رواية انتصاري معك كاملة جميع الفصول بقلم شهد فراج

رواية انتصاري معك كاملة جميع الفصول بقلم شهد فراج

رواية انتصاري معك كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة شهد فراج رواية انتصاري معك كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية انتصاري معك كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية انتصاري معك كاملة جميع الفصول

رواية انتصاري معك بقلم شهد فراج

رواية انتصاري معك كاملة جميع الفصول

ـ يلا يا كيان جهزي نفسك جدك وعمك  زمانهم علي وصول.. 
مشيت وراها واتكلمت بـ حزن : 
ـ يا ما افهميني انا مش بحبه هتجوز واحد مش بطيقه عشان تقاليد العيلة...؟! 
شديت اللحاف الـِ بتطبقه من ايدها وبدأت اكلمها بـ ترجي 
ـ ياما ده مخلف ومطلق...!! 
ولكنها ما اهتمتش فـ شدته تاني وكملت الـِ بتعمله. 
وهي بتتكلم بـ قلة حيلة: 
ـ صدعتيني من الصبح يا كيان وانا مافيش حاجه في ايدي اساعدك بيها يابتي . 
ـ يا ما انا كيان زينة بنات الصعيد كله اتجوز واحد مخلف ومطلق ليه بايرة ولا بايرة..!! 
شدت الستاير وبدأت تفتح الشبابيك وانا واقفة براقبها وقلبي بيغلي من القهر. 
ـ لا مش بايرة يا كيان بس انتِ بـ جوازك منه هتتصلح حجات كتير بين ابوكِ وجدك  عمك الكبير .
ـ  هضحي بنفسي عشان عمي وابنه الـِ سابني كيف الزبالة وراح اتجوز من بلادة برة، بعدين كيف  كنت مخطوبة لـ أخوه ودلوقتي هتجوزه هو... وليه....؟! عشان نتصالح معاهم...!! ما في ستين داهية ما عيزاش نتصالح. 
ـ دي التقاليد يابنتي وجدك شرط علي عمك انه مش هيتصالح معاهم غير لما تتم الجوازة دي..!! 
ـ جدي جدي جدي كل حاجة جدي المسؤول عنها...... اجعدي من مدرستك يا كيان حاضر يا جدي اتخطبي لـ واد عمك يا كيان حاضر يا جدي افسخي خطوبتك معاه يا كيان عشان هيسافر واحنا معندناش حريم تسافر بلاد برة لا و قاطع ابنه  وانا بقفل خشمي كيف الصرمة واقول حاضر يا جدي بس لحد امتي هتفضل كد...!!! 
ـ لحد ما تروحي قبرك يابت سعيد.. 
انتفضت بـ خضة انا وماما لما سمعت صوته الـِ بيدل علي قوته و جبروته قادر يرعب اي شخص قدامه طول عمري بخاف منه ومن صوته زي ماشوفت كل نسوان العيلة بتخاف منه  . 
بلعنا ريقنا بـ خوف وانا بتمني الارض تنشق وتبلعني مش هكون ببالغ لو قولت بخاف اتنسف قدامه بصوت عالي عشان ما يعاقبنيش ودلوقتي ذكرته بـ السوء و سمعني ..! يا ليلتي المهببة بجد...!! 
لفيت بـ ضهري انا وماما وانا بدور علي اي مبرر ممكن ينقذني من الورطة دي ولكن كأن الكلام اتبخر ومافيش علي لساني غير رعشة الخوف. 
ـ يا جدي انا مـ... مكنش قصدي و.. 
ـ ده الخوف  طلع حلو يا عيال والله.. 
طريقة كلام البندر و صوته المرح خلاني ارفع راسي بـ غيظ وانا متأكدة ان مش هيكون غير سليم ابن عمي، مُحِب تقليد الاصوات والـِ هيجيب اجلي عاجلاً غير آجلاً..!! 
ـ اقسم بالله انت معندك دم يا سليم انا قلبي كان هيوقف..
قرب من ماما حضنها و باس راسها ورجع بصلي بـ أستفزاز وهو بيحرك حواجبه: 
ـ مش ذنبي إنك قلبك رهيف يا كوكة..
اتنهد بـ ضيق وانا بصيت لـ ماما بعدين رجعت بصيتله: 
ـ قلبي مش رهيف يا سليم جدك هو الـِ مُفتري. 
ـ هيبة خطيبتك عاملة اي ياحبيبي..؟!! 
قاطعتنا ماما بـ سؤالها فـ انتبه لها و بدأ يتكلم معاها وانا واقفة شاردة في نغزة في قلبي لما جابت سيرة هبة، سليم مش بس ابن عمي لا  هو حب حياتي اتولدت علي حبه حبيته من حنيته عليا حبيت طيبته وجدعنته مع كل الناس  بس هو ماشافنيش غير اخته، حتي لما اتخطبت المرة الاولي و كان غصب عني مقدرتش اتعافي من حبه، ولما فسخنا الخطوبة بسبب سفر عمي لبرة البلد وعصيانه لـ أوامر جدي فـ قاطعه هو و اولاده، كنت اسعد واحدة في العالم لان بسبب تقاليد عيلتنا وان البنت لابن عمها وبما ان مافيش غيري بنت في العيلة يبقي انا لـ سليم لحد ماظهرت في حياتنا هبة بنت جميلة، رقيقة متعلمة فـ وقع سليم اسير ليها. 
زاد وجع قلبي وانا بفتكر  اليوم الـِ اعترفلي سليم انه بيحبها، وعاوز يقنع جدو بيها، وكأن وجع حبه اتكتب علي قلبي طول العُمر في اللحظة دي خطرت في بالي مقولة محمود درويش عن خيبته في حب حياته. 
"عندما لا تستطيع أن تقترب، ولا أن تبتعد، ولا تستطيع أن تنسى، ولا تستطيع أن تتجاوز، فأهلاً بك في المنتصف المميت ..الذي لا حول لك فيه ولا قوة." 
اتنهدت بـ ألم غمضت عيني وفتحتها تاني علي صوت ماما وهي موجهة كلامها لـ سليم: 
ـ شوف كيان يا سليم الناس علي وصول وهي ما غيرتش خلجاتها. 
بصيت لـ ماما بـ قهر وسكت فـ  بدأ سليم يغني عشان  يغير الجو: 
ـ سجل يا تاريخ كد سجل، كوكة هتودع حياة السنجل.. 
انا فعلاً كنت مستنية صوته عشان اهدئ و اتبسط وحقيقي جاه داء السِل الـِ مفهم سليم انه صوته حلو لا وهو مقتنع انه تامر حسني القادم وهو حتي ما حصلش حسن مطرقة... او مسمار تقريباً... لا لا شاكوش شاكوش.. 
بصيت له بـ قرف، بعدين وجهت نظري لماما وانا بتكلم بـ إصرار: 
ـ مش هغير خلجاتي يا ما والـِ عاوز يعمله جدي يعمله مابقتش فارقة. 
ـ وليه تعانديه وانتِ عارف  انه ماعيحبش العِند بعدين مايمكن زياد ده يكون كويس. 
ضِحكت بـ سخرية: 
ـ كويس كيف وهو تربية بلاد برة  مع الحيزبونة امه  مش  فاكر كانت بتتعامل معانا كيف واحنا صغيرين و بعدين هو في خير بييجي من المانيا و حواريها.. 
ـ فاكر كل ده وفاكر كمان قبل ما يسافروا كنتوا انتِ و  زياد كيف السما والليل مافيش واحد ياجي والتاني يغيب.. وبعدين احنا بقينا نقيم الناس من البلاد الـِ جايين منها ولا من العِشرة. 
عمي الكبير محمد زمان خالف كلام جدي واتجوز واحدة اجنبية اتعرف عليها في الجامعة جدي قاطعه لـ اكتر من 8 سنين لحد ما رجع يطلب السماح وهو معاه اولاده زياد ومراد وبعد محايلة كتير جدي وافق وسامحه ولما رجع الصعيد مراته طلبت الطلاق لانها مقدرتش تعيش هنا خصوصاً بس مضايقة نسوان العيلة ليها وغيرتهم منها  واتطلقت فعلاً واخدت معاها زياد الـِ وقتها كان في اولى ثانوي تقريباً وفضل مراد مع عمي هنا  وقتها انا كنت صغيرة تقريباً في اولي إعدادي وبسبب جدي اتخطبتله لـ اسبوع واحد لأن عمي كان لسه بيحب طليقته فـ جه في يوم وقال انه هيسافرلها ومراد هيسافر معاه ولما عاند مع جدي، جدي طرده وقال ان ابنه مات لانه بيتخلي عنه للمرة التانية عشان واحدة ست.
 اي حد يسمع الكلام ده مستحيل يصدق لان الكلام ده انتهي من زمان ولكن مع جدي الـِ متمسك بالعادات القديمة تصدق عادي..! 
   
فات علي الكلام ده اكتر من خمس سنين اختفت فيهم اخبار عمي خالص لحد ما ظهر فجأة وطالب العفو، وكان شرط جدي اني اتجوز واحد من عياله وبما ان مراد اتجوز فـ مافيش غير زياد قال يعني انا لعبة في إيديه و هوافق علي الكلام ده، اصله هيعمل اي مثلا هيزعق ولا يضرب عادي الـِ يعمله يعمله و.. 
ـ يا ست كيان يا ست كيان جدك وصل هو والضيوف وبيقولك تنزلي بسرعة.
فاكرين الكلام الـِ قولته فوق انسوه 
خالص...!!! 
بصيت لماما واتكلمت وانا علي وشك البكاء: 
ـ ناوليني العباية ياما.  
وبالفعل ما كذبتش خبر وكنت بغير هدومي ونزلت انا وماما بعد ما سليم نزل بـ شوية 
اصواتهم كانت عالية اوي وصوت ضحك جدي كان قالب الدوار شاطر يضحك دلوقتي اما معانا يقلب وش الخشب.. 
ـ بطلي برطمة يابت هتفضحينا.  
فوقت من شرودي علي نغزة ماما ليا في كتفي وصوتها الهامس. 
بصيت لها بـ غيظ وانا بتحسس كتفي بـ ألم.. 
دخلنا انا وماما لـ مكان النسوان القينا التحية، قربت ماما من مرات عمي والـِ كانت جميلة اوي جميلة بـ شكل مبهر يخليك تقع في حبها، سلمت ماما  عليها بـ فتور وقعدت جمب باقي النسوان  فـ قربت انا من مرات عمي وقبل ما اتكلم كانت هي  بتاخدني في حضنها و ابتسامة واسعة مزينة وشها ... ماهي طيبة يا جدعان اهي اومال ماما بتقول عليها ولية حيزبونة ليه..!! 
بادلتها الحُضن في هدوء وطلبت مني اقعد جمبها فـ هزيت راسي بـ الموافقة وقعدت. 
ـ بتدرسي في اي يا كيان..؟
قاطع جولة صمتي سؤال مرات عمي المفاجئ بدأت افرك ايدي بـ توتر: 
ـ انا... و.. وقفت تعليم بعد الثانوي.
ظهرت الصدمة علي وشها واتكلمت بـ شك وكأنها فهمت السبب ولكن ماحبتش تظلمه.: 
ـ ليه ماجبتيش مجموع يعني ولا حاجة تانية منعتك من تكملة دراستك..!! 
هزيت راسي بـ لا واتكلمت بهدوء: 
ـ لا انا الحمد لله كنت من اوائل المدرسة وجبت مجموع هندسة زي ما بحلم بس... 
سكتت وانا مش عارفة اقولها اي هقول جدي كـ العادة رفض ولا هقول اني تخليت عن حلمي، 
وكأنها فهمت هي فـ اتكلمت بـ حب وهي بتطبطب علي إيدي: 
ـ ماتزعليش و امور كتير هتتغير إن شاءلله وتقدري تكملي تعليمك. 
ابتسمت بـ فرحة وقبل ما اتكلم قاطعتنا ماما بكلامها الهجومي: 
ـ ومين قال اننا عاوزينها تكمل علامها وتروح المدينة تبقي علي حل شعرها هناك بعدين البت مالهاش غير بيت جوزها وبناتنا كلهم عارفين الكلام ده كويس.
ابتسمت مرات عمي بـ سخرية: 
ـ  الكلام ده انقرض مع إنقراض الديناصورات و دلوقتي مافيش فرق بين بنت وراجل ادام في المعقول، ثم مين قال ان التعليم مش من حق البنات بالعكس انتوا الـِ بتدفنوا بناتكم بالكلام العقيم ده. 
ـ خلاص يا ثريا  بلاش تتكلمي احسن تبدأ تدينا محاضرة من محاضرات زمان  بتوع العلام والعادات  وماعنعرفش نسكتها واصل.
اتكلت مرات عمي الصغير ام سليم بـ غيرة واضحة في عنيها فـ ابتسمت مرات عمي والـِ اسمها نرجس بـ لامبلاه وسكتت..
 كل ده وانا براقب كلامهم، ودلوقتي بس عرفت سبب كره كل نسوان العيلة ليها هما كانوا يتمنوا يكونوا مكانها ولما ماقدروش قرروا يطلعوها انها الغلطانة وان هما صح ومبسوطين بحياتهم كد. 
ـ  Hi guys
بصينا كلنا بـ أستغراب ناحية الباب لما سمعت صوت بنت ولأن اغلب القاعدين مش متعلمين فـ معرفوش هي بتقول اي. 
ـ هي قالت اي يابت يا كيان حوسة لتكون شتمتنا.. 
ابتسمت بـ سخرية وانا بميل علي ماما بـ غيظ: 
ـ عرفتي دلوقتي اي فايدة العلام ياما وانه مش صرمحة بس..! 
نغزتني ماما في كتفي فـ سكت بعدين بصيت للبنت الـِ واقفة بتبصلنا بيلاهة واتكلمت بـ ابتسامة.. 
ـ?... do you speak Arabic
ابتسامتها زادت اتساع وهي بتقرب مني وبدأت تتكلم بـ عربي مكسر : 
ـ بتكلم ايوة بس في بعض الكلمات مش بعرف انطقها.. 
ابتسمت علي لطافتها وبدأنا نتكلم في حجات مختلفة وحقيقي مش عارفة كتلة اللطافة دي اتجوزت مراد ابن عمي السِمج ازاي...؟!! 
بعد فترة ماما طلبت مني اروح اشوف الاكل جهز ولا لا فـ قومت واتجهت ناحية المطبخ وانا ماسكة في ايدي التليفون وبقلب فيه.. 
وقفت علي صوت شخص جاي من الطرقة بيتكلم بـ عصبية فـ قربت بـ هدوء كان شخص طويل شوية واقف ومديني ضهره وبنوتة صغيرة ماسكة في ايده. 
ـ يا بابا كلامك ده مرفوض مية بـ المية كيان بنت عمي علي عيني وراسي بس انا مستحيل اتجوز انا خلاص مكتفي بـ بنتي. 
ـ ولا انا ريداك يا واد عمي.. 
ـ يا بابا كلامك ده مرفوض مية بـ المية كيان بنت عمي علي عيني وراسي بس انا مستحيل اتجوز انا خلاص مكتفي بـ بنتي. 
قربت منهم بـ فرحة يمكن انا مقدرش اعاند جدي بس زياد ده يقدر واكيد هو راجل فـ مش هيقدروا يغصبوه بالجواز مني فـ اتكلمت بـ عزم: 
ـ ولا انا ريداك يا واد عمي.. 
كان مديني ضهره و اول ما اتكلمت وسمع صوتي  تفاجأ  فـ  لف بـ سرعة هو وعمي الـِ كان بيكلمه.. 
شاب طويل قمحي البشرة عنده دقن خفيفة، وسيم بعض الشئ و عيونه،عيونه كانت متركزة عليا بـ شكل مُربِك... اي دا وانا مالي بـ شكله وهو بيبصلي ليه كد..!! 
ـ كيان..!! عاملة اي يابنتي ماشاء الله، كبرتي وبقيتي كيف القمر. 
صوت عمي خرجني من شرودي، ابتسمت وانا بقرب منه بوست علي ايده فـ اخدني في حضنه، عمي محمد كان احن شخص في الدوار يمكن احن من بابا، دايما رافض العادات بتاعت جدي شايف ان كلنا كبار كفاية عشان نقرر حياتنا وان في حجات كتير محتاجة تتغير في الدوار. 
ـ الحمد لله انا بخير ياعمي كيفك انتَ طمني عليك.
ـ الحمد لله يابنتي انا في نعمة.. 
سِكت ثواني بعدين كمل وهو موجه كلامه لـ زياد الـِ واقف متصنم جايز متفجأ اني سمعته او كان مفكر انه هيلاقي واحدة لابسة اسود في اسود زي ما بيظهروا في المسلسلات او جايز مكنش متوقع اني هرفضه..!! 
ـ  دي كيان يا زياد انت تقريباً اخر مرة شوفتها كانت في ابتدائي.. 
هزّ راسه بـ أيوة ومد ايده عشان يسلم عليا فـ حطيت ايدي علي صدري في حركة تلقائية: 
ـ اسفة يا واد عمي مش بسلم علي رجالة.
ابتسم بهدوء وهو بيهز راسه بـ اقتناع
 واتكلم: 
ـ لا ولا يهمك ودي حاجه ماتعتزريش عشانها بل بالعكس انا الـِ مفروض اعتزر اني مديت ايدي وانا عارف ان ده غلط. 
امم رده ياخد عشرة من عشرة ونجمة بس برضو احنا مالناش دعوة بالكلام ده وبما انه هو كمان رافض الجوازة دي  فـ الامور هتتحل ان شاءلله. 
نده بابا لـ عمي فـ استأذن ومشي وقبل ما اتكلم واقول لـ زياد اني كمان مش عاوزه الجوازة دي قاطعني صوت طفولي: 
ـ طنط هو انتِ كيان الـِ هتكون ماما الجديدة..؟! 
بنوتة صغنونة لابسة فستان زهري عاملة شعرها ضفيرتين ولابسة نضاره نظر شبه بباها. 
اتكلم زياد وهو بيوجه كلامه ليها بـ عتاب: 
ـ مريم..!! عيب كد... اعتزري من طنط كيان. 
ـ انا اسفة. 
 اتكلمت البنوتة بعدين رفعت نظرها ليه بـ حزن، صعبت عليا نظرة الحزن في عنيها  فـ نزلت لـ مستواها وانا ببتسم وبخرج قالب شوكلاتة من جيبي: 
ـ مريومة السُكر زعلانة ليه..؟! 
رفعت نظرها لـ زياد بعدين رجعت بصتلي واتكلمت وهي علي وشك البكاء: 
ـ عشان عملت حاجة غلط وبابا زعل مني واكيد انتِ كمان زعلتي مش كد..؟ 
زميت شفايفي بـ تفكير وانا بهز راسي، ابتسمت فجأة واتكلمت بـ اقتراح: 
ـ هاتي بوسة طيب وانا مش هبقي زعلانة وكمان بابا مش بيزعل منك خالص حتي اسأليه. 
رفعت نظرها لـ زياد تاني، هز راسه بـ ايوة وهو بيبتسم فـ ابتسمت بفرحة وهي بتاخد الشكولاتة و بتبوسني وقبل ما تتكلم ندهت عليها جدتها فـ جريت ليها. 
وقفت بهدوء عمي كان مشي من فترة فـ مبقاش في غيري وغيره. 
ـ انا اسف علي الـِ سمعتيه بس بجد انا اخدت حظي من الجواز ومش هقدر اظلمك او اظلم نفسي بـ أني ادخل علاقة جديدة.. 
ـ لا ماتعتزرش، انا كمان عاوزة كد بس انت عارف جدك كويس فـ مكنتش عارفه اعمل اي ولكن دلوقتي بما اننا احنا الاتنين مش موافقين نقدر نرفض واكيد هو مش هيغصبك.. 
هز راسه بـ اقتناع وقبل ما يتكلم جه مراد وهو بيصفر  بـ أستمتاع وكأنه في سيرك او ملاهي . 
ـ ازيك يا كيان عاملة اي..؟ 
مد ايده عشان يسلم فـ حطيت ايدي علي صدري بـ أبتسامة  واتكلمت بـ هدوء: 
ـ الحمد لله في نعمة، إزيك انت يا واد عمي ومعلش  مش بسلم علي رِجالة. 
ابتسم بـ سماجة: 
ـ ليه عملتي فيها شيخة ولا الوحي نزل عليكِ..؟! 
كان هيتكلم زياد ولكني قاطعته واتكلمت وانا بمشي : 
ـ لما اقولك اني مش بسلم علي رجالة المفروض تفرح اني حطيتك في خانة الرجالة مش تتقمص كيف النسوان.. 
ـ احسن تستاهل بتجيب لـ نفسك التهزيق وانت واقف. 
اتكلم زياد وهو بيمشي ولكني سمعته فـ أبتسمت غصب عني.. 
سيبتهم وكملت في طريقي ناحية المطبخ فـ وقفني سليم وهو جاي عليا وبينهج: 
ـ كيان ممكن تليفونك ثواني.. 
بصيت له بـ أستغراب فـ كمل كلامه: 
ـ متخانق مع هبة ورزعتني بلوكات من كل حتة فـ هكلمها من عندك..احسن تنكد عليا وابن عمك مش ناقص والله. 
غصب عني غيرت وانا شيفاه خايف علي زعلها فـ اتكلمت بـ غيظ: 
ـ طيب ادام منكدة عليك عيشتك كد ومبهدلاك معاها سيبها يا واد عمي ومليون بنت تتمناك. 
ـ بس انا ماتمناش غيرها يابت عمي وبعدين نكدها ده علي قلبي كيف عسل النحل.. هاتي تليفونك بقي بسرعة خليني الحق اكلمها قبل ما تبدأ جولة النكد.. 
انهي كلامه بـ ضِحكة مرحة فـ مديت ايدي بالتليفون اخده ومشي بـ سرعة وانا واقفة مكاني الدموع متحجرة في عيني، قلبي بيوجعني اوي وكلام محمود درويش بيدور في بالي لما قال. 
" لا أنتَ بعيدٌ فانتظرك ، ولا أنتَ قريبٌ فألقاك ، ولا أنتَ لي فيطمئنُّ قَلبي،ولا أنا محرومٌ منكَ لأنساك، أنتَ في مُنتصف كُلّ شَيء.. "
حطيت ايدي علي قلبي وانا بردد الدعاء الـِ حفظته عن ظهر قلب: 
"اللهم  يا صمد  ليس ليّ في الوجود
 سواك فـ راضيني وارضِ قلبي.." 
ولأني نسيت اني كنت رايحة المطبخ واخدت وقت وانا واقفة معاهم لما وصلت المطبخ كانوا بالفعل كانوا حطوا الاطباق علي السفرة ومن عادات جدي ان كل افراد العيلة رجالة ونسوان بتقعد علي سفرة واحدة... بس سفرة اي الـِ هتلم تجمع ابو لهب ده...!! 
انا وماما وبابا  و علي قصادنا عمي محمد ومراته نرجس وزياد ومريم بنته ومراد و كايلا مراته وجمبنا عمي صدقي ومراته وسليم و وفاء وفرحة اخواته واخيراً جدي علي اول السفرة.. 
بدأ الجيمع الاكل بعد ما بدأ جدي وبما ان للأكل احترامه فـ محدش كان بيتكلم  خالص لحد ما قاطع الصمت صوت كايلا
 مرات مراد: 
ـ  مراد: هو انتوا ساكتين كده ليه...؟! 
ميل عليها مراد واتكلم بـ صوت هامس: 
ـ ممنوع الحديث علي الاكل.. 
ـ ليه..؟ 
 ميل عليها تاني قالها حاجة بـ صوت هامس محدش قدر يسمعه ولكن خلي كايلا تبص لـ جدي بـ خوف وسكتت 
بعد وقت كنا انتهينا من الاكل فـ قامت النسوان تغسل الاطباق وتجهز الشاي لان الخدم اخدوا اجازة واتحرك الرجالة للمندرة. 
كنت واقفة بغسل اخر شوية اطباق لما حسيت بحد واقف جمبي وقبل ما اشوف مين  سمعت صوت مرات عمي ام زياد واقفة جمبي وبتتكلم بـ أبتسامة: 
ـ تحبي اساعدك في حاجه..؟! 
هزيت راسي بـ لا: 
ـ لا شكراً انا خلاص خلصت..
ـ انا سمعت كلامك انتِ و زياد وغصب عني والله كنت جاية اخد مريم فـ سمعتكم.
مع نهاية كلامها كنت بخلص فـ غسلت ايدي ونشفتها المطبخ مكنش فيه غيرنا فـ اخدت راحتي وانا بكلمها: 
ـ انا مش جاهزة للخطوبة دي وكذلك زياد فـ ليه ندخل علاقة محدش فينا مرتاح فيه..!!! 
ـ طيب ماتدوا بعض فرصة مايمكن تبقوا كويسين مع بعض. 
ابتسمت بـ غُلب: 
ـ الفكرة ان الخطوبة مش بلوزة هشتريها وانا وحظي يمكن تليق عليا ويمكن لا فـ اركنها في الدولاب واجيب غيرها  لا دي مسؤلية وعيلة وانا مش هقدر ابني عيلتي علي احتمال الفشل. 
ـ انا عارفة كل الكلام ده وعارفة ان مافيش حاجه بتمشي بالغصب بس انتِ ماشاء الله كويسة و زياد ابني والله احن راجل ممكن تقابليه يعني انتوا الاتنين محتاجين بعض. 
حبيت اغير مجري الحديث فـ اتكلمت بـ تساؤل: 
ـ هو انتِ ازاي بتتكلمي عربي بطلاقة كد مع إنِك عيشتي اغلب عمرك في المانيا. 
ابتسمت وكأنها بتسترجع زكريات الماضي: 
ـ انا ماما المانيا وبابا مصري فـ بابا كان مُصر انه يعلمنا اللغة العربية كويس اوي حتي علم ماما زي وبقينا كلنا في البيت مش بنتكلم غير مصري. 
ـ و كايلا...!! 
ـ كايلا تبقي بنت اختي لما مراد جالي مع محمد حبها واتجوزوا من خمس شهور بس.. 
سكتت وظهر الحزن علي وشها وكملت: 
ـ هو انتِ كنتِ بتحبي مراد...؟! 
بصيت لها بـ استغراب: 
ـ لا بس ليه بتسألي السؤال ده...؟! 
ـ لاني عرفت انكم كنتوا مخطوبين وبسبب ان محمد جالي خطوبتكم اتفسخت فـ توقعت انك هتكوني بتكرهيني لاني كنت سبب ما في فسخ خطوبتك. 
ـ لا خالص انا اصلا وقتها كنت صغيرة والحمد لله انها اتسفخت. 
انهيت كلامي بـ ضحكة فـ شاركتني الضحك. 
ـ واضح انك كنت بتـ.... 
وقبل ما تكمل كلامها جرينا لـ برة لما سمعنا صوت خناق عالي جاي من ناحية مكان الرجال، ولما وصلنا هناك كانت النسوان واقفة علي بُعد صغير منهم فـ أنضمينا ليهم وانا مش فاهمه حاجة وبيتخانفوا ليه لحد ما اتكلم زياد: 
ـ انا مش عيل صغير عشان تغصبوني علي الجواز ...!! 
ـ اهدي بس يا زياد وان شاءلله مافيش غصب. 
اتكلم والد زياد وهو بيحاول يهديه 
وعلي غير العادة علّي صوت جدي جداً، جدي عنده جبروت رهيب، كلمته زي السيف رعبه في هدوء صوته، فـ لما يعلّي صوته كد يبقي  شئ مش مبشر بالخير خالص. 
ـ اسمع يا واد محمد ابوك قبل ماينزل مصر انا قولتله شرطي هتنفذوه اهلاً وسهلا بيكم هترفضوا يبقي البلد الـِ لمتكم قبل كد تلمكم تاني. 
ـ وانا يا جدي قراري فين... هتجوز واحد ماعوزاهوش عشان تصالح ابنك طيب انا ذنبي اي...!!  ليه اتعاقب علي حاجه انا ماليش صالح بيها، طيب هتقابل ربك كيف وانت ظالمني كده...!!انا ماعيزاش زياد يا جدي ولو هتقتلني انا موافقة كفاية ظلم مقدراش استحمل اكتر من كد.. 
 
لاول مرة احس اني لازم اتكلم احافظ علي الباقي من كرامتي، كفاية افضل مستنية هيقرروا اي في حياتي عشان انفذ وانا ساكتة ماليش لا حول ولاقوة وعشان اي خايفة...!! 
ما ملعون الخوف الـِ يوصلني للحالة دي. 
حالة من الصمت سيطرت علي المكان الرجال متتظرين رد جدي والنسوان بتبصلي بـ صدمة  عشان خالفت اوامر جدي امر بيها 
خلصت كلامي و لاول مرة ابقي رافعة عيني في عيونه، قوة زياد وثبوته علي حقه خلوني اقوي، خلوني اتمسك بـ حقي الـِ سمحتلهم يتحكموا فيه كل السنين الـِ فاتت.. 
عيوني متركزة عليه وهو واقف كأنه مصدوم  لاني وللمرة الاولي اجادله واعاند معاه وصوتي يعلّي في وجوده.. 
اتحرك من مكانه والكل واقف منهم الخايف ومنهم المتوقع رد فعله ومنهم الـِ بيتمني الارض تتشق وتبلعه زيي كد...!!! 
فتحت عيني بـ صدمة خوف لما وقف قدامي و..!! 
ـ جدي...!!! 
اتحرك من مكانه والكل واقف منهم الخايف ومنهم المتوقع رد فعله ومنهم الـِ بيتمني الارض تتشق وتبلعه زيي كد...!!! 
فتحت عيني بـ صدمة خوف لما وقف قدامي وابتسم..!! 
ـ كبرتي يا كيان وبقيتي تعارضي كلامك جدك..؟! 
ـ جدي انا..
رفع ايده فـ خبيت وشي بـ ايدي بحركة تلقائية ناتجة عن خوفي مع ان جدي عمره ماكان من النوع الـِ بيضرب الحريم ولكن خوفي منه هيئ لي انه ممكن يعمل اي حاجه 
ولكنه خالف توقعات الجميع لما حط ايدي علي راسي واتكلم بـ هدوء عكس عصبيته من ثواني بس: 
ـ كنت عاوز اجمع شتات العيلة بيكم، كنت خايف عليكِ اني اجوزك لواحد مايتقيش الله فيكِ ، مسألتيش نفسك ليه ماجوزتكيش لـ سليم مع انه ابن عمك...!؟ اقولك انا ليه.. عشان هو مش بيحبك وكنت فعلاً هظلمك معاه، شايفك علي طول كيان الـِ مش عارفه مصلحتها فين فـ كنت محاصرك من كل جانب عشان اتأكد انك بخير، لما طلبتي تكملي علام وتدخلي الجامعة وعيطتي وكنت هوافق بس بشرط تدخلي جامعة حدانا في سوهاج جامعتك جات في القاهرة فـ رفضت اصل كيف هنام وبالي مرتاح وانا حفيدتي لحالها في الغربة يمكن كلامي متناقض بس دي الحقيقة وانا عارف ان حبي خنقة وانتِ نصيبك اني عحبك يابت سعيد.... عارف اني صارم وشديد بس ماتوقعتش انه هيوصل بيا الحال اني اخليكم تكرهوني.. 
خلص كلامه ومشي خطوتين واحنا واقفين متصنمين  بعدين وقف واتكلم وهو موجه كلامه لعمي محمد: 
ـ لو فاكر ان طول السنين دي انا كنت ناسيك تبقي غلطان انا كنت مراقبك وعارف اخبارك اول بـ اول وماغبتش عن عيني لحظة.. 
انهي كلامه ومشي والكل واقف مصدوم، ماهو الـِ بيحصل مش شئ هيّن إطلاقاً
بدأ الجميع ينسحب واحد وراي التاني لحد مابقاش موجود غيري انا وزياد وسليم ومراد وكايلا مراته. 
ـ جدكم طيب اوي بس انتوا الـِ مكنتوش قادرين تفهموه.. 
اتكلمت كايلا قاطعة الصمت الداير في المكان فـ هز راسه مراد واتكلم: 
ـ جدي تركيبة غريبة صارم وجاد وعنده شوية طيبة لسه ظاهرة من عشر دقايق بس. 
وقف سليم واتجه ناحية الطرابيزة ملئ الكوبيات بالعصير ورجع عزم علينا فـ اخد كل واحد كوباية، شكرناه فـ ابتسم بعدين اتكلم: 
ـ مايمكن هو الـِ مش قادر يظهر الجانب الطيب الـِ عنده و مخبيه تحت قناع الجدية..
ـ يمكن هو
ـ انتوا محدش فيكم عانى بسببه ولا خسر احلامه، محدش فيكم شاف كرامته في الارض وانه كيف السلعة بيتباع والـِ يوافق بيها، انتوا محدش منكم جرب ناره فـ بلاش توصفوه بالخير بس بل وبتحطوله مبررات خايبة،جدي دمر مستقبلي وانا مش هسامحه لو الدنيا انطبقت علي الارض. 
انهيت كلامي بـ عصبية وسيبتهم ومشيت، محدش فيم حاسس بيا ولا عارف انا  بحس بـ اي، محدش منهم تعب عشان يوصل لـ حلمه ولما يوصله فعلا يتمنع منه وبسبب اي...؟! خوفه عليا..!! يعني هل  ده مبرر اتحرم من حاجه بتمناه من صغري عشانها..!! 
جدي غلط في حقي وانا مش مسمحاه 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعلي بعد منها  كنت واقف براقبها، كانت قاعدة زي الملاك في اخر الجنينة في ركن منعزل، قدام شوية ورود ، مش هنكر اني اول ما شوفتها حسيت بـ حاجة غريبة بتتحرك جوايا، عيونها ليهم ساحر خاص بيجذبك ليهم بدون إرادة منك، لما بابا قالي شرط جدي كنا بالفعل وصلنا الدوار وهو كان عاوز يحطني تحت الامر الواقع فـ اتعصبت  لوهلة ندمت اني رفضت الجواز منها واستغربت اكتر إني زعلت لما عرفت إنها هي كمان مش موافقة
ابتسمت بـ قلة حيلة لما وصلني تفكيري لنقطة اني كنت اتمني لو ماسمعتش كلامي مع بابا، هو اكيد مش حب لأني ملحقتش حتي اتعرف عليها..هو انجذاب بس انجذاب لطيف. 
هزيت راسي وابتسامتي زادت اتساع واتحركت بـ خطوات بطيئة وانا متجه ليها. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ماسيبتهم وانا متعصبة اتجهت لـ اكتر مكان فيه راحة نفسية بعيداً عن خنقة الدوار المكان الوحيد الـِ اقدر اروحه براحتي من غير استجواب.ولاني بعشق الزرع ، قررت ازرع ورد واقضي معاه وقت فراغي معاه  و بقيت بستاني الدوار.. 
حسيت حد جاي ناحيتي فـ التفت 
بـ سرعة ومكنش غير زياد فـ وقفت بـ أستغراب وانا شيفاه جاي ناحيتي.  
قرب اكتر وهو بيلف بـ نظره في المكان وعلامات الانبهار ماليه عيونه لحد ما وقف قدامي واتكلم بـ تساؤل: 
ـ  بتحبي الزرع..!؟ 
بصيت له بـ أستغراب فـ كمل بـ أبتسامة: 
ـ ايدك المليانة طينة وتراب، إنسجامك مع الورد وحركة شفايفك عرفتني إنك كنت بتتكلمي مع الورد وهروبك من كل الدوار ومجيئك هنا بيدل انك مهتمة بالزرع.
إجابته تاخد عشرة من عشرة ونجمة الله وكيلكم. 
ـ انتِ الـِ زارعة كل ده..؟! 
هزيت راسي بـ أيوة وانا بكمل ريّ الورد فـ كمل: 
ـ ممكن اقعد معاكِ شوية لو مافيهاش إزعاج لـ خصوصيتك..
مش هنكر اني كنت حابة افضل لوحدي ولكني ماحبتش احرجه فـ هزيت راسي بـ الموافقة تزامناً مع خروج صوتي: 
ـ اكيد اتفضل. 
بالفعل قعد جمبي فـ كملت ريّ الزرع، الجو كان هادئ والقمر ساطع بـ شدة،جو مناسب للصمت والتأمل،
 لحد ما قاطع سكون الليل  صوته: 
ـ سكتي ليه من الاول علي حقك وماقولتيش لا..!! 
سحبت نفس عميق وخرجته بـ هدوء وانا بحاول اهدئ صوت ضربات قلبي المتألمة. 
ـ كنت خايفة.
ـ فـ ده مبرر انك تخسري احلامك قدامهم...؟؟ 
التفت له بـ نص راسي  ، مش عارفه اقول اي فعلاً هل ده مبرر اني اطلع خسرانة. 
ـ وقتها كان مبرر قوي.. مكنتش حسباها زي دلوقتي وانها حياتي اعمل الـِ انا عاوزاه ويمكن مافوقتش من غيبوبة خوفي  غير دلوقتي لما حسيت اني لازم اتكلم واقول لا انا مش لعبة تحركوها كيف مانتوا عايزين.. 
ـ كنتِ بتحبي مراد...او زعلتي لما رجع لماما؟؟
 
اتنهِد: 
ـ خالص، يمكن اكتر حاجه صح حصلت في الليلة دي اني ما اتجوزتش مراد. 
بدأنا نتكلم في امور مختلفة، زياد شاب لطيف مُثقف عنده وجهة نظر في كل حاجه بتجذب الانتباه شخص كلامه يجذبك للاستماع له. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
الامور بدأت ترجع لسابق عهدها جدي كان متجنب الكل وحتي ما فتحش موضوع جوازي انا وزياد تاني مش هنكر ان الموضوع  فرحني شوية بس زعلي منه كان طاغي علي اي شعور  تاني جوايا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
ـ حلقي عليا يا مريم بسرعة قبل ما يجري.
جريت مريم وراي ديك الرومي وصوت ضحكتها مالئ المكان بـ أستمتاع، وانا بجري من الناحية التانية و بنهج من التعب لحد ماهرب الديك مني فـ قعدت بـ إحباط علي الارض، قعدت  مريم جمبني وهي بتتكلم بـ تذمر: 
ـ ضيعتي الديك يا كيان حرام عليكِ. 
بصيت لها بـ طرف عيني واتكلمت بـ تشنج: 
ـ والله ياختي مش انتِ الـِ معرفتيش تمسكيه وهرب بسببك. 
ضيقت عنيها وبصتلي بـ لؤم: 
ـ....!!! 
ـ ماتبصليش كد انتِ الـِ ضعيتي الديك بالعند عشان صعبان عليكِ ومش عاوزانا 
ندبحه..!! 
ـ مالكم قاعدين شبه المتذنبين كد ..؟!! 
بصينا احنا الاتنين لـ مصدر الصوت والـِ مكنش غير زياد الـِ لسه واصل من اسكندريه  بسبب شغله و بقاله يومين فـ جريت مريم  واترميت في حضنه، شالها وهو بيبوسها و اتحرك ناحيتي بـ أبتسامة  ومريم متشعلقة في رقبته.. 
ـ كيان كانت عاوزة تقتل الديك يابابا وانا هربته.. 
صوتها كان هامس ولكني سمعته فـ بصيتلها بـ لؤم، ابتسم زياد وهو بيبوسها من خدها واتكلم بـ نفس همسها: 
ـ شطورة ياحبيبة بابا. 
ـ حمدلله علي سلامتك.. 
ـ الله يسلمك. 
ابتسم وهو بيخرج من شنطته كيس اسود ومد ايده به ليا، بصيت له بـ أستغراب فـ اتكلم بـ إحراج وهو بيحك في شعره: 
ـ بما إنك بتحبي الزرع يعني فـ جبتلك البذور دي لنباتات لاحظت انها مش موجودة عندك وتوقعت انك هتحبيها..
اخدتهم منه بـ توتر وابتسامة مهزوزة ظهرت علي وشي حاولت اخبيها ولكنها خانتني وخرجت ،
 زياد تقريباً اول شخص يهتم لـ حاجة انا بحبها ودي كانت حركة لطيفة اوي منه. 
فوقت من شرودي علي صوت حمحمته و واضح انه كان بيتكلم من فترة وانا سرحت فـ ما سمعتش. 
ـ ماسمعتيش اي حاجه من الـِ قولتها مش كد.؟
ابتسمت بـ إحراج وانا بهز راسي فـ بدأ يعيد كلامه والـِ كان بيسألني عن احوال واخبار اهل الدوار وبعد فترة قليلة استأذن يغير هدومه، وروحت انا ومريم نزرع النباتات الـِ جابهم زياد. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاوضاع الي حد ما كانت مستقرة غير من غيرة ماما ومرات عمي ام سليم من نرجس ام زياد  فـ كانوا بيتعمدوا يضايقوها في الرايحة والجاية ولكنها عرفت ازاي تتجاهلهم كويس فـ ده خلاهم يتضايقوا اكتر. 
كل حاجه بدأت ترجع لوضعها القديم حياتي بين الكتب والزرع بس نضيف عليهم مريم الـِ بقت مرفقاني كيف خيالي. 
علاقتي بـ زياد بدأت تقوي اكتر كـ اصدقاء  فرقهم السفر، الغريب في الامر اني مكنتش بفكر في سليم كتير، وجوده مابقاش يهز قلبي، الرجفة الـِ كانت بتحتلني مازالت مستمرة ولكن مش في حضور سليم لا في حضور زياد....!! 
بيعاملني زي مريم مش بيمل من عياطي ومشاكلي الـِ مش بتخلص وهرمونات نكدي. 
ـ قاعدة لوحدك ليه..؟! 
شهقت بـ خضة لما سمعت صوت جاي من ورايا ولأني متأكدة ان مش هيكون غيره مالتفتش، وكملت عياط وانا ببص علي الكتكوت الميت قدامي.. 
قرب ووقف قدامي لما سمع صوت شهقاتي واتكلم بـ خضه: 
ـ مالك بتعيطي كد ليه...؟! 
اتكلمت وانا بشاور علي الكتكوت الـِ مكنش واضح بين الورد: 
ـ شلبي مات.. 
ـ اهدي بس خدي نفسك وقوليلي شلبي مين... ابو حد من اصحابك ولا اي...؟!! 
مكنش اخد باله لسه من الكتكوت فـ شاورتله بعيوني بـ حزن عليه ورجعت اعيط فـ بص وراه  بـ أستغراب ورجع بصلي تاني واتكلم بـ حسرة : 
ـ بالله عليكِ قولي ان الـِ فهمته غلط. 
هزيت راسي بـ لا فـ اتنهد وهو بياخد نفس عميق حاسة اني خضيته سيكا مش كد..!! 
ـ طيب ماتعيطيش وإن شاءلله ربنا يرحـ...
سكت لما استوعب هو بيقول اي وبعدين اتكلم بـ يأس:
ـ  اي دا انا كنت هقول اي .. منك لله يا كيان والله. 
ضحكة صغيرة غصب عني  فلتت مني علي ريأكشنات وشه المتشنجة.. 
غمز بـ عينه وابتسامة لطيفة زينت وشه: 
ـ ضِحكت يعني قلبها مال ولا اي..؟! 
*****
 تاني يوم الصبح وقبل الفطار كنت واقفة في المطبخ بجهز الاكل، لما سمعت صوت دقتين علي الباب التفت اشوف مين فـ لقيت زياد ومعاه علبتين عليهم قماشة سوداء. 
ـ انا من امبارح بدورلك علي حاجة تعوضك عن شلبي. 
رفع القماشة عن العلبة الاولي وكمل: 
ـ ده كتكوت عارف انه مش هيكون في مكانة شلبي عندك بس اتمني يعجبك.. وده. 
رفع القماشة التانية والـِ كانت حوض سمك صغير جواه تلات سمكات ملونة: 
ـ وده سمك زينة عجبني فـ جبته ليكِ انتِ و مريم لانها بتحب الاسماك ومش هتقدر تعتني بيهم لوحدها فـ لو ينفع تخلي بالك عليهم معاهم هكون شاكر جداً ليكِ . 
عارفين الاهتمام بـ التفاصيل..!! اهو انا بعشقه وحوار ان حد يهتم بـ تفاصيلك الـِ تبان تافهة للبعض طلع حوار نينجا بجد. 
(«‏كان هو الأُنسَ
إذا استوحشت نفسي من الأقرب والأبعد!«) 
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بيشجعني علي كل كبيرة وصغيرة بعملها مؤمن بـ أن اي حاجه بعملها هتكون ناجحة واني مش فاشلة زي ما بدّعي. 
قومت الصبح بدري وعلي غير العادة كان عندي حماس فـ قررت اعمل الكيك المفضل لـ سليم. 
وبالفعل اتجهت للمطبخ بدأت اجهز الطلبات وابتسامة عريضة مرسومة علي وجهي، وبعد ما يقارب النصف ساعة تقريباً كنت بـ خرج الكيك من الفرن قطعته لـ قطع واخدت قطعة في طبق وشوكة وخرجت بـ سرعة قبل ميعاد خروج سليم لـ شغله.. 
كانت الساعة 7:30 يعني باقي عشر دقايق وسليم يخرج من اوضته يودع عمي ومرات عمي وبعدين يخرج. 
سحبت كرسي وقعدت استناه لحد ما هلّ بـ طلته البهية ندهت عليه بـ سرعة فـ وقف وروحتله ونفس الابتسامة مازالت علي وجهي: 
ـ خد دوق وادعيلي.. 
بصلي بـ ضحكة وإستغراب: 
ـ وده بـ مناسبة اي...؟! 
هزيت اكتافي واتكلمت بـ بساطة: 
ـ صحيت بدري فـ قولت اعمل الكيك ده 
اخدت الشوكة غرزتها في الكيك اخدت قعطة وعطيتها له يدوقها فـ اخدها مني بـ أبتسامة حطها في بوقه وانا براقب ريأكشناته بـ حماس 
ـ يع اي القرف ده ياكيان... انتِ ماتدخليش المطبخ تاني بـ عكك ده.. 
انهي كلامه ومشي وهو بيمسح بقه وانا واقفة متصنمة اكاد اجزم اني سمعت صوت تكسير قلبي والله، دموعي كانت هتخوني وتنزل ولكني اخدت نفس عميق في محاولة مني لـ حبس دموعي، وفشلت فـ نزلت دموعي تواسي كسرة قلبي. 
ـ  صباح الخير.. 
سمعت صوت زياد جاي من ورايا فـ حاولت امسح دموعي بسرعة، كنت معطياه ضهري فـ لفيت له بـ أبتسامة وهو بيتكلم: 
ـ اي النشاط ده صاحية بدري كد ليه ...؟!.
سكت لـ ثواني لما شاف اثار البكاء في عيونه  فـ كمل بـ لهفة: 
ـ مالك... حصل اي و بتعيطي ليه...؟!
ـ الكيك الـِ تعبت فيه. 
ـ ماله
ـ طعمه وحش 
قولت كلامي وبدأت اعيط تاني وهو واقف مش عارف يعمل اي، اخد الطبق من علي السفرة مسك الشوكة واخد بيها قطعة اكلها بـ تلذذ واتكلم بـ أبتسامة: 
ـ طيب والله جامد.. هي بس مالحة شوية غالباً حطيتي مكان السكر ملح وده شئ جايز عادي ما كل الناس بتغلط لكن الكيك قمر والله..احنا بنتنا مش بتعمل حاجه وحشة اصلاً. 
وقبل ما ارد عليه قاعطتنا مامته: 
ـ زياد انتِ لسه هنا، مش كنت بتقول انك متأخر اوي علي الاجتماع وما استنتش تفطر حتي. 
ابتسم بـ إحراج وهو بيودع مامته و بيودعني ومشي بعد ما وصاني علي مريم، وانا واقفة ساكتة مش عارفه احدد انا حاسة بـ أي دلوقتي، يعني هو كان متأخر علي شغله و وقف بس عشان يدوق الكيك بتاعي وأخر نفسه عشاني..!! 
كلمة واحدة وحتي لو علي سبيل المجاملة كانت قادرة تحييّ شروخ قلبي، وحقيقي يابخت الـِ في حياته شخص كيف زياد سويّ نفسياً. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
زياد كان مهتم بـ كل تفاصيلي بـ شكل لطيف يأسر القلب. 
اتنهدت وانا ببص للقمر وبعدين بصيتله: 
ـ ممكن اسألك سؤال بما اني بحب وجهات نظرك.
اتكلم بـ سرعة: 
ـ بس...!؟
ـ بس اي...؟! 
حسيته اتسرع  فـ رجع اتكلم بـ هدوأ: 
ـ ماتخديش في بالك، و قولي سؤالك. 
اخدت نفس  عميق خرجته بـ هدوأ وبدأت اتكلم: 
ـ  بص صحبتي كانت بتحب واحد،  عاشت عمرها كله بتحب الشخص ده بكل جوارحها ومش شايفه نفسها مع حد غيره وفجأة في يوم وليلة بتحس انها لا مش ده الـِ عاوزه او بيموت الحب جواهت بتحس انه شخص عادي في حياتها مش زي ما كانت متصورة، هي مش فاهمة ازاي حصل ده وازاي مابقاش هاممها الشخص ده.
ابتسامة جانبية احتلت وشه واتكلم بـ مراوغة: 
ـ قولتيلي صحبتك..!! 
بصيت له بـ توتر وخجل ما هو مش معقول هيعرف اني بكذب عليه خصوصا اني ماجبتش سيرة سليم قبل كد.. 
ـ ايوة صحبتي. 
ـ صحبتك معجبة بحد طيب او حد ظهر في حياتها جديد فـ حست من ناحيته بـ حاجة غريبة.. 
اتوترت و خوفت يكون كاشفني وده ظهر واضح علي نبرة صوتي الـِ تشكك في الموضوع اصلا: 
ـ تقريباً كانت قالتلي فعلاً ان في حد. 
ـ طيب ماهي محلولة اهي، بصي يا ستي الشخص الاول الـِ في حياة صاحبتك هي اتعودت عليه مش اكتر شخص قدامها 24 ساعة شافت فيه بعض الصفات الحلوة طبيعي تتحرك مشاعرها إتجاه كـ إعجاب مش حب خالص، اما هي ليه حست بالاحساس ده وانه بقي شخص عادي بالنسبالها لانه بالفعل ومن البداية كان شخص عادي هي بس الـِ مهيئة لمخها انها بتحبه ومع ظهور الشخص التاني  تأكدت انها مش بتحبه. 
بصيت له بـ شرود ورجعت بصيت للقمر كلامه لامس حاجة جوايا حاسه انه صح واني ماحبتش سليم انا بس تعودت علي وجوده وحبيت حنيته الـِ افتقدتها من كل الـِ حواليا. 
غمضت عيني وانا بستنشق الهواء البارد لعله يبرد نيران قلبي. 
سكتت بـ شرود وهو احترم سكوتي فضلنا كد شوية مريم بتلعب حوالينا واحنا ساكتين لحد ما استأذنت منه وطلعت اوضتي انام. 
بتمر الايام وانا لسه شاردة، دايما بقارن بين سليم وزياد وكان دايما كفة زياد الـِ طابة 
اكتشفت ان سليم بيعاملني عادي ومش بشكل مبهر انا بس الـِ كنت مكبرة كل حاجه بيعملها، وجود زياد كشفلي حاجات كتيرة كانت غايبة عن بالي.
كنت واقفة في بلكونتي ماسكة في إيدي رواية والايد التانية مج النسكافية. 
لفت انتباهي صوت ضحك عالي فـ لفيت بنظري في الجنينة لحد ماثبت نظري علي زياد ومريم كانوا بيلعبوا وصوت ضحكهم قالب الجنينة وهو بيشيلها ويجري بيها.. 
خرجني من شرودي صوت رنة تليفوني 
بصيت عليهم للمرة الاخيرة ودخلت اشوف مين، كان رقم جدو استغربت انه بيرن عليا دلوقتي ولكني مافكرتش كتير وفتحت. 
ـ ايوة يا جدي. 
ـ صاحب التليفون ده عمل حادثة علي الطريق السريع تعالوا بسرعة علي عنوان المستشفي ده ******
وقع التليفون من ايدي بـ صدمة وانا بردد كلمة واحدة  علي لساني : 
ـ جدي. 
ـ صاحب التليفون ده عمل حادثة علي الطريق السريع تعالوا بسرعة علي عنوان المستشفي ده ******
 وقع التليفون من ايدي بـ صدمة وانا بردد كلمة واحدة : 
ـ جدي .
حسيت الوقت وقف بيا، مليون سيناريو بيدور جوه عقلي  ، معقول هيموت واحنا زعلانين من بعض، مش هقدر اودعه طيب...!! 
دموعي بدأت تنزل وانا واقفة بحاول اجر رجلي لـ برة عشان اخبرهم ولكني مش قادرة. 
" انا عارف ان حبي خنقة وحظك اني عحبك يابت سعيد.. "
كلامه بيدور جوه قلبي وعقلبي، انا بحبه، بحبه اوي والله بس كنت شايلة علي خاطري منه ولكني نسيت كل الـِ عمله ومسمحاه.. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واقفين قدام اوضة العمليات، داخلين به الدكاترة بقالهم اكتر من اربع ساعات، الكل واقف علي اعصابه الـِ بيعيط زي بابا وعمي محمد  والـِ بيقرأ في المصحف زي طنط نرجس وعمي ابو سليم ومراته. 
زياد واقف هو و سليم بيحاولوا يطمنوا الجميع لعلهم ولكن مازال الكل في حالة صدمة..  
ـ جدو قوي وهيكون كويس.. 
كانت مريم بتتكلم ودموعها مزينة خدودها، هي مش فاهمة حاجة ولكن بتحاول تقلد زياد ودموعها نازلة بـ تأثر من بكائنا.. 
مسحت دموعي وانا ببتسم بـ هدوء عشان اطمنها لانها كان واضح اوي علي ملامحها الفزع. 
ـ هيكون بخير يا مريومة ادعيله انتِ بس.. 
هزت رأسها تزامناً مع خروج صوتها مزين ببحة البكاء. 
ـ حاضر هدعيله والله. 
ـ خدي يا كيان انتِ و مريم اشربوا دول.. 
خرجت مريم من حضني لما سمعت صوت زياد فـ رفعت نظري عليه كان واقف وماسك في ايديه علبتين عصير، مكنتش قادرة اعارض وفعلا حسيت بـ دوخة بسبب اني مأكلتش حاجه خالص من الصبح، اخدت العصير منه، ابتسمتله وانا بشكره بـ هزة هادئة بـ عيوني فـ بادلني الابتسامة وانسحب لـ جنب الباقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضلنا واقفين علي اعصابنا لـ أكتر من ساعة تانية لحد ما اخيرا خرج الدكتور فـ جرينا كلنا عليه بـ لهفة.
 قلع الكمامة واتكلم بـ عملية: 
ـ الضـ..ـربة الـِ  كانت علي دماغه ماكنتش هيّنة احنا عملنا اللازم ولكنه هيفضل 24 ساعة في العناية وان شاءلله خير.. حمد لله علي سلامته.. 
قال كلامه وانسحب بـ هدوء، كلامه مكنش مطمن اوي ولكنه الي حد ما هدئ اعصابنا.. 
الليلة كان هيبات في العناية فـ قرر الجميع يروح البيت ويفضل معاه شخص او اتنين بس، وتحت اصرار اني ابقي معاه  رضخوا اخيرا لـ رغبتي وعشان مابقاش لوحدي قرر زياد يفضل معايا وترجع مريم مع جدتها.. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضلنا قاعدين علي الكراسي برة وعشان نفضل صاحيين اكتر وقت فضلنا نشرب قهوة مرة نروح الكافيتريا ومرة زياد يجبها قدام العناية. 
ـ هيبقي كويس مش كد..؟!! 
عارفين الشخص الـِ خلاص هيغرق وييجي شخص يقوله انتَ خلاص باقي علي الشاطئ اقل من ربع ساعة بـ رغم انه مش شايفه ولكنه عنده امل ان بعد الربع ساعة هيوصل، اهو انا كنت محتاجة اوي الكلمة دي عشان احس بالامل تاني نظرات الدكتور مكنتش مبشرة اوي ولكني حاولت اطمن قلبي، واتمني اكون قدرت.. 
ـ انا الفترة الـِ فضلتها هنا عرفت ان جدو قوي وان شاءلله هيخرج من الابتلاء ده بخير، المهم احنا ندعيله بس.  
كان بيتكلم بـ هدوء بيحاول يطمني ولكنه محتاج الـِ يطمنه، هزيت راسي وانا بدعي من جوايا كلام زياد يكون صحيح وجدو يفوق ويرجع زي الاول.. 
كنت مرهقة اوي فـ محستش بـ نفسي لما نمت علي الكرسي قدام غرفة العناية. 
بدأت افتح عيني بـ إرهاق رقبتي كان وجعاني اوي فـ مقدرتش احركها كويس وبدأت المسها بـ براحة لـ تخفيف الوجع شوية..
ـ حاولت اقومك امبارح عشان تنامي في غرفة المرافق بس ماقومتيش خالص.. 
رفعت نظري لما استوعبت وجود زياد وفي إيده قهوة و اكل فـ ابتسمت بـ إحراج وانا بتكلم: 
ـ  اولاً صباح الخير ، ثانياً انا رقبتي في ذمة الله ومش قادرة احركها.
وضع الـِ في إيده علي الكرسي بـ إحكام بعدين رجع بصلي بـ  لهفة  ظهرت واضحة في عينيه وهو بيتكلم بـ قلق.. 
ـ الف سلامة عليكِ، تعالي نروح للدكتور يشوفهالك يمكن اتلوحت.. 
حاولت اعترض بـ انها من اثر النوم علي الكرسي ولكني مقدرتش لما حسيت بـ ألم فيها فـ اتكلم وانا علي وشك البكاء من الالم: 
ـ  يلا بسرعة رقبتي هتـ..ـموتني.. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 ـ التواء في الرقبة من اثر النوم بـ طريقة خاطئة او حركة متسرعة ادت لـ ألتوائها.
اتكلم الدكتور بـ هدوء  وهو بيقعد علي مكتبه بعد ما فحص رقبتي بـ دقة فـ اتكلم زياد بـ تساؤل: 
ـ طيب ده في شئ خطير يعني..!؟ 
ابتسم الدكتور واتكلم بـ طمأنينة: 
ـ لا ماتقلقش خير ان شاءلله وهكتبلكم شوية مراهم وهتكون بخير .. 
وبالفعل كتب الدكتور المراهم فـ شكره زياد وخرجنا سوي نجيب المراهم والادوية من صيدلية المستشفى.. 
ـ حاسة بـ تحسن شوية..؟! 
كان بيتكلم بـ قلق فـ ماحبتش اقلقه رغم اني كنت بتألم بس لقيتني ببتسم بـ هدوء: 
ـ بقيت احسن الحمدلله ماتقلقش.. 
هزّ راسه بـ عدم اقتناع وكنا بالفعل قدام الصيدلية، اشتري زياد الادوية ورجعنا لـ غرفة جدي والـِ كان واقف قدامها كل العيلة.. 
قربت مني ماما بسرعة لما شافت الألم علي وجهي واتكلم بـ قلق: 
ـ مالك يا كيان وجهك معتم كد ليه يابنتي...؟! 
رغم ان ماما اضعف من انها تواجههم عشان حقوقي، وانها كانت بتسكت وتيجي عليا عشان العادات والتقاليد ولكنها هتفضل احن قلب عليا، مش هنكر انها ليها يد في ظلمـ..ـهم ليا وهو سكوتها ولكنها كانت قادرة تعوضني بـ حنيتها المفرطة عليا.. 
اتكلم بـ طمأنينة: 
ـ التوأ بسيط في الرقبة ماتقلقيش الدكتور طمنا. 
وكملت وانا عيوني متركزة علي باب غرفة العناية: 
ـ هو الدكتور لسه ماخرجش وطمنا علي جدي. 
هزت راسها بـ لا واخدتني اقعد علي الكرسي واحنا منتظرين خروج الدكتور. 
وبالفعل بعد دقايق خرج الدكتور وابتسامة عريضة مرسومة علي وجهه طمنتنا شوية. 
ـ مؤشراته الحيوية هايلة وهننقله غرفة عادية دلوقتي حمد لله على سلامته. 
زفير عالي خرج من الجميع اخيراً بـ طمأنينة علي جدي. 
ماما كانت جايبة لبس ليا ولـ زياد لأننا من امبارح بـ لبسنا فـ دخلت غرفة المرافق اغير هدومي ودخلت ماما معايا لأني مكنتش قادرة احرك رقبتي.. 
دخلنا الغرفة لـ عشر دقايق تقريباً غيرت هدومي بـ سرعة وخرجنا كان جدي بالفعل اتنقل لـ غرفة عادية.. 
دخلت ماما قبلي وانا وقفت برة مش عارفه احدد موقفي، انا سامتحه بس هل هقدر اواجهه عادي  ولا لسه في حزيّة في التعامل بيننا. 
وعشان انهي الجدل بين مخي وقلبي قررت ادخل، اخذت نفس خرجت براحة وانا بفتح الباب وبدخل.. 
حسيت نفسي محيط انظار الجميع وكأنهم كلهم مترقبين رد فعلي مش عارفه ليه....!!! 
ـ تعالي حدايا يا كيان.. 
خرجني من شرودي صوت جدي كان هادئ ومتعب علي غير العادة ملفوف علي راسها شاش وايده الشمال متجبسه قربت منه بـ هدوء، وقفت علي بُعد اربع خطوات منه. 
ـ مالها رقبتك يابتي...؟!! 
بصيت له بـ أستغراب انا كنت نسيت وجع رقبتي فـ اول ماذكر حطيت ايدي اتحسسها براحة ورجعت بصيتله واتكلم بـ أبتسامة مهزوزة: 
ـ التوأ بسيط وهيروح لحاله ماتقلقش. 
ـ كيان اصرت تفضل معاك وتبات الليلادي هنا. 
اتكلم عمي فتحي ابو سليم فـ بصيتله عشان يسكت ولكنه كمل بدون اهتمام لـ نظراتي: 
ـ طول ما انت في اوضة العمليات وهي بتبكي  لحد ما اتصفوا دموعها من الزعل عليك. 
خلاص ياعمي شكراً كفاية....!! 
ـ كانت كيف المجنونة من الخوف حتي رجليها ماكنتش قادرة تشيلها.. 
كلهم كانوا بيبتسموا وكأني عملت عمل بطولي بس ممكن فعلا يكون بطولي انا لحد دلوقتي مش قادرة اصدق اني سامحته وكنت زعلانة عليه من قلبي وانا الـِ كنت زمان بخاف من صوت خطواته ولو حد كان قال ان اليوم الـِ هخاف فيه عليه ده هييجي مستحيل كنت هصدقه. 
رفع جدي ايده عشان اروحله ولكنه شعر بألم فجأة فـ نزلها بـ سرعة، ولما لاحظت فعلته دي وألمه قربت من بسرعة وانا بحسس علي إيده وبتكلم بـ ضِحكة: 
ـ هتبقي بـ خير يا جدي ماتقلقش الدكتور قال انك عتدلع ومافيكش حاجة، عاوز تشوف غلاوتك عندنا واديك شوفت كنا عنـ..ـموت من القلق عليك... 
ـ سماحتيني يا كيان...!!! 
ـ لا يا جدي. 
بصلي الجميع بـ صدمة وخيبة أمل، حتي جدي بص للأرض بـ حزن. 
ـ مكنتش زعلانة منك ياجدي اصلا عشان اسامحك. 
كنت حابة اهزر معاهم واقلب حِدة الجو ولكن لقيتني زدت الطين بلة فـ اتكلمت بـ سرعة ابرر كلامي. 
ـ كنت خايف امـ..ـوت وانتِ واخدة علي خاطرك مني. 
 قربت منه لما انهي كلامه وخرج صوته ببحة البكاء  فـ لقيتني ببوس علي ايده وبتكلم بحب: 
ـ بعد الشر عنك ياجدي.. 
فات اسبوع عن اول يوم دخل جدي فيه المستشفى كنت انا المرافق معاه بـحكم اني معنديش مسؤليات زي الكبار وكان زياد وسليم بيخلصوا شغلهم وياجوا علي المستشفى وكل واحد يبات ليلة.. 
طول الاسبوع ده كنت بحب اليوم الـِ بيفضل زياد معايا فيه بحب حكاويه وهزارة مابقتش منبهرة بـ سليم وشايفة ان اي فعل بيعمله عادي مش بطولي ولا حاجه.. 
النهاردة كان اليوم التامن لوجود جدي و اليوم الـِ سمحلنا الدكتور فيه ناخد جدي علي البيت ولكن بـ العناية التامة له و لـ صحته... 
ـ اخيراً هرجع لـ بيتي وغرفتي، الواحد طِهق من قعدة المستشفى كيف الولايا. 
كتمت ضِحكتي علي ملامح نرجس الفنمينست واتكلمت وانا بكمل جمع حاجة جدي في الشنطة: 
ـ الدوار كانت مضلم من غيرك يا جدي. 
ابتسم بـ مرح: 
ـ ده علي اساس انك رجعتي الدوار يعني طول الاسبوع ده..!! 
ـ لا العصافير قالتلي.. 
قاطع كلامنا دخول زياد وسليم. 
اتكلم زياد بـ أبتسامة: 
ـ ها خلصتوا لمّ حاجتكم احنا خلاص خلصنا إجراءات المستشفى.. 
هزيت راسي بـ أيوة وانا بدور بـ نظري في المكان بتفقد لو كنت نسيت حاجة. 
حاول جدي يوقف ولكني حس بـ ألم فـ رجع السرير تاني وقرب منه زياد وسليم بـ سرعة يسندوه.. 
طبطب عليهم بـ خفة واتكلم بحب: 
ـ ربنا يخليكم ليا وافرح بـ عيالكم كيف ما فرحت بيكم.. 
ميل زياد علي جدي واتكلم بـ همس ولكني سمعته: 
ـ خفّ بس انت يا حج عشان تخطبلي صاحبة النصيب الـِ القلب اختارها.. 
نار عارفين النار انا جوايا دلوقتي نار في قلبي من كلمته، نفضت دماغي وانا بحاول ابعد الافكار دي عن تفكيري ولكني ماقدرتش ابعد نظراني النارية لـ زياد وكأنه خاني لتوه وعلي الاغلب هو لاحظ ده.. 
ركبّ زياد جدي العربية وقبل ما اركب انا وقفني واتكلم بـ شك: 
ـ مالك  بتبصيلي بـ غيظ كد ليه...؟!! 
بصيت له بـ طرف عيني واتكلمت وانا بركب العربية: 
ـ مالي يا واد عمي ما انا كويسة اهو هتلاقيكِ بتتخيل بس من فرحتك يا عريس.. 
قولت كلامي وركبت جمب جدي وانا علي تجة وهرفقع من الغيظ الـِ  جوايا. 
بصلي جدي بـ قلق: 
ـ فيكِ حاجة يا كيان مال وشك انقلب كد..!! 
ـ مافيش يا جدي انا كويسة بس حسيت بـ دوخة.. 
طبطب علي إيدي بـ خفة: 
ـ هتتراضي يابت سعيد هتتراضي ماتقلقيش وهتنولي نصيبك من الفرحة.. 
بصيت له بـ أستغراب ولكني معلقتش ولفيت بـ نظري علي الطريق. 
وبعد نص ساعة كنا بدخل الدوار الجو كان هادئ الي حد ما، جدي طلب يرتاح شوية فـ اخدوه غرفته وانا جريت علي زرعي لعلي الحق اي حاجة منه.... و اي دا...!!! 
الزرع كان لسه مترويّ حالاً بصيت حواليا بحاول اعرف مين الـِ رواه ولكني مالقتش حد مافكرتش كتير وتوقعت انها اكيد ماما او حد من الناس الـِ بتساعدنا في شغل البيت... بس انا مانعة اي حد بيقرب منهم..!
ـ زياد كان كل يوم بعد ما يرجع من شغله اول حاجة يعملها وقبل ما يغير هدومي يرويّ زرعك.
بصيت لـ مصدر الصوت بـ أنتباه لاني بالفعل كنت سرحانة حاولت اتغاضي عن الموضوع ولكني كـ واحدة راضعة فضول غصب عني سرحت وانا بفكر.. 
كانت ماما واقفة جمبي وبتتكلم بـ أبتسامة فـ هزيت راسي: 
ـ هبقي اشكره ان شاءلله. 
لوت فمها بـ حركة درامية باحته: 
ـ تشكريه..!!  ياميلة بختي في بنتي والله..!! 
عارفين الكلام الـِ قولته فوق عن انها احن واحدة عليا وبتاع كنسل كل الكلام ده بقي.. 
وقفت جمبي وانا بلمس الورد بـ أبتسامة فـ اتكلمت بـ هدوأ: 
ـ زياد شاب كويس عارف ربنا ومحترم 
مش كد يا كيان..؟! 
هزيت رأسي بـ أيوة وانا ببص لـ ماما بـ نظرات شك هي مش بتشكر حد كد لله في الله ودي حاجه غريبة اوي. 
ـ يابخت الـِ هتكون مرته والله راجل كيف القمر طول بـ عرض، متعلم و.... 
ـ ياما في حاجه ولا اي هاتي من الاخر انا عارفة ان كلامك ده تحتيه إنّة.. 
حسيتها توترت من فرك إيديها وبنرة صوتها الـِ خرجت متوترة: 
ـ زياد طلب إيدك من ابوكِ وجدك قبل حادثته يابنتي وطالبين مني اعرف رأيك،وبما ان خير البر عاجله فـ قولت اقولك وبالك رايق ...
حسيت اني مكنتش متفجأة كلام ماما علي زياد كان مهيألي رغبتها ولكني مش هنكر اني حسيت بـ رجفة اصابت قلبي، عقلي بدأ يوجعلي زكريات سليم وحبي له ولكني قلبي كان مُصِر يصدرلي وش زياد في كل ذكرة، ابتسمت علي لُطفه واهتمامه وحنيته بيا. 
بس لـ وهلة خوفت اكون منبهرة بس
 بـ شخصيته، انا دلوقتي مقتنعة اني تعافيت من سليم بس افرض كنت بحس بـ إعجاب برضو لـ زياد زي سليم.. 
كنت متلخبطة ولكني حسمت قراري ولسه هتكلم لفت نظري صوت عالي من البواب وهو بينده لـ زياد: 
ـ يا استاذ زياد يا استاذ زياد الست مريم وقعت علي دماغها وفـ..ـقدت الوعي.. 
بصيت ناحية سور البوابة كنت مريم واقعة علي الارض مغمضه عنيها ودماغها بتـ.ـنزف بـ شدة. 
كُنت متلخبطة مابين قلبي وعقلي، ولكني حسمت قراري، لسه هتكلم لفت نظري صوت عالي من البواب وهو بينده لـ زياد: 
ـ يا استاذ زياد يا استاذ زياد الست مريم وقعت علي دماغها وفقدت الوعي.. 
بصيت ناحية سور البوابة كانت مريم واقعة علي الارض مغمضه عنيها ودماغها بتنزف بـ شدة. 
                 
شهقت بـ خضة و  انا بجري عليها وماما ورايا، لما قربنا منها كان زياد وامه بيخرجوا من البيت  بـ فزع هما كمان من صوت البواب  .. 
نزلت لـ مستواها وبدأت اشوفها لو مجروحة جرح كبير ولكن الحمد لله جرحها كان سطحي،صوت انفاسها كان منتظم ومافيش حاجه عشان كد هديت شوية، اكيد اغمي عليها من الخوف او الخضة... 
شالها زياد بسرعة ودخل بيها لجوة، كان وشه احمر وكأنه مش قادر يتنفس، خضته ولبكته أكدت انه في حالة صدمة مش عارف يتصرف لأنه لو بتفكير زياد الـِ اعرفه كان اخدها علي المستشفى علي طول ولكن من لبكته دخلها لجوة. 
ـ اي الـِ حصل يا عم سيد...؟! 
 خرجني من شرودي صوت زياد الـِ اتكلم  بـ لهفة وهو بيفحصها بـ عيونه وبيحاول  يفوقها.. 
ـ مش عارف والله انا سمعتها بتصرخ ولما قربت اشوف في اي لقيتها واقعة علي دماغها والكلب جمبها.... 
ـ مش وقته الكلام ده المهم دلوقتي تفوق، ونبعت للدكتور ييجي يفحصها.. 
ـ كيان معاها حق هاتوا ميه نفوقها،وانتِ يا  كايلا.. 
وجهت نرجس انظارها لـ كايلا وكملت: 
ـ تقدري تفحصيها...؟ 
هزت كايلا مرات مراد رأسها بـ الموافقة.
محدش كان عارف يتصرف وكأننا كلنا مغيبين لولا ام زياد هي الـِ فاقت من خضتها سريعاً وبدأت تفوقها بـ المية لحد مافاقت مريم اخيراً. 
اول مافتحت مريم عنيها وبدأت تلف بـ نظرها علينا، كنت انا علي يمينها ونرجس علي شمالها وجنبها زياد الـِ بيبصلها بترقب وخوف ولهفة مشاعر كتير سيطرت عليه حبه لـ مريم وخوفه عليها كان مقيد حركته و شلّ تفكيره تماماً. 
ـ كنت جيالك و. و..الكلب.. 
قربت مريم مني وهي بتبكي فـ حضني فـ بدأت اطبطب علي ضهرها وهي بتتكلم و صوت شهقاتها مرتفع.. 
ـ بس اهدي ياحبيبتي اهدي واحكيلي اي الـِ حصل... 
كانت بالفعل كايلا بدأت بتضميد جرحها وانا مازلت مستمرة بالطبطبة علي ضهرها. 
مسحت دموعها بـ كفوف إيديها وبدأت تتكلم: 
ـ لما كنت جيالك عند الجنينة الكلب جري ورايا وفضلت انده عليكِ بس انتِ مارديتيش والكلب فضل يجري ورايا لحد ما وقعت علي الارض وبعدها مابقتش حاسة بـ.. بحاجة.. 
في نهاية كلامها نزلت دموعها بـ غزارة فـ حضنتها جدتها بسرعة وهي بتحاول تسكتها ولكنها فشلت في ده فـ قربت منها وانا بحرك ايدي علي شعرها لعلها تهدأ. 
كل ده و زياد واقف عيونه متركزة عليها وبس والباقي فوق مع جدي ماعرفوش بالـِ حصل.. 
ـ اهدي يا مريم ماتخفـ... 
كنت بتكلم بـ هدوء وانا بطبطب عليها ولكن قاطعني زياد وهو بيبعدني عنها بـ قوة وبيوقفني وبدأ يتكلم بـ عصبية: 
ـ ماتقربيش من مريم انا بنتي كانت هتضيع مني بسببك وبسبب إهمالك، الكلب كان هيعضها وفضلت تعيط وتنده عليكِ وانتِ كنتِ فين وبتعملي اي عشان ماتسمعيهاش.. 
ـ زياد انا... 
حاولت اتكلم واقوله اني ماشوفتهاش  وماسمعتش حاجة. 
 ولكنه قاطعني بـ سرعة و بصوت عالي اجتمع علي اثره الباقية: 
ـ انتِ اي..!!.. انتِ انسانة مهملة يا كيان مش حاسة بـ خطورة الموضوع و ان حياة مريم كانت في خطر بسببك لو الكلب ده كان اتهجم عليها كان اي الـِ هيحصل ها...!! 
ـ كفاية يا زياد.. 
وقفت بينا والدته عشان يسكت ولكنه ما اهتمش لكلامها. 
وكمل بـ عصبية وكأنه مش حاسس بـ نفسه: 
ـ لا مش كفاية يا ماما، كيان السبب في حالة مريم، بس مش هي الغلطانة انا الغلطان عشان وثقت فيها وخليت بنتي تقرب منها لا وكنت ناوي اخطبها... 
كلامه حرقني من جوة حسسني اني رخيصة 
فـ مقدرتش اسكت واسمحله يهين كرامتي وصرخت فيه: 
ـ انت اتجنتت..!!.. ازاي تسمح لنفسك تكلمني بالطريقة دي هو انا عشان حبيت مريم من قلبي يبقي خلاص انا مسؤولة عن اي حاجه تحصلها وبتشيلني ذنب انا ماليش اي علاقة به...!! 
ـ اي الـِ بيحصل هنا...!!! 
سكت وانا ببصله بـ نظرات نارية ورجعت بصيت لـ بابا الـِ جه لما سمع صوت عِراكنا. 
ـ في ان الاستاذ بيتهمني بـ الي حصل لـ مريم وكأني الحارس الشخصي ليها.. 
ـ يا عمي مريم كانت رايحة لـ كيان واستنجدت بيها كتير وحصلها الـِ حصل بسبب إهمال كيان.. 
ـ نادت وماسمعتش هل دَ شئ يسمحلك تكلمني بالطريقة دي عشانها...!!.. انا زيي زيك زعلانة اوي علي مريم بس هل ده مبرر لكلامك الزفت دَ..!؟ 
ـ انا الـِ فكيت الكلب عشان العب معاه طنط كيان مالهاش ذنب هي بس ماسمعتش صوتي، يابابا ماتزعقلهاش.. 
بصيت له بـ سخرية لما سمعت صوت مريم بتحاول تبرر الـِ حصل لما شافت صوتنا العالي.. 
وطيت لـ مستوي مريم بوستها علي راسها وبعدين  رجعت وقفت وبصيت له وانا بوجه كلامي لـ ماما الـِ واقفة بتراقب الوضع بـ صمت: 
ـ بالنسبة لـ طلبك بالجواز الـِ اصلا ماما كانت بتكلمني فيه من شوية فـ طلبك مرفوض يا زياد. 
خلصت كلامي بـ قوة مصطنعة وانا بحاول احافظ علي كل ذرة ثبات جوايا. 
حاولت ماما توقفني هي ونرجس ولكني استأذنت منهم بسرعة واتجهت لـ اوضتي وانا سايبة زياد ومريم في حضنه بتبكي لما حست انها سبب كل المشكلة الـِ حصلت.. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
دخلت اوضتي بـ سرعة، قفلت الباب ورايا بـ إحكام وسمحت لـ دموعي تنزل بـ قهر تواسي حالي، قلبي كان بيوجعني اوي حسيت اني مكتوب عليا الحُزن كل ما اقول خلاص الفرح هيدق بابي تحصل حاجة تفوقني من حلمي الوردي، كنت خلاص حسيت اني بدأت اتعافي من وَهم سليم  لقيتني بدخل في وهم جديد بيتكتب عليا اعيش عمري كله اتعافي من شروخه.. 
اترميت علي السرير حضنت مخدتي وانا بـ مسح دموعي بـ قوة..
 وبدأت اتكلم لـ نفسي: 
ـ بس بس يا كيان بس ماتعيطيش علي اي حد مايستاهلوش دمعة واحدة منك، انتِ قوية وهتعدي منها.. 
غمضت عيني وانا بردد كلامي في محاولة مني اني امد نفسي بـ القوة ولو مزيفة،
 لحد ما غفيت بـ إرهاق.. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
ـ انا ما اتكلمتش طول ماكنتوا بتتكلموا برغم انكم ما احترمتوش وجودي، ولكن انا ماسمحلكش تكلم بنتي بالطريقة دي يا زياد.. 
ـ ياعمي انا كنت... 
ـ كنت اي انت بتزعق لـ بنتي قدامي وعشان اي ماسعتش صوت مريم...!!.. انت شايف ان ده سبب يحصل عشانه المشكلة دي..!! 
كان بابا بيتكلم بـ إنفعال وعصبية فـ بدأ يتكلم محمد اخوه الكبير في محاولة منه للتخفيف
 من حِدة الجو: 
ـ زياد غِلط فعلاً وهيتعزر من كيان بس اهدي انتَ يا سعيد.. 
ـ اهدي اي يا محمد وانا شايف بنتي بتتهزق علي حاجه مالهاش اي ذنب فيها،  اعزرني يا محمد بس ابنك عدي حدود الادب ولا حتي احترم وجودي وعمال يبجح فيها.. 
اخفض زياد نظره للارض واتكلم بـ إحراج كأنه فاق دلوقتي بس من غيبوبة عصبيته: 
ـ انا اسف يا عمي عارف اني غلطت بس ده من خوفي علي مريم وانا هتكلم مع كيان وهطلب منها العفو.. 
وبنفس الانفعال رد عليه بابا: 
ـ لا تعتزر ولا تكلمها، كيان مالكش دعوه بيها يا زياد مفهوم...!!! 
انهي بابا كلامه بص له بـ عصبية للمرة الاخيرة وانسحب من قدامهم بـ إنفعال... 
مشي بابا وماما وفضل زياد و والدته و والده
وقف قدامه والده واتكلم بـ عصبية: 
ـ انا اتحطيت في الموقف الزبالة ده مع اخويا بسببك يا زياد وبسبب عصبيتك الـِ مالهاش اي لازمة.. 
حاول زياد يبرر فعلته ولكن والده ماسمحلوش يتكلم وانسحب لـ غرفته بـ عصبية.. 
ـ غلطت اوي بكلامك يا زياد، انا عارف كيان من زمان وهي عمرها ما كانت مهملة.. 
اتكلم مراد الصامت من اول ما جه وانسحب بـ هدوأ هو وكايلا. 
ـ مش هتقولذ انتِ كمان حاجة.. 
اتكلم زياد بـ سخرية وهو موجه كلامه لـ نرجس. 
ـ لا يا زياد مش هقول حاجه بس حاول تصحح غلطك قبل فوات الاوان. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
وفي صباح اليوم التاني قومت بـ كسل علي صوت دقات ماما علي الباب، اتحركت من مكاني بـ إرهاق فتحت الباب و اول ما ماما شافتني شهقت بـ خضة لما شافت تورم عيني.. 
قربت مني واتكلمت وهي بتتحسس علي عيني بـ خفة: 
ـ يا انهارد احمر يا كيان عينيك كيف الطمطماية يابتي.. 
اترميت علي السرير تاني بـ نفس الكسل واتكلمت: 
ـ عاوز اي يا ما والله ما قادرة اتكلم دلوقتي سيبيني لوحدي. 
قعدت ماما جمبي علي السرير وقفتني واتكلمت بـ عصبية: 
ـ هتفضلي لحد امتي مغفلة يا بتي، حرام عليكِ نفسك يا كيان الـِ هتتحاسبي عليها دي،  محدش يستاهل دموعك يابتي ولا سليم ولت زياد.. 
بصيت لـ ماما بصدمة هي ازاي عرفت بـ خصوص سليم وانا الـِ كنت حريصة جدا علي تخبية حبي له، وغالبا ماما عرفت انا بفكر في اي. 
فـ اتكلمت بـ ضحكة ساخرة: 
ـ لو مفكرة اني مش عارفه انتِ بتفكري في اي تبقي غلطانة يابت بطني دانا حفظاكِ اكتر من نفسك يا كيان وعارفة انك كنتِ معجبة بـ سليم ولاني عارفة انك مش بتحبيه ماحبتش اتدخل لكن زياد كان غير بالنسبالك..
سكتت تاخد نفسها لـ ثانيتين وبعدين كملت وهي بتطبطب علي ايدي: 
ـ غلّي نفسك يا كيان وماتسمحيش لحد يقل منك ومن كيانك يابتي انتِ مش قليلة انت كيان زينة بنات الصعيد، فوقي لـ نفسك يا كيان قبل فوات الأوان وقومي غيري هدومك دي وانزلي عشان الفطار.. 
ابتسمت بـ حب لماما  وقومت حضنتها فـ بادلتني الحضن وهي بتتحسس علي شعري! 
ـ يلا ياحبيبة قلبي روحي غيري هدومك وتعالي عشان نفطر.. 
خرجت من حضنها وانا بهز رأسي بالموافقة فـ خرجت هي وانا دخلت اغير هدومي بـ همّة عكس ماقومت بكسل من شوية وكأن كلام ماما كان بـ مثابة power. 
ربع ساعة بالظبط وكنت بنزل بـ خفة من علي السلم وضحكة عريضة مرسومة علي وجهي.. 
ـ كيان ممكن ثواني.. 
وقفت علي السلم لما سمعت صوت زياد جاي من ورايا كنت مدياه ضهري فـ اخدت نفس عميق بحاول اهدئ ضربات قلبي وحقيقي الأنسان طلع عيل صغير مش اد كلامه.. 
لفيت بـ ضهري لما قرب مني وابتسامتي مازالت مرسومة علي وجهي. 
ـ صباح الخير يا زياد في حاجة..؟! 
ضيق عيونه بـ شك واتكلم بـ أستغراب: 
ـ انا بس كنت حابب اعتزرلك علي الـِ حصل امبارح واعرفي ان اي حاجة قولتها كانت بسبب عصبيتي وانا طلبي بالزواج منك لسه قائم لو موافقة.. 
ـ بالنسبة لـ اعتزارك فـ مقبول اما طلبك فـ للاسف مرفوض، عن اذنك الفطر جهز. 
انهيت كلامي وسيبته ومشيت وهو واقف مصدوم، قلبي كان بيدق جامد ولكني بدأت اخد كذا نفس ورا بعض لحد ماهديت فـ دخلت غرفة السفرة القيت السلام عليهم قربت من جدي بوست إيده،  ابتسملي فـ بادلته الابتسامة واتجهت لمكاني بـ جانب بابا وماما
بدأ الجيمع بالأكل كانوا بيتكلموا في امور مختلفة.. 
زياد نظراته متعلقة عليا، حاولت اتظاهر اني مش مهتمة له وبدأت اكل ونظري موجه لـ طبقي عشان ما ابصلهوش. 
لحد ما رفعت نظري من عليه لما سمعت صوت بابا موجه ليا: 
ـ كيان ياحبيبتي احمد ابن عمك سيد صاحبي طالب ايدك مني  وانا شايف انه مناسب فـ لو موافقة ممكن ياجي بالليل عشان تشوفيه.. 
اول ما انهي بابا كلامه بصيت لـ زياد الـِ وقع المعلقة من ايده و وجه نظره ليا فـ ابتسمت وانا ببص لبابا: 
ـ الـِ انت شايفة انا موافقة عليه يابابا.. 
اول ما انهي بابا كلامه بصيت لـ زياد الـِ وقع المعلقة من ايده و وجهه نظره ليا بـ ترقب منتظر قراري. 
ابتسمت وانا ببص لبابا واتكلمت بـ إحراج: 
ـ الـِ انت شايفة انا موافقة عليه يابابا..
ـ بس انا طالب إيدها الاول 
اتكلم زياد بسرعة وعدم تفكير. 
ـ وهي رفضتك. 
بصيت لـ جدو بـ أمتنان فـ ابتسملي وهو بيغمز بـ عينه، ابتسامتي وسعت اكتر وانا علي غمزة جدو المرحة.. 
فضل زياد مركز عينه عليا  وانا مارفعتش نظري من علي الطبق ولكن كل ثواني اخطف نظرة بسرعة وارجع انزل عيني تاني لحد ما وقف  بـ عصبية وهو بينفخ واتجه لـ برة وانا مازالت  باصة لـ طبقي وأبتسامة لعوب مرسوم علي جانب فمي... 
ـ عفارم عليكِ يا كيان موفتي اون في خمس دقايق وطبق بيض.. 
ميلت علي ماما وبنفس الصوت الهامس اتكلمت: 
ـ ابقي فكريني ابقي اشيل التليفون بتاعي عشان ماتخديهوش تاني وتفتحي فيس،النهاردة تقوليلي موف اون بكرة يبقي إكس وكراش ومش هنلاحق بقي.. 
لومت ماما فمها بـ طريقة درامية وهي بتبصلي بـ طرف عينها بـ حنق واتكلمت: 
ـ شوف البت بكلمها في اي وهي بتتكلم في اي جاتك خيبة. 
ابتسامة جانبية ظهرت علي جانب وشي بـ سخرية وبدأت اكل بدون اهتمام لـ نظرات كايلا ومراد وسليم الـِ تقريباً كانوا فاهمين كل حاجة. 
*****
الجو في نسمة هوا لطيفة العصافير مالية الجنينة الورد الـِ كان جايبة زياد نبت وبقي شكله لطيف اوي 
فضلت واقفة بتأمل المكان حواليا، اكتر كمان فيه سلام نفسي وتقدر تخرج فيه الطاقة السلبية، بدأت اخدت شهيق واخرج زفير وانا مغمضة عيني بحاول افضي دماغي من كل الـ بيحصل.. 
ـ بقالنا كتير ما قعدناش هنا سوي مش كد...!! 
مافتحتش عيني ولا وقفت الـِ بعمله ورديت بهدوء: 
ـ من يوم ماخطبت هبة تقريباً. 
حسيته وقف ومتأكدة هيعمل زيي هيغمض عينه و صوت انفاسه اكدلي انه مضايق.. 
ـ ها مالك..!؟ 
ـ هبة. 
اتكلم بـ تركيز: 
ـ بقالها فترة مش طبيعية دايما زعلانة ومش عارف اتصرف معاها ازاي حتي اني بفكر اسيبها ونفسخ الخطوبة.. 
غالباً لو كنت كيان القديمة كنت هبقي اسعد إنسانة دلوقتي ولكن كوّني ماحسيتش بـ أي فرحة بل بالعكس زعلت يبقي ده دليل كافي اني عمري ماحبيت سليم.. 
ـ سألتها مالها واي الـِ مزعلها.. 
اتنهد بـ ضيق: 
ـ سألتها قالتلي مافيش.. 
ضِحكت بـ غلب: 
ـ كام مرة..؟؟ 
هز راسه بـ عدم فِهم وهو بيستدير ليا: 
ـ مش فاهم. 
ـ طيب هي بتحبك..؟ 
ابتسامة هادية رُسمت علي وجهه: 
ـ اوي
 ابتسمت علي ابتسامته، اتحركت من مكاني وبدأت اتكلم وانا بسقي الزرع: 
ـ اممم بص يا سيدي ببساطة كد احنا كـ بنات بنبقي محتاجين كل خمس دقايق حد يقولنا احنا محبوبين و وجودنا لطيف علي قلوبكم، محتاجين نطمن اننا مش حاجة مفروضة عليكم حتي لو بتحبوا ده بيبقي شعور عند اغلب البنات ملازم ليهم بسبب قلة ثقتهم في نفسهم .. 
ـ مايمكن هي الـِ مابقتش حابة وجودي..؟! 
ـ وهو في حد بيحب حد هيكره وجوده..!! 
هز راسه بـ اقتناع فـ سألته: 
ـ هي عندها اي مشكلة حتي لو من فترة طيب.. 
سكت لـ ثواني وكأنه بيفكر بعدين اتكلم: 
ـ من فترة كد قالتلي ان البيست بتاعتها قالتها كلام جراح علي سبيل الهزار بس كانت بتتكلم وهي بتضحك يعني مافيش حاجه.. 
وهو بيتكلم كنت معطياه ضهري وبسقي الورد واول ما انهي كلامه لفيت له بـ غيظ وانا برمي عليه السقاية: 
ـ انت متخلف والله البت لسه مش قادرة تتعافي من كلام صحبتها وزي مابتقول انه اعز واحدة ليها يبقي اكيد كلامها فارق معاها ومش بعيد تكون بتفكر انه بتفكر زيها خصوصاً انك ما اهتمتش بـ مشكلتها وشايفها حاجه عادية.. 
هز اكتافه بـ لامبلاه: 
ـ طيب ماهي حاجة عادية فعلاً انا صاحبي ممكن يكسرلي دراعي وهو بيهزر عادي.. 
ـ غبي يا سليم، انتوا كـ شباب ماعندكمش دم إلا من رحم ربي فـ مش بتحسوا ولكن احنا كـ بنات ممكن افضل اعيط اسبوع عشان ضوفري اتكسر.. 
ضِحك بـ سخرية: 
ـ زي يوم ما مات كتكوتك.. 
بصيت له بـ غيظ وانا بكمل سقاية وبتكلم بـ هدوء: 
ـ لو بتحب هبة ما تسيبهاش يا سليم لوحدها الفترة دي بالذات ، هي دلوقتي محتجاك اكتر من اي  شخص في حياتها لان كلام صحبتها اكيد مأثر فيها جامد بـ السلب  فـ هتكون محتاجة شخص داعم ليها يرمم شروخ قلبها وصدقني لو الشخص ده كان حد غيرك هبة مش هترجع معاك زي الاول.. 
حسيته اقتنع بـ كلامي ضِحك بغيظ وهو بيضرب جبينه بـ خفة: 
ـ انا كنت غبي حقيقي وهضيعها لولاكِ يا كيان.. 
سكت وكمل وهو بيجري لـ برة وبيخرج من البوابة: 
ـ حقيقي انا بحبك.. 
مشي سليم وانا لفيت تاني للزرع وبدأت اكمل مكان ما وقفت لحد ما حسيت بـ حاجة بتشدني من الفستان بصيت علي الارض فـ ابتسمت لما شوفت مريم، نزلت لـ مستواها بوستها من خدها وشيلتها علي دراعي. 
ـ كيان هو انتِ زعلانة مني عشان بابا زعقلك بسببي...!؟ 
مشيت ايدي علي شعرها وانا بـ ضحك: 
ـ لا يا مريومة انتِ مالكيش ذنب وانا مش زعلانة منك.. 
ـ طيب انتِ زعلانة من بابا ليه..! 
ـ عشان بباكِ زعقلي وماسمعش كلامي ولا تبريراتي..
سكتت وهي بتفكر بعدين اتكلمت بـ برائة: 
ـ بابا كان قالي انه هيخليكِ ماما عشان انا بحبك وهو بيحبك وانتِ دلوقتي زعلانة منه يعني مش هتكونِ ماما صح وهفضل علي طول من غير ماما.. 
مع نهاية كلامه كنت انتهيت من كل الزرع، 
قعدتها علي الارض وقعدت قدامها وبدأت اتكلم بـ ضحكة مصطنعة وانا حاسة بـ نغزة في قلبي من كلامها عن اشتياقها ان يكون ليها ام: 
ـ مش شرط اتجوز بباكِ عشان ابقي مامتك احنا ممكن نبقي اصحاب اوي اوي  وابقي زي ماما بالظبط اي رأيك..
زمت شفايفها بـ حزن: 
ـ مش انتِ هتتجوزي وتسيبي البيت.. 
اتكلمت بـ هزار: 
ـ هبقي اخدك معايا يا ستي.. 
ـ طيب وبابا هنسيبه لوحده..
مكنتش عارفه اقولها اي، طيب اقولها اني نفسي ابقي ماما بجد واحطم الباقي من كرامتي ولا احافظ علي الباقي منها واصونه وفي داهية قلبي..!! 
ـ سكتي ليه ردي عليها هتسيبوني لوحدي هنا..؟! 
واقف قدامي إيديه في جيوبه وساند علي عمود الإناره بـ طلته البهيّة الخاطفة للانفاس.. 
ـ ما اعتقدش ان جوزي هيوافق علي وجودك في البيت. 
بص لي بـ غيظ ولكني ما اهتميتش ميلت علي مريم قولتلها نروح اوضتي،هزت رأسها بالموافقة فـ وقفنا عشان نمشي، لسه هتحرك وقف قدامي
 واتكلم بـ إصرار: 
ـ كيان انا بحبك عارف ماينفعش اقول كد بدون رابط شرعي بس صدقيني غصب عني ومش قدر اسيبك تروحي مني ارجوك ِ سامحيني والله اي كلام قولته كان في وقت عصبية وخوف علي مريم ومكنتش حاسس بـ نفسي او انا بقول اي. 
ـ لو اخر واحد في الدنيا يا زياد مش هكون ليك ولو قلبي كان حبك كنت هدوس عليه بـ احقر صرمة، عن اذنك..
انهيت كلامي وانا بتحرك من جمبه وهو واقف متصنم، كنت خلاص علي بُعد خطوات من الباب ومريم في إيدي لما سمعت صوته العالي جاي من ورايا وعلي بعد مني: 
ـ مش هتكوني لغيري يابت سعيد وبكرة تقولي زياد بتاع حواري المانيا قالها.. 
مقدرتش امنع ابتسامة صغيرة فلتت علي وشي وانا ببص حواليا احسن يكون حد سمعه.. 
ـ سمعنا كل حاجه بس اعتبري سرك في بير.. 
شهقت بـ خضة لما سمعت صوت كايلا و مراد ورايا.. 
ـ مـ... مـ. مـ... مش... مش.. 
ـ بصي يا كيان انا عارف اني اخر واحد مفروض يتكلم في الموضوع ده وعارف انك بتفكري بـ ان زياد اخويا فـ اكيد مش هقول عليه حاجة وحشة ولكن صدقيني فعلاً زياد شخص كويس واكيد هتعرفيه مع العشرة وبيحبك والله يا كيان انتِ مش شايفه حاله من لما عمي اتكلم علي العريس ولا عصبيته من وقت ما خبص بـ كلامه وهو متعصب.. 
كان مراد بيتكلم بـ عقل و هدوء اول مرة اشوفهم عليه كلامه الي حد ما صحيح ولكني مش هسامح لا أبداً...!!! 
ـ فكري يا حبيبتي دي حياتك ومش هيعيشها غيرك والـِ شيفاها صح اعمليها وكلنا معاكِ، بس فكري اكتر في زياد يعني. 
انهت كايلا كلامها بـ ضحكة فـ بادلتها الابتسامة. 
مشيوا بـ هدوء من قدامي وانا مازالت واقفة فكر في كلامهم لحد ما خرجني من شرودي صوت مريم الحزين: 
ـ امبارح بابا طول الليل كان عمال يقول انا غبي غبي انا بحبها ليه اقول كد وكلام كتير مش فكراه دلوقتي.. 
نزلت لـ مستواها وانا ببتسم علي لُطفها: 
ـ زياد قال كد...!؟ 
هزت راسها بـ طفولية فـ ضِحكت وانا بلعب في شعرها بـ خفة: 
ـ بس زياد غلط والـِ غلط لازم يتعاقب مش كد..؟؟ 
هزت راسها تاني بالموافقة فـ كملت بنفس الابتسامة: 
ـ هتبقي معايا بقي وانا بعرفه غلطه ولا هتبقي معاه.. 
رفعت صباعها وبدأت تضرب ضربات خفيفه علي جبينها وهي بتفكر بعدين اتكلمت: 
ـ معاكِ طبعاً 
ابتسمت بـ حماس: 
ـ يبقي اتفقنا.. 
اخدتها ومشيت لاوضتي عشان اجهز الملابس الـِ هلبسها بالليل لما ييجي العريس.. 
وبالفعل بدأت اخرج الفساتين بتاعتي وانا باخد رأي مريم لحد ما قاطعنا دخول ماما بـ أبتسامة وهي بتقعد علي السرير جمب مريم وكملت انا الـِ بعمله: 
ـ اوعي تكوني بتعملي كد عشان تغيظي زياد يا كيان الناس مش لعبة يابنتي في إيدك.. 
انا فعلاً وافقت عشان اغيظ زياد ومع كلام ماما حسيت اني فعلا وحشة انا استخدمت احمد ابن صاحب بابا وسيلة بس. 
ـ كلامي كان صح مش كد، لا يابتي عيب انتِ مش كد ولا مشاعر الناس عندك لعبة شوفي احمد ده لو كويس فـ خير البر عاجله.. 
ـ معاكِ حق يا ماما وانا فعلا لو ارتحت للعريس ده مش هعترض واصلا هعترض عشان واحد كان شايفني مربية...  !! 
قامت ماما باست رأسي وخرجت بهدوء ورجعت انا ومريم بنختار ولكن بالي كان شارد بفكر هل هقدر اعيش مع حد تاني واتقبل الموضوع ولا لو وافقت هظلم الشخص ده معايا..!!! 
******
حطيت اخر دبوس في الطرحة ولفيت لـ مريم اخد رأيها بـ أبتسامة كنت لابسة فستان  احمر وطرحة بيج مع هيلز بنفس اللون مع لمسة ميكب خفيفة.. 
لفيت حوالين نفسي وانا فرحانة بـ شكلي الـِ كان مُبهر وبسيط.. 
لفيت بـ ضهري لما سمعت صوت صفير عالي جاي من ورايا والـِ مكنش غيره سليم.. 
ـ الله الله اي الحلاوة دي... انتِ كيان انتِ بتاعتنا...!! 
رديت عليه بنفس المزاح: 
ـ دي شوية حلويات مدكنها للحبايب بس.. 
غمز بـ طرف عينه بـ خبث: 
ـ وسي احمد بقي ده من الحبايب.. 
احمد هو قال احمد...!!.. انا للوهلة الاولي كنت مفكرة انه زياد بجد نسيت اني بجهز عشان اشوف غيره، الفرحة الـِ كانت مسيطرة عليا من دقايق اتحولت لعبوس وضيق احتل ملامح وجهي.. 
حتي سليم لاحظ ده فـ اتكلم بـ أستغراب: 
ـ مالك هو انا قولت حاجه غلط...!! 
هزيت رأسي بـ لا واتكلمت بـ تساؤل عشان مايفضلش يزن عليا: 
ـ انتَ كنت جاي ليه صحيح...؟!  
خبط علي دماغه بـ تذكر: 
ـ يالهوي امك هتعملني فتة ده احمد بقاله نص ساعة تحت وامك قالتلي اندهلك تنزلي. 
بدأ وشي يحمر وصوت انفاسي علّت 
وكـ عادة عندي بدأت افرك إيدي بـ توتر.. 
*********
نزلت انا وسليم كان باقي بعض خطوات لما جه لـ سليم تليفون فـ خرج بـ سرعة وسابني لوحدي الندل.. 
فضلت وقفة لدقيقتين لـ حد ما ظهر زياد بـطلتة المميزة مع ابتسامة عريضة مرسومة علي وجه ولكن اتمحت بسرعة لما قرب مني وحلّ مكانها العبوس: 
ـ اي الـِ علي وشك ده....!! 
ـ مكياج.
رديت عليه بـ إصرار واستفزاز فـ قرب خطوة كمان بنفس العصبية: 
ـ خمس لا خمس اي ثانيتين بالظبط والـِ علي وشك ده يتمحي حالاً
هو مفكر لما يتعصب عليا كد  هخاف وهوافق  مسح الميكب ...!!! 
يبقي معاه حق انا فعلاً خايفة.. 
ولأن الثبات علي الموقف ده متفصل علي مقاسي انا دلوقتي بمسح الميكب في منديل عطاه ليا زياد... 
سيبته واتحركت ناحية غرفة الصالون مكان وجود العريس وقبل ما داخل لحقني زياد وهو بيبتسم بـ أستفزاز: 
ـ سليم عربيته اتخرشمت خالص وقالي ادخل معاكِ لانه مش هييجي دلوقتي.. 
ـ وماما فين..؟ 
ـ قالتلي ادخل انت يا زياد عشان بتأمني وكد..!! 
نفخت بـ ضيق وغيظ حتي نسيت غيظي ودخلت من غير ما اخبط ومكنش موجود غير احمد العريس.
 القيت السلام عليه فـ رد بـ أبتسامة مرتحتلهاش كتير ولكن ما اهتمتش  ، قربت عشان اقعد فـ  مد ايده عشان اسلم وقبل ما ابدي اي رد فعل كان زياد بيسلم عليه واتكلم هو بـ أبتسامة مستفزة: 
ـ سوري معندناش بنات بتسلم علي ناس غريبة. 
ابتسم احمد واتكلم بـ برود: 
ـ ولا غريب ولا حاجة انا خلاص هبقي جوزها.. 
ـ والله وبقيت جوزها كمان بعدين ما تقاطعش مايمكن تموت..!!! 
لما حسيت ان الموضوع هيزيد حِدة قررت اتدخلت: 
ـ اتفضل يا استاذ احمد اقعد.. 
قعد احمد وقعدت انا كمان فـ قعد زياد جمبي ولكن علي بُعد مني.. 
ـ ماشاء الله يا كيان مكنتش اعرف انك جميلة اوي كد.
اتكلم احمد بـ أبتسامة وقبل ما ارد اتكلم زياد بـ غيظ: 
ـ اولا اسمها استاذة او انسة كيان ثانياً احترم البيت الـِ قاعد فيه انت لسه جاي تشوفها وان شاءلله هنرفضك. 
وش احمد احمر وباين انه اتعصب اوي ولكن زياد ما اهتمش ورفع رجل علي رجل وهو بيبصله بـ تركيز وقبل ما يتكلم احمد تاني قاطعه زياد لما وصله تليفون فـ قام خرج. 
اتنهد احمد بـ راحة لما خرج وانا حسيت بـ نغزة جوايا ولكني حاولت اخبيها بـ أبتسامة هادية.. 
بدأ احمد يتكلم في امور مختلفة كنت حاسة بالضيق من كلامه حسيته انسان سطحي بيحب المظاهر مش اكتر.. 
ـ اتفضلي يا استاذة سارة ده جوز حضرتك الـِ جاي يخطب بنت عمي.. 
وقف احمد بـ صدمة ووقفت انا بعدم فهم وانا ببص لـ زياد وهو واقف مبتسم وعيونه مليانة نظرات شر لـ احمد.. 
احباب شهودة الـِ مشرفينها نعلّي الريتش بقي عشان شغفي في ذمة الله🥹♥ 
ـ اتفضلي يا استاذة سارة ده جوز حضرتك الـِ جاي يخطب بنت عمي..
وقف احمد بـ صدمة ووقفت انا بعدم فهم وانا ببص لـ زياد وهو واقف مبتسم وعيونه مليانة نظرات شر لـ احمد..
قربت منه بـ خطوات بطيئة مُزيبة للأعصاب وهو واقف متوتر وشه إحمر بـ شدة حاول يتكلم ويبرر فعلته ولكنها ما عطتهوش اي فرصة، رفعت شنطتها وبكل قوتها ضربته علي وشه لحد ما وقع علي الكنبة..
ـ سارة افهميني انا عملت كد عشان… عشان ولادنا..
ـ الـ****مخلف كمان…!!
هز زياد راسه بـ ايوة فـ رجعت بنظري علي سارة
الـِ بدأت تلف بـ نظرها في المكان وانا واقفة اراقب الوضع بـ صمت وزياد واقف جمبي وابتسامة مستمتعة مزينة وشه..
اما عند سارة فـ ابتسمت بـ خبث وهي بتقرب من الطربيزة مسكت كوب العصير و هوب دُبل كيك رمته عليه….
ـ احية الكنبة اتوسخت عصير..!!!
قولت كلامي بـ صدمة وانا بقرب من الكنبة وانا علي وشك البكاء دي ماما هتعمل مني شاورما..
بصلي زياد بـ تشنج وهي بيمسح علي وشه وبيحاول يكتم غيظه.
بلعت ريقي بـ خوف لما قربت مني سارة وعيونها مليانة عِداء لحد ما وقفت قدامي وانا بتمني الارض تتشق وتبلعني حالاً بالاً دي عملت كد في جوزها اومال هتعمل فيا انا اي…؟!!
ـ انتِ بستخدمي مسحوق اي…!؟
ـ نعم…!!!!
ابتسمت بـ طيبة عكس ما كانت عليه من خمس ثواني بس واتكلمت بنفس الابتسامة:
ـ عندك انا مثلا بحب استخدم برسيل عشان انضف وساخة جوزي..
مقدرتش اكتم ضحكتي فـ فلتت مني ضحكة عالية من كلامها..
ـ مـ… مـ… سـ.. انـ…
بدأ احمد يتلألأ في الكلام بـ توتر فـ لفتله بـ رأسها ونفس الابتسامة مازالت مزينة وشها ولكنها مش ابتسامة طيبة لا دي ابتسامة مجرم او سفاح حاجة في الرينج ده:
ـ بس واحدة صاحبتي قتلت جوزها من اسبوع عشان خانها مع السكرتيرة قالتلي استخدم اريل احلا في بقع الدم وخصوصاً دم البني ادمين..!!
انهت كلامها وهي بتسحب السكينة بسرعة من طبق الفاكهة وبتحركها قدام وشها .
ـ ماما قالتلي بلاش احمد يابنتي ده يكفيكِ اسمه بس كله نسوان، بس انا قولت لا هغيره ياماما قال فاكرة نفسي المانوليزا.
ـ قصدك الموناليزا..!!
صححلها زياد كلام فـ بصيتله بـ أبتسامة شكرته ورجعت تبرق في احمد الـِ مازال واقع علي الكرسي والخوف مالي عيونه وهو بيراقب حركتها..
مشيت خطوتين بـ هدوء وصوت كعب جزمتها رنّ صداها في اركان الصالون وفجأة هجمت علي احمد بـ السكينة ولكن جات في الكنبة فـ لطمت انا بـ خضة وانا بعيط :
ـ بالله حاسبي الكنبة بالله امي هتقتلني فيها..
بصت لي سارة بـ طرف عينها والسكينة لسه في إيدها فـ سكت بـ خوف:
ـ ماخدتش بالي يوه ما اجرمتش يعني…!!!
ابتسامة واسعة ظهرت علي وشي:
ـ عندك حق انا اصلا هجيب واحدة غيرها كملي كملي.
ـ مانتِ كنتِ هترتكبي جريمة دلوقتي يابت العبيطة..
غفل احمد سارة و جري لبرة وهو بيتكلم بـ صراخ فـ جريت وراه وهي بتتوعدله بـ الشر..
ـ تفتكر هتقتله بجد…!!
بصيت لـ زياد بـ تساؤل وانا براقب خروجهم وهي بتجري وراه فـ اتكلم هو ببساطة:
ـ لا دي المرة الـ 45 الـِ تقفشه فيها بيخطب او بيتجوز عليها فـ تقريباً بقي عندها مناعة خلاص عقبالك ما اجبلك مناعة كد.
شهقت بـ فزع لما انهي كلامه وقبل ما اتكلم كان بينضم لينا باقي العيلة وعلي ملامحهم علامات التساؤل الـِ جم بـ خضة لما سمعوا الصوت العالي.
ـ اي الـِ حصل وفين احمد و…
اتكلم عمي محمد بـ تساؤل وقبل ما يكمل كلامه قاطعته ماما بسرعة لما لاحظت الكنبة:
ـ الكنبة…!! يالهوي الكنبة مين الـِ يجيه داء السِل الـِ عمل فيها كد…؟
قربت ماما من الكنبة وهي بتتفقد باقي الكراسي فـ استخبيت بسرعة وري سليم وقبل ما تتكلم ماما قاطعها بابا وهو موجه كلامه لـ زياد:
ـ فهمنا يا بني اي الـِ حصل.
بدأ زياد يحكي ليهم كل الـِ حصل ابتدأً من لما راح يسأل علي احمد في شغله ومعرفته انه متجوز واقناع مراته انها تيجي هنا لحد ما خرجوا يجروا وري بعض..
ـ ابن الـ**** وحيات امي ما هحله..
اتكلم مراد بـ عصبية.
فـ رد عليه سليم بـ ضحكة شامتة وخبيثة:
ـ ماتقلقش هو خلاص اتعلم عليه..
بادله زياد الابتسامة الصفرا واتكلم بـ خبث:
ـ اتعلم عليه جامد بس يا رب يلاحق بقي كله مرة واحدة اكمنه مشاكله كتير..
اتكلمت كايلا بـ فضول وهي بتتنقل النظرات بين زياد وسليم :
ـ عندي فضول اعرف عملتوا اي…!؟
ببص لها لثواني بعدين اتكلم بغمزة:
ـ أبداً ياستي الاستاذ عليه قضايا تهرب ضريبي علي كام واحدة ناصب عليهم جمعتهم بعد ليلة طويلة ومستنيينه برة دلوقتي.
ـ وانتَ لحقت تعمل كل ده امتي…؟!!!
هنا ابتسم سليم بـ توتر وقبل ما يهرب اتكلم زياد:
ـ سليم كان قايلي عنه من فترة ان في شخص متقدم لـ كيان بس فكرت عمي رفضه بسبب الـِ عرفته عنه وفكرت ان هو كمان عارف يعني فـ محطيتش في بالي..
بلع سليم ريقه بـ خوف لما شاف نظرات بابا فـ اتكلم بـ سرعة:
ـ هو.. هو… الـ… أ..
و لما مقدرش يقول جملة واحدة صح قرر ينسحب فـ جري لـ برة بـ خوف..
سكت بابا لـ ثواني بعدين اتكلم:
ـ انا فعلا مكنتش اعرف عنه اي حاجة بسبب ان والده كان صاحبي من زمان وقالي ان ابنه لسه جاي من السفر .
كمل وهو موجه كلامه لـ زياد:
ـ مش عارف اقولك اي حقيقي يا زياد برغم الـِ عملته بس انا بشكرك لولاك كيان كانت هتتدبس في العيل ده..
ابتسم زياد وهو بيقرب من بابا واتكلم بـ أقتراح:
ـ طيب بص اعذرني بس شكرك مش مقبول غير لما تجوزهالي وبكد اكون قبلت شُكرك بنفس راضية .. اي رأيك…؟!
هز بابا اكتافه بـ سخرية وهو بيحط إيده علي كتفي وبنخرج سوى:
ـ ماعنك ماقبلته لا بنفس راضية ولا بنفس عزيزة، قال يعني هنقطع شراييننا انا وبنتي عشان ماوفقتش تقبل شُكرنا..
خرجنا من الصالون وبدأ الجميع ينسحب كأن شئ لم يكن وقبل ما اخطي اول خطوات السلم سمعنا صوت زياد بـ عصبية:
ـ ماشي يا عم سعيد بس خليك فاكرها عشان لما تبقي جد عيالي هقولكهم جدكم عمل معايا اي.
تجاهل ببابا كلامه واتجه هو لـ غرفته وانا كمان اتجهت لـ اوضتي وابتسامة واسعة مزينة وشي انا كنت شايلة هم الجواز دي خوفت اظلم احمد ده معايا بس اكتشفت ان مافيش ظالم غيره… قال وانا كنت مستنية اي من واحد اسمه احمد…!!!
*********
بتفوت الايام وزياد لسه بيحاول اني اسامحه ولكني كنت بتعامل معاه بـ تجاهل وعدم اهتمام، اوقات كنت بحس نفسي سخيفة اوي وان ماينفعش اعامله بالطريقة دي خصوصاً انه عمل كل حاجه عشان اسامحه و اوقات بفتكر اهانته ليا وانه شايفني مجرد مربية مش اكتر فـ برجع في قراري تاني..
النهاردة كملنا الشهر وعلاقتي بـ زياد كانت مش الطف حاجة بدل ما كنا بنقعد سوي عند الزرع ونتناقش في حاجات كتير بقيت اقعد لوحدي ولو جه عشان يقعد معايا بمشي انا.
حسيت في الايام دي اني كبرت عمر فوق عمري مش سهل عليا ولا علي قلبي اني اعامله كد بس ما باليد حيلة..
النهاردة 3/6 اليوم المنتظر لـ اكتر اتنين عانوا عشان يتجمعوا سوي..
النهاردة كتب كتاب هبة و سليم وحقيقي الفرحة طلعت بتحلي الشكل والعيون و القلب.
سليم كان فرحان اوي فرحان بشكل يخليك تفرح انت تلقائياً من لهفته وخوفه ان اي حاجة تبقي مش بالشكل الـِ هو عاوزه..
الكل كان شغال بـ جِد عشان يخرجوا حاجة جميلة من تحت إيديهم ترضي الطرفين.
بسبب مرض جدي قرروا يعملوا كتب الكتاب في جنينة الدوار و هبة ما اعترضتش وواقفت بنفس راضية..
” بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير ”
انهي المأذون جملته المشهورة وبدأ الجميع يردد وراه بـ سعادة و اول ما انتهينا قام سليم بـ لهف حضن هبة ودموعه بدأت تنزل بـ فرحة انه اخيراً قدر يفوز بيها وهي ماكنتش اقل حالة منه، دموع الفرحة كانت مزينة وشهم..
ـ اي طيب القمر مش ناوي يحن عليا ونعيط زيهم…!؟
خرجني زياد من شرودي لما اتكلم جمبي بـ صوت هادئ فـ بصيت له بـ قرف:
ـ مابحبش العياط..
ـ وانا كمان برضو مابحبوش، بقول نزغرط احسن واهو نبقي عرايس فرافيش.
ـ انت ماتقولش حاجة خالص ممكن…!!!
سكت لـ ثواني وهو بيبصلي بـ صمت حسيت اني تساخفت معاه ولكني فضلت صامدة علي موقفي، فضل واقف لـ دقايق يبصلي بس، لحد ما اخد نفس عميق خرجه بـ هدوء
واتكلم بـ ابتسامة حزينة:
ـ انا عملت كل حاجه عشان تسمحيني رغم انك عارفة اني كنت متعصب عشان مريم وقولت كلامي في وقت عصبية واعتذرت بدل المرة مليون بس انتِ قلبك قاسي يا كيان قلبك قاسي لدرجة انك ماقدرتيش تشوفي حبي ليكِ وانا مقدرش اجبرك علي حاجه عشان في الاول فكرتك بتعاندي بس،
لكن إصرارك ده يدل علي إني مكنش ليا مكان في قلبك فـ اوعدك اني مش هعترضلك تاني وهسيب البيت خالص عشان ترتاحي مني اكتر و وهرجع انا ومريم لألمانيا تاني… عن اذنك.
قال كلامه و مشي وانا واقفة مكاني حركتي اتشلت كلامه بيرن في دماغي، يعني اي هيمشي يعني لما قولت خلاص هسامح قرر هو يفلت ايده…!!
مكنتش مفكرة انه هيمل بالسهولة والسرعة دي بس سرعة اي زياد بقاله اكتر من شهرين بيطلب العفو وتقريباً انا الـِ استحليت الموضوع ونسيت انه هييجي اليوم الـِ هيمل فيه واهو اليوم جه وفعلاً ملّ و مشي..!
ـ كيان مالك…!
بصيت جمبي بـ حالة من اللاوعي لـ كايلا الـِ كانت بتكلمني من فترة وانا ما انتبهتش ليها..
ـ زياد هيمشي يا كايلا هيمشي ويسبني بعد ما حبيته،عارفة اني غلطت في زعلي بس والله من حبي فيه وجرحي منه،هو…هو بيقولي اني مش بحبه بس والله انا ماحبتش غيره هيروح يا كايلا ومش هشوفه تاني…
حضنت كايلا وانا بتكلم بـ عياط وصوت شهقاتي عالي وهي واقفة مش فاهمة حاجة بتحاول تهديني وانا مستمرة في عياطي..
ـ والله العظيم انا كمان بحبك بس قولت اعمل الفيلم الهندي ده عشان تتلحلحي بقي مانا عاوز يتقالي بارك الله لكما وبارك عليكما زي الناس الـِ هناك دي، ولا هو سليم احسن مني عشان تتقاله وانا لا..!!!
هو ايوة والله هو ده صوت زياد يعني هو مش هيمشي وده مقلب مش كد…. يعني هو كذب عليا…!!!
فتحت عيوني علي وسعهم لما سمعت صوته وملامحي تحولت للجمود، خرجت من حضن كايلا ولفيت له كان واقف علي بعد مني حاطط إيديه في جيوبه وساند علي عمود الإنارة وابتسامتة المميزة مزينة وجه..
ـ مش عاوزة اشوفك وشك تاني يا زياد فاهم….!!!
اتكلمت بـ صريخ واتحركت من قداهم بـ سرعة وقلبي بيدق جامد بـ فرحة..
ـ هو مش هيمشي يعني هيفضل، هو بيحبني وانا بحبه… لا انا بكرهه
 ـ مش عاوزة اشوف وشك تاني يا زياد فاهم….!!!
اتكلمت بـ صريخ واتحركت من قداهم بـ سرعة وقلبي بيدق جامد بـ فرحة..
ـ هو مش هيمشي يعني هيفضل، هو بيحبني وانا بحبه… لا انا بكرهه ايوة بكرهه..
فضلت اردد كلامي وابتسامة سعيدة مرسومة علي وجهي تعكس كلامي كلياً.
ـ الجميل بيضحك بـ إنشكاح كد ليه…؟!!
بصيت لـ هبة الـِ واقفة جمبي وابتسامة جميلة علي وشها واتكلمت:
ـ مش يمكن عشان في كتب كتابكم يعني وكد…!!
ابتسامتها زادت إتساع وهي بتلف إيدها علي كتفي فـ بصيت لها بـ إستغراب لان علاقتنا عمرها ما كانت بالقوة دي.
ـ لا دي مش فرحة كتب كتاب ابن عم خصوصاً اني حسيتك مش بتطيقيني ومش عارفه ليه.
انا فعلاً كنت سخيفة اوي مع هبة مع اني ما شوفتش منها حاجة وحشة خالص، بس بسبب اعتقادي اني بحب سليم كان مخليني اكرهها فـ كنت بتجنب اي حضور ليها او احضر اي عزومة رغم انها حاولت كتير تتعرف عليا زي انها كانت بتطلعلي غرفتي مخصوص فـ كنت بعمل نفسي نايمة او ترن عليا فـ اتجاهل مكالمتها، حجات كتير كنت وقحة فيها ولو انا كـ كيان مكانها كنت جبتني من شعرها سكة ودوغري…!!
ولكن رد فعلها ده وانها فهمتني من مجرد ضحكة يدل علي ان هبة حد قلبه طيب ولطيف..
ـ صدقيني انا عمري ما كرهتك كل الحكاية كانت بتبقي سوء تفاهم بس وتقريباً انا دلوقتي اسعد واحدة بيكم والله وربنا يتمملكم علي خير يا حبيبتي.
ابتسمت لي بحب بعدين قربت مني حضنتني واتكلمت بـ سعادة:
ـ طيب الحمد لله طمنتيني انا كنت خايفة تكونِ بتكرهيني.
سكتت لـ ثواني بعدين اتكلمت بـ حزن التمسته من بحة صوتها:
ـ انتِ عارفة اني كان عندي اخت واحدة وكانت في عمرك بس توفاها الله وكنت اتمني تبقي اخت ليا خصوصاً ان مافيش حد هنا من سني خالص..
هبة اتوفى والدها و والدتها من سنين وعاشت مع عمها هي واختها لحد ما ربنا اخذ امانته في اختها وفضلت هي لوحدها وحيدة.
قربت انا المرة دي حضنتها بـ حب وحقيقي انا مش عارفه انا بعمل اي، انا بحضن البنت الـِ كنت وخداها محتوي في قيام الليل…!!!
خرجتها من حضني بعدين اتكلمت بـ أبتسامة:
ـ انتِ من اليوم الـِ دخلتي فيه البيت ده فـ انتِ بنتنا وزيك زيي هنا وانا معاكِ وفي كمان كايلا لطيفة اوي وهتحبيها.
ـ أيوة اتعرفت عليها وهي جميلة اوي شبهك.
طبطبت علي إيديها:
ـ مش اجمل منك يا هبهب.
ضِحكت بـ صخب:
ـ ارجوكِ بلاش تدلعيني تاني..
بادلتها الضحكة واتكلمت:
ـ عجبك وخايفة تقولي احسن اتغر مش
كد…!!!
ـ أيـ…..
كانت لسه هتتكلم ولكن قاطعها سليم الـِ قاطعنا فجأة و اتكلم بـ حنق وهو بيشد إيدها من إيدها:
ـ في اي هو انا متجوزك عشان توقفي مع كيان يلا ياحبيبتي خلينا نشوف السيشن الـِ هيتعمل ده الفوتوغرافر كَل وشي .
حركته دي وانه بيشدها واحنا بنتكل كد عصبتني فـ قبل ما يتحرك شديت انا الايد التانية لـ هبة واتكلمت بـ إصرار:
ـ هبة مش هتتحرك من هنا غير بكيفي.
فضلنا زي خمس دقايق نتجادل علي هتروح هبة مع مين لحد اتكلم سليم:
ـ انا فرهدت وكيان مش هتتعب دي بسبع ارواح فـ قرري انتِ هتروحي مع مين بس افتكري السيشن الـِ هيروح عليكِ
بصيت لي بحب واتكلمت:
ـ كيان اختي وحبيبتي واي حد مكاني كان هيختارها…….
ابتسمت بـ ثقة وانا ببص لـ سليم بـ قرف ولكن مالحقتش فرحتي تدوم لما كملت كلامها:
ـ لكن انا كـ واحدة ندلة عندي السيشن احلي من عمي ومرات عمي و سليم جوزي وحب عمري والحتة الجوانية فـ طيري انتِ يا كيان.
رفعت جانب فمي و بصيت لها هي كمان بقرف وانا بسيب إيديها واتكلمت بـ سخط:
ـ هي بقت كد تبقي كنسلي بقي كل الكلام الحلو وانا هوريكِ شغل الحموات علي اصول يا ست هبة..
قولت كلامي ومشيت وانا بضحك وسعيدة من جوايا ان قصتهم انتهت بـ فرحة ليهم هما الاتنين..
قربت من جدي الـِ كان قاعد بيراقب الجميع بـ أبتسامة، قعدت جمبه علي الطرابيزة وقبل ما اتكلم انضم لينا بابا واتكلم بـ تساؤل:
ـ كنتِ فين يا كيان وماتصورتيش مع سليم و هبة ليه..!؟
ـ كنت لسه دلوقتي واقفة معاهم وقولت هبقي اتصور معاهم لما يخلصوا السيشن بتاعهم..
هز راسه بـ اقتناع وبدأ يتناقش مع جدي في امور مختلفة مع جدي..
بعد دقائق من الملل انضمت لينا ماما ونرجس وعمامي.
ـ جميلة اوي هبة مش كدة…؟
اتكلمت ماما بـ أبتسامة فـ ردت عليها نرجس:
ـ عقبال كيان يا ام كيان..
ابتسامة ماما زادت:
ـ يارب يا حبيبتي يارب
كنت ببصلهم بـ أستغراب لما حسيت بالحب فعلاً بينهم ومش مجرد تمثيل وحقيقي سبحانه مقلب القلوب..
خرجني من شرودي وتأملي فيهم كلام نرجس لما ميلت عليا واتكلمت بـ همس:
ـ الواد خس النص يا كيان من الجري وراكِ ماتحني بقي زياد بيحبك وانا اكتر واحدة عارفة ابني..
كل ماحد يكلمني علي حب زياد بحس برجفة اصابت كل جسمي،ضُحكت ورديت عليها بنفس الهمس:
ـ ابنك ابن حلال ويستاهل..
أبتسمت بـ حب :
ـ سامحيه انتوا تستاهلوا فرصة وانتوا اصلاً مالكوش غير بعض اصل زياد ابني لزقة ومش هيحلك.
بادلتها المزاح واتكلمت بـ ضحكة:
ـ بتاع حواري المانيا ده.
ـ صافي يالبن مش كد…؟
ابتسمت بـ خجل وانا بهز راسي بالموافقة فـ انضمت ماما لينا وبدأوا يتكلموا في أشياء مختلفة.
وانا فضلت قاعدة براقب الجميع بـ ملل وانا رافعة وشي بـ إيديا لحد ما وقع نظري علي زياد واقف مع واحدة….. لا واحدة اي قولوا صاروخ او سفينة فضاء حاجة في الرينج ده.
كانت بـ شعر احمر ناري، و لابسة فستان احمر قصير وضيق وراسمة تاتو تنين علي كتفها و….
اي دا هي بتقرب من زياد كد ليه…!!
دي ليلة اهلها سودا ومش هتنازل علي اني اريشلها شعرها سكة ودوغري كد.
*********
عند زياد
كان بيتنقل في المكان بملل وهو بيبحث علي كيان لحد ما وقف بـ صدمة لما لمح اخر واحدة كان يتمني ظهورها دلوقتي واقفة علي بُعد منه..
في البداية ظن انها جاية عشانه بس هي هتعرف عنوانه من فين وهو كان حريص كل الحرص ان محدش يعرف عنوانه.. جال في خاطره انها ممكن تكون جاية عشان هبة او تكون من قرايبها بس اي هيخلي واحدة زي دي تنزل من المانيا مخصوص عشان هبة…!!
قرر ينسحب من المكان بـ هدوء منعاً للمشاكل عشان سليم ولما يخلص كتب الكتاب هيعرف بـ معرفته هي بتعمل هنا اي
وللأسف ولان ليست كل الاحلام قابلة للتحقيق ، لمحته فـ ندهت له فـ كان لازم يوقف بـ ضيق.
اول لما لمحته وقف اتجهت له بـ خطوات رزينة واثقة في ذاتها وقفت قدامه بـ أبتسامته اللعوب واتكلمت بـ مياعة وهي بتمد إيديها:
ـ هاي يا زياد عامل ايه…؟!
بص لها بـ قرف وهي مازالت مادة إيديها فـ مد إيده في جيبة خرج المنديل وحطه في إيدها واتكلم بـ إستفزار:
ـ معلش بقي انتِ مش من محارمي عشان اسلم عليكِ يا كاميليا.
نفخت بـ ضيق وعصبية:
ـ يوه يا زياد اسمي كامي.. انا مش عارفة اي الصعب في الاسم بجد.
بص لها بـ سخرية واتكلم:
ـ معلش يا كاميل… يوه قصدي يا كامي معلش بقي الطبع غلاب وانتِ عارفاني كويس.
ابتسمت وهي بتقرب خطوة كمان حطت إيدها علي موضع قلبه في حركة رديئة واتكلمت:
ـ لسه زي ما انتَ يا زياد بس تعرف انتَ وحشتني اوي بجد.
وهنا كان لازم اتدخل دي بتحط إيدها علي صدره يا جماعة….!!!
ـ مايوحشكيش غالي يا حبيبتي…
اتكلمت وانا ببعدها عنه وبزق إيديها جامد لحد ما تأوهت بألم وهي بتبصلي بـ عصبية..
بصيت لـ زياد حسيته توتر واتصدم من تدخلي ولكني ما اهتمتش كتير ورجعت بصيت لست كخة المزة الـِ قدامي دي والـِ اتكلمت بـ عصبية:
ـ انتِ مجنونة ازاي تعملي معايا كد…؟!!
زقيتها بـ عصبية وانا بوقف بينهم:
ـ انتِ عبيطة يابت الملزقة انتِ، لا بقولك اي اتمسي و شوفي نفسك رايحة فين عشان ما اختمهاش عليكِ.
اتحركت من قدامي ووقفت جمب زياد فـ لفيت بـ ضهري ليهم واتكلمت السلعوة دي بـ مياعة:
ـ اي يا زياد البنت البيئة دي انت تعرفها منين اصلا…!!!
زقها زياد واتكلم بـ عصبية:
ـ كاميلا احترمي نفسك واحترمي البيت الـِ واقفة فيه وروحي من هنا لو سمحتِ انا لحد دلوقتي مش عاوز اتعامل معاكِ بـ وشب التاني.
بصيت له بـ إستغراب:
ـ انت تعرفها منين…؟!
بصت لي البنت بـ أستخفاف بعدين اتكلمت:
ـ انا مراته يا حبيبتي..
ضِحكت بـ عدم تصديق:
ـ قصدك طليقته، مانا عارفة ان زياد مطلق..
ابتسامتها الخبيثة زادت واتكلمت وهي موجهه كلامها لـ زياد الـِ وشه احمر بـ غضب
:
ـ اي دا يا زياد هو انت قولتلهم انك طلقتني ولا اي لا بجد اخص عليك يا بيبي..
سكتت وهي بتحرك عنيها عليا بتفحص وبدأت تتكلم بـ شماته:
ـ تؤتؤ انتِ سمعتي صح انا ابقي مراته يا ياحبيبتي مش طليقته..
سكتت وهي بتحرك عنيها عليا بتفحص وبدأت تتكلم بـ شماته:
ـ تؤتؤ انتِ سمعتي صح انا ابقي مراته يا ياحبيبتي مش طليقته..
كان واقف ساكت، ساكت بـ شكل مخيف كوّن في دماغي مليون سيناريو، إبتسامتها الواثقة وسكوته المميت ماكنش بيدل غير علي حاجة واحدة بس انها معاها حق و زياد كذاب وخاين خاني وخانها..
بصيت له و دموعي ماليه عيني وبدأت اتكلم بـ وجع:
ـ ليه يا زياد…، ليه انا حبيتك وكنت خلاص قررت اسامحك ونبدأ صح، ليه مصمم توجعني وتجرحني وتبينلي اني استاهل كل الشر ده، ليه بجد انا ماعملتش فيك اي حاجة وحشة تخليك تعمل فيا كد و كل ما اقول زياد كويس وبيحبك اكتشف حاجة تهدني من جوة، ليه ياخي دانا حبيتك والله العظيم حبيتك وملعون ابو قلبي الـِ خلاني احب واحد زيك كداب وحقير…..
ابتسامتها الخبيثة زادت إتساع وقبل ماتتكلم قاطعتها بـ ضحكة صاخبة:
ـ حلو تمثيلي مش كد…؟!!
انهيت جملتي الاخيرة ورفعت نظري عليهم اراقب رد فعلهم و الـِ عكس ملامح كاميلا الخبيثة وزياد الحزينة للصدمة….!!
قلدت مشيتها وطريقتها في الكلام وانا بدور حواليها وبتكلم بـ خبث:
ـ انا عارفة انك لسه مرات زياد وده بالنسبة لقانون المانيا الـِ بيدي اي زوجين سنة كاملة يعيشوا فيها بدون طلاق ولكن
منفصلين في المعيشة كـ فرصة تانية يعني، ولكن في حالتكم ولأنك زي اللزقة رفضتي الطلاق فـ قررت المحكمة إعطائكم 3 سنوات قبل طلاقكم رسمي، ولكن زياد مقدرش يستني كل الوقت ده و رمي عليكِ يمين الطلاق فـ انتِ كد وطبقاً للدين الإسلامي طليقته ياحبيبتي مش مراته..
وقفت قدامها بـ ثقة رفعت صباعي ولفيت حواليه خصلة من شعرها واتكلمت وانا بشده فـ تأوهت بـ ألم:
ـ وبما اننا مسلمين زي مانتِ عارفة فـ انتِ مالكيش اي علاقة بـ زياد لحد ما السنة دي تخلص وبكد تكونوا اكملتوا الثلاث سنوات وتغوري في داهية بعيد عننا..
انهيت كلامي وبعدت عنها وانا براقب ردود افعالهم.
ـ انا رفضت الطلاق لأني بحبه ولأني متأكدة اننا نستاهل فرصة تانية في علاقتنا..
كانت بتتكلم ودموع التماسيح في عنيها لدرجة ان لو حد شافها هيصدق انها صادقة.
وهنا كان دور زياد والـِ فاق اخيراً من صدمته وبدأ يتكلم بـ قرف:
ـ كاميليا انتِ بجد مفكرة اني هصدق الهبل الـِ بتقوليه ده، انتِ خاينة وحقيرة كنتِ بتعذبي بنتي عشان ماتتكلمش عن وساختك ولولا تدخل بابا وماما انا كنت قتلتك ولا ناسية، لا ومن بجاحتها ولأني معنديش دليل علي وساختها كانت عاوزاني اديها فلوس عشان توافق علي الطلاق وتروحي تبدأ مستقبلها مع طليقها.
انهي زياد كلامه واتغير ريأكشن كاميليا من الحزن للخبث والشر في ثواني وبدأت تتكلم بـ بجاحة:
ـ طيب بما ان اللعب بقي علي المكشوف خلاص وانت عارف اني كنت بخونك مع صاحبك وعارف كمان ان مش معاك دليل لأني ببساطة قضيت علي اي حاجه تدينّي،
حتي مريم بنتنا او بنتك بس ايوة انا كنت السبب في التروما الـِ اصابتها وكنت السبب في كل الامراض النفسية الـِ عندها بسبب اني كنت بخليك نايم وبمسك السكينة علي رقبتك وبهددها اني هقتلك لو اتكلمت وقالتلك حاجة من الـِ بعملهم قدامها في غيابك ولما بترجع بكون انا الام الحنون والزوجة الصالحة المخلصة..
كانت بتتكلم بـ جحود يخليك تنفر منها، جحود لا يليق علي ام مش عارفة هي ازاي عملت كد في بنتها ازاي ام توصل بنتها الطفلة لكل ده او يخليها تأذيها بالشكل البشع ده..
ـ ها يا زياد تحب تسمع تاني ولا خلاص اكتفيت..
سكتت لـ ثواني بعدين كملت بـ شر:
ـ واه مش هتطلق غير بالمليون جنية الـِ هبدأ بيه حياتي مع حبيبي وإلا هوضح اني كنت بتعذب معاك وانك اد اي زوج قاسي خصوصاً اني ممثلة شاطرة زي مانت عارف..
انهت كلامها بـ ضحكة خبيثة عالية خلتني احمد ربنا اننا بعيد شوية عن الناس ومحدش انتبه لينا…
قرب منها زياد وبسبب عصبيته كانت ممكن يخرب الدنيا فـ منعته بـ سرعة وانا بهز رأسي له بالصبر ..
ـ بس انا معايا دليل لكل الـِ عملتيه يا كاميليا لا وصوت وصورة كمان..
تغيرت ملامحها للجمود والصدمة مرة اخري لما تكلمت كايلا بـ ضحكة وهي بتخرج من ورا الشجر فـ بصلي زياد وهز راسه بـ عدم فهم.
وقفت جمبي كايلا والفوتغرافر الـِ صور كل حاجه بالكاميرا بتاعته.
flash back:
لما لمحت واحدة واقفة مع زياد وبتتمايع عليه ولأني كنت بعيدة شوية فـ مكنتش عارفة احدد ملامحها، ما فكرتش كتير و قومت من مكاني بسرعة وقبل ما اقرب منها وقفتني كايلا بـ توتر وهي بتبص ناحية زياد بـ خوف وبدأت تتكلم بـ تسرع:
ـ كيان تعالي معايا هوريكِ حاجة مهمة..
حاولت ابعد عنها وانا بتكلم وعيوني عليهم:
ـ ثواني يا مريم هشوف بس مين الـِ واقف مع زياد وهبقي اجيلك..
ـ لا ماهو… بصي.. اص.. اصله موضوع مهم اوي.
لبكتها في الكلام ونظراته ناحية زياد بـ خوف خلوني اقلق فـ اتكلمت بـ شك وانا بربط الاحداث ببعض:
ـ هي دي كاميليا مرات زياد مش كد…؟!
ـ انتِ تعرفيها ازاي..؟!
ـ طنط نرجس قالتلي كل حاجه وقالتلي انه مطلقها شرعاً ولكن دولياً وبالنسبة للحكومة الالمانيا هي لسه مراته.
بالفعل طنط نرجس حكلتي كل حاجه عن زياد وقالتلي عن مراته الخاينة ولولاهم ولاني زياد بتفكير رجل شرقي كان هيقتلها ولكنه مقدرش بسبب والده و والدته فـ قرر يكتفي بالطلاق ولكنه مقدرش بسبب قوانين المحكمة والـِ تفرض علي الزوجين البقاء معاً لـ 3 سنوات في حالة رفض احد الطرفين الانفصال.. وبسبب ان زياد مش معاه دليل يثبت خيانتها مقدرش يعمل حاجه..
فـ لمعت في عيوني فكرة اني اروح استفزها بالكلام لحد ما تعترف وكايلا توقف ورا الشجرة علي بعد مناسب ومعاها الفوتوغرافر بالكاميرا ويصورا كل حاجه واعترافها بـ كل حاجة وحتي لو ما اعترفتش فأنا ماخسرتش حاجة ويكفيني شرف المحاولة..
back:
عطانا الفتوغرافر الشريط وانسحب بـ هدوء.
شكره زياد وحاول يديله مبلغ مالي ولكنه رفض.
كل ده وانا واقفة ببص علي كاميليا الـِ عيونها بتدور في المكان بخوف و فزع بسبب انهيار كل مخططاتها بأنها تاخد الفلوس..
ـ وبما انك اعترفتي بـ عضمة لسانك بـ خيانتك فـ إحنا معانا دليل كافي نقدر نرفع بيه قضية زنا في مصر هنا وهتتحبسي اقل حاجه سنتين… اي رأيك بقي يا كامي….؟!!
كنت بتكلم بـ خبث وأستمتاع وانا براقب ريأكشناتها ورعشة إيديها قبل ما تجري
وتترمي علي رجلي وبدأت تتكلم بـ بكاء:
ـ لا لا ارجوكِ ماتعملوش حاجه وانا هعمل كل الـِ عاوزينه والله بس ارجوكِ بلاش السجن عشان خاطر مريم حتي..
نزل زياد لـ مستواها لما فقد اعصابه ومسكها من شعرها:
ـ مريم الـِ كنتِ بتعذبيها نفسياً مش كد.. صدقيني هندمك يا كاميليا هتندمي علي كل حاجه، انا صبرت كتير ولكن بجاحتك تجيبك انك جاية لحد هنا عشان تتباجحي لا لحد هنا واستوب..
وبسرعة بعدنا زياد عنها لان الغضب الشعور الوحيد الـِ كانت مسيطر عليه دلوقتي فـ خوفت يأذيها ويضيع كل حاجه في لحظة غضب.
ـ اهدي يا زياد دي ما تستاهلش تضيع نفسك عشانها صدقني هتاخد جزائها بس اصبر انت.
انهيت كلامي ولفيت ليها كانت كايلا ساعدتها علي الوقوف فـ اتكلمت بـ جمود:
ـ هتوافقي علي الطلاق وبنفس راضية ولا…؟!!
سيبت كلامي معلق بـ تهديد فـ ردت بسرعة وبدون تفكير:
ـ هوافق والله هوافق بس بلاش السجن..
ـ اوكِ لما نشوف وكد كد الفيديو معانا فـ اي لعبة كد ولا كد انتِ عارفة نتيجتها اي.
هزت راسها بالموافقة وانسحبت بسرعة وخوف وهي بتتلف حوالين نفسها بـ قلق و وانسحبت كايلا هي كمان وراها بـ هدوء..
ـ انا مش عارف اقولك اي بجد يا كيان بجد انا بحـ…
للأسف كنت غافلة عن ان علاقتي بـ زياد كان فيها تجاوزات كتير زي انه كل شوية يعترفلي بحبه وانا ماصديتهوش حتي، ورغم ان ده دارج في كل مكان ولكن الحرام حرام لو عملوه اهل الارض جميعاً، ويمكن كل المشاكل الـِ بتحصل دي كان سببها الذنب ده ، و مابُني علي باطل فـ هو باطل فـ قبل ما يكمل كلامه وقفته بسرعة وانا بتكلم بـ هدوء:
ـ زياد لو سمحت انا مش حابة نتكلم في اي موضوع عن الحب والمشاعر لانه حرام و ماينفعش وانا مش حابة نبدأ علاقتنا بـ شئ حرام يغضب ربنا ويبتلينا في علاقتنا فـ لو سمحت خلينا بعاد شوية عن بعض لحد ما نكتب الكتاب.
ـ يعني انتِ موافقة نكتب الكتاب بجد…؟!!
كنت بتكلم وانا منزلة رأسي في الارض بـ إحراج ولكنه ما ان انهي كلامه حتي رفعت راسي وعلامات التشنج مرسومة علي ملامحي بـ حرافية:
ـ بجد هو ده الـِ لفت نظرك في الموضوع..!!!
هز رأسه بـ لا واتكلم بِضحكة سعيدة:
ـ لا طبعاً كلامك كله علي دماغي من فوف وانتِ معاكِ كل الحق انا فعلا كوّني قضيت اغلب فترة في عمري في المانيا كنت جاهل لحجات كتير تخص الدين الإسلامي واحكامه ولكن صدقيني هبذل كل جهدي عشان اكون زوج واب صالح تفتخري بيهم.
****
ـ يعني انتِ موافقة يا كيان علي الجواز من زياد..
بابا كان بيتكلم بـ جمود وعصبية اصابتني بـ رجفة من جوايا وقبل ما ابدي اي رد فعل اتكلم زياد:
ـ ماتتكلمي يا ست ابوكِ بيتلكك ليا..
وجه بابا كلامه لعمي وهو بيشاور علي زياد:
ـ شايف ابنك اهو بيزعق للبت من قبل حتي ما اوافق اومال لو وافقت هيعمل فيها اي…؟!!
خبط عمي علي وشه بـ ضيق واتكلم موجه كلامه لـ زياد الحانق:
ـ ما تسكت ياعم خلينا نخلص من ام اليوم ده..
سكت ياخد نفسه بعدين اتكلم بـ هدوأ وهو بيبصلي:
ـ قولي يا كيان ياحبيبتي قرارك اي موافقة تتجوزي زياد..؟!!
كل الانظار توجهت ليا فـ حسيت بـ توتر وكسوف خصوصاً من وجودي جدي الصامت بيراقب الجميع بدون تدخل.
بلعت ريقي بـ توتر حاولت اتكلم ولكن صوتي ماخرجش وبعد محاولات فاشلة وامام نظرات زياد المترجية ونظرات بابا الحانقة اخيراً هزيت رأسي بالموافقة.
ارتفع صوت الزغاريط من النساء و بدأوا يباركوا لي وبابا واقف في مكانه بيبص لـ زياد بحنق وغيظ..
قرب زياد من بابا وانا واقفة جمب ماما ونرجس براقب رد فعله، اتكلم زياد بـ أبتسامة:
ـ مافيش مبارك ولا اي يا عمي.
بصلي بابا وبعدين رجع بنظره تاني لـ زياد:
ـ برغم انك مش نازل لي من زور ومش طايقك عشان هتاخد البت الـِ طلعت بيها من الدنيا بس مبارك عليك بنتي يا زياد ولو حصل وزعلتها هجيبك في شوال..
ابتسم زياد وهو بيقرب منه عشان يحضنه فـ بادله بابا الحضن وهو بيضرب علي كتفه
بـ حب
خرج زياد من حضن بابا وقرب من جدي فـ قربت له انا كمان وقفنا جمبه فـ أبتسم وعلامات الكِبر تزين وجه:
ـ كنت حاسس ان في النهاية هتكونوا لـ بعض وظني ما خابش، مبارك عليكم يا حبايبي..
*********
بعد مرور خمس سنوات واقفة في إيدي بوكية ورد الفراشات والايد التانية ماسكة مريم الـِ علي دماغها قبعة التخرج وبطني منتفخة بـ شدة وانا في اواخر الحمل..
وعلي بُعد صغير مننا واقف زياد وفي إيديه تليفونه بيصورنا بـ كل حب من حفلة تخرجي من كلية التجارة اخيراً بعد معاناة طويلة..
ـ احلي مَن يتخرج يا اولاد.
ابتسمت بـ حب علي جوزي وحبيب عمري.
زياد وقف معايا كتير عشان اوصل لهنا استحمل كل البهدلة بين شغله وكليتي والعيلة عشان بس اوصل للمكان الـِ انا حباه..
استأذنت من واحدة صحبتي تصورنا فـ وافقت بـ أبتسامة..
قرب زياد مننا وقف جمبي بـ أبتسامة واسعة رفع إيده علي بطني توثيقاً لوجود الكتكوت الصغير وفي إيده التانية مسك مريم،
بصيت له بحب وعيوني متركزة عليه،
و بـ كل الحب الـِ في قلبي اتكلمت:
ـ في عام مليء بالخسائر انتصرتُ بك وبحبك الحنون وهذا أثمن إنتصاراتي..
ميل عليا واتكلم بـ أبتسامة مُحبة لـ قلبي:
ـ وأتيت لكِ بعد ألف حرب هُزمت بها،
لتكوني أنتِ انتصاري الوحيد.
تمت بحمدلله

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-