رواية نغمات الهوي كاملة جميع الفصول بقلم نورهان محسن
رواية نغمات الهوي كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة نورهان محسن رواية نغمات الهوي كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية نغمات الهوي كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية نغمات الهوي كاملة جميع الفصول
رواية نغمات الهوي كاملة جميع الفصول
ومين الحليوه الي داخل علينا دا!.. "اسكتي يخربيتك دا ادهم بيه صاحب القصر؟ قولت باعجاب" بس هو في كدا؟
صحبتي " احنا جايين هنا نشتغل مش نحب في صاحب القصر!! فوقي يا حبيبتي بدل مايطردنا انتي مشوفتهوش لما بيتعصب"
-ومالو!! دا هيبق شكلوا حلو وعروقه باينه كدا"
"علشان خاطري خلينا نرجع علي المطبخ نشوف شغلنا احنا مش قد الناس دي يلا يا فرح "
مشيت مع ندي صحبتي وانا متغاظه لحد ما وصلنا المطبخ فضلنا نعمل الاكل لحد ما جه وقت الاكل "
بت يا ندي هما معقول هياكلو كل الاكل دا ؟
ندي بغضب" يبنتي اسكتي بق هتودينا في داهيه" واه بياكلو ياستي الاكل دا كلو والي بيتبق بيتفرق علينا"
فرح بزهول" لا والله واشمعنا بق احنا ناكل البواقي ومدت فرح ايديها اخدت قطعه من الاكل الموجود علي السفره " ندي بخوف" الله يخربيتك انتي عملتي ايه يلا بسرعه نرجع المطبخ قبل ما حد من اصحاب القصر يشوفنا"
مشيت ندي وفرح ورجعوا للمطبخ وبعدها بشويه نزلوا اصحاب القصر ياكلو ولاكن ادهم منزلش واحده من الموجودين" ادهم منزلش ليه"
ردت واحده تانيه" راح لكارمن يطمن عليها وزمانو نازل اما بق نسرين مش عارفه مجتش ليه"
وبعدها سمعوا صوت عالي جي من فوق" جريوا بسرعه ولاقو ان نسرين ماسكة في كارمن وبتحاول تضربها وادهم في النص بيبعدها عنها"
الخدم كلهم خرجوا يشوفوا ايه الصوت العالي لحد ماجت واحده من الخدم" الحقوا دا نسرين هانم وكارمن هانم بيتخانقوا"
سالت فرح باستغراب" وهما مين دول" ردت البنت دي مدام نسرين مرات ادهم بيه وكارمن هانم مراته التانيه"
شهقت فرح بصدمة" يعني متجوز اتنين؟؟؟
-----------------------------------
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
حياتها ....
كانت جميلة تشبه قطرات الندى كل صباح
لديها زوج رائع يلقي عليها كلمات حب ،
و تداعب تلك الفتاة الصغيرة أصابعها ،
و هي تملأ الكون سعادة بضحكاتها .
لكن ما لم يؤخذ في الاعتبار أن كل ضحكة لها ثمن ،
وكل لقاء هو فراق .
ها هي الآن .... بعد رحيل الزوج المحب والسند !!
اصبحت وحيدة .. تائهة .. خائفة.
بين الصدمة المريرة و الوصية التي كسرت ظهر أنوثتها.
ستصبح مقيدة بأخ زوجها .. الذي لا تحتمل النظر إلى وجهه البارد و الغامض ، لكن لتنفيذ وصية زوجها ، و حفاظا على ميراث ابنتها ، يجب أن تتزوج من أخيه !!!
و تلقي بنفسها بين المطرقة و السندان .
بين عم ابنتها المتغطرس و زوجته التي تكاد تصل إلى السماء في غرورا.
ماذا تفعل ؟ كل الطرق شاحبة و مقفرة !!
و ماذا تقول و وصية زوجها أسكتت الجميع
يا له من رعب هذا !!
ما ستقابله تلك الفتاة الخاوية من كل المشاعر ..
بسبب فقدان الزوج الذي بمثابة البيت والأسرة والوطن.
هو البارد .. الصارم ..
صاحب شخصية جدية
و الوصيه اجبرته علي الزواج منها...
كيف يعشق زوجة اخيه ..؟!
و يا تري هذا العشق قبل وفاه اخية ام بعده ..!؟
تعريف الشخصيات «مزيج العشق»
"كارمن الشناوي" بطلة الروايه
.. 26 عام ..
.. درست فنون تطبيقيه قسم ملابس ..
.. تزوجت عمر البارون منذ 3 سنوات ..
من عائلة متوسطة والدها توفي و هي طفلة
خجولة .. عصبية .. عنيدة .. طيبة القلب .. رقيقه جدا
"ادهم البارون" بطل الرواية
.. 35 عام ..
.. متزوج من نادين ..
مهندس ، ولكنه يحب تصميم الملابس كهواية ، وتطور حتى اصبح اسمه من اشهر الاسماء في هذا المجال
يدير شركات المقاولات العائلية
وأسس أكبر شركة أزياء في مصر والعالم العربي ، هو وأخوه الصغير
صارم ، وقاس ، صارم ،وعصبي للغاية ،
يحاول دائمًا السيطرة على هذا الغضب بقناع من البرودة واللامبالاة ، ولكن هل ستدوم هذه السيطرة ام سيسقط هذا القناع ، و يظهر الوحش الكامن ؟
شخصيات اخري
"عمر البارون"
.. 30 عام ..
.. تزوج من كارمن بعد قصه حب جميلة ، و انجب منها ابنتهم
ملك ذات العام و نص ..
شريك اخوه في شركاتهم الخاصة ...
توفي في حادث تحطم طائرة أثناء سفره بغرض العمل.
"نادين المهدي"
..31 عام ..
من عائلة مرموقه بالمجتمع لهذا السبب تزوجها ادهم
طماعه .. حقودة .. تحب المال اكثر من نفسها و لأجله تفعل المستحيل
"مالك البارون"
.. 34 عام ..
ابن عم ادهم و عمر و الصديق المقرب لأدهم
يعمل في الشركة معهم
متزوج من "يسر" و رزقهم الله ب "ياسين" الطفل المدلل
مرح ، و طيب القلب ، و لديه نسبة من شموخ ادهم ،
جاد جدا في عمله
" يسر الحناوي "
.. 25 عام ..
فتاة رقيقه جدا ، و هادئة
زوجة مالك .. تحبه بشدة
الصديقة المقربة لكارمن
منذ زوجها من عمر ابن عم زوجها
" مريم الجندي "
والدة كارمن
امرأة لٱ يوجد في حنانها تعيش لإبنتها و تعشق حفيدتها كثيرا
ورثت كارمن منها الجمال التركي
" ليلي الالفي "
والدة ادهم و عمر
تعيش لأبنائها منذ وفاة زوجها و حبيبها
تكره نادين كثيراً
"مراد عزمي"
36 عام
اعزب
لديه شركات كثيرة و مطاعم و فنادق في اغلب بلدان العالم
ك واجهة لعمله الحقيقي فهو يعمل في تجارة الاسلحة مع منظمة مافيا دولية و لم يتم اثبات شئ غير قانوني عليه حتي الأن
مستبد .. قاسي لأبعد الحدود .. منزوع الرحمة ..
متملك ..
عنده هوس اتجاه الاشياء التي تعجبه و لا يحصل عليها بشكل مرضي للغاية. "عائلة الشناوي"
من أكبر عائلات صعيد مصر في هيبة و مال و ايضا الكرم
الحاج "عبد الرحمن الشناوي" .. كبير هذه العائلة 76 سنة ..
توفت زوجته منذ سنوات عديدة
له ولدان وبنت واحدة
الابن الأكبر "محمد عبد الرحمن الشناوي"
طيب القلب .. حنون .. يحب أسرته و يطيع أوامر والده دائما
درس الهندسة في جامعة مصر
وهناك التقى بمريم الجميلة ، وعاشوا قصة حب رائعة ، كان لديهم الكثير من الأشياء المشتركة التي قربتهم اكثر لبعض ، وعندما أنهى دراسته ذهب للتحدث مع والده عن زواجه من "مريم"
لكن "عبد الرحمن" رفض بشدة لأنها يتيمة ومن أصل تركي ، لكنها مسلمة وعاشت في مصر طوال حياتها ،
لكنه اعتقد أن ذلك لا يناسب ابنه ولا تقاليد بلده
أصر على أن يتزوج ابنه عمه بحكم العادات ،
"محمد" عارض بشدة هذا القرار ، فهو عاش حياته مطيعًا لوالده ، لكنه سئم من هذا الاستبداد ، وأنه كان دائمًا يجبره على فعل أشياء لا يريدها.
تزوج "مريم" لأنه لم يستطع التخلي عنها بعد أن اصبحت هي أنفاسه ، لكن رأس والده كان أكثر عنادًا منه ، فغضب منه ومنعه من دخول منزله وحرمه من الميراث.
لكن "محمد" كان متفوقا في دراسته و كان الأول على دفعته ، وبعد تخرجه عمل في شركة هندسية كبيرة ، واستطاع أن يعيش حياته في استقرار مع زوجته التي أعطته أحلى هدية "كارمن" ابنته ، لأنها كانت نسخة مصغرة منها.
ما أزعج سعادته هو حزنه من غضب والده عليه.
و عندما بلغت "كارمن" العاشرة من عمرها ، توفي والدها بعد صراع مع مرض خبيث ، وتركها هي والدتها وحدهما في هذه الحياة.
★★★
ابنته الوسطى "حياة" 48 سنة
حنونه جدا وطيبة ، مات زوجها منذ مدة طويلة
لها ابن واحد "زين الاسيوطي"
28 سنه
طبيب و عنده عيادته الخاصه
شخصية جدية ، ذكي ، طيب ، هادئ لكن عند عصبيته لا يدرك ما يقول
★★★
"بدر" ، 45 عامًا ،
الابن الأصغر للعائلة تولي مسؤولية الأسرة بعد أن مرض والده ،
يحب أخيه الأكبر كثيرًا وحزن بشدة على فراقه ،
و كان يبحث عن ابنه أخيه منذ سنوات ليمنحها ميراثها من والدها ، لكنه لم يعثر عليها.
زوجته "حنان" اسم علي مسمي 40 عام
بشوشة الوجه و تحب الجميع
لديهم ولد وبنت
"ماجد" 22 سنه
مرح جدا ، يساعد والده بأعمالهم
و "روان" 20 سنه
جميلة ، مرحة ، شقية ، لسانها طويل
تدرس في كلية تجارة
عشق حياتها زين و هم مخطوبين حاليا لكنه دائما بارد معها
و لا تعلم السبب ؟
كل يوم الساعه ٧ م كونوا بالقرب
و بعض الفراق نجبر عليه ..
ف يأتي بثقل الجبال .. نستقبله بوهن شديد
و لكن الحياة لٱ تقف لتحزن علينا .. بل تتسابق معنا ..
ف نجبر ان نمضي .. و نلتفت للوراء قليلا ..
لان في الخلف اشياء و احلام .. و ارواح معلقه قلوبنا بها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
،،،،،في جمهورية مصر العربية،،،،،
تحديدا في القاهرة.... سنة 2016
قصر البارون
في صباح يوما لا يخلو من الحزن
بدا العزاء والبكاء والنحيب على فقيدهم
الاخ الاصغر والاجمل لهذه العائلة الثرية
(عمر البارون ) الذي توفي في حادث طيران اثناء رحلة عمل .
ها وقد انتهى اليوم
واعلنت الشمس عن غسقها
و راحت رائحة الظلام تلامس عتاب الحزن
المترامية في ذلك القصر العريق ، و اغلقت ابوابه
بعد ان ودع "ادهم البارون" اخر المعزين،
ابن عمه الذي كان ملازما له طيله فترة الدفن والعزاء
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★••
التفت لأمه و صار ينظر لها بعين العطف تارة
و بعين الحزن تارة اخرى
اقترب منها نفث بانفاس الفقد على اكتافها
واحتضنها برفق و حنان ، كأنه يخاطبها ناشدا.
سنشد من الصبر يا امي
فقد أعد الله سبحانه للصابرين أجراً عظيماً كما في قوله تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {البقرة: 156 ـ 157 }
فعليكِ أن تصبري و تحتسبي الأجر عند الله فله ما أخذ و له ما بقي ، وكل نفس ذائقة الموت
كلماته كانت كالدواء الذي يشفي و يخفف عليها هول المصيبة والفاجعة ، لإبنها الذي كان لا تمضي ليله الا و يحدثها حتى في سفره نعم ..انه متعلق بها بشده .
نظرت له بأعين باكية ، و هي تقول بإنهيار و بكاء :
كان قلبي مقبوض من السفرية دي بالذات ،
و حاسه ان دي اخر مرة هاخده في حضني يا ادهم ،
كان كل مرة يسافر يقولي ادعيلي و سامحيني .. و يفضل يوصيني علي كارمن و ملك و هو غايب ، بس المرة دي ماكنش عاوز يسيب حضني كأنه كان حاسس يا حبيبي ...
_كفاية يا امي انتي تعبتي جدا انهاردة و ماينفعش تزوديها علي نفسك دا قضاء الله و قدره ، ادعيله بالرحمه و ان ربنا يصبرنا ...
هتف لولدته بحنان يخصها هي وحدها ، و هو يجذبها اكثر الي احضانه ، و يربت علي كتفها في محاولة لتهدئتها.
_ كارمن في المستشفي ، ماشوفتش لما وصلنا الخبر حصلها ايه ، وقعت من طولها ، و هي اصلا ضعيفه و مش متحملة ،
و هي يا حبيبتي لسه خارجة من عملية من مدة بسيطة .. لازم الصبح نروح نطمن عليها هي و ملك مالهمش غيرنا دلوقتي..
خرج صوتها قلقا و مبحوح اثر البكاء الشديد.
حاول السيطرة علي نبضاته المتسارعه فور سماعه لكلمات والدته ، و بصوت كالجليد اجاب : حاضر يا امي الصبح هنروح نطمن عليها ، فين ملك ؟ ...
خرجت من حضنه و هي تقول : مع المربية فوق من الصبح بتعيط كأنها حاسة باللي بيحصل ، هطلع اطمن عليها
اشار بالموافقه و هو يقبل رأسها
: ماتخافيش عليها كدا يا طنط هيكون جرالها ايه يعني هي مش اول واحدة جوزها يموت احنا اللي فضلنا سهرانين طول الليل بنستقبل في الناس ...
قطع حديثهم دخول "نادين" زوجة "ادهم" التى جلست تتحدث بتهكم و قسوة
كان يجعد حاجبيه ، ويضيّق عينيه ليخفي غضبه من كلامها ، وكان معتادًا على سلوكها المتغطرس والأناني ، لكنه يتجاهلها دائمًا.
نظرت اليها "ليلي" بإزْدراء : انا طالعه اوضتي يا ادهم استريح تصبح علي خير.
غضبت نادين من تجاهل تلك المرأة العجوز لها ، لكنها تجاهلت ذلك باستخفاف.
نظرت"لأدهم" الجالس ، و الذي لا يلقي لها بالا ، و هذا امرا ليس جديد عليها معه.
غادرت لتصعد غرفتها و تركته لأفكاره.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★••
... في نفس التوقيت ...
داخل غرفة واسعه في احدي المستشفيات
امرأة في أوائل الخمسينيات من عمرها تجلس أمام سرير ابنتها النائمة كارمن بعد أن تلقت نبأ وفاة زوجها ، انهارت من الصدمة ، ونقلوها إلى المستشفى.
عندما استيقظت ، بدأت تتذكر ما حدث ، ثم شرعت تبكي وتصرخ باسمه حتى أتى الطبيب مهدئًا قويًا
، و ها هي تنام لا حول لها و لا قوة.
ذكرتها بنفسها عندما توفي زوجها و حبيبها ، وكانت كارمن لا تزال صغيرة.
مريم بدموع علي حال ابنتها : الله يكون في عونك يا حبيبتي
رن هاتفها فمسحت دموعها ، و اجابت بصوت باكي :
الو
ليلي : طمنيني علي كارمن يا مريم؟
مريم : نايمة يا ليلي .. فاقت من شوية و فضلت تصرخ و تعيط
الدكتور اعطها مهدئ و قال عندها انهيار عصبي
بكت ليلي حزينه علي حالهم الذي تبدل بيوم و ليلة.
ليلي : طيب انا هجيلها الصبح اطمن عليها المعزيين لسه ماشيين من شوية بسيطة
مريم : اكيد كارمن هتزعل اوي لما تعرف انه ادفن يا ليلي قبل ما تلحق تشوفه و تودعه يا ليلي
قالت ليلي ببكاء : كدا احسن كانت هتتعب اكتر و الدفن حصل بسرعه ، ربنا يصبرنا كلنا انا لسه مش قادرة اصدق و حاسة اني هموت من الوجع يا مريم
هتفت مريم بحزن : ادعيله يا ليلي هو محتاج دعانا دلوقتي
تنهدت ليلي بحزن : ملك نايمة هنا جنبي البنت مابطلتش تقول ماما و يدوب راحت في النوم من شوية انا هقفل دلوقتي و اطمن علي كارمن الصبح
مريم : مع السلامه
اغلقت تنظر الي ابنتها ، و هي تدعي ان يشفيها و يصبرها
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في أحد أرقى الأحياء في القاهره
منزل "مالك البارون"
دلفت يسر الي البيت في حزن علي ما اصاب صديقتها
يسر : الحمدلله ان ياسين عند ماما انهاردة
انا تعبانه اوي و ماكنتش هستحمل شقاوته
هتفت بنبرة متعبه و هي تجلس علي الاريكة
جلس بجانبها مالك قائلا بمزح : علي اساس انه بيهد حيلك لوحدك مش كل يوم بفضل اتحايل عليه عشان ينام في سريره و انتي تخليه ينام معنا
يحاول ان يخفف عليها الامر ، و هو يحتاج من يخفف عنه رحيل ابن عمه و صديقه "عمر".
لٱ يعلم كيف سيعتاد عدم وجوده ،
سيشتاق الي مزحاته و مرحه الدام معه ؟
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
همست يسر له بحنان ، وهي تربت علي كتفه وتدخل بين احضانه : حاسة بيك يا حبيبي صعب اوي اللي حصل ، بس دا قدره و مكتوب انه يحصل
احنا لازم نكون اقوي عشان نقف جنب طنط ليلي وكارمن في محنتهم دي
اشار مالك لها بصمت وهو يتنهد بحزن ، يجذبها الي احضانه اكثر ،
يحمد الله علي هذه الزوجة الصالحة التي تقف بجانبه في جميع المواقف بحب و صبر شديد.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في قصر البارون
هذا القصر الكبير ذو الثلاث طوابق
بحدائقه الواسعة يحيطها الحراس من كل جانب
الطابق الأول به مطبخ كبير ، غرف الخدم ، صالة مفتوحة
و 4 غرف واسعه للضيوف مرفق لكل غرفه حمام كبير ،
وغرفة طعام داخلها سفرة تكفي 20 فرد و حديقة واسعه و حمام سباحة
أما الطابق الثاني به اربعه أجنحه واسعة
جناح للسيدة مريم ، والثاني لنادين ، اما الثالث فهو مخصص لعمر قبل ان يتزوج
، و الطابق الثالث بالكامل فهو لأدهم يحتوي علي جناحا واحد بإتساع الطابق بأكمله
صعد "أدهم" إلى جناحه في الطابق الثالث ،
الغير مسموح لأحد دخوله غير والدته و الخدم ،
ذلك الجناح الفسيح كثيرا بأثاث راقي ، وملحق به حمام واسع ، و غرفه رئيسة للنوم ذات لونين الاسود و الابيض و بها غرفة ملابس مع أشهر تصاميم البدلات العالمية ، و غرفة مكتب واسعة و غرفه صغيرة لا يستخدمها ، وصالة كبيرة للرياضة .
دخل أدهم إلى الجناح ، وجلس على الكنبة العريضة ، وهو متعب جداً اليوم هو أصعب يوم في حياته بعد وفاة والده الذي تركه مسؤولية هذه الأسرة على كتفيه.
سمع أدهم قرعًا على الباب اجاب للدخول.
صاحت نادين بصوت خافت : حبيبي انت لسه ما نمتش؟
اتجهت عيناه في مكان الصوت ، و رأى زوجته تقترب منه ، وكانت ترتدي قميصًا ليليًا أسود يكشف أكثر مما يخفي من مفاتن جسدها.
جلست الي جواره تضع يديها في شعره البني الناعم ، فقلب عيناه سخطا على تصرفات هذه البغيضة ، فهو يعلم جيدا غرضها.
أجاب ادهم بسخرية واضحة : انتي شايفه ايه ؟ و ايه اللي جابك لجناحي مش سبق و نبهت عليكي ممنوع تطلعيه
تمتمت نادين بغيظ من سخريته المعتادة معها : جيت اطمن عليك و اكون معاك في الشدة اللي انت فيها يحبيبي.
قالت هذا الكلام ، بينما كانت تلعب بزر قميصه وتحاول فتحه.
صاح بحدة ، ونفض يديها عن جسده : اطلعي برا يا نادين انا مش فايقلك.
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
_ ليه بتعاملني كدا يا ادهم عملتلك ايه !! عشان تكون قاسي معايا كدا !!
حاولت إخراج نبرة صوتها المؤلمة ، تحثه على أن يخفف حدته معها ، فهي الان تخاف من هذا البرود الدائم ، ولا تريد ان تحرم من ماله ومن المستوى الذي تعيش فيه.
_ دا اللي عندي و انتي قبلتي انك تكملي معايا رغم انك عارفه اني مش بخلف و دلوقتي حالا تروحي اوضتك .. مفهوم ..
قال أدهم اخر كلمة بصياح شديد بعد ان هب واقفاً مستعداً ان يلقنها درس لن تنساه ، فهرولت مسرعه تغلق الباب ورائها.
ذهب إلى سريره ، وألقى عليه بثقله ، وسقط في نوم عميق بعد أن انهار من شدة التعب ، والألم الذي يعيشه اليوم و منذ سنوات عديدة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في مكان جديد
رن جرس الهاتف بداخل الغرفه الواسعه ، وايقظ ذلك النائم
اجاب مراد بصوت ناعس اجش : احسنلك يبقا في حاجة مهمه تخليك تصحيني عشانها في الوقت دا؟
: ..................
تسائل مراد بإندهاش من ما سمعه : متأكد من اللي بتقوله دا ! امتي حصل كدا؟
: .................
استمع بإنصات واهتمام شديد و اجاب : تمام خليك متابع الاخبار و عينك ماتنزلش من عليهم من غير ما حد يحس بيك زي ما انت فاهم
اغلق الخط ، و هو مندهش من هذا القدر الذي يعتقد انه يقف في صفه هذه المرة.
مراد : كان عندي استعداد للقتل لكن الحظ خدمني من غير تدخل مني، قريب جدا هتكوني جنبي هنا و ليا ومحدش هيقدر يحميكي مني بعد انهاردة
تمتم داخله بـ هوس و تملك
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
الصورة لحظة ميته ..
يحييها فقط من يسكن فيها او من يلتقطها ...!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7:45 صباحا
يدخل الي غرفتها في المستشفي
بعد ان علم ان والدتها غير موجودة بالغرفه.
نظر اليها يراها نائمة بضعف ، و وجهها شاحب ،
شعر ان قلبه يتمزق من الحزن عليها و علي نفسه ،
فهو اختار سعادتها علي سعادته ،
كان يكفيه ان يعلم انها سعيدة ، و يتابع اخبارها من والدته بهدوء ليطمئن باله.
افاق من تفكيره ، و هو يشعر بها تتحرك في مكانها ،
فخرج قبل ان تفتح عينيها و تراه امامها.
أنصرف خارجاً في هدوء ، ليصل الي سيارته ، ثم توجه الي مدفن شقيقه !!
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
قصر البارون
في جناح نادين
تجلس علي الاريكة ، و هي تتحدث في الهاتف مع صديقتها
نادين : عملت كل اللي قولتيلي عليه يا ميرنا ، و في الاخر طردني
ميرنا بدهشة : معقوله .. ماتأثرش خالص .. هو جوزك دا معمول من ايه بالظبط ؟ ازاي وحدة حلوة زيك و ماتأثرش عليه!!
اجابت بحنق : معرفش .. انا زهقت من معاملته الباردة ليا .. انا كل اللي يهمني فلوسه .. و الا مكنتش فضلت علي ذمته لحظة .. خصوصا بعد ما بابي خسر كل فلوسه في البورصه.
هتفت بخبث : شكل كدا في وحدة تانية في حياته ؟
شهقت برعب : تفتكري كدا !! دي تبقي كارثه ، و كل اللي عملته عشان احافظ علي مكاني هنا هيدمر و لو عرف مش هيرحمني !!
ميرنا بخبث اشد : اهدي بس .. اصل مفيش راجل يهمل مراته كدا الا لو في وحدة تانية شغله باله !!
نادين بتفكير : لا ماظنش الجواسيس للي حطاهم في الشركة بيجيبولي اخباره كلها.
ميرنا : تمام ، هتيجي النادي امتي ؟
نادين : مش قبل اسبوع علي الاقل .. ما انتي عارفه الدنيا هنا غامقه ازاي عشان وفاة عمر.
هتفت ميرنا بحسد : ايوه عندك حق بس عارفه مراته دي محظوظة مقعدتش معه كتير و خلفت منه و هتورث من وراه ثروة
صاحت نادين بغيظ : فعلا الجربوعه دي هتبقي سيدة مجتمع
ميرنا : طيب انا هقفل بقا يا حبيبتي عشان لازم انزل بعدين نكمل كلامنا .. باي
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
نادين : باي
اغلقت الهاتف تفكر بكلام صديقتها .
هل من الممكن ان يفكر ادهم في امرأة اخري ؟
فهي تعرف طبعه البارد ، و لم تراه ينظر لإمرأة منذ زواجهم !!
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في المستشفي
فتحت عيناها ، و هي تشعر بآلم حاد في رأسها
، لتتعجب من ذلك المكان حولها ، اخذت عدة لحظات لتعلم انها في مستشفي ، لتبدأ دموعها في النزول عند تذكرها ما حدث انه واقع و ليس كابوس.
تذكرت ان موت زوجها حقيقه تعيشها الان.
اخذت تبكي في صمت ، ولم تستطع التحرك ، سوى حركات جفنيها البطيئة ، ودموعها التي تتساقط دون توقف.
لمحت كارمن ان والدتها تجلس على أريكة أمامها ، افرجت شفتيها محاولة ان تناديها ، ولكن صوتها لا يريد الخروج من حلقها كأن لسانها شُل تماماً عن الحركة .
•••••★•••••★••••
انتبهت مريم الي حركة الفراش ، فنهضت مسرعه تري ابنتها فاقت ، فأخذت تمرر يديها علي شعرها في حنان تطمئنها انها ستصبح بخير ، و راحت تستدعي الطبيب ليراها.
بعد عدة لحظات
دخل الطبيب و معه ممرضة ، و بدأ فحصها
و هو يتحدث مع والدتها بعملية : تمام .. ضغطها بدأ يرجع طبيعي .. و نبضها منتظم .. بعد شوية هتفوق تماما من تأثير المهدئ
مريم : الحمدلله و تقدر تخرج امتي يا دكتور ؟
هتف الطبيب بجدية : مش قبل اسبوع .. و لازم تتابع مع طبيب نفسي دا هيساعدها تتعافي من صدمتها
غادر الطبيب و الممرضة الغرفه ، جلست مريم بجانبها تعانقها بحنان و هي تدعي لها بالشفاء.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في نفس التوقيت
كانت ليلي و يسر في ممرات المستشفي يتوجهون الي غرفه كارمن.
سمعت مريم طرق خفيفاً علي الباب ، فسمحت بالدخول
هتفت ليلي بصوت خفيض : صباح الخير يا مريم
نهضت مريم من مكانها تعانقها بشدة : صباح النور حبيبتي
ثم رحبت بـ يسر ، واتجهو الي الاريكة يجلسون عليها...
يسر : هي عاملة ايه يا طنط دلوقتي؟
مريم : فاقت من شوية و الدكتور قال شوية و تخرج من تأثير المخدر .. بس محتاجة دكتور نفسي يشوفها
يسر : عنده حق يا طنط دا افضل لها
مريم : طمنيني عليكي يا ليلى!!
تساقطت دموع ليلي : ربنا يصبرني يا مريم .. وجود ملك و كارمن هو اللي مهون عليا .. مش مستحملة اشوفها تعبانه قدامي كدا .. انتي عارفه دي بنتي زي ما هي بنتك بالظبط
عانقتها مريم في محاولة لمواساتها و التخفيف عن اوجاعها.
يسر : اتفضلي انتي يا طنط مريم روحي ارتاحي شوية و انا هفضل هنا جنبها
مريم : مقدرش اسيبها يا بنتي و انتي عندك بيتك و ابنك مش عاوزة اتعبك زيادة
يسر : ماتقلقيش يا طنط انا استأذنت من مالك و ياسين عند ماما و بليل حضرتك تيجي تباتي معها و مالك هيعدي عليا يروحني
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
مريم : ماشي يا حبيبتي ربنا ماميحرمنيش منك
يسر بمحبة : و لا منكم يارب
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في مدافن الخاصه بعائلة البارون
يقف ادهم امام مدفن اخيه يقرأ له الفاتحة.
بدأت دموعه في النزول ، و هو يتحدث بصوت خفيض له : الله يرحمك يا عمر .. سامحني
عارف انك زعلان مني دلوقتي .. كان لازم ماروحش ازورها بس ماقدرتش امنع نفسي .. انا بحبها من زمان اوي حاولت كتير ابعدها عن تفكيري و افضل بعيد .. عملت كل حاجة في ايدي .. بس قلبي غلبني المرة دي .. و مش عارف المفروض احكيلهم انك كنت مسافر تعمل عمليه و لا افضل ساكت و مازودش وجعهم عليك ...!!!
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد مرور اسبوع غادرت كارمن المستشفي
دخلت كارمن غرفتهما ، وهي تنظر إليها في حزن ، وتخطر في بالها ذكريات جمعتها بينها وبين زوجها في هذه الغرفة.
تحركت منهكة إلى الفراش ، جلست وعيناها مستقرتان على الطاولة التي كانت عليها صورة تجمعهما معًا.
حملت الصورة بأصابعها المرتجفة ، وتحدثت معها بدموع : ليه سيبتني لوحدي .. ما انت عارف اني ماليش غيرك في الدنيا بعد ربنا .. سيبتني لمين .. ازاي هعرف اعيش حياتي من غيرك .. هكمل ازاي لوحدي!!!
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
نامت وهي تبكي على سريرها ، بينما تعانق الصورة بشدة بين ذراعيها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
داخل اكبر شركات الازياء فى مصر والوطن العربى
"البارون ديزاين" صاحبت اشهر براند " كاميلا "
حيث مكتب فخم جدا بتصميم حديث
نجد أدهم جالساً على كرسيه ، وينظر إلى نافذة مكتبه التي تطل على منظر رائع ، لكنه لا يراه بسبب حزنه على أخيه سمع طرقاً على الباب فسمح له بالدخول.
دخلت سكرتيرة مكتبه ، وكانت تشعر ببعض التوتر بسبب عصبيته الشديدة في ذلك الوقت.
هتف ببرود : في ايه يا مها مش قولت مش عايزك تحوليلي مكالمات او مقابلات ؟
تحدثت مها بإحترام : اسفه يا ادهم بيه استاذ مدحت طالب يقابل حضرتك و بيقول امر مهم !!
اشار لها بالموافقه : تمام دخليه
بعد لحظات ، دخل مدحت الغرفة ، وأشار له أدهم بالجلوس
تحدث مدحت بنبرة حزن صادقه فكان يعتبر عمر مثل اولاده : البقاء الله يا ادهم بيه .. انا طبعا محبتش اتكلم مع حضرتك في العزاء لأن الوقت مكنش مناسب
ظهر بريق حزن في عينيه ، لكنه اختفى قبل أن يلاحظه مدحت ، ثم اؤمأ بجدية : خير يا استاذ مدحت ايه الموضوع المهم ؟
هتف مدحت بعمليه : الموضوع بخصوص وصية عمر بيه
نظر ادهم بدهشة : وصية ايه اللي بتتكلم عنها !!
رد مدحت : وصية كتبها عمر بيه قبل وفاته بفترة ، و تم تسجيلها ، و طلب مني انها ماتتفتحش الا في وجود حضرتك و الوالدة و مدام كارمن و استاذ مالك.
كان يتابع الحديث بإهتمام ، ثم قال بهدوء : تمام يا استاذ مدحت .. امتي تقدر تفتح الوصية دي !!
أجابه مدحت : انا كلمت والدة مدام كارمن و عرفت منها ان صحتها تعبانه الفترة دي و بلغتها بالموضوع و بعد ما تتحسن صحتها هنفتح الوصية عند حضرتك بالقصر
اشار أدهم له بالموافقة وأردف : تمام يا استاذ مدحت شكرا لتعبك
مدحت بإحترام : تحت امرك يا أدهم بيه ، استأذن انا
أدهم : اتفضل مع السلامه.
غادر المحامي يترك ادهم يفكر في محتوي هذه الوصية.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
فى احدى محافظات الصعيد ....
في قصر كبير يغلب عليه الطابع الفرعوني الأصيل ،
ولا يقل جمالاً من الداخل ، وتحديداً في المندرة الشاسعة.
يجلس كبير هذه العائلة ، ويبدو حزيناً على الرغم من جلالته الواضحة وخطوطه الرمادية على ملامحه الشرقية.
يتحدث مع نفسه عما إذا كان ما حدث في الماضي إثماً في حق ابنه الاكبر ، ولا ينكر أن الغضب والعناد كانا سيد الموقف في ذلك الوقت ، ولم يكن معتادًا على معصيته ، فقد كان دائمًا يطيع أوامره.
ربما كان هذا هو سبب تركه ابنه له ، لأنه لم يسمح له بالاختيار من قبل ، لكنه كان دائمًا فخورًا بهذا الولد الطيب.
لكن فات أوان الندم الان ، يدعو الله أن يجد حفيدته ليخفف الألم و الندم الشديد بداخله.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
ستظل الدنيا هكذا لقاء بلا موعد و فراق بلا سبب ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيلا عمر البارون
داخل فيلا صغيرة بيضاء بتصميم حديث و بسيط بإحدي الاحياء الراقيه الهادئة
في غرفة نوم مظلمة نجد ذلك الجسد الضعيف هادئ علي الفراش لا يصدر له صوت.
تبكي كارمن بصمت ، وتعانق ابنتها بشدة
وعقلها لا يتوقف عن التفكير.
هل مات محب روحها وزوجها العطوف ،
و تركها في الدنيا وحيدة هي و ابنته التي تشبه والدها كثيراً بعيون مشرقة من البراءة والفرح؟
كيف ستواصل حياتها بدونه؟
تدعو الله ان يداوي روحها و يصبرها علي فراقه.
أغمضت عينيها عندما خطرت هذه الذكرى في عقلها
★•••••★•••••★
Flash Back
وقف "عمر" في المطبخ ، و احتضنها إلى صدره من الخلف ، وهو يزيح خصلاتها المتمردة علي جانب عنقها ليقول بهمس : تعرفي يا كوكي أنا بعشقك اوي خليتي لحياتي كلها طعم جميل ... مش خايف من حاجة .. قد ما انا خايف تبعدي عني دلوقت !!
التفتت كارمن اليه و احاطت خصره و شددت من ذراعيها حوله ، ودفنت رأسها بصدره لتهمس له ايضاً : مقدرش ابعد عنك انت الامان بالنسبالي .. كفاية ان ربنا عوضني بيك عن حنان الاب و الاخ و الزوج .. مش عايزة حاجة تانية غيرك من الدنيا.
أكملت كلامها بمشاكسة : و بعدين هبعد عنك و اروح فين ! انا قاعدة على قلبك لا عينك تزوغ كدا ولا كدا
ضحك عمر بمرح : و انا اقدر اصلا دا كفاية الأخبار اللي في التليفزيون عن جرائم قتل الستات لأزوجهم انا مش مستغني عن عمري.
كارمن بإبتسامة ماكرة : برافو عليك حرس على عمرك بقي
همس عمر بصدق : انتي و ملك اغلي حاجة عندي و هفضل عايش عشانكم
ثم غمز لها قائلاً : بحبك اوي .. ماتسيبي الاكل دا و تيجي اقولك كلمة سر قبل ما تصحي ملك
ابتسمت "كارمن" و قبل ان ترد سمعو بكاء تلك الصغيرة ، و معكرة صفو لحظاتهم الجميلة معاً كما يسميها "عمر"
Back
★•••••★•••••★
عادت إلى الواقع على صوت فتح باب غرفتها ، دلفت مريم الحزينة للغاية علي حالة ابنتها منذ ان عادت من المستشفي.
جلست مريم على الطرف الاخر من الفراش بجانب ابنتها قائلة : ادعيله بالرحمة يا حبيبتي هو شايفك دلوقتي و زعلان علي حالك لازم ترضي بإرادة الله هي دي الحياة مفيش شئ دايم
كارمن خرج صوتها مبحوح اثر البكاء : صعب عليا اوي يا ماما .. مش مستوعبة ان اللي انا فيه دلوقتي دا حقيقة .. حاسه انه كابوس و هصحي منه..
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
تكلمت الام بحنان : من رحمه ربنا علينا يا بنتي ان الاحزان بتتولد كبيرة و مع الوقت بتصغر .. و لازم تهتمي بصحتك انتي لسه خارجة من عملية الزايدة و انهيار عصبي و مش بتأكلي كويس .. لو مش عشان نفسك عشان ملك ...
اقتربت منها تربت على كتفها بحنان واستمرت في قراءة القرآن الكريم لها لتهدأ حتى استغرقت في نوم عميق على صوت والدتها الرقيق.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد مرور اسبوعين
في منزل مالك البارون
استيقظ مالك من نومه علي صراخ طفله ، التفت جانبه لم يري زوجته.
نظر في ساعة الحائط كانت الرابعه فجرا ، رفع الغطاء و هو ينهض متجها الي غرفه ياسين.
دخل ليري يسر تحمل ياسين بين ذراعيها
مالك بخضة : في ايه يا يسر ماله ياسين؟
يسر بحيرة و خوف : مش عارفه يا مالك صحيت علي صريخه بيقولي ان بطنه بتوجعه و بحس حرارته سخن اوي !!
حمل من يديها ياسين يربت على ظهره بحنان : طب هاتيه انا هلبسو و انتي روحي البسي و ناخده المستشفي بسرعه .
يسر : حاضر ...
هرولت يسر الي غرفتها ترتدي ملابسها ، و غادروا الي المستشفي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
داخل المستشفي
مالك يحمل ياسين علي ذراعيه ، و يدخل للطوارئ و معه يسر
بعد فحص الطبيب لياسين : اطمنو يا جماعه مفيش خطر المغص و الحرارة من اكله للحاجات اللي فيها مواد حافظة زي الشيبسي و الكراتيه
يسر : ايوه فعلا يا دكتور دايما ياكل الحاجات دي
الطبيب بعمليه : ممنوع الحاجات دي الفترة الجاية تماما يا مدام .. لازم ياكل اكل صحي و في فيتامينات و يشرب لبن كتير عشان مناعته تقوى ..
انا كتبتلو علي شوية فيتامينات و خافض حرارة و ان شاء الله يبقا كويس.
نظر الطبيب لياسين الذي يعدل ملابسه بمساعدة والده ، وقال بهدوء : و انت يا بطل بلاش شقاوة و تسمع الكلام و لا انت بتحب الحقن
نظر له الصغير بخوف من ذكر الحقن ، و هز رأسه بالرفض
ضحك الطبيب ببشاشة : يبقي مفيش شيبسي و الا هكتبلك علي حقنه كبيرة
هتف ياسين ببراءة : مش هحب الشيبسي تاني
مالك : شكرا ليك يا دكتور بعد اذنك
غادروا المستشفي يتوجهون الي المنزل بعد ان اشتري مالك الادوية
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
صباح يوم جديد
في قصر البارون
استيقظ "أدهم" في الثامنة صباحاً وحده بجناحه ، وفلم يعد يتقاسم الغرفة مع زوجته منذ فترة طويلة.
فرك وجهه يخرج من النعاس ، والتعب من السهر لا ينام جيداً ، وكيف ينام وهو يشعر بكل هذا الحزن لفقدان أخيه.
يظهر للجميع كم هو متين ومتماسك من الخارج ، والعكس تماما بداخله ، يتنهد بقوة ، يزيل الغطاء عنه ويخفض قدميه على الأرض ليقف منتصباً متوجهاً إلى الحمام الملحق داخل غرفته ، آخذاً حمامه الصباحي.
دخل الصالة الرياضية وقام ببعض التمارين لتنشيط جسده كالمعتاد ، ثم ذهب إلى غرفة الملابس وأخرج بدلته السوداء ولبس ملابسه وساعته وحذائه.
وقف أمام المرآة ، يرتب خصلاته الناعمة بأصابعه ، ويضع عطره الخاص ، ويتجه للخارج ، جاهزًا ليوم حافل بالعمل.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
نزل على درج القصر الكبير الذي كان يسوده الهدوء والسكون.
ذهب إلى غرفة الطعام ، ليرى والدته تجلس امام الطعام ولم تأكل شئ
هتف ادهم بصوته الرخيم : صباح الخير علي ست الحبايب
ابتسمت ليلي ببشاشه : صباح النور يا حبيبي
اقترب منها مقبلاً يديها و جلس بجوارها ، قائلا بإهتمام : اكلك مش عجبني يا امي ماتنسيش انك بتاخدي ادوية قوية لازم تاكلي كويس
تحدث بنبرة لوم و هو يشير الي الصحن الذي امامها
ربتت علي يديه وقالت بحنان : هفطر اذا فطرت معايا الاول قبل ما تروح الشركة
ابتسم ادهم لها وقال : امرك يا ست الكل
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
نظرت اليه كأنها تذكرت شئ لتقول بهدوء : ادهم انا هروح اشوف كارمن انهاردة البنت حالها كل يوم بيسوء و هي لسه قايمة من عملية من مدة بسيطة و بعدها انهيار عصبي ربنا يكون في عونها.
اشار بالموافقة قائلا ببرود : تمام يا امي .. و بلغيني لما تتحسن صحتها عشان ارتب مع المحامي يجي يفتح وصية عمر الله يرحمه.
في ذلك الوقت ، كانت نادين تقف عند باب الغرفة ، تستمع إلى ما يقولونه بداخلها ،
فهي تتجنب الجلوس مع ادهم منذ ان طردها من غرفته ، لتخاطب نفسها سراً : يا تري الوصية دي فيها ايه يا عمر مش مطمنه بس يا خبر بفلوس بكرا يبقي ببلاش
عندما شعرت بأقدام تسير نحو الباب غادرت مسرعه الي الأعلي.
خرج ادهم من القصر متجها الي سيارته الخاصه التي يقودها بنفسه ، وبدأ ان يتحرك وسيارة كبيرة بها مجموعه الحرس الخاص به ورائه.
★•••••★•••••★•••••★•••••★••••••★•••••★
في شركة البارون ديزين
دخل "مالك" مكتب "ادهم" بعد ان دق الباب سامحاً له بالدخول
أدهم بدهشة : جاي متأخر انهاردة مش عادتك ...!
مالك بتعب : ياسين سخن الفجر ،
و اخدنه المستشفي بعد ما فضحنا بعياطه
أدهم : و هو اخباره ايه دلوقتي ؟
مالك : تمام الدكتور كتبلو علي خافض حرارة و فيتامينات ، الباشا مش بيبطل اكل الشيبسي
ابتسم أدهم بحزن، و شرد بتفكيره في حالة عقمه الذي علم به منذ سنوات افاق من شروده علي صوت مالك : روحت فين يا ادهم ؟
أدهم : معاك !!
احس بما يفكر به صديقه المقرب ،
فشعر بالحزن عليه رغم قناع الجليد الذي يرتديه دائماً ، فقال بتساءل : لسه مش عايز تفكر بالعلاج مافيش شئ دلوقتي الا و له حل و ربنا قادر علي كل شئ
رد أدهم بجمود : ونعم بالله .. كل شئ و له وقته !!
قال مالك بحيرة : اللي مستغرب منه ازاي نادين كان رد فعلها انها تكمل معاك .. و هي متأكدة انك مش بتحبها و عارفه سبب جوازك منها عشان مركز ابوها..
ابتسم ادهم قائلا بتهكم : عشان الفلوس هي مش تهمها الخلفه و الأطفال قد ما بتحب الفلوس .. و طول ما في فلوس هي موجودة مش بتفكر غير في النوادي و سهر و الخروج و الشوبنج..
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
مالك : و انت ايه مصبرك عليها لحد دلوقتي و انت فاهمها كدا..؟
أدهم : بستمتع باللعبة و هي فارقه موجودة او لا .. كله زي بعضو..
مالك : طيب انا هرجع علي شغلي.
غادر مالك الي عمله و عاد ادهم الي الاوراق التي أمامه.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
.. عندما تشيخ مشاعرنا ..
.. نقف على عتبات الماضي ..
.. نستحضر ذاكرتنا الهشه ..
.. و يفيض سيل من الذكريات الجميله ..
.. نشيح النظر ، و نهز الرمش لتتساقط صورهم ..
.. و تملىء المكان بشظايا من الخذلان والألام ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور اسبوع في ايطاليا
حيث فيلا واسعة بتصميم حديث
استيقظ مراد من نومه ، واستدار إلى الجانب الآخر وفتح عينيه الناعسه ، فوجد فتاة عارية نائمة لم يكن جسدها مغطى بشيء.
يكره ان يفتح عينيه ، ويرى بجانبه عاهرة
، فهو يأخذ متعته منهم ، ثم يدعس عليهم بقدميه و يلقي بهم خارجا.
ظل ينظر إليها لبضع لحظات قبل أن يدفعها بقدميه لتسقط على الأرض بعنف ، متذكرًا ليلته معها.
شهقت الفتاة من الألم من معاملته القاسية لها.
لم يتوقف عن ذكر اسم فتاة أخرى ، وهو يعانقها بقسوة ووحشية ، لكن ما تفعله ذلك عملها وهي معتادة على هذا النوع من الرجال.
_ damn what is this?
_ اللعنه ما هذا ؟
_ Take the money off the table and get out of my face
_ خذي المال من علي الطاولة و اغربي عن وجهي
نطق بهذه الحروف ببرود شديد
جمعت أغراضها من الأرض و هربت بسرعة من براثن هذا الوحش الشرس.
نفخ بعصبية وهو يشعل سيجارة ، يفكر فيها.
كم يرغب في العودة إلى مصر سريعاً لرؤيتها بعد الأخبار التي وردت عنها و أنها أصبحت حرة.
من وجهة نظره ، هي تختلف عن أي فتاة آخرى و يريد امتلاكها ، و إنه يتوق كثيرًا للوقت الذي ستكون له.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في فيلا عمر البارون
رن هاتف المنزل فأجابت مريم : الو !!
ليلي ببحه في صوتها : ايوه يا مريم .. عاملة ايه ؟
مريم : الحمدلله بخير حبيبتي .. طمنيني عنك ؟
ليلي : اهو الحمدلله على كل حال .. اخبار صحة كارمن ايه دلوقتي ؟
تنهدت مريم : تمام .. اتحسنت كتير عن الاول .. كنا فين و بقينا فين يا ليلي.
ليلي : طب الحمدلله .. بصي يا مريم المحامي حدد ميعاد انهاردة بليل ، عشان يفتح وصية عمر الله يرحمه ، و لازم كارمن تكون موجودة
مريم : حاضر يا ليلي هبلغها.
ليلي : و انتي و ملك تعالو معها.
مريم بأسف : سامحيني يا حبيبتي مش هقدر .. بس اكيد كارمن هتاخد ملك تشوفيها.
ليلي : ماشي يا قلبي تسلميلي .. سلام
مريم : مع السلامه
أغلقت "مريم" الهاتف و هي تشرد قليلاً
لا تعرف لماذا تشعر بتوجس من هذه الوصية ،
و لكنها استغفرت و نهضت تحضر الغداء لإبنتها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في غرفه كارمن
دلفت مريم تقول بحنان : حبيبتي الغدا شوية و يكون جاهز
كارمن بصوت ناعم : يا ماما متتعبيش نفسك ام فتحي هتعمل كل حاجة ارتاحي انتي...
مريم برفض : ابدا انتي عارفه الطبخ دا تخصصي و بحبه قد ايه؟
ابتسمت كارمن وقالت بإستسلام : علي راحتك يا ست الكل
مريم بتذكر : بقولك يا قلبي ليلي اتصلت بيا .. بتأكد عليكي تكوني موجودة بالقصر المحامي هيفتح الوصية بليل
نظرت اليها كارمن بحزن ، ففهمت امها نظرتها ، لتجلس بجانبها تعانقها بحنان قائلة : حاسه بيكي يا قلب امك بس لازم تعرفي ان دا ابتلاء من ربنا و في الابتلاء لازم نصبر و نقول الحمدلله
همست كارمن بصوت خافت : الحمدلله علي كل حال يا ماما تسلميلي و ميحرمنيش منك ابدا يارب
مريم بحب : و لا منك يا عيوني .. هروح بقا اشوف ام فتحي بتعمل ايه لوحدها؟
خرجت مريم ، و اتجهت كارمن تجلس أمام المرايا تمشط شعرها في شرود وحزن.
تتذكر كيف التقت بزوجها لأول مرة ، وكم شعرت بالراحة معه؟
★•••••★•••••★
Flash Back
سنه 2013
كانت في عامها الأخير بالكلية ، ولأنها متفوقة ولديها موهبة رائعة ، تم اختيارها مع بعض مجموعة من دفعتها للتدرب في أكبر شركة أزياء في مصر ، "البارون ديزاين".
لا تستطيع وصف شعورها بالفخر فقط بسبب هذا الحدث المذهل ، استعدت ليومها الأول ، وأخذت الأوراق المطلوبة وبعض أعمالها ، وغادرت غرفتها بقلب يرفرف بفرح.
كارمن بمرح : صباح العسل علي عيونك يا مامتي
هتفت بصوتها الناعم و ابتسامة مشرقه جميلة
مريم بإبتسامة : صباح الورد يا حبيبتي .. يلا عشان تفطري قبل ما تنزلي
كارمن برفض : مش قادرة اكل يا ماما قلقانه و انتي عارفاني معرفش اكل و انا متوترة كدا
مريم بإصرار حنون : مفيش نزول الا لو اكلتي حاجة بسيطة حتي وبعدين قولتلك كتير العادة دي غلط عليكي يا قلبي و انتي بقى خايفه ليه ماشاء الله متفوقه علي دفعتك .. جمدي قلبك كدا
كارمن : التدريب دا مهم جدا ليا يا ماما وهيفرق معايا كتير بالمجال اللي بعشقه، و دي فرصة كل 100 سنه و حصلت في كليتي لازم اقلق غصب عني
مريم بقلة حيلة : طب حتي سندويتش صغير خديه في ايدك كليه قبل ماتركبي العربية و خدي بالك من سواقتك بلاش سرعه
أومأت كارمن بالموافقة قائلة : حاضر يا مريومه يا قمر حافظة كل الكلام و هتصل بيكي اول ما اوصل و بعد ما اخلص شوفتي انا شاطرة ازاي
ابتسمت اليها و هي تقبل خديها و تغادر سريعا
و امها كانت سعيدة بإبنتها تشعر بالفخر و تتمني من الله ان يوفقها.
★•••••★•••••★
ركبت سيارتها الصغيرة لم تكون حديثة ، و لكنها تحبها بشدة.
وصلت أمام الشركة ، وكانت مفتونة بهذا العالم الجديد الذي ستدخله لأول مرة.
نزلت من السيارة بعد أن وصفته و وقفت قلقة ، فأخذت تقرأ بعض السور القرآنية القصيرة و أغمضت عينيها ، تتكلم مع ربها كما كانت تفعل و هي صغيرة ، ونسيت أنها تقف في وسط الشارع.
فتحت عيناها خوفاً و هي تلفتت إلى صوت السيارة التي كانت على وشك الاصطدام بها ، توقف قلبها عند التفكير في ذلك ،
وازداد ارتباكها بعد خروج شاب طويل القامة من السيارة.
صاح فيها بقلق و لوم علي فعلتها الحمقاء : ازاي واقفة كدا في نص الطريق .. افرضي مالحقتش افرمل .. كان زمانك تحت عجل العربية.
تمالكت نفسها و نظرت اليه لتجيب بصوتها الناعم و هي تعتذر فهو محق : متأسفه .. انا كنت بقرأ قرأن في سري و مخدتش بالي انا واقفه فين .. بعتذر لحضرتك
سرح بهاتين العيون الزرقاء التي نسي بها كل هذا الموقف قائلا بإبتسامة : مفيش داعي للاعتذار .. المهم ان ربنا ستر بلاش تكرريها تاني
كارمن بسرعة : تمام شكرا لذوقك .. بعد اذنك.
تركته و ذهبت سريعا اما هو فرجع لسيارته ، ليصفها بالجراج الخاص بالشركة شاردا يفكر بهذه الملاك.
★•••••★•••••★
_ اتأخرتي كدا ليه يا "كارمن" ؟
_ انتو بدأتو !!
_المقابلة لسه شوية عليها ، بس استغربت دايما مواعيدك مظبوطة.
_ معلش حصلي موقف برا كدا عطلني شوية.
_ تمام يا حبيبتي
تحدثت هي و صديقتها بالكلية تدعي "ليلي" ، و بدأت تخرج من توترها شيئا فشيئا.
★•••••★•••••★•••••★
بالناحية الاخري
يجلس ادهم في مكتبه بالشركة
، ثم دلف عمر كالصاروخ بدون ان يطرق الباب
عمر بمرح : صباح لي بتغني علي عيونك يا دومه
أجاب ادهم بحنق : دومه في عينك يا زفت مش هتبطل تدخل عليا كدا من غير ما تخبط
عمر بغيظ : هو انا داخل عليك الحمام فيها ايه لما ادخل علي اخويا الوحيد بالشكل للي يعجبني
قطب أدهم حاجبيه وقال بإنزعاج : خلاص بطل دوشة علي الصبح انا مصدع
عمر بتسأل : فين "مالك" المقابلة بتاعت الطلاب اللي تحت التمرين هتبدأ و لازم يكون موجود معايا
دلف مالك من خلفه : بتجيب في سيرتي ليه علي الصبح ياض؟
عمر بمزح : ياريتني افتكرت مليون جنيه احسن
مالك : انا اهم من المليون جنيه و لا ايه
هتف بهم ادهم بجدية : بس انتو هتفضلو ترغو .. مالك يلا روح معه قابلو الطلاب و اشرحلهم المطلوب منهم مش عايز اخطاء
كلاهما في نفس واحد : تمام
★•••••★•••••★
دلف كلا من عمر و مالك الي قاعة الاجتماعات حيث يتجمع بها الطلاب
تحدث مالك بجدية : اهلا بيكم في الشركة .. من الاول لازم يكون في التزام بالمواعيد و جدية في الشغل تدريبكم هيتم
تحت اشرافنا اتمني من الكل النشاط و التركيز
اكمل عمر بجدية تليق به : مش محتاج افكركم اللي هيثبت نفسه بالشغل المطلوب منه هيتعين هنا بعد التخرج .. بالتوفيق.
لفت نظر كارمن انه نفس الشخص الذي كان سيرتطم بها خارج الشركة.
وقفت بدهشة تفكر انها كانت تتحدث مع صاحب الشركة ، و احست بالاحراج لهذا الموقف السخيف التي وقعت به.
التقت العيون في هذه اللحظة ، و لكن كارمن اخفضت عيناها سريعاً كي تتفادي نظراته اليها.
لم يصدق ان القدر جمعه بها مرتين في نفس اليوم
، و انه سيراها لفترة طويلة في الشركة ، و كان سعيد بشدة.
لا يعرف السبب ، ليقول بداخله بهيام : البت جابتك ارضا يا عمر و لا ايه و شكلك حبيت يالهوي على جمال عينيها
مرت الأيام ، وكانت كارمن سعيدة بالعمل ، وأثبتت مهارتها في التصميم والفن ، ادهشت عمر كثيراً ، وبدأ في جذب انتباها والتحدث معها بحجة العمل ، و هي لا تنكر أنها أحببت أسلوبه المضحك ولطف قلبه وبدأت تفكر فيه كثيرًا.
Back
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
خرجت من ذكرياتها علي رنين هاتفها
_الو
اجابت بصوت ناعم مبحوح
يسر : عاملة ايه دلوقتي يا روما؟
كارمن : الحمدلله حبيبتي احسن انتي اخبارك ايه
يسر : الحمدلله تمام الواد ياسين مصدعني بالبلاي ستيشن بتاعه
كارمن : هو بقا كويس دلوقتي
يسر : اه الحمدلله و الادوية نزلت حرارته و بطل الشيبسي بمعجزة و نايم دلوقتي ، قولت انتهز الفرصة و اكلمك، عشان هعدي عليكي انا و مالك بليل نروح القصر
كارمن : ايوه تمام حبيبتي هستناكم
يسر : مع السلامه يا قلبوشتي
كارمن : مع السلامه حبيبتي
اغلقت الهاتف ، و هي تفكر في هذه الوصية
التي علمت بأمرها من المحامي ، و وقفت متجهة الي باب الغرفه لتخرج تري ابنتها و تستعد للقاء المساء.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
ان تغيير حياتنا او تغيير انفسنا ، ليس سهلا و مزخرفا بالورود ..
لابد من التعب و الاذئ و الكفاح لأجل ذلك ..
لا تتراجع مع اول الم او خذلان او جرح ..
يستنزف كل امنياتك و احلامك و كل شئ تؤمن به ..
تأكد كل شئ قابل للتغيير للأحسن او للأسوء بإرادتنا ..
الا القبور فأنها لا تتغير الا بعدد محبيك ..!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصر البارون
عاد في المساء متعباً من العمل ، لكن كان عليه أن يستعد لاستقبال المحامي.
صعد إلى جناحه كي يأخذ حمامًا دافئًا لإنعاش عضلاته المتوترة.
ذهب إلى الحمام ، وهو يخلع ملابسه ويغطس في حوض الاستحمام ويغلق عينيه ويريح عضلاته.
يتذكر كيف التقى بزوجته المحفوظة منذ 4 سنوات؟
أصبحت شركة الأزياء مشهورة في وقت قياسي ، ويرغب الكثيرون في التعامل معها وكان والد نادين عميلا مميزا ، و من هنا تعرف على نادين انجذب إلى لطفها و أناقتها المطلقة ولباقتها في الحديث ، كانت من عائلة مرموقة ولأنه أراد أن يرتبط بمستوى يليق به وبعمله ، فرأها تناسبه كما كان يعتقد ، وتزوجها والمعاملة بينهما كانت جيدة ، ولديهما فيلا خاصة بعيدًا عن والدته وأخيه ، وكان هذا من شروط نادين الاستقلال في حياتهم.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
Flash Back
دخل الي فيلته الساعه العاشرة مساءا
و نادي علي زوجته
الخادمة بتهذيب : مدام نادين خرجت يا فندم
ادهم بتساءل : خرجت امتي يا عزه؟
أجابت عزه : من العصر تقريبا حضرتك
ادهم ببرود : طيب روحي نامي انتي
عزه بإستفهام : مش هحضر العشا لحضرتك ؟
ادهم برفض : لا ماليش نفس
انصرفت عزة في احترام ..
نفخ خديه من تصرف زوجته هذا ، فكيف تتأخر دون علمه؟ وجلس على الأريكة ينتظرها.
دخلت البيت في الساعه 11:46
كانت ترتدي هذا الفستان الذي لا يليق بالمتزوجة إطلاقا ، رأته أمامها ينظر إليها من اسفل قدميها إلى شعرها ، في عينيه اشمئزاز واضح.
ادهم بصوت كجليد : كنتي فين لساعة دي يا مدام ؟
اقتربت تلف ذراعيها حول رقبته : حبيبي انت وحشتني اوي
شم رائحة كريهة من فمها ، مع العلم أنها كانت في حالة سكر : انتي سكرانه ! بسألك كنتي فين و ايه لي عامله في نفسك دا؟
لكنها لم تكن واعية للرد ، فحملها بين ذراعيه القويتين متجهًا نحو الحمام ، ليضعها تحت الدش ويفتح الماء على رأسها.
شهقت بحدة من صدمة الماء ،
و عندما انتهي اغلق الماء ، و تركها تجفف نفسها و غادر الحمام.
خرجت من الحمام تجفف شعرها بمنشفه صغيرة ، و هي ترتدي رداء الحمام.
هتف بهدوء : فوقتي دلوقتي و تقدري تردي يلا سمعيني
ردت بلا مبالاة : كنت في بارتي لناس صحابي يا حبيبي
صاح بتجهم : اخدتي اذن مين عشان تخرجي .. هي وكالة من غير بواب و راجعه سكرانه .. انتي اجننتي
نظرت اليه ببرود : اهدا بس يا بيبي انا متعودة علي السهر .. بابا عمره ما سألني و بيثق فيا
عقد حاجبيه بصرامه : انا مش بابا انا جوزك لازم تحترمي نفسك و تنسي السهر و الشرب و القرف لي كنتي عايشة فيه قبل ما نتجوز
قالت بعدم اهتمام : انت مكبر الموضوع اوي علي فكرة
صاح بحدة : سمعتيني كويس مش هعيد تاني
تركها و غادر الغرفه
اتضح له حقيقتها ، المتهورة ، الأنانية ، اللامبالية ، ما عدا بنفسها ، هذا مجرد موقف من كثيرين بعد ذلك ، وعلم أن ما رآه في البداية كان فخ وقع فيه خاصة عندما اصبحت طلباتها تفوق حد البزخ لكنه لم يطلقها لأن الطلاق في عائلته لا يليق بهم ، فقرر جعلها تعيش في القصر مع والدته ، خاصة بعد زواج اخيه.
Back
خرج من الحمام و اتجه الي غرفه الملابس و ارتدي ملابسه ، و نزل يري والدته.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في فيلا عمر البارون
كارمن : حبيبة مامتها المؤدبة مش بتتعبني ابدا
قبلت ابنتها علي خديها المكتزة بحب بعد ان البستها ملابس وردية جميلة.
تحدثت كارمن بحنان لإبنتها : خليكي هنا بقا لحد ما انا اجهز و ارجعلك يموكة
اعطتها بعض من العابها تلعب بها.
دلفت الحمام تتوضئ ، و خرجت لبست اسدالها
و ادت صلاتها و دعت لزوجها بالرحمه و المغفرة
و ان يصبرها علي الالم و يكتب لها الخير ، و ان يقدرها علي رعاية صغيرتها.
اتجهت ناحية الخزانه تخرج ملابس الخروج باللون الاسود ، و هي تفكر انها لم تجتمع مع ادهم في مكان واحد الا مرات قليلة طوال سنوات زواجها من عمر و هذا كان يريحها ، لأنها دائما تشعر بالقلق في حضوره منذ اول لقاء لهم.
★•••••★•••••★
انتهت كارمن من ارتداء ملابسها ، و اخذت ابنتها
و نزلت السلالم بهدوء.
في هذه اللحظة وصلو يسر و مالك و ياسين
، فرحبت بهم.
قبلت يسر كارمن قائلة بمودة : وحشتيني حبيبتي
هتفت كارمن بصوت ناعم : انتي اكتر يا ياسو
مالك بلطف : عاملة ايه دلوقتي يا كارمن؟
تجمعت الدموع بعينيها لتقول بخفوت : بتحسن الحمدلله علي كل حال بحاول اتعود علي غيابه .. بس صعب اوي بجد
عانقت يسر صديقتها ، لعلها تخفف عنها هذا حزنها
همست كارمن بإمتنان : شكرا علي وقفتكم معايا الفترة اللي فاتت .. ربنا مايحرمنيش منكم
يسر بمحبة : كلنا معاكي يا كارمن مش هنسيبك ابدا يا حبيبتي
ابتسمت بحزن و تحركو جميعا الي الصالون ليجلسوا
جاء ياسين الي كارمن يرفع يديه يود ان يحمل ملك
ياسين : هاتي ملك عروستي العب بها يا راما
ضحكت كارمن بصوت خفيض علي كلام هذا الصغير
هتف مالك بدهشة : تلعب بمين يا واد انت ؟
نظر ياسين لأبيه وصاح ببراءة : ملك يا بابي عروستي الحلوة
قالت كارمن و هي تحاول تداري حزنها فهي تعشق الاطفال : بتعاكس بنتي قدامي يا شقي .. طب خليها من ورايا يبقالي عذري
ثم ضحكو جميعا.
يسر بيأس : مفقود فيه الامل الواد دا مش هيسكت
دخلت مريم و هي تحمل صنية عليها شاي و كعك
مريم بود : اتفضلو يا حبايبي كلو حاجة قبل ما تتحركو
مالك بتهذيب : تسلم ايدك يا طنط ماكنش في داعي تتعبي نفسك
مريم بلطف : ماتقولش كدا يا حبيبي مفيش اغلي منكم
يسر برفض : سامحيني يا طنط الريجيم حرمني من كل حاجة
ابتسمت مريم قائلة : يا حبيبتي تقدري تاكلي كل حاجة بتحبيها بس تاخدي بالك في كميات الاكل و السرعات الحرارية و النشويات تكون قليلة اوي و عمر وزنك ما هيزيد
يسر صفرت بإعجاب وقالت : اوبا دا انتي خبرة بقا يا طنط
مريم بضحك : الانترنت عرفني حاجات كتير ،هبقا ابعتلك كام وصفه تمشي عليهم .. و كلي براحتك الدور و الباقي علي "كارمن" مش بتاكل خالص
نظرت لها كارمن بلوم : بأكل يا ماما علي قد نفسي
مالك : طب يلا عشان مانتأخرش عليهم
نهض مالك حاملاً ياسين وغادروا جميعًا في سيارة مالك.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★••
نعود الي قصر البارون
كان أدهم يجلس مع المحامي في غرفة الصالون الفسيحة ومعهما ليلى ونادين ، بينما الصمت هو سيد الموقف.
سمعوا طرقا على الباب ، ثم دخل ياسين يركض إلى أدهم ، وفإلتقطه بين ذراعيه ويمسكه ويقبله على خديه ، وهذه عادة ياسين مع أدهم الذي يحبه كثيرا وأدهم يعشقه.
ثم دخل الباقون ، فاستقبلتهم ليلي بترحيب ، قبلت كارمن و يسر ، وأخذت كارمن بين ذراعيها ، وعانقتها بمحبة وهي تحمل ملك وتقبّلها بحب و حنان ، ولم تزعج نادين نفسها بالترحيب بهم.
التقت عينا كارمن بأدهم ، ورأته كالعادة ينظر إليها بشكل غامض لم تستطع قراءة ما يدور في ذهنه ، ولا يستطع أحد أن يتنبأ بهذا ، ثم التفتت عيناها إلى نادين متسائلة بداخلها ما الذي صنعت منه هذه المرأة الجليدية؟
عادت كارمن من أفكارها على صوت ياسين يتشاجر مع أدهم ، و هو يرآه يعانق ملك بحب ويقبلها في فمها ، فشعرت كارمن بمشاعر لم تستطيع تفسيرها.
ياسين بصرخ : مش تبوسها يا ادهم انا بغير دي ليا انا بس
ضحك ادهم بشدة من كلام هذا العفريت الصغير : الواد دا عنده كام سنه بالظبط !!
هتف ياسين يعد علي اصابعه : خمسه
ادهم بسخرية : و بتغير عليها يا اوزعه .. انا عمها ابوسها براحتي
ياسين بعناد : لا محدش يبوسها غيري انا و بس
نظر له ادهم بطرف عينه وقال : مفيش الكلام دا
ضحك مالك وقال بمرح : انا ليه ماعيشتش طفولتي زي الواد دا .. اي كلام في باله بيقولو مابيهموش حد
نهض يحمله و يجلس به ثم قال بتحذير : اهدي ما تودناش في داهية مع ادهم يا بني الله يهديك .. خديه يا يسر و العبو في الجنينه كدا مش هنعرف نتكلم منه..
تحدث الي زوجته و هو يعطيها ياسين
نظر ياسين الي ملك ببراءة وقال : هاخد عروستي تلعب معايا
ابتسمت كارمن بصمت ، وهي تقف بعد ان اعطي ادهم ملك الي يسر ، و نزلت كارمن الي مستوي ياسين تقبله بعمق في خده ، فهذا الصغير فقط من يخرج ابتسامتها بسهولة مثل ابنتها.
خرجت يسر بالطفلين الي الجنينه ، و عاد المكان الي سكونه.
ضحك مالك بإحراج من ابنه ، ليتحمحم بعد ذلك في جدية ، و هو يري ادهم يشير للمحامي أن يبدأ.
•••••••••
كان "مدحت" متوترا ، بعد لحظات ،
ستتغيرت موازين الأقدار لكل من يجلس أمامه الأن
أخذ بعض الأوراق من حقيبته وفتحها
وبدأ يقرأ بصوت عال :
«بسم الله الرحمن الرحيم»
اوصي انا "عمر محمود البارون"
و انا بكامل القوة الذهنية والحرية الكاملة.
كالأتي :
اولا : بصفتي نائبًا لمجلس إدارة شركات "البارون للمقاولات" ، قررت نقل منصبي إلى مدير الشركات "مالك صلاح البارون"
ثانيا : تنتقل ملكية فيلتي الخاصة لزوجتي "كارمن محمد الشناوي"
ثالثا : منصبي كنائب لمجلس ادارة شركة "البارون ديزاين" سينتقل الى "كارمن محمد الشناوي" ، وتشرف على تنفيذ مشاريع التصميم الخاصة بالشركة
رابعا : ستنتقل وصاية ابنتي إلى أخي "أدهم محمود البارون" فور زواجه من "كارمن محمد الشناوي" ، ويتم تسليم الورث الشرعي لملك فور إتمامها 21 سنة.
في حال رفض أي منهم تنفيذ هذا البند ، يلغى كل ما سبق باستثناء منصب "مالك صلاح البارون" ، وتنقل وصاية "ملك" إلى أخي "أدهم محمود البارون" ، ولا يحق لكارمن الاعتراض ، فإن ابنتي سيربيها فقط أخي.
خامسا : اما نصيبي في باقي العقارات والمصنع ومحلات الملابس تقسم وفقاً للشريعة والقانون.
و هذه الوصية و تنفذ بعد إتمام ستة أشهر من تاريخ وفاتي.
.........
اتسعت عيون كل من في المكان
، و هم يتوجهون بنظراتهم نحو كارمن التي لا تستطيع وصف ما تشعر به في هذه اللحظة
عدم فهم ، ذهول ، صدمة ، غضب ، حزن
لا يقل عنها حال ادهم بل واكثر ، فهو لم يتوقع ابدا هذا الطلب من اخيه ، ولا احد يمكنه التصديق ان هذا قد يحدث بالفعل ؟
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
اياك ان تكون ميتا و انت حي
فالحياة طريقها متسع طويلا
عليك ان تمشيه كله بخيره و شره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اتسعت عيون كل من في المكان ، و اول من تجرأ و تحدث !!
كانت نادين التي غضبت كثيرا من هذه الوصية التي سوف تكشف كل شئ فعلته.
نادين بصراخ : ايه الجنان اللي بيتقال دا .. اكيد عمر اتجنن عشان يكتب حاجة زي دي !
ادهم بتحذير : ماسمعش صوتك يا نادين
نادين بغضب : يعني ايه يا ادهم انت موافق علي الهبل اللي مكتوب دا !!
هتفت ليلي بإنفعال شديد : اخرسي انا ابني الله يرحمه عقله يوزن بلد و ماتدخليش في اللي بيحصل دا .. فاهمة
اما هي فلم تستطيع مشاركة هذا الحديث الصاخب ،
ماذا تقول لا تصدق ان عمر وضعها في هذا الموقف ؟
تتزوج من اخوه كيف؟
_ انا مش هنفذ الوصية دي
كانت هذه كلمات كارمن و نظرتها مصوبة في الفراغ
صاحت نادين فيها بإحتقار وتعالي : مين قال اصلا ان الكلام دا هيحصل يا حبيبتي .. انتي ناسية نفسك و لا ايه .. مش كفاية انك ضحكتي علي الصغير وخليته يتجوزك وانتي مش من مستواه .. هتكوشي علي الراجل اللي فاضل كمان
تجمعت الدموع بعيون كارمن وهربت منها الكلمات ، فلم تستطيع الرد.
وصل غضب ادهم الي اقصي حد ، وهو يلاحظ دموعها من كلمات زوجته المسمومه ، ذهب إليها وصفعها بقلم على وجهها.
ادهم بصوت جهوري : الزمي حدود يا نادين مش هصبر عليكي اكتر من كدا .. يلا اطلعي علي اوضتك حالا .. مش عايز اشوف وشك قدامي
صرخ فيها عالياً فاخذت المتبقي من كرامتها ، وغادرت تتوعد بداخلها ان هذه الزيجه لن تمر علي خير.
نهضت ليلي من مكانها جالسة بجانب كارمن ، وهي تعانقها بتعاطف في هذا الموقف الذي لا تحسد عليه.
مدحت بجدية : اهدو يا جماعه فاضل اقل من خمس شهور علي مهلة الوصية لازم توصلو لقرار قبل الميعاد دا و تبلغوني به
انصرف المحامي ليعم الصمت المكان للحظة
هتف ادهم بملامح صارمة : وصية عمر هتتنفذ يا كارمن
نظرت كارمن اليه بدهشه وقالت بإصرار : بس انا مش موافقه و مش هتجوزك
رفع أدهم حاجبيه قائلا ببرود : لو سمحتم الكل يخرج عاوز اكلمها لوحدها
ضاقت عيناها وهى ترأهم جميعًا يغادرون في صمت لتبقي معه وحدها ، لذلك لم تنظر إليه.
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
ادهم بصرامة : مفيش اختيارات كتير قدامك .. الوصية خلاص اتفتحت و اللي جواها لازم يتنفذ .. و الا وصاية ملك هتكون من حقي لوحدي
نطق اخر جملة بنبرة تهديد و حزم
هبت كارمن واقفه تنظر له بغضب وقالت بصراخ : انت اتجننت .. عايز تاخد بنتي مني
هتف ادهم بغضب ايضا : اتكلمي كويس .. قولتلك معندكيش اختيارات .. يا تقبلي كل حاجة يا تخسري كل حاجة
كارمن بضعف : انا مش عايزة فلوس و لا شركة و أي حاجة غير بنتي وبس
أخفى أدهم شعوره بالأسى عليها ، ليقول من بين أسنانه : الكلام واضح قدامك خمس شهور تفكري فيهم .. لحد معاد تنفيذ الوصية
هتف بهذه الكلمات و غادر المكان بأكمله.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
منزل مالك البارون
في غرفة مالك و يسر
دلفت يسر لتجد مالك يجلس علي الفراش شارد بتفكيره ، ولم ينتبه لدخولها.
قالت يسر برقه : ايه اللي واخد عقلك يا قلبي؟
خرج من شروده ينظر إليها ، ويبتسم عندما وجد تلك الجميلة بشعرها الأشقر واقفة أمامه.
كانت ترتدي فستانها الأسود القصير خطفت أنفاسه بإطلالتها الساحرة.
مرت عينيه من رأسها إلى اسفل قدميها كالعادة أبهرته بأدنى حركة منها.
مالك بحب : هو حد يقدر ياخد عقلي وقلبي غيرك يا ام العفريت
ضحكت بخجل وهي تجلس الي جواره : بلاش تجيب سيرة العفريت .. هتلاقيه جاي ينط فوق بطنك زي كل يوم
ضحك معها وقال : عندك حق الواد دا متسلط علينا
يسر بإبتسامة : ماتقلقش لعب كتير مع ملك انهاردة .. اول ما حطيته في سريره راح في ساااابعه نومه
ابتسم مالك بخبث و هو يصقف بيديه ، ليقول بحماس : يعني الملعب فضيلنا اخيرا
ضحكت بدلال علي حركاته ، وسألت بنعومة : قولي بس الاول ايه اللي حصل معاكم و انا في الجنينه
مالك بإنزعاج : لا كدا الليلة هنقضيها في الحكاوي و هتتحسب عليا اونطه .. و حكاية الوصية دي هيطول شرحها انا عايزك في حكاية مستعجلة دلوقتي
نظرت له بطرف عينيها وتمتمت : حكاية ايه دي بقا ؟!
لم يرد مرة أخرى فقط حاصرها داخل ضلوعه ، هامسًا بجانب اذنيها بكلمات الحب و الغزل التي خدرتها قبل أن يبتعد عنها و يلف خديها بيديه الكبيرتين بينما ينظر بلطف في عينيها وهمس : بعشقك
خديها يحترقان بهذا الاحمرار اللطيف لقلبه ، فبغض النظر عن عدد السنين التي مرت عليهم فإنها ستظل تخجل من كلماته الحب منه ، لتغمغم بإبتسامة : و انا بموت فيك
تسارع أنفاسه يقترب أكثر فأكثر ، و أنفاسها الحارة تلهب جلده بالإغراء ، أغمض عينيه وهو يلتهم شفتيها بين شفتيه بقبلة عاطفية تتعمق معه ، وهو يستمتع برحيقها ليذهبو معا في عالمهم الخاص.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في فيلا عمر البارون
هتفت مريم بصدمة : مش معقولة اللي بتقوليه دا يا بنتي ؟
ردت كارمن ببكاء : هو دا اللي حصل يا ماما
عانقتها امها وقالت بحزن : ازاي عمر يعمل كدا ؟
خرجت من حضنها ، و صاحت بدموع : معرفش يا ماما .. قوليلي اعمل ايه لو ماتجوزتش ادهم الوصاية هتروح له وهياخد مني ملك .. انا مقدرش اعيش من غيرها
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
مريم بقلة حيلة : اقبلي يا كارمن .. اكيد عمر ماعملش كدا عشان يأذيكي لاني متأكده قد ايه كان بيحبك
كارمن بتعجب : بيحبني !! و يحطني في وضع اجباري زي دا عشان اتجوز اخوه يا ماما .. ازاي يفكر كدا ؟
مريم بهدوء : الله اعلم يا بنتي .. محدش عارف الخير فين ؟
كارمن بعدم اقتناع : بس انا مقدرش اتخيل نفسي مع ادهم ابدا .. ازاي اصلا و انا مرات اخوه
مريم بتصحيح : كنتي مرات اخوه يا كارمن عمر مات و مش هيرجع تاني .. لازم تتقبلي الوضع لو عايزة تفضل بنتك معاكي
و انتي مش اول وحدة تجوز اخو جوزها
هتفت تذكرها بالواقع الذي لا تستطيع ان تتقبله
نظرت لأمها بحزن و لم تستطيع انكار ما تقوله لكنها قالت : انا هطلع اوضتي استريح .. تصبحي علي خير
مريم بحنان : و انتي من اهله يا حبيبتي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
نعود الي قصر البارون
عاد أدهم من الخارج بعد أن خرج ماشياً بسيارته في الشوارع بلا هدف ، غير مدرك ما كان يفكر فيه شقيقه !!
لماذا أجبره على هذه الوصية ؟
بدون ادراك من اخيه فتح الجراح التي حاول إخفاءها خلف قناع البرودة منذ أن علم أن شقيقه يحبها وينوي الزواج منها.
جلس أدهم في مكتبه يفكر فيما حدث بعقله الشارد.
سمع طرقة خافته على الباب ، فسمح له بالدخول
تمتمت ليلي بصوت هامس ، و هي تغلق الباب ورائها : ممكن اتكلم معاك يا ادهم ؟
رد ادهم على الفور : اكيد اتفضلي يا امي
ليلي بعتاب : كنت قاسي علي كارمن يا حبيبي كنت سامعه كلامك ليها من برا .. براحة عليها ماتنساش هي خارجه من صدمة قوية من فترة بسيطة
قال ادهم دون أن ينظر إليها : كدا احسن لازم تتقبل الواقع بسرعه .. انا مش عايز احرمها من بنتها .. اكيد انا مش هعمل كدا حتي لو اضطريت اني اضغط عليها و اتجوزها بالعافية
ختم حديثه بإنفعال لتقول ليلي بصوت هادئ : وحدة وحدة عليها يا ادهم البنت يتيمه و بقت ارمله كمان في سن صغير اوي مش هتتقبل كل دا بسهوله
رد أدهم بغموض : ماتقلقيش يا امي خير ان شاء الله
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في غرفة كارمن
جلست غاضبة على سريرها ، غير قادرة على النوم .
تفكر في كل ما حدث اليوم ، لا تفهم كيف ستتزوجه بعد خمسة أشهر ؟
تتذكر جيدًا ما حدث في لقائهما الأول ، لم تكن تعلم عنه شيئًا عندما عملت في الشركة لأول مرة ، كانت كل معرفتها به هي كلمات عمر البسيطة عنه فقط.
★•••••★•••••★
Flash Back
تقتربت كثيرا من عمر ، وأحست انها تحبه كثيرا ، فقد لامس قلبها بلطفه و أسلوبه الراقي المهذب ، وبعد أربعة أشهر من العمل في الشركة كانت على وشك التخرج من الجامعة ، و كانت متحمسة لعملها المستقر في الشركة ، فقد أذهلتهم بأفكارها الجديدة و الراقية.
في ذلك الوقت ، قرر عمر أن يطلب منها الزواج ، وبالفعل ذهب إلى أخيه ، وأخبره بما يشعر به لم يرفض أدهم طلب عمر ، و قال له إنه ليس لديه مشكلة فهذه حياته و عليه الاختيار لنفسه.
كان عمر سعيدًا جدًا بحديث أخيه و زادت ثقته فى نفسه ، و طلب منه إحضار كارمن إلى هنا يتعرف عليها ، و بعد تخرجها سيأتي معه ليتقدم الي خطبتها ، ووافق أدهم علي ذلك.
و باليوم المتفق عليه ...
كانت تمشي في الطابق الأخير من الشركة بمفردها بعد أن تركها عمر لأمر مهم من العمل ، وطلب منها الانتظار في غرفة سكرتيرة شقيقه حتى يعود.
لكنها لا تعرف الطريق الذي عليها أن تسلكه ، هناك ممران ، لذلك بدأت تمشي ، وأنذهلت بفخامة هذا الطابق الذي تراه لأول مرة.
لفت انتباهها لوحة فستان جميلة جدًا معلقة على الحائط.
توقفت كارمن في منتصف الممر ناظرة إليها بإعجاب شديد ، وفجأة شعرت بهزة قوية دفعتها في كتفها ، فشهقت بشدة وسقطت على الأرض لأنها لم تستطع التوازن وذراعها اصبح يؤلمها كثيراً.
اغمضت لبرهة عينيها من الألم ونظرت لأعلى ، لتجد أمامها جدارًا بشريًا كان ينظر إليها ببرودة شديدة.
صرخت كارمن بإندفاع ، محاولة النهوض من الأرض بغضب ، و هي تدلك ذراعها برفق : انت اعمي مش شايف حد واقف و انت ماشي زي الصاورخ كدا
اقترب منها يقف امامها مباشرة ،
ونظر الي عينيها و هو يقسم بداخله انها صافيه اكثر من السماء.
هتف ببرود و عجرفه : انتي للي غلطانه .. واقفة في نص الممر براحتك كأنك في بيتكم مش في شركة
صاحت كارمن بنبرة غضب و كبرياء : لو سمحت حضرتك الزم حدودك انا كنت واقفه ببص علي اللوحة و انت خبطت فيا و وقعتني و دلوقتي بتغلط فيا .. ايه قلة الذوق دي
تغيرت ملامحه إلى غضب ، فلم يجرؤ أحد على النظر إليه من هذه ، لتأتى تلك الضئيلة وترفع صوتها عليه و تغلط به ايضا بكل وقاحة.
صرخ في وجهها بحدة : انتي هتحكيلي قصة حياتك .. صوتك مايعلاش هنا و الا هقطعلك لسانك الطويل دا .. و يلا اتأسفي حالا
حاولت كارمن التنفس بهدوء للسيطرة على انفعالها ، لكنها ارتجفت بشكل لا إرادي خوفا من هذا المهيب ، و شعر أنه يحب ذلك البريق المذعور الذي ظهر في عينيها الزرقاوتين ، فابتسم بداخله بشكل خبيث ، و قرر اللعب بأعصابها عقابا لتحديها له قائلا بسخرية لاذعة : القطة اكلت لسانك دلوقتي .. و لٱ بتفهمي متأخر .. قولت اتأسفي عن الكلام للي قولتيه و صوتك العالي
اشتعلت غيظًا ، فهذا المتغطرس عدم الاحساس يسخر منها و يهينها بكلماته ايضا رغم ان الخطأ منه.
وضعت يديها على خصرها في تحدي وقالت بعناد : لما تعتذر انت الاول و تتكلم بإحترام .. وقتها انا هكلمك بإحترام
رفع حاجبيه بشموخ يليق به ونطق بكبرياء : غصبن عنك تتكلمي معايا بإحترام
هتفت كارمن بملل و إستنكار من غروره : و بعدين بقا في اليوم دا .. لو سمحت عديني عشان في ناس مستنياني
حاولت أن تمر من جانبه ، لكنه أمسك بخصرها ودفعها على الحائط.
شهقت بتفاجئ من فعلته ، و رفعت عينيها له في غضب و نظرت مباشرة إلى عينيه ، فشعرت بارتباك من قربه الخطير منها ، و نظرة عينيه القاتمه التي جعلتها حقا تريد الهرب منه الأن.
اما هو فأصبح مثل الشخص الضائع في امواج هذه العيون ، لا يعرف كم من الوقت بقي في هذا الوضع.
همست كارمن بتوتر : مايصحش كدا .. لو سمحت ابعد عني
لكنه لم يسمع ما تقوله ، بل اقترب منها اكثر ، فأغمضت عينيها بشدة ، ليشعر بتوترها يزداد تزامنًا مع تسارع أنفاسها ، لكنه استيقظ من هذا السحر فجأة ، وفي غمضة عين لم يكن موجودًا في المكان.
فتحت عينيها ببطئ بعد ان شعرت انها تقف وحدها بالمكان ، لدرجة أنها لا تعرف إذا كان ما حدث هذا حقيقيًا أم أنها كانت تتخيل ، لكن الألم الذي مازالت تشعر به في ذراعها جعلها تدرك ان ذلك حدث بالفعل.
_ كارمن
كان هذا صوت عمر الذي أنهى عمله ، وذهب للبحث عنها في مكتب السكرتيرة ، ولكنه لم يجدها ولم يكن شقيقه وصل إلى مكتبه ، فذهب للبحث عنها.
نظرت اليه في شرود فهي لم تتخطي الصدمة بعد ، تعجب من امرها ليقول بتساءل : مالك يا بنتي سرحانه في ايه .. و واقفه هنا ليه ؟
همست بإرتباك : توهت معرفتش اروح المكتب !!
عمر بإبتسامة هادئة : و لا يهمك ادهم لسه موصلش .. تعالي نستناه في مكتب مها
ذهبت معه و هي تحاول ان تستعيد تركيزها ، و تنسي هذا الموقف المحرج لها.
Back
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★••
نظرت كارمن الي صورة عمر الموضوعه علي المنضدة بجانبها ، ثم مدت يديها تمسكها و هي تتحدث لها بدموع : ليه تحكم عليا الحكم دا .. مش عارفه اعمل ايه دلوقتي ازعل منك و لا ازعل عليك يا عمر!!!
وضعت الصورة في مكانها ، و اغمضت جفونها لعل سلطان النوم يأتيها لتهرب من افكارها.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
لكل صمت هستيريا خاصه به ، فكلما زاد هدوء الشخص ، كثر الضجيج برأسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ايطاليا مساءا
بداخل احدي الفنادق الفاخرة التي يمتلكها "مراد عزمي"
يجلس مراد مع رجال اعمال فاسدون من مختلف البلاد يتحدثون حول اعمالهم و تجارتهم الغير مشروعه مثل المخدرات ، الاثار ، السلاح .. الخ
"سيتم ترجمه المشهد باللغه العربية الفصحي"
_ اللعنه مراد ألم تقل لي ان شحنة الاسلحة قد دخلت الحدود الاقليمية و انه ليس هناك مشكلة
اجاب مراد بثقة : أجل ، كل شئ علي ما يرام ، لقد تأكدت بنفسي
_ سيدي ، لقد تم التخلص من الجواسيس التي زرعتها الشرطة وسطنا ليتعقبونا ، و لا يوجد اي خطر الان علي المنظمة
_ حسنا ، لا اريد ان يبقي اثر لأي شئ يرشد الشرطة عن اعمالنا مفهوم
_ حسنا
_ اما انت مراد سوف تظل في ايطاليا هذا الشهر ، فأننا نحتاجك معنا هذه الفترة
اؤمأ مراد بالموافقه و هو يفكر ان نزوله لمصر تأجل ، و انه سيغيب عن محبوبته لمدة شهر فأنه يتطوق شوقاً لها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
صباح يوم جديد
فى احدى محافظات الصعيد ، و بالتحديد محافظة قنا التى بها المقومات الاساسية ، والضرورية اللازمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وبها اراضى قابلة للاستصلاح ، والعديد من الاماكن ، والمعالم السياحية ، وسكانها المعروفين بأصالتهم وأخلاقهم منذ القدم
في منزل الحاج "عبد الرحمن الشناوي"
استيقظ جميع من في المنزل يلتفون حول مائدة الطعام كالمعتاد.
كان "بدر" يجلس في مقعده المعتاد على اليمين ، و بجانبه تجلس زوجته "حنان" ، و علي اليسار مقعد "حياة" ، بينما المقعد المترأس للطاولة يجلس عليه الحاج "عبد الرحمن الشناوي" بهيبته الطاغية.
تحدث الحج عبدالرحمن : لسه العيال ماصحيوش و لا ايه؟
ضحكت حنان قائلة ببشاشة : لا يعمي اكيد صحيو .. بس انت عارفهم عاد متلكعين علي طول
هتفت روان بمرح : يا صباح الفل يا الناس الحلوين
ثم ذهبت الي جدها وقبلت يده بإحترام وقالت بمرح : وحشتني اوي يا ابو الشباب ، و قبلته في خده بحب
بدر بضحك : يا بت اهمدي علي الصبح و بطلي مناغشه في جدك
اجاب عبدالرحمن بمحبه : سيبها يا بدر دي حبيبه جدها
صاحت روان بطفوليه : شوفت بقي يا سي بابا احنا متفقين اهو محدش يدخل بيني و بين حبيبي لو سمحتم بقي
ضحكت حياة وقالت بنبرة حنونة : مابتكبرش ابدا البت دي .. يلا يا حبيبتي اقعدي افطري
جلست روان ، ثم وضعت يديها علي رأسها كأنها تفكر ثم قالت بلؤم : اه صحيح يا جدي و انا داخلة كدا سمعتك بتكلم عن العيال للي مصحيوش .. اكيد قصدك ماجد طبعا مش كدا!!
ضحكو جميعا علي تصرفات هذه الطفله مهما كبرت لا تتغير.
جاء صوت ماجد من وراءها : بتجيبي في سيرتي ليه يا ام طويلة انتي ؟
روان : يمه تف تف قطعت خلفي يا عم .. ايه انت بتنط علي السيرة .. و الطويلة مالها دي حتي الغلبانة و المستغلة في كل حاجة
ماجد بلا اهتمام : افطر و بعدين ارد عليكي
هتف بدر بنفاذ صبر : كفاياكم دوشة و اقعدو افطرو و سيبو جدكم يفطر
جلسو جميعا يأكلون بصمت
_ صباح الخير
تحدث زين بهدوء بعد ان دلف الي غرفة الطعام ، و هو يقبل يد جده بإحترام.
رد الجد ببشاشة : صباح النور يا ولدي
اجابت حياة بإبتسامة حنونه : صباح الخير يا حبيبي
قبل يد والدته و جلس بجانبها يفطر بصمت
كانت عيون روان مصوبة نحوه ، لم يكلف نفسه ان يلقي عليها تحية الصباح او حتي ينظر اليها ، لا تعلم لماذا هو بارد هكذا ؟
لكنها تحبه!!
خرجت من تفكيرها علي ضربة من اخيها
صاحت روان بإنزعاج : ضربه في ايدك .. حد يعمل كدا ؟
ماجد بملل : بنادي عليكي من ساعه و انتي في المريخ .. يلا عشان اوصلك للجامعه في طريقي
تحدثت حياة على الفور : قوم يا زين وصل خطيبتك يا ولدي
اجاب زين ببرود : عندي شغل مهم فى المستشفي يا امي مينفعش اتأخر عنه
كتمت روان الغصه التي شعرت بها من حديثه البارد و لامبالاته بها ، لكنها اخفت ذلك الشعور خلف مرحها المفتعل.
روان بإبتسامة واسعة : مش مشكلة ماجد هيوصلني يا عمتي .. سلام يا ناس يا حلوين ..
أنهت جملتها لتقبل خد جدها.
كان ينظر اليها زين بطرف عينيه ، و لم يبدي اي رد فعل اتجاهها.
بعد لحظات نهض من كرسيه و هو يقول بهدوء : انا كمان لازم اتحرك اتأخرت علي المستشفي عن اذنكم .. سلام
الجميع : مع السلامه
★★★
•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في بقصر البارون
الساعه 9:00 صباحا
استيقظ أدهم من نومه ، أو بشكل أوضح من غفوته ، حيث لم ينم حتى الساعات الأولى من الصباح.
قام متجها الي صالة الألعاب الرياضية حيث يفرغ كل شيء على صدره بالرياضة كعادته ، أثناء ممارسة للرياضة كان يفكر في أول لقاء لهما .
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
Flash Back
كان يسير في طريقه إلى مكتبه بعد أن تأخر على الوصول للشركة في الوقت المعتاد بسبب نادين التي لا تتوقف عن استفزازه بطلباتها السخيفة ، وهذا اخره كثيرا ، ولابد أن شقيقه ينتظره هو وفتاته ، فأسرع ليكمل طريقه ، وهو ينظر إلى هاتفه ليعرف الساعة.
اصطدم بها وجعلها تسقط على الأرض بعنف ، و عندما رفعت عينيها إليه ، صرخت في وجهه.
تذكر كيف أنه لم يتحكم في نفسه معها وهذا جديد عليه ، فهو نادرًا ما ينجذب إلى فتاة ، لكن نظرة من هذه العيون الزرقاء البريئة سلبت عقله في ثوان ، و هي أول من يجرؤ و يرد عليه بشجاعة رغم ارتجافها أمامه و وضوح التوتر عليها.
لا يعرف كيف اقترب منها ، ولكنه افاق هذا السحر وعقله يحذره بالابتعاد عنها فوراً.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد مرور وقت قليل
جلس أدهم في مكتبه ، شارد بتلك العيون الجميلة ، لابد أنها تعمل في الشركة ، وسوف يعرف من هي ؟
افاق من تفكيره علي طرق الباب ، سمح لأخيه ان يدخل ، لكنه لم يكن وحيدا كانت معه ، إنها نفس الفتاة الفاتنة التي سحر بها.
عمر بإبتسامة : صباح الخير يا ادهم
رفع رأسه و هو يرد تحية اخيه : صباح النور
قال عمر و هو يشير بيديه علي كارمن الواقفة وراءه : اعرفك .. دي كارمن خطيبتي المستقبلية اللي حكتلك عنها ..
ثم نظر الي كارمن مردفاً بفخر : اقدملك ادهم اخويا يا كارمن و رئيس مجلس ادارة شركاتنا
كسرت هذه الكلمات السحر الذي شعر به ، وهو يرى عينيها تتسعان في صدمة لم تكن أقل من صدمته ، لكنه عالج الموقف بعقله الصلب في ثواني ، و نظر اليها بجدية وبرود ، ثم أشار إليهم بجلوس .
تحدث ادهم بصوته الرخيم : فرصة سعيدة يا كارمن
اجابت كارمن بصوت مرتبك ، و كانت تنظر الي الارض : انا اسعد يا فندم .. شكرا
ادهم بسؤال : تشربو ايه ؟
لم تستطيع الرد من شدة توترها
عمر ببساطة : انا عاوز قهوة و كارمن بتحب المانجه
نظرت كارمن بإمتنان لعمر تشكره بإبتسامة صامته ، و هذا ازعج ادهم بشدة ، لا يدري لماذا لا يستطيع يتحكم في مشاعره ؟
عم الصمت للحظة قبل ان يكسره عمر بمرحه الدائم لا يدرك مايجول في خاطر الجالسين امامه.
هتف عمر قائلا بأبتسامة رجولية لم تزيده الا وسامةً : ايه رأيك في ذوق اخوك .. مش بذمتك ليا حق استعجل علي الخطوبة ؟
احمرت كارمن خجلا من حديثه
اجاب ادهم بغموض : ماكنش عندي شك في اختيارك
ثم وجه نظراته لكارمن مستطردًا حديثه بنبرة عادية : انتي عايشة مع والدتك بس مش كدا ؟
اجابت كارمن بصوتها الناعم : ايوه حضرتك .. والدي توفي و انا طفلة
ادهم بإستفسار : و ايه هي دراستك ؟
اجابت كارمن و هي تشعر انها امام لجنة امتحان : انا هتخرج بعد شهر من فنون تطبيقيه قسم ملابس
Fashion Design
هتف عمر يذكره : كارمن بتشتغل معانا هنا يا ادهم كانت ضمن طلاب التدريب
اومأ ادهم بصمت و انتهت المقابلة بسلام.
Back
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
افاق من صراعه الداخلي و هو يأخذ نفسا عميقا ، و يعود من تلك الذاكرة الثقيلة على قلبه ، يتذكر كيف كان يتجنب أي لقاء معها بعد خطوبتها لأخيه ؟
كيف كان يتعامل معها بحذر شديد وجدية في أي مناسبة تجمعهم ، لكنه في نفسه لم يتوقف عن التفكير فيها ، لقد حاول كثيرًا وفشل.
خرج من صالة الرياضة يستعد الي عمله ، فهو عليه مباشرة شركة المقاولات مع مالك اليوم محاولا عدم التفكير في المستقبل ، و سوف يترك كل شئ يأتي كما كتبه الله لهم.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
لٱ تطل البقاء
في محطة يأسك
فقد يمر قطار الامل
في الاتجاه المعاكس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في فيلا عمر البارون
تجلس كارمن في الصالة شاردة بتفكيرها
مريم ببشاشة : صباح العسل علي عسولتي
كارمن بهدوء : صباح الفل يا ماما
مريم بحب : حبيبتي عملتلك شاي بلبن اللي بتحبيه
كارمن بإبتسامة عذبة : تسلم ايدك يا ماما
مريم بفضول : بتفكري في ايه ؟
كارمن بحيرة : متلخبطة يا ماما .. مش عارفه لسه عاوزة اعمل ايه ؟
مريم بهدوء : لو عايزة رأيي وافقي يا بنتي
اتسعت عيون كارمن ، وقالت بإستغراب : انتي اللي بتقولي كدا يا ماما ! طب انتي ليه مفكرتيش تتجوزي بعد بابا الله يرحمه ؟
ابتسمت مريم قائلة بحب : باباكي الله يرحمه ماكنش في زيه محدش هيملي مكانه .. و بعدين انا كان كل تفكيري وقتها فيكي انتي و مستحيل كنت هجيب ليكي جوز ام يبهدلنا
عانقتها كارمن بشدة لتقول بإبتسامة : حبيبتي يا ماما ربنا يخليكي ليا
مريم بحب : و يخليكي ليا يا رب يا قلبي ..
واصلت مريم حديثها بهدوء : بس انتي وضعك مختلف عني يا حبيبتي !!
كارمن بدهشة : ازاي يعني مختلف ؟
مريم بصوت حنون : اللي هتتجوزيه دا عم بنتك .. مش واحد غريب و لا طماع .. الشهادة لله يعني انسان محترم و بيعامل ملك زي بنته .. و بالعقل كدا هو اكتر واحد هيخاف عليها
جادلت كارمن بعدم اقتناع : بس يا ماما دا متجوز .. و انتي عارفه طريقة مراته مستحيل هنتفق مع بعض !!!
مريم بجدية : وانتي مالك بمراته .. مالكيش دعوة بيها اصلا انتي ليكي بنتك و جوزك و كل واحدة منكم في حالها.
عقدت كارمن حاجبيها وسألت بسخرية : و انتي فاكرها هتسكت انتي ماشوفتيش اكلمت ازاي عني بعد ما سمعت الوصية و مضايقة من نفسي اني ماقدرتش ارد ؟
مريم بإستفسار : هو انتي مش قولتي ان ادهم وقفها عند حدها و كمان ضربها قدامكم كلكم !!
أجابت كارمن بضحكة خافتة : اه اللهم لا شماته بس انا ارتحت لما عمل كدا لانها فعلا انسانه مستفزة بس قلقانه لا تحطني في دماغها.
قالت مريم تطمئنها بنبرة هادئة : متقلقيش و اهو الراجل من اول يوم خدلك حقك عايزة ايه تاني !
كارمن بحزن : مش حاسة اني هعرف انسي عمر يا ماما !!
مريم بتفهم : يا حبيبتي انتي مش هتنسي عمر لانه ابو بنتك .. بس هو الله يرحمه و انتي اللي عايشة دلوقتي .. ممكن تحسي ان الحياة وقفت عند اختفاء عزيز من حياتك .. بس الحقيقه ان الحياة ماشية و انتي اللي واقفة مكانك.
قالت كارمن بتنهيدة ، و قد بدأت تقتنع بحديث امها : ماشي يا ماما انا هتكلم مع ادهم و ان شاء الله خير...
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في النادي
تجلس نادين بصحبة ميرنا و هي تتحدث بعصبية شديدة : انا يضربني بالقلم قدام الكل و عشان الجربوعه دي
ميرنا بكلمات مهدئة : اهدي بس و فهميني براحة .. انا مش فاهمه منك حاجة من وقت ماقعدتي و انتي بتزعقي .. فرجتي الناس علينا
نادين بسخط : بقولك فتحو وصية اخوه .. و مكتوب فيها انها تكون نائب مجلس الادارة .. و مشرفه علي المصنع بعد ما تتعلم الشغل .. و فوق كل دا هتجوز ادهم دا علي جثتي ان دا يحصل
ميرنا بتفكير : معقوله .. كارمن دي طلعت مش سهلة خالص
نادين بقلق تحادث نفسها بصوت عالي : انا مش عارفه افكر هي لو اتجوزته اكيد هيفهم اني كذبت عليه و اقل حاجة هيعملها هيطردني من بيته و يطلقني دا لو مقتلنيش اصلا
ميرنا بفضول : قتل ايه مش فاهمه حاجة؟
نادين بتردد : هقولك ما انتي لازم تفكري معايا و تشوفيلي حل
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في كلية روان
تجلس مع صديقتها "رنا" يتحدثون فتأتي اليهم صديقتهم "مني" تجلس معهم
مني : صباح الخير يا بنات عاملين ايه
ردو : صباح النور
اجابت روان : الحمدلله تمام
هتفت رنا بفتور فهي لا ترتاح الي مني : بخير
روان : انتي اخبارك ايه
مني بخبث : تمام و الله .. قوليلي صحيح عاملة ايه مع خطيبك؟
نظرت لها رنا بحنق لتدخلها بحياة روان
روان بحزن : الحمدلله.
مني بمكر : اومال مالك كدا وشك مكشر و زعلانه انتو اتخانقتو سوا
هتفت رنا بسخط : ايه الحشارية اللي انتي فيها دي ياريت تخليكي في نفسك احسن
مني بتذمر : ايه دا مالك انتي .. انا بطمن عليها و عاوزة مصلحتها .. مش شايفه شكلها بتحط ميكب و دايما بالنظارة دي طبيعي مايبقاش واخد باله منها
تتابعهم نظرات روان الحزينة و هي صامته
رنا بتعقل : علي فكرة الحب بالقلوب مش في الشكل ابدا ماتسمعيش كلامها يا روان
مني بملل : خلاص خلاص انا مالي براحتكم ،و نهضت تغادر بحنق
تحدثت روان بحزن علي حالها فهي تجهل تماما امور الاعتناء بمظهرها و كان كل اهتمامها فقط بدراستها : يمكن مني عندها حق يا رنا انا برده مش مهتمه بنفسي
رنا بتوبيخ حانى : بطلي هبل بالعكس انتي احلي مني انا و هي .. كفاية دمك الخفيف و شقاوتك و قلبك الطيب و طولك ماتسمعيش كلام مني انا مش بستريحلها
روان بيأس : بس مظنش ان دا كفايه يخليه ياخد باله مني يا رنا
قالت رنا بصوت ناعم : لو علي الشكل يا ستي سهل جدا .. سيبيها عليا انتي اصلا مش محتاجة حاجة يدوب هنشيل النظارة و تحطي لينسيز طبي و ميكاب خفيف و تبقي قمر .
روان بسؤال : و تفتكري دا هيخليه يشوفني حلوة يعني؟
رنا بتأكيد : التغيير مطلوب .. و كمان لازم تخرجي من مرحلة الطفولة اللي انتي لسه عايشة فيها يعني تتكلمي بهدوء برقه و بصوت واطي فهمتي يا بت
ابتسمت روان لصديقتها التي تعتبرها اختها فهي طوال الوقت تدعمها ، وقالت ببشاشة : حاضر يلا قومي معايا نشوف المحاضرة اللي ورانا.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في غرفه نادين ظهرًا
جلست تقطم اظافرها من التوتر و العصبية شديدة
، فهي لا تعرف هل حقا خطة صديقتها ستفلح ام لا؟
سمعت رنين هاتفها لتتجه الي المنضدة تري الشاشة تضئ برقم تعرفه جيدا ، اخذت تفكر هل ترد ام تغلق ككل مرة ؟ ولكنها بحاجة الي التحدث مع احد الان.
نادين بتردد : ايوه
_ ازيك يا روحي وحشتيني
نادين بهدوء تحاول السيطرة علي نفسها : احنا مش اتفقنا نقطع علاقتنا ببعض يا قاسم
قاسم بمراوغة : حاولت و مش قادر انساكي يا بيبي هو انا ماوحشتكيش
نادين و قد بدأت تلين نبرتها : بس انا حاليا عندي مشاكل و مش هينفع نتكلم
قاسم بلهفة : بس انا لازم اقبلك ضروري بجد مشتاقلك و لا خلاص نسيتي ايامنا سوا
نادين بهمس : لا مانسيتش و لا حاجة بس ياريت انت كمان متنساش اني متجوزة
قاسم بإصرار : و ايه المشكلة ما احنا كنا سوا و انتي متجوزة برده ومبسوطة و لا هتنكري انا لسه بحبك يا نادين و مصمم اني اشوفك
نادين برضوخ : ماشي يا قاسم عايزني اقابلك فين
اجاب قاسم على الفور : في شقتي طبعا اكيد لسه فاكرة العنوان مستنيكي
نادين بهدوء : تمام ساعتين و اكون عندك سلام
اغلقت و هي تتجه الي خزانة الملابس تبحث عن شئ مغري و ملفت ترتديه ، فهي قررت ان تحاول نزع الخوف من داخلها و لو مؤقتا .
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
اما عند قاسم
ضحكت بخبث : برافو عليك يا قاسم كدا بقي هي وقعت في الشبك و دا كان الوقت المناسب للصيد
شاركها الضحك وقال بفخر : عيب عليكي يا ميرنا انا مش هسيبها غير لما اطلع بكل اللي انا عايزو المرة دي
ميرنا بدلال : بس اوعي تنساني في المصلحة دي يا بيبي
قاسم بإبتسامة : اكيد يا عمري ماتقلقيش .. دا انتي السبب في اني عرفت اجيب رجلها من تاني دا انا بقالي شهور برن عليها و مش معبراني .
نهضت ميرنا قائلة بدلع : تمام يا حبيبي هسيبك بقي تظبط اماكن الكاميرات اللي جبتهالك و هتصل بيك بليل تقولي علي الاخبار
قال قاسم وهو ينظر لها بشهوة : طب ما تخليكي شوية لسه بدري علي معادها
ضحكت بغنج متصنع وقالت بغمزة : خلينا نأجلها لما يحصل المطلوب و نحتفل سوا يا حبيبي سلام
عض قاسم شفته وقال : سلام
غادرت ميرنا و هي تفكر بحقد و خبث : كدا بقي اقدر اكسر مناخيرها اللي حطها في السما دي .. و اساومها في الوقت المناسب
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في شركة البارون للمقاولات
وصل أدهم الشركه ، و ترجل من السيارة ، و هو يستقيم بشموخ ، و خلفه حراسه ، سار بخطواته الواثقه يدخل الي الشركه التي تعتبر الاساس لكل شئ فقد تعب بها والده .
دخل الى مكتبه جالساً على مكتبه بشموخ ليسمع طرق الباب ، يعقبها دخول "هناء" سكرتيرته الخاصة
هناء بإحترام : صباح الخير يا ادهم بيه نورت الشركة.
ادهم بهدوء : صباح النور يا هناء .. كل حاجة جاهزة ؟
تحدثت هناء بعملية : ايوه طبعا يا فندم .. دا ملف المشروع الجديد و الاجتماع بعد نص ساعه زي ما حضرتك امرت .
غمغم ادهم : تمام .. سيبي الورق دا و اطلبيلي قهوة.
أومأت هناء بالإيجاب وقالت بأدب : حاضر يا فندم اي شئ تاني؟
قال ادهم دون أن ينظر إليها : لا اتفضلي انتي.
انصرفت هناء بإحترام ، و ظل ادهم يعمل في هدوء.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد مرور ساعتين
وقفت نادين امام باب شقه قاسم ، و هي تلتفت ورائها تخشي ان يكون ادهم يراقبها ، فتصرفاته اصبحت غير متوقعه.
ضغطت علي جرس الباب ، و بعد عدة لحظات
فتح شاب طويل اسمر ، و علي شفتيه ابتسامة جميلة يخفي ورائها خبث شديد لهذه الغبية.
قاسم بخبث : اهلا يا بيبي .. اتفضلي
دخلت نادين بترقب فهذه ليست المرة الاولي لها بشقته ، و لكنها كانت تريد ان تغلق صفحة الخيانه من حياتها ، و تتفرغ الي اموال ادهم فقط.
جاء من خلفها ، يضغط بصدره على ظهرها ، ويضع رأسه على رقبتها ويقبلها بلطف.
حاولت الابتعاد عنه قليلاً ، لكنه أمسكها من خصرها ، وجذبها نحوه أكثر ، ولم يعطها فرصة للتفكير أو الكلام.
بدأت تضعف من تأثيره عليها وتركت نفسها ، وشعر بذلك ، فابتسم بخبث ، وراح يهمس لها بكلماته المعسولة حتى غرقت تمامًا في عالم آخر ، وأدارها تجاهه وانحنى يقبل شفتيها ببطء مثير ، وعانقها بقوة على صدره ، فرفعت يديها ولفتهما حول رقبته ، واستسلمت له تمامًا ، وتغرق في بحار الزنا والخيانة.
( قاسم : يبلغ من العمر 33 عاما ، طويل القامه ، يملك ملامح جذابه ، خبيث و طماع الي اقصي حد زير نساء يعشق المال )
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند كارمن
تمسك هاتفها في تردد تريد ان تحادث ادهم ، فهي اقتنعت بحديث والدتها ، و قررت ماذا ستفعل ، و تريد ان تعرف رد ادهم علي قرارها ، و لكن تخشي ان تقابله في القصر ، و تتدخل زوجته بالحديث ، و تحدث مشكلة اخري.
استجمعت شجعتها و ضغطت اتصال.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
اما عند ادهم
قطع رنين الهاتف تركيزه بالأورق التي امامه
اخذ الهاتف يري رقم غير مسجل بإسم فأجاب : الو !!؟
_ صباح الخير
ادهم ببحه رجوليه : صباح النور .. مين بيتكلم ؟
_ انا كارمن !
نظر الي الهاتف بدهشة و هو يجيب : ايوه يا كارمن ..ازيك !!
كارمن بصوت رقيق : الحمدلله انا كويسة.
ادهم بإهتمام : معلش مكنتش عارف رقمك .. خير حصل حاجة !!
كارمن بخجل : لا انا بس بتصل بيك عشان عاوزة اقابلك و اتكلم معاك
ادهم بهدوء : اكيد مفيش مشكلة نتقابل بليل في القصر.
اجابت كارمن على الفور : لا .. لو سمحت بلاش القصر ممكن نتقابل في اي مكان برا
ادهم بجدية : تمام .. انا قدامي اجتماع مهم دلوقتي .. بعد ساعتين هبعتلك رسالة بالمكان و الميعاد
كارمن : تمام .. مع السلامه
ادهم : سلام.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
اذا أردت ان تعيد انساناً للحياة ،
فضع في طريقه أنساناً يحبه .. انساناً يؤمن به.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في بيت ميرنا
تجلس في غرفتها تشاهد ما تصوره الكاميرات في شقة قاسم على حاسوبها ، وتسجل كل ما حدث وهي تبتسم بخبث.
فقد وقعت نادين في الفخ ، كما انها علمت بسرها ، وستنتقم منها بشدة لما فعلته معها منذ سنوات ، فنادين كانت الصديقة الوحيدة لها في الجامعة رغم اختلاف مستويات المعيشة بينهم ، و كانت نادين تجعلها تشعر من طريقتها انها أقل منها ، لأنها من طبقة متوسطة عكس نادين مدللة عائلتها الثرية.
وعندما وقعت في حب زميل لهم في الجامعة وأخبرتها عن ذلك ، أعجبت نادين أيضًا به وأرادته لنفسها ، لكنه كان شخصًا مستغلًا تركها وركض وراء نادين التي تمتلك المال والجمال.
و لكن الآن ما الذي حصلت عليه نادين ولا شيء ،
مرت الأيام ولم يبق شيء على حاله.
تذكرت ما قالته لها في النادي منذ ساعات
Flash Back
هتف ميرنا بصوت عالي من الدهشة : يخربيت مخك !!؟
تلفتت نادين حولها بخوف قائلة : وطي صوتك .. انتي اجننتي هتفضحيني !
ميرنا بعدم استيعاب : انتي ازاي قدرتي تقنعيه بكدا و ازاي صدقك ؟
أجابت نادين بتوتر : عشان انا اللي كنت مستعجلة اني اخلف .. هو ماكنش في دماغه اصلا و لا مهتم .
ميرنا بعد اقتناع : حتي لو مش مهتم .. مش مصدقة برده ازاي ماحاولش يكشف عند دكتور تاني ؟
هزت نادين كتفيها ، وقالت بفخر : دا كان من حظي الحلو انه اقتنع بسرعة و مادورش ورايا .
ميرنا بتفكير : يبقي انتي حاليا في كارثه فعلا لانه هيتجوز تاني .. و كارمن دي مخلفه قبل كدا و معندهاش مشكلة يعني اكيد هيعرف .
لوحت نادين بكفها في الهواء قائلة بتذمر : اومال انا بحكيلك ليه ؟ لازم تلاقي طريقه معايا تخلينا نمنع الجوازة دي !!
رفعت ميرنا حاجبها وقالت بسخرية : ماظنش انك هتعرفي تمنعي جوازهم .. دي وصية و لازم تتنفذ يا فالحة !!
حدقت إليها نادين بقلق ، وهمست بصوتٍ خافت : يعني ايه .. كدا هيعرف اني انا اللي مش بخلف مش هو .. وقتها اقل حاجة يعملها هيرميني للكلاب و مش هيرحمني !!
صمتت ميرنا للحظة ثم قالت بنبرة خبيثة : بصي انا رأيي انك تطلعي من وراه بأكبر مبلغ تقدري عليه و تختفي قبل مايعرف اصلا.
هزت نادين رأسها نفيًا ثم هتفت بطمع : و اسيب كل العز دا اللي انا عايشة فيه و اطلع منه بفتافيت .. لا طبعا لازم الاقي طريقه امنعه انه مايخلفش منها
ابتسمت ميرنا داخليا بمكر بعد أن علمت ماذا ستفعل لتقول بتفكير مزيف : خلاص سيبيني افكر في حل ؟
نادين بتنهيدة : ماشي انا لازم ارجع القصر .
ميرنا : تمام .. هكلمك
نادين : سلام.
ميرنا : مع السلامه.
Back
ميرنا تتحدث مع نفسها بنبرة تحمل كراهية وحقد تجاه نادين : لازم اجيب مناخيرك في الأرض يا نادين و مش هخليكي تتهني بأي حاجة...
( ميرنا : تبلغ من العمر 30 عام ، جميلة ، قوامها جذاب ، قصيرة القامة ، سمراء ، و عيونها سوداء .. تزوجت من رجل أعمال ثري عجوز ، وتوفي بعد عامين ، ورثت منه أموالًا كثيرة ، وتحسنت حياتها كثيرًا ، ولكن الآن كل ما تسعى إليه هو الانتقام من نادين فقط )
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في الساعه 4 عصرا
بفيلا عمر البارون
ارسل ادهم رسالة الي كارمن بتحديد المكان و الموعد ، فكان بالقرب من منزلها.
نهضت لتأخذ حمامًا دافئ يريح عضلاتها المتشنجه من التوتر.
انتهت كارمن حمامها ، و خرجت تتوجه الي الدولاب تطلع ملابسها باللون الاسود كما اعتادت في الأيام الأخيرة.
و لم تضع اي ميكاب ، و لبست حذائها ، و اخذت هاتفها و مفاتيحها ، و هي تغادر الغرفه.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
نزلت كارمن السلالم بهدوء ، و هي تسمع ضحكات ابنتها من الصاله.
توجهت اليهم لتري والدتها تلاعب ملك .
كارمن بهدوء : ماما انا هخرج .
مريم بتساءل : رايحة فين !!
تنحنحت كارمن قائلة بإحراج : كلمت ادهم .. و هقابلو بالمطعم اللي جنب الفيلا .. مش هتأخر
مريم بفهم : ماشي حبيبتي … خدي بالك من نفسك
كارمن بإبتسامة صغيرة : تمام يا مريومة.. سلام
ارسلت قبلة لها في الهواء ، و هي تغادر المنزل
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في مطعم فاخر علي النيل
تجلس كارمن تنظر في للساعه بتوتر ، وهي تنتظر حضور ادهم.
هي لا تعرف لماذا تشعر برهبة في وجوده؟
ادهم بصوت رجولى جذاب : مساء الخير
رفعت رأسها تنظر اليه يقف امامها بشموخه الذي يليق به.
كارمن بخفوت : مساء النور
مدّ يده لمصافحتها ، نظرت إلى يديه الممدودتين وصافحته للحظة شعرت بالكهرباء من ملمس يده القاسية ، كانت هذه هي المرة الأولى التي يمسك فيها بيدها ، لكنها تجاهلت هذا الشعور.
ادهم بإبتسامة خافتة : اخبارك ايه!
سحبت كارمن يديها في توتر واضح و أجابت : الحمدلله .. و انت اخبارك ايه !
ادهم بهدوء : الحمدلله.
صمتت كارمن لبرهة ، و هي تنظر الي يديها الموضوعه علي المنضدة ، لا تعرف كيف ستبدأ الحديث.
أما بالنسبة له ، فقد نظر إليها بتمعن لأول مرة دون أن يشعر أن هذه خيانة لأخيه.
شعر أدهم بتوترها هذا ، وبدأ في الكلام قائلا بتشجيع : كنتي عاوزة تقوليلي حاجة ؟
كارمن بنبرة رقيقة مشوبة بالإرتباك : ايوه فعلا .. بس مش عارفه ابدأ ازاي ؟
تمتم أدهم بهدوء : الموضوع يخص الوصية !
قالت كارمن بإندفاع : اه بالظبط
لاحت علي وجه ادهم ابتسامه طفيفه وسأل بلباقة : تحبي تشربي حاجة الاول ؟
أشاحت كارمن ببصرها عنهُ و ردت بعفوية : شاي بلبن
اتسعت ابتسامته مستفسرًا : اشمعنا شاي بلبن ! دا ميعاد غداء !!
رمشت كارمن عدة مرات ثم همست بإحراج : انا اسفه لو اخرتك علي غداك
ضحك ادهم بخفوت وهو يضع قدم فوق الأخرى ، ثم تكلم بنبرة عذبة : اتكلمي الاول و بعدين نطلب الغداء لينا
تمتمت كارمن بعد أن بدأت تسترخي قليلا : تمام
استأنفت الحديث بتنهيدة حزينه : انا كنت عايزة اقولك اني فكرت في بنود الوصية .. انا ممكن اعمل اي حاجة عشان بنتي .. و اكيد عمر الله يرحمه .. كان بيفكر فيها قبل اي حاجة و هو بيكتب وصيته .. عشان كدا اختارك انت الاب اللي هيخاف عليها زيه بالظبط .. وانا بقت اهم حاجة عندي هي ملك مش بقي فارقه عندي نفسي.
كان ادهم يتابع حديثها بعيون ثاقبة و تركيز شديد.
اما هي اخذت نفسا طويلا ، و هي تفرك يديها بتوتر ،
وواصلت حديثها بخجل : انا موافقه علي الجواز .. بس لو سمحت انا ليا طلبات.
كانت مازالت تنظر الي يديها و لا تستطيع النظر اليه من احراجها وترددها
اجاب ادهم بترقب : و ايه هي طلباتك؟
كارمن بنبرة خافته : انا عاوزة يبقي جوازنا علي الورق و بس.
زم شفتيه بإنزعاج من طلبها هذا مع انه كان يتوقعه
، لكنه اجاب ببرود عكس مايشعر به من غضب : تمام
رفعت نظرها اليه وقالت بتعجب : يعني انت موافق !!
تاه في زرقاوتيها التي تنظر اليه ببراءة واضحة ، و لكنه تماسك يجاوبها بنفس البرود ممزوج بالكبرياء : انا مش هفرض نفسي عليكي .. ولا هقرب منك غير لو انتي عايزة كدا.
كارمن بإحراج : شكرا.
ادهم بذكاء : ايه هي باقي طلباتك؟
تنفست كارمن بعمق وهى تشعر بثقة أكبر فى نفسها لتقول على الفور : يكون ليا اوضة لوحدي !
رد ادهم و هو يحاول تمالك نفسه ، قابضًا علي كفه فوق الطاولة : مش ملاحظة ان كدا كتير !!
اهتزت مقلتيها لكنها حافظت على ثبات نبرتها الهادئة : مستحيل تكون متوقع مني اني اتقبل الوضع بسهولة؟
حرك أدهم رأسه بنفاذ صبر ، وقال بنبرة قوية : ماشي يا كارمن .. بس هتكون الاوضة في جناحي بأخر دور بالقصر .. وملك كمان هجهزلها اوضة الاطفال
سألت كارمن بحرج : هي نادين مش بتنام في جناحك
أجاب ادهم بعدم اهتمام : لا ليها جناحها الخاص في الدور الثاني
اندهشت كثيرا من حديثه البارد عن زوجته ، هي كانت زوجه اخيه ، ولكنها كانت لا تعلم عن حياته الخاصة اي شي.
حاولت ان تصر علي قرارها ، وهتفت بعناد طفولي : طب و ليه انا كمان ماتكونش ليا اوضه خاصة !!
ادهم رفع حاجبيه ليقول بصرامه : انا اللي اقرر و مفيش نقاش في الموضوع دا تاني.
انزعجت كارمن منه كثيرا ، لتهمس بصوت منخفض لكنه وصل اليه : مستبد!
قال أدهم مُبتسِمًا بجانبية : بتقولي حاجة !!
نظرت كارمن اليه وقالت على الفور : امتي هقدر ابدأ الشغل في الشركة ؟
أجابها أدهم في عملية وعدستيه تأسر عينيها : الوقت اللي يريحك تقدري من بكرا تيجي الشركة.
سعدت من موافقته ، لكنها توترت قليلا ، فهي تحتاج الي وقت اطول ، لذا قالت بتردد : ممكن نأجل الشغل الفترة دي مش حاسة اني هقدر اركز فيه الفترة دي
ادهم بهدوء : علي راحتك
أطبقت كارمن شفتيها ثم همست بنبرة ناعمة : ممكن طلب اخير .. لو سمحت؟
ابتسم ادهم من اسلوبها الطفولي يشعر انه الأستاذ و هي التلميذة ، وتمتم بنبرة جذابة رجولية : اطلبي
توردت وجنتيها وقالت بخجل : انا عايزة ماما تعيش معايا بعد الجواز .. انت عارف اني ماقدرش اسيبها تعيش لوحدها
رد أدهم بعد أن أخذ شهيقاً قوياً ليزفره ببطئ : اكيد عادي .. مفيش مانع
هتفت بسعادة و قد ارتاحت نوعا ما : اتفقنا
ابتسم أدهم قائلا بنبرة غامضة : اتفقنا
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
مساءا بالصعيد
في منزل الحج عبد الرحمن
يجلسون جميعا في الصالة الواسعه يشاهدون التلفاز
كانت روان تنظر الي التلفاز ، و لكن عقلها يفكر في كلام صديقتها رنا الذي قالته لها صباح اليوم عن تغيير اسلوب كلامها و الاعتناء بمظهرها.
تحدث ماجد بصوت مرتفع : رورو .. مالك بكلمك يا بنتي
افاقت روان من شرودها وقالت بتشوش : ها ايوه انا معاك يا ماجد
ماجد بسخرية : معايا فين يا اختي .. واضح ان الفيلم عجبك اوي
روان بإرتباك : ايوه فعلا قصته حلوة
كان ينظر اليها زين ، و هو متأكد انها لا تتابع التلفاز ،
نظر الي جده و هو يتحدث بهدوء : جدي انا مسافر بعد اسبوع مصر عندي مؤتمر طبي مهم هناك
الحج عبدالرحمن بتساءل : عن ايه المؤتمر دا يا ولدي ؟
اجاب زين بثقة : دا يا جدي مؤتمر يخص دكتور ليا بالجامعه و طلب مني احضره معه
هتفت حياة بسؤال : هتقعد قديش هناك يا حبيبي ؟
رد زين بنبرة هادئة : لسه معرفش يا امي بس فرصة اخلص كام حاجة هناك
الحج عبدالرحمن بتفهم : ماشي تروح و ترجع بالسلامه يا ولدي
نظرت روان اليه في حزن ، و هي تفكر انها من الان ستشتاق اليه ، و لكن ماذا عساها ان تفعل ، اخذت تدعي له في صمت.
لاحظ هو نظرتها ، و لكنه تظاهر بإنشغاله في الحديث مع والدته.
ماجد بمرح : ابقي افتكرنا بأي حاجة يا عم زين في السفرية دي
زين بضحكة : و انا اقدر انسي ماتقلقش
هتف ماجد بظرافة : و هتجيب معاك ايه بقي لروان ؟
قال زين ابتسامة جانبية : خليك في حالك انت وخلاص
ماجد بسماجة : ماشي .. تسلملي يا معلم
ابتلعت روان الغصة التي تشكلت بداخلها ، و هي تسمعه يتكلم بأسلوبه البارد عن سفره هذا ، و لم يحاول حتي مشاركتها معه بالحديث ، كأنها غير موجودة بحياته.
حاولت الجلوس في مقعدها بهدوء ، تنصب نظراتها بتركيز علي الصحن الموجود بحجرها ، و لكنها فجأة لم تعد تحتمل تريد ان تفرغ شحنه البكاء التي تشعر بها بعيدا عن الجميع ، فانتفضت بقوه من مقعدها و هي تقول بسرعة : تصبحو علي خير
حنان بإستغراب : هتنامي و لا ايه يا حبيبتي .. لسه بدري خليكي معانا
روان بإضطراب : معلش يا ماما عندي كلية الصبح و لازم انام دلوقتي
غادرت المكان سريعاً قبل ان تفضحها دموعها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في فيلا عمر البارون
عادت كارمن الي منزلها بعد ان اصر ادهم علي توصيلها.
دخلت الي الصالة تري والدتها جالسه و ملك نائمة بحضنها ، فإبتسمت بمحبة و هي تحمد ربها علي وجود امها معها.
همست كارمن حتي لا تستيقظ ملك : مساء الفل يا مريومه
مريم بإبتسامة : مساء النور حبيبتي .. اتأخرتي ليه كدا ؟
قالت كارمن بدهشة ، وهي تنظر الي الساعة : ماتأخرتش و لا حاجة دا لسه الساعه 9 الا كام دقيقة و ادهم وصلني لحد الباب هنا
اتسعت مقلتيها ممَ تسمعه ، ثم هتفت بغرابة : بقالك اكتر من 3 ساعات مع ادهم .. ايه اللي حصل ؟
تفاجأت كارمن أيضا من مرور الوقت بتلك السرعة وقالت بذهول : يااااه تعرفي يا ماما دي اول مرة اقعد في مكان واحد مع ادهم كل الوقت دا .. محستش بالوقت ..
واصلت حديثها قائلة بهدوء : ابدا محصلش حاجة يعني .. انا قولتله اني هنفذ وصية عمر و اني موافقه علي الجواز .. عشان هو الوحيد اللي هيخاف علي ملك زي عمر بالظبط
قالت مريم بفهم ، وهى ربت علي يديها بحنان : عين العقل يا بنتي و الله
همست كارمن بتنهيدة : بحاول اتأقلم علي اللي انا فيه يا ماما .. و ربنا يعمل اللي فيه الخير لينا
مريم بإبتسامة : و نعم بالله .. ربنا ينورلك طريقك يا حبيبتي
هزت كارمن كتفاها ، لتقول بنبرتها الرقيقة : و في حاجة كمان تجهزي نفسك من دلوقتي لما ننقل للقصر بعد الجواز .. هتكوني معايا انا قولت لأدهم و هو معندوش اي مانع
اعترضت مريم بحرج : بس يا بنتي !!
قاطعتها كارمن قائلة على الفور : مفيش بس يا ماما .. مستحيل هتسيبيني مع نادين دي لوحدي
ضحكت مريم و هتفت بمزح : قولي كدا وخداني بودي جارد معاكي .. انتي قدها يا قلبي ماتقلقيش و لو علي النقل معنديش مانع انتي عارفه انا بحب ليلي قد ايه ؟
كارمن بمرح : حبيبتي يا مريومة
قبلتها علي خدها ، ووقفت تظبط ملابسها ثم قالت بتعب : انا هطلع بقي انام يا ست الكل .. هاتي ملك عنك هطلعها تنام في سريرها
مريم بنبرة حنونة : ماشي يا قلبي علي مهلك
حملت كارمن ابنتها و صعدت الي غرفتها
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
مرت عدة لحظات
بعد أن وضعت كارمن ابنتها في سريرها ، ثم ذهبت لتغيير ملابسها إلى ملابس مريحة وصعدت إلى السرير ، مستلقية ظهرها عليه ، وهى تفكر في مقابلتها اليوم مع أدهم.
كان متفهمًا ولم يغضب من طلباتها ، ولم يتعامل معها بالطريقة التي اعتادت عليها منه ، شعرت انها بدأت ترتاح قليلًا من جانبه لانه إحترام رغبتها ، ولم يضغط عليها .
تنهدت بعمق و أغمضت عينيها بعد أن أطفأت المصباح الموجود على المنضدة المجاورة لها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في منزل مالك البارون
تجلس يسر بجانب مالك علي الاريكة ، و هو يتحدث مع ادهم بالهاتف ، و بعد ان انهي مكالمته نظرت اليه بدهشة وهتفت بعدم تصديق : معقوله اللي سمعته دا .. بجد كارمن وافقت علي الجواز ؟
مالك بضحكة : ايوه مش لسه كنت بكلم ادهم قدامك و بلغني بموافقتها
يسر بتنهيدة : بجد كارمن صعبانه عليا محطوطة في موقف لا تحسد عليه بصراحة
مالك بهدوء : انا شايف انها اخدت القرار الصح .. كدا و لا كدا هي هتتجوز في يوم من الايام .. دا حقها و ماتنسيش انها لسه صغيرة و حلوة
سألت يسر و هي تنظر اليه بطرف عينيها : مين دي للي حلوة و صغيرة يا حبيبي ؟
مالك بإبتسامة ماكرة : ايه دا هو الجميل غيران و لا ايه ؟
نهضت يسر من جانبه ، لتهتف بغيرة : مالك ماتستفزنيش !!
أمسك مالك بيديها وجذبها إليه لتجد نفسها جالسة على قدميه ، وظهرها ملتصق بعضلات صدره ، حاولت دفعه بعيدًا ، لكنه كبلها بذراعيه وأبقها بين احضانه.
همس لها بصدق وحب بجانب أذنيها : يا مجنونه انا مقدرش اشوف غيرك اصلا
اغمضت عيونها بهيام تهمس مثله : حاول انت بس تعملها و انا هضيعلك مستقبلك
مالك بضحكة صاخبة : اموت انا في الشرس دا يا ناس
نظرت يسر اليه بحب وقالت بنبرة رقيقة : و انا بعشقك اكتر من اي حاجة في الدنيا
عض مالك علي شفتيه متسائلاً بخبث : هو ياسين فين ؟
اجابت يسر ببراءة و هي تنظر اليه من فوق كتفها : فوق نايم
حدق مالك فيها بغمزة ، وقال بنفس النبرة : يا سلام الواد دا بدأ يبقي عنده احساس و يراعي مشاعر ابوه
ضحكت يسر حالما فهمت ما يقصده ، وكانت على وشك الرد عليه ، لكنه هبط بشفتيه يلتهم شفتيها بلهفة ، وشد جسدها إليه أكثر ولم يسمح لها بالاعتراض ، أما هي فقد أحاطت رقبته تجذب خصلات شعره بأصابعها و هي تبادله القبلة بإستسلام وعشق جارف.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في ايطاليا
مراد جالس في حانة يشرب الخمر ، و بجواره إحدى العاهرات ، ولكن ذهنه شارد مع من سرقت عقله ، كان يتذكر أول مرة رآها.
★•••••★•••••★
Flash Back
منذ سبعة اشهر
كان يتابع اعماله في فندقه بالغردقة ، لكنه بدأ يشعر بالملل ، فلا شيء جديد في حياته.
رآها بالصدفة تقف وحيدة على البحر ، بدت مثل حورية البحر التي خرجت لتوها منه.
لم يعرف ماذا حدث له حينما رأى ابتسامتها الساحرة البريئة ، وجدها تتجه نحو شاب يجلس على الشاطئ ، و تجلس بين ذراعيه ، أصيب بالجنون و الغضب الشديد ، لكنه صمم على معرفة من تكون؟
اشار الي احد رجاله يهمس له بشئ ما ، فأومأ بانصياع قبل ان ينصرف من امامه بهدوء.
جلس يراقبهم يضحكون معًا ، وكانت عروقه بارزة من غضبه و حنقه.
بعد قليل أتي هذا الرجل مرة اخري ، فأشار له بالجلوس ، ليهتف بعدها بإقتضاب : عملت ايه ؟
فأجاب الرجل بجدية تامه : عملت كل اللي امرت به يا مراد بيه .. جبتلك كل المعلومات اللي طلبتها عنها...
ثم نظر الي الورقه التي بين يديه
قائلا بتركيز : اسمها كارمن محمد الشناوي
عندها 26 سنه ابوها متوفي من و هي عندها عشر سنين
خريجة فنون تطبيقية قسم ملابس
متجوزة رجل اعمال اسمه عمر البارون
و عندهم بنت عمرها سنة و خمس شهور
مراد ببرود : تمام روح انت
اشار له بالإنصراف
زادت من عصبيته هذه المعلومات ، و قرر أنه سيمتلكها بأي ثمن ، حتى لو اضطر الأمر ان يقتل هذا الزوج المزعوم.
ولكن لابد من التحلي بالصبر ، فعائلة البارون معروفة ، و لا يريد أن يتخذ خطوة غير محسوبة.
منذ ذلك الوقت أمر رجاله بمراقبتها لمعرفة كل تحركاتها ، وانتظار الوقت المناسب للحصول عليها ، فهو مهووس بامتلاك الأشياء الصعبة.
Back
استيقظ من دوامة أفكاره على يد تلك العاهرة التي بجانبه و هي تقترب منه ، لينظر إليها باشمئزاز ، وهو ينفض يديها ، ويحاول الوقوف للخروج من هذا المكان.
جلس في سيارته محاولاً التركيز على القيادة للوصول إلى منزله ، ولكن بعد عدة لحظات ظهرت سيارة ضخمة من جانبه واصطدمت به ، مما تسبب في فقدانه السيطرة على سيارته وانقلابها ، وهربت السيارة الأخرى بعد التأكد من قلب سيارته.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
هل تعرف معني الوقت ..؟ أنه ليس بثواني ، و لا بدقائق ، و لا بساعات .. انها لحظات تمضي من حياتنا ، و نحن نهدرها .. بإنتظار أشخاص رحلوا عنا دون عودة ..
أو نتألم لمواقف مضت ، و تركت اثر بقلوبنا ..
أو نحزن علي ذكريات تأبي النسيان ..
أو مشاعر قلب مرهف و متعب بين صراعات العقل ..
فـ تمضي حياتنا .. بين انتظار و الم و حزن و صراع ..
و لم ندرك انه العمر .. الذي ينتهي دون انتهاء كل تلك الصراعات داخلنا ..
فأمضي و عش حياتك .. لا تهدرها بشئ لا ينتهي
ابحث عن سعادتك .. حتي لو بشئ بسيط منه
لا تكن ك عابد الساعات .. لا يري سوي عقاربها
بينما حياته بين خطوطها !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور اربعة اشهر
مساءاً في قصر البارون
اليوم عقد قران ادهم و كارمن
يجلس الجميع في صمت ، يستمعون إلى كلمات المؤذون المعتادة ، و لا توجد اي علامة على الاحتفال ، فقط تجمع العائلة.
يد أدهم تمسك بيد كارمن ليعلن المؤذون جملته الشهيرة
"بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير"
و بعد انتهاء اجراءت الزواج غادر المؤذون.
لا تستطيع النظر اليه تشعر برغبة عارمة في البكاء ،
وتتسأل لما كل ذلك يحدث لها ؟
تجلس ليلى التي كانت سعيدة رغم كل شئ ان كارمن ستقيم معها في القصر هي وحفيدتها ، ومريم التي تدعي الي ابنتها بالسعادة و الخير في حياتها الجديدة مع ادهم.
ذهب الجميع نحوهما ، لتقبل يسر كارمن على خدها قائلة بهمس : افردي وشك شويه و ابتسمي ايه البوز اللي مده قدامك شبرين دا
كارمن بنفس الهمس : و النبي تسكتي يا يسر انا ماسكة دموعي بالعافية اصلا
امسكت يسر بذراعها واوقفتها ، و ذهبت بها بعيداً عن مسامع الجميع.
تحدثت يسر بتعاطف : كارمن احنا مش اتفقنا نفتح صفحة جديدة و تحاولي تعيشي الحاضر .. بلاش تنكدي علي ادهم بتكشيرتك دي اكيد هو حالته اصعب منك .. دا اخوه مش سهل عليه اللي هو حاسه دلوقتي
سألت كارمن بتنهيدة : غصب عني اعمل ايه بس يا يسر؟
أجابتها يسر ببساطة : ابتسمي و فكي كدا .. و بعدين احنا كأننا في عزاء اصلا يا مفترية كفاية انه وافق ان مفيش معزيم و يكون كتب الكتاب في صمت كدا
كارمن بدهشة : مش هي دي الاصول عمر لسه متوفي من كام شهر .. عوزاني افرح ازاي مش مكفيكي اني سمعت كلامك و قلعت الاسود
غمغمت يسر بإنشداه : عايزة تحضري كتب كتابك بالاسود و الله انتي مجنونه .. صحيح هي فين نادين مش ظاهرة يعني
أجابت كارمن بلا مبالاة : من وقت ماجينا العصر هنا مالمحتهاش خالص
دمدمت يسر بحنق : كدا احسن خليها تختفي العمر كله يارب
ابتسمت كارمن رغمًا عنها وقالت بهدوء : مالناش دعوة بيها الله يكفينا شر لسانها وخلاص
يسر بتنهيدة قوية : ياااارب عندك حق يلا نرجع لهم بقي
ذهبت كارمن بإتجاه ادهم ، و كانت ترتدي الفستان الأحمر الذي اشتراه لها أدهم ، حاول أدهم السيطرة على نفسه و هي يري جمالها الاخاذ حيث أظهر الفستان بوضوح رشاقه جسدها وخصرها النحيف.
أصر مالك على أن يلتقط لهم بعض الصور رغم اعتراض كارمن ، لكن أدهم تحرك بجمود ، و وقف ببطء بجانبها ولم يضع يده عليها.
وبكبرياء الأنثى غضبت كارمن منه بسبب بروده ، هي لم تكن تريده أن يعانقها مثلاً ، بل أن يبتسم على الأقل ، ثم بمكر أنثوي وضعت يديها على كتفه وهي تستند عليه.
شعرت بإضطراب جسده حالما لامسته ، فإبتسمت بإنتصار ، لكنه لمحها وفهم فعلتها وابتسم في داخله بغموض.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في الصعيد
كانت الأجواء علي العكس تماما في قصر الحج عبدالرحمن الشناوي
حيث كانت الفرحة تعم المكان ، فاليوم عقد قران و زفاف زين و روان ، و بالخارج الجميع يحتفلون و يرقصون بالعصا ، و منهم من يجلسون يتناولون اللحوم التي تم ذبحها صباحا بمناسبة زواج احفاد الشناوي.
يجلس كلا من الحج عبدالرحمن ، وولده بدر ، وأيضاً ماجد ، و يتوسطهم زين بعد ان تم عقد القران
هتف ماجد بفرحة : الف مبروووك يا جوز اختي
زين بجمود و الابتسامه لا تصل الي عينيه : الله يبارك فيك يا ماجد عقبالك ان شاء الله
ماجد يرفع يديه و هو يدعي : يسمع منك ربنا انا جاهز و مستني بنت الحلال
بدر بتوبيخ : يا ولد اهمد و اعقل شوية و قوم شوف الناس محتاجة حاجة بدل قعدتك دي
الحج عبدالرحمن ببشاشة : سيبه يا بدر عن قريب يا ماجد نفرح بيك يا ولدي
قال ماجد وهو يقبل يد جده بإحترام : ربنا يخليك لينا يا جدي و يطولنا في عمرك يارب
الحج عبد الرحمن بمحبة : و يخليكم يارب الحمدلله عشت لليوم اللي افرح به بيك يا زين يا ولدي
زين بإبتسامة : ربنا يفرحك دايما يا جدي و يطول بعمرك
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
اما بالداخل
كانت النساء يرقصون و يغنون في مرح ، و روان تجلس بالوسط تنظر لهم بخجل وعلي وجهها ابتسامه جميلة ، فهي سعيدة كثيرا انها اصبحت زوجة زين ، لكنها لا تشعر بإرتياح من اسلوبه البارد الجاف معها.
منذ ان عاد من المؤتمر ، و هو خارج المنزل طوال الوقت حتي بعد ان لاحظ انها تركت النظارة الطبية و اهتمت بمظهرها ، لم يحدث هذا فارقا كبيرا عنده مازال لا يوجه لها اي حديث ، و بعد مرور شهرين اصر الجد علي ان يتم زواجهم في فترة اجازتها الدراسية.
حاولت روان ان تعترض ، فهي لا تدري كيف ستتزوج به و هو يعاملها بهذا الاسلوب القاسي ، و لكن حاولت ان تقنع نفسها ربما ستتغير معاملته معها بعد الزواج ، وظلت مثل عادتها تحاول دائما خلق اعذار له.
اما زين حاول ان يأجل هذا الزواج بحجة عمله ، ولكن لم يفلح بذلك مع اصرار الجد و والدته.
امضت روان الفترة الماضية في تجهيز ما تحتاج اليه الذي لم يتعدي الملابس ، وبعض احتياجاتها البسيطة فقط ، و ساعدتها امها و عمتها في ذلك .
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند حياة و حنان
قالت حنان بقلق : بصراحة يا ام زين انا قلقانه
قطبت حياة حاجبيها وسألت بغرابة : خير كفا الله الشر يا حنان مالك
حنان بعدم ارتياح : مش عارفه حاسة كدا ان معاملة زين لروان مش ولا بد كأنه مغصوب علي الجوازة
حياة بفزع : ايه اللي بتقوليه دا يا حنان و الله ازعل منك؟
حنان بتبرير : ماتفهمنيش غلط بس انتي اكيد ملاحظة البت قعدة ساكته كأنها مهمومة
قالت حياة بهدوء : و لا مضايقه و لا حاجة .. انتي ناسية ان دي ليلة دخلتهم اكيد متوترة شوية بس .. متقلقيش اول ما هيتقفل عليهم باب واحد هيبقو سمنه علي عسل و كل الوساوس اللي في مخك دي هتروح اول لما نطلعلهم فطار العرايس الصبح و بنتك تطمنك بنفسها
تقوست حنان شفتها الى الاسفل ، لتقول بخفوت : ياريت يا حياة هو انا اكره انتي عارفه معزة زين زي ولادي بالظبط
حياة بإبتسامة : استبشري خير يا خيتي و سيبها علي الله
حنان بتنهيدة : ونعم بالله
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
نعود للقصر
تتحرك نادين في غرفتها ذهابا و ايابا بغضب شديد ، تحاول السيطرة علي ارتباكها وخوفها من القادم.
تذكرت اخر مرة تحدثت مع ادهم ، حالما جاء يبلغهم بموافقة كارمن علي الزواج.
★•••••★
Flash Back
ذهبت ورائه عندما صعد الي جناحه ، دلفت في عصبية لتهتف بإندفاع : انت خلاص قررت تتجوز البنت دي !
أجاب ادهم ببرود : اسمها كارمن .. و ايوه هتجوزها ما انتي كنتي تحت و سمعتي اللي انا قولته !
نادين بإستنكار : طب و انا مفكرتش في منظري قدام الناس !!
ادهم بسخرية : كل اللي يهمك منظرك و انتي ليه مفكرتيش في منظري لما كنتي بترجعي سكرانه من بارتيهات صحابك
نادين بإرتباك و صوت عالي تلقائي : انا مش موافقه انك تتجوز عليا يا ادهم
زمجر ادهم بحدة : محدش طلب موافقتك و صوتك مايعلاش عليا فاهمه
نادين بسخط : لا طبعا حقي ماوفقش انا مراتك و ليا حقوق عليك
تشدق صدغه قائلا بسخرية : وانا حقي اتجوز دا شرع ربنا ايه يضايقك في كدا و بعدين انا مقصرتش في حقوقك دي و لا ايه !!
نادين بإستياء : و انت يعني مالقتش الا دي و تتجوزها و كمان انت بتقرب مني لما انا بطلب مش من نفسك يعني و دا اكيد بيجرحني .
ادهم بجمود : والله انتي عارفه السبب كويس لانك انسانه مستهترة و انانية .. و لولا اني مش حابب فكرة الطلاق كنت طلقتك من زمان
همست نادين بدموع زائفه : انت كدا بتيجي عليا اوي يا ادهم
صاح ادهم بازدراء : انتي اللي بتطلبيه بيتنفذ اظن فاهمة قصدي .. بلاش تعيشي في دور الزوجة المظلومه مش لايقلك .. واياكي يا نادين اياكي تقربي لكارمن بقول او فعل هتشوفي مني وش عمرك ماشوفتيه.
شعرت انه مسح بكرامتها الارض لتقول بحقد مكتوم : ماشي يا ادهم
تحدث ادهم ببرود و هو يوليها ظهره : ودلوقتي اتفضلي علي اوضتك و لأخر مرة هقولك ماتطلعيش الدور دا تاني.
★•••••★
Back
همست نادين بكراهية ممزوجة بالحقد : بقي هما قعدين تحت و مبسوطين و انا هنا هموت من القلق و الخوف .. مستحيل اسيب وحدة زي دي تتهني في العز بعد كل اللي عملته
اخذت هاتفها تطلب رقم صديقتها في توتر
نادين : ايوه يا ميرنا
ميرنا : ايه الاخبار؟
نادين بغضب : الاخبار زفت طبعا .. كتبو الكتاب و المؤذون لسه ماشي
ميرنا بخبث : مممم يعني خلاص بقت مراته .. نزلتي تقعدي معهم تحت
نادين بحنق : لا طبعا عاوزاني اشوفهم مع بعض عشان اموت بغيظي
ميرنا بسخرية : اللي يسمعك كدا يقول انك بتغيري علي ادهم
نادين بغيرة : دا جوزي انا .. حتي لو عمري ماحبيته .. كفاية اني متمتعه في فلوسه اللي من غير حساب
ميرنا بلوم : بس كان لازم تنزلي زي ما اتفقنا و تقعدي و تبيني قدامهم انك عادي عشان تمشي الخطة صح
نادين بعبوس : مقدرتش اعمل كدا و كمان خايفه و قلقانه انتي فاهمه
قالت ميرنا بنبرة خبيثة : ايوه .. خلاص من بكرا تجري معها ناعم و تتكلمي بهدوء و تمثلي انك متقبلة الوضع و وماتنسيش تنفذي اتفقنا واوعي حد يشوفك
تمتمت نادين على مضض : ماشي يا ميرنا هحاول
ميرنا : يلا تصبحي علي خير .. سلام
نادين : مع السلامة
اغلقت نادين الخط بإبتسامة شيطانية ، وهي تخرج علبه حبوب من درج الطاولة ، واخذت ترسم خطتها ، وماذا ستفعله غدا حتي تنفذها؟
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
ليست هذه القمصان التي اختارتها ، وايضا أين بيجامتها التى أشترتها مؤخرًا؟
ضربت روان جبهتها بقهر حالما فهمت حركة امها ، و هي تكاد تبكي من الخجل ، فحاولت البحث شئ مناسب ، لكنها لم تجد.
همست بخجل لنفسها ، و هي تلطم على خديها : يالهوي عليا و على سنيني السودة .. انا هلبس ازاي الحاجات دي قدامه.
خطرت الي بالها فكرة طالما رأتها بالأفلام و المسلسلات الرومانسية ، و ابتسمت بمشاغبة و هي تتجه الي خزانته تفتحها ، واخذت تبحث بداخلها عن شئ يناسبها لتلبسه.
وجدت اخيرا تيشرت و شورت قصير ، و بهدوء مشت بإتجاه الحمام تحاول معرفة ماذا يفعل بالداخل كل هذا الوقت؟
فجأة انفتح الباب ، لتجد نفسها امامه مباشرة ، فشهقت بذعر و هي تضع يديها علي قلبها ، و اليد الاخري تخبئها وراء ظهرها لتخفي الملابس ، و احمرت خجلا و هي تنظر الي زين يرتدي شورت فقط و صدره عاري.
زين بخشونه : انتي كنتي بتعملي ايه؟
همست روان بإرتباك وحرج : ااا انا .. اه كنت مستنياك تخرج عشان ادخل اغير الفستان
نظر اليها زين بإستغراب من توترها وتمتم : ماشي ادخلي
دلفت الي الحمام ، وهي تغلق الباب بإحكام وتسند ظهرها اليه ، تحاول تنظيم انفاسها التي هربت منها.
روان بهمس : يخربيتك ايه الرعب اللي انا فيه دا!!
بدأت في تبديل فستانها ، ولكن تطلب منها بعض الوقت لصعوبة خلعه ، ولبست ملابس زين التي بدت فيها كطفله صغيرة عبثت بملابس والدها بسبب وسع الملابس عليها.
روان بإستغراب : والناس كلها بتقولي يا طويلة .. دا انا بعوم في هدومه .. ايه دا اتجوزت هالك يا ناس
خرجت و هي تنظر الي الارض بإحراج شديد ، و تلوم نفسها علي هذا التصرف ، لكنه هذا افضل من ان تلبس هذه القمصان العارية.
اما زين كان يجلس علي الفراش بهدوء ، و لكن عند سماعه صوت فتح باب الحمام ، رفع رأسه لتصيبه دهشة قويه من مظهرها الطفولي الجميل مع شعرها الطويل الذي لم يراه منذ ان دخلت مرحلة الإعدادية.
كان شعرها ينساب علي ظهرها بنعومة ، و توجد بعض الخصل تحجب وجهها البريئ عنه بسبب انخفاض رأسها لاسفل.
غضب زين من تفكيره و حاول السيطرة علي شعوره ، و هو يهتف ببرود و سخرية : انتي ايه اللي لابسه دا .. مش دي هدومي ولا انتي عشان مش لابسه نظارة النظر بتاعتك فماخدتيش بالك
بلعت روان الغصه التي تشكلت بحلقها من سخريته عليها ، و حاولت التحدث بهدوء وهى تنظر له ببراءة : الهدوم اللي في دولابي كلها عريانة مقدرتش البسها فلبست بيجامتك
كانت تتحدث بعفوية ، جعلته يندم علي اسلوبه الجاف معها ، ليحاول إصلاح الموقف قليلا ، فنطق بهدوء : ماشي .. تعالي نامي
زاد ارتباكها من جملته ، وببطئ مشت اليه لتجلس علي السرير بجانبه.
لكن فجأة حلت الصدمة مكان الخجل ، و هي تراه يستلقي بجانبها يولي ظهره لها ، و يطفئ المصباح الموجود علي المنضدة الصغيرة بجانب السرير و ينام.
رمشت بعدم تصديق لما تراه منه.
هل هو حقاً تركها ليلة زفافها و نام بكل برود ألهذه الدرجة ينفر منها و لا يريدها ؟
لماذا اذن وافق علي الزواج منها من البداية ؟
اسئلة كثيرة دارت في عقلها ، و عندما شعرت بالتعب استلقت بجانبه تنظر لظهره العاري ، تفكر انها كانت في قمة سعادتها تعد الأيام و الساعات التي ستصبح فيها زوجة له.
كان قلبها يرقص من السعادة تنتظر هذا اليوم طوال حياتها ، و ها هو اتي ، ولكنه كسر فرحتها بقسوة و تجاهل.
اخذت تنساب الدموع من عينيها في صمت حتى غلبها النوم بعد عدة دقايق .
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
تعتقد بأنك فوق الغيوم ، و فجأة تشعر بطعم التراب بفمك ...
هذا ما يفعله السقوط السريع بأسهم السعاده لديك ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعود الي زفاف زين و روان
سمعوا النساء صوت صاخب من الخارج دليل علي دخول العريس لأخذ عروسته.
هتفت حنان بسعادة : الف مبروك يا حبيبتي عريسك جاي ياخدك
احتضنتها حنان بعدها بقوة ، و دموع تهطل من عينيها تعبيراً عن فرحة قلبها بصغيرتها.
اخذت النساء تصفق وتزغرط عند دخول العريس و معه جده و خاله.
لكنها لم ترى احداً منهم ، بل عينيها مصوبة نحو من خطف قلبها قبل عينيها ، أنه حب طفولتها و مراهقتها و حياتها بأكملها.
اما هو أخذ يمرر نظرات عينيه التي تلتمع بشئ غريب ، لم تستطيع تفسيره مقتربا منها ببطء ، و عندما اصبح بجانبها تعالت نبضات قلبها بصخب ، و تورد خديها خجلاً ، حينما انحنى عليها بشفتيه الدافئة مقبلاً جبينها ببطئ .
نظر اليها زين بغموض قائلا بإبتسامة : مبروك يا عروسة
شهقت روان بدهشة و خجل ، عندما انحني عليها يرفعها بين ذراعيه القويتين ، ليصعد بها إلى غرفتهم بالطابق العلوي ، بينما لفت يديها حول رقبته بإحكام ، و هي تضع وجهها بعنقه ، وتكاد تختفي من خجلها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في قصر البارون
بعد مرور ساعة من ذهاب المؤذون
يجلسون جميعا في الصالة الواسعه يتثامرون سويا ،
و صعدت مريم تنام وحدها بعد اصرار كارمن ان تجعل ملك تنام معهم في جناح ادهم ، و انها لن تترك ابنتها تنام بعيدة عنها ، رغم اعتراض مريم لكنها رضخت لرغبتها بالنهاية ، و اخبرت المربية ان تضع ملك في غرفة الاطفال بجناح ادهم.
نظر مالك الي زوجته يغمز اليها و هو يهتف بمرح : طيب يا جماعه كانت سهرة جميلة .. انا هاخد مراتي بقي و نمشي احنا
ليلي بإبتسامة : ما لسه بدري يا ابني
يسر بنعومة : معلش بقي يا طنط .. احنا لازم نعدي ناخد ياسين من عند ماما قبل ما نروح البيت
كارمن بتساءل : ايوه صحيح هو ليه مجاش معاكم ؟
يسر بتنهيدة : ما انتي عارفه مش هسيبينا نتهني دقيقتين علي بعض من شقاوته
مالك بضحكة خافتة : اه و الله كان زمانه اخد ملك و اختفي ورا اي شجرة
ادهم بمزح : ياخدها يروح بيها فين .. طب خليه يقرب منها و الله اعلقهولك علي باب الشركة
رفع مالك حاجبه وتمتم بغيظ : ما تسيب الواد يعبر عن اللي جواه براحته يا اخي
ضحكت يسر قائلة بيأس : صراحة مالوش حل دا بيغير عليها من ادهم
شاركتها كارمن الضحك لتقول بتأييد : ايوه صح انا كمان لاحظت كدا اكتر مرة .. بس عسل اوي و دمه خفيف ماشاء الله
ابتسم مالك قائلا بفخر : طبعا عسل طالع لأبوه
نظر ادهم الي ابتسامتها الجميلة ، و تمني ان لا يكون هناك سواه يري ضحكتها الفاتنه ، و لكن صبرا كل شئ يأتي في وقته يكون اجمل.
مالك بصوت عالٍ : يا عم ادهم انت سرحت فين!!!
انتبه ادهم إليه وقال : اه معاك .. بتقول ايه ؟
غمز إليه مالك ، ليقول بمكر : واضح اوي انك معايا .. طيب اصبر شوية و كلنا ماشيين و اسرح براحتك
احمرت كارمن خجلا من تلميحات مالك ، هي تعلم انه لن يحدث شئ ، و لكنها شعرت بحرج من مجرد التخيل.
هتف ادهم بحدة يرمي الوسادة علي مالك : يلا يا اخويا مش قولت انك ماشي .. يلا خد مراتك و امشي عندنا شغل الصبح بدري
مالك بإستياء : يالهوي عليك حتي في المناسبات شغل برده ما ترحمنا شوية .. انا عايز اسافر مع مراتي اغير جو خنقة الشغل اللي مش بيخلص دا
هتفت ليلي بلوم : ايوه فعلا يا ادهم ماينفعش تروح الشغل و تسيب عروستك في صبحيتها كدا
ادهم ببرود : ماتشغليش بالك انتي يا امي في شغل مهم لازم يخلص
تجاهلت كارمن هذا الحديث ، فلا تهتم اذا ذهب لعمله او لا ، فهي قررت ان تعيش لطفلتها الصغيرة فقط ، و لن تسمح لقلبها ان يدق الا لوالد طفلتها.
و لكن هل سيكون للقدر رأياً اخر ام لا ؟ من يدري؟
قامت كارمن مع يسر تودعها ، فهمست لها يسر قائلة بهمس : بقولك ايه بلاش تصديه !!
كارمن بعدم فهم : بتكلمي عن ايه !!؟
رفعت يسر حواجبها بدهشة ودمدمت بإستنكار : نعم يا اختي .. انتي بعد شوية هتكوني لوحدك مع أدهم!!
تساءلت كارمن مدعية الغباء : قصدك ايه يعني ؟
نفخت يسر خديها وقالت بملل : قصدي يعني بلاش تمنعيه عنك دا جوزك و حلالك يا كارمن فاهماني
عقدت كارمن حاجبيها و همست بغضب : انتي اجننتي يا يسر صح .. مستحيل اخليه يقرب مني انا مرات اخوه
جادلتها يسر بنفس الهمس : لا انتي اللي مجنونه .. انتي دلوقتي مراته هو و بس .. حرام تمنعي جوزك عنك و لا انتي ماتعرفيش كدا
كارمن بعدم اقتناع : ماشي يا يسر .. ربنا يسهل
حمدت ربها انها احتفظت بإتفاقها مع ادهم لنفسها فقط ، و لم تخبر احدا به ، و لكنها اصبحت مشوشه الان ، تخشى ان يكون ادهم كان يسايرها فقط لتوافق علي الزواج به وبعدها يأخذ حقوقه منها بالقوة.
نفضت هذا التفكير السلبي عن رأسها ، وهي تودع صديقتها وتدعي أن تمر هذه الليلة على خير.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند زين و روان
وصل بها الي غرفتهم في صمت و هو يغلق الباب بقدميه ، و سار بها الي ان وصل للسرير و انزلها عليه برفق.
اختفي من امامها يدخل الي الحمام الملحق بالغرفه ،
و لم ينطق بحرفاً واحد ، استغربت هي من كل هذا الصمت منه.
نظرت للغرفه كانت واسعه و مفروشة بأثاث جديد ،
فأمها و عمتها الايام الماضية هم من كانوا يشرفون علي تجهيز الغرفه و كل شئ ، و لقد اعجبت بذوقهم كثيرا.
قامت تذهب الي الخزانه تبحث عن شئ ترتديه ،
و لكنها شهقت بفزع عندما نظرت الي الملابس الموجودة بداخل الخزانة.
أمسكت بقميص نوم تقلب به ، لا هذه ليست ملابس فأنها عاريه و قصيرة للغاية.
الفصل الثالث عشر ( سحر اللمسات ) مزيج العشق
القدر لا يأتي حسب رغباتنا ، بل يأتي كمفاجآت لنا ، وكل مفاجأة تحدث فهي مرتبة من عند الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قصر البارون
بعد ذهاب مالك و يسر تركتهم ليلي ، وصعدت الي غرفتها.
صعد كلا من كارمن و ادهم الي جناحهم ، بينما تشعر بتوتر و خوف ، فهي لاول مرة ستكون معه بمفردهم في مكان واحد.
فتح أدهم باب الجناح ، ودلف الي الداخل وتركها علي الباب دون اي كلمة ، فذهبت ورائه تتأمل الجناح بإعجاب الذى يبدو فى حجم شقه صغيرة وقد راق لها ذوقه كثيرا.
ادهم بإبتسامة : عجبك الجناح!!
كارمن برقة : ايوه جميل و الوانه هادية .. ممكن اعرف فين اوضتي ؟
اشار أدهم اليها ليقول بصوت ثابت : اللي علي اليمين دي اوضة النوم الرئيسية ، اللي بالنص دا مكتبي ، و اللي هناك دي اوضة ملك.
كانت تتابعه بعينيها في صمت ، و عندما انهي حديثه.
هتفت كارمن بدهشة : بس انت قولتلي هتكون ليا اوضة لوحدي
أشار ادهم على نفسه ثم قال بدهشة مزيفة : انا امتي قولت كدا؟
رفعت كارمن حاجبيها وقالت بإستنكار : احنا متفقين علي كدا يا ادهم
ادهم ببرود : ماكنش في وقت انقل مكتبي لمكان تاني
نفخت كارمن خديها بغضب ثم تكلمت بعناد : تمام انا هنام في الاوضة الصغيرة.
أنهت كلماتها سريعا وذهبت بإتجاه حقيبة ملابسها ترفعها ، وهى تتجه الي الغرفه لتفتحها.
اما هو فكان يقف بشموخ ، و يضع يديه في جيوبه بنطلونه يراقبها ، و علي وجه طيف ابتسامة خبيثة ، و اتسعت ابتسامته عندما هتفت من الداخل في غضب.
فى حين دلفت كارمن الي الغرفه ، و هي تضع الحقيبة بجانب الباب تنظر حولها ، لتنصدم من المنظر فالغرفه صغيرة المساحة تكفي فقط خزانه ملابس و سرير ملك الصغير.
دمدمت بعصبية : ادهم!!
خرجت تتجه اليه و هي تتكلم بصوت عالي نسبيا حتي لا تقلق طفلتها النائمة في غرفه الاطفال ، و كان وجهها اصبح محتقن بشدة وهى تنظر اليه بتجهم : اوضة ملك صغيرة جدا .. هنام انا فين دلوقتي؟
وضع أدهم يديه علي جبهته ، وكأنه يفكر في شئ و هو ينظر اليها بمكر واحباط زائف : معلش يا كارمن كل حاجة جت بسرعه ويدوب جهزت اوضة لملك
وضعت يديها بخصرها ، وهى تزجره بنظرات متشككة ، لتسأله بحنق : يا سلام و انا مفكرتش هنام فين؟
ادهم بهدوء : تقدري تنامي في اوضة ملك مؤقتا لحد ما تجهز اوضتك
رمشت كارمن بعدم فهم ، وقالت بذهول : انت بتهزر يا ادهم مفيش في أوضة ملك غير سرير الاطفال
قال ادهم يدعى التفكير : خلاص يبقي مفيش غير الاوضة الكبيرة ممكن تنامي معايا فيها
كارمن برفض تام : لا .. مستحيل دا يحصل!!
بدأ ادهم يفقد السيطرة علي غضبه من عناد هذه المجنونه
هتف ادهم بحدة : خلاص نامي و انتي واقفه مكانك
تركها و دلف الي غرفته يتوجه ناحية الحمام ، ليأخذ حمامًا باردًا يريح اعصابه المتوترة من جمالها الذي ارهق قلبه.
حدقت كارمن فى مكانه الفارغ بصدمة ، و هي تسبه بكل الشتائم التي تعرفها من اسلوبه البارد المتغطرس هذا ، فهي متأكدة انه فعل ذلك عن قصد.
اخذت تفكر في طريقه لحل هذه المشكله ، ثم اتجهت الي حقيبتها تضعها علي الاريكة ، و تفتحها لتخرج منها بعض الملابس المريحة للنوم ، لكنها لم تجد شيئا مناسب ، حيث كل ملابسها لا تصلح ان ترتديها امامه ، لتتأفف بنزق مخاطبة نفسها بغضب : يوووه و انا اش عرفني انه هيعمل فيا الحركة دي .. كنت فاكرة هكون في اوضة لوحدي .. منك لله يا ادهم
شعرت انها تعرقت بشدة من توترها ، فذهبت الي الحمام الملحق بالجناح لتأخذ حماما دافئا ، لعلها تستطيع التفكير بشكل سليم.
خرج أدهم من الحمام يجفف شعره بمنشفه من الماء ، وذهب يري ماذا تفعل.
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
موجودة بالواتباد كاملة فضلا متابعة للحساب واتفاعلو علي الفصول بتصويت وكومنت
انهت كارمن حمامها ، وهنا تذكرت انها لم تأخذ ملابس معها ، نظرت حولها فلم تجد غير منشفه كبيرة نوعا ما ، لفتها حول جسدها بإحكام ، و هي تتمتم بكلمات غاضبة علي غبائها ، ثم خرجت ببطئ تريد ان تصل الي حقيبتها بدون اصدار صوت
، وهى تنظر في خوف الي باب غرفته المغلقه.
شهقت بخوف عندما رأته يقف امامها لا يرتدي غير بنطلون قطني اسود فقط وصدره العضلي عاري.
رمشت عدة مرات بإرتباك ، ووجنتها تتورد بشدة
رمقته كارمن وهي تبتلع لعابها بتوتر من وقفتها هكذا امامه ، رأته يلقي بنظرته الغامضة عليها ، فأشاحت وجهها عنه بصمت في محاولة منها للمرور بجانبه لتجنب هذه النظرات ، لكنه أمسك بذراعها العاري لمنعها من المشي.
شعرت كما لو أن تيارًا كهربائيًا قد لمسها ، فارتفع صدرها وهبط من تنفسها غير المنتظم بالقرب منه.
رفع أدهم إصبعه السبابة ، وحركه ببطء على شفتيها المرتعشتين.
حاولت كارمن التحرك للإبتعاد عنه ، لكنه أمسك بكتفيها ، وضغط عليهم بخفة وهو يجذبها إليه ، حتى اصبحت المسافة بين شفتيهما صغيرة جدًا.
نظرت إليه بعيون تائهة ، غير قادرة على التفكير بسبب قربه منها ، اما هو كان في عالم آخر ، لا يرى أحدًا غيرها.
عاد أدهم فجأة إلى رشده وهو يبتعد عنها ، محاولاً السيطرة علي رغبته الشديدة بها ، قائلاً بصرامة : ادخلي نامي جواه و انا هنام هنا علي الكنبة
أنهى كلماته وذهب يستلقي علي الاريكة وهو يغمض عينيه في صمت ، فلا يريد افساد ماخطط له.
اما هي فقد فاقت من هذا السحر الذي غلفها بقربه ، وبدون تردد اخذت حقيبتها ، ودلفت للغرفه توصد عليها الباب بقوة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في ايطاليا
كان مراد يجلس في غرفته بإحدي مستشفيات ايطاليا
يفحصه الطبيب قائلا بعملية : حاليا انت بصحة جيدة ، ولم تأثر الغيبوبة علي وظائف المخ لكنك تحتاج الي فترة علاج طبيعي لإستعادة العضلات نشاطها الطبيعي
مراد بجمود و صوت مجهد : شكرا لك دكتور
غادر الطبيب الغرفه ، يترك مراد يفكر فيما حدث له خلال الأشهر الماضية بعد أن انقلبت سيارته ، تم نقله إلى المستشفى ، وإجراء عدة عمليات جراحية لأنه أصيب بكسور كثيرة ، ودخل في غيبوبة لأكثر من شهرين ، وها هو جسده بدأ يتعافى وسرعان ما سيخرج ، وبعد ذلك سوف يعرف من وراء هذا الحادث و لن يرحمه وقتها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
صباحا عند يسر و مالك
استيقظ مالك وهي بين احضانه يبتسم علي منظرها المستكين كقطة مدللة تتوسد صدره في هدوء ، أبعدها برفق عنه و قام يتجه الي الحمام.
فتحت عينيها تنظر الي جهته فلم تجده ، ثم سمعت صوت المياه الاتيه من الحمام ، فعلمت انه يأخذ حمامًا.
نهضت بكسل تمشط شعرها بأصابعها ، و اتجهت إلي غرفه الملابس تبحث عن ملابس مناسبة لزوجها كما اعتادت ، فهي تحب ان تهتم بكل شئ يخصه.
وقفت فى بادئ الأمر تنظر في حيرة الي الملابس ، حتي استقرت علي بدلة انيقه رمادية اللون.
شعرت يسر به خلفها ينحني الي رقبتها و بعض قطرات شعره تسقط علي كتفها بهدوء ، ووضع قبلة صغيرة علي كتفها بحب وهو يحيط خصرها بيديه هامساً بحب : صباح الشهد
يسر بمرح : صباح السكر يا مسكر
مالك بنبرة أجش : انت اللي مسكر الدنيا يا حبيبتي
ضحكت يسر بدلال ، وهى تضع يدها على خده بينما مازال ظهرها ملصقًا بصدره ، ثم قالت بنعومة : طب ابعد بقي عشان الحق احضرلك الفطار علي ما تلبس
همس مالك بتذمر ، بينما يخفض رأسه مقبلاً باطن كفها : دا وقت فطار برده حد يبقي بين ايده العسل و يدور علي فطار
فكت يسر نفسها منه وهي تلتفت اليه ، وقالت بعبوس لطيف : بطل بكش شوية بوظت ياسين
تمتم مالك بفخر : هو اللي طالع نبيه زي ابوه
_ بابا انت بتعمل ايه ؟
نزل بعينيه الي الاسفل ، ينظر لإبنه الذي دخل الغرفه عليهم و لم يشعروا به.
مالك بفزع : بسم الله الرحمن الرحيم طلع منين دا؟
ضحكت يسر بصخب علي منظره قائلة بسخرية ، وهي تتجه الي خارج الغرفه : اسيبك انت و النبيه مع بعض و اروح احضر الفطار
دمدم مالك وهو ينظر بغيظ لياسين ، ويحمله من ملابسه : تعالي هنا يا عفريت العلبة انت .. من يوم ماخلفتك ماتهنتش ساعه واحدة .. يلا عشان نفطر.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في قصر الحج عبدالرحمن
جلس الجميع علي مائدة الطعام يفطرون
همست حنان بتساءل الي حياة الجالسه بجانبها : الساعه بقت 10 الصبح يا خيتي .. نطلعلهم الفطار امتي؟
ضحكت حياة و ردت بهدوء : يا وليه اهمدي دول لسه عرسان اكيد نايمين
شاركتها حنان الضحك قائلة بتبرير : عاوزة اطمن علي بنتي يا خيتي مش قادرة اصبر
حياة بمرح : بدأتي دور الحماه بدري يا حنان طول ماهي مع ولدي اطمني عليها ماتقلقيش
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
موجودة بالواتباد كاملة فضلا متابعة للحساب واتفاعلو علي الفصول بتصويت وكومنت
حنان بقلق : انا خايفه يا حياة لا يكون عمل فيها حاجة انتي ماشوفتيش ولدك كان مكشر ليلة امبارح ازاي
لكزتها حياة وقالت بإستياء : يووه عليكي يا وليه ما انا فهمتك اول مايتقفل عليهم الباب خلاص مافيش خوف
بدر بفضول : بتتوشوشي في ايه انتي و هي !!
حياة بسرعة : ابدا يا خوي كنا بنفكر نطلع فطار العرسان لزين و روان
ابتسم الحج عبدالرحمن وقال بنبرة أجش : اطلعو يا بنتي زمانهم صحيو
قالت حياة بطاعة : حاضر يا حج يلا بينا يا خيتي
قامت حياة و حنان يجهزون الفطار بالمطبخ
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند زين و روان
تململت روان في الفراش ، وعيناها مغمضتان مثل قطة صغيرة ، لكنها شعرت بثقل علي معدتها.
عقدت حاجبيها وفتحت عينيها سريعا ، لتنظر بصدمة إلى يد زين الموضوعه على بطنها ، و هو مستغرقا في النوم ووجه قريب جدًا منها.
نظرت روان إليه بحب وهيام ، فهذه كانت المرة الأولى التي تنظر فيها إليه دون خجل أو خوف من ان يلاحظ نظراتها ، تحفظ ملامحه عن ظهر قلب ، ذقنه الشامخة ، وحاجبيه كثيفتين ، ونظرة عينيه الحادتين ، وشفتيه الغليظتين.
احمرت خجلاً من أفكارها ، وتشكلت ابتسامة شقية على وجهها حالما خطرت علي بالها فكرة مجنونة ، وقد نسيت ما حدث الليلة الماضية.
اقتربت روان من وجهه بهدوء وحذر ، حتى اصبحت أنفاسها الحارة تداعب بشرته ، ووضعت قبلة صغيرة على طرف شفتيه العلوية.
كان زين قد استيقظ على صوت شهقتها ، حينما وجدت يديه على بطنها ، لكنه ظل هادئًا و لم يتحرك يتابع أفعالها بترقب.
جسده اهتز بإثارة حالما شعر بأنفاسها الدافئة على وجهه ، وزادت صدمته وتسارعت دقات قلبه ، عندما شعر بشفتيها تقبل شفتيه.
لا يعرف لماذا لم يفتح عينيه و يوبخها لما فعلته ، علي العكس اعجبه تصرفها ، بل انه يريد المزيد !
حاولت روان العودة بهدوء إلى مكانها ، وخديها احمرت خجلاً مما فعلته ، لكنها تسمرت بمكانها و شهقت بخفة عندما فتح زين عينيه ، ونظر إليها نظرة لم تستطع تفسيرها.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
ﺍﻟﺼَﻤْﺖ ﻟﻴﺲَ ﺿﻌﻔﺎً !
ﺑﻞ ﻫُﻮَ ﺍﻟﺤَﻞ .. ﺍﻷﻗﻞ إيذاء !
ﻟـﻘُﻠﻮﺏٍ ﺃَﺣْﺒَﺒْﻨﺎﻫﺎ .. ﻭ فشلت ﻓﻲ تقديرنا .،!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قصر البارون
تحديدا في جناح ادهم
استيقظت كارمن من نومها الذي لم يتجاوز الخمس ساعات ، بسبب عدم راحتها في هذه الغرفة القاتمة بعض الشيء ، والتي لا لون بها غير الأسود والأبيض ، شعرت أنها بداخل رقعة الشطرنج.
ما به هذا؟
كيف يكون صاحب شركة أزياء كبيرة ، وغرفته بهذا الشكل الكئيب؟
يا له من غامض حقًا!!
قامت كارمن و هي تخفض قدميها على الأرض ، و تثاوبت بتكاسل ، وارتدت روبها الطويل ، وخرجت من الغرفة لترى طفلتها.
لفت نظرها ، الذي كان نائم على الأريكة الطويلة ، ويضع يده على رأسه و الأخرى على بطنه ، وهو يتنفس بهدوء.
اقتربت كارمن منه لإيقاظه ، لتجلس بجانبه مترددة ، محدقة فى ملامحه الصارمة ، حتى وهو نائم يعقد حاجبيه.
نظرت إليه بصمت ، كما لو كانت تحفر ملامحه في ذاكرتها ، تمرر عينيها على شعره البني الناعم الكثيف ، وجبهته العريضة.
تتذكر جيدًا نظرة عينيه الحادتين ، والتي دائمًا ما تحدق بها في غموض.
إنها حقًا لا تفهم هذا الرجل ، منذ البداية يثير فضولها ، بعد ما حدث منه في أول لقاء جمعهما معًا ، تعامل معها بشكل طبيعي جدًا ، كما لو أنه لم يفعل شيئًا ، لدرجة أنها اشتبهت في أنه رجل متعدد العلاقات و يعبث مع الفتيات ، لكنها علمت بعد ذلك من عمر أن اخيه ليس لديه علاقات ولا يحب العبث ابدا ، لتزيد الحيرة داخلها ، لكنها لم تعط الأمر أهمية في ذلك الوقت.
لم تجرؤ على إيقاظه ، نهضت بهدوء وذهبت إلى غرفة طفلتها.
ترى أنها استيقظت كالمعتاد مبكرًا ، وتلعب بألعابها.
بعد أيام قليلة ستبلغ من العمر عامين ، وللآن تتحدث فقط بكلمات قليلة.
ابتسمت كارمن بحنان ثم اتجهت إليها ، وحملتها مقبلة خديها المكتزتين قائلة بحب : صباح الفراولة يقلب ماما .. انتي كمان مش جايلك نوم زي ماما يا حبيبي .. يلا نلبس و ننزل نشوف تيته
★★★
غادرت الغرفة وهي تتقدم إلى غرفتها ، أو بالأحرى غرفة أدهم.
رأته استيقظ و جالس علي الاريكة يفرك عينيه وينظر إليها بنعاس.
كارمن برقه عفوية : صباح الخير
ادهم بصوت اجش من تأثير النوم : صباح النور هي الساعه كام دلوقتي ؟
نظرت كارمن الي ساعة معصمها وقالت بنبرة ناعمة : الساعة 10 و ربع
تفاجأ أدهم ، فهو لا يتذكر أنه نام حتى هذا الوقت من قبل ، ليقول بصدمة : يا خبر اتأخرت جامد علي الشغل
سألت كارمن بإندفاع : هو انت ضروري تروح الشغل انهاردة يعني ؟
شعرت كارمن بالحرج الشديد ، وارتفعت الحرارة في وجهها ، وندمت علي تسرعها بالسؤال ، فماذا سيظن الآن أنها تريد منه أن يجلس معها.
قال ابتسم بهدوء : لا مش ضروري اروح خصوصا اني مش قادر افرد ظهري اصلا..
أردف أدهم بلوم : عشان في ناس انانية ماصدقت استولت علي السرير لوحدها
ضحكت كارمن بشدة على تذمره كأنه طفلاً صغيرًا لأول مرة ترى هذا الجانب منه ، قائلة ببراءة : مش انت اللي قولتلي نامي انتي في الاوضة وانا هنام علي الكنبة
نظر أدهم لها بغيظ ، وهو يزم شفتيه قائلا بحنق : و انتي ماصدقتي اخدتي شنطتك و طيران علي الاوضه
كارمن بمشاكسة : لعلمك بقي اوضتك مش حلوة
رفع أدهم حاجبيه بدهشة و سأل : ليه مش حلوة ؟
أجابت كارمن بصدق : كئيبة اوي كلها ابيض و اسود اخدت وقت طويل علي ما عرفت انام في حلبة الشطرنج دي
رمى رأسه للخلف و هو يضحك بصوت عالي من تشبيها الغريب.
مالت كارمن رأسها قليلا وهي تنظر الي ضحكته بإنبهار ، فنادرا ما يبتسم والآن هو يضحك.
ادهم بمكر : لو مش عجباكي اوضتي .. الكنبة ترحب بكي
قالت كارمن بضحكة خافتة ، بينما تهز رأسها رفضًا : لا انا تمام كدا .. هدخل اغير هدومي و انزل لماما ليلي
ادهم بهدوء : ماشي بس استني لحد ما ادخل اخد هدومي من جوا الاول
لم ينتظر ردها ، نهض و اتجه إليها لذلك فوجئت جدا ، لأن باب الغرفة على الجانب الآخر.
انحنى أدهم عليها ، فشهقت بإنشداه حينما اصبح قريبًا جدا منها ، لدرجة انها استنشقت رائحته الرجولية الفواحة.
رأته يقبل ملك برفق التي في حضنها ، ثم استدار و مشي إلى الغرفة بهدوء ، بينما ارتفعت الحرارة في وجنتاها و ازداد نبضها .
أخذت نفسا عميقا في محاولة للسيطرة على إرتجافها لكونه كان قريب منها فقط تشتت عقلها و قلبها ، وبدأت تهمس لنفسها : ( انا قلبي بيدق اوي كدا ليه من حركته دي .. اكيد دا من الخوف حاسة اني كنت واقفة قدام دراكولا مش انسان عادي .. دا ايه الغموض و التقلبات بتاعته دي )
نفضت هذه الأفكار من رأسها ، و هي تراه يغادر الغرفة و في يديه ملابسه متجهًا إلى الحمام الملحق بالجناح ، فدخلت الغرفة بسرعة كما لو كانت تهرب من شيء ما.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند زين و روان
تسمرت روان بمكانها و هي شهقت بخفة عندما فتح زين عينيه ، و نظر إليها نظرة لم تستطع تفسيرها.
حاولت النهوض والهرب من هذه النظرات ، ولكن في لحظة سحبها من ذراعها ، لتستلقي على السرير مرة أخرى ثم اعتلاها ، وهو يحجزها بين ذراعيه.
حملقت روان فيه بنظرات مذعورة ، متسائلة بدهشة : زين انت بتعمل ايه ؟
همس زين بهدوء عكس ما يشعر تماما : انا اللي بعمل ايه و لا انتي!!
روان بعدم فهم : انا معملتش حاجة
قال زين هو يرفع حاجبيه بعدم تصديق : و الله
خافت روان ان يكون شعر بما فعلته و هو نائم ، لذا نطقت بإرتباك واضح : اااا ايوه انا لسه صاحية
حدق فى شفتيها المرتجفه و عيونها الخائفه ، قائلا بصوت أجش : متأكدة انك معملتيش كدا؟
أمال رأسه بالقرب من شفتيها الوردية و انفاسه الحارة تضرب بشرتها ، وقبل طرف شفتها العليا كما فعلت ، اصابتها رعشة قوية من لمسة شفتيه ، واخذت حدقت فيه بعيون واسعة من دهشة وذهول
زين بمكر : ردي عليا معملتيش كدا؟
اصبحت وجنتيها مثل حبة الطماطم من الخجل ، لترد بتقطع : انا .. انا كنت..
انقطعت محادثتهم بقرع على باب الغرفة.
نهضت بسرعة محاوله الهروب من ذراعيه و هي تدفعه من صدره ، لكنه أمسك بها ثم رفع يديها فوق رأسها وثبتها ، و هو ينظر إليها بمكر ، و واضح عليه انه لا ينوي تركها.
همس زين بالقرب من أذنها : كملي .. كنتي ايه ؟
تململت روان وهي تحاول فك اسر يديها من بين يديه وقالت بترجى : بتعمل ايه يا زين !! الباب بيخبط اكيد ماما وعمتي برا .. خليني اقوم افتحلهم لو سمحت
نظرت إليه بعيون بريئة وخائفة ، كادت تذوب من الخجل ، لا تدري ماذا تفعل في هذا الموقف المحرج.
تنهد زين بداخله على منظرها الفاتن الذي جعله ينسى للحظة ما كان يعاني منه ، ثم رفع جسده عنها كي تستطيع النهوض ، لكنه أمسك بيديها مرة أخرى مشيرا إلى ملابسها وقال : استني هنا .. هتفتحي الباب بالشكل دا ؟
نظرت الي بيجامته التي ترتديها ، ثم تطلعت اليه بغباء.
قلب عيونه بملل فهي لا تستوعب كأنها طفلة حقا ثم تمتم : روحي غيري هدومك في الحمام و انا هفتح الباب
روان بطاعه : حاضر
نهض من السرير و ارتدي ملابسه ، و ذهب ليفتح الباب ، فرأى أمه و زوجة خاله يقفان في الملل .
ظهرت ابتسامة جذابة على وجهه قائلا بهدوء : صباح الخير
حياة بمحبة : صباح العسل يا حبيبي صبحية مباركة يا عريس
تمتم زين و هو يقبل يديها : الله يبارك فيكي يا ست الكل
قالت حنان بعد أن ارتاحت قليلا حالما رأت ابتسامته الواسعة : صباح الفل و صباحية مباركة يا ابني .. اومال فين روان ؟
زين بأدب : الله يبارك في عمرك يا غالية .. اتفضلوا الاول هي في الحمام
دخلوا حياة و حنان الغرفة ، وهم يحملون الإفطار معهم.
روان فتحت باب الحمام ، وكانت ترتدي فستان أصفر طويل أظهر خصرها النحيف وجسمها الرشيق ، وشعرها المتدفق على كتفها .
جعلت قلب ذلك الواقف ينبض بشدة من جمالها البريء.
تقدمت اليهم بابتسامة مشرقة ، قبلت والدتها بحب ، ثم قبلتها حياة بسعادة و هي تهتف بإبتسامة : صباحية مباركة يا عروستنا
ابتسمت روان برقه قائلة بخجل : الله يبارك فيكي يا عمتي
حنان تعانق ابنتها ثم همست بقلق : طمنيني عليكي يا بنتي عامله ايه!!
روان نظرت إلى زين الذي كان يتابع المشهد في صمت ، وكأنها تحثه على إنقاذها من هذا الموقف المحرج.
جاء زين بجانبها ، ثم وضع يديه على كتفها وجذبها إلى صدره ، قائلاً بإبتسامة : اطمني يا مرات خالي .. احنا الحمدلله تمام
تنهدت حنان بقلب مرتاح عندما رأت معاملة زين الحسنة لإبنتها لتقول بسعادة : الحمدلله يا ولدي ربنا يطمنك و يسعدكم يارب .. خلي بالك عليها يا زين دي بنتي الوحيدة و دلوقتي امانه عندك
تفاجأت روان من تصرفه وكلماته ، لكنها صمتت بإستحياء.
تقدمت منها والدتها تعانقها مرة أخرى ، قبل أن تهتف بإبتسامة سعيدة : احنا هننزل و نسيبكم تفطرو براحتكم و لو احتاجتم حاجة احنا تحت.
قالت حياة بضحكة مرحة : هيحتاجو ايه يا خيتي .. اتهنو يا ولاد
ثم غادرت هي و حنان الغرفة ، وهما في قمة السعادة والراحة.
نظرت روان إلى زين التي ما زال يضع يديه على كتفها.
روان بتعجب : انت ايه اللي قولته دا ..!
زين : قولت ايه !!
ردت علي سؤاله بسؤال : هما كدا فهمو ايه بالظبط ..؟
انزل زين يديه عن كتفها ، و توجه يجلس علي طرف الفراش قائلا ببرود : فهمو اني دخلت عليكي يا روان
فتحت روان فمها بدهشة ، و حدقت فيه بصدمة وخجل.
استطرد زين حديثه بنبرة هادئة : اسمعي يا روان احنا اتجوزنا امبارح بس.. وعلاقتنا ببعض قبل كدا ماكنتش قوية .. ماتكلمناش قبل كدا مع بعض تقريبا صح
هزت رأسها في موافقة بصمت تنتظره يكمل حديثه
اردف زين حديثه قائلا : يعني اللي تعرفيه عني قليل اوي و انا كمان معرفش عنك حاجة غير انك بنت خالي و شوية معلومات عادية .. ايوه احنا ساكنين في نفس البيت بس عمرنا ما اتكلمنا .. بس اهم حاجة عاوزك تعرفيها عني اني مبحبش حد يعرف حاجة عن حياتي الشخصية واي حاجة تحصل بينا مش عايزك تقوليها لحد فهمتني .. المهم قدامهم تحت هنتعامل مع بعض عادي زي اي عرسان جداد
نظرت روان إليه في حزن ، لا تعرف ماذا تقول ، أنها تحبه ، وكانت تحلم باليوم الذي ستصبح فيه زوجته.
ماذا يعني بحديثه هذا ، هل سيبقي زواجهما على الورق فقط؟
وأتت إجابته على سؤالها الصامت ليقطع الشك اليقين قائلا بجمود : انتي دلوقتي مراتي و مسؤوله مني اي حاجة تحتاجيها تقوليلي انا مش لحد تاني .. لكن جوازنا هيكون علي الورق لحد ما تخلصي كليتك و تتخرجي .. بعدها ممكن نطلق بأي حجة.
فرك زين رقبته من الخلف ببعض التوتر و اخذ نفسا طويلا قبل يستكمل حديثه : واسف علي اللي حصل من شوية ماكنش ينفع اعمل كدا
حدقت روان فيه بعيون واسعة من الصدمة ، هل هذا حلم أم تخيل ؟
هل هو حقًا لا يستطيع ان يتقبلها كزوجة و يرفض الاقتراب منها ؟
هل يتأسف فقط لأنه اقترب منها قليلاً كما لو كان هذا اثمًا ، وقد ندم على فعله؟
تجمعت دموع كثيفه في عينيها ، حاولت الضغط على شفتيها في محاولة لخنق دموعها و عدم كشف ما تشعر به في قلبها المكسور ، كل ذلك بسبب قلبها الذي كان كل ذنبه أنه أحبه و لم يري أحد غيره ، و بالأخير طعنها بخنجر كلماته السامة دون رحمة.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
عند زين و روان
يجلس على السرير ببرود شديد ، وهي تقف أمامه ترتجف يديها ، ومن الواضح أن آثار الصدمة التي تلقتها للتو من الشخص الوحيد الذي يمتلك قلبها ، وروحها تنعكس بشدة على تعبيرات وجهها.
تجمعت دموع كثيفه في عينيها ، حاولت الضغط على شفتيها في محاولة لخنق دموعها و عدم كشف ما تشعر به في قلبها المكسور ، كل ذلك بسبب قلبها الذي كان كل ذنبه أنه أحبه و لم يري أحد غيره ،
و بالأخير طعنها بخنجر كلماته السامة دون رحمة.
حاولت أن تتنفس الهواء بهدوء ، لتتمكن من الرد على كلماته.
روان بتماسك مزيف و هي تتسائل بحيرة : كان ايه لازمة جوازنا من الاول يا زين .. ليه طلبتني للجواز و انت مش عايز تكمل؟!!
كان ينظر اليها في تردد يسأل نفسه هل يصارحها ام لا ؟
قال زين و هو يشير اليها برأسه نحو الفراش : تعالي اقعدي جنبي
لكنها لم ترغب في الاقتراب منه بهذه اللحظة ، فوقفت مكانها دون أن تتحرك.
قرأ هو رفضها الصامت في عينيها ، ليتنهد قائلا بهدوء : ماشي هقولك السبب يا روان عشان انتي من حقك تعرفي ..
تنهد مرة اخري و هو يغمض عينيه قائلا بتوضيح : كنت بحب وحدة زميلتي في الكلية من سنه تانيه و احنا مع بعض .. كانت بينا قصه حب الكلية كلها تعرف بيها .. ماكنتش بقدر امسك ايديها من خوفي علي سمعتها و عشان عاوز احافظ عليها .. و كنت مقرر بعد ما نتخرج هتقدملها رسمي و نتجوز و نبدأ حياتنا مع بعض بالقاهرة .. بس في اخر سنه في الكلية اكتشفت انها علي علاقه بزميل لينا في الكلية .. شوفتها نازله من العمارة اللي ساكن فيها و لما اتأكدت من البواب انها بتتردد علي العمارة دي كتير اجننت و طلعت خبطت علي الواد دا و ضربته كان هيموت في ايدي و من خوفه اعترفلي انها علي علاقه به من فترة طويلة.
نظر اليها فرأها تحدق به بعيون واسعة ، ثم أردف بقهر : فكرت اقتلها بس لاقيت ان مستقبلي انا اللي هيضيع عشان وحدة رخيصة و خاينة ماتستاهلش .. قطعت علاقتي بها و بعد ما اتخرجت .. جدي فتح معايا موضوع جوازي منك و مع تصميم امي كمان علي الموضوع و عشان بتحبك وافقت و اتخطبنا ...
قام من مكانه وهو يرآها تذرف الدموع ، ولا يعرف لماذا شعر بألم في قلبه عندما رآها تنظر إليه بحزن.
شعر بسهام تخترق قلبه ، يعلم أنها تحبه ، لكنه حطمها كما تحطم قلبه من قبل.
حاول ان يقترب منها ، لكنها لم تعطي له اي فرصة بالاقتراب و فرت هاربة من الغرفة ، متوجهة إلى غرفتها القديمة ، وأغلقت الباب خلفها ، ثم دفنت رأسها بوسادتها ، وأطلقت العنان لشهقتها العالية التي أخفتها بالوسادة.
اخذت تفكر هل تحزن عليه أم على نفسها ، فهو أذقها طعم الخذلان من نفس الكأس التي تذوق هو منه.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في نفس التوقيت و المكان
بغرفه بدر و حنان
دلفت حنان في سعادة تبشر زوجها بفرحتها لإبنتها ،
فرأته يرتدي ملابسه ، لتقول بسرور : الحمدلله يا بدر الامور تمام عند بنتك و جوزها
بدر بضحكة : الحمدلله اخيرا اطمنتي عليها و استريحتي معرفتش انام منك طول الليل
حنان بحرج : معلش بقي يا بدر هي البت هتتجوز كل يوم يعني و بعدين لازم اطمن انها مبسوطة و الا مش هرتاح ابدا
بدر بمحبة عميقة : ربنا ميحرمناش من حنيتك يا ام ماجد
اردفت حنان بدهشة : ايه دا انت هتخرج؟
رد ببساطة : ايوه يا حبيبتي عندي شغل كتير في الارض
حنان بعتاب : معقوله هتخرج يوم صباحية بنتك يا راجل
ضحك بدر وقال بمكر : هي صبحيتي انا و لا صباحية بنتك يا ولية
حنان بنبرة رقيقة : ماشي بس ماتتأخرش هعملك اكله بتحبها انهاردة
رد بدر غامزًا بطرف عينه : هو دا الحديث الزين يا ريت بقي تكون كوارع ترم عظمي اللي حاسس انه اتفشفش علي الاخر
ضحكت حنان وقالت بحب : سلامة عظمك .. عينيا يا حبيبي هعملهلك
نظر اليها بإبتسامة يفكر رغم ان زواجه منها لم يكن عن حب ، و لكن استطاعت حنان السيطرة علي قلبه بطيبتها و خفة دمها و مواقفها معه في الازمات.
طبع قبلة على جبهتها ثم أردف بإبتسامة: تسلملي عينيكي يا حنون
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في قصر البارون
في غرفة الطعام
بعدما جهزت الخادمة الفطار ، و وضعته علي المائدة.
دخلت نادين تتلفت ورائها ، و يبدو عليها الارتباك .
نظرت إلى الطاولة في حيرة ، هناك أربعة أكواب من العصير بنكهات مختلفة و أدهم يشرب القهوة دائما.
تقدمت إلى كوب من عصير المانجو ، فهو بالتأكيد يخص كارمن ، ووضعت فيه برشامًا وقلبته سريعا ، حيث والدة أدهم ووالدة كارمن تشربان البرتقال ، و هي تشرب عصير الأناناس ، وعندما انتهت جلست في مكانها المعتاد في صمت كأنها لم تفعل شيئا.
بعد لحظات قليلة ، جاءت ليلي تحمل ملك وورائها كارمن ومريم.
ألقت كارمن تحية الصباح عليها بأدب ، فأجابت نادين بإبتسامة مزيفه ساخرة : صباح النور يا عروسة
تجاهلت كارمن نبرة السخرية في صوتها ، و جلست بهدوء دون ان ترد عليها.
في هذه اللحظة دخل أدهم مرتديا ثيابا عادية ، و ليس بدلات رسمية كالمعتاد ، وجلس على رأس الطاولة.
ادهم بصوته الرخيم : صباح الخير
ليلي و مريم بإبتسامة : صباح النور
اردفت ليلي بدهشة ممزوجة بالسرور : غريبة يا ادهم ايه اللي اللبس دا انت مش رايح الشغل زي ماقولت امبارح ؟
نظر أدهم من زاوية عينه إلى كارمن الجالسة ، و هي تفطر في صمت بين ليلي و مريم.
رد ادهم بإبتسامة خبيثة : صحيت متأخر يا امي و كارمن اقترحت عليا مارحش الشغل انهاردة وانا عجبتني الفكرة
خجلت كارمن من حديثه الخبيث ، ونبرته الماكرة التي فهمتها جيدا ، ونظرت إليه بغضب صامت
بينما كانت نادين تنظر إلى كارمن بخبث وحقد عندما شاهدتها تشرب العصير ، وتكاد تموت غيظًا من أسلوب أدهم المتغير تمامًا منذ اليوم الأول لكارمن في المنزل.
اعتقدت ليلي أن شيئًا ما حدث بينهما ، وان الامور تسير علي مايرام ، لأنها تري أدهم مختلفًا تمامًا عما كان عليه طوال حياته ، فمنذ متي وهو يستمع إلى رأي اي شخص ، حتى هي.
ربتت على يد كارمن بحنان ، قائلة بفخر وسعادة : برافو عليكي يا كارمن دا بقالو سنين ماخدش يوم اجازة
همست كارمن بصوت منخفض ، لكنهم سمعوا جميعا : رجل فولاذي بجد
ابتسم ادهم قائلا بمشاكسة : قولي الله اكبر من اول يوم قايم من النوم ظهري وجعني
غصت كارمن وهي تشرب العصير من كلماته التي تحمل معاني كثيرة ، وهى تشعر ان الحرارة ترتفع إلى خديها بقوة.
مريم بخوف : اسم الله عليكي يا بنتي ..
ناولتها كوب من الماء ، فشربته كارمن كله و هي تنظر الي ادهم بنظرات نارية ، ليبتسم لها ببرود كى يستفزها اكثر.
قالت ليلي و هي تلاعب ملك : علي فكرة يا ادهم ملك هتم السنتين بعد كام يوم
ليأخذها أدهم من والدته ويضعها على قدميه ، وهو يقبل الطفلة على خديها بحنان وقال بهدوء : عارف يا امي و ليها عندي هدية حلوة
حادثت كارمن بإبتسامه جميلة ، لطفلتها التي تلعب في هاتف ادهم : قولي لعمو شكرا يا لوكه
ليلي بسؤال : هي لسه برده مش بتكلم كتير
كارمن بحيرة : عاوزة اخدها للدكتور بتاعها يطمني عليها لان الاطفال في السن دا بينطقوا كلمات كتير حتي لو مش صح بس هي كلامها بسيط خالص
مريم بضحكة : كارمن لحد ما تمت السنتين اصلا مكنتش بتكلم انا و ابوها كنا حيرانين اوي و روحنا لدكتور قال هي مفهاش حاجة و اكلوها يمام جبنالها اليمام يومها مش بتبطل الكلام
شعرت كارمن بالحرج ، حينما لمحت ابتسامة ادهم ، لتقول بتذمر طفولى : انتي حكيتي الموضوع دا مليون مرة يا ماما
ضحكت ليلي ايضا وقالت : ياسين و هو عنده سنة و نص كان بيقول كلمات كتير و غريبة .. مالك كان علي طول يكلم معه كأنه راجل مش طفل .. الولد طلع لسانه شبرين قدامه
ضحكت كارمن بشدة ممَ جعل أدهم يشرد بملامحها الساحرة وشفتيها المبتسمتين ، ثم ضمت شفتيها بإغراء غير مقصود بينما كانت تمضغ الطعام .
ذهب معها إلى عالم آخر لم ير فيه إلا هي ، ابتسم تلقائيًا ، ولم يستيقظ إلا عندما لمست أمه كتفه بحنان ، فنظر إليها بدهشة.
ليلي بذهول : روحت فين يا ابني ؟
ادهم بجمود : معاكم يا امي
ثم نظر الي كارمن مردفًا : قوليلي قبل ماتروحي للدكتور عشان اجي معاكي
كارمن بلا مبالاة : مفيش داعي تتعب نفسك ماما هتروح معايا
ادهم بحزم : لا هاجي انا معاكي بلغيني بس قبلها
فهزت رأسها بالموافقة لتغمغم : تمام
كانت نادين تتابعهم بصمت. ،و لم تحاول مشاركتهم الحديث ، وشعرت بتزايد الكراهية داخلها اتجاه كارمن.
لا تصدق أن أدهم الذي لا يمزح ولا يبتسم ، ولو قليلاً تراه الآن يتحدث و يمزح بتلقائية ، و ظلت تتواعد في نفسها لكارمن و هي تفكر في خطوتها التالية.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند روان
هدأت قليلاً من نوبة البكاء ، وشعرت بالارتياح لأنها أفرغت ما كانت تشعر به من غضب وتوتر ، ونهضت بعزم إلى الحمام و توضأت ، و ذهبت لتلبس اسدال الصلاة لتأدي فرضها.
تفكر أنها ليست صغيرة لتشكو مشاكلها لأحد ، أنها ستلجأ إلى الله سبحانه وتعالي الذي سيهديها إلى القرار الصحيح ويزيل همومها.
★★★
أما هو فكان يجلس يلوم نفسه على قسوته عليها.
ليس ذنبها ، كان هذا اختياره من البداية ، كانت لديه فرصة للرفض ، لكنه لم يرفض ، كان جزء مما قاله كذبة ، فلم يضغط عليه أحد كما اوهمها.
لا يعرف لماذا قال لها هذا الكلام ؟
لماذا ينتقم منها هي ؟
كان على وشك أن يجعل زواجهما حقيقيًا وأن ينسى كل شيء آخر ، لولا طرق الباب التي جعله يعود إلى رشده.
هل قال لها ذلك لحماية قلبه بعد تعرضه للخذلان والخيانة ؟
تذكر أول مرة رآها عند عودته من القاهرة بعد تخرجه أعجب بجمالها الذي تضاعف ، فعندما سافر كانت لا تزال صغيرة جدًا ولا يتذكر أنه كان يراها في إجازاته ، لكن ما اعجبه بها نظراتها كانت لا تزال بريئة و قلبها نقي.
كان غاضبًا جدًا عندما تذكر "جمال" ابن خالها البغيض
عندما مدحها أمامه وهو يرأى نظراته إليها ، كان سينتف رأسه ، فحينها شعر بنيران تندلع داخل قلبه ، و بدون لحظة تفكير واحدة عندما فتح جده معه موضوع زواجه منها ، وافق على الفور.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
اما في ايطاليا
لازال مراد يجلس في المستشفي يكمل علاجه
سمع رنين هاتفه فأجاب سريعا عندما عرف المتصل
مراد بغضب شديد : انت فين يا زفت يا حمدي بتصل بيك من وقت مافوقت و انت مابتردش .. حسابك بعدين دلوقتي بسرعه قولي ايه الاخبار
حمدي رجل من رجال مراد في مصر فهو من يراقب كارمن ك ظلها و لكن دون ان يلفت الانظار
اجاب حمدي بأدب و ارتباك : اسف جدا يا فندم .. بس انا عندي ليك اخبار مش هتعجبك يا مراد بيه
مراد على الفور : قول بسرعه
حمدي بخوف اشد من الذي سيقوله : مدام كارمن اتجوزت امبارح
قاطعه مراد بحدة مخيفة : نعم يا روح امك انت اجننت ايه اللي بتقوله دا و ازاي دا حصل
اجاب حمدي سريعا : زي ما بقولك كدا يا باشا اللي فهمته انها خلصت عدتها و اتجوزت ادهم بيه رجل الاعمال اخو جوزها اللي مات
شعر بصدمة قوية فهو بالطبع لم يتوقع هذا الخبر ، ووصل غضبه لذروته واندلعت النيران في شرايينه يصرخ بغضب جامح : عينك ماتنزلش من عليهم انت فاهم و انا هنزل مصر خلال الاسبوع الجاي
أغلق الخط وهو يفك أزرار قميصه بعنف ، وبدأ يدور في الغرفة بغضب ، يفكر أن عليه أن يضع حدًا لكل ما يحدث ، ولكن عليه الأن انهاء كل شئ هنا أولا ، وظهرت نظره شر مظلمة في عينيه تعلن بداية الجحيم
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
بعد مرور اسبوع
استدارت حول نفسها ، غير مدركة ما هذا المكان ؟
كانت على حافة جبل مرتفع ، أمامها منظر ساحر ،
وخلفها صحراء.
لا تعرف ما الذي أتى بها إلى هنا؟
شعرت بحركة من ورائها ، فالتفتت بسرعة ، وعادت بقدمها إلى حافة الجبل دون أن تدرك ، فأمسك ادهم بخصرها خشية أن تسقط بنفسها ، و عندها التقت العيون و تعثرت المشاعر في قلوبهم.
سألت كارمن بإرتباك من قربه منها : انا ازاي جيت هنا !! و انت ليه ماسكني كدا .. ابعد عني !!!!
حاولت دفعه بعيدًا عنها ، لكنه شد قبضته حول خصرها ، وجذبها بالقرب منه اكثر
ادهم : طول ما انتي بتهربي مني هتفضلي تايهة ،
افتحيلي قلبك مرة واحدة بس و مش هتندمي.
كان ينظر إليها وعيناه تشعان بالصدق وعاطفته لها ،
وشفتيه أمام شفتيها.
همست كارمن برفض ضعيف لتأثيره القوي عليها : انا ... لا مستحيل هحبك
تأوهت كارمن بدهشة عندما تشابكت أصابعه بين خصلات شعرها ، ممَ جعلها أقرب إلى وجهه ، وحرقت أنفاسه جلدها الناعم ، ممَ تسبب لها في دغدغة محببة ، فأغمضت عينيها في استسلام من هذا السحر الذي تشعر به معه.
أحاط وجهها بيديه و قبل خديها ثم ذقنها بلطف ، و دون وعي منها أحاطت بكفها الصغير يداه على خدها ، فرفع بصره إلى عينيها.
ادهم بإصرار : صدقيني قلبك هيغلبك و غصب عنك هتحبيني !!! عارفة ليه ؟
لم ينتظر اجابتها قائلا بصوت اجش :
عشان قلبك بدأ فعلا يفتح بابه ليا .. ومش هتعرفي تفكي نفسك من خيوط عشقي ..!
لكنها لا تريد أن تعترف بما يقوله ، ولن تعترف بهذا الحب.
أغلق جفنيه ودون أن يعطيها فرصة للاعتراض ، مال يزيل المسافة بين وجوههم ، وهو ينزل بشفتيه يفترس شفتيها ، و يعبر عن حبه بقبلة تطفئ نيران قلبه.
ــــــــــــــــــ
استيقظت و هي تتنفس بسرعة ، تنظر إلى المكان في ذعر ، فوجدت نفسها نائمة علي سريرها داخل غرفة ادهم.
نظرت إلى الساعة ، لترى أنها كانت الثامنة والنصف صباحًا
تنهدت كارمن وأغمضت عينيها بقلب يرتجف ، وبدأت تفكر في الحلم الذي رأته ، بدا كأنه حقيقي تمامًا ، لكن عقلها يرفض هذه الفكرة ، ولا ينبغي لها أن تفكر بهذه الطريقة.
اخذت تقنع نفسها بهذا التفكير ان أدهم هو عم ابنتها فقط ، لكن قلبها مرتجف بشدة ومرتبك ، خاصة أن أدهم يعاملها منذ أسبوع بشكل مختلف تماماً عن تعامله معها عندما تزوجت من عمر.
يتعامل معها بلطف شديد وأصبح أسلوبه هادئًا ، لكنه أحيانًا يتصرف معها بطريقة استفزازية تثير غضبها بشدة ، لكنها ايضاً لا تنكر انها اعجبت جدًا بإهتمامه بالطفله وحنانه معها وتسعدت في تعلقه بها ، و راقت لها كثيراً هديته في عيد ميلادها ، فكانت عبارة عن كلب صغير لملك أحبته للغاية ، و أصبحت تلعب معه وفرحت به ، كما أنه خصص له بيتًا صغيرًا في الحديقة لينام فيه.
حاولت في هذا الأسبوع تجنب الجلوس والاحتكاك مع نادين التي لا تجلس في المنزل نهارًا ، وتعود في المساء لتصعد إلى غرفتها وتتشارك معهم أحيانًا وجبة الإفطار ، ومن المؤكد أن الامر لا يخلو من بعض كلماتها مسمومة أو نظرتها حارقة نحوها.
نفضت كل هذه الأفكار من رأسها ، متجاهلة دقات قلبها وهي تتذكر هذا الحلم مجدداً ، وأصرت تحادث نفسها بعناد أنه عم ابنتها فقط ، ولا شيء أكثر من ذلك ، ثم نهضت من الفراش وأدت روتينها اليومي.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند أدهم بالخارج
استيقظ أدهم متألم ظهره من نومه على الأريكة.
حسنا ! هذا اختياره ، فكان بإمكانه إعداد المكتب لها أو تركها تنام على الأريكة ، لكنه لم يستطع جعلها تجلس في غرفتها الخاصة التي أرادت أن تأخذها.
هو يريد أن يأخذ الأمور بينهما بهدوء ، ويقترب منها تدريجيا ولا يريد أن يخيفها أو يجبرها على الاقتراب منه رغماً عنها.
نهض يتكاسل ثم دخل الي الحمام.
بعد لحظات خرج متوجهاً إلى صالة الألعاب الرياضية ، لتنشيط جسده قليلا ، وإزالة الآلام التي يشعر بها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند كارمن
خرجت من الغرفة مرتدية فستانًا رماديًا يتناسب تمامًا مع قوامها الممشوق ، يظهر نحافة خصرها ، وأكمام ذراعيه يبلغ طوله أقل من ربع كم ، ويمتد فوق قدميها بقليل.
تنوي ان تتناول الإفطار مع الجميع ، فقد نامت طفلتها مع جدتها مريم بالأمس.
أرادت التحدث إلى أدهم قبل أن يذهب إلى الشركة ، لكنها رأت أن مكان نومه فارغ ، فنظرت إلى الحمام كان الباب مفتوح ، و لم يكن بالداخل.
ظنت أنه غادر الجناح ، فأكملت طريقها للخارج ، لكنها توقفت بإندهاش عندما سمعت صوتاً يأتي من صالة الألعاب الرياضية التي لم تدخلها من قبل .
ذهبت إلى هناك لتري ما يحدث بالداخل؟
تسمرت في مكانها محدقة في صدر أدهم العاري أمامها ، و الذي كان يمارس الرياضة بنشاط ، ولم يلاحظ أنها دخلت.
أعجبت كثيرا بجسمه الرياضي وصلابة عضلاته القوية ، لقد كان وسيمًا بشدة.
خطر ببالها ذلك الحلم الذي رأته و ما قاله لها ، وشردت قليلاً بتفكيرها ، و لم تدرك أنه أنهى ما كان يفعله ، وينظر إليها في صمت.
استيقظت من شرودها عندما رأته يتجه نحوها ، ونصفه العلوي بأكمله مغطى بقطرات العرق.
وقف أدهم أمامها مباشرة ، وفي عينيه نظره غامضة لم تستطع تفسيرها كالمعتاد ، وكان شعره البني يتساقط منه عدة خصلات مبللة على جبهته ، يبدو مثيراً حقاً.
مال عليها و هو يقترب منها كثيراً ، ويضع يديه الاثنين على الحائط خلفها يأسرها بذراعيه.
نظرت إليه بتوتر وعدم فهم ، وقلبها يدق كطبول داخل ضلوعها ، لدرجة أنها اعتقدت أنه يستطيع سماعه جيداً.
أما بالنسبة له ، فقد كان يحدق في عينيها الزرقاوتين المرتبكة التي ثملته ، وجعلته ينسى من يكون في هذه اللحظة؟
فجأة انقطعت أنفاسها و أغلقت عينيها بإحكام ، حالما أحست بأنفاسه الساخنة تلامس بشرتها ، وشفتاه تكاد تلامسان شفتيها تقريبًا ، ولا يفصل بينهما سوى بوصة واحدة.
اعتقدت للحظة أنه سيقبلها ، لكنه أمسك بالمنشفة المعلقة خلفها مباشرة ، و رفعها يجفف بها وجهه ببطء ، ثم ابتعد عنها وأعطها ظهره.
ابتسم أدهم بمكر قائلاً بنبرة عادية ، لكن تخفي ورائها الكثير من المشاعر داخله : صباح الخير يا كارمن .. صاحية بدري ليه ..!!
فتحت كارمن عينيها تطلق سراح أنفاسها التي كانت تحبسها داخل صدرها ، و أخذت تحاول التركيز على ما تريد قوله بعد أن شتت هذا الماكر أفكارها.
لماذا يلعب بأعصابها هكذا ؟
لا تعرف لماذا تتبعثر مشاعرها عندما يقترب منها ؟
تمتمت بخفوت : صباح النور .. ممكن اكلم معاك في حاجة قبل ما تروح الشغل؟
نظر ادهم اليها قائلا بإهتمام : اكيد .. بس الاول هاخد شاور من العرق اللي انا فيه دا و نتكلم
كارمن بصوت هادئ : تمام هستناك برا في الليفينج
ــــــــــــــ
أنهى أدهم حمامه ، وتوجه إلى غرفة الملابس مرتديا بدلة رائعة من أكبر الماركات العالمية ، والتي أبرزت قوة عضلات كتفه.
خرج متوجهاً إلى المكان الذي كانت تجلس فيه كارمن بانتظاره في توتر.
رأته يتقدم منها برجولته الطاغية ، وسبقته رائحة عطره المميز ، ليخطف أنفاسها بجاذبيته الساحقة.
للحظة شعرت بالغيرة من كل من سوف يراه بكل هذه الأناقة المذهلة التي تذهب العقل ، واخذت تحدق فيه بصمت.
جلس أدهم بجانبها بشكل مريح على الأريكة ، واضعاً يده على الأريكة خلف ظهرها.
بدأت هي الكلام على الفور : ادهم انا كنت عاوزة انزل الشركة و ابدأ الشغل
ادهم بتساءل : انتي حاسة انك مستعدة دلوقتي و ان صحتك احسنت
أجابت كارمن برقة : ايوه و حاليا ملك طول الوقت مع مامتك و مامتي و انا بدأت ازهق من قعدة البيت و كمان انا بدأت اشتغل تاني علي شوية تصميمات لفساتين جديدة.
ادهم بحماس : بجد طب ما توريني كدا عملتي ايه
كارمن بإحراج : لا مش دلوقتي لما اخلصهم احسن .. انت عارف انا بقالي اكتر من سنتين ماحاولتش اصمم و عشان ارجع لثقتي في نفسي تاني محتاجة وقت و مراجعة
ابتسم أدهم بجاذبية وقال : ماتقلقيش انا موجود و هساعدك فيهم و انا موافق تقدري تيجي الشركة في الوقت اللي يناسبك
ردت بإندهاش و حماسي طفولي : بجد .. يعني ينفع اجي معاك بكرا
ضحك ادهم على حماسها ثم أجاب بصوت رخيم : اكيد ينفع بس هتكوني تحت اشرافي المباشر لحد ما تعرفي كل حاجة ماشية ازاي
رجعت مرة اخري لتوترها ، لأنها لم تكن تريد أن تكون معه كثيرا بسبب ما شعرت به في قربه منها ، و حاولت اعتراض حيث كانت تفرك يديها في حيرة ، وعيناها تنظران إلى الأرض أمامها.
همست كارمن بإرتباك : بس انا الاول كنت بشتغل مع مالك و عمر الله يرحمه.
شعر ادهم بالغيرة من حديثها ، ليصحح حديثها بتريث : كنتي .. حاليا مالك مشغول بإدارة شركة المقولات و ماتنسيش انه بقي نائب مجلس الادارة و بما اني مش دايما موجود فهو اللي بيتابع الشغل هناك
همست كارمن بداخلها : يعني مفيش مفر منك يا دراكولا
أومأت إليه بموافقتها في صمت ، و نهضت من مكانها فنهض معها يغادروا الجناح ، لتناول الإفطار مع الجميع.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في شركة "البارون ديزين"
نزل من سيارته وتوجه إلى شركته ، يسير بخطواته الهادئة في شموخ نحو المصعد ، ليذهب إلى الطابق الأخير.
نزل من المصعد وسار باتجاه مكتبه
دخل مكتب سكرتيرته فوقفت السكرتيره الجديده عندما دخل مباشرة ، قائلة بغنج متصنع : صباح الخير يا استاذ ادهم
ضاق عينيه عليها بحدة ، محدقًا في مكياجها الزائد عن حده ، وملابسها التي كانت أكثر ملاءمة لتكون ملابس سهرة ليست موظفه في شركة.
تجاهلها واستمر في السير إلى مكتبه ، فتبعته وهي تمشي متمايلة بكعبها العالي.
دخلت خلفه ورأته جالسًا خلف مكتبه المريح بهدوء يحدق بها بجمود ، للحظة ارتبكت و إبتلعت لعابها بتوتر من نظرته الثاقبة.
هتف ادهم بصوت جهورى : انتي مين؟
_ انا ياسمين حضرتك .. السكرتيرة الجديدة مكان مها
تذكر أن سكرتيرته قدمت استقالتها منذ فترة وجيزة بسبب مشاكل في منزلها ، هو لم يقتنع بهذه الحجة ، لكنه وافق على استقالتها في النهاية.
ادهم بجدية : مها عرفتك طريقه الشغل ماشية ازاي و لالا
ردت ياسمين بالإيجاب : ايوه حضرتك
اردف ادهم بصوته الرخيم : تمام قولي ايه المواعيد و الاجتماعات اللي عندي انهاردة ؟
فتحت دفتر المواعيد وبدأت في قراءة المواعيد بصوت رقيق للغاية ، وعندما انتهت من القراءة ، قالت بميوعه بينما كانت عينيها هائمه في شكله الجذاب : حضرتك تأمر بحاجة تانيه؟
اجاب بحزم و صرامة و هو ينظر اليها بحده ، و يشير إلى ملابسها : اخر مرة اشوفك جاية الشركة بالقرف اللي انتي لابسه دا .. لازم تعرفي ان دي شركة محترمه مش ملهي ليلي .. اتفضلي شوفي شغلك.
ارتجفت من حدة صوته ، و أومأت بصمت ، وغادرت بسرعة
(ياسمين :تبلغ من العمر 27 عاما ذات جسد ممشوق متناسق و قامه طويلة ، بشره برونزية ، خصلاتها ناريه ، و اعين عسلية ، تعشق المال بشدة ، شخصية جريئة و استغلالية)
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد وقت قصير في مكتب ادهم
دخل مالك إلى مكتب أدهم فور طرقه علي الباب
مالك بإبتسامة واسعه : صباح الخير يا ابو الادهيم
نظر اليه ادهم بحنق : صباح الزفت علي دماغك عملت اللي قولتلك عليه
ذهب مالك إلى الكرسي أمام المكتب وجلس أثناء حديثه
مالك بمرح : براحة يا عم اخد نفسي الاول
ادهم بنفاذ صبر : بلاش رخامة دلوقتي و انجز
مالك بجدية : ايوه طبعا ما انا جايلك اقولك ان الخبر اتنشر في كل الجرايد و المواقع اهو
أخرج الهاتف من جيبه وفتحه و سلمه إليه.
أمسك أدهم بالهاتف و رأى الأخبار تسطع على الشاشة ، فظهرت علي وجهه ابتسامة ماكرة اظهرت اسنانه البيضاء ، وهو يتخيل رد فعل كارمن عندما ترى هذا الخبر.
هتف مالك بعدم فهم و هو يري ابتسامة ادهم : برده انا مش فاهم انت سعيد اوي كدا ليه من نشر الخبر يعني؟
اجاب أدهم بينما يتلاعب بالقلم الذي بين أصابعه : عادي ماتنساش ان كارمن بقت نائب مجلس الادارة هنا يعني طبيعي هتيجي تشتغل معانا .. و لازم الكل يعرف انها موجودة هنا بصفتها مراتي انا .. مش ارملة اخويا و انا متأكد انها مكنتش هتوافق علي كدا.
رفع مالك حاجبيه بذهول من تفكير ادهم وقال : قصدك انك حطيتها قدام الامر الواقع !!
رد ادهم بإماءة بسيطة : بالظبط كدا .. و من بكرا مش عايز اشوف وشك في الشركة هنا
مالك بدهشة : ليه يعني ..؟
ادهم بنفاذ صبر : هتروح شركة المقولات فترة تتابع هناك بنفسك و تبعد عن هنا خالص
مالك بحنق : الله ما احنا بنتابع كل حاجة و احنا بعدين هنا هتمرمطني ليه يا مفتري
اجاب ادهم بتهكم و غيظ : عشان مدام كارمن عاوزة حضرتك تدربها علي الشغل
نظر اليه مالك بشقاوة و قد فهم تصرفه ، ليقول بخبث : مش تقول كدا من الاول .. ماشي هروح .. اما نشوف لعبة القط و الفار بتاعتك انت و هي دي هتوديكم فين.
حدق فيه بغموض قائلا بإصرار : هخليها تحبني يا مالك !!
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
خارج مكتب ادهم تحديدا في مكتب ياسمين
دخلت إلى الحمام وتتحدث في الهاتف كي لا يسمعها احد
همست ياسمين بفخر : كله تمام يا باشا انا حاليا سكرتيرة ادهم البارون شخصيا .
بتحذير ..... : تمام اوعي حد يشك في حاجة و الا انتي عارفه اللي هيحصلك .
ياسمين بخوف : لا ماتقلقش يا باشا انت عارفني
...... : طيب و اي حاجة تخص مدام كارمن توصلني فاهمه .. كل تفصيله صغيرة تسمعيها تبلغيني على طول بها
ياسمين بطاعه : حاضر يا باشا انت تأمر
..... : سلام
ياسمين : مع السلامه
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
الحب الذي لا يفقدك عقلك و يستحوذ على قلبك
لا يستحق..!!
فما هو إلا دور سينمائى فاشل في فيلم هندي تافه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهراً في النادي
تجلس نادين و ميرنا و تظهر علي ملامح نادين الحنق و الغضب الشديد
هتفت نادين بغيظ : هموت من القهر يا ميرنا الباشا بقي بيقعد في البيت و بيضحك و يهزر مع الزفته كارمن طول الوقت
ميرنا بخبث : انتي بتغيري عليه يا نانو و لا ايه؟
نادين بغل : دا جوزي انا حتي لو مش متفقين سوا مش هسيبها تتهني به و بفلوسه
ميرنا بتنهيدة : قولتلك من الاول شكلها مش سهلة .. المهم انتي ماشيه علي خطتنا
نادين بتأكيد : ايوه طبعا بحطلها بإيدي الحبايه في كوباية العصير بإنتظام في مواعيدها بالظبط
قالت ميرنا بتعبير مبهم على وجهها : كويس بس لازم تلاقي طريقه تتخلصي منها بسرعه مفيش حاجة مضمونه ممكن تحمل حتى و هي بتاخد الحبوب
هتفت نادين بخوف : عندك حق انا بقيت خايفه جدا من تغييره .. بقيت حاسة ان ممكن في اي وقت يقلب عليا لو غلطت غلطة صغيرة و يطلقني و اطلع من دا كله ب و لا حاجه
ميرنا بتفكير : قوليلي ايه اخر اخبارهم مع بعض ؟
نادين بحنق و حسد : الهانم ناوية تنزل الشركة مع ادهم و تبدأ في الشغل
ميرنا بمكر : طب ماتدخلي في الليلة و تنزلي الشركة انتي كمان تشتغلي
نادين بعنجهية و غرور : مبحبش الشغل و الالتزام انا بحب الخروج و السفر و الشوبنج و بس
ميرنا بتهكم : لازم تعملي كدا لأن في تفكير في بالي لو نفع هتخلصي منها بسهولة
نادين بتسرع : حل ايه دا؟
ميرنا بإبتسامة خبيثة : خليني افكر الأول انتي عليكي تلاقي طريقه تقنعي بها أدهم لنزولك للشركة
نادين : اوكي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عصراً في قصر البارون
كانت تجلس هي وحماتها ووالدتها يتثامرون في العديد من الموضوعات ، لكن كارمن لم تفهم شيئًا منها.
كان تفكيرها بهذا الحلم الذي لا يريد أن يخرج من عقلها.
تفكر في تفسير هذا الحلم ، وكيف استسلمت له؟ وكيف لها تحبه؟
ترفض بشدة هذا الشعور الذي تشعر به تجاهه ، و ستستمر في مقاومته فهي زوجة أخيه ، أو بالأحرى أرملة أخيه.
وأيضاً لا تتخيل أنه سيقبلها زوجة له ، لقد تزوجها فقط من أجل وصية أخيه ومن أجل ملك ، و هي تزوجته لنفس الأسباب ، فلا داعي للخداع في الوهم.
انقطعت افكارها بدخول يسر وفي يديها ياسين الذي ترك يديها وركض نحو ملك التي كانت تجلس علي قدمي جدتها وبجانبها كلبها الصغير، فجلس جانبها يقبل خديها قائلا ببراءة : وحشتيني خالص يا ملك
نظرت اليه الطفلة تهمهم بكلمات متقطعه ، و هي تضحك بسعادة
هتفت يسر بتعب و هي تجلس بعد ان سلمت علي الجميع : يا واد بطل شقاوة تعبتني
نظر ياسين الي امه قائلا ببساطة : ببوس ملك يا مامي دي العروسة بتاعتي
يسر بيأس : مفيش فايدة في الواد دا خلاص جنني
ياسين بتذمر : هي ليه ماما مش موافقه أن ملك تلعب معايا في الجنينه يا تيته؟
ليلي بتريث : لسه صغنونه يا حبيبي لما تكبر شوية هتلعب معاك في الجنينه حاليا العب معها هنا
ياسين ببراءة : خلاص ماشي !!
ابتسمت مريم وهي تقبل خده ، فهذا الشقي يأسر الجميع بخفه ظله وبراءته
يسر بإعجاب : ايه الكلب الكيوت دا يا روما يجنن خالص !!

ردت كارمن بهدوء : دا هدية ادهم لملك في عيد ميلادها من وقت ماشافته مابقتش عايزة تسيبه و طول الوقت بتلاعبه
نبح الكلب الصغير علي ياسين ، وهو يقف دفاعا عن ملك عندما حاول ابعاده عنها ليجلس بجانبها.
كارمن بإبتسامة : تعالي يا ياسين
ذهب ياسين إلى كارمن التي جلسته على قدميها ، وقالت بنبرة هادئة : ايه يا بطل تاعب ماما ليه الولاد الشطار مش يتعبو مامتهم و يسمعو كلامها و انت شاطر صح
ياسين بعفوية : ايوه صح شاطر .. بس ماما مش عاوزاني ابوس ملك و انا بحبها و كمان الكلب دا وحش هتحبه ملك اكتر مني
ضحكت من كلماته البريئة التي جعلتها تدرك شعوره بالغيرة على ملك من الكلب ، لذا حاولت أن تصلح هذا الموقف بهدوء : لا هي كمان بتحبك انت اخوها الكبير .. و لازم تخاف عليها .. و دا كلب صغير انت القوي اللي فيهم .. و لازم تعطف علي الكلب عشان ربنا يحبك صح كلامي يا بطل..
ياسين بتفكير : ايوه صح
قبلت كارمن خده وقالت بضحكة : طب يلا روح كمل لعب معهم
ذهب يجلس في مكانه بهدوء ، وهو يضع الكلب علي قدميه ، و يلاعبه بلطف
يسر بدهشة : و الله انتي طلعتي جامدة يا روما دا انا بفضل اتحايل عليه عشان يسمع الكلام ..
ثم اردفت قائلة بتذكر : اه صحيح انتي شوفتي جرايد انهاردة و السوشيال ميديا
كارمن بنفى : لا مش متابعه حصل حاجة و لا ايه؟
يسر بغمزة : ابدا يا جميل صورك انتي و ادهم منوره في المواقع و الجرايد
و أخرجت الهاتف من حقيبتها ، وأعطتها إياه لتشاهد الأخبار على الإنترنت

انصدمت بشدة كيف وصل خبر زواجها الي الصحافه ، وكيف انتشرت بهذه السرعة ؟
لا تفهم ، ولكن بهذه الطريقة تم تدمير كل خططها التي كانت قد وضعتها لنفسها ، فالامر اصبح معروفاً الان ، ولن تستطيع ان تخفيه عن اي شخص في الشركة ، وستظهر امامهم بصفتها زوجة ادهم البارون.
شعرت بالحرج و الاحباط ، وهي تتخيل كلام الناس عنها ، وظلت تشتم في سرها من كان سبب نشر هذا الخبر ، وهو بالتأكيد أدهم.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بالصعيد
في غرفة زين و روان
جالسه تشاهد التلفاز ، مر أسبوع على اليوم الذي أخبرها فيه أن زواجه منها كان تحت ضغط والدته ، وأنه سيكون مؤقتًا ، و صدمتها بعد حديثه عن خيانة حبيبته.
شردت في أفكارها و هي تتذكر ما حدث بعد أن لجأت تشكي لربها
Flash Back
استعادت هدوئها بعد أداء صلاتها والدعاء لربها ، بأن يشعر بها ذلك الجدار الذي تزوجته ، وأوكلت كل شؤونها إلى الله.
واتخذت قرارًا بأنها لن تستسلم ليأسها من كلماته المسمومة ، فهي الآن زوجته ، حتى لو كان هذا مؤقتًا كما قال ، ستسعى بكل طاقتها لتجعله يشعر بحبها العميق له ، هي تفهم أنه عانى من الخداع والخيانة ، و لاتستطيع أن تلومه ، لكنها ستجعله يشعر بها و بعشقها له من تعاملها معه.
سوف تمشي على الخطة التي رسمتها في ذهنها ، و تتحمل نفوره ورفضه هذا ، و ألا تهزمها العقبة الأولى في حياتها معه.
نهضت بعزم ، وخلعت الاسدال عنها قائلة بمرح : انا هوريك كل انواع الجنان المصري اللي علي حق يا ابن حياة
وقفت امام المرايا ترتب ملابسها ، و شعرها قبل أن تغادر الغرفة و تتجه نحو السلم ، وتنزل الدرج بخفة وبسرعة.
رأت والدتها وعمتها جالسين يشاهدان مسلسلهما المفضل
روان بشقاوة : مسا مسا علي احلي موزتين في الصعيد كله
اندهشت حنان من نزولها الان لتقول بحسرة : يا مراري عليكي يا بت انتي سيبتي جوزك و نزلتي ليه
روان جلست و ربعت قدميها قائلة بتعبير فكاهي على ملامحها : افضل كابسه علي انفاسه من اول يوم كدا .. الراجل يطق مني يا حنون .. لازم اسيبه شوية عشان يفكر فيا و يشتاقلي
اخفضت حياة صوت التلفاز تنظر الي روان بفخر وقالت : ناصحة يا بت طالعه شاطرة لعمتك
حنان بصدمة : وه دا بدل ماتقومي تجبيها من شعرها قليلة الحياء دي يا حياة
ضحكت حياة لتقول بمحبة : يا مري .. مقدرش دي حبيبة قلب عمتها تعالي هنا يا مرات ابني .. مالكيش صالح بيها يا حنان
نهضت روان من مكانها ، و جلست بين احضانها
روان بإبتسامة : انتي اللي فهماني يا عمتي في البيت دا
حياة بسخرية : طبعا يا بت شكل امك نسيت يعني ايه رومانسيه يا حسرة عليك يا خوي
شهقت حنان تصفع على صدرها ، قائلة بدلال أنثوى : فشر دا انا و جوزي لسه شباب و الله اكبر زي السمنه علي العسل يا خيتي و مولعين الجو رومانسية
ضحكوا جميعًا بشدة ، و نهضت روان قائلة بحماس : طب انا هروح بقي علي المطبخ احضر الغداء لزين بإيدي و ابهروا بأعمالي المطبخية
تحدث ماجد من خلفها و هو يضحك بمرح : الحقوا جهزوا نمرة الاسعاف لزين بسرعه
روان بنزق : بعد الشر عنه يا زوفت انت
ماجد بتصفير : الله الحب شكله ولع في الدرة من اول يوم
احمرت وجنتي روان خجلاً وسكتت
ردت حنان بدفاع عن ابنتها : بس يا واد يا ماجد بنتي طباخة بريمو تربيتي انا و عمتك
اخرجت روان لسانها لماجد تغيظه ، وركضت مسرعة إلى المطبخ لتحضير الطعام.
ــــــــــــــــــــــ
بعد ان انتهت من تحضير الطعام الشهي إلى زين صعدت به الي غرفتهم.
في ذلك الوقت كان زين يأخذ حمامًا باردًا ، وكان يفكر في غياب روان لأكثر من ساعتين.
ماذا تفعل الان بعد كل ما قاله لها ، يشعر أنه بالغ في حديثه معها فهي زوجته وإرادته.
لماذا كان معها شديد القسوة هكذا ؟
زفر بحنق وهو يغطى أسفل جسده بالمنشفة و خرج من الحمام ، ووقف في منتصف الغرفة يجفف شعره بمنشفة اخري صغيرة.
في هذه اللحظة دخلت روان الغرفة ، وهي تحمل صينية الطعام في يديها.
أغلقت الباب خلفها واستدارت وهي تتطلع للأمام ، لكنها تجمدت مكانها عندما رأت زين يقف أمامها بمنشفة فقط دون أن ينتبه لها.
حدقت روان بدهشة وإعجاب بجسده الاسمر وعضلات صدره القوية ، وكانت عيناها تتبعان قطرات الماء المتساقطة من شعره ، وتهبط على رقبته وتمر ببطء على صدره بإثارة.
ضغطت علي شفتيها واحمر وجهها من الحرج ، وكان قلبها يقرع كالطبول داخل ضلوعها.
أزال المنشفة عن وجهه ، وأصيب بصدمة عندما وجدها أمامه ، كيف لم يشعر بدخولها؟
رآها تحدق به في ارتباك ، فنظر إلى وجنتيها الملطختين باحمرار الخجل ، وحركة شفتيها المرتجفة التي تعضهما بتوتر.
شعر بنار متَأَججة في صدره ، وأراد أن يلمس تلك الشفتين المغريتين.
هذه الحمقاء لا تدرك أنها تلهب أحاسيسه بأدنى حركة منها ، وهو أحمق منها ، فكيف يقاوم رغبته فيها وهو الذي بعد نفسه عنها؟
احس ان دقات قلبه ستفضحه امامها فهمس بداخله : اهدا و اعقل كدا ماتضعفش قدامها و اثبت علي كلامك هو انت مراهق و لا ايه اللي حصلك يا غبي
أخذ نفساً عميقاً ، محاولاً أن يهدأ ويدفع هذه الأفكار من رأسه.
زين بصوت اجش منفعل من كبح رغبته : كنتي فين دا كله؟
افاقت على صوته من إلهاءها بمنظره المهلك ، و عشت مرة اخري علي شفتيها في بخجل لأنها كانت تحدق به كالبلهاء.
حاولت أن تجمع أفكارها بسرعة ، ونظرت إلى صينية الطعام ، وقالت ببساطة : كنت بعملك الاكل و لما خلصته طلعت علي طول
نظر زين إليها بذهول ، و هو يشعر كأن دلو من الماء البارد صب على رأسه من تلك المعاملة منها التي لم يتوقعها ابدا ، قائلاً بإستغراب : وليه تعبتي نفسك في ناس كتير تحت تعمل الغداء ؟
اجابت روان بعفوية ، فكانت تحلم دايماً بأن تطعمه من يديها عندما يتزوجان : لا .. دا كان زمان دلوقتي مينفعش .. لازم تاكل من ايدي انا و بس
شعر أنه كان غبيًا حقيقيًا فانها تهتم به ، وهو قابل كل هذا بكسر قلبها و في أول يوم في زواجها ، لا منذ أن أصبحت خطيبته ، وهو يعاملها باستخفاف ولا مبالاة.
همس زين في داخله بضيق : ياتري يا روان دا قناع براءة مزيف برده و لا انا ظلمتك و اتسرعت في قسوتي عليكي
ثم اتخذ عدة خطوات يقترب منها قائلا بمزح : ويا تري اكلك حلو و لا بتجربي فيا
اتسعت عيونها ببراءة قائلة وهي تهز رأسها برفض : لا طبعا انا بطبخ كويس اوي و دلوقتي هتذوق و تقولي رأيك و انا متأكدة انك بعدها مش هتاكل من ايد اي حد الا انا
رفع حاجبيه بإعجاب من ثقتها في نفسها ، ليقول بشك : هنشوف و الميه تكدب الغطاس بس انتي فطرتي اصلا و لالا
هزت رأسها بمعني لا
وقف امامها مباشرة و هو يأخذ منها صنية الطعام و يضعها علي المنضدة وقال : موافق اكل بس بشرط هتاكلي معايا
شعرت بالحرج لكنها لم تستطع الرفض حيث أراد قلبها استغلال أي فرصة للتقرب منه
هتفت بإحراج و هي تنظر الي ارضية الغرفه : حاضر بس ممكن تلبس هدومك الاول
كانت تقضم شفتيها من التوتر كعادتها ، غير مدركة أنها كانت تزيد من توهج نيران ذلك الواقف أمامها أكثر.
نظر إلى جسده العاري ثم نظر إليها بمكر مستمتعًا بخجلها البريء ، ليتكلم بمكر : انا واقف كدا من ربع ساعه و بعدين فيها ايه لو اكلت و انا كدا
زاد احمرار وجنتاها أكثر من أسلوبه ، وتحدثت بصوت هامس خجول : زين البس حاجة مايصحش تقعد كدا قدامي و كمان ممكن تاخد برد لو سمحت بقي
كان يفكر انها بالتأكيد لا تريد أن يمر هذا اليوم مرور الكرام ، فهي لا تعرف ماذا تفعل به عندما تنطق إسمه بهذا حنان من شفتيها تعذيبه أكثر.
حاول أن يسيطر على أفكاره وهو يتوجه إلى الخزانة ،ويخرج ملابسه ويتجه إلى الحمام في صمت.
Back
ــــــــــــــــــ
و منذ ذلك الوقت وهي تخشى أن تقترب منه كثيرًا وهم بمفردهما فيقابلها بالنفور والبعد مرة أخرى ، لذلك اصبحت تنام على الأريكة ليلًا وتترك له السرير ، لكن عندما تستيقظ تجد نفسها على السرير وحدها ، لأنه بعد يومين من زواجهما عاد إلى المستشفى بحجة العديد من الحالات الطارئه ، ولا تراه إلا أثناء تناول طعام الغداء في تجمع العائلة ، والوقت الذي يقضونه مع العائلة يشعرها فقط أنهم زوجين جدد.
ضحكت بخفة وهي تتذكر مشاكستها له أمام العائلة ، فأحيانا تجلس بين ذراعيه او تتحدث معه بدلع، و تطعمه بيديها أمامهم ، فتشعر بقشعريرة جسده بسبب لمسات يديها الناعمتين عندما تمسك بيديه.
هي نفسها تتعجب من جرأتها معه ، لكن ما يطمئنها أنه لم يتجاهلها أو ينفر منها أمام الجميع علي العكس انه يتفاعل معها بشكل جيد.
همست تكلم نفسها بمرح و مكر انثوي : علي رأي سميرة سعيد لما قالت مش حتنازل عنك ابدا مهما يكوووون .. فاكر انك هتقدر تهرب من حبي ليك كتير يا زين .. ماشي اصبر عليا اما جننتك مابقاش انا روان الشناوي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في شركة كبيرة للإستيراد و تصدير
كان مراد جالسًا على كرسيه الأسود المريح ، وعيناه تلمعان بشراسة وهو يقرأ هذا الخبر المنتشر على الإنترنت ، ويشاهد الصورة التي جمعتهما ، لكنه لم يستطع السيطرة على أعصابه أكثر من ذلك ، وضرب الهاتف بقوة على الحائط ، فتحطم الي اشلاء متناثرة على الأرض ، وهو يتنفس بغضب.
دخل رجل عجوز إلى المكتب لكنه يتمتع ببنية قوية رغم كبر سنه والشيب يتخلل رأسه هو الحارس الخاص يدعى حاتم ، لكنه ليس مجرد حارس ، فهو كان الخادم المخلص لوالده ، و منذ وفاته و هو يساند مراد في كل ما يفعله.
حاتم و هو ينظر الي الهاتف المنثورة اشلائه علي الارض ، قائلاً بقلة حيلة : و بعدين في عصبيتك الزايدة دي يا مراد مش معقولة كدا يا بني
نظر اليه مراد بعينيه الحمراء من فرط غضبه صائحاً بحقد و حنق شديد : انا سمعت كلامك و مارضتش اعمل حاجة ست شهور كاملة مع جوزها عشان المنظمة الزفت و العيون اللي مركزة معانا و قولت كويس انه مات لوحده لكن دلوقتي هي اتجوزت و صورهم في كل المواقع عايزني ازاي اهدا و استني
حاتم ينظر اليه بحيرة من أفعاله وقال : انا مش قادر افهم اشمعنا دي اللي مركز معاها بقالك سنه مش بتكلم عن حاجة غيرها .. مش كفايه اللي جرالك في ايطاليا عاوز تفتح ميه جبهة عليك ليه
هتف مراد بغضب و تملك : عشان عايزها انا صفيت الكلاب اللي حولو يقتلوني بعد ماخرجت من المستشفي عشان ارجع هنا و اتفرغ ليهم مش ورايا غير حاجة الا هي
حاول حاتم التحدث بهدوء لعله يستطيع اقناعه : بلاش تدخل في حرب مع العيلة دي انت عارف مركز ادهم البارون كويس في البلد لو حس انك بتراقبهم اكيد مش هيسكت
ضحك بتهكم قائلا غرور : سكرتيرة مكتبه مخدتش في ايدي ساعه واحدة و كانت مقدمة استقالتها
رفع حاتم حاجبيه متعجباً ، ليسأل بسخرية : عاوزها تعمل ايه لما تهددها بولادها يعني
هتف بإنتصار : المهم ان مكتب الزفت دا بقت كل اخباره عندي انت عارف ياسمين شاطرة و صعب حد يشك فيها
حاتم بقلق : ربنا يهديك يا بني بس عشان خطري بلاش تجازف انت كنت بين الحياة و الموت من كام شهر
هتف مراد بتحدي : ماتقلقش يا حاتم انا مرتب لكل حاجة و في الوقت المناسب هاخدها منه حتي لو وصلت اني اقتله
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
مساءاً في قصر البارون ليلاً
عند كارمن
تجلس في الجناح ، وهي تحاول السيطرة على أعصابها.
إنها غاضبة جدًا من تصرف أدهم الذي جعلها تشعر رغماً عنها بأنها ملكه وحده ، و أن زواجه منها سيصبح أمرا طبيعياً ومعروفاً ، و هي لا تريد ذلك ، و اصرت انها ستظل في مكانها علي الأريكة حتى يأتي و تتحدث معه.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في منزل مالك البارون
خرج مالك من الحمام الملحق بجناحهم ، وكان يجفف شعره بمنشفة صغيرة.
كانت يسر مستلقية على السرير ، و تبدو علي ملامحها الشرود ، فترك المنشفة على الكرسي المجاور له ، و ذهب إليها بهدوء و انحنى عليها ، خطفاً قبلة صغيرة من شفتيها الكردية و قفز بجانبها على السرير.
اعتدلت هي في جلستها و سندت ظهرها على السرير.
يسر بتذمر طفولي : مش هتبطل الحركات دي يا مالك خضيتني
مرر ابهامه على طول وجهها برقة ، و هو يهمس في اذنيها بصوت حنون يتغلله المرح : سلامته الجميل من الخضة
ابتسمت بعشق و خجل ، فهو قادر علي تغيير مزاجها في لحظات بعبثه المحبوب لقلبها المتيم بعشقه.
مالك بغيرة محببة : انطقي بسرعة كنتي سرحانه في ايه يا بت انتي ؟
ضحكت يسر بخفه ، وردت ببساطة : ابدا كنت بفكر في كارمن
مالك بغرابة : مالها كارمن !!
سندت رأسها على كتفه قائلة بخفوت : عاوزة اسألك علي حاجة ؟
مال مالك رأسه على رأسها يهمس بحب : اسألي يا عيوني
يسر بإستفهام : انت اللي نشرت خبر جوازهم في الصحف و المواقع مش كدا !!
مالك بتنهيدة : انا و أدهم .. هو كان مرتب كل حاجة .. اومال انا ليه اخدتلهم صور كتير يوم كتب كتابهم الصامت دا انتي نسيتي.
يسر بتفكير : مممم طلعتو مش ساهلين خالص يا احفاد البارون
مالك بغرور متصنع : اومال يا بنتي دا احنا جامدين اوي
يسر بحيرة : بس برده انا مش فاهمه ليه ادهم يعمل كدا !!
مالك بجدية : عشان بيحبها يا يسر
شهقت بإستنكار و هي تنظر له لتقول بعدم تصديق : انت بتهزر صح بيحبها ازاي و امتي !! هو لحق يحبها اصلا دول بقالهم اسبوع متجوزين ؟
نظر اليها قائلا بهدوء و جدية يشوبهما قليل من السخرية : هقولك ازاي .. بس عارفه لو وقعتي بلسانك الحلو دا في الكلام مع كارمن وقولتلها وقتها ادهم هيذبح جوزك و تتشردي انتي و ابنك في الشوارع
هتفت بتركيز و هي تقترب منه اكثر : لا اطمن سرك في بير
مالك و هو يأخذ نفساً عميقاً ثم اردف قائلاً : ادهم بيحب كارمن من يوم ما اشتغلت في الشركة قبل ماتجوز عمر .. بس انتي عارفه ان عمر اغلي حاجة عنده لما عرف انه بيحبها سكت و كتم في نفسه .. حياته كانت خربانه من جهة جوازته من الحيزبونه نادين و عشان موضوع انه مش بيخلف ..
و الموضوع اتقفل علي كدا و بطل يتكلم فيه معايا لحد ما اتفتحت الوصية و اتفتحت معها كل جروحه من تاني .. تخيلي العذاب اللي هو فيه متجوز ارملة اخوه اللي هو اصلا بيحبها و يمنع نفسه عنها عشان ماتكرهوش و عشان هو فاهم دماغها و انها هتدخل الشركة على أنها أرملة اخوه و بس .. مش بصفتها مرات ادهم و عشان هي رفضت وقت الجواز منه انهم يعملو حفلة لو صغيرة يتعزم فيها معارفنا وأصحاب الشركات اللي ليهم شغل معانا فحطها قدام الامر الواقع.
عندما أنهى حديثه حرك عينيه عليها ، فرأي دموع يسر تنساب بحزن ، فمرر طرف أصابعه على وجنتها يمسح دموعها ، قائلا بصوته الدافئ : الحب مش لينا اختيار فيه يا حبيبتي و الا مكنش حبها هي بالذات
قالت بصوت مبحوح : انا فاهمه كلامك .. بس معني كدا ان كارمن عملت اللي في دماغها .. انا حذرتها بلاش تمنعه عنها و ان دا حرام وأنها تحاول تتقبل انه بقى جوزها .. بس برده انا عذراها صعب عليها و بلاش كلنا نبقي ضدها
مالك بحيرة و حزن : مفيش في ايدنا حاجة نعملها غير اننا ندعيلهم ربنا ييسرلهم الامور و يهديهم لبعض
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
نعود الي قصر البارون
بعد مرور ساعتين
دخل أدهم الجناح ، ليجد كارمن نائمة على الأريكة في وضع غير مريح.
ذهب في اتجاهها لإيقاظها ، لكنه توقف برهة يحدق بها في صمت ، ثم مال إلى الأمام ، ووضع يديه على كتفها و هزها برفق.
تمتمت كارمن بشيء لم يستطيع فهمه ولم تستيقظ ، لذلك انحنى عليها ماسكاً ذراعيها بلطف ، ووضع يده اليسرى خلف ظهرها ويده اليمنى تحت ركبتها وهدوء و خفة حملها بين ذراعيه القويتين ، وسار إلى الغرفة.
انحنى قليلاً ووضعها على السرير بهدوء ، وعندما رجع للخلف ، خبطت يده المنبه الموضوع على المنضدة وسقط على الأرض ، مما أحدث صوتًا مزعجًا.
فتحت عينيها وكانت الرؤية مشوشة قليلاً بسبب الإضاءة الخافتة للغرفة.
جلست علي السرير بفزع ، وهي تفرك عينيها بطفولية : في ايه .. انت بتعمل ايه هنا ؟!!
اعتدل في وقفته بعد أن أعاد المنبه إلى مكانه قائلا بحنان : مفيش جيت من برا لاقيتك نايمة علي الكنبة جبتك تنامي هنا .
تذكرت أنها كانت تنتظره منذ مدة حتى غفت دون أن تدرك.
نهضت من السرير ووقفت أمامه ، وكتفت يداها على صدرها بغضب و قد طار النعاس من عينيها.
حاولت كارمن ان تتحدث بهدوء دون ان تنظر اليه : ممكن اعرف انت ليه عملت كدا ؟
ادهم بعدم فهم : بتكلمي عن ايه ؟
أجابت كارمن بصوت عالٍ تلقائيًا ، رافعة عينيها إليه فقد زاد غضبها بسبب برودة أعصابه : يعني مش عارف !! عن الصور اللي اتنشرت و الخبر اللي بقي في كل المواقع و ماتقوليش معرفش لان دي الصور اللي صورها مالك يوم كتب الكتاب و اكيد مش هيعمل كدا الا لو انت خليته يعمل كدا
تجاهل ادهم صوتها العالي قائلا بصوته الرخيم : و فيها ايه .. الموضوع كان هيتعرف في كل الاحوال ماتنسيش اني شخصية معروفه و الصحافه بتهتم بأي خبر عننا.
كارمن بدهشة : عننا !! بس انا مش مهتمه بنشر اخباري في كل مكان و كان لازم تسألني الاول علي الاقل !!
ادهم بسؤال : و انتي كنتي هتوافقي ؟
كارمن بحدة : لا ماكنتش هوافق
رفع ادهم حاجبيه بإبتسامة جانبية فهو توقع هذه الإجابة منها ليسأل بإستفزاز : ليه !!
صاحت كارمن بتسرع و اندفاع : عشان انا مرات اخوك و اللي بيني و بينك مش زي اللي وصل للناس بالخبر دا
نظر إليها وفي اقل من ثانية هاجت ثورة غضبه ، و اصبحت عينيه لونهما أحمر كالدم من الإنفعال العصبي.
سحبها أدهم من ذراعيها بشدة لدرجة أنها اصطدمت بصدره الصلب ، وأخذ يزمجر عليها بعنف مصححاً جملتها : كنتي مرات اخويا يا كارمن و دلوقتي انتي مراتي انا .. فاهمه
تأوهت كارمن من الألم وهي تحاول التملص من قبضته على ذراعيها : اه .. انت مسكني كدا ليه !! ابعد عني و سيب ايدي
لم يتأثر بمحاولتها الهروب منه ، حيث أمسك بمعصمها ولفه خلف ظهرها ، واسر يدها الأخرى بين صدره وأصابع راحة يده لشل حركتها الهوجاء للهروب من قبضته ، واصبح وجهه أقرب إلى وجهها وأنفاسه الحارة مباشرة على بشرتها الناعمة.
متجاهلاً كلامها وهو يستأنف حديثه بالغضب ، فتلك الحمقاء جعلته يشعر بجمرة تحرق قلبه من الغيرة التي تفاقمت بداخله لأول مرة في حياته بهذه القوة ، و أخرجت غضبه الكامن عليها ، فصك على أسنانه بعنف حتى اصدرت صوتًا مخيفا قائلا بفحيح : مش معني اني سايبك تتأقلمي علي الوضع اللي احنا بقينا فيه و تتقبليه برضاكي و مخليكي قاعدة في الاوضة لوحدك .. اني مش هاجي في يوم و اطالبك بحقوقي فيكي يا مدام
شعرت كارمن بإندفاع الحرارة الي وجنتيها ، واجتاح جسدها قشعريرة لتلامس اجسادهم مسببة دغدغة لذيذة في معدتها ، و بنبض قلبها ارتفع من قربه المهلك منها و تحوله المخيف هذا.
لقد بدأ يخونها قلبها و اصبحت تشعر بإضطرابه الغريب عندما يقترب منها ، لكنها قاومت هذا الشعور الذي يغتال قلبها رغما عنها و تحدثت بصوت متحشرج من توتر وإحراج : بس انت وافقت ان جوازنا يفضل علي الورق و كل حد فينا يكون في حاله
كان يلهث من فرط غضبه و بدأ يهدأ قليلاً ، وحررها من أسر قبضته على معصمعها ، لكنه أبقى يدها الأخرى في يده رفعاً سبابته ، ليحذرها قائلاً بإصرار : و انا لسه عند كلمتي و مقربتش منك .. بس دا مش معناه ان الوضع دا هيستمر كتير و اياكي تنسي انك علي ذمتي انا دلوقتي
ثم اردف بصوت منفعل : و مش هسمحلك تجيبي سيرة راجل تاني علي لسانك حتي لو كان اخويا فهمتي
لم تستطيع اخراج صوتها ، وأعصابها اصبحت مخدرة من قربه منها ، فهزت رأسها بصمت ، ليبتعد عنها و يغادر الغرفة بخطوات سريعة صافعاً الباب خلفه.
جلست على طرف السرير ، تضع يديها على قلبها تحاول تهدئة دقاته ، و صدي كلمات ادهم ترن في اذنيها.
كانت شديدة الخجل من نفسها ، لأنها عاملته هذه الفظاظة ، وهي تعرف السبب جيداً ، فهي كانت تحاول إنكار شعورها هذا الصباح عندما اقترب منها في صالة الألعاب الرياضية.
تريد التحدث إلى شخص ما ، وإخباره بما تشعر به حتى يتمكن من إخبارها بأنها على حق ، لكنها لا تستطيع إخبار والدتها لأنها تعلم أنها ستلومها بأن ما تفعله الآن خطأ فادح.
أدهم زوجها أمام الله وبمشيئة أخيه الذي كان زوجها المشكلة معها هي ، لا يمكنها أن تقبل ذلك بسهولة و ليست مستعده له.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في منزل الحج عبدالرحمن الشناوي
دخل زين الغرفة المظلمة نوعاً ما ، و مرت عينيه حيث تنام روان كعادتها على الكنبة ، فقلب عينيه بالملل من تكرار ذلك المشهد خلال الأسبوع الماضي.
من الواضح أنها عنيدة جدًا لأنها تعلم أنه سيجعلها تنام علي الفراش في النهاية.
Flash Back
منذ اسبوع
لقد انصدم عندما رآها تذهب إلى الأريكة وتتركه وحده في السرير ، فغضب بشدة وكاد أن ينهرها، لكنه تمكن من كبت غضبه ، وهمس بداخله يوبخ نفسه : عاوزها تعمل ايه يا غبي بعد كلامك السم اللي قولته اتخمد بقي و اسكت.
بعد فترة كان لا يزال مستيقظًا ، لم يستطع النوم وهو يفكر بها ، لذلك نهض من السرير و سار نحوها بهدوء ، ولاحظ تنفسها المنتظم ، فعرف أنها قد نامت.
رفعها برفق شديد واتجه إلى السرير ، ووضعها بهدوء عليه ، واستلقى بجوارها متأملاً بإبتسامة صغيرة ملامحها البريئة ، وخدودها الناعمة المحمرة وأنفها الصغير.
حرك عينيه بلهفة على شفتيها التي زمتهم ، بينما كانت نائمة بعفوية جعلته يتوق إلى أن يلمسها بشفتيه ، لكنه لم يرغب في إيقاظها.
بقي على هذا الوضع لبضع دقائق حتى غفى بجانبها.
استيقظ مبكراً مقرراً الذهاب للعمل هرباً من شعوره بالشوق الذي كان يسيطر عليه في قربها منه.
لكن هذا زاد من شغفه بها ، فلم يستطيع التركيز جيدا في عمله، وهي ايضا لم تقصر في تشتيت انتباهه بمن حوله ، حينما تقترب منه أثناء اجتماعهم مع العائلة ، ولا ينكر سعادته بهذه الأفعال منها ،
لكن هذا يجعل السيطرة على نفسه معها أكثر صعوبة.
Back
تنهد بحرارة من كم المشاعر الجياشة التي تفرض سيطرتها عليه رغماً عنه ، و أخذ يحادث نفسه بحيرة : ناوية تعملي فيا ايه تاني يا بنت الشناوي ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نهاية الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر ( إحساس جميل ) مزيج العشق
ان شعور الامان اقوي الف مرة من شعور الحب ، فمن السهل ان يمنحك احدهم الحب ، ولكن صعب ان يمنحك المساندة و الامان
سهل ان تنبهر به ، لكن صعب ان يشعرك انك مسؤل منه ..
سهل ان يقدم لك الحب لكن صعب ان يزيل عنك القلق ...
الحب عطاء مشروط و الامان عطاء بلا شروط !!
الحب كالنسيم يطوف حولنا و الامان نور يسكن قلوبنا و ارواحنا
الكل يحب ، و يبقي للأمان .. مهمه الرد ؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباح يوم جديد
في قصر البارون
استيقظ أدهم منزعجًا من هذا الصوت ،
جلس على الأريكة يفرك عينيه محاولًا التركيز لمعرفة هذا الصوت ، الذي لم يكن سوى بكاء ملك يأتي من داخل غرفته.
متأكد ان كارمن جعلتها تنام معها.
تذكر ذلك الشجار الأخير بينهما ، فمنذ 3 أيام وهو يتجاهلها ولم يتحدث معها.
لا يعرف السبب
هل نادم على انفلات اعصابه عليها أم لا يزال غاضبًا منها ومن نفسه؟
تنهد بضيق و هو يرفع الغطاء عنه ، و نهض يسير إلى باب الغرفة.
فتح الباب بهدوء ليرى كارمن تنام بعمق ، ويبدو على وجهها الإرهاق ، وكانت جالسة بجانبها ملك تبكي لأن والدتها لا تستجب لنداءها.
لكن عندما وجدته يتجه نحوها توقفت تمامًا عن البكاء.
نظرت إليه بعيونها الخضراء الصافية التي ورثتها عن والدها ، ثم مدت يديها إلى الأعلى ، كأنها تطلب منه أن يحملها.
مد أدهم يديه إليها ، ورفعها إلى ذراعيه ، وابتسم لها بعذوبة ، يالله كم يعشق هذه الصغيرة.
وضعت ملك رأسها على كتفه ، فارتبك قليلا لانه لا يجيد التعامل مع الأطفال وحده ، فبدأ يمشي بها في الغرفة يلاطفها ، لكنها بدأت تبكي مرة أخرى.
كان في حيرة من أمره ، فخطر بباله فكرة استخدمها مع ياسين عندما كان في عمرها تقريبا ، وهي أن يقفزه في الهواء و يمسكه مرة ثانية بين ذراعيه.
بدأ في رفعها بالهواء يلاعبها ، فأحبت ملك هذه الحركة كثيرًا ، وبدأت بالصراخ والضحك بشدة ، و هو يضحك علي ضحكاتها المسرورة.
★•••••★•••••★
انزعجت كارمن من هذا الصراخ ، ففتحت عينيها تبحث عن مصدر الصوت ، حتى سقطت نظرتها المتعبة على طفلتها يحملها ادهم ، ويطيرها في الهواء و كانت سعيدة وتضحك بشدة ، و كان يقف و ظهره لها.
أغمضت عينيها مرة أخرى ، فهي كانت متعبة ولم تنم جيدًا الأيام الماضيه بسبب تفكيرها المستمر ، لكن لحظة هل رأت أدهم يقف في الغرفة حقا ؟
فتحت كارمن عينيها علي مصراعيها ، تنظر إليهما بدهشة و فم مفتوح ببلاهة ، ثم قفزت من مكانها ، وهي تنهض علي الارض و كادت ان تتعثر قدميها.
انزلت عينيها تمررها علي جسمها ، و رأت أنها تقف في ثوب النوم القصير أمام أدهم.
فقد كان القميص عارياً قصير للغايه ، يصل الي منتصف فخديها ، شفاف يبين مفاتن جسدها بإغراء ، مظهراً جمال قوامها و سيقانها البيضاء الحريري.
عادت إلى السرير بسرعة وغطت نفسها ، و تحدثت بعصبية من منظرها المحرج امامه وقد حل النعاس تماماً من عينيها : انت بتعمل ايه هنا ؟
توقف عن اللعب مع الصغيرة يضعها علي الارض بجانب العبها ، و رفع وجهه لها فوقعت عينيه التي إلتمعت بشئ غريب مسلطه عليها بإمعان ، لتمر ببطء فوق جسدها الشبه عاري تحت الغطاء امامه.
اعتدل في وقفته و هو يضع يديه بجيوب سرواله ، ويحاول التحكم في نفسه بسبب مظهرها الخاطف للانفاس ، ثم نظر لها بهدوء و شوق برع في اخفاءه.
هنا فقط ادركت انه يقف امامها عاري الصدر ، فإبتلعت لعبها بتوتر.
اجاب ادهم بصوته الرخيم : البنت كانت بتعيط و صوتها اللي صحاني فجيت اشوف مالها
رمشت كارمن بعينيها في دهشة ، وهي تشير اليه قائلة بإستنكار : و ازاي تقف قدامي بمنظرك اللي شبه طرزان دا !!
ضحك علي كلامها قائلا بسخرية : المفروض اكون لابس بدلة و انا نايم يعني و بعدين هي اول مرة تشوفيني كدا !!
احمرت خجلا من كلماته الوقحة و صاحت بتذكر طفولي : لو سمحت ماتتريقش علي كلامي
ابتسم بمكر مشاكس و هو يشير بسبابته عليها : بدل ما تقولي عني انا طرزان .. شوفي نفسك الاول و انتي منكوشة و شبه العفاريت كدا .. انا دلوقتي عرفت ليه مش عاوزاني انام معاكي في اوضة واحده .. اكيد خايفه عليا من الخضه.
فتحت عينيها علي وسعهم من حديثه ، و تركت طرف الغطاء و أخذت ترتب شعرها و نست امر القميص ، ليظهر جسدها في الثوب العاري امام عينيه.
انحصرت انفاسه داخل رئته واحس بأن قلبه يتوق لها بشده ، و هي بهذا الشكل.
نظرت كارمن له ، لتراه يركز عينيه علي فتحة الصدر بثوبها ، فراحت تغطي نفسها مرة اخري.
تهدج صوت كارمن بإرتباك : مم ممكن تطلع برا لو سمحت عشان اقوم ؟
ادهم بمكر : ما تقومي حد حايشك ؟
كارمن بإستياء : هقوم ازاي و انت وقفلي كدا !!
ادهم بإبتسامة جانبية : مش فاهم يعني و فيها ايه !!
احمرت وجنتيها قائلة بخجل : فيها ايه ازاي مايصحش تشوفني كدا؟
ادهم بجدية : علي فكرة انا جوزك لو ناسية و عادي جدا اشوفك في اي وضع
هتفت كارمن بحماقه و تسرع : لا طبعا انت اجننت .. انت جوزي علي الورق وبس دا كان اتفقنا ومش هيتغير .. ومش من حقك تشوفني بقميص النوم
انها تستفزه بشدة وتعزف على أوتار غضبه بشكل احترافي.
رفع إحدى حاجبيه بصرامة و حدة : خدي بالك من كلامك يا كارمن و افهمي اني لو عايز جوازنا يبقا حقيقي هيحصل و دلوقتي و لا نسيتي كلامي الأخير ليكي احسنلك بلاش تستفزيني و تخرجي اسوء ما فيا عليكي
هبت كارمن من فوق السرير ، وهي تسحب روبها لترتديه و تغلقه بإحكام ، ثم نظرت إليه بحنق و غضب ، و هي تضع يديها بخصرها قائلة بتحدي : و انا مش لعبة في ايدك تحركها زي ما انت عايز و تقرر بمزاجك يبقا حقيقي و لالا
وجدته يقترب منها ببطئ ، فتراجعت خطوات قليلة للوراء تلقائياً.
فجأة امسكها من معصمها بقوة المتها و سحبها اليه ، هامساً ببطئ ويشدد علي كلماته وهو يقترب من وجهها للغاية : قولتلك خدي بالك من كلامك معايا .. انا مش زي عمر مابعرفش اتعامل مع شغل الدلع دا
ضغطت كارمن على شفتيها من الألم. ،وحاولت الهروب من قبضته والفرار بعيداً ، لكنه لم يتركها.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
تناست الألم واجابت بغيظ من عجرفته المعتادة معها : و مش ممكن هتبقي زيه ابدا .. عارف انا شايفاك ازاي ؟ بارد و معندكش احساس و حديد و مش بتحس
زم شفتيه بقسوة حتى ساروا في خط مستقيم ، محاولاً السيطرة على غضبه وغيرته من كلامها الفخور عن رجل غيره حتى لو كان شقيقه الراحل.
هدر أدهم فيها بحدة وكبرياء : ميهمنيش نظرتك فيا وانا دلوقتي جوزك مش عمر لازم تحترمي دا و تقبليه غصب عنك
اتسعت عينيها بشدة و هي تتذكر شيئاً ما ، واسرعت تضع يدها الأخري علي شفتيه ، لتهمس بخوف على الفور : وطي صوتك ملك جنبنا .. انت نسيت ممكن تتفزع من صوتك العالي دا
اما هو فنسي ما كان يفكر به ، ويقوله منذ لحظات عندما لمست اناملها شفتيه ، وارخي قبضته علي معصمها تلقائياً.
كانت مندهشة من صمته ، حيث توقعت المزيد من الغضب منه ، رفعت عينيها الزرقاء إليه لتجد نفسها قريبة جدًا منه ، والغريب أن هذا أعجبها ، فقد رأت عينيه الزرقاوتين لأول مرة بهذا اللون الصافي ،
و ليست قاتمه كالمعتاد.
لا تعرف كم بقيت في هذا الوضع ، رمشت بعينيها و احمر خديها خجلاً ، ثم خفضت يديها ببطء من علي شفتيه ، وهي تشعر بحرج شديد.
فجأة هتفت ملك بصوت طفولي لطيف للغاية : بابا العب معايا
ذهلت كارمن بصوت ابنتها التي نطقت بهذه الكلمة لأول مرة.
نظرت إلى طفلتها ، ورأتها توجه عينيها إلى أدهم الذي لم يكن في حال أفضل منها ، ولكنه شعر بإحساس جميل جدا ، فهذه الطفله تناديه بكلمة أبي التي أراد أن يسمعها منذ سنوات.
لكنه لا يعرف هل هو سعيد أم حزين ، لأن هذه الكلمة كانت من نصيب لأخيه وليس هو!!
هل ستتقبل كارمن هذا ام ستغضب اكثر ؟
كانت هذه الأفكار تعصف بذهنه.
نظرت اليه ببلاهة قائلة بخفوت : انت سمعتها صح !!
هز أدهم رأسه اليها بصمت ، و نظراته لا تزال علي الصغيرة التي تشير إليه لكي يأتي لها.
شعرت بالفوضى التى تحدث داخله ، لذا همست له بتلقائية : هي بتحبك و متعلقه بيك يا ادهم و انت تستاهل تناديلك ببابا .. محدش فعلا هيحميها و يحبها قدك
نظر إليها بمشاعر كثيرة لم يستطع ترجمتها أو التعبير عنها ، ليقول بتردد : يعني مش زعلانه انها بتناديلي بابا يا كارمن
ابتلعت لعابها وهى تفكر في اجابة ثم قالت بحيرة : مش عارفه يا ادهم بصراحة القدر دا غريب اوي بس كل اللي بيحصل دا بإرادة ربنا مانقدرش نعترض و لا نسأل عن السبب.
ابتسم لها ابتسامة جذابة خطفت قلبها الذي اشتاق إليه كثيرا في الأيام الماضية.
أرادت تغيير مسار الحديث هرباً من ثورة مشاعرها ، سألت بإبتسامه عذبة : هو انا ممكن ابدأ شغل انهاردة يا ادهم
ادهم بهدوء : اكيد تقدري .. جهزي نفسك و البسي وانا هستناكي تحت نفطر و نروح مع بعض
كارمن بحماس : ماشي
ذهبت إلى ابنتها ، وهي تحملها من الأرض ، وتدخل حمامها و تغلق الباب خلفها و هي تشعر بسعادة عارمة لا تفسير لها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في مكان اخر بداخل القصر
تحديدا في جناح نادين
أغلقت الهاتف مع عشيقها الذي اصبحت تتردد علي زيارته كثيرًا في الفترة الأخيرة ، فهو دائماً يشبع غرورها ويجعلها تشعر بأنوثتها بكلماته الحلوة.
كانت سعيدة جدًا ، حيث لاحظت منذ 3 أيام أن أدهم لا يوجه أي حديث لكارمن ، و هم يجلسون على مائدة الطعام ، وكأنهم يتجاهلون بعضهم البعض ، ومن المؤكد أن هناك شجارًا بينهم ، وهذا ما شجعها على التحدث إليه أمس عندما عاد من عمله ليلاً ، وتوجه مباشرة إلى مكتبه في الطابق السفلي.
قطع رنين الهاتف أفكارها لتجد أن ميرنا تتصل ، فأجابت بحبور : هلووو يا نونا
ميرنا : هلو يا حبي .. اخبارك ايه
نادين : تمام جدا
ميرنا : خير شكلك فرحانه
نادين : فوق ماتتخيلي
ميرنا : خير ايه اللي حصل
نادين بشماته : شكلهم لسه متخانقين سوا و مش بيكلمو بعض تقريبا .. و ادهم مابقاش يقعد في البيت كتير و في خبر كمان
ميرنا بفضول : قولي
نادين بنبرة حماسية : امبارح انتهزت فرصه انه لوحده في المكتب و دخلت اتكلمت معاه وقولتله انا زهقانه من النادي و البيت و عايزة اشتغل في الشركة و اسلي وقتي بحاجة مفيدة
ميرنا بتصفير : اه يا جامدة و بعدين
نادين بضحكة : يعني في الاول كان رافض و مش مقتنع بس لما اصريت وافق والمفروض انزل معه انهاردة
ميرنا بسؤال : و هتشتغلي ايه في الشركة
نادين بلا اهتمام : معرفش لحد دلوقتي بس ماتنسيش اني ادارة اعمال يعني هبقي في منصب مهم اكيد و الأهم تكون عيني عليهم و بكدا هعرف انفذ خطتنا و من موقع الأحداث كمان
ميرنا بتملق : اووووبا طلعتي مش سهلة يا نانو
نادين بحقد : اكيد مش هسيبلها الفرصة تستحوذ علي كل حاجة و انا اطلع من غير و لا حاجة
ميرنا بهدوء : تمام و ابقي بلغيني بالاخبار
نادين : اوكي هسيبك بقي و انزل افطر معهم يلا باي
ميرنا : باي يا حبي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند كارمن
نزلت الدرج بحذر ، وهي تحمل طفلتها بين ذراعيها ، وكانت ترتدي الكعب العالي ، ثم دخلت غرفة الطعام ، ورأت الجميع يتناولون وجبة الإفطار ، فألقت تحية الصباح بهدوء ، وتوجهت إلى مكانها المعتاد ، بعد أن أعطت ابنتها لجدتها.
جلست تبتسم بخجل عندما لاحظت أن أدهم يحدق بها ، وهو يحتسي القهوة بهدوء.
قالت مريم بدهشة : اتأخرتي ليه يا حبيبتي علي الفطار ؟
اردفت وهي تنظر إلى ما ترتديه كارمن بإعجاب : و ايه الشياكة دي كلها .. انتي خارجة ؟
اجابت بعفوية : اتفقت انا و ادهم اني هنزل انهاردة الشركة معه
تحدثت نادين التي تتابع الموقف منذ البداية في صمت ، لتشتعل عيناها بالحقد من مشاهدة نظرات الإعجاب من أدهم إلى كارمن.
شعرت بالغيرة تكاد تقتلها بسبب براءة ملامح كارمن التي لا تضع مكياج ، و مع ذلك تتألق جمالاً.
نادين بغيظ و دهشة متصنعة : معقولة انا كمان هنزل شغلي الجديد مع ادهم انهاردة
ليلي بسخرية : و يا تري هتشتغلي ايه في الشركة !! هو انتي عندك خبرة في الشغل!!
كانت كارمن أيضًا متفاجئة جدًا، فمنذ متي كانت نادين مهتمة بالعمل ، ونظرت إلى أدهم الذي تحدث بهدوء : هتدرب في قسم التسويق تحت اشراف مدير القسم
هتفت نادين بغرور : نعم!! ازاي كدا يا ادهم انا مرات صاحب الشركة يعني علي الاقل ابقي انا مديرة القسم
ابتسم ادهم اليها بتهكم : و مدير القسم الحالي يروح فين .. انتي ماشتغلتيش بشهادتك قبل كدا يا نادين َعندكيش خبرة يعني لازم تبدأي من الاول ..
ثم نظر لكارمن مردفاً : و نفس الكلام ليكي
نظرت إليه كارمن باستنكار ، وواصل حديثه بجدية : لازم فترة تدريب انتي بقالك سنين ماتعرفيش حاجة عن الشغل و تدريبك معايا زي ما اتفقنا لحد ما انا نفسي اشوف انك جاهزة تستلمي منصب نائب مجلس الادارة
حدقت كارمن في الطبق أمامها دون أن ترد وتهمس بداخلها : بدأ الديكتاتور اللي جواك يبان يا دراكولا ..
انا متأكدة انك هتخليني الطم بالنحوي .. هبقي معاه علي طول ازاي دا انا متوترة من دلوقتي ربنا يستر
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
لا خيار في الحب ، حتي و إن كنت حريصًا
فهو رزق مثل المطر الذي يروي الأرض ، و مثل البرق يضئ سماء القلب بإرادة الله وحده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في شركة البارون ديزين
دخل أدهم الشركة بخطواته الواثقة إلى الشركة ،
و تسير بجانبيه كارمن و نادين التي كانت على وجهها ابتسامة متعجرفة من النظرات الإعجاب التي لاحظتها من الموظفين.
أما كارمن فقد كانت خائفة عندما دخلت إلى الشركة ، لم يكن هناك فرق كبير منذ آخر مرة كانت فيها هنا ، لكنها كانت حينها زوجة عمر ، والآن تدخلها كزوجة لصاحب الشركة وشقيق زوجها الراحل.
تمشي وهي مرتبكة قليلاً ، ولم تشعر بنظرات بعض الناس الذين يحدقون بها بازدراء ، وبعضهم بفضول والبعض الآخر بإعجاب.
خرجت من دوامة افكارها متفاجئة عندما شبك ادهم أصابعه بأصابعها و هو يضغط عليها برفق ، وكأنه يرسل رسالة صامتة بأنه بجانبها ، لكنه لم يقصد ذلك بشكل تام لأنه كان يشعر بالغيرة تتوقد في داخله من نظرات الموظفين لها.
نظر إليهم بنظرة ثاقبة يعرفونها جيدًا ، فإنتبه الجميع يواصلون عملهم وهم في حالة اضطراب وخوف من غضبه.
وصلوا إلى المصعد ، فتكلم أدهم بهدوء موجهاً حديثه لنادين عندما وقفت موظفة أمامهم تلقي تحية الصباح بإحترام : الانسة هتوصلك لقسم التسويق يا نادين .. روحي معها
مطت نادين شفتيها بتعالي وغادرت معها ، تمشي بغطرسة ، وتتنفس بغضب ، لم يكن هذا ما كانت تخطط له ، لكن لا بأس ، ستجد طريقة لإصلاح الأمور وضرب هدفها بالإحتراف.
أما أدهم فدخل إلى المصعد مع كارمن
ابتسم بخفة وهو يلاحظ توترها المفرط ، اما هي فبدأت تقرأ القرآن في صمت لتجلب الهدوء في نفسها.
ادهم بإبتسامة حانية : ليه كل التوتر دا !! اهدي شوية
كارمن بخجل : هو باين عليا اني متوترة اوي كدا
ادهم بخبث : واضح اوي من ايدك المتلجة
لاحظت أنه لا يزال يمسك يديها بيديه ، وهو يربت عليها بحنان ، و يقول بصوت دافئ : انا معاكي خطوة بخطوة في كل حاجة اتفقنا
هزت رأسها بصمت ، وابتسامة جميلة على شفتيها ، و خرجوا من المصعد معًا، فجأة توقفت للحظة ، فاندهش هو من توقفها المفاجئ : وقفتي ليه ؟
كارمن بتساءل : هو انا هيبقي مكتبي فين ؟
ادهم بهدوء : مؤقتا هتقعدي في مكتبي لو تحبي او في مكتب السكرتيرة لحد ما اجهزلك مكتبك
كارمن بدهشة : طيب ليه ما اخدش مكتب عمر !!
اجاب بثبات كأنه توقع منها هذا السؤال : لإني طلبت تجديد المكتب بالكامل و ماتنسيش انك في فترة تدريب .. لما تبقي جاهزة هتستلمي مكتبك
نفخت في حنق ، فهو لديه إجابة على جميع الأسئلة ، واستمرت في المشي بجانبه بهدوء.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في الصعيد بمنزل الحج عبدالرحمن الشناوي
بعد الإفطار ، تجلس روان مع والدتها وعمتها و هم يتحدثان بعد أن غادر الجميع للعمل
حنان بعبوس : الواد ماجد اتوحشتو اوي يا خيتي حاسه ان البيت هادي قوي
حياة بتأييد : عندك حق هو دايما عامل حس للبيت ربنا يحميه .. بس يعني هي اول مرة يسافر يا حنان و بعدين ما انتي كلمتيه امبارح و اطمنتي عليه
حنان بقلق : مش عارفه ليه حاسه ان في حاجة مخبيها عننا خصوصا بعد اجتماعاته هو و ابوه الكتير في الايام اللي فاتت
روان بمزح : خايفه لا يكون متجوز عليكي في مصر يا حنون و لا ايه
حنان بغيظ : انكتمي يا بت بلاه الحديث الماسخ ديه
روان بجدية : انتي شغله بالك كدا ليه يا ماما .. ماجد مش صغير اكيد عنده سبب و هنعرفه في الوقت المناسب
حياة بهدوء : عندها حق البت خلاص يا حنان بلاش تقلقي نفسك علي الفاضي مش قالك انه راجع انهارده !!
حنان بإصرار : ايوه و هعرف منه اول مايرجع ايه اللي بيحصل من ورانا
ضحكت روان قائلة بمرح : امي دي طالما حطت حاجة في دماغها مش هترتاح غير لما تجيب قرارها
حياة بإبتسامة حنونة : سيبك منها المهم عاملة ايه مع جوزك يا بنتي مش ناويين تسافرو كام يوم قبل دراستك ما تبدأ
حاولت اخفاء حزنها و ردت بهدوء : الحمدلله يا عمتي احنا تمام بس مش هنلحق فاضل ايام قليلة و لازم اجهز نفسي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
ظهراً في شركة البارون
نظرت إلى المنظر الجميل أمامها من نافذة مكتب أدهم ، ثم نظرت إلى ساعتها بملل.
مرت ساعة منذ أن تركها أدهم في مكتبه مع مجموعة أوراق لمراجعتها ليتمكن هو من حضور الاجتماع ، لكنها ضجرت من الانتظار.
بدأت تفكر في الحرباء الجالسة بالخارج التي تدعى ياسمين منذ أن عرفها عليها بأنها زوجته ، وهي تتصرف بدلال زائد أمامها معه ، لم تعجبها تحركاتها أو طريقة حديثها هذه مع أدهم ، كما أنها كانت تتحدث عن مواعيده اليوم بطريقة ناعمة و رقة فائقه اثارت غيرتها بشدة.
زفرت غاضبة من نفسها بسبب أفكارها الحمقاء ، ودار حوار بينها وبين نفسها
كارمن : انا ايه اللي بفكر فيه دا من امتي و دا تفكيري اصلا .. اكيد دا من التوتر بتاع اول يوم شغل
النفس : شغل ايه يا كارمن انتي صحيح كنتي خايفه من الشغل بس بعد ما طمنك ادهم راح قلقك منه .. بس ياتري ايه سبب غيرتك من السكرتيرة اللي برا دي ؟
كارمن : ايه الهبل دا انا هغير عليه ليه؟
النفس : يمكن بتحبيه مثلا .. الغيرة دايما دليل علي الحب .. ليه استفزتك اوي البت دي بدلعها المايع عليه و ايه تفسيرك لما بيكون قريب منك قلبك مابيبطلش دق؟
كارمن بتعب : انا اكيد اجننت ايه اللي بقوله دا مينفعش احبه مش هستحمل افقده هو كمان
استغفرت ربها وهي تنهدت بحزن ، وفجأة خطرت على بالها صديقتها التي تعمل في الشركة هنا ، واتجهت خارج المكتب في محاولة للهروب من مشاعرها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في شركة مراد
يجلس بهدوء و يتفحص الأوراق أمامه.
سمع رنين الهاتف فأجاب بمجرد أن رأي الرقم
مراد ببرود : ها ايه الأخبار عندك يا ياسمين في جديد
همست ياسمين بهدوء و هي تقف في حمام المكتب فهي خشيت ان يسمعها احد بالخارج : ايوه يا باشا مدام كارمن جت الشركة انهاردة مع ادهم بيه
مراد بإهتمام : و بعدين
ياسمين : ابدا هو راح يحضر اجتماع و هي قعدة في مكتبه
مراد : تمام تابعي كل حاجة بتحصل عندك و بلغيني فوراً و اي فرصة توقع بينهم تستغليها زي مافهمتك
ياسمين بطاعه : امرك يا باشا
يغلق الهاتف و هو يفكر أنه يجب أن يقابلها وتراه ، فيكفي اللعب من خلف الستار ، ربما يستطيع أن يسيطر على عقلها ويجعلها تترك أدهم دون الدخول في صراعات لا داعي لها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في مكتب السكرتارية
خرجت كارمن من مكتب أدهم ، ومرت بجانب ياسمين التي خرجت من الحمام للتو وهي تعدل ملابسها.
توقفت لبرهة ثم التفت إليها وقالت بهدوء : انا هعدي علي صديقة ليا موجودة هنا في الشركة لو اتأخرت و ادهم رجع قبلي بلغيه بكلامي
ياسمين بخبث : تمام يا فندم هبلغه
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
نعود الي منزل الحج عبدالرحمن
دلف جمال الي الصالة الكبيرة
( جمال : الابن الوحيد لشقيق حنان ، شاب يبلغ من العمر 24 عامًا ، لا يفعل أي شيء سوى إنفاق المال والتحدث مع الفتيات عبر الإنترنت ، لا يحب العمل كثيرًا ، يتميز بخفة ظله و كان معجب بروان ، لكنه يعلم انها تراه اخاً لها فقط ، وجهه وسيم إلى حد ما ، وعيناه بنيتان ، ومتوسط الطول ، وجسمه رياضي )
فغطت روان رأسها بالحجاب وقامت من مقعدها لترحيب به..
جمال : مساء الخير و الهنا
الجميع : مساء النور
حنان : كيفك يا ولدي ؟
جمال : بخير يا عمتي تسلمي
روان : اخبارك ايه يا جمال؟
جمال : تمام انتي عامله ايه ؟ و فين ماجد لسه مرجعش من مصر
روان : لا لسه هيراجع بليل أن شاء الله
جمال : يجي بالسلامة يارب
الجميع : امين يارب
نهضت حياة بعد قليل قائلة بحنو : اعمل حسابك هتتغدي معانا يا ولدي كلها شوي و يجي عمك بدر و زين من المستشفي
جمال بإبتسامة : امرك يا خالة وحشني الاكل من ايدك
نهضت ايضا حنان : بالإذن احنا هنروح نحضر الغداء و انتي خليكي هنا يا روان مع ابن خالك و لما يجي ابوكي اديني خبر
اومأت روان بالموافقه
تحدث جمال وهو يحاول فتح مجال للحديث معها : جامعتك هتبدأ امتي ؟
روان بتنهيدة : بعد اسبوع
جمال بتودد : بالتوفيق يا رورو و لو محتاجة مساعدة انا موجود
ابتسمت روان قائلة بمزح : تساعدني في ايه يا فاشل انت ناسي الملاحق اللي كنت بتطلع بها كل سنه
جمال بحدة مزيفة : عيب يا بت بطلي لسانك الطويل دا
فأخرجت اليه لسانها تغيظه بعناد طفولي ، و انفجروا ضحكاً تزامنا مع دخول زين الذي إشتعلت عيناه غضباً ، و شعر بنار الغيرة تحرق قلبه وهو يراها تضحك مع هذا الشخص البغيض.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في الشركة عند كارمن
وصلت القسم الذي تعمل فيه صديقتها ، بعد أن استفسرت عن مكانها من الاستقبال ، و عندما دخلت التفتت إليها كل الأنظار بدهشة وتفحص ، فشعرت بقليل من الاحراج والخجل.
أنقذها صوت صديقتها التي هتفت بإسمها في ذهول وفرحة ، ونهضت تمشى نحوها ، واحتضنتها بحب ، وردت كارمن عناقها بالمثل.
ليلي بسرور : كارمن يا بنت اللذينا وحشتيني اوي
كارمن برقة : و انتي كمان و الله يا ليلي
تحدثت ليلي بعتاب مازحة : كدا يا واطية كل دا ماتسأليش عني خالص
كارمن بإحراج : معلش يا حبيبتي .. انا عارفه اني مقصرة معاكي سامحيني .. قوليلي اخبارك ايه ؟
ليلي بود : سيبك مني انا .. انتي اللي اخبارك ايه؟
لازم تحكيلي كل حاجة بالتفصيل تعالي
جلسو معاً بعيدا عن الموظفين
كارمن بإستغراب : هما بيبصولي كدا ليه؟
ضحكت ليلي بخفة قائلة بهمس : اصلك حديث الشركة انهاردة الكل تقريبا بيكلم عنك انتي و مرات ادهم بيه
كارمن بفضول : بيقولو ايه!!
ليلي : مستغربين وجودها بالشركة في لأول مرة و مستغربين اكتر انك ضرتها و جاية معها كدا عادي .. عارفه انا كنت عايزة اطلع اسلم عليكي بس خوفت من ادهم بيه
كارمن : لا عادي يا ريت تطلعي و تونسيني انا دماغي اتمسحت تماما من الشغل قرأت شوية اوراق صدعت و مليت شكلي اخدت علي قعدة البيت
ليلي بضحكة : لا ماتقوليش كدا فين كارمن النشيطة بتاعت زمان .. قوليلي لسه بتفصلي هدومك بنفسك بماكينة الخياطة
ضحكت كارمن برقه : لا بطلت من وقت ما خلفت و تقريبا كل وقتي مع بنتي
ليلي : يومين تلاته هنا في الشركة وهيرجع حماسك و ترجعي تبدعي زي زمان
كارمن بتنهيدة : ربنا يسهل .. بجد كنت محتاجة اتكلم مع حد و انتي جتيلي من السما
ليلي بحب : اكيد .. لسه اصلا لينا قعدة طويلة عشان افهم ازاي بقيتي مرات ادهم البارون هرتب يوم الاجازة و نتقابل
كارمن بإبتسامة رائعة : تمام حبيبتي
وأخذها الحديث مع صديقتها ومضى الوقت بسرعة
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
المرأة تسعد بغيرة الرجل الذي يحبها ،
ولكن على شرط أن تدفئها تلك الغيرة لا أن تحرقها، وأن تفتنها بنفسها وحبها لا أن تسجنها،
وأن تعطيها إحساساً عارماً بالأهمية دون أن تدفنها، وحبذا كونها غيرة نبيلة تظهر في العيون والتصرفات وألم الرجل دون ألفاظ قاسية ولا عبارات نابية .. فضلاً عن الاتهام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل الحج عبدالرحمن
هتف زين بصوت جهوري : السلام عليكم
توجهت نظرات روان و جمال الي زين الواقف بثبات امامهم ، لكن ملامح وجهه و تكور قبضته بعصبيه يعكسون مدي حنقه الداخلي ، فالغيرة نار والقلب حطب، فإن لمست قلبك الغيرة، فإعلم أنه سيحرق : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حاول التحكم في غضبه جالسًا بجانب روان على الأريكة ، ثم رفع ذراعيه ووضع يديه على كتفها وعصره بشده دون وعي منه.
ارتفع نبض قلبها من فعلته ، وأنذهلت من قبضته القوية على كتفها ، لكنها رغم ذلك الالم كانت سعيدة جدًا بقربه منها.
حسنا ، فلا جديد في علاقتهما الزوجية ، لكنها لا تنكر فرحتها باهتمامه بها وكل ما يتعلق بأمورها
تخدرت قليلاً من رائحة عطره الذي استنشقته ، والذي سحبها إلى عالم وردي ، ولم تلحظ النظرات الحارقة والحرب الباردة بين زين وجمال.
عادت للواقع على صوت والدتها وهي تتحدث معها
روان بإنتباه : نعم بتقولي حاجة يا ماما؟
حنان بإستغراب : وه بقالي ساعه بكلم يا بنتي .. قومي مع جوزك يغير هدومه .. و انزلو بسرعه عشان نتغدي .. ابوكي وصل و قاعد مع جدك في المندرة
روان : حاضر
رأت يد زين ممدودة إليها ، فنهضت واضعة يديها في يده ، فأمسك بيديها برفق وصعدت معه إلى الطابق العلوي.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
نعود الي الشركة
أنهى أدهم الاجتماع ودخل المكتب ، فرأى ياسمين تتفحص الأوراق بهدوء أمامها ، أو بتعبير أدق ، متظاهرة بالقراءة.
تحدثت ياسمين برقه : استاذ ادهم علي فكرة المدام خرجت من شوية
التفت إليها متفاجئًا بكلامها قائلاً بصوته الرخيم : ماقالتش رايحة فين؟
ياسمين بكذب : لا يا فندم
ادهم : تمام
تركها ليدخل المكتب
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند زين و روان
دخلوا الغرفة معًا ، فتركت يديه وذهبت إلى الخزانة ، تبحث له عن ملابس مريحة ، فهي اصبحت تهتم بكل مايخصه و هذا جعل مكانتها في قلبه تزداد اكثر.
تجعد حاجباها بدهشة عندما شعرت أنه يقف خلفها مباشرة ، ويحجب الضوء عنها بطول قامته.
لذا تحركت للالتفات إليه ، لكنها لم تستطع فعل ذلك لأنه كان قريبًا جدًا منها ، وشعرت أن ظهرها أصبح ملصقا لعضلات صدره تماما.
انحنى زين ، وهو يهمس بجانب أذنيها بصوت أجش بسبب انفعاله الشديد ، وغضبه الذي استمر بكتمه في الأسفل.
زين بفحيح : كنتي بتضحكي مع اللي اسمه جمال دا ليه؟
صدمت من حركته وشعرت بحرارة جسده تشع في جسدها ، لم تستطع الرد عليه لأنه كان قريبًا جدًا منها ، لكنها حاولت إخراج صوتها
روان بهمس متقطع : احم .. احنا .. كنا ...
لم يفهم كلامها ، فأدارها إليه
هرب منها الكلام وهي تراه عاري الصدر امامها ، فقد خلع قميصه وألقى به في إهمال على السرير
رمشت روان عدة مرات بتوتر و الخجل يغلفها ، و هي تقف أمامه ويحصرها بينه وبين الخزانة بعد أن رفع ذراعيه ، وسندهما على الخزانة حتى أصبحت محاطة بجسده من الجانبين.
تمتم زين بخشونه : كنتو ايه؟!
هل يمزح ، كيف يتوقع منها أن تتحدث عندما تكون في هذا الموقف؟
وضع إصبعه تحت ذقنها ورفع وجهها إليه ، فحدقت في عينيه بشرود ، و هو في انتظار ردها.
همست روان بعقل غائب : عادي .. كنا بنضحك
قرب وجهه اليها اكثر ، فلم يعد يفصل بينهما مسافة تذكر ، وأنفاسه الحارة اختلطت مع انفاسها و تلفح بشرتها بإثارة.
زين جز علي اسنانه بغيرة : مافيش حاجة اسمها عادي .. انا مش عايزك تضحكي معه تاني مفهوم كلامي
شعرت بفرح كبير في داخلها عندما انتبهت لنبرة الغيرة في صوته ، لذلك أرادت الاستفادة من الموقف قليلاً ، ولكنها لم تفكر في العواقب.
تمتمت قائلة بمشاكسة وبراءة : ليه يعني دا زي اخويا ؟
زين بحزم : انتي مالكيش اخوات غير ماجد و بس
ابتسمت له بإستفزاز : لا ليا
نظر زين إليها بحاجب مرفوع ، فواصلت حديثها بإندفاع : انت .. مش دا كان كلامك ليا في اول جوازنا اننا هنعيش اخوات واحنا فعلا زي الاخوات اهو .. يبقي جمال كمان اخويا زيك
ارتفع جانب شفتيه غاضبًا من كلماتها الاستفزازية ، فهي تمكنت حقًا من إثارة غضبه ، وقبل أن تفهم ما فعلته ، انحنى واطبق شفتيه على شفتيها ، وجذبها اليه ضاغطًا على خصرها بتملك ، وهو يقبل شفتيها المغرية التي أرهقته في الأيام القليلة الماضية بنهم شديد.
أغمضت عينيها بخدر أثر على جسمها بالكامل من عنف قبلته وحركة يديه على خصرها ، ولم تعد قادرة على الوقوف على قدميها ، فرفعت يديها المرتجفه من المشاعر المفرطة التي تختبرها للمرة الأولي في حياتها ، ممسكة بكتفيه تتثبت به في محاولة مجارته بهذه القبلة التي تملئها اللهفة و الشوق ، و قد غمرتها أحاسيس مليئة بالدفئ و السعادة وهي بين ذراعيه.
مرت عدة لحظات قبل ان يفصل القبلة ، حالما شعر بحاجتهم للهواء ، لكنه لم يتركها ، بل أحاط وجهها بيديه ووزع برفق قبلاته النارية على وجهها ورقبتها بهدوء.
همست بإسمه في استسلام وسط قبلاته اللاهبة : زين؟
نظر في عينيها و هو يتنفس بعمق من فرط انفعاله : خلاص كدا عرفتي الفرق بين جوزك واخوكي و لا اكمل عشان تتأكدي أكتر
احمرت خجلاً من كلماته الجريئة ، وحاولت التركيز بصعوبة ، وهي تهمس في اضطراب واضح : الغداء يا زين هنتأخر عليهم
همس زين بمراوغة : اخ نسيت خالص الغداء دا .. بس احنا ممكن ماننزلش و نطنش .. هما هيفهمو السبب
أنهى كلماته بغمزة لها بعينه
تمتمت في ارتباك وهي تكاد تذوب من قربه المهلك منها ، وأنفاسه الحارة التي أشعلت جسدها بحرارة لذيذة وتمنت البقاء معه أيضًا ،
لكنها همست بالعكس ، فهذه المرة ليست مناسبة حقًا ، فالجميع منتظرين في الأسفل : ماينفعش يا زين كدا لازم ننزل
همس زين بإبتسامة امام شفتيها : طول ما انتي بتنطقي اسمي بالطريقه دي ماطلبيش مني اني اسيبك واسمعي كلامي احسن
وضعت روان يديها على صدره ، في محاولة دفعه بعيدًا ، ونظرت إليه في رجاء ترمش بعيونها واسعة : خلينا ننزل نتغدي الاول و بعدين نتكلم عشان خطري
توتر جسده عندما لمست صدره ، فأمسك بإحدى يديه كفها الصغير الذي تضعه على صدره العاري ، ورفعه إلى شفتيه يقبله بحنو.
تنهد زين بقلة حيلة قائلا بإبتسامة ساحرة ، وقرص طرف انفها برفق : ماشي بس اوعي تضحكي للي اسمه جمال دا تاني
ضحكت روان بخفة سعيدة كثيرا بتغييره معها و قربه منها وغيرته عليها ، ثم أومأت برأسها دليل علي موافقتها.
في البداية لم يعرف سبب شعوره بالقهر والغضب من حديث جمال عن روان أمامه ، لكن الأمر أصبح واضحًا الآن ، فكما يقال ، إذا وجدت نفسك تشعر بالغيرة علي شخص ما ، تفقد مشاعرك جيدًا ، قد تكون في حالة حب وانت لا تعلم.
والآن أصبح واثقًا أن الشعور الذي يكمن بداخله هو عشق و حب كبير جدًا ، فهو لا يطيق تحمل رؤيتها تمزح مع أي شخص ، و لا يريد ان يفقد السيطرة علي نفسه و يجرح مشاعرها ، فالغيرة نار تحرق من يشعر بها وتحرق الحبيب أيضاً ، انه يريد ابتسامتها الرائعة أن تكون بسببه وهو فقط.
رغم ما حدث له في تجربته السابقة بالحب ، وتعرضه للخيانة وانعدام الأمان الذي شعر به في ذلك الوقت ، لكن منذ أن تزوج روان وقد تغيرت كل مفاهيمه عن الحب.
لقد داوت تلك الطفلة جراح قلبه وروحه ببراءتها ونقاوتها وصبرها ، وكذلك حبها الواضح في كل تصرفاتها ، وقريباً ستصبح زوجته فعليا.
لكنه قبل ذلك يجب عليه أن يصلح ما أفسده معها في بداية علاقتهما معًا ، فهو يعلم أنه أساء إليها برفضه ، و لا يستطيع المطالبة بحقوقه الزوجية معها الآن دون أن يعترف لها بمشاعره تجاهها أولاً ، رغم انه يتوق شوقا اليها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد مرور ساعه في مكتب ادهم
وقف أمام النافذة ينفس الدخان بغضب ، فهذه من عاداته السيئة عند التوتر يدخن السجائر ، ولكن ليس كثيرًا للحفاظ علي لياقة جسده و صحته.
سمع قرعًا خافتًا على الباب ، فأذن بالدخول دون ان يكلف نفسه للإلتفات
كارمن بنبرة ناعمة : مساء الخير
عندما سمع صوتها استدار ، لينظر إليها قائلاً بحدة لم تفهم سببها : كنتي فين كل دا يا مدام؟
اجابت كارمن بتلقائية : انا كنت في مكتب وحدة صحبتي هنا بالشركة
اندفع أدهم نحوها ووقف أمامها ، قائلا بصوت جهوري : بلاش كذب يا كارمن .. صحبتك مين اللي بتشتغل هنا في الشركة وانتي بقالك سنين سايبة الشركة
استغربت كارمن كثيرا من غضبه الغير مبرر وصوته المرتفع ، لكنها استشاطت غضبا من هجومه واتهامه لها بأنها كاذبة.
هتفت كارمن بحدة : ايه الطريقه اللي بتكلمني بها دي .. كأني مذنبة واقفه قدامك؟
ادهم بنفاذ صبر : لما اسألك سؤال تردي بإجابة واضحة بلاش اسلوب خدوهم بالصوت دا معايا
تحدثت كارمن بذهول حقيقي من غضبه ، و لكنها لا تدري أن الغيرة هي العدسة التي تكبر الأشياء الصغيرة ، ثم بدأت تلوح بيديها بدهشة : انت مكبر الموضوع ليه كدا .. انا زهقت من القعدة لوحدي و افتكرت ان في ليا صديقه بتشتغل هنا .. كانت معايا بالكلية روحت اسلم عليها
نظر أدهم إلى ساعته ثم إليها قائلاً بجدية : انا مخلص اجتماع من ساعه تقريبا كل دا بتسلمي عليها
اردف بغيظ : ودا مكان شغل مش نادي تقابلي فيه صحابك وحتي لو حصل و هتروحي اي مكان تبلغيني او علي الاقل سيبي خبر للسكرتيرة
فركت كارمن يديها معًا في حرج مثل طفلة صغيرة وقالت بصوت منخفض : عندك حق هو مكان شغل .. بس انا لسه مش متعودة وبصراحة الكلام اخدنا محستش بالوقت ..
قطبت حاجبيها حين تذكرت ما قاله منذ لخظات ، لتقول بإندهاش : وبعدين انا فعلا قولت للسكرتيرة اني هروح اشوف صحبتي وقولتلها تبلغك
ادهم بإستنكار : تاني بتكذبي هي قالت انك خرجتي من غير ماتقولي حاجة
كانت غاضبة من غطرسته التي حاولت التغاضي عنها ، ولكن إلى هنا طفح الكيل حقا ، تلون وجهها باللون الأحمر من الغضب وغصه كبيرة تتشكل في حلقها.
رفعت سبابتها أمامه بتحذير قائلة بصوت عالٍ : علي فكرة انا مش محتاجة ابررلك اي حاجة .. ومش هسمحلك تقول عني كذابه يا ادهم فاهم .. واظن شركة كبيرة زي دي اكيد فيها كاميرات في كل مكان .. ابقي اتأكد بنفسك قبل ماتتهم الناس بالباطل .. عن اذنك
التقطت حقيبتها من علي الأريكة ، وغادرت مكتبه والشركة بأكملها
خرجت من الشركة مختنقة بالعبرات ، هي لم تفعل له شيئا ، فلماذا هو غاضب جدا منها ؟
الأن لا تعرف كيف ستصل إلى المنزل ، لقد جاءت بسيارته
أرادت عبور الشارع ، لكن الدموع التي ملأت عينيها جعلت نظرها مشوش ، ولم تلاحظ السيارة التي ظهرت أمامها فجأة ، نظرت إليها وهي تشهق في ذعر وأغمضت عينيها ، وهي تستعد لإرتطامها بها .
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
هناك دائما طرف ثالث في العلاقات
ينتظر الانفصال بفارغ الصبر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرادت عبور الشارع ، لكن الدموع التي ملأت عينيها جعلت نظرها مشوش ، ولم تلاحظ السيارة التي ظهرت أمامها فجأة.
نظرت إليها و هي تشهق في ذعر وأغمضت عينيها ، تستعد لإرتطامها بها.
قبل ذلك بساعتين
في مكتب مراد
بعد أن أغلق الهاتف مع ياسمين ، ظل يفكر في طريقة سريعة يمكنه من خلالها مقابلتها.
بعد عدة لحظات ، سمع رنين هاتفه مرة أخرى ، وكان المتصل أيضًا ياسمين
اجاب مراد بضجر : ايوه يا ياسمين في ايه؟
ياسمين : ..........
استمع مراد الي ماتقوله بإنتباه ثم هتف بتساؤل و هو يجعد بين حاجبيه : متأكدة من ان اللي عملتيه دا هيعمل مشكلة بينهم؟
ياسمين : ...........
حك ذقنه بتفكير : تمام اقفلي دلوقتي و تابعي اللي بيحصل و بلغيني
اغلق معها و قد خطرت له فكرة متهورة ، و سرعان ما التقط هاتفه مرة أخرى متصلاً برقم الحارس الذي يراقب كارمن باستمرار
مراد بتساؤل : ايوه يا حمدي انت فين
اجاب حمدي مسرعاً : قدام شركة البارون يا باشا مدام كارمن موجودة جوا
تحدث مراد بعد ان تنفس بعمق : تمام اسمع اللي هقوله و نفذه بالحرف ...
حمدي بإذعان لكلام سيده : اوامرك يا باشا
مراد بتحذير شرس : اوعي يحصل غلطة و لو صغيرة يا حمدي .. عيلتك هتكون ثمنها فاهم
هتف حمدي برضوخ لأنه يخافه بشدة ويعرف أنه يمكن أن يؤذيه بسهولة : مفهوم كل اللي طلبته هيتنفذ يا باشا
أغلق مراد الهاتف ونهض يضع في جيبه الخلفي ثم إلتقط سترته من خلف مقعده ، و توجه إلى باب المكتب و خرج من الشركة ، وهرع إلى سيارته يقودها متوجها إلى شركة البارون.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند مراد بعد فترة وجيزة
وصل إلى الشارع الذي تتواجد فيه الشركة ، وظل جالسًا في سيارته يتابع مدخل الشركة بتركيز.
بعد دقائق قليلة سمع رنين هاتفه فأجاب على الفور.
مراد : ايوه يا ياسمين .. حصلت حاجة عندك ؟
ياسمين بثرثرة : مدام كارمن خرجت من المكتب معها شطنتها و شكلهم فعلا اتخانقوا و هي خارجة من الشركة دلوقتي يا باشا
مراد بسأم : خلاص سلام
انهي مكالمته معها ثم اتصل بحمدي ...
مراد بسرعه : حمدي ركز كويس كارمن هتخرج دلوقتي تنفذ اللي قولتو .. و اياك يحصلها حاجة
أومأ حمدي بطاعة كأنه يقف امامه : تحت امرك يا باشا
أغلق الهاتف ونزل من سيارته ، و وقف علي الرصيف وظهره للشركة حتى لا يلاحظه أحد.
في هذا الوقت ، خرجت كارمن من الشركة على عجل و أرادت عبور الشارع ، لكن الدموع التي ملأت عينيها جعلت نظرها مشوش ، ولم تلاحظ السيارة التي ظهرت أمامها فجأة.
نظرت إليها في ذعر و الدماء تهرب من جسدها ، و تتصلب قدميها في الأرض.
تشعر انها لا تستطيع التحرك فأغمضت عينيها بقوة ، وهي تستعد لإرتطامها بها.
شعرت فجأة بيد تمتد من خلفها تشد ذراعيها ، لتسحبها إلى الخلف بسرعة وبقوة ، وتصطدم في صدره القاسي.
مرت بضعة لحظات مبهمة قبل ان تدرك أنها بين ذراعي شخص ما.
فتحت عينيها و هي ترفع وجهها إلى ذلك الشخص الطويل الذي تراه لأول مرة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في مكتب ادهم
بعد أن ركضت للخارج من أمامه بغضب ، استمر هو في توبيخ نفسه لقسوته تجاهها.
نفخ بسخط من نفسه وتوجه إلى مكتبه ، ثم قام بتشغيل جهاز الحاسوب ليرى ما حدث في مكتب السكرتيرة أثناء الاجتماع.
لكن شيئًا ما في الكاميرات لفت انتباهه ، اتسعت عيناه في صدمة شديدة و خوف حقيقي لأول مرة يشعر به ، وركض من المكتب والشركة بأكملها في هلع.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند كارمن
رمشت بعينيها عدة مرات ، لتستعيد تركيزها وأدركت أنها في أحضان شخص غريب ، فصبغت خديها بحمرة الخجل ، وخرجت من حضنه ثم تنحنحت بحرج و هي تمسح دموعها ، وقلبها يكاد ان يتوقف من شدة دقاته بعد أن أحست بالموت الذي كان قريبًا جدًا منها.
تمتمت كارمن بصوت خافت و نظرتها موجهة للأرض : احم انا ....
قاطع أدهم بصياحه كلماتها : كارمن...
استدارت ورأت أدهم يندفع نحوها بخطوات واسعه اقرب الي الركض ، وعندما وصل إلى مكانها بتلقائية شدها بين ذراعيه وعانقها بقوة وخوف شديد ، وكاد قلبه أن يتوقف عن النبض من الهلع عليها ، وفي نفسه يحمد الله على انها لم تصاب بمكروه.
أما بالنسبة لها ، فقد كانت متفاجئة للغاية من تصرفه ، لكنها شعرت بدفء يسري في جسدها ، وهي تجرب عناقه لأول مرة.
تمسكت كارمن به بقوة وأغمضت عينيها ، وهي تسمع نبضات قلبه السريعه بداخل ضلوعه ، ثم اخذت تتنفس بهدوء هي بحاجة إليه الآن ، ولا تستطيع وصف الاحساس بالأمان الذي شعرت به داخل ذراعيه في هذه اللحظة ، رغم أنها كادت أن تفقد حياتها ، و هو السبب.
أخذ نفساً عميقاً قبل ان يخرجها من حضنه ممسكًا وجهها بيديه ، راغبًا في طمأنينة قلبه عليها.
تكلم بسرعه و هو يتفحصها جيداً بعينيه : انتي كويسة .. حصلك حاجة .. في حاجة بتوجعك .. اخدك علي المستشفي
اجابت بهمس مؤكدة : مافيش داعي .. متقلقش انا محصليش حاجة واقفة قدامك اهو
ثم نظرت إلى الشخص الذي يقف أمامهم ، والذي كاد ان يخرج الدخان من أذنيه من الشدة الغضب ، فكل ما خطط إليه و فعله راح هباءاً.
كارمن بإبتسامة مرتجفة و نبرة امتنان : انا متشكرة لحضرتك جدا علي اللي عملته .. لولالك انا كان زماني موت
كان مراد مسحورا تمامًا بابتسامتها البريئة وبأسلوبها الرقيق للغاية ، حيث شعر لأول مرة بضربات قلبه تنبض في صدره بتلك القوة منذ وقت طويل قبل وفاة أعز الناس إليه.
توجهت نظرات أدهم الثاقبة إلى الشخص الواقف أمامهم ، والذي لم ينتبه إلى وجوده بسبب شدة توتره.
شعر أدهم بالغيرة الجارفه تتوقد في قلبه بقوة من ابتسامة كارمن ، وكلماتها المعبرة عن شكرها لذلك الوسيم ، وما زاد جنون غضبه اكثر رده علي كلماتها ، ونظرات الإعجاب اللامعه في عينيه بوضوح اليها ،
و بحركة تلقائية منه وضع ذراعه علي كتفيها من الجنب ، و احتضنها إليه بتملك ، فما هي الغيرة إلا مجموعة من التصرفات الغريبة والأحاسيس المشتعله التي تظهر على الإنسان من دون أن يتحكم بها.
في نفس التوقيت حاول مراد أن ينفض ذكرياته المؤلمة من عقله ، وهو يجمع تركيزه الكامل عندما رأي حركة ادهم و قد فهمها جيدا ، فأراد حرق دم أدهم بعد أن شهد احتضانه القوي لكارمن أمام عينيه ، ممَ جعله يشعر بالغيرة القاتلة منه عليها.
انفرجت شفتي مراد بإبتسامة جذابة جدا قائلا بصدق يشوبه المكر : بعد الشر عنك .. مافيش داعي للشكر و حمدلله علي سلامتك يا انسة
تحدث ادهم بنبرة باردة كالصقيع و هو يشدد علي كلماته : لا اكيد الشكر واجب .. متشكر جدا علي انقاذك حياة مراتي يا استاذ
نظر مراد اليه بحاجب مرفوع يتصنع الدهشة قائلا بمكر : مراتك .. تمام معلش بعتذر ماخدتش بالي لإني ماشوفتش دبلة في ايد المدام
نظرت كارمن لإصبعها في حرج من تلك المحادثة التي كانت تدور امامها ، وأرادت أن تخفف من غضب أدهم الذي أصبح واضحًا عليه من تعقيد حاجبيه.
همست كارمن بكذب و هي تبتسم بتوتر : ايوه فعلا اصلي انا نسيت الدبلة في البيت .. متشكرة لحضرتك مرة تانية
تجاهل أدهم هذا الحديث من ذلك الدخيل أمامه ، فوجه حديثه لكارمن قائلا بجدية : ماشوفتيش العربية اللي كانت هتخبطك ؟
هزت رأسها بمعني لا
تدخل مراد في الحديث بثقة : معتقدش ان الغلطة من صاحب العربية لان المدام كانت بتعدي الشارع و هي بتعيط اكيد ماوقفش عشان مايحطش نفسه في مشكلة
ثم واصل حديثه قائلا : المهم انها بخير و اني لحقتها في الوقت المناسب ..
ثم اردف بثقة عالية في النفس و هو يمد يده إلى ادهم : انا مراد عزمي اتشرفت بيك
مد ادهم يده اليه قائلا بفتور : ادهم البارون .. الشرف ليا
ابتسم مراد لكارمن بجاذبية : ميرسي عن اذنكم عندي شغل
ثم ابتسم لأدهم ابتسامة صفراء ، و غادر بهدوء بعد أن أحدث عاصفة عنيفة داخل قلب أدهم.
ادهم بهدوء مفتعل : يلا بينا
نظرت اليه كارمن بدهشة : هنروح فين؟
تحدث أدهم وهو يرفع أطراف أصابعه بلطف ، ويزيح خصلة من شعرها سقطت على عينيها : هنروح البيت عشان تستريحي بعد اللي حصل
أثارها لمسه اللطيف على وجهها و نبرته الحنونه ، وكان قلبها لا يزال ينبض بعد عناقه الدافئ لها
كارمن بخجل : طيب و شغلك ؟
ابتسم ادهم قائلا بحنو : مش ورايا حاجة مهمه .. انتي متأكدة انك مش حاسة بوجع ممكن نروح المستشفي نطمن
كانت سعيدة بداخلها لأنه يخاف عليها ، لكنها لم تنس ما فعله بها منذ قليل ، فأجابت بهدوء و هي تبتعد عن ذراعه : انا تمام يلا نروح
كان يعلم أنها لا تزال غاضبة مما فعله معها ، فسار معها إلى السيارة وركب بجانبها في صمت.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند نادين
كانت تجلس على مكتبها وهي تتصفح مجلة بملل ، وتضع قدمًا واحدة فوق الأخرى ، وتهزها بحركة عصبية.
أضاء هاتفها الموجود على المكتب أمامها بإستلام رسالة.
أخذته تنظر إليه ، لتجد أنها رسالة من جاسوسها في الشركة ، ينقل لها كل ما حدث منذ قليل ، فإبتسمت بشماتة عندما علمت بشجارهما معًا
هامسة بداخلها : مش كانت داستها العربية دي و خلصت منها .. سواق حمار صحيح
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عاد مراد إلى الشركة وكان في قمة غضبه من فشل خطته ، فبدلاً من استغلال الموقف وجذب انتباها إليه ، قربها اكثر إلي هذا الأدهم.
أثناء ذهابه إلى مكتبه إلتقى بحاتم في الممر.
توقف عن المشي عندما صاح حاتم متسائلاً : كنت فين يا مراد؟
اجاب مراد بغضب مكتوم : كنت في مشوار في حاجة حصلت و انا مش موجود
رد حاتم بدهشة من تقلباته الكثيرة هذه الفترة : ايوه طبعا العميل تبع المناقصة الجديدة مستنيك من بدري في مكتبك
زم شفتيه و هو يضرب جبهته بتذكر : اخ .. انا نسيت ميعاده خالص
رفع حاتم حاجبيه قائلا بحيرة : و ايه اللي خلاك تنسي .. دي اول مرة تنسي حاجة في الشغل
قص عليه مراد ماحدث معه قبل قليل
هتف حاتم بعدم تصديق و هو يخبط كف علي كف : انت اجننت رسمي يا مراد .. في حد يعمل كدا افرض كانت اتفرمت تحت عجل العربية
مراد بتذمر : بعد الشر عليها و انا مش عبيط عشان اخاطر بحياتها انا كنت واثق ان حمدي قدها
حاتم بسخرية : و ايه اللي استفادته دلوقتي من استفزازك لأدهم .. كدا ممكن هتخليه يحطك في دماغه و يدور ورانا
مراد بعدم اهتمام و غرور : مايدور انا مفيش حاجة ضدي اخاف منها .. المهم انا هروح اشوف العميل .. بعدين نتكلم .. سلام
حاتم بعجز : ربنا يهديك يا ابني و يكفيك شر دماغك
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
الحب ماسة غالية الثمن لا يستطيع أحد أن يشتريها إلا إذا كان معه المشاعر
إنّ حبكِ قصة
حفر فيها الشوق حروف إسمك في شغاف الفؤاد
وأوشكت أن تُغرق الصدر بشكوى الحنين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حل المساء سريعا
في الصعيد بداخل منزل الحج عبدالرحمن
كان الجميع جالسين في الصالة الكبيرة و معهم الحاج عبد الرحمن
بعد فترة وجيزة دخل ماجد الصالة يهتف عاليا : مساء الفل عليكم .. وحشتوووني جدا
رد عليه الجميع : مساء النور
صاحت حنان وهي تنهض من على كرسيها ، وتعانقه بشوق : حمدالله علي سلامتك يا ولدي
رد ماجد وهو قبل يديها ورأسها بحب : الله يسلمك يا ست الكل
ذهب إلى جده يقبل يديه باحترام ، ثم سلم على الجميع.
جلس بجانب والده الذي ربت على قدميه ، قائلا بهدوء : طمني .. عملت ايه يا ماجد ؟
ماجد بتعب : اصبر عليا بس يا حج اخد نفسي و هقول كل حاجة
زين بإستفسار : ايه الحكاية يا ماجد !
ماجد بشرح : هحكيلكم من الاول .. من كام يوم قرأت علي النت خبر عن جواز رجل اعمال مهم في مصر .. و كانت اسم الزوجة كارمن الشناوي
نظر إليه الجميع بصدمة في صمت ، بإستثناء والده الذي يعلم بكل ما يحدث
كان اول من تكلم هو الحج عبدالرحمن بذهول : قصدك كارمن بنت ابني يا ماجد ؟
اومأ ماجد مؤكدا حديثه : ايوه يا جدي هي .. انا سافرت مخصوص مصر و اتأكدت بمساعدة ناس حبايبنا هناك .. انا قولت لأبويا لما قرأت اسمها و هو ماحبش يقولك الا لما نتأكد الاول
الحج عبدالرحمن بلهفة : و عملت ايه في مصر يا ولدي قبلتها
ماجد بتوضيح : لا طبعا يا جدي انا بس روحت شوفت شركة جوزها و كمان عرفت عنوان بيتهم
تدخل بدر في الحديث : انا قولتلو يا بوي انه مايتصرفش واصل و يرجع علي طول .. انا و هو و زين بعد يومين هنسافر و نقابلها كلنا ان شاء الله
ابتسم الحج عبدالرحمن بفرحة : الحمد و الشكر ليك يارب بسرعه يا بدر عاوزها تكون هنا في اقرب وقت
بدر : كل اللي انت عايزو هيحصل يا بوي ماتقلقش من حاجة
اردف ماجد حديثه قائلا بتذكر : علي فكرة يا جدي ام كارمن عايشة معاها في بيت جوزها .. اللي عرفته انها كانت متجوزه اخوه و عندها بنت منه و من فترة اتوفي في حادثه و اتجوزت بعدها ادهم البارون اخوه و عايشين كلهم في بيت واحد
نظر الحج عبد الرحمن الي بدر قائلا : طيب اسمع يا بدر عاوزك تقنع امها انها تيجي معها انا عايز اشوفها هي كمان
بدر بطاعة : امرك يا ابوي
ثم نظر الي زين قائلا بإبتسامة : معلش يا ولدي هنعطلك عن شغلك لكن الامر ضروري
زين بإحترام : تحت امرك يا خالي .. الاجازة مقدور عليها هكون جاهز في الميعاد ان شاء الله
كان الأمر غريبًا وممتعًا للجميع ، حيث أن العائلة على وشك استقبال حفيدة جديدة لأول مرة ، سوف يراها الجميع.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في قصر البارون
صعدت كارمن إلى الجناح بعد أن تعشت مع والدتها وحماتها في الطابق السفلي و تركت ملك معهم ، فهي اصبحت تنام يومًا مع ليلي و يومًا مع مريم ، وهم سعداء جدًا بذلك.
احمرت خجلاً عندما تذكرت تلميحاتهم بأنها لا تزال في أيام زواجها الأولى ، وتحتاج إلى وقت خاص مع زوجها.
ابتسمت بسخرية علي حالها ، ماذا لو عرفوا حقيقة معيشتهم معًا ، فمن المؤكد أنهم سيصابون بجلطة دماغية من الصدمة ؟
كيف سيصدقون أن رجلاً وامرأة متزوجان منذ أسابيع قليلة ، والزوج لم يقترب من زوجته حتى الآن و ينام بعيدا عنها ايضا ؟
فهي نفسها لا تدري من أين أتى بكل هذا الثبات الانفعالي أمامها!
هل يراها غير مثيرة ولا جميلة ام انه يحب نادين ،
ولكن كيف وهي لا ترى اي تواصل بينهم الا في أضيق الحدود.
كما لم يحضر أدهم العشاء هذا المساء ، فمنذ أن وصلها إلى المنزل وتناول الغداء معهم ، خرج ولم يأت حتى الآن ، ولا تعرف شيئًا عن نادين أيضًا منذ ان عادت من الشركة اختفت بغرفتها ، ولم تظهر مجددا طوال اليوم.
دخلت الغرفة وتوجهت مباشرة إلى الحمام ، لتأخذ حمامًا طويلاً وتعيد النشاط لجسدها ، بعد ما عانته اليوم من توتر وإرهاق جسدي ونفسي.
جلست في حوض الاستحمام ، تغلق عينيها وتريح جسدها به ، اخترق عقلها لحظة اقتراب السيارة منها ، التي كانت على وشك الاصطدام بها ، كم شعرت بالخوف الشديد في ذلك الوقت و قلبها لا يزال ينبض بعنف عندما تتذكر هذا المشهد ، ف مؤكد إن فكرة اقتراب الموت منك هي لحظة صعبة للغاية.
تذكرت ايضا عناق أدهم لها ، و كم شعرت بالدفء والأمان بين ذراعيه.
بدأت تتحدث مع نفسها بغضب و يأس ، ودوامة الأفكار في رأسها لا تتوقف : ايه اللي انا بفكر فيه دا .. معقولة عشان حضني بس يتلخبط حالي كدا .. ازاي انا ممكن اكون اتعلقت به في الفترة البسيطة دي !! ازاي اصلا افكر فيه و هو مش بيثق في كلامي و لا بيصدقني ..!!! و انا ليه قلبي مابيطلش دق لما بفكر فيه او يكون قدامي !! مش عارفه ياربي ؟ بس لا من بعد ما جرح كرامتي الصبح انا مش هسكتلو بعد كدا .. بقي انا يكذبني و يصدق سكرتيرة مايعه زي دي ...
فتحت عينيها وهزت رأسها بغضب من أفكارها الحمقاء ، لا ينبغي لها أبدًا أن تقع في حب شخص متعجرف ومستبد مثله ، رغم انها تعترف أنه احيانا يكون لطيفًا وحنونًا معها ، لكنها لا تفهم شخصيته الغامضة ، وهذا يثير سخطها بشدة.
★★★
أنهت حمامها ، ثم خرجت إلى غرفة تبديل الملابس وارتدت ثوب نوم أبيض طويل مكشوف الكتفين ، و اسدلت شعرها الناعم على كتفها بعد أن جففته ، ورشت القليل من العطر على رقبتها.
نظرت إلى نفسها في المرآة بإحباط.
هل حقا لا يراها جميلة ، حتى لو لم تفهم مشاعرها تجاهه الي الآن ، لكنها في النهاية أنثى تريد زوجها يراها فاتنة في عينيه ويمدحها أيضا ، حتى لو منعته من لمسها ، فهي تعلم أنه إذا أراد يمكنه ذلك ، فهل يعني ذلك أنه لا يرغب بها.
هل الي الان يراها ارملة اخيه فقط ، لكن كيف هي انتبهت الي عصبيته وقت ذكرها امامه اسم عمر و شعرت بغيرته ، وهي في قرارة قلبها تعترف بأنها تريده زوجًا لها.
لقد تعلقت به ، ولكن كيف تبدأ في الاقتراب منه ، لا بالتأكيد لن تفعل ذلك ، كما أن كرامتها تمنعها من ذلك بعد أن شعرت أنه لا يثق بها ، وستحاول بكل قدرتها ان تكتم الشعور الذي تولد بداخلها اتجه.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند روان و زين
تجلس روان على السرير مربعة قدميها ، وتضع يديها على خدها بضجر في انتظار خروج زين ، الذي دخل لتغيير ملابسه في الحمام ، وطلب منها انتظاره.
خرج زين من الحمام ، وهو يجفف وجهه بمنشفة صغيرة.
ارتسمت ابتسامة علي شفتيه بسبب شكلها اللطيف أمامه
ذهب وجلس على حافة السرير بجانبها ، يقرص طرف أنفها برفق ، قائلاً بمرح : الجميل قاعد مكشر كدا ليه؟
حركت وجهها بعيدًا عن يديه و هي تقول بضحكة : بطل مش بحب الحركة دي
ضحك زين معها قائلا بمشاكسة : كنت بعملها فيكي و انتي صغيرة ولا نسيتي
شاركته الضحك مؤكدة بمرح ممزوج بالغيظ : لا فاكرة و لو مالحقتش مناخيري منك كان زمانها بقت قد مناخير البلياتشو
انفجر من الضحك علي تشبيها بشدة ، سرحت في افتتان بضحكته الرائعة التي لا تراها كثيرًا ، ولاحظ هو سرحانها به.
نظر اليها بمكر و هو يتلاعب بحاجبيه ، ثم هتف بغرور شديد : عارف اني حلو علي فكرة
اغتاظت روان من غطرسته واجابت بنفس الغطرسة ، و هي تمرر أصابعها في شعرها الطويل ، وتقوس شفتيها بإغراء غير مقصود : مش انت لوحدك اللي حلو .. انا كمان حلوة برده علي فكرة
حدق زين بشرود في حركة شفتيها التي تستفزه إلى التهامها ، فرفع إبهامه ، ومرره فوق شفتيها السفلية برقة وبطء ، مما جعل الدم يرتفع إلى وجهها من لمسته.
خفضت وجهها الي الاسفل بخجل ، فاقترب منها بوجهه ، ووضع أصابعه تحت ذقنها ، ورفع وجهها إليه ، وركز عينيه على شفتيها المغريتين ، وهمس بصوت عميق بجانب اذنيها : غلط حلوة اوي مش حلوة بس
أغمضت روان عينيها تتنفس بقوة ، وهي تشعر بأنفاسه تلفح بشرتها و تشعل بها لهب لذيذ ، فأخذت ترتجف من لمساته و كلماته العذبة التي نقلتها إلى عالم وردي ، حيث لا يوجد به الا هو و هي فقط.
كان على وشك تقبيلها ، لكنهم استيقظوا من السحر الذي كان يلفهم عندما رن هاتفه على الطاولة.
شتم في سره المتصل السخيف الذي افسد عليه اللحظة التي كان ينتظرها منذ الصباح معها.
نظر إلى الهاتف بغيظ ثم أجاب قائلاً بحنق : الو .. ايوه
المتصل : .......
زين : اومال فين شريف ؟
المتصل : .......
زين بضجر : خلاص انا جاي .. يلا سلام
أنهي المكالمة ، ثم نظر إلى روان التي كانت تنظر إليها بفضول ، وهتف في إحباط : دي مكالمة من المستشفي في حادثة حصلت و المصابين كتير محتاجيني هناك دلوقتي
عضت شفتيها بحزن لأنه سيتركها ويذهب إلى العمل ، لكن كعادتها الصبورة ، ابتسمت بحنان قائلة بلطف : يبقي لازم تروح بسرعة دا شغلك و ربنا يقدرك علي علاجهم و انا هدعيلك خير ان شاء الله
ظل ينظر إليها بنظرات لم تخفي ندمه ، كيف استطاع جرح هذه الرقيقة ، فتصرفاتها معه جعلته يوبخ نفسه كل لحظة بشدة على قسوته تجاهها في بداية زواجهم.
امسك زين وجهها بين يديه ، و نظر في عينيها بعمق ، و عيناه كانتا تتألقان بحب ، و دقات قلبه تنبض بعنف ، تهتف برغبة قلبه في البقاء معها ، قائلاً بصوته الدافئ : انا بحمد ربنا علي وجودك في حياتي يا روان و بجد كل اللي انا عايزه دلوقتي ان ربنا يقدرني اعوضك عن اي وجع سببته ليكي بغبائي
قبلت باطن يديه التي يضعها على خدها قائلة برقة : انا مش عايزة حاجة غير انك تكون بخير و معايا يا زين ويلا بقي اتفضل روح شوف شغلك و ماتتأخرش عليا
زين بحنو : لازم نكلم كتير يا روان .. انا اسف الايام دي مش لاحق اخد راحتي معاكي.. بس اوعدك لما ارجع من مشوار مصر هتتغير كل حاجة
وضع قبلة عميقة على خدها ، يبث بها ما جزء بسيط مما يشعر به في قلبه لها قبل النهوض ، لتغيير ملابسه والذهاب إلى المستشفي.
تنهدت تنهيدة سعيدة بعد مغادرته ، لا تطلب من ربها أكثر من أن يشعر بحبها العميق له، وأن يحبها حتى لو نصف ما تحبه فقط.
أغلقت عينيها وذهبت إلى النوم وهي تبتسم بشكل مريح لأول مرة منذ وقت طويل.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★••••••★
نعود الي قصر البارون
قامت بتعديل ثوبها قبل الخروج من غرفة الملابس للنوم.
تفاجأت بوجوده في الغرفة امامها.
نظرت إليه بصدمة ، رأته جالسًا على حافة السرير عارياً لا شيء يغطي جسده سوى المنشفة فقط ، ولم يلاحظ أنها دخلت ، وواضح عليه الشرود.
تسارعت دقات قلبها وهي تتفحص جسده العضلي العاري أمامها بعيون واسعة ، وتعض شفتيها في حرج ، و تشتم تحت لسانها.
هل هذا وعدها لنفسها و هي بالداخل ؟
ها هي الآن تذوب بمجرد رؤيته هكذا ، و تتساءل في نفسها بإستغراب ، كيف لم تشعر بدخوله الي الغرفة؟
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
ماكر هو يتحدث فارتجف ك ورقة خريفيه
تتلاعب بها رياح شغفه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعود الي قصر البارون
قامت بتعديل ثوبها قبل الخروج من غرفة الملابس للنوم
تفاجأت بوجوده في الغرفة معها ، و ظلت تنظر إليه بصدمة.
رأته جالسًا على حافة السرير عارياً لا شيء يغطي جسده سوى المنشفة فقط ، ولم يلاحظ أنها دخلت ، و واضح عليه الشرود.
تسارعت دقات قلبها وهي تتفحص جسده العاري أمامها بعيون واسعة ثم عضت علي شفتيها في حرج ، و اخذت تشتم تحت لسانها.
هل هذا وعدها لنفسها و هي بالداخل ؟
ها هي الآن تذوب بمجرد رؤيته هكذا !! تسألت في نفسها بإستغراب كيف لم تشعر بدخوله الي الغرفة؟
★★★
أما بالنسبة لأدهم ، فقد كان يفكر فيما حدث
Flash Back
اثناء تناوله الغداء معهم ، كان يلاحظ نظراتها الحزينة التي لم ترفعها عن طعامها ، و ظل يلقى باللوم على نفسه كثيرًا ، وقرر أن يكتشف ما حدث في المكتب.
حينما هدأ من ثورة غيرته التي تجعل الإنسان يبالغ في أصغر الأشياء ، رأي أنه لا يوجد سبب منطقي لكل ما يفعله معها ، وأن اتهامه لها بالكذب في الأساس لم يكن سوى حماقة منه ، ولكن لم يكن ذلك بإرادته ، لأن الغيرة تشوش العقل ولا تسمح بالتفكير العقلاني تمامًا.
★★★
على الفور توجه ادهم مباشرة إلى الشركة ، وفتح الكمبيوتر وشغل تسجيل الكاميرات وشاهد ما حدث ، ليكتشف ان كارمن لم تكذب عليه كما توقع ، لقد أخبرت السكرتيرة بأنها ذهبت إلى مكتب صديقتها .
شعر بالغباء والغضب من نفسه ، ليشعر بفوران الدماء في عقله ، فأنها كادت أن تفقد حياتها بسبب تهوره و إنفعاله عليها ، وجرحه لها بحديثه الغاضب معها الذي كان بسبب غيرته القاتلة عليها.
ذهب إلى مكتب ياسمين ، وهو لا يري أمامه من شدة سخطه في تلك اللحظة.
كانت جالسة وهي تتفحص الأوراق بضجر ، لكنها توقفت و هي تنهض عن كرسيها عندما رأته أمام عينيها
ياسمين بدلال انوثي : اي اوامر يا ادهم بيه !!
صاح أدهم بجدية ووجه صارم ، وهو يحاول السيطرة على نفسه حتى لا يرتكب بها جريمة الآن : تكتبي استقالتك حالا قدامك خمس دقايق يلا..
اختفت الإبتسامة عن وجه ياسمين التي تسألت بإستغراب : ليه كدا انا حصل مني حاجة يا فندم؟
ضيق ادهم عينيه قائلا بحدة : انتي عارفه عملتي ايه كويس !! تسجيل الكاميرات صور كلامك مع كارمن و هي بتبلغك بخروجها لصحبتها و لما سألتك قولتي متعرفيش
شعرت بالغباء الشديد بسبب هذه الثغرة التي لم يتم أخذها في الحسبان و هي تدبر خطتها ، لكنها أرادت إنقاذ الموقف ، لذلك سرعان ما هتفت قائلة بإستعطاف : انا اسفه جدا يا فندم انا نسيت و الله
هتف بها بشراسة و هو يضرب علي المكتب بقوة : نسيانك دا كان هيموتها انهاردة و رفدك دا اقل عقاب ممكن اعملو فيكي .. من غير مناقشة تكتبي استقالتك و مش عايز اشوف وشك تاني مفهوم
صرخ في الكلمة الأخيرة بصوت عالٍ ، فإتنفضت من مكانها وهي تمسك القلم و تميل علي المكتب لتكتب الاستقالة بأصابع مرتجفة ، فكانت مرعوبة حقًا من نظرته الشرسة إليها.
★★★
عندما عاد إلى المنزل وصعد إلى جناحه ، دخل الحمام الملحق بالجناح وأخذ حمامًا سريعًا ، ثم تذكر أن ملابسه كانت بالداخل عند كارمن ، فذهب إلى الغرفة و هو ينوي أن يعتذر لها على ما حدث.
لكنه لم يجدها في الغرفة ، وسمع صوتًا قادمًا من غرفة الملابس ، فجلس كما هو منتظرًا خروجها.
Back
★★★
في الوقت الحالي
ابتلعت كارمن لعابها بصعوبة و هي ترمش بعينيها ، ، وعقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة بخجل وتبعثر : ايه دا .. انت ليه قاعد عريان كدا ؟
رفع وجهه في اتجاها ونظر إليها ، لتنحبس أنفاسه تلقائيًا في صدره من مظهرها الساحر في ثوب النوم الناعم ، الذي أظهر جمال بشرة ذراعيها البضة.
اخذ أدهم يتنفس بهدوء ، و يحاول السيطرة على مشاعره الشغوفة تجاهها ، و يركز انتباه علي ماسيقوله بعد ان استحوذت علي حواسه تلك الفاتنة التي تقف أمامه بعودها الرشيق.
تحدث بصوته الرخيم في صمود مفتعل رغم تشتته الداخلي من مشاعره المفرطة نحوها : كنت داخل البس هدومي بعد ما اخدت دوش ولاقيتك جوا فقعدت استناكي
واصل حديثه بابتسامة خبيثة ظهرت على شفتيه ، وأراد أن يتلاعب بأعصابها قليلاً : ولا كنتي عايزاني ادخلك جوا و انتي بتغيري هدومك
ازاد احمرار وجهها من الخجل الذي يعشقه بها ، و هتفت بتبرير وإنفعال فيما اخذت تلوح بيديها في الهواء : لا طبعا مقصدش كدا .. انا بس اتخضيت من قعدتك كدا قدامي مش اكتر
ضحك ادهم بخفة : طيب هدي اعصابك .. المهم كنت عايزك في موضوع
ردت كارمن بسخرية ، و هي ترفع احدي حاجبيها بعد أن تذكرت ما فعله بها وأرادت استفزازه : خير .. ناوي تكمل محاضرة اتهامك ليا اللي مخلصتهاش الصبح
صر علي أسنانه سخطًا من أسلوبها معه ، فهي اصبحت تشعل غضبه بسهوله ، ليتمتم : بطلي تريقة وخليني اتكلم
قام أدهم من مكانه ، مستقيما بطوله أمامها ، وأصبحت عضلات صدره تتألق بلمعة من الضوء الخافت للغرفة أمام عينيها ، واخذت هي تحسب فرق الطول بينهما.
هي ليست قصيرة ، ولكن عندما يقف بجانبها تشعر أن جسدها ضئيل أمام جسده العريض.
نفضت عنها هذه الأفكار ، وهي ترمش بعينيها و تعاتب نفسها على شرودها الكثير بتفاصيله ، واخذت تستمع إلى ما كان يقوله بأعين متسعة من الذهول.
ادهم ببرود : خروجك بدون اذني في وقت الشغل ايا كان السبب دا غلط يا كارمن
خطت نحوه خطوتين ، ووضعت يديها علي خصرها ، وأجابت عليه بانفعال ، بعد أن نجح بإشعال غضبها بإصراره على أنها كانت مخطئة : تاني .. تاني بتقول نفس الكلام .. هو كان ايه اللي حصل لما اتمشيت خطوتين و روحت اشوف صحبتي
اردفت بنبرة مفعمة بالغيرة لم تستطع إخفاءها من انفعال اعصابها ، وهي تقبض علي كفها بشدة : لا و في الاخر بتصدق كلام وحدة لابسه شبه الرقاصات زي اللي مخليها سكرتيرة مكتبك و تكذبني انا
تبخر غضب أدهم كله في هذه اللحظة عندما شعر بغيرتها عليه ، و غمره الفرح لذلك حاول بمكر استغلال توترها العصبي في هذا الوقت لصالحه.
اجاب ادهم بهدوء : مين قال اني بكذبك ..؟
كارمن بعبوس : مش دا كان كلامك الصبح !!
ادهم بنفى : لا مش عشان كدا..
ثم ابتسم بخبث مردفًا ببراءة مزيفة : و بعدين مالو لبس السكرتيرة ؟؟
تذكرت كارمن مظهرها المثير للإشمئزاز ، وهي تجعد حاجبيها قائلة بإمتعاض : مقرف و شكلها علي بعضه اصلا مستفز .. ازاي دي سكرتيرة مكتب محترم مش عارفه؟
اتسعت ابتسامته ، لتكشف صف اسنانه المتساوية و متناسقه بجاذبية ، قائلا بمكر : بالعكس دي كلها انوثة و فيها شوية امكانيات جامدة
فتحت فمها علي اخره ، و اتسعت عيناها بدهشة من كلماته الجريئة ، وازداد سخطها فهو يتغزل بإمرأة أمامها بكل وقاحة كأنها هواء لا وجود لها.
هتفت فيه كارمن بإنفعال شديد : انت قليل الادب .. ايه الكلام الوضيع اللي انت بتقوله دا؟
اقترب منها خطوة قائلا بصوته الرخيم يتخلله المكر على عكس طبقة صوتها العالية : و فيها ايه لما اعبر عن اللي شوفته .. انتي ايه اللي مضايقك ؟
اجابت بغيظ : و انا هضايق ليه انت حر..
خطرت على بالها صورة الشخص الذي أنقذها هذا الصباح ، و أرادت أن تستفز أدهم بنفس الطريقة التي استفزها بها ، فوضعت يديها على جبينها ، متظاهرة بالتفكير ، قائلة بمكر أنثوي و تغير مجري الحديث تماما : انا تقريبا شوفت اسم مراد عزمي دا قبل كدا في الاخبار .. شكله بزنس مان مهم و معروف وكمان وسيم جدا
رفع أدهم حاجبيه وتشنج جسده بعد سماعه اسم ذلك المقيت ، وهو يتذكر نظراته إليها ، ليقول بتهكم و هو يلمس انفه بتوتر : لا والله
مالت برأسها جانبا ، ثم نظرت إليه ببراءة مصطنعة ، وبالكاد أخفت ضحكتها بعد رؤية وجهه ، الذي تغير بعد سماع سيرة مراد و قد توترت عضلات جسده ، لتعلم أنها أصابت وتر حساس بداخله ، وستجعله يحترق بنفس النار التي حرقها بها الآن ، ثم أجابت ببراءة و سخرية مبطنه تقصده بها : ايوه واضح عليه انه انسان مهذب و راقي اوي في معاملته مع الناس
كور أدهم قبضته في عصبية مقاطعا حديثها بصوت مرتفع ، وهو علي وشك أن ينفجر فيها : كارمن
ابتلعت كارمن ريقها بصعوبة ، حالما رأته يتقدم نحوها ، و علمت انها قد تمادت من بروز عروق رقبته ، واحمرار وجهه من شدة الغضب.
تراجعت بخوف تلقائي للخلف ، فإستمر في الاقتراب منها حتى توقفت عن التراجع عندما شعرت أنها اصطدمت بالجدار خلفها ، واصبح هو أمامها مباشرة.
ارتجف جسدها من الارتباك ، و بدأت تتحدث مع نفسها بتوتر داخلي : انا اتسرعت و لا ايه .. يخربيتي بقيت بقول كلام غبي وافكر بتفكير غريب في اوقات اغرب .. اتورطتي يا كارمن
استغل أدهم صمتها وسكونها ليحيطها بجسده ويداه على الجانبين.
نظرت في عينيه الداكنتين ، مغمغمة بكلمات غير مترابطة : انت .. ليه .. واقف كدا .. هو في ايه !!
مال أدهم بجانب أذنيها وهو ينفث انفاسه الحارة علي عنقها بغضب ، فحينما يشعر الرجل أن المرأة التي يحبها ترى شخصًا أخر أفضل منه و تمدحه ايضا ، تجعله يكره رأيها ولا يريد أن يسمعه من الأساس ، حيث أن الرجل الطبيعي يريد كل ما تتفوه به امرأته من مدح يكون موجه نحوه هو فقط ، هذه هي أنانية الرجال المعروفة.
همس أدهم بفحيح غاضب ، بينما رغمًا عنه مستمتع بهذا القرب الشديد منها : ابدا مفيش كل الحكاية ان مراتي بتتغزل في واحد تاني قدامي .. قوليلي المفروض اعمل فيها ايه ؟
أصبحت متوترة اكثر ، وشعرت بالفراشات تطير في بطنها فأغمضت عينيها ، ورائحة جسده المثيرة تقتحم أنفها وتسلبها عقلها.
كان هو ايضا يستنشق عطرها الرائع الذي كانت تضعه على رقبتها ، تحفزه على التهامها فلم يعد بإمكانه التحكم في نفسه اكثر ، و أراد أن يتذوقها بفمه ، فنزل إلى رقبتها ولمسها بشفتيه في شوق ورقه بالغة مستمتعا بنعومتها.
تجمدت أنفاسها وتخدرت مما تفعله شفتيه بها ، و بدون ارادة منها ، رفعت يديها ووضعتهما على صدره العاري ، وأصابعها ترتجف من قبلاته البطيئة والمثيرة على رقبتها.
شعر بإستسلام جسدها بين يديه ، لكنه لا يريد أن تكون علاقتهما جسدية فقط ، لقد أراد يأخذ روحها وقلبها وعقلها منها ، انه يرغب بإمتلاك كل شيء فيها ، لكن بحبها له وإرادتها الكاملة ، سوف يكتفي مؤقتًا بهذا التغيير الذي يحدث بينهما حتى الآن.
مرت لحظات قبل أن يبتعد عنها بصعوبة ، لكنه ما زال يحيطها بيديه ، قائلا بصوت أجش من شدة مشاعره العنيفة التي وصلت لدرجة الغليان بداخله : مش بتردي ليه .. اعمل فيكي ايه ؟
حاولت السيطرة علي ذاتها ، واخذت تتنفس ببطء قائلة بخفوت وتلعثم : مش انا .. لا انت اللي بدأت الاول
نظر أدهم إليها بمكر ، ورفع حاجبيه ، قائلا بتساءل : بترديهالي يعني ..!!
لا تدري كيف استطاعت ان تنطق بتلك الكلمات بثبات في مثل هذا الموقف ، لتجيب بكبرياء الأنثي : محدش احسن من حد .. وممكن بقي تلبس هدومك وتخرج عشان انا عايزة انام
تغاضي هو نبرة التحدي في صوتها ، ليهمس أدهم متظاهرا بالاستياء ، وهو يحاول الاقتراب منها مرة أخرى : مش ملاحظة انك بقيتي تطرديني من اوضتي كتير
دفعته من صدره و كأنها تدفع الحائط ، لتهمس بصوت مرتعش بسبب ضيق التنفس الذي تشعر به من اثارته لجسدها : اطلع برا يا ادهم
ابتسم ادهم علي توترها ليغمغم : ماشي هخرج بس بمزاجي
أمسك يدها بين يديه ورفعه إلى فمه ، وقبّل راحة كفها من الداخل بدفء لدرجة أن قشعريرة لذيذة ركضت في جسدها بالكامل.
أنزلت عينيها بخجل منه ومن ضعفها أمامه ، ثم أحست ببعده ودخوله الي غرفة الملابس ، حيث تركها وحدها تتخبط في مشاعرها المضطربة بسببه.
تقدمت من السرير ، وجلست على حافته لأن قدميها لم تعد قادرة على حملها اكثر من ذلك.
بعد لحظات رأته يخرج من الغرفة بسروال قطني فقط وهو عاري الصدر ، ثم غادر الغرفة بهدوء ، وكأنه لم يقترب منها منذ قليل و بعثر مشاعرها بلمسات خفيفة منه فقط.
ما الذي يريده بالضبط ؟
هل هذا تعذيب جسدي لها ، أم أنه من فولاذ ؟
هي لا تعرف حقًا ، لكنها ستريه من تكون كارمن المتمردة من الغد ، همست لنفسها و هي تكاد تقطم اظافرها من القهر : ماشي يا دراكولا اما نشوف يا انا يا انت
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
عندما يغضب احدكم فـ ليسكت !!!
فـ أنت كـ مثل الذي يمسك جمرة مشتعلة
و معتقداً ان الطرف الاخر هو الذي سوف يحترق بها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباح يوم جديد علي أبطالنا
منهم من سعيد بحياته ويرضى بها ،
ومنهم من لا يستطيع النوم خوفا مما ينتظره في المستقبل ، ومنهم من يخطط للإنتقام وينصب الفخاخ لاصطياد الآخر ،
ومنهم من تطارده ذكرياته المؤلمة التي تعذبه ولا احد يعلم عنها أي شيء ،
ومن بينهم من يزداد العشق في قلبه ولا يستطيع التعبير عنها ،
ومن منهم من يعاند قلبه ولا يريد الاعتراف بمشاعر الحب التي تنمو بداخله ،
ومن بينهم من بدأت حياته تتألق وتشرق بوجود الشخص الذي يستحق حبه الحقيقي ،
ومنهم من تمنى أمنية طفولية ، ثم يكبر و تزداد المحبة في قلبه ، ولا يمكن للظروف أن تهز هذا العشق من قلبه و روحه.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند يسر و مالك
استيقظت يسر من نومها وفتحت عينيها على منظر جميل للغاية ، حيث رأت زوجها الحبيب يحتضن طفلهما بين ذراعيه ، و يغطون في نوماً عميقاً.
كانت سعيدة جدًا لأنها قضت أجمل ثلاثة أيام مع مالكها في الإسكندرية.
فمنذ أن قررت كارمن الذهاب إلى الشركة ، ولم يسمح أدهم لمالك بالذهاب إلى هناك لتكون وحدها معه ، ولا تطلب مساعدة مالك ، فإنتهز مالك هذه الفرصة و طلب من أدهم إجازة ليقضيها مع يسر ، وتركوا ياسين مع امها ، وبالأمس فقط عادوا إلى القاهرة.
ابتسمت يسر بإشراق ، وهي تتذكر تلك اللحظات الممتعة التي قضتها على البحر بجانبه ، و استمتعها الشديد بكل المناظر الطبيعية رائعة التي ساعدتها على الاسترخاء و تجديد نشاطها ، ثم تنهدت و هي تفكر في نفسها بأن الأيام الجميلة التي نكون فيها مع أحبائنا تمر بسرعة حقاً.
مدت يديها وابتسمت بمشاغبة ، وهي تداعب أنف مالك بطرف اصبعها ليستيقظ ، وبقيت على هذا الحال لبضع لحظات حتى فتح عينيه ينظر إليها بنعاس وعبوس.
يسر برقة : صباح الورد يا حبيبي
تلاشى العبوس من على وجه مالك ، لتظهر ابتسامة جميلة قائلا بحب : صباح المهلبية و القشطة بالعسل
ضحكت بخفة وتساءلت : انت صاحي جعان و لا ايه
غمز مالك لها وقال بشقاوة : ايوه و عايز اكلك انتي .. تعالي
يسر بصوت منخفض وهي تضع يديها على شفتيه ، لتسكته : هووش .. ياسين نايم جنبك يا مجنون .. يلا قوم بشويش و سيبو نايم عشان الحق احضر الفطار قبل ما يصحي
أمسك بيديها اللتين وضعتهما على فمه وقبلها بحب ، قائلاً بهمس : حاضر يا قلبي
قام بإزاحة ياسين ، ووضع رأسه على الوسادة بحذر ، ثم مد جسده إلى الأمام للتخلص من تقلصات النوم ، ونهض معها من السرير لكي يستعد للذهاب إلى العمل.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بالصعيد في منزل الحج عبدالرحمن
في غرفة روان و زين
استيقظت وتثاؤبت بتكاسل.
سرعان ما ترك النعاس عينيها الجميلتين عندما تذكرت ما سيحدث اليوم ، كانت متحمسة للغاية اليوم ، ستخرج مع زين لأول مرة منذ زواجهما ، لقضاء اليوم كله في التنزه وأيضًا من أجل أن يشتري لها ملابس جديدة ، لأنها ستبدأ بالذهاب إلى الجامعة بعد أيام قليلة ، وأصر على أن يرافقها وهي سعيدة للغاية لأنها ستكون معه ولا شيء آخر يهم.
استدارت بوجهها إلى زين الذي كان نائمًا بجانبها كالعادة ، واضعًا يده على بطنها وهو غارق في نومه ، فجأة التمعت عينيها وقد خطر ببالها فكرة.
نهضت بهدوء من بجواره بعد أن رفعت يده عنها بحذر ، وسارت على أطراف إصابعها حتى لا تحدث ضوضاء ، وخرجت مسرعة في بيجامتها الحريرية ، لأنها تعلم أنه في مثل هذا الوقت لا أحد يستيقظ من المنزل ، وذهبت للمطبخ لتحضير فطور زين بسرعة وحيوية.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في قصر البارون
تحديداً في جناح نادين
لم تستطع النوم بسبب التوتر العصبى الذى يلازمها بإستمرار ، فمنذ يوم أمس لم تتوقف عن التفكير ، تأكدت بإحساسها الأنثوى الفطري من حب أدهم لكارمن بعد أن أخبرها جاسوسها في الشركة عن ارتعاب أدهم ، وركضه أمام الجميع إليها ، واحتضنها في الشارع دون أن يهتم بمنظره أمام موظفيه.
ستموت من غيظها و رعبها ، فماذا لو أقنعته كارمن بتطليقها لتكون هي زوجته فقط ، دون أدنى شك سيوافق ، ووقتها ستفقد حياة الرفاهية التي تعيشها الآن.
لم تعد قادرة على تحمل أفكارها المرعبة هذه أكثر من ذلك ، ورفعت هاتفها واتصلت بميرنا لإيجاد حل
بعد لحظات وصل صوت ميرنا النائمة إليها
ميرنا : الو .. ايوه
نادين : صباح الخير
ميرنا بتذمر : صباح النور .. في ايه حد يتصل بدري كدا
نادين بإرهاق : انا مش قادرة انام اصلا
اعتدلت ميرنا و هي تفرك عينيها من النعاس قائلة : حصلت حاجة و لا ايه
نادين بسرعة : لا .. بس هتحصل حاجات كتير و هخسر كل حاجة قريب اوي
ميرنا : اكلمي وحدة وحدة عشان افهم
نادين بتنهيدة : ادهم بيه شكله بيحبها كان هيجنن امبارح لما عرف ان في عربية كانت هتخبطها و حضنها قدام الناس كلها
ميرنا بحسد : مممم لدرجة دي !!
نادين : ايوه و دلوقتي لو هي طلبت منه انه يطلقني مش هيتردد لحظة واحدة
ميرنا بحيرة : و ايه العمل ؟
نادين بقلق : انا مش عارفه افكر يا ميرنا شوفيلي حل سريع خطتنا دي بطيئة اوي و انا عايزة اخلص منها بسرعة
ميرنا بتفكير شيطاني : كدا مفيش غير حل واحد بس احنا محتاجين حد تالت يكون معانا بس يكون ثقة عشان مايستغلناش
نادين بتسرع : طب قوليلي ايه الحل ؟
ميرنا بمكر : مش دلوقتي اصبري لحد ما اظبط الموضوع في دماغي الاول و انتي دوري على حد ثقة و ابقي كلميني
نادين : طيب هشوف كدا .. سلام
ميرنا : سلام
أغلقت ميرنا معها ، و علي شفتيها إبتسامة خبيثة تفكر في أنها اقتربت كثيرا من انتقامها الذي تسعى إليه من نادين.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند روان
بعد بضع دقائق ، كانت قد انتهت من إعداد الفطور اللذيذ لزوجها ، و تحركت للصعود إلى غرفتهما بخفة.
دخلت الغرفة بهدوء ، لتجد أنه لا يزال نائمًا على وضعه كما تركته.
وضعت صنية الفطور التي كانت تحملها على الطاولة وبدأت في إيقاظه برفق ، لكنه تململ في مكانه ولم يستيقظ.
حاولت روان معه بكل الطرق الرومانسية التي تشاهدها على التلفاز مرارًا وتكرارًا ، ولم يستيقظ لتتنهد بغضب وملل ، ثم ظهرت ابتسامة شيطانية على فمها لا تبشر بالخير ، وقررت أن تتعامل معها بأسلوبها الفريد من نوعه.
اقتربت منه بهدوء شديد وفجأة صرخت بصوت عالٍ بجوار أذنه : اصحي ياااا زييييين
فتح عينيه بسرعة منتفضا من مكانه في ذعر ، معتقدًا أن كارثة كونية قد حدثت.
ضربت روان الأرض بقدميها ، ويداها تضغطان على بطنها ، لتطلق ضحكة مدوية هزت ارجاء الغرفة ، و صوت ضحكاتها كانت تتزايد وترتفع عالياً ، وهي تتذكر منظره المضحك.
سرعان ما فهم تصرفها واتكأ على مرفقيه ، ليقوم وهو يزمجر عليها بغضب : يا بنت المجانين في ناس طبيعية تصحي حد بالشكل دا
تحدثت روان وهي تحاول كتم ضحكها ، وتبسط كفيها بقللة حيلة : ما انا غلبت وانا بصحيك بكل الطرق الحلوة ومش عايز تقوم .. شكلك مابتجيش غير بالعنف يا زيني
عادت إلى ضحكاتها مرة أخرى ببراءته ، بينما زين احب سماع اسمه بياء المالكية الذي نطقتها بدلال ، ممَ جعل ابتسامته تشق طريقها إلى شفتيه قائلا بحب : صباح الخير يا رورو
روان بإبتسامة رقيقة : صباحك شهد علي عسل ابيض
نظر زين إلى ساعة معصمه ، ثم نظر إليها متسائلا في حيرة وذهول : ايه مصحيكي بدري اوي كدا؟
خفضت روان رأسها وقالت بخجل : اصلي بصراحة متحمسة اوي لخروجتنا سوا انهاردة و ماقدرتش افضل نايمة كتير
ابتسم زين حيث أعجبه شكلها اللطيف ، فهي طفلة شقية ولذيذة تجعله يفقد عقله بحركاتها العفوية ، لا يدري من أين يأتي بكل هذا الصبر عليها ، فهذه الفتاة المجنونة تجعل مزاجه متعكرًا ومتوازنًا دون أدنى جهد منها.
أمسك بمعصمها وجذبها بالقرب منه ، وقبّل خدها وعينيها ، ثم فكها بنعومة وببطء ، فأغمضت عينيها بخجل ، وشعرت بالحرارة تتدفق إلى جسدها بالكامل بسبب قبلاته اللذيذة ، ثم سمعت همسه العميق بجوار أذنها : احلي حاجة انك اول وش بتصبح به لما بقوم من النوم
كانت دقات قلبها تنبض بجنون في صدرها ، ثم رفعت وجهها إليه وهي تقترب منه ، قبلته بلطف و رقة على ذقنه المنمقة بأناقة ، ثم ابتعدت عنه مبتسمة بخجل ، ومدت يدها لتمسك صينية الفطور ، ووضعتها أمامه.
قال زين بإبتسامة و شهية كبيرة : الله الله ايه الفطار اللي يفتح النفس دا
غمغمت روان بحب : بالف صحة و هنا علي قلبك
رمش زين وهو يحدق فيها بقوة ، وتساءل باستياء : انتي نزلتي بالبيجاما دي لتحت
هزت رأسها بشكل عفوي ، وهي تضع قطعة من جبنة الرومي في الخبز المحمص ، وتصنع له سندويتش صغير .
هدر زين بغضب : تاني مرة ماتخرجيش من باب الاوضة بلبس النوم ويكون علي شعرك طرحة
ابتلعت روان ريقها بتوتر من نبرته الغاضبة ، ثم اجابت بضيق وغصة بدأت تتشكل في حلقها من ثورة غضبه في وجهها : حاضر بس والله ماخدتش بالي ولا قصدت .. انا بس ماكنتش عايزة اعمل دوشة عشان ماتصحاش قبل ما احضرلك الفطار
أمسك زين بيدها وقبّلها برفق قائلاً بحب ، يلوم نفسه على أسلوبه القاسي معها رغماً عنه : حقك عليا حبيبتي خلاص ماتزعليش وتسلم احلي ايد عملت احلي فطار
اردف مازحًا : بس لسه مانسيتش الفزع اللي حصلي من شوية و هعاقبك
روان بتذمر طفولي : الله جوزي حبيبي و بهزر معه .. ايه المشكلة يعني؟
نظر زين اليها من زاوية عينه ، و هو يرتشف بعض من العصير ثم غمغم : انتي بتثبتيني صح
قبلته علي خده ، ثم أردفت بطفولية ، و هي ترجع شعرها للخلف علي ظهرها : صح يا مز
هز رأسه بإستسلام من جنونها الذي اعتاد عليه في الفترة الأخيرة ، و بدأو تناول الفطور سويا في جو لا يخلو من شقاوة روان و ضحك زين.
لقد أصبحت حياتهما معًا أكثر سلاسة الآن ، على الرغم من أنه لم يقترب منها كزوجة بسبب المسؤوليات العديدة التي تقع على عاتقه خلال تلك الفترة ، لكنه سعيد بهذا الوضع المؤقت ، ويشعر وكأنهما يعيشان فترة خطوبة متأخرة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في شقة عائلة مراد القديمة
عندما يشعر بالضيق الشديد يأتي إليها
رن الهاتف في جميع أنحاء الغرفة ، لا يريد التوقف
حاول تجاهله والعودة للنوم ، لكنه ظل يرن ، لذلك زفر يائسًا وهو يمد يده إلى الطاولة التي بجوار الفراش ، وأجاب دون رؤية من المتصل بصوت أجش من الشرب طوال الليل وقلة النوم : الو
ياسمين بتوتر : ايوه يا مراد بيه صباح الخير
مراد بمزاج متعكر : صباح الزفت يا ياسمين عايزة ايه على الصبح
ياسمين بتبرير : انا برن عليك من امبارح و انت مش بترد
مراد بسخط : مش عايز ارد .. انتي هتفتحيلي تحقيق اخلصي في حاجه
شتمته ياسمين في سرها من اسلوبه الوقح معها ثم أجابت بقلق : ادهم رفدني من الشركة امبارح
مراد ببرود : ماشي
رمشت ياسمين بدهشة : باين عليك انك مش مستغرب يعني
اجاب مراد بتهكم : طبيعي يرفدك بعد ما كذبتي عليه هو انتي مش واخدة بالك ان كل حركة متصورة بالكاميرات
ياسمين : انا نسيت خالص موضوع الكاميرات دا .. يعني كنت عارف ان دا هيحصل !!
مراد بثقة : طبعا عموما خلاص مهمتك خلصت لحد كدا و ماتتصليش تاني غير لما انا اتصل بيكي لو محتاجك في حاجة
ثم أنهى المكالمة معها دون انتظار سماع ردها
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في قصر البارون
في غرفة كارمن التي كانت غرفة ادهم سابقا
استيقظت كارمن بنشاط ، وهي متحمسة لما ستفعله به بعد فترة وجيزة ، وتتذكر استفزاز أدهم لأنوثتها بعدم اكتراثه بها ، ومغازلته في هذه السكرتيرة الحقيرة امامها.
تعترف بأن هذا خطأ هي السبب به ، فمتي حاولت أن تجعله يشعر بأنها مهتمة به أو متي حاولت الاقتراب منه ، فإنها تهرب منه دائمًا ، ولكن من الآن فصاعدًا ستظهر له أنها إذا أرادت أن تبدو فاتنه ، فلا شيء يمنعها.
ظلت تحاول إقناع نفسها بأنها ستفعل هذا فقط لرد كرامتها لا اكثر ، لكن في حقيقة الامر هي تغار عليه و بقوة ، لكنها لن تعترف بذلك.
نهضت وأخذت حمامًا منعشًا ، ثم ذهبت إلى غرفة الملابس.
تفكر أنها يجب أن تعتني جيدًا بمظهرها من الآن فصاعدًا ، ولا ضرر إذا تجرأت قليلاً على لبس شيئاً جذاباً ، وهي ذاهبة إلى الشركة.
احتارت فيما ترتديه حتى وقعت عينيها علي فستان أحمر اللون ، فالأحمر هو عشقها ، و كان الثوب يتوسطه حزام أسود عريض ، ويغطي ذراعيها واسفل عنقها لحد بداية فتحة الصدر قماش باللون الاحمر الشفاف ، ويصل إلى ركبتيها تقريبا.
خرجت من غرفة الملابس ووضعت الفستان على السرير ، ثم توجهت لتجفيف شعرها ، ثم وضعت بعض المكياج الخفيف مع أحمر الشفاه وملمع الذي أظهر جمال شفتيها ، و ذهبت لتلبس الفستان ومعه الحذاء العالي ، ووقفت تنظر إلى نفسها برضا تام في المرايا.
في هذه اللحظة فتح ادهم الباب ليدخل فجأة دون أن يطرقه ، وقد فعل ذلك عمداً
شهقت كارمن بخفة ، وهي تضع كفها على صدرها ، واستدارت إليه قائلة بخضة : بسم الله الرحمن الرحيم
رفع حاجبيه وقال بإستنكار : شوفتي عفريت
همست بصوت منخفض ، لكنه وصل لمسمعه : لا دراكولا
ادهم بمكر : بتقولي حاجة!!
أنحرجت عندما تذكرت استسلامها امامه الذي كان واضحا له بالأمس ، ولم تكن تعرف ماذا تقول ، لكنها شجعت و هي تفكر أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم ، فنظرت إليه باستياء قائلة بهجوم : علي فكرة الباب اتعمل عشان الناس تخبط عليه ولا هي بقت قاعدة عندك تدخل تخضني بالطريقة دي
ادهم ببرود : اتعودي علي كدا .. عشان مش هخبط بعد كدا و ادخل في الوقت اللي يعجبني
أردف في استغراب ، وهو يشير بإصبعه عليها ، وعيناه تتسعان بذهول ، وكأنه قد لاحظ للتو ما كانت ترتديه : ايه اللي انتي لابسه دا ؟
نظرت إلى نفسها في المرآة وقالت بفخر ، لأن بسبب بروده معها كاد يهز ثقتها بنفسها : فستان .. ايه حلو ؟
بينما أدهم ينظر اليها مفتونًا حرفياً بكتلة الأنوثة التي تقف أمامه بقوامها الفاتن الذي أظهره الفستان بوضوح.
فتح أدهم فمه بشكل لا إرادي تاركًا مسافة صغيرة بين شفته العليا وشفته السفلى ، وظل ينظر إليها بإعجاب شديد ، ثم تتنهد محاولاً السيطرة على نفسه قائلاً بصوت اجش : احم اه حلو بس مافيش وقت تجربي فساتينك قدام المرايا دلوقتي .. اتفضلي جهزي نفسك بسرعة ورانا شغل كتير في الشركة
نظرت اليه وقالت بإستنكار ، وهي تشير إلى الفستان : سلامة عينك .. ما انا لابسة و جاهزة اهو
عبست ملامحه حينما أدرك ما ستفعله هذه المجنونة ، ارتفع جانب شفتيه في غضب عارم متسائلاً بوجوم : يعني ايه .. عايزة تروحي الشركة بالفستان دا ؟
اجابت كارمن بعدم اهتمام ، وكأن هذا أمر طبيعي بالنسبة لها ، ولم تنتبه الي حدة صوته : بالظبط كدا
أصاب أدهم بالجنون من اللامبالاة في صوتها ، وشعر بضيق شديد لأنها لا تلبس معه هذه الملابس وهو زوجها ، والآن تريد أن تجعل جميع موظفي الشركة يرونها بجمالها الطاغي هذا ، وشعر بروحه تلتهمها نار الغيرة لمجرد تخيله أن يراها رجلًا غيره بتلك الثياب.
ادهم بنفاذ صبر : انا مش ناقص شغل هرمونات الجنان دا علي الصبح و اتفضلي حالا غيري الزفت دا
نظرت كارمن إليه بدهشة ، ولاحظت الجدية في عينيه لتقول بإنشداه : زفت .. اغيره ليه .. مالو الفستان يعني !!
ابتسم ادهم قائلاً بسخرية : ابدا مالوش كتافك و صدرك باينين من القماش الشفاف دا بس يا مدام..
اردف و هو يقترب منها بغضب : وتعالي هنا ايه الروج اللي في بوقك دا كمان .. كارمن بلاش تطلعي جناني و روحي اغسلي وشك و البسي لبس عدل
قالت كارمن غاضبة من تسلطته وفرض أوامره عليها : هي الموضة بتاعته كدا و مايخصكش انا حرة البس اللي يعجبني
استشاط غضبًا من تحديها له ، صرخ وهو يقف أمامها مباشرة ، وعيناه الزرقاوان تتحولان إلى عاصفة رمادية مظلمة تهدد بنزع الاخضر و اليابس ، وكل ما تقابله امامها : لا يخصني يا مدام مش معني اني سمحلك تبقي براحتك في حاجات .. تقومي تنسي انك علي ذمتي وان طريقة لبسك لازم تليق بزوجة محترمة
شعرت كارمن أنه أهانها كثيرًا ، وبسبب انفعالها الشديد وغضبها صرخت بشيء ما ، ولكن بمجرد أن لفظته ، ندمت عليه كثيرًا : انا محترمة غصب عنك و نادين كمان مراتك و بتلبس لبس مفتوح اكتر من كدا مابتفرضش سيطرتك دي عليها ليه ولا هتعمل راجل عليا انا..
ابتلعت بقية جملتها بعد أن صفعها بيده القوية على خدها الرقيق
نظرت إليه بصدمة وعيناها ممتلئة بالدموع ، وتهدد بالنزول لا تصدق أنه قد صفعها للتو.
في حين ان صدمته هو أقوى من صدمتها ، للحظة توقف عقله عن التفكير ، لا يعرف ماذا يفعل ؟
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
تَدهِشني قُدرتك على قلبي ،قلبي الذي أظنه صلب في أغلب الأحيان كيف يكون معك بكل هَذا اللّين دَائماً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند ادهم و كارمن
كانت صدمته أقوى من صدمتها ، و للحظة توقف عقله عن التفكير ، لا يعرف ماذا يفعل ؟
لا يدري كيف حدث ذلك ؟
كيف له ان يصفع من سلبت فؤاده ، لكنها استفزته بشدة ، فمنذ نزولها الشركة من الأمس وأعصابه تحت ضغط مستمر ، ولم يستطع السيطرة على نفسه أكثر من ذلك.
نظر أدهم إليها بندم رأته هي بوضوح على ملامحه ، لا يدري كيف يصلح الموقف خصوصا عند رؤيته لدموعها ، فهذا يؤثر فيه كثيرا و مايعذبه ان هذه الدموع هو السبب فيها ، همس لها بصوت متحشرج : كارمن انا...
هزت رأسها رافضة ، غير راغبة في سماع صوته أو التواجد معه في هذه اللحظة ، لا تعرف حتى ماذا تقول؟
تشعر بمرارة الإهانة في حلقها ، لأول مرة تتعرض للضرب ، هل هو حقاً يكرهها لهذه الدرجة ؟
تحركت أمامه راغبة في مغادرة الغرفة في أسرع وقت ممكن.
تجمد أدهم للحظة مكانه ، وهو يراها تهرب من أمامه ، غير قادر على الحركة ، ولكن قبل أن تصل إلى باب الغرفة ، شعرت أن يديه تلتف حول خصرها ويرفعها عن الأرض.
فوجئت كارمن بحركته وصاحت بدهشة : ايه دا بتعمل ايه !! سيبني
حاولت ان تفلت منه بكل قوتها ، لكنه كان يمسكها جيدًا ، ومشي بها ليضعها على السرير وسط مقاومتها له ، ثم اعتلاها يثبت ساقيها بركبتيه ، و هو يستلقي فوقها بجذعه العلوي لمنعها من الحركة تماماً ، بينما يمسك يديها على كلا الجانبين ، لتقييد حركتها وهو يشبك أصابعه بين أصابها.
حاول ادهم تهدئة غضبها قائلا بإعتذار متوتر : اهدي انا اسف مقصدتش..
قاطعت حديثه بصوتها الباكي قائلة بقهر و حدة : مقصدتش تمد ايدك عليا و تهيني بالشكل دا .. انت انسان همجي ابعد عني
لم يكترث بكلماتها ، شاعراً بالغضب من نفسه وهو ينظر إلى وجهها المملوء بالدموع ، ووجنتها التي ظهرت عليها بوضوح آثار أصابعه من صفعته لها.
هبط في صمت بشفتيه على خدها ، وقبلها بحنان شديد لدرجة أنها للحظة توقفت عن الحركة بصدمة ، و شعرت ان قلبها يدق بجنون داخل صدرها ، وهي تفكر هل هذا الرجل مصاب بإنفصام في الشخصية.
كيف له يؤذيها ، ثم يقبل ألمها بكل هذه المشاعر الحارة؟
ظل يقبّل كل شبر من وجهها برفق ونعومة ، وتدريجياً تباطأت حركتها الهوجاء اسفله حتى سكنت عن الحركة تمامًا ، وعيناها شبه مغمضتان بسبب القشعريرة اللذيذة التي تشعر بها في جميع انحاء جسدها من ملمس شفتيه ، ومن انفاسه الساخنه على وجهها.
بعد عدة ثوان معدودة شعرت بشفتيه تنزلان بتمهل مثير على رقبتها لتوزيع قبلاته عليها ، والتي تحولت بعد لحظات قليلة من لمسات ناعمة إلى قبلات عاطفية شغوفه للغاية ، وأنفاسه الحارة تحرق بشرتها من شدة شوقه ولوعه بها.
أغمضت كارمن عينيها وهي تلهث بإضطراب ، و تذوب لا إرادياً في عالم آخر من تأثير قبلاته الرائعة لها.
بعد لحظات ، رفع وجهه إليها يحدق بها بنظرات مشتعلة وأنفاسه تتسارع من مشاعره المفرطة ، وعيناه تجولان على خصلات شعرها المتناثرة على وجهها عندما كانت تتحرك للتخلص منه ، ثم انتقلت عيناه إلى عنقها المرمري الذي يظهر عليه بوضوح علامات ملكيته ، برائحته المثيرة التي تداعب أنفه وتثيره أكثر ، ثم نظر إلى شفتيها المغريتين له اللتين تفترقان بعض الشيء عن بعضهما البعض.
فتحت عينيها ببطء عندما شعرت بإبتعاد أنفاسه الساخنة عن نحرها ، لتجد نفسها تنظر مباشرة إلى عينيه اللتين كانتا تحدقان بها بشوق ولهفة واضحة.
ظل ينظر إلى عينيها لحظات ، ثم خفض عينيه ببطء إلى شفتيها ، وقد استفزه حقًا لونها الوردي مثل حبة الفراوله الطازجة لدرجة أنه أراد أن يتذوق طعمها الأن بشدة ، لا يستطع كبح جماح نفسه أكثر من ذلك ، ثم صعد بنظره مرة أخرى يحدق في عينيها ، كما لو كان يرسل لها رسالة واضحة مفادها أنه ينوي تقبيلها.
هبط إلى ذقنها وقبّله بتمهل مثير ، ثم أغمض عينيه وهو يصعد ببطء إلى شفتها السفلية المكتنزة بإغراء ، وطبع عليها قبلة خفيفة في البداية ، وعندما لم يشعر بمقاومة منها ، سحبها بلطف بين شفتيه مستمتعًا بمذاقها اللذيذ ، ثم إنتقل إلى شفتها العليا ، يلتهمها بنفس الحرارة ، فإنتفض جسدها بإستجابة مع رعشة قوية من الإحساس الرائع الذي شعرت به بين ذراعيه ، وأغلقت عينيها بذوبان.
كان سعيدا و هو يشعر بإستجابة جسدها للمساته ، و هي تبادله نفس اللهفة بقبلة ، ففك تشابك أصابعهم تدريجياً معمقاً قبلتهما بشغف ، ووضع يديه على خصرها بشكل تملكي مقربا جسده علي جسدها اكثر.
كان قلبها ينبض بإثارة وحماس ، وشعرت أن يده تضغط بمداعبة مثيرة على خصرها عندها وجدت نفسها بشكل لا إرادي ترفع يديها حول رقبته ، وتضع أصابعها في شعره البني الكثيف ، وتشد خصلات شعره الناعمة بضعف ، وتبادله هذه القبلة النارية ، ممَ جعله يئن بمتعه بين شفتيها ، وأراد أن يبقي معها هكذا لفترة أطول ، لكن كان عليه أن يفصل شفتيهم حالما شعر أنهما بحاجة إلى الهواء.
ابتعد أدهم قليلاً عن وجهها ، متكئاً جبهته برفق على جبهتها ، يلهث معها بشدة ، ثم رفع شفتيه الدافئة إلى جبهتها يقبلها بحرارة ودفء ، ثم نهض من فوقها ، واتجه إلى الحمام مباشرة دون أن ينبس ببنت شفة.
فتح أدهم الماء البارد على رأسه ، محاولًا تهدئة نفسه ، يفكر إذ لم يسيطر على نفسه بصعوبة كان سيمتلكها بهذه اللحظة ، فقد جن جنونه حينما شعر بهذه الاستجابة اللذيذة منها ، ولكن هذا ليس الوقت المناسب لفعل ذلك ، لا يريدها أن تشعر أنه يريد جسدها فقط ، ويجب تسوية كل شيء بينهما أولاً حتى تصبح زوجته بالفعل.
اما هي بقيت مكانها ، عيناها مغلقتان ، تتنفس بصعوبة و قلبها ينبض بإضطراب ، وأفكارها تتصادم بحدة في رأسها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في منزل مالك البارون
خرجت يسر من المطبخ بعد إعادة ترتيبه بعد الإفطار ، وهي تدور حول نفسها حائرة بما ستفعله الآن بعد أن ذهب مالك إلى العمل وياسين الي الروضة.
ضحكت بخفة وهي تلتقط هاتفها المحمول ، وتذكرت كلمات مالك التحذيرية لها قبل يذهب إلى عمله بأن لا تبلغ كارمن أنها سافرت مع زوجها في إجازة ، لأن حينها ستعرف أن أدهم يكذب عليها بعد أن قال لها أن مالك مشغول في الشركة الأخرى.
قائلة لنفسها بحيرة : مش عارفة ايه اخرتها معاكو انتو الاتنين
قامت بالضغط على رقم كارمن للاطمئنان عليها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند كارمن
بقيت في مكانها على السرير متجمدة ، تحاول أن تجمع شتات نفسها المبعثرة ، وتنظيم تنفسها حتى سمعت رنين هاتفها ، فالتقطته ببطء من على المنضدة ، وهي تزفر بإضطراب عندما رأت اسم يسر على الشاشة.
جاهدت تنظيم تنفسها ، ثم أجابت بصوت خرج مهزوز رغماً عنها : اا .. الو
يسر بمرح : ايه يا قلبي وحشتيني
كارمن بصوت مرتجفاً قليلاً : ازيك يا يسر و انتي كمان وحشتيني
يسر بإستغراب : مالك بتنهجي كدا ليه !!
أجابت كارمن وهي تكافح للسيطرة على حالتها : احم انا بخير مفيش حاجة
رفعت حاجبيها بدهشة وابتسمت قائلة بمكر كأنها فهمت ما يحدث مع صديقتها : هو انا اتصلت في وقت مش مناسب و لا ايه يا روما باين عليكي اخيرا رضيتي عنه
تصاعدت الحرارة بقوة في خديها ، وهي تتذكر قبلتهما النارية وانجرافها في دوامة المشاعر الثائرة التي افقدتها عقلها تماما ، ثم ردت بانفعال : بطلي كلام اهبل مش نقصاكي يا يسر دلوقتي قولتلك مفيش حاجة
يسر بغيظ : اه يا واطية بتخبي عليا ماشي اما اشوفك هخليكي تقري بكل حاجة
كارمن بنفاذ صبر و كذب : يا بنتي مفيش حاجة تتحكي
اردفت محاولة تغيير الموضوع : و بعدين انتي فين بقالك كام يوم رنيت عليكي كذا مرة و مكنتيش بتردي
يسر بكذب هي الأخرى و عينيها تدور في كل مكان امامها : ابدا كنت مشغولة في البيت شوية و مع جوزي حبيبي مش زي ناس مهملة في جوزها
ضحكت كارمن قائلة بقهر : تصدقي مافيش فايدة فيكي ماشي انا هروح الشركة دلوقتي لما ارجع هكلمك
يسر : ماشي حبيبتي مع السلامه
كارمن : سلام
أغلقت معها وهي تستدير إلى المرايا ، ورفعت عينيها تنظر إلى نفسها في المرايا لتشهق بفزع ، وتضع راحة يدها علي فمها ، وهي في حالة صدمة من انعكاسها الغريب في المرايا فشعرها مبعثراً ، وشفتاها ملطختان بأحمر الشفاه حول فمها بفوضوية ، وما اثار ذعرها حقًا هي العلامات الحمراء الداكنه التي تركها أدهم على رقبتها ، فهذا الأمر الذي زاد من حدة غضبها أكثر.
لطمت علي خديها بحيرة تحادث نفسها في المرايا كالمجنونه : يا نهار اسود هخرج انا ازاي كدا دلوقتي .. منك لله يا ادهم الزفت اما وريتك
ركضت بسرعة إلى حمام الجناح ، ثم فتحت الماء وظلت تمسح آثار شفتيه عن وجهها ورقبتها ، لكن هذه العلامات لم تختفي ، كادت تبكي بقوة ، وشتمته بكل الكلمات التي تحفظها ، ربما تهدأ نار غضبها.
★★★
في هذا الوقت ، خرج أدهم من الحمام يلف نصفه السفلي بمنشفة ، واستدارت عيناه بالمكان ، لكنه لم يجدها ، ففتح باب الغرفة وسمع خرير الماء يأتي من حمام الجناح.
ظهرت ابتسامة ماكرة على شفتيه ، ثم دخل غرفة الملابس ، وأخرج له بذلة أنيقة ، ودخل الحمام مرة أخرى.
★★★
انتهت كارمن من غسل وجهها جيداً ، ثم توجهت إلى غرفة الملابس بحثًا عن شيء آخر ترتديه حتى اختارت بلوزة باللون البيج برقبة عالية قليلًا وبنطال بني.
ظبطت شعرها حول رقبتها بعد ان وضعت بعض البودرة لإخفاء آثار هذه العلامات على رقبتها ووجهها ، و اخذت تتواعد لأدهم كثيرًا لما يفعله معها ، وتشعر أنها تريد أن تقتل نفسها لاستسلامها المخزي بين يديه.
تكلمت كارم مع نفسها بغضب : غبية غبية انا ازاي استسلم في ايده كدا بعد ماضربني و بهدلني بالمنظر دا ازاي .. برافو عليكي يا كارمن دوبتي في ايده في ثانية و نسيتي كل حاجة..
لكنها ستنزل إلى العمل ، ولن يوقفها شيء ، طالما أنها بدأت العمل مرة أخرى ، يجب عليها الإكمال إلى النهاية.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
خارج غرفة الملابس
كان أدهم في ذلك الوقت قد ارتدي ملابسه و يقف أمام المرايا يضع من عطره المفضل ، فرآها تغادر غرفة الملابس مرتدية ملابس محتشمة أكثر من ذي قبل ، لكنها لم تخف جمالها ، بل على العكس ، أصبحت أكثر جمالًا في عينيه.
شاهدها تخرج من الغرفة كلها ، ولم تنظر إليه بنظرة واحدة وكأنه غير موجود ، فكان غاضبًا من تجاهلها له الذي يتلف أعصابه ، وهمس بداخله : كل ما اقرب منك خطوة الاقي نفسي بعمل حاجة ابعدك بيها عني شارع بحالو .. تعبتيني جامد معاكي يا كارمن
ثم ترك ما في يديه ، وذهب وراءها لينزل ويفطر معهم بالأسفل.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في شركة مراد
يسير داخل الشركة بهيبته الطاغية دون أدنى اهتمام بنظرات الموظفات المعجبات به.
لا أحد يعرفه جيدًا من الداخل الكل معجب بمظهره الأنيق وملامحه الرجولية الوسيمة وامواله الطائلة ، لكنهم لا يعرفون ما وراء ستار الجمود الدائم والغضب الذي يتعامل به مع الجميع.
وصل إلى مكتبه وجلس على كرسيه بشموخ ، ورأى حاتم يدخله قائلا بقلق : انت كنت فين يا مراد من امبارح بكلمك و تليفونك مقفول
زفر بنفاذ صبر ، حيث أن مزاجه متعكر بشدة ، ولا يستطيع تحمل أي أسئلة الآن ، قائلاً باختصار : كنت في الشقة القديمة
اتسعت عيون حاتم بدهشة وخوف ، فلا يذهب مراد إلى هناك الا عندما تسوء حالته النفسية كثيرًا ، هتف حاتم بنبرة قلق صادقة : مالك يا بني احكيلي ايه اللي حصل و ليه روحت هناك!!
مراد بصوت اجش : وحشوني يا حاتم روحت افضفضلهم باللي جوايا و مش قادر اقوله لحد
شعر بتعاطف كبير تجاهه فبرغم طبيعته العنيفة ، ولكن بداخله طفل صغير حرم من والديه وأخته ، عندما أخذهم الموت أمام عينه وقال : طب احكيلي انا معاك اهو
نظر مراد إليه بعيون حمراء من غضبه الداخلي قائلا بلوعة : بحبها يا حاتم مش حب امتلاك و لا رغبة زي ما كنت بوهم نفسي .. لا بحبها بجد و مش متقبل ابدا انها علي ذمة الزفت ادهم دا .. انا محتجلها اكتر منه .. لكن متقيد لا عارف اقرب و لا عارف ابعد خايف عليها من اللي ممكن يجرالها لو الاوس** اللي بشتغل معاهم عرفوا انها نقطة ضعفي
حاتم بتنهيدة : اهدا طيب و هنلاقي حل للناس دي احنا خلاص قربنا نخلص منهم .. بس لو فعلا بتحبها يبقي خليك بعيد عنها محدش عارف الناس دول ممكن يعملو ايه لو عرفو بإهتمامك بيها و متنساش وراك سفر و لازم تبقى مركز النهاية قربت...
هز مراد رأسه متفقًا مع رأيه ، فلا شيء في يديه الآن ، ثم خرج حاتم تاركًا مراد غارقًا في أفكاره السلبية
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
امام باب قصر البارون
خرجت كارمن معه من باب القصر ، وسارت بجواره ، وعندما نزلوا الدرج البسيط ، توجه أدهم إلى سيارته ، ظنًا منه أنها ستتبعه.
لكنها تجاوزت سيارته بتحدى ، وكأنه شفاف امامها لا تراه ولا وجود له ، وذهبت إلى إحدى سيارات الحراس الواقفة أمامهم ، وركبت في الخلف دون أن تنطق بكلمة واحدة.
اعتصر شفتيه بأسنانه غاضبًا من هذا التصرف ، فهذه العنيدة ستتسبب في إصابته بجلطة يومًا ما ، تنهد بعمق ثم ركب سيارته صافعا الباب بقوة متجهًا إلى الشركة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★••
في الحديقة الخلفية للقصر
جلست ليلى ومريم بعد خروج أبنائهما ، وبدت ملامح مريم مشوشة وقلقة ، فوجئت ليلى لأمرها ، لأنها منذ قليل كانت طبيعية تمامًا.
ليلي بتعجب : مالك يا مريم ؟
مريم بتنهيدة : مش عارفه يا ليلي قلقانه علي كارمن
ليلي بتساؤل : ازاي يعني مالها كارمن؟
أجابت مريم بحيرة : يعني مابقتش تقعد معايا زي الاول و تفضفضلي باللي بيحصل معها و دي مش طبيعتها معايا من وهي صغيرة بتناقشني في كل امورها
ليلي بتفكير : يمكن معندهاش حاجة تحكيها يا مريم
مريم بإصرار : لا من وقت موت عمر الله يرحمه و جوازها من ادهم و هي متغيره حاسة انها مخبية عني حاجة سكوتها مش مريحني و كمان انتي مش ملاحظة ان في توتر بينها و بين ادهم
اومأت ليلي برأسها توافقها الرأي ، لتقول بإرتياب : يعني هما انهاردة قعدو معانا مانطقوش بكلمة عكس الايام اللي فاتت دايما ادهم يشاكسها قدامنا
مريم بتأكيد : بالظبط يبقي اكيد في بينهم مشكلة
ليلي بتنهيدة : طيب لما ترجع كارمن بهدوء كدا استفسري منها لو في حاجة بينهم نحاول نصلحها .. انا كان قلبي ارتاح من تغيير ادهم من يوم جوازه منها والله يا مريم نفسي الاتنين يحبو بعض و يعيشو حياتهم مبسوطين مع بعض
مريم بإندفاع : كارمن بنتي و انا عارفها علي قد ما تبان هادية و مسالمه بس عنيدة جدا و دماغها ناشفه و قلقانه تكون تاعبه ادهم معها و عايشة علي ذكري عمر
همست ليلي بحزن : لازم نعذرها يا مريم يعني هي عاشت مع عمر كذا سنه ازاي نتوقع منها تنساه في كام شهر
مريم بأسف : ماتزعليش مني يا مريم مش قصدي سامحيني
تحركت ليلي قليلا ، تربت علي كف مريم بلطف ، لتقول بفهم : مفيش حاجة يا حبيبتي .. تعرفي انا حاسه ان في بينهم مشاعر مستخبية جواهم بس زي ما كارمن عنيدة ادهم كمان عنيد و محتاجين وقت عشان التلج اللي بينهم يتكسر
مريم بنبرة هادئة : ربنا يهديهم لبعض و يطمنا عليهم
ليلي بهمس : امين يارب
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في الشركة
ساروا معًا وتوجهوا مباشرة إلى المصعد ، وعندما أغلق الباب ، كانت تقف بجانب لوحة التحكم على اليمين ، لذلك رفع أدهم ذراعه الأيسر تلقائيًا للضغط على زر الطابق الذي سيصعدون إليه.
بينما كانت كارمن في عالم آخر بسبب اضطراب جسدها من وقوفه بالقرب منها ، ومن رائحة عطره المثيرة التي تخدر أطرافها حرفيًا ولا تستطيع التركيز.
فوجئت بحركة يديه وأساءت تفسيرها ، فتراجعت وانكمشت في ذعر بجوار لوحة التحكم.
نظر إليها وهو يرآها خوفها الغير مبرر ، ولكي يحرق أعصابها اكثر كما تفعل معه رفع ذراعيه ببطء ، ووضع كلتا يديه حولها على جدار المصعد بسماجة ، فأصبحت محاصرة منه ولا يفصل أجسادهم عن بعضهم البعض إلا إنشأت صغيرة جدًا
تبادلوا النظرات العميقة التي حملت الكثير والكثير من المشاعر في قلوبهم يصعب ترجمتها في بضعة كلمات ، لكنها لم تستطيع الصمت مدة طويلة ، فقالت بخفوت بينما ترمش بسرعة : انت واقف كدا ليه .. من فضلك اقف بعيد شوية
رفع أدهم حاجبه قائلا بعناد مشاكس : لا مش هبعد هتعملي ايه يعني؟
همست كارمن برجاء وارهاق : ادهم بقولك من فضلك
تشدق صدغ ادهم قائلا بسخرية لاذعة : ماشي بس مافيش داعي لنظرة الخوف اللي في عينيكي دي انا مش هاكلك في الاسانسير يعني
وانتقل بعيدًا إلى الركن الآخر من المصعد ، وظل الصمت سيد الموقف حتى وصل بهم المصعد بعد لحظات إلى الطابق المطلوب.
★•••••★
تقدمها بالسير لأن خطواتها كانت بطيئة بشكل متعمد ، وهي تعبر ذلك الممر الذي التقيا فيه لأول مرة.
وقفت تنظر إلى اللوحة المعلقة على الحائط ، وشردت بذاكرتها تستعيد كل التفاصيل التي حدثت في ذلك الوقت ، تتذكر ذلك الشعور الغريب الذي اجتاح قلبها في تلك اللحظة عندما اقترب منها.
اتسعت عيناها مصدومة من حقيقة شعورها ، حيث لم تعد تمتلك خيار سوى الاعتراف لنفسها قبل أي شخص آخر.
حيث ينبض قلبها بجنون داخل صدرها في كل مرة تفكر فيه ، وتشتعل المشاعر بداخلها عندما تراه ، وتتألق عيناها بشغف وهي تتأمله في الخفاء وتتوق للتحدث معه حتى لو تشاجره ، وغيرتها عليه ، ومحاولتها لإستفزاز غيرته عليها ، ولن تنكر استجابة جسدها للمساته هذا الصباح ، بل زاد شوقها ولهفتها له أكثر.
تشعر بألم غريب في قلبها من ذلك الجدار الذي يفصلها عنه ، تريد بشدة كسره لتتخطاه ، و ترتمي بين ذراعيه ، وتبوح بكامل الأحاسيس التي تكنها له و تعصف داخلها ، فهي أصبحت منغمسة لأذنيها في بحار عشقه.
سوف تصاب بالجنون من كثرة التفكير.
كيف اخترق حبه قلبها رغم كل تحذيرات عقلها لها بعدم الانجراف في تيار عشقه؟
استيقظت من دوامة أفكارها ، وأطلقت أنفاسها المحبوسة لتهرب من صدرها ، وهي تمسح الدموع التي علقت برموشها بسبب الأحاسيس المفرطة التي شعرت بها دون توقع ، ثم رفعت ذراعيها لتعيد شعرها خلف كتفيها ، و ذهبت إلى المكتب.
★•••••★
مرت بمكتب السكرتارية ووجدته خاليًا ، فدارت عينيها حول المكان وزادت حيرتها.
أين ذهبت تلك الخبيثة ؟
اتسعت عيناها من الرعب ، عندما استنتجت أنها قد تكون بالداخل مع أدهم وحدهم.
دوي إنذار الغيرة في قلبها ، فتأهبت لمعركة دامية ، فإذا وجدتها تتدلل عليه في الداخل ، سوف تقوم بتحطيم رأسها.
كما أنها تحتاج أن تفجر الغضب المكتوم بداخلها في أي مخلوق لكي تهدأ ، وهي الأنسب لهذه المهمة.
بدأت ترفع طرفي اكمام بلوزتها استعدادا لنتف هذه المرأة الملعونة ، وهي تهمس لنفسها بجنون و شراسة : والله لو لاقيتك بتتدلعي عليه لا اكون مقطعاكي بأسناني يا بنت القرعة
هرعت إلى مكتب أدهم وفتحت الباب فجأة دون أن تطرقه.
تنفست الصعداء عندما رأت أنه يقف بمفرده أمام مكتبه وظهره لها ، وكان يرتب بعض الملفات، و قد خلع سترته ووضعها خلف مقعده وراء المكتب ، ودون أن يلتفت إليها تحدث ببرود : اعملي حسابك ان الفترة دي انتي اللي هتمسكي شغل السكرتارية
رفعت كارمن حاجبيها متسائلة بصوت مبحوح : اشمعنا راحت فين السكرتيرة؟
اردف أدهم بنفس نبرة الفتور في صوته حيث كان لا يزال يعطي لها ظهره : رفدتها امبارح
فوجئت كارمن بهذا الخبر قائلة بدهشة : ليه!!
رمقها بنظرة ذات مغزي ، بينما تغيرت نبرة صوته للجدية الشديدة : عشان كان ممكن يحصلك حاجة امبارح بسبب كذبها عليا و لولا ان ربنا ستر كنت دفنتها مكانها مش رفدتها
اتسعت عيناها بذهول من كلماته الجادة التي أحست منها بمدى خوفه الشديد وقلقه عليها.
لا تنكر أن قلبها يرقص فرحا ، لأنه طرد تلك الحقيرة لأجلها ، لكن كرامتها جعلتها تأبي إظهار هذه الفرحة له.
عقدت كارمن ذراعيها أمام صدرها ، ونظرت اليه متظاهرة بالهدوء قائلة ببرود : لا مش هي السبب خالص انت اللي مش عندك ثقة فيا
ضاقت عيناه وسار أدهم نحوها ووقف أمامها مباشرة ، قائلا باستنكار : انتي ايه اللي بتقوليه دا !! انا واثق فيكي طبعا
لم تستطع النظر إليه ، تعلم انها ستضعف مقاومتها الواهنة أمامه كما يحدث معها كل مرة ، لذا أدارت ظهرها له وهي لا تزال عاقدة ذراعيها على صدرها ، قائلة بنبرة اللوم من أفعاله معها مؤخرًا : لو بتثق فيا ليه بتعاملني كدا .. ماكنش في داعي لكل اللي قولته و اللي عملته
مال أدهم نحوها قليلا ، وأغلق عينيه يستنشق رائحة شعرها بعمق وإنتشاء ، فهو لا يستطع ان يشبع منه ، ثم مر بأصابعه ، وجذب شعرها برقة خلف أذنيها ، قائلاً بهمس رجولي أصاب جسد كارمن بقشعريرة مثيرة : يعني انتي مش فاهمه ليه عملت كدا؟
استدارت كارمن إليه فجأة ، فتراجع خطوة إلى الوراء.
رفعت عينيها ، محدقة فيه لتقول بنبرة مرتبكة ومندفعة : هفهم ازاي و احنا مش بنكلم كلمتين مع بعض الا و تقلب بخناق و طول الوقت غامض معايا وكمان مديت ايدك عليا و...
رفع أدهم حاجبيه بمكر ، منتظرًا أن تستأنف الكلام : وايه كملي كلامك؟
نظرت كارمن اليه بغيظ ووجنتيها متوردة خجلاً : انت عارف اللي عملته بهدلتني و مشيت اللي في دماغك و في الاخر خليتني اغير الفستان برده
كان مفتونًا بسحر عينيها الزرقاوتين اللتين أشعَّتا بغضب طفولي أحبه قلبه.
رفع أدهم ذراعه يمرر إبهامه على خدها الناعم ، وهو ينظر إلى عينيها الزرقاوين ، قائلاً باعتذار ونبرة دافئة تغلغلت في اعماق قلبها وأطاحت بعقلها : حقك عليا يا كارمن عارف انها غلطة كبيرة مني اني امد يدي عليكي .. انا اسف و عايزك تسامحيني ووعد مش هتتكرر حاجة زي دي تاني و لو عايزة تاخدي حقك من ايدي اللي ضربتك ماعنديش مانع
حاولت كارمن أن تبقي علي عبوسها أمامه لكنها ببساطة فشلت ، وأشرق وجهها بابتسامة خلابة زينت شفتيها ، حيث لم تعد قادرة على إخفاءها بعد أن لامست كلماته واعتذاره شغاف قلبها.
كارمن برقه : خلاص هكتفي بإعتذارك المرة دي بس
أضافت بمشاكسة ، وهي ترفع سبابتها أمام عينيه بتحذير : و اصلا لو اتكررت تاني هنتقم منك في حاجة انت بتحبها اوي
ضيق أدهم عينيه وقال بتساءل : حاجة ايه دي؟
ردت عليه كارمن ، وهي تلوي شفتيها إلى الأمام بمكر أنثوي : الساعات ذات الماركات العالمية و البرفانات الغالية بتوعك هترجع البيت مش هتلاقي ليهم اثر
ضحك بشدة على تهديدها ، وتساءل كيف عرفت أنه يحب هذه الأشياء و يحرص علي الحفاظ عليها بعناية : لا خلاص الطيب احسن
دقات قلبها أرهقتها كثيرا من ضحكته الجميلة مع اعتذاره لها ، وكذلك طرده إلى الياسمين الحقيرة ، بعد أن أمضت الليلة الماضية في كوابيس مستمرة بسببها ، ووجدت نفسها بشكل تلقائي تضع كبريائها جانبا ، قائلة بضيق ممزوج بالغيرة : و انا كمان اسفه عشان انا عارفه اني اتماديت في كلامي الصبح و مش من حقي اني ادخل بعلاقتك مع مراتك
عبست ملامح أدهم قائلا بتعجب : هو انتي فاكرة ان دا اللي عصبني ؟
هزت رأسها قائلة بخفوت : ايوه
اردف ادهم بحنان : انا اتعصبت عليكي و ضربتك عشان حطيتي نفسك في مقارنه معها .. عشان عايزة تعملي زيها فاكرة ان هو دا صح يا كارمن ..
واصل حديثه بإبتسامة تهكمية : هي علي ذمتي عشان ابوها قبل ما يموت وصاني عليها لولا كدا انا كان زماني مطلقها بسبب تصرفاتها و انانيتها
أساءت كارمن فهم معنى كلامه ، فقالت بنبرة مبطنه بالحزن : يعني مافرقتش كتير هي علي ذمتك عشان وصية ابوها ليك و انا علي ذمتك عشان وصية اخوك
أحاط أدهم وجهها بين يديه ، وهو ينظر مباشرة في عينيها ، ليهمس من بين أسنانه بغضب لأنها لم تفهم مشاعره تجاهها للأن : اسكتي ماتعصبنيش عليكي تاني عشان وقتها العلامه اللي في رقبتك و مزعلاكي اوي هكررها في كل جسمك
سددت له ضربة خفيفة بقبضتها الصغيرة في صدره ، وكادت تذوب في خجل من كلماته الجريئة ، وزمجرت بحرج : ادهم بلاش قلة ادب
لانت ملامحه قليلاً من مظهرها الخجول ، ليهمس بابتسامة عذبة : عادي مش مراتي انا حر اعمل اللي يعجبني
استأنفت كارمن كلامها بضيق ، وشعرت بالاختناق يعذب قلبها العاشق له : مش دي الحقيقة انت اتجوزتني عشان ملك
تنفس ادهم بعمق قبل ان يقول بهدوء : لو دا صحيح انا كان ممكن انفذ الوصية لفترة معينه و بعدها نطلق و لو علي ملك كنت هخليها معاكي و اهتم بكل حاجة تخصها و مش هقصر معها .. خصوصا انك كنتي رافضة الجواز اصلا حصل و لالا ؟
هزت رأسها بصمت بين يديه دعمًا لكلماته
أضاف أدهم قائلاً بنبرة عشق منغمسة بتملك : بس كان ممكن بعدها تفكري ترتبطي تاني و دا مكنتش هسمحلك انك تعمليه مش عشان الوصية و ملك بس
إتسعت حدقتى عينيها بشكل لا إرادي ، هامسة بأمل : اومال عشان ايه؟
ظل يحدق فيها وعينيه لتلمع بشغف قوي لعدة ثوان ، ثم غمغم بعشق كبير : عشان انتي عامية مش شايفه اني مهتم بيكي و بحاول اخليكي تحسي بحبي ليكي و اكبر دليل علي كدا .. اني اكتفيت باللي حصل بينا الصبح و مكملتش رغم انك كنتي عايزاني كمان ماتنكريش دا
أخفضت عينيها بخجل بعيدًا عن عينيه ، وتسارعت دقات قلبها بفرح وسعادة لإعلانه العميق عن حبه لها.
رفع أدهم ذقنها محدقًا في عينيها اللتين تتألقان بشغف وحب يراه بها ، ثم تابع حديثه بدفئ مفعم بالعاطفة : بس انا عايز اكتر من مجرد رغبة بينا يا كارمن .. عايز قلبك و حبك .. صابر عليكي عشان عايزك بجد .. ياريت تفهمني و ادينا فرصة نقرب من بعض و نفهم بعض نعيش زي اي زوجين طبيعيين
احمر كارمن خديها خجلاً ، وشردت بعينيه التي تثملها وتبعثر قلبها ، ثم ازدردت لعابها للمرة المليون ، تفكر في كلامه هي تريد أن تبدأ معه صفحة جديدة من حياتها أيضًا.
أقرنت أفكارها بأفعالها ، حالما بادرت بوضع كفها على يديه التى علي خدها ، وقد اتخذت قرارها ، ثم أجابت بكلمة واحدة ، وهي تبتسم بخجل : موافقة
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
في الشركة
داخل مكتب ادهم
احمر كارمن خديها خجلاً ، وشردت بعينيه التي تثملها وتبعثر قلبها ، ثم ازدردت لعابها للمرة المليون ، تفكر في كلامه هي تريد أن تبدأ معه صفحة جديدة من حياتها أيضًا.
أقرنت أفكارها بأفعالها ، حالما بادرت بوضع كفها على يديه التى علي خدها ، وقد اتخذت قرارها ، ثم أجابت بكلمة واحدة ، وهي تبتسم بخجل : موافقة
ابتسم أدهم ابتسامة عريضة ، ليس فقط من اجل تلك الكلمة التي أراد ان يسمعها منها بشدة ، لكنه سعد للغاية ، وهو يري قبولها له الواضح بعينيها ، وأنها ترحب ببدأ حياة جديدة معه بإرادتها.
علي حين غرة وضع يديه على خصرها ، وجذبها إلى صدره ، وغمرها بعناق حار بين ذراعيه ، وهو يلحم جسده القوي بجسدها الناعم بقوة.
رفعت كارمن يدها في خجل تبادله العناق ، وهي تتنفس عطره الرجولي الذي يسحرها ، و بتلقائيه تمسكت به اكثر ، ووضعت رأسها مكان قلبه الذي سمعت بوضوح خفقاته العالية.
اقتحم الشوق أعماق قلبه المعذب بحبها ، حينما شعر بمبادلتها لعناقه واستكانتها بين ذراعيه ، فقبل شعرها في حنان ، و هو يربت علي ظهرها براحة يده برفق.
سمعت كارمن صوت همسه الدافئ بجوار أذنيها : اوعدك يا حبيبتي مش هتندمي
خفق قلبها بعنف، وهي تلتمس الصدق في صوته ،
وشعور بأمان كبير يتغلغل في أعماق قلبها ، وهي تسمع منه لأول مرة كلمة حبيبتي التي خرجت منه بعفوية شديدة.
تريده أن يصبح حياتها وعائلتها وامانها في هذه الحياة ، وسعيدة جدًا باحتوائه لها بهذا الشكل ، لكنها ببساطة تخجل من ان تبوح بذلك أمامه الأن.
أخرجها أدهم من احضانه ، لكنها بقيت بين ذراعيه التي تحاصرها بحماية.
قال وهو ينظر في عينيها ، وغمز لها متعمداً إحراجها : مش هتقولي حاجة؟
رمشت بأهدابها باسمة الثغر ، لتتمتم بتوتر : مش عارفه اقول ايه؟
أدعى ادهم التفكير قائلا بدهاء : قولي موافقه اننا نخرج نتعشي سوا الليلة
اجابت كارمن تتصنع التفكير ايضا : سيبني وقت افكر
قال ادهم بضحكة عاليه : ياريت ماتتأخريش عليا في الرد عشان انا مستني علي نار
شاركته الضحك ، ثم همست بحرج : طيب ممكن تخلي حد يفهمني شغل السكرتارية لاني معرفش المفروض اعمل ايه
أعاد أدهم بأصابعه ترتيب شعرها الأشعث من عناقه : و لا يهمك هبعتلك موظفه تفهمك كل حاجة
قالت كارمن بخجل من تشتتها المفرط أمامه : تمام انا هستني برا و اسيبك لشغلك
غمغم ادهم رافضا الابتعاد عنها : لا خليكي شوية
ابتسمت كارمن قائلة بدلال عفوي : ادهم احنا في الشركة لو سمحت بقي اتفضل شوف شغلك
ادهم بعبوس : عايزاني اسيبك ازاي و انتي بتتكلمي كدا .. ماتقدري مشاعري يا مفترية و اقولك حاجة مش هسيبك الا لما توافقي علي عزومة العشا قرري دلوقتي
ضحكت بخفة وهي تحاول فك حصار ذراعيه عن خصرها ، قائلة برقة بعثرت فؤاده : موافقة خلاص انت كسبت سيبني بقي
كانت على وشك الخروج من المكان ، لكنه أمسك بذراعها وجذبها نحوه ، وقبلها بقبلة عميقة على خدها المحمر الذي أغراه لإلتهامه بشغف ، وهو ينظر إليها بحنان.
ابتسمت له بنعومة يستوطنها الخجل ، وهي تغادر المكتب.
تنهد أدهم بقوة ، ثم نظر إلى المنظر الرائع خلف زجاج مكتبه ، واحتلت ابتسامة عشق وسعادة وجهه ، ووعد نفسه بأنه لن يكتم مشاعره بدافع الكبرياء بعد اليوم ، ولن يخاطر بفقدانها مهما حدث.
الكبرياء ، مثل العديد من النقاط التي يجب أن تكون موجودة في أي علاقة حب طبيعية ، هو طلب معاملة خاصة وجيدة من الشخص الذي نحبه.
من الطبيعي أن نرى الحب حتى في مشاجراتنا.
الكبرياء يضيف مزيدًا من الحلاوة إلى الحب ، ولكن إذا تجاوز الأمر الحدود ، فلن يقبل الطرف الآخر أن تجعله يشعر بأنك أفضل أو أنه ليس له أيضًا الحق في التعبير عن كبرياء وأنه أيضًا له نفس المرتبة في عيون حبيبه.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بالقصر في جناح نادين
كانت نائمة وهاتفها المحمول يرن بجانبها.
استيقظت نادين متأففة بضجر من هذا الإزعاج ، فهي استطاعت النوم بصعوبة من عواصف أفكارها التي لا تهدأ.
نظرت إلى الهاتف وتبدلت ملامحها في أقل من ثانية وابتسمت ابتسامة عريضة ، وهي تري اسم قاسم يضئ على الشاشة ، ثم أجابت بدلال : صباح العسل حبيبي
قاسم بغزل : صباح السكر يا سكرتي وحشتيني
نادين بصوت مبحوح : و انت اكتر
قاسم بدهشة : انتي كنتي نايمة و لا ايه .. مش كنتي بدأتي تنزلي الشغل مع جوزك
اجابت نادين بعفوية : ماقدرتش اروح انهاردة تعبانه شوية و اصلا ما صدقت قدرت انام شوية من القلق اللي بقيت عايشة فيه
قاسم بمكر : ليه يا قلبي مالك احكيلي ايه اللي قلقلك؟
ردت نادين بدلع و قد خطرت علي بالها فكرة : عندي مشكلة كدا و مش عندي حد يساعدني فيها
قاسم بخبث : خير حبيبتي قوليلي ايه المشكلة؟
تنهدت نادين و هي تتثاؤب بكسل : مش هينفع في التليفون خلينا لما نتقابل اقولك كل حاجة
قاسم بوقاحة : و انتي هتجيلي امتي .. انتي وحشاني اوي
ضحكت بغنج : و انت كمان مش هتأخر عليك ممكن اقدر اجيلك بعد يومين كدا
قاسم بشوق كاذب : اوكي يا حبي هتوحشيني اوي لحد ما اشوفك .. سلام
نادين بإبتسامة واسعة : انت اكتر .. باي باي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
ظهرا في شركة البارون
استرخت كارمن على المقعد أمام مكتبها بعد مغادرة الموظفة التي ساعدتها في تعليم بعض الأساسيات في العمل.
ظهرت ابتسامة حالمة رائعة على شفتيها ، فهي حتي الآن لا تستوعب بعد التطورات التي حدثت بينها ، وبين أدهم منذ الصباح حتى اعترافه بحبه لها ، وكلماته اللطيفة التي اخترقت قلبها وشتت كيانها.
وما جعلها سعيدة للغاية هو أنه يريد أن يبدأ معها صفحة جديدة برغبتها ، يروق لها نضوج تفكيره و انه يهتم بمشاعرها أكثر من مجرد علاقة جسدية بين أي زوجين ، وهذا يؤكد أنه يكن لها مشاعر عميقة ، كما تكن له حب كبير في قلبها لم تعترف به بعد ، ولكنه يزداد في كل لحظة تمر عليها بجانبه.
أخذت نفسًا عميقًا ، لتحاول التركيز الآن فقط على شاشة الحاسوب والأوراق التي أمامها ، لعلها تفهم شيئًا منها.
رغم أن الموظفة لم تقصر في شرح كل شيء لها ، إلا أن عقلها مشغول بهذا الأدهم الذي لا يفصلها عنه إلا باب مكتبه فقط.
استغرقت في عملها على الحاسوب عن التفكير ، ولكن انقطع تركيزها بصوت الهاتف المجاور لها ، رفعت السماعة ليأتيها صوت أدهم الذي طلب منها الحضور إلى مكتبه فورا.
نهضت من مقعدها ، وأخذت معها دفتر ملاحظاتها ، وذهبت إلى مكتبه ، لمعرفة ماذا يريد منها بفضول؟
★•••••★•••••★
عند ادهم
في الداخل ، لم تكن حالة أدهم مختلفة تمامًا عن حالة كارمن ، فهو ايضًا لم يستطع العمل ، وخاطره كان مشغولاً بمن سرقت عقله وقلبه.
كان يمسك بين يديه مسودات تصاميم لنماذج لفساتين كارمن ، والتي وجدها على مكتبه بالأمس ، حيث اعجب بإبداعها وأفكارها الرائعة فأنها حقًا مميزة جدًا.
أراد أن يخترع أي عذر للتحدث معها ، فقد مرت أكثر من ساعتين منذ أن غادرت مكتبه ، لكنه ظل يشاهد كل حركة لها على شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص به بإبتسامة علي تعبيرات وجهها الحائر في التصرف ، ونبضات قلبه العاشق لها تخفق بشوق بداخله تطالب بإحتضانها مرة أخرى إلى صدره.
كل تصرفاته معها جديدة تمامًا عليه يعيشها للمرة الأولي في حياته ، فهي الحب الأول الذي يغزو قلبه ليستعمره ولا يطالب بحريته إلا بين ذراعيها فقط.
لم يستطع الانتظار أكثر من ذلك ، فامسك السماعة بجانبه يخبرها أن تأتي إليه ، ثم نظر إلى الأوراق أمامه ومثل الانشغال.
طرقت كارمن الباب قبل الدخول ، ثم وقفت في منتصف المكتب تحدق به ، وهو جالس مستقيم الظهر خلف مكتبه.
انتظرته ليبدأ الكلام ، لكنه لم يظهر أي رد فعل ووجهه كالصفحة البيضاء لا يعبر عن أي شيء.
تنهدت كارمن بضجر لأنها سئمت من الوقوف هكذا حتى سمعته يقول في صيغة الأمر ، بينما الإبتسامة تعلو وجهه في نفس الوقت : اعمليلي قهوة
رمشت كارمن بعدم تصديق ، ثم نظرت إلى صانعة القهوة الكهربائية ، التي أشار إليها بطرف إصبعه.
لم تستطع كارمن الاعتراض عندما رأت تلك الابتسامة الرائعة على شفتيه ، ثم قالت لنفسها وهي تحك رقبتها براحة يدها : هو صدق اني سكرتيرته بجد ولا ايه ماشي يا ادهم خليني وراك اما اشوف اخرتها
كارمن بتنهيدة : امرك يا ادهم بيه
ذهبت إلى الآلة الموجودة في الزاوية ، لتشغيلها وبدأت في صنع القهوة ، ولم تسأله كيف يشرب قهوته لأنها تعلم أنه يشربها مظبوطة.
كانت عيناه تراقبها بنظرات ثاقبة تلمع بحب عميق ، وبعد فترة وجيزة أحضرت له القهوة ، ووضعتها على المكتب أمامه ، ثم وقفت بجانب كرسيه ، قائلة بخفوت : اتفضل
بدأ أدهم ببطء احتساء القهوة ، أغمض عينيه و غمغمًا بإستمتاع ، ثم فتحهما ، وهو ينظر إليها قائلا بدهشة : انتي ازاي عرفتي اني بشربها مظبوط؟
همست كارمن بحرج : من ماما ليلي كانت قالت قدامي قبل كدا
ابتسم أدهم إليها بجاذبية ساحرة ، وهو ينظر نحوها بعينين يفيضان عشقا جارف ، وثمة شعور بالسعادة والرضى تغلغل فى أعماقه من اهتمامها بمعرفة ما يحب ، ليقرن أفكاره بقوله فى هدوء : يعني مهتمه بالحاجات اللي تخصني
شعرت كارمن بالحرج ، وازداد خفقان قلبها عندما رأت عينيه اللامعتين تنظر تجاهها ، فقالت متلعثمة : عجبتك القهوة؟
وضع أدهم فنجان القهوة على المكتب ، وجذبها بخفة إليه لتجد نفسها جالسة على قدميه أمام المكتب.
احس أدهم بقشعريرة جسدها حالما لمست جسده ، وهي تقع بين ذراعيه ممَ جعله يشعر بالسرور والثقة ، لتأثيره عليها بهذه القوة.
لم يستوعب عقلها ما كان حدث ، ولم يمنحها فرصة للتفكير ، فامسك بيدها بين يده ورفعها إلى فمه ، وبدأ بتقبيل باطن كفها بحب وعيناه تنظر إليها مباشرة ، لتتشبع وجنتيها بحمرة الخجل ، واحست بفراشات تدغدغ اسفل معدتها.
أشاحت كارمن بنظرها نحو الأسفل بإرتباك ، فجلوسها بهذا الوضع وقربها المهلك منه ، توقد مشاعر حارقه في اعماق قلبها من الصعب اخمدها.
أجاب ادهم بهمس و إبتسامة المهلكة من فرط جاذبيتها : كفاية ان القهوة من ايدك انتي عشان تعجبني
خفق قلبها بجنون وتوردت وجنتاها ، حيث أن كلماته تذوبها أكثر به ، وشعرت بفرح لا يوصف رغم إرادتها ، ووجدت شفتيها تنطق اسمه بهمس ناعم : ادهم
ابتلع ريقه بصعوبة ، حيث نطق حروف اسمه بصوتها الناعم الهادئ هذا ، حقا يجعله يفقد عقله وينسى من هو.
قال بهمس رجولي دافئ ضد شفتيها ، وهو يرفع ذقنها لتنظر إليه ، وهي تبتلع لعابها ووجنتيها تشتعلان خجلاً : يا عيون ادهم
لن تقوي على الصمود أمامه أكثر من ذلك ، فهو ماهر في سلب دفاعاتها منها بسهولة فائقة ، لذا همست تحذره بقلق : ادهم احنا في المكتب ماينفعش نقعد كدا حد يدخل علينا
نظر أدهم لها متأملاً حمرة وجنتيها المغرية ، مبتسمًا لهذا العذر الواهى قائلا بمكر : ومين يقدر يدخل هنا من غير اذن .. لو عايزة تهربي انسي مش هسيبك
حدقت فيه ، لتقول بتوسل وهي تحاول النهوض ، لكن ذراعه الذي طوق به خصرها قيدت حركتها : عشان خطري يا ادهم بقي مايصحش احنا في الشركة
ادهم بخبث : عندك حق احنا نستني لما نرجع البيت و ناخد راحتنا
احمر خديها من فرط الحرج ، وعيناها الزرقاوان المذهولتان تنظران إليه بدهشة من جرأته التي لم تعتاد عليها ، قائلة بتذمر طفولي : ادهم احترم نفسك .. مش قصدي كدا وبطل تحرجني من فضلك
وضع أدهم كفه على خدها المتورد وقرصها بلطف ، هامسا ببراءة خادعة : اعمل ايه انتي اللي شكلك بيجنني وانتي مكسوفه كدا
تنهدت كارمن بقلة حيلة ، وعيناها تدوران ، تحاول إخفاء خجلها المسيطر عليها أمامه لتغمغم : طيب خلاص سيبني اقوم...
بترت حديثها حالما رأت مسودات تصاميمها على المكتب ، فوجهت إصبعها إليها قائلة بإستغراب : هي تصاميمي بيعملو ايه علي المكتب هنا؟
ادهم بإبتسامة : انتي امبارح نسيتي تاخديهم و انا لما رجعت المكتب شوفتهم و عجبوني جدا
كارمن بعدم تصديق : بجد عجبوك
أومأ ادهم برأسه قائلا بصدق : شغلك فعلا تحفة يا كارمن و في مفاجأة كمان هقولك عليها بس بعدين
نسيت كارمن نفسها ، ورفعت يديها عفوية ، وشبكتهما خلف رقبته ، وتحدثت بحماسة طفولية لأنها أنجزت شيئًا اعجبه حقًا : لا ارجوك قول دلوقتي
لمعت عينا أدهم ببريق خطير من حركتها العفوية ، وقربها هذا المرهق لقلبه ، ولم يعد يستطيع مقاومة رغبته بها ، فوضع يده خلف رقبتها وشدها يزيل المسافة بينهما وهو يلتهم شفتيها بين شفتيه بقبلة حارة ، ولم يمر وقت حتى سايرته هي نفس الشغف ، ونسيت العالم أجمع ، لتضع كفها الصغير المرتعش على خده ، تداعب شعر ذقنه برقة متناقضة مع خشونة ذقنه.
ممَ اثار جنونه اكثر ، وتعمق أكثر في القبلة ، متذوقًا شهد شفتيها ، لينغمس معها في عالم آخر ، وهي بين يديه التى يمررها صعودًا و نزولاً برفق علي ظهرها.
كانوا يقبلون بعضهم البعض بتمهل وشغف كما لو كان لديهم كل الوقت ، ونار متأججة رائعة اشتعلت حتى ارتفع لهبها لتسيطر علي قلوبهم ، ولم يكن يفصل قبلتهما إلا لبضع ثوان ، ليجعلها تلتقط أنفاسها ، ويعود مرة أخرى يلتهمها بلهفة.
بعد لحظات طويلة مليئة بالتناغم و الحرارة ، أُضطر رغماً عنه على فصل قبلتهما ، حينما شعر بحاجتهم إلى الهواء ، لينظر بعينيه الزرقاوين الداكنتين إلى جفنيها المغلقين ولهثها العنيف نتيجة سيل المشاعر التي تسيطر عليها بسبب تلك القبلة العاصفة.
أخذ أدهم نفسًا عميقًا ، وهو يشعر براحة كبيرة تغمر كيانه ، ثم اقترب منها يقبل جبهتها بحب ، ففتحت عينيها ببطء لتنظر إليه بذوبان ، سرعان ما اطرقت رأسها للأسفل دون ان تنطق بشيئا.
سمعت كارمن همسه الرخيم بجانب اذنيها ، يسألها بنبرة حنونه دافئة اخترقت قلبها بسرعة رهيبة ، ممَ جعله ينبض بجنون لذيذ : مالك انتي كويسة ؟
اغمضت عينيها وهي تشعر بالخجل بسبب تفاعلها القوي معه في ثورة مشاعرهم المجنونة منذ لحظات ، قائلة بصوت خرج مبحوح ناعم : ايوه .. انا تمام
ازاح أدهم شعرها بلطف خلف أذنيها ، ليتحدث بهدوء حيث يعرف ما يدور في ذهنها الآن : سيبي مشاعرنا هي اللي بتمشينا يا كارمن وبلاش نحسبها .. احنا هنعيش مرة واحدة بس
أومأت كارمن إليه بفهم ، وهي تبتسم في وجهه بخجل ، وتشعر بالراحة والأمان من حديثه الدافئ : حاضر بس اتفضل بقي كمل شغلك انا عطلتك زيادة عن اللزوم
رفع أدهم وجهها بأصابعه ، ليجبرها على النظر إليه قائلاً بحنو : في دقايق في العمر تستاهل ان الواحد يوقف فيها كل حاجة وراه و يعيشها بإحساسه كله
تألقت زروقتيها ببريق عشق يفيض بمدى مشاعرها الجياشة تجاهه ، وهمست بصدمة : مش مصدقة ان اللي بيكلم كدا هو ادهم اللي علي طول مكشر و حياته كلها شغل في شغل
هتف أدهم بابتسامة عذبة ، فهو سعيد بسلاسة الحوار بينهما : بمناسبة الشغل اليوم قرب يخلص تحبي تروحي البيت تجهزي نفسك لمعادنا بليل
ازدردت كارمن لعابها ، ثم أخذت نفسا عميقا قبل أن ترد ، مبتسمة بلطف : لا هستناك و نروح سوا .. هخرج اكمل شغلي برا
قام بتقبيلها برقة على وجنتها المحمرة ، ثم أومأ إليها بالموافقة ، فقامت بتعثر بسبب ارتباك المشاعر التي تتفاعل بداخلها ، قائلة بهدوء بينما تلتقط الاوراق من علي المكتب : انا هاخد المسودات معايا
ادهم بإبتسامة : ماشي حبيبتي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند كارمن في مكتب السكرتارية
خرجت من المكتب بابتسامة رقيقة على وجهها الجميل ، وهي تغلق الباب خلفها.
تشعر براحة كبيرة تتغلغل في جميع اوصالها ، ولكن بمجرد أن استدارت للأمام وخطت خطوة واحدة ، حتي اصطدم كتفها بشخص ما ، وسقطت جميع الأوراق التي كانت تحملها في يديها على الأرض.
نزلت كارمن فورًا على قدميها ، لتقول بسرعة وحرج من شرودها الذي اوقعها في هذا الموقف السخيف : معلش انا اسفه جدا
هبط هذا الشخص أيضًا ، جاثيًا على قدميه أمامها ، وساعدها في جمع الأوراق ، قائلا بنبرة اعتذار : محصلش حاجة انا اللي اسف
رفعت كارمن رأسها ، محدقة به في حرج : شكرا لحضرتك
اتسعت بؤبؤ عينه قسراً ، دليلاً على إعجابه بفتنة عينيها الزرقاوتين التي تشع براءة ، ثم خفض نظره إلى محتويات الأوراق ، ورفع حاجبيه قائلا في دهشة وإعجاب : دا شغلك انتي
... : ايوه
لاحظ توقيعها اسفل الورق ليهتف بلطف : بجد تصاميمك حلوة جدا يا كارمن صح
انتهت كارمن من جمع الأوراق ، ثم نهضت قائلة بهدوء خجول : اه متشكرة
مد يديه إليها وقال لها بأدب ، وابتسامة جذابة تعلو شفتيه : انا يوسف مهران
رفعت يديها لتصافحه بمجاملة ، متمتمة بابتسامة جميلة هادئة على وجهها : اتشرفت بحضرتك انا كارمن الشناوي
يوسف بإعجاب واضح : هو انتي السكرتيرة الجديدة لأدهم بيه مش كدا
فتح باب المكتب فجأة من خلفهم ، ليظهر أدهم الذي تابع ما حدث منذ قليل من خلال شاشة الحاسوب ، ووجهه مقتضبًا بتجهم لا ينذر بالخير.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
من لطف اللغة ان لٱ يقال للقلب فؤاد ،
الا إذا سكن الحب فيه ..!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داخل شركة البارون
فتح باب المكتب فجأة من خلفهم ، ليظهر أدهم الذي تابع ما حدث منذ قليل من خلال شاشة الحاسوب ، ووجهه مقتضبًا بتجهم لا ينذر بالخير.
تحدث أدهم ببرود كالصقيع عكس شعوره بنار الغيرة التي عصفت بقلبه : ازيك يا يوسف
يوسف بإبتسامة : الله يسلمك يا ادهم بيه
تساءل ادهم بهدوء : هو انتو تعرفو بعض ؟
يوسف بعفوية : لا انا لسه متعرف علي الانسة من دقيقتين بالظبط و عجبني شغلها اوي
ضحك أدهم ساخرًا ، ثم قال و هو يضغط علي كل حرف ينطق به : اعرفك انا عليها حضرتها مدام كارمن مراتي
شعر يوسف وكأن دلو من الماء البارد سكب على رأسه ، فهو لاحظ عدم وجود دبلة في إصبعها ، وهكذا استنتج أنها ليست مرتبطة .
يشعر الآن أنه غبي حقيقي و قد أحرج نفسه كثيرًا.
يوسف بإرتباك : معلش بعتذر علي سوء الفهم يا مدام كارمن
ثم اردف بدهشة كأنه تذكر شيئا : بس مش مراتك حضرتك حسب ما انا فاكر اسمها نادين
شعر أدهم بالانزعاج من هذا الأبله الذي ينطق بالحماقات في وقت غير مناسب تمامًا ، وقبل أن يتمكن من الرد عليه.
سمع كارمن التي قالت بأسلوب هادئ مصطنع ، وهي تبتسم ابتسامة صفراء لم تصل إلى عينيها ، فكانت تغار في قلبها من ذكر سيرة تلك الشقراء : انا مراته التانية .. عن اذنكم عندي شغل
أمسك أدهم بذراعها ، لكي يمنعها من المشي ، قائلاً بهدوء لعله يستطيع إصلاح الموقف : كارمن حالا سكرتيرتي الشخصية و هتشرف بنفسها علي تنفيذ التصاميم اللي هندخل بيها الديفيليه الجاي
نظرت إليه كارمن بصدمة هو لاحظها ، لكنه استمر في الكلام متجاهلاً رد فعلها ، قائلاً بجدية : دا يوسف Event Planner "منسق الفعاليات" المسؤل عن تنظيم كل حاجة خاصة بعروض الازياء الخاصة بالشركة ..
ثم أضاف ، موجها حديثه إلى يوسف : كام فستان جاهز دلوقتي من المجموعه للديفليه
يوسف بعمليه : 22 فستان جاهز
اومأ ادهم بتفاهم قائلا بحزم : تمام يعني فاضل 8 فساتين .. هنختارهم من تصاميم كارمن اللي شوفتها دلوقتي و هي بنفسها هتشرف علي تنفيذهم مع الفريق بلغهم يجهزوا
يوسف بجدية : امرك يا فندم
ادهم بهدوء : طيب تقدر تتفضل
غادر يوسف في احترام من أمامهم
(يوسف : يبلغ من العمر 32 عامًا ، أعزب ، نشيط في عمله ، يحترم أدهم ويحبّه بشدة ، ولولا فضله ما كان ليكون في هذا المنصب المهم ، لكن على الرغم من ذلك ، فهو يعرف قيمته الخاصة وأنه جدير بالمسؤولية ، و هو ايضا وسيم للغاية وجذاب ، ويتميز ببشرته الخمرية ، وجسمه الرياضي ، وعيناه السوداء ، وقلبه الطيب )
التفت أدهم إلى كارمن ، التي كانت واقفة تنظر للأمام ببلاهة ، ليسأل : مالك في ايه؟
حدقت به كارمن في خوف قائلة على الفور : ادهم انا مش جاهزة للي قولته دا
وضع أدهم يديه على كتفيها ، وربت عليهما بلطف يحادثها كأنها طفلة صغيرة ، ليقول بلطف : ممكن تهدي يا حبيبتي خدي نفس طويل و طلعيه براحة
اومأت كارمن اليه في انصياع ، وأخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء.
ادهم بحنو و هو يحاول اقنعها بهدوء : ايوه كدا ماتخافيش الديفليه دا مهم للشركة و ليكي كمان شغلك فعلا جميل .. مش معني انك قعدتي فترة طويلة مش بتشتغلي انك مش هتقدري و 8 فساتين في اقل من شهرين وقت كافي هتخلصيهم بسرعة
كارمن بذهول : شهرين بس
ادهم بضحكة : هما بظبط 56 يوم .. انا معاكي خايفة ليه و الفريق اللي هتشتغلي معه ممتاز و متأكد بعد يومين من الشغل هتندمجي معهم .. ايه راح فين حماسك
تنهدت كارمن قائلة بإرتباك : موجود بس عندي رهبة من الحاجات الجديدة عليا
ابتسم لها ابتسامة جميلة ليقول بصوته الرخيم الذي جعلها تنسى كل فكرة سلبية : كدا المفاجأة اتحرقت و عرفتي اللي كنت بخططو ليكي
ابتسمت كارمن بامتنان وحب ، ممسكة بيدها يديه ، سعيدة جدًا بتشجيعه وإصراره على أن تصبح عنصرًا مهمًا في الشركة و ان تبرز موهبتها ، وهذا يجعل مكانته في قلبها تزداد رغماً عنها ، قائلة بنبرة هادئة : شكرا يا ادهم بجد شكرا علي دعمك ليا و ثقتك فيا و سامحني لو عملالك قلق الايام دي
وضع كفه علي عنقها وقبل جبينها ثم عينيها ، وقال بحب عميق : انتي تستحقي كل حاجة حلوة .. المهم دلوقتي الفترة الجاية هتكوني مشغولة طبعا ف مضطر اطلب من مها ترجع مكانها هنا تاني .. بس من هنا و رايح قهوتي هتبقي من ايدك انتي
رمشت كارمن بعينيها ، وهي تفكر ان مها اهون بكثير من تلك الياسمين البغيضة ، ثم سألت بحيرة : و مكتبي هيكون فين
ادهم بغموض : ماتقلقيش هتعرفي في الوقت المناسب
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في الصعيد داخل منزل الحج عبدالرحمن
في غرفة الحج عبدالرحمن
جلس بدر بجانب والده على الأريكة ، وقال ببشاشة : اطمن يا حج خلاص بكرا بمشيئة الله هننزل علي مصر و نرجع و معانا حفيدتك
الحج عبدالرحمن بإبتسامة : ماشي يا ولدي خدو بالكم من نفسكم و ماتنساش مريم تيجي معاكم كمان عايز اشوفها ضروري
بدر بطاعه : حاضر يا حج ماتقلقش
الحج عبدالرحمن بقلق : خايف تعاند البنت و ماترضاش تيجي اكيد شيلة في قلبها مني عشان ماوقفناش مع محمد في مرضه
تحدث بدر بضيق فهو لا يريد ان يزيد من تعب والده : احنا كنا نعرف منين موضوع مرضه يا ابوي .. دا بالصدفة فهمنا من الشركة انه كان مريض قبل وفاته سيبها علي الله بلاش تتعب روحك
تنهد الحاج عبد الرحمن وهو يربت على يد ابنه بحنان ، واعتزاز وهو يدعو الله بداخله أن يطيل عمره حتى يلتقي بابنة ابنه العزيز رحمه الله ، لكي يجعلها تسامحه علي ظلمه لهم سنوات طويلة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
مساءا في قصر البارون
دخل أدهم غرفة الملابس بعد أن انتهى من ارتداء ملابسه ، ورآها واقفة وعلي وجهها علامات الحيرة و العبوس وهي تنظر إلى صف الفساتين أمامها.
وقف خلفها مباشرة ، نزل برأسه ليطبع قبلة لطيفة على كتفها ، قائلاً في همسة حنونة : الحلوة مكشرة ليه؟
ظهرت الابتسامة على وجهها محل التجهم ، عندما شعرت بقبلته الناعمة على كتفها مما جعل الحرارة تشع في جسدها ثم التفتت لتنظر إليه ، فوجدته بكامل اناقته في بدلة سوداء تظهر جسده المنحوت وعضلات كتفه المجسمة من خلف قماش البدلة ، لذلك كانت كلمة "ساحر" قليلة في حقه.
كانت عيناها تفيضان بإعجاب واضح به ، ثم تنهدت قائلة بحزن وحيرة : ايه دا انت بقيت جاهز و انا لسه محتارة البس ايه لخروجة العشاء دي
ادهم بإبتسامة : تحبي اساعدك
ضيقت عينيها عليه قائلة بشك : هتعرف
ادهم بثقة : هتندهشي
مطت كارمن شفتيها قائلة بعناد وعقدت ذراعيها على صدرها : لا مش هخليك تختار معايا
أمال رأسه قليلاً ، قائلاً بتذمر طفولي ، راق لها كثيرًا : ليه بس!!
كارمن بعتاب : هتتعصب عليا تاني زي الصبح
ضحك أدهم بخفة وسحبها من خصرها اليه ، ووضع جبهته على جبهتها : قلبك قاسي علي فكرة لسه فاكرة
وضعت يدها على صدره و هي تلعب في رابطة عنقه ، وقالت بعبوس مزيف وهي تلوي شفتيها بإغراء : اه لسه
رفع أدهم وجهها إليه وتحدث بهمس ، وهو يطبع قبلات متناثرة على كل شبر من وجهها : حبيبتي .. اسف .. حقك .. عليا .. انا غلطان ..
تلون وجهها من خجل بسبب القبلات الدافئة والهمسات التي ألهبت مشاعرها ، فحاولت تغيير الحوار لإخفاء خجلها منه ، وهي تقوم بتحرير نفسها من حصار ذراعيه.
ذهبت إلى صف الملابس لتخرج ثوبًا عشوائيًا أثناء حديثها بصوت مبحوح : خلاص ماشي ممكن تخلينا دلوقتي في موضوعنا ايه رأيك في الفستان دا
وضع أدهم إحدى يديه على خصره ، ولوح لها بيده الأخرى قائلاً ببرود : لا مينفعش صدره مكشوف
ألقت الثوب على الأريكة المجاورة لها ، وأخرجت له ثوبًا آخر ، ثم وضعته أمام جسدها ليرى ما إذا كان يناسبها أم لا : طيب و دا؟
تحدث أدهم مع رفع حاجب واحد : قصير اوي
زفرت بضيق ، لكنها حاولت السيطرة على غضبها وأخرجت ثوبا آخر وفعلت الشيء نفسه : هاااا
وضع أدهم يديه على جبهته متظاهراً أنه يفكر ، و تمتم : لونه مش حلو
رمت الفستان على الأرض بغضب ، وصرخت بنفاد صبر وتذمر طفولي ، ودبت على الأرض بقدمها وهي تشير إلى باب الغرفة : ادهم اخرج برا انت زهقتني مفيش حاجة عجباك .. بلاش اسلوب التسلط بتاعك دا مش بحبه
اقترب منها أدهم وقال لها بابتسامة هادئة ، ونظرة عشق تلتمع في عينيه : ليه ماتفكريش اني بغير عليكي
بهتت ملامحها ونظرت إليه بدهشة من اعترافه الذي لم تتوقع أن يقوله لها ، فمنذ الصباح وهي تحاول أن تجعله يشعر بالغيرة ، وهو بالفعل يشعر بها أم أن عقلها يختلق أشياء ليس لها صلة بالواقع.
أمسك أدهم بيديها ، ورفعهما إلى فمه ، وقبلها بلطف ، مؤكدًا كلامه : بغير اوي
عضت كارمن شفتيها بخجل وفرحة عارمة تتراقص في قلبها ، ولم يستطيع لسانها الرد.
ادهم بهمس بجوار اذنها : غمضي عينيك
أغمضت عينيها بطاعة ، مختلفة تمامًا عن عنادها السابق
مرت لحظات قبل أن تسمعه يقول بهدوء : فتحي
فتحت عينيها ببطء ، لكن سرعان ما اتسعت في ذهول وانبهار حقيقي بما تراه.
فأدهم يحمل بين يديه فستان أبيض يصل طوله إلى ما بعد الركبة بقليل ، وله حافة شراشب ذات طبقات جذابة ، وبأكمام طويلة شفافة مع الدانتيل.

تطلعت الي الفستان بعيون تتألق ، وقد أَثار إِعجابها ذوقه كثيرا مما جعل ادهم يشعر بالسرور والانبساط عند ظهور تلك الابتسامة الجميلة علي شفتيها
كارمن بعدم تصديق : دا ليا انا
ادهم بإبتسامة : طبعا يا روحي عجبك ذوقي
قالت كارمن بسعادة وهي تلتقط الفستان من يديه : دا تحفة بجد يجنن يا ادهم
ثم اقتربت منه بشكل عفوي ووضعت قبلة صغيرة على خده ، مما أذهله وجعله سعيدًا جدًا.
كانت هذه هي المرة الأولى التي تبادر فيها برد فعل كهذه ، كانت قد ابتعدت عنه قليلاً بينما كانت ترمش بتوتر من صمته الذي اثار قلقها.
سرعان ما هدأت أنفاسها ، و هي تري ابتسامة جميلة تزين فمه ، فإنحني عليها يقبلها بالمثل ، قائلاً بصوت أجش : هستناكي تحت لحد ما تجهزي نفسك
ثم تحرك بسرعة وخرج من المكان قبل أن يتهور ، ويفسد كل خططه لهذه الليلة.
أغمضت كارمن عينيها ، وشعرت بنبض قلبها يدق مثل الطبول ، احتضنت الفستان بابتسامة جميلة على وجهها ، ثم اسرعت لارتدائه بحماس.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
اما في الاسفل
أدهم يجلس بانتظار نزول كارمن ، وبجانبه تجلس والدته و مريم ، وأيضا معهم نادين التي يقتلها الفضول بسبب مظهر أدهم الانيق ، ولا تعرف سر تلك الهمهمات بينهما امامها والتي لا تفهم منها شيئا.
قاطع صوت أدهم أفكارها وهو يحادثها
تساءل ادهم ببرود : ايه سبب غيابك انهارده يا نادين؟
ابتلعت لعابها بإرتباك و غمغمت بكذب : كنت تعبانه شوية ماقدرتش اقوم
ادهم بنبرة لاذعة : انا في الشغل مش بحب الاستهتار و تعبانه ازاي ما انتي قاعدة كويسة قدامي و حتي لما بتبقي تعبانه كنتي برده بتخرجي مع صحابك و للنادي
عضت نادين شفتيها ، وهى تشعر بالحرج من توبيخه لها أمام هاتين العجوزتين ، قائلة بلطف متصنع : معلش يا حبيبي اول و اخر مرة
ادهم بصرامة : مافيش لا اول و لا اخر يا نادين الفرصة مرة واحدة عندي .. انتي عرفاني و انسي موضوع الشغل في الشركة .. دا غير خناقتك مع موظفه في قسم التسويق و تهزيقك ليها انا مش ناقص مشاكل و دوشة
هتفت ليلي بصدمة و عدم رضا : يا خبر معقول
نظرت إليها نادين بسخط ، ثم صاحت بتذمر لأنها لم تستطع إيقاف لسانها اللاذع من الكلام : يا ادهم دي كانت شايفه نفسها عليا كان لازم اعرفها مقامها
ادهم بغضب : نادين لو سمحتي كفاية .. الست ما عملتش اي حاجة غلط انا شوفت بعيني كل حاجة حصلت من الكاميرات .. اسلوبك ماينفعش عندي في الشركة خلاص انتهينا
همست ليلى بغضب في أذن مريم : مش كفاية احنا مستحملينها
حاولت مريم أن تزم شفتيها حتى لا تدع الضحكة تفلت منها في هذا الجو المشحون بالتوتر.
زفرت نادين مستاءة من كلام أدهم الغير منصف من وجهة نظرها ، تفكر أنه لا فائدة من كل هذا من الأساس ، حيث لن تتمكن من فعل أي شيء مع كارمن داخل الشركة بسبب وجود الكاميرات في كل مكان.
★•••••★•••••★
بعد عدة دقائق
رن صوت الكعب العالي يتشقق على الدرج ، تحول انتباه الجميع إلى مصدر الصوت.
اتسعت عيون الجميع بدهشة ، حتى نادين انذهلت من شدة جمال كارمن التي نزلت الدرج بحذر و هي تتمسك بالدرابزين لتحافظ على توازنها ، فهي لا تحب الأحذية ذات الكعب العالي ، لكنها تريد أن تظهر في أبهي طلة هذه الليلة في عين أدهم الذي يرى الكثير من الجميلات كل يوم ، و هي لا تضاهي بجوارهم شيئًا ، لكنها لا تعلم أنه لا يري سواها فقط منذ أن وقعت عيناه عليها.
أما أدهم ، فقد كان مفتونًا تمامًا بتلك المرأة المذهلة التي عذبت فؤاده بشكلها الملائكي.
شعر وكأنها عروس وهذا بالضبط ما أراده عندما قام بشراءه ، بدت كملاك في ذلك الفستان الأبيض الذي يناسبها تمامًا ، كما لو أنه صنع خصيصًا لها.
نهض ليمشي ببطء نحوها ، و عيناه لا تحيدان عنها ، مثل الذي عينيه مسحورة ، و على خطى سحر فاتنته يسير.
خطفت أنفاسه برفعة خصلات شعرها ، التي صفتها بطريقة جذابة على شكل كعكة فوضوية ، تاركة بعض الخصلات تتدلي في رقة بجانب وجهها ورقبتها بطريقة تناسبها كثيرًا.
كما حددت عينيها الزرقاوين بالكحل الأسود ، مما زادها جمال فوق جمالها ، و سلبت عقله حقا بشفتيها المكتنزة باللون القرمزي بإغراء.
وصل أدهم إليها ، وأمسك كفها الرقيق بين يديه الكبيرتين ، ليهمس بصوت لا يسمعه أحد غيرها : انتي ليه كدا؟
نظرت إلى الفستان ، ثم نظرت إليه دون أن تفهم مقصده وسألت بدهشة : كدا ازاي يعني!!
ادهم بهيام : حلوه اوي ليه كدا
منحته ابتسامة حلوة ثم سألته بقلق : بجد يعني الفستان حلو عليا و لا هتعترض زي الصبح
تنهد أدهم قائلا بعاطفة جياشة : انتي في احوالك كلها حلوة يا قلبي
اتسعت ابتسامتها أكثر من مغازلته المستمرة بها منذ بداية اليوم ، وأحبتها كثيرًا حقًا وتمنت أن يظل دائمًا على هذا النحو ، ثم تمتمت بإعجاب وصدق : انت كمان دايما وسيم جدا في كل حاجة بتلبسها
ادهم بغمزة : هي الحلوة بتعاكس و لا ايه
نظر إليها بمكر وضحك عندما رأى خديها يشعان بحمرة الخجل ، لترهق قلبه اكثر ، و اردف بصوته الرخيم ، محاولاً التحكم في دقات قلبه : طيب يلا بينا عشان مانتأخرش
ثم سار معها نحو الجالسين ينظرون إليهم بسعادة ، تحدثت ليلي بمحبة : كل يوم جمالك بيزيد يا حبيبتي ربنا يحميكم
كارمن بإبتسامة خجولة : عيونك الاحلي يا ماما ليلي
مريم بحنان : ماشاء الله عليكي يا قلبي ربنا يحرسك من العين
أرسلت لها كارمن قبلة في الهواء ، ثم تسألت : يارب .. اومال فين ملك يا ماما
مريم بإبتسامة : نايمة فوق في اوضتي يا حبيبتي
ادهم : كدا تمام محتاجين اي حاجة
ليلي بحنان : سلامتك يا نور عيني
ثم أضافت ليلى و هي تنظر الي نادين التي تتابع ما يحدث بعيون حادة والحقد يتغلغل في عروقها ، وهي على وشك الانفجار في أي لحظة : المهم اخرجو انتو و انبسطوا بوقتكم
أومأ برأسه بابتسامة صغيرة في صمت ، ثم غمز لهما بغموض دون أن تلاحظ كارمن ، ثم نظر إلى أصابع كارمن المتشابكة بأصابعه ، بينما كان الاثنان يسيران بجانب بعضهما مثل أي زوجين سعيدين يتجهان الي الخارج تحت أعين نادين ، التي تأكدت من بدء العد التنازلي لها هنا في هذا المنزل.
لم تستطع تحمل البقاء مع هاتين العجوزتين ، لذلك غادرت المكان بسرعة.
نظر كل من مريم وليلى إلى مكان نادين الخالي ، وانفجرا ضاحكين حتى إمتلئ المكان من حولهما بأصوات ضحكاتهم.
تحدثت ليلي وسط ضحكتها : شوفتي ان كان قلقلك الصبح علي الفاضي
مريم بإرتياح : و الله انا كان قلبي قلقان فعلا الصبح بس من وقت ما رجعو مع بعض بيضحكو و مبسوطين انا ارتحت
ليلي بإبتسامة : الحمدلله شكل الامور هادية بينهم
مريم بضحكة : عندك حق الحمدلله بس طلع ادهم مش سهل خالص يعني شخصيته الجدية طول الوقت خلاني استعجب اوي من كلامو معانا من شوية
ليلي بتأكيد : دا يثبت انه فعلا بيحب كارمن .. انا اللي مزعلني بجد العقربة نادين وجودها مابقاش له اي داعي بس هو مش عايز يطلقها معرفش ليه!!
مريم بتعقل : ادهم محترم يا ليلي و ابن حلال اكيد مش عايز يطلقها لان والدها متوفي و مالهاش حد
ثم أضافت وهي تنظر إلى ساعتها : المهم ماتخليش الكلام يسرقنا انا هطلع ابص علي ملك و بعدها نحضر الحاجات اللي طلبها ادهم
اومأت ليلي بالموافقة : ماشي يا مريومة يلا
ثم نهضت معها إلى الطابق العلوي.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
العشق هو مزيج من المشاعر القوية من
مودة، وحنان، ودفء، وتعلُّق، وانجذاب، واحتياج، واحترام، واحتواء...
تكون جميعها تجاه شخص معيّن فقط ، وتنعكس هذه المشاعر على سلوكيات الشخص الواقع في الحب ، وفي الحب تزيد الرغبة في العطاء للحبيب ، ويصبح الحبيب في أعلى أولويات الإنسان حتّى على حساب نفسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مازلنا في قصر البارون
بعد قليل...
في الاعلي بجناح نادين
بعد أن دخلت الجناح ، أمسكت هاتفها ، و اتصلت علي ميرنا ، وهي تسير ذهابا وايابا بعصبية في المكان حتى سمعت صوت ميرنا الناعم : الو يا حبي
نادين بتوتر : ايوه يا ميرنا
ميرنا بدهشة : مالك يا بنتي متعصبه كدا ليه؟
نادين بحنق : لا و حاجة .. البيه منعني اروح الشركة تاني بسبب حجج فاضية
ميرنا بهدوء : خلاص مش مهم الشركة انتي عندك ناس هناك بتنقلك الاخبار اصلا
نادين بحقد : ايوه بس انا كنت عايزة ابقي وسطهم هناك .. دا غير ان ادهم بيه اخد الهانم دلوقتي و عازمها علي العشاء برا .. انا حتي مش فاكرة اني خرجت معه قبل كدا في اي حته
ميرنا بخبث حيث تضرب على الحديد وهو ساخن : يبقي تستخدمي انوثتك و تكيديها
نادين بعدم فهم : ازاي يعني؟
ميرنا بمراوغه : عيب يا نادين انا برده هقولك ازاي .. يعني انتي مش عارفه
ابتسمت نادين قائلة بمكر : خلاص فهمت قصدك
ثم اردفت بإحباط : بس افرضي ان الموضوع اتقلب ضدي و الزفته دي انتصرت عليا زي كل مرة
ميرنا بسأم : ماظنش يا نادين وو ماتنسيش انك انتي كمان مراته زيها ودا حقك يعني
ناذين بتفكير : تمام هشوف كدا وابقي اكلمك بعدين
ميرنا : اوكي باي حبيبتي
نادين : باي باي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند ادهم و كارمن
أمام فندق فخم ، توقفت سيارة أدهم ، ثم نزل كلاهما ، وعندما وصلت كارمن إلى جانبه ، جعلها تتأبط ذراعه ، وضغط علي يدها برقة ، ثم سار بها إلى الداخل ، بينما انحنى الأمن أمامهما باحترام.
دخلوا إلى المصعد ومعهم المرفق الذي ضغط على زر الطابق المطلوب ، حيث يقع المطعم في الطابق الواحد والأربعين ، وهو أعلى مطعم في الشرق الأوسط و يطل على البانوراما الساحرة لنهر النيل مما يوفر إطلالة مباشرة على الأهرامات والنيل في مدينة القاهرة الرائعة.
انبهرت كارمن كثيرا عند دخولهم المطعم ، حيث كان للمطعم تصميم داخلي أنيق من حيث القاعة الفخمة حقًا ، بألوان أنيقة ومزينة برقي واضح ، طاولاته مزينة بشرائط حمراء وذهبية ، مما أضفى عليه طابعًا رومانسيًا للغاية.
جلسوا على طاولة في إحدى الزوايا الهادئة ، ثم ظهرت ابتسامة صغيرة على فم أدهم من ملاحظته لتألق عيني كارمن ، التي أعجبت بالمنظر من النافذة المجاورة لها ، ثم اتسعت ابتسامته أكثر ، وهو يسألها بهدوء : ايه رأيك في المكان؟
استدارت للإجابة عليه بسعادة غامرة : حلو اوي يا ادهم
مال أدهم برأسه قليلا والابتسامة لم تفارقه ، وكان الشغف رفيق دقاته في تلك اللحظات تحديدًا ، قائلا بشرود في ملامحها المسرورة : احلي حاجة في المكان هي وجودك انتي فيه
ابتسمت كارمن له بنعومة ، وخجل دون إجابة
أليست تكفي تلك الضحكة الجذابة على ثغره التي ترهق فؤادها ، ليبعثرها أكثر بكلماته اللطيفة التي تجعلها تشعر بالدفء والراحة ، هي تعترف بأنها سعيدة الآن معه ، لكنها تشعر أنها سعادة تنقصها أشياء كثيرة.
سأل ادهم وهو ينظر اليها بتمعن : ساكته ليه عايز اسمع صوتك؟
أخذت نفسًا عميقًا ثم قالت في حيرة ، وعيناها تنظران إليه ببريق حب لم تستطع إخفاءه : لسه مش مستوعبة .. يعني كل حاجة حصلت بسرعه وفي وقت واحد
تأملها أدهم وهو يتحدث بعشق وعفوية : كل لحظة بتمر عليا معاكي هي احلي حاجة بتحصل في حياتي
نظرت كارمن اليه ، وهي تبتسم قائلة بتلعثم : ادهم .. من فضلك براحة عليا انا لسه مش متعودة علي حنيتك دي كلها بتحرجني
ابتسم بمكر : احسن عشان خدودك يحمروا و تحلوي اكتر...
قاطع النادل حديثهما وهو يضع الطعام أمامهما ، ثم انتهى وانصرف بعد أن شكره أدهم.
تسألت كارمن بحيرة : انت امتي طلبتلنا اكل؟
ضحك أدهم بخفة ، وهو يفرك مؤخرة رأسه ، ليقول بإبتسامة : الحقيقة كل حاجة متحضر لها من قبل ما نوصل
رفعت حاجبيها بدهشة ، وسألته : افهم من كدا اني هاكل علي ذوقك كمان؟
اومأ ادهم بثقة : ومتأكد ان ذوقي هيعجبك زي ما عجبك في كل حاجة لحد دلوقتي الحمدلله
فكرت في نفسها أن كل تفصيلة به أو فعلها لها أعجبت بها حقًا بل انها عشقتها ، لكنها تظاهرت بالعبوس وهي تجعد حاجبيها قائلة بمشاغبة : خليني ماشية وراك اما نشوف اخرتها ايه
مدت يدها لإزالة الغطاء عن الأطباق ، ثم اتسعت عيناها في الذهول وهي تنظر إلى محتوي الطبق أمامها ، ثم نظرت إليه بعلامات الدهشة على وجهها.
هل كان يقرأ أفكارها أم ماذا؟
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في منزل مالك البارون
دخل المنزل ليتفاجأ بهذا الهدوء ، والظلام الذي يلف المكان ، صعد إلى الطابق العلوي ليتفقد زوجته فهي لا تنام مبكرا.
لكنه رأى ضوءًا ضعيفًا في غرفة المعيشة ، فذهب إلى هناك ليرى منظر مضحك للغاية.
يسر جالسة وفي حجرها طبق كبير من الفشار ،
و تشاهد فيلم رعب باهتمام كبير.
كتم مالك ضحكته بشدة على نظرتها الطفولية المرتعبة.
اقترب منها دون ان يصدر اي صوت ، و عندما اصبح خلفها مباشرة وضع يديه على كتفها ، هامسًا بصوت مخيف : أنا جيت
ذعرت يسر وألقت طبقً الفشار من حجرها ، وهي تصرخ في رعب ، فإنفجر مالك ضاحكًا بصوت عالٍ ،و هو يقع علي الأريكة خلفه.
هدأت قليلا عندما تأكدت من أنه زوجها ، وهي تضع يديها علي قلبها الذي تقسم انه كاد ان يوقف ، وغضبت كثيرا من مزاحته الثقيلة.
قفزت يسر عليه ، و صارت تضربه في بطنه ، وألقت عليه وسائد الأريكة وهي تسبه ، فحاول صد ضرباتها ، لكنه فشل بسبب كثرة الضحكات في فمه.
هتفت يسر بحنق وصراخ : بقي انت تخضني بالشكل دا يا مفتري .. قلبي وقف حرام عليك
مالك بلهاث : لما انتي مرعوبة اوي كدا قاعدة تتفرجي لوحدك ليه وكمان مضلمة البيت
يسر بغيظ : مش هسيبك انهاردة .. هفطسك يا مالك
توقف عن الضحك فجأة ، وهو يمسكها من معصمها ويجذبها نحوه ، لتنام على بطنه وهو ممدد جسده علي الأريكة ، واخذ يهمس أمام شفتيها بصوت رجولي مثير اذابها : اهون عليكي يا ياسو .. دا انا بحبك
ابتلعت ريقها بصعوبة من قربه المهلك لقلبها المفتون الذي يعشقه ، ويستجيب لأدنى حركة منه ، لكنها تصنعت يسر القوة ، وقالت بعبوس : لا ماتهونش عليا بس هنتق....م
ابتلع بقية كلامها في فمه ، وهو يقبل شفتيها الكرزية بشغف ، ويده تضغط على خصرها بقوة لطيفة.
تأوهت يسر بسبب حركة يديه على خصرها ، فأدخل لسانه في فمها ، وتعمق في قبلته أكثر ، فلم تستطع أن تفعل شيئًا سوى أن تتبادل معه مشاعره الحارقة.
جلس مالك وهو دفعها إلى الخلف دون أن يفصل قبلتهما ، فلفّت يديها حول رقبته ونهض معها ، وهو يلف قدميها حول خصره وسار بها نحو غرفتهما.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في المطعم
وجدت داخل أحد الأطباق التي فتحتها علبة مخملية باللون الأزرق الغامق تم فتحها مسبقا ، ويظهر بداخلها خاتمًا رائعًا ومبدعًا من الماس ، في منتصفه جوهرة زرقاء تشبه سماء عينيها على شكل قلب ،
و تاريخ الشراء محفور بأناقة على العلبة.
نظرت كارمن إليه بصدمة ، وعيناها تلمعان بسؤال ، قائلة بصوت هامس : ادهم...
قاطع حديثها ، قائلاً بتمهل وهو يميل نحوها ، ويسند بمرفقيه على الطاولة أمامها : قبل ما تسألي عارف عايزة تقولي ايه .. انا اشتريت الخاتم قبل جوازنا باسبوع .. بس ماقدمتوش ليكي عشان كنت عارف دماغك الناشفه هترفضي تلبيسه ..
اردف بصوت ماكر ، وهو يرفع حاجبيه : فاكرة قولتي ايه لمامتك لما طلبت منك تقلعي دبلة عمر؟
حدقت فيه بدهشة فكيف عرف ذلك ، وتذكرت عندما عارضت والدتها علي عدم قدرتها على إزالة خاتم عمر من إصبعها ، لكنها استسلمت لكلماتها في النهاية بعد جدال طويل بأنها ستبدأ حياة جديدة باختيارها ، ويجب طي الماضي لمواصلة العيش.
ابتلعت كارمن لعابها قبل ان ترد عليه بتساءل : وانت عرفت ازاي الكلام دا؟
أجاب أدهم بنفس الهدوء ، وابتسامة واثقة على شفتيه : لأن انا خليت مامتك تكلمك في الموضوع و طبعا هي بلغتني بكل حرف انتي قولتيه فمحبتش نبدأ حياتنا بخناقة من اولها
استمر في المزاح حتى لا يحرجها أكثر : كفاية القوانين اللي حطتيها من بعد ماسمعتي الوصية
خفضت كارمن بصرها ، محرجة من صدق كلماته ، و وقعت عيناها على الخاتم ، لقد أعجبت به حقًا وأحبته كثيرًا ، وشعرت بالحرج لأنها كانت قاسية عليه وعلى نفسها منذ البداية ، فما الخطأ الذي ارتكبه في حقها ، ليتلقي كل هذا العناد والرفض منها؟
إغرورقت عيناها بالدموع لتزداد سحرا أخاذ هامسة بتردد : ادهم انا اسفة
تحدث أدهم بصوته الرزين يتغلغله عشق جارف ، الذي ببساطة اخترق قلبها دون استئذان : حبيبتي مش عايزك تعتذري لان كل تصرف اتصرفتيه كان رد فعل طبيعي للظروف اللي مرينا بيها
ابتسمت كارمن له بحبور ، وشعرت بارتياح شديد بسبب فهمه لها ، فما من شيء أكثر دفئًا من كلمة أعرفك في موقف يتطلب تبريرًا.
مد أدهم يده إلى العلبة وأخذ منها الخاتم ، ثم بسط يده إليها وقال بابتسامة عذبة : تسمحيلي !!
مدت كارمن يدها اليسرى إليه ، و هي تشعر أن دقات قلبها تنبض بجنون ، على عكس أي وقت آخر ، ليمسكها بلطف ويضع بإصبعها البنصر خاتم الزواج الذي سيكون أول رابط حقيقي يجمعهما من الآن وإلى الأبد.
قبل أدهم يدها برقة ، دون أن تبتعد عيناه عن عينيها ، لينظر الي خدها الذي احمر خجلاً ، لتصبح أجمل في عينيه.
قال أدهم بابتسامة ، ونبرة دافئة تحمل في طياتها مقدار الحب الذي يتجاوز الحدود في قلبه ، بينما لا يزال يمسك يدها بيده : دلوقتي الخاتم زاد جمالو لما لبستيه
عفويًا وجدت نفسها تضغط على يده بابتسامة جميلة تزين شفتيها ، قائلة بسرور وقد قررت التخلي قليلا عن الخجل الذي يسيطر عليها في وجوده : بجد عجبني اوي ذوقك جميل و رقيق .. ميرسي يا ادهم علي كل حاجة الخاتم و الفستان و العشاء ربنا يخليك ليا
حدق فيها بشغف ، مستمتعًا بكلماتها التي هي بمثابة بلسم ينعش الروح والقلب ، وتمتم : و يخليكي ليا يا حبيبتي
سحبت راحة يدها بلطف من يده ، ثم قربتها من فمها بشكل تلقائي وقبلت الخاتم أمام عينيه التي تألقت بلهب الحب ، والشوق الذي أحرق قلبه لسنوات عديدة.
تنحنحت كارمن برقة ، غافلة عما فعلته به بحركتها : احنا مش هناكل الاكل هيبرد
بدأوا في تناول الطعام في جو حميمي يتسم بالدفء والعاطفة والمرح ، وتحدثوا عن العديد من الموضوعات ، واكتشفوا أشياء أخرى كثيرة مشتركة بينهم.
لقد استمتعت بالحديث معه كثيرا ، حيث اكتشفت العديد من جوانب شخصيته التي لم تكن تعلم بوجودها ، وتدريجيا نسيت توترها ، ودخلت في محادثات شيقة معه.
★★★
..... : مش معقول ادهم بيه حضرتك هنا !!
انقطع حديثهم بسبب ذلك الصوت الأنثوي الرقيق.
نظرت كارمن إلى من حطمت سحر جلستهم الرومانسية.
كانت امرأة ، ذات جمال فائق ، وطويلة ، وكان جسدها منسجمًا مع قوام رشيق ، لم يكن فيها عيب واحد ظاهريا.
أومأ أدهم برأسه ترحيبًا بها ، وهو يبتسم ابتسامة ساحرة جعلت قلب كارمن يغلي من الغيرة الحارقة رغما عنها ، فهي لا تريده ان يبتسم هكذا لغيرها ابدا ، ولكن صعب جداً أن تتحدث المرأة عن غيرتها على الحبيب ، ولو كانت دماؤها مترعة بتلك الغيرة ومشاعرها تحترق.
ادهم بهدوء : ازيك يا رانيا
سبَّلت رانيا عينيها قائلة برقة : بخير بشوفتك اكيد .. حلوة جدا الصدفة دي وبعتذر لو قطعت حديثكم
ادهم ببساطة : مفيش مشكلة
أضاف موجهًا حديثه إلى كارمن بإبتسامة : دي رانيا من عارضات الازياء المميزات في الشركة .. اقدملك كارمن مراتي و المدير التنفيذي للشركة
مدت رانيا يدها لكارمن لتصافحها قائلة بابتسامة حلوة : اهلا و سهلا بحضرتك يا مدام اتشرفت بيكي ..
كارمن بإبتسامة رقيقة : الشرف ليا .. فرصة سعيدة
رانيا : ميرسي عن اذنكم معايا صحابي
اردفت بنعومة مقصودة وهي تنظر لأدهم : و قريب هنتقابل عشان العرض يا ادهم بيه
بعد ذلك تركتهم و ذهبت بهدوء ، فحاولت كارمن تهدئة نفسها من خلال أخذ عدة أنفاس عميقة ، لردع نفسها عن مشاعر الغيرة القوية التي اصبحت تراودها كثيرًا.
ادهم بهمس عميق دافئ : ايه اللي واخذ تفكيرك و انا معاكي
صدمت كارمن من صوته بجوار أذنيها ، فرفعت رأسها في اتجاه الصوت ، لتجد وجهها قريبًا جدًا من وجهه ، وكان يجلس بالقرب منها ويميل جسده تجاهها و ملاصقا لها.
بينما خلال شرودها قام أدهم من مقعده ليجلس بجانبها ، فأحست بيده خلف ظهرها تلفها بحنان.
لا تعرف لماذا شعرت بالأمان عندما أحاطها بذراعه.
شعرت كارمن بالاسترخاء ، على عكس المرات السابقة ، عندما كان يجلس بجانبها ، كان جسدها يصبح متيبسًا ، لكن الآن تتنفس بثبات ، ودقات قلبها تنبض بهدوء وبفرح ، ربما لأنها تعرف الآن أن هناك حبًا بداخله لها.
بلا شك ان تلك المساحة المحصورة بين ذراعي المحب تغني عن اتساع كل هذا الكون ، وهذا ما يسمى بالاحتواء.
اجابت كارمن بصدق وبشكل عفوي للغاية علي سؤاله ، وشعور قوي يغمر روحها ، وهي تحت تأثير لمساته الرقيقة على ظهرها وكتفها : انت
لا تعرف حقًا من أين حصلت على تلك الجراءة ، لتجد نفسها ترفع يدها ، وتلمس ذقنه بلطف ونعومة بابتسامة تزين ثغرها.
اتسعت حدقتى عينيه التي لمعت عشقا من اجابتها و حركتها اللطيفة ، مما ألهب المزيد من المشاعر في جسده ، وواصل حديثه في نفس الهمس العميق بأذنها ، وهو ينظر مباشرة في عينيها ويسألها : تحبي ترقصي معايا؟
تشعر كما لو أنها مسحورة ، وتسحبها قوة سحرية نحوه ، لتجد نفسها تهز رأسها بالموافقة بدون اي وعي منها.
أمسك بيدها ووقفوا معًا ورافقها إلى حلبة الرقص.
وقف أدهم أمامها وهو يضع يده على خصرها ، ليثير قشعريرة لذيذة في جسدها وهو يقربها منه بشدة ، لتقول هي بإحراج وقد استوعبت الموقف الذي أوقعت نفسها فيه : ادهم انا مش برقص كويس
تحدث أدهم بهدوء ، ونظر إليها بدفئ لتستكين رجفة جسدها بين يديه ، متزامنًا مع استخدام يده اليسرى لربط أصابعه بأصابعها : ركزي مع الموسيقي و اتحركي مع خطواتي
ترك خصرها للحظة ، ثم رفع يدها اليسرى ووضعها على كتفه ، و لف خصرها مرة أخرى بيده مبتسمًا لها ، ليبدأ الحديث معها لمساعدتها على نسيان التوتر والاسترخاء والاستمتاع بتلك اللحظات.
بدأوا في التأرجح بسلاسة وخفة ، و بعد ثوان اندمجت في هذا الجو الرومانسي من حولها.
ادهم بإبتسامة دافئة : طلعتي بترقصي حلو اهو .. اومال ليه الخوف دا كله؟
كارمن بضحكة خافته : بصراحة كنت مكسوفه شوية في الاول
رفع يدها التي يمسكها بيده إلى شفتيه ليطبع عليها قبلة لطيفة ، و ينظر إليها في صمت ، فإن لغة العيون هي أكثر ما يعبر عن الحب ، ولأن العين هي مرآة الروح ، وكان مبتسما وسعيدا بخجلها ورقتها التي تسحره.
تورد خديها قائلة بحرج : ادهم عيب كدا الناس حوالينا
ادهم بغمزة : براحتنا محدش له عندنا حاجة
مد يديه وربت على خديها الوردية التي تزامنت مع رقصهما ، فأغمضت عينيها مستمتعة بدفء يده ، وكأن حنان العالم كله تكمن في تلك اليد ، ثم مرر أصابعه في شعرها ، يداعب خصلاتها ببطء ونعومة ، وقربها إليه ليستنشق رائحتها التي تثمله.
رفعت كارمن وجهها إليه ونظرت عيناها الزرقاوتين إلى عينيه بحب يغطي كيانها بدون كلمات.
ف للعيون لغة صريحة خاصتا عندما تركز على وجه الحبيب ، وتترجم المشاعر له بخجل وتلقائية دون اللجوء إلى الكلمات.
كانت في عالم آخر ، لا ترى سوى عينيه تشعان بحب لم تكن تعلم أنها ستلتقي به يومًا ما ، وتشعر أن كل شيء رائع معه و به.
لتنتهي الأمسية بقضاء لحظات جميلة محاطة بالدفء والعاطفة وانجذاب واضح تجاه بعضهم البعض.
غادروا المكان بقلوب سعيدة ، وعندما وصلت بهم السيارة أمام القصر.
كان على وشك النزول ، ولكنها التفتت إليه مسرعة ، ووضعت يدها على ذراعه لمنعه من الحركة ، ليتفاجأ بتصرفها وينظر إليها بتساءل ، لتقترب منه بناءا على إلحاح قلبها عليها.
استندت كارمن عليه لتضع قبلة رقيقة بجوار شفتيه ، ثم همست له بجانب أذنه بدلال أنثوي : انبسطت اوي بالسهرة .. شكرا حبيبي
قبلتها الناعمة مع تأثير كلمة "حبيبي" التي خرجت من شفتيها جمدته للحظة في مكانه ، وجعلت دقات قلبه تخفق بجنون في صدره ، لكن حالما استيقظ من صدمته ، لم يجدها داخل السيارة معه ، حيث فرت هاربة من جانبه دون أن يدرك.
ظهرت ابتسامة صغيرة على شفتيه ، فتلك الماكرة سلبت عقله بفعل صغير فقط منها.
نزل أدهم من السيارة وتبعها مسرعًا خلفها ، وقبل أن تطرق باب القصر وصل إليها ، ولف يده على خصرها وقربها منه ، ثم قبّل شعرها وهمس بحنان : العفو يا قلب حبيبك
ابتسمت كارمن بسعادة ، وهي بين يده التي احتوتها ، وشعرت أنها في مأمن معه حقًا.
دخلوا القصر معًا ليفاجأ الاثنان بالشقراء التي تجلس أمامهما ، وتضع قدمها اليمنى بإغراء على يسارها ، بفستانها الأحمر المرتفع لقبل ركبتها بكثير ، ويكشف بسخاء عن جسدها الرشيق.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
في قصر البارون
دخلوا القصر معًا ليفاجأ الاثنان بالشقراء التي تجلس أمامهما ، وتضع قدمها اليمنى بإغراء على يسارها ، بفستانها الأحمر مرتفع لقبل ركبتها بكثير ، ويكشف بسخاء عن جسدها الرشيق.
كانت نادين جالسة على الكنبة بإسترخاء ، وتبدو في حالة سكر شديد ، وأمامها زجاجة نبيذ وكوب في يدها اليسرى ، بانتظار وصولهم.
تحدثت نادين بلسان ثقيل ، وقامت من مكانها ، وسارت نحوهما مترنحة في مشيتها : انت اتأخرت ليه كدا يا حبيبي وسايبني لوحدي .. تؤ تؤ انا زعلانه منك اوي
قلب أدهم عينيه ، وهو يتنهد بملل من تكرار ذلك المشهد والسيناريو الذي سئم منه حقًا.
على عكس حالة كارمن التي صُدمت بشدة من الوقاحة التي تراها من نادين ، لم تكن تعلم أنها تشرب الكحول من الأساس.
ادهم بإزدراء : انتي اتجننتي يا نادين ايه اللي انتي عاملة في نفسك دا ؟
نادين برقه متصنعه : كنت عايزة اتكلم معاك شوية يا بيبي
زفر أدهم ونظر إليها ، ليقول ببرود ، راغبًا في إنهاء هذه الفقرة بسرعة : ماشي
نظر إلى كارمن ، التي كانت تقف متجمدة في مكانها ، تحاول السيطرة على نفسها حتى لا تنقض على تلك الإنسانه الوقحة وتنتف شعرها ، ثم أمال رأسه قليلاً وقبل خدها قائلاً بنبرة هادئة : استنيني هنا مش هتأخر عليكي
تمتمت بإبتسامة باهتة : لا انا هطلع اشوف ملك
غادرت كارمن ، وتركتهم دون أن تسمع رده ، لتظهر علي شفتي نادين ابتسامة خبيثة.
قالت نادين بدلال ، وهي تقترب منه ، وتضع يديها خلف رقبته : تعالي نروح علي جناحي يا حبيبي
صاح أدهم بحدة ، مبتعدا يدها عنه ، ورجع خطوة إلى الوراء : انتي عايزة توصلي لإيه بالظبط من عمايلك دي يا نادين؟
رمشت نادين بتوتر من هجومه العنيف عليها كالمعتاد منه ، ثم صاحت به في عصبية : جرا ايه يا ادهم بتزعقلي ليه .. مش كفاية خرجت مع الهانم وانا عمرك ماخرجتني معاك في اي سهرة
ادهم بإشمئزاز : لاني ماليش في سهراتك رقص طول الليل و شرب و اماكن زبالة مش مناسبة لزوجة محترمة تكون فيها اساسا .. القرف اللي انتي عايشة فيه دا خلاص مش هقدر اتحملو كتير
صاحت نادين في سخط ، وعيونها حمراء من الشرب : ما انت عارف اني كدا من الاول و ماحاولتش تسيبني .. فجأة كدا دلوقتي مش قادر تستحمل ..
اردفت بحقد : اكيد عشان خاطر الهانم طبعا
نظر أدهم اليها بإمتعاض ، وهو يزم شفتيه في خط مستقيم ، ثم قال أدهم بجمود وحزم : من الاول كنت واضح معاكي لو مش متقبلة الوضع اللي انتي اختارتي حياتنا تمشي عليه بسبب بتصرفاتك دي يبقي نسيب بعض بهدوء
نادين بخوف و ضعف : لا يا ادهم انا مقدرش ابعد عنك ماتسيبنيش خلاص مش هتكلم في حاجة .. بس من فضلك وصلني لجناحي مش هقدر اطلع لوحدي
أغلق أدهم عينيه بقلة حيلة، ثم رفعها بين ذراعيه ، وأخذها إلى الأعلى دون أن ينبس ببنت شفة معها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند كارمن
صعدت كارمن الدرج بحذر من الكعب الذي ألم قدميها للغاية ، ثم تمتمت بحنق لنفسها ، ووجهها أحمر من شدة الغضب المكتوم داخلها : يا نهار اسود عليا و علي حظي انا كان مستخبيلي دا كله فين ياربي .. هلاقيها من نادين ولا ياسمين ولا الزفته رانيا دي كمان .. هلاحق علي مين ولا مين .. قربت اجنن وبقيت بكلم نفسي
دخلت غرفة والدتها بهدوء حتى لا تزعجها ، واستدارت بعد ان اغلقت الباب لتتفاجأ بإيقاظها ، وجلوسها في منتصف السرير ، وهي تحمل القرآن الكريم في حضنها ، ويبدو انها كانت تقرأ به وتوقفت عند دلوف كارمن.
كارمن بدهشة : معقولة يا ماما صاحية لحد دلوقتي؟
ابتسمت مريم بنعومة وقالت بحنان : من امتي يا قلب ماما بعرف انام قبل ما اطمن عليكي .. هو صحيح ادهم معاكي و دا مطمني بس قلبي مايطوعنيش برده
اقتربت كارمن منها بصمت ، ثم جلست بجانبها على السرير ذ وانحنيت عليها تعانقها بإرهاق ، فهي الآن بحاجة إلى عناقها أكثر من أي شيء آخر.
بعد برهة تنهدت بحرارة ، وقالت بحزن : ربنا يخليكي ليا يا ماما
سألت مريم بقلق ، وهي تمسح شعرها بلطف ، و قد شعرت أن شيئًا ما يزعج ابنتها : مالك يا حبيبتي حصل حاجة ضيقتك في الخروجة
خرجت كارمن من حضن والدتها ، وأجابت عليها بغيظ عفوي : جينا من برا مبسوطين لاقيت اللي اسمها نادين سكرانه طينه و قاعدة في انتظارنا و لابسة فستان لا تقريبا دا قميص نوم وقال ايه...
ثم غيرت نبرة صوتها تقلد اسلوب نادين بدلال : عايزة اكلم معاك يا بيبي
عادت تتحدث بصوتها الطبيعي مردفه بإمتعاض : و دلوقتي هي تحت و ادهم معاها
لم تتفاجأ مريم بما تسمعه فقد أخبرتها ليلي عن تصرفات نادين الخرقاء ، لكن حدسها يقول إن هناك تطورًا في مشاعر كارمن تجاه أدهم.
رفعت مريم حاجبيها قائلة بمكر : بتغيري عليه منها صح؟
أومأت كارمن إليها ، وموجة من الضيق تجتاح مشاعرها من مجرد التفكير في أن يبقي أدهم مع نادين ، ولا يعود إليها.
مريم بصوت هادئ : الغيرة اكبر دليل علي انك بتحبيه يا كارمن؟
ابتلعت كارمن غصه تشكلت في حلقها ، ثم أجابت بصدق وألم ، وامتلأت عيناها بالدموع : ايوه يا ماما بحبه الاحساس للي بحسه معه غير احساسي مع عمر خالص .. لما بكون معه او بفكر فيه قلبي بحس ان دقاته مختلفة .. بتعجبني سيطرته في كل حاجة حتي لو مش علي هوايا بكون مبسوطة بتعليقاته علي ابسط تفاصيلي .. بس دلوقتي حاسة اني مضايقة اوي من الغيرة اللي مولعه في قلبي .. مش عايزة ابقي انانية هي كمان مراته .. بس معرفش ليه بعد كل لحظة حلوة بينا بتدخل نادين و تحطمها كدا
تحدثت مريم ، وهي تربت على يد كارمن بحنان : هو لو بيحبك بجد هيعرف ازاي يراضيكي يا قلبي وانا متأكدة انه بيحبك
همست كارمن بدهشة من ثقة والدتها العالية في حديثها ، ولا تزال هي نفسها تشعر ببعض الشك حول مشاعر أدهم تجاهها : وانتي عرفتي ازاي ؟
مريم بمنطقية : تغييره من يوم جوازكم .. نظراته ليكي و اهتمامه بيكي .. هو انا صغيرة يا بت ما انا حبيت قبل كدا و اعرف اللي بيحب من نظرة عينه و انتي اكيد حاسة بكدا فبلاش تحطي حواجز بينكم
همست كارمن بصوت متعب : انا لو حطيت حاجز او اتنين في مية حاجز بينا برده يا ماما
أنهت كلامها ، ثم نهضت وتوجهت إلى ابنتها ، وقبلتها بحنان وربت بلطف على شعرها وهي نائمة.
مريم بتصميم : بلاش تستسلمي بسرعه يا كارمن دا جوزك و انتي مش صغيرة دافعي عن حقك فيه .. بس بلاش تكوني انانية و تشتتيه بالغيرة بسبب و من غير سبب اتعاملي بهدوء معه .. خليكي انتي حضن حنين يهرب له من الناس كلها و هوني عليه .. الحياة وريته كتير كفاية عليه انه مستحمل وحدة زي نادين دا له الجنه والله
كلام والدتها جعلها تشعر بالراحة ، فابتسمت لها ثم أمسكت بيدها ، وقبلتها بحب كبير : ربنا مايحرمنيش من نصايحك يا ست الكل يا قمر انتي .. هروح اشوف جوزي بقي
ضحكت مريم بخفة : براحة يا مجنونه التقل صنعه برده ارخي وشدي بالقلب و العقل سوا
ارسلت كارمن لها قبلة في الهواء : حاضر يا مريومه .. تصبحي علي خير
مريم بإبتسامة : و انتي من اهله حبيبتي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند ادهم
كالعادة الروتينية التي قد سئم منها.
غادر جناح نادين بعد أن وضعها على السرير وغطها ، وقد غرقت هي في النوم ، ولم تدري بأي شيئا من حولها ، ثم توجه إلى الطابق الثالث الخاص به.
في ذلك الوقت...
خرجت كارمن من غرفة والدتها بعد أن هدأت قليلاً من كلمات والدتها السحرية ، وصعدت إلى الطابق العلوي ، وهي تفكر فيما إذا كان أدهم لا يزال مع تلك الشقراء أم لا.
لكنها شهقت بخفة عندما سحبتها يد فجأة من معصمها ، لتجد نفسها ترتطم بصدر أدهم الذي كان يقف عند باب الجناح منتظرا صعودها.
أحاط أدهم بإحدى يديه خصرها ، ورفع اليد الأخرى ووضعها خلف رقبتها ، وهو يبتلع شهقتها بشفتيه في قبلة عميقة وعاطفية خطفت أنفاسها ، وخدرت عقلها لدقائق وهم يغيبان معا في عالم فوق السحاب حيث لم يكن هناك فيه أحد آخر سواهما.
مرت لحظات قليلة قبل أن يبتعد عنها قليلاً ، ليعطي لها مجال للتنفس ، وهم يغلقون أعينهم ، ويلهثون بشدة بعد تلك العاصفة التي اقتلعت كل ذرة عقل بداخلهم.
رفعت كارمن عينيها ونظرت إليه بعتاب ، فهمس لها بشوق ، وهو ينظر إليها ويلف ذراعيه بإحكام حول خصرها : وحشتيني اوي
زادت دقات قلبها من همسه الحنون الذي لامس شغاف قلبها ، ثم تمتمت بغنج أنثوي : والله بأمارة ما فضلت معها و سيبتني
أضاف أدهم بهمس خطير ، وهو ينظر إلى شفتيها : هو في واحد عاقل يسيب مراته في اول يوم حقيقي بجوازهم
خجلت كارمن من تلميحاته التي تحمل الكثير من المعاني ، ولم تستطع مجاراته في الحديث.
عندما لاحظ خجلها ، ووضعهما غير الملائم لفعل اي شيء ، حاول تغيير مسار الحديث حتى لا يرتكب شئ أكثر تهورًا من ذلك : اطمنتي علي ملك
أومأت إليه كارمن قائلة بخفوت : ايوه الحمدلله هي نايمة
انهت كلامها ثم حاولت بهدوء إزالة يده من خصرها ، لكنه تركها تفلت من بين يده بابتسامة غامضة ، وهو يراها تتجه إلى باب الجناح لفتحه.
دخلت كارمن إلى الجناح بإبتسامة ، ولكن تجمدت الابتسامة علي شفتيها و هي تتسمر في مكانها مما تراه امام عينيها
رمشت في ذهول عندما رأت الجناح مزينًا بالورود الحمراء والشموع موضوعة على الأرفف والنوافذ ، لإضفاء جو عاطفي ساحر ، وهادئ في المكان مع موسيقى رومانسية هادئة.
نسيت ما كان يزعجها منذ قليل ، وكل ما كانت تفكر فيه سلبياً ، وشعرت كأنها تدخل هذا الجناح لأول مرة ، كان رائعًا حقًا ، لكن السؤال هو متى رتب أدهم كل هذا ، وكيف؟
تردد ذلك السؤال في عقلها بحيرة.
خرجت كارمن من أفكارها ، فور أن أدركت أن أدهم يقف خلفها ، وشعرت به يمد ذراعيه القويتين حول خصرها ليلصقها به من الخلف ، ثم أراح ذقنه على كتفها.
لا يوجد شيء أجمل من الشعور بالراحة ، وأنت قريب ممن تحب إلى الحد الذي يمكنك فيه إراحة رأسك على كتفه بإرتياح ، فهذه لحظات مذهلة حقًا ولا تقدر بثمن.
همست كارمن بتهدج و تأثير شديد ، وعيناها تتلأَلأَ بإنبهار : انت اللي عملت كل دا؟
همس أدهم بجانب أذنها بصوته الرخيم الذي يجلب الاطمئنان الي نفسها : انا صاحب الفكرة بس اللي نفذ و حضر كل حاجة مامتي ومامتك واحنا برا
رفعت كارمن رأسها قليلا ، لتنظر إليه بحب عميق ، لأنه اليوم يستمر في صنع مفاجآت سارة لها ، ولا تعرف كيف تشكره على كل هذه الأشياء الجميلة التي تجعلها تشعر بمدى أهميتها بالنسبة له.
كارمن بإبتسامة صافية : حاسة كأني اول مرة ادخل الجناح
أدارها أدهم وهي ما زالت بين ذراعيه ، و عندما تبادلا النظرات في عيني بعضهما البعض بشغف ، حيث هي بين احضانه ، كانت كلمة "أحبك" واضحة وصريحة للغاية ، ويمكنها قراءتها بسهولة دون أن ينطقها بشفتيه.
همس ادهم بعشق : لان اليوم دا مختلف عن كل الايام اللي فاتت يا قلبي
كارمن بصدق : انا مبسوطة اوي يا ادهم بكل حاجة عملتها او فكرت فيها عشاني ربنا يديمك في حياتي و ميحرمنيش منك
زادت الابتسامة على وجه أدهم ، وهو يمسّح بنعومة على خدها ، قائلاً بحنان متناقضًا مع خشونه صوته : مش عايز حاجة غير انك تبقي مبسوطة ربنا يقدرني اسعدك علي طول
ابتسمت كارمن له بسرور ، ولفت يديها حول خصره من تحت سترته ، إنه شعور رائع للغاية أن تشعر أن سعادتك هي أولوية شخص معين.
أرادت التحرك لدخول غرفة النوم ، لكنه أمسك معصمها وهو يمنعها من التحرك ، لتنظر إليه بتساءل!!
رأته يبدأ بحل ربطة عنقه ببطء وخلعها عن رقبته ، ثم قام بفك اول زران من قميصه ، و هي تراقبه بإنشداه.
أدار أدهم جسدها بيديه حتى أصبح ظهرها مقابل صدره ، كل هذا وسط دهشتها مما يفعله ، لكنها لم تحاول أن تعترض ، أرادت أن تفهم ما ينوي فعله.
تفاجأت كارمن حينما غطي عينيها بربطة عنقه ، ودون أن يتكلم إنحني عليها ، ليرفعها بين ذراعيه.
تمسكت كارمن برقبته ، وهي تتحدث بخوف وعدم فهم من تصرفه المريب : ايه دا يا ادهم .. انت بتعمل ايه ؟
همس بحرارة في اذنها : ماتخافيش و انتي معايا
كارمن بإضطراب من همسه : هنروح فين ؟
اضاف ادهم بنفس همسه الغامض : دقيقة و هتعرفي
سار بها نحو الغرفة بخطوات هادئة.
★•••••★•••••★
بعد أن دخل الغرفة بها في صمت أنزلها أرضًا ، ووقف خلفها رافعًا يديه ليفك ربطة عن عينيها ، قائلاً بصوت هادئ : فتحي عينيكي
فعلت ما طلب منها بابتسامة فضولية.
ومضت عيناها بحب واتسعت ابتسامتها على شفتيها الوردية ، حيث رأت الغرفة مزينة أيضًا بالشموع الموضوعة على شكل قلب في منتصف الغرفة ، وعلى المنضدة بجانب السرير.
توجد شموع على شكل قلوب أيضًا لإضفاء إحساس بالدفء والاسترخاء الحميم مع الإضاءة الخافتة للغرفة ، ويوجد على السرير ثوب نوم لها وبيجاما له ، وبدون أدنى شك أن هذه الإضافة كانت بترتيب والدته ووالدتها أيضًا.
لقد كان جوًا رائعًا حقًا ، مليئًا بالعاطفة والرومانسية ، واعتراها شعورا كما لو كانت هذه الليلة هي المرة الأولى التي تكون فيها معه في تلك الغرفة.
لا ، إنها في الواقع الليلة الأولى ، فمن الواضح أن حياتها ستتغير معه منذ تلك الليلة.
لا تصدق أن صاحب هذه الأفكار الرومانسية والترتيب هو أدهم الصلب ، الذي لطالما نعتته بالبارد والمتحجر ، وهو نفسه الآن الذي يشعرها بأنها مهمة ومدللة عنده.
التفتت كارمن إليه وعانقته بشكل عفوي ، وسط اندهاش ادهم من جراءة فعلتها ، لكنه لم يهتم لأنه كان في قمة سعادته ، وهو يرى مدى سعادتها بهذه الأشياء البسيطة والقيمة في نفس الوقت ، فكان يريد أن يحفر تلك الليلة في ذاكرتها بكل التفاصيل.
وضع أدهم يده خلف شعرها والأخرى على ظهرها ، وهو يغلق عينيه ويستنشق عبق شعرها المميز بقوة ، ويميل رأسه ليقبل عنقها من الجنب بشغف ، ويشدد عناقه لها اكثر بين ذراعيه القوية.
يضمها اليه كأنه يريد أن يدخلها في وسط ضلوعه ليريح قلبه المعذب بحبها ، ولكي تهدأ نيران اشتياقه لها حتى وهي بين ذراعيه.
أغمضت كارمن عينيها ، وكان عناقه لها الدافئ أفضل تعبير عن المشاعر الجياشة التي تأججت بنيران عشق لم يدرون من اي مزيج خلقت ، لتنشب بين ضلوعهم وتجعلهم يخضعون للهب الدافئ في قلوبهم العاشقة.
همس ادهم بينما انفاسه تلفح بشرتها بحرارة : كارمن انا مش قادر ابعد عنك و عايز اعرف انتي موافقه جوازنا يكون حقيقي دلوقتي و لالا
لم يتلق أي إجابة سوى الصمت ، بينما كانت كارمن تجمع شجاعتها ، وتفكر في كيفية إخباره أنها تريده كما يريدها ، وإنها تود حقًا أن تشعر بلمساته الدافئة ، وقبلاته ، وكل شيء معه.
مر الوقت وهو ينتظر الجواب بشغف ، هو ايضا لديه مشاعر ، ويود أن ينال منها ما يدل على موافقتها ، وأنها ترغب به كما يرغب بها.
رفعت كارمن رأسها ، ونظرت في عينيه ، ثم خفضت عينيها إلى شفتيه واقتربت ، لتقطع المسافة بينهما ، وطبعت قبلة رقيقة على شفتيه ، تودع بها كل ما تشعر فيه ، ولا تستطيع التعبير عنه بالكلمات.
كان قلبه يرفرف بين ضلوعه من فعلتها التي اشعلت في جسده نيران هوجاء ، وانحنى عليها أكثر ، وتبادل معها القبلة في شغف وعمق بمنتهي الجنون .
ابتعد أدهم عنها قليلًا وهو يلهث ، لكنه ما زال يلف ذراعيه حول ظهرها بإحكام.
عضت كارمن علي شفتيها في حرج ، ووجهها يتوهج باحمرار لطيف ، وخفضت بصرها إلى صدره.
سند جبهته على جبهتها ، قائلا بصوت أجش من الأحاسيس المفرطة التي تهاجم جوارحه بقوة : بحبك
رفعت كارمن رأسها ونظرت إليه بشكل مباشر ، و عيناها داخل عينيه اللتين كانتا تنظران إليها بحنان ، لتشعر بالأمان يطوقها ، قائلة بعفوية : و انا كمان بحبك يا ادهم
اتسعت عيناه بإنشداه ، و هو يقرب اذنه منها قائلا بعدم تصديق : قوليها تاني كدا
ابتسمت له بخجل ، وهمست الحروف ببطء : ب.ح.ب.ك
قام أدهم بلف جانبي رقبتها بيده برفق ، هامسًا بنبرة تجيش بالعاطفة المخزونة بداخله : مافيش حاجة في الدنيا ممكن اقولها و توصفلك اللي حاسس به دلوقتي .. انا بعشقك بجنون يا قلب ادهم
اضاف بندم : واي تصرف حصل مني و زعلك كان من غيرتي عليكي اللي كتمها في قلبي و مش عارف اعبر عنها
ابتسمت كارمن ، لتقول برقة : خلاص انا مش زعلانة منك .. ممكن نبطل نتكلم في اللي فاتت و نبدأ من جديد مع بعض
لأنه كما يقال اغفر لمن تحب حتى تسعد روحك بتلك المغفرة ، وابتعد عن الجدل واللوم الذي يقتل العاطفة ويجلس على عرش موتها ، فكل إنسان يعرف بينه وبين نفسه عدد الأخطاء التي ارتكبها ، لكنه يطمح دائمًا إلى بعفو حبيبه عنه.
أغمض أدهم عينيه وقربها منه ، وقبلها على جبهتها بمزيج من المشاعر المختلطة التي تجمع بين الحب والعشق والتقدير ، يحمد ربه علي منحه تلك الانسانة التي تحمل في قلبها كل هذا اللطف ونقاء.
لأن الجمال بلا طيبة لا يساوي شيئًا ، وطيبة القلب ونقاؤه هما وحدهما ما يعوضان كل تلك الخسائر التي حدثت في حياة بعضهما البعض.
ارتجفت أوصالها عندما مرر أنامله على طول ظهرها ، وشعرت بتلك القشعريرة اللذيذة تدب عبر جسدها بفعل لمساته الحانية.
بينما هو ينحني على رقبتها ، و يستنشق رائحة بشرتها ناعمة الملمس قائلا بإنتشاء : تعرفي اني بقيت مدمن ريحتك اللي تجنن دي
ثم اردف بمزح : و مش مصدق ان انهارده مافيش نوم علي الكنبه
ارتجف كتفها بسبب الضحك الذي كانت تحاول كبته ، ولم ترفع بصرها عن صدره ، ليرفع هو ذقنها ، وينظر إلى عينيها الزرقاوين ، فوجد نفسه يغرق في بحارها العميقة ، التي لا يريد النجاة منها الا بها.
تمتم أدهم بمشاكسة وهو يقرص طرف أنفها : اضحكي بتكتميها ليه ما هو انا اللي كان ظهري هيتقطم من النوم عليها
ضحكت كارمن ضحكة صغيرة قائلة بخفوت : بعد الشر عليك .. الكنبة فعلا مش مريحة للنوم عليها .. معرفش انت كنت بتنام عليها ازاي و ليه اصلا كنت موافق تنام عليها
وضع أدهم يده على جانبي وجهها ومسح بإبهامه على وجنتاها بلطف ، يهمس بعشق ومكر : اومال كنتي عايزاني اسمع كلامك و اعملك اوضة ليكي عشان اشوفك بالصدف .. مستحيل .. عارفه ان في حياتي كلها ماحدش خلاني اعمل حاجة مش علي مزاجي غيرك انتي يا مجنناني
ابتسمت كارمن في داخلها علي نبرة صوته المتملكة التي راقت لها كثيرا ، ولقد أعجبت ايضا بذكائه في التفكير والترتيب ، وكانت نظراتها إليه تفيض بالحب الحقيقي ، ففي كل دقيقة تمر تكتشف مدى تفهمه وصبره.
هبط على شفتيها المغريتين ، بلهفة متناولها بين شفتيه بنهم.
، متمنيا هذا القرب منها من فترة طويله ، وكان هذا اختبارا قاسيًا لقوة صبره منذ اليوم الأول لها داخل مملكته.
شعرت بأصابعه تداعب سحاب فستانها ، ثم جردها منه وسط عاصفة مشاعرها ليسقط على الأرض ، وهو ما زال يقبلها ، ثم بدأت تساعده على خلع سترته وتجريده من قميصه قبل أن يعود يمسكها به داخل احضانه مرة أخرى بنفاذ صبر ، ويكمل جنونه ، وهو يكاد يفقد عقله من مجاراتها له في كل ما يفعله معها.
رفع جسدها بين ذراعيه بخفة ، وقادها إلى السرير المريح ، ووضعها عليه برفق ، و اشرف عليها بجسده
تجولت شفتيه بين عينيها ووجنتيها ، وشفتيها ، موزعا قبلاته المتناثرة عليهم بتمهل يجعلها تحترق شوقا اكثر للمزيد ، ثم مال على رقبتها يقبلها
ويضع عليها صك ملكيته ، ثم يقبل عظام الترقوة بشغف حتي جعل مشاعرها تشتعل بجنون اكثر ، واخذت تردد اسمه بصوت هامس مثير من شعورها بهيمنته عليها ، وتود ان لا يتوقف عما يفعله بل ان يتعمق اكثر.
أحاطت برقبته ورفعت رأسه تجاهها لتجذبه إليها ، ويجتاحها شعور قوي يغذي الروح ويتحكم في العقل يغمرها ، لتقبيل شفتيه بقوة لطيفة.
فإحتوها أكثر بحنان ، معتبراً أن هذه كانت إشارة منها للتعمق معها في بحر من اللذة ، ثم يغوص معها في رحلة خاصة للغاية مفعمة بالعشق والجنون ، و أخيرًا ، اندمجت أجسادهم وأرواحهم معًا لتصبح زوجته بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
★★★
وتسدل شهر زاد عليهم الستار الأن ، ولكنه لن يكون ستار النهاية بل انها بداية أحداث طويلة ، وصراعات كثيرة ستحدد ما إذا كان هذا العشق الممزوج بالألم سيستمر أم سينهار ويسقط امام عقبات القدر.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
في صباح مليء بأمل جديد
حياة جديدة تشرق في القلوب التي تسكن قصر البارون ، يوم يملؤه العديد من الأحداث قد تغير المصائر القادمة.
تملمت في نومها ، منزعجة من ذلك الصوت الذي لا يريد التوقف ، فتثاءبت بكسل ، وحاولت الالتفاف إلى الجانب الآخر لإيقاف المنبه الذي يرن للمرة الثالثة ، لكنها وجدت نفسها محاطة بساق ويد ممَ يعيق حركتها.
فتحت كارمن عينيها محاولة التركيز ، لتحمر خجلا حينما أتت في ذهنها مقطتفات سريعة ممَ حدث الليلة الماضية.
نظرت إلى المنبه الموجود على المنضدة ، واتسعت حدقتها فزعا من نومها طوال هذا الوقت وتأخرهما عن العمل.
وضعت كارمن راحة يدها على كتف أدهم وهزته بلطف ، لتهتف بسرعة محاولة إيقاظه ، وكان واضحًا أنه نائم بعمق ولا يدري بشيئًا حوله : ادهم اصحي احنا اتأخرنا علي الشركة يلا قوم
تململ أدهم بانزعاج وهو ينظر إلى الساعة ، ثم حدق في تلك الفاتنة بقميصها الذي يكشف مفاتنها بإغراء ، قائلاً بمكر ونعاس : دا مش وقت شركة اصلا تعالي هنا
جذبها لتستلقي بجانبه ثم ، اعتل جسدها بجسده الضخم ، وقبل أن تنطق حرفًا أقتنص شفتيها بقبلة شغوفة.
انهارت حصون إحتجاجها الضعيف تحت تأثير المشاعر العنيفة التي اجتاحت روحها ، وتبادلت معه القبلة النارية ليجن جنونه أكثر ، ويسحب الغطاء عليهم و يختبئون معًا وراءه ، ليغيبون مرة أخرى في بحار الهوى المليئة بالشوق اللامنتهي والعشق الجارف.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بالأسفل
مريم وليلي تجلسان بجانب بعضهما البعض ، وتجلس نادين أمامهما التي تشعر بصداع في رأسها من الإفراط في الشرب الليلة الماضية ، ولا تتذكر شيئًا مما حدث على الإطلاق ، مجرد ومضات مشوشة من حديثها المتهور مع أدهم.
ليلي بمكر : غريبة الساعة بقت 11 الصبح و لحد دلوقتي كارمن و ادهم لسه مانزلوش يفطرو
تحدثت مريم بابتسامة سعيدة وهي تطعم ملك في فمها ، متناسية وجود نادين : حقهم يتأخرو اكيد سهروا امبارح كتير مع بعض ربنا يسعدهم
ليلي : امين يارب
كانت نادين تحدق بهم بحقد وكراهية، وفهمت ما تعنيه ليلي بكلامها، واضح أن العاشقين بالأعلى يغوصون في بحار العسل لذا تأخروا على الإفطار اليوم.
تحدثت ليلي بغطرسة و قسوة ، حيث أخبرتها إحدى الخادمات بما حدث الليلة الماضية : اسمعي يا نادين اخر مرة يتكرر اللي حصل امبارح ممنوع تشربي في وسط البيت بالشكل دا في اصول يا حبيبتي لازم تلتزمي بيها لانك مش لوحدك هنا في اطفال معانا زي ما انتي شايفه
نادين بوقاحة : بمناسبة الاصول يا طنط هو ان يصح ابنك يهمل مراته الاولانية بالشكل دا و يهتم بمراته التانية و بس
تنهدت ليلي قائلة ببرود : دي حاجة خاصة بينكم و بين بعض مادخلنيش فيها
نفخت نادين بإمتعاض من عجرفة تلك العجوز دائمًا معها ، واكتفت بصمت لاذع ، فلا شئ يستدعي للقلق الآن إلا أنه من الممكن أن تحمل كارمن من أدهم حتى مع مواعيدها المنتظمة ، لوضع أقراصها في العصير ، لذلك ستضاعف جرعة الحبوب في العصير حتى تشعر بالأمان قليلاً من أي مفاجأة ، قد تهدد بإقصاؤها من هذا الرخاء الذي تستمتع به ، ولا تستطيع الإستغناء عنه.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
ظهرا في جناح ادهم
هتف أدهم وهو يقف أمام الحمام : حبيبي هتفضلي جوا كتير
نظر إلى ساعته ، ثم أردف بتذمر : بقالك اكتر من ربع ساعة جوا بتعملي ايه كل دا ما تخرجي بقي
بعد لحظات فتح باب الحمام ، وظهرت كارمن بمنشفة تلف بها جسدها الناصع ، وتلف شعرها بمنشفة صغيرة.
كارمن بغضب طفولي ، وهي تضع يدها على خصرها : حرام عليك يا ادهم كل شوية تنادي عليا بتوترني كنت هتزحلق كذا مرة
ثم أضافت بدهشة ، وهي ترى ملابسه الشبابية الأنيقة ، كان يرتدي بنطال جينز رمادي وتي شيرت أبيض منقوش عليه حروف باللون الأسود. وعليه جاكيت أسود أنيق وعصري به خطين باللون الرمادي علي جانبي اكتافه : هو انت لابس كدا ليه اومال فين البدلة
ابتلع أدهم لعابه على منظرها المغري جدا ، قائلا ببحة خشنة : مافيش بدلة انهاردة
تمتمت كارمن وهي تفرك رقبتها من جاذبيته التي تشتتها : وناوي تروح كدا الشركة يعني
أهداها أدهم ابتسامة جذابة ، ليقول بنفى : لا احنا مش هنروح الشركة انهاردة مالك هيحل مكاني
وأضاف مشيرًا إلى ملابسه : ايه مش عجبك الطقم دا؟
اقتربت كارمن منه ، وهي تزم شفتيها للأمام بدلال ، لتغمغم برقة : بالعكس عجبني اوي
همس مزمجرا من جمالها الأنثوي الأخاذ الذي يفقده ثباته الإنفعالي : هتفضلي واقفة كدا قدامي بالفوطة دي .. يلا ادخلي البسي هدومك بسرعه عشان هنخرج .. البسي حاجة تقيلة الجو بدأ يبرد
ابتهجت أسارير وجهها بفرح وهي تسأل على الفور : بجد هنروح فين ؟
ابتسم أدهم علي حماسها قائلا بنفاد صبر : مفاجأة ماتيلا بقي الحقي نفسك قبل ما اتهور و انتي زي القمر قدامي كدا و اغير رأيي و نقضي الوقت كله علي السرير دا
قهقه عليها بشدة عندما احمرت وجنتاها بالخجل من جرأته ، وركضت بسرعة نحو غرفة الملابس دون لحظة تردد واحدة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في فيلا مراد
كان يرتب حقيبة سفره ، ولم يتبق وقت لإقلاع طائرته إلى إيطاليا ، وحاتم يقف الي جواره.
حاتم بإضطراب : انا قلقان يا بني عليك ما تخلي الشرطة هي اللي تتعامل معاهم
تكلم مراد وهو يغلق سحاب الحقيبة قائلاً بهدوء : ماتقلقش كله مترتب و مافيش حد هيقضي علي الكلاب دول غيري
حاتم بعدم اقتناع : مش هتقدر لوحدك انت عارف عددهم كام
نظر إليه مراد قائلا بإصرار : الشرطة هتلم كل اعضاء المنظمة بمعرفتها كل دا مايهمنيش انا عايز زعيمهم
حاتم بخوف : يا مراد انت رايح للموت برجلك
مراد ببرود اعصاب : ما انا في كل الاحوال ميت هتفرق ايه علي الاقل المرة دي بجيب حق اهلي اللي اتقتلو غدر علي ايدهم بطريقة صح
ربت حاتم علي كتفه بحنان وقال : انا فاهم بس خايف عليك انا ماليش غيرك .. مش فاهم اشمعنا المرة دي مصمم افضل هنا و ماجيش معاك
تحدث مراد بسأم و هو يضع سلاحه المرخص في حزام الصدر تحت سترته : تاني هنتكلم في الحوار دا مافيش وقت الطيارة هتقوم بعد ساعتين .. خلي كارمن دايما تحت عينك يا حاتم محدش ضامن لو في جواسيس مزروعه وسط رجالتنا اكيد عندهم خبر اني براقبها محدش غيرك بثق فيه
حاتم بطاعة : ماشي هتغيب هناك قد ايه طيب
مراد بلا مبالاة : حوالي شهرين او اكتر علي حسب
حاتم بقلة حيلة : ربنا معاك يا بني و يعديها علي خير
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في احدي فنادق القاهرة
وصل زين وبدر وماجد إلى القاهرة ، وتوجهوا إلى أحد الفنادق للإقامة الليلة حتى يأتي ميعاد ذهابهم لمنزل كارمن.
صعد الجميع إلى غرفهم ، فكان لزين وماجد غرفة وكان بدر وحده في غرفته ، بعد أن اتفقا على الراحة من عناء السفر قليلاً ، ثم تناول الغداء معًا.
جلس زين على سريره ، وبجانبه على السرير الآخر تمدد ماجد ، ونام بسرعة من شدة إجهاده.
أخرج زين هاتفه من جيبه راغبًا في الاطمئنان على روان التي تركها مبكرًا قبل الفجر ، ونزل بسرعة حتى لا تستيقظ من نومها.
بدأ بإرسال رسالة لها عبر WhatsApp
زين : وصلنا الفندق من شوية حبيبتي ..
طمنيني عليكي لما تشوفي الرسالة
بعد فترة ، أضاء الهاتف برسالة جديدة
روان : حمدلله علي سلامتكم انا الحمدلله بخير بس زعلانه منك ليه مقومتنيش اشوفك قبل ما تسافر
زين : محبتش اقلقك يا حبي .. المهم انتي بتعملي ايه من غيري
روان : مفيش قعدة انا و امي و حماتي حبيبتي نرغي شوية سوا .. قولي صحيح انت فطرت
ابتسم زين علي اهتمامها به حتي ، وهو بعيد عنها : ايوه اكلنا حاجة خفيفه و احنا في الطريق ماتقلقيش
روان : معنديش اغلي منك اقلق عليه و اهتم به
زين : تعرفي رغم اني سيبتك من كام ساعه .. بس وحشتيني فيهم اوي .. هكلمك قبل ما انام مع اني مش عارف هنام ازاي اتعودت تبقي في حضني و اشم ريحتك الحلوة لحد ما انام
خجلت روان من كلماته الرقيقة، لكنها حاولت تشجيع نفسها، فهو لا يراها ولا يسمع صوتها الأن ، فلا ضرر إن قالت ما تشعر به دون قيود الخجل : انت كمان وحشتني و صعب عليا انام و انت مش جنبي ماتتأخرش عليا و طمني عليك
زين : ماشي يا قلبي خدي بالك من نفسك لحد ما ارجع و طمنيني بكرا برسالة قبل ما تروحي الكلية
روان : حاضر هكلمك انا مضطرة اروح اشوف الاكل امي مش سايباني اقعد دقيقتين علي بعض
.. سلام حبيبي
زين : سلام مؤقتا لحد ما ارجعلك و تسمعيني كلمة حبيبي اللي طالعه حلوة اوي من شفايفك
ثم أغلق الهاتف وحاول النوم قليلاً ، لكنه لم يستطعز، فقرر الخروج من الغرفة والنزول إلى الطابق السفلي ، ليشم بعض الهواء.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في أحد المطاعم على النيل
كارمن تجلس بابتسامة سعيدة وشعرها يتطاير بفعل الريح ، كانت اية في الجمال ببراءتها ، وامامها يجلس ادهم يستمتعون بالمناظر الرائعة من حولهم ، و هم يتناول الغداء اللذيذ ، ويتحدثون اثناء الاكل.
عضت كارمن شفتيها قائلة بتردد : انا ممكن اسألك سؤال
ادهم بإرتياح : اسألي براحتك
ابتلعت الطعام في فمها ، ثم نطقت بخفوت : احم هي نادين ليه بتشرب و ازاي انت محاولتش تخليها تبطل
أمال أدهم رأسه قليلاً ، وهو ينظر إليها بتمعن ليسأل : مين قالك اني ماحاولتش؟
ثم أردف بهدوء : حاولت كتير في بداية جوازي منها لكن هي كان عجبها عيشتها نوادي وشوبنج و شرب و كانت متعودة تسهر وترجع متأخر لكن لما هددتها ان دا هيخليني اطلقها بطلتو .. ويمكن لان ماكنش في بينا مشاعر وحياتنا مختلفة جدا عن بعض يأست منها بسرعه
كارمن بترقب : يعني انت ماحبتهاش خالص
ادهم بتنهيدة : لا جوازنا كان عادي جدا اقل من العادي كمان
مدت يدها وشربت العصير في اضطراب ، وقد خشيت أن يزعجه فضولها.
ادهم بإبتسامة : فاكرة اول مرة شوفنا بعض فيها
كارمن بضحكة : اكيد فاكرة طبعا هو دا يوم يتنسي
شاركها ادهم الضحك قائلا بفضول : قولتي ايه عليا في اليوم دا؟
كارمن بخبث : عايز الصراحة
نظر إليها آدهم من زاوية عينه : بدأت اقلق
كارمن بغيظ متصنع : ماكنتش طايقاك و فضلت ادعي عليك طول اليوم .. انت عارف ان ذراعي اللي وقعت عليه فضل اسبوع في كدمة زرقه كل ما توجعني افتكر اللي عملته فيا
ادهم بغموض : وانا عمري ما نسيت احلي عيون زرقاء شوفتها في حياتي
خفق قلبها من مغازلته اللطيفة ، ولم تدرك مقصده الحقيقي قائلة بخفوت : طب ممكن طلب
ابتسم بمشاكسة : ياسلام علي الادب اومال فين كارمن العنيدة اللي احتلت اوضتي بالإجبار و ماصعبتش عليها لا انا و لا ظهري المسكين
شعرت كارمن بالحرج ، ومسحت يدها بمنشفة بعد أن انتهت من الأكل ، ووضعتها بجانبها : انا عارفه هتفضل فاكرلي الموقف دا طول العمر
ثم اردفت بمرح : شوف بقي انا وجعت ظهرك و انت وجعت ايدي كدا احنا خلصين
ابتسم لها ثم أمسك بيدها ، وهو يصنع دوائر في بطن كفها ببطء مثير لخبطها ، قائلاً بحنو : مش عايز حواجز بينا تاني يا كارمن لما تعوزي تقولي او تطلبي حاجة ماتتردديش و لا تستئذني اتفقنا
أومأت كارمن مبتسمة : حاضر
قال ادهم مستفسراً : ايه هو بقي الطلب؟
رمشت كارمن بخفة ، ثم أجابت بنبرة متوترة إلى حد ما : كنت محتاجة ادوات التصميم اللي بشتغل بها و كلها موجودة في بيت عمر و كنت بفكر ابقي اجيبهم من هناك
لم تتغير تعبيرات وجه ادهم ، قائلا بهدوء : الوقت اللي تحبي تروحي فيه قوليلي عليه .. وبعدين الفيلا دلوقتي بإسمك انتي مش بتاعت عمر
كارمن برفض : لا الفيلا و كل حاجة بتاعت ملك انا بحافظلها عليهم لحد ما تكبر بس
ابتسم لها وعيناه تتألقان بعشق ، لأنه رمي اليها تلك الكلمة وهو يعرف ان ذلك سيكون ردها ولم تخيب ظنه ، فحبه لها يزداد في قلبه كلما تعمق في معرفته بها أكثر.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند زين
بعد أن تجول حول الفندق لفترة ، خطر بباله أن يشتري هدية بسيطة لروان ، لأنه لم يشتري لها هدية زواج بعد.
أوقف سيارة أجرة متوجها إلى مكان معين. وبعد فترة وجيزة وصل إلى المكان ، ونزل من السيارة ومشى منتصبًا بجسده داخل المحل الذي بدا فخمًا ، وذو ذوقا رفيعا.
شرد برهة عندما تذكر سبب مجيئه إلى هنا ، وبدلاً من الشعور بالحنين إلى الماضي ، كان يشعر بالاشمئزاز من غبائه.
وقف زين ينظر إلى المعروضات أمامه ، لا يعرف لماذا أتى إلى ذهنه تلك الهدية الوحيدة التي قدمها لروان عندما كانت صغيرة ، كانت عبارة عن مشبك شعر رفيع على شكل فراشة.
أخذ نفسًا عميقًا ، ثم اتجه للداخل وبعد إلقاء التحية تحدث مع البائع بهدوء : لو سمحت عايز....
البائع بإحترام : تحت امر حضرتك لحظة واحدة
....: هاخد دي حلوة اوي دي يا حبيبي
قطب زين بين حاجبيه وأدار رأسه ، فهذا الصوت الأنثوى يعرفه جيدًا وقد صدق حدسه.
....: تمام حبيبتي هناخدها في حاجة تانية عجباكي
زمت شفتيها بتفكير ، ثم رفعت رأسها لكي تجيبه ، لكن عينيها اتسعت في دهشة ، محدقة في هذا الشخص الذي يقف على بعد أمتار قليلة وينظر إليها، وعيناه تعكسان مدى الازدراء الذي يشعر به تجاهها.
في حين أن الرجل الواقف معها يبدو في الثلاثينيات من عمره ، ومظهره الأنيق دليل رخاء معيشته.
لاحظ عينيها المجمدة على هذا الرجل الأسمر الوسيم الذي كان يقف بعيدًا عنهما بقليل
...: حبيبتي في حاجة انتي تعرفي الراجل دا
أومأت إليه وارتفع صوتها قليلاً ، وهي تلف أصابعها حول ذراعه بامتلاك ، وسارت معه نحو زين الذي زفر بامتعاض ، وهو يراها تتجه نحوه.
نطقت بتوتر : ازيك يا زين اخبارك ايه؟
زين ببرود : الله يسلمك يا ريهام انا تمام
ابتسمت ريهام إليه ، وقالت بفخر وغرور : احب اقدملك جلال الحديدي خطيبي من رجال الاعمال الكبار في البلد
ثم اضافت بإبتسامة : دا الدكتور زين كان زميلي في الكلية
صافحه جلال بهدوء : اهلا و سهلا اتشرفت بيك
زين بإحترام : الشرف ليا
ريهام بخبث : هو انت استقريت في مصر يا زين
لقد فهم ما قصدته عندما لاحظ أن عينيها موجهتان إلى يده اليسرى ، هو حقًا لا يعرف كيف كان يحبها في يوما ما هي تختلف عنه في كل شيء ، ولا تناسبه من جميع النواحي : لا حاليا مستقر في بلدي قنا و اتجوزت هناك كمان
ريهام : حلو مبروك ..ابقي خلينا نشوفك
اومأ اليها قائلا بفتور : ان شاء الله
جلال : فرصة سعيدة يا دكتور
زين : ميرسي جدا
قال البائع يوجه حديثه إلى زين : بعد اذنك يا فندم
زين : معاك .. عن اذنكم
تركهم يسترسل حديثه مع البائع ، لكنه سعيد رغم كل شيء بما حدث الآن ، لأنه لم يشعر تجاهها بأي شعور لا كراهية ولا حب ولا حتى ألم ، وهذا يؤكد أنها لم تعد تشكل اهمية عنده ولا تترك أي أثر به مطلقا، وأن تلك التجربة قد شفى من جراحها ، والفضل يعود إلى زوجته الشقية، التي تسللت إلى قلبه لتقلب كيانه وحياته رأسًا على عقب.
بينما ريهام تائهة في تفكيرها بزين لم يتغير ، فرغم كل ما حدث منها ، لكنه لم يسيء إليها ، فهي تعلم كم هو شهم وعالي الأخلاق.
إذ لم تكن مندفعة وإنساقت وراء تهورها في الماضي ، ربما كانت هي زوجته الآن ، لكن هذا هو قدرها وهي الآن سعيدة بحياتها ، ويبدو أنه سعيد في حياته الجديدة أيضا ، وتأمل أن يغفر لها في يومًا ما على ما فعلته به.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
جاء المساء بسرعة
كانت كارمن تجلس أمام المرأة وتبتسم بشرود ، وهي تتذكر الساعات الجميلة التي قضتها مع أدهم.
رمشت عيناها مندهشة وهي تري انعكاس ابنتها على المرأة خلفها وهي جالسة على السرير ، ممسكة بالقلم وتخربش على ورق دفتر الرسم التي أحضرته لها مريم لتسليتها.
استدارت وسارت إلى مكانها بابتسامة حيث تري ابنتها تلون الرسومات غير الملونة بألوان جميلة حقًا.
قالت كارمن وهي جالسة بجانب ملك ، وتمسح علي شعرها برقة : حبيبة ماما بتعمل ايه وريني كدا
ناولتها الورقة تقول بصوتها الطفولي : رسمة ملك
كارمن بإعجاب : الله ايه الحلاوة دي يا نور عيني
ثم أضافت وهي تحملها بين ذراعيها وتجلسها على حجرها وتلاعبها بضحكه : بقيتي تقعدي مع كتير تيته ليلي و تيته مريم و سايباني لوحدي ينفع كدا
مريم : كارمن
استدارت عينا كارمن نحو الباب الذي انفتح ، ودخلت والدتها فقالت وهي تلهث : نعم يا ماما
ليلي ببشاشة : بتعملو ايه؟
كارمن بإبتسامة حلوة : تعالي شوفي ملك بتعمل ايه
اقتربت منهما مريم التي بدت مرتبكة قليلاً ، ثم بلطف مسحت براحة يدها على شعر الصغيرة لتقول بخفوت : بقي عندنا فنانه تانية صغننه ربنا يحميها
نظرت كارمن إلى ملك بحنان ثم قبلت وجنتيها الحمراوين ، قائلة بهدوء : يارب يخليكو ليا يا ماما ..
اردفت وهي تري مريم تفرك يديها بإضطراب : بس انا حاسه ان في حاجة عايزة تقوليها صح
خفضت مريم بصرها قائلة بتوتر : هقولك بس براحة كدا مش عايزة اعصابك تتوتر .. انتي عارفه مين تحت دلوقتي مع ادهم؟
همست كارمن ، وبدأ القلق يتملكها من نبرة والدتها المرتبكة : مين يا ماما!!
مريم : عمك و ولاده
فتحت فمها بدهشة وعدم استيعاب : عمي اللي في الصعيد جه هنا
عندما رأت شحوب وجه ابنتها ، هتفت مريم بسرعة في محاولة لطمأنتها : ايوه يا حبيبتي .. بصي هما عايزين يتكلمو معانا فإلبسي و تعالي نشوف عايزين مننا ايه .. انا هسبقك علي تحت و ماتخافيش ادهم موجود معانا
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد قليل في الاسفل
نزلت كارمن والقلق يسيطر عليها ، كانت في حيرة شديدة من سبب قدوم هؤلاء الناس الآن ، بعد كل هذه السنوات ، تذكروا أن لديهم ابنة ويريدون رؤيتها
لن تنسى حزن والدها بسبب غضب والده عليه لأنه تزوج والدتها صحيح أنهم لم يتحدثوا عن هذا الأمر أمامها ، لكنها كانت تسمعهم يتحدثون عنه كثيرًا بالخفاء ، وفي كل مرة كانت تري دموع والدها تتساقط بحزن كلما تذكر غضب والده عليه ، ورفضه رؤيته حتى عندما كان يحتضر أو هكذا اعتقدت أنها لا تعرف تماما ما كان يحدث.
وصلت إلى الريسبشن الخاص لاستقبال الضيوف ، ولكن قبل الدخول ألقت نظرة خاطفة ورأت ثلاثة رجال ، بدا علي أحدهم أنه أكبرهم سناً بسبب شيب شعره ، كان وقورا في جلسته ، لكن ما فاجأها أن ملامحه كانت قريبة جداً من ملامح والدها.
بالتأكيد هذا عمها الذي لا تذكر اسمه حتى ، وبجانبه شابان لابد أن يكونا أبناء عمها ، ومعهم أدهم وليلى ومريم وهم يتحدثون ، لكنها لا تسمع شيئًا مما يقولون.
أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا لتهدئة نفسها، ودخلت برشاقة ، وخطوات متزنه عليهم.
فجأة توقفوا عن الكلام عندما رأوا تلك المرأة الفاتنة تظهر عليهم في مظهرها الهادئ خارجيا ، وقام الجميع من مقاعدهم للترحيب بها.
كارمن بهدوء : مساء الخير
قام الجميع برد التحية
مريم بإبتسامة : تعالي يا كارمن سلمي علي عمك و اولاده
احمرت وجنتاها قائلة برقة فطرية : اهلا وسهلا
همس ماجد بصوت خافت لم يسمعه سوى زين الذي كان يقف بجانبه : تصدق طلعت حلوة اوي علي الطبيعة .. بقي دي بنت عمي انا والله مش مصدق
تمتم زين بحنق ، وهو يلكزه بخفة : احترم نفسك جوزها واقف جنبك يا غبي
اقترب منها بدر ، وقال بابتسامة بشوشة : بسم الله ماشاء الله انتي اجمل من الصور بكثير
مدها يده لمصافحتها ، فرفعت يدها وصافحته بابتسامة صغيرة قائلة بتحفظ : شكرا لحضرتك
قهقه بدر بمرح : ما بلاش رسميات يا بنتي انا عمك بدر قوليلي عمي من غير حضرتك دي
أومأت إليه بخجل وهي تنظر إلى أدهم الذي كان يتابع ما يحدث دون أي رد فعل ، لكن عينيه على كارمن لم يرمش ، فكان يشعر بارتباكها ويريد بأي شكل من الأشكال طمأنتها.
أراد أن يصعد إليها منذ قليل ، لكنه حافظ على ثباته وأرسل والدتها لتخبرها بنفسها.
ادهم بثبات : تعالي يا كارمن
بدت كما لو كانت تنتظر تلك الجملة وبمجرد أن نطق بها ، توجهت بسرعة نحوه.
اضاف ادهم برزانه و هدوء : اتفضلو استريحو
جلست كارمن بجانب أدهم الذي رفع يديه خلف ظهرها ليحيطها بحماية ، وضغط بلطف على ذراعها كما لو كان يرسل رسالة صامتة بأنه بجانبها لدعمها.
شعرت بالأمان يغلف قلبها بحضوره فقط و أنها تحت كنف مسؤليته ، فالأمان العاطفي هو الذي يولد شعورًا بالحب الصادق ، ويجعله يدوم طويلاً.
جلس بدر مرة أخرى وقال بهدوء : اول حاجة يا كارمن عايز اعرفك علي الدكتور زين ابن عمتك حياة
ثم أشار إلى ماجد ، الذي قاطع كلماته ، قائلاً بمرحه المعتاد : و انا ماجد ابن عمك بشحمه و لحمه .. فاضلي السنه دي و اخد ليسانس حقوق و ابقي محامي
ابتسمت كارمن بسبب خفة ظله : ربنا يوفقك
حدق بدر في ماجد بتحذير ، ثم اتجهت عيناه إلى مريم وهي تتحدث بهدوء مع كارمن : عمك بدر كان عايز.....
قاطعها بدر قائلا بوقار : خليني انا افهمها احسن يا ست الكل
أومأت إليه مريم بتفاهم ، وجعلته يبدأ الحديث بينما كان الجميع في حالة ترقب
بدر : ....
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
في الحب لا تطلبي ملكا ً،
فالملوك على رقعة الشطرنج نقطة ضعف ..
في الحب اطلبي رجلا بقوة جيش بأكمله ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما زلنا في قصر البارون
بينما هم مجتمعون في الداخل.
نزلت نادين بغطرسة ، ولفتت أنظارها تلك الضجة في غرفة استقبال الضيوف ، والتي نادرًا ما يدخلوها.
مرت أمامها خادمة كانت قد خرجت لتوها من الداخل بعد أن قدمت بعض المشروبات والحلويات للضيوف.
أوقفتها نادين بإشارة من أصابعها قائلة بتعالي يتخلله الإستفهام : تعالي هنا ايه اللي بيحصل جوا مين اللي قعدين دول يا مروة؟
ردت مروة التي دائما ما تنقل أخبار الجميع إليها قائلة بثرثرة : الله اعلم بس باين كدا انهم قرايب كارمن هانم من الصعيد .. انا فهمت كدا من لهجتهم يا نادين هانم
نادين همست بصدمة ، وتحدثت إلى نفسها بصوت مرتفع قليلا : من الصعيد .. و ايه اللي جايبهم هنا؟
مروة بحيرة : علمي علمك يا هانم
نظرت نادين اليها في إزدراء ، ثم أشارت إليها بتكبر لكي تغادر متمتمة : خلاص يلا روحي انتي شوفي شغلك
بعد أن غادرت الخادمة ، تقدمت نادين إلى الأمام بخفة ، تتنصت من خلف الباب لتسمع ما يقال في الداخل ، ربما تفهم ما يدور من ورائها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في الداخل
إستطرد بدر حديثه بابتسامة لطيفة تليق به : شوفي يا بنتي عارف انك بتسألي ازاي وصلنا ليكي و ايه اللي جابنا من الاساس .. صدقيني احنا بقالنا سنين بندور عليكي وعلي الست ولدتك عشان نطمن عليكم ونعطيكي ميراثك من نصيب ابوكي بس ماكناش عرفين ارضيكم فين ..
تنهد بحزن وأضاف بشرح : بعد موت محمد الله يرحمه .. ابويا اللي هو جدك تعب اوي وصحته بقت ضعيفه و مابقاش بيفكر ولا علي لسانه غير انه عايز يشوفك و يرجعلك حقك ويستسمحك علي اللي حصل منه زمان .. وعرفنا من الشركة اللي كان بيشتغل فيها ابوكي الله يرحمه عنوانكم القديم لكن محدش هناك كان عارف عنوان سكنكم الجديد
كارمن خفضت عينيها ، وفركت يديها ببعض الحزن، وامتلأت عيناها بالدموع من ذكرى والدها الحبيب.
بدر بعطف : بلاش دموع يا بنتي اهدي واسمعيني
رفعت وجهها ، ونظرت إليه بعينين محمرتين من الدموع المكتومة داخلها قائلة ببحة خانقة : اسمع ايه حضرتك !! انت ماتعرفش بابا كان كل يوم بيبكي علي زعل ابوه منه و لما مرض محدش فيكم حاول يقف جنبه
بدر بأسف : والله يا بنتي ما كنا نعرف حاجة عنكم دا اخويا الكبير واكتر واحد اتقهر علي فراقه كان انا ..
تدخل أدهم في الحديث بحزم ، وهو يحاول السيطرة على أعصابه بالضغط على قبضته ، حينما لاحظ أن كارمن ترتجف ودموعها تنهمر بصمت : أأمر ايه المطلوب مننا بالظبط؟
تنفس بدر بعمق ، حيث تأثر بشدة بدموع ابنة أخته ، واستمر في حديثه : كل اللي طلبه منكم انكم تشرفونا و تيجو معنا الصعيد عشان كارمن تشوف جدها و تتعرف علي عيلتها هناك
حاولت كارمن الاعتراض ، لكنه أوقفها بإيماءة صغيرة : قبل ما توافقي او ترفضي جدك خلاص في ايامه الاخيرة ونفسه فعلا يشوفك وتسامحيه قبل موته بلاش تقسي قلبك زي ماهو قسي قلبه زمان و عاش في ندم سنين طويلة يا بنتي
ربت أدهم على ظهرها بحنان ، فنظرت إليه كارمن تفكر في هذا الموقف الذي وقعت فيه صعب جدا عليها ، وهي في حيرة حقيقية الآن ، لا تعرف ماذا تفعل ، ثم نظرت إلى والدتها التي أومأت إليها لتوافق.
مرت بضع لحظات قبل أن تأخذ نفسًا عميقًا ، لتهمس بصوت خافت : جوزي قدامك يا عمي يعني اذا وافق اسافر معنديش مانع
اعجب بدر بجوابها اللبق الذي يظهر الكثير من تقديرها واحترامها لزوجها ، وأحس بالفخر من تربية أخيه لابنته.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد عدة ساعات في جناح أدهم
كانت كارمن جالسة على السرير ، شاردة في قرارها بالموافقة على السفر غدًا إلى صعيد مصر ، بعد أن شعرت بالفضول للتعرف على أسرتها ، ورؤية جدها الذي ظل عمها يتحدث عنه طوال الجلسة ، ثم عادوا بعد بضع ساعات إلى الفندق بعد أن اتفق عمها مع أدهم على السفر معهم في الصباح الباكر.
لا تنكر انها قد ارتاحت قليلا لعمها ، فهو يبدو حنون للغاية و لكنها قلقة بشأن جدها الذي لا تعرف عنه اي شئ سوا كلام عمها عنه.
هل حقا يريد رؤيتها ويقبل بوجودها كحفيدته الآن ، بعد كل هذه السنوات ؟
غدًا ليس ببعيد وستحصل علي إجابات لكل الأسئلة التي تعصف في عقلها الأن!!
شعرت كارمن بالأمان يحاوطها بوجود أدهم بجانبها ، يساندها ويقويها بقوة شخصيته التي سيطرت على الموقف بشكل كامل ، وفي نفس الوقت أعطها كل الحرية في الرفض أو الموافقة ، وشعرت بالفخر والإعتزاز أمام عائلتها لكونها زوجته.
أدارت عينيها نحو باب الغرفة عندما انفتح ، لترى أدهم يدخل بخطوات هادئة ، ويحمل بين يديه ملك النائمة على كتفه بوداعه.
همس أدهم مبتسمًا وهو يتجه نحو السرير ، ويضع عليه ملك بهدوء حتى لا تستيقظ الطفلة : ملوكه هتنام معانا انهاردة
كارمن بدهشة : بجد .. بس كدا هتزعجك ومش هتعرف تاخد راحتك في النوم
استلقى أدهم بجانبهم على السرير ، وكان يغطّي ملك ويضم اليه كارمن من جانب كتفها : ماتخافيش علي قلبي زي العسل ..
ضحك أدهم ، ليقول بصوت منخفض : دا انا اخدتها من مامتك بالعافية .. بس وجودها وسطنا مهم لسببين
همست كارمن تتساءل بفضول : ايه هما؟
أجاب أدهم بصدق ، وهو ينظر في عينيها : اول حاجة عشان مش عايزك تحسي انك لوحدك انهاردة بعد اللي حصل و عشان انا كمان عايز احسكم جنبي و أدفي بيكم في حضني ..
ثم أضاف ، وهو يغمز لها بمكر : التاني بقي محتاجين نقوم فايقين الصبح بدري و انا مابقتش ضامن سيطرتي علي نفسي .. قدام الجمال دا كله يعني ملك هتبقي درع دفاعي ليا الليلة دي
ضحكت كارمن بخفة عندما فهمت ما يقصده ، وهمست برقة وهي تضع يدها بجرأة على صدره : يعني بعد السيطرة الفولاذية دي كلها علي نفسك طول المدة اللي فاتت .. حبكت الليلة دي تحتاج درع دفاعي لنفسك
همس أدهم ببحة رجولية مثيرة بجوار أذنيها : الاول كان ممكن لانك كنتي بعيدة دلوقتي انتي بين يدي الموضوع مختلف خالص
ازدردت كارمن ريقها بإرتباك من همسه الخطير لها قائلة بصمود ضعيف : طيب روح غير هدومك عشان ننام ورانا سفر الصبح و يوم طويل...
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في منزل مالك البارون
دخلت يسر إلى الشرفة الواسعة حيث كان زوجها جالسًا منذ بضع دقائق ، وهي لا تعرف ماذا يفعل في مثل هذا الطقس بالخارج؟
يسر بإستغراب : حبيبي انت قاعد هنا ليه الجو بدأ يبرد دلوقتي؟
حرك مالك رأسه يجيبها بعقل شارد : حاضر حبيبي هدخل دلوقتي
جلست بجانبه قائلة بتسائل : انت كنت بتكلم مع مين من شوية!!
مالك بتفكير : دا ادهم ..
تسألت يسر وهي تلوح بيدها أمام وجهه : ايه سرحت في ايه؟
رمش مالك بعينيه وقال بهدوء : بفكر في اللي طلبه مني
يسر بفضول : طلب ايه!!
اجاب مالك بحيرة : عايزني ابعت حد دلوقتي للصعيد يجيب معلومات عن اهل كارمن هناك
ضاقت عينيها بدهشة : اهل ابوها .. وبمناسبة ايه بيدور عليهم؟
مالك بتفسير : مش بيدور عليهم .. هما اللي راحو لحد عندهم .. عمها وولاده كانو عند ادهم في البيت و قابلو كارمن ..
يسر بإستفهام : و هما عايزين ايه منها!
مالك : عايزنها تسافر معهم تشوف جدها هي و امها .. علي حسب كلام ادهم و هو عايز قبل مايوصلو هناك يعرف كل حاجة عنهم وايه اللي في نيتهم خير و لا شر
يسر بإضطراب : ربنا يستر و يعديها علي خير انا بدأت اقلق
مالك بإبتسامة : خير ان شاء الله و كدا احسن الاحتياط واجب .. انا خلاص اتصلت برجالتنا و زمانهم اتحركو علي هناك
يسر بإبتسامة جميلة : تمام حبيبي ممكن بقي تقوم و ندخل جوا انا تلجت مكاني
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
صباح يوم جديد مليء بالأحداث
في قصر البارون
في جناح ادهم و كارمن
استيقظت بعد أن غفوت لفترة وجيزة من التفكير فيما سيحدث اليوم !!
فتحت كارمن عيناها ورأت أدهم نائمًا ، وملك في منتصف السرير بينهما وهو يعانقها بحماية ، فابتسمت في شكلهم الجميل.
للحظة تذكرت هذا المشهد في نفس الموقف مع عمر اغمضت عيناها و هي تدعي من أجله بالرحمة في سرها ، لولاه ما كانت لتتزوج من أدهم وربما كانت ستبقى ملك محرومة من الأبوة أيضًا ، و حتى لو تزوجت بعد عمر ، فمن يعلم هل كان سيحب ملك بقدر ما يحبها أدهم ، انه لا يحبها فقط هو الذي يعتني بها ويعوضها عن فقدان والدها ويحافظ على ميراثها.
تلألأت الدموع في عينيها بالعاطفة ، أليس هذا سببًا يكفيها لتقع في حبه ، وتسعى وراء إسعاده بكل طاقتها أيضًا؟
من الآن فصاعدا لن تحرم ابنتها من حنانه بل لن تحرم نفسها من نعيم حبه المتدفق ، ستترك مصيرها معه هو من يقودها ، هذه نعمة من الله تدعي أنها تكون قادرة على الحفاظ عليها.
ابتسمت أكثر وهي تخفض عينيها إلى خاتم زواجها الذي يزين إصبعها ، ثم تنهدت وهي تنظر إلى الساعة واقتربت من أدهم ، وتقبّل خده وتهزه برفق قائلةً بصوت خافت : ادهم يلا اصحي
فتح عينيه بنعاس ، وابتسم بلطف عندما رآها أمامه مغمغمًا بنعاس : صباح الخير
كارمن بإبتسامة : صباح النور .. اسفه اني صحيتك بس انت عارف ورانا سفر
ادهم بحب : احلي حاجة اني افتح عيني و اشوفك قدامي .. عارفه ان شكلك حلو و انتي لسه صاحية من النوم
احمر خديها بسبب كلماته المغازلة التي جعلت قلبها ينبض بلا هوادة ، ثم ابتسمت بمكر وهي ترفع حاجبيها ، مذكّرة إياه بما قاله لها من قبل قائلة بدلال : والنبي صحيح يعني مش منكوشة و شبه العفاريت
ابتسم أدهم و هو يضيق عينيه قليلاً ، وهو يربت برفق على خدها : قلبك اسود اوي مابتنسيش ابدا
كارمن بشقاوة : تؤ مش هنسهالك ابدا .. يلا بقي اتفضل قوم يدوب نلحق نفطر و ننزل علي طول
ادهم بتساؤل : هي الساعه كام دلوقتي؟
أجابت كارمن برقة : سته و نص
تثاءب أدهم وقال بنعاس : محدش بيبقي صاحي من الخدم في الوقت دا .. ممكن نفطر بأي حاجة و احنا في الطريق
كارمن بإعتراض : لا لازم نفطر هنا الاول .. شوف انا هودي ملك لماما زمانها صحيت تصلي الفجر و جهزت نفسها .. هي هتلبس ملك وانا هحضرلنا فطار سريع علي ما تلبس انت
نظر إليها نصف عين قائلا بريبة ، وهو يقرص طرف أنفها : هتعرفي تعملي فطار؟
رفعت كارمن أنفها عالياً وقالت بثقة ، وتكبر مصطنع وهي ترفع سبابتها محذرةً : انا هعتبر نفسي ماسمعتش الجملة دي لمصلحتك
أومأ أدهم برأسه متفقًا وهو يضحك على أسلوبها الفكاهي ، ثم قبلها بحب على خدها ، لتبتسم له بحبور ، وتنهض من السرير وتحمل ملك بحذر وهدوء ، لتخرج من الغرفة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد بضع ساعات مرت في الطريق إلى قنا
أدارت كارمن رقبتها للوراء للمرة التي لا تعلم عددها ، ونظرت إلى السيارة التي كانت فيها والدتها وطفلتها للاطمئنان عليهما.
أمسك أدهم بيدها ، وقال بهدوء وتعجب : ممكن اعرف ايدك متلجة كدا ليه؟
كارمن بقلق : من التوتر
ادهم بإستفهام : و ليه تتوتري!!
تحدثت كارمن محاولة إطلاق سراح ما يعصف في قلبها حتى ترتاح : غصب عني يا ادهم رايحة مكان لاول مرة في حياتي وهقابل ناس قرايبي معرفش الا حاجات بسيطة عنهم لولا وجودك جنبي انا كانت حالتي هتبقي اسوء من كدا
ضغط أدهم على يدها برفق قائلاً بحنان : الصبح بعد ما صحينا وصلني تقرير عن كل فرد له علاقة بعيلة الشناوي .. جدك راجل طيب و محبوب في البلد .. مافيش منه اي خوف و انا مستحيل كنت هوافق تخرجي من البيت لا انتي ولا مامتك ولا ملك .. واخليكم تروحوا مشوار زي دا قبل ما ابقي متأكد بنفسي ان كل الامور تمام.
ابتسمت كارمن بإتساع ، وقالت بامتنان : ربنا مايحرمناش منك و معلش بقي انا عارفه ان عندك شغل كتير و دلوقتي عطلته عشانا
ادهم بنبرة دافئة : ماتقوليش كدا انتو دلوقتي مسؤلين مني و تهموني اوي
كانت كارمن محرجة من لطفه الزائد معها ، لكنها شعرت بالارتياح من حديثه ، وحاولت تغير مسار الحديث : انت ممكن تنام شوية اكيد ماقدرتش تنام كويس امبارح
ادهم بلؤم : ايه خايفة عليا!
كارمن : طبعا لازم اخاف عليك انت جوزي وواجبي اخاف عليك
نظر إليها أدهم بتمعن : يعني مش عشان بتحبيني؟
همست كارمن بوجه محمر خجلاً : الاتنين واحد
ادهم بتنهيدة : لا يا كارمن الواجب شئ مفروض عليك ممكن بتأديه بضمير لكن مش شرط تحبيه
أسدلت عينيها في حرج من صحة كلامه ، لكنها تخجل من أن تكشف له ما تكنه نحوه في قلبها ، هي ليس بتلك الشجاعة ، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها.
أما بالنسبة له فقد غضب من صمتها وعدم تبريرها لما قالته ، واكتفى بالصمت ولم يجادل في الحديث أكثر ، ولكن من داخله شعر بالضيق لأنه أراد سماع كلمة "أحبك" منها مرة أخرى ، لكنه بدأ يراوده هاجس أنها استعجلت عندما قالت ذلك في المرة الأولى ، وربما ندمت على قولها.
همس بداخله : لحد امتي هفضل حاسس بأن في حاجز بيني و بينك يا كارمن
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
ظهرا
داخل سيارة بدر
حيث يجلس ماجد خلف عجلة القيادة ، وبدر بجانبه ، وزين يجلس خلفه ، وهم على وشك الوصول.
تحدث زين بصوت عالٍ نسبيًا بسبب تيارات الهواء القادمة من النافذة المفتوحة بجانبه : ماجد ماتنساش تنزلني عند المستشفي
بدر بدهشة : معقول يا بني هتروح الشغل دلوقتي بعد المشوار المتعب دا
زين بتفسير : لا يا عمي مش هدخل المستشفي عربيتي سايبها هناك هاخدها و اروح اجيب روان من الكلية
ماجد بمزح : يا عيني علي الشوق مش قادر تصبر لحد لما ترجع لوحدها
زين يلكزه في كتفه قائلا بقسوة متصنعه : ركز في الطريق و خليك في حالك
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد فترة وجيزة امام كلية روان
ترجل زين من سيارته ، ثم سار منتصبا في مشيته بطول قامته ، وعضلاته البارزة ورأسه المرفوع بكبرياء يليق به.
يفتقدها كثيرًا ويتلهف على رؤيتها ، لأن اليومين اللذين أمضاهما بعيدا عنها ، جعلوه يشعر بشوق جارف يقتاد في قلبه لها.
أشتاق لضحكتها وعنادها وطفولتها واهتمامها به.
دخل زين الكلية وأخرج هاتفه من جيب بنطاله للاتصال بها ، لكنه وجده نافذ الشحن منه ، ضرب جبهته بغضب لأنه نسي شحن الهاتف.
بينما كان يتجول بحثًا عن حل للوصول إليها ، سمع صوتًا أنثويًا ناعمًا يهتف باسمه.
رفع رأسه في اتجاه الصوت ليرى امرأة جميلة جاءت نحوه وابتسمت عندما وقفت أمامه وتحدثت بفرح : ازيك يا دكتور زين
زين بتعجب : الله يسلمك .. حضرتك تعرفيني!!
★★★
عند روان
في نفس الوقت خرجت روان من محاضرتها مع صديقتها وذهبا إلى الحمام ، و كان شارد عقلها قليلاً ، تفكر أنها تود العودة إلى المنزل بفارغ الصبر ، فقد أرسل لها زين رسالة في الصباح بمجيئه اليوم ، لكنها حاولت الاتصال به كثيرا بعدها ، لكن هاتفه مغلق ولم ترغب في إزعاج والدها والاتصال به ، لتسأل عن زوجها.
صاحت رنا أثناء تعديل كحلها في المرايا : انتي يا زفته بكلمك ماتردي!!
انتبهت روان من شرودها قائلة بانزعاج : ايه يا بت براحة بتزعقي كدا ليه؟
رنا بثرثرة : ما انا بكلمك و انتي في دنيا بعيدة اعملك ايه عشان ترودي
روان بنفاذ صبر : اخلصي عايزة ايه يا رغاية؟
رنا بتعجل : ابدا يا اختي خطيبي سمسم كلمني و هو مستني برا هخرج له انتي شكلك مطولة في الحمام
روان بضحكة ساخرة : خلاص اطلعيلو يا عصفورة الحب ماتشغليش بالك بيا
رنا : تمام باي يا مزة
خرجت روان بعد قليل في طريقها إلى بوابة الكلية ، لكنها فوجئت برؤية زين هناك ، وكانت سعيدة للغاية وكادت أن تتجه نحوه ، لكنها إنصدمت بسيدة جميلة تردد باسمه وتتقدم نحوه ، ثم بدأوا في الحديث ، كأنهم يعرفوا بعضهم البعض منذ فترة طويلة.
لا تعرف تحديدا ما تشعر به ، هل هو غليان في رأسها شديد الحرارة ، أو حريق في صدرها ، أو ربما كلاهما معًا ؟
بالكاد خطت خطوة إلى الأمام للوصول إليهم ، لكنها سمعت صوتًا يناديها.
★★★
عند زين
زين : حضرتك تعرفيني!!
قالت بتفسير : ايوه طبعا حضرتك مش فاكرني انا رحاب محي اخت عائشة محي .. كانت زميلة ليك في الدفعه و كنت بشوفك كتير لما بروحلها الكلية
قال زين مبتسمًا بخفة ، وهو يضع يديه في جيب بنطاله : ايوه افتكرت صحيح انتي طالبة هنا في الجامعة
رحاب بضحكة بسيطة : لا انا حاليا معيدة هنا .. انت ليك حد هنا معانا في الكلية
زين بنفس الإبتسامة : ايوه مراتي هنا في تانية تجارة
رحاب بنبرة رقيقة : تمام يا دكتور مبسوطة اني شوفتك عن اذنك لازم امشي
بالتزامن مع رحيل رحاب ، لاحظ أن روان تقف على بعد مسافة منه ، فابتسم لها بشوق ، لكن ابتسامته اختفت واستبدلت بعبوس شديد عندما رأى شابًا طويل القامة يقترب منها ، ويتحدث معها.
★★★
عند روان
.... : لو سمحتي
نطقت روان عيناها مثبتتان على زين و من تقف معه : نعم
....بأدب : انا اسف جدا علي اني وقفت حضرتك .. انا ياسر مجدي كنت معاكي في المحاضرة و كنت محتاج منك خدمة
نظرت إليه روان وهي متوجسة ، فماذا يريد منها قائلة بحذر : أأمر اقدر اساعدك في ايه!!
ياسر بحرج : بصراحة في شرح فاتتني من غير ما اكتبه فلو تسمحي تديني دفتر المحاضرات بتاعك اكتب للي فاتني و ارجعه ليكي مع زميلتك رنا هي بنت خالتي بس للاسف مالحقتهاش شكلها مشيت
تنهدت بابتسامة هادئة : و لا يهمك اتفضل وانا هبقي اخده منها المحاضرة اللي جاية
قال ياسر بامتنان وهو يأخذ منها دفتر الملاحظات : متشكر و ممنون ليكي جدا علي ذوقك
....: كل الشكر دا عشان دفتر محاضرات
كانت على وشك الرد عليه ، ولكن قاطعها ذلك الصوت الحاد الذي تميزه عن ظهر قلب ، وشعرت بخفقان قلبها يزداد عندما استدارت لتجده يقف خلفهم بوجه صارم.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في منزل الحج عبدالرحمن
ولج الجميع إلى الداخل ، وكان كل قلب ينبض بطريقة مختلفة عن الآخر.
مزيج من المشاعر المتضاربة بين الخوف والقلق والحزن والفرح.
ظهرت حياة من خلف الخادمة و هي تهلهل بفرح : يا الف مرحب بالغاليين حمدلله علي السلامة
التفت إليها ماجد وقال لها بتعب : عمتي و النبي انا سايق بقالي ساعات وعايز اكل جعان وانا هموت من العطش
وبخته حياة بيأس : يا ولد اهمد شوية و عايز تشرب المطبخ عندك روح و سيبني اسلم علي الناس
أضافت بابتسامة وهي تنظر إلى وجه كارمن ومريم واقتربت منهما وقبلتهما بمودة : منورين و الله .. انا حياة ابقي عمتك يا كارمن
كارمن بإبتسامة : اهلا بيكي يا عمتي
حياة بود : منورة والله يا ست مريم الدنيا نورت بمجيتكم
مريم بإبتسامة : ان شاء الله تعيشي يارب و اسمي مريم علي طول من غير ست
حياة : ماشي يا غالية
ثم أضافت وهي تنظر إلى أدهم : اكيد انت يا ولدي جوز بنت اخوي مش كدا
ابتسم ادهم بإحترام : ايوه انا .. اتشرفت بيكي يا حجة حياة
حياة ببشاشة : ربنا يعزك يا ابن الاصول .. مايصحش نفضل نتكلم واحنا واقفين كدا اتفضلو الجماعه جوا
أمسكت كارمن بيد أدهم ، الذي كان يحمل ملك على كتفه ، وهم يدخلون الي المندرة ، ابتلعت لعابها و هي تري رجلاً عجوزًا جالسًا على كرسي ضخم في وسط الغرفة ، تظهر عليه الهيبة على الرغم من تقدمه في السن.
ابتسامة إرتسمت علي شفتي الحاج عبد الرحمن عندما رآهما يدخلان ، وتعرف على كارمن التي وقفت بجانب زوجها و تبدو مرتبكة.
حياة بإبتسامة : الجماعه وصلو يا ابوي .. اتفضلو البيت بيتكم
وقف الحج عبدالرحمن مستقيما علي عكازه و تحدث بصوت اجش : يا اهلا و سهلا نورتو المكان
ذهب إليه أدهم يسير بثقته المعتادة ، وبجانبه كارمن التي اكتسبت الثقة منه أيضًا.
تحدث ادهم بهدوء ، وهو يصافحه : بنورك يا حج عبدالرحمن انا ادهم البارون جوز حفيدتك
الحج عبدالرحمن بوقار : يا مرحب بيك يا ولدي يارب السكة ماكنتش طويلة عليكم
ثم أردف بحبور محدقًا فى كارمن : تعالي يا كارمن انا جدك
كانت كارمن تنظر إليه بشيء من القلق ، لكنه تلاشي عندما شعرت بالحنان في صوته
تركت يد أدهم تلقائيًا وذهبت إليه ، ليعانقها لطف و محبة كبيرين ، وشعر وكأن ابنه الغالي قد عاد إليه من جديد.
سقطت دمعة واحدة من عينيه بتأثير قوي : الحمدلله ان ربنا مد في عمري وشوفتك قبل ما اموت يا بنت ولدي الغالي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند زين و روان في الجامعة
.... : كل الشكر دا عشان دفتر محاضرات
كانت على وشك الرد عليه ، ولكن قاطعها ذلك الصوت الحاد الذي تميزه عن ظهر قلب ، وشعرت بخفقان قلبها يزداد عندما استدارت لتجده يقف خلفها بوجه صارم.
ابتلعت لعابها ثم قالت بابتسامة متوترة ، بعدما لاحظت وجه زين المتجمد الذي كان يقف بجانبها ولف يده على ظهرها لتكون قريبة منه ، لتقدمهما لبعضهما البعض : احم دا دكتور زين جوزي .. و ياسر زميلي وقريب صحبتي استلف مني دفتر المحاضرات
زين ببرود : وهو مافيش غيرك ياخد منه الدفتر
حدقت روان في وجهه بصدمة من رده الوقح ، الأمر الذي أحرج بالتأكيد هذا الشاب المسكين الذي يقف كطالب يوبخه معلمه لفشله في الامتحان.
قال ياسر بحرج ، وشعر أنه إذا مر المزيد من الوقت أثناء وقوفه مكانه ، فإن هذا الأسمر الشرس قد يدق عنقه ، حيث أن مظهره لا يوحي بالخير : زي ما انت شايف حضرتك الكل مشي .. عموما متأسف و شكرا مرة تانية يا مدام روان و بعتذر لك يا استاذ زين لو عطلتكم بالاذن
هتفت روان في زين بإستنكار بعد رحيل ياسر : ممكن اعرف ليه اتعاملت بالطريقة دي معه؟
نظر إليها زين بغضب و تحدث ساخرا بصوت خفيض ، حتى لا يجذب الأنظار من حولهم ، وكان قلبه يغلي من ذلك الأحمق الذي جعلها تبتسم له بغير حق : المفروض اصقفلكم وانا شايفك واقفة بتضحكي معه .. يلا امشي قدامي علي العربية مش عايز اتهور عليكي وسط الناس
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
في منزل الحج عبدالرحمن
يجلس الجميع بعد الغداء بابتسامة إرتياح على وجوههم ، مما يعكس القلق الذي شعروا به حالما دخلوا هذا المكان لأول مرة
تكلمت كارمن مع الحاج عبد الرحمن الذي تجلس على قدميه ملك ، وهي تلعب بعكازه : جدي كفاية علي ملك كدا دي شقية جدا و مش هتزهق من اللعب
الحج عبدالرحمن ببشاشة : لا سيبيها معايا انا مبسوط بها
بدر بمزح : لو روان هنا كانت غارت من ملك علي جدها
كارمن بإستفسار : روان دي بنت حضرتك مش كدا
بدر : بالظبط روان بنت عمك زمان زين جايبها من الكلية و جايين في السكة
حنان بعفوية : طول الايام اللي فاتت مش بتتكلم غير عنك و نفسها تشوفك
تكلمت حياة وهي تنظر بذهول إلى حنان التي خرجت الآن من صمتها ، فهي منذ البداية لا تتحدث كثيرا كالعادة وتريد أن تفهم ما بها : ايه رأيكو تطلعو تغيرو هدومكو و تستريحو من السفر .. انا مجهزة الاوض بنفسي و كل حاجة زي الفل
مريم بإبتسامة : تسلم ايدك حبيبتي تعبناكي معانا
ابتسمت حياة لتقول بود : تعبكم راحة و الله ماتقوليش كدا معنديش اعز منكم
نهضوا جميعًا وذهبت كارمن لتأخذ ملك من علي قدم جدها ، ثم خرجت مع حياة ، لكن مريم توقفت فجأة عندما هتف الحاج عبد الرحمن بإسمها.
مريم بإحترام : نعم يا عمي
الحج عبدالرحمن بإبتسامة : تعالي اقعدي شوية معايا بنتي عايز اتكلم معاكي...
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في سيارة زين
نظر إليها من زاوية عينيه ، ليراها علي نفس الحال تحدق من النافذة ، وهي عابسة بشدة.
نفخ زين ، ليقول بحنق : هتفضلي ضاربة بوز كدا لحد ما نوصل و لا ايه .. بقي دا وش تقابلي به جوزك وهو لسه جاي من سفر
اتسعت عيناها بدهشة وهي تنظر إليه ، قائلة بتعجب ملئ بالاستنكار من حديثه : انت كمان هتطلعني غلطانه بعد اللي انت عملته!!
هتف زين بتحذير : احسنلك بلاش تفتحي الموضوع دا تاني خصوصا دلوقتي مش كفاية انك بتكسري كلامي
نظرت إلى الأمام ببلاهة ، مشيرة إلى نفسها ، قائلة باستنكار : نعم امتي انا كسرت كلامك يا زين قولي امتي قصرت حتي معاك
زين بتهكم : والله انتي ادري يا مدام ..
ثم اردف بجدية : احنا اتفقنا ماتضحكيش مع حد حصل و لالا
زفرت روان بنفاذ صبر : زين بلاش جنان انا مكنتش بضحك معه انت ليه مكبر الموضوع كدا .. قولتلك انه قريب صحبتي و معانا في نفس السنه .. زي ماشوفت بعينك .. ماكنش ينفع يطلب مني خدمة بسيطة زي دي و اكسفه .. دا عادي بيحصل بين الزملاء انت اكتر واحد عارف كدا
جز زين علي اسنانه ، ليقول بغضب : اوعي تفتكري حركة ان مافيش غيرك ياخد منه المحاضرة دي دخلت عليا .. انا فاهم حركات الشباب دي كويس مش مختوم علي قفايا يا هانم
أوقف السيارة أمام مدخل المنزل ، وأدار جسده نحوها ، وسمع صيحاتها بصوت هائج يملأه الضيق الشديد : وانت تسميها ايه لما اشوفك واقف قدام عيني مع وحدة و بتكلمو كأنكم تعرفو بعض من زمان .. كان ممكن برده اعملك مشكلة و احرجك زي ما احرجتني بس انا عندي ثقة فيك يا زين لكن انت ماعندكش ثقة فيا و لا في حبي ليك
بعد أن أنهت جملتها ، مدت يدها وفتحت باب السيارة للخروج ، وكانت على وشك البكاء بل انها تذرف الدموع بالفعل.
قام زين بضرب عجلة القيادة بغضب على سلوكه الفظ معها ، لكنها جعلته يفقد عقله من غيرته عليها ، فمن يقع عليه اللوم الآن ، هو أو هي؟
ترجل أيضا من السيارة ، ثم أغلق الباب خلفه بعنف ، سرعان ما خطى خطواته خلفها ، وعندما وصل إليها جرها من ذراعها بعنف ، ليلفها تجاهه قائلا بسخرية : استني هنا هو انا سواق عندك عشان تسيبيني وتمشي كدا
تأوهت هي بألم عندما إصطدم جسده الصلب بجسدها ، وتمتمت بوهن بسبب الدموع والتعب الذي أصابها : اوعي ايدك عني
نظر زين إليها بندم ، وهو يرى دموعها على خديها ، قائلا بغيظ : بلاش جنان وشغل عيال يا روان بتعيطي ليه دلوقتي؟
حدقت روان فيه بدهشة من قسوته ، ثم بدأت بالصراخ بغضب كالمجنونة ، وقد فقدت السيطرة على نفسها من برودة أعصابه ، وكما يقولون ، يمكن أن تنفجر لأدنى سبب : عشان انا خلاص تعبت منك يا زين انت واحد اناني و مستبد من الاول و انا مستحملة كل حاجة منك .. بس توصل انك تقلب الدنيا عشان ابتسمت مع زميل ليا من باب الذوق يبقي انت متوقع مني الخيانه و مابتثقش...
وضع زين يده على فمها ، ليمنعها من الاستمرار في حديثها الأحمق ، هامسا بهسيس وأنفاسه الحارة تحرق بشرتها الناعمة : اخرسي مش عايز اسمع ولا كلمة تانية و الا هدفنك مكان ما انتي واقفة سامعه
اتسعت روان عيناها بذعر من همسه المخيف ، ثم حاولت أن تخفض يده عن فمها لإبعاده عنها ، لتتمكن من دخول المنزل ، لكنه لم يتحرك مثل الجبل من مكانه.
عضت يده بأسنانها في حقد منه حتى أنه ئن من الألم واستشاط غضبًا منها ، ثم انحنى فجأة ورفعها على كتفه مثل الزكيبة ، ليمشي بها إلى الداخل ، وهي تهتف برعب حيث جفت الدموع علي وجنتها : انت اجننت يا زين ايه اللي بتعملوا دا نزلني!!!
بدأت في توجيه ضربات خفيفة على ظهره والركل بقدميها في الهواء.
زين بزمجرة : عليا النعمة لو سمعتلك صوت لا اكون ضربك .. و انسي خالص اني دكتور و متحضر .. فاتلمي و بطلي حركة خلي يومك يعدي
احمر وجه روان وهي تضع يديها على فمها ، لتمنع نفسها من نطق أي كلمة قد تؤدي بها إلى مشكلة أخرى هي في غنى عنها ، وقد استراحت قليلاً بعد أن أفرغت ما في قلبها.
بينما هو يركض بخطوات واسعه ، وهي على كتفه حتى لا يشعر أحد من المنزل بوجودهم.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في الاعلي في غرفة حياة
دخلت الغرفة ، وخلفها حنان التي أغلقت الباب عليهم ، وسارت تجلس على الكرسي بجانب كرسي حياة.
حياة بحيرة : في ايه يا خيتي من وقت ما الناس وصلو و انتي مدة بوزك شبرين قدامك ؟
اردفت بينما اتسعت عيناها بتعجب : انتي مش فرحانه اننا وصلنا لبنت اخوي!!
حنان بصدمة : ايه اللي بتقوليه دا .. اكيد فرحانه عشان عمي الحج عبدالرحمن
اردفت بتوتر : بس غصب عني معرفش ليه مقبوضة من مجيتهم
حياة بعدم فهم : يعني ايه مقبوضة يا حنان ؟
حنان بإندفاع : الصراحة يعني مش مطمنه للست مريم دي خالص .. من وقت لما شوفتها خايفة بدر يحط عينه عليها و يتجوزها
صفعت حياة على صدرها وصرخت في وجه حنان باستنكار شديد : يخرب مطنك يا وليه يا خرفانه كيف تفكري كدا ؟
حنان بغيرة : يعني انتي مش شايفها دي كأنها بنت تلاتين سنة مش جدة .. دا غير ان بنتها متجوزة اخوه جوزها يعني الموضوع مش غريب عنهم
قالت حياة بعدم تصديق ، وهي تضرب كف على كف : حقيقي انتي اتجننتي من عقلك بدر بعد العشرة اللي بينكم السنين دي هيعمل كدا
اضافت بخذلان : انا حزينه من ظنك في الناس
ثم اكملت بصرامة : و ماتكلميش كدا تاني يا حنان الكلام الماسخ دا قدام حد و لا حتي بينك و بين نفسك استغفري ربنا و استهدي بالله
حنان بتنهيدة : استغفر الله العظيم يارب
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في غرفة زين و روان
استمر في المشي ذهابا وإيابا في الغرفة بغضب ، منتظرًا خروجها من الحمام ، لأنها عندما دخلوا الغرفة وأنزلها على الأرض ، ركضت إلى الحمام و قد مر اكثر من عشر دقائق ، وهي في الداخل.
بعد عدة دقائق
فتحت روان الباب للخروج من الحمام مرتدية بيجاما مريحة ، ولكنها مجسمة على جسدها الفاتن.
بعد أن أخذت حماما سريعا أنعشها من التوتر العصبي ، والإرهاق الذي أصابها لاستعادة نشاطها الكامل.
كان زين متوتر بعدما شاهد شكلها الأنثوي الجميل ، لكنه سيطر على نفسه ، وتتمتم بسخرية : ما لسه بدري يا مدام اخيرا خرجتي
مرت روان بجانبه ، ورفعت شعرها الطويل ، وربطته حتى لا يزعجها ، ولم تهتم به كأنه لم يتكلم ، فاغتاظ من تجاهلها الواضح له.
صاح زين وهو يتبعها بنرفزة : لما اكون بكلمك تقفي وتردي عليا .. سامعة
التفتت روان إليه ، وهي تصرخ في وجهه أيضًا : انت مش ناوي تجيبها لب...ر
بتر جملتها عندما انحني عليها ، وهو يمسك وجهها بكلتا يديه ، ويقبلها قبلة عنيفة قاسية فإختل توازنها ، ووضعت يديها تلقائيا على مرفقيه تتشبث به حتى لا تسقط بسبب هجومه الضاري عليها.
لم تقاومه في البداية لأن عقلها توقف عن التفكير لبرهة ، لكنها استعادت وعيها وحاولت رفع يدها لدفعه بعيدًا عنها ، لكنه أدرك نواياها وانها تريد الهروب.
قبض علي خصرها وضغط عليه بقوة ، ويضغط على شفتها و يتعمق بنهم وشغف أكبر في تقبيلها ، ممَ جعلها تذوب في يده في لحظات وردية لم تحسب كم عددها.
كان يفرغ كل القهر الذي يكوى صدره بشفتيها ويرتشف منها شهد العسل ، لتجعله ينسي من هو.
ترك زين شفتيها علي المهل رغماً عن إرادته ، ليجعلها تتنفس ثم دفن وجهه في تجاويف عنقها المرمر ، وأنفاسه الحارة تذوبها بحرارة مثل شمعة في نيران عشقه.
همس بصوت أجش رجولي من بين انفاسه اللاهثة : سيبتك تكلمي و تزعقي و تخرجي كل اللي جواكي كفاية جنان لحد كدا كل كلامك غلط
همست بتخدر : وايه هو الصح؟
رفع زين رأسه ببطء وحدق فيها بإفتتان ، كانت وجنتاها حمراء اللون ، لذا بدت جذابة ومغرية.
تمتم زين بغيظ : يا غبية افهمي انا بحبك وبغير عليكي من اي حد
رددت روان ببلاهة وعدم استيعاب ، وشعرت أن قلبها ينبض من الفرح : بتحبني!!
زين بشبح ابتسامة على فمه : مش بقولك غبية انا مقصدتش اجرح كرامتك و لا اتهمك ولا اقدر اشك فيكي .. انتي القلب الطاهر اللي شفي كل جروحي بس انا بغار عليكي اوي .. عارف اني زودتها مع الواد زميلك بس حسي بيا انا راجل و بحب مراتي ماقدرش ابقي بارد و اعديها من غير ما انفعل شوية
روان بحزن : وماقولتش كدا ليه و احنا في العربية
زين بندم : كنت متعصب اوي انا فعلا اناني زي ما قولتي مش عايز حد يقربلك او يبصلك حتي
اردف بزمجرة : مايغركيش اني دكتور و تعليم عالي و الشويتين دول .. انا في الاول و الاخر راجل بيعشق و يغار و مش شايف غير اللي مجننه امي من يوم ما اتجوزتها
هربت منها ضحكة عالية بسبب كلماته ، وهي تشعر بمدى سيطرتها على مشاعره بهذا الإعتراف.
همست روان له دلال ، بعثر كيانه وهي تلف يديها حول رقبته ، وتضم جسدها على جسده اكثر : حقك عليا يا قلبي انا كمان والله بغير عليك
اردفت في سخط فجأة ، وهي تبتعد عنه وتضع يديها علي خصرها : ماقولتليش تطلع مين دي اللي كنت واقف معها يا سي زين؟
قهقه زين على كلامها وتحولها من رقة إلى عنف في ثوانٍ ، ثم أجاب ببساطة : دي معيدة في الجامعه عندك و اخت زميلة كانت معايا في طب .. جت تسلم عليا وراحت لحالها بس كدا
روان بمزح : اذا كان كدا براءة
تحدث زين وهو يتنهد الصعداء : الحمدلله عديت من الامتحان الصعب دا علي خير
ضحك الاثنان بشدة حتى اختفت الابتسامة عن وجه روان التي صاحت بدهشة : اومال فين بنت عمي انا نسيتها خالص؟
ضرب جبينها برفق قائلاً بمرح : لسه فاكرة تسألي عنها دلوقتي اكيد وصلت مع ابوكي قبل ما نيجي بكتير
تمتمت روان بتعجب وهي تنظر إليه بغيظ : غريبة مالمحتش حد و انت شايلني زي الشوال لحد هنا
زين بضحكة : هموت من كلامك يا بنت الايه انتي اعقلي
اخرجت لسانها وهي تلاعب حاجبيها بحركة مضحكة ، ثم قالت برقة مقصودة : لا مش هعقل قبل ما اجننك يا روحي
أمسكها من خصرها وجذبها حتي التصق جسده بجسدها حيث وجهها الخجول بات قريبًا جدًا من وجهه : انتي خلاص جننتيني و اخدتي قلبي و عقلي و روحي وفلوسي وصحتي حياتي كلها ليكي
نظرت إليه بابتسامة عاشقة تزين ثغرها ، بينما قلبها يدق مثل الطبول ، ثم همست بشرود في ملامحه : وحشتني
جلس زين على حافة السرير خلفه ، وجعلها تجلس علي قدميه ، قائلا بصوت هامس في أذنها : مش اكتر مني
همست بدلال : تؤتؤ انا اكتر
جعلها تستلقي على السرير فجأة ، ثم إشرف عليها بجسده الضخم قائلاً بنظرة ماكرة : اثبتي كلامك بالفعل
"زين"!!
همست روان باسمه في إستحياء ، وارتباك من حركته المفاجئة ونظراته المتفحصة لها.
"ويلاه" إن نطقها لأحرف اسمه لم يبعثر فؤاده فقط بل كيانه بأكمله ، وكانت هي الشعلة التي توهجت بها مشاعره اليها ، ولن تنطفئ إلا بقربه منها.
ابتهجت أساريره حينما وجدها تلف ذراعيها حول رقبته بخجل و رقة ، ليقترب أكثر فأكثر حتى لامست أنفاسه الساخنة وجهها.
ابتلع زين لعابه بتوتر ، وهو يجول بعينيه على كامل وجهها ، ثم صوب نظراته في نقطة معينة ، وبدأ بتقبيل شفتيها قبل صغيرة ببطء حتى استجابت له بخجل ، ليقتحم شفتيها التي اشتاق لها في بضع دقائق يقبلها بشغف وشوق ، لكنه فجأة أصيب بالجنون عندما شعر أن شفتيها الناعمتين تحاول التناغم مع شفتيه بقلة خبرة أفقدته رشده كلياً.
نزل زين إلى رقبتها ، ووزع عليها قبلاته ، خلال ذلك بدأ في خلع قميصه عنه جسده ،
كادت تذوب في يديه بسبب الخجل من قبلاته ، بينما يقبل كل إنش منها ببطء وعشق شديد ، لتنصهر كل حصونها الضعيفة وتطوق رقبته مع العبث في شعره بهذيان.
وتتركه يحكي عن اشتياقه إليها ، وحرمانه من النعيم من قربها وهي بين ذراعيه على طريقته الخاصة ، وهو يقبل كل شيء فيها بلهفة ، لعله يستطيع الإرتواء منها ، لكن كلما اقترب اكثر ، زاد شوقه للمزيد اكثر وأكثر.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في غرفة ادهم و كارمن
خرج من الحمام يجفف شعره بعد أن أخذ حمام منعش من عناء السفر.
رأي كارمن تجلس على الكنبة أمام السرير العريض في وسطه ملك نائمة بكل براءة ، وتحتضن لعبتها الصغيرة.
ابتسمت كارمن بحبور عندما وجدته يمشي باتجاه الطفلة الصغيرة ، ويقبل شعرها بحنان ، ويدثرها جيدا ثم مشى نحوها ، وجلس بجانبها علي الأريكة.
همس أدهم وهو يعطي المنشفة لكارمن ، وانحنى قليلاً بجزعه ، فأمسكتها وبدأت تجفف شعره بلطف : ايه يا حبيبي ليه مانمتيش شوية ؟
رفعت كارمن كتفيها بعدم معرفه قائلة ببساطة : مجاليش نوم
ادهم بهدوء : لازم بتفكري في حاجة؟
وضعت المنشفة على حافة الأريكة ، ثم التفتت إليه واستلقيت في حضنه ، لف إحدى ذراعيه حولها ، وبدأ بالأخرى في المداعبة خصلاتها الناعمة بحنو.
كارمن بسرور : مبسوطة اني جيت وحاسة اني مرتاحة اوي .. جدي طلع طيب و حنين زي انت ما قولتلي
ادهم بإبتسامة : يارب دايما مبسوطة .. انا كمان حسيت بيك كان باين عليكي لما اندمجتي بسرعه في الكلام معهم.
أومأت برأسها قائلة بهدوء : طلعو كلهم ناس طيبين .. وكمان انا فكرت واحنا في الطريق لهنا اكيد بابا لو عايش كان هيفرح بمسامحة و رضا ابوه عنه و انا عايزة بابا يبقي مرتاح في قبره لما يعرف اني سامحت جدي ..
اضافت بتساءل : بس اللي محيرني يا تري جدو عايز ماما في ايه؟؟
ادهم بثقة : اكيد هيصالحها
اردف بفخر واعتزاز : بس عارفه انك عجبتيني جدا لما لاقيتك واقفة بثقة .. كنتي قوية في وقت حد غيرك كان ممكن ينهار او الخوف يسيطر عليه بس انتي اتعاملتي مع الموقف بشجاعه و لباقه
كارمن بتنهيدة شاردة : انا مش قوية ابدا بالعكس انا ضعيفه اوي .. بس من يوم ما بابا سابني انا وماما لوحدنا بقيت بكتم مشاعري جوايا .. ماما كانت ليا اب وام مع بعض .. كان لازم انا كمان احاول اعملها حاجة كنت بذاكر كتير و مش بخرج مع اصحابي و مش بتعامل مع حد ولحد ما وصلت سن 17 سنه كان شعري قصير جدا .. بس لما دخلت الجامعه بدأت اسيبو يطول شوية.
نهضت كارمن من عناقه ، ثم رفعت بصرها إليه ، فوجدت عينيه مثبتتين عليها ، وتلمعان بحب.
اعتدلت في جلستها بشكل مريح قائلة بصدق : انا مبسوطة اكتر بوجودك انت معايا وسطهم .. قوتك انت خليتني اواجهه من غير خوف
ابتسم ابتسامة عريضة، وسحبها على صدره ثم تحدث بصوت هامس ، وهو يربت برفق على ظهرها : يا قلبي مفيش شخص قوي طول الوقت كل واحد له لحظة ضعف .. بس المهم انه يبقي حواليه ناس بيحبوه عشان يطمن بدعمهم.
حل الصمت بعدها قليلا ، وبعد مدة شعر بإنتظام أنفاسها على صدره ، فعرف أنها قد نمت ، فظل على وضعه حتى لا يقلقها ، وبعد فترة وجيزة نام هو الأخر.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند زين و روان
توسدت صدره وعيناها مغلقتان ، منهكة قليلاً
لا شيء يكسر الصمت الذي يحيط بهم سوى أنفاسهم السريعة و التي بدأت تهدأ تدريجياً ، بعد انتهاء تلك العاصفة المليئة بالمشاعر بينهما.
سمعت همسه الحنون في أذنها ، وهو يشد من ضمه اليها اكثر علي صدره : مبروك يا حرم الدكتور زين الاسيوطي
ردت روان بينما تحمر خجلاً ، وتمرمغ وجهها أكثر في صدره ، وغطت جسدها بالكامل تحت البطانية بحياء خجول : الله يبارك فيك يا حبيبي
زين بضحكة : ارفعي وشك طيب هتفضلي مستخبيه تحت اللحاف كدا .. بتخبي ايه ما خلاص كل شئ انكشف و بان
وخزته في الجنب بحرج : زين لو سمحت بطل قلة ادب
تأوه زين بوجع طفيف ، وقال ضاحكًا : بهزر خلاص ماتزعليش .. تعرفي اني مبسوط من اللي حصل دا
روان بعدم استيعاب : اللي هو ايه؟
زين بمكر : خناقنا سوا .. يا سلام لو كل مرة ينتهي النهاية دي .. هتخانق معاكي كل ساعة
قالت روان وهي تحاول النهوض من بين ذراعيها بصوت خفيض : احم انا هقوم اخد شاور
أمسكها من خصرها لمنعها من الحركة قائلا بخبث : اجي معاكي
شهقت روان وقالت بعبوس : تيجي معايا فين هو انا طالعه رحلة
رفع حاجبيه ليقول ببراءة خادعة : انتي الخسرانه حبيت اعرض خدماتي واساعدك يمكن تحتاجي حاجة كدا و لا كدا
روان بزمجرة : بس بقي يا زين عيب كدا
زين بصدمة : ايه هو اللي عيب يا هبلة انا جوزك لحقتي تنسي
روان تكاد تبكي بسبب جرأته ، و بدأت بالتحرك في محاولة للهروب من قبضته : يخربيت كلامك دا منظر دكتور محترم دا ازاي
ضحك زين بخبث : دكتور مع الناس كلها بس معاكي انتي .....
همس لها بالكلمة الأخيرة في أذنها ، فإنصبغت وجنتاها من فرط الخجل ، وضربته في بطنه بكوعها وركضت إلى الحمام ، وهي تلف نفسها في ملاءة السرير دون أن تفكر فيما سترتديه عندما تخرج.
بعد عدة دقائق
خرجت روان وهي تنظر إلى الأسفل في حرج ، وتلف جسدها الرشيق بمنشفة فقط ، وشعرها مبلل قليلاً ويتساقط منه قطرات على رقبتها.
لمحت زين يتوسط الفراش بكسل كما تركته ، بينما هو يتأملها بنظرات لامعة وثاقبه بابتسامة محبة على وجهه ، ثم أشار إليها بإصبعه حتي تقترب منه ، لكنها همست قائلة بعقل مشوش : لحظة هلبس هدومي و اجي
هز رأسه بصمت مستنكرًا ، مصرًا عليها أن تأتي إليه.
تنهدت روان في إحباط من إصراره ، وسارت بخجل إلى السرير قبل أن تتمتم بخفوت : جيت اهو في حاجة!!
وضع زين يده على المكان الفارغ المجاور له علي السرير مبتسما بمكر : اقعدي و خلي ظهرك ليا
علقت عيناها إلى السقف بحيرة من طلبه ، لكنها نفذته دون اعتراض.
اقترب منها اكثر ، لتنبعث حرارة جسده الملتصق بها في انحاء جسدها ، ثم رفع يده لإزاحة شعرها إلى جانب واحد.
أغمضت عينيها عندما هبط برأسه ، وشعرت بشفتيه تقبل رقبتها من الخلف بطريقة بطيئة.
بعد ذلك شعرت بشيء بارد يلامس عنقها.
أنتهى من إغلاق السلسلة خلف رقبتها ، فأنزلت رأسها قليلاً ، ثم شهقت مندهشة من جمال الفراشة التي كانت تزين عنقها.
أمسكت بها تلامسها بأصابعها ، واستدارت بجسدها اليه قائلة بسعادة : الله حلوة اوي دي بتاعتي
أومأ زين إليها وهو يتأملها وعيناه متلألأتان بعشق وابتسامة محبة تحتل شفتيه : ايوه يا قلبي
روان بابتسامة جميلة جدا قالت بدلع : تعيش وتجيبلي يا زيون ربنا يخليك ليا
زين بإستنكار : ايه زيون دي!!
تنحنحت روان بحرج : بدلعك ايه مش حلو!!
زين بنظرة خبيثة أوشك علي تقبل ذقنها : منك انتي حلو بس لو اخره ياء هيبقي احلي جربي تقوليها كدا
دفعته روان من كتفه بتذمر طفولي : زين وبعدين معاك بقي .. هي السلسلة دي بمناسبة ايه ؟
زين بإبتسامة حنونه : ممكن تعتبريه عربون صلح
روان بذكاء : معني كدا انك لسه هتجيبلي حاجة كمان!!
زين يمسح إبهامه على خدها قائلاً بحب : انتي اطلبي اي حاجة و انا هنفذها
غمغمت روان بتفكير : اطلب اي حاجة اي حاجة
أومأ إليها في صمت
نظرت إليه روان ببراءة وقالت برجاء : عايزة اروح البحر بقالي كتير اوي ماشوفتوش
همس زين متظاهرًا بالدهشة : ايه دا هو انا غلطت اوي كدا!!!
روان بتحذير : زين بطل رخامة
ضحك زين على أسلوبها قائلا بقلة حيلة : ماشي يا ست روان اوديكي البحر .. عايزة حاجة تانية؟
قبلته علي خده برقة وأردفت بدلال : هبقي أفكر واقولك .. حبيبي يا ناس
حدق بها زين بتردد : عايز اقولك حاجة بس من غير تزعلي؟
نظرت إليه روان بقلق لتسأل : حاجة ايه!!
أجاب زين بجدية : و انا بشتريلك السلسلة قابلت ريهام
رمشت روان ، وقالت بعدم فهم : تطلع مين ريهام دي؟
زين بصوت أجش : اللي حكيتلك عنها في بداية جوازنا
صُدمت روان وتحول وجهها إلى شاحب جدًا مما سيقول بعد لحظة ، ثم همست بريبة : و بعدين!!
زين بإستغراب : ليه خوفتي كدا؟
خفضت عينيها عن عينيه ، وتمتمت بإرتباك : لا انا ماخوفتش كمل كلامك
رفع زين ذقنها برفق قائلا بحنان : روان بصيلي انتي دلوقتي مراتي يعني كل حاجة في حياتي من حقك تعرفيها و تشاركيني فيها مش كدا
روان بخفوت : ايوه
استكمل زين حديثه : انا كنت واقف في محل الدهب و لاقيتها جاية هي و خطيبها و سلمت عليا
روان بفضول : طيب قولته ايه لبعض؟
زين ببساطة : كلام عادي ومحدود
ابتلعت روان بتوتر وشعرت بألم خفيف في معدتها : و انت حسيت بإيه لما شوفتها؟!!
زين : .....
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
في غرفة زين وروان
ابتلعت روان بتوتر ، وشعرت بألم خفيف في معدتها ، وسألت بتردد : و حسيت بإيه لما شوفتها؟
رد زين بصدق مليء بالعاطفة ، وهو ينظر في عينيها البريئة : حسيت ان ربنا راضي عني و بيحبني عشان رزقني بزوجة زيك وبحمد ربنا انه خلاني امر بالتجربة دي .. عشان اعرف قيمتك انتي دلوقتي و اعرف قد ايه انا بحبك يا روان
إلتمعت الدموع في عينيها ، وتهدجت نبرة صوتها من فرط تأثيرها بكلماته الجميلة : بجد يا زين
اومأ زين اليها قائلا بترقب : روان عايز اعرف انتي مسمحاني علي اللي فات و لا لسه شايلة جواكي مني
شعر قلبها بالراحة بسبب حديثه اللطيف ، لذا عادت إلى أسلوبها المشاكس مرة أخرى وتظاهرت بالتفكير : اديني شوية وقت افكر و رد عليك
زين بحب : عمري كله تحت امرك و ملكك
غمغمت روان بشرود في ملامحه التي تعشقها وتحافظها مثل اسمها : طب انا لو حابة اعاقبك هقدر ازاي بعد كلامك الحلو و تصرفاتك دي قلبي مايطوعنيش ..
ثم وضعت يدها على ذقنه المنمقة و أستطردت بصوت هامس : زين انت حب طفولتي و مرهقتي وشبابي وعمري كله .. عارفة ان جوازنا كان تقليدي .. و صدقني ماكنتش منتظرة منك كتير بس كان عندي امل في ربنا انك تحس بيا و تديني فرصة .. اوريك قد ايه انا بحبك بجد .. انا مسمحاك والله
ضمها زين بين ذراعيه قائلاً بهمس حاني : بحبك اوي يا روان و مش عايز غيرك و بشكر ربنا و بحمده علي انه كرمني بإنسانه قلبها حنين وبتقدر تسامح و روحها حلوة و اجمل وحدة في عينيا أنا مش بحبك بس انا بتنفسك
همست روان وعيناها مغمضتان داخل احضانه الدافئة التي بالنسبة لها تمثل النعيم بحد ذاته : و انا بعشقك يا زين اكتر من كل حاجة في الدنيا
قبل زين جبينها بحب قائلا بهدوء : قلبي انتي تعالي ننام شوية قبل ميعاد العشاء
روان بخجل : هنام كدا اصبر البس حاجة بس
همس بنبرة تملُّك ، ولفها جيدًا في أغطية السرير بين ذراعيه : و انتي في حضني ماتقوميش لأي سبب
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في مكان اول مرة نذهب اليه
داخل شقة في احدي الاماكن الراقية
نادين تستلقي براحة بين ذراعي قاسم ، وهي تعبث صدره بعد عاصفة
من الأفعال المحرمة.
قبل قاسم وجنتها بعمق قائلا بإبتسامة : كنتي وحشاني بشكل فظيع يا حبي
همست بغنج : انت اكتر يا قلبي
قاسم بلهفة : اخيرا قدرت اشوفك ليه كنتي غايبة عني كل الفترة دي
نادين بتبرير : ما انا قولتلك في التليفون العين مفتحة عليا جامد من يوم ما اتجوز البيه و انا مستحيل اعمل حاجة تخليه يشك فيا .. دا انا لما بجيلك كدا بلف كتير قبلها بالعربية .. عشان اتأكد انه مش مخلي حد ماشي ورايا
قاسم بخبث : برافو عليكي بحب فيكي ذكائك يا روحي
نادين بنظرة مغرية قائلة بهمس انثوي : ذكائي بس اللي بتحبه
عض علي شفتيه قائلا بوله : كل حاجة فيكي بعشقها
نادين اعتدلت في نومها وقد أشبع غرورها بكلماته ، لتقول بجدية : لازم ابقي حريصة طول الوقت و اتوقع كل حاجة .. ادهم مش سهل لو حب يعرف انا بروح فين هيعرف
قاسم بإستفهام : طب ازاي جيتي و انتي قلقانه كدا
ردت نادين بخفوت : عشان سافر الصبح وهيغيب كام يوم مافيش في القصر غير امه وانا بس
نظر قاسم بجرأة إلى جسدها ، وقال بشغف : يعني ينفع تباتي معايا انهاردة
هزت نادين رأسها وقالت برفض على الفور : لا طبعا ماينفعش ابات برا هتكشف علي طول يا حبيبي .. ممكن نشوف بعض كل يوم لحد مايرجع .. و بعدين انت ماقولتليش ليه خليتنا نقابل هنا ؟!
قاسم بنبرة خبيثة لم تدركها نادين تحمل بين طياتها الكثير من المؤامرات : دي شقة واحد صحبي اخدت مفاتيحها منه .. ماكنش ينفع نتقابل في شقتي اختي قاعدة عندي اليومين دول و انا ماصدقت انك قولتي انك جاية كان لازم اتصرف بسرعة
استندت عليه وهي تقبل شفتيه بخفة ، قائلة بدلع انثوي : بحبك
ومضت عيون قاسم بشكل خبيث وهو يرفع الغطاء عليهما : و انا بموت فيكي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
مساءا في منزل الحج عبدالرحمن
يجلس الجميع حول المائدة ، ويأكلون العشاء في أجواء مليئة بالسعادة والسرور
حياة بتساءل : فين مامتك يا كارمن؟
كارمن بهدوء : طلعت اشوفها من شوية لاقيتها نايمة محبتش ازعجها اكيد تعبانه من مشوار السفر
حياة ببشاشة : ماشي حبيبتي انا هبقي اطلع اطمن عليها يمكن تصحي و تجوع بليل
الحج عبد الرحمن بحنان : كلي يا بنتي انتي مكسوفه و لا ايه
كارمن برقة : لا يا جدي والله باكل اهو
حياة بتأنيب : قولها يا ادهم يا ولدي تتغذي كويس .. انتي نحيفة اوي يا حبيبتي
ابتسم ادهم بمكر : اصلها خايفة جسمها يتخن و أبص برا
ضحكوا جميعًا ، لكنها نظرت إليه بتوعد.
بدر بهدوء : لالا ادهم ولد اصول مايعملش كدا
تحدث ادهم برزانة : تسلم يارب من اصلك الطيب
الحج عبد الرحمن بإبتسامة : الحمدلله انا دلوقتي مطمن اني هسيبك في عصمة راجل جدع و معدنه اصيل
ابتسم ادهم بإحترام : الله يخليك و يبارك في عمرك يا جدي
كارمن : ربنا يديك طولة العمر يا جدو
الحج عبد الرحمن : تسلم يا ولدي و تعيشي يا قلب جدو
صرخت روان مصدومة : خياااانه .. انت بتتغزل في وحدة غيري يا جدي دي اخرتها
انفجر الجميع ضاحكين على تلك الفتاة المجنونة التي دلفت مثل صاروخ الي غرفة الطعام مع زوجها.
حنان بتوبيخ : يا بنتي اعقلي ايه اللي بتقوليه دا؟
نظر زين إلى السقف مغمغمًا بمزاح : مفيش فايدة قدري ياربي و رضيت به
روان بهمس متواعد : قدرك ماشي خليك فاكرها
أشار بدر اليها وقال : تعالي سلمي يا روان علي بنت عمك
نهضت كارمن مبتسمة ، وانتظرت روان التي وقفت امامها و هتفت بإعجاب : ايه العيون الزرقه القمر دي ماشاء الله انتي حلوة اوي انا روان
اتسعت ابتسامة كارمن لتلك المرحة ذات القامة الطويلة عنها قليلاً ، ثم رفعت وجهها اليها لتقبيل خديها قائلةً بحبور : انتي احلي حبيبتي تسلمي .. ما انا عارفه بسمع عنك من وقت ماجيت وكان نفسي اشوفك
دعتهم حياة قائلة بهدوء : لا سلام علي طعام .. اقعدو يا ولاد يلا عشان تكملو اكل و بعدين اتكلمو زي ما انتو عايزين
وهكذا مر اليوم بسعادة غامرة في القلوب وراحة طغت على مشاعر الجميع ، بعدما كانت بدايته مليئة بالفوضى والقلق والحزن والشجار.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
كانت تمشي حافية القدمين على شاطئ البحر الذي تحبه كثيرا، وتفكر بعقل شارد ، لكن شيئًا ما لفت انتباهها جعل عينيها تتسعان بدهشة ، وهي تراه على بعد أمتار قليلة منها.
يجلس عمر على الرمال ، وكالعادة التي يحب فعلها دائما يرسم على الرمال.
لم تصدق أنه موجودًا أمام عينيها ، وكانت تخشى أن يكون مجرد طيف وسيختفي ، فركضت إليه وصرخت باسمه ، وعندما وصلت إليه كان يحدق بها، فوقفت تلهث في مكانها من الركض.
عمر بإبتسامته العذبة : قربي ماتخافيش يا كارمن اقعدي جنبي
جلست كارمن على الرمال بجانبه ، تاركة مسافة بينهما ، مضطربة قليلاً من آثار المفاجأة ، ثم همست بصدق : وحشتني و كان نفسي اشوفك يا عمر
عمر بمحبة : وانتو كمان كلكو وحشتوني و ملك وحشتني اوي
كارمن بإبتسامة : طمني عليك
قال عمر بتنهيدة وهو ينظر إلي البحر : انا كويس اوي و مبسوط بس ناقصني وجودكم معايا .. لكن انا مطمن عشان انتي مش لوحدك دلوقتي و مابقتيش خايفة زي الاول
نظرت كارمن إليه قائلة بإستفهام : ليه عملت كدا يا عمر ليه؟
قال عمر بنبرة حزينة يكتنفها الغموض : بكرا هتعرفي بس انتي حبيتي ادهم .. مش هنكر ان دا بيوجعني بس هتكون انانية مني لو هنبسط بوحدتك سنين عمرك الجاية وانتي عايشة علي ذكري زوج ميت كنتي متعودة علي وجوده في حياتك بس محبتهوش
خفضت عينيها وقالت بدموع : سامحني يا عمر لو خذلتك بس دا مش بإيدي .. حاولت امنع نفسي بس انا ماقدتش محبوش
عمر بإبتسامة حنونه : انتي محبتيش غيره يا كارمن وانا مرتاح ان ادهم معاكم هو هيعرف يحميكم احسن مني ومن اي حد .. اهم حاجة بنتي خدي بالك منها واحكيلها عني وفكريها بيا دايما
ثم قال مردفًا : خدي حذرك من الثعابين اللي بدأت تخرج من جحورها و مش ناوية الا علي كل شر ليكم
لم تستطع فهم ما قاله لها ، ثم بعد برهة رأت عمر فجأة يختفي من أمامها ، ولم يعد له أثر.
في غمضة عين ، وجدت نفسها في مكان مختلف تمامًا
تقف في وسط حديقة واسعة جدًا مليئة بالنباتات الخضراء والورود الملونة والأشجار ، ثم رأت أدهم وملك يضحكان ويلتفان حولها وهما يلعبان بمرح.
لم تستطع أن تكتم ضحكتها علي منظرهما معًا ، لكن ابتسامتها اختفت عندما رأت الورود والنبات الأخضر يذبل ، وظهرت العديد من الثعابين من الأرض ملتفة حول أقدامهم.
★★★
فزعت من نومها وهي تطلق صرخة تشق حلقها ، لكنها كتمتها بسرعة حتي لا تقلق الصغيرة وزوجها النائمين بجوارها.
جلست متكئة على مرفقيها وتلهث بشدة وتصبب وجهها عرقا ، تتذكر أحداث ذلك الحلم الذي تحول إلى كابوس مروّع هشم قلبها.
نظرت إلى ملك تلقائيا ، ثم انحنت وقبلت يدها الصغيرة حنان ، ودموعها تنهمر على خديها في خوف.
ضمتها إلي صدرها وهي تغطيها جيدًا ، وأمسكت بيد أدهم الغافي بهدوء وهي ترتجف ، ثم رددت بصمت بعض الآيات القرآنية لطمأنة روحها وحاولت العودة للنوم مرة أخرى ، لأن الوقت كان لا يزال مبكرا.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
صباح يوم جديد
في غرفة زين و روان
كانت روان تململ في نومها ، وهي تمسح بأناملها على خدها ، ثم بعد برهة تعود مرة أخرى منزعجة من تلك اللمسات الخفيفة التي تمشي على وجهها.
غمغمت روان مستاءة ، وهي تفتح جفنيها بتكاسل ونعاس ، لاستكشاف ذلك الشيء المزعج الذي يؤرق نومها الهادئ.
اصطدمت عيناها البندقية مباشرة مع عسليته اللامعة ، التي كانت تحدق بها بحب ، وابتسامة احتلت فمه حيث تمكن من إيقاظها أخيرًا.
قبل زين وجنتها الناعمة ، وقال بصوته الأجش : صباحية مباركة يا عروستي
لانت تعبيرات وجهها بإبتسامة خجولة ، ثمّ همست ببحة مغرية من آثار النوم أرهقت قلبه كثيرا : الله يباركلي فيك يا قلب العروسة و روحها
دفن زين رأسه في تجاويف رقبتها ، يستنشق شذاها الطيب ، يهمس بأنفاس ساخنة تلفح عنقها : اااااخ من دلعك للي هيكون سبب رئيسي في ان قلبي يقف نبضه
حاولت روان النهوض قائلة بإرتعاب : يا ساتر يارب بعد الشر عليك .. ايه الكلام الفظيع اللي بتقوله علي الصبح دا؟
وضع زين إصبعه على فمها وقال في نفس الهمس المثير : اسكتي ماتبوظيش اللحظة الرومانسية دي وبعدين في حل واحد يرجع قلبي يشتغل تاني
ضحكت روان متمتمة بخفوت : وايه هو بقي يا دكتور ؟
حدق في شفتيها الشهية بنظرة غامضة ، ثم إقترب فجأة وسرق منها قبلة خاطفة ، ثم عاد يحدق في ملامحها بحب قائلا بصوت مبحوح : كدا قلبي رجع يدق من تاني
احمر خديها أكثر ، قائلة بتلعثم : وسع بقي .. عايزة اخد دوش وانزل اشوف بنت عمي .. مش هروح الجامعة انهاردة عشان مالحقتش اقعد معاها امبارح
ضحك زين متمتمًا في سخط : انا بدأت اغير منها هي هتاخدك مني من اولها كدا
أمسكت وجهه بين راحة يدها الصغيرة قائلة بدلال ممزوج بالحنان ، وهي تلامس طرف أنفه بأنفها : يا قلبي هي شوية و هترجع بيتها وهفضل ليك لوحدك خالص
زين بإبتسامة جانبية : بتثبتيني يا لمضة ماشي يلا قومي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في الاسفل
بعد أن تناولوا الفطور ، وقاموا من على طاولة الطعام ، حاولت كارمن الإمساك بالأطباق لمساعدة عمتها ، لكن حياة صاحت عليها قائلة : سيبي يا حبيبتي اللي في ايدك مايصحش
كارمن بضحكة صغيرة : عادي يا عمتو بساعدك
حياة بإستفهام : طيب يا قلبي .. امك فين دي من امبارح ماكلتش لما طلعتلها لاقيت صنية الاكل كيف ما هي
كارمن بحيرة : والله ماعرف ايه اللي جرالها حاولت معها من شوية عشان تنزل تفطر كمان بس مش قادرة
حياة ببشاشة : خلاص يا حبيبتي انا هحضرلها فطار و اخليها تاكلو من ايدي
كارمن بإبتسامة : تسلمي يا عمتي تعبينك معانا
حياة بود : تعبكم راحة يا ست البنات معرفش فين البت روان اتأخرت في النزول ليه هي كمان!!
★★★
صعدت كارمن إلى الطابق العلوي ، راغبة في معرفة ما حدث لوالدتها ، فعندما ذهبت إليها قبل الإفطار ، كان أدهم معها فلم تفهم منها شيئًا.
وجدت شخصًا ظهر في وجهها دون سابق إنذار.
...: قفشتك
أطلقت كارمن صرخة الذعر مما حدث قائلةً بخوف : خضتيني يا روان اخس عليكي
روان بشقاوة : سلامته الجميل من الخضة
كارمن بخفوت : بكاشة اوي
ضحكت روان بخفة لتقول بمرح : بنت حلال كنت لسه بدور عليكي عشان استفرد بيكي و نرغي شوية
راقت الفكرة لكارمن التي قالت بإبتسامة : ومالو نرغي تعالي نقعد في اوضتي
روان بفرح : يلا بينا
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في المطبخ
دخلت حنان المطبخ ورأت حياة منشغلة بما في يديها ، كانت حياة تدير ظهرها نحوها ولم تراها تدخل.
سعلت حنان قليلا لكي تلفت انتباها قائلة بهدوء : انتي لسه واخدة علي خاطرك مني يا حياة
لاحظتها حياة لكنها تجاهلتها ولم ترد عليها.
اقتربت منها حنان وربت على كتفها بلطف ، وقالت بضيق : خلاص ياستي ماتزعليش مني كانت ساعة شيطان و راحت لحالها
نظرت إليها حياة بنظرة عابرة قائلة بهدوء : دايما بقول عنك عاقلة .. معرفش انك كبرتي و عقلك خف منك يا حنان
فركت حنان يديها بتوتر ، وبررت بنبرة خافتة : بصراحة ماقدرتش امسك نفسي لما شوفت جمالها .. مش بإيدي انتي عارفة بحب اخوكي و هفضل دايما اغار عليه
ضحكت حياة بسخرية وهتفت : اطمني يا اختي الست فوق راقدة متسطحة و تعبانه عينك جابتها الارض
خبطت حنان على صدرها ، وهي تشهق هلعًا ، وعيناها كادت أن تبرز من مقل عينيها وقالت بفزع : يا خرابي انتي بتكلمي بجد مالها الولية
حياة بحزن : من ساعة ما كانت مع ابوي معرفش ايه اللي جرالها شكلها اتأثرت بالكلام عن محمد الله يرحمه
شعرت حنان بالخجل من نفسها قائلة بندم : واضح كدا انها كانت بتحبه اوي واني ظلمتها بظنوني .. الله يسامحني شكلي حسدتها فعلا
ثم اردفت بفضول : انتي بتعملي ايه؟
حياة بإختصار : زي ما انتي شايفه اكل خفيف ليها الست ما اكلتش حاجة من امبارح
ذهبت حنان إلى الصينية التي عليها الطعام وشرعت في حملها : طيب سيبيه و انا هطلعهولها
حياة بشك : حنان
حنان بهدوء : والله ما فيش في قلبي حاجة نحيتها يا حياة خلاص بقي كفياكي عاد .. عايزة اعتذرلها عن تكشيرتي في وشها امبارح و اطمن عليها وافتح معاها صفحة جديدة
تنهدت حياة بابتسامة : ايوه كدا دي حنان خيتي ام قلب ابيض و نظيف .. ماشي خدي الاكل طلعي اوضتها ويبقي كتر خيرك لو اتأكدتي انها اكلته
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في غرفة كارمن
روان تجلس على السرير مربعة قدميها وأمامها كارمن وهما يتحدثان
روان بتنهيدة عالية : بس يا ستي و هي دي بقي قصة حياتي
كارمن بدهشة : حكايتك غريبة جدا
روان بعبوس : مش اغرب من حكايتك يا مفترية بهدلتي الراجل .. ايه الجبروت دا
كارمن بضحكة حلوة : هو الاغرب من اي حاجة ان انا وانتي اتجوزنا في نفس اليوم
مدت روان شفتيها إلى الأمام في استياء : ماتفكرنيش باليوم دا والنبي يا اختي
كارمن بإستفهام : انتي مش دلوقتي مبسوطة معه و الامور معاكو تمام
هزت روان رأسها ثم غمزت بمكر : ايوه الحمدلله .. بس انتي باين عليكي بتحبي ادهم
بهت وجه كارمن بشدة ، وهي تتذكر تلك الجملة التي قالها لها عمر في حلمها بالأمس.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•
عند حنان
صعدت بصينية الطعام إلى غرفة مريم ، ثم طرقت الباب بلطف و إنتظرت برهة حتي سمعت نداء مريم من الداخل ، وتسمح لها بالدخول.
حنان بإبتسامة ودودة : اخبارك ايه دلوقتي يا ست مريم!!
ردت مريم بابتسامة نقية أيضا : الحمدلله تسلمي حبيبتي و مافيش داعي لست مريم ناديني مريم علي طول
تقدمت حنان من الفراش قائلة ببشاشة : ماشي انا جبتلك لقمة تسندك .. حسيت انك ما اكلتيش كويس من امبارح
مريم بحرج : ليه تعبتي نفسك كتر خيرك
حنان بطيبة : دا الواجب و احنا اهل
مريم بلطف : عارفه فعلا حسيت انكم اهلي من وقت ما جيت هنا .. من زمان اوي كان نفسي اكون وسطكم مع محمد الله يرحمه
ثم تنهدت بحزن : بس للاسف راح قبل ما تتحقق امنيته انه يتجمع معاكو من جديد
احمر وجه حنان وهي منزعجة من نفسها بسبب سوء ظنها في تلك المخلوقة الطيبة ، قائلة بإحراج : حقك عليا يا مريم لو عاملتك في الاول بجفاف شوية .. ربنا يبعد عننا الشيطان و يحمينا من الوساوس
مريم بسماحة نفس : امين يارب .. انا علي فكرة فهمت نظراتك ليا يا حنان .. لكن انا عذراكي و مش زعلانه منك باين انك طيبة ومش بتشيلي جوا قلبك
شعرت حنان براحة كبيرة ، كأن ثقل جبل قد أزيل عن صدرها : تسلميلي يا خيتي و عايزاكي من هنا و رايح تعرفي اني اختك و اي حاجة هتعوزيها اطلبيها مني و عيني ليكي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند روان و كارمن
روان بإستغراب : مالك وشك اصفر ليه كدا
كارمن بإضطراب : مفيش بس حلمت بحاجة قلقاني شوية
تسألت روان بإستفهام : حلمتي بإيه
حدقت بها بتردد ثم بدأت تخبرها بكل ما رأته في حلمها المزعج
★★★
في ذلك الوقت
صعد أدهم من الأسفل وعلى كتفه ملك التي كانت نائمة ببراءة ، وكان ينوي الذهاب إلى غرفتهما لتنام براحة على السرير دون أن يقلقها أي شيء.
رفع يده الأخرى لفتح باب الغرفة ، لكن ذراعه تسمر في الهواء ، وهو يقف مكانه بعيون واسعة بصدمة و يستمع لما قالته كارمن.
★★★
في الداخل
اردفت كارمن بحزن : خايفة ان يكون اللي حصل دا معناه ان عمر مش راضي عني و زعلان مني و بيلومني علي اني قربت من ادهم و دا محسسني بالذنب ناحية عمر اكتر
★★★
عند ادهم
أصبح وجه أدهم محتقناً جداً ، ثم عاد إلى الوراء بصلابة حيث لم يعد يحتمل سماع المزيد ، ثم مشى مسرعًا متجهًا نحو غرفة مريم ليعطيها الصغيرة.
★★★
في الداخل
روان بإستنكار : ايه الهبل اللي بتقوليه دا يا بنتي مش لسه قايلة انه قالك في الحلم انه مرتاح انك في امان مع ادهم
كارمن : ايوه
روان بتفكير : الثعابين في الحلم معناها غدر و خيانة و عداوة يعني في جوا العيلة حد بيتمنالك الشر و الاذي
كارمن بحيرة : حد زي مين ؟
روان بتأكيد : اكيد مش من عيلتنا انتي شايفه اننا كلنا بنحبك ممكن يكون من عيلة جوزك
كارمن : مفيش حد غير ماما ليلي وهي بتعتبرني بنتها
روان : لا يا نبيهة في .. مرات جوزك اللي حكيتيلي عليها باين عليها حرباية من غير شك هي بتكرهك
كارمن بخوف : ربنا يستر انا عمري ما اطمنتلها
ربت روان على ركبتها قائلة بلطف : خدي حذرك منها انا قلبي بيقولي انها بتحاول تأذيكي
كارمن : حاضر
روان بغمزة : نرجع لكلامنا بقي انتي حبيتي ادهم بجد مش كدا
أومأت إليها مؤكدة في صمت خجول.
★•••••★•••••★
عند ادهم
خرج أدهم من غرفة مريم وسار في الممر الضيق ، فرك يديه ببعض التوتر ، وشعر أنه بحاجة إلى الهواء في أسرع وقت ممكن ، وكان يكاد يختنق في كل مرة ترددت فيها كلماتها في أذنه.
.... : اهلا يا ابو الشباب
ظهر شبح الابتسامة على شفتيه : اهلا يا ماجد
ماجد ببشاشة : جدي تحت كان بيسأل عنك كل رجالة العيلة تحت و عايزين يتعرفو بيك
على الرغم من أنه لم يكن في حالة مزاجية جيدة للسماح له بالجلوس مع أي شخص.
لكن كالعادة ، إكتسي وجهه الجمود الذي لا يجعل أي شخص يتنبأ بما سيفكر فيه هذا الصلب ، وكأن شيئًا لم يحدث.
قال أدهم وهو يأخذ نفسًا عميقًا ويحاول السيطرة على هدوئه : تمام يلا ننزلهم
ماجد بإبتسامة : يلا يا معلم
★•••••★•••••★
عند روان وكارمن
روان بإستفهام : بس ازاي اتقبلتي وجود ست تانية علي ذمته .. انا عن نفسي ماقدرش استحمل كدا ابدا ابدا
تنهدت كارمن قائلة بهدوء : الظروف بتحكم وفي الاول مكنتش بهتم اصلا بيها
ثم ارتفعت نبرة صوتها تلقائيًا ، وأردفت : بس من وقت ماقلبي بدأ يدق له وانا حاسة ان جوايا غلاية مش بتنطفي كل مابتخيل انه ممكن يقرب منها في اي وقت
انْتفَضَ جسد روان برعب من صياحها المفاجئ ، وقالت بحذر : اهدي يا ست الغلاية انتي هتفوري في وشي انا ولا ايه
قهقهة كارمن بشدة على أسلوبها المرح ، وتعبيرات وجهها وحركاتها المضحكة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
جاء المساء دون حدوث أشياء مهمة
دخلت كارمن غرفة والدتها قائلة بابتسامة رائعة : مساء الخير يا ماما عاملة ايه
مريم بحنان : مساء النور انا كويسة يا قلبي
جلست على السرير بجانبها وقالت حيرة : في ايه يا ماما انتي مانزلتيش الا مرتين بس تحت و باقي الوقت جوا اوضتك
اردفت بقلق : حصل حاجة بينك و بين جدي قالك حاجة زعلتك .. وشك مخطوف من لما كنتي عنده احكيلي عشان خطري
تحدثت مريم بابتسامة هادئة لطمأنتها : بالعكس جدك طيب جدا اليوم اللي قعدنا مع بعض فيه .. فضلنا نتكلم لحد قبل العشاء عني وعن ابوكي و عن اختي الله يرحمهم
كارمن : الله يرحمهم .. ماما انتي ليه مش بتحبي تحكيلي عنها!!
مريم بتنهيدة حزينة : الكلام ساعات بيوجع يا كارمن و بيفتح جروح كتير مالهاش علاج .. يمكن عشان حكيت مع جدك عنها نفسيتي تعبت شوية
كارمن بخوف : بعد الشر عنك خلاص ارتاحي و بلاش تكلمي لو دا هيتعبك
ربت مريم على كفها الناعم قائلة بحنان : لا يا روحي انتي لازم تعرفي كمان طالما حكيت لجدك
كارمن بتوجس : ماشي
نطقت مريم بتحشرج وعيناها تتألق بالعبرات ، فهي حتي الان لم تشفي جروح قلبها من حزنها على شقيقتها الوحيدة : .....
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
في منزل الحج عبدالرحمن
على وجه التحديد في غرفة مريم التي ما زالت تستكمل حديثها
نطقت مريم بتحشرج وعيناها تتألق بالعبرات ، فهي حتي الان لم تشفي جروح قلبها من حزنها على شقيقتها الوحيدة : الكلام دا حصل قبل ماتتولدي بأكتر من عشر سنين .. ابوكي اتجوزني بعد موتهم بأسبوع ماكنش عايزني ابقي لوحدي رغم كل الظروف و المشاكل مع ابوه.
أضافت بصوتًا مخنوقًا بالعبرات : كلهم راحو مرة واحدة بدون اي انذار هي و جوزها والواد والبنت محدش عاش منهم
سألت كارمن بتأثير : ماتو ازاي؟
مريم بتفسير : كنت لسه صغيرة لما اتجوزو .. هو اتعرف عليها عن طريق شغلو .. وكانت هي صحفية عنيدة ومابيهماش حد وهو صاحب شركة ادوية اهلو كانو ناس اغنياء وعندهم فلوس كتير وهو كان وحيدهم .. المشكلة بينهم بدأت لما كتبت مقال عن سمعة الشركة بتاعتهم جننه عملها مشاكل مع الجريدة اللي بتشتغل فيها تقريبا اتقفلت خالص والله مافاكرة بس كان عنده حق لان بعد كدا عرفت ان المعلومات اللي وصلتها كانت مزيفة وناس كانو قصدين يعملو فيه الحركة دي
أومأت كارمن برأسها ، وحثتها على الاستمرار : وبعدين
مريم بابتسامة صغيرة من عيني كارمن المتلألئة بالفضول : حصل بينهم زي ما بيقول المثل ما محبة الا بعد عداوة .. طالبها للجواز هي شرطت عليه اعيش معاهم .. لاننا مالناش الا بعض كانا انا و هي لوحدنا في الدنيا .. اتجوزها وعشنا كلنا مع بعض .. كنت بعتبره اخويا الكبير وعوضنا عن دفي الاسرة اللي اتحرمنا منه
كارمن بتساءل : كان اسمه ايه يا ماما؟
لفظت مريم الاسم بشكل عفوي كما لو كان محفورًا في ذاكرتها : احمد راشد .. عدت سنين كتير انا كبرت و دخلت الجامعه و هما خلفو ولد و بنت اسمهم يحيي و مريم
ثم اردفت : قبل الحادثة بفترة ابوكي طلبني من احمد وهو رحب بالموضوع لما لاقاني بحبه .. بس كانت معرضة ابوه هي العقبة الوحيدة
واصلت حديثها بدموع : في يوم الحادثه انا كنت مع ابوكي اخدني و روحنا اسكندرية قضينا اليوم كلو هناك .. لما رجعت البيت لاقيت المساعد الخاص لأحمد بيبلغني ان عربيتهم اتقلبت و اتحرقو جواها .. محدش عاش منهم و زي ما حصل معاكي وقعت واتحجزت في المستشفي مالحقتش الدفن و لا قدرت اودعهم لأخر مرة
احتضنتها كارمن بسرعة قائلة وهي تبكي : كفاية يا ماما خلاص كدا كتير عليكي
مريم بتحشرج : هالة وحشتني و الولاد كنت بحبهم اوي .. لولا وقوف ابوكي جنبي كنت موت لوحدي رغم معرضة ابوه اتجوزني و ساندني في وقت احتياجي له .. انا مسامحة جدك يا كارمن و انتي كمان لازم تسامحي من قلبك الفراق صعب اوي يا بنتي .. مفيش حاجة تستاهل الزعل كلنا رايحين سامحي جدك و حافظي علي بيتك و جوزك
خرجت من بين ذراعي والدتها قائلة بإنصياع : ماشي يا ماما حاضر
مريم بحنو : اتكلمي مع جدك هو كمان من وقت ماعرف وهو حزنه زاد علي ظلمه لأبوكي .. اقعدي معه و صفي اي حاجة في قلبك نحيته
كارمن بهدوء : تمام اللي انتي عايزه هعملو .. ممكن ترتاحي لو سمحتي
مريم بإنزعاج : ماشي بس فين ملك انتو بقالكم يومين واخدينها مني مش عارفه انام من غيرها
ابتسمت كارمن ، لتقول بلطف ، وهي تمسح دموعها : هروح اجيبهالك يا ست الكل
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند كارمن
دخلت غرفة نومها بعقل شارد فيما أخبرتها به والدتها عن أختها وأولادها ، نفضت كل الأفكار عن رأسها بعد أن أغلقت الباب خلفها واستدارت ظننا منها أن أدهم كان جالسًا في انتظارها ، بعد أن أخذت الطفلة منه منذ دقائق لتعطيها لوالدتها ، وطلبت منه انتظار عودتها إليه.
تفاجأت كارمن برقد أدهم على السرير ، يدير ظهره لها ، وبدا أنه نام من الإضاءة الخافتة للغرفة همست بدهشة : معقولة لحق ينام
لا تعلم لما شعرت بالغضب والإحباط ، ربما لأنها أرادت أن تخبره عن كل ما حدث لها منذ بداية اليوم ، وحلمها المزعج ، وكلام والدتها حتى تستريح قليلاً من التوتر العصبي الذي اصابها.
اردفت بتنهيدة : خلاص مش مشكلة نأجل الكلام للصبح اكيد تعبان و نام غصب عنه
ذهبت إلى الخزانة ، وسحبت ثوب النوم ، ودخلت الحمام الملحق بالغرفة.
بعد قليل خرجت من الحمام ، وسبقتها رائحة عطرها المميز ، ثم سارت بخفة إلى السرير ، واستلقت بجانب زوجها مدثرة نفسها في البطانية.
وضعت يديها تحت وجهها ، وظلت تنظر إلى ظهر أدهم ، وبعد قليل غفوت.
فتح أدهم جفنيه عندما شعر بإنتظام أنفاسها خلفه ، وقلب جسده نحوها معانقا خصرها إليه ، ثم رفع أصابعه برفق ، وأبعد خصلات شعرها المبعثرة عن وجهها ، وظل يحدق في ملامحها الناعمة.
لم يستطع النوم بسبب الفكر الذي يؤرقه كثيرا ، وبقي على هذا الوضع مدة طويلة حتى تغلب عليه سلطان النوم.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
صباح يوم جديد
في غرفة زين و روان
استيقظت روان منزعجة من صوت المنبه المزعج ، كم تكره هذا الصوت لأنه يخرجها من أحلامها الوردية.
غمست رأسها أكثر في صدر زوجها الذي كان نائماً بجانبها ، لتمنع أشعة الشمس التي تضيء الغرفة من الوصول إلى عينيها.
فتحت روان عينيها ببطء وتكاسل ، وأخذت تتأوه بضجر من ذلك المزعج الذي لا يريد التوقف.
تثاءبت قائلة لنفسها بغضب ، وهي تمد يديها إليه لكي تغلقه : خلاص اسكت دا انت زنان و لحوح اوووي
انحنت بالنصف الجزء العلوي من جسدها على جسد زين النائم ، قائلة ببحة خافتة من آثار النوم : زين اصحي يا قلبي
زفرت روان بتمتمة : يالهوي عليك يا زين و علي نوم امك التقيل دا .. يا زين .. يا زينووو .. قوم وراك شغل
اردفت بابتسامة لعوبة على فمها : مفيش مفر انت اللي اضطرتني لكدا
أخذت نفسًا طويلًا استعدادًا لما ستفعله ، وكانت على وشك الصراخ ، لكنها وجدت يدًا فوق فمها ، ولم يستطع صوتها الهروب من حلقها.
رفع زين جسده قليلاً تجاهها ، وقال بهسيس خبيث بجوار أذنها : اياكي تفكري تكرريها وتصرخي في وداني يا مجنونه
سقط قلبها في قدميها ونظرت إليه بعيون واسعة مندهشة ، وهو يخفض يده من علي فمها ، لتقول بصدمة : هو انت صحيت من امتي !!
زين ببرود : من يالهوي عليك و علي نوم امك التقيل
حاولت روان أن تتكلم لكن انعقد لسانها ، فخرجت الكلمات غير مترابطة : يا خبر .. احم .. انا مكنش قصدي انا..
حاولت التحرك لتهرب من جنبه ، لكن يده كانت أسرع منها وسحبها إليه بابتسامة خبيثة ظهرت على شفتيه، فأصبحت ممددة على صدره ووجهه منغمسا في بشرة رقبتها الناعمة، لتسمعه يهمس بصوت أجش : صباح الخير
نظرت روان إليه باسمة الثغر ببلاهة ، لتقول بصوت مبحوح : صباح الفل
زين بعبوس : ايه الصباح الناشف بتاعك دا
قبلته بجانب شفتيه بعفوية لتسأل : كدا لسه ناشف
زين بنصف عين : ايوه لسه
روان بتذمر طفولي : ايه دا انت بتدلع يلا قوم عشان تلحق تنزل علي شغلك
عانق خصرها أكثر. وقال بنفس الهمس الأجش : وانتي هتروحي الجامعة ولا هتعملي عبيطة زي امبارح
طبعت قبلة خاطفة على خده ، قائلة بابتسامة حمقاء : هعمل عبيطة طبعا
زين بجدية : معرفش ليه حاسس انك بتهربي من مرواحك الجامعه يا روان
زاغت عيناها ، وتلعثمت في الرد : لا خالص .. انا ههرب ليه
حرك ذقنها لتواجهه مباشرة و غمغم بإصرار : قولي الحقيقة
لم تستطع أن تتجادل معه أكثر ، وهو لن يتركها دون أن يحصل على إجابة ، قائلة بتردد : بصراحة خايفة اروح وتحصل مشكلة بينا وانا ماصدقت اننا مبسوطين
أغمض أدهم عينيه متضايقًا من نفسه ، ثم هتف بتساءل : انتي لسه بتفكري اني مابثقش فيكي مش كدا؟
أدارت عينيها ولم تجيب على سؤاله.
تنهد زين وهو يرفع وجهها بأصابعه قائلا بهدوء : ارفعي وشك هنا دي اخر مرة هقول الكلام دا .. انا بحبك يا روان ومتأكد من حبك ليا زي ما انا متأكد من نفسي ..
حدقت في عينيه عندما بدأ يداعب بشرتها الناعمة بإبهامه مردفًا : انسي كل حاجة فاتت .. تصرفي كان من غيرتي عليكي .. عارف انها صعبة شويتين بس استحمليني
استأنف حديثه مبتسمًا بمزح : انا زي جوزك برده
ابتسمت متأثرة بكلماته ، حيث شعرت بأنها تستوطن قلبه حقا ، ثم قالت متظاهرة بالتفاجئ ، وهي تزم شفتيها للأمام : يعني دي اخر مرة هتقولي بحبك
ضحك عليها وهو يضرب رأسها بخفة ، وتنهد بقلة حيلة من جنونها : هو دا اللي لفت نظرك من كل كلامي
وضعت روان يدها على خده قائلة بحب : مش عارفة اوصفلك قد ايه كنت محتاجة اسمع منك الكلام دا
صمتت قليلاً ثم اردفت بدلع طفولي : بس دا مايمنعش اني اسمع منك كلمة بحبك علي طول .. من حقي كمواطنة اسمعها منك دايما
ابتسم بمكر ، ثم في لحظة قلب وضعمها لتجد نفسها في غمضة عين مستلقية على السرير بينما اصبح فوقها ، قائلا بهمس خطير أمام شفتيها : ايه رأيك اسمعهالك بالافعال مش بالكلام؟
اتسعت عيناها بهلع حيث احمر خديها من الخجل عندما أدركت ما قالته ، وما الذي سيفعله زين.
روان بتحذير و استعطاف : اعقل يا زين انت عندك شغل و متأخر كمان
أدار وجهه ونظر إلى الساعة المعلقة على الحائط ، ثم ابتعد عنها قائلاً متذمرًا : كل مرة بتفلتي من ايدي بحجة مقنعة ملاحظة مش كدا
هتفت بمرح وهي تنهض من جانبه : دي حظوظ بقي .. انا غيرت وهروح الجامعة
زين بإبتسامة : برافو يا قلبي
نظرت إليه ببراءة قائلة بدلال : ممكن توصلني في طريقك
زين بضحكة : من عيوني
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في قصر ادهم البارون
تجلس ليلي في الشرفة الكبيرة ، وتحمل كوبًا من الشاي بالنعناع كما تحب.
سبق نادين صوت رنين كعبها العالي ، ليحطم هدوء المكان ، وقالت بإستخفاف : صباح الخير يا طنط
نظرت ليلي إليها بعين غاضبة من سخريتها متمتمة : صباح النور
أردفت ببرود بينما كانت نادين تسير ، وتجلس علي المقعد الأخر أمامها : بالمناسبة ادهم و مراته راجعين انهاردة من السفر
نادين بتعجب : بالسرعة دي غريبة ماكملوش يومين يعني
ليلي بسخرية : انا حبيت اعرفك قبل ما تخرجي وترجعي متأخر زي كل يوم من وقت ما سافرو
كانت نادين متوترة من أسلوب تلك المرأة العجوز ، فتذمرت حتى لا تلاحظ عصبيتها : ايه يا طنط انتي عايزاني اتحبس في البيت يعني مش كفاية اني متجوزة ابنك و مش مراعيني خالص جواز بالاسم بس
تشدق وجه ليلي بابتسامة جانبية قائلة بصرامة : احمدي ربنا يا نادين انه مستحملك ومش عايز يطلقك لحد دلوقتي و اسلوب كلامك معايا تعدليه بلاش دور الزوجة المظلومة اللي انتي عايشة فيه دا واضح كلامي
تمتمت نادين بحنق : واضح
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
اما في الصعيد
تحديدا في غرفة نوم ادهم و كارمن
تملمت كارمن في نومها إلى الجانب الآخر من السرير ، ووضعت يدها على مكان نوم أدهم لتتفاجأ أن المكان كان فارغًا.
نهضت وفتحت عينيها الزرقاوين ، تتثاءب بنعاس ، تحدق في الغرفة لتدرك أنها كانت وحيدة فيها.
مدت يدها إلى الطاولة المجاورة للسرير وأخذت هاتفها ، لتنظر إليه مخاطبة نفسها : انا نمت كتير اوي كدا .. الساعة بقت 10 ونص .. ادهم شكلو سبقني علي تحت .. بس ماصحنيش معه ليه دا؟!!
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند ادهم
كان يسير في الأراضي الخضراء حول المنزل ، وقد استيقظ منذ الفجر وتسلل من جانب كارمن ثم جاء إلى هنا ، وحتى الآن كان يفكر فيما سيفعله ، ويحاول ترتيب أفكاره بهدوء وتمهل.
أخرج هاتفه من جيب بنطاله وضغط على زر الاتصال.
بعد لحظات سمع صوته قائلا بمرح : صباح الخير يا ابو الاداهيم
ادهم بضجر : صباح النور مش وقت سخافه علي الصبح يا مالك
مالك بحيرة : في ايه يا ادهم شكلك قرفان ليه كدا؟
تنهدت ادهم قائلا بهدوء : مفيش حاجة انت فينك
مالك : في البيت هفطر واروح الشركة
ادهم : طيب لما توصل احجزلي علي طيارة باريس انهاردة بليل او بكرا بالكتير
مالك : صبرك عليا عشان اترجم الكلام .. انت مش في الصعيد يا بني
ادهم بملل : ايوه راجعين انهارده هنتحرك من هنا علي الظهر و بليل نوصل مصر
مالك بدهشة : ايه اللي هيرجعكو بسرعة كدا في مشاكل ولا ايه !! ماتفهمني عدل
ادهم بهدوء : مش ضروري تفهم بعدين هبقي اقولك .. المهم دلوقتي نفذ اللي قولته .. يلا سلام
مالك بقلة حيلة : ماشي اللي تشوفه .. سلام
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد فترة وجيزة في المندرة
الحج عبدالرحمن : ايه يا ولدي الكلام دا .. معقول تسافروا بسرعة كدا لسه مالحقناش نشبع منكم
ادهم بإحترام : سامحني يا حج عبدالرحمن لكن عندي شغل كتير لازم اتابعو بنفسي
أومأ الحج عبدالرحمن برزانه و تفاهم : اذا كان الموضوع شغل خلاص يا ولدي ربنا يكتبلك التوفيق و يصلح حالك
ادهم بإبتسامة : تعيش يارب
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند كارمن
خرجت كارمن من الحمام علي طرق الباب ، فذهبت لتفتح لتجد مريم تدخل وتمسك بيد ملك
كارمن بإبتسامة رقيقة : صباح الخير يا ماما
مريم : صباح الورد يا كوكي
هبطت كارمن أمام ابنتها الصغيرة ، وهي تقبل وجنتها المكتنزة بحب : ملوكة قلبي هاتي بوسة لمامي
مريم بهدوء : حبيبتي انا جيت اقولك ان ادهم كلم جدك عشان عايزنا نرجع مصر انهاردة
نهضت كارمن علي قدميها قائلة بإستفهام : ليه نرجع هو كان قالي اننا ممكن نقعد اسبوع .. و بعدين هو ماقاليش بنفسه ليه ؟
مريم بتبرير : يمكن زهق من القعدة هنا .. انتي عارفه طبع ادهم شغل و خروج .. حياته مختلفة خالص عن الحياة هنا يا بنتي ..
ثم اردفت مجيبة علي سؤالها : هو اكيد اتحرج يقولك عشان ماتزعليش منه
كارمن بقلة حيلة : ماشي هحضر الشنط واجهز نفسي
مريم : لا سيبي انتي الشنط و روحي اقعدي مع جدك زي مافهمتك امبارح بعد مانفطر كلنا سوا قبل السفر
كارمن بضيق : حاضر هغير هدومي...
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في الاسفل
تناول الجميع وجبة الإفطار في جو هادئ.
لم يتحدث أدهم وكارمن أثناء الإفطار ، لكنهما تبادلا بضع كلمات بسيطة رداً على أسئلة الجميع.
بعد فترة وجيزة
كانت كارمن تجلس على بعد مسافة صغيرة من الحاج عبد الرحمن في المندرة بناء على طلبها ، رحب الجد بذلك ثم جلسوا يتحدثون بهدوء.
استرسل الحج عبدالرحمن حديثه : انتي عارفه يا كارمن يا بنتي قبل ما تيجي .. كان عندي خبر بكل حاجة عن طريقة جوازك من ادهم وعدم رضاكي عن الوضع وانك اضطريتي لكدا عشان مافيش حد يقف في ظهرك
حاولت كارمن أن تقاطع حديثه : جدي
الحج عبدالرحمن : خليني اكمل كلامي وبعدين احكي علي راحتك
كارمن بإحراج : اسفه اتفضل يا جدو
الحج عبدالرحمن بنفس الهدوء : كنت ناوي اطلقك منه واخليكي تعيشي تحت سقف بيت اهلك و وسط عزوتك حتي لو هو مارضيش .. لكن بعد ما شوفت قد ايه هو انسان كويس و طيب .. كمان امك نفسها حكيتلي كل حاجة بيعملها عشانك وعشان الصغيرة فبدأت افكر من تاني
اختنق صوته ، لكنه أصر على أن يخرج ما في قلبه ، وامتلأت عيناه بالدموع التي بدأت تتساقط بهدوء ، قائلا بندم وألم : انا غلطت يا بنتي في حق ابوكي جيت عليه كتير من صغره .. مش عشان مابحبوش بالعكس دا ابني البكري الغالي اللي من يوم ما اتولد اعتبرته السند و العون ليا .. يمكن عشان كدا قسيت عليه من غير ما ادري .. و بعد اللي حكيته ليا امك اتأكدت اني خلفت راجل بصحيح
تأثر قلب كارمن كثيرا بكلمات جدها ، ورغم عنها دموعها سقطت على خدها ولم تستطع الجلوس في مكانها ، فقامت وعانقته بحزن ودعم كبير.
اردف بصوت أجش ، وهو يربت على رأسها ويعانقها بحنان : صدقيني يا بنتي بعد ما لاقيتك يعز عليا فراقك .. لكن انا مرتاح انك في عصمة راجل جدع كيف ادهم هو انسان شهم .. رغم اني عرفت انه متجوز لكن معاملته ليكي وخوفه عليكي وعلي بنتك يغفرله اي حاجة
صمت قليلا ، ثم أخرجها من أحضانه عندما لم يتلق أي رد منها ، ليقول بهدوء : وماتفتكريش اني بقول كدا عشان اللي سمعته عنه و بس .. لا من كلامي معه فهمته و عرفت قد ايه هو راجل يعتمد عليه
هتفت كارمن بإندفاع : بجد يا جدي دا رأيك فيه؟
ابتسم علي لهفتها وقال بمحبة : ايوه يا حبيبتي انتو صحيح ظروف جوازكم كانت غلط و قاسية بس قلبكو نظيفة و هتنجحوا في حياتكو مع بعض ان شاء الله
ابتسمت كارمن من بين دموعها قائلة بسعادة حقيقية : ربنا مايحرمنيش منك يا جدي و يخليك لينا يارب .. انا كمان فرحانه اوي اني شوفتك و عرفتك كنت محتاج ليك جدا في حياتي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد قليل
قالت حنان بصعوبة وهي تعانق مريم بلطف : هتمشو بسرعة اوي كدا مالحقناش نقعد ونتكلم زي ما اتفقنا يا مريم
نظرت مريم