنى حديث صفية لها والمقصود منه تلتفت سريعا الى شهيرة تلتمس منها العون لتهز الاخيرة كتفها بعدم اكتراث دليلا على عدم تدخلها
التفتت صفية الى فجر قائلا بحنان
= اطلعى انتى يا حبيبتى وحاولى ترتاحى شوية
هزت فجر راسها تسرع في المغادرة تاركة للغرفة سريعا تصعد الدرج في اتجاه جناحهم تقف امام بابه عدة لحظات تحاول التهدئة ورسم ابتسامة فوق شفتيها تستعد لدخول.

لكن ما ان فتحت الباب حتى تسمرت مكانها وهي ترى الغرفة فارغة الا من عاصم و، نادين.

انت بتعمل ايه عندك لحد دلوقت
تقدم صلاح الى داخل حجرة المكتب الموجودة بالقصر يرى سيف منهمك في الكتابة فوق عدة اوراق بسرعة واهتمام ولم يرد عليه ليقترب صلاح يضرب بعنف فوق المكتب قائلا
= انت يا بنى مش بكلمك بتهبب ايه عندك
رفع سيف راسه ببطء تاركا القلم من بين يديه قائلا بهدوء
= بجهز اوراق المناقصة الجديدة علشان اطلع لعاصم بيهم
التمعت عين صلاح بجشع قائلا بلهفة.

= حلو اوووى قبل ما تتطلع بيهم ليه اعملى نسخة منهم علشان نشوف شغلنا احنا كمان
نطق سيف بكلمة واحدة بكل حزم
= لا
صلاح بدهشة وصدمة =
لا بتقولى انا لا ياسيف
نهض سيف من خلف المكتب يقف في مواجهة والده
= ايوه بقولك لا لان دى امانة واللى كان بيحصل زمان مش هكرره تانى
ارتفعت ضحكة صلاح الساخرة تشق ارجاء الغرفة قائلا بعد ان توقف جاهدا عنها.

= والله عال وكانت فين الامانة لما كنت بتلهف منى على كل مناقصة بنسربها ربع العمولة هاااا ولا ده مش فاكره
اعتدل سيف في وقفته قائلا بجدية وصرامة
= مانا قلتلك يا صلاح بيه من هنا ورايح امور كتير اتغيرت واولهم انا سيف ابنك اللى كان طول عمره عايش في ضلك لحد ما بقاش عنده شخصية ولا عارف يبقى حاجة في حياته غير انه ابن صلاح العمرى
التمعت عين صلاح بالشر وهو يستند بكفيه فوق المكتب مقتربا من سيف.

= بقى كده يا سيف بيه طيب ماشى بس ما متنساش انت اللى اخترت ومترجعش تعيط لابوك لما الامانة تضيع يا بو امانة
نطق بكلمته الاخيرة بسخرية ثم يتحرك مغادرا الغرفة بخطوات سريعة غاضبة تاركا سيف يفكر في حديثه يعرف ان والده لن يوقفه شيئ ان وضعه في عقله من المؤكد انه اصبح هذا الشيئ.

كادت ان تتراجع الى خارج الغرفة مرة اخرى هربا مما تراه لكنها تراجعت ترسم ضحكة سعيدة لا تصل ابدا الى عينيها تتقدم الى داخل الغرفة وهي ترى نادين تجلس بجوار عاصم تمسك بيدها كوب للعصير تحاول ان تجعله يرتشف منه بدلع ودلال اما هو على وجهه يرتسم الجمود لكن ما ان رأها حتى انفرجت ملامحه يهمس الى نادين في اذنيها لتنفجر تلك الاخيرة بالضحك تهز كتفها بدلال قائلة.

= لا يا سيدى كفاية عليك كده مراتك اهى وانا هنزل بقى
نظر عاصم باتجاه فجر الواقفة تتابع ما يحدث دون ان يظهر على وجهها اى تعبير قائلا ببرود
= لا بس انا عاوز اشرب العصير من ايدك انتى وبعدين فجر وراها حاجات تانية اهم
تقدمت فجر سريعا منهم تهتف وهي تجذب نادين من ذراعيها بقسوة تنهضها من مكانها بابتسامة مصطنعة قائلة
= لاا خالص انا مفيش حاجة ورايا روحى انتى يا نادين يا حبيبتى شوفى وراكى ايه.

لتجلس هي مكانها سريعا تمسك بكوب العصير المتروك فوق الطاولة الصغيرة
تقربه منه لترجع بانتباها مرة اخرى الى نادين الواقفة يكاد الشرر ان يتطاير من عينيها تكمل قائلة بادب مصطنع
= روحى انتى يا نادين يا حبيبتى متعطليش نفسك اكيد ورراكى الاهم.

ظلت نادين تنتظر اى ردة فعل من عاصم على وقاحة زوجته لكن وجدته وقد ارتسمت ضحكة فوق شفتيه حاول اخفاؤها بصعوبة لتدب الارض بقدميها قبل تغادر الغرفة بخطوات غاضبة تلاحقها شياطينها تغلق خلفها الباب بعنف
ظلت فجر تنظر في اثرها عدة ثوانى قبل ان تلتفت اليه تقرب الكاس من فمه لكنه تجاهلها لتقربه اكثر بعنف منه وهي تهتف
= اشرب العصير ولا من ايدى انا مابينفعش وبيبقى وحش.

التفت عاصم ينظر اليها بصرامة وجدية لتسرع هي قائلة بطفولية
= لا مانا مش هخاف من نظرة دى واسكت وبعدين براحتك مش عاوز تشرب انت حر.
لتضع الكاس فوق المنضدة مرة اخرى بغضب تريق نص محتوياته فوقها تنهض بغضب وهي تتمتم بكلمات عاضبة غير مفهومة تتبعها حركات تمثيلية تحاكى حركات نادين فعلم منها انها تعيد تمثيل المشهد مرة اخرى ولكن بطريقتها هي فظل يتابعها بعينيه وهي تتحرك في ارجاء الجناح تحدث نفسها بطفولية كاد ان ينفجر بالضحك ليضيع معه كل ما شعر به من غضب وغيظ منها خلال الايام الماضية.

لتألى له النجاة في صورة دقات هادئة فوق الباب لتتوقف هي مكانها بصمت لثوانى ثم تهتف بغضب وهي تتقدم لفتح الباب
= عارف لو رجعت تانى هنا والله ها...
قطعت كلماتها وهي ترى سيف يقف امامها يشعر بالتوجس من الغضب المرتسم فوق وجهها قائلا بتلعثم
= انا. كنت جاى، يعنى اطمن على عاصم ويشوف الشغل.

اسرعت فجر ترسم ابتسامة مرحة سعيدة تهتف مرحبة بيه بطريقة مبالغ فيها تفسح له المجال ليتقدم الى الداخل فورا الى عاصم الجالس بتجهم فوق فراشه يتابع فجر بعينين يكاد ان يخرج منها النيران
جلس سيف في المقعد المجاور الى الفراش بعد القاء التحية والاطمئنان على عاصم اخرج الملف يبدء الحديث ليقاطعه عاصم يوجه الحديث الى فجر والتي اقتربت من مكانهم تقف بجوار مقعد سيف تتابع عينيها باهتمام ما يحدث قائلا بجمود.

= فجر انزلى اقعدى مع ماما ومامتك تحت لحد ما نخلص شغل
هزت فجر كتفها بالرفض وهي مازالت تصوب نظراتها عليهم
= لا انا هقعد معاكم يمكن تحتاجوا حاجة
انفجر عاصم غاضبا قائلا بشدة
= لا مش هنحتاج لحاجة واتفضلى انزلى بقى
زفرت فجر بجنق ثم تحركت ببطء في اتجاه الباب تقدم قدم وتأخر الاخرى قائلا ببراءة مصطنعة
= طيب اسال سيف الاول يمكن يحب يشرب هو من العصير اللى مش عجبك وابقى اعملك انت غيره.

اسرع سيف بالرفض غافلا عن الجو المتوتر بينهم والحديث المزدوج المعنى ونظرات عاصم التي لو كانت تقتل لقتلتها في الحال وهو يضغط على حروف كلماته التي تخرج من فمه كحمم من شدة غضبه
= انزلى يا فجر انزلى يا حبيبتى واحنا اول ما نخلص هبعتلك على طول علشان عاوزك في حاجة مهمة
ضغط فوق حروف كلمته الاخيرة بقسوة لتدرك انها قد اوصلته للحافة لتترك الغرفة سريعا خوفا من ان يقوم بقتلها فعلا دون ذرة ندم.

بعد مرور ساعة وبعد ان حاولت تأخير صعودها اليه قدر الامكان دخلت جناحهم بهدوء تتلفت حولها بتوجس لترى انواره مغلقة ويعم السكون ارجاءه فلتفتت الى الباب تغلقه تتنفس براحة وهي ترى انه قد خلد الى النوم ولن تضطر الى سماع تعنيفه لها على ماحدث اثناء زيارة نادين وسيف.

لكن فجاءة شعرت ليد تجذبها تلفها تسندها الباب لينغلق بعنف بعد ان حصرت بينه وبين جسدا قوى يضغطها فوقه فاخذت تحاول التحرر من بين تلك الذراعين التي التفت حولها بهستريا وغضب ليزداد الضغط فوقها وهي تسمع انفاس لاهثه بجوار ها اذنيها تهمس بغضب
= بقى عاوزة تعرفى رائى سيف في العصير بتاعك حاضر انا هعرفك رائه.

لتهبط شفتيه فوق عنقها يقبله بقسوة وعنف تتنقل فوق سريعا كما لو كان يربد ان يدمغها بوشمه كملكية خاصة بها لكل من يراها
يبنما توقفت فجر عن المقاومة تغلق عينيها باستسلام يستكين جسدها براحة بين ذراعيه بعد ان علمت هوية مهاجمها ترتفع ذراعها دون ارادة منها تضمه اليها.
تغيرت طبيعة قبلاته لها بعد حين لتصير ارق واعذب وهو يتنقل بشفاه محمومة فوق بشرتها برقة وشغف كاد ان تذوب معه حتى توقفت انفاسه فوق شفتيها تشعر بها برغم اغماضها لعينيها تسمعه يهمس بخشونة
= انتى بتاعتى انا كلك على بعضك ليا
طول مانتى مراتى اياك اسمعك تتكلمى معاه او مع غيره كده تانى فاهمة
هزت راسها توافق برقة تنفرج شفتيها بتنهيدة في انتظار قبلته لها تشتاق اليه بشدة.

ليطول انتظارها لها فتفتح عينيها ببطء تتطلع اليه تراه يجوب وجهها بعينين مشتعلتين بشغف نار قد تحرق الاخضر واليابس فابتسمت له برقة تبادله نظراته لعدة ثوانى زفر هو بعدها بقوة يخفض راسه بجوار عنقها يحاول بعث الهدوء في نفسه
ثم تحرك مبتعدا عنها بعنف في اتجاه الفراش دون ان يوجه اليها كلمة اخرى.

وقفت فجر تستند الى الباب عدة دقائق تتنفس بخشونة تعلم انه مازال يضع ماحدث منها في حقه منذ عدة ايام حاجزا بينه وبينها وهي لن تستطيع تخطى ذلك الحاجز بسهولة بعد ان كل ما اتهمته به لذلك يجب عليها التروى والتفكير جيدا في كيفية الاعتذار له
افاقت من افكارها على صوته يهتف بها بغضب
= هتفضلى واقفة عندك كتير ومش هنام
هزت راسها بالايجاب وهي تتحرك من مكانها لتجده وقد استلقى فوق الفراش يضجع على جنبه استعدادا للنوم.

اسرعت الى الحمام لتخرج منه بعد دقائق ترتدى احدى قمصانها البيتية القصيرة ترى الهدوء يعم المكان فعملت باستغراقه في النوم تقدمت ببطء وهدوء من الفراش تحاول سحب اغطية لها من فوقه ولكن ما ان امسكت بها حتى هبت فزعة وهي تسمع صوته الناعس يسالها دون ان يتحرك من مكانه
=واخده ده ورايحة بيه على فين بالظبط
تمسكت بالغطاء بقوة ظنا منها انه سيقوم بطردها نهائيا من الغرفة.

لتحاول اظهار الشجاعة في صوتها تقول بتلعثم طفولى
= هروح، علشان، هنام على الكنبة
عاصم وهو مازال على وضعه مغمض العين
= سيبى اللى فايدك ده مفيش نوم على الكنبة تانى
صرخت فجر بحنق وصوتها على حافة البكاء
= اومال هنام فين طيب
نهض عاصم مرة واحدة من يتكأ على ذراعه يمد اليها يده ليجذبها بشدة اليه لتسقط فوق الفراش نائمة عليه بوجهها يهتف
= هتنامى هنا من هنا ورايح واياكى تتحركى من مكانك تروحى في حتة تانية.

ليتركها مكانهاثم يعتدل مرة اخرى يرجع الى مكانه يعطى ظهره لها دون كلمة اخرى
اعتدلت فجر في مرقدها تحاول الاعتراض تفتح فمها ولكن قبل نطقها بكلمة واحدة هتف بها مرة اخرى كما لو كان يراها
= نامى يا فجر خلى يومك يعدى كفاية اوووى لحد كده
استلقت فوق الفراش تحدث نفسها بغضب انه لن تقبل منه بتلك معاملة وان لن تستمع ابدا اليه وستذهب من هذا الفراش اللعين فور استغراقه في النوم و، و...

اغمضت عينيها بأرهاق وهي مازالت تحدث وتعدد لنفسها بكل ما ستفعله به ولكن ماهى ثوانى حتى سقطت في النوم سريعا عميق ولم تفعل شيئا واحدا بما حدثت به نفسها لاتدرى شيئ عن الذي التفت اليها بجسده واخذ يراقبها طوال الليل دون ان يغمض له جفن.
استيقظت فجر من نومها تفتقد الدفء الذي كان يحيط بها تتملل في الفراش وهي تمد احدى يدها الى الجهة المقابلة لها دون ادراك منها تطمئن الى وجوده بجوارها ليقابل يدها الفراغ والبرودة فوق الفراش فتفتح عينيها سريعا بادراك تسرع في النهوض بحثا عنه بعينيها في ارجاء الجناح لتجده قد وقف امام طاولة الزينة يرتدى بدلة رسمية سوداء اللون وقميص مماثل لها يعطى كل انتباه لساعتهالتى يحاول ارتداؤها دون معرفته بأستيقاظها.

لتظل تتابعه بعينيها باهتمام لاتدرى هل تتحدث اليه تساله عن الى يذهب وهو مازال في حالة المرضية هذه ام تلتزم الصمت خوفا من رده الاذع وسخريته والتي اصبحبت تلازمه في كل اجابته عليها
لكنها اختارت الحل الاول وليكون مايكون لتتنحنح تحاول اجلاء صوتها من بحة النوم قائلة
= عاصم انت رايح فين دلوقت؟ الدكتور بيقول انك لسه محتاج للراحة فلو ممكن بس انك...

التفت اليها ببطء تتطاير من عينيه الشرر لتصمت قبل انتهاء جملتها ليسأل هو بسخرية = فلو ممكن ايه كملى؟ اقعد هنا جنبك وتفضلى تعمليلى ممرضة مش كده
ثم التفت مرة اخرى الى المرأة يولى مظهره اهتمامه قائلا بصرامة
= خليكى في حالك وتانى مرة متدخليش في اللى ملكيش فيه مش على اخر الزمن هتقوليلى اعمل ايه ومعملش ايه.

وضع فرشاة الشعر فوق الطاولة بدوى عالى ثم التفت ناحية الباب مغادرا يغلق خلفة الباب بعنف لتهب فجر فزعا من دويه العالى تجلس مكانها تسرى البرودة في انحاء جسدها تلتمع عنينها بدموع ابت عليها نفسها ان تخرجها من محبسها حتى ولو بينها وبين نفسها.
ظلت مكانها عدة لحظات تجلس بتصلب ثم نهضت بأليه وجمود تستعد الى النزول الى اسفل تحاول بعث الشجاعة في نفسها تدرك بان طريق مسامحته لها طويل وممتلىء بالعقبات هي تعلم كم هو خصم عنيد لن يقبل بالتنازل بسهولة ابدا.

نزلت الدرج بهدوء تعلم ان مازال الوقت مبكرا لاستيقاظ احد من اهل القصر ومن الاكيد خروج عاصم هو الاخر متجها الى الشركة لتقودها قدميها الى غرفة الاستقبال حتى تنتظر بها حتى استيقاظ باقى العائلة ولكن ما ان اقتربت حتى سمعت تعالى اصوات عالية بغضب تبينت منها صوت عاصم وجدها لتتسع عينيها بصدمة فور معرفتها عما يدور بينهم النقاش وهي تسمع عاصم يهتف بغضب.

= قلت لا ياجدى الموضوع ده مرفوض وياريت بلاش كلام فيه تانى
عبد الحميد بغضب هو الاخر وصوت حاد
= جرى ايه يا عاصم ايه اللى حصل لكل ده انت بقى مالك كده ما بقتش مستحمل حد يتكلم معاك وعلى طول غضبان
زفر عاصم بقوة يحاول تهدئة غضبه الشديد يضع اصابعه في شعره يتلفت حوله ثم يلتفت الى جده قائلا بصوت حاولى جعله هادئا
= حقك عليا بس برضه الموضوع ده لا ومش هيحصل
عبد الحميد باستعطاف لم يستطيع مدارته.

= ليه ياحبيبي فيها ايه لو فجر تروح مع امك ومامتها للدكتورة تشوف موضوع الحمل ولو فيه حاجة مأخراه نبتدى فور العلاج انتم بقالكم اكتر من تلات شهور من تجوزين
عاصم بعنف
= لا قلت لا وبعدين انت قلتها بنفسك بقالنا تلات شهور يعنى مش عشر سنين مثلا
صمت عاصم يقترب من جده بعد ان رأى شحوب وجهه بعد عنفه الشديد في الحديث معه ينحنى فوق جبهته يقبلها بحنان قائلا بأسف.

= انا اسف يا جدى سامحنى بس انا اعصابى تعبانة بسبب المناقصة الجديدة واللى حصل معايا والشغل اللى اتعطل حقك عليا
عبد الحميد بحزن وألم
عارف يا بنى عارف بس كمان انت عارف انى نفسى اشوف ولادكم قبل ما قابل وجه كريم
تكلم عاصم بصوت حاول فيه الهدوء والتعقل
= عارف ياجدى بس بصراحة انا فجر اتفقنا على اننا نأجل موضوع الحمل ده شوية كده وبعدين ربنا يسهل بس تكون الامور بينا اتحسنت انت عارف ظروف جوازنا جات ازاى.

هز عبد الحميد راسه بمعرفة قائلا بندم
= عارف يا بنى عارف ليكمل بعدها بامل
طيب اتفقتم على مدة اد ايه كده
عاصم بجمود وصوته كانه الجليد بعث البرودة في جسد فجر الواقفة تستمع الى الحديث الدائر بينهم يصل اليها معنى حديثه كسكين بطرف بارد يدخل الى صدرها ببطء
=سنة بالكتير يا جدى وبعدها كل حاجة هترجع زاى ما كانت والمفروض تمشى وهيحصل كل اللى انت عاوزه.

عقد عبد الحميد حاجبيه بعدم فهم يكاد يسأله عما يقصده لكنه فضل الصمت فهو اعلم الناس به لن يتحدث بشيئ الا بما يريد هو بالافصاح عنه ليقول بحنان
= خلاص يا حبيبى اللى اتشوفه بس سيبهم يروحوا للدكتورة نطمن على فجر ونشوف ايه...
صرخ عاصم غاضبا يلتفت ناحية الباب يغادر بخطوات سريعة
= تانى يا جدى يعنى بعد كل اللى قلته برضه مفيش فايد...

لتتوقف خطواته يرى تلك الواقفة بجمود بوجهها الشاحب بشدة تتلتمع عينيها بالدموع ليدرك سماعها لكل حديثهم وخاصة الجزء الاخير ليتقدم دون ارادة منه بخطوة باتجاهها لكن توقف قبل اتمامها ينظر اليها لعدة ثوانى ثم يتحرك مغادرا تاركة لها تقف مكانها كتمثال نحت لتمثيل مدى المعاناة والالم التي قد يصل اليها انسان بالكلمات فقط.
بعد عدة ساعات في شركة السيوفى
دخل سيف الى مكتب والده بهدوء ليتابعه صلاح بعينيه وهو يتحدث بالهاتف بكلمات سريعة ثم ينهى الحديث يضع السماعة ببطء قائلا بسخرية
= اهلا اهلا سيف بيه ياترى بنتشرف بالزيارة دى لاى سبب
جلس سيف فوق المقعد قائلا بحدة
= بابا مش طالبة تريقة على الصبح والا اقوم بس ساعتها انت الخسران
صلاح بتساؤل وفضول
= خسران ايه بالظبط؟
نظر سيف الى اطراف اظافره باهتمام قائلا.

= اكبر مناقصة هتعملها شركة السيوفى اللى
هتجنن عليها ومش عارف توصلها من حصار عاصم عليها
قفز صلاح من فوق مكتبه قائلا بجشع
= بجد يا واد يا سيف دانت ساعتها هيبقى ليك عمولة عمرك ما تحلم بيها
ثم جلس مرة اخرى قائلا بشك وتساؤل
= بس ايه اللى غير رايك مانت من يوم واحد بس كنت عمال تقولى في شعارات امانة ومش عارف ايه ايه اللى حصل جديد يعنى
وقف سيف من مكانه يتحرك الى النافذة ينظر خارجها قائلا بتفكير.

=مانا مش هفضل عمرى كله تابع لغيرى شويه ليك وشويه لعاصم انا عاوز ابقى سيف وبس عاوز اعمل اسم ليا وبس ومش هبقى تابع لاخد بعد كده
نظر صلاح اليه قائلا بسخرية وتهكم
= وده هتعمله ازاى ان شاء الله ياسيف بيه
التفت سيف اليه تلتمع عينيه بقوة قائلا بلهفة
=ههاجر وهسيب هنا خالص بعيد عن كل حاجة هاخد العمولة اللى هتطلع ليا من المناقصة دى على كل اللى معايا وهسافر من هنا ومش هتشوفوا وشى تانى.

التفت صلا ينظر الة الاوراق التي على مكتبه قائلا بلا مبالاة وعدم اهتمام
= اعمل اللى يعجبك بس خلصنى وهات الورق المناقصة هتجنن عليها اكتر من حوت من حيتان السوق وانا عاوز اشوف هترسى على مين
ظهر الالم في عينى سيف للمحة سريعة ثم عادت كما هي ترتسم فيها البرود قائلا
= متقلقش بكرة بالكتير والورق هيبقى عند بس المرة دى هاخد التلت مش الربع زاى كل مرة
نهض صلاح بغضب يصرخ.

= نعم يا ابن شهير ليه ان شاء الله لااا مفيش الكلام ده
هز سيف كتفه بلامبالاة قائلا =
براحتك بس زاى ما قلت في كتير هتجننوا على المناقصة وانا مش صغير واقدر اتصرف بنفسى
شحب وجه صلاح قائلا بغيظ
= بقى كده ياسيف هي بقت كده
سيف بقوة وحدة
= ايوه كده يا صلاح بيه ومن هنا ورايح هتبقى كده.
ثم التفت مغادرا بخطوات هادئة تاركا لصلا ح ينظر في اثره بغيظ شديد لم يجد امامه سوى احدى التماثيل الموضوعة لزينة ليقذفها وراه ليحاول تهدئة غيظه بها.

ظلت فجر من بعد روية عاصم لها وخروجه بتلك الطريقة غير مبالى حبيسة غرفتها تستلقى فوق الفراش تشعر بالدوار الشديد لا تستطيع رفع راسها من فوق الوسادة لتتخذ من مرضها حجة حتى لا تغادر الغرفة فهى لا تستطيع التصرف بطبيعية بعد كل ماحدث وسمعته لاتستطيع الابتسام في وجه اى احد وهي ترى حياتها تنهار امامها دون ان تستطيع فعل شيئ تعلم جيدا ان لو باعتذارها ينحل الامر لفعلتها ومنذ وقت طويل لكنها تعلم بانه لن يقبل به ابدا وقد اصدر حكمه بالنسبة لحياتهم معا وانتهى الامر.

تشعرت بدموعها ساخنة تسيل فوق وجنتها ببطء تترك لها المجال علها تريحها مما تشعر به من الم في قلبها لتظل تبكى وتبكى حتى جفت عينيها دموعها تسقط في نومها مرهق لم تفق منه الا على دقات هادئة فوق الباب لتنهض بأستقامة تحاول التعديل من مظهرها قبل ان تسمح لطارق بالدخول لتجدها والدتها تتبعها زوجة عمها تسالها امها بلهفة وقلق
= فجر في ايه يا بنتى من الصبح حابسة نفسك هنا ومنزلتيش انتى تعبانة ولا ايه.

فجر وهي تحاول الابتسام قائلة بهدوء
ابدا يا ماما انا كويسة كل الحكاية حاسة بشوية صداع فقلت ارتاح شوية قبل ما عاصم يوصل
جلست صفية ترتب فوق يدها بحنان قائلة بتفهم
= اكيد يا حبيبتى من سهرك مع عاصم اليومين اللى فاتوا انتى لما تنامى شوية هترتاحى على طول بس على الاقل تاكلى اى حاجة وهنسيبك بعدها تستريحى.

تضع فوق حجرها صنية كانت تحملها محملة بالطعام الذي ما ان نظرت اليه فجر حتى اسرعت بابعاده عنها تجرى في اتجاه الحمام تفرغ ما في جوفها تتاوه بالم تسرع اليها عواطف وصفية تراقبان ما يحدث بقلق حتى انتهت فجر لتسرع اليها عواطف لاسنادها حتى الفراش تساعدها لاستلقاء عليه براحة قائلة بقلق
= انتى اخدتى برد ولا ايه يمكن تكونى اتعديتى من عاصم
اسرعت صفية قائلة بلهفة
= انا هروح اتصل بالدكتور يجى فور ويشوفها.

فجر وهي تحاول النهوض لتجلس مرة اخرى قائلة بضعف لاسناها عن ذلك
= لا ياا طنط انا كويسة هو بس يمكن علشان ماكلتش حاجة من الصبح وضغطى وطى شوية
صفية باصرار
= خلاص يبقى برضه الدكتور يشوفك ويطمنا
هزت فجر راسها بالرفض قائلة
= لا ملوش لازمة انا هاكل و دلوقت هبقى هي كويسة.

لتتبع كلماتها باخذ الصنية مرة اخرى تاكل من محتوياتها دون شهية تجبر نفسها على الاكل تحت انظارهم المتابعة لها بأهتمام تشعر بكل لقمة تتناولها كقطعة نار تسرى في جوفها.

دخل عاصم الى الجناح بهدوء ليجده يعمه الظلام و الهدوء فاخذت عينيه دون ارادة منه تبحث عنها في ارجاءه يجدها تستلقى فوق الفراش تغطى كامل جسدها بالغطاء ليعلم بخلودها للنوم ولما لا اكان ينتظر منها ان تظل في انتظاره كل هذا الوقت بعد ان تعدت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل او ان تشعر بالقلق عليه بعد تركه لها صباحا تقف في ردهة القصر تنظر اليه بكل هذا الالم المرتسم فوق وجهها بعد سماعها لحديثه مع جده صباحا وتركه لها دون ادنى اعتبار لها او لالمها.

فلماذا اذا شعور بخيبة الامل الذي نمى بداخله منذ دخوله للجناح ورؤيته لها نائمة ولا تجلس في انتظاره
اخذ يتجول في الجناح يحاول اصدار اكبر قدر من الضوضاء عله يقوم بأيقاظها من النوم ليس لشيئ سوى ان يقوم بتوبيخها على استماعها لحديث خاص بينه وبين جده خفية ولا شيئ اخر ابدا.
بعد فشله في كل محاولاته تلك استسلم اخير يذهب الى الفراش يستلقى فوق بهدوء يغمض عينيه يحاول النوم لعدة دقائق ساد خلالها الهدوء ولكن تفشل كل محاولاته تلك ليقرر النهوض يمسك بالاغطية ليلقى بها لكنه تسمر مكانه عند سماعه لتنهيدة بكاء ضعيفة تخرج منها فيظل مكانه ينتظر بصمت سماعه شيئ اخر لكن ساد الصمت التام الغرفة لعدة دقائق ليظن خطأسماعه لها وما ان هم بالنهوض مرة اخرى صدرت شاهقة بكاء عالية منها الى حد ما ولكنها لم تدع مجالا لشك هذ المره لتجعله يعلم ببكاءها ظنا منها بخلوده الى النوم.

زفر بقوة يلقى بالاغطية عنه ينهض جالسا فوق الفراش يشعر بتصلب جسدها فور علمها باستيقاظه بينما ظل هو يحدث نفسه انه لا يهمه ما تقوم به ولا يأثر بكاءها فيه بشيئ لعدة دقائق حاول خلالها ان يتجاهل علمه ببكاءها لكنه لم يستطع طويلا الاستمرار في تجاهله هذا ليسرع بمد يده اليها يتلمسها برقة يناديها لكنه لم يجد اى استجابة منها بل قابله الصمت ليعتدل في اتجاهها يمد يديه الاثنين يحيطها بهم يلفها اليه بشدة يجعل وجهها يقابله ليشعر بالصدمة والذهول من هول ما راى فعينيها مغلقةبشدة كما لو كانت انها بفعلها هذا لن تجعله يرى انهيارها فوجهها باكمله مغطى بدموعها شديد الاحمرار من محاولاتها كتم شهقات بكاءها عنه يعلم انها تبكى ومنذ مدة طويلة جدا.

لم يشعر بنفسه سوى بجذبها اليها بشدة يحتضنها بقوة فوق صدره وهي تضع راسها فوقه وكانها كانت الاشارة لها لتطلق العنان لدموعها تشهق بقوة وهي تبكى بشدة ليتركها هو تفرغ كل ما يألمها فوق صدره اصابعه تتلمسه شعرها بحنان دون ان تصدره عنه كلمة واحدة يحاول بها ايقاف انهار الدموع تلك.

فظلا على حالهم هذا حتى هدئت شهقات بكاءها لتصير تنهدات ناعمة خافتة بعد ان اغرقت دموعها صدره مبللة قميصه باكمله ليحاول مزاحها في محاولة تلطيف الاجواء بينهم
= عجبك كده اهو التشيرت اتغرق لو جالى برد مرة تانية بسببك مش هعديهالك ابدا
رفعت فجر راسها تنظر الى صدره ثم تسرع في النهوض قائلة بلهفة وقلق
= ثوانى هروح اجيبلك واحد غيره حا...
شهقت حين جذبها اليها بسرعة لتستلقى فوق صدره مرة اخرى يهمس لها.

= رايحة فين مين قالك انى عاوز غيره
ثم رفع انامله يبعد عن وجهها خصلات شعرها الملتصقة بوجهها قائلا بحنان
= مش هتقوليلى كنتى بتعيطى بالشكل ده ليه
اخفضت عينيها بعيدا عن عينيه ليرفع وجهها اليه ينظر اليها بجدية شديدة ليكمل
انا عارف انك سمعتى كلامى مع جدى النهاردة
بس اللى مش فاهمه انتى مضايقة ليه مش ده كان طلبك ليا من كام يوم اننا ننهى كل حاجة وان كل واحد يروح في طريقه بعد سنة.

لم تستطيع فجر الحديث بكلمة لتخفض عينيها عنه مرة اخرى ليناديها هو بهمس فترفع عينيها اليه فيسألها بنفس الهمس
= ردى يا فجر على سؤالى انتى زعلانة ليه
انفجرت فجر مرة اخرى بالبكاء تلقى بنفسها فوق صدره تحتضنه بشدة قائلة بتلعثم وبكلمات غير واضحة
= لانى، مش عاوزة كده، انا مش عاوزة ده يا عاصم
زفر عاصم بهدوء يلمس فوق شعرها يسألها
= حتى وانتى فاكرة انى خنتك وانى اتفقت عليكى مع جدك.

هزت فجر راسها بقوة بالايجاب ليبتسم عاصم برقة
= مااشى وانا ياستى مش هسيبك تفضلى واخدة الفكرة النيلة دى عنى ده مش كويس في حقى برضه وهقولك كل حاجة حصلت
ضحكت فجر بمرح ترفع وجهها اليه تلتمع عينيها بدموعها ليقتله شوقه اليها في تلك اللحظة يود لو يلتهمها في قطمة واحدة لكنه حاول السيطرة على جوعه لها يبتلع لعابه بصعوبه يهمس بجدية.

= بس زاى ما هقولك انتى كمان تقوليلى كل حاجة ومن اللى دخل الكلام الفاضى ده في دماغك
هزت فجر راسها بالموافقة ليهمس لها يكمل بصعوبة
وكمان عاوزك تقعدى مع جدى وهو هيفهمك كل حاجة حصلت بينا علشان اى غلط منك بعد كده مش هسامح فيه يا فجر موافقة على ده
ابتسمت فجر تهمس له هي الاخرى برقة
= موافقة ومهما كان اللى هيقوله جدو مش هيغير رائى ابدا.

اخذ عاصم عينيه تجول فوق وجهها بأشتياق شديد فلم يستطع مقاومة شوق اليها ليهمس وهو ينحنى فوقها يأخذها معه ليجعلها تستلقى فوق الوسادة يدفن فمه عنقها هامسا بارتجاف
= بس انسى كل ده في عندى كلام اهم لازم اقولهولك
اغمضت فجر عيونها هامسة بشوق
= وايه هو بقى الكلام ده
اخذ عاصم يقبل عنقها قبلات ملهوفة وبشوق شديد قائلا من بين قبلاته بصوت لاهث
= هقولك عليه حالا بس عاوزك تركزى معايا كويس اووووى.
ليدخل معها في محادثة طويلة طال انتظارهم لها اخذت منهم الكثير والكثير من الوقت.
استلقت فجر تضع راسها فوق صدر عاصم المستلقى بسلام وهدوء بعد ليلتهم العاصفة تمرر اظافرها فوقه برقة هامسة بتوجس
= عاصم
همم عاصم رد عليها دون ان يفتح عينيه لترفع راسها اليه تسأله
= هتعمل ايه مع صوفيا
زفر عاصم بقوة قائلا بهدوء
= هعمل اكتر حاجة ممكن توجعها اللى زاى صوفيا دى ملهاش عزيز غير اللى في دماغى
رفعت فجر راسها تسأله بفضول
= وايه هو بقى العزيز ده؟

اضجع عاصم على جنبه ياخذها بين احضانه يدفن وجهه في عنقها مقبلا اياه بشغف ومتعة متجاهلا سؤالها تماما لعدة لحظات كادت فيها ان تنسى هي الاخرى ما كانوا يتحدثون عنه لكنها افاقت من دوامة المشاعر حين اخذت قبلاته منحنى اخر تعلم منه ان لا نية لديه لاجابتها لتهتف به بلهاث
= عاصم احنا مش كنا بنتكلم وكنت هتقولى هتعمل ايه مع صوف.
قطعت كلماتها حين رفع راسه اليها بعينين تشتعل بنيران رغبته لها يهتف بها هو الاخر.

= طيب انتى شايفة ده وقت صوفيا ولا غيره ركزى معايا يافجر بقى
ليدفن وجهه مرة اخرى في عنقها لكن فجر اخذت في ابعاده تهمس بدلال
= علشان خاطرى يا عاصم قولى هتعمل معها ايه
رفع وجهه اليها مرة اخرى ولكن تلك المرة لم تكن عينيه مشتعلة بالرغبة بل نيرانها هذة المرة تشتعل بالشراسة اسنانه تضغط على كل حرف يخرج من بين شفتيه.

= هخليها تندم على اليوم اللى اتولدت فيه مش هتلاقى حتى لقمة يتحن بيها عليها هتبقى زى الكلب الشارد اللى ملهاش مأوى وملجأ علشان تعرف اللعب مع عاصم السيوفى نتيجته ايه.

بلعت فجر لعابها بصعوبة رعبا وخشية من رؤيتها وجها لعاصم تراه لاول مرة ليدرك عاصم بخوفها هذا لتسرع يداه بضمها اليه بقوة يهمس بخفوت برقة
= متخفيش كده يا فجرى بس لازم تعرفى اللى يفكر يأذيكى انا امحيه من على وش الدنيا
اشتدت ذراعه حولها بقوة وتملك كما لو كان يريد دمجها بداخل روحه يحميها من اى اذى محتمل قد يمس بها تستكين هي في احضانه.

ليظلا على هذا الحال عدة دقائق قبل ان تهمس فجر له تحاول طمئنته وهي تمرراناملها فوق راسه المستريح فوق صدرها
= تعرف انى طول عمرى شيفاك الحامى ليا من وانا طفلة صغيرة
رفع راسه ينظر اليها باستفهام وتساؤل لتهز راسها بالايجاب تقص عليه تلك الحادثة القديمة ما فعله معها ومع والدتها ودفاعه عنهم بتلك القوة لتراه من وقتها كفارسها المغوار حتى يومهم هذا وانها الى الان مازالت تحتفظ بتلك العروس باعتزاز ومحبة.
ليبتسم هو بسعادة يغمز بعينه لها بشقاوة قائلا
= ده حب قديم بقى وانا معرفش
التهبت وجنتيها بخجل شديد تتخفض عينيها عنه خوفا من رؤيته لحبها له متجسدا في عينيها بوضوح
ليعتدل فورا يسألها بذهول وعدم تصديق
= بجد يا فجر؟ بجد انتى بتحبينى انا؟

ليمسك بها يرفعها اليه يكرر سؤاله بعد ان ظلت على صمتها ولكن تلك المرة بلهفة شديدة لم تجد معها حلا سوى ان تجيبه بهزة رأس ضعيفة خجلة منها فلم تشعر سوى وهو ينهض من الفراش يجذبها معه يحملها بين ذراعيها يلف بها يصرخ بفرحة شديدة وهي تصرخ معه بنفس مقطوع وضحكة صاخبة
= عاصم يا مجنون البيت كله هيسمعك اعقل والا هتلاقيهم كلهم على دماغنا دلوقت
انزلها من بين ذراعيه وهو مازل يضمها اليه بشده يهمس بشغف.

= خليهم يجوا كلهم دلوقت علشان يسمعونى وانا بقولك...
ليصرخ بصوت عالى
=بحبييييييك
ثم اخذ يهمس بها يقبل كل انش من وجهها من بين كل همسة واخرى برقة وشغف
ليرفع وجه بعد حين عينيه تلتمع بشدة قائلا بحنان
= تعرفى انا بقى اتمنيتك ليا من امتى
هزت راسها بالنفى ليكمل هو
= من اول مرة شوفتك فيها من اول مرة شوفت حورية بشعر دهب نايمة على سريرى.

اتسعت عينيها بذهول تشعر بضربات قلبها تتعالى بسرعة وصخب وهي تستمع الى كلماته تلك لها لاتستطيع التصديق انه هو من يقف امامها الان يتصرف معها كعاشق وله لم يذق للحب طعما الا معها
تنهد عاصم ياخذها من يدهايتجه بها الاريكة يجلس فوقها ويجلسها فوق قدميه يزيح خصلات شعرها خلف اذنيها قائلا بحنان.

= انا عمرى في حياتى ما قلت الكلمة دى لحد غيرك عمرى ما حسيت بكل اللى انا حسه دلوقت معاكى انتى بقيتى كل حياتى يا فجر بقيت مش متخيل يوم ابعد فيه عنك ولو لثوانى
اسرعت فجر تحتضنه تلف ذراعيه خلف عنقه تهمس برقة له عينيها في عينيه
واناعمرى ما حبيت ولا هحب الا انت يا عاصم انا اتعلقت بيك بقلب طفلة زمان بس دلوقت بقولها ليك بقلب ولسان شابة معرفتش للحب طريق الا معاك.

لم يستطيع عاصم ان يسيطر على مشاعره هو يستمتع الى كل هذا منها لينحنى على شفتيها يقتنصها بين شفتيه يقبلها بجنون ولهفة لمدة لم يعلما مداها غرقا خلالها في بحور عشقهم الوليد ليفترقا بعدها بانفاس منقطعة لاهثة لعدة لحظات قال عاصم بعدها بشغف وهو يتلمس شفتيها بانامله بصوت لاهث.

= عارفة لما قلت ليا انك مش طايقة لمستى ليكى و قلتلى انك عاوزة تسبينى انا حسيت بايه وقتها كانك كنت بتسحبى منى روحي ببطء وانا مش قادر حتى اقاوم واقولك لا
هزت راسها بالم هامسة له بأسف
= غصب عنى مقدرتش استحمل تكون مع غيرى وفي حضنها تعيش معها كل اللى كنت بحلم بيه لنفسى معاك انا كنت بموت لما...
وضع عاصم يده فوق شفتيها يسكتها قائلا بحزم.

= وحياتك عندى لهندمها على كل لحظة اتوجعتى فيها بسببها هخليها تجيلك لحد عندك تطلب منك السماح ومطلوش وبقاش عاصم السيوفى لو ده محصلش
انحنت فجر عليه تقبله فوق شفتيه برقة تهمس فوقهم
= وانا مبقاش يهمنى حاجة ولا عاوزة حد غير عاصم السيوفى وبس
زفر عاصم بقوة يغلق عينيه يهمس بشغف
= يخرب بيت عقلك يا فجر انتى عارفة كلامك ده بيعمل في قلبى ايه دلوقت
ابتسمت فجر بدلال تنحنى هامسة في اذنه برقة.

= لا مش عارفة يا عيون فجر فياريت تعرفني
نهض عاصم سريعا يحملها بين ذراعيه يتجه بها الفراش مرة اخرى يزمجر في وجهها
= شكلك هتتعبينى معاكى يابنت السيوفى بس مش مشكلة ادمنا الليل طويل هقولك فيه كل اللى عاوزة تعرفيه وبرااااحتنا خالص
ليمضى ليلهم كله يخبرها بكل مايملك من خبرة وشغف وشوق لها ما تحتاج معرفته وجعلها تقتنع اقتناعا تام به ايضا.
صباحا اجتمعت عائلة السيوفى جميعها حتى عاصم المندمج في حديث يخص الاعمال مع رجال العائلةبينما فجر والتي جلست بجواره بوجه شديد الشحوب بعد رؤيتها لمشهد الطعام المتراص امامها تقاوم رغبتها للنهوض سريعا والاستسلام لمعدتها الراغبة في التقئ حالا لكنها اخذت تحاول تجاهل الامر حتى لاحظت عواطف شحوبها هذا تسألها بقلق
= مالك يا حبيبتى لسه برضه حاسة بالتعب.

انتبه عاصم فورا لحديثها ليقطع الحديث الاعمال الدائر يلتفت اليها بلهفة وقلق يسألها
= تعبانة ازاى فيكى ايه بيوجعك؟
وبينما هو يتحدث اخذت يديه تجس جبهتها بقلق وحيرة لتسرع فجر لطمئنته بخفوت
= مفيش حاجة يا عاصم متقلقش كده كل الموضوع كان شوية برد وراحوا
ارتفع صوت نادين بلغظة وحقد ومن رؤيتها لهفة الشديد عاصم قائلة
= لما هو راح وانتهينا كنتى بتوجعوا دماغنا ليه انتى وامك بكلامكم الفارغ ده.

هب عاصم واقفا بغضب يصرخ بها بشراسة
= انتى ايه دخلك اصلا باللى بيحصل انتى تقعدى مكانك تاكلى زيك زى الكرسى اللى قاعدة عليه مش عجبك يبقى ماشوفش وشك معانا على سفرة واحدة
اتسعت عينيها بصدمة من شدة اهانته لها لكنها لم تجد امامها غير حل واحد تلجأ اليه دائما دموع التماسيح تلتفت الى جدها باكية تستغيث به
= عجبك يا جدو كده عجبك يكلمنى بالشكل ده ادامك.

رفع عبد الحميد راسه لها ليسود الصمت انتظارا لحديثه القادم لتتسع الاعين دهشة حين تحدث بكل هدوء دون ان يلتفت لها
= اللى قاله عاصم صح مش عاجبك الكلام تقدرى تبقى تكلى لوحدك لو تحبى
شعرت نادين برغبة حقيقة في البكاء هذه المرة تسعر بالاهانة الشديدة لكنها ظلت في مكانها تخفض راسها بخزى بينما امها اخذت ترتب خفية فوق يديها مواسية خوفا من تعنيفها هي الاخرى ان تمت رؤيتها.

ظلت فجر تتابع ما يحدث باهتمام لكنها وعكس المتوقع لم تشعر بالسرور او الفرح وهي ترى نادين تسقى من نفس الكأس الذي ظلت تسقى هي منه لسنين طوال بل شعرت بالشفقة عليها فهى اعلم الناس جيدا بهذا الاحساس وما يكسره في النفس لتظل تجلس بصمت لعدة لحظات اعلنت خلالهم معدتها التمرد عليها تتصاعد الرغبة في التقىء لجوفها تسرع في النهوض سريعا تجرى في اتجاه الخارج تتعثر في خطواتها هربا في اتجاه الحمام...

وقف عاصم خارج الحمام يستند بجهبته فوق اطار باب الحمام المغلق يستمع الى تهأوتها المتألمة من الداخل بينما الجميع ملتفين حوله ما بين قلق وغير مهتم وفضولى
ليصرخ فجاءة يدق الباب بغضب
= هما قافلين الباب ليه مس عاوزنى معاها ليه
اقترب منه عبد الحميد بضعف قائلا بهمس
= ماهو يا بنى مايصحش لينظر نظرة ذات مغزى الى شهيرة ونادين وثريا والوافقات يكاد الفضول والتساؤل ان يقفز من عينيهم قفزا ليكمل بهدوء.

= وبعدين انا كلمت سيف يطلب الدكتور وزمانه جاى في السكة متقلقش كده
زفر عاصم بقوة بنفاذ صبر لكنه ماان سمع تأوه اخر منها يصل الى مسامعه يضرب اخر حصونه من الصبر ليهتف
= لا انا مش هفضل واقف مكانى كده.

فتح الباب على اتساعه لتتسمر قدميه برعب وهو يراها تركع على ارضيه الحمام تفرغ كل ما في جوفها في الحمام تجاورها والدتها والدته تحاول التهوين عليها لتسرع قدميه اليها يركع هو الاخر بجوارها يراقبها بقلة حيلة حتى انتهت نوبة غثينها تتأوه بضعف فاخذها بين ذراعيه يضم جسدها الضعيف اليه راسها يستريح فوق صدره بينما اخذ هو يزيح خصلات شعرها عن وجهها المتعرق بشدة يهمس لها محاولا التهوين عليها.

تقدم عبد الحميد اليهم قائلا بقلق
= اطلع بيها يا عاصم على جناحكم لحد ما الدكتور يجى ويقولنا نعمل ايه
هز عاصم راسه بالموافقة يقبل جبهتها بحنان وهو يرفعها بين ذراعيه تضع راسها فوق كتفه باعياء مغادر يتبعهم الجميع معاد تلاثى الشر
والتى هتفت نادين فور مغادرتهم تتابع بغل قائلة
= شوفتوا مرعوب عليها ازاى وكان هيموت علشانها من خوفه عليها
التمعت عينى شهيرة بشر قائلة.
=هو ده بس اللى اخدتى بالك ومختيش بالك من المصيبة التانية
التفتت اليها نادين بتساؤل تهتف
= مصيبة ايه انا مخدتش بالى من حاجة غير سى عاصم ولهفته عليها
لم تعيرها شهيرة انتباهاتضيق عينيها بتفكير وشرود لتتلتفت نادين الى والدتها تراها شاحبة شاردة هي الاخرى لتسألها بفضول وقلق
= عمتو بتقصد ايه ياماما مصيبة ايه اللى حصلت
اجابتها ثريا بتوجس وخشية وهي مازالت تنظر امامها بشرود.

= مصيبة يا نادين لو طلعت حقيقى هنروح كلنا في داهية.

ابتسم الطبيب في وجه فجر المستلقية بضعف بعد انتهاءه من الكشف قائلا بعملية
= مفيش اى داعى للقلق يا مدام فجر ده شيئ طبيعى وخصوصا في الشهور الاولة
اتسعت عين فجر بذهول تساله بعينيها ليومأ الطبيب لها قائلا بمرح
= ايوه يا ستى مبرووووك انتى حامل بس مش هقدر احدد في الكام بالظبط ده بقى تقولهولك الدكتور بتاعتك.

ارتفعت صيحات الفرح من عواطف وصفيه فور انتهاء الطبيب من حديثه تسرع كل منهم في تقبيلها بسعادة تهتف عواطف ودموعها تسبقها
=مبرووك يا حبيبتى ياارب يكمل حملك على خير ياارب
ثم تحتضنها بين ذراعيها بقوة فتنهض صفية تسرع في اتجاه الباب تفتحه وهي تهتف بسعادة الى عاصم وعبد الحميد منتظرين ف الخارج بقلق
= مبروووك يا حبيبى مبروك ياعاصم اخير فرح بولادك يا حبيبى.

اسرعت تجذبه اليها تحتضنه بقوة وبينما ظل هو ينظر بجمود امامه اسرع عبد الحميد الى داخل الحجرة تتبعه صفية يهتف بسعادة شديدة كمن ملك السماء بين يديه
= الف حمد وشكر لله اخير هشوف ولادكم وهفرح بيهم قبل ما اموت.

فاخذ يتحدث الى الطبيب الواقف مكانه يسأله عن كل التفاصيل بفضول لهفة اجابه عنها بصبر غافلين عن عاصم والذي اخذ يتقدم الى الداخل ببطء عينيه مسلطة فوقها هي فقط لاغير تتابع عينيه كل تعبير يرتسم فوق وجهها تتقابل عينيهم بينهم حوار دائر باكثر من سؤال غافلين عن خروج الطبيب وثرثرة الجميع الفرحة حتى لاحظوا نظراتهم هذه لبعضهم وصمتهم الشديد لتنحنح عبد الحميد موجها حديثه لصفية وعواطف يغمز لهم خفية قائلا بهدوء.

= طيب احنا نخرج دلوقت ونسيبهم مع بعض عما ترحوا تجهزوا اكلة كويس كده لفجر تعوض فطار الصبح
اسرعت عواطف وصفية بالموافقة يسرعوا في المغادرة تاركين عاصم وفجر ومازالت عينيهم تتواصل غافلين عن كل ما يحدث حتى عن خروج الجميع مغلقين خلفهم الباب بهدوء شديدة.

يادى المصيبة السودا اللى وقعت فوق دماغنا
اخذت شهيرة تردد تلك الكلمات تجوب الغرفة بخطوات عصبيبة مجنونة منذ خروج الطيب واستفسرها منه عن حالة فجر ليقع الخبر فوقهم جميعا كصاقعة مميتة ومن وقتها وهي على هذا الحال ليسألها سيف ببرود شديد يجلس فوق الاريكة براحة
= وانتى ايه اللى يزعلك في كده يا ماما ولا كنتى انتى كمان فاكرة انى جدك هيكتبلك كل املاكه.

توقفت خطوات شهيرة تلتفت اليه ببطء تتطاير الشرار من عينيها لتصرخ به بغضب
= انت تخرس خالص دلوقت مش طالبة غباءك ده دلوقت
نهض صلاح فوق قدمه يقترب منها قائلا بلهفة
= سيبك منه يا شهيرة دلوقت وخليكى معايا لازم نفكر هنعمل ايه دلوقت في المصيبة دى
صرخت نادين بغل
= ودى محتاجة تفكير يا اونكل هنخلص من الحمل ده طبعا ونخلص من بنت الخدامة كمان لو قدرنا معاه
التفت صلاح اليها قائلا بعقلنية وهدوء.
=مينفعش نقول اى كلام المرة دى مش مش متحملة اى غلطة هتودينا كلنا ورا الشمس نعقل كده ونهدى ونفكر كويس هنعمل ايه
اسرعت ثريا تؤيد حديثه قائلة
= صح كلامك يا صلاح المرة دى كلنا لازم نفكر كدماغ واحدة المصيبة المرة دى كبيرة علينا كلنا
هم صلاح بالرد عليها لكن وصل الى مسامعه صوت خطوات قادمة ليصمت فور يشير الى الجميع بالصمت والتصرف بطبيعية ولم تكد تمر لحظات حتى دخل الى الغرفة تتبعه صفية يحدثها قائلا باهتمام.

= كنتى روحتى معاها يا صفية علشان تساعديها
صفيه وبهدوء
= اطمن عليك بس وهروح ليها حالا
ضحك عبدالحميد بفرحة وسرور
= متقلقيش عليا انا حاسس كانى شاب في العشرين اخيرا يا ولاد اخيرا حلمى هتحقق وهقدر اطمن على مجهود وتعب السنين مع ابن عاصم اللى هيشيل اسم السيوفى اخيرا كل الثروة والشركات ده هسيبها وانا مرتاح ان اسم السيوفى هيفضل عليها اخيرا هي...

قاطعت صفية حديثه المندفع بعد لرؤيتها لوجوه المحيطة بهم وقد انقلبت الى السواد بعد حديثه المندفع هذا قائلا بلهفة تحاول تغير مجرى الحوار بعيدا عن هذا الحديث الشائك
= ايه رايك تطلع ترتاح في جناحك علشان لو حبيت تيجى معانا لما نروح لدكتورة
نهض عبد الحميد فرح كطفل صغير تم وعده باخذه الى نزهته المفضلة يهتف غبطة شديدة
= بجد يا صفية ممكن اجى معاكم زاى ما قلتى.

ادارت صفية عينيها بقلق في كل تلك الوجوه المتابعة بحقد ونظرات سامة لحوارهم تجيبه بتلعثم راغبة تسرع في انهاضه من فوق مقعده ترغب في اخراجه من الغرفة حالا قبل ان يعود الى حديثه السابق مرة اخرى
= ايوه يا بابا تعالى اساعدك توصل لجناحك ترتاح فيه لخد ما بجى الميعاد
اطاعها عبد الحميد تسير معها بخطواته البطيئة بضعف حتى خرجوا من الغرفة لتصرخ نادين فور خروجهم بفترة اطمئنت خلالها عن ابتعادهم.

= شوفتوا بيقول ايه لسه مستنين ايه لما يكتب كل حاجة لعاصم وابنه ونروح كلنا ورا الشمس
ضيق صلاح ما بين عنينه قائلا باقتضاب
عندك حق يا نادين الوضع كده مابقاش ينفع معه سكوت ولازم نتصرف فورا
ثم اخذ الحديث يدور بيهم عما حدث وسيحدث غافلين عن ذلك الجالس بصمت يتابع حديثهم باهتمام دون ان بشارك بحرف واحد في الحوار.
وقف ينظر اليها بوجه خالى من التعبير لاترى اى لمحة من السعادة فوق وجهه بل كل ما تراه هو غموض يرتسم فوق ملامحه فاخذت ضربات قلبها تتقاذف بداخل صدرها تراقب تقدمه منها بعيون متسعة خائفة مما هو ات تهيئ نفسها لكلماته القادمةمهما كانت.

تراه هو يجلس جوارها فوق الفراش بصمت يخفض راسه ليظلا على هذا الحال عدة لحظات لتشهق بصدمه حين اقترب منها عاصم فجاءة ينحنى فوق بطنها يقبلها قبلة طويلة ثم يتنهد بعمق قبل ان يرفع عينيه اليها تخطف نظرته تلك دقات قلبها منها فما رأته لم يكن تحلم به في اقصى احلامها طموحا فبداخلهم رأت اقصى درجات الفرح والسعادة مشاعره تتداخل بقوة وعنف بهم تسمعه يهمس لها بتوتر.

=فجر اسمعينى كويس انا مكنتش عاوز ده يحصل دلوقت في الوقت الحالى على الاقل كنت عاوز الامور كلها تتحل مابينا قبلها
صمت لبرهةتراه في حالة من التخبط لم تراه عليها من قبل ليهتف بعدها بلهفة
= بس غصب عنى يا فجر مش قادر مفرحش مش قادر اعرف ان في حته منى جواكى بتكبر يوم ورايا يوم مش قادر ومفرحش يا فجر
ليخفض راسه مرة اخرى يقبل بطنها ولكن تلك المرة برقة وحنان يضع راسه فوقها برفق يكمل بهمس.
= انا عارف ان كلام صوفيا لسه ماثر فيكى بس اقسم لك يا فجر انى مش عاوز من الدنيا دى كلها غيرك انتى وابننا اللى جاى وبس ولو طلبتى حالا انى اتنازل عن كل حاجة ونسيب القصر ده كله مش هتردد ثانية واحدة انى اعملها بس مش عاوزك...
قاطعت فجر حديثه تهمس باسمه برقة وحب ليرفع راسه اليها ببطء ينظر اليها بتساؤل قلق فرفعت اناملها تتلمس ملامحه برقة وحنان تهمس له.

= ولو قلتلك انى اسعد واحدة في الدنيا في اللحظة دى لحظة معرفت انى شايلة حتة منك جوايا وان الدنيا مش سايعنى من الفرحة دلوقت
اعتدلت فور تحتضنه بقوه اليها تهمس
= انا مش عاوزك تفكر غير في ده وان اى كلام اتقال قبل كده اتمحى من عقلى لحظة ما اعترفت بحبك ليا وده كان كفاية عندى يا عاصم
اخذ عاصم يقبل وجهها بجنون ولهفة ليهتف بعدها.

= يعنى انتى مصدقة انى مش عاوز غيرك وبس وانى مستعد اهد الدنيا دى علشانك في ثانية وانك عيونى وحياتى وقلبى وكل اللى ليا بحبك يافجرى بعشقك
ضحكت فجر بمرح ثم تهز كتفها بدلال
= عارفة بس ده ميمنعش انى احب اسمعها كل شويه
امسك عاصم بوجهها بين كفيه يقبلها بشغف هامسا
= هقولها كل يوم وساعة ودقيقة وثانية من حياتنا قولها لحد ماتزهقى وتقوليلى كفاية
همست هي الاخرى امام شفتيه بحنان ورقة
= وانا استحالة هزهق منها ابدا.

ابتسم لها بحنان ينحنى فوق شفتيها يقبلها برقة يهمس من بين كل قبلة واخرى بعشقه وحبه لها لوقت طويل لا يعلم مداه لم تمل خلاله من سماعها حتى ولو للحظة واحدة.

فى مدينة نيويورك داخل احدى المقاهى جلست صوفيا بانهيار تنظر امامها بصدمة بينما صديقتها اخذت تحاول التهوين عليها قائلة
= انتى متاكدة ان الموضوع مفيش فيه غلط ممكن يكون يعنى...
قاطع صوفيا حديثها تصرخ بحدة جعلت جميع انظار رواد المقهى تلتفت لهم
= غلط ايه ما انتى شوفتى الفاكس بعنيكى شالنى خالص من الشركة اتطردت بره فاهمة يعنى ايه شركات السيوفى تفصلنى من الشركة يعنى استحالة حد يشغلنى هنا تانى.

صديقتها بقلق
= ولا عند حد من منافسينهم تقدرى انك...
قاطعتهاصوفيا بضحكة مريرة
= انتى بتصدقى كلمة منافسين الكل عارف عاصم وبيخاف منه ومعنى انه استغنى عن حد بالطريقة اللى عملها معايا دى يبقى الخبر انتشر في كل سوق الاعمال وممنوع واستحالة انه حد يشتغلنى حتى ولو من منافسيه زاى ما بتقولى وياويله اللى يخالف الاوامر دى
صديقتها بأسف وندم.

= قلتلك بلاش تلعبى معاه اهو في الاخر خسرتى كل حاجة ادامه حتى اللى كنتى خايفة عليه
انفجرت صوفيا في البكاء قائلة بمرارة
= مكنتش اتخيل في اسوء كوابيسى ان دى تكون نهايتى انا مش عارفة اعمل ايه
انحنت صديقتها ترتب فوق يدها قائلة بأمل
= مش ممكن تسافرى تتفهمى معاه تحاولى على الاقل تقللى خسايرك وانه يسمحلك بشغل بره مجموعة السيوفى
التمغت عينى صوفيا بأمل للحظة لينطفىء مرة اخرى.
= ده في حالة لوكان سبب خروجى من المجموعة اللى حصل بينا في اليونان بس لو كان بسبب اللى عملته مع مراته اعتقد يبقى مستحيل ده ممكن يقتلنى لو شافنى ادامه
حاولت صديقتها بث الامل فيها تسرع قائلة
= بس اهو يبقى حاولتى وحاولى تدخلى السيوفى الكبير في الموضوع مش بتقولى صديق لوالدك انا لو منك مضيعش الفرصة دى ابدا
عادت عينى صوفيا تلتمع بالامل تهتف قائلا.

= صح عندك حق يبقى اروح للسيوفى الكبير على طول وعاصم استحالة يرفض له طلب مهما كان
لتنهض واقفة تحمل حقيبتها هاتفة
= يبقى مش لازم اضيع ثانية واحدة وانزل مصر فورا.

تجمع ثلاثى الشر بعد خروج فجر وعاصم تصحبهم والدة كل منهم وعبدالحميد المتحمس كطفل صغير لذهاب الى الطبيبة لاطمئنان على فجر وحملها ليسود الصمت الشديد بينهم كل في افكاره ضائع بداخلها حتى هتفت ثريا بغل وعصبية
= انتوا هتفضلوا ساكتين كده ما تقولوا حاجة
تنهدت شهيرة بقلة حيلة وحزن
= يعنى عوزانا نتكلم نقول ايه يا ثريا ما المصيبة حصلت واللى كان كان.

تنهدت ثريا هي الاخرى تضع يدها تحت خدها صامتة وما ان رأت نادين حالة الاستسلام التي اصبحوا عليها حتى هبتمن مكانها قائلةبغضب
= يعنى ايه خلاص هتسيبوا بنت الخدامة تاخد كل حاجة هي والمحروس ابنها انتوا مسمعتوش بيقول ايه هكتبله كل حاجة فاهمين كل حاجة لتصرخ بكلمتها الاخيرة
لترفع شهيرة ملوحة بها بعدم اكتراث
= مقلش كده وبعدين في اسوء الاحوال هيكتبله الشركات واحنا باقى الاملاك مش خسرانين كتير يعنى.

=لاا خسرانين يا ست شهيرة
هتف صلاح بتلك الكلمات بينما يدلف لداخل الغرفة عينيه تشتعل بنيران قادرة على احراق عالم باكمله من شدة توهجها وجهه شديد الاحمرار عروقه نافرة بشدة لتسرع شهيرة تساله بلهفة وقلق
= مالك يا صلاح ايه اللى حصل يخليك بالشكل ده
صرخ صلاح بجنون وهو يدور بداخل الحجرة كنمر حبيس متلهف لانقضاض على اى فريسة ينهش منها ليفرغ كل مايشعر به غضب في تلك اللحظة.

=ابوكى كلم المحامى النهاردة الصبح يجهزله الورق علشان هيكتب نص املاكه لفجر والنص التانى نصه لعاصم والباقى لينا كلنا فاهمة ربع التركة علينا كلنا ابوكى خرف ياشهيرة عاوز يرضى ضميره من وحقى وتعبى كل السنين ده معاه
ليتلفت لهم جميعا يدير عينيه بينهم بجنون
= دانا اقتله واخلص منه قبل ما يعملها فاهمين هقتله ومحدش ليه حاجة عندى ساعتها.

ثم التفت يغادرا الغرفة سريعا تتبعه شهيرة بخطوات سريعة متلهفة بينما وقفت نادين وثريا بصمت تتابعان مغادرتهم لعدة لحظات حتى همست ثريا بتوجس
= تعتقدى فعلا ممكن يعملها
نادين بخبث
= وحتى لو معملهاش احنا نساعده يعملها
ثريا برعب وهستريا
= انتى اتجننتى يا نادين ايه اللى بتقوليه ده
التمعت عينى نادين بحقد تضغط على كل حرف يخرج من فمها.
= اللى سمعتيه مانا مش هستنى لما كل حاجة تضيع منى وتروح لبنت الخدامة كفاية اووى عاصم اللى سلمته لها على طبق من فضة مش هسيبلها ميراثى كمان.

اخذت شهيرة تحاول تهدئة صلاح والذي اخذ يدور في انحاء الغرفة كثور هائج بيرطم بكلمات غير مفهمومة رافضا اى حديث معها حتى سمعت دقات فوق الباب ليدلف سيف داخلا يسأل بفضول
= في ايه مالكم حال القصر مقلوب ليه
لينظر في اتجاه والده يراه على تلك الحالة ليكمل ببرود وسخرية
= خير يابابا حصل ايه تانى غير طبعا خبر حمل فجر
انفجر صلاح كمن وجد الفرصة امامه لتفريغ كل غضبه واحباطه فيه صارخا.

= ااه وانت بقى يهمك حاجة ولا حد خلاص بقيت شارى دماغك وسيبنا احنا للبلاوى والقرف جتكم الهم خلفة تعر
اسرعت شهيرة تهتف
= جرى ايه باصلاح هو الولد عمل ايه لكل ده ولا انت مش لاقى حد تطلع فيه غلبك
ثم التفتت الى سيف تاخده من يده تتجه به في اتجاه الاريكة تجلس وتجلسه بجوارها واخذت تقص عليه كل ماحدث ليظل سيف يستمع اليها بأهتمام لبضع لحظات ثم التفت الى ابيه يسأله.

= وانت متاكد من كلام المحامى مش ممكن يكون عاوزه لسبب تانى
زفر صلاح بغيظ قائلا
= لا يا ابن امك متاكد من كلامه مان بقالى فترة مظبطه هدايا وعمولات علشان لما احتاجه القاه وبصراحة الراجل متاخرش اول ما جدك كلمه اتصل بيه على طول يبلغنى
هز سيف راسه بتفهم فهم بسؤال اخر ليقاطعه صوت دقات سريعة فوق باب الغرفة فاسرعت شهيرة بفتح الباب فترى نادين الواقفة امامه لتسألها شهيرة بقلق.

= في ايه يا نادين جدك رجع مع اللى ما يتسموا؟
هزت نادين راسها بالنفى تدخل الى الداخل بخطوات سريعة تهتف
= لا بس كان عندى اقتراح كده وحبيت اخد رايكم فيه
ضيق الجميع مابين عينيهم بتوجس ينظروا اليها في انتظار باقى كلماتها لكنها وقفت تدير عينيها في الغرفة تتأملها بفضول ليصرخ بها صلاح بغضب
= ما تنطقى يا نادين عاوزة ايه ولا هو ده وقت تتأملى فيه ديكور الجناح.

ابتسمت نادين بمرح تتجه الى الاريكة تجلس بجوار سيف قائلة بغموض
= انا لقيت الحل لكل اللى احنا فيه حل لو اتنفذ صح وتوقيت صح كل حاجة هتبقى بتاعتنا وبس لحد ما يقابل جدو وجه كريم وساعتها التركة هتتقسم بالمظبوط
التمعت عينى صلاح يتجه اليها يسألها بلهفة
= وايه هو الحل ده الحقينى بيه.

اخذت نادين تتلاعب بخصلات شعرهاتضع قدما فوق الاخرى تهزها براحة لعدة ثوانى مرت كدهر على الموجودين قبل تتحدث بصوت خفيض وببطء حتى تصل كلماتها اليهم جيدا
= حجر هنرفع على جدو قضية حجر واعتقد مفيش اى محكمة هتشوف اللى هو عاوز يعمله ده طبيعى وخصوصا انه خلاص كبر في السن وبمعنى تانى بدء يخرف
التمعت عينى صلاح بالجشع يهتف هو الاخر.

= برافو عليكى يا بت يا نادين واوقات كنت بتمنى بنت زيك مش خيبة الامل اللى قاعدة جنبك
اشتعل وجهه سيف لاحمرار من قسوة كلمات والده عليه لكنه فضل الصمت فليس الان هو وقت الحديث ليظل جالس يحاول رسم الهدوء على وجهه كمن اعتاد الاهانات دائما
لكن جاء الانفجار من شهيرة تهتف بغضب ورفض
= لا طبعا انتوا بتقولوا ايه عاوزنى اقف ادام ابويا في المحاكم وقول عليه خرف ده كان يموت فيها.
تبادل صلاح ونادين النظرات فيما يبنهم بامل ان تتحقق كلماتها ولكن لم ينطقوا بها اذ اسرع صلاح يجلس بجوارها قائلا بصوت ضعيف متألم.

= لا انا اللى اموت يا شهيرة بحسرتى وانا شايف ابوكى بيرمى شقى عمرى في حجر بنت عواطف عواطف اللى كانت عاوزة تسرقنى منك زمان وانا رفضت علشان حبى ليكى وبيتى اللى مرضتش اخربه رغم انك عارف اد ايه عواطف جميلة وتغرى اى راجل بجمالها علشان تيحى دلوقت انتى يا حب عمرى وترفضى تضحى علشانى بتضحية صغيرة
اخفض راسه بهزيمة واستسلام فلم تتحمل شهيرة رؤيته على هذا الحال فاسرعت بضمه هاتفة بحب.

= ابدا يا حبيبى دانا اضحى علشانك بنفسى مش بابويا اللى تشوفه صح انا موافقة عليه ومعاك فيه مهما كان
رفع صلاح راسه من فوق كتف سهيرة يغمز بانتصار الى نادين وسيف الجالسين يشاهدان مايحدث بعيون متسعة بانبهار من تلك القدرة العالية عند صلاح في قلب الباطل حقا في بحركة واحدة لم تستغرق منه ثوانى
لكن لم يعلق اخد منهم لشيئ لتنهض نادين قائلة بحماس.

= كويس اووى يبقى يا اونكل تشوف محامى بسرعة وطبعا مش محتاج توصيه يبقى بعيد تماما عن شركات السيوفى يغنى محامى اول مرة تتعامل معاه وتخليه يبدء الاجراءات فورا
نهض صلاح هو الاخر قائلا بهدوء
= تماما وانا هكلم محامى جدك يحاول يماطل شوية في الاجراءات لحد مانا نرفع القضية ونوقف بيها كل حاجة
هزت نادين راسها بالموافقة ثم القت بتحية المساء مغادرة ليظل بعد خروجها الصمت سادا في الغرفة كل في افكاره الخاصة.

$$$$$$$$$$$
=على فكرة الدكتورة دى بستعبط
همس عاصم بتلك الكلمات في اذن فجر الجالسة بجواره يمسك بيدها بين كفيه اثناء استماعهم لحديث الطبيبة فيما يخص المحظور والممنوع خلال شهور الحمل الاولى
اشتعلت وجنتيها بشدة فور نطقه لهمسه هذا
تدير بصرها بين الحضور بخجل وهي تضغط على يده بتوتر تراهم مندمجين في حديث الطبيبة اكثرهم منهم شخصيا ليهمس لها مرة اخرى.

= طب بذمتك اقوم اخنقها دلوقت بتقولى ابعد عنك لحد ماهى تقول هو حملك ده هيجى على دماغى انا ولا ايه
التفتت اليه تهمس له باستعطاف باسمه حتى يصمت خوفا ان يسمعه الاخرون لكنه تجاهلها تماما يرفع صوته موجها حديثه لطبيبة مقاطعا سيل تعليماتها قائلا بحزم
= معلش سؤال يعنى استنى اذنك بخصوصنا انا وفجر ليه؟

ساد الصمت ارجاء الغرفة فور نطقه لسؤاله هذا تمنت فجر وقتها لو تنشق الارض وتبتلعلها من شدة خجلآ لكن الطبيبة كان لها رأى اخر اذا اسرعت تخبره بصوت عملى سريع كمن اعتادت الاجابة عن هذا السؤال
= في شهور الحمل الاولى بنحب ناخد احتياطنا في كل حاجة علشان كده طلبت منكم الطلب ده لتبتسم وهي تكمل انا عارفة انكم لسه عرسان جداد بس الاحتياط لازم في الوقت ده.

هز عاصم راسه موافقا على مضض ليظل يسألها بعدها في كل ما يخصها ويخص تعليمات الغذائية والدواء الخاصة بها حتى مرت الزيارة شعرت فجر ان الطبيبة على حافة الصراخ من كثرة اسئلة عاصم كانه ينتقم منها كما قال سابقا
وجهت الطبيبة الحديث الى فجر قائلة بصبر
= وانتى يا مدام فجر ياريت اشوفك كمان اسبوعين بس لو حسيتى باى مشكلة اى عارض تجيلى فورا
ليهب عبد الحميد هاتفا بلهفة
= ليه يا دكتور انتى شايفة في مشكلة او حاجة.
هزت الطبيبة راسها بالنفى قائلة
= ابدا ده اجراء طبيعى مع اى حمل ومع تقدم الحمل بتزيد المدة اللى بين كل متابعة وتانية يعنى مفيش قلق ابدا
عبد الحميد بلهفة
= طيب وهنقدر نعرف نوع الجنين امتى علشان...
قاطع عاصم حديثه يهتف عاصم بقوة وحزم
= مش هنعرف نوع الجنين دلوقت ياجدى انا وفجر عوزة مفاجئة وقت الولادة
التفت الى فجر يسألها ضاغطا فوق يدها يهمس لها برقة وحنان
= مش كده يا فجرى.

نظرت فجر في عينيه ترى نظرة الحنان والحب الموجهة لها هي فقط لتهز راسها بالايجاب ببطء تبتسم له بحب لكن عبد الحميد لم يستسلم قائلا بأمل
= ليه يا عاصم خلينا نعرف...
قاطعت صفية الجالسة بجوار بصمت حتى استدعى الموقف حديثها حديثه قائلة بهدوء
= سيبهم براحتهم يا بابا وبعدين ولد ولا بنت هتبقى فرحتنا بيهم واحدة ولا ايه
اسرع عبد الحميد يهز راسه بالتأكيد يهتف بلهفة.

= طبعا. طبعا يا يا بنتى انا كل منايا اشوف ولادهم وبس
نهضت فجر تقف على قدميها تتجه اليه تقبله بحب وسعادة
= ربنا يخليك لينا يا جدو ياارب
ابتسم عبد الحميد لها بحب يرتب فوق وجنتها بحنان
= ويخليكى ليا انتى وعاصم ياارب.

بعد انتهاء زيارة الطبيبة مرت رحلة العودة سريعا ليدخلوا جميعا من باب القصر باتجاه غرفة الاستقبال بينما اخذ عاصم يؤخر في خطواته حتى ضمن دخول الجميع وما ان همت فجر ان تتبعهم هي الاخرى حتى مد يده يشدها اليه فوق صدره يلف ذراعيه حول خصرها يضمها له لتصرخ فجر من المفاجئة فوضع يده فوق فمها برقة يهمس
= وطى صوتك هتلمى عليا البيت كله ايه هتبقى انتى والدكتورة المفترية دى عليا النهاردة.

رفعت فجر عينيها اليه ترتسم الضحكة بيهم تحرك حاجبيها بمرح فانزل عاصم كفه عن فمها يتظاهر بالحزن قائلا
= يعنى انا مش صعبان عليكى خالص
ارتفعت فجر فوق رؤوس اصابعه حتى تقبله على وجنته برقة قائلة بمرح
= لا ازاى ده انت صعبان عليا جداا وبصالحك اهو
اخفض عاصم عينيه لها يسألها باستهجان
= هو انتى كده بتصالحينى انتى هستعبطى يا فجر
ابتسمت فجر له تساله بدلال
=اومال عاوزنى اصالحك ازاى.

شدد عاصم من احتضانه اليها يخفض شفتيه الى شفتيها يلتهمهم بلذة وشغف يقتل شوقه اليها بقبلته المجنونة تلك تبادله هي اياها بنفس الشوق والشغف غائبين عن كل ما حولهم
حتى تصاعد صوت حاد يهتف من اعلى الدرج
اعتقد ان ليكم جناح تعملوا فيه المسخرة دى.

رفع عاصم وجهه ببطء ينظر باتجاه صاحبة الصوت والتي لم تكن غير نادين الواقفة اعلى الدرج ترتسم كل الوان الغيرة والحقد فوق وجهها ليظل ينظر اليها عدة لحظات ببرودة ولا مبالاة ثم يلتفت الى فجر الواقفة بتوتر وخوف من تصاعد الموقف قائلا لها بصوت عالى مرح متجاهلا نادين تماما
= تعالى يلا ندخل ليهم وبلاش وقفتنا هنا اصل هبت فجاءة علينا ريحة مش كويسة كده مش عارف جت منين.

ليضمها اليه بين ذراعيه مغادرا معها البهو بأتجاه غرفة المعيشة تاركين نادين خلفهم تشتعل بنيرانها اكثر مما كانت حتى كادت ان تتفحم من داخلها من شدة غيظها وحقدها.
عاصم
قامت فجر بالنداء على عاصم المستلقى فوق الاريكة بعيد عن فراشهم فهو منذ صعودهم الى جناحهم اصدر فرمان غير قابل للنقاش بنومه فوق الاريكة تاركا لها الفراش باكمله لها فاخذت تحاول اسناءه عن قراره هذا لكنه رفض بشدة يبرطم بخفوت بكلمات فهمت منها احدى الشتائم التي خص بها الطبيبة لتقرر الصمت في الوقت الحالى لكنها لم تستسلم فبعد خلودهم للنوم بعدة لحظات قامت بالنداء عليه بدلال ورقة ولكن بمجرد نطقها به.
حتى هب عاصم جالسا يلقى الاغطية ارضا يهتف بحنق
= يادى الليلة اللى مش عاوزة تفوت في ايه فجر نامى بقى وارحمينى
اعتدلت فجر هي الاخرى قائلة بنفاذ صبر
= مش عارفة انام خالص
قفز عاصم من فوق الاريكة يسرع لها يسألها بقلق
= ليه مالك في حاجة بتوجعك؟ حاسة باى حاجة؟
يتبع حديثه بجلوسه بجوارها يمسك يدها لتجذبه باتجاهها تهمس بلوم لطيف
= مش عارفة انام وانت مش جنبى اخدت على نومى في حضنك.

طاوعها عاصم في جذبها له عينيه لا تفارقها حتى كاد ان يستلقى بجوارها لكنه فجاءة توقف يجذب يده من يدها ينهض واقفا وهو يهتف
= اعمل ايه هو ده الحل الوحيد علشان ننفذ كلام الدكتورةال، ولا بلاش ليكمل باستعطاف ساعدينى يافجر علشان خاطرى مش هيبقى انتى وهي عليا
تصنعت فجر الحزن تهز كتفها باستسلام هامسة
= خلاص يا عاصم خليك على راحتك.

تلقى بنفسها فوق الفراش تستلقى عليه تعطى له ظهرها لتظل ساكنه عدة لحظات حتى اتت حركة بجوارها تتدل على استلقاءه بجوارها لتبتسم خفية بسعادة وهي تشعر به يلفها باتجاهه هامسا بحب
= طب خلاص متزعليش هنام هنا جنبك
يرفع عينيه للسماء يهتف
= وربنا يصبرنى لحد الصبح.

ضحكت فجر بمرح تندس في احضانه تغمض عينيها براحة ليضمها هو بشدة يقبلها فوق شعرها يستنشق رائحته بعمق ثم يغمض عينيه هو الاخر يستند بذقنه فوق راسها بلطف ليسود الصمت ارجاء الغرفة لعدة دقائق لتعلم فجر المستيقظة من هدوء انفاسه استغراقه في النوم لتقبله فوق صدره بحنان تغلق عينيها براحة وسلام ولكن تلك المرة اخذها سلطان النوم سريعا في نوم عميق لم تستيقظ منه الا على صوت فتح الخزينة بهدوء لتفتح عينيها بنصف اغماضة ترى عاصم يخرج احدى بدلات العمل حتى يرتديها فظلت تتابعه باهتمام حتى انتهاءه واتجاهه ناحية طاولة الزينة ولكنه توقف يلتفت براسه في اتجاهها كما لو كان احس بمراقبتها له يبتسم لها بحنان لتنهض ببطء تستند فوق الوسائد وهي تبتسم له هي الاخرى فاسرع اليها يجلس بجوارها يبعد خصلاتها عن وجهها بحب يهمس.

= صباح الخير على احلى فجر
ردت تحيته الصبحية بصوت هامس ضعيف ليسألها بقلق
= حاسة بحاجة تحبى اساعدك تروحى الحمام
هزت راسها بالرفض سريعا وهي تعبس بشدة ليضحك هو بمرح يسألها
= طب و مالك زعلانة كده وانتى بتقوليها
فجر بصوت خفيض خجل
= اقولك بس مش هتضحك عليا
عقد عاصم ما بين حاجبيه بشدة قائلا باهتمام
= لااا ده شكل الموضوع كبير اووووى
اسرعت فحر بهز راسها بتأكيد تهتف.

= جدا بس عارف يا عاصم لو ضحكت عليا والله ما هكلمك تانى ابدا
رفع عاصم كفه كمن يدلى بقسم قائلا بجدية شديدة
= اوعدك انى مش هضحك بس قولى بقى قلقتينى
زفرت فجر بحنق تهتف
= كل ما ادخل الحمام بيبقى نفسى امسك الصابونة انزل عليها اكل لحد ما اخلصها كلها
لتلتفت اليه تكمل بقلق
= عاصم هو انا كده طبيعية ولا ايه الحكاية بالظبط.

ظل عاصم ينظر اليها بصمت متسع العينين بصدمة وذهول لعدة لحظات حتى هتفت باسمه بقوة ليهز راسه يحاول الخروج من ذهوله ترتعش شفتيه بشدة يقاوم رغبته الشديدة بالضحك لكنه لم يستطع المقاومة طويلا لينفجر بالضحك بصوت عالى يلقى بجسده فوق الفراش خلفه لتضربه فوق ذراعه بحنق ثم اخذت تحاول النهوض من الفراش هي تبرطم بكلمات حانقة ولكن قبل ان تتحرك جذبها من يدها اليه لتسقط فوق صدره تستلقى فوقه فاخذت تضربه بحنق تحاول الابتعاد عنه فاسرع يمسك هو بيديها مقيدا لهم فوق صدره يهمس باسف وهو مازل يضحك.
= طب متزعليش خلاص بس والله غصب عنى اتخيلتك وانتى بتاكلى الصابونة ومقدرتش انى مضحكش
لتتوقف فجر عن حركتها للحظات تنظر اليه قبل ان تنفجر هي الاخرى بالضحك تضع راسها فوق صدره قائلة
= عندك حق بس اعمل ايه هتجنن واكلها ياعاصم
مد عاصم يده اسفل ذقنها يرفع راسها اليها ينظر الى عينيها بحنان يهمس
= خلاص كليها مش خسارة فيكى انا ميهونش عليا جنانك يا قلب عاصم.

اخذت تنظر اليه بحب تبتسم بحنان ثم اخفضت راسها اليه تقبله فوق شفاه ببطء شديد بينما ظل عاصم مغمض العينين مستسلما لها تاركا لها المبادرة لاول مرة لعدة لحظات لكنه لم يستطع الصمود طويلا امام شوقه لها يضع انامله في شعرها يثبت راسها في مقابل وجهه يبادلها قبلتها بشغف شديد ليهمس بعدها برقة في مقابل شفتيها
= بحبك يا فجر بعشق وجودك في حياتى.

لتعبث انامله في خصلاتها برقة تتعالى دقات قلبه بعنف وهو يسمعها تهمس له هي الاخرى
= وانا روحى فيك وحياتى كلها ملك ليك يا عيون فجر.

فى مقر شركة السيوفى
دخل سيف ببطء الى مكتب والده ليهب الاخر فيه بغضب
= ما لسه بدرى يا سيف بيه اعتقد ان اقتراح اننا نخرج قبل عاصم للشركة كان اقتراحك انت وادينى ملطوع لجنابك من ساعتها
جلس سيف فوق المقعد يلقى الى والده بملف قائلا بهدوء
= بس الانتظار كان يستاهل ملف المناقصة كامل اهو انا بقى حقى هيوصلنى امتى
اخذ صلاح الملف بلهفة وقائلا بجشع.

= برافو عليك ياواد يا سيف انك عرفت توصله ده عاصم عامل عليه حصار ولا كانه داخل حرب مش مناقصة
ابتسم سيف بزهو وغرور
= انت ناسى انه بقى بيثق فيا ثقة عمية من بعد رجوعى للقصر
ضحك صلاح بسخرية قائلا بتهكم
= وهو اخد اكبر مقلب في حياته علشان بعد كده مايثقش في عيال
عقد سيف ما بين حاجبيه بغضب ليسرع صلاح هاتفا بمرح
= معلش ياسيف مش معنى انك ابنى انى اكدب عليك واغشك.

نهض سيف يتجه الى الباب مغادرا ثم توقف فجاءة يلتفت الى والده قائلا بجمود
= طيب العيل عاوز حقه ويااريت في اقرب وقت يا صلاح بيه
اسرع صلاح بهز راسه يهتف بتقة
= طبعا طبعا متقلقش اخر اليوم وفلوسك هتوصلك.

بينما جلست عائلة السيوفى حول مائدة الافطار دخلت ام جمال الى الغرفة قائلا باحترام
= سيدى الكبير الست صوفيا طالبة تقابل حضرتك
ساد الصمت فجاءة ارجاء الغرفة لتنظر فجر الى عاصم بتساؤل لكنه ظل على حالته يتناول طعامه بهدوء دون ان يعير ماسمعه ادنى اهتمام يسمع جده يسال بفضول وتعجب
= صوفيا! ودى عوزانى في ايه
ثم يلتفت الى عاصم يسأله بأهتمام
= تعرف هي عوزانى في ايه يا عاصم؟

هز عاصم كتفه بعدم اكتراث قائلا بجمود
= علشان طردتها بره المجموعة اكيد جايه تستعطفك
عبد الحميد بقلق واستغراب
= طيب وليه كده يابنى انت عارف ان ابوها كان اقرب الناس ليا عملت ايه لكل ده
نهض عاصم ببطء قائلا بحزم
= فكرت تلعب من ورا ضهرى واللى زى دى ملهاش دية عندى
زفر عبد الحميد بقلة حيلة قائلا
= طب اتصرف معاها ازاى واقولها ايه دلوقت
عاصم بحزم
= خليك انت انا اعرف اتصرف مع الاشكال اللى زي دى ازاي.

ثم التفت لام جمال قائلا
= ام جمال خديها اوضة المكتب خليها تستنى هناك
هزت ام جمال راسها تسرع في تنفيذ كلامه ليجلس عاصم بجوار فجر والتي كانت تراقب كل مايحدث بخوف وتوجس يهمس لها
= خلصى فطارك علشان عاوزك معايا هنقابلها سوا
هزت فجر راسها ببطء تخشى من تلك المقابلة بشدة لكنها لم تستطيع النطق بكلمة عن ذلك له وهي ترى نظرات الجميع المسلطة فوقهم بفضول واهتمام شديد.
ظلت صوفيا تجوب ارجاء الغرفة بعد ان ظلت جالسة لاكثر من نصف الساعة في انتظار عبد الحميد السيوفى فقد اختارت ذلك التوقيت تحديدا لعلمها بخروج عاصم للشركة كما المعتاد واستحالة عودته في هذا التوقيت
لكنها ها هي تجلس منذ مدة طويلة حتى اصابها القلق والاحباط يصل اليها الشك من امكانية علم السيوفى الكبير بما حدث وتركه لها هنا هربا من مقابلتها حتى تمل وتغادر دون مقابلته لكنها لن تستسلم بسهولة ابدا.

جلست مرة اخرى فوق المقعد تهز ساقيها بعصبية لعدة لحظات حتى سمعت صوت فتح الباب من خلفها فنهضت سريعا تلتفت له بابتسامة عصبية بهتت تماما حين رات عاصم يدخل الى الغرفة يصطحب معه زوجته تراقبه وهو يجلسها فوق الاريكة باهتمام يبتسم لها بحنان دون ان يعير صوفيا ادنى اهتمام ويتجه هو الى مكتبه يجلس خلفه بهدوء ينظر اليها بتقيم صامت لعدة دقائق صامتة ليجعلها تشعر بالتوتر تنقل ثقلها من قدم الى اخرى بعصبية حتى تحدث اخيرا بحزم.

= افندم صوفيا هانم بلغنى انك طالبة مقابلتى
اخذت صوفيا تتلعثم بالكلمات لاتدرى ما تقول فهى توقعت اى شيئ الا لن تقف في مواجهته هو شخصيا ليوقف عاصم تلعثمها هذا قائلا بقوة
= ولا كنت طالبة مقابلة حد تانى بس احب اعرفك ان الموضوع اللى جايه علشانه في ايدى انا مش فأيد حد تانى
جلست صوفيا فوق مقعدها تشعر بهزيمتها تهمس
= طالباتك ايه؟ اى حاجة هتقولها موافقة عليها لو عاوزنى ابوسك ايدك انا مستعدة.

تراجع عاصم فوق مقعده قائلا بهدوء
= مش انا اللى هتبوسى ايده يا صوفيا واعتقد انتى عارفة مين اللى المفروض تبوسى ايده بالظبط
شحبت ملامح صوفيا بشدة تلتفت الى فجر الجالسة تتسع عينيها بصدمةوذهول من الحديث الدائر امامها ثم اخذت تهز رأسها برفض وهي تراقب صوفيا تنهض من فوق مقعدها تتجه اليها بخطوات بطيئة تقف امامها تنحنى عليها لتسرع فجر بالنهوض تبتعد عنها تصرخ بحدة
= لااا يا عاصم انا مش عاوزها تعمل كده.

وقفت تنظر اليه ترى الجمود يكسو وجهه وعينيه مشتعلة بعنف فاسرعت باتجاهه تاركة صوفيا الواقفة تخفض راسها بذل ومهانة تهتف به برجاء
= علشان خاطرى يا عاصم بلاش كده انا سامحتها خلاص من غير ما تعمل كده
عاصم بقسوة وعينيه لاتفارق صوفيا
= وانا قلتلك هجيبها تحت رجلك تعتذرلك وده اللى لازم يحصل
التفتت فجر الى صوفيا تشعر بالشفقة عليها قائلة برجاء.

= هي هتعتذر وانا هقبل اعتذارها بس من غير حاجة تانية لتلفت اليه مرة اخرى تهمس
= علشان خاطرى يا عاصم
زفر عاصم بحدة قائلا باستسلام يجلس فوق مقعده
= ده حقك تاخديه بالطريقة اللى تريحك
اسرعت فجر قائلة بحزم
= وانا مش طالبة غير اعتذار
رفعت صوفيا راسها تنظر الى فجر نظرة امتنان تقترب منها حتى وقفت امامها تهمس بخجل شديد.

= انا اسفة يا مدام فجر مش على اللى عملته لاا على كل كلمة او حتى فكرة غلط في حقك جات حتى ولو في تفكيرى بجد اسفة انى فكرت أذى انسانة نبيلة زيك
ثم التفتت الى عاصم قائلة بحزم
= وصدقنى يا عاصم بيه لو قلتلك انى اعتذارى ده علشان كل غلط غلطته في حقها مش لاى شيئ تانى حتى ولو كان رجوعى للشركة عن اذنكم
اسرعت تتجه ناحية الباب تنتوى المغادرة ليهتف عاصم بها فتوقفت خطواتها دون ان تدير نفسها اليه ليحدثها قائلا بحزم.

= انتى عارفة ان رجوعك مجموعات السيوفى صعب بعد كل اللى حصل بس اتمنى ليكى التوفيق مع اى شركة تانية
هزت صوفيا وراسها بالموافقة ببطء ثم اسرعت تغادر تغلق الباب خلفها بهدوء وما ان غادرت حتى صرخ عاصم بلوم في فجر
= ليه مخلتيهاش تبوس ايدك ورجلك كمان ده كان حقك ووعدى ليكى انا بصراحة مش قادر افهمك
رفعت فجر عينيها اليه تنظر اليها بحب تخاطبه بهدوء.

= مانا قلتلك انا مش عاوزة حاجة غير انت وكفاية عليا انك معايا و ليه لوحدى وبس
اغمض عاصم عينيه بقوة يهتف
= ياااا فجر هيجى وقت وقلبى هيقف بسبب بكلامك ده
ثم اسرع يجذبها له يهمس
= انا مستعد اعمل اى حاجة علشان افضل اسمع منك كلامك اللى بيقتلنى ده
اسرعت فجر تحتضنه هامسة
= بلاش الكلام ده يا عاصم بيخوفنى حتى ولو بهزار
ضمها عاصم اكثر اليه يتنهد في عنقها همسا
= هتقتلينى بحبك يا بنت السيوفى.
في مقر احدى الشركات المنافسة
جلس صلاح بداخل احدى المكاتب والتي يرتسم عليها البذخ والترف امام رجل من الواضح انه من حيتان السوق يسأل صلاح بصوت اجش عميق
= متاكد يا صلاح من الورق ده انت عارف المرة دى مش زى اى مرة المناقصة دى بالذات لازم ترسى علينا والا هخرب بيتك ومش هيكفينى فيها عمرك
ابتلع عاصم لعابه بصعوبة قائلا بتحشرج
= متقلقش يا سليمان بيه هي دى اول مرة هنتعامل فيها سوا.

هز سليمان راسه بالنفى قائلا بحزم
= لا يا صلاح مش اول مرة بس برضه دى اول مناقصة تكون بالحجم ده ولو خسرتها بعد ما لميت فلوسى من السوق هيتخرب بيتى وبيتك قبل منى فاهم ياصلاح
هز صلاح راسه بالايجاب وهو ينهض من مقعده يهتف
= متقلقش ابدا ابدا الحق انا امشى قبل ما يلاحظوا غيابى في الشركة
فتح سليمان احدى الادارج يخرج منه شيكا يمد به باتجاه صلاح ليسرع الاخير باختطافه يهتف بجشع.

= خلى يا سليمان بيه خيرك مغرقنا والله
تراجع سليمان في مقعده ينظر الى لهفته تلك باحتقار قائلا بحزم
= مع السلامة ياصلاح واقفل الباب وراك
اخذ يراقب خروجه من الغرفة ما ان اغلق خلفه حتى بصق عليه قائلا بأحتقار
= بنى ادم حقير انا مش عارف السيوفى وافق يجوز بنته لكلب فلوس زى ده ازاى
ثم مد يده الى الهاتف يطلب رقم بسرعة قائلا لطرف الاخر.

= ايوه يا حازم ورق المناقصة وصلنا عاوزك تقعد تظبط مناقصتنا على اساسه وتقدمها بكرة بالكتير مبقاش فاضل وقت ادمنا كتير
ثم يغلق الهاتف فور ينظر امامه شارد يفكر في اهمية تلك المناقصة له ولشركته في الوقت الحالى ويجب عدم ترك فرصة واحدة لكسبها مهما كانت.
انت بتقول ايه! رسيت علينا ازاااى؟
جلس صلاح فوق مقعده يشعر بانسحاب روحه من جسده بعد ان وصل اليه هذا الخبر من احدى اعوانه وهو يغلق الهاتف بايدى مرتعشة يهمس
= يا خراب بيتك يا صلاح ياخراب بيتك
ماان اتم جملته حتى على صوت الهاتف مرة اخرى فاخذ ينظر اليه برعب كما لو كان تحول الافعى عملاقة امامه تستعد لانقصاض عليه في اى وقت.

ظل ينظر اليه عدة لحظات قبل ان يمد يده اليه يرفعه ببطء يسأل عن هوية المتصل بصوت متحشرج خائف ليزداد شحوب وجهه هو يستمع الى صوت سليمان يصرخ بغضب وجنون
= بقى كده يا صلاح بتلعب معايا انا اللعب الوسخ ده وطب حياة دقنى ماطالع عليك صبح تانى وهعرفك مين هو سليمان العشرى.

حاول صلاح اثناء حديثه ان يجعله يستمع اليه لكنه اغلق الخط في وجهه قبل نطقه بحرف واحد فظل يضع الهاتف لحظات فوق اذنيه زائغ العينين قبل ان يضعه بايدى مرتعشة وجهه شديد الشحوب يهمس
= وقعت في ايد اللى ما بيرحمش يا صلاح.

نهض من فوق مقعده واخذ يجوب الغرفة بخطوات مرتعشة خائفة ثم توقف فجاءة يذهب بأتجاه مكتبه مرة يفتح احدى الادراج المغلقة بقفل يخرج منه عدة ملفات يضعها سريعا بداخل حقيبته يسرع في المغادرة دون انتظار ثانية واحدة يعلم انه الان في عداد الموتى ويجب عليه الفرار سريعا دون لحظة تردد واحدة ولكن مان ان هم بفتح الباب حتى وجد رجل ضخم الجثة يرت امامه سادا باب الخروج يسأله بصوت اجش هادىء.

= صلاح بيه لو سمحت اتفضل معانا
نظر له صلاح برهبه يهتف
= انت مين وعاوز منى ايه
الرجل بهدوء
= ياريت تتفضل معايا من غير شوشرة وكل حاجة هتعرفها في الطريق
ظل صلاح يقف عدة لحظات متسمرا مكانه ثم تقدم يسير بجواره باستسلام يشعر بقدوم النهاية وانكشاف كل شيئ وحتما سيدفع الثمن غاليا.
جلست شهيرة تجاورها نادين وثريا في طرف الغرفة اما في الطرف الاخر جلست كل من فجر وصفية وعواطف وينما عبد الحميد جلس خلف المكتب بجسده الواهن ينظر الى الجميع بتفكير وشرود
اخذت نادين تهز قدميها بتوتر تميل على والدتها هامسة
= هو ايه حكايته معطلنا و جيبنا نتفرج عليه
انتبه عبد الحميد لهمسها ليسالها ببرود
= بتقولى حاجة يا نادين
اسرعت نادين ترسم ابتسامة زائفة فوق شفتيها قائلة.

= ابدا يا حبيبى بس انا كنت بسال عن سبب اجتماعنا ده
اخذ عبد الحميد ينظر اليها عدة لحظات بوجه خالى من التعبير شعرت خلالها نادين بتوتر والقلق حتى نطق عبد الحميد اخيرا
= هتعرفى كل حاجة اول ما عاصم يوصل
ماان اتم كلماته حتى دخل عاصم يصحبه سيف ورجل في اوساط الاربعين يحمل بيده حقيبة جلدية و ماان راته نادين حتى اصبح وجهها في شحوب الموتى تنظر الى شهيرة والتي تحاكيها رعبا وشحوب وهي تنظر اليه.

ليبدء عصام في تقديمه الى الحضورقائلا بهدوء
= اقدم ليكم الاستاذ عبد الجليل الاسعد المحامى
ثم يلتفت في اتجاههم يكمل بسخرية
=المحامى المسئول عن قضية الحجر اللى عاوزين ترفعوها على جدى يا هوانم
تكهرب الجو حالا داخل الغرفة فور نطقه لتلك الكلمات لتهب نادين صارخة بعنف
= حجر ايه وكلام فارغ ايه انت اجننت وهتهبل باى كلام.

اقترب منها عاصم بخطوات ثابتة بطيئة حتى وقف امامها يتطلع الى عينيها ببرود بينما اخذت هي تبادله نظراته هذه بشجاعة حاولت اظهارها امامه قبل تهوى صفعة مدوية قوية فوق وجنتها امتزجت بعدها صرختها بشهقة صدرت عنها حين قبض فوق خصلات شعرها يشدها بعنف هاتفا
= ولسه ليكى عين تنطقى بعد اللى عملتيه عارفة لولا الدم اللى بينا انا كنت خنقتك حالا بأديه الاتنين دول ودفتنك مكانك.

دفعها بقوة وعنف لتسقط صارخة فوق والدتها الجالسة بتجشب تراقب ما يحدث بعينين متسعة بذهول ليلتفت عاصم اليها قائلا بسخرية
= ايه يا ثريا هانم كلامى صدمك بس مش اكبر من صدمتى لماعرفت انى عمتى هي كمان كانت موافقة على اللى حصل ده ومشتركة فيه
اسرعت شهيرة تنهض من فوق مقعدها تهتف برجاء
= صدقنى ياعاصم انا مكنتش موافقة ابدا على اللى هيعملوه.

ثم تلتفت الى والدها الجالس بصدمة يراقب ما يحدث بوجه شاحب تظهر ملامحه اكبر من سنوات عمره بمراحل ليظهر بمظهر عجوز طاعن السن ضعيف لتسرع اليه تبكى هاتفة
= سامحنى يا بابا غصب عنى مش عارفة انا عملت كده ازاى وسمعت كلام صلاح وخلانى اعمل كده
ادار عبد الحميد وجه عنها صامتا لتلتفت مرة اخرى لعاصم تصرخ برجاء
= كلمه يا عاصم فهمه انه غصب عنى وصلاح السبب في كل حاجة
نظر اليها عاصم قائلا بهدوء.

= وهو اخد جزاءه على كل الى عمله
بهتت ملامحها تسأله بقلق وعصبية
= تقصد ايه بكلامك! صلاح حصله ايه
لم يجيبها عاصم يلتفت الى المحامى الواقف بقلق مراقبا ما يحدث بحرج يحدثه بهدوء شاكرا له مساعدته وتعاونه معه ليهز الرجل راسه بلا معنى يتمتم بكلمات متلعثمة ثم يسرع في المغادرة فورا
فور خروجه هتفت شهيرة بخوف ورجاء
= كلمنى يا عاصم صلاح حصله ايه وايه اللى جراله.

لم تأتى الاجابة من عاصم بل من سيف الواقف في احدى زوايا الغرفة يتقدم اليها قائلا ببطء
= بابا اتقبض عليا بتهمة الاختلاس وبيع معلومات تخص معاملات الشركة وهو دلوقت في بيتحقق معاه
نهض عبد الحميد يهتف
= ازاى ده وحصل امتى يا عاصم ومين اللى بلغ عنه
اتت اجابة عاصم حادة جازمة.

= انا اللى بلغت عنه البيه طول السنين اللى فاتت هو اللى كان المسئول عن كل المناقصات اللى خسرناها والفلوس اللى كانت بتتسحب من غير ما نقدر نحدد الجهة اللى راحت فيها ولولا ان سيف فاق اخيرا وقالى على كل حاجة كان زمانا عايشين على عمانا العمر كله
جلس عبد الحميد بحدة فوق مقعده قائلا بصدمة
= بس ازاى صلاح يعمل كده دانا طول عمرى معتبره ابنى ليه يخون
عاصم بهدوء.
= لنفس السبب اللى خلاه يأجر ناس من بلد فجر علشان يشوهوا سمعتهم بعد ما الست عواطف رفضت انها تكون زوجة ليه في السر وهددت انها هتبلغك عن مضايقته ليها وطبعا خاف وراح وسبق وخلاها تبان الست اللى سمعتها مشبوهة علشان اى كلام هتقوله استحالة يتصدق بعد كده
اتسعت عينى فجر تنظر الى والدتها التي اخفضت راسها صامتة لا تريد التفتيح في جراح قديمة لكن شهيرة لم تستطيع الصمت لتصرخ بعدم تصديق وصدمة.

= كدب اللى بتقوله كدب دى هي اللى كانت بترسم عليه تتجوزه عمر صلاح ما يفكر في واحدة تانية غيرى
التفت عاصم الى سيف يشير اليه ليبدء سيف في قص كل ما فعله صلاح من البداية حتى يومنا هذا ما ان انتهى حتى صرخت شهيرة بألم قائلة
=مستحيل صلاح يعمل كل ده ازاى انا كنت عامية كل السنين دى عنه.

شعرت شهيرة بالغرفة تدور من حولها فاهذت تقاوم تلك الدوامة لكنها لم تستطع الصمود طويلا امامها لتسقط ارضا مغشيا عليها ليهب الجميع لنجدتها يرفعها عاصم بين ذراعيه يهتف في سيف
= اطلب الدكتور حالا يا سيف
ثم يغادر الغرفة حاملة لها يتبعه جميع الحضور عادا نادين وثريا والتي اسرعت تجذبها من يديها تنهضها سريعا
= قومى انتى لسه هتقعدى خلينا ننفد بجلدنا من هنا قبل ما يخدوا بالهم.

نادين وهي تتحرك معها بتخبط تصرخ بحقد وجنون
= وهنسيب كل حاجة لبنت الخدامة وامها
ثريا بمرارة واستسلام
= ما خلاص يا نادين احنا خسرنا كل حاجة من زمان وكفاية علينا نخرج من هنا ومش عاوزة اكتر من كده.

بعد مرور اسبوع
لاسف المدام عندها انهيار عصبى حاد وانا افضل انها تتنقل المستشفى لان حالتها حرجة جدا وكل يوم بتسوء
نطق الطبيب تلك الكلمات باسف ليسود الصمت ارجاء المكتب يخفض عبد الحميد راسه بانهزام وهي يستمع الى تلك الكلمات القاسية توصف حالة ابنته الوحيدة اما عاصم فقد سأله باهتمام
= وايه الافضل لحالتها نقدر نعمله ليها
اجابه الطبيب.

= في مصحة في الخارج متخصصة في حالتها وهتكون افضل ليها عن اى مصحة موجودة هنا وانا برجح انها تكمل فترة علاجها هناك
هتف سيف بلهفة وتأكيد
= واحنا مستعدين لاى حاجة تطلبها بس امى ترجع زاى الاول
الطبيب بعملية
= تماما وانا هعمل اتصالاتى معاهم وارتب الامور هناك وابلغكم
هز عبد الحميد راسه بالموافقة لينهض الطبيب مغادرا فانتظر سيف لحظة اغلاقه لباب خلفه حتى هتف
= انا اللى سافر معاها ياجدى وهاخد هنا معانا.

عاصم في محاولة تهدئته
= محدش فينا هيسبها لازم كلنا نكون معاها
اخفض سيف راسه يهمس بندم وبصوت باكى
= انا السبب في كل اللى حصل انا اللى عملت فيها كده
اسرع عبد الحميد ينهره بشده هاتفا
= اوعى اسمعك تقول كده تانى ده قضاء ربنا وبعدين انت اتصرفت صح واخترت الطريق الخير والصح اما عن شهيرة فهى قبل ما تكون امك هي بنتى وان شاء الله محدش فينا هيسيبها لحد ما ترجع زاى الاول واحسن
ثم التفت الى عاصم يساله.
= الامور وصلت لفين مع صلاح والمحامى قالك ايه؟
زفر عاصم بقوة قائلا
= الموضوع طلع اكبر من الاختلاسات واللعب باسرار الشركة صلاح طلع متورط مع حيتان كبيرة اووى الموضوع داخل في تجارة في حاجة ممنوعة يعنى الامر خرج من ايدينا خلاص
حدث سيف بصوت يحمل الكثير من الندم
= انا عمرى ما كنت اتخيل ان الامور هتوصل لدرجة دى وانه يطلع متورط بالشكل ده
عبد الحميد محاولا التهوين عليه.

= هو اللى اختار طريقه يابنى وما فكرش وهو ماشى فيه هيدوس على حياة كام واحد علشان هو يوصل
هز سيف راسه بالموافقة يهمس بألم
= صح يا جدى واول اللى داس عليهم كان انا ابنه الوحيد.

ساد الصمت حاد ارجاء الغرفة بعد حديثه هذا غرق خلاله سيف بداخل افكاره يتذكر كل مافعله والده معه من اهانات وعدم تحمل مسئوليته كأب له حتى كاد ان يسقط في طريق الضياع ليأتى النجاة عن طريق عاصم لينتشله سريعا منه ودون لحظة تردد رغم كل ما فعله سابقا في حق زوجته الا انه لم يترد للحظة واحدة لياتى لمساعدته حين طلبها منه لحظة القاء القبض عليه في احدى السهرات المشبوهة التي تورط فيها ليسعى عاصم بكل جهده لاخراج من تلك الورطة ويجلس معه يحدثه حديث رجلا رجل لاول مرة في حياته غير له الكثير من المفاهيم بداخله.

تنهد سيف بقوة يخرج نفسه من حديث الذكريات هذا ينهض واقفا قائلا بهدوء
= عن اذنكم هطلع اشوف ماما واطمن عليها وبعدين اروح للمحامى نشوف هنعمل ايه في اللى جاى
هز عبد الحميد براسه موافقا يتابعه بعينيه هو وعاصم حتى لحظة خروجه من الغرفة ليلتفت عبد الحميد الى عاصم يسأله بلهفة
= عملت ايه في اللى اتفاقنا عليه
عاصم بهدوء قائلا
= زاى مانت اتوقعت وافقت هي وامها والسواق راح يوصلهم من ساعة وزمانهم وصلوا.

هز عبد الحميد راسه يساله مجددا بلهفة اشد
= وسيبت البيت زاى ما قلتلك؟
ابتسم عاصم بمرح قائلا
= طبعا محدش مد ايده في حاجة ورفضت حتى ان حد يجى يساعدهم في تنضيفه بس كان نفسى اشوف شكلهم لحظة ما دخلوا البيت وشافوه بحالته دى
ضحك عبد الحميد بمرح شديد
= وانا كمان كان نفسى اشوف نادين وهي وثريا وهما داخلين يعيشوا في نفس البيت الا عاشت فيه البنت اللى دايما يقولها عليها هي او امها خدامة
عاصم باهتمام شديد.

= بس انت كنت متاكد اوى من انهم هيوافقوا على طلبك الثروة والميراث قصاد انهم يعيشوا في بيت فجر القديم
التمعت عين بعد الحميد بندم واسف
= صدقنى يا عاصم اللى زاى نادين وامها يعملوا اى حاجة علشان الفلوس وانا لاسف معرفتش الحقيقة دى الا متاخر اووى وظلمت علشانهم ناس مكنتش تستحق ده منى
نهض عاصم ليلتف اليه حول المكتب يقف بجوار يحنى راسه مقبلا راسه بتقدير واجلال قائلا بفخر.

= بس مهما كان هتفضل السيوفى الكبير الا عمره ما يرضى غير بالحق حتى ولو عدى الف سنه ولازم يرجع الحق لصحابهم
رتب عبد الحميد فوق يده قائلا بحنان
= واللى مطمنه انه سايب سيوفى صغير هيكمل من بعده كل اللى بناه وهيكبره ويرفعه و هيفضل طولةعمره فخور انه حفيده.

دخل عاصم الى جناحهم بخطوات هادئة يرى الظلام والهدوء سائدا بداخله فحاول عدم اصدار اى صوت حتى لايقلقها في نومها ولكنه ما ان تقدم خطوتين الى الداخل حتى اسرعت هي في النهوض تلقى بالاغطية عنها تسرع اليه تحتضنه بشدة هامسة
= وحشتنى اوووى كنت فين كل ده.

شدد عاصم من احتضانه لها هو الاخر يزفر بقوة دون ان ينطق بكلمة لترفع فجر راسها عن صدره تنظر اليه بقلق ترى الارهاق مرسوم فوق محياه فاخذت بيده بين يدها تتجه به الى الفراش تجلسه فوقه بعد قامت بخلع عنه جاكيت بدلته وربطة عنقه وحين امتدت انامله الى ازرار قميصه تحاول حلها حتى هتف بها بضعف وشك
= انتى ناوية على ايه بالظبط؟
ضحكت فجر برقة تهمس له بدلال
= متخفش مش اللى في دماغك.
لتستمر اناملها في حل تلك الازرار واحد تلو الاخرض تخلعه عنه ثم تستدير تجلس خلفه فوق الفراش تستند بركبتيها عليه تمد اناملها الى حنايا عنقه تدلكها ببطء ورقة لتصدر عنه اه عميقة متألمة بلذة لتستمر في عملها بصمت حتى شعرت باسترخاء عضلاته تحت يديها لتجد ان الوقت مناسب لسؤاله عما صار فاخذ يقص عليها كل ما حدث الى ان وصل لنقطة سكن نادين وثريا في منزلهم السابق تهتف بصدمة
= وهي بجد وافقت تروح تعيش هناك.

هز عاصم راسه بالايجاب ليسود الصمت ارجاء المكان كانت اناملها خلاله تعمل بشرود فوق بشرة كتف عاصم بينما ذاكرتها تعود بها الى سنين طفولتها في هذا المكان وكم قاست في حياتها ليلاحظ عاصم شرودها هذا ليمسك بيدها يوقفها عما تفعل يلفها في اتجاهه حتى اجلسها فوق ساقيه ينحنى يقبلها فوق جبهتها هامسا لها
= بتفكرى في يا عيون عاصم و سرحتى فيه بعيد عنى
تنهدت فجر تهمس هي الاخرى بخفوت.

= في الزمان اللى في لحظة اتغير وبقت كل حاجة بالمقلوب
ارجع عاصم خصلات شعرها خلف اذنيها قائلا بعقلانية
= اقصدك كل حاجة رجعت لاصلها وكل واحد اخد جزاءه واللى يستحقه بالمظبوط
ثم انحنى فوق اذنيها يهمس بحب
= بس تعرفى ان نصيبى مفيش احسن منه عندى اغلى هدية ربنا هدانى بها بعد طول انتظار
احنت فجر راسها تهمس بخجل
= وايه بقى هي الهدية دى؟
عاصم وفي عينيه نظرة مرحة قائلا بخبث
= ودى عاوزة كلام جدى عبد الحميد طبعا.

رفعت فجر عينيها بصدمة تضربه فوق صدره بقوة تحاول النهوض من فوق ساقه
= بقى كده يا سى عاصم طب خلى جدى بقى يبقى ينفعك
التفت ذراع عاصم حولها يحاول تثبيتها في مكانه يضحك بشدة قائلا بصعوبة من شدة ضحكه
= طب خلاص حقك عليا ميبقاش زعلك وحش كده
اخذت تحاول الافلات منه فما كان منه الا ان يحملها يضعها فوق الفراش يستلقى هو الاخر فوقها ذراعيه تحيط براسها من الجانبين يهمس بخفوت في حنايا عنقها.

= مانتى اللى بتسالى اسئلة غريبة ياقلب عاصم هو في عندى اغلى واحلى والذ من فجرى واللى عندى بالدنيا كلها
سكنت فجر تحت جسده تهمس له هي الاخرى
بحب ترد كلماته لها
= ولا في عند فجرك اغلى ولا احلى والا الذ منك يا فارس وحلم عمرها
اشتعلت عينيه بالنيران عشقه وشغفه وبها يهبط فوق شفتيها يقبلها بجنون قبلة خطفت منهم انفاسهم لوقت طويل ليرفع راسه بعدها يسالها بصوت متحشرج عاقدا حاجبيه بعبوس.

= هو الحصار هتفك عنى امتى انا خلاص شوقى ليكى هيقتلنى
ضحكت فجر بدلال قائلة
= مش كتير خلاص كلها بكرة بالكتير وهنروح لدكتورة
تنهد عاصم باحباط يتدحرج فوق الفراش لينام فوق ظهره اخذا لها معه بين احضانه يهتف
= ادينى هصبر وبس عارفة لو قالت حاجة تانى مش على هوايا والله محد هيرحمها من ايدى
رفعت فجر يدها تتلمس وجهه بحنان ورقة تهمس له بحب
= لا سيب المرة دى عليا دانا اللى هقتلها لو قالت حاجة تبعدنى عنك تانى.

زفر عاصم يغمض عينيه بنشوة هامسا بصوت اجش
= مش بقولك هتموتينى في مرة بكلامك اللى بيقتل ده
اخذت فجر دون ادراك منها تشدد من احتضانه له بحماية تدعو الله حتى يحفظه لها الى ابد الدهر لا ترى فيه مكروها ابدا من اعاد لها الحياة وجعل لكل لحظة تعيشها معه بالعمر كله يحيطها بحبه وحنانه وحمايته.
تعالى صوت بكاء الصغير بقوة تهز ارجاء الجناح ليهب عاصم فزعا من نومه يتسال بفزع عما حدث ليهدء قليلا فور علمه مصدر فزعه ليتنهد باستسلام يلتفت الى فجر حتى يقوم بايقاظها له لكن قبل ان تصل يده اليها وجدها تنام بعمق وارهاق تحيط عينيها هالات سوداء من عدم نومها براحة لعدة ايام كانت خلالها تقوم اكثر من عدة مرات ليلا لاهتمام بصغيرهم كلما تعالا صراخه وحين عرض عليها احضار مربية تقوم هي عنها بتلك المهمة الشاقة رفضت رفضا قاطعا ذلك الاقتراح لتعانى من بعدها بسبب رفضها هذا.
زفر عاصم بقوة حين اخذ الصراخ يتعالا ليتاخذ قراره دون لحظة تردد يسحب ذراعه برفق من خلف راسها المستند عليه براحة مغادرا الفراش بخطوات سريعة في اتجاه مهد الصغير والذي ما ان راه حتى توقف فجاءة عن الصراخ ينظر اليه بفضول لينحنى عاصم يحمله بين يديه برفق وحنان هامسا له
= مالك بقى يا اسر بيه لو عاوز تنام جبنا قول وبلاش الدوشة بتعتك دى.

اخذ صغيره ينظر اليه بأهتمام كما لو كان يدرك ويعى حديثه هذا ليتحرك عاصم به بأتجاه الفراش يستلقى فوقه بهدوء يضع الصغير فوق صدره براحة واخذ يحدثه بخفوت
= انت عارف ان ماما تعبانة بسببك اد ايه؟
رفعه الصغير راسه باتجاهه ينظر اليه يصدر صوت خافت كانه موافقة ليكمل عاصم بجدية
= طيب يبقى لازم تبقى اد المسئولية وتسيبها ترتاح شوية والا والله
لينحنى راسه يقبل وجنتيه المكتنزة بحب هاتفا.

=هاكل خدوك الحلوين دول في قطمة واحدة ايه رايك بقى
ارجح الطفل ذراعيه وارجله بفرح وسعادة ليظل عاصم يحدث بهدوء وهو يقص عليه كل ما مر به في حياته حتى وصل في حديثه الى لحظة رؤيته لفجر قائلا بشوق وحب
= عارف يا واد يا اسر حسيت بايه اول ما شوفتها كانت زاى الشمس اللى ظهرت ليا فجاءة علشان تنور كل الضلمة في حياتى تعرف كمان انى مقدرش اتخيل حياتى من غيرها للحظة واحدة
تنهد برقة يكمل.

= وتكمل حياتى لحظة ما هديتنى بيك علشان تملا حياتنا بالفرحة انا وجدك عبدالحميد وتيتا عواطف وصفية
ليهمس بحب في اذنيه
بس اقولك سر بينى وبينك هتفضل هي اكبر فرحة في حياتى كلها وكفاية عندى انها كون جنبى علسان احس كأنى ملكت الدنيا كلها
لاحظ عاصم سكون الصغير فوق صدره ليراه وقد ذهب في نوم هادىء يتنفس براحة ليهمس له بحب
= انت نمت مش تستنى نخلص كلامنا سوا
ارتفع صوتها يهمس من جانبه قائلا.

= نام من بدرى من ساعة ما كنت بتقوله عن الشمس اللى نورت حياتك
ضحك عاصم يهمس بمرح
= شوفتى العبيط جاى ينام في اهم جزء في الحكاية
اندست فجر فيه تضع راسها فوق كتفه تهمس
= متقلقش اكيد وصلت ليه كل كلمة زاى ما وصلت ليا ولقلبى يا عمرى
لترفع راسها تحيط وجنته بكفها تديره لها تقبله فوق شفتيه برقة وحب لعدة لحظات تهمس فوقهم
= ان كنت انا شمسك فانت عمرى كله اللى فات واللى جاى
لتقبله مرة اخرى طويلا تهمس بعدها.

= بحبك يا عاصم
غمض عاصم عينيه يتنهد بقوة يشدد من احتضانه لها كمن يريد دسها بين بين ضلوعه هامسا لها
= وانا بعشقك ياعيون وقلب عاصم
لتمضى بهم رحلة الحياة تزدهر مع ايامها زهور حبهم وعشقهم حتى ترعرعت عالية.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-