رواية ندم افعالي كاملة جميع الفصول بقلم امل صالح

رواية ندم افعالي كاملة جميع الفصول بقلم امل صالح

رواية ندم افعالي كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة امل صالح رواية ندم افعالي كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية ندم افعالي كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية ندم افعالي كاملة جميع الفصول
رواية ندم افعالي بقلم امل صالح

رواية ندم افعالي كاملة جميع الفصول

هي أمك بجد الزبالة بتاع الشركة يا ياسر!
لف بعصبية - نعم.! أنت أهبل ياض أنت.!
- اهدى ياسطا بس، هي الست الزبالة هي اللي قالتلي اندهلك وإنك إبنها.!
ضغط على إيده وهو بيقوم بسرعة من مكانه وطلع برة المكتب بتاعه، كانت واقفة وفي إيدها علبة خاصة بالأكل وعلى وشها إبتسامة بشوشة جميلة.
قرب منها بعصبية مَـ خدتش هي بالها منها و مدت إيدها بأكله، وأول ما بقى قصادها زق بإيده العلبة وقعت على الأرض.
بصت أمه للأرض بصدمة ورجعت بصتله وقالت - لي كدا يا ياسر.، دانا واقفة على حيلي من الصُبح بعملك الأكل دا.!
عينها دمعت وهي بتوطي - هتاكل اي بس يا قلب أمك طول اليوم.!
وقفت بعد ما لمت بإيدها اللي عرفت تلمه وقالت وهي بتبتسم رغم الدموع اللي مَلت وشها - دانا حتى روحت وقفت على الفرن عشان اجبلك عيش طازة.!
ضغط على إيده بقوة وهو بيجز على سنانه وبيقول - اتفضلي امشي حالًا..
بص حواليه للموظفين اللي بدأوا يتجمعوا وقال بصوت عالي - يلا يا طنط سماح نضفي بسرعة وطلعي الشاي للمدير.
سابها ورجع مكتبه اللي كان فيه صاحبه، قال وهو بيفتح ملف قصاده - مِش امي على فكرة، امي مِش زبالة.
باب المكتب اتفتح فجأة ودخلت منه بنت شابة لابسة بدلة رسمية باللون الأبيض، قربت من مكتبه وهو وقف بإستغراب وفي وهلة وقبل ما يستوعب ضربته البنت دي بالقلم على وشه.!!!!
 - مِش امي على فكرة، امي مِش زبالة.
باب المكتب اتفتح فجأة ودخلت منه بنت شابة لابسة بدلة رسمية باللون الأبيض، قربت من مكتبه وهو وقف بإستغراب وفي وهلة وقبل ما يستوعب ضربته البنت دي بالقلم على وشه.!!!!
بصلها بصدمة قبل ما يزعق وهو بيرمي الملف من إيده - أنتِ مين يا قليلة الذوق أنتِ.! ازاي تمدي إيدِك عليا أصلًا.!
مسكت ملف تاني من على المكتب ورميته على الأرض وقالت بدموع - قليلة الذوق.! تعرف يعني اي أصلًا ذوق.! جبت منين قسوة قلبَك دي.! دي أمك يا زبـ.ـالة، أمك يا مَعفن!
بصلهم "حسين" صاحبه وجِرى برة المكتب وهو طالع بسرعة لأوضة المدير، دخل بسرعة رغم رفض السكرتير اللي حاول يوقفه وقال - أستاذ شاهين، في خناقة كبيرة في مكتب ياسر.
نزلوا بسرعة وكان صوت الزعيق واصل ليهم، دخل شاهين المدير وشاف البنت وهي بتزق الكرسي بإيدها وقعته على الأرض - ليك عين تتكلم! ليك عين تبرر يا كَـ.ـلب.!
شد شاهين البنت وقالت بعصبية - ساندي.!
لفت ساندي لشاهين وردت بعصبية - نعم.! عايز اي من زِفت الطين ساندي.!
لفت لياسر - ربنا يبتليك بمصيبة تعرفَك يعني اي أم.
سابتهم ومِشَت وشاهين بص لياسر وحسين اللي فضلوا في المكتب - في اي.؟
سابهم ياسر هو كمان ومِشى وشاهين ربَّع إيده وبص لحسين - هتقول ولا هتمشي أنتَ كمان.!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج ياسر من الشركة وروَّح البيت لما مَـ لقهاش في مكان عُمال النظافة في الشركة، فتحتله الباب وقالت بإستغراب - تعرف يا ياسر البنت اللي كـ...
قاطع كلامها وهو بيزعق وبيضرب الحيطة جنبه - مين قالك تقولي إني إبنك.! أنا مِش قايل طول ما احنا في الشركة سوا محدش يعرف.!
طبطبت على صدره وقالت وهي لسة محتفظة ببسمتها الجميلة رغم الدموع اللي متجمعة في عنيها - يعني كنت هسيبك من غير أكل.! لأ لأ دانا ميهونش عليا أبدًا يا ضنايا.
زق إيدها - بلا ضناكِ بلا بتاع..
لف ضهره و كمِل وهو بيزق الكرسي برجله - ليه اتودلت إبن زبالة.! لي مِش ابن مليونير.!
طلع تلفونه ودخل البلكونة وهو بيتصل على حسين صاحبه - الو يا حسين .. هاتلى عنوان دار المسنين اللي كنت بتقولي عليها.
طلع تلفونه ودخل البلكونة وهو بيتصل على حسين صاحبه - الو يا حسين .. هاتلى عنوان دار المسنين اللي كنت بتقولي عليها..
- لي قررت توافق دلوقتي على اقتراحي.! بعدين أنت فاكر لما تيجي تقولي إن واحد صاحبك عنده أم مِش بيطيقها هصدقك.!
- خلاص يعم انجز.
ملَّاه العنوان وهو دخل ليها، كانت واقفة في المطبخ ولما حست بيه قالت بفرحة - متزعلش مني يا قلب أمك، بُص .. بُص جبت لحمة عشانك النهاردة..!
ربَّع ايده - مرة فراخ ومرة لحمة، أنتِ بتشحتيهم منين.!
- اخص عليك! أنا هشحت برضو.! دنا جايباهم بفلوس الـ...
شاور بإيده - بس بس هتحكي قصة حياتك.! تعالي لمي هدومك..
كمِل بتريقة - قصدي الحتتين اللي بتغيري فيهم.
سابت المعلقة وسألته - لي.! رايحين في حتة.!
- آه، بسرعة يلا عشان معتش طايق أكتر مِن كدا.
- طب استني اجيب كيسة سودا احطهم فيها.
- كيسة سودا.! يارب انا مضطر استحمِل قد اي كمان.!
بالفعل لمت هدومها بحُسن نية وهي مِش عارفة تمامًا هو ناوي على اي، وقفت قصاده وشاورت على هدوم فوق - معلش يا ضنايا تعالى هاتلى اللي فوق د...
وقبل ما تكمل كلامها راح زقهم فَـ وقعوا على الأرض، وطت تجيبهم عادي، وكأنها متعودة على دا منه.!
فتح باب الشقة وهي وراه، لفت طرحتها ببساطة وقالت وهي بتبتسم - استنى اطفي على اللحمة عشان لما نرجع ناكلها سوا.
مكنتش تعرف إنها راحة بدون رجعة .. راحة للأبد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلوا قُصاد دار المُسنين، نزلوا من التاكسي وهي شاورت على الدار وقالت وهي حاضنة الكيسة السودا زي الطفلة البريئة - اي دا يا ياسر.!
بصتله وابتسمت وهي بتكمِل - أنت عارف بقى أمك مبتعرفش تقرأ، البركة فيك يا حبيبي.
دخلوا الدار وهو تجاهلها ومردش عليها كأنها هوا، وأول ما دخلوا لف ضهره عشان يمشي بدون ما يتكلم حتى مع صاحب الدار.
مسكت في إيده بسرعة وقالت بقلق وهي بتبص للناس المسنين - أنت رايح فين يا ياسر.!
زقها بقوة لدرجة وقعت على الأرض - يا شيخة سيبيني في حالي بقى.!!
مسكته سماح مامته من إيده بسرعة وقالت بقلق وهي بتبص للناس المسنين - أنت رايح فين يا ياسر.!
زقها بقوة لدرجة وقعت على الأرض - يا شيخة سيبيني في حالي بقى.!!
سابها ومِشىٰ واقعة على الأرض وجنبها الكيس الأسود اللي الهدوم طلعت منه، الناس بصتلها بشفقة وهي مِن شدة إحراجها كانت بتبتسم ليهم وجواها وجع ملوش آخر.
بدأت تسترجع ذكرياتهم الهادية سوا.
.. لما كانت تلعب معاه وهي بتحميه لما كان لسة 4 سنين ..
.. لما كانت تبقى واقفة في المطبخ وهو بيحكيلها عن يومه في المدرسة وهو ماسك شنطته ببراءة ..
افتكرت قد اي كانت بتشتغل هنا وهنا من بعد موت جوزها عشان بس تقدر تأكله وميحسش بنقص، كانت بتشتغل اكتر من حاجة سوا عشان يقدر يعيش حياته بدون نقصان لأي حاجة.
افتكرت كمان..
.. لما كان في أولى اعدادي، بداية نضوجه لما دخل رَمى الشنطة وقال - بقولك اي ياماما، دوري على شغل تاني بدل شغل الزبالين دا.! ..
ودي كانت بداية عقوقه ليها، وكان آخر حاجة افتكرتها سماح قبل ما تُحط راسها على الأرض وإيدها على قلبها..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بداية يوم جديد، وياسر فاكر إنه هيكون سعيد بالنسبة ليه، الساعة 10:30 متأخر عن شغله 3 ساعات، أصلها هي اللي كانت بتصحيه.
" كانت تدخل الأوضة تفتح الشباك وتقرب من سريره، تطبطت على كتفه وهي بتنادي بحنية - ياسر، يلا يا حبيبي عشان الشُغل.
وكان بيبقى رده إنه بيقوم ينفخ - اوووف، طيب اتزفت قُمت، حلو كدا.!
وكانت بتقابل دا بإبتسامة مُشرقة وهي بتخرج من الأوضة - ايوة حلو، يلا بسرعة يا قلب أمك. "
اتعدل على السرير وهو بينفخ بضيق، قام وقف قُصاد الدولاب بحيرة، هي اللي كانت بتختارله الهدوم دايمًا.
غمض عينه - اي يعني مِش هعرف اعيش من غيرها.!
لبس اللي مسكته ايده وبسرعة خرج يلبس جزمته، بص ناحية المطبخ وافتكر..
" كان يفتح باب الشقة ويوقفه صوتها وهي بتنادي بسرعة - ياسر، الاكل يا ولا استنى.
ياخده منها ويقفل الباب وهو سامع صوتها بتدعيله - روح يارب يوقفلك ولاد الحلال يا حبيبي، ربنا يجبر بخاطرك يا قلب أمك يارب "
رزع الباب ونزل، بص في الساعة واستنى 4 دقايق ولكن مفيش اي تاكسي وقف.!
اضطر يمشي المسافة دي ووصل الشركة بالظبط 11:33، بص على مكان عُمال النظافة يمكن يلمحها لكن مكنتش موجودة.
تجاهل دا رغم احساسه بوجع غريب ودخل مكتبه، شوية ولقى شاهين المدير داخل المكتب، وقف قصاده وقال بإستغراب - أمك فين.! وجاي متأخر لي.!
وقبل ما يرد عليه دخلت ساندي بنته وراه وسألته نفس السؤال بنبرة هجوم - طنط سماح فين.!
بص لشاهين وقال بتوتر - امي.! الست الزبالة ديَ! لأ لأ حضرتك..
- اخلص يا ياسر انا عارف كُل حاجة.
بصله بصدمة وقال وهو لسة مصدوم - انا .. انا وديتها..
زعقت ساندي - وديتها فين انطق.
-دار مُسنين.
لفت ساندي وشها بعصبية وهي بتضغط على إيدها بقوة، لكن معرفتش تسيطر على اعصابها وفي لحظة وبدون تردد كان الكف التاني منها نازل على وشه..
زعقت ساندي - وديتها فين انطق.

-دار مُسنين.

لفت ساندي وشها بعصبية وهي بتضغط على إيدها بقوة، لكن معرفتش تسيطر على اعصابها وفي لحظة وبدون تردد كان الكف التاني منها نازل على وشه..

بصلها بصدمة ورجع بص لشاهين "باباها" واللي شدها من إيدها - ساندي.؟

ولتاني مرة عينها دمعت وهي بتزق إيده وبتزعق لياسر - حرام عليك ياخي، أنت عارف الأم دي.؟ دي الجنة تحت رجليها عارف يعني اي.!

خرجت لبرة وشاهين بص لمكانها ورجع بص لياسر اللي قال - هو حضرتك كُنت عارف.! كُنت عارف إنها أمي.!

- كُنت متنيل عارف يا ياسر! أنت متخرج من 3 سنين وشغال هنا من سنة، قبلها كانت مامتك معانا هِنا، امك طلبت شُغل ليك من قبل ما أنت تتخرج أصلًا، ازاي تعمل كِدا.!

- اعمل اي يعني يا أستاذ شاهين.! أنا لي اتولد إبن زبالة.! لي يعني..!

- زبالة.! دا لفظ يا ياسر! حد هنا سمعته بيقول عليهم زبالين.! اسمهم عُمال نضافة، وزي ما انت موظف هنا هم كمان موظفين هنا و بينضفوا وراك.

دخلت ساندي وبصتله بقرف - اسم الدار.

مردش عليها، كان بيبصلها بغيظ وهى بصت لشاهين وقالت وهي ماسكة اعصابها - خليه ينطق ويقول اسم الدار، بدل ما يلاقي القلم التالت نازل على وشه.

برق شاهين وقال بحدة - ساندي..! اتكلمي بأدب... 

بص لياسر وكمِل بنفس الحدة - العنوان اخلص.

ملَّاهم العنوان وهي بمجرد ما قاله خرجت بسرعة بالعربية للعنوان اللي قاله..

وعند ياسر وشاهين، حط شاهين ايده على كتفه وقال - بعتذر عن اللي ساندي عملته، هي بس بتمر بمشاكل نفسية، بالنسبة لأمك أنت تروح حالًا تعتذرلها وتبوس رجليها مِش ايدها.

سابه شاهين وطلع مكتبه تاني وهو قعد على كرسي مكتبه وحط راسه بين ايديه، قام وقف وطلع برة الشركة، ركب اول تاكسي فاضي وقف قصاده وراح البيت.

دخل اوضتها ودور في دولابها لحد ما لقى صندوق عليه ورقة مكتوب فيها " عشان بيت حبيبي ياسر"، فتح الصندوق بإستغراب ولقاه مليان فلوس.!

مفهمش امه جابت الفلوس دي منين ولا ازاي، ساب الصندوق وبص لِـ اللاشيئ قُدامه وقال بدهشة - بس هي مبتعرفش تكتب.!


 

عند ساندي، دخلت دار المُسنين ولقت الكُل متجمع في أوضة واحدة زحمة، راحت ناحيتها وسألت البنت اللي خارجة واللي شكلها كانت ممرضة - في اي.!

قلعت الكماكة وقالت وهي بتشاور على الأوضة - في واحدة من المسنين اتوفت.

بلعت ساندي ريقها ودخلت وسط الزحمة دي، لمحت اللي كانت نايمة على السرير ولابسة عباية سودا، واللي مكنتش غير سماح .. السِت الطيبة .. ماتت 
- في واحدة من المسنين اتوفت.
بلعت ساندي ريقها ودخلت وسط الزحمة دي، لمحت اللي كانت نايمة على السرير ولابسة عباية سودا، واللي مكنتش غير سماح .. السِت الطيبة .. ماتت.!
قربت ساندي من الدكتور وقالت وهي بتشاور عليها بحيرة ودموع مالية عينها - هي .. هي ماتت بسبب اي.!
بصلها الدكتور بإستغراب وهو بيقلع الجوانتي - ماتت.! بُصي يا آنسة أنا والله مَـ اعرف مين دي، أنا باجي هنا كُل يوم للدار كَـ تطوع لكن أول مرة أشوف السِت دي هنا.!
بص لسماح وكمِل - وهي الحمد لله كويسة بس ياريت لو حضرتك على تواصل مع حد من عيلتها تكلميه لأنها عندها مشاكل في القلب ومن فترة كمان..
خرج لبرة وهي وراه بتسمعه - دا غير إن في أدوية مُعينة لازم تاخدها، والدار هنا بتقول إنها معرفهاش.!
هزت ساندي راسها وقالت وهي بتحمد ربها - أنا هجيبلها العلاج، ممكن بس رُوشتة بإسم العِلاج.!
بدأ الدكتور يكتبلها الروشتة وهي خدتها منه ودخلت ليها، قعدت على كُرسي قُصادها وقالت بصوت مخنوق من شدة رغبتها في العياط - ياريت ماما عايشة..
كمِلت وهي بتشهق وبتسمح عينها - ياريتها موجودة وانا اخدمها بعمري كُله، ياريت يوم بس من أيامها.
فضلت قاعدة جنبها لحوالي رُبع ساعة وبعدها بتدريج بدأت سماح تفوق، اتعدلت على السرير بمساعدة ساندي وبمجرد ما بقت كويسة قالت وهي بتبص حواليها - هو ياسر مجاش.!
عينها دمعت وهي بتبص لساندي وبتبتسم - عارفة الواد دا قلبه ابيض اوي والله، هو تلاقيه جاي دلوقتي انا عارفة.
ساندي عينها دمعت وسماح كمِلت وهي بتحط إيدها تحت خدها - يارتني سمعت كلامه ومَروحتش مكتبه، ايوة كان لازم اسمع كلامه.
حطت ساندي إيدها على كفها وقالت وهي بتاخد نفسها - طنط ياسر جابك دار مُسنين.
بصتلها سماح بحزن - بجد.! دانا فكرتها مستشفى يابنتي والله.!
- حضرتك هتيجي معايا.
- اجي معاكِ فين.! لأ انا عايزة اروحله يا ساندي يابنتي، دا مبيعرفش يعمل حاجة لوحده خالص والله.
قامت ساندي وقفت وقربت من سماح - طنط، إبنك اخد منك كتير، ومن كتر ما كنتِ بتديله بقى عاق ومِش عارف قيمتك، اظن جه الوقت اللي لازم هو اللي يديكي فيه.!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج ياسر من البيت، ركب تاكسي وطلب منه يوديه دار المسنين بعد ما اداله العنوان، نزل من التاكسي وجرى بسرعة على جوة..
بدأ يدور عليها بين كُل الموجودين، لكن مكنش ليها اي أثر.!
سأل على أوضة المدير وراحله، وقف قصاد مكتب المدير وقال وهو بينهج من الجري - امي فين.!
بصله المدير بإستغراب وهو بيقلع النضارة وقال - امك مين.!
مسح وشه وقال وهو بيتكلم بتوهان - هي .. هي كانت لابسة عباية سودة و ... ومعاها كيسة سودة هي جت امبارح.
- يا أستاذ ياريت صورة أو أي حاجة عشان اعرفها..!
بص حواليه بحيرة، هيجيب صورة ليها منين وهو عمره ما صورها او أتصور معاها.!!!
خرج برة الدار ومِشىٰ على الطريق بحيرة، وقف قصاد سور الكوبري الفاصل بينه وبين الماية وضغط على السور بإيده.
بص للماية ولإرتفاع السور وهو بيفكر..
خرج برة الدار ومِشىٰ على الطريق بحيرة، وقف قصاد سور الكوبري الفاصل بينه وبين الماية وضغط على السور بإيده.
بص للماية ولإرتفاع السور وهو بيفكر هي ممكن تكون نطت.!! نِفىٰ بسرعة براسه لأنه عارف إنه مامته إيمانها أقوى من الأفكار دي ولايمكن تعمل كِدا.
بص على الطريق وحاول يفكر صح قبل ما يعمل أي حاجة يندم عليها، زي ندمه دلوقتي...
وعلى بُعد منه كانت ساندي بتساعد سماح تدخل العربية وفجأة سماح لمحته فَـ قالت بسرعة - اي دا.! ياسر .. شوفتي يابنتي قولتلك هيجي دانا أمه.
طبطبت ساندي على كتفها وقالت وهي بتبتسم - طنط.! لازم نكمل اتفاقنا ولا اي.! صدقيني لازم نعمل كِدا.
بصت عليه سماح بصة اخيرة قلقانة قبل ما تركب معاها ويمشوا سوا..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند ياسر، دخل الدار تاني للمدير وقال بعد ما افتكر إنه زقها - هي كانت واقعة على الأرض لما سبتها.
نزل المدير النضارة وقال - اااه، تقصد السِت دي.!
رد عليه بسرعة وبلهفة - ايوة ايوة، هي فين بسرعة بالله عليك.
- والله يا استاذ أنا معنديش معلومات كتير، لكن السِت دي اغمى عليها امبارح ولسة فايقة النهاردة الصُبح وعلى حسب كلام دكتور الدار فَـ هي عندها مشاكل في القلب..
- حضرتك مَـ جاوبتنيش.! هي فين..!!!
- في بنت شابة جَت خدتها ولسة ماشيين من حوالي ربع ساعة.
بصله ياسر بإستغراب وهو بيردد كلمته - بنت شابة.!
بصله وسأله بسرعة - شكلها.! لبسها.! اي حاجة.
إبتسم المدير بإحراج - لأ الصراحة مِش فاكر..
كمِل بعد صمت دقيقة - لكن افتكر انها كانت لابسة بدلة وشكلها مديرة في حاجة على ما اظن.
شكره ياسر وخرج ركِب تاكسي بعد ما عرف هوية الشخص دا واللي مكنتش غير " ساندي "..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نزلت ساندي من العربية بعد ركنتها قُصاد بيتها وساعدت سماح تنزل، بصت سماح على البيت اللي كان من دور واحد مِش كبير أو صغير وفي مكان راقي.
- احنا فين.! لأ لأ احنا مَـ اتفقناش على كدا.!
- يا طنط الخطة مِش هتنجح غير كِدا.
دخلوا قعدوا وهي سألتها فجأة - كتر خيرك يا بنتي والله، بس هو لي بتعملي كُل دا معايا.
سرحت ساندي وهي بترد عليها - مِش عايزاكِ تعيشي نفس اللي امي عاشته، عشان مَـ توصليش للي هي وصلتله..
سألتها بإستغراب - لي.! هو اي حصل بالظبط.!
إبتسمت ساندي - أمي ماتت منتحرة بسبب بابا اللي كان دايمًا..
سُكتت ورجعت كملت بوجع - دايمًا بيعايرها..
أمي ماتت منتحرة بسبب بابا اللي كان دايمًا..
سُكتت ورجعت كملت بوجع - دايمًا بيعايرها..
- لا حول ولا قوة الا بالله.! لي بس.! دا استاذ شاهين محترم جِدًّا ومبتطلعش منه العيبة والله.! دا كتر خيره أول ما قولتله على الواد ياسر وافق على طول.
- بقى محترم يا طنط، إنما قبل كدا، فَـ بابا دا كان أسوأ حد ممكن تعرفيه، ماما قبل ما تتجوزه كانت بتشتغل في محل هدوم صُغير كِدا..
- مالها شُغلانتها بقى.!
كمِلت بشوية احساس من الوجع - مِش احسن مَـ تشتغل مع عمال النضافة.!
- بُصي يا طنط، أيًا كان الشغل اللي أي حد في الدنيا بيشتغله فَـ مش من حق حد يقلل منه.! طالما الشغل دا حلال..
اخدت ساندي نفسها وكمِلت - المُهم، بعد ما بابا اتجوزها مَـ بقتش تنزل تشتغل وعاشوا حياتهم عادي، دا اللي ماما كانت بتحكيه ليا كأي ام بتحكي لبنتها عن قصة لقاءها مع باباها..
بصت قدامها لِـ اللاشيء وكمِلت بسرحان - لكن مكنتش دي الحقيقة، من بعد ما بقيت واعية وفاهمة لقيت إن الكلام العادي اللي بسمعه منه كان مجرد معايرة، زي " دانتِ كنتِ حتة بياعة وانا لميتِك" و "هو أنتِ كنتِ تحلمي باللي أنتِ فيه دا" وغير دا كتير  ....  لحد ما في يوم اعتقد إن الإهانة كانت أكبر فَـ قررت تنتحر..
مسحت دموعها اللي محستش بيها غير بعد ما خلصت كلام وقالت وهي بتبتسم ليها - فَـ عايزاكِ تعرفي إنك بجد حاجة جميلة ومِش شغلك اللي يحدد قيمتِك، ويكفي إنك عملتي كُل دا عشانه.
طبطت سماح على كفها - ياعيني عليكِ يابنتي.!
- قوليلي بقى عملتي اي في الفلوس اللي هتجهزي بيها بيت ياسر ابنِك.!
ابتسمت سماح وبدأت تجاريها في الكلام - اخدت الورقة اللي مليتها ليكِ وحطيتها مع الفلوس في الدولاب، أول ما أشوفه هقوله على الفلوس دي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دخل ياسر الشركة ومنها على مكتب المدير "شاهين"، دخل وقف قصاده وقال - اتصل ببنت حضرتَك وخليها تجيب امي وتيجي أو تديني عنوانها.
ساب شاهين الورق اللي معاه بإستغراب - ساندي.! وهي هتعمل اي مع امك يا ياسر.!
- لو سمحت يا أستاذ شاهين، كلمها بس.
اتنهد شاهين واتصل بِـ ساندي اللي كانت عاملة حساب كل دا - الو.
-الو يا ساندي، أنتِ فين.!
- هكون فين.! في البيت عندي.!
- السِت سماح معاكِ.!
- لأ.! هو إبنها الحـ ـيوان لسة مَـ لقهاش.!
بصت لسماح قِصادها وحركت شفايفها بِـ "آسفة" وردت على شاهين اللي قال بتحذير - ساندي .. مِش عايز مشاكل، لو معاكِ هاتيها، أو هضطر ابعت ياسر للبيت ياخدها هو بنفسه.
- ينور والله..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نزل ياسر من التاكسي بعد ما خرج من الشركة واخد العنوان من شاهين.
رن جرس البيت وحط ايده في جيبه بإنتظار الباب يتفتح..
فتحت ساندي اللي ربَّعت إيدها وقالت ببرود - افندم.!
- امي فين.!
- امك.! وانا إش عرفني.!
- بقولك اي أنا عارف إنك اللي اخذتيها، فَـ...
قطع كلامه لما طلعت سماح من ورا ساندي؛ بصلها بلهفة وقرب منها - ماما...
ورغم إن دي كانت المرة الأولى من بعد فترة طويلة سماح تسمع منه كلمة ماما الا إنها تماسكت وهي بتضغط على الباب وكأنها بتستمد قوتها منه وقالت ببرود - نعم.!
بلع ريقه وقال بتوتر - مِش .... مِش هتيجي معايا نروَّح.!
شدت ساندي لجوة وقالت بجمود - لأ.
وقفلت الباب في وشه بقوة حسسته بوجع، وجع الفقدان..♡
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
'* يَاَليتَنِي اِعْتَنَيِّتُ بِتِلْكَ الجَوْهَرَة الثَمِينَة بَيّنَ يَدِي، يَاَليتَنِي لَمْ أُفَرِّطْ بِـ نِعْمَةً رَزَقَنِي بِهَا اللَّه *
وقفت سماح قصاد ساندي وقالت بقلق - لأ لأ قلبي مِش مطاوعني يا سلمى يابنتي..! 


مِشَت ناحية الباب وقالت وهي على وشك تفتحه - أنا هكلمه و...


شدتها ساندي بسرعة - طنط..! إحنا مَـ اتفقناش على كِدا، لأ لأ خالص يعني.!


- أنتِ شفتي شكله عامل ازاي.! دا بهتان خالص كبدي عليه.!


- بهتان مين يا طنط هو لِحِق.! دانتِ مكملتيش يوم من غيره.!


قعدت سماح على الكنبة وهي لازالت متوترة وقلقانة وخايفة عليه، جواها حاجات كتير ولكن هي مضطرة تمسِك نفسها عشان زي ما ساندي قالت .. إبنها لازمه رِباية.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أما ياسر، رجِع الشفة ودخل مباشرةً على أوضتها، قعد على الأرض جنب سريرها وغطى وشه بإيده وبدأ يعيط بقوة وشعور الندم غامره كُليًا..


رفع راسه وبص لسقف الأوضة وقال وهو بيشهق - ياريتني ... ياريتني قدرتها وقدرت قيمتها يارب..


شهق وهو بيكمِل - يارب لو يرجع بيا الزمن يارب، يارب..


وطىٰ صوته - يارب دي كانت بتعملي كُل وأي حاجة نفسي فيها من غير تردد رغم حالتنا.!


طلع على السرير ونام فوقه وهو بيكمل عياط، دخل إيدها تحت المخدة بحركة تلقائية فَـ حس بحاجة كبيرة تحتها..


اتعدل ورفع المخدة ولقى علبة تلفون ملزوق عليها ورقة مكتوب فيها "التلفون اللي نفسه فيه"، فَـ رفع وعيط اكتر - لي يارب.! لي كُل الحاجات دي بانت دلوقتي.!


زعق - لي مِش من زمان.! ليه يارب.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تاني يوم، وقفت ساندي قصاد سماح وقالت - احنا وصلنا زي ما خضرتك شايفة، مهما عمل ومهما سوا مِش هتتعاطفي معاه صح.!


ردت بثقة - دا لو عمل اي، لو عمل اي كِدا لا يمكن ولا يمكن أبدًا اتعاطف معاه.


إبتسمت ساندي وطبطبت على كتفها - جدعة يا طنط.


- هو جوة دلوقتي صح.!


- إحنا لحقنا.!


- خلاص داخلة.


دخلت سماح المكان الخاص بالعُمال زميلها، إتفاجئت بكم الحُب اللي في وشها، ناس عمر ما كان ليها كلام معاهم جايين يسألوا عن سبب غيابها ليوم.!


اكتشفت إن الحُب دا بيكون حُب صافي مِش تصنع لمجرد ارضاء الوجهة العامة، وفعلًا .. مِش دايمًا القريبين منك هما اللي بيحبوك بجد، هتتفاجئ بناس غريبة بيكنولك حُب غريب ياسيدي والله...♡!


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نزل من التاكسي على مدخل الشركة، وقف مكانه وهو بيبص على مكان عُمال النظافة وبتلقائية لَف رجله وراح ناحيته..


عينه دمعت وقال وهو رايح ناحيتها هي تحديدًا - ماما..!!


سابت اللي في إيدها ولسة هتتكلم لقيته بيحضنها وبيعيط، وهنا بقت في حيرة، تحضنه وكأن حاجة محصلتش ولا تزقه زي ما اتفقت مع ساندي..!
نزل من التاكسي على مدخل الشركة، وقف مكانه وهو بيبص على مكان عُمال النظافة وبتلقائية لَف رجله وراح ناحيته..
عينه دمعت وقال وهو رايح ناحيتها هي تحديدًا - ماما..!!
سابت اللي في إيدها ولسة هتتكلم لقيته بيحضنها وبيعيط، وهنا بقت في حيرة، تحضنه وكأن حاجة محصلتش ولا تزقه زي ما اتفقت مع ساندي..!
بس أولًا عن آخر هي أم، هتقدر مثلًا تزقه.!! بادلته الحُضن وعينها اتملت دموع وهي بطبطب على ضهره وهو بيعيط بصوت ولسانه موقفش للحظة وهو بيردد - حقك عليا والنبي، حقك عليا يا ماما.
مسحت على ضهره وقالت وهي بتعيط هي كمان - ياض هو أنا هزعل منك.! دانتَ ضنايا يالا .. ضنايا.!
بعد عنها ومسِك إيديها الاتنين وبدأ يبوس فيهم - أنتِ أعظم حد قابلته في حياتي، في حياتي كلها والله.
ومن بعيد كانت واقفة ساندي وهي ساندة على الباب، نفت براسها وقالت وهي بتبتسم بيأس وعينها مدمعة من المنظر - خلت بإتفاقنا برضو.
**********
ياسر وسماح كانوا قاعدين بياكلوا بعد ما عدا 3 أيام على اليوم دا، اتغير تمامًا.! معقول في شخص يتغير 180 درجة خلال فترة قصيرة زي دي.!
مِسِك إيدها زي عادته الايام اللي فاتت لما بيجي يكلمها - بالنسبة للصندوق، مين اللي كِتِب اللي في الورقة.
رفعت راسها - دي ساندي ربنا يبارك فيها، أصل أنا عارفاها من فترة من قبل ما تروح تشتغل هناك وخليتها تكتبلي الورقة دي والورقة اللي على التلفون.
هز راسه وهو باصص قدامه بسرحان وبتلقائية رفع ايده حطها على وشه وهو بيفتكر القلمين اللي خدهم منها..
تلفونه رن بإسم حسين، قفل التلفون وإبتسم وهو بيردد في سِره - مِش دا الصاحب اللي بجد يا ياسر .. مِش دا.
**********
- السِت دي، هي بفضلها وصلت لهِنا ولولاها مكنتش الشركة دي اتبنت ولا كنتوا هتبقوا هنا دلوقتي، خلينا أختم بإنها الأعظم في حياتي.
كان واقف على منصة الشركة الخاصة بيه بعد ما تم الـ40، خلال فترة من دعمها ليه وعمله وصل ياسر أخيرًا وبقى حاجة.
مسك إيدها وباسها وهي طبطت على راسه، نزل من على المنصة وفتح ايده لإبنه اللي كان واقف مع مراته تحت..
دخل أوضة الاجتماعات وقعد قصاد مدير شركة تانية واللي كان شاهين اللي وقف قصاده وقال وهو بيحضنه - عملتها يا ياسر.
- بفضل معلم شاطر زيك يا أستاذ شاهين.
خِلِص الإجتماع وكانوا قاعدين كلهم في مطعم، هو وأمه ومراته وابنه وشاهين وأخيرا ساندي، كانوا بيضحكوا لما فجأة خبط على الترابيزة وقال - طبعا دا شُكر متأخر شوية، بس أنا في قلمين خدتهم من شخص هنا فوقوني، شكرا يا هذا الشخص.
كُلُهم ضِحكوا بما إنهم فاهمين قصده، إبنه شاور على صورة في محفظة ياسر وقال وهو بيضحك - بابا شكله هنا يضحك اوي.
ردت زوجته - ايام الكحرتة يا ميزو.
كلمة بسيطة من طفل غير واعي، لكن الكلمة حسسته بشيء غريب، حسسته بوجع.! افتكر طريقته زمان مع مامته وبصلها، لما كلمة زي دي دايقته أومال هي .. كان اي شعورها.!!!
يمكن الحكاية مخلصتش، مِش يمكن لسة هيواجه الأسوأ مع إبنه...!!
وفي الختام...
الأُمْ، هِيَ تِلْكَ اليَد المُعِينَة لكَ فِي وَقْتِ الحَاجَة، صَاحِبَة ذَلِكَ العِنَاقْ الدَافِئ المُزِيلْ لِهُمُومْ الحَيَاة، تَرْبِيتَة مِن كَفِّهَا فَوَّق الرَأس كَفِيَلة بِجَعْلِ الحَيَاةَ وَمَا فِيهَا مُنِيرَة، لَنْ يَأتِي بِمَنْ هِوَ مِثْلَهَا عَلَىٰ مَرِ الزَمَانْ، وجُودَها حَيَاة مُشْرِقَة وَفُقْدَانَها حَيَاة بِلا حَيَاة
تمت بحمدلله

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-