رواية العشق الاسود كاملة جميع الفصول بقلم فاطمه احمد

رواية العشق الاسود كاملة جميع الفصول بقلم فاطمه احمد

رواية العشق الاسود كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة فاطمه احمد رواية العشق الاسود كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية العشق الاسود كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية العشق الاسود كاملة جميع الفصول

رواية العشق الاسود بقلم فاطمه احمد

رواية العشق الاسود كاملة جميع الفصول

ذلك القلب اصبح كنقطه سوداء في رقعه معتمه
لا يلحظ وجودها احد علي الرغم من العتامه و السواد
وكل ماحولها من جنسها تسرب له الشعور باليتم......
رغم السواد الذي يغمر حياتها الا ان الشبح المخيف كان لها الحامي و العاشق....
و نسيا كلاهما ان القاتل لن يكون عاشقا....و ان كان كذلك فهذا سيزيد الظلام ظلاما.....و العشق اسودادا....
..........العشق الاسود.......
+
*** رجل اعمال 34 سنة طويل القامة و مفتول العضلات ذو عيون ملونة غامضة و ملامح رجولية قاسية يدير صفقات اسلحة و اسمه يثير الرعب في عالم المافيا يعاني من امراض نفسية و يقتل اي شخص يقف في طريقه..... يلقب ب الشبح انه....رعد السيوفي !!!
8
*** فتاة لم تتجاوز 21 سنة تربت في ملجأ و طردت منه حين بلوغها السن القانوني ذات شعر اصفر حريري و عيون زرقاء تسحر كل من رآها رقيقة القلب و هذا ما جعل الجميع يظلمها.....انها سيليا !!!
لنرى كيف بدأت هذه القصة وكيف ستنتهي...
يركض.....يصرخ بصوت لا يسمع.....ينقل انظاره في الفراغ المظلم الذي يغرق فيه لا يرى فيه شيئا....بصيص شعاه يظهر من العدم ليكبر شيئا فشيئا و يتحول الظلام الدامس لنور ساطع فيغمض عيناه بتلقائية....
بعد ثواني فتحهما ببطئ بسبب الضوء الشديد وزع انظاره حوله فيجد كل شئ ابيض ليلمح جسدا ضئيلا يوليه ظهره وشعر ذهبي طويل يتحرك مع نسمات الهواء الخفيفة....
غمغم بابتسامة غامضة :
- وحشتيني...بقالك زمان مجيتليش.
اقترب منها ببطى ليصدع صوت نبضات قلبها يعم المكان توقف خلفها ووضع يده على كتفها ليديرها اليه لكن فجأة عاد الظلام مجددا يغزو كل شئ حوله فتختفي الفتاة التي لم يرى وجهها لحد الان....
شهق بعنف وهو يستيقظ انتفض جالسا  يمسح جبينه المتصبب بالعرق و يتنفس بقوة شد يده على شعره و زفر بسخط واضح على هذا الحلم الذي يراوده منذ 5 سنوات و تلك الفتاة التي تزوره دائما و كلما يقترب ليرى وجهها تهرب منه....
انتصب واقفا و دلف للحمام وقف تحت الماء البارد لعله يطفئ ناره ولو قليلا....
خرج وارتدى ملابسه عبارة عن بنطال جينز اسود و تيشرت ابيض و جاكيت باللون الاسود صفف شعره ووضع عطره الرجولي الساحر اخرج مسدسه من الدرج ووضعه في جيب جاكيته الداخلي وخرج.
نزل للاسفل ووجد صديقه جالسا على الاريكة و ينتظره و عندما رآه اقترب منه قائلا بابتسامة :
- صح النوم يا رعد ياخويا بقالي ساعتين مستني الشبح يصحى.
رعد بضحكة هادئة :
- اهو يا اياد الشبح صحي وجالك....ايه اخبار الصفقة الجديده.
قالها بجدية فاردف الاخر بجدية مماثلة :
- كلها تمام السلاح هيوصل للمكان المطلوب بعد 24 ساعة بالضبط وكده بتكون مهمتنا خلصت.
هز رأسه ولم يجب فقال اياد باستغراب :
- مالك يارعد باين عليك مدايق في حاجة....ثم اكمل بنبرة ذات مغزى :
- الحلم اللي بقالك زمان بتشوفه هو السبب صح.
- امممم.
همهم بها وهو يجلس فتابع الاخر :
- طب انت ليه مبتروحش على دكتور يعا....
قاطع كلامه عندما رفع رأسه اليه ورمقه بنظرة حارقة مردفا بحدة :
- انا مش مجنون عشان اروح على دكتور.
اياد بضيق :
- يعني عاجبك وضعك وانت بتعاني من الأرق رعد انا بتكلم عشان مصلحتك.
نهض واقفا و اقترب منه ليصرخ بانفعال :
- انتبه على كلامك ومتنساش انت مين فاهم.
حدجه بنظرات صامتة ثم ابتسم بمرارة :
- حاضر يا رعد باشا اسف لاني نسيت مكانتي عن اذنك هستنى حضرتك ف الشركة.
كاد يذهب لكن رعد امسك كتفه مغمغما :
- متزعلش مني انت عارف انا بعزك قد ايه و بعتبرك اخويا حقم عليا بس اعصابي تعبانة الفترة ديه.
اياد بتنهيدة :
- عارف يا رعد عشان كده بقولك تروح يمكن تتعالج و الاحلام ديه تسيبك تعرف تنام.
- هفكر...يلا روح على شغلك وانا جاي بعد ساعتين.
- حاضر.
قالها اياد و هو يخرج فجلس رعد مجددا وهو يدلك رأسه بألم حتى صاح فجأة :
- انتو يا بهايم فين القهوة !!
__________________________________
في مكان اخر.
فتحت عيناها ليوم جديد لا يختلف عن باقي الايام ارتدت ملابسها عبارة عن تيشرت نص كم و جيب طويل واسع خرجت من غرفتها و اتجهت للصالون وهي تقول بصوت عالي :
- لين انتي فين.
- انا هنا وراكي يا سيليا.
استدارت لها سيليا مبتسمة :
- صباح الخير . اقعدي وانا هجهز الفطار.
لين بهدوء :
- ماشي ( لين ديه واحدة استأجرت عندها سيليا من الفلوس اللي جمعتهم ف الملجأ من 3 سنين بس بقالها سنة مأدتهاش الفلوس بسبب انها مبتشتغلش حاجة ومحدش بيقبل يشغلها عنده عمرها 25 سنة و بشرتها سمرا و شعرها اسود وبتشتغل فشركة كبيرة )
جلست على طاولة الافطار و بعد مدة وضعت سيليا الاطباق امامها وجلست امامها.
- ايه الحروق اللي ف ايديكي ديه.
هتفت بها لين في استغراب وهي ترى حروقا على يدي سيليا فأجابت :
- اااا كنت بعمل شاي و....
قاطعتها لين بقسوة :
- انتي ليه مصممة تقرفيني معاكي حتى الشاي مش نافعة فيه قرفتيني معاكي.
نزلت دموعها و همست بصوت متحشرج :
- اسفة.
تأفأفت و انتصبت واقفة وجهت نظرها لها وهي تتمتم :
- اه نسيت اقولك بكره بعد ما اخلص شغل ف الشركة عايزاكي تقابليني فكافيه ***** محتاجاكي فموضوع مهم انا بقولك من دلوقتي عشان متنسيش.
سيليا وهي تنظر للطاولة امامها :
- حاضر....بس خير في ايه.
لين بدون اكتراث وهي تتجه لتخرج من الشقة المتواضعة :
- هتعرفي بعدين.
نزلت دمعتها و شعرت بغصة مؤلمة في قلبها من تلك الاهانات التي تتعرض لها يوميا لكن لا تستطيع الاعتراض ف لين آوتها في منزلها مجانا وهذا يعتبر فضلا كبيرا منها...
نهضت لتغسل الاطباق واستطاعت غسلهم بصعوبة كبيرة ثم عادت لغرفتها استلقت على السرير وهي تفكر اين ستجد عملا مناسبا تكسب منه قوتها ومن سيرضى بأن يشغلها لديه....
__________________________________
يجلس في عيادة خاصة امام غرفة "الدكتور النفسي" ينتظر دوره و يفكر هل ما يفعله صحيح هل يمتلك الجرأة الكافية لطلب العلاج وهو من يهابه الجميع هل يعترف لتفسه بأنه " مريض نفسي " يحتاج العلاج....
لكن هل هو فعلا يريد التخلص من هذه الاحلام ومن الفتاة الغامضة صاحبة الشعر الذهبي لا يعلم تماما...
انتصب واقفا فجأة و كرامته ترفض ما يفعله الان انه رعد السيوفي الذي لا ولن يطلب مساعدة من احد ابدا.
غادر العيادة مسرعا وركب سيارته متجها نحو الشركة التي يغطي بها اعماله في عالم الجريمة....
5
في وقت متأخر من الليل.
نظر لكاميرات المراقبة ووجد الشركة فارغة فجميع الموظفين غادروا حتى اياد ذهب و بقي هو بمفرده.
خرج من غرفة مكتبه ومشى بخطوات بطيئة لا يسمع الا صوت حذائه اللي يقطع السكون المخيف انه حقا كما يلقب شبح يظهر فجأة و يختفي بسرعة حتى وجهه لا يعرفه الا عدد قليل من الموظفين....
ركب سيارته و انطلق يسير بها في الشوارع المظلمة و السكون يبعث الرعب في الاجواء لكن كيف للشبح ان يرتعب من الظلام !!!
توقف امام بوابة القصر ليركض رجاله يفسحون له الطريق ترجل من السيارة و دلف وجد الخدم يصطفون منتظرين اوامره لكنه اشار لهم بالانصراف وصعد لغرفته.
اخذ حماما طويلا ثم خرج ارتدى بنطال قطني و استلقى على سريره عاري الصدر بقي ينظر للسقف عدة ساعات حتى زاره سلطان النوم ليغمض جفنيه باستسلام....
__________________________________
خرجت من غرفتها و ذهبت للحمام و عندما كانت ستعود سمعت صوت قادم من غرفة لين....قادها فضولها نحو الصوت وضعت اذنها على باب الغرفة وسمعت صوت لين يقول :
- ايوة ياحبيبي كلهم يومين و هنكون مع بعض....ههههه لا متقلقش هنكون لوحدنا.....تصبح على خير بحبك.
وضعت سيليا يدها على فمها وهي تحدث نفسها....مع من تتكلم في هذا الوقت المتأخر وماذا تقصد ب -هنكون لوحدنا - ؟؟
عادت لغرفتها و لم تستطع النوم فبقيت مستيقظة للصباح....
__________________________________
يغرق في الفراغ ذاته....لكن هذه المرة ليس مظلما بل يشع بالانوار من كل مكان....
ها قد ظهرت الفتاة المجهولة مجددا ابتسم رعد و تقدم منها لكن هذه المرة بخطوات سريعة ليضمن عدم هروبها منه.
وصل اليها و امسك ذراعها كادت تتحرك لكنه منعها هامسا :
- مش هسمحلك تهربي مني تاني.
ادارها له فوضعت يدها على وجهها بسرعة اتسعت ابتسامته و اخفض يدها و سرعان ما فتح فاهه بذهول مردفا بهدوء يخالطه الشعور بالانتصار :
- اخيرا شوفت وشك طلعتي حلوة جدا....قوليلي انتي مين.
لم تتكلم بل نظرت لجهة اخرى فامسك وجنتها هاتفا بحدة :
- انتي مين وليه دايما بتجيلي ف احلامي.
ضحكت برقة و اردفت بخفوت بصوت جميل يسمعه لأول مرة :
- انا حتى معرفش السبب.
رعد بابتسامة :
- اسمك ايه.
فتحت فمها لتتكلم لكن فجأة صرخت بقوة حولت النور الذي يملأ المكان لظلام دامس !!!
فتح عيناه وهو يسحب الهواء بصعوبة ويشعر بيد رقيقة تلمس وجنته نقل نظره لها ولم يلبث ثانيتان حتى اتسعت عيناه بذهول مما يرى....
__________________________________
ستووووووب انتهى البارت.
رايكم فيه وتقييمكم من عشرة.
اكتر لحظة حلوة
اكتر لحظة مؤلمة.
ايه سبب احلام رعد ومين البنت اللي بيشوفها ؟؟
ياترى هو فعلا بيعاني من مشكلة نفسية ؟؟
سيليا هتعمل ايه مع لين اللي بتعاملها كده ؟
لين عايزة سيليا ف انو موضوع ؟؟ ومين اللي كانت بتكلمه ؟؟
ايد مين اللي لمست رعد وهو اتفاجأ ليه؟
عقد حاجباه باقتضاب ثم نهض واقفا يوجهه كلامه للخادمة بحدة :
- موجودة ف اوضتي ليه وكنتي بتعملي ايه !!
الخادمة بتوتر :
- اااا انا جيت عشان اصحيك يا بيه.
ابتسم بتهكم وهو يطالع الملابس الفاضحة التي ترتديها ثم تشدق ب :
- انا بسمع ع الناس اللي بتنسى مكانتها بس عمري ما شوفت خدامة وضيعة بتحاول تغري سيدها....انا عارف ايه اللي بتحاولي تعمليه من سنتين و ساكت بمزاجي بس متسوقيش فيها يا نورهان هاااا.
هزت رأسها بسرعة وهي تلعب بيديها في توتر واضح اشار لها بالانصراف فانحنت له باحترام و هرولت راكضة خارج الجناح.
تأفأف بضجر وهو يمرر يده على شعره ثم ابتسم فجأة عندما تذكر وجه الفتاة التي رآها في الحلم....اخيرا رآها بعد انتظار 5 سنوات كان يتوق لرؤية وجه الملاك الذي يزوره دائما و لم يخب ظنه فوجهها ملائكي يبعث البهجة في روحه وصوتها الرقيق اثار الدفئ و الشغف في قلبه....
لكن السؤال الذي يشغل باله هل لهذه الفتاة وجود حقا ؟؟ لماذا تأتي لأحلامه دوما و لما استطاع رؤية وجهها الآن ؟؟
قاطع افكاره صوت رنين هاتفه وكان احد رجاله ففتح الخط قائلا بجدية تامة :
- المهمة تمت.
- ايوة يا باشا الشحنة وصلت و هناخدها ع الحدود.
ابتسم بشر وغمغم :
- تمام ساعتين تلاتة و اكون عندكو و اوعى تهببو غلط واحد هيوديكم فستين داهية مفهوم.
- ح...حاضر امرك يا باشا.
اغلق الخط و رماه على السرير بدون مبالاة دلف للحمام و بعد دقائق خرج مرتديا بنطال جينز ازرق و قميص كحلي وضع سلاحه في مكانه المعتاد و غادر....
بعد ساعتين ونصف تماما كان يقود سيارته بسرعة فائقة في احدى القرى النائية و سيارات رجاله تتبعه و ايضا الشاحنات المخزنة بالاسلحة . و فجأة و بدون سابق انذار كان الطلق الناري ينطلق حولهم و صوته يدوي في المكان ليريهم نموذجا اخر من جهنم !!!
نظر من نافذة سيارته الفارهة بحدة ثم سحب مسدسه و اخرج نصف جسده من النافذة وهو لا يزال يقود بسرعة فائقة بدأ باطلاق النار مثلما فعل رجاله حتى انتشر الدخان في المكان....
دام التشابك لنصف ساعة تقريبا انفجرت فيها معظم سيارات رعد و سيارات الخصم و قتل عدد كبير من حراسهما و اصبحت القرية عبارة عن ارض معركة داميه !!!
اخيرا تواجها الاعداء تقابلت سيارة رعد و سيارة الاخر و اصبحا يسيران خلف بعضهما البعض في حركة دائرية وكل منهما يتطلع للاخر من الشباك.
رعد بابتسامة شيطانية :
- كنت عارف ان ده انت يا جلال.
بادله جاسر الابتسامة وتوقف بسيارته ترجل منها و توجه نحو رعد اللي خرج ايضا و اقترب منه.
وقفا امام بعضهما البعض بكل ثقة وجبروت حتى هتف جلال بضحكة ثقة :
- انا حسيت انك واحشني فقلت اجيلك اهو نسلم على بعض ايه رايك ف المفاجأة ديه حلوة صح. 
- زفت زيك.
نطقها رعد بابتسامة باردة اثارت الغضب داخل الاخر ليرمقه بنظرات مغتاظة. ( جلال منافس رعد الاول ف عالم المافيا عنده 36 سنين جسمه طويل ورياضي و عينيه سود و حادين عنده فدقنه علامة جرح قديم هنعرف سببه بعدين )
- عرفت مكان التسليم ازاي ؟
قالها رعد باستخفاف فضحك جلال متمتما :
- عيب عليك يا شبح تلميذك انا ومفيش مكان معرفوش.
وضع يده على كتفه مغمغما بعدم اكتراث :
- طب يلا وسعلي السكه بلاش لعب عيال.
- هو انا جيت عشان اروح من غير اللي عايزه ؟
قالها جلال بتهكم ساخر فاتسعت ابتسامة الاخر وهمس بجانب اذنه :
- عمرك ماتفكر تقف فوش الشبح يا حبيبي بص حواليك كويس وهتلاقي ان معظم رجالتك انا قضيت عليهم و معندكش قوات تساعدك ف اللي عايزه فروح دلوقتي من سكات عشان مزعلكش مني يلا.
قبض على فكه و يده بعنف ابرز عروقه رمقه بنظرات حادة بادلها الاخر بنظرات متحدية . تراجع للخلف بضع خطوات ثم استدار و اتجه لسيارته و قبل ان ينطق قال له :
- لسه اللعب منتهاش يا رعد السيوفي. و في ثواني كان يغادر و خلفه رجاله.
وقف مكانه دون حركة ثم اخذ هاتفه وطلب احد الارقام رن رن ثم فتح الخط :
- انت فين يا اياد.....لا الشحنه قربت توصل المهم هرجع المسا عايزك تقابلني فكافيه *****....تمام اقفل.
اغلق الخط و اتجه عائدا لسيارته.....
__________________________________
في عصر ذلك اليوم.
في احدى الحدائق.
تجلس على مقعد و بصرها موجه للارض كانت تفكر في السبب الذي جعل لين تطلب مقابلتها بعد انتهاء عملها مباشرة على ماذا تنوي يا ترى.
وقفت فجأة و استدارت لتصطدم في جسد احدهم فتسقط على الارض.
صرخ الرجل بغضب :
- انتي عميا ولا ايه مش شايفة قدامك !!
سيليا بتوتر :
- ااانا...اااسفة مكنتش اقصد.
اردف بقرف وهو يسير مبتعدا عنها :
- ايه الاشكال اللي بنقابلها ديه جتك القرف.
ظلت واقعة على الارض تحاول النهوض حتى اقتربت منها امرأة و ساعدتها متمتمة بحنو :
- انتي كويسة يا بنتي.
سيليا بخفوت :
- اه كويسة متشكرة اوي لحضرتك....اخرجت ورقة من جيب تنورتها و قدمتها للاخرى قائلة :
- ممكن لو مفيش ازعاج توصليني للعنوان ده خايفة اضيع.
اومأت المرأة بهدوء هاتفة :
- يلا بينا.
في احدى الكافيهات.
ضرب بقبضته على الطاولة هاتفا بحدة :
- يعني ايه انت بتهزر يا اياد ازاي جلال عرف مكان وميعاد تسليم الشحنة ممكن افهم !!
اياد بتوتر وهو ينظر حوله :
- وطي صوتك الناس هتسمعنا انا مبعرفش حاجة ع اللي حصل الحراسة كانت مشددة معرفش ازاي قدر يوصلك.
رن هاتفه فأغلق الخط بسرعة و نظر لرعد :
- طب اهدى شويا وانا هحاول....
قاطعه رعد بحزم :
- اسمها هعمل مش هحاول و...
رن هاتفه للمرة الالف فصاح بانفعال :
- ممكن تتنيل ترد على موبيلك او تقفله !!
اياد بارتباك وهو ينظر لاسم المتصل :
- ح...حاضر حاضر . انتصب واقفا و اردف :
- صدقني الجاسوس اللي بيودي الاخبتر هعرفه ومش هيطلع منها سليمة عن اذنك.
غادر الكافيه مسرعا و بعد دقائق نهض رعد ايضا متجها للخارج و فجأة اصطدم في جسد ضئيل كاد يصرخ و يفرغ شحمات عصبيته فيها لكن سرعان ما انقطع صوته و اتسعت عيناه وهو يحدق بها.....انها نفس الفتاة....فتاة احلامه !!!
__________________________________
وقفت بها امام الكافيه و قالت :
- اهو وصلنا يا....
ابتسمت برقة مردفة :
- سيليا.....اسمي سيليا وميرسي جدا تعبتك معايا.
- مفيش تعب يا حبيبتي لما تخلصي شغلك رني على اختك او مامتك تجي تاخدك ماشي.
ابتسمت بمرارة و هزت رأسها تقدمت بعدة خطوات و فجأة اصطدمت في جسد صلب ارتدت على اثره للخلف.
شهقت بفزع و لوهلة شعرت بالضياع وهي تحاول الاتزان استندت على الجدار وهي تردد بصوت مهزوز :
- اسفة والله اسفة.
لم تسمع رده فأكملت طريقها و اتجهت لاحدى الطاولات.
اما الذي اصطدمت به فكان يطالعها بصدمة غير مستوعب للذي يحدث كيف يعقل هذا الفتاة التي رأى وجهها في حلمه تقف امامه الان !!!
استدار خلفه وجدها تجلس مقابل فتاة رآها من قبل وجد نفسه تلقائيا يعود لطاولته و يجلس يراقبها من بعيد.
في الطاولة الاخرى.
انتفضت ببكتء وهي تتشدق ب :
- لا يا لين ارجوكي انا هقعد فين لو طلعت من بيتك.
لين بضجر منها :
- وانا مالي بيكي مش كفاية مستحملاكي سنة كامله و بصرف عليكي من فلوسي.
سيليا باندفاع :
- بس بالسنة ديه خلتيني خدامة ليكي.
ابتسمت وهي تنظر لها بسخرية :
- القطة المغمضة بقت تدافع على نفسها اهو....ثم اكملت بحدة :
- المهم تروحي على البيت و تلمي اللي يخصك وتغوري مش ناقصاكي.
نهضت وغادرت بسرعة تاركة اياها تبكي بغزارة و ضياع.....
كان يراقب تعبيرات وجهها بعد رحيل صديقتها تقلصت تعابير وجهه بانفعال واضح و شعر بالغضب يسري في عروقه وهو يراها تبكي...
مرت ساعات وهو يراقبها دون كلل او ملل حتى غربت السمس و ظهر القمر مكانها.
اخيرا توقفت عن البكاء فتحت حقيبة يدها و اخرجت عصا مطوية و بدأت بفتحها حتى اصبحت في الحجم المناسب تحركت وهي تستند عليها ليفتح رعد عيناه بصدمة و ذهول وهو يدرك ان فتاة احلامه...... عمياء !!!
خرجت سيليا وهي تستند على عصاها بينما نهض رعد ايضا و وجد نفسه يسير خلفها بخطوات هادئة كي لا تشعر به وتقلق ركب سيارته و انطلق بها و
تبعه رجاله كالعادة.
بعد مدة توقف عندما وجدها تكاد تدخل منزلا ما ابتسم بانتصار فلقد استطاع معرفة مكان اقامتها.
كاد يعود لكن توقف فجأة لرؤيته لشخص ملثم يقترب منها جز على اسنانه و ظهرت ملامحه المرعبة على وجهه . مط رقبته لجهة اليمين و اليسار ثم فتح الباب و ترجل من سيارته.
وقف امام ذلك الشخص الملثم دون اصدار اي صوت و قبل ان يخرج الاخر سكينه اشار رعد لرجاله الواقفين خلفه بابتسامة شر.
توتر الملثم الذي كان ينوي اعتراض طريقها و سرقة ما تملك غادر المكان سريعا فبقيت سيليا معه هو فقط.
__________________________________
وصلت سيليا الى منزل لين لتأخذ اغراضها وتغادر كانت ستصعد الدرج لكن شعرت بحركة خفيفة خلفها.
تجمدت الدماء في عروقها و ارتفع صوت انفاسها قبضت على يدها لكي تسيطر على خوفها لكنها لم تستطع خاصة عندما شعرت بقدوم شخص اخر.
- م....مين...هنا.
سمعت ضحكة رجولية خافتة ففتحت فمها للصراخ لكن تفاجأت بيد تمنعها اصدرت انينا خافتا و دموعها تنزل برعب و الاسوء انها لا تستطيع رؤية شئ و لا تستطيع رؤية هذا الشخص حتى....كم هو شعور مؤلم.
شعر رعد بجسدها ينتفض فتركها سريعا مغمغما بصوته الخشن :
- اهدي متخافيش انا مش هعملك حاجة.
اطلقت نفسا قويا و صاحت :
- انت مين و عايز ايه يا حيوان.
قبض على فكه بغيظ و اغمض عيناه يحاول التحكم في اعصابه سحقا لو كان شخص غيرها من تكلم معه بهذه اللهجة و الصوت العالي لكان دفنه مكانه دون تردد اما هذه الفتاة فلا يستطيع اذيتها ابدا.
افاق من شروده على كلامها ذو النبرة المختنقة :
- متعمليش حاجة والنبي.
فتح عيناه ليشعر بشئ داخله يتحرك تنهد بعمق و انخفض جلب عصاها الواقعة على الارض و اعطاها اياها مرددا بهدوء :
- انا مش جاي عشان اءذيكي بس شوفتك كنتي هتقعي ومحتاجة مساعدة عشان كده جيت.
سيليا بارتياح :
- بجد انا فكرت ان في حرامي عاوز يسرقني.
ابتسم على برائتها التي لا وجود لها في حياته المعتمة ثم حمحم قائلا بصوت اجش :
- محتاجة مساعدة.
- لا.
قالتها بسرعة وهي تبتعد عنه و تصعد الدرج بحذر ظل هو يراقبها بغموض حتى دخلت و اغلقت الباب.
__________________________________
في مكان اخر.
كان جالسا يرتشف من كأس الخمر بيده و ينظر للارض بشرود.
رفع بصره ليجد الحائط مليئا بالصور ابتسم و انتصب واقفا.
اقترب من الحائط و تلمس الصور ببطئ وهو يهمس :
- قد ايه انتي حلوة وجميلة يا حوريتي جمالك سحرني من اول مرة شوفتك فيها لما كنتي قاعدة ف الشارع بتعيطي رغم اني كل يوم بنام مع بنت شكل بس مش عارف انسى ملامحك انتي خلاص اسرتيني ...... ضحك بخبث وتابع :
- بس مضطر استنى شويا على ما اخدك مش ب ايدي انا مشغول اوي الايام دول و ده ميمنعش اني متابع اخبارك اول ب اول و لما افضى هاخدك اتسلى بيكي و اكسب ماهو جمالك هيكسبني ملايين هههههههه.
فجأة جثى على ركبتيه و هو ما حدث منذ 7 سنوات......
Flash back
( في ساحة تعج بالناس كان يجلس على ركبتيه مقيدا ووجهه مليء بالدماء رفع بصره ليجد رجال عدوه و الحضور  يضحكون عليه باستهزاء. بعد دقائق سمع صوت سيارات تحنك في الارض بقوة ترجل من السيارة الاولى رعد بكل هيبته و قوته وخلفه حراسه وقف امامه و هتف بشر :
- عرفت دلوقتي عواقب اللي يتحدى الشبح يا جلال.
جلال بحقد :
- عايز ايه من كل اللي بتعمله يا رعد مش كفاية اقتحمت بيتي و خليت رجالتك تضربني و الناس تتريق عليا عايز ايه تاني.
اتسعت ابتسامته الشيطانية انخفض ليصبح مقابله و همس بتأثر مصطنع :
- انت عارف يا جلال اني بحبك و الا مكنتش هتلاقي اضلاعك فمكانها و عارف كمان اني بكره اللي يجرب يقف فوشي وانت للاسف عملت كده و بتحاول تاخد مكاني و اهو انا طيب و معملتلكش حاجة بس عايز اسيب عندك تذكار مني عشان تفضل تفتكرني.
و برمشة عين كان يسحب السكين و يمرره على الجزء السفلي من وجهه مسببا له جرحا عميقا للغاية.....)
Back
وضع يده على دقنه الذي يزال يحمل الجرح و تمتم بشر :
- نهايتك قربت يا رعد انت خدت مني كل حاجة المفروض تكون ليا بس دلوقتي خلاص كفاية لعب عيال مش ده كلامك.
قهقه بقوة في شبه جنون ثم اخذ هاتفه و طلب احد الارقام :
- انا عايز كل المعلومات اللي تخص رعد و بيعمل ايه دلوقتي و اذا عنده صفقلت جديدة او لأ....بكره الصبح تكون عندي.
اغلق الخط و قذفه على الارض باهمال.
__________________________________
في شقة لين.
دلفت سيليا و تقدمت نحو غرفتها و قبل ان تدخل سمعت صوتا من الخلف :
- هدومك ف الشنط اهي مفيش داعي تضيعي وقت ع الفاضي.
استدارت لها و تقدمت نحو الصوت وهي تقول بحزن :
- طب ع الاقل اطلع بكره الصبح.
اجابت الاخرى بسخرية :
- على اساس بتفرق ماهو انتي بالحالتين مش شايفة حاجة مش هيفرق صبح او ليل.
تألمت لكلامها لكنها لم تجب حملت حقيبتها و كادت تغادر لكن فجأة سمعت صوتا يصدر من القبو.
انتفضت لين بارتباك بينما قالت سيليا بفزع :
- ا...انا سامعه صوت.
ردت لين باستنكار :
- صوت ايه هو انتي عميا و طرشة كمان.
حسنا لكم يجب عليها التحمل....صرخت بها في اعلى صوتها :
- لين مسمحلكيش تكلميني بالوقاحة ديه صح انا عميا اه بس على الاقل مش زيك معنديش قلب و لا رحمة اوعى تكلميني كده تاني !!!
عقدت حاجباها بغضب من هذه العمياء التي اعطاها الله جمالا ساحرا اقتربت منها وفتحت باب الشقة سحبت سيليا من ذراعها و دفعتها بقوة !!
صاحت برعب و اغمضت عيناها منتظرة سقوطها لكنها شعرت ب ايدي فولاذية تمنع جسدها النحيف من السقوط و تساعدها في النهوض....
3
كان رعد واقفا يتأمل المنزل الذي تقطن به هذه الفتاة التي لم يعرف اسمها لحد الان تحرك ليذهب لكنه سمع صوتا عالي يصدر من الشقة و بعد ثواني وجدها تُدفع من اعلى الدرج....
ركض سريعا لها و استطاع ادراكها قبل ان تسقط.....
رفع وجهها اليه وجده مبتلا من دموعها الغزيرة و في ثواني احتضنت جهنم عيناه لتبرز عروق وجهه و يرفع رأسه لتلك التي تجرأت على فعل هذا بفتاته.
رفع يده باشارة يعلمها رجاله جيدا فأسرعوا للين الواقفة على الباب و سحبوها من ذراعها.
صاحت بفزع وهي تهتف :
- انتو ميين وعايزين ايه سيييلياااا !!!
سيليا بخوف :
- ف...في ايه انت عاوز منها ايه سيبها.
رعد بنظرات مظلمة ونبرة اثارت هستيريا الرعب بداخلها :
- هي اذتك واللي يتجرأ يجي جنب حاجة ملكي عقابه الموت.
بلعت ريقها متشدقة :
- م...مل...ملك و م...موت . انت بتقول ايه.
التفتت خلفها وهي تصرخ بجنون :
- سيبوها متعملوش حاجة. اسرعت لهم وهم يسحبونها لوضعها في السيارة تتبعت صوت بكاء لين و عندما وصلت اليها دفعها احد الحراس صارخا وهو يصفعها :
- ابعدي يا بتاعة انتي !!
شهقت بألم و هي تبكي على ما يحدث لها ز
و لم تمر ثواني الا و سمعت صوت رصاصة تخترق احدهم.
كانت هذه الرصاصة منكلقة من مسدس الشبح الذي رأى الوغد يضرب سيليا شعر بشياطينه تحلق بجانبه و روحه تحترق بنار اشعلاها احاسيس تولدت منذ بضع ساعات فبدون تردظ سحب سلاحه و اطلق النار على رأسه ليخر صريعا !!
لين بهستيريا :
- انت...انت قتلتتتته !!!
دقائق مرت صامتة عليها حتى همست بضياع :
- انت مين.
جذبها من خصرها و اخفض شفتاه ليلامس اذنها عمدا وهو يتمتم :
- رعد السيوفي.....الشبح !!
هذه الجملة كانت كفيلة بفقدانها لطاقتها نهائيا فيتقابل جفناها و تغمض عيناها فاقدة الوعي بين يديه !!
احلام نتصدى بها واقع . وواقع نريده بأحلامنا و احلام يطيل انتظارها....و عمرا يمضي مودعا لأصحابه و ذكريات تبحر في اعماق قلوبنا . و عينان تودان ان تبصرا على ما تتمناه قلوبنا . و عقل سارح بين ارواحنا يتمنى لو للحظة سكونا يتوقف فيها صارخا بأفكارنا و ذكرياتنا الهاربة بين بحور قلوبنا....قلوب لا تتقن سوى لغة الموت و قلوب اخرى تتمنى الموت......
فتحت عيناها لترى الظلام الذي تراه وهي مغمضة اياها لا يهم فهي لا تبصر شيئا سوى السواد....
تلمست الفراش بيديها و ادركت من نعومته انه ليس فراشها وهي ليست في الشقة اذا اين هي ؟؟؟
انتفضت جالسة و ذاكرتها بدأت تسترجع تدريجيا ماحدث منذ بضع ساعات وضعت يدها على قلبها وهي تحدث نفسها....اين انا وماذا فعل بي هذا المجرم ؟!!
بالطبع سيليا تدرك جيدا من هو الشبح ومن لا يعلم من هو مجرم خطير على البشرية !!
افاقت من شرودها على صوت فتح الباب تشنجت مفاصلها وهي تهتف بتلعثم :
- م...مين.
وصلها صوت ضحكة رجولية سمعتها من قبل جلس امامها و تمتم :
- انتي لسه مستوعبتيش انا مين.
تراجعت للخلف بسرعة حتى كادت تسقط من السرير لكنه امسكها من خصرها قائلا بحدة :
- حاسبي هتقعي.
ابعدت يده وهي تنتفض ببكاء :
- ملكش دعوة بيا انت جايبني فين و ليه و عملت ف صاحبتي ايه !!
رعد بتهكم ساخر :
- صاحبتك نفسها اللي طلعتك من بيتها فنص الليل و زقتك من على السلم.
صمتت ثواني ثم تشدقت ب :
- انت قتلتها زي ما قتلت الراجل.
ضحك باستفزاز مغمغما :
- مش من حقك تسأليني انتي حاليا فقصر الشبح الوحيد اللي يسأل و يعمل اللي عايزه هو انا....داعب وجنتها هامسا ببحة مخيفة :
- فاهماني يا قطة و اي حاجة حصلت تنسيها ده من مصلحتك طبعا.
- يعني هتقتلني انا كمان.
هتفت بها في صلابة فقهقه عليها بخبث واضح :
- لما تكبري هقولك.
سيليا بتعجب وخوف من ضحكته :
- اااا....انا مش فاهمخ حاجة و انت جبتني لقصرك ليه و عملت ايه ف لين قولي و النبي.
رعد ببرود :
- معملتلهاش حاجة هي موجودة فبيتها بس انتي يا حلوة اللب هتقعدي هنا.
لا مستحيل !!!
صرخت به في حدة فوضع يده خلف عنقها و جذبها منه ليهمس بشراسة :
- و قانون تاني من قوانين القصر ممنوع صوتك يعلى او تقولي لأ على اي حاجة بيقولها الشبح سواءا رضيتي او لأ مش عايز اسمع غير كلمة حاضر تمام.
حاولت ابعاد يده لكنها لم تستطع فنطقت بألم :
- انت بتوجعني.
تركها فورا و نهض و قبل ان يخرج سمعها تقول له :
- يعني رعد السيوفي رجل الاعمال هو نفسه الشبح السفاح !!
ابتسم و اردف بهدوء :
- متقوليش رعد انا اسمي الشبح و بس.....يلا هسيبك تنامي تصبحي على خير.
سيليا بسرعة :
- طب انت جايبني هنا ليه...يا شبح...انت طلعت ولا ايه ؟؟
لم تسمع ردا فأيقنت انه غادر نفخت بضجر ولم تمر ثواني الا و سمعت دق الباب ثم فتح.
سيليا بتوجس :
- اا...انت جاي ليه.
ضحكت بخفوت متمتمة برقة :
- انا الشغالة زهرة يا هانم متقلقيش.
تنفست بارتياح و قالت :
- بتعملي ايه هنا ؟
زهرة وهي تضع صينية الطعام امامها :
- سيدنا الشبح امرني جيبلك العشا اكيد جعتي.
وضعت يدها على بطنها هاتفة باحراج بسيط :
- اه والله انا جوعانة جدا.
ابتسمت و بدأت باطعامها و بعدما انتهت نهضت قائلة :
- اي حاجة تعوزيها اندهيلي و انا اجيلك ع الطول انسة سيليا.
قضبت حاجباها باستغراب :
- وانتي عارفة اسمي منين ؟
- الشبح قالي اطلعي لسيليا و...
قاطعتها بتعجب اكبر :
- وهو عرف اسمي منين انا مقولتلوش عليه خالص.
زهرة بقهقهة :
- ده الشبح يا هانم مفيش حاجة بتخفى عليه.
زمت شفتيها بحنق و اردفت :
- طب انا هطلع من هنا امتى.
- اللي بيدخل ع القصر مبيطلعش منه.
هتفت بها في بساطة فشهقت الاخرى :
- بتقولي ايه !! يعني انا هفضل محبوسة هنا.
لم تجب عليها وخرجت انتصبت سيليا واقفة تستند بيديها على السرير و تمشي بخطوات حذرة حتى وصلت للباب.
فتحته و تقدمت للامام لكن فجأة اصطدمت في شئ صلب جعلها ترتد للخلف بقوة كادت تسقط لكنه للمرة الثانية جذبها من ذراعها حتى التصقت به....اخفض رأسه لها و همس بجوار شفتيها في نبرة رجولية مغرية :
- متحاوليش تعملي حاجة انتي مش قدها يا قمر و تزعلي الشبح منك اخاف عليكي من الكوابيس.
- ها.
قالتها بغباء فحملها بين يديه متجاهلا محاولاتها لابعاده وضعها على السرير و هم بالذهاب لكنها رفعت يدها بحركة تلقائية ووضعتها على وجهه تتلمسه ببطئ.
ابتسم عليها و تركها تفعل ما تشاء حتى تمتمت :
- هو انت عمرك كام ؟
رفع احدى حاجبيه :
- افندم !!
ابعدت يدها و قالت بخجل :
- اصل انا كنت فاكرتك كبير ف العمر بس باين غير كده.
- ايه ده اللي باين ؟
قالها بهمس اثار القشعريرة في كامل اعضائها اغمضت عيناها بخوف وهي تشعر به يميل عليها اكثر وقالت :
- اا...انت بتعمل ايه.
رفع الغطاء ووضعه على جسدها و خرج من الغرفة تاركا اياها تغرق في بحر من الافكار و الاحاسيس المختلفة....
دلف رعد للجناح الخاص به استلقى على سريره وهو يتذكر كيف فقدت الوعي من الخوف بعد سماعها لإسمه وقتها شعر بشئ ينقبض داخله لا يعلم لماذا لكنه احس انه يعرفها منذ مدة طويلة حملها ووضعها في سيارته و ترك تلك الفتاة في منزلها بعد تهديده لها بالموت ان نطقت حرفا واحدا مما رأته....
عاد للواقع و فتح الاب شغل شريط الكاميرا فظهرت سيليا وهي نائمة بعمق على فراشها اتسعت ابتسامته و همس :
- ياترى هتعملي فيا ايه يا اميرتي....
_________________________________
في شقة لين.
كانت جالسة تفرك يديها و قدماها بتوتر بتوتر شديد و تفكر فيما حدث منذ قليل...
ترى ما علاقة تلك العمياء برعد السيوفي صاحب الشركة التي تعمل بها ؟؟
وهل هو فعلا من يلقب بالشبح ؟؟
و لماذا اخذ سيليا ؟
اسئلة كثيرة تراودها افاقها منها صوت رن جرس الباب.
هرعت لفتح و سرعان ما انقضت تحتضن ذلك الشخص وهي تصيح بفرحة :
- جلال حبيبي وحشتني !!
بادلها الاحضان ثم ابعدها عنه وهو يقول بخبث :
- و انتي بردو وحشاني....لف بأنظاره في الشقة بلهفة :
- البنت اللي قاعدة معاكي نامت.
لين بسخط :
- لا يا حبيبي انا طلعتها من بيتي نهائيا.
تحولت ملامحه الهادئة لملامح شيطانية جذبها من ذراعيها بعصبية :
- انتي بتقولي ايه ؟!
لين بتوتر من شكله :
- في ايه يا جلال مش احنا اتفقنا انها تطلع عشان نعرف نعيش لوحدنا.
زمجر بها في غضب :
- قولتلك طلعيها بعد اسبوع مش النهارده يا غبية.
دفعها لتسقط على الارض فصرخت بألم لم يهتم بها و غادر فنزلت دموعها بغزارة وهي تهمس بمرارة :
- بيتصرف معاكي كأنك واحدة جارية مش مراته.
3
اما هو فركب سيارته وهو يلعن و يشتم بأبشع الالفاظ شغل سيارته و انطلق بها...
بعد فترة وصل للفيلا دخل اليها ومنها للقبو فتح الباب ليجد الحائط مليئا بصور حوريته....سيليا !!!
وقف امام الصور ثم فجأة صرخ بانفعال :
- رجعت ضاعت مني رجعت ضاااااعت لييه لييييه ليييييييه !!!
جلس على الارض وهو يغمغم بنبرة اشبه بالجنون :
- ده انا اللي اول ما وقعت عيني عليها وهي ف الملجأ من لما كانت ف 17 سنة وانا براقبها سحرتني من اول نظرة حتى لما اتسببت فطردها من الملجأ كنت عايز اجيبها لعندي بس عملت حادث و اتعمت و انا اصطريت ارتبط بالبنت اللي عايشة معاها عشان اعرف اتقرب منها بس فكل مرة القدر مكنش يسمحلي اشوفها و دلوقتي بعد ما اتفقت مع لين الغبية تطردها بعد اسبوع عشان اساعدها و اكون السند فنظرها سابتها تروح دلوقتي.
ضرب الحائط بقبضته مزمجرا :
- هلاقيها انا فييين دلوقتي هتروح فين ف الوقت المتأخر ده وهي عميا ومش بتشوفه....انا هموت لو اتأذت.
قاطعه رنين هاتفه وكانت لين زفر بضجر و اغلق الخط لكن بقيت تتصل به حتى اغلق الهاتف بأكمله.
انتصب في وقفته وخرج من القبو ذهب لرجاله و امرهم بالبحث عنها في كل مكان ثم اخذ هاتفه الاخر و طلب احد الارقام و بعد دقائق فتح الخط.
جلال بجدية :
- الشبح هيكون فين بكره.
- ..........................
- ههههههه حلو ازي انا مجهزله مفاجأة هيشكرني عليها.
- .......................
- بنت مين ديه ؟؟ اه شكلها واحدة من عشيقاته مش مهم.
-............ .................
جلال بخبث :
- ديه حاجة بسيطة كرد على الصفقة اللي خدها مني هندمه و يجي يعتذرلي و يتذلل و انا ساعتها مش هرحمه.
اغلق الخط وهو يضحك و يتوعد للشبح....
__________________________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظ ونهض استحم و ارتدى بنطال كحلي و تيشرت رمادي و جاكيت كحلي وضع سلاحه داخل ملابسه و خرج من غرفته.
نزل للاسفل وجد زهرة اشار لها بالاقتراب ففعلت هذا و انحنت له باحترام :
- تؤمرني بحاجة.
رعد بحزم :
- اطلعي للانسة اللي فوق و صحيها عشان تفطر و خدي بالك منها فاهمة.
زهرة بارتباك :
- ح....حاضر سيدنا.
ابتعد عنها و ذهب للصالة وجد اياد جالسا ينتظره وعندما رآه قال بابتسامة :
- ايه يا شبح انت نسيتني ولا ايه مش بتسأل عليا خالص.
رعد بنبرة جادة :
- بطل رغي فاضي و قولي عرفت الجاسوس ولا لسه.
حك فروة رأسه باحراج :
- احم لا مكنتش فاضي.
و ياليته لم ينطق بهذه الكلمة فلقد اشعل غضب الشبح !!
نهض وهو يزمجر بصوت ارعب كل من في القصر :
- انت بتستعبط مكنتش فاضي ازاي كنت بتعمل ايه يا حيلتها.
نهض اياد قائلا برعب :
- ااا...انا كنت ممم مشغول بالصفقة الجديدة والله و طول الليل مش فاضي ثم انت كلفتني بالمهمة ديه المبارح المسا ملحقتش....
قاطعه بحدة :
- خلاص اخرس ايه ماسورة كلام و اتفتحت !!!
- اسف.
زفر بضيق منه ثم نظر لساعته مغمغما :
- عندنا شغل ف قرية ال****** لازم نروح.
اياد بغباء :
- انا جوعان يابني سيبني اكل لقمة. 
رفع رأسه بتحذير فاستطرد الاخر :
- بهزر يا عم انا رايح هستناك برا.
خرج سريعا بينما استدار رعد و نظر للغرفة في الطابق الثاني.....تنهد بعمق ثم قضب حاجباه و غادر هو ايضا بعدما اوصى جميع الخدم على سليا....
__________________________________
في غرفة سيليا.
استيقظت على صوت زهرة وهي تقول :
- يا هانم اصحي.
تململت وهي تتثاءب :
- في ايه.
زهرة بخفوت :
- سيدنا الشبح امرني افوقك عشان تنزلي تفطري.
فتحت عيناها قائلة بسخط :
- اووف بقى حتى النوم و الصحيان ليهم ميعاد محدد و قوانين ف القصر ده.
ابتسمت زهرة و ساعدتها في النهوض اعطتها طقما من الملابس التي جلبها لها رعد عبارة عن بنطال خفيف باللون الرمادي و تيشرت طويل رمادي اللون وعليه رسومات باللون الاحمر فكانت جميلة حقا.
امسكت بيدها و انزلتها للاسفل كان جميع الخدم يتطلعون لها وهو يتهامسون فيما بينهم كيف لسيدهم ان يختار عشيقته الجديدة عمياء !!
تناولت فطورها وهي تشعر ببعض الحرج ثم قالت بتردد :
- احم هو فين.
زهرة بعدم فهم :
- تقصدي مين ؟؟
سيليا باندفاع :
- رع....اقصد السيد اا....
قاطعتها بضحكة قائلة :
- طلع من شويا.
هزت رأسها ببطئ ثم نهضت لتصعد لغرفتها لكن فجأة...
صدع صوت اطلاق النار خارجا انتفض الجميع و شهقت سيليا بخوف :
- في ايه ؟؟
سحبتها زهرة خلفها سريعا و صعدت بها لغرفتها كان صوت الطلق الناري يزداد شيئا فشيئا حتى دلفوا للقصر.
ادخلت زهرة سيليا لغرفتها و قالت بانفاس متسارعة :
- انسة سيليا متطلعيش من الاوضة ديه مهما حصل.
لم تتحمل قدماها فسقطت على السرير ترتعد ولم تجب بينما غادرت الاخرى....بدأت تسمع صوت الصراخ و الرصاص يصم الاذان لم تمر دقائق حتى حطم احدهم باب الغرفة بقوة !!
ضمت نفسها و صرخت برعب :
- رعععععععد !!!!
مرعب ذاك شعور الفراغ...فراغ من المشاعر والأحاسيس كأنك جثة تمشي لا هدف ولا أمل...تعيش لمجرد خوفك من الموت لا اكثر...لا تهز جبروت قلبك الذكريات ولا تفرحك جماليات الحاضر ولا يخيفك المستقبل المجهول..أن لا يغريك كيان أنثوي ولا يرتجف قلبك لمشروع حب ذاك أقسى من أن يوصف ....
1
توالت صرخاتها تلوى الاخرى برعب زهي تناديه ب اسمه لا تدري لماذا كان هو اول شخص يجول ببالها في هذه اللحظات الصعبة لكنها باتت تشعر انه الحائط المتين الذي تستند عليه وقت الحاجة...
سيليا بصراخ باكي :
- رععععععد !!!
احتضنت نفسها بخوف وهي تشعر بأحدهم يقترب منها و انفاسه السريعة تدل على انفعاله امسك يدها فصاحت وهي تتراجع للخلف اكثر و تردد :
- انت مييين و عايز اييه سييييبني.
قبض على كتفيها بقوة مزمجرا :
- سيليا اهدي ده انا رعد.....
_________________
قبل نصف ساعة تقريبا.
كان رعد يقود سيارته و اياد يجلس بجانبه هاتفا بهدوء :
- و كبير القرية هيوافق على شروطك.
غمغم بابتسامة ثقة :
- مضطر يوافق هو عارف كويس ايه مصير اللي يقف قصاد الشبح.
ضحك وهو يقول :
- جلال هيتجنن لو عرف انك خدت الصفقة ديه كمان.
- مش مهم.
هتف بها وهو ينظر لساعته ثم فجأة اوقف السيارة بعنف جعل اياد يميل للامام بقوة.
نظر له و تمتم بتوجس :
- مالك في ايه وقفت ليه.
حدجه بنظرات حارقة وهو يقول بنبرة مرعبة :
- الجاسوس من القصر يا اياد. 
اياد بغباء :
- بتقول ايه ؟؟
رعد وهو يستدرك شيئا :
- يعني جلال عارف اني مش موجود ف القصر و يمكن عارف بردو اني جبتها.
- انا مش فاهم انت بتقول ايه.
قالها بغباء اكبر فشتمه رعد و شغل السيارة عائدا بها نحو القصر....
لم تمر دقائق الا وكان قد دلف من البوابة الرئيسية وجد رجاله يتشابكون مع رجال جلال فترجل بسرعة و اياد خلفه اخرجا سلاحهما و بدآ باطلاق النار عليهم استطاع الدخول للقصر دون الاصابة بأذى وجد مجموعة من الرجال و جلال يتوسطهم.
جلال بخبث و هو يحدجه بثقة :
- نورت للمكان يا شبح.
- بنورك.
قالها رعد وهو يخفي سلاحه  اشار لهم بالاقتراب فاسرع اليه احدهم رفع يده ليلكمه لكن سرعان ما صرخ وهو يقع على الارض يتلوى من الالم اثر الركلة التي وجهها له رعد في بطنه....
تقدم منه جلال بغضب و كاد يضربه بالسكين في قلبه الا ان رعد كان اسرع و قبض على يده الممسكة بالسكين و غرزها في ذراعه ليصرخ بألم و يلقيه رعد بعيدا.
و في حركة فجائية صد لكمات رجلين اقتربا منه و امسك برأسهم و ضربها بقوة في بعضها ليقعا ارضا متألمين ، امسك بجلال ولوى ذراعه التي ضربها بالسكين و كالمصارعين لكمه في بطنه و اطاح به مجددا.
نهض الرجلان وهو يمسكان برأسيهما و اخرج واحد منهم مطوة كان يخبئها و اندفع نحوه لكي يضربه بها و لكنه لحقه وامسك بها بعد ان اعطاه ضربة قوية بقدميه. و لوح بيده قائلا وهو يمسك بالمطوة :
- و هي سلاكة السنان ديه هتأثر فيا ده انا الشبح يا **** منك ليه.
تقدم الاخر منه ليركله بقدمه و لكنه امسك بها و كسرها بعد ان لواها بعنف ثم و بقوة اطاح به ارضا ليغشى عليه من قوة الضربة بالاضافة لألم ذراعيه و كسر قدميه. فيما ذهب للاخر و امسكه من ياقة قميصه رافعا اياه قابضا بذراعيه القويتين على حنجرته. فيما تكلم هو بصوت متحشرج و قد ذهب الدم من رأسه و شحب لونه وتحول للازرق :
- ا....اسف.
ظل يركله بقدمه في الهواء ليتركه بينما نهض الاخر محاولا ضربه ولم يكد يفعل ذلك حتى فوجئ برعد يلقي الرجل في وجهه ليسقط الجميع على بعضهم البعض متألمين.
تحدث احدهم بصوت متحشرج :
- احنا اسفين يا باشا.
رعد بسخرية وهو يخلع سترته :
- لا اسف ايه ده انا هرقص معاكو دانس يا روح امك انت وهو.
و انهال عليهم بالضرب المبرح. امسك بجلال ونزل عليه بأبشع الضربات شافيا غليله القاه على الحائط و ركله وجهه بقوة فجرت الدماء من انفه و فمه.
اخرج سلاحه ووجهه اليه في نفس اللحظة التي دلف فيها اياد بعدما قضى على الرجال في الخارج و عندما رآه يكاد يقتله تقدم منه بسرعة مردفا بقلق :
- لا يا رعد اوعى تقتله.
نظر له شزرا ثم اخفى سلاحه مغمغما بحدة :
- ارمي الكلاب ديه برا بسرعه.
صعد للاعلى راكضا وهو يدعي بداخله ان لا يكون قد اصابها مكروه ادار مقبض الباب لكنه لم يفتح فدفعه بقدمه في ركله حطمته بعنف !!
تزامن دخوله مع صراخ سيليا المستمر وهي تناديه اسرع لها و انخفض لها امسك يدها فصاحت مجددا.
زمجر في حدة وهو يحاول تهدئتها :
- سيليا اهدي ده انا رعد.
فتحت عيناها ببطئ و رفعت يدها تتحسس وجهه و عندما تأكدت من هويته انقضت عليه بدون سابق انذار تحتضنه و تدفع رأسها على صدره وهي تردد بشهقات :
- انا...خايفة....خايفة.
توقف الزمن وكل شئ من حوله بقي يتطلع لها وهي تحضنه رغم انه جرب هذا الموقف مع عدة فتيات من قبل لكنه و لأول مرة يشعر بخفقان قلبه يشعر كم هو يحتاج لهذا الحضن بالفعل.
لف يداه حول خصرها وهو يجذبها نحوه اكثر وهمس بحرارة :
- هششش اهدي متخافيش انا معاكي اهدي.
استكانت بين ذراعيه و الان ادركت ما تفعله فابتعدت عنه بسرعة مرددة بخجل و ارتباك :
- ااا....اسفة انا اا....
قاطعها بجفاء :
- ولا يهمك. كنتي خايفة اوي كده ليه.
سيليا و دموعها بدأت بالهطول مجددا :
- انا سمعت صوت ضرب و صويت و السلاح ف خفت جدا....و تابعت بصوت مخنوق :
- انا فكرت ان في حد غيرك دخل خفت اوي.
وضعت يديها على وجهها وهي تتابع بشهقات مزقته :
- و مكنتش هعرف ادافع عن نفسي لأني عاجزة....انا تعبت من الحالة ديه.
ابعد يداها و امسك فكها بقوة جذبها نحوه وهو يتمتم :
- اوعى تخافي و انا معاكي فاهمه.
هزت رأسها ببطىء قاقترب منها اكثر و للصدمة فتح شفتاه ليضم شفتيها في قبلة عميقة جعلت دماءها تتجمد و عقله يتوقف عن التفكير.....رفع يداها و وضعها على عنقه و الصق جسدها بجسده ليعمق القبلة اكثر حتى نزفت شفتاها فأصدرت انينا متألما ليبتعد عنها.
ابتعد عنها بعد دقائق وهو يتنفس بقوة بينما سيليا تجاهد لتتنفس وهي لا تزال مصدومة من الذي حدث.
تصاعدت الدماء لوجهها و اطرقت برأسها الارض فزفر بقوة هامسا :
- انتي ايه نفسس افهم.
لم تفهم مقصده فهي في هذه اللحظة لا تستطيع التركيز....
ابتسم و انتصب واقفا رفعها من الارض و حملها بين يديه وضعها على السرير و انخفض لأذنها متمتما :
- بس شفايفك ديه بتسحر فعلا و بعتقد اني هبقى مدمن عليها.
اخفت وجهها بين الوسائد فارتفعت ضحكاته عليها و غادر الغرفة.
اطلقت تنهيدة ارتياح ثم وضعت يدها على شفتيها تتحسسها وهي تعيد بذاكرتها ماحدث منذ بضع ثواني....لتجرب احاسيسا لم تجربها من قبل....
__________________________________
نزل للاسفل وجد اياد جالسا تقدم نحزه و قال بجدية :
- جلال فين.
اياد بابتسامة سخرية :
- رميته برا زي ما قولتلي المسكين حالته بتبكي الحجر.
مط شفته بتهكم فقال اياد مستفهما :
- بس مش فاهم ازاي انت عرفت ان جلال موجود هنا و ازاي عارف انه الجاسوس من القصر.
رعد ب إيجاز :
- ده مش مكان مناسب عشان نتكلم فيه هبقى اقولك بعدين المهم اجل زيارة القرية.
- انا عملت كده فعلا.....رعد ممكن اسألك سؤال.
قالها بحذر فطالعه منتظرا الكلام فقال اياد :
- البنت اللي كنت معاها فوق ديه واحدة من عشيقاتك ؟
رعد بحدة :
- انت شوفتها فين.
بلع ريقه و حمحم :
- احم من شويا طلعت فوق عشان اكلمك بس لقيتك قاعد مع بنت شقرا و فوضع مخل يعني ههههه.
رمقه بنظرة كاد يموت رعبا منها فاستطرد قائلا بتوتر :
- مالك يا حبيبي بتبصلي كده ليه انا بهزر معاك اهو.
رعد بتهكم :
- ومالك قلبت قطة بلدي دلوقتي ليه و عمتا متقولش على البنت انها عشيقة هي مش زي غيرها.
اياد بغمزة :
- الصنترة شبكت ولا ايه.
لكمه بخفة في بطنه و هتف بغضب :
- اتلم يلا....ثم تابع بشرود :
- انت عارف البنت ديه مين يا اياد.
- مين ؟؟
تنهد و جلس على الاريكة قائلا :
- سيليا نفس البنت اللي بقالي 5 سنين و انا بشوفها ف احلامي.
اتسعت عيناه بصدمة و فتح فمه متمتما بخفوت :
- انت بتهزر صح. ازاي البنت اللي قربت تتجنن منها هي نفسها البنت ديه و انت لقيتها فين.
رفع رأسه وجال باعينه في المكان كالصقر تأكد من عدم وجود شخص يستمع لهم فقص عليه ماحدث منذ يومان و كيف التقاها في المقهى و ادرك انها عمياء و كيف جلبها لقصره.
بقي اياد صامتا يستوعب ما سمعه ثم قال :
- بردو مش فاهم ليه البنت ديه بالذات كانت بتجيلك ف احلامك و ازاي طول الينين ديه مقدرتش تشوف وشها و لما شوفته لقيتها ف الواقع كمان فعلا ديه حاجة غريبة.
همهم بعدم مبالاة ثم انتقلا بحديثهم للعمل.....
__________________________________
في شقة لين.
كانت جالسة تقرأ احدى المجلات حتى طرق الباب نهضت و اتجهت لتفتحه. شهقت بصدمة وهي ترى جلال يقف امامها ووجهه ازرق بالكامل و ذراعه ملفوفة بشاش و بالكاد يستطيع الوقوف على قدميه.
لين بفزع عليه و هي تضع ذراعه حول عنقها ليستند عليها :
- جلال مين اللي عمل فيك كده.
اجلسته على الاريكة و ركضت تحضر علبة الاسعافات الاولية طهرت جروح وجهه وهي تبكي بفزع عليه و تقول :
- مين المتوحش اللي ضربك الضرب ده كله.
جلال بألم :
- رعد السيوفي....و اكمل بحزن مصطنع :
- روحتله و طلبت منه ميدخلش فحياتي لان عندي مراتي و بخاف عليها لو حصلي حاجة قام هو غدرني و بعت رجالته يضربوني غدر.
لين بغضب :
- ده واحد حيوان فعلا انا كنت غلطانة لما فكرت اني بعمل حاجة غلط و انا بتجسي عليه ف الشركة بس اللي بعمله صح هو يستاهل.
ابتسم بخبث اخفاه سريعا ثم تمتم بنبرة جادة :
- معرفتيش حاجة عن سيليا ؟
لين بضيق :
- لا. و اكملت بشك :
- انت بتسأل عليها ليه ؟
جلال مدعيا الا مبالاة :
- عادي يعني.
صمتت لين ولم تتكلم هي تعلم جيدا انها تقيم مع رعد السيوفي عدو زوجها و صاحب الشركة التي تعمل بها لكنها لا تريد اخباره فهي خائفة من سيليا بسبب جمالها الذي يسحر اي شخص يتطلع لها و تخشى ان يغرم بها جلال و ينساها.....لا يستحيل فجلال يعشق لين فقط.....هذا ما كانت تعتقده !!!
ابتسمت و قبلت جبينه ثم جلست بجانبه ووضعت رأسها على صدره تحتضنه بقوة وهو يلعب بخصلات شعرها و تفكيره مشغول بتلك الفتاة التي اسرته من اول نظرة......
__________________________________
في المساء.
داخل غرفة الطعام جلس على الطاولة و جلست سيليا بجانبه اخذ الشوكة من يدها وهو يغمغم بنبرة هادئة :
- هساعدك.
سيليا باحراج بسيط :
- لا انا....
قاطعها بحزم و هو يضع الطعام داخل فمها :
- انا بقولك مش باخد رأيك. 
تنهدت بحنق داخلي وودت لو تستطيع خنقه لتتخلص من تحكماته هذه.
رعد بجدية وهو يحدجها بنظرات دقيقة :
- بتفكري ف ايه.
اجابته بهدوء تام :
- مبفكرش فحاجة.....اوقفت يده قائلة :
- خلاص شبعت.
اخذ كأس الماء و اعطاه اياها مسح على فمها و اوقفها.
رعد بصوت عالي :
- ياااا زهرة !!
و في ثواني كانت زهرة تقف امامه منحنية له باحترام :
- اءمرني.
هتف بنبؤة حازمة :
- طلعي الهانم ل اوضتها و اوعى الاقي حاجة ناقصاها اعمليلها كل اللي عايزاه واضح.
هزت رأسها بسرعة و تقدمت من سيليا و امسكت يدها....طبع رعد قبلة رقيقة على وجنتها و همس :
- تصبحي على خير.
ابتسمت بخجل و لم تجب اخذتها زهرة لغرفتها و ادخلتها وضعتها على السرير و قالت بتردد :
- ممكن يا هانم اقولك على حاجة.
سيليا باستغراب :
- تقولي ايه.
زهرة بارتباك اكثر :
- اااا انا يمكن بتجاوز حدودي بس لازم اقولك متعلقيش امالك ب سيدنا الشبح.
عقدت حاجباها بتعجب اكبر :
- افندم ؟
زهرة :
- اقصد يعني احنا كلنا بنعرف الشبح جابك هنا ليه الصراحة هو متعود كل شهرين يجيب واحدة جديده ولما يزهق منها يرميها و اظاهر انك انتي العشيقة الجديده و لاني شايفاكي غلبانه عايزه اقولك متحاوليش تخلي قلبك يتعلق بيه و يرميكي لان زيك زي التانيين.
نطقت بصدمة وهي تنظر للفراغ :
- الشبح جابني هنا كعشيقة !!
تري بماذا يشعر الورد عندما يتم قَطفة
بيد من يرعاه !!؟
ماذا لو كان يظن ان الساقي هو والده
وعندما اقترب منه أول مره ليلمسة
فـرحَ ظناً منه أنه يحنو عليه أو يحتضنة !!؟
ليدرك بعدها ان الساقي لم يكن سوى شخص استغلالي يعتني بوروده ثم يقضي عليها....
2
اغمضت عيناها تمنعها من انزال العبرات استلقت على السرير و هتفت بصوت مخنوق :
- اطلعي برا انا عايزه ارتاح.
زهرة بشفقة على حالها :
- بس اااا....
قاطعتها بصراخ :
- بقولك اطلعي !!!
تنهدت هامسة بيأس :
- حاضر لو عوزتي حاجة عرفيني.
سمعت سيليا صوت فتح الباب و اغلاقه فتأكدت انها بقيت بمفردها....نهضت جالسة ووضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها هل هي كذلك هل اصبحت فريسة يطمع بها كل من هب و دب لا يستحيل حتى لو كانت عاجزة حتى لو لم تكن تبصر لن تدع احدا يستغلها بطريقة بشعة حواء لم تخلق لتخدعها انت لا تنسى انها من اخرجت ادم من الجنه.....
نهضت و مشت بخطوات بطيئة وهي ترفع يدها للامام تتلمس ما يقابلها حتى وصلت للباب اغلقته بالمفتاح و عادت تستلقي على فراشها....
__________________________________
فتحت عيناها وجدت نفسها نائمة على صدره ابتسمت بحب و همست :
- انت الشخص الوحيد اللي حبيته مش عارفة ايه اللي ممكن يحصلي لو بعدت عني.
تنهدت و استلقت مجددا تتذكر عندما دبر لها عملا في شركة رعد السيوفي و كلفها بالتجسس عليه و نقل معلومات صفقاته و عين جاسوسا اخر ليعلم ما يحدث بداخل قصره لكن اذا كان الشبح هو الظالم و جلال المظلوم فلما تشعر بغير ذلك ؟
افاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها اخذته و خرجت من الغرفة فتحت الخط قائلة بصوت خافت :
- الو مين معايا
وصلها صوت رجولي يغمغم بجدية :
- انا اياد مديرك ف الشغل.
لين باستغراب :
- استاذ اياد في ايه ليه بتتصل فوقت متأخر كده ؟
- طبعا عشان الشغل مش محتاجة ذكاء.
قالها بتهكم ساخر فردت عليه بغيظ :
- و الشغل مبيستناش للصبح يعني.
اياد بحدة :
- لا مفيش حاجة اهم من الشغل....عمتا انا اتصلت عشان اقولك راجعي الملفات اللي اديتهوملك اول المبارح و صلحي الاغلاط اللي فيه.
هتفت بدهشة مستنكرة :
- اراجع 6 ملفات ليه حد قالك اني سوبر مان.
تحدث بغضب جلي :
- بقولك ايه ياريت تروحي تشتغلي بدل الرغي ده.
كادت تصرخ به لكن لم تستطع فلقد اغلق الخط في وجهها.
تمتمت بحنق وهي تدخل لغرفتها و تخرج ملفات الشركة :
- بني ادم غلس ووقح و مش متربي.
جلست على الطاولة تراجعهم حتى ضحكت بتعجب :
- المفروض دخلت ع الشركة عشان اءذيهم فشغلهم بس انا بصلح الاخطاء دلوقتي.
التفت برأسها و طالعته وهو نائم و تذكرت انها في الآونة الاخيرة لم تعد تنقل له الاخبار و لا معلومات عن العقود و الصفقات و تقول له انه لا يوجد شئ جديد.
وضعت يدها على وجهها وهي تهمس :
- انا مش عارفة اذا اللي بعمله صح ولا غلط.
__________________________________
في صباح اليوم التالي.
فتح عيناه و شم رائحة انثوية نظر بجانبه وجد فتاة ما تنام بجانبه.
زفر بضيق وهو يمسد على رأسه و يغمغم :
- ديه بتعمل ايه هنا دلوقتي . نظر لها و هزها هاتفا بجفاء :
- انتي يابنت اصحي.
فتحت عيناها و قالت بدلع مقزز :
- صباح الخير يا بيبي.
رعد ببرود :
- قومي بلاش تفاهة ع الصبح و غوري من هنا.
انتصب واقفا و رمى لها بحزمة من المال و اتجه ليستحم....خرج بعد دقائق ووجد الغرفة فارغة ارتدى ملابس بيتية و نزل للاسفل.
جلس على طاولة الطعام و همهم بجمود :
- سيليا فين.
زهرة باحترام :
- لسه نايمة يا سيدنا.
نظر لساعته ثم طالعها بتمعن و اردف بجدية :
- روحي صحيها.
انحنت له باحترام و صعدت لغرفتها دقت الباب و ادارت المقبض لتفتحه لكن لم تستطع.
دقت الباب ثانية وبعد دقائق فتحت سيليا الباب.
ابتسمت زهرة بصفاء :
- صباح الخير....انتي قفلتي الباب ليه.
سيليا وهي تستند عليها لتأخذها للسرير :
- خفت الشبح يجي بالليل و يتعرضلي.
ضحكت بخفة على سجاذتها و قالت :
- لو الشبح كان عايز يعمل حاجة ف القفل مش هيمنعه.
مطت شفتيها باستنكار وقبل ان تتكلم دقت خادمة اخرى الباب و دلفت.
نورهان بضيق :
- سيدنا عايزك تحت متتأخريش.
زهرة بهدوء :
- روحي انتي و انا هجهزها و ننزل سوا.
نورهان بتهكم :
- ليه الهانم مبتعرفش تخدم نفسها اه سوري نسيت اصلها....
قاطعتها سيليا بحدة :
- انتي شكلك عاوزة تترفدي من الشغل يا نورهان. 
حمحمت و اردفت بتوتر :
- اااا...انا مقصدش حاجة بس الشبح مش بيحب يستنى كتير ديه حتى البنت راحت و عايزك تروحيله عشان تكوني البديلة.
قالتها بخبث فرفعت سيليا رأسها قائلة بعدم فهم :
- بنت مين ؟؟
زهرة بارتباك :
- احم سيليا هانم قومي معايا عسان تاخدي شاور.
نطقت نورهان بسرعة وهي تدرك تهرب زهرة :
- البنت اللي قضت الليلة معاه اصل سيدنا متعود يجيب واحدة جديده كل مرة و الصراحة مستغربة ان بقالك اسبوع موجودة بالقصر و لسه مقربلكيش.
شهقت سيليا بصدمة من جرأتها و صرخت بغضب :
- اطلعي برا !!
زهرة بتحذير :
- مش سامعه بتقولك ايه.
تراجعت للخلف بارتباك و غادرت فقالت سيليا بقرف :
- بكره النوع المقرف ده من الرجالة يارب ي....
قطعت كلامها فجأة ة همست بخوف :
- هو....هو ممكن يحاول ي ي ي....
زهرة بحنان :
- انسي اللي قالته وتعالي عشان اجهزك.
اومأت و نهضت معها استحمت و ارتدت بيجاما عبارة عن بنطال خفيف باللون الاسود و تيشرت ازرق عليه بعض الحروف الانجليزية باللون الاسود صففت زهرة شعر سيليا عبارة عن ذيل حصان و امسكت يدها و انزلتها للاسفل.
دلفت لقاعة الطعام رفع رعد رأسه و زمجر بها في حدة :
- ساعة عشان تنزلي حضرتك !!
انتفض الجميع من صراخه و ادركوا انه لا مفر لسيليا منه فلقد اشعلت بتجاهلها نيران غضب الشبح !!
لم تتكلم وجلست هاتفة بعدم اكتراث :
- مالك بتزعق كده ليه براحه شويا.
قبض على يده حتى برزت عروقها اخذ نفسا عميقا يحاول تهدئة نفسه ثم همس بنبرة مرعبة :
- اتعدلي فكلامك احسن ليكي.
سيليا بتهكم مستفز :
- و هتعمل ايه لو متعدلتش يا شبح اوعى تفكر اني خايفة منك انت ولا حاجة بالنسبالي فاهم و....
فجأة سقطت من الكرسي على الارض بقوة اثر الصفعة القوية التي تلقتها من يده انتفض الخدم برعب و قبل ان تقترب منها زهرة اشار لها بالتوقف.
التزمت اوامره وهي تتحسر على الفتاة المسكينة اما رعد فكانت حالته تعكس اسمه تماما احتضنت جهنم عيناه لتصبح حمراء بشكل مرعب للغاية لو رأتها سيليا لكان قد اغمي عليها !!
اما سيليا فوضعت يدها على وجهها و ارتفعت شهقاتها انخفض رعد اليها و جذبها من ذراعها مزمجرا بهم :
- اوعى حد يدخل او يجرب يطلع على اوضتي كلامي واضح !!
لم ينتظر اجابتهم بل جذبها مجددا وصعد بها للاعلى و هي تكاد تموت رعبا ادخلها لغرفته و قذفها لتسقط على الارض.
رعد بتوعد وهو ينزع سترته :
- الواضح ان تساهلي معاكي خلاكي تاخدي عليا اوي ماشي يا سيليا.
سيليا بتلعثم و قد شق الرعب قلبها :
- ان...ت...انت هتعمل ايه.
رعد بسخرية وهو يرفعها و يدفعها على السرير :
- برأيك العشيقة بيتعمل فيها ايه.
هزت رأسها يمينا و شمالا وهي لا تبصر طريقا للهروب :
- لا انا مش عشيقة ارجوك متعملش كده والنبي.
سمعت ضحكته و سرعان ما شعرت به يميل عليها و يثبتها.
صرخت برعب وهي تضربه بقبضته الصغيرة و و تصيح :
- الحقوووووووني لااا لاااا لاااااااااا !!
كان رعد كالمغيب تماما يتلمس جسدها ووجهها و يقبل شفتاها بنهم شديد امتدت يداه لملابسها لكنه سمعها تهمس وقد اوشكت على الاستسلام :
- و حياة اغلى حاجة عندك متعملش فيا كده.
توقف فجأة و طالع قسمات وجهها كانت ترتجف بقوة و جسدها ينتفض و تتنفس بصعوبة بالغة.....نهض عنها بسرعة و ما فتئ يجذبها من خصلاتها متمتما بنبرة شيطانية :
- خافي مني يا سيليا و اتقي شري انا مش برحم.
اغمضت عيناها و دموعها تنزل كالشلالات ابتعد و ذهب للدولاب اخرج بعض الاوراق و عاد يجلس جانبها.
شهقت برعب فهمهم :
- اهدي و يلا ابصمي هنا.
سيليا بتلعثم :
- اااا....انا مش فاهمة.
زفر و امسك يدها بعنف اجبرها على وضع بصمتها في الورق و ابتعد عنها.
رغم رعبها منه لكنها قالت :
- ورق ايه ده اللي...
قاطعها بجفاء :
- متحاوليش تعرفي...
نزع ملابسه وهي تسأل نفسها مالذي يفعله الان....ارتدى ملابس اخرى و صفف شعره نظر لملابسها الممزقة ثم غادر الغرفة.
نزل للاسف وكان الخدم متجمعون يتهامسون فيما بينهم عما يحصل بالاعلى و عندما رأوه انحنوا له بخوف.
رعد بجدية :
- كل واحد على شغله و زهرة اطلعي لبسيها هدومها و جيبيلها تفطر.
زهرة بشفقة عليها :
- امرك.
غادر القصر فتمتمت نورهان لاحدى الخادمات :
- معقول يكون اعتدى عليها.
الخادمة :
- طبعا امال ايه الصريخ اللي سمعناه من شويا بس يا حرام البنت عميا و معرفتش تدافع عن نفسها.
الخادمة الاخرى بضحكة :
- حتى لو مكنتش عميا مش هتقدر عليه ثم هي مهمتها ايه ف القصر ده عشيقة بيستمتع بيها و يرميها.
نظرت لهم زهرة بضيق و صعدت للاعلى دلفت للغرفة ووجدت سيليا تحاول الجلوس.
اقتربت منها و اجلستها مررت يدها على شعرها بحزن مرددة :
- ليه عملتي فنفسك كده انا حذرتك متدايقهوش بس انتي مبتسمعيش الكلام.
سيليا بدموع :
- انا مكنتش فاكره انه هيتعصب كده ويضربني....انا خفت يعتدي عليا بس الحمد لله معملش كده.
- ليه هو محصلش ؟
قالتها زهرة بتعجب فتابعت سيليا بتأكيد :
- اه كان هيعمل كده بس وقف.
اومأت زهرة و اردفت بمكر :
- و آثار اللي كان هيعمله باين عليكي جدا.
عقدت حاجبيها باستغراب فتابعت الاخرى :
- هههه اقصد شفايفك المتورمة و رقبتك ووو...
قاطعتها بغضب ممزوج بالاحراج :
- خلاص بقى !!
ارتفعت ضحكات زهرة وهي تردد :
- ربنا يحفظك من كل شر يا هانم.
__________________________________
في شركة السيوفي.
كان يجلس في مكتبه يعمل حتى طرق الباب اذن بالدخول فدلفت لين.
اياد بابتسامة استفزاز :
- حمد لله على سلامتك يا انسة ها عملتي المطلوب منك ولا راجعه بخيبتك.
وضعت الملفات على سطح المكتب بقوة  و قالت :
- لا عملت المطلوب و زيادة اهو.
نظر للملفات بطرف عينه ثم قال بدون مبالاة :
- عمتا الملفات ديه قديمة و مش مهمة اصلا.
اتسعت عيناها وهي تهتف بصدمة و غضب :
- ولما هي مش مهمة خليتني اسهر طول الليل ليه !!
هتف بغمزة في لؤم :
- كنتي ترنيلي و انا اجي اونسك.
لين بعصبية :
- انت قليل الادب احترم نفسك و الا.
اياد بخبث :
- والا ايه هتشكيني لرعد.
لين و قد تذكرت ان رعد رآها سابقا وهي تطرد سيليا فمن الاحسن ان لا يراها الان . تحدثت بتحدي :
- انا مش بستنى حد ياخدلي حقي و على فكره هنتقم منك.
وقف مقابلها وهمس بوقاحة :
- اموت و اعرف هتعملي ايه.
طالعته من الاعلى للاسفل باحتقار شديد ثم خرجت و صفعت الباب بعنف.
ارتفعت ضحكاته وهو يقول بصوت عالي :
- بعشقها يا نااااس.
__________________________________
في فيلا جلال.
كان يتحدث في الهاتف قائلا بجدية :
- و مفيش جديد حصل.
- لا يا بيه بس الشبح اتخانق مع عشيقته و احم اعتدى عليها.
جلال بضحكة سخرية :
- مش هي عشيقته يعتدي عليها ازاي.
- ماهو حضرتك من ساعة ما جابها من اسبوع او اكتر كده ملمسهاش ولا حتى نامو ف اوضة واحدة و منبه علينا ناخد بالنا منها عشان هي عميا و....
قاطعها بانتباه و هو يغمغم :
- بتقولي ايه يا نورهان عميا ؟؟
نورهان ب ايجاب :
- ايوة عميا و اسمها...
قاطعها مجددا بحزم :
- ابعتيلي صورتها.
نورهان بتردد :
- بس ده صعب لان....
صرخ بها بشكل اثار الرعب الشديد بداخلها :
- انتي مبتفهمييش بقوولك ابعتيلي صورها.
- ح...حاضر هحاول.
اغلق الخط و انتظر عدة دقائق وهو يحرك قدماه بنفلذ صبر حتى رن هاتفه بوصول رسالة.
فتحها و معها اتسعت عيناه بصدمة وهو يرى صورها...صور حوريته.
جلال بهمس :
- سيليا بتكون عشيقة الشبح و عايشة ف قصره !!
ينهال طيفك عليّ طرقاً
تدمع عينيّ
كم يؤلمني كثيراً نصف
الرحيل
يؤلمني أكثر نصف
اللقاء
فتلك المنطقة الرمادية
التي جعلتني فيها
لا أعلم هل تغدو بيضاء
فأنا لا أرضى نصف
حبِّ
لا أرضى نصف لقاء
لا أحب مكانك في المنتصف
إما معي وبريق عينيك يلقى
في عينيّ صداه
وإما بريق عينيك يطفئ
عينيّ
وينتهي نصف الموقف
وينتهي نصف الحب....
1
مسح على وجهه من الاعلى الى الاسفل و عيناه اصبحتا جمرتين مشتعلتين من الانفعال الشديد.
فكر بحدة فيما يحدث كيف وصلت سيليا لقصر الشبح اين رآها و متى اخذها..... عندما اقتحم القصر منذ ايام كانت هناك وهو لم يعلم بوجودها حوريته كانت قريبة منه ولم يأخذها....سحقا !!!
فجأة نهض واقفا و مرر يده على محتويات المكتب لتسقط كلها على الارضية و هو يصرخ بصوت هادر :
- كااانت قدامي و انا مشوفتهاش البنت اللي بحبها من سنين فلحظة بقت ملك ل الد اعدائي لييييه لييييه مصمم تاخد كل حاجة حلوة مني يا رعد لييييه !!!
دلف احد رجاله بحذر و قال :
- في حاجة يا باشا.
نظر له شزرا وهو يصيح به :
- بـــــــراااا !!!
امتثل لأوامره و خرج مسرعا في حين امسك جلال هاتفه مجددا و اعاد الاتصال.
جلال بحدة :
- لمسها يا نورهان ؟
- ها !
قالتها بغباء فسألها مجددا بحدة اكبر :
- بقولك لمسها الشبح لمس سيليا نام معاها !!
نورهان بهدوء :
- قولتلك انه من ساعة ما جابها ملمسهاش بس....
صمتت فهتف بتوجس :
- بس ايه ؟
اجابت وهي تمط شفتاها بتبرم :
- النهارده الصبح اتخانقو جامد و الشبح ضربها بعدين طلعها لأوضته و اااا....احم حضرتك فاهمني و سيليا هانم كانت بتعيط جامد.
- اعتدى عليها !!
همسها بصدمة غير مصدق لما يسمعه ثم صرخ بجنون :
- ال***** حصل عليها قبلي !!
نورهان بعدم فهم :
- ازاي !!
لم بجبها و اغلق الخط قذف الهاتف بعنف وحدث نفسه بعصبية :
- هو حصل عليها حصل على جمالها و جسمها بس والله يا رعد لأدفعك التمن غالي و ارجعها ليا و تبقى فحضني وانت مش عارف تعمل حاجة استنى عليا وهتشوف مش جلال اللي بيسيب حقه.
خرج من فيلته و ركب سيارته انطلق بها بسرعة البرق و بعد دقائق توقف امام شقة لين.
رفع هاتفه و اتصل بها و عندما فتحت الخط قال بجدية :
- انا قدام باب بيتك تعالي بسرعة.
- في حاجة ؟
اغلق الخط دون الرد عليها ترجل من السيارة و صعد فتح الباب بنسخته من المفاتيح و دلف.
انتظر نصف ساعة حتى رأى لين تدخل وعلى وجهها علامات الاستفهام . اقتربت منه و قالت بتعجب :
- في ايه ااا....
قاطعها عندما امسك بكتفيها في عنف و رفعها حتى تصبح بطوله نظر لعينيها مباشرة و همس بنبرة مرعبة :
- انتي كنتي عارفة انها معاه صح.
لين وهي مصدومة و ايضا خائفة منه :
- ه...هي...م..مين..ااا...انا م..مش ف..فاهمة ح...حا...جة.
جلال بصياح :
- سيييليااا يا لييين سييلياا موجودة فقصر رعد و انتي كنتي عارفة.
كادت تتكلم لكنه قال بكذب ليستدرجها في الكلام :
- متحاوليش تكذبي انا عرفت انك كنتي على علم باللي بقوله دلوقتي.
نزلت دموعها من الالم ليس جسديا فقط بل من افعاله ايضا. فقالت بصوت مخنوق :
- اه انا كنت عارفة و ااااااه....
صرخت عندما جذبها من خصلات شعرها بقوة وضعت يدها على قبضته لابعاده وهي تتشدق ببكاء :
- جلال انت بتوجعني.
تركها و دفعها بخفة فطالعته بدموع قائلة :
- ممكن افهم انت ليه مهتم بيها اوي كده ؟!
- ملكيش دعوة.
هتف بها و هو يستدير ليغادر لكن اوقفه صوتها :
- طلقني.
ادرا رأسه ونظر لها من فوق كتفه باستهجان فصرخت به :
- طلقني يا جلال !! انا مبقيتش قادرة اتحمل اهاناتك ليا و انه همك الوحيد تلاقي سيليا اللي مش عارفة انت عايزها ليه اصلا !!
زفر بضيق ثم تقدم نحوها طبع قبلة رقيقة على وجهها و تمتم بخفوت :
- حقك عليا يا حبيبتي والله مقصدش ادايقك و اخليكي تعيطي و يكون فعلمك انا مش هطلقك ابدا لاني مش بقدر اعيش من غيرك.
لين بتهكم واضح :
- ولما انت بتحبني بدور على سيليا ليه و عصبت ليه لما عرفت انها موجودة فقصر الشبح.
ارتبك داخليا لكنه غمغم ب :
- ااا...طب سيبينا من سيرتها هو انا مقولتلكيش انك طالعة حلوة اوي النهارده.
و كالعادة يستطيع بكلماته المعسولة سلب عقلها ابتسمت له بعشق و القت نفسها في احضانه.
رفع رأسه و تند بارتياح نظر لها بخبث و حدث نفسه :
- غبية و بتصدق كل حاجة.
__________________________________
في قصر السيوفي.
دلف بسيارته الفارهة ليفسح له الحراس الطريق ترجل منها و دخل وجد زهرة تنزل من السلم فاشار لها بيده.
اقتربت منه بسرعة و رددت :
- اؤمرني يا سيدنا.
رعد بجفاء :
- سيليا اتعشت ؟
هزت رأسها قائلة :
- كلت بالعافية مكنتش راضية تحط لقمة واحدة ف بوقها.
همهم بطريقة مخيفة و صعد للاعلى فتح باب غرفتها على مصراعيه و اقتحمها.
كانت سيليا تكاد تنام بعد ان غلبها النعاس لكن فجأة سمعت صوت الباب يفتح بعنف فنهضت جالسة.
سيليا برعب :
- م...مين.
احتلت ابتسامة شيطانية ثغره اتجه نحوها و سحبها من ذراعها لتقف....انتفضت بفزع و همست :
- الشبح !! انت بتعمل ايه هنا فالوقت المتأخر ده.
رعد بضحكة ماكرة :
- انتي كأنك مش عارفه انا جبتك للقصر ليه.
ارتعدت مفاصلها فتلعثمت بخوف :
- هاا...انت...تقصد....تقصد ايه.
جذبها من خصرها و مرر يده على جسدها هامسا :
- هتعرفي قصدي ايه.
و فجأة انحى قليلا وضع يده تحت ركبتيها و يده الاخرى على ظهرها و حملها شهقت وهي تصيح به في فزع جلي :
- لاا سيبني انت بتعمل ايه.
لم يتكلم بل اخرجها من غرفتها اتجه لجناحه و هي تضربه بقبضتها الصغيرة على صدره القاها على الفراش فانهمرت في البكاء الهستيري وهي تحتضن نفسها من بطشه....جلس بجانبها و بدون مقدمات ضمها لاحضانه بقوة فصرخت بمرارة :
- ارجوك متعمليش حاجة والنبي يا رعد.
رعد بهمس وهو يمسح على شعرها :
- هششش اهدي مش هعملك حاجة.
شعر باستكانتها بين ذراعيه فاستلقى بها و قبل ان تبدي اي رد فعل غمغم بتحذير :
- اوعى اسمع صوتك من النهارده هتنامي هنا فحضني.
تلونت وجنتها باللون الاحمر القاني وهي تجزم انه سيغمى عليها بعد لحظات فما يحدث حاليا تعيشه للمرة الاولى لكن رغم هذا تمتمت بقليل من الحزم :
- لو سمحت مينفعش كده خالص اا...
قاطعها وهو يميل لوجهها يقبل شفتيها بشغف واضح و يداعب وجنتها برقة خدرتها....ابتعد عنها بعد دقائق و همس بأنفاس متسارعة :
- البوسه ديه عشان تفهمي ان مفيش حاجة بتمنعني من اللي عايزه و لو منمتيش دلوقتي هفكر انك عايزاني اعمل اكتر من كده.
اغمضت عيناها بسرعة قائلة :
- اهو انا نمت خلاص.
قهقه عليها و ظل ينظر لها حتى تأكد انها نامت....
قبل عنقها برقة و اردف :
- انتي ملكي يا سيليا ملكي انا ومجبورة تنفذي كل كلامي و الا....
لم يكمل باقي كلماته بل وزع نظرات على ملامحها و شعور بالرغبة يتملكه من حين لاخر....
__________________________________
في اليوم الموالي.
فتحت عيناها بثقل وهي تمدد ذراعيها للامام بكسل تحسست الفراش و لم تجده فايقنت انه استيقظ قبلها.
انتفضت جالسة وهي تتذكر ما حدث البارحة عندما تأخرت عليه. نادت بصوت عالي نسبيا :
- زهرة . ياا زهرررة !
بعد بضع دقائق دخلت زهرة وهي تقول بابتسامة :
- انتي فايقة بدري النهارده.
مطت شفتيها بامتعاض وهي تجيب :
- حكم القوي بقى....المهم تعالي جهزيني.
بعد ربع ساعة كانت تنزل مع زهرة مستندة عليها دلفا لغرفة الطعام و كان رعد جالسا و عندما رآها تمتم بابتسامة انتصار :
- كويس متأخرتيش اهو بتتعلمي الدرس بسرعة.
شتمته في سرها ثم تحدثت بابتسامة مزيفة :
- عارفة.
اشاح بصره عنها و بدأ يتناول طعامه و زهرة تساعد سيليا في الاكل و بعد دقائق نهض رعد و اردف بأمر موجها كلامه للخدم :
- تهتمو بالهانم كويس مش عايز حاجة تنقصها فاهمين ولا.
احد الخدم بسرعة :
- امرك يا باشا.
حدق بسيليا قليلا ثم قال ببرود :
- و انتي كملي فطورك و مش عايز اجي بالليل و اعرف انك لسه مكلتيش.
هزت رأسها موافقة و هي تقلب عيناها بعدم رضا....
2
ركب سيارته و انطلق بها للشركة دخل و رأى الموظفين يعملون بجهد و يتحركون كالالات فابتسم برضا و صعد لمكتبه في الطابق الاخير.
دلف ووجد اياد جالسا ينتظره و عندما رآه هب واقفا و اردف بمزاح :
- نورت الشركة يا شبح.
ابتسم على سخافة صديقه و جلس حدق بها قبل ان يقول بجدية :
- ها عايز ايه.
اياد بابتسامة :
- كنت عايز اقولك ان صاحبك عشقان.
ضحك بسخافة وهو يردد :
- ما انت بتعشق كل يوم و كل مرة تصاحب بنت شكل ايه اللي جد ف الموضوع.
حمحم بجدية لم يعتدها منه :
- انا بتكلم جد يا رعد انا حبيت واحدة من المتدربين اللي عندي و حبي نقي.
طالعه باهتمام قائلا :
- طيب يا خويا ناوي على ايه بقى.
اياد بابتسامة :
- مستني الفرصة المناسبة عشان اعترفلها.
- وايه اللي حصل عشان الدنجوان اياد يعشق بنت واحدة.
بسعادة تامة صرح :
- انا مش عارف البنت ديه جت من سهور و اتعينت مع المتدربين كنت كل يوم برخم عليها وهي مش بتخاف مني ابدا زي التانيين لقيت نفسي مش قادر اعيش من غيرها و لا اكمل يومي من غير ما اشوفها و اسمع صوتها....انا بحبها يا رعد.
اومأ ببساطة رغم تعجبه من حالة صديقه ثم غمغم بحزم :
- ومين ديه.
اياد :
- لين مجدي....عارف البنت وحشتني اوي هطلبها تجي هنا عشان اشوفها.
رعد بحدة :
- وهو ده مكان عشان تحب فيه !!
تزامن كلامه مع صوت دقات الباب ثم فتح و دخلت لين.
اياد يحدث نفسه :
- انا متى مطلبتهاش وجت لوحدها الظاهر القدر مقرر يجمعنا سوا.
اما رعد و لين فكانا في عالم اخر لين اصابها الارتباك لانها لاول مرة تدخل لهذا المكتب و لا تعرف من يوجد فيه و رعد يحاول تذكر اين رآها حتى جاء في ذاكرته عندما دفعت سيليا و طردتها من منزلها.
انتصب واقفا وهو يصرخ بحدة :
- انتي !!!!
__________________________________
في القصر.
كانت سيليا جالسة على الارجوحة في الحديقة و تطرق برأسها للاسفل حتى سمعت صوت خطوات احدهم يقترب.
زمت شفتيها و قالت بتبرم :
- ليه اتأخرتي كده يا زهرة.
نورهان بمكر :
- بس انا مش زهرة يا هانم.
عقدت خاجباها و تمتمت :
- نورهان ديه انتي ؟؟
نورهان بإيجاب :
- ايوة انا....كنت عايزاكي فموضوع خطير جدا.
دقت حواسها نواقيس الخطر فقالت :
- بخصوص ؟
التفتت نورهان يمينا و سمالا تتأكد من عدم وجود احد اقتربت منها و همست :
- انتي عايزه تهربي من القصر صح.
- افندم !
قالتها سيليا بذهول فأكملت الاخرى باصرار :
- عايزه ولا لأ.
اومأت بإيجاب و تابعت :
- وانتي يهمك ف ايه.
ابتسمت نورهان بثقة ثم تمتمت قائلة بنصر :
- و انا عايزه اساعدك تطلعي من القصر....!!!
لا ايها الظالم المســــتبد حبيب الظــــلام عدو الحياة
سخرت بأنات شـعب ضعيف وكـــفك مخضوبة من دماه
وسرت تشوه ســـحر الوجود وتبذر شوك الاســـى في رباه
رويدك لايخدعــــنك الربيع و صحو الفــضاء وضوء الصباح
ففي الافق الرحب هول الظلام وقصف الرعود وعصف الرياح
حذار فتحت الرماد الـــلهيب ومن يبذر الشوك يجني الجراح
تامل هنـــاك اني حصدت رؤس الــورى وزهور الامل
وروّيت بالدم قـــلب التراب واشربته الدمــــع حتى ثمل
سيجرفك الســــيل سيل الدماء ويأكلك العاصـــف المشتعل
2
تشنجت قسمات وجهها وهي تتمتم بعدم استيعاب :
- ااا....بتقولي...ايه ؟
رسمت ابتسامة على ثغرها مرددة بثقة تامة :
- قلت انتي عايزه تهربي من هنا ؟ ولو عايزه فعلا ف انا هساعدك.
انتصبت واقفة وهي تستند بيدها على طرفي الارجوحة و تشدقت بحدة ممزوجة بالذهول :
- ممكن توضحي كلامك اكتر !
زمت شفتيها بتأفأف ثم هتفت بنبرة حزن مزيفة :
- ااا انا مش عارفة اقولك ايه الصراحة بس لازم تعرفي ان في بنات كتير قبلك جوم على القصر ده و مطلعوش منه سالمين.
قضبت حاجباها باستغراب من كلامها فتابعت بصوت خافت :
- الشبح شخص طبعه مريض و مش سوي خالص بمعنى تاني الشبح بيخلي عشيقته تكون عبده ليه و بيعذبها جدا و بعدين يرميها....انتي عارفه طبعا انا بقصد ايه.
ارتعدت اوصالها ووضعت يدها على فمها تمنع شهقتها من الصدور و قبل ان تتكلم تابعت الاخرى :
- انا كنت مكانك من زمان عذبني معاه كل يوم ضرب و اهانات بعدين رماني ف وسط الخدم.... ثم نزلت دمعه منها صادقة فعلا و اردفت بصوت متحشرج :
- بقيت اخدم عشيقاته اتخيلي احساس انك تخدمي حبيبك و عشيقاته اه هو معشمنيش و كنت عارفه انه مصيري هيبقى زي مصير اللي قبلي بس....
لم تتكلم بل مسحت دموعها و طالعتها من الاعلى للاسفل بحقد هي جميلة بحق بل اجمل منها و من جميع الفتيات التي عرفها الشبح من قبل جسدها الجذاب رغم نحافته و شعرها الذهبي و بشرتها البيضاء التي تليق على عيناها الزرقاء....من العجيب ان حدقتين بديعتا الجمال هكذه لا تبصر....
افاقت من شرودها على تنحنح سيليا وهي تهتف بجدية :
- نورهان انتي هنا ؟
نورهان بنفس النبره :
- اه....و لسه مستنيه جوابك.
- بس ليه عايزه تساعديني ايه مصلحتك من ده كله.
نطقت بها و هي تعقد ساعديها امام صدرها فتلعثمت الاخيرة قائلة :
- احم ااا انا ست ومش عايزه اللي حصلي يتكرر معاكي لان باين عليكي غلبانه وو...

اكملت هي مكانها :
- عشان انا عميا و مش هعرف اتصرف لو رماني صح.
كلك مفهوميه.
قالتها نورهان بتهكم فزمت الاخرى شفتيها بتبرم ثم بدأت بالتفكير مليا فيما يحدث....
هي شكت من قبل بأنه ليس بشخص سوي لكنها لم تتوقع بأن يكون بمثل هذه الوحشية و النداله !!
افاقت من تفكيرها على صوت زهرة التي اقتربت منهما و طالعتهم بتعجب و استغراب :
- في حاجه يا هانم ؟
حركت سيليا رأسها بنفي و اردفت :
- لا انا طلبت من نورهان توديني القصر عشان مش عارفه ادخل ليه لوحدي.
هزت رأسها متفهمه ثم تحدثت باعتذار :
- اعذريني يا هانم كنت مشغولة و نسيت انك قاعدة ف الحديقة و اااا
قاطعتها سيليا بعدم اكتراث :
- ولا يهمك اصلا كنت قاعدة بكلم نورهان و محسيتش بغيابك.
ابتسمت نورهان باصطناع :
- تحبي ادخلك جوا.
زهره بجفاء :
- و انا مش شايفاني قدامك.
هزت كتفيها بعدم اكتراث و تحركت متوجهة نحو بوابة القصر في حين امسكت زهره ذراعها بحذر و سارت بها للداخل ايضا....
صعدت لغرفتها الجديدة - غرفة الشبح - و اجلستها على السرير . كادت تغادر لكن سيليا سارعت بالقول :
- زهره استني.
التفت لها في استغراب قائلة :
- ايوة يا هانم.
حمحمت قبل ان تقول بتردد :
- هي...نورهان كانت عشيقة للشبح من قبل ؟
اتسعت عيناها بذهول ثم مطت شفتيها بتعجب :
- بتسألي ليه نورهان قالتلك حاجه !
اجابتها بضيق :
- جاوبي على سؤالي !!
تحشرج صوتها وهي ترد بتوتر :
- اااا....احم اه كانت عشيقة ليه.
سيليا بفضول :
- طب هي ليه...يعني....
اردفت زهرة بنبرة عاديه :
- الشبح بيشوف مزاجه بس و لما يزهق بيرمي من غير ما يفكر و نورهان مكنش عندها مكان تروح ليه بعد ما زهق منها و طردها و اترجته يسيبها ف القصر فخلاها خدامه.
كورت قبضتها باشمئزاز و تشدقت :
- حيوان و معندوش قلب !!
زهرة بتنهيده :
- عشان كده قولتلك سابقا حاولي تحطي قلبك على طرف لان....
قاطعتها بانفعال :
- و من غير ما تحذريني انا مستحيل احب واحد زيه.
زهرة محاولة لتهدئتها :
- طب ماشي اهدي انتي و متتعصبيش.
قاطعتها مجددا :
- اطلعي لو سمحتي عايزه ارتاح.
اومأت بمضض و غادرت الغرفة و هي تحدث نفسها :
- نورهان ديه مش بتجيب غير المشاكل ربنا يستر من الايام اللي جايه.
كانت هي غائبة في عالم اخر...
تفكر كيف ستنقذ نفسها من براثينه...
لقد كانت زهرة محقة في كلامها لا يجب ان تدع مشاعرها تتحكم بها حتى ولو كانت قد نمت ذرة اعجاب صغيره بداخلها نحوه لكنها ستقضي عليها !!!
____________________________
تبادلا النظرات مع بعضهما نظرة غضب و نظرة خوف صدرت من الاخرى.
- هو في ايه هنا !
نطق بها اياد بانزعاج وهو يحدق لكليهما و تابع :
- انتو بتعرفو بعض. 
تحدث رعد بصوت قاتم :
- البنت ديه تترفد حالا.
شهقت لين بصدمه و ايام لم يختلف حاله كثيرا عنها . نظر له قائلا :
- انت بتقول ايه ؟!
حدجه بنظرات سامة صارخا :
- مش سامع بقولك البنت ديه تترفد حالا.
- بس انا ااا....
- اخرسي !!!
صاح بها وهو يقطع كلامها لكنها تابعت :
- انت بتطردني ليه حضرتك انا غلطت فحاجة ؟
لم يتكلم بل زفر بصوت مسموع وهو يطلق سبابا لاعن وقف اياد و قال بجدية :
- انت بتطردها ليه يا رعد هي عملت ايه ؟؟
- انت مش عارف البنت ديه و غلطت جدا لما....
توقف عن الكلام و نظر لها باستحقار و تابع :
- البنت ديه نفسها اللي حكيتلك عنها اللي كانت مقعده سيليا فبيتها و طلعتها بنص الليل و زقتها عايزني اسيبها هنا ف الشركه ازاي.
صمت لثواني ثم همهم برجاء :
- رعد ارجوك متعملش كده متربطش بين حياتك الشخصيه و الشغل و بعدين انت عارف اني...بحبها.
نطق الكلمه الاخيرة بهمس حتى لا تسمعه لين التي تقدمت منهم بضع خطوات وهي تحاول سمع حديثهم.
و بعد محاولات من اياد تنهد رعد بضيق هاتفا :
- ماشي اعمل اللي عايزه....بس حط فبالك ان كلامك اللي قولتهولي من قبل غلط فغلط.
ضيقت لين حاجباها محاولة استفسار كلامه الغامض و حدثت نفسها :
- الحمد لله كويس انه اقتنع احسن مش ناقصه مشاكل مع جلال.
افاقت من حوارها الداخلي على اوامر رعد الصارمه :
- روحي كملي شغلك و من مصلحتك اني مشوفكيش طول ما نتي هنا فاهمه.
هزت رأسها بارتباك جلي على محياها متلعثمة :
- م...متشكرة اوي و اوعدك اني مش هعمل حاجة تدايق حضرتك مني...عن اذنك.
قالتها وهي تفتح الباب و تغادر حدث اياد برعد في ذهول قبل ان يقول :
- شكرا يا رعد لانك مطردتهاش ؤغم اني متفاجئ ازاي البنت اللي حبيتها عملت كده.
- هه ليه هي عملت حاجة كويسه فحياتها اصلا.
قالها بتهكم واضح ثم رسم الجديه على قسمات وجهه و هو يتشدق بجدية :
- اياد البنت ديه تنساها لانها مش بتليق بيك . تركه و رحل دون كلمة اضافية فهمس اياد بابتسامة شغف :
- للاسف حبها اتمكن مني و مش هعرف انساها ابدا.
بينما في الناحيه الاخرى خرجت لين وهي تحمد ربها بداخلها امسكت هاتفها و بعثت لجلال رسالة تخبره فيها عما حدث لم تمر دقائق الا و قد اتصل بها جلال فطمأنته لين عما حدث و دفاع اياد عنها ثم اغلقت الخط.
سافرت بذاكرتها لذلك المشهد منذ دقائق لماذا دافع اياد - اكثر سخص تبغظه - عنها و ظل يترجاه بأن يتركها معه هل هو مهتم بعملها لهذه الدرجه !!
هزت رأسها وهي تشعر بسخافة تفكيرها و عادت لتكمل عملها....
__________________________
في وقت متأخر من الليل.
جلست على طاولة الطعام وهي تتناول ما بيدها ببطئ شعرت باحدهم يجلس مقابلها فهتفت في اضطراب :
- انت....جيت.
رفع حاجباه للاعلى ثم اجابها بايجاز :
- انتي شايفه ايه.
تأفأفت من اسلوبه الجاف - الغير محترم - معها ثم وقفت هامسة :
- انا شبعت.
- اقعدي !!
امرها بصوت قاتم لتعيد كلامها بضيق :
- بقولك شب....
ضرب بقبضته على الطاولة بغضب صارخا بانفعال :
- هي كلمه ومش هتتكرر....اقعدي و متقوميش غير لما انا اقوم. 
زفرت بضيق منه و من اوامره و جلست و بعد مرور دقائق نهض من كرسيه مغمغما بهدوء :
- حصليني على الاوضة و متتأخريش.
- حاضر.
اجابته بخفوت ثم مالت على احدى الخادمات التي جاءت تحمل الاطباق :
- نورهان فين.
رفعت حاجبها بتعجب ثم قالت  :
- هندهالك تكلميها.
- امم استعجلي شويا.
ابتعدت الخادمه عنها و بعد دقائق سمعت صوت نورهان تقول :
- ايوة يا هانم.
سيليا بهدوء :
- احم تعالي طلعيني ل اوضتي اكلمك فحاجات كده.
ابتسمت بمكر ثم امسكت يدها اوقفتها و صعدت بها لغرفتها القديمه.
رأتهم زهرة من بعيد فقالت بتعجب :
- هوما بقو صحاب ولا ايه !!
دلفت سيليا لغرفتها فنظرت لها نورهان بتوجس :
- خير.
اخذت نفسا عميقا قبل ان تردد بحسم :
- انا قررت اهرب من القصر !!
دلفت سيليا لغرفتها فنظرت لها نورهان بتوجس :
- خير.
اخذت نفسا عميقا قبل ان تردد بحسم :
- انا قررت اهرب من القصر !!
ا تكذب علي اليوم .. كي لا تصبح أيامك متشابهة !
* عقلي الذي كنت تعتقد أنه ضاع .. في متاهات حبك .. لم يفقد الطريق .. بل تعلم أصول اللعبة .. التي كنت تمارسها بإتقان ..
* أهمس في ألغام شوقي .. كي أبطل مفعولها .. كي لا تنفجر في منامات مشاعرك !.
* عاد من رحلته .. بعد يوم أو أقل تقديرا
قال : لم أقو على العيش تحت سماء .. لا تتجولين فيها بعطرك ..
أو أرض .. لا تحلقين عليها بسحرك ..
* طلبتك فلم تلبي ..
جئتك .. فلا تطرديني من جنتك !.
* لا تضعني وسط هالة من حبك المزعوم .. فأضيع بين بريقها .. وأختفي عند أضواء المزاعم !.
ارتسمت ابتسامة نصر على ثغرها و تحدثت بنبرة سعادة زائفة :
- الحمد لله انك اقتنعتي ااا...انا كنت خايفة ترفضي و...
قاطعتها بجدية :
- المهم هطلعيني امتى و ازاي اكيد الشبح حاطط حراسة على القصر و صعب نطلع.
2
ربتت على كتفها و هي تردد بثقة بالغة :
- متقلقيش انا هتصرف بس ده هياخد وقت عشان كده لازم في الفترة ديه متعمليش مشاكل و متقوليش لحد من الخدم انك عايزاني و متندهيش عليا قدامهم و خاصة زهرة عشان ميشكوش فحاجه انا اللي هبقى اجيلك بنفسي.
هزت رأسها بتفهم ثم قالت :
- ممكن تاخديني على اوضة الشبح.
نورهان باهتمام زائف :
- اه طبعا.
ابتسمت ومدت يدها لها امسكتها الاخرى و توجهتا لجناح الشبح.
1
وقفت عتد عتبة الباب و ابتسمت ممتنة :
- شكرا ليكي يا نورهان.
نورهان ببرود :
- العفو يا هانم انا موجودة لخدمتك.
تحركت مبتعدة عنها فتنهدت سيليا بقلق من القادم ثم ادارت مقبض الباب و ولجت للداخل.
كان رعد مستلقيا على سريره يطالع السقف بشرود فسمع همهمات في الخارج لم تمر ثواني حتى دلفت سيليا.
نظر لها و غمغم بصوت قاتم :
- كنتي فين يا هانم هو انا هقعد استناكي طول الليل !!
حمحمت بتوتر من جملته الاخيرة لكنها رسمت الجدية على ملامحها و قالت بهدوء وهي تقترب من السرير بخطوات متحشرجة :
- تستناني ليه انت بتقدر تنام من غيري.
شهقت فجأة عندما شعرت بشىء يجذبها للفراش و تسقط على جسد صلب ، ابتسم بمكر و سرعان ما انقلب الوضع و اصبح هو اعلاها و هي اسفله اتسعت عيناها بفزع و بدأت اسنانها تصطك في بعضها البعض و شفتاها ترتجفان بقوة.
لم تدري سيليا ان حركتها العفوية هذه اثارت رعد بشدة ابتلع ريقه و تسارعت انفاسه بشده حتى لفحت بشرتها البيضاء و قبل ان تتكلم انقض عليها يلتهم شفتيها بعمق بالغ و يده تتحرك على وجهها تتلمسه بنعومة.
حاولت هي دفعه لكنها لم تستطع فجسدها الضعيف لا يقارن بجسده ضخم البنية ، شعرت بنفسها يختنق فأصدرت انينا ليبتعد عنها ادرك هو الموقف لذلك ابتعد بهدوء و حدجها و هي تلتقط انفاسها بصعوبة.
نهض عنها و عدل وضعيته على السرير و تحدث بهدوء تام :
- يلا عشان ننام.
نهضت و استلقت بجانبه دون ان تنبس ببنت شفة اغمضت عيناها هامسة :
- ت...تصبح على خير.
تقوس فمه بابتسامة جانبية وهو يجيبها بغموض :
- و انتي من اهله.
ثم جذبها لاحضانه و غطا في نوم عميق...
______________________
- كويس جدا.
قالها جلال بخبث و قد تهللت اساريره ثم تابع :
- برافو يا نورهان عرفتي تقنعيها اهم حاجه انها بقت تعتبر الشبح انسان قذر و سافل وكده هنضمن انها مش هتتراجع عن قرارها بالهرب.
نورهان ب اعجاب :
- والله يا باشا كل يوم بعرف حاجه جديدة عنك انت بتبهرني بذكاءك ده.
ضحك باستهجان هاتفا :
- هو انا اي حد...المهم تتأكدي ان سيليا مبقتش تطيقه و متسمحلوش يلمسها تاني فاهمه.
- حاضر يا باشا فاهمة.
اغلق جلال الخط و على وجهها ابتسامة رضا وضع هاتفه في جيبه وخرج من الحمام.
دلف للغرفة ووجد لين تجلس على الاريكة و تنظر للاسفل بشرود.
تنحنح قائلا بثبات :
- قاعدة ليه كده.
افاقت من شرودها و اجابته بابتسامة واهنة :
- مفيش بس بفكر ان لولا الاستاذ اياد الشبح كان هيرفدني من الشركة.
جلس بجانبها و نظر لها قائلا بحدة :
- ماهو انتي لو خدتي بالك مكنتيش هتتعرضي للموقف ده.
مطت شفتيها للامام بتذمر :
- المهم اني لسه موظفة هناك ، نظرت له و تابعت :
- انت هتروح للفيلا بتاعتك صح.
همهم بإيجاب و تحرك للنهوض لكنها قالت :
- جلال انت ليه مش بتوديني معاك الفيلا و نعيش مع بعض.
حدق بها في تعجب :
- و ليه الكلام ده دلوقتي ؟
هزت كتفيها مجيبة بهدوء :
- عادي انا كنت عايزه اكلمك ف الموضوع ده من زمان و طبيعي اعيش معاك لاني مراتك يا حبيبي.
تأفأف ساخطا و مرر يده على وجهه رسم ابتسامة مزيفة على ثغره و غمغم بنبرة اقرب للحدة :
- حبيبتي انا نفسي نعيش فنفس المكان النهارده قبل بكره بس انتي عارفة الجو المتلخبط عندي و مينفعش حد يعرف علاقتنا لانهم هيأذوني فيكي و انا مش هتحمل تتأذي بسببي.
ابتسمت بحب و رفعت كفه قبلت باطنها و همست :
- ربنا يخليك ليا.
تنهد بارتياح لتصديقها كلماته الكاذبة محق من قال ان الحب اعمى فهو يدفعك لتصديق كل ما يقوله الحبيب المخادع.
قبل جبينها بخفة و انتصب واقفا اخذ هاتفه و مفاتيح سيارته و غادر بسبسرعة
اخذت هي نفسا عميقا ثم نهضت و ارتدت منامة رقيقة باللون البيج الذي يليق جدا على بشرتها الحنطية الناعمة اسدلت شعرها البني القاتم فوصل لمنتصف شعرها ، نظرت للمرآة بابتسامة مغرية واثقة بجمالها الشرقي فمن لا يعشق العيون التي تحمل لون القهوة و الابتسامة المظهرة لغمازتها لها الحق ان تغتر...
فجأة تذكرت ملامح سيليا و كيف كانت تعاملها بقسوة لظنها ان جلال ينجذب لها فتمتمت بحسرة :
- انا ندمانة لاني عاملتها كده وفوق ماهي مش بتشوف حاجه خليتها تخدمني ياما اتعورت و حرقت نفسها بس انا مكنتش بهتم.
نزلت دموعها بحزن و همست :
- اتمنى تكون مبسوطة فقصر الشبح.
قطعت كلامها عندما سمعت رنين هاتفها ركضت له معتقدة ان المتصل جلال لكنها رأت اسم - اياد - يلمع على الشاشة.
حمحمت لتعدل نبرة صوتها ثم فتحت الخط قائلة باستغراب :
- الو خير استاذ اياد.
اياد بابتسامة وهو يتعمد مشاكستها :
- يابنتي في واحدة بتكلم شاب امور زيي بالطريقة ديه ديه البنات بتموت عشان ابصلها انما انتي....
قاطعت كلامه بسخرية واضحة في نبرتها :
- هاهاها حوش يا هريتيك روشان ده احنا مش قادرين نبصلك من جمالك.
عظ شفتيه بغيظ :
- بتتريقي يا لين ماشي انا الغلطان لاني عبرتك و قلت اكيد الغلبانة النكدية ديه قاعده لوحدها روح يا اياد اجبر بخاطرها و اكسب فيها ثواب.
شهقت بذهول من وقاحته مرددة :
- انا نكدية !! انت اوفر على فكره.
اجابها بابتسامة عابثة :
- في واحدة بتكلم مديرها ف الشغل كده يابنتي لولا وجودي النهارده كانو حطوكي فقائمة المطرودين اللي مش هيتقبلو ف اي شركة تانية.
ابتسمت فجأة و تمتمت :
- اه نسيت اشكرك ميرسي اوي ع اللي عملته عشاني اااا...
قاطعها وهو يردد بدون وعي :
- انا مستعد اعمل كل حاجه عشانك.
- ها ؟!
ادرك ما قاله فأسرع ليتابع برخامة :
- يعني بذمتك لو انتي اترفدتي ف انا هبعت ملفات الشركة كلها ل مين عشان تتفحصهم.
ضاقت عيناها وهي تجز على اسنانها :
- You are crazy !! ( انت مجنون )
قهقه عاليا و تشدق ب :
- احنا منك بنتعلم.
ابتسمت بخفة و لمعت عيناها ببريق الحزن و هي تتمنى ان يعاملها جلال مثله هو منذ ان تزوجها - منذ سنة - يعاملها بجفاء وعندما تتذمر يحتضنها و يقبلها و يسمعها احلى الكلمات ثم يعود لطبيعته مجددا....حتى زواجهم مجرد اسم مكتوب على الورق فهما لم يعيشا كزوجين طبيعيين لان ....
اخرجها من بحر افكارها كلام اياد الحذر :
- لين انتي سمعاني ؟
همهمت وهي تمسح عبراتها مجيبة :
- ايوة سمعاك....كنت بتقول ايه.
اجابها بتذمر و عتاب :
- مانتي بتقولي سمعاني ليه بتسأليني كنت بقول ايه.
ضحكت عليه مجددا :
- اوك I'm soory شردت شويا.
اياد بمكر :
- شردتي فيا صح ؟؟ طبعا ما هو انا....
قاطعته بنبرة ممتعظة :
- ده انت واثق من نفسك اوي بقى.
سمعت صوت ضحكاته فابتسمت و استلقت على السرير تكمل حديثها :
- استاذ اياد انت رنيت عليا ليه.
حمحم بجدية مردفا :
- تصدقي نسيت اقولك السبب....بكره رايحين لمطعم نتغدا و نقابل الوفد الايطالي جهزي نفسك.
قضبت حاجباها بتعجب :
- طب انا هروح ليه ااا...
قاطعها وهو يهتف :
- انا رايح مكان رعد بيه و بما انك سكرتيرتي فلازم تجي معايا.
اغلق الخط قبل ان تتكلم زاد استغراب و حدقت بالهاتف قليلا ثم القته على الكومدينو و اغمضت عيناها ببطئ لتذهب في نوم عميق... 
______________________
صباح اليوم التالي.
استيقظ ونهض جالسا بكسل نظر بجانبه لم يجدها فمط شفته باستغراب....
افاق على صوت شيىء يسقط في الحمام و صراخ سيليا فنهض مسرعا و ركض نحوه.
فتح الباب وهو ينقل انظاره في المكان في فزع :
- ســــيليـا !!
وقع بصره عليها وهي واقعة على الارض و بجانبها علب الصابون و الشامبو تضع يدها على قدمها و تتأوه بألم.
اقترب منها و هو يقول بقلق :
- انتي ايه اللي جابك هنا لوحدك.
لم تتكلم فزفر بصوت مسموع و انحنى بجزعه للامام حملها بين ذراعيه و اخرجها من الحمام وضعها على الفراش قائلا بضيق :
- كنتي بتحاولي تعملي ايه !!
اخفضت رأسها للاسفل مجيبة بنبرة حزينة منكسرة :
- كنت بحاول اخد شاور لوحدي بس و انا باخد الشامبو كان في ميه على الارض و مشوفتهاس و رجلي ااا...
قاطعها بضيق و تلقائية :
- بزمتك انتي هاشوفيها ازاي !!
مرت عليهم ثواني قبل ان يغمض عيناها و قد انتبه لما قاله ، نظر لها وجد عيناها تلمع فجلس بجانبها و اردف بنبرة متريثة :
- لما تعوزي تعملي حاجة اندهي على واحدة من الخدم الكل تحت امرك وموجودين لخدمتك.
حدثت سيليا نفسها بازدراء :
- اه و بعد فترة ابقى خدامه و هخدم حبيباتك. حمحمت و همست :
- حاضر هعمل كده.
مرر يده على شعرها و اردف بصوت جاد :
- انتي ازاي بقيتي بالحالة ديه....اقصد انتي من صغرك كنتي...
قاطعت كلامه بشرود :
- لا انا مكنتش عميا كنت بشوف و رغم اني اتربيت فملجأ بس درست و اتعلمت و كنت عاوزة ابني مستقبلي بس....
صمتت و قد عادت لذاكرتها تلك الحادثة الاليمة فقال بترقب :
- بس ايه ؟
مسحت دمعتها التي نزلت و تابعت :
- لما بقى عمري 18 سنة طردوني من الملجأ لان ديه قوانينهم انا كنت مجمعة شوية فلوس دبرت نفسي فيهم و اشتغلت فمطعم و كنت بتابع تعليمي كمان لغاية اليوم اللي خسرت فيه كل حاجه شغلي و دراستي و مستقبلي.
صمتت ثانية ووضعت وجهها بين راحتي يدها متشدقة ببكاء :
- لحد اليوم اللي طلعت فيه من الشقة اللي كنت قاعدة فيها مع لين و انا فطريقي للشغل جت عربية من بعيد و خبطتني جامد و بعدها انا محسيتش ب اي حاجة....اتخيل ان اللي خبطني مكلفش نفسه يوقف و يطمن عليا لا ده راح ولا على باله انا فقدت وعيي و لما صحيت عرفت ان بقالي زمان و انا فغيبوبة و ااا...اتصدمت لما عرفت اني اتعميت و مبقيتش اشوف حاجه.
شعر وهو يسمعها و يتابع دموعها بغصة مؤلمة في قلبه لف ذراعه حول كتفها و ضمها له ، مسح على شعرها و همس :
- ششش اهدي خلاص.
استكانت بين ذراعيه و شعرت براحة غريبة رغم انها تخاله الوحش القاسي متلبد المشاعر لكن حضنها يشعرها بالامان.....بعد دقائق ابتعدت عنه و مست دموعها فقال بجفاء :
- عملتي الحادث من امتى.
سيليا وهي تجيب بعدم اكتراث :
- من 5 سنين تقريبا.
1
هز رأسه بتريث ثم نهض فتح باب الغرفة و نادى زهرة و بعد ثواني معدودة حضرت وهي تركض.
رعد بصوت جاد :
- الهانم فاقت وديها الحمام تعمل شاور و جهزيها و نزليها.
انحنت له زهرة بخوف و احترام :
- ح...حاضر.
القى هو عليها نظرة اخيرة ثم نزل للاسفل في حين اقتربت زهرة من سيليا مرددة بقلق :
- يا هانم انتي بتعيطي ليه ؟!
ابتسمت بوهن و ردت :
- مكنتش بعيط...سيبك من العياط دلوقتي و ساعديني اقوم.
زهرة بإيجاب :
- اوامرك يا هانم.
اوقفتها و اخذتها للحمام و بعد دقائق كانت ترتدي تيشرت ثقيل بعض الشىء باللون الاسود و بنطال قطني باللون الازرق الداكن صففت زهرة شعر سيليا على شكل كعكة جميلة و تمتمت بصدق :
- بسم الله ماشاء الله زي القمر ربنا يحفظك.
ابتسمت بحزن و مرارة فكم كانت تتمنى ان ترى نفسها وهي بهذا الجمال اللي يمدحها به الجميع لكن انا اريد و انت تريد و الله يفعل ما يريد.
سحبتها من ذراعها ببطئ ونزلا للاسفل حدقها الشبح بنظرات مريبة رأتها زهرة فاستغربت.
نهض فجأة من الطاولة وقال ببرود :
- انا رايح زهرة خدي بالك منها و جهزيها....ثم تابع بابتسامة قاسية وهو يكمل :
- عايز الاقيها بالليل زي القمر تمام.
زهرة بخضوع :
- امرك.
غادر سريعا فنطقت سيليا بعدم فهم :
- هو بيتكلم عن ايه ؟
زهرة متجاهلة سؤالها :
- كلي بسرعة من فضلك عشان الحق اساعدك ف الفستان اللي هتلبسيه.
انتصبت واقفة و صاحت بغضب :
- زهــــرة ايه اللي بتقوليه ده.
حمحمت الاخرى قبل ان تتحدث ببساطة :
- النهارده اول ليلة ليكو انتي و الشبح....!!
حياة ليست كالحياة
تمنبت لو لم انخدع بالظلمات
لم اعد احس بشيء او اللحظات
ذهب الفرح والبسمات
آلمتني تلك الذكريات
ايمكن ان اعود تلك الفتاة
ربما لا ولن استطيع ليس هناك خيارات
كرهت ما انا عليه و هذه الكلمات
مستحيل العودة الى ما فات
اتسعت عيناها و فجأة تلون وجهها باللون الاحمر فصرخت بغضب :
- انتي مجنونة عشان تقولي الكلام ده !!
زهرة وهي لاتزال ملتزمة بهدوئها :
- يا هانم افهمي من فضلك انتي بقالك فترة كويسة موجودة ف القصر و الشبح لسه ملمسكيش ف...
قاطعتها بانفعال حاد :
- ده اسمه هبل يا زهرة انا لا يمكن اعمل حاجة حرام و ازني حتى لو كان الرعد بنفسه اللي عايزني.
زهرة بتوجس :
- اسمعي كلامي يا سيليا هانم و متعصيش اوامر و قرارات سيدنا الشبح و الا هتلاقي عذاب عمرك ما شوفتيه بالقصر ده.
سيليا بتهكم و تمرد :
- و انا مش لعبة ف ايد حد و الظاهر هو فكر اني هخضعله عشان انا عميا و هعمل كل اللي عايزه بس لا اااا....
قطعت كلامها عندما شعرت بيد فولاذية تمسك ذراعها شهقت برعب بينما انحنت له زهرة وغادرت سريعا.
سيليا بتلعثم :
- ر...رعد.
لم يتكلم بل سحبها خلفه و صعد السلم كادت تسقط لكنها تحاملت على نفسها و صاحت به في ذعر :
- سيبني هتوقعني.
ابتسم بتهكم و ادخلها لجناحه الخاص القاها على سريره بعنف فتأوهت بألم.
اقترب منها وهو يغمغم بصوت قاتم :
- سمعيني كنتي بتقولي ايه كده.
سرت الرجفة في جسدها فتشدقت ب :
- انت...مش كنت طلعت ااا...
قاطعها بحدة :
- مش انتي اللي هتستجوبيني !!
جلس بجانبها و همس في اذنها بصوت كحفيف الافعى :
- بس عارفة عجبني كلامك....مرر يده على عنقها و كتفها متابعا بغموض :
- لاني بحب القطط اللي بتخرمش.
فزعت من كلامه و ايضا من لمساته لجسدها ابتعدت عنه و تمتمت بحزم :
- انسى اني اكون ليك يا شبح مش انا اللي بعمل حاجات حرام.
قهقه عليها بطريقة اشبه للجنون و اردف :
- هههههه هو انتي مفكره نفسك ايه يعني مش عارفة انا جبتك للقصر ده ليه ، طب هقولك انا جبتك كعشيقة مش اكتر بتسمع و تنفذ اوامري و ملهاش حق تعترض ابدا و انتي زيك زي اللي قبلك فاهمة.
اغمضت عيناها بقوة و قد شعرت بغصة مؤلمة في قلبها لم يسبق لها ان تعرضت لاهانة كهذه لم يلقبها احد من قبل ب -عشيقة- فكيف يكلمها هذا المتوحش هكذا.
افاقت من تفكيرها على يده وهي تطرق على وجنتها ببرود :
- يلا بلاش رغي كتير عايزك تجهزي نفسك و تتغدي كويس عشان الليلة ديه....اكنل حديثه وهو يقبل شفتها بخفة ثم نهض و غادر تاركا اياها تتنفس بقوة كبيرة من الخوف و تحدث نفسها برفض :
- لا لا مستحيل انا مش عشيقة انا مش رخيصة كده لا ابدا.
سمعت صوت الباب يفتح بحذر فقالت ببطىء :
- نورهان ديه انتي.
اجابت وهي تقترب منها :
- اه يا هانم.
انتصبت سيليا واقفة و قالت بلهفة :
- نورهان انا لازم اطلع من القصر ده حالا الشبح ناوي ي...يقرب مني الليلة ديه.
رفعت حاجباها بتعجب :
- ليه هو محصلش بينكو علاقة لما اتخانقتو من قبل و طلعك لاوضته و...
قاطعتها بضجر :
- لا هو سابني ف اخر لحظة كان عايز يخوفني....ثم تابعت برعب :
- بس دلوقتي هو بيتكلم جد قال لزهرة تجهزني انا خايفة مش عايزاه طلعيني من المكان ده.
اتسعت عيناا بذهول ثم ارتسمت ابتسامة خبيثة على ثغرها قائلة بداخلها :
- هااا يعني الشبح و البت ديه محصلش بينهم علاقة اكيد جلال باشا هيفرح لما انقله الخبر ده.
حمحمت و تحدثت بنبرة قلق مزيفة :
- متقلقيش انا معاكي و ههربك من هنا بالليل قبل ما الشبح يرجع ثقي فيا.
ابتسمت بوهن رغم خوفها من القادم ثم قالت :
- متشكرة اوي يا نورهان انا فعلا مش عارفة اقولك ايه.
قلبت عيناها و قالت :
- قولتلك من قبل اني تحت خدمتك ف اي وقت و دلوقتي بستأذن هروح ارتب الاوضاع عشان اعرف اهربك.
عقدت حاجباها بتفكير :
- بس انتي هتهربيني ازاي مش فاهمه.
ابتسمت بثقة و هتفت :
- سيبي الموضوع ده ليا....عن اذنك.
هزت رأسها فخرجت الاخرى جلست على السرير تفكر و تهز قدماها بعصبية لم تمر ثواني كتى طرقت زهرة الباب و دلفت.
زهرة باستغراب :
- حضرتك انتي كنتي بتتكلمي مع مين ؟
سيليا بتوتر :
- ها...ااا...انا مكنتش بكلم حد.
- غريب انا سمعت ااا...
قاطعتها سيليا بنفاذ صبر :
- طب بطلي كلام بقى و اعملي اللي قالك عليه الشبح.
ازداد تعجبها اكثر :
- مش من شويا كنتي....
سيليا بحدة هذه المرة :
- زهرة !!
حمحمت و قالت باعتذار :
- اسفة...اتفضلي معايا.
اومأت و تقدمت معها وهي تحدث نفسها :
- قولتلك مستحيل تقدر تلمسني انا مش زيك قذرة يا رعد.
يا سيدي...
انا...
شرقية مستبدة...
في قلبي لك تمتمة حنين...
تغتال صمتي بكل عنفوان...
انثى عربية...بنكهة غربية...
و في قلبي بركان عشق...و في عقلي...
غليان و تمرد...
_________________
_________________
في المساء.
ترجلت من سيارتها ووقفت امام باب المطعم الفاخر تطلعت لنفسها وهي ترتدي طقما مناسبا للسهرة عبارة عن فستان اسود يصل لقبل ركبتيها بقليل بحمالات رفيعة و حزام ستان اسفل الصدر باللون الرمادي و حذاء ذو كعب عالي بنفس لون الحزام اسدلت شعرها البني الناعم ليظهر وجهها الجميل اكثر مع ميك اب خفيف ، اخذت نفسا عميقا ثم دلفت وزعت انظارها بخفة حتى وجدت الطاولة المقصودة كان يجلس عليها اياد و يعبث في هاتفه بملل.
ابتسمت و اقتربت منه وقفت بجانبه قائلة بابتسامة :
- هااي.
رفع رأسه سريعا و بادلها الابتسامة بحب :
- هاي...اقعدي.
جلست فارتفع فستانها للاعلى قليلا كاشفا ساقيها الناعمتان اكثر حدجها بنظرات منزعجة و تشدق ب :
- انتي ليه لابسة الفستان القصير ده.
لين بدهشة :
- انت بتقول ايه ؟؟ و بعدين ماله الفستان انا متعودة البس كده.
ضرب بقبضته على الطاولة بعصبية :
- يعني عاجبك وضعك و الرجالة بتنهش فجسمك يا هانم.
تلون وجهها بحمرة الغضب فصاحت بانفعال مكتوم :
- و انت مالك البس ايه ده مش شغلك اوك !!
جز على اسنانه و كاد يتكلم لكنه لمح الوفد الامريكي يقترب منهما مع مدير المطعم فنظر لها و همس بتوعد :
- لينا حساب بما نخلص شغل.
تأفأفت بسخط منه و حدثت نفسها :
- ده ماله قلب دراكولا كده حتى جلال عمره ما كلمني على لبسي بالعكس كل هداياه عبارة عن حاجات قصيرة و بنزل بيها الشارع و عادي.
نهض اياد و هي ايضا صافح الوفد و رحب بهم ( الكلام هيكون مترجم )
اياد بهدوء :
- اهلا سيد مارك كيف حالك.
مارك بابتسامة :
- بخير مستر اياد...نظر ل لين و مد يده ليصافحها :
- اهلا عزيزتي.
مدت يدها تصافحه :
- اهلا.
مارك ب اعجاب :
- لم اكن اعلم ان مساعدتك بهذا الجمال.
قبض على يده بقوة حتى كاد يمزقها رمقه بحدة كانت كافية لجعله يتوتر :
- هل هناك شىء مستر اياد.
اياد بابتسامة مصطنعة :
- لا لا شىء....نظر للرجل الاخر و قال :
- تشرفت باستضافتك مستر جاك و انتي ايضا جيسيكا.
اقتربت منه جيسيكا و قبلت وجنته هامسة بنبرة مغرية :
- مرت مدة طويلة منذ ان تكلمنا اخر مرة يا اياد انا غاضبة منك.
فتحت لين فمها بذهول و قرف من تصرفاتها ابتسم اياد بخبث قائلا :
- عزيزتي جيسي كنت مشغولا في الفترة الاخيرة لا تغضبي ف امرأة فاتنة مثلك يجب الا تغضب او تحزن نهائيا.
جيسيكا بدلع :
- ههههه اشتقت لمداعباتك.
اياد يحدث نفسه :
- و انتي وجيتي فوقتك يا حبيبتي يا جيسي.
نظر ل لين وجدها تقف و تطالعهما بضجر فحمحم و قال بجدية :
- تفضلوا.
جلسوا جميعا و بدأوا بمناقشة العمل و من حين لاخر تقترب جيسيكا من اياد و تلمس كتفه ووجنته و تضحك معه بنعومة.....زفرت لين بضيق فقال مارك :
- ا انت بخير . عزيزتي ؟
لين بضيق :
- وانت مال اهلك !
- لم افهم !!
نطقها بتعجب فحمحمت بعدما ادركت اندفاعها رفعت رأسها ل اياد وجدته يكتم ضحكته فقالت :
- ااا...نعم انا بخير مستر مارك.
اياد بحدة :
- ارجو ان تكونا قد اكملتما حديثكم الجانبي و نكمل العمل.
قلبت عيناها بعدم اكتراث ثم اكملوا عملهم...
بعد ساعة تقريبا انتهوا و غادر الوفد نظر اياد ل لين و صاح بغضب :
- انتي ازاي تسمحي ليه يكلمك بالطريقة ديه !!
لين باستفزاز :
- طريقة ايه ديه معلش اصلي مخدتش بالي.
جذبها من ذراعها و اردف بتحذير :
- لييين اوعى تحاولي تلعبي معايا الراجل ده كان شويا و هيبوسك و انتي مش معترضة ولا حاجة بالعكس شوفتك مبسوطة جدا.
سحبت ذراعها و صرخت بغضب :
- انت ماااالك هاااا مالك بيا الواضح ان هزاري معاك خلاك تصدق نفسك افهم يا استاذ اياد انت ملكش دعوة بيا و بحياتي و بلبسي ولا بكلامي و تصرفاتي اا....
لم تكمل كلامها لانه باغتها بوضع يده خلف عنقها و جذبها لحضنه شهقت بصدمة لكن لم تكملها لأنه اسر شفتاها في سجن شفتيها !!
فتحت عيناها بذهول مما فعله حاولت دفعه لكنها لم تستطع فهو يقبض عليها بقوة و يمنعها من التحرك انشا واحدا مرت عدة ثواني و هما على هذه الحال حتى ابتعد عنها ببطىء و على وجهه ابتسامة ماكرة.
لين بصراخ وهي ترفع يدها لتصفعه :
- انت واحد حقير !!!
امسك يدها بقوة و سحبها خلفه وهي تحاول تركه لكن لم تستطع ادخلها لسيارته و ركب هو ايضا انطلق بها بسرعة فائقة وهي تزمجر به :
- نزلني انت واخدني على فين.
لم يجب فقالت مجددا :
- ايااااااد !
توقف فجأة في مكان معزول نسبيا خرج و اخرجها معه وقف امامها و قال :
- انتي عايزه تعرفي ليه متدايق من لبسك و كلامك مع راجل تاني....اخذ نفسا عميقا وهمس بصوت متحشرج :
- انا بغير عليكي عشان انا بحبك يا لين...انا بحبك.
__________________________________ - اييييه !!
قالها جلال بذهول فأكملت :
- اه يا سيدنا الشبح و سيليا محصلتش بينهم علاقة من الاساس....بس زي ما قولتلك هو قالها تجهز نفسها الليلة ديه عشان ااا...
قاطعها بنبرة مميتة :
- مش هيحصل !! انتي هتهربيها يا نورهان.
نورهان بإيجاب :
- طبعا يا باشا الامور ماشية زي ما انت عايز و اكتر.
جلال بشر :
- كويس....و بعدها هتبقى فحضني و هوري رعد اني باخد املاكه ههههه.
اغلق الخط و طالع الفراع بشرود :
- ياااه يا سيليا سنين طويلة و انا مستني تكوني ليا انا فاكر كويس لما كنتي بتشوفي كنت عايز اخطفك و اتاجر بيكي بس فنفس اليوم اللي قررت اخدك فيه عملتي الحادث و اتعميتي....ف اللحظة ديه هدفي ف اني اكسب ملايين من وراكي ضاع و بعدها عرفت انك عايشة مع لين ف ارتبطت بيها عشان عيوني تفضل تراقبك و هي غبية و صدقت اني بحبها ههههه اتجوزتها بورقة عرفي و كنت عايز اتسلى بيها و استمتع معاها بس هي رفضت و قالت مينفعس تقرب مني غير و احنا متجوزين رسمي و قدام الناس ال يعني شريفة جدا بس مش مهم انا بنام مع ميت بنت غيرها.
ثم اكمل بتفكير :
- بس ما اخد سيليا دلوقتي هعمل بيها ايه هي عميا بس هههه بنت بنوت و سعرها غالي هههه.
اخذ هاتفه و طلب احد الارقام و بعد ثواني فتح الخط.
جلال بأمر :
- اقعد تستنى قدام القصر تماما و اول ما تلاقيها طلعت خدها ع الطول و حطها مع باقي البنات....يلا انجز. 
اغلق الخط مجددا و رمى الهاتف على الطاولة ب اهمال.
__________________________________
في القصر.
تجلس على السرير و بجانبها زهرة تختار بعض الفساتين حتى قالت :
- اهو الفستان ده حلو عليكي.
سيليا بسخرية :
- و بتقوليلي ليه انا كده هشوفه يعني.
طالعتها بقليل من الشفقة ثم حمحمت و اردفت :
- احم انا هنزل المطبخ شويا و ارجعلك.
سيليا باستغراب :
- الشبح هيجي امتى ؟
نظرت للساعة المعلقة على الحائط و تمتمت :
- هيجي بعد ساعتين كده.
همهمت سيليا بخبث :
- اممممم يلا يا زهرة روحي شوفي شغلك و لما تكمل تعالي.
ابتسمت و استأذنت منها و غادرت فوقفت سيليا تنتظر نورهان و بعد دقائق سمعت صوت الباب يفتح.
سيايا بلهفة :
- نورهان ديه انتي !!
نورهان بصوت خافت :
- ايوة انا....يلا انتي جاهزة.
- اه.
امسكت بيدها و خرجتا من الغرفة كان القصر مضلما و هادئا للغاية كالعادة في هذا الوقت المتأخر تحركتا لرواق منعزل عن الباقي فقالت سيليا بقلق :
- احنا فين.
نورهان بهمس :
- طالعين من باب سري...انهت كلامها وهي تنحني للاسفل و ياعدت سيليا في الانحناء كانت تتعثر في خطوة لاخرى لكن هدفها الوحيد الان هو الهرب لا شىء اخر.
بعد دقائق طويلة استطاعتا الخروج من القصر و مشيتا في الحديقة توقفت نورهان ولمحت سيارة سوداء من بعيد فابتسمت بغل و نظرت لسيليا بشماتة.....تحركت ثانية و قبل ان تمشي خطوة واحدة انتشرت الاضواء فجأة في الحديقة لتجد رعد يقف بشموخ و زهرة بجانبه و الحراس في كل مكان يوجهون سلاحهم عليهما !!!
انتفضت برعب و بدأت ترتجف فقالت سيليا باستغراب :
- انتي وقفتي ليه.
سمعت صوته الرجولي المخيف يغمغم بجمود :
- يمكن عشان هي مصدومة لانها شافتني.
شهقت بصدمة و تراجعت للخلف بسرعة هامسة بصدمة و رعب حد الجحيم :
- انت...ب.. بتعمل اا...ايه ه..هنا.
لم يتكلم بل مد يده على خصلات شعرها و جذبها منها فصرخت بألم شهقت زهرة بخوف عليها فنظر للحراس مزمجرا بأمر :
- تاخدو ال**** ديه على القبو و انتو عارفين شغلكو.
نورهان بفزع :
- لا يا باشا ابوس ايدك انا معملتش حاجة ديه هي اللي قالتلي طلعيني م ....
قاطعها بصفعة عنيفة على وجهها اسقطتها ارضا رمقها بقرف قائلا :
- ديه عشان فكرتي انك ممكن تخدعي الشبح و رجالتي هتعرفك الباقي.
سحب سيليا من شعرها خلفه وهي تتأوه من الالم و تصرخ ببكاء :
- ااااي انت بتوجعني سيبني.
ازداد ضغطه عليها حتى كاد يقتلع خصلاتها دلف للقصر و صعد لجناحه و كل الخدم يقفون بتوتر ينظرون لهما....ادخلها و ادارها له ليصفعها بعنف صرخت بألم شديد و بدأت دموعها بالنزول وهي تجد نفسها واقعة على الارض.
جذبها له ثانية و صرخ بصوت كالرعد :
- بقى انتي يا اللي مش بتشوفي حااجة عااايزة تهربي اللي مفيش بنت اتجرأت تعمله انتي فكرتي تعمليه مفكرة اني مش هعرف بخطتك انتي و نورهان بالهرب لا يا سيليا تبقي غلطاااانة فااااهمه !!!
انتفضت بفزع ثم صاحت بانهيار :
- اماال استنى تجي تغتصبني استناك تاخد حاجة مش من حقك هاا...
رعد بصراخ وقد فقد اعصابه :
- اني اقرب منك ده حقي و محدش يقدر يقول غير كده لانك مرااتي فااااهمه مرااااااتي !!!
مرت لحظات صامتة حتى هتفت باستنكار و غضب :
- ده جنون مش معنى انك انقذتني يبقى هكون عشيقتك او مراتك مؤقتا عبال ما تلاقي بديل اا...
قاطعها وهو يرفعها من ذراعها دفعها لتصطدم بالحائط و يقول بشر :
- لا انتي فعلا مراتي....لانك وقعتي على ورق زواجنا من غير ما تعرفي يا شاطرة....!!!
الليل حزين والايام قاسيه على قلبي..
ابكي في صمت متعب رقة روحي ونفسي الغارقة في وحشة الايام تتالمِِ..
وبداخلي اوجاع رقدت بصدري.. لاتترك  قلبي يغرق في مراره البعد فلقد ذاب الياس في صدى كتاباتيِِ.. لكنك مازلت بعيدا عني بين قلوب الحيارى ترش الحزن على
وجهي تجعل اوجاعي تتدفق
كالسم في شرياني..
اليوم تتركتي  للكتابه كريشه شاعر مغروسة بالدمع كي اكتب كلمات حزينه من عيني والموت يخطو خطواته قرب آلاميِِ يشرب من دموعي كاس جراحي اليوم تتركني لصمتي لوجدي خلف النوافذ كالشموع الدامعه فوق نار الشعر فوق افواه الجراح الجائعه اليوم يتركني الضياع في ساعه الليل الحزينه بدمعتيِِِِ.. فانا  لست سوى انسان يائس في الليل البائس...لا تهدأ جراحي...
ولاتسكت اشعاري..
احيانا نشعر بصفعة عنيفة مما نسمعه...تعجز الكلمات عن التحرر....و يصبح الفاه مجرد جندي اخرس في تلك الحرب....
و يصبح وجود العقل كعدمه....ليبقى الجسد حلقة وصل...حلقة ما بين الكتمان و الانفجار....
انفجرت شفتاها اخيرا لتسمح للسانها بالكلام :
- اا...انت...انت ب..بتقول اا..ايه...ثم تابعت باستنكار :
- انت مفكر ان بكدبة زي ديه هتخليني اسلم نفسي بيك ههههه لا فوق يا رعد انا عميا اه بس مش غبيا و اااا....
باغتها بامساك كتفيها و الضغط عليها بعنف واضح هامسا بتهكم :
- الشبح مش محتاج يكدب يا حلوة لاني لما اعوزك هحصل عليكي و غصبا عنك مش هقولك انك مراتي.
وضعت يداها على اذنيها و صرخت بغضب :
- بطل كدب حرام عليك و بعدين احنا اتجوزنا امتى هاا ف الاحلام !!!
سمعت صوت قهقهاته تعلوا ايردف بثقة و مكر :
- انتي كأنك نسيتي الورق اللي خليتك تبصمي عليه من فترة.
قضبت حاجباها و فجأة لاحت في ذاكرتها تلك اللحظة عندما تشاجرا و ادخلها لغرفتك كان على وشك الاعتداء عليها لكنه ابتعد عنها في اخر لحظة و جعلها تبصم على ورقة ما....
اتسعت عيناها لتهمس بدون وعي :
- ده كان ورق زواج !!
- تماما.
قالها بنبرة مرعبة و تابع :
- يعني اي حاجة بعملها هتكون من حقي... فاهمة !!
حركت رأسها يمينا و شمالا دليلا على رفضها لكلامه فصاحت به في انهيار :
- حراااام عليييك لييه تعمل فيا كده ليه خليتني اتجوزك من غير ما اعرف....جوازنا ده باطل. 
ضحك بسخرية عليها :
- ههههه لا يا قطة جواز رسمي بالشهود و المأذون و موافقة العروس كمان.
مسحت دموعها و همست بصوت متحشرج :
- انت...انت عرفت اني مخططة عشان اهرب ازاي.
توقف عن الضحك ووقف امامها امسك فكها بعنف مغمغما بشر :
- عارفة مشكلتك ايه مش بعماكي لا المشكلة بعقلك انتي نسيتي ان القصر ده قصري و قولتلك من قبل مفيش حاجة بتحصل غير ب اذني و مش صعب على الشبح يعرف خطط الاغبياء اللي زيك.
رفع عيناه ووزعها كالصقر في سقف الغرفة ليجد كاميرات المراقبة ابتسم بغرور و تذكر عندما كان يغادر القصر و يجلس في مكتب شركته يراقبها وهي نائمة و ايضا عندما تتناول الطعام و كل تفصيلة منها كان يراها فكيف لن يعلم بخططها مع الجاسوسة.
طرق على وجنتها بطريقة مستفزة مردفا :
- حسابي معاكي لسه مخلصش صدقيني من النهارده هتكرهي حياتك و تتمني الموت كل لحظة ولا تطوليه مش الشبح اللي تنيميه على ودانه يا سيليا ، انهى كلامه وهو يدفعها لتسقط على الفراش تقوس ثغره بابتسامة متعجرفة اتجه نحو الباب و كاد يخرج لكنه سمعها تتكلم بحرقة :
- انا عملت ايه فحياتي عشان اتجوز واحد مجرم بيقتل ارواح بريئة من غير ما يتردد.
تنهد بعدم مبالاة و حدث نفسه :
- اللي عملتيه اخطر بكتير مما بتتوقعي....انتي قطعتي عليا النوم لسنين طويلة و مش هسمحلك تبعدي عني دقيقة لحد ما اعرف ليه كنتي بتجي ف احلامي مش هسيبك لانك ملكي يا سيليا....ثم خرج و صفق الباب خلفه بعنف.
انتفضت مكانها ثم دفنت رأسها في الوسادة ليتعالى صوت شهقاتها بقوة تلعن حظها العاثر الذي اوقعها في براثين هذا الوحش....
____________________
حركت جفناها بخفة وهي تطالعه حتى تمتمت بضياع :
- اياد انت...بتقول ايه انا.....
قاطعها وهو يحتضن وجهها بحب :
- اه يا لين انا بحبك لا انا بعشقك فاكره من سنة لما جيتي تشتغلي ف الشركة كنا بنكره بعض جدا و بقعد اغيظك و انتي تزعقيلي.
ابتسمت وهي تتذكر مشاجراتهم المستمرة فأكمل :
- انا من وقتها بدأت اتعلق بيكي و عرفت ان مفيش يوم هيعدي عليا من غير ما اشوفك بقيتي عايشة فقلبي و عقلي و مشاعري كلها اديتهالك اه انا فعلا كان ليا علاقات مع بنات كتير اوي بس من لما حبيتك بعدت عنهم انا كنت عايز اتقدملك بس ملقيتش فرصة مناسبة و من شويا لما لقيت الراجل الغبي ده بيقربلك اتجننت من فكرة انك تضحكي او تبصي لراجل غيري انتي مينفعش تكلمي حد غيري لانك ملكي يا لين انا بحبك. 
سقطت دمعتها و تبعتها شلالات من الدموع و هي تستمع لكلماته هذه اول مرة تشعر بصدق كلمة " احبك " تشعر فعلا بوجود شخص يحبها هي فقط حتى جلال لم يعبر لها عن حبه بهذه الطريقة....افاقت من تفكيرها بذهول ماهذا الذي يحدث كيف تقارن بينهما.
ابتعدت يديه عن وجهها و قالت بصوت مختنق :
- استاذ اياد ارجوك انا مش لعبة عشان اي حد يجي يقولي بحبك و اصدقه.
اياد بذهول من ردها :
- لعبة !! حبي ليك معتبراه كذبة لين انا جدي فكلامي انا بحبك فاهمه يعني ايه يعني مش بقدر اعيش من غيرك ، و اكمل بحماس :
- و هنتجوز و اعملك فرح كبير اوي تحكي عليه كل الناس صدقيني هخليكي اسعد انسانة ف الدنيا.
وضعت يداها على وجهها و صاحت به في بكاء :
- بس بقى يا اياد كفاية كفااااية.
اياد و قد اقترب منها بقلق :
- لين في ايه مالك اا...
قاطعته و هي تشهق بخفة :
- رجعني على المطعم انا سايبة عربيتي هناك.
كاد يعترض لكن حالتها لا تسمح له بأن يتكلم تنهد بضيق و تمتم :
- اتفضلي.
ركبت سيارته و هو ايضا انطلق بها دون ان ينبس ببنت شفة بينما هي تضع رأسها على النافذة جسدها هنا اما عقلها فهو غارق في بحر اخر....
___________________
فتح باب القبو و دلف لينحني له الحراس نقل نظره لها وهي مقيدة ووجهها به الكثير من الكدمات و تبكي بألم فابتسم بغل و اقترب منها.
انحنى بجسده قليلا و سحبها من شعرها صارخا بصوت اخترق الجدران :
- ده جزاء اللي زيك يا ***** كنتي واخدة سيليا على فين هاا !!
انهى كلامه وهو يصفعها مجددا صاحت بألم و تحدثت ببكاء :
- سامحني يا باشا انا عبدة المأمورة و بعمل اللي يقولولي عليه.
قبض عليها اكثر و همس بنبرة كحفيف الافعى :
- مين اللي قالك تعملي كده..... انطقي !!
- ج...جلال باشا.
قضب حاجباه و اردف :
- و ليه يحاول يهربها هو بيعرفها ولا ايه ؟!
نورهان بخوف :
- اااا...الصراحة هو حاطط عينه عليها انا مش عارفة شافها امتى بس بعتله صورها و قالي انه بيعرفها من زمان و بي....بيحبها.
كلماتها كانت كافية لجعل روحه تحترق بنيران اشعلها الغضب و الحقد....و الغيرة !!!
سألها وهو يحدجها بنظرات لا تحمل ذرة رحمة :
- كنتو واخدينها على فين.
توترت و اخفضت بصرها متمتمة :
- ااا...كان عايز ياخدها مع البنات الجداد عشان يتاجر بيها و انا اااااه !!
صرخت وهي تتلقى صفعة اخرى منه و تلتها عدة صفعات و لكمات منه حتى فقدت الوعي !!
ابتعد عنها و عدل سترته ليزمجر بالحراس بقوة :
- صحوها و عذبوها تاني.....مرر يده على شعره قائلا بحدة :
- ديه اخرة اللي يحاول يأذي مرات الشبح.
غادر سريعا و صعد لجناحه وجد زهرة تخرج منه فاشار لها بالاقتراب و امتثلت لأوامره....وقفت امامه فقال بجمود :
- بتعمل ايه دلوقتي.
زهرة باحترام :
- كانت قاعدة بتعيط بعدين نامت يا سيدنا.
هز رأسه و اشار لها بالانصراف دخل هو ووجد سيليا نائمة بعمق ، جلس بجانبها و لمح اثار اصابعه على وجنتها البيضاء تقوي فمه بغضب و حدث نفسه :
- غلطتي اوي يا سيليا لما حاولتي تهربي مش انا قولتلك اللي بيدخل ع القصر ده مبيطلعش ليه بقى مسمعتيش كلامي و عندتي.
زفر بقوة و نهض دلف لحمامه و استحم ارتدى ملابسه و استلقى على الفراش بجانبها....
_________________
- هههههه بتتكلمي جد !!
تعجبت من ضحكاته و قالت :
- اه يا جلال بتكلم جد  ثم انت ليه فرحان المفروض تتنرفز لما حد يقول لمراتك انا بحبك مش تضحك كده.
جلال بمكر :
- يا غبية اللي حصل ده لمصلحتنا الايد اليمين للشبح بيحبك و متعلق بيكي و احنا لازم نستغل الموضوع ده.
لين بذهول من كلامه :
- تقصد ايه !!
جلال بابتسامة ثقة :
- يعني توهميه انك بتحبيه بردو و موافقة تتجوزيه خليه يثق فيكي و يكلمك فكل حاجة خاصة بشغله و ااا....
قاطعته بصدمة وهي تقف لتصرخ به :
- جلااال ايه الكلام ده عايزني اوهم واحد اني بحبه و استغله كمان و فوق كل ده انا مراتك المفروض تغير عليا مش ترميني فحضن راجل غيرك.
نهض و قبض على ذراعها مردفا بحدة و نفاذ صبر :
- انتي لازم تنفذي اللي بقولك عليه يا لين....و تابع بحب مزيف :
- يا قلبي مش انتي بتحبيني و مستعدة تعملي اي حاجة عشاني طب ليه معترضة على كلامي.
لين بضيق :
- لاني هجرحه يا جلال و لو عرف اني بخدعه هيقتلني.
جلال بمكر :
- متخافيش مش هيعرف بس انتي اعملي اللي بقولك عليه ماشي.
قال الكلمة الاخيرة بحدة فهزت رأسها باستسلام ثم همهمت بتعب :
- الوقت اتأخر وعايزة انام.
اومأ و طبع قبلة على وجنتها هامسا :
- تصبحي على خير....ثم غادر الشقة.
تنهدت هي بقلة حيلة ووضعت يدها على شعرها قائلة بغضب :
- انتي واحكة حقيرة يا لين حقيييرة !!
__________________
عندما خرج جلال اتصل بأحدهم و بعد دقائق اغلق الخط وهو يصرخ بغضب :
- ازاي اتقفشو ازاااااي....ضرب مقود السيارة بعنف و اكمل بشر :
- يعني مخططاتي كلها فشلت الشبح عرف ينقذها مني بس لا يا رعد صدقني مش هتفرح بيها كتير انت مينفعش تكون معاها اصلا لانك دمرتها و بسببك فقدت احلى بنت كنت هكسب منها ملايين.
زفر بانفعال شديد ثم قال :
- نورهان الغبية اكيد هتعترف عليا و الشبح هينتقم متي لازم اتصرف حالا و لين ديه تعرف كل المعلومات اللي تخصه لازم.
اخرج زجاجة الخمر من الدرج و اخذ يتجرعها بشراهة و يفكر فيما سيحدث....
___________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظ رعد و نهض سريعا ارتدى ملابسه بنطال جينز باللون الاسود و سترة جلدية سوداء اخفى سلاحه داخل جيب الحزام ثم تطلع للمرآة بخبث :
- وقت العقاب.
اخذ مفاتيح سيارته و هاتفه نزل للاسفل ووجد اياد ينتظره كالعادة.
وقف امامه و قال بجدية :
- يلا.
اياد بتوتر :
- طب ممكن تهدى شويا عشان متعملش حاجة غلط.
زمجر به في عنف :
- اهدى ازااااي هااا و ال ***** كان عايز يخطف مراتي انا هقتله يا اياد هقتله.
حاول الاعتراض لكن لم يستطع فتنهد بيأس :
- براحتك اعمل اللي عايزه.
مسح على وجهه و غادرا القصر ركب سيارته و اياد بجانبه كان كوال الكريق شاردا بلين هل ستقبل حبه ام ترفضه....
بعد دقائق توقفت السيارة بقوة مصدرة احتكاكا عنيفا ترجلا من السيارة و دلفا للفيلا بعدما تخلصا من الحراس....
1
كان جلال جالسا في غرفة مكتبه عندما اقتحم احدهم المكان رفع رأسه بغضب لكن سرعان ما تحول لرعب وهو يرى الشبح يقف امامه بشموخ و قسمات وجهه تكاد تحرق المكان من الغضب.
جلال بخبث :
- الشبح بنفسه جاااي ليا منور يا باشا.
قبض على يده بعنف و قد احتضنت جهنم عيناه و فجأة انقض عليه يلكمه و يركله بعنف و يصرخ بعصبية :
- جتلك الجرأة ازاااي عشان تحط جاسوي فقصري و تاخد سيليا مني.
جلال بضحكة شريرة رغم المه :
- ههههههه مفيش حاجة تصعب عليا يا شبح.
اياد بجدية وهو يبعد رعد عنه  :
- رعد سيبه هو بيحاول يستفزك متسيبوش يوصل ل اللي عايزه.
ابتعد عنه فسقط جلال على الارض يتأوه بألم ركله رعد في بطنه و قال بتهديد :
- ابقى فكر تقرب من مراتي و انا هربيك.
جلال بصدمة :
- مراتك.
ابتسم و لم يرد بل استدار ليغادر و خلفه اياد....كادا يخرجان لكن جلال وقف و اردف بغضب و عصبية :
- مستحيل تكون ليك و انت اصلا السبب فحالتها.
توقف مكانه و لف رأسه له اقترب منه يغمغم بحدة :
- تقصد ايه.
تأوه الاخر وهو يضحك بألم فجذبه الرعد من ياقة قميصه صارخا :
- تقصد ايييييييييه !!!
نظر له جلال و همس بحقارة :
- سيليا اتعمل بسبب شخص خبطها بالعربية من 5 سنين....و الشخص ده هو انت يا رعد !!
و كأن للقدر آراء اخرى..يفاجئنا بما لم نتصوره يوما..
وكأن الصدمة كانت عميقة..
..موحشة..مميتة لأبعد حد..
تعاقب المرء على افعاله البعيدة تمام البعد عن الانسانية..
ليدرك ان نتائج شره تجسدت في انسان تعلقنا به..فصبرا يا ابن ادم انت لم ترى شيئا من عدالة السماء..
ارخى قبضته ليتركه و يعود للخلف بخطوات بطيئة دون النطق بحرف ثم مالبث ان هجم عليه مجددا و هو يزمجر به في جنون :
- انت اتجننت يا ***** بتألف قصص على الشبح يا *** !
ابعد يداه بعنف وهو يجيب بنبرة غاضبة :
- انا مش بكدب ولا بألف بردو يا رعد ديه الحقيقة انت اللي خبطت سيليا بالعربية من 5 سنين.
- عندك دليل على كلامك ؟!
قالها اياد بترقب و صدمته لا تختلف عن الاخر فضحك جلال مردفا بثقة :
- مش محتاج لدليل لان الشبح هيفتكر لوحده ، نظر له و تابع بمكر :
- ايه يا رعد انت نسيت الحادث اللي حصل من سنين..لما كنت لاحقني انت و رجالتك و خبطت بنت ف شارع ***** و كملت طريقك هه ده انت حتى متعبتش نفسك ووقفت تشوفها لا امرت واحد من رجالتك يوديها المشفى و بعدين مسألتش عليها..ها افتكرت.
قضب حاجباه ورويدا رويدا بدأ يستعيد في ذاكرته ماحدث..
Flash Back
(على الطريق العام تسير عدة سيارات بسرعة فائقة تتصظرها سيارة فارهة باللون الاسود يقودها الشبح و يتكلم في يماعة البلوتوث مغمغما بجدية :
- اقفل الحدود يا اياد اوعى تخلي جلال و رجالته يهربو بالشحنة.
اياد بجدية مماثلة :
- تمام اطمن مش هيعرف يهرب.
تقوس فمه بعبوس و اكمل القيادة لكن فجأة و بدون سابق انذار ظهر شبح فتاة امامه لم يستطع لمح وجهها بل ضغط على المكابح مصدرا صوت احتكاك عالي لكن لم يستطع ايقاف السيارة و في ثواني كان يرى جسد تلك الفتاة يرتطم على الارض بعنف...
كاد يخرج لكن تراجع اخذ هاتفه و طلب احد الارقام و بعد ثواني فتح الخط.
رعد بحدة :
- في بنت واقعة ع الارض شيلها ووديها المشفى.
- امرك يا باشا.
اغلق الخط و زفر بضجر هامسا :
- هي ناقصة.... )
Back
اغمض عيناه بقوة و شد على شعره وهو يتنهد بعدم تصديق هل تلك الفتاة هي نفسها سيليا....فتاة احلامه !!
راقب جلال ملامحه وتمتم بصوت قاسي :
- الظاهر انك افتكرت ها قولي ايه احساسك بقى و انت عارف ان البنت اللي بتقول عليها مراتك هي نفسها اللي خبطتها بالعربية من سنين طويلة...ها.
رفع رأسه و حدجه بنظرات مخيفة كاد يضربه مجددا فأمسك اياد ذراعه قائلا بهمس :
- رعد فكك منه خلينا نروح.
دفعه بخفة و اردف :
- استنى يا اياد انا عايز افهم منه شوية حاجات....انت عرفت ازاي انها نفس البنت.
قهقه عاليا ثم جلس على كرسي مرددا بثقة :
- هو انا مقولتلكش اني حاطط عيني على سيليا من زمان اوي يعني من لما كانت ف الملجأ بعدين طلعت منه الصراحة هي بنت حلوة لدرجة مفيش راجل يقدر يقاومها انا لسه فاكر اليوم اللي قطعت عليها الطريق و كلمتها....
Flash Back
( في وقت متأخر من الليل.
خرجت سيليا من المطعم بعدما انهت عملها وقفت على الرصيف تنتظر عبور سيارة اجرى لكن فجأة لمحت احدا يقترب منها و خلفه عدة رجال.
توترت و تحركت لتبتعد عنهم بسرعة لكن قبل ان تذهب امسكها جلال قائلا بخبث :
- مالك يا حلوة رايحة فين سيبينا نتكلم شويا.
ابعدت يده بقوة و صاحت به في حدة :
- اوعى تتجرأ تلمسني تاني.
لمعت عيناه بإعجاب من شجاعتها فتنهد متابعا :
- عجبتني قوتك برافو عليكي بس الاحسن توفريها لحد تاني احسن ازعل منك هاااا.
نظرت له بتهكم متمتمة :
- هخاف منك يعني....يلا وسع السكة يا اخ انت بلاش قرف ع المسا.
احد حراسه بحدة :
- انتي يا بتاعة عارفة نفسك بتكلمي مين...اديني اشارة يا باشا و انا هضبطها.
جلال بأمر :
- محدش يدخل ، نظر لها و اردف :
- انا مجيتش ااذيكي يا انسة خدي رقمي و وقت ما تحتاجي لشغل احسن من شغلك ف المطاعم رنيلي و خدي بالك انا عادة بشغل البنات غصبا عنهم بس انتي ليكي معزة خاصة فقلبي.
عقدت حاجباها بتعجب و سرعان ما اتسعت عيناها بخوف بعدما ادركت قصده بهذا العمل توترت لكنها جاهدت اخفاءه فقالت بقوة :
- اطمن مش هحتاج لشغلك ، رمت البكاقة التي تحمل رقمه في وجهه و تابعت :
- بغض النظر عن انت مين بس اوعى تفكر تطلع فوشي تاني سلام.
راقبها بشغف وهي تبتعد عنه مسح على وجهه و حدث نفسه :
- البنت ديه عاجباني اوي ولازم احصل عليها.
نظر لأحد الرجال وتحدث بنبرة آمرة :
- تراقبها و تعرف كل حاجة عليها اوعى تغيب عن عينك.
- امرك.
رفع رأسه بشموخ ثم عاد لسيارته.....)
Back
ابتسم و هتف بصوت هادىء :
- بعد ما كلمتها حسيت قد ايه هي ضعيفة بس بتحاول تداري صعفها و خوفها ورا صوتها العالي البنت دخلت فدماغي خلاص و قررت اجيبها و تكون واحدة من البنات اللي بنام معاهم كنت قادر اخدها غصب بس مهانش عليا....
ثم اكمل بغموض :
- و يوم مازهقت من محاولتي ل اني اخليها تجيلي بنفسها قررت اخطفها ههههه طبعا من الصدفة ان الشحنة بتاعتك كانت هتتهرب فنفس اليوم و انا قدرت اسرقها منك و لما انت عرفت لحقتني مع رجالتك و قدرت تمسكني.
لمس بيده موقع الخدش على دقنه و همس بحقد :
- و هنتني و ضربتني قدام كل الناس خليتني مسخرة....المهم انا عرفت بعدين من مصادري انك خبطت بنت و سبتها مرمية ف الشارع لحك ما واحد من رجالتك رماها ف مشفى حكومي روحت اشوف مين البنت ديه و هههه اتصدمت ان البنت ديه هي سيليا المسكينة حياتها كانت فخطر كبير و دخلت فغيبوبة لشهر و نص و لما فاقت عرفت انها بقت عميا.
كاد رعد ينهار من هول ما سمعه نعم هو قتل الكثير من الناس لكن لم يكن احد منهم بريئا اما هذه الملاك هي اول شخص بريء يتحمل نتيجة اعماله القذرة...
مسح على وجهه و رمق جلال بغموض دنى منه و همس بتهديد :
- كلمة واحدة مش هعيدها يا جلال تبعد عن طريقي احسنلك و الا هتلاقي مني وش عمرك ما تخيلته....كلامي واضح.
بادله بنفس النظرات و لم يعلق فطالعه رعد بازدراء و غادر و خلفه اياد...
مرر هو يده على ذقنه بمكر :
- هنشوف يا رعد انت قفشت الجاسوس اللي فقصرك بس هتعرف هوية الجاسوس اللي فشركتك ازاي يا حبيبي هههههه اذا كان صاحبك الوحيد هو اللي هيقضي عليك بحبه ل.... مراااتي ههههه.
_________________
في السيارة.
نظر اياد لرعد الذي لم ينطق بحرف منذ ان خرجا من منزل جلال وضع يده على كتفه هاتفا بصوت اجش :
- رعد ااا....
قاطعه بنبرة قاتمة :
- مش عايز اتكلم فحاجة.
- بس ااا...
قاطعه ثانية بصراخ منفعل :
- اياااد قلت مش عاااايز اتكلم !!!
اياد وهو يحاول تهدئته :
- طب ماشي اهدى هنبقى نتكلم بعدين.
زفر بسخط قائلا :
- مكنتش متخيل ان البنت اللي خبطتها مستقبلها هيضيع بسببي...عشان كده كانت بتجيلي ف احلامي طول السنين ديه لو وديتها مشفى احسن و تابعت حالتها كنت هعالجها مش اسيبها عميا لفترة طويلة كده.
طالعه اياد قليلا ثم تمتم بابتسامة :
- تصدق لو مكنتش اعرفك كويس كنت هقول انك بتحبها و زعلك ده مش تأنيب ضمير لا ده حب.
نظر له بطرف عينه ثم ابتسم ولم يعلق.
اياد بذهول :
- يا دين النبي انت بتضحك انا مش مصدق نفسي اه عارف ان ليك شخصيتين رعد رجل اللعمال و الشبح زعيم المافيا و تاجر الاسلحة بس مكنتش اعرف ان عندك ااا...
قاطع كلامه بملل :
- في ايه يا بني انت بالع كاسيت اخرس احسن اخرسك بطريقتي.
وضع يده على فمه بطريقة كوميدية ثم تدارك شيئا و همس :
- رعد.
- اممم.
همهم بها و عيناه مركزتان على الطريق ف تابع الاخر :
- انا.... اعترفت ل لين بمشاعري قولتلها اني بحبها و طلبت ايدها للجواز.
رعد بهدوء :
- وهي قالتلك ايه.
اياد بحيرة :
- لسه مقالتش حاجة.... انا خايف ترفض حبي.
زمجر به في اقتضاب :
- اجمد يا حيلتها ولا الحب هيضعفك.
اياد بتذمر :
- ملكش دعوة انا مبسوط كده....بس تصدق اني مش عارف عنها حاجة حتى عنوانها مش عارفه.
رعد بتهكم :
- و بتقول انك حبيتها و انت مش عارف هي عايشة فين....غبي و تافه و ملكش ستين لازمة.
قلب عيناه بتملل هامسا :
- على اساس انك بتعرف بيعملو ايه ف الحب يعني.
_________________
في القصر.
فتحت عيناها بعد ليلة طويلة قضتها في البكاء نهضت جالسة و نادت بصوت ناعس :
- زهـــرة !!!
لم تمر ثواني حتى فتح الباب و دخلت زهرة قائلة بابتسامة :
- صباح الخير يا هانم.
سيليا بحزن :
- وهو في خير موجود ف القصر ده.
كتمت ضحكتها و اردفت :
- طب بزمتك مش غلطة كبيرة انك تفكري تهربي من قصر الشبح.
زمت شفتيها بامتعاض :
- اه و انتي كنتي مشتركة معاه قولتيلي انه هيجبرني انام معاه عشان تخبيني اهرب و تعرفو مين الجاسوس.
زهرة ب احراج :
- ده كان امر و انا لازم انفذه مش ب ايدي.
تقوس ثغرها باستنكار واردفت :
- انا جوعان مكلتش حاجة من المبارح.
مسدت زهرة على شعرها بحنان :
- قومي معايا تاخدي شاور و تلبسي و ننزل.
سيليا بتوتر :
- ال...الشبح فين.
اجابتها ببساطة :
- طلع من بدري يا هانم.
- طب هو عمل ف نورهان ايه.
تجهم وجهها ثم اجابت بجمود مدعية الجهل :
- مش عارفة.
قضبت سيليا حاجباها و حدثت نفسها :
- اكيد بيكون عملها حاجة وحشة و ذنبها انها حاولت تنقذني منه لله ربنا ينتقم منه.
انتشلتها زهرة من تفكيرها :
- يلا يا هانم.
هزت رأسها و نهضت معها.....
__________________
في الشركة.
يجلس في غرفة مكتبه يهز ارجله بتوتر رن هاتف المكتب ففتح الخط قائلا بلهفة :
- لين وصلت.
- اه يا فندم و طلبتها عشان تجيلك.
ابتسم اياد و اغلق الخط ركز ناظريه على الباب و بعد دقائق سمع طرقه فأذن بالدخول.
دلفت لين وهي تنظر للارض و علامات التوتر بادية على وجهها اقتربت منه فانتصب واقفا طالعها قليلا ثم تحدث بابتسامة :
- صباح الجمال اتأخرتي ليه يابنتي و الله خللت و انا مستنيكي.
ضحكت عليه و اردفت :
- اسفة.
اياد بحماس :
- طب ايه.
ردت عليه بعدم فهم مصطنع :
- ايه ؟ في حاجة.
اياد بغيظ :
- انتي لحقتي تنسي....يا بنتي بخصوص كلام المبارح.
اخفضت رأسها بخزي من افعالها لكنها اقنعت نفسها بأنه مجرم مثل صديقه و يجب عليها تنفيذ ما يقوله زوجها....طالعته بتردد ثم تمتمت :
- انا....احم فكرت فكلامك المبارح و عرفت اني....ب ح ب ك.
اياد بسعادة وهو يمسك وجهها :
- بجد !! اا انتي بتحبيني زي ما انا بحبك.
هزت رأسها بابتسامة مزيفة فانقض عليها يحتضنها بقوة و يردد باشتياق :
- انا مبسوط اووي يااااه يا لين قد ايه استنيت اللحظة ديه اوعدك هخليكي اسعد انسانة ف الدنيا كلها و مش هزعلك ابدا هخلي حياتك كلها فرح.
نزلت دموعها و لعنت نفسها الاف المرات كم تمقت نفسها الان حتى لو لم تكن تحبه لكنها تخدعه....تخدع قلبا احبها بصدق !!!
فاجأهم فتح الباب على مصراعيه انتفضوا بفزع و استداروا ليجدوا رعد يطالعهم بسخط.
اياد بارتباك :
- ااا رعد انت بتعمل ايه هنا.
اجابه بسخرية :
- المفروض انا اللي اسألك انت بتعمل ايه بتشتغل ولا حاجة تانية.
حمحمت لين بخجل و همست :
- عن اذنكم ، و غادرت سريعا.
تطلع اياد لرعد بغيظ و اردف :
- كان لازم تجي ف الوقت ده.
رعد بحدة :
- بتقول حاجة يا اياد.
اياد بابتسامة مزيفة :
- بقول حمد لله على السلامة ها خير محتاج حاجة.
استدرك شيئا و غمغم بجدية :
- اه كنت عايزك فموضوع مهم.
اياد باهتمام قائلا :
- خير في ايه.
اخبره رعد بشىء ما و انهى كلامه :
- عايز كل الاجراءات الازمة تتم فاهم.
اياد وهو يربت على كتفه :
- متقلقش يا صاحبي كل اللي عايزه هيحصل.
في جهة اخرى.
جلست لين على كرسيها و اخذت هاتفها طلبت رقم جلال و فتح الخط.
جلال بتساؤل :
- عملتي ايه.
لين بابتسامة :
- كل اللي انت عايزه اطمن.
جلال بارتياح :
- كويس طمنتيني.
ظلت تتكلم معه لمدة طويلة نسبيا ثم اغلقت الخط زفرت و حدثت نفسها بتفكير :
- انا مليش دعوة ب اياد و بحبه كل اللي يهمني ان جلال يكون مبسوط.
______________________
في مساء يوم اخر.
دخلت لغرفتها و استلقت على سريرها تفكر مر اسبوع لم تقابل فيه رعد فهو منذ ما حدث لا يأتي للقصر ابدا لكن هذا لا يهمها فهي سعيدة بغيابه.
همس بصوته الاجش بجانب اذنها :
- بتفكري فيا صح.
صرخت بهلع و هي تنهض و تردد :
- بسم الله الرحمان الرحيم اااا ر...رعد !!
ضحك عليها باستخفاف و قال :
- في ايه مالك مرعوبة اوي كده ليه....خايفة مني.
سيليا بشجاعة مزيفة :
- و اخاف ليه يعني.
سحبها لأحضانه و همس وهو يقبل عنقها بعمق :
- كلامك صح هتخافي من جوزك ليه.
ارتعدت مفاصلها بتوتر وهي تشعر بيده تنتقل لجسدها اغمضت عيناها بقوة و تمتمت بخجل :
- ر...رعد ابعد.
- هششش اهدي مش هعمل حاجه.
قالها وهو يبتعد عنها فجأة نهض واقفا و مسح العرق المتصبب من جبينه بسبب اقترابه منها طالعها قليلا ثم تشدق ب :
- يلا قومي.
سيليا باستغراب :
- ها ؟!
اعاد كلامه بحدة :
- بقولك قومي احنا طالعين.
شهقت بخوف منه :
- على فين.
زفر بضجر منها و بسرعة امسك ذراعها و سحبها منه هاتفا :
- هتقعدي ترغي كتير امشي قدامي.
سحبت يده و صاحت بحدة :
- مش رايحة لمكان انا مش لعبة عندك يا شبح !!
جز على اسنانه وهو يطالعها بعيناه المظلمتان هي الوحيدة التي تجرأت و رفعت صوتها في وجهه و عصت اوامره لكن طفح به الكيل الان !!
باغتها بادخال يده في شعرها من الخلف رفع رأسه و ضربه بمقدمة رأسه بقوة لتصرخ بألم و تسقط مغشيا عليها بين يديه !!
انحنى و حملها بخفة خرج من الغرفة و غادر القصر ليركب سيارته و ينطلق بها.... نحو وجهة معينة !!
بعد مدة قصيرة.
تأوهت وهي تمسك رأسها بألم فتحت عيناها و شمت رائحة غريبة فتمتمت بصوت مبحوح :
- انا فين.
- معايا.
قالها رعد بخبث و تابع :
- راسك واجعك ولا ايه.
سيليا بحدة رغم المها :
- انت ضربتني و جبتني فين يا رعد....قولي هتعمل فيا ايه.
اجابها ببرود تام :
- مع اني مش مضطر اجاوبك بس هقولك.
نهض واقفا و دنى منها بخطوات بطيئة جعلتها تتوتر بلعت ريقها برعب فانخفض لمستواها مغمغما بصوت قاتم :
- انتي ف المشفى يا سيليا !!.....
نطقت سيليا بدهشة :
- ايه !! م م مشفى...انت جايبني هنا ليه انا كويسة ومش ااا....
قاطعها بنبرة باردة :
- عارف انك كويسة انا جايبك عشان حاجة تانية. 
- و اللي هي !
قالتها بتوجس فغمغم بجمود كأنه بقول شيئا عاديا :
- هتعملي عملية عشان عينيكي.
سيليا بصدمة وهي لا تستوعب ما تسمعه :
- ها !! عملية ! تقصد عشان ااا..افتح.
ارتسمت ابتسامة رقيقة على ثغره وهو يرى ملامحها السعيدة و المتحمسة كم آلمه شعور ان يكون هو السبب في حالتها هذه و انها لم ترى سوى الظلام لسنوات طويلة...
افاق من تفكيره على كلامها وهي تهتف باستغراب :
- بس انت ليه هتعملي عملية عشان ارجع افتح.
تنحنح رعد مجيبا بهدوء :
- مش قولتلك من قبل متسألنيش على حاجة انا بس اللي بسأل.
زفرت بضيق و اردفت :
- و انا مش عايزه اعمل العمليه ديه خلاص انا اتعودت على الظلمة.
انخفض لمستواها و رفع يده يتلمسها بنعومة هامسا بصوت اجش :
- مش بمزاجك يا سيليا انا بقول و انتي بتنفذي من غير نقاش و دلوقتي ارتاحي شويا عشان بعد ساعة بالضبط هتدخلي اوضة العمليات.
ازاحت يده و قالت بقوة :
- انا مش محتاجة شفقة منك و ااا...
قطع كلامها عندما قبض على ذراعها النحيفة و غرز اظافره فيها حتى اطلقت صيحة الم ، قربها منه و تمتم من بين اسنانه بتهديد :
- ل اخر مرة هقولك اتعدلي معايا احسن اعدلك بطريقتي الخاصة واضح !!
هزت رأسها ببطى لتهتف بألم :
- انت ب...بتوجعني.
رعد بعدم اكتراث :
- احسن.
اردفت هي بعدما ترك ذراعها :
- بس انا مش فاهمه ليه هتعملي عملية و تكلف نفسك مع انك مش مجبور تصرف عليا.
ابتسم مجددا و همس بجانبه اذنها :
- بس العيون الزرقا ديه تستاهل تنور و تشوف الدنيا.
اخفضت رأسها و هي تشعر بالحمرة تتسلل لوجنتيها ظهر شبح ابتسامة على شفتيها فرفعت يداها و دفعته برفق ليبتعد عنها....
حمحم و انتصب واقفا يمسح على شعره سمع طرق الباب و بعد ثواني دلف اياد بصحبة الدكتور المشرف عليها.
اقترب منه اياد متمتما بابتسامة :
- الاجراءات خلصت اهو و المدام شويا و هتدخل تعمل العملية.
بادله رعد الابتسامة بهدوء :
- شكرا يا صاحبي.
اياد بمرح وهو يحدق بسيليا :
- في ايه يابني احنا صحاب ولو ثم انت من امتى بتتشكر حد الواضح ان المدام غيرت فيك حاجات كتير.
رمقه بحدة و هتف من بين اسنانه :
- طب يلا من قدامي الساعة ديه احسن ارجع لطبيعتي.
حمحم اياد وهو يرد بطريقة كوميدية :
- لا والله مانت عامل حاجة عارف اني مش بهون عليك يا رعد يا رفيق عمري.
ضحكت سيليا هذه المرة من كلام هذا الشخص الذي يظهر عليه المرح عكس صديقه طالعها رعد قليلا ثم اشار للطبيب بالخروج للتكلم معه.
رعد بهدوء :
- سيليا انا طالع شويا و زهرة شويا و هتجيلك.
اومأت بآلية و همست :
- ماشي.
خرج من الغرفة مع اياد نظر للدكتور بجدية :
- العملية ديه مضمونة يا دكتور زي ما قولتلي صح يعني مفيش خطر على حياتها.
الطبيب بإيجاب :
- اه يا باشا و كمان تحاليلها ممتازة و تدل على ان نسبة نجاح العملية كبيرة متقلقش هنعمل كل اللي نقدر عليه و اللي كاتبه ربنا هيحصل ادعيلها.
تنهد رعد بعمق و اشار بيده للطبيب ليغادر فذهب سريعا وقف اياد امامه وهو يحدجه بابتسامة صغيرة فغمغم رعد بصوت قاتم :
- بلاش كلامك اللي ملوش فايدة مش ناقصك.
اياد بضحكة :
- يعني انت بجد خايف عليها....طب ليه ده تأنيب ضمير ولا حاجة تانية.
اخذ نفسا عميقا و اخرجه دفعة واحدة كأنه يتخلص مما يزعجه :
- مش عارف يا اياد مش عارف انا مش هنكر اني اتعلقت بيها حتى قبل ما اشوفها 5 سنين وهي بتجيلي ف احلامي و انا مش فاهم السبب و ف اليوم اللي اقدر اشوف وشها فيه التقيت بيها صدفة و خدتها على قصري على اساس انها عشيقتي بس مع ذلك مقدرتش ا أذيها ولما خفت عليها من نفسي اتجوزتها من غير ما تعرف عشان معملش معاها حاجة غلط و بعدين اتفاجأ بأنها نفس البنت اللي خبطتها بالعربية من سنين و اتسبب ف انها تتعمى و تبطل تشوف النور ، 5 سنين وهي عايشة فالظلمة بسببي انا عمري ما وجعني قلبي على حد اذيته بس هي غير....سيليا مختلفة على كل واحد شوفته فحياتي هي الحاجة الوحيدة النظيفة فحياة الشبح المليانة جرايم.
صمت ليغمض عيناه ببطىء و انفاسه تتسارع نعم مشاعره لم تعد ملكه قلبه و عقله انتقلا لملكية شخص اخر وهي سيليا....فتاة احلامه !!
اما اياد فهو بالكاد يستطيع استوعاب ما يسمعه هل الشخص الواقف امامه هو نفسه الشبح المجرم السفاح الذي لا يرحم احدا و يقتل من يقف بطريقه دون ان يرف له جفن....
لا بل يقف امام انسان اخر تماما انسان يشعر باشياء يشعر هو بها اتجاه لين هل هذا يعني انه....
هز رأسه يمينا و شمالا يطرد هذه الافكار السخيفة من عقله طالع الرعد و قال بضحكة :
- هو انا مقولتلكش ولا ايه.
رعد بعدم اهتمام :
- ايه في ايه.
عدل اياد سترته الجلدية و قال بثقة :
- اصل صديقنا الحبيب راجع من امريكا بعد يومين.
رفع رعد احدى حاجباه مردفا بابتسامة :
- ت
- تقصد جاسر ؟
- ايوة تمااماا جاسر راجع يا صاحبي و هنرجع نلم الشمل من جديد ههههه.
رعد بنظرة حسابية :
- يعني اخيرا اقتنع انه ينقل شغله ل هنا بقى.
اياد بتنهيدة حزن :
- هيعمل ايه ف بلد غريب مراته و بنته ماتو و سابوه اكيد مش هيقدر يعيش لوحده اكتر من كده ، المهم هو قالي اعرفك برجوعه يا شبح.
رعد بهمس و تحذير :
- وطي صوتك و متقوليش الشبح بمكان عام.
كتم اياد ضحكته مجيبا :
- اسف نسيت بس الناس هتعمل ايه لما تعرف ان المجرم المطلوب دوليا قاعد جنبهم و متنكر فشخصية رجل الاعمال رعد السيوفي.
وكزه في كتفه بخفة و قال بحدة :
- بحذرك ل اخر مرة اخرس !!
___________________
في شقة لين.
كانت تتحدث مع جلال على الهاتف.
لين بتذمر :
- يعني مش هتيجي ومش هقدر اشوفك هنا تاني.
1
اجابها جلال بمكر :
- حبيبتي ما انتي دلوقتي المفروض تحوني حبيبة اياد و اكيد هو حاطط رجالة تحرس شقتك و نيبقى يجيلك ف مينفعش اجي هنا لانه هيشوفني و خطته تفشل.
لين بشىء من الحدة :
- مليش دعوة ب اياد يا جلال انا اا....
قاطعها بنفاذ صبر :
- لين ارجوكي بلاش حكاية اني جوزك و انتي مراتي مش انتي وعدتيني انك توقفي معايا فكل قرار بتخذه يبقى ليه رافضة دلوقتي !!
ردت عليه بفتور :
- مش رافضة بس بردو مش مقتنعة باللي بنعمله دلوقتي.....احم جلال انا نعست هقفل و انام.
اغلقت الخط بسرعة قبل ان يرد عليها القت بثقل جسدها على الطاولة و رفعت رأسها للاعلى و اغمضت عيناها ببطىء شديد لتغفو سريعا...
بعد نصف ساعة افاقت من غفوتها على صوت رنين هاتفها زفرت بضيق و فتحت الخط قائلة بصوت ناعس :
- مييين.
وصلتها ضحكاته وهو يقول بحماس :
- بياع اللبن ياحبي.
فتحت عيناها بسرعة و عدلت مت جلستها قائلة بارتباك :
- ااا....اياد ده انت !
- ليه كنتي مستنية حد تاني رن عليكي.
لين بابتسامة واهنة :
- لا ، بس اتفاجأت باتصالك.
اياد بقهقهة سحرت قلبها :
- ليه يابنتي مش انتي اتعودتي خلاص على اتصالاتي فوقت متأخر ولا ايه.
بادلته لين الضحكة برقة :
- اه فعلا....قولي بقى انت فين.
اياد بتلقائية :
- في المستشفى.
شهقت بخضة و انتفضة واقفة :
- ليه في ايه ايه اللي حصلك انت كويس ااا....
قاطعها بانزعاج :
- بسسس ايه الاسئلة ديه كلها انا كويس يا حبيبتي اطمني انا موجود هنا عشان رعد صاحبي.
لين باهتمام :
- ليه بقى فيه حاجة.
اياد بهدوء :
- لا مراته هتعمل عملية بعد شويا....اقصد سيليا....
__________________
يقف امام غرفة العمليات وهو يمشي ذئابا و ايابا و يفكر بقلق وقفت امامه زهرة و رددت بطمأنة :
- متخافش عليها يا باشا العملية هتنجح ب اذن الله و تفتح تاني.
هز رأسه ولم يعلق بينما اياد يجلس و يعبث بهاتفه طالع رعد بابتسامة ذات مغزى و حدث نفسه :
- ده انت وقعت ومحدش سمى عليك يا بني هههه.
بعد مرور بضع ساعات.
خرج الدكتور من الغرفة تقدم الرعد نحوه بخطوات متزنة وقف امامه مغمغما بصوت اجش :
- سيليا عامله ايه العملية نجحت ؟
الدكتور بابتسامة ايجاب :
- ايوة الحمد لله و هنستنى المريضة تفوق و نعرف النتيجة.
اومأ برأسه ثم افسح له الطريق جلس على الكرسي في المنر و دون ان يشعر وجد نفسه يدعو لها ( يارب الامور تمشي زي ما انا عايز و سيليا ترجع تفتح تاني انا مش هعرف اعيش لحظة واحدة لو هتتعذب بسببي اكتر من كده )
تنهد و بدأ يدعو لها و اياد يراقبه بابتسامة....بعد نصف ساعة تقريبا وجد لين تدخل و تقترب منهم بسرعة وقفت امامه و قالت بلهفة :
- سيليا كويسة العملية نجحت ولا....
اياد بهدوء مشجع :
- ادعيلها ياحبيبتي.
اومأت و اغمضت عيناها بسرعة وهي تقول بداخلها :
- يارب ترجع سيليا تشوف تاني يارب.
كان الجميع يدعوا لها اما الرعد فكان في عالم اخر....
_____________________
بعد مرور يوم كامل.
تأوهت وهي تحرك رأسها يمينا و شمالا وضعت يدها على وجهها و شعرت بشاش يلتف حول عينيها فتذكرت انها قد اجرت العملية و افاقت منها الان...
.....: سيليا انتي سامعاني.
كان هذا الصوت الرجولية له مكان خاص لديها صوت ادركت انها باتت تدمنه هزت رأيها هامسة :
- اه سامعاك يا رعد.
ابتسم و نظر للخلف ليجد زهرة و اياد و لين يراقبون ما يحدث بتوجس و الطاقم الطبي يقفون امامها.
الدكتور بجدية :
- سيليا احنا دلوقتي هنشيل الساش من وشك قوليلي انتي مستعدة. 
2
تسارعت نبضات قلبها حتى كادت تصم اذنيها من قوتها اومأت بتردد و جسدها كله يرتجف فباغتها رعد بامساك يدها ليبث فيها الامان هامسا :
- انا معاكي متخافيش.
سيليا بابتسامة خوف :
- و انا بطمن بوجودك.
اخذ نفسا عميقا ثم ترك يدها ببطئ و ابتعد عنها اقاربت الممرضة و بدأت بنزع الشاش و مع كل لفة تلفها تزداد سرعة دقات قلوب من في الغرفة و خاصة رعد الذي رغم ادعائه للجمود لكنه حقا متلهف و خائف من النتيجة.
اخيرا اصبح وجهها حرا تمتم الطبيب بحذر :
- سيليا افتحي عينيكي بالراحة و متخافيش.
جلس رعد بجانبها ثانية قبض على يدها وتمتم بصوت حاني :
- يلا يا سيليا.
هزت رأسها و بدأت بتفريق جفنيها و فتح عيناها ببطئ شديد و فجأة وضعت يدها على وجهها بألم ، ازاحت يداها و اكملت فتحهما لتصمت تماما و لا تتحرك نظر لها الجميع بقلق و خيبة امل فحركت هي رأسها اتجاه رعد رفعت يداها تتلمس وجهه و سرعان ما شهقت بصدمة وهي تتمتم بدموع سعادة :
- انا...انا بقدر اشوف...انا شايفاك يا رعد...!!
اخذتني من دنيتي و امتلكت قلبي في غفلة..
و تأثرت بك و احتارت افكاري بنظرة..
وضاعت مني ارادتي في اول همسة..
و بتضيع حروفي من شدة اللهفة..
فارحم قلبي يا سلطاني و طمنئني ولو بضمة..
تقوس ثغره بابتسامة منذهلة وهو غير مصدق لما يسمعه اميرته تحررت من ظلامها زرقاوتيها اصبحتا تبصران النور...!!
2
وجد نفسه يضم يده حول خصرها و يجذبها نحوه ليحتضنها بقوة ساحقة هامسا بأنفاس متسارعة :
- بجد ياسيليا...ااا...انتي شايفاني.

اجابت سيليا بضحكة و بكاء في نفس الوقت :
- ايوة....ايوة انا شايفاك انا مش مصدقة.
تنهد بعمق ثم ابتعد عنها بعدما ادرك نفسه لام مشاعره التي انجرفت هكذا فحمحم و وقف بهدوء كأن شيئا لم يكن.... نظر للدكتور الذي تحدث مبتسما :
- مبروك يا رعد باشا.

هز رأسه بآلية ثم طالع اياد الذي اقترب من سيليا وقال بمرح :
- بما انك رجعتي تشوفي فهعرفك على نفسي انا اياد صاحب الشب...ااقصد رعد اكيد انتي عارفاني و حافظة صوتي صح.
ضحكت سيليا عليه و تمتمت قائلة :
- كنت هعرفك من غير ما تعرفني على نفسك اصلا.
وضع رعد يده على كتفه و ضغط عليها مردفا وهو يجز على اسنانه :
- كأن دمك خفيف زيادة عن اللزوم يا ايدو.
بلع ريقه بتوتر وهتف :
- احم طب انا هقعد ورا احسن.
ابتسمت سيليا عليهم و فجأة لمحت فتاة تقف في الخلف قضبت حاجباها و فجأة همست بصدمة :
- لين !!
دنت منها الاخرى بخطوات متوترة ابتسمت مردفة :
- حمد لله على سلامتك...ايه لسه فاكره وشي.

بادلتها سيليا الابتسامة :
- اه طبعا وهو في حد يقدر ينساكي يا لينو.
نزلت دموعها و فجأة احتضنتها بقوة وهي تردد ببكاء حارق :
- انا اسفة يا سيليا اسفة على اللي عملته فيكي انا اااا....
قاطعتها بهمس :
- ششش انا مش زعلانة منك اصلا كفاية انك سبتيني عايشة فبيتك سنين من غير ما ادفعلك ال...
قاطعتها لين هذه المرة بحزن :
- بس خليتك تعملي الشغل كله و كنت بشوفك تتعوري بس...انا اسفة.
مسحت سيليا دموعها و قالت بمرح :
- خلاص يا بنتي بطلي عياط الله !
اومأت بإيجاب مرددة :
- حاضر بس انا مبسوطة اوي عشان فتحتي.
طالعت سيليا رعد و تأملته لم تكن تتخيل بأنه بهذه الوسامة بشرته القمحية و شعره البني الفاتح ملامحه الرجولية الحادة و القاسية ابتسامته الرائعة اهه حقا جذاب للغاية...!!
افاقت من تفكيرها و تمتمت بخجل :
- انا مش عارفة اقولك ايه ا....
قاطعها ببرود وهو يتحرك ليغادر :
- انتي مراتي وواجبي اعالجك متكبريش الموضوع.
خرج و خلفه الطاقم الطبي و اياد فزفرت الاخرى بضيق من اسلوبه المسافز لتتحدث لين بغباء :
- هو قال مراتي ولا انا مسمعتش كويس !!
سيليا بضحكة :
- لا انتي سمعتي كويس بصي هحكيلك بعدين المهم انتي ازاي عرفتي اني هعمل عملية و رعد سمحلك تزوريني ؟
لين بفخر :
- اياد هو اللي قالي يا ماما اصلي بشتغل فشركتهم.
سيليا بذهول :
- بجد !! يعني الشركة اللي كنتي بتروحيلها هي نفسها شركة الشبح ايه الصدفة ديه.
اجابت وهي تحاول التحكم في ضحكاتها :
- خدي الجديدة بقى انا و اياد مرتبطين !
حينما صاحت بدهشة :
- اييييه ! الله يعني اياد هو اللي كنتي بتكلميه بالليل.
قالتها بغمزة فتوترت لين بشدة و تمتمت :
- ااا...احم انا لازم اروح دلوقتي و هجيلك فوقت تاني بعد ما استأذن من رعد باشا.
سيليا باستغراب :
- اقعدي رايحة فين.
لين وهي تنهض و تعدل ملابسها :
- هههه رايحة على الشغل يابنتي و مينفعش اتأخر جوزك مبيرحمش.
مطت شفتيها بتذمر هامسة :
- ماشي براحتك باي.
- باي !!
وقفت عند باب الغرفة استدارت له و اردفت بصدق :
- حمد لله على سلامتك.
ابتسمت لها بتلقائية :
- الله يسلمك.
خرجت لين و بقيت سيليا تنظر ليديها و كل شىء في الغرفة لتتأكد انها ليست في حلم بل هي حقيقة لقد عاد لها بصرها !!
تنهدت شاكرة ربها لتفيق من شرودها على صوت مألوف لها :
- حمد لله على سلامتك يا هانم.
رفعت رأسها بسرعة و علامات الذهول على وجهها لتقول :
- انتي زهرة صح ؟!
هزت زهرة رأسها فضحكت سيليا بعدم تصديق و وقفت احتضنتها بقوة و تشدقت ب :
- ياااه اخيرا شوفتك.
زهرة مبادلة اياها الحضن :
- و انا مبسوطة اووي لان نظرك رجعلك اخيرا....ابتعدت عنها و تابعت :
- وشك منور ماشاء الله يارب تملي الضحكة منوراكي دايما.
سيليا بامتنان :
- ميرسي يا زهرة تعباك معايا كتير في الفترة اللي فاتت بس خلاص خلصتي مني.
زهرة وهي تمسد على شعرها بحنان :
- يشهد عليا ربنا ان عمرك ما تعبتيني بالعكس كنت ببقى مبسوطة و انا بخدم حضرتك.
سيليا بشرود :
- اللي مزعلني اني عارفة السبب اللي خلا الشبح يعالجني واحد ليه هيبته مستحيل يقبل تكون عشيقته عميا و ااا...
قاطعتها زهرة بحزم :
- انتي مش عشيقته انتي مراته على سنة الله و رسوله متقوليش على نفسك كده و ايا كان السبب انتي ب ايدك تغيريه للاحسن.
سيليا بعدم فهم :
- اغيره ازاي و اغيره ليه اصلا.
اجابت زهرة بدهاء :
- يعني عايزة تقوليلي انك مش حاسة بحاجة خالص اتجاه الباشا.
ابتعدت عنها و حمحمت بارتباك و خجل :
- اا...انتي قصدك ايه !!
زهرة بمكر :
- يعني مفيش بقلبك حاجة ليه.
تصاعدت الدماء لوجهها لتغزو وجنتها البيضاء بشدة فأجابت :
- حتى لو كان فقلبي حاجة اتجاهه لازم اموتهت لاننا مبننفعش لبعض و الشبح مش شايفني غير لعبة مؤقتة يتسلى بيها...
__________________________________
جلس رعد على احدى المقاعدة الموجودة في الممر وضع يداه على رأسه و زفر بارتياح....شعر بيد على كتفه رفع رأسه وجد اياد يقف امامه بابتسامة و بصحبته لين.
غمغم رعد بجدية :
- في ايه.
اياد بجدية مماثلة :
- رايح على الشركة انا و لين محتاج حاجة.
هز رأسه بنفي و اردف :
- لا مع السلامة.
ربت على كتفه و ذهب وهو يمسك بيد لين بينما اخذت هي هاتفها و ارسلت رسالة لجلال :
" سيليا فاقت من العملية و فتحت ".
ظل رعد جالسا يفكر بغضب في هذه المشاعر التي تولدت فيه حديثا كم يكره هذا الاحساس الذي اصبح يراوده كلما يقترب منها لا يريد ان يتعلق بشىء يشكل له تهديدا في المستقبل..
افاق من شروده على صوت رنين هاتفه برقم مجهول فتح الخط مغمغما بصوت حاد :
- ايوة.
وصله صوت رجولي قاتم :
- ايه يا شبح لحقت تنساني ولا ايه.
ابتسم الرعد و اجاب :
- انت مين لا مؤاخذة.
- ههههه تعال على عنواني ف ****** و هقولك انا مين.
رعد بغموض :
- جاي حالا.
نهض و نظر لباب غرفة سيليا كاد يتجه نحوها لكنه تراجع و غادر المستشفى ركب سيارته و لحقه حراسه و بعد وقت وصل لفيلا فاخرة ترجل من سيارته و اتجه لها ليجد شابا جالسا في الحديقة.
ابتسم و اقترب منه و بمجرد ان رآه الاخر انتصب واقفا و احتضنه بسرعة هاتفا باشتياق :
- وحشتني يا شبح.
ضحك رعد بصوته الرجولي و اردف :
- ازيك يا جاسر. ( جاسر صديق رعد و اياد و شريك فشغلهم طويل و اسمر و عينيه سود و شعره اسود بردو كان متزوج و عنده بنت بس مراته و بنته ماتو ف اشتباك حصل بين جاسر و عصابة تانية و من اليوم اياه وعد نفسه يوصل للجماعة ديه و ينتقم منهم )
جاسر بابتسامة هادئة
- كويس تعالا نقعد و كمل حكاية البنت اللي بقت مراتك ديه.
رعد باستنكار :
- عايز تعرف كل حاجة من اولها زي اياد تماما.
جاسى بضحكة :
- هههه فينه الواد ده وحشني الحيوان ده.
وصلهم صوت عالي من بعيد :
- اهو الحيوان وصل يا فندم.
كان هذا صوت اياد المرح نهض جاسر و احتضنه مرحبا به و بعد السلام و الكلام جلسوا ثلاثتهم يتسامرون فيما بينهم.....
______________________
بعد مرور 3 اسابيع.
عادت سيليا للقصر و هذه المرة بسعادة واثقة من نفسها فهي الان لم تعد تحتاج لأحد كي يساعدها و هذا - حسب اعتقادها - اما رعد فلم يعد يأتي للقصر كثيرا بل يقضي معظم وقته مع اياد و جاسر...
و لين اخبرت جلال الذي سعد الاخير بخبر ان سيليا عاد نظرها و بدأ يخطط لشىء اخر....
في مساء ذات يوم.
كان جاسر يجلس في سيارته في المقعد الخلفي و سائقه يقود قضى معظم الوقت شاردا في عالم اخر لكن فجأة توقفت السيارة.
جاسر بحدة مخيفة :
- في ايه وقفت ليه !
اجاب السائق وهو ينظر امامه بتعجب :
- في شلة ولاد هناك بتحدف طوب على الطريق و معاهم بنت.
جاسر بضجر :
- طب شغل العربية تاني و هيبعدو لوحدهم.
- امرك يا باشا.
شغل السيارة و انطلق بها بأقصى سرعة حسب تعليمات سيظه تجاوز مجموعة الفتيان تلك فتمنم بتقزز :
- اشكال بيئة !!
لم يكد ينهي كلامه حتى تفاجأ بزجاج النافذة ينكسر انتفض بخضة ثم صرخ بانفعال :
- وقف العربية !!
ترجل من سيارته و خلفه حراسته لمح الاولاد يضحكون بانتصار فصاح بهم :
- مين الحيوان اللي حدف الطوب !!
......: و مالك متنرفز كده ليه يا باشا مش كويس عشان صحتك.
كان هذا صوت انثوي نظر جاسر لمصدر الصوت وجد فتاة قصيرة القامة تقترب منه تأملها من الاعلى للاسفل كانت ذات بشرة خمرية مليئة بالتراب و عينان بلون العسل الصافي و شعر بني مجعد يصل لمنتصف ظهرها ترتدي سترة جلدية باللون الاسود يظهر من داخله قميص ابيض و بنطال جينز ممزق بطريقة عصرية -حسب اعتقادها - بالطبع.
افاق من تأمله على كلامها الساخر :
- خدتلي كام صورة بقى.
مط شفتاه باشمئزاز من منظرها الذي لا يتساوى مع جمال وجهها مطلقا فقال باستهزاء :
- لا انا بفكر اذا اللي بكلمه بنت ولا ولد.
تحدثت بعصبية :
- تقصد ايه يا اعمى مش شايفني بنت.
نطق احد حراسه بغضب :
- التزمي حدودك و اعرفي نفسك بتكلمي مين.
ضحكت هي بتهكم :
- مين وزير الداخلية ان شاء الله.
1
احد الاولاد :
- يلا يا سارة فكك منه و تعالي نحدف طوب على العربية اللي رايحة من الاتجاه ده.
سارة بشماتة :
- اه ما احنا انجزنا المهمة الاولى و كسرنا شباك عربية الاستاذ اللي واقف ده تعيش و تاخد غيرها.
احد الحراس موجها كلامه لسيده :
- لو عايز يا باشا ناخدها وااا...
قاطعه بهدوء و ابتسامة هادئة ترتسم على ثغره وهو يراها تركض بعيدا عنه و خلفها الاطفال :
- لا سيبها.
انهى كلامه وهو يتجه لسيارته مجددا ركبها و انطلق بها ، ثم هتف بأمر :
- تجيبلي كل المعلومات اللي تخص البنت ديه ف اسرع وقت.
- أمرك يا باشا.
ابتسم فجأة و همس :
- سارة !!
_________________________
في قصر الشبح.
كانت لين جالسة مع سيليا كعادتها منذ اسابيع فجأة رن هاتفها فنهضت و قالت بتوتر :
- احم هرد على المكالمة و اجيلك.
سيليا بغمزة :
- الله يسهله.
ابتسمت بارتباك و خرجت من الغرفة سريعا وقفت في الرواق و فتحت الخط قائلة بهمس :
- ايوة يا جلال.
جلال بجدية :
- متضيعيش وقت ادخلي لاوضة المكتب و خدي الورق بسرعة.
لين بتردد :
- انا خايفة حد يشوفني الشبح هيموتني والله.
جلال بنفاذ صبر :
- مدام انتي خايفة اكيد هتكشفي نفسك و تكشفيني معاكي....يلا يا لين انجزي.
لين بضيق :
- ماشي يا جلال هجيب كل الاوراق اللي عايزها.
اغلقت الخط و استدارت وسرعان ما شهقت برعب وهي ترى سيليا تقف امامها و ملامح غريبة كست قسمات وجهها.
لين بتوتر شديد :
- احم..س...سيليا انتي هنا من امتى.
اجابت سيليا متجاهلة سؤالها :
- جلال مين ده !!
أحيانا نغيب لنرى من سيخرج للبحث عنا !
نصمت لنرى من سيبدأ بالكلام معنا !
نغمض أعيننا لنرى من سيدلنا على الطريق !
نتخفى لنرى من سينظر الينا بقلبه !
وفي أكثر الأحيان نتواجد ولكن من يعرف قيمة حضورنا..
اعادت سؤالها مجددا و هذه المرة بشىء من الحدة :
- لين مين جلال ده و على انهو ورق بتتكلمي.
حمحمت لين و رسمت ابتسامة مزيفة على وجهها قائلة :
- ده واحد بيشتغل معايا في الشركة و ساب ملفات مهمة عندي فبيقولي لازم اخدهمله فأقرب وقت عشان يكمل شغل و ااا...
قاطعتها ضحكة سيليا بمرح :
- ايه يابنتي انتي متوترة كده ليه انا كنت بهزر معاكي بس.
اخذت نفسا عميقا بارتياح وحدثت نفسها :
- كويس انك مسمعتيش حاجة والا كنت هروح فداهية....ابتسمت مجددا و هتفت :
- اا احم الوقت اتأخر و انا لازم ارجع على بيتي.
رددت سيليا بتذمر :
- اقعدي معايا شويا.
وضعت يدها على كتفها و تمتمت :
- مينفعش يا حبيبتي.
سيليا بضيق :
- طب براحتك .. ابقي تعاليلي تاني.
لين باستعجال وهي تحتضنها :
- حاضر..شاو.
دلفت للغرفة و اخذت حقيبة يدها خرجت و غادرت بخطوات مسرعة متجهة لسيارتها.
ركبتها و هنا اطلقت زفرة ارتياح مرددة :
-كنت هتقفش بسبب قلة صبرك يا جلال.
اخذت هاتفها و بعثت رسالة له " معرفتش اخدهم يا جلال كانو هيقفشوني " ، ثم شغلت السيارة و عادت بها للمنزل.
_________________
في فيلا جاسر.
دلف لغرفته و منه للحمام استحم و ارتدى ملابسه و خرج جلس على سريره و اخذ برواز صورة موضوعة على الكومدينو و طالعها ليرى فتاة شديدة الجمال ذات عيون عسلية و بشرة خمرية جذابة و ملامحها البريئة آسرة تحمل طفلة صغيرة تشبهها كثيرا و تضحكان معا....كانت هذه الصورة رائعة مفعمة بالحياة سقطت دمعته عليها و ذهب بذاكرته بعيدا....
Flash back
( قبل 3 سنوات...
جالسة على مقعد في حديقة الفيلا تطالع الورود الملونة التي تحيط بها حتى شعرت به يحتضنها من الخلف و يطبع قبلة رقيقة على وجنتها هامسا :
- و حشتيني يا وردتي.
تمتمت ورد بابتسامة :
- حمد لله على السلامة اتأخرت عليا اوي.
جلس بجانبها و ضمها لصدره مجيبا بهدوء :
- معلش يا حبيبتي كان عندي شغل.
ورد بتذمر طفولي :
- ايوة كلام كل يوم لا انا زعلانة منك.
مسح على وجنتها و اردف بخبث :
- و انا بعرف الطريقة اللي بصالحك بيها.
ضحكت بخجل و وكزته في كتفه بخفة :
- بس بقى احسن تجي مي  و تشوفنا.
جاسر بضيق :
- وهو حد معذبني  غير بنتك ديه انا مش عارف طالعة لمين اكيد ليكي.
ورد بغرور :
- طبعا ليا ديه حبيبة قلبي.
جاسر بغيرة :
- لا انا كده هزعل و اجيب ناس تزعل كمان هااا خدي بالك.
ارتفع صوت قهقهاتها فضمها له بشدة هامسا :
- بحبك يا وردتي.
اجابت الاخرى برقة :
- و انا بعشقك يا جسورة.
رمقها من اعلى كتفه و غمغم بحدة :
- يا خوفي عليكي لو سمعتك قولتي الاسم الزفت ده قدام حد هتبقى ليلتك سودا.
ضحكت اكثر و اخفت وجهها في كتفه و لم تعلق......)
Back
فتح عيناه وكانت حمراء كالجحيم ضم الصورة لصدره و همس بصوت متحشرج :
- وحشتيني يا ورد انا من غيرك ضايع و هموت من قهري يرضيكي يحصل فحبيبك كده طب ارجعيلي و انا مش هدايق من اسم دلعك ليا ارجعيلي انتي و بنتي والله انا تعبت من غيركو جدا 3 سنين يا ورد و لسه بفتكرك كل ليلة بس صدقيني هوصل للي عمل كده و مش هرحمه...
1
طبعة قبلة اخيرة على الصورة و اعادها لمكانها استلقى على سريره و غابت عيناه في نوم عميق.....
_________________
في الشركة.
يجلس رعد مع اياد في غرفة المكتب يتحدثان.
اياد بجدية :
- صفقة السلاح ديه مهمة جدا يا رعد و مينفعش نضيعها.
ابتسم رعد وهو مغمض عيناه و تمتم :
- ضيعها.
- افندم !!
قالها اياد بصدمة فنظر له رعد و تابع بجمود :
- بقولك ضيعها....يعني اتنازل عليها.
اياد بعدم فهم :
- انت بتقول ايه يا رعد احنا من امتى بنتنازل عن الصفقات و ااا...
قاطعه هذه المرة بحدة :
- اسمع الكلام يا اياد انا عارف شغلي كويس.
زفر الاخر بضيق متمتما :
- ماشي اعمل اللي تلاقيه مناسب مليش دعوة بقى....بس قولي هنستفاد ايه لما نخسر فلوس بالملايين !
رعد بابتسامة مكر و تهكم :
- هنستفاد ب اننا نكسب اضعاف الملايين دول.
اياد باهتمام :
- ازاي بقى.
رعد وهو ينهض :
- ملكش دعوة ، لمح خيالا يقف خلف الباب و فجأة اختفى فابتسم بخبث اكبر و غادر الشركة....ركب سيارته و بدأ يفكر بسيليا رأى زجاجة الخمر بالمقعد الخلفي فأخذها و بدأ يتجرع منها بشراهة....
____________________
في حي شعبي.
دلفت للعمارة و هي تمسح الغبار الذي على وجهها صعدت في السلالم و هنا رأت اكثر شخص تمقته اقترب منها و تحدث ببلاهة :
- ازيك يا انسة سارة.
سارة ببرود :
- تمام يا احمد شكرا لسؤالك عليا وسعلي السكة لو مفيهاش ازعاج يعني.
تنحنح احمد و اردف :
- اتفضلي يا ست البنات.
قلبت عيناها باستنكار و صعدت للاعلى فتحت باب الشقة و دخلت لتجد زوجة ابيها جالسة امام التلفاز تتابع احدى افلام الابيض و الاسود بتمعن ، لاحظت وجودها فقالت بضيق :
- اهلا بالست سارة اللي دايرة على حل شعرها و بترجع بنص الليل.
تمتمت سارة بجمود و هي تنزع حذائها :
- الست ديه كانت ف المعم بتشتغل عشان تصرف عليكو يا ست سعاد.
انتصبت سعاد واقفة و صاحت بغضب :
- يعني ايه بتصرفي علينا يا محترمة ماهو احنا كمان بنيمك بالبيت ده ببلاش.
نظرت لها سارة بحدة :
- والله ده بيت ماما ربنا يرحمها و انتي ضيفة فيه و بتاكلي و تنامي فيه ببلاش يبقى تسكتي احسن.
طالعتها من الاعلى للاسفل باحتقار و ذهبت للمطبخ فتمتمت سارة هامسة بقرف :
- ولية ***** و ابنها الفاشل **** اكتر منها.
كملت الاكياس التي جلبتها معها و ادخلتها للمطبخ ذهبت لغرفتها المتواضعة للغاية و نظرت لنفسها في تلك المرآة القديمة و ابتسمت...
فجأة تذكرت قول ذلك البغيض "بحاول اعرف اذا بكلم بنت ولا ولد "
غمغمت بحنق وهي تجز على اسنانها :
- جتك وكسة والله لو عديت عليا تاني لأكسرلك ام العربية ديه باللي فيها غبي ، ثم ابتسمت و تابعت :
- و فيها ايه يعني لما ادايق الناس الصبح و اشتغل بالليل عادشي ههههههه.
استلقت على سريرها و فجأة سمعت تلك الشمطاء تصيح بوالدها :
- انت ليه سايبها براحتها مش عارفة اسمعني يا راجل يا تعدلها يا انا اعدلها بطريقتي وو...
و كلام كثير اصبحت تحفظه عن ظهر قلب وضعت يدها على اذنيها مردفة بضيق :
- اسطوانة كل يوم بقى ....
_________________
في القصر.
متسطحة على الفراش تطالع السقف بشرود نهضت و خرجت للشرفة تنظر لما حولها القصر كبير للغاية و يقع في منطقة نائية لا يسمع بها صوت حقا يستحق لقب -قصر الشبح- .
تنهدت فجأة و هي تفكر به لم تعد تراه الا نادرا جدا يقضي الليل في الخارج و يأتي في الصباح ليغير ملابسه ثم يغادر مجددا...
قليل من شرارة الغيرة احتلت قلبها وهي تتخيل انه يقضي لياليه مع احدى عشيقاته سحقا ستقتله ان فكر بفعل هذا....
زفرت بحنق و فجأة استدارت بسرعة لتدخل لكنها اصطدمت في شىء صلب فارتدت للخلف ، رفعت رأسها وجدته هو يقف مقابلها فتلعثمت بتوتر :
- ال...الشبح.
غمغم رعد بصوت قاتم :
- ايه شوفتي عفريت حقيقي ؟
ضحكت بداخلها على كلامه فكل شىء متعلق به يخيف حتى ملامحه الوسيمة قاسية ايضا...!!
ادركت نفسها فحمحمت و اردفت بارتباك :
- اا....لا بس كنت بفكر فحاجة و....
لم تكمل كلامها لانه باغتها بسحبها نحوه و مال عليها يقبلها بشغف و قوة و شراسة انصدمت و حاولت ابعاده لكنها لم تستطع فاستكانت بين ذراعيه...
في حين كان رعد يلثمها بعمق و اشتياق شديد طوال ثلاثة اسابيع لم يكلمها بل يحاول الابتعاد عنها قدر المستطاع لانها بدأت تشكل خطرا على عقله و....قلبه !!
ادخل يده في خصلات شعرها و تابع تقبيلها انتقل بشفتيه الى عنقها يلثمه ببطئ مدروس فأغمضت عيناها و همست بأتفاس متقطعة :
- ر...رعد ابعد.
- ششش.
همس بها وهو يرفع يده يزيح البيحاما الرقيقة التي ترتديها كان مغيبا تماما عما يفعله فشهقت هي بخضة و قد ادركت انه ثمل لا يعي ما يفعله !!
رفعت يده لتوقفه و قد بدأت تبكي و تشدقت ب :
- رعد لا ارجوك رعععد !!
كأنه لم يسمعها ابدا بل دفعها فجأة على الفراش و غمغم وهو يفتح ازرار قميصه بأنفاس لاهثة :
- انتي مراتي و انا مت حقي اخد منك اللي عايزه.....!!!
لحظات كانت كالكوابيس....ارتفعت فيها انفاسها بدرجة رهيبة و اهتزت عيناها بسرعة و كأنها لن تبصر ثانية !!
كأنها داخل معركة شرسة الخاسر فيها معروف....
ابتعد عنها فجأة عندما شعر بتحجر جسده افاق من نشوته و طالعها وهي تنتفض بخفة و دموعها شلالات تغرق كل ما يعترض طريقها....
اقترب منها و تمتم بقلق :
- سيليا مالك.
لم تجب بل اخفت وجهها بين يديها و كلام نورهان يعود في ذاكرتها عن تعذيبه لعشيقاته و رميه لهن بعد اخذ ما يريد....هي لا تريد ان تكون كالتي سبقنها !!
- اب...ابعد.
نطقتها بتلعثم محاولة التنفس فرفع الغطاء ووضعه على جسدها الشبه عاري و بدون ان يدري ضمها لصدرها بحرارة هامسا :
- خلاص انا مش هجي جنبك ومش هلمسك بس اهدي تمام....اهدي.
شعر باستكانتها بين ذراعيه نظر لها من الاعلى وجدها مغمضة عيناها بسكون فزفر بضيق و غادر الغرفة...
دخل لمكتبه و هنا صرخ بعصبية مريرة :
- انت ازاااي تعمل كده ازاااي.
تحدث العقل فجأة :
- انت لم تخطأ هذه زوجتك و من حقك ان تأخذ منها ما تشاء !
القلب بسخرية :
- تقصد عقد الزواج الذي جعلتها توقع عليه دون علم ؟!
العقل بهجوم :
- المهم انها زوجته !
رعد مؤيدا لعقله :
- اه بالضبط سيليا مراتي.
القلب باستياء :
- و هل تعتقد ان ملاك مثلها تستحق ان تكون لمجرم !! انت اقل بكثير من ان تحصل عليها.
هتف العقل باستهجان :
- هه لا يهم.
اجاب القلب محتجا :
- بلا يهم توجد نساء كثر فلتذهب اليهن و تدع هذه المسكينة.
1
- مستحيل !!
قالها رعد بنبرة مميتة فأردف القلب بمكر :
- لماذا تريدها هي ليس فتاة غيرها و لماذا فقدت السيطرة على نفسك و حاولت التقرب منها.
العقل بدفاع :
- انه رجل كسائر الرجال و لديه رغبات و خاصة انها زوجته.
تحدث رعد بشرود :
- طب انا بعدت ليه....مخدتش منها اللي عايزه ليه.
ببساطة لانه مريض....يخاف من ان يؤذيها مثل الاخريات.....يعاني من مرض نفسي و يرفض الاعتراف بذلك !!!
4
مسح على شعره و لمعت عيناه فجأة وهو يتذكر طفولته مع والده و زوجته.....
ليغرق في بئر لطالما حاول انقاذ نفسه منه لكن في كل مرة يعود و يغرق اكثر من ذي قبل....!!
_________________
في شقة لين.
جالسة على الاريكة تحمل هاتفها و تتمنى اتصاله لتتحقق امنيتها و تلمع شاشة هاتفها ب اسم - جلال -
ابتسمت و فتحت الخط قائلة برقة :
- جلال ازيك اا...
قاطعها بجمود :
- مش كويس.
عقدت حاجباها و تسائلت باستغراب :
- ليه في ايه ؟
تحدث جلال بنبرة حادة بعض الشىء :
- في ان حضرتك متهاونة و مش ناوية تجبيلي ام الورق.
ابتسمت لين بسخرية منه كالعادة لا يتصل بها الا لمصلحته وهي التي كانت تعتقد انه اشتاق لها مثلما فعلت هي...
قطع الصمت صوت الحاد وهو يسأل مجددا :
- روحتي فين يا هانم ها امتى ناوية تجيبي الورق.
لين بضجر :
- جلال انك تدخل لمكتب الشبح ده مش سهل خالص و انا مش مستعدة اضحي بحياتي عشان كام ورقة اقولك خلي اي حد من رجالتك يجيبه انما انا لأ.
صاح جلال بانفعال :
- ازاي يعني ده لعب عيال ولا ايه ثم انتي من امتى بتقولي لأ على كلامي.
لين ببرود :
- من دلوقتي ، يلا انا هقفل دلوقتي و اه ياريت مترنش عليا ف الوقت المتأخر ده تاني باي.
اغلقت الخط و قذفت الهاتف على الطاولة متمتمة بحنق :
- عمره ما هيكلمني كويس انا زهقت منه اقسم بالله و ااا..
قطع كلامها رنين هاتفها نظر بملل لاسم المتصل و سرعان ما ابتسمت عندما قرأت اسمه حملت الهاتف و فتحت الخط :
- اياد.
- عيونه.
همس بها في حب و اردف :
- وحشتيني اوي يا لينو.
لين بابتسامة :
- كداب.
ضحك اياد بخبث و تشدق ب :
- ديه الحقيقة والله طب ايه رايك اقولك اني مش قلدر اسيطر على اشتياقي ليكي عشان كده جيتلك وواقف جنب بيتك اهو.
شهقت بصدمة ووقفت ركضت للشباك و فتحته اطلت منه فوجدت اياد جالسا في سيارته و يطل من نافذتها مشيرا له بيده.
ابتسمت بمرارة و نزلت دموعها كم تتمنى ان تكون هذه المعاملة من زوجها ليس من العاشق الذي تخدعه.
افاقت على صوت اياد وهو يقول بثقة :
- ها ايه رايك بالمفاجأة.
لين بضحكة :
- انت مجنون فعلا....
_________________
اما عند جلال فقبض على يديه بعنف حتى برزت عروقها القى الهاتف و صرخ بجنون :
- ال***** ديه ازاي تكلمني كده البنت اللي كانت بتعمل كل حاجة عشان ارضى عليها بقت تعصي اوامري !!
اكمل بتوجس وهو يمرر يده على وجهه :
- في حد لاعبلها بعقلها اكيد بس مش هسمح لمخططاتي تفشل بسببك يا لين.
نهض و اتجه للقبو دخل و طالع صور سيليا التي تملأ الحائط....ابتسم و اقارب منها تلمسها بيديه و همس :
- ياااه يا سيليا انا فرحان جدا عشان فتحتي دلوقتي بتقدري تشوفيني و اكيد هتفتكريني انا اللي فضلت وراكي سنين و فلحظة اختفيتي عني بس رجعت لقيتك يا حبيبتي و مش هسمحلك تبعدي تاني.
اكمل بمكر وهو يحدق بعينيها :
- عارفة يا سيليا انتي كنتي رهان بالنسبالي ولازم اكسبه البنات كلها بتركعلي الا انتي....انتي غير الكل ملاقيتش زيك عشان كده لازم امتلكك و بعدين هخليكي تشتغلي مع البنات اللي بتاجر بيهم هههههههه.
3
ضحك بصوت هستيري ثم خرج غادر الفيلا و ذهب لشقة احدى الفتيات ليقضي معها ليلته كالعادة....
_________________
في صباح اليوم الموالي.
استيقظ و ارتدى ملابسه و نزل للاسفل وجد احدى رجاله ينحني له باحترام و يغمغم بجدية :
- ديه كل المعلومات عن البنت يا جاسر باشا.
تمتم جاسر بهدوء :
- ماشي روح انت دلوقتي.
حلس على الاريكة و فتح الظرف الكبير وجد عدة صور لتلك الفتاة - سارة - و تقرير عن حياتها الذي علم منه انها فتاة في ال 19 من عمرها تعيش في حي شعبي يتيمة الام و والدها متزوج من امرأة اخرى لديها ولدان شاب كبير و الاخر صغير لا يتعدى ال 12 عاما....
انقبضت ملامحه الرجولية فجأة وهو يقرأ اسم المطعم الذي تعمل به انه واحدة من سلسلة المطاعم التي يمتلكها ليغطي بها اعماله في عالم الجريمة....
ابتسم بمكر و حدث نفسه :
- امممم اتاريكي يا سارة شغالة عندي و انا مش عارف بس انتي عاجباني و عجبتني شخصيتك بردو هههههه.
انتصب واقفا و خرج من فيلته اتجه للمطعم المقصود و دلف اليه لمحه مدير المطعم فركض اليه قائلا :
- جاسر باشا نورت مطعمك سعادتك.
هز رأسه بدون مبالاة و تمتم :
- اديني قائمة اسماء اللي بيشتغلو هنا.
امتثل لأوامره و احضر له القائمة جلس جاسر وهو يراجعها حتى لمح اسمها فغمغم بجدية :
- البنت ديه ورديتها امتى.
المدير بعدم فهم :
- بعد 4 ساعات يا فندم ، بس ممكن اسأل انت ب....
قاطعه بحدة مميتة وهو يرمقه بنظرات شيطانية :
- مش عايزها تشتغل هنا تاني تديها حسابها و مشوفهاش هنا مفهوم !!
حمحم المدير و اردف بارتباك :
- ح....حاضر.
نهض واقفا و غادر دون اي كلمة اخرى ركب سيارته وهنا ابتسم بمكر متمتما :
- هنشوف دلوقتي هتلاقي شغل جديد فين يا ســــارة.
_________________
في قصر الشبح.
فتحت عيناها بتعب وتجولت ببصرها في الغرفة نظرت لنفسها وسرعان ماشهقت عندما تذكرت ماحدث ليلة امس.
نهضت جالسة و طالعت جسدها الشبه عاري تجهم وجهها و همست :
- انا ليه رفضته رعد جوزي و من حقه ياخد اللي عايزه....بس انا عارفة اني بالنسباله زيي زي عشيقاته فمش هتفرب بس انا هتفرق معايا كتير....لاني حبيتك يا رعد !!!
سمعت طرق الباب فحمحمت و تحدثت بصوت عالي بعض الشىء :
- احم زهرة انزلي انتي و انا هلحقك.
نهضت بسرعة و دلفت للحمام استحمت و خرجت ارتدت ملابسها عبارة عن قميص ابيض نص كم و بنطال ازرق جينز صففت شعرها ذيل حصان و نظرت لنفسها في المرآة بغرور فهاهي الان تستطيع تأمل جمالها متى ارادت.
تنهدت بعمق ثم فتحت باب غرفتها نزلت للاسفل في نفس اللحظة التي خرج فيها رعد من غرفة المكتب....
تلاقت اعينهما لتغيبا معا في عالم خاص بهم ادرك الشبح الوضع فأبعد رأسه و اتجه. لغرفة الطعام و لحقت سيليا به...
جلسا معا و طوال الوقت كانت سيليا تحاول لفت انتباهه لكنه لم ينظر لها او -هكذا تظن- فهو لم يزح بصره عنها منذ ان جلست امامه !!
انهى طعامه ونهض مجددا كاد يخرج لكنها وقفت و نادته :
- رعد ثواني.....اتجهت له و قالت بتوتر و خجل :
- احم بخصوص اللي حصل ليلة المبارح فانا عايزه اقولك اني مكنتش ااا....
قاطعها بفضاضة و قسوة :
- لا انا اللي كنت هكلمك دلوقتي بصي انا كنت سكران و من عوايدي الاقي بنت اقضي معاها ليلتي و المبارح ملقيتش غيرك قدامي ف..... انتي فاهمة قصدي.
اتسعت عيناها بصدمة و عدم تصديق لتطالعه بضياع لم يمهلها الفرصة للرد بل تحرك من امامها و غادر على الفور....
_________________
ترجلت من سيارة الاجرة و مشت بخطوات مسرعة نحو المطعم ولجت للداخل و قبل ان تمشي خكوة اضافية سمعت مدير العمل يقول لها ببرود :
- رايحة فين.
سارة بتعجب :
- رايحة على شغلي طبعا.
تقوس فمه باشمئزاز و اردف :
- مفيش شغل انتي مرفودة.
انتفضت سارة مرددة بذهول :
- ايييه !! ليه انا عملت ايه ممكن تفهمني.
اجابها المدير باقتضاب :
- معملتيش حاجة يلا اتفضلي خدي فلوسك اهي و اطلعي متخلنيش اتعامل مع اشكال زيك.
1
جزت على اسنانها بقوة ثم القت النقود في وجهه و صاحت بحدة :
- مش محتاجة فلوسك يا قذر وقبل ما تعامل اللي من اشكالنا بص على نفسك الاول يا كلب الفلوس.
خرجت بسرعة و هي تحاول حبس الدموع المتحجرة في مقلتيها مسحتها بسرعة وحدثت نفسها :
- متعيطيش يا سارة انتي محدش يقدر يكسرك و ال **** دول مينفعش تعيطي بسببهم.
على الجانب الاخر.
كان جالسا في سيارته يرسم ابتسامة ماكرة على وجهه رفع البطاقة التي بيده ثم خرج....
اقترب منها و تحدث بصوت جاد :
- انسة سارة.
نظرت له سارة بجهل ولم تلبث ثواني حتى هتفت بحدة :
- انت !! بتعمل ايه هنا.
جاسر بضحكة قوية :
- والله شوفت مدير المطعم وهو بيطردك صعبتي عليا فقولت اجي اساعدك.
وضعت يداها على صدرها و نطقت بتهكم :
- الله على طيبتك....ثم اكملت بتهديد :
- يلا يا اخ من هنا مش ناقصة قرف على الصبح.
جاسر بحقارة :
- وهو في قرف اكتر من اللي زيكو انا مش عارف شايفة نفسك على ايه دانتي متسويش حشرة و....
لم يكمل كلامه بل صدع صوت صفعة قوية على وجهه منها.....!!
اراك بعين
القلب حزينة
تبكين تعانقي
ابياتي... فتتسابق
العبرات اليك
تهجر مقلتي..
اليوم افرغ
دمع عيني
بالبكاء ندما
على قلبي الذي
فقدتة.. اراه
اليوم يدمي
يصارع الوحدة
في ظلمة زماني..
ضاقت نفسي
على الدروب
اينما اسير..
لقلبي نبض
لايقوى على
حمل اشواقي
بعثرت بغيابك
اوراق صبري..
الايكفي الصدود
انت الدنيا ومن
غيرك لعيني
لايليق.. وحده
قلبك يكفينيِ
اني هجرت
اهلي واصحابي
لاجلك اليوم
اراك تنفيني..
اكابر رغم
حرماني منك
واداري دمعتي
بعيني.. الايكفي
الجفا حياتي
دونك لاتطاق
وبعدك عني
لايرضيني..
تحملت منك
الذل وجراحه
ماكان قلبي
شكى النوى
الا على ضياعك
من دمي..
يأس وخوف
وعذاب لاينتهي
تلك حياتي
من بعدك... إنا
ابتدعنا غربة
وصلينا صلاة
الهجر لااذكر
ان نحن
اتفقنا على
قتل هوانا..
لاليل بعد
اليوم يجمعنا
ولاقلب بعد
اليوم ينتظرنا
لتنامي دفءِ
صدري.. تبدلت
المشاعر والكلام
لامس جرح
الهوى.. وإن
ابتعدت عن
قلبي ولم ِ
تكتب قصائد
الحب عني..
ستبقى حبيبي
الى الابد
في خاطري...
انتفضت وهي تنهض جالسة بفزع انارت الغرفة و نظرت له لتجده يتنفس بعمق و صعوبة و وجهه يتصبب عرقا من كل اتجاه.
هتفت بخوف وهي تمسك وجهه :
- ر...رعد...رعد في ايه.
استلقى على السرير و اجاب بجمود :
- مفيش مجرد كابوس.
سيليا بقلق :
- طب انت كويس...شوفت ايه ف...
قاطعها رعد بضجر وهو يرمقها بحدة :
- ايه يا سيليا هتستجوبيني ولا ايه...يلا بطلي رغي و اطفي النور عشان اعرف انام.
كادت تتكلم لكنه اولاها ظهره و اغمض عيناه تنهدت هي بحيرة و اطفأت النور استلقت بجانبه لتغمض عيناها مجددا و تغرق في النوم...
اما هو فكان عقله يسبح في عالم اخر ذاكرته تعود به للوراء لأكثر من 25 سنة...يتذكر ذلك الطفل ذو عشر سنوات الذي كان يتلقى الضرب و التعذيب من والده بسبب تحريضات زوجته...
يتذكر كيف كان يحرم من ابسط الاشياء عندما يحرمه من الطعام و الشرب لأيام عديدة و يحبسه في غرفة مظلمة كم كان يبكي و ينادي والدته الميتة لتأتي و تأخذه معها....كم كان يفقد وعيه من جروحه الجسدية و الجوع و العطش...
بالطبع هذا العذاب جعل منه وحشا لا يرحم احد قاسيا صلبا ينتقم من جميع الناس على ما قاساه في طفولته...
1
لم يستطع النوم فزفر بضيق ونهض خرج و ذهب لغرفة لم نراها من قبل....غرفة التعذيب !!
1
دلف ووقف امام المرآة الكبيرة نزع قميصه لتظهر عضلات صدره و ذراعيه الصخرية لف بجسده قليلا ليرى ظهره منعكسا على المرآة و الكدمات و الخدوش المخيفة تغطيه بأكمله !!
علامات ضرب تترجم معاناته في الماضي و الحاضر ايضا.
اصدر تأوها و بدأ بضرب نفسه بالسلاسل في كتفيه و ظهره و جزءا من صدره كان كالمجنون يضرب نفسه بتوحش و تلك الاحاديث تدور في عقله...
" انت ضعيف يا رعد....ابن فيروز اللي جاية من الشوارع....اخوك احسن منك....انت عمرك ما هتبقى زي جلال ابني اللي بفتخر بيه..."
6
زمجر بغضب و هو يزيد من قوة الضربات :
- انااا عمري ما كنت ضعيف انا مش ضعييف مش ضعييييييف !!
القى ما بيده وهو يتنفس بصعوبة بالغة مصدرا صوتا رهيبا مسح على وجهه و اصدر تأوها متألما وهو يرى جسده ينزف نظر مجددا في المرآة و همس بحقد :
- العلامات اللي على جسمي مينفعش تختفي عشان كل ما اشوفها بفتكر اللي كنت بتعمله معايا يا عادل و بفتكر مراتك ال **** و اللي اسمه اخويا.... جلال.
3
اغمض رعد جفناه فجأة عند شعوره بالدموع المحبوسة في مقلتيه و حدث نفسه :
- انت مت و مراتك ماتت و عدت سنين طويلة بس بردو مش عارف انسى توحشك مش هنسى وجعي يا عادل - والده - و جلال ده كان السبب الرئيسي فمعاناتي و مع ذلك مش قادر اقتله.
ابتسم بخبث فجأة و تابع :
- بس اللي هعمله فيه اسوء من الموت بكتيير هه هتصعب عليا يا اخويا.
في لحظات عادت قسمات وجهه الجامدة خرج و عاد لغرفته ، ولج للداخل وجد سيليا نائمة فابتسم بتعب هي الشخص الوحيد النظيف في حياته المظلمة لذلك لا يجب ان يدنسها بوجوده بقربها.
افاق من شروده و دلف للحمام وقف تحت الصنبور و سرعان ما اطلق آهة متألمة عندما لمست المياه جروحه ليشعر بها تحرقه اكثر....
_________________
في الحي الشعبي.
صرخت سعاد بصوتها المزعج :
- قولتلك من قبل يا حسن بنتك ديه هتحط راسنا ف الارض واهو حصل اللي كنت خايفة منه.
حسن بعدم مبالاة و هو يرمي قشور اللب في الصحن :
- جرا ايه يا ولية هي اول مرة تتأخر يعني.
سعاد وقد مطت شفتيها باستهجان و شماتة :
- لا مش اول مرة بس البت صاحبتي شافت بنتك المحترمة واقفة مع واحد و هاتك ضحك و هزار و بعدين ركبت معاه ف العربية و راحت. 
نقل انظاره لها و صرخ بغضب :
- انتي بتقولي ايه سارة مبتعملش كده.
ضحكت هي مجيبة :
- لا يا ابو محمود بتعمل كده و اكتر انا اللي كنت كاشفاها و نبهتك بس مسمعتش مني ، و اضافت بكذب :
- ديه حتى كانت بتجي و جايبة معاها فلوس قد كده و طول الليل سامعاها بتتكلم ع التلفون كلام وسخ.
قبض حاجباه و هتف يانفعال :
- تيجي بس ال **** ديه و اقسم بالله هدبحها واشرب من دمها.
نهض و دخل لغرفته فقلبت هي عيناها بتملل و اردفت :
- جتك نيلة و انت غبي كده.
سمعت صوت طرق على الباب فهرعت له فتحته لترى ولدها ذو ال 20 سنة يقف يدخن بشراهة و رائحة كريهة تفوح منه.
تمتمت بابتسامة وهي تفسح الطريق له :
- خش يا محمود.
دلف و قال بعدم اكتراث :
- عملتي ايه عشا ياما انا همت من الجوع.
اجابته سعاد :
- بعيد الشر عنك يا حبيبي ادخل ارتاح شويا على ما احط الوكل.
هز رأسه و جلس على الاريكة المتهالكة بكسل ....
_________________
في صباح اليوم التالي.
فتحت عيناها ببطىء وهي تشعر بألم فضيع في رأسها تلمسته و شعرت بشاش يلتفه حوله فعقدت حاجباها و تمتمت بصوت باهت :
- انا...ف..فين.
تذكرت ما حدث فشهقت ونهضت صارخة :
- انا بعمل اييييه هنا.
- بس بس ايه الصوت ده.
هتف بها في سخرية فالتفت له سارة و هتفت بنظرات حادة :
- انت عملت فيا ايه هااا انطق.
ضحك جاسر مرددا وهو يطالع جسدها :
- فكري شويا و هتعرفي.
فتحت فمها بذهول و نظرت لما ينظر لتشهق بصدمة وهي ترى نفسها مرتدية قميصا رجالي  يصل لركبتيها و ازراره العلوية مفتوحة مظهرة جزءا من صدرها !! رفعت الغطاء لتغطي جسدها و همست برعب :
- انا ليه لابسة كده...انت عملت فيا ايه.
انتصب واقفا و تقدم نحوها مال عليها لتميل هي للخلف و تبلع ريقها برعب.
نطق جاسر بهدوء مستفز :
- انتي فقدتي وعيك و راسك كان بينزف و الدم بوظ هدومك عشان كده طلبتلك ممرضة تخيط الجرح و مكنش في لبس حريمي انا فاديتها قميصي تلبسهولك ، و اضاف بحقارة :
- متخافيش مقربتش منك مفيكيش حاجة تفتح النفس اصلا يا برعي.
شعرت بالاهانة لأنوثتها من كلامه فاشاحت وجهها للجهة الاخرة و قالت بغيظ :
- انت اللي ضربتني على فكره.
تذكر عندما ضرب رأسها في باب سيارته وجعلها تنزف فابتسم بانتصار و اردف :
- اممم قطة شرسة.
زفرت سارة و قالت بنفاذ صبر :
- من الاخر انت عايز مني ايه ناوي تحبسني عندك يعني.
جاسر بتهكم و غرور :
- احبسك ليه ان شاء الله انتي مين عشان تقعدي فبيتي...بس المشكلة انك لو طلعتي من عندي هتروحي فين.
رفعت احدى حاجبيها و قبل ان تجيب نظرت للساعة المعلقة في الحائط لتضع يدها على فمها بفزع :
- الساعة 10.... يعني انا قضيت ليلة المبارح هنا !! لا مستحيل.
ارتفعت قهقهاته بانتشاء لرؤيتها خائفة وضع يده على وجهه يتذكر صفعتها و غمغم بقسوة :
- قوليلي بقى ايه رايك ف اللي عملته.... ياترى عيلتك و حارتك الشعبية هتفكر فيكي ازاي كبنت نامت برا البيت ها قوليلي ابوكي هيعمل فيكي ايه يا حلوة.
التمعت عيناها بوميض الحقد لتنهض واقفة اقتربت منه و صرخت بانفعال :
- انا عملتلك ايه !! ها فهمني انت اهنتني و انا ضربتك و بقينا متعادلين طب ليه تعمل فيا كده.
طالع عيناها مباشرة و تشدق ب :
- و خدي الكبيرة كمان انا اللي امرت مدير المطعم يرفدك من الشغل و هجاوبك يا قطة ، انا كنت عايزك تسيبي شغلك المقرف ف المطاعم و تشتغلي عندي بس انتي ايدك طويلة ضربتيني بالقلم ف الشارع و قدام رجالتي بردو فده انتقام صغنن مني ايه رايك.
سارة باشمئزاز :
- انا مستحيل اشتغل عند واحد قذر زيك ، صاحت بوجع عندما امسكها جاسر و ضغط على ذراعيها بعنف مرددا بهمس مرعب :
- شكلك مش عايزة تتعدلي الا بعلقة محترمة من بتوعي.... و دلوقتي فكري هتتصرفي ازاي مع اهلك.
سمع طرق الباب ففتحه وجد احد حراسه يحمل كيسا ما ليردد باحترام :
- جبت اللي امرتني بيه يا باشا.
اخذه منه و اغلق الباب رمى الكيس في وجهها و قال بفتور :
- البسي الطقم ده و يلا على بيتك.
اخذت الكيس و دلفت للحمام ارتدت الطقم الذي كان عبارة عن كنزة زهرية انيقة و بنطال ابيض القت بقميصه على الارض و همست بضيق :
- وسخ و قذر.
خرجت من الحمام لم تجده غادرت الغرفة و ركضت سريعا تهرب من الفيلا قبل ان يراها - حسب اعتقادها -
اما هو فكان يراقبها من الطابق العلوي و حدث نفسه بثقة :
- هترجعي ليا....و هتطلبي بنفسك اشغلك عندي يا س ا ر ة ....
_________________
في قصر الشبح.
استيقظت سيليا و نهضت استحمت و ارتدت ملابسها سترة باللون البنفسجي و بنطال اسود جينز صففت شعرها و نزلت للاسفل...
جلست على طاولة الطعام وسألت زهرة باستغراب :
- الشبح طلع ؟!
زهرة بإيجاب :
- ايوة يا هانم طلع من يجي ساعتين.
اومأت بضيق و اكملت تناول طعامها حتى سمعت صوتا انثويا يقول بمرح :
- بتاكلي من غيري اخس اخس.
ابتسمت ووقفت بسرعة احتضنتها بقوة و همست باشتياق :
- لين وحشاني اوي.
ضيقت عيناها و هتفت بلؤم :
- بأمارة انك بتكلميني كل يوم ايه الشبح نساكي فينا ولا ايه.
شعرت سيليا بتورد وجنتيها فتمتمت بغيظ :
- بطلي قلة ادب عيب كده و اقعدي عشان تفطري معايا.
و بالفعل جلست و بدأت بالاكل حتى قالت سيليا بمكر :
- الا بقى قوليلي يا لينو اخبارك ايه مع اياد.
نظرت لها و ابتسمت بحالمية لتردف بشرود :
- ياااه على اياد و شخصية اياد و حلاوة اياد و كلام اياد....و حب اياد.
ابتسمت الاخرى و امسكت يدها :
- بتحبيه يا لين.
انتفضت لين بدهشة من كلامها و انجراف مشاعرها كيف تتحد عن اياد هكذا و هي زوجة و حبيبة رجل اخر .... حمحمت و رسمت على وجهها ابتسامة مزيفة :
- احم طبعا بحبه....قوليلي انتي عاملة ايه مع رعد.
تنهدت سيليا بحسرة و قالت :
- مش عارفة احيانا بيكون رقيق معايا و احيانا بيعاملني وحش ده حتى مبقاش يجي ع القصر خالص انا زعلانة من بعده.
سألتها لين بتوجس :
- اتتي بتحبيه.
طالعتها قليلا و ردت بصدق :
- ايوة...بحبه اووي مش عارفة حبيته ازاي ده انا كنت بكرهه كره العمى و بخاف منه بس فجأة حسيت نفسي متعلقة بيه بفرح لما اشوفه و بحس معاه بالامان و رغم اني عصيت اوامره وهربت مأذانيش و بفضله رجعت اشوف تاني ووو...
كانت لين شاردة في كلامها هذا نفس احساسها اتجاه اياد تشعر بالامان معه تفرح بوجوده متعلقة به لم تعد تنتظر مكالمات جلال بفارغ الصبر كما كانت تفعل من قبل لم تعد تحزن من تجاهله هل هذا يعني....
افاقت من شرودها على صوت صيليا وهي تقول بتذمر :
- روحتي فين يا بت انا بكلمك.
ابتسمت لين و قالت :
- مروحتش لحته انا هنا اهه.
_________________
في الحي الشعبي.
دلفت سارة للعمارة و صعدت لشقتها دخلت لتجد والدها و سعاد و محمود يقفون و ينظرون لها و قبل ان تتكلم اقترب منها حسن وصفعها بقوة صارخا بانفعال :
- كنتي فين يا **** .
انصدمت سارة ثم جزت على اسنانها محاولة كتم غضبها....نظرت له و قالت بثبات :
- بتسألني ليه....انت خايف عليا ولا قلقان عشان الفلوس.
سعاد بغضب :
- و بتتكلمي ببجاحة كمان يا صايعة.
صاحت سارة بهم و قد نزلت دمعتها :
- اوعى حد منكو يقول كلمة وحشة فحقي انا سارة بنت امينة اللي الناس كلها بتشهد على تربيتها و انت يا بابا انا متوقعتش منك تقول عليا كده....فعلا مصدومة.
حسن بقرف :
- بت انتي متعمليش عليا الشويتين دول ولو مكنتش خايف من الفضيحة كنت هموتك و ارتاح من عارك....عمتا جهزي نفسك جارنا احمد هيجي المسا عسان يتقدملك.
شهقت سارة بذهول و اجابت :
- احمد !! ده كبير عليا اوي يا بابا و متجوز اتنين كمان.
نطقت سعاد هذه ابمرة باستحقار :
- و ماله يا ستي مش مالي عينك احمدي ربك اصلا انه في حد معبرك.
لم ترد عليا بل شتمتها بداخلها و ركضت لغرفتها.
جلست على سريرها تمسح دموعها بضعف و فجأة اضاءت شاشة هاتفها برقم غريب ، عقدت حاجباها و فتحت الخط :
- الو.
- وحشتيني يا قطة.
سارة بدهشة و غضب :
- ده انت جبت رقمي منين.
جاسر بسخرية :
- اكيد خدته من تلفونك لما كنتي نايمة مش محتاجة ذكاء يعني....المهم رنيت عليكي عشان تعرفي اني مستنيكي تكلميني و تطلبي اشغلك عندي.
ردت سارة بقوة :
- مستحيل حتى لو كان فيها موتي.
تشدق بغرور تام مردفا :
- هتتصلي صدقيني.
_________________
في المساء.
عاد الشبح للقصر صعد لجناحه و دلف وجد سيليا مستلقية على السرير تقرأ احدى المجلات فحمحم لتنتبه له.
نظرت اه و قالت بابتسامة :
- حمد لله على السلامة وحشتني اوي.
ذهل رعد وحدث نفسه :
- ديه المبارح كانت بتتعامل معايا ببرود مالها النهارده.
اتجه للدولاب دون ان يجيبها اخرج ملابسه فقالت سيليا :
- انا جهزتلك الحمام من دقيقتين ع فكره كنت عارفة ميعاد وصولك.
غمغم هو بصلابة :
- ماشي.
مطت شفتيها بامتعاض من بروده وقفت و اقتربت منه نظرت له و هتفت بحزن :
- انت ايه بتتجاهلني كده.
اجابها هذه المرة بثبات مصطنع :
- اتجاهلك ازاي هو انا كنت بتعامل معاكي اصلا.
نزلت دمعتها بألم و استدارت لتذهب لكنه جذبها اليه فجأة و همس بتحذير :
- اوعى اشوفك بتعيطي تاني فاهمة.
رفعت يدها و ضربت صدره بقوة قائلة بغضب :
- انت بتزعلني و تجرحني بعدين تقول متعيطيش !!
اصدر صوتا متألما من ضربتها فلقد اصابت جروح جسده....فزعت سيليا و هتفت بقلق :
- رعد انت كويس اا...انا اسفة مكنتش اقصد و....
لم تكمل كلامها لأنه ابتلع صوتها في فمه احاط خصرها بقوة و رفعها اليه يقبلها بنهم شديد و يده الاخرى تتحرك على ملابسها لتزيحها...
حملها بين ذراعيه فأغمضت هي عيناها بشدة ووجهها يكاد ينفجر من الخجل اخذها لفراشه و اعتلاها وهو يهمس بأنفاس متسارعة :
- انتي اللي جبتيه لنفسك و انا مش هقدر اسيطر على نفسي اكتر من كده.
انهى كلامه وهو يعمق قبلاته على عنقها و ينزع ما ترتديه فأرخت جسدها مستسلمة له....
________________
في نفس الوقت. 
خرج اياد من الشركة و ركب سيارته انطلق بها بسرعة متوجها لمنزله لكن فجأة اعترضت سيارة كبيرة طريقه فتوقف بصعوبة...
ترجل بغضب و هو يصرخ :
- ايه اللي عملته يا غبي انت مين !!
لم يكد يكمل كلامه حتى انقض عليه بعض الملثمين يضربونه بوحشية ورغم انه كان مصدوما لكن بدأ بالضرب هو ايضا اخرج مسدسه من جيب جاكيته و بدأ باطلاق النار و اللكم و الركل لكن كما يقال الكثرة تهزم الشجاعة استطاعوا بعد تعب كبير السيطرة عليه و تقييده.
وضع احدهم يداه للخلف و الاخر لكمه بعنف في بطمه ليصرخ اياد متأوها...
سقط على الارض بعدما خارت قواه سعل بقوة لتخرج الدماء من فمه و همس :
- انتو مين.
سمع صوتا رجوليا يعرفه جيدا :
- هتعرف انا مين. 
اخرج مسدسه ووجهه نحوه اشار لرجاله الذين اوقفوه...ابتسم الاخر بشر و ضغط على الزناد فجأة لتستقر الرصاصة في صدر اياد !!
كيف تعرف من يحبك؟؟
الذي اذا اقتربت منه خطوه
اقترب مني خطوتين..
واذا ابتعدت عنه غاضبا
دنا مني مسترضيا ..
واذا غبت عنه رغما عني..
بحث عني حتى وجدني..
اذا اخطأت عاتبني..
ولن يفارقني..
واذا اخطأ واجهني ..
ولم يهرب مني ..
ويقبل عذري مبتسما..
الذي يشعر بالنقص من دوني..
ولوملك كل شيء ..
ويشتاق الي ولوكان حوله
الف حي..
الذي يعاملني كانه يراني
لاول مرة..
ويحافظ علي كانني
الوحيد في العالم..
الذي لايعترف معي
بالنهايات.. ويحبني
كل يوم مثل البدايات...
2
سقط على الارض بعدما شعر بألم فضيع في صدره و دوار شديد يلفح رأسه....اصدر شهقة عميقة و همس :
- ل...لين ، ثم اغمض عيناه.
انخفض له الرجل الملثم نزع القناع ليظهر جلال وهو يضحك بشر :
- ده كان رد صغير مني لصاحبك رد معلش الانتقام جه فيك ههههه.
انتصب واقفا و اتجه لسيارته و خلفه رجاله تاركين اياه في حال يرثى له...
جاهد ليفتح عيناه ثانية لمح هاتفه ملقيا على الارض بجانبه مد يده يحاول السيطرة على المه و اخذه طلب رقما عشوائيا و انتظر الرد......
_________________
بينما هو يتخطى الحواجز التي وضعها بينهما صدع رنين الهاتف المزعج لينتشله مما هو فيه...
2
انتفضت سيليا بخضة فابتعد عنها رعد بصدمة و قد ادرك ما كاد يفعله مسح على وجهه بسخط و غمغم بصوت اجش من فرط رغبته :
- احم اهدي.
رفعت هي الغطاء على جسدها متمنية ان تنشق الارض وتبلعها من شدة خجلها لقد كادت ان تصبح زوجته فعليا !!
صدع الصوت مجددا فزفر بسخط و امسك الهاتف فتح الخط متمتما بشيء من الحدة :
- ايوة يا اياد خير.
سمع صوت سعاله و تبعه كلامه :
- ر...رعد. 
انتبه لما يحدث جيدا فقال بتوجس :
- اياد مالك في ايه.
اياد بخفوت وهو يجاهد ليتكلم :
- في ناس اتعرضتلي و...
لم يكمل لأنه بدأ بفقد وعيه فصاح رعد برعب على صديقه :
- اياااد قولي انت فين اياااد.
- جنب بيتي...رعد قول ل لين اني كنت بحبها اوي.
مسح على شعره ثم اغلق الخط ارتدى قميصه باستعجال و سحب مفاتيح سيارته و هرع للخارج...
فزعت سيليا من حالته و نهضت هي ايضا ارتدت ملابسها و خرجت نزلت للاسفل وهي تناديه بصوت عالي :
- رعـــــد استنى في ايه !!
ركب سيارته و انطلق بسرعة كادت تتبعه لكن احد الحراس اعترض طريقها وهو يغمغم بنبرة جادة :
- لو سمحتي يا هانم خشي جوا ممنوع تطلعي.
سيليا بانفعال :
- ابعد من طريقي والا هشتكيك للشبح.
رد عليها ببرود تام :
- ديه اوامره خشي من غير مشاكل.
تنهدت بضيق منه دلفت و صعدت لجناحها ، جلست على السرير و همست بقلق :
- ياترى في ايه و اياد قاله ايه خلاه يطلع جري كده.
لاحت ابتسامة خجولة على ثغرها عندما تذكرت ماحدث منذ لحظات رغم انها لم تكتمل لكنها تركت اثارا ساحرة في قلبها و عقلها ، وضعت يديها على وجهها و اطلقت ضحكة خفيفة....
.
___________________
كان يقود بسرعة البرق وهو يتلفت يمينا و شمالا لعله يراه لمح فجأة جسدا ملقيا على الارض فاوقف السيارة بسرعة و ترجل منها ، ركض نحوه وهو ينادي ب اسمه :
- ايــــاد !!
جثى على ركبتيه و طرق على وجنته بقلق :
- ايااد..اياد فوق...انتو فييين يا بهااايم !!
صرخ بها في غضب فأسرع رجاله له حملوا اياد و ادخلوه للسيارة ركب رعد و انطلق بأقصى سرعة نحو المستشفى !!
بعد مدة قصيرة كان يدخل لغرفة العمليات امسح رعد الطبيب و هتف بتهديد :
- لازم يعيش...فاهم !!
اجابه الطبيب بتوتر نوعا ما :
- هنعمل كل اللي نقدر عليه.
ولج للداخل فضرب رعد بقبضته على الحائط و عيناه محمرة بدرجة مخيفة فهمس :
- مين اللي عمل كده معقول يكون جلال.... لأ هو من مصلحته اياد يفضل عايش اكيد اللي عمل كده قاصدني بس مين ! انا ليا اعداء كتير و اي حد منهم ممكن يعمل كده بس لما اعرف ال **** ده اقسم بالله مهرحمه.
فجأة تذكر سيليا و ماكان يحدث قبل ساعة انب نفسه لفقدانه السيطرة على مشاعره و فعل ما كان يتجنبه ، حمحم و جلس على المقعد اخذ هاتفه و اتصل بسيليا و اخبرها بما حدث...
___________________
في فيلا جلال السيوفي.
دخل لمكتبه و هاهو يجلس بارياحية و يضحك بانتصار مردفا :
- اخويا العزيز رعد انا عارف قد ايه انت موجوع دلوقتي اكيد اياد صاحبك و نقطة ضعفك اللي محدش يعرفها غيري....ثم تابع بغموض :
- و منها اعرف مشاعر لين اتجاهك لاني بدأت اشك ف حاجات مش لمصلحتك يا مراتي العزيزة.
نادى احد حراسه و بعدما حضر قال جلال بنبرة آمرة :
- عايز كل الاخبار توصلني اول بأول سامع.
الرجل مجيبا باحترام :
- تحت امرك يا باشا.
- روح دلوقتي.
انحنى له و غادر سريعا في حين اعاد الاخر ظهره للخلف و تنهد براحة...
__________________
في الحي الشعبي.
وقفت امام المرآة تعدل فستانها الاسود و تتمتم بحنق :
- يعني انا سارة اتجوز الغبي ده و اكون زوجة تالتة عايزة تطفشيني يا سعاد صح ماشي يا انا يا انتي يا فردة الشبشب.
1
في هذه اللحظة دلفت سعاد بغير استئذان و قالت ببرود :
- العريس و امه وصلو اتفضلي معايا.
مطت الاخرى شفتيها بامتعاض مردفة :
- مش المفروض تخبطي على الباب قبل ما تنوريني.
اجابتها سعاد باستهزاء :
- وليه ان شاء الله داخلة اوضة برنسيسة ، و تابعت بتحذير :
- يلا يابت انجري قدامي و اوعى تحاولي تعملي حاجة غلط.
تهكمت بداخلها و تمتمت :
- لا طبعا هكون سارة ازاي لما معملش حاجة.
خرجت معها و اتجهتا للصالون وحدت المدعو ب احمد ووالدته و حسن و محمود جالسان سلمت عليهما و جلست هي ايضا.
تنحنح احمد و قال بابتسامة بلهاء :
- انا جيت عشان ااا...
قاطعته والدته بفضاضة :
- اسكت انا هتكلم....بص ياسي حسن ابني زي مانت شايف سيد الرجالة و الف بنت تتمناه و...
قاطعتها سارة باندفاع ساخر :
- القرد فعين امه غزال.
3
نظر لها الجميع بصدمة و سعل احمد عدة مرات فتحدثت امه بغضب :
- تقصدي ايه يا بت انتي.
هتف حسن بهدوء ليلطف الاجواء :
- سارة طفلة يا ام احمد و بتهزر معلش...كملي حضرتك كنتي بتقولي ايه.
تحدثت ام احمد بغرور :
- كنت بقولك احنا اتكرمنا وجينا نخطب بنتكو لابني و حاطين شوية شروط.
سارة بتعجب من كلامها :
- مش كانت العروس اللي بتحط الشروط ولا النظام اتغير.... بابا الولية ديه مجنونة صح.
وقفت ام احمد وصاحت بانفعال واضح :
- انتي قليييلة الادب !!
نهضت الاخرى و صرخت ايضا :
- وابنك رمز للادب و الرجولة صح متجوز اتنين وجاي عايز يتجوز واحدة فعمر بنته يلا يا ولية من هنا بلاش تخليني اغلط فيكي.
حسن بغضب :
- ساااارة اعتذري منها.
- مستحيل.
قالتها بتحدي و ركضت لغرفتها حمحمت سعاد و هتفت :
- ست ام احمد ااا...
لم تجبه و اتجهت للباب لكن احمد اوقفها و قال :
- انا عايزها ياما البنت داخلة دماغي و مش عايز غيرها.
اجابته بخفوت حاد :
- ديه اهانتني هخليك تتجوزها ازاي.
- ياما انا هخليها مراتي و انتي اعملي فيها اللي عايزاه بعد الجواز
اقترب منهم سعاد هاتفة بتوتر :
- يا حجة بنعتذر نيابة عنها لسه صغيرة و مش بتفهم....تعالي حضرتك اقعدي خلينا نتفاهم.
و بالفعل جلست هي و ابنها تحدث نفسها بغل :
- ماشي يايت سارة هبقى اربيكي لما تبقي مرات ابني.
ببنما في الغرفة الثانية جلست سارة بتوتر حتى شعرت فجأة بالباب يفتح على مصراعيه شهقت بخوف ورفعت رأسها وجدت والدها يقترب منها و ملامحه لا تبشر بالخير.
اوقفها و صفعها بقوة صارخا :
- نبهتك متعمليش حاجة غلط بس الواضح ان دماغك الناشفة مش هنخلص منها بس لاااا يا سارة هتتجوزيه و غصبا عنك كفاية ان عندك 19 سنة و لسه قاعدة فبيتي.
سارة بألم وهي تضع يدها على وجنتها :
- انت بتظلمني يا بابا.
لم يبدي اهتماما لكلامها و تابع :
- خطوبتك بكره و الفرح بعد اسبوعين جهزي نفسك....ثم غادر دون كلمة اضافية.
انتفضت سارة بصدمة و انهارت سقطت على الارض هامسة بدموع :
- اانا...مش..مش عايزة اتجوزه.
وضعت يديها على وجهها و انخرطت في البكاء ولكن فجأة اوقفت البكاء و اخذت هاتفها طلبت احد الارقام وبعد ثواني فتح الخط ، لتقول بجدية :
- جاسر بيه انا موافقة على اي شغل بتديهولي بس تطلعني من البيت ده.
____________________
في المستشفى.
تقف سيليا و بجانبها لين التي تبكي بفزع على اياد احساس فضيع تشعر به الان احساس لم تجربه من قبل الخوف الشديد و القلق و الحب و الندم كل هذا تشعر به الان...
اما رعد فكان واقفا يكلم احد رجاله بحدة :
- اعرفلي مين ورا اللي حصل قدامك 24 ساعة عشان تعرف.
حارسه بارتباك :- تحت امرك.
فجأة فتح باب غرفة العمليا اسرعوا له وقبل ان يتكلم رعد احدثت لين بلهفة :
- اياد كويس يا دكتور صح هو فاق و بقى كويس.
اخفض الاخر عيناه و تمتم بأسى :
- للاسف الشديد.....
عشق من بعيد ...ونتواصل بالكلمات... وننام على اذرع الشوق بين السطور ودموع الكلمات... ليس لدينا غير عبارات الشوق نخطها بحبر الامنيات... قد لايكتب الله لنا القدر للقاء... لكن ارواحنا ستبقى طول العمر في شوق وعناق...
2
نطق الطبيب بأسى :
- للاسف الشديد حالة المريض خطرة جدا الرصاصة قريبة من القلب وفقد دم كتير كمان.
رعد بانفعال حاد :
- يعني ايه اياد لازم يعيش فاهم !!
الدكتور بهدوء مشجع :
- احنا بنعمل اللي نقدر عليه ادعوله.
شعرت لين بدوار يلفح رأسها و جسدها يرتخي لاحظتها سيليا فأسندتها بفزع :
- لين انتي كويسة.
همست بضعف متجاهلة سؤالها :
- اياد هيموت....هيروح ويسيبني.
سيليا بدموع على صديقتها :
- لا اياد هيتحسن خلي املك بربنا كبير.
اكمل الطبيب بعملية :
- لازم ابلغ البوليس عشان ديه تعتبر محاولة قتل و ااا...
قاطعه رعد وهو يضع يده على كتفه :
- تعال معايا محتاج اكلمك على انفراد.
اخذه بعيدا عن الفتيات حدجه بنظرات مرعبة هامسا :
- انت واجبك تعالجه بس هااا تعالجه و ملكش دعوة بالباقي.
اجابه بشىء من الحدة :
- تقصد ايه وانت ازاي تكلمني كده.
ابتسم ببرود فضيع و تمتم :
- اقصد ان المستشفى ده ليه سمعته وهيصعب عليا لما يتقفل وانت يا حرام هتتعالج فين.
- يتقفل و اتعالج ؟!!
قالها الدكتور باستغراب و تعجب فتشدق رعد بصلابة :
- اعتبر اللي هقولهولك تهديد مش عايز بوليس والا...
قاطعه الدكتور بسرعة :
- زي ما حضرتك عايز....احم عن اذنك رايح اطمن ع المريض.
ابتعد عنه بسرعة فتنهد رعد بخنقة وحدث نفسه :
- انت لازم تفوق يا اياد....لازم تفوق و تبقى كويس زي الاول.
شعر بيد توضع على كتفه التف و نظر لها بهدوء :
- سيليا.
ابتسمت و اجابته بهمس :
- اه سيليا....التصقت بجسده و دفنت رأسها في صدره الصخري حاوطت خصره بذراعيها و تمتمت بتريث :
- متقلقش كل حاجة هتبقى كويسة و صاحبك هيتحسن.
لا يعلم لما لكنه شعر بأمان غريب عندما احتضنته....امان لم يشعر به حتى مع كل نفوذه و سلطته امان و استقرار عجيب تجسد في حضنها ، اخفض رأسه و دفنه في عنقها يشتم رائحتها بعمق لف يداه على جسدها و غمغم بحرارة :
- انا مش هستحمل اخسر اياد....مش هستحمل اخسره هو كمان.
عقدت حاجباها بتعجب من جملته - هو كمان - لكنها لم تركز كثيرا زادت في احتضانه و لم تتكلم.
بقيا على هذه الحال دقائق حتى سمها ضجة ابتعد عنها ليرى لين واقعة على الارض مغمى عليها.
انتفضت سيليا و ركضت لها برعب :
- ليــــــن !! ليــن ردي عليا.
اقترب رعد و حملها بين ذراعيه ادخلها لغرفة ما ووضعها قائلا بهدوء :
- اهدي متقلقيش كده ده مجرد تعب.
سيليا بحزن شديد :
- يا حبيبتي يا لين ربنا يكون فعونك ، انا هقعد معاها على ما تصحى.
- براحتك.
هتف بها وهو يخرج امسكت سيليا يد صديقتها و اردفت بابتسامة واهنة :
- للدرجة ديه بتحبيه.
__________________
في صباح اليوم التالي.
كان رعد يجلس امام الغرفة اللي يقطن فيها اياد خرج الطبيب و قال بابتسامة مطمئنة :
- الحمد لله النزيف وقف و عدى مرحلة الخطر.
اطلق نفسا قويا و اردف بامتنان لم يعهده منه احد سابقا :
- متشكر اوي يا دكتور.
اجابه بنفس الابتسامة :
- العفو ده واجبي....هو حاليا ف اوضة عادية تقدر تخش تشوفه.
1
هز رأسه ودلف معه وجد اياد مستلقي على السرير و عدة اجهزة موصولة به و صدره ملتف بالشاش.
جلس بجانبه و تحدث بهدوء :
- كده يا اياد عايز تسيبني وتروح مين اللي هيرخم عليا و يتقل دم ها انت كنت بتقولي اني مش بضحك و هيجي يوم تروح ترخم فيه على غيري مكنتش متوقع ان كلامك جد و عايز تسيبني.
مسح على وجهه و فجأة سمع صوت الباب يفتح استدار ببطىء وجد جاسر يدخل و يجلس بجانبه بهدوء.
- مين اللي عمل كده.
قالها جاسر فغمغم رعد بتوعد :
- لسه معرفتش بس لما اعرفه صدقني هخليه يترجاني ارحمه ال **** ده....انت كنت فين طول الليل و تلفونك كان خارج نطاق التغطية ليه.
حمحم جاسر واردف :
- هحكيلك بعدين انا مضطر اروح دلوقتي عندي شغل ، صحيح حبيبته ديه فين.
غمغم بتهكم ساخر :
- ف الاوضة التانية اصلها فقدت وعيها.
هز رأسه بتفهم و خرج غادر المستشفى و ركب سيارته.
ركب سيارته و تذكر مكالمتها الليلة الماضية.
Flash back
( كان جالسا يتأمل صورة زوجته و طفلته كالعادة حتى رن هاتفه فتح الخط ليسمع صوتها المخنوق :
- انا موافقة اشتغل عندك اي شغل تعوزه بس طلعني من البيت ده.
جاسر بثقة و تهكم :
- مش قولتلك هتتنازلي و العناد مش هيفيدك.
سمعها تجيبه بحدة و كبرياء :
- انت السبب باللي بيحصلي دلوقتي لو مخطفتنيش و سبتني معاك طول الليل مكنش بابا هيجبرني اتجوز كله بسببك.
جاسر ببرود فضيع :
- ما بلاش اللسان الطويل ده يا برعي اتعلمي تتكلمي زي البنات.
- اوووف منك هتساعدني ولا اتنيل اتصرف لوحدي.
ضحك جاسر بصوته الرجولي و هتف ب :
- لا هساعدك مش هخليكي تتجوزي الصراحة الواد هياخد مقلب فيكي.
لم يسمع اجابتها لأنها اغلقت الخط رسم على ثغره ابتسامة انتصار و تمتم :
- اللعبة كلها لصالحي دلوقتي....)
Back
افاق من شروده و انطلق بعد مدة وصل لذلك الحي الشعبي فحدث نفسه باشمئزاز :
- مكان بيقرف ازاي قادرة تعيش هنا.
ترجل و خلفه رجاله اشار للبعض باللحاق به و البقية يحرسون السيارات دلف للعمارة ووجد امراة تصعد السلم فناداها بجدية :
- لو سمحتي يا مدام.
نظرت له المرأة قائلة بتعجب :
- ايوة.
حمحم جاسر و تشدق بثبات :
- في بنت اسمها سارة ساكنة ف انو شقة.
زاغت نظراته وهي تقول بتطفل :
- بتسأل عليها ليه يا باشا.
زفر بضيق ونظر لحارسه بنظرة يفهمها فاقترب منها الاخير وتحدث بحدة :
- انجزي بلاش تتعبينا معاكي والا...
تشدقت المرأة بسرعة و خوف :
- اا ف الدور التالت الشقة 5....بس عندهم حفلة النهارده خطوبتها و كنت طالعة ليهم اصلا.
هز جاسر رأسه و دفعها بخفة صعد على درج بخطوات شبه راكضة و توقف امام الشقة وقبل ان يفعل شيئا سمع صوت صراخها !!
___________________
قبل نصف ساعة.
خرجت سارة مع سعاد من غرفتها بهدوء تحاول التحكم في انفعالاتها وجدت الصالة الصغيرة مملوءة بالضيوف و والدها يقف مع احمد و شقيقها و ام احمد تقف مع النساء تتحدث بغرور كعادتها قلبت عيناها بتملل و حدثت نفسها :
- الحيوان ده مش قال انه هيجي ياخدني طيب هو فين انا قربت اتجنن من المسخرة اللي بتحصل هنا اووف.
همست سعاد بأذنها في تحذير :
- ابتسمي شويا بلاش الوش الخشب ده انتي هتتخطبي.
ردت عليها بنفس الهمس :
-سمي المسخرة ديه ب اي حاجة الا خطوبة يا سعاد هانم.
زفرت بضيق من تمردها و اخذتها للنساء مرت بضع دقائق حتى تحدث حسن بجدية :
- مش يلا تلبسو الدبل.
احمد بحماس :
- اه ياريت.
تجمع الحضور وهم يباركون لهم اخذ احمد الدبلة فقالت والدته بضيق :
- مدي ايدك.
اغمضت سارة عيناها لثواني قبل ان تفتحهم و تقول بحزم :
- لا...انا مش موافقة على جوازي منك.
صرخ حين بغضب :
- ســــــارة انتي اتجننتي !!
ابتعدت سارة و قالت بصوت عالي :
- زي مانتو سامعين يا ناس الخطوبة ديه مش هتم ليه عشان انا مش موافقة على العريس يلا كل واحد بيتك بيتك المسرحية خلصت.
لم تكد تنهي كلامها حتى باغتتها سعاد بصفعة قوية على وجهها نظرت لها بصدمة و صاحت :
- انتي ازاي تضربيني يا واطية.
سحبها حسن من يدها ليدخلها لغرفاها لكنها اوقفته و صرخت بحدة :
- شيل ايدك عني يا...
لم تكمل لأنه صفعها ثانية و توالت الصفعات على وجهها و الضيوف يشاهدون ما يحدث بذهول و ترقب و حماس لهذه - المسرحية - !!
كانت سارة تصرخ بين يديه فاقترب اخوها محمود و قال وهو يحاول ابعادها عن والده :
- بابا سيبها هتموت ف ايدك !!
في هذا الوقت كان جاسر يسمع صراخها فزمجر في رجاله :
- اكسرو الباب ده يلاااا.
امتثلوا لأوامره و بدؤوا بركله حتى كسر انتفض من في الداخل في حين لف هو انظاره في المكان حتى وجد سارة ملقية على الارض ووالدها يضربها بكل قسوة جز على اسنانه و بسرعة البرق كان يقف امامه و يلكمه في وجهه بعنف جعل انفه ينزف !!
جاسر بعصبية و عينان حمراوتان كالجحيم :
- ازاي تضرب بنتك بالوحشية ديه يا ***** .
تدخل محمود قائلا :
- انت ميين يا جدع و ازاي تمد ايدك على بابا يلا امشي اطلع برا.
تجاهل كلامه و ساعد سارة على النهوض تشبثت هي به و همست بخوف :
- ممم...متسيبنيش اا انا خايفة.
جاسر بابتسامة خفيفة ليطمئنها :
- متخافيش انا موجود ومحدش هيقدر يعملك حاجة اهدي ، ثم أمر رجاله بصوت عالي :
- يلا طلعو الناس اللي مشرفانا هنا.
اقارب منه احمد بغضب :
- انت شكلك ناوي تتكسر و....
قطع كلامه عندما شعر بوجهه يشاح للجهة الثانية اثر لكمة تلقاها من قبضة جاسر الفولاذية امسكه الحراس و اخرجوه هو ووالدته و باقي الضيوف الذين لم يكفوا عن طرح الاسئلة... من هذا و ما علاقته بسارة التي رفضت الزواج...
مسح حسن الدم الذي يخرج منه و قال بحقد موجها كلامه لابنته :
- بقى تجيبي حبيبك يستقوى عليا يا *****
لم يتحمل جاسر فأنقض عليه يمسك من ياقة قميصه متحدثا من بين اسنانه :
- فهمني انت ايه ازاي تعمل فيها كده و تجبرها على الجواز انا لو بنتي لسه عايشة كنت هحطها فعيوني و احميها من كل الناس بس واحد ****** زيك مبيستاهلش يكون اب.
سعاد بغضب :
- ممكن حضرتك تقولنا انت مين و مالك ف البت ديه و الخطوبة.
حدجها بطرف عينه ثم قال كلاما جعل الجميع يقف مصدوما :
- خطوبة ايه و سارة بتكون مراتي.
رفعت رأسها له وهمست :
- ااا..انا ايه ؟!!!
سعاد و محمود و حسن في وقت واحد :
- مراتك ازاااي.
جاسر بسخرية :
- يعني احنا متجوزين و سارة مراتي و ملكي انا يعني انا اللي بتحكم فيها مش انت.
اقترب منها حسن بتوعد :
- ااه يا بت ال....
قطع طريقه بذراعه التي رفعها لتكون حاجزا دفعه للخلف و غمغم بصلابة :
- لا كده هزعل منك يا عمو و هتدفع تمن زعلي غالي اوي.
اتجه لسارة التي تقف كالبلهاء امسك يدها و سحبها خلفه و تبعه رجاله ، فتح الباب ليجد سكان العمارة يقفون يحاولون استراق السمع طالعهم بقرف ثم صاح بصوت عالي :
- الكل يسمع سارة بتكون مراتي يعني بتاعتي انا و محدش ليه حق يتجاوز حدوده معاها عمتا انا هاخدها معايا و اقسم بربي اعرف بس ان حد جاب سيرتها بالباطل لسانه هيتقص فاهميييين !!
سحبها بقوة و نزل اخذها لسيارته و ركب وهي ايضا وهنا صرخت به في عصبية :
- انت ازاي بتقول اني مراتك انا امتى اتجوزتك ولا فاكر انك ممكن تقرب مني تبقى غلطان اااا....
وضع يده على فمها و همس بتحذير :
- اخرسي....سامعة اخرسي !!
______________________
في المستشفى.
استيقظ اياد و دلف له الجميع يطمئنون عليه.
اقتربت منه لين بلهفة خوف :
- ايااد ااانت كويس صح.
ابتسم بضعف و همس :
- اه يا حبيبتي كويس.
امسكت يده و قبلتها مردفة بدموع و اندفاع :
- انا كنت خايفة عليك اوي كنت هموت انا من غيرك ولا حاجة.
ابتسمت سيليا و قالت بمرح :
- ما خلاص بقى يا حاجة سيبي الراجل الغلبان يرتاح ههههه.
ضحكت لين و اياد ايضا بينما ضغط رعد على يدها و غمغم بحدة مخيفة :
- بلاش الضحك الكتير ده احسن ليكي.
استغربت من غضبه وحدثت نفسها :
- ماله ده اللي يسمعه يقول غيران ، حمحمت و هزت راسها بينما نهضت لين و قالت :
- انا عايزة اروح الحمام اغسل وشي تعالي معايا.
نظرت سيليا للشبح الذي اومأ لها موافقا خرجت معها و ذهبتا للمرحاض.....
بعد دقائق خرجت لين لم تجد سيليا فسألت باستغراب :
- راحت فين ؟
......: ع القصر.
شهقت و التفت وجدت رعد يقف بهيئته الرجولية امامها اخذت نفسا عميقا و زفرته بارتياح :
- اه ماشي انا هروح اطمن على اياد.
تحركت و كادت تتجاوزه لكنه امسك ذراعها و دفعها للخلف انتفضت بخوف و قالت :
- ف....في ايه.
اجابها بنبرة مميتة :
- بلاش دور العشقانة ده لان تمثيليتك بقت تقرف.
بلعت ريقها بصعوبة و استطردت :
- اااا...انا مش فاهمة.
ابتسم بمكر و شر ليتمتم بنبرة حاقدة :
- لو فاكرة ان خدعتك هتعدي عليا تبقي غلطانة ، انا عارف كويس ان جلال هو اللي بعتك عشان توقعي اياد....جلال جوزك.
صغيراً تجرعت مرارة الحرمان والكتمان، وكأنما تكوّنت روحي وشُكّلت لتنسجم مع بيئتيهما وقسوتيهما، لم أتحسس ملمس الطفولة التي عاشها أقراني، فالظروف جعلتني أحرق المراحل التي تفصل بين الطفل والرجل، وأرمي طفولتي جانباً وأتقمص صورة الرجل في سن مبكرة، لتطبع السنين بصمتها على ملامح وجهي...
بدا الجو كنقلة زمنية تعود بك لأحد الحروب في الماضي لكن هذه الحرب ليست لاسباب دينية او سياسية بل بسبب العقل و صراعه الدائم مع القلب...!!
اتسعت حدقتيها بفزع ورعب وقلق و دقات قلبها بدأت بالتضارب فيما بينها ، و رغم صدمتها الا انها لم تشعر بنفسها وهي تقول بعدم فهم مصطنع :
- ااا ج جلال ممم...مين و جوزي مين ده ااااه.
صاحت بألم عندما وجدته يقبض على ذراعيها بعنف شديد و يقربها منه ليغمغم بحدة :
- دور البنت البريئة مش بينفع معايا يا هانم انا مش زي اياد اللي استغليتي حبه ليكي...ايه انتي فاكرة ان لعبة غبية زي ديه ممكن تعدي عليا.
اخذت نفسا عميقا و في لمح البصر عادت لطبيعتها رسمت الجمود على وجهها و تشدقت ب :
- انت عرفت ازاي مين اللي قالك.
ابتسم بسخرية و استحقار ليتحدث بصلابة :
- مش انتي اللي تسألي انا بس اللي بسأل و التانيين يجاوبو وغصبا عنهم كمان.
لمعت عيناها فجأة و نظرت له بحزن :
- عايز تسألني على ايه مالحكاية واضحة انا مرات جلال و جاسوسته بعتني لشركتك عشان اعرف اخد المعلومات عن اي حاجة تخصك و لما عرفته على مشاعر اياد ليا قالي اني لازم استغل الموضوع لصالحي.
جز على اسنانه و احتبس الدماء في عروقه حتى اصبح وجهه احمر قبض على يده ليرفعها فجأة و يلكم الحائط صارخا بانفعال :
- تصدقي انا مش عارف اذا لازم اتنرفز او اضحك على غباء حبيبك من كل عقله فاكر انك هتعرفي تخدعيني انا كاشفك من اول مرة شوفتك فيها ف الشركة و الورق اللي كنت بتوديهوله كان بيوصله بمزاجي انا و اوقعه في الفخ يا غبية.
فتحت فمها بذهول وهي تحدق به :
- ومدام انت عارف الحقيقة ليه مفضحتنيش وليه واجهتني دلوقتي.
وضع يده في جيب بنطاله واقارب منها ببرود مردفا :
- عشان اللعبة الوسخة ديه زادت عن حدها ولا انتي عايشة الدور و بتعيطي و يغمى عليكي كأن ملكيش دعوة باللي حصل لا شابوه برفعلك القبعة على تمثيليك.
لين باستغراب :
- انت تقصد ايه انا مش فاهمة حاجة.
زمجر بها بعصبية بعدما فقد اعصابه :
- بتمثلي تاني يا و**** انتي فاهمة كويس انا بقصد ايه اتفقتي مع الكلب اياه عشان تلعبو معايا بواسطة حياة صاحبي انتي ايه يا شيخة خعندكيش ذرة كرامة او شفقة حاولتي تقتلي اللي بيحبك و بتمثلي حزنك قدامنا.
نفت رأسها سريعا و اردفت :
- لا والله انا معملتش حاجة و جلال...جلال مض ممكن يعمل كده هو مش ممكن يقتل حد حتى لو تجار اسلحة زيكو.
+
رعد بتهكم :
- ههههه تجار اسلحة زينا ليه هو كان ملاك ولا انتي بتستعبطي احنا على الاقل بنهرب الاسلحة انما جوزك بيتاجر بالاعضاء و البنات و المخدرات وكل قرف موجود.
تجاهلت كللمه و سألته بتوجس :
- طب ليه مقولتش ل اياد ع اللي بتعرفه اكيد هو مش عارف.
رمقها بنظرات حسابية ثم استدار و تحرك ليذهب ، توقف فجأة و هتف بنبرة هادئة وهو يوليها ظهره :
- كلمتين مش اكتر اياد تسيبيه فاهمة انا لولا خايف على قهرته و زعله كنت هقتلك و ارميكي للكلاب بس انتي مبتستاهليش حد يتقهر عشانك.
انصرف بعدما رمى عليها كلماته استندت على الحائط و همست بضياع :
- اياد لو عرف حقيقتي هيقتلني لازم انفذ بجلدي...بس معقول جلال يعمل كده هو مش ممكن يكون قاتل ( ياخيبتك ياما )
مسحت على شعرها بقلق و تابعت :
- اعمل ايه دلوقتي انا لازم اسيب اياد حالا....لالا هو تعبان هستنى لما يتحسن واقوله ان علاقتنا مبتنفعش اه كده احسن.
___________________
القت برأسها على النافذة تعيد بذاكرتها ماحدث قبل قليل شعور باليتم و الاهانة يراودها لتذكرها ضرب والدها امام الجميع و اجبارها على الزواج لم يحاول احد منعه و الدفاع عنها.... و من انقذها ؟؟
الشخص نفسه الذي تبغظه السبب الرئيسي لما حدث لها.
- وصلنا.
هتف بها جاسر وهو يتوقف بسيارته امام الفيلا نظرت له بجمود ثم خرجت وهو خلفها.
دلفا للفيلا و اشار لأحد الخادمات لتقترب منهما بسرعة.
جاسر بنبرة جادة :
- وديها اوضتها و اعملي زي ما فهمتك.
سارة بتعجب :
- تعمل ايه انا مش فاهمة.
تجاهل سؤالها و صعد للطابق العلوي بينما اخذتها الخادمة لأحد الغرف في الطابق الاول ، ادخلتها وهتفت بابتسامة هادئة :
- انتي هتقعدي ف الاوضة ديه و اهو الدولاب فيه كل اللي تحتاجيه ، جهزي نفسك و بعد ما تخلصي روحي لمكتب الباشا . عن اذنك.
هزت رأسها وهي لا تفهم شيئا مما يحدث ابتسمت لها الخادمة وانصرفت في حين زفرت سارة بضيق :
- الفيلا ديه غريبة زي صاحبها اصلا كل اللي حصل بسببه ابن ال **** والله لأوريك.
قامت و اتجهت للدولاب وجدت ملابس عديدة اختارت تيشرت نص كم باللون الاسود و بنطال ضيق باللون الابيض و كوتش رياضي ابيض دلفت للحمام و انبهرت من اتساعه و تصميمه المتقن بحرافية استحمت لوقت ليس بالقصير ثم ارتدت الملابس و خرجت.
اتجهت لمكتب جاسر بعدما دلتها عليه الخادمة دخلت لتجد جاسر جالسا بأريحية فقالت بغيظ :
- ممكن حضرتك تفهمني انا هشتغل ايه.
تحدث جاسر وهو مغمض عيناه :
- اممم تفتكري ايه.
اجابته بصوت بارد :
- زي الخدم اللي هنا صح....بس لعلمك انا مش بفهم فشغل البيوت.
ضحك بصوته الرجولي الرائع و رد عليها :
- لا طبعا انتي هتكوني جاسوس ليا.
فغرت فاهها و اردفت بغباء :
- ج... ايه ؟
انتصب واقفا ولف حول المكتب ليصل اليها...وقف امامها ليظهر فرق الطول الكبير بينهم وقال بصلابة :
- بقولك انتي من النهارده هتبقي جاسوسة يعني بتجيبي كل المعلومات اللي عايزها.
سارة بتعجب منه :
- وانا هجيبلك اللي عايزه منين.
لف بظهره و هو يجيبها :
- هشرحلك بعدين اولا لازم تتعلمي فنون القتال و ازاي تستخدمي السلاح عشان تحمي نفسك.
شهقت وعادت للخلف بصدمة وفزع :
- سلاح !!
- اه....ولا انتي خايفة مش قولتي انك مستعدة تعملي اللي انا عايزه مقابل انقذك من اهلك.
تحدثت سارة بتحدي و غرور :
- انا مبخافش من حد يا باشا.
ابتسم متأملا وجهها الطفولي الذي يشع بشرارة الكبرياء و القوة فاستطرد قائلا :
- ارتاحي النهارده و بكره هتبدي التدريب مع الباقيين ، اشار لها بالمغادرة فامتثلت لأوامره و اتجهت نحو الباب ، وقفت فجأة و سألته بفضول :
- هو انت بتشتغل ايه.
استدار لها و ابتسم بقسوة مجيبا :
- تاجر أسلحة.
6
____________________
في القصر.
كانت مستلقية على السرير بتعب سمعت صوت فتح الباب فرفعت رأسها قليلا لتجد رعد يدخل بهدوء.
اغمضت عيناها ثانية غير واعية لما يحدث شعرت بيد خشنة تلمس وجنتها و صوت رجولي يهمس :
- سيليا انتي كويسة. 
همهمت مجيبة بخفوت :
- اه كويسة بس نعسانة و عايزة انام.
ابتسم عليها ثم استطرد قائلا :
- طب اتغديتي ولا لأ.
نفت و دفنت رأسها في الوسادة فتنهد و استلقى بجانبها....احتضنها من الخلف وهي لا تعي شيئا مسح على شعرها هامسا برقة :
- و انا مش بقدر انام غير وانا فحضنك لانك بقيتي ادمان.
اخذ نفسا عميقا وهو يعيد بذاكرته ماحدث بداية من رؤيته لنفس الفتاة التي طردت سيليا في الشركة و اعتراف اياد بمشاعره لها و موافقتها على حبه ، تذكر عندما كان يراقبها و اكتشف انها على علاقة مع ذلك الحقير بل و متزوجان ايضا...هنا ادرك ان وجودها في العمل و في حياة سيليا لم تكن سوى خطة محبوكة جيدا و صديقه اصبح ضحية لخداعه.
جز على اسنانه و حدث نفسه :
- جلال انت فاكر ان سكوتي ضعف مش عارف اني مجهزلك مفاجأة هتخليك تروح فداهية..... نظر لسيليا القابعة اسفله اغمض عيناه وتابع حديثه الداخلي :
- يا ترى انتي كمان كنتي عارفة حقيقة لين ومش بعيد تكوني مشتركة معاهم مانتي بتكرهيني و بتحقدي عليا...لالا مستحيل سيليا مبتعملش كده بس لو فعلا طلعتي عارفة هندمك على الساعة اللي اتولدتي فيها ، مش رعد السيوفي اللي يتخدع.
____________________
خرجت من سيارتها ولمحت سيارته تقف بمسافة بعيدة نسبيا لفت انظارها يمينا و شمالا ثم اتجهت اليها ، ركبت و نظرت له قائلة بغضب :
- جلال ليه عملت كده !! ليه اتعرضت ل اياد و حاولت تقتله.
رمقها بنصف عين في حدة :
- وانتي ايه اللي مدايقك اوعى تكوني واخدة الدور فعلا و خايفة على حبيبك.
اجابته في حدة :
- مش خايفة ولا حاجة بس انا مكنتش متوقعة انك....تدخل شخص بريء ف النص.
فقد صبره و هدوئه المزيف فجذبها من ذراعها وصرخ بانفعال :
- انتي مالك انتي هاا ليه مصممة تاخدي دور الشريفة و الصادقة اللي بتخاف على الناس انتي دخلتي معايا اللعبة من الاول يبقى متصدعنيش.
تشجنت ملامحها في ذهول من كلامه و اهانته لها نزلت دمعتها اجباريا عنها فزفر بضيق و تابع :
- انتي ليه بتعيطي دلوقتي يعني.
ازاحت يكه وتشدقت ببكاء مرير :
- انت اللي بتقول كلام بيجرح محسيني اني واحدة متسواش وانا اصلا بعمل الغلط عشانك انت.
ضمها لحضنه بشدة متمتما بمكر :
- اسف ياحبيبتي مش بقصد بس مضغوط الفترة ديه و بعدين اياد و رعد يستاهلو اللي بيتعمل فيهم مهما حصلهم مش هيكون ربع اللي انا عانيته بسببهم متزعليش مني حقك عليا انا اسف.
استكانت بين ذراعيه و ابتسمت براحة اما هو فابتعد عنها بعدما تذكر شيئا :
- بس انتي عرفتي ازاي اني السبب ف اللي حصل.
توترت و زاغت بنظرها بارتباك فهي لاتريد اخباره بكشف رعد لها لكي لا يأخذ احتياطاته فهي تشعر بأنها يجب عليها الانتقام منه لأنه جرحها بالكلام....و اذى من يخصها !!
- هاااا عرفتي ازااي.
هتف بها فحمحمت بهدوء متريث :
- سمعت ادهم واقف مع حد من رجالته و الراجل بيقوله انا عرفت ان جلال اللي ورا الحادث.
جلال بصدمة و جزع :
- رر...رعد ع...عرف اني السبب.
هزت رأسها بقليل من الشماتة ثم ودعته و خرجت تاركة اياه يفكر بقلق.....ماذا سيفعل به الشبح ؟!!
______________________
بعد مرور اسبوعان.
تحسن اياد بعض الشىء و كتب له تصريح بخروجه من المشفى و الان هو يجلس في منزله و لين تعتني به بعد رجائها لرعد بأن يتركها لحين شفاء اياد كليا.
رعد و جاسر يدبران شيئا للقضاء على جلال نهائيا و قررت سيليا استخدام نفس اسلوبه وهو التجاهل فمن سيتنازل و يخضع لمشاعره !!
سارة تتلقى تدريبا مكثفا من اجل تعزيز قوتها البدنية اكثر و اكتسبت الكفاءة في استخدام الاسلحة فهي لا يهمها ان كانت تعمل لدى رجل اعمال مشبوهة بل تهتم فقط ببعدها عن من يدعون بأهلها....
و جلال في استعداد دائم لهجوم رعد عليه في اي لحظة فهو يدرك جيدا ان الشبح لن يتنازل عن حقه....
______________________
في مساء ذات يوم.
توقفت لين بسيارتها امام فيلا جلال نزلت و دلفت للداخل بعد تعرف الحراس عليها وقفت في منتصف الصالة وحدثت نفسها بابتسامة :
- وحشتني اوي يا جلال اسفة ياحبيلي عشان اهملتك الفترة ديه بس هعوضك.
كادت تصعد للاعلى لكن اعترضت طريقها خادمة وهي تقول بارتباك :
- اااا مدام لين انتي بتعملي هنا ايه.
اجابتها بدون اكتراث وهي تتجاوزها :
- اكيد جاية لجلال مش محتاجة ذكاء يعني.
الخادمة بتوتر اكبر :
- بس هو مشغول مينفعش تقابليه دلوقتي.
عقدت حاجباها باستغراب من هذا التوتر اخترق قليل من الشك قلبها فركضت للاعلى و هي تدعي ان يكون ما تفكر به خاطئا.
وقفت امام باب جناحه ثم وبدون سابق انذار دفعت الباب بقوة لتقف مصدومة وهي ترى جلال مع احدى الفتيات في وضع مخل !!
من جهة اخرى.
كانت سارة تتجول في الفيلا الكبيرة بملل نظرت للطابق العلوي وقالت :
- انا عايزة اشوف في ايه فوق.
انهت كلامها وهي تصعد بخطوات حذرة تجولت في الرواق الواسع و المظلم بعض الشىء و تفتح الغرف...
وصلت لغرفة يبدو انها الغرفة الرئيسية فتحت الباب و استرقت النظر للداخل بفضول ولجت و لفت انظارها في الغرفة المطلية باللون الرمادي الذي يبعث الاكتئاب في النفس اثاثها فاخر رغم سواده و يتوسط الغرفة سرير كبير ذو غطاء اسود ايضا.
هتفت بتعجب مما تراه :
- هي ديه اوضة نوم ولا مكان عزا ليه كل حاجة هنا اسود ف اسود.
رفعت كتفيها بعدم اهتمام و تحركت لتذهب لكنها لمحت صورة موضوعة على الكومدينو اقتربت منها و امسكتها ، قربتها لوجهها و تفاجأت برؤيتها لفتاة جميلة جدا تحمل طفلة صغيرة بين يديها و تبتسمان بسعادة و مرح.
امسكت صورة اخرى و اندهشت عندما رأت جاسر يحتضن نفس الفتاة بابتسامة لم تراها هي من قبل.
فجأة انتفضت بخضة وهي تسمع صوته يصرخ بها في قوة  :
- انتي بتعملي اييييه هنا !!
عنيده انا وقويه لا تهزني عواصف او رياح ..
تعلمت القسوه والقوه منك ..
لم يعد يتحكم بي قلبي كسابق عهدي ..
الان عقلي من يحركني للافضل يدفعني للنجاح ..
كل حكايات القلوب فاشله ونهايتها موجعه ..
هلما نجرب اختيارات العقل وحكاياته ..
ولتكن النتيجه مرضيه ..
ولنبعد المشاعر قليلا ..
نجرب .. ربما تستمر حكايتنا الجديده لنوصل للنهايه المرضيه ....
نعيش على ذكريات شخص فقدناه كان يجسد لنا معنى الحياة !!
نحدث صوره لعل جرح الفراق يشفى ولو قليلا....
فإن مس احدهم هذه الذكريات....
تحولنا من عاشقين فاشلين....الى اسد جريح يدافع على ما يخصه....!!
اقترب منها بسرعة البرق وهو يصرخ بغضب :
- انتي ايييه اللي جابك اوضتي هاااا !!
انتفضت بفزع و اجابت متلعثمة :
- اااناا....م مكنتش اعرف انها اوضتك و....
قاطعها بحدة وهو يسحب الصورة منها :
- اطلعي يلا حالا واوعى اشوفك هنا تاني متنسيش انتي مين...يلا اتفضلي.
عظت على شفتيها بشىء من الغيظ و انصرفت بسرعة بينما هو ضم برواز الصورة لحضنه وهو يتذكر....
Flash back
( ولجت للغرفة وهي تهتف بفزع :
- في ايه يا جاسر مالك !!
استدار لها وقال بغضب :
- قميصي الازرق فين يا ورد !!
مطت شفتها بامتعاض وفتحت الدولاب اخرجت القميص الذي يعشقه و رددت بضيق :
- بتزعق و صوتك جاب اخر الشارع عشان القميص ده انت مش معقول الصراحة.
ابتسم وجذبها من خصرها هاتفا بخبث :
- متنسيش انك انتي اللي جبتيلي القميص ده و عشان كده بحبه.
بادلته الابتسامة بعشق :
-  بحبك يا جسورتي.
..... : وانا يا مامي.
كان هذا صوت طفلتهما " مي " ذات ال 5 سنوات حملها جاسر وهو يغرقها ببوابل من القبلات في انحاء وجهها و يقول ضاحكا :
- انا عملتلك حاجة وحشة عشان تنتقني مني وتجيلي فاوقات مش مناسبة خالص.
ارتفعت ضحكاتها الطفولية ولفت ذراعيها الصغيرتين حول عنقه ابتسم بشدة و احتضنها فاستطردت ورد قائلة بتذمر :
- الله هو انا مليش ف الحضن ده ولا ايه.
جاسر و مي في نفس الوقت :
- تؤ.
شهقت بغيظ وقبل ان تتكلم جذبها من خصرها وهمس بجانب اذنها :
- انا عقلي و قلبي كلهم ملكك مش حضني بس يا وردتي.... بحبك )
Back
نزلت دموعه بغزارة عليها ليهمس بصوت مبحوح :
- وحشتيني يا وردتي و بنتي وحشتني يااااه قد ايه بتمنى يطلع كل ده حلم واصحى والاقيكو قدامي قلبي وجعني اوي عايز اعيش بس لحظة واحدة معاكو بس للاسف مستحيل يحصل.
احتدت عيناه واستطرد بتوعد :
- بس و غلاوتكم عندي لانتقم من اللي خطفك مني و يجي يطلب الرحمة والله العظيم يا ورد هاخدلك حقك انتي و مي يمكن ارتاح شويا من الوجع اللي انا فيه.
مسح دموعه بشدة ثم نزع سترته استلقى على السرير وضم الصورة لحضنه مجددا....
1
____________________
بعض الوجوه مجرد عناوين لأصحابها.. ملامحها..كالملح أو السكر..
كلاهما يذوب مع الوقت..
- بعضها..مملوء بالتجاعيد التي ليس لها علاقة بالزمن..
هي بصمات الخيبة والآهات والأنين ..
- بعض الوجوه مرايا للقلوب في فرحها وبكائها.. صادقة..لم تلوثها الأيام بعد..
- وعندمانحب..
نعيد ترتيب ملامحنا..
بريشة هذا الذي..نحب..
فاما جعلنا أجمل..
واما جعلنا أقبح..
اما أضاءنا..واما أظلمنا..
فانتقوا..من يعبث بملامحكم...
نهضت تلك الفتاة بسرعة عندما رأت لين اشار لها جلال بالمغادرة فانصرفت سريعا تاركة لين واقفة بصدمة تحدق فيه !!
اغمض جلال عيناه وهو يلعن وجودها في هذا الوقت بالتحديد اقترب منها وقال بارتباك :
- انا اااا....
قاطعته بصراخ باكي وغاضب في نفس الوقت :
- انت اييييه هااااا انت ايييه ازاي تعمل كده ازاي تخوني يا جلال !!
ضربته غلى صدره و تشدقت بانفعال حاد :
- انت واطي و حقير انا كنت شاكة بس قلت جلال بيحبني ومستحيل يعمل معايا كده رغم تجاهلك ليا و انك بتجيلي عشان مصالحك بس فضلت اقنع نفسي انك بتحبني.
امسك يدها بقوة و هتف بحدة ساخرة :
- ليه انا مجنون عشان احبك ولا ايه....و ايوة انا طول الوقت كنت بقضي وقت مع البنات دول ثم انتي باي صفة بتدخلي فخصوصياتي.
- بصفتي مراتك احنا متجوزين.
قالتها بحدة فأجابها بتهكم :
- جواز عرفي.
انصدمت من كلامه وتراجعت للهلف بعدم تصديق :
- انت ايه ها معقول كنت بتضحك عليا طول الفترة ديه.... انت ندل و واطي !
قالت الجملة الاخيرة بصراخ منفعل و تابعت :
- ومبتستاهلش حاجة من اللي عملتها عشانك انا بكرهــــك و مستحيل افضل معاك !!
رفع كتفيه بعدم مبالاة و غمغم بهدوء :
- بس حطي فبالك انك لو طلعتي دلوقتي يبقى مفيش رجعة ليا.
ضحكت باستهزاء و التفت لتغادر لكنه اوققها بكلامه :
- اوعى تجيبي سيرة ل اي حد ع اللي كان بينا والا حياة اياد هتنتهي و بسببك.
رمقته بنظرات استحقارية تامة هي لا تعيش شعور الحبيب المخدوع لا تبكي لأنها رأت زوجها حبيبها يخونها بل تبكي لإدراكها كم كانت ساذجة عند الوقوع في فخه فلم تكن سوى مجرد وسيلة للوصول لمبتغاه.
تحركت مجددا و غادرت الفيلا سريعا متجهة لمنزلها بينما همهم بتهديد :
- هتندمي عشان عصيتي كلامي يا لين.
______________________
في القصر.
كانت سيليا في الاسفل مع زهرة و تمزحان معا ، فجأة سمعت صوتا من مكان مجهول فقالت سيليا باستغراب :
- سمعتي اللي انا سامعاه.
اجابتها زهرة بتوتر :
- احم لأ ااا انا مش سامعة حاجة.
صدع صوت ضرب قوي فانتفضت واقفة و قالت بفزع :
- زهرة انا سامعة حد بيصوت متأكدة.
كادت تذهب ناحية الصوت لكن زهرة قطعت طريقا هامسة بارتباك :
- ده صوت الناس اللي سيدنا الشبح حابسهم وو...
قاطعتها سيليا بحدة :
- و بيعذبهم صح.....ايه التوحش ده !
ثم استطردت شيئا وقالت مفكرة :
- يعني نورهان موجودة معاهم انطقي يا زهرة و قولي الصراحة متكدبيش.
تنهدت بيأس منها فردت :
- ايوة.
- تعالي دليني ع المكان ده احسن اضيع ف القصر.
قالتها وهي تسحبها من يدها فتوجهت زهرة لاحد جدران الطابق الاول لتفتحه و يظهر انه باب !!
بلعت سيليا ريقها بخوف و نزلت معها في سلم يصل بهما لمكان موجود في اسفل الارض بكثير وكلما تتوغلان اكثر تزيد الظلمة اكثر !!
سيليا بتلعثم وهي تحدق بما يحيط بها :
- احنا....احنا فين.
تمتمت زهرة و هي تختار خطواتها بحذر :
- تحت الارض ده المكان اللي لو دخل ليه حد مبيطلعش منه ابدا.
انتفضت برعب و ادركت ان الذي احبته لم يكن سوى وحشا بمعنى الكلمة ، فلا يوجد انسان طبيعي يفعل هذا بالبشر !!
توقفت زهرة عن المشي فقالت سيليا بتعجب :
- وقفتي ليه ؟!
و سرعان ما صرخت بجزع وهي تشعر بيد تحيط خصرها ثم تدفعها لشىء مظلم ادركت انه الحائط بعد اصطدامها به ، و صوت يزمجر بقوة في زهرة :
- اطــــلعـــي من هــــــنا . وحسابك معايا بعدين !!
لم تجرأ على الحديث فانحنت له و سارت وهي تتلمس الجدران لتعرف طريقها بينما سيليا لم ترى وجهه لحد الان رغم معرفتها لشخصيته تماما.
اخرج من جيب بنطاله قداحة و اشعلها لتظهر عينا سيليا وجزء من وجهها و عيني رعد الحادتان تقابلها و تلمع بشرارة الغضب.
صاح بصوت مكتوم وهو يقبض على على عنقها من الخلف :
- بتعملي ايه هنا هااا ايه اللي جابك.
فتحت فمها للكلام لكنها شعرت بتخدر في لسانها فلاذت بالصمت ، تابع هو بحدة مرعبة :
- اتخرستي ولا ايه يلا اتكلمي ايه اللي جابك هنا ليه مصممة تنرفزيني مش قولتلك متتحركيش فالقصر كتير ها ليه بقى عدم سمعان الكلام ده انتي عاوزة توصلي ل ايه.
اخيرا نطقت سيليا بخوف :
- لا انا كنت قاعدة مع زهرة و فجأة سمعت صوت صويت و خفت و...
قاطعها بقوله : و فضولك خلاكي تطلبي منها تجيبلك للمكان اللي طالع منه الصوت ده صح.
هزت رأسها ببطئ فأطفأ القداحة و سحبها خلفه شهقت هي وقالت بتوجس :
- انت واخدني على فين ااا انا بخاف من الظلمة و مش شايفة حاجة.
لم يتكلم بل تابع سيره في الظلام دون ان يتعثر حتى اعتقدت انه يستطيع الإبصار في هذا السواد !!
سمعت صوت فتح باب ليظهر الضوء فجأة اغمضت عيناها بانزعاج ثم فتحتهما و مالبثت ان صرخت بقوة من هول ما تراه !! عدة رجال ملقيين على الارض و يبدوا عليهم آثار التعذيب و الغرفة باردة بدرجة كبيرة حتى جزمت انهم متجمدين الان.
شعرت به يهمس عند اذنها بنبرة قاسية :
- شايفة الناس ديه يا سيليا دول كلهم وقفو قصادي و اتحدوني و ده تمن شجاعتهم الزايدة مرمين زي الكلاب على الارض و بيضربو....و شكلك عايزة تبقي مكانهم.
انتفضت وكادت تتحرك لكنه قبض عليها مجددا و سحبها خلفه مشى في الرواق الطويل المظلم و صعد السلم و بعد دقائق كان في جناحه.
ادخلها واغلق الباب فنظرت له بارتباك :
- اااا... انت هتعمل ايه.
رعد بجمود وهو يتقدم منها :
- متخافيش اوي كده المرا ديه مش هعملك حاجة انما لو كررتي اللي عملتيه وقتها هتندمي اووي و تتمني الموت كل لحظة ، يلا حضريلي الحمام.
ركضت من امامه بسرعة و دلفت للحمام و بعد دقائق خرجت :
-  اتفضل جهزته.
اومأ و دخل يستحم بينما هي جلست على السرير تفكر بذهول :
- هو في كده ! انا ازاي حبيت واحد زي رعد ده مجرم و مبيرحمش حد ازاي حبيته.
ثم فكرت بخوف :
- هو لو عرف السر اللي انا مخبياه هيكون مصيري زيهم مش هيرحمني و هيموتني ، رعد مش لازم يعرف ابدا.
تنهدت بعمق ثم استلقت على سريرها تعيد في ذاكرتها ما رأته حقا حياتها في هذا القصر المعزول مليئة بالرعب و الغموض في آن واحد تشعر وكأنها داخل كابوس لا تستطيع الاستيقاظ منه....
افاقت من شرودها على دخوله الغرفة مجددا كان يلف منشفة حول خصره و صدره عاري و خصلات شعره البني القاتم ملتصقة على جبينه فكان يعطي مظهرا جذابا للغاية !!
حمحمت و هي تزيح وجهها للناحية الاخرى لم يكترث لها و سحب تيشرت خفيف من الدولاب استدار ليرتديه فحانت منها نظرة اليه تطالعه بابتسامة.
اختفت ابتسامتها وحلت مكانها ملامح الصدمة و الذهول عندما رأت ظهره يحتوي على كدمات زرقاء و علامات سوط كأن احدا جلده بعنف !!
انتصبت واقفة وتقدمت نحوه وضعت يدها على ظهره و تشدقت ب :
- ايه الجروح و العلامات ديه يا رعد ؟!
ابعد يدها عنه و غمغم بضيق :
- ملكيش دعوة روحي نامي.
انهى ارتداء ملابسه و غادر مسرعا في حين تطلعت لفراغه محدثة نفسها بعدم فهم :
- مستحيل العلامات ديه تكون بسبب حد ضربه ده باين انه هو اللي ضارب نفسه....لالا ايه اللي بقوله انا وهو هيجلد نفسه بالوحشية ديه ليه طب الجروح ديه من ايه.
هزت كتفيها بقلة حيلة تمددت على السرير ثانية و اطفأت النور لتنام..... بعد لحظات شعرت به يتسطح بجانبها و يلف يده حول خصرها بقوة ابتسمت بشدة و همست :
- تصبح على خير.
6
- و انتي من اهله.
قالها بهمس ايضا ليناما كلامهما في حضن بعضهما بعمق....
____________________
في فيلا اياد المنشاوي.
كان جالسا على الاريكة يشاهد احد البرامج في التلفاز سمع صوت رنين الجرس فنهض و فتح الباب.
وجد لين تقف امامه فعقد حاجباه بتعجب :
- لين في حاجة انتي جاية ف الوبت ده ليه.
لين بصوت متحشرج :
- هتسيبني واقفة ع الباب كده.
ازاح لها الطريق بسرعة فدلفت للداخل وبدون سابق انذار انتقضت عليه تحتضنه بقوة وهي تصدر شهقات بكاء متألمة و تهمس بكلمات غير مفهومة اتسعت عيناه و بادلها الاحضان بلهفة :
- لين حبيبتي في ايه مالك ايه اللي حصلك.
لم تجب عليه و بقيت تبكي فأجلسها و بدأ يربت على ظهرها حتى هدأت واستكانت بين ذراعيه....ابتعدت عنه و تمتمت بخفوت :
- اسفة عشان جيت ف الوقت المتأخر ده.
اياد بجدية :
- تعتذري بعد ايه انتي مكنش لازم تجي خالص الناس هتقول عليا ايه لما تشوف بنت فبيت واحد اعزب سمعتي هتبوظ وانتي عارفة شرف الواد زي عود الكبريت.
طالعته و تمتمت بغباء :
- انت بتهزر صح.
ضحك برجولية و غمغم بمكر :
- تعتذري ايه بس يا بنتي ده انتي جيتي فوقتك.
نهضت صائحة بدهشة :
- يالهووي.
اياد بضحكة :
- لأ فين الدلع.
لين وهي تقلده :
- ياااااالهوووييي.
ارتفع صوت قهقهاتهم عاليا لتجلس و تحتضنه بقوة و دون ان تشعر تمتمت بامتنان :
- ربنا يخليك ليا يا ايدو.
ابعدها تن حضنه وقال بغيظ :
- ايدو انتي بتدلعي عيل عنده سنتين.
لين بابتسامة مستفزة وهي تقرص وجنته :
- طب وربنا انت عسل بتكشيرتك ديه.
ابتسم رغما عنه ثم وضع رأسها على صدره ليغمغم بنبرة جادة :
- قوليلي يا لين في ايه كنتي بتعيطي ليه.
هزت رأسها بتفي وهي تتذكر خيانة جلال لها :
- مفيش انا كنت مدايقة شويا و عيطت من غير ما احس.
رفع يده يعبث في خصلات شعره و همس بحب :
- ووقت ما حسيتي نفسك مدايقة جيتي ليا.... يعني انتي شايفاي سندك و استحق ثقتك فيا صح.
تجهمت ملامحها و حدثت نفيها بحزن :
- للاسف انا كنت غبية لما وثقت فواحد حقير كان يتجاهلني و يعاملني وحش و مهتميتش باللي شاريني و بيحبني من قلبه انا فعلا غبية و هدفع تمن غبائي لما اياد يعرف الحقيقة.
ابتسمت و اردفت مجيبة :
- ايوة انا واثقة فيك وواثقة اني بقدر اسند عليك لما اتعب وازعل و اعيط....اياد انت لازم تعرف حاجة.
اعتدل في جلسته و قال باستفهام :
- اعرف ايه انتي مخبية عني ايه.
اخذت نفسا عميقا و بدأت نبضات قلبها في التسارع ضغطت على يدها و تلعثمت قائلة :
- انت....  انت فاكر لما جيت الشركة اشتغل فيها.
ظهرت علة ثغره ابتسامة رجولية ساحرة و قال :
- طبعا يومها انا كنت طالع و انتي داخلة و خبطت فيكي وبدل ما تعتذري مني مسحتي بكرامة اهلي الارض.
لين بهجوم متناسية ماكانت ستقوله :
- على فكرة انت كنت الغلطان لان ف اليوم اياه كنت ماشي و بتتكلم ع الفون و الابتسامة من الودن للودن ومش شايف حاجة قدامك و ف الاخير مرضيتش تعتذر.
اياد : اعتذر على ايه ياما انتي بهدلتيني قدام البنات المزز اللي كانو ف الشركة ثم انا كنت قادر ارد عليكي و ارفدك بس مرضيتش عشان انتي حلوة.
وضعت يدها على خصرها و قالت بغيظ :
- بتقول ايه يا خويا !! ياريتك كنت رفدتني بدل الشغل اللي كنت تديهولي ك انتقام متي.
ضحك باستفزاز و اردف :
- اخرة اللي تتقاوح مع اياد المنشاوي يا حبيبتي..... انتي ملاحظة اننا سبنا الاهم و بنتخانق.
تذكرت ما كانت ستقوله فهتفت بتهرب :
- لا مكنتش عايزة اقول حاجة غير اننا نفتكر اول لقاء لينا.
همهم باقتناع واقترب منها مرر يده على شفتيها وهمس :
- بحبــــك يا لينو.
اغمضت عيناها وهي تشعر ببعض الضيق كاد يقبلها لكنه فجأة ابتعد عنها و وقف سريعا ، مسح على وجهه و هتف باعتذار :
- احم انا اسف معرفش عملت كده ازاي.
فتحت عينيها و طالعته بعدم فهم فأمسك كتفيها و اوقفها ، نظر لها بابتسامة :
- انا لو قربت منك دلوقتي كنت هتجاوز حدودي معاكي و مش هينفع كده.
شعرت بحمرة الخجل تكتسح وجنتيها لكنها قالت :
- انت بتتكلم كأن عمرك مالمست بنت.
ابتسم و طبع قبلة على جبينها متمتما :
- لا فعلا انا نمت مع بنات كتير قبلك بس انتي غير...انتي بنت نظيفة جوهرة غالية علمتني ازاي احب و اخلص للي بحبه و مستحيل اقرب منك غير لما تبقي مراتي.
ادمعت عيناها و اصبحت حمراء دفنت رأسها في كتفه و همهمت بصوت مبحوح :
- انت كتير عليا يا اياد...كتير عليا ومبستاهلكش.
2
اجابها وهو يمسح على شعرها بحنان :
- انتي اللي كتيرة عليا وعد مني اخلي الضحكة مزينة وشك القمر دايما يا حبيبتي و مزعلكيش خالص.
اومأت دون ان تتكلم وجلست معه يشاهدان التلفاز معا و بعد مدة قصيرة غادرت بعدما اعطته ادويته...
تمدد بجسده على فراشه ونظر للسقف بابتسامة شاردة :
- يااااااه على الحب جه اليوم اللي حبيت فيه يا ايدو هههههه....لالا مش هينفع كده خالص احنا لازم نتجوز ف اسرع وقت لاني ابتديت افقد السيطرة على نفسي.
______________________
في فجر اليوم التالي.
استيقظ رعد ونظر بجانبه وجد سيليا تضع رأسها على صدره وتنام بعمق ابتسم دون شعور منه و حاول ازاحتها لينهض لكنها فتحت عيناها بكسل ، همس بنبرة ساحرة وهو يبعدها عنه برفق :
- ارجعي نامي الوقت لسه بدري.
همست سيليا بنعاس :
- انت رايح فين.
- عندي شغل مهم.
قالها وهو ينهض وتابع بتحذير :
- اوعى تطلعي من الاوضة فاهمة انا بحذرك للمرة الاخيرة.
هزت رأسها بارتجاف و رفعت الغطاء على جسدها فضيق وجهه و غادر.
نهضت جالسة واردفت بتعجب منه :
- غريب من دقيقتين كان واخدني فحضنه ونايم و دلوقتي بيهدد....بس هو راح فين انا لازم اعرف.
وقفت و خرجت من الغرفة ببطىء اطلت من الشرفة المطلة على الطابق الثاني فوجدته يتجه لنفس المكان الذي اخذتها زهرة اليه.
نزلت راكضة و لحقت به دلفت و كادت تذهب للاتجاه الذي تعرفه لكنها سمعت صوتا يصدر من الاتجاه المعاكس فركضت بسرعة اليه وهي تتكلم بداخلها :
- انا مش هسيبه يعذب الناس كده ( و انتي مالك يا ولية )
1
اختبأت خلف احد الجدران انتظرت ثواني ثم اطلت لتجده يدلف لأحد الغرف ضيقت حاجبيها بعبوس و ذهبت خلفه....فتحت الباب فتحة صغيرة و سرعان ما وضعت يدها على فمها تمنع شهقاتها عندما وجدته ينزع تيشرته و يجلب سوط ليبدأ بضرب نفسه بوحشية دون اطلاق آهة واحدة لكن وجهه المتصبب من العرق يظهر كم هو يتألم الان !!
نزلت دموعها بخوف و عادت للخلف بضع خطوات ثم ركضت خارج ذلك القبو المرعب بأقصى سرعة لديها.
دخلت للجناح وهي تتنفس بقوة و عيناها متسعتان من هول ما رأته اذا تلك الجروح و العلامات الزرقاء هو من تسبب فيها !! لكن لماذا يفعل هءا في نفسه لماذا يعذب جسده بهذه الطريقة الوحشية ان كانت تعلم في السابق انه وحش لا يرحم...فلقد ادركت الان انه مريض نفسي !!
صاحت بألم عندما شعرت بيد تشد على شعرها بعنف استدارت وجدت رعد يمسك بها و يرسم على ثغره ابتسامة مخيفة قاسية ليهمس :
- انتي ليه مسمعتيش كلامي و طلعتي لا ولحقتيني كمان وشوفتي اللي بيحصل.
نطقت سيليا وهي تكاد تفقد وعيها من الخوف :
- اااا انا ممم...مشوفتش...مشوفتش حاجة اااه.
صرخت ثانية عندما تلقت منه صفعة عنيفة ادمت شفتيها و تبعتها صرخته بانفعال :
- انتي تجاوزتي حدودك كلها يا سيليا كلهاااا !!
امسك ذراعها و جرها خلفه حاولت ابعاده لكنها لم تستطع فقالت ببكاء :
- رعد انت واخدني على فيين انا اسفة والله اسفة.
و لا حياة لمن تنادي ادخلها للقبو و اتجه بها لغرفة التعذيب الخاصة به دفعها داخلها و صفعها وتلاها عدة صفعات وهو يصيح بها :
- استحملت عنادك كتير بس خلاص صبري نفذ و هتدفعي تمن عنادك.
كل هذا وهي تصرخ من الالم لتسقط اخيرا على الارض وعيناها بدأت بالانغلاق.
اما هو فكان يعيش حالة هستيريا مخيفة تفكيره بأنها رأته وهو يعذب نفسه اصابته بالجنون حتما ستقول عليه انه مريض نفسي وهي غير مخطئة لكنها ستدفع ثمن رؤيتها لشىء يؤذيه للغاية.
طالعها بأنفاس متسارعة وهو يراها ملقية تبكي بألم لمح السوط فأمسكه ووجه نظراته القاتمة لسيليا التي اصبحت تتنفس بصعوبة و تهمس :
- ر..ررر...رعد لأ ارجوك.
5
تحدث بنبرة تخلو من الرحمة وهو يتوجه نحوها :
- نبهتك ومسمعتيش كلامي...استحملي دلوقتي.
كانت هذه اخر جملة له قبل ان يفعل شيئا بنى حاجزا بينهما للابد !!
________________________
بعد مرور يومان.
كان اياد جالسا في مكتب شركته يراجع اعماله حتى فتح الباب فقال دون ان ينظر :
- تعالي يا لين.
سمع صوت ضحكة سخرية فرفع رأسه و انصدم عندما وجد جلال يقف امامه ، نهض واقفا وقال بغضب :
- انت ايه اللي جابك هنا !! يلا اطلع قبل ما رعد يجي و يربيك.
جلال بتحدي وهو يقترب منه :
- الله مش انا اخوه وليا حق ف الشركة ديه كمان.
اياد بتهكم :
- حق ايه يالبعيد انت ليه انت عملت حاجة عدلة فحياتك عشان يكون ليك حق فشركة كبيرة زي ديه.
ابتلع الاهانة و غمغم بهدوء :
- عمتا انا مش جاي عشان رعد....انا جاي عشانك انت.
وقف اياد امامه وهتف بتهديد :
- جلاااال غور انت ملكش كلام معايا.
جلال بضحكة شر :
- ههههههههه لا ليك ونص متنساش انك حبيب مراتي.
عاد للخلف بعدم استوعاب قائلا :
- انت مجنون صح.
تابع بعدما رأى حالته :
- ههههه لا وعاملي فيها ذكي وانت خليت ست تخدعك.....سيبني اشرحلك اكتر . لين ديه اللي بتحبها و بتشتغل عندك بتكون مرااتي و انا بعتها ليك عشان تنصب عليك وتخدعك و....
لم يكمل كلامه لأنه تلقى لكمة عنيفة من قبضة اياد و سرعان ماتحولت لعدة لكمات وهو يزمجر به في حدة و عصبية :
- يا ***** غور من هنا انت فاكرني هصدق حيوان زيك.
باغته جلال بلكمة منه و اجابه صارخا هو الاخر :
- بقولك لين مراااتي و بتحبني انا و انت كنت مجرد لعبة صغيرة بتلعب بيك عشان توصل للي عايزه ولو مش مصدقني خد ديه.
انهى كلامه وهو يخرج ورقة زواجهم العرفي من جيب جاكيته القاها على وجهه فأمسكها اياد و عيناه تتسع بعد قراءة كل حرف !!!
و لقد كان صادقا في كلامه.... الفتاة التي احبها لم تكن سوى زوجة لعدوه و استطاعت خداعه بحبها وبجدارة ايضا !!
صدمة جعلت عقله يفقد توازنه و يخرج عن طور الثبات....
و صفعة منها كانت كرد اعتبار لها و لكرامتها !!
نظر لها بعينان حمراوتان كالجحيم و يده شكلت قبضة عنيفة حتى كادت عروقه تنفجر....
و في ثواني كان يجذبها من ذراعيها النحيفتان و يزمجر بها كالاسد :
- انتي ازاااااااي جتلك الجرأة تمدي ايدك عليا يا زبالة يا ***** عارفة نفسك عملتي ايه !!
دفعته عنها صارخة بحدة :
- اللي اعرفه انك حقير و ***** و فلوسك عامياك ايوة انا مش من نفس مستواك المادي بس ليا كرامتي ومش بتعرض لغيري ولا اهينهم بس هقول ايه على واحد زيك اكيد ناس كتير قريبة منك سابتك بسبب تعاملك الحقير معاها و.....
اما هو فكان في عالم اخر توقف عقله عند جملتها " ناس كتير قريبة منك سابتك بسبب تعاملك الحقير معاها "....
بالطبع تذكر حبيبته ورد و ابنته كلامها الان جعله يتذكر انه السبب في وفاتهما....نعم هو من تسبب في قتل زوجته و ابنته !!
و بدون مقدمات جذبها من شعرها و صاح في رجاله :
- يا حرااااس !!!
ركضوا نحوه بسرعة فأشار لها قائلا بجمود عكس ما يشتعل بداخله :
- ودوها العربية يلا.
هتفت سارة بخوف و قد ارتجفت مفاصلها :
- ااا.... انت واخدني على فين.
تجاهل سؤالها و صرخ مجددا :
- يلااا قبل ماحد ياخد باله.
احد حراسه بمكر :
- اوامرك يا باشا...امشي يلا.
صرخت سارة بذعر وهي تراهم يحملونها اتجاه سيارة سوداء لا يظهر منها شىء :
- يا ناااااس الحقووووووووني سييييبني.
لم يعرها اهتماما و اكمل طريقه لسيارته فتح له السائق فجلس ووضع الرجل الاخر سارة بجانبه طالعها و تحدث بحدة :
- اخرسي متطلعيش صوت.
سارة بغضب :
- انت فاكر نفسك بتعمل ايه يا حيوان انا هوديك فداهية وووو
لم تكمل كلامها لان جاسر امسك برأسها و ضربه بباب السيارة في عنف لتفقد وعيها مباشرة....
القى بجسدها للوراء و غمغم بصلابة :
- اتحرك !!
اومأ السائق و انطلق و خلفه سيارات الحراس ليبتسم جاسر بشر و يحدث نفسه :
- هعلمك ازاي تتواقحي معايا يا ام لسان طويل.
_________________
جلست على فراشها و صدى كلماته يرن في اذنيها بشدة حتى كادت تصم نزلت دموعها و همست بصوت متحشرج :
- انا كنت غلطانة عشان شكيت للحظة فصدق كلام نورهان بس دلوقتي اتأكدت انك مش بتهتم غير ب..... معقول يا رعد انا بالنسبالك مش بفرق عن الوسخين اللي نمت معاهم !! انا مش مصدقة.
سمعت طرق الباب فتمتمت باستياء :
- ادخلي يا زهرة.
دلفت زهرة و جلست بجانبها مسحت على شعرها مردفة بحنان :
- سيليا هانم الغدا جاهز تحبي تتغدي هنا ولا تحت.
اجابت سيليا بنفور :
- مش عايزة اكل سيبيتي لوحدي لو سمحتي.
- بس آآآآ.....
قاطعتها سيليا بحدة :
- قولتلك مش عايزه اكل يا زهرة !!
زهرة بتعجب :
- ماشي زي مانتي عايزة بس انتي كويسة ؟!
ردت عليها ببرود :
- امممم كويسة....لا مش كويسة.
ابتسمت و اردفت بهدوء :
- مالك ايه اللي مزعلك.
طالعتها سيليا بحزن :
- الشبح....انا زعلانة منه طريقته بالتعامل معايا اتغيرت هو اه مكنش يعاملني بحنان بس بردو مكنش يهيني لا رعد كان يضحك معايا و يساعدني لما مكنتش بشوف حاجة بس من ساعة لما حاولت اهرب مع نورهان اتغير اوي و بقى يتجاهلني خالص. 
زهرة بتفكير :
- طب انتي جاوبتي على سؤالك اهو سيدنا الشبح متدايق منك عشان حاولتي تهربي و خالفتي اوامره.
سيليا بعدم اقتناع :
- لا لو متدايق كان عاقبني ضربني حبسني اي حاجة بس لا مأذانيش و بردو بطل يكلمني ده حتى لما عملت العملية مقاليش حاجة غير انه اخدني فحضنه و راح ع الطول....هو كده كرهني يا زهرة.
نزلت دمعتها مع اخر كلمة فهتفت الاخرى بحيرة و تعجب منها :
- طب مش انتي كنتي عايزاه يبعد عنك.... لتكوني حبيتيه ؟
رفعت رأسها له و اومأت بإيجاب :
- ايوة.....حبيته.
وقفت الاخرى قائلة بخضة :
- بتقولي ايييه !! لالا مينفعش.
نهضت سيليا و قالت بتعجب منها :
- في ايه مالك اتخضيتي كده هو حرام لما احب ج...جوزي.
وضعت زهرة يديها على كتفها و اردفت بقلق :
- انا قولتلك من قبل مينفعش تتعلقي بالشبح... حتى لو مأذاكيش حتى لو مقربش منك بس الاحسن ليكي تبعدي قد ما تقدري.
رمقتها سيليا بسخط و هتفت :
- اه انا عارفة هيعمل ايه هتقوليلي الشبح عايز يتسلى بيكي و يرميكي هقولك ايوة انا عارفة و مع ذلك حبيته مش ب ايدي.
اجلستها بجانبها و رددت بتذكر :
- المبارح رعد رجع سكران و حاول يتقرب مني و انا صوتت و لما لقاني بتنفس بالعافية و خايفة جدا بعد عني و طلع.
ابتسمت بذهول من كلامها :
- بجد هو بعد عنك !! طب و ده زعلك ولا فرحك.
بادلتها الابتسامة و تشدقت ب :
- كنت مبسوطة لاني فكرته مش قادر يأذيني و لما كلمته الصبح قالي انه كان سكران وهو متعود يلاقي حبيباته معاه واني مش بفرق عنهم ، تابعت ببكاء وهي تضع يدها على وجهها :
- وجعني اوي يا زهرة كلامه دبحني انا بحبه وهو معتبرني مجرد عشيقة يقضي معاها لياليه ياريتني كنت بتحكم فقلبي و سمعت كلامك.
نطقت زهرة فجأة بدهاء :
- عندي حل لمشكلتك ديه.
نظرت لها سيليا بلهفة :
- قوليلي ايه هي.
ابتسمت الاخر و تمتمت :
- هتتعاملي معاه بنفس اسلوبه..... التجاهل !
_________________
في الشركة.
خرجت لين من غرفة مكتبها و هي تحمل بعض الاوراق لمحت اياد من بعيد وهو يقف مع فتاة ما و يمزح و يضحك معها.
جزت على اسنانه و تمتمت بغيظ :
- ده ماشي يهزر مع الكل بقى....ماشي يا اياد يابن ام اياد اما وريتك.
اقتربت منه و عتدما رآها ابتسم بحب :
- انسة لين يا مرحب.
لين محدثة نفسها :
- كمان بتكلمني برسميات يا ابن الجزمة ، ابتسمت و قالت :
- ميرسي استاذ اياد ممكن لو حضرتك فاضي تمضيلي على الورق ده طبعا بعد اذن المزة اللي واقفة معاك.
قالت الفتاة بغرور :
- خدي راحتك.
كتم ضحكته و همس :
- بنتين زي العسل واقفين معاك الله يا اياد برافو عليك.
اما لين فلا تدري لماذا شعرت بشىء يحترق بداخلها نظرت له و اردفت بحدة :
- اتفضل الورق !!
اياد بجدية مزيفة مجيبا :
- احم يلا على مكتبي.
هزت رأسها و حدجته بتوعد ، رن هاتفها و كان جلال حمحمت بتوتر و اغلقت الخط فقال اياد باستغراب :
- مين ده ومردتيش ليه.
لين بارتباك :
- هاا.... ديه سيليا هرن عليها بعدين.
تمتم بنبرة جادة :
- ماشي....اتفضلي.
تنفست بارتياح و ذهلت من نفسها فهذه اول مرة لا تنتظر اتصاله و عندما يتصل بها تتجاهله كليا....
_________________
في المساء.
دخل بسيارته من البوابة الرئيسية ولج للقصر و صعد لجناحه ليجد سيليا جالسة على الاريكة تشاهد التلفزيون باندماج...
رفع احدى حاجبيه و طالعها كانت ترتدي بيحاما على شكل تيشرت خفيف باللون البني نص كم مرسوم عليه دببة و شورت بني ايضا صففت شعرها على شكل كعكة و تركت بعض الخصلات تنسدل على وجهها ، حمحم و اسرع للحمام فابتسمت هي و همست :
- استنى عليا يا رعد والله ههليك تقول حقي برقبتي.
خرج بعد دقائق و هتف بهدوء :
- اتعشيتي ولا لسه.
لم تجب فأعاد سؤاله بحدة :
- انا بكلمك ردي عليا.
سيليا بعدم مبالاة :
- لا لسه و سيبني دلوقتي انا بتفرج.
ضيق عيناه بحنق فاقارب منها و اخذ الريموت من يديها اطفأ التلفاز و على عكس ما توقع نهضت مغمغمة بعدم اكتراث :
- هنزل تحت.
سد طريقها قائلا بغضب :
- هتنزلي بالشورت كده !!
ابتسمت بانتصار داخلي و اردفت :
- في مشكلة ؟؟ الخدم كلهم ستات يا شبح مش رجالة.
زفر بضيق عارم و ابتعد عنها فتح الباب و خرج في حين ضحكت سيليا بثقة :
- اخيرا هنتقم منك.
نزلت خلفه و جلست امامه تتناول طعامها وهو يحدجها بطرف عينيه متضايقا من تجاهلها له.
رعد بداخله :
- مالها ديه النهارده لسه الصبح كانت هتموت و تكلمني اوووف مش مهم....
رآها وهي ترفع قدماها فاتسعت عيناه بذهول :
- هااار اسود ايه ده يخربيتك انا كده هكمل اللي عملته المبارح بالليل !!
كانت سيليا تدرك جيدا نظراته نحوها لذلك قصدت اغرائه و تعذيبه..... ابتسمت و حدثت نفسها :
- والله انتي عسل يا زهرة و مفيش منك الراجل سايح على الاخر ههههه.
انهت طعامها و نهضت صعدت للاعلى فمسح هو العرق المتصبب على جبينه بغزارة و غمغم بأنفاس متسارعة :
- ايه البنت الجامدة ديه كويس انها طلعت والا مش عارف كنت هعمل ايه معاها.
زفر بضيق و نهض هو ايضا صعد و دلف وجدها تستلقي على السرير فحمحم مردفا :
- انتي هتنامي.
اومأت و اغمضت عيناها اتجه هو نحوها و استلقى بجانبها....
ضمها لصدره فشهقت سيليا برعب ليهمس بتحذير :
- ششش اوعى تحاولي تبعدي.
ابتسمت و قالت بداخلها :
- مش هحاول ابعد اصلا.
_________________
اصدرت انينا خافتا وهي تفتح عيناها نظرت حولها لتجد نفسها مستلقية على فراش ناعم....نهضت جالسة و قالت بفزع :
- ااا... انا فين !!
......: معايا يا حلوة.
شهقت بفزع و نظرت بجانبها وجدته يقف و يضع يده في جيبه وهو يرمقها بغل....
صرخت بحدة وهي تقف :
- انت جايبني فين يا مجنون.
جاسر بهدوء مرعب :
- ششش اخرسي.
سارة بانفعال :- بقوولك انا فييين و جبتني هنا ليه هااا شكلك مكفاكش القلم الاول عايز التاني.
صرخت فجأة بألم عندما جذبها من شعرها ليصيح بصوت قاتم :
- لسانك ده يتقص معايا فااااهمة !!!
سارة وهي تحاول ابعاده عنها :
- سيب....شعري انت بتوجعني.
ابتسم بتهكم و تركها تحركت لتركض باتجاه الباب لكنه رفع قدمه فتعثرت و سقطت على الارض !!
تأوهت بوجع فارتفعت ضحكاته و قال بشر :
- بعشق القطط اللي بتخرمش و انتي عاجباني جدا يا سوسو بس هندمك على شجاعتك اللي خلاتك تضربيني بالقلم.
طالعته بعدم فهم فجلس على ابارضية امامه و همس بتهديد :
- تتوقعي ايه اكتر حاجة تكسر البنت.... اه شرفها.
شعرت بالخوف يتسلل لقلبها ابتعدت للخلف لكنه ثبتها و تابع بتهديد :
- انتي ملكي الليلة ديه هتسلى بيكي شويا و ارميكي.
تلعثمت وهي تراه يميل عليها و يحدج جسدها بنظرات وقحة :
- ااااا....ابعد والا....
- والا ايه ؟
همس بها في خبث وتابع :
- مش هتعرفي تعملي حاجة.
رمقته بغموض و فجأة وبدون مقدمات رفعت قدمها و ركلته بعنف شديد في منطقة - تحت الحزام - ليصرخ بقوة وهو يبتعد عنها :
- ااااااه عملتي ايه يا غبية !!
نهضت من الارضية و طالعته بسخرية و اشمئزاز مرددة :
- ديه اخرة اللي يلعب معايا يا *****.
انهت كلامها وهي تضرب مجددا في نفس المكان فصاح بها في انفعال و قد احمر وجهه من الالم :
- يا بت ال اااااه ضيعتي مستقبلي يا حرااااس.
هتفت بتهكم و قالت :
- ما تنده على امك بالمرة يا وسخ يا....
لم تكمل كلامها لأن الرؤية بدت مشوشة لها وضعت يدها على رأسها و في لحظات كانت تسقط بجانبه على الارض مغشيا عليها !!
شهق بقلق و نهض جالسا طرق على وجنتها بخفة مرددا :
- سارة....سارة اصحي مالك.
لم تجب فتحامل على نفسه ووقف وهو يقول :
- اااه عملتي فيا ايه الله يحرقك.
انحنى بجزعه للامام و و حملها بين ذراعيه وضعها على الفراش و نظر لساعة يده....
ابتسم بخبث و همس :
- دلوقتي هيبدأ الشغل الصح.
________________
فتح الباب على مصراعيه وهو يصرخ :
- رعععععد !!
انتفض الطفل ذو ال 10 سنوات و قال بتوجس :
- نعم يا بابا.
تقدم منه والده و صفعه بعنف صارخا :
- انت من امتى بتسرق فلوسي يا حرامي يا كلب.
رعد بعدم فهم وهو يضع يده على وجنته و دموعه تنزل :
- انا مسرقتش حاجة.
تقدمت منه امرأة و معها طفلها في نفس سن رعد و قالت بغضب :
- انت بتكدب ابوك يا واد.... بس هقول ايه ديه ترباية فيروز و هتطلع وسخ و حقير زيها اكيد.
رعد بغضب :
- متتكلميش كده على مامي !!
صفعه والده مجددا و قال بانفعال :
- بتدافع على الخاينة اياها هاا ماشي يا ***** .
دفعه بقدمه ليسقط على الارض نزع حزام بنطاله و لفه على قبضته بتوعد فنفى رعد برأسه هامسا في خوف :
- و....والله مسرقتش حاجة يا بابا متضربنيش ماااامااااا.
نطقت احسان بخبث :
- يلا يا عادل ربيه عشان ميمدش ايده على فلوسك تاني.
رعد ببكاء وهو يرتجف من الخوف :
- والله مسرقتش حاجة اااااه ماااماااا ااااه.
جلده عادل بعنف و الاخر يصرخ بطريقة هستيرية و احسان تضحك بشدة...
شهق بعمق وهو ينهض جالسا و يصرخ :
- ماااااماااااا !!!
ن بضات قلبي تؤلمني ،لم اعد اهتم ،اغضب متأخرا ،و افرح مبكرا،ليتني لم اولد في عالم البشر ، فقد سئمت غباءهم ،مضى وقت طويل على اختلائي بمشاعري و فهم احاسيسي ،لم يعد شيء يثيرني ،ادعي فقط وهذا ما ابرع فيه ،جيد انا في قراءة الاخرين و احمق كل ما تذكرت احاسيسي المبهمة ليتني لم اكن انا و يا ليتني عدت انا...
لا اعلم لما الغضب ،لا شيء يستحق ذلك ،اريد البكاء لكن لم اعد اهتم ،احتاج فترة راحة ،راحة من هذا العالم الغريب ، اشتاق لأيام الراحة و راحة البال ،دون هموم او غموم ،فقط فرح وضحك ، لكن اصبح هذا من الماضي ،لن يعود ولو توسلت لسنين ....
بضع كلمات كانت بالنسبة له سكينا يغرز في قلبه بقوة..... كلمات تؤكد ان من امتلكته هي ملك لغيره...
و من عشقها لم تكن سوى مخادعة استغلت غبائه....
تحولت عيناه للون الاحمر القاني كأن جهنم تكمث فيهما و برزت عروقه بشدة حتى كادت تنفجر...
اما قلبه المسكين فهو الان يدور غي حلقة مظلمة تحتوي على اسئلة لا ولن تنتهي.... ليتحول من حبيب الى مخدوع....
رفع رأسه له بحدة و شر كاد ينقض عليه لكن صوت رعد من الخلف اوقفه :
- اياد اهدى.
اياد بصراخ وهو يكذب عقله و ما يسمعه و يراه :
- اهدى ازاااي ال***** بيكدب و بيقول على البنت اللي بحبها انها مراته و انها استغلتني عشان توصلك.
غمغم رعد بصوت قاتم :
- بس جلال بيقول الحقيقة....لين فعلا مراته و كانت بتخدعك طول الفترة ديه.
نظرا له بدهشة وحدث جلال نفسه :
- ايه ده هو رعد كمان عارف ؟! بس .....
افاقه من تفكيره صراخ اياد القوي الغاضب :
- كــــدب كــــدب الكلام ده مش صحيح.
انهى كلامه وهو ينقض على جلال بالضرب العنيف و جلال لا يقاومه بل يبتسم له ابتسامة انتصار استفزت اياد كثيرا.
اما رعد ففصل بينهخ و صاح بجلال في نبرة قوية :
- يلا يا ***** اطلع برا واوعى اشوفك هنا تاني !!
مسح جلال الدماء من فمه و تمتم بمكر :
- ابقى قطع ورقة الجواز ديه عشان خطتي خلصت ههههههه.
خرج من غرفة المكتب بثقة بينما جلس اياد على الكرسي منهارا وهو يحدق بالورقة بشرود و دموعه محتبسة بمقلتيه.
وقف رعد امامه و غمغم بحدة :
- قوم بقى انت هتسمح لبنت زيها تنزل دموعك و تخليك تعيط !!
همس بصوت خافت وهو يحدق في الاشئ :
- طب لييييه !! ليه عملت فيا كده انا حبيتها من قلبي و كنت عايش عشانها ليه خدعتني لييييه !!
لم يتكلم رعد بل بقي ينظر اليه بغموض نهض اياد فجأة وملامحه لا تبشر بالخير اطلاقا اتجه نحو الباب و غادر راكضا بينما مط الاخر شفتيه بتهكم ساخر :
- هنشوف اذا عقلك هيتحكم فيك ولا حبك هيضعفك.
ذهب لغرفة مكتبه الخاصة و جلس على كرسيه يفكر فيما حدث منذ يومان.
Flash back
( طالعها بأنفاس متسارعة وهو يراها ملقية تبكي بألم لمح السوط فأمسكه ووجه نظراته القاتمة لسيليا التي اصبحت تتنفس بصعوبة و تهمس :
- ر...ررر...رعد لأ ارجوك.
تحدث بنبرة تخلوا من الرحمة وهو يتجه نحوها :
- نبهتك ومسمعتيش كلامي....استحملي دلوقتي.
رفع يده في الهواء تزامنا مع صراخها القوي وهي تنكمش على نفسها وتغطي وجهها.
سيليا وهي تصرخ بهستيريا :
- لاااالاااالاااا متعملش كده متخلينيش اندم على حبي ليك لاااا ماااااماااا !!
في لحظة كان قد انتهى كل شىء سقط السوط من يده وهو يحدق بها في ذهول منظرها الخائف الان وهي تنادي أمها ذكره بحالته عندما كان طفلا يناجي والدته لتأتي و تنتشله من العذاب الذي يعيشه... ابتعد للخلف ببطئ مطالعا اياها بنظرات جامدة التف و فتح الباب فشهقت هي متشدقة بارتجاف :
- رررعد...رعد متسيبنيش هنا لوحدي انا بخاف من الظلمة.
- هه اتخيلي نفسك رجعتي اتعميتي لانك بالحالتين هتبقي ف الظلمة ديه طول حياتك.
قالها وهو يغادر الغرفة اغلق الباب و ضغط على احد الازرار لترتفع درجة البرودة بشدة سار خارج القبو ليجد زهرة تقف و تتطلع خلفها بخوف.
تحدث بصوت قاس وهو يطالعها بنظرات محذرة :
- اوعى تقربي من الاوضة اياها والا صدقيني هخليكي تتتمني الموت سامعة.
هزت رأسها بسرعة فصعد للاعلى و استلقى لينام وكأن شيئا لم يكن ).
Back
فتح عيناه بهدوء ثم مسح على وجهه بشدة ليخرجها من افكاره.
_________________
في شقة لين.
كانت تقف امام التسريحة شاردة في صورتها المنعكسة على المرآة.... قررت اليوم ان تعترف بكل شىء له فهي ابلن اصبحت متأكدة من مشاعرها نحوه...
هي تحب اياد !! و لا تريد اخفاء الحقيقة عنه اكثر من هذا فلتعترف له و ستتقبل رد فعله اي كان.
افاقت من شرودها على صوت طرق عنيف انتفضت بخضة و ركضت نحو الباب فتحته وهي تصيح بضيق :
- ما تقلع الباب احسن ولا ااا....
صممت عندمل وجدت اياد يقف امامها و يحدجها بنظرات مخيفة عقدت حاجباها باستغراب لكنها ابتسمت قائلة :
- اياد ده انت ليه كنت بتخبط كده انا فكرت انه...
قاطعها بتهكم :
- انه جلال صح.
اتسعت حدقتيها البنيتان و هتفت بارتباك :
- ها...ممم..مين.
دفعها بقوة و دلف للداخل صفع الباب وهنا صفعها بشدة جعلت شفتها تنزف فصاحت بألم :
- اااااه اياااد.
صفعها ثانية وهو يصرخ بحدة :
- متنطقيش اسمي على لسانك يا و**** يا ******.
لف يده على شعرها و جذبها اليه متجاهلا تماما لدموعها المتالمة اخرج الورقة من جيبه و جعلها تنظر اليها قائلا بهمس مخيف :
- الكلام ده صحيح.... انطــــــقي !!!
قالها بصوت عالي فانتفضت وتشدقت ببكاء :
- ااا...ايوة صحيح بس..
لم يستمع لباقي كلامها لأنه انقض عليها يضربها بقسوة ويشتمها بابشع الالفاظ فلقد ايقظت الوحش بداخله مجددا بعد ان جعله حبها يهدأ.... لكن هيهات فالخيانة تأتيك من اقرب الناس لقلبك...
سقطت على الارض فاقدة وعيها  فمها و انفها ينزفان بغزارة بينما اياد يتطلع لها ببرود و ازدراء.
حملها بين ذراعيه وخرج من المنزل القاها في سيارته و انطلق بها متجها لفيلته...
بعد نصف ساعة توقف خرج و حملها ثانية و دلف للفيلا اتجه لإحدى الغرف الخالية من اي شىء و القاها على الارض....نظر لها قليلا ثم تمتم بتوعد :
- انتي شوفتي حبي بس....و دلوقتي هتشوفي الشيطان اللي انتي عملتيه ب ايدك.
4
_________________
في فيلا جاسر الجندي.
توجه نحو احدى غرف التدريب فتح الباب و دخل ليجد سارة ترتدي القفازات و تلكم كيس الرمل بقوة رغم جسدها الظئيل لكنها استطاعت التحكم في توازنها و تضرب بكل عنف و ثقة.
ابتسم بانشراح ثم خلع سترته تقدم منها وهو يقول :
- كويس جدا الواضح انك بتتعلمي بسرعة.
رمقته بطرف عينها و لم تجب اكملت ما تفعله دون ان تعيره انتباها ثم اخذت المسدس الموضوع على الطاولة و وقفت امام صف من القارورات الزجاجية بمسافة بعيدة نسبيا اخذت الوضعية المناسبة و بدأت بالاطلاق بحرافية شديدة ، انتهت و كادت تذهب لكن جاسر سحبها من يدها و قال بصلابة :
- انتي كأنك بتتعمدي تتجاهلني.
اجابته بتهكم واضح :
- و انت مين عشان اتعمد اتجاهلك.
ابتسم و رفع يده يزيح خصلات شعرها ببطىء :
- اممم لسان طويل و ايد اطول كويس انك تبقي كده بس مش معايا انا يا حلوة هاااا.
ابعدت يده بغيظ منه فهي لا تزال غاضبة لانه طردها من غرفته بفضاضة ، ابتسم باصطناع مجيبة :
- طب ممكن تسيبني اطلع عشان خلصت كل تدريباتي و تعبانة.
ابتعد عنها مرددا بغموض :
- امممم عايز افعال مش اقوال....اثبتيلي انك تدربتي كويس و انا مجيبتكيش ع الفاضي.
جزت سارة على اسنانه بقوة :
- اثبتلك ازاي.
ابتسم باتساع ففهمت هي مقصده التمعت عيناها بالتحدي و تمتمت :
- موافقة.
رفعت يدها لتلكمه لكنه استطاع تجنبها بخفة حاولت مجددا و لم تستطع لمسه ايضا... رفعت قدمها فجأة و ركلته في بطنه بشراسة فتأوه وهو يضحك :
- مش بطال.
شعرت سارة بالاستفزاز فلكمته في بطنه و عندما كادت تلكم وجهه امسك يديها بحركة بسيطة ولفها خلف ظهرها...
جذبها اليه و همس و انفاسهما تتسارع بشدة :
- حلو اوي بقيت مطمن عشان مضيعتش معاكي وقت ع الفاضي....بس افضلي فاكرة ان عمرك ما هتعرفي تهزمي استاذك يا سوسو.
سارة بحدة و كبرياء :
- صدقني هعرف اهزمك فحاجات كتير و الوقت كفيل ف انه يثبتلك كلامي.
استطاعت هذه اللحظة ان تخلق شيئا جديدا في حياة كليهما هو يريد كسر غرورها و هي تريد القضاء على تعجرفه....فمن سيفوز في هذا التحدي الاسد ام القطة....!!!
_________________
في المساء.
عاد الشبح للقصر صعد لجناحه و نزع ملابسه بهدوء ، طرق الباب و اذن بالدخول فدلفت زهرة.
رعد وهو يجلس على سريره :
- في ايه.
زهرة بخفوت :
- ااا...حضرتك انا نزلت للهانم عشان اديها تاكل بس كالعادة رافضة.
استدار لها مغمغما بحدة :
- و انا مالي بيها هس مش راضية تاكل براحتها.
زهرة بسرعة :
- بس يا باشا كده هتتأذى و الاوضة ساقعة اووي و ممكن ااا....
قاطعها عندما نهض واقفا و تجاوزها نزل للاسفل و ذهب للقبو و بعد دقائق وصل للغرفة المحجوزة فيها و دلف...
كانت سيليا منكمشة على نفسها في احدى زوايا الغرفة و تنتفض من شدة البرد وجهها شاحب و شفتاها زرقاء و اثر صفعات رعد لم تزُل بعد...
سمعت صوت خطوات عالية تعرفها جيدا جحظت عيناها برعب و نظرت بترقب لم تمر ثواني حتى فتح الباب الحديدي و ظهر رعد بهيئته الشامخة.
طالع حالتها المزرية و شعر بقليل من الندم لكن ازاله و تحدث بنبرة مرعبة :
- مش عايزة تتطفحي ليه ها....عايزة تموتي يعني بس متقلقيش انتي مش هتموتي حاليا مرة واحدة لا روحك هتطلع تدريجيا و حياتك هتنتهي مع الايام.
حركت شفتاها للتكلم لكنها لم تستطع فهي تشعر بتجمد في كافة اعضاء جسمها و شفتاها ازرقت اكثر... و اخيرا استطاعت الهمس بصوت مبحوح :
- مش عايزة اكل حاجة حتى الموت بالنسبالي احسن منك.
لاحظ رعد مدى خطورة ما تعانيه اانتابه بعض القلق لكن عند سماع كلامها رمقها بنظرة ساخطة و خرج ، ضغط على الزر و اخفض درجة البرودة قليلا ايتدار ووجد زهرة خلفه فغمغم بأمر :
- وديلها الاكل و اطلعي بسرعة متكلميهاش.
هزت رأسها بحسرة فخرج و دخل لجناحه جلس على الاريكة يفكر بشرود حتى غرق في النوم....
_________________
فتحت عيناها بتثاقل وهي تشعر بألم جهنمي في جسدها وجدت نفسها ملقية على الارض الباردة فوضعت يداها تحمي جسدها برعب...
سمعت ضحكته المليئة بالحقد و تبعها كلامه الحاد :
- فوقتي يا برنسيسا كويس عشان متعبش نفسي و اصحيكي.
همست لين بتعب وهي تحاول رفع رأسها اليه لكن لم تستطع فعنقها شبه مكسور...اغمضت عيناها بتعب فأمسك شعرها وصاح بشر :
- لااا فتحي كده ده مش الوقت المناسب عشان تغمضي اذا كنتي من الاول خسرتي قوتك هتبقي ازاي بعدين.
تمتمت لين بتعب :
- اياد انت مش كده...انا عارفاك و....
قاطعها بسخرية حادة :
- لا يا حبيبتي طول عمري مجرم بس حبك التافه روضني و دلوقتي لازم اشكرك عشان بسببك رجعت لطبيعتي.
نزلت دموعها بحزن و همست :
- بس انا كنت ناوية اعترفلك عشان ااااا...
قاطعها مجددا بحدة اكبر :
- بلاش تعملي الشويتين دول عليا والا والله العظيم لأكون دافنك دلوقتي ههههه غريبة والله البنت اللي حبيتها طلعت بتخدعني والللي هي حبته طلع بيخدعها و يرميها ف النلر ب ايديه  فعلا غريب.
اقترب منها و انخفض لها طرق على وجنتها بنعومة عكس نبرة صوته الحادة :
- بس اوعدك اني هبقى كابوسك اللي مش قادرة تصحي منه يا لين.....نهض و اتجه للباب ليغادر و فجأة توقف و طالعها من فوق كتفه :
- اه على فكرة نسيت اقولك انا و انتي هنتجوز بعد اسبوع من دلوقتي جهزي نفسك.
لين بصدمة :
- اييييه !! بس..بس انا و جلال مم...متجوزين.
ارتفعت قهقهاته عليها بسخرية ثم اجابها باشمئزاز :
- متجوزين بورقة عرفي...عمتا مبقاش ليها وجود لاني حرقتها و حاليا استعدي عشان اللي جاي صعب...صعب اوووي عليكي. 
14
كادت تتكلم تدافع تصرخ لكنها لم تستطع لانه ببساطة.... رحل !!
استندت بظهرها الذي ينزف ايضا على الحائط و تمتمت بتعب :
- بس انا حبيتك يا اياد.
_________________
بعد مرور اسبوع.
اسبوع لم تحدث فيه اشياء جديدة سوى تعذيب اياد للين ورفضه لان يسمع تبريراتها كان يتمزق كلما يراها تبكي من الالم لكن كرامته المتزعزعة و قلبه المفطور جعلاه وحشا مثل صديقه.
سارة تتدرب بمساعدة جاسر و اصبحت متفوقة للغاية و تعودت على نمط حياتها الجديد...
و سيليا لا تزال لحد الان مسجونة و رعد يقضي معظم وقته في الخارج لكي لا يضعف و يذهب لاخراجها مما هي فيه....
_________________
صباح يوم جديد.
كان نائما بعمق على السرير بعد ليلة قضاها في التفكير سمع طرق الباب بقوة فنهض و صرخ بغضب :
- مييين ده اللي بيخبط كده ادخل !!
دلفت زهرة فصرخ بها مجددا في حدة :
- انتي مجنونة يابت عشان تعملي كده في ايييه.
زهرة بتقكع وهي تتنفس بخوف و سرعة :
- ااا...انا اسفة بس...بس ال...الهانم سس سيليا مم...
تسارعت نبضات قلبه بفزع ووقف بتوجس :
- ايه اللي حصلها.
لم تتكلم من شدة خوفها على من كانت تعتبرها صديقتها فهمس برعب :
- ســــــيلـــيا !!
و في ثواني كان يركض بسرعة القسوى للاسفل دلف للقبو العاتم و منه للغرفة ليصدم عندما يجدها ملقاة على الارض و لا شىء فيها يدل على انها لا تزال على قيد الحياة !!
اسرع لها و انخفض متمتما بخوف :
- سيليا....سيليا اصحي ، وضع يده على وجهها الذي كان باردا كالجليد بحد ذاته و بسرعة حملها و اخرجها و هو يصرخ بجميع حراسه :
- حــد يتصل بالدكتور بســــــــرعة !!!
3
اخذها لغرفته ووضعها على سريره دثرها جيدا وهو يتمتم بعدم وعي :
- سيليا فوقي متسيبنيش ارجوكي انا مش هستحمل اخسرك ، يا زهررررررة !!
4
دخلت زهرة بفزع فصاح بها في حدة :
- قاعدة هناك ليييييه تعالي حاواي تفوقيها.
بقيت واقفة حتى انتفضت بفعل صرخته :
- بسرررررعة !
اومأت و اقتربت منها بسرعة وضعت يدها على قلبها ثم على معصمها لتفتح عيناها بذهول و دموعها المصدومة بدأت بالهطول كالامطار !!
التفت بوجهها له و هزت رأسها بنفي لتهمس بكلام قتله :
- مم...مفيش تنفس !
غاضبه منك ولا أريد الحديث إليك...!
وعدت نفسي ألا أتنازل هذه المره...
سأعاقبك بالغياب... وحين أعود
لن ابتسم لك...
لن أتحدث معك ...!
فأنت أصبحت كثير الغياب ..
وتتركني دون كلمه تطمئنني عليك ..
ولم تعد تحكي لي عن احداث يومك واحوالك ..
لن أسامحك..
وفي لحظة ظهورك ..
أربكت القلب
وشتت الغضب...
وأنسيتني كل العتب...
الذي رتبته … للرد عليك
واحترت فيما كنت غاضبه منك أساساً...؟؟
وتيقنت عندها أن القلب
غير قادر على خصامك..!!
حتى لو أنني أردت ذلك...
كلمات منها كانت كفيلة بجعل اعصابه تنهار و يذهب ما تبقى من عقله ، لم يتصور يوما ان يطبق وحشيته عليها و يتسبب في اذية نبض قلبه.... ســــــيلـــا !!
زمجر بانفعال وهو على وشك قتلها :
- انتي بتقووولي ايييه مفيش نفس ازاااي سيليا مستحيل تمووت وتسيييبني فاااهمة مستحيل تموووت !!
انتفضت زهرة بخوف و قبل ان تتكلم سمعت صوت شهقة خفيفة تصدر بجانبها نظرت لها ثم رددت بلهفة سعادة :
- يا باشا الهانم رجعت تتنفس.
نظر لها بلهفة مماثلة و عندما وجدها تحاول سحب الهواء ابتسم و تمتم وهو يحتضنها بحرارة :
- رجعتيلي يا سيليا خوفتيني عليكي اووي انا مش هستحمل اخسرك انتي كمان.
كانت زهرة تطالعه بذهول تام لم يسبق ان رأته في هذه الحالة و يتفوه بهذا الكلام لكنها ازالت اندهاشها و اردفت :
- جسمها تقريبا متجمد يا باشا و كده خطر عليها.
هز رأسه و في ثانية كان يحملها بين يديه و يتوجه للحمام ملأ البانيو بماء دافئ ووضع سيليا داخله بتريث.
فجأة شهقت بقوة و هي لا تزال مغمظة عيناها لم تكن واعية تماما فاعتقدت انها تغرق....جذبها رعد اليه وهمس :
- ششش اهدي ديه ماية سخنة عشان تدفي جسمك اهدي.
تعلقت بتيشرته فانحنى عليها قليلا و هو يعدل جسدها مرت نصف ساعة تقريبا ثم اخرجها بعدما شعر باعتدال حرارتها ، حملها مجددا و خرج من الحمام وضعها على الفراش و نظر لزهرة قائلا بحدة :
- فين زفت الدكتور لسه مجاش.
زهرة باحترام :
- شوية و يوصل يا باشا ، احم ممكن بعد اذنك تسيبني اغيرلها هدومها.
لم يرد عليها بل نهض و غادر الغرفة استند على الحائط و ضرب بقبضته عليه صائحا بصوت هامس :
- غـــبــي كنت هتضيعها من ايدك ســــيلــــا كانت هتمووت و كله بسببك !!
زفر بسخط و بعد دقائق حضر الطبيب دلف و فحصها بتوتر تحت مراقبة رعد الحادة له و عند انتهائه غادر بسرعة وهو يحمد ربه على خروجه من هذا القصر بسلام.
دخل رعد للجناح وجدها نائمة بعمق و خصلات شعرها المبتلة قليلا متناثرة على الفراش جلس بجانبها و مرر يده على وجهها برقة.
همس بصوت حزين :
- مكنتش متوقع ان يحصلك كده انا مش عارف عملت فيكي كده ازاي بس لما شوفتيني و انا بضرب نفسي اتعصبت جامد اووي حسيت بضعفي و عجزي مكنتش عايز يشوفني حد و انا بالوضع ده و حذرتك من انك تطلعي برا الاوضة بس مسمعتيش كلامي اه انا مريض و حالتي النفسية مش مستقرة عشان كده كنت ببعد عنك مش عايز اأذيكي يا سيليا.....انا كنت خايف عليكي من نفسي انتي عارفة لما قولتيلي من اسبوع متخلنيش اندم على حبي ليك وقتها انا كرهت نفسي لاني شيطان و مستحقش حب حد العذاب اللي شوفته فطفولتي خلاني ادوس على قلبي و اعمل اي حاجة عشان الكل يبقى تحت سيطرتي....بس انتي جيتي وشقلبتي كياني و غيرتيني انا حطيتك ف الاوضة نفسها اللي كان عادل -والده- يحبسني فيها عشان تعرفي قد ايه انا اتوجعت و قد ايه الناس هتتوجع لو عصيت كلامي قسيت عليكي اوي بس لما لقيتك واقعة و مش بتتنفسي عرفت اني كنت بقسى على نفسي مش هستحمل فكرة انك تموتي... كفاية اللي راحو و سابوني مش عايز اخسرك انتي كمان.
طبع قبلة رقيقة على شفتيها ثم نهض و خرج امر جميع الخدم بالاعتناء بها و غادر القصر.....
_________________
في فيلا اياد المنشاوي.
كانت جالسة في غرفتها الجديدة التي تتوفر فيها كل وسائل الراحة بعد ان نقلها اياد اليها.
Flash back
( تجلس على الارض مسندة جسدها للحائط و تتطلع للفراغ بشرود حتى سمعت صوت الباب يفتح دلف اياد و غمغم بجدية :
- يلا قومي معايا.
اجابته لين بصوت متعب :
- على فين.
جذبها من ذراعها و اوقفها قائلا بحدة مخيفة :
- انتي فقدتي الحق ف انك تسأليني على اي حاجة و دلوقتي اللي بقوله هتنفذيه من غير نقاش.
انهى كلامه وهو يسحبها خلفه متجاهلا جروح جسمها التي تمنعها من المشي جيدا صعد بها لغرفة اخرى و القاها على السرير وهو يقول بازدراء :
- من النهارده هتقعدي ف الاوضة ديه مش منقص عليكي حاجة اهو.
ابتسمت لين بسخرية واضحة :
- اللي يسمعك يقول انك خايف عليا و عايز توفرلي الراحة.
اقترب منها ببطىء جعلها تتراجع للخلف جذبها من خصلات شعرها هامسا بقسوة :
- اه فعلا عايز اوفرلك الراحة عشان تصبري للي هيحصلك بعد جوازنا يا لينو.
دفعها بعيدا عنه و غادر الغرفة بينما هي استلقت بتعب شديد....)
Back
افاقت من تفكيرها على فتح الباب دخل اياد مغمغما بابتسامة شريرة :
- عاملة ايه يا عروسة النهارده فرحك لازم تكوني مبسوطة.
استدارت له لين و قالت بوجوم :
- هكون مبسوطة على ايه ده بالنسبالي عزا مش فرح.
ضحك باستفزاز و اردف :
- ههههه شكلك مكفاكيش الضرب اللي خدتيه و عايزة تاني.
ابعدت لين وجهها عنه بحزن :
- معدتش تفرق خلاص اتعودت.
فقد اعصابه فاقترب منها و دفعها على الحائط ضغط على فكها بيده بعنف و صرخ بغضب :
- انتي ليه واخدة دور المظلومة هااا بتتصرفي كان مغلوب على امرك يا هانم انتي مجرد واحدة مبتسواش رخيصة لدرجة ان جوزها رماها ليا و معبرهاش ، ابتعد عنها و تابع :
- بصي انا مش عايز افقد اعصابي و اضربك تاني عشان وشك ميتشوهش اكتر ما هو مشوه متنسيش اننا بعد ساعة هنبقى متجوزين.
وضعت يدها على فكها بألم و هتفت :
- بس انت مينفعش تتجوزني لاني مطلقة و لازم تعدي شهور العدة.
اياد بضحك وهو يرمقها باستحقار :
- شهور عدة !! هههه ليه انتي كنتي متجوزة عشان تقولي شهور عدة يا غبية جوازك انتي و جلال مش جواز لان ورقة العرفي ديه مش معترف بيها دينا ولا قانونا يعني جوازكم باااطل تماااماا و انتي فنظر المحكمة لسه بنت عزبا اكيد انتي عارفة ان جوازكم مش قانوني لانه متوفرش فيه شروط الجواز ف انتي بتستعبطي ليه.
اخفضت رأسها بعدما فشلت اخر محاولاتها لايقافه عما يفعله هي تعلم جيدا ان زواج جلال بها لم يكن قانونيا لهذا رفضت ان تسلم جسدها له و لعل هذا الشىء الوحيد اللي اصابت في فعله.
اياد بعدم مبالاة :
- المهم المأذون هيوصل بعد شويا و يا ويلك لو هببتي ف اي حاجة.
استدار و تحرك ليذهب فتح الباب لكن اوقفه صوتها :
- انت عايز تتجوزني ليه ؟ بتقدر تعمل اللي عايزه من غير جواز او على الاقل تعمل كام ورقة عرفي بينا زي ما عمل جلال.
اجابها بتهكم ساخر :
- بلاش عقلك الصغير يصور حاجات مش هتحصل يا حبيبتي.
رددت لين بثقة تامة :
- طب انا هجاوب على سؤالي..... انت هتتجوزني رسميا لاني زي ما انت قلت انا مش زي البنات اللي عرفتهم من قبل..... انا غير.
قبض على يده و جز على اسنانه بغضب و انفعال رمقها بنظرات ساخطة ثم غادر سريعا.
نزلت دموع لين بحزن على ما فعلته به و على تحوله الكبير بسببها تنهدت و وضعت يدها على قلبها محدثة نفسها :
- كان نفسي نتجوز فظروف احسن من ديه للاسف انا اللي ضيعتك خسرت اللي كان شاريني و حبيت اللي باعني انا بستاهل كل حاجة بتتعمل فيا سامحني يا اياد والله انا بحبك مكننش عايزة اجرحك كده ومستعدة اتقبل اي عقاب تديهولي.
مسحت دموعها ثم نظرت للمرآة بدأت بوضع ميك اب خفيف على وجهها لتخفي آثار الضرب و عقلها شارد في عالم اخر....
___________________
في القصر.
بدأت سيليا بالاستيقاظ و عند رجوع كامل وعيها انتفضت بخضة و نهضت جالسة رأتها زهرة التي دلفت في نفس الوقت فابتسمت و دنت منها بخطوات هادئة :
- حمد لله على السلامة يا هانم.
سيليا بضياع :
- ااا...انا فيين و ايه اللي حصل.
جلست زهرة بجانبها و هتفت بنبرة متريثة :
- روحتلك الصبح عشان اديكي تاكلي بس لقيتك واقعة على الارض حاولت افوقك بس مفوقتيش....و تابعت بحزن :
- جسمك كان متجمد تماما لدرجة اني قلت خلاص ماتت طلعت اجري و عرفت سيدنا الشبح باللي حصلك.
سيليا بانكسار و مرارة :
- وهو اكيد مهتمش و قال مليش دعوة بيها.
اجابتها زهرة بابتسامة :
- لو مكنش مهتم كان سابك تموتي ده انا لما قولتله نزل يجري زي المجنون و شالك و جابك و اتجنن اكتر لما قولتله انك مش بتتنفسي بس المهم ان حرارة جسمك ارتفعت و بقيتي احسن.
نظرت لها الاخرى بامتنان :
- شكرا يا زهرة عشان ااا...
قاطعتها زهرة بضحكة خبيثة :
- انا معملتش حاجة الشبح هو اللي شالك و حطك ف البانيو و قدر يدفي جسمك و...
قاطعتها سيليا بصراخ مندهش :
- نهاار اسووح رعد دخلني الحمام !!
شهقت بخضة من صوتها العالي واردفت :
- وفيها ايه ما انتي مراته و اصلا الباشا حطك ف الماية بس و انا اللي غيرتلك هدومك.
اطلقت زفير ارتياح ثم تذكرت معاناتها فهمست بصوت مختنق :
- انا مش هسامحه ع اللي عمله فيا ده ضربني و حبسني فأوضة فيها ظلمة و درجة برودة عالية كنت هموت بسببه ياريتني مت اصلا بس هو انقذني عشان يعذبني اكتر.
طالعتها بشفقة ثم استطردت قائلة باستفسار :
- لو مش هدايقك ممكن اعرف ليه عمل فيكي كده ديه حتى الناس اللي حابسها بتتضرب بس ليه انتي وداكي الاوضة اياها.
كادت تتكلم عما رأته في تلك الساعة المشؤومة لكنها لاذت بالصمت عند تذكرها لما فعله بها عندما رأته ، ثم ابتسمت بحزن و اردفت :
- مفيش بس اتخانقنا جامد وهو عشان يعاقبني طلع وحشيته عليا.
هزت زهرة رأسها بتفهم :
- خلاص انسي كل اللي حصلك اكيد انتي جوعانة تحبي اعملك ايه اكل.
سيليا بنفي وهي تستلقي مجددا :
- مش عايزة حاجة غير اني انام.
هزت الاخرى رأسها بإيجاب و غادرت تاركة سيليا تفكر في طريقة للانتقام من الرعد.
__________________
في فيلا جاسر الجندي.
دلف لغرفتها بعد ان طرق الباب و غمغم بجدية :
- يلا تأخرنا.
التفت له سارة و طالعته كان يرتدي ملابس كاجوال على غير عادته ثم تحدثت :
- انا مش فاهمة انت واخدني معاك ليه يكونش من واجبي ارافقك وانا مش عارفة.
جاسر بشىء من الحدة :
- اسكتي شويا بلاش طولة لسان و يلا.....ايه ده انتي هتيجي كده ز
كانت سارة ترتدي كنزة صوفية باللون الاحمر و بنطال ازرق جينز و كوتش رياضي باللون الاحمر و تربط شعرها البني ذيل حصان كانت انيقة للغاية لكن جاسر اراد استفزازها.
سارة باستنكار :
- امال البس ايه ولا عايزني البس فستان يفضح اكتر من اللي بيستره.
ابتسم من كلامها و تذكر زوجته ورد تلك الفتاة الرقيقة المحجبة التي دائما ما كانت تتعامل برزانة مع غيرها احب هدوئها و طيبتها كان صادقا معها لأبعد الحدود الا في شىء واحد هو طبيعة عمله و لعل هذا كان سببا في موتها...
انتشله من افكاره صوت سارة المستغرب عندما رأت تشنج وجهه :
- انت كويس ؟
هز رأسه و اشار لها بالخروج خرجت وهو خلفها و ركبا سيارته و انطلق بها.....
بعد دقائق وصل لفيلا اياد ترجل و ولج للداخل مع سارة تاركين حراسه بالخارج.
لمح اياد واقفا مع رعد فابتسم باتساع و اقترب منهما قائلا بصوت رخيم :
- الاندال اللي ناسييني هي ديه الصحوبية.
ابتسم رعد بهدوء و صافحه مغمغما :
- انت اللي بقالك فترة مختفي ، ايه ده انت اتجوزت تاني ولا ايه.
قالها وهو يحدق بسارة في استفسار فحمحم جاسر مجيبا :
- احم جواز ايه ساعم ديه سارة شغالة عندي.
اياد بنبرة جادة موجها كلامه لها :
-لو عايزة اطلعي فوق هتلاقي لين هنام اقعدي معاها.
سارة بفضول :
- مراتك صح.
صمت لثواني ثم هز رأسه بنعم فصعدت للاعلى مع احدى الخادمات.
نظر جاسر ل اياد و قال من بين اسنانه :
- ايه الهبل اللي انت بتعمله يا اياد يعني يوم ماتتجوز تتجوز مرات عدونا لا وجاسوسة ليه كمان.
لم يجب اياد فتحدث رعد بنبرة جادة :
- سيبه يعمل اللي عايزه المهم يكون متأكد و ميندمش ع اللي بيعمله حاليا.
طالعه اياد بنظرات توعد :
- مش هندم صدقني و هنتقم منها و من جلال ال *****.....المهم ايه حكاية البنت اللي اسمها سارة ديه.
جلال بعدم اكتراث :
- قصة طويلة هبقى اقولهالك بعدين.... و انت يا رعد كده تتجوز و متقوليش مكنش العشم يا صاحبي.
ابتسم بسخرية مغمغما :
- هقولكم ايه اذا العروسة نفسها مكنتش عارفة.
4
طالعاه بغباء و عدم فهم فأخبرهم عن كيف تم زواجهم و عندما انتهى هتف جاسر بضحكة مستغربة :
- لا انت اكيد مش طبيعي.
_____________________
صعدت سارة  للاعلى دلفت و عندما رأتها لين قالت بتعجب :
- انتي مين ؟
ابتسم بود و اردفت :
- انا سارة بشتغل مع صاحب جوزك يعني تقدري تقولي اني من طرف العريس ههههه.
ضحكت لين من كلامها و تابعت :
- بتشتغلي عند رعد ؟
سارة بنفي :
- لا مع واحد رخم اسمه جاسر.... المهم انتي حلوة اوي على فكرة يابخت جوزك بيكي.
ابتسمت بحزن و لمعت عيناها بالدموع عقدت سارة حاجباها بتعجب :
- في ايه انا قلت حاجة غلط....اوعى يكون العريس خاطفك.
ضحكت لين عليها مجددا :
- هههه تصدقي انا مكنتش عايزة اضحك بس كلامك عسل و خيالك واسع كمان.
سارة بتفكير :
- اممم يبقى انتي مش موافقة على الجوازة ديه صح....بصي انا فضولية و زنانة اوي و مش هرتاح غير لما تحكيلي.
- احكيلك اقولك ايه ؟!
قالتها لين بتعجب فاستطردت الاخرى وهي تجلس على السرير :
- احكيلي اتعرفتو ازاي و ليه انتي زعلانة و دموعك محبوسة ف عيونك.
تنهدت لين و جلست بجانبها نظرت لها مطولا ثم بدأت بسرد كل ماحدث باختصار  و عند انتهائها نزلت دموعها و همست بصوت متحشرج :
- بس انا حبيته والله و يوم ماعرف الحقيقة انا كنت هعترفله اصلا بس فات الاوان.
اشفقت سارة على حالتها وضعت يدها على يد لين و اردفت :
- طب انتي ليه مقولتيلوش انك بتحبيه.
لين بمرارة :- مش هيصدقني...ايا خلاص فقد ثقته فيا و انا السبب.
سارة بابتسامة صادقة :
- كل حاجة هتبقى كوبسة باذن الله ، قوليلي سيليا ديه فين.
ابتسمت لين وقد ادؤكت انها تحاول انتشالها من حزنها :
- في قصر الشبح.... شوفتي اللي كان واقف مع اياد ده رعد وو...
قاطعتها سارة بصدمة :
- الش...ششش...الشـــــبح انتي بتهزري صح !! و جاسر و حوزك صحابه يعني انا وقعت فجماعة اخطر مجرمين يالهووي.
انفجرت لين ضاحكة عليها و قبل ان تتكلم دخل اياد و قال بحدة :
- يلا المأذون جه.
اخفضت رأسها بخوف مما سيحدث اتجه لها و امسك يدها بقوة ، تأوهت بصوت مكتوم و مشت به نزلا للاسفل و وقفت سارة امام جاسر محدثة نفسها :
- طول عمري بكره جنس ادم و دلوقتي بقيت بكرههم اكتر ربنا يعينك ع اللي انتي فيه.
جذب اياد لين من خصرها بقوة و همس بقسوة :
- البت ديه بتبصلنا كده ليه انتي قولتيلها ايه ها.
لين بألم شديد فلقد وضع يده على جروح خصرها :
- مم...مقلتش حاجة...اياد انت بتوجعني سيبني.
- هه وانتي لسه شوفتي حاجة.
قالها بابتسامة حقد و سحبها لتمشي خلفه و بعد دقائق تمت مراسم الزواج و اصبحت زوجته رسميا.
غادر رعد و جاسر و اياد تاركين سارة و لين في الفيلا بعدما شدد اياد الحراسة لكي لا تستطيع لين الهروب ان فكرت بذلك...
____________________
في مكتب جلال.
صرخ بغضب وتوتر على الهاتف : ازاااي انت مجنون الصفقة ديه جديدة و مضمونة ازاي بتقول انها مزورة مستحييل !!
رد عليه الطرف الاخر بجدية :
- يا باشا العقد ده وهمي مفيش حاجة منه موجودة انا اتصلت عشان اعرفك باللي حصل ومليش دعوة بالباقي.
اغلق الخط و في نفس اللحظة اتاه اتصال اخر فتح الخط بارتجاف و تمتم بخفوت :
- صص...صلاح باشا.
صرخ به في غضب شديد :
- يا حيوان انت بتلعب عليا حشرة زيك بتخدعني !!
جلال بسرعة :- يا باشا انا كمان مخدوع زيك فكرت ان ااا...
1
قاطعه بحدة :
- مليش دعوة بيك انت عارف انا صرفت كام ف الصفقة الغبية ديه ده انت لو بعت نفسك مش هتيجي حاجة جنبها....تتصرف فورا و فلوسي ترجع فـــــــاهم !!!
اغلق الخط فألقى جلال بهاتفه على المكتب و حدث نفسه :
- يعني لين كانت بتخدعني ولا رعد كان متفق معاها انا مش فاهم حاجة طب هو ليه يعمل صفقة وورق وهمي و هيأذي شغله انا مش فاهم حاجة بس اللي اعرفه اني هموت لو مرجعتش الفلوس.
_____________________
في المساء.
عاد رعد للقصر صعد لجناحه وجد سيليا جالسة على السرير و زهرة بجانبها تحاول اقناعها بتناول الطعام و عندما رأته وقفت و انحنت له باحترام.
غمغم بصلابة وهو يحدج سيليا بنظرات ثابتة :
- اطلعي و سيبي الصينية هنا.
خرجت زهرة بينما اقترب هو منها قائلا :
- مش عايزة تاكلي ليه.
قلبت عيناها بتهكم منه :
- ملكش دعوة انا بعمل اللي عايزاه.
اغمض عيناه يحاول تهدئة نفسه ثم فتحهما و تحدث وهو يجز على اسنانه :
- كام مرة قولتلك ان القصر ده قصري و انا بس اللي بعمل اي حاجة بعوزها مش انتي....يلا كلي عشان صحتك تتحسن.
رفعت بصرها له تطالعه بعيناها الزرقاء الساحرة و اردفت ببرود :
- ليه بتتكلم كأنك خايف عليا....انا كنت هموت بسببك.
رعد بحدة :
- بلاش نتكلم ع الموضوع اياه احسن.
سيليا بتهكم ساخر :
- هتعمل ايه يعني لو اتكلمت.... هتضربني و تحبسني فاوضة ساقعة وتعذبني كل يوم و لا هتعمل حاجة جديدة تضربني بالسوط زي ما كنت بتضرب نفسك مثلا.
- ســـــيــلــيـــا !!!
صرخ بها في عصبية اقترب منها لكنها صاحت بفزع و اخفت وجهها بين يديها قائلة بارتجاف :
- لأ لأ لأ ممم...متضربنيش ااانا مم..معملتش حاجة.
انصدم من حالتها و لثاني مرة تذكره بنفسه عندما كان صغيرا يضرب بقسوة حتى اصبح يرتجف ويفقد وعيه من الخوف عندما يصرخ به والده ، مد يده و لفها حول ذراعيها ليجذبها اليه عانقها بحرارة واضعا رأسها على صدره و تمتم بخفوت :
- انا مش هعملك حاجة متخافيش.
استكانت بين ذراعيه و شعرت بالراحة لكن عند تذكرها لما فعله معها ابتعدت عنه بخوف.
تنهد بيأس ثم وضع صينية الطعام على حجره ملأ الملعقة بالحساء الساخن و قربها من فمها بهدوء :
- يلا كلي.
فتحت فمها و بلعت اول لقمة و سرعان ما انهت الحساء فلقد كانت حقا جائعة ، ابتسم عليها و ناولها بقية الاصناف و عندما انتهت قال بنبرة اقرب للمزاح :
- نده اللي مش جوعانة يابنتي انتي شويا و هتاكليني معاهم و مع ذلك مش بيبين عليكي.
اجابته سيليا بتذمر :
- الله انت هتقر عليا ربنا يحميني من الحسد.
ارتفعت ضحكاته على كلماتها في حين شردت في ملامحه الرجولية القاسية التي تخفي ألما كبيرا خلفها.
تنهدت بعمق و قالت وهي تتمدد على الفراش :
- انا هنام تصبح على خير.
رفع احدى حاجبيه بشك منها فهو كان يعتقد انها ستصرخ و تخبره كم هي تكرهه و ترفض النوم معه في غرفة واحدة لكنها حطمت اعتقاداته.
نهض و دلف للحمام استحم و خرج ارتدى ملابس مريحة و استلقى بجانبها كانت تعطيه ظهرها فمد يده حول خصرها و جذبها ببطىء شديد لم تمانع و بقيت على هدوئها فحدث نفسه :
- انتي بتخططي ل ايه يا سيليا ماهو مش انتي اللي بتفضلي هادية كده خصوصا بعد العذاب اللي شوفتيه مني.
طبع قبلة رقيقة على عنقها و نام مثلما فعلت هي.....
______________________
دلف اياد للغرفة التي تجلس فيها لين بعدما غادرت سارة مع جاسر....كانت تجلس على السرير تضم ركبتيها لصدرها و تنظر للفراغ بشرود و عندما رأته اعتدلت في جلستها و نظرت له بترقب.
ابتسم اياد بخبث وهو يخلع سترته ليبقى بالفانلة الرياضية و قال :
- حقك تخافي يا لينو ماهو اللي هيحصلك الليلة ديه مش هين خالص.
لين بتلعثم و انفاسها تكاد تتوقف :
- ااياد ارجوك اانا...م..مش عايزة.
ضحك بعلو صوته و اردف باستنكار :
- انا ليه حاسس اني هدخل على بنت ملمسهاش راجل من قبل....و لا يمكن اتعودتي على لمسات جلال هاا.
قالها وهو يجلس بجانبها و يمرر يده على جسدها بشهوانية فصاحت بذعر :
- ايااااد لأ ارجوك انت مش كده انت مش مغتصب متجبرنيش على حاجة مش عايزاها.
كلامها هذا كان نابعا من خوفها على فقدانه لاخر شىء يتصف بالرحمة بداخله لكن اياد فسره رفضا له لأنها تعشق زوجها ولا تستطيع ان تنام مع غيره ، جز على اسنانه ثم في لحظة كان يدفعها للخلف ليعتليها نزع فانلته و ثبت جسدها اسفله.
اياد بشراسة وهو يحدجها بنظرات تخلوا من الرحمة :
- هاخد اللي عايزه و غصبا عنك و وريني هتمنعيني ازاااي.....!!
قد يعشـق العصفور سمكـة !!
ولـكن المصيبة . . اين سـيعيشان؟
في الماء أم في الهواء؟
هذه هي مأساة من يقع في حب ما ليس له ...
دائماً وفي النهاية يطير أحدهما . . بينما الاخر ...
يسبح في بحر من الاحزان...
أو يحاول الطيران فيموت...
4
كانت تصرفاته في تلك اللحظات لا تمد للعقل بأي صلة....فقط يريد الاثبات لنفسه بأنه ليس اقل شأنا من الذي فضلته حبيبته عنه.... فنراه يطلي قلبه بطلاء اسود قد قضى على حبه.....
كان يتلمس جسدها برغبة ممزوجة بالغضب وهو يهمس بعدم وعي :
- قوليلي لمسك فين ؟ كنتي حاسة ب ايه اكيد كنتي مبسوطة صح.
هزت رأسها بنفي و تمتمت بدموع :
- ايـــاد فووق ارجوك متعملش فيا كده.
مرر يده على وجنتها بهدوء تام واردف :
- ششش مش عايز اسمع صوتك انتي مراتي و من حقي اخد اللي عايزه انا ليا حق عليكي اكتر من الغريب.
انهى كلامه وهو يلثم عنقها بعنف ويرتفع بشفتيه ليضم شفتاها بقوة مقصودة بينما هي تنزل دموعها بقهر على ما يفعله بها رفعت يدها لتدفعه لكنه امسكها و همس بأنفاس متسارعة :
- مش هتعرفي تمنعيني ف الاحسن تهدي عشان متقوليليش بعدين انت اغتصبتني.
و بالفعل بدأ جسدها بالارتخاء و الاستسلام فهي حقا لا تريده ان يأخذ ما يريده بالقوة و يسمى اغتصابا قلبها لن يتحمل جرحا اضافيا..... شعر اياد باستكانتها فأكمل ما يفعله حاول ان يكون قاسيا لكنه لم يستطع فهي حتى ولو كانت خائنة لكنه.... يعشقها !!
بعد مدة ليست بالقصيرة ابتعد عنها و صرخ بصدمة و غضب :
- ايه ده !!
انتفضت لين من صرخته ثم رفعت الغطاء على جسدها و اجابت بتوتر :
- ااا...انا ممم..مش فاهمة.
جذبها من ذراعها و تحدث من بين اسنانه :
- انتي هتستعبطي ولا ايه....ازاي كنتي متجوزة بس لسه بنت ولا ديه لعبة جديدة منك.
نظرت له بصدمة ثم بثانية التمعت عيناها بشرارات الغضب و دفعته من صدره صارخة :
- مش لعبة يا اياد مش لعبة اه كنت متجوزة جلال بس مسمحتلوش يلمسني الا لما نوثق جوازنا انا مش رخيصة لدرجة اني اسلمله نفسي بسهولة كده.
مط شفتاه باستحقار و تشدق بقسوة :
- و ايه اللي هيخلي زير نساء زي جلال يوافق على كلامك و ميقربش منك.
صاحت بانهيار وهي تضع يديها على وجهها ببكاء :
- لانه هو مكنش مهتم بيا اصلا كان عنده بنات غيري كتير و استغل حبي ليه عشان مصالحه و للاسف عرفت حقيقته متأخرة و بطلت احبه من زمان.
طالعها اياد بقليل من الندم و لمح الجروح على كتفيها العاريان رفع يده يريد سحبها لاحضانه لكنه اخفضها عندما سمع لين تتمتم بصوت مختنق :
- انت خدت مني اللي عايزه وانا مقاومتكش قولي كفايةعليك كده ولا لسه عايز تنتقم مني فحاجات تانية.
قبض على يده بعنف و حدجها بنظرات غامضة رغم سواد قلبه اتجاهها الا ان جزء منه يوحي له بتخليه عن انتقامه لكن هيهات لطالما تغلب العقل على القلب في هذه المواقف....مسح على وجهه بسخط جلي و انتصب واقفا ليدلف للحمام..
وقف تحت الصنبور و المياه تأخذ مجراها على جسده لا ينكر انه شعر بالانتصار لمعرفته بأنه اول رجل يلمسها اول رجل يتملكها رغم ما فعلته به و رغم حقده عليها لكن لا يزال يغار عليها !!
انهى حمامه و لف المنشفة حول خصره خرج و اتجه للدولاب ياخذ ملابسه دون ان يعيرها اهتماما.
نظرت له لين بابتسامة بسيطة تعلم جيدا انه كان يود معاملتها بقسوة لكن لم يستطع و هذا يعني ان حبها بداخله لم ينطفئ كليا.... اشاحت وجهها بخجل عندما رأته ينظر اليها ليغمغم بصوت قاتم :
- قومي خدي شاور بعدين رتبي الاوضة و اه في مرهم موجود فوق الكومدينو حطيه على جروح جسمك.
لم تجب و انما هزت رأسها فقط فتنهد و غادر.
استلقت لين على السرير تفكر في حياتها و ما ينتظرها معه....
_________________
في صباح اليوم الموالي.
استيقظ رعد و نظر بجانبه لم يجدها نهض بكسل و دلف للحمام استحم و ارتدى ملابسه و نزل للاسفل.
وجد سيليا تخرج من المطبخ و تحمل الاطباق و تضعها على طاولة الافطار و عندما راته قالت بابتسامة جميلة :
- صباح الخير.
عقد حاجباه و هو ينظر لها بشك ثم تمتم بجدية :
- صباح النور....نزلتي ليه انتي لسه تعبانة.
سيليا وهي تجلس :
- لا انا كويسة اهو و حضرتلك الفطار ب ايديا اقعد عشان تاكل.
جلس مقابلها و شرع في تناول الطعام وهي تراقبه خلسة دون ان ينتبه او هكذا - كانت تعتقد - فرعد يتابع نظراتها بدقة و تأكد من انها تنوي فعل شىء ما.
بعد دقائق نهض واقفا و غادر دون كلمة فهمست بغيظ :
- قليل زوق ده حتى مقاليش شكرا على الفطار.
- ايه ده انتي بتكلمي نفسك ؟؟
كان هذا صوت زهرة استدارت لها سيليا و اجابت بضحكة بسيطة :
- لا بفكر فحاجة.
بادلتها زهرة الابتسامة :
- لو مقيهاش ازعاج ممكن اعرف انتي بتفكري ف ايه.
سيليا ببساطة :
- بفكر ازاي في انسان بيكون عنده شخصيتين ساعات هادي و بارد و ساعات سفاح و عصبي و مبيرحمش حد.
تنهدت زهرة قائلة :
- على فكرة انا خدت بالي من تصرفاتك المتغيرة مع سيدنا الشبح انتي بتحاولي تعملي ايه....بصي متفكريش اني بدخل نفسي فخصوصياتك بس متحاوليش تعملي حاجة انتي مش قدها وخصوصا انك مخبية عليه سر كبير.
نظرت لها سيليا نظرة ذات معنى و همست بشرود :
- لــيــن....
Flash back
( كانت لين تجلس مع سيليا تمزحان معا حتى قالت بتوتر :
- سيليا انا عايزة اقولك على حاجة.
انتبهت لها سيليا و قالت باستغراب :
- ها حاجة ايه.
تنهدت بعمق ثم اردفت :
- انا....انا جاسوسة لجلال اخو رعد و عدوه اللدود.
- ها ؟
هتفت بها بغباء فتابعت الاخرى :
- بصي هشرحلك....سردت لها عن علاقتها بعدو رعد و سبب وجودها مع اياد حاليا وعندما انتهت شهقت سيليا بصدمة :
- انتي....انتي بتقولي ايه يعني حبك ل اياد كله كدب و بتاخدي ورق شغله و توديه للي اسمه جلال ده !!
هزت لين رأسها بإيجاب و هتفت بحزن :
- انا مبقيتش عارفة لازم اعمل ايه من جهة حبي لجلال و من جهة حب اياد ليا.
سيليا بعتاب وهي تنهض واقفة و تبتعد عنها :
- جلال ده لو كان بيحبك مكنش هيبعتك لراجل وهو عارف انه بيحبك و ضحكتي على اياد و اوهمتيه بحبك وفوق ده كله بتجازفي بحياتك رعد لو عرفك على حقيقتك هيقتلك.
لين بحيرة :
- لو بطلت اللي بعمله جلال هيزعل مني رعد و اياد اذوه كتير و نفسي اخدله حقه ( بنت غبية )
1
هزت سيليا رأسها باستنكار و تمتمت :
- انتي ليه بتقوليلي الكلام ده مش خايفة اقول لرعد.
لين بابتسامة بسيطة :
- عارفة انك مش هتعمليها عشان كده بقولك.
امسكت سيليا يدها و تحدثت بخوف حقيقي عليها :
- لين الطريق اللي انتي ماشية فيه خطير متدخليش نفسك فعداوتهم عشان انتي اللي هتتأذي ف الاخر.
طالعتها لين قليلا ثم اشاحت وجهها دون ان تتكلم.... )
Back
سيليا بقلق :
- بقالها زمان مكلمتنيش انا خايفة عليها يا زهرة.
زهرة بطمأنة :
- لا متقلقيش اكيد بتكون مشغولة ف الشركة او حاجة تانية.
هزت رأسها بمضض و نهضت لتصعد لغرفتها....
_________________
في فيلا جاسر الجندي.
استيقظ و نظر للصورة بجانبه نزلت دموعه و همس بصوت متحشرج :
- وحشتيني.
نهض و ارتدى ملابسه السوداء نزل للاسفل و غادر الفيلا ركب سيارته و انطلق بها.... نحو مقبرة حبيبته و ابنته !!
راقبته سارة وهو يغادر منظره لم يكن طبيعيا و عيناه الحمراء تدل على انه كان يبكي.
رفعت كتفيها بعدم اكتراث و جلست تتناول ثم قالت للخادمة :
- جاسر باشا طلع بدري من غير عوايده ليه.
اجابتها الخادمة بدون اهتمام :
- النهارده ذكرى وفاة مرات الباشا و بنته وراح ع المقبرة يزورهم.
سارة بدهشة :
- هو جاسر متجوز.
الخادمة بتوضيح :
- كان متجوز....مراته و بنته ماتو فحادث من سنين و فضل لوحده.
- كان بيحبها ؟
قالتها باستفسار فأجابتها الاخرى بحزن :
- ياااه كان بيعشقها ضحكه هو و ورد هانم و بنتهم مي كانت بترن ف الفيلا طول الوقت كانو اساس حياته بس من لما ماتو اختفت الضحكة من وشه و بقى هادي طول الوقت و كل ليلة بسمعه يعيط عليها.
نزلت دمعتها بتأثر ثم مسحتها سريعا و تمتمت :
- ربنا يكون فعونه فعلا الفراق وحش اوي.
زفرت واخذت هاتفها طلبت رقم لين و انتظرت الرد...
في هذه الاثناء كانت لين تقف في الشرفة رن هاتفها ففتحت الخط قائلة بابتسامة :
- سارة ازيك عاملة ايه.
سارة بضحكة :
- ميت فلة وعشرة انتي عاملة ايه.
لين نبرة عادية :
- كويسة.
سارة باستفسار :
- انا ليه حاسة انك زعلانة...اه صح ايه اللي حصل المبارح اوعى يكون ااا...
قاطعتها لين بمزاح :
- حيلك حيلك ارتاحي من الكلام شويا هههه.
مطت الاخرى شفتها بامتعاض :
- وانا اللي قولت اطمن على الغلبانة ديه الحق عليا اصلا.... بس قوليلي عملتو ايه و النبي.
لين بشىء من الخجل :
- انتي صغيرة ع الكلام ده على فكرة بلاش قلة ادب.
- انا عمري 19 سنة يعني مش صغيرة ياما.
هتفت بها في ثقة و تابعت :
- خلاص لو مش عابوة تتكلمي براحتك....المهم هتعرفيني على صاحبتك سيليا امتى.
لين :- مش عارفة ده حتى انا بقالي فترة مشوفتهاش ولا كلمتها بس هتصل بيها النهارده و اطمن عليها.
سارة بإيجاب :
- اوك انت هقفل دلوقتي عشان اروح التدريب الاستاذ غبي ااقصد جاسر باشا هيعلقني لو رجع و شافني قاعدة.
لين بضحكة :
- ههههه ماشي...بااي.
اغلقت الخط و استدارت لتشهق بخوف عندما وجدت اياد يقف امامها و ملامحه لا تبشر بالخير اطلاقا.
تقدم منها و سحب الهاتف من يدها وهو يقول بغضب :
- كنتي بتكلمي مييين !
لين بثبات :
- هكون بتكلم مع مين يعني ده خط جديد ومفيهوش رقم غير رقم سارة.
طالع سجل المكالمات ثم اخرجها من الشرفة و ادخلها الغرفة القى الهاتف على السرير مرددا بتهكم ساخر :
- قلت يمكن بتكلمي حبيب القلب مكنتش هستغرب الصراحة الخيانة بتجري فدمك.
وقفت و تحدثت بانفعال :
- بطل بقى تهيني كل شويا انا كنت بسكت عشان غلطانة بس زودتها اوي و انا زهقت منك.
اصدرت صيحة الم عندما دفعها على الحائط و احاطها بجسده لم تكد تتكلم حتى اخرسها بقبلة قوية تترجم غضبه الان رفعت يديها لتدفعه لكن قبض عليهما ووضعهما خلف ظهرها...
مرت دقائق على هذه الحال حتى ابتعد عنها كانت شفتاها متورمتان للغاية و تنزفان فابتسم بمكر و قال :
- متنسيش انك ملكي و بعمل اللي يجي فبالي يا حبيبتي.
جزت على اسنانها بضيق فقالت باستفزاز وهي تعلم ان كلامها سيجرحه :
- حتى لو ملكت جسمي مش هتعرف تملك قلبي و عقلي لانهم ملك جلال و لما كنت المبارح فحضنك كنت شايفاك جلال انت بالنسبالي ولا حاجة يا اياد ومش مهم هتعملي ايه انا مش خايفة منك.
9
كل حرف نطقته كان بقصد مضايقته لم تعلم انها اسعلت فتيل الشياطين بداخله ادمت قلبه بقسوة و جعلته ينزف ويصرخ من الالم بينما رجولته تتناثر امامه كالاشىء... التف لها وهو يصفعها بعنف القاها على السرير وهو يزمجر فيها بجنون :
- جلاااال يا ****** انتي شايفاني جلال سلمتيلي نفسك عشانه هو !!
اتسعت عيناها برعب وهي تراه ينزع ملابسه و يلقيها على الارض ادركت حينها ان كلامها كان اسوء من افعالها....اسوء بكثــير !!!
2
و في لحظات كان يمزق ملابسها بشراسة وهي تصرخ بذعر :
- ااا..اياد والله الكلام ده مش حقيقي انا قلت كده عشان اضايقك لااااا.
1
توقف فجأة و ابتعد عنها سحقا لا يستطيع فعل هذا لا يستطيع كسرها مثلما فعلت هي.
رفعها من خصلات شعرها و صفعها مجددا وتلتها عدة صفعات منه متجاهلا دموعه التي تهطل من عينيه السوداء...
في حين هي تصرخ و تبكي بألم تحاول التخلص من قبضته لم يتركها الا عندما خارت قواها و توقفت عن المقاومة ابتعد عنها و همس بقسوة وتوعد :
- عارفة اني كنت هطلقك و اريحك مني بس حطي فبالك ان من اللحظة ديه هتبقي زيك زي الخدم اللي هنا كل الحب هيتحول لكره يدمرك هخليكي تتمني الموت كل دقيقة يا لين.
2
خرج من الغرفة تاركا اياها تشهق بألم من ضربه المتواصل لها بقدر وجعها كانت متأكدة من انها قضت على اخر امل لها بمسامحتها و اكثر ما آلمها هو رؤيتها لدموعه...دموع من تستمر في جرحه !!
2
_________________
في المساء.
كان رعد في غرفة مكتبه عندما اقتحمه جلال و صاح بانفعال :
- ممكن تفهمني انا عملتلك ايه عشان تدمرني فشغلي يا رعد !!
نظر له بطرف عينه و مط شفتيه باستفزاز ليتشدق ب :
- مالك متنرفز كده ليه اهدى شويا مش كويس عشان صحتك حد غيرك كنت قتلته و طلعت قلبه من مكانه لانه بيتكلم بالطريقة ديه بي انت غيرهم....انا هستمتع بموتك وانت عايش.
جلال بمكر :
- و انا اللي فكرت اني مش ههون عليك عشان اخوك و هتفتكر ايام الطفولة.
اغمض عيناه يحاول التحكم في انفعالاته فتابع جلال :
- ها فاكر يا رعد لما كنا صغار كنت كل يوم بعمل مشاكل و اطلعك انت الغلطان يااه على الضرب اللي كنت بتاخده من ابوك وقتها هههههه مش هستغرب انك بقيت كده...شبه عادل تماما.
- جـــلاااال !!
هتف بها في تحذير و تابع :
- ورب العزة لو مطلعتش دلوقتي لأوديك فستين داهية يا **** و كفاية الفلوس اللي خسرتها ولا ايه رايك.
نجح في قلب المواضيع ليصبح هو الطرف الاقوى في الكلام بعدما كاد ينهار لتذكر طفولته البائسة.... اما جلال فضيق حاجباه بغضب ونهض في نفس الوقت الذي دلف فيه اياد.
نظر له بخبث و تمتم :
- اهلا اهلا بالعريس اخبارك و اخبار العروسة.
امسك اياد من ياقة قميصه ليزمجر بغضب هادر :
- يا ****** انت ايه اللي جايك هنا.
جلال وهو يزيح يديه :
- لا يا اياد انا كده هزعل منك و اخد مراتك تاني هااا ماهو لو انت فاكر انك لما تتجوزها هتنتقم لكرامتك تبقى غلطان لين لسه بتحبني هههههه.
تذكر اياد ما قالته لين عن حبها لجلال فلكمه بقوة و صرخ :
- اطلع براااا !!
مسح الدماء التي نزفها و رمقه بنظرات ماكرة و غادر بينما جلس اياد على الكرسي وهو يزفر بعصبية.
كان رعد يتابع ما يحدث بهدوء حتى قال :
- انت ليه بقيت عصبي كده.
اياد بضحكة مرارة :
- المفروض ابقى ازاي بعد القلم اللي خدته من حبي الوحيد هههه تصدق انها قالتلي انا شايفاك جلال و عمري ما هنساه ياااه ياريت كان عندي القوة عشان اموتها و اخلص.
تحدث رعد بحدة :
- اياد انت كده خليت جلال يعرف انه مأثر فيك قد ما كنت متعصب بس اتعامل ببرود قدامه كده هيفكر انه فشل فخططه مش تيجي و تضربه ع الطول.
اياد بسخط جلي :
- مقدرتش اتحكم فنفسي قدامه...المهم قولي اخبار الشغل ايه.
عاد بظهره للكرسي و رفع رأسه ينظر للسقف و يقول بابتسامة ثقة :
- الواد قرب يتجنن يا حرام احنا لو سبناه ف الجماعة اللي متفق معاهم هيقتلوه متنساش انه اوهمهم بالصفقة اللي ملهاش وجود اصلا و خسرو فلوس كتيير.
قهقه اياد ثم استطرد قائلا :
- دلوقتي عرفت ليه مفضحتش لين لما عرفت حقيقتها....كنت عايز تستغل وجودها لصالحك.
نظر له رعد بشيء من الحزن و غمغم :
- مكنتش عايز افضحها عشان انت متتوجعش نبهتك كتير و قولتلك البنت مش مناسبة ليك بس مسمعتش كلامي.
اياد بوجع حقيقي :
- كلامك صح....بس خلاص قلبي بقى حجر و كل ذرة حب حرقتها و حطيت الكره مكانها.
نهض رعد و هتف بجدية :
- انا رايح دلوقتي انت استنى جاسر يجي وكملو شغل.
اياد بابتسامة بسيطة :
- رايح تتطمن على حبيبة القلب ولا ايه.
تجاهل كلامه و غادر متجها نحو القصر....
بعد مدة كان يصعد لجناحه فتح الباب و دخل ليجد سيليا مستلقية على السرير وتشاهد احدى الافلام حمحم فنظرت له وقالت بابتسامة :
- حمد لله على السلامة ليه اتأخرت كده.
رعد باستنكار :
- ليه بتتكلمي كأنك كنتي مستنياني.
وقفت سيليا امامه و تحدث بجدية :
- فعلا كنت مستنياك عشان نتعشى سوا.
اشاح وجهه عنها قائلا بسخرية :
- الزوجة الصالحة بقى.
سيليا بنبرة ذات معنى :
- هبقى زوجة صالحة لو انت كنت زوج كويس بس انا شايفاك بتتجاهلني على طول و بتعاملني معاملة الخدم و اخر مرة كنت هموت بسببك.
اجابها بضجر واضح وهو يبعدها عنه :
- انتهينا من الموضوع اياه ليه قاعدة بتتكلمي فيه.
سيليا بحدة :
- بتكلم فيه عشان عايزة اعرف السبب الحقيقي اللي خلاك تحبسني ...... كان بيتعمل فيك كده صح.
- ســيـليـــا !!
صرخ بها وهو يدفعها لتصطدم في الحائط انتفضت و صاحت باندفاع :
- انت مش هتقدر تسكتني انا عايزة اعرف ليه كنت بتضرب نفسك انا مراتك و من حقي اعرف !!!!
- هه مراتي.
همسها و قد تحولت نظراته الغاضبة لنظرات رغبة تطلع لجسدها الممشوق و بدأت انفاسه تتعالى يبلع ريقه بصعوبة.... ادركت سيليا معنى نظراته فوضعت يدها على قميصها برعب كادت تبتعد لكنه امسكها و هتف بدون وعي :
- مراتي ازاي و احنا لسه محصلش بينا علاقة الراجل و مراته انا مخدتش حقوقي منك ف ليه بتطالبي بواجباتي.
اتسعت زرقاوتيها في ذعر و تلعثمت قائلة :
- ااا...انا...مم...
قاطعها وهو يضم شفتيها بشفتيه في قبلة رقيقة سرعان ما تحولت لقبلة قوية تتناسب مع شخصيته المخيفة انتقل لعنقها يلثمها ببطئ مدروس فشهقت وهي تكاد تفقد حصونها :
- رر...رعد ااا...
لم تكمل لأنه رفعها بين يديه و وضعها على الفراش اعتلاها لتغطي بنيته الضخمة جسدها الصغير حاولت التحرك لكنه همس بتحذير :
- هشش انتي اللي جبتيه لنفسك ف اوعى تتحركي.
كادت تتكلم لكنه لم يمهلها الفرصة لذلك بل مد يده ينزع ملابسها بخفة غير متجاهل لأنفاسها المتسارعة ووجهها المتلون بالاحمر القاني اغمضت عيناها باستسلام ليكمل فعل ما تمناه من وقت طويل...
ليسود في الغرفة سكون الا من صوت انفاسهم المشتاقة و يصك ملكيته على جسدها ليثبت لها بأنها ملكه...ملكه للابد !!
_________________
استفاقت من نومها على صوت خطوات في الاسفل نهضت بصعوبة وهي لا تشعر بوجهها المتورم فتحت الباب و هي تشعر ببعض الرعب ، مشت بضع خطوات لتقف اعلى الدرج بصدمة عندما رأت اياد يصعد و برفقته فتاة و يبدوا عليه الثمل وضعت يدها على فمها بدهشة فنظر لها و قال بخبث :
- مراتي العزيزة ازيك.
تجاهلت سخريته و رددت بانفعال :
- مين ديه.
ارتفع صوت ضحكاته و قبل تلك الفتاة ببطئ ليشعل بداخل الاخرى نيران الغيرة.
لين بغضب :
- ايااااد !!
جذبها من خصلات شعرها وتحدث بهمس :
- ششش صوتك ميعلاش عليا....اه معلش نسيت اعرفك ديه تبقى نوجا حبيبتي و من النهارده هتكوني خدامتها....
لم أرى حقيرا من قبل مثل ما رأيت الحب
اعظمه فيذلني....أكرمه فيهينني...
اطلب راحته فيتعبني.....اكبره فيستحقرني....
اهتم به فيتجاهلني...اداريه فيستخف بمشاعري...
ارسم احلامه فيغتال أحلامي....ألملم شتاته فيحطمني ويشتتني .
أحييه الف مرة فيحييني مرة ..
والف مرة يقتلني....ومع هذا فانا لا استطيع العيش بدونه....
فتحت فمها بصدمة ثم ابعدت يده عن خصلات شعرها و صرخت بغضب :
- انت اتجننت صح و نسيت اني مراتك عشان تجيب واحدة وسخة و تقولي هتبقي خدامتها انسى يا اياد انا لو سكت على ضربك ليا فمش هسكت على اهانتك لكرامتي !!
ابتسم باستهزاء و سحب الفتاة لأحضانه تجاوز لين و قبل ان يكمل سيره تمتم بحدة :
- انا جوعان انزلي جهزي الاكل و مش عايز تأخير.
جزت على اسنانها بحنق و اردفت :
- انا مش اااا....
قاطعها عندما وضع اصبعه على فمها و همس :
- هششش مش عايز صداع يلا اسمعي الكلام و خلي ليلتك تعدي.
نوجا بدلع :
- يلا يا بيبي نطلع انت واحشني اوي.
اجابها بابتسامة ليغيظ الاخرى :
- عينيا يا مزة.
صعد معها تاركا لين تكاد تنفجر من شدة الغيرة زفرت بحنق و حدثت نفسها :
- ماشي يا اياد يا ابن ام اياد اما وريتك ، نزلت للمطبخ و حضرت الطعام و بعد انتهائها صعدت للغرفة فتحت الباب على مصراعيه و تفاجأت عندما وجدت اياد يجلس على السرير و الفتاة المدعوة ب - نوجا - تحاول اغرائه بتصرفاتها المقززة اشتعلت من العصبية و صاحت :
- ايااااد !!
انتفض و نظر لها وهو غير واعي تماما عبث في شعره و غمغم بثمل :
- في ايه انتي بتزعقي ليه و ازاي تدخلي من غير ما تخبطي كده.
نوجا بضيق :
- حبيبي ليه مقولتليش انك عايش مع ست زي ديه.
طالعتها لين بحدة :
- انتي تخرسي خالص !!
قلبت عيناها بتملل :
- انتي بيئة اوي.
انتصب اياد واقفا و دنى منها بخطوات بطيئة اثارت الرعب بداخلها وقف امامها و غمغم بصوت قاتم :
- انتي عايزة ايه دلوقتي... مش هتسيبيني اشوف مزاجي ولا شكل ضربي وحشك.
لم ترد بل وضعت يدها على رأسها بعدما شعرت بدوار يلفحه لم يلاحظها اياد فصرخ :
- يلااا غووري من هنا !!
انتفضت بشهقة تزامنت مع ترنحها لتسقط لكنه امسكها بيديه و هتف بلهفة :
- لــيــن !! لين اصحي مالك.
اغمضت عيناها كليا فرفعها ووضعها على الفراش صائحا في الفتاة بغضب :
- انتي هتفضلي واقفة كده جيبي ماية.
و بالفعل احضرت له كأسا من الماء رش بعض القطرات على وجهها فعقدت حاجباها و هي تصدر انينا ضعيفا.
تنهد بارتياح و اشار لنوجا بالانصراف فغادرت سريعا ، فتحت لين عيناها بتعب و همست :
- اااه دماغي.
اياد بجدية متمتما :
- انتي بقالك كام مكلتيش يا هانم.
اخفضت عيناها متجاهلة سؤاله فوضع يده على فكها و اردف بحزم :
- مش قولتلك حطي المرهم على جروحك عشان العلامات ديه تختفي.
ابعدت لين يدها عنه و قالت بتهكم :
- اه و ترجع تتسبب فعلامات تانية صح.
زفر بضيق منها و نهض غادر الغرفة و بعد دقائق وجدته يدخل و في يده صينية الطعام الذي حضرته ، جلس مقابلها و قرب الشوكة من فمها لكنها اشاحت رأسها قائلة بنفور :
- مش عايزة اكل.
اياد بحدة :
- مش بمزاجك على فكرة مش هستنى سعاتك يغمى عليكي من الجوع تاني عشان تتطفحي.
مطت شفتيها بامتعاض و فتحت فمها ابتسم بانتصار و اطعمها بيديه بهدوء حتى انهته....استلقت على الفراش ة اغمضت عيناها بتعب ابتسم و كاد يقترب منها ليقبلها لكنه افاق في اخر لحظة و ابتعد استلقى هو ايضا و غط في نوم عميق بسبب تأثير الخمر عليه.....
_________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظت سيليا وهي تشعر بألم في جسدها فتحت عيناها ووجدت نفسها مستلقية في حضن الرعد تضع رأسها على صدره العاري و يده تلتف حول خصرها بتملك....ابتسمت بخجل و هي تتذكر ماحدث ليلة البارحة لقد اصبحت زوجته فعليا و عكس ما توقعته فقد كان لطيفا و صبورا معها لاقصى الحدود عاملها بحنان لم تره في شخصيته من قبل و كلما شعر بخوفها يحتضنها و يسمعها كلمات تخجلها اكثر....
تنهدت بعمق متأملة لملامحه الهادئة وهو نائم لم تتوقع ابدا ان يحدث ما حدث و تعيش هذه اللحظات المميزة معه.... افاقت من شرودها على صوته الرجولي :
- هتفضلي متنحة فيا كده كتير.
شهقت باحراج و رفعت الغطاء على وجهها ضحك عليها و نزعه قائلا بخبث ووقاحة :
- بتخبي عليا ايه يا مدام ما انا شوفت كل حاجة المبارح.
سيليا بغضب و خجل وهي تضرب صدره الصخري :
- رررعد بطل قلة ادب متكسفنيش كده.
قهقه بصوته الرجولي و طبع قبلة على شعرها جذبها له و همس :
- ليلة المبارح كانت احلى ليلة بالنسبالي فرحت اوي و انا شايفك فحضني و بمزاجك.
اتسعت ابتسامتها و لم تتكلم من شدة الخجل فتابع بنبرة جادة :
- انا عارف ان عندك اسئلة كتير و عايزة اجاوبك عليها بس متحاوليش تضغطي عليا وقت ما الاقي نفسي جاهز هفهمك ماشي.
سيليا بخفوت :
- و انا مش هدخل فخصوصياتك تاني....ثم تابعت بمزاح :
- احسن ترجع تحطني ف الاوضة اياها و اتجمد.
اجابها رعد باستفزاز :
- المرا ديه هحطك فاوضة فيها نار.
شهقت و نهضت جالسة تنظر اليه بذعر :
- اااا...انت بب..بتهزر صح.
ابتسم بلؤم فوكزته في ذراعه المتكدس بالعضلات و هتفت بتذمر طفولي :
- اخس عليك خضيتني.
ضحك بخبث و جذبها لتقع عليه مرر اصابعه على ظهرها العاري و همس برغبة :
- سيبينا من الموضوع ده وتعالي اقولك كلمة سر.
سيليا بضحكة خجل :
- هههه رعد لأ...رررعد !!
و لكن لم يترك الفرصة لاعتراضها فسرعان ما قبلها بلهفة ليأخذها لعالمه الخاص...
بعد وقت ليس بالقصير.
نهض و دلف للحمام استحم و ارتدى ملابسه وخرج وجدها نائمة فطبع قبلة على وجنتها و نزل للاسفل.
وجد زهرة التي اقتربت منه و انحنت له باحترام :
- صباح الخير سيدنا...الفطار جاهز هطلع افوق الهانم بعد اذنك.
غمغم رعد بصلابة وهو يجلس على السفرة :
- لا متفوقيهاش سيبيها نايمة.
هزت رأسها باستغراب ثم ابتسمت فجأة وحدثت نفسها :
- معقول يكون اللي فبالي ، يارب يكون كده فعلا و علاقتهم تتحسن.
وضعت الفطور و بعدما انتهى رعد غادر القصر في حين صعدت زهرة للجناح و طرقت الباب.
سمعت صوت سيليا يأذن لها بالدخول فدلفت متمتمة بابتسامة :
- صباح النور.
بادلتها سيليا وهي تتمطع بيديها :
- صباح كل حاجة حلوة مالك بتبتسمي و مبسوطة كده ليه.
اجابتها زهرة بمشاكسة :
- المفروض انا اللي اسأل حضرتك مبسوطة ليه كأنها صباحيتك.
توردت وجنتاها و اخفضت رأسها فجلست زهرة بجانبها و قالت بسعادة :
- يبقى بجد انتي و الشبح اااا...
قاطعتها سيليا وهي تقف :
- و انتي مالك الله بطلي قلة ادب ثم احنا متجوزين يعني طبيعي.
غمزت لها زهرة بمشاكسة :
- بس ازاي حصل و انتي وافقتي طب...
قاطعتها سيليا هذه المرة بنظر ثاقبة و اردفت :
- زهرررة اطلعي برا الاوضة و الا.
ضحكت زهرة بعلو صوتها و قالت وهي تغادر :
- اهو سكتنا خلاص ابقي جهزي نفسك و انزلي عشان تاكلي.
ضحكت سيليا هاتفة بتعجب :
- مجنونة....ضيقت عيناها و حدثت نفسها :
- يا ترى رعد هيزهق مني و يدور على بنت تانية زي ما قالتلي نورهان بس انا بحبه و كده هتجرح جدا...لالا حتى لو رعد مش بيحبني بس كفاية انه قرر يحكيلي عن حياته و اسراره و ده لوحده انجاز عظيم صدقني يا رعد انا هساعدك تتخطى حزنك و ذكرياتك قد ما كانت وحشة هخليك تنساها.
_________________
في فيلا جاسر الجندي.
كانت سارة تجلس في الحديقة عندما رأت سيارة جاسر تدخل من البوابة الكبرى نهضت واقفة و قالت بتعجب :
- ايه ده انا فكرت انه رجع بالليل بس شكله نام ف المقبرة اصلا.
تقدمت منه و قالت :
- صباح الخير جاسر باشا.
اومأ برأسه و تجاوزها فضيقت عيناها بغيظ منه :
- ع الاقل يقول صباح النور ايه قلة الزوق ديه اوووف.
- سااااارة !!
كان هذا صوت جاسر استدارت له و لحقته لغرفة مكتبه ، جلس على كرسيه و تحدث بجدية :
- انتي بقالك فترة كويسة بتتدربي و تقريبا اتعلمتي كل حاجة و دلوقتي جا الوقت المناسب عشان تشوفي شغلك.
هزت رأسها بانتباه فتابع :
- جلال السيوفي ده من الد اعدائي و اهي المعلومات اللي تخصه انتي مهمتك دلوقتي تروحي تشتغلي معاه و تخليه يثق فيكي و تجيبيلي اخباره.
سارة باستفهام :
- قصدك اكون جاسوسة يعني.
جاسر بابتسامة نصر :
- تمااماا جاسوسة و اهم حاجة محدش يعرفك لانك ساعتها هتموتي ده اولا.....و ثانيا هضبط الاوضاع عشان تروحي تشتغلي عنده و اوعى يا سارة تهلي حد يشك فيكي ولو حصل كده بتتصلي بالارقام اللي عندك ع الفون و رجالتي هتجي تنقذك ، ها مستعدة.
اومأت برأسها في ثقة تامة :
- ايوة مستعدة يا باشا اطمن و متشيلش هم خالص.
جاسر :- و ده اللي انا عايزه الثقة ف النفس و الشغل الممتاز اتفضلي دلوقتي.
كانت ستستدير لكنها لمحت برواز صورة تحمل نفس الفتاة التي رأتها من قبل و من المؤكد انها زوجته - ورد - مطت شفتها بخفة وهي تفكر كيف لمتعجرف كهذا ان يحب فتاة لتلك الدرجة الكبيرة و يبقى متعلقا بذكرياتها بعد وفاتها بسنين كيف لشخص ان يعشق احدا بهذه الطريقة.
خرجت من غرفة مكتبه و دلفت لغرفتها جلست تتذكر ما حدث معها منذ سنة عندما احبت احدهم بجنون لتدرك انه لم يكن سوى شخص تافه اراد ان يتسلى و يستغل حبها ليحصل عليها....و منذ ان ادركت حقيقته كرهت صنف ادم و تغيرت شخصيتها الانثوية الرقيقة لشخصية صبيانية لا تمس الانوثة بصلة.
مسحت على شعرها و تمتمت :
- ده كله من الماضي يا سارة انتي دلوقتي اتغيرتي و بقيتي قوية محدش يقدر يجي جنبك و لا يقدر يأذيكي.
ثم ابتسمت بحزن مستطردة :
- ياريت لو كان عندي حد يحبني زي حب جاسر لمراته وقتها مكنتش هضطر اغير شخصيتي عشان محدش يحس بزعلي و ضعفي.
_________________
بعد مرور يومان.
في المساء
تجلس سيليا في غرفتها تنتظر قدوم رعد لم تمر دقائق حتى فتح الباب و دلف ابتسمت بسعادة و نهضت لتحتضنه.
بادلها الابتسامة و قبل جبينها قائلا :
- وحشتيني.
ابتسمت بسعادة من كلامه و تغيره الكلي في غضون يومان رفعت رأسها اليه و همست :
- و انت كمان وحشتني اووي.
تنهد و امسك يدها اجلسها على السرير و لصدمتها استلقى ووضع رأسه على قدميها و اغمض عيناه ببطئ ، ادخلت سيليا يدها في خصلات شعره و تمتمت :
- في ايه مالك.
رعد وهو مغمض عيناه :
- سيليا انا اسف.
- ها ؟؟!
هتفت بها في غباء و اندهاش فتابع بنبرة اقرب للهمس :
- اسف ع اللي عملته فيكي مكنتش عايز ابقى متوحش عليكي بس لما شوفتيني وانا بضرب نفسي حسيت بالضعف و العجز....سيليا انا بابا و مراته كان بيضربوني كل يوم لما كنت صغير كان ابويا بيضربني بالسوط و يحبسني ف اوضة مظلمة وساقعة و يحرمني من الاكل لأسابيع اتخيلي طفل 10 سنين بيتعذب و ده كله عشان ابوه بيحب مراته و بيسمع كلامها.
1
وضعت يدها على فمها بذهول لم تتوقع ان يكون قد عانى بهذا الشكل من قبل هذا ما يفسر وحشيته في التعامل و عصبيته.
اردف رعد وقد اختنق صوته :
- كل ليلة بحلم بيه وهو بيضربني بنده على ماما الميتة تجي تساعدني بس مبتجيش ليا.
نزلت دموعها بألم و تمتمت بصوت مبحوح :
- انا اسفة مكنتش عايزة افكرك.
رعد بمرارة :
- انا مش عايز انسى اصلا عشان كده بضرب نفسي كل يوم عشان العلامات ديه متروحش و منساش الوحشية و الظلم اللي عشته.
مسحت دموعها و قالت باستغراب و تردد :
- بس...انت ليه...ليه مش عايز تنسى رغم ان الذكريات ديه بتوجع.
فتح عيناه و نهض جالسا نظر لها قليلا ثم تمتم :
- عشان........
_________________
كانت لين تأخذ حماما طويلا و عندما انتهت لفت المنشفة على جسدها و خرجت جلست امام التسريحة تمشط شعرها بشرود لم ترى اياد منذ اخر موقف بينهما عندما احضر تلك الفتاة للمنزل و اخبرها بأنها حبيبته رغم معاملته القاسية لها لكنها اشتاقت له اشتاقت لابتسامته التي اختفت بسببها و كلمات الغزل التي يتقنها اشتاقت لحضنه النقي الدافئ و الى مزاحه معها و ؤغم ما حدث لكنها متأكدة من انه لا زال يحبها حتى مع جفائه.
نهضت و ارتدت منامة خفيفة تيشرت ثلث كم و برمودا تصل لركبتيها اسدلت شعرها و اتجهت للسرير لتنام لكنها سمعت صوت الباب يفتح و بعد ثواني احتضنها جسد قوي من الخلف.
انتفضت و ابتسمت باشتياق :
- وحشتني.
- و انتي كمان وحشتيني اوي.
كان هذا صوتا تعرفه جيدا استدارت بسرعة و صاحت عندما وجدت جلال يقف امامها !!
جلال بمكر وهو يجذبها اليه :
- لينو حبيبتي ازيك.
لين بدهشة وهي تبتعد للخلف :
- انت....انت ازاي...ازاي دخلت.
ضحك بسخرية و قال :
- من الباب طبعا...بس تعالي هنا ايه الجمال ده.
قالها وهو يتقدم نحوها فرفعت اصبعها في وجهه بحدة :
- جلال اطلع احسن والا هتندم انا معدتش حبيبتك عشان تجي ليا وقت ماتعوز.
وضع يده في جيب بنطاله باستفزاز :
- اممم شكل اياد باشا مضبطك و عمل اللي انا معملتوش معاكي صح.
لين بسخرية :
- ملكش دعوة بيا و بجوزي و دلوقتي اطلع قبل ما ااا....
لم تكمل كلامها لأنه دفعها على السرير و انحنى عليها ليقبلها و قبل ان تدفعه كان اياد يدخل للغرفة.....ليخيل له انه يعتليها و يقبلها و بإرادتها ايضا !!
بيني وبين الهوى والقلبٌ محكمةٌ
اليوم موعدها والحكم بعد غدٍ
وتُهمتي فى الهوى بالشوق محكمةٌ
بها اعترفت بدمعي قبل خط يدي
يا قاضي الحب لي في البعد مظلمةٌ
فاحكم بوصلٍ يرد الروح في جسدي
فالروح هائمةٌ والعين حائمةٌ
والنار دائمةٌ والجمر في كبدي
والليل طال وشمس العدل مظلمةٌ
وصرت وحدي غريبة الاهل والبلدٍ
خصمي حبيبي وكل الناس لائمةٌ
ان كنت خصمي.. فمن يا منيتي سندي؟
للحظة اعتقد ان ما يراه وهم...انه ليس سوى خدعة رسمها له سواد قلبه....!! لكن الواقع ابشع بكثير مما يتخيله ف لك ان تتخيل شعوره الان...
شعور من يرى زوجته بين ذراعي شخص غيره وعلى سريره ايضا !!
صرخ بقوة هزت جدران الفيلا بأكملها :
- جـــلاااااال !!
انتفضت لين و ابعدته عنها نظرت له و كل عضلة في جسدها ترتجف حاولت الكلام لكنها لم تستطع فلسانها انعقد و يصعب تحريره في هذه اللحظة !! بينما نهض جلال وهو يبتسم بخبث ليقول وهو يعدل ملابسه :
- حبيبتي انتي ليه مقولتليش ان جوزك جاي النهارده.
2
نظرت له بصدمة و هزت رأسها نفيا :
- ل...لا اانت...انت كداب مم..محصلش.
حدجها بنظرات ماكرة متمتما :
- الله مش انتي اللي قولتي ان جوزك بقاله يومين مرجعش البيت و طلبتي مني اجيبك عشان وحشتك...مفيش داعي تخافي و تكدبي كده كده هيعرف الحقيقة وااا...
لم يكمل لانه تلقى لكمة عنيفة من قبضة اياد لم يكد يرفع وجهه حتى تلقى لكمة ثانية و تلتها عدة ركلات و صفعات وهو يصيح بانفعال :
- يا ***** ازاااي تسترجي تجي على بيتي و لمراتي يا ***** 
بادله جلال الضرب وهو يقول بقوة :
- ههههه انت متعصب كده ليه ماهو لو كنت راجل مكنتش مراتك جابت راجل تاني على بيتك.
اياد بغضب :
- اخررررس يا ***** !! انهى كلامه وهو يسحبه خارجا دفعه من اعلى السلم و انقض عليه بالضرب العنيف و جلال يبتسم باستفزاز اخرج سلاحه و كاد يطلق النار عليه لكنه لمح لين تقف في الطابق العلوي و تنظر لهما بفزع.
جز على اسنانه و نادى على الحراس ليركضوا له بسرعة.
اياد بثبات وهو يرمقهم بنظرات صلبة :
- ارمو الكلب ده برا و حسابكم معايا بعدين عشان الحراسة اللي بترفع الراس ديه.
احد الحراس بارتباك :
- يا باشا احنا مش عارفين دخل ازاي ووو...
قاطعه بصراخ حاد :
- مبتسمعوش بقولكو ارموووه برااا !!
كان جلال واقعا على الارض يمسح الدماء على فمه بعبوس لكن بالرغم من ذلك سعيد لأنه استطاع بناء شرخ كبير بينهما و الانتقام منها على خداعها له في موضوع الاوراق.
اخرجهم الحراس فاستدار اياد لها وعيناه تشعان شررا صعد في السلالم ركضا فانتفضت و ركضت لداخل الغرفة ، دلف خلفها واقترب منها بينما هي تتراجع للخلف و تهمس بتلعثم :
- اا...اياد...اياد اسمعني.
كان صوتها الان جعل البراكين بداخله تنفجر فرفع يده عاليا و قبل ان تنزل على وجهها صرخت بقوة و سفكت الارض تتشدق ببكاء هستيري :
- والله معملتش حاجة و مكلمتوش اصلا انا...انا كنت فاكراه انت ولما شوفته اتصدمت ومعرفتش ابعده عني متضربنيش و النبي انا مليش ذنب.
طالعها بذهول و عدم تصديق لاول مرة يدرك كم ان شخصيته تغيرت للاسوء و حبيبته اصبحت تخشاه و ترتجف عندما تراه ادرك كم اصبح متوحشا في نظرها يضربها متى سنحت له الفرصة...
انخفض لمستواها و مد يده لها لكنها تراجعت و زادت في بكائها الحاد فأمسك كتفيها و غمغم بهدوء مشجع :
- لين اهدي مش هضربك انا مصدقك و عارف ان ملكيش دعوة باللي حصل اهدي ارجوكي. 
و بالفعل توقفت عن البكاء لكنها تابعت اصدار شهقااها و انتفاضاتها الخفيفة فبدون ان يشعر وجد نفسه يلف يده حول خصرها ويضمها اليه بقوة واضعا رأسها على صدره و يده الاخرى تعبث في خصلات شعرها بحنان.... طبع قبلة رقيقة على راسها و همس :
- ششش اهدي.
اين بصوت مبحوح :
- اا...انا خ..خايفة.
شدد على احتضانها وتابع بدون وعي :
- حبيبتي متخافيش بطلي عياط.
2
استكانت بين ذراعيه فأبعدها عنه و رفع رأسها تملس وجنتها برقة و عيناه تلمعان بالرغبة اقترب منها و ضم شفتيها بشغف شديد وهي تصدر انينا ضعيفا نابعا عن استغرابها لما يحدث فهي توقعت ان ينقض عليها بالضرب ككل مرة لكنه خالف توقعاتها تماما...
و في ثواني كان يرفع جسدها بين يديه وضعها على السرير و مال عليها ينزع ملابسها بلهفة فأغمضت عيناها بخجل و همست برقة :
- ايااد.
غمغم بثبات وهو ينزع قميصه ايضا :
- ششش ممنوع الكلام دلوقتي.
ابتسمت و ارخت جسدها و قلبها باستسلام له....
______________________
اعادت سؤالها في حيرة :
- قولي يا رعد مدام الذكريات ديه وحشة للدرجة ديه ف مش عايز تنساها ليه ، ليه بتضرب نفسك بوحشية كده و جسمك كله عليه علامات صعب تروح.
ابتسم بتهكم غير آبه لعيناه اللتان لمعتا بشيء من الحزن و الانكسار :
- اهو انتي بتقولي بنفسك علامات صعب تروح....مش عايز انسى عشان نار الانتقام من اللي اذوني متطفاش.
عقدت حاجباها بتعجب فهي على حد علمها ان والداه متوفيان فممن يريد الانتقام ، حمحمت وكادت تتكلم لكنه وضع يدها على فمها هامسا بصوت اجش :
- سيليا انسي اللي قولتهولك مش عايز افتكر حاجة حاليا.
اومأت رأسها باضغان و اقتربت منه دفنت رأسها في عنقه بعمق و تمتمت :
- اتأكد اني معاك على طول ومش هسيبك.
ابتسم و امال جسدها للخلف استلقى عليها و نظراته تلمع لمعانا تعرفه جيدا اغمضت عيناها و ابتسمت باستسلام له...
بعد مدة كان مستلقيا على السرير و هي تضع رأسها على صدره العاري و تعبث بيدها فيه. 
سيليا بخفوت :
- رعد.
اجابها وهو مغمض عيناه بنعاس :
- امممم.
رفعت نظرها له و اردفت بنبرة طفولية :
- هو ممكن بكره اروح ل لين بقالي زمان مشوفتهاش.
فتح عيناه و غمغم بجدية :
- لا هي لسه متجوزة جديد بلاش تروحيلها.
انتفضت جالسة بسرعة قائلة بذهول و غباء :
- تقصد ميين ب متجوزة جديد ديه ؟؟
رعد بغموض :
- اناي مش عارفة انهم اتجوزو من اسبوع ولا ايه.
زاد ذهولها وهي تفكر كيف تقبل الزواج منه و هي تخدعه هل كشفها يا ترى و تزوجها هكذا ومن دون مقدمات.
عقدت حاجباها و قالت بعدم فهم مزيف :
- بس لين اتجوزت امتى و انا مسمعتش ليه.
رعد بدون اهتمام :- كل خاجة جت فجأة كده ، ثم تابع بذكاء :
- مالك مصدومة كده ليه ؟؟
هزت رأسها و استلقت عليه مجددا تفكر و تخشى ان يكون رعد يخاول استدراجها ليعرف ان كانت تعلم بسر لين و المدعو بجلال ام لا....
______________________
تململت و وضعت يدها على صدره نظر لها و همس :
- لين.
تأفأفت بضيق و فتحت عيناها بتعب نظرت له فتابع بابتسامة :
- خلاص نامي مش هتكلم.
لين بكسل :
- لا مش عايزة انام قولي انت عايز ايه.
نفى برأسه و رفع الغطاء على جسديهما العاريين قائلا بجدية :
- خلاص انسي.
تمتمت لين باحراج :
- انت عايز تتكلم على جلال ااا...
قاطعها بحدة مميتة :
- متجيبيش سيرته تاني سامعة !!
انتفضت من نبرته و اجابت سريعا بخوف :
- ح...حاضر اسفة اسفة.
تنهد بضيق و اغمض عيناه لينام مر وقت قصير و اعتقدت لين انه نائم فمررت يدها على وجهه و همست بحانب اذنه :
- بحبك !!
_____________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظ رعد من نومه نظر بجانبه لم يجد سيليا سمع صوت المياه فأدرك انها في الحمام نهض و اتجه لحمام الغرفة الاخرى استحم و ارتدى ملابسه قميص كحلي و بنطال جينز اسود صفف شعره البني الفاتح و نزل للاسف بسرعة...
كانت سيليا قد خرجت من الحمام لفت انظارها في الغرفة و عرفت انه خرج فركضت للخارج و اطلت من شرفة الطابق العلوي و نادته بصوت عالي :
- رعـــــد استنى !!
استدار لها و ابتسم فتحركت و و ركضت على السلم... فجأة و بدون سابق انذار التوت قدمها و سقطت من اعلى الدرج تحت نظرات رعد وهو يصرخ باسمها :
- ســــــيليـــا !!
انتفض جالسا وهو يتنفس بسرعة كبيرة التف برأسه ليرى سيليا نائمة بجواره فأخذ نفسا عميقا و زفره بارتياح فلقد كان هذا مجرد حلم ، عادت ذاكرته للخلف قبل سنين طويلة عندما كان جالسا في اعلى السلم يلعب بهدوء حتى جاءت له زوجة ابيه و معها طفلها و بدأت تصرخ عليه.....
احسان بغضب وهي تمسكه من اذنه :
- انت يا حيوان ازاي تضرب ابني ولا القطة المغمضة فتحت و مبقتش تخاف.
رعد بألم :
- ااي والله يا طنط انا مجيتش ناحيته خالص.
هنا نطق جلال بكذب :
- كداب يا مامي رعد خد مني العابي و ضربني.
صفعت احسان رعد بقوة و صاحت :
- اذا كانت مامتك مربتكش كويس ف انا اللي هربيك يا قليل الادب.
دفعته من اعلى الدرج فاستطاع بصعوبة التمسك لكي لا يتدحرج للاسفل لكنه كان قد اصاب و اصبخت مقدمة جبينه تنزف !!
رمقته احسان بشماتة و حملت الالعاب اعطتها لجلال و ذهبت تاركة رعد يبكي بألم وهو يشعر بدوار شديد يلفح رأسه................
افاق من شروده على صوت سيليا وهي تضع يده على كتفه و تتمتم باستغراب :
- رعد انت بتفكر ف ايه ؟
ابعد يداها و غمغم بصلابة :
- مش بفكر فحاجة.... عايزة ايه.
اجابته بتذمر طفولي :
- مفيش بس قولتلك صباح الخير وانت مردتش عليا.
لم يستطع كتم ابتسامته فقال وهو يداعب ارنبة انفها :
- صباح النور و كل حاجة حلوة.
ابتسمت برضا و نهضت واقفة ارتدت الروب و قالت برجاء :
- رعد انا عايزة اروح ل لين ارجوك.
مسح على شعره ثم نظر لها بدقة اخافتها و قال :
- ماشي هخلي السواق يوديكي.
- و ليه مش انت توديني.
قالتها وهي تراه ينهض و يتجه للحمام فأجابها بهدوء :
- عندي شغل ومش فاضي.
هزت كتفيها بحيرة وحدثت نفسها :
- هو اللي بيتصرف بطريقة غريبة كل ما اجيبله سيرة لين و ليلة المبارح كمان بصلي بصة مش كويسة لما قالي لين اتجوزت....يكونش عارف حقيقة لين و جلال و عارف اني عارفة...لالا طبعا ده كان قتلني لو عرف عمتا انا هشوف لين و افهم منها ازاي اتجوزت من غير ما تقولي.
اخذت هاتفها و طلبت رقم اين و تفاجأت عندما اجابتها موظفة الاتصالات بأن الرقم الذي تطلبه خاطئ !! القت الهاتف على سريرها و ارتدت ملابسها فستان زهري طويل نص كم به ورود بيضاء و صندل خفيف باللون الابيض صففت شعرها و رتبت الفراش في نفس الوقت الذي خرج فيه رعد من الحمام و هو يلف منشفة حول خصره و قطرات المياه تنزل على كتفه و صدره العاري.
+
حمحمت بخجل و اشاحت وجهها ابتسم رعد لأنه ادرك خجلها من تورد وجنتيها فبدأ بارتداء ملابسه وهو يحدجها بنظرات عابثة ، ارتدى ملابسه عبارة عن قميص كحلي و بنطال كحلي صفف شعره و نظر لسيليا التي قالت له بحماس :
- اهو خلصت اقدر اروح.
رعد بنبرة عادية :
- افطري الاول و بعدين روحي...استني كده.
هتف بها في حدة وهو يقترب منها عقدت حاجباها بتعجب بينما سحب وشاحا زهري من الدولاب و لفه على شعرها الذهبي بطريقة عشوائية لكن جميلة تظهر بعض خصلاتها التي سقطت على جبينها ووجنتها و الذي انسدل على ظهرها ايضا.
سيليا باستغراب :
- ايه ده يا رعد.
رعد بجمود وهو يمسح على فكها برقة :
- مرات رعد السيوفي مش اي حد يقدر يبصلها ويشوف شعرها.
6
ابتسمت بخفة فقبل وجنتها و غادر بعدما امر السائق بإيصال زوجته لعنوان منزل اياد اما سيليا فنزلت للاسفل تتناول فطورها ثم ركبت السيارة و ذهبت....
_________________
في فيلا اياد المنشاوي 
استيقظ اياد و نهض استحم و ارتدى ملابسه و نزل للاسفل وجد لين تحضر الفطور و عندما رأته ابتسمت برقة :
- صباح الخير.
هز رأسه ولم يعلق فتابعت :
- الفطار جاهز اقعد عشان تاكل.
تنهد اياد و جلس بجانبها نظر لها بطرف عينه و تذكر كلمتها التي سمعها ليلة البارحة " بحــبك " لا يستوعب لحد الان ما قالته هل كانت تقصد ذلك ام انها لعبة جديدة من الاعيبها ؟ هي تحب ذلك الحقير فكيف تغيرت مشاعرها نحوه في مدة اسبوعين و كيف تحبه وهو من تحول لوحش يضربها ليل نهار ولا يشفق عليها ابدا.... هل تخطط لكسب ثقته مجددا ثم خداعه ككل مرة !!
افاق من تفكيره على يدها التي وضعت على كتفه لتقول باستغراب :
- اياد انت سامعني ؟
نفض يده عنها و تمتم بهدوء :
- اه سامعك ، انا رايح دلوقتي.
هزت رأسها فوقف و قبل ان يغادر التفت لها واردف :
- اه نسيت رعد اتصل عليا و قالي ان مراته هتجيلك النهارده.
لمعت عينا لين و قالت بسعادة :
- بجد سيليا هتيجي ؟! يس يس.
كتم ابتسامته وهو يطالعها كيف تقفز بحماس ثم ذهب ، اخذت لين هاتفها و طلبت رقم سارة فوجدته مغلقا مطت شفتها بامتعاض و همست :
- البت ديه قافلة تلفونها ليه.
_________________
في نفس الوقت.
خرجت سارة من السيارة و تطلعت للفيلا ثم نظرت بجوارها وقالت بتساؤل :
- هي ديه الفيلا بتاعت اللي اسمه جلال ده.
عصام وهو احد رجال جلال يعمل جاسوس لدى جاسر :
- ايوة هي ديه...بصي احنا دلوقتي دخلنا ف الجد يعني لازم تاخدي بالك كويس جلال مش هين خالص و مش بعيد يحاول يتقرب منك و يأذيكي.
اجابته سارة بثقة تامة :
- متقلقش مش سارة اللي تخاف و تخلي حد يفكر يأذيها.
اشار لها عصام بالسير امامه دلفا للفيلا ومنها لمكتب جلال و تمتم بخضوع :
- جلال باشا.
استدار جلال بالكرسي و نظر له ثم حول انظاره للفتاة التي تقف امامه و غمغم :
- مين ديه.
رد عليه عصام بعملية :
- حضرتك قولتلي انك عايز بنت تكون ايدك اليمين و تتابع شغلك و انا جبتهالك ، سارة وهي اهل للثقة تقدر تعتمد عليها يا باشا.
جلال بابتسامة مكر :
- اهااا اسمك سارة.
سارة وقد تضايقت من نظراته :
- ايوة يا فندم.
هز رأسه ثم تحدث موجها كلامه لعصام :
- خدها و فهمها طبيعة الشغل ومن بكرة تبدأ.
و بالفعل اخذها عصام زفرت سارة و تمتمت بضيق :
- الظريف ده ليه كان بيبصلي كده. 
عصام بتوتر و هو يلتف يمينا و شمالا :
- حاسبي احسن حد يسمع كلامك و تروحي فداهية الباشا جلال بيبص للبنات كلها كده مش انتي بس.
سارة بغضب :
- ده انا اقلع عيونه من مكانها لو فكر اني ااا...
قطعت كلامها عندما رأت جلال يخرج من مكتبه و يتجه لهما ، وقف و قال بجدية :
- خير واقفين هنا ليه.
سارة بابتسامة مزيفة :
- لا خالص كان بيفرجني على الفيلا.
جلال :- اممم و عجبتك.
احابته بحدة غير مقصودة :
- اه عاجباني ليه في مشكلة.
رفع احدى حاجبيه ليحدث نفسه :
- ديه بقى فاكرة انها بتقدر تلعب عليا و اقع فشباك شرفها تبقي غلطانة يا س ا ر ة.
ذهب من امامها فزغر عصام الهواء بارتياح وهمس :
- يخربيتك انتي ازاي تكلميه كده ده هو ممكن يقتلك فثواني.
سارة ببرود و عدم اكتراث :
- مش بخاف على فكرة.
قلب عينه بيأس و تابع :
- طب يلا افهمك مبادئ الشغل و ياريت تحاولي تتحكمي فلسانك شويا مش عايزين مشاكل.
- ربنا يسهل.
قالتها وهي تعدل سترتها الجلدية و تنقل عيناها في ارجاء المكان....
_________________
- ايييه اللي بتقوليه ده !!
صاحت بهخسيليا وهي تجحظ عيناها من الدهشة و الصدمة و تابعت :
- اياد عرف و اتجوزك غصب يالهووي.
تنهدت لين بأسى ة قالت :
- اه والله حصل كده اتخيلي باليوم اللي كنت هعترف فيه ل اياد بالحقيقة هو عرف قبل ما اقوله . اتقلب 360 درجة مبقاش نفسه اياد الحنين اللي يضحك و يهنر معايا بالعكس حبسني اسبوعين و ف المدة ديه كان كل يوم يضربني بوحشية اكتر من اللي قبله حتى يغمى عليا.. و اخر حاجة اتجوزني ووو...
2
لم تكمل كلامها فقالت سيليا بتوجس :
- اوعى يكون اعتدى عليكي ؟!
نفت برأسها و اردفت بخجل وحزن :
- لا انا كنت مستسلمة ليه بس اتصدم لما لقاني لسه بنت.
- و قال ايه ؟؟
لين بضحكة مرارة :
- قالي ازاي انتي لسه بنت هو معتبرني رخيصة لدرجة اني اسلم جسمي ل اللي رايح واللي جاي و من يومها بقى يعاملني اوحش من الاول بكتير ، نزلت دموعها و تابعت :
- بس انا بحبه وهو بقى يكرهني.
سيليا بحنان و حزن على صديقتها :
- الحب عمره ما يتحول لكره و اكيد اياد بقى وحش من الصدمة اللي اتعرضلها و مهمتك حاليا ترجعي ثقته فيكي.
اومأت بإيجاب و مر الوقت بسرعة و هما تتكلمان حتى غادرت سيليا....
_________________
في المساء.
كانت سارة تتحدث مع جاسر في الهاتف.
سارة بهمس و غيظ :
- على فكرة انت قليل زوق انا بضحي بحياتي عشان اساعدك وانت تستكتر عليا كلمة شكرا.
اجابها جاسر بجمود :
- ده اللي عندي يا قطة المهم تاخدي بالك كويس و لو حسيتي بأي خطر و انتي مش قادرة تتصرفي قوليلي ف سماعة البلوتوث.
سارة بإيجاب :
- امرك يا باشا.
اغلقت الخط و فجأة سمعت صوت جلال الغاضب :
- بــتــكــلــمــي مييين !!
في نفس الوقت.
كانت سيليا جالسة في غرفتها بعدما عادت من منزل لين ظلت تفكر بشرود حتى فتح الباب.
نظر له وجدته رعد يدخل فنهضت بسرعة ووقفت امامه قائلة بشجاعة مزيفة :
- رعد انت لازم تعرف حاجة.
ضيق عيناه بطريقة مخيفة و همس :
- عاوزاني اعرف ايه ؟!
بلعت سيليا ريقها وقد اختفت شجاعتها المصطنعة و ظهر خوفها لتقول بارتباك :
- اااا.. انا ك....كنت على علم بسر جلال و لين.....!!
أريحيني على صدرك لأني متعب مثلك دعي اسمي وعنواني وماذا كنت سنين العمر تخنقها دروب الصمت وجئت إليك لا أدري لماذا جئت فخلف الباب أمطار تطاردني شتاء قاتم الأنفاس يخنقني وأقدام بلون الليل تسحقني وليس لدي أحباب ولا بيت ليؤويني من الطوفان وجئت إليك تحملني رياح الشك.. للإيمان فهل أرتاح بعض الوقت في عينيك أم أمضي مع الأحزان وهل في الناس من يعطي بلا ثمن.. بلا دين.. بلا ميزان؟
أريحيني على صدرك لأني متعب مثلك غدا نمضي كما جئنا.. وقد ننسى بريق الضوء والألوان وقد ننسى امتهان السجن والسجان.. وقد نهفو إلى زمن بلا عنوان وقد ننسى وقد ننسى فلا يبقى لنا شيء لنذكره مع النسيان ويكفي أننا يوما.. تلاقينا بلا استئذان زمان القهر علمنا بأن الحب سلطان بلا أوطان.. وأن ممالك العشاق أطلال وأضرحة من الحرمان وأن بحارنا صارت بلا شطآن.. وليس الآن يعنينا.. إذا ما طالت الأيام أم جنحت مع الطوفان.. فيكفي أننا يوما تمردنا على الأحزان وعشنا العمر ساعات فلم نقبض لها ثمنا ولم ندفع لها دينا.. ولم نحسب مشاعرنا ككل الناس.. في الميزان.
بدا كالذي تحركه الشياطين متخليا عن ثباته و تعقله ليشتعل الجنون فيه فيقوده لمصير مجهول...!!
لم يشعر بنفسه الا وهو يقبض على ذراعها مزمجرا بعصبية حادة :
- يعني زي ما كنت متوقع طلعتي عارفة كل حاجة !! عارفة و خبيتي عني هااا.
حينها هزت سيليا رأسها نفيا و اردفت بتلعثم :
- ل...لا انا مم...
قاطعها رعد وهو يدفعها للخلف و يصرخ :
- اخرسي بقى مفيش حاجة بكرهها اكتر من ان احد يحاول يستغفلني....و كنتي عارفة ان صاحبتك مشتركة مع الد اعدائي ومع ذلك مقولتليش انتي اييييه فهميني !!
انتفضت بخوف لتتشدق ببكاء :
- لا يا رعد انا لو كنت عايزة اضحك عليك مكنتش هعترفلك دلوقتي...كل القصة اني كنت خايفة على لين و هي كمان كانت هتتراجع ع اللي بتعمله و اااا..
وللمرة الثانية لا يسمح لها بإنهاء كلامها ليقول بغضب شديد :
- مكنتش هتتراجع يا سيليا هي دخلت شركتي بأمر من جوزها و حاولت تأذيني فشغلي و انا اللي اجبرتها تبطل اللي كانت بتعمله و فوق ده كله خدعت صاحبي اللي زي اخويا و حاولت تقتله كمان.
سيليا بدموع وحدة :
- لين محاولتش تقتل حد هي مش مجرمة و اللي اسمه جلال هي سابته قبل ما اياد يكشفها اصلا.
صرخت بخوف عندما وجدت يده على فكها و يدفعها للحائط نظرت له برعب فهمس بصوت مخيف وهو يحدق بها في شراسة :
- اوعى تنطقي اسم ال **** ده على لسانك اسمه ممنوع اسمه ف القصر ده مفهوم واكيد انتي مقولتليش لله كده انتي كنتي عايزة تلعبي دور البنت الصادقة بس الحقيقة انكو انتو الستات كلكم مخادعات مش بتهمكو غير مصلحتكو.
سيليا وهي تحاول التكلم بصعوبة :
- ررر...رعد انا مكنتش عايزة اخبي عليك ومش عايزة اخسرك.
2
ضحك بسخرية وهو يقول :
- تخسريني ؟! هو انتي كسبتيني اصلا عشان تخسريني افهمي يا مدام انه زيك زي اللي قبلك مبتفرقيش عنهم حاجة غير اسمك المرتبط ب اسمي فاهمة.
جحظت عيناها وهي تطالعه بصمت و دموعها تسلك طريقها من اثر كلماته....دفعته من صدره و ركضت للحمام بينما اغمض عيناه وهو يلعن نفسه ثم طرق باب الحمام قائلا بصوت عالي :
- ســيلــيا افتحي الباب.
لم تجب و سمع شهقاتها فصرخ :
- بقولك افتحي الزفت ده والا هكسره.
لم تمر ثواني حتى فتحته تطلعت له بأعين حمراء دامعة و همست بصوت مبحوح :
- اسفة يا شبح نسيت ان القصر قصرك و انا زيي زي عشيقاتك فمينفعش اقفل الباب و انفرد بنفسي.
صمت لوهلة ثم ابتسم بتهكم ساخر مغمغما :
- كويس انك افتكرتي عشان تاني مرة متسترجيش تخبي عني حاجة.
حينها تقدمت منه حتى التصقت به رفعت رأسها و همست بتحدي و كبرياء :
- و انا بوعدك اني هدفعك تمن اللي قولته غالي.
اختفت ابتسامته و اظلمت عيناه ليلف يده حول شعرها و يجذبها نحوه قائلا بقسوة :
- كلامك معايا يتعدل والا هتندمي واذا انتي فاكرة انك شوفتي حقيقة الشبح تبقي غلطانة الشبح اخكر من اللي انتي متوقعاه بكتيير و بيكره يعصي حد اوامره او يكلخه بوقاحة و يحاول ينيمه على ودانه.
1
تألمت من قبضته فوضعت يدها على شعرها بألم هي تعلم جيدا ان غضبه الشديد هذا ليس بسبب اخفاء السر عنه فقط بل متعلق بشىء اخر يخص المدعو ب - جلال - لكن ماهو ولماذا يفقد اعصابه عندما يسمع اسمه.....
اخيرا تحدثت بألم :
- رعد سيبني انت بتوجعني.
ارخى يده لتبتعد عنه بسرعة رمقته بنظرات مستاءة ثم تحركت و استلقت على السرير ، تنهد رعد بضجر ثم ارتدى ملابس بيتية و تمدد بجانبها ليغرق في النوم سريعا من شدة التعب....
_________________
استدارت سارة خلفها برعب و تلعثمت قائلة :
- اا...امم..ده ده ع...عصام اللي بكلمه.
نظر لها جلال بشك و اقترب منها وقف امامها و تمتم :
- طب ليه انتي متوترة كده.
نظرت له سارة في نفس الوقت الذي ضغطت فيه بيدها على مسح المكالمة لتقول بشجاعة :
- ومين قالك اني متوترة يا جلال باشا.
ابتسم بخبث و اردف :
- اممم انا بعشق البنات اللي زيك على فكرة.
سارة باستهزاء و قرف من نظراته الموجهة نحوها :
- اشمعنا زي شخصيتي.
اجابها بمكر و شر :
- يعني البنات اللي تخبي خوفها...انا كنت بحب واحد زيك بنت حلوة اوي و جريئة جدا ولحد دلوقتي بحبها.
ابتسمت باشمئزاز منه كيف لشخص مثله ينظر للفتيات على انهن لعبة ان يحب...حدثت نفسها بتعجب :
- ازاي لين حبت واحد زي ده و هو القذارة باينة من وشه اهاا اكيد في وراه ماضي اسود مخلي جاسر يكرهه و يبعتني اتجسس عليه بس ايه علاقة جاسر بجلال و اللي اسمه رعد و اياد كمان انا لازم اعرف.
افاقت من شرودها على يده وهي تسحب الهاتف منها تطلع لسجل المكالمات و بالفعل رأى اسم عصام على المكالمة و لحسن الحظ لم بنتبه للوقت الذي اتصلت فيه ، اعاد لها الهاتف و غادر فوضعت يدها على قلبها بارتياح...
............................
كان جاسر يمشي ذهابا و ايابا بتوتر و قلق من اغلاق سارة للخط فجأة لم يقلق على افساد خطته او ماشابه بل جل ما كان يشغل باله هو سارة....هل كشفها جلال ؟ ماذا فعل بها ؟ وكيف ستتصرف.
تأفأف بصوت مسموع و كاد يتصل بها لكنه استدرك نفسه بغضب :
- لا غلط اني ارن عليها حاليا...بس ازاي شافها اصلا الحق عليا لاني بعت بنت صغيرة و خاطرت بحياتها هعمل ايه لو اذاها اووف اووف.
قطع تفكيره صوت رنين الهاتف فتح الخط و لم يتحدث حتى سمع صوتها وهي تهمس :
- جاسر باشا.
حينها تنفس الصعداء و اردف براحة :
- الحمد لله انك كويسة انا خفت عليكي جدا.
سارة بابتسامة بسيطة :
- متخافش محدش يقدر يأذيني و بعدين انا اللي كلمتك فوقت و مكان غلط كان المفروض استنى الزفت ده يروح.
تقلصت ملامحه و هتف بسخط :
- الواطي ده قالك حاجة عملك حاجة مش كويسة.
سارة بتفي وهي تتذكر نظراته لها :
- لا هو اصلا مش بيقدر يعمل حاجة.....المهم كنت عايزة اسألك هو انا هفضل قاعدة ف الفيلا ديه.
جاسر بنبرة جدية :
- ايوة تماما هيحطك ف اوضة مع البنات اللي بيشغلهم واهم حاجة انك تكسبي ثقته يعني تخليه يثق فيكي ثقة عميا و تدخلي على مكتبه و تجيبيلي كل حاجة تخصه.
سارة بإيجاب :
- حاضر هعمل كده....سلام.
- سلام.
قالها و اغلق الخط رمى الهاتف بعيدا عنه ثم امسك برواز الصورة و تحدث بابتسامة مشتاقة :
- حبيبتي ورد قرب اعرف هوية القاتل اللي خدك مني رغم اني متأكد انه هو بس مش لازم اتصرف بتسرع صدقيني هخليه يشحت ف الشوارع و يطلب مني الرحمة بس انا مش هرحمه هعذبه و اخليه يتمنى الموت كل لحظة....اوعدك اني هدمرك يا جـلال.
_________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظت لين على صوت ضحكات تملا الفيلا نهضت وخرجت من غرفتها و نزلت للاسفل لتصدم عندما وجدت اياد جالسا مع نفس الفتاة التي احضرها سابقا و يضحك معها.
لمحها واقفة فقال بسخرية حادة :
- ما لسه بدري يا مدام.
لين متجاهلة كلامه :
- ايه اللي جاب البت ديه هنا.
ضغط اياد على خصر - نوجا - و اردف بتهكم :
- بتعمل ايه غير انها جاية تسليني شويا.
لين صرخت بغضب :
- اياااد ااا...
قطعت كلامها عندما نهض و سحبها من يدها خارج الصالة الصقها على الخائط و تمتم بقسوة :
- بصي يابت متحاوليش تعملي نفسك مراتي بجد فاهمة و اذا الليالي اللي نمت فيهم معاكي على سرير واحد خلوكي تفكري اننا نعيش مع بعض و تصحكي عليا تاني تبقي غلطانة ده انا انام معاكي الصبح و تلاقيني فحضن بنت تانية المسا فمتحاوليش تتذاكي عليا فااااهمة !!
1
قال الكلمة الاخيرة بصراخ فشهقت برعب و اومأت برأسها سريعا :
- ف...فاهمة فاهمة.
ابتعد عنها و تمتم بجمود خال من المشاعر :
- يلا انجزي و روحي حضري الفطار عشان جعت و اوعى تعترضي.
حبست الدموع في مقلتيها و تحركت للمطبخ بينما جلس اياد على الاريكة لتميل عليه نوجا و تقبله بدلال و اياد ينظر بتلذذ لدموع لين...
_________________
مرت الايام سريعا و لم يتغير فيها شيء.
رعد و سيليا لا يكلمان بعضهما هو عاد لمعاملته السابقة معاملة الشبح وهي عادت لأسلوب البرود و التجاهل.
اما اياد فتوقف عن تعذيب لين جسديا و انتقل لتعذيبها نفسيا ينام مع حبيبته كل ليلة في غرفته تاركا لين تتقطع بقسوة وهي تبكي بمرارة في غرفتها....
اما سارة فاستطاعت كسب ثقة جلال نوعا ما و اصبحت تنقل نسخا لكل صفقات جلال و كل شيء يخصه....اما جاسر فلا يزال يعيش على ذكريات حبيبته الراحلة و ابنته.....
_________________
صباح يوم جديد.
استيقظت سيليا وهي تشعر برغبة شديدة في التقيئ كعادتها منذ يومين نهضت و ركضت للحمام بسرعة تفرغ ما بجوفها في حين نهض رعد و دلف خلفها امسك كتفيها و تحدث بقلق :
- سيليا مالك بترجعي ليه...استني هطاب الدكتورة.
تحرك و كاد يذهب لكنها امسكت يده هامسة بشرود :
- لا مفيش داعي.
رعد بغضب و انفعال :
- مفيش داعي ليييه اناي مش شايفة حالتك وو...
صمت فجأة عندما قالت باندفاع :
- ديه حاجة طبيعية ل اي واحدة حامل !!
صمت مريب احتل المكان ليقطعه رعد بحدة مخيفة وهو يميك ذراعها بعنف :
- ايه الكلام التافه ده ده وقت هزار.
هزت رأسها و قالت بارتباك :
- لا مش هزار انا عملت اختبار حمل من يومين وو...عرفت اني حامل ااااه.
صرخت فجأة عندما وجدت نفسها ملقاة على الارض اثر دفع رعد لها ليصيح بجنون هستيري :
- مستحيييييل فاهمة مستحييل البيبي اللي فبطنك لازم يموت انتي هتنزليه يا سييليا !!
________________
في نفس الوقت.
خرج اياد من غرفته و توجه نحو غرفتها ليلقي عليها كلاما اصبح يتفنن فيه....
دلف و لف انظاره في الغرفة لم يجدها مط شفتيه بضيق و حدث نفسه :
- اكيد موجودة ف الحمام بتاخد شاور و لا على بالها اللي بيحصلي بسببها.
عند هذا الحد و اندفع للحمام فتح الباب على مصراعيه و دخل كاد يصرخ لكنه توقف وهو يرى لين واقعة على ارضية الحمام غارقة وسط بركة من الدماء......!!!!!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﻖ أﻧﺎ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻻ ﺃﻫﻮﻯ ﺍﻟﻤﻨﺎصفة...
ﻭﻻ ﺃﺳﺘﺠﺪﻱ ﺍلوسطية وﻻ ﺗﺴﺘﻬﻮﻳﻨﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺰﺍئغة.
ﻓﻲ ﻋﺸﻘﻲ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺃﻋﺘﻠﻲ ﻋﺮﺵ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﺃﻛﻮﻥ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﺩﻧﻴﺎﻙ...
ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺃﺧﻠﻊ ﺗﺎﺝ ﻋﺸﻘﻲ وﺃﻣﻀﻲ...
منظرها وهي غارقة في دماءها جعل ثنايا عقله تتشتت و اعصابه تسبح في حالة من الهرج و المرج...!! تقدم نحوها بخطوات سريعة و قلبه يكاد يخرج من مكانها انخفض لمستواها و تمتم بارتجاف و رعب :
- لــين...لــين حبيبتي افتحي عيونك ل....
توقف عن الكلام و اتسعت عيناه بصدمة عندما وجد الدماء تتدفق من معصمها المجروح بغزارة لم يحتج للتفكير فمؤكد انها قدحاولت....الانتحار !!
نهض بسرعة و احضر علبة الاسعافات الاولية اخرج الشاش ولفه حول معصمها ليوقف النزيف وهو يهمس بصوت مختنق و انفاسه تكاد تنقطع :
- ليه عملتي فنفسك كده ليه مصممة تعذبيني كده لييه.
بدأت الدموع تأخذ مجراها حملها بين يديه و جسده يرتعش خوفا اخرجها و غادر الفيلا وهو بركض وضعها في سيارته و اتطلق بها في اقصى سرعة نحو المستشفى...
بعد مدة كان يقف امام غرفة العمليات خرج الطبيب من الغرفة فأسرع له اياد بلهفة :
- دكتور مراتي عاملة ايه.
الطبيب وهو يزفر بتعب :
- مش هخبي عنك حالة المريضة فخطر الشرايين مقطوعة جامد و فقدت دم كتير  محتاجين متبرع ، زمرة دمها A+.
تشدق اياد بسرعة و لهفة :
- ديه نفس زمرتي انا هتبرعلها.
اومأ واشار للممرضة فأخذته معها لتسحب منه كمية كبيرة من الدماء ، انتهت فخرج اياد من الغرفة.  جلس على الكرسي بارهاق و راسه يكاد ينفجر من شدة التفكير.
اياد بندم :
- انا اللي خليتها تعمل كده الكره عماني و خلاني اقسى عليها جامد مش هسامح نفسي لو حصلها حاجة.
1
وضع يده على وجهه و اغمض عيناه وهو يزفر بخنق و فجأة سمع صوتها يهمس في اذنه " بــــحبــــك " ، هي بالفعل تحبه وهو كالأحمق تفنن في تعذيبها لقد اخطأت لكن من منا لم يخطئ ؟ لماذا لم يمنح لها فرصة ثانية بعد اعترافها بحبها له....لا ينكر انه كان سعيدا برؤيتها منكسرة تبكي بمرارة من الألم الجسدي و النفسي شعر بإنتقامه لرجولته لكن جزء اخر منه كان ينهره على ما يفعله بها....و لا حياة لمن تنادي ؟!!
افاق من شروده على صوت الدكتور :
- يا فندم.
وقف اياد بسرعة مردفا :
- لين بقت كويسة صح.
هز الاخر رأسه مطمئنا :
- ايوة الحمد لله قدرنا نوقف النزيف و حالة مرات حضرتك بقت مستقرة.
استنشق الهواء و زفره دفعة واحدة مسح على وجهه و تمتم :
- اقدر اخش عشان اشوفها.
اجابه الطبيب بابتسامة بسيطة :
- اه طبعا بس ياريت متكلمهاش ف اللي حصل و هبقى ابعتلها دكتورة نفسية تتابع معاها عشان ديه محاولة انتحار مش حادثة عادية.
هز راسه ببطئ و دلف لغرفتها وجدها مستلقية على السرير الابيض و شعرها متناثر حولها ملامحها شاحبة و عدة محاليل موصلة بها ، جلس بجوارها و مسح على شعرها هامسا :
- انا متعودتش اشوفك ضعيفة كده فين لين العصبية اللي بتخانق اي حد يفكر يدايقها ده حتى بعد جوازنا واللي شوفتيه مني فضلتي قوية و مبتسكتيش على اهاناتي ليكي انا عارف اني زودتها لما جبت بنت تانية تقعد معايا بس والله العظيم ملمستهاش ولا قربت منها عارفة ليه ؟ عشان مكنتش قادر المس بنت غيرك حاولت كتير انام معاها بس فكل مرة كنت بشوف صورتك اصحي يا لين اصحي و زعقيلي زي عادتك متناميش كده.
تنهد بأسى و استند على الحائط مرت دقائق حتى بدأ يسمع صوت تأوهاتها...
نظر لها بسرعة و قال بلهفة سعادة :
- لين انتي فوقتي اخيرا.
فتحت عيناها ببطئ و عندما رأته نزلت دموعها و صرخت بصوت باكي :
- ليه انقذتني كنت سيبتني اموت عشان ارتاح و انت ترتاح بردو.
اياد بخوف و حدة :
- بعيد الشر عنك اوعى تقولي الكلام ده تاني انا مش هسمحلك تبعدي عني اصلا.
اجابته بسخرية واضحة :
- هه اه نسيت انت لسه مكملتش انتقامك اسفة ابقى لما تشبع من تعذيبك ليا قولي عشان اااا...
قطعت كلامها عندما انحنى لها ضاما شفتيها بين شفتيه في قبلة رقيقة لم تعتدها منه ابتعد عنها بعد ثواني وجدها تتنفس بصوت مسموع و تغمض عيناها باحراج . ابتسم عليها و امسك يدها السليمة طبع قبلة خفيفة عليها و همس :
- حياتك مش ملكك عشان تقرري تنهيها حياتك ووقتك و جسمك و حبك كله ليا يعني انا الوحيد اللي يحقلي اتصرف فحياتك مش انتي.
4
قال كلامه وهو يرمقها بنظرات عابثة طالعته بغيظ و اجابت :
- انا مش ملك حد انا حرة نفسي و بعمل اللي عايزاه سامعني.
قلب عيناه بتملل و نهض خرج من الغرفة ليجد الدكتور و بجانبه امرأة اخرى.
نظر لها بتساؤل فقال الطبيب بابتسامة عملية :
- حضرتك ديه الدكتورة النفسية اللي ه.....
قاطعه بحد مميتة وهو يقف امامه مباشرة :
- مراتي مش محتاجة دكتورة نفسية يا استاذ.
الدكتورة بضيق :
- بس ديه محاولة انتحار ولازم ااا...
قاطعها ثانية بنفاذ صبر :
- انتو ليه عايزين تدخلو ف اللي ملكمش فيه اتلهي بالمرضى التانيين يا مدام عشان مراتي هطلعها بعد شويا اصلا.
زفرت بضجر منه و غادرت في حين وجه اياد كلامه للطبيب :
- قولي بجد لين كويسة و مفيش خطر عليها.
اجابه مؤكدا بثقة :
- طبعا متأكد....بس عايز اقولك على حاجة مهمة.
نظر له باهتمام فأرظف الاخر بجدية :
- حضرتك الممرضة لما كانت بتغير لمراتك هدومها لقت علامات ضرب على جسمها و العلامات ديه جامدة عشان كده طلبت مساعدة من الدكتورة لان ممكن جدا الانتحار يكون نتيجة العنف الاسري انت فاهم قصدي....و لو مكنتش مكانة حضرتك عالية كنت هبلغ.
قبض على يده بقوة حتى برزت عروقها حاول تمالك نفسه فحدث داخله :
- مش ناقص غير تقولي خدني معاكم ع البيت واحد غبي....حمحم و غمغم بهدوء :
- ديه امور شخصية ياريت متدخلش فيها و زي ماقولت انا مكانتي بتخليني افصلك من سغلك لو زعلت منك فاهمني.
بلع ريقه بتوتر و تلعثم قائلا :
- لا انا مش بقصد كل القصة اني ااا...
لم يكمل كلامه لأنه دلف مجددا للغرفة وجد لين تطالع السقف بشرود فتنهد و اقترب منها قائلا بصلابة :
- قومي عشان نرجع ع الفيلا.
لين بحزن و نفور :
- مش عايزه ارجع للمكان اياه.
اغمض عيناه بقوة ثم فتحهما و فجأة حملها بين ذراعيه شهقت بذهول و صاحت :
- سيبني يا مجنون.
لم يرد عليه فضربته في كتفه و تابعت :
- ايااااد انا مش هطلع بهدوم المشفى سيبني اغير ع الاقل.
رد عليها بتلاعب متجاهلا طلبها :
- لا انتي كده حلوة.
زفرت بحنق منه و استسلمت فتحرك بها و اخرجها من الغرفة...
________________
محبتك غلطة عمر في
حياتي...
الى متى اصبر واتجاهل بعدك عني ..
اشتاقت نفسي  لذكرياتي القديمة معك.. بصبري
وجروح ذاتي..
رسمت احلام  الصبا بدمي...بدموع الليالي..
كلي وفاء وانت
الوفاء عندك
اوهام..
مثلك لايعرف
للحب معنى
ولاصرخة حنين
اشواقي..
ياناسي عهد
الحبِ.. لواعرف
ان فيك امل
ماضاع عمري
في الهوى ...
ولاشكيت غربتي
ياقاتلي ..خذ
حبك المجروح
مع ذكرياتي.. ِ
وارحل.. ودع
قلبي.. اني نادمة
على اشواقي
فيك و على حبي ووفائي.....
تجلس على الارض مستندة على السرير و هي تصم ركبتيها لصدرها و تجهش بالبكاء المرير...
تتذكر ما حدث منذ ساعات و كيف انه قد حطم سعادتها بطفلها كيف يعقل ان يكون هناك احد بهذه القسوة لماذا احبته في الاصل... اغمضت عيناها بتعب و ذكرى ما حدث تعود اليها...
Flash back
( وجدت نفسها واقعة على الارض اثر دفعه لها يليها صراخه بغضب :
- مستحييل البيبي ده لازم يموت انتي هتنزليه يا سيليا وااااضح !!
اتسعت عيناها بصدمة و همست بعدم استوعاب :
- رعد اة
نت...انت عايزني اا...اقتل ابني !! انت مجنون صح.
قالت الجملة الاخيرة بغضب فأمسك ذراعها و جذبها لتنهض وضع يده على بطنها و ضغط عليها بقسوة هامسا بتهديد :
- لو معملتيش زي ما قولتلك وقتها هتشوفي الجنان الحقيقي لو عايزة تعيشي ف البيبي ده يموت.
دفعها مجددا و التف ليغادر تاركا اياها تحدق في فراغه بدهشة !!....)
Back
نزلت دموعها اكثر وهي تحاول السيطرة على نفسها لا يحق لها الحزن فهي كانت تدرك جيدا شخصية الشبح قبل ان تحبه لكنها لم تتوقع ان يكون عديم احساس لدرجة ان يتخلص من ابنه الذي لم يرى النور بعد !!
مسحت دموعها و نزلت للاسفل وجدت زهرة تخرج من المطبخ فاقتربت منها و قبل ان تتكلم تحدثت سيليا بحزم :
- انا عايزة اهرب من القصر ده طلعيني منه بأي طريقة.
لم تكد تنهي كلامها حتى سمعت صوت طلق ناري قوي في الخارج و كأن حربا نشبت الان بعد قولها لهذا الكلام !!
_________________
في فيلا جلال.
كانت سارة تتجول في انحاء المنزل بحجة التسلية لكنها كانت تود معرفة كل جزء من هذا المكان.... كادت تصعد في السلم متوجهة للطابق العلوي لكنها لمحت بابا صغيرا فب الطابق السفلي...
اقتربت منه و بدون تفكير فتحته و دخلت كان المكان مظلما فبحثت بيدها على زر الاضاءة الا ان وجدته ضغطت عليه فأنيرت بقوة... اغمضت عيناها بانزعاج و رويدا رويدا تعودت عليه لفت انظارها في انحاء الغرفة لتصدم بعدة صور لفتاة شديدة الجمال مغلقة على الحائط !!
اقتربت منها و تلمستها هامسة :
- الله البنت ديه حلوة فعلا ياترى مين.
عقدت حاجباها بتعجب و دققت في الصور الا ان وجدت شيئا مكتوبا اسفل احدى الصور " ســيلــيا " !! فغرت ثغرها باستنكار و دهشة هامسة :
- سيليا مش ده اسم صاحبة لين اللي قالتلي انها كانت قاعدة معاها ف الشقة لما اتجوزت جلال بالسر....بس لييه صورها موجودة هنا هو عايز منها ايه معقول يكون بيخطط عشان ينتقم من الشبح عن طريقها.
هزت رأسها بنفي من فكرتها الغببة و اردفت بتفكير :
- لالا اكيد مش كده الموضوع ده وراه قصة كبيرة و انا لازم اعرفه اللي فهمته ان الاربع شباب دول جاسر و رعد و اياد و جلال كلهم حياتهم مرتبطة ببعض و... موت ورد ليه علاقة بكل واحد منهم ، انا لازم افهم اكتر.
استدارت و غادرت راكضة خرجت من الغرفة و عادت لغرفتها اوصدت الباب بالمفتاح و اخرجت نسخ الملفات التي سرقتها وزعتها على السرير و التقطت لها عدة صور.
خبأت الهاتف و جمعت الاوراق  في مجلد واحد لتعطيه لعصام غدا...
اغمضت عيناها وهي تشعر بالانتصار و فجأة جاءت في ذاكرتها صورة جاسر وهو يبتسم معها ت يمسك يدها....فتحت عيناها بسرعة و حدثت نفسها باستغراب :
- ليه جاسر جه على بالي دلوقتي....هههن يمكن عشان اتعودت على خناقي معاه ، اغمضت عيناها ثانية و للمرة الثانية جاءت صورته فصاحت بضجر :
- اوووف بقى ايه حكاية الجاسر ده و ايه انا بفكر فيه.
ابتسمت فجأة و شردت في ملامحه ابتسامته الخبيثة و افعاله المستفزة لقد اشتاقت بالفعل له و لكلامه حتى وان كان يجرح...
زفرت وهزت رأسها بنفي تطرد تلك الافكار لا يحق لها الاشتياق له هو يعشق زوجته الراحلة وهي تكره صنف الرجال فلماذا ستفكر به....؟؟
هذا نو السؤال الذي سيشغل بالها من الان فصاعدا فهل حان....وقت الحب !!

_________________
في مكان اخر...
يجلس رعد مع جاسر و اياد في مكان خالي من الناس و يدخنون بشرود.
اياد بثمل :
- عقلنا كان فين لما حبينا يا جماعة....و انا حبيتها ليه ما كنت مرتاح جدا من غير الحب ده.
1
اجابه رعد بضحكة سخرية :
- مش انا قولتلك الحب بيضعف و انت مسمعتنيش...اسألني انا و هقولك انا مجرب يا صاحبي.
جاسر :- ههههه معقول الخمر عمل فيكو كل ده اصحو و بلاش كلام مراهقين.
نظر له اياد بمكر :
- على اساس انك انت محبيتش فحياتك يابني انت بتموت من بعد مراتك و رافض فكرة انك تعيش من غيرها.
صمت جاسر و لم يعلق فتشدق رعد بتهكم :
- انتو ع الاقل بتقدرو تحبو من غير ما تخافو....بس انا لأ مش بقدر حتى افتح قلبي و احكي ع اللي مدايقني حتى مراتي معذبها معايا.
اياد و جاسر في نفس الوقت :
- انت عشقاااان هههههه.
رعد بحدة وهو يتجرع زجاجة الخمر بشراهة :
- هششش حب ايه انا مستحيل احب.
جاسر بتلاعب وهو يترنح يمينا و شمالا :
- صدقني الحب هو اللي بيخليك تعاني كده اسأل اياد و هيقولك ههههههه.
كاد رعد يتكلم لكن صدع رنين هاتفه فتح الخط باهمال متمتما بعدم اكتراث :
- ايوة مين معايا.
+
سمع صوتا خبيثا يعرفه جيدا :
- انا اخوك يا حبيبي اتصلت عليك عشان اقولك ان مرات اخويا العزيز سيليا موجودة معايا حاليا....!!
انا لست مريضا
إنما حبك اعياني
وادمى القلب وابكاني.
لست مريضا وليس بي علة سوى خوفي واحزاني...
و لا ارى فيك من الطهر و النقاء قلة.
و لكن اخشى عليك من طعنة الاشرار و اكثر ما يؤلم الفؤاد يا حبيبتي...اعراضك عما يحبك اشقاني..
و احن اليك حنو الغصن للثمر...
و اخشى عليك حتى من نسمة السحر..
و أرعى فيك كل كبيرة وصغيرة...
و لا أرى منك غير التجاهل يرعاني..
وكم من خيبة منك أراها..
أرجو المنية قبل ان القاها...
فإن امسيت في البعد معذبا...
فالحفا في القرب قد اضناني..
لست مريضا و لكن حبك قد اعياني...
و ان اساء اليك خوفي عليك و حذري...
فاعلمي ان الحذر يسبق اقداري...
ولو كنت غير متيم بحبك...
ما عشت بهواك اصارع اشجاني....
فأنا لست مريضا...و لكن حبك قد أعياني...
لحظات من الصمت مرت قبل ان يدرك جيدا ما يحدث حوله و يعود له رشده الذي اذهبه الخمر...!! احمرت عيناه بشدة حتى اصبحت شبيهة بلون الدماء و برزت عروق وجهه و عنقه لتكون على وشك الانفجار وهو يزمجر بقوة و يتجه لسيارته بخطوات شبه راكضة :
- يابن ال***** والله لاوريك يا جلال الكلب !!
ضحك الاخر بقوة وهو يجيبه :
- ليه الالفاظ ديه يا اخويا العزيز هزعل منك كده و ازعل مراتك.
رعد بغضب وهو ينطلق بالسيارة بسرعة قصوى :
- المس شعرة منها و ربي مهرحمك ولو كنت راجل واجهني شخصيا مش تستدرجني عن طريق بنت.
جلال بخبث :
- امممم وجهة نظر حلوة بردو بس انا بفضل الطرق ديه عشان احصل على اللي عايزه.
1
- عايز ايه !
هتف بها في حدة وهو يوقف السيارة ليقول الاخر وعلى وجهه ابتسامة انتصار :
- عايز الورق و المستندات الحقيقية بدل المزورة اللي بعتهوملي مع لين.
صمت رعد لوهلة ليردف بصلابة :
- تمام انا موافق.
تمتم جلال بعبث :
- و ايه اللي يثبتلي انك مش هتخلف بوعدك و تضحك عليا.
تشدق رعد بتهكم ساخر :
- وهو انا عرة زيك عشان مبقاش قد كلامي يا...اخويا العزيز.
ابتسم جلال و اردف :
- و اوعدني انك مش هتحاول تأذيني او تاذي اي حد من رجالتي.
زفر بنفاذ صبر و اشمئزاز من جبنه فهو دائما ما يرتكب تصرفات لا يستطيع تحمل نتائجها و لكنه الان اقترف شيئا كبيرا عندما قرر التلاعب مع الشبح.....اخطأ كثيرا.
رعد بحدة :
- مش هعملك حاجة متقلقش و قولي انت فين دلوقتي.
جلال بمكر :
- احزر انا فين....ف الفبلا بتاعتي هههه مكنتش متوقع صح.
رعد بتهكم :
- فعلا انا كنت متوقع انك هتخبي مراتي فمكان صعب اوصله بس ماشاء الله على ذكائك.
اغلق الخط و شغل السيارة ثانية رن هاتفه و كان جاسر ففتح الخط :
- ايوة يا جاسر عايز ايه.
- رعد في ايه مين اللي اتصل و قالك ايه عشان تروح جري.
اجابه بثبات و عدم اكتراث :
- مفيش حاجة تافهة كده هحلها بسرعة.
اغلق الخط و اكمل طريقه ...
_________________
في احدى الغرف نجد سيليا ملقاة على السرير مغمضة العينين و تهمس بكلمات متقطعة :
- ر..رعد..ابن...ابني...رعد انت فف..فين.
بدأت تفتح عيناها تدريجيا و سرعان ما انتفضت جالسة وهي تصيح بخوف :
- ااا. .انا انا فييين...رعــد !!
وضعت يدها على بطنها برعب و تذكرت ماحدث منذ ساعات...
Flash back
( كانت تقف مع زهرة عندما سمعت صوت طلق ناري انتفضت وقالت بصدمة :
- في ايه...ايه اللي بيحصل برا !!
اجابتها زهرة و هي تمسك يدها لتصعدها للاعلى :
- في اشتباك اكيد بين رجالة سيدنا الشبح و جلال.
3
عقدت حاجباها بتعجب و خوف و قبل ان تتحرك سمعت صوت رجوليا خبيث :
- رايحة فين يا برينسيسة.
شهقت و استدارت لتجد رجلا اعتقدت انها رأته من قبل كان يحمل المسدس في يده و خلفه عدة رجال.
عادت للخلف بارتجاف و تمتمت :
- انت...انت مم..مين.
ضحك بمكر و في ثواني كانت بين يديه صرخت بذعر وهي تحاول التحرر :
- سيبيني سيييبني يا رعـــــــد !!
انتفضت زهرة و لمحت الهاتف بجانبها مدت يدها لتمسكه فلمحها احد الرجال ليضرب مقدمة رأسها بالمسدس و تسقط فاقدة وعيها...
زاد خوف سيليا وكادت تصرخ لكنه اخرج منديلا من جيبع ووضعه على انفها لترتخي اعصابها و تغلق جفناها تدريجيا.....)
Back
مسحت على شعرها. كل عضلة في جسدها ترتعش من المؤكد ان هذا الشخص واحد من اعداء الرعد لكن لما خطفها هي ما شأنها في هذا الصراع !!
افاقت من شرودها على صوت الباب و هو يفتح رفعت رأسها لتجد نفس الشخص المدعو بجلال حسب ماقالته زهرة....تقدم منها بخطوات بطيئة فتشدقت بتلعثم :
- اا..انت مم...مين و ليه جبتني هنا.
اطلق جلال ضحكة ماكرة و هتف :
- انا سلفك يا حبيبتي اخو جوزك يعني.
اتسعت حدقتيها بذهول :
- ايه ؟ سلفي !!
اجابها جلال وهو يجلس بجانبها :
- اممم شكل رعد مقالكيش ان عنده اخ من ابوه.
تذكرت عندما حكى لها الشبح عن طفولته و اخبرها عن والده و زوجته و طفلها...اذا هذا هو نفسه شقيق رعد و مؤكد انه نفس الشخص اللي تزوجته لين في السابق... لكن لماذا اخذها هل لا تزال العداوة بينهما بل و اتخذوا منها لعبة ليفوز كل منهما على الاخر ؟!! حاولت تمالك نفسها و اخفاء توترها و خوفها فقالت.
سيليا بحدة :
- انت جايبني ليه المفروض عداوتك مع الشبح مش معايا انا.
ضيق عيناه وعلى وجهه ابتسامة قذرة :
- امممم شكلك قوية زي ما اتعودت عليكي.
ظهر على وجهها التعجب فتابع :
- هههههه متقلقيش انا مش هأذيكي و اول ما اخد اللي عايزه هسيبك ريلاكس....بس يارب اقدر اقاوم الجمال ده و معملش حاجات غلط.
قالها بهمس و بنبرة مقرفة فعادت للخلف وهي تطالعه بفزع ، ليقول بضحكة عالية :
- فعلا يا بخت الشبح بيكي طول عمره بيجيب بنات جامدة وانتي ميتختلفيش عنهم.
صاحت سيليا بشراسة :
- اخرس انا مراته مش عشيقته يا ندل و بعدين لازم تخاف على نفسك لان اللي بيستخدم البنات بدل ما يواجه عمره ما هيبقى راجل و الكلاب هتدوس عليه.
صرخت بألم عندما استدار وجهها للجهة الاخرى اثر صفعة جلال جذبها من شعرها و همس بصوت مخيف :
- انا راجل غصبا عنك و عنه شكلك قوية فعلا زي جوزك و هتتعبيني معاكي ثم انا بقدر اوديكي مكان مستحيل يعرفه و احرق قلبه عليكي بس مش هعمل كده عشان مستني الوقت المناسب.
دفعها و خرج من الغرفة فوضعت يدها على وجهها و بدأت دموعها تهطل بغزارة و تنتفض برعب كمشت جسدها و تمتمت بخفوت و صوت مخنوق :
- رعد انا خايفة تعالا ساعدني خايفة على ابننا تحصله حاجة انت فين.
وضعت يدها على وجهها و اجهشت في بكاء هستيري ...
1
________________
عندما خرج جلال من الغرفة و نزل للاسفل ظهرت سارة من خلف احد الاعمدة و هتفت بشك :
- هو في ايه اللي بيحصل ف الاوضة و الغبي ده كان بيكلم مين ، انا لازم اعرف.
قالت الجملة الاخيرة وهي تمشي بخطوات سريعة نحو الغرفة و تلتفت يمينا و شمالا فتحت الباب ببطئ و دلفت.....وجدت فتاة تضم ركبتيها لصدرها و يبدوا انها تبكي فهمست باستغراب :
- انتي مين ؟
انتفضت و هي ترفع رأسها لتستطرد سارة بذهول وهي تحظث نفسها :
- ايه ده مش معقول ديه نفس البنت اللي شوفت صورهت ف الاوضة اياها و صاحبة لين كمان ايه اللي جابها هنا.
سيليا بخفوت :
- انتي اللي مين.
اقتربت منها و اكملت بنبرة هادئة :
- انا سارة واحدة من اللي شغالين هنا بس لصالح حد تاني.
- ها ؟
هتفت بها سيليا في تعجب لتردف الاخرى بضحكة :
- اقصد يعني انا جاسوسة هنا....مش انتي بتكوني مرات الشبح و صديقة لين كمان.
اجابتها سيليا بتعجب :
- انتي عرفتي ازاي ؟! جلال هو اللي بعتك ليا صح.
سارة :- لا خالص انا بشتغل عند واحد اسمه جاسر بيكون شريك الشبح و جوز لين و اتعرفت عليها يوم كتب كتابها و بقينا صحاب و كنت عايزة اتعرف عليكي بس ملقيتش الفرصة و يا سبحان الله اتعرفنا فظروف غير اللي اتوقعناها.
ابتسمت على طريقة كلامها و اردفت :
- طب انتي بتقدري تطلعيني من هنا انا مش عايزة افضل موجودة ف...
قاطعتها سارة برقة :
- متخافيش مش هيجرالك حاجة على حد علمي لين ضحكت على جلال و جابتله ورق غلط و اكيد استغلك عشان يخلي الشبح يديله الورق الحقيقي يعني اول ما ياخد اللي عايزه هيسيبك.
شعرت سيليا ببعض الاطمئنان لكنها فجأة مطت شفتها بابتسامة مريرة هي لا تساوي شيئا بالنسبة له فلماذا سيضحي بصفقاته من اجلها وجودها كعدمه واحد اذا لما سينقذها و ينقذ طفلها الذي رفض وجوده.
اغمضت عيناها بارهاق فوقفت سارة قائلة :
- انا لازم اروح احين حد يشوفني اتشرفت بمعرفتك باي.
مجرد ان انهت كلامها ركضت للخارج نزلت للاسفل و اتجهت لغرفة مكتب جلال وضعت اذنها على الباب لتسمع جلال وهو يضحك.
جلال :- ههههه قولتلك يا باشا الصفقة هترجعلك و فلوسك هيرجعولك متشبش هم خالص....ايوة خلاص انا عرفت نقطة ضعف الشبح و هبقى استغلها....لالا هو قد ماكان متوحش مش هيقدر يقتلني ف النهاية انا اخوه و الدم بيحن مش كده هههههه.
فغرت فاهها و همست بعدم تصديق :
- الله هو جلال و رعد اخوات !! والله يا سارة كل يوم تكتشفي حاجة اغرب من اللي قبلها ههههه تنفعي جاسوسة فعلا.
عدلت وضعيتها و طرقت الباب سمح لها بالدخول فدلفت و قالت بخفوت :
- جلال باشا انا خلصت شغلي تأمرني بحاجة تانية.
جلال وهو يطالع بعض الاوراق :
- لأ تقدري تروحي تنامي....استني لحظة.
توقفت و نظرت له فطالعها قليلا ليقول بغموض :
- الاسبوع الجاي هبعتك مع العملاء تشوفو الشحنة الجديدة.
عقدت حاجبيها بتعجب :
- شحنة ؟ شحنة ايه ؟
اجابها ببرود تام :
- شحنة البنات طبعا.
شهقت بغيظ و حدثت نفسها :
- وسخ و حقير و ندل و ***** بيتاجرو بالبنات ايه القرف ده.
جلال و قد انتبه لوجهها الذي احمر :
- في ايه مالك.
ادركت نفسها فتشدقت باحترام زائف :
- مفيش بس انا مستغربة ليه هروح معاكو ااا...
قاطعها بحدة شديدة :
- ملكيش حق تسألي انا بأمر و انتي تنفذي من غير اسئلة ملهاش لازمة واضح.
اومأت ببطئ لتردف من بين اسنانها :
- حاضر تحت امرك يا باشا.
التفت و غادرت سريعا دلفت لغرفتها و بعثت رسالة لجاسر من هاتفها السر :
" جلال هيروح مع العملاء بتوعه الاسبوع الجاي للمكان اللي موجودة فيه شحنة البنات الجديدة و قالي عشان اروح معاه "
اغلقت الهاتف و خبأته في جيب بنطالها منتظرة الرد....
_________________
توقف بسيارته الفارهة امام الفيلا ترجل منها بكل هيبة ووقار و تحرك للداخل ، نظر له الحراس و افسحوا له المجال ولج للداخل و خلفه حراس جلال في نفس الوقت الذي خرج فيه الاخر من مكتبه ووقف امامه.
جلال بابتسامة خببثة :
- اهلا و سهلا بالشبح رعد السيوفي نورتنا.
غمغم بهدوء حاد وهو يحدجه بنظرات مخيفة :
- فين مراتي.
- هات الورق الأول.
هتف بها جلال وهو يمد له يده اخرج رعد عدة مستندات من جيب جاكيته الداخلي و القاه على وجهه وهو يقول بحدة اكبر :
- خد اللي يخصك و قولي سيليا فين.
باغتته لكمة من جلال على وجهه و اردف بضحكة ماكرة :
- ههههه انت بجد مفكر اني هسيبك تاخدها مني بس الصراحة فاجئتني مكنتش متوقع انك تثق فيا و تسلمني مستندات مهمة و متجيبش معاك حرس كمان يعني خاطرت بحياتك عشان واحدة ست.... لتكون حبيتها.
مسح رعد الدماء من شفته السفلى و عضلات وجهه انقبضت بشدة ليدهش جلال بابتسامته الشريرة وهو بهمس بصوت كحفيف الافعى :
- انت غبي يا جلال...غبي.
وفي لحظة كان جلال يسقط على الارض يصرخ بألم اثر ركلة رعد العنيفة على بطنه كاد رجال جلال يهاجمونه ليصدع صوت اشتباك ناري في الخارج نظر جلال للباب بصدمة فوجد اياد و جاسر و خلفهما العديد من الرجال يدخلون و في ايديهم اسلحة !!
ضحك رعد باستهزاء و انخفض لمستواه هامسا :
- من كل عقلك فاكر اني هثق فيك ده انت غبي و *****  و لعلمك الورق ده فاضي مفيهوش حاجة.... افضل فاكر ان  مش الشبح اللي حد يعلم عليه يا واطي.
نطق الكلمة الاخيرة وهو يركله ثانية بكل غل و حقد تأوه جلال بألم في حين يشتبك اياد و جاسر و رجالهم مع الاخرين اخرج سلاحه ووجهه نحوه فتمتم جلال بثقة رغم وجعه :
- مش هتقدر...انت مش هتقدر تقتلني يا شبح.
هو محق بالفعل....لا يستطيع قتله رغم كل ما فعله لا يستطيع انهاء حياته مع انه سهل فهو حتى وان كان قاسيا متوحشا لا يرحم احد لكنه لا يقدر على قتل اخيه !!
لف وجهه موجها كلامه ل اياد و جاسر :
- كفاية عليهم كده و تعالو اعملو الواجب مع ال***** ده.
تركهم و ركض يبحث في جميع غرف الطابق الاول لكنه لم يجدها صعد للاعلى و هو يصرخ بإسمها مناديا :
- ســــيلــيــا !!
_________________
كانت تبكي بصوت عالي وهي تسمع صوت الاطلاق الناري الذي يحدث في الاسفل اغلقت اذنيها و هي تنتفض بفزع....فجأة سمعت صوته الرجولي يصرخ بإسمها ابتسمت و همست بدون وعي :
- رعد.
لم تمر ثواني حتى فتح الباب ليظهر بطوله الفارع و شموخه نظر لها وهمس هو ايضا متنهدا بارتياح :
- اخييرا.
ازدادت سيليا في بكائها ليتوجه نحوها بلهفة جلست هي على ركبتيها و رفعت يداها لينقض عليها يحتضنها بعنف بالغ وكأنه يريد حبسها داخله لفت ذراعيها حول عنقه و هي ترتجف بسدة وتتشدق ببكاء و صوت متقطع :
- ررر..رعد...رعد طلعني مم..من هنا انا خايفة.
رعد ببحة رجولية مغرية وهو يدفن رأسه في عنقها :
- شششش متخافيش انا معاكي و مش هسيب حاجة تأذيكي اهدي.
و بالفعل استسلمت لصوته الذي يبعث الاطمئنان في نفسها استكانت بين ذراعيه و سمحت لعينيها بالانغلاق فهو معها....و لا داعي للخوف !!!
شعر بتوقف جسدها عن الانتفاض رفع رأسه ليجدها مغمى عليها فحملها و اخرجها من الغرفة..... انزلها للاسفل و كان رجاله قد انتهوا منهم و جلال ملقى على الارض يتأوه من شدة الالم.
طالعه بجمود و غمغم :
- خلاص سيبوهم كفاية الضرب اللي خدوه.
اياد بغل وهو يرمق جلال بقرف  :
- فعلا كفاية انا ارتحت بعد ما عملت اللي كان نفسي فيه من زمان.
ابتسم جاسر بمكر و كاد يستدير لكنه لمح سارة تطل من باب احدى الغرف و تراقب ما بحدث دون ان ينتبه لها احد او هكذا ما تظنه ، مرر يده على وجهه و همس :
- مش يلا.
غادر رعد الفيلا و ملفه اصدقائه وضع سيليا في المقاعد الخلفية لسيارته و ركب و انطلق بها نحو القصر.....
اياد بضحكة :
- ده حتى مشكرناش.
اجابه جاسر بنفس الضحكة :
- الشبح مستحيل يقول شكرا لحد اصلا مكنش هيقولنا حاجة لو ملحقناهوش و زنينا عليه....المهم انت هتروح فين دلوقتي.
اياد وقد شرد في لين :
- هروح ارتاح.
جاسر بغمزة :
- الله يسهله يا عم.
وكزه بخفة و غادر بسيارته و فعل جاسر المثل متجاهلا للرسالة التي وصلت لهاتفه....
_________________
بعد مدة.
وصل رعد للقصر دخل و صعد للجناح وضعها على فراشها و مسح على جبينها برقة وهمس :
- خفت عليكي اوي يا سيليا انا بينت ان مش فارق معايا بس جوايا كنت بتقطع..انا مش هستحمل تحصلك حاجة بسببي.
وضع يده على بطنها و تابع :
- انا لسه منسيتش طفولتي اللي اتعذبت فيها ازاي عايزاني اتقبل ان يكون عندي طفل مش هقدر يا سيليا مش هقدر اكون اب كويس و لا زوج كويس ولا حبيب زي ما انتي عايزة...انا بخاف لو الطفل ده عاش نفس اللي انا عشته خايف يتظلم ف الدنيا ديه مش ب ايدي انتي لازم تتخلصي منه.
3
تنهد بحرارة تعبر عن كل ما يختلج صدره سمع صوت زهرة الخافت :
- سيدنا.
نظر لها بطرف عينه مغمغما بجدية :
- كويس انك جيتي عشان تغيريلها هدومها.
هزت رأسها بإيجاب و اردفت بأسف :
- سامحني يا باشا انا مقدرتش امنعهم من انهم ياخدوها.
وقف رعد و هتف بابتسامة ساخرة :
- اذا رجالة طول وعرض عرر مقدروش يحرسو كويس و يمنعو الاشتباك ده انتي هتقدري ازاي.
قالها و دخل للحمام فهمست زهرة :
- انا دلوقتي بقيت متأكدة جدا.... انك وقعت ف الحب يا باشا.....
_________________
في فيلا اياد المنشاوي.
كانت جالسة في الصالون تشاهد احدى الافلام و بجانبها صحن مليء باللب و صحن الاخر للقشور ، دلف اياد و نظر لها كانت ترتدي قميص نوم باللون الاسود ذو حمالا رفيعة و يصل لأعلى ركبتيها شعرها تسدله على كتف تاركة الكتف الاخر ل اياد ليشاهد جمال عنقها و لأنها كانت شبه مستلقية ارتفع القميص لتظهر ساقاها الناعمتان كليا.
ابتلع ريقه بصعوبة و حدث نفسه :
- يخربيت كده ايه الجسم اللي عندها ده يارب اقدر امسك نفسي عليها.
حمحم بتوتر فنظرت له لين باستغراب :
- الله اياد انت كيت انتى.
1
اجابها وهو يحاول ابعاد عينيه عنها :
- من شويا....انتي ليه قاعدة هنا المفروض تكوني ف اوضتك بترتاحي.
لين بعدم مبالاة وهي تكمل المشاهدة :
- انا مرتاحة كده.... اه صحيح اجهزلك العشا.
- لأ.
قالها وهو يتحرك ليذهب فقالت بغيرة واضحة :
- اها اكيد انت اتعشيت مع اللي مبتتسماش و شبعت و انا مستنية حد يحن عليا و يعملي أكل.
ظهرت ابتسامة مكر على ثغره و قد ادرك غيرتها فقال بامتنان مزيف :
- اه والله اتعشيت مع نوجا يالهوي على اكلها اللي مفيش منه اتنين انا مش هاكل تاني غير من ايديها.
قبضت على يدها و تمتمت بحنق :
- سم الهاري يا شيخ قليل ادب و مش متربي و ندل و وقح....ثم قالت بصوت عالي :
- طب انا جوعانة و عايزة اكل. 
اياد وهو يحدق بها في استهزاء :
- طب ما تطفحي مين اللي مانعك و بعدين مش انتي سألتيني اذا عايز اتعشى ولا لأ امال ليه بتسألي وانتي مكنتيش هتجهزي حاجة اصلا. 
لين بتذمر :
- سؤال و خلاص الله....اياد انا جوعانة بس مش قادرة اعمل حاجة بسبب ايدي.
طالع معصمها و ابتسم وهو يمرر يده على وجهها :
- انتي مش طبيعية خالص.
بادلته الابتسامة فانتصب واقفا و ذهب ليعود بعد ثواني وهو يحمل في يده اكياس تحتوي على وجبات ديليفري وضعها امامها و قال بثقة :
- كنت عارف انك مبتنفعيش لحاجة عشان كده قلت اجيب معايا ديليفري.
لين وهي تقول بحنق :
- انا مش نافعة لحاجة انت اللي مش نافع.
ضحك عليها و قرب منها احدى الوجبات و بينما هي تاكل نطقت بصوت اقرب للهمس :
- اياد ممكن سؤال.
طالعها منتظرا كلامها فأردفت بتردد :
- هو انت لما جيت و لقيت جلال ف اوضتك و على سريرك ليه معملتليش حاجة....اي حد كان مكانك و فظروفك كان هيقتلني خاصة اني كنت بخدعك ب أمر منه.
تنهد بعمق و تمتم :
- مش عارف.... بس يمكن عشان متأكد انك مش غبية لدرجة تجيبيه الفيلا كان سهل اتوقع ان ده ملعوب منه.
هزت رأسها و اخفضت عيناها بحزن كانت تتوقع ان يقول لها انه يثق بها و ليس لأنه لا يظنها غبية لهذه الدرجة...
لاحظ هو خيبة املها فحمحم و اكمل تناول طعامه معها و بعدما انتهيا حملها بين يديه و صعد بها للاعلى....
وضعها على السرير و احتضنها من الخلف القى رأسه على كتفها ليقول بهمس مغري :
- تصبحي على خير.
لين وهي مغمضة لعينيها تشعر كأنها في عالم اخر :
- تصبح على خير.
اعاتبك فاسمعي مني عتابي انسيتي كل حبي ودلالي أم غابت عنك تلك الليالي حتى ألقى كل هذه الطعنات.
انسيتي لحظات اللقاء بيننا واحاديثنا ومزاحنا وحماقتنا وتلك الأيام الجميلة بيننا أم هانت بعينيك امنياتي....
أين كنت منك أي شي غيبني عنك أين كان حبي من قلبك أين كان شوقي وجنون عشقي فيك حتى أرى منك كل هذه الاهانات....
أهان في عينيك حبي الغالي أم استهواك ذلي وانكساري أم كنت في حبك اغالي
حتى هانت عليك ماسآتي هل اسات لك يوم ولم اعتذر هل ازعجتك أو اغضبتك ولم اعتذر هل عشقت عينا غير عينيك أو قبلت يدا غير يديك أو خنت حبك يوما اخبريني كي انتحر هل نسيت حبك يوما أو كسرت قلبك يوما أو جنيت في هواك ما لا يغتفر حتى تسحقي بقدميك ازهاري الجميلاتي اصدقيني القول يا حبيبتي هل مللتي حبي وغرامي وصار يزعجك حديثي وكلامي هل اساءك تقديري واهتمامي حتى مشيتي بطريقا غير طريقي واخترت حديثا غير حديثي وكلام غير كلامي إذن عذرا يا حبيبتي..
عذرا لكل اشواقي وغرامي عذرا لتقديري واهتمامي واحترامي...
عذرا لاني بالغت في حبي والف عذرا لاني تماديت بوفائي....
_________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظت سيليا و نظرت بجانبها وجدت رعد تنهدت بارتياح و حدثت نفسها :
- الحمد لله ان رعد لحقني كنت خايفة على البيبي اوي..... دلوقتي فهمت ليه رعد مش قادر ينسى الماضي عشان اخوه لسه عايش و قدامه و انا اللي كنت فلكرة انه ميت كمان ، بس ليه العداوة ديه مستمرة المفروض المشاكل اللي كانت بينهم وهوما صغار تنتهي لما يعدي عليها وقت طويل وو....اووف و انا مالي المهم عندي اني اقدر اهرب من القصر ده لمكان تاني محدش يقدر يعرفه.
مررت يدها على وجهه و استطردت بحزن :
- بس انا بحبه ومبقدرش اعيش منه دونه.
العقل :- بس كبك ده هيأذي طفلك.
القلب :- هو بيعمل كده غصبا عنه متنسيش انه لسه متعلق بالماضي.
العقل بعدم اكتراث :
- ايوة ده ماضي و احنا ف الحاضر ليه بيعاقبني على حاجة انا مليش دخل فيها.
القلب بعتاب :
- مش انتو متجوزين المفروض تقدرو نشاعر بعض ولا انتي عايزاه فهدوءه و تطفشي لما يكون مدايق.
سيليا بارهاق من هذا الصراع :
- انا مش عارفة اعمل ايه من جهة لازم اوقف معاه عشان يخلص من ذكرياته الوحشة و من جهة خايفة على ابني و رعد مش عايز يسمعني اصلا.
- بتفكري ف ايه ؟
قالها بهدوء و عيناه مغمضتان فانتفضت بفزع :
- ايه ده انت صاحي ؟!
فتح عيناه و نهض جالسا لف يديه حول خصره بابتسامة هادئة :
- ايوة صاحي....صباح الخير.
اجابته بنفس الابتسامة :
- صباح النور.
رعد وهو يداعب وجنتها :
- بقيتي كويسة.
سيليا بإيجاب :
- ايوة الحمد لله.... رعد هو اللي خطفني نفسه اخوك ااا...
قاطعها بحدة وهو يبتعد عنها و ينهض متوجها للحمام :
- بلاش نتكلم في الموضوع ده احسن و انسي اللي حصل المبارح.
سيليا :
- بس يا رعد.....
قاطعها بنظرة حارقة فأخفضت رأسها قائلة بامتعاض :
- براحتك..... اه نسيت اقولك انا هنزل البيبي زي ما طلبت مني.
رفع احدى حاجبيه باستنكار :
- ايه ده بجد....وايه اللي حصل عشان تاخدي القرار ده.
اجابته وهي تحاول الاتزان :
- مش انت اللي كنت عايز كده ولا اتراجعت.
اجابها بتهكم وهو يأخذ ملابسه من الدولاب :
- لا يا مدام السيوفي بس ليلة امبارح قعدتي تهلوسي وتقولي ابني ابني فانا مستغرب شويا.
ظهر على وجهها الارتباك فتشدقت ب :
- انا قلت اتنازل بدل ما نقعد نتخانق بس محتاجة وقت عشان انزله.
رعد بشك :
- ليه ان شاء الله.
وضعت يدها على بطنها و همست بدموع :
- لان معنديش الشجاعة الكافية حاليا....ولا قلب زي قلبك عشان اموته بدم بارد.
همهم غير مبالي لدموعها و دخل للحمام تاركا اياها تبكي لتقول بحزم :
- لنشوف يا رعد يا انا يا انت.
_________________
في فيلا جاسر الجندي.
كان يتفقد هاتفه الذي يستعمله للتواصل مع سارة لكنه لم يجده فزفر بخنق مغمغما :
- ملقيتش تختفي غير دلوقتي ده حتى تلفون عصام مغلق و مش عارف اوصله ومش بقدر ارن على سارة من تلفون تاني لازي مش حافظ رقمها يخربيت كده.
مسح على شعره بضيق ثم ارتدى ملابسه و كعادته اخذ برواز صورة حبيبته بين يديه و تمتم :
- بحبك يا وردتي اوعدك اني هاخدلك حقك عن قريب.
تنهد بحزن و خرج....
في نفس الوقت.
فتحت سارة هاتفها لتقول بتعجب :
- جاسر مردش عليا ليه دلوقتي ازاي هعرف رده و يقولي اعمل ايه....لا ده يمكن قصده يتجاهلني اصلا عاااا ماشي يا جاسر.
________________
مر اسبوع لم تحدث فيه اشياء تذكر سوى تجاهل سيليا لرعد و مخططها للهرب و انشغال رعد عنها في اعماله فلم يخطر على باله ابدا انها تود الهروب....
اياد و لين تحسنت علاقتهما بعض الشيء يعتني بها بحنان و ندم و هي تعتقد ان هءا نابع من شفقته عليها او انه يريدها ان تتعافى بأسرع وقت ليعود لتعذيبها من جديد.....
جاسر لا يستطيع التواصل مع سارة و عصام بينما هي تتجهز لتذهب مع جلال غير مدركة لما سيحدث لها....
_________________
يوم جديد.
جلست بجانبه في السيارة نظرت له بتوتر و تمتمت :
- جلال باشا ايه الطريق اللي احنا رايحين منه.
اجابها بغموض :
- هتعرفي بعدين.
سارة بتوتر اكبر :
- طب مش انت قولتلي اننا هنروح مع العملاء طب ليه رايحين لوحدنا.
رمقها بطرف عينه و همس بتهكم :
- هيجو بعدين.
اخذت نفسا عميقا و حاولت تهدئة روعها فلا يوجد شيء يدعوا للقلق.
بعد مدة توقف بها في احدى الاماكن القريبة من الغابة نظر لها بشر :
- انزلي.
بلعت ريقها بصعوبة و خرجت ليخرج هو معها....نظرت له و قالت برعب :
- احنا فين ليه جايبني هنا.
وقف امامها و رسم على ثغره ابتسامة ماكرة ليخرج فجأة هاتفا ما قائلا :
- ده تلفون مين.
اتسعت حدقتيها بفزع وهي ترى هاتف جاسر عادت للخلف بضع خطوات فتابع بضحكة :
- يعني انتي البنت اللي باعتها جاسر ليا هااا فعلا ذكي اوي بس اللي نسيه اني احقر انسان ممكن الواحد يشوفه.
سارة بشجاعة مزيفة :
- ايوة فعلا انا جاسوسة جاسر هتعمل ايه يعني.
صرخت عندما تلقت صفعة قوية منه استندت على احدى الشجر تسيطر على اتزانها ثم و بحركة سريعة منها استدارت و وجهت له لكمة قوية في وجهه !!
ارتفع صوت قهقهاته و اردف :
- امممم مش بطال بتعرفي تدافعي عن نفسك اهه.
رفع يده في الهواء بإشارة ما ليظهر من خلف الشجر رجلان قيداها فصرخت به :
- ااااااه سيبوني يا حيوان انت وهو.
صفعها جلال ثانية صفعة اقوى من السابقة فنزلت دموعها بألم و قواها بدأت تخور....
ابتسم و طلب احد الارقام ليجيب بعد ثواني :
- ايوة.
جلال بخبث :
- جاسر حبيبي وحشتني كنت عايز اقولك الحلوة اللي اسمها سارة موجودة معايا حاليا.
جاسر بذهول :
- سس...سارة !
جلال بضحكة و كأنه استدرك شيئا :
- ههههه ايه اللي بقوله ده ماهي على طول معايا مش انت اللي بعتها ليا.
سمع صوت صراخه الغاضب :
- جلاال اوعى تعملها حاجة هموتك.
ابتسم وهو يجيبه :
- امممم طب ايه رايك تجي تشوف بعينك هعمل ف البنت الصغيرة ديه ايه هههه فكرة حلوة صح.
جاسر بعصبية و انفعال اكبر :
- يابن ال ***** لو كنت راجل واجهني انا....انت فيين.
هتف بثقة بالغة وهو يرى سارة تسقط على الارض بضعف :
- فنفس المكان اللي ماتت فيه مراتك...هقتلها زي ما قتلت عيلتك من 3 سنين....
و طبعا بعد هذا الكلام.....لم يعد للحديث بقية....!!!
لم يكن قلبى يعانى من سقيع بل كان دفئها شمس الربيع فقد كان بين ليل سكوتى  ونهار كلامي...حكتها خيطا رفيع حتى تسلل حبها وازاح عن قلبى سدا منيع كانت مدونة اشعارى حزينه وكل يوما فى كتابت الحزن عمرى يضيع حتى جائت بالفرح ونشرت حبها على قلبى وكانت فيها عدالة التوزيع واصبحت حياتى ملكا لهاحين احببتك نسيت نفسي ودنيتي وعمري نسيت الامي وحزني نسيت ايامي
فرحت بك وقلت انت هو هدية زمان  عشت معك احلى ايام عمري
كنت حبيبي وطفلي وصديقي حتى عندما رحلت عني
بقيت وحيدة ولم افكر الا فيك..وكم تمنيت ان تمر الايام سريعاً حتى تأتي الي ومرت وجئتني وكم كانت فرحتي ولهفتي واشتياقي لك ولكني نسيت فى قصة حبنا انني لست لك وانما لغيرك وكان علي ان ارحل وماكان الرحيل عنك سهلاً لانني احببتك حباً لايقدر احداً ان يحمله لك رحلت وانا اعلم مدى قسوتي على نفسي وعلى قلبي ولكن كان علي ان افعل ..... ولكني ما قدرت لانني عندما اراك لا اتخيل نفسي بعيدة عنك فكيف وانا لم احب ولم اعشق غيرك انت ما عرفت ما هى الغيرة الا عندما احببتك نعم اغار عليك حتى من نفسي
لم اعرف ماذا يقودني حبي وشوقي اليك ولكني اعرف انك انت الحياة بالنسبة لي...
رغم انه يعلم بهذه الحقيقة....الا ان اعترافه المستفز و الغير مباشر جعل خلايا جسده تشتعل و تبتعد تمام البعد عن شيء يدعى بالمنطق...!!
و الادهى انه الان يحتجز فتاة بريئة لا علاقة لها بالموضوع...شعر بالتاريخ يعيد نفسه ولكن هذه المرة ليست الضحية زوجته و طفلته بل هي تلك القطة الشرسة المتمردة و يبقى السؤال الان هل يستطيع انقاذها ام انه سيفشل كما فعل في السابق...!!
افاق من شروده و همس بصوت مهدد :
- موتك قرب يا جلال...قرب اوي.
ابتسم جلال باستهزاء و اغلق الهاتف نظر لسارة الواقعة على الارض انخفض لمستواها و تمتم :
- ايه رايك ف المفاجأة ديه انا طلعت عارف كل حاجة عنك اهو و هقتلك قدام اللي بعتك.
ابتسمت بتعب و اجابته :
- انا مش هتعرف تعمل حاجة اصلا اقولك ليه عشان انت مش راجل بتستحمي بالحريم عشان تنقذ نفسك.
2
جز على اسنانه و رفع يده ليضربها لكنه توقف و رسم على ثغره ابتسامة خبيثة قذرة ليردف :
- الضرب مش نافع معاكي هتفضلي عنادية كده بس انا عرفت ايه اللي هيكسرك يا ا ن س ة.
عقدت حاجبها بتوجس و هتفت ب :
- ق...قصدك ا...ايه.
ضحك جلال ونهض واقفا اشار للرجلين فحملا سارة و ادخلوها لمنزل مهجور و قيدوها.
جلال باستمتاع :
- هموت واشوف شكل جاسر عامل ايه دلوقتي.
سارة بتهكم :
- انت غبي فعلا حتى لو قتلتني جاسر مش هيهتم لان انا زيي زي اي حد يشتغل عنده.
مط شفته باستهجان و سخرية :
- انا شايف غير كده خالص... عمتا هنعرف لما يجي و يلاقيكي مربطة كده ههههههه.
جزت على اسنانها بغضب و شيئا فشيئا خارت قواها حتى فقدت وعيها كليا....
_________________
عند جاسر.
اغلق الخط و عاد لذاكرته مشهد ورد و هي ملقاة على الارض بجوار طفلتهما مي في احدى المنازل الموجودة بجانب الغابة لتحمر عيناه و يخفق قلبه بعنف من شدة الخوف و القلق و الغضب ، مسح على وجهه و هتف بصوت اقرب للهمس :
- مستحيل اسيبها تموت سارة مينفعش تتقتل بسببي انا...انا لازم انقذها حالا.
قالها وهو يخرج من الفيلا راكضا ركب سيارته و انطلق بها وهو يفكر كيف اكتشف جلال خطته...تذكر فجأة انه اضاع الهاتف الذي يستعمله للتواصل معها فمن المؤكد ان جلال قد وجده ، ضرب بقبضته على المقود بعنف و صرخ :
- جلاااال ال ***** هقتلك والله العظيم هقتلك.
بعد مدة وصل لاحدى الطرق المنعزلة ترجل من سيارته و هنا تذكر مجددا منظره وهو يصرخ بإسم زوجته حتى وجدها ملقية على الارض غارقة في دمائها...
اخذ نفسا عميقا ووضع يده على حزام بنطاله يتأكد من وجود سلاحه ركض في انحتء المكان وهو يصرخ بأعلى صوته :
- سااااااارة...جلااااااال !!
سمع صوت ضحكات قريبة لحقها ليجد كوخا صغيرا فقبض على يده بعنف و هرول للداخل....
دلف ليجد سارة جالسة على الارض و تبدو عليها اثار الضرب اسرع اليها و فك قيدها وهو يتمتم بلهفة :
- سارة متخافيش انا موجود معاكي مش هتحصلك حاجة.
- هههههههه و ليه واثق من نفسك كده.
اغمض جاسر عيناه ببطئ ثم فتحهما استدار و قبل ان يقوم بأي ردة فعل قبض عليه نفس الرجلان و ضربوا رأسه بزجاجة خمر فصاح بتألم وهو يجثوا على ركبتيه.....رفع رأسه بصعوبة و غمغم بابتسامة رغم وجعه الجهنمي :
- طول عمرك جبان و بتهاجم من ورا.
اجابه بثقة وهو بحدجه بنظرات انتصار :
- مش احسن ما ابقى شجاع و مقدرش انقذ مراتي و بنتي هههههه.....ثم تابع بهمس كحفيف الافعى :
- جه الوقت عشان احكيلك ازاي مراتك ماتت....من 3 سنين ورد و بنتك كانو رايحين ع الحديقة و انا خطفتهم و جبتهم على المكان ده كنت عايز انتقم منك لان بسببك انا خسرت صفقة بالملايين ههههه  قتلتهم دبح من غير ما اتردد و كنت مبسوط وانا شايف دمهخ بيسيح قدامي.
كان يتكلم و يضحك غير منتبه لشكل جاسر الذي انحرقت اوردته و انفعلت قوته الجسمانية متجاهلا تماما لجرح رأسه ليصبح في ثواني كالاعصار الذي انفجر في وجه الرجلان فدفعهما بقوة و انقض على جلال بكل الغل و الشر بداخله...بكل الحرقة التي عذبت روحه و قلبه طوال هذه السنين...ضربه و مع كل لكمة و ركلو كان يصرخ به في جنون اخاف سارة التي استيقظت لتوها :
- هقتلك يا كلب هقققتتلللك !!!
بادله جلال الضرب الى ان فقد قوته ووقع على الارض ، نظر له و سرعان ما فزع عتدما وجد جاسر يخرج مسدسه ويصوبه نحوه !!
جاسر بهمس مخيف و عيون حمراء كالجحيم :
- حتى الموت كتير عليك يا *****.
ضيق جلا عيناه بخوف ثم اخرج سلاحه على غفلة من الاخر و اطلق النار على سارة لتصيب كتفها !! صاحت بألم و بكاء فطالعها جلال بفزع و ركض اليها قائلا بارتباك شديد :
- س..سارة.
لم تجب و بقيت تصرخ و كتفها ينزف بغزارة فتذكر مجددا منظر زوجته....
استغل جلال انشغاله و نهض ركض للخارج مع رجاله و شغلوا السيارة و انطلقوا بسرعة ، حمل جاسر سارة بين يديه و خرج مسرعا ركب سيارته و انطلق بها في اقصى سرعة وهو يزفر بسخط طالع سارة وجدها مغمى عليها فتنهد وحدث نفسه بندم :
- كل ده بسببي كنت هخسرك زي ماخسرت مراتي.
1
_________________
استيقظ على صوتها وهي تهمس برقة :
- اياد اصحى يلا.
فتح عيناه بكسل و تمتم وهو يعبث في شعره :
- اهو فوقت خلاص...صباح الخير.
لين وهي تخرج ملابسه من الدولاب :
- صباح النور قوم خود شاور انت اتأخرت ف النوم النهارده.
نهض بمضض و اخذ ملابسه منها دلف للحمام و استحم و خرج ، نزل للاسفل وجدها تضع الاطباق على السفرة فرسم على وجهه ابتسامة باهتة وهو يفكر طوال الفترة الماضية لم تحدث بينهم مشاجرة يعيشان في هدوء و استقرار هي تقوم بواجباتها كزوجة وهو يعاملها بلطافة احيانا و يتجاهلها احيانا اخرى لكن في كلتا الحالتين يحتار قلبه في موضوعها ايتعامل بشخصيته العاشقة لها ام بالشخصية القاسية التي صنعتها بيديها.
افاق من شروده على كلامها :
- اقعد عشان تفطر.
هز رأسه وجلس امامها بدآ بتناول الطعام كتى قالت بابتسامة :
- انت بتفكر ف ليه.
غمغم بجدية وهو ينهض :
- مش بفكر ف حاجة.
وقفت لين و امسكت ذراعه باستغراب :
- انت كويس.
اخذ نفسا عميقا يحاول السيطرة على انفعالاته فهذا التصنع بات يزعجه حقا...سحب ذراعه و صاح بحدة :
- وانتي مالك بيا متدخليش فحاجات مش بتخصك فاهمة !!
انتفضت منه بدهشة و ابتعدت عنه ركضت لغرفتها وجلست بغضب :
- هو فاكر نفسه ايه لما يجي فمزاجه يعاملني كويس و فجأة يقلب و يتحول لشخص عصبي ، تابعت ببكاء مرير :
- انا زهقت منه بجد والله زهقت .
نهضت و دلفت للحمام غير منتبهة ل اياد الذي كان يقف خلف الباب ضغط بيده على شعره و تمتم من بين اسنانه :
- انت واحد غبي بوظت كل حاجة !!
زفر بغيظ و غادر الفيلا وهو يلعن تحت انفاسه...
بعد مدة خرجت لين نزلت للاسفل لم تجده فقالت بحنق :
- احسن يارب ميجيش خالص مش عايزة اشوفه ، اخذت هاتفها و طلبت احد الارقام منتظرة الرد...
_________________
في القصر.
كانت سيليا جالسة مع زهرة و تتكلم معها.
زهرة بخوف :
- يا هانم انتي متأكدة من اللي هتعمليه.
اجابتها سيليا بحزم :
- ايوة متأكدة انا مبقيتش استحمل الحياة ف الحبس ده.
تمتمت بصوت خافت و هي تلتفت يمينا و شمالا خوفا من ان تسمعها احدى الخادمات :
- بس الهرب من القصر ده صعب لا ده مستحيل اللي بيدخل مبيخرجش وانتي عارفة الكلام ده.
سيليا بشيء من الانفعال :
- مليش دعوة انا مش خايفة لا منه ولا من قوانينه و اللي فدماغي بعمله.
- طب هتهربي ازاي.
قالتها زهرة فكادت سيليا تجيبها لكن صدع رنين هاتفها نظرت له وجدت اسم لين فنهضت و صعدت لغرفتها.
سيليا بابتسامة :
- الو لين حبيبتي ازيك.
ردت لين بنفس الابتسامة :
- الحمد لله تمام و انتي عاملة ايه سمعت ان الواطي جلال خطفك من اسبوع تقريبا.
تنهدت بحرارة وهي تتذكر :
- اه حصل اشتباك و رعد مكنش هنا و اللي اسمه جلال اخدني...انتي عارفة ان جلال ده يبقى اخو رعد.
قالت بإيجاب :
- اه ما انا قولتلك من قبل ان جلال ده يبقى عدو الشبح و اخوه كمان.....المهم مش انتي قولتيلي انك مخططة تهربي لسه على جنانك ولا...
قاطعتها بلؤم :
- طبعا لسه على رأيي انا قررت وخلاص.
لين بضحكة :
- طب بيني و بينك كده انتي هتعرفي تهربي يابنتي ده الشبح اللي حاكم المنطقة كلها و محدش قلدر عليه.
سيليا بعدم اكتراث مزيف :
- اممم بردو ههرب...بقولك انا شوفت واحدة كانت موجودة فبيت جلال اسمها سارة و قالتلي انك بتكوني صاحبتها.
لين بدهشة و ذهول :
- هو جاسر بعت سارة جاسوسة لجلال ؟! هههه والله مطلعش قليل ابدا.
تمتمت باستغراب :
- و جاسر ده يبقى مين كمان عضو ف العصابة السوداء ديه.
ضحكت لين بقوة على كلامها :
- اه ياختي جاسر و اياد و الشبح صحاب جدا.
سيليا بمكر :
- طب بما اننا جبنا سيرة اياد قوليلي انتي عاملة معاه ايه هااا.
لمعت عيناها وهي تبتسم بحزن :
- معرفش... احيانا بيعاملني كويس و احيانا بيفتكر انا عملت ايه و بحسه ندم على حنيته فبيقلب عليا تاني.
سيليا بمواساة :
- متزعليش و اصبري اللي حصل معاه مش سهل.
- طب انا كمان اللي حصلي مش سهل الانسان اللي كنت متجوزاه طلع حقير و بيخدعني و يستغلني عشان مصالحه و قدرت انساه بالعافية و يوم ما حبيت بجد اياد اتحول لوحش.
سيليا بمزاح :
- الحق علينا كان مالنا و مال الحب.
اجابتها الاخرى بغيظ :
- ابو الحب ع اللي عايز يحب اه و انا اللي كنت فاكرة اني هعيش قصة حب زي الافلام الزوج بيصحى بدري و يعمل الفطار لمراته و يقولها الايدين دول متخلقوش عشان المطبخ و بعدين يطلع يفسحها و يخلص اليوم بليلة رومانسية بينهم يااه.
انفجرت سيليا ضحكت عليها حتى ادمعت عيناها و اردفت :
- هههههه انتي مش معقولة و اصلا الحب ده بتاع الروايات مش بتاعنا مش بتاعنا.
لين وقد زمت شفتيها بتبرم :
- على رايك . مر الوقت و هما تتكلمان ثم اغلقتا الخط.
وقفت سيليا ووضعت يدها على بطنها و قالت بحسم :
- ههرب....بكره ههرب و ابقى وريني يا رعد هتمنعني ازاي.
_________________
خرج من غرفة سارة بعدما احضر لها الدكتورة و عقمت لها مكان الاصابة وقف في الشرفة و نسمات الهواء الباردة تلفح وجهه فتسير الرعشة في جسده بأكمله ، وضع يده على رأسه مكان الضربة و هنا نزلت دموعه بغزارة ليس بسبب المه الجسدي بل بسبب روحه التي تتعذب بقسوة اخرج قلادة ورد من جيبه و ابتسم باشتياق....
Flash back
( تأفأف بضيق وهو يترك الملف امامه و ينظر لها :
- ها يا ست ورد عايزة ايه.
مطت شفتيها بتذمر و هي تجلس على حجره :
- عايزة اديك حاجة حلوة بس انت مشغول.
جذبها جاسر من خصرها و همس بحب :
- و ايه هي الحاجة ديه يا وردتي.
ابتسمت بحماس و اخرجت من جيب فستانها قلادة ذهبية على شكل قلب فتحته لتظهر صورته و صورتها معا و تقول بلهفة :
- ايه رايك.
امسكها بين يديه و قد لمعت عيناه بعشق شديد قبل وجنتها و تمتم :
- حلوة جدا عشان صورتك موجودة عليها...انا بحبك يا ورد بحبك اوي.
ورد :- و انا بعشقك ، وضعت القلادة حول عنقه و ابتسمت برضا في حين قال جاسر بضيق :
-  ورد كده هتبين للناس كلها و يقولو جاسر الجندي لابس قلادة.
اجابته ببراءة :
- الله يا جسوري انت مالك بالناس المهم تفتكرني كل ما تشوفها..... )
Back
ابتسم بانكسار و هو يقبل صورتها هامسا :
- هفضل افتكرك طول حياتي و مش هنساكي ابدا...
بمجرد انهاء كلامه صدع صوت صراخ سارة من الداخل....صراخ جعله يعيش صدمة من نوع اخر فهرول نحوها راكضا !!!
ترى هل هناك حبا أو عشقا غير الذي أعرفه
واعيش نبضاته وحياته ولوعته وروعته منذ أن أحببتك ..
هل هناك حبا لا اشتياق فيه ولا حنين
حبا ليس فيه الم البعد ولا لهفة اللقاء والوصال
ولا لهفة عين لروية الحبيب .
كما اعيش كل ذلك منذ أن أحببتك ..
هل هناك حبا يختلف عن الحب الذي فنى كل وجودي
وغير كل تفاصيل حياتي
حتى أصبحت لا أرى سواك
ولا اسمع غير كلماتك
ولا اشتاق لغير عيناك
منذ أن أحببتك ..
إذن لماذا .... ؟ او ربما هناك بالفعل حبا ليس فيه كل ما ذكرت
ولكنني لا أعرفه ولم أسمع به بعد.
+
دلف مسرعا لغرفتها وجدها تنتفض برعب و تحاول النهوض فجلس بجوارها و همس :
- سارة.
نظرت له و كان وجهها مبللا من كثرة الدموع و فجأة و بدون مقدمات و لصدمته القت رأسها على صدره و امسكت قميصه وهي تهتف بصوت متقطع :
- ك...كنت هموت....كنت هموت يا جاسر هو اا...
قاطعها بتنهيدة حارة :
- شششش خلاص انتي ف أمان دلوقتي انا معاكي متخافيش.
شددت على حضنه و اغمضت عيناها كانت تشعر بأمان عجيب وهي في حضنه....امان لم تعشه منذ وفاة والدتها ، ابتسمت و قالت بخفوت :
- خلاص انا كويسة.
ابعدها عن حضنه و نظر لها :
- متأكدة...اقصد يعني متأكدة جدا.
سارة باستغراب :
- ها متأكدة بس ليه بتسأل كده.
ابتسم بتلاعب و اردف :
- عشان انتي بتعيطي و بتاخدي ف الاحضان و خايفة زي البنات.
جزت سارة على اسنانها ووكزته في كتفه بغيظ :
- انت رخم على فكرة و دمك يلطش.
- عارف يا برعي.
قالها بضحكة مستفزة و نهض غادر الغرفة فصرخت بغيظ :
- عاااا مستفز ، ابتسمت بحزن عليه فهي تدرك جيدا انه يحاول اخفاء جرحه وراء قناعه الزائف لقد سمعت جلال وهو يعترف بكل حقارة كيف قتل زوجته و طفلته بالتأكيد هذا الشخص لا يمت للانسانية بصلة.
مسحت دموعها و ضحكت فجأة عندما تذكرت كلام جاسر " خايفة زي البنات " فقالت :
- ههههه حتى انا مش مصدقة اني اتخليت عن شخصية البرعي لدقايق و عيطت قدامك بس مش عارفة ليه حسيت ب احساس غريب وانا فحضنك...بس كان احساس جميل.
ادركت ما تقوله فهزت رأسها يمينا و شمالا و نهرت نفسها بشدة :
- سارة ايه اللي بتقوليه ده ميصحش حتى لو اتعلقتي بيه بس متنسيش انه بيعشق مراته لحد دلوقتي.
_________________
بعدما غادر جاسر اتجه ل احدى المقرات التي تتم فيها صفقاتهم دلف لغرفة معينة ليجد اياد جالسا و ينظر للفراغ بشرود ، جلس بجانبه و تمتم بحدة :
- جلال قدر يهرب مني...كنت هقتله بس هرب ف اخر لحظة.
تنهد اياد بضيق :
- انتى هنخلص من موضوع ابن ال****** ده قرفلنا حياتنا.
في هذه اللحظة دخل رعد طالعهم و غمغم بجدية :
- ال ***** جلال ملوش اثر شكله طلع برا الاسكندرية.
زفر جاسر و صرخ بنفاذ صبر :
- الحيوان ده جاب اخره معايا هنلاقيه فين دلوقتي.
رعد بحدة وهو يجلس امامه :
- انت لو عرفتني قبل ما تروحله مكنتش هسيبه يهرب بس هقول ايه متسرع طول عمرك.
اياد بضحكة :
- على اساس انت اللي مش متسرع يا شبح يابني ده انا بخاف منك لما تتنرفز بتبقى عامل زي اسمك ههههه.
1
ضحك جاسر و لم يستطع رعد منع ابتسامة صغيرة من الظهور على وجهه فقال :
- مجانين والله ، نظر لساعة يده ثم نهض و قال :
- انا رايح و رجالتي هتابع موضوع جلال و هيلاقوه.
خرج و اتجه الى القصر بعد مدة وصل و صعد لجناحه وجد سيليا جالسة تقرأ احدى الروايات فحمحم لتنتبه له و اردف بتهكم :
- شايفك قاعدة و مريحة.
رفعت رأسها و اغلقت الكتاب بهدوء :
- امال اعمل ايه.
اقترب منها وهو ينظر لها بدقة اخافتها :
- انتي قولتي من اسبوع انك هتنزلي البيبي و لسه معملتيش كده اوعى تكوني فاكرة اني هنسى لا يا مدام انا صبري قليل فتعملي اللي انا عايزه والا هتصرف بنفسي.
سيليا بارتباك وهي تنهض واقفة :
- ده الموضوع اللي كنت هكلمك فيه...اانا بقيت مستعدة و هعمل اللي انت عايزه.
- امتى يعني.
هتف بها فتابعت :
- بعد يومين...هاخد موعد مع الدكتورة بعد اذنك طبعا.
مط شفتاه بعدم اكتراث و تمتم وهو يتجه للحمام :
- مش مهم طالما هنخلص من القصة اياها.
راقبته بغضب وهو يبتعد اصبحت اللن متيقنة من انه لن يتنازل عما يريده وهي ايضا لن تتنازل عن طفلها.
فجأة رن هاتفها برقم مجهول عقدت حاجباها بتعجب وهتفت :
- مين ده اللي بيرن عليا... الو.
جاءها صوت غريب :
- اهلا وسهلا ازيك يا حبيبتي.
- حبيبتي !! انت شكلك غلطان في الرقم.
ضحك بصوت عالي و تشدق ب :
- لا يا سيليا مش غلطان بس مكنتش متوقع انك هتنسي صوتي....انا جلال يا حبيبتي.
فتحت عيناها بصدمة وهي تردد :
- جلال ! انت جبت رقمي منين و اا...
قاطعها جلال بثقة :
- مش صعب احصل على رقمك المهم مش ده موضوعنا...انا عارف انك عايزة تهربي و هساعدك.
بلعت ريقها بارتباك و تمتمت بتلعثم :
- ااا...انت ع...عرفت ا..ازاي اني عايزة اهرب.
قالتها وهي تعتقد ان جلال يعلم بحملها فقال :
- ما انا بقولك متسألنيش بعرف ازاي انا على علم بكل حاجة.
نظرت سيليا لباب الحمام ثم خرجت من الغرفة و نزلت للمطبخ ، هتفت بهمس :
- انت ليه عايز تساعدني.
جلال :- اممم اعتبريها تحدي مع الشبح انا عايز اقهره و انتي هتكوني المستفادة.
صمتت لوهلة تفكر من الممكن ان يكون هذا فخ منه او حتى من الشبح ليوقعها . حمحمت و تمتمت بشيء من الحدة :
- انا مش محتاجة مساعدتك.
جلال بتهكم ساخر :
- ليه خايفة من زعل جوزك.
- اه.
قالتها بعدم مبالاة فأردف بمكر :
- و ياترى هتفضلي خايفة عليه كده لو عرفتي انه السبب ف الحادث اللي اتعرضتيله و اتعميتي 5 سنين .... !!
ليتها...
ليتها تمنحني بعض من الحب مما في قلبي لها لعل جذوة الشوق في قلبي تسكن انينها.
ليتها تضع يدها على قلبي لعل نار العشق ينطفي سريعا. 
ليتها تهمس في روحي بعض من همساتها
لعل الروح تكف عن شكوى حنينها.
ليتني ارتمي كطفل صغير في احضانها
لعل الروح تفيض مني بسلام فوق راحتيها.
صدمة جعلتها تفغر فاهها و تهمس بعدم استيعاب :
- ااا...انت ب..بتقول ايه.
اجابها بمكر و قد ادرك حجم صدمتها :
-اه زي ما بقولك رعد هو الشخص اللي خبطك بالعربية من 5 سنين و سابك مرمية ع الطريق و مفكرش يسأل فيكي حتى.
وضعت يدها على فمها بشك :
- طب و انت عرفت منين ؟ و حتى لو كلامك حقيقي ايه اللي عرفك انه سابني انا لما صحيت قالولي ان في حد جابني و اختفى.
حمحم جلال بكذب :
- اا...انا اللي وديتك المشفى لاني باليوم اياه رعد كان بيلحقني و وصلني معلومات انه خبط بنت و هرب ف انا كلفت واحد من رجالتي يسعفك يعني جوزك ده شخص مجرد من الانسانية تماما و اتجوزك لانك اتعميتي بسببه قال يعني يريح ضميره....المهم عرضي لسه موجود انا مستعد اساعدك ف الهروب.
لم يسمع ردا منها لأنها اغلقت الخط سريعا عندما وجدت زهرة تدخل للمطبخ عقدت حاجباها و قالت باستغراب :
- في حاجة يا هانم . مالك اتخضيتي لما شوفتيني ليه.
سيليا بتوتر شديد :
- ها...ل..لا مفيش حاجة احم جيت عشان اشرب ماية.
هزت رأسها بعدم اقتناع و اردفت بابتسامة :
- طيب.
بادلتها الابتسامة بتصنع و خرجت صعدت للجناح ووجدت رعد جالسا على السرير ينتظرها.
غمغم بجدية وهو يطالع ملامحها :
- كنتي فين.
- في المطبخ مع زهرة.
هز رأسه ثم وقف قائلا :
- يلا ننزل عشان نتعشى.
سيليا وهي تتجه للحمام :
- انزل انت و انا ثواني و الحقك.
دلفت و استندت على الباب و هنا نزلت دموعها بحرقة وهي تشهق بصوت مكتوم كل شيء بات الان واضحا رعد تزوجها من باب الشفقة تزوجها ليريح ضميره هي لم تكن سوى ذنب على عاتقه قرر مساعدتها و جلبها لقصره....كم تشعر الان بالاهانة اهو من دمرها ضاعت 5 سنين من عمرها في الظلام و حتى عندما دهسها لم يكلف نفسه بالاطمئنان عليها بل فر هاربا كأن حياة البشر لعبة بين يديه... سحقا لك.
مسحت دموعها بقوة ثم نظرت للهاتف لدقائق طلبت اخر رقم و عندما فتح الخط تمتمت بحسم :
- قبلت عرضك ، ساعدني اهرب و اخلص من السجن ده.
تنهد بعمق و لمعت عيناه بانتصار :
- طلعتي ذكية و بتعرفي تفكري.
هتفت سيليا بجدية تامة :
- بس هتعرف تعربني ازاي الشبح حط حراس جداد من اسبوعين و القصر كله متراقب كل اوضة فيها كاميرا الا الجناح بتاعنا و المطبخ ولو كشفني هيقتلني.
جلال بهدوء :
- سيبي كل ده ليا انا هتصرف...المهم اتعاملي مع الشبح عادي متبينيش انك متدايقة منه عشان ميشكش فحاجة.
اومأت بإيجاب و اردفت بصوت خافت :
- ماشي...سلام.
اغلقت الخط و خرجت نزلت للاسفل و جلست بجانب رعد على سفرة الطعام و بدأت بتناول طعامها...نظر لها رعد بشك و حدث نفسه :
- اكيد في حاجة بتحصل و انا مش عارفها...يا ترى مخبية عني ايه يا سيليا.
_________________
جالسة على الاريكة تنظر للتلفاز بشرود حتى سمعت صوت فتح الباب ابتسمت عندما وجدت اياد يدخل بعد ثواني و يقول :
- مساء الخير.
ردت عليه بصفاء :
- مساء النور.
جلس امامها و هتف بنبرة اقرب للمزاح :
- مالك كنتي قاعدة بتفكري ف ايه.
ضحكت عليه و تمتمت بتلاعب :
- حاجات سرية مينفعش تعرفها.
اياد بغمزة خبث :
- هو ايه اللي مبينفعش اعرفه بالضبط هااا.
اخفضت لين رأسها و قد احمرت وجنتيها بشدة و همست :
- انت قليل الادب على فكرة.
نهضت و كادت تذهب لكنه سحبها من يدها لتسقط على حجره شهقت بذهول و قالت :
- اياد انت بتعمل ايه !!
اياد وهو يحدجها بنظرات وقحة :
- فكري و قوليلي انا بعمل ايه.
ضحكت ووكزته في صدره بدلع :
- مفيش فايدة منك خالص.
لمعت عيناه لمعانا تعرفه جيدا مرر يده على وجنتها برقة و همس بحرارة :
- لين انتي حلوة اوي و انا مش بعرف اتحكم فنفسي لما اكون معاكي.
ابتسمت بخجل فنهض سريعا و حملها بين يديه اصعدها لغرفتهما و القاها على الفراش لتكون هذه الليلة واحدة من لياليهم المميزة الغامضة....و ربما الاخيرة !!!
7
_________________
في صباح اليوم الموالي.
استيقظت سيليا و نظرت بجانبها وجدت رعد نائما فتنهدت بقوة و تلمست وجهه ربما تكون هذه اخر مرة تراه فيها فاليوم هو يوم الوداع...
نهضت بحذر و دلفت للحمام استحمت و خرج و كادت تخرج لكن...لمحت جاكيته معلقا فاقتربت منه و ادخلت يدها في الجيب لتخرج من جوفه مسدس الشبح !!
ارتعدت يداها و عادت تخبئه لكنها توقفت فجأة و تمتمت :
- السلاح ده اكيد هينفعني.
انهت كلامها وهي تأخذه ثم ارتدت ملابسها و طالعت رعد بهدوء قائلة بابتسامة حزينة :
- الوداع يا رعد.
_________________
فتح عيماه على صوت في الاسفب نهض بسرعة و نزل ، دخل للمطبخ و صاح بحدة :
- انتي واقفة مع مين !!
انتفضت برعب و استدارت له بسرعة قائلة :
- بسم الله الرحمان الرحيم....في ايه يا اياد هكون واقفة مع مين يعني.
ابتسم بتهكم و التف ليغادر لكنها اوقفت بحدة :
- اياد انت كنت فلكر اني بكلم حد صح.
لم يجب عليها و تحرك ليغادر فأوقفته مجددا :
- اياااد انا بكلمك.
فقد اعصابه فنظر لها و صرخ :
- ايوة انا كنت فاكرك بتكلمي حد مش غريبة عنك يعني ومش هتفاجأ لو لقيتك واقفة مع اتنين حتى و اااا...
قطع كلامه عندما القت يدها على وجهه في صفعة قوية و قبل ان يصرخ عليها قالت في حدة شديدة :
- لو كنت راجل يا اياد طلقني دلوقتي.
نظر لها بدهشة و استمر الصمت لدقائق و قال بخفوت :
- انتي طالق يا لين....!!
أحببـتـك فوق الحــب مــرات
عشقت لحظاتـي معـك و الساعـــات
و غـرقنــا ســوياً فـي بحــور الأمنيـــات
فـلا تكتــب أحبـــكِ بحـروفٍ بلا نبـضـــات
بــل إجعلهــا نابضــة فـي كــل الكلمــــات ...!
سأقيــــد عقـلـك بأفكــاري ...
فإن أردت الرحيـل فإرحـل ... و إبتعـد عنـي ...!
ستعــود فــأنا علـــى يـقـيـــن ...
بأنك لن تجـد وطـن يشبــه أوطانـــــي
و لا طير يصدح فــي سمـاءك كأنغامــــي
و لا زهـــــــــور عطــــرة كـــأزهــــــــــاري
و لا أحــلام بيضــــاء ... كأحـلاااااامــــي ...!
دقيقة واحدة كانت كمهلة لها لتجمع شجاعتها و تغادر الغرفة بعد وداعها له و هو نائم...!! نظرت لساعة يدها وجدتها 5 صباحا فأخذت نفسا عميقا و حدثت نفسها :
- تستطيعين فعلها !! غادرت الجناح مسرعة كان القصر عاتم لا يسمع فيه صوت رن هاتفها بوصول رسالة ففتحتها " اطلعي من الباب الخلفي هتلاقي واحد من رجالتي مستنيكي وهو هيطلعك من القصر.
بلعت ريقها بارتباك و فجأة شعرت بيد توضع على كتفها فشهقت بصوت مكتوم و نظرت لصاحب اليد لتجد احدى الخادمات ، حمحمت بتوتر و هتفت :
- انتي... انتي بتعملي ايه هنا.
الخادمة و تدعى " جميلة " بسماجة :
- بعمل اللي انتي بتخططيله...اقصد السيد جلال بعتني ليكي و هساعدك تطلعي.
تشدقت سيليا بذهول :
- يعني انتي جاسوسة لجلال ؟! ااه عشان كده هو عرف بكل المعلومات ديه.
هتفت بها و قد بدأت تتراجع عن مخططها و تفكر في رعد و كيف سيكون موقفه عندما يعلم بأنها على اتفاق مع اكبر اعدائه فقالت جميلة باستعجال :
- يلا يا هانم مفيش وقالت لازم نطلع بسرعة احسن حد ياخد باله مننا.
سيليا بتردد :
- بس اا...تمام يلا.
مشت معها في احدى الاروقة و بعد دقائق وصلا للباب الخلفي خرجت منه سيليا لتجد رجلا ملثما يقف امامها...تراجعت للخلف فغمغم بصوت غليظ :
- متخافيش يا هانم انا من رجالة جلال باشا.
سيليا ببعض الخوف :
- احم ماشي...ممكن اعرف هتوديني على فين لما اطلع.
لف بأنظاره يمينا و شمالا يتأكد من عدم وجود احد و اردف :
- هوديكي لسيدنا و اا....
قاطعته بدهشة وقد ابتعدت عنه :
- اييه توديني ليه! انا كنت متفقة معاه على اساس انه بس يطلعني وانا اهتم بالباقي.
ادرك الرجل تسرعه و انجرافه في الكلام فتشدق ب :
- ايوة فعلا لسه ع الاتفاق بس لازم يطمن عليكي الاول.
لم تجب عليه و اطرقت راسها للارض تفكر فهتف الاخر :
- يلا يا هانم.
و بالفعل تحركت معه بخطوات بطيئة و بعد مدة من محاولتهما لعدم جذب انتباه الحراس كانا يقفان في الشارع تحركا نحو تلك السيارة السوداء وقبل ان تركبها هزت رأسها بنفي فجأة و هي تردد بحزم :
- انا مش هروح معاك لحته.
نظر لها الرجل بشيء من الحدة :
- ليه يا هانم في حاجة.
طالعته سيليا و قالت بجدية :
- قول لسيدك اني مش ههرب من جوزي و لا هتفق معاك على حاجة فاهم.
و بالفعل استدارت لتعود فقضب ملامحه وهو يتذكر كلام سيده " عايزك تجيبها لازم تطلعها وتجيبهالي والا هتموت " ، مرر يده على فكه بابتسامة خبث و اقترب منها بسرعة البرق امسكها من خصرها فانتفضت و كادت تصرخ لكنه دفع رأسها ليصطدم بأحد الجدران و تفقد وعيها !! حملها و اخذها لسيارته وضعها فيها و انطلق....نحو مصير صنعته هي بنفسها....!!!
_________________
وقفت متصنمة كالحجر وهي تطالعه بصدمة و دموعها تأخذ مجراها...لقد طلقها حررها من عصمته لم يعد زوجها الان...ضاع كل شيء في لحظة و كلمة منه جعلت الذي بينهما انفصال !! ابتسمت بسخرية و همست بكبرياء :
- شكرا يا اياد...شكرا عشان حررتني من العلاقة اللي خانقاني ديه.
حدجها باستغراب ثم سرعان ما بادلها الابتسامة و حدث نفسه " الان ظهرت على حقيقتها و اعترافها بحبها له مزيف والا لما كانت سعيدة بطلاقها "
ابعد عيناه عنها و استدار ليغمغم بصوت قاتم :
- الف مبروك ان شاء الله تلاقي اللي يسعدك.
اجابته بغضب و تحدي :
- مش محتاجة لاني الاقي حد طالما اللي بحبه موجود ، قالت جملتها و اتجهت لتصعد لغرفتها لكنه اوقفها بكلامه :
- هتعملي ايه.
- هجيب حاجاتي و اطلع طبعا مش مضطرة اقعد ف المكان ده.
هتف اياد بحدة :
- مش هسيبك تطلعي ف الوقت ده يا هانم انا راجل مش كيس جوافة ، انهى كلامه و هو يتجه للباب فتح و خرج و اوصده بالمفتاح و هنا سقطت على الارض بصدمة هامسة :
- طلقني ! طلقني بكل بساطة انا طلعت ولا حاجة بالنسباله قالي انتي طالق و مفكرش فيا خالص . تابعت بصراخ هستيري و هي تلقي بكل ما تمسكه يداها :
- حقيييير حقير و مبتستاهلش حبي ليك انا بكرهك يا اياد بكرهك بـــــكرهـــــــك !!!
وضعت يدها على وجهها و اجهشت في البكاء لاعنة قلبها الذي يلقي بها في الهلاك دائما احبت شخصا حقيرا و خدعها و استغلها و بعدما استطاعت نسيانه و حب رجل اخر عذبها ولم يعطي لها الفرصة للدفاع عن نفسها تزوجها و امتلك جسدها بالقوة ضربها و اهانها و جعلها خادمة له حتى جلال لم يفعل هذا بها تحملت من اجله الكثير على امل ان يسامحها و يعود لسابق عهده تمنت ان يشعر بها و بحبها رغم اذيته لها....و في النهاية طلقها ببساطة !!
لين بخفوت وهي تحدق بدبلته على اصبعها :
- اسوء غلطة ارتكبتها هي اني حبيتك....و انت طلعت مبتستاهلش حبي ليك خالص...
_________________
اما اياد فبمجرد خروجه ضرب بقبضته على الحائط بقوة و هرول لسيارته انطلق بها و توجه لمكان معزول نسبيا وهنا صرخ قلبه بغضب :
- ليييه ليييه طلقتها ليه عملت كده !!
العقل بمكر :
- مش كنت متجوزها انتقام عشان تذلها و اهو حققته و عذبتها جدا ليه بقى انت زعلان دلوقتي.
القلب بذهول منه :
- ازاي تقدر تقول كده لين هيحصلها ايه بعد ما اطلقت.
العقل بتهرب :
- و احنا مالنا بيها واصلا هتاخد اللي تعوزه انا مش مهتم بيها.
القلب بسخرية :
- انت غبي و من لما ابتديت اسمعلك خسرت حاجات عزيزة عليا.
وضع اياد يده على رأسه و ضغط عليه بقوة :
- بس بقى كفاية كده هي اختارت البعد هي اللي قالت طلقني و انا نفذت طلبها ، زفر بضيق و اخذ هاتفه طاب رقم رعد ووجده مغلق فاتصل بجاسر و طلب قدومه...
بعد نصف ساعة كان جاسر يجلس بجانبه و يقول له بتعجب :
- في ايه يا اياد مالك مدايق كده.
- انا طلقت لين.
هتف بها في شرود فصاح جاسر بغضب و دهشة :
- اييه !! طلقتها ليه ؟ مش انت بتحبها.
فقد اياد هدوءه فصرخ هو الاخر :
- ايوة بحبها بس مش قادر اثق فيها فكل مرة برجع اشك فيها مش هقدر اعيش معاها و انا عارف انها بتحب غيري.
جاسر بسخرية حادة :
- متأكد انها بتحب غيرك....يا غبي لو كانت لسه بتحب جلال مكنتش استحملت معاملتك ليها مكنتش انتحرت لما اوهمتها بأنك على علاقة ببنت تانية مكنتش هتحاول ترجعك ليها مراتك بتحبك و انت ضيعت حبك ب ايدك.... انا بتمنى حبيبتي ترجعلي بس يوم عشان اشوفها و اكلمها و احس بيها و انت مش هتقدر الحب ده غير لما تخسرها . او اقولك انت خسرتها بجد.
قال جملته الاخيرة وهو يفتح باب السيارة و يخرج تاركا اياد يحدق في الاشيء و يفكر في كلام صديقه...
اما جاسر عندما خرج عادت ذكرياته للماضي...
Flash back
( احتضنها بقوة و همس :
- ورد انا بحبك...بحبك لدرجة اني بنسى كل حاجة لما اكون معاكي انتي الوحيدة اللي بتخلي شخصية جاسر الحقيقية تظهر من لما شوفتك اول مرة في الميتم مع الاطفال سحرتيني عيونك ضحكتك تصرفاتك الشقية و الطفولية قلبك البريئ خلوني اتحول لعاشق عايش عشانك.
ابتسمت ورد و وضعت يدها على صدره العاري و هتفت برقة :
- صدقني انا بحمد ربنا كل يوم عشان رزقني بيك اوعدك يا جسورتي اني هحافظ على قلبك طول ما انا عايشة و مش هبطل احبك غير لما اموت حتى بعد ما اموت ه...
فزع من كلامها فشدد على احتضانها و تشدق بحدة :
- اوعى تقولي كده تاني انتي لو سبتيني هموت من بعدك مش بقدر استحمل فكرة انك تبعدي عني.
اجابته بابتسامة واهنة :
- بس الموت حق يا حبيبي.
اغمض عيناه و القى برأسه في عنقها ليتكلم بصوت مخنوق :
- بلاش الكلام ده ارجوكي يا ورد.
هزت رأسها و قبلت وجنته بحب فابتسم و رفع الغطاء على جسديهما ليناما في حضن بعضهما البعض...)
Back
تنهد بحرقة و تمتم بنبرة مختنقة :
- للاسف الموت خطفك مني يا وردتي سبتيني لوحدي كل يوم بعيط و انا واخد صورتك فحضني ياريت الايام ترجع مكنتش هسمحلك تطلعي من الفيلا لوحدك و ال***** يقتلك ب ابشع الطرق....بس و غلاوتك عندي لأنتقملك و زي ما حرق قلبي عليكي و على بنتي هحرقه عايش  وعد مني...
_________________
استيقظ رعد و نظر بجانبه وجد المكان فارغا ابتسم وهو يتذكر حلمه...لقد حلم بوالدته تحتضنه و تضحك معه و تبادله الكلام مثل اي ام و ابنها و عندما اخبرها برفضه للاطفال نظرت له بعتاب و قالت :
- ليه كده يا حبيبي الولاد نعمة من ربنا ليه ترفضها و تحرق قلب ام بسبب حاجات من الماضي.
رعد بحزن :
- ماما انا خايف الولد يعيش اللي انا عشته خايف يتعرض للظلم و يتعذب زي ما عذبوني.
فيروز بحنان :
- بس انت هتكون معاه صح و هتحميه.
نفى برأسه مجيبا :
- انا مش ضامن حياتي اصلا و مش عارف اللي هيحصل مستقبلا احنا فشغلنا ده ممنوع نحب او نتعلق بحد عشان ميكونش نقطة ضعف بالنسبالنا كفاية اني اتجوزت سيليا و بقت فخطر دائم بسببي.
ابتسمت فيروز و اردفت :
- انت حبيتها يا رعد ؟
صمت لوهلة مصدوما من كلامها ثم استعاد نفسه سريعا و قال :
- الشبح مش بيحب يا ماما.
فيروز :- ايوة الشبح مش بيحب بس رعد بيحب و بيعشق كمان....ها جاوبني انت حبيت سيليا.
تقوست شفتاه بابتسامة جميلة مجيبا اياها :
- ايوة حبيتها...حبيتها و هفضل احبها طول عمري.
ضحكت بسعادة و قالت :
- طالما بتحبها ليه بتعذبها كده...انسى يا رعد اللي حصل زمان مش هيحصل تاني عيش مع مراتك و ابنك و اديهم الحب اللي بيستحقوه محدش يستاهل تضيع حاضرك و مستقبلك عشانه اوعدني انك هتحافظ على سيليا و على ابنك اللي جاي.
نز رأسه ببطئ و اردف :
- بوعدك يا ماما......
افاق من شروده و حدث نفسه :
- عمري ما فكرت اني هقدر احب زي غيري قلبي اللي كان عايش في الظلمة اتحرر اخيرا....اسف يا سيليا على اغلاطي معاكي اوعدك هعوضك عن كل اللي عشتيه بسببي هتغلب على نفسي و انسى الماضي و اعيش للحاضر و المستقبل.
نهض من سريره و دلف للحمام استحم و غير ملابسه وخرج ولم يجدها في الغرفة نزل للاسفل و نادى زهرة و سألها عنها لتقول بارتباك :
- هي...هي احم اا...
قاطعها بحدة :
- ما تنطفي بقى مش هقعد استناكي سيليا فين في المطبخ صح.
هزت رأسها نفيا وقد ادركت انها نفذت ما قالته و هربت فصرخ بعصبية :
- افهم ايييه من كلامك ده !!
انتفضت بخضة و اجابته ببكاء :
- بتوقع...بتوقع انها نفذت اللي قالته ووو...
صمتت فهتف بتوجس :
- و ايه ؟؟
بلعت ريقها وهي تنظر لملامحه المخيفة و اجابت :
- و هربت من القصر....!!!
ينهال طيفك عليّ طرقاً
تدمع عينيّ
كم يؤلمني كثيراً نصف
الرحيل
يؤلمني أكثر نصف
اللقاء
فتلك المنطقة الرمادية
التي جعلتني فيها
لا أعلم هل تغدو بيضاء
فأنا لا أرضى نصف
حبِّ
لا أرضى نصف لقاء
لا أحب مكانك في المنتصف
إما معي وبريق عينيك يلقى
في عينيّ صداه
وإما بريق عينيك يطفئ
عينيّ
وينتهي نصف الموقف
وينتهي نصف الحب.
فتحت عيناها و هي تضع يدها على رأسها و تتأوه بألم نظرت حولها و همست بارهاق :
- انا فين...رعد.
- ههههه مفيش رعد ياحبيبتي هنا في جلال...بس جلال.
كان هذا صوته الذي تمقته سيليا بشدة انتفضت جالسة و صاحت برعب :
- انت...جايبني على فين....رر..رعد مش هيرحمك يا جلال.
ضحك بقوة ليردف بعبث :
- انتي ليه عاملة نفسك غبية و مبتفهميش انتي مع جلال يعني في مكان مستحيل حد يوصله ثم رعد هيعملي ايه ؟ انتي هربتي معايا بارادتك.
صرخت بحدة وهي تمسكه من ياقة قميصه :
- انا مجيتش ب ارادتي انت اللي خطفتني يا حيوان !! ااااه.
تأوهت بوجع عندما دفعها على السرير بقوة مال عليها و امسك ذراعها يجذبها نحوه ليهمس بشر :
- مين اللي هيصدقك ها الخادمة اللي في القصر شاهدة على اتفاقك معايا و حتى زهرة كانت عارفة انك بتخططي للهرب ههههه اقولك على سر كمان . مرر يده على وجهها و تابع بخبث :
- و القصر مليان كاميرات مراقبة رعد هيعرف انك هربتي معايا و هيبقى مسخرة.
قهقه بقوة و ابتعد عنها وهو يردد بصوت عالي و يحرك يده في الهواء بطريقة مسرحية :
- Ladies and gentlemen اقدملكم خبر الموسم مرات رجل الاعمال رعد السيوفي او بنقول مرات الشبح سيليا السيوفي هربت مع حبيبها بالسر جلال ألد اعداء جوزها و المعلومات اللي وصلتلنا بتأكد انها كانت على علاقة غير شرعية و حملت من حبيبها غشان كده هربت خوفا من الفضيحة شكرا شكرا شكرا هههههههه......ايه رايك ؟
نظرت له سيليا بصدمة و دموع وهي تهز رأسها بنفي متمتمة :
- كدب...ااا...انت كداب انا بحب جوزي و....
قاطعها جلال بضحكة قذرة و اشار بيده عليها و عليه قائلا :
- انتي عارفة ان ده كدب و انا عارف ان مش ديه الحقيقة بس رعد و الخدم و خادمتك الخاصة زهرة مفكرين اننا...احم انتي فاهمة انا بقصد ايه.
وضعت يديها على اذنها و تشدقت ببكاء حار :
- لاااا رعد هيساعدني و يقتلك...سيبني اروح حرام عليك.
تمتم بتهكم ساخر :
- هههه حرام ؟! و كان فين الحرام لما اتفقتي مع عدو جوزك عليه و فين كانت ثقتك فرعد لما صدقتي كلامي و مشيتي معايا جاية تلعبي عليا دور الشريفة دلوقتي ، امممم يا ترى هيكون شعور الشبح ازاي لما يعرف حقيقتك تصدقي صعبان عليا انا خدت منه طفولته و خدت منه حنان الاب و الام و يا سبحان الله شاء القدر اني اخطف مراته منه كمان يااااه على القهر اللي رعد هيعيشه.
غادر الغرفة بعد القاء كلامه الاذع عليها وضعت يدها على فمها و قد ادركت انها لم تخطئ ابدا....بل انها اجرمت...اجرمت في حق زوجها لم تتفهم انه يعاني من مشاكل نفسية منذ صغره و لم يكن من السهل نسيانها.....كان يجب عليها محاولة اقناعه اكثر من مرة لكنها بكل غباء تخلت عنه في اشد احتياجاته لها لم تتفهم سبب تصرفاته و الان بسببها قدمت لذلك الحقير فرصة ليؤذي زوجها اكثر... و مابالك بشعور رجل خانته زوجته !!
همست بصوت مخنوق و هي تضم جسدها :
- اا...انا اسفة يا رعد سامحني متتخلاش عني ارجوك انا مش هقدر اعيش من غيرك تعال ساعدني ، وقفت فجأة و هرعت للباب وجدته موصدا من الخارج فهمست بشرود و كأنها تقنع نفسها بشيء لن يحدث :
- رعد هيجي...مش هيصدق اي كلمة وحشة اتقالت عليا هو بيثق فيا اه انا هرضى بعقابه بس يجي و ياخدني من المكان ده...
_________________
يقف جميعهم في صف واحد و ارجلهم تكاد تخونهم و يقعون على الارض...كان يمر عليهم ذهابا و ايابا يضع يده في جيب بنطاله و اليد الاخرى تمسك مسدسه رفع عيناه الحمراوتان لهم و همس ببحة مخيفة كحفيف الافعى :
- مين رئيس الحرس.
نطق احدهم بارتباك :
- اا...انا حضرتك.
هز رأسه ببطئ و تابع و قد اكتسى البرود ملامحه :
- تقدر تقولي كام مرة غلطت و انا سامحتك ولا مش عارف تعدهم...ماشي انا هقولك من شهور ال**** جلال و عصابته اقتحموا القصر و لولا اني جيت ف اخر لحظة كانوا هيقتلوا الكل تاني مرة جلال رجع اقتحم القصر و خطف واحدة منه و انا حذرتكم و قلت مش عايز اي غلط صح ولا لأ.
رئيس الحراس وهو يقول برعب كبير :
- ايوة صح حضرتك بس ااا....
قاطعه بصراخ هز ارجاء القصر وهو يطلق النار لتصيب ركبته :
- بس اييييييييه هاااااا اييييه كنتو فين يا ***** انت وهو لما الزبالة ديه هربت من القصر كنتو فييين لما قدرت تطلع رغم وجود اكتر من 20 واحد بيحرسو جوانب القصر كلها !!
كان الاخر يكتم صراخه بسبب اصابة ركبته و البقية ينظرون له بتوتر ينتظرون مصيرهم المماثل لرئيسهم ، في حين وجه رعد سلاحه نحوهم قائلا بغضب و حقد :
- انتو بقى هتشوفو حاجات تانية هتتمنو الموت فكل لحظة من العذاب اللي هتدوقوه..... انتو فين يا بهايم !!!
صرخ بها في حدة ليتقدموا منه حراس القبو و ينحنوا له باحترام فقال الشبح بجمود :
- ودوهم القبو عايز اسمع صويتهم و رئيس الحرس ده معاهم.. يلا.
ارتفعت الصرخات الناطقة بطلب المغفرة لكنه في تلك اللحظة كان ينظر لهم بازدراء يحاول التماسك و التغلب على قلبه الذي يؤلمه للغاية..... وجه نظره للخادمات و بالاخص لزهرة و قال :
- انتي الحقيني على مكتبي.
زهرة بتلعثم :
- امرك سيدنا ، و بالفعل كانت تمشي وراءه بخطوات مرتعشة جلس على مكتبه و غمغم بابتسامة اثارت الخوف بداخلها :
- احكيلي بقى القصة من الأول ومش عايز تنسي اي حاجة واضح.
اومأت بسرعة و بدأت بسرد كل ماحدث بداية من طلب سيليا منها تدبير خطة محكمة للهروب و منع زهرة لها ثم الاتصال الذي جاءها من احدهم و قرارها الفرار معه و عدم اخبار سيليا لها بشيء خوفا من ان تجبر على قول الحقيقة . انهت كلامها و رفعت رأسها له بتردد لتصدم بنظرة الانكسار التي رأتها في عينيه لاول مرة ! بدى و كأنه يحاول السيطرة على انفعالاته ولم يستطع فظهر شبح ابتسامة متهكمة على شفتيه.....
و اخيرا هتف وهو يمرر يده على شعره بقوة :
- اها يعني الهانم مخططة من زمان اممم ممتاز فعلا....زهرة جيبيلي الاب اللي هناك.
تحركت وهي مذهولة من تصرفاته الغير طبيعية كانت تتوقع انفجاره فيها كالبركان لكنه يتعامل بهدوء تام ، فتح الاب و دخل لتسجيلات الكاميرا شغل عدة اشرطة لم يظهر فيها شيء حمل اخر شريط و ادخله...لتظهر سيليا في الساعة 5 صباحا تخرج من الجناح و تسير بحذر في احدى الاروقة نظرت لهاتفها و قرأت شيئا ما ثم ظهرت خادمة اخرى - جميلة - و اخذتها للباب الخلفي خرجت سيليا بينما عادت الاخرى لهدوء و كأن شيئا لم يكن....مرر رعد اصبعه على ذقنه و غمغم بابتسامة  :
- للاسف الكاميرات مش بتسجل الاصوات والا كنا سمعنا بتتكلم معاها ف ايه.... مش شايفة ان كل حاجة لصالحها يا زهرة.
1
اومأت زهرة و قد ايقنت انه جن تماما من تصرفاته العابثة و تمتمت بخفوت :
- حضرتك ال...الخادمة ديه اسمها جميلة و ااا...
قاطعها بنبرة شيطانية و قد اختفت ابتسامته المزيفة :
- جيبيها فورا.
بعد دقائق كانت المدعوة بجميلة واقعة على الارض اثر الضرب الذي تعرضت له من رجال رعد اشار لهم بالمغادرة فانصرفوا على الفور و قال بحدة :
- ها دلوقتي هتقوليلي مين اللي بعتك ولا...
تشدقت جميلة ببكاء و رعب :
- سامحني يا باشا انا عبدة المأمورة و بنفذ الاوامر اللي بتجيلي سامحني.
اجابها وهو يرخي ظهره على الكرسي :
- ميين اللي بعتك.
- ج...جلال باشا.
لحظات صمت مرة اثارت عدة مشاعر فيه و في زهرة صدمة و ذهول منه و خوف و قلق من الاخرى على سيدتها و هاهي للمرة الثانية تلاحظ نظرة الانكسار في عينيه . اخفضت رأسها بخزي و حدثت نفسها :
- ليه تعملي فنفسك كده يا سيليا ليه ازاي تثقي فعدو جوزك و انتي عارفة كويس اذاه قد ايه اااه منك.
بينما الاخر كان ينظر في الاشيء تلك الكلمات الصغيرة قضت عليه و دمرته تماما...طالع الخادمة بجمود و نادى احد رجاله ليهمس ببطئ :
- اقتلوها.
انتفضت زهرة بينما صرخت جميلة و ركضت له تقبل قدماه و تصيح ببكاء :
- و النبي يا سيدنا سامحني اسفة اا...
قاطعها بصراخ حاد :
- خدها من وشي يلااااا !!!
و بالفعل اخذها الحارس غير آبه بصراخها و توسلاتها نقل نظراته لزهرة ثم و بلحظة كان يدفعها للحائط و ينقض على عنقها يخنقها و يردد بجنون :
- ليه معرفتينيش باللي كانت مخططاله.....انطقي ليه.
زهرة باختناق و دموع :
- م...متوقعتش انها تعمل كده فعلا كنت لسه هعرفك بس قولت انها هتتراجع ف ليه...اا..اعمل مشاكل بينكو...ر..رر..رعد باشا اا...انا بختنق.
ابعد يداه عنها و تمتم :
- اطلعي يلا.
هرولت راكضة للخارج تاركة اياه يضحك بسخرية على نفسها طالع وجهه في المرآة و قهقه بقوة على نفسه :
- رعد السيوفي مبروك على اكبر خدعة اتعرضتلها فحياتك بجد بهنيك....ههههه مراتي اتفقت مع اخويا وهربت معاه ب ابني طول الوقت كانت بتخدعني و تنيمني على وداني ياااه يا جلال انت ب ايدك قضيت على اخر حاجة حلوة فحياتي برفعلك القبعة.
لم تكن تصرفاته طبيعية....يبتسم و يضحك ثم يعود لعبوسه ليضحك مجددا.....ااه منك ايها القلب هذا جزاء من يتبعك عاش طوال حياته في الظلام ولم يتمكن منه احد و عندما جازف و اعطى لقلبه الحرية استيقظ على صدمة كسرته...كسرت الانسان المتحجر كسرت روح العاشق....كسر من حبيبته !!!
4
_________________
تأفأفت بملل و نهضت من فراشها خرجت لتجد جاسر جالسا على الاريكة فقالت :
- صباح الخير.
غمغم بعدم اكتراث وهو يقرأ الجريدة فمطت سارة شفتها بامتعاض و هتفت بصوت خافت :
- قليل ذوق.
جاسر بحدة ممزوجة بالسخرية :
- انا سامعك على فكرة ومش هرد عليكي عشان مش فاضي.
جلست امامه و اردفت باستفزاز :
- يا مااامي انا خايفة اوي.
التزمت الصمت عتدما رفع رأسه و حدجها بحدة مخيفة حمحمت بتوتر و تشدقت ب :
- هو عصام فين يا باشا مشوفتوش من لما اتخطفت.
اجابها بصوت قاتم :
- موجود و فأمان.
- متأكد انه كويس ؟ انا عايزة اطمن عليه.
جز جاسر على اسنانه بغيظ :
- خايفة عليه اوي حضرتك.
رفعت احدى حاجبيها بتعجب ثم ماللثت ان ابتسمت بخجل مصطنع :
- ااه اصل...احم عصام ساعدني كتير و مجاتليش الفرصة اتشكره و ااا...
لم تكمل كلامها لأنه نهض و قال بغضب غير مبرر :
- متخافيش عليه هو كويس و عمتا هتشكره نيابة عنك يا انسة سارة.
قال اخر كلماته و غادر في حين فتحت عيناها بدهشة منه :
- هو ماله اتعصب كده ليه هههه اللي بيسمعه يقول غيران هه مش مهم.
اخذت هاتفها و اجرت اتصالا لتردد بحنق بعد دقائق :
- زي العادة لين قافلة تلفونها انا مش عارفة ليه حاطاه اصلا طالما مبتستعملوش اووف منك.
_________________
في المساء.
توقف اياد بسيارته امام فيلته فتح الباب و دلف ليجد لين تجلس في الصالون تنتظره و عندما رأته نهضت و رددت بحدة :
- ليه قفلت الباب و سبتني لحد الليل هنا هطلع ازاي ف الوقت ده.
اياد ببرود متجاهلا كلامها :
- ومين قالك انك هتطلعي...انتي لا هتطلعي دلوقتي ولا بكرة ولا بعد سنة حتى.
صاحت لين بنفاذ صبر و غضب :
- ايه معنى كلامك ده هاا مش انت طلقتني عايز اييه اا...
قاطعها بابتسامة عابثة :
- رديتك...يعني انتي لسه مراتي يا لينو.
لحظات من الدهشة مرت قبل ان تتقدم نحوه و تضرب صدره بقوة :
- ردييتني !! ليه انا لعبة ف ايدك تطلقني امتى ما تعوز و تردني امتى ما تعوز هو امممم...
و لثاني مرة لم تكمل كلامها بسبب ابتلاعه وسط شفتيه وهو يقبلها بنهم و رغبة عارمة رفعت يديها لتبعده لكنه قبض عليهما بيد واحدة و تابع تقبيلها...
بعد دقائق ابتعد نرغما عندما شعر بحاجتها للهواء مد يده يمسك خصلات شعره يجذبها نحوه و يسند جبينه على جبينها ، و يهمس بعشق جارف :
- انا رديتك عشان عرفت اني لسه بحبك....بحبك و مش هسيبك تبعدي عني....!!!
ترى بماذا يشعر الورد عندما يتم قطفه بيد من يرعاه ؟
ماذا لو كان يظن ان الساقي هو والده ؟!!
و عندما اقترب منه ليلمسه فرح ظنا منه انه سيلقى احتضانا منه....لكنه يستيقظ على حقيقة ان من احبه...غدره و بكل قسوة !!...
في صباح اليوم التالي.
كان رعد في سيارته عندما رن هاتفه فتح الخط مغمغما بصلابة :
- في جديد.
رد عليه الاخر بثقة :
- عندي ليك اخبار هتسعدك يا باشا انا قدرت اعرف المنطقة اللي جلال موجود فيها بس...
رعد بحدة :
- بس ايه !!
- لسه مقدرتش احدد هو قاعد فين بالضبط فيلا ولا اوتيل بس اول ما اعرف هبلغ حضرتك.
ابتسم رعد بشر و تمتم :
- برافو عليك . عايز المكان يتحدد قبل ما اليوم ده يخلص واضح.
اغلق الخط و حدث نفسه بمكر :
- وكده بتقدر تقول اني لقيتك و هلاقي مراتي المصون بردو و والله لأوريكم النجوم فعز الظهر هدفعك التمن غالي يا سيليا مش هرحمك لا انتي ولا الكلب جلال لان اكبر غلطة عملتها فحياتي اني حبيتك...وثقت فيكي و حكيتلك على الماضي بتاعي و انتي بدل ما تتفهمي موقفي هربتي و مع مين ؟ مع اللي كان سبب عذابي و انا صغير ماشي يا سيليا انتي دلوقتي مبقيتيش تهميني بس لو ابني اتأذى هقتلك و ارميكي زيك زي اي خاين.
تابع قيادته و هو يحدق في الطريق بعينين مظلمتين و مقتطفات من طفولته المؤلمة تعود له من جديد.....
________________________
في فيلا اياد المنشاوي.
استيقظت لين بكسل و نظرت بجوارها وجدت اياد نائما فتنهدت بغيظ وحدثت نفسها :
- نايم ولا كأنه طير النوم من عنيا بسبب افعاله باااارد.
نهضت جالسة و نزلت للاسفل اعدت الافطار و بينما هي ترص الاطباق شعرت بجسده يحتضنها من الخلف و ينحني ليقبلها من وجنتها و يهمس :
- صباح الفراولة يا حبيبتي.
ابعدته عنها و قالت بجمود :
- ياريت تبطل الكلام اللي ملوش معنى ده و تقعد تفطر و بسرعة لو سمحت مش هعقد استنى سعاتك كتير.
اياد باعجاب وهو يخرج الهواء من فمه :
- أووو شرسة ، جلس على سفرة الطعام و تابع بابتسامة :
- مش هتقعدي انتي كمان.
و بالفعل جلست بجانبه و بدأت تناول طعامها دون ان تعيره اهتماما بينما هو ينظر لها و يضحك باستفزاز حتى قالت بنفاذ صبر :
- انت ليه بتبصلي و تضحك كده !!
اجابها مقهقها :
- وهو الضحك بقى ممنوع في البيت ده.
وقفت بقوة و هتفت :
- زانا مين عشان امنعه ده بيتك وانت حر فيه.
وقف اياد ايضا و امسك يدها قائلا بحدة :
- و بيتك كمان وانتي مراتي.
- انا مش مرااااتك !!
صاحت بها وهي تدفع يده بعيدا جز على اسنانه و رفع يده ليمسكها ثانية لكنها شهقت بخوف و اخفت وجهها عنه معتقدة انه سيضربها !! نظر لها اياد بحزن وهمس :
- ليه خايفة كده انا مش هضربك.
ابعدت يديها عن وجهها و ردت بكسرة :
- خايفة لاني اتعودت ع ضربك ليا على اتفه سبب....خايفة لاني مش هقدر اعيش مع راجل كل همه يثبت انه مش أقل من حد تاني....انا خايفة من وحشيتك يا اياد.
اغمض عيناه بألم ولم يعلق فتحركت لتذهب لكنه امسك يدها و وضع السكين فيها ووجهه نحوه صدره وهو يصرخ بأعلى صوته :
- يبقى اقتليني مدام انتي شايفاني بالشر ده اقتليني و اخلصي مني !!
لين بخوف وهي تحاول سحب يدها :
- اياد سيب ايدي هتأذي نفسك !!
تابع بغضب وهو غير مهتم بكلامها :
- ليه شايفاني بالتوحش ده هاا انا مكنتش كده مكنتش كده افهميي بقى انا لما عرفت بحقيقة ارتباطك مع جلال حسيت بالضياع ايوة ضعت و اتدمرت و اتكسرت اقل حاجة كنت لازم اعملها اني اقتلك بس مقدرتش لان حبك سببلي الضعف عشان كده كنت بضربك وكل ما امد ايدي عليكي قلبي بيتقطع فاااهمة الاحساس ده....انتي شايلة مني بسبب ضربي صح طب ماشي انا هحل المشكلة.
صرخت لين برعب و فزع وهي تراه يمرر السكين على يده بقسوة فتتلون يده بالدماء ! ولم يكفه هذا بل استمر في جرح يده بجنون حتى تلون السكين و ملابسها ايضا بلون الدماء حاولت ايقافه وهي تردد بجزع و هلع :
- اياااد ارجوك علشان خاطري وقف اللي بتعمله....اياد لو كنت بتحبني وقف !!
توقف فجأة و رمى السكين على الارضية و يده تنزف بغزارة هرعت لين للاعلى و جلبت صندوق الاسعافات الاولية عقمت يده بسرعة و لفتها بالشاش وهي تبكي بشدة...ابتسم اياد بارهاق و اسند جبينه على جبينها متمتما :
- لسه بتحبيني صح.
لكمت صدره و قالت بغضب و شراسة :
- لا انا بكرهك يا غبي بكرهك لانك أذيت نفسك ومش عارف اني بموت لو حصلك حاجة مش كويسة.
اياد بضحكة بسيطة :
- يبقى بتحبيني يا لينو.
لكمته ثانية لتخفي رأسها في صدره و تقول بدموع :
- ايوة بحبك....لا انا بعشقك رغم اللي عملته فيا مكنتش قادرة اكرهك و زعلانة منك عشان انت طلقتني من غير ما تسأل فيا.
اياد وهو يقبل جبينها بحنان :
- كنت غبي بس بعدها عرفت اني مش بقدر اتخلى عنك ولا بقظر اعيش بدونك انتي حياتي كلها يا لين و اسف على كل مرة جرحتك فيها.
ابتسمت بسعادة و زادت من احتضانه بقيا هكذا فترة من الزمن حتى ابتعدت عنه و قالت بعبوس :
- بس اياد في مشكلة....انا عايزة تبطل الشغلانة ديه قتل و تجارة اسلحة و حاجات مش قانونية....انا عايزة اعيش حياة طبيعية مش كل مرة بفوق على صوت رصاص و الاقي واحد مقتول.
ابتسم اياد و امسك وجهها بيده السليمة و تمتم بجدية :
- انتي لازم تعرفي ان اي حد اتقتل مش بريئ ده واحد مجرم ومصيره الموت...و اقولك على سر بقى رعد دخل فمجال المافيا ده عشان سبب واحد وهو جلال اه الواطي ده كان بيتعامل مع اخطر المجرمين و رعد دخل منافس ليه عشان يدمر شغله كله و احنا صحابه و دخلنا معاه طبعا و الاسلحة اللي كنا بناخدها نرجعها لمكانها الاصلي ع الطول.
لين بدهشة :
- ايه ده بجد !! طب والشركة.
اجابها بضحكة صغيرة :
- الشركة انا و رعد و جاسر كبرناها بتعبنا و العمل عليها لسنين طويل و هي مش مرتبطة بالمجال ده خالص يعني فلوسها حلاااال حلال و بعد مانقضي على جلال هنسيب الحياة الخطيرة ديه و نرجع لحياتنا الطبيعية اللي انتي و انا و الكل عايزينها.
لين بسعادة :
- الله انا مكنتش متوقعة كده خالص....بس ليه تموتو جلال ليه مبيتسلمش للبوليس ؟
اياد بوجوم :
- جلال ده عمل ابشع الجرايم ولو دخل الحبس هيعرف يطلع....انما لو مات ف...
صمت عندما ادرك انه تحدث اكثر من الازم نظر لها و قال :
- سيبينا من السيرة ديه دلوقتي و تعالي اقولك على كلمة سر.
ضحكت لين و قالت وهي تتحرك :
- ايدك مجروحة يا بيبي هههههه..
_________________________
في فيلا جاسر الجندي.
خرجت سارة من غرفتها على صوت ضجيج يحدث في الخارج و مالبثت ان شهقت بذهول عندما وجدت اخاها يقف مع جاسر و الواضح انهما يتشاجران !!!
اسرعت له و هي تقول بدهشة لم تخفيها :
- محمود انت بتعمل ايه هنا !!
نظر لها محمود بسعادة ثم جذبها لأحضانه وهو يردد بحنان أخوي :
- الحمد لله انك كويسة انا كنت خايف عليكي اووي.
ابتعدت عنه سارة وهي تقول بسخرية :
- تخاف عليا بعد ايه ؟ بعد اللي عملته فيا امك ولا ابوك اللي اا...
قاطعها بحزن من كلامها :
- انتي عارفة ان انا مليش دعوة باللي كان بيحصل و ان عمري مأذيتك انتي اللي كنتي بتبعدي عني لاني اخوكي من غير ام.
صمتت ولم تتكلم فهو محق لطالما تقرب منها لكنها كانت في كل مرة تصده لأنه ابن تلك المرأة الحقيرة ، تنهدت بحرارة و اردفت :
- و انت جاي ليه دلوقتي ؟ ازاي عرفت مكاني.
محمود بابتسامة واهنة :
- سألت على جاسر الجندي و قدرت اعرف مكانه انما ليه جيت فعشان اقولك ان ماما و بابا اتخانقو جامد و بابا طلقها وهو دلوقتي ندمان عاللي عملو فيكي و الظلم اللي اتعرضتيله و عايز يشوفك عشان يعتذر منك.
سارة بقلق :
- طلقها !! طلقها ليه طول عمرهم متخانقين ايه اللي حصل عشان يوصل للطلاق.
محمود وهو بنظر لجاسر الذي يحدق به في حدة مخيفة :
- هنبقى نتكلم بعدين...المهم انتي هترجعي معايا البيت وو...
قاطعه جاسر باستنكار :
- توديها فين يا استاذ ؟
اجابته سارة هذه المرة :
- انت ملكش دعوة فيا يا باشا و بعتقد ان السبب اللي جبتني عشانه انتهى و قعدتي هنا ملهاش لازمة.
جاسر بغضب :
- مش بمزااجك يا هانم !!
صرخت سارة بغضب مماثل :
- بمزاجي ونص انا مش عبدة عندك انا سارة اللي محدش يمشي كلمته عليا فاهم و هطلع و غصبا عنك و متخافش مش هاخد حاجة من اللي جبته.
جز على اسنانه ثم قال بجمود :
- براحتك انا مش مهتم اصلا. 
امسك محمود يدها و سحبها للخارج بينما جاسر يطالعها حتى اختفت تماما....تنهد بعمق و همس :
- اسف.
بينما في الجهة الاخرى طالع محمود شقيقته التي تحاول احتباس دموعها و هتف :
- انتي حبيتيه ؟
ابتسمت بمرارة و اجابته :
- اه...و ياريت محبيتوش !!
_______________________
في المساء.
كانت سيليا واقفة خلف باب غرفتها تمسك باحدى المزهريات فتح الباب و دلف جلال لم يكد ينظر لها حتى صرخت بغضب وهي تحطم المزهرية على رأسه !! صاح بألم وهو يمسك برأسه :
- ااااااه يا بنت ال******.
ركضت سيليا للخارج بسرعة لكن جلال استطاع امساكها صفعها بعنف و سحبها لغرفتها مجددا....القاها على السرير وهو يقول بعصبية و ألم :
- قولتلك متعمليش حاجة غلط بس انتي مبتسمعيش استحملي بقى.
سيليا بتحذير وهي تبتعد للخلف :
- اوعى تفكر تقرب مني هقتلك !!
ضحك بخبث و فجأة انقض عليها يحاول تقبيلها فصرخت بقوة :
- رععععععد !!
تزامن صراخها مع صوت اطلاق النار خارجا رفع جلال رأسه فاستغلت الوضع و اخرجت المسدس منه جيبها دفعت جلال و نهضت ووجهت مسدسها نحوه ! ضحك جلال باستهزاء قائلا :
- ههههه معقول جايبة سلاح ! يلا نزليه ده مش لعبة اطفال.
سيليا بشر وهي تضع يدها على الزناد :
- تماما ده مش لعبة يا روح امك و حياة ابني اللي فبطني يا جلال لو قربت خطوة واحدة لأموتك !!
اتسعت عيناه بذهول ثم ابتسم وحدث نفسه :
- ايوة بقى يعني المدام حامل هههه حلو اوي ، كاد يتقدم لكنها اطلقت رصاصة في الهواء وهي تصرخ :
- بقولك متتحركش !!
في نفس اللحظة دخل احد الرجال للغرفة وهو يقول بخوف :
- جلال باشا في اشتباك كبير بيحصل تحت و تقريبا رجالتنا كلها ماتت.
جلال بعصبية :
- مين دوى و ازاي عرفو المكان....نظر بجانبه لم يجد سيليا فزفر بحنق و اخذ سلاحه قائلا :
- اقفل باب الاوضة عليا احسن يدخلو ويقتلوني.
اما في الاسفل فكان رعد و اياد و جلال مع عدد كبير من الرجال يشتبكون مع حراس جلال حتى بدت السماء المظلمة باللون البرتقالي و كأنها ترينا جحيما من نوع اخر !! في نفس الوقت الذي خرجت فيه سيليا من الفيلا انصدمت مما تراه ووضعت يدها على بطنها بألم...
ركضت للخارج بسرعة محاولة الاختباء قدر الامكان لكي لا يراها احد و بالفعل استطاعت الخروج غير ملاحظة لسيارة رعد التي مرت من امامها ، بقيت تركض و تركض حتى توقفت فجأة و سقطت على الارض....و الدماء تنزل من بين قدميها !!!!
________________________
كان رعد قد استطاع الدخول للفيلا صعد للاعلى وهو يزمجر بقوة هزت ارجاء الفيلا :
- جلاااااااال !!!
بحث في كل الغرف ولم يجد شيئا كاد يفتح باب احدى الغرف لكنه وطده مغلق فابتسم بسخرية متمتما :
- جبان زي عادتك يا ******.
عاد للخلف بضع خطوات ثم رفع قدمه و ركل الباب بعنف ليسقط على الارض متهشما انتفض جلال بخوف و قال :
- ر....رعد.
ضحك الاخر بشيطانية وهو يقترب منه بخطوات هادئة :
- اخويا العزيز ازيك.
جلال بقلق وهو يبتعد للخلف اكثر :
- انت....انت بتعمل ايه هنا.
اختفت ابتسامة رعد و قفز عليه يضربه بعنف بالغ و جلال يتأوه بألم صرخ رعد بجنون وهو يضربه :
- مراااااتي فييييين يا كلب !!!
هنا ضحك جلال ضحكة اضافت عقابا جديدا لرصيده الاسود و قال بخبث :
- سييليا !! هههههه ديه حبيبتي كانت تعبانة اوي بعد الاجهاض اللي عملته فاقترحت عليها تطلع تتفسح بس مكنتش اعرف انك هتيجي والا كانت استقبلتك.
احمر وجهه بقوة و برزت عروقه بشدة حتى كادت تنفجر " اجهاض " الم تهرب لتحمي طفلها اذا لماذا تجهض ؟؟!!
لكمه و هدر بانفعال :
- كذاب يا ****** انت عملت ايه فمراتي و ابني انطق !!
جلال بمكر واستمتاع :
- و اكذب ليه يا اخي العزيز مش انا اتفقت مع مراتك اهربها و احميها و بعد ما جبتها و عشنا مع بعض يومين حلوين كده...احم انت عارف قصدي صح ههههه شرطت عليها تنزل البيبي يعني ابنك و نبقى نجيب طفل مني بعدين ههههههههه.
اخرج رعد سلاحه و اطلق النار على ذراعه وهو يزمجر بعدم تصديق :
- كذاااااب سيليا مستحيل تعمل كده يا ***** يا *******.
- ومستحيل ليه طالما وافقت تهرب معايا وهي عارفة اني عدوك ؟!
قالها بهمس كحفيف الافعى وهو يطالع تعبيرات وجهه و قبل ان يفعل رعد شيء دخل اياد و جاسر بسرعة قائلين :
- رعد انت كويس.
جلال بضحكة :
- العائلة اتجمعت اهلا اهلا.
كاد جاسر ينقض عليه لكن فجأة و لصدمة كل واحد فيهم سحب جلال المسدس من يد رعد ووجه نحو رأسه قائلا بنبرة تدل على عدم اتزانه العقلي :
- هههههه مش هخليكم تفرحو بقتلكم ليا وانت يارعد مش هتعرف مكان مراتك ابدا هههههه عارف ليه لاني هقتل نفسي قبل ما تعرف هههههههههه.
وفي لحظة مجنونة ضغط على الزناد مكلبا الرصاص في رأسه !! سقط على الارض ودماؤه تملأ الارضية نظر له اياد و جاسر بدهشة اما رعد فلم يبالي به.....خرج من تلك الغرفة ووجهه لا يفسر شيئا فقط اخر كلمات ذلك الوغد تتردد في اذنيه " وافقت تهرب معايا وعشنا يومين حلوين ".
مرر يده على شعره و تمتم :
- كده كل حاجة انتهت !!!
__________________________
فتحت عيناها بتعب لتجد نفسها مستلقية على سرير ابيض رفعت رأسها وجدت فتاة ترتدي زي الاطباء فأدركت انها في المستشفى....تأوهت و همست بصوت متحشرج :
- لو سمحتي.
نظرت لها الممرضة بابتسامة بشوشة :
- حمد لله على سلامتك يا فندم.
سيليا بتعب :
- ايه اللي حصل.
الممرضة بعملية :
- في واحدة جابتك ع المشفى و كنتي بتنزفي و حالتك خطيرة و عملنالك العملية بس للاسف مقدرناش ننقذ الجنين.
انتفضت بصدمة ووضعت يدها على بطنها ببكاء :
- لأ ابني لأ.
اشفقت عليها المنرضة فربتت على كتفها بمواساة زادت سيليا في بكاءها الشديد حتى بدأت تهدأ....رفعت رأسها للممرضة و قالت بتعب :
- بقالي قد ايه هنا ؟
- اسبوع يا فندم...   لو عايزة تطلعي النهارده بتقدري بس الاحسن تفضلي عشان ااا...
لم تكمل لان سيليا نهضت و بحثت بعينيها عن ملابسها و عندما وجدتهم اخرجت من بنطالها مبلغا معتبرا من المال لتدفع التكاليف.....
بعد فترة كانت تخرج من المستشفى و تمشي في الشارع بشرود اوقفت سيارة اجرة و دلتها على العنوان....اسندت رأسها على النافذة وهي تحدث نفسها :
- كله بسببك يا رعد....لو مجيتش فطريقي و موديتنيش القصر مكنتش هتجوزك ولا احبك ولا احمل منك ولا انزله.....بسببك و بسبب اخوك حياتي اتدمرت ليه تعمل فيا كده لييييه !!.
افاقت من شرودها على توقف السيارة خرجت و تطلعت للقصر امامها بحزن كادت تتحرك لكنها توقفت بصدمة وهي ترى رعد يخرج وهو يحتضن احداهن !!! اختبأت خلف احد الجدران و وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها لقد ادركت الان انها لم تخسر طفلها فقط.....بل خسرت زوجها ايضا !!
مر وقت طويل عليها وهي في هذه الحال حتى فجأة مسحت دموعها و تحركت تسير في الشوارع بلا هوادة تتذكر كل ماحدث معها في هءا المكان ، بعد ساعات كانت تقف في محطة القطار و قد قررت الانسحاب...قررت الاستسلام لقدرها قررت الرحيل و ترك هذه البلدة نهائيا لتفتح صفحة جديدة خالية من ذكريات الشبح فلقد فهمت الان انه لا يمكن ان تعسق مجرما و ان فعل هذا فلقد اوقعت نفسها في....... العـــــشــــق الأســــود.....!!!

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-