رواية سجينتي الحسناء كاملة جميع الفصول بقلم اسماء عادل المصري

رواية سجينتي الحسناء كاملة جميع الفصول بقلم اسماء عادل المصري

رواية سجينتي الحسناء كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة اسماء عادل المصري رواية سجينتي الحسناء كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية سجينتي الحسناء كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية سجينتي الحسناء كاملة جميع الفصول

رواية سجينتي الحسناء بقلم اسماء عادل المصري

رواية سجينتي الحسناء كاملة جميع الفصول

قال رسول الله ﷺ
اتقو الظلم فالظلم ظلمات يوم القيامه
صدق رسول الله ﷺ
ظلت تلك الكلمات تتردد فى مخيلتها و هى تجلس داخل سياره الترحيلات تهتز بها بقوه واضعه راسها داخل راحتيها تبكى بقهره لتتذكر الساعه الماضيه بداخل اسوار الحبس بقاعه المحكمه
# محكمه……..
خرج صوت حاجب المحكمه ليعم الصمت القاعه و دخل القاضى ليردد
# تؤجل القضيه للاطلاع
غرقت ببحور افكارها و هى تُساق من قبل عسكرى سياره الترحيلات حتى رأت طيف اباها فصرخت بقهره
# بابا
اقترب منها الاب و حاول ان يتحدث معها و لكن العسكرى رفض بصرامه فردد هشام برجاء
# معلش يا بنى اعتبرنى زى ابوك
فدس يده بجيب سرواله و اخرج منها بعض النقود المطويه و ناولها للعسكرى فاخذها منه و ردد بجديه
# بسرعه بس عشان عربيه الترحيلات
اتخذوا جانب القاعه فاحتضنتهم دارين جميعا و هى تبكى بالم و تهتف باسى
# انا كده ضعت…. بابا ارجوك اعمل حاجه، انا كده حدخل السجن؟
حاول والدها تهدئتها فردد و القلق ينحر قلبه
# متخافيش…. انا مش حسيبك
ردد سعد الدين المحامى بتأكيد
# انتى كده حتترحلى على السجن مش القسم و ده احسن من الحبسه فى التخشيبه بتاعه القسم….على الاقل حتلاقى سرير و حمام بدل البهدله على الدكه فى التخشيبه
نظرت امامها ترجوهم بعينها عندما سحبها العسكرى بقسوه
# يلا يا مسجونه
حرك والدها راسه يطمأنها ببسمه مزيفه
# متخافيش….احنا جايين وراكى و مش حنسيبك
عادت من شرودها على توقف سياره الترحيلات و صوت المزلاج الحديدى يفتح و بدءت بالنزول برفقه اخريات امام بوابه حديديه كبيره للسجن الذى ستمكث به حتى صدور الحكم
لحقتها عائلتها بسيارتهم الخاصه و ظلت والدتها تشير لها من بعيد و اخاها يهتف بصوت عالى
# حنجيلك فى الزياره
ليصيح والدها
# حسيبلك فلوس فى الكانتين…متخافيش احنا معاكى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اصوات وقع اقدام تضرب مسامعها و فتح مزلاجات حديديه و ازيز الابواب دب الرعب فى قلبها و هى تقف بصف طويل به نظيرتها من المسجونات الاخريات ليوقع عليهن الكشف الطبى بشكل مهين و منافى للاخلاق
عبراتها تسيل على وجنتيها بغزاره و هى تُدفع و تساق من قبل السّجانه و التى تردف بصوت غليظ
# ادخلى استحمى و البسى الهدوم دى
دلفت المرحاض العام المرفق بالسجن لتجد جميع النساء عاريات و تقفن اسفل المياه المنهمره و السجانات تقفن لتراقبهن بتدقيق فشعرت بالحرج فكيف لها ان تتعرى بذلك الشكل امامهن حتى و ان كن سيدات
ارتجفت فور ان سمعت صوت السجانه تأمرها بغلظه
# ما تخلصى يا مسجونه….انتى محتاجه عزومه
بكاءها بشكل هستيرى لم يشفع لها و هى تترجاها بصوت خافت
# مش حقدر اتعرى قدام كل دول….ابوس ايدك سبينى حتى بالاندوير
ضحكت الاخيره بسخريه تهتف
# اندر ايه يا ياختى؟!!
لتغلظ من صوتها اكثر و تهتف بشراسه
# اخلصى يا بت انتى بدل ما ادخلك التأديب من اول يوم
انصاعت للاوامر رغما عنها و خلعت ما تبقى من ملابسها حتى تستحم و ترتدى الزى الخاص بالسجن و اتجهت لتستلم متعلقاتها الشخصيه من اغطيه و شراشف لتتجه ناحيه الزنزانه التى ستمكث بها الفتره القادمه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت الزنزانه فسمعت هتافات عاليه من المسجونات القديمات كنوع من الترحيب بالمسجونات روايه بقلمى اسماء عادل الجديدات فاخذن يصحن باعلى اصواتهن حتى تحدثت السجانه بصوت غليظ
# استكى منك لها لها….. دول الوارد الجديد، مش عايزه مشاكل و لا خناق معاهم، فاهمييين؟
بالطبع من المفترض توزيعهن كل واحده حسب جريمتها و لكن بسبب تكدس السجن فلم تهتم بذلك فاختلطت مسجونات الجنح مع نظريتهن من الجنايات و المخدارت و الدعاره فاصبحت الزنزانه الواحده تتنوع بين الجرائم
اقتربت من احد الاسره الفارغه لتتخذه لها و جلست عليه فاسرعت احداهن بدفعها عنه تهتف بشراسه
# اوعى…. السرير ده بتاعى
نظرت لها دارين بطرف عينها و رددت بجمود فى تعابير وجهها
# بس انا مش شايفه حد عليه!
هتفت السجينه باسلوب تهكمى
# و انا بقى نويت اخد السرير ده ليا…..عندك مانع؟
لم تجيبها و اتجهت لاحد الاسره الفارغه و وضعت متلعقاتها عليه فاقترب اخرى تلقى بمتعلقات دارين على الارض و تهتف
# السرير ده بتاعى
انحنت لتلتقط اشياءها و وقفت تنظر حولها تبحث عن فراش فارغ و لكنها وجدت المسجونات الاخريات يفعلن المثل ما كل المسجونات الجديدات و بدءن بالتنمر عليهن بطريقه مهينه حتى اصبحن يتحرشن باجسادهن بطريقه فظه
ظلت داخل دائره المسجونات و هن يرقصن حولها و من معها و يغنين و يتحرشن باللفظ و الفعل حتى صدح صوت احدى السجينات القدامى تهتف بصوت جهورى
# باااااس منيك ليها…..سيبو الوارد الجديد يا نسوان
اجابوها باحترام
# امرك يا كبيره
هتفت لواحظ بصوتها الشبيه بصوت الرجال
# هاتوهم هنا عندى خلوهم يعرفو نفسهم بادب
بدءن بدفعهن ليرتكزن امامها فسالتهن
# جايه فى ايه منك ليها؟
بدءت كل واحده تخبرها بتهمتها حتى جاء دور دارين و التى ظلت صامته لا تصدق نفسها و كيف آلت بها الامور و خيانه الحياه لها الى هذا المآل و هى شارده بماضيها المفترض انه مثالى
فلاش باك *******
بعد تخرجها من الجامعه بتقدير متميز جدا و ضياع فرصتها فى التعيين بالجامعه بسبب الوساطه استطاعت ان تجد وظيفه شاغره باحد اكبر شركات السياحه و اخذت تتدرج فى وظيفتها بسرعه حتى اوشكت ان تصبح مديره للحسابات فى اقل من سنه
دلفت مكتب رئيس مجلس الاداره و هى مزهوه بنفسها على انجازها و هتفت بامتنان
# انا فعلا مش عارفه اشكر حضرتك ازاى على الفرصه دى!
ابتسم لها اكرم المغربى و هو مدير الشركه و القائم باعمال رئيس مجلس الاداره بالانابه عن والد زوجته المالك الاساسى للشركه
وقف من مكانه و اتجه ناحيتها يهتف ببسمه منمقه
# تستاهليها يا دارين….مع صغر سنك و لكن عقلك نابغه فى الحسابات و فعلا انتى اضافه للشركه
شعرت بالفخر من اطراءه لها و افتخرت بنفسها و انجازها و قررت بداخلها ان تعطى اقصى ما عندها حتى تصل لمبتغاها
عوده******
افاقت من شرودها على صوتها الهادر
# انتى يا ختى….. مش سامعانى و لا مش مستعبرانى
نظرت لها دارين بنظره دونيه و هتفت بقوه
# عايزه ايه انتى؟
اجابتها لواحظ بعد ان انتفضت من مكانها بشراسه
# لاااا يا روح امك….انتى لازمن تعرفى انا مين؟
ضحكت دارين بسخريه لاذعه و هى تهتف بقوه مصطنعه
# و مين جنابك بقى ان شاء الله؟
اقتربت منها لواحظ بخطوات حذره و هتفت بقسوه
# انا هنا كبيره الزنزانه ديه…و الكل هنا تحت طوعى يا عنيا
ضحكت بسخريه و ضربت كفها بالاخر تهتف بتعجب
# حتى هنا فى السجن فى كبير و و مدير و ريس؟
لم تعيرها اى اهتمام و التفتت لتغادر فاوقفها صوت لواحظ الغليظ
# لاااا…ده انتى شكلك كده عايزه يتعلم عليكى من اولها، و انا معنديش مانع اهو تبقى عبره لغيرك
التفتت لها و عادت لتتجاهلها متحركه ناحيه الفراش فاجتمعت حولها اربعه نساء يتحرشن بها فاخذت تبعدهن و تدفعهن و لكن الامر تحول فجأه لتطاول بالايدى و اصبح شجار كبير يحاولن بكل قوتهن ان يلقنوها درسا و لكنها كانت الاسبق و الاسرع و الامهر فانحنت روايه بقلمى اسماء عادل لتتلافى الضربه القادمه من يمنها لتسقطها بعد ان عركلتها بقدمها و انتصبت لتسد ضربه اخرى من يسارها ردت عليها بلكمه عنيفه فى منتصف الوجه نزفت السجينه على اثرها من انفها و عادت لتضرب الثالثه بخلف راسها عندما كبلتها الاخيره من ظهرها بيديها الغليظتين فسقطت من قوه الضربه و انحنت لترتكز على يداها و ترتفع بقدمها عن الارض تضرب الرابعه لتسقط ارضا متألمه
انتفضت عروق لواحظ و هى تجد اتباعها تسقطن مثل الذباب الواحده تلو الاخرى فامسكت بعصا كانت تخبئها اسفل فراشها و اتجهت بغضب ناحيه دارين محاوله ضربها و لكنها التقطتها منها بمهاره و نزلت بها على كتفها جعلتها تصرخ متألمه
لم يقف الشجار الا عندما بدءت المسجونات بالصراخ طلبا للنجده فدلفت السجانات و بدءن يفرقهن و رددت السجانه فتحيه
# مش عاوزين تجبوها لبر يا شويه حوش….و دينى لادوركم كلكم على مكتب معاون المأمور،و استلقو وعدكم بقى منه و انتو عارفينه…معندوش ياامه ارحمينى
قبضت باقى السجانات على لواحظ و اتباعها و معهن دارين و سحبوهن بشراسه و مهانه و رددت فتحيه بغضب
# اتحركى منك ليها على مكتب المعاون
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وقفت فتحيه تنتظر ان يأذن لها بالدخول و عندما دلفت رددت باحترام
# فى شغب فى عنبر 2 يا باشا
نظر لها متعجبا و ردد بفضول
# اوعى تقوليلى لواحظ تانى
اماءت بالموافقه فهتف بحده
# اكيد عملت نمره على الوارد الجديد
ضحكت فتحيه تهتف بسخريه
# و الله يا باشا المره دى النمره اتعملت عليها و البت الجديده خليتها هى و اللى معاها ميسوش تلاته مليم
تعبيرات وجهه المصدومه مما سمعه جعلت حاجبيه ينعقدان بشده و هو يهتف بحيره
# مين دى؟ متدخليهومش الا لما تجبيلى ملف البنت دى الاول
اماءت بطاعه و خرجت لتنفذ امره باحضار ملفها…اما هى فظلت تستند على الحائط المهترئ لجدران السجن تنتظر ان يسمح لها المعاون بالدخول مع باقى السجينات لتعود بذاكرتها لماضيها القريب تشعر بتصدع عالمها بسبب جريمه لم تقترفها يداها
فلاش باك *****
ظل اكرم المغربى يتغزل بها فى كل فرصه تسنح له و هى لا تعطيه اى رد فعل و لكن اصراره جعلها تلين قليلا ليصبح تغزله بها امرا طبيعيا بل و عاديا و لكنها لا تزال غير متقبله لافعاله فهتفت بعد ان شعرت بوجوب وقفه لتلك الافعال
# يا اكرم بيه اللى حضرتك بتعمله ده ميصحش
ابتسم لها اكرم و ردد بغزل
# الله جميل يحب الجمال…و مش عيب ابدا لما الواحد يلاقى قدامه حاجه حلوه و يقول عليها الله على الجمال،و سبحان من ابدع و من صور
حاولت اخفاء بسمتها من غزله بتلك الطريقه التى عفى عنها الزمن فاطرقت راسها لاسفل ليقترب منها و يرفع وجهها ناحيته يهتف بحبور
# انا عارف ان اللى بيحصل ده مش صح…بس اعمل ايه؟
ثم اشار باصبعه ناحيه قلبه و هتف بتأثر
# مليش حكم على ده
تحرجت من تصريحه و رددت برفض
# حضرتك متجوز و…..
قاطعها بوضع اصبعه على فمها و هتف بتأكيد
# عارف…. و مش محتاجك تفكرينى بده، و مش حعمل زى الرجاله اللى بتلعب ببنات الناس و اقولك انا مش سعيد مع مراتى و لا انى مبحبهاش….. بالعكس، انا بحبها و سعيد معاها جدا و فضلها و فضل اهلها عليا كبير جدا بس….
صمت ثم رفع وجهه ناحيتها يحدق بها بنظرات والهه و عاد يكمل برومانسيه
# قلبى…قلبى اتهز جامد، طول ما انتى جنبى بحسه مش بيدق و بس ،ده بيكون فى زلزال
ضحكت على تشبيهه و هتفت بخجل
# المعادله دى اخرتها مش كويسه، ارجوك يا اكرم بيه متضطرنيش اسيب الشغل و انا هنا حققت انجاز كبير اوى و…..
قاطعها مجددا بحده
# اوعى…اوعى تسيبى الشغل، انا مقدرش يعدى عليا يوم من غير ما اشوفك يا دارين ارجوكى افهمينى
تنهدت بعمق فابتسم و هو يقترب منها و يردد بصوت هادئ
# انا متأكد ان مشاعرى ليها عندك صدى و الا مكنتش شوفت الحيره اللى فى عنيكى دى
رددت بحيره
# و افرض… برده دى معادله ملهاش حل
اجابها ببسمته الساحره
# هو ربنا ليه حلل مثنى و ثلاث و رباع؟
رفعت كتفيها كعلامه على جهلها فاجابها
# الراجل يقدر يحب اكتر من واحده فى نفس الوقت لكن الست لا ، و انا بحب مراتى و فى نفس الوقت مشدود ليكى جدا…ده غير انك عارفه اننا مخلفناش لحد دلوقتى و انا من حقى اكون اب
امتعض وجهها و هتفت بحده
# يعنى بتقرب منى بالشكل ده عشان الخلفه؟
ابتسم و ضحك و امسك راحتيها بيديه و ربت عليهما بدفئ و هتف بتفسير
# ابدا…لان لو ده السبب كنت اتجوزت من زمان من ساعه ما عرفت انها مبتخلفش، لكن انا فعلا عايز ابنى لنفسى بيت و اسره مع انسانه بحبها و ده ابسط حقوقى
رددت بحيره
# و چيهان هانم…حتوافق على كده؟
ربت على كتفها و هتف
# سيبى كل حاجه لوقتها يا دارين…التسرع فى المواضيع اللى زى دى مش كويس، خلينا نقرب من بعض و نشوف حنقدر نكمل مع بعض و لا لأ و لما نوصل لمرحله الجواز و موافقه چيهان يبقى يحلها الذى لا يغفل و لا ينام
عوده******
عادت من شرودها على صوت الحارسه تهتف بحده
# ادخلى منك ليها، سيف باشا مستنيكم، يلا يا اختى عشان تستلقى وعدك انتى و هى
دلفن جميعا و سيف جالس على مقعده يضع قدم فوق الاخرى و يشعل سيجارته و نظر لهن باذدراء و لكنه دُهش من شكلهن فقد تورمت جبهه واحده و نزفت الاخرى من انفها و كدمات بجسد الثالثه و الرابعه حتى لواحظ لم تسلم من الاذى فرفع حاجبه و هو ينظر لوجه الملاك الذى امامه و هى سليمه معافاه ليس بها خدش واحد فردد بذهول
# دى اللى عملت فيكم كده؟
صرخت لواحظ باتهام
# ايوه يا باشا…دى مفتريه و كسرت ضلوعنا
ثم ارتفع صوتها اكثر باستعطاف
# انا عايزه حقى يا باشا ده انا حاسه ان كتفى اتخلع من مكانه
عاد ينظر لها و هى تطرق راسها بخزى فهتف بقسوه
# بلاش وش البراءه ده عشان انا فاهم امثالك كويس
امتعض وجهها من اذدراءه روايه بقلمى اسماء عادل الواضح لها فرفعت وجهها و نظرت له بعينيه و رددت بقوه و استفسار
# امثالى؟ حضرتك تقصد ايه؟
ابتسم بجانب فمه و هتف بغضب
# اللى شكلهم يقول برئ و هم قتالين قتله
ضربت لواحظ على صدرها و هى تهتف بتخوف
# قتل؟
ابتسم بمكر و عاد لمقعده و هتف بعد ان فتح ملفها امامه يردد باستفاضه
# دارين هشام الشامى….. متهمه بجريمه قتل مع سبق الاصرار و الترصد، مش كده يا…
صمت كنوع من السخريه فهتفت بضيق
# المتهم برئ حتى تثبت ادانته…و لا ايه؟ و انا مش حعمل زى الباقيين و اقول لحضرتك انا بريئه و مظلومه، بس حقول ان الايام باذن ربنا حتظهر برائتى
ابتسم باستهزاء و ردد و هو ينظر بعمق عينيها
# و يا ترى يا بريئه و مظلومه….. قدرتى ازاى تضربى كل دول لوحدك؟ شله لواحظ مش سهله عشان تخرشميهم بالشكل ده!
تحرجت و عضت على جانب شفتها بحرج و هى تهتف بعد ان اختنق صوتها قليلا فانخفضت نبرته
# انا بطله الجمهوريه فى الmartial arts
نظر لها بتعجب فعادت تشرح
# فنون قتال و دفاع عن النفس
ضحك عاليا و هتف بحده
# آااه فهمت…. و انتى بقى جايه السجن هنا تستخدمى اللى اتعلمتيه ده على المساجين؟
اجابته بدفاع و غضب
# كان مطلوب منى اسكت و هم عمالين يضايقونى انا و كل الناس الجديده
صرخ بها
# و مين عينك حارس ليهم… انتى فاكره انك تقدرى تبوظى نظام السجن هنا؟ ده انا ادفنك مطرحك
عادت تجيبه بحده لا تتناسب مطلقا مع كونها سجينه و هو سجانها
# قصدك نظام الكوسه و الكبير ياكل الصغير و الكل لازم يقول سمعا و طاعه للى بتحموهم عشان مصالحكم تمشى
احتدت حدقتيه بوميض غاضب و احتقنت عيناه بحمره غاضبه و هو يطرق على سطح مكتبه براحتيه الغليظتين بحده يصرخ بها
# انتى الظاهر ان العقوبه اللى مستنياها مش هماكى خالص…. بس متقلقيش ابدا، ما السجن هنا تهذيب و تقويم و اصلاح و انا حديكى تحذير لاول و اخر مره، لو فكرتى تستخدمى مهارتك دى على المساجين هنا انا ححط ده فى الملف بتاعك و ابقى خلى المحامى بتاعك بقى يحاول يخفف العقوبه لما يتعرف انك قدرتى تبهدلى المساجين كده، و مظنش ان تقارير السجن حتبقى فى صالحك لما المحكمه تيجى تحكم عليكى بناء عليها
زفرت انفاسها بضيق و عصبيه و صرخت بقهره
# ليه كده؟ هو يا اما اسكت على الاهانه و البهدله؟ يا تهددونى بالشكل ده،ليه الظلم بيبقى اقوى من الحق…حسبى الله و نعم الوكيل
صراخها و حدتها بهذا الشكل اخرجه من طور هدوءه الزائف فصاح يستدعى السجانه
# فتحييييه….خديهم على العنبر بتاعهم و سبيلى الوارد الجديد عشان تاخد التشريفه بتاعتها
رددها بتوعد و هو ينظر لها بتحدى فندمت على تسرعها و شعرت بالرهبه تعود لتجتاح جسدها فاحنت راسها لاسفل تستمد قوتها من الدعاء و تلاوه بعض الايات القرانيه
سمعها سيف بعد ان خلت الغرفه و لم يتبقى سواهما تردد بتضرع
# اللهم اجعل كيدهم فى نحرهم
فردد و هو ينظر لها بتقزز و اشمئزاز
# لاااا و بتعرفى ربنا اوى، اسمعى بقا
دفع المقعد بقدمه ليرتد و يصطدم بالحائط مصدرا صوتا مدويا ارتعدت على اثره و اقترب منها يمسكها من ذراعها غارزا اظافره بها ليؤلمها
# شغل التلت ورقات و تعمليلى فيها خضره الشريفه ده مش حياكل معايا….انا مر عليا زيك كتير
رفعت وجهها تنظر له و الالم بذراعها يزداد فاستطرد حديثه غير عابئ بنظراتها الحزينه
# و لو فكرتى بس مجرد تفكير انك تعملى شغب مره تانيه، فسنينك هنا فى السجن مش حتعدى على خير
ترك ذراعها بقسوه و عاد لمكتبه و استند بذراعيه على سطحه و هتف
# قضيتك باينه زى عين الشمس و لو معاكى محامى شاطر فاخر حاجه يقدر يعملهالك انه يخليها قتل خطأ و دى عقوبتها معاكى لحد خمس سنين كده، انما بقى لو وصل للمحكمه فنون القتال بتاعتك دى فده حيكون استخدام لحرفتك او مهارتك فى القتل و ده ممكن يجيب لك حبس من 7 سنين لاكتر، ده لو اصلا المحامى عرف يخليها قتل خطأ مش عمد اما بقى لو كان عمد و يا سلام لو مع سبق الاصرار و الترصد … كده انا اضمنلك الاعدام
دمعت عيناها فشرد لحظه بعبراتها المنسكبه من مقلتيها و شعر بانه تمادى و لكنها لم تمهله حتى لحظه واحده للندم حيث صرخت بقهره
# ربنا على الظالم و المفترى…. منك لله انت و كل اللى ظلمونى، و ربنا حياخدلى حقى منكم يا ظلمه
حرك راسه معترضا على حديثها و هتف بهدوء مصطنع عكس النيران المتقده بداخله
# مصره تشوفى وشى التانى من اول يوم…و ماله
استدعى السجانه و هتف مرددا بتوعد
# خديها على التأديب و معاكى 3 ايام …. و لو متربتش زودى المده، و خدى راحتك معاها على الاخر متبخليش عليها بكرم الضيافه
سحبتها السجانه و هى تنظر لها بوجل تردد بجهل
# هو ايه التأديب ده؟
اجابتها الاخيره و هى تسحبها و تسوقها ناحيه عنابر التأديب
# يعنى الحبس الانفرادى….و دى عقوبه اول مره الوارد الجديد يدخل فيها من اول يوم، ده انتى اكيد عملتى مصيبه كبيره اوى عشان الباشا يكدرك كده من اولها
صمتت و لم تتحدث روايه بقلمى اسماء عادل حتى وصلت لزنزانه الحبس الانفرادى فوجدتها عباره عن غرفه ضيقه و معتمه بها فراش ارضى و دلو مخصص لقضاء الحاجه ناهيك عن رائحه العفن المتأصله بجدرانها لتلج الى الداخل ترتمى ارضا و هى تسأل نفسها سؤالا واحده
( هل هى تستحق هذا العقاب القاسى…حتى

فلاش باك ******
دوى طرقات عاليه ايقظت كل من بالمنزل فهرع هشام ليفتح الباب فتفاجئ بقوات الشرطه تقتحم المنزل بطريقه فجه فشعر بالذعر و هتف بتساؤل
# فى ايه؟
وقف الضابط يردد بصوت جهورى
# ده منزل دارين هشام الشامى
اجابته هى
# ايوه…انا، فى ايه؟
اجاب بقوه
# انتى مطلوب القبض عليكى…من فضلك تعالى معانا من غير شوشره
ردد هشام بدهشه
# حضرتك بتقول ايه يا فندم؟ بنتى عملت ايه؟
اجابه و هو يسحبها من ذراعها
# لما تروحو القسم حتعرفو، يلا بلاش عطله
و هناك وقفت امام رئيس المباحث تهتف بذهول
# انا عايزه افهم انا هنا ليه؟
اجابها الاخير
# انتى متهمه بجريمه قتل…و الاحسن انك توكلى محامى كويس قبل ما تدلى باقوالك
نظرت له بذهول و دهشه و رددت بعدم تصديق
# قتل؟! انااا؟ انا مقتلتش حد؟
اجابها رئيس المباحث
# نصيحتى ليكى تشوفى محامى كويس لان شكلك بنت ناس و مش وش بهدله
عوده******
ظلت تبكى و ترفض الطعام الذى يوضع امامها حتى شعرت بضروره قضاء حاجتها و هنا لم تستطيع التمالك اكثر فانهارت عندما طلبت من السجانه المسئوله عنها ان تدلف المرحاض فكان ردها
# عندك جردل و ميه….صرفى نفسك بيهم
توسلتها ببكاء
# ارجوكى…انا مش حعرف اعمل كده
عندما تم اهمال طلبها لساعات بدءت بالصراغ و الضرب بقوه على الباب الحديدى و هى تهدر بالجميع
# حسبى الله و نعم الوكيل…. اللى بيحصل ده حرام
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
جلس هشام مع المحامى يردد بتخوف
# ايه الخطوه اللى جايه يا متر؟
اجابه سعد الدين بثقه
# متقلقش…. انا وصيت عليها جوه السجن و مش اى حد، ده المأمور بذات نفسه يبقى جوز عمتى و انا قلتله انها بنت واحد صاحبى و حبيبى
ابتسم بمجامله وامتنان و شكره فاكمل سعد الدين
# عشان بس تعرف مين هو سعد الدين المحامى و على فكره لولا المحامى الاولانى اللى كان معاكم فى تحقيقات النيابه ده كانت الحكايه اتحلت اسهل من كده بكتير
ردد هشام بغضب
# منه لله بقى لبسنا فى الحيطه هو و اللى باعته، و دلوقتى انت حتدور وراه عشان موضوع العقد ده و لا ايه؟
اماء له موافقا و لكنه نظر له نظره ذات مغذى و تحدث باستفاضه
# بص زى ما انا متأكد من براءه بنتك، و متأكد انه له يد فى اللى حصل فانا شبه متأكد ان العقد ده حيكون مزور
لمعت عين هشام بالغضب روايه بقلمى اسماء عادل و الكره و ردد بقسوه و عصبيه
# ازااى؟ دى تبقى مصيبه، انت لازم تكشف الحكايه دى باى تمن…البنت كده حتضيع
ردد الاخير بثقه
# متقلقش….كله محسوب يا استاذ هشام و ان شاء الله الجلسه الجايه نكون عرفنا نحط ادينا على دليل البراءه، بس انت قول يا رب
هتف هشام بتضرع
# ياااا رب ملناش غيرك
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قام مأمور السجن باستدعاء سيف لمكتبه و حياه الاخير بالتحيه العسكريه و هتف باحترام
# اوامرك يا فندم
ابتسم له و اشار للمقعد الذى امامه و ردد
# اقعد يا حضره المعاون
جلس سيف فاستطرد الاول
# عامل ايه و سياده اللوا والدك اخباره ايه؟
اماء له يهتف
# الحمد لله يا فندم…خير كنت عايزنى فى ايه؟
اجابه المأمور بفضول
# سكنت الوارد الجديد؟
اماء موافقا فاكمل
# طيب كان فى واحده منهم متوصى عليها، فكنت عايزك بس توصى نباطشيه العنبر بتاعها انها تهتم بيها شويه و تاخد بالها منها
اماء له بطاعه رغم انه طوال فتره خدمته لم يحبذ ذلك النوع من الوساطه و المحسوبيه فى التعامل مع بعض السجينات على حساب الاخريات و لكن الاوامر دائما ما تأتيه من رؤساءه لهذا يضطر الى تنفيذها
زفر بهدوء و هتف
# اسمها ايه السجينه يا فندم عشان ابلغ النباطشيه؟
اجابه المأمور
# دارين الشامى…جايه جنائى
لمعت عينه على الفور عندما استمع لاسمها فوقف مكانه بحده و هتف
# مين يا فندم؟
اعاد المأمور اسمها على مسامعه فهتف سيف برفض قاطع
# مستحيل طبعا….دى لو بنت وزير الداخليه بذات نفسه انا مش حميزها عن غيرها
تعجب المأمور من رده فعله المبالغ فيها فماذا يمكن ان تكون قد اقترفت السجينه بيومها الاول ما جعله غاضب هكذا
ردد المأمور بفضول يساله
# و ده ليه؟ هى عملت حاجه؟
ابتسم بسخريه و ردد بتهكم
# حاجه؟ قول حاجات يا فندم، دى بهدلت المساجين و ضربتهم و بجحت فيا ده غير انها جايه فى قتل مش اى تهمه، يعنى من الاخر كده بت لبط و شكلى حدخلها عنبر الخطريين
تعجب المأمور و هتف بدهشه
# غريبه… ده سعد الدين موصينى عليها جامد و قايل اشعار فى ادبها و اخلاقها و تربيتها
اجابه سيف بضيق
# ما هى شكلها ملاك يا فندم ،بس شكل بس…انما بقى تفتح بوقها بيخرج منه زفت و قطران على دماغها
زفر المأمور بضيق و هتف
# طيب…بس معلش بلغ النباطشيه على الاقل لو احتاجت حاجه تعملهلها
عض على شفته بغضب و ردد
# يا فندم دى فى التأديب
امتعض وجه المأمور و انتفض روايه بقلمى اسماء عادل من مجلسه يردد بحده
# التأديب؟ و احنا من امتى بندخل الوارد الجديد التأديب؟ و من اول يوم يا حضره المعاون
اجابه بتأكيد
# لما الوارد الجديد ده يا فندم يضرب شله لواحظ كلها من غير حتى ما يعرفو يلمسوها و لما تبقى بتلعب فنون قتاليه و تستخدمها على المساجين…
جلس المأمور يحرك راسه بدهشه و ردد
# انا فعلا مستغرب….انت ادتها كام يوم فى التأديب؟
احابه سيف بايجاز
# تلاته
اماء له و ردد بهدوء
# طيب يا سيف كفايه يوم واحد و اديها تحذير شفهى و لو كررتها تانى ابقى اتصرف معاها زى ما انت عاوز بس على الاقل ابقى نفذت وعدى لسعد الدين
اماء له موافقا و استأذن ليعود لمكتبه بعد ان حياه باحترام بالتحيه العسكريه و لكنه فور ان دلف مكتبه وجد السجانه المسئوله عن حراستها تقف امام الباب تنتظره فنظر لها نظره بمعنى ماذا هنالك فاجابته على الفور
# المسجونه الجديده اللى فى التأديب يا باشا
زفر بحده و ردد بفروغ صبر
# هو انا مفيش ورايا غيرها انهارده؟ مالها؟
اجابته بتخوف
# عامله شغب يا فندم و عماله تصرخ و تعيط
نظر لها بعدم اكتراث و ردد
# عادى و ايه الجديد؟ ما كل اللى بيدخل التأديب بيعملو كده
اجابته بحرج
# اصل يا باشا هى عايزه تدخل دوره الميه و البت شكلها بت ناس و مش وش بهدله و بصراحه كده صعبانه عليا
ضحك سيف بسخريه و اقترب منها بخطوات بطيئه فعادت بحذر للوراء ليردد هو بثقه
# تبقى قبضتك يا عطيات….تبقى قبضتك يا حضره الشاويش المحترم
حاولت ان تنفض عنها الاتهام فرددت بلهفه
# يا باشا الحكايه مش كده….
قاطعها بسبه نابيه و اكمل
# تعالى ورايا اما اشوف اخرتها معاها البت دى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وصل لبوابه الزنزانه و نظر لها من النافذه الحديديه الضيقه الموجوده بالباب فوجدها تجلس القرفساء و تضع وجهها داخل راحتيها و صوت شهقات بكاءها جعله يشفق على حالتها قليلا
فور ان سمعت صوت نحنحته انتفضت من مكانها و اقتربت من النافذه الصغيره و اسندت روايه بقلمى اسماء عادل كفها عليها فتلامست اناملها بخاصته فشعر على الفور بتيار كهربى يسرى بجسده ليتعجب من حالته و لكنه انتشل يده بسرعه من على النافذه و ردد بحده
# خير؟
ابتلعت لعابها بغصه مؤلمه و هى تهتف بتوسل محاوله ان تدعس على كرامتها و التى اهدرت بالفعل منذ اليوم الاول لدخولها هذا المكان الكريه فرددت
# ارجوك….. انا محتاجه التويلت ضرورى جدا، ارجوك
زغر بعينه و قوس فمه و هو ينظر لحالتها المشعثه و شعرها المجعد الكثيف و توسلها اللطيف و الذى جعله يبتسم فاقترب من النافذه و هتف بمشاكسه
# عايزه ايه؟ التويلت؟ احنا هنا معندناش تويليت، فى دوره ميه تنفع؟
حركت راسها بعده حركات سريعه و متتاليه فردد يؤكد عليها
# و انا موافق و حخرجك كمان من التأديب بس بشرط
هتفت بلهفه
# اى حاجه بس امشى من هنا
ابتسم بزهو و نظر لعطيات و ردد بصيغه آمره
# و ديها الحمام و هاتيها على مكتبى
اجابته عطيات باحترام
# اوامرك يا باشا
وقفت على باب المرحاض تتأفف من رائحته الكريهه و لكنها مضطره فهى لم تقضى حاجتها منذ اول امس فرددت عطيات عندما وجدتها تقف بتردد
# امال يا ختى كنتى بتعملى ايه لما اتحبستى فى القسم؟ ده هناك الحمام زى الزفت و التخشيبه متر فى مترين
اجابتها بحزن
# بصراحه الظابط كان موصى عليا و كنت بدخل التويلت بتاعه
انتهت من قضاء حاجتها بصعوبه و خرجت لتستند على الحائط تبكى بقهره فموعد المحاكمه بعد سته اشهر من الآن فكيف ستمكث كل هذا الوقت و هى من اول يوم لها قد عانت الامرين بهذا الشكل
رأتها عطيات على هذه الحاله فاقتربت منها و ربتت على كتفها برقه و هتفت
# بصى يا بنتى….انتى بجد صعبانه عليا و شكلك مش وش بهدله، انا حقولك نصيحه تحطيها حلقه فى ودنك اول هام هى لواحظ…..اوعى تقفى قصادها دى ست مفتريه و مش بتسيب حقها و جوزها تاجر كبير و مشبرق الكل هنا عشان يريحو مراته و ثانى هام يا بنتى الفلوس….الفلوس هنا هى كل حاجه، تقدرى تشترى بيها راحتك يعنى تدفعى عشان تدخلى الحمامات النظيفه و تدفعى عشان تاكلى اكل نظيف…فهمتينى؟
ابتسمت بخزى و هتفت
# و انا معيش الفلوس اللى روايه بقلمى اسماء عادل اقدر اشترى بيها راحتى، بابا موكل محامى كبيير اوى بعد ما المحامى الاولانى بوظ القضيه و لبسنى التهمه منه لله
صمتت لتبكى و تمسح عبراتها بظهر يدها و اكملت
# و المحامى ده بقى اتعابه كبيره اوى…يعنى من الآخر حياخد كل اللى حيلتنا و انا مش حقدر اضغط على بابا اكتر من كده
طيبت خاطرها بحنيه و هتفت
# كله بيعدى يا بنتى….و يلا بسرعه عشان سيف باشا مستنيكى، خدى بالك سيف باشا طيب و مش من عوايده انه يتنرفز بالشكل ده
ضحكت بسخريه و رددت و هى تتجه معها ناحيه مكتبه
# امال لو كان شرير كان عمل ايه؟ ده حتى مرضاش يسمعنى و هو اكيد عارف ان اللى اسمها لواحظ دى هى اللى بدءت بالمشاكل
زفرت باستسلام و هتفت توضح لها الامر
# بصى يا بنتى….انا زى امك و فى شغلانتنا دى بنعرف نفرق كويس بين الظالم و المظلوم و انتى باين عليكى غلبانه و مظلومه، انا حقولك حاجه واحده
وقفت امام باب المكتب تكمل معها حديثها
# اعملى لقدام عشان لو لا سمح الله قعدتك هنا طولت متبقيش ربيتى عداوه مع الاكبر و الاقوى منك…و يلا بقى احسن سيف باشا يدورنى مكتب بسببك
اماءت لها و دلفت معها المكتب فحيته باحترام و دارين تطرق راسها لاسفل فنظر لها بتفحص و اشار لعطيات بالانصراف ففعلت و اغلقت خلفها الباب
ظلت تنظر للارض و هو يقلب فى الاوراق امامه يتصفح ملف قضيتها بتدقيق حتى قطع الصمت اخيرا و ردد بصوت رزين
# اقعدى
نظرت له بامتنان و جلست فاخرج علبه سجائره و اشعل واحده و مد يده بالعلبه يعرض عليها التدخين و لكنها رفضت
# انا مش بدخن
اعاد العبله امامه و ردد ببسمه سخريه
# بكره تدخنى… ما كل اللى بيدخل السجن هنا بيبقى مدخن شره
زفرت بحزن فهتف بفضول
# انتى ايه حكايتك بالظبط؟ منكسره و لا مفتريه، مظلومه و لا متهمه، بنت ناس و لا بنت……
قاطعته بانتفاضه جسدها من على المقعد
# ارجوك…. من غير اهانه
قوس فمه و هتف
# قضيتك صعبه…..الملف اللى قدامى بيقول انك لابسه فى حيطه سد
بكت فى صمت فشعر بالضيق من منظرها و لا يعلم لما يتعاطف معها فهتف
# سعد الدين المحامى هو اللى ماسك القضيه؟
اماءت له تؤكد على حديثه فردد
# هو شاطر و لو انتى بريئه حيعرف يظهر برائتك
دعت بتضرع و ايادى موجهه للسماء
# ياااا رب…انت عالم انى بريئه
نظر لها بتدقيق و لا يعلم لما حدسه ينبئه ببرائتها فهتف متسائلا
# انتى ايه حكايتك؟و مظلومه فعلا؟
اجابته و الحزن يخيم عليها
# لو حكيتلك حتصدقنى؟
اجابها بيقين
# انا بعرف اقيم الناس اللى قدامى كويس و مع انك دخلتى داخله غلط بس احساسى بيقول لى انك بريئه
اجابته بلهفه
# و انا بريئه و الله ما قتلت حد
اماء لها و ردد بتأكيد
# احكيلى و انا سامعك
بللت شفتيها بطرف لسانها و ابتلعت لعابها حتى تزيل حشرجه صوتها و هتفت
# ححكيلك
يتبع…..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
لا احد يستحق دموعك؛ و ان استحقها فلن يدعك تذرفها
جابريال جاريسيا ماركيز
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت مكتبه توقع منه اوراق المرتبات و اخذت تمررها امامه و هو يمطرها بالكثير من النظرات الوالهه فتنحنحت بخجل و قضمت على شفتها السفلى و هتفت بتنهيده بعد ان تعمد لمس اناملها اكثر من مره و هو يوقع الاوراق
# و بعدين معاك
ابتسم لها و ردد بتغزل
# و بعدين انتى معاكى….. كل يوم بتحلوى اكتر من اللى قبله، اعمل ايه طيب؟
تنهدت بضيق و هتفت
# اكرم بيه ارجوك
انتفض من مقعده و امسك راحتيها بقبضتيه القويتين و ردد بحده
# انتى ايه حكايتك يا دارين؟ ليه كل ما احاول اقرب منك تفضلى تبعدى كده؟
اجابته بحزن
# عشان انت متجوز و انا…..
قاطعها بغضب
# حنفضل نتكلم فى نفس الموضوع و نفس القصه و نفس الكلام…. انتى مبتزهقيش؟!
عبس وجهها و اطرقته لاسفل و بدءت عبراتها تتجمع فى مقلتيها فصرخ بها بحده
# اعمل ايه فى قلبى؟ بحبك و مش عارف اتصرف
رفع وجهها الباكى و نظر لها بقلمى اسماء عادل بحزن و مسح عبراتها بابهاميه و هو يحيط وجهها براحتيه و هتف متسائلا
# انت عرفتى تربطى مشاعرك و متحبنيش؟ عرفتى؟
صمتت فاكمل بضيق
# حتى و انتى مش عايزه تعترفى بده بس انا ليا عيون بتشوفك و قلب بيحس بيكى
حاولت استجماع انفاسها الهاربه فعضت على شفتها بتوتر فمد ابهامه ليحرر شفتها و هو يستشعر دفئ شفتهيا و رطوبتها فغزت تلك الرجفه بجسديهما فردد بتأكيد
# انا بحبك يا دارين و صدقينى بحاول…. بس مش عارف ايه الحل او التصرف الصح؟ هل الصح انى اقولها و اتجوزك و هى على ذمتى؟ و لا اخبى و نفضل فى الضلمه و لا اطلقها و هى معملتش معايا اى حاجه وحشه و انا بحبها برده، مش حكدب عليكى و اقولك انى مبحبهاش
رددت بصوت مختنق
# بس الوضع اللى احنا فيه ده مش صح… انت بتسحبنى ناحيتك كل يوم اكتر من التانى، و انا معنديش قدره انى اوقف اللى بيحصل
امسكها و اجلسها بجواره على الاريكه العريضه و نظر بعمق عينيها و هتف متغزلا بهما
# عيونك الحلوين دول هم اللى جابونى على جدور رقبتى…. ده غير شعرك الغجرى ده
تنفست بعمق فهتف مستطردا
# الحل اللى عندى انى آجى افاتح اهلك فى موضوع ارتباطنا و افهمهم ظروفى
ضحكت بسخريه و رددت
# و تفتكر ان اهلى ممكن يوافقو عليك و انت متجوز… مستحيل طبعا
زفر بضيق و اخذ يتنفس بحده و عاد يكمل
# بصى يا دارين…. لازم نحسب كل السيناريوهات عشان منندمش بعدين
صمت و عاد بظهره على الاريكه ليريحه و تحدث و هو يركز بصره بنقطه فارغه امامه ثم اكمل
# السيناريو الاول انى اقولها ان من حقى الخلفه و اسيبها تختار يا تكمل معايا يا ننفصل
احتدت تعابيرها و هتفت بغضب
# و افرض طلعت انا كمان مبخلفش؟
ضحك على غضبها الطفولى و قرص وجنتها الحمراء الصغيره و ردد بحب
# انتى بتغيرى يا قمر؟ انا بحبك يا عبيطه، بس مش لازم يعنى اقول لها انى حتجوز عشان فى بت متر و نص بشعر غجرى سرقتنى منها…. يعنى دى حجه يا بيبى
ضحكت من تدليله لها فاكمل حديثه
# بس نتيجه السيناريو ده حاجه من اتنين، يا اما حتوافق عشان متظلمنيش و ده احتمال بعيد جدا انه يحصل و الاحتمال الاقرب انها حترفض و ساعتها انا و انتى حنبقى على باب الله، يعنى لا شغله و لا مشغله، حنطرد يعنى من الشركه و اخدك بقى اسرح بيكى فى الموالد
ضحكت بشده و قهقهت من سخريته و هتفت
# يعنى انت خايف منها عشان شغلك و مستقبلك؟
حاوط وجهها بكفيها العريضين و قابلت حدقتيه بؤبؤاها اللامعتين و همس مجيبا
# انا لو انكرت فضلها هى و ابوها عليا ابقى انسان ملوش امان يا دارين…. ساعتها لازم تخافى منى لان انا كنت حته موظف فى الشركه هنا و بصى عليا بقيت ايه بعد ما اتجوزتها
اطرقت راسها تحركها بحيره فاردف
# صدقينى ده اسوء سيناريو ممكن يواجهنا عشان كده انا بحاول اخليه اخر الحلول لما ميبقاش قدامى حل غيره
همست بتلعثم
# امال ايه الحل المناسب اللى انت شايفه؟
اجابها و هو يبتسم بسمه ساحره جعلتها تشرد بملامحه القاتله و وسامته الشديده
# الحل اللى قدامى دلوقتى انك تقنعى اهلك بظروفى و نتجوز و لما ييجى وقت انها تعرف اكون على الاقل عملت حسابى على شغل تانى اعرف اعيشك منه يا دارين
زفرت باستسلام و اماءت له بصمت و هى تحاول ان تقيم الامر براسها و تحكم العقل قليلا بدلا من القلب و الذى دائما ما تكون احكامه خاطئه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت منزلها بعد يوم عمل طويل و شاق لم يخلو من التفكير بامر ارتباطها فانفردت بوالدتها تقص عليها الامر لعلها تهديها للطريق الصحيح و يكون رأيها هو الصواب
سمعت فدوى من ابنتها و علامات بقلمى اسماء عادل الدهشه و التعجب تغزو وجهها فارتبكت دارين من ملامح والدتها و رددت بهدوء و رهبه
# ماما…. انتى ساكته ليه؟
اجابتها فدوى بتخاذل
# دى اخره تربيتى ليكى يا دارين…. اخص عليكى، ازاى تسمحى لنفسك تتحطى فى موقف زى ده؟لا…و متخيله ان ابوكى حيوافق!
حاولت ان تهدء من عصبيتها قليلا فاقتربت منها تربت على كفيها و تحدثت بنبره خجوله
# و الله يا امى الموضوع مش زى ما انتى فاهمه….
قاطعتها بحده
# امال ايه؟
ابتلعت لعابها بارتباك ملحوظ و رددت بصوت ضعيف مهزوز
# مش عارفه ازاى قدر يخلينى اتعلق بيه بالشكل ده؟ و هو يا ماما لو انسان وحش كان اتسلى بيا، لكن هو من نفسه اللى فاتحنى فى موضوع الجواز
زفرت والدتها باستسلام و هتفت بحيره
# الصراحه….من اللى حكتيه عنه باين عليه ابن حلال و اى واحد غيره كان كدب عليكى، بس هو صريح و الصراحه فى الحاجات دى مطلوبه
تشجعت قليلا من مدحها له فانتظرت تسمع منها جواب يريح قلبها فتنهدت فدوى و زفرت بحيره و رددت
# لله الامر من قبل و من بعد….سبينى اشاور نفسى و بعدها ابقى افاتح ابوكى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
مر وقت طويل و لا زال اكرم ينتظر ردها عليه و هى لا تزال فى انتظار موافقه او رفض والدها و لكن حتى الآن لم تكن فدوى قد تجرأت على مفاتحته بالامر
انتهزت فدوى فرصه جلوسه بيوم العطله و بعد تناولهم وجبه الغداء برفقه ابناءها و زوجه ابنها البكرى هتفت بحرج
# كنت عيزاك يا هشام فى موضوع كده لوحدنا
اماء لها و اتخذا جانب لينفردا بنفسيهما فهى قد اختارت هذا اليوم بالتحديد ظنا منها انه ان وافق كان بها و ان رفض فلن يحدث جلبه بحضور ابنه و زوجته و احفاده
قصت عليه الامر بعد ان جملت له الكثير من الحقائق حتى يتقبلها و لكنه ابدا لم يتقبل و لا حرف واحد مما سمعه منها فصاح بحده و عصبيه اجتمع على اثرها ابنه جمال و زوجته و دارين بالطبع هرعوا جميعا حتى يتقصوا الامر
نظر لها باعين جاحظه و غضب اهوج و هو يصرخ بها
# انتى ازاى تسمحى لنفسك يا بت انتى انك تخلى امك تفاتحنى فى موضوع زى ده؟ خلاص مش لاقيه غير راجل متجوز و عايزانى اوافق عليه! ليه بس تصغرى نفسك كده؟
حاولت تهدئته و رددت بانكسار
# يا بابا اكرم انسان كويس….و ظروفه حكمت عليه….
قاطعها بحده و غضب
# ظروف ايه اللى تخليه يعض الايد اللى اتمدت له و خلته بنى ادم؟
اجابته بتوضيح
# هو ملوش سيره غير فضل اهل مراته عليه يا بابا…يعنى هو مش بينكر فضلهم، بس فى النهايه احنا بشر و مشاعرنا مش بادينا
اجابها بسخريه و استهزاء
# فانتى بقى سبتى كل اللى اتقدمولك قبل كده و مشاعرك راحت لواحد متجوز!!
تدخل جمال يحاول تهدئه والده فهتف
# اهدى بس يا بابا…. الراجل واضح و صريح و قال انه مش حينكر فضل اهل مراته عليه، و قال انه لسه بيحبها و انه غصب عنه الوضع اللى هو فيه…بس فى النهايه الراجل من حقه يتجوز مش احسن ما يغلط
صاح هشام بحده اجفلتهم جميها
# يغلط؟….. يغلط مع مين؟ يغلط مع اختك؟ و انت كنت عارف الموضوع بقى على كده و انا اخر من يعلم
حاول ان يصحح له الامر حتى لا يتأزم الموضوع اكثر فردد بهدوء وثير
# يا بابا الراجل متمسك بدارين و جالى الشغل و اتكلم معايا و بقاله فتره مستنى موافقتك عشان ييجى يتقدم و احنا اللى عمالين نأجل فيها عشان خايفين من رد فعلك
زفر حانقا و هتف بغضب
# و انا رد فعلى مش حيتغير….و مش موافق، و من بكره تسيب الشغل ده،و ده اخر كلام عندى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
شرد و هو يقود سيارته باتجاه منزله فى محادثته معها بعد ان ابلغته بموقف والدها و رفضه تماما لتلك الزيجه فاخذ يفكر حتى دلف منزله و يظهر على وجهه الهم و الضيق
استقبلته زوجته بوجه بشوش و اقتربت منه تقبله من صدغه مرحبه به و هتفت بحب
# حمد الله على السلامه يا حبيبى
قبلها هو الاخر من جبينها و هتف
# ايه يا قلبى عامله ايه؟
ابتسمت له و هتفت بحب
# الحمد لله…بس انت مالك؟
رددتها بتخوف من شكله الحزين فاجابها بتهرب
# مفيش….انا طالع ارتاح شويه
صعد غرفته و اخرج هاتفه يرسل لها رسائله
# دارين….انا بحبك و مش عارف اعمل ايه؟ قوليلى انتى لو طلقتها باباكى حيوافق على جوازنا؟ انا اكتشفت انى مش قادر على بعدك يوم واحد، انهارده الشغل كان وحش اوى من غيرك…اسأليه لو طلقتها حيوافق على جوازنا؟
ارسل لها الرساله فقرأتها و عادت تجيبه و عبراتها لا تنصاع لامرها بالبقاء داخل مقلتيها
# انا معنديش حل…. و خايفه اخد اى قرار اندم عليه، بس حبلغ بابا بطلبك مع انى شبه متأكده انه حيرفض
دلفت چيهان لتطمئن عليه فارتبك و هو يغلق شاشه هاتفه ففطنت هى لفعلته
اقتربت منه و جلست بجواره تحتضنه و تتكئ براسها على كتفه و رددت بصوت هادئ
# بتحبنى؟
اجابها بصوت خافت
# طبعا
رفعت وجهها تنظر له بتدقيق و هتفت
# ممكن ييجى عليك يوم و تخونى؟
لمعت عيناه بالدهشه و التعجب و هتف بذعر
# ايه الكلام الفارغ ده؟
احكم قبضته عليها و عمق من احتضانه لها و ردد بصوت حنون
# انتى عارفه يا چيچى انى عمرى ما حبيت و لا ححب غيرك
اجابته بصوت منكسر و ضعيف
# و لا بتفكر فى الخلفه؟
زفر تنهيده عميقه و ردد بتأكيد
# لو ده حيكون سبب فى بعدك عنى فانا مش عاوز خلفه
رفعت وجهها تنظر له بهيام لتهتف بصوت متصنع الهدوء
# افتكر كلامك ده، عشان لو اتغير بعدين او اكتشفت انك بتخونى ساعتها انتقامى مش حيعجبك ابدا
اعتدل فى جلسته و نظر لها مدهوشا من تحولها المفاجئ فردد بحده
# انتى ازاى بتقدرى تتحولى بالشكل ده؟ انا فعلا مبقتش فاهمك
ضغطت على اسنانها بغل و هتفت بغضب
# علشان عقلك ميصورلكش انك ممكن بعد كل اللى عملته عشانك انك ترمينى لمجرد انى مش بخلف، انت كنت مجرد موظف فى شركه بابى و بالرغم من رفضه ليك، انا وقفت و صممت عليك و اتحديته و مش بس خليته يوافق ده انا خليته يعمل منك مدير لشركاته و بقيت انت الكل فى الكل فمتنساش ابدا الكلام ده
وقف مكانه و نظر لها بسخريه و هتف بضيق
# مش ناسى يا چيهان…و كل ما انسى يا اما بفكر نفسى يا انتى بتفكرينى، فمتقلقيش ابدا
عادت تحتضنه و كأن شيئا لم يكن و عادت لصوتها الرقيق الهادئ و رددت
# طيب يلا عشان الغدا، انا عملالك نجرسكو
ربت على ظهرها و هو يكتم غيظه و ردد

اتخذ قراره و ذهب بسيارته لمقر عمل هشام الذى يعمل موظف باحد المصالح الحكوميه بقلمى اسماء عادل و فور ان دلف مكتبه و قدم نفسه اليه نظر له الاخير رافعا حاجبه الايسر مدهوشا من جراءته فقضم على جانب شفته و ردد بضيق
# اتفضل يا استاذ اكرم
جلس الاخير امامه و اخذ يفرك راحتيه معا حتى يستمد من دفئهما بعض الشجاعه فتنحنح بعد ان ساله هشام
# تشرب ايه؟
اجابه بتوتر
# و لا حاجه يا استاذ هشام، انا جاى اتكلم مع حضرتك شويه و عشمى انك تسمعلى..
قاطعه الاخير بحده اجفلته
# متتعشمش فيا لان عمرى لا حقبل و لا اوافق على طلبك يا استاذ اكرم…. و لو ربنا فى يوم من الايام رزقك باولاد حتعرف السبب
اماء له موافقا على كلامه و هتف يستطرد
# انا فاهم و مقدر و عارف احساسك كويس جدا….راجل متجوز و عايز يتجوز بنتك
اطرق راسه لاسفل و عاد ينظر له بعد ان استنشق الهواء بعمق و لفظه بدفعه واحده
# انا لو عارف اوقف مشاعرى ناحيه دارين مكنتش ابدا حطيت نفسى و لا حطتها فى الموقف ده، بس فعلا مش عارف
ردد هشام بغضب
# مشاعرك دى تخصك لوحدك و اصلا مش من حقك و لا صح عشان تكلمنى بالجراءه دى عن بنتى يا استاذ
حاول الاخير تهدئته فوقف من مكانه و ردد بتوسل
# انا بحب دارين…ارجوك اسمعنى و ادينى فرصه احاول افهمك ظروفى
رمقه بنظرات متفحصه و صمت ليفهم اكرم موافقته على استكمال حديثه فجلس و ردد باستفاضه
# انا مش حكدب عليك و اقولك انى عايز اتجوز دارين عشان مراتى مش بتخلف لان الموضوع ده مش فى حساباتى اصلا
خرج من هشام نظره تهكميه صريحه اخترقته فعاد يكمل
# يمكن دى الحجه اللى حقولها لمراتى يوم ما تعرف، لكن انا فعلا بحب دارين و مش عايز اخسرها
زفر انفاسه الحزينه و هتف
# فضل اهل مراتى عليا محسسنى بالذنب ان مشاعرى اتحركت ناحيه واحده غيرها، بس الموضوع ده مش بايدى…عشان ربنا هو اللى بيألف القلوب
ردد هشام بايجاز
# و نعم بالله
عاد يستطرد حديثه
# انا معاك فى اللى تطلبه….لو شرطك انى مكونش متجوز، حعمل كده بس مش حبقى راضى عن نفسى لو عملتها لان ساعتها حكون ندل
طرق باصابعه على سطح المكتب بتوتر ملحوظ و هو يكمل
# لانى لو انكرت فضلها عليا لمجرد انى حبيت بنتك، يبقى لازم تخاف منى على بنتك يا استاذ هشام …. عشان كده انا متمسك بمراتى زى ما انا متمسك بدارين و ححارب لحد ما توافق
شعر هشام بصدقه و شفافيته فتخبطت افكاره و ردد بتساؤل
# لو افترضنا انى وافقت….حيبقى الوضع بينكم عامل ازاى؟
ابتسم بانتصار بعد ان شعر انه استطاع ان يقنعه بحنكته و اسلوبه السلس فهتف بتوضيح
# حعمل كل اللى ربنا يقدرنى عليه عشان اسعد دارين … بس من غير ما اجرح مراتى
حرك راسه قليلا بامتعاض و هتف
# انا عايز اتجوز عشان ابنى بيت و اسره احس وسطهم بالونس و الحب و لو ربنا اراد بالذريه يبقى فضل من عنده و لو ما اردتش يبقى له حكمه فى كده
اقترب بوجهه و تمعن النظر بوجه هشام حتى يريه صدقه و ردد
# و لحد ربنا ما يأذن بالذريه….انا شايف ان مش ضرورى ابدا ان مراتى تعرف بجوازى، بس طبعا بمجرد ما يكون فى حمل فاكيد حعرفها و حعرف كل الناس
ردد هشام بسخريه
# يا ما شاء الله….هو انت عايز الجواز فى السر كمان، ده ايه البجاحه دى؟
قاطعه اكرم
# سر ايه يا استاذ هشام….لا طبعا مش فى السر، فى العلن و شرعى و على ايد مأذون بس مش ضرورى مراتى و الناس المقربين لها و ممكن يقولولها انهم يعرفو
و قبل ان يتحدث هشام و يخبره برأيه ردد كنوع من التأكيد
# و كل حاجه حتتعمل زى ما انتو عايزين، يعنى شقه و عفش و فرح و مؤخر و كل حقوقها حتبقى محفوظه و دى اقل حاجه اقدمها للانسانه اللى بحبها و عايزها فى الحلال
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قطع حديثهما و هى تقص عليه حياتها دخول السجانه تهتف باحترام
# سيف باشا….. سياده المأمور عاوزك
وقف سيف من مكانه يهندم بدلته و نظر لها يردد بتأكيد
# اكيد حنكمل كلامنا بعدين، و مش عايز شغب و انا من ناحيتى حوصى عليكى نباطشيه العنبر عشان ياخدو بالهم منك
اماءت له باستحسان فامر السجانه بصرامه
# خديها على العنبر بتاعها و نبهى على لواحظ تبعد عنها بدل ما انا بنفسى اللى ححاسبها
حيته التحيه العسكريه و سحبت دارين من ذراعها تقودها لمحبسها و فعلت ما امرت به
دلفت دارين و اخذت تجوب بعينها حتى تبحث عن متعلقاتها فلم تجدها فوقفت تسأل بصوت عالِ نسبيا
# فين يا جماعه الحاجه بتاعتى؟
اقتربت منها احدى السجينات تهتف بسخريه
# معلش يا مستر كراتيه…. دورى عليهم هنا و لا هنا، احنا ملناش دعوه
ظلت تجوب العنبر تبحث دون جدوى فاقتربت منها سجينه اخرى و سحبتها برقه و اجلستها على طرف فراشها و هتفت بصوت هادئ
# متأخذنيش…. بس انتى دخلتى داخله غلط
نظرت لها بفضول فهتفت تعرف عن نفسها
# انا سيده…. اتجار و تعاطى
ابتلعت لعابها بضيق و مدت ساعدتها ترد لها التعارف
# دارين….قتل
لمعت عين الاخيره فهتفت دارين بسرعه
# انا مظلومه و الله
ضحكت بسخريه و رددت
# كلنا مظاليم يا حبيبتى…المهم انتى شوفتى اتعرفنا على بعض ازاى؟ اهو هى دى طريقه التعارف هنا كل واحده تقول اسمها و تهمتها و بعد بقلمى اسماء عادل ما يصدر فيكى الحكم تقولى المده كمان فانتى اتصرفتى غلط و اللى عملته المعلمه لواحظ طبيعى و الحفله دى بتتعمل مع الوارد الجديد و مش صح ابدا انك تكسبى عداوه المعلمه لواحظ من اول يوم
مسحت وجهها من تعرقه فالجو خانق و حار و اعداد المسجونات كثيف فى مكان ضيق سئ التهويه فزفرت باختناق لتعود سيده تكمل حديثها الودى
# هنا الدنيا ماشيه كده و لحد ما تطلعى من هنا على خير يبقى لازم تمشى على العرف اللى ماشى بيه المكان عشان محدش يحطك فى دماغه و تتأذى يا ست البنات و ساعتها محدش حيعرف يلحقك
شكرتها دارين على الشرح المستفيض لقوانين السجن و توضيحها للنظم به و اخبارها عن قوه و نفوذ لواحظ بداخل السجن
# المعلمه لواحظ مرات تاجر بودره و حشيش كبير اوى و رجالته فى كل حته و مشغل عنده كمان ناس من جوه السجن عشان يحمو مراته فاحسنلك تكسبيها مش تكسبى عداوتها
تململت فى جلستها و شعرت بالخوف يسرى فى عروقها فكل هذا حدث باول ليله لها بالسجن فما بال مكوثها حتى موعد المحاكمه او الاسوء حتى اصدار الحكم عليها بعدد سنوات تقضيها بهذا المكان
شعرت سيده بتوترها فهتفت بحبور
# اسمعى….. انا حتكلم معاها و اتوسطلك عندها و اهو كلمه حلوه منك على تحيه حلوه، حتسامحك طوالى و يبقى يا دار ما دخلك شر
نظرت لها بتعجب و اردفت
# تحيه حلوه ازاى؟
ضحكت بخفه و رددت و هى تقف استعدادا للمغادره
# الناس هنا بتهادى بعضها بالسجاير يا عنيا…خرطوشه سجاير كده من النوع المفتخر،حاكم المعلمه مبتشربش الا الانواع النظيفه و العليوى
زفرت بضيق و اطرقت راسها لاسفل فربتت سيده على كتفها و هتفت بطمأنه
# متقلقيش…. يعدى بس سواد الليل و الصباح رباح،ارمى حمولك على اللى خلقك
اماءت بهدوء و هتفت بتضرع
# و نعم بالله
اغلقت عينها محاوله استدعاء النوم و لكن من اين لها النوم و هى كلما اغلقتها استدعت لحظاتها السعيده و التى للاسف كانت طريقها الممهد لما هى به الآن و ما اطول ليالى السجن و خاصه ان كنت مظلوما
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عاد سيف من العمل مارا بمنزل والديه ففتح الباب بالمفتاح الخاص به و دلف ليجدهما جالسان كعادتهما امام التلفاز
فور ان لمحته والدته هبت واقفه تبتسم له و تحتضنه و تهتف بترحيب
# حبيبى….وحشتنى اوى يا سيف، بقالك يومين مش بتيجى
اجابها بحب
# الشغل يا ماما و بروح هلكان
اضافت بتأنيب
# يا بنى ما تقعد معانا بدل…..
قاطعها على الفور
# يا ماما ارجوكى كفايه كلام فى الموضوع ده
تدخل والده علاء
# سبيه على راحته يا منار….ابنك مش صغير و هو ادرى بمصلحته
زفرت مستسلمه فعادت تحدثه بحنين
# حبيبى يا ابنى…. تحب احضرلك العشا؟
اماء لها فاتجهت للمطبخ و جلس هو بجوار والده يتبادلان اطراف الحديث يسأله عن عمله فهتف
# انهارده جت مسجونه متهمه بجريمه قتل….بس مش عارف ليه حاسس انها مظلومه
ابتسم له اباه و هتف
# يا ما فى الحبس مظاليم يا بنى بس انت حاول تبقى عادل عشان ميبقاش الزمن و انت على المظلوم يا حبيبى
ابتسم له و ردد
# ماشى يا سياده اللوا….. اصلا جايلها توصيه من مأمور السجن بنفسه، اه و بالمناسبه باعت لك السلام
ردد بامتنان
# الله يسلمه
احضرت والدته الطعام و وضعته امامه و رددت و هى تطعمه بيدها
# اختك و جوزها عاملين عيد ميلاد اسر اخر الاسبوع و مأكدين عليا عشان اقولك
اطرق راسه لاسفل فعادت للحزن و البكاء
# يا بنى كفايه حرام عليك، دى اراده ربنا و اختك ملهاش ذنب و……
قاطعها بعيون محتقنه دامعه
# كفايه يا امى…..ارجوكى
انتفض من مكانه و اتجه للخارج فتبعته و هى تصرخ برجاء
# خلاص يا حبيبى….تعالى كمل اكلك عشان خاطرى، يا سيف!
لم يستمع لها و لم يستدير و اكمل طريقه للخارج صافعا خلفه الباب فبكت والدته فاقدم علاء عليها و ربت على كتفها و هتف
# سبيه يا منار….. ابنك لسه موجوع و انتى بكل بساطه عيزاه يحضر عيد ميلاد اسر اللى فى نفس اليوم المشئوم ده
بكت و انتحبت و هتفت بحزن
# حيفضل مقاطع اخته لحد امتى؟ دول بقالهم 3 سنين، ده مشافش آسر و لا مره يا علاء
ربت على كتفها و هتف
# اعذريه…. فى الاول و الاخر خسارته قسمت ظهره
بكت و ضربت كفها بفخذيها تهتف بتضرع
# لله الامر من قبل و من بعد….. ربنا يألف قلوب ولادى على بعض بدل ما اموت بحسرتى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عاد لمنزله و دلف غرفته يغير ملابسه فاتجه لخزانه الملابس و فتحها و سحب منها فستان زوجته الراحله و فتح الجارور و اخرج منه فستان صغير لابنته
جلس على طرف الفراش و هو يعتصر الملابس بيديه و يقربها من انفه يسحب رائحتها بداخله و ردد بحزن دفين
# ريحتكم راحت منها
ترك الملابس على الفراش و اتجه لمرأه الزينه و امسك بالاطار الموضوع به صورتيهما معا ليبتسم بسمه متألمه و هتف بغصه
# وحشتونى اوى…. عيد ميلاد ميرا الاسبوع الجاى…. انتى متخيله يا نسرين ان تاريخ بقلمى اسماء عادل وفاتكم هو نفسه تاريخ عيد ميلاد بنتنا و هو نفسه تاريخ ميلاد اسر ابن اختى
ظل يسترجع اخر لحظات جمعته بزوجته و ابنته قبيل وفاتهما
فلاش باك ******
استيقظ كعادته على لمساتها الرقيقه و قبلاتها الناعمه فابتسم تلقائيا حتى قبل ان يفتح عينه و ردد بتثاؤب
# حبيبتى
فتح عينه و اجلسها على فخذيه و اخذ يقبلها بحب و يدغدغها و الاخيره تضحك بشده حتى دلفت نسرين تهتف بغيره
# و بعدين بقى فى ضرتى دى!
ابتسمت الصغيره ذات الخمس سنوات و اخذت تقبل اباها مره اخرى قاصده اثاره غيظ والدتها و هتفت
# ده بابى انا لوحدى…..و انا مش عيزاكم تبوسو مع بعض
امسكت وجهه براحتيها الرقيقتين و هتفت ببراءه
# انت بابتى انا لوحدى، مش كده يا بابى؟
اماء لها من وسط ابتسامته المتسليه من طفوله الاثنتان فزوجته تغار عليه من ابنته و اما الصغيره و كانها تتعمد اثاره حفيظه والدتها
قبلها من وجنتيها بحب و ردد
# انا عندى بنوتين زى العسل انتى و مامى بناتى يا ميرو
اخرجت شفتها السفلى بطفوله و عبوس و هتفت
# لا يا بابى، انا مش عيزاك تبوس معاها، بوس معايا انا بس و اتجوزنى انا و هى لا
صاحت نسرين بحده
# شوف البت بتقول ايه؟و انت يا سيف مدلعها و بتروح تقول الكلام ده لمامتك، لدرجه انها قالت لى بلاش تعملو كده قدامها
حمل صغيرته و اقترب من زوجته و قبلها قبله رقيقه على شفتيها و هتف
# بلاش نعمل ايه قدامها؟ كده يعنى؟
عاد لتقبيلها و الصغيره تدفعه بعيدا عنها تهتف بضيق
لا لا متبوسوش مع بعض بقى احسن حخاصمك يا سيف
صدحت ضحكاته الرنانه و اخذ يلتهمها و يتصنع عضها و يصدر اصوات زئير و يهتف بمداعبه
# سيف!! سيف حاف كده من غير بابى؟
قضب جبينها فعاد لالتهامها و هتف
# خلاص متزعليش…ده حتى انهارده عيد ميلاد الجميل
حركت راسها بالايجاب فردد بتسائل
# و الجميل بقى عايزه ايه هديه عيد ميلادها؟
اجابته الصغيره بمرح
# تتجوزنى انا و تخلى نسرين تروح عند ابوها
لمعت عين نسرين بالغضب و همت لتنقض عليها و لكن كانت يد سيف الاسبق فى منعها و ردد بمرح
# الغيره بتاكلك من جوه…بس معلش يا روحى، انتى عارفه ان جوزك چان و البنات بتترمى تحت رجليه
حركت راسها بامتعاض و هى تقلده بحركات مضحكه فعادت ابتسامته لوجهه و هو ينظر لصغيرته يهتف هامسا
# ايه رايك نستنى لحد العيد ميلاد ما يخلص عشان حنحتاج مامى تعمل لنا التورته و تنظف البيت عشان الحفله و بعدها على طول حبعتها عند ابوها…ها ايه رايك؟موافقه؟
ابتسمت الصغيره و اجابت بطفوله
# موافقه
انزلها من احضانه و اقترب من زوجته يقبلها من تجويف عنقها و همس باذنها
# هو انتى محلوه اوى كده ليه انهارده!!
بدءت يده تستبيح جسدها فهدرت به تعنفه
# بس بقى البنت واقفه…و يلا عشان تفطر و تنزل احسن انا ورايا هم ما يتلم و لسه حنزل مع اختك نشترى الزينه و نحجز باقى الحلويات
رفض بصرامه
# مش انا قلت متخرجيش معاها….ساره سواقتها زى الزفت و حخاف عليكم معاها
رددت بتذمر
# لا راضى تعلمنى السواقه و لا فاضى تخرج معايا و لا بتوافق اركب تاكسى و كمان اختك لأ؟؟ طيب اعمل ايه انا؟
اجابها بابتسامه
# تفطرينى عشان انزل شغلى بقلمى اسماء عادل و انا حجيب كل النواقص بنفسى و انا راجع و كده كده التورته محجوزه و كله تمام
زفرت باستسلام و ضيق على تحكماته فانحنى يقبلها بشغف متناسيا وجود الصغيره التى صدح صوتها متذمرا
# انا حقول لجدو و تيته انكم بتبوسو مع بعض و حخلى ابوكى يضربك عشان كده عيب
عوده******
نزلت دموعه رغما عنه تزين وجهه فمسحها بظهر يده و اتكئ على الفراش و وقع اسيرا للنوم و هو لا يزال يحتضن الملابس و اطار الصوره
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
امسكت منار هاتفها لتحدث ابنتها تقص لها ما حدث مع وليدها البكرى فرددت فور ان اجابت
# ايوه يا ساره…..شوفتى اخوكى؟
اجابتها الاخيره بلهفه
# ماله يا ماما؟ حصل ايه؟
رددت ببكاء و حزن
# نزل زعلان منى…. قلتلك بلاش اقوله على عيد الميلاد، بس انتى صممتى
قاطعتها ساره بحده
# يعنى انتى زعلانه منى انى بحاول اود اخويا اللى بقاله 3 سنين مقاطعنى…..انتى متخيله انا حاسه بايه و انا لوحدى من غير اخ؟
هتفت منار بحزن و غصه بكاءها تكاد تنحر عنقها
# ربنا العالم انا فيا ايه بسبب اللى بينكم، بس كان الاحسن تتجمعو فى اى يوم الا ده يا ساره….انتى عارفه كويس اليوم ده حصل فيه ايه؟
بكت الاخيره و انتحبت و خرج صوتها مكتوما
# آااااه يا ماما، يعنى مش كفايه اللى انا فيه؟ مش كفايه احساسى بالذنب و مقاطعه اخويا ليا….و انتى جايه تكملى عليا! انا كان نفسى ينسى و يعيش حياته و نرجع زى زمان
بتنهيده حارقه اجابتها
# عمره ما حينسى يا بنتى…..محدش يقدر ينسى ضناه و سيف يا حبيبى خسر مراته و بنته فى يوم واحد
زفرت ساره باستسلام و هتفت بتضرع
# ربنا يلم شلمنا تانى يا ماما…انا كنت عامله عيد الميلاد حجه عشان سيف، بس طالما مش جاى يبقى خلاص انا لا حعمل اعياد ميلاد و لا حاجه
اغلقت مع والدتها و جلست تتذكر احداث ما قبل ثلاث سنوات
فلاش باك *****
ذهبت ساره منزل اخيها لتساعد زوجته على تزيين المنزل للاحتفال بعيد مولد صغيرتهم الغاليه و فور ان دلفت رحبت نسرين بها و ابتسمت بمجامله تهتف
# يا بنتى حتساعدينى ازاى و انتى بطنك تلاته متر قدامك كده؟
ضحكت الاخيره و هتفت بمداعبه للصغيره
# هو انا عندى كام ميرا؟و بعدين متخافيش انا فى التامن و محدش بيولد فى التامن
ضحكت نسرين و رددت بتذمر
# اصلا ام محمد خلصت تنظيف و مفيش حاجه تتعمل لان مفيش حاجه جت!!
قوست فمها بضيق و استطردت
# اخوكى مصمم انه يجيب معاه الحاجه و هو راجع عشان منزلش
هدرت ساره بحده
# ايه التخريف ده؟ على ما ييجى من الشغل مش حنلحق نعمل حاجه
ثم وقفت و اصرت عليها
# قومى قومى ننزل نشترى الزينه على الاقل
رفضت بحرج و هتفت
# سيف محرج عليا اركب مع اى حد و لا تاكسى و لا اى حاجه
رددت الاخيره بدهشه
# ده انا اخته؟ لو خايف يعنى ان حد يتحرش بيكى
تهكمت بلطافه فضحكتا سويا لتستطرد
# تعالى نروح و نرجع بسرعه و هو لما يلاقيكى خلصتى حيتبسط
زفرت بحيره حتى تدخلت الصغيره تهتف بمرح
# يلا يا مامى بقى خلينا نروح
استسلمت لاصرارهما فاتجهت هى و صغيرتها برفقه ساره التى قادت مسرعه لتتسوق بقلمى اسماء عادل من المحال ما تحتاجه من مستلزمات اعياد الميلاد و لكنها كانت تقود بتهور حتى ان نسرين صرخت بها اكثر من مره لتقلل من سرعه السياره فردت متحججه
# عشان نلحق نخلص بسرعه و نرجع قبل سيف ما يشترى الحاجات و تبقى اتجابت مرتين اهو نعملهاله مفاجأه
زفرت نسرين بتخوف و نظرت وراءها لمكان جلوس ابنتها تطمأن عليها و لكن حدث الامر بثوان معدوده لا تعلم كيف انحرفت السياره بهذا الشكل لترتطم بسياره نقل ثقيل فتنحرف بشكل صعب و تنقلب اكثر من مره و على الفور يفتح كيس الهواء المضاد للصدمات الموجود بمقعد السائق على عكس المقاعد الاخرى
اسرعت الاسعاف بنقل المصابين لاقرب مشفى و تم التواصل مع الاقارب ليصله الخبر كالصاعقه فيترك عمله و يهرع بلهفه للمشفى
يتبع…..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
سألت الموت، هل هناك من هو اقوى منك؟
اجابنى بهدوء: فراق شخص تشتاق له كل دقيقه
فما بالك بفراقه لصالح الموت ذاته
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
دلف المشفى يتخبط هنا و هناك لا يعلم شيئا حتى تقابل مع والدته التى تجلس بالرواق فهتف مستفسرا
# ايه اللى حصل؟ ميرا و نسرين فين؟
رفعت وجهها و عبراتها تفيض كشلالات حزينه فايقن من حالها بوجود خطب ما فردد بصوت مختنق متخوف
# ماما…… مراتى و بنتى فين؟
ربتت على كتفه و رددت بالم
# اجمد يا سيف…. ده قضاء ربنا يا ابنى
دمعت عيناه و صعب تنفسه و اصبح يلهث بانفاسه و هو يحاول التماسك و سألها بغصه
# مين فيهم؟ مين فيهم يا امى؟
ظلت على حالتها الصامته و الباكيه تنظر للارض و هو يستند على الحائط ينفض راسه محاولا الاستيقاظ من ذلك الكابوس فاغلق عيناه من بين عبراته و هتف بحزن
# الاتنين راحو؟ اكيد انا بحلم
خرج الطبيب و اقترب من منار و هتف بطمأنه
# احنا الحمد لله لحقناها و…..
قاطعه سيف بفرحه و كانه غريق وجد قشه يتعلق بها فامسك الطبيب من كتفيه يهتف بلهفه
# لحقتوها؟ لحقتو مين فيهم؟ انطق يا دكتور
اجابه بعمليه
# اهدى يا فندم….. الحمد لله احنا لحقنا المدام
زفر بتنهيده حارقه و اماء برضا و ردد
# و بنتى؟
ابتسم له الطبيب و ردد
# قصدك ابنك…. هو عموما حيتحط فى الحضانه فتره لان ولاده التامن…..
قاطعه سيف بحده
# انت بتتكلم عن مين؟ انا بكلمك عن مراتى و بنتى يا دكتور
فهم الطبيب على الفور انه يتحدث عن ضحايا الحادث بعد ان اقتربت منه والدته تهدئه بيدها و تربت بها على ظهره و هى تهتف بحذر
# اختك كانت معاهم يا سيف و ولدت بدرى بسبب الحادثه
اماء الطبيب و ردد باستفاضه
# ايوه يا فندم…. اختك ربنا كتب لها عمر جديد هى و الجنين بسبب كيس الصدمات اللى فى العربيه
اماء له بحزن و هتف بتساؤل
# و مراتى و بنتى؟
ابتلع الطبيب لعابه بتوتر و ردد بحذر
# للاسف، البنوته ماتت قبل ما توصل المستشفى… اما المدام فاحنا حاولنا نسعفها بس ملحقناش
ثم وضع يده على كتف سيف و ردد بمواساه
# البقاء لله يا فندم….. شيد حيلك
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
افاق من نومه على صوت منبه هاتفه فوجد نفسه لا يزال على وضعه يحتضن ملابس عزيزتيه فانتفض فور ان وجد نفسه قد تأخر عن عمله فدلف المرحاض ليغتسل و بدء بارتداء ملابسه و توجه لمقر عمله
و هناك افاقت دارين على صوت صافره السجن فهناك كل شئ له نظام و وقت محدد تحدده تلك الصافرات
الاستيقاظ فى تمام السادسه بصافره مزعجه و الاستحمام بمواعيد و الاغتسال بطوابير منظمه و حتى دخول المرحاض لقضاء الحاجه له قواعد و اصول
الافطار له موعد محدد لا يمكن مخالفته، و لا بد من تناوله حتى و ان كان ردئ و من تمتنع يعتبرونها مشاغبه او مضربه عن الطعام و لتلك عقوبه صارمه او تذهب للحبس الانفرادى
كل هذا عرفته دارين بمكوثها بضعه ايام قليله استطاعت فيها ان تتعرف على معظم قوانين محبسها الذى ستمكث فيه لسته اشهر حتى يحين موعد محاكمتها
يأتى وقت التريض و الخروج للساحه فانتهزت هى فرصه ذلك لتمارس بعض الرياضه حتى تخرج فيها طاقتها السلبيه فبدءت بالعدو و ممارسه تمارين الاحماء و غيرها
كانت السجينات تراقبها من بعيد خوفا منها فبعد ما حدث مع لواحظ و اتباعها علمت السجينات الاخريات بالامر و بدءن جمعيا بالشعور بالرهبه منها خصوصا بعد معرفتهن جريمتها
لم تأبه هى بابتعاد السجينات عنها بل كانت اكثر من مرحبه لشعورها بالغربه و عدم الارتياح بالتعامل معهن
ظلت دارين تتريض و تلك الاعين تراقبها من نافذه مكتبه ينظر لها بتدقيق و تعجب من لياقتها البدنيه العاليه و مهارتها ايضا فعاد ينظر فى ملفها و بدء بقراءه تقرير المعمل الجنائى
( كسر بالرقبه نتيجه ضربه قويه اثرت على المفصل العضدى مما تسبب بانقطاع وصول الدماء للمخ و احدث سكته دماغيه فوريه)
جلس على مكتبه يتصفح الادله و شهاده الشهود و هو متعجب من امرها كثيرا و اخذ يردد فى نفسه
# معقول…. معقول تكون قتلت بدم بارد!!
زفر انفاسه بحده و عاد ليباشر اعماله و لكن ليس قبل ان يوقع على طلب اجازه و يذهب بها لرئيسه حتى يطلب موافقته
دلف مكتب مأمور السجن و حياه بالتحيه العسكريه و وضع امامه طلب الاجازه فنظر له المأمور و هتف بحبور
# اقعد يا سيف
جلس الاخير و انتظر موافقته فردد المأمور
# تعيش و تفتكر…مش الاجازه عشان السنويه برده؟
اماء له بصمت فوقع عليها الاول على الفور و هو يردد
# انت من غير حاجه مش بتاخد اجازات خالص، بس خلص الزيارت بتاعه بكره عشان تاخد الاجازه و ميكونش وراك شغل متعطل
حياه برسميه بعد ان وقف مكانه و ردد بتأكيد
# اكيد يا فندم
ابتسم له المأمور و هتف
# و روح مكتب رئيس المباحث خلص معاه الزيارت الخاصه و امضيها عشان الساده المحامين يتقابلو مع موكلينهم
حرك راسه بالايجاب يهتف بعمليه
# تمام يا فندم
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اسند راسه على ساعديه متكئا على سطح مكتبه يفكر بعمق حتى تحدث محاميه ناصر الصواف باستفاضه
# كده الجلسه الجايه و بالادله دى كلها و بشهاده الشهود و لو ثبت عليها سبق الاصرار و الترصد يبقى الحكم حيكون…..
قاطعه اكرم
# انا من الاول قلتلك بلاش اشهد بالكلام ده
اجابه محاميه
# يا اكرم بيه انا فهمتك اننا فى غابه و يا تبقى جانى يا مجنى عليه و لو سيبنا فاتحه صغيره ممكن يدخلك منها سرسوب هوا يفتح علينا ابواب جهنم
زفر باستسلام و هتف
# دارين متستاهلش كده….. بس
ضحك ناصر و ردد بسخريه
# هو انت حتكدب الكدبه و تصدقها و لا ايه يا اكرم!! ده احنا دافنينو سوا
نظر له بنظرات حارقه و هتف بغل
# دى كانت شورتك من الاول…. و انا حبيتها بجد
ضحك ناصر ساخرا و ردد
# بقولك ايه يا اكرم…. انت لا بتعرف تحب و لا بتحس من الاساس فبلاش النمره دى عليا، خلينا نركز فى القضيه لان الغلطه فيها بفوره
تنهد بعمق و اطرق راسه يحركها بالايجاب فاكمل ناصر
# دلوقتى انت لازم تركز تفكيرك فى المقابله بينك و بين ابوها لان دى حيترتب عليها حاجات كتير اوى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وقفت تصفف شعرها الغجرى بعد ان تحممت بنفس الطريقه المهينه و امام نظيرتها من المسجونات فاغلقت عيناها بالم و حسره على حالها حتى انتهت من تصفيفه فاقتربت منها لواحظ تهتف بسخريه لاذعه
# يا ختى شعر ده و لا مقشه؟
اجابتها سجينه اخرى بتنمر
# اصل الشعر ده بيقولو عليه كيرلى يا معلمه لواحظ
ضحكتا معا بصوره فجه و خرج صوت لواحظ الساخر
# عشنا و شفنا بقى الشعر اللى ملوش ملامح ده بيتسمى كيرلى قال
ناظرتها الاخرى تهتف
# ايه رايك يا معلمه لو نسميها كيرلى بدل مستر كراتيه؟
صدح صوت قهقتها و سخرت تجيب
# و الله حلو يا بت
ثم وقفت مكانها و هتفت بصوت عالى
# اسمعو يا نسوان…. من انهارده البت مستر كراتيه بقى اسمها كيرلى، يعنى اللى تحب فيكم تناديها مستر كراتيه ماشى، تحب تناديها كيرلى برده ماشى
صدحت ضحكاتهن جميعا و هتفت احداهن بمزاح
# كله ماشى يا معلمه
كل تلك السخريه و دارين جالسه على فراشها الحديدى صامته و شارده فى ماضيها
فلاش باك *****
وقفت تبتلع لعابها بحرج و هى مطرقه راسها لاسفل متورده الوجه فاقترب منها بعد ان اغلق الباب و انحنى بجزعه بلطف و ردد هامسا
# انا مش مصدق انك بقيتى ليا….هو انتى بجد؟
ظلت صامته بخجل فوضع سبابته اسفل ذقنها و رفع وجهها ناحيته و ابتسم لها بحبور و هتف برومانسيه
# انا بحبك اوى يا دارين…. كيرلى قلبى
لمعت عيناها بالفرحه و التعجب فى آن واحد و رددت بدهشه
# كيرلى!!!
اجابها على الفور
# ده دلعك من انهارده…..عشان شعرك ده هو اللى جنننى
تنهدت بعمق فاحنى راسه ملتقطا شفتاها بقبله طويله مأججه للمشاعر حتى اندمجا معا جسدا و روحا
عادت من شرودها على دفعه قويه من لواحظ و رددت تهتف بحده
# انتى فاكره النمره اللى عملتيها اول ما دخلتى الحبس دى حتخلينى اخاف منك، لاااا فوقى و اعرفى ان لواحظ مش بتسيب حقها يا عنيا
زفرت بحنق و وقفت تهندم ملابسها و رددت بقوه مصطنعه
# عايزه ايه يا لواحظ
شهقت لواحظ بسخريه و اذدراء
# هييييئ لواااحظ كده حاف من غير معلمه؟
اجابتها و هى تهم بالابتعاد
# سبينى فى حالى بقا، انا فيا اللى مكفينى
اعترضت طريقها لتبدء السجينات بالتجمع حولها و اتجهت اخريات للبوابه الحديديه فى محاوله منهن للتشويش حتى لا تسمع نباطشيه العنبر ما يحدث فى الداخل
فبدءن بالالتفاف حولها و محاوله تقييدها و عندما تجتمع الكثره تغلب بها الشجاعه فاستطعن بعد ان ضريت اثنين منهن ان يقيدوها و خلعت لها لواحظ سروالها و ملابسها التحتيه و دارين تنتفض بقوه محاوله الخلاص من حصارهن و لكن لم تستطع حتى الصراخ طلبا للنجده بسبب تكميمها
انحنت لواحظ تنظر لها ببسمه خبيثه و اردفت بمكر
# اديكى بقيتى تحت ايدى زى الفرخه المسلوخه يا حيلتها…. الكراتيه بتاعك عملك ايه؟
قوست فمها و اهتزت بجسدها تكمل بسخريه
# الا صحيح زى الفرخه المسلوخه ليه؟ ما احنا نخليها مسلوخه على حق
عادت بوجهها لاحدى اتباعها و هتفت بصيغه آمره
# سخنتى الميه يا بت؟
اجابتها بخنوع
# سُخنه و موهوجه يا معلمه
ابتسمت الاخيره بانتصار و رددت بتوعد
# اللى حعمله فيكى مش حيشفى غليلى، بس اهو حعتبره رد شرف بدل ما كانت هيبتى فى السجن بتتسمع من اول عنبر لاخر عنبر بقى بسببك الحريم كلها بتتنأرز عليا
جلست على عجزتيها و دارين لا تزال تقاتل حتى تنال حريتها فهتفت لواحظ
# الاول حدخل المقص ده فى لمؤاخذه عشان تبقى معيوبه، و بعدين حشويكى بالميه المغليه و نبقى نشوف بقا لو خرجتى من هنا حتنفعى تبقى حرمه و لا تكملى مستر كراتيه زى ما انتى!!
اقحمت المقص بمنطقتها بقسوه فخرجت صرخه الم مكتومه منها لتسحبه لواحظ بعنف فشعرت بانسحاب روحها معها و نزفت بغزاره بسبب جرحها بتلك الاله الحاده
وقفت لتأخذ المياه الساخنه و عادت لتنحنى حتى تسكبها عليها و لكن دلفت احدى السجينات المرابطات للبوابه و هى تهتف بتحذير
# الحقى يا معلمه…. ده الست فتحيه بتفتح الباب
رمت المقص من يدها و هرعت ناحيه فراشها و إتبعها الباقيات منهن بعد ان تركن دارين على الارض فصرخت فور ان رموها ارضا
هرعت السجانه فتحيه تنحنى لتراها و هى تصرخ بخوف
# يا مصيبتى…..عملتو فيها ايه يا حوش؟ ده انا جايه اخدها للزياره، منكم لله يا بعده حتودونى فى داهيه
صاحت بصوتها تطلب النجده من زميلاتها فهرعن لنجده تلك المسجاه على الارض غارقه بدماءها

جلس هشام برفقه سعد الدين المحامى بمكتب رئيس المباحث بانتظار احضارها و لكن تأخرت فى المجئ حتى تلقى رئيس المباحث اتصالا بشأنها من رئيسه السجانات تخبره باصابتها فاغلق الاتصال معها و نظر للزائران و هتف بعمليه
# للاسف الزياره حتتأجل فيا ريت ترجعو لمكتب التصاريح و تغيرو ميعاد الزياره
هتف سعد الدين بتعجب
# ليه يا فندم؟احنا التصاريح بتاعتنا سليمه
اماء له بصمت فهو لا يريده ان يعلم باصابتها بعد فهتف بتبرير
# فى مشكله صغيره بس فى التصاريح فمن فضلك يا متر ارجع تانى لمكتب التصاريح و غير ميعاد الزياره
وافق مضطرا و سحب هشام من يده ليخرجا و لكن الاخير شعر بالغرابه فهتف يسأل
# فى حاجه غلط يا متر….. انا حاسس ان دارين حصل لها حاجه
ابتسم له بتصنع و هتف مطمئنا
# متقلقش يا استاذ هشام…انا حكلم المأمور و حعرف منه كل حاجه، بس خلينا نغير ميعاد الزياره و نمشى عشان الحق المواعيد اللى ورايا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وصله الخبر فهرع للعياده الطبيه الملحقه بالسجن و وقف بالخارج بانتظار خروج الطبيب و بالفعل لم يمر اكثر من بضع دقائق حتى خرج الطبيب فسأله سيف بلهفه
# حصل ايه؟ عملو فيها ايه؟
حرك راسه للجانب بضيق و هتف
# للاسف عملولها جروح عميقه جدا بآله حاده بالمنطقه الحسايه و حتحتاج لعلاج اكتر من واحد و عشرين يوم
زفر بحنق و هتف
# انتهكو عذريتها يعنى و لا ايه فهمنى؟
اجابه الطبيب بعمليه
# لا..لانها اصلا مش عذراء حتى التقرير الطبى بتاعها يوم ما دخلت اكد ده
تقوس حاجبيه بالدهشه و اماء له و ردد بفضول
# حتحتاج تروح مستشفى السجن و لا حتفضل هنا فى الرعايه؟
اجابه الطبيب
# لا مش شرط تروح المستشفى، انا حخليها هنا فى الرعايه كام يوم لحد ما الجرح يتحسن شويه
ردد سيف
# ينفع ادخل احقق معاها؟
اماء موافقا و تنحى جانبا ليدلف سيف فوجدها تستريح على الفراش الطبى و ملابسها البيضاء ملطخه بالدماء فتنحنح و اقترب منها يهتف بفضول
# بقيتى كويسه دلوقتى؟
اماءت بصمت فاكمل
# مين اللى عملت كده؟
صمتت و اشاحت بوجهها عنه فعاد يردد بتصميم
# الدكتور قال انك حتحتاجى علاج اكتر من واحد و عشرين يوم يعنى تعتبر جنحه و اللى عملت كده ممكن تاخد عقوبه تضاف لعقوبتها جزاء ليها
ظلت على حالتها الصامته فاقترب منها اكثر و هتف بحده
# انتى ساكته ليه؟ مش كنتى عايزه حد يسمعك و يجيبلك حقك؟ ادينى اهو واقف قدامك بقولك مين اللى عملت كده عشان اجيبلك حقك؟
ظلت كما هى حتى انها اغلقت عيناها فردد بغضب
# لو ساكته خوف من اللى عملت كده فتأكدى انى حعرف احميكى منها، و لو ساكته عشان بتفكرى فى الانتقام و انك تاخدى حقك بنفسك فتأكدى انى مش حسمح لك
ظلت على حالتها فضغط على اسنانه بغل و ولج للخارج متجها لمكتبه و هناك امسك ملفها و نظر به ليجد ما يصدمه
لمعت عيناه و هو يجد ان حالتها الاجتماعيه ( انسه) بمعنى انها غير متزوجه فكيف اذا ليست بعذراء ليبدء التفكير بها بالسوء و ردد نافرا
# فعلا وشها يخدع….. اول مره حكمى يبقى غلط على حد
القى الملف على المكتب بغضب و جلس على مقعده بحده يشعر بالضيق لا يعرف لما شعر بذلك فردد يبرر لنفسه
# انا مضايق عشان براءتها خدعتنى…. محدش عرف قبل كده يضحك عليا
زفر زفره حانقه و هو يضغط بشده على اسنانه و هتف بغضب
# ازاى؟ ازاى بنت زيها تفرط فى نفسها كده؟
ظلت افكاره تتخبط بداخله حتى قرر ترك الامر بنهايه اليوم و العوده لمنزله ليستعد لعطلته بالغد و التى دائما ما يذهب بها الى المقابر ليزور غاليتيه
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
اتكئت على فراشها الطبى بألم تحاول الاعتدال فى النوم و لكن الم قلبها كان اقوى من الم جسدها ففتحت عينها و تنفست ببطئ لتعود بذاكرتها لماضيها القريب و هى تردد ببكاء
# ازاى هونت عليك للدرجه دى؟ ازاى قدرت تشهد عليا زور؟ قلبك طاوعك ازاى تعمل فيا كده؟
فلاش باك ******
وقفت خلف القضبان الحديديه تستمع لمرافعه النيابه و التى لا شك انها الخصم ليردد وكيل النيابه اتهامات تلف حبل المشنقه حول رقبتها
نزلت انهار عبراتها تشق طريقها عبر وجنتيها و هى تستمع لشهادته المشككه فيها و هى تكاد يغشى عليها من كم الاكاذيب الخارجه من فم من اتخذته حبيبها و رفيق دربها ليهتف
# هى فضلت تحاول تقرب منى مع انها عارفه انى متجوز و بحب مراتى و كل الناس عارفه قد ايه انا بحب مراتى
ردد سعد الدين المحامى يسأله
# و تقدر تقولى ايه سبب الخلاف بين موكلتى و المجنى عليها؟
اجابه بتلفيق
#منكرش انها قدرت تسحبنى ناحيتها و مراتى شكت لما شافت الرسايل اللى بينى و بينها بس انا نهيت الموضوع قبل ما يبتدى لان مكانش عندى استعداد اخسر مراتى
هنا لم تستطع السكوت اكثر فصرخت بحرقه
# كدااااب….. ليه كده؟ انا اذيتك فى ايه؟
خرج صوت القاضى بعد ان طرق بمطرقته على سطح منصته يهتف بتنبيه
# لو اتكلمتى تانى من غير اذن حمنعك تحضرى المرافعه
صمتت مضطره فاكمل سعد الدين استجوابه
# تقدر تحكى ايه اللى حصل بالظبط يوم الحادثه؟
اجابه اكرم بتأكيد حتى يستثير القضاه
# قصدك يوم ما مراتى اتقلت
رددت بصوت خافت منكسر
# اكرم…. آااه
بكاءها لم يشفع لها عنده فادار وجهه ناظرا امامه موجها حديثه للقاضى يقص الاكاذيب الملفقه ليهتف
# انا لحد دلوقتى معرفش ايه اللى وداها هناك؟ ….بس چيهان الله يرحمها اتصلت بيا و قالت لى انها عندها و طلبت منى آجى اشوف حل معاها و ده بعد ما سألتنى اذا فى حاجه بينى و بينها ،بس انا كنت وعدتها انى نهيت الموضوع و ده اللى حصل فعلا و يمكن هى راحت هناك عشان تحاول توقع ما بينا او تشوه صورتى قدامها؟ الله اعلم
قوس سعد الدين فمه و ابتسم بضيق و اردف
# لكن المجنى عليها مقالتش انها اتهجمت عليها مثلا او ان حصل شجار بينهم، بدليل انها كلمتك فى كل اللى انت حكيته ده، يعنى الوضع كان هادى فى البيت؟
عض على شفتيه بتوتر و ابتلع لعابه و هتف
# انا معرفش ايه اللى دار بينهم، كل اللى اعرفه ان چيهان كلمتنى اجى عشان دارين عندها و بس
ردد سعد الدين ساخرا
# و انت طبعا ما كدبتش خبر و جريت على البيت عشان تلحقهم من انهم يتخانقو مع بعض
صدح صوت رئيس النيابه يهتف باعتراض
# اعترض يا فندم على اسلوب المتر التهكمى جدا على الشاهد
ظلت جلسه المحاكمه بين القيل و القال و التلفيقات حتى قرر المحامى بالنهايه
# انا يا فندم بطلب التأجيل لتقديم ادله جديده لتبرئه موكلتى و برده ادى فرصه للنيابه تجهز دافع للقتل اقوى من دافع الغيره الغير منطقى ده يا فندم
ليهتف القاضى
# تؤجل القضيه للاطلاع
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وقف امام الشاهد الحجرى المحفور عليه اسمى غاليتيه يقرأ لهما الفاتحه و يدعى لهما
# اللهم ارحم مواتنا و موتى المسلمين، اللهم اجعل قبرهما روضه من رياض الجنه و اجعل ابنتى تؤنس وحشه القبر لزوجتى يا ارحم الراحمين
مسح على وجهه براحتيه و اتكئ على عجزتيه يتحدث معهما باكيا
# وحشتونى….وحشتونى اوى
مد ساعده بباقه من الورود الحمراء و وضعها على الاحجار المتراصه امامه و ردد ببسمه باكيه
# جبتلك الورد الاحمر اللى بتحبيه يا نسرين، مش كنتى دايما بتطلبى منى اجيب لك ورد و انا مكنتش بوافق ! عشان كنت متخيل ان الورد ده للشباب الحبيبه
اطرق راسه لاسفل و بكى بقهره و هتف بصوت متحشرج باكيا
# بس كنت غلطان…ده احسن طريقه عشان اعبرلك عن حبى
استنشق ماء انفه و مسح عبراته بظهر يده و وضع علبه كرتونيه صغيره امامه و هتف
# جبتلك البازل اللى بتحبيه يا ميرو…. انا عارف انك كبرتى عليه، بس
صمت ليعود لبكاءه و يهتف بغصه
# انا مش عارف ايه اللعب المناسبه لسنك دلوقتى يا حبيبه بابى انتى بقى عندك 8 سنين فقوليلى ايه الالعاب بتاعه السن ده؟
ابتلع لعابه و هتف
# ممكن اطلب منكم طلب؟ ممكن تزورونى فى الحلم!! اصل كل ما احلم بيكم الاقيها ذكرى اليوم ده، و انا مش عايز كده…. انا عايز اتكلم معاكم و اطمن عليكم
تنفس ببطئ و تحدث من بين شهقات بكاءه
# ميرا…. مش انتى بتحبى بابى؟ انا متأكد انك بتحبينى عشان كده عايزك تدعى ربنا اجيلكم بسرعه عشان ابقى معاكم
بلل شفتيه بطرف لسانه و ابتلع لعابه الذى جف من فرط الحزن و اردف
# عشان انا عايز اجيلكم بس مش عارف و دعوه الاطفال ربنا بيستجيب لها، عشان كده انا عايزك تدعى كتير اوى عشان اجيلكم بسرعه
جلس على الارضيه الترابيه يقطف الورد و الخضره التى ذبلت و ردد
# انا حخلى عم نبوى ياخد باله من الزرع اكتر من كده عشان انا عارف انك بتحبى الزرع يا حبيبتى
عاد لبكاءه و هتف
# 3 سنين عدو عليا كأنهم تلاتين سنه يا نسرين….الوقت مش بيعدى، و خصوصا بالليل
وجد يد تربت على كتفه فنظر وراءه ليجدها والدة زوجته و والدها ينظرا له بموده و حب فوقف من مكانه و احتضنها و ردد باشتياق
# ازيك يا حماتى، ازيك يا عمى؟… وحشتونى
ابتسمت له و هتفت بحبور
# ازيك يا سيف و اخبارك ايه يا بنى؟ تعيش و تفتكر يا حبيبى
انحنى يقبل ظهر كفها فمسحت عبراته باطراف اناملها و ابتسمت له تهتف بتأكيد
# هما فى مكان احسن يا سيف
اماء موافقا و تنحنح بحرج يستأذن
# طيب اسيبكم عشان تاخدو راحتكم معاهم
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عاد فى الصباح لعمله و فور دلوفه لمكتبه هتف بجديه
# ايه اخر تطورات التحقيق؟
اجابت السجانه
# محدش اتكلم يا باشا…كل المساجين بتقول مشافوش حاجه
اردف بغضب جم
# ايه التهريج ده؟ ازاى مشافوش! دى اكيد لواحظ و الحوش بتوعها و طبعا الكل حيخاف يتكلم، بس انا مش حعدى اللى حصل
صمت و جلس يتنفس بحده و عاد يكمل
# و المسجونه بقت احسن و لا لسه تعبانه؟
اجابته بدقه
# لا بقت احسن، و الدكتور قال انه كلها يومين و ترجع زى الفل
اماء لها و حرك يده يأمرها بالانصراف و عاد لعمله و لكنه طوال اليوم يشعر برغبه تدفعه للاطمئنان عليها فانصاع اخيرا لتلك الرغبه الملحه و ذهب للرعايه الطبيه و اخبر الحارس المرافق للباب بفتحه
ولج للداخل فوجد عده اسره بها بعض المريضات من المسنات و اصحاب الامراض المزمنه و الحوامل و وجدها تحاول الوقوف بمساعده مسئوله التمريض المرافقه لهن
وقفت بصعوبه و تحركت بعرج فاقترب منها و رمق الممرضه بنظره واجمه و حرك راسه يأمرها بالمغادره ففعلت بصمت
فور ان تركت الممرضه يدها اختل توازنها فاستندت على طرف الفراش و لكنه اقترب اكثر و اسندها بيده و نظر لها بتفحص و هتف بجديه
# بقيتى احسن؟
رددت بصوت ضعيف حرج فاصابتها بتلك الطريقه الهادره للكرامه تجرحها اكثر ما تؤلمها
# الحمد لله
تنهد بعمق و ردد
# لسه مش عايزه تقولى مين اللى عملت فيكى كده؟
ابتلعت لعابها بغصه و هتفت
# معرفش….مشوفتش مين؟
صرخ بها بصوت اجش لدرجه ان انتفضت السجينات الاخريات المرابطات بالرعايه
# انتى بتستعبطى….ازاى متعرفيش، اللى عمل العمله دى مش واحده و لا اتنين! دول شله فيهم اللى كتفت و فيهم اللى وقفت نضورجى و فيهم اللى نفذت و انتى بكل سهوله بتقولى متعرفيش!!
صوته الاجش الغاضب جعلها ترتبك فعادت خطوه للوراء و لكنه اقترب منها بنظراته المخيفه فعادت اكثر و كلما تراجعت خطوه كلما اقترب خطوه حتى حوصرت بين جسده و بين الحائط
ظل يرمقها بنظراته الناريه و ردد بتحذير
# اوعى تفتكرى انى ممكن اتساهل مع اللى بيحصل، و انا عارف و متاكد انها لواحظ بس للاسف لازم انتى اللى تقولى ده
ظلت صامته فهدر بها بغضب اهوج
# قسما بالله يا مسجونه انتى لو ما اتكلمتى لاكون حاطك فى التأديب، عشان لو فاكره ان سكوتك حينفعك و لا حيحميكى تبقى غلطانه
رفعت وجهها الباكى و هتفت بحزن
# حتحطنى فى الحبس الانفرادى و انا المجنى عليها؟ انت ليه ظالم كده؟
لمعت عيناه بالغضب و اجابها
# انا ظالم؟..واقف بسألك مين اللى عملت كده عشان اجيبلك حقك و تقوليلى ظالم!
اجابته بحده
# عشان حضرتك مش عايز تعرف عشان تحمينى ،انت عايز تعرف عشان محدش يستجرى يغلط فى وجودك
ابتسم لها بخبث و اردف
# بالضبط كده…. و احسنلك تقولى مين بدل ما احبسك انتى مكانهم
ظلت صامته فاستدعى السجانه المسئوله عن الحبس الانفرادى و امرها بوضعها هناك غير مراعى لاصابتها التى تحتاج للعلاج
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
مر يومين على وجودها بالحبس الانفرادى حتى استدعاها المأمور للزياره المؤجله و عندما وجدها بالحبس الانفرادى استدعى سيف و ردد بغضب
# هو ايه الحكايه يا حضره المعاون؟ انا كل ما انادى على المسجونه دارين الشامى الاقيها فى التأديب؟ ده انت حاططها فى دماغك بقى
تقوس حاجبيه و انعقدا بدهشه و ردد بضيق
# حضرتك اللى بتقول كده؟
اجابه بصياح
# امال ايه؟ البنت كانت لسه فى الرعايه، اجى انهارده الاقيها فى التأديب؟ حتكون عملت ايه يعنى!!
اجابه بهدوء مصطنع
# رفضت تقول مين اللى عمل كده ،و انا لازم اعرف و الا السجن مش حيكون فيه رابط بعد كده و مش حنقدر عليهم يا فندم
ضحك المأمور بسخريه و هتف بضيق
# بس انت كده ماشى بنظام اضرب المربوط يخاف السايب يا حضره المعاون…من فضلك طلعها من الحبس لان عندها زياره متأجله من يوم الاصابه بتاعتها و احنا لسه مش عارفين حنعمل ايه لو المحامى بتاعها قدم شكوى بسبب اصابتها دى؟
اجابه سيف بلامبالاه
# ما يقدم شكوى يا فندم…. الموكله بتاعته هى اللى مش عايزه تساعدنا عشان نعاقب اللى عملت فيها كده
جلس المأمور على مقعده و ردد بتاكيد
# اكيد خايفه يا سيف….انت عارف انها لواحظ
انقشع وجهه بالغضب و هدر بحده
# هو احنا مش حنخلص من لواحظ دى؟ حتفضل كده عامله كانها الحاكم بأمره!!
اجابه المأمور
# اهو الجلسه بتاعتها قربت و ان شاء الله تاخد اعدام
ضحك سيف بشده و هتف
# اعدام ايه بس يا فندم….ولا حتى حتاخد مؤبد، حنتبلى بيها تلات و لا خمس سنين و خلاص
اجابه المأمور
# لا.. اللى ماسك قضيتها المرادى وائل مندور و انت عارفه ما هو كان زميلك فى المباحث، و بينه و بين جوزها تار قديم و مش حيسكت
زفر سيف بتمنى و هتف
# يا رب يا فندم
ثم استأذن بحرج متجها لمحبسها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلف المبنى المخصص للتأديب و سأل السجانه عطيات
# المسجونه عامله شغب؟
اجابته باحترام
# ابدا يا فندم…لا بتتكلم و لا بتطلع صوت
ردد بداخل نفسه
# للدرجه دى كسروها باللى عملوه فيها!!
رفع وجهه و امرها بفتح المزلاج الحديدى و ولج للداخل و اتكئ على عجزتيه ليصبح قريب من جسدها الممد على الارض و هتف بصوت رقيق
#دارين…. دارين
فتحت عينها بتعب فظهرت الهالات السوداء اسفل عينيها ناهيك عن بروده جسدها و ضعفه فترقرق قلبه لمنظرها فحدثها بهدوء عله يستطيع فهم ما تفكر به
# ممكن تعرفينى انتى ليه مش عايزه تعترفى على اللى عملو فيكى كده؟ قوليلى بس سبب واحد لسكوتك عليهم
اجابته باستسلام
# مبقتش فارقه…. انا خلاص ضعت و فى واحده هنا فى السجن نصحتنى نصيحه و انا ناويه اعمل بيها
زفر بضيق و حثها على المواصله فهتفت
# قالت لى بلاش تكسبى عداوه الناس هنا طالما ممكن يتحكم عليا، و حضرتك اكدت لى انى حتحبس و الادله كلها ضدى…. يبقى لازم اعمل لبكره و اخاف على نفسى خصوصا ان قانون المساجين هنا مفيهوش تهاون مع الواشى و اللى بيعترف على زمايله، حيحطونى فى دماغهم و لو عرفت افلت منهم يوم مش حعرف افلت اليوم اللى بعده
اماء لها بتفهم و تربع بجسده على الارضيه بجوارها و تحدث يشرح لها
# فى قانون العقوبات…. لو اقترنت عقوبتين مع بعض فى محاكمه واحده فساعتها العقوبه مش بس بتتضاعف، لا و كمان بيكون حبس مشدد
بلل شفتاه ليكمل حديثه
# لواحظ عندها قضيه حيازه و اتجار، لو المحامى اللى معاها شاطر حيقدر يخفف الحكم من 25 سنه ل5 سنين….بس لو اضافت لها قضيه محاوله القتل العمد لان اللى عملته فيكى شروع فى قتل فساعتها ممكن جدا المحامى ميقدرش يخفف الحكم عليها
ابتسمت بزاويه فمها و رددت
# يعنى حضرتك عايزنى اشهد عليها لصالح القضيه مش عشان اخد حقى منها! و لما نتحبس احنا الاتنين سوا…تفتكر حتسكت عليا و تسبينى فى حالى؟
زفرت بحزن و اردفت
# الله يخليك يا باشا سيبنى فى حالى، و الحمد لله انها جت سليمه و حضرتك لو عايز فعلا تحمينى، انقلنى من العنبر ده
اجابها بتأكيد
# لو فى ايدى مش حتأخر، بس العنبر ده مخصص للناس اللى على ذمه قضايا و غير كده فى تكدس جامد فى العنابر و مش حقدر انقلك الا بعد ما يتحكم عليكى حكم نهائى
حركت راسها بتفهم و زفرت باستسلام فردد
# قومى معايا….. عندك زياره و بعدها حترجعى للعنبر بتاعك
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت مكتب رئيس المباحث فوجدت سعد الدين المحامى برفقه اباها فهرعت تحتضنه بشغف و افتقاد و لكن رئيس المباحث هتف بتحذير
# ممنوع التلامس يا حضرات من فضلكم
ابعدها المحامى عن احضان ابيها و اجلسها امامه و بدء يتحدث بعمليه فى سير القضيه و هو يؤكد لها انه يفعل المستحيل لاظهار برائتها فردد
# اولا انا قدمت التماس عشان اقدم معاد المحاكمه بدل ما يكون بعد ست شهور حيبقى بعد شهر واحد من دلوقتى و ده احسن بدل ما تفضلى هنا وقت طويل و ثانيا طبعا المحامى اللى كان معاكم الاول واضح جدا انه متوانس مع جوز المجنى عليها
اماءت بتفهم و هتفت
# هو اللى نصحنى مجبش سيره الجواز اللى بينى و بين اكرم بحجه انه حيبقى دافع للقتل بسبب الغيره و مكنتش اعرف ان اكرم حيشهد عليا بالكلام اللى قاله ده
ربت على كفها يهدئها بعد ان انتابتها ثوره من البكاء فردد يطمئنها
# متقلقيش…كله حيبان بس
صمت فنظرت له برهبه تحثه على المواصله فاستطرد اباها
# عقد الجواز طلع مزور
لمعت عيناها بالدهشه و هتفت برعب
# ايه…. مزور ازاى؟
اجابها سعد الدين بعمليه
# يعنى لا المأذون و لا الشهود و لا حتى ارقام البطايق حقيقيه…كله تزوير و العقد طبعا مش موثق
مسحت وجهها براحتها تحاول استيعاب ما نزل على مسامعها و هى تهتف بتلعثم و انفاسها تعلو و تنخفض بتقطع فى اوصالها
# انت بتقول ايه؟…. ال جواز مزور..ازاى؟احنا فضلنا متجوزين 8 شهور بعقد رسمى
اماء لها و هو يتفهم صدمتها و اجابها
# واضح انها كانت لعبه من الاول…..
قاطعه هشام يكمل بحده
# الندل لما رحت اتكلم معاه انكر كل حاجه و كأننا كنا فى غيبوبه، و لما هددته بالعقد المزور اللى معايا قال لى ان العقد ده يسجنى انا و انتى و ميأثرش عليه هو
اتجهت بنظرها للمحامى تنظر له باستفسار فاستفاض يشرح
# انا فهمت من العقد ان بطايق الشهود مزوره و الماذون كمان مش حقيقى، الحاجه الوحيده الحقيقه هى امضتك انتى و الاستاذ هشام، عشان كده هو اللى ممكن يتهمنا بالتزوير
لم تستطع تقبل ما سمعته فدخلت بحاله من البكاء الصارخ و هى تنظر لاباها بتوسل و تهتف بصياح
# ازااااى؟ يعنى ايه؟ بابا، انا كده كنت عايشه معاه فى الحرام…… اناااا
حاول تهديتها و لكن نوبتها الغاضبه زادت و اصبح من الصعب التحكم فى انفعلاتها فاضطر رئيس المباحث و معاونيه ان يقيدوا حركتها و يسحبوها للرعايه الطبيه و لم تهدأ من نوبتها حتى حقنها الطبيب بحقنه مهدئه خدرت كل حواسها فغابت عن الواقع لتسقط فى بئر ماضيها
فلاش باك****
دلف برفقه المأذون و اثنين آخرين و البسمه تعلو ثغره و جلس بعد ان رحب به هشام و جمال ليستهل المأذون حديثه
# انا جهزت القسيمه لو تحب تراجعها يا حاج؟
اماء هشام ببسمه و هتف
# مش حراجع وراك يا شيخنا
ابتسم المأذون و هتف
# بسم الله الرحمن الرحيم توكلنا على الله، اتفق العريس السيد اكرم المغربى على صداق مائه و خمسه الف جنيه مظبوط يا حاج؟
اماء هشام بالموافقه فاكمل
# مقدمه خمسه الاف و مؤخره مائه الف، موافق يا حاج؟
ردد هشام
# موافق
ردد المأذون
# هات بطاقتك و بطاقه العروس عشان ادون باقى البيانات
و بعد ان اتم المأذون اكمال البيانات قدم اخيها جمال بطاقته كشاهد على عقد الزواج فهتف المأذون معتذرا
# انا سجلت بيانات الشهود اللى جايبهم الاستاذ اكرم
تعجب كل من هشام و جمال فردد اكرم مفسرا
# انا قلت اختصر الوقت و كتبت كل البيانات الخاصه بيا و بالشهود من امبارح عند المأذون فى مكتبه و بصراحه فاتت عليا ان اخوها يبقى شاهد، حقكم عليا
لم يعبأ جمال بالامر و استكمل المأذون عقد القران
يتبع…..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
أصبت بالعمى، ليس بعماً عضوى و لكننى حين احببت اسُدل الستار على عيناى فلم اعد افرق بين النور و الظلام ، بين الصواب و الخطأ حـتى اننى تناسيت حياتى قبــل عشـقه و اسـلمـته كل مـا لى ، اسـلمـته جسـدى و نفسـى و قلبــى و حياتى و لكنه بــالنهايه خـاننى و خـان ثـقتى بــهّ و هآ انا ذا اتجـرع مـرارته وحدى
……………….. من خواطرى اسماء عادل المصرى
عادت تتهادى بعرج تستند على الحوائط المهترئه مطرقه راسها لاسفل و بجوارها احدى السجانات تقودها لعنبرها بعد ان صرح لها الطبيب بالعوده
لمحها سيف بهذا الشكل فوقف قبالتها و نظر لها بتدقيق و هتف آمرا
# رايحه بيها فين يا شاويش؟
اجابته الاخيره باحترام
# على العنبر بتاعها يا باشا، الدكتور سمح لها ترجع
اماء باقتضاب و فور استئنافهما السير اوقفهما مره اخرى بصوته الحاد
# فهمى الغجر اللى عندها فى العنبر ان لو حد هوب ناحيتها انا بنفسى حاجى و اتعامل معاه….فاهمه!
باحترام و توقير اجابته بالموافقه و ذهبت برفقتها و عيونه مرتكزه عليها لا يعلم لما شعر بالمها فهى منذ ثلاثه ايام تضجع بالرعايا لا تهدأ و لا تنام الا بالمهدئات
فور دلوفها و بعد تحذير السّجانه للمسجونات اقتربت منها لواحظ و رددت بتهكم صريح
# بس طلعتى جدعه يا كيرلى…. انا كنت فاكره انك حتبلغى عننا طوالى ،بس طلعتى جدعه يا بت
نظرت لها بانكسار و احمرار مقلتيها و سارت بعرج ناحيه فراشها فعادت لتوقفها لواحظ
# هو انتى عامله كده ليه؟ ما احنا عرفنا يا اختى انك مش بنت بنوت، و انا اللى كنت فاكره انى شفيت غليلى منك، بس طلعتى ميه من تحت تبن
اغمضت عينها بصمت و اكملت سيرها باتجاه فراشها لتتكور حول نفسها بوضعيه الجنين تحاول ان تنفصل عن عالمها بعد ان علمت بفظاعه الحياه
فلاش باك ****
خرجت من المرحاض عيناها تلمع ببريق السعاده فاقتربت منه و هو متكئ على الفراش و انحنت تقبله برقه فابتسم و هو يبادلها القبلات فسحبها بمهاره ليلتف و يعتليها و لكنها تمنعت عنه بدلال فهمس باذنها
# بحبك
انتشت بفرحه و اخذت تتحسس بشرته و تحتضن عنقه و هو يقبلها بهيام و اندماج و ظل على حالته حتى اوقفه كلماتها الهامسه
# انا حامل
ارتفع بجسده و هو يستند على ساعديه ينظر لها بدهشه فاردفت
# انت اتضايقت؟
اماء رافضا و انحنى يقبلها مره اخرى و عاد ينظر لوجهها النضر و هتف بتساؤل
# اتأكدتى؟
اماءت مؤكده و هى تفتح يدها ليظهر منه اختبار الحمل فسحب نفسا عميقا و زفره بتنهيده فقضمت شفتاها بتوتر ملحوظ لتردد
# طيب قولى مالك؟
اجابها ببسمه مصطنعه
# الوقت بس مش مناسب، مكنتش متخيل ان الحمل ممكن يحصل بسرعه كده
رمقته بنظرات تعجبيه حزينه فردد بسرعه يشرح لها
# انا مش قصدى…. انتى عارفه ان ابو چيهان لسه متوفى من اسبوعين و دلوقتى بقى لازم اعرفها بجوازى
صمت ليعتدل بجلسته و هو يهتف
# خبطتين فى الراس توجع يا دارين، و انا مش عايز اوجعها
ربتت عليه بتفهم و رددت
# خلاص مش لازم تعرف دلوقتى
اجابها بتفكير
# مش عارف، يمكن لو قلتلها متأخر يكون رد فعلها اسوء من لو عرفت بدرى…انتى فهمانى؟
اماءت له بتفهم و هتفت بحب
# انا معاك فى اى حاجه يا حبيبى و اللى انت شايفه صح اعمله
عوده****
ظلت تبكى و تبكى حتى استمعت باقى السجينات لنواحها فهدرت احداهن
# ما كفايه بقى مش عارفين ننام
تململت فى فراشها بقهره و حزن حتى اقتربت منها سيده تربت على ظهرها و تهتف بموده
# كله حيعدى يا حبيبتى….استهدى بالله
اعتدلت بجسدها على الفراش و مسحت عبراتها و نظرت لها بتمعن و قررت التحدث بالنهايه فرددت
# انا سمعت انك بتعرفى تدخلى حاجات للحبس هنا؟
ابتسمت سيده باعوجاج فمها و هتفت و هى تتفاخر بنفسها
# ايوه امال ايه؟ انا هنا مسئوله العلاقات الخارجيه، اى حاجه حتعوزيها حجيبهالك…..ان شالله لبن العصفور بس كله بحسابه طبعا
اماءت بتفهم فرددت دارين هامسه
# طيب انا عايزه موبايل
مصمصت شفتاها بسوقيه و هتفت
# موبايل حته واحده…..طيب قولى عايزه اعمل مكالمه ،مش موبايل، انتى متعرفيش ده حيكلفك كام؟
زفرت بضيق و هتفت بتاكيد
# زى ما يتكلف، المهم عايزاه ضرورى….و لحد ما ييجى عايزه اعمل مكالمه
ابتسمت سيده و اخرجت الهاتف المحمول من صدرها تعطيه لها و هى تردد
# بس كده….من عنيا الجوز، المكالمه ب20 جنيه
ابتلعت لعابها بحرج و هتفت
# بس انا معيش فلوس دلوقتى،بابا سايب لى فلوس فى الكانتين، بكره اسحبهم و اديهوملك
سحبت منها الهاتف بسرعه و رددت بتاكيد
# لا يا عنيا، انا مش بشكك ( بمعنى لا تقسط)
رددت دارين بتوسل
# معلش، و الله بكره الصبح فلوس المكالمه حتكون عندك
احابتها سيده بيقين
# مين قال لك ان الكانتين حيسيبك تاخدى الفلوس؟ انتى متقدريش تاخدى منهم الا بضاعه
اماءت مؤكده على حديثها و رددت
# ايوه منا عارفه…. ما انا حجيبلك بيهم سجاير مش انتى قلتى ان السجاير هنا كأنها فلوس؟
ضحكت عاليا و هتفت
# و حعمل بالسجاير ايه يا عنيا، اذا كنت انا اللى بدخل السجاير هنا، اخد بتاعه الكانتين اللى تمنها الضعف؟
زفرت دارين باستسلام و هتفت
# طيب احلها ازاى؟
اجابتها على الفور
# انا حخليكى تتكلمى خدمه منى ليكى،و لما ييجى وقت انك ترديلى الخدمه دى ساعتها حطلب منك ده، ها ايه رايك؟
وافقت دون تفكير و اخذت منها الهاتف لتتحدث معه علها تفهم ما حدث و كيف آلت بها الامور لما هى عليه الآن
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت المرحاض الملحق بالعنبر و اتصلت برقمه فاجاب بعد عده رنات لتستمع لصوته يهتف
# السلام عليكم…. الو! مين معايا؟
ظلت صامته لا تعلم كيف تستهل حديثها حتى تكرر سؤاله
# الو…. الو!!
رددت بصوت مبحوح
# اكرم
التمعت عينه بالدهشه لحظه ان سمع صوتها فهتف بتعجب
# دارين؟؟….. انتى بتتكلمى منين؟
اجابته بسخريه
# من المنتجع السياحى اللى انا فيه
قوس فمه بضيق و هم بالغلق فهدرت بحده
# اوعى تقفل… احنا لازم نتكلم
جلس على المقعد بضيق و ردد
# مفيش بينا كلام يا دارين…احنا خصوم فى قضيه و الكلام بين المحامين
قوست فمها بحزن و عبراتها لا تنصاع لامرها و تنزل على صدغيها و هى تردد
# بقينا خصوم؟ انا مش حسألك انت ليه شهدت عليا الشهاده دى…. و لا حسألك ليه خليت المحامى بتاعك يلبسنى القضيه، بس حسألك سؤال واحد هو اللى يهمنى اعرف اجابته
استمع لها و هو صامت فهتفت
# جوازنا باطل ازاى يا اكرم؟ ازاى عقد الجواز مزور؟ ازاى قدرت تعمل كده معايا و احنا عيشنا مع بعض زوج و زوجه؟ ازاى و انا حملت منك؟ كل ده كان فى الحرام….معقول!!
ابتلع لعابه بتوتر و ظل صامتا حتى صرخت به
# انطق و قول، ازاى قدرت تضحك عليا و تخطط من اول لحظه….ازاى؟
اجابها محاولا تهدئتها فاستدعى طريقته المصطنعه و التى اعتاد ان يتعامل بها مع الجميع
# الحكايه كلها حصلت غصب عنى يا دارين، ارجوكى متحملنيش فوق طاقتى…. انا حياتى بتنهار
بكى كذبا و اكمل بصوته المتصنع الباكى
# انا خسرتك و خسرت ابنى اللى كنت بتمناه من الدنيا و خسرت مراتى اللى كنت بحبها، فمش قادر اتحمل معاتبه منك
ضحكت ساخره من طريقته و رددت بغل
# هى دى الطريقه اللى عرفت تضحك بيها عليا و على مراتك و على الناس كلها، بس خلاص من انهارده مش حتعرف تعمل كده معايا لانى كشفتك
احتد صوته قليلا و هو يردد
# بلاش تظلمينى
هدرت بعصبيه
# اظلمك؟ مين فينا اللى ظلم التانى؟ ليه عملت كده انطق و قول….بلاش تقول ظروف لانها خطه انت خططتها و نفذتها بحرفيه و انا اللى وقعت فى المصيده بتاعتك، بس اللى حتجنن منه هو ايه السبب؟ قولى و ريحنى
زفر باختناق و هتف بحده
# اسمعى…. لو اتكلمتى تانى حبلغ النيابه انك بتساومينى و حقدر اثبت انك قدرتى تكلمينى من تليفون متهرب جوه السجن فبلاش تعملى كده معايا يا دارين
رددت بسخريه
# ايوه كده اظهر على حقيقتك اكتر و اكتر….عارف انا بكرهك دلوقتى قد ايه يا اكرم؟ بكرهك قد ما حبيتك مليون مره و مش حرتاح الا لما تبقى فى مكانك الطبيعى، هنا فى السجن
رمى قنبلته الاخيره قبل اغلاقه المكالمه بوجهها ليهتف بتوعد
# و انتى فكرى تعملى اى تصرف و انا كفيل انى البسك بدل القضيه اتنين و تلاته، متنسيش انى عندى فيديوهاتك و انتى بترقصيلى يا مراتى يا حبيبتى، اقدر اشهر بيكى فى كل حته و مش صعب ابدا احطهم فى ملف القضيه على انك كنتى بتبعتيهم عشان تغررى بيا فبلاش تلعبى معايا لان اللعب معايا اخرته وحشه، اوك يا بيبى؟
القت بنفسها على ارضيه المرحاض المتسخه تبكى بقهر و حزن على حالها و قلبها الذى طعن بمقتل من اقرب شخص الى قلبها، بل من قلبها نفسه
اما هو فقد جلس يزفر بضيق و هو يقوس فمه صارا على اسنانه يتذكر الماضى القريب و كل ما مر عليه منذ ان احبها
فلاش باك ******
عاد من زيارته لوالدها يشعر بالفرحه بعد ان استطاع ان يقنعه بالموافقه باسلوبه السلس و طريقته اللينه التى استطاع بها دائما ان يصل لمبتغاه
هاتفها على الفور بعد ان تأكد ان زوجته ليست بالمنزل فاجابت ليهتف بتسرع
* داارين….حبيبتى، ابوكى وافق على جوازنا انا بجد مش قادر اصدق لحد دلوقتى
رددت بصوتها المبتسم الفرح
# الحمد لله يا اكرم…. انا مكنتش متخيله ابدا ان بابا ممكن يوافق، بس انت مقنع جدا
ردد بفرحه
# انا حددت معاه ميعاد كتب الكتاب على اخر الاسبوع الجاى، مناسب معاكى؟
اجابته بنعم فاغلق معها الهاتف و ابتسامته تتسع لاذنيه و اغلق عيناه حتى سمع صوت زوجته تهتف بتهكم
# مبروك يا عريس
لمعت عينه بدهشه مرعبه و انتفض من مكانه يهتف بلهفه
چيچى!! اسمعى اناااا…..
قاطعته بمكر
# هو انت فاكر انى معرفش…. انا عارفه و من زمان كمان، من ساعه ما بدءت تخرج معاها يا اكرم
ابتلع لعابه بتوتر ملحوظ فاقتربت منه و جلست بجواره على طرف الفراش و رددت بصوت هادئ ماكر
# انا موافقه….بس عندى شروط
تعجب بشده من حديثها و نظر لها بتدقيق و هتف بحيره
# انتى بتقولى ايه؟
اجابته بتأكيد
# بقولك موافقه تتجوزها بس بشروط
حك ذقنه و خلل اصابعه بشعره يحاول ان يفهم ما ترمى اليه فلم تتركه بحيرته كثيرا لتعتدل بجلستها و تواجهه و تتحدث بثقه و يقين
# حسيبك تعمل اللى انت عايزه بس حتنفذ كل اللى حقولك عليه
ظل صامتا يستمع لها و هى تخبره بشروطها فاكملت باستفاضه
# اول حاجه ان الجواز ده مش حيبقى حقيقى، يعنى من الاخر كده حتلعب فى عقد الجواز و المأذون و تتجوزها بشهود زور
نظر لها بامتعاض و ردد بضيق
# بس ده يبقى…..
قاطعته مره اخرى
# يبقى خداع و كدب و حتبقى حقير و واطى، بس ده مش جديد عليك يا بيبى و انا مش بجبرك على حاجه يا ده يحصل زى ما انا بقول يا تطلقنى و ترجع للحاره اللى كنت جاى منها
لمعت عينه بالغضب و انتفخت فتحتى انفه من الغضب فهى دائما ما تعايره باصله المتواضع بالرغم من انه لم يدخر جهده ليثبت لها انه اهل بالمنصب الموضوع به لدرجه ان اباها و هو المالك الاساسى لكل تلك الاملاك قد ترك له الامر ليديره هو بطريقته و اصبح فقط يتابع من بعيد
عادت تكمل حديثها فهتفت
# و العلاقه دى حتفضل لحد ما هى تحمل و اول ما تولد تاخد الولد و تكتبه باسمى و اسمك و ترميلها قرشين
تعجب من طلبها و ردد
# انتى اكيد اتجننتى….. دلوقتى بقى فى تحاليل بتتعمل بتثبت النسب و لو هى رفعت قضيه حتكسبها ده غير الشوشره اللى حتكون ورا الموضوع
رددت بعدم اهتمام
# اعمل انت اللى عليك و سيبنى انا احل الامور دى….ها قلت ايه؟
وافق الاخير على طلبها فهو يعبد المال و هى تعلم جيدا انه رمى شباكه عليها بسبب ثروه ابيها و لكن الامر انتهى الآن و اصبح اللعب بينهما مكشوف ليتمم الزواج المزور و يظل الامر حتى يعلم بحمل دارين فيذهب ليخبر زوجته حتى يفرحهها و لكنها نظرت للامر من منظور آخر
جلست بهدوء ترتدى فستان اسود فلم يمر على وفاه ابيها الكثير و لا زالت حزينه عليه و لكن فور ان ابلغها اكرم بحمل دارين غضبت و احتقنت عيناها بالكره و رددت بحده
# الحمل ده لازم ينزل
نظر لها بتعجب و دهشه و هو حقا اصبح كالدميه بين يديها لمساومته على اسلوب معيشته الثرى الذى اعتاد عليه
قوس فمه بحده و هتف بعصبيه
# انتى ايه اللى بتقوليه ده؟ مش كنتى عايزه الولد يتكتب باسمك؟ ايه اللى اتغير؟
جلست بتريث واضعه قدم فوق الاخرى تهزها بعجرفه تردد باسلوب متكبر
# موت بابى غير حاجات كتير….اولا انت عارف انه كتب لى ثروته كلها و انا بصراحه مش عايزه حد مش من دمى يورث فيا
انحنى امامها و استند على عجزتيه و هتف بتبرير
# الولد حيبقى ابنك و….
قاطعته بتأكيد
# لا طبعا عمره ما حيكون ابنى، و غير كده انت بنفسك قلت انها مستحيل تسكت و حتعمل شوشره
قاطعها بحده
# مش قلتى حتتصرفى؟
اجابته ببرود
# اه قلت…و غيرت رايى لان مش بعيد بعد ما يكبر يعرف الحقيقه و ساعتها….
قاطعها
# انتى عايزه ايه بالظبط؟
ابتسمت بمكر و رددت
# حكتبلك نص ثروتى ليك بس بشرط
زفر خانقا و هتف
# شرط تانى؟
اماءت له و وجهها ينعكس عليه ضوء الشمس الساطعه من النافذه يظهر مدى مكرها و دهاءها فرددت
# تنزل الحمل و تنهى اللعبه دى و بعدها بس حكتبلك نص ثروتى باسمك يا اكرم بس شرطى اللى حيكون موجود انك لا تتجوز عليا و لا يكون ليك ورثه يورثو فى فلوس بابى و ثروته….ها قلت ايه؟
صمت قليلا يفكر فى عرضها المغرى له حتى اتخذ قراره و هتف بتاكيد
# موافق
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••
دلف منزله الاخر الذى تسكن به دارين و ابتسم بتصنع و هو يجدها ترتدى لباس ليلى جذاب و تضيئ الشموع و تضع اطباق الطعام على المائده فقبلها برقه و جلس يتناول الطعام بصمت
نظرت له بوجل و هتفت
# مالك؟
اجابها بزفره خانقه
# ابدا…بفكر
اسندت يدها على كفه و هتفت بحب
# بتفكر فى ايه؟
ردد بصوت هادئ
# فى الوقت المناسب عشان اقول لچيچى على الحمل
اماءت بتفهم و هتفت بمهادنه
# استنى بعد الاربعين بتاع باباها، على الاقل تكون فاقت شويه
ايدها موافقا و احتضنها و اتجه بها لغرفه نومهما حتى يبث لها اشواقه الزائفه و هى تشعر بانها داخل حلم جميل لا تريد ان تصحو منه ابدا
انتهى من ممارسته معها فاتكئ بجوارها يسحب الهواء بداخله فاسندت راسها على صدره العارى تداعب بيدها الشعيرات الصغيره النابته بصدره و تردد
# فرحت اوى انك حتبات معايا….بس انت قايل لها انك فين؟
اجابها
# هى اصلا مش فى البيت….سافرت عشان تحصر املاك ابوها فى البلد و تستلم ميراثها
رددت بتعجب
# و ليه مروحتش معاها؟ مش المفروض تكون جنبها فى حاجه زى كده؟
قبلها من تجويف عنقها و ردد بضيق
# چيهان مش محتاجه منى مساعده…معاها المحامين و المحاسبين بتوع ابوها و غير كده انا محبش حد يتعامل معايا انى جوز الست، و لا ان حد يتهمنى بالطمع
قبلته قبله عميقه و هتفت بحب
# انت طماع؟ دول ميفهموش حاجه…انا عمرى ما قابلت راجل زيك يا اكرم
احتضنها بقوه قاصدا ان يدخلها داخل اضلعه و هتف
# كيرلى قلبى انتى
•••••••••••••••••••••••••••••••••••
افاق صباحا و دلف المطبخ و لا تزال دارين بسلطان النوم فجهز لها الافطار و وضع ذلك القرص الذى اعطته له چيهان و الذى من المفترض انه سيسهل من اجهاض الجنين
دلف الغرفه حاملا صينيه الطعام و ناداها برقه
# كيرلى….دارين
استيقظت و هى تبتسم و تهتف بمرح
# الله….ريحه قهوه
ضحك بتصنع و ناولها كوب العصير الموضوع به قرص الدواء و ردد
# مفيش قهوه يا استاذه و لا نسيتى انك حامل فى ابنى…اشربى العصير افيد لك
ارتشفت العصير بفرحه و اكملت تناول افطارها و جلس هو بجوارها يرتشف القهوه و انظاره مسلطه عليها بتركيز حتى هتفت
# مالك بتبصلى كده ليه؟
قبلها من وجنتها و هتف
# بحبك
بمرح طفولى رددت
# لا معلش انا متعودتش اخد حاجه و مردهاش
فاقبلت عليه تقبله هى الاخرى و هى تردد بصوت ساحر
# انا بقى بعشقك يا اكرم
غاب عن واقعه من تاثيرها المهلك عليه فازاح صينيه الطعام بيده و اراح جسدها و اعتلاها ليسحبها معه فى عالم الاحلام الكاذبه الذى يوهمها به
خرج من المرحاض ليرتدى ملابسه بعجاله و هو يردد بلهفه
# انا اتاخرت اوى…..الله يسامحك يا كيرلى
ضحكت ضحكه لعوب و بدءت بارتداء ملابسها هى الاخرى لتذهب معه للعمل و لكنه اوقفها
# ريحى انهارده، بلاش تروحى
نظرت له بريبه و هتفت بتذمر
# آاااه….شكل الحمل ده حييجى على دماغى، من اولها حتقعدنى من الشغل؟
اجابها و هو يطبع قبله رقيقه على ضدغها
# لا ابدا…بس عايزك ترتاحى عشان بالليل ناوى اخدك و نخرج شويه بما ان چيهان مش هنا
وافقت بالطبع على امره و ظلت طوال اليوم بمنزلها حتى بدءت تشعر بالم حارق يقطع جوفها و بطنها حتى رأت قطرات الدماء فتخوفت بشده
هاتفته تخبره بالامر فعاد سريعا و اسطحبها للطبيب و لكنها هتفت بضيق
# كنت عايزه الدكتوره اللى ناويه اتابع معاها يا اكرم
زفر باختناق و ردد بصوره هادره
# اى دكتور و السلام يطمنا عليكى يا دارين….مش طالبه دلع الله يكرمك
صمتت ظنا منها انه قلق بشأن الحمل و جلست تنظر ريثما يتحدث مع الطبيب و حقيقه الامر انه عقد صفقه مع الطبيب ان يوهمها بخساره الحمل ففعل الاخير بعد ان قبض مبلغ مالى كبير ارسلته له چيهان
دلفت حجره الكشف فتصنع الطبيب العبوس و هو يهتف
# انا اسف، بس الحمل نزل و لازم حالا نعمل تنظيف للرحم
بكت و بكى هو معها فرددت بتساؤل
# ايه السبب يا دكتور؟
اجابها
# مفيش سبب معين، بس يمكن الجماع بينكم اثر على الحمل خصوصا انه لسه فى الاول
ثم ابتسم و ردد بمرح
# و بعدين انتو لسه صغيرين و الوقت قدامكم تقدرو تعوضوه بعدين
و بالفعل تم تخديرها و اجرى لها الطبيب عمليه الاجهاض و اصر اكرم ان يتركها بمنزل ابويها حتى تتعافى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عاد سيف لمنزله بعد يوم شاق و طويل و فور ان خرج من المصعد وجد اخته تجلس على درجات السلم و تستند براسها على باب شقته فقوس حاجبيه بالضيق و هتف بحشرجه
# انتى بتعملى ايه هنا؟
وقفت بسرعه تنظر له باشتياق و تهتف بحب
#وحشتنى يا سيف…. انا حاسه انى وحيده اوى من غيرك
نظراته الغاضبه و الموجهه لها اخترقتها كسهام قاتله فبكت و رددت بنحيب
# لسه مش مسامحنى؟
اجابها و العبرات تتجمع بعينيه
#رجعيلى اللى راحو و انا اسامحك يا ساره
اقبلت عليه بجسدها و حاولت ان تحتضنه و لكنه دفعها بعيدا عنه و رمقها بنظرات ناريه محذره من الاقتراب فرددت بتوسل
# ربنا بيسامح…و اكيد اللى حصل غصب عنى يا سيف، معقول حكون قاصده اعمل الحادثه
بكت عيناه و تجمدت اطرافه و حزنت تعابير وجهه و هو يهتف بغصه مريره
# امشى يا ساره…و انا لما الاقى نفسى اقادر اسامح حسامح
صرخت بقهره
# 3 سنين مش كفايه….. 3 سنين يا سيف، حرام عليك دى عقوبه القتل الخطأ 3 سنين و انتى عايز تعاقبنى….
قاطعها بحده ارجفتها
# انتى جايه بتكلمينى بقانون البشر، و لا المفروض تكلمينى بقانون ربنا
دهشه اصابتها من حديثه و هو يستطرد
# العين بالعين و السن و بالسن
بكت و انتحبت و هى تجيبه
# حترتاح لما اموت؟ حتحس ساعتها ان حق مراتك و بنتك رجعولك؟
اجابها بقسوه
# لااا… انا لو عليا عايز ادوقك مراره انك تفقدى اعز شخصين فى حياتك، جوزك و ابنك عشان تحسى بيا و بعدها ابقى تعالى و كلمينى و شوفى حتقدرى تسامحينى و لا لا؟
وقفت بالقرب منه تردد باكيه
#كنت قريت قصه عن الحجاج ابن يوسف الثقفى
فاخذت تقص عليه القصه المعروفه
(يقال أن الحجاج بن يوسف الثقفي أمر بالقبض على ثلاثة اشخاص في تهمة وامر بوضعهم في السجن ثم أمر عليهم ان تضرب أعناقهم وحين قدموا أمام السياف لمح الحجاج إمراءة ذات جمال تبكي بحرقه فقال أحضروها
فلما حضرت بين يديه سألها: ما الذي يبكيك؟
فأجابت: هؤلاء الذين أمرت بضرب أعناقهم
هم زوجي وشقيقي وأبني فلذه كبدي فكيف لا أبكينهم؟
فقرر الحجاج أن يعفو عن أحدهم أكراما لها وقال لها: تخيري أحدهم كي أعفو عنه وكان ظنه ان تختار ولدها
خيم الصمت على المكان وتعلقت الابصار بالمرأة في أنتظار من تختاره ليعفى عنه فصمتت ثم قالت: أختار ((أخي) )
ففوجئ الحجاج من جوابها وسألها عن سر أختيارها لأخيها؟
فأجابت: أما الزوج فهو موجود
أي يمكن أن تتزوج برجل غيره”
وأما الولد فهو مولود
أي تستطيع بعد الزواج أنجاب الولد
وأما الأخ فهو مفقود
“لتعذر وجود الاب والام ”
فذهب قولها مثالا وحكمة وأعجب الحجاج بحكمتها وفطنتها فقرر العفو عنهم جميعا)
عادت تنظر له باكيه و هى تهتف
# لو رجوعك ليا تمنه انى اخسر جوزى و ابنى فانا مرحبه و موافقه عشان الأخ ميتعوضش لكن الزوج و الابن يتعوضو يا سيف
اثر حديثها به كثيرا فنظر لها بتدقيق و هو يتذكر ومضات من طفولتهما معا و مدى شقاوتها و لهوها الذى كان دائما ما يوقعهما بالمشاكل ليأتى والدهما شديد البأس و الذى اعتاد على تربيتهما تربيه عسكريه بحكم عمله بالداخليه و يحاول عقابهما فيتقدم سيف ليتحمل هو العقاب بمفرده نافيا عن اخته الصغرى اى افعال تتسبب فى عقابها
ابتسم رغما عنه عندما تذكر مناغشتها له و مساعدته عندما وقع بحب زوجته لتصبح هى صله الربط و طريق التواصل بينهما حتى تقدم لخطبتها
حرك راسه للجانب الاخر بعيدا عن عينيها المتوسلتين لصفحه و قوس فمه و احكم غلقه حتى لا يتفوه باى كلام جارح و عاد ينظر لها بعد ان هدأ قليلا و ابتسم بسمه ضعيفه متألمه و هو يفتح له ذراعيه فاندفعت بلهفه ترتمى داخل احضانه باكيه باشتياق فردد هو مازحا
# اوعى توسخيلى البدله الميرى بمناخيرك يا معفنه
رفعت وجهها و هى تبتسم و تقبله قبل كثيره بلهفه و حب و هو يدفعها بعيدا عنه و يردد بصوت خشن
# بس بقى بطلى، كفايه بوس انا بقرف الله يقرفك
اجلسها على الاريكه المنتصفه صاله الضيوف و ردد
# تشربى حاجه و لا تروحى خفيف خفيف
ضحكت بفرحه فهو عاد لمشاكسته لها و رددت
# مش عايز تشوف ابن اختك، بقى شقى اوى و محدش قادر عليه و اعتقد انكم حتنسجمو مع بعض
اماء لها بعد ان زفر انفاسه بتنهيده
# انا رايح لماما يوم الجمعه، ابقى هاتيه و تعالى
اماءت بفرحه و وقفت تعيد احتضانه فحاوطها بذراعيه هو الاخر و قبلها من اعلى راسها و هو يتنهد بحزن على من افتقدهما
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تشابهت ايامها كثيرا بعد محادثتها معه و الاكثر بعد زياره اهلها الدوريه لها و اخبارها بحقيقه الامور فردد هشام بغضب
# انتى اللى حطتينا و حطيتى نفسك فى الدوامه دى…. انا رحت للدكتور اللى عملك العمليه بعد اللى حصل
صمت و هو يقوس فمع و يكور قبضه يده بغل ليستطرد
# الدكتور انكر انه يعرفكم من اساسه، و لما المحامى دور وراه لقاه دكتور سمعته معروفه انه مش نضيف
لمعت عيناها بالحزن و البكاء و هشام يكمل الحقائق التى صدمتها
# يعنى مش بعيد يكون البيه كان متفق معاه على حاجه و لا مكانش فى اجهاض من اصله و هو حب يخلص من الحمل
اطرقت راسها تبكى بانهيار فعاتبته فدوى
# كفايه يا هشام…البنت فيها اللى مكفيها
صرخ بحده
# و اللى انا فيه بسببها…. انتى مش فاهمه انا حاسس بايه؟ بنتى انا بعد التربيه و العلام فى الاخر بقت رد سجون و متهمه فى قضيه قتل و كمان زانيه
هنا لم تتمالك نفسها فهاجت تبكى بحرقه
# لاااا متقولش كده يا بابا ، انا لا عملت حاجه حرام و لا غلطت…. انا اتجوزته على سنه الله و رسوله لكن هو اللى خدعنى
اشاح هشام وجهه عنها فنظر جمال له بمعاتبه و اخذ يهدئه
# صدقنى يا بابا….حقها حنجيبه منه و باى شكل….. لان اى حد ييجى على فرد من عيله الشامى حيلاقى العيله كلها وقفاله و مش حرتاح الا لما احطه مكانها فى السجن
ردد هشام بسخريه
# مش لما نعرف نطلعها من هنا الاول، لله الامر من قبل و من بعد فوضت امرى اليك يا رب
خرج صوت السجانه بحده تأمر جميع المسجونات و زويهم
# الزياره انتهت
بلهفه اردفت فدوى
# انا سيبالك اكل و فلوس فى الكانتين…. كلى كويس يا دارين عشان تقدرى تصلبى طولك يا بنتى
اماءت لامها و قادتها السجانات هى و باقى السجينات للعوده للعنابر فاوقفتها سيده فور ان دلفت و رددت بتساؤل
# هااا…اخدتى فلوس من ابوكى؟
اماءت بلا فغضبت الاخيره و هتفت بحده
# امال حتدفعى تمن المحمول منين؟
اجابتها بانكسار
# سبينى دلوقتى يا سيده انا دماغى مش رايقه
صرخت بها بحده
# لاااا فوقى كده و اعرفى انتى بتتعامل مع مين،اوعى تفتكرى انك لما تخسرينى حسمى عليكى….لا ده انا اشرحك و ما اخليهومش يعرفو يخيطو فيكى غرزه واحده
وقفت مدهوشه من حدتها فهتفت
# انا حاولت ابيع السجاير بس محدش رضى يشترى منى حتى بنص السعر
قوست فمها بطريقه سوقيه و حركت جسدها باستهزاء
# الكل هنا مش بيحبك، و اللى تعمل عداوه مع المعلمه لواحظ حتشوف ايام سوده فى السجن
اقتربت منها و اخرجت شفره حاده من فمها بطريقه احترافيه و وضعت نصلها الحاد على صدغها و جرحتها جرح صغير و رددت
# انا غير كل اللى هنا خالص….. يعنى المعلمه لواحظ بتحب تستعرض و تعرف المساجين انها اللى علمت عليكى،انما انا ممكن اجيب اجلك من غير ما حد يحس
سحبت الشفره من على بشرتها النازفه و دارين مدهوشه من تغيرها بهذا الشكل بعد ان كانت مثال للطيبه و كانت هى رفيقتها الوحيده و هتفت بتوعد
# المحمول على وصول…. يا تدفعى تمنه فلوس يا خدمات و من الاخر كده حتدفعى يعنى حتدفعى و اعرفى انى مش حخاف منك يا مستر كراتيه
اتجهت سيده ناحيه فراشها الحديدى و خبأت الشفره الحاده اسفل وسادتها و تدثرت بالغطاء و نامت و دارين لا تزال على حالتها المصدومه مما علمته من ابيها و من اكتشافها الوجه القبيح لرواد الحبس
جلست تعض على شفتيها و هى تبكى حالها بعد ان تذكرت اخر ليله قضاها معها قبيل عمليه الاجهاض و اصراره على تركها بمنزل ابيها بحجه خوفه عليها و انتظاره ان تتعافى تماما حتى اتت الشرطه للقبض عليها بعدها بايام قليله
فلاش باك*****
فور القبص عليها أتى محاميه ناصر الصواف ليحضر معها التحقيقات و هتف محذرا
# اسمعينى كويس….انتو لازم تخبو حكايه جوازكم لان ده حيكون دافع للقتل
اجابته دارين بحزن
# بس انا مقتلتش حد
اماء بتفهم و هتف بطيبه مصطنعه
# طبعا طبعا….بس لو التحقيقات ظهر فيها انكم متجوزين فده مش حيكون فى صالحك ابدا، اسمعى كلامى انا المحامى بتاعك و ادرى بمصلحتك و لو رئيس النيابه سألك عن علاقتك بالمجنى عليها و باكرم بيه حتقولى متتعداش انه مديرى و هى زوجته و بس كده
و لكنها هتفت بتساؤل
# و فى التحريات مش حيعرفو اننا متجوزين؟ احنا جوازنا شرعى مش عرفى، يعنى على ايد مأذون
ابتسم بمكر و ردد بحيطه
# متقلقيش من حاجه…انا حعرف اتصرف فى الحكايه دى، المهم دلوقتى تعملى اللى قلتلك عليه
لتتفاجئ بعدها بتلفيق التهمه و الادله و الاكثر من ذلك هى شهادته ضدها بالمحكمه ليتم حبسها على ذمه التحقيقات و بعدها توضع بالسجن لحين الاطلاع على اى ادله جديده تدينها اكثر او تبرئها
عوده*****
تحركت بتمهل على اطراف اصابعها حتى وصلت لفراش سيده و وضعت يدها اسفل وسادتها تبحث عن شيئ حتى وجدته
سحبت الشفره الحاده من اسفل وسادتها و عادت دارين لمضجعها و ظلت تنظر امامها تلعب بالشفره بيدها و هى تستعيد حديث والدها عليها بانها زانيه و انها السبب بوضعها الحالى فتفقد ايمانها و تمسكها بالحياه فلم تشعر بنفسها الا بعد ان قطعت شريان معصمعها و بدءت تفقد الكثير من الدماء حتى خرت مغشى عليها فى طريقها للموت
يتبع….
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
هذه هى الحياه شئت ام ابيت ••••••
لن تتعافى دون ان تتألم
و لن تتعلم دون ان تخطئ
و لن تنجح دون ان تفشل
و لن تحب دون ان تفقد
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
استيقظ ليس على صوت مؤقته و لكن على رنين هاتفه فنظر لشاشته بنصف عين من كثره نعاسه ليجده رئيس المباحث الذى يعمل معه بالسجن فاجاب بصوت خامل
# خير يا عماد على الصبح… الساعه معاك كام؟
اجابه الاخير
# 5 و نص، بس لازم تيجى السجن دلوقتى
اعتدل بجلسته بعد ان استفاق جيدا و ردد بدهشه
# فى ايه؟
اجابه
# فى مسجونه انتحرت و الدنيا هنا مقلوبه و المأمور مش عايز الموضوع يتعرف او يتعمل فيه تحقيق
ردد سيف بحده
# ليه؟ ايه السبب مش عايز يعمل تحقيق ليه؟
اجابه عماد بضيق
# اولا يا سيدى هى قطعت شرايين ايدها بموس حلاقه و المأمور بيقول انه بسبب الاهمال بتاعنا الحاجات دى بتدخل السجن و لو اتعمل تحقيق احنا اول ناس سمعتنا حتتلط
زفر سيف بضيق و هو يقف من على فراشه يتجه للمرحاض و يستمع لحديث زميله
#و ثانيا المسجونه دى متوصى عليها جامد و المأمور بنفسه مهتم بيها و بيقول ان انتحارها حيأثر على القضيه بتاعتها و هو مش عايز كده
اضاف سيف متعجبا
# هى مين دى؟
ردد عماد بايحاز
# دارين الشامى
تجمد جسده على الفور بعد ان استمع لاسمها و شرد لحظات لا يعلم ماذا اصابه و علا صوت تنفسه فجلس على طرف الفراش بتهدل و انزل الهاتف من على اذنه حتى خرج صوت عماد يردد بقلق
# سيف…. سيف انت معايا؟
سعل قليلا ليزيل حشرجه صوته و اجابه بهدوء
# ايوه معاك
عاد عماد يسأله
# طيب انت قدامك قد ايه و تيجى عشان المأمور عايزنا بسرعه؟
اجابه
# نص ساعه، او ساعه الا ربع يادوب مسافه السكه
قبل ان ينهى المكالمه هتف بلهفه
# عماااد…. لحقتوها؟
اجابه الاخير
# ايوه… هى فى الرعايه دلوقتى
شعر بالارتياح و ارجع راسه للوراء ليسحب اكبر قدر من الهواء و هو لا يستطيع ان يفسر حالته القلقه و ردد هامسا
# طيب الحمد لله
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
استيقظت المسجونات على صوت تلك بقلمى اسماء عادل الصافره المزعجه و لكن ليست هى نفسها الصافره المخصصه لايقاظهن و لكنها صافره الانذار لتفزعن جميعا عندما دلفت السجانات بعصيانهن و بدءن بالقوه باخراجهن من مضاجعهن و استياقهن لخارج العنابر
وقفن جميعا بصفوف طويله منظمه بالساحه المخصصه للتريض و لا يعلمن ماذا هنالك فرددت احدى السجينات تهمس للاخرى التى امامها
# هى ايه الحكايه يا اختى؟
اجابتها الاخرى
# شكل الحكايه فيها عوء
اقتربت احدى التابعات للواحظ تهمس هى الاخرى
# هو فى ايه يا معلمه؟
زفرت الاخيره بحنق و هى تردد بتأكيد
# اكيد بسبب مقصوفه الرقبه اللى اتنيلت و انتحرت فى العنبر عندنا و الاكيد ان الموضوع مش حيعدى على خير ابدا
••••••••••••••••••••••••••••••••••
على جانب اخر دلف سيف بطلته المهيبه و ردد بحزم آمرا اتباعه
# عملتو اللى قلت عليه؟
اجابت احدى السجانات
# ايوه يا باشا….كل اللى فى العنابر بره واقفين طوابير و احنا مستنيين اوامرك
نظر لها بغضب و ردد بحده
# حدخل ادى التمام للمأمور و ارجعلك
وفور ان دلف مكتب المأمور هب الاخير واقفا يهتف بحده و عصبيه
# اهلا يا سيف باشا…. اتفضل شوف المصيبه دى و عرفنى حتعمل ايه؟
حياه بالتحيه العسكريه و خرج برفقه رجاله و نباطشيات العنابر و السجانات و بدءوا جميعا بدخول العنابر الواحد تلو الاخر و قاموا بتفتيشهم جميعا ليخرجو الكثير و الكثير من الاحراز الممنوعه من اسلحه بيضاء لاكياس مخدره و ممنوعات و هواتف محموله و غيرها
جمع سيف كل المتعلقات و امر السجانات بكتابه اسماء اصحاب الاسِره المدسوس بها تلك الاحراز و خرج للساحه يقف ممشوق القوام ينظر لهن جميعا بنظرات غاضبه و حاده و ردد بصوت اجش مخيف
# من انهارده كل التجاوزات و الممنوعات اللى بتدخل السجن حتتمسك، و اللى حلاقى معاها اى ممنوعات عقابها حيكون عسير و الاحسن لها انها تتمنى الموت عن اللى حعمله فيها
زفر بغضب و اردف
# و الكلام ده نهائى بدل ما اكدركم اكتر من كده و لا يبقى فى زيارات ( يقصد الاطعمه التى يبعثها زويهم) و لا حتى كانتين
ثم وجه انظاره لنبطشيات العنابر يهتف بصيغه آمره
# كل المساجين يقفو صف واحد و قبل ما يدخلو العنابر يتفتشو تفتيش ذاتى و لو واحده فلتت منكم و لقيت بعد كده اى ممنوعات انتو كمان حتتحاسبو معاهم
القى بكلماته على الجميع و توجه لمكتبه حتى يعطى السّجانات الفرصه لتنفيذ اوامره بتجريد السجينات من ملابسهن استعدادا للتفتيش الذاتى المهين
جلس على مكتبه يفرد ساعديه بتوتر و هو يكتم انفاسه يشعر و بشده انه يريد ان يطمأن عليها و لكن كبرياءه و انكاره لما يشعر به تجهاها جعله يرابط على مقعده حتى دلف رئيس المباحث يهتف باجهاد
# يوم صعب اوى
رمقه سيف بعيون واجمه و هتف
# خلصت تحقيق؟
اماء له بتعب و هتف
# محدش من المساجين يعرف حاجه و كلهم على نفس الكلام، انها اصلا ملهاش كلام مع حد و دايما لوحدها و محدش عارف جابت الموس منين؟
ردد سيف بفضول
# و هى لسه مفاقتش؟
اجابه عماد
# لا فاقت و حققت معاها هى كمان بس برده لا اخدت منها لا حق و لا باطل، فضلت تعيط و متكلمتش و لا كلمه
زفر بضيق و اردف
# و صحتها كويسه و لا تعبانه؟
نظر له عماد بدهشه و ابتسم بخبث و ردد
# و انت مهتم ليه كويسه و لا تعبانه؟
تدارك نفسه على الفور و هتف بضيق
# ايه اللى مهتم ليه؟ عايز اعرف عشان…..
تلعثم و اخذ يفكر حتى ردد
# عايز اعرف عشان اظبط لها العقاب المناسب عشان تكون عبره لغيرها و محدش يتجرأ يعمل كده تانى
ابتسم عماد و ردد بمشاكسه
# بس كده….ولا فى سبب تانى؟
غضبه و حدته فاقت الحد عندما اجابه
# انت بتقول ايه بنى ادم انت؟ ما تِعقل كلامك كده
حاول عماد تهدئته فردد
# اهدى يا سيف…انا بهزر معاك و…
قاطعه الاخير بغضب
# لا متهزرش…طالما هزارك اهبل كده يبقى متهزرش لان لو حد سمعك فى لمح البصر حتلاقى مبقاش سيره فى السجن كله غير هزارك البايخ ده
اماء عماد بتفهم فهو محق بما قاله و وقف ليستأذن و يذهب لمكتبه و جلس سيف واجما يردد فى نفسه
# انا مالى عامل عليها كده ليه؟
اتخذ بالاخير قراره و اتجه للرعايه و هناك وقف قبالتها و نظر لها نظرات غاضبه و هتف بصوت حاد
# انتى…. اصحى
فتحت عينها بتباطئ و نظرت له و الحزن يخيم على وجهها فردد بطريقه فجه
# شغل الاستعباط ده مش حيدخل عليا ،اتعدلى و انا بكلمك بدل ما اعدلك انا
اعتدلت بجلستها تشعر بالاهانه و لكن الامر برمته قد خرج عن سيطرتها بعد ان استسلمت لشيطانها و انتظرت ان يكمل حديثه فهتف بقسوه
# انا حسأل و انتى حتجاوبى من غير عياط و نحنحه و الا اقسم بالله ما حتشوفى النور و حتفضلى فى التأديب لحد ما تعفنى هناك، فاهمه و لا لأ؟
بللت شفتيها بطرف لسانها حتى تستطيع التحدث و لكن صوتها اختنق من كثره الحزن فنظر لها و شعر تجاهها بالشفقه و لكنه سرعان ما القى بمشاعره خلف ظهره و وقف قبالتها بصرامه يهتف
# جبتى منين الشفره اللى قطعتى بيها شرايينك؟
رددت بخفوت
# لقيتها فى الحمام
قوس فمه بضيق و ردد بحده
# يعنى متعرفيش بتاعه مين؟
اماءت رافضه فصاح بها
# مش عايز استعباط…. انطقى و قولى مين فى العنبر اللى مسئوله تدخل الممنوعات؟
اجابته بصوت رقيق
# معرفش…انا مليش تعامل مع حد اصلا
هو يعلم انها لا تكذب بشأن ابتعادها عن السجينات الاخريات و لكنه اصر ان يضغط عليا اكثر فردد مهددا
# ما انتى لو قلتيلى مين ساعتها العقوبه حتتقسم بينكم، لكن لو سكتى حتشيليها لوحدك و اى غلط بتعمليه بيتحط فى ملفك و مش بيكون فى صالح قضيتك
ابتسمت نصف ابتسامه حزيته تهتف ببكاء
# مبقتش فارقه
استسلامها بهذا الشكل زرع الخوف بقلبه من ان تسخى بنفسها و تعيد محاوله الانتحار فردد بمهادنه
# لو بريئه زى ما بتقولى فاكيد ربنا حيظهر برائتك، بس لما تغضبيه و تحاولى تموتى نفسك و ده حرام تفتكرى ربنا يقف جنبك ليه؟
سحب مقعد خشبى و اقترب من فراشها و جلس مقربا وجهه منها و ردد بتأكيد و دعم
# اى حاجه تحتاجيها قوليلى عليها و انا اعملهالك
شعر بنفسه قد خرج عن طور المقبول عندما اعاد على مسامعه ما القاه من كلمات منذ برهه فحاول تصحيح خطأه ليهتف
# اصل المأمور موصينى عليكى و طلب منى كمان ان التحقيق ميكونش رسمى عشان ميأثرش على قضيتك
ابتلع لعابه بتوتر و هتف متسائلا
# جلستك الاسبوع اللى جاى مش كده؟
اماءت موافقه فردد بهدوء وثير
# انا مضطر احطك فى التأديب عشان الغلطه دى مش ممكن تعدى من غير عقاب
اطرقت راسها باسف فهمس لها يسالها
# انتى بتصلى و لا لأ؟
اجابته بخجل
# مش منتظمه…ساعات و ساعات
ابتسم لها بهدوء و ردد
# طيب حاولى تقربى من ربنا اكتر من كده و صلى عشان يغفرلك زلتك دى لان قتل النفس من الكبائر
شعرت بالحرج من حديثه معها فبكت و وضعت وجهها داخل راحتيها تبكى بندم على انسلال الامور من بين يدها فربت على ظهرها و هتف
# ربنا بيسامح بس لازم الندم و التوبه يبقو من قلبك مش رسم و تمثيل
رفعت وجهها الباكى تنظر له بندم و امتنان و هتفت برقه
# انا مش عارفه اشكرك ازاى؟
وقف من مكانه و هو يبتسم و ردد
# اوعى بس تدعى عليا لما تروحى التأديب
حركت راسها رافضه حديثه و هى تبتسم بامتنان و كأن عقابه لها هو خلاصها من العذاب
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تحركت عائلتها بمساعده سعد الدين المحامى فى اكثر من اتجاه بسبب اقتراب موعد محاكمتها و كان لابد من اظهار اى ادله تسمح لهم باعاده فتح التحقيق لاظهار الحقيقه و ذلك بسبب وجود ادله قاطعه تقتضى بانها مذنبه الا و هى بصمات يدها على وجه المجنى عليها و ايضا بقايا من الحمض النووى لدارين اسفل اظافر الضحيه كدليل على معافره المجنى عليها و هناك شهاده حارس الڤيلا موقع الجريمه و معها شهاده زوج المجنى عليها و اتهامه لها
اتجه هشام للبنايه التى قطنت بها ابنته بالفتره الوجيزه التى تزوجت بها حتى يستعين بحارس العقار او حتى بالسكان كشهود على سكنها هناك و تردد اكرم عليها و معرفتهم بانها زوجته عندما عجز عن ايجاد اى حل لعقد الزواج المزور
دلف العقار و وقف يتحدث مع حارسه يطلب منه برجاء
# انت عارف بنتى اللى كانت ساكنه فى الدور الرابع؟
اجابه الحارس بغلاظه
# محدش ساكن فى الرابع غير الاستاذ حازم و مراته
رمقه هشام بنظرات مدهوشه و ردد بصياح
# انت بتقول ايه يا بنى ادم؟ ده انت مطلع معانا العفش لحد الشقه، انت حتستهبل و لا الندل قبضك!!
تعلق بتلابيبه يهزه بعنف فدفعه الحارس بقوه و ردد باستنجاد
# الحقونى يا ناس…. الراجل المجنون ده بيتهجم عليا
التف حولهما السكان و عندما علموا بالامر اقر البعض بعدم معرفتهم بها و ذلك لاتساع العقار و كثره عدد الشقق به حتى صدح صوت احداهن
# ايوه انا عرفاها….كنا دايما بنتقابل فى الاسانسير الصبح و انا رايحه الشغل، بتركب من الدور الرابع
تعلق هشام بها كالقشه التى تنقذ الغريق و هتف بتوسل
# طيب تشهدى بالكلام ده؟ انا بنتى واقعه فى مصيبه و مش لاقى حل
اجابته بتاكيد
# اشهد طبعا، انا تحت امرك
صاح الحارس بحده
# يا ست هانم مفيش هنا ساكنه بالاسم ده و الرابع مفيهوش سكان
هتفت بحده
# لا فى الشقه اللى بتتأجر
ثم نظرت لهشام تؤكد دعمها له
# متقلقش يا استاذ انا حشهد معاك و لو عايز اسم صاحب الشقه كمان اللى بنتك كانت مأجره منه فانا عرفاه لان مراته صاحبتى
توتر الحارس فاقترب هشام منه و اخرج حفنه من المال و وضعها بيده و هتف بغضب
# انا عارف انه دافع لك عشان تقول الكلام ده، بس مدفعلكش عشان تبلغه انى لقيت حد يشهد،و لو حبيت تشهد قول دفعلك كام و انا اديلك زيهم
نظر الحارس للنقود بلهفه و سحبها على الفور يهتف باطراء
# من يد منعدمعاش يا بيه…..و الله يا بيه انا عبد المأمور
اماء له هشام و ردد
# تمام، يبقى تيجى تشهد و اللى حتطلبه حتاخده و انا مش طالب منك شهاده زور لا سمح الله، انا طالب شهاده الحق و حديك دول دلوقتى و زيهم كمان بعد ما تشهد….مرضى كده يابا؟
ابتسم له بحبور و هتف
# ده كده رضا و عال اوى و ربنا يقدرنا على فعل الخير
تحرك جمال هو الاخر برفقه اصدقاءه بالعمل من اجل ان يتقصوا الحقائق اكثر عن اكرم و نشأته و حياته فذهب لمسقط رأسه بتلك الحاره الصغيره و الضيقه و التى يعيش بها اناس شعبيين بسطاء
بعد السؤال عنه علم بان ابويه على قيد الحياه عكس ما اشاع بانهما متوفيين فصعد جمال لمنزلهما و استاذن بلباقه فرحب به الاب و استضافه بمنزله المتواضع و المكون من غرفه واحده و صاله ضيقه
جلس جمال يسأل و يتقصى عنه فردد الاب
# هو انت يا بنى متآخذنيش بتسأل على اكرم ليه؟
فردد جمال بحرج
# بصراحه يا حاج اصله متجوز اختى بس…..
قاطعته الام و هى تضرب بكفها على صدرها
# هو اتجوز على مراته بنت الناس الاكابر دول؟
ابتلع جمال لعابه الهذه الدرجه هو غير متواصل معهما فلا يعلما حتى بوفاه زوجته او بالاحرى بمقتلها فهتف
# هو اتجوزها على مراته و بعدين مراته ماتت يا حاجه من كام شهر دلوقتى……
عادت تقاطعه بحزن
# ماتت؟ و مقالش؟ ليه كده يا ابنى طيب كنت بعيد عننا عشان كانت اوامر مراتك! انما دلوقتى حجتك ايه بس؟
صاح بها الاب بغضب يهتف بتوبيخ
# بس بقى يا وليه….انتى فاكره ان ابنك كان مستنى الهانم مراته تمنعه عننا، هو اللى ما صدق و استغنى، و بقى بيستعر مننا كمان….نسى ان انا اللى كبرت و علمت لحد ما وصلته للى هو فيه و ان لولا شغلانه الفراشه اللى مكسوف منها دى لا كان اتعلم و لا اخد شهادات
مسح عبراته بظهر يده و ردد بتضرع
# لله الامر من قبل و من بعد….فوضت امرى اليك يا رب
سمع جمال ما يكفيه ليعلم انهم يتعاملون مع شخص كاذب و محنك بالتمثيل و التلاعب بالاخرين فاخذ عقله يعمل كالحاسوب حتى يفكر بكيفيه استخدام ما علمه اليوم بالقضيه فقرر الذهاب لسعد الدين المحامى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اما سعد الدين فكانت طرقه مغايره و اكثر حرفيه و دهاء فهو ذهب لاحد رفاقه ممن يعملون بالنيابه و بالاتفاق مع محقق المباحث ذهب معهما لمسرح الجريمه و طلب باحضار تسجيلات كاميرات المراقبه ليبدء بتمثيل الواقعه و الاحداث كما قصتها عليه دارين بالضبط مع دمجها بتقارير المعمل الجنائى و ايضا شهاده الشهود الصحيحه منها و الباطله ايضا
تعجب رئيس النيابه من رغبته بتقفى الحقائق خلف الشهادات الموجهه بحق موكلته فردد بفضول
# حتستفيد ايه يا سعد من اقوال شهود الضد؟
ابتسم له بمكر و اجابه بحنكه
# لان اى كدبه هى فى الاساس مبنيه بقلمى اسماء عادل على حقيقه، يعنى من الاخر فى اى اقوال من اللى قدامك و اللى تبان ان كلها بتتهم موكلتى حتلاقى فى النص حقايق نقدر نطلعها من وسط الكدب و ساعتها لما نجمع كل الحقايق دى حنوصل مش بس للبراءه، ده احنا ممكن نوصل للجانى كمان يا باشا
ابتسم له رفيقاه و بدء بتمثيل الواقعه بعد ان راجع كل التسجيلات و جلس يشرح باستفاضه و كانه استرجاع لاحداث الماضى
فلاش باك *****
دلفت دارين من ابواب الڤيلا التى تقطن بها چيهان و فور دلوفها وقفت چيهان تنظر لها بنظرات ناريه غاضبه فرددت دارين بأدب
# چيهان هانم…ازى حضرتك؟
نظرت لها الاخيره باذدراء و رددت بتكبر
# طيب كويس و الله انك عارفه ان انا هانم
ابتلعت دارين تلك الاهانه بصعوبه و كتمت غيظها و هتفت باحترام
# حضرتك بعتيلى….خير؟
جلست چيهان على الاريكه واضعه قدم فوق الاخرى تهزها بطريقه مبتذله و هى تفتح علبه سجائرها تشعل احداها و تزفر دخانها بغضب و تهتف
# انا عارفه اللى بينك و بين اكرم
حاولت دارين التحدث و لكن الاخيره لم تمهلها الفرصه فوقفت سريعا و اقتربت منها حتى اصبحت انفاسهما مختلطه تنظر بداخل عينيها بتدقيق و تردد
# انا عارفه و موافقه كمان بس عندى شرط ليكو انتو الاتنين عشان افضل معيشاكم فى العز و النعيم اللى انتو فيه ده؟
ابتلعت لعابها بضيق و رددت بحده
# محدش مننا طمعان فى فلوسك يا هانم
ضحكت ضحكه عاليه ساخره و عادت تهتف
# لا بجد؟ طيب بصى يا اموره عشان ننهى الحوار ده، لازم تعرفى ان مفيش حاجه من اللى حصلت بينكم كانت ممكن تحصل من غير علمى و موافقتى، يعنى انا عارفه من اول يوم جواز و الاكتر من كده انا عارفه من قبل ما ابوكى يوافق
لمعت عينها بالدهشه من حديثها هل فعلا تعلم بالامر برمته من البدايه ام تكذب حتى تدخل الى قلبها الشك من ناحيه زوجها و لكنها وقفت متصنمه دون اظهار اى تعبير و هى تستمع لچيهان و لكنها من داخلها اعطها الحق فى غضبها فبالنهايه هى الخاطئه بحقها عندما سرقت زوجها منها و عذرها الوحيد انه عندما طرق الحب بابها تغيب عقلها عن احتساب الامور و وضعها بنصابها الصحيح
رددت چيهان تؤكد حديثها
# انا معنديش مانع تقضلو زى ما انتم بس انا عندى شرط زى ما قلت
اجابتها دارين بضيق
# اظن الشروط اللى انتى عيزاها تقدرى تتناقشى فيها مع اكرم مش معايا انا، لانى مش دخل فى اللى بينكم
احتدت نبرتها قليلا و هى تهدر بها
# لا ليكى دخل….. و انتى الاساس لانك لو مكنتيش لعبتى عليه مكانش عمل كده
لم تحاول ات تصلح ما قالته بانه هو من اقترب منها و افشى لها عن مكنونات قلبه بل و اصر على الزواج منها بالرغم من رفض عائلتها له فبالنهايه هى امرأه مجروحه و معها الحق فى اخذها لذلك الموقف العدائى فأثرت على الصمت و الاستماع لما لديها حتى تشعرها انها ثأرت لنفسها و لو قليلا فاكملت چيهان
# حتسمعى و لا حتفضلى تقاطعينى؟
اماءت بنعم فاستطردت الاخيره
# الحمل الجاى حيتكتب باسمى لاظهار حسن النيه منكم انتو الاتنين و بعد كده اشبعو ببعض
امتعض وجه دارين من فجاعه ما سمعته فصرخت بها غير مهتمه لا بعملها و لا باى شيئ اخر و صفعتها بحده على وجهها مخلفه علامات و اثار لكف يدها مطبوع على وجهها
# ايه التخريف اللى بتقوليه ده؟ ازاى عقلك يصورلك ان انا ممكن اقبل بحاجه زى كده؟ انتى اكيد مجنونه
ارتدت للوراء من قوه الصفعه فوضعت يدها عليها تتحس بشرتها و عادت تقترب منها بخطوات بطيئه و هتفت و هى تغرز اظافرها بذراع دارين متحدثه بهدوء مستفز و كأن شيئ لم يكن
# مفيش قدامك غير انك تقبلى لان لو رفضتى العلاقه دى حتنتهى
لم تهتم لكلامها و رددت بثقه
# اعملى اللى تقدرى عليه لان اللى بينى و بين اكرم جواز مش علاقه ممكن تنتهى
ضحكت الاولى بسخريه هازئه منها و رددت بتأكيد
# انتى واثقه فى كلامك ده؟ على العموم حنشوف و الكلام حيكون قدامك عشان متفكريش انى بضحك عليكى
امسكت هاتفها المحمول و هاتفت زوجها و فور ان اجاب اخبرته بنبره حازمه
# سيب كل اللى فى ايدك و تعالى فورا عشان الظاهر ان الهانم مش فاهمه هى بتتعامل مع مين؟
اجابها بتعجب
# هانم مين؟ انتى بتتكلمى عن ايه يا چيچى؟
اجابته بايجاز و تهكم
# مراااتك هنا و انا بلغتها باتفاقنا و رفضته فتعالى عشان تنفذ اللى انا و انت اتفقنا عليه
صدح صوته الصارخ يوبخها بحده
# انتى اتجننتى؟ ما انا قلتلك انها مستحيل تقبل، و جايه دلوقتى تطلبى ده منها بعد ما قتلت ابنى بايدى؟ انتى مجنونه!
رددت بلامبالاه
# تعالى عشان تنهى الموضوه ده قدامى احسن ما انهيه انا بنهايه متعجبكش، انت بقالك فتره بتماطل و انا خلاص جبت اخرى
مضطرا وافقها و اغلق معها فنظرت لتلك الواقفه تشعر بالم فى رأسها يهتك كيانها و لكنها ظلت تردد بداخلها انه لا يمكن ان يفعل بها السوء فهو يعشقها و كل افعاله و تصرفاته تؤيد ذلك و ظلت تقنع نفسها انها فقط تتلاعب بها حتى توقع بينهما فانتفضت فى وقفتها و نظرت لها بنظرات حاده و هتفت باعتراض
# انا مش حستنى هنا و لا ثانيه واحده و حمشى حالا
اوقفتها چيهان تردد
# ايه؟ خوفتى احسن يكون كلامى بجد؟
حركت راسها رافضه بثقه و شموخ و رددت
# و لا الف زيك يقدروا يهزونى و يهزو الثقه اللى بينى و بين اكرم
ابتسمت الاولى بخبث و تشفى و رددت
# واضح انه لعب عليكى صح! بس كلها ربع ساعه و يكون هنا، انا كمان كنت زيك فى الاول….لعب عليا صح و دخل بالحب و الاحلام و اللباقه لحد ما حبيته و اجبرت بابى انه يوافق عليه مع انه كحيان، بس هو معرفش يضحك عليا كتير و كشفته بدرى
قوست فمها بضيق و رددت تتسائل بحيره
# و لما اكتشفتى انه وحش اوى كده كملتى معاه ليه؟ و ليه دلوقتى بتحاربى عشان تحتفظى بيه؟
اجابتها بصياح صارخ
# عشان هو جوزى انا….و انا الاحق بيه منك، و مش معنى انى طلعت عاقر انه يسيبنى و يجرى يلعب على واحده تانيه و ابقى انا كده خلاص محطه و انتهت من حياته
اقتربت منها قاصده خنقها و ظلت تضيق الخناق على رقبه دارين حتى تركت علامات زرقاء على عنقها و الاخيره تدفعها محاوله التملص منها و فور ان استطاعت ان تنسل من بين يديها هرعت للخارج و هى تصرخ
# و انا مش حستنى و لا ربع دقيقه و لو كلامك صح قوليله انى فى بيت اهلى و لو فعلا عايز يطلقنى يبقى يجيلى هناك من مطرح ما اخدنى
خرجت من باب الڤيلا بسرعه تلهث بعنف محاوله استجماع انفاسها الخاطفه فلمحها حارس العقار و هى على هذا الحال و ظل جسدها يشتعل حرفيا من كثره المشاعر المختلطه و المتضاربه التى تشعر بها و معهم خوفها الشديد ليس فقط من تلميحات تلك المجنونه بل و ما ان كانت محقه فيما قالته
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بعد ان انهى سعد الدين تمثيل الحوار القائم بين دارين و المجنى عليها و قارن كاميرات المراقبه و موعد دلوفها و خروجها من الڤيلا وجد انه بالفعل قد قصت له كل ما حدث بدقه فردد
# اينعم وقت الوفاه مقارب جدا لوقت بقلمى اسماء عادل وجودها فى الڤيلا و النيابه و المباحث استندوا على اتهامهم بانها اخر واحده كانت معاها و بصمات ايدها على وشها و بواقى جلدها تحت ظوافر المجنى عليها بس دى كلها مش ادله كافيه للادانه لان جوزها وصل زى ما انتو شايفين فى الكاميرات بعد عشر دقايق من خروج دارين
قاطعه محقق المباحث يهتف
# ايوه جوزها اتصل بالبوليس و بلغ اول ما دخل انه لقاها ميته
ابتسم سعد الدين بمكر و ردد
# طيب شوف وقت اتصاله و شوف وقت دخوله فى فجوه زمنيه بينهم حوالى 27 دقيقه كاملين….يعنى فى حدود نص ساعه
رد على حديثه يشرح
# عادى ممكن يكون دخل مشفهاش ،و ممكن يكون طلع لفوق الاول يدور عليها او يغير هدومه مثلا
اماء له مرددا
# حنفترض ان كلامك مظبوط و انه دخل مشفهاش مع ان زاويه الباب يقدر منها يشوف موقع الجثه بكل وضوح
التمعت عين كل من المحقق و مسئول النيابه فعاد يستطرد
# و حتى لو فرضنا انه مشفهاش اقواله فى التحقيق بتقول انه اول ما دخل لقاها مرميه على الارض يعنى مقالش انه غير هدومه او عمل اى نشاط قبل ما يبلغ
حركا راسيهما بتفهم فاكمل سعد الدين
# ده بقى بيدل انه دخل و اتكلم مع المجنى عليها فتره لا تقل عن ربع ساعه و بعدها قتلها
ردد المحقق
# ده انت مش بس بتشيل التهمه عن موكلتك….ده انت كمان بتحطها عليه
ايد رايه بحسم يهتف
# بالضبط و دليلى حيبهرك يا حضره الضابط
ردد بايجاز
# ايه دليلك؟
اجابه
# البلاغ ذات نفسه هو دليلى يا فندم….الاستاذ اكرم اتصل و بلغ البوليس بجريمه قتل و حقرالك اقواله اللى اتسجلت فى التليفون و معهاها كمان اقواله اول ما جت القوه بتاعه البوليس هنا قال فى التليفون
( انا دخلت البيت لقيت مراتى مقتوله و مرميه على الارض)
نظر امامه بالاوراق يقرأ منها اقوال اكرم مقتبسا كلماته بالنص و اكمل قراءته لاقواله و هو يردد
# وفى التحقيقات اللى من المباحث قال
( مراتى اتصلت بيا عشان مشكله حصلت مع الموظفه اللى اسمها دارين…. و طلبت منى ارجع البيت و انا كنت قريب جدا فروحت بسرعه و اول ما دخلت لقيتها مقتوله و لما سألت البواب قالى ان فى واحده لسه خارجه من عندها و لما وصفهالى عرفت انها دارين الشامى)
انهى قرائته و نظر لهما و هما ينتظران بحماس لما لديه فهتف
# انا اهو راجل داخل بيتى لقيت مراتى واقعه على الارض ،و لا فى دم و لا سلاح جريمه ازاى حييجى فى بالى انها مقتوله؟
نظر للمحقق و سأله
# لو حضرتك مكانه اول حاجه حتيجى فى بالك ايه؟
ردد المحقق بعد ان فهم ما يرمى اليه
#حجرى عليها اشوفها مالها….
قاطعه بتاكيد
# بالضبط…و خصوصا انه المفروض مش حد محترف عشان من النظره الاولى يعرف انها ميته…حيحسب انها مغمى عليها مثلا
ردد مسئول النيابه
# طيب ما ممكن الوقت اللى قضاه قبل اتصاله بالبوليس كان بيحاول يفوقها مثلا
صمت سعد الدين يفكر ثم مَثّل امامها موضع المجنى عليها و عاد يستطرد
# طيب انا لقيت مراتى مرميه و دخلت اتخضيت و حاولت افوقها مفاقتش و بعدها اتاكدت انها ميته فانا بقى حقدر اعرف منين انها مقتوله….ما ممكن تكون سكته قلبيه او حتى داخت و وقعت اتخبطت فى اى حاجه و ماتت ليه اقريت بانها مقتوله؟
اجابه محقق المباحث بتأكيد
# عشان هو اللى عارف انها مقتوله
ابتسم سعد الدين و ردد
# بالضبط
اماء له المحقق باعجاب و ردد
# دماغك حلوه جدا…خساره انك مش شغال فى المباحث
اجابه رفيقه
# هو فى مكانه افيد و دماغه سم بيعرف يجيب التايهه
ردد سعد الدين
# اكرم استغل الجواز المزور اللى بينه و بين موكلتى فى انها تثق فيه و من هنا اتعامل معاها عشان يخليها تثق فيه و بعتلها المحامى اللى ورطها اكتر فى القضيه و الليله دى كلها مفيهاش شهود عليها غير كلمته و شهاده البواب عليها و بس
اماء محقق المباحث بتفهم و ردد مؤكدا
# لو بنيت دفاعك على كده ممكن جدا القاضى يعيد التحقيق فى القضيه و مش بعيد النيابه ساعتها تطالب بالتحفظ عليه!
اجابه سعد الدين
# و هو ده بالضبط اللى انا عايزه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظلت داخل محبسها الانفرادى تبكى و تصلى تتضرع الى ربها لغفران ذلتها التى فعلتها و هى بحاله ضعف و استسلام فبكت بقهره و هى تحدث نفسها
# يا رب سامحنى…. لحظه ضعف و عمرها ما حتتكرر تانى، انا غلطت غلطه واحده فى حياتى و هى انى آمنت لواحد زى ده و حبيته و اتجوزته و هو متجوز….بس انا مخالفتش شرع ربنا، هو اللى ضحك عليا و لازم ياخد جزاته
جلست تتربع بجسدها تنظر ليدها التى تتعافى من ذلتها حتى جاءت الممرضه المسئوله عن تعقيم و تضميد الجرح المبتور بساعدها
امسكت راحتها تقص الشاش القديم و تضع غيره فتأوهت دارين قليلا متألمه فرددت الممرضه بتهكم صريح
# بيوجعك دلوقتى….و متوجعتيش ساعه ما حاولتى تنتحرى؟
نظرت لها بازدراء و هتفت
# المره الجايه لما تحبى تموتى نفسك ابقى اقطعى شرايينك بالطول مش بالعرض، كده مستحيل حد يلحقك انما اللى بالعرض ده بتاع العيال الهايفه اللى بتهدد و بس
نظرت لها بحيره فكيف لملاك الرحمه ان تقول لها تلك الامور و ربما جهل بعض الناس بتلك المعلومه قد ينقذ حياتهم فما الداعى لاخبارها بطريقه الانتحار الصحيحه فشعرت بغرابه و الاخيره تكمل
# سبتى الدنيا كلها و روحتى تحبى واحد متجوز، خلاااص من قله الرجاله!
رددت بدهشه
# و انتى ايه اللى عرفك بالحكايه دى؟
ابتسمت بمكر و اجابت
# انا مرسال من اكرم بيه….. بيقولك يا ريت المره الجايه تموتى نفسك بجد و تخلصينا منك خالص و لو فكرتى تفتحى الموضوع اياه تانى مره، فزى ما عرف يوصلك الرساله دى حيعرف يوصلك الجحيم و انتى فى مكانك هنا
اتمت جملتها و خرجت من الزنزانه و دارين مدهوشه مما سمعته فكيف استطاع خداعها كل ذلك الوقت بقناع الحب و البراءه؟ و الاكثر من ذلك كيف استطاع ان يدس من يكن عين عليها لتخبره بتفاصيلها و التى علمت من معاون السجن انه لم يتم عمل محضر بمحاوله الانتكار حتى لا يضاف لملفها و ذلك طلبا من مأمور السجن اكراما لمحاميها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
خرج من منزله فاليوم عطله الجمعه و كما وعد اخته بان يقابلها ببيت العائله و فور دخوله وجدها تحمل صغيرها الذى يشبهها كثيرا فابتسم بحب و احتضنهما سويا لتصدح زغاريط والدتهما تهتف بفرحه
# الحمد لله يا رب….. الف حمد و الف شكر على نعمتك، انا كنت خايفه اموت قبل ما تتصالو
إنحنى يقبل كفها و هو يردد
# بعد الشر عليكى يا ست الكل
جلس يداعب الصغير و الذى اخذ يلعب بقلمى اسماء عادل معه حتى سمعت منار قهقهاته التى افتقدتها لسنوات فشعرت بالفرحه تغمر قلبها و اخيرا عادا الشقيقان كسابق عهدهما و اخذت تتضرع للمولى ان يتخطى موت غاليتيه و يبدء بالبحث عن شريكه لحياته
جلست بجواىه تربت على كتفه بفرحه و بهجه و اخذت قرارها بفتح ذلك الحوار المؤجل معه فرددت
# عارف هايدى بنت خالك؟
ابتسم بسخريه و هتف ممازحا
# لا يا امى معرفهاش
هدرت بحده
# انا بتكلم جد يا سيف
اجابها و البسمه تعلو ثغره
# طيب ارد اقول ايه…. ايوه يا حبيبتى عارف بنت خالى ،مالها بقى؟
اجابت بايجاز
# اتطلقت
حرك راسه بحزن مصطنع و هتف
# لا حول الله يا رب
ثم ضحك عاليا و هو ينظر لابيه و ردد
# منا عارف يا جدعان هو فى ايه ما هى مطلقه من سنه ايه الجديد بقى؟
ردد والده باستخفاف
# ما هى امك مش حترتاح غير لما تجوزك و لا انت مش عارف!
لا يعلم ما حدث فور ان استمع لتلك الكلمات البسيطه الخارجه من فم والده لتأتى هى فى مخيلته على الفور بشعرها الغجرى فتعلو دقات قلبه و التى لا يستطيع ان يجد لها تفسير
قوس فمه بعد ان طال الصمت و اعتذر منهم و وقف مكانه و هتف
# طيب انا حروح البيت بقى يا جماعه عشان الشغل بكره، يلا تصبحو على خير
حاولت والدته تنحيته عن الذهاب و لكنه قبلها من راسها و اتجه للخارج فوجد نفسه يتصل بنباطشيه الحبس الانفرادى ليطمأن عليها ليردد فور ان اجابت
# قوليلى المسجونه اللى فى التأديب اخبارها ايه؟
اجابته بفضول
# انهى فيهم يا باشا؟
ابتلع لعابه و ردد
# دارين الشامى
اجابته عطيات بتلقائيه
# و الله يا باشا باينها عندها حمى و نايمه عماله تخترف و الدكتور جه كشف عليها من شويه و قال من الجرح اللى فى ايديها
على الفور شعر بغصه تؤلم صدره و صرخ بها
# و مخرجتيهاش تروح الرعايه ليه؟
اجابته بتخوف
# و هو انا فى ايدى حاجه يا باشا؟ اهى كلها اوامرك
صاح بحده غاضبه
# خرجيها حالا وديها الرعايه يا بنى ادمه و انا جاى حالا
اغلقت معه و بدءت بتنفيذ اوامره و هى تهتف بداخلها
# هى ايه الحكايه؟ من امتى سيف باشا قلبه على المساجين كده؟ و الله انا قلبى حاسس ان فى حاجه كبيره اوى…هى ايه؟ الله اعلم
ثم حركت راسها بطريقه سوقيه و هى تضرب كفها بالاخر تهتف بنزق
# بكره نقعد جنب الحيطه و نسمع الزيطه
يتبع….
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
الشئ المؤسف و المحزن فى الخيانه، انها لا تأتى ابدا من اعدائنا
ارتفعت درجه حرارتها اكثر و اكثر و عندما دلفت عطيات تتحسس بشرتها ذهلت من تلك الحراره العاليه فقامت على الفور بتبليغ الطبيب الموجود بالرعايه بقلمى اسماء عادل و اخبرته باوامر المعاون بنقلها للرعايه و هناك نظر للجرح بيدها فوجده ملتهبا بشكل لا يصدق و كأن هناك من وضع عليه مواد حارقه حتى يلتهب بهذا الشكل
اما هى فكانت بعالم اخر تهذى و تهلوس و وجهها يتصبب عرقا و بدنها يرتعش و ينتفض من الحمى
دلف سيف من ابواب السجن بسيارته المسرعه و بغير اوقات العمل الرسميه ليتعجب الحراس و العاملين لوجوده بتلك الساعه المتأخره
دلف بلهفه ظاهره للعيان و كأنه تخلى عن حذره و حيطته او بالاحرى لم يعد يدرك ما هو بفاعل و شعر بالالم من حالتها و الممرضات تقفن بجوارها و تضعن اكياس الثلج على جسدها الذى ينتفض بقوه فردد بحده
# ايه اللى حصل؟ كانت كويسه امبارح؟
نظر له الطبيب بتعجب و اردف
# ابدا يا فندم…بس واضح ان الجرح اتلوث و…..
قاطعه صارخا
# من ايه؟
لم يأتيه الرد حيث قطع حديثه فور ان استمع لهمهماتها المريضه و المهلوسه و هى تردد بصوت متعب
# اااه….ليه كده يا اكرم؟
شعر بطعنه حاده تضرب صدره فأفاق من حالته للحظات و وقف معتدلا يهتف بجديه مصطنعه
# الجرح ده اتلوث ازاى يا دكتور؟مش المفروض فى متابعه من حضرتك عليه؟
اجابه الطبيب
# انا عملت اللى عليا يا سيف باشا و بعتلها الممرضه تغير لها عليه و هى فى التأديب، بس
صمت قليلا يحتسب عواقب حديثه و اكمل
# مكانش المفروض انها تتحط فى التأديب و هى لسه تعبانه و عندها جلسه الاسبوع ده فى المحمكه لكن حضرتك
صمت على الفور لحظه ان رأى عينه المحتقنه بالغضب و نظراته الناريه فاطرق راسه لاسفل بخزى فقطع حديثهما هذيانها مره اخرى بصوت متقطع
# بابا….. خرجنى من هنا
صوتها الضعيف القى الالم بداخله فاقترب منها و تحسس بشرتها المحمومه بحركه تلقائيه اثارت دهشه الواقفين يشاهدون ذلك الصارم و القاصى و لاول مره يهتم لامر سجينه بهذا الشكل
انحنى يقترب من اذنها و هتف بصوت هادئ
# متخافيش….. حتخرجى ان شاء الله
ليقف يهندم ملابسه و يخرج بعد ان اطمأن عليها مقررا ان يساهم و لو بالقليل فى اظهار براءتها الاكيده
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فى زياره غير متوقعه لمكتبه دلف سيف بعزه و وقار و جلس على المقعد المقابل لمكتبه فوقف سعد الدين و استدار حول المكتب ليجلس امامه احتراما لمقامه العالى و هيبته المعروفه
انحنى للامام قليلا يستند على فخذيه و ردد بفضول
# منور يا سيف باشا….بس ايه سبب الزياره المفاجأه ؟
اجابه سيف بعد ان اشعل سيجارته ليزيل توتره و هتف بقوه
# حسألك سؤال واحد و عايز اجابه واضحه من غير تلاعب المحامين بالكلام اللى انت عارفه
ابتسم سعد الدين و اماء منتظرا سؤاله فهتف
# دارين الشامى..بريئه و لا مذنبه؟
رواغ سعد الدين قليلا و هتف
# حتفرق معاك يا باشا؟
نفرت عروق عنقه و انتفخت انفه بحده و ردد بصوت غاضب
# مش انا لسه قايل لك بلاش الطريقه دى؟
اجابه على الفور
# بريئه يا سيف باشا….و ذنبها الوحيد انها وثقت فى بنى ادم داهيه و ملوش كتالوج و بيلعب بالبيضه و الحجر
تصنم مكانه و نظر له بتحديق و ركز سمعه له و هو يأمره بصيغه حاده
# لا….وحده وحده عليا و فهمنى كل حاجه بالتفصيل
رمقه سعد الدين بنظرات فاحصه و فضوليه ليهتف
# و بعد ما تعرف القصه من اولها لاخرها يا باشا…..
قاطعه سيف بتأكيد
# حساعدك عشان نظهر برائتها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فى زياره استثنائيه دبرها سيف بعد ان علم بوقائع الامور و قرر مساعدتها و هو يثور من داخله كالبركان الغاضب من فكره التلاعب بفتاه مثلها باسم الحب
جلس كل من والدها و اخيها و بالطبع محاميها بمكتب سيف قبيل موعد المحاكمه حتى يتحدثوا معها بامر المرافعه القادمه
ذهب بنفسه للرعايه حتى يطمأن عليها و يحضرها لمكتبه فوجدها تجلس متربعه بفراشها الطبى رافضه تلقى اى علاجات او حتى محاولتهن تضميد جرحها
اقبل عليها بجسده و نظر حوله ليجد الرعايه الصحيه شبه ممتلئه بالممرضات و المريضات و الاطباء و الطبيبات فاتخذ حذره قليلا و هتف بصيغه قويه
# تعالى معايا يا مسجونه
رفعت وجهها تنظر له بتألم و انزلت قدماها بانكسار و وقفت قبالته و هتفت بصوت مبحوح
# كفايه كده يا سيف باشا….انا اتبهدلت اوى فى الشهرين دول، ارجوك كفايه
توسلها له بذلك الشكل اوجعه كثيرا ظنا منها انه سيرسلها للحبس الانفرادى مره اخرى فحاول التحدث و لكن امسكتها الحارسه من ذراعها بقسوه هاتفه
# لما حضره المعاون يأمر تنفذى على طول، اتحركى يا مسجونه قدامى من غير كلام
دفعتها بقسوه و ساقتها حتى مكتبه فاوقفها سيف و هتف آمرا
# سبيها يا شاويش سماح
وقف امام باب مكتبه و نظر ببؤبئتيها الحزينتين و هتف برقه
# اهلك جوه فى زياره….مش لازم يعرفو بمحاوله الانتحار، كفايه اللى هم فيه
تعجبت من حديثه و اكتراثه لامرهم بهذا الشكل و لكنها لم تهتم سوى لتلك الزياره التى ستزيل نار اشتياقها لهم
دلفا معا لغرفه مكتبه فوجدت اباها و اخيها فهرعت تحتضنهما باشتياق و هى تبكى بحرقه بداخل احضانهما و تتوسلهما بضعف
# انا لو قعدت اكتر من كده هنا حموت يا بابا، ارجوك خرجنى من هنا
ابعدها اخيها و امسكها من كتفيها بقوه داعمه و ردد
# اى حد ييجى على فرد من عيله الشامى حيلاقينا كلنا قصاده، متخافيش كلنا معاكى
نظر والدها لضماده يدها الواضحه فرفع بصره اليها بحزن و لم يعقب عندما وجدها تسحب ذراع الرداء الابيض الخاص بالسجن لتخبئ جرحها و لكنه فهم ماذا فعلت فربت على كتفها و حرك رأسه بتألم هاتفا
# متخليش اللى حصلك ينسيكى ربنا يا دارين، انا مربتكيش على كده
حاول جمال دعمها اكثر فامسك والده و هتف
# خلاص يا بابا، احنا هنا عشان نتكلم فى الجلسه فبلاش تضيعو وقت
جلسوا جميعا و ترأسهم سيف الذى تنبهت هى لتوها ان الزياره بمكتبه و الغريب مشاركته للحديث معهم و كأنه يعلم ما يدور
هتف سعد الدين
# عايزك متخافيش من حاجه و تنسى موضوع الجواز ده دلوقتى عشان نعرف نخرجك من هنا
اجابته بضيق
# طيب ما ده نفس الكلام اللى قاله المحامى التانى، ايه الجديد؟
نظر امامه و ردد بتأكيد
# الجديد ان انا عندى اللى حيغير مجرى القضيه دى نهائى و ده مش معناه ان انا عايزك تفضلى على نفس شهادتك الاولانيه، بالعكس…انا ححفظك كل حاجه عايزك تقوليها ساعه ما ييجى وقت انى اسالك انا او النيابه بس لحد الوقت ده ما ييجى انا بلف على القضيه دى من ناحيه تانيه خالص
هتف جمال بحيره
# على كده كل المعلومات اللى جبنهالك ملهاش لازمه!!
اجابه سعد الدين
# لازمتها فى وقتها….كل معلومه حستخدمها فى وقتها الصح
هتف سيف بتأكيد
# و كل حاجه من انهارده حتكون احسن….و حتفضلى فى الرعايه……
قاطعته برفض قاطع
# لا…. الرعايه لا ارجوك
نظر لها الجميع بتعجب فاردفت
# اكرم بعتلى واحده من بتوع الرعايه تهددنى و هى السبب فى الحمى اللى حصلت لى
ردد سيف بحده
# ازاى؟ عملت كده ازاى؟
اجابته بحزن
# معرفش، اكيد استخدمت حاجه سببت التهاب للجرح لان بمجرد ما لفت الشاش حسيت ان ايدى بتولع نار
بنظرات غاضبه و متوعده ردد
# لو شفتيها تعرفيها؟
اماءت بنعم و لكن سعد الدين هتف
# مش صح اللى جنابك عايز تعمله يا سيف باشا
رمقه بنظره تعجبيه و انتظر منه تفسيرا فهتف
# احنا مش عايزين نبعتله اى تحذير من اى نوع يا فندم عشان يتفاجئ باللى حيحصل فى المحكمه و ميلحقش يطّبخها مع المحامى بتاعه
اماء بتفهم و هتف بجديه
# عرفينى انتى بس مين هى و انا حبعدها عن الرعايه على الاقل لحد ميعاد الجلسه
نظرت له بوهن و هتفت
# حتعمل معاها ايه؟
اجابها
# حديها اجازه او اديها جِزا على اى غلطه، حتصرف مش حغلب انا يعنى
رددت بصوت هادئ منكسر
# زى ما عرف يوصل لحد جوه الرعايه، ممكن اوى يوصل لاى حد من جوه السجن يا باشا
رمقها بنظرات لم تفهمها و لكن بقلمى اسماء عادل استطاع هشام قرائتها فابتسم بداخله و تمنى من الله ان تجد ابنته الراحه فردد سيف بتأكيد
# انتى من اللحظه دى تحت حمايتى، و مش بس عشان الاستاذ سعد الدين يبقى قريب المأمور
نظرت له بمعنى ماذا تعنى فاجابها بصوته المهزوز قليلا محاولا استدعاء جديه زائفه
# من انهارده انتى فى حمايه سيف المهدى يا دارين اطمنى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انتهت الزياره و هم الجميع بالمغادره بعد ان مضوا اكثر من ساعتين يتحدثوا بكل كبيره و صغيره بالقضيه حتى استطاع سيف ان يفهم اكثر ما حدث معها و اصبح تعاطفه على مرأى من الجميع حتى هى
فور ان فتح والدها باب المكتب هتفت
# بابا
توقف و يده على مقبض الباب ينظر لها بحب فهتفت
# مش كان فى زياره بعد بكره؟ ولا كده خلاص؟
اماء لها بنعم فهتف سيف
# الزياره زى ما هى يا دارين، زياره انهارده دى زياره استثنائيه
ابتسمت له بامتنان و عادت بوجهها تنظر لابيها و هتفت برجاء
# خلى ماما تيجى معاكم عشان وحشتنى اوى، انا محتجالها جدا
اقترب منها هشام و احتضنها و هتف بحبور
# حاضر يا بنتى
تحرك للخارج فالتفتت تنظر لسيف و هتفت برقه
# انا متشكره على كل حاجه
ابتسم لها دون تعقيب فاكملت
# هو حضرتك بتعمل معايا كده ليه؟
اجابها على الفور و كانه استدعى الاجابه براسه حتى قبل ان تنطق بسؤالها
# عشان اتاكدت انك بريئه
شكرته فاستدعى الحارسه و امرها بصرامه
# رجعيها على الرعايه و ابعتيلى الدكتور منير
فعلت ما امرت به فدلف الاخير بتوتر و انتظر ان يستمع له فهتف متسائلا
# مين الممرضه اللى بعتها للمسجونه فى التأديب؟
لم يعى ما قاله من كثره توتره فنظر امامه ببلاهه ليعيد سيف عليه السؤال فاجاب
# هانم
اماء له و ردد بصوت رجولى خشن
# اديها اجازه يومين لاى سبب و من غير ما تعرفها ان انا اللى طلبت منك كده
ابتلع الطبيب لعابه بارتياح بعد ان علم انه ليس المعنى بامر استدعاءه و لكن فضوله جعله يسأله
# هى هانم عملت حاجه يا سيف باشا؟
قوس الاخير فمه و ردد بحده
# اعمل اللى قلتلك عليه يا دكتور من غير كلام كتير و انت عارف كويس انى مطنش على تجاوزاتك، فبلاش تمتحن صبرى
ابتلع بخوف و رهبه و ابتسم بسماجه و عاد بظهره و هو يومئ براسه بطاعه و امتثال لاوامره و غادر مكتبه لينفذ اوامره على الفور متصيدا لها اى خطأ حتى يجازيها بيومين عطله بدون اجر
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت ذلك الصرح الكبير بحذائها ذو الكعب العالى تطرق به الارضيه الرخاميه و اعين الموظفين تتسلط عليها فرفعت نظارتها الشمسيه اعلى شعرها و اقتربت من مكتب الاستقبال تهتف بلكنه غربيه
# عاوزه اقابل مستر اكرم بلييز
ابتسمت لها موظفه الاستقبال و هتفت متسائله
# اقوله مين يا فندم؟
اجابتها
# نيللى…..بنت عم مراته
فور ان اخبرته بوقوفها امام باب مكتبه ارتبك و ابتلع لعابه بتخوف و وقف يسمح لها بالدخول و انحنى يقبل يدها بترحيب زائف فابتسمت هى بتصنع و مكر و جلست تضع قدم فوق الاخرى تهزها بشكل درامى
ردد اكرم بصوت حزين
# ازيك يا نيللى ؟ شوفتى اللى حصل لچيچى؟
رفعت بصرها بطرف عينها تهتف باسف مصطنع و بطريقه ساخره
# اه يا اكرم…. زعلت اوى عليها مع اننا طول عمرنا مش اصحاب و لا نعتبر قرايب حتى
حرك راسه للجانب و هتف
# ملوش لازمه الكلام ده دلوقتى…. مبقاش يجوز عليها غير الرحمه
ضحكت بقهقه و صوت عالى و هى تنظر له من بين جفونها المغلقه بخبث
# لاااا و انت واضح عليك الحزن يا اكرم!
زفر بحنق من طريقتها المستفزه فهتف يتسائل
# انتى جايه ليه يا نيللى ؟
قوست فمها ساخره تهتف
# جايه اخد ورثى
نظر لها بنظرات مدهوشه فارادت ان تشرح له
# هو المحامى اللى معاك مش مفهمك انك متقدرش تورث فى چيچى اكتر من النص و ان باقى الميراث بيروح لقرايبها و اللى فى الحاله دى يبقى انا بما انى الوريثه الوحيده اللى فى عيلتها
حنق و ضيق اصابه فور ان هتفت بتلك الكلمات فهو قد تناسى وجودها بحياتهما منذ سفرها للخارج برفقه ابيها و حتى توفى لم يسمعوا عنها شيئ
ظل صامتا حتى اجبر احباله الصوتيه على التحدث و هتف
# دلوقتى افتكرتى ان ليكى اهل بعد ما ماتو و جايه بس تورثى!!
ابتسمت و هى تنظر له بغل و هتفت
# اوعى تفتكر انى عايشه بره و معرفش حاجه من اللى بتحصل هنا، من ساعه ما دخلت بينا و فرقت بين بابى و اونكل و خليتهم يصفو الشراكه بينهم، و انا متاكده انك السبب ورا اللى اونكل عمله و انك خليته ياكل حق بابى
لمعت عينه بوميض غاضب و وقف من مكانه يصرخ بها
# انتى اكيد بتهرجى، انا مليش دخل بحاجه
اماءت تؤيده هاتفه بخبث
# و انا مصدقاك، و عموما انا و انت حنخرج من الليله دى كسبانين ده طبعا بعد ما اونكل كتب كل ثروته باسم چيچى
بضيق اردف
# و بعدين!!
اجابته ببرود
# خلى المحامى بتاعك يقعد مع المحامى بتاعى عشان يخصلو اجراءات استلامى للورث، ده طبعا بعد ما يعمل حصر لكل املاك المرحومه
لتقوس فمها بسخريه لاذعه و هى تهتف
# حتى المجوهرات بتاعتها و بتاعه مامتها الله يرحمها اللى فى خزنه البيت
انتبه لما قالته فظل جامدا و هو يستمع لها تهتف
# فى اللحظه اللى انا فيها دى معاك…. فى قوه نازله تعمل الحصر و الجرد عشان اضمن حقى
وقفت تطلق شعرها بيدها للخلف بطريقه استفزت ذلك الجالس على جمرات من نيران و انطلقت للخارج و هى تقهقه ضاحكه بخلاعه تهتف
# باااى يا اكرم
فور ان اغلقت خلفها الباب صرخ بغضب دافعا المقعد بحده ليرتطم بالحائط مخرجا صوتا مدويا
جلس و امسك هاتفه و اتصل بمحاميه ناصر الصواف و اخبره بما حدث فاجابه الاخير
# و انت ازاى نسيت تبلغنى ان فى ورثه؟ انا مش سألتك فى ورثه و لا لأ؟
اجابه اكرم بحنق
# نسيتها خالص، سقطها من دماغى…من ساعه ما ابوها مات و مسمعناش عنها حاجه
زفر ناصر انفاسه و هتف
# هى كده ملهاش حل و حيكون ليها نص الثروه
لمعت عينه بالغضب و ردد بحيره
# اتصرف يا ناصر، بقى بعد ده كله مينوبنيش غير النص بس!
ضحك الاخير هاتفا بتنبيه
# قصدك الربع و لا نسبت نصيبى يا اكرم بيه؟
اخرج سبه نابيه و هو يصرخ بحنق
# نعم!!….نصيبك؟ انت بتهزر يا ناصر!! بقى بعد كل ده و بعد كل اللى عملته و السنين دى كلها و انا اللى فى وش المدفع و فى الاخر اخد الربع، طيب ما هو من الاول نصيبى النص من غير اى زفت من اللى هببته ده
اجابه ناصر بلامبالاه
# انت السبب، انت اللى نسيت تبلغنى بوجود ورثه
ضحك ساخرا و هتف بفضول
# كنت حتعمل ايه يا متر؟ كنت حتخلينى اموتها هى كمان؟
تضايق ناصر من حديثه فردد محذرا
# اكرم….خد بالك من كلامك، انا مخلتكش تموت حد انت اللى خططت و نفذت
صاح اكرم
# و لما انا اللى خططت و نفذت و انا الوريث الشرعى، انت بقى لازمه امك ايه؟
تنهد ببطئ و اجابه بحنق
# انا ساعدتك من لحظه ما دخلت الشركه دى و لحد دلوقتى
ضحك عاليا و ردد
# و يبقى تمن المساعده نص فلوسى؟
اجابه ساخرا
# لا يا اكرم…ده تمن سكوتى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظلت الايام المتبقيه لموعد محاكمتها تمكث بالرعايه و سيف لا يدخر جهد لا بالاطمئنان عليها و لا بمراعاتها حتى انه كان يستدعيها بمكتبه يوميا ليسألها حالها و اصر ان يستقبل زياره اهلها المحدده مسبقا بمكتبه
دلفت بلهفه تحتضن والدتها بشوق جارف و الاخيره تبكى بحرقه حتى هتف جمال
# بلاش عياط يا ماما بقى احنا جايين نطمن عليها
نظرت فدوى بعيون باكيه و تفحصت وجهها الذابل و هتفت
# انتى مش بتاكلى كويس و لا ايه؟ وشك ماله دبلان كده ليه؟
اجابتها بحزن
# الاكل هنا وحش اوى يا ماما و الاكل الزياره اللى بتبعتيه يا دوب بنتشارك فيه كلنا، ماقدرش اكله لوحدى هو النظام هنا كده
حاولت كبح دموعها و هى تشير الى المنطده امامها و الموضوع عليها اصناف متنوعه من الطعام المعد منزليا تهتف بحب
# انا عملتلك كل الاكل اللى بتحبيه بقلمى اسماء عادل و بعد كده حعمل حسابى ازود طالما المساجين بتاكل معاكى عشان تتغذى شويه
انتهت الزياره و عندما حاولت المغادره وجدته يجلس صامتا فنظرت له و هتفت بخجل
# الاكل ريحته تحفه….ايه رأى حضرتك تدوقه قبل ما يتنسف فى الرعايه
ابتسم بسمه ساحره و وقف متجها ناحيتها و امسك راحتها و اجلسها طواعيه على المقعد امامه و هتف بحبور
# ماشى بس بشرط تاكلى معايا عشان يبقى عيش و ملح
تعجبت منه فهو اصبح حنون و يعاملها برقه شديده، فهل يتعامل مع كل المسجونات الاخريات هكذا فقط عندما يتأكد من برائتهن
حركت راسها موافقه على شرطه فجلسا امام بعضهما البعض و بدءت بفتح علب الطعام و بدءا بالاكل منه و هو يشرد بها و هى تأكل فابتلع لعابه من فرط ما يشعر به تجاهها و لا يجد له تفسير منطقى
انتهيا من تناول الطعام فاردفت ببسمه
# يا رب الاكل يكون عجبك
لعق اصابعه بنهم و هو يردد مبتسما
# اكتر من كده حاكل صوابعى وراه
مد ساعده ليسحب محرمه ورقيه من على مكتبه فاسقط الاطار الموضوع امامه و به صورته مع غاليتيه فانحنت تلتقطها قبيل ان يسقط و ينكسر
نظرت للصوره و هتفت بتساؤل
# دى عيلتك؟
اماء لها بصمت فتسائلت
# بنوتك زى القمر عندها كام سنه؟
هتف ببسمه حزينه
# دلوقتى بقى عندها 8 سنين
ابتسمت بحب و رددت
# ما شاء الله…ربنا يخليهالك،اسمها ايه؟
اجاب بغصه
# ميرا
ابتسمت و اعادت الاطار لموضعه و هى تردد بحبور
# عسوله خالص
اطرق راسه بصمت فاخذت تلملم الطعام و هى تردد
# الحق اخد الاكل اوديه الرعايه للناس هناك عشان يلحقو ياكلوه و هو دافى
استدعى الحارسه التى ظلت ترمقهما بنظرات فضوليه لمكوثها بمكتبه وقت لا باس به حتى بعد انتهاء الزياره فامرها باعادتها للرعايه و جلس هو يمسك الاطار و حدث غاليتيه بصوت مبحوح
# مش عارف اعمل كنترول على مشاعرى يا نسرين…..مش فاهم ايه اللى بيحصل لى! بتشد ليها بشكل مش طبيعى و انا مش عارف ايه نهايه الحكايه دى!
ابتسم بالم و ردد بحزن
# لا و الادهى من كده انها مش حاسه بيا و لا فارق معاها من الاساس…..تفتكرى اقولها و لا استنى لما القضيه بتاعتها تخلص
صمت و عاد يحدث زوجته الراحله و كانها امامه
# انتى زعلانه منى عشان مشاعرى اتحركت ناحيه واحده تانيه غيرك؟ بس انا عمرى ما حنساكى يا حبيبتى
زفر بقوه و ردد
# انصحينى زى ما دايما كنتى بتنصحينى، اعمل ايه؟و ابعد ازاى و اوقف اللى بيحصل ده ازاى؟
على الفور جاءه الرد بلمعه اصابته براسه و كانها فعلا ارسلت له الاجابه بشرارات تضرب راسه و هو يردد
# صح؟ اصلى صلاه استخاره و ادعى ربنا ان لو مفيش خير من مشاعرى دى ربنا يبعدها عنى و يوقف اللى انا حاسه ناحيتها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اتى موعد المحاكمه المنتظره فتحرك رئيس المباحث و معه العساكر باحضار جميع السجينات اللاتى اتى موعد محاكمتهن و عبأ بهن سياره الترحيلات
قبيل ان يصعد للركوب اقترب منه سيف و ردد بترجى
# بقولك يا عماد تعالى عاوزك
اغلق باب سياره الترحيلات و ابتعد عنها بخطواته مقتربا من سيف و ردد بفضول
# خير يا سيف؟
اجابه الاخير بتوتر
# كنت عايز احضر الجلسه مع المساجين بتوع انهارده
تعجب عماد من طلبه فحرك راسه بدهشه يهتف
# مش فاهم؟
ابتلع لعابه بتوتر جلى فانتبه له عماد الذى رأى اهتمامه الواضح بدارين و لكنه احتفظ بالامر لنفسه بعد ان وبخه سيف اكثر من مره على مزاحه معه بهذا الشأن فاماء موافقا و هتف موضحا
# طيب انا حبلغ المأمور ان انا تعبان شويه و انك حتروح مكانى
اماء ببسمه ممتنه و اتجه لسياره الترحيلات و ركبها متجها للمحكمه، اما هى فجلست بالداخل تفتح كتاب الله و تقرأ منه بعض الايات و تدعو ربها بانقاذها من ورطتها
نظرت لها لواحظ التى تجلس امامها و هتفت بسخريه
# انا و انتى رايحين للمحكمه، و ممكن واحده فينا تاخد اعدام….فانتى بقا افتكرتى ربنا انهارده بعد ما حاولتى تنتحرى
رفعت وجهها تهتف بضيق
# اللى حصل كان لحظه ضعف و ربنا غفور رحيم لو الانسان تاب لله بجد،و انا توبت عن غلطتى و طلبت من ربنا انه يسامحنى لكن الدور و الباقى عن اللى عايشين فى الدنيا و ناسيين ربنا
قوست فمها بطريقه سوقيه و هتفت و هى تدفعها بقسوه من كتفها
# بلاش تغلطى معايا احسن احنا لسه قاعدين مع بعض كتير يا مستر كراتيه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قبل ان تبدء المحاكمه وقف سيف امام باب قفص المتهمين و امر العسكرى المرابط امامه بفتح المزلاج الحديدى و استدعاء نادين ليتحدث معها ففعل العسكرى على الفور
سحبها من ذراعها للجانب و اقترب منها يُحمسها فردد
# متخافيش….سعد الدين شغال كويس اوى على القضيه و ان شاء الله براءه
ابتسمت بامتنان و اطرقت راسها لاسفل بقلمى اسماء عادل فرفع وجهها بسبابته و نظر لعينها يريد ان يخبرها بما يثور بداخله و لكنه كبح رغبته و هتف متصنعا الصمود
# خليكى جامده…و بعدين انتى ليكى عندى عزومه على اكله تجنن عشان اردلك عزومتك على اكل مامتك
رددت بصوت ضعيف
# متشكره يا فندم
شعر بانها لم و لن تشعر به ابدا فاطرق راسه بضيق و ابتعد عن القفص و بدءت المحاكمه بدخول الحاجب ليعلن عن وصول القاضى و مستشاريه ليردد بصوت عالى
# محكمه
ظل الجميع بانتظار ان يأتى الدور على قضيه زويه فالقاعه بها الكثير من اقارب المساجين حتى اتى دور محاكمه لواحظ و التى انتهت باصدار حكما مؤبدا لحيازتها و اتجارها بالمخدرات
و ها هو الوقت المنشود للبت فى قضيه دارين ليقف سعد الدين يترافع بقوه و مهاره كعادته دائما
# سياده القاضى، حضرات المستشارين، هيئه النيابه الموقره….. للاسف قضيه موكلتى تمت بدون اى تحريات مفيده بل و كانت موجهه من قبل المباحث و الاكثر من ذلك ادعاء النيابه بوجود دافع للقتل دون ان تتبين صحه الخصومه المدعاه من قبل زوج المجنى عليها
احتج رئيس النيابه بشراسه
# اعترض يا فندم على كلام المتر اللى بيحاول بيه ان يشوه شغل المباحث و النيابه بكلامه و كاننا مش شايفين شغلنا
رفض القاضى الاعتراض و هتف موضحا
# النبابه هنا هى الخصم و طبيعى ان هجوم الدفاع يبقى موجه لها
ثم نظر لسعد الدين يحثه على الاستمرار و هتف بجديه
# ادخل فى الموضوع على طول يا متر من غير دباجه المرافعه لانه مش وقتها
اماء سعد الدين و تقدم للمحكمه باوراق بها كل ما عمل عليه طيله الاسابيع الماضيه و ردد
# قدام حضرتك تفريخ لكاميرات المراقبه الموجوده بالمنطقه اللى فيها ڤيلا المجنى عليها و اللى النيابه و المباحث اتهمو موكلتى على اساسها يا فندم ،ده طبعا مع شهاده الشهود
صمت لينظر امامه بنسخه الاوراق و اكمل
# حتلاقى يا ريس ميعاد دخول و خروج موكلتى متسجل بالساعه و الدقيقه و مثبت بمحاضر النيابه بس اللى اتنسى يا فندم هو مكالمه المجنى عليها لزوجها
نظر القاضى امامه محاولا ان يفهم ما يريده بالتحديد فهتف سعد الدين
# زوج المجنى عليها اقر بوجود المكالمه دى و اللى اثبتت وجود موكلتى لحظه وقوعها و اللى استمرت اكتر من ربع ساعه يا فندم، فهل من المنطقى ان يكون فى خصومه و خناقه بين اتنين ستات و كلنا عارفين الخناقات اللى من النوع ده بتكون عامله ازاى؟ فهل منطقى انها تفضل تكلم زوجها ربع ساعه بحالها و الدنيا تبقى هاديه و تمام الا لو مكانش فيه خناقه من الاساس
تدخلت النيابه
# و ليه متقولش ان الجريمه حصلت بعد المكالمه؟
ابتسم سعد الدين و ردد بتاكيد
# ممكن جدا بس خلينا نقارن وقت انتهاء المكالمه بوقت خروج موكلتى من البيت و ده انا احتسبته بحضور اتنين من اكفا ضباط النيابه و الشرطه، حنلاقى يا فندم لحظه انتهاء المكالمه كان 12 و 3 دقايق بالظبط و لحظه خروج موكلتى بتاكيد الكاميرات كان 12 و 9 دقايق بالضبط…… من اساس تواجدى و بشهاده كل من الاستاذ محمود و المفتش صلاح من المباحث لقينا ان من مكان تواجد الجثه و حتى الخروج من بوابه الفيلا لو سيرا على الاقدام و بسرعه متوسطه حتاخد من 5 الى 6 دقايق
صمت و نظر للنيابه و هتف
# عارف ان النيابه حتوقفنى و تقولى ان البواب شهد بانها كانت خارجه بتجرى، طيب حسبناها بالجرى و لقينا انها تاخد من دقيقتين ل3 دقايق يعنى معنى ذلك عشان تكون موكلتى قتلت المجنى عليها لازم تكون قتلتها بمجرد ما انهت المكالمه مع زوجها و ده شيئ مش منطقى نظرا لشكلها الهزيل و قصر قامتها مقارنه بالمجنى عليها يا فندم على الاقل حيكون فى مقاومه
نظر له القاضى و هتف
# عندك حاجه تانيه يا متر عايز تضيفها
اماء و هتف
# عايز استدعى جوز المجنى عليها لسؤاله يا فندم
وافق القاضى و قام باستدعاءه فوقف يؤدى القسم
# و الله العظيم حقول الحق
و بعد دباجه البيانات سأله سعد الدين
# انا طبعا مش حسالك عن توقيت دخولك الفيلا لانه مثبت بالكاميرات و اكيد مش حتكون مركز اوى فيه، بس حابب تحكى لهيئه المحكمه بالتفصيل من لحظه دخولك و حتى اتصالك بالبوليس
ارتعد قليلا و نظر خلفه لمحاميه الذى ابتسم له يحثه على الحديث فهو قد دربه على ظبط نفسه تحسبا لاستجوابه مره اخرى فردد برهبه
# زى ما قلت قبل كده فى النيابه و فى المحكمه، بعد ما قفلت مع چيهان الله يرحمها سوقت عربيتى بسرعه عشان الحق اوصل و اشوف ايه الحكايه
قاطعه سعد الدين
# وصلت بالتحديد الساعه 12 و تلت
اماء موافقا و كأنه لا يعلم و هتف
# تقريبا…..دخلت الفيلا لقيت چيهان مرميه على الارض جريت عليها لقتها قاطعه النفس، اتصلت على طول بالبوليس
ابتسم سعد الدين بانتصار بمجرد سماعه لتلك الكلمات التى اعتبرها تذكره براءتها الاكيده و هتف مؤكدا
# يعنى انت بمجرد ما دخلت شفتها و لا عملت حاجه الاول و بعدين لاحظت وجودها؟
اماء رافضا و هتف
# لا اول ما دخلت شفتها على طول
ايده سعد الدين هاتفا
# طبعا يا ريس كلامه مظبوط ميه بالميه لان زى ما واضح فى الملف اللى قدام حضرتك يا فندم حتلاقى زاويه باب الفيلا تشوف مكان تواجد الجثه بوضوح شديد يعنى صعب اى حد يدخل من البوابه و ميشفهاش
اماء القاضى و انتظره ليكمل فهتف اكرم
# طيب ما انا فعلا شفتها اول ما دخلت
ابتسم سعد الدين بمكر و هتف
# طبعا طبعا بس تعالى كده نراجع توقيت دخولك و توقيت اتصالك بالبوليس، حنلاقى فجوه اكتر من نص ساعه….يا ترى كنت بتعمل ايه كل ده جوه يا استاذ اكرم
نظر اكرم خلفه بحده لناصر الذى انتفخت انفه بضيق فتلجلج اكرم و ردد
# كنت بحاول افوقها
اماء له مره اخرى و هتف متسائلا النيابه هذه المره
# يا سياده رئيس النيابه، هو مش الشاهد قال بدل المره 3 انه دخل مباشره للمجنى عليها و اول ما لقاها قاطعه النفس اتصل بالبوليس
وقف وكيل النيابه يهتف بتفسير
# ايوه بس جايز جدا يكون حاول يفوقها و ماخدتش باله ان عدا عليه وقت
قوس سعد الدين فمه بدهشه و هتف ساخرا
# ياااه…ما اخدش باله ان نص ساعه عدت!!
اعاد نظره للقاضى و هتف
# يا فندم النيابه كده بتكيل بمكيالين بقلمى اسماء عادل لانها اعتمدت فى اتهامها لموكلتى على انها اخر واحده كانت معاها قبل ما تموت و استندت على اتهامها لشرايط المراقبه و توقيت الوفاه اللى ما بين الساعه 12 للساعه 1، يعنى المجنى عليها ممكن تكوت اتقتلت فى فتره زمنيه مدتها ساعه اتواجدت موكلتى خلالها فى الڤيلا مده لا تتعدى الخمس دقايق و اتواجدت فيها المجنى عليها لوحدها بوجود البواب اللى ممكن يكون مشتبه به لمده اكثر من 10 دقايق و اتواجد فيها الشاهد مده اكتر من نص ساعه يا فندم و فى النهايه اصابع الاتهام راحت لموكلتى دونا عن باقى المشتبه بيهم
ابتلع اكرم لعابه و ظل ينظر خلفه لمحاميه الذى تفاجئ بعدم تواجده بقاعه المحكمه فلعن بداخله المأذق الذى هو فيه
اكمل سعد الدين استجوابه فردد
# طيب يا استاذ اكرم سيبك من حكايه النص ساعه اللى فضلت فيها تفوق المجنى عليها و اللى واضح جدا ان حصلك فيها بلاك اوت ،او بالبلدى كده فقدان لحاسه الوقت…..انت قلت حاولت تفوقها و لما لقيتها قاطعه النفس اتصلت بالبوليس،صح؟
اماء موافقا و جسده باكمله ينتفض فاستطرد سعد الدين
# المكالمه اللى اتسجلت و اللى اكدت بعدها فى التحقيقات و النيابه عليها و قولت بالحرف الواحد ( الحقونى….مراتى اتقلت، انا ساكن فى ٠٠٠٠)
نظر سيف لدارين من خلف القضبان و هو يبتسم بفرحه بعد ان رأى بنفسه مدى مهاره سعد الدين فبادلته الابتسام
ظل اكرم يتخبط بافكاره فردد بحده
# انت عمال تسألنى على حاجات فيها تفاصيل دقيقه و انا بصراحه مكنتش مركز من الخضه و مطلوب منى افتكر كل التفاصيل دى عشان لو فوت اى تفصيله ممكن تغير حاجات فى القضيه و اصلا انا مش متهم
ردد سعد الدين بحده قاصدا زعزعته
# لحد دلوقتى؟
لمعت عينه بصدمه و ابتلع لعابه بصمت فردد سعد الدين
# يا ريس اى راجل حيدخل على مراته يلاقيها واقعه على الارض حيجرى عليها و يحاول يفوقها زى ما الاستاذ اكرم عمل بالضبط ،و ده طبيعى جدا و يمكن فعلا ياخد وقت على ما يفهم انها ماتت
صمت ليزعزعه اكثر و هو ينظر له نظرات حاده و اكمل
# بس مش من الطبيعى انه لما يكتشف انها ماتت يبقى عارف و متاكد انها مقتوله خصوصا ان موتها من غير سلاح جريمه يعنى كسر فى الرقبه
ردد رئيس النيابه بحده
# اكيد اتوقع انها اتقتلت بسبب المشاده الكلاميه بينها و بين المتهمه و لو عندك توضيح يا ريت توضح كلامك اكتر يا متر انت كده بتشوش على الشاهد
اماء موضحا
# يعنى يا فندم اللى يقدر يحدد طريقه موتها لازم يكون حد متمرس و متعلم كويس انه يعرف ان ده كسر فى الرقبه زى الطب الشرعى، زوج المجنى عليها عرف منين انها مقتوله؟ ليه مفترضتش انها سكته قلبيه او تكون وقعت و خبطت دماغها فماتت،عرف منين انها مقتوله؟
صمت رئيس النيابه و كانه يعيد على نفسه ما سمعه للتو و نظر القاضى بتدقيق لاكرم الذى يتصبب عرقا فنظر له سعد الدين و ناوله محرمه ورقيه و هتف بخبث
# نشف عرقك يا استاذ اكرم انا خلصت مع حضرتك بس حابب استدعى البواب
وافق القاضى و بعد دباجه البيانات و القسم سأله
# بعد ما المتهمه خرجت من الڤيلا بقلمى اسماء عادل يا عم عبده كان الباب بتاع الڤيلا مقفول و لا مفتوح؟
صمت قليلا و هتف بتاكيد
# كان مفتوح يا بيه؟ اصلها كانت بتجرى بسرعه و مقفلتش الباب وراها
نظر لكاتب المحكمه و ردد
# اثبت ده فى محضر الجلسه يا فندم
عاد يسأله
# و رجعت قلت ان استاذ اكرم لما وصل نادى عليك و وقفتو قدام الباب يزعق لك انك دخلت المتهمه من غير ما تكلمه، صح؟
# ايوه يا بيه اول ما نزل من العربيه كنت واقف مستنيه قدام باب الڤيلا راح شاخط فيا و قالى هو اى حد ييجى الڤيلا تدخله كده؟ هى وكاله من غير بواب؟
هتف يسأله بجديه
# و بعدين؟
اجاب
# فتح بابا الڤيلا و دخل و قفله فى وشى يا بيه
اعاد نظره للكاتب و هتف
# اثبت ده فى محضر الجلسه
لمعت بسمه انتصار على وجهه و هو يهتف بتأكيد
# يعنى الباب كان مقفول ساعتها يا عم عبده؟
اماء ببلاهه هاتفا
# ايوه
فردد يسأله
# و البيت مكانش فيه لا خدم و لا حد يقفله؟
اجاب مره اخرى بلا فاكمل
# و لا انت قفلته؟
هتف بتاكيد
# لا
ابتسم يهتف
# و مكانش فيه غير المجنى عليها جوه البيت؟
اجابه بنعم فردد ساخرا
# يبقى الهوا بقا اللى قفله
اجابه ببراءه
# لا يا بيه ،الباب تقيل اوى و مستحيل الهوا يقفله، ده حديد من المصفح يا بيه
نظر للقاضى و هتف
# يعنى حيكون مين اللى قفله بس يا عم عبده؟
صمت الاخير بعدم فهم و ردد
# العلم عند الله يا بيه
اجاب مؤكدا
# يبقى الاكيد ان المجنى عليها هى اللى قفلته و ده بيؤكد انها كانت عايشه بعد مغادره موكلتى من الڤيلا
صرفه من امامه و بدء مرافعته يهتف
# و طبعا بعد كل الادله دى يا فندم اكيد اصابع الاتهام حتكون موجهه لاتجاه تانى خالص غير موكلتى عشان كده انا بطالب بالافراج عن موكلتى دارين هشام الشامى بكفاله لحين البت فى القضيه و النطق بالحكم
ردد القاضى بقوه
# حكمت المحكمه حضوريا باستمرار حبس المتهمه دارين هشام الشامى على ذمه القضيه لحين اعاده فتح التحقيقات، و القبض على كل من اكرم صالح المغربى و عبدالله محمد بيومى الشهير بعبده و التحقيق معهما
ليطرق بعصاه عاليا و يهتف
# رفعت الجلسه
يتبع….
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
كل مُرٍ سوف يَمر، ليأتى باليُسر الذى يَسُر
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
وقف هشام يستفسر منه عن سبب رفض القاضى لاخراجها بكفاله فردد سعد الدين بعمليه
# القاضى ممكن يخرج المتهم بكفاله او حتى بضمان محل اقامته لو مفيش خوف انه يهرب او يرتكب جريمه تانيه و الواضح انه شعر بالقلق بس انا مش عايزكم تقلقو احنا انهارده وجهنا المحكمه و النيابه لسكه تانيه خالص و ان شاء الله البراءه عن قريب
نظر لسيف بنظرات ذات مغذى و هتف
# و اظن ان اقامتها فى السجن من هنا ورايح حتكون مريحه و لا ايه يا سيف باشا؟
تردد سيف بالتدخل و الرد على تلميحاته الخفيه و لكنه حسم امره بالنهايه غير عابئ بما قد يظنه البعض و هتف مؤكدا
# انا شايف ان الاستاذ سعد الدين معاه حق، و الحكايه كلها مسأله وقت
ردد هشام بحزن
# بس البنت خلاص مش متحمله اكتر من كده، وجودها فى السجن اكتر من كده ممكن يأثر على نفسيتها و كفايه اوى انها حاولت تنتحر
زفر سيف بضيق و نظر امامه و هتف
# متقلقش عليها يا استاذ هشام، انا حاخد بالى منها
نظر امامه لتعبيرات وجه هشام المستفسره فابتسم بخجل واضح ليفهم الاخير مضمون اهتمامه بابنته ليبتسم هو الاخر و يربت على كتفه بامتنان و هتف بتمنى
# ربنا يعمل اللى فيه الخير
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت لسياره الترحيلات حتى تعود للسجن برفقه باقى السجينات و هى تشعر بالفرحه و الضيق فى آن واحد، فهى فرحه لما آلت اليه الامور و ايضا شعورها ان برائتها اصبحت قريبه و لكنها حزينه لعودتها للسجن و عدم خروجها بكفاله كما وعدها سعد الدين، و لكن لا بأس فالامور الان فى نصابها الصحيح بعد ان تم القبض على بقلمى اسماء عادل عدوها اللدود
نعم فقد اصبح اكرم عدوها اللدود بعد ان استباح عرضها و شرفها دون وجه حق و استباح معه حريتها و سمعتها ليتردد اسمها بين جنابات المحاكم و يوصم عائلتها بوصمه عار لن تخرج منها ابدا
فحتى و ان نالت برائتها و اتبعها بذلك حريتها فستظل ناقصه لامر هام و هى عذريتها التى سرقها منها تحت مسمى الزواج ليتضح لها الامر بزييفه
ظلت افكارها تتخبط فكيف يمكن ان تمارس حياتها بشكل طبيعى بعد الآن؟ هل ستعيش حياتها و كان شيئا لم يكن؟ ام سيظل هذا الامر هو النقطه السوداء بحياتها التعيسه
اطرقت راسها و اسندتها براحتيها و تنهدت بعمق و هى تفكر بحياتها الماضيه و القادمه، فالماضى و ان كان به لحظات سعيده الا انه اتضح لها سوئته و زييفه فما بالها بمستقبلها الذى ترى ملامحه من الآن!
هل ستعشق فى يوم من الايام او تكون بيت و اسره و يكون لها زوج مثل باقى الفتيات فى نفس عمرها الصغير، فبالرغم من صغر سنها الا انها عاشت كل مراحل الحياه و الان هى مطالب منها ان تعيد حياتها لوضعها الصحيح
من سيقبل بفتاه لا تملك حتى ورقه طلاق بيدها لتتزوج مره اخرى؟و اللعنه من سيقبل بها و هى بهذا الوضع و كيف لاى شخص يريد التقرب منها ان يثق بنقائها و عفتها؟
هل خطأها بزواجها من رجل متزوج يستحق هكذا عقاب قاسٍ؟ ام الحياه ارادت معاقبتها بتلك الطريقه البشعه حتى تتعلم درسها؟
استمعت لهمهمات السجينات معها بسياره الترحيلات يتحدثن بصوت خافت مع لواحظ لتهتف احداهن
# معلش يا معلمه، كله خير ان شاء الله
نظرت لها الاخيره بضيق و غضب و هدرت بها بحده
# حيجى منين الخير يا وش البومه و ده كان النقض و خلاص كده ده حكم نهائى
ربتت احداهن على فخذها تهتف بتاكيد
# المعلم مستحيل يسكت، و اكيد حيلاقى صرفه
نظرت امامها لتلك التى تجلس صامته تتابعهن بعينها فرددت بغلظه
# بتبصى على ايه يا مستر كراتيه انتى؟ ايه….. شايفه نفسك علينا ليه؟و لا عشان ما سياده المعاون داق العسل و اتهبل عليه
نظرت لها بوجوم وجهها لتلميحها الوقح فوقفت تستند على احد جوانب السياره المقفله و رددت بامتعاض
# ايه اللى بتقوليه ده؟ انا مسمحلكيش تتكلمى كده معايا
رددت احدى السجينات باستهزاء
# كلنا عارفين باللى بينك و بينه يا عنيا، ده غير الشاويش سماح اللى واقفه على مكتبه و بتشوفكم دايما فى اوضاع استغفر الله
ابتلعت لعابها بغصه الم لما سمعته، هل سيصل بها الامر ان تشوه سمعتها لهذا الحد…يعلم الله انها لم تكن ابدا تلك الفتاه اللعوب و لا حتى من الفتيات اللاتى تصادق الشباب ايام الجامعه و لكن اوقعها القدر ببراثن ذلك الذئب الذى انتهكها بشرعيه الزواج المدبر
هى رأت اهتمامه بها و ربما قرأت نظراته الوالهه و تصنعت عدم الفهم او ربما خانها ذكائها و ظنت انه اهتمام بقضيتها و لكنه لم يتجاوز معها ابدا باى شكل فما تلك اللعنه التى ترددها تلك المعتوهه و من معها من اتباعها؟
انتفخت فتحتى انفها بالغضب و هى تصرخ بهن
# حرام عليكم رمى المحصنات…انتو ايه متعرفوش ربنا؟
ضحكن بسوقيه و ابتذال فجهزت نفسها لعراك و مشاجره عنيفه تثأر بها لشرفها و ليكن ما يكون حتى و ان كانت ستزهق روحها
همت بالانقضاض عليهن و لكن صوت مكابح السياره و توقفها فجأه جعلهن يسقطن جميعا فوق بعضهن فخرجت منهن صيحه عاليه مفاجأه لذلك
سمعن اصوات طلقات ناريه و وابل من الرصاص فانبطحن ارضا حتى لا تطالهن طلقه طائشه تودى بحياتهن
اما بالخارج فطوقت سيارات مدرعه و مصفحه سياره الترحيلات من جميع الجوانب و انهالو على من فيها بالطلقات و الاعيره الناريه
لم تسلم ايضا سياره المرافقه العسكريه و التى من المفترض ان تكون مجهزه بل و مدججه بالاسلحه بل طالها سيلا من الرشاش
حاول سيف اخراج سلاحه و الرد على المعتدين و لكن سرعه اطلاقهم للاعيره الناريه بتلك الاسلحه الرشاشه حال دون ذلك فطالته رصاصه غادره اغرقته بدماءه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظلت صرخات النساء بالداخل تعلو حتى هدأت اصوات النيران و سمعن صوت المزلاج الحديدى الموصد به الباب
فور ان فُتح دلفت اشعه الشمس لتغلقن اعينهن قليلا من اثر قوه الاضاءه عكس العتمه اللاتى كن بها بداخل سياره الترحيلات
سمعت دارين صوت اجش يهتف
# كفاره يا معلمه لواحظ….المعلم عتريس المر بيصبح عليكى يا معلمه
ابتسمت الاخيره و وقفت تهندم ملابسها و هى تنظر امامها بخيلاء و فخر فهتف الرجل يكمل
# المعلم بيقولك زى ما وعدك…مش حتقعدى يوم واحد فى الحبس بعد النقض
ابتسمت بسرور و هتفت
# ايوه كده ما يجيبها الا رجالها
هبطت بمساعده رجال زوجها فصرخت احدى السجينات بتضرع
# و احنا يا معلمه؟ ده احنا بتوعك بردك!
اماءت بالموافقه على اسطحابهن معها و اعادت النظر لتلك الجالسه تنظر امامها برهبه و هتفت بتشفى
# خليكى بقا يا مستر كراتيه….و خلى سى المعاون ينفعك و لا نترحم عليه ما هو كان معاهم
لمعت عينها بالذعر و لواحظ تكمل استثارتها
# مش برده يا رجاله انتو خلصتو على كل اللى بره؟
اماء احدهم و هتف
# ايوه يا معلمه….مخلناش واحد فيهم حى
ابتسمت بتشفى و هتفت
# مكانش المفروض ان هو اللى يحضر معانا فى المحكمه، بس حنقول ايه؟جه لقضاه، ما الموت بيجرى ورا صاحبه….يلا عمره كده بقا
انتفضت من مكانها عندما ذكرت لواحظ مرافقته لسياره الترحيلات و نزلت بلهفه بعد ان ركبوا جميعا السيارات و هربوا بها بعيدا
هرعت تنظر حولها لفوارغ الطلقات الملقاه على الارض و اثارها على السيارتين فنظرت مكان السائق لتجده غارق بدماءه هو و من بجواره من الحرس فتفقدت نبضهما لتجدهما قد فارقا الحياه
عضت على شفتها بتوتر و عبراتها تنزل على وجهها كشلالات حارقه تحرق قلبها و لا تعلم لما تشعر بهذا الالم كلما اقتربت من سياره المرافقه
نظرت بداخلها فوجدتهم جميها صرعى و لكن هناك مكانه الشاغر و الملطخ بالكثير من الدماء
التفت حول السياره لتجده جالس على الارضيه الاسفلتيه يستند بظهره على جانب السياره و بيده سلاحه
انحنت بلهفه ناحيته تتفقد عرقه النابض فتنهدت براحه عندما فتح عينه من اثر ملامستها لبشرته و نظر لها بتألم فجلست بجواره تبكى بحرقه
هتفت من بين شهقاتها
# اعمل ايه؟ سيف باشا…. اعمل ايه؟
ابتسم باجهاد و هتف
# ردى على اللاسيلكى و قوليلهم على المكان
هرعت للسياره و سحبت اللاسيلكى الذى لم يتوقف عن ارسال رسائل صوتيه منتظرا ان يجيبه اى شخص
ضعطت على الازرار الجانبيه للجهاز حتى تتحدث و هتفت بتوسل
# الحقونا بسرعه و النبى….احنا اتضرب علينا نار
جاءها صوت المتلقى يهتف من وسط تشويش الجهاز
# عرفى عن نفسك الاول و بعدها ابدئى الاشاره
رددت بلهفه
# انا دارين الشامى، من المساجين اللى كانو فى عربيه الترحيلات، و النبى تعالو بسرعه
عاد الصوت يتحدث فور ان رفعت اصبعها عن ازرار التحدث الجانبيه
# قوليلنا موقعكم فين و الاصابات اللى معاكم
هتفت بسرعه
# كلهم ماتو……و مفيش غير سيف باشا و اصابته خطيره جدا…احنا على طريق المقطم، بس مش عارفه فين بالظبط
انتهت من التحدث بجهاز اللاسلكى و عادت تجلس بجواره على الارضيه الاسفلتيه و ظلت تردد بلهفه
# مش عارف اعمل حاجه، قولى اقدر اعمل ايه؟
ابتسم لها بزاويه فمه و اشار على جرحه و ردد بتعب
# بصى.. شوفى.. الرصاصه خرجت.. من الناحيه التانيه.. و لا لأ؟
حركته للامام قليلا و نظرت موضع الطلقه فلم تجدها قد اخترقت ظهره فرددت بحزن
# لا مخرجتش….كده خطر مش كده؟
عادت بسمته تزين وجهه المتألم و هو يجيبها
# بالعكس…. لو كانت خرجت،كنت ممكن… انزف لحد ما اموت، حاولى بس توقفى النزيف
لم تتردد لحظه بخلع وشاحها الابيض الذى يغطى شعرها و فتحت ازرار بدلته الرسميه و دست الوشاح موضع الطلقه و ضغطت بيدها بقوه حتى توقف النزيف
خرج منه تأوه قوى فور ان فعلت فصاح
# آااااه
وضعت كفها الملطخ بدماءه على فمها لتكتم شهقاتها و هى تتحدث باسف
# معلش…استحمل شويه
ابتسم بالم و رفع كفه ليمسح دماءه من على وجهها برفق فعادت تضغط على جرحه بقوه فوضع كفه على يدها و اغمض عيناه فشعرت بيده مثلجه فاخذت تبكى حتى سمعته يقول
# انا سقعان اوى
اسطكت اسنانه ببعضها من كثره فقدانه للدماء فهرعت تسحب اغطيه مقاعد السياره و تضعها عليه حتى تدفئه ثم اخذت راسه و اسندتها على كتفها و ضمته بقوه و هى تفرك جسده حتى يشعر بالدفئ فابتسم لذلك الشعور المرضى داخل احضانها و ردد باجهاد
#دارين
نظرت له تنتظره ان يطلب منها اى شيئ و لكنه اكتفى بشكرها و بسمته لا تزال مرسومه على وجهه
# شكرا
ازداد بكاءها و هى تنظر حولها للطريق الذى لم يمر به اى سياره ولا بشر، حتى النجده و الاسعاف لم تاتى حتى الآن فظلت تتوسله ببكاء
# اوعى تموت و النبى، اوعى تموت
شعر بالارتياح داخل احضانها و هو يستمع لنبض قلبها فقرر انه الوقت الانسب ليخبرها عما يجيش بداخله لعله لا يجد فرصه ثانيه فهتف
# عايز اقولك حاجه مهمه
اولت لحديثه كامل الانتباه فاكمل
# انتى جميله اوى يا دارين….. و مش قصدى على شكلك، اقصد طباعك جميله…. و انا محظوظ انى اتعرفت عليكى
صمت يبتلع لعابه بغصه و قال لها بالم
# انا عطشان
اجابته اسفه
# مش حينفع تشرب، غلط عليك…لو شربت ممكن قلبك يقف
نظر لها بدهشه فاماءت تؤكد حديثها
# دى معلومه طبيه مؤكده، اى حد عنده نزيف مينفعش يشرب عشان قلبه يفضل يضخ الدم و الا ممكن يموت
حرك راسه بتفهم و ردد
# بس ريقى ناشف اوى
حاول ان يأخذ انفاسه بصعوبه و اشار لها على قلبه و ردد
# قلبى دق لاول مره من سنين بسببك
دهشه اصابتها من حديثه، هل يحدثها هى ام اصبح يهلوس و يهذى و لكنه استمر بحديثه
# مكنتش متخيل… انى ممكن احب واحده غير مراتى، بس الغريب انى حبيتك يا دارين
لمعه اصابت عينها و هى تنظر بقلمى اسماء عادل له متعجبه مما يقوله فبالرغم من بوادر ذلك الحديث و التى ظهرت على معاملته الخاصه و نظراته الواله و لكنها ظلت تقنع نفسها بانها تتوهم فهى لن تقع بذلك الخطأ مره اخرى، لن تقع لزوج و اب و تصبح السيده التى تتسبب إما بانفصاله عن بيته او ان تكن نزوه عابره بحياته تنتهى و يعود ادراجه لعشه الهادئ بعد ان يكون مل منها
لم ترد ان تجيبه على حديثه بالرفض الاكيد و هو بهذه الحاله فآثرت الصمت و ظلت تضغط على جرحه بقوه حتى سمعت صافرات الشرطه و من خلفها الاسعاف لتبتسم بفرحه و هى تخبره بلهفه
# الحمد لله….الحمد لله، ان شاء الله تبقى كويس
نظرت له لتجد راسه قد ثقلت على صدرها اكثر و لم يعد يتحرك و لا يتكلم فظلت تهزه و تدفعه بقوه و هى تصرخ بخوف
# لاا… فوق الاسعاف جت اهى و الله، اوعى تموت عشان خاطرى
دفعتها القوه العسكريه بقسوه لتبعدها عنه و بدء المسعفون باسعافه و هى تنظر له بصعوبه من بين تجمع رجال الشرطه حولهما
كبلها احد رجال الامن بالاصفاد من خلف ظهرها و هو يدفعها بعنف لتستند بوجهها على مقدمه السياره فلمحته و هو على النقاله الخشبيه الخاصه بالاسعاف محمولا من قبل رجلين و يصعدا به من الباب الخلفى لسياره الاسعاف
اما هى فقد اقتادوها بعنف لتدلف سياره الشرطه فاحنى الضابط راسها لاسفل حتى تجلس بالمقعد الخلفى و معصميها مكبلين خلف ظهرها و عيناها لا تزال ترتكز على سياره الاسعاف غير عابئه لا بقسوتهم فى معاملتها و لا لأسئلتهم المتكرره عن ما حدث
ظلت تنظر من الزجاج الخلفى لسياره الشرطه عليه اثناء اسعافه حتى اغلق الممرض باب سياره الاسعاف و انطلقت لوجهتها
بدءت القوات بتفحص موقع الاعتداء و تفحص الجثث و ترقيم الادله على الارض بعد ان وضعت حاجز حديدى لتطوق به المنطقه مانعه مرور اى سياره او بشرى حتى لا يفسد ما اطلق عليه بمسرح الجريمه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظلت ايام و ايام ما بين تحقيقات و استدعاءات و اخذ اقوالها عن عمليه هروب المسجونات و يرافقها محاميها حتى انتهت تحقيقات النيابه و آن اوان العوده للسجن و هى تطمئن على حالته من محاميها
وقف لها مأمور السجن احتراما و ابتسم ممتننا و ردد
# اعتقد لولاكى كان سيف مات و فعلا مبقاش فى حد ممكن يعمل اللى انتى عملتيه، و ده اكد لى انك مستحيل تقتلى و برائتك حتظهر عن قريب ان شاء الله
اماءت له و الخدر يسرى بكامل جسدها فهى مرهقه من استجوابها لايام متتاليه و لا تزال تريد الاطمئنان عليه فهتفت بوهن
# يا رب بس يقوم بالسلامه عشان يرجع لاهله
ابتسم لها بمجامله و ردد بتأكيد
# اكيد كلهم بيدعولك يا دارين
التفت ينظر للاوراق امامه و هتف
# سيف كلمنى مخصوص و هو فى المستشفى عشان انقلك من العنبر بتاعك لان حيكون فيه خطوره عليكى خصوصا انك حتبقى شاهد على لواحظ و اللى معاها
توترت فحياتها لا تحتاج لتعقيدات اكثر من ذلك و لكن الامور خرجت عن السيطره و اصبحت امام فوهه المدفع بعد ان شهدت و قصت على النيابه و فى التحقيقات الرسميه بكل ما دار اثناء المداهمه المسلحه على سياره الترحيلات
زفرت باجهاد بيّن على ملامحها فصاح مأمور السجن على احدى الحارسات و امرها
# خديها على الرعايه دلوقتى لحد ما قرار النقل بتاعها يتختم
اماءت السجانه بطاعه و سحبتها من ذراعها و اتجهت نحو الرعايه الطبيه و هتفت تحاول استنباط الامر منها بفضول
# ده مفيش سيره فى السجن كله غير سيرتك انتى و سيف باشا
لمعت نظراتها الغاضبه تجاهها بعد ان اوحت لها لواحظ ان السجينات و السجانات يتهامسن بامرهما فرددت بغضب
# انا بجد زهقت من الناس اللى بترمى اللى قدامها بالباطل، لمجرد ان لقيت انسان بين الحيا و الموت و كل اللى عملته طبيعى لاى حد مكانى…..
قاطعتها السجانه سماح
# لاااااا…. كنتى تقدرى تهربى زى الباقيين
اجابتها برفض
# و اهرب ليه و انا برائتى قربت تظهر…..
قاطعتها مره اخرى
# يعنى فعلا مفيش بينك و بين سيف باشا حاجه؟ اصلنا كلنا اول مره نشوفه مهتم بمسجونه قبل كده
امتعض وجهها بالضيق و صرخت بحده
# ايه اللى ممكن يكون بين متهمه و معاون مأمور قد الدنيا يا ست سماح؟ تفتكرى احنا فى فيلم عربى هنا عشان يحصل اللى فى بالك؟
حركت سماح وجهها بمعنى لا تعرف و حاولت دارين اكمال حديثها
# و بعدين ده واحد متجو…….
قاطعها صوت الطبيب منير يهتف بترحيب
# اهلا بالبطله…..السجن كله ملوش سيره غير بطولتك
اطرقت راسها لاسفل حتى لا يقرأ كل من حولها سخطها الظاهر على وجهها فهى ليست بحاجه ذلك الحديث المهترئ و الذى يمس سمعتها فهى بالاساس قد اكتفت بتلويث شرفها من قبل ذلك الندل
ظلت بالرعايه ايام و هى دائما ما تستمع لهمهمات المريضات و الممرضات عنهما بشكل استفذها و اثار حنقها حتى انتقلت لعنبر اخر تمكث فيه و لكنها لم تسلم ايضا من مضايقات السجينات و تحرشهن اللفظى بها و لكن لم يجرؤ احد على ان يتحرش بها جسديا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕ظل اكرم و البواب يمكثان بالحبس الاحتياطى على ذمه التحقيقات بعد ان اعيد فتح التحقيق بقضيه مقتل زوجته و سعد الدين لا يدخر جهده بل وظف جميع المعلو

مات التى حصل عليها عنه حتى يزعزع موقفه فى القضيه و يضعه بموضعه الصحيح الا و هو موضع الجانى
دلفت بنفس الطله الخاطفه للانفاس و جمالها و شياكتها تطرق الارض بثقه تطلب مقابلته فسمحت لها المساعده و عرفت عن نفسها
# نيللى مهران، بنت عم چيهان مهران
انتفض سعد الدين يحيها على الفور و ردد بموده
# منوره…تشربى ايه؟
اجابته بايجاز
# انا مش جايه عشان اشرب…. انا جايه عشان اساعدك
نظر لها بعدم فهم فاردفت
# حساعدك تظهر براءه موكلتلك و فى نفس الوقت تدخل اللى قتل بنت عمى السجن و نلف حبل المشنقه حوالين رقبته
صمت منتظرا ان تخبره بما لديها فابتسمت لاهتمامه و وضعت قدم فوق الاخرى و رددت
# الڤيلا اللى هم ساكنين فيها دى بقلمى اسماء عادل كانت ڤيلا بابى الله يرحمه قبل ما عمى يصفى الشركه بينهم و يطلعو منها خسران كل حاجه، ده طبعا بمساعده الداهيه اللى اسمه اكرم
صمت ينظر لها باهتمام فاضافت
# طبعا كاميرات المراقبه اللى فى جنينه الڤيلا قالولك عنها انها بايظه؟
اماء موافقا فابتسمت و هتفت
# كنت متاكده، على العموم انا اعرف اجيبلك تسجيلات الكاميرات دى و بسهوله كمان
بدهشه نظر لها فهتفت
# بابا الله يرحمه كان عامل back up ( نسخ احتياطيه) على اميلاته لكل كاميرات المراقبه بتاعه الڤيلا يعنى بمجرد ما ادخل على حسابه حقدر احملك كل التسجيلات
وقف بلهفه من مكانه و تحرك ليجلس امامها و انحنى بجزعه للامام مستندا على فخذيه و هتف برجاء
# ارجوكى….انا فعلا محتاج التسجيلات دى، انتى حتنقذى واحده مظلومه
اجابته بحده
# انا مش جايه هنا عشان اساعدك تظهر برائتها و بس، انا الاهم عندى انك تساعدنى نثبت ان اكرم هو الجانى الحقيقى و زى ما انا متأكده انه هو اللى قتل چيچى فانا كمان متاكده انه ورا موت عمى….فايه رايك! حتساعدنى؟
اماء موافقا على الفور فاتجهت ناحيه مكتبه تجلس عليه و فتحت الحاسوب المحمول الموضوع امامها و بدءت بادخال بعض البيانات حتى فتحت تلك الحسابات الخاصه بوالدها الراحل و التى اظهرت ساعات و ساعات من التسجيلات
اقترب منها سعد الدين ينظر لها باعجاب شديد من قوه شخصيتها و لباقتها و جمالها الاخاذ فابتسمت عندما وجدته شارد بها لتطرق على سطح المكتب باظافرها المطليه بطلاء ملون حتى ينتبه لها و هى تشير لشاشه الحاسوب
تنحنحت قليلا و هى تردد
# طبعا فى ساعات من التسجيلات، انت بقا عليك تدور فيها على وقت الحادثه و اظن انها مش حتكون مهمه صعبه عليك
ردد بفرحه
# طبعا طبعا، انا عارف وقت وقوع الجريمه بالساعه و اليوم يعنى مش حدور كتير
وقفت من مكانها و مدت ساعدها امامه تردد بتأكيد
# احنا على اتفاقنا يا مستر سعد مش كده؟
مد ساعده يصافحها و يهتف بتأكيد
# طبعا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
جلست منار بجوار فراشه لايام متتاليه حتى استعاد صحته و عافيته و اخته تزوره يوميا و اباه يمر عليه من وقت للاخر
جلس على الفراش يرتشف الحساء و والدته تصلى بجواره و تتضرع لربها و تشكره لانه حفظ لها بكريها و وحيدها
خلعت حجاب راسها و جلست بجواره تحثه على مواصله الاكل و لكنه تذمر بطفوله
# خلاص يا ماما بقا مش عايز شبعت
زفرت بضيق و هتفت بتذمر
# انت عامل شبه العيال الصغيره…..شويه شويه حأكلك فى بوقك
ابتسم بامتنان و قبل كفها و هتف
# ربنا يخليكى ليا يا امى
دلف والده و جلس بعد ان اطمأن عليه و هتف
# انا متابع التحقيقات كلها و واضح كده انهم مستخبيين جوه مصر، صعب يكونو خرجو
اجابه سيف
# عتريس المر و لواحظ مش حيغلبو يا بابا و حيعرفو يطلعو بره البلد
اجابه والده بتاكيد
# على جثتى….. مش حيفلتو باللى عملوه، ده انت كان زمانك روحت مننا يا بنى لولا المسجونه اللى قلت عليها دى
ابتسم فور ان جاء ذكرها و هتف
# الحمد لله….بس هى اللى بقت فى وش المدفع دلوقتى يا سياده اللوا….
صمت قليلا و نظر له بتفحص و هتف
# بابا…..ارجوك زى ما اتفقت معاك انك حتحميها و هى فى السجن
اجابه والده
# متقلقش، انا وصيت عليها المأمور و هو واخد باله منها….ده انا حتى فكرت اروح اشكرها بنفسى و الله
تذكر وجهها اثناء حديث والده عنها و هى مذعوره و خائفه تضغط بيدها على جرحه ليتذكر اخبارها بمشاعره تجاهها و عدم معرفته بجوابها عليه
ود لو ينهض بتلك اللحظه بالتحديد ليذهب لها و ياخذها باحضانه و لكنه عاجز عن ذلك الفعل بتلك اللحظه يشعر،بغصه داخل صدره خوفا عليها من غدر رفقاء السجن
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
التزم اكرم باقواله فى التحقيقات التى حضرها برفقه محاميه ناصر الصواف فردد ناصر باتهام
# محامى المتهمه عمال يقول انها قصيره و جسمها ضعيف و نسى انها بطله الجمهوريه فى فنون القتال يا حضره الظابط يعنى بلمح البصر تقدر تكسر رقبه المجنى عليها و تهرب…..و الاكتر من كده انه اعتمد على اتهامه لموكلى على اقوال البواب و اللى ممكن يكون طرف فى جريمه القتل و مشترك معاها، عشان كده انا بطالب بالافراج عن موكلى من سرايا النيابه بضمان محل اقامته
طرق وكيل النيابه باصابعه على سطح المكتب و ردد يملى كاتبه
# قررنا نحن سامح الحاتى رئيس نيابه….. بالافراج عن المتهم بكفاله قدرها مائه الف جنيه و منعه من السفر و اخبار الموانى و المطارات بذلك ما لم يكن محبوسا على ذمه قضايا اخرى
تنهد اكرم بارتياح لخروجه الاكيد حتى يحاول حل معضلته تلك فالدليل الوحيد لادانته هى اقوال البواب عن ترك باب الڤيلا مفتوح ام مغلق و لسوف يجد لذلك الامر حلا جذريا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
علم سيف بخبر الافراج عنه من سرايا النيابه فاحتد و هدر بالطرف الاخر الذى يحدثه على الهاتف الا و هو سعد الدين
# ازاااى ….. معقول بعد كل ده هو يفرج عنه و هى تفضل فى السجن؟
اجابه سعد الدين
# متقلقش يا سيف باشا…..انا خلاص تقريبا حطيت ايدى على دليل البراءه بس محتاج شويه وقت
صرخ به بغضب اهوج
# وقت قد ايه؟ انا هنا و مش عارف هى هناك عامله ايه؟ انا حاسس ان ايدى و رجلى متربطين و انا فى المستشفى
ابتسم سعد الدين و هو يستمع لحديثه بقلمى اسماء عادل الذى يوضح اعترافه الصريح بما يكنه لها فاجابه بهدوء
# اسمعنى بس يا باشا…. احنا بس محتاجين نعطل اجراءات الافراج شويه، و اظن زمايلك فى المباحث يخدموك بعنيهم
زفر حانقا و انتفخت فتحتى انفه و ردد بتسائل
# انت بتطلب منى ايه بالظبط؟
اجاب
# نعطل اجراءات الكفاله او نأخر الكشف عن صحيفه سوابقه، اى حاجه يا باشا لحد ما اوصل للدليل
تنفس سيف عميقا و هتف
# طيب ادينى نصايه كده اعمل اتصالاتى، بس هو ايه الدليل اللى تحت ايدك ده؟
ابتسم بانتصار و هتف
# تسجيلات كاميرات مراقبه بوابه الڤيلا
دهشه اصابته و لمعت عيناه بالفضول و تسائل
# جبتها منين؟
اجاب
# سعد الدين مبيغلبش، المهم بس اعمل اللى قلتلك عليه
ليظل سعد الدين يتصفح تلك الملفات المحفوظه على الحساب الشخصى لوالد نيللى و المسجل عليها ساعات و ساعات تحتاج لبحث دقيق و منظم
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
هاتف سيف جميع رفاقه القدماء الذين لا يزالون يعملون بالمباحث حتى يساعدوه بذلك الامر فاجاب احدهم بمرح
# هو الحَجر اتحرك و لا ايه يا سيف؟ مين دى اللى عايزنا نخالف القانون عشان خاطرها؟
توتر قليلا و صمت ثم اجاب بصوت هادئ
# دى اللى انقذت حياتى، و غير كده انا مش بطلب منك تخالف القانون…كل الحكايه عايزك تعطله شويه و انا عارف انك مش حتغلب
وافق على طلب رفيقه ليغلق الاخير و يذهب لرئيس الاطباء بمكتبه بعد ان اتخذ قراره و تحدث معه بجديه شديده يهتف
# يا دكتور اكتبلى على خروج، انا مش حينفع افضل هنا اكتر من كده
احابه الطبيب
# بس الجرح لسه محتاج رعايه اكتر و حضرتك محتاج يومين كمان…..
قاطعه بحده غاضبه
# مش حقعد و لا ساعه واحده….بقولك اكتبلى على خروج خلينى اشوف شغلى
اماء الاخير برهبه بعد ان وجده ينظر اليه بشرر مريب فانصاع على الفور لطلبه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تم الكشف عن صحيفه سوابقه فوجدوا اسما متشابها لاسمه و يوجد عليه حكم لذا انتهز الضابط تلك الفرصه حتى يقوم بتعطيله قليلا و لو ليومين حتى ينفذ رغبه صديقه
اما عنه هو فظل يشعر بالرهبه بل و الذعر من ان ينكشف و لكن محاميه قد طمأنه انه لا يوجد اى دليل سوى اقوال البواب و التى تتهم كل منه هو و دارين سويا و ستضيع الحقيقه بين ثلاثه متهمين
وقف ناصر الصواف امام رئيس المباحث يهتف بحده
# انا بقول لحضرتك انه تشابه اسماء و برده مصر على استمرار حبس موكلى
اجابه الضابط
# انا قدامى اوراق و لما نتحقق من التشابه ده يبقى ساعتها افرج عنه، و اتفضل بقا من هنا بدل ما احبسك انت كمان معاه
صمت بعد ان استشف انه لا بد من وجود توصيه عليه و اتجه الضابط للعسكرى المرابط على بوابه الحجز و هتف آمرت
# المتهم اكرم المغربى عايز يتروق عليه شويه، جايله توصيه من واحد حبيبى
ابتسم العسكرى و اماء بانصياع و اصدر اوامره للمساجين بالحبس باتخاذ الاجراءات اللازمه لمضايقته
و بالفعل تم الامر فاقترب منه احد المساجين و المسجلين خطر و دفعه بحده يردد بصوت اجش
# اتحرك من هنا يا اخينا….. ده مكانى
نظر له بتقزز و ابتعد فانتهز المسجون الامر و هتف ناقما
# مالك بتبصلى بقرف ليه كده، و لا انت شاكلك عايز يتعلم عليك
ارتعد على الفور فهو جبان و لا يمط للشجاعه بصله فانكمش مكانه ليزيد المسجون الامر بعد ان وجده خائف و مرتعد فهتف
# بقولك يا حيلتها….انت شكلك توتو خالص و انا ليا مزاج ار ق عليك
وقف مكانه و نظر له بخوف فاخرج ما فى جيوبه على الفور و هتف
# خد كل اللى معايا بس ابعد
ابتسم الاخير بانتصار و اقترب منه يأخذ كل ما لديه من ساعته و حافظه نقوده و امواله و نظر لقداحته الباهظه و ردد باذدراء
# يا اخى الناس الاغنيه دى عندها جحود و الله، لما الواحد فيهم يمسك ولاعه بالمنظر ده امال عايش فى بيت شكله ايه؟
تقوقع اكرم باحد اركان الحبس بعد ان قام المسجون باهدار كرامته و جعله يرقص لتسليه المساجين القابعين معه بالزنزانه و هم يتحرشوا بجسده بطريقه فجه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلف سيف من بوابه السجن و اتجه لمكتب المأمور راسا حتى يتسلم عمله من جديد و هو لا يزال فى مراحل الشفاء الاولى فنظر له المأمور بتفحص لحالته حيث بقلمى اسماء عادل وجده يضع رباط معلق عليه ذراعه و يمشى ببطئ و وجهه شاحب و يبدو عليه الوهن فهتف معترضا
# لا يا سيف،انا مش حينفع اسلمك الشغل و انت بالحاله دى
ذمجر رافضا
# يا فندم انا بتعب اكتر و انا من غير شغل، ارجوك وافق على رجوعى
بتنهيده استسلام وافق بالنهايه و ردد محذرا
# لو حسيت انك لسه تعبان حديك اجازه طويله لحد ما تخف يا سيف
وافق و اتجه بلهفه لمكتبه فرحب به الحراس و السجانات ليهتف بجديه
# متشكر يا جماعه و من فضلكم كل واحده تشوف شغلها
ثم نظر للحارسه سماح و امرها
# هاتيلى المسجونه دارين الشامى على مكتبى يا شاويش
ابتسمت بسخريه و ذهبت لاحضارها فدلفت لتجده يوليها ظهره ينظر من نافذه مكتبه و لكنه جاهد حتى يخفى ملامح اللهفه المرتسمه على وجهه
وقفت سماح تهتف باحترام
# المسجونه يا فندم
التفت ببطئ و اماء لها لتخرج ففعلت و اغلقت خلفها الباب فابتسم على الفور و هو ينظر لملامحها التى اصبح يعشقها و لا يستطيع اخفاءها بعد الان
ظلت صامته حتى سمعته يهتف
# اقعدى يا دارين
جلست و هى تطرق راسها لاسفل و تعض على شفتها السفلى بتوتر فهتف هو بصوت رجولى هامس
# مفيش حمد الله على السلامه؟
رفعت وجهها فتلاقت اعينهما لتحكى قصه اشتياق و لهفه و رددت بخفوت
# حمد الله على سلامه حضرتك يا باشا
يبدو انها تعمدت ان تنطق بتلك الكلمات حتى تخبره برفضها حديثه الذى القاه على مسامعها و هو بين الحياه و الموت و لكنه ابدا لن يقبل رفضها له فابتسم بغصه و ردد
# انا عارف ان الوقت مش مناسب عشان افاتحك فى موضوعنا و……
قاطعته بشرر من عينها و رددت بضيق
# موضوعنا؟….احنا مفيش بينا موضوع و ارجوك يا باشا بلاش الطريقه دى انا سمعتى بقت على كل لسان فى السجن بسببك
لمعت عيناه بحزن و غضب فى آن واحد و ردد مؤكدا
# انا حقطع لسان اى حد يجيب سيرتك بكلمه واحده، بس اسمع ردك على اللى قلته
رفعت وجهها و اجابته
# ردى على ايه مش فاهمه؟
ابتسم ظنا منه انها تريد ان تسمعها منه مره اخرة فاتجه ناحيتها و امسكها من كتفيها و اوقفها امامه و وضع سبابته اسفل ذقنها ليجبر عيناها ان تنظر له و هتف برومانسيه حالمه
# بحبك
يتبع….
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
لا تيأس ان رجعت خطوه للوراء…
فلا تنس ان السهم يحتاج ان ترجعه للوراء لينطلق بقوه الى الامام
هكذا حال سهم الحب لا بد و له عثره، كعوده للخلف خطوه او اثنتان….. كالنبذ احيانا و ربما التهرب، قد يكون الرفض الصريح و الموجع فى ابهى صوره
تلقى سيف كل تلك المشاعر عندما هتفت بردها الحاسم
# لا
شعر باجتياح هائج داخل صدره احيت الالم الذى بداخله من جراء اصابته او ربما من جراء رهبته و خوفه من فقدان الشيئ الوحيد الذى جعله يتنفس مره اخرى بعد ان فقد حتى الرغبه بالحياه
تسمر مكانه مدهوشا من وجهها الحانق و اخذت تنظر له بغل و ربما غضب او كره لا يعلم بالتحديد لما اصبح فى تلك اللحظه عاجزا عن فهم خلجات وجهها النضر فاقترب خطوه ليعود و يصبح نصب عينيها و هتف بجمود
# لا…. لا ايه بالظبط؟
اجابته بحده
# لا مش قابله مشاعرك دى.. و مش معنى انك ساعدتنى فى القضيه او انك سهلت الزيارات لاهلى و للمحامى بتاعى فده يديك الحق انك تستخدم موقعك و سلطتك بالشكل ده
اوشك على ان يفقد هدوءه و سيطرته على نفسه من عصبيتها المستفزه لرجولته فسحب شهيقا بعمق و طرده من صدره ليأن بالم من قوه دفعه للهواء و نظر لها بعيون جاحظه غير متفهمه لسبب عصبيتها تلك فهسهس بضيق
# ممكن افهم اسبابك!!
صمت ليعود و ينظر لها بتدقيق و يهتف بفضول
# لسه بتحبيه؟
امتعض وجهها و ظهرت عليه امارات التقزز و صرخت بانفعال
# انا مبكرهش فى حياتى حد قده، بس ده ميديلكش الحق انك تتكلم معايا كده
لانت نبرته قليلا ليعلم سبب رفضها فهو بالتأكيد خوفها من تكرار اى تجربه او ربما خوفها من المجهول فتحدث معها بلين و لطف
# دارين…. اهدى و اسمعينى
صرخت مره اخرى غير عابئه باحد و هى تهتف
# انا سُمعتى بقت فى الارض بسببك، مش كفايه عليا اللى انا فيه؟ و اللى انت بتعمله ده غلط بكل المقاييس يا باشا… انا لا انفعك و لا انفع اى حد…
قاطعها
# براءتك مسأله ايام و….
قاطعته صارخه
# مش مسأله سجن و قضيه و بس
متحفزا هتف
# امال ايه؟ لو مشاعرى دى من طرف واحد فأنا عارف و مقدر ده، بس مش طالب منك اكتر من انك تعرفيها و تحطيها فى حساباتك و لو ربنا اراد انك تبادلينى…..
قاطعته مسترسله
# لا لا لا…. غلط و مش حسمح ابدا انى اغلط الغلطه دى مره تانيه
بحذر و تعجب ردد
# غلطه؟!!
اجابته ببكاء و عبراتها تنزل كفيضانات هائجه على وجنتيها
# ايوه غلطه… انت متجوز و عندك بيت و اسره و…..
قاطعها على الفور باقترابه منها و امساك راحتيها معا بحركه غافله شلت تفكيرها و اوقفتها عن الكلام مباغتةً و ابتلعت لعابها بتوتر من اقترابه بهذا الشكل
اما هو فقد ابتسم بسمه ممزوجه بالالم و الحزن و ردد بصوت مجهد و متألم
# عيلتى…..
صمت ليمد يده يمسك بالاطار الموضوع على مكتبه و يوجهه ناحيتها و يردد
# نسرين… مراتى، وحب عمرى حبيتها و انا لسه بدرس و اتجوزتها اول ما اتخرجت من الشرطه و ربنا رزقنا بعدها بميرا بنتنا
نظرت لعبراته المناسبه فتوجست برعشه ، هى استمعت لنفس الاحاديث من قبل، اوقعها بها اكرم داخل شباكه، يحب زوجته و اسرته و لكنه وقع لها فما العمل؟ نفس الفخ القديم
نعم نفس الحديث الناعم باخلاصه و حبه ما جعلها فى السابق تقع بشباك تلك الخدعه اما تلك المره فقد تعلمت درسها فالحياه لا تعطى دروسا مجانيه فعندما تقول الحياه علمتنى فتأكد بانك قد دفعت الثمن غاليا
و ياله من ثمن باهظ دفعته هى مقابل حبها لذلك الندل فحاولت ايقافه عن استكمال حديثه و لكنه اصر على استكماله و هتف بتأكيد
# مراتى و بنتى حيفضلو معايا طول ما انا عايش و حتى بعد ما اموت، بس ده ميمنعش انى عاذب
لمعت عيناها بالدهشه و الفضول و ابتسم بجانب ثغره و هتف
# يعنى انا لا متجوز و لا رب اسره و لا عندى اطفال
نظره مستفسره منها اتبعتها بتقوس حاجبيها بشكل عفوى مضحك رسم البسمه على محياه و هو يتخيل التخبط الذى بداخلها و بالرغم من الالم الذى يعتريه عند ذكر غاليتيه الا انه اصر على استكمال حديثه لعلها تتخلى عن عنادها و رفضها للامر او حتى تترك الباب مفتوح و لو قليلا حتى تواتيه الفرصه لتعويضها عن ما حدث لها من ذلك الندل و ربما منه هو الاخر بعد ان شارك بتعذيبها و اذيتها نفسيا و جسمانيا بايامها الاولى بالسجن
ابتلعت لعابها و هى تنتظر منه تفسير فاقترب منها و همس بصوت اسر
# انا ارمل يا دارين… مراتى و بنتى ماتو فى حادثه من تلت سنين، و لحد اللحظه اللى شوفتك فيها مكونتش عايش و لا عايز اعيش
صمت ليبتلع لعابه بتوتر و اكمل
# انا كنت بتمنى من ربنا انه يجمعنى بيهم كل ليله، بتمنى الموت حرفيا عشان ابقى معاهم… لحد ما قلبى اتحرك ناحيتك ساعتها اتمنيت انى اعيش عشان افضل جنبك و انا بجد مش عارف السبب
امسك راحتيها و هتف بحيره
# ليه انتى بالذات من وسط كل الناس اللى اعرفها و قابلتها فى حياتى…. اى حد ممكن يسمع كلامى حيقول ازاى؟ معاون و مسجونه!!
ابتسم بجانب فمه و اردف
# و عارف انك لسه بتعانى من موضوعك و قضيتك، وحتاخدى وقت للتعافى من الازمه دى و برده عارف انى اتسرعت بس انتى عارفه انا اتسرعت ليه؟
صمتها حثه على استكمال استرساله
# عشان لما كنت بين الموت و الحيا شوفت نسرين و هى بتضحكلى و بتقولى ارجع، لسه مش ميعادك تجيلنا دلوقتى و بعدها شفتك و شوفت لهفتك عليا و حسيت بيكى و بقلبى اللى فى اللحظه دى كان كل امانيه انه يفضل يدق عشان بس يشوفك تانى يا دارين
انهمرت عبراتها و هى تستمع لحديثه، ايعقل ان تظل البحار هادئه بعد هكذا حديث، او ان تظل الجبال ساكنه فى مكانها بعد ذلك الغزل العفيف
لا و الله لتهييج البحار و لتتحرك الجبال من تلك الكلمات الرقيقه و لكن.
نظرت امامها بوجل و انتابها التوتر و هتفت بحده طفيفه
# برده غلط…. مينفعش
بعصبيه غاضبه هتف
# لييييه؟
صرخت بعد ان فقدت اعصابها
# عشان المجتمع عمره ما حيقبل بحاجه زى دى….. و عشان اهلك مستحيل يوافقو على واحده زيى، وعشان
صمتت و بكت و انتحبت و هو يحاول تهدئتها لتكمل
# و عشان حتى لو كل الناس قالت ان جوازى من اكرم باطل او مزور فانا بقولك لا…. جوازى شرعى و حقيقى و انا لحد اللحظه دى لسه على ذمته
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظل كل العاملون بالمكتب يفرغون محتويات تلك التسجيلات و التى ظن سعد الدين ان امرها بسيط و سهل و لكنه تفاجئ بمدى صعوبه استخراجها من ذلك الكم الهائل من الملفات المدمجه و المحفوظه
انتبه بالاخير للساعه و التاريخ موضع الجريمه فكانت ظاهره امامه بالتفصيل الملحوظ و القاطع للبراءه
نقل المقطع المصور من على الحاسوب لشاشه اكبر و اوضح، و استعان بخبراء التكنولوچيا لتحسين جوده الصوره و بدءوا بتفحص التسجيل المرئى بصوره دقيقه
ركز انظاره على الكاميرا المثبته على البوابه الداخليه و التى عندما تنفتح يظهر كامل البهو و جزء كبير من داخل الڤيلا
لاحظ دخول دارين من بوابه الڤيلا و اغلاقها خلفها و مكوثها ما يقرب النصف ساعه، ثم خروجها بسرعه هرعا و كأن امر ما قد حدث ليفقه تماما ما قصته عليه و سبب عدوها بهذا الشكل
ليعود و يركز بصره على البوابه المفتوحه على مصراعيها لتظهر چيهان بوضوح الشمس امام البوابه و هى تنظر فى اثر دارين بوجها الساخر و المبتسم ثم اغلقت البوابه بعد ان تأكدت من رحيل دارين
لمعت عينه على الفور و ابتسم بانتصار فهو قد وجد الدليل القاطع على برائتها فهى حتى لحظه مغادره دارين كانت لا تظل على قيد الحياه مما يعنى انه سينحصر الاتهام ما بين البواب و زوجها فالتقط هاتفه ليتحدث مع سيف الذى كان قلقا للغايه ليخبره اخر التطورات
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظل يمطرها بنظرات مطوله و هى صامته امامه تتحاشى النظر اليه فتلوح ابتسامه مقتضبه على وجهه و ردد بعد صمت طويل
# يعنى ايه لسه على ذمته يا دارين؟
رفعت راسها بعزه و شموخ فهى لم تقترف خطيئه و ان كان هناك مخطئ فهو ذلك الندل و ليس هى لتردد بثقه
# هو الجواز عباره عن ايه؟
حاول كبت جموح غضبه و اجابها بهدوء مصطنع
# قبول و اشهار
اماءت بنعم و هتفت
# و انا قبلته و اهلى كانو عارفين و الجواز كان بوجود شهود حتى لو مزورين
ابتلعت غصه وقفت بحلقها لتكمل
# انا الفتره اللى قضيتها فى الرعايه خليتنى اجيب كتب من مكتبه السجن عشان اعرف اكتر و افهم اكتر و من اللى قريته عرفت انى لسه على ذمته
لمعت عيناه بنيران حارقه، هل تعى ما تبوح به تلك المعتوهه؟ تحدثه بزيجتها و هو امامها لا يريد حتى ان يتخيل بان رجل اخر قد امتلكها قبله فاغمض عيناه ليستحضر هدوءا مزيفا و استمع لها تسترسل
# الجواز الشرعى للبنت لازم يكون بوكيل ينوب عنها و الا يبقى باطل، و بابا كان وكيلى…. لازم يكون بشهود و كان فى اخويا و الاتنين صحابه و اللى كان عامل مأذون ، و لازم يحصل…..
تحمحمت بحرج لتكمل
# احم لازم يحصل معاشره بين الطرفين و….
رفع يده امام وجهها لتصمت و تبتلع بخجل و هو يصر على اسنانه و يجيبها بضيق واضح
# فاااهم… و عارف، مش لازم توضحى
التفت ليعض على شفته السفلى بحنق و يهدر بحده
# انا بولع كل ما افتكر ان فى راجل تانى سلمتيله قلبك، ما بالك بقا و انتى بكل بساطه بتقوليلى انه لمسك كمان!! انتى واعيه لنفسك بتقوليلى ايه؟
احتدت تعابيرها من كلامه، فبماذا يحاسبها؟ هل اقترفت ذنبا؟ حتى و ان اخطأت باختيارها فهى لم تخالف شرع الله بزواجها من رجل متزوج
اضافت بحده
# مش بس لمسنى يا باشا، انا كمان كنت حامل منه و…..
صرخ يوبخها بشراسه
# خلاااص يا دارين، كفايه
ارتمت على المقعد المقابل لمكتبه بانكسار و هتفت
# انا مش بفكر فى حاجه دلوقتى غير برائتى و بعدها حعمل المستحيل عشان اثبت جوازى منه
تجهم وجهه على الفور من اصرارها استكمال تلك الزيجه المزيفه لتنظر له بوجل و لكنها تكمل على ايه حال
# و مش حبا فيه، انا مش طايقه حتى اسمع اسمه…بس ده حيكون رد لشرفى و كرامتى و على الاقل يبقا معايا ورقه طلاق اثبت بيها للناس انى معملتش حاجه غلط
حاول ان يتفهمها و لكن رجولته ابت ان تتقبل الامر فاقترب منها و استند على الطاوله المستديره الصغيره الموضوعه امامها و انحنى بجزعه ناحيتها و همس بتحشرج صوته
# انا ميهمنيش الورق… و عارف و متأكد انك معملتيش حاجه غلط، بس احسبيها صح و انتى تلاقى انك حتطلعى من الموضوع ده خسرانه مش كسبانه زى ما انتى فاهمه
نظرت له بدهشه فاكمل حديثه يشرح لها
# مجتمعنا دايما بيحط الحق على الست ،و عمره ما حيجى فى صفك و مش حينوبك غير كلام الناس
قوست فمها و هتفت بغل
# عايزنى اسكت على حقى؟
اماء رافضا و هتف
# حقك حاخده منه تالت و متلت بس مش بالطريقه دى و لو على الجواز الشرعى فانا حخليه يطلقك شرعى زى ما اتجوزك شرعى
لم تفهم ما يعنيه و لكن قطع حديثهما رنين هاتفه فاعتذر منها و نظر لشاشته ليجده سعد الدين فهتف و هو يجيب
# ده سعد الدين المحامى…الووو
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
التقطت اذناه صوته من الطرف الاخر فاجاب بتوقير
# ايوه يا سيف باشا
جاءه صوت الاخير
# خير يا متر؟
رقق صوته قليلا حتى يفهم من نبرته بوجود اخبار ساره فردد مهللا
# كل خير يا باشا، عندى اخبار زى الفل
انتظر سيف ليستمع له فاكمل الاول
# اولا معايا دليل البراءه
لمعت عيناه بالفرحه و نظر باتجاهها يبتسم بسرور و ظل يستمع لسعد الدين و هو يكمل
# و ثانيا كان فى استدعا من النيابه لدارين عشان اعاده التحقيق لان الحيوان بلغهم انها بتلعب فنون قتال فحطها موضع اشتباه مره تانيه
عاد الوجوم لوجهه و سأل مستفسرا
# و ده حيفرق فى حاجه؟
اجابه بصوت فرح
# كان ممكن يفرق قبل ما الاقى الدليل انما دلوقتى و لا اى هرى يا باشا ،الدليل اللى معايا قاطع و مفيهوش كلام
عادت البسمه ترتسم على وجهه و تنهد براحه و هتف مستفسرا
# طيب ايه الخطوه الجايه يا متر؟
اجابه سعد الدين على الفور
#ابدا، المفروض التحقيق كمان يومين لانها بكره عندها تحقيق تانى بخصوص قضيه هروب المساجين، بس عموما انا فى طريقى للنائب العام و حقدم الدليل اللى معايا عشان يوقفو اجراءات الافراج عنه لانه كده بقا المشتبه به الاول هو و البواب
هتف سيف
# و دارين موقفها ايه؟
اجابه بعمليه
# بعد ما اقدم الدليل اللى معايا حتعاد فتح التحقيقات بس المره دى بتوجيه التهمه للبواب و لاكرم بس و حيحذف اسمها من قائمه المتهمين و بعدها حقدم طلب و التماس للنائب العام و المحامى العام او للقاضى المنتدب بتسريع اجراءات الافراج عنها، يعنى الحكايه ممكن تدخل فى عشر ايام بامر الله و تخرج
شعر بسعاده تغمر خلاياه و هو يستمع له و لكنه عاد لملامحه المقتضبه عندما علم انها لن تعود معه و امامه بعد عشره ايام من الآن،و لكن اليس من الجيد ان يحاول التودد لها و هى خارج اسوار السجن؟
انهى محادثته ليعود لها يهتف بفرحه
# دليل البراءه بقا فى ايد سعد الدين
لمعت عيناها من الفرحه و ابتسمت و رفعت يداها عاليا تتضرع للمولى و تهتف بشكر
# الحمد لله يا رب….الف حمد و الف شكر لك يا رب
تنهدت براحه و نظرت بتسائل تهتف
# حخرج؟
اجابها بحزن و فرح فى آن واحد
# فى خلال عشر ايام
اهه خرجت منها تعبر عن فك كربتها و شعرت بسلام داخلى و راحه غير عاديه فتوجهت للاريكه الموضوعه باحد اركان غرفه المكتب و جلست عليها تستند براسها للخلف و صمتت و اغلقت عينها فلم يبدر منها اى حركه سوى استماعه لصوت تنفسها فاتجه ليجلس بجوارها و وضع كفه على راحتها المسنده بجوارها ففتحت عيناها ببطئ و سحبت يدها من اسفل يده و هتفت بضيق
# مش قلنا مينفعش؟
ابتسم بسخريه و ردد
# لا قلنا حطلقك منه و اخدك ليا
كلماته جعلت قلبها يصعد فى حلقها فارتبكت و عجزت عن الرد لتطرق راسها لاسفل و تنفست براحه فلاول مره ستنام هانئه البال
وقفت بعد فتره ليست بالقليله و رددت بخجل
# قعادى معاك فى المكتب كل ده معطلك عن شغلك و مخلى الشاويش سماح بتتكلم عنى مع كل اللى فى السجن
اقترب منها و احاط كتفيها بساعديه و رقق صوته ليهتف هامسا
# اللى يتكلم يتكلم، انا ميهمنيش حد…بس لو انتى مضايقه فانا حوقفها عند حدها
اماءت بالموافقه و اضافت
# طيب خليها ترجعنى العنبر بتاعى بقا كفايه كده انا بقالى ساعه هنا
اجابها ببسمه عابثه
# مش قبل ما تجاوبى على طلبى!
بحيره اضافت
# طلب ايه؟
اجابها برقه متناهيه
# انك تكونى ليا
سحبت نفسا عميقا و طردته خارجا و اجابته بتأكيد
# خلينا نأجل الكلام ده بعد البراءه….ممكن؟
اماء لها متفائلا فهى لم ترفض رفض قاطع و لكنها على الاقل ارجئت الرد حتى تنتهى من ازمتها فاضاف
# بكره فى استدعاء للنيابه عشان قضيه لواحظ
اماءت بالموافقه فهتف
# انا اللى حكون معاكى
اعترضت بجسدها و ملامحها قبل ان تنطقها بفمها و رددت
# بلاش….كفايه كلام الناس و…..
قاطعها بحزم
# مينفعش….انتى الشاهده الوحيده عليهم، حتى انا شهادتى مجروحه لانى كنت مصاب و مشفتش حاجه، فانتى فى خطر عشان كده انا اقنعت المأمور انى اخدك بلبس مدنى و تركبى عربيتى من غير حراسه….. تمويه يعنى
ابتسمت من مزحته بعد ان غمز لها بطرف عينها فهتفت بدهشه
# و وافق؟
اماء لها مؤكدا
# هو بنفسه قال لى انك لو كنتى عايزه تهربى كنتى هربتى وقتها و بعدين انا كده كده عندى تحقيق انا كمان
استدعى الحارسه لتعيدها لعنبرها و هو فى قمه سعادته لتلتفت و هى ممكسه من قبل الحارسه تهتف برجاء
# ممكن اطلب منك طلب؟
اجابها امام الحارسه غير مهتم برده فعلها
# عنيا عشانك
ابتسمت بخجل و اضافت
# ممكن تطمن بابا بالكلام بتاع المتر؟
اماء لها و البسمه ترتسم على وجهه و هتف بالحارسه آمرا
# وديها العنبر بتاعها و ارجعيلى عشان عايزك
اجابته بالموافقه و التحيه العسكريه و اقتادتها سماح و هى تنظر لوجهها النضر و المصبوغ بحمره غير عاديه فاخذت تتلمذ بالحديث
# لاااا…ده الحكايه فيها إن كبيره اوى و انا لازم افهم
امتعض وجه دارين و هى تهتف بتحذير
# بلاش تدخلى فى اللى ملكيش فيه
تعجبت من ردها و جرأتها لتهتف بسخريه
# و ماله….ما يا بخت اللى معاون المأمور ضهره فى المخروبه دىي
عادت سماح لمكتبه ودلفت تحييه بالتحيه العسكريه تهتف
# اوامرك يا باشا
رفع وجهه ناحيتها و تحدث بصوت قاتم و هادئ و لكن ينم عن الغضب المكبوت
# اسمعينى كويس عشان مش حكرر كلامى تانى، لو سمعت اى كلام من اللى داير فى السجن عنى و عن دارين مره تانيه مش حيكون قدامى غيرك و حتبقى كبش الفدا اللى حيدفع التمن
حاولت استجداء عطفه
# يا باشا ده انا تحت امرك…
قاطعها بسخط و حِده
# محدش بيطلع اسرار المكتب غيرك، و سُمعه دارين اللى على لسان الحوش دول انتى السبب فيها و لو زودتى اكتر من كده حتكونى الجانيه على نفسك و قد اعذر من انذر
صرفها من امامه بغلظه و امسك هاتفه ليهاتف والدها و فور ان اجاب ردد بفرحه
# مبروك يا استاذ هشام البراءه مقدما
بفرحه اجابه الاخير
# هو حضرتك عرفت؟ ده انا لسه قافل مع سعد الدين
اجابه بايجاز
# ربنا مبيرضاش بالظلم، و الحمد لله على كل حال
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت مكتبه بحده بعد ان اخبرها بما وجده على تسجيلات المراقبه فاقتحمت مكتبه توبخه بعصبيه
# انا قلتلك ان التسجيلات دى عشان تساعدك و فى نفس الوقت تساعدنى مش عشان تبرأ موكلتك و بس
ابتسم لحدتها التى اظهرت جمالها و وقف مكانه ينظر لها بهدوء و اردف
# اهدى بس و اقعدى انا عندى اخبار حتفرحك اوى
جلست بتحفز تنتظر ان تستمع له فهتف سعد الدين برقه
# تشربى ايه الاول؟
زفرت بحنق و غضب و هتفت
# انا كل ما اجيلك حتقولى تشربى ايه؟ مش عايزه حاجه غير حقى
نظر لها بتسليه و هتف مسترسلا
# اكرم المغربى خلاص، بح، فنيتو و الادله اللى معايا حتلف حبل المشنقه حوالين رقبته بس
صمت فنظرت له بتركيز ليكمل
# معاه محامى عقر و انا مش عايز اتفاجئ بحركه منه تبوظ القضيه فالاحسن ان انا اللى افاجئه و هو مش متوقع
رددت بحده
# انا مش فاهمه حاجه
اجابها بتبسيط
# بصى يا انسه نيللى…. دلوقتى لو رميت كل الورق اللى معايا على الترابيزه يبقى كانى بكشف كل ورقى بدرى و بلاعبه ع المكشوف و المحامى الداهيه اللى معاه ممكن يزور و يخفى فى الادله و مش بعيد يبعت ناس تخلينى احصل المرحومه
لمعت عينها برهبه و خوف فعاد يطمئنها
# انتى كده كده بره الموضوع متخافيش، بس سبينى انزل ورقى بالترتيب اللى انا شايفه
زفرت باستسلام و رددت بتنهيده حاره
# المهم عندى انك متأكد انه مش حيفلت منها
اماء موافقا و هتف
# اعدام ان شاء الله
ابتسمت بفرحه فعاد يمزح معها بمرح
# هااا… تشربى ايه بقا و لا نخليها غدا!!
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اتجهت للتحقيق برفقته و داخل سيارته الخاصه مرتديه بنطال چينز و قميص قطنى ابيض اللون و تاركه لشعرها الغجرى منسدل خلف ظهرها
دلفا معا لمكتب رئيس النيابه الذى رحب بدوره برفيقه ترحيبا حارا و هتف بموده
# اقعد يا سيف باشا…و حمد الله على سلامتك
شكره و جلس و هو ينظر لها و يردد بهدوء
# اقعدى يا دارين
تنبه رئيس النيابه لوجودها فتعجب قليلا و هتف متسائلا
# مش دى المسجونه اللى مطلوبه فى التحقيق؟
اماء سيف مؤكدا فاضاف الاخير
# هى لابسه مدنى و جايه من غير حراسه و لا مرافقه ازاى؟
اخبره بتوضيح
# انا و المأمور شفنا ان كده افضل عشان سلامتها لانك عارف انها الشاهده الوحيده
فهم ما يرمى اليه و فتح التحقيق معها لاستكمال التحقيقات السابقه و المتصله بالحادث حتى يصلو لاكبر كم من الوقائع حتى انتهى رئيس النيابه من استجوابها فهتف
# كده حيكون اخر استدعا ليكى فى المحكمه عشان تشهدى ضدهم، ده لو اتمسكو!
ردد سيف بحنق
# حيتمسكو
زفر حانقا و اخبره
# حتى لو متمسكوش يا سيف باشا فى النهايه حياخدو حكم غيابى و القضيه حتتقفل على كده
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انتهى التحقيق و اسطحبها معه للعوده للسجن و لكنه توقف اثناء قيادته للسياره و نظر لها بوله و هتف بغتهً
# ايه رايك نتغدى فى اى مكان قبل ما نرجع؟
نظراتها المدهوشه من عرضه السخى جعلتها تبتسم و تهتف بعدم تصديق
# ازاى؟ مش حيكون غلط؟
اجابها بصوت رقيق حالم
# ما انا مش حلاقى فرصه زى دى و افوتها برده، و متقلقيش لسه معانا وقت عشان نرجع قبل ما يحسو اننا اتأخرنا
اطرقت راسها بخجل عندما غمز بعينه و هو يحدثها فتحولت بشرتها لحمره رهيبه ليضيف
# انا انهارده رهن اشارتك، المكان اللى نفسك تروحيه و الاكل اللى نفسك فيه، يعنى من الاخر كده انا الجنى اللى فى المصباح و شبيك لبيك عبدك بين ايدك
ضحكت من قلبها على طريقته و ادمعت عيناها قليلا فتضايق من حزنها و مد ساعده ليمسح عبراتها و هتف برجاء
# بلاش عياط عشان خاطرى….انا عايز ابسطك انهارده
تنفست عميقا و عادت براسها تستند على مسند المقعد و هتفت بتنهيده حاره
# عارف انا فعلا نفسى فى ايه؟
ردد
# ايه؟
اجابته ببسمه مقتضبه
# نفسى اخد دش فى حمام نضيف…لوحدى من غير ما يكون فى الف عين عليا، من غير ما حد يحدد لى وقت عشان اخلصه
اعتدلت بجلستها داخل السياره لتصبح بمواجهته لتكمل حديثها معه و هى تركز بصرها له
# و يا سلام لو بانيو و مايه سخنه بدل الميه المتلجه اللى بيحمونا بيها فى عز الشتا دى
شعر بغصه تؤلمه من حديثها، الهذه الدرجه اصبح اقصى امانيها ان تحصل على اقل القليل، لم تطلب شراء ملابس او مقتنيات مثل باقى الفتيات و لا حتى طلبت ان تأكل بارقى المطاعم…بل جل ما طلبته هو الاختلاء بنفسها عند قضاء حاجتها او عند الاستحمام و يا له من مطلب صعب المنال باجواء السجن القاسيه
ظل يمطرها بنظرات الحب و الاعجاب و ردد من بين غصات قلبه التى تؤلمه على حالها يرسم بسمه مزيفه على وجهه
# بتثقى فيا؟
اجابته بعفويه
# اثق فيك باماره ايه؟
ردها السريع و العفوى جعله يطلق ضحكه رنانه مدهوشه من جرأتها فهتف مازحا
# الواحد يرد يقول اه طبها بثق فيك….او يقول لو موثقتش فيك يبقى حثق فى مين؟ انما انتى بتحدفى دبش
رددت بحيره
# ايوه انا مش فاهمه ايه المغزى من كلامك؟
اشار امامه لبنايات عاليه و منظمه تبعد مسافه ربع ساعه فقط من موقعهما و هتف
# شايفه عمارات الظباط اللى هناك دى؟
اماءت بنعم فاضاف
# حاخدك الشقه عندى تعملى اللى نفسك فيه، تاخدى دش و تنامى فى البانيو و تعملى كل اللى نفسك فيه
نظرت له بوجل و لم تعقب على حديثه فاكمل هو ليطمئنها
# و انا اصلا مش حطلع معاكى الشقه ، حديكى المفاتيح تدخلى و تقفلى على نفسك و خدى راحتك على الاخر، و لما تخلصى انزليلى حتلاقينى مستنيكى فى العربيه
امام ذلك العرض السخى لم تستطع ان ترفض رغم المخاوف التى ارقتها فقاد سيارته و صفها امام البنايه و اخرج مفتاح شقته من بين سلسله مفاتيحه و ردد و البسمه تلمع بوجهه
# اتفضلى….اركبى الاسانسير انا فى الدور الرابع شقه عشرين
هتفت بتخوف
# محدش حيقولى طالعه فين و لا مثلا ممكن حد يشوفنى عندك ف…..
قاطعها بوضع كفه الغليظ على فمها و هتف داعما
# متشغليش بالك بحاجه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظل يتجرع مراره الحبس و التنمر و الاقصى من ذلك هو اعتداء المساجين عليه نفسيا و جسديا مما جعله هش و ضعيف فتذكرها و هو بذلك الوضع ليحدث نفسه كيف استطاعت ان تصمد كل هذا الوقت بداخل تلك الجدارن التى تسحب روح الانسان
لعن بداخله انسياقه وراء تخطيط محاميه و شريكه بكل شيئ و تذكر بدايه معرفته به عندما تخرج و عمل بمكتبه كسكرتير
فلاش باك*****
ظل يصيح ناصر للعاملين لديه بحنق
# انا كده حخسر القضيه….. لازم كلكم تشتغلو و تطلعولى ادله اعرف استخدمها
تذكر اكرم ان الخصم بتلك القضيه يعمل مدير قطاع باحد المصالح الحكوميه او بالاحرى بنفس القطاع الذى يعمل به والده كساعى
لمعت الفكره براسه فاخيرا جاء الوقت ليستغل وظيفه والده المغزيه من وجهه نظره فتحرك و ذهب لاحد مراكز بيع اجهزه التسجيل المتطوره و اتجه بعدها لمقر عمل والده
دلف يبحث عنه حتى وجده ينظف المكاتب بقطعه قماش صفراء اللون و هو يرتدى ذلك الزى الخاص بالسعاه
رحب به والده و هتف بسخريه
# ياااه جاى بنفسك لحد ابوك الفّراش؟
ابتسم اكرم بتصنع و هتف
# يعنى انا علطان انى جاى اشوفك و اطمن عليك؟
اجابه بتهكم واصح
# لااا فيك الخير يا اكرم بس ابقى اسأل عن امك احسن
ظل يتجول معه اثناء تنظيفه للمكاتب حتى وصل لمبتغاه و هو مكتب الخصم و دس جهاز التسجيل بالمكتب
و ظل يتابع بعدها التسجيلات من تطبيق تابع للجهاز قام بتحميله على هاتفه حتى استطاع ان يجد الحل الجذرى و القاطع للقضيه و هنا دخل لمكتب ناصر بخيلاء و تباهى هاتفا
# استاذ ناصر
نظر له الاخيرو هو منشعل بالاوراق التى لديه فتلك القضيه هى حد فاصل لمسيرته العمليه و المهنيه و التى من الممكن ان تنقله لمستوى اخر
هتف بانشغال
# عايز ايه يا اكرم انا مش فاضى
ابتسم اكرم بمكر و هتف باستعراض
# اللى يجيبلك مفاتيح القضيه دى كلها و يضمنلك المكسب الاكيد تعمل معاه ايه؟
بالطبع حاول الاستفاده من هذه الفرصه التى لن تعوض فاجابه ناصر
# عندى استعداد اخليه شريك معايا فى المكتب
ردد بحيره
# طيب لو مش محامى….يعنى حد زيى كده؟
رمقه بنظرات متفحصه و هتف بنفوذ صبر
# ما تخلص يا اكرم بقولك مش فاضى
اخرج التسجيلات و وضعها امامه و قام بتشغليها حتى استمع لها ناصر و الدهشه تعلو وجهه فابتسم بانتصار و هتف باعجاب
# يا ابن الايه؟…لاااا ده انت داهيه و حقك تطلب منى اللى انت عايزه
اجابه بثقه و كانه يعلم تماما ما يريد
# چيهان مهران
نظر ناصر امامه بتعجب فاضاف الاول
# تساعدنى اوصلها
فهم على الفور ما يريده منها فهى احدى موكيله هى و اباها رجل الاعمال الثرى و الغنى فهتف ناصر
# بسيطه، انا حقولك على كل مفاتيحها و انت عليك تشعلقها بيك
حرك راسه معترضا و ردد
# مينفعش و انا شغال هنا…لازم اشتغل عندهم فى الشركه عشان ابقى قريب منها و بعدها بقا تبقى تقولى مفاتيحها على مهلك
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت شقته و اخذ تتلفت حولها بعد ان اوصدته من الداخل حتى وقعت عينها على غرفه النوم
دلفت بخطى بطيئه و هى تنظر حولها للاطار الكبير الذى يتوسط الحائط و به صوره زفافه مع زوجته الراحله فائقه الجمال
التفتت لتجد مرآه الزينه لا يزال عليها ادوات التجميل الخاصه بزوجته و عطورها متراصه و كأنها لا تزال على قيد الحياه
دفعها فضولها لتفتح خزانه الملابس و كما توقعت تماما فوجدت ملابسها معلقه و مغلفه باكياس للحفظ و متراصه بشكل منظم و الاعظم انها معطره بعطر أخاذ
خرجت لتتوجه للغرفه المجاوره و التى ايقنت انها تخص غاليته الاخرى و صغيرته الراحله، و بالفعل وجدتها هكذا بلونها الوردى و العابها المتراصه على الارفف و فراشها الصغير فتملكها البكاء و هى تنظر لصورهم المعلقه على جدران الغرفه تظهر مدى سعادتهم و حتى سيف نفسه يبدو اصغر سنا و اكثر شغفا و سعاده بالحياه، حتى بسمته مختلفه،و نظرته مختلفه
عادت تدلف غرفه النوم الاساسيه و دخلت المرحاض لتجد ذلك المغطس الكبير فابتسمت دون اراده منها عندما فتحت صنبور المياه لتنزل منه مياه دافئه و امسكت علب الصابون الخاص بالمغطس و افرغت منها بداخله و خلعت ملابسها و رفعت شعرها و استكانت بداخله لتنسى تعبها و ارهاقها طوال فتره حبسها و تنسى معها احساسها بالوقت
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
صف سيف سيارته بعيدا قليلا عن مدخل البنايه حتى لا يعيق حركه المرور و ظل يتصفح هاتفه فلم ينتبه لوالدته التى دلفت برفقه خادمتها كزياره دائمه منها لشقته فى اوقات عدم تواجده لتنظيفها و تعطيرها
صعدت كعادتها و ادخلت المفتاح بالباب و لكنها تفاجئت باغلاق المزلاج من الداخل فزفرت بضيق و هتفت
# يوووه…ده سيف باين عليه جوه، مش حنعرف نخلص نتظيف و هو موجود
اجابتها خادمتها
# متقلقيش يا ستى….انا حعرف انجز فى السريع
اماءت موافقه و بدءت برن جرس الباب فانتبهت تلك النائمه داخل المغطس لتنتفض بفزع و تهتف دون وعى
# يا خبر ابيض، انا نمت ولا ايه؟
وقفت من مكانها تبحث عن منشفه فوجدت رداءان للاستحمام لتتيقن على الفور ان احدهما يتبع زوجته الراحله فامسكت خاصته ترتديه على جسدها المبتل و هى تردد
# ده اكيد سيف بيستعجلنى
هرعت للباب و قرع الجرس لا يزال على حالته و والدته تردد بتذمر
# قافل على نفسك ليه طيب
فتحت دارين بلهفه ظنا منها انه سيف و انهما قد تأخرا على العوده و ربمت قد تسببت باذاءه بعمله دون قصد لتتفاجئ بتلك السيده الوقوره و التى يبدو عليها الشيب قليلا و خلفها سيده اخرى ملامحها و ملابسها توحى بانها خادمه فرفعت حاجبيها بدهشه عندما هتفت منار بحده
# انتى مين؟
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
عظم معركه فى حياتك، عندما يدفعك الناس الى ان تكون شخصا آخر
ويليام شكسبير
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كان اثر الدهشه يعلو ملامحها و جعلها تتجمد فى مكانها فهى الآن فى موقف لا تحسد عليه ودت لو انشقت الارض و ابتلعتها
ماذا ستفكر بها تلك المرأه و التى تبدو من الوهله الاولى انها والدته فطريقه كلامها و ثقتها بنفسها و صياحها العالى جعل دارين تفقد الثقه بنفسها قليلا و تتأكد من فشل محاولاته للتقرب منها
فشلا ذريعا ستلقاه فور ان ترى رده بقلمى اسماء عادل فعل والدته عندما يخبرها من هى بالتحديد فتنفست بعمق و هى تعلم بقراره نفسها ان ما حدث الآن ربما هو الافضل لها حتى لا تخوض تلك التجربه التى تبدو انها مؤلمه من الوهله الاولى
ظلت منار تصرخ و كأنها رأت شبحا امامها فهى لا تتخيل ان وليدها البكر، المحترم و الوقور و الذى لا يخالف تعاليم دينه و لا يضيع فرضا من فروض صلاته قد يفعل الفحشاء بل و يأتى بعاهره لمنزل زوجته الراحله التى لا زالت سيرتها تفتح جراحه القديمه
هل احتياجات جسده قد تجعله يقع فى المحظور و لكنها لن تصمت على افعاله و حتى و ان اصبح بالخامس و الثلاثين من عمره فعليها تقويمه ان اخطأ
لمعت عينها و هى ترى تلك العاهره من وجهه نظرها ترتدى ثوب الاستحمام الخاص بوليدها فانقشع وجهها بالضيق لفكره انه قد دنس فراش زوجته الراحله بذلك الفعل الدنئ
هدءت حدتها قليلا عندما لم تجد اى رد او استجابه من تلك العاهره فظنت انها تنتظر خروجه من غرفه النوم ليقوم هو بالرد عليها
صرخت بحده و صوت هادر تنادى عليه
# اطلعلى هنا يا سيييف….. هى حصلت للدرجه دى؟
ظلت دارين تبتلع فى وجل و هى تشعر بقدماها قد ارتخيا و لا تستطيعان حملها بعد الآن و لكنها تحزم امرها و تهتف بصوت ناعم
# هو مش هنا
نظرت لها بتقزز و سألتها بتهكم صريح
# امال فين؟ نازل يجيب لوازم السهره مش كده؟!
يا الهى….نعم هى تظنها عاهره، طُعنت بشرفها للمره الثانيه دون ان تقترف اى ذنب و لكن لحظه، هل هى حقا لم تقترف ذنبا
ظلت تحدث نفسها معاتبه
# تستاهلى يتقال عليكى اكتر من كده…انا غلطانه انى وافقت على كده، كان فيها ايه لو طلبت منه يودينى بيت بابا طالما عنده استعداد لده!!
صاحت منار تحدثها و كانها كانت تتحدث و لم تنتبه لها دارين من فرط خجلها و شرودها بموقفها الحرج
# انتى مش سمعانى يا بتاعه انتى؟ بقولك ابنى فين؟
اجايتها و هى تطرق راسها لاسفل
# تحت فى العربيه
امسكت هاتفها و رددت بتقوس فمها
# انا حكلمه عشان اشوف ايه المهزله اللى بتحصل هنا!
هل عليها ان توضح لها الامر؟ ام تصمت لتتركه هو يتعامل مع حده والدته بطريقته الخاصه؟ لم تعلم بالتحديد ماذا تفعل فربما تخبرها امرا يزيدها حنقا لذا يبدو ان الصمت افضل وسيله الآن
اجابها بصوته الهادئ
# ايه يا ست الكل
صوتها الصارخ الذى صم اذنيه و حديثها المهاجم له و سرعه نطقها للكلمات المندفعه من فمها لم يجعله يفقه شيئا من حوارها سوى بعلمه انها بمنزله الآن و بتلك اللحظه بوجود دارين
صاح بلهفه
# اهدى يا امى انا طالع اهو و وطى صوتك بلاش فضايح فى العماره
اجابته بحنق و توعد
# هو انت لسه شوفت فضايح؟ بقا ابنى انا يعمل كده؟
لم يجد بدا سوى باغلاق المكالمه فور ان دلف للمصعد فربما تصمت عندما تجده قد اغلق الخط و لكن هيهات فهى قد ازداد صراخها حده و غضب من فعلته
# بقا بتقفل فى وشى….و الله ما انا ساكته على التهريج ده
دلف منزله ذو الابواب المفتوحه و صراخ والدته يصل حد باب المصعد فاغلق الباب على الفور و انطلق يقف امامها يهتف بمهادنه
# ايه اللى بتعمليه ده يا ماما؟ فى ايه؟
نظرت له نظرات متحسره و هتفت بتوبيخ
# بقا ابنى انا، معاون المأمور اللى متربى على الدين و الاخلاق ابن اللوا طلعت المهدى يعمل كده؟
لم تمهله فرصه للرد حيث صرخت
# لو عايز تتهبب ما كان قدامك هايدى بنت خالك المحترمه بنت الاصول و تقولى لا يا ماما انا مبفكرش فى الجواز ،و انت مقضيها كده…..
صرخ بحده ليوقفها عن استكمال حديثها المخزى بحقه و حق من احبها قلبه فاجابها بضيق
# انتى تعرفى عنى كده؟ تعرفى عن ابنك كده؟
نظر لها نظرات متخاذله و هو يردف
# لما امى تفكر فيا بالشكل ده، امال سبتى ايه للغريب؟
نظر امامه ليجد دارين بعالم اخر و كانها ليست معهم و لكن لحظه ما تلك اللعنه؟ هى ترتدى ثوب استحمامه فابتلع لعابه من فرط ما شعر من منظرها المهلك لرجولته و لكنه عاد بسرعه لقوته و ركز انظاره على والدته يهتف بخزى
# ما حال انك ملقتنيش فى البيت؟ امال لو دخلتى لقتينى كنتى ايه طلبتيلى بوليس الآداب؟
حسنا هنا حرفيا شعرت دارين انها تقف عاريه تماما امامهما بعد ان تنحت الخادمه حتى لا تستمع لباقى حديثهما فآثرت هى الاخرى على التنحى لترتدى ملابسها علها تستعيد جزءا من كرامتها المهدوره على يد والدته
ضغط على اسنانه بغيظ و اضاف
# قبل ما ترمينى بالباطل يا امى…انا ابنك اللى مربياه و عرفاه كويس، اسألى….استفسرى و بعدها ابقى ارمى اتهاماتك
نظرت لها بنظرات فاحصه و متمهله و هى تدقق النظر بكل تفصيله فى وجهه و هتفت
# طيب قولى انت مين دى و بتعمل ايه هنا؟
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
جلست بذلك الجحر الذى لا يرى الهواء و هتفت تتذمر و تهتف بحنق
# بقا انت ظبطت كل الهالومه دى و مش عارف تطلعنا من البلد يا معلم
نظر لها زوجها بنفور و صرخ بها
# ما كله منك يا دماغ البهيمه، بقلمى اسماء عادل مخلصتيش عليها ليه وقتها؟ و لا خليتى الرجاله يخلصو عليها… اهى قالت لهم كل حاجه و انا اتلطيت جنبك و بقيت قاعد شبه الولايا مستنى اللى يهربنى معاكى
صرخت لواحظ بغضب اهوج
# هو انت عايز اى صخام تلبسهولى، و انى مالى يا اخويا… انت مش المفروض مظبط كل حاجه و مرتبها صح!!
ردد بضيق و غضب
# ما عقلك اللى قد عقل العصفوره ده حيفهم ايه؟ مكانش ضرورى يعرفو انى انا اللى هربتك يا لواحظ، مكانش فى شهود تشهد عليا و كان على ما يخلص التحقيق و الاجراءات بتاعتهم كان زمانا كاتينا من هنا، لكن حقول ايه؟
ثم اخذ يندب حظه و هو يضرب بيديه الاثنتان على فخذيه
# فوض فيكى الامر لله، طالما عارفه ان بنانتكم عداوه… يبقى ليه يا فالحه سبتيها؟
زفرت بحنق و غضب و رددت
# كان نفسى اتشفى فيها بس طِلعت غبيه، بس ملحوقه و البت دى مش حيطلع عليها نهار
وقف منتفضا من مجلسه و هتف
# هى مش ناقصه جنان و تتصرفى من راسك يا لواحظ، انتى كده بتدربكى علينا الدنيا
انتفضت هى الاخرى تردد بتوعد
# لا يا معلم عتريس…. انا لواحظ المر و الاجر على الله، و مش حته بت زى دى تحبسنى الحبسه دى و انى اسكت
انحنى ناحيتها يردد بفضول تخلله نظرات فاحصه و همس
# ناويه على ايه يا لواحظ؟
اجابته و شبح ابتسامه حاده ارتسم على ثغرها
# حعمل اللى كان لازمن يحصل من زمان و اهو نخلص من شهادتها خالص قبل معاد المحكمه
ابتسم لها زوجها و ربت على كتفها يهتف بتسائل
# المهم ان اسمنا ما يتلطش فى الحكايه دى كفايه اللى احنا فيه؟
اجابته ببسمه فرحه
# متخافش انا حبايبى كتير فى السجن و الف من يتمنى يخدمنى و من غير مقابل كمان
جلس بجوارها بعد ان تربعت بجسدها على الاريكه و هتف عتريس مزهوا بها
# عفارم عليكى يا معلمه، لواحظ المر بحق يا حرمنا المصون
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تقدم سعد الدين بالادله الجديده التى بحوزته للنائب العام و تقدم ايضا بطلب التماس اعاده التحقيق مع دارين بصفتها شاهده لا اكثر و طلب ايضا الافراج عنها بعد التحقيقات من سرايا النيابه ليؤول الاتهام لباقى المشتبه بهم دونها هى
وافق النائب العام على ضم الادله الجديده و المرفقه بالالتماس لملف القضيه و حدد الغد كموعد لاعاده استجوابها و الافراج عنها ما ان كانت محبوسه على ذمه قضايا اخرى
شعر سعد الدين بالفرحه و السعاده لاقترابه خطوات كبيره من تحقيق هدفه و لكن صبرا فلم تفرغ جعبته بعد من المفاجأت
قام بالاتصال على سيف ليبلغه اخر التطورات و لكن وجد هاتفه مغلق فعاود الاتصال بهشام
اجابه الاخير باسئله كثيره و ملهوفه و هو يهتف
# يعنى كده دارين براءه و لا ايه يا متر؟ طمنى….حتخرج امتى؟ هم حيحققو معاها امتى؟ طمنى يا متر
ابتسم الاخير للهفه والدها عليها و اجابه
# اهدى بس و اسمع، التحقيق فى النيابه بكره الصبح و ان شاء الله بعد التحقيق يتم الافراج عنها بس هى لازم حترجع للسجن عشان يفرجو عنها من هناك و الاجراءات ممكن تاخد لها يومين او تلاته
زفر براحه و سعاده اخذ يتضرع للمولى و يشكره و والدتها تطلق الزغاريط الفرحه و تصرخ بلهفه
# الفرج من عندك يا رب، بنتى مظلومه و انت عالم بحالنا يا رب
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وقف مدهوشا من حدتها و طريقتها معه و كانها ليست بوالدته التى ربته و ارضعته على طاعه الله و نبذ المعاصى
نظر حوله فلم يجد سواهما فأيقن انها دلفت لترتدى ملابسها و لربما شعرت بالحرج و لكنه لم يستطع ان يمحى صورتها من مخيلته و هى ترتدى رداءه و شعرها الغجرى الذى يقطر ماء على عنقها المرمرى
طرد ذلك المشهد من راسه و عاد ينظر لوالدته و هتف بخزى
# انتى مش معاكى مفتاح للشقه؟
اماءت بنعم فاضاف
# و لما فتحتى الباب اتفتح معاكى؟
اجابته باستهزاء
# لا…كان مقفول من جوه
عاد يسألها بضيق
# و ده محسسكيش ان الوضع هنا مفيهوش اى حاجه غلط
صرخت بحده
# ازاى يعنى…ادخل شقه ابنى الاقى واحده لابسه البرنص بتاعه و مستحميه و هو عاذب، تبقى كانت بتعمل ايه؟ بتصلى مثلا!!
امعن التفكير فى اجابته فماذا عليه ان يخبرها؟هل يخبرها الآن من هى بالتحديد و يتقبل رفضها الاكيد و فى حضره من احب و يخاطر بتصادم معها قد يدفن الامل بينهما، ام يختلق كذبه بيضاء ،قد تنجيه مؤقتا من ذلك الصدام المحتوم
فكر و فكر و منار تنظر له منتظره منه اجابه فزفر مختنقا و اجابها
# كل الحكايه…انها كانت محتاجه تاخد شاور و انا عرضت عليها تطلع عندى و فضلت مستنيها فى العربيه
ضحكت بسخريه لاذعه و هى تستمع لهراءه و هللت بصياح عالى مسموع
# لا و الله….بقا هى احتاجت تاخد شاور فانت بقا الطيب الشهم طلعتها شقتك؟ لااا فيك الخير
قوس حاجبيه بغضب و حلكت حدقتيه و ازداد تنفسه حده مع ارتفاع درجه حرارته و كأنه يقف على جمر ساخن و لم يخرجه من حالته تلك الا سوالها
# و تبقى مين بقا الهانم اللى انت كنت چينتل معاها اوى كده؟
اجابها بثبات
# تبقى البنت اللى ابنك بيحبها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انتهت من ارتداء ملابسها و تجفيف بقلمى اسماء عادل شعرها و اعادت الغرفه على ما كانت عليه و اتجهت صوب الباب عازمه على الخروج و لكنها تمهلت حتى تعطيهما فرصه للتحدث و لا تصبح متطفله و لكن اوقفها عن الاستمرار سماعها لاخر كلماته مع والدته و التى صرح فيها بحبه لها
عادت خطوه للوراء و هى تبتسم من داخلها، هل حقا احبها؟ ماذا بها ليعشقها؟ هل هى مميزه؟ هى لا ترى نفسها مميزه بل على العكس تماما، هى مندفعه و ساذجه…ربما تكون متحرره بعض الشيئ بافكارها و لكنها لم تدع الفرصه لاى مخلوق ان يتجاوز حدوده معها الا عندما وقعت لاكرم بكلامه المعسول و اصراره على ايقاعها بشباكه
فضولها دفعها للاقتراب من الباب لتستمع لرده فعل والدته بعد ان ارتضت من داخلها ان تكمل تلك العلاقه فربما ارسله الله لها كى يعوضها عما حدث لها من قهر و ظلم و انتهاك لشرفها دون ان تقترف ذنبا يحاسبها عليه الله
استمعت لحديث والدته المتعجب
# بتقول ايه يا سيف؟ مين دى؟
ابتسم بحنين و رقق صوته و اجابها
# ايوه يا ماما…. ابنك اخيرا قلبه اتحرك…
قاطعته و هل تقلل من شأنها بطريقه مبتذله
# قلبك اتحرك ناحيه دى؟
اخفض تبرته خوفا من ان تستمع لهما و اجابها
# مالها دى يا امى؟ انتى تعرفى عنها حاجه عشان تتكلمى عليها كده؟
صرخت بضيق
# و بنت خالك؟
ضحك ساخرا
# مالها بنت خالى؟ هو انا اتكلمت فى موضوعها و لا حتى وافقت انك تتكلمى معايا فيه؟
تضايقت و رددت بحزن
# مش كنت اولى بيها من الغريب!
احتضنها و قبلها من اعلى راسها و هو يهتف بفرحه
# القلب و ما يريد يا سياده المستشار، انتى مش كان نفسك ان ابنك يحب و يتجوز، اهو حصل و قريب جدا جدا حتفرحى بيه
لاحقته بالكثير و الكثير من الاسئله
# طيب هى مين؟ و اهلها؟ و دراستها و اتعرفت عليها ازاى؟احكيلى يا سيف
نظر بساعته ليجد الوقت قد تعدى الحد المسموح فرددت بتهرب
# ححكيلك على كل حاجه بس بعدين عشان اتاخرت جدا و لازم ارجع الشغل
اقترب من باب غرفته ليطرق عليه و لكنه وجدها تقف فابتسم لها و سحبها من يدها و هو يهمس لها برقه
# متخافيش….الموضوع عدى، بس تعالى اعرفك على ماما و ننزل على طول عشان اتاخرنا
اماءت بصمت و ابتلعت لعابها بحرج و هو يحاوطها من كتفيها يقدمها لوالدته
# دى تبقى دارين يا امى
مدت ساعدها لتحييها فقابلتها الاخرى بتحيه مقتضبه و هو يكمل
# و دى يا ستى امى…الاستاذه منار المستشاره السابقه للقانون الجنائى و تبقى حرم اللوا طلعت المهدى والدى طبعا
غادرا الاثنان بعد ان ترك والدته بمنزله و بدء بالقياده على عجاله و هو يتاسف منها
# حقك عليا يا دارين، الموقف كان بايخ فعلا و امى زودتها شويه
اجابته و هى شارده بالنافذه التى تجاورها
# معاها حق و انا فعلا اسأت التصرف، و اى واحده حتلاقى فى بيت ابنها بنت واقفه بالبرنص يعنى تقريبا عريانه حتفطر كده و اكتر من كده…..انا اللى حطيت نفسى فى موضع شبهه بس صدقنى يا سيف انا مكانش قصدى ابدا انى اخرج قدامها بالمنظر ده هى اللى كانت بتخبط جامد اوى و انا اتخضيت
لحظه!!! ماذا دعته؟ هل رددت اسمه دون القاب؟ هل حذفت لتوها الالقاب التى كانت تقف عائقا بينهما؟ هل معنى هذا انها بدءت تشعر تجاهه بشئ او لربما بدءت تتقبله و تتقبل وجوده بحياتها؟
اوقف السياره على جانب الطريق و التف ينظر لها بحب و هتف
# قوليها تانى كده؟
لم تفهم ماذا يعنى و عن اى جزئيه من حديثها يريد ان تعيده على مسامعه فاخذت تهذى بحديث لا يهتم به هو مطلقا
# انا اقصد لما قلت نفسى فى شاور مكانش فى بالى انك حتنفذ طلبى و حتى لما قلت حتنفذه فكرت انك حتودينى عند بابا
ابتسم بسمه جذابه لا تليق الا به و حرك راسه ضاحكا ضحكه صغيره و هتف بغزل
# لا يا حبيبتى، مكانش ينفع اوديكى بيت اهلك عشان بعيد و الوقت كان حيروح فى الطريق
صمت و هو ينظر لها بتسليه و هتف
# بس انا سمعت صح و قلتيلى سيف حاف كده من باشا و لا فندم؟
انتبهت لنفسها فور ان تحدث لتعيد براسها ما رددته، هل فعلا قالتها دون القاب فشعرت بالخجل و اطرقت راسها ليمد هو سبابته يرفع ذقنها لاعلى و يكوب وجهها بين راحتيه و يهمس بعشق
# بحبك….اوعى تبعدى عنيكى عنى ابدا
ابتلعت بخجل و حاولت ان تبتسم و لكن ابتسامتها ذهبت مع الرياح فور ان تذكرت مأساتها فابعدت راحتيه عن وجهها و هتفت بضيق
# لا يا سيف، انا قلتلك كده غلط،انا لسه على ذمته
شعر بنيران تحرقه من حديثها فهو بقلمى اسماء عادل كلما تذكر حديثها عن زيجتها المزعومه يتضايق و لكنها ها هى تدعوه باسمه مره اخرى مجردا من الالقاب فعادت البسمه تزين وجهه الهائم بعشقها و هتف برومانسيه
# طيب و النبى قوليه تانى!
رددت بفروغ صبر
# هو ايه ده؟
اجابها بمشاكسه
# اسمى
ابتسمت رغما عنها و قالت
# قد كده بتحب اسمك؟
حرك راسه رافضا ما تقوله ليصححه لها بصوت حانى و هو يطبع قبله بريئه على كفها
# لا..بحب اسمع اسمى منك انتى و بس
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عادت لمنزلها بعد ان انتهت من العمل بمنزل وليدها فوجدت زوجها يجلس بالشرفه يطالع الاخبار من جريدته المفضله فجلست الى جواره باجهاد و نادت على خادمتها التى دلفت للتو معها
# اعمليلى شاى يا حفيظه
وافقت بادب رغم اجهادها هى الاخرى بمنزل سيف فنظر لهما طلعت و اردف
# الرحمه حلوه يا منار، الست كانت معاكى من الصبح سبيها ترتاح شويه
شوحت بيدها بتذمر و هتفت
# سيبنى فى حالى يا طلعت، انا فيا اللى مكفينى
ابتسم من طريقتها و هتف بتسائل
# مالك؟
قصت عليه ما حدث بمنزل وليدها و اخبرته بامر تلك الفتاه و اضافت
# يا خوفى يقع مع واحده تاكل بعقله حلاوه، و لا البت تكون يعنى…..
قاطعها بحده
# اتقى الله يا منار، ابنك مش بيفوت فرض و عمره ما يغلط ابدا و لا حد كان مانعه من الجواز لولا حبه لمراته و المفروض انك تحمدى ربنا انه اخيرا لقى اللى تنسيه حزنه
اعتدلت بجلستها تنظر له بتصميم و حده
# انت معايا و لا معاه؟ بقولك خايفه عليه يختار غلط
احابها بضيق
# هو انتى غاويه وجع دماغ؟ كنتى بتكلميه كل يوم عشان يتجوز و كل شويه تشوفيله عروسه و لا عشان بنت اخوكى اتطلقت يبقى خلاص كل بنات الناس حيبقو وحشين ما عدا هايدى طبعا
قوست فمها و وجهها بشكل عفوى اضحكه كثيرا و هتفت بفضول
# الولد بيقولى بحبها…..عرفها امتى و اتقرب منها امتى و حبها امتى يا طلعت بس متجننيش؟ ده يا حبيبى من البيت للشغل و من الشغل للبيت و لا مره خرج يسهر هنا و لا هنا و لا بيروح افراح و لا جابلى سيره غير لما شفتها عنده فى البيت! يبقى حصل امتى كل ده؟
اجابها ببساطه
# يا ستى يا خبر بفلوس بكره يبقى ببلاش، هو مش قالك حيقولك كل حاجه ؟استنى لما ييجى و يقولك من نفسه و بطلى اسلوبك معاه ابنك مش صغير يا منار عيب كده…..المهم دلوقتى البنت حلوه؟
اجابته و هى يرتسم على ملامحها الضيق
# اه حلوه يا سيدى
ضحك عاليا و هتف يمازحها
# طيب اما اخلى الواد سيف يوريهالى يمكن افكر انا كمان فى الخطوه دى من بعده
جحظت عيناها بلمعه غاضبه و هى تنظر له تهتف بحده
# خطوه ايه دى يا طلعت؟ انت ناوى تتجوز عليا؟
ضحك و ضحك حتى سعل من كثره الضحك فارتشف بضع قطرات من المياه حتى يزيل حشرجه صوته و هتف و لا تزال نبره صوته الضاحكه تؤثر عليه
# و انا اقدر برده يا ست الكل….هو انا الاقى زيك برده!!
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ترجلا من السياره فمشت بخطوات بطيئه متعمده منها حتى تصبح خلفه و هى تطرق راسها فكفاها اقاويل تمس شرفها حتى لاحظ تاخرها وراءه فالتفت ناحيتها و اقترب منها يردد
# متغدناش
ابتسمت رغما عنها و هتفت محذره
# ده وقته؟ و بعدين عشان خاطرى بلاش كده
قوس حاجبيه بدهشه فهو لا يعرف عما تتحدث فاوضحت
# مش عايزه حد يتكلم عنى و عن سمعتى، انا اتبهدلت اوى الكام شهر دول و مش متحمله اى تلقيح من اى حد ،فلو ليا خاطر عندك وقف كل حاجه لحد ما اخرج من هنا و اجيب حقى من اللى اذانى و اطلق منه و بعدها نبقى نتكلم
زفر بحده و امسكها من ذراعها بقسوه و هتف
# انتى ليه عنيده كده و بتحبى تنرفزينى؟ انا مش قلتلك انا حخلص موضوع الطلاق ده؟ و لا انتى مصره الحكايه تبقى علنى و اللى ميعرفش لازم يعرف
سحبت ذراعها منه بحده و هتفت بضيق
# قول بقا انك حتتكسف منى و خايف الناس تعرف و لا اهلك يعرفو…مش كده؟
لمعت عينه بالغضب و انذرت ملامحه بخروج نيرانه المشتعله فهسهس بحده جازا على اسنانه
# اللى اقول عليه يتسمع يا دارين….. لما اقول الموضوع حيخلص من غير شوشره يبقى يخلص بقلمى اسماء عادل من غير شوشىه عشان لا انا و لا انتى فى حاجه للمشاكل و المحاكم اللى حبالها طويله و حتاخد وقت لحد ما اللى انتى عيزاه يتعمل…و لا ابوكى و اهلك حمل مصاريف قضيه تانيه و لا حيستحملو اللى حيحصل من رد فعل الناس فى قضيه زى دى، فاعقلى كده يا حبيبتى و خلينا نخلص بسرعه عشان انا مستعجل
انهى كلماته التى بدءت بحده بمرح غامزا لها بعينه فابتسمت رغما عنها لتوبخ نفسها كيف يستطيع ان يرسم البسمه بذلك الشكل على وجهها فهتفت
# طيب ربنا يحلها من عنده، بس عشان خاطرى يا سيف خلينا نتكلم اكتر و يا اقنعك يا تقنعنى
ابتلع لعابه باثاره و قضم شفته السفلى فور ان نادته باسمه فيبدو انه سيكون البلسم لجراحه و الدواء لداءه و ردد
# قوليها تانى كده
رددت بدلال زائد قاصده زعزعته
# عشااان خاطرى يا سيييف
اغمض عينه و هتف
# سيف اللى طالعه منك تجنن دى ممكن بيها تاخدى عنيا الاتنين و اديهوملك و انا مبسوط و راضى و شكلها كده حتبقى نقطه ضعفى
ضحكت برقه فاضاف
# حبعت اجيب اكل و ابعتلك تاكلى معايا عشان متغدناش
حركت كتفاها باعتراض و هتفت
# بلاش… صدقنى مش حستحمل اى تلقيح من اى حد
انصاع لرجاءها فردد
# طيب خلاص حبعتلك اكلك فى العنبر، ماشى كده؟
اماءت بالموافقه فسألها
# تحبى تاكلى ايه؟
اجابته بايجاز
# اى حاجه…مش حتأمر حتى لو فول و طعميه حتبقى احلى ميت مره من التعيين بتاع السجن
اقترب من اذنها و هتف باثاره
# اجيبلك شاورما؟
وافقت فعاد للوراء بعد ان سحب رائحه شعرها بداخله و هتف مشاكسا
# لا…. و ريحه الشامبو بتاعى على شعرك احلى بكتير من ريحته عليا
ابتسمت بخجل و اطرقت راسها للاسفل فردد مشاكسا
# لااا انا حبعتلك على العنبر بتاعك احسن لو قعدتى معايا اكتر من كده وشك حيقلب على طماطم و ساعتها فعلا حيتكلمو علينا
استدعى الحارسه و امرها باخذها لتغيير ملابسها لملابس السجن و اوداعها عنبرها و امسك هو هاتفه يامر عامل التوصيل باحضار الطعام لهما
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت المرحاض لتغيير ملابسها فنظرت حولها لتتذمر بتقزز
# اووف بقا…ده انا كنت نسيت شكل الحمامات النضيفه، يا رب هون الايام عليا
انتهت من تبديل ملابسها و قامت بتسليم الملابس المدنيه للحارسه و قادتها الاخيره لعنبرها فجلست على فراشها تراجع احداث اليوم حلوه و مره لتشعر اخيرا بالسعاده و الراحه النفسيه حتى اتاها صوت سيده الممازح
# مستر كراتيه…ازيك؟
نظرت لها بتفاجئ و هتفت
# سيده؟ انتى بتعملى ايه هنا؟
اجابتها الاخيره
# لسه منقوله انهارده ظازه من العنبر بتاعى…ها ايه رايك فى المفاجأه دى؟
اماءت بعدم اهتمام فاقتربت منها و همست باذنها بتوعد
# اوعى تفتكرى انى نسيت عملتك السودا اللى دخلتنى التأديب شهر بحاله و لا بضاعتى اللى اتصادرت؟؟
رمقتها دارين بتعجب فاضافت
# مخضوضه من ايه ؟و لا تكونيش فاكره ان سيده ممكن يتضحك عليها ؟انا قلتلك قبل كده انى غير لواحظ خالص و لما احب اخد حقى باخده من غير شوشره و لا استعراض زى غيرى فانتى مفيش قدامك غير حل واحد ملوش تانى، انك تدفعيلى تمن الخساير اللى خسرتها بسببك و انا يا ستى مسامحه فى حقى فى التاديب اللى اخدته
انتفضت دارين تهتف بغضب
# حق ايه و خساير ايه و فلوس ايه انا مش فاهمه حاجه، انتى مالك و مالى؟
اوضحت لها و هى تسحبها من يدها تجلسها بجوارها مره اخرى
# اقعدى بس متبقيش حمقيه كده و افهمى….اول هام عايزه تمن الموبايل اللى طلبتيه يا عنيا
اجابتها ببراءه
# انتى مجبتليش موبايلات
اجابته ببرود
# لا هو اتجاب بس كنتى انتى بقا انتحرتى و بعدها فتشو العنبر و صادروه يبقى فلوسه على مين؟
ابتلعت لعابها و شعرت انها محقه فاماءت موافقه لتضيف سيده
# و عايزه حق كل البضاعه اللى اتصادرت كمان
عاد الوجوم لوجهها تهتف برفض
# لا طبعا انا مليش دعوه، انا حدفع تمن الموبايل و بس
امسكتها سيده من ذراعها بحده غارزه اظافرها بلحمها قاصده ايلامها و هتفت بتوعد
# منا نبهتك ان اللعب معايا خطر..البضاعه دى اتصادرت بسببك و بسبب عملتك ،يبقى انتى اللى حتشيلى الليله دى كلها يا اما قولى على نفسك يا رحمن يا رحيم ، 10 الاف جنيه بالتمام و الكمال و قدامك يومين اتنين و ان مجهزوش اليوم التالت حياخدو فيكى العزا فى عمر مكرم و حجيبك حتى لو كنتى فى بطن الحوت
وقفت تتجه لفراشها لتعود و تنظر خلفها توجه انظارها لدارين و تهتف بتحذير
# انا بدى فرصه واحده بس، و مش بتنيها و انتى اللى حتكونى الجانبه على نفسك
ابتعدت عنها لتعود دارين لحالتها الحزينه و هى تشعر بكم الكره و الحقد المتشرب به جدارن ذلك المكان الكريه فشعرت بحرارتها قد علت فتوجت للمرحاض بسرعه لتغرق وجهها بالمياه حتى تطفئ نار جحيمها الازلى و تفكر فى سرها
# هو بابا حيلاقيها منين و لا منين بس يا ربى؟ دى اللى كانت عامله صاحبتى و راسمه انها ملاك
زفرت انفاسها و هى تقف تجمع شعرها بكومه غير منمقه و تضع حجاب راسها الابيض بعد ان بقلمى اسماء عادل جففت وجهها و يدها به و اتجهت لتخرج فارتطمت مباغته باحداهن و هى دالفه للمرحاض فاعتذرت منها و قبيل ان تغادر حصار جسدها الممتلئ كانت اخرى خلفها تضع يدها على فمها و الاولى تغرز نصل مديتها باسفل بطنها بقسوه فخرجت اهه مكتومه منها و جحظت عيناها بلمعه الالم لتهتف السجينه
# المعلمه لواحظ بتقولك الحساب يجمع و جه وقت الدفع
ظلت السجينه الثانيه تطوقها من الخلف و تكتم صوتها و الاولى تخرج المديه و تغرزها مره اخرى بطعنات متتاليه واحده و اثنتان و ثلاثه حتى وصلت لست طعنات متتاليه بنفس المكان
زاغت عيناها و بصقت الدماء من فمها و ابتلعت بوجل و الم فهتفت السجينه الثانيه
# كفايه يا ختى حنتبهدل دم
اجابتها الاولى
# المعلمه موصيانى مسبهاش الا و هى مخلصه على الاخر
اجابتها الاخرى
# ما هى خلصانه اهى يلا من هنا قبل ما حد يشوفنا و ارمى المطوه دى فى عين الحمام
فعلت ما اخبروها به و خرجتا من المرحاض و كانهما لم تفعلا شيئا لتظل دارين ملقاه على الارضيه العفنه بمرحاض السجن تنزف بغزاره من بطنها و تبصق الدماء من فمها تهتف بتقطع حتى غابت عن الوعى
# س..سيييف !!!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
البعض تعيش معه عمر لا تذكر منه لحظه٠٠٠٠
و البعض تعيش معه لحظه تذكرها طول العمر٠٠٠
لان الذى يحتل القلوب..هى المواقف و ليس الزمان
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت بخطاً ثابته نحو العنبر تحمل بيدها اكياس الطعام و دلفت تنظر حولها حتى تتبين موقعها و عندما لم تجدها هتفت السجانه سماح بصوت عالى
# فين دارين الشامى؟ جايلها زياره اكل
نظرن حولهن يمينا و يسارا و لم يجدونها فاجابت احداهن
# تلاقيها فى الكبانيه ( المرحاض)
خطت ببطئ تنادى عليها و لكنها فور ان دفعت الباب بقدمها وجدتها غارقه بدماءها على الارضيه البلاطيه للمرحاض فصاحت طلبا للنجده من زميلاتها بالسجن
# الحقونى…. يا فتحيه، يا احلام…. مصيبه
هرعن جميعا لينظرن لسبب صراخها الحاد فشهقن و تراجعن للخلف اثر دفع السجانات لهن
# ابعدى منك ليها… حد يبلغ حضره المعاون بسرعه و نادو على الدكتور
بالفعل توجهت احدى السجانات بقلمى اسماء عادل لاحضار الطبيب و الاخرى هرعت لمكتبه و دلفت على الفور دون استئذان فرفع بصره من امام طعامه الذى بدء للتو بتناوله و لمعت عينه بالغضب و هتف
# دخلتك بتقول فى مصيبه.. خير؟
لهثت و هى تخبره فهى اعلم الناس بما ظنت انه يدور خلف ابواب المكتب المغلقه و رأت بنفسها ما فعله عندما حاولت الانتحار و كيف اودعها الرعايه خوفا عليها حتى اضطر لايداعها عنبرها بسبب القوانين
ابتلعت فى وجل و هتفت
# فى مسجونه اتقلت يا فندم
وقف منتفضا من مكانه و القى بطعامه على المنطده امامه و اقترب منها بغضب و هتف متوعدا
# شكلى كده لازم اعملى نمره من بتوعى عشان الحَوش دول يتربو!
التفت ليمسك سلاحه يضعه بخصره و احضر عصاه ايضا و وقف يضرب بها على راحته و هتف بعدم اهتمام
# انهى مسجونه؟
حسنا هى تعلم الان انها تقف امام مدفع ملقم و جاهز للانفجار بوجهها فإن كان يسلى وقته بها كأى فتاه تبيع جسدها مقابل معامله خاصه فلن يبدو عليه هذا الذعر، اذا هى مشاعر ما يكنها تجاهها فابتلعت لعابها بتوتر جلى و اجابت بتلعثم
# د.. دارين.. ال. الشامى يا باشا
توقف تنفسه حرفيا فى تلك اللحظه و اختنق صوته و هو يهتف بعدم تصديق
# مين؟
اعادت عليه الاسم فدفعها من امامه و هرع لعنبرها بسرعه هائله و مندفعه و دلف لداخل العنبر فوجد الطبيب يفحص مؤشراتها الحيويه ليتأكد ما ان كانت على قيد الحياه
نظر خلفه عندما شعر بسخونه انفاس احدهم وراءه و تاكد انه سيف فهتف بعمليه
# الحاله صعبه يا باشا و لازم حالا تتنقل المستشفى انا اتصلت بيهم و حيبعتو اسعاف….
لم يكمل حديثه ليجده قد دفعه من امامها بقسوه و انحنى يحملها و كانها دميه صغيره بين يديه و ركض مسرعا لخارج اسوار السجن و وضعها بالمقعد الخلفى و توجه بالسياره لمشفى السجن القريب جدا من موقع السجن
دلف للمشفى يحملها و يصرخ بالاطباء و الحراس
# عايز دكتور هنا بسرعه
ركض احد الاطباء بعد ان اخبر فريق التمريض باحضار نقاله متحركه ليضعها عليها و هتف متسائلا
# بيانتها يا باشا عشان محضر الدخول
رمقه سيف بنظرات احرقته فابتلع الطبيب لعابه برهبه من منظره المخيف و صرخ بحده
# الحقوها الاول و بعدين خد بيانتها يا دكتور
اماء له بطاعه و انصرف من امامه باتجاه غرفه العمليات و سيف يقف مدهوشا يكاد لا يصدق فهى كانت معه منذ لحظات، بل كانت بداخل منزله ترتدى زى استحمامه ليقف لحظه يستند على احد الجدران يلطم وجهه بكفيه بحركه سريعه و يكحت عينيه و هو يهتف
# اصحى يا سيف…. انت اكيد بتحلم، ما هو مش معقول هى كمان حتسيبك
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
علم رئيس المباحث بما حدث فحاول ان يتدارك الامر فهو يعلم مشاعر رفيقه تجاهها فاخبر المأمور بانه سوف يتولى التحقيق بالامر و انه المسئول امامه
امسك هاتفه و هاتف سيف ليجيبه الاخر بعد ان رن اكثر من مره دون اجابه حتى استفاق من شروده على صوت رناته
# ايوه يا عماد
اجابه الاخير بلهفه
# انت ودتها فين يا سيف؟ اوعى تتهور بلاش تاذى نفسك
اجابه بوهن
# متقلقش احنا فى مستشفى السجن
تنهد عماد براحه و هتف
# طيب الحمد لله، انا حجيب الملف بتاعها و جايلك
صرخ به سيف
# بلا ملف بلا زفت…. حوطلى العنبر ده كله قبل ما يحبو السلاح و يضيع حقها على كده، اعرفلى مين اللى عملت كده يا عماد
اجابها الاخير بحذر فهو يعلم غضبه و قسوته فى التعامل و ربما سيرى الاثنين معا و لتحترق الارض و ما عليها
# اهدى… متقلقش، انا عملت كل ده بس لازم اجيبلك الملف عشان الملف الطبى بتاعها و كمان لانها على قوه السجن و كده مش قانونى و انت اللى حتتأذى
ذرفت دموعه رغما عنه و اختنق صوته بالبكاء و هتف بتضرع
# انا مش عايز حاجه غير انها تعيش يا عماد…. و اى حاجه بعدها مش مهم، انا مش، حستحمل موت تانى
هدءه قليلا
# متخافش….حتقوم منها يا سيف ان شاء الله، انا جايلك حالا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اثار فضوله كثيرا بعض الملفات المشفره بحساب والد نيللى فقرر ان يفتحها بالرغم من كونها لا تمط للقضيه بصله
حاول كسر الرقم السرى ليفك شفره الملفات بمساعده رجاله من متخصصى البرمجيات حتى نجح ليتفاجئ بكم من التسجيلات المصوره والتى تعود لوقت امتلاكهم للڤيلا موقع الجريمه
رأى تسجيلات مصوره لوالدها و هو يقف بالمطبخ يضاجع ما تبدو انها خادمته و مسجل الملف باسمها و تاريخ التسجيل
اخذ يقلب فى محتويات التسجيلات حتى وجد الكثير منها بالمطبخ و غرف الخدم و غيرها بالمرآب الخاص للسيارت و جميعها تسجيلات فاضحه تبين مدى سوءته و لكن الامر الذى ظهر له عياناً انه يضع كاميرات خفيه بمختلف ارجاء الڤيلا مما جعله يعود للملفات الاخرى و يعيد مراجعتها حتى وجد ضالته
الاف الساعات من التسجيلات لكاميرا بالمطبخ تسجل اشياء غير مهمه بتاتا و لكنها تظهر جزءا من البهو موقع الجريمه
هذا ما وجده عندنا ظل ساعات و ساعات يحدق بشاشه حاسوبه و ارجئ تسليم الادله التى وجدها حتى يستند محامى اكرم على دفاعه ربما بعدم وجود ادله كافيه فيفاجئه بتلك التى تدين موكله ليصفعه صفعه مؤلمه و قاصمه للظهر
و لكن الحقيقه يراها امام عينيه بوضوح لا يغفل عنه احد ليشاهد التسجيل المرئى الذى يظهر فيه شجار واضح بين اكرم و بين القتيله لينتهى بامساكه لها من الخلف محاوطاً رقبتها و بحركه سريعه قام بكسر عنقها لتسقط صريعه على الفور
ابتسم و هو يشاهد ذلك التسجيل مرارا و تكرارا حتى دلف احد مساعديه يهتف بلهفه
# فى حاجه مهمه لقناها فى الفديوهات يا فندم
نظر له سعد الدين بتدقيق فاستطرد الاول
# جريمه قتل تانيه
نهض من مكانه ببطئ و انتظر ليستمع لباقى حديثه فاضاف
# الفيديو فيه اكرم و هو بيحط حاجه فى قهوه والد المجنى عليها و بعدها بنص ساعه عمل حادثه بالعربيه و مات
لمعت عينه بالدهشه ليكمل المحامى الذى يعمل لديه
# انا متاكد يا فندم اننا لو طلبنا تشريح الجثه حنلاقى اثار فى جسمه من الماده اللى اتحطت فى قهوته
اجابه سعد الدين
# اولا ابوها ميت من سنه تقريبا تفتكر الطب الشرعى حيقدر يلاقى حاجه؟
اماء بعدم معرفه ليجيب
# على الاقل نحاول عشان لو حاول يفلت من القضيه التانيه يلاقى دى قدامه و ساعتها يبقى حبل المشنقه مستنيه
اخذ يفكر ثم اتخذ قراره و هتف
# اللى يقدم الدليل ده بالمستند بتاعه لازم يكون حد من اقارب المتوفى
امسك هاتفه و بحث عن رقمها و ضغط زر الاتصال فاجابت نيللى برقتها التى تهز كيانه
# الووو
ابتسم فور ان استمع لصوتها و حاول قدر الامكان ان يتحدث بجديه فاردف
# تقدرى تجيلى المكتب….فى حاجه مهمه جدا و ضرورى نتكلم
اعتذرت عن المجئ متحججه
# انا عندى مييتنج مهم و بعيده خالص عن وسط البلد و لسه قدامى ساعه على ما اخلص، ما حضرتك عارف ان شغل الشركه كله بقا تحت ادارتى من ساعه ما اتقبض على اكرم
اجابها بعمليه
# طيب تحبى اجيلك انا؟
وافقت على طلبه فانتشى فرحا و عندما اخبرته انها تجلس باحد المطاعم برفقه عملاء و ستفرغ منهم قريبا فهتف برجاء
# طيب اوعى تقوليلى انك حتتعشى معاهم؟
تعجبت قليلا من نبرته الودوده و لكنها فى حقيقه الامر معتاده على الاطراء فلم تهتم لتردد
# لا انا مش بتعشى اصلا
ابتسم من داخله و هتف بتمتمه
# بس حتتعشى معايا انهارده
لم تستمع لتمتمه فهتفت
# بتقول حاجه يا متر؟
نفض راسه و هتف بجديه زائفه
# لا ابدا، يلا سلام مش عايز اعطلك
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بعد مرور ثلاث ساعات و هو يقف امام غرفه العمليات ينتظر خروج الاطباء ليطمأنوه عليها و لكن طال الامر و طال انتظاره ليزداد قلقه حتى بدء بالفعل بالشعور بالانهيار
اقترب منه رفيقه و حثه بهدوء
# مش كده يا سيف…انت قد كده بتحبها؟
نظر له بعيون حمراء دامعه و انف متورم من كثره كتمه لبكاءه و هتف بصوت مبحوح
# انا كانى رجعت 3 سنين لورا و واقف بسمع خبر موتهم من تانى، نفس الوجع و نفس الخوف
ربت عليه رفيقه و هدئ من روعه قليلا
# الخبر الوحش بيوصل بسرعه،و طالما اتاخرو….
قاطعه بحده
# التأخير ده بيقول ان فى خطر عليها و محدش عايز يطمنى
فكر عماد قليلا فقرر استخدام سلطاته بقلمى اسماء عادل لطمئنه رفيقه فدلف للبوابه المؤديه لغرفه العمليات و نظر للمرضه التى امامه و امرها بصوره رسميه
# عايز التقرير بتاع المسجونه اللى فى العمليات عشان التحقيق
اماءت بصمت و طاعه و هتفت
# حاضر يا فندم…بس ثوانى ابلغهم يطلعوه عشان التعقيم
وقف منتظرا على احر من الجمر حتى اخرجت تقرير الاصابه فامسكه منها و خرج به و اعطاه لسيف ليقرأه
(اصيبت المجنى عليها بثمان طعنات متتاليه و نافذه باسفل بطنها الى اليمين قليلا مما يدل ان مرتكب الجريمه يستخدم يده اليسرى)
( ادت الطعنات الى انشطار الزائده الدوديه مما تسبب بالتهاب الصفاق و انتشار العدوى بكامل البطن)
(اصابت الطعنات ايضا جزءا من الامعاء الدقيقه مما ادى لحدوث تليف و نزيف بها و احدث اضرار خطيره استدعت التدخل الجراحى الفورى)
قرأ سيف بعيناه و ظهر الوجوم على وجهه و اعاد النظر لرفيقه و عاد يقرأ صامتا حتى شعر بالم فى معدته لمجرد تخيل مدى اصابتها و كم تتألم من اثره
ارتكز على الحائط يبتلع غصه مؤلمه و يهتف بحنق
# 8 طعنات ولاد المفتريه…ده حد قاصد يموتها مش مجرد انذار و لا فرض سيطره زى ما بيحصل
اقترب منه عماد و قوس حاجبيه بفضول و تسائل
# تفتكر مين؟
اجابه بحيره
# مفيش غير اتنين، يا لواحظ يا اكرم الكلب!!
تناقش معه رفيقه لايجاد الجانى فردد
# ماعتقدتش انه اكرم، لانه فى السجن و مش ممكن يعرف يوصلها
بوجه رافض اجابه
# عرف يوصلها قبل كده، مكانتش صعبه عليه
تسائل عماد بايجاز
# طيب و لواحظ؟
نظر له باستهزاء و سخريه الا يعلم من هى لواحظ و اللعنه فاجابه بحده موبخه
# هو انت شغال معانا فى السجن و لا جاى ضيف يا عماد؟ لواحظ ما ليها زفت اتباع فى كل حته فى السجن و رجاله جوزها مرشقين فى كل حته من اول المساجين لحد الحراس و النباطشيات بتوع العنابر
حاول تهدءه ثورته فربت على متفه بهدوء
# طيب اهدى شويه ،انا حرجع اشوف الدنيا ايه و ابقى اكلمك..مع انى مش عايز اسيبك لوحدك
جلس على المقعد الحديدى المقابل لغرفه العمليات و ردد باجهاد
# اتاخرو اوى جوه
ما لبث ان اراح جسده على المقعد حتى خرج ثلاثه اطباء تشاركوا معا بجراحتها الخطره بعد ان علموا انها تخص معاون مأمور سجن النساء بذاته، احدهما رئيس الاطباء و معه اثنين من الجراحين المختصين
انتفض بهلع يحدثهم بلهفه واضحه
# طمنونى
تولى رئيس الاطباء الحديث و اخباره بحالتها فابتلع لعابه بقلق من معالمه التى توحى بان تلك الراقده بالداخل تمثل له الحياه فقال بهدوء حذر
# السجينه
زفر بضيق و صحح حديثه
# اقصد المريضه يا فندم اتعرضت ل8 طعنات….
قاطعه سيف مزمجرا بصوته الخشن
# قولى الجديد يا دكتور مش االى موجود فى التقرير الطبى
اماء موافقا فتحدث باستفاضه
# الطعنات كانت نافذه لدرجه انها شطرت الزايده لنصين و طبعا ده اتسبب فى تسمم فى الدم و اضطرينا نعمل تنظيف لتجويف البطن بس….
صمت يبتلع لعابه و اضاف
# الطعنات اصابت الامعاء الدقيقه كمان و الحمد لله لحسن حظها انها كانت بقالها فتره كبيره من غير اكل عشان كده ملقناش مخلفات كتير تزود من التسمم او تعمل التهاب بجدار الامعاء
اخذ نفسا عميقا ليكمل شرحه المستفيض
# بس كان فى اجزاء كتير اتهتكت و اضطرينا نعملها استئصال لجزء من الامعاء و ربط الاجزاء السليمه مع بعض
اماء سيف بتفهم فهو كثيرا ما يمر عليه حالات مماثله و تتماثل للشفاء فهتف
# بس حالتها مفيهاش خطوره مش كده؟
تردد فى اخباره عن مضاعفات ما حدث معها و لكن بالنهايه هو مضطر لاخباره الحقيقه كامله فهتف بتوتر
# هو فى شويه مضاعفات اساسيه للعمليه ده غير المضاعفات اللى ممكن تحصل لحالات اه و حالات لا
ابتلع سيف رهبته بجوفه و وقف صامدا يستمع لشرح كبير الاطباء
# الاساس هو متلازمه الامعاء القصيره و ده طبيعى بسبب استئصال جزء منها و مضاعفاتها بتكون مشاكل فى امتصاص الفيتامينات و العناصر الغذائيه و دى سهله و بتتعالج، بس المريضه بتحتاج فى الاول ان الكل يدخلها طرى و مهروس و احنا حنتولى المهمه دى طول ما هى فى العنايه و بعد ما تخرج بنفهم اهلها ازاى يتعاملو مع اكلها و طبعا بتفضل تتابع مع دكتور لفتره كبيره متقلش عن 3 شهور
اماء له سيف و لكنه شعر بان القادم سيئ فهتف بجديه زائغه
# غيره
عاد كبير الاطباء يهتف
# المشكله التانيه هى الاسهال و برده ده امره بسيط و بيتعالج ان شاء الله
هدر سيف بفروغ صبر
# اخلص يا دكتور….عايز اعرف الاخبار الوحشه اللى باينه على وشك و فى عنيك
اجابه بهدوء حذر
# مفيش اخبار وحشه غير انها مش حتقدر تتكلم لفتره
لمعت عينه بنظره ممتعضه و ضاق تنفسه قليلا فدعمه عماد باسناد يده على كتفه و هتف متسائلا
# ليه يا دكتور؟
شرح له بعمليه
# الجراحه دى من ضمن الاثار الجانبيه بتاعتها التهاب رئوى و صعوبه فى التنفس و ده غير مضاعفات التخدير اللى بتقفل شويه مكان البلع و بيكون صعب معاها الكلام و البلع طبعا فبنحط انبوب مغذى عشان الاكل من فتحه الانف
ضغط بابهامه و سبابته معا تجويفا عينيه حتى يخفف من الم عينيه و راسه و يستعيد تركيزه من جديد و هتف يسأل
# حتفضل قد ايه فى المستشفى؟
عاد يجيبه كبير الاطباء
# اسبوع فى العنايه بالكتير و بعده اسبوع فى غرفه و…..
قاطعه سيف امرا
# طول وقتها فى المستشفى تفضل فى العنايه و تحت رعايه مميزه و حراسه مشدده، مفهوم؟
اماء كبير الاطباء بطاعه فاضاف يسأل
# ينفع اشوفها؟
رددها برجاء فنظر الطبيب لحالته و هتف بعمليه
# هى قدامها وقت عشان تفوق من البنج بس تقدر تبص عليها و هى نايمه
اماء بلهفه و دلف بعد ان ارتدى زى العنايه المشدده فوق زيه الرسمى و وقف بجوار فراشها الذى يجاوره اكثر من فراش لا يفصلها سوى فاصل من القماش معلق على حامل حديدى مهترئ كحال معظم المشافى العامه و المجانيه فما بال حال مشفى السجن!
امتعض وجهه بالضيق و هو يجدها متسطحه بجسدها ترتدى زى العمليات الاخضر و الانابيب المغذيه تدخل انفها و كفها و انابيب التنفس تغطى فمها و وجهها
وجهها شاحب كشحوب الموتى ليذكره بلحظات وداعه لزوجته الراحله فلا يستطيع كتم عبراته اكثر لتتحول لشهقات يسمعها فريق التمريض الموجود بالعنايه المشدده
مسح عبراته بكفه و انحنى يمسك راحتها الحره من اى انابيب و طبع قبله رقيقه عليها و همس بجانب اذنها
# يا ريت فى ايدى كنت دخلتك اكبر مستشفى و لا انى اسيبك هنا لحظه واحده، بس غصب عنى
التفت حوله ينظر لاحدى الممرضات و حدثها بطريقه حاده
# انتى….تعالى هنا
اطاعته فيبدو ان الجميع هنا على داريه تامه بشخصه و منصبه فهتف
# هى حتفوق امتى؟
اجابته
# قدامها مش اقل من ساعه، بس ده النوم رحمه ليها يا باشا
نظر لها مستفهما لتردد مجيبه
# اصلها لما تفوق اكيد حتتألم جامد العمليه مش سهله
اخرج من جيبه حفنه من النقود و دسها براحتها فامتنعت عن اخذها و لكنه اصر و هتف
# الحاله دى تخصنى….عايزك جنبها و متسبيهاش حتى عشان تدخلى الحمام و انا خبلغ الدكتور بكده عشان ميطلبش منك حاجه تانيه
صمت و عاد يكمل
# هو مفيش عنايه خاصه هنا؟
اجابته
# فى يا باشا
اماء لها و اتجه لمكتب كبير الاطباء و دفع الباب بقدمه عنيفا و وقف امامه بمنظر مخيف و ردد بصوت اجش
# المريضه اللى تبعى تتحط فى العنايه الخاصه لوحدها و تعين لها الممرضه اللى قاعده معاها دلوقتى ترافقها و تحط عساكر للحراسه المشدده
نظر له الطبيب بتعجب فحاول سيف شرح الامر له و هتف موضحا
# دى شاهده فى قضيه كبيره جدا و مستهدفه و غير كده قريبتى…فاهم يا دكتور؟
اماء الطبيب معقبا
# متقلقش يا باشا كله تمام
هم بالخروج و لكنه عاد ينظر له و هتف
# حبعت لاهلها عشان يعرفو و طبعا حتسمح لهم يدخلولها
هو لم يكن يسأله بل يامره بشكل متوارى فاماء بطاعه ليلج سيف للخارج متجها للعنايه المشدده حتى يشرف بنفسه على نقلها و بعد اتمام الامر امسك هاتفه ليخبر سعد الدين بالامر فهو لا يمتلك الشجاعه و لا القوه الكافيه لاخبار والديها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قاد سيارته عائدا لمنزله حتى يتأنق بشكل مبالغ فيه و يضع عطره الأخاذ و يصفف شعره بطريقه مختلفه حتى يظهر اقل جديه من مظهر المحامى المخضرم صاحب اكبر مؤسسات المحاماه بالدوله
فبرغم عدم اتمامه العقد الرابع بعد الا انه استطاع استكمال مسيره والده الراحل و حفر اسمه بجانب عمالقه القانون
هو لا يزال عاذبا رغم اقترابه على الاربعين و ذلك لاصراره على الزواج عن حب و ليس فقط اعجاب فوالدته المسنه و الجالسه على مقعد مدولب تحتاج لرعايه و هو يتكفل بها و لكن لن يوافق ابدا على ارسالها لاحدى دور الرعايا لذلك كان دائما ما يضع تلك العقبه امام اى فتاه ينجذب لها او تحضرها والدته للتعارف فينتهى الامر برفض الطرف الاخر تحمل تلك المسئوليه
و الآن و هو بنهايه عقده الثالث شعر انه لربما تاخر كثيرا بايجاد زوجه و تكوين اسره حتى رآها و من وقتها لم يكف عن التفكير بها
و لكن هل تقبل فتاه مثلها بجمالها الاخاذ ان ترتبط بشخص بمثل ظروفه؟ و لما لا تزال فتاه شابه مثلها بدون زواج، هل ترفض الزواج ام شأنها شأنه تبحث عن الحب؟
دلف المطعم ليجدها تودع العملاء بحلتها الرسميه و التى تبدو فيها بقمه اناقتها فظل منتظرا حتى ذهبوا جميها فاقترب منها و انحنى يقبل كفها باحترام فابتسمت له
جلسا و استهل حدبثه ممازحا
# ها تشربى ايه؟
ضحكت و شاركها الضحك لتردد هى
# لا انت هنا اللى ضيفى، تحب تشرب ايه؟
اجابها بلهفه واضحه
# طالما حتعزمينى فبصراحه انا جعان و عايز اتعشى
نظرت له متعجبه من طريقته المختلفه عنها بمكتبه لتلاحظ تغير شكله ايضا ليبدو اصغر سنا و اكثر اناقه و وسامه فرددت ببسمه منمقه
# اوك ، مفيش مشاكل حعزمك على العشا بس طبعا حتسامحنى انى مش حاكل معاك، انا مفهماك انى مش بتعشى
ابتسم برقه و اخبرها باطراء
# اولا لو خايفه على شكل جسمك فاحب اقولك انك كده اكتر من perfect… و اكيد لو مش حتاكلى معايا يبقى تكنسلى العزومه
ليهمس مشاكسا
# اصل مش بحب حد يراقبنى و انا باكل
امالت راسها للجانب و نظرت له بجديه تردف
# طيب مش كفايه هزار و نتكلم جد شويه
ابتلع بحرج و اجابها
# تمام، اطلبيلنا العشا و نتكلم و احنا بناكل
انصاعت لطلبه ظنا منها انها بذلك بقلمى اسماء عادل تدخل بصلب الموضوع دون مماطله منه ،و لكنها كانت بعيده كل البعد عن تحقيق مطلبها فهو انتهز الفرصه ليثرثر بالكثير من الاحاديث الجانبيه متحججا بانتظار الطعام
بدء النادل برص اطباق الطعام على المائده و شرعا بتناوله فى صمت حتى قطعته نيللى
# مش حتقولى ايه الموضوع المهم اللى كنت عايزنى فيه؟
اجابها باماءه بسيطه ليبتلع ما فى فمه و يهتف
# فى دليل ظهر يبين وجود شبهه جنائيه بوفاه عمك عشان كده محتاج منك توكيل ارفع بيه القضيه
نظرت له بدهشه و هتفت بفضول
# قصدك ان عمى اتقتل؟
اماء مصدقا على كلامها فوضعت كفها على فمها تكتم شهقه كادت ان تخرج منها فعادت تسأل بعد ان تداركت نفسها قليلا
# اكرم؟
اجابها بايجاز
# اه
زفرت حانقه و رددت بغضب
# انا عايزه اشوفه و هما بيعدموه يا سعد، من فضلك اقف جنبى
حسنا انفصل هو للتو عن عالمه و حوصر بداخل الاحلام، هل فعلا نطقت اسمه الان مجردا من الالقاب بل وترجته للوقوف الى جوارها؟
تجرأ قليلا و مد ساعده يضع كفه على راحتها يواسيها برقه و يعطيها احساسا بالامان و هتف
# متخافيش، انا معاكى فى كل خطوه
شعرت بالحرج من لمساته لتراه عيناها كما لم تراه من قبل، فما لعنه وسامته بعد ان تخلى عن نظارته و تصفيفه شعره التى تجعله يبدو بالخمسين من عمره بل و زيه العصرى فبالرغم من ارتداءه لبدله رسميه الا ان تصميمها عصرى و راقى عكس بدلاته التى يرتديها اثناء العمل ذات الطراز القديم
رفعت وجهها بخجل تنظر له فوجدته محدق بها بطريقه ثابته و هتف بتأكيد
# نيللى….انا معجب بيكى
انتظر ردها و لكن لم يأتى حيث قاطعه رنين هاتفه المستمر فنظر الى شاشته ليجده سيف فزفر حانقا و اجاب
# اتفضل يا باشا
ظهر صوته المتعب و المنكسر بوضوح و هو يقص عليه تفاصيل ما حدث لمعشوقته و اضاف
# بلغ اهلها و خليهم يجيو هنا فى المستشفى و انا حدخلهم
فزع سعد الدين من تفاصيل محاوله الاغتيال فردد
# ده اكيد اكرم
تقوس حاجبى سيف بتعجب من ثقته فتسائل
# ايه اللى مخليك متأكد اوى كده؟ ممكن تكون لواحظ
اجابه باستفاضه
# ده قتال قتله، انا مش بس معايا دليل البراءه اللى قلت لسيادتك عليه، انا كمان لقيت تسجيلات و هو بيقتل مراته و الادهى من كده انه متورط بموت ابوها
صمته لا يعبر عن شيئ سوى عن نيرانه المشتعله و صوت انفاسه دل على انفجاره الوشيك فحاول ان يهدأ و اغلق عيناه و عاد يحدثه
# هو محبوس فين الزفت ده؟
اجابه على الفور
# فى قسم ( ) عشان لسه بيتحقق معاه
مسح سعد الدين فمه بالمحرمه القماشيه و تابع
# و تحقيق النيابه بتاع بكره؟
اجابه سيف بغصه
# اكيد حيتأجل، هى لسه مفاقتش
حاول دعمه و مساعدته فهلل
# طيب انت محتاج منى اى مساعده؟
اجابه سيف باختناق صوته
# مش عايز اكتر من انك تسرع الاجراءات عشان البراءه، لانى عايز انقلها مستشفى تانيه
اجابه بالموافقه فاغلق معه الاتصال بقلمى اسما عادل و نظر امامه لتلك التى تستمع للحديث بفضول قاتل فقص عليها ما حدث لتشعر بالحزن على تلك الفتاه و تهتف
# غلبانه اوى يا سعد…. انت بتاخد منها اتعاب و لا متبرع؟
اجابها بعمليه
# لا طبعا باخد اتعاب، ابوها بنفسه اللى جالى بعد ما ناصر الصواف محامى اكرم ورطها فى القضيه
رددت بحزن على حالها
# لا يا سعد متاخدتش منها حاجه و اتعابك كلها عندى بس تجيبله اعدام
ابتسم بجانب فمه و اماء موافقا و اعتذر منها ليخبر ابويها بحادث الاعتداء
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وصلوا لابواب المشفى و قامو بالاتصال عليه حتى يتيح لهم فرصه الدخول و لكنه غادر منذ لحظه اغلاقه لمكالمته مع سعد الدين و توجه للقسم المحبوس به اكرم و طلب الدعم من رفاقه القدماء فسهلو له الامر كثيرا
سحبه العسكرى من يده بقبضه فولاذيه و دفعه بقسوه ليترنح قليلا و نظر امامه فوجد رئيس المباحث و ذلك الشخص المجهول بالنسبه له يرتدى زى رسمى
نظر بنظرات فضوليه و هتف
# هو فى نيابه بالليل كده يا باشا و لا ايه؟
اجابه رئيس المباحث
# تعالى يا اكرم الباشا عايز يتكلم معاك شويه
اقترب اكثر و وقف قباله سيف الواقف بشموخ واضعا يديه بجيب سرواله الميرى ينظر له نظرات فاحصه فاطرق اكرم راسه برهبه حتى جاء صوته الاجش يساله
# انت اللى بعت الناس عشان تقتلها؟
رفع وجهه بفزع و هتف
# قصدك مين؟
لكمه بوجهه لكمه عنيفه انزلت الدماء من انفه على الفور و عاد يسأله بغضب اعتى
# انت اللى بعتهم؟
حرك راسه بسرعه و مرات متتاليه يرفض الحديث و لكن ذلك لم يشفع له بالعكس زاده اصراراً على الفتك به فاخذ يكيل له اللكمات تاره و الركلات تاره اخرى حتى تكور حول جسده يحاول تخبئه وجهه من الضربات المؤلمه التى تلاحقه
انحنى سيف و امسكه من تلابيبه و هتف متوغدا
# لو عرفت ان انت اللى عملتها…. قضيتك مش حتلحق توصل المحمكه، عشان حتكون ساعتها فى المشرحه
وقف ينفض ملابسه بحده و اخرج هاتفه و انحنى مره اخرى يفتح كاميرا التصوير و قام بتسجيل حديثه
# سيبك بقا من الكلام عن القضيه، انا عايزك تبص فى الكاميرا و ترمى على دارين يمين الطلاق
تهجم وجهه و كانه يريد انكار الامر فلحقه سيف يحذره
# و اوعى تكدب، انا مش عايز منك غير كلمه الطلاق، الطلاق و بس
نظر اكرم امامه لعدسه كاميرا الموبايل الموجهه له و تنحنح حتى بجلى صوته و ردد
# انتى طالق
لكزه سيف فى كتفه و امره
# قولها تانى و قول اسمها المره دى
بطاعه هتف
# انتى طالق يا دارين
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بدءت تفتح عيناها و لكنها تعود و تغلقها لشعورها بالوهن الشديد فتهاجمها ذكريات من ماضيها و يتخللها لحظات من حاضرها لينتهى الامر بتخيلها لصورته امامها يقف شامخا مزهوا بنفسه يبتسم لها بحب فتبتسم برغم الالم الذى يقتلها
تنظر فدوى لوجهها و تحدث اباها
# بص يا هشام… دى بتضحك
ابتسم والدها و نظر لوجهها الشاحب و المغطى بالانابيب و قناع التنفس فربت على يدها و هتف بحزن
# ربنا يقومها بالسلامه
عادت تفتح عينها مره ثانيه لتعود لاغلاقها و لكن بدءت الان تستمع للهمهمات حولها لتميز اصوات الحاضرين ما بين امها و ابيها و اخيها الوحيد
دلف سيف بلهفه حتى انه تناسى طرق الباب و نظر امامه للجميع معتذرا
# انا اسف يا جماعه…. هى عامله ايه؟
اجابته فدوى
# لسه مفاقتش
اقترب من فراشها و امسك راحتها بين راحتيه و ردد هامسا
# دارين…. قومى عشان تشوفى انا عملت ايه عشانك
نظر جمال لوالده بدهشه من جرأته فى الحديث امام عائلتها و لكن سيف لم يهتم و اكمل همسه الدافئ لها
# يلا يا دارين قومى بقا، حقك خلاص رجعلك و بيرجعلك و لسه، انا مش حرتاح غير لما اجيبلك حقك من كل اللى اذوكى بس قومى
رمشت بعينيها و حاولت ان تعى ما يحدث حولها و لكن تاثير التخدير اقوى من جسدها الهزيل و لكن فى النهايه استطاعت ان تفتح عيناها و تنظر امامها فوجدته يرتكز على الفراش بجوارها و عائلتها تلتف حولها بابتسمت و حاولت ان تبتلع لعابها و لكن فشلت لينزل شريط لعابها بجانب فمها فشعرت بالحرج و دمعت عيناها
ابتسم سيف لها و اخرج محرمه بدلته و مسح لعابها و احكم قبضته على المحرمه و هتف بصوت رقيق
# بحبك
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
يظل هناك شخص
مختلف الحضور و الحديث دائما
حتى نوع السعاده التى يمنحها لك تكون مختلفه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
شردت بملامحه الوالهه بها و حاولت ان تبتسم و لكن عدم قدرتها على اذدراد لعابها احرجها كثيرا فظلت تبكى فاختلطت عبراتها بلعابها المنساب رغما عنها فدمعت عينا سيف و هو يعود و يمسح لها عبراتها و لعابها بمحرمته و يكوب وجهها براحتيه و يهتف بحب
# عياطك بيحرقنى…. عشان خاطرى متعيطيش
من وراءها نظرت والدتها لابيها نظرات فرحه لشعورها بالراحه بعد ان اعتبرته العوض الذى ارسله الله لها ليعوض عليها ايامها السيئه
بادلها هشام بنظرات واجمه رافضه لما يحدث امامه من تجاوز و لكنه ابتلعه بجوفه فبالاخير هو ساعدهم كثيرا بقضيتها و حتى تلك اللحظه يرون المعامله الخاصه التى تُعامل بها حتى انه خالف قوانين المشفى بوجود زوار و مرافقين فبالنهايه هو مشفى السجن و ليس منتجع سياحى
اما اخيها جمال فلم يستطع اخفاء غضبه فتساهله قديما مع المدعو اكرم هو ما تسبب بما فيه هى الآن فاقترب منه و ردد بجديه
# اتفضل اقعد على الكرسى يا باشا
كان يقصد بحديثه ان يبتعد عن فراشها و عن تحديقه بها بل و امساك راحتها بذلك الشكل الحميمى غير مهتم لوجودهم
تنحنح سيف بعد ان افاق من سهوه الذى جعله يفيض بمشاعره هكذا امامهم فنهض من على الفراش و جلس على المقعد المجاور له
دلفت الممرضه لتساعدها على الجلوس بدلا من الاستلقاء و هتفت بعمليه
# حجيبلك الاكل دلوقتى عشان ميعاد الدوا
تحسست وجهها بيدها لتجد تلك الانانبيب التى تخترق فتحه انفها مرورا بقصبتها الهوائيه لتصل مباشره لمعدتها و انبوب اخر بيدها به ابره طبيه لتوصيل المحلول المغذى و انبوب اخر ينتهى بقناع التنفس الموضوع على وجهها و اكثر ما آلمها هو رويتها للممرضه و هى تفرغ كيس مربوط بانبوب اخر مثبت بمثانتها لتصريف البول فتحول بكائها الصامت لانين و انهيار و هى تدير وجهها خجلا من المشهد امامها
شعر سيف بالحرج و ربما تبكى لحضوره و رؤيته لها بذلك الشكل فولج للخارج حتى تنتهى الممرضه من عملها
ربتت والدتها عليها بحنان تواسيها
# اهدى يا حبيبتى، الحمدلله على نعمته يا دارين احنا كنا فين و بقينا فين؟
عدم قدرتها على ابتلاع الطعام جعلهم يفرمونه ليصبح سائل مقزز يسحب بابره ضخمه و يحقن بداخل انبوبها الموصول بجوفها
ظلت الممرضه تملئ الابره و تفرغها حتى رفعت دارين يدها تطالبها بالتوقف و لكنها ابت معلله
# لازم تخلصى الاكل عشان العلاج
انتحبت لرفضها الانصياع لرجاء عينها و هى تزمجر غاضبه تحاول ان تخبرهم بحاجتها و لكن لم ينتبه اى منهم لرجاءها
استأذن سيف بحرج و دلف فوجد الممرضه تطحن لها دواءها و تضعه بنفس الانبوب الملحق بانفها ليجد عبراتها التى اغرقت وجهها فصاح بحده
# براحه عليها شويه
اجابته الممرضه برهبه
# و الله با باشا مش بيوجع
هتف متسائلا
# و لما هو مش بيوجع بتعيط ليه؟
حركت كتفيها علامه على عدم المعرفه فاقترب من فراشها و هتف برقه
# مالك يا دارين؟ عايزه ايه و انا اعملهولك؟
ظلت تبكى و تنتحب و هو عاجز امامها فهتف يطمئنها
# الدكتور قال كلها يومين و تقدرى تتكلمى…. عشان خاطرى كفايه عياط
مسح بابهامه عبراتها المنساقه من عينها فحركت يدها ترسم شيئا ففهم اشارتها بحاجتها لاحضار ورقه و قلم ليهتف مجيبا
# عايزه ورقه و قلم؟
اماءت بنعم فنظر للممرضه التى انتهت من عملها و امرها
# هاتى اى دفتر و قلم بسرعه
هرعت لتنفيذ اوامره فجلس بجوارها على الفراش ليعود الوجوم وجههى ابيها و اخيها و لكنه لم يهتم و هتف بجديه
# قادره تركزى معايا شويه؟
اماءت بنعم فسالها
# عارفه مين اللى عمل كده؟
اماءت مره اخرى فردد
# اكرم؟
اماءت بلا فاستطرد مستفهما
# لواحظ؟
اماءت بنعم فقضم على شفته السفلى بغيظ و سالها مجددا
# شوفتى مين اللى ضربوكى؟
اماءت و رفعت اصبعين ليفهم انهما اثنان فاعاد سؤالها
# تعرفى اساميهم؟
اماءت بلا فسال
# طيب معاكى فى العنبر بتاعك؟
اماءت بنعم
هى نقلت حديثا للعنبر فكان من الصعب عليها ان تتعرف على جميعهن خصوصا و مكوثها معظم الوقت بالرعايه
ردد سيف بضيق
# اللى ضربتك بالمطواه بتستخدم ايدها الشمال
اماءت مصدقه على حديثه فسحب نفسا عميقا و زفره بحده فعادت للبكاء ليشعر بالغضب اكثر و اكثر و وقف محتد الملامح و هتف
# دارين… انتى اقوى من كده، انا مش عايز اشوفك منهاره بالشكل ده
طرقت الممرضه و ادخلت الدفتر و القلم و غادرت على الفور فوضعه على فخذيها و وضع القلم داخل راحتها فاخذت تكتب و تكتب ليقرأ هو خطها السيئ
( واحده كتفتنى من ورا مشفتهاش و التانيه عندها علامه فى وشها زى الجرح)
تنفس ببطئ و هو يمسك هاتفه يتصل برفيقه الذى اجاب على الفور
# ايوه يا سيف….. اللى عملت كده صباح و هى و شلتها فى التأديب لحد ما تيجى
اضاف عماد عندما وجده صامت
# لقينا سلاح الجريمه مرمى فى الصرف بتاع الحمامات و متقلقش انا روقتلك عليها لدرجه انك مش حتعرف تميز شكلها
لم يستمع لرده فقط صوت تنفسه هو ما يخبر الطرف الاخر انه لا زال على الخط فسأله
# انت مش جاى الشغل انهارده؟
اجابه بايجاز
# لا
عاد يساله
# طيب جاى امتى عشان ابلغ المأمور؟ انت فى المستشفى من امبارح
اجابه بصوت غاضب
# انا مش حمشى من هنا الا و هى معايا
لحظه صمت من الجميع و ذهول لاستماعهم لحديثه، فعائله دارين و هى معهم لم يتخيلوا ابدا انه يكن لها هكذا مشاعر قويه، اما رفيقه تعجب من مشاعره الفياضه و التى قبلا كانت تمثل له جبل من الجليد فهتف
# ايوه يعنى و الشغل؟
صرخ بحده اجفلته
# يتحرق الشغل يا عماد….انتى عايزنى اسيبها لوحدها عشان اللى فشلوا فيه فى السجن يتعمل هنا؟
اختنق تنفسها على الفور بعد استماعها لحديثه لتعلم انها مهدده بالقتل فتحشرجت انفاسها ليصدر ذلك الجهاز المسئول عن مدها بالاكسجين اصواتا عاليه منذره فيرمى سيف هاتفه و يهرع ناحيتها و تصرخ فدوى
# بنتى…..دارررين، مالك يا ضنايا فيكى ايه؟
اتجه سيف بذعر و فتح باب الغرفه و صرخ بالممرضات
# حد يلحقنا…. انتو فين؟
اتت الممرضه المسئوله عنها و دلفت سريعا لتقوم بتعديل جهاز التنفس ليلائم حاله الاختناق التى تتعرض لها و تبعها كبير الاطباء الذى هتف برجاء
# ارجوك يا سيف باشا تخرجو عشان نعرف نشوف شغلنا
خرجوا جميعا رغما عنهم ليتنفس سيف بعنف ضاربا الحائط بقبضه يده بقوه داميه فجرحت بشكل كبير
اقترب منه جمال ينظر لحالته بدهشه فرفع سيف عينه الباكيه باتجاهه و هتف مؤكدا
# بحبها
اماء جمال و ربت على كتفه بحنين و لكنه عاد يفكر ان شخص مثله لا بد و ان يكون متزوج و لديه اسره ليذكر لقائهم بمكتبه و ذلك الاطار الذى به صوره غاليتيه فيتأكد من ظنونه فيهتف بداخله
# ليه حظها دايما جاى مع الشخص الغير مناسب؟
زفر حانقا و اصر بقراره نفسه انه لن يوافق ابدا على تلك المشاعر مهما توسلته هى او قدم هو من تنازلات فيكفيهم عقبات ما حدث حتى الآن
و لكنه لن يتحدث الآن فليطمأنوا عليها اولا و ربما لتنال براءتها و بعدها يأخذ موقفه بطريقه صارمه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
استغل علاقاته و صلاته الواسعه حتى يستطيع الذهاب بزياره استثنائيه لها برفقه نيللى التى ترجته للذهاب معه لزيارتها
دلف بعد ان استأذن ليجد سيف بهالته و طلته التى توحى انه خرج للتو من عزاء شخص قريب لقلبه فشعر بمدى قوه مشاعره تجاهها
تنحنحت نيللى و هى تنظر لتلك المسجاه على فراش المرض و هتفت بأسف
# الف سلامه عليكى
اماءت بصمت و اطرقت عينها لاسفل فعادت تؤاذرها
# و الله سعد الدين شغال على القضيه و حتخرجى براءه ان شاء الله، تصدقى انه طلع له يد فى موت عمى ابو چيچى الله يرحمها… انا مش مصدقه نفسى بصراحه ازاى واحد زيه يطلع منه كل ده و……
ظلت تثرثر و تثرثر و دارين فقط تستمع لها فنظر سعد الدين يغمز بعينه لاهلها ففهموا انه يريد محادثتهم
خرجوا للاستراحه و استهل حديثه بتمنى الشفاء العاجل و اكمل
# انا لسه راجع من النيابه عملت تأجيل للتحقيق بتاعها عشان تعرف تدى اقوالها بس قدمت التماس عشان ننقلها مستشفى خاصه و تحت الحراسه خصوصا انها مستهدفه
نظر له سيف بوجوم و هتف
# و طبعا الالتماس اترفض
اماء مؤيدا و لكنه عاد يطمأنهم
# هى اول ما ينفع تتكلم النيابه حتحقق معاها و تخرج على طول
سأله جمال
# و الزفت التانى؟
ابتسم له و هتف متشفيا
# التحقيق بتاعه بكره، كان نفسى ابقى موجود و حاضر التحقيق عشان اعرف ناصر الصواف حيحاول يخرجه منها ازاى؟
ضغط سيف على اسنانه بغل و هتف متوعدا
# انا ححضر التحقيق بكره
بتعجب اردف هشام
# هو ينفع؟
اجابه سعد برفض قاطع
# قانونا لا طبعا
هتف سيف بتأكيد
# انا حعرف احضر
توسله سعد الدين
# بلاش نعمل اخطاء تخلى المحامى بتاعه يعرف يطلع ثغرات فى القضيه، كده كده حتطلع على اقواله فى التحقيقات و حعرف كل حاجه بس قانونى يا باشا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تم ترحيله باكرا لاستكمال التحقيقات بالنيابه و التى اضافت الادله الجديده فى سريه تامه حتى لا يحتاط محاميه
سأله وكيل النيابه بعد ان عرض عليه لقطات من مشاهد البوابه الاساسيه للڤيلا و التى تظهر وجود چيهان و هى لا تزال على قيد الحياه بعد مغادره دارين
# ايه اقوالك فى المشاهد دى؟
اجابه بحزن مصطنع و حنين لزوجته الراحله
# آه يا چيهان، الله يرحمك
ثم نظر لوكيل النيابه يهتف بجهل
# مش عارف مين ممكن اللى يكون عملها؟ كده مفيش غير البواب
ابتسم وكيل النيابه بخبث و اعاد تشغيل القرص المدمج لتظهر امامه الڤيلا من الداخل عن طريق كاميرات المطبخ
ظهرت ايضا عمليه القتل شبه واضحه ليذدرد اكرم لعابه بذعر و ينظر لمحاميه الذى توتر من تلك المشاهد و بدء يهذى بكلماته
# الادله دى ممكن يكون فيها تلاعب يا فندم، مين اللى قدم التسجيلات دى؟
اجابه
# محامى المتهمه الاولى
وجم وجهه و هتف
# قدمها من غير اذن النيابه و انا بطعن فى صحتها؟
ابتسم وكيل النيابه و هتف مؤكدا
# لا متقلقش، من ناحيه من غير اذن نيابه فهو قدم مستند مهم و اخد عليه موافقه ده غير انها قضيه قتل يا متر يعنى اى دليل يظهر بيتقدم على طول و لا سيادتك ملكش فى الجنائى؟
هتف ساخرا بتلك الكلمات عندما وجده متخبطا امامه و استطرد
# و بالنسبه للطعن فى صحتها فاحنا عملنا الواجب و اتأكدنا من صحه التسجيلات فخلى موكلك يعترف احسن بدل ما الانكار مش فى مصلحته
انتهى التحقيق بالتزام اكرم الصمت و حقه فى عدم الرد لحين دارسه الادله الجديده
فور ان خرج برفقه العسكرى مكبل اليدين فالتقط على الفور طرفى بدله ناصر بقوه و هدر به محذرا
# انا لو وقعت مش حقع لوحدى…. انت معايا فى الحكايه دى و اسمك و سمعتك حيتلطو جامد و احسن ليك و ليا انك تشوف حل
انزل قبضتيه التى تمسكه من تلابيبه و صرخ بحده
# انا المحامى بتاعك يا اكرم مش شريكك فى الجريمه عشان تكلمنى كده، و لا انا حتى متهم او موضع شبهه…
قاطعه الاول و هو يقوس فمه بغل
# المحرض و المخطط الرئيسى لليله دى كلها هو انت، و اظن انت ادرى الناس ان عقوبه التحريض على القتل ايه كويس ؟
ابتسم له و هو يعقد حاجبيه و انحنى يهمس له
# ده لو قدرت تثبت اى حاجه من دى…..اكسبنى محامى بدل ما تكسبنى عدو يا اكرم بيه
اعتدل بوقفته و هندم من ملابسه هاتفا
# حبعتلك اكل يا اكرم بيه، متقلقش….عايزنى ابعتلك ايه؟ كباب و كفته و لا غيش و حلاوه
انهى كلماته بسخريه و ابتسم بحانب فمه و غادر على الفور لينظر اكرم فى اثره و يفكر بدهاء فهو يعلم ان امره قد انتهى و قرر انه لن يسجن بمفرده
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

تكملة الفصل الحادي عشر
مرت ايام و سيف تقريبا لا يغادر المشفى الا لدقائق معدوده فإما ان يذهب لمنزله لتغيير ملابسه او ان يذهب لعمله حتى يباشر مهام منصبه
دلف مكتب المأمور بعد ان تأخر كعادته بالايام المنصرمه حيث انه يبيت بالمشفى و يتأكد صباحا من تناولها للافطار و اخذها للدواء عن طريق الانبوب الموصول بانفها ثم يقبل راحتها و يخرج بعدها ليذهب الى منزله يغير ملابسه المتعرقه باخرى نظيفه و يعود لعمله فلا يمكث اكثر من بضع ساعات قليله و يعود لها مره اخرى
وقف امامه بعد ان تم استدعاءه فهتف المأمور بضيق
# حالك مش عاجبنى يا سيف….اللى انت فيه ده غريب و لو حد تانى كنت قلت انه بيحب البنت دى، انما انت يا سيف بتعمل كده ليه؟
اجابه بتلعثم
# انا…انا فعلا قصرت فى شغلى بس…
قاطعه المأمور برفض
# لا يا حضره المعاون….مش هو ده الرد اللى انا مستنيه منك، و مش داخل دماغى كلام عماد انك خايف ليقتلوها و القضيه تبوظ
رمقه بنظرا فاحصه و اكمل
# ايه سر الاهتمام ده فهمنى؟ بقا توصل ان مدير المستشفى يتصل بيا يشتكى منك و من تجاوزاتك بسببها!!
زفر بحنق
# عاملها مستشفى خاصه و زوار و مرافقين و اوضه خاصه و ممرضه 24 ساعه و حراسه…ليه كل ده؟
نفد صبره اخيرا فهتف بتأكيد
# عشان بحبها يا فندم
كلماته الجمته فنظر له مدهوشا من اعترافه و رفع حاجبه الايسر بتعجب و اردف
# افندم…..بتحبها؟ بتحب مسجونه فى قضيه قتل؟
اجابه بحده
# سيادتك اول واحد قلت عنها مظلومه، و خلاص القضيه بتاعتها قربت تخلص و الحقيقه حتبان
اقترب منه و امسكه من ذراعه و حركه بعنف قليلا
# يا بنى فوق…. انت ازاى بتفكر كده؟ مهما كان، لا مركزك و لا مركز عيلتك يسمح بكده
تعابيره الرافضه الاستماع له جعلت المأمور يصر ان يحدثه و كأنه والده
# بص يا بنى….انا حكلمك زى ابنى مش المعاون، انت ابنى و ابن صاحبى
لف و دار حول نفسه ليكمل
# ابن اللوا طلعت المهدى و المستشاره منار الليثى و حفيد اللوا حازم المهدى يحب واحده سوابق؟
اضاف بذهول
# طيب فكرت حتواجه بيها اهلك ازاى؟ بلاش كده…حتخرج بيها قدام زمايلك و المجتمع ازاى؟ الناس حتبصلك و تبص لها بطريقه مش حتستحملها لانها سوابق
احتدت تعابيره و اجاب بضيق
# متقولش عنها كده، و هى لما تطلع براءه مش حتكون سوابق لانها مش مذنبه اصلا
ردد بمحايله
# يا بنى….
قاطعه سيف بحده
# كفايه ظلم فيها بقا….. كل اللى مرت بيه مش كفايه و لسه عايزين تظلموها
تنفس بغضب و اضاف
# من فضلك يا فندم…دى حياتى و انا حر فيها و محدش حيقدر يقرر بالنيابه عنى
انهى حديثه و توجه لخارج مكتبه بل و لخارج السجن باكمله يصعد سيارته و يحركها باتجاه المشفى ليطمأن عليها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بكاءها لم يتوقف حرفيا طوال الايام المنصرمه لما آلت عليه حالتها، تأكل بانبوب و تتبول بانبوب و الاقصى من ذلك انها تقضى حاجتها بحفاض مثل الاطفال و تقوم الممرضه بعدها بتنظيفه لها
امسكت بالقلم الموضوع بجانبها و طرقت به على الدفتر حتى تنتبه لها والدتها فاقتربت منها تنظر لها باهتمام و هتفت متسائله
# ايه يا دارين…عايزه ايه يا بنتى؟
امسكت الحفاض الذى ترتديه و اخذت تفتحه و تشده قاصده خلعه فامسكت والدتها راحتيها لتمنعها هاتفه بتفسير
# عارفه انك مضايقه منه، بس مش حينفع تقلعيه دلوقتى
توسلت ببكاءها فهتفت فدوى
# يا بنتى الدكتور قايل ان حيجيلك اسهال و مش حنلحق ندخلك الحمام
بكت مره اخرى و سحبت الدفتر و كتبت به
( عشان خاطرى)
زفرت والدتها و جلست تبكى بجوارها مردده
# انا بموت عليكى يا بنتى….استحملى شويه يا دارين عشان خاطرنا كلنا
ثم امالت راسها لتحدثها بنبره مازحه متصنعه البهجه كمحاوله منها لتغيير مجرى الحديث
# بس سيف باشا ده طلع ايه ابن اصول صحيح…و لا وقفته معانا!
اماءت مؤيده حديثها فاكملت والدتها
# هو انتو كان فى كلام بينكم قبل الحادثه و لا كل ده ظهر بعد الحادثه؟
امسكت الدفتر لتكتب
( اعترفلى و انا رفضت)
صاحت توبخها
# ليه بس؟ بقا واحد زى ده يترفض! ولا يكونش متجوز هو كمان ،اه اكيد متجوز
حركت راسها بالرفض فهتفت فدوى بفرحه
# مش متجوز؟
اماءه ببسمه رقيقه فعادت تسالها
# طيب و انتى مرتحاله و لا لسه المزغود ده شاغل بالك؟
ظهرت علامات التقزز على وجهها و امسكت بالقلم و كتبت
( انا بكرهه اوى)
رددت ببسمه
# طيب و سيف؟
قربت اصابعها لترسم قلب بكلا ابهاميها و سبابتيها و تقربهم من قلبها فهللت امها
# يا رب يجعله ابن حلال و يبقى من نصيبك يا بنتى و يفرحنى بيكى يا رب
جاء صوته العذب من خلفها و هو يردد بتمنى
# ياااا رب
ابتسم فور ان وقعت انظاره عليها و حدث والدتها و هتف برجاء
# و ادعى ربنا يقرب البعيد ،يمكن دعوتك تستجاب
ابتسمت له و ربتت على كتفه فاقترب من فراش من عشقها و عاد يحدث فدوى
# امال استاذ هشام و جمال فين؟
اجابته بايجاز
# فى الشغل
خرجت دون ان تضيف اى حوار آخر تاركه اياهما بمفردهما فامسك راحتها و قبلها برقه و هتف
# محاولتيش تتكلمى؟
اماءت بحزن فهتف على الفور
# هانت، بس صوتك وحشنى
عبراتها نزلت على وجهها بغزاره فمسحها لها بابهامه و اخرج هاتفه و ردد
# بصى انا جايبلك ايه معايا! هو التسجيل ده معايا من كذا يوم بس معرفتش اقعد معاكى لوحدنا عشان اوريهولك
ضغط على زر التشغيل لتشاهد اكرم المتورم الوجه و هو يطلقها رسميا فابتسمت و امسكت بالورقه و القلم و كتبت
( شكرا)
شاكسها بوضع اصبعه اسفل ذقنها و رفع وجهها امامه مرددا
# بس كده؟
عادت تكتب
( انت انسان جميل)
زفر متنهدا بفروغ صبر و عاد لمشاكستها هاتفا
# انسان جميل شكلا يعنى؟
اماءت بلا و حركت يدها و كانها تخبره انه بالمجمل انسان جميل
اقترب اكثر منها و هو جالس بجوارها على الفراش حتى اصبحت انفاسه تضرب عنقها و همس باذنها بنبره صادقه
# بحبك و نفسى اسمعها منك و مش قادر استنى لما تقدرى تتكلمى
اعتدل بجلسته فوجدها مبتسمه ابتسامه واسعه و عادت ترسم ذلك القلب باصابعها فانحنى يقبل اناملها و هتف
# اكتبيها
( بحبك يا سيف)
عض على شفته السفلى و امسك بالورقه و مزقها من الدفتر ثم طواها و وضعها بجيب بدلته الرسميه بجوار قلبه و ربت عليها و هو يهتف
# الكلمه دى مكانها هنا جنب قلبى
اطرقت راسها بخجل فشعر بالانتشاء لمجرد تخيله انها اصبحت له فعاد يمازحها بوقاحه
# عارفه ان شكلك فى البرنص بتاعى مش عايز يروح من بالى
ضربته ضربه خفيفه على صدره كتوبيخ على جرئته فامسك راحتها بقبضته القويه و ظل يثبتها على قلبه يبتسم بمشاكسه و هتف
# سامعه بيدق بسرعه ازاى…انتى السبب على فكره
قاطع تلك اللحظات الرومانسيه دخول والدها برفقه فدوى بعد ان علم انهما بمفردهما فوبخها و دخل بدون ان يطرق الباب ليجد ذلك المشهد الذى جعله يشعر بالغضب فما كان الا انه تحدث بحده
# سيف باشا….من فضلك عايزك بره شويه
تخوفت من رده فعل والدها الحاده فنظرت لسيف برجاء فابتسم لها يطمئنها و ولج للخارج برفقته فما كان الا ان صاح به هشام
# مينفعش كده يا بنى، انت كتر خيرك فى وقفتك معانا بس…..
قاطعه سيف بحسم
# انا طالب ايد دارين يا عمى
نظر له بحده فيبدو انه تحدث من ابنه و قد حسما امرهما بذلك الامر الا و هو الرفض النهائى فاجابه
# و انا مش موافق
تجهمت ملامحه على الفور و انتصب بوقفته ينظر له بغضب و هتف بصوت متحشرج
# اقدر اعرف السبب؟
رد عليه دون تفكير
# مش حغلط الغلطه دى تانى
لم يفهم سيف مقصده فعاتبه
# حتعيشها راهبه من غير جواز؟
اجابه بسخريه
# لا…حجوزها واحد يراعى ربنا فيها
اربد وجهه بالضيق و احتد صوته قليلا و هو يجيبه
# و شايفنى انى مش حراعى ربنا فيها؟
اماء بنعم و هو يضيف
# لانك عمرك ما حتعدل بينها و بين بيتك التانى
تفهم سيف على الفور سبب حدته و رفضه فشعر بالراحه قليلا و اجابه بهدوء
# و اذا كان بيتى التانى ده عند ربنا يا عمى؟
نظر له بفضول و دهشه فاضاف
# انا ارمل
زفر هشام بحزن و عقب
# انا مكنتش اعرف المعلومه دى
اماء له مبتسما و لكن هشام عاد يضيف
# بس برده مش موافق
عاد الوجوم لوجه سيف المحتد و هلل بضيق
# ليييه؟
اجابه هشام باستفاضه
# اولا هى تعتبر على ذمه راجل تانى حتى لو كان الجواز مش قانونى فهو شرعى
قاطعه سيف
# نفس كلام دارين
ناقشه هشام
# طيب ما هى عندها حق و ثانيا انت عندك بنت مش كده؟
اماء سيف موافقا فاضاف الاول
# طيب يبقى ليه بقا اجوزها واحد عنده اولاد تحتاس هى فى تربيتهم ، كفايه عليها بهدله لحد كده
امسكه سيف من ذراعه و سحبه للمقاعد القريبه منهما و اجلسه برفق و ردد بهدوء وثير
# اولا موضوع بنتى الله يرحمها ماتت هى و مامتها فى حادثه و مش حابب اتكلم اكتر من كده فى الموضوع ده لانى بتخطاه بصعوبه
بمشقه حاول كتم عبراته لتذكر غاليتيه ليشعر هشام بالضيق و الخجل من فتح جراحه القديمه دون ان يشعر فعاد يستطرد
#و ثانيا موضوع جوازها انا خلاص حليته
نظر له بتعجب فامسك هاتفه يظهر ذلك التسجيل المرئى لاكرم و هو يطلقها شرعا و اضاف بعد ان انتهى التسجيل
# انا خليته يطلقها شرعى زى ما اتجوزها شرعى اما بقا موضوع الاوراق و القانون و حقها اللى هى عايزه تاخده منه ده فانا ملزم اجيب حق الانسانه اللى حتجوزها بالشكل اللى يرضيها و يرضينى
اتم جملته و كانه يؤكد لوالدها بانه لن يقبل الرفض فنظر له هشام بتفحص و هتف
# بس لو ده حصل حيبقى بالاصول
املء موافقا فعاد هشام يؤكد
# يعنى حتجيب اهلك و الموضوع حيبقى علنى و حنعمل فرح و كل حاجه عشان نسكت بيها لسنه الناس اللى نهشت فى سمعتها
عاد يومئ بالموافقه مؤكدا
# حعمل كل اللى انتو عايزينه
تنفس هشام براحه قليلا بعد ان شعر بجديته و عدم تلاعبه و لكنه اتخذ على عاتقه ان يسأل عنه متخاشيا ذلك الخطأ الذى وقع به فى زواجها من اكرم
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
طرقات متتاليه على الباب دفعت الخادمه لتسرع بفتحه فوجدته يقف امامها بزيه العسكرى و هتف متسائلا
# اللوا طلعت موجود؟
خرج صوت طلعت المرحب بمأمور السجن رفيقه القديم
# يا اهلا يا اهلا يا باشا عاش مين شافك
دلفا غرفه الضيوف و بعد القليل من الحديث الودى تطرق المأمور للامر هاتفا
# انا كنت جايلك فى موضوع يهمنى زى ما هو يهمك
نظراته المتطلعه باهتمام جعلت الاخر يسهب بالحديث و يقص عليه تورط ابنه البكر و الذكر الوحيد له بقصه حب غير متكافئه بل و الادهى انه اخبره
# كل ده مش مهم لان البنت فعلا واضح انها بريئه بس…
تجهم وجهه و هتف طلعت بحده
# هو لسه فيه بس؟
اماء و اخرج ملفها و ناوله لرفيقه و هتف
# اولا هى انسه يعنى متجوزتش و مع ذلك….
صمت لينظر طلعت للتقرير الذى اوضح انها ليست عذراء فاشتدت ملامحه حده و غضب و هو يستمع له
# من ساعه ما انقذته و انا حاسس ان فى حاجه بينهم خصوصا انه لاول مره يميز مسجونه بالتعامل بس انا كنت متخيل انه رد للجميل مش اكتر
ابتلع لعابه ليكمل
# لحد ما حاولو يقتلوها و هو من ساعتها فى مستشفى السجن معاها،لا بييجى الشغل و عمال يعمل تجاوزات كتيره جدا مش حلوه فى حقه و حقنا كلنا يا طلعت
دلفت منار بعد ان استمعت لمعظم حديثهما من الخارج و هى تهتف بصراخ حاد
# اوعى تسيبو يا طلعت، ابنى الوحيد مستحيل اسيبه يقع الوقعه دى
زفر حانقا لتدخلها بالامر فتحرج المأمور و استاذن ليلج خارجا بعد ان ودعه رفيقه و عاد يستمع لصراخها الحاد و المستنكر بعد ان رأت ملفها و الموضوع به صورتها
# بقا بعد ما صبر 3 سنين يقع الوقعه دى؟ البنت دى كانت فى شقته يا طلعت انا شفتها
نظر لها بدهشه فاكملت
# ايوه و الله كانت لابسه البرنص بتاعه و خارجه من اوضه نومه و….
صاح موبخا
# مناااار…. انتى كده بتخوضى فى سمعه ابنك، و بعدين ازاى و هى مسجونه
هتفت بغل
# و هو ابنك يا سياده اللوا….ابنك معاون المأمور حيغلب يعنى
رمقها بعدم تصديق فصاحت تستدعى الخادمه لتسالها
# انتى مش كنتى معايا و شفتى البت دى فى شقه سيف؟
اماءت الخادمه بحرج فوبخها طلعت
# بس بقا…انتى كمان حتخلى الشغاله تشهد على ابنى!
صاحت بغضب
# انت حتسكت على كده؟
ظل يفكر بصمت حتى امسك هاتفه و اتصل به يأمره بحده فور ان اجاب
# ايوه يا سيف…سيب اللى فى ايدك و تعالى فورا
تعجب سيف من نبره والده و وقف يستأذن هشام و ابتعد قليلا يهتف بضيق
# فى ايه يا بابا؟
اجابه الاخير بصرامه
# بقولك سيب اللى فى ايدك و تعالى البيت فورا و مش حكرر كلامى تانى
اربد وجهه بالضيق فاغلق معه الهاتف و عاد يحدث هشام بحرج
# انا مضطر امشى و اكيد حنتكلم تانى باستفاضه اكبر من كده بس لما دارين تقوم بالسلامه
اماء هشام موافقا بعد ان اقتنع بحسن نيته فاضاف سيف بتوتر
# طيب تسمحلى با عمى اسلم عليها قبل ما امشى؟
تعجب و ابتسم نصف ابتسامه لدعوته له بذلك اللقب و كانه قبل امر زواجه من ابنته و انتهى الامر فاومئ موافقا ليدلف سيف و جلس بجوارها على الفراش يهتف
# انا ماشى و حعدى عليكى تانى
تعلقت بذراعه برهبه و رعب تستفسر بعينها بلهفه عما دار مع ابيها فافترب منها اكثر و همس لها
# انا طلبت ايدك من باباكى….يعنى بقينا فى حكم المخطوبين دلوقتى، ماشى يا ديدو
ابتسمت ابتسامه عميقه من تدليله و لكن عاد الحزن على وجهها بتخوف فاضاف
# خفى بسرعه عشان مستعجل
لم تستطيع اخفاء تورد وجهها و خفقات قلبها فمن لا يقع لرجل مثله حتى و ان حاربت مشاعرها؟
مد راحته يتلمس وجنتها برقه يداعبها بخفه و اقترب بجرأه طابعا قبله عميقه على وجنتها و استأذن ليغادر
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظل يجلس باحد اركان الزنزانه الضيقه و المظلمه يفكر ماذا يفعل بحاله فاقترب منه احد المساجين ممن اعتادوا مضايقته و امال بجسده يهتف بتحرش
# ما تقومى يا حلوه تهزيلنا شويه بدل الزهق ده
انتفض من مكانه و هرع للباب الحديدى يصرخ طلبا للنجده فور ان امتدت يد السجين لتتلمس اجزاء من جسده بوقاحه فظل على حاله الهياج حتى فتح العسكرى المرابط على الباب تلك النافذه الصغيره يهتف بتحذير
# لو صوتكم طلع يا زباله منك له حدخل ادور فيكم الضرب لما يبان لكم صحاب
توسله اكرم
# انا عايز الباشا رئيس المباحث…قوله عندى معلومات مهمه للقضيه..ابوس ايدك
توسله و رجاه و ذلل من قدر نفسه حتى انصاع العسكرى لامره و فور ان دلف مكتبه هتف
# انا مستعد احكى لسيادتك على كل حاجه بس تضمنلى الحمايه
نظر له رئيس المباحث بنظرات واجمه و هتف
# مش لما اسمع اللى عندك و بعدها انا اشوف له قيمه و لا لأ!
اجابه بتاكيد
# لا من ناحيه له قيمه، فهو له قيمه و نص كمان لانه حيكشف حاجات كتير اوى محدش يعرفها و يمكن يحللك قضايا كتير كانت بتتقيد ضد مجهول
لمعت عينه بالفضول و اماء له موافقا و لكنه هتف
# طيب انا حسمع منك بس بشرط
انتظره يكمل فاضاف
# سيف باشا المهدى حيحضر و يسمع كل حاجه من اللى ناوى تقولها
وافق بالطبع فهو لا يملك خيار اخر سوى التفاوض ربما لتخفيف الحكم او اى امر يبعده عن حبل المشنقه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلف سيف بخطوات متعجله لداخل منزل والديه فوجدهما يجلسا بالشرفه فى انتظاره برفقه اخته و زوجها فهتف ببسمه مزيفه
# متجمعين عند النبى ان شاء الله
لم يعقب اى منهم على مزحته فسحب مقعد و جلس بجوارهم وردد بجديه
# خير؟ فى ايه؟
صرخت منار
# اسمع يا سيف لو فاكر انك كبرت و تقدر…..
قاطعها طلعت
# اسكتى انتى يا منار
ظلت نظراته تتنقل بين والديه يريد فهم ماذا يحدث حتى قطع تفكيره حديث والده الفج
# البت الصايعه رد السجون اللى انت لايف عليها دى تنهى علاقتك بيها فورا و الا……
صمت رافعا سبابته محذرا بتعابير واجمه فرفع سيف حاجبه الايسر يجيبه
# و الا ايه يا بابا؟
انتفخت فتحتى انفه بالغضب يردد
# و الا حتبرا منك انا و امك و اختك، لا تبقى مننا و لا عايزين نشوفك تانى
لتتدخل اخته بالحديث
# ما هو مش بعد العمر ده يا سيف و بعد نيڤين الله يرحمها تروح تعرف واحده رد سجون
لتكمل منار بتقزز
# لا… و واحده صايعه مسلماك نفسها و انا قفشاكم فى البيت بنفسى مع انك عرفت تثبتى يومها بس خلاص بعد…..
صاح هادرا
# بس…بس ولا كلمه زياده فى حقها، بلاش رمى محصنات يا حافظين كتاب الله
وقف والده بشموخ و حدثه بشده
# انت اللى حتعلمنا الصح من الغلط و انت الغلط راكبك من ساسك لراسك، حصل و لا محصلش ان البنت دى كانت عندك فى البيت؟
اماء معقبا
# حصل بس….
قاطعه باخراج تقريرها الطبى الذى يفيد بانها غير عذراء ليكمل
# التقرير ده مظبوط و لا فيه غلط؟
نظر داخل الاوراق ليفهم كيفيه علمهم بالامر فاجاب
# كل حاجه ليها سبب لو انتو عايزين تسمعو….بس انتو سمعتو من طرف واحد و اخدتو قراركم من غير ما تكلفو نفسكم تسمعو ابنكم و تفهموه
اقتربت ساره تربت عليه بحنين
# احنا فاهمين انك حاسس ناحيتها برد جميل عشان انقذتك
حسنا هو الان يفكر فيبدو ان المأمور لم يبخل بأى معلومات بحوزته و اخبرهم بكل ما يعلمه عنها لتكمل ساره
# بس مش هى دى اللى تنفعك يا سيف
ابتسم بسخريه يهتف
# و يا ترى مين اللى تنفعنى من وجه نظركم بما ان القرتر فى ايدكم؟
اجابته والدته
# هايدى بنت خالك ، اهى مننا و عارفين اصلها و فصلها و….
قاطعها بسخريه
# بس دى مطلقه يعنى مش بنت بنوت هى كمان!
اضافت منار توبخه
# اه مطلقه مش مدوراها
نظراته الناريه التى خرجت من مقلتيها بحده جعلت الجالسين امامه يشعروا بمدى اصراره على الامر بالاخص عندما اتبع نظراته صرخه مدويه حاده بصوته الاجش المخيف
# مش حسمح انكم تتكلمو عنها بالشكل ده تانى ده لو عايزين نفضل اهل!
وقف والده ينظر له بوجوم متعجبا
# للدرجه دى يا سيف؟ بقا انت اللى بتهددنا، انت متخيل اننا حنسمح بالمهزله دى؟
عزم على الرحيل مردفا و هو يوليهم ظهره
# و الله براحتكم، انا كنت عايز اقعد و افهمكم الموضوع صح بس انتو واخدين قراركم و مش عايزين تسمعو غير لصوتكم انتم فبراحتكم
امسكته والدته تدفعه بحده حتى يفيق من غفلته
# انت يا سيف تتكلم معانا كده عشان واحده…..
التفت لها بحده يحذرها بسبابته
# ماما….ارجوكى بلاش
امرها طلعت بوجوم
# سبيه….مش هو بيهددنا!! يبقى سبيه و لو فكر يكمل فى السكه اللى هو ماشى فيها دى ينسى ان له اهل من اصله
ظلت حرب النظرات بينه و بين والده الذى اظهر التصميم على وجهه فهتف
# انسى البنت دى با سيف عشان مش حقبل ابدا مهما حصل انها تبقى عشيقتك حتى
ابتسم له سيف بسمه ذات مغذى و اضاف
# انا خطبتها من اهلها
زفر انفاسه بشده و احمرت حدقتيه و هو يصرخ بابنه
# للدرجه دى ملناش قيمه عندك….امشى اطلع بره و ابقى خلى نسايبك اللى يشرفو ينفعوك يا زباله
احتدت معالمه من اثر اهانه والده له امام اخته الصغرى و زوجها فاجاب
# حضرتك باعت جايب اختى الصغيره و جوزها عشان تهزقنى قدامهم؟
اجابته ساره
# يا حبيبى انا اختك و خايفه على مصلحتك و….
قاطعها بغضب
# اللى بيدينى حاجه يوقفها
صرخت منار
# هو موضوع فلوس،؟ احنا خايفين عليك يا بنى من البنت دى تضحك عليك و….
عاد ينظر لها مقاطعا
# قلتلكم انكم متعرفوش الحقيقه كامله لكن انتو مصرين على رايكم
تعنتهم بذلك الشكل جعله يلقى اخر كلماته و هو مغادرا منزل والديه
# لو باقين عليا كنتو سمعتونى و فهمتو وجهه نظرى لكن اصراركم ملوش غير معنى واحد انكم مش فارق معاكم مشاعرى
فتح باب المنزل و اضاف
# راجعو نفسكم و لما تفتكرو مين هو سيف المهدى تربيتكم حتفهمو انى مستحيل اقع فى الغلط او اختيارى يكون عليه شبهات
تحرك للخارج و والدته تحاول ايقافه فهتف
# انا حستنى دارين تخرج من المستشفى و قضيتها تخلص عشان نتجوز و لحد ما الوقت ده ييجى حيكون عندكم اكتر من فرثه تراجعو نفسكم لكن…
صمت ينظر فى وجوه الجميع و هتف مؤكدا
# لو اضطرتونى اروح لاهلها لوحدى ساعتها انا اللى حنسى ان ليا اهل خالص سلام
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
يستطيع الكذب ان يدور حول الارض فى انتظار ان ترتدى الحقيقه حذاءها
مارك توين
جلس بذهو عاقدا حاجبيه قدمه اليسرى تعلو يمناه يحركها بطريقه متتاليه بتزامن منتظم ينظر الى ساعته بين الفينه و الاخرى حتى دلف سعد الدين الذى قام باستدعاءه و اصر على رفيقه رئيس المباحث ان يحضر معه ذلك الاعتراف المنتظر
ها هو يخالف القانون مره اخرى و يستغل مركزه و علاقاته فقط من اجلها فما يحدث الآن ليس له علاقه بالقانون و ستُزيف الجلسه و كأنما ذلك الاعتراف حدث بحضور الاشخاص المعنيه فقط و لن يتم ذكرهما بالمحاضر الرسميه
دلف اكرم باجهاد و تعب و هو رث الحال يبدو ان السجن قد اقتص منه و ثأر لكل افعاله الدنيئه و لكن هل هذا كافى؟
تحدث رئيس المباحث بنبره ودوده حتى لا يهاب الحضور
# اقعد يا اكرم
جلس يفرك اصابعه بعضها كدعم معنوى يقدمه لنفسه فهو لا يعلم هل اتخذ القرار الصحيح بما ينتوى عمله ام لا؟ و لكن حسه الذكى قد ايقن انه هالك و ربما لن تواتيه فرصه افضل من ذلك
نظر حوله فوجد رئيس المباحث و مساعديه و محامى دارين الذى يعلمه جيدا و هذا الشخص ذو الزى العسكرى الذى لا يعلم ما صفته بالتحديد و لكنه يبدو انه يهتم لامرها كثيرا لدرجه ان يكيل له الضربات الموجعه و المؤلمه بذلك الشكل فقط ليطلقها
زفر رئيس المباحث بفروغ صبر و هتف
# حنفضل هنا طول اليوم و لا ايه يا اكرم؟ قول اللى عندك
رفعع بصره باتجاهه و هتف
# انا ححكى على كل حاجه من لحظه ما اشتغلت فى مكتب ناصر الصواف و لحد اللحظه دى بس انا عايز أامن نفسى
ضيق رئيس المباحث حدقتيه و هتف
# تأمن نفسك من ايه؟
ابتلع لعابه بغصه و وضع قبضه يده يفرك بها عنقه برعب و هو يهتف
# من حبل المشنقه
رفع سيف حاجبه الايسر و نظر بصمت و كبح جموحه قدر المستطاع فكما اخبره سعد الدين انه يمكن ان يتلاعب بهم من فظنته و ذكاءه الاجرامى فحثه على الصمت طوال فتره الاعتراف
ردد رئيس المباحث بجديه
# ايمه اللى عندك يا اكرم و يتسجل فى اعتراف رسمى و بعدها اقدمه للنائب العام و هو اللى يحدد اذا يعتبرك شاهد او جانى
اماء بتفهم فهو يعلم ان ادله الادانه قاطعه و لا فرار منها فهتف بشرح مستفيض
# انا بدءت شغلى فى مكتب ناصر الصواف و…..
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فلاش باك***
نظر له ناصر يحاول ان يفهم تلك العقليه الفذه التى وقع عليها فهو يستطيع الاستفاده منه بكافه الطرق فهتف مؤكدا
# كل اللى انت عايزه حيتعمل يا اكرم و حرشحك تشتغل معاهم كمان بس…
صمت ليسترعى انتباهه و استطرد
# انا كمان لازم استفيد
اجابه
# ايه نوع الاستفاده اللى عايزها؟…منا قلتلك حخلى كل حاجه تخص الشئون القانونيه تحت امرك، ده لو نجحت فى اللى انا عايزه
ابتسم و كأنه يعلم مسبقا بان ذلك الداهيه سنجح لا محاله و هتف
# حتنجح يا اكرم، بذكاءك حتنجح، و بمساعدتى حتنجح، و بكل الظروف و الجوابات حتنجح
اطلق مزحته منتظرا منه ان يبادله المزاح ولكن اكرم صب جام تركيزه على مخططه الذى لا بد له من النجاح حتى تنتشله من القاع الذى يعيش به
نظر له بتعمق و هتف
# انا حساعدك تكوش على ثروتهم كلها بس حيكون ليا النص، ها ايه رايك؟
قوس فمه و هتف
# اسمع الاول
جلس على مقعده الجلدى باريحيه و اخذ يشرح له
# اولا لازم تنسى اهلك خالص، ماما اللى بتبيع جبنه فى الحاره و بابا اللى شغال فراش دول يتنسو خالص
اجابه اكرم بابتذال
# اعتبرهم ماتو
لمعت عينه لرده فعله الغير متوقعه حتى له الذى ايقن انه لم و لن يفهم تلك الشخصيه المعقده و المسماه باكرم المغربى
اضاف ناصر
# و تانى حاجه اسمك ده حينفعنا جامد لان عيله المغربى عيله كبيره جدا، بس طبعا مش حينفع تظهر قدامها انك من الطرف الحكيان اللى فى العيله، انت حتبان انك من الطرف اللى كان غنى بس جرا عليه الزمن و اتدهور بيه الحال
صدحت ضحكته و هو يكمل
# عزيز قوم ذل يعنى
اماء موافقا على حديثه ثم اخذ يشرح له كيفيه ايقاعها بشباكه و ما تحب و تكره و بالطبع هو استعان بتعامله معها طوال فتره تولى مكتبه القضايا الخاصه بشركات والدها و ايضا من الجواسيس الذيم يعملون لديه و لكن تحت امرة چيهان ووالدها
استطاع بعد توجيهات ناصر و بوقت قصير ان يستحوذ على تفكيرها بل الاكثر انه اتم خطبته منها و تولى اداره الشركه فى وقت قصير بعد ان استطاع التفرقه بين والد چيهان و اخاه الراحل و الذى هو نفسه والد نيللى
بعد زيجتهما بوقت قصير بدءا الجزء الثانى من مخططهما معا و ذلك بتطويع شركه السياحه لطمس الاعمال المنافيه للقانون التى تترأسها شركه المحاماه التابعه لناصر الصواف و لموكيله بدءا من تهريب الاثار و تجاره المخدرات و غيرها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
لمعت اعين الحاضرين من استماعهم لطرق التهريب العجيبه التى اتبعها اكرم بتطويع شركه السياحه و ايضا اعترى الذهول ملامحهم جميعا من الاسماء المتورطه بتلك القضيه التى ستهز الرأى العام لا محاله
هنا لم يتمالك سيف نفسه بعد ان شعر انه لربما ينجح بالفرار من عقوبته اذا ما ابرم تلك الصفقه مع الحكومه بالشهاده ضد تلك الاسماء مقابل ان يخرج من قضيته او على الاقل يأخذ حكما مخففا فصرخ بحده
# كل ده هرى على الفاضى لان البيه اكيد معهوش دليل ادانه على اسامى العمالقه اللى عمال يقول عليها و لا حتى يقدر يدين ناصر الصواف بحاجه
نظر له اكرم مبتسما بنصر و اجابه بهدوء
# عندى كل الادله اللى تدخل كل واحد فيهم السجن مدى الحياه و يمكن كمان باعدام
رمقه رئيس المباحث بنظرات متشككه و هتف حانقا
# كمل…انا عايز اعرف جريمه القتل و التلفيق و الحوار ده كله ،احكيلى من الاول و بالتفصيل الممل
اماءله موافقا بل و مرحبا فهتف
# چيهان مكانتش البنت الكيوت اللى وقعت فى حب واحد اقل منها فى المستوى و اتجوزته و خلاص…دى اخبث انسانه انا اتعاملت معاها فى حياتى
زغره سيف باستهزاء و اردف
# و هو فى اخبث منك؟
احابه بايماءه طفيفه
# ايوه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فلاش باك ***
ظل اكرم يشاغلها فلم تأخذ منه وقت حتى وقعت بحباله الشائكه و لكن سرعان ما انكشف الوجه الحقيقى و ازيل قناع البراءه التى ترتديه بدءا من ليله الزفاف
انتفض بعد ان اتم معاشرتها ينظر لها بوجوم و وجه يتخضب بحمره غاضبه و جلس على طرف الفراش يرتدى ملابسه وامسك بسجائره يحرقها و يحرق صدره معها فلفت هى ملاءه الفراش على جسدها و اقتربت منه بدلال هاتفه
# مالك يا اكرم كانك شفت عفريت!
التفت لها بحنق و سألها
# مين اللى لمسك قبلى؟
ضحكت بسخريه و اجابته بلا مبالاه
# و عايز تعرف ليه؟ حتفرق معاك؟
تجهم وجهه و اضيقت حدقتيه و صاح عنيفاً
# ايه الاستهتار ده؟عادى كده انى اتفاجئ كده؟
ضحدت بخفه و هتفت
# اولا انا مسألتكش عن ماضيك قبلى و زى ما حياتك قبل جوازنا تخصك لوحدك ،فانا كمان حياتى تخصنى لوحدى و ما اظنش…..
قاطعها يضرب الفراش بجواره
# افندم….انتى ازاى عايزه تساوى نفسك بيا؟
اجابته بسخريه لاذعه
# فعلا…ماينفعش نتساوى ببعض، لان انا چبهان مهران بنت الحسب و النسب و انت اكرم المغربى ابن الفراش
لمعت عينه بالغضب فاضافت
# كنت فاكر انى معرفش و لا دخلت عليا القصه العبيطه اللى قلفتها عن اهلك دى، انا سألت و عرفت عنك و عن اهلك كل حاجه، بس عشان حبيتك مهمنيش و قلت دى حياته الخاصه و انا مليش دخل بيها
ابتلع غصه آلمت رجولته قبل حلقه و ابتلع الاهانه بجوفه و هو ينظر لها بغضب و هتف متذمراً
# انتى مين؟
اجابته بكبر
# چيهان مهران اللى مكنتش تحلم تكلمها مش تتجوزها يا اكرم و اللى بجوازك منها بقيت اكرم بيه و لسه بكره اخليك اكبر رجل اعمال فى البلد و حخلى بابى يمسكك كل حاجه و تبقى الكل فى الكل
اجابها بحده
# ده مقابل انى اسكت على فضيحتك؟
زغرت بعينها و هتفت بثقه
# لا يا اكرم…. لان بعمليه ب3 مليم كنت ممكن تشربها بس انا لا بخاف و لا عندى حاجه اخبيها و عموما براحتك شوف انت عايز ايه و اهو كان Nice time baby
زفر انفاسه المعبئه بدخان سجائره و هو يسمعها تكمل
# لو مش مبسوط نتطلق و Take it easy
اخذ يفكر بقراره المصيرى فهل يعبأ بامر عذريتها او باى شيئ ؟ بالطبع لا و حتى و ان اضطر ان يبيع جسدها مقابل ان يعلو شأنه فسيفعل و يبدو انه لن يحتاج لتأجير عاهره خاصه حتى ترضى رجال الاعمال الذين تجمعهم مصالح مشتركه فعاهرته او بالاحرى زوجته ستفى بالغرض
تصنع الحزن و رمى عقب سيجارته و نظر لها بحده مصطنعه و هتف
# انا غيرتى وحشه ،و عشان انا بحبك و انتى مضحكتيش عليا زى ما قلتى بالعمليه فانا حسامحك ،بس بشرط
ابتسمت بسخريه مردده
# اؤمر يا بيبى
اجابها
# من اللحظه دى انتى بتاعتى انا و بس
شاكسته بدلال و تعلقت برقبته و هتفت و هى تقبل عنقه
# كلى ملكك يا اكرم ،حالى و مالى و قلبى و جسمى بتاعك انت و بس
ظلت انظار الجالسين تنظر له بتقزز مما استمعوا له فكيف يسمح الرجل لنفسه ان يصبح ديوثا لهذه الدرجه من اجل المال او السلطه فعاد يقص عليهم توليه اعمال الشركه المملوكه لوالدها و من ثم تعرفه على دارين ليشعر تجاهها بمشاعر صادقه فى البدايه فهى تعوضه كل ما يفتقده بزوجته التى لا تحترم وجوده مطلقا خصوصا بعدما علم بعدم قدره چيهان على الانجاب ففكر انه من حقه تكوين اسره و ابناء
ردد بحزن
# انا حبيت دارين بجد بس…
صمت قليلا فزاد الحنق بعين سيف الذى لمحه سعد الدين على الفور و هو يكور قبضه يده بشراسه فوضع راحته عليها ليهدءه ليعودا و يستمعا له
# و جوازى منها كان المفروض يكمل بعد ما اكون عرفت أامن نفسى ماديا بس چيهان عرفت زى ما بتعرف كل حاجه و طلبت منى اتجوزها باوراق مزوره و اخلف منها و نكتب البيبى باسمها
احتدت نظراته تجاه هذا الحقير و اخذ يضغط على اسنانه من الغيظ فكيف وقعت حبيبته ببراثن ذلك الذئب؟
اضاف اكرم بأسف لا تعلم مدى صحته من اصطناعه لشده اتقانه
# اضطريت اوافقها عشان مكنتش لسه أمنت نفسى و قلت بعدين ابقى اظبط كل حاجه بس دارين حملت بسرعه جدا و اتفاجئت بده و لقيت نفسى بقول لچيهان يمكن اعرف استفاد من الحمل
صمت ينظر لوجوههم و استطرد
# بس طبعا چيهان هانم رجعت فى كلامها و اتفاقها معايا و قالت انها مش عايزه البيبى ده و خيرتنى بين انى انزله او اطلقها و ارجع تانى تحت الصفر و بعدها عرضت عليا ديل ميترفضتش
حمحم رئيس المباحث مستفهما فاجاب
# عرضت عليا انزل الحمل فى مقابل انها تكتبلى نص ثروتها بعد ما كان ابوها مات و لقناه كاتب لها كل ثروته
غامت اعين سيف بسحابه سوداء فمِما مصنوع ذلك الاكرم؟ هل صنع من جحيم الشياطين ام اتى من قاع جهنم؟
استمر يقص عليهم وضعه لحبوب الاجهاض بعصيرها و اخذه لها لاحد الاطباء بعد الاتفاق معه على اكمال عمليه اجهاض الحنين و عاد يكمل
# بس لما دارين اجهضت الجنين رجعت لچيهان اقولها بس طلعت اخبث منى و لغت العرض بتاعها و قالت لى انها مش حينفع تدينى الامان الا لو اكدتلها انى مش حتجوز عليها و لا حخلف من اى واحده، حطت شرط عشان تكتب لى نص ثروتها ان ميكونش ليا ورثه حتى اهلى
صمت قليلا يستجمع شجاعه زائفه عندنا وجد اوجه الجميع مسلطه عليه بل و تنظر له بدهشه مقرونه بحنق دفين فاكمل بتلعثم
# اتفاجئت بيها طالبه منى اسيب دارين و اخرج اهلى من حياتى نهائى و انا هاودتها انى حعمل كل حاجه بس هى بعتت لدارين و فعلا مكنتش اعرف هى ناويه على ايه و اتفاجئت بيها بتكلمنى و ان دارين عندها، انا طبعا زعقت و جريت بسرعه لانى مكنتش عايز اخسر دارين بسرعه كده
ابتلع لعابه بغصه مرتعبه و عاد تمثيل مشهد صراعه مع القتيله
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فلاش باك ***
هرع بلهفه دالفا من بوابه ڤيلته فوجدها تجلس مكانها تدخن بامتعاض وجهها فانقض على ذراعها يسحبها منه بعنف هادرا
# ايه اللى بتعمليه ده؟انتى ازاى تتصرفى من دماغك؟
اجابته ببرود و تبلد
# قلت اعفيك من الحرج و اقولها على كل حاجه، بس طلعت خفيفه و مستحملتش تسمع و لا صدقت عنك حاجه
امسك ذراعها بقسوه و ردد
# كفايه بقا…. انتى عماله تبيعى و تشترى فيا ليه؟
اجابته بعصبيه
# انت هنا رهن اشارتى….بكلمه منى ارجعك حافى تمسح السلالم مع ابوك، و متنساش انت متجوز مين يا اكرم
نظر لها بتقزز و هتف
# متجوز انسانه حقوده و غلاويه، انتى خلتينى قتلت ابنى بايدى و فى الاخر طلعتى بتضحكى عليا، ليه كده؟
اجابته بلامبالاه
# عادى…هو ده اللى مأثر فيك؟ اسمع يا اكرم
اقتربت منه بوجه جامد و ملامح حاده و هتفت بتوعد
# حكايتك مع البت دى تنتهى انهارده مش بكره فاهم
هتف بمحايله
# ادينى كام يوم بس اعرف حعمل ايه فى ورطه العقد المزور؟
ابتسمت بخفه و هتفت
# ميخصنيش
ضغط على اسنانه بغل و هتف
# بس انا ممكن اتسجن، اصبرى اعرف اخرج نفسى من غير شوشره حتكون ليكى قبل ما تكون ليا
اجابته باهمال
# ولا يهمنى و لا يفرق معايا، انهارده الموضوع ده يخلص يا اما ترجع للحاره اللى انت جاى منها و الشغل اياه اللى بتعمله من تحت الترابيزه ده حبلغ عنه البوليس، فاهم!
توعدها له بهذا الشكل اخرجه من طور هدوءه الزائف فاختلجت ملامح وجهه و صرخ بها
# و بعد ما اعمل كده….حتنفذى وعدك ليا؟
امالت راسها للجانب باستهزاء و طريقه مسرحيه و هتفت مؤكده
# فى مثل بلدى كده بيقول ابنى على كتفى و اروح ادور عليه
اجابها
# مش فاهم
هتفت تشرح له
# يعنى فلوسى و مالى فى جيبى ،اكتبهولك و بعدها تبيع و تشترى فيا، لا يا حبيبى I’m sorry
ابتلع لعابه و هتف بحنق
# قصدك ايه يا چيهان؟
اجابته ببرود
# يعنى حتفضل كده طول عمرك دماغك تحت جزمتى ،عشان تبقى تعرف تبص بره تانى كويس يا اكرم
ثم التفتت و هى تلوح بيدها بطريقه مبتذله
# تشاو يا بيبى
التفتت تتحرك ناحيه الاريكه لتجلس فلم يشعر بنفسه الا عندما سحبها من الخلف و قام بكسر عنقها بحركه سريعه منه اودت فى الحال بحياتها
ظل واقفا ينظر لجسدها المسجى امامه فابتلع لعابه بخوف و ذعر فامسك هاتفه الاحتياطى الذى يستخدمه لاعماله الغير شرعيه و اتصل بناصر يخبره ما حدث من مشاده بينهما انتهت بقتلها
استمع له ناصر و هتف يوبخه
# انت حمار يا بنى؟….من امتى و انت مش بتعرف تتحكم فى تصرفاتك و انفعلاتك كده؟
اكد عليه حنقه و امتعاضه
# ماستحملتش يا اخى…. دى بنى ادمه تستاهل الحرق
زفر باستسلام من افعاله و ردد
# طيب امسح بصماتك من على رقبتها و اتصل بالبوليس بلغ و انا حتصرف
ليقص عليه التفاصيل المحكمه للقضيه بابعادها و تلفيقها لدارين فردد اكرم برفض
# مفيش حل تانى غير انها تلبسها؟
اجابه بتأكيد
# يا هى يا انت….اختار
بالطبع سيختار نفسه فنفسه اولى و اهم ليكمل ناصر تعليماته بحذف تسجيلات كاميرات المراقبه فهتف اكرم مؤكدا
# اصلا الكاميرات بايظه من قبل وفاه ابو چيهان فمتقلقش من النقطه دى
و تم الامر على ذلك بتوجيه اصابع الاتهام من قبله هو لها و من ثم ارساله لمحاميه حتى يوهمها انه سيدافع عنها و يتولى زمام القضيه لتجد نفسها قد تورطت بجريمه قتل لا تعلم عنها شيئا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
لم تجد صعوبه مطلقا فى تخطى تلك البوابات الحديديه العاليه و لا الحرس المرابطين عليها، فمركزها كمستشاره جعل الامر سهل عليها
تقصت عن مكانها من المأمور الذى يعمل وليدها تحت امرته و قررت ان تزورها زياره غير ساره و إما ان تضع قدمها بموقف حاسم لذلك الامر و إما ان تخصر وليدها البكر لصالح ما اطلقت عليها (ارباب السجون)
وقفت امام باب غرفتها و امرت الحارس المرابط عليه ان يسمح لها بالدخول ففعل دون اعتراض بعد ان علم بشخصيتها
وجدت الممرضه تقف بجوار فراشها تعطيها الادويه بنفس الطريقه المؤلمه نفسيا و ليس جسديا و والدتها تصلى بجوارها و منخرطه تماما فى الصلاه
رفعت دارين راسها فلمعت عيناها فور ان رأتها و عرفتها على الفور فبللت شفتاها بطرف لسانها بعد ان تحسنت قليلا و اصبحت تستطيع اذدراء لعابها و ربما اخراج صوتا ضعيفا من فمها
اقتربت منار من فراشها و انحنت تبتسم لها بوجه ممتعض و هتفت
# سلامتك
رفعت دارين يدها تخبرها بالترحيب دون التحدث فهتفت منار متسائله
# ايه مش عايزه تردى عليا؟
اجابتها الممرضه بالنيابه عنها
# هى مش عارفه تتكلم، بس الحمد لله الدكتور قال ان فى تحسن جامد و ان شاء الله صوتها يرجع احسن من الاول
انهت فدوى صلاتها و اقتربت ترحب بالضيفه المجهوله بالنسبه لها فمدت ذراعها تسلم
# اهلا و سهلا، اتفضلى
جلست على مقعد مجاور لفراشها فهتفت فدوى بحرج
# معلش، بس مين حضرتك؟
اجابتها بشموخ
# انا ابقى حرم اللوا طلعت المهدى و ام سياده المعاون سيف المهدى
ابتسمت فدوى على الفور و اقتربت لتحتضنها بترحيب حار و هى تهمهم بصدق
# يا اهلا يا اهلا….كلك ذوق و الله، ده سيف ربنا يكرمه و الله مسبناش لحظه
ظلت دارين تحاول ان تنبه والدتها لملامح وجه منار الرافضه لذلك الترحيب و تلك الاحضان و ربما للامر برمته فاخرجت صوتا خافتا لم تسمعه والدتها بسبب ضوضاء صوتها المرحب بضيفتها
هتفت فدوى بموده
# استنى بقا اما افتحلك عصير
رفعت يدها بعزه و هتفت رافضه
# لا متشكره، انا جايه ازور دارين لان زياره المريض واجبه و لا ايه ؟
ابتسمت لها فدوى و ابتعدت قليلا عندما التفت وجه منار تصب كامل تركيزها على وجه دارين الذابل فهتفت بحزن مصطنع
# ياااه…ده انت شكلك تعبان خالص، كان وشك احسن من كده لما شفتك فى شقه ابنى
تزامن حديثها دخول كل من هشام و جمال و زوجته معا فاستمعوا جميعا لحديثها الغير لائق
اقترب جمال بوجه غاضب و هتف بحده
# مين الاستاذه؟
حاولت فدوى تدارك الامر و ربما طمس الحقيقه و لكن منار كانت الاسبق بالرد
# انا والده سيف
اماء اماءه بسيطه ممتعضه و هتف بفضول
# حضرتك بتقولى ايه عن اختى؟ انا مش فاهم؟
رددت بكل وقاحه
# بقول ان شكلها اتغير عن لما شفتها فى شقه سيف، ايه الغريب فى اللى بقوله؟
تدخل هشام يحاول الدفاع عن ابنته و صرخ بها
# مين دى اللى كانت فى شقه مين يا ست انتى؟ ايه الكلام الفارغ ده؟ اذا ما كان بنتى محبوسه على ذمه قضيه و اديها اهى فى المستشفى
استغلت فرصه عدم استطاعه دارين الرد عليها فالتفتت تتصنع الدهشه و هى تردد
# هم اهلك ميعرفوش انك كنتى فى شقه ابنى عريانه و بالبرنص بتاعه؟
حاول هشام التهجم عليها فوقف جمال بينه و بينها كحائط سد يمنعه و لكنها لم تكف عن حديثها فاكملت
# اكيد سيف استغل وظيفته عشان يعرف ياخدها شقته، زى ما هو بيستغلها دلوقتى و مخلى مستشفى السجن كانها مستشفى خمس نجوم
عبراتها المنساقه على وجهها نزولا على وجنتيها و رقبتها لم تشفع لها امامها و ظلت تتحدث بحده و تخبرهم ما رأته و ما فهمته
# دخلت شقه ابنى العاذب لقيتها خارجه من الحمام و عريانه و البيه بيشترى طلبات باقى السهره
ظل جمال ممسك بأبيه و رمق منار بنظرات ناريه محذره و هتف بصوت خشن
# كفايه يا استاذه
قاطعته رافعه يدها
# انا المستشاره منار الرفاعى
اماء موافقا و اردف
# كفايه يا سياده المستشاره….حلو كده؟ بس كفابه رمى الناس بالباطل
نفت عنها تهمه رمى المحصنات و نظرت لدارين و هتفت تسألها ببراءه منافيه تماما للموقف
# انا قلت حاجه محصلتش؟
لم تجب او حتى تحرك طرف عينها فأقترب هشام منها يسألها باهتمام
# دارين….ايه الكلام ده؟ الست دى بتقول ايه يا بنتى؟
ظلت عبراتها تنهمر على وجنتيها فاضافت منار بقسوه
# بصو كلكم…انا جايه انهارده عشان اقول لكم كلمتين و بس، ابنى يعمل اللى هو عايزه هو حر فى النهايه هو راجل و مفيش خاجه تعيبه ، انما توصل انه يفكر يتجوزها؟ فهو ده اللى مستحيل اوافق عليه ابدا
فطن ذهن جمال لحديثها فهتف متسائلا
# و هو ابنك متعود يطلب الجواز من البنات اللى حضرتك بتحاولى توصلى ان دارين منهم؟
هتفت بحده
# انا ميهمنيش اتناقش معاكم فى حاجه….. كل اللى عايزه اقوله قلته
التفتت تنظر لدارين رافعه سبابتها و صرخت بحده
# ابعدى عن ابنى بدل ما حتلاقى ابواب جهنم كلها اتفتحت فى وشك ، انتى متعرفيش لا عيله المهدى و لا عيله الرفاعى يقدرو يعملو فيكى ايه؟
انهت حديثها و اتجهت للخارج تصفع خلفها الباب فشهقت فدوى بخصه و هتفت بحنق
# وليه سماويه و حربايه….يا ساتر بقا دى ام سيف الذوق المحترم ده؟
لم يكن يصغى لاى من هراء زوجته فقط ركز انظاره على ابنته المسجاه على فراشها و امسك الورقه و القلم و وضعهما براحتها بحده و هتف بغضب
# اللى قالته الست دى مظبوط؟ روحتى معاه شقته؟
ظلت صامته فصرخ بحده ارجفتها
# انطقى و لا حركى وشك و لا اكتبى، المهم تجاوبى عليا…بنتى كانت فى شقه البنى ادم ده بتعمل ايه؟
امسكت الورقه و القلم و كتبت فيها كل ما حدث ذلك اليوم بدءا من رغبته الزواج بها و بعدها عرضه عليها بان تتمنى اى شيئ ليفعله فرددت على سبيل المزاح امر المراحيض السيئه للسجن و عرضه عليها بالصعود لشقته و اكدت على عدم صعوده معها تكتب
( و الله يا بابا ادانى المفتاح و مطلعش معايا،و مامته لما جت هى اتصلت بيه و خلته يطلع، فكرتنى واحده من اياهم)
قرأ هشام ما كتبته و نظر له بوجه حانق و ردد بضيق و حزن
# يا خساره تربيتى….. كل الحريه و المسايسه اللى عاملتك بيهم استغلتيهم اسوء استغلال
زفر بحده يصرخ بها
# مش مكفيكى المصايب اللى احنا فيها بسبب تصرفاتك الغلط و اللى لسه مش عارفين حنخرج منها امتى و ازاى؟….لسه ليكى عين تغلطى تانى؟
حاولت فدوى اثناءه عن حديثه
# حرام عليك يا هشام البنت تعبانه و مش ناقصه
صاح و صرخ و هو ينفض ملابسه بشراسه
# و انا يعنى اللى ناقص؟ده انا عمال امشى مطاطى راسى هنا و هنا من عملتها السودا و جوازتها الشؤم…. مش قادر ابص فى وشوش الناس، و هى بكل بجاحه رايحه شقه عاذب تقلع و تستحمى و لا كأنها طالعه مصيف و لا رحله
اصبح بكاءها و شهقاتها عاليا ليتحول لنحيب و عويل و هى تحاول الضغط على احبالها الصوتيه حتى يخرج صوتها فامسكت ذلك الانبوب المغذى و الموصول من انفها لداخل قصبتها و سحبته بعنف حتى خرج و خرجت معه الدماء من فتحتى انفها و فمها ايضا و صاحت بحده
# كفااااايه…..انا مظلومه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
خرج سيف من مكتب رئيس المباحث بعد ان انتهى التحقيق و خمن من كم المعلومات الهامه و الاعترافات القيمه انه ربما يقومون باسدال الستار عن جريمته فى مقابل الشهاده ضد هؤلاء و لربما ايضا وضع حراسه مكثفه عليه لحمايته من غدرهم
انتفض يمسك سعد الدين من تلابيبه و صرخ غاضبا
# هو كده ممكن يطلع منها؟ تتظبط على قتل خطأ و ياخدله خمس سنين و تخلص على كده؟
بسمته الخبيثه جعلت سيف ينظر له بفضول فذلك المحامى الذى لم يتم عقده الثالث و الداهيه بالقانون لا بد و معه ما يفشل محاولات اكرم الخبيثه
هتف سعد الدين بعد ان هدأ سيف
# اهدى يا باشا….انا شايله التقيل للاخر
بنظرات متفحصه و فضوليه ظل يرمقه بها حتى عاد يتحدث
# الصبر جميل يا سيف باشا
اجابه سيف بضيق
# مش حقبل باقل من اعدام يا أما اللى حنفذ الحكم بنفسى
اماء له سعد الدين يوكد
# اعداااام يا باشا
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
اردتُ الاستسلام لاننى لم أرى جدوى من الكفاح، شَعرتُ انه لا شيئ يمكن إثباته او إقراره او إضافته او إسقاطه فى وجودٍ لم اختره
هنرى ميلر
لماذا تقسو الحياه بتلك الطريقه على الضعفاء؟ و كيف استطاعت ان تحول تلك القويه التى تحدت الصعاب الى ما هى عليه الآن مجرد جسد خاو بلا روح و لا عزيمه
اُحبطت عزيمتها و فقدت كل داع للتشبث بالحياه، هى تعترف دائما لنفسها بانها اخطأت باختيارها و لكن الا يرأف بها من حولها؟ الا يلتمسوا لها الاعذار لذلتها؟
حتى و ان اخطأت فلما تتحمل هى وحدها نتيجه ذلك الخطأ؟ الم يشاركها الجميع ذلك الخطأ؟ هى لم تسير على اهواءها و لا اتبعت قلبها رغم اعتراضهم بل هم ايضا وقعوا بنفس المكيده التى دبرها شخص محنك بالتمثيل و قادر على تطويع الجميع لصالحه
و الآن هى تستمع لصراخ والدها الصام للآذان و الذى اجتمع على اثره الحرس و طاقم التمريض و معهم كبير الاطباء الذى اكتفى من التجاوزات فصاح هادرا بالجميع للخروج بعد ان وجدها تدخل فى نوبه ليست نوبه بكاء و لكنها نوبه قاتله قد تودى بحياتها للابد و يالها من امنيه ان تتحلص من حياتها البائسه
لاحظت فدوى اختناقها و انسحاب حدقتيها فلا يظهر من عينها سوى ذلك البياض الواسع ليغيب ورائه اداركها بمن حولها
بدء كبير الاطباء باسعافها بعد ان اخرجهم جميعا و ظلت فدوى تبكى و تنوح معاتبه
# حرام عليك يا هشام…. هى البنت ناقصه؟ بنتى لو جرالها حاجه بسببك انا مش حسامحك ابدا
ليظل هو على حالته المتسمره بعد ان رأى حاله صغيرته و ما آلت اليه و بدء يؤنب نفسه على تسرعه باصدار الاحكام و لكن الم تخبره هى بحقيقه الامر؟ و انها فعلا ذهبت معه طواعيه لشقته
ابتلع غصه الم بحلقه و هو يتضرع للمولى بصوت خافت و حزين
# استرها معانا يا رب
جلس جمال على احد المقاعد بجوار زوجته التى ظلت تربت عليه لتآزره و تهون عليه الامر و لكنه ظل محنى الرأس يسندها على مرفقيه، يكتم عبراته و حنقه من تلك المرأه التى اهدمت كل شيئ
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظل الطبيب يحاول انقاذها فتلك النوبه هى الاخطر على الاطلاق خصوصا بعد ان اختنقت بدماءها و لم يساعدها بلعومها الذى لم يطيب بعد على البصق او التقيئ او حتى البلع لتبدو و كانها تموت غرقا و لكن بالدماء بدلا من الماء
صاح بالممرضه التى تساعده
# روحى بسرعه اندهى على طقم دكاتره ييجى هنا و جهزيلى العمليات يمكن نحتاجها
هرعت للخارج فحاولت فدوى ايقافها حتى تستعلم منها عن حاله ابنتها فامسكتها من ذراعها هاتفه بتوسل
# طمنينى بالله عليكى يا بنتى
سحبت يدها سريعا و بعنف و هى تصرخ بها
# سبينى الحق قبل ما بنتك تموت
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كن صبورا حتى فى وجعك و همك
قل الحمد لله دوما
فكم من صدر ضاق ثم برحمه الله اتسع
الحمد لله دائما و ابدا على كل حال
اقوال الامام على بن ابى طالب عليه السلام
تسمر بمكانه و هو يرى هذا المشهد المحزن و المؤثر و استمع لحديث الممرضه مع والدتها فاختل توازنه و غيم بصره و اغرورقت عيناه بالعبرات الحارقه و انحنى يستند على احد الجدارن يحدث عقله بعد ان نسج له آلاف السيناريوهات فى راسه و لكن كان اقصاها فظاعةً هو فقدان من احبها و عشقها كما حدث معه من قبل
ردد بداخله
# اللهم رب الناس، اذهب البأس و اشفها فانت الشافى
دلفت الممرضه تجر وراءها مجموعه من الاطباء ليغيبوا بالداخل حتى انتهوا من اسعافها فخرج كبير الاطباء و هرع الجميع ناحيته فنظر لسيف الواقف كمن صعقه تيار كهربائى لا يشعر بما حوله فناداه
# سيف باشا
اقترب منه ببطئ فهتف هشام صارخا
# طمنا يا دكتور ارجوك
نظر لسيف و حدثه هو و كانه يعطيه اوامر فردد بصرامه و حسم
# انا من انهارده مش حسمح باى تجاوز…. المريضه كانت بينها و بين الموت شعره، و وجود كل الناس دى معاها مش بيساعدها، بالعكس ده بيدخلها فى نوبات خطر جدا احنا فى غنا عنها
ظل صامتها يستمع له ثم رفع بصره و هتف بصوت مبحوح
# هى بقت كويسه؟
اماء له كبير الاطباء هاتفا بتحذير
# انا دخلتها العنايه المركزه حتفضل فيها يومين على الاقل و حمنع عنها الزياره و يا ريت تخلى اهلها يروحو لان الحال كده مش نافع
عاد لايماءته الصامته فتحرك الطبيب من امامه و نظر لسيف و لعائلتها و هتف بحزن و الم ظاهراً على وجهه
# ايه اللى حصل لها؟ انا كنت سايبها كويسه
صاحت فدوى بحده
# ما هى الست…..
قاطعها هشام فورا بصوت هادر
# فدوى ااااا، خلاص خلصنا
ثم نظر لسيف و ردد شاكرا
# احنا متشكرين على كل اللى عملته معانا علشان خاطر دارين… بس كفايه جمايل لحد كده يا باشا لانى مش حعرف اردها
نظر له بدهشه من حديثه و ردد
# مفيش جمايل و لا حاجه، اناااا….
قاطعه جمال
# اجل الكلام فى اى حاجه لما دارين تخرج من اللى هى فيه و مش قصدى المستشفى و بس
اماء مرحبا و هتف بفرحه طفيفه ظهرت على وجهه
# براءتها ظهرت…. خلاص اكرم اعترف بكل حاجه، و مش فاضل غير شويه اجراءات و تخرج و انا حخلصلها الاجراءات دى باسرع وقت ممكن عشان انقلها مستشفى خاصه و….
قاطعه هشام
# يا بنى كتر خيرك… متتعبش نفسك، المحامى بتاعها اكيد عارف حيعمل ايه؟ كفايه تعرض نفسك و شغلك للمشاكل اكتر من كده
شعر بأن هناك امراً ما فهذا ليس بنفس الشخص الذى تحدث معه امس و اخبره برغبته الزواج من ابنته و لا ذاك هو نفس الرجل الذى اخبره بمباركته على زيجته من اخته و لكنه آثر الصمت حتى يطمأن اولا على مهجه الفؤاد، و عشقه الابدى الذى لا يعلم متى و اين و كيف تم زراعته بداخل قلبه لينمو بتلك السرعه و يستحوذ على كل ما بداخله
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قادت سيارتها بعد ان اتمت مهمتها بنجاح عارجه على ابنتها و قصت لها ما فعلته بالمشفى معها و مع اهلها فامتعض وجهعها و هتفت بمعاتبه
# ليه كده يا ماما؟ انتى كده حتخلى سيف يقاطعنا
رفعت حاجبها بدهشه و هتفت
# ابنى مستحيل يعمل كده…. هو بيهددنا بس انما ساعه الجد حيحكم عقله و حيعرف انها متناسبهوش
زفرت ساره باختناق من حديث والدتها و هتفت
# يا ماما محدش سمع منه و انا لما قعدت و فكرت مع نفسى لقيت فعلا ان سيف مستحيل يعرف اى واحده و اكيد فى تفسير، لانه مش بعد السنين دى حياخد اى واحده و السلام
احابتها منار بحده
# اخوكى اتجنن خلاص….عشان لو فرضنا انها محترمه و بنت ناس و بريئه، فبرده حتفضل سوابق
لمعت عينها بالذعر و هى تكمل
# انتى متخيله سمعتنا حيحصل فيها ايه؟ الناس مش حتسيبنا فى حالنا يا بنتى…حيقولو سيف المهدى اتجوز واحده رد سجون
جلست باجهاد على الاريكه و اكملت
# ده غير انها مش ڤيرچين يا ساره…و لا كانت متجوزه فده يعنى معناه ايه تقدرى تقوليلى؟
اجابتها
# اكيد فى تفسير يا ماما و زى ما سيف قال انه عنده تفسير لو انتو حابين تسمعوه
توسلتها قائله
#عشان خاطرى اقعدو و اسمعوه يا ماما….بلاش نخسره، سيف عنيد و غير كده احنا ما صدقنا رجعت الامور بينا زى زمان و الاكتر انه بدء ينسى و يعيش خياته….انتى يعنى كنتى مبسوطه بعيشته لوحده و زعله اللى مكانش له آخر؟
قوست فمها و اطنبت
# اكيد كنت زعلانه عليه، بس لما يختار لازم يختار صح، و انا مستحيل اوافق عليها، على جثتى انه يتجوزها
ثم تنفست بعمق و رددت بداخلها
# انا عارفه كويس مين اللى حيقدر يأثر عليه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلف مكتب كبير الاطباء بعد ان ذهب اهلها من المشفى بأوامر منه و وقف يحدثه بحيره
# حالتها عامله ايه؟ طمنى عليها يا دكتورة
رأى كبير الاطباء حالته فتعجب مما يراه فهتف متسائلا بفضول
# ممكن اسألك سؤال يا سيف باشا؟
اماء سيف بالموافقه فاكمل الاخر
# هى تعنيلك ايه بالضبط؟
اجابه بحبور
# خطيبتى
لمعت عين كبير الاطباء مما سمعه و ردد بدهشه
# ازاى؟
اجابه بايجاز
# القضيه متلفقه و خلاص اتحلت الحمد لله و حتخرج قريب جدا
ابتسم كبير الاطباء و هتف موضحا
# هى حالتها مستقره و خلعنا كمان الانبوب بتاع الاكل و بقت قادره تتكلم
ابتسم بفرحه و تسائل
# امال تعبت ليه كده؟
اجابه بعمليه شديده
# شدت الانبوبه من مناخيرها فنزفت و كانت حتتخنق بس ربنا ستر و انا مانع عنها الزياره عشان القوانين بتقول كده يا باشا و بصراحه الوضع كان فوق تحملى، انا عمرى ما شفتك بتتجاوز كل التجاوزات دى قبل كده!!!
اعتذر منه سيف باحترام
# انا عارف انى غلطان و بعتذرلك يا دكتور، بس عندى رجاء اخير
ابتسم و كأنه يعلم طلبه و وقف مكانه و هتف
# تقدر تدخلها يا باشا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلف بلهفه و اقترب منها فوجدها جالسه على فراشها تنظر له بالم و حسره و تؤنب نفسها لتركها مشاعرها تنساق ناحيته و ها هى تخطئ مره اخرى باختيارها و لكن تلك المره لن تدع مشاعرها تقودها ابدا
جلس على طرف الفراش و امسك راحتيها يضمهما معا و حدثها بصوت رقيق
# حمد الله على السلامه
رددت بصوت هامس ضعيف و مبحوح
# الله يسلمك
ردد بفرحه و تهليل
# الله اكبر….صوتك كان واحشنى اوى
اطرقت راسها ليس خجلا و لكن رفضا لاى مشاعر قد تخرج منه او منها فعاد يردد
# انتى احسن دلوقتى؟
اجابته
# الحمد لله
اخبرها بعمليه قليلا
# طيب كويس جدا عشان لو قادره نخلص التحقيق لان كل ما كان بدرى كل ما قدرت اقفل القضيه مع القاضى المنتدب و المحامى العام عشان سعد الدين يخلص اجراءات الافراج بدرى
اجابته ببحه
# انا مستعده
ابتسم لها و قبل يدها و اماء بالموافقه ثم عاد يحدثها برقه و غزل
# بحبك اوى…. انا ساعات بقعد مع نفسى و افكر انا امتى و ازاى مشاعرى مش بس اتحركت! لا و بقت بالقوه دى؟
ليمزح معها هاتفا
# تكونيش عملالى عمل على رجل برص كسيح و مخبياه تحت بيت نمله عايشه لوحدها
ابتسمت رغما عنها من مزحته فقبل راحتها بعمق و هتف مؤكدا
# انا جنبك و حفضل جنبك لحد ما تخرجى من كل اللى انتى فيه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عقلها و قلبها يتصارعان الآن و بتلك اللحظه صراع حياه او موت و النتيجه الحتميه هى الموت
موت مشاعرها و مشاعره لعلمها الحقيقه العاريه ان المجتمع لن يرضى بتلك المشاعر و لن يرأف بها و لن ينسى ابدا ما حدث
ظلت صامته و هو يتحدث و يثرثر بجوارها عن الكثير و الكثير مما ينتوى فعله فور خروجها من المشفى و اتمام شفاءها و انتهاء محنتها
عاد يخبرها بتفاصيل اعتراف اكرم و تمثيله للجريمه دون الدخول فى تفاصيل اعماله الغير مشروعه فهى ليست بحاجه لمعرفتها
ذهلت مما سمعته عن اكرم…الهذا الحد كانت كفيفه لا تبصر حقيقته؟ كل ما كان معه عباره عن مخطط مع زوجته و لماذا؟
لم تستطيع تصديق ان هناك من يفعل كل تلك الافعال دون الشعور بالندم و لا الخوف ليس من البشر و لكن الخوف من الله
صمتها الطويل جعله يهتف مشاكسا
# طيب ايه ساكته ليه كده و لا صدعتك؟
رفعت وجهها الباكى ناحيته فردد باهتمام
# طيب ليه كده بس؟ الحقيقه بانت و حتخرجى و كل واحد اخد جزاءه و الندل ده جزاءه الاعدام ان شاء الله
فكرت و قررت ان تنهى الامر فهى لن تقف فى مواجهه مع اهله او حتى تجعله يحاربهم من اجلها فهتفت مدعيه الحزن
# اعداام….مش ممكن
نظر لها بعدم فهم فاضافت كذبا
# اناااا….انا مكنتش عيزاه يتأذى بالشكل ده
ابتعد عن فراشها و نظر لها من مكان وقوفه و قوس حاجبيه بتعجب و هتف متسائلا
# امال كنتى عيزاه ياخد ايه على جرايمه؟
اضافت بحزن مصطنع
# مش لدرجه الاعدام….انا مش حتسحمل انه يموت
ظل ينظر لها و انفاسه تعلو و تهبط بعنف صارخا بها
# ايه الكلام ده؟ انتى ايه حكايتك….انتى لسه بتحبيه؟
اطرقت راسها لاسفل حتى توهمه انها مازالت تكن المشاعر لذلك الوغد المسمى باكرم فلم يشعر بنفسه الا و هو يردد بحده
# انا مكنتش مفكرك كده….. بس انا اللى غلطان لما سمحت لمشاعرى تتحرك ناحيه واحده زيك
غادر مسرعا فخرجت شهقات بكاءها العاليه حتى تحول لنحيب عالِ و هى تشعر بقلبها قد تمزع لقطع صغيره من الالم
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
علمت تماما وجهتها التاليه فهى لن يهدأ لها بال حتى تنتشل فلذه كبدها من البئر الذى يريد ان يوقع نفسه به
طرقت على الباب عده طرقات حتى فتحت لها تلك السيده التى فور ان رأتها رحبت بها و ادخلتها فجلست منار و هتفت
# وحشتينى اوى يا عزه
ابتسمت لها الاخرى و بادلتها الاشتياق
# و انتى و الله يا منار…مشفتكيش من زمان
تنهدت بتعب و هتفت
# و اكيد تلاقيكى مشفتيش سيف برده من مده؟
ابتسمت و اجابتها
# يعنى مش من زمان اوى…. اخر مره شفته يوم سنويه الغاليين، كان هناك فى المقابر و اتقابلنا معاه
تنهدت باشتياق و اكملت
# لسه يا حبيبى بيروح و يجيب لعب و ورد يحطها على قبرهم
نظرت منار لها بسخريه و هتفت تخبرها
# انتى عارغه انا جيالك انهارده ليه؟
رمقتها عزه بحيره و هتفت
# فى ايه يا منار ما تتكلمى دوغرى
حبست انفاسها تقص عليها امر زيجته المزعومه من تلك الفتاه المحتجزه و اصراره عليها فهتفت عزه
# طيب و انا اعمله ايه؟ انا كنت حماته يا منار….كنت فاهمه يعنى ايه كنت ؟ و اللى بينى و بينه كانت نيڤين و ميرا و بس و الاتنين راحو خلاص
زفرت بضيق و اصرت على حديثها
# كنتى و ما زلتى حماته يا عزه و ليكى عنده معزه خاصه و بيسمع منك…اتكلمى معاه يمكن يسمع، لكن المصيبه اللى عايز يحط نفسه و يحطنا فيها دى مش ممكن تعدى
اماءت بالموافقه و رددت
# حاضر يا منار…..حتكلم معاه و اللى فيه الخير يقدمه ربنا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عاد لعمله بعد ان وجد نفسه يدور بسيارته دون وجهه معلومه ليتكرر على مسامعه حديثها عن غريمه و تمثل مشهد حزنها عليه امام انظاره
دلف مكتبه و ارتمى على المقعد باجهاد و كانه كان يعدو لساعات حتى انقطعت انفاسه و لم يعد يستطيع ان يكمل مسعاه فقرر الاستسلام
اخذ عقله يوبخه باحد و الذع الكلمات
# هى دى اللى وقفت قصاد اهلك و مستقبلك و شغلك عشان خاطرها، مفيش و لا مره حسستك انك ليك قيمه عندها و لا حتى حست بحبك ليها
اخرج من جيبه الورقه المطويه بخط يدها و التى تقر بها بحبها له و ظل ينظر لحروفها و هو يشعر بغصه فاقبض عليها بقوه و هم على تمزيقها و لكنه تراجع بضعف و عاد يطويها و وضعها بمكانها قريبا لقلبه
اغلق عينه يحاول استرجاع انفاسه الحارقه و نبضاته المسروقه حتى صدح هاتفه بالرنين ليرى اسم حماته السابقه على شاشته فاجاب على الفور
# ايوه يا حماتى عامله ايه و عمى اخباره ايه؟
اجابت عزه
# الحمد لله يا حبيبى، عايزاك يا سيف تعدى عليا انهارده و انت راجع من الشغل
وافقها دون ان يستفهم منها سبب طلبها و اتجه لمنزلها فور ان انتهى دوامه و جلس برفقتها يرتشف القهوه و ردد
# خير….محتاجه حاجه يا حماتى؟
نظرت له ببسمه و رددت بتسائل
# يعنى انت لسه شايفنى حماتك يا سيف؟
نظر لها بحيره و ردد
# فى ايه يا طنط ما تتكلمى على طول
ابتلعت لعابها و قصت عليه ما علمته من والدته بامر زيجته و رددت بنهايه حديثها
# معقول يا سيف….هى دى اللى اخترتها عشان تكون مكان بنتى؟ هى دى اللى قعدت 3 سنين رافض الجواز عشانها
تنهد بحزن و رفع بصره اليها و اخبرها بصوت حزين
# لو من ناحيه الجواز فاطمنى….انا صرفت نظر عن الموضوع
انتفض من مكانه و اتجه للباب و ردد بحده طفيفه
# بلغى امى انى صرفت نظر، خليها ترتاح بقا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تربعت بجسدها تستمع لجاسوس زوجها الذى ينقل لهما كل الاخبار
# الجلسه اتأجلت عشان شهاده اللى اسمها دارين دى
زفرت لواحظ بحنق و هتفت بغل
# زى القطط بسبع ارواح…قلت حخلص منها و من شهادتها اللى حتخلى المؤبد يبقى اعدام
اجابها زوجها بضيق
# اهو ده اللى بناخده من الحريم الخرعه اللى مشغلاهم
ردد جاسوسه
# الفتره اللى فاتت الحراسه عليها كانت شديده اوى، بس اليومين دول مبقاش فى حراسه خالص يا دوب حراسه المستشفى و خلاص
ردد عتريس بتجهم
# ايوه قصدك ايه؟
اجابه
# حقنه هوا
نظرا كل من عتريس المر و زوجته بعضهما لبعض فشرح لهما الامر
# حقنه هوا تتحطلها و نخلص منها خالص يا معلم
اماء موافقا و ردد
# تقدر تعمل ده امتى؟
اجابه
# ادينى الموافقه انت بس يا معلم و بعدها كله يخلص فى ساعه زمن…رجالتنا كتير جوه
ابتسم له و ردد بتأكيد
# يبقى متضيعش وقت
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اخذ حماما لينعشه قليلا و خرج يرتدى ملابس النوم فاستمع لطرقات خفيفه على الباب فاتجه و فتحه ليجدها اخته الصغرى فتنحى جانبا حتى يتيح لها فرصه للدخول
جلست بجواره على الاريكه و هى تنظر له بتفحص لملامحها الحزينه و هتفت
# احكيلى عنها يا سيف….قولى ايه اللى حبيته فيها؟
نظر لها بالم و حزن و اعاد راسه يستند على مسند الاريكه و تنهد ببطئ و اغلق عيناه فعادت تحدثه
# مش عايز تتكلم معايا يا اخويا؟
اعتدل بجسلته و هتف بحده
# خلاص بقا يا ساره….قوليلهم انى صرفت نظر، سبيونى بقا… سيبونى
انتفض من مكانه فشعرت بفاجعته و اقتربت منه تربت عليه و هتفت بحنين
# للدرجه دى بتحبها يا سيف؟
ابتلع غصته بداخله و ردد
# خلاص يا ساره اللى يخليكى….قومى روحى لبيتك و لابنك
شعرت بان الامر به شيئا غريبا فهو بالامس القريب كان حانقا على الجميع و عنده اصرار شديد عليها، فما حدث الآن حتى يبدو عليه الانكسار هكذا؟
اقتربت منه تحدثه بهواده
# ايه اللى حصل و خلاك تغير رأيك؟ مش كنت عايزها و لا تكونش ماما قدرت تخليك تغير رأيك؟
اجابها بحزن
# يا ريتها جت من ماما كنت حبقى فاهم مش حاسس انى زى الغبى اللى اتضرب على قفاه ، بس للاسف الضربه جت منها هى
فهمت على الفور انه ربما انهت معه علاقتهما بسبب ما فعلته والداتهما فقررت اخباره عله يفهم ما يحدث حوله فرددت بتردد
# بص يا سيف…. اصل ماما ااا
نظر لها باهتمام فاكملت
# ماما راحت لها فى المستشفى و…..
صمتت فلمعت عيناه بالحده و ردد بغضب اهوج
# راحت لها امتى و ليه؟
قصت عليه تفاصيل زياره والدته و حوارها معها و مع اهلها فربط سريعا تدهور حالتها الصحيه و ادعاءها الكاذب حتى تبعده عن طريقها فقاده ذكاءه الى ربط الاحداث ببعضها فاتجه لغرفه و غير ملابسه و اتجه للخارج فصرخت اخته تستفهم
# فى ايه يا سيف؟
ردد متسرعا
# روحى انتى يا ساره
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قاد سيارته مسرعا للمشفى و هو عازما امره ان يفهم منها الحقيقه كامله فاندفع لداخل المشفى و منها لغرفتها ليتفاجئ بذلك الرجل المتنكر بزى التمريض و يحمل بيده حقنه هواء و كاد ان يضعها فى المحلول الموصل بكفها
تشابك معه بالايدى و صرخ بحده حتى اجتمع حولهما الحرس و قامو بالقبض عليه و تكبيل يده بالاصفاد و القاؤه بالسجن و هاتف سيف زملاءه بقسم البوليس و اخبرهم
# عايزك تحط عليه حراسه، عشان انا بنفسى اللى ححقق معاه، فاهم؟
ضحك رفيقه رئيس المباحث و ردد مازحا
# تعالى خد وظيفتى يا حضره المعاون…انت مش كنت شغال معانا ؟ايه اللى خلاك روحت مصلحه السجون بس؟
زفر سيف باختناق و ردد بفروغ صبر
# يا بنى روح انا مش فايقلك، شوف شغلك و سيبنى اشوف اللى ورايا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
الذعر و الخوف الذى شهدته لم يكن بالهين فهى كانت ستذهب لتقابل الخالق بعد لحظات من الآن دون ان تدرى
ظلت تجلس على فراشها متخوفه تنظر حولها و تستمع للاصوات بالخارج و تركز بصرها على مقبض الباب و هى تبتلع فى وجل
انفتح الباب و دلف منه سيف بطلته الساحره فرفرف قلبها فور ان ابصرته فهى تخيلت انه لن يقترب منها مره اخرى و لن تراه مجددا و لكنه ها هو امامها بهيئته المهلكه ينظر لها نظرات حالمه
اقترب منها بلهفه و امسك راحتها ينظر لها بتدقيق و هتف بخوف لم يعاصره الا مرات قليله
# انتى كويسه؟
حركت راسها بانكسار و لم تستطع كتم بكاءها فسحبها داخل احضانه و ربت على ظهرها يمسح عليه بكفه و ظل يهدأها
# خلاص يا حبيتى…. خلاص انا موجود و مش حسيبك ابدا
ابتعدت عن احضانه و دفعته بعيدا عنها تنظر له بحزن دفين فهتف
# انا عرفت اللى عملته امى معاكى
نظرت له بذل و مهانه شعر هو بها فصرخ بحده
# مش عايز اشوف الكسره اللى فى عنيكى دى ابدا….فاهمه؟ ارفعى راسك زى ما انا حرفع راسى بيكى قدام الناس و افتخر انك وافقتى عليا
زفرت بحزن و اردفت
# انت اللى حتفتخر بيا؟ انا؟
ابتسم و سحبها داخل احضانه رغما عنها و لم يهتم لدفعها له فهتفت
# بابا مش حيوافق و انا مش حقدر اضغط عليه بعد اللى حصلى
ابتسم لها و ردد بثقه
# امى بتحبنى و انا ابنها الوحيد، تفتكرى ممكن تزعلنى؟
اجابت
# معرفش…. انت الادرى باهلك، بس لو ربنا اراد ان الموضوع ده يكمل فلازم تعرف انى مش حقبل غير باللى بابا عايزه
توغل كثيرا بملامحها التى يعشقها و شرد ببحور عينها و امسك طرف ذقنها بسبابته و حملق فيها بعشق مقربا وجهه منها ببطئ حتى قاربت انفاسه من وجهها و لكنها ابتلعت لعابها و دفعته على الفور هاتفه بصوتها المجهد و الضعيف
# ميصحش كده
رفع حاجبه بانزعاج بائن قبل ان يردد بمعاتبه
# كده برده يا ديدو؟ انا مكنتش حعمل اللى جه فى بالك على فكره
رددها فلمحت هى سخريته منها و دفعته بقوه ليسقط على الارض فابتسمت بانتصار ليقف هو يهندم ملابسه و اقبل عليها و قبلها من اعلى راسها و ردد بجديه
# انا مضطر امشى عشان اروح اشوف الكلاب دول اخرتهم ايه؟
امسكته من راحته بذعر و نظراتها الخائفه و جسدها المتجمد من الرهبه و هتفت متوسله
# متسبنيش لوحدى…..عشان خاطرى خليك معايا، انا خايفه
جلس بجوارها يطمأنها و هو يمزح معها
# امال فين دارين الشامى بطله الجمهوريه فى فنون القتال؟
اجابته بانكسار و ضعف
# ماتت….. اللى قدامك دى بقايا انسان و معنديش اى طاقه للمقاومه او التحمل
مسح على شعرها و هتف برقه
# و لو طلبت منك تتماسكى و تحاربى عشانى انا حتعملى كده؟
شعرت بالخجل من غزله العفيف فاطرقت راسها لاسفل ليعود و يتلمس ذقنها يرفع وجهها اليه و تغزل بجمال طلتها و سحر عيونها
# عيونك سحرتنى و جمالك اسرنى و بقيت اسير عينيكى
ابتسمت له فطمأنها
# متقلقيش….انا حاطط عليكى حراسه مش موجوده عند وزير الداخليه بذات نفسه، و حكلم سعد الدين عشان يخلص الاجراءات بسرعه و تطلعى على مستشفى تانيه محدش يعرف مكانها عشان عيون لواحظ و عتريس المى ميعرفوهاش
رددت بصدمه
# هم عايزين منى ايه؟ مش عايزيت يسبونى فى حالى ليه؟
اجابها بهدوء
# انتى الشاهد الوحيد عليهم و اصراهم على محاوله قتلك مش بتدل غير على حاجه واحده
بفضول هتفت
# ايه هى؟
اجابها
# انهم لسه فى مصر و مش عارفين يخرجو منها و ده حيساعدنا كتير اننا نمسكهم
تضرعت لربها و هتفت بتمنى
# يا رب….يا رب نجينى
ابتسم و اجابها
# امين
وقف من مكانه و اتجه للباب و وضع يده على النقبض و قبل ان يديره عاد ادراجه ناحيتها و انحنى بلهفه و اطبق شفتاه بخاصتها بقبله عميقه بث فيها عشقه و هيامه و لم يمهلها حتى فرصه الرفض او الاعتراض
ابتعد عنها ينظر لملامحها التى يعشقها فابتلعت لعابها بحرج و ردد و هو يتجه للخارج
# بحبك
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
امام الجميع محيطات عليهم عبورها اذا كانوا جسورين بالقدر الكافى، فهل يعد هذا تهورا؟
هذا امرا محتمل، و لكن الاحلام لا تعترف باى حدود
اميليا ايرهارت
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظل متكورا على نفسه بذلك الركن المظلم يحمى وجهه من الضربات الموجعه التى تلقاها و ما زال يتلقاها بين الفينه و الاخرى
تنفس الصعداء عندما تركوه لهنيهه بمفرده لا يعلم انهم على الوشك الفتك به بعد ان جاء الليث الغاضب للاخذ بثأر حبيبته
حاول رئيس المباحث ان يثنيه عن ما ينتويه و لكن لم يستطع احد ان يقف امامه فدلف للداخل و نظر لذلك المتكور على نفسه فتنبهت فرائسه و اقترب منه و امسكه من تلابيبه و بدء يكيل له اللكمات فى اماكن موجعه و هو يصرخ به
# انا عارف ان لواحظ و عتريس اللى باعتينك، بس انت مش حتخرج من هنا حى
ارتعد الرجل فور سماعه لحديثه فاستطرد سيف يردد بعد ان تأكد بان رساله ارهابه قد وصلت مكانها
# فانت مفيش قدامك غير انك تقولى على مكانهم، لانهم مش حيسيبوك تعيش و لو فضلت ساكت يا حتموت على ايديهم يا على ايديا، لكن لو قلتلى مكانهم حوفرلك الحمايه
بحسبه بسيطه احتسابها في راسه لم يكن عليه سوى ان يعترف بالامر كاملا لعله ينجو من ذلك الهلاك المحتوم الذي هو بصدده
هو علم تمام العلم بان عتريس المر ولواحظ لن يتركاه حيا حتى يفشي اسرارهما فهو حارسهما الامين و الذى يعلم كل اسرارهما الدفينه لذا فامر موته محتوم ربما مجرد بضع ساعات او لحظات
عاده سيف يكيل له الضربات الموجعه حتى تورم وجهه وصرخ عالياً
# ابوس ايدك كفايه خلاص هاقول لكم على كل حاجه
بدا يقص كل شيء يعرفه عن لواحظ و عتريس المر بدءا من عملياتهما المشبوهه حتى مكان اختبائهما
اخبره مكان اختبائهما و خطه هروبهما الجديده و قص عليه ايضاً كل ما يعرفه عن تجارتهما الغير مشروعه واماكن تخزينها
لمعت عين رئيس المباحث فورا بعد ان استمع الى تلك المعلومات المهمه التى ادلى بها ذلك المتهم فنظر سيف بانتصار ورد
# اظن من غيري ما كنتش هتعرف تجيب كل المعلومات دي يا باشا!
اجابه الاخير بامتنان
# كلنا بنتعلم منك يا سيف باشا، خسارتك والله في مصلحه السجون كنت معانا هنا في المباحث ريس و برنس علينا كلنا
ابتسم ممتنا و هتف
# انا كده مرتاح اكتر من شغل المباحث
نظرا سيف امامه و ردد باهتمام
# اظن كده بقى انت تجهز قوه و تطلع بيها على طول على المكان اللي هو قال عليه قبل ما يلحقو ياخدوا حذرهم، وخذ بالك عتريس المر مش سهل يعني اطلع بقوه جامده مش قوه اي كلام
تحدث رئيس المباحث باهتمام
# خذ بالك انت من نفسك يا سيف انت بقيت مستهدف دلوقتى ليهم
ابتسم سيف و ردد
# ما تقلقش عليا يا باشا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظلت حائره صامته لا تعلم ماذا تريد و ماذا تفعل ولكنها تعلم امرا واحدا فقط هو انها لن تضغط على والدها لاي سبب ما، فهو قد عانى الامرين بسببها و بسبب انسياقا وراء عاطفتها ولكنها الان اصبحت اكثر نضجا
ربما مشاعرها تلك المره حقيقيه و ليست مزيفه، و ربما تلك المره اختيارها افضل و لكن….. شعورها بالانهزام و الانكسار انتقص من ثقتها بنفسها فظلت تفكر فى مستقبلها، هذا ان بقيت على قيد الحياه فيبدو ان القدر قد قال كلمته الاخيره و انها ربما مسأله ايام حتى تستطيع لواحظ قتلها فان فشلت بالمره الاولى و ها هى الثانيه فالثالثه اكيده كما المثل الشعبى ( التالته تابته)
تفاجئت بدخول سعد الدين المحامي لغرفتها بالمشفى وهو مبتسم فاتخذ خطوات بطيئه نحو فراشها و وقف ينظر اليها ثم ردد بصوت رخيم
# الف مبروك يا دارين انا خلصت لك اجراءات الافراج وما فاضلش خلاص غير ان احنا بس نخلص الورق هنا في المستشفى وتخرجي على طول
لمعت عينيها بالفرحه فور ان استمعت لحديثه ولكنها تخوفت قليلا من خروجها من المشفى حتى لا تطالها ايدي من يريدون قتلها فهتفت بتخوف
# تفتكر لواحظ المر ممكن تعمل فيا حاجه بره المستشفى؟
اجابها
# بالتاكيد لا متقلقيش سيف باشا مجهز كل حاجه و كلمني فى التليفون وحجزلك في المستشفى التانيه وكله تمام
شعركت بتضخم عضله قلبها مما استمعت له فهو حتى بانشغاله عنها اصبح يفكر فيها و بامانها و حمايتها بالرغم من اعتراض والدها عليه وبالرغم من اعتراض والدته عليها
انتهت اجراءاتها وخرجت من المشفى برفقه عائلتها ومحاميها و صعدت سياره والدها وتنهدت عميقا عندما اشتمت اخيرا رائحه هواء الحريه فهى لاول مره تخرج خارج اسوار ذلك السجن حره طريقه ليست متهمه باى قضيه
اخذت تنظر الى الطرق حولها من نافذه السياره ولكن تلك المره تنظر بطريقه مختلفه عن ما عاهدته بنفسها، فكانت قديما تنظر للطرق بملل وليس باهتمام، اما الان فكانها تحاول حفظ الشوارع والطرقات والمحلات فهي قدرت اخيرا معنى الحريه التى افتقدتها كثيرا
نظر لها هشام فى المرآه التى امامه و حدثها بصوت حنون
# حمد لله على السلامه يا بنتي
عقبت عليه فدوى
# البيت كان مظلم من غيرك يا دارين
ابتسمت لهما واطرقت راسها لاسفل تشعر بتعب واجهاد و لا تعلم مستقبلها الى ما سيؤول اليه فصمتت حتى وجدت نفسها امام ابواب بنايتها التى تقطن فيها مع والديها فنظرت بمقلتيها تستفسر منه
# بابا هو مش المفروض ان انا هاروح المستشفى؟
اجابها هشام
# لا يا بنتي كفايه كده الدكتور اخر حاجه طمنا، ارتاحي النهارده في البيت وبكره ان شاء الله هاخذك اوديكى لاي دكتور ونشوف لو محتاجه متابعه ولا اي حاجه، لكن كفايه مستشفيات لحد كده
هتفت فدوى باهتمام
# مش هيهتمو بيكى في المستشفى اكثر مننا، انا حهتم بيكى في البيت يا بنتي و لو احتاجنا ممرضه مقيمه ابوكى حيبعت يجيب لك واحده تقعد معانا… بس اعتقد خلاص انتى مش محتاجه الكلام ده كله
اماءت بتعب فهى ليس لديها القدره حتى على الكلام ولا لاى مهاترات مع اي احد، دلفت منزل والدها ونظرت له باشتياق فكم اشتاقت له
اخذت تنظر للاركان يمينا ويسارا وهي تعلم انها ربما قد اساءت الاختيار ولكن اكيد لم تستحق هكذا عقابا قاسيا لمجرد زواجها من انسان كالحرباء يتلون حتى يتناسب مع كل شكل ولون
اتكئت على فراشها لتستريح و اغلقت عينيها ثم فتحتها ونظرت للسقف واخذت تتذكر سيف بحنانه وعطفه و عاطفته الجياشه، فتنهدت بألم لتاكدها بأن هذه القصه لن تكون نهايتها سعيده كقصص الروايات
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
استمع للاخبار السعيده على الهاتف فتهللت اساريره من الفرحه و ترك عمله ليدلف سيارته و قادها لمنزل والديه و طرق على الباب بخفه ففتحت له والدته التى فور ان رأته ابتسمت بحنين و احتضنته بقوه مقبله اياه
اطبق على جسدها بذراعيه و همس لها
# وحشتينى يا امى
تزين ثغرها ببسمه واسعه و امسكته من ذراعه و سحبته للداخل بترحيب
# تعالى يا سيف…. ده انت وحشتنى اوى يا حبيبى
جلس امام الشرفه بجوار والده الذى اعتدل بجلسته و رحب به بحبور
# عاش من شافك يا سيف باشا…. الشغل واخدك مننا، و لا نقول العروسه؟
تهكم باخر حديثه فحذرته منار بعينها ان لا يتطرق لذلك الامر فهى تعلم انها فعلت الكثير حتى تنهى تلك العلاقه و مما سمعته من ابنتها يبدو انها نجحت
ربتت على كتفه و هتفت
# احطلك تاكل يا سيف؟
اماء رافضا و ردد بصوت جاد
# انا جاى اتكلم معاكم فى موضوع جوازى
صدح صوتها الحاد
# لسه مصر على البنت دى؟ يا بنى عشان خاطرى بلاش تقهرنى عليك
اعترض بوجهه و صوته فى آن واحد
# اقهرك!! للدرجه دى سعادتى حتزعلك يا ماما؟
ردد طلعت بحيره
# انا مش فاهم البنت دى عاملتلك ايه بس؟ بقا انت مستعد تخاطر بسمعه عيلتك و مستقبلك عشانها؟
اجابه بهدوء
# يا بابا دارين طلعت براءه خلاص و القاتل الحقيقى اتمسك و اعترف
رد عليه بسخريه
# طبعا الحقيقه ظهرت بمساعدتك يا باشا و لا ايه؟
قضم داخل فمه و كبت غضبه من سخريه والده فردد بمحايله
# طيب انا بس عايزكم تسمعونى….و بعد ما اخلص كلامى، لو لسه معترضين انا مش حجبركم على حاجه!
لمعت نظرته لابنه البكر و هتف
# اعتبر ده وعد منك؟
اماء موافقا و ردد
# ايوه يا بابا….بس انا لو متجوزتش دارين، مش حتجوز خالص…يعنى حكمل حياتى كده و زى ما قدرت اعيش 3 سنين من غير جواز حقدر اكمل لباقى حياتى
صرخت منار بغضب
# انت بتحطلنا العقده فى المنشار يا سيف؟
اجابها بهدوء مصطنع
# لا ابدا انا بقر واقع
ابتسم والده بسخريه و حدث زوجته باستهزاء هاتفا
# سيبك منه يا منار…. لما ينساها و يلاقى واحده احسن منها حيغير رأيه
نظر لهما بامتعاض فحديث والده قد اوضح له انهما لن يتنازلا ابدا عن رأيهما فندم على ما وعد به منذ لحظات
ظل والده ينتظر ان يستمع له فقص عليه سيف قضيتها بالتفصيل موضحا زواجها المزيف و رغبته هو ان تطوى الامر و تلقى به خلف ظهرها فهتف مستفيضا
# هى كانت مصره ترفع عليه قضيه عشان تثبت جوازها منه و انا رفضت و هى قبلت باللى طلبته منها، فمجيش دلوقتى بعد ما خليتها تتنازل عن حقها اقول لها، اسف…سورى اصل اهلى مش موافقين عليكى عشان انتى سوابق مع العلم انها براءه يعنى مش سوابق يا بابا
دارت حرب نظرات بينه و بين والديه انتهت بحديث منار
# بس يا سيف الناس….
قاطعها هاتفا
# الناس….مالها الناس؟ هى الناس كانت عايشه معايا و انا وحيد و بنام كل ليله حاضن هدوم مراتى و بنتى؟ و لا الناس حست بوجعى لما راحو؟ حنعمل حساب للناس فى ايه؟ فى انى حبيت واحده مهذبه و بنت ناس محترمين و الظروف وقعتها فى مصيبه ممكن اى حد فينا يقع فيها
تدلت شفتى والدته رافضه حديثه
# لا طبعا…. محدش منا ممكن يقع فى حاجه زى دى لاننا عارفين الصح من الغلط
اجابها
# و هى و اهلها عارفين الصح من الغلط… بس مش عارفين نوايا الناس الخبيثه و زى ما هى غلطت باختيارها فانا حاطط الغلط الاكبر على ابوها و اخوها اللى وافقو على جوازه زى دى محفظتش كرامتها من الاول
تنهد بضيق و اكمل
# المفروض كانو سألو عليه الاول و مكانوش قبلو بالجواز اللى فى الضلمه حتى لو هى ضغطت عليهم بدافع الحب
غصه مريره مرت بحلقه و هو يكمل
# هو عرف يلعب عليها ، لكن الغريب انه قدر يلعب على ابوها و اخوها و هو ده اللى خلاها لقمه سهله يعمل معاها اللى هو عايزه
ردد طلعت
# يعنى الاهل هم اللى فى ايديهم مستقبل اولادهم و هم اللى يعرفو الصح من الغلط اكتر من ولادهم؟ مش كده يا حضره المعاون!!
تهكم بحديثه قاصدا اياه فقوس سيف فمه و نظر له بحزن بين و اطرق راسه باسف فهتف طلعت متسائلا بدهشه
# طيب انت موافق تتجوز واحده كانت متجوزه بالشكل ده؟ ده كانه جواز عرفى يا بنى و….
قاطعه سيف
# بعد اذنك يا بابا و انا اسف لقطع كلامك…. بس انا الوحيد اللى له الحق يتكلم فى الموضوع ده خصوصا انه حساس و مش عايز كلام منه يتنتور هنا و لا هنا
نظر امامه بتفكير و عاد يردد
# محدش يعرف غيركم انتو و المأمور و عماد زميلى و انا اقدر اسكت عماد و انتو عليكم تسكتو المأمور، صاحبك يا سياده اللوا و لو انتو متكلمتوش محدش حيعرف
لطمت صدرها بخضه هاتفه
# هو انت حتزور فى عقد الجواز و تكتب انها بنت بنوت؟
اماء مؤيدا فجحظت عيناهما معا الهذه الدرجه يعشقها؟ لدرجه ان يحمل اعباءها و يؤازرها بتلك الطريقه؟!!
اعاد نظراته لهما بخمول و تعب و هو ينتظر ردهما على طلبه فشعر انهما بحاجه لدفعه اخرى حتى يجيبا فهتف
# انا قلتلكم لو سبتونى اروح اطلبها لوحدى حنسى ان ليا اهل….بس كنت غلطان لانى معرفش اعيش من غير اهلى، بس لو اضطريت اروح لوحدى فساعتها حيبقى فى شرخ جوايا من ناحيتكم، يمكن معرفش ابعد عنكم و اخد جنب لوحدى بس الاكيد ان الشرخ ده عمره ما حيلم
ابتلع والده لعابه بضيق و هتف مستفسرا
# بتحبها للدرجه دى يا سيف؟ انا فاكر وقت امك ما رفضت نيڤين فى البدايه معلمتش كده و لا وقفت و اتحديتها زى ما انت واقف لنا كده دلوقتى!!
صمت قليلا و اطرق راسه لاسفل و عاد ينظر لهما بتدقيق و ردد
# كنت وقتها عارف انها حتوافق، و سبب رفضها غيره ام على ابنها….و يمكن
صمت و ظل يقضم شفته السفلى بتوتر و اكمل
# يمكن اكون بحب دارين اكتر يا بابا
دهشه اصابتهما من حديثه فكيف يقول ذلك على زوجته و ام ابنته و شريكة حياته الراحله، و لكنه لم يكتفى بذلك بل اوضح
# انا حبيت نيڤين بس حب دارين حاجه تانيه…. عمرى ما حسيت ان حياتى و تنفسى و ضربات قلبى كلها متوقفه عليها هى ، لو ضحكت قلبى يضحك و دنيتى تنور و لو زعلت حياتى كلها تضلم
تعجبا من حديثه و رومانسبته فبالرغم من علمها طيبته و حنانه مع زوجته الراحله الا انه لم يظهر بتلك الرومانسيه الحالمه ابدا امامهما و لا حتى امام زوجته الراحله
اقترب والده و جلس الى جواره و ربت عليه هاتفا بمرح
# هى حلوه يا واد؟
ابتسم سيف و اماء بسرعه بحركات متتاليه و ردد بمشاكسه
# زى القمر ، شعرها غجرى و عيونها عسلى و جمالها رقيق
عاد طلعت يهتف
# ماشى يا سيف….خد لنا ميعاد من ابوها خلينى افرح بيك و اشيل ولادك قبل ما اموت يا بنى
قبل راحته و ربت الاخر على راسه اثناء تقبيله لها و هتف سيف بامتنان
# ربنا يخليك ليا يا بابا و يطول فى عمرك يا رب
اعتدل بجلسته و نظر لوالدته التى ظلت واجمه الوجه غاضبه فهاتف يشاكسها
# ايه يا ام العريس؟
قوست فمها زامه شفتيها بتقزز و رددت بضيق
# و انا مليش رأى؟ يعنى رفضى للجوازه دى ملوش قيمه؟
اجابها بحب
# يا امى انتى الخير و البركه…و اكيد حتفرحى لسعاده ابنك و لا ايه؟
ابتسمت متهكمه و هتفت
# فاكر حتاكل عقلى بالكلمتين دول؟
احتضنها و قبلها من جبينها و ردد
# ربنا يخليكى ليا يا ست الكل
تنحى جانبا مستأذنا فهتفت تصرخ بوجهه
# خلاص حتمشى؟ كنت جاى عشان موافقه ابوك و خلاص كده حتمشى و تسبنى آكل فى نفسى
عاد يقبل راحتها و هتف
# و الله مشغول اوى يا امى….و بعدين فكى كده يا حضره المستشار، بكره يجيلك احفاد يعوضونا ميرا الله يرحمها
ابتسمت بحزن فور سماعها اسم غاليتهم و دمعت عيناها قليلا فردد سيف بمحايله
# باله عليكى ما تعيطى و تدخلينى فى مود الحزن يا امى، انا ما صدقت بقيت اعرف اكمل يومى من غير حزن و زعل
رددت بسخريه
# كل ده بسببها؟ عرفت تنسيك مراتك و بنتك يا سيف؟
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عاد منزله مساءا بعد انتهاء يومه فدلف غرفه نوم صغيرته و امسك بإطار صورتها هى و زوجته و ظل ينظر لهما بحزن و ابتلع غصه بكاءه و حدثهما كانهما امامه
# انا منستكومش….. بس حبيت غصب عنى، انا مش ناسيكى يا نيڤين…عمرى ما حنساكى، حبك انتى و بنتى حيفضل جوايا طول العمر
تنهد بضيق و اكمل
# اوعى تكونى زعلانه منى عشان حبيت غيرك يا عمرى كله، سامحينى مش بايدى و الله و مش عارف ربنا زرع حبها ازاى فى قلبى بالطريقه دى؟
اطرق راسه بأسف و عاد ينظر لاطار الصوره و هتف
# تفتكرى ماما عندها حق؟ تفتكرى هى مش مناسبه ليا و انا اللى مش شايف ده؟ انا فعلا مش شايف غير انى عاوزها تفضل معايا و بس، لكن كلامهم خوفنى، خايف من ردود افعال الناس تغيرنى و تخلينى اضايقها او اتضايق منها
قطع حديثه مع نفسه رنين هاتفه و الذى اجابه على الفور
# ايه يا عماد خير؟
استمع صوت الطرف الاخر و هو يردد
# قبضو على لواحظ المر و عتريس اتقتل فى المداهمه
ابتسمت عينه…نعم عينه من ابتسمت من انتشاءه و فرحته فضغط على شفتاه بقوه و تنهد ببطئ فسمع رفيقه يقول
# سيف….انت معايا ؟
اجابه بصوت خفيض
# ايوه معاك
سأله بقلق
# مالك يا سيف؟ انا قلت حتطير من الفرحه لما تعرف!
صمته جعله يشعر بالقلق و الحيره عليه فاستطرد
# انت فين؟
اجابه بايجاز
# فى البيت
ردد عماد بتأكيد
# انا جايلك فى الطريق، اعمل لنا اتنين قهوه على ما اوصل
و بالفعل لم يمر الكثير من الوقت حتى سمع طرقات رفيقه على الباب ففتح له و جلسا بصمت حتى اتم سيف تحضير القهوه و ارتشفها دون حديث
ظل عماد ينظر له بتدقيق فعلم ان امرا كبيرا يجسم على صدره فهتف باهتمام
# فى ايه بقا مالك؟ موضوعك مع دارين حصل فيه حاجه؟
اماء بنعم و قص عليه رفض عائلته لتلك الزيجه و اصرار والدها على حضور عائلته و حتى موقف والدة زوجته الراحله، فابتسم عماد بسخريه ليهدر به الاول
# انا قاعد احكيلك و انت بتضحك؟
عقب عليه ببسمه
# اى جواز بيكون فيه مشاكل…..ده امر طبيعى يا سيف
نظر له بحيره و سأله
# لو انت مكانى حتعمل ايه فى حكايه الناس و كلامهم عشان موضوعها و قضيتها و الهرى ده؟
امعن التفكير فى اجابته قبل ان يجيب
# انا مش حكدب عليك و اقولك ان ممكن افكر اعمل زيك….خصوصا ان مجتمعنا بياخد بالمظاهر، بس اللى حابب اقولك عليه انى مشفتكش سعيد و بتضحك كده من 3 سنين
توقف سيف عن التحدث و استدعى تفكيرا بعقله و هو يستمع لحديث رفيقه
# انت فكر و شوف حتقدر على ايه اكتر؟ على مواجهه الناس و هى معاك و لا على انك تعيش من غيرها؟
دخل عقله بمتاهه تفكير عميق و هو يتخيل حياته بدونها ستعود لما كانت عليه قديما مجرد آله، انسان نمطى من العمل للمنزل و العكس، ليس له اى نشاطات…منطوى على نفسه و غير اجتماعى او بالاحرى اختار العزله لنفسه
عاد من متاهه عقله عندما رن صوتها باذنه و هى تنطق اسمه و كيف انتشى فرحا لمجرد سماع ثلاثه احرف من ثغرها لتزين له الحياه كالنعيم
توسعت ابتسامته حتى برزت اسنانه ناصعه البياض و خلفت وراءها غمازه قاتله و هتف
# الحياه بعيد عنها حتكون اصعب يا عماد، انا اقدر اواجه الناس ببراءتها لكن مقدرش اواجه نفسى لو اتخليت عنها
اكمل حديثه بصوت محتقن من الالم
# انا عمرى ما حنسى مراتى و بنتى….بس ربنا خلقنا عشان نكمل و الا كل واحد فينا مات له حد كان راح مات وراه، و ربنا يعلم قد ايه طلبت الموت عشان اروح لهم و مجاش
ربت عماد على ظهره يؤازره هاتفا بتدعيم
# دارين انسانه كويسه و مظلومه…..و الدنيا جت عليها جامد، و انا شفت حبها فى عنيك يمكن من قبل ما انت تحس بيه حتى و انت بتحبسها فى التأديب كنت بحس انك بتهرب من احساسك ناحيتها
قرع قلبه بلهفه عاشق من حديث رفيقه..هل حقا احبها منذ اللحظه الاولى؟ ليعود و يتذكر لحظاتهما سويا حلوها و مُرها و هو يسأل نفسه ذلك السؤال البديهى….متى وقع بعشقها حتى اصبحت كيان يحيا لاجله؟
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
لم تحرك ساكنا منذ ان خرجت من المشفى فقد انقطعت اتصالاته و لم يهتم ان يزورها او يطمئن عليها
الم يقل هو انها بحكم خطيبته؟ الم يصارحها بمشاعره و عشقه لها؟ شاطرها حزنها و المها و وقف الى جوارها و بعدها اختفى ….. اذا لماذا اختفى ام انه منشغل فحسب؟
نفخت بقله حيله لتناشد قلبها بالكف عن ايلامها بهذا الشكل و تناشد عقلها ان يصمت عن التفكير بالاسوء
طرقات على بابها هى ما اخرجتها من دوامه افكارها لتجدها والدتها تدلف بطبق الطعام المهروس و الذى يشبه طعام الاطفال المقزز و الذى ستضطر لتناوله هكذا لفتره طويله حتى تعتاد اجهزه جسدها على الهضم بشكل سليم كالسابق
جلست بجوارها تطعمها بيدها فهى و ان كبرت لا تزال طفلتها الصغيره و عندما وجدت شرودها شاكستها بمزاح
# كل ما افتكر حماتك العقربه و هى واقفه تتكلم معانا اقول حتعيشى معاها ازاى دى؟
صدمت من تصريح والدتها التى تقر بانها حماتها فرددت
# خلاص بقت حماتى! ازاى و اهله رافضين و بابا كمان رافض
ابتسمت لها بحب و اعقبت
# ابوكى مش رافض….ابوكى بيعززك عشان محدش يفتكر انك ملكيش قيمه و لا يحسوا فى يوم من الايام ان جوازتكم كانت مكافأه ليكى و لا تنازل منهم!!
ابتسمت بتهكم و اردفت
# و هم لو قبلو بيا يبقا كتر خيرهم و يبقو فعلا كافئونى يا ماما و اتنازلو كتير
حزنت بشده على ابنتها و تقليلها لشأنها بهذا الشكل فعادت تذكرها من هى علها تُعيد لها ثقتها بنفسها قليلا فهتفت بفخر
# انتى دارين الشامى….بطله الجمهوريه فى فنون القتال و من اوائل دفعتك و اللى انجزتيه فى سنك ده فى ناس بتعيش عمرها كله عشان تعمل نصه و مش بتعرف
هكذا قالت بقدر عال من الاهتمام و الذى قابلته دارين بسخريه لاذعه من نفسها
# فعلا….اللى حققته فى حياتى محدش يحلم يحققه فى عمره كله
ابتلعت لعابها بغصه و الم و استطردت باكيه
# اتجوزت جوازه زور و اللى مفروض انه جوزى ضحك عليا و قتل ابنه اللى لسه نطفه فى بطنى و اتهمنى بجريمه قتل و اتسجنت و اتهانت و حاولو يقتلونى بدل المره اتنين و لسه ياما فى الجراب يا حاوى
تهكمها بهذا الشكل دب الفزع فى قلب والدتها خوفا عليها من انكسارها و استسلامها فتعاود كره محاوله الانتحار فهتفت بنصح
# اوعى تنسى ان ربنا واقف معانا…..و طول ما احنا بنطيعه حيفضل يسامحنا و يساعدنا
فهمت دارين ما ترمى اليه من نظراتها المتخوفه و الحائره فهتفت مطمئنه
# متخافيش يا ماما…اللى حصل منى فى السجن مش حيتكرر تانى، دى كانت لحظه شيطان و راحت لحالها
تنهدت فدوى براحه و هى تربت على كتفها بحبور مردده
# طمنتينى يا بنتى ربنا يطمن قلبك….نامى يا دارين و الصباح رباح و بكره ان شاء الله ربنا يحلها من عنده
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تقلب بجسده يمينا و يسارا و هو مستغرق فى النوم يرى طيفها الذى يعشقه مرتديه رداء ابيض مطلقه شعرها الغجرى خلفها فابتسم وجهه النائم من شكلها الملائكى
تمعن النظر اثناء اقترابها فوجد ملامحها تتغير لتصبح زوجته الراحله و تظهر ابنته ممسكه بيدها فتحفزت جميع حواسه فهى اول مره يحلم بهما بعيدا عن احداث ذلك الحادث الاليم الذى فقدهما فيه
حاول التحدث و لكن صوته لم يخرج فظل يحرك شفتاه و لكن لا جدوى
اقتربت منه زوجته الراحله و ابتسمت له و امسكت راحته بيدها اليمنى و قلدتها صغيرتها بامساك راحته اليسرى و اندمجت راحتهم معا فكونوا مثلثاً
ظل يرمقهما بنظرات الشوق فوجد زوجته تتحدث دون تحريك شفتيها او بالاحرى يستمع لحديثها داخل عقله هاتفه
# وحشتنا اوى يا سيف….انا و ميرا مبسوطين اوى متخافش علينا
حاول ان يقلدها بالتحدث داخل عقله فنجح و وجد نفسه يهتف و هو على وضعه الصامت
# انتى زعلانه منى يا نيڤين؟
حركت راسها رافضه و هى تبتسم له فوجد صغيرته تحكم قبضتها الرقيقه على كفه فانحنى لها ليجدها تردد
# احنا حنتستناك يا بابا بس متجيش دلوقتى عشان تفضل مع ريان
نظر لها بفضول و هتف
# ريان مين يا ميرا؟
ابتسمت بطفوله و هتفت و هى تشير بعيدا
# اخويا
وجه انظاره لمكان اشارتها فوجد معشوقته تقف بعيدا مبتسمه و تمسك بيدها طفل صغير و تحمل باحشائها جنين اخر فعاد ينحنى لصغيرته و سألها بتوتر
# انتى مستنيه حد منهم يا ميرا؟
اماءت بلا و هتفت بحب
# تعالى انت الاول بس مش دلوقتى….حنستناك يا بابا
ابتعدوا عنه و هو متمسك بكفيهما و لكنه لم يستطع التماسك اكثر حتى غابا بعيدا عنه و عبراته تأبى ترك مقلتيه فنظر الى جواره وجد دارين تقف بجواره ببطنها المنتفخ و ذلك الطفل المتمسك بها بقوه فعادت بسمته تزين ثغره و كأنهما العوض من الله، ظل يرفرف باهدابه مستغرقا بحمله العذب حتى سمع صوت قوى يهلل بصوت عالٍ
( حى على الصلاه)
انتفض من نومه على صوت المؤذن يهتف بأذان الفجر فتنفس الصعداء و افاق بسرعه متوجها للمرحاض ليتوضأ و ارتدى زيه العسكرى و استعد لصلاه الفجر بالمسجد و منه للعمل فهتف بصوت هادئ متأنِ
# رياااان!!!
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انهى دوامه و قد اتخذ قراره فذهب بنفسه بزيه العسكرى و الوقور و رتبته التى تزين اكتافه و ياقه سترته الميرى واضعا سلاحه بخصره مرتدى قبعته المزينه بذلك النسر النحاسى متخذا خطوات واثقه و قويه لداخل مقر عمل هشام
بدءت الهمهمات تتزايد بين الموظفين فور ان استعلم عن مكان تواجد مكتبه فهتف احدهم بحيره
# مش قال بنته طلعت براءه و القضيه كانت متلفقه لها؟
اجابه الآخر بتهكم
# تلاقيه جاى يقبض عليه هو المره دى….. و على كده لا مكسوف و لا حاطط وشه فى الارض مننا
عاد الاول يهتف
# و انا اللى كنت عايز اخطب بنته لابنى…الحمد لله ربنا نجدنا من النسب ده
اجابه الاخر
# كان زمان سيرتك على كل لسان فى الشركه، يا اخى الحمد لله انه رفض
دلف سيف المكتب و نظر حوله للمكاتب المتراصه بجوار بعضها حتى وقعت عينه على هشام الجالس يركز على ما ينجزه من مهام فتنحنح بصوت عالِ نسبيا حتى يسمعه الاخر فرفع وجهه و انتفض واقفا فور ان وجده امامه بتلك الهيئه و هتف بترحيب و هو يمد ساعده
# اهلا اهلا يا سيف يا بنى اتفضل اقعد
جلسا و ارتكزت انظار الموظفين جميعا حتى مما لا يعملون بنفس القسم فنظر سيف حوله و فهم على الفور فضول هؤلاء لمعرفه سبب زيارته فهتف بصوت جاد و عالى حتى يستمع الحضور له
# انا جاى انهارده اخد من حضرتك ميعاد عشان اجى انا و اهلى نطلب ايد بنتك يا عمى….يناسبك امتى ان شاء الله!
ابتسم هشام بذهو و فرحه و ارتسمت علامات الراحه على وجهه و اجابه
# الميعاد اللى يناسبك انت يا سيف انا عارف ان شغلك واخد كل وقتك
اجابه سيف بتأكيد
# و هو انا لو ماخدتش اجازه عشان يوم زى ده يبقى ايه لازمه الاجازات يا عمى؟
انحنى هشام بخجل يهمس له بتسائل
# هم اهلك وافقو على الجواز يا سيف؟
ضحك بخفه و اجابه ببساطه
# امال انا جاى اخد ميعاد على اى اساس يا عمى بس؟ طبعا موافقين
عاد يسأله بايجاز
# و والدتك؟
اجابه بعفويه
# انا قلت اهلى موافقين يا عمى فإيه رايك اجى بكره و بالمره نقرا فاتحه؟
صمت قليلا و اخذ يفكر فى الامر فردد بقلق
# بس انا يا بنى عايز اسكت لسنه الناس اللى نهشت فيها و كمان امها نفسها تفرح بيها ، يعنى عايزه فرح و زفه و كل حاجه متعملتش اول مره
اجابه معقبا على حديثه
# بما انى راجل كبير و مسئول من نفسى فحابب اتكلم فى الاتفاقات دى معاك لوحدنا و كل اللى حضرتك عايزه حيتعمل، فانا شايف اعدى عليك بعد الشعل فى البيت نتكلم شويه فى الاتفاقات دى و بكره نقرا الفاتحه و نلبس الدبل…..ها ايه رايك؟
فكر قليلا ثم اجابه
# طيب ما تيجى بكره نتكلم انا و انت مع بعض شويه و بالمره تتغدى معانا و نبقى نتفق على يوم عشان اهلك، انت عارف ان دارين لسه تعبانه دى حتى مفكتش الجرح لسه و…..
قاطعه سيف بلهفه
# لا لا…اصل بكره الجمعه و دى فرصه كويسه نبقى كلنا اجازه
هتف هشام
# طيب و ماله يا بنى تعالى انت بكره و يبقى اهلك ينورونا الجمعه اللى بعدها
لمعت عينه بالرفض القاطع و هتف برجاء
# لا معلش انا مش لسه حستنى الاسبوع الجاى
نظر لتلهفه و تسرعه فاماء له موافقا و اجابه بحبور
# ماشى يا سيف…..حستناك انهارده على العشا
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عاد لمنزله يحمل الكثير من المشتريات و دلف باجهاد فامسكت فدوى منه الاكياس و هتفت بتعجل
# هات يا هشام عشان الحق… دى عمله تعملها برده تعزمه انهارده و بكره هو و اهله، حلحق اعمل عزومه انهارده و لا انضف البيت و لا اجهز عزومه بكره بس؟
حرك وجهه بتذمر و قوس فمه هاتفا
# بقولك جالى الشغل و اتكلم معايا و مستعجل و مرضيش يأجل حقوله ايه؟
ابتسمت بفرحه و هتفت بحبور
# يااا رب يجعله ابن حلال و يصونها و يعوضها خير
اجابها بتمنى
# آمييين
دلفت غرفتها فوجدتها لا تزال جالسه ملتفه بالمنشفه و تقوم بتجفيف شعرها فهتفت باستعجال
# شهلى شويه يا دارين الراجل قرب يوصل
ابتسمت ابتسامه مقتضبه و وقفت تزيح عنها المنشفه و هى تهتف
# تعالى بس غيريلى على الجرح
بدءت والدتها بقص الشاش الطبى و وضعته فوق جرحها فوجدتها تبكى و هى تتأمل شكلها بالمرآه
فعيونها ذابله و الهالات تحيطها من جميع الجوانب و جسدها نحيل هزيل و الكدمات الزرقاء الناتجه عن انابيب التغذيه تملئ عنقها و كفها و ذراعها
ارتفع بكاءها الصامت الى نحيب عندما انتهت والدتها من تضميد جرحها فاحتضنتها و ربت عليها بحب تردد بتحفيز
# يلا يا حبيبتى…كملى لبسك و بطلى عياط ده سيف حيتجنن عليكى
زفرت باحتراق و هتفت
# على ايه بس يا ماما؟ نفسى اعرف شاف فيا ايه؟ انا خايفه اوى يا ماما
رددت فدوى بضيق
# خايفه من ايه بس؟
اجابتها بغصه الم
#خايفه يفوق من الحاله اللى هو فيها و يندم و ساعتها يكرهنى و انا مش حستحمل ان ده يحصل
ربتت عليها والدتها تؤازرها
# اللى يعمل كل اللى سيف عمله ده عشان واحده…لازم يكون بيعشقها، ده وقف لامه الحيزبونه دى و خلاها وافقت
ضحكت رغما عنها من دعابه والدتها و رددت برجاء
# اوعى تعامليها وحش عشان خاطر سيف على الاقل يا امى
حركت راسها موافقه على حديثها هاتفه باستسلام
# الامر لله…. طالما حتدخل بيتنا حشيلها فوق راسى، اكرام الضيف واجب برده و عشان خاطر عيون سيف كمان حبلع لها الظلط
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
طرقاته على الباب توحى بلهفته فتقدم جمال لفتحه و استقبله بحراره و دلفا معا لغرفه الضيوف و هناك ظل ينظر باوجه الجميع منتظرا رويتها فهو لم يراها منذ ايام و قد اشتاق لها حد الالم
ابتلع لعابه بحرج و تنحنح قائلا
# امال دارين فين؟
حاول هشام التحدث و لكن خرج صوت فدوى مقاطهاً له
# بتجهز و جايه على طول
اماء لها ببسمه فرحه و عاد ينظر لهشام مستطردا
# ها يا عمى طلباتك ايه؟
اجابه الاخير
# عايز الطبيعى يا بنى…خطوبه و شبكه و فرح و لما نحدد ميعاد للجواز نبقى نتكلم فى تجهيزات الشقه
اعتدل بجلسته و ردد
# لا انا مستعجل و مش عايز الخطوبه تطول، يعنى 3 شهور كفايه اوى تكون هى فاقت فيهم من التعب
تحرج هشام من حديثه فهو يعلم انه ليس بمقدوره تجهيز ابنته للزواج ففهم جمال نظرات والده فهتف هو داعما اباه
# احنا معندناش مشكله فى الوقت اكتر ما ان مشكلتنا فى التجهيز و اكيد انت عارف اتعاب سعد الدين غاليه قد ليه؟ فعايزين بس شويه وقت عشان نجهزها صح
رد متسائلا
#،هو اخد منكم اتعاب كام؟
اجابه هشام
# و الله ما عارف، اهو كان الاول كل شويه يطلب دفعه من الفلوس و بعدين بطل يتكلم فى الفلوس و لا يطلب و حتى لما جاب ورق البراءه قلتله اتعابك كام عشان اجهزهم لقيته بيقولى اطمن على بنتك الاول و بعدين نتكلم
ابتسم سيف و ردد بتأكيد
# غالبا مش حياخد اتعاب يا عمى…انا عارف سعد الدين حوت فلوس و طالما ساكت يبقى ناوى مياخداش اتعاب
قطع حديثه دخولها تحمل صنيه المشروب فهرعت والدتها تحملها عنها و وقف هو بانتفاضه ينظر لعينها و جمالها الذى سحره فابتسم بحب لتبادله هى الاخرى بسمه رقيقه
اقتربت منه و ناولته فنجانه فاخذه منها و هو يتعمد ملامسة راحتها بانامله فسحبتها سريعا بارتباك خوفا من ان يراهما احد
جلست قريبه من مقعده فإشتم عبيرها داخل صدره و ردد
# بكره ان شاء الله نقرا الفاتحه و نلبس الدبل و قبل الخطوبه ننزل نشترى الشبكه و كل طلباتها مجابه
ابتسم هشام بفرحه لتطلق فدوى الزغاريط فيسكتها هشام معللا بمشاكسه
# طيب حضرى العشا الاول و لا حنفرح على معده فاضيه؟
بالفعل توجهت لتجهيز العشاء و تبعها جمال و هشام ليتركوا المجال قليلا لهما حتى يتحدثا سويا
فور ان تركوهما بمفردهما اقترب سيف منها و امسك يدها بقوه فحاولت سحبها منه و لكنه احكم قبضته عليها فهتفت بصوت ضعيف
# حد يدخل علينا
اجابها ببسمه عبثيه
# لا ما هم سابونا لوحدنا عشان نتكلم
قضمت شفتها السفلى بخجل و هتفت بصوت هامس
# كنت فكراك رجعت فى كلامك
رمقها بنظرات فاحصه متغزله بتقسيمات وجهها و هتف بتأكيد
# ازاى بقا….عشان انشغلت عنك كام يوم؟ بس غصب عنى،كنت بشوف شغلى اللى كنت سايبه و كمان بحاول مع اهلى عشان شرط باباكى ده انهم ييجو معايا
هتفت بتلعثم و حزن
# يعنى هم لسه مش موافقين؟
اماء بلا مستطردا
# موافقين…عارفه ليه؟
نظرت له تنتظر الاجابه فوضع راحته على وجنتها و خلل اصابعه خلف اذنها يداعبها برقه هاتفا
# عشان عرفتهم انا بحبك قد ايه؟ و عارفه ليه كمان؟
ظلت على حالتها تنظر له بحرج فاقترب منها و قبلها قبله رقيقه على وجنتها تكاد تلامس شفتيها هاتفا بمداعبه
# و عشان لما بوستك المره اللى فاتت مكنتش بتسلى و لا بلعب بيكى يا دارين، كنت ببوس مراتى
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ان الحياه هبة، و من الممكن ان نجعل من كل دقيقه منها عصرا طويلاً من السعاده
الآن حياتى ستتغير ٠٠٠
الآن ساولد من جديد.
فيودور دوستويفسكى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظل يرمقها بغزل و هى تبتسم بخجل و تطرق راسها لاسفل و هو لا يعلم حقا متى استطاعت ان تمتلك كل كيانه بهذه الطريقه؟ فهو لم يكن ابدا من الرجال الذين ينساقوا وراء مشاعرهم لهذا الحد، و لكن يبدو ان قلبه قد انتصر هذه المره على العقل و المنطق الذى يستعين به فى حياته مما جعله ناجح هذا النجاح بحياته العمليه
اما اذا تطرقنا لحياته الخاصه فهو مثال للفشل الذريع بمواصفاته التى تجعله زوج مستقبلى مؤهل و هو على مشارف العقد الرابع من عمره و لا يزال اعذب
ابتلع لعابه بتوتر فهو قد اتخذ قراره بالتحدث لها بانفتاح حتى يستمع لقرارها الحاسم فاستغل طلبها لمقابلته بخصوص قضيه اكرم حجه كانت اكثر من كافيه ليستمع لها
هتفت تسأله باهتمام
# القضيه وصلت لايه يا متر؟
اجابها ببسمه منمقه
# مش اتفقنا نشيل الالقاب؟ و لا انتى لسه معتبرانى غريب؟
تنحنحت بخجل و ابتسمت بعذوبه هاتفه
# اوكى يا سعد….. ممكن بقا تقولى القضيه وصلت لفين؟
ظهرت بسمه انتصار على محياه و هتف بمكر
# هو عمل تبادل معلومات مع النيابه و المباحث…اداهم معلومات مهمه اوى عن مهربين و تجار اساميهم كبيره فى البلد و كمان قدم اوراق تثبت تورطهم هم و ناصر الصواف فى قضايا امن قومى، يعنى من الاخر كده القضيه بقت قضيه رأى عام
صمت لهنيهه و اكمل
# و قصاد ده النيابه خلصت القضيه بتاعته و وجهتله تهمه القتل الخطأ يعنى اخره 7 سنين و غرامه
تجهم وجهها على الفور و ظلت انفاسها تعلو و تهبط بعنف ضاغطه على عظام فكها بحده فحاوط راحتيها بكفيه و هتف بهدوء
# نيللى….اهدى شويه، انا وعدتك انى حجيبله اعدام
صرخت بقهر
# ازاى و انت بتقولى انه خلاص كده؟
ابتسم بمكر و ردد بتشويق
# عيب عليكى….انتى مش عارفه انا مين و لا ايه؟
عادت البسمه تزين وجهها و هى تقول
# قولى انك محضرله مفاجأه
اماء مؤيدا و هتف
# و مش اى مفاجأه…دى مفاجأه من العيار التقييل اوى كمان
سحبت انفاسها براحه و ارتخت اعصابها فجلست على مقعدها باريحيه مسنده ظهرها و ذراعيها على مسنده و سألته باهتمام
# قضيه دارين كده خلصت؟
رفع حاجبه الايمن ينظر لها ببسمه عبثيه لفهمه ما تحاول فعله فهى تخرج من امر و تدلف للاخر حتى لا يتسنى له الحديث باى موضوعات اخرى و لكنها لن تستطيع التغلب على ذكاءه الفطرى فآثر على ان يجيب حتى يصل معها لآخر المطاف
تمطع بجسده قليلا هاتفا
# مفيش وراها غير استدعاء للنيابه عشان تدلى باقوالها فى قضيه لواحظ و انا لازم استدعيها فى المحكمه و القاضى بيحقق مع اكرم….غير كده خلاص مفيش اى مشاكل حتقرب منها
اماءت بفرحه و سألته باهتمام
# و اتعابك؟
هتف بنزق
# مش امرتى ماخدتش اتعاب….يبقى امرك يطاع يا برنسيس
حاولت الاعتراض فرددت
# متاخداش منها لكن انا حدفعلك اتعابها كامله ف….
قاطعها ممسكا راحتها بقوه مرددا بعبث
# بس بقا…. مش واخد عليكى رغايه كده
تحرجت من تصرفاته فاحمرت وجنتيها و صمتت عن الكلام فانحنى مقتربا منها و هتف
# نيللى… بصيلى
رفعت راسها تنظر له بخجل واضح فهتف برومانسيه
# انا بحبك
حاولت ان تهرب من نظراته التى اخترقتها و لكنه لم يمهلها الكثير من الوقت فاخرج من جيبه علبه مخمليه و وضعها امامها و ردد
# انا عرفتك عنى كل حاجه….حياتى و شغلى و امى، و لو حسيتى انك حتقدرى تعيشى معايا فى الظروف بتاعتى دى حبقى اسعد انسان فى الدنيا، لكن…
صمت يبتلع لعابه برهبه و اكمل
# لو شوفتى نفسك مش قد المسئوليه اللى انا بعرضها عليكى فانا مش حقدر اضايقك و لا اجبرك على حاجه
رفعت وجهها تنظر له بتفحص و سألته بجديه
# مش حتقدر تجبرنى على شيل المسئوليه بتاعه مامتك…و ساعتها حلبس الخاتم ده و لا حتِصرف نظر؟
هو لا يستطيع ان يكهل عاتقها بتحمل مسئوليه والدته رغما عنها و لكن لحظه…هل معنى حديثها انها توافق عليه من حيث المبدأ و لكنها متردده بسبب ظروف والدته؟
حك طرف انفه بتوتر و هتف
# انا و امى باكديچ على بعضه يا نيللى…مش حقدر اقسم حياتى بينك و بينها، موافقتك على وجدها فى حياتنا حيسهل عليا كتير
هتهفت بحيره
# بس انا بشتغل، يعنى مش حكون فاضيه عشان اراعيها و غير كده معرفش رعايه مريضه زيها تكون ازاى؟ و انت كده بتحط العقده فى المنشار
اماء رافضا و هلل بتوضيح
# لا لا خالص….انتى مش حتكونى مسئوله عنها، لان فى ناس مسئولين عشان يراعوها موجودين بصفه دايمه و ده لانى مش موجود معظم الوقت معاها بسبب ظروف شغلى ،بس فى النهايه برجع البيت يعنى اللى اقصده انها حتعيش معانا فى بيت واحد و مش حفرط فيها و لا حزورها زى الضيق
اماءت بالموافقه و هى تجيب
# طيب و ايه المشكله فى كده؟ بس انا قبل ما اوافق عايزه اطلب منك طلب؟
ابتسم بسمه ساحره و هتف
# اؤمرى يا برنسيس
اجابته متحرجه
# نعيش عندى فى الڤيلا عشان على الاقل المكان يبقى واسع و انا اعرف اخد راحتى و مامتك كمان تقدر تاخد راحتها هى و الناس اللى بتراعيها
احتدت تعابيره قليلا و لكنه حاول قدر الامكان ان يكتم غيظه و ردد بحده طفيفه
# انا مش من الرجاله اللى بتعيش على عرق الستات يا نيللى ،اعرفى كويس انتى بتتعامل مع مين؟
شعرت بغضبه فرددت تصحح له
# ابدا انا مقصدتش كده…
قاطعها بحده
# انا مقتدر و اقدر اجيب بدل الڤيلا اتنين، و لو انتى عايزه تعيشى فى ڤيلا حقولك حقك لان ده المستوى اللى انتى متعوده عليه و اول ما تلبسى الخاتم اللى قدامك ده حننزل انا و انتى و نختارها سوا
ابتسمت بحب و امسكت العلبه المخمليه نظرت بداخلها فوجدت خاتم رائع من الالماس الخالص و النقى فابتسمت له بفرحه و هتفت بمشاكسه
# طيب قوم يلا اعملى الشو بتاع العرسان
نظر لها بدهشه فهتفت توضح له
# تقف على ركبتك و تطلبنى للجواز يا سعد
ضحكته العاليه اثارت دهشتها و جعلت من الجالسين بالمقهى ينظرون لهما فرفع حاجبه بحرج و هتف هامسا عندما وجد اصرارها ظاهرا على محياها
# نيللى…انا مش حعرف اعمل كده
رفعت كتفيها بلامبالاه فابتسم لها و عض على شفته السفلى و وقف ليهندم سترته و انحنى على قدم و نصف امامها و امسك العلبه بيد و امسك راحتها باليد الاخرى و رفع بصره ناحيتها يهتف برومانسيه
# تتجوزينى؟
حولت انظارها للعيون المراقبه لهما بالمقهى فابتسمت بانتصار و اطرقت نظراتها لاسفل تنظر له بوهج عاشق و اماءت بالموافقه هاتفه بصوت ناعم
# موافقه يا سعد
انتفض من مكانه فور سماعه موافقتها و البسها الخاتم و احتضنها بسعاده فبادلته الاحضان وسط تصفيق الجالسين بالمقهى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فتحت بنفسها بعد ان استمعت لقرع جرس الباب لاكثر من مره فوجدتها عمتها فهتفت هايدى بترحيب
# تعالى يا عمتو اهلا و سهلا
دلفت منار و هى محاطه بهاله من الضيق و الغضب و التى استشعرتها ابنه اخيها على الفور فرددت بخضه
# فى ايه؟
صرخت بقهر
# سيف
هتفت هايدى بذعر
# ماله؟ حصله ايه؟
اجابتها بحزن و كأنها بعزاء
# حيتجوز…. رايحين بكره نخطب له
عانت تقاسيم وجهها بحزن عميق و لمعت عينيها بالعبرات الحارقه و ظلت صامته تقضم داخل وجنتها فهدرت منار بحده
# انتى حتقعدى تعيطى؟
اجابتها بحزن
# و عايزانى اعمل ايه يا عمتو بس؟
استنشقت ماء انفها و اكملت بقهر
# سيف عمره ما شافنى و لا حس بيا….من زمان اوى حتى من قبل ما يتجوز
رددت منار بضيق
# بت انتى….انا مش عايزه خيبتك دى تانى، المره اللى فاتت سبتينى وقفت له لوحدى ايام نيڤين الله يرحمها، انما المره دى لا….فاهمه؟
رمقتها بنظرات فضوليه و هتفت بحيره
# عيزانى اعمل ايه؟ انا مردتش اتجوز الا لما هو راح اتجوز، و اول ما ماتت طلبت الطلاق و ادينى اهو بقالى سنه و نص مطلقه و هو و لا هنا
قوست منار فمها بضيق و هتفت
# الموضوع بتاع الجواز مكانش فى باله و مع ذلك كلمته اكتر من مره عليكى بس كان بيتهرب، و اهو دلوقتى رايح جايب لى واحده رد سجون..اعمل انا ايه فى المصيبه دى؟
لمعت عينها بالدهشه و سألتها باهتمام
# رد سجون ازاى يا عمتو؟
اجابتها بفضب
# متهمه كانت عنده فى السجن يا ستى…قال ايه حبها و عايز يتجوزها! شفتى المصيبه
تعجبت هايدى بشده و حركت كتفاها دلاله على عدم تصديقها و لكنها عادت تهتف
# انا اللى غلطانه انى خربت بيتى بايدى و فى الاخر سيف و لا عمره حيشوفنى من اصله
قطع حديثهما دخول والدها فرحب بها بشده
# منااار….. ايه النور ده؟
هتفت بحزن
# ازيك يا رشاد
تعجب من فتورها فسألها باهتمام
# مالك؟ طلعت مزعلك و لا ايه؟
اماءت بلا و هتفت
# سيف
تعجب من اجابتها فردد متسائلا
# سيف؟ ده سيف عمره ما زعلك، ايه اللى حصل؟ احكيلى
قصت عليه رغبه نجلها بالزواج من تلك الفتاه التى كانت سجينته فانقشع وجهه بالغضب و ردد بصوره هادره
# انتى ابنك اتجنن و لا ايه؟
اجابته بغضب
# مصمم عليها و بيقول انه حر و قال لاخته محدش بيصرف عليا عشان تتحكمو فى اختياراتى
نظرات الغضب و الشده التى ظهرت على وجه رشاد جعلته يهتف بشراسه
# لما يكون ناوي يدخلها العيله يبقى كلنا لنا دعوه، هو مش عارف هو مين وابن مين وعيلته مين؟ رايح يجيب لنا واحده رد سجون كمان!
شهقات بكائها جعلها تنتصب من مكانها وهي تردد بحزن
# اعمل ايه بس يا رشاد قولى انت لو مكاني هتعمل ايه؟ و الاخر اقنع ابوه و رايحين بكره انا و هو عشان يخطبها
هتف رشاد بحده
# سبيلى الموضوع ده يا منار انا هتصرف معاه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
جلس الى جوارها يداعبها بالكلمات الحنون الرقيقه بغزل عفيف و هو ممسك راحتها بين يديه يقبلها بين الفنيه والاخرى
تنحنحت فدوى وهي تبلغ لغرفه الضيوف هاتفه بصوت رقيق
# العشا جاهز يا اولاد يلا بينا
ابتسم لها سيف واتبعها هي ودارين لغرفه الطعام و جلس بجوارها وبدا بتناول الطعام و التحدث معهم ببعض الاحاديث الجانبيه
ظلت دارين متجهمه الوجه تشعر بحزن و خجل و هى تنظر الى طبقها الموضوع به ذلك الطعام المهروس المقزز فحاولت ان تخبئه حتى لا يراه سيف
لاحظ الاخر عدم تناولها للطعام فنظر لها باهتمام وهتف
#انتى مش بتاكلي ليه؟
اجابت بحرج
# مليش نفس
نظر لها جمال بحزن على حالها و اعاد بصره لوالدته يرمقها بنظرات ذات مغزي هاتفا
# ماما هاتي طبق شوربه لدارين تاكله
فهم سيف على الفور انها تخجل من تناول الطعام امامه فهو يعلم نصائح الطبيب بشان طعامها المهروس فامسك بالشوكه وبدا بهرس الطبق امامه و نظر لها نظرات عاشقه وهتف بغزل غير مهتم بوجود عائلتها امامه
# انا وانتى حناكل زي بعض يلا كلى
امسك طبقها و قربه منها و ازال عنه الغطاء و وضع الملعقه قسرا بكفها و هتف بجديه
# كلى يا دارين يا اما حقوم امشى
ابتسم كل من هشام و جمال لاهتمامه الزائد بها اما فدوى فوقفت تتجه للمطبخ هاتفه
# سيبها يا سيف انا حجيب لها شوربه
خرج صوته الاجش يأمرها بحده
# لا….حتاكل اكلها كله و الا اقسم بالله حمشى
نظرت له دارين بتعجب و هتفت بضيق
# ده تهديد؟
اماء بنعم مؤكدا على حديثه
# انا مبهددتش….انا بنفذ ، و الدلع اللى اتعودتى عليه ايام المستشفى تنسيه خالص عشان بطريقتك دى حندخل فى موال انيميا و تعب احنا فى غنى عنه….مفهوم؟
شدد على كلماته حتى يتخذ معها موقف صارم فلا يتيح لها مجالا لتخجل منه او تعتبره شخص غريب عنها، و عندما وجد ملامحها الحزينه امسك بمعلقته و وضعها بطبقها و تذوقه فابتلعه بصعوبه و ظهرت معالم التقزز على وجهه التى لم يستطع اخفاؤها لتصدح ضحكاتهم جميعا من معالم وجهه ليهتف بتذمر
# ايه يا طنط ده؟ لأ دى معاها حق مترضاش تاكله ده لا طعم و لا لون و لا ريحه
هتفت فدوى بحرج
# ما الدكتور اللى قايل مسلوق و من غير بهارات
اجاب بتقزز
# قالك من غير بهارات يا طنط مش من غير ملح، ده طعمه غريب اوى
ابتسم بسخريه و هتف مازحا
# قومى.. قومى هاتيلنا شوربه على الاقل حكيون ليها طعم
صدحت ضحكاتهم من مزاحه فامسك راحتها و قبلها قبله سطحيه امامهم جميعا فامتعض وجه هشام و تنحنح بتحشرج فانتبه سيف لنفسه و اطرق راسه بخجل من تجاوزه العفوى معها
حاول جمال تخطى الحرج الظاهر على وجهه فتحدث بجديه مغايرا للموضوه هاتفا
# طيب نتكلم فى التفاصيل يا بابا بما انه مش حابب يتكلم فيها بكره مع اهله
استحسن سيف الامر و هتف
# انا قلت كل اللى عايزينه حيتعمل
اماء جمال و ردد بفضول
# ايوه انا فاهم…بس برده لازم نعرف الشقه و العفش و الدنيا دى كلها عشان…..
صمت ليفهم الاخير محاولتهم تلافى الاخطاء السابقه فردد بتأكيد و دعم
# بص يا جمال…من الاخر كده انا شارى اختك، يعنى لو طلبتو منى لبن العصفور حجيبه
صمت و نظر لها بحب هاتفا
# انا لو عليا عايز اتجوزها انهارده قبل بكره بس انا عامل حسابى على شهور العده
لمعت اعينهم جميعا فعاد يوضح
# اينعم محصلش اى تواصل معاها لاكتر من 8 شهور من ساعه القضيه….
قاطعته تصحح له
# من سنه….من سنه يا سيف، من لحظه ما سقطنى و موت ابنى
رأى الحزن يعتمر قلبها فأمال ناحيتها يهمس لها
# ان شاء الله ريان يعوضنا انا و انتى عن اللى راحو
دهشتها مما تلفظ به جعلت وجهها ينظر له بطفوله اوقعته بحيره من امره ليسأل نفسه من تلك التى امامه؟ هل هى امرأه بالغه فائقه الجمال، ام انها مجرد طفله صغيره تحتاج للتدليل
حرك راسه بمعنى ماذا هنالك فردت
# مين ريان؟
ابتسم بسمه ساحره و هو يجيب بعفويه
# ابننا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
استيقظ صباحا كله نشاط فصلى الفجر و ارتدى زيه العسكرى و توجه لعمله ، و هناك استقبل لواحظ مره اخرى عائده ليست فقط تجر ازيال الخيبه و لكن تضاعفت مده احكامها و فقدت زوجها و دعمها و تركها مساعديها لتتعفن داخل اسوار السجن
دلفت مكتبه برفقه السجانه و وقفت تنظر له بغل و قهره فابتسم لها بتشفى هاتفا
# السجن ضلّم برجوعك يا لواحظ
لمعت نظره سوداء قاتمه بعينها و هتفت بتوعد
# تفتكر ان لواحظ المر ممكن تسيب حقها و حق جوزها؟
ابتسم بسخريه فقوست فمها بغل و استطردت ساخره
# مش انا عرفت اللى فيها يا باشا
نظر لها بتفحص فاكملت
# اصل و انا هربانه كانت بتجيلى اخبار قصه الحب اللى ولعت فى الدره
قوست فمها بطريقه سوقيه مستطرده
# معاون المأمور و مسجونه عنده، زى كده لما ظابط الاداب يحب بنت شغاله فى الدعاره و لا راجل الدين لما يحب رقاصه
زفر انفاسه الحارقه هاتفا بتهديد
# اخرسى و الا…..
قاطعته ساخره
# السجن كله ملوش سيره غير سيرتك انت و المحروسه حتِخرس مين و لا مين يا باشا؟
نظراته المعتمه ناحيتها جعلتها ارتجفت قليلا ناهيك عن انتفاضه جسده ليهب واقفا صافعا بيده على مكتبه محتد التعابير فاستدعت قوه زائفه و هتفت
# ما انا يا ححسرك عليها و ابقى اخدت بتارى منها، يا ححسرها عليك و اعيشها الوجع اللى انا عيشاه
صرخ بها بحده و غضب هاتفا
# انتى مش حتقضى مؤبد و بس هنا…انا حكون حريص ان مدتك متعديش بالساهل ابدا ، و ابقى فكرى بس انك تقربى منها و شوفى سيف المهدى حيعمل فيكى ايه!!
تنفس بحده و زفر بقوه مستدعيا السجانه هاتفا
# و عشان اوريكى جزء من اللى حتشوفيه منى
نظر للسجانه و امرها بصرامه
# خديها على التأديب ، و الزنزانه بتاعتها تفضل غرقانه ميه 12 ساعه فى اليوم و لو مريت و لقيت غير كده انتى اللى حتكونى مكانها
اماءت بطاعه و سحبتها للحبس الانفرادى و الاخيره تتوعد بداخلها ان تذيقهما الشرور و القهر
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بدءن بتجهيز المنزل و الاطعمه المختلفه فساعدت اخوات فدوى و بناتهن على تهيئه المنزل لاستقبال سيف و عائلته، اما زوجه جمال فقد ظلت مع دارين لتعتنى بها فى هذا اليوم المميز بدءا من مساعدتها على الاستحمام مع الاعتناء التام بجرحها الذى لم يطيب بعد انتهاءا بتصفيف شعرها و تجميلها بمستحضرات التجميل حتى تخفى شحوب وجهها و الهالات السوداء التى تحيط بعينها
الشيئ الذى لم تستطيع منتجات التجميل اخفاؤه هو نحافتها الشديده التى اكتسبتها نتيجه لنظام تغذيتها و ايضا اصابتها التى تجعل معظم الطعام يخرج دون استفاده جسدها منه فاصبح جسدها نحيل و ضعيف
لذا ارتدت فستان اسود واسع اختارته بعنايه حتى يخفى نحافتها و آثرت على ترك شعرها المجعد على حالته دون محاوله فرده او كيه و لكن ظهرت اطلالتها جميله، رقيقه بل و راقيه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انتهى دوامه و توجه لمنزله حتى يغير ملابسه باخرى انيقه و جذابه حتى يتوجه لخطبة حبيبته
دلف منزله و اغتسل و بدء بتجهيز نفسه و هو يهاتف والديه مرددا
# انا تقريبا قدامى نص ساعه و اجهز
اجابه طلعت بسخريه
# امك لسه بدرى عليها يا بنى، دى يا دوب دخلت تاخد شاور
قوس جبينه بضيق و ردد بتضرع
# بالله عليك يا بابا خليها تنجز مش عايز اتأخر عليهم، و وصيها تضحك فى وشهم بلاش وش الخشب اللى بتلبسه ده
ضحك طلعت على مزحه نجله و هتف مطمئنا
# متقلقش يا حبيبى انا متفق معاها…و يلا سيبنى بقا عشان البس انا كمان
اغلق الاتصال و عاد ليهندم مظهره واضعا عطره بسخاء مصففا لشعره الاسود و وقف يتفحص مظهره بالمرآه فتفاجئ بقرعات لجرس الباب فاتجه بسرعه ليفتح و وجده خاله رشاد
تعجب من حضوره بهذا الوقت فردد بترحيب
# اهلا يا خالى، اتفضل
دلف رشاد و جلس بالاريكه المنتصفه الصاله فسأله سيف
# تشرب حاجه؟
اماء رافضا و ربت بجواره هاتفا بمحبه
# تعالى يا سيف انا عايز اتكلم معاك شويه
علم على الفور سبب زيارته فجلس بتحفز و ردد بضيق
# خير؟
نظر له رشاد نظرات مطوله و هتف اخيرا
# انت اكيد عارف انا جاى انهارده ليه؟
اماء مؤيدا و عقب عليه
# اكيد….بس يا ترى ماما حكت لك كل حاجه زى ما هى و لا عملت مونتاچ لنص الحكايه؟
اجابه رشاد
# من غير مونتاچ…. الموضوع ده مرفوض من العيله كلها…لا اخوالك و لا اعمامك حد فيهم موافق، فانت عندك استعداد تخسر العيله كلها فى سبيل واحده زة دى
انتفض من مكانه مهللا بغضب
# خااالى….. يعنى ايه واحده زى دى؟ بما انك متعرفش حاجه عنها فياريت متتكلمش عنها كده
بسخريه هتف رشاد
# اعرف عنها كفايه يا حضره المعاون….اعرف انها كانت مسجونه عندك و انت عيلتك كلها لواءات و مستشارين، اعرف انها مش بنت بنوت و معهاش ما يثبت جوازها، و اعرف ان موقفك زى الزفت قصاد زمايلك فى الشغل
تنفس بحده فعاد رشاد يكمل
# بقا بعد نيڤين تروح تاخد دى؟
مره اخرى يقلل من شأنها بطريقه فجه فوقف سيف ينظر له بضيق و هتف
# بحبها…. و مش عايز اسمع كلمه عليها، و طالما اخترت تسمع من الطرف اللى رافض الموضوع و بس و بنيت رأيك على كده يبقا الكلام مضيعه للوقت
ابتسم بسخريه و نظر بساعته هاتفا
# طبعا اهل العروسه منتظرينك دلوقتى عشان كده مستعجل!
اماء بنعم و هتف
# اه…و حضرتك جاى تعطلنى و انا مش ناوى اغير رأيى، فلو حابب تسمع الحكايه صح حقولهالك..انما بقا لو واخد قرارك و جاى بس عشان تخلينى اغير رأيى تبقى بتضيع وقت يا سياده اللوا
قوس رشاد فمه بضيق من اسلوبه الحديث عليه فجميعهم غير معتادين على حدته و عصبيته بل و تخطيه الاصول فى تحدثه مع من يكبره سنا او مكانه و لكن يبدو انها استحوذت على تفكيره و كياته فهتف متذمرا
# ليه تتجوز واحده نامت فى سرير راجل قبلك؟ انت لا مطلق و لا وراك عيل عشان يبقى ده اختيارك…. انت بمركزك تشاور على اكبر عيله فى البلد و تطلب بنتهم اللى لا سبق ليها الجواز و لا وراها مشاكل
ابتسم سيف بسخريه و هتف باستنكار
# و الكلام ده كان حيبقى رأيك لو انا انهارده جاى اطلب ايد هايدى؟
لمعت عينه بالدهشه و الغضب فى آن واحد و هتف
# ايه اللى جاب سيره هايدى دلوقتى؟
اجابه سيف بزفره خانقه
# كلامك انى استحق واحده متجوزتش قبل كده و لا نامت فى سرير راجل قبلى، لو انا كنت جيت اتقدمت لبنتك كنت حتقولى الكلام ده؟ كنت حتشوفنى استحق واحده افضل منها؟
صرخ به رشاد
# انتى بتقارن بنتى بالزباله دى؟
انتفض سيف من مكانه و نظر له بحده جازا على اسنانه مستنكرا سبابه لها بهذا الشكل هاتفا بصوت غاضب متحشرج
# مظنش انى حسمع كلام تانى بعد كده يا خالى…النقاش فى الموضوع ده اتقفل، فيا ريت لو جاى تبارك حيوصلك شكرى و لو كلامك خلص فانااااا….
قاطعه بحده
# ايه حتطردنى؟
اماء رافضا على الفور مؤكدا
# بالعكس…. انا كان نفسى اوى اتشرف بيك قدام نسايبى و اعرفهم على اهلى واحد واحد ،بس الواضح انكم كلكم مستكترين عليا انى افرح
هتف بتراجع فى صوته
# يا بنى احنا خايفين عليك و….
قاطعه سيف يسأله
# حضرتك عارفنى كويس و من جواك متأكد ان انا مستحيل اختيارى يكون فيه اى عيب او مشكله، انا راجل بصلى و بعرف ربنا و رجُل عدل و قانون قبل اى اعتبارات تانيه…عشان كده انا عارف و متأكد من اختيارى و لو الظروف اللى جمعتنى بيها كانت غير كده كنت حلاقيكم كلكم واقفين معايا و بتباركولى
تنفس رشاد عميقا بعد ان وجده على هذه الحاله و هو يستطرد
# انا عيشت 3 سنين مش عارف ابتسم مش اضحك….وجودها رجعلى الضحكه تانى
دمعت عيناه و هو يكمل
# 3 سنين مبحلمش غير بيوم الحادثه…وجودها خلانى احلم بمراتى و بنتى و هم بيباركولى عليها
تنهد بعمق اكبر و اكمل
# 3 سنين يا خالى وحيد…وجودها بس اللى ملا عليا حياتى
جلس على المقعد و رفع بصره له مستطردا
# انشغلت بمشاكلها و قضيتها اللى كانت متلفقه لها و مضايقتش و لا حسيت للحظه انى عايز امشى او اقول لنفسى ايه اللى دخلك فى الحوارات دى… فمتجيش دلوقتى تحاول ترجعنى عن قرارى لانه نابع من قلبى و عقلى و تفكيرى و كيانى كمان مش من قلبى بس
قضم شفته السفلى يحاول ابتلاع غصه قويه تعلقت بحلقه و اردف
# حتى صلاتى بينت ان الموضوع فيه خير….انا صليت استخاره و كل يوم اصرارى و تمسكى بيها بيزيد عن اللى قبله ، و فى لحظه بابا اللى كنت متوقع انه يفضل رافض لقيته وافق…يبقى الاستخاره جابت نتيجه
ابتسم رشاد بحب و هتف بحنين ابوى
# ياااه…للدرجه دى يا سيف؟ ده انت شوقتنى انى اشوفها
وقف و اقترب منه و امسكه من كتفه هاتفا
# لو جيت معايا حتشرف بيك يا خالى
اماء مبتسما و ردد ممازحا
# ماشى يا سيف…حروح البيت اغير هدومى و اجى معاك ،بس ع الله امك متقاطعنيش بسببك
ضحك سيف من خفه ظله و اماء له معقبا
# بس بسرعه الله يكرمك يا خالى مش عايز اتاخر عليهم انا قايل لهم حكون هناك بعد صلاه المغرب
اجابه بايماءه طفيفه و هو يتجه للباب هاتفا
# نص ساعه يا سيف و حتلاقينى عندك…و اتقل كده يا واد بلاش اللهفه دى لاهلها يقولو عليك خفيف
ابتسم بحبور و اجابه ساخرا من نفسه
# لا خلاص فات الاوان يا سياده اللوا….اهلها عارفين انى واقع لشوشتى
عادت ضحكته تزين فاهه و هو يعقب مستهزءا
# الله ينور يا مشرفنا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ارتدت ملابسها بتباطئ حتى صدح صوت هاتفها يعلن عن اتصال من ابنه اخيها فتجابت بملل
# ايه يا هايدى
هتفت الاخرى من الجانب الاخر بصوت باكى
# شوفتى يا عمتو؟…. بابا رجع من عند سيف بيلبس و رايح معاه
صدمت مما سمعته فاحتدت تعابيرها و وقفت
من مكانها و هتفت بشراسه
# لاااا…الموضوع كده زاد عن حده اوى، البت دى اكيد عملاله حاجه مش معقول اللى بيحصل ده!
خرج صوت هايدى المندهش بفضول
# قصدك ايه؟ عملاله عمل مثلا؟
همهمت بصوت حزين لتردف الاولى
# انتى بتصدقى فى الحاجات دى يا عمتو؟
اجابتها بزفره قويه
# و مصدقش ليه؟ ما هى مذكوره فى القرآن
اجابتها هايدى
# مذكور ان السحره ميقدروش يأذوا حد الا بامر من ربنا و سيف بيصلى يعنى مستحيل يا عمتو
تنهدت بحرقه و هى تضرب بكفها على فخذها هاتفه
# ابنى بيروح منى و مش عارفه اعمل حاجه
صمتت لبرهه و عادت تهتف
# ما تلبسى و تيجى مع ابوكى؟
حركت الاخرى كتفيها و كانها تراها عبر الهاتف مجيبه
# لا يا عمتو بلاش…. انا مش عايزه يحصل حاجه تزعل سيف منى
تذمرت منار و رددت بداخلها دون استماع الاخرى لها
# اتوكسى….هو سيف شايفك و لا حاسس بيكى من الاساس
لتعود و تحدثها بنبره حنونه
# متسبينيش لوحدى يا هايدى وسطهم…كلهم موافقين و انا حبقى قاعده آكل فى نفسى ،و متخافيش مش حعمل حاجه تجيب زعل
فكرت قليلا و هتفت مجيبه
# حاضر…بس ع الله بابا ميزرجنش
حثتها منار بمحبه
# قوليله انا اللى قلتلك تيجى و هو يوافق
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انتظرهم جميعا اسفل البنايه التى تقطن بها عروسه حتى وصلت سياره خاله و بداخلها كل من رشاد و زوجته و ابنته و ابنه الشاب
نظر بساعته و ردد بضيف
# بابا اتأخر
اجابه رشاد و هو يربت على ظهره
# المغرب يادوب مأذن
سحب نفسا عميقا و طرده خارجه و هتف
# طيب تعالو نصلى المغرب فى المسجد على ما يوصلو
لم يكمل حديثه فوجد سياره والده تقترب و بداخلها والدته و اخته و زوجها و صغيرهما بالطبع
نظرت منار امامها بتقزز و وجوم وجه فتوسلها سيف بحب
# ماما…عشان خاطرى افردى وشك و افرحيلى
اماءت بصمت و عادت تردد
# ايه لازمه كل العربيات دى…ما كنت جيت مع خالك بدل ما دوخنا على مكان نركن فيه
ابتسم لها بعذوبه و اجابها
# كده احسن عشان غالبا بعد الخطوبه حاخدها و نتعشى بره و خالى اكيد حيعوز يروح
هتف رشاد يقاطعهما
# حنصلى المغرب فى المسجد و نطلع بعدها على طول
اماء الجميع بالموافقه و ذهبوا للمسجد حتى ينتهوا من الصلاه و لكن ليس قبل ان يهاتفهم سيف مرددا
# ايوه يا جمال…احنا تحت، حنصلى المغرب و نطلع لكم على طول
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انتهى الجميع من ارتداء ملابسهم و التزين بابهى صوره و انتظروا وصول مدعوييهم على احر من الجمر بعد ان اخبرهم جمال بوصولهم و بالفعل لم تمر لحظات بعد اتمام المصلين صلاتهم حتى صدح صوت جرس الباب يعلن عن وصولهم فارتبكت دارين على الفور و هرعت للداخل وسط ضحكات بنات خالتها
فتح هشام الباب و استقبل سيف و عائلته و لكنه تفاجئ بهذا العدد فشعر بالفرحه العارمه لمباركه اهله له
بعد دلوفهم جلسوا جميعا و بدء سيف بتعريفه لاهله فهتف متفاخرا
# ده بابا….اللوا طلعت المهدى
اماء له هشام و مد ساعده يرحب بيه هاتفا
# اهلا و سهلا نورت
اشار لوالدته و ردد ممازحا
# امى…منار الرفاعى غنيه عن التعريف
قوست فمها من مزحته فضحك بحماس و سعاده و اشار لخاله هاتفا
# و ده خالى اللوا رشاد الرفاعى و بنته هايدى و ابنه الملازم طارق
و عاد يشير لاخته هاتفا
# و دى بقا اختى الصغيره ساره و ده جوزها و ابنها
رحب بهم هشام و جمال و رحبت فدوى بدورها و جلس الجميع بالصاله الواسعه و بدءوا بالاحاديث الجانبيه حتى تطرق طلعت للجديه هاتفا
# طيب يا جماعه خلينا ندخل فى الموضوع…. ابنى اختار بنتك و هو شايف انها الانسانه المناسبه ليه، و طبعا كلنا موجودين عشان نبارك
ابتسم هشام بتصنع متخوفا من نبرته الحاده و لكن سيف تدخل بالحديث هاتفا
# انا اتفقت على كل حاجه يا بابا…و انهارده انا جاى اقرا الفاتحه و البس الدبل ،ده بعد اذن حضرتك طبعا
اماء طلعت موافقا فصدح صوت منار الحاد
# يعنى ايه اتفقت على كل حاجه؟ من غير معرفتنا و لا اذننا…..ليه ملكش اهل؟
نظر لها بوجوم و ردد بصوت جاد يحذرها به بنبره مبطنه
# لا طبعا ليا….بس انا راجل مسئول عن نفسى و…
قاطعته صارخه غير عابئه بتحذيرات عينه
# ده ميمنعش اننا لازم نعرف اتفقتو على ايه؟ الاصول متزعلش حد
اجاب عشام على الفور حتى لا تظن انهم قد استغلوه
# معاكى حق يا فندم…. انا مطلبتش من سيف غير الاصول و المعقول
رددت بسخريه
# اللى هو ايه؟
اجابها و هو يكتم غيظه
# فرح و شبكه و شقه…و لا حددت الفرح فين و لا الشبكه بقد ايه؟ و عارف ان شقته موجوده و مفكرتش اسأله عن مكانها او مساحتها؟
ضحكت مستهزءه و هتف بمكر قاصده الخوض بسمعتها
# ما العروسه عاينت الشقه على الطبيعه…..
اخرسها صوت طلعت بحده
# مناااار….. مش عايز حريم تتكلم، الكلام هنا للرجاله و بس مفهوم؟
انتظر ردها فاماءت ايماءه خفيفه و وجهها يعلن عن احتقان دماءه، اما سيف فكور قبضه يده بحده فربتت اخته علي حتى تهدءه فعاد طلعت يردد
# كل اللى طلبته من حقك و حق بنتك يا استاذ هشام و مفيهوش اى تعدى للاصول بس خلينا نبقى واضحين اكتر بالتفاصيل
اماء هشام و قطرات العرق تغزو جبهته بعد حديث منار الذى يمس شرف ابنته فاستطرد طلعت
# الفرح حيتعمل فى نادى من النوادى بتاعه الشرطه و ده كبعا امر مفروغ منه
اماء هشام موافقا فاكمل الاول
# و الشبكه دى هديه ملناش نتكلم فيها و هو حر و كل راجل بيجيب قيمته
اعجب هشام بحديثه و انتظره ان يكمل فهتف
# الشقه موجوده زى ما قلت بس اكيد كل الفرش اللى فيها حيتغير…..
هنا قاطعه سيف هاتفا بحزن واضح على ملامحه
# الشقه حتفضل زى ما هى مفيش فيها قشايه حتتشال او تتغير
نظرات الجميع المسلطه عليه ما بين حاقده و فرحه و متشفيه و اخرى رافضه لحديثه جعله يستطرد اكثر موضحا
# انا حشترى شقه تانيه عشان اتجوز فيها و حوضبها على ذوق دارين، يعنى هى اللى حتختار كل حاجه فيها من الابره للصاروخ
عادت البسمه تزين اوجه عائلتها و اعقبتها اماءه ممتنه من هشام فهتف طلعت يكمل
# و يفضل الفرش و المؤخر…كله بالمعقول و الاصول و لا عندك راى تانى يا استاذ هشام
اجاب بايجاز
# لا طبعا كل كلامكم على راسى
هتف سيف بلهفه
# طيب يا جماعه نقرا الفاحه بقا؟
ضحك الجميع على لهفته ليخرج صوت والده هاتفا بتذمر
# حنقرا الفاتحه من غير ما نشوف العروسه يا بنى…. طيب على الاقل اعرف شكلها
ابتسم سيف بفرحه عارمه و نظر لحماه المستقبلى يستأذنه باستدعاءها فهرعت احدى الفتيات لتناديها لتدلف الاخيره حامله بيدها صنيه المشروبات و العصائر فالتقطها منها اخيها و امسكها من كتفها ليقربها من عائله سيف هاتفا بحب
# سلمى على حماكى و حماتك يا دارين
ابتسمت بعذوبه فور ان وقف لها طلعت ينظر لها بانبهار هاتفا بغزل
# ايه الجمال ده سيف….. ما شاء الله تبارك الله يا بنى
جلست على الاريكه بجوار سيف بعد ان رحبت بالجميع بخجل واضح و ظلت مطرقه رايها لاسفل حتى خرج صوت سيف المتلهف
# يا جدعاان نقرا الفاتحه بقا و لا لسه؟
ضحك الجميع و ردد هشام ببسمه منمقه
# و ماله يا بنى….نقراها
انتهوا جميها من قراءه الفاتحه فاخرج سيف من جيب سترته علبه صغيره موضوع بها محبسين و خاتم ذو فص رقيق و امسك راحتها و البسها اياهما لتفعل المثل بمحبسه فينحنى يقبل راحتها بحب و ينظر لها متغزلا بملامحها مرددا
# مبروك يا ديدو
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
سيمضي القلق….
و ستأتي الراحه، بعد هذا الكم من العناء
سيعوض الله توتر المشاعر….
و اضطراب الامل،
و خوف المستقبل…..بكل ما هو جميل
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
هناك نيران تحرق جسده المتقد بعشقها، فامساكه لراحتها اخيرا بعد وضعه لرابطه المنقوش عليه حروف اسمه جعله يشعر بانتشاء و فرحه عامره ليشعر بغبطه قويه من السعاده
اما هى فضربات قلبها صاخبه و متوتره و هى تجلس الآن امام الجميع تضع بيدها محبسه و تشعر بدفئ راحته جعلتها تتضرع لربها بأن يكون هو العوض و السند الذى ارسله الله لها
صدحت اصوات الزغاريط و التصفيق الحار من عائلتها و معها اصوات للموسيقى الغناءه و بدءن الفتيات بالرقص و التهليل حتى اقتربت منهما ابنه خالتها و سحبتهما للرقص فلم يمانع سيف اطلاقا على عكسها هى التى رفضت بشده ان تنصاع لطلبها
وقف يتمايل قليلا بسعاده و امسك ابن اخته الصغير و رقص معه بفرحه و سرور و عاد يجلس بجوارها يلهث بتعب فامسك راحتها و قبلها قبله طويله و اقترب من اذنها هامسا بشبق
# بحبك يا ديدو
انتشت من غزله و اطرقت راسها بغزل و كل هذا و تلك الجالسه على جمرات من نار تراقب افعالهما و هى جازه على اسنانها فانحت تهمس لابنه اخيها مردده
# شوفتى لابسه ايه؟ فى واحده تلبس اسود فى يوم زى ده؟
اجابتها هايدى و هى تضع كفها امام شفتيها حتى لا يتبين لاحد ما تقوله هاتفه
# مش حلوه خالص يا عمتو…. ايه اللى عجبه فيها المسلوعه دى؟
حركت منار راسها بحزن و استسلام و هتفت
# خلاص كده.. ابنى راح منى و اخدته رد السجون دى
لمعت الفكره براسها فانحنت تحدث عمتها هاتفه
# افردى وشك يا عمتو و قومى باركى لابنك
لم تمهلها الكثير من الوقت حتى وقفت و اتجهت لهما و مدت ساعدها تهنئهما بالخطبه هاتفه بفرحه مصطنعه
# الف مبروك يا سيف… عروستك زى القمر
ابتسم لها بحبور و قابل راحتها الممدوده له و بادلها السلام هاتفا
# الله يبارك فيكى يا هايدى و عقبالك
اخرجت هاتفها و وقفت امامهما تردد بفرحه مصطنعه
# قربو كده من بعض عشان اخد لكم صوره
ابتسم لها ممتنا و اقترب من محبوبته و وضع يده يحاوط بها كتفها و قرب راسه من راسها و استند عليها و نظرا لعدسه الكاميرا استعدادا لالتقاط الصوره
خرج صوت فدوى الهاتف بترحيب
# يلا يا جماعه العشا جاهز
ارتبك سيف قليلا فهو كان ينتوى الخروج برفقتها لتناول العشاء فاقترب من هشام هاتفا
# ليه كلفت نفسك؟…ما انا متعشى هنا امبارح
اجابه هشام ببسمه
# و دى اصول برده؟
امتعض وجهه فسأله هشام باهتمام
# ايه اللى مضايقك فهمنى؟
اجابه بتوتر
# اصلى كنت عايز اخد دارين و نتعشى بره سوا
اماء هشام اماءه طفيفه و اقترب من اذنه يهمس له
# و هى دارين حينفع تاكل اكل مطاعم يا سيف؟ ما انت عارف اللى فيها،و بعدين الايام جايه كتير يا بنى بس لما ربنا يتمم شفاها على خير
بلل شفتيه بطرف لسانه و سأله بحرج
# طيب يعنى مش حينفع اخرج معاها انهارده شويه؟
لمح نظره الرفض فى عين حماه و هو يجيبه
# اظن ان الوقت اتأخر و….
قاطعه باستماته و توسل خفى
# انا حاجز ترابيزه فى مكان بيقدم شو حلو اوى عشان نفسى ابسطها و اخرجها من جو الزعل و الحزن شويه، و حضرتك لو حابب تيجى معانا انت و مامتها انا اتشرف بيكم
تنهد هشام بعمق و اجابه
# مش عارف اقولك ايه؟ لو الليله اتفضت بدرى ماشى…لكن لو لقيت الوقت اتأخر فمتزعلش منى ساعتها
تنهد سيف بحزن و اماء بطاعه و توجه لمائده الطعام ليجلس بجوارها بمرافقه باقى العائله و بدءوا جميعا بتناول الاطعمه المختلفه بود و فرحه
لم يفت عليها الطبق الموضوع امام عروس نجلها البكرى و الذى يحتوى على طعام سائل فلم تبدى حرج و هى تسألها بتنمر واضح
# و انتى اكلك كله كده يا دارين؟ خلاص مبقاش ينفع تاكلى زى البنى ادميين؟
تجهم وجهها و تركت المعلقه من يدها وسط نظرات سيف الواجمه لوالدته التى اكملت دون حذر او ربما تقصد اذلالها و احراجها
# بس اعتقد كده ارحم من الخرطوم اللى كانو بيأكلوكى بيه فى مستشفى السجن؟
هربت دمعه من عينها رغما عنها فحاولت اخفاؤها فكان طلعت الاسبق باسكات زوجته هاتفا
# الحمد لله انه تمم شفاكى على خير يا بنتى و اكيد مع الوقت حتتحسنى
لاحظ سيف بكاءها الصامت فنظر لوالدته بحده و هو جازا على اسنانه و عاد يمسك راحتها و اقترب منها هامسا بمزاح مصطنع عكس النيران التى تأكل داخله
# قوليلى مامتك حاطه ملح و لا زى بتاع امبارح؟
ظلت عبراتها هى ما تجيبه فامسك بمعلقته و وضعها بطبقا و تذوق الطعام و هتف بتلذذ
# اممم….طعمه حلو اوى، كلى يا ديدو
صرخت منار بخضه و كأنها رأت شبحا
# لا يا سيف متاكلش العك ده
احتدت نظراته تجاه والدته و قوس فمه زاما شفتيه و هدر بغضب
# الاكل زى الفل و مش عايز حد يتكلم على نعمه ربنا بالطريقه دى
ليكمل باقى طعامه و هو يتناول من طبقها الطعام و يمازحها فيمد ملعقته لاطعامها تاره و تاره اخرى يسحبها قبيل ان تتلمس ثغرها فيضعها داخل فمه بمشاكسه حتى انتهت السهره بعد تناول المدعويين العشاء و بدءت عائله سيف بالاستعداد للمغادره بعد ان فعل سيف المستحيل حتى يغادروا باكرا فيستطيع اصطحابها معه للسهر بالخارج
وقفت منار على الباب تسأل وليدها باهتمام
# انت مش مروح معانا يا سيف؟
نظر لها بعيون حزينه متخاذله من افعالها و اجابها بضيق
# لا يا امى….انا قايلك انى حسهر انا و دارين بره
اجابته بسخريه
# قلت حتتعشو بره و ادينا اتعشينا حتخرج تعمل ايه؟
وكزها طلعت بجانب مرفقه مقوسا فمه بضيق و هاتفا بتوديع
# يلا يا جماعه نشوفكم على خير
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت معه بتوتر لمنزله ذو الطابقين الذى يقع بارقى مناطق القاهره ببنايه شاهقه و اقتربت من والدته و انحنت لتحيها برقه و ابتسامه عذبه هاتفه بخجل
# ازى حضرتك يا طنط؟
ابتسمت الاخرى بفرحه و هى تجيبها
# اهلا يا بنتى….ما شاء الله، احلى كمان مما كنت متخيله
اطرقت راسها بخجل فهتف سعد الدين بمرح
# متكسفيهاش يا امى
رفعت والدته وجهها لوحيدها و هتفت بمكر
# بقولك ايه يا سعد الدين….انزل هاتلنا تورته حلوه كده و شويه فاكهه احسن معنديش حاجه اقدمها
حاولت نيللى الرفض فامسكتها سناء من راحتها و انحنت اليها تهتف
# سبيه ينزل
اماءت بطاعه فتوجه سعد الدين لتنفيذ اوامر والدته فحركت سناء مقعدها المدولب للامام حتى اقتربت منها كثيرا و رددت بموده
# نورتينى و الله
بفرحه و راحه نفسيه اجابتها
# ميرسى يا طنط
لم تضيع سناء الكثير من الوقت فدخلت فى الموضوع بطريقه مباشره هاتفه بجديه
# خلينا نتكلم جد شويه قبل ما سعد الدين يطلع
تخوفت نيللى قليلا من جديتها الزائده و لكنها استمعت للاخرى تستطرد
# انتى اول بنت سعد يجيبهالى عشان اتعرف عليها بالرغم من انه دخل قبل كده فى كذا ارتباط بس مكانش بيلحق يوصل لمرحله انه يعرفنى بيها
تذكرت حديثه عن والدته ففهمت المعضله لتجيبها بتوضيح
# يمكن لانه اول ما بيتكلم مع الطرف التانى بيشرح حاله حضرتك الصحيه و بيأكد للى قدامه انك اهم واحده فى حياته!
ابتسمت سناء بحبور هاتفه
# عارفه…ربنا يخليه ليا
ثم امتعض وجهها قليلا بالحزن و الحسره هاتفه
# صدقينى يا بنتى…انا لو فى ايدى مكنتش ابدا خليته عمل كده مع اى واحده عرفها، ده الواد كانه قاصد يطفش العرايس
ضحكا معا فاكملت
# بس معنى كلامك و انه جابك انهارده انك معندكيش مانع للكلام اللى قاله؟
اماءت بلا هاتفه
# حضرتك مامته و طبيعى يراعيكى و انا متفهمه ده، لكن ده ميمنعش انى عايزه شويه خصوصيه لنفسى و…..
قاطعتها سناء
# بصى يا نيللى…..سيبك من اى كلام سعد الدين قالك عليه، انا حاسه انك مختلفه و هو عمره ما كان ملهوف على واحده زى لهفته عليكى عشان كده انا اللى بقولك ان وجودى مش حيضايقك ابدا
تنهدت نيللى براحه من حديثها فسألتها الاخرى
# انتو اتفقتو حتعيشو فين؟
اجابتها بتردد
# كان عايز نعيش هنا و انا طلبت نعيش عندى فى الڤيلا بتاعتى عشان المكان اكبر و يبقى فيه…
قاطعتها سناء
# خصوصيه
اماءت موافقه فسالتها باهتمام
# و رسيتو على ايه؟
اجابت
# قال انه حيشترى ڤيلا جديده نعيش فيها سوا
اطرقت سناء راسها بحزن على حال وحيدها و تحدثت بضيق
# ابنى ده غلبان طول عمره…. معرفتش اخلف غيره بعد اللى حصل لى و فضل شايل مسئوليتى طول عمره و دايما حاططنى اول حاجه فى حياته، بس متقلقيش انا حصمم افضل هنا و حخليه يشتريلك البيت اللى حترتاحى فيه عشان تعيشو فيه لوحدكم
اعترضت نيللى واضعه راحتها اعلى كف الاخرى برقه تربت عليها بحب مردده
# لا طبعا….انا معنديش مشكله تعيشى معانا ابدا، و لو حضرتك فهمتى كده من كلامى يبقا احب اقولك انه مش صح
عادت البسمه ترتسم على وجهها الممتغض و هتفت تسألها
# انتى بتحبيه؟
اماءت بنعم و تحول وجهها لحمره خجل و اجابت
# الغريب انى قابلت ناس كتير قبله بس محدش شدنى كده، و حتى و هو بيحكيلى عنك و كأنه بيحاول يطفشنى زى ما قلتى، لقيت نفسى بتشد له اكتر و اكتر….ما اللى يحب مامته بالشكل ده يبقا اكيد راجل كويس و محترم
اخذت نفس عميق و زفرته براحه تهتف
# طمنتينى يا بنتى
اجابتها بتمنى
# اتمنى بس انك تعاملينى زى بنتك زى ما انا حعاملك زى امى و ان شاء الله ربنا ميجبش مشاكل بينا ابدا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فور دخولهما المصعد امسك راحتها مخللا اصابعه بخاصتها بقوه فتحرجت و حاولت سحب يدها منه و لكن حركتها زادته اصرارا على تمسكه بها فنظر لها بحب و رفع كفها ليقبله بعمق و نظراته مثبته على وجهها الذى يعشق ملامحه
اقتربا من مكان صف سيارته ففتح لها الباب بلفته راقيه منه و ساعدها على ربط حزام الامان و التف حول سيارته و جلس خلف المقود و بدء قيادته لوجهته و لم ينسى ان يمسك راحتها بيده الحره و كأنه هائف ان يفقدها
ظل يرمقها بنظرات والهه اثناء قيادته فخرج صوتها اخيرا هاتفه
# ركز فى الطريق
القى بقبله طائره فى الهواء من شفتيه و عاد ينظر امامه للطريق فكست الحمره وجهها بخجل ليهتف هو
# كويس انك غيرتى الفستان عشان تعرفى تتحركى بيه
رمقته بنظرات فضوليه متسائله فقبل راحتها هاتفا بمشاكسه
# عايزه تعرفى رايحين فين…..صح؟
اماءت بصمت فتحدث بحده
# انتى القطه اكلت لسانك و لا ايه يا ديدو بقا؟ متكلمتيش كلمتين على بعض من بدابه اليوم
ليخفض نبرته قليلا هامسا بغزل عفيف
# صوتك وحشنى
صخب نبضات قلبها جعلها تضع يدها تربت بها عليه حتى يهدأ قليلا فهى تشعر بانه سيخرج من مكانه من كثره نبضاته
وصلا وجهتهما فنظرت امامها بانبهار لتجده مكان يشبه القصور القديمه فحركت راسها تجاهه و سألته بتوتر
# ايه المكان ده؟
وضع راحته خلف ظهرها و دفعها برقه ليقودها للداخل فانبهرت اكثر من تصميم المكان الذى تزين بزينه هنديه رائعه ناهيك عن الازياء الهنديه التى يرتديها جميع العاملون
اقتربت منها فتاه ترتدى السارى الهندى و تمسك بيدها آخر ساعدتها على ارتداءه لتنظر بجوارها فوجدت سيف و قد ارتدى الزى الهندى الخاص بالرجال فارتسمت بسمتها الواسعه على ثغرها فاقترب منها سيف ينحنى الانحناءه الشهيره للهنود و هو يهتف بمرح
# اتفضلى مهارانى
نظر بعينها الفضوليه و المتعجبه و هى تسأل
# ده دلع جديد غير ديدو؟
اماء بلا و بسمته العريضه تكاد تصل لاذنيه و اقترب منها ممسما راحتها و همس بالقرب من اذنها بنبره خطره مثيره
# المهارانى تبقى زوجه المهراچا يا مهارانة قلبى
نظر لها بشغف و بملامحها المحببه الى قلبه و سحب المقعد للخلف استعدادا ليجلسها عليه و استدار ليجلس على خاصته و اشار بسبابته للمسرح الذى يتوسط المكان هاتفا
# الشو حيعجبك اوى
بدءت الفقرات الراقصه لفتيات بالزى الهندى و اتبعها عرض اخر لرجل يتلاعب بافعى راقصه على المزمار حتى انطفأت الانوار و خرج ذلك الكهل من العدم يرتدى عمه كبيره على رأسه و يمسك بيده بعض الاوراق و التى تشبه اوراق اللعب او بالتحديد ممسك بأوراق التاروت
رفع كشاف صغير بيده و اخذ يمرره على المقاعد امامه حتى اختار الطاوله التى يجلس عليها سيف و دارين فاقترب منهما و جلس امامها و جلس بجواره المترجم الخاص به
بدء بتوزيع الاوراق امامه فنظرت له دارين بسخريه و رددت باستهزاء
# هو حيقرا البخت و لا ايه؟
زفر سيف بضيق و حاول ان يثنيه عما يفعل هاتفا بحده طفيفه محدثا المترجم
# خليه يشوف حد تانى لو سمحت، الكلام ده حرام
اجابه المترجم بلامبالاه
# اسمعه و مش حتخسر حاجه
تضايق سيف من الامر و لم يحصل على فرصه للرد حيث بدء ذلك الكهل بالتحدث و بدء المترجم يترجم لهما ما يقوله فهتف موضحا
# بيقول انه شايف قصه حب مرت بمشاكل و وجع كتير، و لسه حتمر بحاجات اكتر بس فى النهايه الحب حينتصر
ضحك ساخرا من حديثه العام و الذى يبدو له كإسطوانه مسجله يقصها على كل المدعويين فاماء شاكرا
# شكرا
وقفا ليتوجها لمائده اخرى فهتف سيف بمزاح
# الاسطوانه المشروخه اياها
ضحكت دارين برقه و لكن قطع ضحكها عوده الكهل و مترجمه هاتفا
# صوره بفستان اسود مدفونه فى مكان وحش و ضلمه عليها طلاسم غريبه ممكن تفرق بينكم، دور عليها مع اقرب الناس ليك
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظلت تتجرع مراره الحبس و تجرعت معها مراره الذل مما اوقد نيران الغضب و الثأر لرفيق عمرها و لكن كيف؟
فهى تمكث بذلك الحبس الانفرادى بملابس مبتله لابتلال الارض اسفلها كما امر المعاون بذلك لتظل واقفه اكثر من اثنى عشر ساعه يوميا او تضطر للجلوس ببركه المياه
انتظرت دخول السحانه لترك الطعام و الذى هو وجبه واحده باسوء جوده و مهروس كما تأكله حبيبته
وضعت فتحيه طبق الطعام على الارض و عند محاولتها الخروج اوقفها صوت لواحظ الهاتف
# استنى يا ست فتحيه
رمقتها بنظرات فاحصه منتظره منها ان تكمل فهتفت
# ايه رايك لو تكسبى مليون جنيه؟
تجهم وجهها و هتفت برفض
# الكلام ده مش حيمشى هنا يا لواحظ… انتى و انا و الكل عارفين ان البوليس حجز على كل فلوسك انتى و جوزك
قوست فمها بسخريه مردده
# جيب السبع ميخلاش….اقولك خليهم اتنين مليوم يلا ان شاالله مع عن حد حوش
عادت تجيبها فتحيه
# ما انتى لو فاكره انى حعرف اهربك او حتى….
قاطعتها لواحظ
# و مين قالك انى عايزه اهرب؟
رمقتها فتحيه بنظرات فضوليه فرفعت حاحبها تسأل
# عايزه ايه يا لواحظ و ايه اللى يضمن لى انك توفى بوعدك و تدفعى الفلوس و انتى هنا فى السجن؟
ابتسمت بخبث هاتفه
# حبين حسن نيه و حقولك على مكان مخبيه فيه مبلغ بسيط كده تاخديه تحت الحساب
لمعت عينها بالطمع و سألتها باهتمام
# كام؟
اجابت
حقولك، بس حتعملى اللى اقولك عليه بالحرف الواحد، اهو بدل مرتب الحكومه اللى مبيأكلش عيش ده
توجست خوفا و هتفت بتحذير
# طيب اسمعينى بقا كويس….انا لو حخاطر يبقا لازم المبلغ يستاهل
رفعت حاجبها باندهاش مردده باطناب
# اتنين مليون مش مكفينك؟ ده انتى طماعه اوى
اجابتها الاخرى بدهاء لا يقل عنها بشئ
# ما انتى كمان شكلك حتطلبى منى حاجه كبيره اوى و مش سهله
اماءت مؤيده ببسمه ماكره خبيثه هاتفه بنزق
# تعالى بقا اقولك مكان العربون فين عشان اثبتلك حسن النيه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
توترت و ظلت صامته حتى نظر لها متغزلا بطلتها الحسناء هاتفا
# ايه يا جميله الجميلات مالك؟ من ساعه الراجل الدجال ده و انتى وشك اتغير
ابتلعت لعابها برهبه هاتفه بتساؤل
# مش ممكن يكون كلامه صح؟
ضحك عاليا و نظر لها بدهشه و هتف مفسرا
# اولا…هو مقالش اى حاجه مفيده و لا كلامه له معنى، كل قصص الحب فيها مشاكل و وارد جدا تقابلنا مشاكل قدام لان دى سنه الحياه يعنى كلامه عام
اجابته باستفسار
# طيب و الفستان؟ مش يمكن قاصده على فستان الخطوبه؟
عادت بسمته الساخره موضحا
# يا سلام على الصدفه، فستان اسود….. مليون ست و اكتر فى العالم عندهم فساتين سودا يا ديدو، و يا حبيبتى كذب المنجمون و لو صدقوا احنا حنكفر بربنا و لا ايه؟
تنهدت بعمق و امسكت راحته بجرأه فوجد اناملها مثلجه ترتعتش بخوف هاتفه بصوت مهزوز
# خلينا نمشى من هنا يا سيف عشان خاطرى
حاوط راحتها بكفيه و حاول طمأنتها قليلا فردد بمشاكسه
# اوكى… بس اتحايلى عليا شويه
لاحت نصف ابتسامه على شفتيها و رددت بخجل
# عشان خاطرى يا سيف
اماء بلا هاتفا بمشاكسه
# لا، مش كده
هتفت بدلال اكبر
# عشان خاطرى يا سيفو
هز كتفيه رافضا و ردد
# لا….حاولى اكتر
قضمت شفتاها لتختفى كليا داخل ثغرها و قالت بصوت هامس
# عشان خاطرى يا حبيبى
انتشى فرحا و تسمر مكانه لم يتحرك و لو قيد انمله بل و لم يرمش بعينه مسلطا انظاره عليها كأنه يحفر معالم وجهها المتغزل به داخل قلبه
اماء بصمت و دفع الحساب و قادها لسيارته و جلس خلف المقود و هو لا يزال على حاله الصمت التى تملكته فهتفت تسأله باهتمام
# سيف… انت كويس؟ مالك؟
مرر انظاره على وجهها الذى يعشقه و رفع انامله يتحسس بشره وجهها الشاحب قليلا مرورا بوجنتيها و انفها و فمها متلاعبا بثغرها و شفتاها و كأنه يرسم ملامحها من جديد
اخبرها و لا زالت انامله تعبث بشفتيها و هى تبتلع بخجل و حرج
# مش عايز اسمع منك سيف دى تانى ابدا….. يا تقوليلى يا حبيبى زى ما قلتيها جوه يا متتكلميش خالص يا جميله الجملات
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
لم تستجب لنداءات زوجها المتكرره بالكف عن العويل كأنها جاهله ليست بمستشاره متعمله فظلت تندب حظها هاتفه
# وقفت معاه ضدى يا طلعت و ادى النتيجه
اُرهق من كثره توضيح وجهه نظره و كأنه يحدث حائط اصم لا يفقه شيئ فاشاح بيده هادرا
# ما كفايه بقا يا منار…. ابنك طاير من الفرحه و البنت زى الفل، ده غير انى عملت عنها تحريات و طلع كل كلام ابنك عنها مظبوط و خلاص، وقعت فى غلط كلنا فعلا معرضين له….
قاطعته صارخه بشراسه
# متقولش كلنا… احنا بنعرف نفرق بين الصح و الغلط
اماء موضحا
# و ممكن واحد يلبّس ابنك فى قضيه زور زى ما حصل معاها… قضيه رشوه و لا تهريب و لا اى نيله فى منصبه الحساس ده
هتفت توقفه رافعه كفيها فى الهواء
# ايوااااه الله ينور عليك…. منصبه الحساس اللى مينفعش ابدا انه يتجوز مسجونه عنده
بعد برهه من الصمت نظر لها واجما و هتف بتأكيد
# لو عملتى اى حاجه تانيه زى اللى عملتيها فى بيت الناس من هنا و رايح انا اللى حقفلك، عشان انا مشفتش ابنى الوحيد سعيد و فرحان و بيرقص بالشكل ده من تلات سنين، و يمكن عمرى ما شفته بالسعاده دى حتى ايام نيڤين الله يرحمها ومعنديش استعداد يرجع للى كان فيه تانى
حاولت تبرير تصرفاتها المخجله فاوقفها صياحه الغاضب
# اوعى تبررى حاجه من اللى عملتيها… عشان انتى بعملتك دى صغرتينا قدام الناس مقللتيش منهم زى ما انتى فاكره
زفر انفاسه الغاضبه و هتف بضيق
# الراجل و مراته قمه فى الذوق و ابنهم ما شاء الله عليه ميتخيرش عن سيف فى حاجه… راجل ملو هدومه و محترم و عروسه ابنك زى القمر و باين عليها انها بتحبه
اكد على كلماته و بالاخص كلمه عروس نجلك حتى يؤكد دعمه الكامل بل و موافقته على تلك الزيجه و ذاك النسب
لم تستجب لاى من كلماته او افعاله و ظلت على رفضها و تنمرها فهتفت بحده
# بص بقا…..انت حر تقبل ترفض براحتك، و انا كمان حره و ان ما خلتهوش يسيبها مبقاش انا منار الرفاعى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اوصلها حتى اسفل بنايتها و صف سيارته امام البوابه فنظرت له ببسمه سعيده هاتفه
# تصبح على خير
اماء بصمت فحاولت فتح الباب و لكن وجدته موصد بالقفل الالكترونى فاعادت نظرها ناحيته تردد بصوت رقيق
# الباب مقفول
امسك راحتها و قبلها برقه و هتف برومانسيه
# فى كلمه سحريه لو قلتيها الباب حيتفتح على طول
ضحكت بصوت عال و هتفت
# افتح يا سمسم
اماء بلا فاعقبت
# افتح يا سيفو
اماء بلا مره اخرى فكست حمره الخجل وجهها و اطرقته لاسفل تهتف هامسه بشبق
# افتح يا حبيبى
سمعت صوت القفل الالكترونى يفتح على الفور و نزل هو بدوره حتى يوصلها لمدخل البنايه و ودعها بقبله اخيره على كفها هاتفا
# و انتى من اهله يا جميله الحميلات
دلفت المصعد و ضربات قلبها الصاخبه تكاد توقفه من كثره ضخ الدماء به فعادت تربت عليه بهدوء و هى تردد بصوت خافت
# اهدى…اهدى
تذكرت فجأه حديث ذلك الدجال فامتغض وجهها على الفور لتفتح والدتها الباب فوجدتها على تلك الحاله فصاحت بخوف
#داريييين…فى ايه؟
انتبهت لشرودها فابتسمت لوالدتها هاتفه بطمأنه
# مفيش يا ماما
سألتها باهتمام
# اتبسطو؟
اجابت بايماءه طفيفه فسمعت صوت هاتف والدها يصدح برنينه برقم سيف الذى اتصل ليطمأن انها وصلت للطابق المنشود بسلام، اغلق معه و بسمته تزين وجهه و هو سعيد ان ابنته قد وجدت عوضها و راحتها و امانها فى كنف رجل ينطبق عليه ذلك اللقب قولا و فعلا
هتف يستدعيها لتجلس بجواره و ردد بصوت هادئ و لكن حازم بعض الشيئ
# اسمعى يا دارين….فى كلام مهم لازم اكلمك فيه يا بنتى و اجلته كتير بس اظن جه وقته
توجست خوفا من تلك الافتتاحيه التى استهل بها حديثه و جلست باحترام تستمع له فردد بتأكيد
# انا مبسوط ان ربنا عوضك بسيف…راجل شهم و محترم و ابن اصول و بيفهم فى الاصول و الذوق و ان شاء الله يراعى ربنا فيكى
اماؤت موافقه تهتف
# و الله يا بابا انا مقابلتش حد باخلاقه قبل كده
اماء مؤيدا و لكنه هتف باصرار
# اللى حصل خلا الواحد يعيد حساباته فى الناس ،و ميتخدتش بالمظاهر و لا بالكلام المعسول و اظن انتى فهمانى كويس
بالطبع تطرقه لذكرى ذلك الزواج الاليم الذى لم تتعافى بعد من اثره السيئ عليها جعل عبراتها تندفع دون هواده خارج عسليتيها فاكمل هشام بحزم
# انا مش حتهاون فى حقك مره تانيه و كل حاجه حتتعمل بالاصول و زى ما كان المفروض تتعمل، عشان متجيش تطلبى منى اى تنازلات عشان الجوازه تكمل
اماءت بطاعه فمن اين لها القدره او القوه حتى لتجادله فى ذلك الامر؟ و يبدو انها لن تدفع ثمن خطئها وحدها بل سيدفعه معها رفيق دربها المستقبلى
عاد يردد بضيق
# طبعا اخدتى بالك من امه انها مش رافضه و بس….دى معندهاش اى مانع انها تقول ده علنا و كمان تفشى اى سر يكون سيف قال عليه، عشان كده انا مصمم اننا ناخد حقنا من الزفت اللى اسمه اكرم بالقانون و نثبت الجواز اللى بينكم و اوعي تقولى سيف مش موافق
توحشت نظراتها نحوه هاتفه بضيق واضح
# بابا….حضرتك كده بترجع فى كلامك معاه ،هو قال حيخلص الموضوع من غير شوشره عشانى و عشان مركزه……
قاطعها بصياح
# و لما امه تقعد فى كتب الكتاب تتكلم على انك مش بنت بنوت و العقد بتاع الجواز يبقى مزور زى اللى قبله؟
نحبت ببكاء هاتفه
# مزور ازاى بس؟ هو سيف اللى عيلته كلها لواءات حيزور؟
اجابها بغضب اهوج
# اه…لما يكتب فى العقد انك انسه و انتى مطلقه يبقى بيزور
حاولت التفاهم معه و لكنه تحول و اصبح صندوق مغلق على افكاره لن يسمح لاحد ان يغيرها او يحيدها عن مسارها الذى رسمه بنفسه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
استيقظت باكرا و بكاءها لا يزال يبلل وسادتها فهى تشعر بالحزن الشديد لفقدها اعز ما لديها بالحياه فقررت ان تتصرف و لتكن الحرب
ارتدت ملابسها فى عجاله و نزلت بعد ان تفحصت هاتفها باحثه عن امر ما حددته و اتجهت لمحل طباعه الصور و اخرجت صورته مع عروسه بفستانها الاسود و طلبت من العامل ان يطبعها لها
اخذتها و اتجهت للعنوان الذى وضعته على جهاز تحديد المواقع و قادت سيارتها بحذر حتى لا تتوه و اخيرا وصلت للمكان المنشود
وقفت امام المبنى الصغير و المكون من طابق واحد باحد الاحياء المتطرفه و اقتربت من ذلك الشاب الواقف امام الباب يعطى ارقاما للواقفين بادوار دخولهم
حدثته بصوت مهزوز قليلا لعدم ثقتها فيما تفعله
# بقولك لو سمحت
اجابها الشاب
# اؤمرينى
ابتسمت برقه و رددت تسأله
# انا مستعجله…مفيش تذكره مستعجل
اماء لها هاتفا بلباقه
# طبعا فى يا ست الكل و الاوبيج ( النقود) حيزيد الضعف
اماءت موافقه تهتف بلامبالاه
# مش مهم اللى حتطلبه حتاخده بس ادخل بسرعه
غمز لها بطرف غينه و هتف
# طيب اقفى هنا شويه و ادخلك بعد اللى جوا بس متنسيش حلاوتى
اخرجت بضع اوراق نقديه و دستها براحته هاتفه بامتنان
# متشكره اوى
استمعت لهمهمات الناس حولها منهم من تقول انها بفضل الله و بفضله قد حلت مشكلتها اخيرا هاتفه بامتنان
# الحمد لله..ربنا يخليه و يبارك فى عمره، من بعد لفى على الدكاتره عشر سنين عشان الحبل، هو من زياره واحده طلعت الشهر اللى بعدها حبله طوالى
ابتسمت الاخرى تجيب
# امال الناس عليه بالضرب ليه يا اختى؟….ما هى السمعه الطيبه هى اللى بتعمل اسم الواحد من دول
لتهتف اخرى
# ربنا يجعل الفرج على ايده يا رب لاحسن انا عندى حما ربنا يهدها حارقه دمى فى الطالعه و النازله
اقترب منها الشاب و انحنى يهمس لها
# بقولك ايه…تعالى ادخلك من الباب الورانى احسن لو دخلتى قدام النسوان دى حياكلونى
اماءت موافقه و تحركت معه و دلفت لتلك الحجره فوجدت ذلك الشيخ يجلس امام موقد من الفحم و رائحه البخور العطره تزين المكان فابتلعت لعابها و هى حقا لا تعلم ما ان اتخذت القرار الصائب ام لا؟ و لكن خرج الامر عن سيطرتها و سبق السيف العزل
جلست بتوتر فهتف الشيخ الدجال يسألها
# عارف جايه عشان ايه؟
نظرت له باهتمام فاعقب
# عايزه تفرقيهم عن بعض مش كده؟
اماءت بصمت فابتسم و ردد و هو يحرك راحته اماممها
# اطلعى بالمعلوم
اخرجت حفنه نقود هائله و وضعتها امامه على المنضده و عادت تجلس مكانها فامسكها و نظر لها بطرف عينه و هتف
# جايبه قطر و لا صوره؟
ابتلعت برهبه و خوف و هتفت
# صوره
مد ساعده ليلتقطها منها و نظر لها بتمعن و هتف
# المراد حيحصل من انهارده عدى اربعين يوم بالتمام و الكمال و حتلاقيهم سابو بعض
هتفت بلهفه راجيه
# بس ابوس ايدك اوعى تأذيه….خليه بس يبقى مش عايزها و لا عايز يكمل معاها
ابتسم بسمه عبثبه هاتفا
# متخافيش عليه…. الموضوع حيخلص من غير اذيه عشان مفيش قطر، كل اللى حيخصل عكوسات حتوقف الجوازه و بس
اماءت موافقه و وقفت من مكانها لتغادر حتى دلفت سيارتها و امسكت بالمقود بقوه محدثه نفسها
# يا ترى اللى عملته ده صح و لا غلط؟ ربنا يحفظك يا سيف و يبعد عنك اى شر و يبعدها عنك يا رب عشان هى متستحقكش
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
هبطت من وسيله النقل التى استأجرتها بعده امتار بعيدا عن مقصدها قاصده ذلك حتى لا يعرف احد وجهتها
مشت الهوينه و هى تتلفح بتلك العباءه السوداء التى تغطيها من رأسها لاخمص قدميها و تغطى وجهها بوشاح اسود اللون
نظرت للورقه التى بيدها حتى تتأكد من موقعها طبقا للوصف الذى اخبرتها به فوجدت نفسها تقف امام مخزن مهجور بمنطقيه نائيه
اقتربت اكثر و تذكرت وصف لواحظ لها مردده
# اول ما توصلى المخزن حتلاقى صف طوب احمر متثبت جنب البوابه…. مفتاح المخزن جوه الطوبه الخامسه
عادت تنظر امامها فوجدت ذلك الطوب بالفعل فمدت يدها للطوبه المنشوده و اخرجت المفتاح فلمعت عين فتحيه بالطمع و فتحت باب المخزن و دلفت للداخل
اضاءت مفتاح الاضاءه لتجد الكثير من كاوتش السيارات و الاشوله و العديد من قطع الخرده فعادت تتذكر حديث لواحظ
# اول ما تدخلى حتلاقى كاوتش عربيات كتير، كله شبه بعض ما عدا واحده حتلاقيها متعلم عليها ببوهيه ببضا، افتحيها من جوه حتلاقى جواها المعلوم
فعلت ما اخبرتها به فوجدت رزم النقود مرصوصه بالداخل بكم هائل فلمعت عيناها بالدهشه و هتفت بطمع
# يا دين النبى….كل دى فلوس؟ هو انا حعرف اعدهم دول كلهم؟
بدءت باخذ الاموال و وضعها بداخل حقيبه بلاستيكيه سوداء و بعدها وضعتها داخل حزام عريض تربطه على وسطها و اتجهت خارجه من ابواب المخزن تتجه للطريق العام لتقل اول سياره اجره تجدها بطريقها و هى تردد لنفسها
# يا ترى حتطلبى منى ايه يا لواحظ قصاد الفلوس دى كلها؟
ثم هتفت بطموح
# انا حاخد الفلوس منها اعمل بيهم مشروع لولادى يعيشو منه و اترحم من بهدله الشغل و تطلب اللى تطلبه بقا محدش حيقول للفلوس لأ
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
خطا بهمه يحييه بالتحيه العسكريه هاتفا باحترام
# تحت امرك يا فندم
نظر له المأمور ببسمه ابويه حنونه هاتفا بخجل
# مبروك يا سيف… عقبال الليله الكبيره يا بنى
اماء مبتسما باقتضاب فاستطرد المأمور
# المهم مش عايزك تزعل منى انى اتكلمت من سياده اللوا، انا كان غرضى مصلحتك
اجابه بوجوم راسما على وجهه بسمه صفراء
# محصلش حاجه يا سياده المأمور، حضرتك تأمرنى بحاجه
اجابه بتلعثم
# هو..انت الا
صمت و عاد يكمل
# خف شويه على لواحظ يا سيف…انا عارف ان فى تار بينك و بينها بس….
قاطعه سيف بحده طفيفه محاولا كتم غيظه
# تار و بس…. ده مش تارى لوحدى يا سياده المأمور، ده تارة و تار الظباط و العساكر اللى ماتو و تار دارين اللى لحد انهارده لسه بتتعالج من اللى عملته فيها
قوس فمه زاما على شفتيه باعتراض هاتفا
# سيب القانون ياخد مجراه ، و اهى رجعت السجن و جوزها مات و عماد قام بالواجب مع المساجين اللى عملو العمله دى فى دارين….يبقى نتصرف بالعقل بدل ما….
انتفخت عروق رقبته و هو يصيح بغضب متناسيا انه بحضره رئيسه المباشر
# بدل ما ايه؟ لو شايف ان فى عقاب مناسب للى انا عامله معاها فإتفضل عاقبنى، بس ده مش حيخلينى ارجع عن اللى فى دماغى و ناوليها عليه
زفر المأمور باختناق و قله حيله هاتفا بمهادنه
# طيب خلاص اهدى بس، انا بس خايف حد يبلغ عن التجاوزات دى و لا بتوع حقوق الانسان ينطولنا هنا و ساعتها….
ضحك عاليا بسخريه فصمت المأمور عن استكمال حديثه فإندفع سيف يعقب عليه
# ما طول عمرنا بنعرف نصرف امورنا يا سياده المأمور…و لا هو لحد لواحظ المر و حقوق الانسان حتحط علينا
زفر انفاسه الغاضبه خارج صدره و اكمل
# لاخر مره بقول لحضرتك، لو شايفنى اتجاوزت فى حاجه اتفضل عاقبنى….بس حرجع اتجاوز تانى و تالت و رابع لانى مش ناوى اخلى اقامتها فى السجن هنا تعدى كده، لازم ادوقها المرار بسبب اللى عملته فيا و فى دارين
زفر المأمور بإحباط و استسلام محركا رأسه بايماءه طفيفه مشيرا له بالانصراف فحيتاه سيف التحيه العسكريه و خرج من مكتبه
••••••••••••••••••••••••••••••••
بكت حتى انتفخت عيناها من كثرته و لكنها ليس بيدها حيله و لن تجرؤ حتى على معارضه والدها فهو بالتأكيد لن يتهاون تلك المره عن قراره
جلست فدوى بجوارها تربت عليها بحنان امومى هاتفه
# كفايه عياط انتى مش ناقصه ، حرام عليكى يا دارين اللى بتعمليه فى نفسك و فيا ده …انتى يا بنتى مش شايفه وشك بقا عامل ازاى ؟ لازم تحرقى قلبى عليكى!
رفعت وجهها ناظره لها باستعطاف و حزن فاستطردت
# قلتلك أكلم اخوكى هو بيعرف يتفاهم مع ابوكى و يقنعه… رفضتى
اماءت تعقب
# عيزانى ادخل جمال زى المره اللى فاتت و فى الاخر الدنيا كلها تتدربك و بابا يقول إنه كان صح و أنه رضخ لاصرارنا مش كده ؟
زفرت فدوى بقله حيله مردده
# كل حاجه و ليها حل ….أهدى انتى بس و ربنا ان شاء الله حيحلها من عنده ، عشان سيف ابن حلال و شاريكى لولا العقربه أمه ام اربعه و اربعين دى كان ابوكى لا اتكلم و لا فتح بوقه
هزت راسها باستسلام و هتفت بحسره
# انا اللى عملت كده فى نفسى…وثقت فى انسان معندوش ضمير و حفضل ادفع التمن طول عمرى
قطع حديثهما صوت جرس الباب فاتجهت فدوى لتفتح فوجدت حارس العقار يقف امامها باحترام و ممسك بيده حقيبه ورقيه فسألته بحيره
# خير يا عم رجب !!
اجابها
# فى واحد ظابط تحت يا ام جمال و ادانى الشنطه دى اسلمها للست دارين
اقتربت دارين بلهفه تهتف
# ده سيف يا ماما
ارادت التباهى امام الحارس فرددت
# ايوه يا عم رجب دن خطيب بنتى
اماء الاخر باحترام و هى تعلم تماما انه لن ينتظر حتى يبتلع لعابه ليخبر جميع السكان بقلب العقار بل و العقارات المجاوره فتزيل تلك الوصمه التى وصِمت بها ابنتها بسبب قضيتها الملفقه
استلمت دارين الحقيبه و فتحتها لتجد بداخلها هاتف خلوى من احدث الاصدارات فاخرجته من علبته لتجده يصدح برنينه و اسمه مزين على شاشته ( حبيبى)
ابتسمت ملئ فمها من تسجيله لرقمه بنفسه و الادهى انه لم يسجله حتى باسمه و انما بصفته التى يريدها مناداته به
اجابت على الفور فجاءها صوته الرزين يهتف
# مولاتى
اطرقت راسها خجلا من غزله فاجابته
# عامل ايه؟
اجاب
# الحمد لله
صمت و اعقب بكلماته
# ما تطلعى البلكونه اشوفك
تنبهت لكلماته و هتفت بحيره
# انت لسه تحت! طيب ما طلعتش ليه؟
قوس حاجبيه و سألها
# هو استاذ هشام فوق؟
اجابت
# لا
ضحك بسخريه من تلك الطفله التى تصر على اصابته بالجنون من براءتها الزائده عن الحد فردد هاتفا
# و هو ينفع اطلع و راجل البيت مش موجود برده يا جمله الجميلات؟
تحرجت من شهامته و معرفه للاصول و الاعراف فاتجهت للشرفه تنظر له و هو يستند الى سيارته يرتدى زيه الميرى واضعا قبعته و نظارته الشمسيه فظهر شكله مهلك
هاتفها برقه فور ان رآى طيفها
# وحشتينى
ابتسمت و اجابته
# لحقت؟
تجهم وجهه و هتف بمعاتبه
# ايه الغلاسه دى يا مولاتى؟ بقولك وحشتينى
ردد كلماته بتأكيد على احرف الكلمه فابتسمت بخجل و اجابت
# و انت كمان، ليه اشتريت موبايل؟ انا كنت حشترى واحد لما انزل
رقق صوته مجيبا اياها بغزل
# و انا عندى اغلى منك عشان اجيبله و بعدين كل ما احب اكلمك حتصل على موبايل مامتك او باباكى…مينفعش طبعا، المهم يكون عجبك
شكرته ممتنه
# ميرسى يا سيف انت كلك ذوق و الله و تستاهل الخير
حدثها بحنين
# ما ربنا ادانى الخير اهو
حركت راسها باعتراض هاتفه بحزن
# لا….انت تستاهل احسن من كده
شعر بتغيرها قليلا فسألها باهتمام
# مالك يا ديدو؟ انتى لسه موضوع الدجال ده مضايقك؟
ضحكت بسخريه هاتفه
# لا خالص….و لا جه فى بالى من الاساس
تعجب من طريقتها فعاد يسأل باهتمام
# امال مالك؟ ليه مضايقه كده ؟
لم تعى تماما نفسها الا و عبراتها الساخنه تملئ مقلتيها مهدده بالانفجار فخرج صوتها مختنق بالبكاء
# خايفه….خايفه اوى يا سيف
زفر انفاسه بضيق من نبره صوتها الحزينه و هتف
# فى ايه بس؟
قصت عليه حوار والدها و رغبته باتمام اجراءاته لاثبات زيجتها المزعومه من اكرم و رغبته بالتوجه للقضاء بل و اصراره على الامر
خرج سيف عن طور هدوءه صارخا بحده
# انتى ابوكى مصر يجيبلى جلطه؟
شهقه خوف خرجت منها مردده بلهفه حقيقيه
# بعد الشر
صمتت و عادت تستعطفه
# بلاش تقول لبابا انى حكيت لك حاجه يا سيف، استنى لما هو يكلمك
هو الآن يعلم تماما اسباب القصور الموجود بشخصيتها فهى لا تستطيع التمييز بين الصواب و الخطأ، بين الجائز.و الغير جائز فشرح لها الامر من وجهه نظره البحته
# دارين….. اللى انتى بتقوليه غلط، مينفعش ابدا اعمل نفسى معرفش و لا من الطبيعى اسكت على اتفاق ابوكى عايز يغيره و لا انا من الرجاله اللى ممكن يقبل بالكلام ده
حدته و غضبه جعلها تتخوفه قليلا فحاولت تبرير موقف والدها
# مامتك السبب على فكره، لولا كلامها و تلميحها على جوازى……
صاح مقاطعا بصوت اجش غاضب يحذرها بنبره خشنه
# داريييين….. اوعى تكررى اللى قلتيه ده تانى، و لما ابقى معرفش اجيبلك حقك من اى حد يتجاوز معاكى ابقى ساعتها اتكلمى معايا، لكن غير كده محبش ابدا اسمعك تقولى مامتك عملت و مامتك قالت، مفهوم؟
ولجت لداخل المنزل تاركه اياه يقف بالشارع و رددت بصوت باكى
# مع السلامه يا سيف
قوس حاجبيه محدقا امامه بالفراغ و اغلق معها الهاتف مقررا ان يضع النقاط على الحروف حتى لا يقع بمشاكل مستقبلا
꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂
رجفات قلبه و هو يتم التحقيق معه جعلته يتلعثم اكثر من مره و هو يدلى باقواله فى مقر النيابه العامه بشأن افعاله المنافيه للقانون و تضمن اعترافه اسماء عده من كبرى الاسماء
لم يغفل عن طلب محامى آخر للدفاع عنه بعد ان اصبح خصما معه فى القضيه لتستره على الكثير من الاعمال الاجراميه بل و مشاركتهم اياها
انتهى التحقيق بتوجيه قضيته للقضاء لتعدد القضايا من ابتزاز و سرقه و تبييض اموال و تهريب و نهايه لتوجيه تهمه القتل الخطأ
علم سعد الدين بكل التفاصيل بصفته محامى المدعى بالحق المدنى الا و هى نيللى و ذهب بعدها لمنزل هشام مطرقا على بابه عده طرقات
فتح له هشام بنفسه الذى تفاجئ بحضوره فردد مرحبا
# اهلا و سهلا يا متر….اتفضل
دلف الاخر و تنحنح بصوت مسموع حتى تتخذ نساء المنزل حذرهن و جلس بالاريكه فاطرق هشام راسه بضيق فهو غير مستعد ماديا لدفع اتعابه الآن و لكنه ارجئ الامر كثيرا ظنا منه انه اتى اليوم لاستراد مستحقاته
هتف هشام بعد ان طال الصمت هاتفا
# انا عارف انى اتأخرت عليك فى باقى الاتعاب بس…..
قاطعه سعد الدين رافضا
# انا مش جاى عشان اتعاب….اتعابى وصلت و زياده
نظر له بدهشه و ظن ان سيف من دفع تلك الاموال فهتف برفض
# لا يا متر ارجوك…. انا مش مكن اقبل ان سيف يدفعلك ….
قاطعه ضاحكا و هز راسه باستنكار
# حيلك حيلك ….سيف باشا لا دفع و لا شوفته من ساعه الافراج
قوس حاجبيه بدهشه فاستطرد الاول
# نيللى هى اللى صممت تدفع و فى الاخر انا لا اخدت منها و لا من غيرها
لاحت شبه ابتسامه ساخره من تعابيره الغير مفهومه فاكمل
# ما هو مش معقول اخد اتعابى من خطيبتى !
صمت ليبتسم هشام بفرحه هاتفا بمباركه
# الف مبروك يا متر ….انت تستاهل كل خير و الله
اماء مبتسما و هتف بحيره
# المهم انت دخلتنى فى موال تانى غير اللى كنت جايلك عشانه
نظر له باهتمام و استمع له يهتف
# انا مضطر استدعى دارين للشهاده فى القضيه …. و محبتش ادخلها تانى فى الحوار ده من غير موافقتك
ابتلع باقى حديثه بجوفه عندما استمع لصوت سيف الآتى من خلفه مجيبا
# و موافقتى انا كمان يا متر و لا ايه ياعمى؟
نظر له هشام بدهشه فهتف سيف
# اظن انا جيت فى الميعاد اللى قلت لحضرتك عليه ؟
اماء مؤكدا
# ايوه يا بنى اتفضل ، انا بس مسمعتش صوت جرس الباب
جلس على الاريكه بعد ان حيا سعد الدين و اكمل حديثه باقرار
# انت عايز تدخل دارين فى موال ايه تانى يا متر ؟ مش كفايه عليها كده؟
حاول سعد الدين التحدث فحمحم هاتفا ببسمه
# هو اللى سمعته صح بقا ؟ فعلا اتخطبتو ؟
اماء سيف مؤيدا و اعقب
# عقبالك
ابتسم بحبور و هتف
# قريبا ان شاء الله
رفع سيف حاجبه و سأله بمكر
# لا بجد ؟ نيللى مهران مش كده ؟
اجابه بالموافقه و عاد يكمل طلبه
# انا محتاج دارين تشهد فى المحكمه عشان….
قاطعه سيف بحده طفيفه
# انا قلت دارين كده خلاص يا متر ، انت مسمعتنيش و لا ايه ؟
ابتلع لعابه بحرج فتدخل هشام
# يا بنى عشان القضيه …
عاد سيف لمقاطعته و زمجر بضيق
# انا متأكد انه حيعرف يتصرف من غيرها ، سعد الدين مبيغلبش
حرك بصره تجاه سعد الدين الذى يتصبب عرقا فسأله غامزا بعينه
# انت عايز تفهمنى ان دفاعك قايم على شهاده دارين ؟
اجابه بثقه
# لا طبعا ، ياما فى الجراب يا حاوى
غمز له سيف بصرف عينه مكررا كلماته بتأكيد
# و الحاوى يعرف يصرف نفسه من غير دارين
وافق مضطرا فبالنهايه اصبحت العلاقه بينهما ليست مجرد محامى و موكلته بل اصبح هناك تقارب و صداقه نشأت فى الازمات و اظهرت معادن الناس
فور ان استأذن سعد الدين جلس سيف بوجوم و وجهه يخرج براكين ثائره تتصاعد ادخنتها من انفه و اذنيه فلاحظ هشام تجهمه المبالغ فيه فنظر له بتدقيق و سأله باهتمام
# خير يا سيف ؟ قلقتنى لما اتصلت بيا فى الشغل !!
اخرج علبه سجائره و نظر له بحرج يسأله
# تسمحلى ادخن ؟
اجابه بالموافقه فاشعل سيجارته لينفس عن ثورانه الداخلى و ظل هشام مترقبا لحديثه حتى هتف بحده
# احنا اتفقنا ان موضوع دارين القديم يتقفل ، مش كده ؟
نفخ هشام بصوت مسموع و رفع حاجبه الايمن هاتفا
# انا مغيرتش كلامى معاك لكن الظروف هى اللى اتغيرت
ضغط على اسنانه حتى تكاد تسمع صوت اسطكاكها و زمجر بخشونه
# حتقول كلام امى هو السبب مش كده ؟
اجابه باستهزاء
# واضح ان دارين حكيالك كل حاجه !
اعتدل الاخير بجلسته و احكم قبصته على مسند الاريكه و هتف
# كنت عايزها تخبى عليا؟ بص يا عمى ، موضوع والدتى مش جديد عليكم و حضرتك عارف انها رافضه و عارف انا تعبت و حاربت قد ايه عشان انفذ طلبك انى اجيب اهلى معايا؟
اخرج دخان سيجارته من انفه بزفره قويه و اكمل
# حضرتك طلبت والدى و والدتى …و انا جبت خالى و عيلته و اختى و جوزها و ده عشان اثبت لحضرتك قد ايه انا جد و شارى بنتك
صاح هشام موضحا بحده
# انا مش حستنى لما الاقى سيره بنتى على كل لسان لما الحكايه تتعرف و …
قاطعه سيف بصوت اجش
# انا مش حسمح لحد يتكلم نص كلمه و اولهم امى ،و كل اللى حوالينا عارفين …لكن حضرتك عايز تعرف المجره كلها بقضيه و شوشره ملهاش اى لازمه غير انها تأثر على مركزى و شغلى و ابقى مضطر اوضح لكل الناس الحكايه
اصراره على قراره يبدو قاطعا فقط من نظرات عينه فدقق سيف النظر بملامحه التى تبدو ساكنه و هتف
# واضح انك واخد قرارك و مش حاطط فى اعتبارك الراجل اللى خاطب بنتك رايه ايه ؟
اجابه هشام
# انا ادرى بمصلحه بنتى
هدر سيف بصياح هادر حضرت فدوى و دارين على اثره
# ليه مُصر تأذينى بالشكل ده ؟ مش كفايه اللى انا فيه ؟
دلفت فدوى تحمل بيدها اكواب الشاى و وضعتها امامهما و هتفت بمهادنه
# اهدو كده و كل حاجه و ليها حل انا اتصلت بجمال و جاى فى الطريق
جلس سيف و استند بمرفقيه على فخذيه و اخذ يقضم شفتاه فسمع صوت انفاسها الحزينه فرفع وجهه ينظر لها تقف بجوار الباب
لاحظ احمرار حدقتيها و انفها فعلم انها ربما لم تكف عن البكاء منذ ان اغلق معها الهاتف او ربما من قبل ذلك فابتسم بحب هاتفا
# متخافيش …. حنتفاهم انا و باباكى
اماءت برقه فجاء صوته الغاضب
# حتتفق على ايه يا سيف ؟ انا بقولك حاخد حق بنتى بالقانون و هو عنده ميت قضيه يعنى …
قاطعه سيف
# عنده ميت قضيه من نصب لاحتيال لقتل و حضرتك عايز تربط اسم بنتك بيه ، لا و الاكتر من كده قضيه اثبات عقد الجواز ده حياخد وقت قد ايه ؟ محاكم و قضايا و يا عالم تخلص امتى ؟و بعدها ندخل فى موال طلاق بقا بعد ما تثبت الجواز ….كل ده و انا المفروض اعمل ايه ؟اقعد حاطط ايدى على خدى مستنى و لا اصلا خطوبتنا تمشى ازاى و انت عايز ترجعها فى عصمته؟
اجابه الاخر بسذاجه
# لا منا حثبت الجواز بفيديو الطلاق اللى انت مصوره و كده حتبقى اثبات طلاق و خلاص….
قاطعه صائحا باستكار
# يا نهار مش فايت …. هو حضرتك عايز تقدم مستند يودينى انا و زمايلى فى داهيه عشان تثبت الجواز ده ؟ هو انت بتفكر ازاى ؟ انت عارف ده ممكن يعمل ايه فينا و يدخلنا فى ايه ؟
صمت هشام يعيد تفكيره من جديد فاكمل سيف بحده غاضبه
# لا و لو كل ده عدى اقعد استنى بقا لما العده تتعاد من جديد و تخلص و انا قاعد بعد الايام عشان العده بتاعتها تخلص
اطرق هشام راسه لاسفل و اعاد رفعها بحيره و قد اتخذ قراره
# خلاص انا حسأل سعد الدين و اللى حيقول عليه حعمله
صمت و ظل واجما ينظر له بحيره ، فلماذا كل هذا الاصرار و هو اقر بموافقته على الزواج منها متماشيا مع ظروفها فوقف من مكانه واضعا يده بجيب بنطاله و سأله باخر انفاسه الهادئه كملاذه الاخير
# حضرتك مصر على قرارك ؟
اماء هشام فكرر سيف نفس الايماءه المتخاذله و هتف بتحذير
# طيب اخر كلام بالنسبه لى يا عمى ، انا مش موافق و مُصر على اتفاقنا و اللى نفذت كل حاجه تخصنى فيه و اللى مستنيه منك تنفذ اللى يخصك منه
حرك راسه باعتراض و ردد بترقب
# حاسس بنبرتك بتحذير و لو منفذتش حتعمل ايه ؟
حك ذقنه ليخفى توتره و اجابه بصوت متوتر
# حتضطرنى اعمل حاجات مش عايزها و لا حكون مبسوط منها
تحداه و وقف قبالته هاتفا
# ايه ؟ حتفسخ الخطوبه اللى لسه معموله امبارح ؟
مطرقا راسه بخزى اعقب
# للاسف لو الموضوع خرج من ايدك حتضطرنى اعمل كده
لمعت عين دارين التى تقف بجوار الباب تشاهد و تسمع ما يحدث و هى تبكى بغزاره فسمعت لصوت والدها يجيبه
# و انا بعفيك من اى ارتباط حصل يا سيف و معرفتنا ببعض كانت معرفه خير
لمعت عينه بالدهشه و وجده يناديها هاتفا
# تعالى يا دارين انا عارف انك واقفه بره
دلفت باكيه محنيه للرأس فتجهم وجه سيف من شكلها ليتفاجئ بوالدها يردد بصيغه آمره
# اقلعى الدبله و الخاتم و اديهومله
شهقات بكاءها لم تمنحها الفرصه للرد او الرفض فابتلعت بصعوبه لعابها المؤلم و هى تضع اناملها على الخاتم فى محاوله منها لخلعه من اصبعها فاقترب سيف على الفور و احكم قبضته على كفها بقوه هاتفا بصوت هامس رقيق
# اوعى تقلعيه من ايدك الا عشان يتنقل للايد التانيه …فاهمه ؟
رفع وجهها بسبابته و ابتسم لها غامزا بعينه و عاد ينظر لهشام بضيق و غل هاتفا من بين اسطكاك اسنانه
# ماشى يا عمى ….اعمل اللى انت شايفه
انطلق كالبركان ليغادر متحدثا بآخر كلماته لها
# حبقا اكلمك
حاولت فدوى ايقافه بتوسل و لكنه كان كالرصاصه التى انطلقت من مخزنها و خرجت لتصيب من امامها فحاول الخروج باسرع ما يمكن حتى لا يحتد اكثر من ذلك فتنتهى الامور بشكل غير لائق و لكن لم يغفل عن امساك هاتفه فور دخوله للمصعد ليرسل رساله مفداها
# بحبك …متخافيش ، كل حاجه حتتحل ( و ان بعد العسر يسرا )
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
يتبع الجزء الثانى غدا بامر الله٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
اولا الناس اللى اتكلمت فى موضوع الدجال و الاعمال انا موضحه انه حرام عشان محدش يفتكر انى بروج لحاجه غلط
ثانيا قصدت ابين ان المشاكل او العكوسات زى ما قلتو عليها بدءت قبل الزياره اللى اتعمل فيها العمل
عشان ااكد ان اى مشاكل حتحصل سببها الظروف مش شغل الدجل و الشعوذه
موضوع المواعيد و الناس اللى بتقول بقيت باخلف المواعيد
انا غيرت مواعيد النشر لكن ما اخلفتش و خليتها الثلاث و الخميس الساعه 12 م بتوقيت القاهره
الفصل ده مش كامل و التكمله بكره الاربع الساعه 12 مساءا و ده بسبب ان الموب بتاعى باظ و اشتريت واحد جديد فاضطريت اكتب البارت من جديد
قراءه ممتعه

الفصل السابع عشر
Part2
#سجينتى_الحسناء
التوى فمه بالضيق و خرج من المصعد منطلقا بشراسه فاصتدم بجمال الذى لمحه بتلك الملامح الواجمه و المبعثره فامسكه من كتفه هاتفا بقلق
# الله ….ايه الحكايه ؟ ده ماما كلمتنى و قالت تعالى بسرعه و فى مشكله ، بس متخيلتش انها معاك انت
رمقه بنظرات ناريه و ردد و هو يتوجه لخارج العقار قاصدا المغادره
# معلش يا جمال …نبقى نتكلم فى وقت تانى ، انا مش شايف قدامى و مش عايز اطلعهم عليك
ابتسم جمال بموده هاتفا
# يا سيدى و ماله اما تطلعهم عليا ، منا اخوك و لا عندك رأى تانى ؟
صاح سيف بغضب
# شوف باباك عايز يعمل ايه؟ ده كأنه مصر يجبلى سكته قلبيه يا جمال
انحنى بالقرب من اذنه فور ان وجد حارس العقار يتابعهما بتدقيق هاتفا بتودد
# طيب تعالى نطلع بس ميصحش الكلام على السلالم
رفض بحركه عصبيه من رأسه مؤكدا
# انا مش طالع تانى بعد اللى حصل ، و اللى ليا عندكم حعرف ازاى آخدها و بالاصول برده
اتسعت ابتسامه جمال و هو يسأله ممازحا
# اللى ليك عندنا دى اختى ؟
ضحك رغما عنه عندما تدارك حديثه فربت جمال بود زائد و عرض عليه
# طيب تعالى نقعد على القهوه شويه و لما نتكلم سوا نبقا نطلع و نحل الامور بينكم
زفر باختناق و توجه معه لاقرب مقهى و جلسا فصفق بيده هاتفا بنبره عاليه
# هاتلنا اتنين قهوه يا حمو
اجابه الفتى
# اوامرك يا سى جمال
ارتشفا القهوه فاقترب جمال منه هاتفا بصوت اقرب للهمس
# قولى بقا ايه الحكايه ؟
ضم شفتيه و بللهما بطرف لسانه و ارتشف بضع قطرات من المياه حتى ينظف حلقه و اجاب
# والدك عايز يثبت الجواز مع انى اتفاهمت معاه من قبل ما اتقدم لها
اماء متفهما فهتف يحثه على المواصله
# واضح انك معرفتش تخليه يغير رأيه ؟
اماء بوجوم
# و مش عارف اخرتها ايه ؟ و كأنى ناقص مشاكل فوق اللى عندى ، انت متخيل انى مضطر اتحمل ان فى راجل تانى دخل حياتها قبلى يا جمال و انت راجل و اكيد فاهمنى
اماء مقوسا شفتاه متفهما لموقفه فاستطرد الاول
# و مش كده و بس ، مضطر اتعامل مع فكره ان فى راجل لمسها قبل منى
احتدت انفاسه و كأنه يعافر كى ينهى حديثه
# و مضطر اقف لاهلى اللى شايفين ان السكينه سرقانى و مش شايف التفاوت اللى بينا
ضرب على المنضده امامه هاتفا بحده
# و مضطر استنى عدتها تخلص عشان احترم الشرع اللى الحيوان ده محترمهوش
حاول تهدءه ثورة غضبه فهتف بهدوء وثير
# اهدى و كل حاجه ليها حل و انا عارف بابا و بعرف اتفاهم معاه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فتحت المزلاج الحديدى و دلفت تنظر لتلك الجاثيه على الارضيه الاسمنتيه المبتله و غمزت بطرف عينها هامسه
# كله تمام يا معلمه
هتفت بصوت يبث ثقه و غرور
# عدتيهم ؟
اماءت معقبه
# خليت الواد ابنى يعدهم انا توهت فى الرزم دى كلها
سألتها و كأنها لا تعلم الاجابه مسبقا
# و طلعو كام يا فتحيه ؟
اجابتها ببسمه فرحه
# متين و خمسين لحلوح يا ستنا
عادت تردد بمكر
# و كده يبقى فاضلك كام على الاتنين مليون ؟
ابتلعت لعابها بنهم مجيبه
# مليون و سبعميه و خمسين الف
حركت راسها رافضه
# لا يا توحه لسه ليكى تسعميت الف
قوست حاحبيها بتعجب منتظره تفسير فاطنبت
# حتاخدى من الفلوس اللى معاكى ميه و خمسين الف تبعتيهم للرجاله اللى حتساعدك عشان تنفذى المطلوب منك
انحنت تقترب من وجهها تسألها باهتمام
# مش حتقوليلى بقا عايزه منى ايه يا معلمه ؟
رفعت راسها تنظر لها بغل و خبث و قالت
# اصبرى يا فتحيه …. الصبر جميل
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ناحت و بكت حتى تورمت عيناها تستند براسها على فخذ والدتها و الاخرى تمسح بكفها بنعومه على شعرها المجعد مردده بمواساه
# كل شر وراه خير يا دارين
اجابتها بنواح
# هو فين الخير ده يا ماما ؟ انا من ساعه ما اتجوزت البنى ادم ده و مشفتش خير
دخل والدها الغرفه و جلس على طرف الفراش فاعتدلت بجلستها فتنحنح بحزن هاتفا
# انا بحاول اعززك يا بنتى … عشان متوطيش راسك قدام حد ، و انتى شوفتى مامته اتصرفت ازاى فى المستشفى و هنا كمان من غير ما تعمل اعتبار لحد و لا انها ضيفه فى بيتنا
ارتجفت من حديثه و مسحت عبراتها بظهر يدها و اجابته بحزن
# سيف مش زى اكرم يا بابا …و حضرتك ضغطت عليه جامد و هو ميستحقش كده
حاول شرح الامر لها فهتف بتفسير
# ما التانى كان باين لنا انه ابن ناس ، و طلع ابن (***) ….
اطلق سبه نابيه يستحقها ذلك المحتال فقاطعته فدوى بضيق
# بس مفيش مقارنه بينه و بين سيف يا هشام ، الولد جاب اهله و كل حاجه فى النور و حيجيب شبكه و شقه جديده ، عايز ايه تانى اكتر من كده بس؟
نظر لها بنظرات حاده و اجابها بتقوس فمه
# ما هو ده اللى مفروض يحصل و اللى كان حيحصل فى جوازتها الاولى لولا ضغطكم عليا ، انا المره دى مُصر على رأى و محدش حيخلينى ارجع فيه ابدا
قطع حديثه رنين جرس الباب فابتسمت فدوى تردد بحب
# ده اكيد جمال
اتجهت لتفتح ففوجئت بوجود سيف برفقه وليدها فرحبت به بحراره هاتفه
# اهلا يا بنى …ادخل
ثم همست له بحنان
# متزعلش من عمك … هو بس مقهور من اللى حصل و نفسه يصلحه ، بس ما باليد حيله
اماء لها باحترام و ردد معقبا
# ربنا ما يجيب زعل
دلفا لغرفه الصالون و اتجهت فدوى تخبر زوجها بحضوره برفقه جمال فاتجه على الفور ليتقابل معه
ساد الصمت لحظات فتحدث جمال ملطفا الاجواء بمرح
# ما توحدو الله يا جماعه
رددا
# و نعم بالله
استهل جمال الحديث بهدوء حذر و هو يشير بيده امامهما
# احنا كلنا كده فى مركب واحده و اللى يمس اختى حيمس سيف يا بابا لانها بقت عرضه و تخصه ،و نفس الكلام ينطبق عليه اللى يمسه هو فى شغله او سمعته حيمسناو يمس دارين اولنا
اردف جمال قائلا بصوت جاد
# فكره انك تثبت الجواز حتمس كل الاطراف يا بابا ، حتمس دارين فى سمعتها و حتمس سيف فى شغله و مركزه و بكده مش حنأذى نفسنا بس
ابتلع لعابا ليس موجود بحلقه من الاساس و هو يكمل بقهر
# انا مكنتش حابب ان اول بختها يبقى الانسان ده ، بس دى اراده ربنا و لما ربنا يبعت لها العوض و يبقا محترم و ابن ناس فلازم نحافظ عليه مش نضغط عليه يا بابا
حاول هشام صد الاتهام عنه مدافعا عن نفسه
# يا بنى انا مش قصدى لا اجى عليه و لا اضغطه ، انا عايز بنتى تدخل عيلته و هى رافعه راسها و محدش يلقح عليها بالكلام
اندفع سيف بالعديد من الكلمات يؤكد لنفسه ربما قبل ان يؤكد لغيره
# انا كفيل اسكت اى حد يحاول يجيب سيرتها او حتى يلّمح لحاجه و اولهم امى يا استاذ هشام
جلس هشام مطرقا راسه بتفكير و عقله ممتلئ بالتكهنات الجيده منها و السيئه و لكنها يرى امامه نموذج الرجل الذى امامه يبدو له من الوهله الاولى انه محل ثقه
شعر انه ربما اساء التصرف معه و زاد شعوره بالذنب بعد ان رأى حال ابنته التى لا تزال فى طور الشفاء ، و لم يخرجه من شروده سوى صوت سيف المتسائل
# ها يا عمى ؟ قلت ايه ؟
اذدرد لعابه متمتما بصوت حزين
# ماشى يا سيف …. لو انت شايف انك حتقدر تحافظ عليها و على كرامتها ….
قاطعه سيف و نظر له بنظرات مبهمه هاتفا بشراسه
# دى حتبقا مراتى يعنى عرضى زى ما قال جمال و اللى يمسها بكلمه مش حسمى عليه مهما كان مين !
اماء هشام بالموافقه هاتفا
# خلاص يا سيف …اللى انت شايفه صح اعمله ، انا مديك حته منى يا بنى و اتعذبت كتير و عايزها ترتاح بقا
ابتسم له بحبور و هتف
# متخافش يا عمى و الله دارين دى عنيا و ححطها فى عنيا و بكره الايام تثبتلك
صمت قليلا ثم عاد يتحدث بجديه
# انا عايز اكتب الكتاب بعد عدتها ما تخلص بيوم
تعجب جمال و هشام سواسيه فردد الاخير
# و الشبكه و الشقه ؟
امال راسه للجانب مجيبا بتأكيد
# كله حيتعمل …الشبكه حشتريها و البسها فى كتب الكتاب و حعمله فى دار مناسبات اللى تبع الشرطه ، و الشقه حننزل نختارها سوا بس بعد كتب الكتاب ان شاء الله
وافق بترحيب لفكرته و اهتمامه بتفاصيل الاشهار فسأل جمال بحيره
# و هى العده حتخلص امتى ؟
حاول هشام ان يجيبه فسبقه سيف هاتفا بلهفه
# فاضل واحد و عشرين يوم
ضحكا من تلهفه فشعر بالخجل فحاول تغيير الموضوع متسائلا
# فين دارين طيب نطمنها ان المشكله اتحلت احسن كانت منهاره
اجابه هشام
# حخلى مامتها تناديها
جلسوا بترقب منتظرين الطعام بعد ان اصرت فدوى بقائهما لتناولهم العشاء برفقتهم فاتجه جمال يجلس بجوار والده و انحنى باتجاه اذنه مرددا
# ما تيجى ندخل جوه شويه عايزك فى موضوع
اتاح المجال بالطبع لذلك الجالس بنيران عشقه المتقده منتظرا ان يختلى بها و لو دقائق حتى يطمأنها بانه لم و لن يتخلى عنها و انه السند و العوض الذى سيحارب من اجلها
اقترب من مقعدها و امسك راحتها و هتف بصوت حانى
# ديييدوو
رفعت وجهها المتعب و الذى ظهر عليه اثر البكاء جليا فمد انامله يمسح وجهها بابهامه و ردد بطمأنه
# مولاتى بتعيط ليه بس ؟ بطلى عياط عشان خاطرى…انتى متخياه انى كنت ممكن اسيبك او اخلى حد يفرق بينا ؟
ابتسمت بعذوبه هاتفه بصوت مختنق بالبكاء
# بجد يا سيف ….بجد مش حتسيبنى و لا تتخلى عنى ابدا
سحبها داخل احضانه بقوه دافنا راسها بصدره لتستمع لدقات قلبه النابضه بعشقها و امال فمه تجاه اذنها مرددا بتأكيد
# سامعه دقات قلبى دى ؟ بيدق عشانك انتى و بس
انتشت من غزله فحاولت الابتعاد عن صدره و لكنه احكم قبضته عليها فدفعته برقه هاتفه بحرج
# سيف و بعدين حد يدخل علينا كده ميصحش
هل استمع لها ؟ هل كان منصت لما تقوله ام سحرته شفتاها المصبوغتان بحمره اظهرت جنونه و اثملته بخمرها فلم يهمهلها الفرصه ليسحبها مقربا وجهها منه ملتهما شفتاها بقبله عميقه دافئه بث لها مشاعره و خوفه من فقدانها
دفعته براحتيها بقوه و نظرت له و هى تلهث من فرط ما شعرت به فنظر لشفتاها التى ازدادت حمره من اثر قبلته فابتسم برضا و اعاد فعلته بتقبيلها قبله اخرى اشد و اعمق بادلته اياها تلك المره فاخرجته من تماسكه الزائف لتصبح قبله جامحه لم يفصلهما سوى دخول جمال المفاجئ و رؤيتهما بذلك الوضع الحرج فتجهم وجه و نظر لاخته و ردد بحده
# دااارييين
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
حينما يريد الله سوف يهيئ الظروف، و سوف يخلق الاسباب و المسببات ، و سوف يمكن لمن يريد ما يريد
الدكتور مصطفى محمود
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انتفضت دارين على اثر صوت اخيها المنادى لها و ارتبك معه سيف فهو لم يرد مطلقا وضعها او وضع نفسه بهذا الموقف المخزى و لكن سلطان العشق قد خط بقلمه على صفحه قلبه المتيم بعشقها
وقف على الفور داعما اياها حتى لا يُسمعها اخيها ما قد يؤذى مشاعرها و لكن جمال اكتفى بالتحديق لها بخزى و هتف بصوت اجش
# روحى يا دارين ساعدى ماما فى المطبخ
هرعت من امامه حرجا و خزيا و رعبا ايضا من رده فعله ، اما سيف فاذدرد لعابه بتوتر جلى و هتف بثلعثم
# جمال ..اناااا….
قاطعه جمال بحده
# اقعد يا سيف
رمقه بنظرات حاده قويه فشعر الاخر و كأنه قد انسكب عليه دلو من الماء البارد فاطرق راسه بخزى حتى استمع له يردد بضيق
# لو بابا اللى دخل و شافكم كده كان الوضع حيبقى حاجه تانيه
رفع وجهه ينظر له بصمت و قوس فمه و اجابه
# انا مكنش قصدى حاجه وحشه بس …
صمت ليكمل عنه جمال
# انا فاهم كويس انك بقالك فتره كبيره من غير زوجه و …..
جحظت عينه من تفسيره المخجل فقاطعه بتأكيد
# لا يا جمال متدخلش الموضوع فى السكه دى … انا بحب اختك ، يعنى الموضوع مش شهوه زى ما انت بتلمح
اماء بتفهم و ردد يضيق
# و هو اللى يحب واحده يحطها فى الموقف ده ؟
اطرق راسه بخجل و ضغط على شفته و هتف بأسف
# اسف يا جمال و مش حتتكرر تانى
اكد عليه الاخر بصوت حاد
# و لا حتى بعد كتب الكتاب …لما تبقى فى بيتك ابقا اعمل اللى انت عاوزه
•••••••••••••••••••••••••••••••••
اتجه لمنزل والديه بعد ان تناول العشاء برفقه نسباءه و لم تتمالك منار نفسها عندما استمعت لوليدها يخبرهما بموعد عقد القران فصرخت برفض صريح
# انت بتقول ايه ؟ كتب كتاب ايه اللى اخر الشهر ده ؟ يعنى كمان خمسه و عشرين يوم ؟
اماء لها و السعاده ارتسمت على وجهه فضاقت بها الدنيا صارخه بحزن
# ليه السربعه دى ؟ ده لسه الخطوبه امبارح لحقو يكلفتوك و يسربعوك كده امتى ؟
حرك راسه معترضا على حوارها باستسلام و عاد ينظر لها بعد ان ازداد صراخها الحاد
# و دار مناسبات ايه اللى عايز تحجزها دى ؟ مش كفايه فضايح ….انت عايز الدنيا كلها تعرف بجوازه الندامه دى ؟
رمقها طلعت بنظرات محذره فور ان رأى تجهم وجه نجله البكرى فهدر يوبخها
# ما تلمى الدور شويه يا منار ….انتى ايه حكايتك عماله تهيبرى زياده و زياده كده ليه ؟ خلاص الولد اخد قراره و …..
قاطعته بصوت هادر
# قرار ايه ؟ قرار ايه ده اللى رايح يحجز لها دار مناسبات تبع شغله ، دى واحده كسر …مطلقه و لا انت فاهم بلاش الواحد يتكلم
انتفض سيف رافعا حاحبه بتقوس مخيف مزمجرا بشده
# لا اتكلمى …عايزه تقولى ايه اكتر من كده ؟
احتدت تعابيرها بغضب و هتفت
# ايوه يعنى مش البنوته البسكويته اللى يتعمل لها كل ده و كان اخرها تلبس الدبله و انتو واقفين عند بتاع الدهب و خلصت ، لكن انت عاملها بنت بنوت و عروسه بحق و رايح تعمل خطوبه و تشترى شبكه و شقه و تكتب كتاب فى دار المناسبات بتاعه الشرطه و لسه ناوى على فرح فى الدخله ، اللى يشوف كده يقول ياما هنا ياما هناك
ابتسم لها كابتا حنقه و غضبه و سألها باطناب
# و ايه كمان يا ست الكل ؟
نظراتها الصارخه بالغل و الكره تلمست وجدانه و هى تهتف
# لاااا ….لسه كتير اوى بس ده لو انت عايز تسمع لكن انت سادد ودانك عن كل حاجه كأنها سحرالك
ابتسم مهموما من طريقتها الفظه مجيبا اياها بتلاعب لفظى
# احلى سحر و اجمل عمل اتعملى فى حياتى يا امى
احنت راسها بدهشه هاتفه بتعجب
# للدرجه دى ؟ يا بنى انت تستحق احسن من كده ، ليه مقلل من نفسك و مكانتك بالشكل ده ؟ ده انت الف بنت تتمناك و بنات بنوت ….بسكوته كده تبقى طريه على سريرك
اجابها و لا زالت تلك البسمه الكريهه التى يتصنعها مرسومه على وجهه
# من ناحيه طريه ….فهى طريه اوى يا ماما
شوحت بيدها بحركه عصبيه منها هاتفه
# ده انت دوقت بقا ….. و انا اقول ملهوف على ايه ؟
تنفس اكبر قدر من الهواء و سحبه بشهيق عميق لداخله و زفره ببطئ محاولا تمالك اعصابه حتى لا يفقدها على من حملته و ربته و ردد بهدوء حذر لم يخلو من الاستفزاز المبطن
# دوقت من زمان يا ماما ، ما انتى قفشتينا سوا و هى لابسه البرنص بتاعى
قوست فمها بشكل سوقى و اطلقت سبه هاتفه
# انت ب **** يا سيف ؟ معقول المستوى انحدر بيك للدرجه دى ؟
اماء لها معقبا
# عيزانى ارد على كلامك بايه ؟ ادافع عن نفسى و عنها ؟
نظر لابيه الصامت و الذى يتابع ذلك الحوار بصمت مريب فسأله سيف بحيره
# هو حضرتك ساكت ليه يا بابا؟
اجاب بصوت رزين و هادئ
# اصل شغل الحريم ده انا مليش فيه
حاولت الاعتراض على سخريته و لكن سيف تحدث قبلها
# و انا يعنى اللى ليا فيه ؟ ما تفهمها و تعرفها انت مربينى ازاى ؟
اجابه ساخرا
# و هى متعرفش ؟ ده انت ابنها
اعقب على كلماته بضيق
# يمكن نسيت ؟ نسيت ابنها المصلى و اللى حافظ كتاب ربنا ، اللى معملش الغلط و هو مراهق فمش حيجى يعمله و هو شحط
جلست تبكى فاقترب منها و انحنى على ركبتيه امامها هاتفا بتوضيح
# انا عايز اتجوز ….لاسباب كتيره اوى يا امى ، بس اولها و اهمها انى بحب دارين و غير كده عايز يبقا ليا اسره بدل الوحده اللى انا فيها دى
اسند كفه على فخذها و لا يزال ينحنى امامها مكملا
# صحابى ولادهم فى المدارس ، و انا زى ما انتى شايفه
هتفت بصوت باكى
# كان نفسى تختار واحده تليق بيك ….
قاطعها و هو يمسح براحته على وجنتها
# بحححببببها
رددها و هو يؤكد على حروف تلك الكلمه و نظر بمقلتيها الباكيتين و استجدى حنانها الامومى مرددا
# منفسكيش تبقى جده ؟ و عيالى يجرو حواليكى ! منفسكيش تشوفينى سعيد و بضحك
نكست راسها تفكر فى الامر و لكنها بينها و بين نفسها لم تحبذ فكره زواجه منها مطلقا مردده فى عقلها
# نفسى فى احفاد بس مش منها ، و نفسى اشوفك سعيد بس مع غيرها
لم تتحدث و ظل عقلها يتنبأ بالاحداث فماذا سيحدث ان عارضت؟ سيزيده اصرارا فهى تعلم وليدها و رأسه اليابس مثل والده تماما فاختارت ان تتصنع الموافقه او على الاقل حتى تجد المخرج المناسب لتفريقهما فهتفت بفرحه مصطنعه
# خلاص يا سيف …طالما حتكون سعيد و مبسوط خلاص على بركه الله ، بس عرفها انها لو زعلتك فى يوم حزعلها و انا زعلى وحش
ربت على كتفها يهتف بمزاح
# اهدى يا وحش …البت مش قدك يا سياده المستشار
••••••••••••••••••••••••••••••••
دلف غرفتها و جلس بجوارها على طرف الفراش فاعتدلت بجلستها و نظرت له و هى منكسه رأسها بخزى فمد ساعده و اسند ذقنها بطرف سبابته و رفع وجهها ناحيته و نظر اليها بحب مرددا
# عامله ايه دلوقتى ؟
اماءت بصمت و هى تقضم اظافرها من فرط التوتر فحاول جمال اخراجها من توترها فردد بهدوء
# متخافيش انا مش ناوى ازعلك
حاولت رسم بسمه مزيفه على وجهها و لكنها فشلت لتحل محلها ملامح الحزن و الانكسار فردد باستنكار
# اللى حصل ده غلط بكل المقاييس و انا مش عايز ازعلك بس لازم تفهمى ان وضعك ممكن يخلى سيف يفكر فيكى تفكير مش كويس لو شاف منك تساهل ، انا عارف انه بيحبك لكن الراجل مننا غصب عنه ممكن يفكر بالشكل ده و محدش حيقدر يلومه ساعتها
نزلت عبراتها على وجنتيها بغزاره فربت على ظهرها بحنين و هتف بحب
# انا عارف انه شهم و راجل بجد …. بس بلاش اللى حصل ده يتكرر تانى عشانك انتى و عشان تقدرى ترفعى عينك فيه و فى اى حد عارف وضعك و بيلقح عليكى بالكلام
بالطبع كان يقصد والدة سيف التى لم تكف عن اطلاق شرارات الغضب بداخله بسبب تلميحاتها الوقحه التى أعقبت رفضها الصريح فابتلعت غصه بكاءها و اجابت بصوت متحشرج
# حاضر يا جمال و اسفه جدا و الله
لم يستطع التفريط بها اكثر و هو يراها منهاره امامه بذلك الشكل فابتسم بمرح و انحنى لاذنها يهتف بمداعبه
# بس قوليلى ….دى اول مره و لا عملها قبل كده ؟
نظرت له بارتباك فرفع حاجبه بالدهشه غير متوقعا ان يكن قد تجرأ الى هذا الحد معها صبيحه خطبتهما فمتى اذا كررها ليهتف متصنعا المرح
# ده واضح انه مش سهل ابدا ، و انا اللى كنت فاكره مؤدب
ضحك ساخرا حتى يجعلها تبتسم و لو قليلا و سألها بصوت هادئ
# اموت و اعرف كررها تانى امتى و فين ؟
عادت لتبتلع لعابها و هى تبلل طرفى شفتاها بلسانها محاوله استجماع شجاعه و ربما جرأه لتجيب اخاها الاكبر على استحياء
# فى المستشفى ….بس و الله يا جمال حصلت على سهوه و انا كنت تعبانه و فعلا مكنتش عامله حسابى انه حيعمل كده
اقتضب وجهه و تنفس بغضب محاولا اخفاء مشاعر الضيق التى اعترت صدره و اماء براسه معقبا
# ماشى يا دارين … المهم عندى انه ميتكررش تانى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لم تستطع ايجاد المكان الذى وصفته لها الا بعد ان سألت اكثر من شخص حتى وصلت لذلك الحى الشعبى المتواضع و صعدت العقار المنشود و طرقت على بابه ففتح لها رجل ضخم الجثه و طويل القامه و جسده ممتلئ بالعضلات بشكل مخيف
اذدردت لعابها بخوف و هتفت بصوت متقطع
# مش…د .دد.دى شقه ..عطوه المر ؟
لمعت عينه بشرر و احتدت ملامحه و هو يسألها
# انتى مين يا وليه ؟
ابتلعت مره اخرى بوجل و هتفت بتلعثم
# م..مرسال
تنحى جانبا و اشار بيده للدخول فدخلت و هى تلعن حظها الذى اوقعها بذلك الموقف و لم تنتبه لما يدور حولها الا عندما استمعت لصوت غلق الباب بصوت هادر فانتقض جسدها فزعا و التفتت تنظر للوراء فوجدته يقف خلفها يردد بصوت غليظ
# فى ايه ؟هو انا حاكلك ؟
جلست على الاريكه و اخرجت من حقيبتها مظروف ورقى و وضعته امامه فنظر لها بفضول رافعا حاجبه منتظرا منها ان تعطيه تفسيرا لما يحدث فهتفت موضحه
# المعلمه لواحظ هى اللى باعتانى
قوس شفته بكره و ردد بغضب
# عايزه ايه منى وش النحس دى ؟ مش كفايه اخويا اللى راح بسبب غباوتها
اماءت بحذر مردده
# ما هى بعتالك دول و بتقولك حتاخد قدهم اربع مرات بس تاخد بتار المعلم
انتفض فزعا صارخا بحده
# يا نهار ابوها اسود ….هى مكفهاش ضعيت كبيرنا ، جايه عايزه تخلص منى انا كمان ، عيزانى اخد بتارى من الحكومه
اماءت بلا على الفور موضحه
# لا …من السبب فى موته
استرعت انتباهه فجلس امامها و امسك بالمظروف و سألها بغلظه
# كام دول ؟
اجابته بتلقائيه
# ميه و خمسين الف يا اخويا
ضحك ساخرا و هتف
# و حتدينى قدهم اربع مرات حته واحده !
ليكمل و نوبه من الضحك قد اجتاحته
# و جايه على نفسها اوى كده ليه ؟ ده اخويا كان مِكنز ملايين و نايم على خميره حلوه، و انا المفروض ليا فيها النص بشرع ربنا
تهكمت بداخلها لتحدثه عن الشرع ، و هل يعلم امثاله شيئا عن الشرع و لكنها ارتدت قناع الصمود امامه حتى لا تقع فريسه له و لامثاله من معتادى الاجرام فهتفت تشرح له خطه لواحظ المحكمه للنيل ممن تسبب بقتل زوجها و اعاد الزج بها فى الحبس مؤكده
# المعلمه حتديلك كل اللى حتطلبه منها بس تنفذ بالحرف الواحد
اماء موافقا
# و ماله و اهو كله من خير اخويا
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

تكملة الفصل الثامن عشر
من كان يصدق ان تمر الايام سريعا على الجميع الا عليه هو الذى ظل يذهب لعمله صباحا بعد ان يهاتفها فور انتهاءه من صلاه الفجر و حتى وصوله لابواب عمله بسجن النساء ، ثم يعود و يهاتفها بعد ان ينهى دوامه و يقود سيارته متجها لسمسار العقارات و يظل يرسل لها صور للشقق التى يشاهدها حتى تعطيه قرارها باحداها
وقف ينتصف تلك المساحه الشاسعه بداخل المنزل الذى يراه و هاتفها بمكالمه مرئيه و سألها باهتمام
# انا شايفها مناسبه و الشمس بتدخل لها و واسعه ، انتى ايه رايك ؟
ابتسمت و هو يلتف بهاتفه ليريها اركان المكان هنا و هناك فهتفت بسعاده
# تحفه ..بجد تحفه يا سيف ، و كل الشقق اللى فاتت كانو تحفه بس فعلا دى احلاهم
ابتسم لها بحب و غمز بطرف عينه يردد بوقاحه
# اوريكى اوضه النوم ؟
على الفور تحول وجهها لحمره الخجل و اطرقت راسها لاسفل فاستمعت له يهتف بغزل
# اوعى تدارى وشك عنى يا مولاتى احسن قلبى يقف
همست بخجل
# سيف …بطل تكسفنى
ابتسم و هو يشاكسها هاتفا
# بس بشرط ، تقوليلى الكلمه السحريه
تنهدت ببسمه عبثيه هى تعلم تماما ما يريد و لكنها تلاعبت بالكلمات هاتفه
# افندم يا سيفو ؟
رفع حاجبه لاعلى و ردد بصوت اجش
# انتى غاويه تتعبينى بقا ؟
خرجت ضحكاتها العفويه من فمها الرقيق و هتفت
# نعم يا حبيبى
تزين وجهه بنفس البسمه الشارده التى ترتسم على وجهه فور سماع كلمتها التى تلقى بسهام الغرام داخل قلبه الملتاع بعشقها فلم ينتبه لسمسار العقارات الذى يتابعه بصمت و هو يتغزل بمعشوقته هياما بها فتنحنح الاخير بحرج هاتفا
# باشا …ها ؟ نقول على بركه الله ؟
اماء موافقا و البسمه تزين ثغره هاتفا بسعاده
# تمام خلينا نمضى العقد
•••••••••••••••••••••••••••••
استيقظت باكرا على صوت آذان الفجر كعادتها المكتسبه منذ دخولها السجن و ايضا اعتادت منذ خطبتها ان يهاتفها فور انتهاءه من تأديه صلاته فانتهزت الفرصه لتغتسل و خرجت تلف منشفه طويله تغطى معظم جسدها
وقفت امام المرآه تجفف شعرها الغجرى و بدءت بارتداء ملابسها بعد ان ازالت اللاصقه المضاده للمياه و التى تضعها على مكان طعنات الغدر التى شوهت جسدها
لم يفت عليها ان تنظر لتلك الندبات و تتحسسها باناملها و هى تشعر بالحزن و الاسى على حالها
صدح رنين الهاتف بمكالمه مرئيه فآثرت الغاء الكاميرا لعدم ارتداءها شيئ سوى ملابسها التحتيه فتعجب الاخر هاتفا
# قافله الكاميرا ليه ؟ عايز اشوفك
حاولت اخفاء حزنها و هتفت بصوت هامس
# لسه واخده شاور حلبس و افتح الكاميرا على طول
عض على شفته باثاره و غمز لها بطرف عينه فهو يعلم انها تراه و ردد بمشاكسه وقحه
# لااا …ده انا لازم احط هكر على الموبايل عشان اعرف اتفرج براحتى
خجلت على الفور و صرخت بتضرع
# عشااان خاطررى بطل تكسفنى يا سيف ، انت ايه اللى جرالك مكنتش كده
اجابها و بسمته تتسع لاذنيه
# لا اتعودى بقا عشان انا كده و سيف معاون المأمور ده واحد تانى خالص و بيكون موجود من 6 صباحا ل 5 المغرب و بس
نظرت فى ساعه هاتفها موضحه
# يعنى فاضل ساعه و سياده المعاون يوصل
اماء لها و هتف بلهفه
# البسى و انا معاكى عشان وحشانى و عايز اشوفك
اماءت براسها و كأنه يراها و اتجهت لخزانه الملابس تخرج ثيابها فدلفت والدتها دون طرق الباب تهتف بموده
# خلصتى حمامك يا ديدو
اجابتها بايجاز
# ايوه يا ماما
اقتربت منها تتفحص جرحها و سألتها باهتمام
# اوعى تكونى جبتى ميه على الجرح زى المره اللى فاتت ، الدكتور مش عايز عليه ميه خالص
غمزت لها تشير لهاتفها فظهر امامها سيف الجالس يرتشف من فنجانه و يستمع بصمت للحوار الدائر بينهما فهتفت ترحب به
# صباح الخير يا سيف ، عامل ايه يا بنى ؟
اجابها بموده
# الحمد لله يا طنط حضرتك عامله ايه ؟
اجابته
# الحمد لله …اسيبكم تتكلمو
خرجت فهتف الاخر بفروغ صبر
# انجزى يا ديدو بقا
صمت ليعود و يتحدث بعصبيه
# من امتى مامتك بتقولك ديدو ؟
اجابته بعد ارتداءها ملابسها و فتح الكاميرا
# من ساعه ما سمعتك بتقولها
زفر بضيق و ردد برفض
# مش حابب حد يدلعك بيه غيرى
انزوت ما بين حاجبيها بمشاكسه مرحه و اجابت بتلاعب
# انت محدش بيقولك سيفو غيرى….اءاء و انت لأ
علت ضحكاته على برائتها و تصرفاتها الطفوليه و مزاحها اللذيذ و ظل يتفحص ملامحها البريئه هاتفا بغزل
# شكلك زى القمر كده و انتى خارجه من الحمام ؟ اومال شكلك ازاى و انتى حاطه ميك اب ؟
امالت راسها جانبا تداعبه
# مبحطش
اماء بعبث
# عارف يا مولاتى ، عشان انتى جميله الجميلات من غير مكياج
خفق قلبها و تسارعت دقاته من غزله و عشقه لها فظلت صامته ثم رددت بهمس
# انت اللى عينيك حلوه عشان كده شايفنى حلوه يا سيفو
ابتسم بحبور و غزل و اضاف
# بحبك
صمتت كعادتها و حمره الخجل تكتسح وجهها فنظر هو الى ساعته هاتفا باسف
# مضطر اقفل عشان انزل الشغل ، ادعيلى
رددت بابتسامه هادئه و هى تنظر له بحب
# ربنا يبعد عنك السوء يا رب و يحفظك ليا و لكل اللى ببحبوك
نظر لها بهيام و تأمل ملامحها بسكون و هتف متسائلا بمكر
# يعنى بتحبينى ؟
اماءت مؤيده فامال راسه للجانب بشكل اعتراضى على ايماءتها هاتفا
# و حرمانى ليه انى اسمعها منك
اطرقت راسها بخجل و رددت دون النظر اليه
# انت عارف
حرك راسه بحركات متتاليه رافضا خجلها العفيف هاتفا باصرار
# قوليها خلى يومى يبدء بدايه تفتح النفس
رفعت وجهها تنظر له و ملامحها تبدو اكثر اشراقا و حيويه بل و مثابره على كل ما مرت به و هتفتها صريحه دون خجل او استحياء
# بحبك
••••••••••••••••••••••••••••••••••••
ارتدى عباءته السوداء المزينه بعلم بلده الحبيب ممسكا بيده الكثير من الملفات ينظر لساعته يحتسب الوقت ليرددد داخل نفسه
# حتكون اسرع قضيه فى تاريخى ان شاء الله ، يا رب اقف جنبى
دلف الحاجب يهتف بصوت عالِ
# محكمه
وقف الجميع احتراما للقاضى و جلسوا بعد ان اشار لهم بالجلوس و بدءت المرافعه ما بين النيابه و محامى اكرم الذى وكلته له النيابه و انتهاءا بسعد الدين الذى فجر قنبلته الاخيره
# الدفاع يا ريس بيحاول يخلى القضيه تروح لقتل خطأ و القانون بيقول ان للقتل ثلاث انواع اولها هو القتل العمد اذا توافرت فيه الشروط
وقف الدفاع يقاطعه
# و مفيش فى القضيه و لا فى تسجيلات الكاميرا ما يشير للعمد و الأسباب وضحتها للمحكمه اهمها انه غير خبير بمواضع كسر الرقبه و العنق بالدرجه الكافيه اللى تخليه بحركه بسيطه و سريعه زى ما شفنا فى التسجيلات بانه يقتل
ابتسم سعد الدين لشعوره انه بمناظره و ليست مرافعه فنظر للقاضى يهتف باحترام
# يا ريس اظن ان الدفاع خلص مرافعته
احتدم النقاش على الاخير بينهما فاكمل سعد الدين مرافعته بعد ان نبه القاضى على الدفاع عدم مقاطعه المرافعه مره اخرى فاكمل سعد مرافعته هاتفا
# نرجع تانى لانواع القتل و اللى وضحت منها القتل العمد يا ريس و انا معايا كل الادله اللى بتأكد انه قتل عمد و مع سبق الاصرار و الترصد بل و الاكتر من كده انها جرائم متسلسه بقصد معين خطط لها المتهم و نفذها بحرفية شديده
تعجب القاضى و الحضور من ثقته فأخرج قرصا مدمجا و قام بتشغيله على شاشه العرض المرافقه لقاعه المحكمه و الذى يظهر تسجيلا قديما له يقف بالمطبخ يضع بضع اقراص بداخل فنجان القهوه و بعدها يقدمه لوالد زوجته و يتجه بعدها لمكان صف سيارته و يتلاعب بمحرك السياره
بعد فحص الدليل قدم مرافعته هاتفا
# اكرم المغربى يا سياده القاضى خطط و نفذ لقتل والد زوجته الراحله عشان تورث هى كل ثروته بعد ما عرف بحكم زواجه منها ان والدها كتب لها كل ثروته فى حاله وفاته و بعد ما نفذ المهمه فضلت مهمه التخلص من الوريث ده عشان يستولى هو على الثروه دى لوحده
همهمات الحضور و أصواتهم العاليه جعلت القاضى يطرق بمطرقته على المنطده امامه هاتفا بصوت محذرا
# هدوووء
استطرد مرافعته هاتفا
# انا بطالب بإخراج جثه عزيز مهران والد المجنى عليها و توقيع الكشف الجنائى لتبين نوع الاقراص اللى وضعت فى مشروبه يا ريس ادت للحادث المروع اللى اودى بحياته ، و بطالب كمان بفحص السياره المحتجزه من قبل المتهم بجراچ الڤيلا اللى كان بيسكنها مع المجنى عليها للتأكد من التلاعب اللى ظهر فى تسجيلات الكاميرا
وقف الدفاع يصرخ
# و انا بطعن فى صحه التسجيلات دى يا ريس
طرق القاضى مره اخرى بمطرقته و همس بجانبيه لمستشاريه و هتف
# حكمت المحكمه بتأجيل القضيه لحين اخراج جثه المجنى عليه عزيز مهران و توقيع الكشف الطبى عليها ، و احاله القضيه النيابه العامه مع ان ظهر اثر لعقار قد يؤدى لارتكاب الحادث او الوفاه …. رفعت الجلسه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وقف مزهوا بنفسه ينظر لها بحب و هى تتطلع لصفحه وجهه المنتصره و هتفت بفضول قاتل
# طمنى …كده القضيه رايحه لفين يا سعد ؟
ابتسم لها بمشاكسه من زاويه فمه و اجابها بغزل
# رايحه للمشنقه يا روح و قلب سعد من جوه
امسك راحتها و خلل اصابعه بخاصتها و سحبها معه باتجاه سيارته و هو يردد
# متقلقيش ….الادله كلها ضده و مش حيخرج منها ،و عنده كذا قضيه تانيه غير القضيتين دول تبع الاموال العامه فالحكايه كبيره خالص ، و لو ربنا رحيم به حياخد اعدام لان اى حكم تانى حياخده غير كده حيبقى تعذيب له اكتر و اكتر على جرايمه
دلفت و جلست بالمقعد المجاور لمقعده و قاد السياره و هو يردد
# عارفه ان سيف باشا عزمنى على كتب كتابه ؟
ابتسمت بفرحه و حركت وجهها ناحيته و هى تردد
# حيتجوزو خلاص ….و الله فرحت لهم اوى ، خصوصا دارين الغلبانه دى وقعت مع واحد مش سهل
أيدها مؤكدا
# فعلا ….و حاخد منه حقها و حقك و حق كل اللى ظلمهم ان شاء الله
غمز لها بمكر هاتفا
# عقبالى انا كمان
حاولت اخفاء ابتسامتها و هتفت بمداعبة
# و ايه اللى ماخرك يا متر ؟ تكونش بتكّون نفسك ؟
حرك راسه نافيا و اجاب
# لا…. بس عايز انفذ وعدى ليها و اكسب لها القضيه الاول
سعلت بغفله منها و رفعت حاجبها تهتف بضيق
# نعم ….انت لسه حتستنى لما تكسب القضيه ؟ احنا فين و القضيه فين يا سعد؟
ترك المقود من يديه و صفق فرحا صارخا بصوت جهورى
# الله اكبر …. الجميل مستعجل اكتر منى
وكزته بيدها عنيفا ضاربه كتفه الايمن موبخه اياه
# كده برده يا سعد ….طيب انا زعلانه منك
اوقف سيارته على جانب الطريق و اعتدل بجلسته ممسكا راحتيها معا يضمهما بحنان و ردد برغبه عارمه
# انا مستعجل جدا جدا جدا …و بعد الايام عشان الڤيلا تخلص و نتجوز على طول يا نيللى و لو عليا كنت اتجوزتك دلوقتى و حالا بس مضطر استنى شويه ، و اهو زى ما امى بتقول دايما ان كل حاجه فى وقتها حلوه
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ارتدت ملابسها و تجهزت واضعه قليل من الزينه و انتظرت ان تتجهز والدتها هى الاخرى فاقتربت منها زوجه اخيها الاكبر و انحنت تهمس لها برفق
# هانت يا دارين …. ربنا اراد الخير
احتضنتها قويا و همست بتضرع
# خايفه اوى يا ليلى …مش عارفه ليه قلبى مقبوض؟ و المفروض اننا نازلين نتفرج على الشقه و نشترى الشبكه
ربتت على كتفها صعودا و هبوطا بطول زراعها تستحثها بحنان
# الخوف اللى انتى حساه امر طبيعى و مرينا بيه كلنا و انتى يمكن يكون الخوف زايد عندك شويه عشان قلقانه
اماءت صامته و نظرت فى ساعتها و سألتها
# هو جمال اتاخر ليه ؟ ده سيف زمانه فى الطريق خلاص هو و مامته
اتسعت ابتسامتها من لهفتها و اخبرتها
# جمال تحت بيسخن العربيه متقلقيش
لم يمر الكثير من الوقت حتى صدح رنين هاتفها فاتسعت حدقتيها بالعشق و السعاده عندما وجدت اسمه يزين شاشته فاقبلت على الهاتف بلهفه تلتقطه من امامها و اجابت
# سيف
ابتلع الاخر لعابه بنهم و ردد
# قلب سيف….انا تحت واقف مع جمال ، يلا انزلو
اماءت بصمت كأنه يراها و اغلقت الهاتف بوجهه و هرعت لوالدتها هاتفه بلهفه و اسرع
# يلا يا ماما سيف جه.. سيف جه
ضحكت كل من فدوى و ليلى على لهفتها و رددت الاولى
# طيب عرفنا ان سيف جه ….يلا خلينا ننزل بدل ما امه العقربه تقول كلمتين ملهمش لازمه
ضحكات ثلاثتهن ملئت العقار و المصعد حتى استمع لهن جمال و سيف من اسفل و فور ان فتح باب المصعد تجهم وجهه و ردد موبخا
# ايه الصوت العالى ده يا ماما بس ؟
اجابته فدوى بفرحه
# الله …فرحانين يا جمال ، حرام نفرح ؟
اجاب باقتضاب
# افرحى يا امى من غير الناس ما تتفرج علينا
دفعته برقه فى صدره هاتفه
# سيبنا نفرح يا جمال ، الواحد بقاله فتره مفرحش
اطرق راسه صامتا و اتجهن ناحيه السيارات فلمعت عين ذلك الواله الذى تسمرت حدقيته على جمالها الرقيق فابتلع بإثارة و نهم و اقبل عليها يقبل راحتها هاتفا
# مولاتى جميله الجميلات ، قلبى حيقف من الفرحه
ابتسمت له بخجل غير مدركين العيون المتلصصه التى تراقبهما عن كثب و تسجل كل تحركاتهما و بما ان دارين لا تخرج كثيرا او بالأحرى لا تخرج الا للضروره القصوى فكانت المراقبه من نصيبه هو
خرجت منار تسلم عليهم و هى ترسم سعاده وهميه على وجهها تردد بفرحه زائفه
# الف مبروك يا ولاد … ربنا يتمم فرحتكم على خير
تعجبن ثلاثتهن و معهن جمال من مودتها الغير مألوفة فابتسم سيف بسعاده و غمز لدارين بطرف عينه و استأذن جمال بحرج
# ممكن دارين تركب معايا انا و امى فى العربيه ؟
اماء جمال مجيبا
# مفيش مشاكل يا سيف
اتجه للباب الخلفى للسياره و فتحه و تقدمت دارين لتدلف و لكن سبقتها منار هاتفه بموده غير حقيقيه
# اقعدى انتى قدام يا دارين و انا حقعد ورا
ازدادت دهشتها من طيبتها الغريبه عليها و لكنها لم تعقب فاطرقت راسها و تنحت جانبا لتركب والدته فى الخلف و جلست هى بالمقعد المجاور له
امسك راحتها اثناء قيادته و لم يتركها مطلقا فظلت هى صامته حتى استرعى انتباهها زيه العسكرى فسألته بصوت منخفض
# انت لابس اللبس الميرى ليه ؟
اجابها و هو يركز بصره على الطريق امامه
# ملحقتش اروح البيت
رمقها بنظره مسائله
# شكلى وحش بيها و لا ايه ؟
لم تجيب فأجابت عنها منار
# زى القمر يا سيف ، يمكن تكون مش حابه تشوفك بيه عشان بيفكرها بايام وحشه
تنهدت بضيق فتنحنح سيف بطريقه محذره هاتفا
# ماما
وضعت يدها على فمها تردد بتذمر
# سكت اهو
•••••••••••••••••••••••••••••
اوصدت جفنيها بتنهيده حاره و عادت تفتحها ببطئ و اتجهت لمرآه الزينه و تمعنت النظر بتلك القلاده و الاسواره التى تشبهها و اغلقت العلبه من جديد و احتضنتها بسعاده و هى تتمنى من الله ان يديم عليها هذا الاستقرار النفسى و العاطفى
تذكرت سماعها لهمهمات بعض الجيران و هم يتحدثون فيما بينهم من شرفه منازلهم لتردد احدى الجارات
# عريسها حاجه تفرح القلب
اجابتها الاخرى
# كل الناس تلاقى العذاب فى السجن و هى لقت الحب ، محظوظه
اعقبت عليها الاخرى
# ما هى كانت مسجونه ظلم
هتفت تستوضح
# و هو حتى لو مظلومه ، بالساهل كده معاون المأمور يحبها مره واحده ؟
قوست فمها و اعقدت جبينها و هتفت
# نصيب
لتجيبها الاولى مؤكده
# قصدك حظوظ
لم يتوقفا عن الكلام حتى خرجت من شرفتها هى الأخرى لينتبها لها و يصمتا عن الثرثره
دلفت والدتها من خلفها تحثها على الإسراع هاتفه
# لسه ملبستيش يا دارين ؟
نظرت لها فوجدتها تحتضن العلبه المخملية و شارده بهيام فجلست بجوارها تبتسم بخبث هاتفه
# اللى واخد عقلك !
بللت طرفى شفتيها بخجل و سألتها بقلق
# تفتكرى سيف ممكن يغير رأيه ؟
تشكلت الدهشه على وجع والدتها و سألتها باستنكار
# ايه اللى بيخليكى تقولى كده
اجابت باسى
# حاسه انه كتير اوى عليا يا ماما
زمت شفتيها بضيق و حدثتها بتحذير
# لا يا دارين …اوعى تقللى من نفسك كده ، ده احنا ما صدقنا امه اتعدلت شويه معاكى
ضحكت بخفه و هتفت
# شوفتى و هى بتسلم علينا و لا لما قعدت ورا و سابتك تقعدى قدام
اماءت ايماءه طفيفه و هتفت بضيق
# بس لسه كلامها زى السم يا ماما ، مشفتيش قالت لى ايه فى العربيه ، يعنى متصدقيش الفرحه اللى رسماها على وشها دى ، واضح ان سيف ضاغط عليها جامد و مع ذلك برده بتحدف طوب
ربتت على فخذها هاتفه
# طيب يلا بسرعه خلينا نروح للدكتور عشان يشيل الدرنقه دى بقا
زفرت براحه و هتفت بفرحه
# اه يا ماما اخيرا …. ده انا كنت زهقت اوى منها
اماءت فدوى و اعقبت
# و بالمره نتفرج شويه على الفساتين عشان تختارى حاجه حلوه كده و شيك لكتب الكتاب
ذهبا برفقه هشام للطبيب و لا تزال تلك الأعين الخفيه التى تراقب كل تحركاتهم تتبعهم فى كل مكان
••••••••••••••••••••••••••••••
انتظرت و انتظرت و لكن فاض بها الكيل فاتجهت راسا لمنزله و حدثت مساعده حتى يدخلها بسرعه كالمره الماضيه و فور ان دلفت اهتاجت بحده صارخه
# جوازهم الاسبوع ده و اللى انت وعدتنى بيه محصلش
أجابها بهدوء و هو يلقى بحفنه من البخور داخل المشعل الذى امامه
# انا قلتلك اربعين يوم ، و لسه الاربعين يوم معدوش
صرخت تستجديه
# لا ابوس ايدك …اربعين يوم يكونو كتبو الكتاب
ابتسم و هتف موضحا
# بس برده المراد هيحصل
امتعض وجهها تهتف بتذمر
# بعد خراب مالطه
احتدت تعابيرها و جحظت عينها تهتف بغل
# اسمع …. الموضوع ده لازم يتحل و يخلص قبل كتب الكتاب ، فاهم و لا لأ؟
ابتسم بزوايه فمه هاتفا بتفسير
# مينفعش طبعا …الحاجات دى ليها اصول و مش اى كلام و لا لعب عيال
نظرت له بفضول فاستطرد
# العمل بيدفن فى تربه لسه جديده ، ظازه و فى اربعين الميت العمل بيحصل
ثم تربع بجسده على الاريكه يردد بزهو و كأن ما يقوله واقعا
# مش سلق بيض هو !
زفرت باختناق و اصرت بغضب
# مليش فيه …اتصرف و انت واخد على قلبك قد كده ، و اللى حتطلبه حتاخده
امال راسه للجانب بطريقه تفحصيه و هتف بجشع
# اللى حطلبه ؟ اصل الموضوع كده حيدخل فى سكه تانيه خالص
قوست حاجبيها و سألت
# سكه ايه ؟
أجابها
# يعنى لازم تجيبى قطرها و انا حعملك عمل يجيب نتيجه فى بحر يومين مش اسبوع
بللت طرفى شفتيها و رددت
# و انا اجيب قطرها ازاى بس ؟
حرك كتفاه بلامبالاه هاتفا
# معرفش ، اتصرفى
اجابت بضيق
# مش حعرف ….مليش اى صرفه عشان اوصل لقطرها
ضيق ما بين جفنيه و سألها
# و تقدرى توصلى لقطره هو ؟
لمعت عينها بالحده و وقفت تعترض
# انا قلتلك اوعى تأذيه
ابتسم و اجاب
# و مين قالك انى حأذيه ؟
صمتت قليلا و عادت تسأله
# اومال عايز قطره ليه ؟
اجاب كمن يمتلك العالم باسره
# بسيطه حعمله العمل انه يبقا مش طايقها و لا عايزها
سألت باهتمام حذر
# و بعد ما يسيبها حيرجع طبيعى و لا حيأثر عليه فى حاجه؟
حرك راسه رافضا و أجابها
# مفيش حاجه حتحصله غير انه حيكرهها و ده المطلوب انهم يسيبو بعض
صمتت تفكر و هى تضع سبابتها على طرف شفتها فسألها
# ها … انا مش فاضى ، حتعرفى تجيبى القطر و لا نكمل الاربعين يوم ؟
وقفت متسرعة تهتف بلهفه
# لا لا …حعرف حعرف ، بس زى ما وعدتنى مش حتأذيه
ابتسم ابتسامه عريضه كشفت عن اسنانه الصفراء المعوجه و اجاب
# متخافيش يا ست الكل!!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
جلست تنتظر دورها برفقه والدتها و زوجه اخيها الاكبر حتى دلفت و انتهى الطبيب من تضميد جرحها و وضع عليه اللاصقه الطبيه و هتف بعمليه
# البلاستر ده تشيليه بعد تلات ايام و بعدها تقدرى تجيبى عليها ميه و تعيشى حياتك عادى جدا
تهللت اسارير فدوى هاتفه بفرحه
# الحمد لله يا رب ، الف حمد الله على سلامتك يا ديدو
ابتسمت ابتسامه مقتضبه لشعورها بوغزه قويه لا تعلم سببها فهتفت فدوى تسأل الطبيب
# و الاكل ؟
اجابها و هو يعود ليجلس على مكتبه ممسكا بقلمه استعداد لكتابه الارشادات الطبيه
# لا الاكل لسه شويه متستعجليش ، بس نقدر ندخل الفاكهه فى نظامها الغذائى، و حكتبلك على كل الارشادات الجديده عشان متحتاروش
انتابتها غصه قويه فهى ستظل تأكل بنفس الطريقه المقززه فتنهدت بيأس هاتفه بتساؤل
# هو انا ينفع اتمرن ؟
انعقدت حاجبى الطبيب متسائلا
# تدربى ايه مش فاهم ؟
اجابته
# رياضه …العب رياضه
اماء معقبا
# لو مفيهاش عنف …. و يكون من غير مجهود جامد ، يعنى شويه مشى يبقا اوكى
تضايقت من تقييدها بنوع معين فتسائلت باطناب
# يعنى الجرى و نط الحبل لا ؟
تنهد قليلا هاتفا
# ماشى ، بس مرتين فى الاسبوع كفايه اوى
اطرقت راسها بيأس فربتت ليلى على راسها بحنين مواسيه اياها
# هانت يا عروسه
رفعت وجهها تنظر لها بحزن و حسره على حالها فوجدت تلك الوجوه المبتسمه تعطيها و لو قدر ضئيل من الامل و الانطلاق على الحياه و لكن ما هلل اساريرها حقا هو صوت هاتفها المعلن عن اتصال تعلمه جيدا فاجابت بصوت ملهوف
# سيف
ردد بغزل
# مولاتى …جميله الجميلات ، انتى فين ؟
اجابته و هى تهم بالخروج من العياده الطبيه
# لسه خارجه من عند الدكتور
خرجت اصوات تنهيداته الحارقه و سألها باهتمام
# و قالك ايه ؟
اجابته بايجاز
# مفيش جديد يا سيف …. بس سمحلى اتمرن شويه
حمسها قائلا
# طيب ده جميل جدا ، اعملى حسابك تتمرنى فى وشى
ضحكت على مزحته و دلفت المصعد فتقطع الصوت قليلا حتى وصلت للطابق الارضى و فور ان خرجت سألته
# كنت بتقول ايه مسمعتكش ؟
ابتسم و هو ينظر لها مستندا الى سيارته هاتفا بصوت مسموع
# بقولك انا تحت
اتسعت شفتاها حتى اذنها فور ان رأته بطلته الخاطفه للانفاس و اصراره دائما على التواجد بكل ما يخصها و ارتداءه الدائم لبدلته الميرى حتى يدعمها و يراه الناس برفقتها و كأنه يعطى فكره لمن امامه انها تخصه وحده و كل الاقاويل الكاذبه عنها لا تهمه
رحبت فدوى به ترحيبا حارا هاتفه بمحبه صادقه
# حبيبى يا بنى …تعبت نفسك ليه بس ؟
رفع نظارته الشمسيه قليلا و نظر لها من اسفل عينه هاتفا
# و ده اسمه كلام برده !!
خلل اصابعه بخاصتها و اتجه ناحيته سيارته هاتفا كمن يعلمهم لا يستأذنهم
# يلا عشان نتغدى ، انا ميت من الجوع
صعدا بالخلف بعد ان انحنى و فتح لها الباب المجاور له و فعل بالمثل مع فدوى و ليلى فشعرن بمدى رقيه و ذوقه الرفيع
••••••••••••••••••••••••••••••
انتظر و انتظر امام ابواب السجن حتى يسمحوا له بالدخول فى موعد الزياره المقرره ، فور ان وجدها امامه هتف بغل
# اهلا ببنت عمى
قوست فمها لاعلى بطريقه سوقيه هاتفه و هى تمصمص شفتاها
# توك ما افتكرت ان ليك بنت عم ، يعنى مش كفايه انى مرات اخوك و بنت و عمك و متجيش تزورنى الا لما ابعتلك !!
تحشرج صوته الاجش هاتفا بسبه نابيه
# بلا قرف يا وش البومه يا **** ، نحس من يومك ، قال مرات اخويا …قصدك ارملته يا ام وش عكر
زفرت انفاسها بضيق و هتفت بملل
# اخلص يا عطوه …وقت الزياره حيخلص
اقترب منها اكثر و سألها باهتمام
# عايزه ايه يا لواحظ …ما كنتى بعتى اللى عيزاه مع الوليه اياها
ضحكت بخفه هازءه منه مردده بخبث
# و هو ينفع تكشف ورقك كله قدام الغريب
اماء معقبا
# انا و اخويا على ابن عمى
لتكمل و هى تشير بسبابتها على اثنتيهما
# و انا و ابن عمى على الغريب ، و بردك انا مش واثقه فيها اوى يعنى …فى الاول و الاخر دى كلبه فلوس و زى ما باعت الباشا ممكن تبعنى
زم شفتيه باهتنام قائلا
# ايه المطلوب
اقتربت بوجهها ناحيته هامسه
# ادينى ودنك و انا اقولك
•••••••••••••••••••••••••••••••
وقف يرتجف خوفا و هو مطرقا راسه لاسفل يستمع لتوبيخ لاذع من رؤساءه فهتف احدهم ذو المنصب العالى و هو رجل الاعمال المشهور شهاب البدراوي
# اعتمدت عليه و سلمته رقبتنا ، و ادى النتيجه
ابتلع لعابه بذعر حقيقى فهو يعلم تماما ان اللعب مع الكبار قد يؤدى الى كارثه حقيقيه فردد بوجل
# كل المستندات اللى معاه صور مش اصول يا ريس و ….
قاطعه شهاب صارخا
# يكفى ان اسامينا جت فى قواضى زى دى ، و لسه لما يشهد فى المحكمه
اقترب ناصر الصواف منه و اتكئ على مكتبه هاتفا بطمأنه
# متقلقش يا ريس ، كله تحت السيطره
ابتسم رافعا حاجبه و نظر له نظرات ممتعضه هاتفا من بين اسنانه
# و هو انا جايبك هنا انهارده عشان تطمنى؟ انا لو عندى شك واحد فى الميه ان فى قلق عليا او على اى حد من رجالتنا كان زمانك انت و الزفت اللى اسمه اكرم مفرومين تحت عجل عربيتى
عاد الوجل و الذعر لملامح وجهه و هتف بتلعثم
# او .. اوماا..ل حضرتك ..عاايزنى فى ايه ؟
اتكئ شهاب على مقعده الضخم خلف مكتبه العريق هاتفا بعجرفه
# جايبك اطمنك يا ناصر إنك فى الامان بس لازم تعمل اللى عليك الاول عشان تفضل معانا
ابتسم بسمه مزيفه و سأله
# ايه المطلوب منى يا ريس ؟
اجابه بسلاسه
# تقتل اكرم
•••••••••••••••••••••••••••••••••
انساق بدفعات قويه مهينه من قبل حراس السجن و تناول ملابسه البيضاء ليوضع زنزانته لحين البت فى قضيته
لم يظن يوما انه بعد ان خرج اخيرا من حارته المتواضعه و سكن القصور ان يؤول به الامر قابعا بعنبر السجن المكدس بالمحكوم عليهم
جلس على طرف الفراش المهترئ يسترجع لحظاته معها و يقر بداخله انه احبها حقا و لكن هل احبها اكثر من نفسه او من المال ؟
بالطبع لا…. فعبادته هى المال و حياته هى المال و هو مستعد ان يبذل الغالى و النفيس فى سبيل استعاده ما فقده
احنى راسه مغزيا و كلمات ناصر ترن باذنيه
# انت ورطت نفسم لما اعترفت و كمان دخلت اسامى الناس الكبيره دى فى الليله بتاعتك
زفر بضيق هاتفا
# ما انت سبتنى اخبط لوحدى هنا و هنا
رفع شفته بحنق موبخا اياه
# كنت بظبطلك الدفاع يا قفل ، عشان تخرج من جريمه القتل و انت برئ و كمان تقدر تورث فيها
تعجب و تفقده باهتمام واضح و هو يسأله باطناب
# ازاى ؟ ازاى تقدر تخرجنى براءه و ازاى تقدر تخلينى اورث فيها و انا اللى قتلتها؟
لاحت ابتسامه خبيثه على شفتاه و شعر انه مهيمنا على الموقف برمته و هتف بثقه و غموض
# لان القاتل بحق يرث
ماذا ؟ ماذا قال لتوه ؟ القاتل بحق يرث !! ما اللعنه التى تفوه بها الآن؟ و ماذا يقصد ؟ هو يحتاح لان يفهم و لكنه يعلم تمام العلم بان ناصر يستحيل ان يكشف اوراقه هكذا و بسهوله و دون ثمن فتسائل بحيره
# حتفهمنى ؟ و لا حتسيبنى كده اعمى فى الضلمه دى ؟
اقترب بمقعده منه و هتف
# عندى اثبات لخيانه مدام چيهان ، و بحاول اجمع الخيوط انك تكون عرفت و واجهتها و اعترفتلك فمستحملتش و قتلتها بلحظه جنون و نبقى ضربنا عصفورين بحجر واحد
لم يعى تماما ما القاه على مسامعه فعاد يسأل
# يعنى ايه لحظه جنون ؟ انتى ناوى تدخلنى المصحه و لا ايه الحكايه ؟
ساله بحيره
# و الدليل التانى بتاع حمايا و التشريح ؟
ابتسم بخبث و هتف ماكرا
# انت مستعجل ليه ؟ اصبر ، بس المهم دلوقتى ان الحبسه بتاعتك تعدى على خير و تنكر كل حاجه حتى المستندات اللى قدمتها و طبعا حتقول انك مضيت على الاعتراف تحت التعذيب
ابتسم بانتصار هاتفا
# و الضرب اللى اخدته من الباشا العاشق الولهان حيساعد جدا ، عرفت ليه انا وقتها صممت اثبت اثار الاعتداء عليك فى النيابه؟ و معايا كمان صورك و انت متبهدل عشان اقدر اثبت ده
زفر انفاسه الغاضبه و سأله بضيق
# و ايه اخر اخبارهم ؟
حرك راسه للجانب قليلا هاتفا بتلاعب
# متأكد انك عايز تعرف؟
اماء محركا راسه بحركات متتاليه عده مرات فاجابه ناصر
# اتخطبو رسمى و كتب كتابهم على الابواب
لا يعلم لما انتابه ذلك الشعور بالقهره و الالم ، ظل زاما شفتيه بحنق و غل لا مثيل لهما و صر على اسنانه بغلظه كاتما صرخته الغاضبه فلاحظ ناصر وجومه فهتف محذرا
# سيبك منها و منه دلوقتى ، تفوق من اللى انت هببته و بعدها ليهم روقه ، بس نخرج من الورطه اللى حطيتنا فيها مع البوليس و مع الكبير بتاعنا و رجالته
بلل شفتيه بطرف لسانه و عاد يقضمها بقسوه مؤمئا بالايجاب فخرج ناصر من زيارته بصفته الدفاع عنه
عاد من شروده على صوت غليظ بجانبه يسأله
# جاى فى ايه يا اخينا ؟
نظر له و لا تزال نظرات التقزز من المكان برائحته الكريهه مرسومه على وجهه
# جاى فى قتل
اندهش الرجل منه و هتف بسخريه
# مع ان شكلك توتو خالص
مزهوا بنفسه اجابه
# متنخدعش بالمظاهر
اعتدل بجلسته و مد ساعده يسلم عليه معرفا بنفسه
# اكرم المغربى
قابله بنفس الترحيب و ردد
# حلاوه السلامونى …. اتجار و مدبس فى قتل و هروب و ليله كبيره
ربت اكرم على كتفه مرددا بحميميه زائفه و نبره خشنه مصطنعه
# السجن للجدعان
ابتسم باعجاب و اماء موافقا و معقبا
# منهم لله بقا ، و لا بصراحه المعلم ميجوزش عليه الا الرحمه دلوقتى ، ما هو مات فى المداهمه بتاعه البوليس … قال يا اموت يا اهرب لكن ادخل السجن لا
ظل يثرثر و يثرثر يقص عليه عمله مع كبيره الذى ضحى بحياته من اجل انقاذ زوجته من المؤبد و لكنه فشل و عادت هى للسجن و اندثر هو تحت التراب ليهتف مستنكرا
# و اهو مات و كله من بت الابالسه دى اللى كانت مع المعلمه لواحظ
سأله اكرم بحياديه
# ما انت بتقول المعلمه لواحظ كانت حطاها فى دماغها ، ليه مقتلتهاش ؟
اجابه بعفويه غير مبالى بشئ و لا يعلم انه سيلقى قنبله نوويه تعادل قنبله هيروشيما التى فجرت شبه قاره باكملها و تركت وراءها الخراب هاتفا باستفاضه
# على ما سمعت من المعلم الله يرحمه ، البت دى اول ما دخلت السجن لعبت مع المعلمه و ضيعت هيبتها
سأله بتعجب
# ازاى ؟
اجابه
# ضربت الحريم اللى تبعها و بهدلتهم على الاخر و طلعت فى الاخر بتلعب حاجه كده زى اسمه ايه ده فان دام و سلفستر و الناس دول
اعقد حاجبيه بدهشه هاتفا بتسائل
# كراتيه يعنى و فنون قتال ؟
ببسمه رابتا على كفه مؤيدا لما قاله
# الله ينور عليك …. و بعدها بقا عملت جو مع معاون المأمور و بقا ليها ضهر فى السجن و عرف يحميها من المعلمه
هنا بدءت الخيوط تتجمع امامه و كأن القدر يلاحقه حتى يعطيه فرصه للثأر منها و منه فاستمع للسجين يوضح
# و لما المعلمه هربت سابتها قال ايه عشان تكيدها لما قتلت المعاون ، بس طلع بسبع ارواح و خرج منها صاغ سليم يا اخى و راحت شهدت ضد المعلم عتريس و المعلمه لواحظ و بقا الراجل هربان لحد ما عرفو مكانهم و هاجموهم و انا كنت معاهم و اتاخدت كبش الفدا لباقى الرجاله اللى هربت
اومئ براسه مستمعا بتفحص و تركيز و هو يكمل
# بس انا لو معرفش المعلمه على حق كنت قلتلك الحكايه خلصت على كده … انما متبقاش لواحظ المر ان ما اخدتش حقها منهم الاتنين و انا اهو و انت اهو و الايام بينا ، حتخليهم عبره لمن يعتبر ،ده المعلم مات و هى رجعت السجن يعنى خلاص مش باقيه على الدنيا
اقترب منه اكرم هاتفا بحذر
# تعرف توصل للمعلمه دى ؟
سأله بدهشه
# ليه ؟
ابتسم و اجاب بصوت به لمحه انتصار
# ما انا هنا بسببهم برده …معاون المأمور و حبيبه القلب و مش حرتاح الا لما اخد بتارى منهم
هتف حلاوه متسائلا بوجل
# لاااا …وحده وحده كده و فهمنى القصه ايه و انا ساعتها اوصلك بالمعلمه لواحظ و المعلم عطوه اخو المعلم عتريس الله يرحمه و ساعتها بقا اللعب حيحلو
•••••••••••••••••••••••••••••••••

تكملة الفصل التاسع عشر
شعر بالغرابه قليلا فهو يعلم انهم لو ارادوا قتله لن يحتاجوا لمساعدته هو و لكن لهم الف طريقه و طريقه …لذا لما اختاروه هو بالتحديد لتصفيته ؟
انحنى باحترام و عاد لينتصب بجسده هاتفا
# اوامرك يا شهاب بيه …. بس فى حاجه صغيره فايته على جنابك يا ريس
امسك شهاب بسيجاره الضخم و اخرجه من كيسه البلاستيكى و امسك بمقصله صغيره قص بها طرف السيجار و بدء باشعاله بولاعته الذهبيه و اتكئ بمقعده واضعا قدم فوق الاخرى هاتفا بعجرفه
# ما انت من المستشارين بتوعى و انا مشغلك عشان تقولى الحاجات اللى بتعدى عليا ، انا سامعك يا ناصر
جلس امامه بخجل و ضم قدميه معا باحترام هاتفا بتأكيد
# اكرم كده و لا كده ميت ، بس لو مات دلوقتى الشوشره حتبقى كبيره و اسم سعادتك حييجى فى الموضوع حتى لو بالتلميح من بعيد انماااا…
صمت ليزيد الموضوع اثاره فاخرج الاخر سيجاره من فمه و هتف بصوت اجش
# انما ايه يا ناصر انطق؟
اماء الاخر موضحا
# لو اتقتل دلوقتى الناس و الصحافه ما حيصدقو و حيمسكو فى الاوراق و المستندات و تبقا حكايه انما لو مات بعد ما يكّذب النيابه و المباحث و نطعن فى صحه الاوراق ساعتها الحكايه حتبقا احسن
شرد لحظه يفكر فى صحه ما قاله محاميه فهو حقا سيأتى اسمه دون قيد او شرط إن قتل اكرم الآن ، لكن ان انتظر ريثما ينفذ ناصر اتفاقه معه و يُكذب اعترافه بالمحكمه سيُنسى الامر تماما و بعدها لن تحدث اى جلبه امام مقتل مسجون بالسجن باى حادث عفوى
اماء موافقا على حديثه هاتفا بدعم
# انا معاك يا ناصر .. عفارم عليك ، فعلا كانت تايهه عنى الحكايه دى ؟
عاد يسحب نفسا من سيجاره الباهظ و يزفره بتمهل هاتفا بتأكيد
# نفذ انت فى الوقت اللى تشوفه مناسب و الاهم من ده كله ان لا اسمى و لا اى اسم من الناس اللى تبعى ييجى فى القضيه دى
باحترام و تحيه عسكريه منمقه اجاب ناصر
# اوامر معاليك يا ريس و زى ما قلتلك ، كله تحت السيطره
•••••••••••••••••••••••••••••
قضت يوما من احلام يقظتها لتعلم ان ما شعرت به سابقا لم يكن حبا على الاطلاق و ان سُمى حب فما تشعره الان هو العشق الخالص دون قيد او شرط ، الانصهار بداخل شخص تسلم له كل كيانها ، فهو لم يتوانِ ابدا عن اظهار حبه و مشاعره تجاهها و ما زادها انصهاراً هو تباهيه بها امام الجميع كأنه فاز باليانصيب او وجد كنز ثمين فحينما تقابل بالمطعم مع بعض من معارفه اقتربوا منه حتى يرحبوا به فوقف بزهو يخبرهم من هى باسلوب خطف انفاسها بل و سرق نبضات قلبها هاتفا باعتزاز
# الملكه دارين …خطيبتى و مراتى كمان كام يوم
علت الدهشه وجوه رفاقه و رحبوا بها و بوالدتها و زوجه اخيها ليهتف احدهم
# معقول فى حد عرف يوقع سيف المهدى ؟ دى معجزه
ابتسمت بصمت ليعقب بتواضع
# يكفى شرفا انها رضت بيا
ليهتف مازحا
# انت مش شايف منك له انا خاطب ايه ؟ دى شبه الطلاينه ( نسبه لايطاليا ) يا بنى
اقترب احدهم و همس له
# فرحانلك يا سيف انك انخطيت موضوعك القديم ، و الف مبروك
ليهلل اخر
# عارف لو معزمتناش على الفرح ؟
ببسمه فرحه هتف
# كتب الكتاب فاضل عليه تلت ايام فى الدار اللى تبعنا بتاعه الشرطه و اكيد حعزمكم على الفرح
ليهتف زميله بمشاكسه
# لا معلش …. احنا جايين كتب الكتاب يا باشا
لينظر حوله محدثا باقى رفاقه
# و لا ايه يا بشوات ؟
اجابوا جميعا بالموافقه فابتسم لهم هاتفا بترحيب
# تنورو و الله بس على الله متجوش بقا انا خلاص عملت حسابى انكم جايين
تحدث اخر هاتفا
# نيجى خفيف و لا نجيب الحكومه معانا ؟
ضحكاتهم الساخره علت حتى وصلت لمسامع رواد المطعم فهتف سيف من بين انهياره الضاحك مؤكدا
# لو تقدر تيجى من غيرها تعالى ، عشان حتلاقى شويه مزز فى الفرح انما ايه …اصل قرايب العروسه كلهم نفس العينه القمر دى
رفعت حاجبها بيسمه ضاحكه و هى تجده يتغزل باقاربها و يشاكس و يعاكس و يمرح فابتسم لها بطرف عينه و امسك راحتها مقبلا اياها و هو يردد
# بس انا اخدت الالفا اللى فيهم
استأذنوا رفاقه بعد الكثير من المرح و السخريه و المشاكسه ليعود و يجلس بجوارها مخللا اصابعه بخاصتها يتحدث مع والدتها بامور الفرش و الجهاز و كأن شغله الشاغل هى تلك الزيحه و كأن اول اهتماماته هو تجهيز منزل الزوجيه لتشعر بتضخم قلبها من فرط المشاعر الجياشه التى تشعر بها تجاهه
اوصلهم بسيارته حتى اسفل بنايتهم فهتفت فدوى بترحيب
# اطلع شويه يا سيف اقعد مع عمك
اعتذر متحججا
# معلش يا طنط و الله ورايا مشاوير كتير …وقت تانى ان شاء الله
غمزت ليلى لحماتها هامسه
# ما تيجى نطلع انا و انتى و تبقى دارين تحصلنا؟
وافقت على اقتراحها و اقتربت للامام من ابنتها الجالسه بجواره و هتفت
# دارين …. متتاخريش عشان ابوكى ما يزرجنش
التفت لها سيف و اكد لها
# حنشرب حاجه على السريع فى الكافيه اللى على اول الشارع و حطلعها على طول يا طنط
اماءت موافقه و اتجهتا صوب المصعد ليبدء سيف بالقياده صوب المقهى القريب من منزلها و استدعى النادل هاتفا بمرح
# بما ان الدكتور سمح بالفاكهه يبقا اجيبلك عصير …ها ايه رايك ؟
وافقت و تلك البسمه البلهاء لا تزال مرسومه على وجهها فمد ساعديه و امسك راحتيها الممدودتان امامها على المنطده و نظر بعمق عينيها و هتف متغزلا بحسنها الذى سرقه
# مولاتى …. انا مش مصدق ان خلاص فاضل ايام و تبقى مراتى
اجابت بصوت خجول
# لا صدق … انا اللى مش مصدقه ان ربنا كتبك ليا و انت كتير عليا اوى يا سيف
امتعض وجهه و رفض حديثها
# متقوليش كده …انتى اللى كتير عليا ، و انا محظوظ و ربنا بيحبنى انك وقعتى فى طريقى
اطرقت راسها بخجل فعاد يقترب من مقعدها و وضع سبايته اسفل ذقنها هاتفا كلمته المعتاده
# اوعى تخبى عنيكى عنى … مقدرش اعيش من غير ما اشوفهم
شعرت بالانتشاء و التخمه من مشاعره الجياشه و شعر هو بنيران عشقها الذى توغل بسائر جسده بدءا من عقله مرورا بشرايينه حتى تربعت على عرش قلبه
ظلا هكذا حتى صدح رنين هاتفها برقم والدها فهتفت بتوتر
# بابا اكيد بيستعجلنا
سحب منها الهاتف و اجابه بجديه و صوت رجولى
# ايوه يا عمى
سأله الاخر بصوت رزين
# انتو فين ؟
اجاب على الفور
# حدفع الحساب و عشر دقايق و نكون قدامك
اغلق معه و دفع حساب المشروبات و اتجها لبنايتها و صمم على ايصالها حتى باب شقتها و لكنها تمنعت
# مش كان وراك مشاوير ؟…روح شوف وراك ايه ؟
اماء رافضا و مؤكدا بتحركاته صوب المصعد هاتفا
# اطمن انك دخلتى البيت الاول
دلفا المصعد و ضغط على زر الطابق الذى تقطن به و لكن عقله تلاعب معه و جعله يضغط زر ايقافه فنظرت له بفضول هاتفهد
# وقفت الاسانسير ليه ؟
اقترب منها حتى اصبحت حبيسته و انحنى بالقرب من اذنها هاتفا بنبره خطيره
# انا وعدت جمال انى مش حتجاوز معاكى و لا حقرب منك الا لما تبقى مراتى
ابتلع لعابه باثاره و هو ينظر لشفتيها المصبوغتان بحمره قاتله و هتف
# بس مش قادر اوفى بالوعد ده ….سامحينى
فور ان انتهى من حديثه لم يمهلها الفرصه لتجيب فالتقط شفتاها بقبله عميقه بث لها فيها مشاعره الفياضه وسط دفعاتها له و رفضها لتخطيه الحدود معها فتوقف فور ان وجد رفضها الصريح
ابتعدت عنه فور ان تركها و ضغطت على زر اعاده تشغيل المصعد و هى متجهمه الوجه فحاول ان يلاطفها بالحديث و لكن لم يسعفه الوقت لوصول المصعد للطابق المنشود
خرجت مندفعه بضيق فامسكها من ذراعها بحده و نظر بعمق عينيها و الفضول يأكله من رده فعلها تلك المره على قبلته
تلاقت الاعين و تسائلت عينه بالكثير من الاسئله التى لم يجد بعينيها اجابه سوى الوجوم فحرك راسه و هو لا يزال ممسكا بذراعها و سألها بحيره
# كل ده ليه ؟
اجابت بضيق و هى تكتم عبراتها
# مش شايف انه غلط ؟
اجاب و هو يصر على اسنانه
# عارف انه غلط …و مش بنكر ده ، بس انا بحبك و كتب كتابنا فاضل عليه ايام
صاحت بحده
# و وعدك لجمال ؟ ان حتى بعد كتب الكتاب …..
قاطعها
# انتى زعلانه منى عشان بحبك و مش قادر ابعد عنك ؟
بكت و هتفت بحزن
# لا …. زعلانه منك انك بتتعامل معايا كده عشان انا مطلقه و افتكرت ان كل حاجه مباحه
لم يستطيع الرد عندما انفتح الباب امامه ليطل منه جمال بطوله الفارع و صوته الرجولى هاتفا
# بلاش كلام على السلم …ادخلو جوه احسن
ابتلعت بضيق و تحركت للداخل و هى تؤكد
# مفيش داعى للكلام من اساسه
غابت عن عينه فظل متسمرا مكانه فاقترب منه جمال يسحبه للداخل هاتفا
# تعالى يا سيف نتكلم جوه …هو ايه اللى حصل ؟
سحب ذراعه ببطئ و توجه للمصعد هاتفا
# بعدين يا جمال …. حكلمك لما اخلص اللى ورايا
••••••••••••••••••••••••••••••••••
طرقت بيدها على الباب ففتحت لها الخادمه و اخبرت منار بوجودها فرحبت بها كثيرا و أدخلتها غرفه الضيوف فأخذت تتلفت حولها و هى متوتره فنظرت لها منار بحيره متسائله
# مالك يا هايدى ؟
ابتلعت لعابها بوجل هاتفه بحسره
# موضوع سيف ماشى زى ما هو موقفش يا عمتو
قوست فمها بغل و هتفت
# و مش حيقف يا هايدى …انتى عارفه سيف قد ايه عنيد و لما بيحط حاجه فى دماغه بينفذها ، ده غير انى فعلا اول مره اشوفه كده ..حتى ايام نيڤين الله يرحمها مكانش كده
لمعت عينها بالضيق متسائله بحسره
# يعنى قصدك انه بيحبها اكتر من نيڤين ؟
اماءت مؤكده على حديثها هاتفه
# ده مش بيفكر غير فيها هى و بس ، و يمكن عنده استعداد يخسر الدنيا كلها عشانها
ضربت بكفيها على فخذها بحسره و انكسار تندب حظها العسر
# بعد كل اللى عملته ده و برده راح منى تانى يا عمتو
تعجبت قليلا من حديثها فسألتها بحذر
# ايه ده اللى عملتيه ؟
ابتلعت برعب و تخوف ظاهر و اجابتها
# عملت عمل عشان يسيبو بعض بس منفعش
ضربت صدرها بكف يدها تصرخ بدهشه
# ليييه ؟ يا نهارك اسود …. عملتى لابنى عمل ؟ انتى اتجننتى يا هايدى ؟ عايزه تأذى سيف
حركت وجهها و يديها رافضه و مؤكده
# ابدا و الله ….الراجل قال ان العمل حيخليه مش عايزها و بس ، بس المفروض يعدى اربعين يوم و كده مش حيلحق يجيحيكونوجه حيكون كتبو الكتاب
امتعض وجهها و هى تصرخ بها
# بت انتى …. انتى تروحى للزفت اللى عملتى عنده عمل لابنى و تخليه يفكه احسن قسما بالله ما حسكتلك و حروح لابوكى يتصرف معاكى ، هى حصلت اعمال و شرك بالله كمان ….استغفر الله العظيم من كل ذنبٍ عظيم
توترت خلجاتها و هى تنظر لعمتها تبتلع بخوف فاقتربت منعا الاخيره تسألها بتفحص
# انتى شكلك مش مطمنى … قوليلى عامله مصايب ايه تانى ؟
إصابتها رهبه جعلتها تتسمر مكانها من شكل عمتها و هى تنظر لها بعيون تطلق شرر و هتفت بالاخير
# ما هو لما العمل كان حياخد وقت فهو طلب حاجه من قطرها او قطره عشان يعمل سحر يخليهم…..
صرخت منار بذعر حقيقى مقاطعه اياها
# يا خبر مش فايت …. انتى بتقولى ايه ؟ سحر ؟ و جبتى قطرها منين يا مصيبه ؟
اطرقت راسها تنظر للارض و اجابت
# معرفتش اجيبه فاخدت ….
لم تستطع اكمال جملتها حيث صاحت منار
# اخدتى قطر سيف و ودتيه للدجال ده عشان يأذى ابنى ؟ انتى واعيه للى بتقوليه و بتعمليه ؟ منك لله يا شيخه …و حسبى الله و نعم الوكيل
وقفت تمسكها بعنف من ذراعها هاتفه
# قومى خلينا نروح للدجال ده عشان يوقف الزفت اللى هببتيه و حسابك معايا بعدين يا مصيبه
••••••••••••••••••••••••••••••••••••
ارتمى على فراشه بعد يوم طويل و شاق ، ظل ممدا عليه ينظر للسقف و هو يسترجع اخر لحظات جمعته بها فتجهم وجهه لمجرد التفكير بما ألقته على مسامعه
كيف لها ان تظن به السوء و هو لا يفكر بشئ سوى سعادتها ؟ تنفس بحده زافرا انفاسه بحرقه و امسك هاتفه ليتصل بها حتى ينتهى من المشاجره التى لا تزال بداخل راسه
فور ان ضغط بإصبعه على شاشته فانارت ضوئها بصورة و جهها الذى يهيم به عشقا هدأ قليلا و هدءت انفاسه قليلا و هاتفها
اجابت بصوت حزين فرددت بصوته الحالم بعشقها
# انا اسف ….متزعليش
اجابته بنفس النبره الحزينه و المنكسره
# مش زعلانه يا سيف …حصل خير
تنهد عميقا و استجمع اكبر قدر من الهواء برئتيه و زفره خارجا بقوه مرددا
# الدنيا بتبقى وحشه اوى و انتى زعلانه ، ممكن متزعليش و انا اوعدك انى مش هعمل كده تانى
صمتها جعلته يسترسل بحديثه
# انا عمري ما فكرت فيكى بالطريقه اللى انتى قولتيها دى … و لما بقرب منك فده من حبى ليكى مش اكتر و وجعنى اوى تفكيرك فيا بالشكل ده
ظلت صامته فاستطرد
# انا بحبك اوى …. و محبتش غيرك بالطريقة دى
خرج صوتها ضعيفا و هى تعقب
# و انا كمان بحبك يا سيفو
ابتسم منتشيا فقرر مناغشتها قليلا فردد
# طيب هاتى بوسه فى التليفون طالما اتحرمت منها فى الحقيقه
لم تصمد امام خفه ظله فانفجرت ضاحكه و اغلقت معه الهاتف بعد ان ارسلت له قبله طائره . دلفت ليلى تُدخل لها طعامها المهروس و جلست بجوارها تربت على ظهرها فنظرت لها بحيره ، هل تخبرها ما حدث و تسألها رايها ؟ فهى وحيده ليس لها اخوات و اخيها البكر برغم طيبته الا انه متشدد معها و نعلم بالطبع رأى ابيها ما ان علم بتلك الامور و اخيرا والدتها لن تجلس لتستمع لها و هى تخبرها بذلك
اتخذت قرارها و التفتت تنظر لها باهتمام هاتفه
# ليلى … انتى عارفه انك زى اختى مش مرات اخويا و بس
اماءت تؤيدها فاكملت الاولى
# عايزه اخد رايك فى موضوع كده
صمتت لتستجمع شجاعتها فحثتها الاولى على ذلك مؤكده
# قولى متخافيش و سرك فى بير
ابتلعت بحرج و اعقبت تقص عليها ما حدث منذ قليل بالمصهد و ما حدث قبلا و رآه جمال و هتفت
# انا خايفه الموضوع يزيد عن كده بعد كتب الكتاب اذا هو من الخطوبه و يمكن قبلها كمان و بيعمل كده و انااا ….
تلعثمت فقاطعتها ليلى تكمل عنها
# و انتى معندكيش رادع له مش كده ؟
اماءت بخجل مفسره
# مش بلحق ارفض و لا ابعده و بصراحه مبكونش عارفه ايه التصرف الصح ؟
ابتسمت ليلى و هتفت
# و ايه المشكله لو ده حصل بعد كتب الكتاب ؟ ما هو حيبقى جوزك
حركت كتفاها رافضه و مردده
# لا طبعا ميصحش ، و جمال كمان قالى كده و طلب منه انه ميحصلش حتى بعد كتب الكتاب
انتابتها نوبه من الضحك و هى تردد بمرح
# اذا كان رب البيت بالدُف ضاربٌ
تقوس حاجبى دارين بدهشه من حديثها فعادت ليلى تكمل
# اصل اخوكى الواعظ ده كان هارينى بوس و احنا مكتوب كتابنا و لما كنت اقوله عيب كان رده ببساطه انتى مراتى و حتى لما بابا شافنا
التمعت عينها و جحظت بدهشه هاتفه بخضه
# باباكى نفسه شافوكم ؟
اماءت و هى لا تزال تضحك و اجابت
# اه بابا بنفسه ، بس معملش موضوع و كل اللى عمله انه قاله انجز فى الشقه عشان تتجوزو طالما مش صابرين على نفسكم و وقتها قدمنا ميعاد الفرح لو فاكره ؟
اماءت بنعم فضحكتا سويا و ظلت تضحك و تضحك حتى استلمت رساله فرفعت وجهها تنظر لزوجه اخيها هاتفه بفرحه
# ده اكيد سيف
فتحت الرساله المصوره و الآتيه من رقم مجهول لتجد تصوير متحرك لها و هى ترتدى احد الالبسه الليليه المثيره و تظهر مفاتنها بشكل واضح بل و سافر و تتمايل على انغام الموسيقى برقص مثير للحواس
تجمدت أطرافها و حواسها على اللقطات المصوره و علا صوت تنفسها بحده فامسكت ليلى الهاتف منها و تفحصت الفيديو المصور و تحدثت بذهول
# ايه ده يا دارين ؟
أجابت باكيه و شهقات بكاءها تكاد تقطع قلبها
# اكيد اكرم للندل
سألته بحيره
# و بيعمل كده ليه ؟
اجابتها باكيه
# اكيد عايز يبوظ الحواز ، ما هو سيف لو شاف حاجه زى دى اكيد مش حيكمل
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
“وعسَى غدًا تَغدُو المدامع مُبسَمًا.. وقسوة الدنيا تَهونُ.”
شهقات بكاءها ازهقت روحها و جعلتها فى حال يرثى له و زوجه اخيها تجلس بجوارها تحاول بيأس ان تطمأنها و لكن دون جدوى
ابتلعت بكاءها بداخلها عندما صدح صوت هاتفها بالرنين معلنا عن وصول رساله اخرى فجحظت عيناها برهبه و خوف و هى ترمى الهاتف بعيدا عنها لا تريد قراءه الرساله
تحركت ليلى تجاه الهاتف و امسكته و فتحته بتحفز و هى تؤكد لها
# يمكن باعت يقول عايز ايه ؟ اكيد بيساوم على حاجه …خلينا بس نعرف نيته
لم تجد الشجاعه الكافيه لتنظر للرسائل فتركت ليلى هى من تقوم بتلك المهمه معلله
# مش هقدر ….انا حاسه ان قلبى هيقف، ارجوكى يا ليلى شوفى انتى و لو لقيتى مصيبه متقوليليش حاجه
قوست حاجبيها بدهشه و سألتها
# مقولش ازاى؟ لازم تعرفى عشان جمال و عمى كمان لازم يعرفو ، امال هنسيبهم على عماهم لما الطوبه تيجى فى المعطوبه ؟
ابتلعت لعابها بالم و غصه بكاءها كادت ان تخنقها و هى تتوسلها
# عشان خاطرى بلاش
تضايقت من ضعفها و صرخت بها
# بلاش ازاى بس ؟ انتى متخيله ان الموضوع هيقف عند الرسايل و بس ؟ اكيد وراه حاجه و حاجه كبيره كمان
اطرقت راسها باكيه باستسلام فربتت ليلى على ظهرها تدعمها
# متخافيش …كلنا معاكى و اخوكى مش سايبك و لا هيسيبك زى ما دايما بيقول يا دارين ، اى حد هييجى على فرد من عيله الشامى هيلاقينا كلنا واقفين ضده
اماءت بتوتر ففتحت ليلى الهاتف لتجدها رساله من سيف تحتوى على كلمه واحده ( بحبك )
ابتسمت و ناولتها الهاتف معقبه
# خدى يا ستى عم الرومانسى ده اللى مش وقته خالص
لمعت عينها بلهفه و هى تجده يكتب رساله اخرى فور رؤيتها لرسالته فهتفت بضيق
# مش هقدر ارد و لا اتكلم معاه دلوقتى خالص
لتجده ارسل رساله اخرى فحواها ( اتصل و لا هتنامى ؟)
ظلت تنظر للهاتف امامها و غصه البكاء لا تزال تؤلم حلقها فانتفضت فور ان استمعت لرنين هاتفها فاضطرت ان تجيب بصوت مبحوح
# الو
اجاب بغزله المعتاد
# مولاتى … لسه زعلانه منى و لا ايه ؟
لم تجيب بل ظلت على حالتها تحاول تكتم عبراتها حتى لا يفطن لما يحدث معها و لكن سكوتها بهذا الشكل المثير للريبه جعله يظن بانها لا تزال حزينه بسبب ما فعله بالمصعد ليكرر عليها السؤال
# مش كنا اتصالحنا و لا رجعتى زعلتى منى تانى ؟
اماءت بوجهها كما لو انه يراها فابتسم لتخيله انها فعلت و ردد بمشاكسه
# احنا مكالمه فون مش فيديو يا ديدو يعنى مشفتش انتى قلتى اه و لا لأ !
اجابت بوجل
# مش زعلانه
تعجب من نبرتها الحزينه فسألها باهتمام
# اومال مالك ؟ فى حد ضايقك ؟
لم تصمد امام اصراره فانفجرت باكيه بانهيار و ليلى تحاول اسكاتها و هى تردد بصوت هامس
# هيسمعوكى برا كده و الموضوع هيكبر
ظل يتحدث على الطرف الاخر بخضه و قلق
# فى ايه يا دارين ؟ اتكلمى حرام عليكى بلاش كده ، كنتى كويسه المكالمه اللى فاتت ….ايه اللى حصل فى الشويه دول فهمينى ؟
ابتلعت ريقا ليس موجودا بحلقها و تحدثت بتلعثم واضح
# ج..جاتلى رساله..مش كويسه يا سيف
ركز سمعه معها و حثها على المواصله فحاولت انتقاء الكلمات حتى تخبره الامر بشكل مبسط
# فى حد باعت فيديو مش كويس
نقذ صبره فهتف بحده
# اخلصى يا دارين …فيه ايه الفيديو ده ؟
انهمرت عبراتها و هى تخبره
# فيديو اكرم كان مصوره …..
مجرد ذكر اسمه هكذا اثار حنقه فلم يتركها تكمل فقاطعها صائحا بحده
# متجبيش سيره الزفت ده على لسانك تانى
عادت للصمت فشعر انه قد ارعبها ليعود لهدوءه هاتفا
# فيه ايه الفيديو يا دارين؟ انا خلاص اعصابى مش متحمله
احابت بوهن
# في …
بالطبع توقع وجود كارثه بذلك التسجيل المصور فلم يتركها تكمل فانتفض من مجلسه و سألها بصوت هادر
# و اللى باعته عايز ايه ؟
اجابت بجهل
# معرفش
دار حول نفسه عده مرات و هو يشعل سيجارته و يزفر دخانها بقوه و اتخذ قراره بالنهايه و اخبرها به
# اقفلى يا دارين انا جاى
اجابت بتلهف و خضه
# جاى ؟ جاى فين يا سيف لا بلاش
لم يستمع لها و اغلق معها فعاودت الاتصال به ليجيب بحده
# سبينى البس و بلغى باباكى انى جاى و كويس ان جمال عندكم
التهمت شفتاها باسنانها بتوتر جلى و هى تتوسله
# بلاش يا سيف عشان خاطرى … انا مش متحمله اى حاجه من حد و…..
قاطعها صائحا
# اقفلى يا دارين و اعملى اللى بقولك عليه
اغلقت معه و نظرت بزعر حقيقى ارتسم على ملامحها الحزينه و هتفت بصوت يكاد يُسمع
# سيف جاى دلوقتى ….انا مش عارفه اعمل ايه ؟
حركت ليلى راسها باستسلام هاتفه
# مبدهاش يا دارين …لازم عمى و جمال يعرفو قبل ما يوصل ، ما هو مش معقول هو اللى ييجى يعرفهم اللى حصل ..كده تبقى بتلغيهم خالص و عمى هشام مستحيل يعديهالك
ارتمت على فراشها تستند بمرفقيها على فخذيها تنتحب و هى تكرر جملتها المنكسره
# تمن الغلطه دى غالى اوى… هفضل ادفعه من عمرى و طول عمرى ، مش هيتنسى و لا هينتهى
بكت و بكت و انتحبت و هى تستطرد بحرقه
# انا بجد تعبت ….تعبت خالص و مش قادره اكمل
خرجت ليلى و اتجهت للغرفه التى تبيت فيها برفقه زوجها و هى تشكر المولى ان جمال اصر عليها المبيت الليله لاجهاده و قرب منزل والديه من مقر عمله
جلست على حافه الفراش تهمس بصوت منخفض حتى لا يستيقظ صغيرها
# جمال …..اصحى يا جمال
فتح عين واحده بنعاس و ابتسم لها و هو يسحبها داخل احضانه هاتفا بمشاكسه
# مش انتى مبتحبنيش اعمل كده هنا ؟
صدته بوجهها قبل ان تدفعه بكفها هاتفه بتوبيخ
# انت مش بتفكر غير فى ده و بس … قوم شوف المصيبه دى
انتفض فى جلسته و نظر لها باهتمام بعد ان ذهب عنه النعاس من تعابيرها المقتضبه فقصت عليه الامر برمته و ابلغته بقرب وصول سيف هاتفه بتوسل
# عشان خاطرى متجيش عليها اكتر من كده ….كفايه اللى هى فيه
صر على اسنانه بغل و هو يردد بقهره
# البنت دى مصره تجيب لنا كلنا جلطه من غباوتها ….فى واحده تعمل كده ؟
اجابت باقتضاب
# كان جوزها يا جمال ، و لا تحب افتح موبايلك اوريك انت محتفظ فيه بايه ؟
زفر حانقا من دياسته من ظن انه يأتمنه على اخته و عرضه و قطع تفكيره صوت ليلى الحاد
# قوم بقا عشان تصحى عمى و تقوله انت
رفع حاجبه و هتف باعتراض
# و اتحط انا فى وش المدفع !
حركت راسها بمعنى هل عندك حل اخر فانتفض من مضجعه و ردد و هو يتوجه لغرفه ابيه
# ربنا يستر و الليله دى تعدى على خير ، زى ما يكون ربنا خلانى ابات هنا انهارده مخصوص عشان الحكايه دى
اجابت
# و نعم بالله …. ربنا بيسبب الاسباب
اتجه لغرفه والديه و طرق باصابعه طرقات خفيفه فاستيقظت والدته على الفور و فتحت الباب و هتفت بصوت هامس قلق
# فى حاجه يا جمال ؟
ابتلع لعابه بتوتر و ردد بجديه
# صحى بابا فى حكايه كدا
حركت راسها بمعنى ماذا هنالك فقوس فمه و هتف بتأكيد
# صحيه بس عشان سيف جاى فى الطريق
•••••••••••••••••••••••••••••••
صيحات عاليه و حاده خرجت منه فور ان استمع لنجله و هو يقص عليه الامر و ما تبعه من مشاهدته لذلك التسجيل المصور و رؤيته لابنته الوحيده ترتدى زيا اقل ما يقال عنه انه فاضح ، بل و تتمايل بمياعه ترقص على انغام الموسيقى و ذلك الندل يختبئ خلف الكاميرا
اقترب منها بلحظه غضب و امسكها من شعرها بغلظه و هو يصرخ بها
# فاضل ايه تانى؟ … حتعملى فينا ايه اكتر من كده ؟ لسه هنتفضح ازاى على ايدك ؟
حاولت كل من فدوى و ليلى ان يخرجاها من براثنه التى اُحكمت على شعرها و هى لا تصدر اى صوت او تُظهر اى اعتراض سوى شهقات بكاءها و توسلها له بالصفح حتى صدح صوت جمال الحاد
# يا بابا مش كده …. كان جوزها و كلنا فى بيوتنا ياما بنعمل ، هى لا اذنبت و لا عملت حاجه غلط و الغلط كله على الديوس اللى كان متجوزها
# زور
الصق هشام كلمته بنهايه كلام نجله ليؤكد ان زيجتها لم تكن حقيقيه بل زواج مزيف و اكمل باستحقار
# شفت على ايديكى كل حاجه و لسه …. لما ييجى سيف
اردفت فدوى بعفويه
# تفتكر هيفركش الخطوبه ؟
اماء موكدا
# طبعا ….اومال جاى ليه فى انصاص الليالى ؟
حاول جمال اثناءه عن تفكيره فردد
# لا يا بابا لو عايز يفركش كان قال فى التليفون و مكانش جه لحد هنا
ابتسم بسخريه هاتفا باهانه خفيه
# لا …ده اللى زيكم بس اللى يعمل كده ، انما سيف تربيته تخليه ييجى لحد هنا عشان يبقا راجل لاخر لحظه
••••••••••••••••••••••••••••••
فور ان اغلق معها اتجه لغرفه نومه حتى يغير ملابسه و هو يتخيل ما يحتويه ذلك التسجيل المرئى فشعر بنيران تحرقه لمجرد تخيله انه قام بتصويرها باوضاع مخله و هى تعطيه الامان كونه زوجها ، او ظهور جسدها العارى و استباحته للغرباء لتأكده انه ليس من قام بارسال تلك التسجيلات بنفسه بل اوكل ندل مثله ليرسلها لها و فتش عرضه هو الآن ….و يا ويل من يفتش عرض سيف المهدى
تحرك بخطا ثابته و هو يحكم قبضته على المقود يُخرج حدته و عصبيه بالقياده و التدخين الشره و عقله ابى ان يتركه يهنأ و لو بقليل من الراحه
وصل بنايتها بذلك الوقت المتأخر فقد تخطت منتصف الليل قليلا و لكنه لم يهتم و فور ان وصل امام باب شقتها استمع لاصوات الشجار الخارجه من منزلها و التى توحى بمدى عِظم الامر
دق جرس الباب فاتجهت فدوى تفتح الباب له فانطلق كالرصاص دالفا لغرفه الضيوف ليجدهم جميعا واقفين منتصبين و يظهر عليهم الغضب الشديد
القى التحيه باقتضاب و مسد لحيته و هو يجدها تقف باحد اركان الغرفه بشعرها الاشعث و الواضح كوضوح الشمس ان احداً قد اعتدى عليها بالضرب فمسح وجهه باختناق و جلس يزفر انفاسه بضيق
جلسوا جميعا و ظلت دارين تقف بركن بمفردها تستند على الحائط فهتف جمال بقلق
# ايوه يا سيف انا سامعك
قضم شفته السفلى و اعاد بصره تجاهها و نظر لعبراتها التى تغرق وجهها و مد ساعده للامام و ردد بجديه زائده عن الحد
# هاتى الرقم اللى بعت الفيديو
تحركت ليلى تجاهه فالهاتف بحوزتها هى و اخرجت الرقم و املته اياه فقام بعده اتصالات لرفاقه طالبا الدعم منهم حتى تواصل باحد منهم يعمل بشرطه الهواتف و طلب منه التقصى خلف الرقم ليخبره بانه رقم مجهول و تم غلقه فور ارسال تلك الرساله
امتعض وجهه و اخبر رفيقه
# طيب يا رفيق خد رقم خطيبتى و حطه عندك تحت المراقبه لو اى رساله تانيه اتبعتت اعرفلى المصدر بتاعها ، عايز اعرف مين اللى بيبعت و تجيبلى ال IP بتاعه
اجابه رفيق
# حاضر يا سيف من عنيا… مع انك عارف ان الحكايه دى محتاجه اذن نيابه….
صرخ به هاتفا
# اعمل اللى بقولك عليه يا بنى انت ، انا مش عايز شوشره
هدءه قائلا
# حاضر يا سيف …قلت حاضر و الله متقلقش الموضوع فى الكتمان
وقف منتصبا و مد ساعده لليلى هاتفا بصيغه آمره
# هاتى التليفون ده هيفضل معايا لحد ما اشوف ايه آخرتها
امسكه فوجد به رمز حمايه فاقترب منها و سألها بوجوم
# الباسورد ايه؟
رفعت عينها بوهن مجيبه بانكسار و خزى
# سيف
# افندم
اجاب بصوت اجش غاضب فصححت له الامر بصوتها الحزين
# الباسورد سيف
رمقها بنظرات مبهمه لاول مره لا تستطيع قراءتها ، هل هو غضب ؟ كره ام ثوره عارمه ستؤدى للنتيجه الحتميه الا و هى الانفصال؟
تناول هاتفه و مفاتيحه من على المنطده و ردد بصوت رخيم و هو يتجه للخارج
# لو حد فيكم وصله اى حاجه من دى بلغونى فورا
•••••••••••••••••••••••••••••••••
ذهبت برفقتها لذلك الدجال حتى تجعله يرجع عما يفعله و لكن لسوء الحظ اخبرهما مساعده بسفرته و التى قد تستغرق عده ايام
ذهبت مره اخرى معها مع اقتراب موعد عقد القران و تلك المره وجدته فصرخت بحده تأمره
# اسمع …. انت متعرفش انا مين و اللى بتعمله العمل ده يبقا مين ؟ فنصيحه منى الغى كل الدجل و السحر ده حالا بدل ما تلاقى نفسك مرمى فى السجن
تربع بجسده على الاربكه و القى بحفنه من البخور فى الموقد الذى امامه هاتفا بصوت عالى
# دستووووور …. سامحوها يا اسياد
امتعض وجهها و تقوس فمها بسخريه لاذعه هاتفه بتوبيخ
# ما تتعدل يا بنى ادم انت …. و بلاش شغل التلت ورقات ده عليا
رفع حاجبه بثقه و غرور مرددا
# و لما هو شغل دجل و تلت ورقات …جايه و خايفه اوى ليه كده ؟ ما تكبرى دماغك
جحظت عينها و نظرت لابنه اخيها الواقفه بجوارها تهدر بها
# انتى السبب …انتى اللى حطتينا فى المصيبه دى ،و خلتينا نتعامل مع الاشكال اللى زى دى
وقف منتصبا بغضب هاتفا بتحذير
# لااا …حيلك يا ست هانم ، ده غلط كبير اوى فى حقى و فى مكانى و انا ساكت
حركت راسها لاعلى تهتف بلا اهتمام
# و لا يدخل فى ذمتى شغل الدجل بتاعك ده ….و اعمل اللى بقوله بدل ما ازعلك على نفسك
اقتربت هايدى و هى تبتلع فى وجل هاتفه بتلعثم
# معلش يا شيخ …. وقف كل حاجه و الفلوس اللى اخدتها حلال عليك
زم شفتيه بضيق و تحدث عقله يخبره بانها فريسه ثريه لن يخسرها ابدا فلابد من مخطط محكم حتى تظل تحت رحمته
اخذ يفكر و يفكر و هما تنظران له بترقب فردد باستسلام مصطنع
# و ماله ….بس اللى هينفع يتلغى هو العمل اللى على الصوره ، انما السحر للاسف صعب جدا
ابتلعت هايدى لعابها برعب من صرخه منار الهاتفه بحنق
# يعنى ايه الكلام الفارغ ده ؟
اجابها و كأنه طبيب يشرح حاله مريض
# العمل مدفون فى تربه و سهل اجيبه و افك الطلاسم اللى عليه بمساعده الاسياد طبعا ….بس السحر للاسف مينفعش يتفك بسهوله كده خصوصا انها كانت مستعجله عليه و عايزه المراد يتم قبل بعد بكره
نظر لهايدى غامزا بطرف عينه هاتفا
# مش كده يا ستنا ؟
جلست منار باجهاد و هتفت متسائله
# ايه المطلوب عشان افك العمل و السحر ده باى شكل
اجاب بهدوء بل غلف كلماته ببرود متقن
# العمل هتدفعى نفس اللى دفعتيه و انتى بتعمليه عشان يتفك
اندهشت هايدى تردد بفزع
# نعم …بس ده كتير اوى
امال راسه للجانب و كأن الامر ليس بيده هاتفا بنبره حزينه
# كله للاسياد و مصاريفهم يا هانم
تريثت قليلا فهى تعلم ان التعامل مع امثاله ليس بامرا هينا فامثاله من المحتالين يستطيعون ان يخدعوا الجميع باساليبهم الملتويه فرددت بضيق
# خلاص …. مش مهم ، المهم دلوقتى انك تفكه و توريهولى قدام عنيا و السحر كمان اللى عملته على قطر ابنى
قضم شفته السفلى بندم زائف هاتفا بفضول
# ابنك ؟ انا مأذتهوش و الله يا هانم …انا عملت اللى قريبتك طلبته منى
اجابت بفروغ صبر
# مش موضوعنا …انا عايزه السحر ده يتفك باى شكل
ادار كفه يمينا و يسارا و هو يشير للجدران حوله و ردد باسلوب متدنى
# الحيطان دى تشهد عليا يا هانم …صعب و غلاوه النبى
امتعضت من اسلوبه و هو يكمل
# السحر اتعمل على القطر و حرقنا القميص اللى جابته السنيوره عشان السربعه و الاستعجال بتاعها عشان يجيب نتيجه و محدش يعرف يفكه ، فدلوقتى بتقوليلى فكه …ازاى ؟ معرفش
صاحت و هاجت و عندما لم تجد نتيجه رددت الكلمه السحريه
# عايز كام ؟
ابتسم بانتصار هاتفا
# مش حكايه فلوس ….انا هفكلك العمل دلوقتى قدامك ، و خلاص بعت الواد اللى شغال معايا يجيبه من التربه ، انما بقا السحر
وضع سبابته على طرف ذقنه يحركه بحركات محفزه مستطردا
# عدى عليا بكره يمكن الاقى صرفه فيه …بس موعدكيش
اجابت هايدى بلهفه
# كتب الكتاب بعد بكره يا عمتو
رمقتها منار بنظرات مغلوله و هى تقول
# يعنى لازم يتفك بكره بابعد تقدير
انحنت تهمس فى اذنها بفحيح
# ما تسبيه يا عمتو …يمكن ينفع و يسيبو بعض
التفتت تنظر لها بغل هادره
# انا مش هغامر بابنى عشان خاطر اى حاجه و لا اى حد و لو هو ده اختياره و هيكون سعيد معاها ساعتها هسيبه يفرح و اى محاوله منك تانى عشان تخربى على ابنى هتلاقينى انا اللى واقفالك
ابتسم الدجال هاتفا بسوقيه
# اهو ده اللى ينطبق عليه المثل ادعى على ابنى و اكره اللى يقول آمين
رمقته بنظرات شرسه و اخرجت بطاقتها ليرى اسمها ساطعا و تحته وظيفتها كمستشاره و اكملت
# و جوزى يبقا اللوا طلعت المهدى يعنى اى دقه نقص منك حتلاقى نفسك مرمى فى السجن ، انا هعدى عليك بكره تكون لقيت صرفه فى السحر ده …و تاخد اللى فيه النصيب و يبقا يا دار ما دخلك شر …لكن لو هتعملهم عليا حتشوف ايام اسود من شعر راسك
تخوف الاخر من طريقتها التى تنم عن ثقه زائده بنفسها و بقدره زوجها فابتلع لعابه بذعر ليقطع عليهم دخول الفتى العامل لديه و بيده لفه من القماش مغطاه باتربه و متسخه و وضعها امامه
فانحنى الدجال و فتحها بحذر كانه يفكك قنبله موقوته و اخرج منها عظام مجهوله المصدر و بعض الاعشاب غريبه الشكل و صوره خطبه سيف بدارين و مكتوب عليها الكثير من الكلمات و الطلاسم غير المفهومه و كلمه تكررت اكثر من مره حول الصوره و خلفها
( فراق ، فراق ، فراق )
بدء بالدمدمه بكلمات مبهمه و اخذ الاعشاب و وضعها بداخل الموقد امامه فاحترقت و اخرجت رائحه كريهه ثم امسك بالعظام و فعل بها المثل لتزداد الرائحه اكثر و اكثر و هو يدمدم بعبارت غير مفهومه
رفع راسه و نظر لهما و هما ممسكين بانفهما من الرائحه التى تنبعث من الموقد و ردد بثقه
# الريحه دى دليل ان العمل كان بدء يشتغل ، يعنى المراد كان قرب يتم
لمعت عين هايدى بالضيق من اجبار عمتها لها على فكه و هتفت بضيق
# شوفتى يا عمتو ؟ ربنا يسامحك بقا
اجابت و هى تستغفر الله العظيم هاتفه
# ربنا يسامحك انتى يا هايدى على الكفر و الشرك بالله ده
امسك القلم و بدء بطمس تلك الطلاسم من على الصوره فسألته منار بحيره
# مش هتحرقها ؟
اماء بلا موضحا
# مينفعش …. الصوره دى لازم تاخديها معاكى و تحطيها فى ميه مقرى عليها ايه الكرسى و المعوذتين و بعدها تشربيها لصاحبها ، ابنك يعنى يا هانم
اماءت موافقه و اخذت الصوره و دثتها بحقيبتها ثم اخرحت حفنه من النقود اعطتها له فلمعت عيناه على الفور و هى تهم بالخروج و هتفت
# بكره تكون شوفت حل للسحر …و ليك قدهم ، فاهم ؟
اماء باحترام و طاعه و اوصى الفتى الذى يعمل لديه باكتراث
# وصلهم يا عز ….و اطمن عليهم انهم خرجو بسلام
••••••••••••••••••••••••••••••••

تكملة الفصل العشرين
استيقظت مبكرا كعادتها منتظره ان يهاتفها و لكنها تحيرت عن كيفيه تواصله معها فتسحبت ببطئ حتى ذهبت غرفه اخيها و طرقت بخفه ففتحت ليلى بنصف عين فهى لم يغمض لها جفن حتى اذان الفجر و هى تحاول مواساتها
همست لها بصوت خفيض
# فى ايه يا دارين ؟
ابتلعت لعابها بحرج هاتفه ب-سف
# حقك عليا صحيتك …بس عايزه موبايلك
ابتسمت لها بحب و اعطتها اياه و عادت لتكمل نومها و اتجهت دارين لغرفتها ترسل له رسائل عبر تطبيق المراسلات
( سيف …انا دارين )
( صحيت و لا لسه ؟)
قرأ الرسائل و لم يجيب فهو يشعر بالضيق الشديد بعد ان عاد لمنزله و قاده فضوله ان يشاهد التسجيل المبعوث لها فتحفزت كل حواسه عندما وجدها تتمايل بهذا الشكل المغرى و تلك السعاده المرسومه على وجهها و التى لم يرى وجهها بتلك السعاده من قبل و لا حتى بعد خطبتهما
لم تجد منه رد و تأكدت انه قرأ الرسائل فاحنت راسها بحزن و هى تفسر عدم رده عليها بغضبه ربما او الاصعب انه لا يريد اكمال حياته معها
تركت الهاتف من يدها و اتكأت على فراشها تحاول اغلاق عينها و النوم قليلا و لكن اين النوم و حالها بذلك الوضع السيئ فحدث و لا حرج من بموقفها يردن ان تنشق الارض و تبتلعهن بعيدا عن اعين الناس الاقربون منهم و الغرباء
•••••••••••••••••••••••••••••••
صلى الفجر و ارتدى ملابسه الرسميه و استعد للذهاب لعمله و لكنه قام ببعض الاتصالات اثناء نزوله من منزله فاجاب عليه زميله و رفيقه محمود و هو معاون لسجن الرجال
# سيف باسا… التليفون نور
اجابه بصوت مستعر من الضيق و الغضب
# الله يكرمك يا محمود باشا ….انا جاى زياره عندك انهارده بس زياره غير ساره لحد من المساجين
انعقد حاجبيه بتعجب هاتفا بفضول
# طيب فهمنى ايه الحكايه ؟
اجابه بحنق و غضب
# اكرم المغربى
فهم الامر بلمحه ذكاء منه فهتف يسأله بحيره
# سمعت عن قضيته ، ده ..الاشاعات صحيحه على كده ؟
ساله بحده
# اشاعات ؟؟ اشاعات ايه ؟
اجابه محمود بحذر
# بيقولو انك خطبت المتهمه فى القضيه بتاعته و انه كان ملفقلها الادله
اجابه بثبات
# ايوه …مش اشاعات و لا حاجه
ردد ببسمه منمقه
# الف مبروك يا سيف …. و انا مستنيك عشان تعمل اللى انت عايزه
اغلق معه و اتجه راسا لسجن الرجال فرحب به محمود و اجلسه معه بمكتبه ريثما يستدعى اكرم و لكن فضوله جعله يتدخل بالامر و هتف متسائلا
# عمل ايه تانى مخلى شكلك عامل كده ؟
جحظت عينه و نظر له بنظرات شرسه محذره من ان يتدخل بامره فقوس الاخر فمه و تراجع عن فضوله رافعا يديه فى الهواء معقبا بتحذير
# بس متعمليش مشاكل يا سيف الله يكرمك
اماء باقتضاب و انتظر دخوله لمكتب المعاون و فور ان دخل انتفض سيف و انقض عليه و امسكه من تلابيبه صارخا بحده و شراسه مخيفه زرعت الزعر بداخله
# يا حيوان يا زباله
حاول محمود ان يتصدى للكمات سيف التى ادمت وجه ذلك الندل الملقب باكرم و لكنه لم يستطع فعل شيئ امام ثورته العارمه حتى تكور اكرم حول نفسه و سيف يكيل له اللكمات و الضربات الموجعه
سحبه المعاون بعيدا عنه و هو يصيح به
# هيموت فى ايدك يا سيف ….كفايه
وقف و هندم ملابسه و لكنه لم يتوقف عند هذا الحد فظل يركله بقدمه مرارا و تكرارا فى معدته و اسفل حزامه و تعمد ان تطول ضرباته اسفل حزامه حتى يؤلمه بشده
سحبه محمود مجددا و هو يصيح به
# يا اخى اهدى بقا مش عارف اهديك … ايه ده يا سيف فى حد يعمل كده ؟
بصق على ذلك المسجى امامه و شد بيديه بدلته الميرى حتى يهندمها و انحنى تجاهه و امسكه من شعره رافعا اياه قليلا و قرب فمه من اذنه و تحدث بفحيح مخيف
# اوعى تفتكر انى هسيبك …و لو كررت عملتك دى تانى فالمره الجايه مش هسيبك الا و انت غرقان فى دمك
اعتدل بوقفته و نظر لرفيقه و امره بغلظه
# اطلع و سيبنى معاه لوحدى يا محمود
رفض بشده معللا
# لاااا …مستحيل بعد اللى شفته منك ، انا لو سيبته تحت ايدك هتموته
اماء بلا و هو يؤكد له
# لا خلاص متخافش ….انا عايزه فى كلمتين و همشى على طول
اضطر ان يتركهما و خرج فسحب سيف مقعدا و جلس بجواره و وضع قدمه يسندها على ظهر ذلك المذلول امامه و اخرج علبه سجائره و قداحته و اشعلها ثم اخذ يدخنها ببطئ و استمتاع و هو يرمقه بنظرات متشفيه
انهى سيجارته و اطفأها بجانب عنقه فصرخ الاخر صرخه مدويه و لكن سيف كان الاسبق فضغط بقدمه اكثر و اكثر على ظهره حتى تسطح جسده على الارض تماما و تمرمغ وجهه بالبلاط المتسخ
تنحنح ليزيل حشرجه صوته و مع هذا خرج صوته اجش و مخيف من فرط غضبه و ردد
# الفديوهات دى مع مين ؟
اجاب بذل
# معرفش
دفشه بقدمه بغلظه هاتفا
# انطق احسنلك
اجاب برهبه
# صدقنى معرفش …. انا اديتهم لواحد من رجاله عتريس المر و هو قالى حيعمل بيهم مصلحه
زمجر بشراسه و اخرج زئير كزئير الاسد و ردد بسباب لاذع
# يا اخى انا مش عارف اقول عليك حيوان و لا ديوث و لا *** ، ازاى قدرت تعمل فيها كده ؟ عملتلك ايه عشان تأذيها الاذيه دى كلها؟
وقف من مكانه و امسكه من ملابسه رافعا اياه امامه و هتف متسائلا بفضول
# انت ايه اللى وصلك برجاله عتريس ؟
ابتلع دماءه النازفه من فمه و اسنانه و تحدث بصوت ضعيف
# صدفه … و هو لما عرف انا مين طلب مساعدتى
ابتسم بمشاكسه و هو يغمز له
# و دفعت الفديوهات مقابل ايه يا ترى ؟
خائف ام مرتعد ؟ يؤنب نفسه على مجرد التفكير فى الثأر لنفسه و ماذا جلب عليه هذا سوى مزيدا من الحنق و الاذى البدنى
ارتعدت فرائسه عندما هدر به سيف
# اخد الفديوهات ازاى يا ***؟
اجابه بامتعاض من سبابه اللاذع و اجابه
# الموبايل كان فى الامانات …هو بقا وصله ازاى؟ انا معرفش
ضحك بسخريه هاتفا باستنكار
# و هو يعنى كان شم على ظهر ايده و عرف اللى متسجل عندك يا ندل ؟ ما انت اللى فتشت عرض واحده كانت على ذمتك
جاءته جرأه لحظيه و هو ينتصب بوقفته هاتفا
# و ما زالت يا باشا
جحيم مستعر شعر به من كلمته الهوجاء و التى حقا لا يعلم ماذا يعنى بها او يعلم و لكنه يتغابى و لا يريد التصديق ، هل حقا واتته الجرأه ليتحدث معه هكذا ؟ بل و يفعل ما يستنتجه من حواره؟
عقد ساعديه خلف ظهره و التفت ينظر له بتفحص و اذدراء و هتف بصوت خشن
# بتقول ايه روح امك ؟و ما زالت ازاى ؟
ابتلع لعابه و هو يعلم انه يمكن ان يتسبب بموته الآن و بتلك اللحظه و لكنه وجدها افضل طريقه لتشتيته عن متابعه استجوابه بشأن التسجيلات ..و قد نجح فى مسعاه ليتشتت سيف بشكل واضح و هو يكرر عليه السؤاله الملح
# ما تنطق يا بجم
اجاب برهبه حقيقيه
# ردتها لعصمتى يا باشا ….مراتى و ردتها لعصمتى و انا فاكر و متأكد ان عدتها تخلص بكره ، فانا بقا ردتها لعصمتى من اسبوع
ضحك سيف بسخريه و سأله
# على اعتبار انك معترف بالجواز ده من اصله ؟
اماء بعده حركات من راسه هاتفا
# معترف و مستعد اوثقه و اشهد بكده كمان فى المحكمه …انا مبقاش عندى حاجه ابكى عليها يا باشا
اقترب سيف منه بخطوات بطيئه و هتف بغضب
# عشان تردها لعصمتك لازم يكون فى شهود
اماء مؤيدا و معقبا
# عارف …و الشهود موجودين ، كل المساجين اللى فى العنبر بتاعى
مسد لحيته بغضب و هو يحاول كظم غيظه و غله منه فاندفع يحاول امساكه من تلابيبه و لكن دخول محمود المفاجئ حال دون ذلك فاخذ يصيح بوجل و ذعر
# الحقنى من ايده يا باشا
وقف محمود حائلا بينهما و ربت عليه مرددا
# كفايه كده يا سيف
ارتفع صدره علوا و هبوطا و هو يحاول ان يتمالك نفسه و عقله ابى ان يصدق انه عاد لنقطه الصفر فماذا هو بفاعل لينطلق كالرصاص من مكتب المعاون و دلف سيارته و قاد دون وجهه محدده لا يعلمها و ظل يقود و يقود حتى وجد نفسه امام بنايه والديه فصف السياره و ترجل منها قاصدا الصعود لمنزلهما
•••••••••••••••••••••••••••
فتحت منار الباب لتجده بحاله يرثى لها و منظره لا يبشر بالخير فسحبته من ذراعه و ادخلته بتمهل و هى تهتف بقلق
# مالك يا سيف ؟
ارتمى على الاريكه فجلست بجواره تمسد ذراعه فارتم