رواية بين يدي حمزة كاملة جميع الفصول بقلم ميمي عوالي
رواية بين يدي حمزة كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ميمي عوالي رواية بين يدي حمزة كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية بين يدي حمزة كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية بين يدي حمزة كاملة جميع الفصول
رواية بين يدي حمزة كاملة جميع الفصول
اتأخرتي على شغلك النهاردة ليه يا مدام يا حياة.
حياة: انا اسفه يا فندم بس انا كان عندي مشكلة.
حمزة: خير مشكلة ايه؟
حياة: أطلقت
حمزة بصدمة: نعم.. هو انتي كنتي!!
حياة: انا اتطلقت من ٣ شهور وعدتى كان اخر يوم فيها امبارح.
حمزة بصدمة: من ٣ شهور ! ! ازاى الكلام ده وليه ماقلتيش ثم يكمل بذهول ماغيبتيش ولا يوم ولا غلطتى غلطة واحدة تقول انك ماركزتيش في شغلك!
حياة والدموع تملأ عينيها: ماكنتش عاوزة افكر انا فجأة لقيت روحى لوحدى مبقاليش اى حد فى الدنيا دى حاولت اشغل روحى لدرجة انى نسيت انى كمان ماعادليش مكان اروحله .
لټنفجر دموع حياة من مقلتيها وهى تبكى ببراءة طفلة صغيرة افتقدت امها ليحزن من اجلها خالد ويحاول تهدئتها ومواساتها ببعض الكلمات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع ليشعر حمزة بأنه على بركان مكتوم لا يدرى له سبب لدرجة انه فجأة شعر بألم فى كفه ليجد انه أدماها من قوة ضغطه باظافره عليها ليحاول ان يتمالك اعصابه.
خالد : طب اهدى بس ياحياة واحكيلنا من الاول كده ايه اللى حصل على الاقل نقدر نفهم عشان نقدر نساعدك
لتنظر له حياة ثم تنظر بتردد لحمزة وهى تقول من بين بكائها: من 3 شهور لقيت مامته داخلة عليا وبتدينى ورقة فى ايدى لما فتحتها لقيتها ورقة طلاقى
وقالتلى انهم هيسمحولى اقضى عدتى فى الشقة بس بعدها ماحدش عاوز يشوف وشى ولما طلبت منها تجيبلى فلوسى اللى مع عادل اللى كان بياخدها من مرتبى وبقية فلوس بيع البيت ضحكت وقالتلى انه مش هينفع يديهوملى لانه داخل على جواز ومصاريف
حياة وهى تنظر لحمزة وقتها على قد ماحسيت بكل غدر الدنيا على قد ماحسيت براحة من جوايا لكن ماعرفش ازاى نسيت موضوع انى لازم اسيب الشقة ده دفنت نفسى فى الشغل وكنت برجع البيت متاخر ع النوم عشان ماشوفش حد ولا احتك بحد والايام سرقتنى لحد ماكتشفت امبارح ان ال٣ شهور خلصوا .
لما رجعت البيت بعد الشغل لقيت مامته جاية وبتقولى انى لازم امشى عشان العروسة جاية الصبح تتفرج ع الشقة... يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
التاسعة صباحا ، وفى شركة عملاقة تصنف من شركات الادوية الشهيرة يتجه رجل فى اواخر الثلاثينات من عمره يرتدى ملابس غير رسمية الى مكتب رئيس الادارة ، يبدو على هيئته الجاذبية والوسامة واللا مبالاه فى آن واحد ، ولمن يبالى فهو حمزة زيدان صاحب هذا الصرح العملاق ، ورغم عمره الذى لم يصل بعد الى الاربعين ، الا انه يتمتع بهالة من القوة الداخلية التى تطغى على عينيه ، تجعل من يتعامل معه وهو ينظر بعينيه يهابه ويصيبه القلق ، فهيئته يطغى عليها الغموض.
ناجح بعمله ، شديد الجدية ، يكافئ من يستحق ، ويا ويله من يخطئ او يهمل فيناله مايناله .
لكن …….. من يقترب منه بعيدا عن عمله يقع فى غرام شخصيته على الفور ، فهو طيب القلب ، حنون ، حلو المعشر ، دائم الاهتمام والمراعاة لمن يحبهم .
ولكن مهلا ، فهو لا يوجد بحياته غير رقية اخته الصغيرة الجميلة والتى قام بتربيتها بعد وفاة والده فهى مدللته التى تصغره بخمسة عشر عاما ، اصيبت والدتهم بالمرض العضال بعد ولادتها باعوام قصيرة ، ثم وافتها المنية وهى لا زالت فى العاشرة .
وقت وفاة والدتهم كان حمزة يكمل تعليمه بالدراسات العليا بالخارج ، فهو قد انهى تعليمه بكلية الصيدلة بمصر ، ولكن والده اصر عليه بان ينال دراساته العليا بالخارج ،وعندما حصل على الدكتوراه رجع الى وطنه مرة اخرى ومالبث ان توفى والدهم هو الآخر حزنا على فراق زوجته تاركا جميع ثروته فى يد حمزة ، وصيا على اخته ، فلم يبقى لها سواه ، وليس لديهم بالحياة غير عمتهم ثريا هانم وابنتها نورا ، وهما كما يقال وجودهم كعدمه ، فهما لا يهتمان الا بالمال واالمال فقط ، ولا يحاولان الاتصال بحمزة واخته الا عندما يقوما بطلب المال .
وكان لثريا هانم حلمها بان يتزوج حمزة من ابنتها ولكنه عندما تزوج وراح املها تزوجت ابنتها من احد رجال الاعمال الاثرياء ورغم ذلك لا يملان من طلب الاموال من حمزة.
وحمزة يعطيهم ولا يبخل عليهم وهو يعتبر ذلك برا بذكرى والده رحمه الله.
ومع رقيه لديه صديقه اللدود ، الذى لم يفارقه منذ نعومة اظفاره داخل مصر وخارجها ، خالد ، فخالد ورقية كل مايمتلك حمزة فى حياته بعد طلاقه لزوجته الامريكية ورجوعها لبلدها مرة اخرى منذ ما يقارب الثلاث سنوات .
وبعدها تطلقت نورا هى الاخرى من زوجها ومن حينها وهى تحاول مع حمزة للفوز به ، ولكنها دائما ماتسقط على صخرة اليأس .
ولكن عمته ابدا لم تيأس ، ولا تبالى برفض حمزة ، ودائما ماتطالب بالاموال فتذهب لانفاقها ببذخ مع صديقاتها ثم تعود لتظهر مرة اخرى وهكذا .
يتجه حمزة الى مكتبه وفى طريقه يمر على مكتب مديرة مكتبه ، حياة ، ولكنه يجد المكتب خاليا منها ، ولا يوجد اى دليل على وجودها مسبقا لهذا اليوم .
ليعقد حاجبيه باستغراب ، فهى تعمل معه منذ سبعة اعوام كاملة ، لم تتغيب يوما ، ولم تتأخر ايضا عن موعدها ، فدائما كان يحضر صباحا ليجدها على مكتبها تقوم بتحضير ما سيحتاجه يومهم من اعمال .
شعر انه تائه فهو حتى لا يملك رقم هاتفها ، فهو لم يحتاجه يوما من شدة تفانيها ودقتها فى عملها ، ليخرح هاتفه واتصل بخالد .
خالد : صباح الورد يا معلمى .
حمزة : بقولك ياخالد
خالد : انا الحمدلله وانت اخبارك ايه
حمزة : انت معاك رقم تليفون مدام حياة
خالد : انت كمان وحشتنى والله ، فيك الخير
حمزة ببعض الحزم : خالد ، تعالالى فورا ، ويقوم بغلق الهاتف ، وماهى الا دقيقة واحدة الا ودخل عليه خالد وهو مازال بمكتب حياة
خالد : مالك يابنى ع الصبح ، فى ايه
حمزة : مدام حياة ماجتش ، مش عارف ليه وكنت عاوز اكلمها اتطمن عليها
خالد : طب ماتكلمها
ليحك حمزة جبهته باحراج قائلا : ماهو ….. نمرتها مش معايا
خالد باستغراب : نعم ، مش معاك ازاى يعنى
حمزة وهو يرفع اكتافه : عمرى ما احتجت انى اكلمها فى التليفون ، كانت على طول بتسبقنى فى كل حاجة ، ما انت عارف مدام حياة ، حتى لما بتواصل معاها من برة الشركة بيبقى على الايميل مش التليفون .
خالد : عندك حق ، بس ماتوصلش ان نمرتها ماتبقاش معاك
حمزة بغضب : ماتخلصنى وتقول النمرة معاك واللا لا
خالد وهو يخرج هاتفه : معايا ياعم ماتتحمقش كده بس
حمزة بغموض : ونمرتها معاك ليه
خالد يحاول الاتصال على حياة ولكن الهاتف خارج نطاق التغطية
خالد : تليفونها بيدى مغلق ، ثم هيبقى تليفونها معايا ليه يعنى ، عشان الشغل طبعا ، انا بحتاجها كتير وساعات بكون برة الشركة
ثم يحاول خالد مرة اخرى ولكنه ايضا يجده مغلق
حمزة ببعض القلق : حاجة تقلق مش كده
خالد : الصراحة مع حياة ، ااه
حمزة وهو يعقد مابين حاجبيه : انت مش ملاحظ انى عمرى ماندهت عليها من غير ما ارفع الالقاب ، وانت واخد عليها اوى
خالد : حياة مهذبة ومحترمة ، لكن كمان عشرية جدا ، انت بس اللى ماحاولتش تشيل الكلفة رغم انه من حقك ، ده انت مديرها وكمان اصغر منك فى السن و أولى واحد تندهلها باسمها مجرد من غير اى القاب
حمزة : مش حكاية حقى بس حياة انسانة ملتزمة جدا ، فما يصحش
خالد : وهو الطرابيش هى اللى هتخلينا مش ملتزمين ، ماكلنا ملتزمين ياحمزة ، مالك فيك ايه
حمزة : جرب تانى عليها كده
ليجرب خالد مرة اخرى ولكن تأتيه نفس النتيجة ، وفى اثناء حديثهم يسمعون لصوت احتكاك شئ على الارض وكأن احدهم يحاول جر اشياء ثقيلة بصعوبة والصوت يقترب منهم بشدة حتى فوجئوا بحياة وهى تجر حقيبة سفر متوسطة الحجم وورائها اثنان من الامن بيد كل منهم حقيبتين احدهما ضخمة والاخرى صغيرة نوعا ما ويبدوا على حياة الارهاق الشديد وعينيها حمراء ومتورمة تبدو انها من اثر بكاء دام لساعات متواصلة ورغم ذلك فهى فى قمة اناقتها كالعادة فهى ترتدى ملابس واسعة انيقة وتغطى رأسها بوقار ، لتتفاجئ بوجود حمزة وخالد بمكتبها لتتوقف فجأة حتى كاد احد افراد الامن ان يصدمها لولا ان تنبه فى اللحظة الاخيرة.
لترفع حياة رأسها الى حمزة بخجل و رجاء قائلة : انا اسفة جدا يا مستر حمزة على التأخير واوعدك انها ان شاء الله مش هتتكرر تانى ابدا
لينظر اليها حمزة لبعض الثوانى وهو يحاول ثبر اغوارها وعندما لم يستطع اخذ يتنقل بعينيه بينها وبين حقائبها وعندما لاحظ عليها وجلها الشديد انصرف الى مكتبه وهو يقول لها : بعد ماتستريحى وتاخدى نفسك ابقى هاتيلى ملف النواقص لوسمحتى
لتومئ برأسها وهى تتنهد قائلة : حاضر يا افندم ، ثوانى وهيبقى اودام حضرتك
ليلتفت اليها حمزة وهو يشير لخالد ليلحق به وقال : لما تاخدى نفسك يامدام حياة
ليدخل الى مكتبه ومن ورائه خالد مغلقين الباب لتتصرف على سجيتها ، وجلسا يتحدثان فيم من الممكن ان يجعلها بهذا الشكل ، وما هى الا خمس دقائق لتطرق الباب ويأذن لها حمزة بالدخول وتمد يدها وتضع امامه الملف الذى طلبه وهى لازالت تشعر بالاحراج
حياة بوجل : انا بعيد اعتذارى لحضرتك وياريت تكون قبلته
لينظر لها حمزة باشفاق من شدة اضطرابها : اقعدى يامدام حياة
لتجلس مقابلة له من جهة ومقابلة لخالد من الجهة الاخرى
حياة بخوف وهى تحنى رأسها وكأنها تنتظر عقابا ما : تحت امر حضرتك
حمزة باهتمام شديد : مدام حياة احنا عشرة سبع سنين ، يعنى اكتر من الاخوات ، ولو عندك اى مشكلة ، تأكدى انك لو وثقتى فينا وفى معزتك عندنا ، هتلاقى مننا كل عون ، ومش هنسيبك غير لما تتحل
لترفع حياة رأسها والدموع تتجمع بعينيها بامتنان قائلة بأسف : ماعادش ينفع خلاص
حمزة : هو ايه اللى ماعادش ينفع ، ممكن تفهمينا ايه اللى حصل بالظبط
حياة ببعض الوجل : انا اتطلقت
خالد بابتسامة : وهو ده اللى مزعلك اوى كده ، ياستى ، تلاقيها بس ساعة شيطان وهتروح لحالها والماية ترجع لمجاريها
لتقول حياة بأسى : اتطلقت من ٣ شهور ، وعدتى كان اخر يوم فيها امبارح.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
فى مكتب حمزة
حمزة مشدوها : من ٣ شهور ! ! ازاى الكلام ده ، وليه ماقلتيش ، ثم يكمل بذهول : ماغيبتيش ولا يوم ، ولا غلطتى غلطة واحدة تقول انك ماركزتيش
حياة والدموع تملأ عينيها : ماكنتش عاوزة افكر ، انا فجأة لقيت روحى لوحدى ، مابقاليش اى حد فى الدنيا دى ، حاولت اشغل روحى لدرجة انى نسيت انى كمان ماعادليش مكان اروحله .
لتنفجر دموع حياة من مقلتيها وهى تبكى ببراءة طفلة صغيرة افتقدت امها ، ليحزن من اجلها خالد ، ويحاول تهدئتها ومواساتها ببعض الكلمات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع ، ليشعر حمزة بأنه على بركان مكتوم لا يدرى له سبب لدرجة انه فجأة شعر بألم فى كفه ليجد انه أدماها من قوة ضغطه باظافره عليها ، ليحاول ان بتمالك رباط جأشه عندما وجد خالد يقول لها
خالد : طب اهدى بس ياحياة واحكيلنا من الاول كده ايه اللى حصل ، على الاقل نقدر نفهم عشان نقدر نساعدك
لتنظر له حياة ثم تنظر بتردد لحمزة وهى تقول من بين بكائها : الموضوع طويل وهعطلكم عن الشغل
حمزة مبتسما ومطمئنا لها بهدووء : ولا يهمك ، ماحنا ياما اشتغلنا ياستى ، مافيهاش حاجة يعنى لو ريحنا يوم ، ثم احنا النهاردة ماعندناش ولا اجتماعات ولا مواعيد مهمة
لتنظر حياة الى يديها التى تضمهم على قدميها وتقول فى حزن : بابا الله يرحمه هو وماما من الصعيد ، كان خريج جامعة ومن عيلة غنية جدا ، لكن بابا كان بيحب يعتمد على نفسه ، لدرجة انه عمل كذا مشروع قبل مايتخرج ولحد قبل مايسيب الصعيد ، لدرجة ان بابا كاان معاه ثروة مش قليلة ابدا تخصه هو ، وماما يادوب كانت واخدة الاعدادية واهلها قعدوها فى البيت ، وكانوا ناس يعتبروا على اد حالهم ، يعنى مش اغنيا زى عيلة بابا ، حبوا بعض اوى ، ولما بابا حاول يتقدملها اهله وقفوا فى وشه ورفضوا بشدة ، واهل ماما كمان خوفا من اهل بابا ، فهربوا واتجوزوا وجم على القاهرة .
بالفلوس بتاعته قعدوا فى شقة بسيطة ، لكن اشترى حتة ارض معقولة وبناها عمارة ، واجر شققها واحنا اخدنا دور لوحدنا ، وعمل لنفسه فى الدور الارضى محل سوبر ماركيت ،وخلى ماما تلبس نقاب وهو كمان ربى شنبه ودقنه وكان على طول بيحلق شعره زيرو ، على اساس ان لوحد شافهم مايعرفوهومش
لما وصلت لسن المدرسة بابا كان رافض يودينى المدرسة خوف عليا ، وخوف من ان حد يعرف طريقنا ، لكن ماما اترجته وقالتله يمكن لو كنت كملت تعليمى ماكانش حصل اللى حصل ، وقتها انا كنت صغيرة ومافهمتش ولا عرفت قصدها ، بس اللى فاكراه ان بابا اتأثر اوى لما لقاها بتبكى وقاللها خلاص انا موافق
لكن طبعا كان فى شروط واحتياطات شديدة واولهم انى ما اتكلمش مع حد ، ولا اصاحب حد ، ولا احكى لاى حد حاجة عننا ، ونفذت بدقة شديدة اكنى آلة متبرمجة ، وكنت شاطرة جدا فى المدرسة ودايما من الاوائل ، بابا كان بيودينى ويجيبنى عشان مايسيبش اى فرصة لاى حد انه يكلمنى او يعرفنى
لحد مافجأة ماما ماتت ، بعدها توقعت ان بابا هيقعدنى من المدرسة ، لكن اتفاجئت بالعكس ، لقيته شجعنى وكان بيقوللى ده حلم امك ولازم تحققيه ، وجبت مجموع كبير فى ثانوى ودخلت صيدلة
بنفس الشروط والمحاذير اللى طول عمرى عشت بيها .
لكن بعد ما بابا حكالى حكايته هو و ماما وفهمنى السبب اللى مخليه قافل عليا طول عمرى ، وقتها بس بقيت بنفذ وانا فاهمة وخايفة فى نفس الوقت .
فى اخر سنة فى الكلية ، فى يوم الصبح لبست هدومى وروحت كالعادة اصحى بابا عشان يوصلنى زى عادته اللى ماقطعهاش طول مانا فى التعليم ، لقيته مات
انصدمت وبقيت عمالة الف حوالين نفسى ، انا ماعرفش حد ، ولا حتى جيرانى ، ولا ستات ولا رجالة ، بس جريت على الدور اللى تحتينا وقعدت اخبط ع الشقق لحد مافى باب انفتح ولقيت قدامى شاب واقف مذهول من منظرى ، صرخت فيه وقلتله بابا مات
لقيت واحدة ست خارجة من وراه ، كانت فى عمر ماما تقريبا لو كانت عايشة وقتها ، اخدتنى فى حضنها وقعدت تهدينى ، وفى سرعة البرق لقيت حواليا ناس كتير اوى ماعرفهومش ، بس كل حاجة خلصت من غير ماعمل حاجة اكتر من انى بدفع فلوس ، بدفع وبس .
جيرانى دول ماسابونيش ابدا ، الست دى اللى بقت حماتى بعد كده ، كانت واخدانى على طول فى حضنها ، حتى لما جه واحد غريب ما اعرفوش وعرفت انه المحامى بتاع بابا ، صممت ماتسيبنيش معاه لوحدى ، لحد ماعرفت عنى كل حاجة ، وعرفت عن كل الفلوس اللى بابا سابهالى ، وكانت بتعاملنى بمنتهى الحنان رغم ان اولادها كانوا بيعملولها الف حساب وبيخافوا منها جدا ، كان عندها عادل اللى كان جوزى و٣ بنات تانيين ، ماكانوش يقدروا يخالفولها امر .
ومن الاوامر دى ان عادل يودينى ويرجعنى من الكلية زى …. زى بابا ما كان بيعمل واتخرجت ، واول ما النتيجة ظهرت لقيتها بتخطبنى لعادل ، وقالتلى عشان تفضلى على طول جنبى ، وتحت جناحى.
وقتها انا كنت اتعلقت بيهم جدا ، خصوصا انهم كانوا محاوطنى زى ماكان بابا بيعمل بالظبط ، وبرضة مابيدونيش اى فرصة انى افك الطوق اللى لبسته بكامل ارادتى
اتجوزت عادل واتعودت عليه ، اعتبرته عوض ربنا عن بابا وعن حياتى اللى راحت وانا لوحدى ، واعتبرته هو الدنيا وما فيها
لكن اتفاجئت بيه جايبلى علاج لمنع الحمل وقاللى خلينا ناجل شوية ، انتى لسه صغيرة وماعندكيش خبرة ، خلينا نستنى شوية على ماما ماتعلمك وتبقى جاهزة عشان ماتتعبيش .
صدقته وابتديت اخده رغم انى بحكم تخصصى المفروض انى فاهمة ان ده غلط من غير استشارة دكتور مختص ، لكن ماحبيتش ازعله ولا ازعل مامته ، لحد ما فى يوم بعد جوازنا بسنة ، واللى كنت فيها حرفيا بصرف علينا وعلى عيلته معانا ، وكنت بعمل ده بكل حب ، وكانت فلوسى قربت تخلص ، وماكنتش اعرف حاجة عن ايراد السوبر ماركيت ، قالولى وقتها ماتوجعيش دماغك بالكلام ده ، مامته كانت عندى ولقيتها بتسألنى وبتقولى
فلاش باك
ام عادل : مش ناويين تفرحونا بقى بحتة عيل يا حياة واللا ايه
حياة باستغراب : ماهو عادل قاللى نأجل على ماحضرتك تعلمينى عشان اقدر ع المسئولية دى
ام عادل بتهكم : هو المحروس فهمك كده
حياة باستغراب : هو ايه الحكاية يا ماما
ام عادل بمسكنة : لا يابنتى خلاص ، انتم حرين مع بعض ، وماتقوليلوش انى قلتلك حاجة عشان مايزعلش منى
حياة : قوليلى يا ماما فى ايه وانا مش هقولله حاجة ، بس ابقى فاهمة
ام عادل : عادل مأجل الخلفة على مايحوش ويجيب شقة باسمه تنقلوا فيها وتعيشوا مع بعض هناك وتخلفوا براحتكم بقى
حياة : انا مش فاهمة حاجة ، شقة ايه وننقل ايه ، ماحنا قاعدين فى بيتنا اهو و زى الفل
ام عادل بعصبية : بيتك انتى مش بيته ، والموضوع ده مضايقه ومخليه مش حاسس براحته ولا برجولته ، وانك انتى الراجل مش هو .
حياة : طب وبعدين يا ماما ، اعمل ايه
لتاخذها ام عادل تحت جناحها وهى تقول بمكر : هو انتى ايه اللى يهمك اكتر ؟ البيت …. واللا عادل
حياة دون تردد : عادل طبعا
ام عادل بسعادة : خلاص محلولة
حياة : ازاى
ام عادل : بيعى البيت واديله الفلوس خليه يجيب الشقة اللى نفسه فيها وتمليهاله عيال زى مانتم عاوزين واهو باسمك واللا باسمه فى الاخر الحاجة بتاعتكم ، وتفرحوا قلبى بقى .
باك
حياة : وبعت البيت ، واشترى شقة فى مكان راقى جدا بسعر عالى ، وحماتى الشقة اللى قصادى ، وبباقى الفلوس فرشناها كلها فرش جديد وجبنا عربيتين واحدة كبيرة وغالية ليه وجابلى عربية صغيرة لكن برضة باسمه بحجة ان لو حاجة اتكتبت باسمى سهل ان اهلى يعرفوا مكانى ويأذونى .
لحد ما فى يوم من سبع سنين دخل عليا وقاللى انه جايبلى شغل ، استغربت من الفكرة ، لان عمرها ماجت على بالى ، لقيته بيقوللى فى شركة ادوية كبيبرة طالبين صيادلة وبتدى مرتبات عالية وانه عاوزنى اقدم ف الشركة دى .
ولما قلتله اشتغل ازاى والمفروض انى بجهز نفسى انى خلاص هبقى ام ، قاللى لا ، لسه شوية ، احنا تقريبا صرفنا كل الفلوس والخلفة مسئولية كبيرة ومصاريف واحنا لسه مش مستعدين لده ، اتفاجئت بمامته داخله علينا وبتشجعنى انى فعلا ااجل الخلفة تانى سنتين تلاتة لحد مانحوش قرشين ، وصدقتهم وقدمت هنا فى الشركة اخترتونى انى ابقى هنا فى المكتب ، مش فى المعامل ، ولما كنت اقبض مرتبى كان بياخد منى نصة بحجة اننا بنحوش عشان البيبى .
لما ابتديت اشتغل ابتديت انفتح على الدنيا وعلى الناس ، وعرفت حاجات عمرى ماعرفتها قبل كده ، ابتديت افهم انا قد ايه كنت ساذجة ، وقررت انى اصلح من نفسى
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
ما زالت حياة تجلس فى مكتب حمزة تقص عليه وعلى خالد بقية ماحدث لها
حياة : من خمس سنين قررت انى لازم يبقى لى رأى ف حاجة واصمم عليها وبلغته انى هوقف مانع الحمل وانه كفاية اوى كده ، ولما اعترض قلتله ان الموانع لما بتقف الجسم بيفعد فترة مش قليلة على مايتخلص من تاثيره
وكمان قلتله انى مش هسيب الشغل ، انا لسه مستمرة فى شغلى ومش هسيبه ، لكن لو هو صمم على العكس انا اللى هسيب الشغل .
ولما شاف اصرارى ده لاول مرة على حاجة وافق ، بس قاللى اعملى حسابك اول ماهيحصل حمل هنعيش كلنا فى شقة ماما وهناجر شقتنا عشان نزود دخلنا ، لانك اكيد بعد الولادة هتقعدى فترة من الشغل ، الحقيقة طلبه صدمنى ، وقلتله طب هو دخلك فين ، نسيت اقوللكم انه مدرس انجليزى وبيدى دروس طول اليوم ، المهم لما سألته قاللى بحوشهم مع ماما عشان الزمن ،بس وافقته وقلت لما يحصل ربنا يسهل .
ثم تكمل باسى : وماحصلش حمل وابتديت اسمع كلام من مامته عمرى ماتصورت انى اسمعه ، وصممت انى اروح اكشف وروحت واتفاجئت ان مانع الحمل اللى استعملته عمللى مشاكل هتحتاج وقت وصبر ….. ومصاريف
ابتدى يزن عليا عشان نأجر الشقة وانا رافضة الفكرة تماما ولما كنا نتخانق ويلاقينى مصممة على موقفى ، كان يرجع يهدى الامور والدنيا مشيت سنة ورا سنة وانا كنت يوم بعد يوم بكتشف البير الغويط اللى وقعت فيه من غير ما ادرى ، لحد ماحصل اللى حصل من ٦ شهور .
ليرتعش صوت حياة وهى تكمل ، فى يوم بالليل لقيت عادل ومامته واخواته داخلين عليا و
فلاش باك
ام عادل : ازيك ياحياة
حياة : بخير ياماما الحمدلله ، انتم اخباركم ايه
ام عادل : مش كويسين
حياة : ليه بس بعد الشر
ام عادل : اسمعى بقى ، العلاج بتاعك شكله مش جايب فايده وهتفضلى طول عمرك زى الارض البور ، وانا ابنى مش ذنبه انه ينحرم من الخلفة بسببك
حياة : بسببى انا ، يعنى مش بسبب الدوا اللى كان بيجبرنى اخده عشان ناجل
ام عادل : لا ياحبيبتى لو انتى اصلا مش معيوبة ماكانش ابدا اثر فيكى
حياة بصدمة : معيوبة ، انا ياماما
ام عادل : ايوة انتى ، واديكى شايفة اخواته كلهم اتجوزوا بعدك وكل واحدة منهم معاها اتنين وتلاتة
حياة : وهو ده ذنبى انا ، دى ارادة ربنا
ام عادل : وانا ابنى مالوش ذنب فى الكلام ده ، انا لازم اشوف ولاد ابنى زى ماشفت ولاد بناتى
نظرت حياة لعادل بذهول وجدته لا يبدى اى رد فعل وكذلك اخوته البنات ، وهى تعلم تمام العلم انه لايجرؤ اى منهم على مخالفة حديثها ، لتعاود النظر الى حماتها مرة اخرى وهى تحاول استنباط ماتفكر فيه : والمطلوب منى ايه
ام عادل : عادل هيتجوز
حياة وهى تنهض غاضبة : يتجوز ! يعنى ايه الكلام ده ، ثم تقول وهى تتجه الى عادل : وانت …. انت موافق على كلام مامتك ده
ام عادل غاضبة : كلامك معايا انا مالكيش دعوة بيه
حياة : ليه ؟! هو انا متجوزة مين فيكم
ليهبط كف ام عادل على وجهها بشدة لدرجة جعلتها تكاد تقع ارضا لولا ان وجدت يد عادل تتلقفها لتمنعها من السقوط ، وعندما رفعت عينيها اليه وجدته ينظر لها مابين مشفق وعاجز
ام عادل بغضب : اللى قلته هيتنفذ ، انا هخطبله وهجوزه وعلى ما ده يحصل تحطى عقلك فى راسك ، واعملى حسابك انى لما اجوزه ، هجوزه هنا فى الشقة دى ، وشوفى بقى وقتها هتقعدى معايا واللا هتروحى فين .
باك
ما افتكرش انى اتكلمت مع حد فيهم من وقتها ، حتى عادل ، لحد ٣ شهور فاتوا ، لقيت مامته داخلة عليا وبتدينى ورقة فى ايدى ، لما فتحتها ، لقيتها ورقة طلاقى
وقالتلى انهم هيسمحولى اقضى عدتى فى الشقة بس بعدها ماحدش عاوز يشوف وشى ، ولما طلبت منها تجيبلى فلوسى اللى مع عادل اللى كان بياخدها من مرتبى وبقية فلوس بيع البيت ، ضحكت وقالتلى انه مش هينفع يديهوملى لانه داخل على جواز ومصاريف
حياة وهى تنظر لحمزة : وقتها على قد ماحسيت بكل غدر الدنيا ،على قد ماحسيت براحة من جوايا ، لكن ماعرفش ازاى نسيت موضوع انى لازم اسيب الشقة ده ، دفنت نفسى فى الشغل ، وكنت برجع البيت متاخر ع النوم عشان ماشوفش حد ولا احتك بحد ، والايام سرقتنى لحد ماكتشفت امبارح ان ال٣ شهور خلصوا .
لما رجعت البيت بعد الشغل ، لقيت مامته جاية وبتقولى انى لازم امشى عشان العروسة جاية الصبح تتفرج ع الشقة
وقتها بس حسيت باللى حصل ، عمرى كله راح ، طول السنين دى كنت عاملة زى العروسة الماريونيت ، من ايد لايد ، لحد مازهقوا منى ، قاموا قطعوا كل الخيوط ورمونى ع الارض
لا عارفة اقوم ، ولا عارفة حتى اتحرك ازاى
فضلت طول الليل الم فى حاجتى مانمتش من اول امبارح ، ووانا خارجة الصبح بحاجتى لقيتها واقفة واخدت منى مفاتيح عربيتى مع مفاتيح الشقة ، ماهو كل حاجة مكتوبة باسمة
مابقيتش عارفة اروح فين ولا لمين ، يمكن اكون فى الكام سنة اللى فاتت بقالى اصحاب قليلين ، لكن ماقدرش اروح عند حد ، لكن فى الاخر وقفت تاكسى وجيت على الشركة على مااشوف هعمل ايه .
حمزة وهو يكبت غضبة : انا فعلا مش قادر اصدق
خالد : ازاى واحدة فى وضعك ده تبقى بالسذاحة دى ياحياة ، ازاى تسلميله كل ماتملكى بكل السهولة دى
حمزة مؤنبا خالد : دى مش سذاجة ياخالد ، دى اسمها صفو نية ، ثم وهو يتجه بعينيه الى حياة مرة اخرى : حقك هيجيلك يا مدام حياة ، صدقينى ، ربنا مش هيضيع حقك
حياة وعيناها تكاد تكون مغلقة من شدة ارهاقها وعدم نومها مع طول البكاء : انا مش عاوزة حاجة ، كفاية انى اتجهت لربنا واشتكتله هو حسبى ، وهختصمهم يوم القيامة
حمزة مبتسما : انتى طيبة اوى يامدام حياة
حياة مستهزأة : قصدك تقول هبلة اوى
خالد : طب نناقش الفرق ده بعدين ، المهم دلوقتى هتعملى ايه
حياة : هشوف اى بنسيون او لوكاندة رخيصة ، على ما اشوف شقة صغيرة على قدى
حمزة ضاحكا : مش بقوللك طيبة
حياة : مش فاهمة
حمزة : طيب ، سيبيلى انا الموضوع ده ، ماتقلقيش هيتحل النهاردة ان شاء الله ، روحى انتى اغسلى وشك ولو عندى مواعيد النهاردة الغيها وكلمي رقية خليها تجيلى
لتنهض حياة وتنظر اليه فى امتنان : حاضر وانا متشكرة اوى لحضرتك يامستر حمزة بعتذر كمان مرة
ليهز حمزة رأسه وتتجه حياة الى الخارج لتسمعه يناديها مرة اخرى
حمزة : مدام حياة ، ياريت لو تاكلى حاجة قبل ماتعملى اللى قلتلك عليه ، عشان ماتقعيش من طولك
لتهز حياة راسها وهى تبتسم بامتنان وتتجه الى الخارج مرة اخرى وبعد خروجها يستند حمزة برأسه على ظهر مقعده وعلى وجهه معالم غضب مكبوت يظهر عليه وهو يحرك عضلة فكه ليقول له خالد : ايه يامعلمى ، هنعمل ايه مع حياة
حمزة وهو مغمض عينيه : ماتشغلش بالك انا هتصرف ، روح انت شوف اللى وراك عشان هنخرج بعد ساعتين
خالد : على فين
حمزة : هنروح نتغدى
خالد وهو يرفع حاجبا لاعلى : نعم ، وده من امتى ان شاء الله
حمزة وهو مازال على وضعه : ياللا ياخالد عشان انا مصدع ، و ااه بقولك ، ثم اعتدل ونظر لخالد فى عينبه : مش عاوز مخلوق فى الشركة يعرف حاجة عن الموضوع ده لحد بكرة
خالد : واشمعنى بكرة يعنى
حمزة : فى موضوع كده فى دماغى ، لو ظبط ، اكيد هقولك
خالد : ولو ماظبطش
حمزة ضاحكا : يبقى اكيد هقوللك برضة ، حل عن دماغى بقى الساعة دى
خالد : طب مش هتقوللى عاوز رقية ليه
ليقذفه حمزة بالقلم قائلا : امشى بقى ، عاوز اركز
خالد وهو يتجه للخارج : ماشى ياعمنا ، خلاص اهوه
ليجلس حمزة ولاول مرة منذ ان استلم ادارة الشركة لا يستطيع ان يركز فى اى شئ يخص العمل ليرن هاتفه ليجد محاميه من امريكا
حمزة : ايوة يا استاذ مراد ، اخبارنا ايه وياك
…
حمزة وهو ينهض من مكانه : يعنى نتيجة التحاليل طلعت
…
حمزة : طمننى
…
حمزة وهو يهتف وعلى وجهه فرحة غامرة : يعنى طلعت فعلا بنتى
…
حمزة : طب والموضوع ده محتاج وقت اد ايه
…
حمزة : اعتبره حصل والاوراق واحتمال انا بنفسى كمان نبقى عندك فى ظرف عشر ايام
…
حمزة : مع السلامة
ليبتسم حمزة باتساع ويطلب خالد على هاتفه قائلا : خالد ، من غير اسئلة وكلام كتير ، الشركة كلها لازم تعرف من دلوقتى بطلاق حياة وسببه
ليغلق هاتفه وهو يبتسم بسعادة قائلا : معقول يكون ربنا عامل كل ده فى الوقت ده بالذات عشان كده.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
يجلس حمزة بمكتبه ليسمع طرقة شقية على باب مكتبه ليتوقع القادم ليقول بابتسامة : ادخلى ياقدرى
رقية بمشاغبة : ميزو حبيبى وحشتنى
حمزة : احنا فى الشركة ياكارثة ، ايه ميزو دى
رقية معترضة : الله ، وحشتنى ، ماشفتكش النهاردة ، ثم تعالى هنا ، انت ازاى تنزل الصبح من غير فطار
حمزة بعين ونصف : اممممم ، وياترى مين السبب انى مافطرتش الصبح
رقية بانكار : مش انا
حمزة : اومال مين اللى كانت المفروض تصحى تفطرنى زى كل يوم ، وصحيت مالقيتهاش ، ولما دورت عليها ، لقيتها نايمة زى الخفاش
رقية باعتراض : انا بنام زى الخفاش
حمزة ضاحكا : مانا ماعرفش حد بينام راسه تحت ورجله فوق عير الخفاش وانتى
رقية بغضب : طييييب ، انا ماشية ومخاصماك ومش هكلمك تانى ابدا
حمزة بمكر : ايه ده ! ومش هتسألى كنت عاوزك ليه ، ولا كنا هنروح فين
لتقف رقية فى مكانها وهى تحك رأسها قائلة : ايه ده ! هو احنا خارجين
حمزة : لا بقى خلاص ، اصلك زعلتى ، خلاص روحى انتى على البيت وخلصى زعل براحاتك واوعى تستعجلى ، خدى وقتك
رقية وهى ترفع حاجب وتخفض الاخر : هو انا ليه حاساك عامل مصيبة او داخل عليها
لينفجر حمزة ضاحكا وهو يقول : طول عمرى بقول مافيش غير القردة هى اللى بتعرفنى من غير كلام
رقية وهى تعود مبتسمة بانتصارلتقف امامه وتضربه بمرفقها على مرفقه قائلة : ارغى يا ميزو
حمزة : يابت اعقلى ده انا رجالة بشنبات بتخاف ترفع عينها فى عينى وهى بتكلمنى
رقية : اما يطلعلى شنب اوعدك هبقى ابص فى الارض وانا بكلمك ، ماتخلص بقى وتقوللى فى ايه
حمزة : تسمعى الحلو الاول واللا ؟
رقية : هو فينا من واللا ! لا يبقى الحلو طبعا مش ناقصة عكننة
حمزة وهو يجلس ويأخذها على قدميه : استاذ مراد كلمنى والنتيجة طلعت وكلارا طلعت فعلا بنتى ، يعنى انا بقيت اب وانتى ياقردة بقيتى عمتو
لتصرخ رقية فرحة بما سمعته وهى تحتضن اخاها وتغرق وجهه قبلات من الفرحة ويضحك حمزة بسعادة لسعادة اخته من اجله ، وبعد ان هدأت رقية ، نظرت الى يحيى وهى تحاول ان تأخذ انفاسها : وهتجيبها امتى يا حمزة
حمزة : ان شاء الله قريب ، اول ما ابتدى الاجراءات هتنى وراها لغاية مااخلصها وهسافر فورا عشان اجيبها
رقية بلهفة ،: هتاخدنى معاك
حمزة محاولا اثناءها عما تريد : للاسف يارقية ماينفعش
رقية بامتعاض : ليه بقى
حمزة : لما نروح البيت بالليل ان شاء الله اوعدك انى هقعد معاكى وافهمك واشرحلك كل الكلام ، المهم دلوقتى
رقية : ها
حمزة : هنخرج نتغدى سوا ، انا وانتى وخالد ومدام حياة
رقية : فكرتنى بحياة ، انا ماشفتهاش وانا داخلة ، هو صحيح اللى سمعته ده
حمزة : سمعتى ايه
رقية : انها اتطلقت بعد ماجوزها نصب عليها واستولى على كل حاجتها
ليعقد حمزة حاجبيه مستغربا : وعرفتى منين طالما ماشفتيهاس
رقية : من ساعة ماحطيت رجلى فى الشركة لحد ماخرجت من الاسانسير كلهم مالهمش سيرة غير الموضوع ده
ليضحك حمزة ملئ شدقيه قائلا : الواد خالد ده برنس
ليحمر وجه رقية وهى تقول بنوع من الخجل : وهو خالد ماله بموضوع حياة
حمزة : مش قلتلك بعدين ، ياللا روحى دورى على حياة وماتجيبيلهاش سيرة حاجة دلوقتى على مانروح نتغدى
لتذهب رقية لتنفيذ طلبه فى حين يتصل حمزة بالامن ليطلب احد افراده ، ليامره بان ياخذ حقائب حياة ليضعها بسيارة رقية ، ثم يتصل بمراد ليتجهوا جميعا الى الخارج ، ليجعل خالد يقود سيارة حياة ، وياخذ هو حياة ورقية معه بسيارته ويتجهوا جميعا الى مطعم من اشهر مطاعم القاهرة
ليجلسوا جميعا يتناولون العصائر حتى يحضر الطعام .
ويكسو الخجل وجه حياة وهى لا تعلم ماهى مقبلة عليه حتى اللحظة ، فيشعر حمزة بخجلها فيبدأ بالكلام : بصى يامدام حياة ، انا عاوز افهمك حاجة غايبة تماما عن بالك ، يمكن عشان ماتحطتيش فى مواقف مشابهه قبل كده
اولا ماينفعش وانتى ست لوحدك وفى ظروفك الحالية انك تنزلى فى بنسيون او لوكاندة رخيصة ، لان وقتها هيتبصلك بصة مش هتعجبك
قالها وهو ينظر بعينيها ليتأكد من خجلها انها فهمت مقصده
واكمل قائلا : ولنفس السبب ماينفعش تقعدى فى شقة مفروشة برضة
حياة باحباط وهى تكاد تبكى : طب وبعدين ، ايه العمل دلوقتى
حمزة : اهدى ، الموضوع حله فى منتهى البساطة والحقيقة هم حلين ، تختارى منهم اللى يريحك
حياة : وايه هم الحلين دول
ليعتدل حمزة فى جلسته ثم يقول : هنتكلم بعد الغدا
وبعد انتهائهم من الغداء والقهوة ، تنظر حياة الى حمزة باستجداء لكى يريحها وبادلها حمزة النظرات ليىضحك فجأة على مظهرها وهى كالطفل الذى ينتظر مصروفه من ابيه ، ليعتذر لها على مافعله عندما وجد ان مافعله قد زادها خجلا
حمزة : انا اسف ، والله ما اقصدش حاجة ، ثم يتنحنح وهو يكمل حديثه : بصى ياستى ، والدى الله يرحمه كان عنده شقة غالية عليه شويتين ، دى الشقة اللى اتجوز فيها والدتى ، رغم انهم نقلوا منها بعد كده على الفيلا اللى قاعدين فيها دلوقتى انا والقردة الا انهم صمموا يحتفظوا بيها ، واهو جه وقتها ، انا كلمت البواب من بدرى وزمانها اتفتحت واتنضفت ، وفى شغالة كمان هتقيم معاكى عشان ماتبقيش لوحدك
حياة بخجل : ايوة بس انا هقعد فيها بصفتى ايه ، حضرتك هتأجرهالى يعنى واللا ايه مش فاهمة
حمزة : دى حالة مؤقتة ياحياة على ما اقعد معاكى وافهمك بس انتى النهاردة ماينفعش تعملى اى حاجة غير انك تروحى البيت تنامى
انا لولا عارف انك اكيد هترفضى كنت روحت انا قعدت فيها وانتى كنتى قعدتى مع القردة و ريحتينى منها شوية
لتمتعض رقية وتخرج لسانها لحمزة بغضب لتبتسم حياة على فعلتها
رقية وهى تدعى الحزن : خلاص ياسيدى انا هروح انا اقعد معاها على الاقل اريحك منى زى مانت عاوز
حمزة وهو يأخذها تحت جناحه : وانا اقدر استغنى برضة ، ثم ان مدام حياة محتاجة تنام ، مش محتاجة رغيك ابدا النهاردة
احنا دلوقتى هنطلع على هناك نوصلك ، هى قريبة جدا من الشركة مسافة عشر دقايق بالعربية هنسيبلك عربية رقية معاكى مؤقتا
حياة بانزعاج : لا ارجوك ، انا هعمل ايه بالعربية ، ثم قالت بخجل شديد ،: كفاية الشقة ، انا مش عارفة اودى جميلك ده فين ، انا هفضل مديونالك طول عمرى
حمزة : ماتستعجليش ، ماحدش عارف مين اللى هيبقى مديون للتانى
هنمشى زى ماجينا ، همشى انا قدام ياخالد وانت ورايا عشان عمرك ماجيت معايا هناك يتحدث وهو ينظر لخالد الذى لم يشترك معهم نهائيا اثناء حديثهم ليجده فى ملكوت آخر ، ينظر من خلال الزحاج الى الخارج فى شرود تام ، ليبتسم حمزة وهو يهزه من كتفه : ايه ياعمنا ، انت نمت مننا واللا ايه
لينتبه له خالد وهو ببتسم محاولا الاندماج معهم : ابدا ، بس الاكل كبس على نفسى
حمزة : اكل ايه ده انت حتى مااكلتش زى عوايدك
خالد وهو يحاول ان يخرج من بؤرة الضوء ، فهو لا يحب ان يكون محور الحديث امام احد : ياللا بس قوللى على العنوان وانا هسبقكم
حمزة وهو يبتسم بحنو : لا ياسيدى ياللا هنمشى ورا بعض
ليذهبوا الى عنوان الشقة لتفاجئ حياة انها مع قربها من الشركة الا انها قريبة ايضا من شقة الزوجية ، ولكنها نفضت كل شئ من رأسها وصعدت مع حمزة ورقية ، واصر خالد على انتظارهم بسيارة حمزة
يدخلون الى الشقة لتجدها حياة انيقة واسعة نظيفة تملأها اشعة الشمس من عدة نوافذ ، ترى من على بعد نهر النيل لا يحجبه عنها حاجب او ساتر
حمزة : ها ، ايه رأيك
حياة : تجنن ، ربنا يباركلك فيها
حمزة : وردة هتبات معاكى وهتقوم على كل طلباتك لحد ماتقررى هتعملى ايه
وعندما حاولت حياة التحدث اوقفها حمزة باشارة من يده قائلا : تغيرى هدومك وتاخدى حمام حلو كده وعلى السرير فورا وماتفكريش فى اى حاجة ولينا كلام تانى بكرة بعد الضهر ان شاء الله ، لو انتى مانسيتيش بكرة ان شاء الله الجمعة ، هنستناكى بكرة بعد الصلاة عندنا فى البيت ، لسه بينا كلام كتير ، ياللا يارقية
ليجد رقية تقف امام صورة تجمع والديها وتنظر اليهم بحب ، ليتجه اليها ويسحبها من يدها وهو يقول : ياللا يابنتى زمان خالد نام تحت ، ليتجها الى الخارج وهو يقول هسيبلك مع البواب مفاتيح العربية عشان ينضفهالك ومايزعجكيش لما تنامى ، تصبحى على خير
رقية وهى تقبل حياة : نامى كويس عشان تصحى بدرى ، واول ماتصحى تيجى على طول ماتتاخريش ، اتفقنا
لتهز حياة رأسها بإماءة صغيرة وتغلق الباب وهى تشعر باقصى درجات التعب لتقرر ان تلقى كل شئ وراء ظهرها ولا تفكر الا فى النوم لتتجه الى اقرب غرفة بها فراش لتلقى نفسها بكامل ثيابها ، لاتخلع عنها سوى حذائها وما ان وضعت جسدها فى الفراش الا وغرقت بين امواج احلامها مابين سعادة وخوف ورهبة وترقب..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
فى فيلا حمزة فى الصباح التالى
يجلس حمزة فى حديقة الفيلا بصحبة خالد يتبادلان الاحاديث لتأتبهم رقية بصينية عليها بعض الشطائر والمشروبات
رقية بخجل وهى تحنى راسها وتضع ما بيديها على منضدة امامهم : انا قلت اعمللكم حاجة تاكلوها مع القهوة عشان لسه بدرى ع الغدا
خالد وهو ينظر ارضا : شكرا وتسلم ايدك يا رقية
لتطأطئ رقية وجهها وهى تنسحب للداخل وهى تردد شيئا لا يسمعه احد منهم ، لتتوقف مرة اخرى عند سماع نداء حمزة : بقوللك ياقردة
ليحمر وجهها خجلا وغضبا فى ذات الوقت ، لتلتفت الى حمزة وهى محمرة الوجه غاضبة الملامح ناظرة اليه شذرا : عاوز ايه يا اخو القردة
ليشرق خالد وهو يحتسى القهوة من شدة ضحكه ، ليزيد امتعاض رقية وينظر اليه حمزة وهو رافعا لحاجبه : ايه ! عجبتك اوى
ليتلجلج خالد وهو يتجول بنظره مابين حمزة و رقية قائلا : اصل بصراحة قصفت جبهتك ياحمزة وخدت حقها وقتى ، انا اسف يارقية انا بعيد كلامه ، يعنى لو هى قردة ….. يبقى انت كمان نفس الفصيلة ، ثم قال ببعض المشاغبة وهو ينظر لحمزة وهو يدعى انه معتدا بنفسه : وعشان الوضوح والشفافية اللى متعودين عليها منى ، يبقى انت القرد الكبير
لتنخرط رقية ضاحكة وهى تشير على حمزة بسبابتها وتقول : انزل من على الشجرة ياحبيبى لا تتعور
حمزة ساخرا : لا والله ، ده ايه الظرف ده كله
رقية : قول كنت عاوز ايه ورايا حاجات عاوزة اخلصها قبل ماحياة تيجى
حمزة : فاضللك اد ايه وتخلصى يعنى
رقية : حوالى ساعة ونص
حمزة : والنبى يا قلبى خلى عزة تساعدك عشان تلحقى عشان اللى اتفقنا عليه
لتنظر له بمكر : دلوقتى بقيت قلبك ، اما انك ….. واللا بلاش ، حاضر ياحمزة ، من عينيا
لتنصرف رقية تتابعها عينى خالد بحذر ثم لا يلبث ان يخفض عينيه فى اسى وهو يسأل حمزة
خالد : هو انت قلت لرقية
حمزة مبتسما : طبعا مانت عارف ، بتقفشنى على طول
خالد بحنان : ربنا يخليكم لبعض دايما
حمزة بمداعبة : ويخليك ياخلود وافرح فيك اقصد بيك
خالد : طب ماقلتليش هتعمل ايه مع كيت ، هتديها اللى هى عاوزاه
حمزة : المحامى قاللى خلينا فى كل الاتجاهات ، بس لازم اكون هناك مرة على الاقل قبل الجلسات ماتبتدى
خالد : طب لو اتحلت ودى
حمزة : بتمنى والله ياخالد ، انا مش عاوز البنت تطلع كارهة حد فينا ، دى مهما كان امها
خالد : ربنا يقدم اللى فيه الخير
حمزة : طب ياللا نجهز للصلاة وبعد كده ربنا يحلها بكرمه
خالد : يارب
وعند عودتهم يلتقيان بحياة وهى تدخل بالسيارة الى حديقة الفيلا لتحييهم برأسها وهى تمرق بجانبهم حتى تقوم بركنها وتترجل منها وتقف بانتظارهما حتى لحقا بها عند الباب الداخلى للفيلا
خالد : صباح الفلات ، عاملة ايه النهاردة
حمزة وهو يركز بعينيها : انا شايف انك نمتى كويس ، واضح عليكى جدا
لتطأطئ حياة رأسها بخجل قائلة : الحقيقة اول مانزلتوا مادريتش بنفسى غير من ساعة زمن
انا متشكرة اوى ، قالتها بكل امتنان وهى تنظر لحمزة
حمزة : مش قلتلك اجلى شكرك ده ، لسه هنعرف مين هيشكر التانى
لتومئ برأسها ليقودها حمزة الى الحديقة وهو يتصل على رقية ليعلمها بقدوم حياة ، لتأتيهم رقية مرحبة وقد قامت بتغيير ملابسها
رقية : اهلا يا حياة ، نورتينا ياقلبى ، انتى عارفة بقالك اد ايه مازورتينيش هنا
حياة : معلش يارقية مانتى عارفة ، المفروض ماخرجش فى العدة غير للضرورة ، وبعدين ماحنا كنا بنتكلم كل يوم
رقية : لا ياستى ، مهما كان العملى غير النظرى وهتعيديلى تانى شرح اخر جزء مش حاسة انى هضمته
حياة : باذن الله ، حاضر ياستى ، من عينيا
حمزة مستغربا : جزء ابه ده ، انتى قدمتى على دراسة ف صيدلة واللا ايه ، هو انتى مش خلصتى ألسن ، واللا بتعيدى وانا ما اعرفش ،مش تفهمونى
رقية مبتسمة : لا ياحبيبى ، دى حياة بتعلمنى التجويد والتفسير
حمزة مندهشا: من امتى
رقية : يوووووه ، من سنتين ياعم ، صح النوم
ليبتسم حمزة ناظرا لخالد وهو يهمس له : ها .. ايه رأيك ، مش قلتلك
ليبادله خالد التهامس : الظاهر عندك حق ، بس انا عمرى ما اعترضت على فكرة
حمزة : ها يارقية جهزتى الغدا واللا لسه
رقية : ساعة واحدة وكله يبقى جاهز
حمزة : تمام ، على ما اكون اتكلمت مع حياة شوية ، ياريت توصلى خالد لمكتبى ، ولو تعمليلنا قهوة من ايديكى
رقية : حالا ، من عيونى ، لتلتفت الى خالد لتشير له بيدها كى يتبعها ، فتوصله الى غرفة المكتب وتتركه وهى مسرعة تتعثر فى عثرات وهمية وهو يتبعها بعينيه حتى اختفت فيغلق الباب متنهدا ويتجه الى الملفات التى على المكتب ليلتقطها ويبدأ فى العمل عليها
فى الحديقة يجلس حمزة وهو يحاول ترتيب افكاره حتى قرر ان يبدأ الحديث
حمزة : بصى ياحياة واسمحيلى انى لاول مرة اشيل الكلفة فى الكلام مابينا ، انتى امبارح حكيتيلنا عن مختصر كل اللى عيشتيه فى حياتك كلها ، وانا قررت ان انا كمان اعمل زيك واحكيلك
حياة باستغراب : تحكيلى انا
حمزة وهو يهز رأسه : ايوة انتى ، يمكن تستغربى دلوقتى ، لكن لو اديتينى فرصة ….. اكيد هتفهمى
حياة : اتفضل انا سمعاك
حمزة : رغم انى غنى زى مانتى شايفة ، لكن عمرى ما اتربيت على الرفاهية او حب المال ، بالعكس ، والدى الله يرحمه ،ااه كان من عيلة غنية لكن ماكانش فاسد بالعكس كان راجل ، وشايل مسئولية كبيرة على اكتافه وكان له ابحاث كتيرة معروفة فى مجال الصيدله وقدر انه يوصل الشركة للمكانة اللى هى فيها دلوقتى
اتعلمت منه كتير اوى ، ويمكن اهم حاجة اتعلمتها ، ازاى احكم على الناس فى فترة قصيرة
يوم ما ابتديتى تشتغلى معانا كان عدى على وفاته حوالى ٣ سنين ، ورغم انى اتعلمت كتير على ايده ، الا انى اتعلمت فى ال ٣ سنين دول اضعاف اللى اتعلمته طول عمرى، شفت غدر وخبث وخيانة كتير اوى ، لكن الحمدلله ربنا نجانى بفضل ربنا اولا ثم بفضل اللى علمهولى ابويا وخالد اللى ماسابنيش لحظة كان ممكن فيها اتعرض للضرب فى ضهرى اللى خالد كان دايما حاميه وبيرد الضربة من قبل ماتتوجهلى اصلا ، وعشان كده خالد ورقية اكتر حد فى الدنيا دى ممكن اثق فيه
وانتى الحد التالت
حياة باندهاش : انا
حمزة : ايوة انتى ياحياة ، على فكرة مش مجاملة ، ويمكن ييجى الوقت اللى افسرلك فيه حاجات كتيرة جدا يمكن هيبقى صعب عليكى انك تستوعبيها او تصدقيها دلوقتى
المهم ،ابويا برضة كان بيعشق ماما ، وبرضه حزن عليها جدا لما ماتت ، دفن نفسه فى ابحاثه عشان يقدر ينسى لكن قلبه ماطاوعهوش وحصلها ، لما ماتت ماما كنت انا فى امريكا عشان الدراسات العليا ، ساعتها ابويا لما بلغنى .. طلب منى انى ماانزلش مصر ، ساعتها اتضايقت منه جدا ، ازاى يخلينى مااحضرش جنازتها ودفنتها ، وازاى قادر على بعدى فى التوقيت ده بالذات
غضبت منه لدرجة انى قاطعته شهر بحاله ، وماكنتش برد عليه فى اتصالاته ، كنت بكلم رقية بس اتطمن عليها على السريع واقفل لانها كانت لسه طفلة وكانت متعلقة بماما اوى
بعد الشهر ده اتفاجئت باستاذ مراد المحامى بتاع الشركة برة مصر وكان صاحب ابويا لقيته بيتصل بيا وبيعاتبنى انى مابردش على اتصالات ابويا ليا ، ولما صارحته بزعلى منه لقيته بيقوللى ان لما ماما ماتت وقالوله انى لازم انزل رفض بشدة ، وقاللهم حمزة لو نزل لايمكن هسمحله يبعد عنى دقيقة واحدة وانه بكده هيبقى السبب فى كسر الحلم اللى حلم بيه هو وماما
وقتها قررت انى اكثف الرسالة بتاعتى وانى اخلصها فى اقرب وقت وفعلا خلصتها فى وقت قياسى ورجعت على مصر وزى مايكون ابويا كان مستنينى ارجع عشان يروحلها ، مات بعدها ب ٣ شهور بالظبط
حياة : الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته
حمزة بابتسامة : امين يارب
حمزة : المهم وانا فى امريكا ، كنت انا وخالد مابنسيبش بعض ، احنا مع بعض من صغرنا ، كنا زمايل فى الدراسة ، رغم ان عيلته مش اغنيا ، لكن والده الحقيقة كان مهتم جدا بتعليمه ، وفضلنا سوا ، لحد ما اتخرجنا بس هو للامانة سافر بعثة على حساب الدولة لانه كان متفوق عنى ، وعشان كده لما ابويا قاللى انى لازم اخد الدكتوراه من بره اخترت انى اسافر مع خالد عشان مانفترقش ، وطبعا ابويا انبسط وكمان ماما عشان مش هبقى لوحدى
كنا نروح الجامعة ونرجع على البيت ناكل ونتكلم مع بعض وبس لا بنروح ولا بنيجى حسب وصايا والد خالد ، لانه كان خايف علينا لا الغربة تبوظنا .
كنا نادر لما بنخرج نتفسح ، لحد ما فى يوم واحد زميلنا فى الجامعة كان عربى عزمنا على حفلة العرب هم اللى عاملينها وكل واحد من حقه يعزم معاه ضيف من اى جنسية تانية ، وطبعا انا وخالد روحنا مع بعض وبس لان معارفنا كلهم كانوا اصلا معزومين من قبلنا
قلنا نخرج ونرفه عن نفسنا شوية وخلاص ، وهناك قابلت كيت طليقتى ، كانت متحررة جدا وباصة لنا من فوق بقرف ، ماحنا من وجهة نظرها متخلفين
ولما انتم متخلفين بتحضر حفلاتكم ليه ؟ سؤال انطلق من فم حياة دون ان تدرى لتعتذر عن تسرعها قائلة : انا آسفة ، مااقصدش
حمزة : ماتعتذريش لانى سألت نفسى نفس السؤال ، لكن ما عرفتش اجابته غير بعد جوازنا بفترة
المهم سيبينى اكمللك : أثناء الحفلة جه واحد زميلنا وماسك كيت فى ايده وعرفها عليا وقاللها انى ابن صاحب شركة من اكبر شركات الادوية فى مصر ، لقيتها بتبصلى بانبهار واعجاب واضح جدا فى عينيها ، وابتدت تقرب منى بطريقة خوفت خالد عليا ، فصمم اننا نمشى ، بس ماسابتنيش غير بعد ما اخدت رقم تليفونى ، ومن هنا ابتدت المشكلة.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
حياة : وليه مشكلة
حمزة : لانها ابتدت تطاردنى فى كل حتة بجنون ، وهاتك ياحفلات وعزومة غدا من هنا على عزومة عشا من هنا ورحلة كذا مرة ، ولما كنت برفض كل مرة كان الحاحها وتمسكها بيا بيزيد
بس كنت دايما برضة بصدها وخالد الحقيقة ماكانش يتوصى ، واتخانق معاها اكتر من مرة ، لحد وفاة ماما الله يرحمها ، حزنت وشبه اعتكفت ، حتى الجامعة ماكنتش منتظم فيها لحد ما الاستاذ مراد كلمنى وفهمنى ، وقتها لما قررت انى اركز اكتر فى الدكتوراه كانت لسه كيت بتحاول معايا ، لكن فى اخر مرة طردتها لما حاولت تجينى البيت وتقوللى انها بتحبنى ومش قادرة تبعد عنى لدرجة انها …….انا اسف سامحينى على اللى هقوله
لتومئ له حياة برأسها تشجيعا له على مواصلة حديثه لينظر حمزة ارضا وهو يكمل ،: لدرجة انها عرضت نفسها عليا ، وانتى عارفة الحاجات دى فى امريكا زى اللب والسودانى
ليحمر وجه حياة خجلا فاسرع حمزة فى اكمال حديثه حتى لا يزيد ارتباكها : لما طردتها قعدت تشتم فيا وتوصفنى بالهمجية والرجعية والتخلف و و
المهم انى ماشفتهاش تانى لحد مارجعت مصر ، لكن بعد وفاة ابويا بشهرين اتفاجئت بناس كتير من الجالية العربية اللى كانت معايا بيكلمونى وبيعزونى ، حتى الدكاترة بتوعى ، ومن ضمن اللى كلمونى كانت كيت ….. عزتنى واعتذرتلى عن اخر مرة شفنا بعض فيها ، واتحججت بانها ماكانتش فى وعيها وكانت شاربة ، الحقيقة انحرجت انى اكسفها وفهمتها وقتها انى قبلت اعتذارها ، فطلبت منى انها تكلمنى من وقت للتانى عشان تطمن عليا وانا وافقت طالما انها بعيدة ومش هتعمللى مشاكل
الحقيقة انها فضلت تتصل بيا حوالى اكتر من سنتين ، لحد اما اتكونت بينا صداقة غريبة ، لما كانت بتكلمنى كانت بنى ادمة تانية خالص غير اللى عرفتها هناك ، واللى بررتهولى انها عايشة لوحدها ومالهاش حد ينصحها ويفهمها ، لحد ماانقطعت اتصالاتها عنى فترة كنت هتجنن عليها لانى فعلا كنت اتعلقت بيها ، لدرجة انى وقتها فكرت انى اسافرلها ، لكن فى يوم وانا فى مكتبى لقيتها بتتصل بيا وهى بتبكى بانهيار وبتقوللى ان واحد مجنون كان محتجزها عنده ، وكان بيهددها عشان فاكر معاها فلوس وقعدت تعيط وتصرخ وهى بتقول : كل ده عشان لوحدى وماليش حد ، وقالتلى انها بتكلمنى عشان تودعنى لانها قررت انها تنهى حياتها واعترفتلى ان انا الراجل الوحيد اللى حبته فى حياتها ، وكان نفسها توهبلى عمرها لولا ان القدر رافض ده .
ليكمل ضاحكا : وطبعا وقتها انا كنت الفارس المغوار اللى هينقذ حبيبته ويطير بيها على حصانه
صرخت وقلتلها انها مجنونة وان انا كمان بحبها وعاوز اتجوزها ، وانى هبعتلها تذاكر الطيران عشان تنزل مصر ونتجوز ……….. وابتدت الوليمة
حياة باستغراب : وليمة ايه ، مش فاهمة
عمتى ثريا هانم كانت بترسم وبتخطط انى اتجوز نورا بنتها ، وطبعا هاجت وماجت لما عرفت انى هتجوز واحدة امريكانية ،لا جنسيتنا ولا ديانتنا ، وطبعا ماهديتش الا لما بذلت العطاء بسخاء عشان يحلوا عنى
ومن الناحية التانية كيت لما وصلت كانت صعبانة عليا جدا عشان كل اللى حكيتهولى واللى شفت بعض اثارة لسه على وشها واللى كان السبب اننا ماتجوزناش غير بعدها بحوالى شهرين على ماكل اثار الضرب تختفى من على جسمها ، وبالتالى كنت مغرقها فلوس فى كل الاوقات غير اللبس والفسح والهدايا والعربية ، كلفتنى ثروة طائلة وانا كنت بدفع وانا سعيد لسعادتها .
بس اكتشفت بعدها ان انا الوحيد اللى كنت مبسوط ، خالد ورقية كانوا معارضين جوازى منها بشدة ، خالد بوضوح شديد ، ورقية بصمت مطلق ، لانها كانت حاسة انى مبسوط فماكانتش عاوزة تبوظ فرحتى
المهم ، بمرور الوقت كيت كانت بتسحب منى فلوس بشراهة ، معظمها بالعملة الصعبة ، ولما كنت اسالها عملت بيهم ايه كانت دايما تراوغنى .
ده غير ان خلافاتنا على شكلها ولبسها ابتدت تكتر ، فى اول جوازنا كانت بتسمع كلامى وبتلبس لبس محترم ، لكن فجأة زى ماتكون اتحولت و رجعت تلبس عريان وقصير ، وطبعا انا ماقبلتش ده وحبستها فى البيت فترة عشان تعقل ،
وبعد فترة قصيرة اعتذرتلى وصالحتنى ووعدتنى انها مش هتكررها تانى وفعلا ابتدت تلبس محترم من تانى
لحد ما كنت فى يوم من اكتر من 4 سنين وانا فى مكتبى اتفاجئت بمدير البنك اللى تعاملاتنا وحساباتنا تبعه بيكلمنى وبيبلغنى ان حساب رقية اللى باليورو اتصفر و انسحب منه بالفيزا ٣٠٠ الف يورو ، انا خفت لاتكون رقية فى مشكلة وخافت تصارحنى ، كلمتها لقيتها مع اصحابها فى النادى ، روحتلها وقعدت معاها وسألتها ايه سر احتياجها لمبلغ ضخم بالشكل ده من غير ماتبلغنى .
فلاش باك
رقية بفزع : فيزة ايه ياحمزة انت ناسى انك خليت كيت تاخدها منى
حمزة بغضب : كيت ؟ اخدتها منك امتى ، وازاى ماتقوليليش
رقية بخوف : النهاردة الصبح وانا خارجة سألتنى لو محتاجة الفيزا النهاردة ولما سألتها ليه ، قالتلى ان الفيزا بتاعتها فيها مشكله وانك قلتلها تاخد بتاعتى على ماتحلها .
حمزة وهو يقف مسرعا ويسحب رقية معه فى اتجاه الخارح : طب وليه ما اديتيهاش اللى بالمصرى ، ليه اديتيها اللى باليورو
رقية : قالتلى رايحة ديفيلية بيتعاملول باليورو
باك
جريت على البيت وانا ناوى انى اعاقبها بشدة على اللى عملته وعلى كدبها على رقية ، بس للاسف ..كانت طارت
لتضم حياة حاجبيها اشمئزازا ، ليبتسم حمزة بسخرية وهو يكمل : لأ ماتستعجليش ….لسه
انا لقيتها كانت مرتبة كل حاجة من قبلها بفترة ولقيتها فضت الفيز بتاعتها كلها وباعت عربيتها اللى كانت بملايين واخدت طبعا كل المجوهرات اللى كنت جايبهالها وعليها كمان مجوهرات رقية والفلوس اللى فى خزنة البيت وكانت حاجزة ع الطيران بحيث انى على ما ابتدى اعرف تكون هى طارت
طبعا اتجننت وقررت انى اسافر وراها واقتلها بايدى لحد ما اكتشفت انها قبل ما نمشى كانت انفصلت عنى بالمحكمة من قبل ماتسافر بشهر
شهر بحاله عايشة فى حضنى وهى متطلقة ، لينكس حمزة رأسه متنهدا بألم ثم ، لم يلبث ان اعتدل قائلا : الحقيقة القلم كان جامد ، لكن خالد ورقية ماسابونيش غير لما فوقونى لروحى وقررت انى انساها تماما واشيلها من حساباتى واطلقها فعلا بس بمزاجى لانها طبعا طالما فى حضنى يبقى اكنى رديتها ، بس هى طبعا ماتفهمش ده ، لكن انا قررت افوق واعتبرها تجربة اتعلمت منها
لحد شهرين فاتوا ، جالى تليفون من واحدة قالتلى انها تبقى جدة بنتى ، ولما حاولت افهمها انها غلطانة فى النمرة ، قالتلى كيت لما سابت مصر كانت حامل ، ولما حاولت تتخلص من الحمل ، الدكاترة حذروها لانه فى خطر على حياتها
وقالتلى ان عندى بنت عمرها حوالى تلات سنين وانى لو عاوزها لازم ادفع ١٠ مليون دولار .
فجأة مابقيتش شايف حاجة قدامى ، كانت مفهمانى ان مالهاش حد فى الدنيا ، يبقى جت منين امها دى ، ثم فجأة كده بقالى بنت
شكيت انها لعبة وكلمت استاذ مراد وحكيتله ، قاللى نتأكد الاول البنت بنتنا واللا لا ، ولما سألته ازاى قاللى ده شغلى انا ، وطلب منى ابعتله عينه من شعرى ، ولما كلمنى امبارح قاللى ان نتيجة ال دى ان ايه ظهرت وانها فعلا بنتى
ليرفع رأسه ليرى دموع حياة تجرى على وجهها بغزارة ، ليبتسم قائلا : انا مش بحكيلك عشان تعيطى ، انا بحكيلك عشان تساعدينى
حياة : طب وانا ممكن اساعد حضرتك ازاى
حمزة : هقوللك
ليتنهد حمزة وهو يفكر كيف سيفجر قنبلته فى وجهها ، فهو طالما احترمها وكن لها فى قلبه معزة خاصة ، ويخشى ان يكون رد فعلها بان تترك العمل ، فساد الصمت قليلا ولم تشأ حياة ان تقاطع تفكيره حتى نظر اليها وقال : انا مش هقدر اسيب بنتى تتربى على دين مش ديننا ولا عادات مش عاداتنا ، انا طلبت من المحامى يرفعلى قضية هناك عشان اضم البنت لحضانتى ، وبلغنى ان عشان يبقى موقفى القانونى اقوى من كيت انى لازم ابقى متجوز لان عندهم بيهتموا بالجو الاسرى اكتر من اى حاجة تانية ، وانا ……...بعرض عليكى الجواز
لتبهت حياة وتتسع عينيها وتتوقف انفاسها وقد توقف عقلها عن التفكير
حمزة بأمل : انا محتاجلك ياحياة صدقينى ، اوعى تفكرى انى بستغل ظروفك ، انا كان ممكن اعرض الجواز على نورا بنت عمتى ، او اتجوز اى واحدة على ما القضية تخلص ، لكن ……………….
حياة : لكن ايه
حمزة ببعض التردد : لكن انا عاوز اتجوزك انتى بالذات
حياة : وليه انا بالذات
حمزة : لو تسمحيلى احتفظ بالاجابة لنفسى لحد ما اعرف رأيك ، واوعدك انك لو وافقتى هقوللك على مبرراتى دى ومش هخبى عنك حاجة ، بس لازم تتأكدى من حاجة ، مهما كان رأيك ياحياة ، اوعى تفكرى انه هيأثر على شغلك ، يعنى انتى معايا فى الشركة سواء وافقتى او لا قدر الله رفضتى ، انا مااقدرش استغنى عنك ……… صدقينى ، انا هسيبك تفكرى ، بس للاسف فرصتك فى التفكير محدودة جدا ، هديكى مهلة لحد بكرة ، لو وافقتى ان شاء الله ، يبقى هنكتب الكتاب على طول ، لان فى اجراءات كتير لازم تتعمل بعد كده
حياة بتردد : طب وافرض انى ماوافقتش هتعمل ايه
لينظر اليها بشبه ابتسامة قائلا : ولا حاجة
حياة : مش فاهمة ، ازاى ولا حاجة وانت لازم تتجوز
حمزة : انا ماقلتش لازم ، انا قلت هيخلينى سابق كيت بخطوة
حياة بخجل : طبعا حضرتك عارف انك فاجئتنى ، بس اوعدك انى هعمل استخارة
حمزة وقد اتسعت ابتسامته : احلى حاجة تعمليها ، ياللا بينا بقى عشان رقية بتشاورلى من بدرى
لتقف حياة بخجل قائلة : عاوزة اطلب منك طلب
حمزة وهو يخمن طلبها : مش هتمشى غير لما نتغدى ياحياة
حياة باستغراب : وحضرتك عرفت ازاى انى …….
حمزة : ده احنا عشرة سنين ، ياللا ياللا
ليجتمعوا على الغداء ويأكلون فى جو من الالفة والمرح الممزوج بالخجل من حياة ورقية ايضا ، ثم تذهب حياة على وعد بالتفكير وابلاغه بالرد فى اليوم التالى.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
كانت ليلة طويلة على الجميع ، فخالد يجلس بغرفته امام شرفته فى الظلام ينفث الدخان من فمه وانفه وهو يبتسم تارة ويعبس تارة بعد تارة ، فهاهى معشوقته كم هى قريبة منه وكم هى بعيدة عنه ، يشعر باعجابها به ، بل احيانا يشعر انها تبادله عشق بعشق ، ولكن هل عشقهم سيغفر فارق اعمارهم ، لقد ظلت حبيبته تناديه بلقب آبية لفارق العمر بينهم وقد كان ذلك يطعن قلبه عند كل مرة يسمعها منها ، الى ان تفاجأ بها يوما تنادبه باسمه مجرد وهى تعدو من امامه خجلا ، ولكنها اصرت على ان تحذف هذا الجدار من بينهم عند حديثهم معا ، وكم اسعده هذا ، الا انها دائما خجولة ، فلا تنظر اليه ابدا اثناء الحديث ، واذا تلاقت اعينهم سرعان ماتهرب عيناها من عينيه ، حتى انه كثيرا مايشعر بالاشتياق لعينيها التى تتلون بدرجات كثيرة اثناء حديثها ، فقد ادمن مراقبتها اثناء حديثها من على بعد حتى لاتهرب من امامه كعادتها التى ادمنتها هى الاخرى
وهو الاخر يشعر بالخجل من نفسه، فهى شقيقة اعز اصدقائه ، بل قل صديقه الاوحد ، فهو عندما يراقبها دون شعور ، يشعر بعدها بذنب قاتل وبخيانته لحمزة ، وكم من مرة اراد مصارحة حمزة بعشقه لها وبأنه يريدها ، ولكنه يجبن دون ان يفعل ، حتى كانت مرة تغلب على رهبته وصارح حمزة بحبه لفتاة ما ولكنه يخشى من بعض الفوارق بينهم ،وعندما سأله حمزة عن من تكون ، تراجع خالد ولم يستطع البوح له باسمها
والذى لايعلمه خالد ان حمزة يشعر بانجذابهما الى بعضهما البعض ، ولكنه يريد ان يقدم خالد على طلبها ، وقد اقسم حمزة بينه وبين نفسه …. ان فعلها خالد سيعقد له عليها فى يومها
ليتك تعلم ياخالد ، لرحمت نفسك من عذاب سنوات وسهد ايام طوال
وهاهى رقية تجلس هى الاخرى تفكر فى حبيبها الذى لا تعلم متى سيتحرك ، متى سيصارحها بحبه لها ، متى سيصرخ بعشقها ويخطفها بعيدا ليعوضها عن سنوات البعد واللهفة ، فهى احبته منذ كانت فى سنوات دراستها الجامعية ، عندما كانت تشعر بنظراته المراقبة لها والتى كانت سرعان ماتهرب من عينيها عندما تضبطه متلبسا هيمانا فى عشقها .. مدلها .
فاقسمت ان تعامله بالمثل حتى يزيد اكتوائه لعل ذلك يجعله يرضخ لقلبه ، وكم مرت عليها مرات عديدة كانت ترأف لحاله ، ولكنها كانت تعود لتتذكر قسمها ، فتزيد من دلالها .
اما حياة فكان لها شأن آخر ، مابين تفكير وصلاة ودعاء ، من يوم واحد كانت بلا مأوى ، تائهة مشردة ، وباليوم التالى يأتيها هذا العرض بالزواج ، ومن من ، من حمزة زيدان ، يا الله ، اهى تحلم ام تتوهم ، لا انها لم تنم منذ عادت من لديهم ، فكيف يكون حلما ، وكيف يكون وهما مع تلك الرسالة التى وجدتها على هاتفها وكان نصها
حياة … انا عارف ان دى اول مرة اراسلك على التليفون بتاعك واللى اخدت نمرته النهاردة من خالد لانى اكتشفت انى بعد كل السنين دى نمرتك ماكانتش معايا
كنت عاوز افكرك بحاجة قلتهالك لما شكرتينى ، قلتلك ماتستعجليش لسه مش عارفين مين فينا اللى هيشكر التانى
وهى تسأل نفسها : ليه انا ! واشمعنى ، ايه صعبت عليه عشان ماليش حد ، واللا عشان ماليش حد ابقى بالنسبة له انسب عشان ماحدش يقف له لو عمل فيا حاجة ؟ لأ لأ لأ مستر حمزة مش كده ابدا ، ده احنا عشرة سنين ، ….. بس برضة مانا لما سألته ليه انا ، قاللى هحتفظ بالاجابة ومارضيش يقوللى ….. بس قاللى برضة انى لو وافقت هيقوللى ، طب لو ماوافقتش ، هنتعامل ازاى بعد كده ، اى نعم وعدنى انى هفضل زى مانا وانه مش هيقدر يستغنى عنى ، بس برضة يارب ، يارب دلنى على الصح واللى فيه الخير ، واتجهت لتصلى مرة اخرى ثم توسدت فراشها وراحت فى سبات تام .
اما عند حمزة فكان فى واد اخر ، فكان يجلس يتذكر عندما اتت حياة الى الشركة اول مرة ، فقد طلب من خالد ان ياتيه بمديرة لمكتبه واشترط ان تكون خريجة صيدله لكى تكون على دراية وفهم بمصطلحاتهم وبعيدا عن السكرتارية وضوضائهم الذى لا يطيقه ، فعرض عليه خالد ان يختار من بين الصيدلانيات اللاتى اتوا للعمل بالمعامل ، فطلب حمزة ان يراهم جميعا ويختار فيما بينهم
وحدد له خالد مواعيد للمقابلات ، وكانت حياة اخر من قامت بالدخول الى مكتبه ، ولا يعلم وقتها لما تذكر زوجته كيت فور رؤيته لحياة ، فهما الاثنان على النقيض فكيت دائما تخفى وجهها وراء صبغات والوان تكاد تكون قد التصقت بها حتى اثناء نومها ، اما حياة فوجهها نقى نقاء اللبن ليس عليه اى مستحضرات بل مشرب بحمرة ربانية من كثرة بياضها الشديد ،
ترتدى ملابس واسعة انيقة عالية الذوق والرقة ، خالية من التبهرج ، وقورة ، تضع حجابها برقى ، يغطيها بحشمة ، اما كيت فكانت كلما تعرت من جزء تتفنن فى اظهار جزء اخر بابتذال شديد
حياة لا ترفع وجهها اثناء الحديث وكان يظنها تبتسم وهى تتكلم حتى تفاجئ ان لها بسمة الاهية مرسومة على شفتيها تجعلك تركز عينيك على شفتيها اثناء حديثها مالم ترفع عينيها ، اما عينيها فحدث ولا حرج فكانت غابة من شجر الزيتون المحمى باوراقه عينيها زيتونة يحاوطها جيش من الرموش البنية الكثيفة التى تجعلك ان نظرت اليك تتيه فيها
اما كيت فكانت عند حديثها تنظر لمحدثها بجرأة تجعلك تشك فى نواياها ، لديها شراسة فى ملامحها ، شرسة فى حديثها ، ولديها هيئة لا تفارقها عند حديثها من رفع حاجب واحد وهى تنظر اليك بشبه استهزاء واستعلاء ، نعم كانت كيت جميلة ولكن جمال شرس غير مهذب اما حياة فكان جمالها ملائكى برئ الى ابعد الحدود
كانت حياة صوتها عذب به طلاوة وشجن لذيذ ، تتحدث بهدوؤ وروية حتى يصل حديثها الى من يحدثها ، اما كيت فكانت تتحدث بانفعال وعصبية والتى كانت كلما عاتبها عليه ترد بانها تعودت عليه من وحدتها وحياتها البائسة ، وكانت اجابتها دائما ما تجعله يواسيها على انها ضحية
وعندما وقع اختياره لحياة كان اجابته على خالد عندما سأله لماذا هى دونا عن غيرها ، اجابه حمزة بانه احب مظهرها وهدوءها ، وعندما علم بأنها متزوجة زاد احترامه لها وجعل يناديها بلقب مدام لكى يتذكر دائما انها غير متاحة لاى من كان ، وكان دائما ماكان يذكر نفسه بانه متزوج من كيت وقرر ان يحاول تغيير كيت الى الافضل ، ولكنه كان كلما شعر بانه تقدم خطوة يتفاجئ برجوعه عدة خطوات ، وكم من مرة حاول ان يقربها من حياة علها تنجذب لها وتتغير للافضل مثلما حدث مع رقية ، ولكنه فشل فشلا زريعا ، فكانت دائما تتعالى وترفض ، ولكنه كان سعيدا بعلاقتها مع رقية التى انجذبت لها سريعا وسرعان ما زادت سعادته عندما وجد تأثيرها على لبسها ومظهرها وتصرفاتها ، فكانت كلما مرت الايام والسنون … كلما كان يشعر ان حكمه على هذه الحياة كان صحيحا
وعندما عاد حمزة من ذكرياته امسك هاتفه وبعث لها برسالة ، ثم اتجه الى فراشه وهو يحاول ان ينال اقل قسط ممكن من الراحة بعدما اوشك الصباح على البلوغ
فى صبيحة اليوم التالى ، كان حمزة متجها الى مكتبه ، وكان يخشى الا يجد حياة ، وكان يدعو الله ان توافق على طلبه اياها ، او على الاقل تظل بجانبه فى العمل ، وعندما مر من خلال مكتبها ، لمحها منكبة على الحاسب تطبع بعض الاوراق وتعطى ظهرها للباب ، فتسمر بمكانه يتأملها وهى تلتقط الاوراق بيدها لتراجعها وتصفها فى ملف امامها على طاولة الطابعة
حمزة : احمممم صباح الخير ياحياة
لتلتفت حياة اتجاهه بابتسامة وجلة : صباح الخير يافندم
ليعبث حمزة متوجسا : ممكن بعد اذنك تطلبيلى قهوتى وتجيبيلى البوستة
حياة بنفس الخجل : امرك يامستر حمزة
ليتجه حمزة الى مكتبه ويجلس واضعا رأسه بين كفيه كمن ينتظر حكما اما بالعفو و اما بالسجن
لتدق حياة الباب ويسمح لها بالدخول فتدخل وكالعادة وجهها يدعو للابتسام ، وتضع امامه ملفا وتقف صامتة منتظرة اوامره
حمزة وهو يزدرد لعابه : اقعدى ياحياة
لتجلس وهى تهمس بالشكر
حمزة وهو يركز بصره على تعبيراتها : فكرتى
لتومئ برأسها علامة القبول
حمزة متلهفا : وقررتى ايه
لتنكس حياة رأسها وهى تهمس : موافقة
لينهض بسرعة وهو يدور حول المكتب ويقول بسعادة شديدة : بجد ياحياة ، بجد انتى موافقة
لتومئ برأسها مرة اخرى
حمزة : طب ياللا بينا
حياة : على فين
حمزة : انا مش قلتلك امبارح انك لو وافقتى ، هنكتب الكتاب النهاردة عشان لسة فى اجراءات كتير اوى عاوزين نعملها
حياة : ايوة ، بس الساعة لسه ٩ مش هنلاقى مأذون فاتح دلوقتى ، ممكن نستنى لحد البريك ع الاقل
حمزة متنهدا : عندك حق ثم انتفض قائلا : ااه صحيح جبتى معاكى قسيمة الطلاق
حياة : ياخبر ، انا نسيتها خالص
حمزة : معلش مش مهم .. نروح نجيبها
لترفع حياة راسها متوجسة : مين يروح فين
حمزة وقد ادرك ماتخشاه : واحنا رايحين للمأذون نعدى على البيت وتطلعى تجيبيها وتنزلى على طول
لتهز حياة راسها بهدوؤ علامة الفهم
حمزة : انا متشكر اوى ياحياة
حياة : ما حاضرتك قلتها قبل كده
حمزة : هى ايه
حياة : ماحدش عارف مين هيشكر مين
ليدق الباب ويدخل خالد محييا الجميع وهو يقرأ وجوههم قائلا : صباح الخير …..مبروك
حمزة ضاحكا : لا نبيه
لينهض من مكانه ويتجه الى خالد ليعانق كل منهما الاخر لتنظر لهما حياة بابتسامة وهى تتمنى من يأخذها باحضانه ويربت عليها لتتذكر والدها وتترحم عليه فى نفسها
خالد : مبروك ياحياة
حمزة وهو يتصنع التحذير : مدام حياة ياخالد
ليضحك خالد قائلا : الا انا من يوم ماعرفتها وانا بقوللها حياة ، تقوم لما تبقى اختى رسمى اقوللها يامدام ، النبى تخليك ف حالك
لتبتسم حياة وهى تنظر اليهم بامتنان وتستاذنهم قائلة : انا هروح اشوف شغلى ، بعد اذنكم
لتتجه للخارج وتتركهم وحدهم
خالد بعبث : يا اولاد بلدنا يوم الخميس هكتب كتابى وابقى عريس
ليضحك حمزة قائلا : النهاردة السبت يا اهبل مش الخميس
خالد : ماهى مش هتمشى مع القافية
حمزة : طب ياللا يا ابو قافية على شغلك واعمل حسابك هنمشى على البريك
خالد : تمام يامعلمى
ليتوقف خالد مرة اخرى ويلتفت لحمزة قائلا : بقوللك ياحمزة صحيح كنت هنسى
حمزة : خير
خالد : انت راجعت نواقص المادة الفعالة بتاعة الشهر ده
حمزة : لا لسه
خالد طب عاوزك تقارن مابينه ومابين اخر تلات شهور
حمزة باستغراب : اشمعنى
خالد : فى حد بيلعب ياحمزة ، والحد ده غالبا هيبقى فى المخازن ، خد بالك
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير
تم عقد القران مابين فرحة حمزة واحتفال خالد وتيه حياة فكانت تردد وراء المأذون وكأنها فى حلم لاتدرى اهو حلم ام واقع ولكنها تفاجئت بحمزة يضمها بين ذراعيه مقبلا اياها بجبهتها ويوجه لها عبارات التهنئة لتتساقط بعض العبرات من تحت غابات الزيتون ليمحيهم حمزى بابهاميه وهو يقول بهمس : اوعى تخافى طول مانتى معايا
لترفع حياة رأسها اليه تنظر بعينيه تبحث عن صدق كلماته اليها لترى شيئا لم تكن تتوقع ابدا ان تراه بعينى حمزة زيدان ، لقد وجدت لمعة حب بعينيه ، ولكن كيف ومتى فاسرعت تنفض رأسها وهى تحاول ان تقف على قدمبها وتسيطر على رعشة جسدها ، فسحبها حمزة بهدوؤ من يدها قائلا : شكرا يامولانا جزاكم الله كل خير ، انا هسيب معاك استاذ خالد يتفق معاك على كل حاجة ومش هوصيك على الانجاز والسرعة فى الاجراءات انا مستعجل عليهم عشان السفر ، ياللا السلام عليكم
واتجه بها حمزة الى سيارته لتسأله حياة بفضول : اومال هى رقية ماجتش معانا ليه وصممت تفضل فى الشقة
حمزة ضاحكا : عشان هتلم هدومك وحاجتك من الشقة هى و وردة وهيودوها على الفيلا
حياة بغضب مكبوت : بس حضرتك ماقولتليش ليه الكلام ده من قبل كتب الكتاب
ليستطيع حمزة قراءة افكارها وظنونها ليعبس وجهه قليلا ولكنه لم ينظر اليها وهو يجيبها بهدوؤ شديد : انا اتصرفت كده لانى المفروض دلوقتى جوزك وماينفعش ابقى موجود فى مكان ومراتى قاعدة فى شقة لوحدها فى مكان تانى بعيد عنى ومش تحت حمايتى ، وكمان انا ماقلتلكيش لانى افترضت انك هتفرحى انك هتعيشى وسطنا ، بس الظاهر انى كنت غلطان بس سامحينى ، لو انتى عاوزة تفضلى فى الشق
لتقاطعه حياة قائلة بهدوؤ وخجل : انا اسفة ، مش عاوزة حضرتك تفهمنى غلط ، انا بس بقيت اخاف من المفاجآت
ليوقف حمزة السيارة ثم نظر اليها ببعض الحنان : بكررهالك تانى ياحياة ، اوعى تخافى طول مانا جنبك ، يمكن تكونى دلوقتى لسه مش مصدقة او مش مستوعبة ، لكن صدقينى يوم عن التانى هتلاقى نفسك بتتاكدى من ده بنفسك
حياة بخجل : انا متشكرة ، متشكرة اوى على كل اللى بتعمله معايا
حمزة بابتسامة : نبطل بقى موضوع الشكر ده وانزلى
لتتلفت حياة حولها لتجد انهم يقفون امام البنك الذى يتعامل معه حمزة
حياة وهى تفتح بابها : هو حضرتك عندك شغل هنا
حمزة ضاحكا : ااه ، وبطلى حضرتك دى اللى على لسانك ، مافيش ست عاقلة تقول لجوزها حضرتك
حياة وهى تردد بهمس : جوزها
ليضحك حمزة مرة اخرى وهو يتجه اليها ويسحبها من كف يدها ويتجه الى مكتب مدير البنك ، الذى ما ان سمحت لهم السكرتيرة بالدخول اليه الا ان قام محييا حمزة بترحاب شديد ويدعوهم للجلوس
حمزة : ها ياطلعت بيه جهزتلى اللى طلبته منك
طلعت : كله جاهز رغم انى فكرتك غيرت رايك لما لقيتك اتاخرت
قالها طلعت وهو يعطى بعض المستندات لحمزة لكى يراجعها فاخذها منه حمزة ليراجعها وهو يقول اعذرنا على التأخير بس كان فيه مشوار مهم كان لازم يخلص الاول
طلعت : انت تشرف فى اى وقت ياحمزة بيه
لياخذ حمزة قلما من امام طلعت ويقوم بالتوقيع على المستندات ويقوم باعطائها لطلعت مرة اخرى ، ليعطيه طلعت بعض المستندات الاخرى ليراجعها ايضا ، ثم يوجهها الى حياة قائلا : امضى هنا ياحياة لو سمحتى
لتكاد حياة ان تسأله عن ماهية هذه المستندات ، ولكن نظرة تحذير من حمزة اوقف لسانها ووجدت نفسها تمد يدها لتاخذ المستندات لتوقيعها وهى تفتح عينيها باتساع عندما علمت مافيها وعندما وقع منها القلم من شدة ارتجاف يديها ، مال حمزة وناولها القلم مرة اخرى وهو يومئ لها ان توقع فى هدوء وعندما حاولت الاعتراض ، حذرها حمزة مرة اخرى بضغطة خفيفة من بده على كفها ، فقامت بالتوقيع وعند انتهائها قام مدير البنك باعطائها دفترا للشيكات وكارت فيزا وهو يردد : تؤمرنا ياحمزة بيه ونتمنى انك تشرفنا دايما لينهض حمزة ساحبا معه كف حياة وهو يردد : الشرف لينا ياطلعت بيه ، اشوف وشك بخير ، السلام عليكم
ليتجه الى الخارج عائدا الى سيارته وقام بفتح الباب لحياة واغلقه خلفها واتجه الى بابه وعندما جلس بجانبها نظر اليها ووجد الكثير من علامات الاستفهام على وجهها وهى تنظر له تنتظر توضيحه لما حدث
حمزة : ده مهرك ياحياة
حياة : مهرى ! مليون جنية مهر، ليه ده كله ، ثم انا ماطلبتش مهر ، بعدين احنا جوازنا مؤقت على ماترجع بنتك ، يبقى ليه ده كله
ليظهر الامتعاض على وجه حمزة وهو يضغط على نواجزه وهو يحاول الحفاظ على هدوءه وهو ينظر اليها و يقول : مين جاب سيرة ان جوازنا مؤقت ياحياة
لتنظر اليه حياة ببعض الغباء ولا تنبث ببنت شفة ومالبث ان زال الامتعاض من على وجهه وهو ينظر الى تعبيرات وجهها وبدأ فى الابتسام الذى تحول الى ضحكات شديدة متتالية حتى دمعت عيناه وهو يهز رأسه ذات اليمين وذات اليسار ، ثم اخيرا استطاع السيطرة على رباط جأشه ، فنظر اليها مبتسما وقال : ممكن ماتستعجليش وتسيبى كل حاجة لوقتها
لتومئ له برأسها وهى مازالت تحتفظ بنفس التعبيرات ، ليهز حمزة رأسه وهو يدير السيارة وينطلق بها دون حديث حتى يتوقف مرة اخرى امام احد المولات الكبرى فيقول بايجاز : ياللا انزلى
لتهبط وهى كالمنومة مغناطيسيا ، فتجده يمد يده لها لتعطيه كفها ببساطة وكانها تعودت على ذلك منذ زمن بعيد ، ويتجهوا الى الداخل ليدخل حمزة فرع من فروع احدى متاجر المجوهرات الشهيرة ليرحب به صاحب المتجر بحفاوة شديدة وهو يسأله عن حاله وعن حال رقية ، وكان رجلا ودودا فى اوخر الستينات يسمى امام وكان حمزة يدعوه بالعجوز
حمزة وهو يبادله الاحضان : ازيك يا عجوز ، وحشتنى
امام : وانت اكتر ياميزو ، انت فين يا ولد من زمان ماشفتكش ، مافيش غير العفريتة الصغيرة هى اللى بتطمن عليا ، تمرت فيها الرباية ، مش زى ناس
ليضحك حمزة عاليا وهو يقول : هو انت على طول معترض كده ، اما انك عجوز بصحيح ، هو انا مش كنت عندك الشهر اللى فات
اما : هو انت بتعد عليا زياراتك الكريمة كمان ، الله يرحم ، خلينا فى المهم ، ونظر الى حياة قائلا بود شديد : مش هتعرفنا على القمر اللى معاك ده
حمزة وهو يأخذ حياة تحت جناحه وهو يحذر امام تحذيرا عابثا : اوعى عينك ياعجوز دى مراتى
امام بضجة شديدة : اما انك خنزئور كبير ، اتجوزت امتى من غير ماتقوللى ، حتى القردة كانت عندى من تلات ايام وماقالتليش ، ايه مابقيتش مالى عين حد فيكم
لتنكمش حياة وتتوتر وهى تحت جناح حمزة لينظر لها حمزة بحنان وهى منكسة الرأس ، ثم ينظر لأمام بعتاب قائلا : عاجبك كده ، خضيتها وخوفتها
امام بنبرة اعتذار مرحة : مالكش دعوة بيها دى بنتى وعمرها ماتخاف منى ، هى بس لسه مااخدتش عليا ، بس انتى لو كنتى عرفتينى الاول كنتى اكيد اتجوزتينى انا وسيبتك من الحمزة ده ، هو اه حليوة وصغير بس انا اصبى منه ستين مرة
لتبتسم حياة ، وهى تحيى امام براسها : ازى حضرتك ، انا اتشرفت بمقابلتك
ليمد امام يده اليها ليحييها ولكنها تظل على حالها وهى تعتذر له بانها لا تسلم على رجال ، ليبتسم امام وهو يحتضن حمزة هامسا باذنه : عرفت تختار المرة دى ياولد ، عرفت تختار
ليربت حمزة على كتفه ثم يقول لحياة ، العجوز ده هو اللى فاضللنا من ريحة ماما الله يرحمها ، ابن عمها وكان صاحب ابويا اوى هو والاستاذ مراد
امام : بمناسبة مراد ، هتسافر له امتى
حمزة : هنوثق بس القسايم ونسافر على طول ان شاء الله ، وبعدين احنا هنقعد نرغى كتير واللا ايه ، ماتورينا حاجاتك الحلوة عشان العروسة تنقى شبكتها
امام : المحل وصاحب المحل وكل اللى فى المحل تحت امر القمر دى
حمزة : اسمها حياة ياعجوز
امام وهو يغمز بعينيه : حياة ، اما اسم حياة وهى فعلا حياة ، ثم يعدل من هندامه ويقف امامها قائلا : امام ،٦٧ سنة عازب واعول ، ماعندكيش اخت حلوة كدة زيك تتجوزنى وتونسنى
حياة ضاحكة : للاسف ياعمو امام ماعنديش
حمزة : بالذمة مش مكسوف من نفسك ، عاوز تتجوز وانت فى النكسة
امام : نكسة عشان ٦٧ ، طب وايه يعنى كلها ٦ سنين واعبر
ليضحكوا جميعا وامام يقودهم الى غرفة جانبية بعد ان اغلق باب المتجر بالمزلاج ، وقام بفتح خزنة ضخمة واخرج منها علب كثيرة لاطقم قمة فى الروعة والجمال ، وكان كل طاقم بهم يقدر بثروة ، لتنظر اليهم حياة بتيه ثم تنظر لحمزة بتساؤل ، ليشير لها ان تنتقى ماتريد شبكة لها
لكن حياة تنظر اليه قائلة : انا عاوزة اطلب منك طلب ممكن تلبيهولى
حمزة : ده اول طلب منك ويعتبر امر ،اطلبى ياحياة اوعى تنكسفى منى
حياة : انا مابحبش المجوهرات والحاجات الغالية دى ، انا بحب ابقى بسيطة عشان احس انى مش متكتفة
كانت تتحدث بهدوؤ وحمزة يتنقل بين غابات الزيتون وهو شارد بها حتى انتهت من حديثها وانتظرت رده وعندما وجدته شاردا وارادت ان تنبهه الى ماقالت ، نكزته برقة فى ذراعه قائلة : مستر حمزة حضرتك سمعتنى
لينفجر حمزة ضاحكا وهو يقول لها بهمس : مستر وحضرتك فى جملة واحدة ، ادعيلى ياحياة الله يباركلك
حياة : حاضر هدعيلك ، بس ادعيلك بايه
حمزة وهو يقترب من ائنها : ادعيلى ان ربنا يصبرنى عليكى
ثم ينظر لامام قائلا : بقولك ياعجوز
امام : يانعمين
حمزة : انا هسيبلك حياة تلفلف وتتفرج براحتها وهقعد برة اعمل كام تليفون
امام : براحتك ياحبيبى المحل محلك ، روح وسيبلى القمر دى نتفاهم مع بعض
حمزة : انا برة ها ، والباب مفتوح ، اى هكا كده ولا كده هسيب عليك رقية تفضخك
وخرج حمزة ليقوم بعمل بعض الاتصالات ، فاتصل برقية واخبرها بما حدث واطمئن على انها انجزت ماطلبه منها ، ثم اتصل بخالد ليعلم المستجدات واطمئن منه ايضا على انجاز كل ما طلب انجازه ، حتى وجد حياة تخرج من الباب وهى تمد يدها اليه لتريه خاتم اقل مايقال عنه انه غاية فى الرقة والرقى معا ، كان عبارة عن عش طيور صغير بداخله عصفورة ترقد على بيضها ، لم يكن الخاتم ضخما ، بل كان صغيرا ومجسماته دقيقة ، ولكنه يخطف العين ، وعلى قدر انبهار حمزة به الا انه كان منبهرا اكثر بحياة وتذكر كل المرات التى اتت فيها كبت الى امام وكانت تتفنن فى اختيار اغلى المجوهرات واكبرها ، ولكنه قال لحياة : حلو اوى ورقيق بس ده ايه
حياة : شبكتى
حمزة : طب فين الدبلة
حياة : مش عارفة اسأل عمو امام
واثناء قولها كان امام فى اتجاهه اليهم قائلا : ما اروعه زوقك ياحياة ، انتى عارفة انى لما جالى الخاتم ده وشفته وقعت فى غرامه لدرجة انى ماعرضتوش لحد من ساعة ماجه ، كنت حاسس انه لحد معين انا لسه ماعرفوش واهو جه الحد ده مبروك عليكى يابنتى
حياة برقة : الله يبارك فى حضرتك
حمزة : عاوزين الدبل بقى ياعمنا ، واديك عرفت ذوق حياة ، وهاتلى الفضة
امام : لا ، انا مش هجيب دبل ، انا هجيب دبلة واحدة ، ليفتح دولاب اخر بالحائط ويبحث عن شئ ما حتى وجد ضالته فاعطاها لحياة التى شهقت من روعة مارأت ، فقد اعطاها دبلة عريضة قد تبدو انها ملساء ولكنها عندما دققت النظر وجدت ان بها رسوما عبارة عن طيور تطعم صغارها وهى ترفرف بأجنحتها ، فنظرت بامتنان لامام ثم وضعتها بيدها وهى تنظر لها بحب ثم التفتت لحمزة لتريه اياها وهى بيدها
حمزة : اقلعيها كده
لتخلعها من اصبعها وتعطيه اياها ليتأملها ، ثم بمد يده ليجلب كفها ويلبسها اياها يليها خاتمها الذى اختارته ، ثم يجذب كفها اليه وينحنى برأسه ليقبله قبلة عميقة ارجفت جسدها وجعلت وجنتيها تكادا ان تنفجرا من الدماء التى اشعلتها ، لينظر اليها حمزة بعيون لامعة ، ويقرر ان يرحمها من خجلها فيطلب دبلته من امام وهو يهمس له بشئ ما ، فيأخذه امام الى الداخل مرة اخرى ليغيبا بصعة دقائق ليعود حمزة وهو يحمل حقيبة بيده وبيده الاخرى دبلة فضية ويعطيها الى حياة وهو يبتسم لها قائلا وهو يمد اليها كف يده ويفرد اصابعه : اظن عليكى ليا دين
لتفهم عليه حياة وتقوم بالباسه اياها ثم نكست رأسها خجلا فقام بتقبيل رأسها قائلا مبروك علينا
ليعلو صوت هاتف حمزة ليجدها رقية ليقوم بالرد عليها
حمزة : ايه ياقردة ، عاوزة ايه
…
حمزة وهو يضحك بشدة : بسرعة كده ، ماشاء الله
ّ…
حمزة : ولا حاجة ياحبيبتى : اهلا وسهلا ، يشرفوا ، بس زى ما اتفقنا ، احنا لسه واصلين النهاردة وهنتعشى برة ، تمام
…
حمزة : ماشى ياحبيبتى خدى بالك من نفسك ولو جد جديد بلغينى على طول ، سلام
ليلتفت الى امام ويشكره وتحييه حياة هى الاخرى ويتجهوا الى الخارج
وعندما جلسوا بالسيارة شكرته حياة على كل شئ ، ولكن حمزة ابتسم لها وهو يقول بأسى : كان نفسى حياتنا تبتدى بكل حاجة حلوة بس للاسف الحلو مابيكملش
حياة بتوجس : خير ، حصل حاجة واللا ايه ومالها رقية
حمزة وهو يدعى الاحباط الشديد : رقية ! ياحبيبتى يارقية ، ماتستاهلش كده ابدا
حياة بخوف : مالها رقية طمنى
حمزة عابثا : هتستقبل عاصفة الصحراء وهيروشيما لوحدها.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
حياة بفضول : عاصفة الصحراء وهيروشيما ! دى شفرة صح
ليضحك حمزة ملئ شدقية وهو يقول بصوت عالى : اهلا بيكى فى المنظمة السرية ياحياة
لتشعر حياة بأنها لاتفهم شيئا مما يقول فتدير وجهها الى الطريق فى صمت يلاحظه حمزة فيقول : عمتى ثريا ونورا بنتها احنا مسمينهم كده عشان لما بييجوا عندنا بيدوكى احساس ان البيت متلغم وان فى حرب جواسيس بتدور فى البيت ، والاقى اللى بيتجسس عليا وانا بتكلم فى التليفون ، وساعات وانا بشتغل ، ولو امكن وانا نايم
حياة : طب وليه كل ده ، يمكن من خوفهم عليكم
حمزة بسخرية : بصى ياحياة عشان تبقى فاهمة كل حاجة من الاول ،عمتى ثريا دى مابيهمهاش غير الفلوس وبس ، ورغم ان كان ليها ورث كبير من جدى ، ده غير اللى سابهولهم جوزها الله يرحمه الا انها ضيعت كل حاجة على المظاهر والفشخرة الكدابة ، لولا ابويا الله يرحمه وانه كان ساندهم كان وضعهم اختلف من زمان ، ودلوقتى انا بعمل معاهم كل اللى كان ابويا بيعمله احتراما لصلة الرحم ، بس هم طماعين ومابيشبعوش ، لو طالوا ياكلوا الفلوس كانوا اكلوها وبرضة مش هيشبعوا
حياة : ربنا يجازيك خير ، بس ليه هتسيب رقية تستقبلهم لوحدها
حمزة : لانهم على وصول للفيلا ، والنهاردة اليوم ده بتاعك ، هنروح نشترى شوية حاجات وبعدين هنتعشى مع بعض برة وبعدين نروح ، وادعى ربنا لما نروح مانشفش حد فيهم
ليصمت قليلا ثم يقول : حياة ، انا عاوز اطلب منك حاجة
حياة : اتفضل
حمزة : مش عاوزك تدى ودنك لاى حد يقوللك اى حاجة ممكن تعكر صفوحياتنا سوا ، يوم ماتسمعى حاجة ممكن تزعلك منى تعالى اسالينى وانا بوعدك من دلوقتى انى عمرى ماهكدب عليكى وانا كمان هعمل كده معاكى ……….اتفقنا
لتومئ حياة رأسها علامة الموافقة وهى تشعر بانها فى دنيا اخرى وعالم اخر ، فهى تكاد تشعر بالاغماء من قوة ماحدث فى يومها ، ومما قاله حمزة والذى لم يكن فى حسبانها ابدا ، ويأخذها حمزة ليشترى لها العديد من الهدايا والاغراض ليضعهم فى سيارته ويتجهوا بعد ذلك لتناول العشاء فى احد الاماكن الراقية التى تتميز بالخصوصية لروادها ، وبعد ان طلبوا الطعام جلسوا فى صمت لعدة دقائق كانت فيهم حياة شاردة فيما حدث وفيما سمعت وفيماهو آت وهى لاتدرى كيفية معيشتهم سويا لتشعر بالتيه ،ولكن عندما يتحدث حمزة تنسى كل ذلك وتندمج فى الحديث والضحك معه ، وعندما يصمت تعود لصومعة تيهها وارتباكها ، اما حمزة فكان يجلس فى صمت يراقب جميع سكناتها وحركة غابات الزيتون الذى بات لايستطيع التوقف عن مراقبتها ، يتمنى ان يدخل الى رأسها ، بداخل هذا الوجه الملائكى الذى يضيف اليه حجابها نورا وجاذبية ، ليتذكر كل السنوات الماضية عندما كان يجبر نفسه على عدم النظر اليها اثناء تعاملهم اليومى حتى لا يصدر عنه اى تصرف قد يجعلها تشك فى نواياه او اخلاقه ، لكنه اليوم يمتلك كل الحق فى تأملها والتمتع بالنظر بل والتيه فى غاباتها دون رهبة او خوف ، ليقطع صمتهم النادل وهو يصف امامهم اطباق الطعام ليبدأوا فى تناول الطعام بشراهة شديدة فقد اكتشفوا شدة جوعهم ، فهم لم يتناولوا الغداء ، وقد بذلوا مجهودا كبيرا طوال اليوم
حمزة : احنا ازاى مااخدناش بالنا اننا ما اتغدناش
حياة بحياء : انشغلنا بالحاجات اللى كنا بنجيبها ، بس انا كنت هموت من الجوع ، الحمدلله
حمزة : حياة ….اوعى فى مرة تحسى انك جعانة وانتى معايا وتنكسفى تقوليلى
حياة بخفوت : حاضر
حمزة : تعبتى
حياة : اوى
حمزة : تحبى نمشى دلوقتى
حياة : لو ما يضايقكش
ليبتسم حمزة وينادى على النادل طالبا الشيك لينهى دفع الحساب ثم ينهض واقفا مادا كف يده البها لتجيب ندائه ليتجهوا سويا الى الخارج متشابكى الايدى
ليصلوا الى الفيلا وكانت الساعة الحادية عشر وكان الهدوؤ يعم المكان ، ليصف حمزة السيارة ولكن قبل هبوطهم منها يلتفت لحياة قائلا : مش عاوز عمتى ولا نورا يعرفوا اى حاجة عن بنتى ولا عن طريقة جوازنا ، المفروض اننا كنا فى شرم بنقضى اسبوع عسل ، وماتديهومش فرصة يضايقوكى ، انتى صاحبة المكان وهم ضيوف عندك ولازم تعوديهم انهم يحترموكى ، ماشى ياحياة
حياة : مش عارفة …. انا خايفة
حمزة : اوعى تخافى وانا جنبك ، انزلى انتى وانا هجيب الحاجات دى واحصلك
حياة : طب اشيل معاك
حمزة : لا ياحبيبتى تسلمى انا هشيل كل حاجة
حبيبتى ! لقد قال لها حبيبتى ! بكل بساطة ، وكأنه يقولها منذ زمن طويل ، هى تحترمه وتشعر نحوه بالامتنان ولكنها تشعر بالرعب ، فهى لاتدرك كيف حدث كل ذلك ، كانت تظن انها زيجة مؤقته لتساعده على استرداد ابنته ، ولكنه فاجأها بأنه يريدها دوما ، وابدا ، لم يكن فى حسبانها ان تنتقل معه الى بيته ، هل سيطالبها بحقوقه الزوجية ، هل سيقدر ماهى فيه ويترك لها الاختيار
يا الله ، لاتدرى كيف التصرف ، تعلم انه يكبلها بمعروفه معها ، وهى تخشى ان يغضب منها ، تخاف ان يتخلى عنها مرة اخرى ، قلبها ملئ بالحزن ، فهى لم تنسى غدر عادل بعد ، انها لم تعد تحبه ، فقد انتهى حبه لها تدريجيا منذ خرجت للعالم الخارجى ، منذ بدأت ان تعى مقدار استغلاله لها هو ووالدته ، اجل ….كانت تشعر احيانا بانه مغلوب على امره ، ولكنها قتلت كل ما بقى له عندها من احترام عندما طالتها يد امه وهو يقف فى صفوف المشاهدين لا يملك سوى تنكيس رأسه ونظرة اعتذار منكسرة ، لقد ضاقت ذرعا به منذ زمن ، وها هى تحررت اخيرا بعدما قررت والدته ان تشردها بلا مأوى او مال او حتى كرامة
حمزة وهو يلكزها فى كتفها ليفيقها من شرودها : حياة ….مش وقت سرحان ...انا معاكى ماتخافيش ياللا امسكى المفاتيح من ايدى وافتحى الباب
لتفتح حياة الباب لتتيح له المجال للدخول بكل مايحمله من اشياء كثيرة ثم تغلقه ورائهم بهدوؤ ليشير لها حمزة ان تتبعه بهدوؤ وعندما وصلوا الى بداية الدرج المؤدى الى غرف النوم تفاجئوا بمن يتحدث اليهم
نورا بغنج وهى تتجه اليه محاولة احتضانه وتقبيله : ميزو حبيبى وحشتنى موت
حمزة وهو يبعدها بما يحمله فى يده : اهلا يانورا حمدلله على السلامة ، مش قولت كذا مرة قبل كده بلاش نظام الاحضان والبوس ده
نورا وهى تنظر بجانب عينيها الى حياة : اصلك وحشتنى اوى ياحبيبى ماتتصورش ازاى
حمزة بسخرية : لأ متصور ماتقلقيش
لتنظر نورا الى حياة بسخرية قائلة : ايه ده ….حياة ….. ازيك ، ايه .. عندكم لسه شغل هتخلصوه فى اوضة النوم
لتبهت حياة مما سمعته وصمتت وهى تزدرد لعابها وتنظر لحمزة الئى اتجه الى احد المقاعد ليضع عليها مايحمله ثم عاد الى حياة لياخذها تحت جناحه وهو ينظر الى نورا بازدراء : الشغل اللى بيتم فى اوض النوم ده يعرفوا ناس تانية ، اعتذرى حالا
لتبهت نورا وهى تشهق قائلة : انت عاوزنى انا اعتذر للسكرتيرة بتاعتك
حمزة بغضب : نورا ….الزمى حدودك ، مش هنضحك على بعض ، انتم جايين وانتم عارفين كويس ان حياة بقت مراتى ، ومش هسمح لاى مخلوق مهما كانت صلته بيا انه يهين مراتى فى بيتها
نورا بانفعال : بيتها ده ايه ، ده بيت خالو
حمزة : وبقى بيتها ، وكلنا ضيوف عندها واولهم انتى ، فيا تحترميها ياتشوفيلك مكان تانى تروحيه ، ثم بصوت عالى به الكثير من الغضب : قلتلك اعتذرى
ليأتيهم صوت من ورائهم : اعتذرى يانورا ، ماتزعليش ابن خالك مهما كان مالكمش غير بعض
لتنظر نورا الى والدتها التى اومأت لها برأسها لتقول بغضب : أسفة ، ثم تتركهم وتتجه الى باب المنزل
حمزة : على فين
نورا وهى تعطيه ظهرها : هقابل صحابى
حمزة بهدوؤ : مافيش خروج من البيت بعد كده ولا تأخير عن الساعة ٨ طول مانتم هنا ... لما تبقى فى بيتكم ابقى اعملى اللى انتى عاوزاه
نورا بغضب : يعنى ايه بقى الكلام ده
ثريا بهدوؤ شديد : يعنى ابن خالك خايف عليكى وبينصحك ، طول عمره قلبه عليكى وعلى مصلحتك بلاش تعانديه انتى زى عادتك عشان مايرجعش يزعل منك
لتنفخ نورا اوداجها وتتجه الى الدرح صاعدة الى غرفتها فى غضب ، ليلتفت حمزة الى ثريا محييا اياها : حمدلله على السلامة ياعمتى
ثريا بابتسامة تخفى ورائها حقدا ونارا : الله يسلمك ياحبيبى ، الف مبروك ولو انى زعلانه منك
حمزة باستهزاء خفى : ليه كفى الله الشر
ثريا بمكر وهى تنظر الى حياة التى تقف فى صمت : كل مرة تتجوز فيها لا بتقول ولا بتشاور
حمزة : متهيألى واحد داخل على الاربعين ياعمتى مش محتاج وصى ….انا كبرت كفاية الحمدلله
ثريا بشر وهى تعود للاعلى : طيب ياحبيبى مبروك ، بس ماتنساش تبقى تحرص على حاجتك لايحصللك زى المرة اللى فاتت
حمزة بهدوؤ : لا ماتقلقيش ياعمتى المرة دى غير المرة اللى فاتت
ثريا دون ان تستدير وتكمل صعودها: طيب ….. بكرة نشوف
ليلتفت حمزة الى حياة ليجدها تكاد تغيب عن الوعى ليسرع اليها ويأخذها بين احضانه ويسندها الى اقرب مقعد ويدلك يديها قائلا : حياة ….. انتى كويسة
حياة بضعف : انا بس خفت شوية ، ماكنتش فاكرة انها هتبقى بالشكل ده ليضحك حمزة وهو يهمس لها وينظر بطرف خفى ليرى عمته تراقبهم من الاعلى : لا دى مجرد البداية وياللا ياحبيبتى على فوق احسن ثريا بتراقبنا ، وقبل ان ترفع رأسها لتتاكد مما يقول سبقها حمزة وامسك رأسها يقبله وهو يهمس : اوعى تعرفيها اننا شايفنها ، وياللا هتقدرى تطلعى واللا اشيلك
حياة بسرعة وهى تحاول النهوض من بين يديه والابتعاد عن احضانه التى تربكها : لا هقدر
بس خليك قدامى عشان تعرفنى الطريق
حمزة بعبث : طب مااشيلك …..والله ماتخافى مش هوقعك
لتنظر له بانشداه قائلة : هعرف ...هعرف ...خليك قدامى لو سمحت
ليضحك حمزة ويتجه لحمل اشيائهم مرة اخرى قائلا : ياللا ياحبيبتى
ليتحه الى الاعلى ليلمح ثريا تهرب الى غرفتها لتقف تراقبهم من وراء شق الباب ، ليتجه حمزة الى غرفه شبيهه بالجناح ليفتحها ويدخل اليها ويدعو حياة للدخول ثم يغلق الباب ، لتلتفت حياة اليه تسأله بعينيها عما ينتويه وهى تدير عينيها بالغرفة لتجد انها بالنظام العربى لا يوجد بها الا شاشة كبيرة والارض تملأها الوسائد المزركشة التى تضفى جو من البهجة على النفس ، ليسحبها من يدها الى غرفة داخلية وهو يطمئنها بضغطة على كف يدها ، لتفاجئ بغرفة واسعة بها فراش عريض واريكة ضخمة ومقعدين وتلفاز ومبرد صغير
وكان كل شئ يبدو جديدا لامعا برقى ، وبالغرفة باب أخر غير الذى دخلوا منه خمنت انه الحمام ، فظلت تنظر اليه تنتظر توضيحا لكل ماحدث وكل ماهو آت
حمزة : انا بقول تاخدى شاور وتنامى ونتكلم الصبح براحتنا ...ايه رأيك
لتجد حياة فى حديثه ملاذا لها من افكارها التى تكاد تلتهمها فتقول وهى تتلفت حولها : هى هدومى فين
حمزة : انا اسف سحبتك على هنا بس عشان ماحدش يسمعنا ونبقى بعيد عن القمر الصناعى
بصى ياستى ، دى اوضة النوم ، انتى هتنامى هنا وهو يشير الى الفراش ، وانا هنام هنا وهو يشير الى الاريكة ويتجه اليها ليقوم بالضغط على ذراعها لتتحول هى الاخرى لفراش ليس بالصغير ولا الضخم ولكنه يكاد يكون فى حجم فراشها مع عادل ،،،، مالها ومال عادل الان لتعاود الانتباه الى حمزة مرة اخرى وهو يقول : تعالى ، ليخرج مرة اخرى الى الغرفة الخارجية لتجد بها بابان اخران اتجه حمزة الى احدهما ليفتحه ويقول لها : ده حمام اضافى غير اللى جوة ، ثم يتجه الى الباب الاخر وهو يقول : و دى ياستى اوضة اللبس فيها كل حاجتك …..وحاجتى.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
فى غرفة حمزة ، عندما انتهى من حمامه بالحمام الخارجى وارتدى ملابس النوم واتجه الى الغرفة الداخلية وقام بالطرق على الباب ليسمع صوتها هادئا سامحة له بالدخول ، ليجدها ترتدى اسدال الصلاة وتقف حائرة فى مكانها
حمزة : مالك
حياة : عاوزة اصلى ومش عارفة اتجاه القبلة زى اوضة رقية واللا لا ، ليتناول من يدها سجادة الصلاة ويقوم بفردها باتجاه القبلة وهو يسألها هتصلى ايه
حياة : استغفر الله العظيم ربنا يسامحنى ضاعت عليا العصر والمغرب ده غير العشاء
حمزة : استغفر الله العظيم ، وانا كمان ، بصى … صلى العصر والمغرب وانا كمان هصليهم وبعدين نصلى العشاء جماعة
لتنظر له حياة بتأمل وهى تراه بملابس النوم وتراه يتجه لبجلب سجادة اخرى ويقوم بفردها امامها وقبل ان يبدأ صلاته التفت لها قائلا : ياللا صلى على طول وبلاش سرحان
ليبدأوا صلاتهم الفائته ثم يقيم لصلاة العشاء وبعد ان انتهوا ، التفت اليها حمزة قائلا وهو ينظر بعينيها : حياة ، عاوز نصلى ركعتين سنة الجواز سوا ، ايه رأيك
حياة دون ان تشعر وقفت لتتهيأ لصلا ة جديدة : ياللا
لينظر لها حمزة مبتسما بسعادة ويقوم مسرعا ليشرع فى الصلاة ، وبعد انتهائهم وضع حمزة كفه على رأسها واخذ يدعو فى سريرته دعاءا طويلا طويلا ، لا تعلم بماذا يدعو ولكنها انتظرته حتى انتهى وهو يبتسم لها قائلا قومى ياحبيبتى ياللا عشان تنامى انتى تعبتى اوى النهاردة
حياة بخجل : ممكن اسالك انت دعيت بإيه
حمزة وهو ناظرا بعينيها : دعيتلك بحاجات كتير حلوة ، ودعيت ربنا يحققلى اللى بتمناه ، ودعيت الدعاء النبوى ، ثم صمت برهه ليعاود حديثه : ودعيت ان ييجى اليوم اللى اقدر اقوللك فيه على كل حاجة ، ادعيلى ياحياة
حياة : ربنا بحققلك كل ما تتمنى ، ويجعللك فيه الخير
حمزة ،: تعرفى ان الدعوة دى كانت دايما ماما تدعيها لابويا
لتقول حياة بفضول : هو انت ليه دايما بتقول ماما وبتقول ابويا ، حاسة ان فيها تناقض مع بعضهم
ليضحك حمزة بهدوؤ : ماما كانت ست رقيقة جدا ، وراقية ومثقفة جدا ، لابعد مما تتصورى ، ماينفعش يتقاللها ابدا غير ماما ، يبقى اجحاف لرقتها ورقيها ، كنت دايما بقول انها لا يمكن تتكرر ، …. تعرفى ان فيكى كتير منها
حياة بخجل : ده شرف كبير ليا ، طب وابويا
حمزة بشرود : بحس فيها بالتملك ، كنت دايما فخور وانا بقول ابويا ، الراجل ده بتاعى انا ، ابويا انا مش حد تانى ، ليلتفت اليها مكملا : تعرفى انى كنت بندهله بيها ، كنت بقوله يا ابويا وكنت دايما بشوف فرحة عينه وهو بيسمعها منى ، لانه كان حاسس بالمعنى اللى بقصده بيها كل مااقولها
حياة : ربنا يرحمه
حمزة : يارب ، وياللا عشان ننام لينهض وهو يطوى سجادته ويمد لها يده ليساعدها على الوقوف ، وهى تكاد تتعثر فى اسدالها
حمزة : ياللا غيرى هدومك ونامى
حياة : مانا غيرت
حمزة : انتى هتنامى بالاسدال
حياة بخجل شديد : ايوة
حمزة : حياة …. مش محتاجة انى افكرك انى بقيت جوزك ، واننا هنفضل مع بعض على طول فى الاوضة دى ، ايه ، هتتنك متكتفة كده طول عمرك
حياة بذهول وخفوت : طول عمرى
حمزة ببعض الحزم : ياللا ياحياة ، غيرى هدومك ونامى ، تصبحى على خير ، واتجه الى الاريكة يعدل من فراشها ليتوسدها مغمضا عينيه
حياة : وانت من اهله ، لتقف فى مكانها بلا حراك لدقيقة ثم تتجه الى ركن الغرفة لتخلع عنها اسدالها وتتجه الى الفراش
وكان حمزة يراقبها من تحت اهدابه وهو يقول : لو سمحتى ياحياة لما تطفى النور خلى اباجورة قايدة عشان الاوضة ماتبقاش ضلمة
حياة : حاضر ، وتفعل ما قاله حمزة
وكان يريد الغرفة مضاءة لكى يستطيع تأملها بعد ان خلعت اسدالها ، يال روعة جمالها ، عنما انسدلت جديلة شعرها البنى الطويل ، فكانت تضمه فى جديلة طويلة كانت تلفها حول راسها وعندما حررتها تخطت ظهرها ، كم يتمنى ان يقوم بتحرير شعرها من هذه الجديلة ، كم يتمنى ان يشتم عبيره ، ويتوسده نائما للصباح ، لم تمر دقائق قليلة حتى شعر بها غابت فى نومها فاعتدل جالسا واخذ يراقبها كثيرا ، ثم قام مرة اخرى وفرد سجادة صلاته واخذ يصلى شكرا لله على ما رزقه اياه دون حساب ، وعاد لينام وهو مازال يراقبها حتى غلبه النوم
فى الصباح تستيقظ حياة فى موعدها لتجد حمزة مازال نائما منتظم الانفاس ، ولكن فجأة وجدته يبتسم وتتسارع انفاسه وماهى الا دقيقة واحدة حتى عاد كما كان ، فاسرعت الى الحمام وخرجت لترتدى ثياب العمل ثم عادت اليه لتجده مازال نائما وكانت تملؤها الحيرة ولاتدرى السبيل الى ايقاظه فقد اوشكوا على التأخر ثم قررت ان تنادى عليه بصوت عالى
حياة : مستر ، يامستر حمزة ، مستر حمزة ، لتمد يدها لتوكزه فى كتفه وهى مازالت تناديه : مستر حمزة ، هنتأخر على الشركة
ليتململ حمزة فى مكانه ويفتح عينيه ليجدها تقف فى مكانها وهى مرتدية لثياب العمل ، ليبتسم قائلا : صباح الخير
حياة : صباح الخير ، ياللا هنتأخر
حمزة : حاضر هاخد شاور واجهز حالا
حياة : تحب اسبقك على تحت
حمزة مسرعا : لأ اوعى ،دول ماهيصدقوا يستفردوا بيكى ، استنى اما ننزل سوا
وعندما انتهى حمزة من ارتداء ملابسه نظر لها وهو يمد اليها كفه : ياللا
لتمد هى الاخرى كفها لتتشابك اصابعهم ويتجها الى الاسفل ، ليجدا الجميع على مائدة الافطار يتناولون طعامهم عدا رقية التى تنتظرهما
ليتبادلا تحية الصباح ، ويتجه الى مقعده ساحبا رقية معه وكانت نورا وثريا تجلسان متقابلتين بجوار مقعد حمزة بحيث لا تستطيع حياة الجلوس بجواره ، وتبادل حمزة النظرات مع رقية التى تنتظر رد فعله ، فاتجه حمزة بهدوؤ الى مقعده واجلس عليه رقية ثم اتجه وسحب مقعدا وعاد به ليجلس بجوارها وهو يبتسم بخبث لتنظر اليه رقية وهى تكتم ضحكتها وعندما التقت عيناها مع حمزة ، انفجر الاثنان فى الضحك، وظل الباقى يراقبهم مابين حيرة وكيد وغيظ ، حتى هدأت ضحكاتهم ، فقال حمزة : ماتأخذوناش ياجماعة اصلى كنت متراهن مع رقية انى لما اتجوز الانسانة اللى بحبها هخليها تقعد معايا على السفرة واحنا لازقين فى بعض ، وهى قالتلى انى هنسى ومش هعمل كده ، بس انا اللى كسبت ، ثم وهو ينظر بدعابه لأخته : مش كده ياقردة
رقية ضاحكة: كده يانمس
ليلتفت الى حياة التى تكاد تختفى من الخجل وهو يضع الطعام فى فمها وهى لا تستطيع ابتلاعه من العيون المحدقة بهما ، حتى اسعفتها رقية وهى تقول : خف يا اسطى ، فى معاك سناجل واللى بتعمله ده مش كويس ابدا على صحتنا النفسية
ليضحك حمزة لها وهو يقول : انا بدربك عشان لو ماعملش معاكى كده ترجعيلى
رقية وهى تتآكل خجلا : هو مين ده
حمزة : اللى ربنا هيرزقه بيكى ياقلبى ، اوعى تقبلى بأقل من كده
وعندما اكمل تناول طعامه : ها ياحياتى تشربى الشاى هنا واللا فى المكتب
وقبل ان تجيب حياة ، كانت ثريا تقول مندفعة : ماشوية شوية ياحمزة ، ايه الدلع الماسخ ده ، هى مش ليها اسم تندهلها بيه قدام الناس ، وتبقى تعمل اللى انت عاوزه فى اوضتكم
لتدرج اوداج حياة بالاحمرار فى حين ان حمزة يرد على عمته بكل هدوؤ : هى اسمها حياة وتبقى مراتى انا حمزة زيدان ، تبقى حياتى انا وبس حياة حمزة وبس
لتنهض رقية وهى تحاول فض الاشتباك : طب تعالى معايا ياحياة حمزة اما نعمل الشاى
وقبل ان تئهض معها حياة ، يجذبها حمزة من يدها ويهمس لها : لو عندك باسبور هاتيه معاكى
حياة : ااه عندى ، هطلع اجيبه واجى على طول وخلى الشاى فى المكتب والنبى خلينا نمشى
حمزة ضاحكا : ماشى
لتذهب حياة الى الاعلى لتناديها رقية وهى تنظر الى عمتها بكيد : على فين ياحياة حمزة ، مش هتيجى نعمل الشاى ، لتلتفت اليها حياة فى غيظ وهى تشير لها بيدها على رقبتها علامة الموت
ليتبادل حمزة ورقية الضحك كلما نظرا الى وجه ثريا وابنتها وهما تشتعلان غيظا ، حتى عادت حياة وهى تقول : ياللا بينا يامستر حمزة
حمزة وهو يتدارك الموقف : ياللا يامدام حياة
لتذهب رقية ورائهم وهى تقول : اخص عليكم سيبتوهم عليا امبارح وسايبنى ليهم تانى النهاردة
حمزة : اول ماتدخلى اطلعى على اوضتى اقفليها بالمفتاح وخليه معاكى على مانرجع احسن نسيت والبسى وتعاليلنا ع الشركة لو تحبى
رقية وهى تسرع الى الداخل : قشطة ، هتلاقونى فى ديلكم على طول
فى الشركة ، تجلس رقية لتتابع على الشبكة العنكبوتية بعض اخبار الاسهم وموقف الشركات الاخرى لتتسمر فجأة فى مكانها وهى تتابع خبرا على النت يخص زواجها من حمزة ليرتعد جسدها وتدمع عيناها ، لتتجه الى مكتب حمزة وتدق عليه حتى اذن لها ، لتدخل اليه مندفعة وهى تبكى قائلة : مش انا ، والله العظيم ماانا ، والله ماعملت كده ابدا
حمزة مفزوعا : فى ايه ياحياة ايه اللى حصل وابه هو ده اللى انتى ماعملتيهوش فهمينى
حياة وهى تقع مغشى عليها : النت عليه خبر جوازنا
لتسقط بين ذراعيه ليتلقفها محتضنا اياها وهو يشعر بجسدها المثلج المتشنج ، ويضعها على الاريكة ، ثم يعود لمكتبه ليأتى بقنينة عطر من احد ادراجه ويحاول افاقتها حتى عادت الى وعيها ولكنها لاتزال تبكى وترتعد ، وتردد انها ليست الفاعلة ، ليضمها حمزة الى صدره لاول مرة وهو يشتم عبيرها بانتشاء قائلا : عارف ياحياة ، عارف ان مش انتى
لترفع رأسها اليه متساءلة ، ليقول لها حمزة : انا عارف مين اللى نشر الخبر.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
تنظر حياة الى حمزة بذهول وهى تقول : عارف مين اللى نشر الكلام ده
حمزة : ايوة طبعا ، والخبر منشور من امبارح من ساعة ماكتبنا الكتاب
حياة : مين
حمزة : خالد هو اللى نشره
حياة وهى تحاول الاعتدال : ايه ، طب ليه ، مش ممكن خالد يعمل كده ،طب هيستفيد ايه من الى عمله ده
حمزة : بصى ياحبيبتى ، لازم تفهمى ان سمعتك ومصلحتك يهمونى فى المقام الاول ، تفتكرى انك لما تعيشى معايا فى بيتى من غير ما الناس تعرف بجوازنا سمعتك مش هتتضر ، او لما نيجى الشركة ونروح كل يوم مع بعض بعد ما كل الشركة عرفت بطلاقك سمعتك مش هتتضر ، او لما نسافر سوا امريكا من غير مايعرفوا انك مراتى وحلالى سمعتك مش هتنضر، تفتكرى انى ممكن اسمح بده
حياة : يعنى ايه مش فاهمة
حمزة : يعنى انا اللى خليت خالد يعمل كده ، احنا اتجوزنا عند المأذون وماعملناش حفلة ولا فرح ، والجواز اشهار ، فكان لازم الناس كلها تعرف انك بقيتى مراتى على سنة الله ورسوله عشان نقطع السكة على اى حد يحاول يمسك او يمسنى باى كلمة ، على غرار … واجتنبوا مواضع الشبهات
حياة وهى تجفف دموعها : طب ليه ماقلتليش
حمزة : كنتى هتخافى وهتحسبيها بقانون تانى ، كده افضل ياحياة صدقينى
حياة : ايوة بس الناس هتقول انى اتطلقت من هنا واتجوزت من هنا
حمزة : الناس كده كده هيتكلموا ، واحنا لا عملنا حاجة عيب ولا حرام ، يبقى ليه نقعد فى الضلمة ، واحنا النور بين ايدينا ، وبعدين انا مش قلتلك اوعى تخافى وانا معاكى
حياة : انا مش عارفة اقوللك ايه ، بس انا ماحسبتهاش كده ، انا متشكرة اوى يامستر حمزة
ليقول حمزة وهو يشد فى شعره بمرح : حمزة بس ياحياة ارجوكى ، مافيش ست فى الدنيا بتقول لجوزها يامستر ، الصبح قدرت اقلبها بتهريج قدام عمتى ، لكن مش دايما هقدر اعمل كده
حياة وهى تحنى رأسها : اعذرنى بس مش سهلة
حمزة وهو يرفع راسها باصابعه ويغرق فى غابات الزيتون : ولا صعبة ولا حاجة ، قولى ورايا حمزة ، لتصمت حياة وجلا ، وهى تضم شفتيها بتمرد لتتحول شفتيها الى عنقود من العنب فى موسم حصاده ينتظر القطاف ، ليقترب منها حمزة ويعيدها بصوت هامس اجش : قولى ياحياة
قولى ……. حمزة ، لتنطق حياة اسمه بهمس ، ليبتسم حمزة قائلا : كمان مرة عشان تحفظى
لتعيدها حياة وهو يغوص بين عينيها وشفتيها ، وماكادت ان تكرر اسمه ، حتى وجدته يلتقط شفتيها بشفتيه بقبلة رقيقة مليئة بحب كبير ، ثم نظر لعينيها ليجدها مغمضة العين غائبة فى عالم آخر ليناديها بهمس : حياة
لتجيبه بهمهمة تكاد تكون مسموعة ليضحك حمزة وهو يصمها بين ضلوعه وهو يسألها : دعيتيلى زى ما طلبت منك
لترفع عينيها اليه وهى تومئ برأسها ايجابا
حمزة : دعيتيلى بايه وامتى
حياة بخفوت : ان ربنا ينولك اللى فى بالك وبجعللك فيه كل خير
حمزة : امتى اخرمرة
حياة : بعد صلاة الفجر
حمزة باستغراب : انتى صليتى الفجر حاضر ! لتومئ برأسها علامة الايجاب فيعاتبها قائلا : طب وليه ماصحيتينيش نصليه سوا
حياة بخجل : انا لسه مااعرفش عوايدك
حمزة بعبث : تعرفى ، الظاهر ان دعوتك مستجابة
حياة بمنتهى التلقائية : الحمدلله …...تصدق ان انا كمان اكتشفت ده فى الفترة الاخيرة
حمزة بخبث : ليه ياحبيبتى ….. دعيتى بايه واتحقق
حياة والدموع تتلألأ بعينيها : لما فجأة لقيت نفسى لوحدى ما املكش اى حاجة ولا حتى مأوى ، ما املكش من الدنيا غير شوية هدوم ، كنت مكسورة اوى ياحمزة ، ضايعة ، فجأة حسيت باليتم من تانى ، ومابقيتش عارفة اعمل ايه ، ولا ايه اللى ممكن يحصللى ، دعيت ربنا يجبرنى
وينور بصيرتى ويعوضنى خير ، دعيتله ما اتمرمطش ، وماحدش يطمع فيا من تانى ، ويعوضنى خيرعن وحدتى ووجعى ، بقيت طول ما انا ببكى بردد دعاء انا لله وانا اليه راجعون ، اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلفنى بخير منها ، وفى نفس اليوم ربنا اجرنى وتانى يوم اخلف عليا بكل خير ، الحمدلله يارب الحمدلله
لم تكد تنهى حديثها حتى انهارت مرة اخرى فى نشيج طويل وهى باحضان زوجها والتى وهى بداخلها ولاول مرة بعد موت والدها تشعر بالامان المطلق ، وظلت لفترة وهى على حالها حتى هدأت تماما ، واعتدلت معتذرة عن ضياع كل هذا الوقت من العمل
حمزة : روحى اغسلى وشك ياللا ، وماتنسيش تجيبيلى الباسبور بتاعك ، وعاوزك كمان تجيبيلى نسخة من تقارير نواقص المادة الفعالة خلال ال ١٢ شهر اللى فاتوا
حياة : ااه صحيح ، انا كنت قلت لخالد على موضوع كده .. بلغك بيه
حمزة : انهى موضوع
حياة : وانا بسجل الريبورت الاخرانى بتاع الشهر ده عشان نجهز الطلبية الجديدة لاحظت ان فى مركب معين بيتكرر شهريا بقاله ٣ مرات بكميات اكتر من العادى ، ولما سألت خالد ان كنا فعلا بنحتاج ده اخد منى الريبورت وقاللى انه هبتصرف
حمزة : وماقلتليش ليه الكلام ده
حياة : الكلام ده كان الاسبوع اللى فات اثناء ماكنت انت فى مؤتمر شرم
حمزة وهو يتذكر ويومئ برأسه : عموما خالد بلغنى ، بس مش عاوز مخلوق يعرف حاجة عن الكلام ده نهائى
حياة : حاضر
وقبل ان تخرج ناداها حمزة : حياة …..هاتيلى الباسبور قبل اى حاجة
حياة : حاضر ، وتذهب للخارج وتترك باب مكتب حمزة مفتوحا حتى تعود له بالباسبور ، وذهبت لتأخذه من حقيبة يدها وما ان استدارت لتعود اليه الا ووجدت عادل امامها طليق اللحية ، احمر العينين ، يتقد الشرار من ملامحه ، وما ان رأته حياة حتى فزعت من مظهره ، فهى لم تراه منذ مايقرب من اربعة اشهر ، اى من قبل الطلاق بفترة ، فعادت بظهرها الى الخلف وهى تهمس : عادل
ثم مالبثت ان تذكرت حديث حمزة لها، فنظرت له بقوة قائلة : خير يا استاذ عادل ، اى خدمة اقدر اقدمها لحضرتك
ليتقدم منها عادل بقوة ويمسكها من ذراعها بعنف وهو يهم بضربها : ااه يافاجرة ، من امتى وانتى على علاقة بية عشان تتجوزية اول ماعدتك تخلص ….. ها
لتبهت حياة من حدبثه و تحتمى منه خلف مكتبها : انت بتقول ايه ، انت اتجننت
عادل : طب خلينى عاقل واقنعينى ، ده انا يا اللى بحضر للجواز من ست شهور ، ولسه مااتجوزتش ، تقومى انتى تتجوزى تانى يوم ماتخلص عدتك ، كنتى مقضياها معاه من امتى ياخاينة يا واطية
حياة بصراخ : اخرس قطع لسانك ، انت عارف انى اشرف واطهر من كل اللى بتتهمنى بيه ده ، ومش عشانك ولا عشان حد ، لا ، عشان ربنا ، العمار اللى بينى وبين ربنا يمنعنى انى اعمل اى حاجة غلط ، انت جاى تتهمنى بإية بالظبط …. ها ، ياترى نصبت عليك …… خليتك تشوفنى ملاك وانا شيطان رجيم ، قلتلك انا الحمى وانا الوطن … واول ماجتلى الفرصة استوليت على كل حاجة وسيبتك وجريت ورميتك فى الشارع زى ما انت ومامتك ما رمتونى فى الشارع ، اتسببتلك فى العقم وبعد كده قولتلك سورى ماقدرش اتخلى عن اى حاجة اناعاوزاها عشان خاطرك ، ده انا انضربت بالقلم من مامتك وانت واقف تتفرج ماهانش عليك حتى تحوشها عنى ، خدت منى كل حاجة ، كل حاجة ، حتى ذكرياتى مع ابويا حرمتونى منها ، ايه اللى يزعلكم انى الاقى اللى يساعدنى ويقوينى ويحمينى ، عاوزين منى ايه تانى بعد كل اللى فات ، عاوز ابه تانى منى ياعادل ، ابعد عنى بقى
عادل بالم : انتى عارفة ومتاكدة ان رغم كل شئ ، انى بحبك ، وان فى حاجات كتير مجبر عليها ، هى كانت مفهمانى انها لما تاخد منك مفاتيح الشقة والعربية هترجعى وتوافقى على انى اتجوز تانى واقعد فى الشقة وانتى تقعدى معاها عشان ماعندكيش مكان تانى تروحيله .
حياة وهى تفتح عينيها على اخرهم من الصدمة وتقول بالم : يعنى بترمونى فى الشارع عشان ارجع ابوس رجلكم وارضى بالامر الواقع لتسقط جالسة على المقعد خلفها وهى تكمل بعدم تصديق : هو انتو جنسكم ايه ، انتم ازاى كده ، لاخر لحظة كنت بحاول الاقيلكم مبرر ، ورغم كل اللى مامتك عملته فيا فى العشر سنين جواز الا انى كنت دايما بغفرلها لما بفتكر معاملتها ليا بعد وفاة بابا ، رغم انى عارفة ان كل ده كان تمثيل ، بس برضة ماقدرتش انسى واعتبرته جميل فى رقبتى ، استوليتوا على كل ميراثى وفلوسى اللى فى البنك ، استوليتم على فلوس شغلى ، سرقتوا منى سعادتى وامانى ، حرمتونى من انى ابقى ام … ويعدين اعتبرتونى السبب وشيلتونى العار ،ثم تقول بنبرة حزم : ابعدوا عنى بقى ، عاوز منى ايه تانى ، ااه اتجوزت ، واتجوزت راجل فى نظرى بكل رجالة الدنيا كلها ، حمانى واوانى وسلمنى اسمه واعلن جوازنا للدنيا كلها عشان يحمينى ، انت بقى ايه وصفك ، لتنهض وتلتف حول المكتب فى مواجهته وهى تقول بنبرة بها الكثير من الحزم والقوة : انت دلوقتى مش اكتر من طليقى ، مالكش تصنيف فى حياتى غير كده وحتى ده مابقتش عاوزة افتكره ، اطلع برة حياتى ياعادل ، لان مابقالكش وجود فيها ، انا دلوقتى على ذمة راجل يشرفنى انى انتمى له
وآه ياحياة لو التفتى بجانبك لرأيتى حمزة وهو يقف يستمع الى حواركم ، وآه على دقات قلبه التى كانت تتسارع كطرقات حدوة فرس فى حلبة سباق عند سماعه لجملتك الاخيرة ، كم تمنى وقتها ان يلثم عنقودها الذى نطق بهذه الجملة التى جعلت الدماء تجرى سلسة فى شرايينه حتى تصل لقلبه فتعطيه قبلة حياة على اوردته ، حتى افاق على حركة عادل المجنونة وهو يخرج من طيات ملابسه خنجرا صغيرا ويوجهه الى قلب حياة قائلا : لو مش ليا مش هتبقى لغيرى ،
وكاد ان يصيبها لولا سرعة بديهة حمزة الئى تحرك مسرعا ليمسك يديه وتدور معركة صغيرة بينهما حتى تمكن حمزة من السيطرة عليه ، وسحب الخنجر من يديه وهو يصرخ بحياة : استدعى الامن بسرعة
لتستفيق من رعبها لتنفيذ ما طلبه ، وعندما جاء افراد الامن امرهم حمزة بتقييده ، وعندما انتهوا امرهم بان يجلسوه على احد مقاعد مكتبه وان ينتظروا خارج مكتبه ، ثم نظر الى حياة فوجدها تبكى فى صمت وتنظر له باعتذار على ماحدث بسببها ، فكان كل تفكيرها فى حينها ان حمزة سيغضب عليها مما حدث ومن الممكن ان يتخلى عنها ، وخافت ان ينفيها بعيدا عنه بعدما بدأت ان …...ليقاطع حمزة تفكيرها وهو يأخذها بين احضانه ويربت على ظهرها ويقبل رأسها وهو يسألها بخفوت : انتى كويسة ، لتحرك رأسها يمينا ويسارا تعبيرا عن الرفض ، فيقول لها : الحمدلله ، الحمدلله ، خلاص اهدى ماتخافيش ماحصلش حاجة ، ليجعلها فى احضانه حتى لاحظ بداية انتظام انفاسها الا من بعض الشهقات المتقطعة ، فاخرجها من احضانه ناظرا اليها قائلا : بس تعرفى ، ماكونتش اعرف انك بالشجاعة دى ، ولا التحمل ده ، برافو عليكى ياحياة ……ثم وهو ينظر بغاباتها : برافو عليكى ياحياة حمزة
لتنكس رأسها وهى تسأله : يعنى مش زعلان منى ، ولا هتبعدنى عنك
حمزة وهو يتمعن فى خلجاتها : عمرى …. بس ايه اللى يهمك اكتر انى ازعل منك واللا انى ابعدك عنى
لتسرع حياة بالقول ببعض الخوف وبدون تفكير : مش عاوزاك تبعدنى عنك ياحمزة ، وعندما استوعبت ما قالته ، اخفضت عينيها قائلة : وطبعا ما احبش انك تزعل منى
حمزة بابتسامة عاشق : ماشى ، انا هدخل اتكلم معاه شوية
حياة : هدخل معاك
حمزة : لو ده هيريحك ….. تعالى
ليدلف الى مكتبه وهو يسحب حياة من كفها ليجلسها على مقعده خلف مكتبه ويتجه هو الى الكرسى المقابل لعادل ليجلس عليه وهو ينظر له بتوعد
وما ان هم بالحديث حتى وجد خالد يدخل المكتب مهرولا وهو يصيح : حمزة ... حياة .. انتو بخير
لينهض حمزة محتضنا خالد قائلا : احنا بخير ياخالد الحمد لله
خالد : انا كنت فى المعامل وراجع لقيتهم بيقولولى ان فى واحد مسلح اقتحم مكتب حياة ومسكتوه
ليلتفت خالد الى عادل ليجد ان وجهه وكتفه ملطخ بالدماء ، ليرجع بصره الى حمزة وهو يعاين جسده ليطمئن عليه ، ليعيد السؤال مرة اخرى : يعنى انتم بخير
حمزة : الحمدلله يابنى والله بخير
خالد : و ده مين بقى وعاوز ايه
حمزة وهو ينظر لحياة ليجدها منكسة الرأس تشعر بالخجل : ده طليق حياة
خالد باندهاش : ايه ! وعاوز ابه ده
حمزة : بعدين ياخالد ، بعدين ، روح انت ماتعطلش نفسك ، وادى امر فى السكرتارية ان رقية لما تيجى تروح على مكتبك ، ماتخليهاش تيجى على هنا دلوقتى ، وياريت تكلمها تشوفها اتأخرت ليه وتابعها
ليومئ خالد برأسه ويتجه للخارج وهو يقول : لو احتجتنى فى حاجة رن عليا على طول
ليجلس حمزة مرة اخرى امام عادل الذى كان كل هذه الفترة يجلس وهو يفكر الى ما آل اليه حاله ليقول له حمزة : ممكن اسألك وانت جاى على هنا كان ايه اللى فى دماغك بالظبط وعاوز توصل لايه
عادل بجنون : انت فاكر لما رجالتك يكتفونى كده انك هتمنعنى عن اللى انا عاوزة
حمزة بهدوؤ مايسبق العاصفة : وايه بقى اللى انت عاوزة
عادل بغضب : عاوز مراتى
حمزة بنفس الهدوؤ : على حد علمى انك طلقتها وان الست الوالدة هى اللى سلمتها قسيمة طلاقها بايدها ، تبقى مراتك ازاى
عادل بغضب : ده كان بس عشان ترجع عن اللى فى دماغها
حمزة : لوى دراع يعنى
لينكس عادل رأسه فى غضب صامت ، ليعاود حمزة حديثه : عموما هى ايدها ما اتلاوتش لان ايدها فى ايدى ، والعدة انتهت والطلاق بقى نهائى واتجوزنا ، يعنى مابقاش فى ايدك حاجة تعملها ……. ليكمل حمزة حديثه بهدوء مستفز : ها ايه كمان
عادل بجنون : كنت على علاقة معاها من امتى ، ماهو ماتحاولش تقنعنى انك اتجوزتها كده فى يوم وليلة ، ها قولى خانتنى معاك كام مرة ، عملتنى خيال مآتة وبقرون كام مرة
لينهض حمزة من مكانه بعد ان القى نظرة على حياة التى انسابت دموعها على وجنتبها ، فامسك عادل من قمة تلابيبه وقام بفك وثاقه بالكامل ثم وجه اليه ضربة قوية فى فكه جعلت فكه وانفه يزرفون الدماء وظل يكيل له اللكمات حتى سقط عادل ارصا مدرجا فى دمائه بلا حراك.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
حياة بصدمة : مات ….مات …..روحت فى داهية بسببى ، انا وديتك فى داهية ، انا السبب
حمزة وهو يلتقط انفاسه : ماكانش ينفع يتساب بعد اللى قاله
حياة وهى تهمس لحمزة ،: هقول انا اللى ضربته بالكرسى ، مش هسيبك تتأذى بسببى ابدا ، ارجوك اسمع كلامى ، انا هبلغ حالا وهقوللهم اقوالى وانت مش هيبقى عليك اى مسئوليه ماتخافش
وما ان همت بالذهاب حتى جذبها حمزة قائلا : اهدى يامجنونة ….اهدى ، ماهو زى القرد قدامك اهو مامتش ولا حاجة ، وبعدين هو بالساهل كده اللى انتى بتقوليه ده
حياة : طب اندهله الدكتور
حمزة بحزم : لا
ليلتفتوا الى عادل ليروا انه يحاول تحريك جسده ببطء شديد ولا يستطيع الحركة ، لتنظر حياة باستجداء لحمزة الذى نادى على افراد الامن لكى يساعدوه على النهوض واجلسوه على احد المقاعد وجلبوا له بعض المياة بأمر من حمزة
حياة : ممكن تسمحلى اتكلم معاه خمس دقايق بس
حمزة بنوع من الغضب : انتى اتجننتى ، عاوزة تتكلمى معاه تقولى له ايه
حياة برجاء: عشان خاطرى ياحمزة ، وكمان انت هتبقى معايا مش هتسيبنى ، بس سيبنى اتكلم معاه ولو مافيش فايدة هسيبك تتصرف بالطريقة اللى تناسبك ومش هتدخل ابدا
لينظر حمزة اليها ليجد لمعة تصميم واحس ان هناك شيئا يدور برأسها
حمزة وهو يزفر أنفاسه وبفضول : ايه اللى فى دماغك
حياة : ادينى فرصة اتكلم معاه وانت هتعرف
حمزة بحزم : ماشى ….بس ماتقعديش قريبة منه ، خليكى جنبى ولازقة فيا ...مفهوم
حياة : حاضر …. مفهوم
ليعودا للنظر الى عادل الذى يكاد لا يستطيع الحركة من شدة آلامه
حياة : استاذ عادل ….. انت عارف ان كل اللى حصل فى مكتبى برة وفى مكتب حمزة بيه هنا كله متصور من كاميرات المراقبة صوت وصورة
ليرفع عادل رأسه محاولا فهم ماتقصده
حياة : يعنى دلوقتى لو قدمنا الكاميرات دى للنيابة هيتوجهلك ٣ تهم على الاقل ، ثم وهى تعد على اصابع يدها : اولا شروع فى قتل ، ثانيا .. اقتحام ممتلكات خاصة ، ثالثا سب وقذف بانتهاك اعراض ، ده غير لو حمزة بيه او انا حبينا نتهمك بحاجة تانية غايبة عن بالى حاليا
اعتقد وقتها هتقعد فى السجن مش اقل ابدا من ١٥ سنة ، ايه رأيك ...تحب ابلغ النيابة ونسلمك دلوقتى ، واللا تسيبنى فى حالى وتشيلنى من دماغك
لينكس عادل رأسه صامتا حزينا على ماضاع منه للابد وقال : خلاص ياحياة ؟ خلاص مافيش امل انك ترجعيلى ، رغم انك عارفة انى بحبك
ليهم حمزة بالذهاب اليه وضربه مرة اخرى لولا حياة التى تشبثت به وهى تقول : لا يا استاذ عادل مافيش اى امل ، اولا لانى دلوقتى زوجة لراجل بيحبنى وبيقدرنى ولا يمكن اتنازل عنه ابدا ، وثانيا هقولك على حاجة عشان تعرف انى لما مشيت بهدومى كنت ناوية اقطع كل الخيوط ، فاكر لما كنا بنهزر وانت مضيتلى على ورقة بيضا وقلتلى حقك اهوه
عادل بشرود : كنت عاوزك تستغلي الورقة دى فى وقتها عشان تقفى لها و تجيبى حقك منها من غير مانا اللى ابقى فى الصورة ، بس انتى مافهمتيش
حياة : طب اقوللك بقى على المفاجأة ….. انا فهمت يا استاذ عادل بس مارضيتش اتكلم وقتها ، ووانا بلم هدومى عترت فيها رغم انى كنت نسيتها خالص ، بس تعرف انا عملت بيها ايه
لينظر لها عادل وحمزة بفضول ، لتكمل حديثها : انا قطعتها قبل ما امشى من البيت … عارف ليه …..لانى كنت عاوزة اقطع كل الخيوط اللى بتربطنا ، زى دلوقتى بالظبط ، انا مش عاوزاك تتحبس بسبب اللى حصل ده ، علشان مامتك ماتفكرش انى استدرجتك عشان انتقم منك وخيالها المريض يصورلها انها مظلومة
لأ .. انا عاوزاك تروح وتتعالج وتعيش حياتك وتتجوز وتخلف فى حضن والدتك وتنسانى تماما ، وانا احتسبت حقى عند ربنا وهيجيلى ….. اجلا او عاجلا من غير تدخل اى بنى آدم ..حقى هيجيلى
فياريت تسيبنى فى حالى ، كفاية كده
لينهض عادل بثقل شديد وهو لايستطيع رفع عينيه اليها واتجه الى الباب ثم توقف قبل الخروج بخطوة واحدة وقال وهو يعطيهم ظهره ،: حاضر ياحياة …. اوعدك ان ماحدش هيضايقك ابدا تانى من ناحيتى ، بس ياريت تسامحينى .. لانه ماكانش بايدى ، ثم اكمل طريقه الى الخارح
فى حين ظلت حياة تتابع ظله حتى اختفى تماما لتفاجئ بحمزة يسحبها بين ذراعيه قائلا : ده انتى طلعتى جامدة وانا ماعرفش ، لتظل حياة على حالها من الجمود ليكمل حمزة بعبث حتى بخرجها مما هى فيه : بس انتى كنتى فعلا تقصدى اللى قلتيه واللا كان كلام فض مجالس وخلاص
لتنظر اليه حياة باستفهام : كلام ايه
حمزة : لما قلتيله …. انا دلوقتى زوجة لراجل بيحبنى وبيقدرنى ولا يمكن اتنازل عنه ابدا
لتحنى رأسها وهى تهمس : نص الجملة حقيقى ونصها تمنى
حمزة بفضول : وياترى انهى فيهم اللى كده وانهى اللى كده
حياة بخجل : النص اللى بيقول انى لا يمكن اتنازل عنك ابدا … هو ده النص الحقيقى
حمزة بسعادة : بجد ياحياة ….. بتقصدى الكلام ده من قلبك
حياة : انا شفت معاك يومين بعمرى كله ياحمزة، صدقنى مش ممكن ابدا اتنازل عنك بعد كل ده
طبعا ، حمزة ده كنز لاى واحدة ست مابالك انتى
ليلتفتوا ليجدوا نورا تقف بالباب ترتدى مالا يستر كعادتها التى ينفر منها حمزة
حمزة ببعض الغضب : نورا ….انتى ايه اللى جابك
نورا : بقى دى برضة طريقة تقابلنى بيها ياميزو
ليتجه اليها حمزة وهو يأمرها بالدخول ويقوم بغلق الباب على ثلاثتهم ويوجه حديثه الى نورا بغضب : ايه المنظر الزبالة اللى انتى جاية بيه ده ، انا مش منبه عليكى الف مرة انى مابحبش المناظر دى
نورا بخبث وهى تنظر لحياة التى تقوم بدور المشاهد : انت مش هتبطل غيرة بقى ، احنا كبرنا على الكلام ده ، ده انا قلت بعد جوازك انك نسيتنى
لتشعر حياة بالغيرة ولكنها تنهر نفسها وتأمرها بالتماسك فيكفى حمزة ماحدث اليوم ، ولكنها لم تستطيع السيطرة على احمرار وجنتيها وتجهم وجهها والتواء شفتيها التى بات يعشقه حمزة ، فابتسم بخبث وهو ينظر اليها قائلا : طبيعى مش هبطل غيرة ، انتى بنت عمتى …. بعنى لحمى
لتضحك نورا بغنج قائلة : خلاص ياحبيبى ، طالما لسه بتغير ، اوعدك مش هعمل كده تانى
ليزيد غضب حياة فتتجه الى الباب قائلة : عن اذنكم انا عندى شغل
ليدركها حمزة وبمسكها من كف يدها : لأ استنى ، عاوزك …. ثم نظر الى نورا بحزم قائلا : خلصى يانورا انا مش فاضى ..جاية ليه
لتقترب نورا منه وهى تحاول ان تضع يدها على كتفه لولا ان نهرها حمزة ، فتراجعت وقالت : انا بس الفيزا بتاعتى فاضية وكنت عاوزة اشترى شوية حاجات
ليخرج حمزة هاتفه ليهاتف خالد ويسأله عن رقية فأجابه انها غيرت رأيها فى المجئ وظلت بالمنزل
حمزة : طب انا هبعتلك نورا دلوقتى ، هى فى مكتبى ...خلى الحسابات تحطلها فلوس فى الفيزا بتاعتها …… ماشى ….. بس وهى فى مكتبك ياخالد فاهمنى طبعا …. ماشى سلام
ثم التفت الى نورا قائلا : طبعا سمعتى …. اتفضلى
نورا بنفور : بس انا مابحبش اتعامل مع خالد ده ، ماتسيبنى اروح الحسابات واتعامل
حمزة : عاوزة فلوس تروحى لخالد ، مش عاوزة … يبقى تروحى على البيت ...مفهوم
لتخرج غاضبة دون كلمة واحدة
ليتجه حمزة الى الباب ويغلقه ورائها ليعود بنظرة ماكرة الى حياة التى لازال الغضب يرتسم على ملامحها
حمزة وهو يرفع راسها اليه بانامله : الجميل غيران واللا ايه
لتمتعض حياة ليرتسم عنقودها الذى بات يعشقه و ينتظره حمزة لينخفض برأسه ملتهما اياه بروية متمنيا ان يشبع جوعه وعطشه الدائم لهذا العنقود الشهى الرطب
حتى تركها لتأخذ شهيقا عميقا وحاولت الهروب من يديه لتخرج بعيدا ولكنه اعادها اليه باحكام قائلا : بقى نص الجملة اللى بيقول انك لا يمكن تتنازلى عنى ابدا … هو ده النص الحقيقى لتومئ برأسها ايجابا ….. ليكمل : والنص بتاع انك دلوقتى زوجة لراجل بيحبك وبيقدرك ….. تمنى ….. لتعود وتومئ برأسها مرة اخرى ايجابا ليعاود حديثه : يبقى كده الجملة كلها حقيقة ، لكن فى فرق كبير ياحياة بين انى اكون بحبك وانى اكون بعشقك ، انا بعشقك ياحياة من زمان اوى ، اوعدك اننا لما نسافر هحكيلك على كل حاجة بالتفصيل ، بس انا حاسس انك النهاردة تعبتى اوى ، الاحداث كانت كتير اوى عليكى ، تحبى تروحى تستريحى
حياة بخجل: لا هكمل ونبقى نروح مع بعض
ليقبلها من رأسها ويتركها لتكمل عملها ويذهب هو الاخر لمراجعة ما امامه من اعمال
مساءا فى فيللا حمزة …..يدخل حمزة بصحبة حياة التى يبدو عليها الارهاق الشديد ليلقوا تحية المساء على رقية وثريا التى ترد التحية بعجرفة وقلة اهتمام
اما رقية فتندس باحضان اخيها وتقبله قبلة عميقة على وجنته وتحتضن حياة وتقبلها وهى تسألها عن سبب شحوبها ، لتبرر لها حياة بان اليوم كان ملئ بالعمل
رقية : طب ياللا ياحلوين ..اطلعوا خدوا شاور وغيروا ، وعلى ماتنزلوا هيكون العشا جاهز
حياة : ياريت لو تعذرينى انا يارقية ، انا مرهقة اوى وعاوزة انام
حمزة وهو يأخذ حياة تحت جناحه : معلش ياروكا … ياريت لو تخلى عزة تجيبلنا العشا فوق ، احسن فعلا اليوم كان طويل اوى النهاردة وانا كمان مش هقدر انزل تانى
رقية وهى تضع كفوف يديها على وجنة كل منهما : من عيونى ، بس انتو كويسين بجد
حمزة وهو يقبل مفرق شعرها : زى الفل ياحبيبتى وابقى تعاليلى عشان عاوزك
رقية وهى تتجه للمطبخ : عيونى ياميزو
لتذهب حياة الى الاعلى فى حين يلتفت حمزة الى عمته يسألها عن نورا
ثريا دون اهتمام : مش عارفة ، يمكن مع صحابها
ليقول حمزة بعصبية : يمكن ! يعنى ايه يمكن دى ! يعنى انتى قاعدة هنا ولا على بالك بنتك فين واللا مع مين واللا بتعمل ايه
ثريا بعجرفة : بلاش شغل البيئة اللى اتعلمته جديد ده، وبلاش شغل جهل
حمزة باستهزاء : بيئة ….. وجهل مع بعض ….. ، طب بصى ياعمتى ...انتم هنا فى بيت زيدان القلعاوى ومترحب بيكم فى اى وقت ، لكن طول ما انتم هنا ، فالبيت ده له اصول ، وانا مش هسمح لحد انه يتخطاها ، ولو فى اى وقت سألتك عليها ولقيتك ماتعرفيش مكانها ، او قلتيلى على مكان وطلعت فى غيره ، هيبقى ليا تصرف مش هيعجبكم
لتنهض ثريا وما ان همت بالحديث وهى غاضبة ، الا ولمحت ظل حياة تقف فى الاعلى تسمع لما يقولون ، لتبتسم بخبث قائلة بهدوؤ : ياحبيبى مش معنى انها اختارت حياتها بعيد عنك مرة انك تفضل تعاقبها العمر كله ، انسى بقى ياحمزة ، وانتبه لحياتك ومراتك
حمزة بعدم فهم : مش فاهم انتى تقصدى ايه
لتضحك ثريا قائلة : ولا حاجة ياحبيبى ، ماتزعلش انت بس نفسك وانا هنبه عليها تسمع كلامك من هنا ورايح
حمزة وهو يلتفت ليتجه الى الاعلى : اتمنى ياعمتى …. عن اذنك
ثريا بسعادة ماكرة : اتفضل ياحبيبى …. خد راحتك
يدلف حمزة الى غرفته ليجد حياة لازالت كما هى بملابسها جالسة على الفراش وذهنها شارد فى مكان آخر
حمزة : اللاه ……. انتى لسه بهدومك … ده انا قلت هلاقيكى خلصتى شاور
حياة باضطراب : ها …. ااه اه انا هقوم اهوه بس كنت بفصل شوية
حمزة : طب ياللا ، رقية زمانها مطلعالنا الاكل
حياة وهى تتجه الى الحمام : حاضر …. حالا
وبعد انتهاءهم تأتى رقية بالطعام بمساعدة عزة لتضعة فى الغرفة الخارجية وهى تناديهم ، ليخرجوا لها ويجلسون بجانبها على الوسائد ارضا وهى تناول كل منهم طبقا به بعض الشطائر وهى تقول لهم : انا قلت طالما انتو مرهقين اوى كده يبقى شوية سندوتشات وعسل اوى على كده
حياة بامتنان : الله لا يحرمنى من دماغك الالماظ دى
حمزة : طب بقوللك ايه يا بحر المفهومية ….. انتى مش اتفقتى معايا انك هتحصلينا الصبح ، ماجيتيش ليه
رقية وهى تنظر اليه بتردد وتقول بخفوت حتى لا يستمع اليهم احد : بصراحة ، حصل حاجة خلتنى اقرر انى ما اتتعتعش من الفيلا طول ما انت برة
حمزة هو الاخر هامسا بفضول : خير
رقية بهمس : بعد مامشيتوا عاصفة الصحراء وهيروشيما حطوا دماغهم فى دماغ بعض وسمعت طراطيش كلام ان نورا هتعمل شوية حركات عشان حياة تغير عليك ، بس بصراحة مش ده اللى خوفنى ، …….. اللى خوفنى ان سمعت عمتك بتتكلم فى التليفون مع حد عن حاجة عاوزين يوصلولها عندك ….بس ماقدرتش اعرف ايه الحاجة دى ، بس كانت بتقول له ان لازم ياخدوا امضتك على ورق هما محتاجينه ، وكمان.
وعندما طال ترددها وهى تدير البصر بينهم قال حمزة : ماتخلصى يابنتى قالت ايه
رقية بحزن : انها لازم تمنع حياة انها تجيبلك عيل يكوش على كل حاجة
لتنفجر حياة ضاحكة فى حين تنظر لها رقية باستغراب ، بينما كان ينظر اليها حمزة بألم شديد وقد استنبط سر صحكاتها
رقية بغيظ : بقى عاوزين يمنعوكى من الخلفة وانتى بتضحكى
لتحاول حياة السيطرة على ضحكاتها وهى تجفف دموعها التى انحدرت على وجنتها وقالت : معلش يارقية ، سامحينى اصل شر البلية مايضحك ، ثم نهضت وهى تقول : انا شبعت الحمدلله ، تعبتك ياروكا تسلميلى ، بس هستأذنكم احسن حاسة انى هموت وانام ...بعد اذنكم
كان حمزة قد توقف عن الطعام وهو يراقبها وهى تغادر مجلسهم وتتجه الى غرفة النوم ، ثم نظر الى رقية محذرا اياها من ثريا وابنتها ، وطلب منها الانتباه جيدا لكل ما يدور ، واستاذنها ليتجه للنوم هو الاخر
وعندما دلف الى حجرته تفاجأ مما رآه.. يتب
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
دلف حمزة الى غرفة النوم بهدوؤ ففوجئ بحياة ساجدة تدعو الله فى نشيج وهمس لا يسمع تفاصيله ، ولكنه ميز اسمه بوضوح من بين همسها ، وكان يتمنى لو يميز دعائها .. ولكنه ذهب لبجلس على اريكته بهدوؤ ينتظرها حتى تفرغ من صلاتها
وذهب بتفكيره الى سبب بكائها وجرحها الذى فتئته رقية دون قصد ، وكم كان المه وقت سماع ضحكاتها التى كان يعلم مرارة انعكاسها بقلبها ، كم تمنى ان يزيل صدأ مرارتها من قلبها ، انه لا يعلم ماذا كانت تدعو عندما سمع صدى اسمه من بين همسها ، ولكنه ظل يدعو الله ان يزيل المها وهمها وان يمسح على قلبها
تنبه اليها وهى تلملم سجادتها وتنهض شبه مترنحة من طول سجودها فوقف مسرعا كى يسندها
ولكنه وجدها قد تماسكت والتفتت اليه وهى تبتسم قائلة : معلش سامحنى … سبقتك وصليت لوحدى …. حاسة انى عاوزة انام
حمزة وهو يسحبها لتجلس بجواره وتحت جناحه على الاريكة بعد ان خلعت اسدالها استعدادا للنوم : مش قبل ماتقوليلى كنتى بتدعى بايه وانتى ساجدة
لترفع رأسها اليه بابتسامة كسيرة : ده سر بينى وبين ربنا ،لو ربنا اراد …. هبقى اقوللك عليه
ليبتسم حمزة ناظرا بعيونها وهو يعلم سر مناجاتها : ماشى …. بس عاوز اسألك على موضوع بما ان اليوم كده كده مضروب
حياة : اتفضل
حمزة : بس على شرط … من غير زعل ولا دموع … انا مش عارف انتى بتجيبى الدموع دى كلها منين …… ثم بشئ من العبث : ولو انك بتبقى زى القمر بمناخيرك اللى قد حبة اللوز دى بس بلون الخوخ الطايب ….. واللا رموشك اللى بيفكرونى بشجر الغابات الكثيف لما بيلتحم ببعضه وقت المطر ….. ثم اكمل ببحة رجولية محببة …. واللا شفايفك اللى بتبقى زى عنقود العنب الطايب اللى لازم يتقطف فورا …. وختم حديثه بان مال على شفتيها بقبلة رقيقة تاهت فيها حياة كالعادة ، وعندما انسحب حمزة من قبلته اكمل بعشق بين واضح على بحة صوته ….. بس مابحبش اشوفك بتبكى …. اتفقنا
لتومئ حياة برأسها بالموافقة دون ان ترفع رأسها اليه
حمزة : انا طبعا ما اعرفش وما سألتكيش ، لكن لو انتى كنتى قطعتى العلاج بتاعك ، فلو سمحتى عاوزك تكمليه ، انتى دكتورة وعارفة ان المسائل دى بتاخد وقت والحاجات دى بتاعة ربنا وده بيبقى رزق ، احنا بس بناخد بالاسباب
لتنظر له حياة بعدم فهم : بصى ياحبيبتى ، انا اصلا ربنا رزقنى بالذرية اللى ماعرفتش عنها الا من شهر فات …. وطبعا الحمدلله على رزقه ، يعنى انا عاوزك تتعالجى عشانك انتى ، عشان حاسك عاوزة ده وبتتمنيه ، ربنا اراد .. الحمدلله ، ربنا ما ارادش .. برضة الحمدلله
ولما نسافر امريكا ان شاء الله هعرضك على اكبر دكاترة متخصصين هناك ونشوف رأيهم وفى الوقت ده اكون اخدت بنتى ونرجع بالسلامة ان شاء الله
كانت حياة تستمع اليه وهى تحلق مع كلمة حبيبتى التى صار يكررها فى اغلب الاوقات والتى اصبحت تمس ابواب قلبها وتشعرها بالحياء فتعطيها شعورا لم تحياه او تجربه من قبل ، لقد كانت تقول دائما انها احبت عادل ، فهل احبته حقا ، الم يكن حبا ، هل كانت تحيا معه طوال عشر سنوات بشعور آخر لا تعلم اسمه ، اينجذب قلبها لحمزة ! منذ متى ؟ وكيف ! انهما يومان لا ثالث لهما ، اغدق عليها بكل شئ ، حتى انها لم تعد تستطيع ان تحصى ما اغدقها به ، ولكن اهمهم الحنان والحماية والسكن ، انها منذ عقد قرانهما وهى تشعر انه يسكنها قلبه ، فهو يعاملها كمليكة قلبه ، ولكن مايحيرها هو متى …… منذ متى احبها ….. ومنذ متى بدأ قلبها بالارتجاف من سماع اسمه ….. صوته …… او من لمسته اياها ….. ويا ويل قلبها من قبلته … ويال رقتها … فهى ليست قبلة رغبة ….. بل هى قبلة مختلفة … لم تجربها من قبل … انها تجزم انها قبلة حب .. بل قبلة عشق
حياة …. حياة انتى معايا
لتنتبه حياة على صوت حمزة فتقول : أأأايوة معاك
حمزة : طب انتى مش جعانة .. انتى حتى ماكملتيش السندوتش بتاعك
حياة : لا الحمدلله …. انا شبعت
حمزة : يعنى هتنامى على طول
حياة : ايوة ، حاسة انى هنام على روحى .. مش قادرة
حمزة : طب ياحبيبتى … اتفضلى انتى نامى ، وانا هصلى العشاء وهحصلك على طول
حياة : تصبح على خير
حمزة بعشق: تصبحى وانتى فى حضنى
لتتجه حياة الى الفراش وهى تفكر …. ماذا كان يقصد بقوله سالحق بك ، وماذا يقصد بأن تصبح باحضانه ، هل سيأخذها كزوجة اليوم .. انه حقه الذى اعطاه الله اياه فلا تستطيع منعه ، ولكنها ليست مهيأة بعد لذلك ، فهل ترفضه اذا طلبها ، ابعد كل مافعله معها ترفضه ، اتبات ليلتها وهى ملعونة من ملائكة الرحمن …… يا الله ، وظلت تحدث نفسها وتدعو الله ان يلهمها الرشاد حتى غفت عيناها ولم تفتحهم الا وقت آذان الفجر كعادتها لتنظر حولها لتجد حمزة نائما بجوارها على الفراش ولكنه يلتزم بجهته التى لم يتفقا عليها وعلى شفتيه ابتسامة رضا وكأنه بغوص فى عالم الاحلام بسعادة شديدة ، لتنهض وتتوضأ وتوقظه ليفعل بالمثل بكل رحابة صدر ، لتتذكر من فورها عادل الذى لم يجيب طلبها هذا يوما فتحمد الله على ما وهبها اياه ويؤمها حمزة فى صلاة الفجر ويجلسان معا لتلاوة بعض آيات القرآن واذكار الصباح فى هدوؤ وسكينة ثم يتجهزان للذهاب الى العمل
على مائدة الافطار يتفاجئ الجميع بنورا وهى تلبس ملابس طويلة واسعة دون مساحيق ،فابتسموا لها جمبعا تشجيعا لها
ثريا : نورا ماحبتش تزعلك تانى ياحمزة واهى سمعت الكلام المرة دى … ربنا يهديكم بقى
لتبتسم نورا ابتسامة ذات مغزى موجهة الى حمزة ثم احنت رأسها قائلة : انا كنت عاوزة اطلب منك طلب ياحمزة …. ممكن
حمزة وهو يتبادل النظرات مع حياة ورقية التى تبتسم بخبث : اتفضلى عاوزة ايه
نورا : عاوزة اشتغل معاكم
حمزة وهو يبصق مافى فمه من مياه : ت …. ايه ! تشتغلى معانا ….. وحضرتك بقى عاوزة تشتغلى ايه ، واشمعنى يعنى دلوقتى عاوزة تشتغلى
نورا بدلال : مانا زهقت من القعدة والفراغ ، عاوزة اشغل نفسى بحاجة مفيدة ، واتعلم منك
حمزة باستهزاء : تتعلمى ايه بقى ان شاء الله
نورا : مش مهم اتعلم ايه ….المهم انى ابقى جنبك على طول
حمزة بمكر : اااااااه … تبقى جنبى على طول …… طب وماله … حاضر من عينى … بس على شرط
نورا : اتشرط زى مانت عاوز
حمزة : انا ماعنديش محاباه ولا وسايط ….. عاوزة تيجى عندى يبقى تطلعى السلم من اوله ولو لقيتك فلحتى ابقى ارقيكى واحدة واحدة
نورا باحباط : مش فاهمة
حمزة : يعنى هخليكى فى قسم الديون المعدومة ، ولو عرفتى تجيبلنا حاجة ، ممكن اطلعك الارشيف ، ولو فلحتى ...اطلعك شئون العاملين ،.. وبعدين السكرتارية ، وساعتها تبقى جنبى واعلمك كل حاجة
نورا بغضب مكبوت : واللفة دى بقى تاخدلها اد ايه كده
حمزة : انتى وشطارتك : بس اقل حاجة ……. ٣ سنين
نورا بغضب : نعم ٣ سنين ده ايه ، لا طبعا انا ماستحملش كل ده
حمزة : خلاص براحتك
ثريا : ابن خالك بيهزر معاكى ، ماهو عارف انك خريجة تجارة ، واكيد هيحطك فى الحسابات والشئون المالية
ليستدير لها حمزة وقد ربط بين حديثها وبين ما روته له رقية بالامس وقد فهم مغزى ماتريده
فقال : انا قلت اللى عندى ياعمتى …. طول عمرى مابعترفش بالوسايط وبرفضها تماما
ثريا غاضبة هى الاخرى : انت عاوز تفهمنى انها لو كانت رقية كنت هتلففها كل اللفة دى
حمزة بثقة : لأ طبعا …. رقية اكيد مش هتطلب وظيفة فى ملكها
لتمتعض ثريا بغيظ : والمحروسة اللى اتجوزتها ………
لم يدعها حمزة تكمل حديثها فقاطعها قائلا : المحروسة دى ليها اسم واعتقد ان حضرتك تعرفيه من سنين …… حياة … اسمها حياة ….. دخلت شركتى دكتورة وانا اللى اختارتها تبقى مديرة لمكتبى ، وهى اتنازلت وقبلت ، ورغم جوازنا الا انى مش قادر استغنى عنها فى الشركة
ثريا ببعض التودد : طب ماتعلم نورا تمسك مكانها ، اصل مايصحش برضة تبقى مراتك وسكرتيرتك
حمزة بخبث وهو يسحب حياة من يدها ويقبلها فى رأسها : ماينفعش ياعمتى ….. طب لما توحشنى اعمل ايه ، دى كانت عاوزة تقعد فى البيت عشان زى مابتقولى كده مايصحش ….. ثم وهو يقبل حياة مرة اخرى ولكن هذه المرة على وجنتها : بس انا اقنعتها انه يصح … مش كده ياحبيبتى
حياة وهى تكاد تقع ارضا : ااااا .. انا هستناك فى العربية
لتخرج وهى شبه مهرولة ، لتلحقها رقية الى الخارج وما ان ابتعدا عن مرمى النظر حتى انخرطوا ضاحكين
حياة : مش ممكن اخوكى ده ، ايه الدماغ دى هيجلط الست ويجلطنى معاه من عمايله دى
رقية وهى لا زالت تضحك : تستاهل
حمزة : هى مين دى
رقية : اهلا بمكتسح الملاعب اللى مشرفنا وهارش باقى اللعيبة
حمزة : هارش ! يا الفاظك ع الصبح
رقية : ماتقدرش تنكر ان انا صانع الالعاب وانت الهداف
حمزة : بقولك ايه ياقردة
رقية : نعمين يا اخو القردة
حمزة ضاحكا : ماشى مردودالك …. وبراحتك
رقية مسرعة وهى تمسكه من منكبيه ،: خلاص خلاص قول
حمزة وهو يغمز بعينه مشيرا الى الداخل : ماتيجى امسكك الحسابات
لينخرطا ضاحكين وهو يدير محرك السيارة مبتعدا متوجها فى طريقه الى العمل
فى الشركة
يجلس حمزة مع خالد بمكتبه ويعطيه خالد قسيمة زواجه من حياة موثقة و جواز سفر حياة بعد تعديل بياناته
ليبتسم حمزة قائلا : ازاى بسرعة كدة ياقرد
خالد : عشان تعرف بس علاقات اخوك واصلة لفين
حمزة : تسلملى ياشقيق
خالد : وناوى على ايه
حمزة : حددت معاد مع استاذ مراد انى هبقى عندهم بعد عشر ايام ان شاء الله … ولحد ما اوصلهم هو ماشى فى المفاوضات والاجراءات ….. وان شاء الله ربنا ييسرلنا الخير
خالد : ان شاء الله
حمزة : بس قبل السفر بما انى ممكن اغيب اكتر من اسبوعين تلاتة ، عاوز اقعد معاك انت ورقية مع المحامى زى ما اتفقنا
خالد : طب والموضوع اياه
حمزة : كلمت العميد محيى وحكيتله كل حاجة واديتله صورة من المستندات وقاللى على ما ارجع هيكون اتصرف
خالد : وعمتك …. واللى سمعته رقية
حمزة : اهو ده اللى مش عارف اعمل فيه ايه
خالد : انا رأيى انك تحكى لسيادة العميد ، هم بيبقى ليهم تصاريفهم برضة
حمزة : ايوة ياخالد ، بس دى مهما ان كان عمتى ، واسمها وسمعتها يمسونى
خالد ،: يعنى هتسيبها تأذيك واللا تأذى حياة
حمزة بتعب: طب اعمل ابه بس
خالد : اعمل اللى قلتلك عليه واطلب منه انه لو وصل لاى حاجة يبلغك قبل مايتصرف … ها حلو كده
حمزة : ماشى … هروحله فى البريك ، بس على ما ارجع عينك ماتغيبش عن حياة …. اوعى حد يضايقها
خالد : ماتقلقش ….حياة فى عينيا
وبعد خروج خالد يستدعى حمزة حياة بمكتبه ، وعند دلوفها واغلاق الباب ، يهب حمزة واقفا وهو يمد يدها لها لتتشابك اصابعهما معا ليجذبها اليه حتى بات لا يفصلهما الا عدد قليل من السنتيمترات ليمتلكها حمزة بيد من خصرها وباليد الاخرى يعطيها نسختها من عقد القران وجواز سفرها
حمزة : شوفى دول كده
حياة وهى تحاول ان تبتعد ولو شيئا قليلا حتى تتمكن من رؤية ما اعطاه لها ولكن حمزة لم يعطيها اى فرصة للتحرر من قبضة يده وهو يمازحها قائلا : شوفيهم وهم كده … دخول الحمام مش زى الخروج منه
لتندهش حياة بعدما رأت ما بيدها : ايه ده ! هم لحقوا
حمزة : دى شطارة خالد ….. ثم وهو تائها فى غابات زيتونها : حضرى نفسك عشان هنسافر مكة بعد اربعة ابام
حياة بانشداه : مكة !
حمزة : ايوة ياحبيبتى مكة ….هنعمل عمرة انا وانتى قبل مانطلع على امريكا من هناك ان شاء الله ….. دى هدية جوازنا ليكى
لتندس حياة بأحضان زوجها بكامل ارادتها وتكون هى البادئة لاول مرة وسط دهشة حمزة وسعادته لسعادتها
لتقول : متشكرة …. متشكرة ...متشكرة ….. وهى تقبله من وجنته بين كل شكر واخر لينسحب الاكسوجين من رئة حمزة ويتوقف قلبه عن النبض.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
مساءا فى فيلا حمزة ، يجلس حمزة مع رقية يعطيها بعض الوصايا قبل سفره مع حياة للخارج
لتأتى عليهم حياة من الخارج وهى متهللة الوجه : جبت لبس الاحرام
رقية بسعادة صادقة: الف مبروك عليكم وعقبالى يارب
حياة بسعادة : الله يباركلى فيكى واشوفك راجعة من الحج يارب مع زوج المستقبل
رقية بخجل : ربنا يوعدنا
ليضحك حمزة عاليا : انتى بتعرفى تتكسفى زى البنات ، كده يبقى فى امل ان شاء الله
رقية بغيظ : تصدق انك فصيل وبايخ ….. انا طالعة اوضتى ومش هعمل حاجة من اللى قلتها
ثم تهم بالذهاب بغيظ فيلحقها حمزة ضاحكا وهو يختضن اياها : ياحبيبتى بهزر معاكى ماتبقيش قفوشة كده ، ثم هو انا ليا غيرك يعمللى اللى انا عاوزه ….. ده انتى هتبقى راس الحربة طول سفرى
رقية بكبرياء : قول لنفسك …. وحافظ على مستقبلك
حمزة ضاحكا : اقول ايه …. ان كان لك عند القردة حاجة
حياة ضاحكة : هو انتو مابتتعبوش من اللى بتعملوه فى بعض ده
ليبتسم حمزة فى حين تحتضنه رقية ضاحكة : موزة ده حبيبى
حمزة باستياء : موزة
رقية ضاحكة : مش انا قردة …… يبقى طبيعى انت موزة ….. اومال هاكل ايه
ليتفاجئ حمزة برقية تقوم بعض كف يده التى على كتفها وتسرع بالهروب الى الداخل وهى تصيح : عشان تحرم تقوللى فردة تانى مرة
لينخرط حمزة وحياة ضاخكين فى حين قال حمزة : هتورينى جبتى ايه واللا اما نطلع فوق
حياة : لأ …. خلينا اما نطلع عشان الحاجة ماتتوسخش
حمزة : تمام ….. ياللا بينا
حياة : كنت عاوزة اقوللك على حاجة شفتها النهاردة
حمزة بانتباه : خير … قوليلى
حياة : وانا بجيب الحاجة النهاردة بالصدفة عديت من قدام شركة …… للادوية ، ووقفت فى الاشارة قدام باب الشركة الجانبى ، واللى اعتقد انه بيوصل على المخازن ، وشفت دكتور منصور خارج من هناك
حمزة وهو يعقد حاجبيه : منصور مشرف المعامل
حياة : ايوة وكان معاه واحد انا شفته قبل كده بس مش فاكرة فين بالظبط بس اللى استغربتله اكتر انهم زى مايكونوا كانوا بيتخانقوا على حاجة ومتشنجين على بعض ووقفوا جنب عربية ولقيت طالع منها استاذ عدلى مدير المخازن بتاعتنا ووقفوا يتكلموا بعصبية شديدة جدا
حمزة : وبعدين حصل ايه
حياة : للاسف الاشارة فتحت واضطريت انى امشى .
حمزة وهو يعقد حاجبيه : ماشى ياحبيبتى ، روحى انتى غيرى هدومك وانا هعمل تليفون صغير وهحصلك على طول
لتومئ حياة برأسها وتتجه الى الداخل ، لتجد ثريا وابنتها جالستان مع رقية وعلى مايبدوا انهم كانوا بتجادلون معا فى امر ما
حياة : مساء الخير
لتنظر لها ثريا بلا مبالاه ولاترد عليها ، اما نورا فتنظر لها باحتقار قائلة : اهلا
رقية باستفزاز لعمتها وابنتها : ماتيجى ياحياة حمزة تقعدى معايا شوية ، احسن حاسة انى هطق من الزهق
حياة باحراج : معلش ياروكا ، انا هطلع احط الحاجات دى واغير وانزللك على طول
ثريا وهى تهب واقفة وتنزع الحقائب من يد حياة وتقوم باخراج مابها : حاجات ايه دى …. احنا مش هنبطل بقى نضيع فلوسنا كل شوية على حاجات ماتستاهلش
ثم باندهاش : دى هدوم احرام ….. مين اللى هيحج
كان ذلك اثناء دلوف حمزة الذى قال : انا وحياة ياعمتى …. طالعين عمرة ان شاء الله … عقبالكم جميعا
ثريا : و ده امتى
حمزة : بعد كام يوم …. وهنطلع من هناك على امريكا عشان نكمل شهر العسل
ثريا وقد التمعت عيناها بفرحة تحاول ان لا تظهرها : هتقعد فى الشقة واللا فى الكوخ
ليصمت حمزة برهة مفكرا ثم قال بخبث: غالبا فى الكوخ ، مانتى عارفة اد ايه الجو هناك رومانسى وجميل
ثريا بسعادة استغرب لها الجميع : الف مبروك ياحبايبى …. تروحوا وترجعوا بالف سلامة
فى غرفة حمزة ، يسأل حياة قائلا بشرود : فاكرة ياحياة من سنتين كنا اتعاملنا مع شركة حراسات خاصة فى امريكا
حياة بتركيز : ااه فاكرة ، ده وقت مؤتمر علاج السرطان
حمزة : اكيد محتفظة بايميلاتهم وارقامهم
حياة : ايوة عندى على لاب الشركة
حمزة : تمام ….مبدأيا انا عاوز الحاجات دى عندى الصبح ان شاء الله اول مانوصل الشركة
وكمان عاوزك تنقلى نسخة من كل الملفات اللى عندك على الهارد بتاعك على سيديهات وتديهالى هشيلها هنا فى الخزنة ، وعاوزك واحنا مسافرين تاخدى معاكى اللاب بتاعك بتاع الشركة
حياة بقلق : انت قلقان من حاجة معينة
حمزة : انا لسه بربط الاحداث ببعضها ، بس اكيد لو وصلت لحاجة هقوللك
حياة : طب ماتشركنى معاك ، ونفكر سوا
ليتنقل حمزة بعينيه بين غاباتها وهو يفول : نفسى ياحياة …. نفسى ، بس خايف الحمل يبقى تقيل عليكى واشيلك فوق طاقتك
حياة : طب ماتجربنى ولو لقيتنى نخيت …. سيبك منى
حمزة بعشق : لا يمكن اسيبنى منك ابدا ياحبيبتى ، بس انا حاسس ان الموضوع خطر وممكن يخوفك
حياة : متهيألى الزوجة الصالحة تبقى مع زوجها فى السراء والضراء
ليضمها حمزة باشتياق وهو يدفن وجهه بين ثنايا عنقها ويستنشق عبيرها الذى يشبه الياسمين
ويقول : لو تعرفى كلامك ده عمل فيا ايه … لو قولتلك انك رديتى روحى بكلامك ده هتصدقينى
حياة بهمس : متهيألى بعد كل اللى عملته معايا اكيد هصدقك
ليخرجها من بين احضانه ويأخذها تحت جناحه ويجلسا على الاريكة قائلا : انا هقوللك على اللى بفكر فيه وانتى تقوليلى رأيك ….. بس على شرط … لو حسيتى انك هتخافى انا مستعد الغى كل حاجة عشان خاطر عيونك …… وما تخبيش عليا حاجة …...اتفقنا
حياة : اتفقنا
ليبدأ حمزة فى سرد كل شئ عن اختلاسات المعامل والمخازن وعن مكالمات عمته حتى وصل الى انه يشك بأنها تدبر لقتله بامريكا حتى تبعد الشبهات عن نفسها تماما
حياة برعب : هى وصلت للقتل
حمزة : دى مش اول مرة على فكرة ، فاكرة حادثة العربية اللى من خمس سنين ، لما كنت رايح شرم انا وكيت
حياة : ايوة فاكراها لما الفرامل سابت
حمزة : كانت بفعل فاعل ….. بس النيابة حفظتها لعدم وجود ادلة
حياة : وانت شاكك ان عمتك اللى كانت وراها
حمزة : انا متأكد مش شاكك بس
حياة باستغراب : طب ليه سكتت ، وليه سايبهم عايشين حواليك بالشكل ده
حمزة بحزن والم : عشان خاطر اسم ابويا يا حياة
حياة : طب واشمعنا بلغت المرة دى
حمزة : لان المرة دى الخطر مش عليا لوحدى …. الخطر على رقية كمان وعليكى وعلى الشركة ….. عمتى اتجننت لما لقتنى اتجوزت … ثم وهو يتنقل بعينيه بين غاباتها وعنقودها : لا وكمان عرفت انى بعشقك وبموت فيكى
ثم مال عليها يلثم عنقودها برقته وحبه المعهود ، ولكنه لاحظ هذه المرة انها تبادله قبلته ،فاطالها واطالها حتى لم يشعر بمرور الوقت الا عندما سمع طرقات على باب الحجرة الخارجى فابتعد عنها وهو يلهث وقام مسرعا ليرى من بالباب ليجد رقية وقد شحب وجهها وهى تدخل مسرعة وتغلق الباب وتسحبه الى حجرة النوم عند حياة التى ارتعبت من مرآى رقية وهى تغلق الباب
حمزة بقلق : فى ايه يارقية … مالك ، ايه اللى حصل
رقية باكية : الحق ياحمزة ، عمتك جابت الشغالة بتاعتها هنا ، على اساس انها تخدمها هى ونورا وتساعد وردة و عزة
حمزة وهو يحاول تهدأتها : طب وايه اللى يخضك اوى كده فى ده
رقية : شفتها بتديلها شريطين دوا ، شاورتلها على واحد وقالتلها كل يوم تحط منه قرص فى عصير حياة على الفطار والعشا ، والتانى تحطوهولك فى قهوتك كل يوم لحد يوم السفر الصبح
حياة : لا الموضوع كده زاد عن حده اوى
حمزة : للاسف مش هينفع نتحرك دلوقتى
رقية : انا مش عاوزة اقعد معاها وانتم مسافرين ياحمزة ، انا خايفة
ليعم الصمت عليهم حتى قالت حياة : بس .. لقيتها … انا عندى فكرة تبعدهم عننا كلنا لحد السفر وكمان رقية ماتبقاش موجودة هنا معاهم او لوحدها ، رقية كمان لازم تسيب الفيلا على مانرجع
حمزة : قولى ياحياة
حياة : لتسرد عليهم حياة مايجب عليهم فعله والذى نال استحسان حمزة وضحكات رقية وذهب الجميع لتجهيز حقائبهم للمغادرة
صباحا ينزل حمزة وحياة تتشابك اصابعهم وتعلو على وجوههم الابتسامة ويتجها الى مائدة الافطار ليجد عمته ونورا جالستان بانتظارهما ، وماهى الا ثوانى حتى وجدوا رقية تخرج من المطبخ وهى تصرخ وتستنجد بحمزة
حمزة وهو يدعى القلق : ايه ياحبيبتى مالك فى ايه
رقية : الحقنى ياحمزة …. فى فيران فى المطبخ
حمزة بغضب : انتى بتقولى ايه ، ازاى الكلام ده
رقية وهى تمثل الذعر : شفتهم بعينى فارين كبار اوى وشفت واحد صغنن بيجرى
حمزة : ايه المسخرة دى ، لا طبعا ماينفعش الكلام ده ، لازم نجيب شركة تطهر وتعقم البيت
ثريا : طب اقعدوا افطروا الاول وبعدين نشوف هنعمل ايه
رقية بقرف : ناكل من اكل الفيران
ثريا : خلاص ماتاكلوش اشربى العصير ياحياة حتى عشان تقدرى تروحى الشغل وانت ياحمزة اشرب قهوتك
حمزة وهو ينظر لعمته باستياء : لأ ياعمتى ماحدش هياكل ولا هيشرب ولا حد هيقعد فى الفيلا لحد ماتتعقم ، كله يلم هدومه ، معلش ياعمتى هترجعى بيتك على ما ارجع من السفر وانتى يارقية
لتقاطعه رقية : هروح عند هنا صاحبتى : باباها مسافر وقاعدة لوحدها
حمزة ،: تمام ، وخدى معاكى عزة ووردة
ثريا بغضب: طب وانت هتروح فين
حمزة : مش هغلب ياعمتى ، هقعد ف اى اوتيل لحد السفر
ثريا : طب ماتيجى تقعد معايا لحد السفر رغم انى مش شايفة اى لازمة لكل ده
حمزة بعبث : معلش بقى ، مانتى عارفة اننا عرسان جداد وحابين نبقى براحتنا
لتقول بغيظ ولجلجة : بس انا عاوزة اعرف هتنزل فين عشان يعنى ابقى متطمنة عليك
حمزة : ده من امتى الكلام ده … انا مش صغير ياعمتى ، ماتقلقيش ، وياللا حالا كله يحضر حاجته ، الفيلا لازم تبقى مقفولة فى ظرف ساعة من دلوقتى
ثريا بغيظ : طب روح انت ماتعطلش نفسك واحنا هنخلص ونمشى
حمزة بحزم : بقوللك لازم الفيلا تتقفل يعنى انا اللى هقفلها ، ياللا ياعمتى لو سمحتى ثم يصيح بصوت عالى على عزة و وردة لتاتيان مهرولتان وهما خائفتان ان يصرفهما من عملهما فاشفق عليهم حمزة فقال لهم فى هدوؤ : عاوزكم تلموا الاكل والعصاير اللى على السفرة دول كلهم ويترموا ماحدش ياكل ولا يشرب اى حاجة من الحاجات دى ، ومعلش ربنا يسامحنا ، عاوزكم برضة تتخلصوا من اى اكل معمول فى المطبخ ، كل ده فى ظرف ساعة زمن والاقيكم محضرين هدومكم عشان هننقل من هنا مؤقتا على ما الفيلا تترش ونرجع تانى
لتتهلل اسارير الفتاتان ويهرعان لتنفيذ الاوامر التى كانت على مرأى من ثريا التى كانت تتآكل من الغضب ولكنها ذهبت مضضرة مع ابنتها لجمع اشيائهم والمغادرة ، ليصعد حمزة الى غرفته حيث اتجهت حياة لتنفيذ ما اتفقوا عليه ، وعند غلق الباب نظر كل منهما للاخر ثم انفجرا ضاحكين وهويقترب منها ويحتضنها قائلا : ماكنتش اعرف انى متجوز مخرجة عظيمة وهايلة بالشكل ده
لتجيبه ضاحكة : الروايات عملت معايا شغل ، بس بصراحة … انت ورقية ممثلين بارعين
حمزة : دى توجيهات المخرج حضرتك ، بس تعرفى اللقطة دى كان ناقصها ايه
حياة : ها
حمزة : خالد لو كان معانا ، ماكانتش هتبقى تمثيلية ، لااااا دى كانت هتبقى مسلسل رمضانى مكون من تلاتين حلقة
حياة : طب ما احنا ممكن نديله فرصته واحنا مسافرين
حمزة : هو كده كده معاه الميكرفون طول سفرنا ، الحقيقة الشيلة هتبقى تقيلة اوى
حياة : خالد قدها ماتقلقش
حمزة بغيرة : انا ملاحظ انكم واخدين على بعض اوى
حياة وهى تقرأ مابين السطور ومغزاها : خالد انسان مهذب ومحترم ومراعى لكل اللى حواليه
عمره ما عاملنى اكتر من اخت وبمنتهى الاحترام ، وده خلانى ابادله احترام باحترام ، بس احنا كنا بنتعامل برة الشغل وجوة الشغل وعشان كده الود زايد حبتين
حمزة وقد زادت غيرته من حديثها عن خالد : وكان بيتصل بيكى برة الشغل لبه بقى ان شاء الله
حياة : كان بيتصل بيا كتير برة اوقات الشغل لما بيبقى فى الجمارك او فى المؤتمرات او توثيق العقود والشراكات ، لان كان كل البيانات متكاملة بتبقى عندى لوحدى ، وكنت بعمله مكالمات واتصالات تسهله الشغل اللى بيعمله
حمزة بمراوغة : طب وايه اللى خلاه يشيل الالقاب مابينكم وانتى كمان بتشيليها اوقات كتير
حياة بخجل : هو اللى قالى من ساعة ما اشتغلت انه مابيحبش الالقاب والطرابيش ، وبصراحة هو مهذب جدا ، عمره ماخرج عن حدود الادب والاخلاق فى كلامه معايا
حمزة مبتسما : انتى هتقوليلى على خالد ، ده صاحب عمرى
حياة بعتاب : اومال ايه بقى كل التحقيق ده
حمزة بخفوت : مش تحقيق ابدا ، بس بصراحة لما اكتشفت انكم واخدبن على بعض كده وانا لا .. حسيت بالغيرة …. مش من خالد … لا .. غيرة عليكى … حسيت انى اتأخرت اوى
ليسمعوا نداء رقية من الخارج وهى تستدعيهم للرحيل . لينظر حمزة الى الاعلى وهو يصيح : جايين ياقدرى ويشير الى حياة لتتقدمه وهى تسمى بالله.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
فى مكتب حمزة بشركة الادوية…. يجلس حمزة بصحبة حياة ورقية وهم يقصون ماحدث على خالد والجميع يتبادلون الضحكات ماعدا خالد الذى تلبسته حالة من الجمود التى لاحظها حمزة فسأله على الفور : مالك يا اخينا… قاعد مسهم وسرحان ومش معانا ليه
ليدير خالد عينيه لتلتقى بعينا رقية التى تسأله عما به دون بنت شفة ليطيل النظر اليها ثم يقول دون أن يزيح عينيه عن عينا رقية : انا عاوز اتكلم معاك كلمتين على انفراد ياحمزة
لتنهض رقية وهى تتجه للخارج ببعض الحزن وبصحبتها حياة ويقوما بغلق الباب خلفهم
حياة ببغته : بتحبيه اوى كده
لتهبط دموع رقية دون اى سابق إنذار وهى ترتمى بأحضان حياة قائلة : اللى تاعبنى ومجننى انى حاسيته هو كمان بيحبنى….
حياة : انا كمان حاسة بده
رقية ببعض الغضب : طب ليه… ليه مصمم يعذبنى ويعذب نفسه بالشكل ده
حياة : اكيد عنده أسبابه يارقية.. اصبرى وروحى اغسلى وشك ياللا وتعالى
لتومئ رقية برأسها ايجابا وتذهب لتنفيذ ماقالته حياة
اما بالداخل فيجلس حمزة بهدوء شديد ينتظر مرحبا بما سيسمعه من خالد… ولكن خالد يسير ريحة وايابا من المكتب إلى النافذة وبالعكس وفى كل مرة يصل فيها أمام حمزة يقف ليقول شئ ما… ولكنه يعود لفعل ما كان ولا ينطق بشئ، حتى قام حمزة من مكانه وذهب اليه وامسكه من ذراعه وقام بسحبه إلى أن اجلسه على الاريكة وجلس بجواره قائلا : حولتنى وخيلتني…. قلت عاوزنى على انفراد واحرجت البنات وخرجوا مكسوفين، وادينى قاعد من ساعتها مستنيك تتكلم ومااتكلمتش….. فيه ايه قولى
خالد : هو….. هو انا احرجتها اوى
ليضم حمزة حاجبيه ببعض الخبث : هى مين دى اللى احرجتها اوى
خالد : رقية
حمزة وهو يكتم ضحكته : و اشمعنى يعنى رقية، ثم ما انت احرجت مراتى كمان
خالد : لا.. حياة هتقدر ومش هتزعل
حمزة ببساطة : ورقية تعرفك من قبل حياة…. يبقى اكيد هتقدر برضة
لينظر له خالد بصمت ثم يقول : احنا نعرف بعض من امتى ياحمزة
حمزة بمرح : شوف انت عندك كام سنة وتخصم منهم عدد السنين اللى رضعت فيهم… والناتج هيبقى سنين معرفتنا لبعض
ثم يعتدل وهو يكمل : يعنى طول عمرنا ياخالد، ثم احنا لو اخوات…. ماكناش هنبقى كده
خالد : عندك حق….. لكن……. ليصمت مرة اخرى
ليشفق عليه حمزة خاصة وهو يخمن مايريد ان يقول……. فيقول حمزة : اتكلم ياخالد وقوللى على كل اللى جواك واتأكد انى هفهمك صح وهساعدك……. صدقنى
خالد وهو ينظر ارضا : فاكر اما قلتلك انى بحب بس فرق السن مانعنى
حمزة : وانا قلتلك انه مش مانع ابدا…. وان انت اللى مكبر الموضوع
خالد بتردد وهو ينظر لحمزة: يعنى… لو طلبت منك تجوزنى اختك توافق
ليرجع حمزة رأسه إلى الوراء ليستند بها على الاريكة وهو مغمض عينيه ويضع وجهه بين كفيه
خالد بحزن : لازم تعرف ان رفضك عمره ماهيأثر على علاقتنا ابدا و انى هحاول ان………..
حمزة بقوة : اسكت…. اسكت يا اخى حرام عليك…. طلعت روحى، سنين وانا مستني تنطق، ثم انت كنت مستنى ايه عشان تطلب الطلب ده…. لما تعجز ، واللا اما ييجى حد تانى ياخدها منك
خالد بلا تفكير: ده انا اموت فيها…. ليصمت ثوانى ثم يفتح عينيه عن آخرها وهو ينظر لحمزة بدهشة : يعنى افهم من كده انك موافق
حمزة بمرح : يابنى انا مستني تنطق من اكتر من خمس سنين، بس انت البعيد بارد… ده انا كان ناقص اخطبك بنفسى
ليبتسم خالد وهو يقول بأمل : طب وهى….. هتوافق
حمزة ضاحكا :هنعرف حالا
ليتجه إلى الباب ليفتحه ويقوم بالنداء على حياة ورقية
خالد : انت هتعمل ايه يامجنون
حمزة : انت مش عملت اللى عليك…. سيبنى انا كمان بقى اعمل اللى عليا… اقعد….. اقعد واتفرج من سكات
لتدخل حياة ومعها رقية التى تظهر عليها علامات البكاء لينخلع قلب خالد لرؤيتها على هذه الحالة
وكم تمنى لو يأخذها بين احضانه ليعلمها مبادئ عشقه، ولكن صبرا ياقلب.. فلعل الفرج يكون قريبا
حمزة وهو يأخذ رقية بين احضانه ويقبل رأسها ثم يأخذها تحت جناحه قائلا : بقولك ياقلب اخوكى.. خالد كان عاوزك انتى وحياة فى خدمة عمره، بس انكسف يطلب قدامكم
لترفع رقية عينيها لتتنقل بين أخيها وبين خالد التى كلما تلاقو أعينهم تقابل شوقه اليها بعتابها اليه، ليكمل حمزة : انتى طبعا عارفة ان خالد قدى فى العمر، يعنى اكبر منك ب 15 سنة تقريبا والراجل عاوز يتأهل بقى، ثم صبر كتير الصراحة، وانا قلتله ان انتى وحياة ممكن تشوفوا له عروسة
لتبهت رقية وينخلع قلبها وهى تنظر لخالد نظرة حسرة : أنا…… أنا.. أنا.. انا ااشوف له عروسة… عاوزنى أنا ادورلك على عروسة ياخالد
خالد بانفجاع عندما وجد العبرات بدأت تتكون بعينها : لأ يارقية.. لأ.. أنا عاوزك انتى… عاوز اتجوزك انتى… بحبك انتى…. بس زى ماحمزة قال ..دول 15 سنة يارقية…. بينى وبينك 15 سنة توافقى ان الفرق ده يبقى بينا
لتندس رقية فى احضان أخيها باكية، ليقف خالد مشدوها لا يعلم سبب بكائها، اترفضه وتبكى خشية إحراجه، هل ضغط عليها، هل كان يتوهم مبادلتها اياه حبا بحب وعشقا بعشق
ليتجه إلى الباب يحاول المغادرة حتى لا يضغط عليها أكثر من اللازم وروحه تمتلئ ألم، ليمسكه حمزة من كتفه موقفة اياه وهو يغمز بمرح قائلا : كده يارقية احرجتى الراجل، كان ممكن ترفضى بأسلوب احسن من كده
لترفع وجهها سريعا وهى تبحث بعينيها عن خالد الذى وجدته ينظر اليها بشوق جارف : بس انا مارفضتش.. أنا موافقة
حمزة : اه يافضيحة.. طب اتدللى شوية
لتعود إلى احضان أخيها مرة أخرى ولكن هذه المرة بخجل
حمزة بحب : تعرفوا انى من 3 سنين فاتوا أقسمت بينى وبين ربنا انى اكتب كتابكم فى نفس اليوم اللى يتشجع فيه خالد بيه ويطلبك منى
لينظر له الجميع بعدم استيعاب… ليكمل قائلا : تروح تجيب المأذون وتطلع على بيتكم عشان هنكتب الكتاب هناك، انا لا يمكن ارجع فى قسمى… وان شاء الله الفرح لما نرجع انا وحياة من السفر
قالها وهو ينظر لحياة فوجدها تبادله النظرات وظن لوهلة انه وجد شئ ما بنظراتها تختلف عن كل المرات التى تقابلت بها أعينهم واحتار فى تفسيرها اهى نظرة إعجاب.. فرح.. لا لا ياحمزة لا تجعل الامنيات تأخذك بعيدا لتعتقد انها نظرة حب، فهى لم تقترب منك إلا من بضعة ايام قلائل مليئة بالأحداث.. انها مجرد أمنية ياحمزة.. لا تتسرع… سيعوضك الله. فصبرا جميلا
وعندما نظر أمامه لم يجد خالد، فتبادل النظرات مع حياة ورقية وانخرطوا ضاحكين.. لينظر اليهما قائلا ببعض الجدية : ياللا ياحلوين قدامكم ساعتين بالظبط، تنزلوا كل واحدة تختار فستان مناسب ولما يبقى كله تمام تكلمونى اجيلكم…لتصفق حياة بيديها بسعادة وهى تقبل رقية قائلة : ياللا ياعروسة.. لتلتفت لحمزة بتساؤل.. طب وانت
ليبتسم بسعادة لتذكرها اياه : تعرفى تجيبيلى بدلة بمستلزماتها
حياة : طبعا بس هتلبس فين
حمزة : اشتريلى البدلة الأول وابعتيهالى مع السواق ولما تخلصوا كلمينى وهاجى اخودكم على طول
حياة وهى تتجه للخارج بمرح : اوكيه بوص
ليبتسم حمزة بعد خروجهم وهو يقول : الله يسامحك ياخالد.. البت كانت هتعنس بسببك، ياللا ربنا يسعدكم يارب، ثم بابتسامة قرد وقردة….. ماجمع الا اما وفق
فى منزل خالد
تم عقد القران مابين سعادة البعض واندهاش البعض من المفاجأة وسرعة الأحداث، وكان والد خالد ووالدته الأكثر سعادة وسط الجميع، وبعد المباركات والتهنئات.. استأذن حمزة فى الانصراف ولكن خالد ترجاه ان يترك له رقية فقد دعاها والديه للعشاء بمنزلهم
خالد : ياتقعد تتعشى معانا، ياتسيبلى رقية وانا اكيد هوصلهالك لحد البيت قبل 11
حمزة ضاحكا : يعنى بتعزمنى وبتسحب العزومة ف ساعتها عشان تستفرد بالموزة
خالد : متبقاش بايخ، ثم اشحال ان ماكنتش اكتر واحد عارف اللى فيها
حمزة وهو يبادله الاحضان : الف مبروك ياحبيبى.. ربنا يسعدكم ويهنيكم.. انا بثق فيك اكتر من روحى.. والا ماكنتش سلمتك بنتى… اانت عارف ان انا اللى مربيها وعارف هى ايه بالنسبة لى… خد بالك منها…. وحاضر هسيبهالك تتعشى معاكم… لانى واثق فيك وفيها
ليلتفت إلى رقية محتضنا اياها ومقبلا اياها على وجنتبها مرددا : مبروك ياقلبى، مبروك ياعمرى كله، ربنا يسعدك ياحبيبتى،
لينصرف حمزة وحياة تاركين رقية تتعرف على بعض معالم عالمها الجديد عن قرب حتى تعتاد عليه، ثم لتجلس رقية بين حمويها بحب وسعادة تتجاذب معهم أطراف الحديث بين ضحك وانبساط سريرة فكان والدا خالد يتمتعان بحلاوة المعشر وخفة الروح كخالد تماما، وبعد انتهاء العشاء نظرت رقية إلى خالد وهى تفكر فهى لم تصدق بعد انها أصبحت ملكه وهو ايضا أصبح اسيرها لتفيق على كف خالد تسحبها من اصابعها قائلا : تعالى معايا عاوز اديكى حاجة
لتذهب معه فى خجل بعد استئذان والديه ليدلف بها إلى إحدى الغرف ويترك بابها مفتوحا.. لتجد نفسها بداخل غرفة نومه وهو يتجه الى خزانة ملابسه ويخرج منها علبة صغيرة ليتجه اليها ويسحبها مرة أخرى اليه ليجلس على مقعد وتتفاجئ به يسحبها ليجلسها على قدميه لتحاول رقية التملص من بين يديه ولكنها لم تستطع، ووسط ضحكات خالد قال يابنتى اهدى متخافيش هو انا هكلك، لينظر لها بعبث قائلا : رغم انى نفسى فيكى من زمان اوى
لتشرد رقية بعينيه التى تبادلها التيه والحب ليقول فجأة بتعجب: دى رمادى
رقية بوله : هى ايه دى اللى رمادى
خالد بصوت اجش يخطف القلوب : عينيكى، طول عمرى بغرق فيها وعمرى ماعرفت لونها الحقيقى… كنت بخاف ابصلك كتير لا حد ياخد باله
لتخفض رقية بصرها وقد نست جلوسها على قدميه مما جعل خالد يبتسم بخبث
خالد : احنا اتجوزنا على طول من غير مااشتريلك شبكتك، هننزل نشتريها سوا ان شاء الله بكرة، لكن الخاتم ده.. قالها وهو يفتح العلبة التى جلبها من خزانة الملابس… اشترتهولك من سنتين لما كنت فى إنجلترا وشايله عندى من يوميها بعد ماقررت انى لازم البسهو لك بايدى يوم ماتوافقى على جوازنا
ليخرج الخاتم من علبته ويلتقط كفها ليلبسها اياه ويقبل يدها بحب شديد
لترفع يدها وهى تشاهد الخاتم لتجده عبارة عن خاتم من الذهب الأبيض وبه قاعدة بلون التوت الجبلى يرتكز عليه قلب كبير بجناحين يحتضنان قلب أصغر بالحجم، ثم لتبتسم رقية بسعادة قائلا : جميل اوى ياخالد.. ذوقك يجنن ياحبيبى
ليتوه خالد فى كلمتها التى قالتها بمنتهى الصدق والعفوية، لتخجل رقية من تسرعها، ليضمها خالد إلى صدره وهو يقبل جبهتها بعشق : اوعى تخجلى من مشاعرك قدامى، وانا كمان عمرى ماهخجل من تصريحى بحبك، كفاية السنين اللى ضاعت مننا بسبب خجلى.. سامحينى.. بس اوعدك انى هعوضك عن كل اللى فات… بحبك بحبك.. بحبك يارقية.. بعشقك فى كل حالاتك
لتنظر اليه بسعادة وعشق : وانا كمان بحبك اوى ياخالد
ليلتهم شفتيها وهو يضمها إلى ضلوعه وكلما ترك شفتيها يجد نفسه يلتقطها مرة أخرى، وهى تائهة بين امواج عشقه لها، ثم لتنتفض فجأة وهى تقول : حمزة… اتاخرنا….. اتاخرنا على حمزة ياخالد
ليجد خالد أن الوقت بالفعل قد بدأ يسرقهم ليأخذها سريعا ليعيدها إلى حمزة بشقة والديه على وعد بلقاء فى اليوم التالي.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
فى شقة حمزة.. يدلف حمزة وحياة إلى الداخل ليجدا عزة و وردة تجلسان بالمطبخ بانتظارهما لتقديم العشاء…. فدلفوا إلى غرفتهم لتبديل ملابسهم لتتفاجئ حياة بأن غرفة نومهم تحتوى على فراش متوسط الحجم وليس بها اريكة كالتى بغرفته بالفيلا، ولكن يوجد عوضا عنها مقعدين من الجلد العريق متجاورين ، فرفعت وجهها لتجد حمزة وكأنه يقرأ أفكارها ويمعن النظر بغاباتها فيقول : هو النهاردة وبكرة وبعد كدة هنسافر ان شاء الله، ثم بابتسامة مرحة : نتحمل بعض اليومين دول وبعد كده هتسلك ان شاء الله
لتبتسم حياة على تعبيره وهى تجذب ملابسها وتتجه الى الحمام لارتدائها، ليجلس حمزة على المقعد وهو يحاول لملمة افكاره، فهاهو قد اطمئن قلبه على رقية، فهو يعلم جيدا ان خالد سيفديها بعمره لو اضطر لذلك، ولكن….. من سيحمى حياة ان أصابه اى مكروه…. من سيربت على جراحها…. من سيهتم بأن يروى عطش قلبها للحنان والحب….. ااه ياحياة لو تعلمى انك صرتى الجرح والدواء… لينتبه عليها وهى تفتح باب الحمام لتأتى اليه قائلة بخجل : الحمام فاضى…. اتفضل
لينهض ويفعل مثلما فعلت ليخرج بعد قليل ليجد العشاء مرصوص على منضدة صغيرة أمام المقعدين لتقول حياة : انا قلت نقضيها سندوتشات على السريع واللا تحب حاجة تانية
حمزة مازحا وهو يتجه الى احد المقاعد : لأ…. كده تمام اوى
لتجلس حياة على المقعد الاخر وبدأوا فى تناولهم الطعام، ولكن حياة احست بشروده فسألته بتردد : ممكن أسألك على حاجة
لينتبه لها حمزة ليبتسم قائلا : اتفضلى
لتقول حياة بتوجس : شايفاك سرحان ومش زى عادتك من ساعة كتب الكتاب…. مالك ياحمزة؟ انا حاسة ان فى حاجة شاغلاك… او قلقاك…. فى حاجة حصلت
وكان حمزة يتيه فى اسمه من بين شفتيها، ولكنه انتبه انها قد فرغت من حديثها ليترك الطعام من بين يديه قائلا : تعرفى انى نفسى احكى ع اللى جوايا للصبح لغاية ما اخلص كل الكلام
حياة : طب ماتحكى… انااا مستمعة جيدة جدا على فكرة
لينظر لها بحب قائلا : كل اللى اقدر اقوله لك دلوقتى انى مبسوط عشان رقية وخالد اخيرا قدروا يبقوا لبعض…. وكمان اتطمنت عليها لانى عارف قد ايه خالد بيحبها وهيصونها
حياة : بس فى حاجة قلقاك… او مزعلاك
ليبتسم بحب : على قد قلقى…. على قد سعادتى
حياة : يعنى!
حمزة : يعنى على قد قلقى على قد سعادتى انك حسيتى بقلقى ده ولمسك واهتميتى بيه
حياة بخجل : وايه اللى قالقك
ليلتقط كف يدها ويحتويه بين كفيه قائلا : حياة….. انا عارف انى اقحمتك فى حاجات كتير انتى بعيدة عنها… بس صدقينى ماكنتش اقصد ابدا
حياة بتوجس : هو ايه ده اللى ماكنتش تقصده
حمزة وهو تائه بين غصون غاباتها : انى احبك اوى كده….. او ان الحلم يتحقق بين يوم وليلة بالشكل ده….. بس للاسف الحلم لسه ماكملش…… لسه قلبك مادقليش ياحياة
لتنكس حياة رأسها باسف قائلة : حمزة… انا ااانا… مش عاوزاك تزعل منى… انا بس كل الحكاية انى لسه مش قادرة استوعب انى بقيت ملك راجل تانى غير عادل
ليتجهم وجه حمزة عند سماع اسم عادل ليقول بغيرة ظاهرة : خلاص ياحياة مابقيتيش ملكه ولا ملك اى راجل تانى غيرى
لتشعر حياة بما ازلفه لسانها لتحاول الاعتذار له إلا انها تفاجئت به هو الاخر يقدم اعتذاره : انا اسف ياحياة…. انا مش عاوز احط حدود لكلامك معايا.. عاوزك تتكلمى معايا من غير خوف ولا خجل… عاوزك تعرفى انى مش بكتفك ولا عمرى هكتفك ولا هخنقك… بس برضة عاوزك تعرفى ان حبى ليكى لا يمكن يتكرر
حياة بدهشة : امتى… امتى ياحمزة انا هتجنن
ليخرجرهما من حديثهما دقات مرحة يعلمان صاحبتهم حق المعرفة، ليبتسم حمزة سامحا لها بالدخول، لتدلف عليهم وهى بقمة سعادتها قائلة : ايه ياحلوين عاملين ايه من غيرى
حمزة ضاحكا : فى منتهى الهنا والسعادة
رقية : بقى كده ياميزو… بكرة تقول فين ايامك……
ليقاطعها حمزة ضاحكا : ياقردة
لتخرج له لسانها فى مرح قائلة : طب اتفضل اخرج أمضى على وصل الاستلام
ليبتسم لها حمزة وينهض ليحتضنها قائلا : والله وبقى لك صاحب غيرى ياقردة
لتبادله رقية الابتسام وهى تندس بأحضانه وهم يتجهوا إلى الخارج للقاء خالد، بينما ظلت حياة على وضعها ولكنها كانت تحدث نفسها
حياة فى سريرتها : يابختك بحمزة يارقية، الأخ سند وعزوة، انتى صحيح يتيمة زيى.. لكن ربنا عوضك بحمزة وكان لك اب وأخ وأم .. ماحسيتيش بالوحدة زيى، يارب انا مش غيرانه منها ولا بحقد عليها… انت عالم بحالى وعالم بنيتى وعارف انا بحبها قد ايه.. ويمكن تكون الانسانة الوحيدة اللى اعتبرتها اختى لانى حسيتها بتحبنى بجد
طب ماحمزة كمان بيقول انه بيحبنى
بيقول!.. لا… دى تصرفاته كلها هى اللى بتقول.. ده غير كلامه ونظرة عيونه… اما بيبصلى فى عينيا بحس انه بينفصل عن كل اللى حواليه، يبقى ليه ماتديش لروحك فرصة تفتحى قلبك للحب من تانى
انا فعلا ابتديت اتشدله وابصله بطريقة تانية… بقيت اتكلم معاه بأريحية مش برسمية… بقيت اخاف عليه مش منه…. بقيت احس بالأمان والراحة وهو معايا وقدامى
طب مش ده يبقى حب برضة
امتى… امتى.. امتى ده حصل، مصمم مايحكيليش غير لما نسافر ليه! ليه مابيتكلمش ويحكيلى من دلوقتى انا مش فاهمة
انا خايفة….. ايوة.. ايوة خايفة اسلمه قلبى لايجرحنى زى عادل
بطلى تجيبى سيرة عادل…. بيتضايق… حقه… انتى دلوقتى مراته ومايصحش انك تجيبى سيرة راجل تانى على لسانك لا من وراه ولا من قدامه… حتى لو طليقك
مراته……. مراته….. انا مرآة حمزة زيدان….. حياة حمزة زيدان
لتقف وتبدأ فى السير ريحة وايابا وهى تردد وكانها تثبت لنفسها قبل الجميع : انا حياة حمزة
…. انا حياة حمزة…. انا……
ليقاطعها حمزة بصوت اجش وهو يحتضن اياها من الخلف : انتى حياة حمزة
لترتجف حياة من المفاجأة لتسأله وهى فى احضانه : انت هنا من امتى
ليديرها حمزة وهو محتفظ بها بين احضانه ليقول وهو تائه فى غاباتها : من ساعة ماكنتى بتثبتى ملكيتك لحمزة ياحياة حمزة
ليتورد وجهها خجلا وتحاول مداراة وجهها عنه ليعيد وجهها كما كان وهو يتنقل بعينيه مابين غاباتها وعنقودها فيسألها : تسمحى لحمزة ياحياة حمزة
لتنظر له مستفهمة لتجده مال على شفتيها ليقتنصهما بقوة لاول مرة فكان دائما رقيقا حين يقبلها ولكنه هذه المرة يقبلها بقوة وكأنه يثبت لها ولنفسه انها ملك له وحده… ملك حمزة زيدان دون منازع
لم تبادله قبلته فى اول الأمر ولكن ماهى الا لحظات حتى بادلته قبلته وبنفس الشغف والقوة وكأنها تصدق على ملكيتها له وتطمئنه انها له و له فقط
وعندما قطع قبلتهم… قبلها بمفرق شعرها وهو يضمها إلى صدره متنهدا وقال : هانت.. كلها كام يوم ان شاء الله
حياة وهى تحارب خجلها : نفسى اعرف بتفكر فى ايه
حمزة : عاوز اما احكى ماحدش يقاطعنى نبقى براحتنا انا وانتى وبس
ليكمل حتى يخرجها من خذلها : ياللا ياللا عشان نتعشى و ننام.. احنا عندنا بكرة شغل كتير جدا
ليتناولا العشاء سريعا ثم ذهبا إلى الفراش وكل منهما تائها فى أفكاره ولكنهما سريعا ماغرقا فى النوم فى انتظار ولادة يوم جديد
مر اليوم التالى بكثير من الجهد والاجهاد على الجميع، فقد اجتمع حمزة بخالد ورقية لمدة طويلة يعلمهم بالكثير والكثير مما أبلغه واتفق عليه مع الشرطة، ولكنه لم يصرح بشكهم فى محاولة عمته لقتله أمام رقية فقد خشى جزعها، ولكنه اعلم خالد بكل التأصيل
وفى أثناء كل تلك الاجتماعات كانت حياة تعمل على نسخ كل الملفات التى يحتوى عليها حاسوبها النقال كما أمرها حمزة
وبعد انتهائهم من كل شئ توجهوا الأربعة إلى الخارج، فقد دعاهم حمزة لتناول الغداء بالخارج بعد ان انتقت رقية شبكتها مع خالد، ثم عاد الجميع إلى منزله فى انتظار موعد السفر
فى المطار
تبكى رقية بأحضان أخيها ليضمها حمزة الى صدره مؤنبا اياها : ايه بس يارقية هى اول مرة اسافر واسيبك
رقية بطفولة: لا ياحمزة، بس كان نفسى ابقى معاك وانت بتجيب البنت
حمزة وهو ينظر لخالد : ولما انتى تبقى معايا، مين هيبقى مكانى فى الشركة ويصورلى اللى هيحصل بالصوت والصورة
ىيجذب خالد رقية من احضان حمزة وهو يدعى الغضب : ماتتحشمى ياحرمنا المصون، الاحضان دى مش للمشاع كده
ليضحك حمزة على صديقه وهو يحتضنه مودعا اياه وهو يوصيه برقية وبالانتباه لكل ماحولهم ويسحب حياة من يدها وهو يتجه الى داخل صالة السفر لتقلع بهم الطائرة بعد ساعة من الزمن إلى الاراضى المقدسة ليقوموا بالاحرام ويؤدوا مناسك العمرة فى جو من الرهبانية والسعادة وكان معظم جلوسهم بالكعبة بين الصلاة والدعاء…. لم يسألها عن دعائها ولم تسأله عن دعائه ولكن قبل ان يودعوا الكعبة طلب منها حمزة ان تدعو له بالتوفيق فيما يحب ويريد.. فامائت له برأسها وظلت تدعو له حتى فرغوا وتحللوا، ثم اخذها لزيارة قبر الرسول صل الله عليه وسلم.. وعندما انتهت من زيارة النساء… خرجت لتجد حمزة يقف بانتظارها وبيده حقيبة هدايا لتذهب اليه وهى منشرحة الصدر… ليسألها حمزة : ها…. مبسوطة
حياة : مش قادرة اوصفلك انا قد ايه حاسة بالراحة والهدوء
حمزة : يارب دايما… ياللا بينا
لينطلقا إلى الفندق ليأخذا قسطا من الراحة قبل انطلاقهما فى طريقهما إلى أمريكا، وعندما وصلا إلى الفندق ودخلا إلى غرفتهما، أعطاها حمزة الحقيبة بيدها وهو يقول : الحاجة دى عشانك… يمكن ماتستعمليهاش دلوقتى….. لكن عندى احساس وإيمان بالله انك ان شاء الله هتستعمليهم وقريب كمان
لتفتح حياة الحقيبة لتجد بها طاقم ملابس باللون الأبيض والأزرق لطفل رضيع لتنظر لحمزة وهى مغرورقة الأعين ليحيطها بيديه قائلا : اول ليلة طوفنا فيها حوالين الكعبة، لما قعدت جنب الكعبة… عينى راحت فى النوم دقيقة مش اكتر.. شفت ماما جايبالى لفة فيها بيبى فى ايدها وبتقول.. شفت حياة جابتلك ايه ياحمزة
فتحت عينى لقيتك بتقعدى جنبى…. استبشرت خير وقررت انى اشترى الطقم ده.. عاوزك تحافظى عليه… عشان ان شاء الله لما ييجى يبقى ده اول حاجة يلبسها
لتندس حياة بأحضانه وهى تؤمن على حديثه، ليربت على كتفيها وهو ينبهها إلى اقتراب موعد طائرتهم
وتنطلق الطائرة فى موعدها وهى تتجه بهما إلى أمريكا وكل منهما يمنى نفسه بالكثير والكثير
وعند هبوطهما من الطائرة عند وصولهم تتفاجئ حياة بعدد كبير من الرجال المسلحين بانتظارهما.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
فى شركة حمزة بالقاهرة، وفى مكتبه، تجلس رقية لمتابعة بعض الأعمال التى كلفها بها حمزة قبل سفره لتسمع لغط يأتى من مكتب حياة، لتنهض رقية متجهة إلى الخارج لتعلم سبب مايجرى، لتجد أميرة وهى الفتاة التى جعلها حمزة بمكتب حياة لمساعدة رقية تتجادل مع عمتها التى تصر على اقتحام المكتب وتحاول أميرة منعها من فعل ذلك
رقية بانفعال : فى ايه، ايه الدوشة دى….. اهلااهلا ياعمتى… خير
ثريا بدهشة : رقية! انتى بتعملى ايه هنا
ليأتيهم صوت خالد من الخلف : ماهو لو حضرتك سألتى عليها من يوم سفر حمزة… كنتى عرفتى ان حمزة سايبها مكانه
لتشتعل ثريا غيظا قائلة : ايه الكلام الفارغ ده…. وانتى هتفهمى ايه فى الهلومة دى كلها…. ياللا….. ياللا… بلاش لعب عيال روحى مع نورا وانا هدير كل حاجة بنفسى لحد ماحمزة يرجع بالسلامة
ليضحك خالد بسخرية قائلا : اهدى بس ياثريا هانم واتفضلى فى المكتب جوه نتكلم شوية وتشربى حاجة
وأثناء حديثه مع ثريا كان يشير لحياة بأن تسرع للجلوس على مقعدها أمام مكتب حمزة ولملمة أوراقها حتى لا يعطوا لثريا اى فرصة للتدخل بعملهم، لتفهم عليه رقية وتسرع فى تنفيذ ما أشار لها بعمله، لتدخل ثريا ونورا وهما فى قمة احباطهم، فبوجود رقية قد أحبط جميع ما خططا اليه من العبث بأوراق حمزة وشركته، وبعد أن أغلق خالد الباب وأشار لهم بالجلوس
خالد : نورتى ياثريا هانم، اهلا يامدام نورا
ثريا بعجرفة : نورتى دى تتقال للضيوف، مش لاصحاب المال يادكتور خالد
خالد بسخرية : فعلا… عندك حق
رقية : خير ياعمتى، ياترى ايه سبب الزيارة دى
ثريا بكبرياء ليس بمحله : انا جاية اشوف شغل الشركة على ماحمزة يرجع
خالد بسخرية : طب ومدام نورا
ثريا بارتباك : قلت تساعدني ،ثم اكملت بعجرفة : وبعدين انت هتحقق معايا واللا ايه، ياللا كل واحد يشوف شغله، وانتى يارقية على البيت على طول وانا هفضل هنا أدير كل حاجة
لتنظر رقية إلى خالد الذى قال بتسلية : يابختهم بيكى الصراحة، حد يبقى عنده عمة زيك كده تخاف عليه وعلى مصالحة ومايعملهاش توكيل رسمى قبل مايسافر
ليطل بريق الغضب من عينا ثريا وهى تقول : تقصد ايه بأنه يعمللى توكيل
خالد : اقصد ان شركة كبيرة زى شركتنا ماينفعش ان حد يديرها كأنها طابونة… دى تعاقدات واذونات واتفاقات، يعنى اللى يديرها لازم يبقى معاه توكيل رسمى بالتوقيع وحق الادارة
ثريا وبعينيها بريق الانتصار: والتوكيل ده بقى مع رقية
خالد بحزم : لأ….. معايا انا
لتطل نيران الهزيمة من عينيها لتقول بانفعال : بصفتك ايه
خالد بكيد : بصفتى الوحيد اللى فاهم فى الليلة دى، وكمان جوز رقية
لتهب نورا واقفة بغضب : امتى حصل الكلام ده وازاى ماحدش يبلغنا
رقية بمداهنة : احنا معملناش حاجة لسه يانورا….. لما حمزة يرجع بالسلامة ان شاء الله
كل الحكاية ان خالد طلبنى من حمزة وحمزة وافق
قالتها وهى تطلب من خالد بعينها التصديق على كلامها ليصمت دون تعليق
نورا بانتصار : يعنى لسه مجرد كلام
رقية وهى تنظر لخالد : حاجة زى كده
ثريا : و ده ادعى انك ماتقعديش فى الشركة معاه وهو متكلم عليكى
نورا وهى تبتسم لخالد : ليه يعنى ياماما، خالد طول عمره متربى معانا وعارفين أخلاقه، وكمان رقية طول عمرها عاقلة وعارفة مصلحتها
لتنظر رقية بانشداه لنورا التى كانت تنظر لأمها وهى تحاول افناعها بعينها لاطاعتها والتصديق على كلامها
ثريا بمداهنة : خلاص زى ماتشوفوا
نورا : وطبعا لو احتاجوا حاجة مش هيترددوا ثانية واحدة انهم يطلبوها منك، هم ليهم مين غيرك
رقية : ااه…. اه طبعا ياعمتو احنا لينا مين غيرك
لتنصرف ثريا بعد قليل مع ابنتها ليظل خالد بمفرده مع رقية، ليغلق الباب وهو يقول بغضب مكبوت : ممكن افهم بقى
رقية وهى تحاول تهدئته واقناعه : بص يا خالد.. عمتو كانت جاية وناوية على حاجة كبيرة اوى، أوراق…. مستندات…. اختام…. المهم انها لما تلاقى انها مش هتقدر تعمل ده وكمان انها تلاقينى اتجوزت واتجوزتك انت بالذات مش هتهدى الا لما تأذينا
خالد باستغراب : ولما تعرف اننا لسه مجرد كلام مش هتأذينا يعنى
رقية : على الاقل مش هتستعجل… وهنقدر نعرف هى بتفكر فى ايه
خالد وقد بدا عليه الاقتناع : بس انا ماصدقت انك بقيتى بتاعتى وعاوز الدنيا كلها تعرف
رقية بخجل : طب مانا بتاعتك… سواء الدنيا كلها عرفت واللا لا
…………………………..
ثريا بغضب : انا مش فاهمة….. انتى ايه اللى فى دماغك بالظبط
نورا بخبث : خالد ده دماغه العن من حمزة مليون مرة ولو عاديناه هنخسر كتير ياماما…. احنا لازم نماين عشان نوصل للى عاوزينه
ثريا : ازاى بقى يافالحة
نورا : بالسياسة، وطالما جوازه من رقية لسه مجرد كلام يبقى الكورة لسه فى ملعبنا
ثريا بانتباه : ازاى
نورا : هوقع بينهم واخد خالد فى صفى
ثريا : وانتى تقدرى عليه
نورا : ماتقلقيش عليا
ثريا : اتلهى…. كنتى قدرتى على حمزة
نورا : ده لانى مابحبش حمزة… انا بس كنت بريحك
ثريا بمكر : وخالد….
نورا : طول عمرى هموت عليه، رغم انى كنت بخاف اتعامل معاه عن قرب، حويط اوى وخبيث واهى رقية جت وقدمتهولى على طبق دهب وقالتلى كلى
ثريا : ازاى بقى
نورا : هتفهمى كل حاجة فى وقتها
…………
فى أمريكا تفاجئت رقية بمجموعة كبيرة من المسلحين وعدة سيارات مصفحة بانتظارهم، لترتعب من المشهد وتندس بأحضان حمزة ليطمئنها قائلا : متخافيش ياحبيبتى… ده طقم الحراسة بتاعنا
حياة : كل دول ياحمزة…. ليه كل ده
حمزة : هفهمك ياحبيبتى… بس بعدين ياللا بينا الاول
ليتقدم منهم شخصا يبدو أنه زعيم فريق الحرس ويحيييهم ليردوا التحية ليسأله حمزة وهو يتفرس بعينيه باقى الفريق : قل لى جون…. هل كل شئ جاهز
جون : اجل سيدى… فقط…. سنحتاج إلى حقيبة ملابس السيدة
ليشير حمزة الى حقيبة لم تراها حياة من قبل، ليشير جون لاحد رجاله فيأخذ الحقيبة ويتجه بها إلى إحدى السيارات وينطلق بها بعيدا عنهم
جون : والان سيدى هيا بنا لقد استأجرت لكم منزلا سينال اعجابك عندما تراه
حمزة : حسنا جون، هيا بنا
لينطلق الجميع حتى وصلوا إلى حى راقى ملئ بالفلفل والقصور حتى دلف لإحدى القصور المتوسط الحجم والتى تحظى ببوابة إلكترونية تنفتح تلقائيا عند السماح لها بالدخول من الداخل، ليمروا بممشى ملئ بزهور الاركيديا التى يحميها من الخلف شجر الكافور، ثم بعض النخيل لينتهى بهم الممشى فى ساحة واسعة محجوبة بالكامل عن الخارج ووراء الساحة مبنى على الطراز الاسبانى الانيق باللون الأبيض وعند هبوط الجميع من السيارات اصطفت السيارات مرة أخرى ولكن باتجاه الخارج وجذب حمزة كف حياة للدخول إلى داخل القصر الذى انبهرت حياة من شدة اناقته البسيطة والألوان الممزوجة بالألوان الطبيعة بغير مغالاة، لتشعر العين بالراحة والهدوء ليتركها حمزة تتجول بالقصر بحريتها ليعود إلى جون مرة اخرى
حمزة : ها جون.. حدثنى عن التطورات
جون : بعد سبعة عشر دقيقة سيصل الشبيهان إلى الكوخ سيدى
حمزة : وماذا عن الكاميرات
جون : تم تركيبها بالكامل ويمكنك متابعتها من غرفة المراقبة بالداخل سيدى، ومن الممكن ايضا متابعتها على هاتفك
حمزة وهو يعطيه هاتفه لضبطه على الكاميرات : جيد جدا، وماذا عن الشقة
جون : تم تجهيزها بالكامل وفى انتظار اوامرك سيدى
حمزة : قم بعملك كالمعتاد واعلمنى باى تطور على الفور، وسوف اذهب الى الخارج غدا فى تمام الثانية ظهرا فاستعدوا
جون : وماذا عن السيدة
حمزة : سترافقنى دائما
جون : اوامرك مطاعة سيدى، اعتقد انهم بالداخل قد قاموا بتجهيز الطعام
حمزة : تمام، وقبل ان ينصرف التفت له حمزة قائلا : لا اريد رؤية اى رجل بداخل القصر
جون مبتسم : لقد أمرت بذلك مسبقا سيدى وتم التنفيذ
ليبتسم حمزة وهو يتجه الى الداخل ليجد حياة تجلس على احد المقاعد وهى تشاهد المنظر بالخارج من وراء حائط زجاجى ضخم وهى مسترخية وعلى وجهها ابتسامة مشرقة، لينحنى عليها حمزة وهو يقبل رأسها قائلا : ايه رأيك
حياة بانبهار : تجنن ياحمزة.. تجنن.. المنظر اكتر من رائع، ومريح للاعصاب
حمزة : طب مش هتطلعى تغيرى هدومك وتستريحى شوية السفر كان طويل جدا
حياة وهى تضم شفتيها لتحيلها كالعنقود : جعانة
ليضحك حمزة وهو يغمزها بشقاوة جعلت وجنتبها تشتعل خجلا : ده انا اللى هموت من الجوع…. هو الصايم ده مابيجيلوش وقت ويفطر واللا هفضل صايم كده كتير
ثم يجذبها من يديها وهو يتجه الى الاعلى وهو يقول : ياللا عشان تكلى ونتكلم شوية
وبعد أن قاما بتغيير ثيابهم وتناولهم الطعام، جذبها حمزة ليجعلها بأحضانه وهو يسألها : عاوزة تعرفى ايه
حياة : كل حاجة، وكمان عاوزة اعرف ايه الحراسة دى كلها وليه
حمزة : الحراسة دى للحماية مش اكتر، ثم وبعدين دى مش اول مرة اتعامل مع شركة الحراسات دى، كل ما باجى أمريكا بيبقوا معايا
حياة ببعض الغيرة : وايه شنطة الهدوم اللى جون اخدها دى ومين السيدة اللى قاللك عليها
حمزة ضاحكا : دى شنطة فيها هدوم زى هدوم حبيبتى… رقية اشترتهملى
حياة ببهوت : حبيبتك مين
حمزة بهمس وهو يقترب منها : عمر ماكان ليا حبيبة غيرك
حياة بخجل : طب واديتهاله ليه
حمزة بتنهيدة : عشان فى اتنين قاعدين فى الكوخ بتاعى على أنهم انا وانتى فلازم يبقى لبسهم شبيه بلبسنا
حياة بتعجب : طب وليه كل ده
حمزة : مش عاوز عمتى تدور ورانا واحنا هنا، ومش عاوها تعرف اى حاجة عن بنتى دلوقتى خالص
لتفهم عليه حياة لتسأله بخفوت : زعلان
حمزة بحب : عمرى ما ازعل وانتى معايا، ليقترب منها محاولا تقبيلها
حياة : احنا هنحمرق من اولها، انت وعدتنى تحكيلى
ليقبلها من وجنته صاحكا وهو يقول : لما طلبنا دفعة صيادلة للمعامل من سنين، انا كنت وقتها بحارب فى جبهات كتير اوى، الكل كان طمعان فيا ومتوقع ان الشركة تقع بعد موت ابويا، بس ربنا ماسابتنيش، وبصراحة خالد كمان كان دايما فى ضهرى، وفى ليلة بعد ما روحت البيت، ودخلت عشان انام، شفت ماما فى الحلم، لقيتها بتبتسملى وبتطبطب على قلبى، وبتقوللى هترتاح ياحمزة، كنت دايما لما احلم بيها لما يبقى عندى حاجة مضايقانى كنت بستبشر خير واعرف انها هتتحل، وقتها كنت قررت ان لازم يبقى لى مدير لمكتبى من نفس تخصصنا…. الصيدلة يعنى، وخالد اقترح عليا اختار حد من الطقم اللى اتقبل عشان المعامل…. وشفتك، مش عارف ايه اللى حصللى اول ماشفتك… حسيت بهالة من النور داخلة عليا.. انبهرت بيكى
لتنظر له حياة بانبهار لتجده مغمض عيناه وهو يتحدث وكأنه يسترجع مشهدا لذاكرته
حمزة مكملا : وقتها لو تفتكرى انى فضلت شوية ابصلك ومابتكلمش.. ماكنتش قادر ابعد عينى عنك حسيتنى تايه فى عنيكى برموشك اللى عاملة زى الجدايل وعينك اللى بلون الزيتون الأخضر الطازة…. ولما انكسفتى من بصتى ليكى… زميتى شفايفك بطريقة جننتنى كنت عاوز وقتها اقوم اخدهم بشفايفى لما بتعملى الحركة دى شفايفك بتتحول لعنقود عنب يجنن
وقعت فيكى من اول نظرة لدرجة انى قررت اطلبك للجواز
حياة : بس وقتها انت كنت متجوز
ليتنهد قائلا : مش ده اللى منعنى عنك…. اللى منعنى عنك أن انتى اللى كنتى متجوزة.. اول ماعرفت انك متجوزة جالى إحباط رهيب، بس ده مامنعنيش انى انبهر بطريقة لبسك ورقتك… وتدينك والتزامك….. وقتها اتمنيت ان على الاقل كيت تبقى زيك.. يمكن ده يهون عليا شوية، بس للاسف فشلت فشل ذريع، لكن كنت سعيد جدا بعلاقتك مع رقية، وكنت اسعد لما لقيتها مشيت على خطاكى وابتدت تلبس زيك وتلتزم بصلاتها وتهتم بفروض دينها اكتر، برغم انى الحمدلله ملتزم من زمان، بس ماكنتش عارف اوجهها ازاى، لحد ماجيتى انتى وحلتيلى المعضلة دى من غير حتى مااطلب منك
كنت فاكر ان انبهارى بيكى اللى خطفنى من اول نظرة هيختفى مع الوقت، وبقيت اتعمد مابصلكيش فى عيونك اللى اسرتنى دى واحنا بنتكلم… لكن بالعكس كان انبهارى وتعلقى بيكى بيكبر يوم عن التانى لحد مابقيت احس ان حبى ليكى هو الذنب اللى مالوش غفران
حياة باستغراب : ذنب
حمزة : طبعا ذنب… انتى ماكنتيش بتاعتى وقتها… بس ماكنتش بقدر امنع نفسى عن التفكير فيكى حتى من قبل ما اطلق كيت… لما كانت تقول حاجة او تتصرف تصرف معين كنت اسأل نفسى ياترى لو حياة مكانها كانت هتتصرف ازاى
وكانت اكبر مشكلة بينى وبينها لما اتخانقنا بسببك
حياة بانزعاج : بسببى انا…. ازاى
حمزة : هحكيلك.. يتب
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
مازال حمزة يقص لحياة سبب نزاعه مع كيت بسببها
حياة : ازاى وليه اتسبب فى مشكلة بينكم وانا كنت المفروض مجرد مديرة مكتبك
حمزة : كيت من يوم جوازنا فضلت كذا سنة بتحاول دايما تراضينى وتسمع كلامى خصوصا فى لبسها، لكن فجأة من قبل حتى ماتشتغلى معايا حسيت انها ابتدت تتمرد عليا وتتعمد تخالف كلامى وخصوصا فى لبسها وخروجها وتأخيرها، حاولت احتويها بالحسنى اكتر من مرة عشان المفروض انها وحيدة ومالها ش غيرى، لكن كانت بتتمرد اكتر، لحد مانتى ظهرتى وبقيت دايما بقارن بينكم من جوايا وخصوصا كمان لما رقية انضمتلك، لحد مافى يوم كنت راجع من برة واتفاجئت ب……..
فلاش باك
يدخل حمزة عائدا من عمله ومرهق بشده لتستقبله رقية ببشاشة وترحاب ليجلس بجانبها ويمازحها كالعادة، ليسمع طرقات حذاء كيت وهى تهبط من على الدرج ليرفع رأسه ليجدها ترتدى ثوبا يكاد يخفى بعض معالم جسدها وتضع الكثير من المساحيق، وتتقدم منهما بهدوء
كيت : حمزة…. متى اتيت… لم أشعر بك
حمزة : من حوالى خمسة عشر دقيقة
كيت : عظيم انى رأيتك قبل الذهاب
حمزة بغضب: تذهبين إلى أين فى هذه الساعة وبهذه الملابس الفاضحة؟ هل اذنت لكى بالخروح
اكنتى تنوين الذهاب بهذا الشكل دون علمى
كيت بتمرد : ما به شكلى، الم تعالج نفسك بعد من هذه الرجعية والتخلف
حمزة وهو يشير لها بسبابته : كيت…. احذرى.. لقد استنفذتى كل رصيد الصبر لدى
كم من مرة حذرتك ان ترتدى مثل هذه الملابس الفاضحة، كم من مرة وضحت لكى انى رجل مسلم وشرقى، انا لم اجبرك على تغيير ديانتك وتركت لكى كامل الحرية فى الاحتفاظ بمعتقداتك،ولكن ليس معنى هذا ابدا انى أوافق على هذا الانحلال
ليحاول حمزة السيطرة على غضبه فقال ببعض الهدوء : ألم اطلب منك مراقبة حياة ورقية فى طريقة ملابسهم وتعاملاتهم واسلوبهم فى التحدث والتعامل مع الناس
كيت بغضب : حياة.. حياة… حياة ، مالى انا ومال هذه الحياة، انها انسانة متخلفة لا ترتقى لان اقارن نفسى بها من الاساس
حمزة بغضب : انتبهى لحديثك عنها كيت ولا تثيرى غضبى اكثر من ذلك
كيت بغيظ : هل تعلمنى ماهى علاقتك بهذة الحياة، ما الذى بينك وبينها… هل هى عشيقتك حمزة كى تقف دائما ضدى وانت تضعها فى مقارنة معى انا زوجتك
ليمسكها حمزة من كتفيها وهو يهزها بعنف : اخرسى… لاتذكريها بسوء ابدا مرة اخرى وإياكى كيت…. اياكى ان اراكى بهذه الملابس مرة أخرى بخارج غرفتنا، وهيا اصعدى إلى الأعلى فانتى ممنوعة من مغادرة المنزل حتى تعودى إلى صوابك
كيت بغضب : انت لا تستطيع أن تحتجزنى هنا
حمزة مستهزءا : لا كيت…. استطيع…. والقانون معى… هياهيا الى الاعلى فورا ولا أريد رؤيتك بهذا المظهر مرة اخرى
وما ان همت بالذهاب من أمامه حتى ناداها مرة أخرى : كيت…. ارجو ان تزيلى هذه المساحيق جيدا من على وجهك، فأنا اريد ان ارى ملامحك الحقيقية
لتذهب من أمامه بغضب العالم على وجهها ليجلس حمزة بارهاق ليجد كف رقية وهى تربت على كتفه بحنو قائلة : معلش ياحمزة.. اصبر عليها.. يمكن ربنا يهديها
حمزة : انا مش عارف ايه اللى قلبها فجأة القلبة السودة دى ماكانت ابتدت تتأقلم معانا.. حتى كانت ابتدت تتكلم كام كلمة عربى فجأة رجعنا تانى للصفر… د محسسانى اننا لسه فى امريكا
باك
حياة : انا اول مرة اعرف الموضوع ده
حمزة : كلام كيت خلانى اتأكد انك فعلا مش اى حد فى حياتى، مهما كنت بحاول اهرب واحط حدود مابينا، لدرجة ان جه عليا وقت كنت بفكر انقلك المعامل عشان ابعدك عن بؤرة تعاملاتى يمكن انساكى…. لكن ماقدرتش…. وكنت بتحجج لروحى بأن الشغل محتاجلك، وانى مش هقعد اعلم حد جديد من تانى…. بس كلها كانت حجج واهية عشان ماابعدكيش عنى
بس الموضوع ابتدى يتطور معايا بعد طلاق كيت
حياة : ازاى
حمزة باحراج : برضة…. يعنى… مابقاش فى ست فى حياتى… بقيت لما برجع البيت بعد مابدخل اوضتى…. مبلاقيش حاجة تبعد تفكيرى عنك
بقيت اتخيل مواقف وحوارات بينى وبينك، رجعت مراهق من اول جديد، لكن لما كنت افوق على الواقع وافتكر انك متجوزة غيرى.. كنت بغضب وبثور، وارجع استغفر واستغفر وانا بطلب من ربنا انه يحلها من عنده… لكن تعرفى… انا دلوقتى بس اكتشفت انى كنت دايما بدعى ربنا انه يريح بالى ويرضينى… لكن عمرى مادعيت انى انساكى
لحد ماجه موضوع بنتى ده وابتدت ترتيباتى مع المحامى… وفى اليوم اللى طلب منى اتجوز قابلت كلامه باستهزاء وعدم اقتناع، لكن ماكنتش اعرف انى تانى يوم بالظبط هلاقيكى داخلة عليا وانتى متطلقة وكمان وافية عدتك… بقيت حاسس ساعتها ان هو ده عوض ربنا
عارفة يومها واحنا بنتغدى… كان فى خمس عجول بيندبحوا وبيتوزعوا لله
حياة بدهشة : كل ده
حمزة وهو يقترب منها : وكان نفسى اعمل اكتر وناوى ان شاء الله اعمل اكتر بكتير لو اتحقق اللى بتمناه
لتنكس حياة رأسها بحياء وهى تسأله : وياترى ايه اللى بتتمناه
حمزة وهو يضمها اليه ويرفع رأسها ليتوه فى غاباتها : انك تحبينى ولو 10٪ من حبى ليكى.. ساعتها.. هبقى اسعد مخلوق على وش الارض
حياة بخجل ولجلجة : ولو…. لو قلتلك انى. فعلا…. ابتديت انى….
حمزة : كملى ياحياة انك ايه
حياة : انى يعنى اتعلق بيك وكمان….
حمزة وهو يشجعها ببريق عينيه التى تشتعل اشتياق وعشقا : ها… ها ياحياة.. كملى
حياة : وكمان حاسة انى ب… بحبك
حمزة متأوها من السعادة : ااااااااه… ااااه ياحياة لو تعرفى عملتى ايه فى قلبى بكلمتك دى، رويتى قلبى ياحياة قلبى لينحنى برأسه لينهل من رحيق شفتيها وليسطرا معا أولى ملامح حياتهم معا
…………
فى القاهرة بمكتب خالد بالشركة
يجلس خالد يتابع بعض الأعمال على حاسوبه ليسمع طرقا على الباب، ليسمح للطارق بالدخول.. ليجد السكرتيرة تبلغه بأن نورا بالخارج تطلب لقائه…. ليعقد حاجبيه وهو يبتسم بخبث ويسمح لها بالدخول، لتدخل نورا وهى ترتدى ملابس شبيهة بعض الشئ بملابس حياة ورقية ووجدها تضع حجابا على رأسها وتدخل وهى منكسة رأسها تدعى الخجل، ليبتسم خالد بمكر وهو يرحب بها مهللا لها : اهلا اهلا يانورا، ايه الحلاوة والجمال ده كله، الف الف مبروك فرحتلك من قلبى، كان فين ده كله من زمان
لترفع نورا وجهها بسعادة وهى تنظر اليه غير مصدقة انها احرزت هدف بهذه السرعة وقالت بحياء مصطنع : بجد يا خالد.. اقصد يادكتور خالد
خالد بمكر : لااا دكتور ايه بقى، ثم مابقينا اهل، عاوزك ترفعى الالقاب خالص
نورا ببعض الدلال : عشان بقينا اهل بس
خالد ضاحكا : لا طبعا انتى عارفة معزتك عندى من زمان
نورا بامتعاض : ده بإمارة ايه بقى، ده انت كل مرة بتشوفنى كان بيبقى هاين عليك تطردنى
خالد بمداهنة : متزعليش منى… بس كنت بتنرفز لما بشوف الموظفين بياكلوكى بعنيهم عشان طريقة لبسك يعنى…. ماتزعليش منى… ماكانتش مناسبة ابدا
نورا بمكر : اسميها ايه بقى دى….. غيرة مثلا
ليدعى خالد الاحراج وهو يمسد رأسه قائلا : بلاش تحرجينى يانورا ارجوكى
لتضحك نورا باغواء قائلة : خلاص ياسيدى عفونا عنك
خالد مبتسم : ماقلتيليش ايه سبب الزيارة السعيدة دى
نورا بسعادة : صحيح مبسوط انك شفتنى ياخالد
خالد : كلمة مبسوط دى شوية، ثم انتى ماتعرفش معزتك فى قلبى قد ايه
نورا : من امتى
خالد : من زمان… من زمان اوى
ليتنحنح قائلا : برضة ماقلتيليش سبب الزيارة
نورا بترقب : الحقيقة الفيزا بتاعتى خلصت وحمزة كان قايللى لما احتاج حاجة اجيلك
خالد : بس كدة…. املاهالك حالا
ليرفع سماعة الهاتف ويامر بايداع مبلغ اكبر من المعتاد بحسابها وسط اندهاشها الغريب وهو يركز بعينها أثناء إعطاء اوامره
نورا : ده ايه الكرم ده كله… انا مش واخدة على كدة
خالد : لا.. خدى براحتك… ده هيبقى النظام من هنا ورايح… بس لو فضلتى على كده على طول
نورا وهى تتقدم من مكان جلوسه : كده اللى هو ازاى
ليقف خالد وهو يتجه مبتعدا عنها قائلا بأسلوب ذو مغذى: طول مانتى حلوة كدة وبتسمعى كلامى
لتضحك نورا بأسلوب آثار امتعاض خالد لينهرها قائلا : نورا…. الأسلوب ده مش هنا
لترد عليه بجراءة شديدة : اومال فين ياخالد
لينصدم خالد من قولها ليتعرق وهو يحاول إخفاء ارتباك قائلا : بعدين يانورا بعدين…. قعدتك معايا طولت وده هيخليهم يتكلموا، ياللا انتى دلوقتى ونتفاهم بعدين
نورا : عندك حق سلام مؤقت ياااااا…. ياقلبى
لينظر خالد فى اثرها وهو يكتم غضبه بعد ان اغلقت الباب قائلا بغل : اه يابنت الجزمة… بقى جاية تلعبى عليا انا…. طب وحياة امك العقربة لاكون معلمك الفضيلة
ليرفع سماعة الهاتف ليطلب من رقية ان تأتى اليه بمكتبه… وماهى الا دقائق وسمع طرقات رقية على الباب ليسمح لها بالدخول وهو يستقبلها… فقام بسحبها وأغلق الباب وقام باحتجاز رقية بينه وبين الباب، لتبتسم رقية فى خجل قائلة : خالد… عيب كده، احنا فى الشركة، مايصحش
خالد ضاحكا : يعنى لو فى مكان تانى كان هيصح عادى
رقية بخجل : لأ طبعا ماقصدش، بس بنبهك للمكان اللى احنا فيه
خالد بمكر وهو يداعب وجنتيها بابهامه : والله المأذون لما كتب الكتاب، مادانيش لسته بالأماكن اللى تصح واللى ماتصحش
رقية بغضب وهى تبعده عنها : ماحناش محتاجين لستة من حد… انااا عارفة
خالد ضاحكا وهو يغمزها بعينيه : يعنى مش هتدينى حاجة تحت الحساب
رقية وهى تدعى الغضب : بلاش دلع وقوللى كنت عاوزانى ليه على طول وماتضيعش وقتى
خالد بمكر : بقى كده.. وانا اللى كنت عاوز انبهك واوصيكى تاخدى بالك منى قبل ما اسمها ايه دى تضحك عليا وتغوينى واضيع من ايديكى
لتعبس رقية بوجهها قائلة : انا ليه شامة ريحة مش كويسة فى كلامك ده، ثم قالت وهى ترفع صوتها : ومين دى بقى ان شاء الله اللى هتغويك واللا تغريك دى
خالد ضاحكا : بس بس يافضيحة وطى صوتك
رقية وهى تحاول السيطرة على انفعالاتها : ماتنرفزنيش وبعدين تقوللى صوتك… عاوز تقول حاجة قول على طول انا مابحبش كده
ليسحبها خالد اليه واجلسها على قدميه كعادته منذ عقد قرانهما وقص عليها كل ما حدث بينه وبين نورا دون أن يدع حرفا او ايماءة من اى منهما، وكانت رقية أثناء حديثه كالقابض على الجمر بيديها حتى انتهى خالد فوجدها صامتة تكتم غضبها وغيرتها وعيونها تمتلئ بالدموع
ليضمها إلى صدره وهو يقبل رأسها : بتعيطى ليه دلوقتى…. مش ده اللى كنا متوقعينه
رقية وهى تحاول أن تبدو صامدة : ماتخيلتش ان الضرب هيبقى بالقذارة دى، ثم ليه كده، هتستفيد ايه من الخيانة والغدر، مافكرتش انها بتخسرنى وبتخسر حمزة لما نعرف
ثم استدارت بوجهها لتنظر بعينا خالد : وانت
خالد : انا ايه ياحبيبتى
رقية : ممكن تضعف قدامها؟
خالد بعتاب : ده سؤال واللا اتهام
رقية ببكاء كالاطفال : انت عارف انا مستنياك من امتى…. عارف انا بحبك اد ايه…. واللا بحبك من امتى…… عارف كنت بقاوم قد ايه عشان كل اما اشوفك ماجريش عليك واقولك انطق بقى
… عارف تعبت قد ايه ياخالد
خالد وهو يلتهمها بعينيه : مش قدى يارقية… صدقينى مش قدى… لو جمعوا كل عشق العشاق هيلاقوا عشقى ليكى اكبر وأقوى والدليل اهوه… احنا مع بعض..
ليتنهد قائلا : لازم تثقى فيا يارقية وفى حبى ليكى
لتقول رقية بانفعال : واثقة ومتأكدة من زمان اوى… واللا ماكنتش استنيت السنين دى كلها
بس مش واثقة فيها ولا فى اساليبها الملتوية…… خد بالك منها ياخالد… عشان خاطرى
خالد وهو يقترب من وجهها : انا عشان خاطرك ارمى روحى فى المحيط، بس انتى تبقى قريبة ومعاكى إنقاذ الله يباركلك احسن جوزك بيغرق فى شبر ماية
لتضحك رقية من بين دموعها… ليضمها بين احضانه قائلا : اوعى تقلقى عليا طول ماحبك فى قلبى بيقوينى وبينور سكتى
احنا بس لازم نتنبه لكل اللى جاى وربنا يعديها على خير.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
صباحا بأمريكا… يفتح حمزة عينيه ليجد حياة باحضانه مستغرقة فى النوم وعلى شفتيها ابتسامة جميلة ، وتنام جديلتها بجوارها وكأنها حارس لها لا يفارق ظلها، فأول ما فكر فيه بعد تأملها ان يحل لها جديلتها التى بلون قشرة البندق، فأخذ يحلها حتى بدايتها واخذ ينثرشعرها على الوسادة ليتفاجئ بطوله الذى كانت تخبئه الجديلة، فوجد اطراف شعرها قد وصلت حتى مست ركبتيها… ليجذبه بيده مرة أخرى وهو يشتم عبيره ويقبله ليرفع عينيه إلى وجهها ليقابل زيتونيتيها وهى تبتسم قائلة : كده فكتلى شعرى…. يبقى انت اللى هتضفرهولى تانى
حمزة بابتسامة مبهورة : ماكنتش متخيل انه بالطول ده
حياة : بابا الله يرحمه كان محرج عليا اقصه او اعمل فيه اى حاجة غير الضفيرة دى… لحد مااتعودت…… وبعد ما مات قررت انى افضل برضة سايباه كده….. رغم انه بيتعبنى جدا وانا بسرحه
حمزة : ولا يهمك…. من النهاردة هنحل الضفيرة وانا ياستى هسرحه معاكى كل اما ابقى معاكى وانتى بتسرحيه
ليقترب منها وهو يشد على رأسها لتقول : بتعمل ايه!؟
حمزة بخبث : ايه! هنعكشلك شعرك… عشان اسرحهولك
………..
فى القاهرة… بمكتب حمزة
ترفع رقية سماعة الهاتف لتحدث خالد قائلة : خالد… الكشف جالى وفيه المادة اللى قولتولى عليها… اعمل ايه
خالد : أقفللى انا جايلك
وماهى الا دقيقتين الا دلف عليها خالد متسائلا : مين اللى جابلك التقرير
رقية : فى موظف جالى من المخازن اسمه استاذ سعد وقدمهولى وهو متوتر ولما سألته لو عاوز يقوللى حاجة قاللى
فلاش باك
سعد : يابنتى انا بشتغل فى الشركة دى من ايام والدك الله يرحمه، والعيش والملح يحتموا عليا انى مااسكتش
رقية : خير يا استاذ سعد فى ايه…. اتكلم وماتخافش
سعد : يابنتى ماتقبض الروح غير بأمر اللى خلقها…. كل الحكاية ان المخازن فيها لعب مش نضيف من حوالى سنة دلوقتى بس انا ماكنتش عارف ايه اللى بيحصل بالظبط وعشان كده مااتكلمتش قبل كده
رقية : طب وايه اللى جد النهاردة
سعد : فى مادة معينة اسمها……. المادة دى بقالها اكتر من 3شهور بتتحط فى النواقص وبتجيلنا منها كميات كبيرة وانا بقيده بنفسى لما بتوصل….. اخر كمية وصلت المخازن وايدتها كانت من عشر ايام
وبكمية ضعف كل مرة…. والنهاردة دكتور منصور مشرف المعامل جه من ساعتين وقال انه محتاج منها كمية كبيرة عشان فى طلبية ضخمة بيجهزولها وكان رد الاستاذ عدلى انها خلصت وطلب منى اعمل بيها طلبية خاصة بكمية ضخمة جدا واطلع لحضرتك اخد امضتك بالموافقة، وطلبوا منى انى ادخللك بنفسى عشان تمضيها… مااسيبهاش فى السكرتارية بما انك بتنوبى عن دكتور حمزة لغاية مايرجع بالسلامة
رقية بابتسامة امتنان : ماشى ياعم سعد… اتفضل حضرتك وسيبهالى وقولهم انى رفضت امشيها غير لما اراجعها
سعد : لا يابنتى….. اخاف عليكى…… انا هقول انك مشغولة وانى ماعرفتش ادخللك
رقية : تخاف عليا من ايه بس
سعد : معلش طاوعينى وانتى لما تشوفى هتعملى ايه او لو احتجتينى فى اى حاجة انا رقبتى سدادة
رقية بابتسامة عذبة : تسلملى ياعم سعد
باك
خالد : انا هكلم العقيد محيى وابلغه بالكلام ده واشوف رأيه ايه
… ………
فى أمريكا …. وفى تمام الثانية بعد الظهر يتجه حمزة وحياة إلى خارج القصر بصحبة الحراسة متجهين لرؤية طفلة حمزة للمرة الأولى وكان يبدو على حمزة التوتر الشديد… رغم محاولات حياة لصرف ذهنه لاشياء اخرى الا انه كان سرعان مايعود لشروده وتوتره، حتى وصلا أمام بناية عملاقة.. وعندما ترجلا من السيارة وجدوا ان مراد المحامى يترجل هو الاخر من سيارته ليتقدم منه ويحيى حمزة بحب ابوى كبير.. ثم يحيى حياة وهما يتجهان إلى مدخل البناية ليدق مراد احد أرقام الانتركم ليتحدث لثانية لينفتح باب البناية فيدلفوا إلى الداخل ويصعدون إلى شقة كيت…. ليجدوا سيدة شديدة الأناقة ويبدو على ملامحها انها كانت فاتنة فى شبابها تقف بباب الشقة وهى تحييهم بابتسامة دبلوماسية وتدعوهم للدخول
وعند استرخائهم فى مقاعدهم تبدأ السيدة فى التحدث
جوليا : انا أسمى جوليا… وانا من تحدثت معك فى الهاتف واخبرتك عن ابنتك سيد حمزة
حمزة : هل انتى والدة كيت حقا
جوليا : نعم…… ولما سأكذب بهذا الشأن
حمزة : لا تؤاخذينى سيدتى… ولكن طوال معرفتى بكيت كانت تقول لى انها يتيمة وليس لها احد
لتبتسم جوليا ابتسامة حزينة وتقول : طوال حياتها البائسة لا تعترف بوجودى من بعد موت والدها…. فدائما ماكانت تتخذنى عدوة لها لمجرد انتقادى لطريقة حياتها، وانفصلت عنى من عمر الثالثة عشر
حمزة ببعض الفضول : ألم تعلمى بزواجنا من قبل
جوليا : عندما ذهبت إلى القاهرة اخبرتنى بأنها ستعيش بقية حياتها ثرية بفضل طموحها الذى كنت دائما اهاجمها بشأنه… ولم اعلم عنها مرة أخرى الا حين عودتها هاربة
فعندما عادت الى أمريكا قالت لى انها هربت منك لأنك كنت تعذبها بدنيا
حمزة بغضب : كاذبة، هذا لم يحدث ابدا
ليجذبه مراد وهو يهدئ من روعه قائلا وهو ينظر إلى جوليا : تملك أعصابك حمزة فجميعنا هنا بلا استثناء نعلم ذلك
ليجلس حمزة مرة اخرى وهو يحاول ان يتمالك نفسه من الغضب
جوليا : سامحنى سيد حمزة…. لم يكن امامى وقتها الا ان اصدقها واعاونها على الاختفاء
ولكن بعد فترة قصيرة بدأت تتعرض لنوبات من الإرهاق والمرض حتى علمنا بحملها وفوجئت بها تصمم على إجهاض ماتحمله ببطنها الا ان الأطباء حذروها من ذلك لأنها لم تكن المرة الاولى
حمزة بصدمة : كيف ذلك… لقد كانت بكر عندما تزوجتها
لتنظر له جوليا وهى تحرك رأسها ذات اليمين وذات اليسار ثم قالت : كانت تعلم أن الشرقيين لهم مفهوم خاص بهذه المسألة ولذلك عندما قررت الذهاب إلى القاهرة كانت قد اتخذت تدابيرها الخاصة
ليتذكر حمزة انها قد افهمته انها تعرضت للاختطاف ليقول : هل تعرضت قبل سفرها للقاهرة للاختطاف حقا
لتضحك جوليا بشدة قائلة : كانت فى هذا الوقت مع اصدقائها فى رحلة سفارى لتوديعهم
لينكس حمزة رأسه خجلا من خداعها اياه بهذا الشكل، ليقطع مراد صمتهم قائلا : سيدة جوليا…. لقد وعدتينا برؤية ابنتنا
جوليا : اجل… اعذرونى لقد أخذنا الحديث لتنادى على فتاة ما وتطلب منها إحضار الطفلة لتذهب وتعود إليهم وهى تحمل طفلة رائعة الجمال شقراء.. شديدة البياض بعيون بنية واسعة كعيون حمزة ورموش كثيفة وشفاه كحبة توت مشقوقة نصفين لتقع حياة فى حبها على الفور، نظرت لحمزة بابتسامة واسعة لتجده يتأمل الطفلة كأنه يسجل كل انش من ملامحها بذاكرته وكأنه لم يصدق بعد بأن له ابنه رائعة كحلوى المارشميلو
لتقف حياة وهى تنظر للطفلة بابتسامة واسعة وتمد يدها اليها تلاعبها قائلة : اهلا باميرتى الجميلة…. انا أسمى حياة وانا جد سعيدة برؤيتكى، هل تسمحين لى بأن احملك واقبلك
لتبتسم الصغيرة لحياة وترفع كلا يديها سامحة لها بحملها…. لتحتضنها حياة وتقبلها بمرح وهى تشير الى حمزة قائلة: احب ان اعرفك اميرتى الجميلة على فارسك الشجاع.. انه السيد حمزة… هل تسمحين له هو الاخر بحملك وتقبيلك مثلما سمحتى لى، لترفع الطفلة عينيها لحمزة ضاحكة ثم ترفع كلتا يديها إشارة على موافقتها ليمد حمزة يديه ليلتقطها من حياة وهو يتأملها لبرهة من الزمن ثم يضمها إلى صدره ويقبلها بحنان قائلا : كيف حال حلوى المارشميلو خاصتى
الصغيرة : هل ستاكلنى سيدى
ليضحك حمزة قائلا : انكى شهية كالمارشميلو صغيرتى
الصغيرة وهى تنظر بابتسامة لحياة: احب اميرتى اكثر
حمزة ضاحكا ببعض الشجن : اذا كما تأمر اميرتى
وكانت الصغيرة كتلة من المشاغبة والذكاء فظلت تلعب وتلهو معهم وكانها ترعرعت بأحضانهم حتى مر اكثر من ثلاث ساعات حين قالت جوليا : اعتقد ان هذا يكفى
ليرفع حمزة رأسه مستفهما : اقترب موعد عودة كيت وانا لا أريدها ان تعلم بوجودكم الان
حمزة : ولكن لماذا
جوليا : لقد شرحت للسيد مراد كل شئ… دعه يشرح لك… ولكن بعد ان تغادرا
مراد وهو يومئ لحمزة بالموافقة : دعنا نذهب الان وساشرح لك كل شئ
ليودعوا جوليا والصغيرة التى حزنت لفراقهم ولكن حمزة وعدها بزيارة اخرى قريبة
وبعد مغادرتهم… اتجه ثلاثتهم لاحد المطاعم الراقية للحديث أثناء تناولهم للعشاء
حمزة : انا محتاج افهم يا استاذ مراد
مراد : الحكاية ان جوليا كانت مصدقة كل اللى كيت حكيتهولها عنك من انك كنت بتعذبها وبتحبسها وبتعرف عليها ستات لحد شهرين فاتوا لما سمعت كيت وهى بتتكلم مع صديق ليها عن انك ماتعرفش ببنتها، وانها عاوزة تعرفك من غير ماتبان فى الصورة عشان ماتأذيهاش بسبب اللى عملته فيك وفى نفس الوقت تقايضك على بنتك عشان تاخد منك فى المقابل قرشين حلوين، وطلبت من امها انها تكلمك تقولك اللى قالته لك وهى بتحاول تفهمها انك هتخلص فلوسك على الستات اللى بتعرفهم وان الفلوس دى من حق بنتك وانها لازم تساعدها من غير ماهى تظهر فى الصورة…. وقتها جوليا مثلت انها اقتنعت واتصلت بيك قدامهم وقالتلك اللى قالتهولك ساعتها، لكن بعد اتصالات معها، لقيتها جاتلى المكتب من أربع أيام وقالتلى
فلاش باك
جوليا : يجب أن تعود الصغيرة إلى ابيها
مراد : وهذا بالفعل ماسيحدث، ولكن هل يمكنني معرفة سبب تغيير رأيك
جوليا : سيد مراد… اود ان اقص عليك شيئا هاما
وبعد أن قصت عليه جميع ماتعرفه
مراد : وماذا تريدى ان تفعلى الان
جوليا : انا لا يهمنى سوى مصلحة الصغيرة…. فان ظلت مع امها لتنشأتها ستصبح نسخة مكررة من امها وانا أفضل الموت على ذلك
مراد : اذا…….
جوليا : اذا.. ساساعد والدها فى استردادها ولكن على شرط واحد
مراد : وما هو
جوليا : ان يسمح لى السيد حمزة بأن ازورها فى القاهرة كلما سمحت لى الظروف ولا يحرمنى من رؤيتها فهى اعز ما لى فى هذه الحياة
مراد : اوعدك بذلك
باك
حمزة : طب وهتساعدنا ازاى بقى
مراد وهو يعطى حمزة بعض من تقارير المراقبة الرسمية تفيد القبض على كيت اكثر من مرة بسبب الشغب والسكر : التقارير دى كفيلة انها تخلى المحكمة تحكملنا بالبنت من اول جلسة
صمت حمزة برهة من الوقت ثم نظر لمراد قائلا : انا عاوزك تعين حد يراقبلى كيت 24ساعة فى ال 24ساعة وتتصلى بيها وتعرفها انى هنا وانى عاوز اقابلها ضرورى لمصلحتها.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
نظر مراد باستغراب شديد لحمزة قائلا : انا مش فاهمك الصراحة، القضية فى ايدينا وهنكسبها من اول جولة… عاوز تعطلنا ليه يا بنى
حمزة وهو يطرد زفيرا عميقا : انت مش فاهم يا استاذ مراد، لو جوليا عاوزة تفضل على علاقة ببنتى… فأنا عاوز ده اكتر منها، بس عاوز العلاقة دى تبقى بامها كمان، ثم انا مش عاوز فى اى وقت حد يضحك على دماغ البنت ويفهمها انى حرمتها من امها او حرمت امها منها
ثم اكمل وهو ينظر لحياة ويحتضن كفها : رغم انى وفرتلها فى مصر اكتر انسانة ممكن تعوضها عن حنان امها اللى أشك انها ممكن تكون داقيته من الأساس، لكن انا عاوزها لما تكبر تبقى كل حاجة قدامها واضحة وصريحة ووقتها هسيبلها حرية الاختيار فى المكان اللى عاوزة تعيش فيه بس بعد ما اكون رميت الأساس مظبوط
لتبتسم له حياة بحب وهى تضغط على كف يده التى تحتضن كفها وهى تومئ له برأسها تشجيعا له
مراد بحيرة : طب فهمنى بس هتقوللها ايه
حمزة مبتسم : ماتقلقش، هتبقى حاضر معايا، انت بس اعمللى اللى طلبته منك
…
فى اليوم التالى بالقاهرة
تستدعى رقية الاستاذ سعد بمكتبها وعند حضوره وإغلاق الباب تنهض مرحبة به قائلة : اهلا ياعمو سعد ازى حضرتك… اتفضل استريح
سعد : الله يكرم اصلك يابنتى
رقية : عملت ايه امبارح
سعد : قلتلهم زى ما اتفقت معاكى امبارح ولما عرفوا ان ورق الطلبية خليته معايا وماسيبتوش فى السكرتارية كانوا هيشيلونى من على الارض شيل
رقية : كويس جدا، انا دلوقتى عاوزاك تنزل تبلغهم انى مضيت على أمر الاستيراد وبعتته للمشتريات عشان يخلصوا الاجراءات
سعد : ايوة يابنتى بس هم ممكن يسألوا ويعرفوا انى كذبت عليهم
رقية : ماتقلقش من الناحية دى و عشان تتطمن…….
قالت ذلك وهى تستدعى أميرة وامرتها بعد ان وقعت على الأوراق بأن ترسلها إلى المشتريات
وبعد أن خرجت أميرة سالها سعد فى ذهول : طب احنا كده عملنا ايه
رقية وهى تعطيه ورقة مطوية : بص ياعمو سعد… الورقة دى فيها رقم العميد محيى، عاوزاك تكلمه النهاردة الساعة خمسة بعد الضهر وانت لوحدك ياعمو….. اوعى حد يعرف بالكلام ده غيرنا، وهو هيفهمك ويتفق معاك على كل حاجة
سعد بانتشاء لثقتها به : حاضر… حاضر يابنتى، انا رقبتى ليكى وللدكتور
ليضع الورقة فى جيب بنطاله وهو يغمز لها بعينيه بطريقة كوميدية جعلت رقية تضحك بملئ فاها وهى تقول : طب ياللا ياعمو على شغلك لايفهمونا غلط
وبعد انصرافه تذهب لمكتب خالد لتقص عليه كل ماحدث وما ان فتحت الباب حتى وجدت نورا تجلس بجواره على المكتب وعلى مايبدو انه يحاول أبعاد يديها من حول عنقه وهى تتذلل عليه
لتشهق رقية وتتصنع نورا الانزعاج لدلوفها المفاجئ ليتنحنح خالد بتصنع قائلا : خلاص يامدام نورا… ماتضايقيش نفسك، انتم مش لوحدكم، واعتبرينى مكان حمزة بالظبط لحد مايرجع بالسلامة
رقية وقد تجمعت بعض الدموع بعينيها وهى تحاول ضبط نفسها من غضبها وغيرتها مما رأت : انا اسفة لو كنت قطعت كلام مهم…. ازيك يانورا… وازى عمتو
خالد : تعالى يارقية.. مافيش حاجة، دى بس نورا صعبان عليها انهم لوحدهم من غير راجل وكان فى حرامى امبارح بيحاول يسرقهم وهم نايمين
لتنسى رقية ما رأته للتو وتهرع إلى نورا وهى تطمئن عليها وعلى عمتها : حد فيكم حصل له حاجة… انتو كويسين
ليبتسم مراد لرقة قلب معشوقته فى حين تحاول نورا بخبث ادعاء البكاء قائلة : انا زهقت من وحدتى.. انا ماليش حد غيركم، انا كنت طلبت من حمزة انى اشتغل معاكم والظاهر انه كان فاكرنى بهزر، وادينى بعيد طلبى منك انت ياخالد… خدونى معاكم هنا… عاوزة احس انى بعمل حاجة عليها القيمة فى حياتى.. ساعدنى ياخالد ارجوك
لينظر خالد إلى رقية قائلا : خلاص يانورا…. اعتبرى نفسك اشتغلتى.. بس ادينى فرصة لاول الاسبوع اكون حضرتلك مكان مناسب، ويبقى قريب منى…. عشان يعنى اعلمك كل حاجة مظبوط
لتنهض نورا مهللة وقد نست ماكانت تتصنعه من دقائق قليلة واقتربت من خالد محاولة احتضانه ليبعدها خالد بسرعة قائلا : اعقلى…… ثم ينظربجانب عينيه لرقية التى تستقيم بوقفتها لتقول : انا عندى شغل…. عن اذنكم
لتعود إلى مكتب حمزة والغيرة تأكلها أكلا، اما نورا فابتسمت بخبث لينهرها خالد قائلا وهو يدعى الانزعاج : وبعدهالك يانورا… انتى كده هتعملى مشكلة كبيرة بينى وبين حمزة…. وبعدين بصراحة انا ما اقدرش استغنى عن شغلى مع حمزة
نورا بلؤم : حمزة مايقدرش يستغنى عنك مهما حصل، ثم انت اللى شايل له الشركة على اكتافك وهو عمال يكنز ويعد فى الفلوس وخلاص، انت أحق منه بكل الثروة دى
خالد وهو يدعى الاندماج معها : هعمل ايه بس، ماهى كل حاجة بتاعته… ملكه هو واخته
نورا بخبث : وعشان كده اتقدمت لرقية، عشان ينوبك من الحب جانب
خالد : اعمل ايه يعنى، ماهو على يدك، سنين وسنين وانا تابع ليه وادى النهاية.. مجرد موظف، يعنى فى اى لحظة ممكن انه يطردنى من جنته
لتضحك نورا بانتصار قائلة : اخيرا فهمت ورجعت لعقلك
خالد بخبث : انا فاهم من زمان… بس كل شئ باوان
نورا وهى تغمز بعينها : لأ….. تعجبنى
خالد وهو يقترب من نورا دون أن يلمسها : عاوزك تساعدينى
نورا بلهفة : طالما المصلحة واحدة…… رقبتى
خالد : نورا انا معجب بيكى من زمان اوى، بس اسلوبك وطريقة لبسك اللى مطمعة الكل فيكى دى كانت بتضايقنى…. انا راجل شرقى وغيور…. عاوزك ليا لوحدى
نورا وهى تحاول احتضانه : انا كلى ليك
ليبعد يدها عنه قائلا : لما نتجوز…. لما نتجوز يانورا
نورا بصدمة : ايه… نتجوزنتجوز !… طب و رقية
خالد بابتسامة : هتجوزها برضة… رقية دى ضمان حقى….. وحقك، لكن انتى مش لازم حد يعرف بجوازنا لحسن كل حاجة تبوظ
نورا بسعادة : طب وهنتجوز امتى
خالد : بعد جوازى من رقية بشهر
لتمتعض نورا قائلة : وليه مش النهاردة
خالد : وافرضى اتعرف باى شكل… يبقى كل حاجة اتهدت….. اصبرى يانورا.. اصبرى
نورا بتأفف : حاضر.. هصبر واسكت
خالد : وبلغى ثريا هانم انى هزوركم بكرة بالليل عشان اطلب ايدك منها
نورا بدهشة : بجد ياخالد
خالد : طبعا ياحبيبتى بجد، لازم مامتك تبقى معانا فى كل خطوة، مامتك دى دماغها الماظ.. اكيد هنستفيد منها كتير…. ياللا ..ياللا انتى دلوقتى على البيت و زى ما اتفقنا
نورا بسعادة : حاضر ياحبيبى… سلام
لتنصرف مغلقة الباب وراءها ليزفر خالد زفيرا حارا وكأن هما ثقيلا قد انزاح من على عاتقيه ليرفع سماعة الهاتف ليحادث رقية ليعلم انها قد انصرفت منذ غادرت مكتبه، لينهض مسرعا ليلحق بها فهو يتذكر كم كانت الدموع متكومة بعينيها، ليذهب إلى شقة حمزة لتخبره وردة انها منذ وصولها إلى المنزل وهى بغرفتها لم تخرج بعد ليومئ برأسه ويذهب إلى غرفتها ويدق الباب ليأتيه صوتها وعليه أثر البكاء : سيبونى انام شوية ولما اقوم هبقى ااكل
ليفتح خالد الباب ليجدها متكومة على فراشها تضم جسدها بكفيها تاركة لشعرها العنان والتى كانت المرة الأولى التى يرى فيها خالد شعرها الحالك السواد، وكان شديد الكثافة فلم يكن طويلا فبالكاد كان يتخطى كتفاها، وكان يتميز بالمظهر الغجرى اللذيذ والذى عشقه خالد من اول نظرة، فوقف مشدوها أمام مظهرها الطفولى اللذيذ وهى تبكى بنشيج مكتوم فكانت كأنها چنية قد خرجت لتوها من بلورة سحرية، فما كان من خالد الا ان نام خلفها واحتضنها بكل قوته من ظهرها لتشهق رقية مزعورة ليعيدها إلى سيرتها الأولى وهو يقول : شششششششش انا خالد… ليه كل ده ياعمر خالد وقلبه…. اشحال ان ماكناش متفقين على كل حاجة من الاول، وانتى وافقتى وقلتيلى هستحمل فدا حمزة وسلامته…. يبقى ليه بقى كل ده
رقية من وسط نشيجها : مقدرتش ياخالد… قلبى وجعنى لما شفتها بتعاملك كده
خالد وهو يلفها لتعتدل بمواجهته وهما ما ذالا نائمان على الفراش ليجد غرتها قد التصقت بجبهتها من أثر البكاء وحرارة الجو… ليمد اصابعه وهو يجمعها وراء اذنيها هامسا : تعرفى ان نورا دى على قد ماانا نفسى اخنقها على قد ما عاوز اديها بوسة
لترفع عينيها اليه بغيظ وغضب…. ليقهقه ضاحكا وهو يكمل : اصل بصراحة ياقلبى من ساعة كتب كتابنا وانا بتحايل عليكى اشوف شعرك اللى يجنن ده وانتى مش راضية… والنهارده اديكى انتى بشعرك فى حضنى وعلى سريرك كمان
لتشهق رقية منتفضة وهى تحاول تخليص نفسها من بين يديه ولكنه يقبض على خصرها بكل قوته وهو يضحك بقوة حتى كفت عن المحاولة وهى تعلن استسلامها له
خالد وهو يقترب من شفتيها وهو يمنى نفسه بان ينهل من شهد شفتيها حتى يشبع ليتفاجئ برقية تسحب جسدها بسرعة من جواره وتسرع إلى خارج الغرفة وهى تضحك بمشاكسة وهى تخرج لسانها : عيب عليك ده أنا رقية
خالد ضاحكا : القردة
ليفتح ذراعيه وهو يقول لها بهدوء : تعالى
لتذهب رقية إلى احضانه باستسلام تام، ليتنهد خالد وهو يضمها إلى قلبه قائلا : اوعى فى يوم ثقتك فيا تضيع
رقية وهى ترفع رأسها اليه : مش عدم ثقة ياخالد صدقنى.. بس انا……
خالد بمشاكسة : ايه… غيرتى عليا
رقية بخجل وهى تعود برأسها لترتكز على صدره : مش من حقى
خالد : ده شئ يسعدنى ان حبيبة عمرى بتغير عليا، بس ياقلبى اللى يغير يغير من حد يستاهل…. مش من دى ابدا
رقية بخجل: اصلها بصراحة ليها حركات جريئة اوى، ده انا ياللى مراتك اتكسف اعملها
خالد بهيام : قوليها كمان مرة
لتفهم عليه رقية لتبتسم قائلة بدلال : انا مرآة خالد عبدالله السيوفى
ليلتهم خالد شفتيها عند هذا الحد وعند انفصال شفاههم يقول بصوت اجش : انا لازم أمشى قبل ما افقد السيطرة على روحى، وهبعتلك تسجيل باللى حصل ابقى اسمعيه وبعدين كلمينى على الموبايل
رقية : ماشى وعشان احكيلك عملت ايه مع عمو سعد
خالد : تمام ياحبيبتى… ياللا سلام
…
فى منزل ثريا
ثريا بتوجس : وانتى متأكدة انه مابيلعبش بيكى
نورا بكبرياء : مين ده اللى يلعب بنورا يا ماما….. ده انتى اكتر واحدة عارفانى وعارفة دماغى
ثريا بحيرة : بس برضة عارفة خالد وانه طول عمره فى ضهر حمزة.. ايه اللى جد عشان يقلبه كده
نورا ببعض الحيرة : مش متأكدة بس حسيته زهق من دور الحارس الأمين وان عمره ضاع هدر فاول حاجة فكر فيها انه ياخد فلوس رقية اهو على الاقل يبقى ضمن حاجة
ثريا : وانتى بقى هتفضلى طول عمرك متجوزاه فى السر
لتضحك نورا بمكر : طب دى احلى حاجة
ثريا : انتى هتجننينى
نورا : طول ما انا فى الضل هيفضل يلبيلى كل طلباتى عشان ماكشفهوش قدام حمزة ورقية اللى لو عرفوا هيخسر كل حاجة….. وفى نفس الوقت انا هفضل بنت عمتهم اللى محتاجالهم ومسئولة منهم ….. يعنى طالعة واكلة… نازلة واكلة، والأهم انى هعيش حياتى براحتى… وانتى فهمانى طبعا
لتفتح ثريا عينيها عن آخرهم : ده انتى شيطانة
نورا ضاحكة بغل: تلميذتك ياثريا هانم
…
فى أمريكا….. يجلس حمزة يتحدث مع مراد فى الهاتف وبجواره حياة بين احضانه
حمزة : يعنى حددتلى معاها معاد
مراد : ايوة…. بكرة الساعة 8 بالليل
حمزة : تمام… فين
مراد : مارضيتش عندك ولا عندها، شكلها مرعوبة لاتعمل فيها حاجة
حمزة باشمئزاز : لو كنت عاوز اعمل كنت عملت من زمان
مراد : المهم… المقابلة فى مكتب المحامى بتاعها… هبعتلك اللوكيشن ونتقابل هناك قبل المعاد بربع ساعة
حمزة : تمام.. اتفقنا.. نتقابل بكرة ان شاء الله
ليغلق الهاتف ويستدير مقبلا حياة من جانب رأسها لتسأله : هاجى معاك
حمزة : بلاش المقابلة دى بالذات… هتتعمد تضايقك وتجرحك
حياة متبسمة : مش وانت جنبى
حمزة : عاوزة ايه
حياة : عاوزة ابقى معاك وجنبك
حمزة : هتضايقك
حياة : ولا اكنى شايفاها او سمعاها، كله يهون فدا قلبك
ليضمها إلى صدره وهو يتوعد كيت بداخله على كل مابدر منها بحقهم جميعا.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
فى أمريكا، وفى موعد مقابلة حمزة مع كيت، يتقابل حمزة مع مراد أمام احدى البنايات الشاهقة التى يوجد بها مقر مكتب المحامى الخاص بكيت، ليتحدثوا القليل من الوقت ثم يتوجهوا إلى وجهتم و حياة بصحبتهم.
وعند دلوفهم إلى مكتب المحامى يجدوا ترحيبا من مديرة مكتبه والتى قامت بادخالهم فورا إلى قاعة راقية للاجتماعات وماكادت تغلق الباب حتى انفتح بابا جانبيا ليدلف منه محامى كيت الذى بدأ على الفور بالترحيب بهم
ديفيد : مرحبا سيد حمزة.. تشرفت بمقابلتك، مرحبا سيد مراد نحن تقابلنا من قبل مرارا وأرجو أن نتعاون فيما بيننا على أن ننهى هذه المسألة دون اى نزاعات
ثم نظر الى حياة وقد برقت عيناه بالاعجاب بها، فتوجه اليها وهو مادا يديه لتحيتها : اهلا سيدتى.. لقد سمعت كثيرا عن الجمال الشرقى ولكنى لم أكن اتوقع انه لهذه الدرجة من الابهار
ليضم حمزة حياة تحت جناحيه وهو يقول بصوت عالى : سيد ديفيد.. ارجو ان تلزم حدك.. فالسيدة تكون زوجتى ونحن كعرب غيورين على كل مايخصنا…. وانا أحذرك ان توجه لها نظرك او حديثك مرة اخرى
ديفيد وهو يتنحنح وينقل نظره بين حمزة ومراد : اسف سيدى… اعدك ان لا اكررها ولكن هل لى برجاء
حمزة وهو يضم حاجبيه وكأنه يقرأ افكار من أمامه : ماذا تريد
ديفيد : سوف تأتى الان السيدة كيت… فهل من الممكن أن يكون حديثنا متحضرا وبعيدا عن الغضب او الشدة
ليبتسم حمزة بزاوية شفتيه قائلا : اسمح لشرقى عربى مسلم مثلى ان يعرفك على معنى التحضر لدينا، ولكن أريدك اولا ان تبلغ مديرة مكتبك ان هناك ضيفة ستنضم إلينا الان فلتسمح لها بالدخول فورا
ديفيد : هل لى بمعرفة اسم الضيفة
حمزة : ستعلم عند حضورها
ليعود ديفيد من حيث أتى ثم يعود مرة أخرى بعد دقيقتين بصحبة كيت والتى ما أن دخلت ورأت حياة حتى توهجت عينيها ووجنتيها من الغضب ومن يراها يشعر بأنها ستهشم أسنانها من قوة ضغطها على نواجزها غيظا وقهرا، فيدعوها ديفيد للجلوس بجواره وماهى الا لحظات حتى دق الباب ودخلت جوليا مما جعل كيت تهب واقفة وتقول بغضب : ما الذى أتى بكى إلى هنا الان ومن دعاكى ولما اتيتى، فما يحدث هنا لا دخل لكى به….. ارحلى فورا
ليقول حمزة بهدوء وهو يشير لجوليا بالجلوس : استريحى سيدة جوليا…. سعيد برؤيتك
كيت وهى توجه حديثها لحمزة : هل تعرفها من قبل… هل رأيتها سابقا
حمزة بحزم : اجلسى كيت.. ودعكى من هذه التفاهات.. دعينا نتحدث فيما اتيت من أجله، فليس لدى وقت كثير
ديفيد بعملية : حسنا سيد حمزة، لقد طلبت لقاء موكلتى، فهل من الممكن اطلاعنا على اسبابك
حمزة وهو يضع مظروفا أمامه وهومظروف به صور ضوئية لكل الأوراق التى اعطتها جوليا لمراد : اريدكم ان تتصفحواهذه المستندات
لتجحظ عينى ديفيد وكيت التى كانت تشتغل غيظا
ديفيد وهو يحاول تمثيل اللا مبالاة : وماذا تفيدنا تلك المستندات
حمزة ساخرا : لا تفيدكم بشئ.. انها تفيدنى انا بل فى الحقيقة تجعلنى افوز بصغيرتى فى اقصر وقت ممكن ومن الجائز ايضا ان اطلب عدم التعرض لضمان الحفاظ على سلامة ابنتى
كيت بعصبية واضحة : ماذا أتى بك حمزة، ماذا تريد منى، هل اتيت لتنتقم منى ام ماذا،
حمزة بهدوء : جئت لكى اضم ابنتى إلى حضانتى كيت، ابنتى التى اخفيتى حملك بها عنى بعد هروبك بمالى وسرقة مجوهرات شقيقتى بجانب مجوهراتك ومحتويات خزانتى، ابنتى التى حاولتى اجهاضها ولكنك امتنعتى خوفا على نفسك وليس عليها، ابنتى التى اخفيتيها عنى قرابة الثلاث سنوات، ابنتى التى تحاولين بكل قذارة ان تقايضينى عليها…. هل علمتى لما اتيت
لتصمت كيت وهى تعض على نواجزها فى حين يتحدث ديفيد : سيد حمزة… لقد اتيت لنا وانت تعلم انك ستفوز بقضيتك فى ساحة إلقضاء، أليست غريبة بعض الشئ! اعتقد ان هناك سبب اخر للقائنا هذا
حمزة وهو يزفر أنفاسه وينظر لكيت : اسمعى كيت…. اعلم بفوزى الأكيد ولكنى لا اريد هذا
ليتحول الغضب فى ملامحها إلى الدهشة وهى تقول : الا تريد ابنتك
ليقول حمزة بتصميم وهو يضرب بقبضته على المنضدة : بل أريدها وبشدة ولكن ليس بهذه الطريقة، فأنا لا اريد لابنتى عندما تمر بها السنوات ان تعرف ان ابيها وامها قد استدرجوا بعضهم إلى ساحة إلقضاء، لا أريدها ان تشعر اننا أعداء كيت، أريدها طفلة سوية غير معقدة، ثم نظر الى حياة وضم كفها بكفه وهو يكمل : اعلم ان حياة سوف تعطى لها كل جميل وطيب ولكنى لا أريدها ان تعلم بقذارة افكار امها
كيت ببعض الغضب : ماذا تريد حمزة
حمزة : ماذا تريدين انتى كيت
كيت باستغراب : لا افهم
حمزة : لقد كنتى تحاولين خداعى واستدراجى لكسب مبلغ كبير مقابل ان احتضن ابنتى أليس كذلك……. وعندما لم يجد رد اكمل قائلا : وانا أوافق على ماتريدين
كيت بسعادة : ماذا تقصد حمزة، هل تقصد انك ستعطينى العشرة مليون دولار
حمزة وهو يضحك بشدة : بالطبع لا ياعزيزتى
كيت وهى تعود للازعاج : هل جئت بى إلى هنا لتسخر منى حمزة أمام عاهرتك
حمزة منتفضا من مكانه : الأفضل لكى ان لا تتحدثى عن زوجتى الا بكل احترام كيت
كيت وهى تحاول ازدراد لعابها : زوجتك! هل تزوجت هذه ال……
حمزة صارخا : احذرى كيت…. احذرى والا سوف أتراجع عن كل ماكنت سافعله
كانت حياة تجذب حمزة لتهدئته ، فى حين قال ديفيد وهو يحاول تهدئة الموقف : أهدأ سيد حمزة ارجوك ودعنا نعود إلى ماكنا نتحدث فيه
ثم مال على اذن كيت وهمس لها بشئ جعلها تصمت تماما وهى ممتعضة وتنظر لحياة بغضب شديد، ليجلس حمزة مرة اخرى وهو يحتضن كف حياة وهو ينظر بعينها كأنه يعتذر لها عما حدث لتبتسم له وهى تحرك شفتيها بكلمة بحبك ليفهمها حمزة ليبتسم بشدة وسعادة و يجول بعينيه بين الجالسين ليعلم ان كان قد رآها احد غيره، ثم يعيد نظره مرة أخرى لديفيد قائلا : بما انى سافوز بقضيتى فورا فأنا ساصطحب ابنتى معى عائدا إلى مصر وسوف اسمح لجوليا ولام ابنتى بأن يزوراها وقتما يشائون والمدة التى يحددونها ولكن ببيتى وتحت نظرى وغير مسموح لهما بأن يصطحباها خارج منزلى قبل موافقتى واذا حدث عكس ذلك ساقاضيهم وسيتم كتابة كل هذا باتفاق بيننا لضمان جدية تنفيذه
وكادت ان تنهض كيت غاضبة كعادتها ولكن ديفيد قد سبقها وقيد كفها بكفه وهو يقول بمنتهى العملية : وما المقابل سيد حمزة، ماذا ستجنى كيت من موافقتها على كل ذلك
حمزة بنشوة المنتصر وهو ينظر لكيت باستهزاء : قد رفعت دعوة قضائية على كيت بمصر عندما سرقت ماليس لها وهربت به وتم الحكم عليها بالسجن عشر سنوات، وسوف اتنازل عن القضية بمجرد التوقيع
لتجحظ عينا كيت غير مصدقة بأن عليها حكم بالسجن
ليكمل حمزة : وعند توقيع الاتفاق ايضا سأقوم بالتوقيع على شيكين بنكيين…. الاول باسم كيت بمبلغ مئة الف دولار وهذا كى تحافظ والدة ابنتى على مابقى لها من كرامة … لتبرق عينى كيت فها هى الأموال قد بدأت فى لعب دور البطولة
حمزة مكملا وابتسامته تزداد سخرية وهو مازال ينظر لكيت: اما الشيك الاخر فهو بمبلغ مليون دولار فهو باسم جوليا
لتنتفض كيت من مكانها غاضبة : ماذا، ولما باسم جوليا، انها ابنتى انا وليست ابنة جوليا
حمزة وهو مستمتع بغضبها وكأنه قد أخذ بثأره كاملا منها : لانى لا أثق بكى كيت، ولأن جوليا تفضل مصلحة ابنتى عن مصلحتها الشخصية، ولأنها آوت ابنتى عندما كنتى لا زلتى تحملينها بين احشائك، وهى من اهتمت بها وقامت برعايتها منذ ولادتها، بينما انتى لم تتذكرينها الا عندما تذكرتى مصرف النقود المسمى بحمزة زيدان والذى هو بالصدفة والد ابنتك الملقاة لدى امك
لتبهت كيت قائلة : انا لست بهذه البشاعة حمزة، انا فقط لم اتحمل أفكارك وطريقة معيشتك
حمزة : اتعلمين كيت…. اقسم انك لو كنتى صريحة معى لكنت اكرمتك واغنيتك طوال عمرك، ولكنك ماذا فعلتى، انفصلتى عنى دون علمى وظللتى بأحضانى رغم انفصالنا حتى يوم هروبك، سرقتينى كيت، خنتى ثقتى بكى، لقد وضعتك تاجا فوق راسى، ولم ابخل عليكى باى شئ، اختلافنا الوحيد كان فى مظهرك و تصرفاتك الغير مسئولة، وفى المقابل قابلتى كل ماقدمته لكى بالخيانة والغدر
كيت بغضب : كل هذا لانى رفضت ان اكون كعشيقتك القديسة حياة
حمزة بغضب : انتبهى لحديثك كيت
كيت بثورة : لا حمزة، هذه هى الحقيقة، لقد كنت دائما ماتقارنى بها، دائما ماكنت أراها فى عينك حتى دون قولها، ولقد وضحت لك فى كل مرة انى اختلف تماما عن هذه الحياة، انا كيت ولدت وتربيت وتعلمت بأمريكا.. اكثر دول العالم حضارة… اتقارننى انا بهذة الحياة، اتضعها معى فى جملة واحدة هذة ال…..
حمزة بغضب وهو يسحب حياة معه : اذا فلقاؤنا فى المحكمة كيت واعدك بانى سوف استغل كل مالدى من سلطة ونفوذ لالقيكى بالسجن كى تتعلمى ادب التحدث مع من هم ارفع منكى مقاما وقيمة
ليسود الهرج فى القاعة بين من يعنف كيت ومن يحاول تهدئة حمزة وردعه عن ما نوى فعله ولكن حمزة كان منفعلا للغاية حتى وجد جوليا تقف أمامه وهى تبكى وحياة ترجوه ان يستمع اليها واخيرا سمح لها بالحديث، ليعلو صوت ديفيد قائلا : اخرسى كيت… سوف تفسدين كل شئ بغبائك ورعونتك
لتقول جوليا وهى تنظر لحمزة : كنت دائما اعلم اننى فشلت فى تنشئة ابنتى لكنى لم أكن أعلم انها وصلت لهذه الدرجة من الانحطاط
ثم اكملت وهى ترجو حمزة : ولكن ارجوك من أجل الصغيرة ان تعود إلى اتفاقك الذى اتيت من أجله من البداية، فأنا رغم غضبى الشديد مما فعلت كيت .. الا انى لا استطيع ان ارى ابنتى تزج بالسجن…. ارجوك سيد حمزة… لقد لمست فيك انسانيتك الشديدة… ارجوك…. ارجوك
ليزفر حمزة أنفاسه بغضب ليجد حياة تحتضن ذراعه قائلة بهمس : ارجوك ياحمزة عشان خاطرى بلاش تخلينى احس انى السبب ان الموضوع ماتمش زى ماكنت ناوى…. عشان خاطرى اهدى
لينظر حمزة بعينها ليجد بعض الدموع المتجمعة ليمد كفيه إلى وجهها ليمسح بابهاميه على عيونها وهو يقول بجمود : انا هرجع للتعاقد اللى اتكلمت عليه بس عشان خاطر حياة ومراعاة لمشاعر جوليا لكن اقسم انى لو سمعت صوت كيت مرة أخرى سوف أنهى كل شئ كيفما اريد ولن أتراجع ابدا مهما حدث
ليتفاجئ الجميع بديفيد وهو يكمم فاه كيت بكف ويسحبها بكفه الأخرى حتى ادخلها فى حجرة جانبية ثم عاد بعد خمس دقائق كانت تحاول جوليا خلالهم الاعتذار لحمزة عما افتعلته كيت من توتر
ديفيد وهو يزفر أنفاسه : اذا سيد حمزة… دعنا ننهى هذه المهزلة
لينظر حمزة الى مراد ليخرج مراد من حقيبته بعض الأوراق ليعطيها إلى ديفيد للإطلاع عليها
وبعد أن اطلع عليها أخذها بيده و نهض قائلا : سوف اجعلها توقع على الاوراق
مراد : عفوا سيد ديفيد اسمح لى ان اكون بصحبتك
ليتجهوا إلى الداخل وغابوا حوالى عشر دقائق سمعوا فيها صرخة عالية من كيت ثم فتح مراد الباب ودلف منه وهو يقدم الأوراق إلى حمزة قائلا بابتسامة : أمضى وهات الشيكات
وعندما نظر له حمزة مستفهما قال مراد : هفهمك بعدين
عندما انتهوا من كل شئ قام حمزة بعمل مكالمة تليفونية اشترك فيها مع جوليا ليعود بنظره إلى الباب الذى دخلت منه كيت ليجدها تقف تطالعه بغل ووجهها يبدو عليه الاحمرار الشديد وكأن أحدهم قد صفعها بشدة فيبتسم حمزة بتشفى قائلا : بنتى دلوقتى بقت معايا خلاص وانا هرجع مصر فى خلال أيام لو حبيتى تشوفيها كلمى المحامى بتاعى يحددلك معايا معاد
ثم استدار إلى جوليا مكملا : اما انتى سيدتى فمرحبا بك فى اى وقت وفى كل وقت، فلكى منى كل التقدير ثم قام بجذب حياة بحب واتجه إلى الخارج دون أن يلقى التحية على احد
وعندما وصلوا إلى امام البناية نظر حمزة الى مراد الذى مازال يبتسم بمرح : هو ايه اللى حصل وانتو جوة، ثم ومين اللى زين وش كيت بالقلم المحترم ده
مراد : ديفيد… اتاريه اخو صاحبها وساحبين منه مبلغ محترم على حس اللى كانت ناوية عليه ولما رفضت تمضى ضربها وقاللها ان هو اللى هيحطها فى السجن بنفسه لو مامضيتش عشان تقدر ترجعله فلوسه
ليضحك حمزة ملئ فمه قائلا : داين تدان… طيب احنا هنمشى بقى وانت بقى توثق لنا الأوراق دى عشان نقدر نسافر ان شاء الله وهنمشى احنا بسرعة عشان نلحق البنت عشان ماتخافش
لينطلقوا إلى المنزل ليقوما بانتظار الصغيرة أمام البوابة الخارجية للقصر والتى عند وصولها ما ان هبطت من السيارة ورأت حمزة وحياة حتى صرخت قائلة.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
تنزل الصغيرة من السيارة لتجد حمزة وحياة بانتظارها فتصرخ قائلة ببهجة : دادى
ليتسمر حمزة مكانه وهو لا يستوعب ماسمعه من لحظات حتى تنبه إلى اندفاع الصغيرة لترتمى عليه وتحتضن قدماه وهى ترفع رأسها اليه بابتسامة تخطف القلوب لينحنى عليها حمزة ورفعها محتضنا اياها بحنان وشوق قائلا : اشتقت اليك يا أميرة المارشميلو
لتضحك الصغيرة بمرح قائلة : كيف أكون أميرة المارشميلو وانا حتى لا أمتلك قطعة مارشملو صغيرة
ليقهقه حمزة قائلا : سوف اجلب لكى جبلا من المارشميلو لتجلسى فوق عرشه وتصبحى وحدك انتى اميرته
لتضحك الطفلة بسعادة وهى تنظر إلى حياة التى تمتلئ عيونها بدموع الفرح : الن تحيي أميرة المارشميلو!
لتلقى حياة بنفسها عليهم ليتلقفها حمزة محتضنا اياها بذراعه الأخرى ليضحكوا ثلاثتهم ويتجهوا إلى الداخل
…
فى القاهرة تجلس ثريا بغيظ أمام نورا التى تجلس كالطاووس بجوار خالد وهى متباهية بنجاحها من قربه والسيطرة عليه
ثريا : وهتأمنلى مستقبلها ازاى بقى يادكتور خالد
خالد بثقة : يوم كتب كتابنا هحطلها فى البنك مليون جنية… ده مهرها ده غير طقم الماظ من أشهر الماركات…. شبكتها
ثريا بجشع : طب والشقة والمؤخر
خالد وهو يبتسم بجانب شفتيه : المؤخر اللى تؤمرى بيه ياثريا هانم.. انا عمرى كله لنورا.. أما بالنسبة للشقة فدى هدية جوازنا منى ليها شقة تمليك متصممة ومفروشة عن طريق اكبر مصممين الديكور فى البلد كلها باسمها وتستلم عقدها فى ايدها يوم كتب الكتاب
لتلتمع عينا نورا بسعادة فى حين قالت ثريا بمكر : انت طبعا عارف انى ماليش غير نورا وعشان كده عاوزة اتطمن عليها وبما ان جوازكم هيبقى غير معلن فنورا من حقها انها تشتغل فى وظيفة مرموقة بدخل كبير
خالد : من الناحية دى ماتقلقش ابدا، انا ونورا لازم نحط ايدنا ف ايدين بعض لحد مانوصل لهدفنا
ثريا بلهفة : يعنى هتشغلها فين
خالد : فى مكتب حمزة ذات نفسه، مع حياة
نورا وهى تنتفض من مجلسها : ايه! حمزة عمره ماهيوافق
خالد : دى بقى سيبيها عليا، لكن على شرط
نورا : اللى تقول عليه
خالد : مظهرك يفضل زى ما شوفتك اخر مرة واسع وطويل وحشمة…. يعنى من الاخر كده عاوزك تتحجبى … لانى بغير ده اولا وثانيا عشان حمزة مايتلككش بشكلك
نورا بامتعاض : ماشى…. أيه كمان
خالد : حياة… تتعاملى معاها كويس عشان ماتعمليش مشاكل تعطلنا عن هدفنا… مفهوم
نورا بضحكة ماجنة مليئة بالشر : الا مفهوم
وفى تلك اللحظة يسمعوا رنين هاتف ثريا التى ترد على الهاتف وهى تسمع بريبة ولا تتحدث وماهى الا ثوانى حتى اغلقت الهاتف وهى تنظر إليهم بانتصار قائلة : يمكن نحتاج نعدل فى الخطة شوية…….. حمزة وحياة تعيشوا انتو
لينتفض خالد وهو يسألها بلهفة : ايه اللى حصل
ثريا بشر : الكوخ ولع باللى فيه وزمانهم بقم كلهم حتة فحمة
خالد وهو يحاول السيطرة على غضبه حتى لا يقتلها : تمام…. نستنى لما نشوف هيحصل ايه وبعد كده نقرر
نورا باستغراب : انت مازعلتش على حمزة…. معقول زعلان منه للدرجة دى
خالد وهو متماسك : اى حاجة تحصلله برة البلد… طالما احنا بعيد وفى الأمان يبقى خير
لتبتسم ثريا وهى تربت على صدر خالد قائلة : ماتتصورش سعادتى بيك قد ايه
خالد : ولا انتى كمان تقدرى تتصورى انا بخطط عشان مستقبلنا بايه
……………..
يخرج خالد من منزل ثريا ليتجه إلى سيارته وما ان أدار محركها وانطلق حتى قام بالاتصال على حمزة وما ان اجابه حمزة حتى صرخ خالد قائلا : حمزة.. انتو بخير كنتم فى الكوخ لما اتحرق
حمزة ضاحكا : هى الاخبار لحقت توصل
خالد وهو يسب ويلعن تحت أنفاسه : لسه نازل من عندهم والخبر جالها واحنا قاعدين
حمزة بشجن : ماتقلقش ياخالد احنا كلنا بخير وكمان معانا خديجة
خالد باستغراب : خديجة مين
حمزة بمرح : خديجة حمزة زيدان… لاهو انت فاكر انى كنت هسيبها بالاسم المايص اللى امها سمته لها ده
خالد ضاحكا : مبروك يا ابو خديجة، وناويين ان شاء الله ترجعوا بالسلامة امتى
حمزة : اول ما أوراق خديجة تبقى جاهزة هنيجى على طول ماتقلقش…. اسبوع بالكتير ان شاء الله.. مش هنتأخر عليك
خالد : طب بقوللك… ابعتلى صور خديجة
حمزة : ده بعينك…. لما تشوفها ع الطبيعة
خالد : خليك جدع واقف جنب اخوك
حمزة : وصور بنتى ايه علاقتها بوقوفى جنبك من عدمه
خالد وهو يبتسم بحنين : اختك نفسيتها وحشة اوى بسبب اللى بيحصل… عاوز اخرجها شوية من اللى هى فيه
حمزة بخبث : خلاص هبعتلها الصور
خالد : تصدق انك رخم…. مش عاوز منك حاجة
حمزة ضاحكا : خد بس هقوللك
خالد بعبث : ولا تقوللى ولا اقوللك، انا بطلب منك ليه اصلا، انا هكلم حياة اطلب منها اللى انا عاوزة وهى عمرها ماهترفضلى طلب
حمزة صارخا : إياك تعملها ياخالد… اياك اعرف انك كلمتها… وانا ماخليكش تشوف ضل رقية حتى
خالد : يبقى تتلم وتبعتلى الصور من غير ماتصيع عليا انا
حمزة : غور يا بن عم عبدالله
خالد : اغور وهتبعت
حمزة : خلاص يا زفت هبعت… غور بقى
لتأتى عليه حياة بعد ان وضعت الصغيرة بفراشها : مالك ياحمزة…. صوتك عالى اوى
ليقص عليها حمزة ماحدث، لتقهقه حياة بملئ فيها فى حين ينظر اليها حمزة بمكر قائلا : انتى بقى كنتى بتهمسيلى بايه واحنا فى مكتب ديفيد
لتحاول حياة استرجاع ذاكرتها إلى تلك اللحظة وعند استيعابها لما يقصد أدارت ظهرها فى محاولة منها للهروب الا انه كان أسبق وامسكها من منكبيها ليديرها اليه هامسا باذنها : قوليها ياحياة… اروى قلبى… وتممى فرحة يومى… قولى ياحياة… قولى
لتتوه حياة وهى تستمع لهمسه وانفاسه تداعب عنقها لتندس بين ضلوعه هامسة : قلتلك بحبك لكن دلوقتى…. حسيت ان احساسى بيك اكبر من كده بكتير.. انت بقيت روحى ياحمزة… امتى وازاى…. ماعرفش، اوعى تبعد او تتخلى عنى ياحمزة
ليقتنص حمزة شفتيها فى قبلات عميقة بين تسارع دقات قلبيهما، حتى امتدت يديه وقام بحملها وهو يتجه الى الاعلى ثم فصل قبلته ليقول : يوم ما أبعد عنك اعرفى انى مابقيتش عايش ع الارض دى
…………
فى اليوم التالى بشركة حمزة تجلس رقية على مكتب حمزة وهى تراجع بعض التقارير الصادرة من المعامل ليدخل عليها خالد : صباح الورد على وردة حياتى
لترفع رقيه رأسها بابتسامة وهى تجيب : صباح الخير… اتاخرت
خالد وهو يقبل وجنتبها : كنت عند سيادة العميد بعرفه اخر التطورات
رقية بانتباه : حصلت حاجة جديدة
خالد بصوت خافت : حرقوا الكوخ بتاع حمزة هناك
لتشهق رقية فزعا : حد حصل له حاجة
خالد : لا ماتقلقيش كلهم بخير بس طبعا هم هنا لسه مايعرفوش
المهم جايبلك معايا حاجة حلوة
رقية بابتسامة : ايه جايبلى معاك شيكولاتة
خالد وهو يخرج مظروفا من جيب سترته ويصعه أمامها : حاجة احلى من الشيكولاتة
لتفتح رقية المظروف لتقع عيناها على صور طفلة جميلة فى أوضاع مختلفة
رقية وهى تتأمل الصور ببهجة : مين البونبوناية دى…. اوعى تقولى بنت حمزة
خالد ضاحكا وهو يقرص وجنتها : قردة على رأى حمزة
رقية بسعادة من قلبها وهى تقبل صورة بعد صورة : ياخلاثى ع الحلاوة والطعامة ياناس… بقى السكراية دى هتقولى انا ياعمتو
ليتأملها خالد بسعادة لسعادتها ثم يجذبها لتقف أمامه بفرحة
خالد : مبسوطة
رقية : اوى جدا خالص
خالد بعبث : طب مااستهلش حاجة حلوة انا كمان
رقية بمكر : الحقيقة تستاهل
خالد بهمس وهو يقربها منه : طب ماتيلا هاتى
رقية وهى تحاول التملص من بين يديه : طب سيبنى وانا هديك لوحدى
خالد بنصف عين : رقية
رقية : والله هديك لوحدى
ليتركها خالد وهو غير مصدقا اياها لتقول له : غمض عينك
خالد : انتى هتخمى
رقية : انا حلفت انى هديلك
ليزفر أنفاسه وهو يغمض عينيه وماهى الا ثوانى حتى شعر بملمس بشرتها على شفتيه وهى تدس قطعة من الشيكولاتة بفمه ليضحك بشدة وهو يقبض على يديها بعد ان التهم الشيكولاتة وقال : لازم تدوقيها معايا ليقربها منه ويقبل شفتيها برقة ثم أسند جبينه على جبينها وهو ينظر اليها وهى مغمضة العين : بحبك اوى يارقية وعاوزك سعيدة ومتطمنة، انا عارف ان طول عمرك وحمزة امانك…… وانا مش عاوز اكتر من انك تحطينى انا كمان فى ضهرك وتتطمنى بوجودى
يارقية.
رقية وهى تهز رأسها ايجابا : انت اصلا طول عمرك فى ضهرى ياخالد وطول عمرى بعتبرك أمانى مع حمزة، لانى من زمان وانا عارفة ان ربنا مش هيحرمنى منك ابدا مهما طال الوقت
ليمد خالد سبابته ليرفع وجهها اليه : بتحبينى
لتومئ براسها بخجل علامة الموافقة
خالد بصوت اجش : بحبك يارقية وامنيتى انى اسمعها منك تانى
لتفتح عينيها وتنظر الي عينيه لتجده يتجول بملامحها بحب يملا خلجاته فوضعت الخجل جانبا وقالت : انا كمان عمرى ماحبيت ولا هحب حد غيرك… بحبك ياخالد
ليضمها بين ذراعية مقبلا جبينها بعمق ليسمعوا طرقات على باب المكتب لتعود رقية إلى مقعدها ويبتعد خالد قليلا لتدخل أميرة تعلمهم بوجود عم سعد يطلب لقائها
رقية : خليه يدخل يا اميرة
ليدخل عم سعد وهو يلقى السلام وينقل عينيه بين رقية وخالد
رقية بابتسامة : ماتقلقش ياعم سعد، اتكلم
سعد : عرضوا عليا يدخلونى معاهم فى اللعبة عشان يضمنوا سكاتى وانا فهمتهم انى موافق وفهمت هم بيعملوا ايه
رقية : ولقيت ايه ياعم سعد
سعد : كارثة يابنتى.. كارثة
رقية برعب : ماتتكلم ياعمو على طول
سعد وهو يرمى بجسده على مقعدا مقابل رقية : المادة دى بقالنا سنة بنستوردها من غير ماتدخل منها المعامل غير نسبة 50٪ بس والباقى بيتباع برة
خالد : ماعرفتش لمين بالظبط
اللى عرفته ان مش شركتنا بس اللى بيتعمل فيها كده ده فى اكتر من 3 شركات على نفس الوضع مع اختلاف المادة لكل شركة
خالد وعرفت الشركات دى ايه : ايوة…. الورقة دى فيه اسماءهم
خالد وهو يتناول الورقة ويقوم بفضها ويبتسم بمكر : كنت متخيل حاجة زى كده، بس لازم نعرف مين اللى بياخد المواد دى منهم
سعد : انا سمعت الاسم بس ماكانش واضح اوى وهم بيتوشوشوا… ماهم برضة ماقالوليش على كل الخفايا…. لكن هو اسمه فادى حمدان.. فادى حسان حاجة زى كدة
لتبرق عينا خالد وهو يقول بصدمة : تقصد فادى عدنان
سعد بلهفة : ايوة ...هو ده يادكتور الله ينور
لتنهض رقية من مجلسها وهى تضع كف يدها على فمها من الصدمة بينما يسب خالد من تحت أنفاسه بغضب وهو يتوعدهم بالويل والثبور .. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
فى مكتب حمزة بشركته بالقاهرة، وبعد خروج سعد
رقية باندهاش : ليه فادى يعمل كده، هيستفيد ايه، ده طول عمره علاقته كويسة جدا بحمزة وعمرها ما اتعكرت حتى بعد كل اللى حصل، ده حتى كان حمزة دايما واقف فى صفة
خالد : كل مابنقرب.. كل ما القذارة بتزيد والدايرة بتوسع، انا هسيبك وهرجع لسيادة العميد عشان اعرفه بالتطورات دى
رقية : ماتكلمه فى التليفون ياخالد… مش لازم تروحله، انا بقيت اخاف عليك، الموضوع ابتدى ياخد سكة تانية، والناس دى مش سهلة ولو عرفوا اللى انت بتعمله ممكن يأذوك
ليقترب منها خالد ليضمها إلى صدره قائلا : اوعى تخافى طول ما احنا صح، الناس دى بتأذينا وبتأذى شباب البلد، لكن احنا عمرنا ماأذينا حد الحمدلله…. الناس دى بتقدم السم للناس لكن احنا بنقدم لهم الدواء… وعشان كده ربنا مش هيسيبنا واكيد هينصرنا عليهم…. وان كان عليا.. انا ان شاء الله هفضل بخير طول ماحبيبتى واقفة معايا وبتدعيلى
رقية : كنت عاوزة أسألك على حاجة
خالد : اسألى ياحبيبتى
رقية : هنعمل ايه مع نورا
خالد بانتفاضة : فكرتينى، كنت هنسى خالص
رقية : خير
خالد : كلمت بتوع الأمن يحطوا كاميرات مراقبة زيادة فى أماكن معينة هنا وبرة فى مكتب حياة بحيث نبقى عارفين تحركاتها بالكامل وخصوصا انى شاكك انها عاوزة توصل لحاجة معينة هنا فى مكتب حمزة
نورا : انا كمان جالى نفس الاحساس لما جت هنا مع عمتو
خالد : عموما للحرص مش عاوزك تسيبى هنا اى ورقة عليها امضتك او امضة حمزة وقبل ماتستلم شغلها هكون ناقل كل الملفات المهمة عندى وهسيب هنا شوية ملفات هيكلية على شغل قديم.. كده يعنى
رقية : طب وانا هيبقى لزمتى ايه بقى
خالد : لو احتجت امضتك فى حاجة هندهلك عندى تمضيها…. اتفقنا
رقية : اتفقنا
……………….
فى أمريكا، كان حمزة يتحدث مع خالد الذى يروى له مستجدات الأحداث وبعد أن أنهى المكالمة تدخل عليه حياة لتجده شاردا، لتجلس بجواره بعد ان قبلت وجنته ليبتسم لها قائلا : اهلا ياحبيبتى، اومال خديجة فين
حياة ضاحكة : قاعدة مع هرم المارشميلو بتاعها هى والمربية
حمزة مبتسما : طلبت منى اننا لما نرجع مصر انى لازم اخودهولها معانا
حياة شاهقة : ياخبر….. وهتعمل ايه
حمزة وهو يعود برأسه للخلف : قولتلها تملا شنطتها بالكمية اللى عاوزاها وأننا لما نرجع القاهرة هتلاقى هناك هرم تانى
حياة ضاحكة : عشان تبقى أميرة المارشميلو على حق
لتلاحظ شرود حمزة فتسأله : مين كان بيكلمك وخلاك مسهم بالشكل ده
حمزة : ده خالد.. كان بيحكيلى على التطورات
حياة : وفى جديد
حمزة : ايوة عرفنا اسامى االشركات اللى بيحصل معاها كده واسم كل مادة بتتسحب منها ومين اللى بيشترى المواد الخام
حياة : وطلع حد نعرفه
حمزة : فادى عدنان
لتنتفض حياة قائلة : ايوة ايوة انا بقيت عمالة اقول شفته فين قبل كده
حمزة : هو مين ده مش فاهم
حياة : فاكر لما قلتلك انى شفت منصور وعدلى وهم شكلهم زى مايكون بيزعقوا قدام شركة…. للادوية وكان معاهم واحد حاسة انى شفته قبل كده بس مش فاكرة فين
الواحد ده كان فادى عدنان طليق نورا
لتلتمع عينا حمزة بالغضب لتلاحظها حياة فتسأله برهبة : طب هو ليه بيعمل كده… مصلحته ايه
حمزة موضحا : لما تحطى مادة… على مادة… على مادة… على مادة…. يحصل ايه
لتبرق عينا حياة : ماكس…. بيصنعوا ماكس
حمزة بغضب : وعلى حسابنا الشخصى…. بنشتريلهم المواد الخام على حسابنا وهم يادوب باضافات بسيطة يحولوها لكميات ضخمة يموتوا بيها شبابنا واولادنا ويربوا من وراها ملايين الملايين
حياة : والعمل
حمزة : هيدفعوا التمن غالى….وغالى اوى كمان
حياة : ناوى على ايه ياحمزة… الناس دى مابتتفاهمش
حمزة : ناوى البسهم البدل الحمرا ان شاء الله… وانا كذلك لفاعلون
……………
فى مكتب خالد بالشركة يدلف إلى مكتبه صباحا ليجد نورا بانتظاره، وما ان رأته حتى هبت متجهة اليه تنوى تقبيله ليغلق الباب بعنف ويبعدها عنه زاجرا اياها بقسوة قائلا : انتى مجنونة…. نسيتى روحك واللا ايه…. بقى هو ده اللى اتفقنا عليه
نورا ممتعضة : كل الزعيق ده عشان وحشتنى
خالد : ولما حد يشوفنا ويبلغ حمزة واللا رقية ونترمى فى الشارع من غير لا ابيض ولا اسود
نورا وهى تزفر أنفاسها : معاك حق… انا اسفة
خالد : تعملى حسابك انك اول ماهتستلمى الشغل مافيش كلام نهائى بينا غير فى الشغل ومااشوفش خيالك ناحية مكتبى الا لو حمزة او رقية اللى باعتينك عندى
لتدب بقدمها على الارض ساخطة : بس ده كتير اوى
خالد بحزم : لو مش هتقدرى تلتزمى يبقى تقعدى فى البيت لحد اما نتجوز او اشوفلك شغل فى شركة تانية
نورا باستسلام: خلاص ياسيدى هستحمل وامرى لله… بس افرد وشك بقى.. بقولك وحشتنى
ليبتسم خالد بجانب شفتيه وهو يتقدم نحو الباب قائلا : طب حصلينى ياللا عشان اسلمك شغلك
ليذهب بها إلى رقية ويدلف اليها بعد ان تأذن لهم بالدخول وما ان وقعت عيناها على نورا الا وهبت واقفة وذهبت لاحتضانها مرحبة وهى تشير بيدها لخالد بعلامة القتل ليبتسم خالد ويتنحنح قائلا : انا قلت اخليها تيجى تسلم عليكى قبل ما ابعتها لشئون العاملين عشان تمضى العقد
رقية بتأنيب : ايه الكلام ده ياخالد.. نورا صاحبة شركة… ماتروحش لشئون العاملين… شئون العاملين هى اللى تجيلها لحد عندها
قالت ذلك وهى تخرج ملفا من درج مكتبها وتعطيه لنورا بابتسامة كبيرة وهى تقول : خدى يانورا العقد بتاعك اهوه امضيه، بس ايه التانق والجمال ده يانورا… انتى صحيح طول عمرك جميلة بس الحجاب هياكل منك حتة ومنور وشك
ياسلام بقى لما تبقى مساعدة مدير مكتب رئيس مجلس الإدارة…. وااااو وتبقى مسئولة عن المؤتمرات العالمية وتلفى العالم وتقابلى أغنى اغنياء العالم من أصحاب الشركات الطبية… ده انتى هتهيصى
كانت رقية تتحدث وخالد يفتح الملف أمام رقية ويشير لها مكان التوقيع فى كل ورقة حتى انتهت وهى لا تعى سوى ما صورته لها خيالاتها واطماعها مع كلام رقية، وأغلق خالد الملف وهو يقول : انا نازل المعامل وهوصل الملف فى طريقى لشئون العاملين عشان يوثق لها العقد بسرعة
وعندما استدار خالد نادته رقية قائلة : حمزة عاوزك تكلمه
لتنهض نورا قائلة : حمزة كلمك….! امتى
رقية بابتسامة واسعة : النهاردة الصبح، واحتمال يوصلوا على الأسبوع اللى جاى
خالد بابتسامة وهو ينظر لنورا : ييجى بالسلامة.. ياللا يانورا روحى لاميرة وهى هتشرحلك كل حاجة… عاوز حمزة لما يرجع يلاقيكى البريمو
ليغادر إلى مكتبه بينما خرجت نورا إلى أميرة كالطاووس وهى تخطط للاستيلاء على الشركة بما فيها
……………..
بعد اسبوعين، وبعد أن عادت رقية من الشركة تجلس لتناول طعامها لتسمع رنين هاتفها لترد قائلة : موزة…. وحشتنى ياحبيبى عامل ايه
حمزة ضاحكا : انا بخير ياحبيبتى انتى عاملة ايه، فى الشركة واللا روحتى
رقية : روحت وباكل كمان.. تعالى كل
حمزة ضاحكا : ده على حسب اللى بتاكليه هيعجبنى واللا لا
لتترك رقية الشوكة من يدها وتهب وهى تجرى إلى باب الشقة لتفتحها وهى تشهق عندما وجدت حمزة مستندا على الباب ضاحكا ويقول : ااه ياقردة……. قفشتينى
رقية وهى ترتمى بأحضان شقيقها وتقبله بجنون أثناء حمله لها وهو يبادلها الاحضان والقبلات بضجة شديدة : وحشتنى ياميزو…. اوعى تسافر بعيد عنى كتير كده مرة تانية
ثم تترك حمزة وتتجه الى حياة لتكرار مافعلته وقالته لحمزة مرة أخرى…. ثم نظرت لخديجة بحب وفرحة عظيمة وجلست على ركبتها وهى تفتح ذراعيها قائلة : تعالى فى حضن عمتو ياقلب عمتو
لكنها وجدت رقية واقفة مكانها تنقل عينيها بينهم جميعا وترسم ابتسامة كبيرة على وجهها، لتنظر رقية إلى حمزة قائلة بامتعاض: هى مابتجيش ليه
حمزة ضاحكا : لأنها ياذكية لسه مابتعرفش عربى
رقية بالإنجليزية وهى على نفس وضعيتها : ادخلى إلى احضان عمتك التى اشتاقت اليكى كثيرا حلوتى
لترتمى خديجة بأحضانها بسعادة وهى تعطيها قطعة من المارشميلو قائلة : انا ديجا.. أميرة المارشميلو
لتحتضنها رقية وهى تقبلها بسعادة وتفك غلاف المارشميلو وتضعه فى فمها قائلة : انى اعشق المارشميلو
لتضحك خديجة وهى تتقافز بسعادة : اذا سأكون ثرية
رقية : وما العلاقة يا ابنة اخى
خديجة : سابيعك هرم المارشميلو خاصتى وساكسب ثروة عظيمة
رقية وهى تفتح فمها : وهل تملكين هرما من المارشميلو
خديجة : نعم، اشتراه لى والدى
رقية ضاحكة وهى تقول لحمزة : قابل ياعم بنتك هتبقى نصابة عظيمة فى المستقبل
ليضحكوا جميعا الا خديجة التى عنفتهم بقولها : انا لا أفهم لغتكم، تحدثوا بلغتى حتى اضحك معكم
رقية وهى تضحك بشدة : إياكى والغضب يا أميرة المارشميلو… اعطى لى فرصة لمدة أسبوعين فقط وسأجعلك عالمة بكل بواطن الامور
حمزة : يبقى عليه العوض
……………..
مساءا يجلس الجميع بشقة حمزة وبصحبتهم خالد يتناقشون فى كل ماحدث وتوابع الأحداث بعد نوم خديجة
خالد : الشحنة هتوصل المينا بعد يومين
حمزة : تمام اوى، ومين اللى هيستلمها
خالد مبتسم بسخرية : الحقيقة منصور وعدلى طلعوا ولاد أصول وصمموا انهم يستلموا الشحنة بنفسهم بما انك مسافر والمصونة نورا قالت إن لازم حد مننا يبقى معاهم عشان نبقى متطمنين فاتطوعت تروح معاهم عشان بالمرة تتعلم
حمزة : عاوزك تحجزلهم فى افخم الاوتيلات فول بورد طبعا ويسافروا بعربياتنا ويسوقوها بنفسهم طبعا لأنهم مش عاوزين بينهم حد غريب، والعربيات بالاوتيل يبقوا جاهزين لاستقبالهم ياخالد
خالد : اوامرك يابوص… بس ناخد اذن سيادة العميد
حمزة ضاحكا : طبعا… انا بحب أمشى قانونى، وانتى يارقية.. عاوزك ماتروحيش الشركة بكرة وكلمى نورا تحل محلك… عاوزين نديها فرصتها
خالد بسخرية : ااه وخصوصا بعد صدمة نجاتك انت وحياة من الكوخ
رقية بتساؤل : تفتكروا عمتو معاهم فى موضوع الماكس ده
حمزة : ده أن ماطلعتش هى زعيمة العصابة اصلا.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
فى اليوم التالى بشقة حمزة تخرج رقية من غرفتها وهى ترتدى ملابسها لتجد حمزة وحياة يجلسون بغرفة الطعام يتضاحكون مع خديجة وهى تتناول افطارها لتقبلهم جميعا ثم تقول
رقية : صباح الخير ياحلوين
ليردوا عليها التحية الا خديجة التى نظرت إليهم بغيظ لتدرك رقية الموقف فتنظر إلى خديجة وتقول وهى تمثل حركة الولاء الملكى : دمتى صباحا سمو الاميرة
لتسعد خديجة وترد ضاحكة : دمتى صباحا أيتها الوصيفة
ليضحكوا جميعا بينما ينظر حمزة الى رقية قائلا : عرفتى هتعملى ايه
رقية : ايوة، هاخد الأوراق من خالد احطها فى مكتبك واسيبلها المكتب وامشى
حمزة : تمام، وانا هكلم خالد يتأكد من شغل الكاميرا والصوت
رقية وهى تمسك وجه خديجة وتقبلها بوجنتها بمرح : استأذن سموك فى الذهاب إلى العمل
خديجة وهى تشير اليها بظهر كفها بشموخ : فلتذهبى ولا تنسى أن تأتى لى بما طلبته منكى
لتخرج رقية بظهرها وهى تنحنى ضاحكة وتقول : امر مولاتى
حياة وهى تقبل خديجة بحنان وحب : هيا ديجا، انتهى من طعامك حتى نتمكن من الذهاب والعودة سريعا
حمزة : الن تسمحوا لى ان آتى معكم
خديجة ضاحكة : لو تناولت افطارك جيدا سادع امى تسمح لك بالذهاب معنا
ليقول حمزة لحياة التى تجمدت مكانها وهى تنظر إلى حمزة : هل تسمح الماما بأن اذهب بصحبتكم
حياة والدموع تتجمع بعينها : قالت عليا ماما ياحمزة
حمزة بحنان : انا اتفقت معاها على كده وهى كانت مبسوطة جدا بده
ليتفاجئوا بخديجة تضرب على المائدة بكف يدها الصغير بغيظ قائلة : ألم اقل لكم لا تتحدثوا بلغة لا افهمها
حمزة : انا اسف صغيرتى
خديجة : تقصد اميرتى
حمزة ضاحكا : حسنا اميرتى، سوف نتفق اتفاقا سريا
خديجة وهى تصفق بيديها : اجل اجل اجعل لنا سرا
حمزة : سوف تتعلمين لغتنا دون أن يعلم احد… خاصة عمتك رقية
خديجة : ولما
حمزة : حتى نلهو معا ونجعلها مفاجئة لها هى والعم خالد، ما رأيك
خديجة : وماذا سنفعل
حمزة : ستذهبين إلى معلمة كل يوم لمدة ساعتين فقط وفى فترة قصيرة جدا سوف تفهمين لغتنا
خديجة : هل سأذهب إلى المدرسة
حمزة : اجل ولكن ليس الآن فانتى مازلتى صغيرة، ولكن فى العام القادم ستصبحين كبيرة بما يكفى لان تدخلى المدرسة
حياة : ماذا تريدى أن تصبحى حين تكبرين ديجا
لتنظر ديجا إلى أعلى قليلا وهى تفكر ثم تقول : اريد ان اصبح مثل جوليا
حمزة بتقطيبة : كيف، وماذا تصنع جوليا
خديجة : جوليا تعتنى بالزهور والببغاوات
حياة بدهشة : وكيف ذلك
خديجة : جوليا لديها ارض صغيرة مليئة بالزهور وقالت لى مرة انها تحولها لعطور رائعة وتمتلك غرفة كبيرة مليئة بالببغاوات كنت العب معهم واطعمهم ولى ببغاء صديقى اشتقت له كثيرا كنا نلعب ونتحدث سويا
ليلاحظ حمزة شوقها لببغائها فسألها : وما اسم ببغائك
خديجة : اسمه الثرثار
لتضحك حياة وهى تسألها : ومن اسماه بهذا الاسم
خديجة : انا، فهو لا يكف عن الثرثرة، أوتعلمون بما ينادينى ذاك الثرثار
حمزة بمرح : بماذا يدعوكى
خديجة : يدعونى بالنسناسة الصغيرة، ثم تكمل ضاحكة : لانى كنت استطيع التنقل بمهارة بين أفرع الشجر
حمزة وهو ينهض بعد ان اكمل افطاره : اذا هيا بنا
خديجة بمرح : هيا بسرعة
…
تدخل رقية إلى مكتب حمزة وتخرج من حقيبتها ملفا مليئا ببعض الأوراق أعطاه لها خالد، وقامت بوضعه بأحد ادراج المكتب ووضعت المفتاح بالدرج من الخارج ووقفت بمكانها وهى تستدعى نورا وادعت انها على عجلة من أمرها وهى تخرج بعض الأوراق لتضعها بحقيبتها أمام نورا وهى تقول لها : بقوللك يانورا انا مضطرة انى اسيب الشركة دلوقتى عشان فى اجتماع مهم برة هحضره انا وخالد انتى مكانى هنا، خليكى فى المكتب عشان الكل يعرف انك مكاننا ماشى ياقمر
نورا بسعادة لم تستطع اخفائها : الا ماشى، مع السلامة انتى وماتقلقيش خالص
وقامت رقية بالتلفت حولها وهى تدعى انها تتمم على أن كل شئ بخير وتعمدت الا تنظر إلى درج المكتب الذى تتدلى منه ميدالية مفاتيحها، وقامت بالذهاب سريعا بينما جلست نورا على مقعدها بسعادة ولكنها عادت لتقف وراء النافذة حتى تأكدت من ذهابهم بسيارة خالد، لتعود إلى الباب وتتأكد من إغلاقه جيدا لتسرع إلى ادراج المكتب لترى دلاية المفاتيح الخاصة برقية تتدلى من احد الإدراج لتمد يدها لتفتح الدرج بسرعة لتجد ملفا وعند فتحه تبرق عينيها بجشع وسعادة وهى تمسك بيدها بعض أوراق الملكية الخاصة بحمزة ومعهم شيكا بنكيا موقع من حمزة وغير مؤرخ بمبلغ مئة مليون دولار، ثم وبعد أن قررت أن تأخذ الملف بأكمله الا انها تراجعت عن ذلك وقررت ان تحصل فقط على الشيك لتضعه بجيب بنطالها وعقدا لملكية قطعة أرض كبيرة بالساحل الشمالى وتتجه مسرعة إلى الخارج لتحضر هاتفها وتغلق الباب مرة أخرى لتجلس بغرور على مكتب حمزة وهى تتحدث بهاتفها قائلة : انت كمان وحشتنى
…
نورا : انا فى عقر دارهم ومش هتصدق معايا ايه
…
نورا وهى تلوح بسبابتها بنصر وكان من تحادثه يراها: شيك لحامله ممضى من حمزة زيدان ذات نفسه ب100مليون دولار ومن غير تاريخ
…
نورا : يعنى اعمل ايه
…
نورا : انت اتجننت، طب والشحنة
…
نورا : اقصد ان كده كده الشيك من غير تاريخ، يعنى احنا بعد بكرة ناخد الشحنة ونتطمن انها بقت فى مخزنا ومعملنا وبعدين اصرف الشيك واختفى للابد
…
نورا منتفضة من مكانها : لعبة.! ومين اللى يفكر يلعب عليا فى حاجة زى دى
…
نورا بحقد : بسيطة… وقتها يبقى اقول ان خالد هو اللى اداهونى عشان اصرفه، وهو انا يعنى هجيب الشيك ده منين
…
نورا : خلاص يافادى لما نتقابل فى السفر نبقى نتفق على كل حاجة ياللا سلام دلوقتى
لتغلق الهاتف وتمد يدها إلى الدرج وتغلقه بالمفتاح وتلقى بالدلاية على الأرض أسفل المكتب حتى تظن رقية انها سقطت منها من دون قصد وأتت ببعض الملفات وجلست لتكمل عملها وكأن شيئا لم يحدث بعد ان عبثت قليلا بباقى الإدراج ولم تجد بهم شيئا يثير اهتمامها
وبعد عشر دقائق وجدت رقية تفتح باب المكتب وتسالها دون أن تنظر اليها : نورا… ماشفتيش المفاتيح بتاعتى بدور عليها ومش لقياها
لتنهض نورا وتخرج من وراء المكتب وهى تدعى انها تبحث معها لتدخل رقية مكانها وهى تنظر فى كل اتجاه حتى هبطت على ركبتها وهى تلتقط المفاتيح قائلة : اهى الحمدلله لقيتها
لتتجه الى باب المكتب مرة أخرى قائلة : سلام يانورا… اشوفك بكرة قبل ماتسافرى ان شاء الله
نورا مسرعة : هو انا لازم اجى على هنا الأول، مانا ممكن اطلع من البيت عادى
رقية دون اهتمام : براحتك هخلى السواق يجيبلك العربية ع البيت
نورا : ليه سواق، انا بحب اسوق
رقية : خلاص براحتك، هخليهم يسلموكى العربية اللى هتسافرى بيها، خديها وانتى ماشيىة
لتنظر لها نورا بعدم فهم، لتقول لها رقية وهى تقرص وجنتبها : عربياتنا مميزة فى المينا واللى راكبها بيتعامل برضة معاملة مميزة، بس انتى كده هتزهقى انا قلت هتسافرى معاهم
نورا : لا لا.. انا عاوزة ابقى براحتى
رقية وهى تتجه للخارج مرة أخرى : تمام، ترجعى بالسلامة
…
فى المينا، يقف فادى ومنصور وعدلى بجوار نورا
فادى : فاضل ايه، احنا مستنيين ايه دلوقتى
عدلى : عشر دقايق بس والعربيات تكون اتشونت ونمشى على طول
نورا : الكميات اتقسمت واللا لسه هتتقسم بعدين
منصور : لا من الناحية دى اتطمنى، فى عربيتين هيطلعوا على الشركة وانا وعدلى معاهم والتلات عربيات اللى باقية هتطلع على مخازنا
فادى : ومافيش اخبار عن باقى المواد
عدلى : كله فى المخازن من اسبوع مافاضلش غير شغل شركة….. اللى هيوصل بعد 3 ايام بالظبط
نورا : تمام
عدلى : ياللا ياجماعة كله كده تمام وكل الورق معانا خلونا نمشى عشان نوصل قبل الضلمة
ليتجه عدلى ومنصور إلى سيارة ونورا وفادى إلى الاخرى
…
فى سيارة نورا
نورا : ها يافادى.. قررت هنعمل ايه
فادى : احنا هنكمل شغلنا عادى وانتى هتروحى البنك الصبح تصرفى الشيك اللى معاكى
نورا : وبعدين
فادى : لو صرفتى الشيك فعلا تبقى ضربة العمر وهتبقى العملية دى اخر عملية نعملها وبالفلوس اللى معانا نطلع على أسبانيا، انا ليا أصحاب هناك و نعمل هناك مشروع نعيش منه ملوك
نورا ببعض الغضب : ااه، وترجع تخسرنا الفلوس ونشحت من تانى زى ماعملت قبل كده
فادى بحدة : مش كل شوية هتقعدى تبكتى قيا لا انا اول ولا اخر واحد يخسر فلوسه فى البورصة وماتنسيش انى لسه بسلطتى والا كانوا أعلنوا افلاسى من زمان
نورا بتهكم : ماتنساش ان لولا أن الشركة باسم عالية اختك.. كان اتحجز عليها هى كمان وكانت فضيحتنا هتبقى بجلاجل
فادى : عموما ماتقلقيش احنا هنبقى شركا وكل حاجة هتحصل هتبقى بعلمك وموافقتك ثم يزفر فادى بحنق قائلا : هو احنا لازم نتخانق كل مانتقابل
نورا بمجون : احنا ماتخانقناش امبارح
فادى بخبث : مانتى اصلك كنتى وحشانى الصراحة
نورا بِوقاحة : تقصد انك خلاص كده
فادى : وهو انتى ينشبع منك ابدا… امتى بقى ترجعى لحضنى تانى
نورا بضحكة ماجنة : هانت ياروحي
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
فى شقة حمزة، يجلس حمزة ومراد يتابعون تسجيلات محادثات عصابة الواغش كما يسميها خالد ويسمعون إلى احاديثهم عن طريق الميكرفونات التى زرعوها بالسيارات بعلم وتصريح من سيادة العميد محيى وعند انتهائهم من الاستماع لحديث نورا وفادى جاء إلى اذانهم حديث منصور وعدلى كالتالى
منصور : مالك ياعدلى ساكت من ساعة ما طلعنا من المينا، ايه الحكاية
عدلى : مش عارف يامنصور حاسس ان فى حاجة كده قلقانى
منصور : حد برضة يقلق وهو داخل على هالومة الخير دى كلها! دى ملايين ياعدلى…. ملايين
عدلى : ماهو عشان عارف انها ملايين يامنصور
منصور : مش فاهمك
عدلى بعد فترة صمت : انت مش ملاحظ حاجة غريبة
منصور : نورنى انت وقولى….. ايه اللى انا مش ملاحظه
عدلى : نورا وفادى
منصور : اشمعنى
عدلى : اول مرة يحضروا بنفسهم حاجة زى دى، كان دايما التسليم بيبقى من مخازن زيدان مش من المينا
منصور : بس ماتنساش ان كده أأمن بكتير
عدلى : وانت كمان ماتنساش ان الكميات كل مرة ماكانتش ابدا بالحجم ده، ثم انا شفت فى عينهم لمعة طمع قلقانى
منصور بقلق : تقصد ايه
عدلى : خايف من الخيانة ياصاحبى
لينتفض منصور قائلا : لا لا ياعم خيانة ايه اللى بتتكلم عنها
عدلى : ليه، انت مالاحظتش ان كل شوية كان فادى ياخد نورا على جنب ويقعدوا يتودودوا سوا بعيد عننا
منصور : ماتنساش انها مراته ياجدع، واكيد يعنى فى بينهم كلام كدا واللا كدا
عدلى : اهو ده ادعى انه يخلينى اقلق.. الناس كلها فاهمة انهم متطلقين، ومن كذا سنة.. ايه بقى اللى جد يخليهم ولا هاممهم كده، ده انت كمان ماشفتهومش امبارح وهم بيرقصوا فى النايت كلاب ولا وهو ساحبها على اوضته عينى عينك… لالا الموضوع مش تمام
منصور : يعنى هياخد الشحنة ويخلع
عدلى : مايقدرش من غيرنا… احنا اللى بنطبخ وعارفين المقادير، مايقدروش يتصرفوا من غيرنا
منصور : اومال ايه ياعم…. انت عاوز تقلق وخلاص
عدلى : اسمع يامنصور….. العملية دى بالذات لازم تتقسم خام
منصور : تقصد ايه
عدلى : يعنى كل واحد ياخد نصيبه بضاعة ويصرف نفسه بمعرفته، لانى حاسس ان الغدر هييجى من تمن البضاعة
منصور : طب وهنجيبهالهم ازاى دى بقى
عدلى : لما نتجمع بكرة فى المخزن انا هتصرف… المهم انت توافقنى على اللى هقوله، وكمان تبقى متسلح
منصور بخوف : فى ايه ياجدع… ليه كل ده
عدلى بشرود : الاحتياط واجب يابن عمى
…
ليعودا لتسجيلات سيارة نورا
فادى : بقوللك ياحياتى
نورا : قول ياحبى
فادى : انا عاوز ماما تتفق مع الاسيوطى انه يقول قدام الجماعة انه هيقسط السعر عشان المبلغ هيبقى كبير حبتين
نورا : طب وليه، ماتخلينا نخلص
فادى : احنا مسافرين ومش راجعين تانى، يعنى محتاجين كل قرش نقدر نجمعه معانا
نورا : انت تقصد اننا هناخد احنا بقيت تمن البضاعة
فادى : الله ينور عليكى
نورا : بس خد بالك عدلى مش بالساهل كده انه يتاكل
فادى : ماتقلقيش انتى … سيبينى انا اتصرف
…
عند حمزة
خالد : يا ريتهم لما يتجمعوا النهاردة يخلصوا على بعض ونخلص منهم خالص
حمزة : اه منها الواطية، طب ليه يفهمونى انها اتطلقت
خالد : لان طول ماهى فى عصمة جوزها مش هتقدر تسحب منك كل الفلوس اللى كانت بتسحبها دى كل شوية
حمزة : لو كانت جت وصارحتنى بالحقيقة كنت ساعدته يقف على رجله من تانى بس بنضافة
خالد : احنا هنضحك على بعض ياحمزة : مانت عارف ان فادى طول عمره شغله شمال، وعمره ماهينضف
حمزة بأسى : كل ما ده وبتأكد انى مش غلطان فى اللى عملته، انا بس صعبان عليا اسم ابويا لو الصحافة والاعلام شموا خبر بالموضوع ده…. الله يسامحك ياعمتى، الله يسامحك
لتدخل عليهم رقية وهى تحمل خديجة وهم يضحكون ويلتهمون المارشميلو بشغف ويرتدون ملابس منزلية متشابهه عبارة عن بنطال بعد الركبة ومن الأعلى كنزة قصيرة عليها رسوم كرتونية مضحكة ويضعون على رأسهم غطاء شبيها بباريهات الشرطة، ليضحك حمزة وخالد فور رؤيتهم بهذا الشكل
حمزة ضاحكا: ماذا تفعلون وما هذا الشكل
خديجة : انا وامى ورقية قررنا ان نرتدى نفس الملابس
ليضحك خالد وهو يأخذ خديجة من رقية ويدغدغها من قدميها لتتعالى ضحكاتها فى حين يتجه حمزة الى الداخل ليفتح باب غرفته ويدلف إلى الداخل ويغلق الباب بهدوء ليرى حياة تجلس بهدوء وتركيز وهى تطالع على هاتفها بعض الاخبار العلمية، وهى ترتدى رداءا يماثل ما ترتدياه خديجة ورقية وترفع شعرها لأعلى دون ترتيب وهى تجمعه بقلم لتتساقط بعض الخصلات بفوضوية ليزيدها جمالا ورقة، وبعد أن توقف الزمن بحمزة وهو يراقبها باستمتاع دون أن تدرى بوقوفه، إذ بحمزة فجأة يناديها بهمس وصل لقلبها قبل اذنها، لتنهض لملاقاته وتدخل باحضانه قائلة : خلصت كلامك مع خالد
ليضم حمزة حاجبيه قائلا بخبث : خالد مين، ثم يديرها أمامه وهو يشاهده بتروى ثم اكمل قائلا : ايه الحلاوة دى كلها، طالعة تجننى
حياة بخجل : دى فكرة رقية : قالت كل البنات يوحدوا اللبس عشان خديجة تبقى مبسوطة، وهى اللى نزلت امبارح جابت لنا اطقم كتير اوى
حمزة مبتسم بشغف : انا قلتلك النهاردة انى بحبك
لتومئ حياة رأسها علامة الرضا، ولكن حمزة يرفع رأسها بسبابته ويقول : بس انا مش فاكر
ليميل عليها مقبلا اياها برقة طاغية ثم قال لها : شكرا ياحياة
حياة باستغراب : على ايه ياحبيبى
ليمسك كفها واضعا اياه على مضخته قائلا : انك رجعتيلى الأمل انه يعيش حلمه فى الحياة
وقبل ان يميل عليها مرة أخرى يسمع طرقات رقيقة متتالية على باب الغرفة وصوت خديجة وهى تنادى على حياة لترتجف حياة بين يديه عند سماع لقبها الجديد من فم خديجة لتسرع إلى الباب وتفتحه وتنحنى اما م خديجة قائلة : نعم يا حلوى القلوب
خديجة : امى انا اريد ان…… وتميل على اذن حياة وهى تهمس لها بشئ ما جعل حياة تبتسم بعيون متغرغرة بالدموع فتاخذ خديجة بين احضانها وتنهض وهى حاملة اياها وتسألها قائلة : هل ذهب العم خالد ام مازال بالخارج
خديجة : لقد ذهب بعد ان لعبنا كثيرا
حياة : حسنا.. هيا بنا
لتقوم بأخذها وتذهب إلى الخارج لتتجه الى المطبخ ووراءهم حمزة، وتقوم بتحضير الطعام لخديجة
حمزة : هى كانت عاوزة ايه
حياة بابتسامة سعيدة : جعانة وعاوزة تاكل
حمزة باستغراب : طب ليه ماطلبتش من عزة واللا وردة
لتنظر له حياة بلوم : وليه ماتطلبش منى انا، مش انا برضة امها
وقبل ان يتحدث حمزة ضربت خديجة بكفها كالعادة معترضة على تحدثهم بالعربية
حمزة : اميرتى الجميلة، هل انتى جائعة بشدة
خديجة : نعم… وطلبت من امى ان تعد لى بعض الشطائر
حمزة : ولم لم تطلبى من الآخرين اميرتى فكلهم رهن اشارتك
خديجة : انا احب ان تصنع لى امى ما اريد مثل كارولين
حمزة بتساؤل : ومن هى كارولين
خديجة : انها ابنة بانى الصغرى
حمزة : ومن تكون بانى هى الاخرى
خديجة : مساعدة جدتى، ثم قالت بحزن : وهى اميرة امها المفضلة
حمزة بعبوس : ولما
خديجة : كانت دائما تطلب ماتريد من بانى وهى تقول لها اريد هذا الشئ امى، فكانت بانى دائما تجيبها قائلة : نعم اميرتى وتصنعه لها على الفور، اما انا فلم يكن لى امى وقتها، كنت انا وجوليا فقط
حمزة بحزن : وماذا عن كيت
خديجة : كنت قليلا ما أراها ، وعندما تأتى كانت تتشاجر مع جوليا، ولا تتحدث معى
حمزة باسف وهو يضم خديجة : سامحينى يا اميرتى، لقد تأخرت عليكى كثيرا، ولكنى اعد لكى مفاجأة ستجعلكى تتقافزين كالنسناس الصغير
خديجة بسعادة وهى تصفق بيديها الصفيرتين : وماهى
حمزة وهو يمسك كفها الرقيق ويحصى على اناملها، يوم ويوم ويوم ثم تعرفينها
خديجة بمرح : اذا بعد ثلاثة أيام
حمزة : وهل تعرفين الاعداد
خديجة : نعم، علمتهم لى امى بالأمس، وشغلت لى على الهاتف افلام جميلة تعلمت منها ان اعد حتى رقم عشرة
ليرفع حمزة عينيه ليلتقى بعينا حياة التى تشاهده بحب بعد ان وضعت الطعام أمام خديجة التى بدأت فى التهامه على الفور ليهمس لها دون صوت : بحبك، لتبتسم عينيها قبل شفتيها وعندما همت بالحديث تاتى رقية وهى تنادى حمزة : ياحمزة تليفونك عمال يرن وانت ولا انت هنا
حمزة : مين
رقية : سيادة العميد
ليأخذ منه الهاتف ليجيب قائلا : السلام عليكم، ازى حضرتك
…
حمزة بانتباه : طب وراى حضرتك ايه
…
حمزة وهو يجيل عينيه بين حياة ورقية : انا لغاية دلوقتى ماحدش عرف انى فى مصر
…
حمزة : اللى تؤمر بيه حضرتك، بس انا لازم ابقى موجود
…
حمزة : حضرتك عارف انى بعرف اتحكم فى غضبى كويس
…
حمزة : تمام يافندم، هبقى عند حضرتك فى المعاد
ليغلق الهاتف ثم ينظر لحياة ورقية قائلا : قرروا يهاجموا المخازن بتاعتهم النهاردة ويقبضوا عليهم متلبسين، خايفين لايهربوا
رقية : طب ماهو ممكن ينكروا
حمزة : التسجيلات اللى تمت كلها بأمر النيابة، وعاوزين يطلعوا تصريح بالقبض على اللى بيشتروا منهم الماكس بعد اعترافاتهم من غير شوشرة عشان مايحصلش مواجهه مسلحة، عاوزين ياخدوه من بيته
حياة بخوف : والكلام ده امتى
حمزة : بعد ساعتين، يادوب اغير هدومى واروحلهم
لتنتفض حياة من مكانها ولأول مرة على مدى مايقرب من ثمانية أعوام يسمع صوت حياة عاليا بغضب فانتفضت صارخة بحمزة : انت اتجننت ياحمزة، تروح فين، ده شغل البوليس، ثم وبعدين ممكن يحصل ضرب نار، ايه اللى يوديك وسط كل ده، ايه…. مش خايف على روحك…خاف على بنتك… اختك، وانا…. ايه.. مافكرتش فيا لو حصللك حاجة انا هعمل ايه….. ليه كده ليه.. متبقاش انانى ياحمزة
لتجلس على الارض وهى منهارة بشدة ليجذبها حمزة محتضنا اياها بيمناه وهو يضم رقية وصغيرته التى احست بالخوف دون علمها بالسبب بيسراه قائلا : انا مش انانى ياحياة
انا بس عاوز اتطمن ان مش هيبقالهم ديل تانى ممكن يطول ويأذى اى حد فينا من تانى
رقية وهى تحاول لملمة كلماتها من رهبة الموقف : ايوة ياحبيبى… بس حياة عندها حق، افرض لا قدر الله حصلت مواجهة بينهم وطلقة طاشت كده واللا كده يبقى ليه
حياة وهى لازالت على بكائها : وبعدين ربنا سبحانه وتعالى قال ' ولا تلقوا بايديكم إلى التهلكة'
حمزة : صدق الله العظيم، حاضر ياحياة، حاضر يارقية هفضل معاكم
ليتبادلا الاحتضان، بينما حمزة شارد فيما سيحدث.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
فى شقة حمزة، يجلس حمزة وخالد بغرفة المكتب وسط جو من التوتر.. فقد أصرت حياة ورقية على عدم اشتراكهم فى عملية الهجوم على مخزن عصابة الواغش واصرت رقية ان يبقى خالد معهم حتى لو اضطر للمبيت ولا يبرح شقتهم الا اذا علموا بانتهاء العملية، حتى سمعوا رنين هاتف حمزة ليزدرد لعابه وهو يرد بلهفة قلقة : ايوة يافندم، طمنى
…
حمزة بتجهم : وحالتهم خطيرة
…
حمزة : نص ساعة وهكون عند حضرتك
خالد : ايه اللى حصل
قبل البوليس مايهجم…. الظاهر انهم اختلفوا زى ماكانوا ناويين، وحصل بينهم ضرب نار
خالد : ماتخلص ياحمزة انت هتنقطنى، ماتقول مين حصلله ايه
حمزة بقهر : عمتى ماتت
خالد بصدمة : هى كانت معاهم
حمزة : فى حاجات لسه انا مش فاهمها، لما اروحلهم اكيد هفهم اكتر
ليخرجا من الغرفة متجهين إلى الخارج لتنهض حياة مهرولة مع رقية إليهم وهما تصيحان : على فين
حمزة : على المديرية، سيادة العميد طالبنا هناك
حياة وهى تمسك بكف حمزة : احلف انك مش رايح تحضر الهجوم
حمزة بعتاب : انا مابكذبش عشان احلف ياحياة
حياة باصرار يشوبه بعض الغضب الممزوج بالدموع : احلف ياحمزة، يااما رجلى على رجلك
حمزة بغضب مكبوت : مش هحلف ياحياة، ومش هتيجى معايا، ولولا ان عندى معاد كان هيبقالنا كلام تانى مع بعض، بس مش معنى كده ان حسابنا خلص على كده
ليستدير بغضب متجها إلى الخارج، لتجلس حياة بمكانها أرضا وهى لا تصدق ان حمزة قد تركها وذهب غاضبا منها، قلبها يتآكل من الخوف على سلامته، لتربت رقية على كتفها وهى تهمس باذنها : ده اكتر درس لازم تتعلميه فى حياتك مع حمزة، مبيحبش الكذب ولا اللى بيكذبوا ولا ان اى حد يكذبه
حياة بنشيج مكتوم : زعل منى يارقية، مشى وهو زعلان منى
رقية بحنان : معلش ياحياة استحملى عقابه، وهتعدى
حياة وهى تنظر لها بصدمة : عقابه!
لتومئ لها رقية رأسها علامة الموافقة وهى تقول : بمعنى أدق…. خصامه
حياة ببكاء : بس يرجعلى بالسلامة ويخاصمنى زى ماهو عاوز…. المهم يبقى قدامى وبخير
…
فى مكتب العميد محيى بمديرية الامن
محيى : ياترى انت عندك اى فكرة عن سر كره عمتك ليك
حمزة بأسى : الحقيقة طول عمرى كنت معتقد ان السبب فى الفلوس لأنها كانت دايما بتحتاج منى فلوس وبما انها عمتى ممكن ده كان يديها احساس بالدونية، لكن انها تدبر كل ده الحقيقة انا محتار ومش فاهم
محيى : هل مثلا كان فى ورث مشترك مابينكم وهى مثلا حست انها مظلومة
حمزة : حسب معلوماتى انها اخدت نصيبها من ميراث جدى بالكامل وكمان ورثت كتير من جوزها، لكن اللى اعرفه انها ضيعت كل ده على حفلاتها ومظهرها الاجتماعى
محيى : فى تسجيل من تسجيلات تليفونها.. كانت بتكلم فادى واللى فهمناه ان كان فى علاقة قديمة بين عمتك وابو فادى واللى والدك رفض جوازهم لان عدنان وقتها كان متجوز بالفعل وعنده اولاد، وبعد كده والدك أصر على جوازها من والد نورا واللى ماقدرش ينسيها حبها لعدنان،
وعشان كده كانت ناقمة على والدك.. وانت ورثت النقمة دى بالتبعية بعد وفاة والدك الله يرحمه
لأنها كانت شايفاه عايش سعيد مع والدتك لانه كان بيحبها، لكن فى نفس الوقت حرمها من حب عمرها… عل حسب وجهة نظرها
حمزة بحزن : طب ونورا؟
محيى : نورا اتربت على الطمع فبقى طبع عندها
حمزة : هى حالتها ايه دلوقتى
محيى : مش خطيرة… الحقيقة عمتك فديتها بحياتها، لكن لما وقعت اخدت طلقة فى كتفها
خالد : طب والباقى
محيى : إصابات بسيطة كلها وهنبتدى نحقق معاهم من الصبح
حمزة : ممكن اتكلم مع نورا
محيى : ااه طبعا هخلى النيابة تطلعلك تصريح… بس بعد ماياخدوا اقوالها، يعنى مش النهاردة
انا بس استدعيتك لانى حبيت اسلمك ده بنفسى، قالها وهو يمد يده لحمزة بفلاشة الكترونية
حمزة : عليها ايه دى
محيى : افضل انك تشوفها بنفسك ولوحدك….. عشان ماتندمش لحظة واحدة على اللى انت عملته
ليزوى حمزة مابين حاجبيه باستفهام ولكن محيى لم يمهله اكثر من ذلك فوقف محييا اياهم على أن يتم استدعائهم مرة أخرى لسماع اقوالهم وتحديد موعد لاستلام الشحنة الخاصة بشركتهم
…
فى منزل حمزة تقف حياة فى النافذة تترقب عودة حمزة لتلمح سيارته وهو يصفها بهدوء ويترجل منها وهو يسير على مهل، ليرفع وجهه لأعلى ليلمحها تقف بانتظاره، وقبل ان تلتفت للاتجاه للداخل تلمحه يعود لسيارته وينطلق بها مرة اخرى
لتعود إلى الداخل وهى مصدومة من رد فعل حمزة، فرقية اخبرتها انه سيعاقبها بالخصام ولكنها لم تظن ان وقع خصامه عليها سيكون حادا هكذا لتجلس مع رقية وهما تفكران فى طريقة تجعل حمزة ينسى او يتناسى ماحدث وقد كان هذا بالطبع بعد ان هاتفت رقية خالد وعلمت منه كل مستجدات الامور
…
فى شركة حمزة، يعم الهدوء الشديد فى هذا الوقت من الليل، فلا يوجد غير رجال الأمن والحراسة، ليصعد حمزة الى مكتبه ويتجه إلى الحاسب ليقوم بتشغيله وما ان وجده مستعدا لاستقبال الفلاشة وضعها وهو ينتظر بفروغ صبر ان يعلم ماعليها وهو يتذكر همس محيى باذنه قبل انصرافه مع خالد : تشوفها لوحدك يا ابنى وعاوز اطمنك مافيش منها نسخة تانية لانى رفضت انها تتحرز بعد ماعرفت اللى عليها وان عمتك هى اللى عملت كل اللى هتشوفه ده بنفسها، كانت شاطرة جدا فى عمل الفوتوشوب، واكيد نيتها كانت خراب لما عملت الشغل ده
لتبرق عينا حمزة بصدمة وهو يفتح فمه من الصدمة وهو يشاهد صورا تجمع بين فادى وامرأة بوجه حياة فى أوضاع من المستحيل ان تكون الا بين رجل وزوجته، وبعد الصور وجد مقطع فيديو خارج ..بطلته نفس المرأة بوجه حياة ايضا، ليخرج حمزة الفلاشة من الجهاز بغضب وهو يسب ويلعن بألفاظ نابية وهو يردد : ليه كده.. ليه ليه، وقام بتحطيم الفلاشة بالكامل، ثم اتجه إلى المنزل مرة اخرى
…
دلف حمزة الى المنزل ليجد السكون يعم المكان، ليتجه إلى غرفة ابنته للاطمئنان عليها ليجدها نائمة فى هدوء ليقبلها بحنو ويتجه إلى غرفته وما ان فتحها حتى وجد حياة تجلس بانتظاره وهى بابهى صورة وكانها عروس بليلة زفافها، لينظر لها حمزة دون مبالاة ودون اى كلمة توجه لغرفة الملابس واخذ منها مايريد ثم اتجه إلى الحمام لتسمع حياة صوت المياة لتعلم انه يغتسل بعد كل مامر به من أحداث وشد وجذب، لتظل كما هى تفرك أصابع يديها ببعضهم البعض وهى لاتدرى هل سيقبل اعتذارها ام انه سيبيت ليلته غاضبا منها لتنتبه على حمزة وهو يفتح الباب ويتجه إلى الفراش ويطفئ الإضاءة الخاصة به وينام وهو يعطيها ظهره دون أن ينبث ببنت شفة لتعلم حياة ان قضيتها ليست هينة، لتتجه اليه وتعبث بشعره قائلة : انا اسفة، عمرى ماهكررها تانى ابدا، انا بس كنت مرعوبة عليك، كنت هموت من رعبى ياحمزة، هو ده مايشفعليش عندك
ولكن حمزة ثابت مكانه ولم يبدى اى رد فعل لتعاود حياة الحديث ولكن هذه المرة صوتها يختلط بالبكاء : عشان خاطرى ياحمزة تسامحنى، دى اول غلطة اغلطها فى حقك من يوم ما اتجوزنا، واوعدك انها اخر مرة، انت عارف انى مش هقدر انام وانت زعلان منى، ترضالى ان الملايكة تبات تلعنى عشان مزعلاك
ولكنها تفاجئت بسماع أنفاس حمزة المنظمة التى تدل على استغراقه فى النوم لتضع يدها على فمها وهى تكتم شهقاتها من أثر البكاء، وبعد قليل اندست خلفه وهى تحيط خصره بيدها وهى تدعو الله ان يغفر لها وان يرق قلب حمزة لها ويعفو عنها، ولكنها تتفاجئ فى الصباح التالى عندما فتحت عينيها انها وحيدة بالفراش برغم ان الوقت مازال مبكرا لتنهض على الفور وتتجه الى الخارج دونما حتى أن تغسل وجهها او تبدل ملابسها لتصتدم برقية فور فتحها لباب الغرفة لتنظر لها رقية ساخرا : اهلا بالفاشلة… صح النوم
حياة : ليه بتقولى كده
رقية : ماعرفتيش تصالحيه ياخايبة
لتنكس حياة رأسها قائلة : وانتى ايش عرفك
رقية : عشان جوزك صحانى من أحلاها نومة وقاللى انه رايح الشركة وعاوزنا نحصله على هناك وناخد معانا خديجة
لتبهت حياة قائلة : هو هيفضل مخاصمنى اد ايه
رقية : مانتى اللى خايبة… لو كنتى عملتى اللى قلتلك عليه كان زمانكم متصالحين
حياة : انتى فاكرة الحكاية سهلة كدة عشان بتتكلمى نظرى لكن لو انتى مكانى كان عمرك ما
لتقاطعها رقية قائلة : عمرى ماهزعله اصلا
حياة وهى تعود لغرفتها : انا هلبس وانتى ياللا اجهزى
رقية : مش هتفطرى
حياة : ماليش نفس… هلبس واجى افطر خديجة، لتغلق على نفسها الباب وتجلس شاردة تفكر متساءلة إلى متى سيظل هذا الحال، فلم يمر سوى بعض السويعات وهاهى تشعر بالاختناق والعجز
…
فى الشركة، يجلس حمزة مع خالد يتناقشان فى أمور العمل ويتدارسان الأسماء المطروحة لتولى منصب منصور وعدلى
خالد : انا شايف ان الاستاذ سعد أحق واامن واحد ممكن يمسك المخازن
حمزة : عندك حق
خالد : طب والمعمل
حمزة : فكر انت من غير ماتتكلم قدام حد عن الموضوع ده حتى رقية
ليسمعوا دقات على الباب ثم ينفتح الباب لتدخل خديجة مندفعة اتجاه ابيها قائلة : باباااااااا
ليستقبلها حمزة ضاحكا رافعا اياها لأعلى قائلا : أميرة بابااااا، من علمك هذه الكلمة
خديجة : ماما علمتنى اياها كى تسعد بى، فعلمتنى ان بابا تعنى دادى وماما تعنى امى
ليتجاهل حمزة النظر الى حياة ويكمل حديثه مع خديجة قائلا : هل تتذكرين المفاجأة
خديجة وهى تصفق بيدها: نعم.. إن موعدها اليوم.. أين هى
ليرفع حمزة هاتف المكتب محدثا أميرة : خلى محمود يجيب الامانة
وبعد دقيقتين يدق الباب ليسمح حمزة بالدخول ليدخل احد العاملين وهو يحمل بيده قفصا كبيرا به ببغاء رائع الألوان لتصرخ خديجة وهى تتقافز بسعادة : الثرثار
ليردد الببغاء بمرح : نسناسة صغيرة… نسناسة صغيرة
لتقوم خديجة بإخراجه من القفص ليقف على كتفيها وهو يردد اسمها مرة تلو الأخرى وسط ضحكات ومرح الجميع الا حياة التى كانت تقف وهى ترسم ابتسامة حزينة على وجهها حتى تتفاجئ بحمزة وهو يناديها قائلا : مدام حياة من النهاردة هتستلمى شغلك فى المعامل مكان دكتور منصور
لتنقل عينيها المغرورقة بالدموع بين عينيه بألم شديد لتردد بخفوت : امر حضرتك يادكتور لتستدير متوجهه إلى الخارج لينظر له خالد باستغراب قائلا : الله، هو انت مش قلتلى
حمزة مقاطع : ااه قلتلك ولسه عند كلامى وياريت تفتكر كويس انا قلتلك ايه، لينظر إلى رقية ليجدها تقف متجهمة لتنظر إلى خالد قائلة : معلش ياخالد، بس لو ممكن تسيبنى دقيقتين بس مع حمزة وبعدين هجيلك قبل ما امشى
ليشعر خالد أن هناك خلاف ما بين حمزة وحياة ليومئ برأسه ويتجه إلى الخارج مغلقا الباب وراءه لتنظر رقية إلى حمزة قائلة بتحذير : انت عارف انت عملت ايه دلوقت
حمزة بحزم: رقية لو سمحتى انتى عارفة طبعى، فياريت ماتتدخليش
رقية : مش هتدخل ياحمزة، بس ياريت تفكر ولو لحظة واحدة ايه اللى ممكن يكون تفكير حياة دلوقتى
حمزة بعدم فهم : ايه يعنى مش فاهمك
رقية : مجاش على بالك لحظة واحدة انها ممكن تأخذها على انك بتبعدها عنك بعد ما وصلت لكل اللى انت عاوزه
حمزة ببعض الغضب : ايه الكلام الفارغ اللى انتى بتقوليه ده
رقية : كلام فارغ! براحتك، انا حذرتك وقلتلك، لانى لو مكانها دى اول حاجة هتيجى على بالى
لتنظر إلى خديجة قائلة : هيا ديجا لنعود إلى المنزل حتى نعد طعاما للثرثار
وبعد خروج رقية……. حمزة وهو يهمس لنفسه : معقولة تكون فعلا فهمتها كده، بس انا ماينفعش ارجع فى عقابى ليها، طب والحل
ليتجه إلى حاسبه الخاص ليدلف إلى كاميرات المراقبة الخاصة بالمعامل ليشاهد حياة تقف بين بعض المعدات وتمسك بيدها احد الدفاتر وتقيد به ملاحظاتها وهى تتحرك بآلية حتى وجدها تقف فجأة وهى تستند بيدها على احد الجدران وهى تحاول جاهدة كتم شهقات بكائها حتى لمحت احد الأطباء وهو يتجه ناحيتها فتمالكت نفسها سريعا وتحدثت معه وهى تتصنع تدوين بعض الملاحظات فى دفترها حتى لا ترفع وجهها أثناء التحدث ثم انصرفت مسرعة إلى غرفة المكتب الخاص بمشرف المعامل ليسرع بتبديل الكاميرات ليجدها تضع ماكان بيدها وتقوم بإخراج سجادة صلاة من حقيبتها وتضعها أرضا وتقف لتصلى بين يدى الله تبثه شكواها ووجدها تسجد مطيلة السجود حتى خيل اليه انها قد ألم بها سوءا ولكنها بعد طول انتظار رفعت وجهها لينصدم من شدة احمرار وجهها وهو غارقا بالدموع ليقبض على يده بشده حتى كاد ان يدميها وهو يسب نفسه تحت انفاسه ليرفع هاتفه محدثا خالد قائلا بصرامة : تشوفلى مين هيمسك مكان منصور حالا
خالد : انت هتجننى ياجدع انت هو انت مش لسه
حمزة مقاطع : مش هنرغى ياخالد تشوفلى مين اللى كان تحت منصور على طول وتسلمه شغله فورا وتخلى حياة تطلعلى
خالد بخبث وقد بدا عليه فهم مجرى الأمور : طب ماتكلمها انت خليها تطلعلك طالما ماحناش قد الاسية
حمزة بغضب : خالد، النهاردة بالذات متحاولش تلعب معايا
خالد بمداهنة : ماشى، اهدى انت بس يا ابو الغضب، وكل اللى انت عاوزه هيتم
…
وبعد نصف ساعة يسمع حمزة دقا على الباب
حمزة بهدوء : ادخل
لتدخل حياة ويبدو عليها الانهاك الشديد مع شحوب وجهها الظاهر للعيان بشدة بسبب احمرار جفونها ليلتاع قلب حمزة عليها حتى أنه لولا بقية من رباط جأشه لقام اليها معتذرا
حياة بآلية دون النظر الى وجهه : اوامرك يا افندم
حمزة بحزم ظاهرى : سلمتى المخازن تحت للمشرف الجديد
حياة وهى ترفع عينيها اليه بلوم مقهور : ايوة يافندم، حضرتك تؤمرنى بايه دلوقتى
حمزة وهو يحاول ان يبتعد بعينيه عنها : استلمى شغلك من نورا وممكن لو حبيتى تحتفظى بيها كمساعدة ليكى…. ده لو حبيتى
حياة بانكسار : حاضر يافندم، تؤمرنى بحاجة تانية
حمزة بغضب من نفسه : متشكر
وما ان خرجت من مكتبه حتى حول الكاميرات ليراها مازالت تستند على الباب وما ان همت بالاتجاه إلى مقعدها حتى تفاجئت بمن يقف أمامها وهو رث المظهر مشعث وكأنه احد المشردين وعندما دققت بملامحه وجدت انه عادل زوجها السابق لتشهق من مظهره قائلة برعب : عادل….. ايه اللى جابك هنا.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
كان حمزة مازال أمام كاميرات المراقبة يشاهد ويسمع كل مايحدث بمكتب حياة ، وكاد حمزة ان يهرع اليها لولا أن رأى عادل يشير لها بمعنى انه سيظل بعيدا ولن يؤذيها فظل يتابع الموقف وهو على اهبة الاستعداد لنجدتها فى اى لحظة
عادل : متخافيش ياسمية، انا اخر واحد ممكن انه حتى يحاول مجرد محاولة انه يأذيكى دلوقتى
حياة ومازال على وجهها أثر البكاء : ايه اللى جابك ياعادل…. جاى ليه، انا مش ناقصاك
عادل وهو مازال مكانه وكأنه ينظر لحياة باشتياق ممزوج بالالم : مالك ياحياة، ايه اللى واجعك
حياة وهى تسقط جالسة على مقعدها : ايه اللى واجعنى! ……. عاوز منى ايه ياعادل… اتكلم لو سمحت بسرعة… يااما تمشى… انا مش ناقصة
عادل وهو ينكس رأسه ويتحدث برجاء : جاى اطلب منك طلب
لتبهت حياة قائلة : طلب منى انا! طلب ايه ده، ثم انا ماينفعش اتكلم معاك كتير مايصحش، ومابقاش عندى حاجة ليك ياعادل عشان اديهالك…. خلاص
عادل بأسى : اسمعينى ياحياة ارجوكى انا مش هاخد من وقتك اكتر من خمس دقايق
حياة : تتكلم وانت فى مكانك كده ماتتحركش
عادل : ياحياة اقسملك انى مش هأذيكى ابدا
حياة وكأنها تسخر من نفسها : ماعتقدش ان حد ممكن يأذينى النهاردة بالذات اكتر من كده
لتقع جملتها على قلب حمزة كطلقة رصاص اخترقت شرايينه ليلعن تحت أنفاسه وهو يتابع مايحدث بالخارج بكل اهتمام وتوجس
عادل : انا عاوزك تسامحينا ياحياة
لتنظر له حياة فى صمت مطلق وكأنها لم تعى ما قاله لها ولكن ماهى الا ثوانى الا وانطلقت ضاحكة بهيستيريا شديدة وكلما حاولت التوقف تجد ان وتيرة ضحكتها فى ارتفاع لا تستطيع السيطرة عليها، ولكنها فجأة ودون توقع مسبق تنقلب ضحكتها إلى نشيج عالى ترتعد معه كل خلاياها، ليجد حمزه نفسه مندفعا إلى الخارج ليجذبها من مقعدها بعنف حتى انها ارتعبت من المفاجأة ولكن حمزة لم يلبث الا ان جذبها بداخل احضانه بقوة حتى كاد ان يسمع فرقعة عظامها تحت شدة ضمته، واخذ يهمس لها بأذنها : خلاص ياحياة… اهدى… بالراحة على نفسك، شششششششش، خلاص….. كفاية….. كفاية… وحياتى عندك
وكأن كلمته الأخيرة بها سحر خاص فنزلت على قلبها أعطته قبلة الحياة لترفع رأسها لحمزة تنظر بعينية تثبر اغواره ليبادلها بابتسامة رقيقة حنونة وهو يربت على كتفيها، ثم همس لها مرة أخرى : بلاش عينيكى اللى بتقتلنى دى دلوقتى خالص عشان ماعملش فضيحة دلوقتى وسط المكتب، خلينا نشوفه جاى ليه عشان يمشى ونفضى لبعض بعد كده
ليربت على كتفها مرة أخرى وهو يستديروحياة مازالت تحت جناحه ليقول لعادل الذى مازال واقفا وعينيه ممتلئة بالاسى والألم : ممكن تتفضل فى مكتبى وتكمل كلامك معانا
ليتردد عادل قليلا… ففى المرة الأخيرة بعدما خرج من مكتب حمزة ظل تحت الإشراف الطبى لفترة ليست بالقليلة حتى تعافى من اصاباته
وكأن حمزة قرأ أفكاره ليقول مرة أخرى وهو يشير إلى مكتبه : اتفضل يا استاذ عادل طول مانت هتتكلم بتحضر هتلاقينا احنا كمان كده
ليهز عادل رأسه ويتجه إلى مكتب حمزة خلف حمزة وحياة
حمزة : اتفضل اتكلم… احنا سامعينك
ليتلجلج عادل وهو يقول : انا جاى النهاردة وانا بطلب من حياة تسامحنا
حمزة : مدام حمزة……. اسمها مدام حمزة
لترفع حياة رأسها وهى تنظر لحمزة ببصيص امل ان يكون سامحها وتغاضى عن ما فعلته
عادل : اانا اانا آسف، كنت عاوز مدام حي….. مدام حمزة تسامحنا
حمزة بهدوء : طبعا دى حاجة ترجعلها لوحدها، لكن اسمحلى أسألك…. اشمعنا
عادل بوجل : افندم
حمزة : اش مع نا، اشمعنا،، يعنى ايه اللى جد خلاك تطلب السماح فجأة كده، اللى يشوفك دلوقتى مايشوفكش من شهرين وانت كنت بتتهجم عليها وعاوز تقتلها
عادل وهو منكس الرأس : عشان ربنا انتقملها بسرعة اوى
حمزة : ممكن توضحلنا اكتر من كده
عادل وهو ينظر لحياة بألم : العمارة اللى اشترينا فيها الشقق بفلوسها وفى الاخر امى طردتها منها وقعت على امى وانا فى الشغل وكانت فى شقة حيا….. اقصد شقة مدام حمزة بتوضبها عشان جوازى
لتهب حياة متساءلة بفزع : انت بتقول ايه….. وطنط… طنط حصلللها ايه
عادل وهو يغمض عينيه : فضلت فى المستشفى يومين فى الرعاية، وماتت وهى بتطلب منى اجيلك عشان اطلب منك تسامحيها وياريت لو تسامحينى انا كمان، ارجوكى، هى خلاص راحت للى لا يغفل ولا ينام ارجوكى تسامحيها، انا عارف ان فى عمار بينك وبين ربنا كبير اوى خلاه ينتقملك من الكل… ارجوكى، ماتدعيش عليها ولا عليا اكتر من كده
قال جملته الأخيرة بنشيج يدمى القلوب لتقول حياة بشجن : انا عمرى مادعيت عليكم، انا احتسبت امرى عند ربنا
عادل وهو مازال على نشيجه : واهو ربنا اكتفى بده واخد حقك وانتقملك، سامحيها، ورحمة ابوكى تسامحيها، وحياة العشرة اللى احنا ماصونهاش تسامحيها
حياة وقد أثر بها موت والدته بهذا الشكل المؤلم : مسامحاها…. مسامحاها من قلبى ويشهد ربنا على كلامى، ربنا يسامحها ويغفرلها
عادل ببارقة امل وهو يخرج شيكا بنكيا من جيبه : ودى كل فلوسك….. بالكامل مش ناقص منها مليم واحد، ويشهد ربنا، انى عملت أقصى ماعندى عشان ارجعلك حقك كامل… اتفضلى
لتأخذ حياة الشيك من يده وهى مشدوهة من المبلغ الكبير الذى يتعدى العشرة ملايين جنية لتنظر اليه بتساؤل : ايه كل المبلغ ده
عادل : ده تمن بيت والدك الحقيقى اللى امى خبته عنك علاوة على فلوس شغلك اللى كنت باخدها منك ، بس انا عارف انك متأكدة انى ماكنتش موافق على اللى بتعمله وعارف برضة ان ده مايعفينيش من ذنبى ولا يغفرهولى، لكن هطمع برضة انك تسامحينى انا كمان، انا خلاص مابقيتش عاوز حاجة من الدنيا غير انى ابقى ماشى وانا مش شايل ذنبك على اكتافى، وحياة اى حاجة حلوة تفتكريهالى اعفينى من ذنبك
حياة بتأثر : خلاص يا استاذ عادل، انا مسامحاك
عادل بفرحة : اشهدى ربنا
حياة : بشهد ربنا انى مسامحاك، ربنا يسامحك ويغفرلك
ليبتسم عادل قائلا : شكرا…. شكرا شكرا
وظل يتمتم بشكره حتى غاب عن ناطريهما، ليسحب حمزة حياة من خصرها إلى احضانه هامسا : حبيبتى ام قلب ابيض
لترفع عينيها اليه متساءلة : سامحنى
ليزفر أنفاسه قائلا وهو يضمها إلى صدره متنهدا : ماقدرتش اعاقبك اكتر من كده، قلبى ماقدرش يخاصمك، لقيته بيخاصمنى انا كمان
لتعاود البكاء باحضانه مرة أخرى قائلة : اوعاك تعمل معايا كده تانى، انت وجعتنى اوى.. اوى ياحمزة ،للحظة اعتقدت انك هتطردنى برة حياتك
ليتذكر حمزة على الفور كلام رقية ليهمس لها قائلا : بعد كل اللى قلتهولك عن عشقى وغرامى، طب ده انتى عشان نزلتى المعامل نص ساعة ولقيتك بحالتك دى كنت هنزل اجيبك بنفسى من المعامل لولا خفت من اللى كان ممكن يحصل ساعتها
حياة وقد بدأت تعود لطبيعتها : وايه اللى كان ممكن يحصل
حمزة بعبث : مشهد غرامى فاضح علنى قدام كل اللى فى المعامل، ويميل عليها مقبلا اياها بقوة وكأنه يبرهن لها عن شده غرامه وعشقه لها، وعندما فصل قبلته نظر لها قائلا بحب : بس ده انتى فعلا يتخاف منك
حياة باستغراب : انا…. ليه يقى
حمزة : حسبنتى على الراجل ومامته جبتى أجلهم كلهم
حياة دامعة : تصدقنى لو قلتلك انى لما احتسبت اللى حصللى عند ربنا عمرى مااتمنيت اذيتهم، كل اللى جه فى بالى انى هختصمهم يوم القيامة
حمزة بصوت اجش : ايه اللى بينك وبين ربنا
حياة : الرضا…. صدقنى ياحمزة….. طول عمرى كنت راضية بكل اللى ربنا بيكتبهولى، ااه كنت ببكى وبحزن لكن عمرى ما اعترضت…. وكنت دايما بحس ان ربنا هيفاجئنى بحاجة حلوة هتفرحنى
حمزة : وعشان كده سامحتيهم
حياة وهى تطأطئ رأسها : وعشان كمان سبب تانى
حمزة : ايه هو
حياة وهى تنظر بعينيه بلمسة ندم : عشان تسامحنى
ليضم حمزة حاجبيه بعدم فهم ثم انبسطت اساريره فجأة وانفجر ضاحكا ثم قال من بين ضحكاته :
بتقدمى السبت يعنى
لتومئ حياة رأسها بخجل
ليضمها حمزة الى قلبه قائلا : بقوللك ايه
حياة : اممممم
حمزة : البت رقية وخديجة راحو البيت مع البغبغان وهيتشغلوا بيه طول اليوم، ماتيجى اعزمك على الغدا فى افخم أوتيل فى البلد
حياة : واشمعنى أوتيل يعنى
حمزة بخبث : عشان نتغدى فى الجناح بتاعنا براحتنا من غير ازعاج… انتى وحشتينى اوى
حياة : هيقلقوا علينا وخديجة ممكن تزعل
ليرفع حمزة هاتفه محدثا رقية وهو يفتح الاسبيكر
حمزة : ايوة ياحبيبتى
رقية بمرح : حبيبتك! تبقى عاوز حاجة ها… اشجينى
حمزة وهو يدعى البراءة : كده برضة… طول عمرك ظلمانى
رقية : بقوللك ياحمزة… انا مش فاضية….. بنتك مصممة تدينى قرص فى لغة البغبغاتات عشان اعرف اتعامل مع البروفسور ثرثار افندى….. فماتسحبش بنزين كتير وقصر
حمزة : مااسحبش بنزين! هو انتى خريجة ايه ياحبيبتى ياريت تفكرينى
رقية مازحة : كلية الحياة قسم لغات حية وميتة ياميزو… لخص بقى
حمزة وهو يهز رأسه يمينا ويسارا: مافيش فايدة، طب ياحبيبتى اتغدى انتى وخديجة عشان هتاخر انا وحياة
رقية بخبث : امممم، انتو اتصالحتوا بقى؛ ماشى…. عشان خاطر حياة بس
حياة : تسلميلى ياقلب حياة
رقية : انبسطى ياحبيبتى وماتقلقيش، بس مش هنام غير لما تيجوا حاولوا ماتتأخروش اوى
حمزة : حاضر ياحبيبتى، خدى بالك من نفسك ومن خديجة
**
فى صباح اليوم التالى يذهب حمزة الى نورا بالمستشفى ويقدم تصريح الزيارة إلى الحارس ليدلف اليها ليجدها شاحبة، مصدومة، تدور بعينيها بالغرفة وكأن بها مس من الجنون، وما ان وقعت عينيها على حمزة حتى هبت من مكانها ولكن الام كتفها جعلتها تتراجع إلى ماكانت عليه مع انكماش جسدها والتزاقها بالفراش وهى تردد : جايلى ليه… انا ماعملتش حاجة.. ماعملتش حاجة
ليجلس حمزة بهدوء وهو ينظر اليها بتمعن ثم قال: ليه يانورا، ده انا عمرى مارفضتلكم طلب.. ليه
نورا بغضب : ليه… انت بتسأل ليه.. عشان ابوك السبب
حمزة بتساؤل : السبب فى ايه بالظبط
نورا بهذيان : جوزهاله غصب عنها، كرهته وكرهتنى لانى بنته، عمرها ماحبتنى… ولا انا كمان حبيتها، لكن…. كنت بخاف منها ، كانت بتتعامل معايا اكنى انا المسئولة عن اللى حصل معاها، زرعت كرهى لابويا وكرهى ليكم جوايا، رضعتنى كيد وشر، حتى لما ابويا مات ضيعت فلوسها وفلوسى اكنها بكده بتمحى ابويا من حياتها، ولما فشلت تخليك تتجوزنى… رمتنى لابن عشيقها
حمزة بغضب : ايه اللى انتى بتقوليه ده
لتضحك نورا باستفزاز قائلة : ايوة…. ولازم تعرف ان عدنان هو اللى ورا كل ده… هو اللى خطط لكل حاجة عشان ينتقم من ابوك فيك، بس جشعهم و طمعهم كل مادا كان بيزيد، وخصوصا بعد مافادى خسر فى البورصة، عدنان اقنعنا ان فادى يطلقنى على الورق ويرجع يردنى عرفى عشان نقدر نستنزفك حتى لو كانت امى عرفت تقنعك انك تتجوزنى ماكانش عندهم مانع ابدا انى اجمع مابينكم
حمزة : طب وخالد، كنتى ناوياله على ايه
نورا بابتسامة هاذئة : اهو خالد ده الراجل الوحيد اللى كان نفسى فيه
حمزة : كنتى بتحبيه
نورا : انا عمرى ماحبيت، بس كان نفسى اكسر مناخيره بأى طريقة
حمزة وهو ينهض استعدادا للرحيل : طبعا انتى عارفة انك هتتسجنى وياريت تحمدى ربنا على ده لانى كنت ناويلك على عقاب كان هيخليكى تتمنى الموت،، لكن معلش.. نصيب
وبعد أن اتجه إلى الباب عاد بوجهه اليها قائلا : انا كنت ناوى اعمللك قضية سرقة وتزوير بسبب العقد اللى سرقتيه والشيك اللى معاكى، بس قلت كفاية عليكى اللى انتى فيه…… ااه ااصلى نسيت اقوللك ان احنا اللى حطينالك الملف بالشيك بالمفاتيح فى الدرج عشان اصورك متلبسة بالسرقة
وكمان مضيتى بنفسك لخالد على اعترافك بالسرقة واشتراكك فى تزوير بيانات المخازن والمعامل مع منصور وعدلى
نورا بفزع : اللى انت بتقوله ده ماحصلش، انا مامضيتش على حاجة زى دى
حمزة : حصل، اللى مضيتى عليه ماكانش عقد للعمل فى شركتى وبس، لا… ده كان اعتراف ممضى منك بكل جرايمك المشبوهة
ليتركها سريعا متجها إلى الخارج وسط صراخها وهى تلعنه وتلعن جميع ايامها.. يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
بعد مرور مايقرب من خمسة أشهر وفى غرفة من غرف افخم فنادق القاهرة، كانت تجلس رقية تحت ايدى أمهر العاملات فى مجال التجميل.. فاليوم اخيرا ستجتمع مع عشق السنين تحت سقف بيت واحد وعدت نفسها ان يكون جنتهم على الارض
حياة : يابنتى اثبتى شوية جننتى الست معاكى
رقية : مش قادرة ياحياة.. هموت… انا رجعت فى كلامى… مش لاعبة
حياة بتنمر : نعم…. مش فاهمة سيادتك تقصدى ايه
رقية بارتباك وهى تزيح يد خبيرة التجميل عن وجهها : مش عاوزة اتجوز، انا عاوزة اروح، خلاص فركش
حياة وهى تنظر اليها بحنان فقد تذكرت يوم زفافها على عادل وهى وحيدة دون امها تشعر بالضياع والرهبة : اهدى بس ياحبيبتى وقوليلى مالك
لترتمى رقية باحضانها وهى على وشك البكاء : خايفة ياحياة… خايفة…. خايفة اوى
حياة : من الجواز واللا من خالد
رقية ببعض الخجل : من الاتنين
حياة بهدوء : اسمعى يارقية…. ان كان على الجواز فالجواز مسئولية كبيرة لكن انتى قدها… كفاية انك كنتى مهتمة بالبيت وحمزة سنين طويلة رغم سنك الصغير، فعندك خبرة كفاية انك تديرى مملكتك بنجاح، وأن كان على خالد…. خالد بيحبك وعمره ابدا ماهيفكر انه يأذيكى او حتى يوجعك فى يوم من الايام، بكرة تبنوا مع بعض حياتكم وتكبروا سوا وتربوا ولادكم على حبكم لبعض
حبيبتى ام عقل كبير
لتلتفت حياة على صوت حمزة الذى لم يشعروا بدخوله لتنكس رقية رأسها بخجل.. فياخذها حمزة باحضانه ويقبل مفرق رأسها قائلا : قردتى كبرت وبقت احلى عروسة
لتوكزه رقية بخفة قائلة : بطل بقى تقولى قردتى دى خديجة بقت تقلدك وتندهلى بيها من ساعة ما اتعلمت تتكلم عربى
حمزة ضاحكا : انا بنتى براحتها لا مؤاخذة، وياللا خلصوا احسن خالد بيهدد انه يخطفك كده
رقية بعدم فهم : كده اللى هو ازاى يعنى
حمزة وهو يشير اليها ضاحكا : كدة اللى هو نص مكياچ على نص لبس ثم وهو يتفحص قدميها…… اللي حافية
حياة : طب ياللا يا دكتور على برة خلينا نخلص، ماتضيعش وقتنا وابعتلى خديجة عشان البسها
حمزة : لولا خديجة كان خالد اتجنن، دى هى اللى شغلاه شوية
حياة : خلاص…. نص ساعة وابعتهالى
حمزة وهو يقبل رأسها : حاضر ياحبيبتى
ثم استدار للانصراف ولكنه عاد ليسأل حياة : كلتى ياحبيبتى
لترد رقية : لا ياحمزة، مااكلتش حاجة، وكل اما اقولها تقوللى لما أفضى لحد ماهتقع من طولها
حمزة : وبعدين ياحياة…… انتى بقالك فترة اكلتك مش عجبانى، وشك باهت بقالة فترة، وكل ما اكلمك تقوليلى ماليش نفس…. هبعتلك اكل حالا ولو مااكلتيش برضة انا هوديكى بكرة للدكتور، فياريت تسمعى الكلام
حياة بقلة حيلة : حاضر ياحمزة، بس والله ماقادرة ااكل، مش جعانة
حمزة بحزم : انا قلت اللى عندى
…
فى جناح العرائس بالفندق بعد انتهاء الزفاف، تجلس رقية بخوف واضطراب ليبتسم خالد على نظراتها المترقبة لكل حركة يقوم بها وهو يخمن مايدور بعقلها، ليقول لها بهدوء : بقولك ياحبيبتى
لتنظر له رقية بترقب دون أن ترد عليه ليكمل قائلا : انا عارف ان اليوم كان مرهق عليكى واكيد جعانة و تعبانة، فقومى غيرى هدومك واتوضى عشان نصلى ركعتين السنة وناكل وننام والصباح رباح
لتبتسم رقية بفرحة قائلة : بتتكلم جد
ليدعى خالد عدم ملاحظة تعبيراتها ويقول : ايوة طبعا، انا كمان تعبت اوى النهاردة وجعان وهموت من قلة النوم فيلا بسرعة قبل ما انام منك قبل مااكل
لتنهض رقية مسرعة إلى داخل غرفة النوم وهى تعده بالاسراع، وبالفعل خرجت له بعد خمسة عشر دقيقة وهى ترتدى إسدال صلاتها ومستعدة للصلاة لتجده هو الاخر قد ابدل ثيابه بملابس بيتية أنيقة
خالد وهو يتاملها : صليتى العشا
لتنفى رقية برأسها فى خجل ليرد عليها خالد بابتسامة : يبقى نصليها الأول جماعة وبعدين نصلى السنة
لتومئ رأسها بطاعة وهى سعيدة مطمئنة النفس فكم من مرة دعت الله ان يؤمها فى صلاتها وها قد استجيبت دعواتها، وبعد انتهائهم من الصلاة والدعاء النبوى لم تعى رقية بالوقت الا صباحا وهى زوجة خالد قولا وفعلا
…
فى فيلا حمزة بعد عودتهم من الزفاف
كانت خديجة على ذراع حمزة تقاوم النوم الذى يداعب جفونها، فانزلها فى حجرتها حتى تستطيع حياة ان تبدل لها ثيابها، وهو يتحدث مع خديجة حتى لا تنام أثناء تغيير ثيابها
حمزة : ماقلتيليش ياديجا.. حلو الفرح؟
خديجة : القردة كان فستانها حلو اوى يابابا
حياة ضاحكة : عاجبك كده
حمزة مبتسم : معلش، لما تصحى الصبح هفهمها
حياة موجهه حديثها لخديجة : جعانة ياديجا… اعمللك سندوتش قبل ماتنامى
خديجة : لا ياماما، انا كلت سندوتش الشاورما كله ومش جعانة
حمزة بنصف عين وهو ينظر لحياة بتنمر : ومين جابلك ساندوتش الشاورما ده ياديجا
خديجة : ماما وهى بتلبسنى اكلتهولى كله
حياة بهمس مختنق : ااه يافتانة
حمزة وهو يثبت الغطاء على خديجة ويقبلها : طب يا اميرتى تصبحى على ايه؟
خديجة : على رضا الرحمن
حمزة متبسما : شطورة ياقلب بابا
ليخرج من الغرفة ساحبا حياة فى يده بشبه غضب حتى وصلوا إلى حجرتهم وأغلق الباب وما ان التفت اليها وهو ينوى تعنيفها لقلة طعامها حتى وجد عينيها تترقرق بالدموع فامسكها من كتفيها ببعض الحزم وهو يقول : ياترى دموعك دى عشان ايه، خايفة!.... المرة دى بجد هعاقبك ياحياة انا مش هستنى لما تقعى من طولك واللا يحصللك حاجة وانا واقف اتفرج عليكى، انا هنزل اشوفلك اى حاجة جاهزة فى المطبخ وهتقعدى تاكليها قدامى كلها بدون نقاش واللا هيبقالى معاكى تصرف تانى، واعملى حسابك بكرة الصبح هنطلع على المستشفى نشوف ايه حكاية الكلام اللى جد عليكى ده
ليذهب حمزة دون أن يدع لها فرصة للتحدث ولكنه عند عودته تفاجئ بحياة قد بدلت ثيابها واندست بالفراش وراحت فى سبات عميق، ليضع الطعام على المنضدة بجواره ووقف وهو متحير من أمره، ايوقظها ويطعمها عنوة، ام يتركها لنومها الذى يبدو على ملامحها انها كانت تنتظره وتحتاج اليه بشدة، فهى أهلكت نفسها مع رقية فى التحضير للزفاف إلى جانب اهتمامها الكبير بخديجة، واعترف بينه وبين نفسه انه هو ايضا قد أنهكها عشقا، فقد أصبح يتنفسها شغفا وحبا
، ليزفر أنفاسه الحارة بشدة وهو يتوعد لها حين تفيق من سباتها
…
صباحا عند خالد ورقية
تتقلب رقية بالفراش وهى تفرد ذراعاها كما تعودت لتهبط بيدها بشدة على أنف خالد الذى كان مستغرقا فى النوم فيصحو مذعورا وهو يقول : ايه ده فى ايه
ليجد رقية مازالت تحرك جسدها فى كل اتجاه حتى سقطت رأسها للأسفل وضربته بكعب قدمها فى كتفه ليضحك خالد بشده بأعلى صوته لتفيق رقية على ضحاته وهى تحاول باستماته الحفاظ على توازنها من السقوط لتتفاجئ بانف خالد شديد الاحمرار وهو يمسك بكتفه ويتأوه وسط ضحكاته، لتنظر اليه بنصف عين وقد استوعبت للتو ماحدث لتعتدل جالسه وهى ترتب شعرها المشعث بيدها قائلة : بشوف فى الأفلام العريس يصحى من النوم يحضر الفطار والورد لعروسته ويجيبهولها لحد السرير وانت صاحى تضحك عليا
خالد وهو لا زال على ضحكه : مانا كنت ناوى ياحبيبتى قبل الحادثة، انا اول مرة افهم الواد حمزة اما كان يقعد يشقلبلك فى دماغه ويقولك خفاش
رقية بغيظ : ماتستعجلش على رزقك واصبر اما ابقى اصحى قبلك عشان اقوللك انت من أنهى فصيلة
ليسحبها خالد إلى احضانه قائلا : حبيبتى انتى لو فصيلة العنكبوت الأسود برضة هموت فيكى
رقية باشمئزاز : و اشمعنى يعنى العنكبوت الاسود
خالد : بعد خناقة الذكور على التزاوج من الأنثى، لما بيتم التزاوج فعلا الأنثى بتسمم الذكر وبيموت
رقية : ياساتر يارب، وده تشبيه تشبهنى بيه برضة يوم صباحيتى
خالد متبسما : صدقينى يارقية لو مت دلوقتى هموت وانا عملت كل اللى كنت بتمناه
رقية بحب : بعد الشر عليك، بس انا لسه معملتش كل اللى نفسى فيه
خالد وهو يمسح على وجهها : وياترى نفسك فى ايه
رقية : نربى ولادنا سوا لحد اما نجوزهم واعجز انا وانت سوا واحنا بنتسند على بعض واغير عليك من البنات الصغيرين لما يعاكسوك وانت تقوللى انا مايملاش عيونى غيرك
خالد : مش هتزهقى منى
رقية : عمرى
خالد : ولا هييجى يوم تقولى انا ايه اللى خلانى اربط نفسى بالعجوز ده
رقية : العجوز ده كان زى الترياق لروحى
ليميل عليها خالد مقبلا عينيها : وانتى كنتى حلم بعيد ولحد دلوقتى مش مصدق انه بقى حقيقة
…
عند حمزة
تصحو حياة بكسل وإرهاق شديد وهى تشعر انها ليست بخير لتجد حمزة جالسا على الاريكة مرتديا كامل ثيابه متأهبا للخروج وينتظرها ان تفيق من نومها
حياة : صباح الخير ياحبيى
حمزة ببعض الوجوم: تقصدى مساء الخير ياحبيبتى
حياة : ليه هو احنا امتى
حمزة : الساعة أربعة العصر
لتهب حياة من الفراش بسرعة وهى تهمس باسم لخديجة ولكنها ما أن حركت قدمها خطوة واحدة الا ووجدت نفسها تتهاوى بعدم اتزان ليلتقطها حمزة فى اخر لحظة قبل ان ترتطم رأسها بالارض
حمزة بقلق شديد : حاسة بأية ياحبيبتى مالك
حياة وهى تحاول الظهور بالثبات : انا كويسة ياحبيبى ماتقلقش انا بس عشان قمت مرة واحدة
كانت تتحدث وهى تتحاشى النظر الى عينيه لتجده قد حملها ووضعها على الاريكة بجواره وهو يلملم لها جديلتها التى استطالت بشده : مالك ياحياة….. انتى مخبية عنى حاجة.؟
ليتفاجئ حمزة بحياة وهى منكسة رأسها وتتساقط دموعها، ليفزع من بكائها ليسحبها ويجلسها على قدميه محتضنا اياها بشدة قائلا : قوليلى ياحبيبتى مالك وبالراحة كده من غير قلق ولا توتر وكل حاجة ليها حل بس فهمينى مالك، تعبانة واللا زعلانة واللا فيكى ايه بالظبط
حياة وأثر البكاء على صوتها : انا خايفة
حمزة باستغراب : خايفة من ايه ياحبيبتى قوليلى
حياة : خايفة يبقى وهم ياحمزة….. خايفة يبقى حلم جميل واصحى منه على كابوس
لينظر لها حمزة وهو يضيق عينيه بتفكير وهو يحلل كلماتها وماهى الا ثوانى حتى برقت عيناه بلمعة فرحة سعيدة ولكنه كتم انفعالاته حتى لا يؤثر عليها فقال بهدؤ حذر : انتى ماعملتيش تحليل؟
لتهز رأسها يمينا ويسارا
حمزة : تصدقى انك عبيطة…. بقى هو ده اللى عامل فيكى كل ده، احنا نعمل التحليل وعلى حسب نتيجته نتصرف ومهما كانت نتيجته خليكى دايما فاكرة انتى مين… انتى حياة حمزة يتبع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
اصطحب حمزة حياة إلى أحد معامل التحاليل، وبعد الانتهاء من أخذ العينة، يأخذ حمزة حياة ويتجه إلى الخارج بعد ترك رقم هاتفه للمعمل لابلاغه بالنتيجة رغم معارضة حياة وطلبها لانتظار النتيجة بالمعمل، ولكن حمزة أصر على اصحابها لاحد المطاعم لتناول الطعام..
فى أحد المطاعم بالقاهرة اجلسها حمزة بجواره وطلب من النادل الطعام وطلب ايضا بعض العصائر دون أن يسألها عن رأيها، وفور انصراف النادل.. اخذ كف يدها بين يده وشبك اصابعه معا وهو ينظر اليها بابتسامة قائلا : انتى ليه خايفة كدة، من يوم ماعرفتك وانتى عندك قدرة على الرضا ماشفتهاش فى حد قبل كده، ايه بقى اللى جد المرة دى
حياة بهدوء شديد وكأنها تحدث نفسها : طب مانا برضة راضية الحمدلله، انا بس حاسة نفسى جوة حلم بتمنى اشوفه من زمان ومش عاوزة اصحى منه ابدا
حمزة : الكلام ده ياحبيبتى لو انتى ماعندكيش ولاد لكن ده انتى عندك اتنين ياحياة
لتزوى مابين حاجبيها بدون فهم ليكمل حمزة قائلا : انتى ناسية خديجة، ده انتى خليتيها تنسى كيت بالمرة
حياة : ديجا دى روحى، بس انت بتقول اتنين…. انت عندك ولاد تانى ياحمزة وماقلتليش
ليقهقه حمزة بأعلى صوته قائلا : يخرب بيت الأفلام ياشيخة
حياة باستغراب : اومال ايه طيب
حمزة : انا
حياة بابتسامة : ياااه… انت… هو انا عجوزة اوى كده عشان ابقى مامتك
حمزة بحب : انتى مامتى وبنتى ومراتى وصاحبتى…. وحبيبتى
ليرن هاتف حمزة ليرد علي الهاتف بعملية شديدة ويغلق الهاتف وينظر إلى حياة قائلا : معلش ياحبيبتى، هناكل بسرعة ونمشى عشان طالبينى من الشركة
حياة : مالها الشركة، ثم النهاردة الجمعة، ايه اللى حصل
ليرفع حمزة وجهه اليها بصدمة قائلا : تصدقى صح
حياة بعدم فهم : فى ايه ياحمزة… ايه اللى حصل… طمننى
ليضحك حمزة وهو يحك جبهته لدقيقة ثم قال : انتى عارفة ان خالد طبعا خد اجازة وانا مروحتش الشركة امبارح وانتى ماروحتيش من اسبوع بحاله، وعشان كده فى كذا حاجة متعطلة وكلمونى عشان اخلصها
حياة بتفهم : طب هاجى معاك اساعدك
حمزة بسرعة : لا… ماتنسيش ان ديجا لوحدها طول اليوم ومافيش رقية، فأنا هروحك واطلع اشوف عاوزين ايه وهرجعلكم على طول
حياة : ماشى ياحبيبى اللى يريحك
وما ان وصل الطعام حتى بدأ حمزة فى اطعامها ولم يعطيها اى فرصة للتهرب حتى فرغوا من تناول الطعام وقام باصطحابها إلى المنزل ثم غادر إلى وجهنه
…………………..
تجلس حياة بصحبة خديجة وهى تداعبها وتقرأ لها بعض قصص الأطفال المصورة، وكانت مابين الفينة والأخرى تنظر إلى الساعة التى تخطت السابعة وحمزة لم يعد بعد وكلما حاولت الاتصال به يقوم حمزة برفض المكالمة حتى تآكلها القلق لدرجة انها بدأت تتجادل مع نفسها اذا كان من اللائق ذهابها اليه بالشركة ام لا
وايضا يأكلها الفضول والخوف من انتظارها لنتيجة التحاليل التى قاربت على التأكد بأن نتيجتها سلبية والتى جعلها ربطت مابين تأخير حمزة ومابين سلبية التحاليل، فهو حتما يشفق عليها من معرفة النتيجة ولذلك هرب منها إلى العمل
ووسط أفكارها تسمع صوت سيارة لتخمن وصول حمزة ولكنها قبل ان تنهض لملاقاته تتفاجئ بصوت رقية وهى تنادى عليها وتنبهها إلى وجود خالد بصحبتها، لتضع وشاحها عليها وتتقدم منهم وهى تقول باستغراب : يامجانين! انتو مش المفروض هتطلعوا شرم
رقية وهى تحضنها باشتياق وكأنها غائبة منذ شهور طويلة : وحشتينى وحشتينى وحشتينى
لتجرى خديجة إلى احضان رقية بسعادة قائلة : عمتووووووو
رقية وهى تتلقفها بسعادة وعدم تصديق : عمتو! ده ايه الأدب ده
خديجة عابسة : بابا قاللى طالما لبستى الفستان الأبيض ماينفعش اقوللك ياقردتى تانى عشان لما تجيبى بيبى ترضى تخلينى العب معاه
لتومئ رقية برأسها وهى ترفع حاجبيها بشكل مضحك قائلة : لا… والله ماقصر
خالد : طب وانا ياديجا
خديجة ضاحكة : انت خلودى وبس، انا قلت لبابا كده
خالد ضاحكا وهو يرفعها للأعلى : وانا موافق ياست ديجا
لازم توافق طبعا دى أوامر الاميرة ديجا
كان هذا صوت حمزة وهو يدخل ومعه مجموعة من الأشخاص بيدهم الكثير من الأشياء ليصطحبهم للأعلى مستأذنا من خالد ورقية على أن يعود بعد دقائق وبالفعل ماهى الا بضع دقائق حتى عاد إليهم وهو يودع من كانوا بصحبته بالأعلى ويشكرهم
كان هذا وسط اندهاش حياة مما يحدث ولكنها انتظرت حمزة حتى يوضح لها مايحدث، ثم وما ان جلس بجوارها حتى جذبها تحت جناحه مقبلا رأسها ثم قبل خديجة التى قفزت للجلوس على ساقه وهو يمازحها وهو يغض الطرف عن فضول حياة لمعرفة بواطن الامور
رقية بمكر : انت كنت جايب ايه معاك ياحمزة
حمزة بمشاغبة : شوية غيارات و شرابات
ليضحك خالد ورقية بشدة مع ابتسامة هادئة من حياة لحمزة، اما حمزة الذى اشفق عليها من تآكل أفكارها فنهض واقفا وهو يحمل خديجة ويسحب حياة من كفها وهو يقول بمرح: تعالوا اما افرجكم كده عليهم عشان تشوفوا مقاسها مظبوط واللا ايه
ليصعدوا جميعا وسط قفشات خالد ورقية ورهبة من حياة التى وجدت حمزة يقودهم إلى غرفة جانبية بجانب غرفة خديجة وما ان فتحها حتى وجدت فراش للرضع وبعض مستلزماته، وبعض مستلزمات الأطفال حديثى الولادة وسط تهليل رقية وخالد وبالطبع خديجة التى كانت تحتفل لاحتفالهم دون ادراك للاسباب
اما حياة فكانت تحرك عينيها الممتلئة بالدموع وسط المستلزمات والفراش الصغير الذى يرقد بداخله الطاقم الذى اشتراه حمزة من المدينة المنورة أثناء زيارتهم لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ثم تعود لعينا حمزة المثبتة عليها بحنان وشغف ثم مد يديه واحتضنها بحنان وهو يهمس باذنها : مبروك ياحبيبتى، مبروك يا ام عيال حمزة وكأنه قد أعطاها الأذن بالافراج عن مشاعرها لتنخرط فى نشيج طويل طويل وكلما ظنوا انها على وشك الهدوء يجدوها تنخرط فى نشيج جديد أقوى ولا تريد الخروج من احضان زوجها وسط تعاطف الجميع لتقترب منها خديجة وهى تهزها من خصرها قائلة بصوت يهدد بالبكاء : ماااما… انتى بتعيطى ليه، لتخرج حياة على الفور من بين اذرع حمزة وتنحنى لتجلس على قدميها أمام خديجة وهى تارة تمسح دموعها وتارة تمسح على وجه خديجة ثم قالت : لا يا قلب ماما، انا بس فرحانة اوى
خديجة : طب بتعيطى ليه
ليمد حمزة يديه الاثنين ليسحب حياة بيمينه يساعدها على الاعتدال ويسحب خديجة بيسراه ليرفعها على كتفه وهو يقول : اصل ماما ياستى جعانة وعاوزة تاكل واحنا اتاخرنا على الاكل
خديجة : طب ياللا بسرعة عشان ناكل
حمزة : طب مش لما تعرفى الأول الحاجات دى بتاعة مين
خديجة : بتاعة النونو اللى هتجيبه عمتو
خالد ضاحكا : شفت بقى، كان المفروض تجيب اتنين
حمزة بمرح : لا ياحبيبى لما تثبت كفائتك الأول وتجيبلى تحليل ممضى من اتنين دكاترة ابقى اشوف الحكاية دى… ثم التفت لخديجة قائلا : السرير ده بتاع البيبى اللى فى بطن ماما
خديجة وهى تصرخ بفرحة وتصفق بيديها : بجد ياماما، يعنى مش عاوزين البيبى بتاع القردة
لتشهق رقية وهى تنظر لحمزة بغيظ : عاجبك كده، مطلع البت مصلحجية، اول ماستغنت عن خدماتى رجعت لعادتها القديمة ، ثم انا غلطانة انى أجلت سفرنا وجيت عشان احتفل معاكو
ليضحكوا جميعا على ما قالته رقية لتقول حياة بسعادة : سيبك منهم انتى جيالى انا
ليقضوا ليلتهم فى احتفال سعيد ملئ بالحب والود بعيدا ان اى حقد او غل
…………..
فى غرفة خديجة
ترقد خديجة على فراشها استعدادا للنوم وتجلس حياة بجوارها تقرأ لها إحدى القصص المصورة بيدها ويجلس حمزة على الطرف الآخر من الفراش يراقبهما بحب وسعادة لعلاقتهما معا
خديجة : ماما…. هو البيبي اللى فى بطنك هييجى امتى
حياة : لسه مش عارفة ياقلبى.. لما الدكتور يقوللى هقوللك على طول
خديجة : انا عاوزة بنت عشان تلعب معايا
لتضحك حياة ويتدخل حمزة فى الحوار قائلا : حبيبتى مش احنا اللى بنحدد هو ولد ولا بنت، ربنا هو اللى بيحدد
خديجة : بس انا عاوزة بنت
حياة : لو بنت هتلعبى معاها وتاخدى بالك منها، ولو ولد هتاخدى بالك منه لحد ما يكبر…. وهو لما يكبر هياخد باله منك ويدافع عنك من الاشرار
لتبتسم خديجة بسعادة وهى تتخيل ماقالته حياة ثم قالت : خلاص هاتيلى بنت العب معاها وولد يدافع عنى
لينخرط حمزة فى الضحك مع ابتسامة واسعة من حياة وهى تتمنى من ربها ان يرزقها الخير فيما تتمناه
حمزة وهو ينهض : ياللا أميرة بابا بقى تنام عشان تحلم احلام حلوة
حياة وهى تقبلها وتضمها : تصبحى على رضا الرحمن ياقلبى
………..
فى غرفة نوم حمزة وحياة
يرقد حمزة على الفراش وحياة باحضانه وهو يداعب وجهها ويغرق بغابات زيتونها التى عشقهم منذ سنوات
حياة : بجد مبسوط انى حامل
حمزة بصوت اجش : عمرك ماهتتخيلى سعادتى اد ايه
حياة : انا عارفة، دى سنة الحياة، الولاد عزوة
حمزة : هتصدقينى لو قلتلك ان سعادتى دى كلها عشانك انتى بس
حياة : مش فاهمة
حمزة : انا قلتلك قبل كده ياحياة…. انتى بنتى ولوكان ربنا كتبلنا مانجيبش ولاد عمر حبك ماكان هيتزعزع من قلبى سم واحد… لكن برضة حاسس بيكى وبانك بتتمنى ده وعشان كده شجعتك تكملى علاجك، وكمان متنسيش الدكتور فى أمريكا قال ايه، قال ان حالتك اصلا مافيهاش اى مشكلة انتى بس كنتى محتاجة تنظيم، بس تعرفى
حياة : اممممم
ليعتدل حمزة ليشرف عليها من أعلى قائلا وهو يلتهم غاباتها وعنقوها بعينيه بحب شديد : لما قعدت مع نفسى النهاردة شوية وهم بيحضرولى طلباتى فى المول وصلت لنتيجة مهمة جدا
حياة وهى تبادل شغفه بشغف اكبر : ايه هى
حمزة بحب : ان ربنا عمل ده عشان ماتخلفيش من عادل، وعشان تسيبيه، وعشان نتجوز وعشان لما يبقى عندك ولاد يبقوا ولاد حياة وحمزة، مش حياة وحد تانى
يمكن لما حبيتك من زمان ماكنتيش من حقى، لكن راعيت حدود ربنا فى تعاملى معاكى، رغم انى ماقدرتش اشيلك من قلبى، لكن برضة ده كان لان ماحدش فى الدنيا دى كان هيحبك زيى، ولا هيبقى ابو ولادك… غيرى
ولادك هيتسموا على أسمى زيك بالظبط، هيبقوا ولاد حمزة
زى ما انتى حياة حمزة