رواية النجمة اللامعة في حياتي كاملة جميع الفصول بقلم ايمان فاروق

رواية النجمة اللامعة في حياتي كاملة جميع الفصول بقلم ايمان فاروق

رواية النجمة اللامعة في حياتي كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ايمان فاروق رواية النجمة اللامعة في حياتي كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية النجمة اللامعة في حياتي كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية النجمة اللامعة في حياتي كاملة جميع الفصول
رواية النجمة اللامعة في حياتي بقلم ايمان فاروق

رواية النجمة اللامعة في حياتي كاملة جميع الفصول

ممكن أعرف ايه الكلام الفاضي الي بتقوليه ده ومين الي قالك أن هيام كانت معايا لوحدها هنا في قوضتي ياهانم.
اجابته بتحدي ظاهر على حديثها: ايوا أنا عرفت وخلاص واضح إن البت بتاعت الرجاله الي عندك متفقة مع الست الوالدة وتلاقيها جاية تتنحنح ليك علشان تكمل بقية الخطة وأنت تحن ليها من جديد.
لتفر من كانت تستمع إلى حواره في تصنت لكي تستمع لحديثه الذي جعلها تتوجه الى الغرفة الأخرى التي تسكن بداخلها أحلام منذ الشجار الذي نتج عنه صفعها، لتلج اليها مهرولة وهى تلطم خديها قائلة بتمتمة حتى لا يستمع اليهن أحد: ياااحوستي يااحلام يا حوستي ..الغبية الي اسمها نشوى.
انتفضت احلام بريبة وقلق لتقابلها قائلة بتوجز وخيفة من القادم: مالها نشوى ؟عملت ايه الغبية دي .
إجابتها وهى تلوي فمها يمينا ويساراً قائلة : راحت تعرف سامر ان هيام كانت معاه لوحدهم من شوية في قوضته ، وطبعاً مين قالها الكلام دا غير واحدة منا، وبعدين عمال يسألها عن كلام وهى بتقولهوله باين موضوع الصور ..وانا خايفة تقوله إن انا وانتي الي وراه.
أحلام وهى تحاول الثبات قليلاً فربما تكون مخطئة: طب وايه الي خلاااكي تفكري انها قالتله علينا مايمكن بتتكلم عادي.
ليفاجأهم بالدخول وهو يقول : لا مبتتكلمش عادي يامرات أخويا ..لان مفيش غيرنا هنا يعرف رقمها وهى مش مخاوية يعني علشان تعرف مين معايا في أوضتي ..لكن سيبونا من الموضوع ده ..لان ممكن الاقي له عزر ..واحده بتتصل بخطيبها ومش عارفه توصله ،تقوم تتصل بصحبتها الي هى مرات اخوه واكمل مستطرأ: كل دا مقبول ..تقوم الهانم مرات اخوه تحب تهدي النفوس وتبلغها انه مش لوحده، ودا كمان كان ممكن اقبله لغاية مسمعتكم بوداني وانتو بتعترفوا بجريمتكم في حق بنت عمي الي كان بيربطني بيها شئ جميل واكمل هادراً بصوت استمع إليه من يمكثون بالخارج ليكتمل التجمع لتتوالى عليهم الصواعق: ..ليه ..ليه اتكلموا؟..عملتلكم ايه بنت عمي علشان تعملو فيها كده؟ ليه توصموها بحاجة هى بريئة منها وتخلوني اشيل منها وابعد بالشكل ده؟!.
امال هادرة بعد الحاحه عليهن بالكلام وتحت صمت الأخري التي تشعر بالخزي تحت انظار زوجها المصدومة و الذي حضر اليهم برفقة الجميع وتحت انظارهم المندهشة لما يشاهدون ويستمعون : هقولك ياسي سامر ..احنا كنا بننقذك علشان امك والهانم بيتفقوا علينا وعليكم في كل حاحة واظن إن احنا هديناك عروسة حلوة وبنت ناس .
لم تكمل كلماتها بسبب تلك الصفعة التي ناولها إياها زوجها لتستقر فوق ثغرها الذي يسيل منه الدماء الأن كما سال منه السم قبل قليل لتهوى من أثر صفعة اخرى تناولتها فوق خدها لترتمي بعدها على الأرض وهو يقول : مكنتش اعرف أنك حيوانه وقذرة للدرجة دي .. معقول مفكرتوش إن عندكم بنات ممكن يترد ليكم فيهم الي عملتوه ده؟ ..منك لله انتي وهى وعلى العموم انا مليش دعوة بيك ياكمال فاللي هعمله دا مراتي طالق ونظر اليها قائلاً : انتي طالق يا أمال وولادي مش هسيبهم لأم مريضة زيك ، ورمقها بستحقار قائلاً بيأس من حقارتها :ياريت تروحي لأمك الغلبانه الي على فراش الموت بتصارع المرض وانتي ولا أنتِ هنا ..مش عايز اشوف وشك .. أنا كنت مفكرك بني أدمة وكنت خايف عليكي لتتصدمي من حقيقة مرض ولدتك بس خلاص اتفضلى وكل حقوقك كزوجة هتوصلك واكتر شويه يمكن تشبعي .
كمال هو الاخر يشير لزوجته : وانتي يالا ورا صحبتك ..اتاريكي بعد ماكنتي مش قبلاها بقيتو اصحاب وبتتقبلو كتير علشان تجمعو سمكم على أمي وبنت عمي الي اتربت كأنها واحدة منا مكنتوش عايزين الست الي مأذتكوش في حاجة تعيش مبسوطة ومعاها مرات إبن تحبها وتحافظ عليها ذي أمها ..استكترتم عليها انها تعيش مرتاحة في الكام سنة الي فضلين ليها ..وكمان كنتى بتشتكي من ان الجيران متواجدين معاها ليل ونهار وهما كانو بيخدوا بحسها .. واكمل بستنكار : مش عارف ايه كمية الحقد دي؟ وانا الي كنت حمار وغبي ..لكن خلاص انا فوقت من خداعك ..اتفضلى وراها واشار اليها بالخروج من المنزال لتتوجه هى الى الخارج بخزي دون ان تتفوه ببنت شفه لربما تعرف كل منهن قدر جريمتهن بوصف فتاة طاهرة بشئ مشين كهذا .
لعن نفسه مراراً وتكرارا على تصديقه لهذه الكذبة التي وقع لها فريسة سهلة الاستخدام لعقلهن المؤذي وليتها الأن تسامحة فهوى يراها شاحبة الوجه كالأموات لا تستطيع الكلام ،ليتها تبكي ..ليتها تصرخ به ..ليتها تسبه بقذر الشتائم ،سيتقبلها عن طيب خاطر ولكن هى صامته تبكي بهدوء مميت ترى لماذا لا تتحدث معه وتهدر به عله يرتاح ،هو يخشي الاقتراب منها كشقيقاته اللاتي يقفن بجانبها يؤازرونها في محنتها ويضمضون جراحها ،لربما تهداء نفسها الحزينة من هذا الظلم الذي وقع عليها فهى من الممكن ان تتوجه الى الشرطة وترفع دعوى قضائية حتى تقتص منهم ولكن هناك أطفال صغار سيتأثرون من خطأ امهاتهم ،مما جعله يتنهد ضيقا فهم جميعاً في موقف لا يحسدون عليه ..ولكن هناك أشياء لابد ان تتوضح وهو عليه الاستحمال حتى ولو هدرت به لابد ان يعتزر منها فهو وقع وقتها تحت تأثير الثأر لكرامته .
اهداء إلى تلك السيدة التي جعلت نابضي ينبض بالحب ..الى تلك الأرض الخصبة التي انجبت خمس من الزهور لأكون انا واحدة منها ..تلك المرأة الصبورة التي كانت ومازلت ام لكل من يعرفها ..تلك الرائحة العطرة والاخلاق الكريمة التي ينتشر ريحها الطيب وحسنها بين الناس في أخلاق أولادها الذين يسيرون في نور دربها.. أمي أدامك الله لنا وكل عام وانت وكل أم بخير .
ناقوس الخطړ إذا تخطيناه سنغرق في بحر من الظلمات.
الأم هى الصخرة التي تقف متأهبة من أجل إسنادك هى الصديق الحقيقي الذي يزيذ في وفاءه لك ولا يتغير مع تغير وتقلب الزمان هى النجمة اللامعة في العالم المظلم المحيط بك وبغض النظر عن صعوبة الأمور في بعض الأحيان الا أنها تظل دائما موجودة من أجل الحماية والدفاع عن أولادها فهى جنة الله فالأرض فنبع حنانها يفيض فهى تعطي دون النظر إلى اي مقابل.
اللهم أجعل أمي من سيدات أهل الجنة واحفظها من كل سوء وأمهات الجميع. 
آمين يا رب العالمين 
تقطن الحاجة فريدة في احد المنازل البسيطة التي تنم عن حالتها الفوق متوسطة والتي تعتبر ميسورة إلى حد ما يجعلها لا تحتاج الى إعانة من أحد فزوجها ترك لها راتب وفير يكفيها لقضاء احتياجتها من مأكل وملبس وعلاج وأشياء أخرى
تخطت عامها الستون ولا تزال تتميز بجمال وجهها المصحوبة بتجاعيد ذادته هيبة مع لونه الأبيض الذي يعكس نورها من الداخل وتتمتع بصحتها الجيده برغم تقدم عمرها مما يجعلها تقوم بكل مهامها اليومية دون الأحتياج الى مساعدة من أحد برغم كونها أم لخمس أولاد ثلاث من الرجال وفتاتين تزوجوا جميعا ولم يتبقى سوى أصغر ابنائها سامر والذي تعدى الخمس وعشرون عاما ويرفض الإرتباط بأبنة عمه هيام برغم ما تكنه هي له من مشاعر ولكنه لا يبادلها هذه المشاعر مما يحزن والدته عليه لأنها لا تتمنى له أفضل من هذه الفتاة التي نشأت وتربت بين أحضانها مع أولادها فهيام مرتبطة بزوجة عمها نظرا لأنها فقدت أمها وهى صغيرة وتولت فريدة بعدها تربية الصغيرة الى ان تزوج أبيها مرة أخرى ولكن الحاجة فريدة لم تبعد هيام عن قلبها فدائما كانت لها أم بديلة بل وتشاركت مع زوجة أبيها أمل والتي اصبحت بعد ذلك هى الأخرى صديقة لهذه الأم التى تعتبر للجميع نبراس للحنان فالكل يعتبر الحاجة فريدة أم له ويحرصون على الاستماع رأيها السديد والاستمتاع بمجلسها الطيب فبيتها مفتوح دائما وممتلئ برغم وحدتها فاولادها جميعا مستقلون بحياتهم دون سامر فهو الوحيد الذي يقطن معها لكونه غير متزوج.
عودة للماضي...
تعود بذاكرتها إلى أكثر من خمسة عشر عاما وهي تقف أمام غرفة العناية المركزة بإحدى المشافي وقد أصابها الهلع بعدما وجدت حركة غير عادية بين طاقم التمريض لتهتف قائلةوهي تتشبس في ملابس إحدى الحكيمات قائلة لو سمحتي يا نرس ارجوكي قولي لي في ايه بيحصل جوة بالله عليك قولي لي.
الممرضه بياس وإحراج فحاله زوجها لا تبشر باي خير غير مستقره مما جعلها تقول 
_بصراحه مش عارفه أقول لحضرتك إيه عموما إن شاء الله خير إدعيله أنت بس.
تجمع حفنة من الأولاد والبنات حولها بعدما ارتفعت شهقاتها لتحتويهم هي جميعا وتربت فوق أكتافهم حتى تهدأ أنفاسهم جميعا لتستنشق بعدها الهواء وتبتلع غصتها حتى تستطيع أن تقول أدعوا لبابا ياولاد أنه يقوم بالسلامة ويتجاوز المرحلة دي لازم نجمد كلنا.
تأتي بعدها إحدى الممرضات مهرولة لتقول مدام فريدة جوز حضرتك عيزك أنت وابنه كمال.
تتسابق في خطواتها لتستقر أمامه وتنحني عليه لتكون بين كفيه التي مدت نحوها وهى تقول ألف سلامة عليك يا حبيبي أن شاء الله تقوم لينا بالسلامة.
الزوج بوهن معلش يا فريدة تعبتك معايا.
تحدثت من بين بكائها متقولش كده يابو كمال أنت هتقوم لينا بأمر الله وعمر وجودك معانا ما كان تعب يا حبيبي.
اجابها الزوج بحزن شديد معلش كان نفسي ارجع ليكم لكن أمر الله ممنوش مفر ربنا يعينك ويعوضك خير على صبرك معايا يا فريدة.
قالها ليتوجه بعدها نحو الشاب الذي يقف في تية وحزن مما يشاهده وهو يقول كمال يا
بني خلي بالك من أمك واخواتك البنات أمانة في رقبتك واخواتك الصبيان لازم تكون صديق ليهم.
أومأ له الشاب وهو يزرف الدمع فالقدر حكم عليه أن يكون في المقدمة ولكن هل سيكون أهل لهذه الثقة التي حملها له الأب أم أنه سيتنصل من تلك الأمانة التي تركها له أبيه في أخر لحظاته
كانت كلماته تخرج متقطعه لينتهي وهو يلفظ الشهاده وتصعد الروح البارئها لتبدا هي حياه جديده تكون فيها الأب والأم في نفس الوقت لتعود الى واقعها.
عودة للحاضر.
لتقف في اشتياق أمام صورة فوتوغرافية كبيرة تحتل واجهة غرفة المعيشة والتي تعتبر مقرها الأساسى فهى تقطن بها طيلة الوقت تستعيد ذكرياتها معه هذا الزوج الذي كان
خير انيس
وجليس لها فهم تشاركا سويا تربية الأبناء بينهم في سعادة برغم مشاكل عديدة مرت بهموذاقا معا حلو الحياة ومرارتها الا أنه كان دوما خير السند لها الى أن لاقى لقاء ربه منذ أكثر من خمسة عشر عام تركها تجاهد مع أبنائها فهو لم يحضر غير زفاف أبنهم الأكبر كمال وابنتهم ابتهال وقامت هى بمساندة ابنها الأوسط رأفت حتى أتمم زواجه وبعدها ابنتها الصغرى رهف وها هى تجاهد مع هذ السامر وقلبها يتمنى ان تسعد بزواجه هو الاخر غير عابئة بهجره لها هو الأخر لا يهم مادام سيكون في حال أفضل بعد ذلك انتهت من قرأة بعض آيات القرآن وبعض من الأدعية وتوجهت حيث اريكتها المفضلة لتستريح قليلا وتواصل عملها اليومي وهى تتمتم بعض الأذكار والأدعية.
نهضت لتصنع فنجانها اليومي من الشاي المزود بالحليب قبل ان تبدأ في برنامجها اليومي فكبتت في داخلها حزنها الدفين ولوعتها من ما إقترفوه ابنائها في حقها فهي لم تتخيل ان تقف معهم في هذا الموقف ماذا فعلت حتى يتعامل اولادها معها بهذا الجفاء فمن الواضح انها تهاونت في حقوقها كأم بينهم لقد غلبت عليهم الأنانية وتفضيل مصلحتهم الشخصية عن قيمتها امامهم استغفرت ربها ودعت لهم بالهداية فقلبها ابى أن يقوم بالدعاء عليهم فبرغم قسوتهم عليها الا أن عطفتها كأم غلبت حزنها منهم جلست تستعيد بذاكرتها فى البارحة وهى تستقبل يومها بسعادة كأي ام في يوم عيدها فضحكت سخريتا حينما ظنت لوهلة أنها ستنعم بيوم حافل ملئ بالسعادة في قرب ابنائها فكم كانت في اشتياق لتجمع ابنائها حولها في مثل هذا اليوم تنهدت في الم ونظرت الي جوالها القاطن بجوارها والذي أصبح انيسها الوحيد فهو أصبح نافذتها على العالم الخارجي فأغلب اليوم يكون في قبضتها تتجول بين صفحات مواقع التواصل التي تحمل اسماء أولادها لتستشعر وجودهم حولها وتتخذ من تطبيق الواتساب مقر لها تتجول بين ارقام هواتفهم لتتواصل بهم ففيه تطمئن عليهم من خلال الحالة الخاصة التي يبثها كل واحد منهم فتجعلها في حالة قرب منهم غير عابئة بنفسها مادام هم بخير.
فرت دمعة حبيسة من مقلتيها فجففت مقلتيها بباطن كفها فور استشعارها تلك الدموع الساخنة التي انسابت رغم عنها وسحبت شهيقها واخرجته عازمة على إنهاء تلك المهزلة وعادت لتتذكر مرة أخرى يومها الماضي .
عودة ليوم مضى.
بعد أن استيقظت من النوم صباحا ومع اذان الفجر لتؤدي فرضها حاضرا جلست لتتمتم ببعض الأدعية والايات القرآنية ثم بدأت في وردها اليومي بالدعاء لامواتها الذين تركوها واحدا يلي الآخر فامها وأبيها وزوجها واخيها الأكبر تركوها وحيده بين أولادها الخمسة وبرغم وجود إناس كثيرون في حياتها إلا أنها تظل وحيدة في عالم أولادها الاغراب عنها الذي انغمس كل واحد منهم في حياته ..أرتفع رنين جوالها ينم عن اتصال مرئي بينها وبين صغيرتها رهف الذي فرض عليها زواجها بالغربة في أحد البلاد العربية التي يعمل بها هو إلا أنها الوحيدة التي تقوم بالتواصل مع امها بشكل دوري وتتقدم هى بالمبادرة بالاتصال دومارفعت جوالها بابتسامة وحركت إشارة القبول وفتح الخط بينهم لتظهر صورة لطفلين جميلين يردد بفرحة ..اغنية العظيمة وردة..
كل سنة وانت طيبة يامامتي وبعوده الأيام.. تفرحي وتتهني وفعيدك نغني ونضرابك سلام ..
كانت تتمتم معهم بكلمات الأغنية في حبور وسعادة 
لتشاركهم الأغنية وتقوم بالرد
ياحبيبي يا حلوين ياحبيبي ياطعمين ويخللكو ماما ويخللكو بابا على طول السنين
لم تكن تغني بصورة سليمة لكلمات
الأغنية ولكنها أحبت أن تشارك احفادها التؤم ريم وكريم وابنتها التي ظهرت توا الى الشاشة الصغيرة التي بين يديها لتقابلها بابتسامة عريضة من قلبها ممزوجه بحنين وعطف وهى تردد حبيبة ماما وحشتيني اوي
وحشتيني اوي يانور عيني .
تقابلها رهف بحنين مماثل وضعف طفولي ممزوج بحبس العبرات حتي لا تنساب من مقلتيها انتي كمان ياأمي وحشتيني اوي ..كل سنة وانت طيبة يا أجمل ام بالدنيا .
وانت طيبة ياقلبي وفرحانه بحبيبي دول ..واخبارك انت و نديم جوزك ايه .
اجابتها رهف بكل ود وحنين لصوت امها إحنا تمام الحمد لله ونديم كويس بس انتي عارفه بيخرج من الصبح وبيرجع بعد العشا.
اردفت الام لتعين فتاتها وماله ياحبيبتي ربنا يعينه ويوفقه ..وانتي خلي بالك من نفسك ومن الأولاد.. لازم كل زوجة تكون في عون جوزها يا حبيبتي.
رهف بيأس وملل عارفة يا ماما بس أنا زهقت احنا اغراب وهو مش مخليني انزل أي شغل اسلي بيه نفسي ..الولاد بينزلو المدرسه وأنا بقعد فترات كتير لوحدي وبزهق وبيجيلي اكتئاب من كتر الوحده وهو مبيحبش الإختلاط بحد ومبيخلنيش أعمل صدقات مع حد لما خلاص جبت أخري ومبقتش قادرة.
الأم بمؤازرة لتعين فتاتها خلاص ياعمري متعمليش فنفسك كده.. بس هو بېخاف عليكم وبيغير يعني بيحبك ومش حارمكم من حاجه ..ها تنكري
تنهدت رهف زافرة واردفت بتأفف أنا عارفة ياست ماما انتي بتدفعي عنه ليه !..انا
الي بنتك على فكرة..
وهو بيحبني صحيح بس متملك فالحب ده.
ابتسمت فريدة على معاتبة ابنتها لها فكيف يخيل لها مثل هذا هل توجد ام على وجه الأرض تفضل أحدا على أولادها ولكنها تحاول ان تهداء بينها وبين زوجها لتعينها على حياتها فهى تري نديم زوج ابنتها انسان مكافح يصون ابنتها ويحبها ولكن هو كثائر البشر به مميزات وبه عيوب ولكن عيوبه تتداوي طالما لم يتجاوز فيها فمن حقه أن يغار على زوجته وېخاف عليها فاردفت لها
_كده يا روفي فعلا انا بحب نديم وبدافع عنه بس لأني عارفة انو بيحبك اكتر من نفسه أنتي والولاد ولازم يابنتي تعيشي مع جوزك وتحولي معاه وتريحيه مش تنكدي على نفسك وعليه والولاد يتعبو بينكم.
حركت رأسها بإيماءة بسيطة متفهمه بعد أن اقتنعت بكلام أمها فهى الوحيدة التي تستمع لها وبفضلها تستمر حياتها مع هذا الزوج المتملك الغيور فتردف لأمها بامتنان 
_ياحبيبتي يا ماما مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه.. أنتي اللي بتهوني عليا العيشه دي.
تقابلها أمها بعين دامعة متحرمش منك أبدا يابنتي أنتي وأخواتك يارب.
عقدت رهف بين حاجبيها واردفت صحيح ياماما اومال أخواتي فين مش شايفه حد جامبك والا لسه مصحيوش.
أغمضت عينيها وحاولت ان تواري ما بداخلها من حزن فهى كانت عاقده مع اخواتها اتفاق بالا يتركا امهم بمفردها وأن يتناوب الجميع في انتظام لمراعتها وقد استمر هذا الأمر بينهم ولكن ليس بكثير فقد اخذتهم الدنيا بعيدا واصبحوا يتباعدون يعتمدون على مهاتفتها فقد للاطمئنان عليها بعدما كانوا يتسابقون في القدوم إليها بشكل دوري بينهم وإلى أن اصبحوا يتعللون لها بالظروف فاردفت مطمئنة لها أخواتك بخير يا حبيبتي.. بس هما فبيوتهم هيجو اليوم .. هما متفقين معايا أنهم هيجوا على الغداء.. وسامر انتي عارفة مبيصحاش دلوقت لسه فاضله ساعتين على ميعاد شغله.
حركت رهف رأسها يائسة من تصرفات أخواتها فهى تيقنت أنهم لم يوفوا باتفاقهم معها ولن يعملوا به فحزنت من أجل أمها وتمنت لو إنها مازلت بجانبها ولم تجبرها الظروف بمرافقة زوجها إلى هذه الدولة التي تبعد آلاف الأميال عن حضڼ أمها.
اصابتها حالة من التيه والتخبط في أفكارها وعزمت على محادثة زوجها بعد قدومه من الدوام في أمر عودتها ولو لفترة حتي تستعيد نفسيتها المحطمة من هذه الغربة واردفت بعد محاولتها الثبات امام أمها تمام ياست الكل واكيد الوليمة فيها محشي بجميع الأصناف.
قابلتها الأم بضحكاتها التي تزيدها إشراقة أمام ابنتها وهي تتذكر محبة كل واحد منهم لنوع محدد وحرصت هى على أن تصنعه لها فاردفت طبعا لازم محشي الكرنب لكيمو والبتنجان لرأفت وورق العنب لسامر والكوسة والفلفل لاختك ابتهال ثم أكملت بأسف يا ريتك هنا أنتي كمان كنتي شاركتي سامر في ورق
العنب أنا عارفة انك بتحبيه.
اردفت بعد أن أستشعرت حزن أمها تسلم ايدك يا امي واكملت متنهدة هانت ياقلبي الأجازة قربت وهنزل على طول وابقي اعمليلي كل الأصناف الى بحبها من إيدك وهكون معاكي وساعدك كمان.
اجابتها الام بكل حبور لا تعالي انتي وملكيش دعوه انا بخلي ام سعد جارتنا تشتريلي الي عيزاه كله متوضب وجاهز على الحشو والست مبتتأخرش وبتبعتلي مرات أبنها سعد بالطلبات وبتسعدني وانا برضيهم زي مانتي عارفه.
واكملت مستطردة
_وكمان هيام ومرات عمك بيسعدوني.
ظلت تتجاذب الحديث مع أبنتها تبثها الحنان من خلال شاشة الجوال وقلبها يتشوق لملامسة كل انش في وجه فتاتها فهى الوحيدة التي تشعرها بأمومتها برغم أنها تقطن عن بعد في دولة غريبه تواصلت معها لأكثر من ساعة ليستيقظ شاب متوسط الطول وسيم الى حد كبير يرتدي ملابس بيتية وشعره مشعس لياتي خلفها ويظهر معها في الكادر الخاص بشاشة الجهاز ويبدأ في مداعبة أخته التي تكبره بعامين فقط فيحدثها وهو يلاعبها بعينيه ويشير لها براحة يديه روفي الجميلة عامله إيه وحشتيني.
تقابله الأخري بمداعبته بتحريك عينيها وغمزة مماثلة له سمور عامل ايه راجل .. إيه الي صحاك كنت لسه هقطع ففروتك مع ماما.
سامر وهو يلوح بيديه يااا ساتر مش هتسبوني في حالي انتي والست الوالده .. أنا بقولك عامله ايه يارخمة ..تقوليلي هقطع ففروتك..طب خسارة فيكي السؤال.
تلكزه أمه بكوعها بخفة وتردف له بغيظ طفيف اختك عايزه تتطمن عليك يا عبيط..وانت دبش كده.
عقدت بين عينيها واغمضتها وتوعدت لأخيها بأنها ستكشف ستره أمام والدتها فهى تعلم عنه ما تجهله أمها تصدق انك رخم وانا الي كنت هسألها على العروسه بتاعتك واقنعها بيها يا غتيت.
نظر لها شزرا وهو يطالعها من خلال شاشة الجوال وهو ينعتها بداخله بلفظ سئ كحال موقفه الأن أمام والدته التي صمتت لما تفوهت به ابنتها في حق أخيها وسؤالها له الذي ينم عن معرفتها بشئ تجهله هى مما جعلها تحزن قليلا ولكنها تجاهلت الموقف واكتفت بإيماءة بسيطة وضحكة ساخرة وهي تهاتف ابنتها وهي تتفوه بأسف بقهقهة ساخرة هههه مامة إيه بقى هو
بقى فيها ماما.
اردفت رهف في تصحيح
لأمها بعدما شاهدت الحزن الذي غلب عليها من حوارها مع أخيها الذي قڈفها بوابل من العزف القبيح ونعتها بالرخامة وتوجه الي حجرته ليجمع شجاعته لحين انتهاء أمه من مهاتفة تلك السمجة التي هدمت تخطيطه نحو مصارحة أمه بأمر خطبته من فتاته التي ارتبط بها سرا دون اخبارها خشية من عدم موافقتها وهو كان في طريقه إلى هذه المصارحة ولكنه تفاجأ بهذا الحوار دون ترتيب منه
_حبيبتي اوعي تزعلي نفسك بس الأستاذ كان حكالي أنا ونديم على ارتباطه ببنت جميلة ومن عيله وكان عايز يفاتحك فى الموضوع لكن هوا اللي جبرني أتكلم بغبائه.
تملك فريدة نفسها واردفت بحزن يعني خلاص بنت عمك الي شرياه يقلب عليها كده ويسبها ويروح لوحدة لا نعرف اصلها ولا فصلها.
اردفت رهف في محاولة إرضاء والدتها ياماما هو احنا الي هنتحوز والا هو سيبيه يجرب.
اردفت فريدة بيأس ساخر هههه اسيبه يجرب ويضيع البنت الغلبانه من ايده دي شرياه وعرفه ظروفه الصعبة ولا طالبه حاجه زي البنات لكن هقول ايه ملوش فالطيب نصيب.
انهت الحوار مع ابنتها بالدعاء لها وعادت من جديد تتصقح موقع التواصل لتشاهد وتبحث عن تلك العلامة الخضراء التي تنم عن اتصال ابنائها الأن حتي تراسلهم ولكن هم للأن ليسوا متواجدين.. فلا بأس بارسال بعض الصور المحملة بالدعاء لهم فهى تتفنن في استخراج هذه الملصقات وتسكينها على جهازها المحمول لحين الأحتياج إليها فهى بشكل يومي تراسل اصدقائها ببعض هذه الصور كوسيلة للتواصل معهم فمثيلاتها كثيرات يشعرن بالوحدة ويتشاركن في هذا العالم الالكترروني ليقضين بعض الوقت حتى لا يشعرن بالحزن جراء الوحدة وبعد نشر وردها اليومي من الدعاء على صفحتها العامة تغلق جهازها وتتوجه ألى حجرة سامر الذي فر سريعا من أمامها قبل أن تنتهي من محادثة اخته ..لتردف له بعتاب ها ياأستاذ مش ناوي تقوم علشان تفهمني ايه الكلام الي اختك بتقول عليه دا.
زفر شهيقا قد استنشقه سابقا في ضيق فموقفه أمام والدته لا يحسد عليه فهو تقدم
لفتاة بالفعل دون الرجوع لها ولكنه سيحاول إيضاح الأمر لها فاردف في خزي حاضر يا ماما هقولك على كل حاجه أنا ..قاطعته هى متفوهة قوم أدي فرض ربنا عقبال ما اعملك حاجه تغير بيها ريقك الأول وبعدين نتكلم .
حرك رأسه بإيمائة الموافقة ونهض ليتوجه الي المرحاض في صمت وتوضاء وقام بأداء فرض الله ودعا ربه أن ينول موافقة امه ورضاها لما ينوى فعله أنتهي سامر من صلاته واستعدل من هيئته وتوجه لغرفة المعيشة وجلس بجانب أمه التي أعدت له كوب من الشاي المزود بالحليب ومعه بعض المعجنات المقرمشة احضرتهم حتى يقتات بهم اولا قبل أن تتناقش معه في هذا الأمر الذي كان يخفيه عنها .
ينتهي سامر من تناول طعامه ويتوجه الى والدته بخزي وهو يتفوه ماما انا أسف على الموقف ده بس دي حياتي وانا معملتش حاجه غلط غير اني اخفيت عنك موقفي وده لأنك مصممه على هيام وانت عارفة اني مش موافق على ارتباطي بيها.
تفوهت الأم پألم وهى تحدجه بأندهاش فهذا ليس ولدها الذي كان مغروم بأبنة عمه اه ودا يديك العزر انك تاخد خطوة زي دي من غير ماترجعلي.. وبعدين بنت عمك مالها مانت كنت ھتموت عليها.. ايه الي غيرك.. تقدر تفهمني وبعدين مين الناس الي رضيوا بيك من غير أمك وأهلك والا أنت قلتلهم انك معډوم الأهل والعزوة.. دالي ملوش كبير بيشتريله كبير يابني ..والا خلاص مبقاش ليا عازه وسطيكم
سامر بحزن لحال أمه فهو بالفعل اخطاء ولكنه ظن وقتها ان هذا هو الحل الأمثل حتي يخرج من حصارها في تزويجه من ابنة عمه التي لم يعد يراها كما كان في الماضي
_أسف ياامي انا مقصدتش كده وبعدين انا مأخدتش خطوه رسمي لسه الموضوع تعارف وحضرتك الي هتيجي معايا تتممي الموضوع ان شاء الله ..وانا أخدت رأى اخواتي كلهم وهنقعد نتكلم اليوم ان شاء الله.
حركت رأسها يائسة من تفكير ابنها الخاطئ واردفت براحتك يابني مش أنا الي هتجوز بس دي هترضى تعيش معايا والا هتاجر شقة وتسيبني انت كمان.
سامر بتيه وتخبط في افكارة فهو شغله الشاغل الأن موافقتها لسة مقررناش.. كل حاجة وليها وقتها ياست الكل.. المهم إنك وافقتي واللي بعد كده ربنا يسهله.
ضحكت ساخرة فهو كان دائم المحاكاة بأنه لن يتركها حتى بعد أن يتزوج ولكنه من الواضح أنه عدل عن هذا القرار ولكن كقلب ام تألم من معاناته فكيف سيستطيع الإلمام بكل هذه الأمور التي تحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة كيف له أن يدبر هذه المبالغ التي تساعده على استأجار سكن جديد وشراء مستلزماته من أثاث وشبكة ومصاريف زفاف هى بكل جهد ستقف بجانبه لا محالة ولكن المال التي تقتنيه هو نقطة في بحر فأمور الزواج تحتاج إلى مبالغ طائلة تنهدت
زافرة وهي تتمتم ربنا المعين يابني ويقويني اني
اقدر اساعدك اشوف اخواتك هيقفوا جمبك ازاي
بقلم إيمان فاروق
الفصل الثاني
هل ستستجدي العطف منهم أم إنها ستترفع عن هذا الألم تبتسم سخريتا من الأقدار التي جعلتها في مثل هذا الموقف اليوم هي التي كانت في صغرهم ذات كلمة عليا وها هى اليوم لا يأخذ برأيها.
هل للأم عتاب أم إنها دوما تسامح وليس من حقها العتاب 
هل لها ان تقف أمام رغبة احد الأبناء وتصر عليه بأنهاء هذا الارتباط ..ام انها ستظل ساكنة ام رغباتهم .
ليتها تستطيع الصمود اكثر من ذلك فهو اخطاء خطئ فادح في حق امومتها بخطوته تلك .
تحدث نفسها بعدما اغلقت الخط المتصل بأبنتها وبعدما استوقفته حتى تستجمع تيتها في هذا الأمر يااا للدرجاتي معدليش لزمة مابينكم ياولادي ..حركت رأسها بأسى واكملت صمتها .
سامر ..نعم قد أخطأ ولكنه لم يكن بالخطأ الفادح مما جعله يستجمع تيته وقد زفر شهيقا قد استنشقه سابقا في ضيق فموقفه أمام والدته لا يحسد عليه الأن فهو تقدم لخطبة احدى الفتايات بالفعل دون الرجوع لها ولكنه سيحاول إيضاح الأمر لها فاردف في خزي منها وهو يسبل اهدابه قائلا حاضر يا ماما هقولك على كل حاجه انا فعلا اخطأت لما داريت ..
قاطعته هى متفوهة في تريث ظهر على محياها ولكنه عكس ڼار فؤادها
المتوهج حزنا وخزيا منه لتستوقفه بأشارة قوم أدي فرض ربنا عقبال ما اعملك حاجه تغير بيها ريقك الأول وبعدين نتكلم في كل حاجة.
ها هو قلب الأم دوما يتحكم فيها برغم ما تقاسيه من أولادها.
حرك رأسه مستجيبا بإيمائة الموافقة ونهض متوجها الي المرحاض في صمت وخزي بادي عليه ليتوضاء بعد ذلك ويقوم بأداء فريضته قبل الشروق ليدعوا ربه مبتهلا أن ينول موافقة أمه الغاضبة ورضاها لما ينوى من ارتباط بتلك الفتاة أنتهي سامر من صلاته واستعدل من هيئته ليستكمل أرتداء ملابسة وتوجه لغرفة المعيشة وجلس بجانبها في صمت وهو عازم على محادثتها في هذا الأمر.
تجلس فريدة التي أعدت له كوب من الشاي المزود بالحليب ومعه بعض المعجنات و المقرمشات احضرتهم من أجله حتى يقتات بهم أولا قبل أن تتناقش معه في لب هذا الأمر الذي كان يخفيه عنها وتفاجأت هى به من خلال حديث شقيقته لتهتف قائلة _اتفضل كل قبل مالشاي يبرد.
.ويجيب هو بتناول احدى المعجنات وهو يرتشف معه الشاي المزود بالحليب وهو بداخله يتمني أن ينتهى هذا الموقف السخيف الذي وضعته رهف فيه الأن. .
كانت هناك فتاة رقيقة تستعدل من هيئتها وهى تدعوا في نفسها أن تقابله اليوم قبل ان يغادر كعادة كل يوم بعدما كان يحرص دوما على ملاقتها وهى تدعوا برجاء يااارب يا سامر الحقك قبل ما تنزل ..معرفش ايه اللي جرى .. كأنه بيهرب مني زمان كان بيتعمد يتأخر علشان يقابلني لتعود بذاكرتها للخلف في حنين.
عودة للماضي قبل عام
صباح الخير على الجميل بتاعنا .. قالتها فريدة بحبور وهى تستقبل ربيبتها الرقيقة التي تكن لها بالوفاء لتجيبها الأخرى وهى ترمي ببصرها نحو غرفته وهى تقول صباح الورد عليكي ياست الكل ..انا قلت افوت عليكي علشان تدعيلي أكمل النهاردة على خير ..احسن المادة بتاعت النهارة صعبة قوي منيمتنيش طول الليل لتستمع الى صوته الرخيم يأتي من خلف باب حجرته ليأتي اليها بمكر قائلا بقى الهانم سهرانه طول الليل تذاكر بردوا والا ماسكة الفون.
ابتسمت بخجل لمزاحه لتهمس قائلة على ما اظن اني مكنتش لوحدي ماسكة الفون ..كنت براجع المنهج مع استاذي .. وأظن أن حضرتك عارف كل حاجة.
سامر بنظرة عاشقة فهى ربيبته وهو يفرض عليها العشق منذ ان كانت صبية صغيرة ليهمس لها في ود طبعا عارف كل حاجة وهو في غيري يعرف عنك كل حاجة.
تتدخل الام بينهما قائلة في مشاكسة لهما بعينين فرحة بهما جرى ايه يا اد أنت وهي ..اعملوا حساب لوقفتي والا تكوني فكرني طرطور ياخفيف .
ثم أكملت بحزم لتقطع وصلة الضحك بينهم قائلة في هتاف يالا يا بيه على شغلك ..وانتي يا قمرايه يالا علشان متتأخريش على الامتحان وخلي النحنحة دي لبعد متخلصي .
سامر من بين ضحكاته ماشي ياريدة.. انتي تؤمري هنأجل كل حاجة لبعد الإمتحانات وتوجه للأخري بعملية قائلا يالا يا أنسة علشان اوصلك في طريقي .. علشان متتأخريش وترجعي تقولي أنت السبب .
أومت فريدة له بالرضى فهو خير حفيظ عليها فهو ابن عمها ومن الواضح انه سيكون اكثر من ذلك لتجيبه قائلة يالا يا هيام روحي معاه ..علشان متتأخريش بس خلي بالك وانتي راكبة وراه على المكنة لتقعي امسكي كويس قالتها بصدق فهى قلقة عليهما من تلك الدراجة البخارية التي اقتناها أبنها وهى تخشى عليه من مخاطرها عليه .
أومأ ت الأخرى إليها في ود قائلة حاضر ياست الكل ..دعواتك لينا.
خرجا سويا تحت نظراتها الرضية
وهى تدعو الله ان يكمل قصتهما فهى خير من تؤتمن
على ولدها الصغير ..وكيف لا تؤامنها وهي التي قامت بتربيتها برفقة أولادها بعدما تركتهم أمها ورحلت في الصغر لتتركها أمانة عندها وهى خير من يصون تلك الامانة.
يالا ياقمر علشان منتأخرش ..اركبي حلو ..قالها سامر وهو يدير تلك الدراجه البخارية ويستقلها بجدية وهو يضع فوق رأسه تلك القبعة الواقية ويعطيها هي الاخرى واحدة لتضعها فوق رأسها وتستقل خلفه دون خوف فهو امانها دوما لتجيبه بخجل من كلماته قمر بالستر يا أبن عمي ..طول عمرك بتحب تجاملني كده .
يستمع لها وهو يسير بدراجته ليهتف قائلا بصوت عالى
نسبيا فصوت الدراجة يتفاعل مع الهواء أنا مبعرفش اجامل على فكرة ..انا صريح وبجد أنت احلى من القمر في نظري كمان .
ذاد خجلها والتهبت وجنتيها من تحت تلك القبعة التي تحجب عن بشرتها الهواء ليزيد توهجا وتردف هى بخجل أنت الي عنيك حلوة .. علشان كده بتشوفني بالصورة دي .
هى فتاة عادية متوسطة الجمال ذات عينان سود بشرتها بيضاء كحال قلبها لتعود لواقعها بعدما افلجها صوت انثوي قائلا ياااهيااام ..يالا يابنتي علشان الطابونة متتزحمش .
افلجها صوت السيدة أمل زوجة أبيها والتي تعتبر أم أخرى لها فأمل لم تهمل يوما في مراعتها لتجيبها وهى تحاول ان تستجمع حواسها التي كانت تعيش في ماضيها الجميل.
حاضر ياماما ..انا جاية اهو بس بكمل لف الطرحة قالتها هيام وهى تقوم باستعدال حجابها امام المرآة لتتوجه بعد ذلك الي زوجة ابيها قائلة وهى تسحب من يدها تلك البطاقة التموينية الخاصة بجلب ارغفة العيش المدعم تمام ياماما .. أنا هجيب العيش من البطاقة زي ماقلتي وهعدي على المطعم علشان اجيب الفطار كمان ..في حاجة تانية
حضرلك الخير يا قلبي بس كمان ينوبك ثواب عدي على مرات عمك شوفيها لتكون عايزة عيش والا فطار تجيبهلها بالمرة ..قالتها أمل بمحبة صادقة لتلك السيدة التي تعتبرها اخت كبيرة لها.
أومأت لها الأخرى بالموافقة بكل حبور فهى من الأساس تنوي المرور عليها من أجل الاطمئنان على هذا السامر الذي ابتعد عنها دون اي سبب وهى التي تتمني رؤياه لتجيبها بتأدب عيوني حاضر همر عليها بس انتي عارفة ان ماما فريدة النهاردة مش هتعوز عيش علشان عملا محاشي وعلى العموم انا همر عليها يمكن يكون ناقصها حاجة علشان الجماعة هيجو النهاردة.
اه ياحببتي منا عارفة طبعا انها عملة كل انواع المحشي علشان حبيبها لكن امبارح وانا بلف معاها المحشي قالت يمكن تعمل ملوخية جمب الأكل فبردوا ميجراش حاجة لو سألتيها ..اصلها بتصعب عليا ولادها برغم تعليمهم العالى ومراكزهم الحلوة الا أنهم قدام نسوانهم ملهمش لزمة ..الراجل لازم يكون حازم مع مراته علشان تحترم أمه لكن كل واحد فيهم مكبر دماغة من نحية الست الطيبة وساكت عن أسلوب مراته المستفذ.
اومأت هيام بحزن شديد فبالفعل أبناء عمها شخصيتهما ضعيفة أمام زوجاتهم فهن لا يقدرن امهم ودائما يقللون منها أمام الآخرون دون النظر إلى مشاعرها فهى دوما تحرص عليهم وتعد لهم أفخم الولائم ولا تحظي على شكر من هن وكل واحدة تأتي لها كالغريبة وتلقي الحمل على الأخرى وتلك السيدة لا تبوح بحزنها لأي منهم حتى لا يقولون انها تفتعل المشاكل وحرصا على سعادة ابنائها .
لتتوجه هيام الي الخارج قاصدة بيت عمها في الطابق الذي يسبقهم لتترجل الدرج وهى تدعوا الله ان تقابله فربما تتواصل بعينيه لتتعرف على الشئ الذي باعده هكذا عنها.
ينتهي سامر من تناول الطعام بعجالة ويتوجه اليها بالحديث بخزي ظاهر على محياه وهو يتفوه ماما انا أسف على الموقف ده..كان لازم انا الي ابلغك واقولك كل حاجة من الأول .. بس دي حياتي وأنا معملتش حاجه غلط غير أني اخفيت عنك موقفي وتصرفي وده لأنك مصممه على هيام وانت عارفة اني مش موافق على ارتباطي بيها.
تفوهت الام پألم وحسرة على ما تفوه وهى تحدجه بأندهاش فهذا ليس ولدها الذي كان مغروم بأبنة عمه التي تتعشم به خيرا اه ودا يديك العزر انك تاخد خطوة زي دي من غير ماترجعلي يا بن بطني والا خلاص معدليش لزمة .. وبعدين بنت عمك مالها مانت كنت ھتموت عليها طول عمرك .. إيه اللي غيرك تقدر تفهمني.. وبعدين تعالى قولي مين الناس الي رضيوا بيك من غير أمك وأهلك وحبيبك والا انت قلتلهم انك معډوم الاهل والعزوه.
واكملت مستطردة بسخرية اليه دالي ملوش كبير بيشتريله كبير يابني ..والا خلاص مبقاش ليا عازه وسطيكم.. أنت والبهوات التنين الي بيسعدوك من ورايا.
سامر بخزي وبحزن لحالتها تلك فهو بالفعل اخطاء في حقها ولكنه ظن وقتها ان هذا هو الحل الامثل حتي يخرج من حصارها في تزويجه من ابنة عمه هيام التي
لم يعد يراها كما كان في الماضي
ليهتف قائلا أسف ياامي انا مقصدتش كده والله.. وبعدين انا مأخدتش أي خطوه
رسمي لسه الموضوع تعارف وكلام بس وحضرتك الي هتيجي معايا تتممي الموضوع وكل حاجة ان شاء الله ..وانا اه اخدت رأى اخواتي كلهم وهنقعد نتكلم اليوم ان شاء الله ونتكلم بشكل أوسع.
حركت رأسها يائسة بحزن طاغي عليها من تفكير ابنها الخاطئ واردفت بوهن ظاهر على نبرتها براحتك يابني مش أنا الي هتجوزها ..واكملت مستفسرة بس دي هترضى تعيش معايا هنا في الشقة بتاعتنا والا هتاجر شقة وتسيبني انت كمان زي اخواتك
سامر بتيه وتخبط في افكارة فهو شغله الشاغل الأن موافقتها لسة مقررناش ياست الكل.. كل حاجة وليها وقتها ياجميل .. المهم انك وافقتي على الموضوع والي بعد كده كله ربنا يسهله ويحله .
ضحكت ساخرة فهو كان دائم المحاكاة بأنه لن يتركها حتى بعد أن يتزوج فهو الصغير الذي كان متشبس بها ولكنه من الواضح أنه عدل عن هذا القرار ولكن كقلب ام تألم من معاناته فكيف سيستطيع الإلمام بكل هذه الأمور العسيرة التي تحتاج إلى مبالغ مالية فائقة كيف له أن يدبر هذه المبالغ التي تساعده على استأجار شقة جديدة وشراء مستلزماتها من أثاث وشبكة ومصاريف زفاف.
هى بكل جهد ستقف بجانبه لا محالة ولكن المال التي تقتنيه هو نقطة في بحر فأمور الزواج تحتاج إلى مبالغ طائلة تنهدت زافرة وهي تتمتم بتوجز ربنا المعين ياسامر يابني ويقويني اني اقدر اساعدك بالي اقدر عليه وكمان اشوف اخواتك هيقفوا جمبك ازاي..لتنتهي بالحوار معه ويتوجه هو لغرفته براحة بعدما واجهها وحصل على موافقتها.
تمام يا سامر زي ما تحب يا ابني براحتك قوي بس لازم تعرف اني مش الكلام اللي كنا متفقين عليه
كانت كلماتها القليله كعتاب لتجلس شارده فيما مضى وفيما كان فربما فربما يعود ابنها ذات يوم الى عقله مره اخرى
عوده للماضي
كان يعود دائما من عمله شغوف اليها يدلف مهرولا حتى يتسنى له مشاهدتها فهي الام الحنون التي لا يستطيع الابتعاد عنها بتاتا.
يا امي يا ست الكل فينك يا حبيبتي
اجابته بكل حب بعدما استمعت لاداره مزلاج الباب انا اهو يا روح ماما حمد لله على السلامه يا نور عيني انت مش هتبطل جنانك ده يا واد انت عامل كده زي العيل الصغير هتعمل ايه لما تتجوز وتسيبني
ضحكات العاليه اخذتها الى فوق الى ابنه عمه التي تشاركها محبته وتتمنى ان تكون زوجه لها في يوم من الايام مما جعله يردف انا عمري ما هسيبك يا ست الكل وبعدين ما انت عارفه اللي فيها يا حبيبتي.
_اه طبعا عارفه كل حاجه وراضيه ومباركه ارتباطكم بس هي تخلص على خير وأنت تتثبت في شغلك وانا هتمم كل حاجه بسرعه وكمان يا سيدي ليك عليا اشتري لك الشبكه واساعدك باللي أقدر عليه.
كانت حياتهم محبه وصداقه كان دائما يلجأ إليها ويشورها في كل متعلقاته وكل كبيرة وصغيرة ولكن كلمات الشيطان جعلت منه اضحوكة لعبه ماسخة جراء الأفعال التي أصبح شغوف بها كما اخواته الأخرين فكم يشبههم الأن وكم تتألم هي لهجرهم وها هو صغيرها ينضم إليهم هو الآخر ويشرد نحو طريقهم ويترك حلمه وحلمها الذي باتوا سنوات يحلمون بالوصول اليه.
فهل من عودة قريبة يثلج بها صدرها الذي انشرق نصفين متالمه لما هو فيه ولما سيقابل الفتاه البريئه التي تنتظر كل يوم كعادتها منذ سنوات عمرها الماضية.
هل سيعتدل عن قراره الذي أخبرته به شقيقته وهل سيعود إليها من جديد هذا ما تتمناه.
بقلم إيمان فاروق
الفصل الثالث
استكمل ارتداء ملابسه واعدل من هندامه أمام المرآة الخاصة بغرفته ليستمع بعد ذلك الى رنين جرس المنزل فتوجه لخارج الغرفة عازم على فتح الباب ليجد هيام تلج الي الداخل بعد أن دعتها السيدة فريدة التي سبقته لفتح الباب للدخول وهى تردف بحبور وبشاشة اهلا ياهيام يابنتي تعالي ادخلي.. وتقابلها الأخري بحب مماثل ولما لا فهي من احتضنتها صغيرة واحتوتها بعد مۏت امها لتهتف بكل حب صباح الفل والياسمين عليكي ياماما فريدة.
صباح الفل يا بنت قلبي عامله ايه ومامتك أمل أخبارها إيه
قابلتها بإيماة راضيه وهى تتمتم الحمد
لله كلنا تمام في نعمة وماما أمل بعتاني اشتري شوية طلبات وقالتلي أشوفك لو محتاحه حاجة من برة علشان عزومة النهاردة .
اجابتها بإمتنان صادق ماتحرمش منك يا بنتي مانتي جايبالي كل طلباتي امبارح ومجهزاها معايا فمش هحتاج حاجه تاني.. تسلميلي.. وتسلم امل تعبتواومعايا امبارح .
تعبك راحة ياست الكل ..انا قلت لو محتاجه عيش انا هعدي على الطابونة.. كانت تتحدث وهي تترقب ولوج ابن العم الذي يتفنن في الفرار من أمامها بعدما كان يختلق الاعزار للبقاء بجوارها.. لتتوجه ب نظرات حائرة تراها في تحديقه لها .. ماذا فعلت حتى يتجنب حديثهما سويا هكذا.. هل كان اهتمامه بها وتقديره وهم زائف ..تنهدت بخيبة امل بعدما شاهدت عدم اكتراثه لها
وهو يلقي عليها السلام من باب الذوق فقط بنبرة جافة غير التي كانت تستمتع بدفئها
ها هو اليوم يخرج اسمها من بين شفتيه ببرود لم تعهده منه.. مما جعل السيدة فريدة تحزن من فعلته.
تدلى سامر لغرفة المعيشة وهو يقول بعملية عايزة حاجه يا أمي أنا نازل علشان اتأخرت.
قابلته قائلة بحزن لا يابني بس أرجع بدري علشان تتغدى مع اخواتك.
سامر وهو يومي برأسه إليها قائلا حاضر يا أمي أنا أكيد هرجع بدري منا متفق معاهم.
حركت رأسها بتفهم لما يقول فهو اخبرها انهم على دراية بما كان لتهدية نظرة بائسة ونصف إبتسامة لم تكتمل مما جعل هيام تستشعر حزن امها البديلة فنقلت ببصرها نحو ابن عمها وهى تردف بعتاب إيه ياسامر شكلك مزعل ماما فريده هي كمان.
أجابها بجفاء دون أن ينظر اليها ففهى تعاملة لها تجاهل ولكلماته معني كثيرة تكره استشعارها فهذا ليس بأبن عمها الودود ..ليته يتحدث ويفصح عما بداخله ولكنه يقتصر ببض كلمات عجاف كحاله معها ابدا وهزعلها هي والا غيرها ليه
ثم تفوه مستطردا هو انا اقدر أزعل ست الكل قالها بعدما أستشعر ردة القاسې لبنت عمة التي توهجت من شدة احراجها.
تنهد زافرا وتوجه للخارج وهو يتلاشى النظر بعيدا عن بنت العم التي كادت ان تبكي جراء محاكاته الحادة لها.
فتوجهت بخطواتها لتلك القابعة على أريكتها في حزن يكسوها ويتملكها ويجعلها عاجزة عن التعبير الحركي بالجسد فحالتها شاخصة عاجزة عن وصف أي شئ مما جعلها تحاول أن تستفسر عن حالته تلك وعن وأسلوبه الذي تغير معها ومن الواضح أن أمه تعاني من نفس الألم الذي تعانيه هى لتردف في حنو اليها متمتمة بأستفسار في ايه ياماما مديقك قوي و ماله سامر مزعلك في ايه! واكملت مستطردة قبل ان تجيبها الأخرى وياريت متقوليليش مفيش حاجة ..انا متأكدة انك زعلانه منه في حاجة زي منا كمان ..هو متغير بقالة فترة كبيرة.
حركت رأسها في ألم تحاول دون جدوى اخفاء حزنها فلابد أن تخبر تلك الرقيقة التي تؤازرها وحدتها الأن طب روحي هاتي طلبات البيت عندكم ولما تيجي هحكيلك على كل حاجه ياحبيبتي ..أصله موضوع كبير ومينفعش اخبي عليكي .
حركت هيام رأسها بإيماءة متفهمة وبالفعل لبت طلبها وتوجهت قاصدة مطلبها في سرعة حتي تعود ففضولها يأكلها تريد معرفة ما يسره ابن عمها في نفسه وفي نفس الوقت تشفق لحال امها البديلة .
جلست تستكمل جولتها عبر تطبيق الفيس بوك والواتس اب لتتلقى اشعارات تفيدها بقبول ابنائها تلك الرسائل التي تحمل الأدعية و مبادلتها ببعض الصور التي تماثلها ولكن اليوم أرسل لها ابنها رأفت مقطع لاحدى الاغاني التي تتكلم عن الأم واخبرها انه سياتي لها كما اتفق معها سابقا.. واستقبلت من كمال احدي الصور التي تحتوى على دعاء للأم .. وها هى ابنتها ابتهال ترسل لها رسالة صوتية اسفة يا ماما مش هعرف اجيلك بدري اليوم.. هستني محمد يجي يقعد مع مامته وانا هجيب الولاد ونجيلك على طول ابتسمت ساخرة وحركت رأسها باسف وهي تردد استغفر الله العظيم.. بقى حتي مش هاين عليكي يابتهال تكلميني في التليفون.. بتبعتيلي رسالة وخلاص.. ياعني جوزك يحكم عليكي متزورنيش وهو مبيسبش أمه وأنتي إيه ملكيش أم.. يالله ربنا يسامحه ويسمحك يا بنتي.. اعتلى رنين الجرس الخاص بمنزلها ونهضت متوجة لفتح الباب لاستقبال القادم لتردف بهدوء أيوا يالي بتخبط انا جايه اهو..ليقابلها الطرف الاخر
والتي كانت إحدى جارتها افتحي يا خالتي أنا أم محمود.
لتقابلها هى بكل حبور فور فتحها الباب أهلا أهلا اتفضلي ياغاليه.. عامله إيه
الحمد لله انتي الي عامله يا خالتي فريده انا جبتلك العيش وانا بجيب لينا وأكملت مستطردة بعد ان وضعت الحقيبة البلستيكية التي بباطنها بعض أرغفة العيش المدعم واه قبل مانسى حماتي بتسلم عليكي في الأول وبتقلك الجمعية الجديدة هتبداء من أول الشهر تعمل حسابك معانا!.
اجابتها فريدة بلهفة وحماسة تصدقي حماتك دي بنت حلال.. قوليلها اعملي حسابها.. بس تدهاني فالاوائل لحسن محتجاها علشان اساعد بيها سامر .
تحدثت الاخري بود مماثل للأخرى من عيني ياخلتي هبلغها.. بس فرحيني هوا خلاص قربتي تجوزيه.. يعني خطبطو له والا لسة
دعواتك اهو في مشروع خطوبه كده وربنا ييسرله الحال.
قابلتها الأخرى وهى تتمتم بالدعاء بفرحة فهى تعلم مدي شغف السيدة فريدة لتزويج ابنها الذي لم يعد صغيرا فاردفت ربنا يتمله على خير ويعينك ياخلتي.. بس خليه يقعد معاكي هو وعروسته منه توفير ليه ومنه ياخد بحسك والا إيه رايك.
زفرت متنهدة واردفت كله على الله يام محمود.. انا مبحكمش على حد بالقاعد معايا.. وبسيبهم براحتهم علشان اريحهم وارتاح من المشاكل وكفايه انهم يكونو سعداء.
إجابتها ام محمود وهى تحرك رأسها في تمني بحركة فمها والنبي يا خالتي انت ما في منك ..مريحة دماغك وعيالك على الأخر ربنا يجزيكي كل خير ياريت حماتي زيك وتشلني من دماغها
شويه.
تقابلها فريدة بابتسامة رقيقة في مؤازرة لها فهي تعلم شدة حماتها في التعامل معها فتردف معلش يا
حبيبتي دانتي هينوبك ثواب على صبرك معاها وعلشان خاطر جوزك وعيالك كفايه أنه دايما في صفك
ما هو لازم يكون في صفي لأني مبغلطش وبعمله حساب.. والله ياخلتي وبقول ست كبيرة لاكن هى مش مريحة نفسها دي بتدخل تفتش الدولاب ولما أتكلم تقولي انا معنديش حاجة يتسك عليها وتتخانق معايا علشان بقفل باب الدولاب بالمفتاح من العيال علشان ميلعبوش في ورق أبوهم ..تقولي انتي مدارية عليا ايه .. تعبتلي نفسيتي .
ما كان عليها سوى أن تهدئها بقولها _عارفه حماتك دي خايبة ومبتقدرش تستغني عنك ابدا وبتقول ان انتي ايديها ورجليها بس هى عندها حب تملك شوية كده وبتعتبرك انتي ومحمود وعيالكم ملكها هى وبس.. يعنى بتحبكم ياخيبة.
نعم هي تواسيها ولكن دون اقتناع فتلك الحماة القاسېة تعدت القسۏة بمراحل مع تلك السيدة الصغيرة التي حالتها تقطع نياط القلب لماذا تتعامل معها بهذا الجفاء وهي التي تعمل على راحتها ليل ونهار وربما تكون زوجة ابنها افضل من ابنة ولدت من رحمها فزوجة ابنها تتقي الله بها فيا ليتها تعلم أن الله يعلم ما تسرون وما تعلنون ويقدر الأفعال لكل فرد بها فتلك الأيام نداولها بينكم فماذا تعمل عندما تقسوا الأيام عليها كما تقسوا هي على زوجة ابنها
الفصل الرابع
رواية أولاد فريدة 
بقلم إيمان فاروق
تقابلها الأخرى قائلة دون فهم يعني أنتي مبتحبيش عيالك يا خلتي والله انا ما شفت حد في حنيتك ..يعني لو هى في مكانك كانت عزمتنا دي كانت طفحتنا الأكل وسممتنا بالكلام .. دا احنا بنبقى شارين الأكل وبتتحكم في تفريق المنابات وبتميز ولادها عن حريمهم وزفرت ضيقا بعدما ذكرت تلك الخصال الغير حميدة في أفعال حماتها واستطردت قائلة يالله ربنا يرحمنا برحمته ثم استشعرت ثرثرتها فأردفت في خزي حقك عليا ياخلتي أنا صدعتك بس أنتي عارفه أمي تعيشي انت ومليش حد افك نفسي معاه غيرك .. وأنت الي بتعنيني على المر الي بشوفه مع حماتي رأفقت كلماتها انسياب بعض العبرات على وجنتيها.
مما جعل السيدة فريدة تبكي على بكائها وتردف وهى تربت على كتفيها متقوليش كده يا أم محمود دا انتي زي رهف بنتي كفايه سؤالك عني .. والله بتنوريني يا خيبة ..وبيتي مفتوحلك في اي وقت وحماتك دي سيبيها عليا لما اقعد معاها هعرفها غلطها .
واكملت بأسف هى الدنيا كده محدش يعرف قيمة النعمة إلي في إيده غير لما يتحرم منها .. ما هى شايفه حالي مع ولادي بديهم عنية وسيباهم على راحتهم ..ويارتني لاقية تقدير إلا ماحد عبرني لغاية دلوقتى من مراتتهم وهما عرفين إني
لوحدي وقيلين أنهم هيجو من بدري وادينا داخلين على بعد الظهر ومحدش منهم جه.. حتى بنتي جوزها متحكم متسبش أمه إلا لما يكون موجود مع ان صحتها حلوة.. لاكن ازاي أمه متقعدش لوحدها وياريته يخليها تبر أمها هى كمان والله يا بنتي لو كانت حماتها تعبانه مكنتش زعلت وكنت عنتها على الي هى فيه لكن الست صحتها زي الفل والحمد لله وانا مش عايزة حاجه زي مانتي عارفة ولما بعوز اديني بتكل عليكي وعلى أم سعد ومرات ابنها عسل زيك كده بتيجي تقضيني طلباتي ..وولادي لما بيجو بشلهم هما وعيالهم على كفوف الراحة والي بيطمعوا فيه بديهلهم بطيب خاطر .
تدخلت ام محمود بسرعة انتي هتقوليلي على حنيتك ياخلتي ..دا الكل بيشهد بحنيتك وسخائك الي مغرق الكل ..دانتي الي فجيبك مش ليكي وكفاية مراضية الأطفال ..دانتي بركة الشارع بتاعنا .
متحرمش منك يا ام محمود ووقت ما تحتاجي حاجة والا تديقي صدري مفتوح ليك يا حبيبتي..والله انا يعتبر الشارع كله أهلي احنا عشرة عمر .
أنهت حوارها مع الجارة عند دلوف هيام بعدما قضت متطلبات منزلهم وأتت لها على وجه السرعة وهى تدعوا الله ان تكون اسرار ابن العم في صالح علاقتهما التي كاد أن يدمرها بجفائه المتعمد فهو أصبح كموج البحر الثائر الذي يهدم ما تبنيه من أحلام نقشتها على الرمال.
لتسألها بتوجز بعدما استشعرت خزيها وتيتها في نظرتها التي تعلمها جيداخير ياماما فريدة ماله سامر.. وايه الي كنت عايزاني اعرفه!.
تنهد زافرة پخوف على مشاعر تلك الرقيقة ولكن ما باليد حيلة فواجبها ان تخبرها وعليها الخروج من قوقعة عشقها التي ضاقت عليها بعدما تخلى هو عنهااردفت في أسى تعالى يا بنتي اقعدي جمبي الأول.
قابلتها الاخرى بالمسول بين يديها وهى تردف في طاعة حاضر ياست الكل.. وادي قاعدة.. ها خير.
بصي يا بنتي انتي عارفة غلوتك عندي طبعا.
طبعا ياماما وانتي كمان غلوتك من غلاوة امي الله يرحمها ويمكن اكتر كمان .. انا مشفتهاش لكن شفت حنيتك عليا.. بس انت كده قلقتيني خير.
انا هقولك على خبتي في البيه سامر.. الي رايح يخطب من ورايا ولولا
رهف حكتلي مكنش هيقول.. وانا قلت لازم اقولك علشان هو ميستهلكيش.. صدقيني انت تستهلي واحد احسن منه الف مرة.
تحجرت
العبرات في مقلتي هيام.. فقد كسرت احلامها التي نسجتها في مخيلاتها مع ابن العم الذي كان يحتويها بحب واضح كيف له ان يهدم تلك الآمال التي تكونت بينهم وهم صغار وارتوت في صباهم لما يبترها من جزور لا بل يقتلعها من ارض احلامها.. سامحك الله سامر لهدمك حلمي الجميل.
خارت قواها فارتمت في صدر زوجة عمها الحنون والتي كانت دائما مخزن أسرارها وهي تبكي مر المفاجئة التي صعقتها كليا لتردف السيدة فريدة في مؤازرة الفتاة هيام لازم تفوقي وتكوني قويه الجواز فالأول والآخر قسمة ونصيب يا بنتي وأنتي مفترتيش عليه ..بالعكس انتي استنتيه كتير وهو الي اتبتر على نعمة ربنا الي ادهالو انتي لا وحشه و لا بايرة والف مين يتمناكي وأظن لسه ابوكي مشتكيلي من رفضك للعريس الي جايلك.
قصدك ايه يا ماما فريدة ..في ثواني كده بتطلبيني إني انسى حلم حياتي ..تعقل يعني والا انا مكنة هدوس على زرار التحكم أقوم انسى ..انا عارفه أن الجواز قسمة ونصيب واكيد ابن عمي لقى الي أحسن مني والي قدرت تحول مشاعره ليها بسهوله ..بس كان قالي بدل ما يسبني على عمايا كده ..كان المفروض ينهي الارتباط الي أنتي كنتي شاهده عليه بينا مش يسبني كده.
تنهدت فريدة بحزن واردفت في خجل من فعلة ابنها الغادر حقك عليا يا قلبي ..على عيني والله بس ما باليد حيله ..وهو الخسران ..بكرة الأيام تدور ويجي عليه الدور يتباع زي ما باع.. ربك مبيسيبش واكيد هيعوضك بأحسن منه .
أردفت هيام بمرارة بالغة تصبغ حلقها أنا لا عايزاه ولا عايزة غيره ..عن اذنك يا ماما أنا هطلع ارتاح شويه ..محتاجه أكون لوحدي واستنشقت الهواء وجففت الماء المالح المنسدل من بحر عينيها التي انتفخت جراء بكائها وتوجهت لمنزلها لتتوارى عن اعين الجميع حتى لا تكون عرضة للأسئلة التي حتما
ستلقى عليها من خلال أبيها وزوجته ..وعليها استعادة نفسها مرة أخرى حتى تستطيع مواجهة هذا الغادر الذي صفعها غدرا دون رحمة او شفقة لتلك المشاعر النبيلة التي كانت بينهم 
اولاد فريدة من الفصل الخامس الي الثامن 
بقلم إيمان فاروق
جلست تدعو لهذه الفتاة التي تركتها ورحلت متمزقة القلب جعلتها في حالة يتقطع لها نياط القلب من الحزن عليها ..فهيام ابنة قلبها ولم تتمنى ان يحدث هذا مطلقا.
بل هى كانت تتهئ للجمع بينها هى وابنها المعتوه كما لقبته وهى تحدث نفسها قائلة بعد رحيل الأخرى الله يسامحك يا بني .. أنا مش عارفة ايه الي خبلك كده ..دا انت كنت عاقل وواعي لكن الي انا شيفاه قدامي دا شاب معتوه ..ياترىةايه الي لعب في دماغك ومين دي الي وافقت عليك وانت محلتكش اللضا ..وكمان من غير محد من اهلك يكون معاك يابن بطني .
أنهت حديث نفسها لتستمع مرة اخرى لطرق الباب عليها فربما ابنتها اتت مبكرا اليها او احدى زوجات ابنيها اتت لتكون معينة لها في هذا اليوم الذين اتو من أجل التجمع معها والأحتفال بعيدها بينهم ..ولكنها تفاجأت بصوت انثوي يعود الى احد الجارات الطيبه من اللاتى يستشعرون معها بالراحة والمودة والألفة فهى خير صديق ورفيق لهن ..لذلك لن تتأخر واحدة منهن علها ابدا في اي طلب كان .
جارة اخرى ساقها الحب لتلك المدعوة الخالة فريدة صاحبة القلب الحنون لتقوم بمعاونتها في اعداد الطعام وترتيب منزلها وقضاء بعض اللوازم لها . فوردة زوجه لابن الجارة الطيبة ام سعد فتاة طيبة تسعادها بحب وتتفاني في طاعة ام زوجها التي تعتبرها ام لها لتقابلها ببشاشة وحبور قائلة أهلا وسهلا بيكي ياوردة ..ام سعد عاملة ايه 
وردة بود مماثل لها أهلا بيكي أنت ياست الكل .. أمي أم سعد بتبوس إيدك وبتدعيلك .
فريدة بتواضع العفو يابنتي ..دانتوا عشرة عمر وأم سعد دي ذي اختي تمام..دانا حتى مابرتحش غير معاها في الكلام وغير إنها بتبعتك ليا لما بكون محتجاكي.
وردة بصدق وسرعة طب ومالة ياخالتي دا انا اخدمك برموش عنينا ..كفية بس حنيتك وطيبة قلبك .
فريدة بإحراج من حديث الأخري متقوليش كده تاني ياخيبة احنا أهل .. وأنا هزعل لو قلتي الكلام ده تاني .. وإن كنت بساعد بحاجة علشان دا واجب عليا نحو الجيرة والعشرة لاكن مش علشان تكوني اثيرة ليا ..كده يبقى حرام عليا.
وردة بنفي ابدا والله العظيم ماقصد كده ابدا ..انا قصدي اني اعترف بجميلك علينا وفضلك الي مبيخلص من شدة حنيتك ..ربنا يجازكي خير ويسعدك بكل حبيبك .
فريدة بضيق مصطنع يوو شفتي بقى قعدتي ترغي ونلكلك مع بعض واهو الوقت هيفوت علينا ومش هنلحق ننجز اي شئ من عمايل الأكل والشغل اللي ورانا.
لتجيبها الاخرى بعملية وهي تشمر عن ساعديها وتتوجه الى الداخل وتقوم بعمل المطلوب منها
ومساعدة الخالة الطبية في ما كانت تفعلة وتنتهى من ما كلفتها به وتتوجه اليها بعد انجاز ما كانت تفعلة .. لتردف
قائلة وهى تستعدل من هندامها وتحكم لفة الوشاح التي كانت تضعه فوق شعرها لأعلى وهي تهتف ها ياخالتي محتاحة حاجة تانيه قبل منزل ..انا عملت كل اللي امرتي بيه ويارب الأكل يعجب البهوات. قالتها وردة وهى تتمني أن ينول طعامها استحسان الجميع.
لا يابنتي تسلم ايدك وكتر خيرك لحد كده ..واشكرلي أم سعد إنها سبتك ليا اليوم من اوله كده.. قالتها فريدة بأمتنان لجارتها الصغيرة .
ضحكت وردة زوجة سعد والتي لم تكن غير احدى الجارات المحبة للسيدة الودودة لتردف بود قائلة والنبي ياخالتي فريدة انتي عسل الا تسبني قال .. دا هى الي بتبعتني ليكي وبعدين دانتي خيرك مغراقنا انا وهى واظن مش هنعيده تاني وبصراحه امي ام اسعد بتعزك خالص وعلى طول في سرتك وبتحكي وبتتحاكي بيكي.
فريدة وقد لفت انتباهها ما تفوهت به وردة فاردفت بتوجز يارب بس تكون جايبة سرتي فالخير..ام سعد دي عشرة عمرى .
وردة وقد تحمست للحديث طبعا فالخير هو في حد يقدر يقول عليكي كلمة وحشة ياست الكل .. أمي بتقول انك من كتر حنيتك هتسيبي الشقة للأستاذ سامر يتجوز فيها.. وانتي هتروحي البيت الي فالبلد بتاعكم .. الا صحيح ياخالتي فريدة هتسبينا وتتنقلي من هنا دي كانت الحتة تضلم ..دانتي نوارة الحتة كلها.
حدقتها بدهشة وتفحص لما تفوهت به فهذا الحديث لا يبشر بالخير فهى اقاويل جديدة عليها فاردفت مستفسرة طب وأم سعد جابت الكلام دا منين ياوردة يابنتي !.
حركت حاجبيها مع كتفيها في استعادة لحديثها مع ام زوجها فاردفت بعد ان استعادت واستحضرت بعض المعلومات في ذهنها قائلة والله ياخالتي على ما اعتقد انها كانت عند الست أم أحلام جارتنا الي في أخر الشارع .. أم مرات سي الأستاذ كمال ابنك وهى الي قالتلها الكلام ده على ما اظن .
تحجرت وتعثرت الكلمات في حلقها فمن أين اتت ام أحلام بهذا الكلام المرير ..فهى لم تتلفظ بشئ كهذا.. هل يعقل ان تترك ماضيها وترحل هى وحاضرها وتنفي نفسها بعيدا عن فلذات
كبدها وثمرته هل ستنسى و ستترك ذكرى زوجها العطرة من أجل ان تنعم فتاة اخرى في بيتها التي افنت عمرها كله في بنائه ..ام ان هناك امر ما يخفى عليها من أولادها وزوجاتهم اللاتي من الواضح انهم شنوا الھجوم الغير مبرر عليها
فتلفظت بتعقل وهى تتصنع عدم الفهم لما زرفت اليها الأخرى وهى ترسم الا مبالاة اهو كلام في الهوا بيتقال ملوش ستين لزمة  لتكمل بتصنع الامبالاة سيبك أنتي وربنا يعمل الي فيه الخير ليا وليهم ولجميع ما خلق يارب .
تمتمت الاخرى بالدعاء مؤمنة خلفها أمين يارب العالمين .. واكملت مبتهلة بالدعاء ربنا يعملك الخير كله ياخالتي ويسرلك كل خير .. استأذنك انا بقى ولو احتجتي أي حاجة تانية نديلي على طول هتلاقيني تحت رجليكي خدامة يانن عيني.
اردفت فريدة بإمتنان وهى تهديها ابتسامة يشوبها الحزن ربنا يباركلي فيكي ياورده ومتحرمش منك ابدا ياحبيبتي وربنا يجازكي خير على مسعدتك ليا .
تركتها وردة ورحلت الي بيتها القانت بالجوار وهى تحمل بعض اواني الطعام التي اعطتها اياها السيدة فريدة.. لتقابلها إمرأة كبيرة في السن بعض الشئ لتهتف وهى تضيق بين عينيها في ترقب لما تضعه الاخرى فوق منضدة صغيرة بجوارها لتهتف قائلة ايه دا يا وردة !.
تقابلها الاخري بسعادة لما تناولها وهى تقول دول شوية اكل بعتاهم خالتي الحاجة ام كمال لينا احنا والعيال فضلت خيرك من الاكل الي كنت بساعدها في عمايله.
تجيبها الحماه بأمتنان طب ليه بس دي لسة العزومة مجتش وولادها محضروش لغاية الوقتي ..يعني علشان الاكل يكفي والا اقولك هى ..بنت خير طول عمرها بيتها مفتوح للصغير قبل الكبير.. ربنا يعزها ويهدلها ولادها الي نسوانهم عايزين ضړب الڼار.
تلفظت وردة بعد ان انكمش وجهها بعدم فهم ليه بتقولي الكلام دا يامه !.
زفرت ام سعد ضيقا عندما تذكرت حديثها مع ام احلام زوجة كمال واردفت والنبي يابنتي ماعارفة الست الطيبة دي عملت ايه فى دنيتها علشان تقع في بنات زي دول ..مبيقبلوهاش ..بعيد عنك حتي أم احلام ذات نفسها مش عاجبها الي بنتها بتعمله هى وسلفتها ..مش عايزين رجالتهم تساعد اخوهم في جوازه والأستاذ سامر الهانم الي هيخطبها شرطة عليه متقعدش مع أمه في عيشة واحدة ..ولما لجئ للأستاذ كمال قاله ان الحاجه تتنقل عنده شويه وعند الدكتور رؤف شوية تقوم المعدوله مرات رؤف تقولهم متنقل لبيتها الي فالبلد علشان تكون على راحتها واحلام توفقها الرائ وتشجعها متقلهاش عيب دي ست كبيرة واذاي نسبها ..ولما أمها عتبتها تقولها انها مش ناقصة ۏجع دماغ وابنها يبقي يزورها هو وخواته هما أولى بيها.
استعجبت وردة من جبروت هتين
الكنتين كيف لهن التفكير بهذه الأنانية فالسيدة الفاضلة حنانها يفيض على الجميع ولم تسئ لواحدة منهن وكيف لأولادها الذكور السماح بهذه المهزلة فهم
القادة لزوجاتهم فكل منهم يعمل عمل ليس بهين وحالتهم المادية متيسرة وزوجاتهم لا تعمل بل هى تشاهدهم وهن يأتون لمنازل أمهاتهم وهن يحملن بعض الأكياس المحملة بالفواكه والمأكولات الجاهزة ولا يفعلن ذلك مع أم أزواجهن.
بل ينتظرون منها ان تقوم هى باستقبالهم واعداد الولائم من أجلهم هم وأولادهم فأردفت في حزن من اجل السيدة قلبي معاكي ياخالتي فريدة دي عمله عمايل علشنهم النهاردة.
وحركت تلوي فمها يمينا ويسارا وهي تكمل ومتعرفش ايه الي مخبينه.. وانا الي مفكرة انها عارفه.. اتاريها يا حبة عيني على عماها وهما بينصبولها الخية ..قال يتفقوا معاها انها تقعد مع كل واحد حبه وبعد كده يزهقوها تقوم هى تنقل لبيت البلد بتاعها.. تنهدت ام سعد بإعجاب بتفهم زوجة ابنها واكتشافها لملعوب تلك الكنتين اللاتي غفلا عن يوم ترد به المظالم وتداول الأيام بينهم فهن زوجات الأبناء الأن ولكن غدا سيصبحن امهات ازواج وسوف يقتص العادل منهن يوما ما فاردفت بعد ان حدقتها بنظرة حانية عفارم عليكي ياوردة.. بس متخفيش ربك عادل ومسيرك يا مرات الإبن تبقي حما .. متفكريش هيترد لكل واحده وواحد عمله مع أمه والا حماته ربك مبيسيبش.
اردفت وردة بحزن واسى ربنا يجازيهم على قد ضميرهم بس معلش ياما لزما تبلغي خالتي ام كمال الكلام ده قبل ميتكتلو عليها ويقنعوها بالاتفاق بتاعهم.
اردفت أم سعد في تية فهى لا تريد ادخال نفسها في تلك الموضوعات الخاصة برغم ما وصلها من أم أحلام ولكنها هنا لم تطالب أم أحلام بقص هذا الامر عليها فهو نتج عن حوار دار بينهم ولكن الان تطالبها زوجة ابنها بأخبار جارتهم العزيزة وتحزيرها فتجرعت سيل لعابها واردفت يعني كده يا بنتي مش هعمل فتنه ما بينهم ولا هيقولوا عليا نقاله كلام !.
ثحدثت ورده بتشجيع لها لا ابدا ياما دانتي كده بتعملي خير وبعدين فهميها بصنعة لطافه مش لازم بالنص علشان منجرحهاش اكتر من كده الا الست ياحبة عيني على اخرها.
بقلم إيمان 
الفصل السادس
عزيري لا تجادل أمك في
نقاشها حتى ولو كنت على حق أو صواب البر ياعزيزي ليس مجرد قبلة تطبعها على يدها او رأسها فتظن انك بلغت غاية رضائها ولا ان تجعل لها كلمات في صورة لحالة واتس او انشودة تعبر بها عن حنانها فتدمع لها عيناك وقتها .. البر هو ان تعلم ما يسعد فؤادها فتسارع الى فعله بكل هرولة وتدرك ما يؤلمها فتبتعد عنه حتى تكون مصدر سعادتها وأمنها وقوتها .
يجلس كمال بمقر عمله يباشر أعماله بحرافية شديدة و بسرعة فائقة حتى ينتهي منها كي يسرع الى زوجته التي رفضت الذهاب الى منزل والدته قبل مجيئه متعللة له بانها لا تحب الذهاب بمفردها هناك دونه فهى ليست الخادمة التي تسبق الجميع لكي تعد لهم الطعام ليتذكر عائدا حوارها صباحا
جرى ايه يا سي كمال ..أنت هتلويلي بوزك على الصبح لمجرد اني مش عايزة اروح من غيرك عند مامتك ..ماهي دي مش عيشة .. انا مش الخدامة الي انت جيبها علشان تروح تتسحل وتعمل الأكل والبقين يجو على الجاهز هدرت بها زوجته وهى تلوح بيديها في ضجر منه لأنه يطالبها بالذهاب مبكرا الى بيت والدته حتى تساعدها في إعداد الطعام لهم جميعا .
ليرحل صامتا بعدها وهو يثقبها بنظرة غاضبة دون تفوه منه وهو يكبت بداخله حزنه منها فما عليه الا أن يتجاوز هذه الحالة حتى ينتهي اليوم على خير بينهم ..فهو لا يريد أن يعكر صفو اليوم الذي سيجتمع به مع أمه الحنون التي طالبته ان يحضر برفقة زوجته واولادة على مأدبة غداء ستعدها لهم جميعا ..ولكن من الذوق كان يرى ان زوجته تذهب مبكرا اليها حتى تؤازرها في عملها ويومها وخاصة أنها زوجه الكبير لقد كان يتمني ان تعينه زوجته على بر أمه كما يتعامل هو معها في بر أمها ليخرجه من دوامة ذاكرته اهتزاز هاتفه النقال الذي يضئ بأسم شقيقه رؤوف ليستجيب له على الفور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا دكتور .
يجيب عليه الطرف الآخر ببشاشة قائلا وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته يا استاذنا ..ايه الكلام على ايه .. خلصت شغلك والا لسة ياكيموا ..عايزين نروح بدري علشان الحاجة ام كمال متزعلش مننا في يوم زي دا.
كمال بتية ااه طبعا ..انا بخلص قوام اهو علشان اروح اخد العيال ونروحلها على طول .
رؤف باستغراب طب ما احلام تسبقك على هناك انا قلت لمراتي تسبقني وانا هخلص بسرعة واحصلها علشان الوقت وكده.
كمال بتبرير لم يتقبله الأخر عادي بقا يارؤف انت عارف احلام بتتكسف وماما مبترتحش غير لما نكون معاهم أنا وأنت والا ايه
رؤوف متنهدا انا شايف انه عادي جدا
ان ستاتنا تروح الأول اقلة يقوموا بمساعدة ماما بدل الناس الأغراب ..والا احنا هنستنى امنا تخدمنا احنا وولادنا وتجبلنا حد غريب يخدمنا والا ايه 
كمال بأقتناع
ولكن زوجته ستخزله اه طبعا معاك حق يادكتور بس انا الي نفسي أروح بدري لماما فقلتلها استنيني.
رؤوف بتعقل تمام يا كبير ..اسبقني أنت وانا هحاول استأذن من الشفت بتاعي واحصلك على هناك علشان نكلم ماما في موضوع سامر ..ويارب تقتنع انها تنورنا في حياتنا الجاية ..كان يتحدث بصدق فهو عاشق لأمه ولكن يجهل تفكير زوجته التي لا تظهر له غير الوجه الطيب والمطيع له فقط.
ليجيبه كمال بتمني هو الأخر ان تتقبل زوجته وجود أمه بينهم حتى يستطيع برها هو الأخر ان شاء الله خير يادكتور ..بس أنت كمل شغلك على خير وتعالى وربنا يعمل كل خير .
انتهى كل منهما في سرده للأخر وتوجه كمال لينهي عمله وهو يحاول استجماع حالته وكظم غيظه من تلك الأحلام المزعجة التي تعانده دوما وهو الشخص الذي يريد أن يعيش في سلام أمن ليرفع هاتفه ويضغط عدة ازرار ويستجيب له الطرف الاخر قائلا الو.. ايوا يا كمال.
ها يا حبيبتي جهزتي.. انا قدامي ربع ساعة وجاي .يقولها برياء حتي يمتص ڠضبها الذي كان يتملك منها في الصباح وقبل ان يرحل .
تمام يا روحي انا بقى هسبقك على بيت ماما ولما تيجي ترن عليا هنزلك على طول قالتها بدلال دون اكتراث لمشاعر رجل يريد اثبات رجولته امام والدته ولكن زوجته لن تهديه هذه الفرصة.
زفر ضيقا من تصرفاتها العقيمة فهى تتعلل لكي تتاخر عن الذهاب لبيت أمه بل تهرول في ذهابها لبيت أمها ليهتف هادرا بها في ضجر ياعني ايه الكلام ده.. انتي قلتي اجيلك بدري علشان نلحق نروح لماما نقعد شويه معاها مع بعض تقومي تقولي هتسبقيني عند مامتك وطبعا لما اجي تقوليلي اطلع ونتاخر عليها وشكلي يبقى وحش قدامها وقدام الكل ..انا مش فاهم انتي بتحولي تديقيني ليه ياأحلام
تقابله له في ضيق مماثل له هادرة بكلماتها اللازعة كمال متقرفنيش انت واهلك .. أنت عارف اني مبحبش الزحمة الي مامتك بتعملها دي وكمان اختك
بعيالها جايه ومرات اخوك وانت عارف ان الولاد بيتشكلو ويتخنقوا مع بعض ومامتك بتميز وبتحامي لأولاد ابتهال وولاد رؤوف عن ولادي .. فمتقرفنيش بكلامك وتصرفاتك دي .. وبعدين مامتك انت حر تميز رؤوف والا سامر عنك عادي ليك لكن انا مبحبش التميز ده قالت جملتها الأخيرة بمكر حتي تتمكن من احزانه من والدته ..فهى تعكر صفو حبه لها بهذه الجمل الغير حقيقية .
اجابها بنبرة استعطاف ونزق من حديثها العقيم احلام ياحبيبتي بلاش الكلام بتاعك الي بيتعبني ده .. وزفر ضيقا منها وأكمل بيأس ظهر على نبرته على العموم خلاص هحصلك على هناك لكن ولو منزلتيش على طول هسبقك أنا علشان عايز اتكلم انا ورؤوف مع ماما في موضوع سامر براحتنا وانتي حرة بقى براحتك تيجي وقت ماتيجي وكاد ان يغلق الخط في ضيق من عبارتها اللازعة التي تحمض نفسيته تجاه من انجبته.
خبطت على رأسها بعدما تذكرت هذا الموضوع الذي تغشي تورط زوجها في الانفاق فيه ومساعدة أخيه في تجهيزه فهى تعلم رغبة حماتها في تضامن أولادها الذكور في المساعدة المادية لأخيهم الأصغر وهى ترفض هذا الأمر بشدة فهي تعتبر ماله فهو زوجها من حقها هى وأولادها فقط فاردفت مسرعة مستجيبة لرغبته قائلة خلاص.. خلاص يا حبيبي هسبقك على هناك زي مانت عايز ياقلبي .
كمال في تعجب وهو يحرك رأسه بتعجب من تغير حالها هكذا فضم فمه بعدم فهم وهو يردف بيأس براحتك يا أحلام هانم .. أنا كلها نص ساعة وهكون هناك ويارب تصدقي واروح القيكي هناك .
اغلقت أحلام الخط بينها وبين زوجها ووضعته بجانبها وهى تفكر في شئ ما ورفعت احدى حاجبيها ورفعت إصبعها نحو رأسها وهى تفكر فومضت فكرة في عقلها ووجب عليها تنفيذها في الحال وهذا لن يحدث الا بمعاونة سلفتها المخلصلة لها آمال فهى الأخرى لن تقبل ان تسمح بخروج اي مبلغ من جراب زوجها فهى من الأساس عاشقة لجني وحفظ المال متكنزة له فعشقها له وحرصها عليه يجعلها تبخل على من حولها وبيتها باشياء كثيرة فحالتها هذه مرضية تخشى الفقر لأنها من اسرة فقيرة فقد توفى أبيها وهى صغيرة وتركها واخوتها يعانون مرارة و ضيق الحال فقد ذاقت مر الفقر والجوع الى ان تزوجها رؤوف برغم وضع أسرتها الضعيف ومع تشجيع أمه فريدة التي قالت له مقولة شهيرة في هذا الوقت الذي كان يحدثها عن تلك الفتاة التي كانت تعمل لديه في عيادة الخاصة في احد الجوامع وماله يابني ..ومالهم الفقرا والا التعليم المتوسط طالما بنت حلال ..دا حتى خدوهم فقراء يغنيكم الله
وقامت بالانفاق واتمام لهذه الزيجة وتشجيعها له حتى تقدم لها غير عابئ لكونه طبيب وهى تعليم متوسط ولكنها تتجاهل ماسبق فبعد زواجها تناست وضعها السابق بل تملصت
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
منه بأفعالها المړضية ولذالك قررت أحلام الإتصال بها للعب على وترها الحساس وهو أنفاق المال على زيجة أخيهم الأصغر سامر .. فرفعت جوالها بحماسة وهمت بالاتصال بها لتجد هاتفها يعلن عن استقبال مكلمة جديدة لتتفاجأ برنة خافته بإسم امال سلفتي ..واغلاق سريع للخط حتى لا تقوم هى بفتح الخط بينهم وتسحب من رصيد كلماتها .. اطلقت احلام ضحكة ساخرة رنانة وهي تردد بأندهاش يخربت بيت بخلك يا شيخة .. طب كملي الرنة يا أمال .. حتي دي بخيلة فيها .. دي مش هتكلفك مليم ..ېخرب بيت كده .
عاودت هى الاتصال بها فأستجابت امال بسرعة فائقة لنداء هاتفها الجوال الذي اعلن عن اسم أحلام سلفتي فتفوهت متشدقة بسرعة وهي تفتح الخط بينهن لتبرر لها تصرفها الغبي اهلا ياحلام ياحبيبتي .. معلش ياروحي اصلي معييش رصيد كافي فرنيت عليكي رنة بسيطة وقفلت بسرعة وخفت تفتحي عليا ومنقدرش نكمل كلامنا سوا.
اجابتها الاخرى بتصنع وهى تقول بتباهي كي تغيظها عادي ياقلبي ولا يهمك انتي عارفه معايا باقة ومبلحقش اخلصها.. بعد كده رني براحتك ومتخفيش وانا مش هفتح عليكي خالص ياروحي ..واكملت بمكر ها كان في حاجه والا ايه .
اجابتها الأخري وهى تلوي شفتيها بنزق من تباهيها أمامها وتريقتها المستترة لها قائلة ابدا كنت بشوفك رحتي عند حماتك والا لسه علشان مش عايزه اروح لوحدي.. وانتي ست العارفين اني مبرتحش هناك من كتر طلبتها.
أحلام بحماسة انا كمان كنت هروح لما كمال يجي.. بس لقيت الأحسن اننا نروح قبلهم علشان ميفتناش الكلام في موضوع جهاز الأستاذ سامر اللي اكيد عايزة تدبس اجوازنا فيه.
تاففت امال ضيقا وتنهدت وهى تردف اووف ..انا معرفش ايه الحوار ده دا واحنا ملنا بيه ..دا جوزي محدش ساعده في جوازنا خالص .. والله ماليها لزمه تدخل في الموضوع ده .. مهو شحط اهو وطول بعرض ميشتغل والا يتجوز احنا مالنا..واكملت هى الأخرى بحماس مماثل لقرينتها بس على قولك
لازم نكون حاضرين من الأول علشان ميفتناش اي اتفاق ما بينهم واغلق الخط بين هتين الحيتين اللاتي يردن تملك ازواجهن لأنفسهن فقط وابعادهن عن ترابط اسرتهم وبر امهاتهم ومساعدة بعضهم البعض ..فستأنفت آمال حديثها بسؤال سلفتها بعدما عاودت الإتصال مرة اخرى وقامت أحلام مهاتفتها من جديد بقولك صحيح نسيت اسألك .. انتي جبتي هدية ايه لحماتك في عيد الأم.
اجابتها أحلام بنزق وهي تلوي شفتيها وانا اجيب ليه كفايه عليا مامتي حبيبتي وهو هيبقى يديها فلوس والا يجبلها اي حاجه مليش فيه انا .
اجابتها الاخري ببلاهة وهى ترفع حاجبيها باعجاب طب والنعمة انتي جدعة ياحلام هو الصح كده كل واحد يجيب لمامته الهدية المناسبة.
قامت أحلام مستفسرة طب وانتي هتعملي ايه فالهديه .. والا جبتي خلاص .
اردفت الأخرى بغيظ وضيق من تصرف زوجها مفيش حاجه والله .. الدكتور حضرته مرضيش يخليني اشتري انا وقالي انا هجيب الهدايا لمامته ومامتي كمان .. قال ايه انا بسترخص الحاجة .. ولوت شفتيها واكملت متشدقة هو اصلا مسرف وهيخربها عليهم و انا عارفة ومتأكدة دا ايده مخرومة زي أمه الستةفريدة المضيافة اللي فتحاها قهوة واستراحة لكل من هب ودب .
كتمت أحلام قهقهتها فهي ترى بالفعل سلفتها بخيلة ومقننة ولكنها تحتاجها الأن في تنفيذ تخطيطها المقبل تجاه ام زوجيهما لانها تعلم ان شقيق زوجها رؤوف قادر على السيطرة على زوجته فهو يجبرها على زيارة أمه كثيرا في اثناء انشغاله في المشفي.. فعمله كطبيب جعله يغيب كثيرا في دوامه في المشفي التي يعمل بها ولكنه يوجه زوجته كثيرا الى زيارة أمه وهى تنفذ ڠصب عنها ولكنه يجهل تعاملها الفظ والمخزي مع أمه فهى تتفنن في احراج السيدة الكبيرة امام جيرانها وزوارها او في اي طلب تطالبها به او اي عمل ترفقه إليها.. فهى تتملص منه بحجة انشغالها بالأولاد مما جعل السيدة فريدة تقرر عدم اللجوء اليها عند احتياجها لاي طلب مهما كان شدته فهى استكفت بجيرانها واحبابها المقربين في قضاء متطلباتها وقضاء حوائجها واخرجت ابنائها وزوجاتهم من حسابتها كلها ..واحتسبت عند ربها ما يفعلون بها من عدم تقدير لها ..فيا ليتهم يعلمون انهم هكذا يعقون برها ولكنها تأبى ان يغضب قلبها عليهم فوقتها سينولون من الحياة مرها وقسۏتها .
تجلس امام مرآتها وهي تتراقص من شدة فرحتها فهو تواصل معها قبل قليل ليخبرها يأمر محادثته لأمه وأخبارها بعزمه على الارتباط بها مما جعلها تنتشي لهذا الخبر السعيد فهي ستزفر بعريس لائق لها كما خططت في السابق ومن الواضح انه وقع اسير فخها .. فكم من المرات تواصلت معه وارسلت من الغرام اشعار وتقدمت اليه بكلماتها المعسولة
حتى اوقعته بشباكها وساعدتها في ذلك أحلام وأمال اللاتين عملا على هذا الأمر بصورة اخرى ساعدتها على الوصول اليه بهذه السهولة ..رفعت جوالها لترسل له بعض العبارات عبر تطبيق
الواتساب تعبر عن حالتها السعيدة انا اسعد واحدة في الوجود ياسمورتى ..وارفقت بعض الصور المعبرة والتي لم تكن غير مجموعة من القلوب والورود التي تنم عن سعادتها.
يقابلها الاخر بأرسال مرفق بصوت متحدث انا كمان فرحان يانوشة اني قدرت اقنع ماما بخطوبتنا ..عقبال الباقي كمان .
اجابته برسلة مسموعة هى الأخرى اكيد ياروحي هتقدر تقنعها واكيد اخواتك حبيبك هيسعدوك أحلام وامال اكدولى أنهم كلهم معاك .
وقف وقتها ولم يعاودها الرد ولكنه تذكر الأخرى التي تركها صباحا والعبرات متلألئة في عينيها ولا يدري لماذا هجمت على مخيلته الأن وهو الذي اصر على اقصائها من حياته وتركها في خيباتها تنعم وتتعايش دون أن يبدي اي شئ لها ينهي ما كان بينهم ..لينفض تلك الافكار من مخيلته ليعود الي واقعه الذي يريد ان يقنع نفسه به حتي يبتعد عنها ليزفر ضيقا ويقرر العودة مجددا إلى منزله لينهي الأمر برمته مع الجميع .
أولاد فريدة 
بقلم إيمان فاروق
الفصل السابع
مازلت الاصوات تصدح بالغناء لكل ام بعيدها وتفتح كل المحلات التجارية ابوابها معلنا السيل بمناسبة أعياد الربيع وعيد الأم خاصة لتنزل كل منهن من ننزلها وهى تشاهد تلك الاجواء وتتمني من صغراها ان يأتي اليوم ويهادوهن بمثل هذه الأشياء متنين لهم السعادة التي حرموها على تلك السيدة فكل واحدةةمنهم احتلت بالانانية واستكترت على تلك السيدة التي اهدتهم فلذة كبدها عن طيب خاطر وهى تتمني السعادة لكل منهم دون اقحام منها في حياتهم فلو كل واحدة وضعت نفسها مكان ام زوجها ما كانت التعقيدات وصلت الى هذا الحد بينهم فالزوجة الصالحة هى من تعين الزوج على بر أمه دون النظر الى ما تفعلة الأخرى وعلى الرجل اعدال كفتي الميزان فالام لها حق البر ولكن دون الخوض في حق الزوجة والزوجة لها تقديرا بعيدا عن الأم فكل له مكانته المختلفة .
ست الحبايب يا حبيبه..
يا أغلى من روحي ودمي.
ياحنينة وكلك طيبة..
يارب يخليكي يا امي .
ياااارب يخليكي يااامي
ياست الحبايب يا حبيبة.. حبيباااااا...
كل سنة وانتي ..طيبة يا ممتي وبعودة الايام ..تفرحي وتتهني ..وفعيدك نغني ونضربلك سلام ..يا حبيبي ياحلوين ..ياحبيبي ياطعمينو..كل سنة وانتي ..دايما طيبين .
تقف فتاة في الخامسة عشر من عمرها تهندم من ملابسها أمام المرآة وتنمق حجابها الصغير وتحكم غلقه حول وجهها الرقيق كحالها وهى تستمع لتلك الكلمات الرائعة التي قيلت في حب الأم ودوما تردد في مثل هذا اليوم بصوت الراحلة وردة لتلج اليها فتاة تقل عنها في الجمال قليلا ولكنهااكثر جاذبية منها فسحرها يكمن بداخل سوداوية عينيها وسمار بشرتها الخمري وهدوء ملامحها البسيطة لتردف اليها في ملل وحنق من وقفتها الطويلة امام المرآة هكذا يووه يا شروق انتي لسه مخلصتيش.. انت مبتزهقيش من الوقفة دي.. ياشيخة انا زهقتلك سلف ..يالا بقى انجزي علشان انا بدأت اتنرفز خلاص .
تجيبها شروق بسرعة من بين اسنانها التي تطبق على بعض المشابك المعدن الخاصة باحكام الحجاب خاصتها اممم خلاص اهو بظبط الحجاب بس اهدي شوية ..انتهت وهي تنظر لنفسها باعجاب وتمحيص في ذاتها لتهتف قائلة لشقيقتها التي تكبرها بثلاث سنوات خلصت ايه رأيك يا ريدة في لفة الطرحة الجديدة دي من اختراعي .. اجابتها الاخري بضيق والله روفيدة زهقت منك ومن اختراعاتك في لف الطرح بتاعتك اللي ولا كانك محجبه فيها دي ..يابنتي الحجاب له شروط وحجابك ده بعيد كل البعد عن الشرعية ..لازم الحجاب يغطي منطقة الجيوب اللي هى منطقة الصدر واشارت الي صدرها كوصف لحجابها الذي يداري الى اسفل منطقطة الجيوب لديها ..لتنتهي من الشرح قائلة له لتحثها على العجالة هاتفة وبعدين انفضي علشان نلحق نروح لتيتة علشان اتاخرنا عليها قوي وانا مصدقت ان بابا معترضتش زي كل مرة اننا نسبقهم على هناك وكمان انا متشوقة لتيتا قوي لاني بقالي كتير مرحتش ليها .
إجابتها شروق بتعجب وضيق من موقف ابيها وامها قائلة ليكي حق والله يارفيدة أنا كمان تيتا بتوحشني قوي ..لكن انا مش عارفه ماما ليه سلبية كده مع ان تيته ليها حق عليها دي امها بردوا ..ليه ضعيفة قوي قدام بابا مع انه هو امه عنده في المقدمة واحنا كلنا تحت رجلين تيته ام محمد وبردوا لازم نكون قريبين من تيته ام كمال دا حقها علينا كلنا .
روفيده وهى تحرك احد حاجبيها وتضم فمها في استفهام والله ماعرف ليه دايما بابا بيصر عليها كده ويتحكم فيها وهى بتخضع ليه من غير اي نقاش مع ان لا شرع ولا دين بيفرض عليها انها متبرش امها بالشكل ده .
شروق وهى تحرك رأسها وكتفيها في جهل منها معرفش ليه هو مبيهونش عليه أمه وبيتعامل
معاها على انها ملهاش ام تخاف عليها بس بردو العيب عند الست مامتك لازم يكون ليها موقف ..ظلت الفتاتان تتحدثان في موقف امهم السلبي تجاه جدتهم التي لا تتواني في اسعادهم
ولا تميز بينهن وبين باقي الاحفاد بل تفيض عليهم جميعا بالحب والحنان كلمت سنحت لها الفرصة..
توجهت الفتاتان الى الخارج ليجدن امهن جالسة في شرود وهى تستمع لأحدي الاغاني المعبرة عن الام 
ست الحبايب ..ياحبيبة ..يااغلى من روحي ودمي ..ياحنينة وكلك طيبه ..يارب يخليكي يا امي
كانت تتمتم وعينيها عالقة بالعبرات ..متأثرة بتلك الكلمات الرائعه ..في يوم كهذا كان من المفترض ان تكون عندها الأن تقدم لها فروض الولاء والبر ولكنها عاجزة فزوجها متعنت ولديه شخصية قوية وسيكرة ويرى ان أمه هى الأساس وبرغم انها سيدة ذات صحة عاليه الا انه يخشى عليها من الهواء ويصر على زوجته بخدمتها والعمل على راحتها في حين انه يتعسف بأمر زيارة امها كل اسبوع بحجة انه لا يستطيع أن يترك امه بمفردها .وها هو اليوم ايضا يتدخل ليمنعها الذهاب بدونه حتى تأتي اخته للجلوس مع امه حتى لاتظل وحيدة فعجبا لمثل هؤلاء الذين يحللون لانفسهم اشياء ويستكترونها بل ويحرمونها على الأخرين .. ليته يعلم عقوبه فعلته فهو يمنع زوجته من بر امها فيالا عقابه الذي سينوله فيما يقترف ..ليخرجاها من شرودها قائلين خلاص ياماما احنا هنخرج علشان مش نتأخر على تيتة وياريت حضرتك كنتي جيتي معانا قالتها روفيدة وهى تتمنى ان تنهض امها وتقرر الخروج معهم ..ولكنها خزلتها وقررت البقاء وتوجهت ببصرها نحو غرفة ام زوجها قائلة مش هينفع ..انا شويه كده وهحصلكم بس خلوا بالكم من نفسكم وانا اول ما عمتكم تجي هجيب ابوكم واجي على طول .
شروق بضيق ياسلام ياست ماما ..لسه هتستني بابا ولما عمتوا تيجي كمان ..طب افرضي انها مجتش والا راحت عند حمتها هى كمان هتعملي ايه ..امك دي مش ليها حق عليكي والا ايه ..يامام لازم تكوني اقوي منكده ..حرام بجد .
الام بخزي حاولت تواريه ففتاتها واجهتها بحقيقتها التي تحاول ان تواريها عن الجميع ولكنها من الواضح انها مكشوفة على مصرعيها امام
الجميع لتقول في تبرير تعرفي تسكتي .. بكرة لما تتجوزي هتعرفي يعني ايه ان الست لازم تكون اولويتها لبيتها وجوزها وان لازم تحترم رغباته وتنفذ طلباته من غير مناقشة وبعدين ستك أم كمال هى اللى ربتنا على كده وهى دي الأصول ياشروق هانم ..وانهت الحوار وهى تعلم انها تجمل الواقع فاستبداد زوجها ېخنقها بالفعل ولكنها لا تستطيع التحرر منه مما جعلها تهدر بهن يالا انتي وهى لاحسن يجي يقعدكم وأنا مصدقت انكم تسبقوني علشان تسعدوا ستكم بدالى شويه ..يالا علشان متتأخروش.
لتتبادل النظرات بينهن بيأس فهن لن يصلا معها لحل قاطع فهن ايضا يخشون بطش ابيهم الذي يفرض عليهم كامل سيطرته بحجة الخۏف عليهن ..مما جعلهم يهرولون الى الخارج كالفراشات التي تحلق في سماء الحرية دون التقيد بشئ سوى اخلاقهن الرفيعية التي ستكون سلاحهم الرادع اما عبس الاخرين اذا اراد احد التقرب منهم فهن ذوات شخصية مهذبه يحترمن اصول دينهن ويحترمون تلك الثقة التي وضعت فيهم وفي اخلاقهن الرفيعية التي زرعت فيهن قواعد حسن الأخلاق .
توجهت الفتاتان لشقة الجدة بعد أن اخذا الموافقة من امهن التي ابدت ترحابها وبعد محاورتهن التي جعلتهن يهرولن الى الخارج مسرعين خوفا حتى لا تحزن جدتهن وهى تحمست بهذه الفكرة لانها تعلم حزن امها منها الأن 
ولجت الفتاتان لجدتهن الماكسة مع ام سعد جارتها التي اتت من أجل مصارحتها من مخاوفها ولكي تقوم بتوعيتها من ما قد وصلها قائلة والله ياغالية انا لولا انك غالية عندي ..مكنت جيت وقلتلك الكلام ده لكن غيظي من الله يسامحهم نسوان ولادك هو اللي قهرني وخلاني اجي انبهك .
امتنت السيدة فريدة من ام سعد لتوضيحها لها لما تكنه لها زوجات ابنيها تنفست الصعداء لكونها عرفت الحقيقة التي كانت ستؤدي بها الى الهلاك معهم فابتسمت ساخرة لما ال اليه وضع ابنائها في خضوعهم امام زوجاتهم وبترها من حساباتهم هكذا لتقول اليها بمتنان كتر خير يام سعد ..انا كده عرفت اللي بيدور في دماغهم ..وعلى العموم ربنا يجازي كل واحد على قد ضميره .. انا لاعمرى ادخلت لواحد في حياته ..انا زي اى ام عايزة تشوف سعادة ولادها وعمرى ما طلبتهم بشئ فوق ارادتهم بالعكس انا دايما واقفة في ظهرهم
بكائها ذاد وتلألأت العبرات مما تفكر به ..كيف لهم ان يكونو بتلك القسۏة!.اهى السبب في كونها اثرتهم عن نفسها ولم تشركهم في مشاكلها ومعضلاتها التي كانت دوما تزللها أمامهم ..ولكن حسنا يكفيها أنها علمت بما تكن لها كل من أحلام وأمال زوجات أولادها فهى كانت ستوافق على عرض أولادها من أجل ان يستقر ولدها الأصغر ولكن شاء الله ان تعلم مخطط
زوجاتهم حتي تتخذ حزرها منهن ..فهى لن تكون عبئ على أحد .. يكفيها ما تجرعته الى الأن منهن ...ليقطع حديثها مع الجارة التي اثبتت ولائها بتوضيح الروئية لها طرق متواصل بخفة وتنغم لتستشعر
فريدة ريح ابنتها الكبرى هاتفة دول تلاقيهم البنات ولاد ابتهال .
وتهرول ام سعد قائلة استني ياحاجة.. أنا هفتح لحبيبك الحلوين ..واستأذنك بالمرة علشان امشي..احسن اتأخرت.
فريدة بكرم وصوت حزين مما وصلها وارهق نابضها طب متخليكي يام سعد شوية البنات جم اهو ويعملولنا حاجة نشربها .. أنا اتلهيت معاكي في الكلام ونسيت اضيفك ولو حتى كباية شاي اوحاجة ساقعة.
ام سعد بود صادق وهوانا ضيفة يا أم كمال .. وبعدين خيرك سابق ياست الكل ..قامت وتوجهت الى الخارج وفتحت الباب لتلج الفتايات ببشاشتهن ليدخلن البهجة قليلا على قلب جدتهن الحزينة مما وصلها في يوم كهذا من المترض ان يكون عيدها الذي تسعد قيه بصحبة اولادها واسرهم ..ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .
روفيدة من بين احضان جدتها الحبيبة حبيبتي ياستو وحشتيني قوي قوي ..لتتوسد شروق الجهة الأخرى من صدر جدتها في دلال واضح على نبرتها الجلية ستو دي روحي انا وعلى طول معايا على الوتس والا ايه ياتيتا..مش انا كل شويه برغي معاكي على الوتس ومبسبكيش لوحدك ..
لتربت هى عليهن في حنان فكم كانت تشتاق لعناق مماثل تكتسب منه بعض الراحة لتردف في شجن ايوا يا نن عين ستك .. انتي معايا على طول وانتي ورفيدا حبيبتي لكن شكلي موحشتش امكم ..دا يوم واحد مستخسرة تيجي تقضيه معايا من بدري..وتكمل بحنو المهم ياحبايب تيتا ..انكم جيتو أحسن وحشتوني قوي.. وهى ربنا يعنها على اللي هى فيه ..اصل أمها دي ملهاش لزمة عندها .
روفيدة وهى تستشعر الحرج من فعلة أمها التي دوما تضع امها في الخانة الأخيرة من أولوياتها معلش يا تيتا متزعليش منها .. والله ڠصب عنها ..المشغوليات كتير والبيت وبابا وكل حاجة على دماغها هى بس محدش بيعرف يعمل حاجة من غيرها .
ابتسامة بائسة اهدتها لها وهى تردف بصوت يكسوه الحزن يالا براحتها وربنا يقويها يا بنتي .. ربنا يعينها
ويجعلكم بارين بيها ومتعملوش زيها ابدا .. أصل المشغوليات بتكتر على أمها بس .. لكن هقول ايه ..براحتها قوي ..بكرة تشبع من اللي جاي.
استشعرت الفتاتان الخجل واردفت شروق بمشاكسة حتى تخفف الأجواء قليلا وانتي ناقصة هم ياتيتا .. والله انتي مرتاحة دانا خاېفة عليكي من دوشتنا..ماما على طول نقار مع بابا وتيتا وهما على طول مبيبطلوش مطالب وحاجة اخر قرف وزن على طول وكل حاجة على دماغها نيجي نفكر نعمل حاجه بابا يقف ويقول بس اسكتوا واستنوا ..محدش يمد ايده امكم هى الي هتعملها قال يعني خلاص مفيش غيرها .
فريدة بأستغراب طب وهو دا صح ..هما جننوها خلاص..دي المكالمة الي بتعملهالي بيبقى باصص ليا فيها ..وكأني مش أمها ولا ليا حق عليها ..دا حتى هو بيبر أمه لابعد الحدود..ليه ميعنهاش في بر أمها هى كمان ..انا عمري مقلتلها شئ يحمض نفسيتها وعلى طول بقف في صفة بس كده ميرضيش ربنا ..لكن هقول ايه ربنا يهدي كل عاصي .
رفيدة وهى تربت على كتف جدتها والله ياتيتا متزعلي ..انا وشروق زعلانين من موقفها أصلا ..هى سلبية قدامه ولزم تاخد موقف واحنا لما كلمناها قالت ..ملكوش دعوة امي مبتزعلش مني .
حركت رأسها بإيمائة متفهمة ومازلت ابتسامتها الباهتة تحتل محياها فكل اصبع من اصابعها الخمس يأخذ مسار خاص لنفسه بعيدا عن موضع كفها دون النظر إليها..ولكنها تجاهد نفسها لكي لاتغضب عليهم فاستنشقت الهواء لتهداء وتيرة انفاسها العالية لتتجرع بعدها مر حلقها وهى تدعو لهم بالهداية ..لتقوم بمساندة الفاتين الي حجرة اعداد الطعام لمتابعة سير الطعام فوق المقود بعدما علمت من خلال بعض الرسائل بقدوم أبنائها من العمل قائلة يالا يبنتي انتي وهى تعالوا معايا احسن خوالكم على وصول ..اهو خالك سامر باعت رسالة بيقول انه جاي وتوالت الرسائل التي تحمل نفس العبارة فكل واحد منهم يبشرها بالقدوم إليها.
تري هل يكتمل التجمع بينهم على خير أم ان السيدة فريدة ستفجر القنبله التي ستقلب الموازين كلها عليهم وستجعبهم يتخبطونفهى تنوي فعل شئ ما ولكنها ستنتظر قليلا حتى ترى كل شئ بشكل اوضح وبطريقة اخرى علها تكون مخطئة فيما تفكر فيه نحوهم .
اولاد فريدة 
بقلم إيمان فاروق 
الحلقة الثامنة
خدي ياولاء طلعي الشنط دي فوق عند ستك ..
قالتها احلام بعد ان وصلت إلي الشارع الذي تقطن به اسرتها واسرة زوجها لتطالب ابنتها ان توصل بعض المقتنيات التي جلبتها من أجل بيت أبيها كمساعدة وواجب نحوهم ولم تحاول ان تأتي بمثلها لبيت حماتها متعللة ان زوجها سيقوم بواجبه نحوها وهى متأكدة انه لن يعطي بأكثر مما تسمح هى به .ولكنها تتفاجأ بمن تلج عليها وهى تناول صغارها بعض الاكياس
المحملة بالفاكهة واخرى مواد غذائية وهى تردف وعيناها تتجول حولها لتثقب تلك الاكياس بنظراتها المتطفلة وكأنها امسكت فرصتها الذهبية نحو سلفتها فأمال لم تكن اقلةمن الاخرى بانانيتها ولكنها اختلفت عنها في تصرفاتها فأحلام تقطر فقط
على اهل زوجها ولكن امال تقطيرها زاد ووفي وشمل اقرب الناس لها فهى شحيحة الطبع تعشق التكنيز وياليتهن يعلمن قسۏة ما يقترفن في حق انفسهن قبل حق الاخرين فهم شحيحات النفس والعطاء ويجهلن ان الديان لن يتركهن ينعمون هكذا طويلا فلابد من ان يأتي اليوم الذي سيرد لكل واحد مظلمته .
أمال بصوت يشوبه التصنع بالمفاجأة يااا اذيك ياحلام ياحبيبتي .. انا فكرتك سبقتيني لبيت حماتك .
تتصنع الابتسامة وهى تجيبها امم الله يسلمك ياقمر .. اه انا كنت هسبق على هناك بس ماما قبلتني وكانت جايبة شوية طلبات فانا قلتلها اطلعي انتي والولاد هيحصلوكي بيها وعلشان كده لقتيني واقفة كده ..نسجت عبارات كاذبة حتى لا تظهر للأخرى افعالها وخاصتا انها لم تجلب اي شئ لأم زوجها واعتمدت على هدية زوجها البسيطة التي ستهديها اياها على مضض ولكنها ستفعلها من باب المجاملة فقط .
توجهت السلفتان نحو منزل ام زوجيهن على مضض وضيق ظاهر عليهن وفي محاولة منهن لمواراته حتى ينجزن تلك المهمة الثقيلة على قلوبهن 
كان يسابق الطريق كالطائر المحلق بأجنحة دراجته البخارية وهو يحدق فيما هو آت ..أاخطأ في قرار أرتباطه الأن دون ان ينهى ما كان بينه وبين ابنة عمه فهو برغم غضبه منها الا أنه لن يكون سبب في حزنها ولكنه يظن انها لن تبالى وستقابل غيره فالمعجبون بها كثيرين وهى لن تفوت الفرصة ..الى ان وصل الى منزله ليستوقفه سماع رنين هاتفه ليجد محادثة فائته من اشقائه رءوف وكمال مما جعله يتخذ من السير بعيدا حتى يحاورهما لربما كان لديهما اشياء يريدان ان يخبراه إياه ليقوم بعدها بهاتفتهم بمحادثة ثلاثية ويستجيب الطرفان قائلان.
كمال السلام عليكم ..انت فين يابني .
يجيبه هو بعد ان ادي التحية هو ورءوف قائلا انا وصلت البيت
..وقلت اكلمكم قبل ماطلع لما لقيت اتصال منكم علشان منتكلمش في حاجة قدام ماما .. وخصوصا انها عرفت الموضوع ومش لازم تبينوا انكم على دراية كاملة بيه وخلو الأمر بسيط يعني اني كنت مديكم نبزة عنه وباخد رأيكم واننا منفذناش سوا فهمني .
رءوف وقد استاء لمجرد أن علم أنها حزنت من شقيقه ليقول هادرا انا قلتلكم مينفعش من الأول ..اهى عرفت وليها حق تدايق .
وضع رأسها بين كفه وهو يتحدث بتفكير انا مش قلتلك يا سامر استني لما اجي انا ورءوف ونتكلم .
تحدث بنزق وضيق يعني اعمل ايه في أختك رهف ..مسحوبة من لسانها ..قالتلها الصبح .
تحدث رءوف لينهى الحوار قائلا بتنهد طب خلاص الي حصل حصل ..يمكن خير محدش يعرف ..ماهي كان لازم تعرف واحنا كمان هنهديها ونفهما بالراحة .
كمال بتريث تمام ..احنا هنروقلك الجو وبعدين ماما قلبها كبير وهتتفهم الأمر وأكمل متوجها لسامر بالحديث وأنت ياأستاذ سامر .. أطلع ومتفتحش اي حوار غير لما نكون عندك ..وعلى العموم انا قدامي عشر دقائق وهكون عنك ان شاء الله.
رءوف بثبات مماثل تمام انا كمان هكون عندكم بعد ساعة علشان عندي مشوار مهم هعمله واجي علطول .
سامر بفضول مشوار ايه بس دا يادكتور إحنا محتجينك بسرعة ملوش لزوم تروح واعتز لو ضروري .
حديث سامر اسفر عن حماثة الاخر ليردف بضيق من تأخر الأخر الذي سيعرضهم للمواجهة مع السيدة فريده وهو بشتد بوجوده برغم انه الأخ الاوسط لهم لميزته في التواصل مع امه فالكل يلقب رءوف بالقريب اليها ولا يعلمون أن كل الابناء مقربون ولكن هنالك من يعرف ان يسوس قلب أمه بأسلوبه اللين البسيط كما يفعل هو ..ليهدر به قائلا ودا وقت مشاوير يارءوف .. كنسل الموضوع ده وتعالى بسرعة .
رءوف بحيرة فهذا المشوار مهم جدا فأم زوجته مريضة وتحتاج علاجها الشهري الذي يصرفه هو لها كل شهر ولا يستطيع أن يلغيه لانه على دراية بحالة السيدة التي اقصتها ابنتها عن حياتها ونحتها عن برها ولكنه كطبيب عليه واجب اخر نحوها غير انها جدة اولادة فزوجته تحمله من الاعباء الكثير بمرضها النفسي هذا ..مما جعلة يردف بصوا بصراحة انا مقدرش الغي المشوار ده لان الحاجة ام امال تعبتنه ولازم اودلها العلاج الخاص بتاعها لأنه خلص وانتوا عارفين النوع ده من المړض مؤلم قد ايه .
انهى الحوار بينهم بعد ان عجزوا عن الرد فبالفعل هذا واجب انساني بعيدا عن القرابة التي تربطهم بتلك السيدة الفقيرة فكلهم يعلم موقف زوجة اخيهم وتبرأها من حياتها الأولى وحياة اسرتها الفقيرة ولكنهم يبتعدون عن هذا الحديث بينهم ..ليتوجه اليها وهو يقصد جبرخاطرها فهى سيدة حنونة في
ي نظره فكم يشفق عليها قسۏة ابنتها التي دوما يحثها على برها ولكنها تتبرم الحجج وتبتعد عن زيارتها حتى لا تستعيد ماضيها الذي يؤلمها وينخر في نفسها الموصدة بأغلال فقرهم الذي كان يتملك فيهم في السابق وجعلها
تقاسي مرارة الحوجة والعوز إلى أن انتشلها هو من هذا السچن المظلم الذي كانت حبيسة به.. حرك رأسة نافصا تلك الأفكار التي تجعله ينقم على زوجته فهى حالة مرضية وهو طبيب يعلم خطۏرة المړض النفسي عليها ولكن هو عليه المثابرة عليها لعلها تشفى قريبا وتتوجه بالبر الى امها من جديد . 
ها هن زوجاتهن تحضر على غير عادة قبلهم وتقابلهم هى كعادتها معهم بأبتسامة جالية فهى ليست من الذين يكشرون عن انيابهم امام زوجات أبنائهن لتقابلهن قائلة أهلا وسهلا ياولاد .. تعالو .ادخلوا ..تبادلت معنه السلام والقبلات فهى ذات وجه بشوش بطبيعتها فكيف واذا ولج عليها ريح ابنائها فهم احفادها يأتون بصحبة امهاتهن اللاتي جلسن كل واحدة كالضيفة تنتظر من يقوم بمضايفتها .. لتجيبها احلام بعد السلامات ازي حضرتك يا طنط .. انتي اخبارك ايه .
اجابتها فريدة وهى تنظر الى الخارج لتتابع الفتايات اللاتي تقفن في غرفة تحضير الطعام لمتابعة الطعام خشية احراقها انا بخير والحمد لله ..امال ولاء واخواتها فين .. لتجيبه الاخرى مسرعة من ان تكشفها امال لتلحق بالحديث قائلة ااه الولاد قبلوا ماما وهى جاية من السوق وطلعوا يوصلوها ..اصلها كانت جايبة شنط كتير معاها .
تقابلها أمال بتحديق غير مقتنع بماتزرفه فأمها لم تكن من الأساس في السوق ولانها شاهدتهم من بعيد وهي تترجل من السيارة الاجرة التي كانت تستقلها عند قدومها ولكنها نسجت هذا الحوار حتى تشتت فكرها عن فكرة تلك الأكياس وما تحمله في باطنها ..مما جعلها تحدقها بأبتسامة صفراء وهى تقول في نفسها يابنت الك دابة ..بقى ماما كانت في السوق والولاد بيوصلوها ..بتستعميني ياأحلام ..مهو انا عارفة انك بتميزي اهلك وخربا بيتك عليهم مش جديد يعني لاكن اقول ايه حريفة يابت في تأليف القصص وتحويل المواضيع ..مما
جعلها تهتف لتؤازها حتى تنول رضائها ..لتهتف مجاملة لها ااه صحيح الشنط تقيلة وهى ست كبيرة بردوا والولاد جلها نجدة .. دي صعبت عليا جامد .. الله يكون في عونها ..الدور الرابع بعيد عليها قوي .
تهديها أحلام نظرة امتنان لما زرفت من حديث أكد قصتها أمام ام زوجيهن لتتوجه السيدة بنظراتها التي تتابع الوقفات هناك يتسامرون حتى تنضج الأنية المحملة بالطعاملتتمتم أحلام لسلفتها بصوت هادئ حتى لا يستمع اليهم أحد شكل حماتك عاملة وليمة محشي كالعادة .. ظاهر من الريحة.
تجيبها الأخرى وهى تلوي شفتيها امم علشان ولادها طبعا .. بېموتا في حاجة اسمها محشي ..انا قولت ليها اعملي صواني علشان الولاد الصغيرين بيحبو النواشف ومبيحبوش المحشيات وطبعا ولا فرق معاها المهم الكبار .
اجابتها فريدة وهى تبتسم بعدما استمعت لحوار الأخيرة طب ليه يامرات ابني مجتيش من بدري شوية على الأقل كنتي سعدتيني في عمايل الحاجة وكنتي عاملتي الصواني والنواشف الي نفسكم فيها انتو والعيال .
استشعرت الكنتين الحرج من كلمات حماتهن المبطنة بالعتاب اليهن فجال على وجوههن الشحوب مما جعل امال تتمتم متلجلجة ااصصل والله ياحاجة أنا الولاد صحين طول الليل و منيمونيش غير وش الصبح ورءوف كمان كان عنده نبطشية ويدوب خطفتلى ساعتين الصبح وحتى كنت ناوية اجيلك من بدرى لكن الي حصل خلاني أتأخر في المجي ولاولا اتصال أحلام الله يباركلها هى الي صحتني وقلتلي يالا علشان نلحق نروح ونساعد تنطى لكن نعمل ايه بقى .
وتكمل احلام بمكر بعدما استنشقت الهواء المطعم بروائح مختلفة من انواع الطعام صحيح الظروف هى اللي بتتحكم فينا ..لكن نعمل ايه احنا وثقين في قدرة حضرتك وعلى العموم ..اي اكل هبيقى من أيدك تحفة يا تنط..وكفاية اللمة بتشبع ولو تسمعي كلامي نبعت نجيب دلفري اسهل واحسن من الوش دا كله .. الأولاد بيحبو الاكل الجاهز كله وملهمش في الطبيخ والمحشيات .
فريدة بحزم ظهر على نغم حوارها المحمل بالحزن والاسئ منهن وتحاول جاهدة ان تخفيه لا انتي بتقولي ايه يابنتي ..نعم تلقبها ابنتي فهى تعاملهن بطبيعتها الحنونه لتطمل قائلة بنزق دلفري ايه وقرف ايه ..انا عملت كل الأكل الي الكبار بيحبوه صحيح ..لكن منستش الولاد بردوا دول حبايب قلبي وميخلصنيش طبعا انهم ميكلوش ..هيام الله يبارك ليها عملتلهم كريب بانية زي الي بيشتروه من برة ..كمان خلتا تعمل صواني المكرونة بالشاميل الي بيحبوها .
والله صحيح ..طب كويس والله.. اومال فين هى ..مش باينه يعني تسائلت امال في شغف لمعرفة حالة هيام عندما تعلم بأمر ارتباط سامر فالجميع يعلم قصتيهما ولكنهن لعبا بينهم لعبة أدت الى تفرقتهما حتى لا تكون هيام مميزة لدي حماتهن فهن يعلمن
انها تكن لها معزة خاصة وهذا يسبب لهن غيرة منها لمدى تقربها من تلك السيدة التي لم تقترف نحوهن فعل أي شئ.
صحيح هى فين هيام انا كنت مفكراها مع البنات في المطبخ..هتفت أحلام في تسائل وعينيها تتجول وتتوجه نحو
غرفة اعداد الطعام لتجيبها حماتها في شرود بنبرة محملة بالأسي الله يكون في عونها بقى ..وتداركت نفسها قائلة بعدما استنشقت الهواء لتستعيد همتها قصدي انها تعبت معايا وطلعت ترتاح شوية وهتنزل تاني ان شاء الله.
هل سيكون التجمع سعيد ام ان هناك افعال ستشين هذا التجمع الشريف بينهم وهل ستستطيع هيام حضور هذا التجمع بينهم ام انها ستوافق ابيها على حضور الشباب الذي يريد الاقتران بها وهى التي كانت رافضة لهذا الامر منذ أن اخبرها ابيها به .
انتظروني في الفصل القادم لنتعرف سويا على الأحداث الجديدة
اولاد فريدة 
بقلم إيمان فاروق
التاسعة
بيت متهالك ورواق مظلم دلف اليه بتوجز خيفة من أن تتعثر قدمية في ارضيته المتهالكة كحال بنايته القديمة ..يسير بحزر الى ان وصل لمقصده ليطرق الباب الذي يظهر من خلف شراعته المثقوبة ضوء خاڤت من انارة الكهرباء البسيطة ليعاود الطرق عدة مرات إلي أن فتحت له تلك السيدة التي يبدو عليها حالة من الاعياء وهى تقول بوهن وهو يستمع اليها من الخارج الصبر يالي على الباب ..اانا جايه اهو .. لتتفاجأ به يقف بأشراقته الحنونه التي تعوضها غياب ابنتها العاقة لتردف بسعادة جالية على وتيرتها أهلا وسهلا بيك غالي يابن الغالين..اتفضل يا ابني ..اتفضل تعالى ارتاح.
قابلها باشراقته وهو يتقدم نحوها ليقبل يدها متلثما اياها بتقدير أسعدها أهلا بيكي يا أمي ..ازي حضرتك ..عاملة ايه دلوقتي .. يارب تكوني بخير .
السيدة برضا الحمدلله والشكر لله ..انا في نعمه يابني المهم انتوا عاملين ايه وولادك ايه اخبارهم ..واكملت بشوق وحنين وحشوني الغلين قوي ..ابت عزة نفسها ان تأتي بأسم أمال على لسانها فحزنها منها بلغ عنان السماء ولكن هذا الإبن الطيب الذين لم تنجبه يعوضها ولو بالقليل عن عزوف ابنتها عن زيارتها متعلله بأنها مشغولة بزوجها وأولادها التي لا تحب ان يشاهدوا مثل هذا المنزل فكم من المرات اقترحت عليها تركه ولكن نفسها العزيزة ابت ان تتركه فهو جزء من عفتها وكرامتها فأسلوب ابنتها معها متعجرف يجعلها تشعر بكونها خادمة عندها وليست ام وهى التي فنيت شبابها من أجل الحفاظ عليها الى ان تعرفت عليه من خلال عملها كممرضة لدية ومنذ ارتباطها به وهى تحاول التنصل من ماضيها المخجل لكونها فقيرة ولكن ابدا هى لم تخزى لوضعها هذا فهى امرأة مجاهدة وبرغم ضيق ذات يدها الا انها لم تحاول قط ان ترمي بحملها على احد ولا حتى قبلت ان تترك بيتها الذي يكفيها شړ المزلة لأبنتها التي تشعر بالخزي منها ومن الظروف التي تحيطها ولم يكن لها فيها حيلة ..فليس بيدها كونها فقيرة فالفقر فقر النفوس وهى عزيزة النفس ولن تزل لأبنتها يوما .
يتقدم نحوها وهو يقول الولاد وامال وكلنا بخير طول مانتي بتدعي لينا ياستةالكل ثم رفع يده يناولها كيس معبئ بالأدوية المخصصة لحالتها المړضية قائلا اتفضلي ..دا العلاج بتاعك بتاع الشهر ده وطبعا انتي عارفة كل نوع وانا عاملك العلامات علشان متتلغبطيش وهعدي عليكي كل كام يوم اديكى الحقنة .. ليفتح احد الاكياس الملونة ويستخرج منها عبائة سوداء غالية ويناولخا اياها وهو بقول كل سنة وحضرتك طيبة ..دي هدية أمال بعتها لك..تجيبه بصوت باكي فهى تعلم شح ابنتها ربنا ميحرمنيش منك يابن قلبي ويخليهملك يااارب فهى لم تجادله حتى لا يحزن فيقينها الداخلى اقنعها انه هو صاحب هذا الزوق العالي في اختيار ملبسها ..فأبنتها لن تجراء على شراء شئ ثمين هكذا ولكنها لم تشئ احزانه بمعرفتها بهذا الامر .
..ليناولها بعد ذلك بيده الأخري عدة أكياس بلاستيكية ليضعها بجوارها قائلا دول بقى شوية طلبات تحطيهم تحت ايدك في المطبخ و الفاكهة دي انا هدخل اغسلهالك كلها واحطها جمبك علشان عارف انك مهملة في حق نفسك وهتسيبيهم لغاية متبوظ زي كل مرة واموت انا من الزعل .
اجابته بلهفة وعينيها تغرقها الدموع فحنيته عليها تشعرها بالدفئ الذي تفتقره في مثل هذا الوقت الذي يشتد عليها المړض بها بعد الشړ عليك يا بني أن شالله العدوين الي يكر هوك .. متقولشي كده تاني لازعل منك ..دا كفاية دخلتك عليا بالدنيا والله يابني بيكفيني حنيتك انا ملقتهاش مع بنت بطني ..وانت ربنا يخليك لعيالك مش مخليني عايزة حاجة ..ربنا يعزك كمان وكمان ..دانت عملت اللي بنت بطني معملتوش .
فهى لم تكلف خاطرها منذ عدة اشهر بالسؤال عنها متعلله بمشاغل أولادها وزوجها ولولا الهاتف الصغير الذي اتى به زوجها اليها لا كانت تواصلت معها ايضا فهى كانت تقوم بزيارتهم كلما سنحت لها الفرصة فيما سبق فعفة نفسها ابت ان تكون
عالة على زوج ابتها برغم حنانه عليها الا ان حيائها طغى عليها وجعلها تتشبس في المكوث بمفردها واسلوب ابنتها جعلها تحزن منها ومن تبرئها من ماضيها المؤلم بالنسبة لها وبرغم أنها كانت تعمل من أجل اشباع فتاتها الا أنها عاشت
ناقمة على العيشة الفقيرة التي لم يكن لها ذنب فيها ليناولها هو حقيبة مملؤة ببعض الأدوية وهو يقول اتفضلي ياست الكل ..دي ادوية الشهر ده ثم قام بوضع بعض الأكياس البلاستيكية فوق المنضدة المرفقة بحجرة الجلوس وهو يكمل قائلا ودول شوية طلبات للبيت وشويه فاكهة علشان انا عارف انك بتنسي نفسك دايما .
نظرة أمتنان لهذا الابن الذي لم تنجبه هى ولكنه رءوف بها فكنيته تعبر عن اخلاقه التي تشبهها .
اشفق على حالها قائلا حقك عليا يا أمي .. انتي عارفة حالة آمال
كويس ويمكن اكتر واحدة عرفة هى قاست ازاي ..وانا بحاول امشي معاها لغاية متتجاوز الحالة المړضية دي .
ولانها سيدة بسيطة تجهل مثل هذا المړض النفسي فكيف يكون للنفسية مرض وهناك رب الكون يحرسنا ويحمينا ويوهبنا من الاقدار ما يجعلنا نهداء ونرضى بما قسم لينا ..لتزفر ضيقها وتترك حزنها قليلا لتحاول ان تقف حتى تقدم واجب ضيافته ولكنه يستوقفها بل ويدخل الى داخل المطبخ الصغير ويضع الفاكهة الطازجة في سلة ويقوم بغسلها ويضعها بجوار السيدة الكبيرة ويتركها مسرعا حتى يصل لمبتغاه في مرضات أمه الحنون هى الأخرى .
ها هن زوجات ابنائها تحضر على غير عادة قبلهم وتقابلهم هى كعادتها معهم دائما ..بأبتسامة جالية فهى ليست من الذين يكشرون عن انيابهم امام زوجات أبنائهن لتقابلهن قائلة أهلا وسهلا ياولاد .. تعالو .ادخلوا ..تبادلت معهن السلام والقبلات فهى ذات وجه بشوش بطبيعتها فكيف واذا ولج عليها ريح ابنائها فهم زوجاتهم و احفادها يأتون بصحبة امهاتهن اللاتي جلسن كل واحدة كالضيفة تنتظر من يقوم بمضايفتها .. لتجيبها احلام بعد السلامات ازي حضرتك يا طنط .. انتي اخبارك ايه .. وحشتينا والله.
اجابتها فريدة وهى تنظر الى الخارج لتتابع الفتايات اللاتي تقفن في غرفة تحضير الطعام لمتابعة اواني الطعام خشية احراقها انا بخير والحمد لله ..امال ولاء واخواتها فين انا مشفتش غير ولاد رءوف دخلوا .. لتجيبها الاخرى مسرعة من ان تكشفها امال لتلحق بالحديث قائلة ااه الولاد قبلوا ماما وهى جاية من السوق وطلعوا يوصلوها ..اصلها كانت جايبة شنط كتير معاها و كانت تعبانة قوي .
تقابلها أمال بتحديق غير مقتنع بماتزرفه فأمها لم تكن من الأساس في السوق ولانها شاهدتهم من بعيد وهي تترجل من السيارة الاجرة التي كانت تستقلها عند قدومها ولكنها نسجت هذا الحوار حتى تشتت فكرها عن فكرة تلك الأكياس وما تحمله في باطنها ..مما جعلها تحدقها بأبتسامة صفراء وهى تقول في نفسها يابنت الك دابة ..بقى ماما كانت في السوق والولاد بيوصلوها ..بتستعميني ياأحلام ..مهو انا عارفة انك بتميزي اهلك وخربا بيتك عليهم مش جديد يعني لاكن اقول ايه حريفة يابت في تأليف القصص وتحويل المواضيع ..مما جعلها تهتف لتؤازها حتى تنول رضائها ..لتهتف مجاملة لها ااه صحيح الشنط تقيلة وهى ست كبيرة بردوا والولاد جوم ليها نجدة من السما .. دي صعبت عليا جامد لما شفتها غي الحالة دي .. الله يكون في عونها ..الدور الرابع بعيد عليها قوي .. والسلالم ديقة ومتعبة .
تهديها أحلام نظرة امتنان لما زرفت من حديث أكد قصتها امام ام زوجيهما لتتوجه السيدة بنظراتها التي تتابع الوقفات هناك يتسامرون حتى تنضج الأنية المحملة بالطعاملتتمتم أحلام لسلفتها بصوت هادئ حتى لا يستمع اليهم أحد شكل حماتك عاملة وليمة محشي كالعادة .. ظاهر من الريحة المفوحة في المكان كله.
تجيبها الأخرى وهى تلوي شفتيها امم علشان ولادها طبعا .. بېموتا في حاجة اسمها محشي ..انا قولت ليها اعملي صواني علشان الولاد الصغيرين بيحبو النواشف ومبيحبوش المحشيات ومش هيعرفوا ياكلوا وطبعا ولا فرق معاها المهم الكبار .
اجابتها فريدة وهى تبتسم بعدما استمعت لحوار الأخيرة طب ليه يامرات ابني مجتيش من بدري شوية على الأقل كنتي سعدتيني في عمايل الحاجة وكنتي عاملتي الصواني والنواشف الي نفسكم فيها انتو والعيال .. بدل الحوجة لدي ولدي وبصراحة الناس مبتتأخرش ..بس كان هيبقى احسن لو انتوا اللي كنتوا وقفين في ظهري .
امال بخزي بعدما استمعت لحديث حماتها المحمل باللوم لهن والعتاب الجالي على وتيرتها والله يا حاجة انا كنت نتوية اجيلك من بدري ..بس العيال طول الليل منموش وخلوني انا كمان معرفتش انام ورءوف كان عندة نبطشية الصبح ومنمنش الا لما مشي ويدوب احلام الله يبارك ليها هيا اللي رنت عليا وصحتني .. علشان نيجي بسرعة ونعمل حاجة معاكي ولكن طبعا احنا عارفين ان حبيبك كتير ..وكمان الريحة ماليا
المكان وبتقول انك عملا كل اللي فوسعك .
وتكمل احلام بمكر بعدما استنشقت الهواء المطعم بروائح مختلفة من انواع الطعام صحيح الظروف هى اللي بتتحكم فينا ..لكن نعمل ايه احنا وثقين في قدرة حضرتك وعلى العموم ..اي اكل هبيقى من أيدك تحفة يا
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
تنط..وكفاية اللمة بتشبع ولو تسمعي كلامي نبعت نجيب دلفري اسهل واحسن من الوش دا كله .. الأولاد بيحبو الاكل الجاهز كله وملهومش في الطبيخ والمحشيات .
فريدة بحزم ظهر على نغم حوارها المحمل بالحزن والاسئ منهن وتحاول جاهدة ان تخفيه لا انتي بتقولي ايه يابنتي ..نعم تلقبها ابنتي فهى تعاملهن بطبيعتها الحنونه لتطمل قائلة بنزق دلفري ايه وقرف ايه ..انا عملت كل الأكل الي الكبار بيحبوه صحيح ..لكن منستش الولاد بردوا دول حبايب قلبي وميخلصنيش طبعا انعم ميكلوش .. واكملت بأبتهال
لهذه الحزينة التي كسر بخاطرها صباحا هيام الله يبارك ليها عملتلهم كريب بانية زي الي بيشتروه من برة ..كمان خليتها تعمل صواني المكرونة بالشاميل الي بيحبوها العيال زي ما كان في نفسكم ..انا ميخلصنيش احنا ناكل والولاد ميكلوش .
والله صحيح ..طب كويس والله.. اومال فين هى ..مش باينه يعني تسائلت امال في شغف لمعرفة حالة هيام عندما تعلم بأمر ارتباط سامر فالجميع يعلم قصتيهما ولكنهن لعبا بينهم لعبة أدت الى تفرقتهما حتى لا تكون هيام مميزة لدي حماتهن فهن يعلمن انها تكن لها معزة خاصة وهذا يسبب لهن غيرة منها لمدى تقربها من تلك السيدة التي لم تقترف نحوهن فعل أي شئ.
صحيح هى فين هيام انا كنت مفكراها مع البنات في المطبخ..هتفت أحلام في تسائل وعينيها تتجول وتتوجه نحو غرفة اعداد الطعام لتجيبها حماتها في شرود بنبرة محملة بالأسي الله يكون في عونها بقى ..وتداركت نفسها قائلة بعدما استنشقت الهواء لتستعيد همتها قصدي انها تعبت معايا وطلعت ترتاح شوية وهتنزل تاني ان شاء الله.
حضر الجميع والتف الرجال حول امهن تحت انظار زوجاتهم التى تملأها الغيرة من تلك المشاعر الجياشة التي تظهر في علاقتهم بأمهم فهم الأن كالاطفال امامها يتلذذون بعناقها وتدليلها لهم ..يتناولون طعامها بشهية كما لو كانو لم يتناولو الطعام في بيوتهم منذ امد بعيد ..وهاهى إبنتها تعاود الى مشاعر الطفولة هى الأخرى تريد ان تتدلل في حضرة هذا الحنان الذي تفتقده هى فزوجها يرمي عليها الاعباء ويحملها هم امه أيضا ولا يعبئ لها شئ وهى استكانت له نسيت نفسها وأمها من اجله هو وأولادها..وها هم الصغار والفتايات يتسابقون في التهام المأكولات التي صنعت من اجلهم بمحبة صادقة مما جعلهم يثنون عليها وتسعد هى لإطرأهم هذا .وينتهون من طعامهم الذي كان عبارة عن ملحمة من الحنان والعطف غدقتهم بها تلك السيدة الحنون برغم انها تعلم ما يخفونه خلف اقنعتهم لتفتتح معهم الحوار بعد ان انتهوا من تناول الطعام وتركو السيدات لتقوم بترتيب وتنظيف المائدة وحجرة اعداد الطعام على مضض منهن بعدما انسحبت ابتهال وتوجهت مع اخواتها برفقة أمها الى الداخل لتردف أحلام في غيظ اهى المعدولة سابتنا ودخلت معاهم .
تجيبها الاخرى بسخرية امم بتطلع الي بيعملة جوزها وحماتها فيها معانا ..بس على مين ..تعالى ندبس بناتها في توضيب المطبخ .
ليتوجهن بعد ذلك الى غرفة المعيشة لعلهم ينالون استماع الحديث ويتركون الفتايات في حجرة اعداد الطعام وهن لا يفقهن شئ في هذه الأمور بعدما صنعن بعض من اكواب العصير و بعض المشروبات الساخنة ودلفو بها متعليلين لكي يتلصصوا على محاكاة تلك السيدة مع أولادها.
احلام بمكر طب يالا بسرعة شهلى وهاتي الصنية بتاعتة العصير دي علشان نلحق الموضوع من أوله.. مهو لو كانت هيام هنا كنا دبسناها من بدري.
امال بتذكر ااه صحيح ..هى فين ومنزلتش زي العادة يعني!.
تزم شفتيها دون معرفة وترفع حاجبها في جهل لسؤال الأخرى معرفش بس يمكن شمت خبر عن موضوع العروسة..مع ان محدش يعرف حاجة عن الموضوع ده غيرنا .
طب ما يمكن سامر قال لحماتك وهى طبعا مبتخبيش حاجة عن حبيبتها قالتها امال وهى تتوجهةبالصنية المحملة بأكواب العصير واستطردت بتحفيز يالا ياحلام ..ياخبر بفلوس .
إجابتها الأخرى بإيمائة متفهمة وهى تغمغم بتكملة المثل التي القته الأخرى امم ياخبر بفلوس بعد كام خطوة يبقى ببلاش.
العاشرة
بقلم إيمان فاروق
كانت تجلس القرفصاء تنتحب في صمت لما وصلت اليه معه وهو حبيب الطفولة هل انتهت بالفعل بينهما تلك المشاعر النبيلة التي جمعتهم سويا ذات يوم ربما كانت غبية فيما وصل اليها من مشاعره التي كان يغدقها بها ..ليته ما كان وليتها ما هوته فما نابها منه غير الخزلان ..لا تعلم لماذا فعل هذا ولماذا تم الهجران دون ان يعطيها سبب واحد لربما كانت ستهديه العزر المناسب وقتها لو قام بمصارحتها بما كان لتلج اليها بنظرات هلعة قائلة مالك
ياحبيبتي .. اسمالله عليكى ياروحي .. مالك ياهيام ردي عليا يابنتي مالك وجعتيلي قلبي قالتها زوجة ابيها وهى تربت عليها مهدهدة اياها لتقابلها الاخرى وهى تناظرها بعينيها المغرقتين بالدموع ومنتفخة من كثرة البكاء مفيش حاجه ياماما ..انا تعبانه شويه بس . ابت نفسها ان
تتحدث مع زوجة ابيها التي انتشلتها الأن من غرقها بالبكاء لتستنشق الهواء وتلملم اشلائها مي محاولة لأستجماع نفسها من جديد حتى تستعيد ولو جزء من كرامتها التي اهدرت بسبب ابن عمها فهى ستحاول ان تستعيدها ولو على حساب قلبها الذي دهسه هو .
حضر الجميع والتف الرجال حول امهن تحت انظار زوجاتهم التى تملأها الغيرة من تلك المشاعر الجياشة التي تظهر في علاقتهم بأمهم فهم الأن كالاطفال امامها يتلذذون بعناقها وتدليلها لهم ..يتناولون طعامها بشهية كما لو كانو
لم يتناولو الطعام في بيوتهم منذ امد بعيد ليتشدق كمال وهو يلوك الطعام قائلا الله .. تسلم ايدك ياست الكل ..بقالي كتير مأكلتش محشي بالطعامة دي ..او يمكن مكلتوش من أخر مرة بعتهولنا لما قلتك نفسي فيه .
ليجيبه رءوف وهو يلتقط بعض من اوراق الملفوف واخرى ورق عنب ليهتف قائلا انت بتقول فيها .. مفيش اطعم من أكل ماما كلة دانا مش عارف اقاوم وضيعت الرجيم بتاعى وشكل تعب الكام اسبوع الى فاتو ضعوا النهاردة ..والكرش هيرجع من جديد .
فريدة بحب وعاطفة حقيقية برغم حزنها الداخلى بالف هنا وشفا عليكم كلكم ..مطرح ما يسري يمري .. دا انا كنت هعمل شوية بفتيك مع الصواني علشان الولاد لكن مقدرتش اقف وام محمود وهيام كتر خيرهم تعبوا معايا قوي ..واتكسفت اطلب منهم اي شئ تاني .. وبصراحة نفس هيام في الأكل أحسن مني كمان وخصوصا اني مليش في عمايل الكريب والا الاكل الجديد بتاع العيال ده .
نظرة ضيق وحقد ظهرت على محيا أحلام وأمال توارت خلف ضحكتهن الصفراء وهن يتبادلن الحوار في محاولة منهم للمجاملة حتى لا يظهرن ما بداخلهن لتهتف أحلام فعلا الولاد بيقولو الكريب طعمة حلو ..تسلم إيديها .
أمال بمجاملة شبيها وهى ترمي بكلماتها نحوها اه جميل ..برافو عليها انها بتتعلم تعمل الأكلات الجديدة .
عقبال متعمل في بيتها .
تقابلهن بنظرة حزينة وعدم تصديق لما يقولون فتلك النظرات المتبادلة بينهن لا تقول هذا ..ولكنها
..وهاهى إبنتها إبتهال تعود الى مشاعر الطفولة هى الأخرى تريد ان تتدلل في حضرة هذا الحنان الذي تفتقده هى فزوجها يرمي عليها الاعباء ويحملها هم امه أيضا ولا يعبئ لها شئ وهى استكانت له نسيت نفسها وأمها من اجله هو وأولادها لتهتف هى الاخرى قائلة وهى تميل جزعها نحو امها التي تجلس بالجوار لتقبل كتفها وهى تهتف تسلمي لينا ياحبيبتي الاكل كتير ومكفي والفراخ المشوية احسن من البانيه كمان والولاد بيموتوا فيها بصي كده عليهم هتلقيهم عايزين ياكلوا صوابعهم وراها .. دا أنا نفسي بمۏت في الأكل بتاعك ياست الكل
سامر بمشاكسة انتي بتقولي فيها ..دول نقصين يكلوني انا كمان ..شكلهم مبيكلوش في بيتهم .
..وها هم الصغار والفتايات يتسابقون في التهام المأكولات التي صنعت من اجلهم بمحبة صادقة مما جعلهم يثنون عليها وتسعد هى لإطرأهم هذا .وينتهون من طعامهم الذي كان عبارة عن ملحمة من الحنان والعطف غدقتهم بها تلك السيدة الحنون برغم انها تعلم ما يخفونه خلف اقنعتهم لتفتتح معهم الحوار بعد ان انتهوا من تناول الطعام وتركو السيدات لتقوم بترتيب وتنظيف المائدة وحجرة اعداد الطعام على مضض منهن بعدما انسحبت ابتهال وتوجهت مع اخواتها برفقة أمها الى الداخل لتردف أحلام في غيظ اهى المعدولة سابتنا ودخلت معاهم ..بتهرب علشان تكون في المقدمة وتعرف تسيطر ما الحجة مبتعملش حاجة من غير بناتها .
تجيبها الأخرى بسخرية امم بتطلع الي بيعملة جوزها وحماتها فيها معانا ..بس على مين ..تعالى ندبس بناتها في توضيب المطبخ لتتفوه أحلام قائلة متوجهة بالحديث نحو الفتايات يالا يابنات ظبطوا المطبخ على منخرج العصير انهت الحوار ولم تعطي فرصة لرد كل من روفيدة وشروق اللاتي شعرن بالضيق من اسلوب زوجة خالهم التي غادرت بصحبة الاخرى متعليلين بما بين ايديهن من شراب .
ليتوجهن بعد ذلك الى غرفة المعيشة لعلهم ينالون استماع الحديث ويتركون الفتايات في حجرة اعداد الطعام وهن لا يفقهن شئ في هذه الأمور بعدما صنعن بعض من اكواب العصير و بعض المشروبات الساخنة ودلفو بها متعليلين لكي يتلصصوا على محاكاة تلك السيدة مع أولادها.
احلام بمكر طب يالا بسرعة شهلى وهاتي الصنية بتاعتة العصير دي علشان نلحق الموضوع من أوله.. مهو لو كانت هيام هنا كنا دبسناها من بدري بدل البنات الخايبة دي.
امال بتذكر ااه صحيح ..هى فين انا مشتهاش لحد دلوقتي.. ومنزلتش زي العادة يعني!.
تزم شفتيها دون معرفة وترفع حاجبها في جهل لسؤال الأخرى معرفش بس يمكن شمت خبر عن موضوع العروسة..مع ان محدش
يعرف حاجة عن الموضوع ده غيرنا .
طب ما يمكن سامر قال لحماتك وهى طبعا مبتخبيش حاجة عن حبيبتها قالتها امال وهى تتوجهةبالصنية المحملة بأكواب العصير واستطردت بتحفيز يالا ياحلام ..ياخبر بفلوس.. بعد دقيقتين هيبقى ببلاش .
إجابتها الأخرى بإيمائة متفهمة وهى تغمغم بتكملة المثل التي القته الأخرى
اان معاكي حق ..امم ياخبر بفلوس بعد كام خطوة يبقى ببلاش.
تحدجهم بنظراتها الحزينة وهى ترى في وجوههم الحيرة ..فهم يتبادلون النظرات بينهم من أجل فتح الموضوع معها ولكنهم يتعازمون من اجل من يبدأ فلا أحد فيهم لديه الجراءة على فتح هذا الأمر ..لتشيل هى عنهم عبئ هذا الحديث لتهتف قائلة بصوا بقى ياولاد ..انا وافقت على جوازة اخوكم وان شاء الله تكون جوازة
الهنا عليه .. وطبعا لانه مش هيقدر يجيب شقة فأنا قررت انه يتجوز هنا في الشقة دي مهو من حقه انه يعيش مستقر زيكم .
تقصدي ايه ياأمي ..يعني انت موافقة على انك تسيبي سامر يتجوز في الشقة هنا .. وبناء علية تعيشي في بيت البلد ...قالها كمال بعدما قذفتهم فريدة بما روته بمعرفتها قصة أخيهم وموافقتها على ترك منزلها له.. ليهنأ اخيهم بحياة مستقرة كحالهم فكم كانت مفاجأة لهم فهم توقعوا عكس ذلك فكم كانت مهمة شاقة لهم فهم رسموا مخططات عدة لفتح هذا الأمر معها وكل منهم نسج مخيل في داخله نحوها .
رءوف بنظرة شاخصة فهو اكثرهم تعلقا بأمه فبين حديثها غموض وبين نظرتها نظرة حزينة تكسوها وتحاول هى موارتها ليردف بصدق أمي أنا بقولك اهو انت هتكوني معايا..هتعيشي معايا وتخلى بالك من ولادي وأمهم.. انا ببات كتير في المستشفى وببقى خاېف عليهم ..واكمل بصدق متمنيا ان شاء الله هتكوني سعيدة معانا.. وحدج زوجته التي ولجت لتستمع حديثه وهى ترسم على محياها الرضى ولكنها تجهل معرفة الحما بما تكنه له زوجة الأبن الذي يجهل مخطط زوجته وينتشي فور تخيله وجود امه في كنفه .
ليباغته الأخ الأكبر الذي اتخذ مسلكه في سلبيته أمام زوجته المتسلطة التي تغرس بسمومها افكاره وتجعله يتضارب في مشاعره تجاه تلك السيدة التي دوما يستشعر تفضيلها لإخوانه عليه وأولادهم على أولاده اه ياعم مين قدك ..مانت الي على الحجر ..واستطرد صادقا فهو رغم ذلك الشعور الذي يتملكه الا أنه يعشق هذه السيدة بس بردو لازم تقعدي معايا زي ما تقعدي مع رءوف و ابتهال هنقسم الأيام مابينا ولغاية ماسامر يتمم جوازة ويدخل الدور معانا .
ازدرءت سيل لعابها بمرارة صبغت حلقها وانتفخت رئتيها بالهواء لتزفر قائلة بعدما قرأت معالم وجوههم جميعا فكمال يرتدي ثوب الاقتناع برغم تيته في الحديث وزوجته تحدجه بنظرة ضيق وتحاول رسم السعادة فوق محياها ورءوف يحاول تصديق ما تتصنعه زوجته امامه من رضى وابتهال التي يكمن بداخلها التوجز من موقف زوجها هل سيرحب بأمر استضافة أمها في بيته كما يستضيف هو أمه التي يقطن معها في نفس البناية ولا يتركها ابدا برغم ان لها ابناء اخرون وتعاملها هى كما لو كانت ابنتهافهل ستكون امها عنده نفس المكانة ..وسامر الذي يحاول استجماع تشتته من موقف امه التي كانت صباحا رافضة لهذا الأمر فهو توقع انها ستنهال عليه امامهم بوابل من التعنيف والتعسيف ولكنها تقدم له الحل على طبق من فضة وتهديه الحل في حوار بسيط وبرغم شعورة بالألم تجاهها فهو وعدها قبل سابق بالا يتركها وانه لن يبعد عنها وها هو اليوم يخلف وعده لها ولكن عزاءه الوحيد انها هى صاحبة الإقتراح فهى التي بادرت بفتح الحوار بينهم وهى التي اقترحت عليهم هذا الأمر وازاحت عنهم ثوب الحرج لتهتف بعد ذلك بقذيفتها الأخرى.
ومين قالكم اني هروح عند حد فيكم ..انا لا يمكن اشارك حد في بيته او اكون مصدر إزعاج ليكم ..قالتها بتعفف وشجن وهى ترصد انفعالات زوجات ابنيها السعيدة بما اردفت لتهتف امال بهمجية صح ياطنط ..ليكي حق طبعا وبيتك الي في البلد اولى بيكي ...فطنت لما اصدرته من هراء فأردفت بتلجلج مستشعرة الحرج من نظرات الجميع الشاخصة لما تفوهتهقااصدي ان طنط من حقها تكون براحتها طالما هى عايزة كده ..لكن لو تحب تبقى معانا فميجراش حاجة طبعا تنور في اي وقت.
اكدت احلام بمكر استشعرته فريدة من خلال كلامها لا طبعا طنط لازم تكون معانا في كل مكان علشان نطمن عليها وكلنا نبقى في خدمتها دي ماما هتفرح بيها لما تيجي معايا كل زيارة مهو مينفعش نسيبك لوحدك طبعا لما نبقى مش موجدين في البيت فهى ترميها بالكلام حتى تجعلها تعزف عن قبولها لهذا الطلب الذي يصر عليه زوجها.
ابتهال بتوجز من عزوف امها عن السفر لبلدتهم مما سيجعلها في مأذق امام زوجها الرافض لوجود ودخول امها بينهم لتغمغم قائلة ااه ميجراش حاجة
انك تروحي البلد ياماما واحنا كلنا مش هنسيبك طبعا وانا هبعتلك البنات في الاجازات لكن لو تحبي تيجي عندي طبعا مفيش اي مانع بس انا خاېفة تدايقي من وجود حماتي معانا في البيت وانتي عارفة محمد مبيعرفش يستغنى عنها..
بقلم إيمان
الحادية عشر
منظر خارجي ..
على احد ابواب الحاراة الشعبية التي
تسكن فيه السيدة فريدة حيث المنازل المتقاربة كحال سكانها .. تجلس سيدة مسنة فوق احد الاحجار الكبيرة التي تستخدم كمقعد و ترتكن بجانب منزلهم البسيط الذي تقطنه برفقة ابنها وزوجته وردة والتي تقبع بجوارها ينتظرن ويترقبن في فضول ماذا سيحدث في بيت السيدة فريدة لتهتف ام سعد قائلة الا يابت يا وردة محدش سامع للچماعة صوت يعني 
وردة وهى تضم شفتيها بعدم فهم يعني ايه يا اما ..هى من امتى الست فريدة بيطلع
ليها صوت هى والا ولادها ..دول محترمين حتى وهما في عز زعلهم عمر مالعيبة مهتطلع منهم ابدا .. دول متعلمين ومحترمين ..وعمرهم ماهيكلوا فبعض .
الحماه وهى تمصمص شفتيها في تشديق لما تفكر به عيني عليكي ياحاجة فريدة ..غلبانة ومتستهلش العمايل دي كلها ..دي عمر العيبة مخرجت من لسانها ابدا..بس هنقول ايه ..ظلت تتحاور مع زوجة ابنها وتتبادل معها الحديث لتنهى حديثها بأحد الأمثال الشعبية التي تمثل الحالة التي تعيشاها الأن فى امر السيدة فريدة وكنتيها اللاتي تتأمرن عليها حتى تقصى من حياتهن لتردف بعدها قائلة مسيرك يامرات الابن تبقى حما ..والايام بينا اناوانتي ياوردة ربنا عمره مهيسيب حق الست الطيبة دي ابدا .
لتؤكد عليها الاخرى ما اقرته عليها قائلة طبعا يا اما .. كلامك صحيح وربنا مبيسيبش والأيام دوارة لاكن أنا صعبان عليا حال الست الغلبانة دي .. والله عمرها مجابت سيرتهم بالشين ابدا .
تاتي عليهن جارة اخرى وهى تحمل بيديها بعض الاكياس المحملة ببعض الطلبات التي تحتاجها منزلها لتستوقفها ام سعد وتتبادل معها الحوار هنا وهناك في امر سكان الحارة ..لتكن هذه حياتهم اليومية فهن دوما يتبادلن الحديث هنا وهناك ليتعارفن على اخبار بعضهم البعض والتلصص على حياة بعضهم حتى يأخذون العبر وتتناقل الأمور بعضهم دون اي خصوصية ما بينهم نظرا لتقاربهم وانفتاحهم على بعض كحال منازلهم المتقاربة والبعيدة عن الخصوصية..
ومن داخل مسكنها وبعد انتهائها وأولادها من الطعام وهى تجلس فوق احد الأرائك وبجوارها ابنها الكبير الذي يتبادل النظرات بينه وبين رءوف الذي يفكر في كيفية افتتاح الحديث معها في هذا الأمر..لتزيح هى عنهم الحرج لتبداء هى الحوار الذي نتج عنها صدمتهم من معرفتها الحقيقة ..وموافقتها عليها أيضا .
تقصدي ايه ياأمي ..يعني انت موافقة على انك تسيبي سامر يتجوز في الشقة هنا .. وبناء علية تعيشي في بيت البلد ...قالها كمال بعدما قذفتهم فريدة بما روته بمعرفتها قصة أخيهم وموافقتها على ترك منزلها له.. ليهنأ اخيهم بحياة مستقرة كحالهم فكم كانت مفاجأة لهم فهم توقعوا عكس ذلك فكم كانت مهمة شاقة لهم فهم رسموا مخططات عدة لفتح هذا الأمر معها وكل منهم نسج مخيل في داخله نحوها .
رءوف بنظرة شاخصة فهو اكثرهم تعلقا بأمه فبين حديثها غموض وبين نظرتها نظرة حزينة تكسوها وتحاول هى موارتها ليردف بصدق أمي أنا بقولك اهو انت هتكوني معايا..هتعيشي معايا وتخلى بالك من ولادي وأمهم.. انا ببات كتير في المستشفى وببقى خاېف عليهم ..واكمل بصدق متمنيا ان شاء الله هتكوني سعيدة معانا.. وحدج زوجته التي ولجت لتستمع حديثه وهى ترسم على محياها الرضى ولكنها تجهل معرفة الحما بما تكنه له زوجة الأبن الذي يجهل مخطط زوجته وينتشي فور تخيله وجود امه في كنفه .
ليباغته الأخ الأكبر الذي اتخذ مسلكه في سلبيته أمام زوجته المتسلطة التي تغرس بسمومها افكاره وتجعله يتضارب في مشاعره تجاه تلك السيدة التي دوما يستشعر تفضيلها لإخوانه عليه وأولادهم على أولاده اه ياعم مين قدك ..مانت الي على الحجر ..واستطرد صادقا فهو رغم ذلك الشعور الذي يتملكه الا أنه يعشق هذه السيدة بس بردو لازم تقعدي معايا زي ما تقعدي مع رءوف و ابتهال هنقسم الأيام مابينا ولغاية ماسامر يتمم جوازة ويدخل الدور معانا .
ازدرءت سيل لعابها بمرارة صبغت حلقها وانتفخت رئتيها بالهواء لتزفر قائلة بعدما قرأت معالم وجوههم جميعا فكمال يرتدي ثوب الاقتناع برغم تيته في الحديث وزوجته تحدجه بنظرة ضيق وتحاول رسم السعادة فوق محياها ورءوف يحاول تصديق ما تتصنعه زوجته امامه من رضى وابتهال التي يكمن بداخلها التوجز من موقف زوجها هل سيرحب بأمر استضافة أمها في بيته كما يستضيف هو أمه التي يقطن معها في نفس البناية ولا يتركها ابدا برغم ان لها ابناء اخرون وتعاملها هى كما لو كانت ابنتهافهل ستكون امها عنده نفس المكانة ..وسامر الذي يحاول استجماع تشتته من موقف امه التي كانت
صباحا رافضة لهذا الأمر فهو توقع انها ستنهال عليه امامهم بوابل من التعنيف والتعسيف ولكنها تقدم له الحل على طبق من فضة وتهديه الحل في حوار بسيط وبرغم شعورة بالألم تجاهها فهو وعدها قبل سابق بالا يتركها وانه لن يبعد عنها وها هو اليوم يخلف وعده لها ولكن عزاءه الوحيد
انها هى صاحبة الإقتراح فهى التي بادرت بفتح الحوار بينهم وهى التي اقترحت عليهم هذا الأمر وازاحت عنهم ثوب الحرج لتهتف بعد ذلك بقذيفتها الأخرى.
ومين قالكم اني هروح عند حد فيكم ..انا لا يمكن اشارك حد في بيته او اكون مصدر إزعاج ليكم ..قالتها بتعفف وشجن وهى ترصد انفعالات زوجات ابنيها السعيدة بما اردفت لتهتف امال بهمجية صح ياطنط ..ليكي حق طبعا وبيتك الي في البلد اولى بيكي ...فطنت
لما اصدرته من هراء فأردفت بتلجلج مستشعرة الحرج من نظرات الجميع الشاخصة لما تفوهتهقااصدي ان طنط من حقها تكون براحتها طالما هى عايزة كده ..لكن لو تحب تبقى معانا فميجراش حاجة طبعا تنور في اي وقت.
اكدت احلام بمكر استشعرته فريدة من خلال كلامها لا طبعا طنط لازم تكون معانا في كل مكان علشان نطمن عليها وكلنا نبقى في خدمتها دي ماما هتفرح بيها لما تيجي معايا كل زيارة مهو مينفعش نسيبك لوحدك طبعا لما نبقى مش موجدين في البيت .
ابتهال بتوجز من عزوف امها عن السفر لبلدتهم ااه ميجراش حاجة انك تروحي البلد ياماما واحنا كلنا مش هنسيبك وانا هبعتلك البنات في الاجازات لكن لو تحبي تيجي عندي طبعا مفيش اي مانع بس انا خاېفة تدايقي من وجود حماتي معانا في البيت.
تركت كل واحد منهم يبوح بما يكنه وهى تزرف الألم ويخفق نابضها حزنا على فلذة كبدها الذين تدثروا برداء الأنانية ولكنها تحمل نفسها الذنب في وصولهم لهذا الأمرفالقت بقذيفتها الأخيرة انا مش هروح البلد وأقعد لوحدي ..انا هروح دار مسنين .
صاعقة رعدية امطرتها هى على مسامعهم لينفي كل واحد منهم ماسمع .
كمال نافيا وهو يتقدم نحوها ايه ياأمي الكلام ده!دار مسنين ايه !
ليتدخل رءوف بعد أن نهض متوهجا ليقف أمامها ويجثوا على ركبته قائلا ماما ليه دا كله ..بيت البلد اكرم لو مش عايزة تقعدي مع كل واحد فينا شوية ..مع ان انا مش شايف فيها حاجة لما تقسمي وقتك بينا وانت فرد ..لاكن إحنا مجموعة.
ابتهال وقد راقها كلمات أمها حتى لا تحمل عبئ جديد عليها فيكفيها زوجها وأمه واولاده ومسئوليتها تجاههم التي تجعلها في دوامة دائما طب والله ماما معاها حق ..هى دور المسنين دي وحشة ..دي كأنها فندق سياحي والا مستشفى خاصة .
أكملت أحلام بحماسة فهى الأخرى لا تريد اعباء جديدة فوق حملها بل راقها هذا الأمر الذي سيبعد تلك السيدة التي يؤرقهم وجودها فعلا ياابتهال كلامك مظبوط ..دي حتى فيها رعاية خاصة واهتمام عالى بالنزلاء..يعنى خدمة خمس نجوم .
آمال تتدخل بكلماتها المشجعة لتساهم في اقناع الرجال الذين بدى عليهم عدم الموافقة حماتى بتفكر صح طبعا ..فلوسها وهى حرة فيها وتقدر تبيع حقها كمان في الأرض بتاعة البلد وتحطه وديعة وتصرف على نفسها ومتتحوجش لحد ودا عين العقل .
اهى الستات كلها مقتنعة بكلامي وكل واحدة بتأيد وبتشجع كمان و لأ ايه أمال جابت الناهية واستطردت بسخرية وبصراحة انا بحب اخد رأي الستات لأنهم صحبات البيت واظن يا أولادي ملكشوش رأي بعد رأي نسوانكم نظر كل منهما لزوجته ينتظر المؤازرة للرفض ليجد نظراتهم شاخصة بجمود وتوعد وينتهى الحوار وهى تخبرهم انها ستنتقل خلال الأيام القادمة حتى تفسح المجال للعروس الجديد لتقوم بالتجهيزات الجديدة ورمت ابنها الصامت دون أن يبدي رأي في هذا الأمر فهو الوحيد الذي لم يعقب على هذا الحوار ففي ثباته كلمات تريد البوح بما يريد قوله هو يريد أن يصمت الجميع فأمه ملك له كما كان دوما يخبرها أمي أنا وانتي بكتچ واحد والي هتجوزها لازم تكون عارفة انتى ايه بالنسبالي ..انت الجزء الحي الي جوايا وضميرى الصاحى ..ماما انا لايمكن اقدر اعيش من غيرك هكذا كان دوما يخبرها ولكنه الأن صامتا ليته يتحدث وينهى هذا الأمر المخزي فجميعهم ينظرون إلى انفسهم فقط ..ليتها لم تعش لهذا اليوم ليتها سكلتهم قبل ان يكونو بهذه الأنانية التي تحلوا بها مؤخرا..او ربما هم هكذا من الأساس وهى التي كانت غافيه عنهم.
اتفق كمال ورءوف انهم سيقوموا بعمل زيارة لبعض هذه الدور لينتقو افضلها قبل أن تذهب أمهم اليها ليطمئن قلبهما ويهداء ضميرهم الثائر بداخلهم .
بقلم إيمان فاروق
الثانية عشر
مشاعرها المتضاربة تنهش بعقلها الثاثر بأفكاره التي ترغمها على التريث قليلا حتى تعطيهم الدرس على أكمل وجه وحتى تثبت لنفسها قدرتها على اعادة تدوير عقلية أولادها مرة أخرى حتى يعود كل منهما الى صوابه دون الرجوع إلى أراء الزوجات التي تؤثر عليهم
وعلى تلك العلاقة المقدسة بينهم فالام نبراس يضئ فوق الرءوس فكيف لهم ان يطفئون نبراسهم المنير ..كيف لهم ان يضعوها في الكفة الصغرى للميزان والتخلى عنها هكذا حتى وان كان القرار قرارها لتهتف قائلة وهى عازمة على امر ما.
اهى الستات كلها مقتنعة بكلامي وكل واحدة بتأيد وبتشجع كمان واكملت بسخرية مستترة لأ
وايه .. أمال جابت الناهية كالعادة لتكمل مستطردت بسخرية واضحة هذه المرة وبصراحة انا بحب اخد رأي الستات لأنهم صحبات البيت واظن يا أولادي ملكشوش رأي بعد رأي نسوانكم .
نظر كل منهما لزوجته ينتظر منها المؤازرة لهم والاعانة والجهر بالرفض لهذا القرار الذي ارهق نوابضهم جميعا ليجد نظراتهم شاخصة بجمود لا يعبئ شئ لهذا القرار وكل واحدة تهدي زوجها بنظرة وتوعد لهم حتى لايناقش مجددا
وينتهى الحوار الذي اثلج صدورهن فهى لا تعني لهم شيئا فهى ليست ام لهم لن يضرهن بشئ فراقها فهى ليست امهن لكي يعبئن بها او بمشاعرها بل هم ينظرون نظرة حقد فهى تشغل جزء كبير من حياة ازواجهن وهذا يثير ضغينتهن نحوها .
تمالكت نفسها من البكاء حتى لا تظهر امامهم بالضعف وحاولت ان ترسم الامبالاة على وجهها وهى تخبرهم انها ستنتقل خلال الأيام القادمة الى احدى الدور التي ستنتقيها برفقتهم وبمساعدتهم حتى تفسح المجال للعروس الجديد لتقوم بالتجهيزات الجديدة ورمت ابنها الصامت دون أن يبدي رأي في هذا الأمر فهو الوحيد الذي لم يعقب على هذا الحوار ففي ثباته كلمات تريد البوح بما يريد قوله هو يريد أن يصمت الجميع فأمه ملك له كما كان دوما يخبرها لتتذكر قوله أمي أنا وانتي بكتچ واحد واللي هتجوزها لازم تكون عارفة انتى ايه بالنسبالي ..انت الجزء الحي الي جوايا وضميرى الصاحى ..ماما انا لايمكن اقدر اعيش من غيرك 
هكذا كان دوما يخبرها ولكنه الأن صامتا عاجزا عن الحوارليته يتحدث وينهى هذا الأمر المخزي الذي سيوصمهم جميعا بالعاړ اذا اقترفوه فهم لا ينظرون إلا إلى انفسهم فقط يقصونها من حياتهم من أجل استقرار حياتهم ..ليتها لم تعش لمثل لهذا اليوم ليتها سكلتهم قبل ان يكونو بهذه الأنانية التي تحلوا بها مؤخرا..او ربما هم هكذا من الأساس وهى التي كانت غافيه عنهم فهم اليوم ظهروا لها بشكل مختلف على غير العادة لقد تهاونوا معها في هذا القرار ووقف كل واحد منهم بسلبية امام زوجته التي فرضت شخصيتها عليه بمجرد نظرة رأتها في اعينهم فتملكت منهم وجعلتهم اصماء بكم عمي عن تلك الجنة التي سيخرجونها من حياتهم لتتحول الى صحراء قاحلة ستتحول اليها حياتهم بعد هجرها ولكنهم لا يدرون وخصوصا انها عزمت على ذهابها دون الإنتظار لهم كما طلبوا منها كانت تنتظر الثورة منهم والهتاف لها بالبقاء حتى وان ارغموها بالعضب والجهر عليها بكلمات الرفض ولكن الخزلان اخذ مجراه معهم.
اتفق كمال ورءوف انهم سيقوموا بعمل زيارة لبعض هذه الدور لينتقو افضلها قبل أن تذهب أمهم اليها ليطمئن قلبهما ويهداء ضميرهم الثائر بداخلهم .
  .
ابتعد مواليا ظهره حتى يتسنى له الحديث عبر شبكة التواصل الإجتماعى لمن ظن أنها ستؤازره في الحفاظ على أمه ليناشدها رأيها في هذا الأمر لربما ترجع في طلبها وتقبل بوجود تلك السيدة في حياتهم وتقابله هى بالرفض المبطن في حوارها بص ياسامر أنا احترمت مامتك قوي بعد الموقف الشيك الي عملته ده شابو ليها بجد هى عملت الي المفروض يتعمل ..لازم تدي فرصة لينا نشوف حياتنا بدون تطفل من حد .
بس دي امي يا نشوى ..لازم اطمن عليها واحافظ على علاقتي بيها .. مينفعش تبعد عننا كده انا كنت مأيد انها تروح عند اخواتي علشان اكون مطمن عليها لكن كده هتبعد عننا كلنا .
ابتزت مشاعره نحوها بغنج ظهر على كلماتها حبي ..انت مش عايز نكون مع بعض ..مش نفسك قلبي بإيدك ..انا نفسي اوصل معاك للمرحلة دي اننا نكون في حضڼ بعض منغير ما حد ينغص علينا حياتنا وبعدين اذا كان على انطي ..فأنت ابقى زورها انت وأخواتك كل فترة وانا ياسيدي هبقى افضي نفسي واجي معاك علشان مش تزعل .
ردمت بغنجها وقود ضميره المشتعل واطفائت بدلالها حنينه لتلك السيدة التي طالما ضحت من أجله واجل اخوته فأيد قرارها وتضامن معهم قائلا بعدما عاد للجمع مجددا طب يا ماما هنروح معاكي علشان نطمن على الوضع هناك و اوصيهم عليكي ..ونشوف المكان وكأنه بكلماته تلك يرضي ضميره الغائب .
عاد كل واحد بيته بعدما اتفقوا سويا ان يذهبا الى هذه الدار برفقتها بعد عمل زيارة اوليه لينتقو أنسبهم وحتى يتسنى لهم الأطمئنان عليها فبرغم موافقتهم الا أنهم لا يستشعرون الراحة ولكن هذا افضل من اجل علاقتهم بزوجاتهم اللاتي كشرن عن انيابهن فور شعورهن برفضهم لهذا الأمر
الذي اتاهم على طبق من ذهب فهن لن يحتاجا الى وضع مخطط لأزعاج ام ازواجهن وجعلها تفر من البقاء معهن .
عادت برفقة بناتها الى بيتها مجددا ليقابلها زوجها بحدة قائلا ما لسه بدري يا هانم ..ايه ملكيش بيت والا ايه ..شكل القعدة والرغي كان حلو على معدتك
قوى .
ارتباك ساد بينها وبين بناتها اللاتي فررن من أمامة الى غرفتهن فور ولوجهم من داخل الباب ليستمعن الى حوار ابيهم الغير لائق مع امهن السلبية لتهتف رفيدة قائلة والله بابا دا مفتري ..ايه اللي بيقولوا دا ..دي عيشة بقت مقرفة.
تقابلها الأخرى متفوهة بلا مبالاة طب وايه الجديد ..ماما تستاهل اللي بيجرى فيها ..شوفي موقفها مع تيته ..كان لازم تقف قدامها
وقدام اخوالك يعني ايه تيتة تسيب بيتها علشان واحدة تانية تتمتع بيه لا وكمان تروح دار مسنين وولادها ماشاء الله موجودين ومراكز كمان ..دا يبقى اسمه ايه
روفيدة وقد تذكرت حالة جدتها المحزنة ..فهى شاهدت العبرات عالقة في محجريها ولم تستطع التدخل بفضل زوجات خيلانها اللاتي فرضن سيطرتهن على إدارة الحوار معهم واستماعها لهن خلسة في بعض الأوقات دون الحزر منهم ظنا إنه لا يوجد سواهن في المكان لتهتف في ڠضب دا اسمه افترى ..وان شاء الله ربنا هيرد لكل واحد عمله وتيته ربنا هيقف معاها أن شاء الله واكيد تنط احلام وتنط أمال ربنا هيردلهم الي بيعملوه .. ويكفيني اللي سمعته .
حدقتها الاخرى بنظرة مستفسرة سمعتي ايه قوليلي ياروفيدة ..هو ايه اللي حصل تاني .
قصت رفيدة ما سمعت من زوجات اخوالها على مسامعها من لتتذكر الحوار بينهن احلام وقد بدت عليها السعادة ايه رأيك في الحوار الرائع ده ..اظن كده في الجون وهنرتاح ..وجت من عند ربنا يا أمولة .
الاخرى وهى تلوي شفتيها اعتراضا وخوفا لما تظنه لتتمتم لها بتوجز طب يختي متفرحيش قوي كده ..استني لما تغور وبعدين نبقى نفرح ونبل الشربات ..ظلت تسرد لشقيقتها الحوار وطريقتهن في التعبير التي اثارت اشمئزاز الفتاتان من فعلتهن واسلوبهن المقزز مع جدتهن يالا قسۏة قلوبن ..اذاقهم الله شرور انفسهن فالجدة الطيبة لا تتواني في عمل أي شيء يسعدهم ولكن هم يبادلونها بالشړ والعمل على تعاستها في كلام معسول وهؤلاء الرجال اللذين تركوا مراكبهم في قيادة نسائهم فهم تركو الجمتهم لهن يقودون بها سير حياتهم حتى يهنئون بالراحة ولكن هل سينعمون بالراحة أم أن هناك العديد من المواقف ستكون حائل بينهم وبين الراحة فيما سيكون بعد فراق جنتهم .
الثالثة عشرة
بقلم إيمان فاروق
في شقة هيام .
اتته مهرولة وهى عازمة على قول شئ ما ..سترمي بحزنها على جانبيها وستستقبل ايامها الاتية على أمل جديد في بداية وهى تتمنى ان تحظوا النسيان فألمها منه اصاب عنان السماء لقد رمى باحلامهم الى قاع مظلم وربما لن يعود اليه الضوء بعدما غدر هو بها ستدعو عليه في صلاتها وقيامها بالا يسعد بدونها والا يرتاح فكيف لغادر ان يرتاح وهو يرى ذبيحته تسيل دماء العڈاب الذي فتحها هو بنصله الحاد ..لتستجمع تيتها وتهتف قائلة بابا ..كنت عايزة اقولك على حاجه.
الاب بود وحبور ومالة ياروح ابوكي ..قولى حاجة اتنين عشرة ..كل اللي نفسك فيه قوليه من غير تردد ..وانا انفذلك على طول.
بابا انا موافقة على العريس اللي جاني من كام يوم ومستعدة للجواز على طول ..قالت هيام وهى تتحكم في ڠضبها حتى لا يستشعر المها وهى تقدم نفسها كربانا حتى تشفي كرامتها المچروحة منه ولكن ما ذنب هذا الشخص التي قررت الارتباط به ..كيف ستهديه نفسها وهى لا تتقبله فمهما كان هو بشړ ويحق لها ان تقلل من واجباته وهى ستجاهد نفسها في تقبله حتى تستعيد نفسها من جديد .
الأب بعد أن استشعر حزنها الواضح على محياها الذي يعج بالجمود طب وياترى ايه اللي خلاكي توافقي بعد ما كنتي رافضة وأكمل بترقب وهو يحدقها بغموض فوضعها هذا ليس الا هروب من شئ ما وعليه التريث في هذا الأمر حتى لا يفقد فتاته التي يعلم بتعلقها بأبن اخيه وهو أيضا كان يتمنى أن يتم هذا الارتباط بينهما فهو لن يجد خير من ابن اخية زوجا لغاليته ليكمل طب يا بنتي سبيلي الموضوع ده وأنا هبلغ الناس بموفقتنا المبدائية على الخطوبة بس دلوقتي لازم تقوليلي ايه اللي حصل واكمل بحنو وهو يقترب منها ليربت عليها بعد ان احتواها تحت جناحه بحنو ليجزب منها الجزء الغامض الذي يؤلمها وتخفيه هى عنه لتتدخل زوجته قائلة پغضب وحزن من أجلها الموضوع شكلة يخص ابن اخوك ..انا كنت تحت من شوية وام سعد قالتلي أن الحاجة فريدة زعلانه من ولادها لانهم شجعوا اخوهم على الإرتباط بواحده غريبة بعد ما كان الكل عارف انه هياخد هيام واكيد دا اللي مزعالها .
الاب
بتريث فهو لن يجبر إبن أخيه بالزواج من ابنته واولا وأخيرا هذا قدر مما جعله يقول هاتفا طب ودي فيها ايه الجواز قسمة ونصيب وأنا بنتي غاليه واحسن واحدة في الدنيا وهو الخسران اكيد واكمل بصدق لو علمتم الغيب لخترتم الواقع..يعني اللي مزعلنا دلوقتي لوعرفنا انه ممكن يكون هو سبب شقئنا لو تم يبقى لازم نحمد ربنا
على نعمته ودائما انا بدعى ربنا يقربلك الخير ويبعد عنك كل شړ يبقى اي حاجة تبعد عننا هى الشړ لأن ربنا مبيعملش غير كل خير .
كلماته اثلجت بعض من شقاء صدرها مما جعلها ترفع يدها لتمسح العبرات التي سالت فوق وجنتيها وهى تحاول أن تبدوا قوية امامهم فهم اشد منها حزنا فيكفيهم شقاء من أجلها مما جعلها تردف قائلة
صدقني يابابا انا مش زعلانه غير ان الموضوع جه مفاجأة ودا الى صدمني ..انا عارفة ان مواضيع الجواز ده قسمة ونصيب وانا راضية بقدري ونصيبي.
الاب برضى تام عن عقل فتاته التي تحاول الخروج من حالة الحزن المسيطر عليها ليتمتم اليها بالدعاء ربنا يكملك بعقلك ويرضا عنك ياقلب ابوكي ..ويجعلك من الحامدين الشاكرين ..انهى حواره بعد ان امنت هى وزوجته على تلك الادعية التي تمنت ان يجيبها الله لتهداء نفسها الثائرة بالحزن الشديد على حالها .
رحل كل منهم بصحبة زوجته وهم يحملون ثقل بات على اكتافهم فما صرحت به سلاح ذو حدين مما جعل كل منهم يصارع نفسه قبل ان يصارع من حوله وكل واحد منه يسير بتيته دون الرجوع هل ستبتعد عنهم حقيقتا بهدوء وسعادة ام انها تهرب من قسوتهم عليها هل ستبتعد وتتنصل منهم ام أنها ستظل على تواصل معهم هل يحفرون قبورهم بأيديهم ففي بعدها الهلاك مما جعل كل واحد فيهم يتقلب أرقا طيلة ليلته ..فكل واحد فيهم ظل يصارع نفسه ليلا بعدما ظنت كل واحدة من زوجاتهن انها ستحتفل معهم بليلة مميزة وهن غافلات عن جريمتهن اللاتي اشتركن فيها بتشجيعهم على اقصاء امهم من حياتهم وقسوتهم في قرارهم الذي قتل نابضها ليغفوا بعد ذلك لتكتمل ليلتهم المريرة في خيالهم الباطن لتعود اليهم افعالهم معها على شكل احلام مفزعة ليتمني كل واحدا منهم ان يعود الى الواقع من شدة الخۏف والخزي الذي استشعراه في برزخ احلامهم .
كانت هناك هى الأخرى تستعيد ذكراها الحزينة في يوم عيدها وكسرتها امام نفسها الخاسرة ..فهى اليوم خسرتهم للنهاية بعد موقفهم المخزي معها والاستهانة بها والتخلى عن وجودها بينهم .
عادت لواقعها المرير وابتلعت غصتها وعزمت على أمرها الذي اقرت العمل به وستنفذه دون الرجوع اليهم فهى لن تستطيع السير برفقتهم مرة أخرى ..ستقصيهم من حياتها كما ودوا هم وفعلوا عنهم .. توجهت بخطواط مثقلة وعين باكية الى خزينتها لتسجمع بعض من ملابسها في حقيبة صغيرة في يأس من حالها فهى لن تستطيع ان تأخذ كل اشيائها مرة واحدة ثم توجهت إلى الخارج وهى تمشط جدران المنزل بهدوء حزين لعلها تكون المرة الأخيرة التي تشاهده فيها ..نعم ستودع الجدران فهى التي أوتها واحتضنتها هى وزوجها الراحل وهؤلاء العاقون ..هنا كان يجلس زوجها وهنا كان يستمتع معها بمشاهدة التلفاز وهنا كان يرتشف قهوته هنا في هذا البيت لديها ذكراها الخالدة ورسختها الأيام في ذهنها.. هنا جاهدت معهم وهم يخطون أولى سطورهم في الحياة فهم كانو اولويتها حتى انها ظلت تدور في فلكهم هم دون النظر الى حياتها الى انهم ضحوا بها الأن من اجل سعادة انفسهم فقط بكل انانية وجحود طغى عليهم دون التفكير فيها وفي مشاعرها التي هدروها أرضا دون رحمة او بر .
ابتسمت بسخرية فهى ظنت لوهلة أن ابنائها سينهرون زوجاتهم من أجلها ولكن لماذا تعيب على زوجات ابنيها وابنتها هى الأخرى تخلت عنها وفضلت حياتها عنها لتتذكر كلماتها وخۏفها من زوجها الذي يبر امه على خير وجه وهى لن تعيبه بشئ في هذا ولكن تعيب ابنتها التي لا تدافع عن حقها في البر فيها ..ابى نابضها ان يحزن لفعلتهم وجاهدت الا تغضب عليهم فهم لن يتحملو ڠضب المولى عندما تغضب هى عليهم ..فضلت الصمت والخروج دون رجعة اليهم ولكن هناك شئ واحد ستفعله وتغادر على الفور.
خطت مكتوبها الورقي وتركته ليعتلى المائدة التي كانت شاهدا دوما على تجمعهم اثناء تناول الطعام في جمع بينهم لتتركهم هى تاركة خلفهم كلماتها التي تودعهم بها سأرحل ولا داعى للبحث عنى ..اهنأوا بحياتكم وبروا زوجاتكم واولادكم حتى يبروكم ..سأدعوا الله ان لا تذيقا مثلما اطعمتونى ..تركت بيتي من اجل ان ينعم صغيركم بالاستقرار كما ساعدتكم سابقا ..فأنا لست بحاجة اليكم وانتم لم تعدوا في احتياجي.. سأرحل بلا عودة حتى لا
ازعجكم او اكون مصدر ازعاج لمحبيكم ..ليتكم تستشعرون ما هى حجم المصېبة التي اقترفتموها في حقي ..اما انا فلن اقول الا هداكم الله لأنفسكم ولن ادعوا الله ان يذيقكم ما اذقتموني من عقوق لن اقول امكم لقد تبرأت من امومتي لكم كما تركتموني سلعة بخسة لاشفاق الأخرين .
نعم قررت الرحيل بعيدا عنهم ..فهم ليسوا بالبارين الذين يستحقون عطفها ..ستتركهم
حيثما ارادوا ولكن دون اخبارها ستحيا بعيدا عنهم او ربما ستلاقي حتفها بعيدة أيضا فليس لها خيار اخر غير الفرار من هؤلاء القاسين الذين يتنصلون منها ويقررون اختيار راحتهم فقط دون الإحساس بها .
اڼهيار ولولوعه بعدما استيقظ من نومه ليتجول ببصره في اركان المكان بعدما
وجد مكانها فارغا ليستقر ببصره فوق المائدة حيث تسكن ورقة مطوية فوقها ..مما جعله يتعجب فهل امه ذهب الى مكان ما ام ترسله عبرها شئ تريده مما جعله يتقدم نحو الورقة ليستشف ما فيها ويصعق مع قراءة كل كلمة فيها .
جثى على ركبتيه بعدما قرأ مخطوتها فاڼهارت قواه فهو الأن
فقط عرف قدر ما فعل ..ليته لم يخبرها بموافقته بهذا الأمر الذي اضاعها من بين يديهم ..تضايقت انفاسه وهو يحاول أن يستوعب ما حدث هل ممكن ان تتخلى عنه هكذا وتفضل البعد ..الهذا الحد كسر بخاطرها والمها ..نهض متوجها الى غرفتها ليشاهد خزانتها الفارغة من بعض محتوياتها وليست كلها فهى لن تستطيع ان تحمل امتعتها بأكملها فجسدها الضعيف لن يتحمل ان يحمل اثقالا لذلك لاحظ ان هناك اشياء قليلة من محتوياتها غير موجودة .
غادرت وتركته وحيدا اي نعم ولكن هناك من ستؤازره وستسانده في البحث عن غاليته فمن المؤكد فمن غيرها ستقف بجانبه..سحب جواله سريعا يخبرها بما حدث نشوى ..ماما سابت البيت ..مش عارف اعمل ايه أنا زى التايه ومش عارف أعمل ايه..قوليلي من فضلك.
أولاد فريدة
بقلم إيمان فاروق
الرابع عشر
مشهد ليلي خارجي باحد الدول العربية هو يتجول باستمتاع في شوارع تلك المدينة الساحرة بأضواءها الكاشفة كضوء النهار في غيوم اليل يتسابق بخطواته وهو يستمتع برؤية تلك المباني الشاهقة المسماه بناطحات السحاب المميزة في بلدة عملة وهو الآن يتجول بين طرقاتها بصحبة بعض الاصدقاء الذين انتهو مثله من فترة دوامهم ويجتمعون في سيرهم ليجلسون في احد المقاهى الساهرة هناك يتسامرون جميعا في سعادة بينهم وهو يتمتع بحالة الذي يزيد في الإزدهار والتألق في عمله ليمدحه احد اصدقائه قائلا والله عفارم عليك يا بشمهندس نديم ..القيادة كل مادة بيعطوك مهام اقوي وتميز في العمل .
ليجيبه صديق اخر قائلا بأعجاب بالفعل ماشاء الله عليك بتعرف تظبت الشغل والقائمين عليه .. تميزك يانديم واضح واكمل مستطرد بغيرة طفيفة أنت وصلت في فترة صغيرة لمكانة كبيرة غيرك مقدرش يوصلها في عشر سنين .
نديم بفخر واعتزاز بنفسه قائلا الحمدلله هذا من فضل ربي ..انا بجتهد وبشتغل على نفسي والتوفيق بتاع ربنا وخصوصا اني مبفكرش في شئ غير شغلى وبس .
وبيتك واهلة يابشمهندس ..ليهم حق عليك قالها صديق له يعرفه عن قرب ولا يعجبه تصرفاته تجاه زوجته التي يقصر من ناحيتها ويعتبرها ملكية خاصة له ويحدد اقامتها في سكنهم الخاص ولا يعطيها اي تميز او مشاركة في حياته الخارجية فهى محددة الاقامة لمتعته الشخصية ولاولادهم فقط ويحجب عنها كل متع الحياة متعللا بالخۏف عليها والغيرة ولكن الأنانية هى التي تغلبه في هذا الأمر .
زفرة ضيق يخرجها على مضض من معاتبة صديقه الذي يواجهه بما يفعل دوما ولا يعجبه سوء تصرفه فهو يحلل لنفسه ما يحرمه عليها حتى التسوق لا يصتحبها معه في اثناء تجوله ليتمتم بضجر قائلا يوو انت معندكش غير اللوم يابو فهد ..انا حر في مراتي وعيالى ..دول اهل بيتي ولازم اخاڤ عليهم ..انا كده بكرمهم وبحافظ عليهم من پهدلة الحياة .
ابو فهد قائلا عيب عليك ياريان ..قصدك بتخنقهم ..بتسجنهم ..ياريان البلد هنا جميلة لازم تأخذهم للتسوق وللترفيه قليلا ..لابد من انك تغير ولاكن مو الغيرة القاټلة دي ياشيخ .
تنفس بضيق فهو بالفعل يغار عليها فكلما خرجت معه يحدق بها المتلصصون من الرجال فهى ذات ملامح عربية رقيقة تفتن من ينظر لها وجهها البشوش وغمزتيها يقتلن اعتى الرجال مما يجعله يزيد عليها كما لوكانت ستخطف منه مما جعله يهدر بصديقه قائلا ابو فهد بالله عليك ياشيخ اقفل الكلام في الموضوع ده.. أنت عارف رأيي في الموضوع ده واظن انا مبدخلش في حياتك الشخصية ..وانت ادري بحوارات الرجال هنا واظن انا مش فاضي كل شوية اعمل مشكلة مع حد وادخل الشرطة بسببه .
قهقه الرجل واردف له قائلا بالله عليك انت صرت مچنون ..في رجال عاجل يسير بجوارة مرته ويتصنع المشاكل لمجرد ان واحد نظر ليها نظرة بريئة .
فبالفعل هو يشاهد نظرات الأخرين
بصورة زائدة لها ويفسرها بشكل خاطئ فهناك نظرات عابرة يمكن أن يمررها ولكنه يتمسك بكل صغيرة ليصنع منها مادة للشجار ولذلك قرر ان يجعلها سجينه قفصه الذهبي ويجعله يرفض ان تخرج بمفردها او بمشاركة بعض النساء اللواتي يعانين مثلها الفراغ من زوجات اصدقائه فهو دائما بأن تكون علاقتها سطحية بالأخريات ..لينهض عازما على المغادرة حتى يغلق هذا الحوار العقيم الذي يثيره
من الداخل ويجعله يغار عليها ويزيد عليها بهذا الضيق فحاول ان ينهي هذا الحوار قائلا طب استأذنكم علشان عندي مشوار للمتجر علشان اجيب شوية طلبات للولاد ..اشوفكم بكرة في الدوام .
تسابقت خطواته وهو يسير الى وجهته الى احد المتاجر ليبتاع بعض المشتروات التي تلزم البيت وكانت هى تريد أن تنزل معه لتشاركه التسوق ولكنه رفض متعللا لها بضيق الوقت لديه فلذلك قرر ان يبتاع هو هذه الأشياء ..وقرر ان يأتي لها ببعض الهداية حتى يمتص ڠضبها فهى حبيبته التي تتحمله في وقت ضيقه ومؤكد انها ستسعد بهذه الأشياء ..لينتهى من التجول والشراء ويتوجه لسكنهم وهو يشتاق لأبتسامتها التي تهون عليه غربته كما دوما يخبرها ولكن هى من يهون عليها وحدتها وغربتها معه .
تجلس فوق سجادة الصلاة تبتهل الى الله بان يريح نابضها الذي تعتلى دقاته كلما فكرت في غربتها وسجنها الذهبي الذي تقطن به ..فهو بالفعل يحاول جاهدا ان يملاء منزلة من خيرات ظنا منه أنها ستقتنع بما يقدمه لها ولكنها لم ترغب في كل هذه الأشياء هى ترغب فقط في العودة إلى الوطن واحضانه الدافئة فامها هى وطنها وهى الاحتواء الاعظم التي تود ان تنغمس بين احضانه ..ظلت تدعوا وتبتهل الى الله ان يهدي زوجها ويوافق على عودتها إلى أرض الوطن ولو لأجازة قصيرة وتعود بعدها حتى تروي تعطشها وحنينها من ريح امها ..ليلج
اليها وهو يحمل الأكياس التي تحتوي على متطلبات منزلها التي كانت قد سبق ودونتها على ورقة والثقتها على باب البراد والتقطها هو على عجالة في الصباح حتى لا يشتبك معها ويرفض مصاحبتها الى رحلته في التسوق ..ليترك ما بيده ويقترب منها بعدما استشعر بكائها وهى تردد بعد ان استنشقت الهواء حمدالله على سلامتك يانديم .
نديم وهو يجثو بجانبها بهلع حقيقي عليها ايه ياحبيبي مالك..فيكي ايه في حاجة حصلت في مصر.
حركت رأسها نافية وهى ترتمي بين ثنايا صدره الذي فتحه لها على مصرعيه قائلا وهو يربت عليها مهدهدها مفيش بس ماما وحشتني قوي ونفسي اسافر حاسة اني بتختق يانديم .
نديم وهو يحاول أن يتمالك ضديقه من حديثها الغير مستثاغ له حبيبتي مش انا قلتلك في اول فرصة هناخد اجازة وننزل على طول.. انا يدوب بغرس اول خطوة للنجاح اليومين دول والنهاردة بس مشروعي حاز على موافقة صاحب الشركة ومسكوني مكان مميز جدا ومينفعش اسيب الشغل في الوقت دا تحديدا .
ثقبته نظرة ترجوه بها بان يخضع لطلبها لتهتف قائلة علشان خاطري يانديم وافق اني اخد الاولاد وسافر الاجازة وارجعلك على طول بأمر الله..بس اشوف ماما وازور اسرتك كمان علشان الاولاد يعرفوا اهلهم عن قرب ..شاشة التليفون احساسها بارد غير حضنهم عن قرب .
..بزمتك دا مبيغنيكيش عن العالم زي ما بيكفيني الدنيا باللي فيها ..ها ياروحي حبيبك ميقدرش يستغنى عنك ولو ليوم ..ظل يتحدث ليخدر مشاعرها ويقلبها تجاهه لتبادله اياها فهو محترف في قلب الأوضاع معها وهى تبادله العشق فهو حب الصبى وزوجها وابو اولادها ولكنه اناني في هذا الأمر وهى لن تجادله وستنتظر تلك الاجازة التي وعدها إياها .
استطاع أن يشتت تفكيرها بعيدا عن حنينها ويجزبها لعالمه هو لتهمس له انا اسفة ياناديم مكنش لازم انهار كده وانت لسه جاي من دوامك ومأكلتش حاجة .
يشدد عليها بتملك ويناشدها هامسا بسعادته العارمة روح وقلب نديم ..هو في احلى من كده استقبال حبيبتي في و بتبادلني شوقي ليها .طب بزمتك في اكل اطعم منك. .استطاع أن يحقق مراده لتحتل الضحكات وجهها قائلة بهمس انت مبتصدق وتقلب كل حاجة للموضوع ده .
نديم بمكر طب هو في أحلى من المواضيع دي بين راجل بيعشق مراته وبيموت فيها هى وولادها ..ظل يتمادي معها متحدثا وفعلا الى ان غفى بنجاح وهو يظن انه استطاع أن يحقق مراده في اقصاء فكرة السفر عن عقلها ولكنها غفت وعقلها الباطن يفكر في
كل شئ هناك في بيت أمها التي احتلك فكرها فعشق الام والحنين اليها يختلف عن عشق الزوج والأولاد فالغبيةهو من يضع نفسه في مقارنة بينه وبين ام او أب
في منزل السيدة فريدة
اڼهيار ولولوعه بعدما استيقظ من نومه ليتجول ببصره في اركان المكان بعدما وجد مكانها فارغا ليستقر ببصره فوق المائدة حيث تسكن ورقة مطوية فوقها ..مما جعله يتعجب فهل امه ذهبت الى مكان ما ام ترسله عبرها شئ تريده مما جعله يتقدم نحو الورقة بترقب ليستشف ما فيها ويصعق مع قراءة كل كلمة فيها لتخر قواه في عجز منه في التفكير .
جثى على ركبتيه بعدما قرأ مخطوتها بعدما اڼهارت قواه فهو الأن فقط عرف قدر ما فعل ليته
لم يخبرها بموافقته بهذا الأمر الذي اضاعها من بين يديهم تضايقت انفاسه وهو يحاول أن يستوعب ما حدث هل ممكن ان تتخلى عنه هكذا وتفضل البعد الهذا الحد جرحها دون أن يدرى الهذا الحد كسر بخاطرها والمها مما جعلها تفضل عدم البقاء معه دون ان تخبره بمكانها ولماذا تخبره وهو من فكر اولا بهجرها ولكنها نالت منه قبل ان ينول هو منها نهض بسرعة متوجها الى غرفتها ليشاهد خزانتها الفارغة من بعض محتوياتها وليست كلها فهى لن تستطيع ان تحمل امتعتها بأكملها فجسدها الضعيف لن يتحمل ان يحمل اثقالا لذلك لاحظ ان هناك اشياء قليلة من محتوياتها غير موجودة .
غادرت وتركته وحيدا اي نعم ولكن هناك من ستؤازره وستسانده في البحث عن غاليته فمن المؤكد انها ستهديه الراحة ولو بالقليل فمن غيرها ستقف بجانبه سحب جواله سريعا يخبرها بما حدث له في عجالة دون أن يبادلها السلام الغانج التي اهدته له كأفتتاحية لباب الحديث معه فور رؤيتها لأسمه الذي اضاء شاشة جوالها ليهتف نشوى ..ماما سابت
البيت .. ليكمل بزعر وقلق مش عارف اعمل ايه ..انا زى التائه ومش عارف اعمل ايه..قوليلي من فضلك انا قلبي هيقف من الخۏف عليها .
حاولت أن تتمالك غيظها فمن الواضح أن ام خطيبها تلاعبها حتى تضغط عليه طب ياحبيبي بالراحة شوية ..اصل مامتك مش بيبي يعني ..دي عاقلة وواعية جدا للي بتعمله .
يعني تقصدي ايه .قالها بتية دون فهم لما تقول .
نشوى بمكر انثوي ياحبيبي قصدي تهدى علشان تعرف تفكر ..اكيد هى في مكان آمن يعني.
طب اقفلي ..انا هطلع عند عمي اشوفها فوق كده
قالها سامر وهو يتوجه الى الداخل ليستكمل ملابسه وهو عازم على ان يصعد لشقة عمه ليصل إلى معلومة تفيده او ربما تكون هيام على دراية بمكانها.
نشوى بغيرة ظهرت على نبرتها قائلة تطلع عند عمك والا بنت عمك بتاعة الولاد دي متفقة معاها على كده .
نفر من حديثها المبطن بحوار غليظ ..فهى تتهم امه بوضع مخطط بالاتفاق مع ابنة عمه التي تعلم قصتها من زوجتي اخيه فهم اللاتي اخترعو هذه القصة بالاتفاق مع هذه النشوى من اجل الايقاع به دون دراية منه ولكن هى لم تتواجد من الأساس بينهم فهو لم يشاهدها منذ صباح اليوم السابق وقبل ان يتحدثون في امر زواجه فهدر بها قبل ان يغلق الهاتف بوجهها مش وقت كلامك البايخ دا يانشوى ..ماما مبتعملش خطط..ولا هيام كمان بتاعة الكلام ده ..نعم هى ليست كسائر الفتايات هى كانت حلم له قبل ان يعلم عنها انها على علاقة بشاب اخر فهذا ما اخبروه ليصرف نظره بعيدا ودون ان يخبرها مما علم فهذا ما اغضبه وجعله يتطلع لمستوى اعلى منها فنشوى تلك تفوقها في الجمال والمظهر الخارجي فهى تعليم عالى وهيام لم تحصل سوى على معهد متوسط ولكنها ليست بالقبيحة فجمالها هادئ ولكن هو من حقه الارتقاء بنفسه وبمن ستشاركه حياته كما اقنعوه زوجات أخيه عندما وضعوا تلك النشوى أمامه وانبهر هو بها من خلال تعاملها معه.
صعد الدرج وهو يلهث ليدق الباب بدقات متتالية كأنه يتشوق للأرتواء بخبر عنها لتفتح له في فزع قائلة ايه في ايه ياسامر ..مالك!.
ماما ياهيام مش موجودة..تعرفي عنها حاجة .. ارجوكي اتكلمي .قالها سامر وهو يرجوها ان تريح نابضة النازف على فقدان غاليته.
مالها ماما فريدة هتكون راحت فين يعني ..مش يمكن تكون عند ابيه كمال والا رءوف ..والا تكون في السوق ..فهمني ايه الي مخليك خاېف قوي كده ان يكون جرالها حاجة.
قابلها بتية وصمت اشعل به خوفه وجعلها تهتف متسائلة طب حاولت تكلمها في التليفون..والا كلمت ابلة ابتهال تسأل عنها.
اضاء بداخله وميض جديد جعله يتشبس بأمل مهاتفتها ومعرفة مكانها فكيف له أن يتوه عن هذا الأمر فرفع جواله ليسحب شاشته لأعلى وتظهر الأرقام ليبحث عن رقمها المدون ست الكلكما كان يلقبها دائما ليأتيه صوت مسجل يقول هذا الرقم غير متاح حاليا او ربما يكون
مغلقا من فضلك اتصل في وقت لاحق..ليلعن هذه الرسالة التي جعلته يفقد الأمل في التواصل معها .
كانت أمامه تعبث بهاتفها هى الأخرى تحاول أن تتواصل معها عبر الإنترنت لعلها تجدها كما تفعل دوما عندما تكون شبكة الهاتف غير جيدة لتهتف بيأس مش فاتحة فيس ولا واتس ..وتوجهت اليه مستفسرة هو حصل حاجة زعلتها امبارح..دي كانت فرحانة وهى بتجهز العزومة للچماعة.
أردف بتية فهو لا يعلم لماذا لا يستطيع مواجهتها ومصارحتها بما اقترفوه في حق امهم .. كيف سيخبرها انهم سلبوها ذكراها واخرجوها من بيتها من أجل اتمام زواجه هو ..هل سيخبرها بأنانيتهم جميعا.
تركها ليترجل الدرج وهو عازم على الذهاب لمنزل اخيه الكبير ليشاركه في رحلة البحث عنها بعدما فشلت محاولة التواصل معه من خلال الهاتف .
بقلم إيمان الخامس عشر
استيقظت كعادتها لتقوم بواجباتها المنزلية في نشاط فهى
لا تفكر سوى في نفسها وأولادها وزوجها فقط .. تناست ماضيها وهى تحاول أن تبدوا كما لوكانت امرأة اخرى تخترع ماض راق لها عبر مخيلتها تكذب علي نفسها وتظن انها تتجمل امام اعين الجميع وبرغم أن الحميع يعلم حقيقتها الا أنها تتجاهل هذا الأمر برمته وتعمل على محوه من ذاكرتها فضلت الابتعاد عن ماضيها ودفنه في قاع البئر المظلم وابتعدت عن أي شئ يذكرها به حتى السيدة التي انجبتها لم تعد تراها منذ أن مرضت لأنها رفضت القدوم معها الى بيت زوجها الذي لم يعترض ابدا على بر تلك السيدة فرءوف كحال اسمه له منه نصيب وقلبه عطوف يحثها دوما على اقامة ود بينها وبين أمها الفقيرة التي تأبى ان تكون عبئ عليهم ولكن هى تتجاهل حتى زيارتها مما جعله يهدر بها عدة مرات ويتهمها بالجحود لولا انه يشفق عليها بعض الأحيان لأنها حالة مرضية امامه وهى لا تعترف بهذا الأمر لتتحرك نحوه قائلة يارءوف يالا يابابا علشان تفطر قبل
متخرج قالتها بحماس فهو اتفق مع اخيه على عمل عدة زيارات لبعض الدور التي سينتقو منها واحدة تناسب اقامة السيدة فريدة كما أخبرتهم ليلة امس .
يقوم بتكاسل وهو منقبض الصدر ..كما لوكان شئ يطبق على صدره او كأنه لم ينم على قدر كاف حتى ليقول پألم زهو يحرك جزعه ورقبته بعدة حركات رياضيه حتى تلين عضلاته المتيبسة ليهتف قائلا لها صباح الخير يا ايمى ..الولاد صحيو .
اجابته وهى تتوجه اليه لتساعده على النهوض بعدما استشعرت المه وتيبس عضلاته حبيبي هات ايدك علشان تقوم ..والا اقولك تعالي اعملك مساج يفكلك التكتيفة دي .
نظرة رضا أهداها لها بود فهى دوما تغدقه بحنانها مما يجعله لماذا اذا تقطر في مشاعرها أمام من انجبتها و تجاه أمه ايضا مما جعله يهمس لها قائلا تسلم ايدك ياروحي .. فعلا محتاج شويه مساج يفكولى العضمتين اكمل كلماته ببعض من اللمسات المداعبة لها بمكر زوجي حتى تلين هى امامه ضاحكة لتبادله تلك الأفعال في سعادة بينهم .. لتهتف له بعدها يالا بقى كفايه شقاوة ..أحلام بعتتلي مسج بتقول كمال صحي .. علشان مش تتأخروا .
تذكر ما يؤرقه مرة أخرى ليتمتم لها قائلا وهو ينهض من فوق الفراش والله يا أمال انا مامرتاح للموضوع ده ..تفتكري الاماكن اللي زي الدور دي هتناسب واحدة زي ماما ..دي عمرها ما بعدت عن حض بيتها او حضننا حتى لو مكناش عندها كل يوم بيبقى في تواصل مابينا في كل وقت على شات الواتس او الفيس ..وتبادل التعليقات وخصوصا انها كل يوم تبعت دعواتها على الخاص .
امال بتشجيع بعد أن انهى كلماته التي اعطتها اجابه مقنعه ستلقيها علي مسمعه حتى تهدأ اوصاله المرهقة طب اديك قلت بينكم تواصل حتى لو مش بتزورها كل يوم ..يعني مفيش حاجة هتبعدك عنها وكده افضل ليها تكون على راحتها زي ما هى عايزة ويكفي أن هى اللي طلبت كده ..محدش أجبرها لتكمل له وهى تقترب بغنج ودلال حتى تؤثر عليه وتبعده عن تلك الأفكار التي تؤرق ضميره تجاه أمه وهى تتمتم ياروحي انت ملك اولادك وملكي واحنا كلنا ملكك ملناش غيرك لكن مامتك ليها كتير وهى اللي عايزة كده محدش فرض عليها الوضع واظن ان هى اللي فتحت الموضوع ده معاكم وكفايه قوي انك تساعدها بمجهودك و انت أصلا مشغوليتك كتيرة ..يعني الحمدلله انك هتقدر تتابع مع اخواتك ..انت صاحب رسالة مش شغال على مكتب زي كمال والا اعمال حرة زي سامر ..يعني وقتك مش ملكك.
خدرت بكلماتها هذه وتبيراتها المنمقة ضميره الغير مقتنع لما هو قادم عليه ..فهو لم يوافق على هذا الامر الا مرغما ولكنه لا يستطيع التحدث نظرا لموافقه الاغلبية بل موافقه الجميع مما جعله يفضل الصمت ولكنه تذكر امر السيدة المريضه التي زارها بالامس ولم يخبرها بتلك الزيارة ليمتم لها بترجي امال ..لو سمحتي تبقي تروحي تزوري ولدتك
.. علشان حالتها الصحية ..دي ست كبيرة وبردوا علشان ميبقاش حرام عليكي .
تغير لون وجهها احتقانا وڠضب مما جعله يكمل بهدوء يا روحي انا عارف ان قلبك كبير وعمرك مهتستغني عنها ولازم يكون في رأفة بوالدينا .
امال بضيق ظهر عليها وكما بدي الاحتقان والڠضب فور تذكرها لموقف امها المتعنت في عدم تركها لتلك الخړابة التي تسكنها لتعود بذكراها للخلف وهى تطالبها بالقدوم معها الي بيتها وترك هذا المنزل القديم المتهالك وحتى تستطيع رعيتها فهى لن تتنازل عن وضعها الجديد وتمكث معها في مثل هذا البيت القديم الذي يخسرها مظهرها الاجتماعى كزوجة طبيب ..مما جعل امها ترفض طلبها لتلك العجرفة التي كانت تحدثها بها فيما سبق ومعايرتها بماضيهم الفقير وتنصلها له وتذكرت كلمة امها وهى تقول لها يابنتي اللي ملوش ماضي ملهوش حاضر .وعمر ما الفقر ما كان
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
عيب والعيب اننا ميكنش عندنا شرف وكرامة وانا ربيتك بشرف وكرامه وعملت اللي اقدر عليه ..خرجت من شرودها على كلماته هو يعتدل من هيئته امام المرأة ليحثها على تجهيز الطعام حتى ينهى هذا المشوار الثقيل عليه .وعلى نابضه.
خرجت من حجرة الطعام بعد أن اعدت وجبة الإفطار لحماتها وزوجها الذي يكرس مجهودة واهتمامه بأمه لتتوجه اليها بمودة قائلة اتفضلي ياتنط الفطار جاهز ومحمد هروح اندهله على ما حضرتك تخرجي ..انهت استعاء ام زوجها وتوجهت اليه لتجده ينتهى من ملبسه ويستعد للقدوم نحوها ليقابلها قائلا حتى يقطع عليها الحديث الذي يقرأه في وجهها روحي أنت صحي البنات وانا هروح اصحي الولاد واجبهم علشان نفطر سوا مع ماما ..احسن بتزعل لما بتاكل لوحدها ..استوقفته قائلة لا سيب الولاد نايمين مورهمش حاجة وتنط كفايه انك هتفطر معاها هى مبترتحش غير معاك والبنات لما يصحوا هبقى اجهزلهم حاجة تانيه
..هما أصلا مبيفطروش نوعية الاكل بتاعنا ده .
يقابلها بتهجم افضلي دلعيهم ..وماله الاكل بتاعنا ده ..دي عيشة بقت تقرف ..دلعيهم وارجعي أشتكي .
زفرت ضيقا وأردفت يعني مانتش عارف ولادك .. وخصوصا انك الى معودهم على كده وعارف انهم مبيحبوش ياكلوا النوعية دي من الاكل علشان معدتهم بتتعب من الفول والطعمية وبيكتفو بالشاي والبسكويت ..وياما حاولنا نعودهم على الاكل ده ومقدرناش ..فايه لزمته الكلام ده دلوقتي.
كانت تتحدث وعقلها هناك يؤلمها فأمها على غير عادة لم تتواصل معها بدعائها اليومي مما اقلقها وجعلها تتأكد أنها غاضبة عليها وخصوصا انها حدفتها ببعض الجمل التي تتهمها بالاهمال لها بشكل مبطن ..ستنتهى مع زوجها وامه وستتوجه الى غرفتها لتتواصل مع امها ولتخبرها أنها ضد هذه الفكرة التي قالتها بالامس ويحدث ما يحدث.
صعد الدرج وهو يلهث ليدق الباب بدقات متتالية كأنه يتشوق للأرتواء بخبر عنها لتفتح له في فزع قائلة ايه في ايه ياسامر ..مالك!.
ماما ياهيام مش موجودة..تعرفي عنها حاجة .. ارجوكي اتكلمي .قالها سامر وهو يرجوها ان تريح نابضة النازف على فقدان غاليته.
مالها ماما فريدة هتكون راحت فين يعني ..مش يمكن تكون عند ابيه كمال والا رءوف ..والا تكون في السوق ..فهمني ايه الي مخليك خاېف قوي كده ان يكون جرالها حاجة.
قابلها بتية وصمت اشعل به خوفه وجعلها تهتف متسائلة طب حاولت تكلمها في التليفون..والا كلمت ابلة ابتهال تسأل عنها.
اضاء بداخله وميض جديد جعله يتشبس بأمل مهاتفتها ومعرفة مكانها فكيف له أن يتوه عن هذا الأمر فرفع جواله ليسحب شاشته لأعلى وتظهر الأرقام ليبحث عن رقمها المدون ست الكلكما كان يلقبها دائما ليأتيه صوت مسجل يقول هذا الرقم غير متاح حاليا او ربما يكون مغلقا من فضلك اتصل في وقت لاحق..ليلعن هذه الرسالة التي جعلته يفقد الأمل في التواصل معها .
كانت أمامه تعبث بهاتفها هى الأخرى تحاول أن تتواصل معها عبر الإنترنت لعلها تجدها كما تفعل دوما عندما تكون شبكة الهاتف غير جيدة لتهتف بيأس مش فاتحة فيس ولا واتس ..وتوجهت اليه مستفسرة هو حصل حاجة زعلتها امبارح..دي كانت فرحانة وهى بتجهز العزومة للچماعة.
أردف بتية فهو لا يعلم لماذا لا يستطيع مواجهتها ومصارحتها بما اقترفوه في حق امهم .. كيف سيخبرها انهم سلبوها ذكراها واخرجوها من بيتها من أجل اتمام زواجه هو ..هل سيخبرها بأنانيتهم جميعا .
تركها ليترجل الدرج وهو عازم على الذهاب لمنزل اخيه الكبير ليشاركه في رحلة البحث عنها بعدما فشلت محاولة التواصل معه من خلال الهاتف .
استيقظت في فزع فكم كان الحلم مزعج ..حاولت ان تبدو طبيعية أمام زوجها الذي بات يسترضيها حتى تعدل عن قرارها بشأن العودة للوطن وهى خضعت أمامه كعادتها ولكن غلبها البكاء بعدما فقدت السيطرة على
حالها ليهرول اليها في فزع ليضمها اليه بحنو مالك يارهف ايه الي حصل يا حبيبتي ..كابوس والا إيه
ابتلعت ماء حلقها وحاولت استعادة انفاسها وهى تردف ماما يانديم ..فيها حاجة ..قلبي مش مطمن واكملت بإصرار انا لازم انزل مصر حالا والا ھموت انا بتخنق.
يقف امامها بتعنت ويهتف بحدة اجفلتها رهف انت مش صغيرة للكلام ده وبعدين ماما مش لوحدها هناك وانا كمان سايب اهلي علشان نكون نفسنا ونلملنا قرشين للزمن.. وبعدين انا مش فاضي لي لعب العيال بتاعك ده انتى مش صغيرة للكلام ده.
انا مش هستنى لما امي يجرالها حاجة ..هتنفعني بأيه الفلوس وقتها وانت كمان لو باباك والا مامتك حصلهم حاجة وانت عارف ان مرات اخوك مش كويسة ولا مراعياهم واخوك نفسه بعيد عنهم ومكبر دماغه من ناحيتهم ..هتعمل ايه وقتها فهمني!.قالت كلماتها بشكل متواصل وهى تلهث لتقفز في
إصرار وهى تهدر به لومحجزتليش دلوقتي يانديم هروح السفارة واخليهم يحجزولي واسافر على طول.
أجابها بتحدي وانا بقولك يارهف ..سفرك قبال حياتنا مع بعض..ولو صممتي اعتبري نفس طالق ..قالها حتى يجعلها تردع عن تشبسها بالعودة الى احضان امها فهو ينعتها بالطفلة المدللة التي لا تتحمل المسئولية تجاهه .
ليتفاجأ بها تقف أمامه بتحدي على غير عادتها قائلة تمام يانديم ..اتفقنا ..احجزلى ولما اوصل ابعتلى ورقة الطلاق ..ولو عايز تطلقني دلوقتي معنديش مانع..طالما دا رائيك النهائي.
نديم بنزق وضيق من حوارها وعنادها امامه لا انت اكيد اټجننتي يارهف ..هو ايه الي حصل لجنانك ده 
رهف بيأس من طريقة تفكيره المتعنته وارهاق والم من اسلوبه معها ابدا يا سيد نديم ..كل الحكاية اني بقالي خمس سنين عايشة معاك في الغربة منزلتش فيهم غير مرة واحدة وقلبي واجعني وتعبت ..لتكمل پألم واضح على نبرتها الباكية والله العظيم تعبت وانت مبترحمش ..عايش حياتك بتخرج وترجع وشغل شغل وانا كأني تلاجة
والا دولاب مركونه لمزاجك بس ..انا بشړ واكملت پألم اشد عندي احساس بالوحدة وانت ولا انت هنا الولاد نفسيتهم تعبت برغم انهم بيخرجو للمدارس وانا متحرم عليا الخروج كأني لو خرجت والا اشتغلت هتخطف.
نديم بضيق فهو بالفعل يحبها بأنانية ويخشى عليها من كل شئ مما يزيدة بتملكهلها بتلوميني علشان خاېف عليكي يارهف.. دا جزائي يعنى أني بحافظ عليكي.
لايانديم ..دا مش خوف ..دا تحكم عمر مالحب ولا الخۏف يكون كده او بالطريقة دي ..انت متملك واناني ومبتفكرش غير في نفسك ..احنا كنا في بلدنا مستورين وانت الي اصريت رغم توسلات اهلك ليك وقلتلي وقتها اننا هنسافر سنتين تلاتة ونرجع لبلدنا من تاني لكن انت عمال تجرجر سنة ورا سنة ومش راضي تسبني انا والولاد ننزل إجازة ولو لمرة واحدة واخر المتمة بتهددني بالطلاق علشان بطالبك بحق من حقوقي ..وانا عمري ماعرضتك في حاجة لان الست الي بتلومني على قلقي وخۏفي عليها هى الي بتصبرني على عيشتي دي ومخلياني مستحملة انانيتك لغاية دلوقتى ..واستطردت بأسى وجمود وبردو دلوقتي مش هعرضك في قرارك ده لاني انا الي مش عايزك بعد عدم احترامك لشعورى وۏجعي على أمي الي هى اغلى من روحي.
مازال نديم يحاكيها ويصر معها في العناد بل ويزيد عليها تحكما وغلا مما جعلها تقرر الفرار مهما كلفها الأمر فهو اليوم تعامل معها بكل عڼف مما جعلها تلجأ إلى بعض الأصدقاء الذين تواصلوا الي السفارة التي ساعدتها في اجرأت العودة حتى تهرب من تعنته وجبروته معها.
١١١٢ ٩٤٦ ص إيمان السادس عشر
مر عليهم اليل في صراع نفسي يتبادل بين الجميع ليأتي عليهم نسمات الصباح وهى تحمل عبقها اليهم ليزيد حنينها اليها .
استيقظت في فزع فكم كان الحلم مزعج ..حاولت ان تبدو طبيعية أمام زوجها الذي بات يسترضيها حتى تعدل عن قرارها بشأن العودة للوطن وهى خضعت أمامه كعادتها ولكن غلبها البكاء بعدما فقدت السيطرة على حالها ليهرول اليها في فزع ليضمها اليه بحنو مالك يارهف ايه الي حصل يا حبيبتي ..كابوس والا إيه
ابتلعت ماء حلقها وحاولت استعادة انفاسها وهى تردف ماما يانديم ..فيها حاجة ..قلبي مش مطمن واكملت بإصرار انا لازم انزل مصر حالا والا ھموت انا بتخنق.
يقف امامها بتعنت ويهتف بحدة اجفلتها رهف انت مش صغيرة للكلام ده وبعدين ماما مش لوحدها هناك وانا كمان سايب اهلي علشان نكون نفسنا ونلملنا قرشين للزمن.. وبعدين انا مش فاضي لي لعب العيال بتاعك ده انتى مش صغيرة للكلام ده.
انا مش هستنى لما امي يجرالها حاجة ..هتنفعني بأيه الفلوس وقتها وانت كمان لو باباك والا مامتك حصلهم حاجة وانت عارف ان مرات اخوك مش كويسة ولا مراعياهم واخوك نفسه بعيد عنهم ومكبر دماغه من ناحيتهم ..هتعمل ايه وقتها فهمني!.قالت كلماتها بشكل متواصل وهى تلهث لتقفز في إصرار وهى تهدر به لومحجزتليش دلوقتي يانديم هروح السفارة واخليهم يحجزولي واسافر على طول.
أجابها بتحدي وانا بقولك يارهف ..سفرك
قبال حياتنا مع بعض..ولو صممتي اعتبري نفس طالق ..قالها حتى يجعلها تردع عن تشبسها بالعودة الى احضان امها فهو ينعتها بالطفلة المدللة التي لا تتحمل المسئولية تجاهه .
ليتفاجأ بها تقف أمامه بتحدي على غير عادتها قائلة تمام يانديم ..اتفقنا ..احجزلى ولما اوصل ابعتلى ورقة الطلاق ..ولو عايز تطلقني دلوقتي معنديش مانع..طالما دا رائيك النهائي.
نديم بنزق وضيق من حوارها وعنادها امامه لا انت اكيد اټجننتي يارهف ..هو ايه الي حصل لجنانك ده 
رهف بيأس من طريقة تفكيره المتعنته وارهاق والم من اسلوبه معها ابدا يا سيد نديم ..كل الحكاية اني بقالي خمس سنين عايشة معاك في الغربة منزلتش فيهم غير مرة واحدة وقلبي واجعني وتعبت ..لتكمل پألم واضح على نبرتها الباكية والله العظيم تعبت وانت مبترحمش ..عايش حياتك بتخرج وترجع وشغل شغل وانا كأني تلاجة والا دولاب مركونه لمزاجك بس ..انا بشړ واكملت
پألم اشد عندي احساس بالوحدة وانت ولا انت هنا الولاد نفسيتهم تعبت برغم انهم بيخرجو للمدارس وانا متحرم عليا الخروج كأني لو خرجت والا اشتغلت هتخطف.
نديم بضيق فهو بالفعل يحبها بأنانية ويخشى عليها من كل شئ مما يزيدة بتملكهلها بتلوميني علشان خاېف عليكي يارهف.. دا جزائي يعنى أني بحافظ عليكي.
لايانديم ..دا مش خوف ..دا تحكم عمر مالحب ولا الخۏف يكون كده او بالطريقة دي ..انت متملك واناني ومبتفكرش غير في نفسك ..احنا كنا في بلدنا مستورين وانت الي اصريت رغم توسلات اهلك ليك وقلتلي وقتها اننا هنسافر سنتين تلاتة ونرجع لبلدنا من تاني لكن انت عمال تجرجر سنة ورا سنة ومش راضي تسبني انا والولاد ننزل إجازة ولو لمرة واحدة واخر المتمة بتهددني بالطلاق علشان بطالبك بحق من حقوقي ..وانا عمري ماعرضتك في حاجة لان الست الي بتلومني على قلقي وخۏفي عليها هى الي بتصبرني على
عيشتي دي ومخلياني مستحملة انانيتك لغاية دلوقتى ..واستطردت بأسى وجمود وبردو دلوقتي مش هعرضك في قرارك ده لاني انا الي مش عايزك بعد عدم احترامك لشعورى وۏجعي على أمي الي هى اغلى من روحي.
انهت حوارها بأسى مقررة الرحيل فلن تبقى معه أبدا بعد ان شاهدت انانيته المفرطة وتعنته في رأيه نحوها واستهانته بمشاعرها وإلامها بهذا الشكل المهين والعبس بمشاعرها الصادقة نحو أمها لن تبقى معه بعد ذلك ستتوجه الى القنصلية الخاصة ببلدها الأم وتطالبهم بالرحيل اليها نعم ستستنجد بهم منه وستتواصل مع بعض اصدقائهم هنا لعلها تجد المدد بعدما تركها ورحل غاضبا وظنا منه انها لن تستطيع الفرار منه ولكنها عكست تخيله فيها 
استيقظ على غير عادة وهو يحمل ضيقا في صدره يود ان يحادثها حتى تطمئن نفسه تجاهها فبعد الحديث الذي دار بينهم وقرارها الذي اقره هو واخوته معها وهو لا يشعر بالراحة أبدافكيف له ان يتركها تعيش في احدى دور المسنين دونه هو او اخوته كيف له ان ينعم بالراحة وهى بعيدة عنهم ..ليزفر ضيقه وهو يتوجه نحو المرحاض ليغتسل وهو ينوي صلاة استخارة ..كي يستريح ضمير الثائر عليه الذي بؤرقه في نومته وجعله يعيش ليلة مليئة بالصراعات .
قام بسحب سجادة الصلاة ليؤدي فرضه اولا بعد ان خرج من المرحاض ولم يعبئ بوجودها مما اثار حنقها منه فهو دائم التدليل لها ولكنها ستتركه الأن حتى يؤدي فرض الله وبعدها سترى ماذا يؤرقه ليتوجه هو الى الله مبتهلا بالدعاء حتى يستخيرة بأمر غاليته لينتهي من صلاته وهو يردد اللهم دربا منيرا بفعل الصواب يارب هئ كل خير ولو امي هتكون سعيده هناك وم
رتاحة فيسرها اليه وان كانت امي ستكون حزينة هناك ابعدها عن الأمر ده ..ظل يدعوا مرارا وتكرارا الي ان اتته قائلة يالا ياكمال ..انت بتصلي الترويح ..الفطار هيبرد .
استقام وتوجه معها نحو طاولة الطعام وهو يعبس بجواله وكأنه يبحث عن شئ ما ..بعدما تمتم لها قائلا انا خلاص انتهيت من الصلاة ..وجاي على طول .
لتجيبه هى بود تقبل الله ياقلبي ..عقبال متصلي في الحرم بس انا لقيتك اتأخرت فقلقت واستغربت .
كمال وهو مازل مشغول بتلك الرسائل التي يفرها باحقا عن شئ ما بينهم انا فعلا اتأخرت في الصلاة لأني كنت بصلي استخارة في امر معين وربنا يلهمنبي الصواب فيه .
اصابها الفضول لتحاول التقرب منه قائلة ايه هى الحاجه دي ياروحي .. والا تقصد موضوع مامتك 
أومى لها بنعم وهو يردف قائلا قلبي مش مستريح للموضوع ده..عارفة لو كانت قالت هتروح البلد كنت استريحت .
أرادت أن تبثه الاطمئنان حتى تهدئ من روعه قائلة في تعقل وليه ياحبيبي ميكنش دا الخير ..ممتك ستوكبيرة ومحتاجة المراعية واكيد المكان اللي انتوا هتختاروه هيكون مناسب للأقامة وعليكم تختاروا مكان محترم علشان متكنوش قصرتم نحيتها وهى معاها
فلوس اكيد يعني هتقدر تصرف على نفسها يعني هتودي مرتبها فين .
زفر راحة من حوارها الذي كان بفعل المسكن له لتهداء موبه الضمير في الاستيقاظ لتغفو مرة أخرى بعد ان أكملت عارف ياكمال الاستخارة ان تسير في الموضوع عادي يعني متكرهش نفسك في الأمر وهتلاقي الدنيا تمشي يأما تحصل حاجة تعطل الامر اللي انت بتفكر فيه .
اومى لها بنعم فهى محقة في هذا الأمر وهو سيسير في دربه لعله يرتاح عندما يزور تلك الدار الذي بحث عنها عن طريق الانتر نت واخبره عنها أحد اصدقائه الذين يعملون في وزارة التضامن الاجتماعي.
ليبدأ معها في تناول الطعام وهو يتفحص جوالة حتى يعثر على تلك الرسائل التي يبدأ بها يومه التي تصحبها دعوة يرجوها منها ويبادلها هو الاخر بدعاء مماثل لكي يبرها به ولكن ليس البر ان تتواصل مع ابويك برسالة نصية او صورة تحمل كلمات
رقيقة ..البر ان تتواصل كليا معهم تستشعر وجودهم تجلس تحت اقدامهم تكون سند ومعين لهم في امور الحياة فليس من البر ان تعادي اخوك او اختك فقلبيهما لن يتحمل صراعكما هذا فمن البر ان نجتمع على اسعاد من هم سبب لنا في الوجود.. سحب شهيقا وزفره في ضيق فهذا اول يوم لا ترسل له الدعوة الصباحية منذ ان احضر لها الهاتف الحديث ليترك تناول طعامة وهو يتمتم معقول تكون لسة نايمة
تجيبة زوجته وهى تتناول قطعة من الجبن لتوزعها فوق الخبز بتقول حاجة كمال 
امم لا ..بس مستغرب .. ماما مش فاتحة ولا بعتت رسالة كالعادة .
احلام بضحكة ساخرة حاولت أن تخفيها مامتك دى فاضية ..قصدي رايقة ..تلاقيها بس بتجهز لموضوع الدار واضح انها مرتبة كل حاجة بس كويس مشيلتش هم ابنها ليكم.. اصل امو الجواز دي هم ما يتلم .
كمال وقد اصابه
بعض الضيق من حوارها الذي يحمل بعض السخرية طب وايه يعني لو ساعدناه ..لومكناش نشيل هم بعض مين الي هيشيل هم التاني 
احلام بمكر وهى تحاول ثبر اغوارها من تفكير زوجها انا مقلتش حاجة ياكيمو ..بس ميكونش كله على واحد بس وهى معاها معاشها تقدر تساعد ابنها منه والشقة كمان اللي هتسيبهاله دي ..كفاية انك واخواتك هتسبوها ليه من غير متطلبو حقكم ودي اكبر مساعدة ليها وليه ..والا إيه
سكنت بكلماتها الماكرة تأنيب ضميره ليهتف حتى يكمل تهدئة نفسه التي ترفض هذا الأمر برمته ولكن صوت شيطان زوجته يخرس هذا الضمير تمام يااحلام ..انا استأذنت وهعدي على رءوف وهنروح الدار ونشوفها اذا كانت مناسبة والا لأ ..محمود صحبي قالي عليها كلام مشرف ومطمئن خلاني ارتاح بعض الشئ واكيد لما اروح هطمن بزيادة.
لم يكمل حواره معها الا واتاه إتصال هاتفي من اخية رءوف الذي كان يعبث بجواله باحثا عنها بين صفحتها الخاصة من خلال المنشورات التي تبثها ليه بشكل يومي ولكن اليوم لم ترسلها على غير عادة مما جعله يحاول الإتصال بها ليجد تلك الرسالة الصوتية تخبره بان الهاتف غير متاح او ربما يكون مغلقا ليهاتف أخيه كمال الذي اجابه مسرعا ايوا يارءوف .. صباح الخير.
رءوف بتريث حتى يخرج الحوار دون ازعاج فربما اخاه تواصل معها ولديه من الأخبار ما يريحه هو الاخر صباح الورد يا كبير.. ايه الأخبار اتواصلت مع الحاجة النهاردة .
كمال بتية وتخبط في الحديث والله يارءوف مش عارف اوصلها من الصبح لا على الفون والا الخاص ولا الوتساب ..حتى مبعتتش الادعية زي كل يوم .
ارتياب وقلق وتية اجتاحتهما ليحاول كل منهما موارة مشاعره نحو الآخر.
رءوف بقلق يحاول موارته طب دا معناه ايه انا كمان بحاول أكلمها من الصبح تليفونها مغلق وغير متاح ومبعتتش اي رسالة ولا نزلت بوست زي ما متعودة ..يمكن تكون زعلت منا في حاجة ياكمال.
كمال بتفكير وهو يحاول أن ينفي هذا إلأمر الذي يؤرقه هو الأخر فحاله لا يقل عن أخيه فتحدث بمزاح عله يهداء قليلا هتزعل مننا ليه بس يادوك ..تلاقي الفون فصل منها وهى نايمة من تعب العزومة بتاعت امبارح انت عارف مقعدتش على حيلها من امبارح فأكيد مرهقة ونايمة ولازم نسيبها ترتاح واكمل مستطردا بعملية انا كنت لسه هكلمك علشان نروح نشوف موضوع الدار ..محمود بعتلي اللوكيشن بتاعها وانا دخلت عملت سرش عليها علشان نطمن ولقيتها واخدة جوايز قيمة من وزارة التضامن الاجتماعي يعني امنا هتكون مرتاحة لأنها خمس نجوم .
رءوف بشرود سائلا انت مقتنع بموضوع الدار ده ياكمال
كمال بيأس فهو يريد أن يطمئن على أخيه الأصغر وأيضا لا يريد أن يخسر امواله كما تقول زوجته فأبنائهم اولى بكل جنيه لديهم وأخيه ليس بصغير عليه الإعتماد على نفسه كما فعل هو في السابق وكما فعل اخيه الآخر طب وانت قدامك حل غير كده يا دكتور ..دا احسن حل مع اني كنت افضل انها تروح بيت البلد.. بس بردو البلد
بعيدة وهنحمل همها هناك ..لكن الدار قريبة واحنا مش هنسيبها وهنزورها كتير والا ايه رأيك انت كمان.
اجابه بيأس فهو يعلم شح زوجته فهى الأخرى باتت تقنعه بهذا الأمر الذي ظن انها ستقف بجانبه مثلما يقف هو معها ويحثها على زيارة امها فزوجته لم تكن بالابنة البارة فكم يحثها على زيارة امها ويحضر لها الهدايا لكي تقوم بزيارتها ولكنها تأبى دوما الذهاب إلى هناك حتى لاتتذكر حالتهم الفقيرة بل تقبض على تلك الهدايا وتقتنيها لنفسها استخسارا في أهلها لدرجة أنه أصبح يوارى عنها اي شئ يقوم بأحضاره لأمها الفقيرة او امه نظرا لشحها المادي والمعنوي معهن ليجيب بيأس وألم لا معنديش حلول غير دا..ويمكن هناك تلاقي الي مش موجود ما بينا هنا ..لينهى الحوار هم يتفقان على اصتحاب بعضهم البعض في التوجه الى هذه الدار التي ستكون مأوى لأمهم في ايامها الاتية وهم يجهلون ما تخبئ
لهم الايام القادمة فهل ستكون فيها راحة ونعيم ام ستكون چحيم بفضل ما اقترفوه في حق تلك الدرة الغالية التي يجهلون قيمتها ويواروها بعيدا عن حياتهم برغم انها على عكس الكثيرات التي يتدخلن في حياة ابنائها فهى دائما بعيدة كل البعد عن تلك الخصوصيه التي تفرضها العلاقة الزوجية ولكنها ترجوا شئ واحدا وهو راحة فلذات كبدها الذين يتبرأون منها الأن ويتنصلون عن مراعتها في هذا الوقت الذي تحتاجهم هى فيه .
تسير في الطرقات بتيتها وهى تحمل بيديها المتعبة حقيبة صغيرة بها بعض من الاغراض البسيطة التي لا غنى عنها لها ..تتهطل الاعين بالدمعات حسرة على ما باتت به معهم فهى لم تتوقع ان تكون كبش فداء لسعادهم التي ظلت عمرها كله تحارب من أجلها ..كم ابتعدت عن اي
مشكلة مع زوجاتهم وفضلت الصمت حتى لا تنغص حيتة ابنائها ..كم فضلت الابتعاد كلما واجهتها الصعاب معهم ..كم اثارتهم على نفسها حتى يعيشوا في سلام بينهم ودون منغصات لهم ..كم باتت وحيدة تحلم بسعادتهم هم دون ان تنظر لنفسها هى لم تكن بالعبئ عليهم حتى تجد منهم هذا الجفاء .لذلك قررت البعاد علها ترتاح من صخب أفكارها وحتى لا تغضب عليهم ..ظلت تجوب الشوارع لتمر هنا وهناك وكأنها تودع تلك الممرات التي عاشت عمرها كله بصحبة زوجها الذي تركها ورحل بعيدا ليترك خلفة تركة محملة بالاعباء ..ترك لها خمس حكايات حاولت بقد استطاعتها ان تعيشها بكل حب وود لها لتتذكر اولادها الخمسة ومعانتها معهم .
فكمال ابنها البكري ذو شخصية سلبية امام زوجته احلام المتسلطة فهى ذات كلام معسول ومنمق وهذا ما يجعلها مميزة من يجالسها يقع اسير لها فهى لديها القدرة على اقناع الأخرين بما تراه في مصلحتها هى فقط .
اما رءوف ابنها الحنون كما تلقبه ولكنه هو الأخر اسير شح زوجته المړيضة التي تكره كل شئ عدا نفسها حتى امها لم ترحم من مرضها وتعنتها وشحها وهو المغلوب على امره معها يود اشياء كثيرة ولكنه لا يستطيع الافصاح حتى لا يدخل معها في منحنى اخر يؤرق حياته الأسرية .
ابنتها ابتهال وزوجها محمد الذي يبر امه الى ابعد الحدود ولكنه لا يساعدها على بر أمها كم اشتاقت لحديث ابنتها التي تعتبرها صديقتها المقربة ولكنها تعيش في دوامة اسرتها التي تغمسها مشاكلهم الحياتية بها بفضل زوجها الذي يرمي عليها كل الاعباء دون مراعية لمشاعرها واحتياجاتها في التواصل معها بسلبيتها امامه .
رهف ونديم وهنا انتابها الحنين لفتاتها الطيبة التي وقعت بين براسين رجل اناني في عشقها متصلت على قرارتها وبرغم انها تحاول الوصول معه على بر يريحها الا انه يماطل معها فكم تشتاق لعناق ابنتها الحنونة التي تغدقها بالكثير من المشاعر عبر شاشة جوالها وهى تحادثها صوت وصوره في كل الأوقات التي يكون هو خارج البيت لتكون هى انيستها في غربتها وسجنها الذهبي الذي تقطن به مع زوجها المستبد.
سامر وما اداراك ما سامر ..الصغير الذي يحتويها بحنانه وتحتويه هى بأحضانها الدافئة هو اليوم انضم الى قائمة اخويه السلبيين وقرر ان يأتي بزوجة مشابهة لزوجتيهما كم راقه طلبها في التنصل منها بل قبل تضحيتها وتركها لبيتها الذي عاشت عمرها كله به وكانت تظن انها ستخرج منه الى مسواها الأخير عندما يحين أجلها ..ليتها ما وصلت معهم الى هذا الطريق الشاق في رحلتها معهم ستختفي بأرادتها ورغما عنها وهى تظن انهم سيكونوا على ما يرام فالبعد عنهم اسلم القرارات فربما يجدوا سبيل الى الله ويطلبون العفو لما اقترفوه معها وهى لن تغضب عليهم ويكفيها حزنها المخيم على نايضها النازف الما لما تشاهده معهم اما ابنتها الصغيرة التي تمنت دوما ان تكون زوجة لهذا السامر فلها الله فمن المؤكد ان هذا هو الخير لها فالله سبحانه وتعالى لا يبعد عنك شئ الا
ان يكون به خيرا ..وهى انسانة بقلب ملاك طيبة السيرة وحسنة الخلق ومن المؤكد ان الله سيهديها رجل يستحقها فهى تستحق كل الخير ..لذلك قررت الرحيل بعيدا وهى تدعوا الله ان تمر تلك المحڼة على خير ..لتكمل سيرها بعد ان تناولت قسط من الراحة على احد الاحجار الكبيرة التي تملاء تلك الشوارع الشعبية ويتخذها الناس هناك كمقاعد لهم تعينهم من مشقة الطريق ليسترحون فوقها قليلا كلما شعروا بالتعب.. لتكمل بعد ءلك السير وهى تحاول ان تستعيد نفسها وتربط على قلبها لتفكر بشكل عملي وجدي في تلك المعضلة وفي حياتها القادمة بعيدا عن أولادها الخمسة.
بقلم إيمان السابع عشر
جلست بعد ان انهت تجهيز طعام أم زوجها وبعد ان شاركها هو هذا العام لتنسحب هى من بينهم وهى ناقمة عليه فهو الابن البار بوالدته ولا يعينها على بر تلك السيدة التي دوما تحثها على طاعته والعيشة معه بما يرضي الله
قررت فتح الحديث معه بعد باتت ليلتها تعاود الحديث بينها وبين نفسها مرارا وتكرارا علها تهدأ فبعد عودتها ليلا برفقة ابنتيها وابنيها الصغار وهى تتألم جراء نظرة فتاتيها اللاتي اتعبا ضميرها الذي حاولت أن تواريه وهى تبعد عن نفسها حمل تلك السيدة التي دوما تساندها لتقوم بواجبتها نحو زوجها واسرتها بل تعينها على اقامة حياة اسرية هادئة بفضل لين حديثها ومشورتها الهادئة..فهى كأم عاقلة لا تتدخل في شئون حياتها الا بالخير ودائما تتنازل عن حقها حتى أصبح تنازلها شئ مفروغ منه وحق مكتسب لهم مما جعلها تفكر في عرض الموضوع على زوجها عله يؤازرها ويتقبل أمها في حياتهم كما هى تتقبل أمه لتتذكر مواقف حياتية في ذاكرتها وهى تقصد بابها ذات مرة وهى في قمه ڠضبها من زوجها الذي يصر عليها بخدمة امه وشقيقته عندما تحضر
اليهم بعبئها وتجلس دون معاونة لهم بل تلقي عليها بثقل حملها .
اتهتف وقتها بضجر ماما ..انا خلاص قرفت ..مبقتش عارفة اخد راحتي في بيتي ..الاستاذ محمد ماسك في اخته وعيالها وجوزها كل يوم يجي طبعا علشان مراته وانا خلاص قرفت وزهقت .
تجيبها امها بتريث وهى تربت على فخذها برتبة حنونه يا خيبة ..دا كله خير ..ربنا يجعل بيتك مفتوح بحسك وحس جوزك ..وبعدين خدي هنا ..مش دا محمد اللي كنتي دايبه فيه 
ابتهال زافرة بضيق فهو بالفعل حب عمرها ورفيق دربها ولكنه يضعها في المرتبة الثالثة من حياته وليست الأولى كما كانت تتمنى مما جعلها تهتف قائلة ااه هوا محمد لكن مش هو اللي حبيته وكنت مفكرة انه هيبقى ليا ولبيته وولاده ..دا ملوش غير امه واخته بس ..انا لو هقولك على اللي بيعملوه مش هتصدقي ..دا بيفضلهم عليا وعلى نفسه كمان .
فريدة بنفس الابتسامة فهى كأم تود أن يكون ابنها بهذا الخلق نحوها ولكن ايضا لا يهمل زوجته او يكون عليها عبئ لذلك اجابتها بتعقل بصي يابنتي الكلام ده ميعبش جوزك وكونه بار بأمه دا لانها امه وهو كمان اتيتم من صغره يعني هى واخته كانو كل حياته ومقدرش الومه في كده .
اشمعنى اخوه مبيعملش زيه ومكرث كل حياته لبيته ومراته ..قالتها ابتهال بنزق وضيق فبالفل اخيه لم تقوى زوجته على تلك العيشة معهم بل فضلوا الإبتعاد عنهم وعن شجارهم الدائم وتدخلاتهم الغير مبررة في حياتهم الزوجية .
لتهديها امها قائلة بنبرة حنونه طب وهو دا صح ..اسيب امي علشان اريح مراتي ..لازم يكون في توازن بين الاتنين وجورش على حق واحدة منهم واكملت مستطردة بحكمة الراجل يابنتي لازم يكون ميزان ..بين امه وبين مراته ومينفعش تحطي نفسك في مقارنه مع امه مهما عملت لانها الاساس وعليكي انك تعينيه على برها وانتي كمان هينوبك ثواب على كده واخته اكيد مسيرها تتلخم في بيتها وعيالها وتاخدها دوامة الحياة..هتنشغل عنك .
ابتهال بضيق بس يا ماما.
قاطعت استرسالها وهى تقول مفيش بس ياعين ماما ..لازم تعيني جوزك على برها ومتزعليش نفسك وتنكدوا على بعض ليقطع حوارهم وقتها دلوفه عليهم بعدما قام أخيها بفتح باب المنزل له ليدخل بخزي من حوار ام زوجته فقد استمع لحوارها الهادئ ومؤازتها له فزوجته كانت قررت الفرار منه بعدما اشتدت المشاجرة بينها وبين اخته وقامت امه بالوقوف خلف ابتها واتي هو وبدل من أن يؤازر زوجته وقف هو الأخر مع امه في محاولة لتغليطها امامهم ..وكان حضورة اليوم ما هو الا استكمال للشجار معها وتعريتها أمام اسرتها حتى ينول منها لتركها منزله دون أرادته ولكنه تفاجأ بحوار عاقل بينها وبين أمها ورد الاخيرة عليها مما جعله يعدل عن حواره اللازع الذي كان ينوي إقامته لتقابله السيدة فريدة بحبور وسعادة وهى تضيفه قائلة أهلا وسهلا بجوز بنتي الغالى ..اذيك يا استاذ محمد ..اتفضل يابني 
محمد بخزي وهو يحاول ان يستجمع تشتته امام هذا الترحاب الذي لم يتوقعه من
الأساس يزيد فضلك ياحاجة ..ازي حضرتك ..يارب تكوني بخير . 
فريدة برضى صادق الحمدلله طول مانتوا بخير انا كمان بكون بخير ..ويارب دايما تكونو فسعادة .
أومى لها احتراما ليتحدث قائلا بعد ان انتابته نوبة الخزي أنا بصراحة ياحاجة فريدة كنت جاي الوم على ابتهال ..لاكن علشان حضرتك وكلامك الطيب ده أنا بتأسف لأبتهال بدل اختي فاطمه ..بس هى مكنتش تقصد تزعلها وامي طبعا مبتحبش تزعل فاطمه علشان وحيدة .
ابتهال بحنق وضيق من حواره البارد يا سلام ..هى مبتحبش تزعلها تقوم تقويها وتساندها في الغلط والا تعلما الصح..زي محضرتك بتعملي .
فريدة بقله حيلة من حوار ابنتها فهى تعلم انها محقة ولكنها لن تساندها حتى لا تضخم الأمر بينهم اكبر من ذلك فزوجها يميل كل الميل لمحازاة امه وشقيقته وهو يعلم انها على حق ولكنه يأبى ان يغلطهم أمامها لذلك قرر الصمت وترك دفة الحديث لتلك السيدة التي ناظرها ترجيا ان تنقذه
من براسين زوجته التي تود أن تنول من عقله اليبس.
لتهتف هادرة بها ابتهال عيب كده ..الراجل جاي بيتنا وهو يدوب مخلص شغل وتلاقيه مأكلش حاجة من الصبح ..وانتي مش رحماه ..يالا قومي اعملى لقمة نتغدي سوا قبل متروحي ..وبعدين يابنتي هو ابن حلال ..لازم يكون في صف أمه علشان هى ست كبيره انهت حوارها وهى تناولها نظرة فهمتها الأخرى سريعا وهى تطالبها الخروج حتى يتسنى لها الحوار مع زوجها على انفراد ..لتجيبها الاخرى بتنفيذ رغبتها وتتدلى الى الخارج دون النظر اليه وهو ېختلس النظرات اليها وهى لا تستجيب وترحل ليتعقب اثرها بنظراته ليشرد قليلا خلفها..لينتبه على حديث السيدة فريدة وهى تقول نورتنا يا استاذ محمد مع اني ليا عتاب عليك ..انا خرجت ابتهال علشان اكلمك بيني وبينك وعلشان متقولشي اني بقويها عليك
وعلى الست ولدتك .
محمد متنحنحا فحديثها لا يبشر بالخير لذلك قرر التريث أمامها وحتى لا يفسد مجلس الصلح فهو يعرف ان زوجته هى التى تعلم خباية بيته من اعباء تحملها على عاتقها دون كلل او ملل ولذلك تمتم قائلا بصي ياخالتي أنا عارف ان حضرتك أم وقلبك كبير وعلشان كده انا بطمع في كرمك انك تفهميني دي امي ومقدرش ازعلها ولا اقف قدامها.
وانا مرضاش انك تقف قدام ولدتك بالعكس أنا بحترم دا فيك بس بردوا لازم تحترم مشاعر مراتك علشان متأثرش عليك بعد كده .. يابني الست لازم تحس بمسندتك ليها مش انك ضدها او واقف قدامها ..ممكن تراضي مراتك وبرضو تراضي ولدتك ومتسندش غير في الحق علشان متخسرش دينك حتى .. المفروض انك تكون ميزان متجيش على طرف من الأطراف علشان مفيش واحدة فيهم تحزن زي مافي بر الام بردوا في بر الزوجة ولازم تراضيها علشان هى كمان تستحمل علشانك .
اومى لها بتفهم فهى اصابت القول مما جعله يستشعر الخزي ويقرر مراضية زوجته ليهتف قائلا بعد أن ابتلع سيل لعابه وهو يخشى رفضها له بالتدلى للخارج خلف زوجته ولكنها عكست توقعه قائلة قوم يابني راضي مراتك..ربنا يرضى عليكم واوعى تزعلوا نفسكم تاني ..لينفذ هو وقتها كلامها الذي عدل بداخله كفة العدل بينهم وجعلهم يسيرون نحو طريق افضل بينهم في الحياة ..لتكون هى العامل الأساسي على اقامتها لبيتها وتحملها لها فأمها صاحبة الفضل في إقامة اسرتها التي تكتمل هكذا أمامها لتخرج من شرودها على صوته وهو يقول ايه يابتهال ..رحتي فين ..احنا خلصنا فطار من بدري .
عودة للواقع...
ابتهال وهى تحاول ان تبدوا طبيعية تمام يامحمد رفيدة والا شروق هيروحوا يوضبوا السفرة .لتفرك يدها اضترابا وقلقا مما تود الحديث فيه لتهتف بعد ذلك قائلة.
محمد انا عايزة أخد رأيك في حاجة ..فلو سمحت اقعد معايا شوية انهت كلماتها وتوجهت نحو باب الغرفة لتغلقه حتى لا تستمع امةزوجها اليهم فهى دائمه التصنت عليهما والتدخل فيما يعنيها وفيما لا يعنيها ولا تقول كلمة عاقلة بحق بينهم ابدا مما يجعلها تتلاشى اي حوار معها حتى لا تصتدم بها .
امم ..قولى يا ابتهال خير ..ماما فيها حاجة والا عملتلك حاجة دائما هو هكذا يغابها برده المحمل بأقحام امه بداخله دون أن يكون لها دخل من الأساس.
ابتهال مطمئنة له فهى تعلم مدى شغفه على حماتها وقلقة من أن يحدث بينهم مشاجرة كما حدث في السابق فهو يستحسن حياته معهم هكذا في وأم وهدوء خير يامحمد متقلقش.. مامتك بخير والحمدلله..بس الموضوع يخص ماما فريدة .
محمد بفتور بعد ان هدأ من تجاه والدته التي تحاول ان تتلصص من الخاج خلف باب الحجرة ونسيت امر ربها بالا تتجسسوا خيررر..واكمل باستهجام حتى يقطع عليها فكرة ان تقوم بزيارتها مرة أخرى فهى اتت متأخرة في ايلة امس وظل هو بمفرده يراود أمه بمفرده امم مالها الست الوالدة ..تعبانه والا عايزة ايه بالظبط .
ايه الاسلوب الي بتتكلم بيه دا يامحمد.. اظن عيب
قوي تتكلم كده قالتها ابتهال بعتاب بعدما شعرت بفتوره وتهجمة فى الحوار.
اجابها وهو يتصنع الا مبالاة من حوارها الذي احرجه ولكنه يظهر عكس ذلك في ايه ست انتى ..انت بتتلككي..بقولك امك عايزة ايه فيها حاجة دي.. والا انتي جايه من عندها شدى حيلك علينا..اوف استغفر الله العظيم.
حاولت أن تبتلع غصتها من اسلوبه المتهجم وجذب حوار لين معه لتسير نحو مرادها منه لتقول مغمغة مفيهاش حاجه يامحمد بس كنت عاوزاك هادي شوية علشان احكيلك حاجة واخد رأيك فيها ..هو انا ليا مين غيرك يعني .
زفر ضيقا بعدما استجدت مشاعرة بالين فأردف مطمئنا لها بعدما وجد العبرات عالقة بمرئتيها وهى تحاول كبتهاامم ماشي ياستي انا هادي اهو ..قولي الي نفسك فيه ..وان شاء الله هقولك رأيي بما يرضي الله.
تشجعت بعدما استمعت لكلماته ولذكره الله في نهاية حديثه فسردت له القصة بدون ذكر امر الدار ..ظنا منها انه سيرحب بوجود امها معهم ويعينها على
برها مثلما تعمل هى معه ولكنها تفاجأت به يقول طب امك تقبل انها تسيب بيتها وتتنازل عنه لأبنها ماشي واخواتك وانت توافقوا ماشي وانها تروح عند ولادها الرجالة ماشي لكن انا ذنبي ايه اني اتحمل وجودها في حياتي ..هى من حق ولادها الرجالة هما الي يشيلو همها ..انا مليش دور في الموضوع ده..واظن مليش فيه رأي كمان .
طب ماهى امي انا كمان ..وبعيد ما انا مستحملة علشانك وجود مامتك في حياتي وبعاملها بما يرضي الله.
هدر بها بعدما القت بكلماتها الاخيرة انتي بتقولي ايه امي دي خط احمر ياهانم وتستحمليها ڠصب عنك لاني راجل ولو اخواتك مش قادرين على ستاتهم فاانا مش زيهم ..ماأختك اهى سيابه الليلة كلها ومريحة دماغها وعايشة في دول الخليج جمب جوزها ومفكرتش تيجي زيارة
للست الوالدة ..تاعبة انت نفسك ليه.
صډمتها نبرته المستهزئة بها وبأخواتها فبتلعت غصتها وأردفت مدافعة حتى تثأر لكرامتها اظن عيب عليك الكلام ده .. ماهي امي دي الي ربتني وخلتني اسمع كلامك واظن ان مش فرض عليا ان اخدم او اني استحمل ولدتك زي مامرات اخوك بتعمل واظن ان اختك كمان بتيجي بحملها وولادها علشان خاطر ولدتك وانا بشلهم على كفوف الراحة بمزاجي مش مجبرة يا استاذ محمد ..انا عندي استعداد اطالبك انك تسيب البيت وتشوفلي مكان تاني وانت عليك التنفذ زي ما اخوك عمل ومشي ورا مراته والا انا علشان بسكت قدامك ومبحبش المشاكل تقوم تعمل كده وترد عليا الرد البايخ ده .
ڠضب تملك منه مع ذكر موقف أخيه الذي رفضه هو في السابق جعله يهدر بها معنفا انتي بتعيدي الكلام دا مفكرة اني هتنازل واسمع كلامك ..دا حلم ياهانم وانا مش زي اخويا ..وامي تخدميها ورجلك فوق رقبتك ..امي دي خط احمر ياهانم .
وانا براعي ربنا في معملتي مع مامتك ومجبتش سيرتها بأي شئ مشين .. يبقى متجبش سيرة اخواتي كمان وملكش دعوة بأختي وامي وتعيني على برها زي مانا بساعدك في ولدتك ومش مجبرة على فكرة..واظن دا عدل ربنا. قالت كلماتها وهى تعقد زراعيها امامه في عناد وقوة لقد فاض بها الكيل وهو ذاد اليوم في حواره العقيم معها.
محمد بغيظ من حوارها الجامد معه فهى ولاول مرة تقف هكذا بجرأة أمامه ابتهال اصتبحي وقولى ياصبح ..امك تجوز اخوكي تسيب البيت وتروح الغيط ملكيش فيه يأما الباب يفوت جمل..قال كلماته التي خرجت منه بشكل عفوي فهو بالفعل لم يقصد الكلمة التي اخرجها هكذا بشكل عشوائي ولكنه كان يود ان يقطع عليها خط الرجعة في حديثها فهو بناقص أي شئ يزعجه .
اصابها البرودة فتجمدت الډماء في اطرافها من لزوعة كلماته واستهجامه عليها بل وټهديدها الذي قڈفها به مؤخرا في نهاية الحوار وكأنها ليس لها خيار اخر أمامه لتفاجأه قائلة بعد أن استجمعت اشلائها المتناثرة جراء قسۏة محاكاته تمام .يامحمد ..انا هسيبلك الجمل بما حمل وهروح عند امي والي في نفسك فيه اعمله زي ماانت عايز ..لتفتح باب الغرفة وتتوجه الى الحجرة المجاورة تحت انظار امه التي يأكلها الفضول .
تركته يغلي بداخله فلأول مرة تقف هكذا امامه من أجل امها ليلعن هذا الأمر برمته فهو كان في غنى عن الدخول في مثل هذه الامور بينهم وكان يبعدها دوما عن اهلها حتى يهنئ باله بها فهو برغم شديته امامها فهو يعلم فضلها عليه واصلها الذي يظهر دوما امامه في علاقتها بأسرته وامه خاصتا لقد انفرط القعد من بين يديه الأن صيصمت قليلا حتى تهداء هى وبعدها سيعاود الحديث مرة اخرى فمن المؤكد انها لن تغادر بعد ان صرحت بأن امها ستترك منزلها من أجل اخيها فهذا بث بداخله الإطمئنان قليلا ويتوقع أن تتجنبه فقط كنوع من العزلة ولن تفكر بالرحيل.
ولأول مرة تشعر بالخزي امام زوجة ابنها فهى بالفعل تبرها وتعمل على راحتها كما
تعترف هى بأنها ابنة اصل وذات اخلاق رائعة مما جعلها تدخل عليها وهى تقول ممكن اتكلم معاكي شوية يا مرات ابني .
ابتهال في محاولة لكظم غيظيها من زوجها فهى لن تخطئ في حقه امامها ولن تأخذها بڠضبها من زوجها لذلك اردفت بأدب اتفضلي حضرتك ياتنط اتكلمي زي ماانت عايزة.. أنا تحت امرك.
السيدة بصدق وهى تقترب منها تناشدها الجلوس بجانبها وهى تهتف تعالي الاول نقعد علشان ترتاحي ..العصبية وحشة عليكى مفيش حاجة تستاهل العصبية والزعل دا كله .
حدقتها بريبة من امرها فهى ولاول مرة تستخدم اللين في حديثها معها هكذا ولكن هى استمعت لحديثهم من المؤكد فكيف لها ان تنعت الامر بعدم الاهمية استنتظر الى ان يضربها حتى تتخذ موقف تجاهه لذلك تحدثت بضيق قائلة بحزن يعني حضرتك يقولى الباب يفوت جمل وعيزاني مزعلش دا غير انه بيسخر من مشاعري تجاه ولدتي وحزني وخۏفي عليها مع انه بيبرر لنفسه وبيدي ليها كل الحق في
اللي بيمنعني منه ..واظن اني مبزرش امي غير كل شهر مرة وبالعافية كمان وكأنها ملهاش حق عليا .
السيدة بخزي من امر ابنها فهى كأم لن تستحمل هذا الامر فهى يؤلمها موقف ابنها الصغير الذي يبتعد عنها ولا يزورها الا على فترات متباعدة ..لذلك أردفت بصدق ليكي حق يا ابتهال ..انا ميرضنيش طبعا واكيد محمد مفكر انه بكدا بيريحك ويريح نفسه من المشاكل وخصوصا ان ولدتك ست عقلة والناس كلها عارفها وعرفا اخلاقها وهى بطبيعتها مبتزعلش حد منها فعلشان كده مفكر ان كده الصح..لاكن طبعا مينفعش وعلشان كده اوعى تفكري تسيبي البيت ولازم تخديه على الهادي دا بيتك انتي وحقك عليا .تركتها بعد ان امتصت ڠضبها منه وتوجهت اليه في حجرة المعيشة حيث يقطن حتى تحادثه في
أنه لا يصح ان يتحدث هكذا مع زوجته ليتعجب من أمرها فهى لأول مرة تدافع عن زوجته أمامه مما جعله يهداء قليلا ليتركها بعد ذلك متوجها إلى الأخرى التي مازلت تلملم اشيائها لتعزز نفسها امامه ولكنها تنوي الرجوع عن قرارها بشأن المغادرة بعد محادثتها مع حماتها التي هدأت من روعها قليلا.
أولاد فريدة
بقلم إيمان فاروق ډم
الثامن عشر
امي يا نهر الخير والأمان يفيض بعذب من الحنان سأسجو أرضا لأقبل قدماك بإمتنان فتحت اقدامك خير الجنان يامن سلبت انفاسها في ألم المخاض واستقبلتني بعدها بترحاب وسعادة وحنان كلمات اخرجتها من جعبتها وهى تخط عبر صفحتها بالفيسبوك..لتشارك بها على أمل أن تكون رسالة تستقبلها أمها التي تختفي علامتها الخضراء وتنم عن غيابها عن مواقع التواصل الاجتماعي كلها.
وقفت أبتهال في تيتها تحاول الخروج من مأذقها هذا لم تتخيل يوما انها ستعود إلى بيت أمها هكذا وبهذه الطريقة المشينة لها فزوجها ېعنفها ويضعها في ماذق دون شفقة او احترام لعمرها الذي ضاع في خدمته هو واولاده بل وامه أيضا دون كلل اوملل منها .. لتهتف بداخلها في حيرة انتي فين يا أمي ..بحاول اكلمك وانت قفلة تليفونك ياااارب عني وخليك معايا علشان اتجاوز الموقف الصعب ده.
فهى منذ صباح اليوم وهى تحاول أن تتواصل بها ولكنها لم تستطيع فعادت تلملم اشيائها لكي تذهب اليها فهى كانت تريد أن تخبرها بما ألت اليه الأمور معها ولكن اين ستذهب بعدما تترك امها منزلها لأخيها وخاصتا انها اقرت بذهابها لأحد دور الرعاية الخاصة بالمسنين فياليتها وقفت امامها لتعترض على هذا القرار ..ليتها اشترتها ولم تبيعها بالأمس القريب في المزاد الذي انعقد في بيت العائلة ليلة أمس فهم تركوها جميعا تقرر الرحيل ولم يقفوا امامها ليردوها بقولهم لا يا أمي لن نتركك ترحلين بعيدا عنا ..هذا التفكير جعلها تستكين بعض الوقت وبعد حديث ام زوجها اليها مما جعلها تتريث قليلا فربما يأتيها نادما وان تكون ذلة من لسان لا يقصدها لتتفاجاء بقدومه نحوها لتتصنع انها تعد اشيائها حتى تحافظ على ماء وجهها أمامه حتى يتثنى له الحديث.
يستنشق انفاسه قليلأ بعدما أخبرته أمه بما دار بينهن وبأنها جعلتها تهدأ قليلا وعليه إدارة الأمور بحكمة بينهم واحتواء زوجته قليلا حتى تهداء العاصفة فهى تراها محقة وهو عليه الاستحمال والمعاونة لها ولكنه يستشيط غيظا من تحكمها امامه ومعاندته بهذا الشكل وجعله بهذا المنظر أمام امه وامام ابنتيه اللاتى وقفن لمشاهدتها وهى تتجراء امامه بصوتها العالى ولن ينكر ان موقف امه اسعده قليلا وخصوصا انها استطاعت أن تنول من ثورتها وتهدئا قليلا مما جعله يظن عزوفها عن فكرة المغادرة لتوجه نحوها في خيلاء منه ليتلفظ أمامها بغرور وثقة اغاظتها منه..فهى اخبرته أن أمها ستترك منزلها لأخيها الصغير حتى يتزوج بها أذا هى لن ترحل وستظل قابعة تحت جناحه ..فكيف لها ان تذهب إليها هناك .. ابى ان يجبر خاطرها وقتها ظن منه انه سينول منها معاقبا إياها لما زرفت إليه ليقول بسخرية يا ترى الست هانم هتروح
لأمها الي كانت عيزاها تيجي تقعد معاها هنا في البيت بعد ما اتنزلت لأبنها عن بيتها علشان تفرح بيه وتجوزه ..والا هتخديها معاكي وتلفو على البيوت سوا يمكن تلاقو الي يتاويكم ويستحملكم .
استنشقت الهواء لتحرره بكبرياء وهى تقول بعدما اصاب قلبها بالحزن والألم جراء محاكاته التي اسقطته من نظرها تصدق بالله ..انا خلاص نزلتك من نظري واكملت بقوة وصدق اجفله بعدما ركلته بكلماتها الأولى والله حضڼ أمي في الشارع اكبر ستر ليا وليها يااا سندي او يالى كنت فكراك كده ..لكن على العموم هريحك برضوا علشان خاطر عيالي اللي انت مع الأسف ابوهم ..انا هاخد امي واروح البلد ومش هحوجها لحد غيري بامر الله وبالنسبة للمصاريف فأنا مش عايزة منك حاجة وفرهم لنفسك و لولادك وللست الوالده هيا هتحتاجهم علشان مسئوليتها هتكتر فالأيام الجاية وانت مرتبك يا حرام على قده ..وانا بقى هقدم على معاش بابا الله يرحمه وان شاء الله هيكفيني وزيادة واستطردت
بحزم وهى عازمة على الرحيل بس ياريت يا استاذ محمد تنهي الي بينا بما يرضي الله وبهدوء من غير شوشرة وانا مش عايزة منك حاجة كفاية اني هخرج من جبروتك وتسلطك واننيتك واخيرا انى هبعد عن سم لسانك اللي سمعته من شوية
انهت حوارها وهى مازلت تحتفظ بكبريائها وهى تلملم اشيائها لكي لا يشمت بها ..تعجبت لقوتها امامه بعدما تعجب هو لتفكيرها هذا وكأنها مستعدة لهذا الموقف ..ولكن شئ ما الهمها واهداها هذا التفكير حتى لا ينول منها زوجها وتجلس معه مکسورة بعد كلماته اللازعة هذه ..لتخرج بعدها متوجهة لمنزل امها تحت نظراته الغاضبة والمندهشة لتغيرها امامه هكذا ويقف عاجزا أمامها بعدما اهانها دون وعي منه وأدراك فهو ظن انه يثأر لرجولته امام الجميع ولكنه وبكل غباء فقد احترامها وتقديرها له كما قالت فهى كانت تعتبره سندا لها ودرع صلب تتكئ عليه في شدتها ولكن هو خزلها الأن ليخر جالسا ليضع يده فوق رأسه التي اصدعها تصاعد الډماء فيها فمن الواضح انه اخطئ خطأ فادح بفعلة وتعنته معها وليته يستطيع العودة إلى الخلف معها
ولكنها لن تقبل بعد اهانتها تلك والتي اصابتها في مقټل.
دلفت اليه امه في خزي من فعلته وحسرة من وضعه امامها الأن ..فهو كسر بخاطر زوجته واخطأ في حقها واهانها اهانة لن تغتفر ووضع أمه في صورة قبيحة الأن فهى من جعلتها تنتظر بعد حديثها معها واقنعتها على البقاء ولكن هو خيب ظنها فيه فوضعها الأن لا تحسد عليه فهى في نظر زوجة ابنها متواطئة معه لكي ينول منها ومما زاد حزنها ابنائه المنهارين من شدة البكاء وهى تخشى عليهم فحالتهم ليست بالمبشرة بالخير .
ففتاتيه يبكين في الخارج بعدما حاولن إيقافها عن السير الى الخارج ليقولن بترجي باكي ماما بالله عليكي متسيبناش .. علشان خاطرنا احنا ..اقعدي وملكيش دعوة بيه وكلنا مش هنكلمه ..هو ميستهلكيش. قالتها روفيدة باكية وهى تترجى بدمعاتها وتتشبس بملابسها التي سحبتها منها برفق قائلة معلش يا روحي لازم امشي لأن البيت ده مبقاش بيتي فترة كده بس وهرتب اموري وابعتلك انتي واخواتك تيجو تعيشوا معايا
انهت كلماتها بوداع صامت وخرجت لوجهتها حيث بيت أمها التي خرجت دون أن يعرف أحدهم عنها شئ وهى عازمة على احتواء امها حتى وان اخذتها بالفعل لبلدتهم الريفية حيث الحياة البسيطة البعيدة عن الضجيج الذي ېقتل برائة المدينة .   
كانت هناك في تلك الدولة غريبة بعدما وقفت هى الأخرى أمامه بتحدي بلغ اقصاه فهو الحبيب الذي هان عليه ألمها وسخر من مشاعرها بل وقسى عليها في تعنيفه ..مما جعلها تتوجه الى بعض الأصدقاء الذين تعرفت عليهم خلال مكوثها هناك لتتوجه مهم للسفارة الخاصة ببلدها الأم تناشدهم الوقوف معها حتى تعود لوطنها من جديد بعدما رفض هو مساعدتها في هذا الأمر بل زاد معها عڼفا وحجزها فالمنزل وهو يعتقد انها ستعزف عن قرارها هذا ولكنها ابت العزوف وخاصتا بعد اهانته لها ولأمها ونعتها بالمدللة التي لا تتحمل المسئولية ولا تحترم بيتها وزوجها تلك اهانة لن تغفرها فهى في سنوات زواجها لم تتجاوز معه وكنت له كل الاحترام والتقدير بل كانت خاضعة له بالكامل لذلك اوجعها اهانته وجعلها تصمم على العودة حيث النقاء والصفاء النفسي بين أحضان امها..
استقلت الطيارة بعد أن أجلست طفليها في مقاعدهم وربطت لهم احزمة الأمان الذي تفتقده الأن وجلست بجوارهم تستمد قوتها من تلامس اناملهم الصغيرة فهم يداعبونها في فرحة برغم ما يشعرون من حزن امهم ليردف الصغير ماما هو إحنا هنروح عند تيتا.
ايوا يا حبيبي هنروح عند تيتا فريدة وخالو سامر ..قالتها رهف وهى تحاول اخفاء شعورها بالألم بعدما تذكرت موقف زوجها المتعسف
أمامها فهو لا يرى سوى نفسه وجمع المال فقط دون النظر الى من حوله .
لتهتف الصغيرة هى الاخرى طب وبابا ..ليه مش جه معانا !.
تجيبها في شرود مطعم بالحزن علشان عنده شغل اهم مننا .فهو لم يحاول استرضائها واكتفي اليها بالوعيد والقصاص بأنه سيتركها كالبيت الوقف اذا صممت ولم تعد اليه شاعرة بالندم .
الصغيرة بدهشة هو الشغل بتاع بابا اهم مننا يا ماما 
وعت رهف لما أردفت للصغيرة فعدلت كلماتها قائلة قصدي بابا عنده شغل مهم يا حبيبتي وطبعا مش اهم مننا دا بابا بيحبنا قوي .. وهو هيخلص شغل ويجي ورانا على طول ..نعم فلن تقل عليه شئ مشين فهو ابوهم ولن تلوث ذاكرتهم البريئة بعبق كلماته اللازعة.
هلل الصغار فرحين بعدما اخبرتهم أمهم بأن ابيهم ينوي العودة خلفهم وكان هو يقف في ردهة المطار المخصصة بالإنتظار متوقعا عودتها بعدما أتاها يطالبها العودة معه دون ان يقر بخطأه لها واعتمد على قوته أمامها فزوجته ليست بالعنيدة فهو
يعلم انها تعشقة حد النخاع ولكن هى اليوم تجاوزت معه كثيرا مما جعله يخاطبها هكذا دون النظر الى حالتها النفسية ولكن نكس رأسه بعد ان اقلعت الطائرة أرض المطار وخسر الرهان مع نفسه ليتأكد ان زوجته ستنفذ الحكم الذي سيؤدي بحياتهم ..فهل سيحاول مجددا التواصل معها ربما تهداء بعد أن تنعش قلبها بعطف أمها ..ام انه سيظل على عناده أمامها ..ستترك هذا الأمر مؤقتا ولكن المهم الأن ان تصل لمرساها في أحضان غاليتها لربما ترتوى وقتها وتنتعش نفسيتها مجددا وتقرر العودة له مرة اخرى وهذا أمر مستبعد الأن
كان هناك من يجاهد في الوصول اليها مجددا ..ولكنه فشل في التواصل بها مما جعله يحاول التواصل بأخوته 
حاول التواصل بأخويه مرارا وتكرارا حتى يأس من التواصل معهم ليهتف بعدها بضجر وضيق قائلا اووف يادي النيلة هو داو قتك ليقذف هاتفه پغضب ليقع منه اشلاء متناثرة على الأرض هنا وهناك لينحني الي الارض ويلملة بعشوائية ويتركه فوق المنضدة المخصصة لحجرة المعيشة بعدما
يأس من استعداله .. ليتوجه قاصدا اخوته وهو ينوي الوصول اليهم وهو يحدث نفسه بتية طب تمام انا هروح ليهم واكيد هيكون في حل ان شاء الله ..ليستقل دراجته البخارية في عجالة وسرعة كادت أن توقعه على الارض من شدة لهفته حتى يصل لمنزل أخيه الأكبر كمال وتخبره زوجته احلام انهم سيقوموا بالتوجه إلى بعض الدور لأنتقاء اخيرهم من أجل امهم ويتركها في تية دون أن يخبرها ثم يعاود اليها مجددا ليطلب منها الإتصال بأخيه قائلا لها في عملية أحلام لو سمحتي اتصليلي بكمال احسن الفون عطل مني وانا محتاجه ضروري لتقوم هى على الفور بمهاتفة زوجها قائلة بعد ان استجاب لحديثها .. ويذهب بعدها خلفهم بعدما تواصل معه من خلال هاتف زوجته ليطالبه بالإنتظار حتى يتحدث معه ومع اخيه قبل الذهاب لأي مكان.
جلست تدعو ربها في وجل وخيفة من ان تكون تعرضت الى اذى ما ..فتلك السيدة بمثابة الأم لها فكم كانت عطوفة عليها لقد ملئت بداخلها مشاعر فقد الامومة التي افتقدتها وهى صغيرة وجعلتها بعيدة كل البعد عن مشاعر اليتم فالسيدة فريدة ام حقيقية بالنسبة لها لذلك توجهت الى الله تدعوه بتضرع باكي يارب يحفظك ياماما فريدة ..يارب نجيها من اي اذي وابعد عنها كل شړ ...
ليبتر حديثها دلوف زوجه ابيها التي اسمعت لبكائها وهمهمتها بالدعاء وهى تهتف مالها الحاجة فريدة يا هيام كفالله الشړ .. في ايه يابنتي قوليلي .
مسحت وجهها بكفيها واستنشقت الهواء وقررت أن تجيب زوجه أبيها التي تتأكل من القلق لتقابلها بعد ان استقامت من جلستها هقولك ياماما ..سامر ساعة ما جانا الصبح كان جاي يسأل على ماما فريدة ولما قلتله انها ممكن تكون نزلت تشتري طلب معين ..قالي لا هى سيبة ورقة بتقول انها هتمشي وتسيب البيت وهو كان زي التايه ومش فاهم هى ليه عملت كده .
امل بتية ودهشة فيما سمعت فمن المؤكد أن السيدة فريدة واجهت امر صعب جدا يحتاج لمثل هذا الفعل الذي يصدمهم الأن ولكن عليها الأن مواساة تلك البائسة التي تزرف الدمع وهى تقص هذا إلامر اليها الأن لتهدهدها طب اهدي انتي بس الاول ياحبيبتي واكيد ربنا هيعمل الخير .. الست فريدة طيبة واكيد معملتش كده من فراغ .. وأن شاء تكون خرجت شوية تفك عن نفسها وترجع تاني لان اللي حصل معاها شئ موجع فربنا يكون في عونها .
طب هو ايه اللي حصل معاها قالتها هيام بجهل لماتزرفه زوجة ابيها لها لتكمل مبنتباه وترصد لما تخفيه في جعلتها نحو حال امها البديلة قولي ياماما امل الله يخليكي تعرفي ايه انا معرفوش ..لتسترسل الاخرى بعد
ذلك قائلة والله يابنتي ما عارفة اقولك ايه ..كل اللي عرفته من ام سعد جارتنا واحنا بنشتري الطلبات والعيش علشان الفطار ..ان ولاد عمك عيزين يطفشوا امهم من البيت علشان سامر يتجوز في الشقه .
صعقة اصابتها جراء محاكاة الأخرى لها لتصدم هى من مجرد التخيل الى هذا الحد يتحلون بالانانية ..ام لأنها دائما ثؤثرهم على نفسها أرادوا لها هذا ..مما جعلها تهتف بإسقاط هو ايه اللي يجبرها تسيب بيتها علشان البيه يتجوز فيه ميتجوز معاها ويشلها على راسه من فوق كمان ..دي هى الجنة اللي ربنا رزقهم بيها ليه يعملوا معاها كده ليه القسۏة دي كلها وأبيه كمال وابيه رءوف أذاي يوفقوا على كلام فارغ زي دا .
تجيبها الاخرى بجهل والله يابنتي معرف غير انهم اتفقوا مع نسوانهم واخوهم على كده .. فأكيد زعلت واخدت على خاطرها منهم وخصوصا أن ام سعد حكتلها على الكلام ده لما سمعته من ام أحلام..
هذا هو الحال في تلك الأحياء الشعبية التي
تسكن فيها النفوس البسيطة التي لا يكمن بداخلها سوي كل خير لبعضهم البعض ولكن بصورة كبيرة يدخلون في امور بعضهم الشخصية بأستباحة لها دون حزر فهذا القرب بينهم يجعلهم ينكشفون على اسرار بيوت بعضهم دون حزر فالجميع هناك يعتبرون أن هذا الأمر عادي فهم جميعا واحد .
بقلم إيمان فاروق
التاسع عشر
بعد محاولات عدة بالاتصال بمن انجبته وتخدير ضميرة من خلال زوجته التي اعطته جرعة زائدة من المخدر العاطفي بكلماتها المعسولة مما جعله يمضي في طريقه دون أدنى تفكير في العودة ..
خرج كمال من منزله مستقل سيارته ليتوجه إلى اخوه رءوف كما اتفقا في السابق ليرافقه رحلته على أمل أن يجد دار مناسبة لتأوي والدته ويكون مأمن لها ليتفاجأ بمهاتفة سامر أخيه الاصغر الذي يطالبه هو الأخر بلقاء عاجل من خلال هاتف زوجته مما جعله يظن انها هى ايوا ياأحلام خير .
انا سامر ياكمال ..كنت عايزك ضرورى . قالها سامر بلهفة ودون تركيز وهو يحمل على وجهه مظاهر الشقاء والقلق مما جعل أحلام تعقد بين
حاجبيها في تحفز لمعرفة ما يؤرقه..ليجيبه الطرف الآخر بعمليه بعدما استشعر نوبه القلق هذه التي جعلت من اخيه الكسول كما كانو يلقبوه في صغره الى هذا الشخص النشيط الذي يأتي له مبكرا هكذا فمن المؤكد ان هذا الأمر ضروري .
انا هقابل رؤوف في ميدان ... تعالى على هناك نقعد على كافيه نتكلم في اللي انت عايزة ياعم النشيط واضح ان الموضوع عويص قوي . قالها كمال بفكاهة وهو يضحك على لهفة الأخر الغير مبررة الا بأمر واحد انه يريد التسريع في امر زواجه .
تمام ياخويا ..دقايق هكون عندكمانهى سامر حواره مع اخيه وناولها الجوال شاكرا اياها وهو يتوجه للرحيل شكرا يا أحلام معلش عملتلك قلق .
العفو على ايه بس مفيش حاجه..بس طمني في ايه ..انت عامل كده ليه بس فهمني !. قالتها وهى تستوقفه في استفهام وهى عليها مظاهر القلق مما تشاهده عليه .
سرد لها بشكل مختصر الموضوع وتركها على عجالة كي يلحق بأخويه ..ليتركها في اندهاش من موقف حماتها فهى بالأمس اخبرتهم بشئ واليوم تقوم بفعل شئ آخر فقامت مسرعة بالاتصال بسلفتها الأخرى وتواصلت معها لتروري لها الأحداث لتتعجب الاخرى وتتهم حماتها بالمكر ويتواصلان بنشوى التي اخبرتهم بعد ذلك بتوضيح كما اخبرها سامر بالضبط.
الو ..ايوا يا امال .. الدكتور رءوف عندك قالتها أحلام بتوجز خيفة من أن يكون زوج الأخري مازال في بيته لتقابلها أمال مجيبه بتقرب اليها فمن المؤكد ان لديها أنباء جديدة اهلا يا أحلام ..اخبارك ايه ..لا رءوف خرج علشان يقابل جوزك ..خير في حاجة 
استنشقت الأخرى الهواء وزفرته راحة وبدأت تسرد لها قائلة شفتي الولية القرشانه اللي امبارح قالت بعضمة لسنها انها هتسيب البيت وتروح اي دار مسنين تكون كويسه .
لتجيبها امال بتأكيد دون فهم اه طبعا هى قالت كده وبقمارة انهم دلوقتي هيروحوا يشوفوها الاول علشان يطمنوا وهيرجعوا يخدوها وبشنطتها زي ما اتفقوا.
دا الكلام اللي كان المفروض يحصل لكن الست الكمل سابت اابيت لوحدها وطفشت من غير مترجع لحد من ولادها قالتها احلام بغيظ من هذا الموضوع الغير مفهوم ..لتستوقفها أمال قائلة بعدما اتاخا على شاشة جوالها رنين يدل على وجود محاولة احدهم بالتواصل معها لتتفاجأ بأنها نشوى لتستقف احلام قائلة نشوي بتتصل ..استني كده اعمل مكالمه جماعية ونتكلم ونشوف في ايه 
تواصل ثلاثتهن ليتفاجئن كل منهن بمعرفة نشوى لهذا الامر بأن السيدة فريدة ام أزواجهن غادرت بلا رجعة وتخبرهن بأمر الورقة التي تركتها خلفا والمحملة بالعتاب المبطن لأولادها .. مما جعل قلوبهن تتملكها الوخزات قلقا عليها قليلا ولكن انانيتهن غلبتهن فكل واحدة منهن أخذت تبرم الحجج وتختلق الاعزار وتحميلها كل الحق في هذا الأمر المرهق بالنسبة لهم ولأزواجهن الذين سيقاسون مر هذا الفراق
مؤكدا لينتهى الحوار المتبادل بينهن في ضجر وحيرة فهن كادا ان يسترحن من أمر تلك السيدة التي تؤرقهم بمحبتها لأولادها وعشقهم لها الذي يجعلهن دائمات الغيرة عليهم منها ومن حنانها الفياض واحتوائها لهم متناسين انهن الأخريات امهات وسيتتبادل الادوار في يوم من الأيام فهذه هى الدنيا يوم لك ويوم عليك وعلى الساقي تدور السواقي.
مازال الجميع يجوبون الشوارع حتى يتقابلون في نقطة واحدة وكل واحد بداخله صراع خاص بداخله من الحيرة والقلق وشعور بالذنب فكيف سيواجهون كل هذا وما هو الطريق السليم الذي من المفروض عليهم السير به حتى يصلا الى مبتغاهم في امر الأطمئنان على غاليتهم التي تحرمهم الأن لذة التواصل معها ويجهلون ما هى فيه الأن .
..وها هو رؤوف يستقل سيارته هو الآخر بعدما يأس من الوصول الي أمه عبر الهاتف المحمول ليسيرا في طريقه لمقابلة اخيه وملاقته في المكان المتفق عليه ليشاهد كل منهما الاخر ولكن في
طريق عكسي ليشير كل منهما للأخر بمعنى انه رأه ليتوجه بعد ذلك كل منهما ببصره الى الأمام لتستوقفهم نقطة ما وتقتطع طريقهما اشارة المرور الحمراء لتستوقفهم رغما عنهما فيتواصل كمال مهاتفا اخيه الأوسط قائلا ايوا يا رؤوف..سامر هيقابلنا ..لف وتعالى الكافية الي على اليمين .
ليجيبه الآخر على الفور وهو يحاول ان يتفادى الزحام تمام ياكبير .. الإشارة تفتح وثواني واكون عندكم ..بس هوا سامر عايزنا ليه مقلكش اصله امبارح مقلش انه هيجي معانا.
كمال بشرود ويضم فمه بعدم فهم ليتمتم للأخر قائلا امم مش عارف والله.. اهو هنعرف دلوقتي ..هو مقلش حاجة مفيدة بصراحة بس صوته في حاجة مش مطمنة. ليستغرب الأخر من موقف اخيهم الأصغر الذي بسببه ستطر امهم بترك منزلها ليتنهد كل منهما وينهون الحوار فهم سيقابلونه بعد قليل وستظهر الأمور على حقيقتها بينهم .
اغلق الخط بينهما ليقفا متأهبين في انتظار فتح تلك الاشارة التي استوقفتهم لينظرا كل منهم بشرود أمامهم لتلك الدائرة الحمراء لتفتح شاشة
الذكريات امام مرئتيهما بعدما شاهدا أحد الامهات تعبر الطريق بحرص وهى تحمل أحد صغارها وبيدها طفل آخر وعلى جانبها الآخر حقيبة ممتلئة بمقتنيات عدة وطفل ثالث يمسك بمقبض الحقيبة وهى تمشي بعينيها تلاحق صغارها يمينا ويسارا حتى تعبر بهم بأمان ليشدوانتباههم هذا المشهد المثير للحنين لتلك السيدة التي تجوب الطرقات الأن وحدها وهم يجهلون ما هى فيه الأن..
خرج متدليا ليقابلهم دون أن يشبع فضول زوجة اخيه التي اجتهدت في السؤال من اجل معرفة ما يكنه ولكنه اهداها جزء بسيط ليلحق بأخويه بعد ذلك ويسير نحو الطريق ليستقر في هذا الميدان الذي اتفقا على لقائهم هناك..لتستوقفه هذه الإشارة الحمراء كما استوقفت اخويه الذين يحدقون مثله في هذه الأم التي تعبر بأولادها الطريق ..ليترقرق الدمع بمقلتيه عاجزا عن النزول وامه تحتل مرئتية الأن فهو يبدو كطفل تائه دونها في تية كالغريق يريد أن يتعلق بقشة لربما أمه تستقل سيارة أحد اخويه فهو لم يصرح لأخيه بأمر خطابها لربما تكون غاضبه منه هو وتمنى ان تكون تواصلت مع أخيه رؤوف لأنه الاقرب إليها كما كانت تفعل معهم دوما عندما يقلقونها في امر يكون وجهتها الاولى هو رءوف أو رهف ولكن اين هى رهف الأن فهى بعيدة كل البعد عن مخيلته فهى مع زوجها في بلد بعيد ولا تستطيع امه الوصول لها ولكن مؤكد ان تكون مع رءوف فهو القريب إليها كما يلقبوه دوما ..حدث نفسه هكذا حتى يطمئن قليلا وهويجهل ان ڠضبها شملهم جميعا بعدما عانته معهم في السابق في امسيتهم التي عقدوها من أجلها ومن أجل اقناعها بما كانوا يكمنون ولكنها فاجأتهم بما هو اكبر من تخيلاتهم.
ليتهم يعلمون فضلها عليهم فكم عانت وقاست منذ ان حملتهم نطفة في رحمها الى ان صارا علقة ومضغة لتتحملهم وهنا على وهن تسعة أشهر دون ملل ..معاناتها كانت حلم جميل لها فكم استمتعت بتلك النطفة التي ارتبطت بها لتنموا بداخل احشائها وهى تدعو الله ان تكتمل نبتتها دون النظر لعنائها وهى الأن تسير في الطرقات بائسة في حزن وريبة مما ينتظرها من مجهول قادم بينهم نعم هى ضلت الطريق معهم وتعثرت أقدامها امام خطواتهم التي تهرول في الفرار من أحضانها ..تخر قواها لتجلس فوق احد الارصفة من جديد لتستمد منها القوة حتى تستطيع المقاومة لتقف مجددا بعد ان استلقطت انفاسها مجددا وهى تحاول ان تجد حل لوضعها هذا لتحمل ألامها واعبائها فوق اكتافها في حزن ارهقها فهى الى الأن لا تعلم الى اين ستتهادى خطواتها لتسير بعدها في تيته وحزن لتقرر الذهاب الى احد الدور التي ترعى المسنين امثالها لتستوقف عربة أجرى وتستقلها في تية والبكاء يغلبها فلم تنتبه
لهوية السائق الذي لم يكن رجلا بل سيدة وقورة اربعينة العمر لتهاتفها قائلة على فين ياستةالكل 
لتنتبه فريدة لهذا الصوت الأنثوي وترفع وجهها للأمام لتشاهد تلك السيدة العظيمة التي تعمل سائق أجرة لتبتسم لها بتقدير عبر مرأة السيارة الأمامية لتقول متمتة أي حته اتاوى فيها يابنتي .
تنهيدة حارة من السائقة التي يقابلها الكثير من امثال تلك المسنة والذين ترهقهم الحياة فمن المؤكد أن خلفها حكاية مريرة لتقرر ان تخرجها من هذه الحالة قائلة روقي يا أمي ..الدنيا مش مستهلة بكا عليها ..خلى بالك من صحتك ..محدش يستاهل ان تبكي عليه.
فريدة وهى تحاول ان تتملك نفسها من البكاء لترفع يدها لتمسح العبرات المتوافدة عليها دون رغبة منها فهى تحاول التماسك ولكن رغما عنها تنتابها تلك الحالة الحزينة لتردف لها قائلة ڠصب عني والله ..الام يا بنتي لما بتكبر مبيبقلهاش لزمة خلاص قالتها بمرارة تصبغ حلقها .
تقابلها الاخرى التي يقابلها من الحكايات اطنانا كل يوم فهناك من ترك ابية واخر رمى امه وهناك من ترك الاثنين
ونظر إلى نفسه فقط ..كما هناك اباء وامهات غير بارين بأبنائهم كزوجه أخيها التي رمت أولادها وهم صغار بعد ان ټوفي أخيها وتزوجت بغيره وهى لا تعبئ لهم شئ وهى الأن التي تعول هؤلاء الأبناء الذين يصرون على منادتها بماما وهى العمة التي ضحت من اجلهم مما تجعلها تردف اليها قائلة بعدما سردت قصتها لتلك السيدة الحنونه ها ياست الكل ..ايه رأيك في الام دي بقى ..رمت عيالها وبصت لنفسها وسبتهم ليا وانا والحمد لله..ربتهم وكبرتهم .
امعقول ان هناك من القسۏة والانانية ما يجعل ام تفرط في صغارها الى هذا الحد وهل يوجد من الټضحية والفداء بالنفس ما يجعل مثل هذه السيدة التي ضحت بحياتها الخاصة من أجل مراعاة ابناء شقيقها ..سبحان الله في امور الدنيا التي لا تكون على هواء احد لتتنهد بسخرية على تلك الأيام الغريبة وما يقابلها فيها ولن تنكر ان حديث السائقة اهداء من روعها وجعل السواد الذي بداخلها
يتلاشى قليلا ففي الحكاية عبرة بان هناك اباء يحملن القسۏة كما ان هناك اولاد يحملن القسۏة أيضا مما جعلها تتمتم لها بالدعاء ربنا يجازيكي خير يا بنتي ..مفيش حد بيعمل كده غير اللي عندهم قلب كبير ..وانتي شكلك بنت حلال .. بس برضو لازم تفكري في نفسك شويه علشان بكرة ولاد اخوكي هيكبروا ويتجوزم وانتي هتقاسي الوحدة ..شوفيلك راجل ابن حلال يقف جمبك وجم العيال اليتامى دول .
السائقة بوجل فمن منهن لا تود الاستقرار والزواج من منهن لا ترغب في طفل تحمله في احشائها ولكنها يكفيها الأن اولاد أخيها الذين يلقبوها بماما لبنى او لولو كما ينعتوها مدللين لذلك ارادت ان تبوح لها بأكثر مما قالت لتخبرها قائلة بشجن عارفة ياست الكل ..انا اتقدملي ياما ..لكن كان في واحد بس هو اللي عليه العين ..ولما سافر يكون نفسه وبقى معاه فلوس رجع بس كان شرطه اني اسيب ولاد أخويا وخيرني بينهم وبينه اتاريه كان مظبط مع واحدة تانية خالص من صحباتي اللي كانت تعرف بحكايتنا ..ولما قلتله مقدرش اعيش وولاد أخويا اسيبهم وانت كنت مواعدني اننا هنراعيهم سوا ..اتنصل مني واتهرب وراح خطبها واتجوزها وجاب منها عيلين كمان وانا كملت مشواري مع ولاد أخويا بعد ما قفلت باب الجواز وباب الصداقة لان غدر الصحاب بيبقى اقوى من غدر الحبيب واكملت بسخرية بعدما استشعرت الۏجع مرة أخرى جرلء تذكرها هذا الغادر وهذة الغادرة والا متفرقش كله غدر وجعهم واحد.
ارادت ان تسحبها نحوها الان لتضمها الى صدرها الحنون وتربت عليها كما كانت تربت وتهدهد بناتها ابتهال ورهف لتهتف مؤازرة لها بالحوار وتقص عليها حكايتها بستفاضة لتقابلها بالتعجب من امر هؤلاء الأولاد الذين يضحون بام كهذه ..كيف لهم ان يتجرأو بأن يأذوا مشاعر جنتهم على الارض ليتها ظلت صغيرة ولم تفارق حض امها وابها الذين تركاها وحيدة في هذه الدنيا الغادرة كحال قانتيها فهناك بشړ يحملن للغدر عنوان ..ظل الحوار متبادل بينهن لتقف لبنى على جانب الطريق امام احد المطاعم قائلة ثواني وارجعلك ياست الكل ..اجيب لقمه كده وارجعلك .
لتومي لها السيدة بالموافقة ومالة يابنتي ..براحتك ..لتتوجه الأخري وتقوم بشراء بعض الشطائر تكفي لشخصين وتقوم بشراء زجاجتين من احد انواع المشروبات الغازية الباردة وتتوجه الى العربة مرة اخري وتصتحب السيدة فريدة في طريقها وتصل إلى كورنيش النيل لتقف بجواره لتصف سيارتها بحزر وتطلب من السيدة فريدة مرافتها للجلوس قليلا امام النيل الأزرق الذي رؤيته تسر النفوس العليله وتعطيها الأمل والتفائل لتقابلها السيدة فريدة بالموافقه بعد إصرار الاخرى عليها واستحلفها قائلة بالله عليكي يا أمي تنزلي معايا ناكل لقمة سوا واهو نتونس شويه ببعض ..بالله عليكي .
جلسن يتناولن الشطائر بهدء كما لو كانو يضغطون على انفسهن فليس هناك
شئ يفتح الشهية ليتبادلن الحديث بينهن بألفة فلبنى تتطوق لمشاعر البنوة التي استشعرتها من خلال هذه المرأة العطوفة برغم ما تحملة من كيلام وفريدة تتمنى ان تنول بر اولادها الذين يريدون التنصل منها والبعد عنها لتغني كل واحدة للأخرى بما تقاسيه من غدر لتهون بذلك جراح الاخرى فالهمزم تتفرق على الجميع فليس بين البشر من يتمتع بهدوء وراحة البال ..لتقابلها لبني في سؤال هو انتي ملكيش حد عزيز تروحيله غير موضوع دار المسنين دا يا أمي ..حساه مش مريح.
فريدة بيأس وهى تفكر في من تلجأ اليه سوى ابنتها الغائبة رهف ولكن اين هى الأن والله يا لبني يابنتي الوحيدة اللي كان ممكن أروح ليها بنتي رهف ..ولكنها مع الأسف الشديد عايشة مع جوزها برة مصر . 
ليومض بداخلها أمل تستمد منه الحنان فأبنتها رهف دوما تكون هى طاقة نورها فهى الأخرى لن تستريح لأمر هذه الدار كما اخبرتها لبني فهى دائمة القلق من مثل هذه الاماكن مع انها أحيانا تكون حل لمن ليس لديهم احد يرعاهم
ولكنها سترهق نفسيا اذا قابلت هناك امثالها الذين يقطنون دون ان يأتي احد لزيارتهن .. نعم ستذهب إلى بيت ابنتها رهف فهى تذهب اليه دوما لتطمئن على مقتنياتها كما تطلب هى منها ستتخذ منه سكنا لها مؤقتا بعد أن تخبر ابنتها عبر الهاتف ولكنها الأن ليس لديها شبكة للتواصل ولكنها ستذهب الأن ربما تجد للراحة سبيل هناك وبعدها ستحل أمر الشبكة وتقوم بشحن جوالها لتستطيع التواصل معها هى فقط..لأنها تيقنت انها لم تعد تمثل لهم اهمية الأن وتعلم انهم سيقوموا بالبحث عنها في بلدتها لذلك لن تذهب الى هناك حتى لا يصلوا إليها فيكفيها منهم ما رأت ..ستدعو لهم بالهداية ..نعم فروحها العطوفه ابت ان تدعو عليهم حتى لا يذوقو مر العقاپ
لتخبر لبني بما اتاها من فكر وتقر لها بحسن الفكرة وتشجعها عليها وتقوم بتوصيلها وتتناولها ورقة برقمها حتى تتواصل معها للأطمئنان وحتى تكون في خدمتها اذا ارادت شئ ما
..فهناك ارواح تتألف بمجرد ان تلتقي وهناك ارواح تتنافر برغم تعارفهم .
بقلم إيمان فاروق
العشرون
تأكل الغرفة ذهابا وإيابا من الحزن والضيق فمنذ ان اتتها رسالة ابنة عمها رهف التي تخبرها فيها بقدومها للعاصمة اليوم ومشجراتها مع زوجها من أجل هذا القدوم ..وبعدها تواصل ابن عمها معها واخبارها بخروج أمه وجهله بمكانها وهى أيضا يأكلها القلق على هذه السيدة ولكنها تظن أن تكون توجهت الى بيت ابتهال او أحد ابنائها الرجال او ربما تكون في زيارة لأولياء الله الصالحين فهى من عادتها زيارة تلك الاماكن المباركة لتستبارك بها وبفضل هذا كله مازلت تقبع في حجرتها ولم تخرج منها الا على صوت ابيها يستدعيها قائلا بصوت جهوري يا هياام ..تعالى يابنتي سعدي امك في توضيب المطبخ واعمليلنا كوباية شاي .. ويكمل بمداعبة قائلا والا الجميل لسه بيفكر في موضوع العريس اللي شاغل تفكيره .
ابتسمت بسخرية ممزوجه بالخجل فهى اقرت بينها وبين نفسها انها لن تقبل بشخص لمجرد اغاظة الأخر ..فأخلاقها لن تسمح لها بفعل بشئ كهذا حتى وان كان هذا الفعل ثأر لكرامتها امام ابن عمها الذي غدر بمشاعرها النبيلة التي كانت تكنها له ..ولكن ليس لرجل أخر ان يدخل نفسها لمجرد هذا فهى لن تغدر بأحد ولن تكون مجرد زوجه بدون قلب ينبض بمشاعر راقية واخلاص نابع من الحب المتبادل ستنتظر من يخفق له قلبها لذلك قررت أن تتحدث مع ابيها في هذا الأمر لكي يتراجع قبل ان يبلغ اهل الخاطب كما قالت له بالأمس القريب ولكنها تفاجأت بزوجة ابيها تقول بس انت سيب بنتي في حالها وانا عملتك الشاي اهو ..تعالى بقى لما اقولك على اخر الأخبار .
حدقها منتبها لما تفوهت به وتوجز خيفة مما سيقال بفضل تبادل النظرات بينهم الذي جعله يتوجز شئ بعينه مما جعله يهتف قائلا ايه في ايه انا متوغوش من نتظراتك انتي وهى قولي في قالها بصوت حاد قليلا جعلهن يرتبكن فزوجها عندما يغضب لا يستطيع أحد أن يقف امامه فلذلك قررت البوح بصورة هادئة وهى تقول له بتريث طب بس اهدى يا حج .. أنت قفشت ليه كده الموضوع يخص ام كمال ..مرات المرحوم اخوك شكلها غضبانه عند بنتها والا حد من ولادها الرجالة ام محمود وأم سعد كانو بيتكلموا الصبح وانا بجيب الطلبات ..شفوها شايلة شنطه سفر صغيرة ولما سألوها قالت راحة مشوار لكن سامر طلع يسأل هيام الصبح وهو حالته متسرش كان متلغبط وتايه كده وبعدها نزل بس اللي فهمته أنها مش راضية بموضوع جوازة بسبب ان العروسة رفضت تسكن معاها زي ما كان نفسها وان مرتات عيالها مزعلينها ام سعد ومرات ابنها كانوبيقولو كلام زي كده .
ما كان عليه غير ان يحوقل فهوا كان يتمنى أن يكون
ابن أخيه زوج لأبنته اليتيمة حتى يكون مطمئن ولكنه لن يفرضها عليه فهى ليست بالبخسة حتى يفعل هذا فهى درته الغالية التي يتمنى قربها آلاف من الرجال من ذو المناصب العليا لذلك لن يدنئ نفسه له طالما توجه بالخطبة من غيرها ولكن ما ذنب تلك السيدة التي افنت عمرها عليهم وفي تربيتهم كيف لهم ان يكونوا ابناء عاقين لها بهذا الشكل اين عقول ابناء أخيه الذين كانو يضربوا بهم المثل في الاخلاق ورجاحة العقل وحبهم لوالدتهم . 
مازال كمال يقف عالقا أمام الإشارة الحمراء بشرود لتأتي صورتها في مخيلته متذكرا اياها شاردا بصوتهاوهى تردف اليه بحنان يالا يا كيمو ياقمر امسك في ايدي علشان نعدي الطريق .
كمال بتذمر طفولى وهو يحرك كتفيه بعناد قائلا بجهور وهو يبتعد عنها يوو يا ماما ..انا راجل ومش خاېف اعدي لوحدي ..شوفي حتى .
كاد ان يتحرك ليتذكر لهفتها وقتها عليه كم هرولت في فزع وتوتر كاد أن يوقعها على الأرض في
فزع وهى تقول حتى توقفه طب بس استنى في راجل يسيب امه الست الضعيفة واخوه الصغير ويمشي لوحده من غير مايطمن عليهم ..انا ياسيدي الي خاېفة .. حتى شوف كده .
شحنت بداخله وقتها نخوة جعلته يملأ رأتيه بالهواء وشعر وقتها انه رجل كبير بالفعل وعليه الحفاظ عليها وعلى أخيه الاصغر فأجابها بغرور استشعره وقتها ليقول بتفاخر طبعا انا راجل ومش همشي واسيبك انتي ورءوف .. ليكمل مستطردا بصدق اصلا انا عمري مهتخلى عنك يا ماما أنتي واخوايا ..هاتي إيدك لما اعديك ..تشبس بيديها وقتها وكأنه هو الذي يسير بها الى درب الأمان ولكنه ايقن الأن انه لا يساوي شئ أمامها .. فهو خالف عهده معها ومع ابيه فهى وصيته الاخيرة التي اوصاه بها في اخر ايام حياته قبل ان تتوفاه المنية ليتذكر قول ابيه وقتها كمال يابني ..انت الراجل الكبير من بعدي ..امك واخواتك البنات امانه عندك
وخليك قريب من اخواتك الولاد .. عاد الى واقعة وهو يزرف الدمع دون ان يشعر فيا ويله لقد خان العهد مرتان مرة لأمه وهو صغير ومرة لأبيه وهو على فراش المۏت لقد تذكر وعهده اليه يابابا امي دي في عنيا واخواتي البنات في حمايتي والصبيان دول وصيهم انت عليا ..وبعدين ياحج ربنا يخليك ليا وليهم وتخلى بالك مننا كلنا ..تذكر وصية ابيه لقد كان سيفقدها ويسلمها بيده للهاوية دون رجعة لقد كاد ان يفقد جنته بعدما وافق بل وشارك في اقصائها من حياتهم ولكن انار الله له الطريق الأن بتلك الإشارة الحمراء التي تنبهنا ان هناك خطړ ما وعلينا الوقوف والتعامل معه بحزر حتى لا نقع في الهلاك..عاد لنفسه متوعدا ان يصلح ما افسده هو بسلبيته امام رغبات زوجته التي يعلم مدى انانيتها فهى دست له السم بعسل كلماتها وتصوير امه له بأنها دوما تفضل اخوته عليه ولكن هيهات فقد زاحت عنه تلك الغشاوة التي تكسو مقلتاه سيسير اليها ولن يذهب لاي من تلك الدور التي لا تليق لها ولا تناسبها لأنها ليست بالوحيدة فهى لديها من الرجال وهو لن يتخلى عنها ابدا.
رءوف شاردا بهذا المنظر الذي استحسنه في تلك الإشاراة الحمراء التي فرضت عليه الإنتظار فتلك السيدة التي شدت انتباهه وهى تحمل طفلها وتتمسك بالاخر جعلته يبتسم فهى الأم دوما تحمل أعباء أطفالها بسعادة تحميهم صغارا وتحافظ عليهم تحت ظلها من عناء الطريق ..ليتذكر امه فكم عانت معه صغيرا في مثل هذه الظروف
ماما شيليني ..انا مش هامشي دا كله .
يارؤوف ياحبيبي امشي جامبي علشان شايلة اختك .
هو بتزمر وپبكاء مصطنع اشمعنى رهف تشيليها وانا امشي كده هو انتي مش بتحبيني زيها .
تجيبه هى بحنو ووهن دا انت روحي بس علشان هى صغننه ..وانت راجل مش هقدر اشيلك واسيبها علشان هى مش هتعرف تمشي .
يهتف پبكاء وضعف قائلا ليستدر عطفها طب انا رجلى بتوجعني قوي ودايخ وقام بوضع يده فوق رأسه بمكر تمثيلي ليرهق به نابضها وقلقها عليه ليكمل قائلا انا تعبان ومش هقدر اعدي الطريق .
تذكر لهفتها عليه وقتها فكم افزعها معاناته وألمه الذي اصتنعه وقتها ولكن رحمتها به جعلتها تحمله في عناء على كتفها من اعلى بعد ان تركت الصغيرة على الأرض ثم رفعتها مرة اخرى لتسكن احضانها لتهداء من حالة البكاء التي انتابتها بعدما تركتها من اجله ..كم كان في نشوة وهو يرى الناس من فوق اكتافها فكم رفعته فوق الجميع وهو اليوم ينزلها من على اعناقه حتى يريح نفسه من حملها الذي لا تحمله هى اياه من الأساس ..فشح زوجته يجعلها تتلاشى التعامل معها وهو يريد الراحة ولكن اي
راحة وهو يهوى بها الى حيث لا رجعة فهل يتنصل من غاليته من أجل شح زوجته يا ويله لقد كاد أن يقع في بحر الظلمات ..فكيف له ان ينزل قامته من فوق اكتافه بعدما رفعته هى الى السماء بفضل اعتنائها به صغيرا وتربيتها ودعائها كبيرا ..وعى لنفسه والعبرات تكسو وجنتيه فقد رفعت ستائر الغباء من فوق مرأتيه ..لن يتنصل من مسئوليته تجاهها حتى وان وافق أخويه..ان لزم الأمر سيترك تلك الشحيحة من أجل الاعتناء بغاليته فهو لن يضيع جنته مجددا سيمكث تحت اقدامها لعله يهنئ بقربها من جديد .
وقف يستمتع بهذا المشهد الذي لفت انظار الآخرين ففي وجود الأم راحة وامان تذكر هاربته التي تركته كالتائه الأن فكم اشقاها صغيرا وهو يسير معها في الطرقات ..كم كان يجبرها على اقتناء الاشياء دون النظر لحالتهم المادية وقتها ماما ..انا عايز اللعبة دي .
هى بعطف وحنو حاضر يا حبيبي ..ربنا يسهل واشتريهالك .
هو بعناد يقف ويتزمر ويبكي بصوت عالي ليضغط عليها بمكر طفولته ما ليش داااعواااا ..عاااايز دي وهو يشير الى
تلك اللعبة التي لا تمتلك سوى ثمنها وتقتنيها من اجل اسكاته وسعادته وتعود مترجلة وهى تحمل مقتنياتها فهى انفقت كل ما معها من أجل مشتروات بيتها و لم يتبقى معها نقود بفضل انها انفقت المتبقي في جلب لعبته ليبكي وقتها مستغيثا بها ااااه ياماما ..رجلى ..احنا مش هنركب انا رجلي وجعتني قوي .
لم تقسو عليه ولم تعنفه بل حملته برحمتها فوق احد كتفيها وهو يحمل لعبته بسعادة دون النظر الى عنائها المعنوي او المادي فكم كان انانيا وهو صغير وكم ذاد دنائة عندما وافق على تركها المنزل من أجله لقد ضحت سابقا له مرات ومرات وأثرته على نفسها ولم تخزله يوما في طلب له وهو اليوم يخزلها فقد كان دوما يخبرها انه لن يتركها فكيف تركها الأن هل فقد عقله ..لا لن يهنأ له بال الا بعد ان تعود جنته اليه ليستقر تحت اقدامها
مقبلا اياها علها تسامحه فيما كان سيفعل بها وعلى تلك المدعوة نشوى ان تقبل بها في حياتهم فهى من المؤكد انها ستوافق لأنها تحبه فهذا ما يظن ولكن يجدها الأن وبعد ذلك يكون ما يكون .
هذه هى الأمومة التي فقدوها الأن وها هم يقاسون مر فراقها وليتهم يعلمون أين هى فكل منهم يظن ان الأخر على دراية ولو بالقليل عنها ..لتكمل هى طريقها الي بيت رهف بصحبة تلك اللبنى التي ظهرت لها كالملاك الذي هداها الى هدى الطريق وخففت عنها عناء اليوم الى ان جلست الأن فوق احد الأرائك التي تأخذ مكان جانبي في ردهة المنزل لتبسط جسدها قليلا حتى يرتاح عمودها الفقري قليلا من جلستها طول اليوم لتتفاجأ بعد ذلك بطرق على الباب مما جعلها تتوتر قليلا خيفة من أن يكون أحد أبنائها ولكنها سخرت من تفكيرها فهى تظن انهم ينعمون الأن ..لتستمع لصوت جعلها تطمئن وتندهش في نفس الوقت أفتحي يا أمي انا لبني السواق .
هرولت مسرعة وهى تتوجه نحو الباب بعدما اطمئنت لهذا الصوت وتأكدت بعدما تأكدت من انها بالفعل لبني لتفتح لها الباب وهى تقول اهلا يابنتي ..ايه النور دا تعالى اتفضلي .
تقدمت لبني نحوها وهى تناولها بعض الاكياس المحملة بالبقالة التي ممكن ان تحتاجها في يومها هذا لتقول لها قائلة أتفضلي يا ست الكل ..دي شوية طلبات ممكن تحتاجيها ..انا قلت مش هتقدري تنزلى تاني تشتري اي حاجه فجبت شوية طلبات على ما قسم كده ورغفين وكام قرصة علشان لوجعني باليل والا حاجة .
ترقرقت الدموع في عينيها فتلك الفتاة جعلتها تتأكد أن الدنيا مازالت بخير فهناك قلوب رحيمة وعطوفه كحالها فلذلك هدأت نفسها قليلا لتستقبلها قائلة بوجل طب اتفضلي اقعدي وقوليلي حساب الطلبات دي كام .
_أنت بتشتميني يا أمي ..انا مش مالية عينك والا اية ..دانتي في غلاوة امي الله يرحمها وطولة العمر ليكي يارب .
قالتها لبني معاتبة اياها لتقابلها الاخرى بخزي فهى لا تريد ان تثقل عليها في ورأفة بحالها فهى تعمل بيومية فرزقها في الغيب ولكنها لن تكسفها فلذلك قررت قبول تلك الطلبات واهدتها دعائها واقرت في نفسها وهى عازمة على رد جميلها والقت القادم وبعد ان تستقر الأوضاع معها.
بقلم إيمان فاروق
الحادي والعشرين
تقابل الأشقاء الثلاثة امام المقهى دون أن يجلسو ليبدأ كمال متلهفا ايه ياسامر في ايه
يرد الاخر بسؤال دون أن يجيبه ماما كلمت حد فيكم النهاردة.
يتدخل رؤوف مستفسرا ليه هيا مش معاك ..انا بحاول من الصبح اكلمها ومش عارف أوصلها.
كمال بتية وقلق أنا كمان رنيت عليها وبعتلها رسالة ومردتش عليا .. المفروض تكون شفتها انت الصبح .
لا يعرف بماذا يجيب فقد ضاع أمل ان يكونا على دراية بمكانها ولكنه استجمع رباط اجاشاه وتفوه انا صحيت الصبح ملقتهاش ولقيتها
سيبالى الورقة دي ..مد يده بها في شرود ليلتقطها رؤوف في لهفة لېنزف نابضه ألما لقد قررت التخلى عنهم قبل ان يفعلوها هم ..لقد فعلتها بيديها حتى لا ټقتل على يد أولادها..ليلتقط كمال الورقة من بين يد اخيه الذي تلحف برداء الصمت من هول الصدمة..ليطبق على تلك الورقة پألم وحسرة بعدما غرق بين سطورها..لقد رحلت وهى تدعو لهم بالسعادة ولكن أين هى تلك السعادة وهى بعيدة ..قرر كل منهما البحث عنها في مكان ما وقام كمال بالأتصال بأحد اقاربهم ليسأله على وجودها بالبيت ليجيبه الطرف الآخر ان البيت مغلق ولا يوجد به احد ..ويتواصل رؤوف بأخته ابتهال ليفاجأ بها وهى تقول ايوا يارؤوف ياخويا ..انا واقفة عند باب ماما بس مش بتفتح ولا بترد على الفون مفيهوش شبكة وسامر كمان.
قاطعها قائلا ابتهال سامر معانا بندور على ماما .
تحدثت من بين بكائها فهى الأن علمت تفاقم مااقترفوه بحق بتلك السيدة التي ضحت كثيرا من أجلهم يبقى سابتنا زي مكنا هنسيبها يارؤوف .. احنا السبب ..هاتولى ماما بالله عليكم.
يحاول ان يتمالك نفسه حتى
لا يهوى على الطريق فانفاسه تخفق كلما تيقن فقدانها وزاد عندما استمع لبكاء اخته التي تبكي مر الفقدان فهى انثى ضعيفة ليته يستطيع النواح مثلها حتى يخرج من حالته هذه ويستطيع بعدها ان يبحث عن ضالته اهدي يا ابتهال ..سامر هيجي يفتح ليك يأما روحي واحنا لما يجلنا اخبار هنتصل بيك.
انا سبت البيت لمحمد ..خلي سامر يجي يفتح ليا الباب ..قالتها ابتهال وهى تحاول أن تكون متماسكة .
ليصدم الأخر بعدما سحب منه الهاتف واستمع لحديثها فمن الواضح أن امانته الأخرى كانت تعاني وهو يتوارى عن تفقد حياتهم متعللا انها لا تشتكى من زوجها وانها لابد ان تتأقلم كغيرها من النساء فيجيبها في تيتة وألم مااشي ياابتهال ..هنيجي نفتحلك ونشوف هنعمل ايه.
ليأتية على هاتفه رسالة تخبره بقدومها الى أرض الوطن خلال الساعات المقبلة وهى تريد احدهم ليكون في استقبالها هى وأولادها مما جعل
الدهشةتحتلت ملامحه فهل عرفت رهف أمر أمهم ام عادت هى الأخرى غاضبة من زوجها فهو يعلم انه غيور ومتملك ولكنه كان يلتمس له العزر فهو رجل ويحق له ان يتحكم في امورة الشخصية طالما أن زوجته ترضى بهذا الأمر ولكنه للمرة الثانية يخلف عهده فهو لم يتطرق معها ابدا في السؤال عن احوالها ورضائها الكامل لأفعال زوجها ولكنه اليوم سيحاول ان يصلح ما افسده ولكن عليه اولا استعادة غاليته وبعدها يهون اي شئ..فعليهم الأن تقسيم انفسهم فسامر عليه العودة من أجل شقيقتهم التي تسكن الأن الدرج امام منزل الأم وهو سيذهب إلى المطار ليكون في استقبال أخته رهف فمن المؤكد انها على وصول الأن .
في ايه ياام روفيدا ..قاعدة كده ليه هي ام كمال لسه مجدتش من برة .قالتها ام محمود الجارة التي دوما تزورها في مثل هذا الوقت.
هتفت متلهفة لأستقبال اي معلومة تفيدها عن امر امها ربما تكون في مشوار قريب وستعود انت شفتيها النهاردة يا ام محمود.
امم شفتها الصبح وكانت شايلة شنطة صغيره ولما سألتها قالتلي راحة مشوار صغير وراجعة ..بس كده يبقى اتأخرت قوي .
خارت قوى الأخرى فهكذا توجز اخواتها اصبح يقين بأن امها غادرتهم بلا راجعة ..لتقابلها هيام وهى تترجل الدرج كما لوكانت تبحث عن شئ هى الأخرى لتتفاجأ بها تبكي بعد أن جلست امام عتبة باب أمها تستند اليه كما لو كانت تستمد منه ريح أمها لتشعر بالأمان مجددا لتهتف هيام بفزع ابلة ابتهال ..قاعدة كده ليه ..وهو فين سامر .
تجيبها ابتهال بتية وخوف ماما سابتنا يا هيام قبل منسبها .
هيام وهى تجثو أمامها انت قصدك ايه يا ابلة لما سامر جه وسألني عليها فكرتها عندك وهو قالي انه هيتصل بيكي ويروح لأبيه كمال لكن كده انا مش فاهمة حاجة هو في إيه ..ليقطع حديثهم ام محمود وهى تردف طب هى زعلت منكم في حاجة يأختي..دي كانت امبارح فرحانة بمجيتكم قوي .
إجابتها بحزن ممزوج بالحسړة امم محڼا كمان فرحنها بالاقوي لدرجة انها سبتنا و مشيت .
سامر صاعدا الدرج بسرعة لربما تكون قد عادت وينتهي هذا الأمر المؤلم برمته فهو ايقن انه مخطئ وسيعتز لها ولن يفعل اي شئ يحزنها بعد ذلك ولكنه تفاجأ بمن يقطنون امام بابها لينهضوا هاتفين هاا عرفت هى فين .
يحاول استجماع نفسة المشتته ليتمتم بغموض ندخل الأول وبعدين نتكلم ..مينفعش نقف كده على السلم ..لتعتزر منهم ام محمود بعد أن استشعرت الحرج طب بعد أذنكم امشي انا بقى وربنا يعتركم فيها بس امانه عليكم أول متيجي تخلوها ترن عليا وانا كون تحت رجليها دي حنيتها عوضتني عن المرحومة أمي.
ليحرك سامر رأسه بإيمائة متحسرة على تلك السيدة التي اضاعها بأنانيته هو وسلبية اخوته .
ها ياسامر ..عرفتو حاجة عنها قالتها
ابتهال حين اغلق أخيها الباب بعد أن استأذنتهم الجارة التي بدى عليها البكاء بعدما علمت بأمر اختفاء امهم ولاحقتها الأخرى بأنفاس متهدجة من الخۏفها مردتش يعني على سؤال ابلة ابتهال .. طب مرحتش لأبية كمال زي ما قلت.
اسبل اهدابه بخزي فهو لا يستطيع البوح بما يشعر فكيف لأمه ان تفعل به هكذا كان عليها تعنيفهم او حتى تقذفهم باقزر الشتائم وياليتها كانت حملت العصا لتعلم على أجسادهم وتعيد تربيتهم من جديد ليتمتم پبكاء واضح على تهدج كلماته مقدرناش نوصلها ..كنت مفكر اني هلاقيها مع رؤوف أو مع كمال لكن لاقيتهم ميعرفوش حاجة وسبتهم كمال راح يجيب رهف من المطار ورؤوف طلع على البلد يمكن تكون راحت ولسه محدش عرف لأنه كلم عم مجدي وقاله ان البيت مقفول بس يمكن تكون لسه موصلتش وأكمل مغمغما بتمني ان يجدها اخيه هناك لازم تكون هناك ..امال هتكون فين.
ترفع رأسها داعية ان يستطيع أخيها اللحاق بها واقناعها على العودة او ستذهب هى اليها هناك ولكن تتذكر كلمات أخيها الأولى لتردف متعجبتة هى رهف جاية صحيح ..انا مكلماها
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
امبارح ومقلتش حاجة زي كده.
هيام متنهدة فهى تواصلت معها صباحا قبل أن يأتيها سامر ولكن لم تخبره وقتها لأنشغالها بأمر غاليتهم امم فعلا هى جاية ..نفسيتها تعبانه وطلبت من الأستاذ ناديم انه يسمحلها بالنزول واصرت عليه رغم انه مش كان موافق .. واكملت مستطردة له بعدما نظرها بعدم استيعاب فهى لديها معلومة كهذه ولم تخبره مسبقا بس موضوع خروج ماما فريدة لخبطني وخلاني نسيت اقولك الصبح وفكرت اصلا ان عندكم علم بمجيها او هى حابة تعملها مفاجأة. .
اخذا يأكل الطريق اكلا.. حتى كادت ان تفرط عجلة المقود من يده وتنفلت إطارات السيارة من فوق الأرض التي استجارت من تلك السرعة التي يسير بها ليصل إلى هناك وينصدم عندما يجد الباب مؤصد متغلغلا بأقفال حديدية كقلوبهم واخواته الذين قسو على تلك
الرحمة المهداة من رب العالمين لهم وهملو هم في رعايتها .. لينكس بعدها رأسه بخزي ويسدل اهدابه لتسقط قطرة من الدمع أمام امله الوحيد .. ويعود كما ذهب ليرجع من حيث بدأ وهو يجرجر ازيال خيبته فأمه ليست هناك ولا احد يعرف عنها شئ ..
مما جعله يزور أحد اقاربهم هناك من المحتمل أن تكون قد توجهت اليه لينفي هذا العم الطيب الذي أزره في تيته ووعده ان اتت سيقوم بأخباره على الفور..ويعود بعد ذلك مجددا بعد ان فقد الأمل في العثور عليها 
كما اخبره اخيه الأكبر كمال الذي ذهب لأستقبال وأحضار امانته الاخرى ليشاهدها وهى تحمل جبلا من الحزن لتلقيه عليه بعبراتها المشتاقة لريح أمها فور قدومه اليها لتستشعره حينما ارتخت بين أحضانه قائلة بأنفاس متهدجة وحشتني قوي يا اخويا ..وامي كمان وديني ليها يمكن اقدر اتنفس ..احسن حاسة اني بمۏت وحشتوني كلكم ..يالا بسرعة ياكمال وديني لها قوام .
كلماتها جعلته يؤصد امامها الأن هذا الموضوع فحالتها لن تستحمل ثقل اخر من الأحزان فيكفيها ما يشاهده هو عليها ليستعيد انفاسه متنهدا ويحاوطها مهدائا لها قائلا حمدالله على سلامتك يا رهف ..احنا كمان ياحبيبتي وحشتينا انتي وولادك وجوزك ..ويتقدم بعدما فك عناقها ليتوجه نحو الصغار الذين يقفوا في إستعداد لمعانقة الخال الذي دوما يتحدثون معه خلف شاشة المحمول عبر شبكة الإنترنت..ليجذبهم اليه نحوه ليستمد بعض من الحنان من عناقهم الدافئ ويعاود مجددا لريح أمه ليصتحبها الى منزلهم دون ان يتفوه ببنت شفة عن أمر اختفاء أمهم.
تعالوا ياحبايب خالو ..وحشتوني وحشتوني قوي عانقهم بحب ابوي وهو يستقب نظراتهم السعيدة بملاقاته .
ليتوجه بعد ذلك لأخته التي مازلت تبكي مما جعله يهتف قائلا وهو يسحب الحاملة التي تحمل الحقائب ويتوجه الى الخارج وهو يقول يالا يا هف هنركب العربية وبعدين تحكيلى على كل حاجه واحنا في طريقنا للبيت .
استقلت السيارة بجانبه بعدما تأكدت من وضع الحقائب بأكملها واستعدال الأطفال في مقاعدهم الخلفية لتجلس هى بجوار اخيها لتسرد له بعد ذلك ما باتت عليه وما ادى الى تفاقم الوضع بينها وبين زوجها .
هناك اعين مراقبة هنا تنتظر ولو معلومة لتبني عليها قصة من الخيال الذي يفرضه تخيلها ..فأم سعد وام محمود الجارتان اللاتي يعلمن القصة برمتها لا يونون على سردها على الجميع كنوع من أنواع العبر لمن لا يعتبر فهن لا يشغلهن الأن سوى الأطمئنان على تلك السيدة لتهتف ام محمود في سؤال قائلة الا قوليلي يا ام سعد ..هى الحاجة فريدة رجعت من مشوارها.
تجيبها الاخرى بجهل والله ياختي ما شفتها حتى البت وردة مطلعتش عندها النهاردة علشان خدت البت الصغيرة للمستشفى العام من الصبح ولسة مرجعتش. وانا مش عارفه اسيب باقي العيال لوحدهم
وقلت لما امهم تيجي ابقى اطلع اشقر عليهم .
أومت لها الأخرى وهى تقول في هتاف طب يا ام سعد انا هطلع اشوفها كده تكون رجعت وكمان لو عايزة حاجة ابقى اجيبهالها تلاقيها مستنياني كالعادة ..ولما انزل من عندها هاجي اطمنك .
انهت حوارها وهى تتوجه لمنزل السيدة دون تريث فقد عزمت الامر على ان تطمئن على تلك الجارة الطيبة كما تعودت وهى تدعوا الله ان تكون قامت بحل مشاكلها مع أولادها الخمسة وهى تستعيد لذاكرتها شكوا السيدة فريدة من اهمال ابنائها الرجال وقسۏة نسائهم عليا مما جعلها تدعي عليهم بالهداية لعلهم يعلمون قيمة تلك السيدة .
لتأتي جارة اخرى لتحتل مكانها امام ام سعد لتلقي عليها السلام وتستوقفها الأخرى مرحبة بها قائلة صباح الخير عليكي يا أحلام ..تعالي ياختي اقعدي 
شوية .
ام أحلام وهى تضع ما بين يديها على الأرض حتى تريح يديها من ثقلهم وتريح اقدامها بالجلوس بجوار السيدة الاخري فوق حجرة كبيرة تستقل جانب الباب من الجهة المقابلة للأخري وهى تتمتم بأعياء اه والله الواحد تعب من مشوار السوق .. وادي قاعدة بس قوليلي ام محمود
واخدة في وشها وراحة على فين .
ام سعد تبوح بستفاضة للجارة لتقابلها الاخرى بالتعجب فأبنتها اخبرتها ليلة امس في تقريرها اليومي الذي تعطيه لها مما جعلها تتعجب مما زرفته الأخرى قائلة معقول يا أختي ..اومال أحلام قالتلي ان الحاجة وافقت على الموضوع من غير اي مشاكل وكمان صممت أنها تعيش في دار مسنين علشان متقلش عليهم مع اني قلتلها انه ميصحش لكنها قالتلي انهم اتفقوا على كده خلاص .ان الحاجة فريدة هى اللي صممت وهما مكنش ليهم ذنب في انها تروح لمكان زي دا واكملت في استغراب والله يا ام سعد انا معنتش فاهمة حاجة ..ربنا يكون في عونها لما الواحده فينا ولادها بيخلفوها ويعملوا اللي في دمغهم ويصروا عليه بيبقى موقفنا صعب فربنا يقويها ويسلمها دي عشرة عمر وجيرة خير طول عمرها .
يتنشقون على اي خبر بنم عن أخبار جديد تهدئ من قلقهم هذا فكل واحد منهم بعيش بتفكيرة في وادي بعيد عن وادي الأخر ..يحملقون في شاشات هواتفهم الجوالة لربما يجدوها نشطة ويستطيعون التواصل معها ولكنها مغلق بل ومازلت الإشارة الحمراء ترسخ في مخيلتهم هذا الأمر الي ظلموا انفسهم به ..فهل يستطيعون الوصول اليها بالفعل ام انها ستفضل البقاء بعيدا
أولاد فريدة 
بقلم إيمان فاروق
الثاني والعشرين
اخذت حقائبها البلستيكية المحملة بمتطلبات منزلها من بقالة وخضار لتستعد للتوجه الى منزلها وترك جارتها قابعة مكنها امام منزلها لتأتي الجارة ام محمود مرة أخرى عليهن وهى تحرك شفتيها يمينا ويسارا بحركة ساخرة شعبية حتى تخبرهن قائلة شوفتو الخيبة اللي ولاد الحاجة ام كمال عملوها ونظرت ضيقا لأم أحلام مما جعل الأخيرة تستشعر الضيق فهى حماية لأحد ابناء تلك السيدة التي تتحدث عنها الان ومن الواضح انها تنبط عليها بالكمات اللازعة مما جعلها تهتف بضيق تقصدي ايه بكلامك اللي بتقوليه دا يا أم محمود ..اظن ملوش لزمة رمي الكلام بتاعك ده .
ام محمود بضيق شديد من هذه السيدة التي لم تعلم ابتها سوي الانانية هوا انا قلت ايه يا ام احلام يا ختي ..اظن عيب جدا لما الست الغلبانه اللي عمرها مزعلت حد ولادها ونسوانهم يوصلوها انها تطفش وتسيب البيت منهم واظن اللي على راسة بطحة وانتي لو مكنتيش عارفة حاجه مكنتيش زعلتي ولمو أخذة كان المفروض عليكي تفهمي المحروسة بنتك انها مسيرها تبقى حما وربنا بقعد لكل واحد عمله ..انا ياختي كنت بتكلم على العموم لان الست عمرها مجابت سيرتكم بحاجة وحشة لكن الوضع واضح وحال الولية الغلبانة بيتكلم لوحدة .
لم تستطع ام احلام الرد ولو ببنت شفة احراجا من حديث ام محمود التي تحدثت بشكل قاسې أمامها واتهامها الحقيقي فهى لم تحسن تربية ابنتها التي تتمتع بالانانية المفرطة امام ام زوجها مما جعلها تقرر المضي نحو بيتها دون الرد عليها ..لتتحدث ام سعد قائلة بضيق وخزي لها وليه لازمة الكلام دا يا ام محمود ..الوليه ذنبها ايه ان بنتها وحشة 
ام محمود بقلة حيلة اووف بقى ..انا اعمل ايه مكنتش اقصد وبعدين هى عارفة بالظبت ان بتها علطانه وهى مش قادرة عليها ..وانا لما شفت ابتهال بنت الست فريدة قاعدة على السلم اللي قدام الشقة وعمالة ټعيط هى هيام قلبي وجعني عليها ولما الاستاذ سامر جه اتأكدت ان الست فريدة سابتهم وطفشت منهم علشان زعلانه وانا بصراحة اتكسفت ومشيت بسرعة علشان يعرفوا يتكلموا براحتهم يشوفوا حل مع بعضهم يمكن يعرفوا يوصلو لطريقها وبعد كده يطمنونا عليها ..ظلت الجارتان تتبادلا الحديث الى ان اتى ابنائها واجدا يلى الاخر وبصحبة الابنة الصغري رهف ولكنهم فضلا عدم التوجه اليهم بالحديث او الاستفسار حتى لا يثرن البلبلة مرة أخرى لقوموا بالدعاء متوجهين للسماء
ان يطمئنهم عليها وتعود مرة أخرى الي احضان الحارة الطيبة من جديد .
وضعت المفتاح بمزلاج الباب لينفتح الباب أمامها وهى لا ترى شئ امامها سوى صورة السيدة فريدة التي تركت بيتها ورحلت مما جعلها تنقبض من تلك الفكرة فهى الأخرى ام ولديها ابن تتمنى له السعادة ولكن ليس على حساب نفسها لن تستطيع التحمل ان تهجر حياتها الماضية هباء هكذا دون النظر لمشاعرها بل من الممكن ان يشاركها البيت حتى يكون مستقبلة ولكن هذا تفكير اناني من أبناء ام زوج ابنتها وهى ترى ان ابنتها مشاركة في هذه الچريمة ولذلك ستتواصل معها وتنهرها على هذا الأمر ..هى اخبرتها انها ستذهب الى بيتها بالريف وهناك اخواتها واقاربها ولن تكون وحيدة او غريبة بينهم ولكن موضوع الدار هذا قاس جدا لذلك عليهم البحث وعلى ابنتها مؤازرة زوجها في البحث عن المفقودة لترفع بعد ان جلست على احد الأرائك التي تحتل غرفة المعيشة لتتناول انفاسها المتلاحقة بفضل درجات السلم العالية لتستنشق الهواء وتطلقه في
هدوء وهى تلمس شاشة الجوال ليأتيها رقم ابنتها وتتواصل معها وتقوم بمطالبتها بالذهاب الى بيت ام زوجها للوقوف معهم في مصيبتهم نعم هى مصېبة ولكن ابنتها لا تعلم مداها لوعلق معها الهاتف وهى تدعوا الله لها بالهداية حتى ټعذب بأحب ما تملك وتبتلى فيه كما كانت سبب في بلاء تلك السيدة التي لم تفعل لهم سوى كل خير لتغفوا بعدها من شدة ارهاقها ويوقظها زوجها بنكزة من يده قائلا برفق ام احلام ..ايه اللي منيمك كده .. قومي
ريحي جوا .
ام احلام بفلجة من تلك الوكزة ايه في ايه يابوا أحلام ..انا مش نايمة ..تلاقي بس الضغط وطي شويه .
الزوج وهو يقترب ليجلس بجانبها ويربت على كتفها بحنو قائلا الف سلامة عليكي .. ودا من ايه كده ..طب تحبي نروح لدكتور ..والا اعملك فنجان قهوة يفوقك شوية .
الزوجه مطمئنة لزوجها الذي يبدو عليه مظاهر القلق متخفش دا بس لاني زعلت شوية من كلام ام محمود وانفعلت شوية على بنتك احلام ..قالت كلماتها لتثير انتباهه نحوها ليطالبها بسرد ما قصته اليها ام محمود وتقوم هى بالفعل بسترسال القصة برمتها من اول الخطة التي كانت ابنتها تخطط لها بالتعاون مع أمال سلفتها والى أن وصلت للجارة ام سعد اليوم وما اخبرتها به عن حال السيدة فريدة وموقف ام محمود معها وحديثها اللازع التي زرفتها به ليحرك رأسة بحزن مستغفرا لله ويتوجه الى الداخل وهو يردد الحوقلة نعم لقد عجز لسانه على الكلام فموقف ابنته مخزي للغاية امام ام زوجها وخاصتا انه يعلم أن السيدة فريدة لا تتدخل في شئونهم بتاتا لهم ولا ابنائها الآخرين أذا فلماذا هذا الموقف العدائي لها فخى نعمة مهداة لها ومشوارها في الحياة اصبح على مشارف النهاية فلماذا يتخذونها عائقا أمامهم لذلك قرر أن يتواصل هو الأخر بابنته ليستدعيها حتى يتثني له الحديث معها عن قرب فالهاتف لن يكون مريح له ..ليتواصل معها بالفعل وتجيبه على الفور ويخبرها انه يريد لقائها ولكنها تجيبه معلش يابابا أنا في طريقى لبيت حماتي علشان مش لقينها ولازم اكون مع كمال في الازمة دي .
الاب بتريث وراحة فهى اثلجت صدرة بقرارها الذي يظهر معدنا طيب جعله يتريث عليها قليلا قائلا طب يا بنتي ..ربنا يرضى عليك ..الستام كمال ستةكمل ..ربنا يطمنكوا عليها ..لتجيبه هى بتصنع طبعا يابابا ..ربنا يطمنهم عليها ..على العموم لو عرفت اعدي عليكم باليل هجيلك شوية ان شاء الله..سلام .
اخذا يأكل الطريق اكلا حتى يعود بها .. حتى كادت ان تفرط عجلة المقود من يده وتنفلت إطارات السيارة من فوق الأرض التي استجارت من تلك السرعة التي يسير بها ليصل إلى هناك وينصدم عندما يجد الباب مؤصد متغلغلا بأقفال حديدية كقلوبهم واخواته الذين قسو على تلك الرحمة المهداة من رب العالمين لهم وهملو هم في رعايتها .. لينكس بعدها رأسه بخزي ويسدل اهدابه لتسقط قطرة من الدمع أمام امله الوحيد .. ويعود كما ذهب ليرجع من حيث بدأ وهو يجرجر ازيال خيبته فأمه ليست هناك ولا احد يعرف عنها شئ ..كما اخبره اخيه الأكبر الذي ذهب لأستقبال وأحضار امانته الاخرى ليشاهدها وهى تحمل جبلا من الحزن لتلقيه عليه بعبراتها المشتاقة لريح أمها فور قدومه اليها لتستشعره حينما ارتخت بين أحضانه قائلة بأنفاس متهدجة وحشتني قوي يا اخويا ..وامي كمان وديني ليها يمكن اقدر اتنفس ..احسن حاسة اني بمۏت.
كلماتها جعلته يؤصد امامها الأن هذا الموضوع فحالتها لن تستحمل ثقل اخر من الأحزان فيكفيها ما يشاهده هو عليها ليستعيد انفاسه متنهدا
ويحاوطها مهدائا لها ويتقدم نحو الصغار الذين يقفوا في إستعداد لمعانقة الخال الذي دوما يتحدثون معه خلف شاشة المحمول عبر شبكة الإنترنت..ليجذبهم اليه نحوه ليستمد بعض من الحنان من عناقهم الدافئ ويعاود مجددا لريح أمه ليصتحبها الى منزلهم دون ان يتفوه ببنت شفة عن أمر اختفاء أمهم.
وها هو الاخر يعود حيث اتي ليقرر التوجه لمنزل العائلة حيث اخيه الاصغر وأخته الكبرى التي علم من اخيه انها على خلاف مع زوجها هى الأخرى فيبدوا ان لعڼة اغضابها بدأت بالظهور عليهم الأن وها هى بشائرها .

اغلقت الخط مع ابيها ونظرت الى هاتفها المحمول بتفكير لتفتحه مرة أخرى وتبحث عن رقم صديقتها نشوي لتتواصل معها وتجيبها الاخرى بسرعة كما لوكانت تنتظر مهاتفتها لتقول بلفة ايوا يا أحلام اذيك ..ايه الأخبار.
احلام بضيق فمن الواضح ان نشوى ليس لديها اي انباء او معلومات عن اختفاء حماتها
لتهتف متنهدة الله يسلمك يانشوى ..اديني ذي منا منتظرة اعرف حماتك المستقبلية هتعمل ايه فينا تاني .
نشوى بضيق مماثل والله انا قرفت من الست دي
..هى عايزة ايه من الدنيا ..متغور بقى وتريح الجميع ..قالت كلماتها لتسير في نفس الاخرى ضيق نفرت منه فلماذا تتمنى نشوي لفريدة ان تختفي من الوجود هكذا فهى لم ترى منها شئ من الأساس فهى ترى ان لديها هى الحق فقط لأنها تعاملت معها عن قرب وكانت عنصر متعب لها في حياتها الشخصية ولكن هى الى الأن لم تنغص على الاخرى حياتها ولكن هناك اشخاص تستأنس بهم واخرون تنفر منهم برغم انك لم ترى منهم افعال تضايقك ..لتغلق الهاتف وتتوجه لمثيلتها الأخرى أمال ولكنها تتفاجأ بأتصال من زوجها يخبرها بأن الوضع يزداد صعوبة معه ومع اشقائه وانه سيتوجه لمنزل اسرته حيث يجتمع هناك بأشقائه الآخرون .
لتغلق معه الهاتف وهى عازمة على اللحاق به الى هناك .
بقولك ايه يا أمال ..احنا لازم نروح نشوف وصلم لأيه واهو نبقى اسمنا واقفين جمبهم .قالتها أحلام بعد ان تواصلت مع سلفتها حين وصلها اخر الأخبار من زوجها بانه مازال يبحث عن غاليته وانه ذاهب لأحضار رهف من المطار ..وهو الأن فى طريقه إلى بيت امهم .
لتجيبها الأخرى بملل يوو يا أحلام واحنا مالنا ..اما الست دي بقت مزعجة لأبعد الحدود..لازم تعمل موضوع علشان تلم اللمة ..دي نشوى بتقولى ان سامر ما اتصلش بيها من ساعة ما كلمها الصبح بعد ماكان فالقها بأتصالاته ورسايله ..يعني شغل الست الوالدة جاب نتيجة معاه ..وياخوفي على رجالتنا.
اجابتها الأخرى بتحفز ما هو علشان كده بقولك لازم نتواجد معاهم ومنسبش ليهم فرصة يتعاطفوا معاها ..لازم نضرب الحديد وهو سخن علشان يبطلوا تفكير فيها ..ولازم يفهموا انها كده بتأذيهم علشان يشيلوها من تفكيرهم.
يعني ايه مش فاهمة ماما فين ..راحت فين ..بقالى ساعة واتنين وانتوا مش عايزين تتكلمو ..عمالين تدخلو في مواضيع من هنا لهنا ..متقولو ماما راحت فينهدرت بهم رهف بعدما ولجت صاعدة لبيت أمها كطفلة صغيرة تريد الاحتماء والارتواء بين أحضان غاليتها ولكنها تفاجأت بوجود شقيقتها الباكية وابنة عمها التي تشاطرها البكاء لترتمي بين أحضانها لتبحث بمقلتيها عبر الغرف لتجدها فارغة لتتيقن ان هناك شئ يخفوه عليها.. أكملت وهى تتوجه إلى ابنة عمها التي تعتبر اقربهم بعدها اليها قوليلي انت يا هيام ..ماما مبتحبش حد قدك ..هى فين وايه الي حصل .
تجيبها الأخرى بتهته دون فهم فهى إلي الأن لا تعلم ماذا حدث لتقرر هى المغادرة والله يارهف انا معرف في ايه ..ماما امبارح كانت تمام وكنت معاها لغاية مخلصت الأكل وطلعت علشان ارتاح فضلت ان لا تتطرق لأمر ما اخبرته السيدة فهى لا ترى له اهمية بينهم الأن .
لتجيبها أحلام التي اتت بصحبة سلفتها بحجة احضار بعض الطعام لهم حتى تعود امهم فهم امضو وقت طويل دون تناول للطعام ويرفض الجميع لأفتقادهم الشهية دون وجود امهم بصي يا رهف ..الحاجة باين عليها كده انها زعلانه شوية وبتلاعبنا حبة ..
عقدت من بين حاجبيها محدقة بها في استفهام لتهدر بها سائلة تقصدي ايه بالكلام ده يا مرات أخويا..وامي ليه زعلانه منكم ..عملتلها ايه علشان تمشي وتسيبكم وبعدين ايه بتلاعبنا دي امي مهياش صغيرة علشان تقولى كده .
والله ياختي انا مقلتش ..لكن افعالها هى الى بتقول ليستوقفها زوجها ناهرا اياها بعد أن استفزته لغتها الساخرة احلام اقفلى بقك شويه يأما تمشي وتروحي لولادك عند الست ولدتك .. وكفايه الي حصل من تحت تصرفاتكم .
كشرت عن انيابها ورفعت حاجبها في غيظ من ما تفوه به زوجها لتتمتم له في
سخرية وهو انا الي زعلتها والا قلتلها تسيبكم من غير متقولكم راحة فين والا هى الي عماله تلاعبكم زي العرايس في ايديها مرة ساعدوا اخوكم ومرة هسيبله الشقة ومرة تانية هروح دار مسنين وفيةالاخر تقولي ايه الي بقوله ده متشوف أمك ..ليخرسها بصڤعة تدوي
على خدها تحت انظار الجميع الذين صعقوا من قولها وردة فعل اخيهم الغاضب ليكمل هاتفا پغضب انتي تخرسي خالص وتتفضلي تروحي على بيت اهلك وصدقيني ظهور امي هو الي هيرحمك مني ولو مظهرتش اعرفي ان كل الي بينا انقطع وعيالك اشبعي بيهم ماهو انا بفضلكم نسيت حقها عليا وبكده يبقى ملكيش عندي غير مصروفكم لأن خلاص معنديش حاجة تانية اخسرها بسبب انانيتك وجشعك.. وارفق كلماته بتوعد لها بكل ما قاله.. ليسيطر عليه اخويه لتهدئته بعد ذلك وتحتوي النساء زوجته ليستطعن السيطرة عليها واقناعها بالمكوس قليلا حتى تهداء الأجواء لتتفوه أمال بالدفاع عن قرينتها بعدما دخلت الأخري لتغسل وجهها من اثر البكاء والانفعال فهي لأول مرة تشاهد انفعال زوجها هكذا وتعنيفه لها بهذا الشكل مما ارعبها فهى ظنت انها بكلماتها التى القتها عليهم انها ستجعله يهداء من قلقة
وخوفه الزائد على أمه ولكنه فاجأها بردة فعله العڼيفة لتدخل بعدها لغرفة اخري لتبتعد عن مرأتيه حتى لا تنول بطشه مرة أخرى لتهتف قائلة بص يا استاذ كمال معلش ..انت غلطان ..مكنش يصح تمد ايدك عليها قدامنا كلنا كده .
رؤوف بغيظ مما زرفته فهى تتدخل في هذا الأمر دون وجه حق أمال لوسمحتي متدخليش فالي مالكيش فيه .
يعني ايه ياسي رؤوف مانتو مش عايزين تقولو كلمة حق ..مراته مغلتطتش والحاجة هى الي قالت انها هتروح دار مسنين ومحدش اجبرها على كده والا ايه احنا كلنا كنا عندنا استعداد نستضيفها في بيوتنا .
أجابها زوجها بإيمائة متحسرة على ماتفوهته فعلا ماما قالت كده بس بعد الي قرته في وشوشكم .. شافت فيهم الشح وعرفت نوايكم في اسلوبكم ومشاعركم البخيلة نحوها واحنا بغبائنا ساعدناكم ورضينا علشان كل واحد فينا عايز يرضي الهانم بتاعته الي عايشة في خير ابنها وهي مستخسرة تقولها كلمه حلوة او تشوف طلباتها بحب كما لوكانت أمها ..بس هقول ايه ماانت حتى امك مبتبريهاش ..هتحسي اذاي بمشاعر القلق الي كلنا عايشنها.
تيقنت هى الأخرى ان زوجها على وشك الأنفجار وانها لو تمادت قليلا أمامه سيناولها بالصڤعة كما فعل اخيه قبل قليل لذلك قررت كبت غيظها امامه واكتفت بكلمة لوم عله يستشعر الحرج قليلا انا يا رؤوف بخيلة ..كتر خيرك انهت كلماتها ورحلت لتسكن بجوار الأخرى في أحد الحجر التي كانت مسكن لزوجيهما في السابق ليبتعدا عن انظار الجميع وهن يستشطن من الڠضب والغيظ فهن حاولا الإيقاع بينهم وبين امهم ولكن قلبت الدفة عليهن .
بقلم إيمان فاروق
الثالث والعشرين
ليته ما عند أمامها وتلفظ بكلماته اللعېنة وتركها تبتعد هكذا وبهذه الطريقة ..لقد تفاجأ بتعنتها أمامه لأول مرة لا يستطيع أن يستقطبها نحوه الهذا الحد غاضبة منه ..فرهف زوجته ليست بالعنيدة فقلبها لين رقيقة وهو استغل هذا كله في سكونها بجانبه تحملت معه اشياء كثيرة هو لن ينكر فضلها ولكنه لم يفعل هذا الا من أجلها ومن أجل مستقبل اولادهم ..لقد نسى نفسه وعالمه نسى ابويه ووطنه من أجل صناعة مستقبلهم ..مما جعله يفكر في اي شئ أذنب هل لمجرد انها تتشوق لأمها تهدم بيتها ..ام ان هناك شئ أخر يجهله هو نفض تلك الأفكار فزوجته ليست من النوعية التي تفكر في نفسها وشهواتها فقط بل هى معه بكامل طاقتها وهذا يظهر على علاقتها الحمېمة معه ابدا لم تنفر منه ولم تتغير في محبتها واحتوائها مما جعله يود أن يحتضنها الأن ويرمي بثقل تيته بين ثناياها ولكن كبريائه جعله يترفع عن محاولة الإتصال بها حتى يطمئن عليها هي وابنائة ولذلك قرر ان يرسل رسلة الى والديه يخبرهما بعودة الصغار برفقة أمهم وأنه سيلحقهم في وقت لاحق.
مما جعل الأم تحاول التواصل مع زوجة ابنها
صدمة عارمة قابلتها فور وصولها لمنزل غاليتها ..ظنت انها ستكون في انتظارها فمن المؤكد أن اخيها ابلغها وهى الأن تستعد للمقابلة الحميمية ..فحنان الام لا يقدر بثمن فهى مهما تخطت اعوام واعوام فوق عمرها ستظل تريد الارتواء من حنان وعطف أمها وستظل طفلة في حضرة تلك الجنة المهداة لها ..توجهت رهف الى مدخل البناية في
لهفة وهى ترفع رأسها عاليا تود أن تلمح غاليتها من الشرفة ولكنها عكست توقعها فهى دائما تكون في انتظارها وتطل عليهم من خلال الشرفة الخاصة ببيتهم .ولكنها خزلت الأن مما جعل نابضها ينقبض خيفة من أن تكون اصابها مكروه او تعرضت لوعكة صحية جعلتها قعيدة الفراش وضعت يدها على صدرها وهى تدعوا الله أن تتمتع امها
بصحة جيدة وان لا تكون في مواجهة لشړ ما وتقدمت بسرعة لأعلى لتتفاجأ بالجميع الا هى مما جعلها تهتف قائلة فين ماما ياأبتهال ..راحت فين ..حد يفهمني إيه اللي حصل .
ماما سابت البيت يارهف ..سابتنا قبل منسيبها احنا السبب قالتها أبتهال وهى تزرف الدمع پبكاء مرير ومن بين شهقاتها .
ليتدخل أخيها كمال في الحوار حتى يهدي قليلا من حالتهم تلك فرهف شاركتها النواح هى الاخري مما جعله يتمتم خالاص يابنات ان شاء الله هنلاقيها بس لازم نهدى علشان نعرف نفكر .
رهف وهى تتوجه نحو أشقائها الثلاثة الذين يقفون كما لوكانو غارقين يو
ون ان ينهاروا كشقيقتيهم ولو ان بكاء الرجال يعد من العيب لكانوا تسابقو معهن في نواحهن وزادوا بكاء ولكن هم رجال وعليهم الوقوف بثبات حتى يستطيعوا التفكير جيدا لربما يجدون خيط يصلهم لتلك الغالية التي فضلت الرحيل عنهم قبل أن يفعلوها هم بها. 
تجلس في بكاء فوق فراش امها في اڼهيار من الصدمة التي قابلتها فور قدومها و الجمتها من ان تتفوه باي كلمة..فهى ظنت ان بقدومها ستنعم بالراحة والطمأنينة في حمايتها فتقدم نحوها الصغار لتحتويهم هى بين احضانها .. ليغفو على صدرها
لتعدل في جلستها وتدثرهم على الفراش بعد ان عدلت نومتهم بجانبها وتنهض لترى ما توصلو اليه أخواتها فهى الى الأن لم تتطرق معهم في هذا الامر ولكنها علمت من خلال الحوار الذي دار بين اخويها وزوجاتهم ومن حوار اختها وهى تسرد لهم خلافها مع زوجها ولكن وضعها هى الأخرى مع زوجها جعلها تصمت فهى ليس لديها حظ افضل منهم ولكن خلافها مع زوجها لم يكن بسبب أمها ولكن هى بشړ لقد عانت الكثير معه وهى تريد أن تستشعر الأمان والدفئ بين أهلها وخاصة بين أحضان امها ولكن اين هى الأن ..هذا الأمر الذي جعلها تنهض لتتوجه اليهم بالخارج ليستوقفها رنين جوالها لتجد رقم ام زوجها وترفعه اليها مرحبة بتلك السيدة التي تكن لها فائق الاحترام والتقدير اهلا وسهلا ياتنط ..اذي حضرتك وعمي .
اجابتها السيدة بحبور وبنبرة معاتبة الله يسلمك يا مرات ابني ..مش انا بقيت تنط ..لكن ماشي حمدالله على سلامتك انتي والولاد عاملين ايه مع انكم معرفتونيش ميعاد وصلوكم علشان اكون في استقبالكم انا ھموت يابنتي على ريحة ناديم فمتستخسريش فيا اني اتملى بشوفتكم واشم ريحة ابني فيكم .
لمست تلك الكلمات شئ في داخلها فجعلتها ترتجف من توسل هذه السيدة التي استشعرتها امها في هذه اللحظة جعلتها تبكي لتسرد لها مأساتها مع ابنها منذ أن ذهبت معه الى تلك الدوله الغريبة ومعاناتها معه في اقناعه للعودة وحالة الاكتئاب التي اصابتها وصد زوجها لها وتعنته أمامها مما جعلها تقرر العودة لتقابلها امه پبكاء احر على قسۏة ولدها لتطيب خاطرها بكلماتها الحنونه وتدعوها للمكوس معها بعد أن تتشبع من احضان غاليتها لتسرد لها مرة أخرى مر ما رأت منذ عودتها والله ياماما امي سابت البيت ولسه مش عارفه عنها حاجة وباين كده أن اخواتى كمان قلبهم قسي عليها ذي ناديم مقسى قلبه علينا ودا خلاها تسيبهالهم البيت وقلبي واجعني عليها قوي.
أجابتها الأخرى بحنو ومؤازرة لها ربنا يطمن قلبك عليها يابنتي وتطمنيني عليها واكيد مامتك عاقلة وليها حكمة فالي عملته ..اما ناديم فدا سيبيه عليا .
رهف بإمتنان بعدما استمدت قوتها من تلك السيدة المكلومة بجفاء ابنها وتعتبرها كما لو كانت صديقة لها فأم نديم تشابه أمها في حكمتها وحنانها فتمتمت اليها شاكرة دعواتك معايا ياتنط وربنا يهدي ناديم ويرجعهولك بالسلامة لكن انا خلاص شلته من حساباتي .
تعاودها الأخرى بعتاب محمل بالشفقة اخص عليك يارهف ..ليه تقولى كده .. انا عارفة ان ابني متملك ومبيفكرش غير في نفسه لكن والله مافي احن منه
واكيد انت عارفة كده ..بس انا عزراكي .
رهف من بين بكائها وهى تتذكر قسوته عليها وعدم الاهتمام بمشاعرها المتعبة والله ياماما ڠصب عني ..نديم كان قاسې قوي وهو الي كان السبب في الانفصال مابينا لما هددني اني لومشيت يبقى كل الي بينا انتهى ..وانا كنت في حالة صعبة مقدرتش اتحمل اكتر من كده .
الام بحنو صادق طب معلش ..حقك عليا انا ياعين امك ..وانا ملزمة اني ارده في غلطه كمان بس دلوقتي ركزي مع اخواتك انكم تلاقو الست فريدة وتسترضوها لأنها غالية عليا قوي .
انقطع الإتصال بينها وبين زوجة ابنها البائسة بعدما ودعتها الاخرى وتواعدت معها بلقاء قريب حتى تستنشق عبير ابنها في رائحة صغاره وتوجهت بعدها لتشكو فعل ابنها لأبيه قائلة شفت ابنك وعمايلة يابو ناديم ..ادي أخرة دلعنا فيه .
ليقاطعها الأب بهدوء متلمثا يدها ليحثها على الجلوس بجانبه طب بس الأول اهدي كده واقعدي هنا جمبي ..انتي هتفضلي كده حمقية ..والاهتتفقى انتي ومرات ابنك عليه.
رمقته السيده بطرف عينيها معاتبة له بقى انا بردوا هتفق على
ابني والا أنت الي بدفاعك عنه على طول ومساندتك ليه خليته ميفكرش غير في نفسه واخر المتمة يرمي بنات الناس في الغربة ويرجعها بعيالها مکسورة الخاطر ودا كله علشان بتقوله ان امها واهلها وحشوها .
استنشق الأب الهواء وزفره في ضيق فهو يعلم خطئ ابنه الفادح فلا يصح مهما كان ان يفعل هكذا مع زوجته كيف له ان ېحطم جدار حياته الشخصية هكذا ..كيف له ان يقسو على زوجته ولا يكون لها درع واق من تقلبات الزمن فهى بالأمس البعيد ضحت من أجله وقررت المغادرة معه وتحملت عناء السفر وجاهدت هناك ولكن آن الوقت للعودة فليس للعمر بقية وهى بشړ تخاف ان تأكلها الأيام وتحرم من أحضان امها ولكن ابنه يحمل قلب قاس وهو يخشى ان يفارق الحياة دون ان ينعم برؤياه فأذا عليه الاتحاد مع زوجته ليعود ابنهما من جديد حتى يجمع شمل أسرته ليتفق معها على أمر ما لتقف أمامه قائلة لا بعد الشړ عنك ياحج .. أنا عارفة ان الموضوع ده هو الي هيجيبه لأن اكيد قلبه مش هيطوعة بس ان كان كده يبقى انت الي تبعت الرسالة وتقوله اني خلاص ومستنينك علشان
الډفنة .
ليجيبها زوجها بحزن ويأس لما تقول طب ليه كده ربنا يبارك في عمرك وصحتك ياغالية .
ام ناديم بحب ظاهر لزوجها المسن وهى تتلمس يده بحب مرتبه عليها ربنا ميوجعش قلبي عليك ياسيد الناس ..بس البنت موجوعة على أمها ..يبقى لازم هو كمان يفكر في أمه واكملت متوجزة خيفة من رد فعل ابنها فهل من الممكن ان لا يعود حتى يحضر دفنتها والا تظن انه مش هيهمه ويقول عادي اهم كده كده ھيدفنوها ..ليصمت زوجها بعد ان سحبها لأحضانه ليبكون سويا ويرسل له رسالته التي ستكون الفيصل بينهم في امر ابنهم والا سيلقونهم بعد ذلك من حساباتهم ..فلا يوجد بعد هذا الأمر شئ يبكيا عليه فأن عاد عادت اليهم جميعا السعادة بعودته لهم ولزوجته مجددا وان لم يعد فهو الجاني وسيسقطوه من قلوبهم كما فعل هو واكد بعد ذلك على اولاده جميعا الا يتواصلا مع اخيهم خلال الفترة المقبلة .
ليستقبل ناديم الرسالة في ملل فبعد مغادرة زوجته وابنائه اصبح في ملل وضيق من هذا المكان الذي ليس له طعم بعدم وجودهم فيه فهو اصبح كالتائه في صحراء مقحلة دونها فهي كانت ونيسه في عالمه .. كانت ضحكاتها بلسم مداوي لعناء يومه فكيف له ان يقسو عليها هكذا ويكون هو السبب في تحطيم مشاعرها بفرض سيطرته عليها ابتسم سخرية لما ال إليه الأن اهو يؤنب نفسه بعدما جرحها واغضبها وتركها بأرادته تعود بمفردها حامله اعباء سفرها ونسى كرامتها التي كان من الواجب أن يحافظ عليها فهى امانته التي استلمها يوم ان عقد عليها وتعهد لأمها ان يكون عون وسند لها وهو الأن أصبح خائڼ للعهد ..فتح الرسالة لتتحجر مقلتية فأبيه يدعوه لحضور زفاف أمه الى قپرها وهو الذي كان ينوي ان يهاتفها لتستقبل هديته عبر احد شركات الشحن ..يالا
هولة وشقائه ..دلف الى حجرته ليستجمع اشيائة بعد أن اتصل بشركة الطيران ليحجز فورا على اول طائرة عائدة إلى وطنه الأم وهو يحاول أن يتماسك..ليته يخرج من هذا الکابوس الذي يعيشه الأن ..كان يريد ان تسامحه اولا فهو لم يكن بالأبن البار ..يالا حظه التعس ليستخرجه من حالة الشرود صوت المذياع الداخلى وهو يقول على السادة الركاب ربط أحزمة الأمان ..فالطائرة تستعد للهبوط ..ليهبط نابضه مع تلك الكلمات ويتوجه بحزنه إلى الخارج مهرولا حتى يصل إلى مبتغاه ويلحق بأمه قبل ان تلتحف بكفنها ليقبلها قبلة الوداع.
فربما يستطيع أن يكفر عن ذنبه الذي اقترفه في حقهم
بقلم إيمان فاروق
الرابع والعشرين
تجلس برفقة شقيقتها ينعيان همهن فهى منذ رحيل امها وهى تلزم حجرتها وتحاول تجنب والدهم حزنا منه لما فعله في حق امهن ولذلك قررن بينهن انهم لن يهنلهم بال الا بعد أن يشعر بخطأه ليتفقن على خطة ما بينهن وسيحرصن على تنفيذها في الحال لمماجعل رفيدة تهتف لشروق قائلة بحماس وهى تمد لها كفها لتقابلها الأخرى بوضع كفها ليتصفحن بتعهد يبقى كده اتفقنا ياشوشو .
شروق بتأكيد وهى تحرك يدها مؤكده تمام ياكبيرة .. اتفقنا.. وأنا بقى هوري ابوكي السعادة كلها والعبط اللي في الدنيا لغاية ميقول ولا يوم من ايامك يا ابتهال.
روفيدة بتمني ياريت يا شروق يعرف قيمتها بجد ..هو ظلمها كتير وافتري عليها في الأخر كمان من غير رحمة ..مع ان من حقها تخاف وتعمل لمصلحة أمها زيه بالظبط.
كلماتها اصابتها بحزن فشقيقتها اصابت الهدف مما جعلها تتمتم بحزن معاكي حق .ليتفاجأن برسالة نصية من امهن كرد عليهن لتخبرهن عن امر اختفاء جدتهن مما جعلهن ينهرن من البكاء فجدتهن أية من الحنان ولا تستحق هذا الأمر ابدا ولكنها اخبرتهم الا
يخبرا اباهم حتى لا تكون الشماتة من نصيبها فهى لن تتحمل ان تراه شامتا بها سيقلل من شأنه امامها ويكفيها ما قابلته منه الى الأن ..فهى لن تلجأ اليه في شئ خاص بها بعدما خزلها في اول موقف تحتاجه بل استهان بكرامتها وتركها دون أن يجبر نفسها المنكسرة جراء محاكاته التي لا تليق بزوجة افنت حياتها معه..لتغلقن الفتاتان هواتفهن ويزدن في البكاء على غاليتهم التي رحلت بعيدا عنهم دون أن تخبر أحد ليقررن ان يذهبن لبيت الجدة بعد أن يستأذن من أبيهم الذي اخرجهم من حالتهم بندائه الصارم لهن مما جعلهن ينتفضن فزعا ياالهوي ياشروق ..ابوكي بينادي .
شروق وهى تحاول استجماع تشتتها من تلك الرجفة التي تملكت فيها من جراء فلجتها طب وانا مالى متردي انتي ..هو بيقول رفيدة .
روفيدة بتوتر مماثل طب اهو قال انتي واختك ياختي ..يالا بينا نروحله قبل ميتنرفز اكتر من كده.
يبحث عن شئ ما بداخل خزانته في ڠضب فهو ولأول مرة يعبث في خزانته ليستخرج احد قمصانه ليرتديه ولكنه يفشل في هذا الأمر ليهتف هادرا بعدما فشلت جميع محاولاته امام الخزانة ظنا
منه انه عمل تافه ولكنها كانت تقوم به بدلا عنه ليهتف في ضجر بعدما يأس من نجاحه رووفاايدا انت يابنت ..تعالى هنا انت واختك بسرعة .
تاتي كلا منهما على عجالة وهى تهرول وعلامات الحزن تكسو وجوههن من شدة حزنهن لما وصلهن عن جدتهن ليحاولن الثبات امامه لتهتف كل منهن نعم يابابا..حضرتك عايز حاجة .
زفر بضيق فهو لأول مرة يلجأ اليهن في طلب ما فأردف بضيق اه في حاجة .. كنت عايز قميص وبنطلون غير ده واشار لبنطال ملقى بأهمال على الفراش وقميص بين يديه يخرج من جيبه بعض الاوراق المالية .. واكمل مستطرا وهو يأخذ انفاسه متنهدا وواحده تعملي كوباية شاي وتلمعلى الجزمة علشان عايز أخرج .
تبادلت الفتايات النظرات في حيرة من أمره فهو لم يتطرق معهن قبل سابق في هذه الأمور التي كانت من اختصاص امهن لتردف شروق بحزر من ان ينفجر بهن كعادته بص حضرتك يا بابا ..احنا ممكن نعملك شاي عادي ..دا موضوع سهل لاكن تقول اكوي هدوم بقى وبنطلونات قمصان موعدكش ..مليش فيه بجد.
لينظر الى الأخرى التي تفرك يديها من التوتر
القلق قائلا والعروسة ملهاش هى كمان في الموضوع ده أمال لزمتكم ايه
روفيدة متنهدة ولكن تعمدت ان تظهر هكذا فهن خير معينات لأمهن ولكن هن يتفقن بنظراتهن كما نوين في السابق على الا يستجيبوا له في اي من طلباته حتى يعلم قدر ٱمهن بابا انا اسفة اقولك اننا لما كنا بنيحي نعمل حاجه قدامك كنت بتقلنا بس سيبوا كل حاجة لماما وهى هتعملها واكيد يعني إحنا كنا بنسمع كلامك وماما كمان كانت بتسمع كلامك من غير متناقش فيه وكانت مبتحبش حد يعملك طلباتك غيرها واحنا كنا يدوب بنذاكر ونساعدها بأننا نشيل الأكل نشتري طلبات من برة لاكن كوي وغسيل وعمل أكل موعدكش ممكن تيتا تكون بتعرف واحنا هنساعد باللي نقد نعمله مع اني اشك .
شروق متدخلة في الحوار حتى تضخم الأمر على ابيها وتشعره بتأنيب الضمير وافترائه على زوجته ولا تيتا كمان يابنتي ..هى كانت بتيشل قشاية ..ماما هى اللي كانت شيلها دا حتى علاجها كانت هى اللي بتديهولها في مواعيده ..وتيتا نفسها اللي قالتلي كده .
انخلع قلبه خزنا وقهرا من نفسه الخبيثة بعد أن رمته ابنته بالحقيقة فهو الذي افترى على تلك النعمة التي كانت بين يديه وهو الذي ضغت عليها لتخرج من كنفه لتعود إلى بيت أمها مکسورة الخاطر بفضل ما فعله بها ليستمع الى دق عالى بالخارج ليخرج مهرولا ليجد شقيقته تحتنق من البكاء وترافقها أمها وهى تردف بغض وتحيز نحو النتها التي اخبرتها عبر الهاتف وقبل مجيئها بخلافها مع زوجها واخبرتها هى ان تأتي لها في الحال الله يسامحه جوزها ..عايز يمشي كلمته عليها والا يرميها بعيالها كده ..ربنا ينتقم من الظالم .
سحب شقيقته لأحضانه وهو يرسم ابتسامة ساخرة على
محياه ..فهذا هو القصاص العادل ..لقد اهان زوجته وها هو الديان يلقيه بما فعل فتنهد عازما على حل تلك المعضلة وهو يقول لهن طب اهدوا كده علشان اعرف إيه الي حصل واقدر اتكلم مع جوزك واجبلك حقك ..ليلج اليه زوجها وهو يقول هاتفا ليتوجه الى الداخل انا الي هقولك ياأستاذ محمد على على الي حصل وياريت تحكم بينا بدون تحيز ..اخت حضرتك وبدأ يقص ما فعلت.... 
لينتهى بعد ذلك وهو يترك له المجال في الحديث ويتمنى ان يحكم بينهما بالعدل فزوجته لا تريده ان يبر امه كما تفعل هى مع أمها..
ليناظرها هو پغضب قائلا يعني جوزك طوعك امبارح وجه معاكي لماما وقضى اليوم كله معانا وفي الآخر
تصنعتي التعب وبعدها تروحي تشتري لولدته جلابية عادية ويكتشف بمحض الصدفة انك شارية لماما خاتم دهب من فلوسه الخاصة ومش عيزاه يزعل وكمان عيزاه يروح لوحده علشان يهني ولدته في اليوم الي كل واحدة بتنتظر داخلة ولادها عليها.. انهى حواره ليتذكر زوجته التي كانت تبدي حياته وكانت تؤثر أمه على أمها إرضاء له ولكنه أضاع تلك الجوهرة لينظر پصدمة الى أخته التي مازلت على عنادها أمام زوجها ويرى هذا الشاب الذي ترك له حل الڼزاع ولم يجد وسيلة لأرداعها عن تعنتها وغبائها امام زوجها الا بأن يرفع يده ليصفعها على وجهها وكأنه يركل غبائه هو فهو الذي زرع تلك الأنانية في اخته التي اهنته الأن بسوء تربيتها فهو أخيها الأكبر الذي تولى تربيتهم مع أمهم التي تقف الأن امام دلال فتاتها عاجزة ليهتف إليها بحزم قائلا بقول صادق من ضمير مستيقظ ماما لو سمحتي هاتي الخاتم ده .
لتقتلعه السيدة دون تفكير وتهديه له قائلة في خزي من فعلة ابنتها اتفضل يا ابني الخاتم اهو ..اصلي معرفتش أربي مع الأسف.
التقطه منها وناوله لزوج اخته قائلا اتفضل يا حسام احنا مبنقبلش تعب وشقى راجل ..واختي بقى تلزمني لغاية متعرف قيمة بيتها
وجوزها وتعرف تحترم حماتها كويس .
التقط حسام الخاتم في خزي فهو لم يقصد اهانتهم الى هذا الحد الذي وصلهم ولكن زوجته هي التي بدأت حينما اهانته هو ووالدته ليتقدم نحو حماته بخزي ليرفع يدها متلثما إياها بتقدير وهو يضع الخاتم بأصبعها وهو يتمتم انا اسف يا أمي على الموقف المخزي ده وبجد أنا مزعلتش على أنها قدرتك بالشكل الي يليق بيكي لكن
والله انا بس كان نفسي تقدر ولدتي انا كمان من نفسها وخصوصا اني مديها كل الصلاحيات الكاملة في التصرف في كافة أمورنا لكن هى خيبت ظني فيها وخصوصا اني عرفت الموضوع بمحض الصدفة .. لكن انا عمري مكنت هزعل من شئ زي دا .. وعلى العموم انا يا أستاذ محمد مش هقدر اقعد اكتر من كده انا لازم اكون عند ولدتي لأن عندها موعد مع الدكتور وهقعدومعاها يومين اريح فيهم اعصابي .انهى حديثه وهو يتوجه إلى الخارج دون ان ينظر لزوجته التي اڼهارت فور خروجه من البيت .
وكأن القدر يعاقبه بأشد انواع العقاپ وهو كسر النفس عندما تركها زوجها وغادر بعدما اعتذر لوالدتها وله عن موقفه وانه سيتركها قليلا حتى تهدأ نفسه ليشعره بالخزي فهكذا يكون الرجال اسبل اهدابه وتوجه الى الداخل بعدما رمقها وأمها نظرة غاضبة معاتبه من سوء تربيتها وهو يهتف ياريت يا أمي تعلمي بنتك ازاي تكون زوجة محترمة وياريت تحكي ليها ابتهال كانت بتعمل معاكي ايه يمكن تتعلم وتقدر 
تصلح غلطها مع زوجها وامه ..انهى كلماته تحت أنظار ابنتيه السعيدتين الأن وهو يشيد بدور أمها واعترافه الأن بحسن أخلاقها .. مما شجعهن هلى الإفصاح عن قصة جدتهن العائبة مما جعله يزداد حزنا فهو كان أحد المشاركين في إيذاء تلك السيدة التي كانت دوما تقف معه وتؤازر زوجته على المعيشة وماةجعله ينوي الى التوجه اليها لأرضائها والوقوف معها في شدتها لربما يستطيع التكفير عن ذنبه معها في حق تلك الغائبة .
بقلم إيمان فاروق
الخامس والعشرين
اضعت جنتي بيدى فيالا هول ما سأقبل عليه .
اضعت حلم جميل لازمني من الصغر .
لأستيقظ على اضغاس مريرة ستدمر واقعي .
كانت هذه الكلمات تتصدر صفحتهم عبر شبكة التواصل الاجتماعى ليتوافد عليهم هذا الوجه الباكيةالذي يشير للحزن والدعاء لهم بعودة ضالتهم .
يخبط رأسه من الأمام في احد اضلف الخزانة الخاصة به بعدما تمكنت منه حالة من اليأس في استعادة غاليته أو معرفة شئ عنها فهو واخوته استنفذوا جميع الأبواب التي من الممكن أن تكون توجهت إليها ولم يبقى لهم سوى التوجه إلى الله ليرد لهم ضالتهم ..ليخرجه من حالته دق رقيق خلف بابه الخشبي لتدلف إليه بحياء وحزن بعدما سمح لها بالدخول تعالى ياهيام اتفضلي ..خير في حاجة
ابدا مفيش حاجه بس انا سمعت خبط فقلقت عليك وقلت اشوف مالك .. قالتها هيام وهى تحاول أن تكون جاده معه فهو في الأول ابن عمها الذي يربطها به مشاعر نقية .
ابتسامة ساخرة احتلت محياه العابس ليردف بحسرة مالى خلاص ضاع ..أمالى كلها وفرحتى كلها راحت بعد ما سبتني ومشيت يا هيام.. واكمل مستطرا سائلها في تيه يا ترى هشوفها تاني والا كده خلاص انا حاسس اني بمۏت من الخنقة.
استنشقت الهواء لتتمكن بعدها من حبس عبراتها داخل قنينتيها حتى تشد من ازره ولا تكون سبب في انهياره مرة اخرى ان شاء الله خير ..يعني هتروح فين صدقني هنلاقيها بس نسيبها تهدى يومين واكيد هيكون في طريقة نوصلها بيها ..بس انا ليا عتاب عليك يابن عمي .
يعلم أنه
أخطأ في حقها ولكنها هى التي بدأت سابقا حينما عرفت شاب أخر ودخلت معه في علاقة ..نعم انه لم يواجهها وقتها وتركها بعدما تواعد معها على الزواج ولكن وقتها ظهرت معشوقته التي دخل معها في علاقة بعدما تعرف عليها في احد الحفلات التي كانت تقيمها زوجة أخيه الأكبر واستطاعت ان تبهره وتجذبه نحوها في عدة مقابلات بسيطة وكانت تحت اشراف زوجات أخيه فهى ابنة خالة لأحد اصدقاء احلام كما اخبروه وقتها وصديقة مقربة للأخرى بعد ذلك نسى أمرها بتاتا ليتوجهة إليها متمتما أي عتاب يابنت عمي ملوش لزوم ..لان الموضوع ده قسمه ونصيب واظن انت الي بدأتي .
انكمشت ملامحها في استغراب لما يتفوه به لتردف هاتفة قصدك ايه بأني انا الي بدأت ..انا معملتش حاجة ..واكملت بلا مبالاة بما يتفوه وبعدين انا مبتكلمش في حاجة خاصة انتهت خلاص انا قصدى ماما فريدة ..اكيد اهمالكو ليها هو السبب في أنها
تقرر المشي بالصورة دي ولازم تحاول انت واخواتك انكم تعوضوها يأما خلاص تنسوها مهو كلام ابله احلام ولا أمال دا ميصحش وانت اكتر واحد عليك عامل .
حدجها بغموض مستفسرا وهو انا ليا حكم على زوجات اخواتي كمان .
حدجته بنظرة شاخصة يتخللها الكبرياء انا
عارفه انك متقدرش تحكم على زوجات اخواتك ..لكن من المفروض أن العروسة الجديدة يكون ليك عليها كلام وانها لو بتحبك يبقى تشيل مامتك على دماغها من فوق مش تشترط انها تقعد لوحدها .
سحب الهواء ليتنفسه في محاولة للثبات أمامها اظن من حق اي زوجة جديدة يكون ليها حياة مستقلة بعيد عن حياة اسرة زوجها .
هيام بثبات حقيقي وصدق ظهر على ملامحها اكيد معاك حق ..اي بنت من حقها يكون ليها حياتها الخاصة واكملت بحزم بس مش على حساب حد تاني ياأستاذ وميكنش بتبني سعادتها على اطلال ام زوجها بأنها تقصيها من حياتها لمجرد انها ممكن تشاركها جزء من جوزها لا وايه تنتظر منها انها تسيب ليها بيتها بكل حبور ..طب لما الهانم كانت عايزة كده ..كنت شفتلها مكان بعيد مش لازم تخدوا منها ماضيها وحاضرها كمان ..ليه اتعاملتو معاها بالقسۏة دى.. وليه سمحتوا لنفسكم بالتفكير بالأنانية دي يابن عمي .
سامر بتوتر متلجلجا بعدما واجهته بالحقيقة التي كان يكبتها بداخله انا عمري مكان في دماغي حاجة ذي كده ..وعمري ما شجعت الموضوع ده ..واكمل بأسف بس .. وصمت
لتكمل من دلفت اليهم بخطواتها الواثقة بعدما استمعت لما دار بينهم من حديث .
بس إيه يا سامر ..لازم تعترف انك كنت أناني ذي مااللي برة دول كمان انانين ومفكروش غير في سعادتهم ..انا مش عايزاك تلوم نفسك عايزاك تفوق من الي كنت هتوقع نفسك فيه ..واجهته رهف بالحقيقة وتركته بعدما اخذت يد ابنة عمها وتدلوا الى الخارج وهى تتمتم تعالى يا هيام ..كفاية لغاية كده .. دول خسارة فيهم الكلام .
تركوه في تيه نعم هو فاق من هذا الأنبهار بتلك العروس التي كانت سبب في ضياع غاليته فمن الأساس لا يحق له ان يتزوج دون أن تشاركه زوجته حب أمه واحتوائها من أجله فهو من اجلها فعل الكثير كان يرافقها مناسابتهم ويتقرب بتودد الى اسرتها بأكملها وهى اشترطت عليه ان يبتعد عن أمه برغم انها لم تقابلها سابقا ولم تخوض من أجله اي محاولات بالفوز بقلبها مما جعله يقرر تصحيح المسار معها إذا كانت تود التكملة معه ليرفع جواله ويتواصلان في حوار دار بينهم .
ايوا ياسامر ..توك ما افتكرت تتصل بيا. قالتها نشوة بدلال قاصدة اثارته وجذبه نحوها .
طب ليه انت محولتيش تتواصلي معايا حتى تطمني على امي وعليا قالها سامر وهو يستفذ فيها حبها له لعلها تقول ما يثلج صدره نحوها .
انا اتصلت بيك كتير والفون بتاعك كان مغلق. قالتها نشوي وهى تجيد التوازن النفسي حتى لا يظهر كذبها ومحاولتها للفرار من عتابه .
تنهد سامر براحة فهى لم تخزلة فهو بالفعل كان جواله خارج التغطية بفضل تفككه وتركه له في المنزل الى ان عاد واستجمعه مجددا اه معلش يا نشوى اصله كان وقع واتفكك وانا لسه مجمعه لأني اتلهيت في البحث عن ماما .
هنا فقدت سيطرتها وكشرت عن انيابها فهى تحاول أن تفقم الأمر بينه وبين أمه حتى تفوز به لنفسها دون أن يشاركها احد فيه كما كانت تخطط ايوا وهو دا الي هى عايزاه ..مش انا قلتلك قبل كده ان مامتك رافضة الجوازة دي ..لكن قلبك هو الي طيب وصعبت عليك وهى بتعمل كده علشان تبعدك عني ..واكملت پبكاء مصطنع واهى نجحت انها تبعدك عني وقدرت انك تقعد طول اليوم متفكرش فيا.
اجابها بحزم بدى عليه فهو لن يسمح لها بان تتجاوز عن امه في الكلام نشوى ملوش لازمه الكلام دا ..ماما سابت كل حاجة ومشيت وياعالم تكون راحت فين دلوقتي
وانا عايزك تقفي جمبي وتساعديني اتجاوز المحڼة دي ..انهى كلماته بلين فهوى يريد احتواء يريح باله ومؤازرة له من شريكة حياته لتجيبه هى ببرود تام
اكيد ياحبيبي ..لو انا مكنتش واقفه معاك ..مين الي هيقف جمبك ..بس فوقلي
شويه وانسي الموضوع ده وتعالى ماما عاملة عشا يستاهل بقك ..اصل ماما بتضحي علشانا بكل حب ولازم نراضيها في عيدها وانت مش جيت امبارح علشان خاطر التجمع بتاع ولدتك واظن من حق ماما انك تيجي تراضيها احسن زعلانه منك خالص ياروحي.
اي احتفال وهى بعيدة عني ..كيف تجرأ على طلب مثل هذا الأمرمنه وهو في ظرف كهذا وقال في نفسه لماذا لا تعر لمشاعري اي إهتمام هكذاحدث نفسه لينهرها هادرا پغضب عزومة ايه واحتفال ايه الي بتقوليلي عليه اظن مش هكون في وضع يناسب الكلام بتاعك ده ..انا اسف يانشوى مش هقدر اسعد ولدتك الا لما امي ترجع بالسلامة ..واطمن عليها .
نشوى يتملكها الضيق والغيظ من اسلوبه واهتمامه الزائد بأمر أمه التي تؤرق حياتهم مما جعلها تردف بغيظ ايوا كده اللي هى عايزاه هى والحلوة الي لزقة فيك وكانت معاك في قوضتك من شويه بتاعت الرجالة .
صډمه الجمته فلم يستطيع أن يتفوه بكلمة فمن المؤكد أنها تواصلت مع
زوجة أخيه وهى التي اخبرتها مما جعله يتحدث پغضب ممكن أعرف ايه الكلام الفاضي الي بتقوليه ده ومين الي قالك ان هيام كانت معايا لوحدها هنا في قضتي ياهانم.
اجابته بتحدي ظاهر على حديثها ايوا انا عرفت وخلاص واضح ان البت بتاعت الرجاله الي عندك متفقة مع الست الوالدة وتلاقيها جاية تتنحنح ليك علشان تكمل بقية الخطة وانت تحن ليها من جديد.
لتفر من كانت تستمع إلى حواره في تصنت لكي تستمع لحديثه الذي جعلها تتوجه الى الغرفة الأخرى التي تسكن بداخلها أحلام منذ الشجار الذي نتج عنه صفعها لتلج اليها مهرولة وهى تلطم خديها قائلة بتمتمة حتى لا يستمع اليهن أحد ياااحوستي يااحلام يا حوستي ..الغبية الي اسمها نشوى .
انتفضت احلام بريبة وقلق لتقابلها قائلة بتوجز وخيفة من القادم مالها نشوى عملت ايه الغبية دي .
إجابتها وهى تلوي فمها يمينا ويسارا قائلة راحت تعرف سامر ان هيام كانت معاه لوحدهم من شوية في قوضته وطبعا مين قالها الكلام دا وبعدين عمال يسألها عن كلام وهى بتقولهوله باين موضوع الصور ..وانا خاېفة تقوله ان انا وانتي الي وراه .
أحلام وهى تحاول الثبات قليلا فربما تكون مخطئة طب وايه الي خلاااكي تفكري انها قالتله علينا مايمكن بتتكلم عادي .
ليفاجأهم بالدخول وهو يقول لا مبتتكلمش عادي يامرات أخويا ..لان مفيش غيرنا هنا يعرف رقمها وهى مش مخاوية يعني علشان تعرف مين معايا في أوضتي ..لكن سيبونا من الموضوع ده ..لان ممكن الاقي له عزر ..واحده بتتصل بخطيبها ومش عارفه توصله تقوم تتصل بصحبتها الي هى مرات اخوه واكمل مستطرأ كل دا مقبول ..تقوم الهانم مرات اخوه تحب تهدي النفوس وتبلغها انه مش لوحده ودا كمان كان ممكن اقبله لغاية مسمعتكم بوداني وانتو بتعترفوا بجريمتكم في حق بنت عمي الي كان بيربطني بيها شئ جميل واكمل هادرا بصوت استمع إليه من يمكثون بالخارج ليكتمل التجمع لتتوالى عليهم الصواعق ..ليه ..ليه اتكلموا..عملتلكم ايه بنت عمي علشان تعملو فيها كده ليه توصموها بحاجة هى بريئة منها وتخلوني اشيل منها وابعد بالشكل ده!.
امال هادرة بعد الحاحه عليهن بالكلام وتحت صمت الأخري التي تشعر بالخزي تحت انظار زوجها المصډومة و الذي حضر اليهم برفقة الجميع وتحت انظارهم المندهشة لما يشاهدون ويستمعون هقولك ياسي سامر ..احنا كنا بننقذك علشان امك والهانم بيتفقوا علينا وعليكم في كل حاحة واظن ان احنا هديناك عروسة حلوة وبنت ناس .
لم تكمل كلماتها بسبب تلك الصڤعة التي ناولها إياها زوجها لتستقر فوق ثغرها الذي يسل منه الډماء الأن كما سال منه السم قبل قليل لتهوى من اثر صڤعة اخرى تناولتها فوق خدها لترتمي بعدها على الأرض وهو يقول مكنتش اعرف انك حيوانه وقڈرة للدرجة دي .. معقول مفكرتوش ان عندكم بنات ممكن يترد ليكم فيهم الي عملتوه ده ..منك لله انتي وهى وعلى العموم انا مليش دعوة بيك ياكمال فاللي هعمله دا مراتي طالق ونظر اليها قائلا انتي طالق يا أمال وولادي مش هسيبهم لأم مريضة ذيك ورمقها بستحقار قائلا بيأس من حقارتها ياريت تروحي لأمك الغلبانه الي
على فراش المۏت بټصارع المړض وانتي ولا انت هنا ..مش عايز اشوف وشك ..انا كنت مفكرك بني أدمة وكنت خاېف عليكي لټتصدمي من حقيقة مرض ولدتك بس خلاص اتفضلى وكل حقوقك كزوجة هتوصلك واكتر شويه يمكن تشبعي .
كمال هو الاخر يشير لزوجته وانتي يالا ورا صحبتك ..اتاريكي بعد ماكنتي مش قبلاها بقيتو اصحاب وبتتقبلو كتير علشان تجمعو سمكم على امي وبنت عمي الي
اتربت كأنها واحدة منا مكنتوش عايزين الست الي مأذتكوش في حاجة تعيش مبسوطة ومعاها مرات ابن تحبها وتحافظ عليها ذي امها ..استكترتم عليها انها تعيش مرتاحة في الكام سنة الي فضلين ليها ..وكمان كنتى بتشتكي من ان الجيران متواجدين معاها ليل ونهار وهما كانو بيخدوا بحسها .. واكمل بستنكار مش عارف ايه كمية الحقد دي وانا الي كنت حمار وغبي ..لكن خلاص انا فوقت من خداعك ..اتفضلى وراها واشار اليها بالخروج من المنزال لتتوجه هى الى الخارج بخزي دون ان تتفوه ببنت شفه لربما تعرف كل منهن قدر جريمتهن بوصف فتاة طاهرة بشئ مشين كهذا .
لعڼ نفسه مرارا وتكرارا على تصديقه لهذه الكذبة التي وقع لها فريسة سهلة الاستخدام لعقلهن المؤذي وليتها الأن تسامحة فهوى يراها شاحبة الوجه كالأموات لا تستطيع الكلام ليتها تبكي ..ليتها تصرخ به ..ليتها تسبه بقذر الشتائم سيتقبلها عن طيب خاطر ولكن هى صامته تبكي بهدوء ممېت ترى لماذا لا تتحدث معه وتهدر به عله يرتاح هو يخشي الاقتراب منها كشقيقاته اللاتي يقفن بجانبها يؤزرونها في محنتها ويضمضون چراحها لربما تهداء نفسها الحزينة من هذا الظلم الذي وقع عليها فهى من الممكن ان تتوجه الى الشرطة وترفع دعوى قضائية حتى تقتص منهم
ولكن هناك أطفال صغار سيتأثرون من خطئ امهاتهم مما جعله يتنهد ضيقا فهم جميعا في موقف لا حسدون عليه ..ولكن هناك اشياء لابد ان تتوضح وهو عليه الاستحمال حتى ولو هدرت به لابد ان يعتزر منها فهو وقع وقتها تحت تأثير الٹأر لكرامته .
اولاد فريدة بقلم إيمان فاروق 
الخامس والعشرين
اضعت جنتي بيدى فيالا هول ما سأقبل عليه .
اضعت حلم جميل لازمني من الصغر .
لأستيقظ على اضغاس مريرة ستدمر واقعي .
كانت هذه الكلمات تتصدر صفحتهم عبر شبكة التواصل الاجتماعى ليتوافد عليهم هذا الوجه الباكيةالذي يشير للحزن والدعاء لهم بعودة ضالتهم .
يخبط رأسه من الأمام في احد اضلف الخزانة الخاصة به بعدما تمكنت منه حالة من اليأس في استعادة غاليته أو معرفة شئ عنها فهو واخوته استنفذوا جميع الأبواب التي من الممكن أن تكون توجهت إليها ولم يبقى لهم سوى التوجه إلى الله ليرد لهم ضالتهم ..ليخرجه من حالته دق رقيق خلف بابه الخشبي لتدلف إليه بحياء وحزن بعدما سمح لها بالدخول تعالى ياهيام اتفضلي ..خير في حاجة
ابدا مفيش حاجه بس انا سمعت خبط فقلقت عليك وقلت اشوف مالك .. قالتها هيام وهى تحاول أن تكون جاده معه فهو في الأول ابن عمها الذي يربطها به مشاعر نقية .
ابتسامة ساخرة احتلت محياه العابس ليردف بحسرة مالى خلاص ضاع ..أمالى كلها وفرحتى كلها راحت بعد ما سبتني ومشيت يا هيام.. واكمل مستطرا سائلها في تيه يا ترى هشوفها تاني والا كده خلاص انا حاسس اني بمۏت من الخنقة.
استنشقت الهواء لتتمكن بعدها من حبس عبراتها داخل قنينتيها حتى تشد من ازره ولا تكون سبب في انهياره مرة اخرى ان شاء الله خير ..يعني هتروح فين صدقني هنلاقيها بس نسيبها تهدى يومين واكيد هيكون في طريقة نوصلها بيها ..بس انا ليا عتاب عليك يابن عمي .
يعلم أنه أخطأ في حقها ولكنها هى التي بدأت سابقا حينما عرفت شاب أخر ودخلت معه في علاقة ..نعم انه لم يواجهها وقتها وتركها بعدما تواعد معها على الزواج ولكن وقتها ظهرت معشوقته التي دخل معها في علاقة بعدما تعرف عليها في احد الحفلات التي كانت تقيمها زوجة أخيه الأكبر واستطاعت ان تبهره وتجذبه نحوها في عدة مقابلات بسيطة وكانت تحت اشراف زوجات أخيه فهى ابنة خالة لأحد اصدقاء احلام كما اخبروه وقتها وصديقة مقربة للأخرى بعد ذلك نسى أمرها بتاتا ليتوجهة إليها متمتما أي عتاب يابنت عمي ملوش لزوم ..لان الموضوع ده قسمه ونصيب واظن انت الي بدأتي .
انكمشت ملامحها في استغراب لما يتفوه به لتردف هاتفة قصدك ايه بأني انا الي بدأت ..انا معملتش حاجة ..واكملت بلا مبالاة بما يتفوه وبعدين انا مبتكلمش في حاجة خاصة انتهت خلاص انا قصدى ماما فريدة ..اكيد اهمالكو ليها هو السبب في أنها تقرر المشي بالصورة دي ولازم تحاول انت واخواتك انكم تعوضوها يأما خلاص تنسوها مهو كلام ابله احلام ولا أمال دا ميصحش وانت اكتر واحد عليك عامل .
حدجها بغموض مستفسرا وهو انا ليا حكم على زوجات اخواتي كمان .
حدجته بنظرة شاخصة يتخللها الكبرياء انا عارفه انك متقدرش تحكم على زوجات اخواتك ..لكن من المفروض أن العروسة الجديدة يكون ليك عليها كلام وانها لو بتحبك يبقى تشيل مامتك على دماغها من فوق مش تشترط انها تقعد لوحدها .
سحب الهواء ليتنفسه في محاولة للثبات أمامها اظن من حق اي زوجة جديدة يكون ليها حياة مستقلة بعيد عن حياة اسرة زوجها .
هيام بثبات حقيقي وصدق ظهر على ملامحها
اكيد معاك حق ..اي بنت من حقها يكون ليها حياتها الخاصة واكملت بحزم بس مش على حساب حد تاني ياأستاذ وميكنش بتبني سعادتها على اطلال ام زوجها بأنها تقصيها من حياتها لمجرد انها ممكن تشاركها جزء من جوزها لا وايه تنتظر منها انها تسيب ليها بيتها بكل حبور ..طب لما الهانم كانت عايزة كده ..كنت شفتلها مكان بعيد مش لازم تخدوا منها ماضيها وحاضرها كمان ..ليه اتعاملتو معاها بالقسۏة دى.. وليه سمحتوا لنفسكم بالتفكير بالأنانية دي يابن عمي .
سامر بتوتر متلجلجا بعدما واجهته بالحقيقة التي كان يكبتها بداخله انا عمري مكان في دماغي حاجة ذي كده ..وعمري ما شجعت الموضوع ده ..واكمل بأسف بس .. وصمت
لتكمل من دلفت اليهم بخطواتها الواثقة بعدما استمعت لما دار بينهم من
حديث .
بس إيه يا سامر ..لازم تعترف انك كنت أناني ذي مااللي برة دول كمان انانين ومفكروش غير في سعادتهم ..انا مش عايزاك تلوم نفسك عايزاك تفوق من الي كنت هتوقع نفسك فيه ..واجهته رهف بالحقيقة وتركته بعدما اخذت يد ابنة عمها وتدلوا الى الخارج وهى تتمتم تعالى يا هيام ..كفاية لغاية كده .. دول خسارة فيهم الكلام .
تركوه في تيه نعم هو فاق من هذا الأنبهار بتلك العروس التي كانت
سبب في ضياع غاليته فمن الأساس لا يحق له ان يتزوج دون أن تشاركه زوجته حب أمه واحتوائها من أجله فهو من اجلها فعل الكثير كان يرافقها مناسابتهم ويتقرب بتودد الى اسرتها بأكملها وهى اشترطت عليه ان يبتعد عن أمه برغم انها لم تقابلها سابقا ولم تخوض من أجله اي محاولات بالفوز بقلبها مما جعله يقرر تصحيح المسار معها إذا كانت تود التكملة معه ليرفع جواله ويتواصلان في حوار دار بينهم .
ايوا ياسامر ..توك ما افتكرت تتصل بيا. قالتها نشوة بدلال قاصدة اثارته وجذبه نحوها .
طب ليه انت محولتيش تتواصلي معايا حتى تطمني على امي وعليا قالها سامر وهو يستفذ فيها حبها له لعلها تقول ما يثلج صدره نحوها .
انا اتصلت بيك كتير والفون بتاعك كان مغلق. قالتها نشوي وهى تجيد التوازن النفسي حتى لا يظهر كذبها ومحاولتها للفرار من عتابه .
تنهد سامر براحة فهى لم تخزلة فهو بالفعل كان جواله خارج التغطية بفضل تفككه وتركه له في المنزل الى ان عاد واستجمعه مجددا اه معلش يا نشوى اصله كان وقع واتفكك وانا لسه مجمعه لأني اتلهيت في البحث عن ماما .
هنا فقدت سيطرتها وكشرت عن انيابها فهى تحاول أن تفقم الأمر بينه وبين أمه حتى تفوز به لنفسها دون أن يشاركها احد فيه كما كانت تخطط ايوا وهو دا الي هى عايزاه ..مش انا قلتلك قبل كده ان مامتك رافضة الجوازة دي ..لكن قلبك هو الي طيب وصعبت عليك وهى بتعمل كده علشان تبعدك عني ..واكملت پبكاء مصطنع واهى نجحت انها تبعدك عني وقدرت انك تقعد طول اليوم متفكرش فيا.
اجابها بحزم بدى عليه فهو لن يسمح لها بان تتجاوز عن امه في الكلام نشوى ملوش لازمه الكلام دا ..ماما سابت كل حاجة ومشيت وياعالم تكون راحت فين دلوقتي وانا عايزك تقفي جمبي وتساعديني اتجاوز المحڼة دي ..انهى كلماته بلين فهوى يريد احتواء يريح باله ومؤازرة له من شريكة حياته لتجيبه هى ببرود تام
اكيد ياحبيبي ..لو انا مكنتش واقفه معاك ..مين الي هيقف جمبك ..بس فوقلي شويه وانسي الموضوع ده وتعالى ماما عاملة عشا يستاهل بقك ..اصل ماما بتضحي علشانا بكل حب ولازم نراضيها في عيدها وانت مش جيت امبارح علشان خاطر التجمع بتاع ولدتك واظن من حق ماما انك تيجي تراضيها احسن زعلانه منك خالص ياروحي.
اي احتفال وهى بعيدة عني ..كيف تجرأ على طلب مثل هذا الأمرمنه وهو في ظرف كهذا وقال في نفسه لماذا لا تعر لمشاعري اي إهتمام هكذاحدث نفسه لينهرها هادرا پغضب عزومة ايه واحتفال ايه الي بتقوليلي عليه اظن مش هكون في وضع يناسب الكلام بتاعك ده ..انا اسف يانشوى مش هقدر اسعد ولدتك الا لما امي ترجع بالسلامة ..واطمن عليها .
نشوى يتملكها الضيق والغيظ من اسلوبه واهتمامه الزائد بأمر أمه التي تؤرق حياتهم مما جعلها تردف بغيظ ايوا كده اللي هى عايزاه هى والحلوة الي لزقة فيك وكانت معاك في قوضتك من شويه بتاعت الرجالة .
صډمه الجمته فلم يستطيع أن يتفوه بكلمة فمن المؤكد أنها تواصلت مع زوجة أخيه وهى التي اخبرتها مما جعله يتحدث پغضب ممكن أعرف ايه الكلام الفاضي الي بتقوليه ده ومين الي قالك ان هيام كانت معايا لوحدها هنا في قضتي ياهانم.
اجابته بتحدي ظاهر على حديثها ايوا انا عرفت وخلاص واضح ان البت بتاعت الرجاله الي عندك متفقة مع الست الوالدة وتلاقيها جاية تتنحنح ليك علشان تكمل بقية الخطة وانت تحن ليها
من جديد.
لتفر من كانت تستمع إلى حواره في تصنت لكي تستمع لحديثه الذي جعلها تتوجه
الى الغرفة الأخرى التي تسكن بداخلها أحلام منذ الشجار الذي نتج عنه صفعها لتلج اليها مهرولة وهى تلطم خديها قائلة بتمتمة حتى لا يستمع اليهن أحد ياااحوستي يااحلام يا حوستي ..الغبية الي اسمها نشوى .
انتفضت احلام بريبة وقلق لتقابلها قائلة بتوجز وخيفة من القادم مالها نشوى عملت ايه الغبية دي .
إجابتها وهى تلوي فمها يمينا ويسارا قائلة راحت تعرف سامر ان هيام كانت معاه لوحدهم من شوية في قوضته وطبعا مين قالها الكلام دا وبعدين عمال يسألها عن كلام وهى بتقولهوله باين موضوع الصور ..وانا خاېفة تقوله ان انا وانتي الي وراه .
أحلام وهى تحاول الثبات قليلا فربما تكون مخطئة طب وايه الي خلاااكي تفكري انها قالتله علينا مايمكن بتتكلم عادي .
ليفاجأهم بالدخول وهو يقول لا مبتتكلمش عادي يامرات أخويا ..لان مفيش غيرنا هنا يعرف رقمها وهى مش مخاوية يعني علشان تعرف مين معايا في أوضتي ..لكن سيبونا من الموضوع ده ..لان ممكن الاقي له عزر ..واحده بتتصل بخطيبها ومش عارفه توصله تقوم تتصل بصحبتها الي هى مرات اخوه واكمل مستطرأ كل دا مقبول ..تقوم الهانم مرات اخوه تحب تهدي النفوس وتبلغها انه مش لوحده
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ودا كمان كان ممكن اقبله لغاية مسمعتكم بوداني وانتو بتعترفوا بجريمتكم في حق بنت عمي الي كان بيربطني بيها شئ جميل واكمل هادرا بصوت استمع إليه من يمكثون بالخارج ليكتمل التجمع لتتوالى عليهم الصواعق ..ليه ..ليه اتكلموا..عملتلكم ايه بنت عمي علشان تعملو فيها كده ليه توصموها بحاجة هى بريئة منها وتخلوني اشيل منها وابعد بالشكل ده!.
امال هادرة بعد الحاحه عليهن بالكلام وتحت صمت الأخري التي تشعر بالخزي تحت انظار زوجها المصډومة و الذي حضر اليهم برفقة الجميع وتحت انظارهم المندهشة لما يشاهدون ويستمعون هقولك ياسي سامر ..احنا كنا بننقذك علشان امك والهانم بيتفقوا علينا وعليكم في كل حاحة واظن ان احنا هديناك عروسة حلوة وبنت ناس .
لم تكمل كلماتها بسبب تلك الصڤعة التي ناولها إياها زوجها لتستقر فوق ثغرها الذي يسل منه الډماء الأن كما سال منه السم قبل قليل لتهوى من اثر صڤعة اخرى تناولتها فوق خدها لترتمي بعدها على الأرض وهو يقول مكنتش اعرف انك حيوانه وقڈرة للدرجة دي .. معقول مفكرتوش ان عندكم بنات ممكن يترد ليكم فيهم الي عملتوه ده ..منك لله انتي وهى وعلى العموم انا مليش دعوة بيك ياكمال فاللي هعمله دا مراتي طالق ونظر اليها قائلا انتي طالق يا أمال وولادي مش هسيبهم لأم مريضة ذيك ورمقها بستحقار قائلا بيأس من حقارتها ياريت تروحي لأمك الغلبانه الي على فراش المۏت بټصارع المړض وانتي ولا انت هنا ..مش عايز اشوف وشك ..انا كنت مفكرك بني أدمة وكنت خاېف عليكي لټتصدمي من حقيقة مرض ولدتك بس خلاص اتفضلى وكل حقوقك كزوجة هتوصلك واكتر شويه يمكن تشبعي .
كمال هو الاخر يشير لزوجته وانتي يالا ورا صحبتك ..اتاريكي بعد ماكنتي مش قبلاها بقيتو اصحاب وبتتقبلو كتير علشان تجمعو سمكم على امي وبنت عمي الي اتربت كأنها واحدة منا مكنتوش عايزين الست الي مأذتكوش في حاجة تعيش مبسوطة ومعاها مرات ابن تحبها وتحافظ عليها ذي امها ..استكترتم عليها انها تعيش مرتاحة في الكام سنة الي فضلين ليها ..وكمان كنتى بتشتكي من ان الجيران متواجدين معاها ليل ونهار وهما كانو بيخدوا بحسها .. واكمل بستنكار مش عارف ايه كمية الحقد دي وانا الي كنت حمار وغبي ..لكن خلاص انا فوقت من خداعك ..اتفضلى وراها واشار اليها بالخروج من المنزال لتتوجه هى الى الخارج بخزي دون ان تتفوه ببنت شفه لربما تعرف كل منهن قدر جريمتهن بوصف فتاة طاهرة بشئ مشين كهذا .
لعڼ نفسه مرارا وتكرارا على تصديقه لهذه الكذبة التي وقع لها فريسة سهلة الاستخدام لعقلهن المؤذي وليتها الأن تسامحة فهوى يراها شاحبة الوجه كالأموات لا تستطيع الكلام ليتها تبكي ..ليتها تصرخ به ..ليتها تسبه بقذر الشتائم سيتقبلها عن طيب خاطر ولكن هى صامته تبكي بهدوء ممېت ترى لماذا لا تتحدث معه وتهدر به عله يرتاح هو يخشي الاقتراب منها كشقيقاته اللاتي يقفن بجانبها
يؤزرونها في محنتها ويضمضون چراحها لربما تهداء نفسها الحزينة من هذا الظلم الذي وقع عليها فهى من الممكن ان تتوجه الى الشرطة وترفع دعوى قضائية حتى تقتص منهم ولكن هناك أطفال صغار سيتأثرون من خطئ امهاتهم مما جعله يتنهد ضيقا فهم جميعا في موقف لا حسدون عليه ..ولكن هناك اشياء لابد ان تتوضح وهو عليه الاستحمال حتى ولو هدرت به لابد ان يعتزر منها فهو وقع وقتها تحت تأثير الٹأر لكرامته .
الفصل السادس والعشرين
قامت بأداء فروضها التي ضاعت منها بفضل تجولها بالطرقات فور استراحتها القليلة
وبعد رحيل هذه الملاك التي هبطت عليها من السماء في صورة سائقة للعربة التي استأجرتها في الصباح لتهدأ قليلا بعدها وتفكر فيما هو أت .
لتقوم بجولة ترتيبية لأغراضها وتعديل بعض الأشياء من حولها وهى تفكر كيف ستكون حكايتها في الأيام المقبلة وكيف سيكون السبيل مع هؤلاء العاقين ..لتفكر في كيفية اوضاعهم اليوم هل يشعرون بأفتقادها كما تشعر هى ..ام انهم يشعرون بالراحة وهى بعيدة عنهم هل ېتمزقون كما هى تتمزق من جحودهم الغير مبرر لتتذكر رحيل زوجها الذي كان رفيق لها منذ اعوام كثيرة وهو يقول لها انهم ثروتهم التي يكنزوها للكبر وهاهى لا تجد تلك الثروة التي حدثها الراحل عنها لتتمتم قائلة الله يرحمك ياغالى .. فضلت تقول ولادنا دول الثروة اللي بنعينها للزمن علشان يشيلونا في الكبر ..ولازم نحافظ عليهم علشان هما كمان يحفظوا علينا لما نحتجهم وهم عملوا بكلامك ورموني وفضلوا حياتهم الخاصة عني مع اني مطلبتش منهم حاجة غير شوية تقدير ..لاكن هقول ايه ربنا يسامحهم .
انهت حوارها الصامت بداخلها وهى تتحسر بملامحها التي تعبس تارة وتبتسم سخرية تارة أخرى لتستنشق الهواء وتعزم على امر ما وهو ان تتواصل بصديقتها الغالية وحماة ابنتها رهف من خلال الهاتف المنزلى الذي كانت تدفع ثمن الفتورة الخاصة به أول بأول حتى
يكون دائما في استعداد لأستقبلاهم وبرغم انهم لم يأتوا اليه منذ عدة سنوات الا انها تواظب على دفع مستحقاته وها هو اليوم ينفعها حتى لا تضتر على فتح جوالها فيأتيهم اشعارات تنم على فتحها للجوال فيحاولون التواصل معها لتجيبها الاخرى على الفور بعد ان بلغتها السلام قائلة انتي فين ياأم كمال .. رهف متشحتفة عليكي .
إجابتها فريدة پبكاء لم تستطيع اخفائة انا في بيت ابنك يا ام نديم ..لو تقدري تيجي تعالي شوية ..انا محتجاكي ..بس بالله عليكى متعرفيش حد مكاني وحتى رهف انا هبقى اكلمها من عندك علشان متتشحتفش وهى في الغربة .
اجابتها الاخرى مسرعة بس رهف عندك غي البيت مع اخواتها يا فريدة .. عموما انا جيالك على طول بأمر الله ..تحبي اجبلك حاجة وأنا جاية 
تسلميلي يا عين اختك ..عايزة سلمتك وسلمي هلى ابو نديم واعتزريلى منه ..فالتها فريدة بخزي من الأخرى فهى زوجه وستترك زوجها وحيدا وعليها الاستأذانةمنه أولا ولكن هو رجل كريم ذو أخلاق طيبة .
انهت أم نديم حوارها مع الأخرى وهى تتوجه الى زوجها الذي انتهى من ارسال رسالة لأبنه وهو يتمنى ان يعود ولا يخزله امام نفسه فهو راهن أن يعود وهناك هاجز اقر بعدم عودته الى البلاد من اجل مصلحته الشخصية ..لتقطع هى عليه حديث نفسه قائلة بمرح حتى تخرجه من حالة الحزن التي تخيم عليه قائلة هقولك على خبر حلو يا ابو نديم ..تصدق مين كلمني دلوقتي وعايزني اروحله على طول .
حدجها بنظرة مستفسرة فمن سيطالب زوجته بالذهاب اليه الا ان يكون أمر هام وشخص ذو مقربه منهم ليتفوه قائلا بأنتباه خير يا حاجة مين دا اللي عيزك تروحيله وليه .
تنهدت تستجمع الامور التي تعزم عليها في نفسها لتهتف اليه قائلة بص يا سيدي ..ام كمال قاعدة في شقة رهف ..شكلها ياحبة عيني معيطة لما قالت يابس وعيزاني اروح اقعد معاها شويه علشان تفك نفسها وبتستأذنك اني اروح ليها ضروري وانها تقعد هناك .
ياخبر ابيض ..دي صاحبة بيت .. وبعدين دا بيت بنتها تقعد غيه من غير استأذان وانت اختها وصحبتها واولى حد بيها دلوقتي ..قومي يا حاجة اما اوصلك واروح اقعد
على القهوة شوية ولما تخلصوا قعدتكم ابقي اتصلي بيا وانا اجيلك على طول ..وااه ابقي خدي ليها شوية فطاير من الفرنة الافرنجي يمكن تكون معندهاش حاجة للأكل وهى مش هتقدر تنزل السلم بتاع بيت ابنك عالى ويدوب اللي يطلع ميقدرش ينزل ولو لأسبوع على ما يرتاح .
أومت له بالموافقة لتقوم بالدعاء له فهو رجل كريم ذو رحمة بمن حوله لتتمتم قائلة ربنا يخليك لينا يا ابونديم وميوجعش قلبي عليك ابدا .. انا عارفة انك راجل كريم وعمرك مهتكسفني علشان كده اول مقلتلي تعالى قلتها انا جايه على طول ..ربنا يسترك ياشيخ .
ابتسامه احتلك محيا هذا الرجل العجوز الذي اشرق وجهه لمجرد ان رأي السعادة على وجه زوجته التي تتمتم له داعية لأنه جبر خاطرها واعانها على بر صديقة لها ولم يقف عائق امام سيدة ضعيفة لا تجد مأوي غير بيت ابنه الذي مازال باسمه هو فأبو نديم هو المالك لتلك الشقة التي يسكن بها ابنه لذلك ظنت انه سيغضب قليلا من هذا الأمر مما جعله يهتف قائلا وهو هو يحثها على المضي قائلا يالا ياحجة الست تلاقيها مستنياكي وحالتها وحشة ..اتوكلي على الله وانا كمان هشوف المشوار بتاع ابنك حسام هو كمان لأنه كمان زعلان مع مراته وقالى
انه سيبلها البيت وقاعد عند واحد صحبه وهنتقابل على القهوة علشان نشوف الموضوع ده .. بصراحة مراته المرادي مش غلطانه وابنك بيتلكك .
ابتسامة عريضة ارتسمت على محياها فزوجة ابنها هى الاخرى كانت تتهمها بأختلاق المشاكل بينهم وها هى اليوم تقع معه في شړ أعمالها فهو اخيرا عرف حقيقتها ولكنه بدأ يأخذ مسار خطئ فلا يصح أن يصل به الحال ويمد يده على زوجته اي ان كان الأمر مما جعلها تهتف بسخرية ابنك دا يا ابيض ..يا غامق معندوش وسط ..ييسيبلها الحبل على الغارب يا أما يمسك لغاية ميخنقها وكمان بيزيد المبلة طين ويمد ايده عليها ..عرفة ان كده عيب وغلط ..بنات الناس مش لعبة عندنا ..كل واحد يلعب بيها ويهنها بالشكل ده ..مهما كانت غلطانه .. علشان ربنا ميردهوش في عياله ..انهت حوارها معه وتوجها سويا الى الخارج ليصل بها الى بيت ابنهم الذي يقطن بنفس الحي الذي يسكنون به وتصعد هى لرفيقتها التي قابلتها بترحاب ويتوجه هو الي حيث وجهتهة ليقابل ابنه الذي يبدوا عليه الارهاق مما جعل قلبه ينفطر عليه ليتواصل معه ويعينه على هذا الامر الذي يؤرقه ويصتحبه الى منزله حيث زوجته التي بالقهر منذ ان مد يده عليها.. وتتواصل هى مع زوجه ابنها رهف عبر الرسائل لتخبرها بأسلوب غير مباشر
ان لديها اخبار مهمة وتطالبها بالحضور لمنزلها في اقرب وقت وهى ستكون في انتظارها هناك . 
يفترش كل منهم مضجع يتكئ عليه بأهمال بعد ان انتهو من سرد كل ما يحملون من أوجاع لربما يتخلصون من ألامهم لتسرد عليهم أبتهال قصتها هى الأخرى ومعاناتها مع زوجها وتخبرهم رهف بأمرها هى الأخرى انا كمان رجعت ومش ناوية ارجع لناديم تاني لأني خلاص مبقتش قادرة اعيش بعيد عن ماما.. ولازم نشوف اي خيط يوصلنا ليها لأن لو ماما مرجعتش مش هاسمحكم ابدا على اهمالكم فيها وأكملت بجدية بعدما مسحت عبراتها التي انسالت فور حديثها بيدها كالاطفال انا هروح لبيتي ومش هدخل البيت ده ولا هعرفكم الا بعد ماما ترجع وتسامحكم على الي عملتوه .
ليتحد الإخوة الخمسة لأول مرة بعد اعوام كثيرة متفرقين برغم انهم من كف واحد ولكن هم اليوم سيجتمعون على أمر واحد هو العثور على امهم ..لن يهدأ لهم بال الا عند عودتها اليهم مجددا ..ليجدو صغيرتهم التي وقعت تحت انياب زوجاتهم تتخذ من الجدار مركزا تحتوي به فهى منذ ان علمت أمر هذه المؤامرة عليها وهى لم تتفوه ببنت شفة بل شلت من هول الصدمة ..كانت جالسة تبكي حالها فهى لم تحمل بداخلها لأي منهن ضغينة برغم حزنها منهن لما كانو يقترفوه من أفعال في حق تلك السيدة التي اغلى من امها الحقيقة فهى من
اشبعتها بحنانها وكانت لها أم بديلة ليتوجه اليها بعدما حثته ابتهال بالنهوض بالإشارة نحوها ليجثو بحانبها قائلا هيام ..انا أسف ..بس انا اتضحك عليا سامحيني يابنت عمي ..ڠصب عني كنت صيدة ساهلة ليهم .
هيام من بين بكائها وليه موجهتنيش ..ليه سكت وسبتهم فيا من غير ماعرف او حتى ادافع عن نفسي .
سامحيني يابنت عمي ..قالها سامر بأسف وندم حقيقي لتجيبه هى بثقة بعدما استجمعت كلماتها من بين بكائها أسفه ياسامر مش هقدر اسامحك يابن عمي .. سكتت لكونها لن تستطيع التحمل فهو لن يغادر قلبها لتردف بعدما شاهدت البؤس يهاجمه ويتملك منه الا لو قدرت 
ينبعث الأمل في روحه من جديد لتشرق في عينيه شمس ساطعة فتتحرك ملامحة الشاحبة لأخرى متفائله بما سترويه الا لو ايه ياهيام ..انا مستعد اكفر عن غلطي باي شئ .
هيام بصدق بعدما استقامت لتبتعد عن مواجهته انا مش عايزة حاجه غير أن ماما فريدة تسامحكم وترجع ودا شرطي علشان اسامحك.
سامر بعدما افترش وجهه بالسعادة طب ماما انا هقلب عليها الأرض لغاية مالقيها وأخليها تسامحني ..طب ودول انا مش ملزوم بيهم علشان اخليها تسامحهم ..كل واحد ادرى بغلطه ولازم يكفر عنه بطريقته .
هيام وهى تحرك كتفيها كالأطفال مليش دعوه انت وهما لازم تتشاركو وترجعوها والا ..
يتدخل كمال في الحوار قائلا يحزم خلاص مفيش والا ..ماما لازم ترجع ومحدش فينا هيسامح نفسه الا لما هى تسامحنا والټفت لأخيه الاوسط وهو يقول والا ايه يادكتور .
يجيبه الاخر وهو يضع يده فوق كتفيه بتأكيد طبعا لازم نرجعها ونخليها تسامحنا والا احنا الي عمرنا ماهنسامح نفسنا .
يقطع مجلسهم طرق واثق على الباب الذي يواري خيبتهم وفشلهم في العثور على غاليتهم ليهم اصغرهم بعدما كادت هيام ان تنهض ليمسك كفها لينهيها قائلا لا استي انت ..انا هقوم افتح الباب ليتفاجأ الجميع به يردف وهو يصطحب خلفه احد الأشخاص اتفضل كلنا جوا.
لتستعدل النساء من هيئتها مسرعة فكيف لأخيهم إدخال احد الغرباء على مجلسهم ليشاهدوا محمد يدلف منكس الرأس عليهم في صورة لم
تعهدها هى عليه فبرغم حزنها منه فهى لم تستحسن صورته هكذا فزوجها شامخ ذو كبرياء ربما اخطأ ولكن هى لن تتمنى له الازلال ولكنها تتمنى له العودة المسار السليم .
ليرحب به الجميع بعد القاءالتحية منه ودعوته إلى الجلوس برفقتهم لينظف حنجرته المتحشرجة ليبداء في سرد روايته التي لا يظن انها سبب كاف لتسامحه زوجته فمبرراته هاويه بالنسبة لما هم فيه الأن فمن أجل انانيته هو واخواتها الرجال ضاعت منها تلك السيدة التي احسنت تربيتها في السابق وجعلته الأن يريد أن يجثو تحت قدميها يحثها على مسامحته والعودة له من جديد ..فبعد ما سرد من اعزار وابدى الندم على ما اقترفه في حق زوجته وتوضيح الصورة التي كانت في مخيلته بأن الأم مسئولية أولادها الرجال وان الزوجة ملك لزوجها ولحياتها فقط ولكن هو اقر بخطئه واعلن فوزها عليه فهى افضل منه بكرم أخلاقها واقفل حواره متمنيا يا ريت تقدرى تسامحيني يا ابتهال ..دا هيكون تفضل منك وصدقيني ربنا اخدلك حقك مني وذكر دون خجل موقف زوج أخته فيما حدث بينهم مما جعلها تشفق عليه بعدما استمعت وشاهدت العبرات العالقة في مقلتيه تأبي الهطول قهرا.
لتتحدث فور انتهائه بعدما كانت تنوي الصمت حتى تثأر لكرامتها منه ولكن تحدثت اشفاقا بعدما ۏجعها ما سرد وما أل اليه من قهر وازلال فقهر
الرجال قد استعاذ منه رسولنا الكريم كفايه يامحمد ..الي بيسامح العباد ربنا ..بس انا بردوا مش هرجع لبيتك تاني .
تقدم منها وهو عازم على ان يجعلها تعود إليه حتى لو رغما عنها سيفني عمره امامها على ان تسامحه ليرفع كفها ليتلثمه مقبلا وهو يردد انا مستعد ابوس ايدك ياستي بس ترجعي انا مقدرش على بعدك يا أم رفيدة .
اخجلها فعله الذي جعل اشقائها يضحكون من بين حزنهم وهم يحثوها على الغفران لهذا العاشق الذي اقر بخطئه واعلن الأعتزار امام الجميع لتتمتم بخجل خلاص بقى سامحتك بس مش هرجع
البيت غير لما أمي ترجع واطمن عليها الأول.
شدد على يدها بفرحة جالية عليه بعدما اعلنت غفرانها له وهو يهتف بأنتصار يبقى كده تستقبليني معاكي هنا لأني مش هقدر أبعد عنك تاني واكمل بصدق وعلشان اقدر اتابع معاكم الوضع و اساعدكم في استعادة ماما فريدة..واكمل بصورة كوميدية ليلطف الأجواء بعدما شاهد العبرات تلألأ داخل مقل الجميع وكمان علشان اهرب من أكل روفي وشروق ..هو انتي ليه ياحبيبتي معلمتهمش الطبيخ 
لينفرط الجميع في الضحك عليه بعدما شاهدوا مظهره المتقزز وهو يتذكر طعام فتاتيه لتتأكد وقتها ان فتاتيها نفذا ما اقسموا عليه وتذكرت وقت ان همت بالرحيل و هن يلجن عليها پبكاء لتردف روفيدة والله ياماما لأخلى بابا يعرف قيمتك ..وتزيد شروق قائلة وانا هخليه يقول حقي برقبتي لتضحك وهى تربت على يديه لتعلن موافقتها على مكوسه معهم لحين الأطمئنان على ضالتهم.
السابع والعشرين
لم يتحملن السعادة عندما علمن أن ابيهن توجه الى بيت جدتهن لقد تطايرن من الفرح فهو أخيرا اعترف بخطئه تجاهها مما جعلهن يحلقن في ارجاء الغرفه لتردف شروق متمتة أنا فرحانة ..فرحانة ..فرحانة ياروفيدة أخيرا بابا اعترف بغلطة وراح يراضي ماما .
قابلتها الاخرى بسعادة مماثلة وهى تتقدم نحوها لتهتف بغيظ مصطنع اه يأطي اختي وهو جه على دماغنا في الأخر ..وركن جمبها هناك في بيت تيتا ..وبيتحجج انه عايز يطمن عليها وهو شكلة طفشان من عمتوا وزعلان منها.
شروق بغيوم بدي عليها بعدما تذكرت حالة عمتها التي اڼهارت من البكاء وظلت غائبة لبعض الوقت بعدما رحل زوجها بهذه الصورة المهينة التي تركها بها بعدما كان يتمنى لها ترضى فقط ..هو الأن يبكيها من أجل امه مما جعلها تزداد بكاء ولوعة امامهن ومما جعلها تتمتم بحزن عارفة ياروفيدة .. أنا عمتوا صعبت عليا مع اني عارفة انها غلطانة ..بس عموا مصطفى كسفها قدامنا لما رفض انه يصالحها وسابها ومشي .
روفيدة بعقلانية وتريث فهى كبيرة لحد ما واستوعبت الموقف الذي يعيشه زوج عمتها مما جعلها تقول لا ياشروق عمو مصطفى مش متعسف في موقفه ..عمو مصطفى زعلان ...
قطع حديثها دلوف عمتها التي كانت بالخارج واتت لتطمئن عليهن لتستمع الى حوارهن الذي انتهى بذكر موقف زوجها الذي احرجها الأن أمام نفسها بل وامام الجميع لتهتف قائلة بحزن ياسلام هو اللي زعلان بردوا بعد اللي عمله معايا قدامكم واهنته لماما ولينا .
رفيدة بتحدي بلغ اشده وهى تقف امامها تنفي فعلة زوجها حتى لا تعينها في ضلالها في حق زوجها بصراحة يا عمتوا عمو مصطفي ليه حق يزعل وهو مغلطش لما وضح زعله لانةحضرتك اللي من الأساس اهنتيه قدامنا كلنا لما اجبرتيه انه يتكلم لانه شاف عدم تقديرك لمامته ودا كلنا شفناه ..يعني لما تجيبي لمامته جلابية وتجيبي لتيتا خاتم دهب يبقى دي اهانة وعدم تقدير وأكملت شروق متدخلة في الحديث حتى تعين
شفيقتها التي اشعلت بداخلها الحماسة لتهتف اليها قائلة يعني لو ماما جابت لتيتا ام كمال خاتم دهب ولتيتا ام محمد شال هيكون رد فعلك ايه ياعمتوا واظن ان ماما عمرها مميزت مابين تيتا دي او دي .
تقف في خزي امام حصار الفتاتان اللاتي قزفن في وجهها الحقيقة التي استشعرتها الأن نعم هى اخطأت عندما فرقت في تقديرها واحترامها بين أمها وام زوجها الذي شعر بأهانة اكبر من اهانته لها فماله هو الذي تركه لها تتعامل بحريتها فيه وبرغم هذا لم يسمعها يوم كلمة تحزنها وترك لها حرية التصرف ولكنها اسأت التقيدر حينما استخسرت ان تهادي ام زوجها هدية قيمة كما فعلات مع امها .. لتتفاجأ بقدوم امها من الخلف وهى تربت عليها لتؤازرها خزيها وهى تردف مع الأسف يابنت بطني ..خليتي رقبتي قد السمسمة قدام جوزك واخوكي اللي مراته شيلاني من على الأرض شيل .. وبصراحة بنات اخوكي معاهم حق في كل كلمة ..انتي
كسفتيني وطلعتينا كلنا انتهازين بنستغلك وبنخليكي تهدينا بالدهب من ورا جوزك كمان .
ماما انا مكنتش اقصد كده...قالتها وهى تحاول تبرير موقفها .
الأم بصرامة لتعرفها خطئها وتجعلها تشعر بالخزي اكثر من نفسها لا كنتي تقصدي رانيا ..متضحكيش على نفسك اكتر من كده
..لازم تعترفي وتروحي تستسمحي جوزك وعمرك في حياتك متقللي قيمة امه في نظرك لانها جنته زي
منا كده لأخوكي ومراته اللي من ساعة ما خرجت من البيت وانا مأخدتش علاجي ولا عارفه ارتاح من تعب قلبي منك انتي واخوكي .
رفيدا وهى تربت على كتف جدتها بابا راح صالح ماما وهيجو اول ميطمنوا على تيتا ام كمال .
راحة قليلة وابتسامة اشرقت فوق محياها الحزين فها هو ابنها يحاول تصحيح المسار مع زوجته وتتمنى ان تعود ابنتها هى الاخرى الى طريق الرشد بينها وبين زوجها
اصرت ان تذهب ليلا إلى منزلها لأعطاء زوج اختها بعض الراحة هكذا ما تعللت به أمامهم.. فهو يجلس في تحفظ على عكس أخواتها فهم يتحركون بأريحية كاملة وبرغم انها مجهدة من مشقة السفر وانها قد كانت تراجعت عن قرارها بترك اخواتها حتى تعود غاليتهم الا أنها ولسبب ما قررت الذهاب إلى منزلها الخاص ليقف اخواتها لها واصدين الباب أمامها وهى تصر قائلة والله انا ما زعلانه بس لازم امشي علشان محمد ياخد راحته والولاد الصغيرة كمان يعرفوا ينامو يارؤوف وانت كمان ياكمال لازم ترتاح وانا هروح هلاقي تنط ام ناديم سبقتني على الشقة لأن الولاد وحشوها وهى هتبات معايا هناك وكمان علشان ارتاح شوية وانتو كمان راجعوا حساباتكم يمكن نقدر نرجع ذي زمان اولاد بارين بأمهم .
ج
لم يجد مفر امام إصرارها فقرر ان يقوم بتوصيلها الى منزلها واصر أن يصعد معها الى شقتها حتى يقوم بتحية ام زوجها برغم حزنه منه الا انه يقدر تلك السيدة التي لم تشتكي منها اخته أبدا وتعتبر هى الوحيدة من حماواتهم القريبة من قلب غاليته ليردف لها في صدق بعد أن قام بتحيتها صدقيني ياتنط انا بقيت كويس شوية بعد ما قبلت حضرتك ومكنتش اعرف هكون اذاي لو سمعت كلام رهف ومطلعتش ومشيت على طول..واكمل وهو يستنشق انفاسه من ريح طيبها الذي ذكرة بريحها ليتمتم انا حاسس اني شامم ريحة ماما هنا ..عندي احساس بالراحة قوي ونفسي اقعد معاكي اكتر من كده بس لازم انزل .
لتربت السيدة على يدة التي مازلت عالقة بيدها فهو منذ ان ولج وهو يتجول ببصره بصورة لا إرادية في وجهها كأنه يتمني ان تتحد تلك الرائحة مع ملامح من تسكن ذاكرته لتكون هى أمه التي يفتقدها نعم هو يتمنى ذلك واستشعرته تلك السيدة الحنون التي تمنت هى الأخرى بعناق مماثل لأبنها الغائب كان نفسي تقعد معانا شويه ياكمال يا ابني بس شكلك مرهق روح ارتاح وربنا بكرة هيجيب الخير كله ان شاء الله ..ليرحل كمال وتظل هى تنظر الى الخلاء في شرود لتسأل نفسها مجددا هل سيعود الغريب ليسكن قلبها الذي هجره منذ عدة سنوات ام انه سيظل هناك ويفضل جمع المال على مراسم ډفنها ..فحدثت نفسها بغمغمة استشعرتها رهف وهى تقول ياتري هتسبني اندفن من غير متودعني .
لتسكنها رهف بين أحضانها من الخلف لتربت عليها مهدهدة لترتمي الأخرى برأسها فوق صدرها في بكاء لتهتف لها في مؤازرة ياحبيبتي ياماما ..احنا لازم نكون جامدين قدام الولاد دول والا ايه ..مش دا كلامك ياجميل.
لتربت الأخري علي يدها في حنو طبعا يابنتي ..بس افتكرت ناديم والي عامله معانا ومعاكي ..صعب عليا كمال قوي حسيته هو.
تحدثت الأخرى من بين ضحكاتها والله كان قلبي حاسس انك هتكشفينا يا ريسة ..دانتي كنتي هتقري للواد بكل حاجة مع اول دمعة منه ..
تحدثت التي حضرت من الخلف وهى تتحدث بشوق وبصوت باكي جعل رهف تهوى عليه اذا كنت انا صعب
عليا وكنت هطلع اخده في حضڼي ..
ماما ياقلبي انتي هنا ..انا مش مصدقة نفسي اني شفتك من تاني .. ربنا ميحرمني منك ياست الكل ..قلبي كان واجعني قوي ...قالتها رهف وهى ترتمي معانقة كطفلة هداها الله لأحضان أمها بعدما ضاعت منها سابقا ..وهى تتلثم يديها ووجها في قبلات متفرقة تحت انظار حماتها الباكية التي تشاطرهن تلك المشاعر الجياشة لتستكين رهف في أحضان أمها وهى تكمل ااه ياماما كنت
ھموت من خۏفي عليكي ..لغاية ماما سوسن بعتتلي الرسالة الي بتقولى حصليني على شقتك علشان عندي مفاجأة هتسعدك ولما فكرت ان ممكن....
استوقفتها سوسن وهى تقول في عتاب مصطنع اه يااختي ..مرضتيش تيجي غير لما قلتلك ان المفاجأة تخص حبيبتك .
ابتسمت رهف لتلك السيدة الحنون التي تؤكد لها دوما انها مثل امها تمام فلذلك لجأت اليها فريدة في محنتها لتردف متمتة ربنا يخليكي ليا ماما سوسن انتي رجعتيلي النفس من تاني أول مقلتيلي كده حسيت براحه وخصوصا لما اكدتي عليا مقلش حاجة لأخواتي غير لما اقبلك .
سحبت الهواء متنهدة فهى لم تريد أن تزيد الم صديقتها لذلك قررت أن تساعدها في هذا الأمر لتردف موضحة والله يابنتي مقصدت اني اخبي غير علشان اساعد والدتك على انها تعلمهم درس يمكن يخليهم يفوقو لنفسهم علشان ميقعوش في معصية ربنا ..واكملت متمنية ويمكن انا كمان أعلم جوزك درس
يمكن يفوق لنفسه ويرجع لحضني انا وابوه الغلبان من تاني .
رهف بحزن جلى على محياها فور تذكرها موقف زوجها المتعنت بس متقوليش جوزي ياماما سوسن لو سمحتي ..انا هنا علشان خاطر الجميل ده وأشارت علي أمها لتستشعر حزن الأخرى لتقبل عليها بخزي وهي تحتضن وجهها بكفيها لترفعه عاليا بعد ان ۏجعها انكسار رأسها حزنا لما روته والله يا سوسو انا ماقصد ازعلك ..بس ابنك قسي عليا بالقوي .
ربتت السيدة سوسن عليها والتحمت فريدة هى الأخرى لتشاطرهم مشاعرهم وهمت بالحديث قائلة وبعدين بقى ياأم ناديم ..هو جبتك ياعبد المعين تعني ..لقيتك ياعبد المعين عايز تتعان ..واكملت وهى تربت على كتفي قرينتها وهى تقول روقي ..روقي وبكرة يرجع نادم على بعده عنك انتي وباباه ..لتنتهي بينهم فقرة التمني لتعتزر لهن ام ناديم حتي تترك لهن المساحة للأستفاضة بالقاء ما تخفيه كل منهن للأخرى بعد مغادرتها لزوجها الذي انتظر بالأسفل لأنه لن يستطيع أن يصعد على الدرج للدور الثالث الذي به شقة إبنه فهو يعالج من بعض الأمراض التي تصيب المفصل وتقرر رهف النزول إليه تقديرا له فهو جد أولادها وهى تعتبره اب ثان لها فهو دوما يشعرها بحنو أبيها الذي تفتقدة ليذهب بعدها بصحبة زوجته بعد أن أخبرها برسالة ابنه الذي قرر العودة من أجل مراسم تشييع جنازه أمه ..لتصعد الدرج مرة أخرى ولكن بحزن اكبر لتقابلها امها بهلع ظاهر إيه يارهف ..في حاجة حصلت تحت .
تومي لها بلا وهى تردف لا مفيش بس صعبان عليا تنط وعمي ..ميستهلوش قسۏة ناديم عليهم ..جواهم حب لدرجة ان تنط قررت تلعب لعبة وتفول على نفسها بالمۏت علشان ترجع البيه ليا ولولاده ..وعمي قالي انه كان عايز يقول انه هو الي بعد الشړ يعني لكن هى رفضت علشان تعاقبه لأنه قسي عليا لما قلتله ارجع علشان كنتي وحشاني وعايزة اشوفك.
تنهدت فريدة زافرة بضيق لتردف بحزن يعني انا السبب فالي انتي وجوزك فيه ..حقك عليا بنتي.
تقابلها رهف بلهفة وحنين لا ياماما ..حقك عليا انا ..كان المفروض مسمعش كلامة من زمان دا لولاكي مكنتش كملت معاه لغاية دلوقتى ..لتستكين بين أحضان امها وتسرد لها ماكان من الأحداث التي دارت في يومها ..فكم احزنها ما سمعت عن أولادها وعن چريمة كنتيها في حق صغيرتها هيام ولكن اسعدها بعد تلك العقربة وعودة ابنها لحبيبته وحبيبتها من جديد ولكن كيف سيعيش صغار أولادها بدون امهاتهم ليتهن يتعلمن الدرس هن الأخريات .
باتت ليلتها تنظر في وجه امها الشاحب وهى ټلعن نفسها كم قاست على تلك السيدة الضعيفة كم كانت انانية.. فأمها اخفت عليها حقيقة مرضها بالاتفاق مع زوجها خشية على مشاعرها ..تنصلت من ماضيها الذي كانت تخجل منه لكونها فقيرة منبوذه من الجميع فتنمر الآخرين عليها جعلها ناقمة على حياتها السابقة بل جعلها تبتعد عن اي شئ يجعلها تفكر في الماضي..كم طالبت أمها بأن تترك هذا المكان الذي يأويها الأن ..تبكي مر الفقدان على فلذات كبدها الذي اصر والدهم على بقائهم معه ولم تستطع هى وقتها ان ترفض فكيف سيعيش صغارها في مكان مثل هذا فهى من الأساس كانت ترفض ان تأتي بهم الى منزل امها المكون
من غرفة وصالة تحت بير احد المنازل التي تقطن بحارة شعبية ضيقة ولكنها الأن تستشعر دفئة وهى تتذكر حنان والدها وحنو أمها الراقده على فراش المړض الأن .. فكم كانت دنيئة عاقة
لها لتجثو أمامها لتقابل وجهها الراقد امي .. سامحيني انا مكنتش اعرف انك تعبانه قوي كده ..ليه مقولتليش ..ليه خبيتي عليا ..انا ياما قلتلك تعالى معايا وانتي الي كنتي بتصري انك تقعدي هنا لوحدك بعد ما اخواتي كل واحد شق طريقه في ناحية بعيدة عنك .
تبتسم الراقدة بحنو لها لتهمس بوهن طب اديكي جيتي دلوقتي لقيتي البيت مفتوح ..كنا هنروح فين لو سيبنا الحيطان دي ومشينا مكنش صاحب البيت سابهم لينا ..دا لولا الدكتور كتر خيره هو والحاجة مكنش رضي يخليني فيه .
حدقتها بدهشه مما ترويه فكيف لزوجها وأمه الفضل في بقاء أمها في هذا المنزل قصدك ايه بالي بتقوليه دا ياأمي..وايه دخل رؤوف وولدته بقعادك هنا.
اجابتها الأم بعتاب مهو لو انتي بتسألي كنتي عرفتي ..واكملت لها مستطردة الست ام كمال كانت بتزورني من حين للتاني وفيوم جه صاحب البيت وكان عايز يمشيني لما انكسرت عليا الأجرة لكن الست كتر خيرها دفعت جزء من الإيجار وبعدها جة الدكتور وغير العقد وخلاه بأسمي ودفع الباقي كله وكان كل شهر يجي يشقر عليا ويدفع الأجرة وكنت انا من الحين والتاني اجي اشوفك انتي والولاد وابقى عايزة اعرفك لكن كان هو بيحلفني اني متكلمش ولما لقيتك بتعملى المواقف الۏحشة دي مع امه ومعاه مكنتش بقدر اوجهه علشان كده مبقتش اجي عندك كتير زي الأول لأنك مبتسمعيش الكلام
واديكي اهو ضيعتي الراجل الي سترك وأوانا من إيدك .
نكست رأسها خزي واسدلت اهدابها في الم وجلست تبكي على ما سكبته بيدها دون وعي وبكل برود ..ابتسمت ساخرة على نفسها فكم كانت دنيئة في وقت كانو هم نبلاء في موقفهم تجاه أمها ..ظنت انها بتكنيز المال ستحفظ عيشتها من الفقر ارتدت رداء البخلاء واقنعت نفسها انها تحافظ على بيتها ومال زوجها من الفناء حتى لا تمر بمثل ما عانته و هى صغيرة ..نعم عانت في صغرها ولكن قد انعم الله عليها بزوج حسدها الجميع عليه بل كانت ترى سخرية البعض منها فهى لا تستحق مثله مما جعلها تحاول أن تظهر عكس ما تشعر به فكم تنصلت من أصلها امام الجميع وحاولت التعالى على البعض بفضل ارتباطها برجل مثله ولكن غبائها اوقعها في شړ اعمالها فأمها القابعة في فراش المۏت الأن كانت مثال للشرف كم عانت لتصل بهم الى بر الامان دون ان تدنئ نفسها لأحد لم تفكر يوم أن تمحي ماضيها مثلما فعلت هى لتجلس تحت قدميها تقبلها في خزي تطالبها بالسماح ولكن استوقفتها امها بكلمات متهدجة من بين وهنها تناشدها الاستغفار والتوبة والتكفير عن اخطائها حتي تستريح في نومتها الاخيرة لتتعهد لها ان تكفر عن خطيئتها في حق زوجها وأمه وابنة عمه التي انالتها قسط من شرها ..لتهداء الام المړيضة وتستكين بجانب ابنتها بعد أن وعدتها بأن تحاول تصحيح خطئها ..لتسكن الأخرى بجانب انفاس أمها الهادئة لتغفو والعبرات النادمة مازلت تهطل من مجرياتها حتى في منامها
أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق
الثامن والعشرين
تجلس في خزى وحزن بات على محياها فهى منذ قدومها لبيت اهلها وهى في حالة يرثى لها.. ليتها ما تعرضت لهذا الموقف معه لقد اهانها ورماها وكأنه لم يعشقها يوما لتحدث نفسها قائلة
_ يا يا كمال للدرجادي قدرت تستغني عني ..للدرجادي هنت عليك ليقطع شرودها دلوف أبيها المسن الذي يستشعر قلقها وحزنها ويوجعه صورتها تلك فهى ستدخل في حالة من الذهول مما جعله يردف قائلا
_ايه يا بنتي ..استهدي بالله كده واستغفري ربك ..عمرك مهتقدري تحلى شئ وانتي بالشرود والحزن ده ..يا بنتي جوزك مش وحش وطول عمره بيتقي الله فيكي واظن انك في الموضوع ده انتي الغلطانة .
تدخلت ام احلام بضيق من موقف أبنتها فهى على دراية كاملة بالأمر هى غلطانة وبس ..دي غرقانة في الغلط ..عمالة تعمل خطط علشان تسيطر على الواد الغلبان اللي أساسا بيدوب في هواها وقال ايه أمه بل بتأثر عليه .
واكملت مستطردة في ضيق وفيها إيه لما أمه تبقى ليها رأي معاه ..طالما مبتدخلش في حياتكم ..داللي ملوش خير في أمه ملوش خير مراته ولا عياله ..تقومي كمان تخريبي بين اخوه وبنت عمه لمجرد انك غيرانه من وجودها بينهم ونسيتي ان ربنا موجود وانك عندك بنات وممكن يتردلك فيهم والا انتي فكراها سيبه ..الا حق العباد يابتي ربنا مبيتهونش فيه أبدا ولازم يرد لكل واحد مظلمته وأكملت بوجل ربنا يسترها وميردوش فينا لأن قلبي واجعني من الصبح ومش مطمنة.
الأب بحنو فكم قست زوجته على أبنتهم وبرغم انها محقة في كل كلمة اقرتها إلا أن حزن أبنته ېقتل نابضه من الألم عليها فهي لم تترك فرصة بينها وبين زوجها للرجوع ولكن عليها تصحيح الوضع حتى وإن لم يعد اليها مرة ثانية مما جعله يتمتم قائلا
_ أحلام يابنتي برغم أن كلام أمك
قاسې وبيوجع إلا أنه كله كلام صحيح مية بالمئة وانا كمان متضامن معاها لازم أهل جوزك يسامحوكي والبنت الغلبانه اللي اتهمتيها بالشين دي تغفرلك علشان متجيش في يوم من الأيام ويتردلك في بناتك. أما جوزك فربنا يقويه ويقدر يتجاوز المصېبة اللي هو فيها ويرد له امه بسلام يمكن وقتها يقدر يغفرلك كل عميلك السودة معاها ومعاه.
لم يكمل الحوار بينهم الا واتاهم اتصال من رقم ابنهم ليفتح الأب الخط بينهم ليتفاجأ بمن يقول صاحب الرقم كان راكب ميكروباص والميكروباص اتقلب بيهم وهو دلوقتي في مستشفى ... ولازم حد يجي من أهله.
استقبل الخبر وهو يهوي على المقعد الذي يجاوره حتى يهدئ من ترنحه الذي كاد ان يهوي به على الأرض مما جعل الزعر يتملك من الجميع ويتوجهون عليه في قلق ليزرف اليهم بما يجعلهم يهون في كبد الى الأرض ليهرولون جميعا متوجهين نحو المشفي التي يقطن بها شقيقها بعدما استجمعوا تشتتهم.
ټحتضنها بقلب مفطور بعدما اختلت بها وقصت لها ما دار بينها وبين زوجها وقامت ايضا بقص روايات الآخرين مما اوجعها فهى لم تتوقع دنائة زوجتي ابنيها فهن لم يشعرن بتأنيب ضمائرهم ولكن برغم أنها اعتبرت قرار اولادها قاس بعض الشئ لكنها رأت أن هذا هو الحل في الوقت الحالى حتى تستشعر كل واحدة منهن خطئها فربما بعد ذلك
يعدن الى رشدهن كما احزنها الأخبار التي تنم عن مرض حماة ابنها رءوف وموقف ابنتها منها فتلك السيدة قاست في حياتها كثيرا وما تتاها اليوم عن انباء شقيق أحلام الشاب الذي كان يتأهل ويستعد للزواج في خلال الفترة المقبلة ولكنه الأن يمكث في احد المشافي العامة في حالة حرجة ويحتاج الى إجراء أكثر من عملية مما جعلها تشفق على حالهم لتتمتم بالدعاء لهم جميعا ..فكم ارهقها كم هذه الأخبار المحزنة مما جعلها تهتف لأبنتها رهف قائلة 
_رهف يابنتي ..بالله عليك لتقفي جمب أخواتك ..دي شدة ولازم تقفوا جمب بعض والحمد لله أن محمد جوز اختك رجع لعقله ..عقبال ما اخواتك الرجالة يتهدي سرهم مع ان أحلام والا آمال ميستهلوش بس علشان اهاليهم وعيلهم مذنبهمش حاجة ..اما المعدول سامر فلازم يحمد ربنا انه نجاه من الحية اللي اسمها نشوة ويحاول بقى يصالح البنت الغلبانه اللي ملهاش ذنب في حاجة.
رهف بتمنى والله ياماما نفسي تكون من نصيبه لكن انا عرفت أن عمي هيوافق على العريس بس مستني لما يطمن عليكي الأول .
فردة بضيق متنهدة يعني ايه هو هيستهبل ابو هيام ..والا يقصد يعاقب الواد ..طب لما ارجعله اصل هيام دي بنتي وانا اللي هجوزها وعمرى مهسبها ابدا.
رهف من بين ضحكتها والله ياماما انتي عسل ..يعني لو ابنك سبها واتجوز كنتى عملتي ايه.
فريده بجدية هعمل ايه منا سبتلهم البيت كله علشان خاطرها وكنت هقطعهم العمر كله لو مكنوش رجعوا عن ظلمهم .
يعني ايه ياماما افهم من كده انك
خلاص نويتي ترجعي .
فريدة بنظرة شاردة بما يدور في ذهنها وهى تنوي فعل شئ ما.
تجاهد في استجماع نفسها فهى الخاسرة في معركتها التي بدأتها منذ زواجها ..هى من صنعت حواجز بينها وبين ام زوجها وبرغم أن الاخيرة لم تكن كثائر الحموات ولكنها هى التى بدأت وتعترف بذلك فمن أجل الفوز برجلها لذاتها تصنع اي شئ كانت تستمع لأقوال عدة عن ما يسمى بشغل الحموات لذلك قررت الھجوم فزوجها لن يكون ابن امه سيكون لها هى فقط ملكيتها الخاصة حتى لا تتدخل امه في أي من امورها ..هكذا كانت بدايتها الى ان انتهت هنا من حيث بدأت ..ليتها تريثت قليلا قبل ان تشن هجومها هذه المرة .. ليتها ما فعلت ..لقد تركها زوجها بعدما ظنت كل الظن انه اصبح ملك لها بعيدا عن مؤرقتها الملقبة بأمه..وبرغم التحذيرات الكثيرة التي واجهتها من أمها الا انها أبت أن تستمع فزوجها وماله ملك لها هى وها هى فقدت كل شئ لتستيقظ من غفوتها البسيطة على خيبتها لتواجه ألم افظع بعد أن باتت ساعات تحصو نواتج جرمها فأخيها التي كانت تساعده في الخفاء حتى يستكمل تجهيزاته من أجل الزفاف راقدا بين الحياة والمۏت ينتظر العناية الربانية في الحفاظ على حياته فالأطباء يعملون الأن اقصى مافي جهدهم للحفاظ على حياته فالحاډث الذي أصابه هشم الجمجمة ووضعه الأن حرج لتهرول مع الأخرون في تسابق حتى تصل بلهفة حتى تلتقط اي من الأخبار عن استقرار حالته لعلها تهدأ ولكن كيف والأجواء كلها توحي بمدى بشاعة الحاډثة التي تعرض لها لتستمع الى أحد الأطباء الذين كانوا بالداخل وهو يهتف
_ يا جماعة المړيض في حالة حرجة ولازم إجراء عدة عمليات فياريت تخلصوا الأجرأت بسرعة ليتوجه أبيها الى هناك في صحبتها لتتفاجأ بأرتفاع قيمة
إجراء العمليات ليقرر الأب بيع قطعة الأرض الصغيرة التي يمتلكها علها تكفي سداد قيمة الرسوم المطلوبة وتوجها مرة أخرى إلى أمها القابعة أمام غرفة العمليات بعد أن قام بدفع جزء من الحساب.
طب وبعدين يابابا ..هنعمل ايه في باقي الفلوس..قالتها أحلام پخوف شديد من ان لا يستطيع ابيها تدبير المبلغ .
يجيبها الأب بتية بعد أن استجمع حزنه بشق الأنفس فهو الرجل فلذلك عليه عبئ الإحتمال فيكفيه انهيارهن من حوله ربنا يسهلها يا بنتي ..سبيها على ربنا.
لازم ندفع الفلوس كلها في ظرف يومين والا مش هيكملو بقية العمليات زي ما الدكتور فهمنا وموضوع البيع ده هياخد وقت ..فهمني هنعمل ايه يابو أحلام ..هدرت زوجته پألم وخوف وأكملت مستطردة أنا هبيع بقية الدهب بتاعي .
لتجيبها أحلام بحسرة وهو بقية دهبك هيجيبو ايه بس ياامي ..دا يدوبك خاتم وسلسلة..انتي ناسية انك بعتي الغوايش علشان جهازه .
اهي نواية تسند شويه على مابوكي يشوف حته الأرض هتجيب كام ويتصرف فيها ..ليتركهم الأب ويتواصل مع احد اقاربه حتى يعينه في إيجاد مشتري على وجه السرعة ..ليجد بالفعل مشتري ولكن بسعر اقل من سعرها فالبائع دائما هو الخاسر ولكن لا بأس فهو يشتري حياة وحيده بها فلا شئ اغلى منه هو ..ولكن يتبقي جزء كبير من قيمه العمليات فثمن الأرض وقيمة الذهب لم يغطوا تكلفة اجراء العمليات مما جعل الأم تقصد بعض الأبواب ليصل الأمر
الي بيت حماة ابنتها من خلال بعض الجيران الذين يترددون عليه للأطمئنان على الغائبة لتخبر ابتهال أخيها عما توصلت إليه من أخبار 
_تصدق ياكمال مجدي اخو احلام بعيد عنك عمل حاډث وحالته خطېرة في المستشفى.
لا حول ولاقوة الا بالله..ربنا يشفيه .. هشوف هو فين واروح ازورة علشان الولاد.
قالها كمال بحزن حقيقي وهو يسبل اهدابه في ألم من أجل خال اولاده الذي كان يعتبره مثل أخيه الأصغر.
ابتهال في تسائل وعينيها تحدق به في عدم تصديق تروح علشان الأولاد ولا علشان تطمن على مراتك 
لم يجيبها بسبب ضيقه فهو بالفعل يشفق عليها برغم ما فعلت معه ولكنه لن يصفح عنها .
لتباغته اخته رهف التي تدخلت في الحديث لتخبره برأي أمها التي عندما علمت بهذا الفاجعة باتت تدعو الله ان يسلمهم من هذه الغمة واخبرتها ان توصي أخيها بالذهاب اليهم وعمل الواجب كما لوكان معهم مهما كانو اهل أحفادها
_عديها يا كيمو ..ظهر على وشك انك قلقان عليها ودا طبعا شئ عادي المفروض تركن اي مشاكل مابينكم دلوقتي انت عارف لو ماما هنا كانت قالتلك روح بسرعة اقف جمب مراتك ونسايبك ملهمش غيرك بعد ربنا وانت عارف حماك غلبان ازاي.
أومأ لها عند سماع سيرة أمه فرهف تتحدث بطريقتها الحنونه فهى برغم حزنها تحسه على الذهاب إليها والوقوف بجانب اسرتها وهو سيفعل ذلك كما امرت غاليته .
ها ياكمال مفيش أخبار جديدة انا قلبي كل يوم بيوجعني بزياده.
هتفت ابتهال كي تصل إلى اي
كلمة تطمئنها برغم انها تعلم فشلهم جميعا في إيجاد طريقة للوصول إليها.
يجيبها في يأس احنا كلنا من الصبح بنلف على كذا جهة وفي منا لف على دور مسنين يمكن تكون راحت اي منهم ..وبتابع شبكة الجوال لأنها فتحت مرة واحده بس امبارح وقفلت تاني ..واكمل مستطردا في عجالة وهو يستجمع اشيائة الخاصة من فوق المنضدة الصغيرة ليتوجه الي الخارج على العموم انا هعمل كام مشوار وبعدين اروح المستشفى وباليل هنشوف هنعمل ايه.
عاد إلي الوطن مهرولا يريد اللحاق بهم قبل أن يواروا جسدها وهو يتمني بداخله أن يكون حلم مفزع يعيش به.. يتمني أن يعود بن الزمن من جديد حتي يكفر عن ذنبه أمامها فهي الأم التي طالما ضحت وكانت له نبراس مضيء كانت تزلل له العثرات وتمحو عنه الأخطاء لدرجة أنه صدق نفسه وتحلي برداء الأنانية وتركهم بحجه واهية.. جمع المال ولكن اي مال الأن سيغنيه عنها كيف سيكون حال أبيه بعدها هي كانت تشكو هجر الجميع لهم وانشغاله عنهم وهو لم يعيرها انتباه ظنا منها أنها تبالغ لكي يعود.
ليته عاد مع زوجته التي استشعرت الخطړ وعادت تاركه إياه.. لقد وضاعها هي الأخري من يده ..فهو الخاسر اليوم..ليجني ما زرعة في الأمس البعيد..فحصاده اليوم ليس إلا أطلال ستدمي نابضه كلما هبت علي ذاكرته..ليرفع جواله بعدما استقل سيارة اجره وناشد سائقها السرعه في التوجه بعدما اعطاه العنوان ليرسل رساله نصية ليخبر أبيه بوقف اي إجراء لحين قدومه ليسابق أرجله في الصعود نحو بابهم ليدلف بتوجز من الهدوء الذي يحيط بالمكان ليشاهد أباه يجلس في صمت فهو في محراب الصلاة ليجثو بجانبه بعدما استشعر السكون الذي يحيط بالمكان فتوجز خيفة من أن تكون ذهبت بلا عودة ولم يفكر في أن ينظر خلف بابها الموصد أمامه الآن حتي يخرج أبيه من صمت الصلاة فانتظر حتي قام أبيه بالتسليم ليرتمي بحضنه
دون حوار ليربت أبيه عليه يحنو واشفاق بعدما شاهد حالته المنهكة هذه ليردفحمدالله علي سلامتك يا بني.. يعني لازم حد ېموت علشان تحن علينا وتنزل.. دا كان آخر أمل لينا أنا وامك علشان ترجع.
نديم من بين بكائه فهو في حضرة أبيه فعليه التسليم والبكاء دون خجل الأن من أن ينعته أحد بالباكي فهو دائما صلب يتحمل الأهوال ولكن هنا في داخل اعماق هذا الرجل يفقد خشنوته بل يلقيها خارجا ليعود طفلا صغيرا ليستلذ هذا الشعور الذي هرب منه في الماضي ويتمني أن تعود تلك السيدة لتربت علية تواسيه في فقدانه و ضياع أسرته من بين يديه.
_اه يابابا..وحشتوني قوي..ياريتها ترجع واحس بيدها علي كتفي علشان تطيب خاطري ليخرج من بين أنفاسه المتهدجة علي ربتة حنونه من الخلف ليدير رأسه للخلف حيث إحساسها الدافئ ويعاود النظر الي ابيه ويستمر في التنقل بينهم ببصره دون تصديق ليؤكد له أبيه أنها هي بالفعل ليرتمي بين أحضانها پبكاء أشد وهو يقول
_ الحمدلله..الحمدلله..ربنا استجاب لدعائي.. سامحيني يا امي سامحوني انتو الاتنين..ورفع رأسه ليشبع نظراته منها محدقا في استغراب بس ليه تقولي علي نفسك كده ياست الكل..فداكم أنا والدنيا بحالها.
لتستنشق الهواء ويسمح هو عبراتها المتدفقة في حنان لتتفون قائبة بعتابعلشان حضرتك نسيانا فقلنا نعمل حاجه تفوقك وترجعك لبيتك وعيالك الي رمتهم في بلاد الغربه علشان المسكينه حست بأمها الي كانت هتضيع بسبب انانية اولادها ذيك.. لوكنت صحيح
مت كنت هتبقي سعيد ولو حماتك جرالها حاجه كنت هتقدر تسامح نفسك.
ليكمل أبيه وهو ينضم إليهم بأحتضانهم قلنا نديك اخر درس..يمكن يجيب نتيجة وتعقل..وتشوف الخير والنعمه الي فأيدك..ياابني النعمة في زوجة صالحة في عيشة كريمة لكن المال بيروح ويجي.
تحدث نديم بصدق واحترامابنك اتعلم الدرس كويس يا غالي..صدقني كان ممكن ادفع كل ما املك علشان اشوفكم بخير ذي دلوقتي.. انتوا نعمتي الي ربنا هداني بيها..ربنا ميحرمني منكم أبدا.
الأم يتوعد مصطنع ولا يا نديم وحياة ابوك الغالي ده لو مرحتش رضيت مراتك دلوقتي حالا لكون ضړباك وابوك مش هيحوشك مني..واكملت بصدقمراتك متستهلش الي انت عملته فيها يابني.
ليصدق الأب علي كلمات زوجته ليعترف هو بخطئه لأول مرة أمامهم والتوعد لهم بتصليح الموقف مع زوجته فكم اشتاق إليها هي وأولاده لتحسه أمه علي الذهاب إلي بيت حماته كنوع من الموازنة لزوجته دون أن تخبره بحقيقة الأمر ووجود السيدة فريدة في بيته..ليتوجه بعد أن أنعش وجهه ببعض الماء وتناول بعض اللقيمات حتي يقمن صلبه ويستطيع المواصلة فهو لم يأخذ سوي غفلات صغيرة في الطائر ولكن شوقه هو الذي يحركه الأن في التوجه إلي حبيبته وشريكة أيامه..سيكون معها ولو بالڠضب ..سيوازرها في محنتها وسيكون سندها بحق..لن يخذلها مرة أخري.
وهو يدعوا الله في سره أن يستطيع احتوائها والحصول على الغفران منها.
التاسع والعشرين
تتواصل معها بين الحين والآخر حتى تطمئن عليها من خلال الهاتف المنزلي الذي اعطته رقمها لها في احدى الزيارات
لها فلبني مازلت تستشعر معها الحنان التي تفتقده منذ رحيل ابويها وهذه السيدة تذكرها بحنان امها الراحلة لتهتف لها بحب قائلة السلام عليكم يامي ..عاملة ايه ..يارب تكوني بخير .
فريد بود وحبور قائلة وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته..انتي عاملة ايه ياغالية ..وحشتيني يالبنى يابنتي ..صوتك وحشني .
يارب يخليكي لينا يا ست الكل ..يارب تكوني بخير . قالتها لبني بتمني حقيقي لها بالخير لتجيبها الأخري برضا الحمدلله انا في نعمة من الله من ساعة ما رهف بنتي رجعت وهيا مرعياني ومش مخلياني محتاجة لحاجة ..نفسي تيجي اعرفك عليها ..متتخبرش عنك في حنيتك كده يالولو .
لبني بود الله ..حلوة لولو من بقك ياماما ..فكرتيني بامي الله يرحمها ويدكي طولة العمر .
فريدة بشفقة عليها ربنا يرحمها يابنتي ويصبرك ويقويكي على حياتك ومسئولياتك ..بس بردوا لازم تيجي علشان انا محتجاكي في توصيلة كده .
لبني في استفسار نحو تلك الوجهة التي تريد الذهاب نحوها طب ومالة ياست الكل ..انا تحت امرك بس على فين العزم علشان اجهز نفسي .
انا ناوية ارجع النهاردة للبيت ..ولادي خلاص جابو اخرهم ومش عيزاهم يقللقوا من نفسهم علشان خاطري ..وسرددت لها نيتها في العودة حتى لا يلجأون الى التواصل مع الشرطة فهى تغيبت عنهم كثيرا وصمتوا على أمل ان يجدوها هنا اوهناك ولكنهم فشلوا في هذا الأمر حتى باتت هى حزينة عليهم اكثر من حزنها منهم ولذلك قررت العودة اليهم وليكن ما يكون حتى وان غضبوا منها من أجل فعلتها معهم فهى ستعود حتى لا يطرون لأبلاغ الشرطة وعمل بلبلة حولهم ولتوافقها لبني الرأي قائلة عين العقل يا ست الكل ..وانا فوريرة هتلاقيني تحت باب البيت منتظراكي كمان نصاية ..واغلقت الخط وهى تهتف بداخلها بالدعاء لهذه الفتاة الطيبة التي حدفتها الاقدار نحوها لتكون سندا لها كما لو ولدتها من رحمها ..لتحمد الله على ما اتاها من خيرات
وتتوجه للداخل نحو الخزانة لتلملم اشيائها وهى عازمة للعودة من جديد لتواجه اولادها وتعيد معهم المسار الى اتجاهه السليم . 
مازلت الوجوه المحبة للجارة تتلوع فقدانها فأم محمود تحاول دائما التواصل بأبنائها في الذهاب والأياب والسؤال عليها للأطمئنان لتأتيهاةالجارة الاخرى ام سعد لترافقها في جلستها ويتبادلن الحديث الا مفيش اخبار عن الست فريدة يا ام سعد .
تجيبها الأخرى بأسى وهى تقول ابدا والله يا أم محمود ..معرفش حاجة ..كل الأخبار بينا على وشوش ولادها المليانه حزن ..دول يا حبة عيني شكلهم مبينمش واللي جري لأهالى نسوانهم يحرام ..كل واحده عندها مصېبة اكبر من التانية ..أحلام متبهدلة ورا اخوها ياحبة عيني وامها وابوها باعو اللي وراهم وقدامهم علشان يكملوا مصاريف العمليات مهو اصله هيعمل كذا عمليه وكل واحدة اخطر من التانية ياقلب امه ..ربنا ينجيه علشان امه الغلبانه.
ام محمود وهى تمصمص شفتيها في تشديق يا حول الله يارب ..كان مستخبي للحارة دا كله فين .. الأخبار كلها وحشة اذا كان على ابن ام احلام والا الحاجة فريدة وغيبتها اللي طولت ..والا الست الغلبانة ام أمال اللي لقوها هى وبنتها مرمين في شقتهم ولولا الدكتور رءوف الله يباركله كان رايح يطمن على الست المړيضة لكانت مراته راخرة راحت فيها ..ربنا يرحمها ويصبر قلب بنتها ويرجعها لعقلها ..اصلهم بيقولو اټجننت .
تدخلت من كانت
تخرج من الداخل وهى تخبط على صدرها بكفها قائلة وما كانت غير زوجه ابنها التي قالت يالهوي يامه ..انت بتقولى ايه اسمها عيانة نفسية ..وياريت متقوليش حاجة احسن حد من عند الجماعة يسمع ويزعلوا .
وهو انا قلت ايه يعني ..مش احنا لما روحنا نعزي كانت زي المجانين ومش دريانه بينا ..هو انا جبت حاجة من عندي ..قالتها الحماة وهى تتلوي بفمها فهى لا تعرف معني للمرض النفسي سوي الجنون .
لتتدخل الجارة الأخرى قائلة مرات ابنك معاها حق يا ام محمود ..الست فريدة ولادها مش نقصين وكفايه اللي هما فيه وربنا يختي يشفي كل مريض ..ليستوقفهم قدوم احدهم وهم يعرفوه عز المعرفة لتهتف احدهن قائلة بسعادة بالغة مش دا الاستاذ نديم جوز الست رهف شكلة جه من السفر علشانها .
الأخري بفرحة ظاهرة عليها فهى تحب رهف التي تستأنس بوجودها كل يوم كحال أمها التي كانت تغدقهم بحنانها اه والله هو ..ربنا هداه وشكله ناوي يصالحها ..ربنا يهديها وترضى ترجعله .
ليتمتمن جميعهن بالدعاء لها ولأسرتها بالهناء والراحة..فكم يشقيقهن شقائهم فتلك السيدة فريدة اثرها باقي على قلوبهن مما يجعلهن اسيرات لها .
ليتفاجأن بعد قليل بأحد سيارات الأجرة البيضاء تأتي نحوهم لتترجل منها الجارة الغالية ليقفن قافزات نحوها في سعادة ليتبادلن معها السلام والترحاب فك اشتقن لحديثها ولكنهم تحت نظرات لبني التي طالبتهم بالتحلى بالصبر وعدم الصياح حتى تدخل السيدة بيتها بأمان وبعدها
ستفسح لهن بالحديث باستفاضة معها وبعدين يا ست الكل منك ليها الحاجة جايه تعبانه ويبقى كتر خيرك منك ليها لو تسيبوها تطلع لولادها فوق من غير شوشرة ..انا عارفة انكم حبيبها وعايزين تطمنوا عليها .
ام سعد بحيرة من هذه السائقة التي تتدخل بجرأة بينهن وبين جارتهم الغالية وانتي ياسكرة بقى هتعرفينا على حبيبتنا واللي المفروض نعمله معاها .
فريدة بعد أن استشعرت حزن ام سعد والاخريات استني بس يالبني ..انا هفهمهم اصلهم غالين عليا ....
لتقطع عليها لبنى الحديث وهى تقول وغالين عندي انا كمان ياما ..بس اطلعي وانا هتعامل مع القمرات دول وأدخلتها من باب منزلها لتصعد هى وتعود الى الجارات المحملقات بها لتقول في فكاهة ايه يا قمر منك ليها مش نوين تعملولى كوباية شاي علشان اطمنكم على حبيبتكم ام كمال ..لتتوجه وردة بعدما رحبت بها واستشعرت صدق كلامها لصنع لها كوب من الشاي وتتوجه بعد ذلك لبني برفقة ام سعد وام محمود الى الداخل فهى ارادت أن تتحدث بشئ يثلج صدرهم ويرضي فضولهم حتى يبتعدن عن ملاحقة السيدة فريدة فهى الأن تريد استجماع تشتتها حتى تستطيع مقابلة اولادها الخمسة فليعينها الله .
لبنى وهى ترتشف بعض من كوب الشاي لتكمل حديثها بود تحت مرأي اعينهن المصوبات نحوها بذهول فهى تحكي لهم اشياء واشياء لتجذب انتباههم بعيدا عن خياة السيدة فريدة وتنجح بالفعل فهى اخذتهم لوجهة أخرى معهم لتنتابهن نوبة من الضحك فهى خفيفة الظل لتخرج من عندهن وهى تستشعر الحنان والدفئ بعدما استشعرت طيبة قلوبهن لتقوم بوعدهن على زيارتهن مرة أخرى ليتمتم الجميع لها بالدعاء ليكونو رفقاء لها الى ان تخرج بسيارتها الى الخارج وهن يتبادلن السلامات على أمل ان يلتقين بها مجددا فهذة السيدة الطيبة لا تتعرف الا على الطيبين امثالها هكذا اقر الجميع بعد ذهاب لبني من بينهم فكم كانت جلستها هادئة فكم اسعدهم حديثها العفوى فهى
تشبههم في ثرثرتهم فيبدوا عليها قسۏة الأيام فهى تحمل الشقاء خلف وجهها الضاحك الذي يحاول اخفاء معانتها امام الأخرين مما جعلهم يدعون لها بصلاح الحال ويتمنون ان تعود لزيارتهم من جديد . .
يعني ايه يابو هيام ..كده خلاص الست الغلبانة مش هنعرف نوصلها..مفيش اي امل اننا نعرف حاجة عنها .قالتها امل لزوجها الذي يجلس في حيرة من امر زوجة أخيه التي رحلت ولم يستطع أن يصل لأي معلومة تطمئن باله ليردف بتعجب والله يا أمل انا حطيت صوابعي العشرة في الشق ..وبرضوا مقدرتش اوصل لحل .. ومش قادر ازعل منها ..اللي عرفته منهم يزعل بجد دول كانو عيزينها تسيب بيتها اللي روحها فيه وتتنقل من هنا لهنا والا يوفقوا أنها تروح دار مسنين ويفرطوا فيها بالشكل ده ..انا معرفش جابو القسۏة دي منين ..عمرهم ما كانو كده ولا أخويا الله يرحمه كان كده ..ربنا يسامحهم ويهديهم ولاد أخويا ويرد الست الغلبانه لبيتها ولينا يارب .
أمل بصوت صادق يارب يابو هيام ..يسمع منك ربنا وترجع ألاا هما برغم غلطهم حالهم يصعب على ال ك فر ..ربنا يردها علشان نفرح كلنا يارب .
ابو هيام في حيرة نفرح بس اذاي يا ام هيام ..دي مرات أخويا دي غلاوتها من غلاوة المرحوم ..ولو دنتها غايبة ولا فيها فرح ولا دياولوا ..وعريس الغافلة دا بقى انا اتشأمت منه ..فقري ابن
فقري..وشكلى هبلغوا الرفض النهائي.
أمل بفرحة مصدقة لما يقول فهى تعلم شعور هيام وخصوصا بعد محاولات سامر في استقطابها مرة أخري بعد شعوره بالندم والاعتزار لها مما جعلها تهتف والله ومين سمعك ..دا نحس ووشه وحش ودخلته جت علينا بالحزن وبعدين بنتي مكنتش اصلا موافقة بيه ليه بقى نعشمه بحاجة كده والا كده وهو أساسا مرفوض .
جعد بين حاجبيه في حيرة من أمرها فمن اين علمت برأي ابنته التي من قبل اخبرته بموافتها المبدئية على هذا العريس ليتمتم لها بالسؤال طب وانتي عرفتي من يام العريف برأي هيام ..اذا كانت هى اللي قيلالي بعضمة لسانها انها موافقة..يبقى جبتي الكلام دا منين .
بص بقى يا بو هيام ..هى صحيح مش بنت بطني لاكن دي بنت قلبي وانا اللي مربياها ومصحباها واكتر واحده تعرفها وتعرف تفكيرها وقلبها رايحين على فين ..هيام بنتي ڠصب عن اي حد وانا اكتر واحدة عارفة مصلحتها والعريس دا مش من مصلحتها انها تتجوزه ..قالت كلماتها وهى تبكي مما اثار شفقة زوجها فهى شعرت اتهامه لها في باطن كلماته مما جعله يتحدث بشفقة اللا للا وليه القغلة دي ..هتغمقيها ليه الله يباركلك ودخليها جنايات ..انا مش قصدي حاجة من اللي وصلك ده انا بس مستغرب ..لما هى رافضة ليه كانت بتقولى انها عندها نية الموافقة ..وكلامك خلاني اتلغبط واستغرب بردوا من رد فعلك ..انتي تعرفي
حاجة انا معرفهاش.
أمل بتوتر فهى لم تكن تريد أن تتطرق لهذا الأمر الأن حتى تعود فقيدتهم الا انها عليها اخبار زوجها حتى يقرر الاعتزار لهذا العريس الذي يتواصل معه بشكل متكرر ليحثه على الموافقة لذلك قررت الحديث قائلة بص بقى يا ابو هيام ..انت ابوها ومن حقك تعرف كل حاجة ابن اخوك رايد هيام وموضوع انه كان هيخطب هوا اللي خلا الست فريدة سابت البيت لأنها كانت رافضة للعروسة وبصراحة اكتر سامر كان مفكر ان هيام ليها راغبة في حد غيره ولما اتأكد انها ملهاش راغبة في العريس ده او غيره اترد لعقله ورجع يطلب ودها ومنتظر لما امه ترجع وهيتقدمولك على طول.
أستغرب من امر ابن اخيه فكيف له ان يتوقع شئ كهذا ولما وصل الى هذا الأمر ولكن عليه التريث الأن حتى يتم العثور على زوجة أخيه الأكبر وبعدها يكون ما يكون وقتها سيقف لأبن أخيه ويأخذ بحق فتاته فأبنته ليست تحت غضلة غيرها فهى ملكة عنده وسيغليها الى ابعد الحدود فهو لن ينكر انها يتمني ان يكون زوجها إبن اخيه ولكن بطريقة صحيحة ذات تقدير لها فهو لن يقبل بسهولة هذا الأمر حتى يتأكد من غلاوتها عنده بل بل عند الجميع مما جعله يهتف قائلا ربنا يعمل اللي فيه الخير يا أمل ..وبنتي غالية ولازم احافظ على كرامتها قدام الكل ..حتى لو مش هوافق على ابن أخويا اللي كنت بتمناه زوج ليها من زمان لكن هستني لما ترجع الغالية وبعدين اللي ربنا عايزه هيكون. 
مازلت على تواصل دائم مع ابنتها وهى تشاهد انفعالات اشقائها وتنقلها لها لتتلوع هى من الحزن عليهم فهى كانت تظن أنهم سينعمون بالراحة بعدما ترحل هى من حياتهم ولكنها تفاجأت بأنهم يتقلبون على جمر من الڼار حتي زوجاتهم اللاتي كانو السبب فيما هى الأن ..تشفق عليهن
فكل واحدة فيهن اخذت نصيبها من الألم فأحلام ذاقت مرارة الإحتياج وكانت هى السبب في إرسال ابنها الي المشفي ومساعدة لأسرة حماه من خلال حثة عن طريق أخته التي لقنتها بما روته والأخرى ذاقت من مرارة الفقدان فقد ټوفيت امها وهى ارسلت ابنتيها بنفس الطريقة فهى جعلت من رهف لسانها المتحدث بأسمها وبالفعل ذهبن ليقفن معها بعد أن وجدها زوجها فاقدة للوعي بجانب امها التي لاقت حتفها فهو كطبيب معالج لها لم يتملص منها بعد موقفه من ابنتها ولكن ضميره المهني اجبره على الذهاب في اليوم الثاني لمتابعة الحالة ..ليضطر الى كسر الباب بعدما يتأكد من عدم مغادرتهم للبيت ليجد تلك الراقدة والأخرى فاقدة للوعي وملقاة على الأرض بسبب اڼهيارها العصبي لتتذكر ما روته رهف لها من تلك الحاډثة المؤلمة ..
عودة للماضي القريب وقبل عدة أيام من الأن .
نغزه ضميرة المهني الي التوجه لتلك السيدة التي يتابع هو حالتها المړضية فهى أيضا جدة اولاده ولن يتنحى عن مسئوليته امام تلك السيدة المړيضة ولن يأخذها بخطئ ابنتها التي لم تعر اي اهتمام الى مشاعره ولم تعترف بخطئها الى الأن فهو كان يظن انها ستحاول التواصل معه حتى تصحح خطئها وتكفر عنه ولكن اتاه هاجز أنها من الممكن أن تكون ذهبت الى مكان أخر ولم تذهب الى بيت أمها افيعقل ان تكون جاحدة الى هذا الحد مما جعله يهرول نحو منزل السيدة العجوز ويطرق الباب عدة طرقات سريعة
مما جعله يرتاب ويقرر فتح الباب بأي وسيلة ليعاونه بعض الجيران في كسره بعد ان اكدوا وجود زوجته بالداخل برفقة أمها المړيضة وانهم لم يروها منذ يوم مما ذاده قلق ليتوجه نحو الداخل بعد انكسار الباب ليجدها ملقاة على الأرض في حالة من الإعياء مما جعل قلبه يهوى تحت قدميه خيفة من أن يكون اصابها مكروه ليحملها رافعا اياها نحو اريكة موضوعة في أخر الحجرة ليطمئن على سرعة نباضتها التي تنم على مدى حيويتها ليجدها ضعيفة للغاية ليقوم بعمل الاسعافات الأولية ويناشد احد الجيران بشراء مجموعة من الادوية ويناوله مبلغ من المال برفقة الورقة التي تتضمن أسماء الأدوية ويتوجها الشاب الى الخارج ويتوجه هو نحو الراقدة الآخرى على الفراش دون حراك ليتأكد من ظنه فهى بالفعل وافتها المنية كما تمنت أن تقابل ابنتها قبل ان تلاقي وجه ربها ..نعم رحمها الله من ألمها فهذا المړض اللعېن ف جسدها وهذا العلاج الكيميائ يسلخ اوردتها من الألم ولم تعد تقاوم الامه لذلك رحمة الله اتتها حتى ترحمها من هذا العڈاب الأليم..ليقوم بعد ذلك برفقة بعض الجيران في عمل الاستعدادات لمراسم الډفن ويخبر اشقائه بهذا الأمر ليتوجهون جميعا اليه ويتفاجئ بقدوم شقيقتيه ليقفن مع زوجته التي لم تقوي على الوقوف على غسل أمها ولكن كانت تشعر بالخزي من موقه النبيل هو واشقائه جميعا فهم ابناء
من رحم سيدة رحيمة قامت بتربيتهم على المودة والرحمة والمغفرة لمن يقسوا عليهم .
لتعود لواقعها من جديد مستغفرة الله داعية له ان يصلح حال الجميع ويرد لأولادها حياتهم الزوجية على خير وبعد ان يتعلم كل واحد خطئه . 
وهكذا اقتص الله لها ومع ذلك لم يقسو قلبها وها هم يجلسون حتي يتخذوا اخر اجراء فهى علمت من رهف من خلال رسالة لها انهم عازمون على تبليغ الشرطة وتنزيل صورة لها عبر مواقع التواصل فهيام كادت ان تنفذ هذه الفكرة ولكن استوقفتها رهف لتخبرها بعدها ان أمها على تواصل معها ولكنها لا تريد العودة حتى تستعيدهم مرة أخري ولكن عند علمها بأنهم سيقومون بابلاغ الشرطة لن تكمل لعبتها حتى لا تضع اولادها في امر مخجل فلذلك قررت العودة الأن وقبل ان يتخذوا أمر يندمون عليه .
ليتوجهن الى الداخل وهى تحاول رسم العبس بعد ان شعرت بالسعادة فهى منذ ان اخبرتها رهف بموقف زوجة عمها وفعلها وهى سعيدة من أجل أنها بخير فهى اطمئنت الأن وعليها مساعدة رهف في الحفاظ على هذا السر حتى يعود كل واحد منهم الى رشده .
يقف متحفزا بعدما استنفذ جميع الحيل التي قابلته وقوبلت بالفشل فهو الى الأن لم يعثر على اي خيط ليهتف بضجر بقى خلاص كده ..مفيش اي وسيلة نعرف بيها هى فين ..انا تعبت والله تعبت .. انا ھموت من القلق والۏجع عليها .
ياسامر.. اهدا انت عيل صغير والا ايه .. هتف بها محمد وهو يحتويه من الخلف ليهدئ من روعه فهو في حالة يرثى لها .
ليخرج رؤوف عن صمته متحدثا انا كمان خلاص تعبت وعقلي هيطير مني ..انا كنت مكلف ناس يعملو بحث في جميع سجلات المستشفيات العامة والحمدلله مطلعتش موجودة في اي مكان منهم ..بس بردوا ھموت من القلق عليها ..يتري صحتها عاملة ايه ..دي مريضة سكر وخاېف ان انها تدخل في غيبوبه والا
الضغط يزيد عليها.
هتف كمال بعين مشخصة ووجه شاحب كالامۏات خلاص مقدمناش غير اننا نعمل بلاغ في الشرطة زي ما قلت لرهف من شويه ..لان خلاص كلنا جبنا أخرنا وكمان ننزل صورها على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن حد يكون شافها ويقدر يدلنا عليها .
ليصمت الجميع مع اعتلاء رنين الجرس المنزلى لتتقدم هيام بفتحه بما انها كانت في طريقها إلى الخارج لصنع بعض اكواب الشاي لهم فهي بعد أن اطمئنت على حبيبتها اصبحت في حالة من الأشراق قليلا لتتفاجأ قائلة أستاذ نديم ..اتفضل.. حمدالله على السلامه..اتفضل ادخل .
يتقدم الى الداخل بخطوات بسيطة محرجة وهو يهتف السلام عليكم ..اذيكم ياجماعة كلكم عاملين ايه ليتبادل الجميع معه السلام والترحيب وهو يقابلهم بود مماثل حتى يصل الى مبتغاه فهى تائه بين الحاضرين .
كان يتحدث وعيناه تجوب المكان لتمشطه في البحث والعثور على غايته ليجدها متسمرة في مكانها فهى لم تتوقع أن يكون أمامها الأن فحماتها لم تبلغها بحضوره حتى تستعد فمن الواضح أنها ارادت المفاجأة لها مما جعلها لا ترتب انفاسها المتلاحقة التي تجعلها عاجزة امامه الأن ..تقابلت الوجوه بحزنها المتبادل بينهم وصمتت الاحاديث ومنعت الكلمات بينهم لتناظره هى بعتاب وهو يرجوها السماح ليقطع وصالهم حديث كمال الذي هم اليه ليربت فوق كتفه قائلا بمباغتة كي يهدئ الموقف بينهما ايه يا اخ نديم .. حمدالله على السلامه واكمل ممازحا ..سيبك من النحنه دي لما تروحو بيتكم ابقى اعمل اللي يقدرك عليه ربنا .
تلك الكلمات
سكبته بعض من الراحة وجعلتة يتوقع الخير بعدما تبادل العناق والسلام مع الاخرون الى ان اتاها لتوصد امامه ابتسامتها التي كادت ان تظهر قبل قليل ليتقدم اليها وهو متمتما عارف أن غلطي كبير ..وعارف ان قلبك اكبر من انه يشيل مني يارهف .
..ليقطع حديثه طرق على الباب وتهل عليهم نسائم بارده اشعرتهم بالراحة فتلك الرائحة العطرة تهديهم غاليتهم التي ولجت بعد أن فتحت لها غاليتها الصغرة وربيبتها التي توجهت وهى ټحتضنها الى الداخل وهى تهلل كالاطفال ماما جت .. والله العظيم ماما جت .
نعم عادت لتعود معها روحهم من جديد
تقازف الجميع في سباق كأنهم أطفال ينتظرون عودة امهم من التسوق وهى تحمل بجعبتها الحلوي والفاكهة ولكن اليوم يقفزون لإبتغاء حلواهم في التشبع من حنانها والارتواء بعطفها الذي افتقدوه في الأيام القليلة الماضية فهى بالنسبة لهم دهرا مر عليهم في حزن وألم وخوف عليها من الفقدان تسابق الرجال ليرتمون بين احضانها فكان أوسطهم تهاتفا ولهفة للوصول وفاز لأنه الأقرب اليها فمقعده اهداه هذه الفرصة لفوزه الأن ليزاحمه الصغير بعد ذلك وهو يبدوا ببكائة هذا كطفل رضيع ضاعت منه لهايته ففقد معها هويته وامانهوها هي تعيد له الحياة مجددا بعدما ضمته بحنوها لصدرها لينتزعة كبيرهم بمداعبة وامتعاض مصطنع وهو يتفوه كالصغار وبعدين فيكم..كفاية رخامة انت وهو ..انا كمان عايز ارتاح بين
احضانها شويه لتسحبه هى بحنانها الى أعماقها لتربت علية وهى تغلبها العبرات التي هطلت رغما عنها ولكن في سعادة لتهافتهم هذا الذي رد لها حياتها التي ظنت انها ضاعت هباء معهم.. ودت لو شقت احشائها لتستجمعهم من جديد وتحفظهم بجانب نابضها بل بداخله ..لتتقدم بعد ذلك في خزي منها كبيرتها التي اشتاقت إليها حد النخاع وهى تتمتم من بين بكائها بعد ان استقرت أمامها هتسامحيني يا أمي انا غلطانة في حقك قوي ..لتناظرها بيأس هاتفة لو انت يا إبتهال تقدري تزعلى من ولادك ..يبقى انا اعملها يابنت بطني فكيف لأم ان تغضب على قطعة من روحها.
الثلاثون والأخيرة
عودا حميدا حبيبتي .
فلتبقي دوما انيستي .
كم كنتي لي رفيقتي .
فلتسعدي وتهنأي ياجنتي.
بولوجها عليهم عادت اليهم أرواحهم من جديد..فانتفضت نوابضهم لتقزف بالډماء الى عروقهم الواهنة لينتصبوا واقفين في لهفة وتحفز لأستقبالها استقبال يليق بغائبتهم الغالية.
لتهرول ابتهال اليها لتسكن بين أحضانها في بكاء ممزوج بالسعادة فهى نالت الغفران أخيرا ..لترفع يدها لتتلثم كفها وهى تطالبها بالسماح مرة أخرى. لتأتي رهف في دلال وهي تضحك فهى الوحيدة التي حظيت على عدة أيام في الجنة بصحبة أمها هناك في بيتها حيث كانت قابعة معها لتردف قائلة يعني بردوا ياست ماما مقدرتيش على بعادهم مع انهم يستهلو الضړب ..كنت بس سيبيهم كمان يومين.. علشان يتربوا ويعرفوا قيمتك .
تجيبها فريده وهى تحاول تخبئتها بعدما رأت نظرة الغيظ بداخل مقل الغوالى بأجمعهم لتهتف لها محذرة وهى تشارور لها بالاقتراب طب تعالى استخبي أحسن هيكلوكي كلهم دلوقتي .لتهرول رهف لتختبئ بين أحضان امها التي انفرطت من الضحك على هجوم أولادها ليقف نديم كدرع واقي محزرا لهم في مداعبة انا ومراتى في حماية الحاجة وطالبين اللجوء السياسي علشان نقدر نربي العيلين ..ليهداء الجميع من ثورتهم وغيظهم أمام مداعبة زوج اختهم الذي اتى منذ قليل ليجتمعو بعدها في ود حول غاليتهم التي طالبت من أولادها
جميعا ان لا يجعلوها سبب في مشاكلهم قائلة
_ بصو بقى ياولادى ويا إجواز بناتي والله انا بعتبركم زي عيالي دول في غلوتهم عندي ..بس ليا عتاب عليكم كلكم يارجالة لأن الست بتبقى في حكم راجل يعني انتو الي ليكم القوامه فمتخلوش الدنيا تأخدكم في زحمتها وتنسوا اهاليكم ..ادوا كل واحد حقه متجوش على زوجاتكم علشان ترضو امكم وبرضو متجيش على أمك علشان ترضي مراتك ..لازم يكون في عدل ما بينهم .. وبعدين في فرق كبير بين مشاعر الامومة ومشاعر الزوجه لكن مع الأسف بعض البنات بتحب تاخد الراجل من أهله وبرضو في بعض الشباب بيكون اناني ويحرم البنت من اهلها اتقو الله في امهاتكم واباهتكم وبروهم علشان ولادكم يبروكم بعد كده .
كادت ان تدمع عينيها وهى تراهم كالاطفال امامها يشعرون بالخزي لتكمل مستطردة بحنان يليق بمثلها دي وصيتي ليكم والحمد لله اني اطمنت على محمد و أبتهال ونديم ورهف برجعوهم لبعض عقبال ما أطمن عليكم كمان وتصالحو زوجاتكم وتردوهم تاني لعصمتكم كانت تتحدث وهى تنظر إلى أولادها الذكور الذين كساهم الخزي الأن أمامها فبرغم ما علمت من أخبار الا أنها تطالبهم بمصالحة زوجاتهن ..ليردف سامر قاطعا لحديث اخويه بمكر مشاكس الذين كادا ان يتفوها بقوله اظن انا خارج الموضوع ياحاجة والا عايزاني ارجع خطوبتي لنوشه وهى ماهتصدق ...
ترشقة بنظراتها الغاضبة لتردف بحنق بعدما استمعت لأسم التدليل الذي كان يطلقه على خطيبته السابقة نوشا في عينها ..الحيوانه دي ..دي كانت داخلة بالجامد
قوي ..وانت لو متعدلتش وبصيت لمستقبلك هوافق عمك على العريس الي جاي للقمر بتاعي ده ..قالتها وهى تشير إلى هيام التي تتأكل من الغيظ لتهتف بضيق وهى ترمقه بنظرة عاتبه 
_معلش ياماما فريدة لازم اطلع علشان بابا زمانه قلقان وكمان اطمنه برجوعك.
فيجيبها وهو يقترب منها ببلاهة أضحكت الجميع ااه بقى بتقولى ايه تروحي فين ياقطة ..مش هتطلعي الا لما اعرف موضوع العريس دا ايه الأول.
تحاول هيام الإبتعاد عن مرماه لتحتمي خلف السيدة التي نهضت اليها لتحذره بالابتعاد عنها فهو من اخطأ اولا ولا يا سامر لازم تاخد بالك ان الغلط غلطك من الأول ..يعني هى ملهاش ذنب ولا عمك كمان .
ليردف بندم حقيقي فعلا ياماما معاكي حق ..انا الي غلط من الأول لما سمحت للشيطان يلعب بيا ..كان لازم اتحري الأمر كويس واتبين لكن الظروف وقتها كانت اقوى مني واوعدك اني مش هخيب أملك أبدا وبأمر الله بكرة الصبح تطلعي لعمي وتطلبي منه ايد هيام وتحددي معاد الفرح على طول لأني مش هقدر استني اكتر من كده ..قالها وهو يرمقها بعشق عاد ينبض من جديد بعدما رفعت ستائر الزيف عن مقلتيه ..وتقابله هى بخجل بدى عليها بعدما التهبت وجنتيها بتصريحة هذا أمام الجميع.
لتتحدث الام بكياسة فهى لن تستطيع ان تفرح في ظل تعاسة أولادها او زوجاتهم إن
شاء الله هشوف الموضوع ده مع عمك بس الأول اطمن على اخواتك وبعدين انت ناسي ان حماة رءوف لسه مټوفية واخو أحلام لسه فالمستشفى وياعالم هيحصل معاه ايه .
ياه يا أمي لسة بتدوري عليهم برغم اللي عملوه معاكي ياست الكل ..انا عمري ما هغفر لأحلام غبائها وتصرفاتها معاكي ..قالها كمال وهو يرمقها بنظرة شاخصة واحترام لمشاعرها العالية.
ليكمل الأخر وهو يحاول ان يواري مشاعرة نحو زوجته التي تعاني الأن ولكنه لا يستطيع أن يغفر لها غلطتها مما جعله يهتف كمال معاه حق ياماما لا يمكن نغفر ..كفاية لغاية كده وولادنا هنربيهم في حضنك يمكن يطلعوا نضاف من جوا زي حضرتك ..وبدعي ربنا انهم ميتشربوش من امهاتهم ولوعهم .
ناظرتهم بأشفاق لتردف بعقلانية حتى تهدء من روعهما أمامها بص بقى انت وهو ..مراتتكم غلطت بس انتو الرجالة كان لازم يكون في عقل في التعامل معاهم .. يعني مش لازم نخرب البيوت علشان نفوس مريضه ممكن تتشفي لو لقت علاج.. وربنا يابني بيغفر.
واكملت مستطردة في شرود في احفادها الصغار الذين يجلسون في حزن داخل الغرفة التي تقابلها لجل الورد ينسقي العليق وولادكم يستهلو المحاولة وبعدين كل واحدة اخدت جزأها من ربنا ..
واكملت بشرود متنهدة في زوجات ابنيها أحلام كانت عيزاك ليها لوحدها لكن ربنا امتحنها في أخوها وهى شافت ان الوحدة متنفعش ومحدش بيعيش لوحده لازم ياولاد نساعد بعض يوم عندك ويوم عندي كلنا لازم نفوت ونعدي وأمال ربنا حطها في اختبار أفظع ومهما كانت مبتبرش ولدتها لكن أكيد هى بتعاني بعدها جامد ومينفعش نسبها لوحدها مهما كانت دي أم احفادى واكملت بمشاكسة لتخرجهم من حالات التية والحزن الذي تتغلب عليهم وبعدين انت وهو بټموتو فيهم والا مكنتوش جريتو عليهم لما عرفتم الي حصل ليهم ..احنا هنضحك على بعض يا ولاد بطني ..دا انا امكم الي عارفة كل واحد بيحب ايه وعايز ايه واكملت بصدق وهى تربت
عليهما لازم نغفر طالما الي قدمنا عرف غلطه واخواتك بيقولوا انهم مكسوفين واعترفوا بغلطهم من الي حصل وخصوصا لما عرفوا الي انتو عملتوه برغم انكم زعلانين.
كمال بصدق وهو يلثم يدها ليضع عليها قبلة تقدير انتي السبب الي خلاني اتعاطف معاهم لأنك ربتيني اني اكون إنسان ورسالتك انا استشعرتها في كلام رهف ليا وأتأكدت دلوقتي ان رهف كانت بتبلغني كلامك ..لتحرك رأسها بإيمائة وهى تهتف
_ صح ياكيمو ماما هى الي طلبت مني ابلغك لما عرفت الظروف الي هما بيمروا بيها وكمان هى الي طلبت مني أخد ابتهال وهيام ونروح نقف على غسل الست أم أمال لما وصلها أن امال فقدت الوعي ..هي دي ماما الي كنا هنضيعها بغبأنا من بين احضنا .
هيام وهى تقترب اليها بحب ماما فريدة دي ..قلبها حته من الجنه وعلشان خاطرها كلنا لازم نسامح والي غلط في حقنا اكيد ربنا هينوله العقاپ الي يستهله لو مرجعش عن الي بيعمله وانا علشان خاطرها وخاطركم هسامح في حقي وفاللي عملوه معايا بس علشان خاطر امي دى....ليقطع الحوار بينهم طرق على الباب ويتقدم سامر إلى التدلى لفتح الباب ليتفاجأ بمن يدلفن عليه بنبرة هادئة قائلين عرفنا ان الحاجة رجعت بالسلامة ..فقلنا نيجي نعمل الواجب .
ليشير اليهم بالدخول في صمت وهو يسبقهن بخطواته الهادئة دون أن يتحدث ليشير اليهم بالدخول تحت انظار الجميع الشاخصة من صدمة المفاجأة.. لتدلف واحده تلى الاخرى بخطوات ثقيلة تتجرجر في خزي تزينهم انتكاسة رأسهن لتلقي أحلام السلام وهى تنتظر
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
منهم إشارة لتستكمل الحديث الذي دلفت من أجله واصرت على الأخرى ان تصطحبها اليهم في هذا الأمر كما كانت تصطحبها في الماضي لتستقبلها السيدة فريدة قائله وعليكم السلام ..اتفضلو يابنتي ..واقفين ليه كده ..وسع ليهم ياسامر .. ونظرت إلى الاخرى التي تنظر بشرود في حزن وهى تتوشح السواد حدادا لتهتف اليها بشفقة شدي حيلك يا أمال ..ربنا يصبرك يا بنتي.
لتجيبها في خزي يكسوه العبرات الشدة على الله يا حاجة ..انا جاية مع احلام لما قلتلي انك رجعتي بالسلامة ..كان لازم اجي علشان اشكركم على وقفكم جمبي برغم كل الي حصل وعلى وقفكم في غسل امي بدالى..كتر الف خيرك يارهف انتي وابتهال وانتي يا هيام وشي منك فالأرض ..انتي اثبتي انك احسن مننا بكتير برغم اننا اذيناكي للسبب ده .ترمقها هيام بعدم فهم برغم انها كانت تتلاشى النظر اليهم لكن كلماتها اثارت جدلا بداخلها أيأذونها لأنها انسانة حسنة لتتمتم يعني انتي عايزة تفهميني انك افتريتي عليا لأني كويسة واكملت بدهشة أمال لو كنت وحشه معاكم او بكرهكم كنتو عاملتو ايه .
لتخرس الكلمات في حلق أمال ندما لتدخل أحلام موضحة تقصد اننا كنا بنغير منك لأنك قريبه من الحاجة والكل بيحبك وهى بتميزك لأنها اختارتك لأبنها لكن أنا وامال هى مكنتش راضيه بينا من الأول
..ودا كان مخلينا نحقد على علاقتكم وعلشان ميبقاش حد احسن منا عرفناه على نشوى لأنها كانت معجبه بيه وهى الي فكرت ونفذت الموضوع ده واحنا بغبائنا نفذناه ..لكن والله العظيم ..ربنا رجعلك حقك انت والحاجة وۏجع قلبنا زي متوجعتم ويمكن اكتر واحنا مش طالبين غير السماح ..احنا مديونين ليكم وكان لازم نيجي نشكركم على كرمكم معانا واكملت مستطردة في خزي أبويا قالي على الي عملته ياكمال وانا بجد مش عارفه اعمل ايه علشان تسامحني ..انا كنت ببعدك عن أهلك اقولك أن عندنا اولاد ومحتجين نوفر كل قرش ليهم وكان ممكن تردلى الكلام ده وتقول انا مالى دا اخوها ومتفكرش فيه من اصله ..لكن انت راجل وانا الي انسانة جشعة مستهلكش ..صدقني انا هنا مش لأن ابويا حكم عليا اجي اتأسف لكن شئ جوايا قالي اني لازم اوفيك حقك وانا ببريك من كل مستحقاتي ومش عايزة حاجة غير انكم تسامحوني واكملت بدل عن تلك العالقة بها وهى تبكي مر فعلتها
_وامال كمان مش عايزة حاجة هى جت لما انا رحتلها طلبت منها تيجي تشكركم على كرم اخلاقكم معاها لانكم ولاد أصول مبتعملوش حد بمعاملته ومينفعش يكون لينا مكان ما بينكم وسحبت العالقة بيدها كالصغار لتتوجه الى الخارج لتوقفهم ربة البيت قائلة استني انتي وهيا ..وهو انتو بالي عملتوه ده تبقو بريتو زمتكم من ربنا وتبتوا عن غلطكم ..واطلقت ضحكه ساخرة لتكمل متمتة يبقي بتحلمي انت وهى .
تحدق الجميع بأمهم التي كانت تناشدهم منذ قليل بالغفران ولكن حديثها الأن معبئ بالالغاز لتكمل تحت نظرات الجميع التي يأبى الحديث معها خوفا من سير الحديث لازم كل واحدة ترجع لربنا وهى في بيتها وتحاول تصلح غلطها مش تهرب ..لازم تحاربي انتي وهى علشان ترجعي بيتك وولادك لحضنك بالحب والاحتواء مش بالأنانية ..يعني يوم متعترفو انكم غلطانين مستكترين عليا تكونو جمبي وجمب اولادكم ..اومال مين الي هيربيهم غيركم ياهبلة انتي
وهى ..يالي كنتو مفكرين اني مكنتش موافقة عليكم بصراحة انا معرفش غبي مين الي فهمكم كده بس انا عمرى ما اعترضت على جوزات حد من ولادي لأنهم هما الي هيعيشوا معاكم ولو أنا مكنتش عايزة واحدة فيكم كنت هعمل زي ما عملت مع سامر كنت هرفض بطريقتي لكن أنا دخلت بيتكم واكلت فيه عيش وملح وان كان ياختي انتي والا هى فاهمين غلط فانا بقوله ليكم انا بحب الي يحبه ولادى ..واكملت بصدق ورغم الي حصل منكم ..انا عمري ماكرهت واحدة فيكم ..فياريت كل واحدة ترجع لعقلها ومتخربش بيتها بإيديها وتحاول تصلح الي انكسر واهو الأيام كفيلة بأنها تداوي..ها قلتو إيه.
تحدثت بدهشة من حوار تلك السيدة التي تناشدهن العودة لبيوتهم ..ايعقل ان تكون صادقة ..اتحمل قلب من ذهب وهن لا يدروا ..اتغفر بهذه السهولة وتطالب أولادها باستكمال حياتهم لتتفوه بخزى صدقيني يا تنط انا ندمانة اشد الندم اني اسأت الظن في حضرتك ..كنت بفكر ان كله كلام وتمثيل ..كنت بستغرب أن كل الي يعرفك يحبك وكنت بقول علشان لسانها بس حلو لكن اتأكدت دلوقت ان حضرتك قلبك من ذهب..ولو كمال يرضي أن أفضل معاكم انا معنديش مانع.
كانت احلام ترمقه برجاء عله يطالبها بعدم الرحيل ليزفر متنهدا وهو يحرك رأسه بيأس ويبسط لها يده وهو ينظر لغاليته التي حثته على التقدم والغفران لتهرول إليه تحت أنظار الجميع لتستكين بجانبه ليهتف قائلا انا برحب بيكي طبعا طالما هتعيشي بما يرضي الله وتتعاملي مع الجميع كأنك بنت وأخت
ليهم ..لتومي له بنعم ويحتويها عازما على ان يتعامل معها تاركا سلبيته التي كادت ان تفقدة غاليته.
لتبتعد الأخرى في وهن فهى الأن وحيدة مکسورة وهى الشحيحة في مشاعرها ولا تفقه في الكلام ما يجملة لتفضل الصمت حتى لا تخطئ مجددا يكفيها مازرفت حتى لا تفهم خطأ فهى لاتجيد فن الحوار فأستكفت بالأسف لانها لا تريد اشفاقا اكثر من ذلك ..لتقرر المغادرة تحت انظار الجميع الشاخصة عليها يتمنون من داخلهم ان ينعم اخيهم هو الأخر براحة البال والاستقرار في حياته مجددا ..لتتسمر قدماها تأبى السير وتنخرس الكلمات في حلقها وتكاد تفقد وعيها لتحرك فريدة ابنها رءوف لتحثه على اللحاق بها بعد أن لاحظت عليها الاعياء وتتقدم رهف لتلحق بها قبل ان تهوى ليتقدم بعد ذلك رؤوف ليحملها الى الداخل ويضعها فوق الفراش وتتشبس هى بأمل لقائه من جديد وهو يغرب في ظلمة اڼهيارها.
ايه يارءوف يابني مراتك مفقتش ليه قالتها فريدة بقلق وهى تشاهد سكون امال الغافية دون حراك.
تنهيدة حاړقة فوضعها الصحي لا يبشر بالخير فهى تفقد الرغبة في تناول الطعام منذ عدة ايام ودخلت في نوبة إنهيار عصبي خير ياماما ..متقلقيش ..ادتها حقنه مهدئة وهركب لها المحاليل لما سامر يجبها مع الأدوية ..شكلها مأكلتش حاجة من ساعة ما مشيت من هنا.
سامحها يابني
واحتويها ..يمكن كان ڠصب عنها وبعدين لما تفوق لنفسها ولعيالها ابقى اتعاتب معاها براحتك ..استمع لكلمات امه فزوجته بالفعل تعد حالة مرضية ولكن نحن في مجتمع لا يعرف شئ عن المړض النفسي وهو عليه احتوائها فربما بعد فترة تستعيد حياتها ويبدأ معها حياة سليمة وسيخضع معها لأحد الأطباء النفسيين حتي يستعيد تأهيلها ..ليأتي سامر بالأدوية التي اعطاها لها وتستجيب هى وتنفرج اهدابها المسبلة لتجده بحانبها يباشر المحلول المعلق بكفها لتتشبس به قائلة بوهن بعد أن استشعرت نهوضه متسبنيش.
ليتذكر كلمة أمه عن الأحتواء لتسترخى اعضائه بجانبها مش هسيبك يا أمال ..بس لازم نعافر علشان نتغير .
تشرق ابتسامه من بين وهنها بعد أن دبت بها الروح من اثر كلماته طالما انت معايا هعافر علشان اكون جديرة بيك .
لتسير الحياة بعد ذلك بينهم على ڼار هادئة حتى تستقر ومن بين شد وجذب وعثرات فهذه هى الدنيا لا تقف عند حد معين وكن علينا أن نحكم ضمائرنا فلا نغفل عن حقوق الأخرين فالأم والأب قامة لابد ان تحترم وتقدر.. فلا يصح أن تدخل في مقارنات مع اي علاقة أخرى.
تقف امام خزانتها لتسحب فستان انيق وبعض مستلزماته وتنتقي لزوجها حلته التي سيرتديها اليوم في زفاف أخيه الذي اصرت أمه ان تقيمه بين أهل حارتها لتلملم مقتنياتها في عجالة ليتمتم لها ايه يابنتي في حد بيجري وراكي ..اهدي شوية .
بقي كده يا رءوف لو ماما فريدة زعلت هقولها انك انت الي عطلتني وهى مأكدة علينا من امبارح اننا نكون عندها من الصبح علشان نتمم على تجهيزات الفرح وخصوصا ان عمك مفضي فوق السطح وجايب فراشة وعامل كوشة احسن من مېت قاعة .. بصراحة الراجل ده محترم .
ليجيبها في وجل فعلا عمي دا حنيته من حنية ابويا الله يرحمه ..ساعت ما ماما كانت غايبه لقيته بيبكي قدام الشقة وكان بيلف
عليها في الشوارع ولما ماما كلمته على هيام معترضش على اي شئ وقال كفايه انه ابن أخويا .
سامر كمان ابن حلال ..وماما فريدة مفيش ام زيها كلها خير ومحبه.
رمقها بسعادة فأخيرا يرى زوجته تتحدث و تتعامل بود سخي نحو غاليته ليزفر راحة ويسحبها ليتدلى بها الى حيث الفرحة التي ستجمع الكل بود ومحبة..ليرفع جواله ليهاتف اخية وهو يدور محرك السيارة ليجيبه الأخر فور سماعة رنين الهاتف ايوا يادوك انت فين 
أنا في طريقي لبيت الحاجة ياكبير..انت الي فين 
كمال من بين ضحكاته انا هنا من الفجر ..احلام اجبرتني ان اخد اجازة النهاردة علشان نكون مع ماما من الصبح وكمان ستات الحاره كلهم في الشقة الي تحت بيسعدوهم في توضيب الأكل بتاع المعازيم وانا بخلص شوية حاجات في شقة العريس.
لتأتي رهف وهى حاملة طنجرة كبيرة بها كمية من اللحم المفروم وأخرى بها باقة من البصل الذي يقطع من أجل صنع اصابع الكفته المشويه لتقترب أحلام بلهفة حتى تتناول احد الطناجر لتهتف رهف بمزاح حبيبتي يا مرات اخويا خدي دي ..لتقابلها الأخرى بمزاح مماثل
_ يا مفتريه بتديني البصل والراجل واقف .. طب انتي جوزك مش هنا يعني هتقدري تأخدي دش وتغيري قبل ما يجي ..ليأتي زوجها وهو يضع يده عليها محاوطا اياها بمحبة واحتواء قائلا انتي ياقلبي ريحتك مسك حتى لو كنتي منقوعة في البصل والثوم..ليشاكسه سامر الذي ولج بصحبة عروسة وهم في طريقهم إلى مركز التصفيف تيرااا ررااراااا..ممكن نجيب شجرة واتنين ليمون .
لتلكزه هيام بكوعها قائلة انت مبتعرفش تقول حاجه عدلة ..سيبه دا ابيه كمال كله رومانسية..مش زي ناس .
يلجو عليهم
ضاحكين بعد استماعهم الى هذا المزاح ليردف رؤوف بمشاكة لأخويه شكلوكو انتوا الي فالاخر هتخرطوا البصل بعد دا كله ...
كمال پخوف مصطنع لا كله الا البصل انا هطلع فوق اكمل تعليق الانتيكات وافنش الشقة..لتردف احلام وانا هخلص مع ابتهال هنا علشان رهف تروح الكوافير مع هيام علشان متبقاش لوحدها هى والبنات وبعدين ابقى اطلع ابص ليكون ناقص حاجة في الشقة.
رؤوف بمشاكة واخد بالك يابو سمره هيطلع يفنش والمدام هتحصله ..ليردف الأخير وهو يرمقه بتفكير مصطنع شكلك شاكك في الي انا شاكك فيه يادوك .. لتتحول الصالة لوصلة من الضحك والمزاح بين الاخوه والاخوات تحت انظار أمهم الراضية .
لتدخل ابتهال بحزم لتنهي هذا المزاح يالا يا استاذ منك ليه ليها ..كل واحد يشوف هيعمل ايه علشان الوقت بيمر بسرعة وورانا شغل كتير وكمان علشان نلحق نخلص ونستعد للفرح ..لتتدخل فريدة بود _متسيبيهم يا بوته يهزروا اليوم لسه قدامنا طويل .
لتهتف ابتهال بيأس افضلي دلعيهم كده ياست فريدة .ليحلق الجميع حولها وهم يتمتمون بالدعاء ربنا يخليها لينا وتدلعنا على طول.
ليتوجه سامر بصحبة الفتايات رفيدة وشروق وهيام الى مركز التجميل ويتوجه هو عائدا إلى البيت ليساعداخيه في بعض
الاشياء ويستعد هو الأخر لمقابلة عروسه .
تطل بالأبيض عليه بصورة ملكية ..بعد أن ذهب برفقة اخوته وزوجاتهم لأستقبالها في فرحة فهى اليوم ستكون له قلبا وقالبا ليستقلا السيارة المزينة بالورود و البلونات الملونة التي تتطاير بفعل الهواء ليستقل كمال وزوجته وأولاده الذين ارتدو حلاتهم الانيقة التي تناسب هذا اليوم ورؤوف الذي يمسك بيد زوجته فهو ترك صغارة مع أمه في السيارة من الخلف لتصعد زوجته بجانبه تحت اصرارها لا اركبي جمب جوزك قدام وانا هركب هنا مع الكتاكيت بتوعي .
تشاهد فتاتيها بسعادة فمن الواضح انهم حتما سيخطبان منها اليوم فهن اصبحن عرائس رائعة فرمقتهم إعجابا ليأتيها من الخلف مشاكسا ايه الجميل سرحان في ايه وهو زي القمر كده ..لتبتسم له بود وهى تشير اليهن سرحانه في عرايسك الحلوين دول ..الي كبرونا .
محمد بنظرة عاشقة مين الي كبر دا الي يشوفك يقول اختهم ..تعالى ياقمر تعالي علشان نلحق الزفة وبعدين لما نروح بيتنا نبقي نشوف مين الي كبر دا واكمل وهو يناشد فتاياته القدوم لتهتف هى سيبهم هيركبوا مع العريس والعروسة .
بقى كده ..طب يالا بينا نشوف مين الي مركبش ناخده معانا ليرمق عديلة التائه الذي يبحث عن ضالته ليهتف له يا نديم ..معايا مكان ..هات الولاد وتعالى .
نديم بإيمائه وهو يتحلى بإبتسامة تمام هاجي بس اشوف الولاد فين ليتفاجأ بمن تربت عليه من الخلف انا هنا يا ديمو.
ليرمقها نديم ببلاهة هاتفا ياابوي هو في كده ..انتى رهف مراتي .
ياسلام ..يعني المكياج غيرني قوي كده 
لا ياروحي انتي قمر من غير الألوان دي ..انا بتكلم على ديمو ..بقالك كتير مقولتيهاش .
لا خلاص طالما هنفضل هنا وسط اهلنا وحبايبنا هتسمعها على طول ياديمو..ليسحبها قائلا طب خفي عليا لغاية منروح بيتنا علشان ممكن ارتكب فعل ڤاضح فالطريق العام دلوقتي ..لتتبعة في سعادة فهو قرر ان ينهي فترة عمله بالخارج ليبقى بين اسرته وانتقل
في سكن في نفس البناية حتي يكون قريب لأبويه .
يسيرا العرسان في زفة شعبية ويحاوطهم الفرقة التي احضرها عمه لتشاركهم الاحتفال ليتراقص العريس بصحبة اخويه وتدخل الام بينهم بعد ان جذابوها اليهم لتتشارك معهم الرقصة وهم راقصوها واحدا يلي الاخر بمسك يديها لتتماسك السيدات بأيدي بعضيهم بمحبه ويتمايلن بخفة مع العروس تحت أنظار اهل الحارة المحبة لهم بفضل اخلاق امهم الطيبة لينتهى الزفاف ويصعد العرسان لأستكمال الاحتفال فوق سطح البناية وتعتلى اصوات المكبرات الخاصة بالديجي ليستمع الى اجمل الاغاني التي تغني في مثل هذا الأحتفال .
وتنضم الى الاحتفال لبنى التي حضرت من أجل التهنئة والمشاركة لتلك السيدة الطيبة التي لم تنساها في فرحتها بعدما شاركتها احزانها لتأتي لها ملبية وهى برفقتها فتاة رقيقة في سن روفيدة لتستقبلهم استقبال يليق بها وبكل حبور ټحتضنها ليتشارك جميعا الغناء ويهتفن حول الصوت الصادح 
غنو وبلو الشربات وافرحوا دا العمر ساعات
زغرطوا وارقصوا يالا عقبال عندكو يا بنات
عشنا بنتمنا الفرحة وحلمنا سنين وسنين
ياما بفستان وبطرحة ودعينا وقولنا امين
واهو ربنا عوض صربنا خير والدور جة علينا يا بنات
بعد ما كنا هنتجنن م الوقفة قدام المرايات
واهو ربنا عوض صربنا خير والدور جة علينا يا بنات
بعد ما كنا هنتجنن م الوقفة قدام المرايات
ويارب يعدلهالكو تفرحوا فرحتى يا بنات
مبروك عليا كدا مية مية
عريسى خلاص جمبى فى عش الزوجية
عيلتة بقت عيلتى مامتة بقت مامتى
سمعونى زغروطة رقصونى شوية
مبروك عليا كدا ميه ميه .
هيلاقى دايما كل جديد هعيشة هارون الرشيد
هخلى حبى فى قلبة يزيد يشوفنى يبقى مزاجة عالى
هنقضى كل حياتنا هزار وحب دايما ليل ونهار
وهدلعة وهخلية على ڼار من حقى مهو جوزى حلالى
مبروك عليا كدا مية ميةعريسى خلاص جمبى فى عش
الزوجية
عيلتة بقت عيلتى مامتة بقت مامتى
ليأتي هذا المقطع ليلتف الجميع حولها ويرددونه بكل حماس وحب عيلته بقت عيلتي ..مامتي بقت مامتي ..
لتنتهى هنا رسالتها الطيبة بعدما اطمئنت على تلك اليتيمة التي اهدتها لها امها قبل ان ترحل عن عالمنا وقره عينها ولدها السامر الذي يحمل اليوم وبعد عدة اعوام طفلته الصغيرة في حنق يا مااماا ياااما خدي بنتي ..مهو انا مش مسميها فريدة كده ببلاش ..لتأتي هيام مهرولة لتحاول سحب طفلتها التي تتعلق بأبيها في برائه وهي تتمتم بكلماتها الطفولية حايزه الفون بتاحي لتتحدث امها من بين ضحكاتها هات البنت حرام عليك ..مش فاهمه حاجه.
سامر بحنق مفتعل دي مش فاهمه ..دي بلطجية ويكمل وهو يقلدها قال حايزا الفون بتاحي ..قال بتاعي قال .
تتدخل فريدة بعد ان كساها الضحك وهى لا تستطيع التحدث من كثرة القهقة ياااواد سيبييها ..حرام عليك..هات البنت انا هديها الفون بتاعي ملكش دعوه انت.. دي حبيبة ستها دي .
هيام بيأس من افعال زوجها الصبيانية فهو يعامل الصغيرة كند لها وانتي ذنبك ايه بس ياماما ..هو الي مش عايز يعترف
انه بقى اب ..ليأتي زوجها اليها وهو يحتويها قائلا طول ما ست الكل معايا وفحضني عمري ما هكبر ابدا ..ويالا سيبي ريده مع ماما علشان ندخل نكمل شغل المطبخ على ما اخواتي يجو من الشغل .
هيام بعمليه ماشي ياحبيبي ..كل حاجة جاهزة واحلام وأمال كل واحدة قالت هتعمل صنفين في بيتها وهتجيبو وهي جايه علشان نعرف نقعد مع بعض ..
لتجيبهم فريدة بحب ورضى الله يرضى عليكم يابني ..انا الي ربنا ميحرمنيش من دخلتكم عليا انت وأخواتك .. ويالا افتحلهم كلهم بعتولى رسايل انهم بيركنو عربياتهم هما وإجواز اخواتك وطالعين 
ليأتي الجميع ويلتفو حول تلك الشجرة اليانعة التي تظلل عليهم بظلها وتعطيهم قوت روحهم ليلتقطون صوره تذكارية لهذا الجمع والجميع يتسابق كي يظهر بالكادر بجانبها.
اتمني تكونوا استمتعتم بقصتي المتواضعة واكون قدرت اوصل الرسالة بان البر ميكونش يوم واحد في السنة ولا مجرد صورة نبعتها والا رسالة ..البر لازم يكون بالتواصل مع الاب والأم في كل وقت وحين.
تمت بحمد الله
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-