رواية غرام وشجاعة كاملة جميع الفصول بقلم بيسو وليد

رواية غرام وشجاعة كاملة جميع الفصول بقلم بيسو وليد

رواية غرام وشجاعة كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة بيسو وليد رواية غرام وشجاعة كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية غرام وشجاعة كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية غرام وشجاعة كاملة جميع الفصول
رواية غرام وشجاعة بقلم بيسو وليد

رواية غرام وشجاعة كاملة جميع الفصول

 _يا صباح الرطوبه مرتبطه ولا مخطوبه

_أفندم؟

_مالك كاشه كدا ليه متخافيش

_انتَ مجنون .. ملكش دعوه بيا

أخرج سلا”حه الأبيض وقال بأسلوب لا يليق إلا بأصحاب الشوارع

_لا ميغركيش الهدوء دا انا بلطجى وقتا”ل قت”له

_خلاص انا أسفه لحضرتك خُد كل اللى معايا بس سبنى أمشى

قالتها بخوف شديد وهى تنظر لهُ بعينين دامعتين بينما نظر لها للحظات وحك ذقنه وقال:

_انتِ بنت عم “فارس” ؟

أمأت رأسها بنعم وهى تنظر لهُ بدموع فقال بضيق:

_أمشى


تهللت أساريرها وذهبت مُسرعه وهى تمسح دموعها وكأن لم يحدث شئ وذهبت إلى جامعتها بينما هو وقف ينظر لها بهدوء

فى الجامعه

وصلت “بيلا” الى جامعتها وجلست وهى مازالت خائفه منه أقتربت منها صديقتها “هنا” وهى تقول:

_مالك يا ست “بيلا” سرحانه فى ايه كدا

_مفيش

أردفت بها “بيلا” وهى مازالت خائفه بينما جلست هنا وقالت:

_يا بت مش عليا قوليلى بس مالك

فى الحاره

كان “جعفر” يوقف الفتايات والشباب ويأخذ منهم ما معهم من نقود ويجعلهم يذهبون تحت التهد”يد وتحت سعادته

ضحك بخفه وهو يُعد النقود ويقول:

_والله الواحد هيبقى مليونير قريب بسبب التثبيت دا شُغلانه حلوه بس للى يقدر

_مش هتبطل الشُغلانه دى بقى يا “جعفر”

قالها الحاج “فارس” بيأس وهو ينظر لهُ فنظر لهُ “جعفر” وهو يقول بنفس الأسلوب الذى تحدث بهِ مع “بيلا”:

_لا يا عم “فارس” دى أحلى شُغلانه دا انا بكسب ملايين الملايين

_يا ابنى دى كدا سرقه وحاجه مش حلوه ما تيجى وأشغلك شُغلانه حلوه تستفاد منها ويكون ليك مقام

نظر لهُ “جعفر” نظره مُخيفه وتغيرت نبرته وهو يقول:

_قصدك ايه يا عم “فارس”

خاف منه “فارس” قليلًا فقال:

_خلاص خلاص متبصليش كدا انا غلطان أعمل اللى تعمله بس ملكش دعوه بـ “بيلا” بنتى

_أن شاء الله حاضر

ثم أكمل بخفوت قائلًا:

_ايه أسم “بيلا” دا ايه الأسم الفافى دا

_بتقول حاجه يا “جعفر” ؟

_لا يا حاج “فارس” بقول ربنا يخليهالك

تركه “فارس” وذهب وظل “جعفر” واقفًا مكانه يوقف الصغير والكبير ويبدوا أن الجميع يهابه ويخافون منه

فى الجامعه

_يالهوى

_ششش هو انا بقولك عشان تفضحينى

أردفت بها “بيلا” بخفوت فتحدثت “هنا” فى خوف قائله:

_يا ماما الله يكون فى عونك يا حبيبتى انتِ مبتخافيش ليعو”رك أو يعملك حاجه ؟

_هعمل ايه طيب يا “هنا” مفيش حاجه فى إيدى أعملها

“أردفت بها هذه المسكينه بقله حيله”

_طب ما تقولى لعمو “فارس” يا “بيلا”

_كل اللى فى الحاره عندنا بيخاف منه يا “هنا” وبيعمله ألف حساب الكبير قبل الصغير

_دا محدش قادر عليه بقى

_يلا هنعمل ايه

_بقولك ايه تعالى نحضر المحاضره دى ونكمل كلام

فى منزل فارس

دلف “فارس” الى منزله وقابل زوجته “هناء”

_حمدلله على سلامتك يا ابو بيلا


_الله يسلمك يا “هناء” … “بيلا” نزلت

“أردف بها وهو يجلس على الأريكه”

_اه راحت جامعتها

_ربنا معاها ويوفقها ويجعلها فى كل خطوه سلامه

_يارب … تاكل؟

_ياريت

_حاضر ربع ساعه ويكون الأكل جاهز كلم “أكرم” وقوله يطلع عشان ياكل معانا

أردف “فارس” وهو يقول متسائلًا:

_هو فين؟

_والله ما أعرف نزل بعد “بيلا” ومقاليش رايح فين

_ماشى هشوفه دلوقتى

أخذ هاتفه وهاتف “أكرم” وأنتظره يجيب

فى الشارع

كان “أكرم” يسير حتى وجد هاتفه يعلنه عن أتصال من والده أجابه بأبتسامه قائلًا:

_والله واحشنى يا حاج

_انتَ فين يالا ؟

_يالا! ايه يا حاج مالك مش طايقنى ليه كدا

“أردف بها أكرم مُتعجبًا من نبره والده فى الحديث”

_خمس دقايق بالكتير وتكون هنا عشان جعان وعاوز أكل

_طب ما تاكل يا حاج حد ماسك عليك ذِله


_أخلص يا “أكرم” وبطل طوله لسانك دى انا غلطان أنى مستنيك عشان تاكل معايا يعنى

تحدث أكرم بأبتسامه وهو يقول:

_حاضر دقيقتين وأكون عندك

_أما نشوف … بسرعه

أغلق “أكرم” معه وهو يبتسم بخفه وذهب دلف شارعه وهو ينظر لهاتفه ولكن أوقفه “جعفر” وهو يُمسك بهِ ويقول:

_ايه يا نجم مش مالى عينك انا ولا ايه

نظر لهُ “أكرم” وقال بعدما زفر بقوه:

_ايه يا “جعفر” حد يوقف حد كدا

_انا يا حبيبى

_عاوز ايه يا “جعفر” فى يومك اللى مش معدى دا

أتسعت عينان “جعفر” وقال بنفس الأسلوب الغير مُهذب:

_عاوز فلوس

_يا “جعفر” أرحم أمى كل ما تشوف خلقتى عاوز فلوس عاوز فلوس

_اه إذا كان عاجبك يا حبيبى

زفر أكرم وهو ينظر لهُ قائلًا:

_طب انا مش معايا فلوس مش هعدى يعنى ولا ايه

_مليش دعوه أتصرف

نظر “أكرم” حوله ثم نقل نظره لهُ وهو يقول بأستعطاف:

_طب مُمكن تعدينى وبعدين أحنا مش جيران يالا

_يالا؟ دا انتَ أتجرأت أهو وبقيت بترد عليا يا “أكرم”


_”جعفر” انا أبن حتتك عيب لما توقفنى كدا وتقولى عاوز فلوس

حك “جعفر” ذقنه ونظر لهُ قائلاً:

_خلاص هسيبك تعدى بس جدعنه منى عشان خاطر حد عزيز عليا بس

أبتسم أكرم بعدما نجح فى أسكاته وقال:

_انتَ أبن أصول والله يا “جعفر” … “ثم أضاف بتساؤل” : بس مين اللى ليه خاطر عندك كدا يا نجم

أجابه “جعفر” وهو يتذكر طلتها التى سلبت عقله بشرود:

_القمر اللى بيعدى من هنا كل يوم وبرخم عليه دايمًا

أردف “أكرم” مُتسائلًا وهو يقول مُبتسمًا:

_أيوه مين دا يعنى اللى مخليك مهووس بيه كدا ؟

أجابه “جعفر” وهو مازال شاردًا:

_”بيلا”

تحدث “أكرم” بحده وهو ينظر لهُ قائلًا:

_مين يا خويا ؟ “بيلا” مين

_”بيلا” أختك انتَ أهطل ياض

_وانتَ مالك ومال أختى ؟ “أردف بها أكرم بنبره غاضبه”

_بحبها يا عم “أردف بها جعفر وهو ينظر لهُ بأسلوب غير مُهذب كعادته مثلما يقول البعض … وقاحه”

نظر لهُ “أكرم” وقال مُحذرًا إياه:

_”جعفر” … انتَ صاحبى وانا بحبك ومش عاوز أخسرك أبعد عن أختى وملكش دعوه بيها

_ودا من أمتى أن شاء الله “بيلا” تخصنى انتَ فاهم “أردف بها جعفر ساخرًا”

_انا حذرتك يا “جعفر” ولو فكرت تقرب منها هوقفلك انا وهتزعل منى

تركه “أكرم” وذهب وظل “جعفر” مكانه واقفًا ينظر لهُ وكأنه لم يقل شئ

فى الجامعه

أنتهوا من مُحاضراتهم وخرجوا من الجامعه

_هتعملى ايه يا “بيلا” ؟


_بس انا خايفه عليكى منه

_سيبيها على الله مش هيعملى حاجه متقلقيش “أردفت بها بيلا مُبتسمه”

_لو مرداش يسيبك أتصلى بيا وانا أجى أعرفه مين “هنا”

ضحكت “بيلا” عليها ونظرت لها قائله:

_يا شيخه انتِ بتخافى من صورصار هتتعاملى مع “جعفر”

شهقت هنا وهى تنظر لها وتقول بحزن مُزيف:

_انتِ بتعيبى عليا على فكره انتِ لسه متعرفنيش

_واضح

_يلا ولما توصلى طمنينى

_حاضر يلا باى “أردفت بها بيلا مُبتسمه”

ودعتها وتركتها وذهبت وهى لا تعلم كيف ستعبر منه وكيف ستتعامل معه وظلت تُفكر طوال الطريق

بعد مرور الوقت وصلت “بيلا” وتوقفت بعيدًا عنه وقالت بتوتر وحيره:

_يارب هعدى منه أزاى ؟

نظرت لهُ وخطرت ببالها فكره وقررت تنفيذها بينما كان هو يقف على أول الشارع ويتغزل بالفتايات كانت “بيلا” تسير خلفه بتمهل وحذر كى لا يشعر بها ويراها ظلت تسير بحذر وقبل أن تدلف الى داخل العماره ألتفت ورأها تصنمت مكانها وتوقفت نبضات قلبها عن النبض وهى تنظر لهُ بخوف وفجأه
 ركضت بيلا بأقصى سرعه للداخل وأغلقت الباب ورأها بخوف ، وضعت يدها على قلبها وكان ينبض بعنف حاولت أخذ أنفاسها بصعوبه وقالت:الحمدلله أنه ملحقنيش انا مكنتش عارفه لما يمسكنى هيعمل ايه … يارب انا تعبت من التسحيبه بتاعت الحراميه دى

صعدت للأعلى وكان جعفر ينظر للباب المغلق ويبتسم بخفه

جعفر بخفوت:مش عارف مالها دى كل ما تشوفنى كأنها شافت عفريت قدامها

صعدت بيلا ودقت على باب المنزل فتح لها أكرم وقال بمرح:أهلًا أهلًا ياختى

دلفت بيلا وهى تقول:أهلًا ياخويا

فارس:حمدلله على سلامتك يا بيلا

ذهبت إليه بيلا وهى تبتسم قبلت خده وقالت:الله يسلمك يا أحلى فارس فى الدنيا

خرجت هناء وهى تقول بضيق:بتعاكسى فى جوزى ليه يا بت انتِ

نظرت لها بيلا وضحكت قائله:ايه يا جميل بتغير على فارس ولا ايه

هناء بضيق:اه مش جوزى وبغير عليه

بيلا:طب ما انا بنته وعادى يعنى مش كدا ولا ايه يا حاج

هناء:انا قولتها كلمه لو مستغنيه عن روحك عاكسيه تانى

بيلا بخبث وغمزه:بس شكلك قمر النهارده يا فروسه

نهضت بيلا فجأه وركضت الى غرفتها بأقصى سرعه عندما لمحت هناء تتقدم منها بغيظ ، أغلقت الباب خلفها وقالت هناء بغيظ:تصدقى أن انتِ مستفزه يا بيلا وعقابًا ليكى مفيش أكل

تحدثت بيلا بصوتٍ عالِ وقالت:الحاج هيجيبلى أكل يا أم أكرم متقلقيش دا انا الحته الشمال

هناء بغضب مكتوم:شايف بنتك يا فارس؟

ضحك فارس وقال:زعلانه ليه طيب مش بنتى

هناء بضيق:متعاكسكش قدامى يا فارس

ضحك فارس وهى نظرت لهُ بغضب وعينان دامعتان فتركته وذهبت الى غرفتها

أكرم:لا ماما بتغير جامد يا بابا ايه مش كدا يا حاج

فارس:بنتى وبتعاكسنى أقولها لا يعنى

أكرم:طب قوم صالحها بقى وراضيها بكلمتين وبعدين ما أحنا عارفين أنها بتحبك

فارس بقله حيله:مش عارف اقول ايه بجد

نهض فارس وذهب لهناء بينما ضحك أكرم ونهض كى يتحدث بهاتفه بينما كانت بيلا تجلس بغرفتها وفجأه تذكرت جعفر لا تعلم لما ولكنه جاء على بالها فجأه فقالت بنفسها:مش عارفه ليه بيركز معايا أوى كدا ودايمًا عينه عليا ومبتتشالش لدرجه أنى بقيت أخاف منه ومن نظراته ليا

نهضت وفتحت النافذه الخاصه بها ووقفت تنظر للناس بشرود

بالأسفل

دلفت سياره سوداء ونزلت منها فتاه وكانت هذه هنا صديقه بيلا رأتها بيلا وتعجبت من قدومها كانت ستصعد إليها ولكن منعها جعفر وهو يقول ببلطجه:على فين يا عسل

نظرت لهُ هنا بخوف وقالت:عن أذنك عاوزه أطلع

تحدث جعفر بصوتٍ خشن قائلًا:أيوه على فين

غضبت هنا وقالت:وانتَ مالك

نظر لها جعفر نظره مرعبه وخافت هى كثيرًا وفجأه أخرج مطوته وهو يقول:انتِ بتقولى ايه يا بت انتِ انتِ أتجننتى

شهقت هنا بخوف وصُدمت بيلا من فعلته وأتسعت عينيها بصدمه وقالت:يا لهوى هيأذيها انا لازم أمنعه

ركضت للداخل بينما كانت هنا تقف وهى تشعر بالرعب منه ونظرت للمطوه برعب وقالت بخوف:حد يساعدنى يا جماعه

جعفر ببلطجه:محدش يقرب اللى هيقرب هعوروا

نزلت بيلا بسرعه وركضت إليه وأمسكت ذراعه وقالت بخوف:أبعد عنها سيبها

جعفر بحده:أوعى انتِ ملكيش دعوه

بيلا برعب:سيبها دى صحبتى انتَ بتعمل ايه

جعفر ببلطجه:البت بتغلط فيا وبتبجح فيا

بيلا برجاء:عشان خاطرى انا سيبها المره دى ووعد مش هتضايقك تانى عشان خاطرى

نظر لها جعفر بطرف عينه ونظر الى تلك الخائفه وأرتخت يده من عليها وأعتدل بوقفته ونظر لها وقال:عشان خاطرك يا ست البنات المره دى بس

أبتسمت لهُ بيلا وقالت:شكرًا يا جعفر

نظر لها جعفر وقال بأبتسامه:العفو يا جميل انتَ تؤمر

خجلت بيلا وقالت وهى تنظر للأرض:كتر خيرك … يلا يا هنا

تحركت هنا مسرعه وأخذتها بيلا وصعدت الى شقتها مره أخرى بينما عاد الجميع الى أماكنهم مره أخرى

دلفت بيلا ومعها هنا وأغلقت الباب خلفها وأخذتها وذهبت الى غرفتها وأغلقت الباب ورأها ونظرت لهنا التى قالت بخوف:ايه المجنون دا انا كنت هموت على أيده لولا أنك جيتى فى الوقت المناسب

بيلا:كويس أنه معملكيش حاجه

هنا:مين دا يا بيلا؟

بيلا:دا جعفر اللى حكيتلك عنه يا هنا فى الجامعه

شهقت هنا وقالت:جعفر البلطجى اللى بيثبت الناس فى الرايحه والجايه

نظرت لها بيلا بهدوء وقالت:أيوه

غمزت لها هنا وقالت بمرح:بس إن جيتى للحق الواد قمر ولايق عليه أوى شغل البلطجه دا

نظرت لها بيلا وقالت بحده:أتلمى يا هنا

نظرت لها هنا بدهشه قليلًا ثم قالت بخبث:مالك يا بيلا أدايقتى كدا ليه لما قولت عليه كدا ما هو فعلًا قمر وحليوه وبصراحه يتعاكس

زفرت بيلا بغضب وقالت:بطلى تتكلمى عليه يا هنا بجد عشان متزعليش منى

هنا بخبث:شايفه شرار فى عينك وشامه ريحه غيره فى الموضوع … ايه بتحبيه؟

نظرت بيلا للأرض بتوترت واضح ولم تتحدث فسمعت هنا تقول بأبتسامه:أفهم من سكوتك دا أنك بتحبيه

نظرت لها بيلا وقالت بحده:لا يا هنا مبحبهوش انتِ ايه اللى بتقوليه دا

هنا:يا بت مش عليا دا انا صحبتك وعشره عمرك معقوله مش هعرفك وقت ما تكونى صادقه ووقت ما تكدبى … قوليلى بتحبيه بجد

نظرت لها بيلا بتوتر وكانت عينيها بجميع الأتجاهات تحاول الهروب من نظرات هنا وكانت تفرك بيدها فنظرت لها وقالت:معرفش

عقدت هنا حاجبيها وقالت:يعنى ايه مش فاهمه … يا اه يا لا

بيلا بضيق:معرفش يا هنا معرفش … معقوله يوم ما أحب هحب واحد بلطجى بيثبت فى اللى رايح واللى جاى ويرفع عليهم مطوه؟ … انا مبحبهوش انا بس معجبه بشخصيته مش أكتر مستحيل أحبه يا هنا انا هاخد واحد نفس مستوايا مثقف ويكون فاهم دماغى وأتشرف بيه … مش جعفر

نظرت لها هنا قليلًا ثم رفعت حاجبها الأيمن وقالت:ماشى يا بيلا هصدقك مع أنى مش مقتنعه بس الأيام هتثبت دا .. على العموم انا كنت جايه أقولك أنك نسيتى كشكولك وكتابك معايا وجايه أديهوملك … أشوفك بكرا متتأخريش على محاضره دكتور محمود

نهضت وخرجت وتركتها تجلس شارده ، نزلت هنا وذهبت إلى سيارتها ولكن وجدت جعفر جالس عليها نظرت لهُ بحاجب مرفوع وقالت:انتَ يا أستاذ انتَ أزاى تقعد على تابلوه العربيه كدا من قله الأماكن هى

نظر لها جعفر وقال وهو يعقد حاجبيه بسبب أشعه الشمس المصوبه عليه:تصدقى وتؤمنى بالله انا غلطان كنت سبتهالك تتسرق وتكون خُرده

نظرت لهُ هنا قليلًا ثم قالت:انا أسفه حقك عليا

نهض جعفر ونظر لها وهو يقول:متتأسفيش محصلش حاجه بس انا عارف أن فيه حراميه هنا وعربيه زى دى باين أوى أنها غاليه وحرام تتسرق يعنى فقعدت جنبها لحد ما تنزلى

أبتسمت هنا ونظرت لهُ وقالت:شكرًا يا…

قاطعها جعفر وهو يقول:جعفر

نظرت لهُ قليلًا بتعجب فقال هو:مالك؟

نظرت لهُ قليلًا ثم قالت:لا لا مفيش حاجه

جعفر:مبحبش المجادله كتير وبتخنق بسرعه

نظرت لهُ ببعض من التوتر ثم قالت:مفيش

نظر لها جعفر وهو يقول:مستغربه عشان أسمى جعفر وشكلى كدا صح؟

نظرت لهُ ولم تتحدث فقال هو:الحلو مبيكملش يا أنسه أسمى ملهوش علاقه بشكلى بس هنعمل ايه أدى الله وأدى حكمته

نظرت لهُ وقالت:انتَ أزاى يعنى … بلطجى وقاعد جنب عربيتى عشان متتسرقش … مش غريبه شويه

أبتسم جعفر بخفه وحك ذقنه ونظر لها وقال:بصى يا أنسه انا أه بلطجى وبقلب اللى رايح واللى جاى بس مبسرقش

نظرت لهُ هنا ورفعت حاجبها الأيمن ولوت شفتيها وقالت بآستنكار:أفندم؟

جعفر:مش مقتنعه؟


هنا:بصراحه لا مش منطقى اللى بتقولوا دا

جعفر:خلاص مش مهم عربيتك فى الحفظ والصون

تركها وذهب ونظرت لهُ هنا وهى متعجبه أمأت رأسها بقله حيله وأخذت سيارتها وذهبت

بمكان أخر

كانت تجلس على الأريكه شارده وحيده دق باب المنزل وذهبت فتاه وفتحته ودلف جعفر نظرت لهُ بتعجب وأغلقت الباب وذهبت ورأه بينما ذهب هو الى والدته وجلس على ركبتيه أمامها وقبل يدها بحب وهو يقول:ست الكل سرحانه فى ايه كدا لدرجه أنها محستش بوجودى

أستفاقت جميله ونظرت لهُ وقالت:جعفر؟ جيت أمتى يا ابنى

جعفر:لسه جاى يا ست الكل حالًا … مالك سرحانه فى ايه؟

أبتسمت جميله بخفه وقالت:ولا حاجه يا ابنى قولى تتغدى أخلى مها تعملك الغدا؟

أبتسم جعفر وقال:بذمتك يوم ما أكل أكل من أيد البت دى

نظرت لهُ مها بضيق وقالت:قصدك ايه يا خويا

نظر لها بأبتسامه جانبيه وقال:مقصديش حاجه يا سوسه روحى يلا حضريلى الغدا عشان مهبط

مها بتهكم:ليه مش أكلى كان وحش من شويه

نهض جعفر وجز على أسنانه وقال وهو يضربها بخفه:طب ايه رأيك بقى لو ممشيتيش من وشى هعورك

مها:ايه يا جعفر اللى بتعمله فى الناس هتعمله عليا

جعفر بضيق:هكلك قلم

جميله:بس يا بت مترديش عليه مش هعرف أحوشه من عليكى

نظر جعفر لوالدته وقال:حضريلى انتِ ياما عشان دى بت بومه

نهضت جميله وضحكت وهى تقول:عنيا يا حبيبى أقعد ريح جسمك شويه وخمس دقايق ويكون عندك

جلس جعفر وقال بمرح وهو يغمز لها قائلًا:خد راحتك يا جميل

ضحكت جميله ودلفت فنظرت لهُ مها بقرف فنظر لها وجدها تنظر لهُ بقرف أمسك الوساده وألقاها عليها وهو يقول بضيق:متبصيش كدا بدل ما أقوم أزعلك

ركضت مها من أمامه سريعًا بينما نظر لأثرها وقال بخفوت:عيله بارده صحيح

ثم أكمل بصوتٍ عالِ قائلًا:عالله ألمحك بره الأوضه يا مهما ليلتك طين معايا

سمع صوت ضحكات والدته من الداخل وهى تقول:قط وفار مش طايقين بعض

أبتسم جعفر وقال بصوتٍ عالِ بمرح وبيده جهاز التحكم:ما انتِ اللى مدلعاها يا جوجو زياده عن اللزوم بردوا

وقفت جميله أمام المطبخ وقالت:مش بنتى الوحيده يا جعفر

جعفر بأبتسامه:بس مش على طول يا جوجو شدى شويه الدلع الكتير دا مش حلو قدام يوم ما تتجوز هتفضحنا فى الحاره صلى على النبي

أبتسمت جميله ودلفت مره أخرى وقالت:عليه أفضل الصلاه والسلام

كان جعفر يُشاهد التلفاز حتى سمع صوت صراخ نساء بالأسفل نهض سريعاً عندما أشتد الصراخ وخرجت جميله بفزع وهى تقول:أسترها يارب ايه اللى بيحصل يا جعفر مين اللى بتصرخ كدا؟

نظر جعفر من النافذه وبعدها دلف وهو ينوى النزول ولكن خرجت شقيقته مها سريعًا وهى تقول بفزع:ألحق يا جعفر فى واحد ماسك بيلا ورافع عليها سلاح وبيهدد عم فارس بيها

شهقت جميله وهى تقول:يا مصيبتى

خرج جعفر سريعًا وذهبت جميله ومها ووقفتا بالنافذه تشاهدان ما يحدث فقالت لمها:يا عينى عليه يا قلب أمه ملحقش يحط لُقمه فى بطنه يا حبيبى على لحم بطنه من الصبح أسترها معاه يارب

خرج جعفر وأتجه الى ذلك الذى يُمسك بيلا وهو يُطالعه بغضب ونظره مُرعبه ولكن توقف فجأه عندما ألتفت إليه وهو يقول:مكانك بدل ما أخليكوا كلكوا تصلوا عليها

نظر لهُ جعفر ولم يتحرك خطوه واحده من مكانه ووقف ينظر لهُ ولتلك الخائفه التى تحاول الإفلات منه بكل الطرق 
 جعفر بحده:سيبها أحسنلك عشان متندمش

ضحك الرجل بسخريه وهو ينظر لهُ بتهكم ويقول:وانتَ بقى الشهم اللى بكلمه منك هروح سايبها … روح يا حلو العب بعيد متصدعناش

نظر لهُ جعفر بغضب وأقترب منه بهدوء دون أن يشعر بهِ الأخر الذى كان ينظر لفارس ويهدده ولكن شعر بهِ والتفت إليه وأسرع جعفر ولكمه بقوه فى وجهه وسحب بيلا إليه التى وقفت خلفه وهى خائفه ، ذهب أكرم إليها سريعًا وأخذها بأحضانه وهو يهدئها بينما نظرا لجعفر الذى أمسك الرجل من ياقه قميصه وجعله ينهض ثم لكمه بقوه فى وجهه ترنح الأخر على أثرها بألم وهو يضع يده مكانها ويتأوه كان يترنح هُنا وهُناك وكان جعفر ينظر لهُ ببرود وجميع من بالحاره يقفون بنوافذهم وحولهما يشاهدونه بصمت بعد دقيقه أعتدل بوقفته أخيرًا ونظر لجعفر الذى كان البرود هو المُسيطر عليه وقال:فاكر نفسك مين يا جعفر … أظاهر أنك نسيت نفسك … ولو ناسى أفكرك وأفوقك وأقولك بلاش تعيش فى جو الجدعنه دا عشان مش لايق عليك … ثم إنك بقيت جرئ وعاوز تتظبط عشان بتمد إيدك على الأكابر … متشوفش نفسك أوى كدا يا روح أمك وأفتكر انتَ مقامك ايه وأن أحنا اللى عملناك

ثم نظر للجميع وتحدث بصوتٍ عالِ قائلاً:أشهدوا يا أهل الحاره … أشهدوا جعفر أبن جميله اللى كان ولا حاجه أمبارح دلوقتى بقى بيمد إيده على ولاد حتتكوا وأنتوا ساكتين ايه هتسييوه يقعد يلطش فى اللى رايح واللى جاى ولا ايه؟ … هتسيبوه يقلبكوا كل يوم كدا … ما تردوا


لم يجيبه أحد فنظر لجعفر الذى ينظر لهُ بغضب حقيقى ويُقسم بأنه سيقتله لا محال وقال بغضب:انتَ اللى عاوز تتأدب يا فتحى مش انا وعاوز أقولك أن اللى يمد إيده على حُرمه مش محتاج أقولك بيبقى ايه وانتَ فاهم كويس أوى الكلام دا

وقف فتحى أمامه ونظر لهُ بغضب قائلًا:انتَ قد الكلام دا يا جعفر

جعفر ببلطجه:قده تلات مرات واللى عندك أعمله

أبتعد عنه فتحى قليلًا ثم فجأه باغته بلكمه قويه جعلت الدماء تتناثر من فمه رجع جعفر خطوتان للخلف أثر اللكمه وشهق الجميع وهم ينظرون الى جعفر وخائفون مما سيفعله سمع صوت ضحكات فتحى الساخره وهو يقول:مالك يا حلوه الضربه كانت شديده للدرجادى فالحه تفردى جناحاتك علينا وبس

رفع جعفر رأسه ونظر لهُ نظره مُرعبه مليئه بالشر وكان يتنفس بسرعه أثر غضبه فسمعه يقول:البت دى تخصنى وملكش دعوه بيها ولا بعمل فيها ايه انتَ سامع

أقترب منه حتى وقف أمامه ووضع يده على خده يضربه بخفه وهو يقول:متدخلش فاللى ملكش فيه يا جعفر عشان مخليش أمك وأختك يتحسروا عليك … سامع

أنزل يده وأبتسم بسخريه وأعطاه ظهره وكان سيذهب ولكن أخرج جعفر مطوته من جيب بنطاله وتقدم بسرعه من فتحى ولف ذراعه حول عنقه من الخلف وشدد عليها ووضع المطوه على وجهه وهو يُزمجر ويقول بغضب وبلطجه:مش جعفر البلطجى اللى يتهدد يا فتحى يا جزار … شكلك نسيت مين جعفر ومحتاج يتعملك أعاده تأهيل لمُخك عشان شكلك خرفت بدرى وهتهبل كتير بعد كدا

تحدث فتحى بصوتٍ مكتوم وقال:أبعد يا جعفر أحسنلك

جعفر ببرود:إنك تتعدى على بيت من بيوت الحاره أثناء وجودى دا هيخسرك روحك يا فتحى لا ومش كدا وبس أتهجمت على بنت حتتى ورفعت عليها سلاح وهددت أبوها قولى بقى المفروض أعمل فيك ايه دلوقتى يا فتحى

فتحى:سيبنى يا جعفر أحسنلك

ضحك جعفر وقال:أسيبك؟ دا انتَ طيب أوى يا فتحى وعلى نياتك … مش هسيبك غير لما أدبك يا فتحى

نظر جعفر حوله بينما قال فتحى:هتعمل ايه يا جعفر

نظر جعفر لبيلا التى كانت بأحضان أكرم تنظر لهُ بعينين باكيتين فقال لها:قربى

نظرت لهُ ثم الى أخيها ووالدها ووالدتها فسمعته يقول بحده:انا بقول تعالى

خافت بيلا من نبره صوته وتقدمت منه بتوتر وخوف حتى وقفت بالقرب منه نظر هو لها وقال:أضربيه بالقلم

صُدم الجميع من طلبه ونظرت هى لهُ بعينين مُتسعتين وصدمه فنظر لها وقال بحده:سمعتى قولت ايه … أضربيه بالقلم بقول

نظرت لهُ بتوتر ولا تعلم كيف ستفعل ذلك فلم تكن تتوقع هذا الطلب منه تقدمت منه عندما رأته ينظر لها بغضب ووقفت أمام فتحى الذى كان ينظر إليها فقال جعفر موجهًا حديثه لهُ قائلًا بتحذير:أيدك لو أتحركت من مكانها هقطعهالك

فنظر لبيلا وقال:أخلصى

كانت بيلا ترتعش من الخوف فنظرت لفتحى ورفعت يدها وصفعته سمعت جعفر يقول:لا معجبنيش … عاوز أسمع صوته يا بيلا

دُهشت من ما قاله ولكن تلك المره تذكرت عندما أقتحم المنزل وأخذها بالعنف رفعت يدها مره أخرى وسقطت على وجهه ولكن تلك المره كانت أقوى من ما قبلها يليها صفعه أخرى فنظر جعفر لهُ وقال:ها حسيت بالإهانه وسط أهل الحاره ولا لسه يا فتحى ولا عاوز تتأدب أكتر من كدا

فتحى بغضب مكتوم:سيبنى يا جعفر أحسنلك

جعفر بتحذير:هسيبك يا فتحى بس حسك عينك عنيك دى تترفع عليها تانى حتى لو مش قصدك عشان هعميك وقتها يا فتحى ومش هيهمنى لا كبير ولا صغير وأيدك متترفعش لا عليها ولا على أى بنت مره تانيه … مفهوم

قال جملته وهو يغرز المطوه بيده التى تطاولت على بيلا وسبب لهُ بجرح عميق دفعه بإحتقار وقال بصوتٍ عالِ يملئه الغضب وقال:أى واحد مش متربى زى الكلب دا لو مد إيده على بنت من بنات حتتى لأكون قاطعله أيده ومن غير تفاهم وعاوز دكر يقف فى وشى … كلوا على مصالحه يلا

ذهب الجميع بهدوء وبقيت بيلا وعائلتها يقفون والصمت سيد المكان نظر فارس لهناء وبيلا وأكرم وقال:أطلعوا يلا وانا هحصلكوا

صعدوا الى منزلهم مره أخرى وأقترب فارس من جعفر حتى وقف أمامه ونظر لهُ قليلاً وقال:عملت كدا ليه يا جعفر

نظر لهُ جعفر وعقد حاجبيه وقال:يعنى ايه مش فاهمك

فارس:عملت كدا ليه مع بيلا مخصوص يا جعفر سؤالى واضح

صمت جعفر لثوانِ ثم قال:عادى يا عم فارس بيلا بنت حتتى ودا واجبى لما الاقى حد بيدايقها

فارس:يعنى انتَ معملتش دا عشان خاطر حاجه تانيه

نظر لهُ جعفر وعقد حاجبيه قائلاً بتساؤل:قصدك ايه يا عم فارس

ضيق فارس عيناه وقال:انتَ فاهم قصدى كويس أوى يا جعفر بلاش تصيع عليا عشان انا فاهم كل حاجه

زفر جعفر وقال:عم فارس … ياريت بلاش تتكلم بالأسلوب دا عشان بتخنق وانتَ عارف لما بتخنق بعمل ايه

فارس بتحذير:أبعد عن بنتى يا جعفر أحسنلك وملكش دعوه بيها .. انا مش هجوز بنتى واحد صايع وبلطجى بيثبت الناس فى الشارع وياخد منهم فلوس … بنتى هتتجوز واحد فى نفس مستواها مُثقف ويقدرها ويحطها فى عنيه مش واحد صايع كل فلوسه بالحرام … دا أخر تحذير ليك يا جعفر المره الجايه مش هتفاهم وهتزعل منى العمر كلوا

نظر لهُ قبل أن يتركه ويذهب نظر لهُ جعفر وهو يبتعد وينظر للا شئ شدد على قبضه يده ونظر حوله ثم تحرك مُبتعدًا عن الحاره تاركاً والدته وشقيقته تنظران لهُ بحزن

فى منزل فارس

عاد فارس ودلف وأغلق الباب خلفه وهو يُنادى على بيلا التى كانت تجلس بغرفتها وعندما سمعته خرجت لهُ وهى تقول:نعم يا بابا بتنادى؟

فارس بتحذير:حسك عينك توقفى مع جعفر ولا تتكلمى معاه بحرف ولا تطلبى مساعده منه حتى لو بتموتى سامعه

هناء:ليه كدا بس يا فارس الواد معملش حاجه دا أنقذ بنتك وخدلك حقها بدل ما تشكره

فارس:اللى عندى قولته يا هناء ومش عاوز جدال كتير اللى أقوله يتنفذ وخلاص مفهوم

نظرت لهُ بيلا قليلًا ثم قالت بهدوء:حاضر يا بابا .. عن أذنك

تركته وذهبت سريعاً الى غرفتها وأغلقت الباب خلفها نظرت هناء لفارس وقالت:ايه اللى عملته دا يا فارس

فارس:اللى عملته يا هناء هو دا الصح لازم أبعده عن بنتى عشان ميأذيهاش

هناء:وانتَ شوفته رفع عليها مطوه ولا كلمها الواد فى حاله وشاف بنت حتته بتتأذى أنقذها وخد حقها تالت ومتلت ايه الغلط بقى

فارس:مش عاوز نقاش كتير يا هناء اللى عندى قولته وخلاص

تركها وذهب وهى تطالعه بذهول ولا تفهم ماذا يفعل وما الذى قاله لهُ

فى منزل جعفر

جميله بقلق:أخوكى مبيردش يا مها أخوكى ماله يا مها

ربتت مها على كتفها وهى تقول بتوتر:ممكن يكون مش سامعه يا ماما

جميله بنفى:لا أخوكى فيه حاجه أخوكى ميردش على تليفونه يبقى فيه حاجه انا مش مرتاحه ومعرفش اللى أسمه فارس دا قاله ايه يعنى الحق على ابنى أنه أنقذله بنته وخدلها حقها منه وخلاه عبره للكل دا يكون رد الجميل يا فارس هى دى العِشره؟

مها بحزن:ماما عشان خاطرى متعمليش فى نفسك كدا خير أن شاء الله جعفر ممكن يكون مدايق شويه وهيكلمك متقلقيش

جميله بتمنى:يارب يا مها يكون كلامك صح يا بنتى يارب ميورنيش فيه حاجه وحشه دا سندى فى الدنيا دا روحى

أدمعت عينان مها وربتت على كتفها بمواساه وهى تشعر بالخوف عليه وتريد أن تطمئن عليه

فى مكان أخر

كان جعفر يجلس على الأرض بمكان هادئ خالى من الناس ينظر للفراغ بشرود ويتذكر بيلا بكل تفاصيلها وحركاتها التى جعلته يحبها بل يعشقها تذكر عندما كان فتحى يرفع عليها المسدس ويُهددهم بها يتذكر نظرتها لهُ عندما نظر إليها وجدها تنظر إليه لم يفهم ماذا كانت تلك النظره فلا يستطيع أن يجد سبب لها نظر للسماء بشرود وهو يتذكر حديث فارس ووجد أنه مُحق من سيقبل بأن يُزوج أبنته لشخص مثله فهو ليس مُتعلم وهى مُتعلمه هناك فارق كبير بينهما ولكن لا يعلم ماذا يفعل فلا يقدر على التحكم بقلبه أحبها وأصبح حبه يزداد لها يوماً بعد يوم حتى أصبح عشقاً أصبح يعشقها يريد رؤيتها دائماً يريد التحدث معها يريدها أن تطمئن لهُ والا تهرب منه مثل كل مره تفعلها نظر للأسفل بشرود وشرد مع أفكاره


فى مكان أخر

فتحى بغضب:وحياه أمى ما هسيبه انا يعمل فيا كدا فتحى الجزار يتعمل فيه كدا ومن مين من واحد زى جعفر دا اللى شايف نفسه أوى علينا ومن ساعه ما رجله دبت فى الحاره وهو فارد نفسه على الكل بس لا لسه متخلقش اللى يعلم على فتحى الجزار

فتوح:عاوز تعمل ايه يعنى نأدبهولك يعنى ولا نعمل ايه مش فاهمك

فتحى:الواد دا محتاج تأديبه عشان يعرف هو بيتكلم مع مين ويفكر فى الكلام قبل ما يقوله

فتوح بخبث:عندى ليك فكره ألماظ

نظر لهُ فتحى وقال:قول ايه هى؟

فى اليوم التالى

لم تذهب بيلا لجامعتها وظلت جالسه بغرفتها تنظر من نافذتها تبحث عنه بعينيها تريد رؤيته بأى طريقه لا تعلم ماذا قال والدها لهُ ولكن من الواضح أنه قال لهُ شئ جعل الأخر يغضب ويترك الحاره ويذهب سمعت صوت فارس من الخارج يخبر والدتها بأنه سيذهب وسمعت صوت إنغلاق الباب نظرت من النافذة وجدت والدها يبتعد عن المنزل ويليه أكرم إذاً لم يعد غير والدتها سمعت صوت هاتفها يعلنها عن أتصال من صديقتها أخذته وأجابتها بهدوء قائله:أيوه يا هنا

هنا:ايه يا بيلا مجتيش النهارده ليه؟

بيلا:مفيش مليش نفس

هنا بتساؤل:بيلا انتِ كويسه؟

صمتت بيلا ولم تتحدث فقالت هنا:شكل فى حاجه حصلت طب أجيلك ولا نروح الكافيه

بيلا:لا نتقابل فى الكافيه أحسن

هنا:خلاص هستناكى

بيلا:ماشى باى

أغلقت معها ونظرت أمامها بشرود ولا تعرف ماذا ستقول وكيف ستخبرها بكل هذا نهضت وخرجت وجدت والدتها تجلس وتشاهد التلفاز ذهبت إليها وقالت:ماما انا خارجه

نظرت لها هناء وقالت:على فين يا بيلا؟

بيلا:هقابل هنا فى الكافيه عشان تعرفنى اللى خدوه فى الجامعه النهارده

هناء بأبتسامه:خلاص ماشى يا حبيبتى روحى

ذهبت بيلا كى تغير ثيابها وتركت هناء تنظر لأثرها وهى تشعر بأن بها شئ بعد القليل من الوقت خرجت بيلا وقالت:انا نازله يا ماما محتاجه حاجه؟

هناء بأبتسامه:لا يا حبيبتى خلى بالك من نفسك

أبتسمت بيلا بخفه وخرجت من المنزل وأغلقت باب المنزل خلفها

فى الكافيه

كانت هنا تجلس وتنتظر بيلا وجدت محمود يدلف الى الكافيه ورأها فذهب إليها ونهضت هى بهدوء وهى تبتسم بخفه وقف محمود أمامها وقال:ازيك يا هنا

أبتسمت هنا وقالت:كويسه الحمد لله يا دكتور

محمود:انتِ مستنيه حد ولا ايه؟

هنا:اه بيلا جايه دلوقتى

محمود بتذكر:اه صحيح هى مجتش ليه؟

تحدثت هنا بجهل وقالت:مش عارفه يا دكتور والله مقالتليش هى لسه هتحكيلى

محمود:تمام على العموم أتمنى تكون بخير وقوللها متغيبش تانى

هنا بهدوء:حاضر يا دكتور

أبتسم محمود وتركها وذهب بينما نظرت لهُ هنا وجلست مره أخرى وبعد قليل وجدت بيلا تدلف ذهبت إليها وجلست فقالت هنا:طب والله فيه حاجه

نظرت لها بيلا بدموع وقالت:انا مش قادره يا هنا

فى الحاره

عاد جعفر مره أخرى وكان يسير بين أهل الحاره بشرود حتى توقف عندما سمع صوت أحد يناديه وقف جعفر وألتفت وجد طفل صغير وقف أمامه ونظر لهُ وقال:عمو جعفر ممكن تيجى معايا ثانيه

تعجب جعفر وقال:ليه !

الطفل:روحت لعمو اللى هناك دا عشان أجيب طلبات لماما وأديته خمسين جنيه وبيقولى مدتنيش حاجه وماما هتزعقلى ممكن تيجى تتكلم معاه ؟

نظر جعفر أمامه ثم إليه وقال:حاضر

ذهب جعفر معه الى ذلك الرجل الذى كان يبيع لأحدى الزبائن وعندما أنتهى نظر لهُ وقال:أيوه يا فندم

جعفر:الولد دا جه خد منك شويه طلبات لمامته وأداك خمسين جنيه وجه يقولك عاوز الباقى بتقولوا مخدتش منك حاجه

الرجل:ايوه يا أخينا مخدتش منه حاجه دا كداب

الطفل:والله يا عمو أديته الفلوس وطنط كانت واقفه وشيفانى


نظر جعفر للرجل نظره حاده وقال:باقى الفلوس يطلع أحسنلك بدل ما أزعلك انا

الرجل:يا باشا انا مخدتش منه حاجه ولا شوفته من الأساس انا معرفهوش

أمأ جعفر برأسه ونظر لهُ ثم أمسكه من ياقه قميصه وقال بتحذير:إن فلوس الولد دا مطلعتش دلوقتى عندى أستعداد أزفك فى الحاره دلوقتى … وانتَ عارف جعفر كويس أوى مش محتاج تعرف بيعمل ايه … الفلوس تطلع أحسنلك بدل ما تتفضح دلوقتى قدام أهل الحاره

تركه فنظر لهُ الرجل قليلاً وفتح الدرج وأخرج النقود وأعطاها للطفل وهو ينظر لجعفر بحقد نظر لهُ جعفر بقرف وبرود وأخذ الطفل وخرج وعندما خرجا نظر الطفل لجعفر وقال بأبتسامه:شكراً يا عمو جعفر

نظر لهُ جعفر ونزل لمستواه وقال بأبتسامه خفيفه:العفو يا حبيبى متجيبش منه تانى عشان حرامى

الطفل:لا يا عمو خلاص مش هجيب منه تانى وهخلى ماما تجيب من حد تانى عشان عمو دا وحش

أبتسم جعفر على كلماته فقال الطفل:انتَ طيب أوى يا عمو جعفر وجدع وانا بحبك أوى وعاوز لما أكبر أكون زيك شجاع ومش بخاف وأقدر أساعد الناس

أبتسم جعفر أكثر وربت على رأسه وقال بأبتسامه:ان شاء الله يلا روح بقى عشان ماما متخافش عليك

الطفل بأبتسامه:حاضر باى

ذهب الطفل ونهض جعفر وهو ينظر لهُ حتى أختفى من أمامه وذهب هو أيضاً الى منزله

فى الكافيه

هنا بصدمه:بيلا انتِ بتهزرى ؟ دا بدل ما يشكره يقوله كدا

بيلا بضيق:من ساعه ما بابا قاله كدا وانا مش عارفه لو شوفته قدامى هحط عينى فى عينه أزاى…فتحى دا شرانى ومش سهل وجعفر عارفه كويس وعارف هو بيفكر أزاى عشان كدا كان لازم يعمل معاه كدا عشان يكسر عينه

هنا:طب وهو بعد ما بباكى قاله كدا هو عمل ايه

بيلا بجهل:مش عارفه بس اللى عرفته أنه بعد ما بابا سابه ساب الحاره ومشى ومعرفش عنه حاجه من إمبارح ومش عارفه أروح لطنط جميله أزاى لأن بابا موجود

هنا بتعجب:طب جيتى أزاى وهو موجود !

بيلا:أستغليت فرصه أنه مش موجود هو وأكرم وعرفت ماما وجيت على طول

زفرت هنا وقالت:مش عارفه أقولك ايه بصراحه يا بيلا بس تعرفى الواد جعفر دا جدع وأبن أصول بردوا

نظرت لها بيلا وعقدت حاجبيها وقالت:وانتِ عرفتى منين ؟

هنا:لما نزلت من عندك وروحت أركب عربيتى لقيته قاعد على تابلوه العربيه فبسأله قالى عشان فى حراميه ممكن يسرقوا حاجات من العربيه وكدا فأستغربت بصراحه منين هو قاعد على العربيه عشان متتسرقش ومنين هو بلطجى وبيقلب الناس

بيلا:مش عارفه جعفر شخصيه غريبه أوى محدش يفهمها

هنا بأبتسامه:بس جدع والله هو اه بلطجى وكدا بس قلبه أبيض وطيب بس محدش هيشوف الجانب دا منه غير ناس معينه

نظرت لها بيلا دون أن تتحدث وصمتت هنا وهى تنظر لها

فى الحاره

ذهبت سميحه الى جعفر ووقفت بجانبه وهى تقول بدلع:حمدلله على سلامتك يا كبير المنطقه

نظر لها جعفر وقال ببرود:الله يسلمك

سميحه:ايه يا خويا المعامله الناشفه دى فكها شويه

ثم رفعت حاجبها وقالت:زى ما بتعامل ناس تانيه

لم يُظهر أى رده فعل وظل صامتاً كأنها لا وجود لها فنظرت لهُ قليلًا ثم قالت:طب قولى انتَ كويس

زفر جعفر ونظر لها وقال:سميحه بلاش شغل التلزيق بتاعك دا انتِ واحده متجوزه فلمى الدور أحسنلك وأتلمى فى بيتك مع جوزك عشان مزعلكيش منى

تركها وذهب وهى تطالعه بضيق وغضب وذهبت هى الأخرى

عادت بيلا الى الحاره مره أخرى وكانت تسير شارده نظرت لمنزل جميله وقررت أن تصعد إليها وهذا ما فعلته بيلا صعدت الى منزلها ووقفت أمام الباب ودقت عليه وأنتظرت حتى يفتح لها أحد أنتظرت ثوانِ ووجدت الباب يفتح وكان من فتحه جعفر الذى نظر إليها وهى نظرت لهُ بصدمه فلم تكن تتوقع بأنه بالداخل نظر لها قليلًا ثم تركها ودلف تقف مكانها بصدمه فجاءت مها وهى تقول:مين يا جعفر

نظرت لبيلا وقالت:بيلا … أتفضلى واقفه ليه

نظرت لها بيلا قليلاً ثم دلفت بهدوء وتشعر بدقات قلبها عاليه وسريعة أيضاً دلفت وجدت جميله تجلس على كرسيها المتحرك نظرت لها جميله وقالت:أهلاً يا بيلا يا بنتى أتفضلى

ذهبت بيلا إليها وجلست أمامها وقالت بتوتر:أزيك يا خالتى

جميله:نحمده ونشكر فضله يا بنتى انتِ كويسه

بيلا بهدوء:الحمد لله يا خالتى

مها:تشربى ايه يا بيلا

نظرت لها بيلا وقالت:لا يا مها انا مش جايه أشرب حاجه انا جايه عشان أتكلم مع خالتى جميله شويه

مها:ولو لازم تضايفى انتِ ضيفه عندنا مينفعش

بيلا بأبتسامه خفيفه:مش عايزه يا مها شكرًا

سمعت جعفر من الداخل يقول:حطلها عصير مانجا يا مها

مها بأبتسامه:حاضر

ذهبت مها وكانت بيلا تنظر لجعفر الذى نظر لها ثم دلف مره أخرى فنظرت بيلا لجميله بتوتر التى كانت تنظر لها فقالت:ها يا بيلا عاوزه تتكلمى معايا تقولى ايه ؟

حمحمت بيلا بتوتر ونظرت لها وقالت بخجل:انا أسفه يا خالتى على اللى بابا عمله مع جعفر انا والله ما كنت أعرف لحد ما طلع وقال حقك عليا انا بالله عليكى ما تزعلى

نظرت لها جميله وقالت:انا مش زعلانه منك يا بيلا انا زعلى من أبوكى … بقى دا رد الجميل يا بيلا بدل ما يشكره وكتر خيرك يا ابنى يقوله كدا ويتكلم معاه بالأسلوب دا … يا بنتى انا ابنى طلع يا حبيبى ميت من الجوع قومت أحضرله الغدا سمع صوت صريخ تحت قام مفزوع بسرعه يشوف فى ايه شاف فتحى وهو رافع عليكى السلاح وبيهدد أبوكى وانتِ بتصرخى ساب الأكل يا حبيبى ونزل جرى عليكوا … ايه يا ناس هو ابنى جعفر لو كان وحش كان عمل كدا وأنقذك من فتحى ؟ وكان فاكر إن أبوكى هيشكره أو هيعمل أى حاجه بس يتفاجئ بالرد دا من أبوكى ليه هو انا ابنى بقى وحش للدرجادى

سمعت جعفر من الداخل يقول بصوتٍ عالِ:خلاص ياما قفلى على الموضوع ملهوش لزوم الكلام دا

جميله:لا يا جعفر لا يا ابنى كل واحد لازم يعرف غلطه انتَ مأثرتش من ناحيتها يا ابنى ونزلت من غير ما تاكل لقمه من إمبارح على لحم بطنك يا ابنى ليه يا ناس ابنى مش وحش للدرجه دى عشان أبوكى يعمل كدا

جاءت مها ووضعت العصير وجلست كانت بيلا بموقف لا يحسد عليه فهى معترفه بأن والدها مُخطئ ولم يكن عليه أن يفعل ذلك معه نظرت لها بيلا بعينين دامعتين وقالت:انا أسفه يا خالتى حقك عليا انا انا عارفه أن بابا غلطان ومكنش ينفع يعمل كدا مع جعفر وجيت عشان أعتذر منك وأقولك حقك عليا انا ومتزعليش من بابا وانا هحاول أتكلم معاه وأفهمه بس أهم حاجه انتِ متزعليش

جميله:لا يا بيلا انا زعلانه من أبوكى وهفضل زعلانه منه دا أحنا بينا عيش وملح هانت عليه العشره أوى

نظرت لها بيلا ولم تعد تتحمل فنهضت وخرجت من المنزل عندما شعرت بأنها تُهين نفسها وذهبت مسرعه الى منزلها تحت نظرات جعفر الغير مفهومه دلفت بيلا الى منزلها وهى تبكى تحت نظرات هناء التى لا تفهم ما بها دلفت بيلا لغرفتها وأغلقت الباب ونهضت هناء أيضاً وذهبت ورأها كى ترى ما بها

فى منزل جميله

مها:ايه يا ماما اللى قولتيه دا ميصحش

جميله:خلى كل واحد يعرف غلطه يا مها

مها:بس بيلا ملهاش دعوه يا ماما

خرج جعفر وهو يقول:انتِ ايه اللى قولتيه دا ؟

جميله:قولت اللى لازم يتقال يا جعفر

جعفر بضيق:الكلام دا ميتقالش ليها يتقال لأبوها

جميله:لا وليها عشان تعرف أن أبوها مبيقدرش

زفر جعفر بغضب فسمع جميله تقول:انتَ لسه بتحبها بعد اللى حصل دا كلوا يا جعفر ؟

صمت جعفر ولم يجيبها فقالت هى:يبقى لسه بتحبها يا ابنى أفهم هى مش ليك لو مكتوبالك مش هيحصل اللى بيحصل دا كلوا

جعفر بغضب:ايوه يا ماما بحبها … بحبها ومش قادر أبطل أن انا أحبها … انا بحبها بس للأسف مش هعرف أوصلها وكل دا ليه عشان انا مش نفس مستواها … هى واحده متعلمه وضامنه مستقبلها وهتلاقى شغل كويس إنما انا … انا واحد صايع على رأى أبوها ومش متعلم ليه حق هيجوز بنته أزاى لواحد زيى انا عارف أن انا مش هقدر أوصلها إذا كانت هى كل ما بتشوفنى بتخاف منى وبتهرب منى عوزاها تعمل ايه يعنى … انا عارف أنها مش ليا بس هفضل أحبها لأنى للأسف مش هقدر أبطل أحبها

تركهما وخرج من المنزل وكانت مها حزينه من أجله فهو منذ زمن يحبها وتعلم هذا وتعلم بأنه مهووس بها ولكن هى لا تعلم هذا نظرت لوالدتها ثم دلفت الى غرفتها

فى منزل فارس

بكت بيلا أكثر فأحتضنتها هناء وقالت:بس أهدى يا حبيبتى مالك بس ايه اللى حصل

نظرت لها بيلا وقصت عليها كل ما حدث وهى كانت تستمع إليها وعندما أنتهت قالت بيلا ببكاء:بابا ليه عمل كدا جعفر مغلطش فى حاجه هو كان بيدافع عنى مش أكتر ايه لازمتها الكلام اللى قالهوله دا خلانى مش عارفه أرد عليها بكلمه

هناء بمواساه:معلش يا حبيبتى بس انتِ متعرفيش حاجه يا بيلا

بيلا:مش عاوزه أعرف كل اللى عوزاه يعتذر منهم شكلى كان وحش قدامهم

دلف فارس فجأه وهو يقول بغضب:هالله هالله على اللى سامعه

نهضت بيلا بفزع ومعها هناء التى كانت تقف أمامها أقترب فارس وهو يقول بحده:الظاهر أنك أتهبلتى ومحتاجه تتعدلى

هناء بتوتر:أستنى بس يا فارس انتَ مش فاهم حاجه

فارس بغضب:أسكتى انتِ ملكيش دعوه وانا أقول مقطعه نفسها من العياط ليه أتاريها عشان المحروس

تحدثت بيلا بدموع وصوتٍ باكِ وقالت:أيوه يا بابا هو كل اللى عمله أنه دافع عنى مش أكتر ايه بقى اللى حضرتك قولته دا وإبعدى عنه ليه يعنى

فارس بغضب:ملكيش دعوه الكلام اللى هقوله يتسمع أحسنلك بدل قسماً بالله لتشوفى منى وش تانى يا بيلا

وقفت بيلا أمامه وقالت بدموع وحده:لا يا بابا مش هسمع كلامك ومش هتمنعنى من أنى أروح لمها وخالتى جميله

صفعها بقوه وهو يقول بصراخ:أخرسى
 وضعت بيلا يدها على خدها ونظرت لهُ بصدمه وعينين دامعتين وكان هو ينظر لها بغضب أحتضنتها هناء وهى تنظر لفارس وتقول بغضب:ايه اللى عملته دا يا فارس انتَ أزاى تمد أيدك على بنتى بتضرب عروسه

فارس بحده:عشان تفوق الظاهر أن المحروس واكل عقلها وهتخالف كلامى بعد كدا

صرخت بيلا وهى تقول:حرام عليكوا بقى أنتوا بتتكلموا بالألغاز ليه جعفر معملش حاجه كل اللى عمله أنه كان بيدافع عنى مش أكتر بس معنى كلامك دا يا بابا أن انتَ معندكش ثقه فى بنتك وهتبدء تشك فيا كل شويه ورايحه منين وجايه منين انا واحده متربيه وعارفه كويس ايه الصح وايه الغلط وبدل ما تحط الغلط على جعفر حط الغلط على الأستاذ التانى اللى جه أتهجم على بيتك وخد بنتك بالقوه وهددك بيها ورفع عليها سلاح لو هتمنعنى عن جعفر فمش هتقدر تمنعنى عن خالتى جميله ومها أرحمونى بقى انا تعبت سبونى فى حالى

كان فارس ينظر لها بصمت وعندما أنتهت لم يتحدث بل ترك الغرفه وذهب وكانت هناء تنظر لها بحزن وعينين دامعتين وهى ترى بيلا تسقط على الأرض وتضع يديها على وجهها وتبكى ، جلست بجانبها وأخذتها بأحضانها وهى تُهدئها وتربت على ظهرها بحنان

فى مكان أخر

كان جعفر جالسًا مع أصدقائه الثلاثة وكان يُدخن بشراهه ويبدوا بأنه غاضب

لؤي:وبعدين معاك يا جعفر بقى هتفضل لحد أمتى كدا يا عم

مُنصف:يسطا كدا مش هينفع لازم تعرف انتَ عاوز ايه

نظر لهُ جعفر ونفخ الدُخان وقال:انا عارف كويس انا عاوز ايه … بس مش عارف هوصله أزاى

سراج بتساؤل:انتَ لسه بتحبها يا جعفر ؟

نظر لهُ جعفر وقال:هكدب عليك لو قولتلك لا … انا مش هقدر أحبها كل ما بشوفها قدامى بحس بحاجات كتير

لؤي:طب ما تقولها يا جعفر وتريح نفسك من العذاب اللى انتَ فيه دا

جعفر:مش هقدر يا لؤي

مُنصف:ليه

جعفر:عشان هى بتخاف منى يا مُنصف كل ما تشوفنى قدامها بتترعب وبتهرب منى بكل الطرق انا أه شكلى يبان مش سهل وصايع وكل حاجه وحشه بس لو عرفتنى من جوايا هتغير رأيها فيا وهتبدء تتقبلنى بس طول ما هى كدا انا لا هقدم ولا هأخر هفضل محلك سر … لا واللى زاد وغطى أبوها دا اللى هو مش متقبلنى من الأساس أمها ومعنديش معاها مشاكل بتحبنى جدًا وبتعتبرنى زى أبنها بالظبط بس أبوها دا بقى اللى عاملى زى الحيطه السد … بردوا مكدبش عليكوا خايف عليها ومش قادر مشوفهاش قدامى لو مشوفتهاش أتجنن وأفهم أن حصل معاها حاجه

زفر سراج وقال:والله يا صاحبى ما عارف أقولك ايه … انتَ صعبان عليا عمرى ما شوفتك كدا يا جعفر ايه اللى حصلك يا صاحبى

زفر جعفر ونظر للأسفل وقال:معرفش يا سراج … بيلا قدامى من زمان وبحبها من زمان بس للأسف مش قادر أوصلها … ولا هوصلها بكرا يجيلها الأحسن منى واللى مرتاح ماديًا ويقدر يعيشها عيشه مرتاحه وميخليهاش محتاجه حاجه

ألقى مُنصف سيجارته وزفر الهواء وقال:بص يا صاحبى هقولك نصيحه من أخوك لو بتحبها يا صاحبى بجد وعاوزها عافر عشانها ميهمكش لا أبوها ولا العفريت الأزرق لو مكتوبالك هتكون من نصيبك غصب عنى وعنك وعن عم هولاكو اللى مخليك بالمنظر دا ولا ايه يا رجاله

لؤي:مُنصف عنده حق يا جعفر لو بتحبها عافر يا صاحبى وأستحمل وأعمل كل حاجه تقدر عليها لأجل أنها تكون من نصيبك وحلالك وفكك من أبوها

سراج:وأتحداك أنها بتحبك بس بتحاول تبينلك العكس

جعفر:حكايه بتحبنى ولا لا فدا انا لسه مش متأكد منه بس هتأكد

لؤي:على الله يابا وأحنا فى ضهرك يا صاحبى ومعاك

فى محل فارس

كان فارس جالس ويُعد نقوده ويكتب بالدفتر حتى قاطعه دلوف فتحى وهو يقول:سلام عليكوا

نظر لهُ فارس ثم قال ببرود:وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته خير يا فتحى جاى تعمل ايه تانى

ترك فارس ما بيده فنظر لهُ فتحى وقال:لا يا عم فارس انا مش جاى أعمل حاجه انا جاى أعتذر منك عن اللى حصل

فارس بسخريه:لا كتر خيرك البعيد حس على دمه

فتحى:خلاص يا عم فارس ميبقاش قبلك أسود كدا

فارس:لخص يا فتحى وقول اللى عندك

فارس:جعفر

زفر فارس وقال:ماله سى زفت

فتحى:مش ملاحظ أنه عمال يلف ويحوم حوالين بنتك وعينه عليها مبتتشالش لحد ما تطلع بيتها ونفس الحوار فى الرايحه والجايه

كان فارس ينظر لهُ ويستمع إليه فأكمل فتحى وقال:انا لو مش خايف على بنت حتتى مكنتش جيت وقولتلك وبعدين نظراته ليها مش ولا بُد وهخاف عليها منه دا مهما كان دا واحد غريب ومش من الحاره وشغال بلطجه وعمال يثبت فى اللى رايح واللى جاى ومحدش قادر عليه وبينى وبينك أهل الحاره أشتكوا وبقوا يخافوا منه ولازم الواد دا يتوضعله حد ويتأدب

نظر لهُ فارس قليلًا ثم قال:يتأدب أزاى يعنى ؟

فتحى بأبتسامه وخبث:انا أقولك

بالخارج

كان جعفر يقف بالحاره وينظر للمارين حتى جاء لهُ فتوح وقال:عم الناس

نظر لهُ جعفر ولم يتحدث ونظر أمامه فأبتسم الأخر بخفه وقال:عاوز منك خدمه يا كبير

جعفر ببرود:أرغى

فتوح:عاوز أعمل مكالمه تليفون

نظر لهُ جعفر وقال بتهكم:وانتَ فين تليفونك ولا الأهطل معرفش يتشطر على حد فأتشطر على الأهطل منه وسحب منه تليفونه

نظر لهُ فتوح وتلاشت الأبتسامه وقال:مش وقته يا كبير أنجدنى دى مكالمه حياة أو موت

نظر لهُ جعفر قليلًا ثم أخرج هاتفه وأعطاه لهُ وقال:دقيقتين وميزدوش عشان مقطعش وشك أكتر ما هو متقطع

أخذه منه فتوح وقال بأبتسامه:حبيبى

أبتعد فتوح عنه ونظر حوله وفتح الهاتف ودلف الى جهات الاتصال وجد رقم بيلا دلف وأرسل لها رساله محتواها “حُب الحُب اللى واحشنى ايه يا قمر تقلان علينا كدا ليه بقولك ايه عاوز أشوفك عشان وحشتينى أوى هستناكى”

أنتهى فتوح وتصنع أنه يتحدث بالهاتف كى لا يشك بهِ جعفر ثم أنزله وخرج وأغلق الهاتف مره أخرى وعاد إليه وهو يمُد يده بهِ لهُ ويقول:تُشكر يا كبير ربنا ما يحرمنا منك

جعفر:يلا غور مش عملت مكالمتك متصدعناش

ذهب فتوح وهو يبتسم بخبث بينما زفر جعفر ووضع هاتفه بجيبه بينما وقف فتوح أمام محل فارس وأشار لفتحى الذى أبتسم بخبث ونظر لفارس الذى كان يبدوا عليه الغضب فنظر لهُ فتحى وقال:تحب تشوف ؟

نهض فارس بغضب وخرج ونهض فتحى وعدل من هيئته وخرج ورأه وهو يبتسم بخبث

فى منزل فارس

كانت بيلا تجلس مع والدتها بالخارج وهاتفها بغرفتها وسمعت هى ووالدتها فجأة صوت فارس وهو يتحدث بصوتٍ عالِ وغاضب نهضت وذهبت الى النافذه تشاهد ما يحدث ودلفت مره أخرى عندما رأته يصعد نظرت لهناء التى قالت بتساؤل:فى ايه يا بيلا ؟

بيلا بجهل:مش عارفه يا ماما

دلف فارس بغضب وأتجه الى بيلا وجذبها من شعرها وصرخت هى بقوه وفزعت هناء وقالت بندب:يا لهوى ايه اللى بتعمله فى البت دا يا فارس سيبها

دفعها فارس وهو يقول بغضب:أوعى وعالله تتدخلى

ثم جذبها من شعرها ورأه وهى تصرخ بقوه ودلف الى غرفتها وهو يقول بغضب:فين موبايلك يا سافله يا حقيره ياللى مشوفتيش تربيه

كانت بيلا تصرخ بألم وتبكى وتترجاه بأن يتركها نظر الى الفراش وأخذه وخرج وقف أمام هناء وفتح هاتفها ونظر للرساله ثم شدد على قبضته وصرخت هى أكثر ووضع الهاتف بوجه هناء وقال:أتفضلى يا هانم شوفى المحروس اللى بتدافعى عنه انتِ وبنتك باعت ايه للست هانم شوفى

نظرت هناء للهاتف وهى حقًا مصدومه نظرت لهُ وقالت بصدمه:مستحيل … جعفر ميعملش كدا انا عرفاه

فارس بغضب:قسمًا بالله لو فتحتى بوقك وقولتى حاجه لاكون مندمك سامعه

نظر لتلك التى تبكى تحت يده وتترجاه بأن يتركها فرفع رأسها وكانت هى تبكى بقوه وتتنفس بسرعه كبيره وتنظر لهُ فقال هو:وحياه أمك لوريكى يا حقيره


خرج بها وكانت هى تصرخ بقوه والجميع يشاهد ما يحدث نزل بها وورأه هناء التى تبكى وتأمره بأن يتركها

وقف فارس بين أهل الحاره وقال بغضب:هو فين … هو فين عشان أخلص عليه

جاء جعفر سريعًا عندما شاهد ما يحدث ووقف بالقرب منهما ونظر لتلك التى كانت تبكى تحت يديه نظر لهُ فقال فارس بأبتسامه:أهلًا أهلًا بالبيه … بقى انتَ تعمل معايا انا كدا لا وايه مش هامك حد ملكش كبير ياض

جعفر بحده:ألزم حدودك معايا عشان انا لحد دلوقتى مراعى العيش والملح اللى ما بينا ولكن قسمًا بالله كلمه غلط زياده وهنسى كل حاجه وتعاملى هيزعلك منى فأحذر أحسنلك

فارس:يا بجاحتك يا أخى انتَ ايه معندكش دم مبتحسش مش كفايه ساكت وحاطط جزمه فى بوقى وعينك على البت فى الرايحه والجايه وساكت إنما توصل أنك تبعتلها رسايل دا اللى انا مش هسمح بيه

عقد جعفر حاجبيه وقال بتعجب:رسايل !

فارس:أه يا خويا رسايل هتعمل نفسك عبيط ولا ايه

جعفر:انا مبعتش لبنتك حاجه

فارس:لا والله … انتَ هتستهبل ياض

أخرج فارس الهاتف وفتحه ومد يده به لهُ وهو يقول:أومال دا ايه شوف يمكن انا أعمى ولا حاجه

أخذ منه جعفر الهاتف ونظر به قليلًا ثم صُدم ونظر لفارس الذى قال:ها رقمك دا ولا مش رقمك يا بيه

جعفر بإنكار:محصلش انا مبعتش حاجه انتَ أتجننت يا راجل انتَ شكلك كبرت وخرفت


تلقى جعفر لكمه من فتحى وهو يقول بصوتٍ خشن:أتكلم مع الأكبر منك عدل ياض انتَ عشان مزعلكش منى

أعتدل جعفر بوقفته ووضع يده على وجهه وهو ينظر لفتحى بغضب شديد وجاء كى يرُد لهُ اللكمه أوقفه فتحى وقام بإمساك يده ونظر لهُ ببرود وهو يقول:تؤ تؤ تؤ عيب يا حبيبى لما تمد أيدك على اللى أكبر منك

نظر لهُ جعفر بغضب شديد فأبتسم فتحى ببرود ولكمه مره أخرى وهو يقول:بُص على قدك بدل ما أعيشك أعمى طول عمرك

شهقت جميله ووضعت مها يدها على فمها بصدمه فقالت جميله بإستنجاد:جرا ايه يا ناس ساكتين ليه شايفين أبن حتتكوا بيضرب من اللى يسوى واللى ميسواش ومتدافعوش عنه

فتحى ببلطجه:أخرسى يا وليه انتِ وحطى لسانك جوه بوقك مش ناقصه قرف وهم

أعتدل جعفر بوقفته ووصل غضبه لزروته إذًا لقد جعلته يغضب كثيرًا أيها الرجل فلتتحمل العواقب وقف جعفر أمامه وكان ينظر لهُ والأخر يطالعه ببرود مسح جعفر الدماء من على فمه وبحركه مباغته منه لكمه بكل قوته بوجهه وقع الأخر على أثرها وهو يتألم فضربه مره أخرى بقدمه فى معدته وهو يقول ببرود:ودى عشان لسانك القذز رد على أمى رد معجبنيش

تألم فتحى كثيرًا ونظر جعفر لفارس الذى يُمسك بيلا من شعرها تقدم منهما حتى وقف أمامه ومد يده كى يحررها من يده ولكن منعه فارس وهو يقول بتحذير:أيدك متتمدش

نظر لهُ جعفر ببرود وقال:سيبها بقول

فارس بحده:بنتى وملكش دعوه بيها بربيها عشان القذر مستغفلنى

نظر لهُ جعفر بتعجب وقال:مش فاهم قصدك ايه

فارس بتهكم:مش فاهم ايه يا محترم … جرا ايه يا قمور مش فاهم ايه يا ابن جميله هتستعبط عليا ياض بلطجى وقولنا ماشى غريب عننا وجيت دبيت رجلك فى الحاره وأعتبرناك واحد مننا ومقولناش حاجه إنما تبص لبنتى وتبعتلها رسايل على تليفونها دا انا مش هقبل بيه

جعفر بغضب:انتَ بتقول ايه يا راجل انتَ انتَ أتجننت ولا ايه رسايل ايه وبتاع ايه انا مليش علاقه ببنتك أساسًا

فتحى:واد يا فتوح


جاء فتوح وهو يقول:أيوه يا كبير

فتحى بقوه:هات تليفون جعفر ياض

فتوح:عنيا يا كبير

ذهب فتوح ومد يده تجاه جعفر الذى أمسك يده سريعًا وهو ينظر أمامه ويقول بتحذير:أيدك لو أتمدت تانى هقطعهالك

نظر لهُ فتوح وتركه جعفر وهو يقول دون النظر إليه:عاوز موبايلى ليه يا عم فارس بتشك فيا

فارس بتهكم:أيوه يا جعفر بشك فيك

أخرج جعفر هاتفه وهو ينظر لفتوح الذى ينظر لفتحى وعلم ما يدور برأسهما وبدء شكه يكبُر بداخله أخذه فارس منه بالقوه وفتحه وهو يبحث به وكانت بيلا تنظر لهُ بنظرات راجيه وخائفه للغايه تحدث فارس وهو يقول:أهو يا حاره أهو يا ناس الدليل قدامكوا أهو جعفر اللى الكل مأمنله وبيسيبه يعمل اللى هو عاوزه أهو مغفلنا كلنا وبيكلم بنتى وبناتكم أهو مجبتش حاجه من عندى كلوا قدام عنيكوا

بدأ الجميع بالتحدث بخفوت وعلت صوت همهماتهم فنظر لهُ جعفر نظرات حاده للغايه وأيضًا غاضبه فنظر لهُ وقال بغضب:انتَ بتقول ايه يا راجل انتَ انتَ شكلك خرفت على الأخر

فارس بغضب:أخرس قطع لسانك ما عاش ولا كان اللى يفكر يتطاول عليا انتَ لسه متعرفنيش ياض انتَ

ضحك جعفر بخفه وقال:لا يا عم فارس … انا… جعفر يا عم فارس لو ناسى مش معنى أنى ساكت أنى كدا ضعيف لا خالص … انا مراعى العيش والملح اللى ما بينا غير كدا كنت زمانى قولت كلام زعلك منى العمر كلوا

تدخل فتحى وهو يقول:جرا ايه يا جعفر مش فى كبار واقفين فى وسطكوا ولا ايه

جعفر بقوه وبرود:كبير على نفسك يا حبيبى مش عليا

فارس بغضب:ايه ملكش كبير يلمك ولا ايه ياض انتَ

جعفر ببرود أشد:لا مليش كبير … انا كبير نفسى

فارس بحده:والله اللى ملهوش كبير يشتريله كبير


جعفر بأستفزاز:انا حُر نفسى … مش محتاج كبير فى ناس تانيه محتجاه أكتر منى … مش كدا ولا ايه

فتوح ببلطجه:جرا ايه يا شبح ما تظبط الكلام كدا

نظر لهُ جعفر بحاجب مرفوع ثم أبتسم بخفه وقال:والله وبقى ليك لسان يا فتوح وبتناقشنى

فتوح:انا بس عامل أحترام للكبير غير كدا كنت عرفتك مقامك

فتحى بقوه:سكووووت

صمتوا جميعًا ونظر فتحى لجعفر الذى كان ينظر لهُ بغضب أبتسم بخفه وذهب تجاه فارس ووقف بجانب بيلا التى مازال فارس ممسكًا بها ولا يريد تركها أمسك يده الممسكه بها وأبعدها عنها وهو يقول:مينفعش يا عم فارس تمد أيدك على واحده بقت متجوزه خلاص

صُدموا جميعًا ونظر جعفر لهُ بصدمه وأتسعت عيناه وهو ينظر إليه وبيلا التى كانت تنظر لهُ وهى مصدومه ولا تصدق ما سمعته فنظر لهُ فارس وقال فتحى:بيلا هتبقى مراتى النهارده

بكت بيلا ونظرت لجعفر كأنها تطلب منه النجاة نظر هو لها وهو يشعر بالصدمه التى لجمته وجعلته شُل عن الحركه لا يعلم ماذا حدث وكيف حدث ذلك ولكن أستفاق على يد فارس التى كان يرفعها وتستعد للسقوط على وجهها مره أخرى ولكن منعه هو سريعًا وقام بإمساك يده وقال بحده:أيدك متترفعش عليها مهما حصل

فارس بغضب:وانتَ مالك هو انتَ ولي أمرها انا ابوها وبربيها

جعفر بغضب:هى ملهاش ذنب انتَ ليه مش عاوز تسمع

فارس:هصدقك وأكدب عنيا يعنى

جعفر:لا بس على الأقل أسمع الأول وبعدين انتَ ازاى تسمع لبنى أدم زى فتحى دا حيوان

فتحى بغضب:أحترم نفسك أحسنلك يا جعفر بدل ما أخليك عبره قدام الناس دى كلها … وبعدين ملكش حق تتكلم على واحده بقت متجوزه خلاص … سامع

ثم نظر لبيلا وقال بصوتٍ خشن:قدامى يلا على المأذون

نظرت لهُ بيلا برُعب وأمأت برأسها يمينًا ويسارًا برفض فقال هو بصراخ:أخلصى يلا انا مباخدش رأيك قدامى

نظرت بيلا لجعفر نظرات رجاء تُريد أن يُنقذها من شر فتحى ولكن جعفر ظل يحدق بها بحزن يُريد أن يُخبرها بأنه فعل الكثير من أجلها وحاول إنقاذها بكل الطرق ولكن ما باليد حيله أخذتها والدتها وذهبتا وظلوا هم على وضعيتهم نظر فتحى لجعفر ثم تقدم منه حتى وقف أمامه ونظر لهُ ببرود وقال بنبره بارده:أخر تحذير ليك يا جعفر .. بيلا بقت حرم فتحى الجزار يعنى لو عينك جت فى عنيها هخزقهالك … مفهوم

نظر لهُ جعفر وأبتسم بتهكم واضح ثم تركهم جميعًا وذهب وكان فتحى ينظر لهُ بغضب نظر لفارس وقال:يلا يا عم فارس كلم المأذون خلينا نخلص من الهم دا

نظر فارس حوله وقال بغضب:يلا كل واحد يروح يشوف مصالحه يلا

ذهبوا جميعًا وكانت جميله تبكى بحسره على ولدها جلست على الأريكه وبجانبها مها التى أحتضنتها وألتمعت الدموع بعينيها حزنًا على أخيها وعلى تلك المسكينه التى سترى الجحيم مع فتحى

فى منزل فارس

دلف فارس بغضب الى المنزل وكانت بيلا بأحضان هناء تبكى بخوف وجسدها يرتعش بقوه وتشهق نظر لها وقال بغضب:خمس دقايق والاقيكى جاهزه عشان كتب كتابك على فتحى بعد شويه وعالله أسمع صوتك ولا تفكرى تعترضى كفايه أن الراجل هيتجوزك بعد اللى عملتيه

تركهما وخرج وزاد بكاء بيلا وهى تقول بحرقه:والله ما عملت حاجه … انا معملتش حاجه أنتوا ليه بتعملوا فيا كدا

هناء بدموع:حقك عليا يا بنتى انا عارفه أنك معملتيش حاجه وعارفه أن جعفر ميعملش كدا أبدًا جعفر مستحيل يأذيكى دا انتِ بنت حتته وهيخاف عليكى منه لله فتحى أكيد هو اللى عامل كل دا حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا فتحى أشوف فيك يوم على اللى عملته فى بنتى عشان تتجوزها

فى منزل هنا

كانت هنا جالسه وتنظر لهاتفها دلفت على محادثتها مع بيلا ورأت بأن أخر ظهور لها كان بالأمس تعجبت كثيرًا فهى تعلم جيدًا بأن بيلا لا تغلق مواقع التواصل الاجتماعي كل هذه المده فهى دائمًا تكون من الحين للأخر تفتحه وترى ولكن تلك المره شعرت بأن هناك شئ حدث معها قررت محادثتها والأطمئنان عليها وهذا ما فعلته بالفعل وضعت الهاتف على أذنها وهى تنتظر ردها عليها ولكنها لم تجب عليها حاولت مره أخرى ولكن كانت النتيجه كسابقها شعرت بالقلق عليها وقالت بخوف:يا ترى حصل معاكى ايه يا بيلا عشان مترديش ولا تفتحى من إمبارح … أعمل ايه انا دلوقتى ياربى

شعرت هنا بالحيرة ولا تعلم ماذا عليها أن تفعل وجدت هاتفها يعلنها عن أتصال من والدتها فأجابتها بلهفه وقالت:أيوه يا طنط أزى حضرتك وأزى بيلا هى مالها مفتحتش سوشيال من أمبارح ومختفيه لدرجه أنى خوفت عليها جامد ومبقتش عارفه أتصرف

هناء بدموع:ألحقيها يا هنا بيلا كتب كتابها بعد خمس دقايق

نهضت هنا بصدمه وهى تقول:اييييه ؟ … طب ممكن حضرتك تهدى عشان أفهم أكتر

هناء بدموع:مش قادره يا هنا بنتى بتضيع منى ومستحيل أخلى الجوازه دى تتم

هنا:طب انا جايه حالًا يا طنط متقلقيش مفيش حاجه هتحصل أن شاء الله

أغلقت معها وذهبت سريعًا كى تبدل ملابسها وتذهب لصديقتها لمساندتها

فى مكان أخر

كان جعفر واقفًا بهذا المكان الذى يسوده الظلام الدامس يدخن بغضب كلما تذكر ما حدث ونظرات بيلا الراجيه التى تترجاه بأن ينقذها من شر فتحى أغمض عينيه بقوه وهو يسحب من سيجارته بقوه ويزفر الهواء بغضب ضرب بقبضته على الجدار الذى بجانبه بعنف فهو لم يستطع إنقاذها من هذا الحقير وما سيفعله بها فهو يعلم فتحى جيدًا ويعلم نواياه ويعلم بأنه خبيث والحقد يملئ قلبه تقدم منه مُنصف ولؤي اللذان وقفا بجانبه ونظرا لهُ سمع جعفر لؤى يقول:ايه يا صاحبى مالك ايه اللى حصل

نظر لهُ جعفر وقال مُنصف بذهول وهو ينظر لوجهه:انتَ مضروب يا جعفر

صق جعفر على أسنانه بقوه دليلًا على غضبه بينما كان لؤي ومُنصف لا يصدقان ما يرانه فكان هناك كدمه بجانب فم جعفر مباشرًا وهيئته المبعثره ونظرته التى يملئها الغضب والحقد نظر لهما وقال:عاوزكوا معايا

لؤى بتساؤل:انتَ عارف يا صاحبى أننا معاك فى أى حاجه

جعفر بتوعد:أجهزوا وخلوا الرجاله تجهز عشان عندنا طلعه

نظر لهُ مُنصف وقال:مش مرتاحلك يا صاحبى ناوى على ايه

نظر لهُ جعفر وقال بحده:ناوى على كل خير أن شاء الله

وجد جعفر هاتفه يعلنه عن أتصال من هناء نظر لهاتفه وشعر بأن هناك شئ سئ حدث أجابها قائلًا:أيوه يا خالتى

هناء ببكاء:ألحقنى يا جعفر ألحقنى يا ابنى

شعر جعفر بالرعب وقال بتوتر خفى:فى ايه يا خالتى براحه عشان أفهم

هناء ببكاء:بيلا يا جعفر … فتحى هيكتب كتابه على بيلا عشان خاطرى يا ابنى أتصرف انا مش هجوز بنتى لبنى أدم حقير زى دا حاول تعمل أى حاجه يا ابنى ربنا يسترك

مسح جعفر على وجهه بغضب وقال محاولًا طمئنتها:متقلقيش يا خالتى خير أن شاء الله انا هتصرف متخافيش

هناء بدموع:بسرعه يا ابنى بالله عليك

جعفر بتوتر:حاضر … سلام

أغلق معها وتحرك سريعًا وورأه لؤي ومُنصف يحاولان ملاحقته ويبدوا بأن هناك شيئًا ما

فى منزل فارس

دلفت هنا وأغلقت هناء الباب خلفها وقالت:ألحقى بيلا قافله على نفسها جوه ومبتردش عليا

تقدمت هنا من باب غرفتها وطرقت عده طرقات على الباب وقالت:بيلا … بيلا أفتحى الباب انا هنا … بيلا لو سمحتى أفتحى

لم تتلقى منها رد فنظرت لهناء بتعجب وطرقت على الباب بقوه وهى تقول:بيلا أفتحى لو سمحتى الباب كدا مينفعش كل مشكله وليها حل … بيلااا

لم تجد منها رد فى هذا الوقت وصل جعفر وطرق على الباب نظرت هناء لهنا بخوف وتقدمت من الباب ونظرت من العين السحريه وكان هذا جعفر فتحت الباب سريعًا وقالت بلهفه:جعفر .. كويس أنك جيت يا ابنى ألحقنى يا جعفر فارس هيجوز بيلا لفتحى

حاول جعفر تهدئتها وهو يقول:متقلقيش يا خالتى الجوازه دى مش هتتم … بيلا مش هتتجوز فتحى ودا وعد منى

هناء بدموع:طب هتعمل ايه يا ابنى مبتردش على حد وقافله على نفسها

نظر جعفر لباب غرفتها وتقدم منه وبدء يطرق عليه عده طرقات ولكن لا يوجد ردّ فقال:بيلا أفتحى لو سمحتى انا جعفر … متخافيش مش هتتجوزى فتحى دا وعد منى بس أفتحى الباب

لم يتلقى ردّ وضع أذنه على الباب ولكن لا يوجد صوت بالداخل شعر بأن هناك شيئًا ما نظر لهناء وقال:كدا فيه حاجه انا هضطر أكسر الباب

هناء:أكسره يا ابنى انا قلبى واجعنى عليها

رجع جعفر خطوتان للخلف ثم أقترب منه سريعًا وضربه بقوه بقدمه جعل الباب ينكسر ومن ثم رأوا ما جعلهم مصدومين بشده نظر جعفر وهناء لها وكانت بيلا ملقاه على الأرض وبيدها زجاجه صغيره ويدها تنزف بشده
نظر جعفر لباب غرفتها وتقدم منه وبدء يطرق عليه عده طرقات ولكن لا يوجد فقال:بيلا أفتحى لو سمحتى انا جعفر … متخافيش مش هتتجوزى فتحى دا وعد منى بس أفتحى الباب

لم يتلقى رد وضع أذنه على الباب ولكن لا يوجد صوت بالداخل شعر بأن هناك شيئًا ما نظر لهناء وقال:كدا فيه حاجه انا هضطر أكسر الباب

هناء:أكسره يا ابنى انا قلبى واجعنى عليها

رجع جعفر خطوتان للخلف ثم أقترب منه سريعًا وضربه بقوه بقدمه جعل الباب ينكسر ومن ثم رأوا ما جعلهم مصدومين بشده نظر جعفر وهناء لها وكانت بيلا ملقاه على الأرض وبيدها زجاجه صغيره ويدها تنزف بشده صُدم جعفر بشده وهو لا يصدق ما يراه ، أقترب منها سريعًا وخلفه هناء وهنا وهما فى حاله من الصدمه ، جلس جعفر بجانبها ووضع يده على وجهها وهو يضربها بخفه نظر للزجاجه الصغيره التى تُمسكها وهو ينظر لها وهو لا يعلم على ماذا تحتوى ولكن جاء بعقله سريعًا بأنه سُم فبالتأكيد رفضت الزواج من فتحى وفكرت فى إنهاء حياتها ، أسندها وهو ينظر لها وهى كالجثه الهامده بين يديه ، حملها سريعًا وخرج بها وخلفه هناء وهنا التى خرجت من المنزل مُسرعه وأدارت سيارتها ، نزل جعفر وهو يحملها وتوجه لسياره هنا ووضعها بالخلف وبجانبها هناء التى أخذتها بأحضانها وهى تبكى وتشعر بالخوف الشديد عليها وجلس جعفر بجانب هنا التى تحركت مُسرعه لأقرب مستشفى

فى منزل جميله


دلفت مها مُسرعه وهى تقول بقلق:ألحقى يا ماما

نظرت لها جميله وقالت بخوف:فى ايه يا مها

مها بقلق:انا شوفت جعفر وهو نازل من عند خالتى هناء وهو شايل بيلا وبيجرى بيها ولمحت أيديها بتنزف

شعرت جميله بالقلق الشديد وهى تقول:خير يارب … فارس شكله أتجنن فى دماغه وهيموت بنته

مها:انا مش عارفه بجد فى ايه أكيد فتحى العقربه دا لعب فى دماغه عشان يتجوزها ويقهر أخويا جعفر ما هو طول عمره شيطان وبيكره أخويا

جميله:حاره مليانه ناس بوشين … حاره أهلها مش ساهلين وبيفكروا يدمروا بعض أزاى

مها بقلق:يارب يلحقها وميحصلهاش حاجه … خالتى هناء هيحصلها حاجه لو بيلا حصلها حاجه

جميله بنفى:لا أن شاء الله يلحقوها حرام يا بنتى حرقه الأم على ضناها وحشه … ربنا يخليهالها ويرزقها باللى يخرجهم من مصيبتهم دى

جلست مها وهى تشعر بالقلق قائله:يارب يا ماما … ربنا يطمنهم

فى المستشفى

كان جعفر وهناء وهنا يقفون أمام الغرفه القابعه بها بيلا وكانت هناء تبكى بخوف وهى تضع يدها على قلبها وبجانبها هنا التى كانت تُهدئها وهى ستموت من القلق على صديقتها ، بينما جعفر كان هادئًا ولكن خلف هذا الهدوء والثبات براكين تتفجر بداخله خوفًا عليها فهو ليس مستعد لخسارتها بتاتًا فهى النصف الأخر الذى يُكافح الآن من أجله ، بعد مرور الوقت خرجت الطبيبه ونظروا هم لها وتقدمت منهم وسمعت هناء وهى تقول بلهفه ودموع:ها يا دكتوره طمنينى على بنتى الله يخليكى هى كويسه صح

تحدثت الطبيبه وهى تقول موجهه حديثها لجعفر:حضرتك جوزها

نظر لها جعفر وهو لا يعلم ماذا عليه أن يقول ولكنه وجد نفسه يُجيبها بتلقائيه قائلًا:ايوه انا

الطبيبه:ممكن تتفضل معايا لو سمحت

حرك جعفر رأسه برفق وذهب خلفها وترك هناء وهنا تنظران لهُ بهدوء ، دلفت الطبيبه المكتب ودلف جعفر خلفها بهدوء وأغلق الباب خلفه فتحدثت الطبيبه وهى تُشير لهُ قائله بعدما جلست على مقعدها:أتفضل

جلس جعفر وهو ينظر لها بهدوء قائلًا:خير يا دكتوره

تحدثت الطبيبه وهى تنظر لهُ قائله:بص يا أستاذ … انا مقدره الحاله اللى أنتوا فيها وخصوصًا والدتها انا مردتش أقول الكلام اللى هقولهولك دا قدامها عشان مرعبهاش على بنتها أكتر .. انا لما كشفت على المدام بيلا أكتشفت أنها كانت بتحاول تنتحر الأزازه اللى حضرتك أدتهانى دا سم مفعوله متوسط لا سريع ولا بطئ … وكمان حاولت تقطع شرايينها انا معرفش بصراحه ايه اللى يوصلها لنقطه زى دى بس مدام بيلا بتعانى من مرض نفسى … عندها رهبه من الناس أنهى نوع من الناس اللى بيتعاملوا معاها بأسلوب هى مش حباه ودايمًا مخوفها منهم … المدام بيلا حالتها دلوقتى صعبه ولازم حضرتك تتحرك وتعمل حاجه لو هى بترتحلك وبتحس معاك بالأمان ودا شئ انا متأكده منه حالتها ساعتها هتتحسن شويه وممكن نقدر نعالجها بعد كدا … صعب أوى واحده فى سنها تمر بكل دا مره واحده ويكون عندها المشاكل دى كلها … حاول تحتويها وتطمنها وتفضل جنبها دايمًا طبعًا زى ما عرفت حضرتك مكانش ينفع أقول حاجه زى دى لمامتها لأنها واضح أوى أنها متعلقه بيها

نظر جعفر أمامه بشرود وهو يُفكر فى حديث الطبيبه ولا يعلم كيف سيفعل ذلك وكيف سيكون قريبًا منها ويُطمئنها فهى فى الواقع تهابه للغايه ولكنه سيُحاول فحسب

فى غرفه بيلا

دلف جعفر بهدوء وأغلق الباب خلفه وتقدم منها وهو ينظر لها بينما كانت هى نائمه لا تشعر بمن حولها ، جلس على المقعد المجاور للفراش وهو ينظر لها وهو يُفكر كيف سيقوم بحل هذا كله وحده وكيف يبدء ، لحظات وسمع بيلا وهى تُهلوس فى الحديث قائله بخوف:لا مش عاوزه أتجوز فتحى .. لا يا ماما عشان خاطرى .. خلى جعفر يتصرف يا ماما انا خايفه من بابا أوى

شعر جعفر بالحزن من أجلها وهو ينظر لها وقد أتخذ قراره ، تحدث هو بصوتٍ هادئ للغايه وهو ينظر لها قائلًا:بيلا .. متخافيش يا حبيبتى محدش هييجى جنبك … انا جنبك ومش هسمح لحد أنه يأذيكى مهما حصل … أهدى يا بيلا

بدأت تهدء تدريجيًا ولانت معالم وجهها قليلًا ثم بعد لحظات بدأت تفتح عينيها وتُغلقها بسبب الضوء ، لحظات وفتحت عينيها وهى تنظر حولها حتى وقعت عيناها على جعفر الذى كان جالسًا وينظر لها شهقت هى بخوف ونهضت مُسرعه وهى تبتعد عنه وتبكى قائله:انا معملتش حاجه والله انا أسفه متقولش لبابا مش عاوزه أتجوز فتحى عشان خاطرى يا جعفر متقولهوش وانا هسمع الكلام والله … انا معملتش حاجه

شعر جعفر بالحزن الشديد وهو يراها بتلك الحاله المحزنه فأقترب منها قليلًا وكانت هى تُتابعه بخوف شديد وهى منكمشه بنفسها فقال هو بنبره هادئه للغايه لأول مره تسمعها:متخافيش صدقينى محدش هيقدر يقرب منك ولا يأذيكى بسوء انا هنا عشان أحميكى منه

نظرت لهُ بعينان دامعتان وهى تقول بصوتٍ باكِ:بجد

حرك رأسه برفق وهو ينظر لها مُبتسمًا قائلًا:بجد … عاوزك تهدى خالص ومتخافيش انا جنبك ومش هسيبك لحظه واحده

نظرت لهُ ورأت الصدق بعيناه فأعتدلت بجلستها وهى تنظر لهُ وقالت بهدوء:انتَ مش هتثبتنى وتدايقنى

حرك رأسه نافيًا وهو يقول بأبتسامه:انا معملتهاش ولا هعملها معاكى انتِ بالذات

نظرت لهُ وبداخلها صراع عنيف للغايه لا تعلم أتنصت لقلبها أم لعقلها فقالت بعد لحظات بترقب:ولا حد مكلفك تعمل كدا

حرك رأسه نافيًا أيضًا فقالت هى بتردد:ممكن تعدلى المخده عشان مش مرتاحه بعد أذنك

حرك رأسه مُبتسمًا وهو يقوم بتعديل وضعيه الوساده فأستندت هى عليها وجلس هو مره أخرى ، نظر لها وهو يقول:عملتى كدا ليه يا بيلا

نظرت لهُ بيلا ثم قالت بدموع وصوتٍ مائل للبكاء:انتَ عارف السبب يا جعفر … انا لو أتجوزت فتحى هكون حكمت على نفسى بالموت … وبدل ما أحاول أموت نفسى هكون موت بجد … جعفر انا مش عاوزه أتجوز فتحى عشان خاطرى أتصرف أعمل أى حاجه بس متخلنيش أتجوزه

نظر لها جعفر وقال بصوتٍ هادئ:أهدى يا بيلا … انا مش هخليه يتجوزك مهما حصل … وأكيد لكل مشكله حل

حركت رأسها برفق وهى تقول بدموع:إلا مشكلتى

تحدث جعفر وهو ينظر لها قائلًا:لا أكيد فى حل بس محتاجين شويه وقت

بكت بيلا وهى تضع يديها على وجهها فنظر لها جعفر وهو حزينًا من أجلها كثيرًا وكم يود الآن قتل فتحى اللعين هذا فهو يقسم بأنه شيطانًا وليس بأنسيًا فلا أحد يُفكر هكذا وكل هذا من أجل الزواج بها ولكسره أيضًا ، زفر بهدوء ونظر لها مره أخرى وهو يقول:أوعدك هلاقى حل فى أسرع وقت .. بس مهما كان ايه هو الحل فلازم توافقى بيه لأن أكيد مش هيكون ليه تانى

نظرت لهُ بعينان باكيتان وقالت بصوتٍ باكِ:أيًا كان ايه هو انا موافقه عليه بس متجوزش فتحى

حرك جعفر رأسه برفق وهو ينظر لها بهدوء وهو يُفكر فيما سيفعله

فى مكان أخر بعيد

دلف جعفر وأضاء الضوء ونظر خلفه وهو يقول:تعالوا

دلفت هناء وبيلا وهنا التى كانت لا تفهم شئ وكانوا ينظرون حولهم ، نظرت هناء لجعفر الذى قال:دى المفروض شقتى كنت جايبها عشان لما ربنا يكرمنى وأتجوز ممكن نخلى بيلا هنا لحد ما تقدرى توصلى لأخواتك اللى فى الصعيد وتلاقى حل

هناء:انا مش عارفه أقولك ايه يا جعفر بجد انتَ جدع وأبن أصول

جعفر:متقوليش حاجه يا خالتى انتِ عارفه معزتكوا عندى وطبيعى أقف جنب أهلي بردوا

أبتسمت هناء ونظرت لبيلا ثم قالت:طب يا ابنى ما كدا انتَ متورط فى نفس المشكله وفارس مش هيسكت ولا الشرانى اللى أسمه فتحى دا

جعفر:فتحى دا سيبهولى انا هتصرف معاه هو كدا بيلعب فى عداد موته وانا جبت أخرى منه وبخصوص عم فارس هحاول أنضف دماغه من سموم فتحى على قد ما أقدر أصلح الدنيا هصلحها

ثم نظر لبيلا وهو يقول:وانتِ مش عايزك تقلقى من حاجه موضوع فتحى دا عليا حتى لو مليش دخل فى الموضوع همنع الجوازه دى عشان مش مناسبين لبعض … تقدرى تقعدى براحتك ومتقلقيش من حاجه المكان هنا أمان والناس هنا كلهم كويسين وعشان تطمنى أكتر انا مش هاجى هنا طول ما انتِ فى الشقه ولو عوزتى أى حاجه أطلبى البواب هو هيكون عارف أنك تبعى مش هيتأخر عليكى فى حاجه ولو حصل حاجه رقمى معاكى مش هتأخر عليكى بردوا وأوعدك إن جوازك من فتحى مش هيحصل وهترجعى لحياتك الطبيعيه تانى بس بلاش جامعه دلوقتى عشان مش بعيد دلوقتى يكونوا قالبين عليكى الدنيا

هناء بأبتسامه:تسلم البطن اللى شالتك يا جعفر أبن أصول بجد … وانا مش عارفه أودى جمايلك دى كلها فين بجد

جعفر بأبتسامه:أنتوا أهلى يا خالتى ومفيش بينا جمايل

قالها وهو ينظر لبيلا بأبتسامه بينما كانت هنا تنظر لبيلا ولجعفر من الحين للآخر ، تحدث جعفر وهو ينظر لهم قائلًا:همشى انا بقى لأن ميصحش أفضل هنا أكتر من كدا

أخرج المفاتيح ومدّ يده بها لبيلا وهو يقول:مفاتيح الشقه خليها معاكى وأتطمنى دى النسخه الوحيده اللى معايا

نظرت بيلا للمفاتيح ومدت يدها وأخذتها بهدوء بينما ودعهم هو وخرج وأغلق الباب خلفه وتركهم ، نظرت هناء لبيلا بأبتسامه وهى تقول:انا أستجدعته وأحترمته أكتر … وشوفت الجانب النقى اللى جعفر دافنه جواه ورافض يبينه

هنا:انا بصراحه أستجدعته جدًا محدش بيعمل اللى هو عمله دا بجد وبيرفضوا عشان ميجيبوش مشاكل لنفسهم بس بجد حسيت أوى قد ايه الموضوع يهمه وكل اللى هامه يصلح اللى حصل عشان بيلا قبل ما يكون عشانه

نظرت بيلا لأثره بشرود وحديثهم يتكرر برأسها ، نظرت لمفاتيح المنزل بشرود ولم تتحدث

فى الحاره

كان منصف ولؤي يقفان على الناصيه وهما ينظران لفتحى وكان منصف يدخن

لؤي:الظاهر كدا أن البت مش فوق عشان كدا فتحى هيتجنن

منصف:ولا جعفر موجود ما هى معاه

لؤي:والعمل … هيشك وهيعرف أنه خدها عشان ميتجوزهاش

منصف:ما دا اللى حصل فعلًا بس جعفر كدا شكله ناوى على ليله عنب

لؤي:هو اللى طلب منك تجيب الرجاله دى كلها

حرك منصف رأسه برفق وهو يدخن وينظر لفتحى الذى كان غاضبًا ويتحدث مع فارس بغضب ويقوم بتهديده ، سمع صوت هاتفه يعلنه عن أتصال من جعفر أجابه قائلًا:ايه يا معلم مختفى ليه دا الدنيا هنا والعه وشكلها هتقلب ضرب نار

جعفر:جاى فى الطريق المهم شايف ايه قدامك

منصف:شايف ايه شايف نار قايده قدامى ولو زودت بنزين هتنفجر وتولع فى الكل يا صاحبى

جعفر:جبت الرجاله وفهمتهم اللى هيحصل


منصف:جبتهم يا معلم متقلقش ومظبطلك الدنيا بس خلى بالك عشان فتحى شكله عرف أنك خدت البت وخلعت وأوباااااااا

جعفر بتساؤل:فى ايه يا منصف ؟

منصف:فتحى ضرب عم فارس قلم طرب

جعفر بتوعد:هو اللى فتح قبره بأيده يستحمل اللى هيجراله

لؤي:بيدور على جعفر يسطا دا ماشى طايح فى الكل وبيضرب أى حد

منصف:انتَ فين يا جعفر

جعفر:أقفل انا وصلت

أغلق معه ونظر منصف لفتحى وهو يقول:دا انتَ هيتعلم على أهلك النهارده

لؤي:جعفر يابا لما بيتعصب مبيشوفش حد قدامه فشكله كدا فعلًا ربنا يرحمه

لحظات وجاء جعفر وهو ينظر لفتحى قائلًا:ايه الكلام

منصف:زى ما انتَ شايف

نظر جعفر للرجال وعاد ينظر أمامه مره أخرى وهو يقول:جاهزين

لؤي:جاهزين يابا وواقفينلك من الصبح

جعفر:يلا

أقترب جعفر من فتحى وخلفه منصف ولؤي والرجال وكان فتحى غاضبًا بشده ويصرخ بالجميع ولا أحد قادرًا على الوقوف أمامه ، كان يوليه ظهره فوقف جعفر وهو ينظر لهُ بجديه ونظر الجميع لجعفر ولؤي ومنصف والرجال ، تحدث جعفر وهو ينظر لهُ قائلًا:مالك عمال تصرخ زى الست الحامل كدا ليه وعامل قلق فى الحاره

ألتفت فتحى لهُ ونظر لهُ وهو يقول بشر:أهلًا بأوسخ واحد فى الحاره

جعفر ببرود:مش هاجى حاجه جنب وسختك يا فتحى انتَ وسخ من زمان وكلنا عارفين كدا

ضحك فتحى وهو يقول:لا يا راجل متقولش كدا … اللى يخطف حُرمه من بيتها يتقال عليه ايه يا جعفر

جعفر:ميتقالش عليه حاجه عشان بينقذها من جوازه سوده


ضحك فتحى قليلًا ثم نظر لهُ وهو يقول:وانتَ مال أهلك

أكمل فتحى وجعفر ينظر لهُ قائلًا:واحد ومراته مالك انتَ

جعفر بحده:مكانتش ولا هتكون

فتحى ببرود وأبتسامه:لا هتبقى

صرخ بعدها وهو يقول بغضب:هتبقى غصب عنها وعنك وعن عين أى دكر هنا

جعفر ببرود:انتَ فاكر نفسك كدا راجل ولا ايه … دى مش رجوله يا فتحى دى حاجه تانيه

تقدم فتحى منه وهو يقول بصراخ:جعفر

وقف جعفر أمامه بتحدى وهو يقول:فاكرنى هخاف وأكش ولا ايه لا صحصح لنفسك يا فتحى دا انا جعفر البلطجى .. جعفر اللى بيعمل اللى هو عاوزه وعلى كيفه من غير ما حد يقوله بتعمل ايه يعنى يا ننوس عين ماما تفوق كدا عشان انا مبخافش وأعلى ما فى خيلك أركبه وجواز من بيلا مفيش تنساها وتمسحها من دماغك بأستيكه عشان هى مش ليك أصلًا ولا هتبقى ولو فكرت فى تفكير كدا ولا كدا هزعلك يا فتحى

نظر لهُ فتحى بغضب شديد وبادله جعفر نظراته ببرود شديد ، تحدث جعفر ببرود وهو يقول:منصف

منصف:أؤمر يا كبير

جعفر ببرود:قولهم شوفت ايه

فهم منصف مقصده وكان جعفر ينظر لفتحى فتحدث منصف قائلًا:سمعت فتحى وفتوح بيتفقوا عليك يا كبير وفتوح لما طلب منك تليفونك عشان يعمل مكالمه حياه او موت زى ما بيقول كان بيدور على رقمها وأول ما لقاه كتبلها اللى كلكوا شفتوه وعمل نفسه بعدها بيتكلم فى الفون عشان جعفر ميشكش فيه وأداهولك ومشى وحصل اللى حصل بعدها راح وملى دماغ عم فارس سموم وقاله أن انتَ اللى باعت الرساله دى لبيلا وعمل نفسه خايف على بنت حتته ومثل دور البرئ ولبسك معاها فى الحيطه وكان عاوز يطلعها واحده مش كويسه وأن بينكوا علاقه فى السر وكلام من دا كتير ونجح فى أنه يخلى عم فارس يصدق وحصل اللى حصل بعدها

نظر جعفر لفتحى بحده وغضب وكان فتحى لا يقل عنه شئ فتحدث جعفر وقال بأشمئزاز:سمعتى يا حُرمه ولا لسه

هجم فتحى عليه بغضب شديد وأسقطه أرضًا وهو يُمسك بعنق جعفر ويحاول خنقه وجعفر يُحاول إبعاده عنه ، تحدث فتحى بحقد وهو يقول:هموتك يا جعفر صدقنى هموتك وأخلص منك ومن قرفك وهتجوزها بردوا وأكسرها أكتر

بدء جعفر يختنق بالفعل ولم يستطع أحد أن يتدخل بعدما رأوا رجال فتحى يقفون ويمنعوهم من التقدم وبأيديهم أسلحه بيضاء ، مدّ جعفر يده بصعوبه وأخذ الزجاجه المُلقى على الأرض وقام بضربه بها على رأسه ، تألم فتحى وهو يضع يديه على رأسه بعدما كُسرت على رأسه ودفعه جعفر بعيدًا عنه وهو يتراجع بظهره للخلف وهو يأخذ أنفاسه بقوه ، أسنده لؤي ومنصف ونهض هو وهو ينظر لهُ بينما أقترب رجل من رجال فتحى منه وهو يتفحصه وفى أقل من ثانيه كانوا هجموا عليهم وبدأت المعركه بينهم ، كان رجال جعفر يضربونهم بقوه وعلى الجهه الأخرى نهض فتحى والدماء تنسال من رأسه فى خط رفيع وكذلك على يده بقعه دماء نظر لجعفر الذى كان يوليه ظهره ويضرب رجلًا من رجاله فقام بإسناد نفسه كى ينهض وهو ينظر لهُ ويتوعد لهُ بداخله بشده ، بينما كان جعفر يضرب رجلًا حتى سقط فاقد الوعى من بين يديه ، نظر لهُ جعفر بأشمئزاز وفجأه جاء فتحى من خلفه ولف ذراعه حول عنقه وهو يضع مطوته على عنقه وهو يقول بحقد:فاكر نفسك ناصح ومفيش منك أتنين ها متعرفش أنك بتلعب مع أبليس نفسه ياض يعنى مهما حاولت تتذاكى هتلاقينى دايمًا سابقك بخطوه

ضحك جعفر وهو يقول:بس متنساش أنها معايا دلوقتى ومطمنالى ومرتاحه معايا

ألتفت جعفر برأسه لهُ وهو يقول:وهتجوزها

نظر لهُ فتحى بحقد وضحك جعفر وهو ينظر لهُ وفجأه باغته جعفر وهو يقوم بثنى يده بقوه وهو يأخذ المطوه منه وهو يقول:المطوه دى مش أى حد بيشلها

قام بجرح يده وهو ينظر لهُ وهو يراه يتألم فقال جعفر:بقى عيب عليك يا أبو تلاته وتلاتين سنه لما تتجوز عيله لسه عندها عشرين سنة .. دا انتَ فى نظرى انا عجوز يا راجل تخيل ما بالك فى نظرها هى ايه .. أكيد جدها

ضحك جعفر وهو ينظر لهُ وكان فتحى ينظر لهُ بحقد وهو يضع يده على ذراعه المصاب فتقدم منه جعفر وقام بجرح الذراع الآخر وهو يقول:عشان ميبقاش أخوه لوحده

تألم فتحى بقوه وهو ينظر لهُ وهو يصرخ بهِ بغضب قائلًا:هندمك يا جعفر قسمًا بالله لدوقك طعم وجعى انا بقى أضعاف ووقتها ورينى هتستحمل أزاى يا دكر

توقف جعفر فجأه وكان هو ينظر لهُ وهو يلهث فألتفت جعفر إليه وهو ينظر لهُ ، تقدم منه ونظر لهُ نظره حاده ثم لكمه بقوه فى وجهه وهو يقول بحده:وانا مستنيك تورينى يا دكر هتوجعنى أزاى … دا لو عرفت أصلًا تقرب منى

أعتدل بوقفته وهو ينظر لهُ بحده ثم ركله فى معدته بقوه جعل الآخر يصرخ مُتألمًا وفى تلك اللحظة ضرب رجل من رجال جعفر رجل من رجال فتحى جعله يسقط أرضًا وعم الصمت المكان بعدها ، نظر جعفر لأهل الحاره الذين كانوا ينظرون لهُ بصمت والبعض منهم كان نظرهم مُسلط تجاه فتحى الذى يتألم ، تقدم فتوح سريعًا من جعفر وهو يصرخ بهِ قائلًا بغضب:جعفر

ألتفت إليه جعفر سريعًا ومال بجزعه وتفادى ضربه فتوح ثم أستقام فى وقفته سريعًا وهو يلكمه بقوه فى وجهه أسقطت فتوح أرضًا وهو يتألم ، نظر جعفر لهُ بقرف وتقدم منه ومال بجزعه وهو يُمسكه من ياقه قميصه وينهضه وكان هو ليس متزنًا ، نظر لهُ جعفر نظره حاده وهو يراه غير متزن ويأتى لليمين قليلًا ولليسار قليلًا فباغته بلكمه قويه بوجهه جعلته يرتد للخلف ، تركه جعفر وسقط هو أرضًا وقام بتنفيض يده بقرف وهو ينظر لهُ وهو يسمعه يتألم ، لحظات ونظر لفتحى ومال بجزعه وأمسكه من ياقه قميصه وسحبه خلفه على الأرض مثل الذبيحة ثم تركه ببرود ، نظر جعفر لفارس الذى كان واقفًا وينظر لهُ فأبعد جعفر نظره عنه وكسر الصمت وهو يقول:اللى حصل من شويه دا تأديب … تأديب لأشباه رجاله فاكرين إنهم رجاله باللى بيعملوه دا … وللأسف الأشكال دى مبتفهمش الكلام دا … ودورى النهارده أنى أنضف الحاره منهم … الحاره دى فيها رجاله … رجاله

بمعنى الكلمة مش أى كلام وخلاص … كل الشباب اللى واقفه دى عندهم أستعداد دلوقتى يزفوك يا فتحى من غير ما انا أقولهم … عشان شايفين واحد وسخ بيأذى بنت حتتهم وعشان هما ولاد أصول ومتربيين هيكسروك انتَ والكلب اللى مرمى هناك دا … انا نبهت قبل كدا وقولت أى واحد هيعمل نفسه راجل على واحده هزعله … ودا مثال عشان متفتكروش أنى بضحك عليكوا … بنات حتتى خط أحمر لأن من ضمنهم أختى وزى ما كل واحد بيأذى بنت الناس أخته هتتأذى كما تُدين تُدان … قبل ما تعمل حاجه زى دى أفتكر إن عندك ولايا مش شرط أختك ممكن تبقى أمك بنت أختك الصغيره بنت خالتك … المهم أنه بيتردلك عشان أذيت واحده كل ذنبها أنها عايشه فى غابه مش لاقيه اللى يحكمها … من هنا ورايح أى واحده واحد يقولها كلمه كدا ولا كدا يستظرف ويحاول يقرب منها تجيلى وتقولى وتقولى أسمه وانا هجيبه أن شاء الله لو كان تحت الأرض وتتفرج هعمل فيه ايه وسط أهل الحاره … مش أنتوا عاوزين كدا يبقى أشربوا بقى وانا غبى ومبتفاهمش وعاوز واحد بس يقع تحت أيدى … أى واحد عنيه هتترفع على واحده بنظره كدا ولا كدا هعميه وخليك فاكر إن انا شايفك وعينى عليك طول الوقت بنظره منك هتلاقيك تحت رجلى بتتأدب تأديب مش هيعجبك … مفهوم

لم يعترض أحد على حديثه وكانت السيدات والفتايات سعيدات بما قاله جعفر وشعروا بالراحه وهن ينظرن لبعضهن البعض ، ألتفت جعفر لفتحى وفتوح وهو يُشير لرجاله الذين تقدموا وأخذوهما وتحركا ، نظر جعفر للفتاه التى تقدمت منه وهى تقول:بمناسبه كلامك وأنك خدت حق بيلا من فتحى وفتوح ممكن أطلب منك طلب

حرك جعفر رأسه برفق وهو ينظر لها فقالت هى برجاء:فى واحد أسمه عطيه معاه صور ليا وبيهددنى بيهم وناوى يفضحنى وانا خايفه أوى ومش عارفة أعمل ايه وقالى لو عوزانى أمسحهم تيجى البيت بالله عليك تتصرف وانا هديك اللى انتَ عاوزُه بس تخليه يمسح الصور

جعفر بجديه:عطيه النجار

حركت رأسها برفق وهى تنظر لهُ بدموع فنظر هو لمنصف ولؤي وهو يقول ببرود:عطيه النجار يبقى تحت رجلى وهو مضروب فى خلال خمس دقايق بتليفونه

منصف:أمرك يا كبير

تحركا إلى منزل عطيه وكانت هى تقف وهى تنظر لهُ وهى لا تصدق وتشعر بالسعاده لأنها ستتخلص من ذلك الكابوس للأبد وستنام وهى مطمئنه ، نظرت لوالدتها بسعاده ودموع التى كانت سعيده أيضًا والدموع فى عينيها فوالدها متوفى وليس لديها غير والدتها وهى وحيده فشعرت بأن جعفر سيكون طوق النجاة لها ، لحظات وتقدم منصف ولؤي وهما يُمسكان عطيه الذى

كان قد تلقى ثلاث لكمات بوجهه ودفعاه تجاه جعفر وسقط هو تحت أقدامه ، نظر لهُ جعفر ووقفت الفتاه بجانبه وهى تنظر لعطيه بكراهيه وأشمئزاز ، حاول عطيه النهوض ولكنه لا يستطيع وكان جعفر واقفًا وهو ينظر لهُ ببرود ، مال بجزعه وهو يُمسكه من قميصه وأنهضه ، نظر لهُ عطيه ولكمه جعفر بقوه جعل الآخر يختل توازنه ، أمسكه مره أخرى وهو ينظر لهُ وقال بحده:انتَ مالك بيها

تحدث عطيه بتقطع وهو يقول:مين دى انا أصلًا معرفهاش

تحدثت الفتاه بأندفاع وهى تقول:كداب انتَ هكرت تليفونى وخدت كل صورى من عليه ومعظمها بشعرى وهددتنى بيهم لو معملتش اللى انتَ عاوزه هتفضحنى

تحدث هو ببلطجه وهو يقول:صور ايه وتهديدات ايه انتِ عبيطه يا بت انتِ

أوقفه جعفر وهو ينظر لهُ وقال بحده:ألزم حدودك يا عطيه وأعرف أن اللى واقفه قدامك دى واحده مش واحد صاحبك أحترم خمارها يا أخى

عطيه:ما هى اللى بتلبسنى مصيبه

جعفر:هنعرف دلوقتى إذا كانت بتتبل عليك ولا لا

نظر جعفر لمنصف الذى تقدم منه وأعطاه هاتفه ، أخذه جعفر وهو يقول:أفتح الزفت دا

عطيه:وانتَ مين عشان أفتحهولك

حرك جعفر رأسه برفق ولكمه بقوه فى وجهه تألم عطيه بقوه على أثرها وهو يقول:عرفت انا مين ولا لسه

حرك هو رأسه مُسرعًا وهو يضع يده على وجهه فقال جعفر بحده:أفتح

أخذه عطيه منه وفتحه فأنتشله منه جعفر ونظر لها وهو يمدّ يده بهِ قائلًا:أمسحى كل صورك

أخذت الهاتف منه مُسرعه وهى تنظر بهِ ونظر هو لهُ نظره حاده للغايه وكان عطيه ينظر لهُ بتوتر ، تحدث جعفر وهو يقول:بعد ما تخلصى تمسحيهم خالص من سله المهملات عشان ميرجعهمش تانى وتدخلى على الجاليرى بتاع جوجل وتشوفى صورك كلها لو لقيتى تمسحى

تحدثت هى وهى تقوم بمسح جميع صورها قائله:حاضر

كان الجميع ينظر لجعفر نظرات إعجاب فقد لاحظوا تغيره فحقًا متعدد الشخصيات فهذا ليس جعفر الذى يرونه فى الصباح وهو يقوم بتثبيت المارين ، ولقد أزداد حبهم لهُ بعد هذا الموقف أيضًا ويبدوا بأنهم سيعتمدون عليه بشكل كبير فى الفتره القادمة وسيحتاجون إليه ، أنتهت الفتاه وهى تقول:انا خلصت

نظر لها جعفر وهو يقول:مسحتى كل صورك وأتأكدتى أن مفيش صور ليكى تانى

حركت رأسها برفق وهى تقول:لا مفيش كلهم اتمسحوا

جعفر:عرفتى منين أنه هكر فونك وخد صورك

تحدثت هى قائله:دخلى على الواتساب والفيس بوك

جعفر:يبقى زى ما مسحتى صورك تعملى بلوك على الاتنين من عنده وكذلك عندك تطلعى فونك وتعمليله بلوك على الأتنين وريبورت عشان متظهرلوش لا صفحتك ولا رقمك تانى

حركت رأسها برفق وفعلت ما أخبرها بهِ وقالت:خلصت

مدّ يده وأعطته هى الهاتف فأخذه منها ونظر لعطيه وهو يقول:كدا مفاضلش غير حاجه واحده بس

نظر لهُ عطيه بترقب وقام جعفر برمى الهاتف بقوه على الأرض وقام بالدهس عليه بقدمه حتى كُسر الهاتف أمام أعينه ، تحدث جعفر وهو يلكمه بقوه قائلًا:كدا نبقى خالصين … منها خدتلك علقه محترمه وسط أهل الحاره وأتهزقت ومنها البت خدت حقها منك وهتعرف تنام مرتاحه من غير تهديدات … وعاوزك تكرر عملتك القذره دى تانى

تركه جعفر وهو يقول بتحذير:فكر تهكر فون بنت تانى وتهددها بصورها هعلقك

عاد عطيه للخلف بظهره بخوف وهو ينظر لهُ وقام جعفر بإلقاء نظره أشمئزاز عليه ، نظر لأهل الحاره وقال:يلا كل واحد على مصالحه

تحركوا جميعًا وتقدمت والده الفتاه ووقفت أمام جعفر وابنتها بجانبها وهى تقول بأبتسامه:انا مش عارفه أقولك ايه يا جعفر بجد انتَ أنقذتنا من فضيحه كبيره

نظر لها جعفر وهو يقول بأبتسامه خفيفه:انا معملتش حاجه متشكرنيش دى بنت حتتى وعرضها هو عرضى ودا واجبى مش أكتر

تحدثت والدتها بأبتسامه ودموع وهى تنظر لهُ قائله:صدقنى مش عارفه أقولك ايه يا ابنى بس جميلك دا انا هفضل شيلاهولك فوق راسى بجد انتَ جدع يا جعفر يا ابنى وانا بستجدعك وبأمنلك وبالموقف اللى عملته النهارده دا انا هفضل أحترمك طول العمر أصل باباها متوفى وملهاش أخوات يعنى بنتى الوحيده وملناش ضهر وربنا بعتك لينا عشان تكون سبب فى حل مشكلتنا دى هى حتى كانت خايف تقولك لتكسفها وانا قعدت أزن عليها خصوصًا لما خدت حق بيلا بنت فارس من فتحى

أبتسم جعفر وقال وهو ينظر للفتاه:وتخافى منى ليه انا اه بلطجى ويتخاف منى فعلًا بس لو فى أيدى أساعدك أكيد مش هبخل عليكى وخصوصًا فى مشكله زى دى … أى حاجه تحصل معاكى بعد كدا ومتعرفيش تتصرفى تعالى وعرفينى أعتبرينى أخوكى الكبير يا ستى وانا مش هتأخر عليكى فى حاجه وبعدين انتِ ما شاء الله عليكى محترمه ومش بتاعت الكلام الفاضى اللى بيحصل دا

تحدثت والدتها بأبتسامه وفخر وهى تقول:لا هى فعلًا مش كدا دى حافظه ست أجزاء فى القرآن الكريم وبتاخد حلقات فى الدين وبتخاف ربنا ملهاش فى سكه البنات المايعه خالص

اتسعت أبتسامه جعفر وهو يقول:ما شاء الله ربنا يباركلك فيها ويحفظها ويرزقها بأبن الحلال اللى شبها

والدتها بأبتسامه:اللهم آمين ربنا يباركلك يا ابنى ويحفظك لأمك عن أذنك

جعفر بأبتسامه:أتفضلى

أخذت السيده أبنتها وذهبت وتقدم منصف ولؤي منه وقال منصف:عفارم عليك يا كبير

لؤي:سترونج مان دا البنات عنيها كانت بتطلع قلوب وهى بتبصلك

أبتسم جعفر بخفه وهو يقول:كدا أقدر أنام وانا مبسوط

منصف بخبث:مبسوط عشان خدت حق حبيبت القلب ومش هتتجوز فتحى

أتسعت أبتسامه جعفر وهو يقول:موضوع فتحى لسه منتهاش وانا عارف أنه مش هيستكفى فعشان كدا لسه موضوعها شاغل تفكيرى

لؤي:هو مش موضوعها بس يا صاحبى دا هى نفسها مستحوزه على تفكيرك

ضحك جعفر وزفر براحه وهو يقول:وقلبه يا سلعاوى

صمت لبرهه ثم نظر لهما وهو يقول:وانتَ مالك يا حيوان منك ليه

لؤي:شوفت مش بقولك الغدر مبيجيش غير من أقرب الناس ليك عشان تصدقنى

جعفر:يلا ياض من هنا

لؤي:كدا يسطا

جعفر بحده مزيفه:يلا ياض بقول

ذهب لؤي ومعه منصف الذى قال:هسيبك تختم يومك بيها عشان هتصطبح بخلقتنا بكرا

ضحك جعفر وذهب منصف ولؤي ونظر هو بهاتفه للحظات ثم رأى فارس يتقدم منه فزفر بهدوء وهو ينظر للجهه الأخرى ، تقدم فارس ووقف أمامه ونظر لهُ وهو يقول:بنتى فين يا جعفر
 ذهب لؤي ومعه منصف الذى قال:هسيبك تختم يومك بيها عشان هتصطبح بخلقتنا بكرا

ضحك جعفر وذهب منصف ولؤي ونظر هو بهاتفه للحظات ثم رأى فارس يتقدم منه فزفر بهدوء وهو ينظر للجهه الأخرى ، تقدم فارس ووقف أمامه ونظر لهُ وهو يقول:بنتى فين يا جعفر

نظر لهُ جعفر للحظات ثم قال:معرفش

فارس بحده:لا انتَ عارف كويس أوى بنتى فين .. وديت بنتى فين يا جعفر أحسنلك

جعفر ببرود:دور عليها هو انا ولي أمرها ولا انتَ

أعطاه جعفر ظهره وكان سيذهب ولكن أوقفه فارس وهو يقول بتهديد:إن ما قولت بنتى فين هبلغ عنك وهقول أنك خاطفها

توقف جعغر مكانه ونظر لهُ مره أخرى وهو يقول ببرود:لو معاك دليل روح بلغ

تركه جعفر وذهب ونظر فارس لأثره وهو يشعر بالغضب الشديد منه وهو يتوعد لهُ

فى منزل جعفر

عده طرقات على الباب يليها تقدم مها التى فتحت الباب ولم يكن الطارق سوى أخيها ، أرتمت بأحضانه وهى تقول بخوف:جعفر انتَ كويس انا خوفت عليك أوى


عانقها جعفر وهو يُربت على ظهرها بحنان قائلًا:متخافيش انا كويس أهو قدامك زى الفل ومفيش حاجه

نظرت لهُ وقالت بدموع:كنت خايفه عليك منه أوى طول الوقت وخايفه أنه يأذيك انا مليش غيرك يا جعفر انتَ سندى ومش عايزه أخسرك

مدّ يده ومسح دموعها برفق وهو يقول:متخافيش انا جنبك ووعدتك قبل كدا أن انا مش هسيبك مهما حصل … أخوكى مبيقعش بسهوله يا عبيطه دا انا أهده هو وعشره زيه … متخافيش يا حبيبتى انا كويس

أبتسمت وهى تنظر لهُ فطبع هو قُبله على جبينها وقال:يلا بقى روحى حضريلى عشا انا جاى جعان مش هنقضيها عياط وشحتفه كدا

ضحكت هى بخفه ومسحت دموعها وهى تقول:خمس دقايق ويكون قدامك

ربت على كتفها برفق وهو يبتسم وذهبت هى لتحضير العشاء لهُ وتوجه هو لوالدته التى كانت تجلس بالداخل ، تقدم منها وهو يقول بأبتسامه:ست الكل

نظرت لهُ بأبتسامه وقالت:تعالى يا جعفر

تقدم منها ومال بجزعه وهو يُقبل يدها قائلًا بأبتسامه:شايفك زى القمر النهارده

ضحكت هى بخفه وجلس هو أمامها ونظرت هى لهُ وقالت:يا واد يا بكاش

جعفر بأبتسامه:طب والله قمر

جميله بأبتسامه:مش هتبطل بقى يا جعفر

جعفر بهدوء:أبطل ايه بالظبط

جميله:جعفر … انتَ عارف كويس انا قصدى ايه

جعفر بهدوء:لا يا ماما مش هبطل وانتِ عارفه كدا كويس

جميله:يا ابنى انا خايفه عليك

جعفر:وانا قولتلك قبل كدا متخافيش انا زى الفل وعارف انا بعمل ايه كويس

زفرت جميله وهى تقول:يا ابنى أفهم

قاطعها جعفر وهو يقول:ماما الكلام فى الموضوع دا مش هيقدم ولا يأخر انا هفضل كدا ومش هتغير مهما حصل

تقدمت مها ووضعت الطعام أمامه وهى تقول بأبتسامه:عوزاك تدوق وتقولى ايه رأيك

جلست بجانبه وهى تنظر لهُ فتحدث هو وهو يستعد لتناول الطعام قائلًا:انتِ اللى عملاه

حركت رأسها برفق وهى تنظر لهُ بأبتسامه فقال هو:يبقى ضمنا دخولنا المستشفى

ضحكت وصفعته على ذراعه بخفه وهى تقول:ايه يا جعفر نفسى فى مره تقولى تسلم أيدك الأكل حلو يا مها أرفع من معنوياتى شويه

نظر لها وهو يقول:وانا مين يرفعلى من معنوياتى

مها:مرفوعه يا جعفر متستهبلش

ضحك بخفه وهو يتناول الطعام قائلًا:تصدقى الأكل حلو

نظرت لهُ وهى تقول:باين أوى أنك بتضحك عليا وبتسكتنى

جعفر بنفى:لا والله الأكل حلو أوى مش كلام وخلاص .. طلعتى شاطره يا مها تصدقى

حركت رأسها برفق وهى تنظر لهُ فقال هو بخفوت وهو ينظر لها:يا بت فكى شويه مالك قافشه من ناحيتى كدا ليه … وبعدين الأخوات ستر وغطا على بعض

نظرت لهُ بطرف عينها وقالت:يعنى عجبك بجد

أبتسم جعفر وهو ينظر لها قائلًا:زى العسل والله تسلم أيدك

أبتسمت بسعاده ورضا وقالت:بالهنا والشفا على قلبك

تحدثت جميله قائله:انا داخله أوضتى أنام

تحركت جميله ونظر جعفر لها وهو يقول:ليه ما انتِ قاعده معانا

جميله:عايزه أريح شويه

ذهبت جميله لغرفتها ونظر جعفر لمها وهو يقول بخفوت:هى أمك مالها النهارده ضاربه بوز كدا ليه

حركت رأسها برفق وهى تقول:معرفش من الصبح وهى كدا

حرك جعفر رأسه برفق وعاد يُكمل طعامه وهو يقول:خلى الواحد يكمل لقمته بدل ما يتسد نفسه وهو لسه مكالش

أبتسمت قائله:لا الزعل ملهوش دعوه بالأكل كُل براحتك

نظر لها وهو يقول بمرح:دا يا بخت اللى هياخدك والله هياكل أكل ملهوش حل

أبتسمت مها وقالت:قولى يا جعفر .. أخبار حبيبت القلب ايه

نظر لها جعفر بطرف عينه وهو يقول:وسوسه فى نفس الوقت ومش سهله

ضحكت مها وهى تقول:انا يا جعفر دا انا غلبانه

جعفر بسخريه:غلبانه اه يا شيخه أتنيلى

مها بضحك:طب قولى أخبارها ايه طمنى كدا

نظر لها جعفر وهو يقول:كويسه يا مها وبطلى يا سوسه عشان انا عارف دماغك فيها ايه

ضحكت مها وقالت:المهم حنت شويه ولا لسه

نظر لها للحظات ثم قال:مش عارف

نظرت لهُ بتفاجئ فقال هو:مجربتش أسأل نفسى السؤال دا بس حاسس بتشتت يعنى شويه أحس أنها مرتاحه معايا وحبانى وشويه لا

مها:أعذرها هى لسه صغيره ومش فاهمه مشاعرها بس مع الوقت هتعرف يا جعفر

جعفر بهدوء:تفتكرى

مها:وأفتكر كمان وإن شاء الله تبقى من نصيبك يا سيدى مفيش حاجه بعيده عن ربنا

شرد جعفر فى حديثها وهو حقًا لا يعلم إذا كانت تحبه ام لا فهذا السؤال لم يطرحه على نفسه من قبل ولكن حقًا يريد معرفه الأجابه

بعد مرور يومان

كان جعفر يستعد للنزول من منزله سمع صوت هاتفه يعلنه عن أتصال من بيلا ، خفق قلبه بقوه وهو يرى أسمها يُنير شاشه هاتفه ، أخذ هاتفه وأجابها بهدوء قائلًا:أيوه يا بيلا

تحدثت بيلا بهدوء وهى تقول:صباح الخير

جعفر:صباح النور

بيلا بتوتر:أسفه لو أزعجتك

جعفر بأبتسامه خفيفه:مفيش أزعاج ولا حاجه أؤمرى

ضغطت على يدها بتوتر وهى تقول:أحم بصراحه انا جعانه أوى ومفيش أكل هنا والبواب مش تحت وانا مش عارفه أعمل ايه فممكن تتصرف عشان مش عارفه أعمل حاجه

أتسعت أبتسامه جعفر وقال:عنيا حاضر ربع ساعة وهكون عندك

أبتسمت بيلا بخفه وهى تقول:شكرًا يا جعفر بجد

جعفر بأبتسامه:العفو مش هتأخر عليكى

بيلا بأبتسامه خفيفه:تمام باى

أغلقت معه ونظر هو لهاتفه بأبتسامه وأخذ أغراضه وذهب

فى منزل جعفر

كانت بيلا جالسه وهى تنظر حولها بملل وهى لا تعلم ماذا تفعل فهى تشعر بالملل ولا تعلم ماذا تفعل ، نهضت بهدوء وبدأت تتجول فى المنزل ، دلفت غرفه النوم وأضاءت الضوء ونظرت حولها ، دلفت بهدوء وهى تنظر حولها ، توجهت لخزانه الملابس وفتحتها بهدوء ورأت ملابس لجعفر عقدت حاجبيها بتعجب وهى تنظر لها وهى تتسأل كيف جاءت هذه الملابس إلى هنا ، ولكن بعد لحظات أستنتجت بأنه كان يبيت هنا بمعظم الأوقات ، لم تدرى بنفسها وهى تمدّ يدها وتخرج قميصًا أسود اللون وهى تنظر لهُ بهدوء ، قربته من أنفها وأشتمت رائحته التى ترافقه دائمًا والتى تشتمها من على بعض أميال ، شعرت


بمشاعر كثيره فى هذه اللحظة وتذكرت مواقفها معه وكيف دافع عنها وقام بحمايتها من فتحى وشره وكيف أنقذها أيضًا من والدها وكيف أنقذها من الموت ، العديد والعديد من المواقف تهاجمها ، شعرت بمشاعر غريبه لأول مرة تشعر بها وتشعر بالتشتت لا تعلم ماذا يحدث معها ، نظرت لقميصه للحظات وشعرت بأنها حقًا تُحبه ، يبدوا بأن صديقتها هنا كانت محقه فى حديثها ، تذكرت أيضًا عندما كانت هنا تتغزل بهِ وكيف عنفتها وغضبت وقتها ، كل هذا يؤكد لها بأنها حقًا أحبته فنحن لا نستطيع التحكم بمشاعرنا دائمًا ولكننا نستطيع أن نخبئها ولا نظهرها أمام أحد ونحتفظ بها لأنفسنا ، ولكنها لن تخبره بأنها تشعر بمشاعر تجاهه وستفضل الصمت ، أخرجها من شرودها طرقات على الباب ، نظرت للخارج ثم لقميصه الذى بين يديها فأعادته مره أخرى وأغلقتها مره أخرى وخرجت بهدوء وهى تُحاول أن تهدء ، فتحت الباب بهدوء ولم يكن الطارق سوى جعفر نظرت لهُ وقال هو بأبتسامه جميله:صباح الخير

نظرت لهُ وأبتسمت بخفه وقالت:صباح النور

مدّ يده بالحقائب وهو يقول بأبتسامه:تقدرى تفطرى

نظرت ليده وقالت:بس انا مش هاخد الأكل دا

نظر لها وتلاشت أبتسامته وهو يقول:ليه

بيلا بهدوء:مش هاكل أكل انا مش دافعه حقه

زفر جعفر بهدوء وحرك رأسه برفق وهو ينظر لها قائلًا:بيلا بطلى هبل أحنا جيران وأهل مفيش بينا الكلام دا

بيلا بهدوء:انا أسفه بس انا مش هاخده

جعفر:خلاص ممكن تاخديه وتفطرى وهبقى أحاسب خالتى هناء

نظرت لهُ بيلا للحظات ثم قالت بهدوء:ماشى

مدّ يده بالحقائب ومدّت هى يدها وأخذتهم منه ونظرت لهُ قائله:شكرًا يا جعفر تعبتك معايا

نظر لها بأبتسامه وهو يقول:ولا تعب ولا حاجه انتِ تؤمرى فى أى وقت

أبتسمت بخفه وقالت:طيب عن أذنك عشان أفطر

حرك رأسه برفق وهو يقول:أتفضلى

ذهب هو بعدما نظر لها نظره أخيره وأغلقت هى الباب خلفه وعلى ثغرها أبتسامه جميله ، نظرت للحقائب وهى تشتم رائحه الطعام الشهيه فدلفت للمطبخ وبدأت بوضع الطعام فى الصحون وهى تشعر بالجوع الشديد ، بينما نزل جعفر وعلى ثغره أبتسامه جميله وهو يشعر بالسعاده عندما رأها أمامه مره أخرى وتحدث معها ، إنه الآن فى قمه سعادته

فى الأعلى

وضعت بيلا الطعام فى الصحون ووضعتهم على الطاوله وقامت بتشغيل التلفاز وجلست تتناول الفطور بأبتسامه ولكنها نهضت سريعًا وأخذت هاتفها وهى تنظر بهِ

على الجهه الأخرى

كان جعفر يسير بهدوء حتى سمع صوت رنين هاتفه ، أخرجه من جيب بنطاله ورأى المتصل بيلا عقد حاجبيه وأجابها قائلًا:ايه يا بيلا فى حاجه ولا ايه


تحدثت بيلا بتوتر وهى تقول بتلعثم:لا أبدًا هو انتَ مشيت

جعفر بتعجب:يعنى مبعدتش أوى حصل حاجه ولا ايه !

بيلا بتوتر:لا محلصش حاجه

جعفر بحيرة:أومال مالك محتاجه حاجه

بيلا بتوتر شديد:بصراحه اه

جعفر:طيب قولى محتاجه ايه ايه اللى مخوفك

بيلا بتوتر وحرج:بصراحه انا كنت عايزه عصير بس أتكسفت أقولك

أبتسم جعفر وهو يقول:يعنى كل الخوف دا والتوتر عشان عصير

عاد جعفر مره أخرى وهو يقول بأبتسامه:خمس دقايق وأكون عندك

أغلق معها بينما هى ضربت على رأسها وهى تشعر بالحرج من سخافتها ، جلست مره أخرى وهى تنتظره

فى مكان أخر

“الصعيد”

دلف الحاج عبد المعز من الخارج وهو يقول:سلام عليكم

ردّ الجميع السلام وجلس هو بهدوء ، نظر لهُ أبنه الأكبر صلاح وهو يقول بصوته الرجولى:مالك يا بوى باين عليك مدايج

تحدثت الحاجة عزيزه وهى تقول:مالك يا خوى چاى جالب وشك أكده ليه

عبد المعز بجديه:أسمع يا صلاح زين وركز فاللى هجوله دا كويس جوى

صلاح بإنصات:خير يا بوى

عبد المعز:عاوزك تاخد بالك زين من عيله الهوارى دى وعينك متتشالش من عليهم واصل كبيرهم وصغيرهم

عزيزه:ليه يا خوى

عبد المعز:الهوارى أتچنن وبيهددنى هيحرج الأرض باللى فيها

ضربت على صدرها وهى تقول بصدمه:يا مصيبتى ليه يا عبد المعز

عبد المعز بغضب:أتچنن يا عزيزه … أتچنن وهو مش جد چنانى

صلاح بجديه:متجلجش يا بوى محدش هيجدر يجرب من الأرض دى واصل وبعدين ناسى أنه بيلاعب ناس هو مش جدهم

عبد المعز:أديك جولتها … انتَ وحاتم وحليم عنيكوا عليهم وأى حركه أكده ولا أكده تتصرفوا بمعرفتكوا

حاتم:متجلجش يا عمى مهنسمحش لحد منِهم واصل يعملوا حاچه

حليم:متجلجش يا بوى من حاچه

عبد المعز:لساتك بردك يا صالح على وضعك


صالح بجديه:أيوه يا بوى ومهغيرش رأيى

عزيزه:يا ابنى أكده مش صوح بلاش تمشى ورا دماغك

عبد المعز:صلاح .. انتَ راچل وعاجل وفاهم … اللى بتعمله دا غلط خنجاتك مع مرتك دى على كل صغيره وكبيره مش صح لازم متبجاش عصبى عمال على بطال البت زينه ومشوفناش منِها حاچه عفشه

صلاح بضيق:يا بوى انتَ متعرفش حاچه

عبد المعز:لا يا صلاح أنى عارف زين كل حاچه … يا ابنى مرتك دى مفيش زيها دى تتحط على الچرح يطيب انتَ اللى جاسى فى معاملتك معاها وهى كل اللى بتعمله بتجولك حاضر على كل حاچه عمرها عصت أوامرك

أردف صلاح بضيق:لاع

عبد المعز:خلاص انتَ اللى تغير من نفسك يا صلاح انتَ اللى وحش عاملها حلو هتلاجيها أتغيرت معاك انتَ اللى وصلتها لاكده متچيش بجى تحط غلطك على شماعه غيرك

عزيزه:بص يا ولدى أنى مشوفتش منِها حاچه عفشه واصل والبت زينه وبنت ناس متخسرهاش عشان مترچعش تندم بعدين

زفر صلاح بغضب ونهض تاركًا أياهم وهو يهندم جلبابه وخرج من المنزل تحت أعينهم ، زفرت عزيزه بقله حيله ونظرت لعبد المعز الذى حرك رأسه برفق وهو يقول بقله حيله:لا حول ولا قوة إلا بالله … ربنا يهديك يا ولدى ويهدى سركم

فى القاهره

عده طرقات على الباب ، ذهبت بهدوء وفتحت الباب وكان يُطالعها بأبتسامه ، نظرت لهُ وقالت:انا أسفه لو رجعتك من مشوار كبير

أتسعت أبتسامه جعفر ومدّ يده بحقيبه أخرى وهو يقول:متتأسفيش

مدّت يدها وأخذت الحقيبه منه وهى تقول بحرج:شكرًا يا جعفر

جعفر بأبتسامه:العفو انا معملتش حاجه

خرجت هناء وهى تقول:جعفر واقف كدا ليه يا ابنى أدخل موقفاه كدا ليه يا بيلا مش كفايه قاعدين فى شقته

أبتعدت بيلا بحرج وهى تنظر للجهه الأخرى بل تركتهما ودلفت بينما أقتربت هناء منه وهى تقول:تعالى يا حبيبى واقف ليه أدخل دا بيتك

جعفر بأبتسامه:أزيك يا خالتى

هناء بأبتسامه:نحمده ونشكر فضله يا ابنى

جعفر:جيت بس عشان اجيبلكوا فطار بيلا أتصلت بيا وقالتلى

هناء بأبتسامه:كتر ألف خيرك يا ابنى ربنا ما يحرمنا منك يا حبيبى

جعفر:لو محتاجين حاجه انا موجود

هناء بأبتسامه:كتر خيرك يا حبيبى لولا بس البواب مش موجود مكناش خليناك تيجى المشوار دا كله

جعفر بأبتسامه:تعبكوا راحه يا خالتى

هناء:تعالى عايزه أتكلم معاك شوية

دلف جعفر معها وجلسا بغرفه المعيشة وكانت بيلا جالسه وتتناول الفطور وهى تشرب القليل من العصير وتشاهد التلفاز ، جلست هناء وبجانبها جعفر بالقرب منها والذى نظر لها وأبتسم عندما رأها مندمجه بشده فى مشاهده التلفاز وتبتسم من الحين للآخر ، أستفاق على صوت هناء التى قالت:قولى يا جعفر حصل جديد


نظر لها وهو يقول بهدوء:حصل

هناء بتساؤل:حصل ايه ؟

تحدث جعفر بخفوت كى لا تسمعه بيلا قائلًا:فتحى عرف أن بيلا مش فى البيت وقلب الحاره وشد مع عم فارس وجاب رجاله وقوم الدنيا ومقعدهاش

هناء بصدمه:يا نهار أسود وبعدين عمل حاجه لفارس

نظر لها جعفر قليلًا فقالت هى:عمل ايه يا جعفر

زفر جعفر بهدوء ونظر لها قائلًا:ضربه بالقلم

شهقت هناء بصدمه ووضعت يدها على فمها فنظرت بيلا لهما وهى تقول بقلق:فى ايه يا ماما

نظر جعفر لها ورأى معالم الخوف والقلق يظهران على وجهها بينما تحدثت هناء بصدمه وهى تقول:فتحى

نهضت بيلا وأقتربت منهما وجلست على المقعد امامهما وهى تقول بقلق:فى ايه يا ماما

لم تتحدث هناء بينما زفرت هى ونظرت لجعفر وهى تقول:فى ايه يا جعفر حصل ايه

هناء بتوعد:حسابك معايا يا فتحى الكلب

جعفر:بلاش يا خالتى انتِ مش عايزين حُرمه تدخل فى الموضوع انا خدت حق عم فارس تالت ومتلت من أمه فكرك هشوف حاجه زى دى وأسكت عليها … انا كنت عامل حسابى وجبت رجاله وروقوهم وأدبت فتحى بنفسى وسط أهل الحاره كلهم هو وفتوح الكلب اللى كان ورا كل دا

هناء بتعجب:فتوح !

جعفر:أيوه فتوح هو اللى خد منى التليفون على أساس هيعمل مكالمه وبعت الرساله دى لبيلا كان مطبخها مع فتحى

شحب وجه بيلا عند سماع أسمه ولاحظت هناء ونظرت لها ويليها جعفر الذى نظر لها ، تحدثت بيلا برعب وهى تقول:فتحى

جعفر بأطمئنان:متخافيش فتحى أتأدب وسط أهل الحاره وميعرفش مكانك لحد دلوقتى ولا هيعرفه انا مراقبه هو واللى معاه

هناء:وبعدين يا جعفر

نظر لها جعفر وهو يقول:مفيش خلصت الموضوع

هناء:وفارس … أكيد كلمك عشان يشكرك

ضحك جعفر بخفه ثم نظر لها قائلًا:عم فارس يشكرنى انا

تعجبت كلًا من هناء وبيلا فتحدث جعفر قائلًا:عم فارس أتهمنى أنى خاطف بيلا وهيعمل فيا محضر يشكرنى ايه بس يا خالتى

صُدمت هناء وبيلا التى قالت:وانتَ معملتش حاجه

نظر لها جعفر وهو يقول:قولتله لو معاك دليل روح أعمل هخاف منه انا يعنى وأظهرك

هناء بصدمه:انا معرفش ايه اللى حصله بس

تحدثت بيلا بدموع حبيسه وصوتٍ مهزوز قائله:جعفر متقولهوش على مكانى .. انا مش عايزه أشوفه تانى انا خايفه منه أكيد بيعمل كدا عشان يموتنى

جعفر بهدوء:متخافيش من حاجه ومش هيعرف يوصلك مهما عمل ولو حتى عرف انا فى ضهرك متخافيش من حاجه

هناء بخوف:انا خايفه على بيلا أوى يا جعفر انا مش مطنمه عليها وهى لوحدها

فهم جعفر مغزى حديثها وقال:متخافيش عليها أتطمنى المهم خلى صحبتك دى متجيش هنا الفتره دى لأن ابوكى مش هيسكت وهيراقبها لحد ما يعرف مكانك

هناء:لسه كنت بقولها كدا إمبارح والله يا جعفر

جعفر:انا عارف أن الدنيا هتقوم ومش هتقعد بعد اللى حصل بس مهما يحصل بيلا مش هيحصلها حاجه ولا هتتجوز من الزفت دا

بيلا بأبتسامه:انا مش عارفه أقولك ايه يا جعفر بجد كلمه شكرًا قليله على اللى بتعمله معايا

نظر لها جعفر وأبتسم قائلًا:متشكرنيش يا بيلا تانى

هناء:تعالى يا جعفر عيزاك فى كلمه على أنفراد

تعجب جعفر ولكنه ذهب معها تحت نظرات بيلا المتعجبه ، دلفت هناء للشرفه ويليها جعفر وأغلقت الباب خلفها ونظرت لهُ قائله:هسألك سؤال وتجاوبنى عليه بصراحه يا جعفر

نظر لها جعفر وهو يقول:ايه هو

هناء:انتَ بتحب بيلا

صمت جعفر ولم يجيبها وتوتر قليلًا ونظر للجهه الأخرى وكانت هناء تُراقب تصرفاته بدقه والتى قالت:جاوبنى يا جعفر

نظر لها جعفر وقال بقله حيله:ايوه يا خالتى بحبها

سعدت هناء وقالت:كنت عارفه

زفر جعفر ونظر لها قائلًا:انا بحبها بس عارف أنها مبتحبنيش ولا هتحبنى

هناء:ليه يا جعفر

جعفر بأبتسامه ساخره:انا وهى مختلفين يا خالتى بيلا متعلمه وضامنه مستقبلها وهتلاقى شغل وهتكون حاجه كبيره أن شاء الله بس انا لا … انا لا متعلم ولا ليا مستقبل من الأساس ولا أتحب أساسًا وأنتوا ما شاء الله مرتاحين ماديًا انا لا يا خالتى وانتِ عارفه كدا كويس … عارفه نظره الناس ايه وقتها .. جعفر اللى لا راح ولا جه وبلطجى واخد بنت فارس المتعلمه بنت الناس اللى تستاهل واحد أحسن منه

هناء بأبتسامه ودموع:لا يا حبيبى متقولش كدا يا جعفر دى ظروف وبنتحط فيها يا ابنى وانتَ فكرك انا هسمح حد يقول كلمه وحشه فى حقك دا انا أكله بسنانى انتَ ابنى يا جعفر وصدقنى انا مش مأمنه على بنتى غير وهى معاك صدقنى … أنتوا متربيين سوا ومن صغركوا وانا بشوفك بتدافع عنها دى شخصيتك من وانتَ صغير يا جعفر مش جديد عليك الموضوع بس محتاج اللى يفهمك صح وبعدين لو دورنا على كلام الناس مش هنعرف نعمل حاجه خالص وهنفضل مكانا مش هنقدم خطوه ولا هنأخر … هنا صاحبتها حتى شافت نظراتك ليها كذا مره وفهمت من أول مره .. بس هرجع وأقولك دا قسمه ونصيب يا حبيبى وبيلا عشان مشدوده شويه من موضوع فتحى فخايفه وانا لو عليا عايزه اجوزهالك من دلوقتى بس انا لسه معرفش هى بتفكر فى الموضوع ولا لا بس أكيد يعنى فى دماغها انا عمومًا هتكلم معاها وأشوف دماغها فيها ايه وأن شاء الله خير ومتفكرش كدا تانى عشان مزعلش منك أتفقنا

حرك رأسه برفق وهو يقول بأبتسامه:أتفقنا

ربتت على كتفه وهى تقول بأبتسامه:زعلك غالى عليا يا جعفر مش عوزاك زعلان بالشكل دا

جعفر بأبتسامه:عنيا يا خالتى

هناء بأبتسامه:تسلملى يا حبيب خالتك

سمع رنين هاتفه يعلنه عن أتصال فنظر بهِ وكان مُنصف فأغلق بوجهه وقالت هناء:صحابك بيستعجلوك

أبتسم جعفر وضحكت هناء وربتت على كتفه وقالت:روح وهبقى أتطمن عليك وهكون على تواصل معاك

حرك رأسه برفق وهو ينظر لها بأبتسامه وخرج وهى تنظر لهُ بحزن ، خرج جعفر وذهب لباب المنزل دون أن ينظر لها وخرج بينما تعجبت هى كثيرًا وهى تنظر لأثره ، وقف جعفر عن النزول وهو يسمع صوتها تستوقفه ، ألتفت ونظر لها ونزلت هى عده درجات حتى وقفت بالقرب منه وهى تنظر لهُ قائله:انتَ كويس

لا يعلم لما شعر بالسعاده عندما سألته ولكنه أجاب بهدوء وقال:كويس

بيلا بتساؤل:هى ماما قالتلك حاجه زعلتك ؟

صمت لبُرهة قبل أن يُحرك رأسه نافيًا وهو ينظر لها بأبتسامه فقالت هى:انتَ بتكدب عليا يا جعفر على فكره انا منستش

اتسعت أبتسامته ورأها تتركه وتعود مره أخرى بينما عقد حاجبيه وغابت هى للحظات ثم عادت مره أخرى وأقتربت منه وهى تمدّ يدها لهُ قائله:متزعلش حقك عليا

نظر ليدها وكانت هى تُمسك قطعه شيكولاته مُغلفه فنظر لها مره أخرى وأخذها منها قائلًا:شكرًا

أبتسمت بيلا وقالت:متشكرنيش انتَ اللى جايبها

ضحك جعفر بخفه وقال:أصلًا

حركت رأسها برفق وهى تنظر لهُ بأبتسامه قائله:أصلًا

أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره وقال:ماشى يا ستى

كان سيذهب ولكن أوقفه قولها:مش زعلان بجد

توقف مره أخرى وادمعت عيناه ولكنه تمالك نفسه سريعًا وألتفت إليها وقال:لا مش زعلان

تركها ونزل مُسرعًا وتابعته هى حتى اختفى من أمام عينيها فزفرت بهدوء وهى لا تعلم ما بهِ ودلفت مره أخرى

فى مكان أخر

كان فارس غاضبًا بشده وهو يقول:بتهرب وتجيبلى الفضايح … ماشى يا بيلا وربى لوريكى أسود أيام حياتك

تحدثت هى قائله:وانتَ ماسك فى المفعوصه دى وسايب الهانم التانيه

فارس بتوعد:والله لوريها هى كمان مش هرحمها بس تيجى … لو انطبقت السما على الأرض مش هجوزه ليها وهتتجوز فتحى

تحدثت بأبتسامه جانبيه قائله:براڤو عليك يا بيبى هو دا الكلام

فى مكان أخر

هنا:ايوه يا بيلا بس ليه بردوا

بيلا:ماما بتقولى جعفر قالها أنهم أكيد مراقبينك عشان يعرفوا مكانى لأنهم مش ساكتين

زفرت هنا وهى تقول بقله حيله:وبعدين مش هتفضلى كدا كتير يا بيلا وعندك جامعه ومحاضرات وامتحانات بتقرب

بيلا بقله حيله:اعمل ايه بس يا هنا مش بأيدى وخايفه أسقط

هنا:ربنا يفرجها وتخلصى من كل دا يا حبيبتى يارب

بعد مرور شهر

عده طرقات على الباب ، تقدمت هناء وفتحت الباب وهى تقول:جعفر … تعالى يا ابنى

دلف جعفر بهدوء وخرجت بيلا من غرفتها على صوت والدتها وهى تنظر لجعفر بأبتسامه بعدما أختفى أسبوعان لا تعلم عنه شئ ، جلس وجلست هناء بجانبه وهى تقول:ايه يا جعفر يا ابنى اختفيت فجأه ومحدش عارف عنك حاجه فى ايه

اقتربت بيلا وجلست أمامه وهى تنظر لهُ وتلاشت أبتسامتها عندما رأت أثار ضرب وتعذيب على يده وأسفل عينه ، نظرت لهُ قائله بهدوء:ايه اللى عمل فيك كدا يا جعفر

نظرت لها هناء بتعجب ثم نظرت لهُ ورأت أثار الضرب على يده وأسفل عينه فشهقت بصدمه وهى تقول:يا لهوى ايه اللى عمل فيك كدا يا جعفر يا ابنى

ربتت على كتفه وهى تقول:جعفر

نهضت بيلا وذهبت وقالت هناء:ايه اللى حصلك يا ضنايا مين المؤذى اللى عمل فيك كدا

لحظات واقتربت بيلا ووضعت كوب الماء وكوب العصير وهى تنظر لهُ بقلق واضح ، تحدث جعفر أخيرًا وهو يقول بهدوء:عم فارس عمل فيا محضر وخدونى على القسم

شهقت هناء بصدمه وهى تقول:يا مصيبتى ليه يا جعفر

جعفر:بعد ما مشيت من عندكوا أتأخدت بليل وانا برا واتحبست تلات أيام على ذمه التحقيق وبعدها فضلت أسبوعين فى السجن لحد ما حد من أهل الحاره أبن حلال جه ومعاه شويه شهود وبانت برائتى وخرجت ولسه خارج النهارده … عملى محضر بأنى خاطف بيلا وبهدده بيها

وضع يديه على وجهه وقالت هناء بصدمه:انتَ مضروب منهم جوه

حرك رأسه برفق فنظرت هناء لبيلا التى كانت لا تقل صدمتها عنها وهى تنظر لجعفر بدموع لقد تم حبسه وتعذيبه بسببها من قبل والدها ، ربتت هناء على ظهره بمواساه وهى تقول:حقك عليا يا ابنى كل البلاوى اللى بتحصلك دى بسببنا حقك عليا

بيلا:خرج نفسك من الموضوع دا يا جعفر كفايه عليك كدا

نظر لها جعفر وكانت هى تنظر لهُ بعينان لامعتان فقال هو بحده:انا مش هشيل أيدى من الموضوع .. مش عشان سجنى هخلع مش جعفر اللى يسيب حقه

هناء:يا حبيبى أحنا خايفين عليك فارس طلع مش سهل

مسح جعفر على وجهه وهو يقول:وانا مش خايف منه وهو بدء يبقى يستحمل بقى

جاء هاتف لهناء نظرت لهاتفها وقالت:رجعالكوا تانى

نهضت وأجابت على الهاتف وأبتعدت بينما نظرت بيلا لجعفر وهى لا تعلم ماذا تفعل فهى تشعر بالإحراج والحزن من أجله وهى ترى حالته المحزنه تلك ، تحدثت بهدوء وهى تقول:أشرب العصير

نظر لها فقالت فى محاوله منها لتلطيف الجو:عشان تهدى شويه

زفر بهدوء وأخذ الكوب وأرتشف منه قليلًا فقالت هى:ايه رأيك

نظر لها وقال:حلو أوى

أبتسمت قائله:انا اللى عملاه

جعفر بأبتسامه خفيفه:عشان كدا

شعرت بالخجل ونظرت للجهه الأخرى ولكن لا تُنكر بأنها سعيده الآن فأكمل هو شرب العصير وبعد القليل من الوقت عادت هناء وقالت:ها هديت شويه

حرك رأسه برفق وهو ينظر لها فقالت هى:حقك عليا انا مش عارفه أقولك ايه والله يا ابنى

جعفر:متقوليش حاجه يا خالتى حصل خير

هناء:انا كلمت اخويا اللى فى الصعيد وحكيتله على كل حاجه

بيلا:قالك ايه

هناء:بهدل الدنيا وحالف ياخدنا الصعيد وبيقولى عايز أقولك على حاجه بس لما اجى

جعفر:مش هيسكت يا خالتى

هناء بيأس:ما انا عارفه

بيلا برفض:لا يا ماما انا عندى أمتحانات وغير كدا عايز يجوزنى حليم وانا مش موافقه انا مخلصتش من فتحى عشان يجوزنى حليم

جعفر بتساؤل:مين حليم دا ؟

هناء:ابنه

زفرت بيلا بغضب وقالت:ناقصه قرف انا تعبت من العيشه دى كل حاجه فيها بالإجبار

دلفت لغرفتها وصفعت الباب خلفها بينما نظر جعفر لهناء التى زفرت وهى تقول:اعمل ايه بس ياربى مش عارفه ألاقيها منين ولا منين

جعفر:سهله تقوله مش عايزه ايه اللى هيجرى

هناء:لا أزاى حليم يولع فينا كلنا

جعفر بحده:هو عافيه

هناء:وغير كدا يا ابنى هى مبتحبهوش أصلًا ومبتطقهوش

جعفر:طب وبعدين أدى مصيبه تانيه

هناء بقله حيله:معرفش انا دماغى هتتفرتك

زفر جعفر بهدوء ونظر أمامه ، لحظات وقالت:جعفر انا كنت عايزه أقولك حاجه كدا بس خايفه

نظر لها وهو يقول:خايفه من ايه يا خالتى قولى

نظرت لهُ وهى تشعر بالتردد والقلق فقال هو بقلق:قولى انا قلقت

نظرت لهُ وقالت:بيلا تقولك هى

نهضت وأتجهت لغرفه بيلا وغابت للحظات ثم خرجت وقالت:تعالى يا جعفر

نهض جعفر بتعجب وهو لا يفهم شئ وقالت:بيلا فى البلكونه مستنياك

جعفر بقلق:فى حاجه بجد

هناء:هتعرف منها كل حاجه

أتجه جعفر للشرفه بقله حيله وهو برأسه العديد والعديد من الأسئله ، دلف وجدها تنتظره وقف أمامها بهدوء ونظر لها قائلًا:فى ايه يا بيلا خالتى عماله تقولى بيلا عايزه تقولك على حاجه ومش راضيه تقول

نظرت لهُ بيلا وهى متوتره بينما كان هو ينظر لها فقالت بتوتر وهى تلعب بأصابعها قائله:جعفر انا … انا كنت عايزه أقولك حاجه بس خايفه

جعفر بتعجب:خايفه من ايه !

جعفر بهدوء:قولى وانا أكيد هفهمك متخافيش

نظرت لهُ بخوف وقالت بتوتر وتلعثم:انا عارفه أنك بتحبنى ومش عايز تعرفنى لأسباب انا وانتَ عارفينها كويس … مش كدا

لحظات وحرك رأسه برفق وهو يقول:ايوه

بيلا بتوتر:بُص انا مش عارفه إذا كنت هتفهمنى ولا لا بس ممكن لو انتَ فعلًا زى ما بتقول تفهمنى

جعفر:موافق يا بيلا

نظرت لهُ بصدمه وهى تقول:موافق على ايه

جعفر:موافق أتجوزك بدافع الحماية .. مش دا اللى عاوزه تقوليه وخايفه
نظرت لهُ بيلا وهى متوتره بينما كان هو ينظر لها فقالت بتوتر وهى تلعب بأصابعها قائله:جعفر انا … انا كنت عايزه أقولك حاجه بس خايفه

جعفر بتعجب:خايفه من ايه !

بيلا:خايفه ترفض أو تفهمنى غلط

جعفر بهدوء:قولى وانا أكيد هفهمك متخافيش

نظرت لهُ بخوف وقالت بتوتر وتلعثم:انا عارفه أنك بتحبنى ومش عايز تعرفنى لأسباب انا وانتَ عارفينها كويس … مش كدا

لحظات وحرك رأسه برفق وهو يقول:ايوه

بيلا بتوتر:بُص انا مش عارفه إذا كنت هتفهمنى ولا لا بس ممكن لو انتَ فعلًا زى ما بتقول تفهمنى

جعفر:موافق يا بيلا

نظرت لهُ بصدمه وهى تقول:موافق على ايه


جعفر:موافق أتجوزك بدافع الحماية .. مش دا اللى عاوزه تقوليه وخايفه

نظرت بيلا للجهة الأخرى بحرج وهى لا تعلم ماذا تفعل فهى بموقف لا تحسد عليه الآن ، بينما زفر جعفر بعض الهواء وهو ينظر للسماء التى كانت النجوم تُزينها ثم نظر لها وقال بصوتٍ هادئ:بيلا … انا عارف أنه قرار صعب ومُحرج فى نفس الوقت .. بس انتِ محتاجه وقت

قاطعته بيلا وهى تقول:لا يا جعفر مش محتاجه دا أنسب حل … انا هتجوزك وهقولهم أن انا مختاراك بإرادتى ومش مغصوبه لأن بابا هيحاول يأذيك … بس انتَ مستعد ؟

قالت الأخيرة بتساؤل فأجابها مُبتسمًا صاحب العينان الخضراء:مستعد فى أى وقت ولأى حاجه وعشان أى حد

شعرت ببعض الخجل فقالت:هو بصراحه فى حاجه كمان

جعفر:معنديش مشكله

نظرت لهُ بفم مفتوح وصدمه وهى تسمعه يقول:طالما دا هيريحك تمام

أبتلعت تلك الغصه ونظرت لهُ قائله بهدوء:هشرحلك كل حاجه بعدين وهوضحلك الأمور

حرك رأسه برفق وهو ينظر لها بأبتسامه

بعد مرور ثلاث أيام

“بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير”

بدأت هنا تُزغرط بسعاده ونظرت بيلا لجعفر الذى كان يرتدى بدله بسيطه قد أخذها من صديقه منصف وكانت بيلا ترتدى فستانًا بسيطًا لونه أبيض هادئ للغايه

هناء بأبتسامه وفرحه:الف مبروك يا حبايبى انا مبسوطه أوى وحاسه أنى بحلم مش مصدقه

أكرم بأبتسامه:انا سلمتك أختى يا جعفر وانا عارف انا بسلمها لمين أوعى يا جعفر تزعلها أو تعمل حركه كدا ولا كدا انا عارفك

نظف جعفر حلقه ونظر لهُ قائلًا:انتَ بتشككها فيا من دلوقتى

أكرم:انا بعرفك بس

هنا بسعاده:انا مش مصدقه بجد ألف مبروك يا روح قلبى انا مبسوطالك جدًا

إبتسمت بيلا وعانقتها بحفاوة وهى تقول بأبتسامه:الله يبارك فيكى يا حبيبتى أعبالك

بعد العديد من المباركات نظرت بيلا لجعفر وأقتربت منه قائله:محتاجه أتكلم معاك شويه يا جعفر

نظر لها جعفر قليلًا ثم حرك رأسه برفق وذهب معها لغرفه خالية ، دلف ودلفت خلفه وأغلق هو الباب خلفه وتقدم منها حتى وقف أمامها ونظر لها قائلًا بهدوء:خير يا بيلا عوزانى فى ايه

نظرت لهُ بيلا وهى لا تعلم ماذا تفعل وماذا تقول وكانت تلعب بأصابع يدها بتوتر بالغ فأمسك هو يدها بينما شعرت هى بالخوف وكادت أن تُبعد يده قاطعها وهو يُمسك يديها باليد الأخرى وقال بنبره هادئه وهو ينظر لها قائلًا:مش عايزك تخافى من أى حاجه يا بيلا لا انا هقدر أأذيكى ولا غيرى … انا بس عايزك تطمنيلى مش أكتر .. ايه رأيك نبقى صحاب

نظرت لهُ قليلًا ثم حركت رأسها برفق وهى تنظر لهُ وهى تبتسم برفق ورقه فقال هو:من غير ما تتكلمى معايا انا أول حاجه موافق بإرادتى وانتِ عارفه جعفر مبيتجبرش على حاجه هو مش عاوزها وانا قد المسئوليه يا بيلا وهحميكى من أى حد يفكر يأذيكى أو يفكر فيكى تفكير مش لطيف … وبعدين انتِ دلوقتى مراتى على سُنة الله ورسوله يعنى بقيتى جزء منى وهخاف عليكى من أقل حاجه … علاقتنا ببعض هتكون أتنين صحاب

نظرت لهُ بيلا وهى تشعر بالذنب قائله:يعنى مش ندمان أنك متجوزنى كحماية لفتره مؤقته وهتسيبنى

نظر لها ولا يعلم لما شعر بالحزن فجأه وألمه قلبه عندما ذكرته بأنه زواج مؤقت وسينتهى ، حرك رأسه برفق وهو يُمسدّ على رأسها بيديه قائله بأبتسامه وجع:لا مش ندمان بالعكس دى أحلى فتره هقضيها معاكى ومتحمس جدًا للى جاى المهم عاوزك تجمدى قلبك لأنى أكيد هييجى عليا وقت وهحتاجك جنبى

تحدثت بهدوء وهى تنظر لهُ قائله:اكيد دا واجبى

أبتسم جعفر بخفه ولكن قاطع لحظتهم تلك طرقات على الباب يليها دلوف هناء التى نظرا لها وهى تقول بتوتر:بيلا

نظرت لها بيلا وهى تقول بتوتر:فى ايه يا ماما

هناء بخوف:حليم عرف وكذلك خالك وقربوا يوصلوا

شعرت بيلا بالخوف فور سماعها كلمات والدتها ولاحظ جعفر هذا فتدخل قائلًا:وفين المشكله ينوروا … ضيوف وجايين يوجبوا

نظرت لهُ بيلا والخوف يشع من عينيها مسدّ على ذراعها وهو يقول:قولتلك متخافيش من حاجه طول ما انا معاكى

ضمها برفق وهو يُربت على ظهرها بحنان وشعرت بيلا بالراحه لأول مره فضمته وعينيها تلتمع بالدموع بينما نظر جعفر لهناء التى لا تعلم على ماذا ينوى

فى الخارج

كان منصف ولؤى وسراج يقفون مع بعضهم فى حين خرج جعفر وأقترب منهم بعدما ذهب الجميع ولم يتبقى سوى أصدقاء جعفر وهنا صديقه بيلا ، وقف معهم ونظر ثلاثتهم لهُ وأردف سراج بغمزه مشاكسه لهُ قائلًا:ايه يا عريس حد يسيب عروسته ويقف مع صحابه

جعفر بجديه:صحصحوا عشان أحتمال أحتاجكوا دلوقتى

مُنصف:فى حاجه ولا ايه

ما إن انتهى حتى دلف الحاج عبد المعز بهيبته كونه كَبير البلد وخلفه حليم أبنه وصلاح وحاتم والحاجة عزيزه ، خرجت هناء وهى تنظر لأخيها بهدوء الذى وقف وضرب بعصاته على الأرض وخلفه ولديه وأبن أخيه وبجانبه زوجته وهو ينظر لهناء بحده التى أقتربت وهى تقول بهدوء:أزيك يا عبد المعز ليك وحشه يا اخويا

عبد المعز بحده:عملتيها يا هناء

نظرت هناء للجهة الأخرى بينما نظر عبد المعز لأربعتهم وهو يقول بسخريه:فين العريس بجى

تقدم جعفر وهو ينظر لهُ فنظر لهناء بحده ونظره ذات معنى ثم عاد بنظره لجعفر وهو يقول:والأخ منين ولا معاه ايه

وقف جعفر بثقه وقال:معايا ربنا

عبد المعز:ونعمه بالله بس أنى مجصديش أكده

جعفر:معيش حاجه … بنى آدم زيى زيك

نظر لهُ عبد المعز نظره ذات معنى وقال:أسمك ايه

جعفر بهدوء:جعفر

نظر عبد المعز لهناء وقال بغضب:يعنى ايه تچوزى بنتك لواحد زى دا يا هناء دونًا عن رچاله الدنيا كلاتها ملجتيش غير دا

غضب جعفر وكان سيتحدث أوقفته يد سراج الذى نظر لهُ نظره ذات معنى فتحدثت هناء قائله:بعد أذنك يا عبد المعز .. متغلطش فيه … جعفر راجل وسيد الرجاله وانا عرفاه كويس أوى انا مش هسلم بنتى لأى واحد وخلاص غير لما اكون عرفاه كويس أوى

تحدث حليم بغضب قائلًا:يعنى ايه چوزتيها وانى روحت فين يا عمتى أنى جايلك هتچوزها

هناء:مينفعش يا حليم صدقنى

حليم بحده:يعنى ايه تأمنى على الغريب أكتر من الجريب

هناء:يا جماعه الموضوع مش زى ما أنتوا فاهمين

خرجت بيلا بهدوء وهى ترتدى فستان أبيض بسيط للغاية محتشم ووقفت بجانب هناء التى نظرت لها وكانت بيلا تنظر لكل منهم بهدوء ولم تتحدث بينما تحدث عبد المعز وهو ينظر لها قائلًا:ايه مهتسلميش عليا ولا ايه

أقتربت منه بيلا بهدوء وأحتضنته بينما هو حاوطها بذراعه وربت على ظهرها بحنان وطبع قُبله على رأسها وهو يقول:بجالى كتير مشوفتكيش يا بيلا يا بنتى أتوحشتك جوى يا حبيبتى

تحدثت بيلا بهدوء وهى تقول:وانتَ كمان يا خالو

لحظات وخرجت من أحضانه وعانقت الحاجة عزيزه وصافحت صلاح وحاتم وعندما جاء دور حليم نظرت لهُ بهدوء وقالت:أزيك يا حليم

لم يتحدث حليم بل كان ينظر لها بغضب شديد وهو مازال لا يصدق بينما نقل نظره ليدها وكانت ترتدى خاتم الزواج بيدها اليُسرى وهذا ما جعله يغضب أكثر وفهم جعفر فى هذه اللحظة نظراته وما يدور بداخله فعادت هى بهدوء ووقفت بجانب والدتها التى قالت بهدوء:أقعد يا عبد المعز وخلينا نتفاهم بهدوء

بعد مرور القليل من الوقت

كانوا جالسون والصمت هو سيد المكان قاطعه عبد المعز الذى قال:انى عاوز أفهم دلوج ايه اللى حصل دا

تحدثت هناء وبدأت بسرد كل شئ على عبد المعز الذى كان فى حاله من الصدمة والذهول هو والحاجة عزيزه وكذلك صلاح وحاتم ، وعندما أنتهت نظرت لجعفر وقالت:وجعفر أتحبس لأسبوعين بسبب فارس وعشان أنقذها منه هو وفتحى وزى ما انتَ شايف متبهدل بسببه

عاد الصمت من جديد للحظات وكانت الأجواء غير مستقره وفجأه تحدث حليم بغضب قائلًا:وهو عشان عمل أكده تچوزيهاله

كاد جعفر أن يتحدث بغضب ولكن أوقفته يد بيلا ، نظر لها وهو غير راضى عما يسمعه فتحدثت بيلا بصوتٍ خافت وهى تنظر لهُ قائله:بلاش يا جعفر عشان خاطرى سيبه يقول اللى يقوله

تحدث جعفر بصوتٍ حاد وهو يقول بعدم رضا:مش سامعه بيقول ايه من الصبح وانا ساكت

بيلا برجاء:عشان خاطرى

زفر جعفر ومسح على وجهه وحرك رأسه برفق وهو يقول:ماشى … أما أشوف أخره ايه

تحدث عبد المعز أخيرًا وهو يقول:والله يا هناء مش عارف أجولك ايه … بس أنى مصدوم بجد مش مصدج اللى ودانى بتسمعه .. فارس … لا حول ولا قوة إلا بالله چراله ايه دا

أكرم:انا عارف جعفر كويس أوى يا خالو

نظروا لهُ فأكمل أكرم قائلًا:انا مش هسلم أختى لأى واحد غير لما أكون عارفُه كويس أوى .. وجعفر جدع وشهم وبيحبها ومبيقبلش فى حقها أى كلمه


نظر عبد المعز لبيلا التى كانت تنظر للجهه الأخرى بتوتر فقال فجأه:انتِ مرتحاله يا بنتى ولا مچبوره عليه جولى الحجيجه

نظرت لهُ بيلا بتفاجئ ثم نظرت لجعفر الذى كان ينظر لها ولا تعلم لما شعرت بشعور غريب الآن ولكنها أجابت بهدوء وقالت:لا يا خالو انا مرتاحه وانا اللى موافقه بإرادتى ومبسوطه معاه

لم يُبعد بنظره بل ظل يتطلع إليها وهو لا يعلم لماذا شعر بالسعاده فجأه تغمره ولدهشته رأها تُمسك بيده وهى تبتسم برقه وهذا جعله مُشتتًا ولكنه رأى نظرات حليم لهما وعلِم لماذا فعلت هذا فقبض على يدها بلُطف ونظرت لهُ بأبتسامه فبادلته أبتسامته وتحدث عبد المعز:عايز أتكلم معاك شويه لو معندكش مانع يعنى

نظر لهُ جعفر وحرك رأسه برفق فنهض عبد المعز وذهب للخارج ويليه جعفر الذى كان ثلاثتهم يُتابعون صديقهم الذى كان يتماسك طوال الوقت ثم عادوا ينظرون لبعضهم البعض بهدوء

فى الخارج

وقف عبد المعز ووقف جعفر أمامه بهدوء ونظر لهُ عبد المعز قائلًا:جولى بجى مصلحتك ايه من ورا كل دا

عقد جعفر حاجبيه بتعجب وهو يقول:قصدك ايه

عبد المعز بحده:غرضك ايه كلامى واضح

جعفر ببرود:ولا حاجه

عبد المعز بترقب:منتاش چابرها ولا ماسك عليها حاچه

بدء جعفر يغضب ولكنه تماسك من أجلها وحاول السيطره على نفسه ونظر لهُ قائلًا بهدوء مزيف:لا مش جابرها بيلا متجوزانى بإرادتها

عبد المعز:معرفش مش مرتاحلك ليه ياض انتَ

زفر جعفر بضيق واضح وقال:انتَ عاوز ايه لو بتعمل كدا عشان أطلقها وتطفشنى عشان تجوزها لأبنك فأنسى أن دا يحصل انتَ لسه متعرفش جعفر وبلاش تعرفه عشان بيكون وحش أوى ومنصحكش تشوفه ومش معنى أنى ساكتلك أنى مش عارف أوقفك عند حدك لا انا قادر أخرسك خالص بس محترم أنك خال مراتى وخد دا كتحذير منى لأبنك لو فكر يضايق بيلا سواء بكلام أو فعل أو حاول يقرب منها انا مش هسيبه … اللى دماغه تجيبه وتوديه أعدلهاله انا وياريت تعرف انكوا ضيوف جايين تقضوا الواجب وتمشوا غير كدا … لا

تركه جعفر وذهب ببرود وغضب ونظر لهُ عبد المعز نظره ذات معنى ، دلف جعفر مره أخرى ويبدوا عليه الضيق نظرت لهُ بيلا وعلمت بأن خالها قد قام بمضايقته بحديثه ، دلف عبد المعز وكأن لم يحدث شئ

بعد مرور الوقت

فى غرفه ما

أقتربت بيلا من الفراش وكان جعفر جالسًا وينظر لهاتفه وقفت مكانها تتطلع إليه للحظات قبل أن ينتبه هو لظلها ، نظر لها وقال:مالك واقفه كدا ليه

حركت كتفيها برفق وهى تنظر لهُ قائله:عادى

فرد ذراعه الأيمن وهو يقول بأبتسامه لطيفه:قربى متخافيش

نظرت لهُ لثوانِ ثم أقتربت منه وجلست بجانبه بهدوء وحذر بينما هو ضمها لأحضانه برفق وكانت هى متوتره كثيرًا وخائفه فتحدث جعفر بهدوء قائلًا:مش عايزك تخافى منى يا بيلا انا مش هأذيكى ولا هعملك حاجه صدقينى انا مش وحش للدرجادى … انا صعب حد يفهمنى ويتأقلم على شخصيتى بس انا كويس من جوايا والله بغض النظر عن تصرفاتى وأسلوبى فى التعامل مع الناس … مش عايزك تخافى منى بجد

شعرت بالصدق فى حديثه وبعد لحظات شعر بتراخى جسدها ووضعت هى رأسها على كتفه بهدوء وقالت:مصدقاك يا جعفر … أوعدنى متتخلاش عنى تحت أى ظرف انا مش عايزه أعيش فى الكابوس دا وحش أوى ومُرعب … خايفه أوى يا جعفر

تحدث بهدوء وهو يُربت على ذراعها قائلًا:خايفه من ايه

تحدثت بيلا بنبره تملئها الخوف والقلق قائله:خايفه من بابا وخايفه من فتحى ومن حليم … خايفه من الناس كلها يا جعفر مش عايزه أتعامل معاهم مش عايزه أشوفهم فى حياتى ولو حتى صُدفه … مش انتَ قولت مش هتخلى حد يعملى حاجه

حرك رأسه برفق وهو يقول:أيوه … وانا قد وعدى ليكى طول ما انتِ مع جعفر مش عايزك تخافى من حاجه أبدًا … أتفقنا ؟!

رفعت رأسها قليلًا ونظرت لهُ وهى تقوم بتحريك رأسها برفق قائله:أتفقنا

فى اليوم التالى

وضعت هناء الصحون على الطاوله بمساعده بيلا بينما خرج جعفر من الغرفه وهو يرتدى چاكته ، نظرت بيلا لهناء التى قامت بزغرها وتُشير بعينيها على جعفر فنظرت لها بيلا ثم لجعفر بتوتر ، نظر جعفر للساعه التى كانت تُشير للعاشره صباحًا جلس وهو يُمسك بحذاءه ويرتديه بهدوء بينما أقتربت بيلا منه وبيدها صحن بهِ بعض الساندويتشات ، وقفت أمامه ونظرت لهُ قائله بهدوء:جعفر

رفع جعفر رأسه ناظرًا إليها وهو يقوم بربط حذاءه قائلًا بأبتسامه خفيفه:صباح النور

شعرت بالخجل ولكنها قالت بتساؤل:انتَ نازل ؟

نهض جعفر ونظر لها قائلًا:اه محتاجه حاجه ولا ايه ؟!

حركت رأسها برفق وتحدثت بهدوء وهى تنظر للصحن التى تُمسكه بين يديها قائله:لا انا كنت عملالك كام ساندوتش كدا تفطر بيهم

نظر لها بأبتسامه وقال:تسلم أيدك يا حبيبتى بس انا مش جعان

بيلا:أيوه بس

قاطعتها هناء وهى تقترب منهما قائله بأبتسامه خبيثه:كدا يا جعفر تزعلها دى عملاهوملك مخصوص والله شوفت اللى كانت بتكسل تقوم تجيب لنفسها كوبايه المايه

أتسعت أبتسامه جعفر ونظر لبيلا التى كانت تشعر بالحرج وهى تنظر للجهه الأخرى فمدّ يده وهو يُداعب أنفها قائلًا بأبتسامه مشاكسه:قال الكلام دا

نظرت للجهه الأخرى بحرج وحركت رأسها برفق فأتسعت أبتسامته وأقترب منها حتى وقف أمامها مباشرًا وأخذ ساندوتش وقطم قطعه وهو يتناوله بأستمتاع بينما نظرت لهُ بيلا وتركتهما هناء وذهبت وعلى ثغرها أبتسامه واسعه ، نظر لها جعفر وطبع قُبله على جبينها وهو يقول بأبتسامه وشُكر:تسلم أيدك يا حبيبتى حلوين أوى

أبتسمت بيلا بخفه وقالت:بالهنا والشفا على قلبك

سمع جعفر صوت رنين هاتفه يعلنه عن أتصال من صديقه سراج الذى لم يكف عن الأتصال بهِ فأجابه جعفر بحده قائلًا:ما تبطل يا أبن الرخمه زن صدعت أمى

صرخ بهِ سراج على الجهه الأخرى وهو يقول:ما تخلص يا أبرد خلق الله ايه جاى منين

جعفر ببرود:بفطر

سراج بضيق:ساعه

أجابه جعفر بخبث وهو ينظر لبيلا قائلًا:أصل طعمه يجنن

نظرت بيلا للجهه الأخرى بحرج بينما قال سراج ساخرًا:أخلص يا روميو انتَ وچوليت بتاعتك مش هفضل قاعد مستنى معالى الباشا لما يخلص أكل

أغلق جعفر بوجهه ونظر سراج للهاتف بذهول وهو يقول:اه يا حيوان يا قليل الأدب … ماشى يا جعفر لما تجيلى

على الجهه الأخرى

نظر جعفر لبيلا وهو يقول:مش محتاجه حاجه

حركت رأسها برفق وهى تنظر لهُ فأبتسم بخفه وأقترب منها وطبع قُبله على جبينها وقال:ماشى يا حبيبتى مع السلامه

تركها جعفر وخرج من المنزل وأغلق الباب خلفه بينما أقتربت منها هناء وهى تنظر لها بطرف عينها وهى تُدندن بسخرية قائله:انا البندوره الحمرا

نظرت لها بيلا وتوردت وجنتاها بشده فتركتها ودلفت لغرفتها وأغلقت الباب خلفها بينما ضحكت هناء وهى تنظر للباب قائلًا:يوه مش قصدى خالص يا بندوره

بينما أبتسمت بيلا وهى تنظر خلفها ثم نظرت لنفسها بالمرآة وهى لا تعلم ماذا تفعل فمشاعرها مضطربه بشده ولا تستطيع أخذ قرار حاسم معه على الرغم من أنه جيد فى تعامله معها ولكن لا تعلم ماذا يُخبئ لها المستقبل

فى الحارة

جميلة:هاتيلى كوباية عصير يا مها

تحدثت مها وهى بالداخل قائله:حاضر يا ماما

لحظات وخرجت مها وبيدها كوب العصير ، وضعته على الطاولة وجلست على المقعد وهى تُشاهد التلفاز مع والدتها ، تحدثت جميلة وهى تقول:أخوكى بقاله فتره لا حس ولا خبر

تحدثت مها وهى تنظر للتلفاز قائله:تلاقيه مشغول شويه يا ماما كالعاده ايه الجديد يعنى

نظرت لها جميلة بطرف عينها وهى تقول:انتِ تعرفى حاجه ومخبيه عليا يا مها

نفت مها سريعًا وهى تقول:لا أبدًا هعرف ايه على يدك أهو زيى زيك

حركت رأسها بعدم أقتناع وهى تقول:يا خوفى منه ومن عمايله اللى هتوديه فى داهيه قريب

نظرت لها مها وهى تقول:بعد الشر ايه اللى بتقوليه دا يا ماما

جميلة:مبقولش غير اللى انا شيفاه يا مها … أخوكى سايق العوج وبدل ما يدور على شغل بيصيع هنا وهنا

زفرت مها بضيق ونظرت للتلفاز وهى تقول بصوتٍ خافت يملئه الحنق:أم الأسطوانه اللى مش هتخلص دى

سمعت صوت هاتفها يُعلنها عن أتصال نهضت وأقتربت من الطاولة ورأت المتصل جعفر نظرت لوالدتها وأجابت وهى تدلف لغرفتها قائله بصوتٍ عالِ:ايه يا بت يا سماح عاش من سمع صوتك يا بت كدا متسأليش عليا كل دا يا واطيه

عقد جعفر حاجبيه بتعجب وهو يقول:سماح مين يا بنت العبيطه للدرجادى عاميه

خرجت مها للشرفه وهى تقول:يا غبى أمك برا وشايطه من ناحيتك لو قولتلها انتَ اللى متصل هتفتح ومش هتسكت

عقد حاجبيه أكثر وهو يقول:ليه فى ايه

مها:عشان مختفى بقالك فتره ومش ظاهر

جعفر:سيبيها تقول اللى تقوله المهم طمنينى الدنيا عندك ماشيه أزاى

مها:الحمد لله يا جعفر متخافش

جعفر:طب بقولك ايه انا واقف على ناصيه الواد مُنصف تعليلى

مها بقلق:فى حاجه ولا ايه

جعفر:تعالى بس الأول بس متتأخريش ومتخليش حد يشوفك

مها بتفهم:حاضر خمس دقايق وأبقى عندك

أغلقت معه وهى تُفكر بماذا يُريدها ، خرجت بعدما أرتدت عبائتها وحجابها الأسود نظرت لها جميلة وهى تقول:رايحه فين

نظرت لها مها وهى تقول:مفيش رايحه للبت سماح عشان عيزانى شويه

جميلة:متتأخريش

مها:متقلقيش

خرجت مها تحت نظرات جميلة وأغلقت الباب خلفها بينما نظرت جميلة للتلفاز مره أخرى بهدوء

على الجهه الأخرى

كان جعفر واقفًا مثلما أخبرها ينتظرها وخلفه مُنصف ولؤى وسراج ، لحظات وظهرت أمامه فنظر لأصدقائه الثلاثه وفهموا هم نظرته وتركوه وذهبوا وأقتربت مها منه مُسرعه فأبتسم هو لها وتقدمت هى منه مُسرعه وأحتضنته بينما بادلها عناقها وهو يقول بأبتسامه:وحشتينى أوى يا مها

تحدثت مها بأبتسامه قائله:وانتَ كمان وحشتنى أوى يا جعفر

أبتعد عنها ونظر لها وهو يقول بمرح:ايه الحلاوه دى كلها شكلك بترسمى على عريس

ضحكت مها وقالت:لا انا قاعده على قلبك

داعب أنفها وهو يقول بأبتسامه مشاكسه:يا بت بطلى رخامه بقى انا زهقت منك

ضحكت مها وقالت بأبتسامه:طمنى عليك يا جعفر انتَ كويس

زفر جعفر بهدوء وقال:تعالى نقف فى الركن دا عشان مش عايز حد ياخد باله أن انا هنا

أخذها لمكان هادئ لا يوجد بهِ أحد بعيدًا عن الأنظار ، وقفت أمامه ونظرت لوجهه قائله بصدمه وهى تتفحصه:يا نهار أسود مين عمل فيك كدا يا جعفر

أمسك بيدها وهو يقول:مفيش حاجه متخافيش

مها بصدمه:مخافش أزاى بس مش شايف وشك متبهدل أزاى فى ايه عشان خاطرى

زفر جعفر وقص عليها ما حدث لأنه يعلم بأنها لن تصمت تحت صدمتها وعندما أنتهى نظرت لهُ بصدمه وهى تقول:عارف لو أمك عرفت بالكلام دا هتعمل ايه

نظر لها جعفر وهو يقول:مش هتعرف حاجه يا مها

مها بحزن:ينفع كدا يا جعفر عاجبك شكلك دا

لم يتحدث جعفر ونظر للجهه الأخرى بينما لفت أنتباهها خاتم الزواج الذى يرتديه بيده اليُسرى فنظرت لهُ وقالت بذهول:خاتم مين دا يا جعفر

نظر جعفر لخاتم زواجه ثم نظر لها وهى كانت تنظر لهُ فى هذه اللحظة بذهول وهى تنتظر أجابته فزفر وقال:بتاعى

مها بعدم أستيعاب:نعم ؟! .. بتاعك أزاى يعنى انتَ أتجوزت

حرك رأسه برفق وهو ينظر لها فأتسعت عينيها بصدمه وهى لا تصدق فقال هو:أتجوزت بيلا

فى مكان أخر

فتوح:وبعدين يا معلم قسمًا بالله ما هسكت على اللى حصل دا

كان فتحى جالسًا وهو يضع قدم فوق أخرى وهو يزفر دخان سيجارته قائلًا:ومين قالك أننا هنسكت … واحده واحده

فتوح:أيوه يعنى ايه الكلام دا انا وشى مبيخفش

فتحى ببرود:هو مش مخبيها منى عشان متجوزهاش .. حلو انا هلاعبه انا كمان وتبقى واحده قصاد واحده البت مختفيه بقالها شهر وشويه ومظهرتش ولا هو ظهر فانا بقى اللى هظهره بطريقتى بس واحده واحده وكله هيصفى حسابه معاه

فى منزل جعفر

كانت بيلا تتحدث مع صديقتها هنا على “الواتساب” وتُخطط معها كيف سيسر هذا الشهر الملئ بالأمتحانات

بيلا:بس يا بنتى أزاى هما قالوا

هنا:أيوه والله والجدول على البيدج بتاعت الكليه

زفرت بيلا وهى تنظر أمامها بهدوء قبل أن تنظر للرساله الأخرى من هنا:شوفتى أول يوم علينا ايه انا بجد مصدومه

بيلا:كنت حاسه … ممعناش غير أسبوع لازم نذاكرها ونلمها انا مش عايزه أقع

هنا:ومين قالك ولا انا بس بجد خايفه أوى يا بيلا

بيلا:خير أن شاء الله متخافيش ولو أحتاجتى حاجه كلمينى انا موجوده

هنا:ماشى هقفل دلوقتى عشان أكلم الماى لاف بتاعى

ضحكت بيلا وقالت:روحى يا اختى خليه ينفعك

أغلقت الهاتف ووضعته بجانبها ونظرت حولها بملل ثم نهضت وتقدمت من الطاولة وأخذت كتابها وكشكولها وأقلامها وجلست على الفراش مره أخرى وفتحته هو والأوراق الخاصه بالمادة وهى تقول:ربنا يديم عدم القبول اللى بينا والله

بدأت تُذاكر بهدوء وتركيز شديد وهى تنظر للأوراق تارا وللكتاب تارا

فى مكان أخر

مها بصدمه:كل دا حصل وانا مش دريانه طب كنت عرفنا يا جعفر على الأقل

جعفر:لا طبعًا يا مها الخبر هينتشر بسرعه البرق انتِ عبيطه

مها بحزن:يعنى الجواز دا مؤقت

زفر جعفر عندما تذكر بضيق وحرك رأسه برفق فمدّت هى يدها ووضعتها على كتفه وهى تبث لهُ بعض الأمل قائله:متخافش مش هيبقى مؤقت

نظر لها فأبتسمت هى وقالت:صدقنى انا حاسه

جعفر:أتمنى بس شايفه مستحيل

مها:مفيش حاجه أسمها مستحيل يا جعفر خلى عندك شويه أمل مش كدا

حرك رأسه برفق ثم أخرج من جيبه بعض النقود ومدّ يده لمها بهم وهو يقول:خدى دول يا مها

نظرت ليده ثم لهُ وقالت:ايه دول يا جعفر

جعفر:مبلغ بسيط خليه معاكى عشان لو أحتاجتوا حاجه ولو علاج أمك خلص هاتيهولها

مها:ايوه بس

قاطعها جعفر وهو يقول بهدوء:متخافيش يا مها … فلوس حلال

صمتت بقله حيله للحظات ثم مدّت يدها وأخذتهم منه وهى تنظر لهُ قائله:مكانش قصدى على فكره

جعفر بهدوء:عارف حبيت بس أوضحلك مش أكتر .. مستحيل أأكلكوا بالحرام يا مها مليش فى السكة دى كل الفلوس دى حلال

نظرت لهُ وأبتسمت بخفه وعانقته بحب أخوى وبادلها هو عناقها وسمعها تقول:ربنا يخليك لينا يا جعفر وميحرمناش منك

قبل رأسها بحنان وربت على ظهرها وهو يقول:لو أحتاجتى حاجه فى أى وقت كلمينى ومتخبيش عليا حاجه

أبتعدت وهى تقول بأبتسامه:متقلقش المهم تخلى بالك من نفسك وبلاش السكك اللى هتأذيك يا جعفر لو بتحبنى بجد

أبتسم لها قائلًا:متقلقيش يا حبيبتى

مها:سلملى على بيلا وحشتنى أوى وأبقى كلمنى يا جعفر وانا هتطمن عليك على طول وشوف هتعمل ايه فى موضوع بيلا وطمنى

حرك رأسه برفق وقال:عنيا حاضر … يلا روحى وخلى بالك من نفسك

حركت رأسها برفق وقالت:طب هات حضن

أبتسم لها وأخذها بأحضانه وهو يقول:عرفى أمك ومتكدبيش عليها يا مها وانا هبقى أفهمها موضوع الجواز دا

أبتعدت عنه وهى تنظر لهُ بأبتسامه قائله:حاضر

جعفر:ولو حد دايقك أو عملك حاجه تعرفينى وتتصرفى متخافيش من حد

مها بتفهم:حاضر

جعفر:يلا عشان أمك متقلقش عليكى

تركته وذهبت بعدما ودعته تحت نظراته بينما عاد ثلاثتهم مره أخرى ووقفوا معه وقال سراج:أتطمنت عليها

حرك جعفر رأسه برفق وهو ينظر لها قائلًا:الحمد لله … لو حد دايقها انا مش محتاج أوصيكوا

مُنصف:متقلقش عليها محدش يقدر يقربلها يا برنس

جعفر بأبتسامه:وانا عارف

فى الحاره

كانت مها تسير بهدوء وهى تُخبئ النقود التى أعطاها لها جعفر حتى دلفت لعمارتهم وذهب هو عندما أطمئن عليها من بعيد

فى منزل جعفر

دلفت مها وأغلقت الباب خلفها ونظرت لجميلة التى نظرت لها وهى تدلف لغرفتها مباشرًا بهدوء دون أن تتحدث

فى المساء

عاد جعفر ودلف بهدوء وهو ينظر حوله وأغلق الباب خلفه بهدوء ونظر لغرفه هناء التى كانت بابها مُغلق فعلِم بأنها بالداخل ، دلف بهدوء ودلف لغرفته وأغلق الباب خلفه بهدوء شديد وهو يرى بيلا جالسه وتوليه ظهرها وتنظر للورق تارا ثم للكتاب تارا وللحاسوب تارا ومندمجة بشده فى تدوين الملاحظات الهامة ، أقترب منها بهدوء وهو ينظر لها حتى وقف خلفها ومال بجزعه قليلًا ونظر لها وقال بهمس:بتعملى ايه

شهقت بيلا برعب وهى تنظر لهُ بينما نظر هو لها بأبتسامه فوضعت يدها على قلبها الذى كان ينبض بعنف وهى تُحاول أخذ أنفاسها الهاربة بينما جلس هو أمامها وهو يتفحص الأوراق ونظرت لهُ قائله:حرام عليك يا جعفر خضيتنى

نظر لها وهو يقول بأبتسامه:سلامتك يا روحى

ألقى بالورق وهو يقول بعبوس:مش فاهم اى حاجه

بيلا:ليك حق متفهمش

نظر لها بينما قالت هى مُصححه مغزى حديثها:أقصد يعنى أنها مادة متتفهمش أصلًا مش تقليل منك والله انا قاعده ساعه بحاول أفهمها

لانت معالم وجهه فقالت هى:ظالم ومفترى طول عمرك

نظر لها وهو يقول:دا انا

بيلا:أيوه عشان بتحكم على الناس بسرعه من غير ما تفهمهم يا ظالم يا مفترى

أخذ القلم وهو يلعب بهِ قائلًا:ماشى يا ستى ربنا يسامحك

أبتسمت بيلا وهى تنظر لهُ ووجدت هاتفها يُعلنها عن أتصال من هنا ، أجابتها قائله:ايه يا ست هنا

هنا بتوهان:ألحقينى يا بيلا

بيلا بحزن:بيلا عايزه اللى يلحقها والله

هنا ببكاء مصطنع:مش عارفه أفهم كلمه من أم الماده دى

بيلا بسخريه:حوش انا اللى فاهمه أوى بلى خيبه

هنا بتوهان:طب وبعدين هنعمل ايه دلوقتى

بيلا بقله حيله:مش عارفه … هتصرف وأقولك

أغلقت معها ونظرت لجعفر الذى قال:مالك

بيلا بضيق:الماده مش فاهمه فيها ولا كلمه ومش عارفه أعمل ايه

جعفر:طب ما الورق قدامك أهو والكتاب

بيلا:ما المشكله أنى مش فاهمه حاجه يا جعفر حتى الملخصات اللى قولت هتلم الدنيا معايا طلعت معقربه زى الدكتور بتاعها كدا

ضحك جعفر بخفه ونظر للأوراق مره أخرى حتى مرت لحظات وقال هو بهدوء:لو كنت بفهم فى حاجه كنت فيدتك والله

وضعت يدها على خدها وهى تنظر للأوراق للحظات قبل أن تُمسك بالحاسوب الخاص بها وتنظر بهِ ، نهض هو وتوجه لخزانه الملابس وأخرج ملابس نظيفه وتوجه للمرحاض كى يأخذ شاور

فى مكان أخر

كان سراج جالسًا وهو شارد الذهن حتى جلس بجانبه لؤى وهو يقول:سرحان فى ايه يا روميو

نظر لهُ سراج وهو يقول:عادى مش سرحان فى حاجه

لؤى بأبتسامه وغمزه:مين واخد عقلك كدا بس قولى متخافش الصحاب ستر وغطا على بعض

ضحك سراج بخفه وقال:مفيش والله سرحت مع نفسى شويه

حرك لؤى رأسه برفق وهو يقول:الواد جعفر زمانه مبسوط دلوقتى

أبتسم سراج وهو ينظر أمامه قائلًا:عشان أتجوز اللى بيحبها يعنى … للأسف جواز مؤقت

لؤى:يا عالم يا صاحبى جايز يبقى دايم مين عارف

سراج:مبادئ جعفر غلط وهى اللى مخلياه كدا

نظر لهُ لؤى وقال بعدم فهم:مش فاهم قصدك ايه

سراج:جعفر حاطط كام عاده غلط فى دماغه مودياه فى داهيه وأولهم خطوه الجواز اللى مش عارف ياخدها لحد دلوقتى

لؤى:بس دا نصيب

سراج:مش هنستهبل ونضحك على بعض نصيبه موجود يا لؤى بس هو رافضه

عقد لؤى حاجبيه وقال:أزاى يعنى

سراج:البت قدامه طول الوقت رايحه جايه مفكرش يحاول مره ويشوف ايه اللى هيحصل يعنى لو كان خد خطوه جد كان زمانه دلوقتى مبسوط ومرتاح بس هو مكلفش خاطره وحاول مره

لؤى:ماشى بس هو معاه حق هى متعلمه وهو لا هما نوعًا ما مرتاحين ماديًا هو لا

سراج:ودلوقتى متجوزها هل دا كله أثر معاه ساعدناه يجيب الشبكه هل فى عائق لا رضيت وخلاص مشى الحال

زفر لؤى وهو ينظر أمامه بشرود قائلًا:ربنا يستر من اللى جاى يا سراج متعرفش الدنيا شايلالنا ايه قدام

نظر سراج امامه وهو يقول:على رأيك

فى منزل جعفر

كان جعفر واقفًا بالمطبخ يُعد لهُ الطعام بعدما خرج من المرحاض ، أقتربت منه هناء وهى تقول:ايه دا جيت أمتى يا ابنى

نظر لها جعفر وقال بأبتسامه:من شويه يا دوبك خدت شاور وقولت أشوف أى حاجه أكلها

هناء:طب مخلتش بيلا تعملك ليه

جعفر بأبتسامه:بتذاكر ومحبتش أشتتها أو أرخم عليها فقولت مش مشكله هما كام سندوتش يعنى مش حاجه

أبتسمت هناء وقالت:والله يا جعفر ما عارفه أقولك ايه … طب روح أرتاح وانا هعملك

رفض جعفر وهو يقول:لا خلاص انا خلصت أهو

أنهى حديثه وهو يستند بيديه على الرخام بأبتسامه فقالت هناء:طيب يا حبيبى عمومًا انا جيت أقولك أن انا همشى بقى

نظر لها جعفر وهو يقول:ليه يا خالتى ما انتِ قاعده

هناء بأبتسامه:لا كفايه بقى لحد كدا هروح أقعد عند اختى شويه لحد ما نشوف حل فى موضوعنا دا

جعفر:خير أن شاء الله انا معاكى متقلقيش أمتحانات بيلا تعدى على خير وهتصرف أن شاء الله

هناء بأبتسامه:يارب يا حبيبى المهم مش هوصيك

جعفر بأبتسامه:متقلقيش فى عنيا والله

هناء بأبتسامه:ماشى يا جعفر وانا واثقه فيك هروح بقى أجهز حاجتى عشان ابن أختى جاى ياخدنى

حرك رأسه برفق وهو ينظر لها بأبتسامه وتركته هى وعادت مره أخرى لغرفتها وجلس هو بالخارج وهو يتناول طعامه وهو شارد الذهن

مر الوقت وذهبت هناء بعدما ودعتهما ودلف جعفر للغرفه وهو يقول:لسه مخلصتيش

نظرت لهُ بيلا وقالت:لا

جلس على الفراش ووضع رأسه على الوساده وهو يُغمض عينيه فسمعها تقول:انتَ عايز تنام

حرك رأسه نافيًا وقالت هى:كداب … أخد حاجتى طيب وأقعد برا

حرك رأسه نافيًا ونهض ممسكًا يدها مانعًا إياها من الذهاب بعدما رأها تأخذ أغراضها قائلًا:رايحه فين بس أقعدى

نظرت لهُ وقالت:هقعد برا يا جعفر عشان ترتاح

حرك رأسه نافيًا وهو يقول:لا خليكى زى ما انتِ

أخذ الوساده ونهض متجهًا للأريكة وهو يضع الوساده ويستلقى عليها بهدوء ومن ثم أغمض عينيه بهدوء تحت نظراتها لهُ ، توجهت بنظرها للأغراض الخاصة بها وشردت

فى مكان أخر

تقدمت سيده بعقدها الخامس وفتحت باب منزلها ونظرت لشقيقتها هناء قائله بأبتسامه وترحاب:حبيبت قلبى حمدلله على سلامتك نورتى تعالى

دلفت هناء وعلى وجهها ابتسامه جميله عانقتها شقيقتها وهى تقول بحب:وحشتينى أوى والله يا هناء

هناء بأبتسامه:وانتِ كمان والله يا فايزه وحشتينى أوى

دلف أبنها وهو يحمل حقيبه خالته وأغلق الباب خلفه بينما أصطحبتها فايزه الى غرفه الأستقبال وهى تقول بأبتسامه:والله العظيم نورتى انا مبسوطه أوى

جلست هناء وأمامها فايزه فقالت مُبتسمه:مكنتش اعرف أن مجيتى هتفرحك للدرجادى

فايزه بأبتسامه:دا انا طايره من الفرحه انتِ متعرفيش انا مبسوطه أزاى

أبتسمت هناء ونظرت لأبن شقيقتها وهى تقول بأبتسامه:أزيك يا بسام عامل ايه

أبتسم بسام وهو ينظر لها قائلًا:الحمد لله يا خالتى كويس طمنينى عليكى

هناء بأبتسامه:الحمد لله كويسه

فايزه:قوليلى تشربى ايه ولا تاكلى

هناء:لا لا ولا أى حاجه خليكى قاعده

فايزه:ودا يصح بردوا يا هناء

هناء بأبتسامه:والله بيلا مسابتنيش غير لما قعدت كلت معاهم

فايزه بحزن:ودا ينفع بردوا

هناء بأبتسامه:ما انا قاعده معاكى أهو لسه هناكل ونشرب متقلقيش

فايزه بأبتسامه:إذا كان كدا ماشى

الواحده بعد منتصف الليل

أقتربت بيلا منه وهى توقظه قائله بهدوء:جعفر … جعفر أصحى

أستيقظ جعفر ونظر لها بعينين ناعستين قائلًا بصوتٍ ناعس:ايه يا بيلا فى ايه

بيلا:قوم نام على السرير بدل ما انتَ نايم كدا

جعفر بنعاس:لا انا مرتاح كدا روحى كملى

بيلا بهدوء:ما انا خلصت قوم يلا عشان متتعبش الصبح

نهض جعفر وهو يفرك عيناه بنعاس وأتجه للفراش بنعاس وأستلقى عليه وسريعًا ذهب فى ثبات عميق ولم يشعر بنفسه تحت نظرات بيلا التى حركت رأسها بقله حيله وهى تقول بأبتسامه:شبه المسطول حتى وانتَ نايم

أغلقت الضوء كى لا ينزعج وأستلقت بجانبه وهى توليه ظهرها وتنظر أمامها بشرود فلا تعلم لما تذكرت والدها وفتحى وشعرت بأن هناك شئ سئ سيحدث قريبًا وشعرت بالخوف على جعفر لا تعلم لما ولكنها خائفه من المجهول المنتظر ، أستدارت برأسها ونظرت لجعفر النائم بعمق وهى تُفكر فيما سيحدث وكيف سيتصرف مع فتحى ووالدها الذى أنخدعت فيه

فى اليوم التالى

أستيقظ جعفر من النوم وجلس بهدوء وهو يفرك عيناه كى يستفيق ، سمع صوت القرآن يأتى من الخارج لا يعلم لما شعر بأن هناك شيئًا سيئًا حدث نهض على الفور وخرج من الغرفه وعقله يصور لهُ العديد والعديد من المشاهد ، بحث عن بيلا حتى وجدها بالمطبخ تحدث بخوف وهو يقول:فى ايه مشغله قرآن ليه حد مات

ألتفتت إليه بيلا وهى تنظر لهُ بذهول وقالت:فى ايه مالك عامل كدا ليه

جعفر بخوف:بيلا جاوبينى

بيلا بهدوء:لا يا جعفر هو انا عشان شغلت قرآن يبقى فى حد مات

زفر جعفر بقوه وراحه ومسح على وجهه بينما أبتسمت هى وحركت رأسها بقله حيله وهى تضع كوب الشاى على الطاوله قائله:انتَ فظيع بجد

أنهت جملتها وضحكت بخفه فنظر لها وقال:بتضحكى

ضحكت أكثر وقالت:تصدق طالعه حلوه منك … انتَ واعى كنت بتقول ايه من شويه

نظر لها جعفر وهو يقول بهدوء ولا يفهم أين المشكله:ايوه

وضعت الصحن على الطاوله بجانب الكوب وهى تقول بأبتسامه هادئه:أول حاجه صباح النور تانى حاجه متدخلش عليا الدخله دى تانى عشان انا شخصيًا أترعبت

أبتسم وهو يمسح على وجهه بينما قالت هى:وبعدين مشغله قرآن عادى كنت حاسه أنى مخنوقه ومضايقه وخايفه قومت شغلت القرآن عشان أرتاح شويه وعشان البيت محتاج يشتغل فيه قرآن لأنى حسيت من أول ما جيت هنا بحاجات غريبه وانا بخاف من أقل حاجه فقولت أشغل قرآن وبخور عشان لو فى اى حاجه وحشه تمشى ومفيش أحسن من قرآن ربنا راحه غير طبيعيه

جلس على المقعد الذى جلبه وأستند بمرفقه على الطاولة ووضع يده على خده وهو ينظر لها بينما قالت هى بعدما أستدارت إليه وجلست أمامه:بُص بقى يا أستاذ جعفر وصحصح معايا عشان لو الطلبات اللى هطلبها منك دى نقصت طلب واحد مش هتدخل البيت

حرك رأسه برفق وضم شفتيه وهو يقول:أهلًا

بيلا:صحصح يلا عشان همليك وتحفظ عشان يا جعفر لو نسيت حاجه انتَ حُر

جعفر:هو ضرورى

نظرت لهُ وقالت ببساطه:لا مش ضرورى خالص بس متجيش تقولى جعان

حرك رأسه برفق وهو يقول:لا طالما أكل قولى عاوزه ايه

بيلا:ركز ها عايزه فرخه وتكون متنضفه يا جعفر ووصيه عشان والله العظيم لو لقيت فيها حاجه ما هحط أيدى فيها

ضحك بخفه على طريقه تحدثها وتحذيرها لهُ بينما قالت هى:انا بنبه عليك أهو وعايزه نص كيلو بانيه يادوبك يكفونا وحضرتك مش محتاجه أقولك أن التلاجه فاضيه ومفيهاش حاجه

جعفر:اه طبعًا لازم تتملى ايوه

بيلا بتساؤل:بتحب السمك ؟

جعفر بتساؤل:سمك ايه ؟

بيلا:ايه اللى سمك ايه سمك

جعفر:ما تحددى نوعه يا بيلا ايه اللى سمك سمك

بيلا:البُلطى التونه

جعفر:بحب الاتنين

بيلا:طب كويس هات أربع سمكات

نظر لها جعفر نظره مطوله ذات معنى ونظرت هى لهُ وقالت:ايه بتبصلى كدا ليه

جعفر بغباء:عيزانى أروح أقول للراجل أدينى أربع سمكات

بيلا:انتَ مش هتقوله انتَ اللى هتنقى وياريت متجبش سمكة مسخوطه هاتها حلوه كدا وفيها لحم

جعفر بهدوء:اه اه طبعًا … انا هتمرمط المرمطه دى كلها

بيلا:وانتَ مش هتاكل وبعدين انتَ راجل البيت يعنى انتَ اللى تجيب مش انا

جاراها جعفر فى الحديث وهو يقول:اه طبعًا عنيا بس كدا انا اللى هجيب عشان انا راجل البيت ايوه

بيلا:مش محتاج أرصلك الخضار عشان انتَ عارف أن كله هيتجاب كدا كدا ومش هقولك هات خمسه وسته كيلو لا أحنا يادوبك فردين بس

وضع جعفر يده على جبينه وهو ينظر للجهه الأخرى ويتمتم بخفوت قائلًا:أعبال ما يبقوا تلاته

بيلا:بتقول حاجه يا جعفر

نظر لها بأبتسامه واسعه وهو يقول:لا يا حبيبتى براجع وراكى

بيلا:ماشى … بص أهم حاجه بجد انا عيزاك تجيبها كنافة

جعفر:بتحبيها

بيلا بأبتسامه:جدًا بالله عليك يا جعفر متنسهاش

جعفر بهدوء:حاضر

تمتم بخفوت مره أخرى وهو ينظر للجهه الأخرى قائلًا:ياريتنى ما صحيت

بيلا:انتَ عمال تكلم مين بصوت واطى يا جعفر

نظر لها وهو يبتسم قائلًا:بقول عنيا ليكى يا روحى طلباتك أوامر

بيلا بأبتسامه هادئه:أيوه كدا مش كنت عايز تتجوز شيل بقى

جعفر بأبتسامه:أحلى شيله والله

بيلا بهدوء:طب يلا أفطر بقى وشوف هتعمل ايه يلا بلاش دلع

حرك رأسه برفق وهو يبتسم ويبدء بتناول فطوره معها

على الجهه الأخرى

لؤى بضيق:يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم عمل ايه زفت

سراج بغضب:بيلوش وانا ساكت ومعديله بقالى كام مره بس وربنا ما انا ساكت

مُنصف بحده:الواد دا لازم يتأدب تأديبه كويسه عشان كدا الجيم بيكبر

لؤى:ناويين على ايه طيب عرفت جعفر

سراج:لا معرفتهوش حاجه وجعفر مش لازم يعرف عشان ميتحطش فى مشاكل أكتر من كدا

زفر لؤى ومسح على خصلاته وقال:ناوى على ايه طيب وانا معاك

نظر لهُ سراج ولم يتحدث بل ذهب مباشرًا لفتحى وخلفه مُنصف ولؤى

كان فتحى يأمر العاملين وهو يقف بهيبه وشموخ ويفرض سيطرته على هذا وذاك كونه كبير الحاره وكان أهل الحاره غير راضيين عما يحدث ويشعرون بالغضب منه وجُمله واحده هى الوحيده على أفواههم “أين جعفر ليوقفه عند حده” وبينما هو يأمر هذا ويتكبر على ذاك أقترب منه سراج ومعالم وجهه لا تنُم على خير وهو يقول بغضب:فتحى

ألتفت إليه فتحى ولم ينتظر سراج ولكمه بقوه أسقطه أرضًا
 نظر لهُ سراج ولم يتحدث بل ذهب مباشرًا لفتحى وخلفه مُنصف ولؤى

كان فتحى يأمر العاملين وهو يقف بهيبه وشموخ ويفرض سيطرته على هذا وذاك كونه كبير الحاره وكان أهل الحاره غير راضيين عما يحدث ويشعرون بالغضب منه وجُمله واحده هى الوحيده على أفواههم “أين جعفر ليوقفه عند حده” وبينما هو يأمر هذا ويتكبر على ذاك أقترب منه سراج ومعالم وجهه لا تنُم على خير وهو يقول بغضب:فتحى

ألتفت إليه فتحى ولم ينتظر سراج ولكمه بقوه أسقطه أرضًا ، تألم فتحى بشده وهو يضع يده على وجهه بينما أقترب فتوح وهو يقول بأسلوب سوقى:انتَ أتجننت يا سراج ولا ايه شكلك محتاج تتأدب

أمسك سراج يده قبل أن تمتد عليه وهو ينظر لهُ قائلًا بغضب:محدش محتاج يتأدب هنا غيرك يا فتوح

لكمه فى وجهه جعل الأخر يختل توازنه ويعود عده خطوات للخلف وهو يضع يده على وجهه وبلمح البصر أنقلبت الحاره رأسًا على عقب وجاء رجال فتحى ووقفوا أمام سراج ومُنصف ولؤى الذين كانوا ينظرون لهم بغضب وكراهيه ، نهض فتحى وهو ينظر لسراج وقال ببرود وأستفزاز:شوف مين بقى بيرد ويبجح .. هو لحق يعلمك قله الأدب ولا ايه … على رأى المثل الطيور على أشكالها تقع … وانتوا الاتنين فيكوا من بعض

جاء سراج كى يقترب منه منعه لؤى الذى قال وهو ينظر لفتحى:متردش عليه يا سراج … الأشكال اللى زى دى مينفعش ننزل لمستواها

أقترب فتوح وهو يقول بأسلوب سوقى:طب ما براحه على نفسك كدا يا نجم عشان منزعلش من بعضينا

نظر لهُ سراج بغضب شديد فلم يستطع تمالك نفسه ولكمه بقوه فى وجهه وهو يقول بضيق وغضب:طب غور بوش أمك دا عشان انا مش بالعك

أقترب فتحى منه وهو يقول:الله الله الله … دا القطه بقت بتخربش والأسد طلعله صوت

سراج بسخريه:والأتنين مبيردوش على نباح الكلب تخيل

صرخ فتحى فجأه بعلو صوته وهو يقول بغضب شديد:لا يا حلو لو هو مقويك فمش قدام فتحى … روح قوله يا ننوس عين أمك لو دكر تعالى واجه سيدك وش لوش

سمعه عبر الهاتف الذى كان بيد لؤى الذى هاتفه وفتح مكبر الصوت بعدما سمع كل ما قاله فتحى قائلًا بحده:طب لم نفسك يا فتحى عشان مجيش أدغدغ المحل كله عليك

ضحك فتحى وهو يقول:الله عاش من سمع صوتك يا جعفر ايه يا راجل مش ليك أهل تسأل عليهم برده

تحدث جعفر بغضب وقال:أقسم بالله يا فتحى لو ملمتش الدور وأحترمت نفسك لزعلك

ضحك فتحى وقال بخبث:بقولك ايه يا جعفر ليك عندى أمانه تخصك مش ناوى تاخدها ولا ايه

عم الصمت المكان للحظات قبل أن يقطعه جعفر قائلًا بهدوء مُميت:قصدك ايه

فتحى بأبتسامه:هسيبك تفهمها لوحدك وياريت تظهرها عشان منتجهش لطريق انا وانتَ مش عاوزين نوصله يا جعفر

أغلق جعفر الخط وهو ينظر أمامه بشرود ومالت لون عيناه للون الداكن وهو يتوعد لفتحى بعدما فهِم مغزى حديثه ، بينما قال فتحى:لينا لقاء تانى يا … حلو

تركه ودلف لمحله مره أخرى بينما نظر سراج لأثره نظره لا تنم على خير

فى مكان أخر

كان جعفر يسير فى أحدى الأسواق وهو لا يفهم شئ فحدث نفسه قائلًا:ايه دا كله هما عاملين الحاجه برُبع التمن دا الناس مقطعه بعض

وقف وهو ينظر حوله وهو يتذكر طلبات بيلا فذهب لرجل بائع الدجاج وهو يرى سيده بعقدها الرابع وهى تتشاجر مع الرجُل بطريقه سوقيه فأنزل نظارته الشمسيه قليلًا ونظر لها بقرف وعندما شعرت هى بهِ نظرت لهُ بمعالم وجه لا تنم على خير وأسرع هو وقام برفع نظارته مره أخرى وهو ينظر حوله ، أنتشلت الحقيبه من الرجُل وهى تقول بقرف:هات جتكوا القرف … رجاله عايزه الحرق كلها

ذهبت السيده ونظر لها جعفر مره أخرى بقرف ثم سمع الرجُل يقول:متشغلش بالك يا باشا أصلها مطلقه تلات مرات فحاطه العيب على اللى أتجوزتهم … تقولش چورچينا فى نفسها

أبتسم جعفر وقال:انا خوفت تطلع موس من بوقها تعورك

الرجُل بأبتسامه:لا متقلقش متقدرش تعمل حاجه عارف أتعامل مع الأشكال اللى زيها … المهم تطلب ايه

جعفر:بُص انا مبفهمش فى حوار السوق دا والأسعار والكلام دا كله انا عايز فرخه ومتنضفه كويس جدًا عشان المدام متعلقنيش

ضحك الرجُل وهو يقول:عنيا يا باشا

دلف الرجُل وأبتسم جعفر وهو يُعيد تذكر طلباتها مره أخرى فنظر حوله حتى رأى بائع الأسماك وسريعًا تذكر الأربع سمكات التى طلبتهم منه بيلا وأبتسم وهو يُحرك رأسه ويقول:شكلها هتعلمنى الأدب من دلوقتى وانا اللى كنت فاكرها هاديه وهبله … انا اللى طلعت أهبل فى الأخر

مر القليل من الوقت وجاء الرجُل مره أخرى وهو يمُدّ يده بالحقيبه لهُ قائلًا:أتفضل يا باشا

أخذها جعفر وهو يقول:حسابك كام

الرجُل بأبتسامه:خلى عنك يا باشا

جعفر بمجامله:ربنا يخليك

الرجُل:خمسين جنيه

مدّ جعفر يده بالنقود ومن ثم توجه لبائع السمك ، وقف وهو ينظر للسمك ولا يعلم أى واحدٍ يجلب فجميعهم نفس النوع فنظر للرجُل وقال:بعد أذنك يا أخينا

نظر لهُ الرجُل وقال:أؤمر يا باشا

جعفر بتساؤل:هو مش كلهم سمك بُلطى بردوا ايه الفرق

الرجُل:السعر يا باشا

جعفر بتساؤل:طب بكام

أخبره البائع بالأسعار ثم تركه فى حيرةٍ من أمره وهو لا يعلم ماذا يجلب ، نظر للسيده التى كانت تقف وتقوم بأختيار السمك وهو يقول:بعد أذنك هو أنهى أحلى

نظرت لهُ وهى تقول:خُد من اللى باخد منه دا لا هو غالى ولا هو رخيص خليك فى النص مع أى بياع

صمت جعفر لبُرهه حتى سمع السيده تقول:شكلك أول مرة تنزل سوق

جعفر:وأخر مره أن شاء الله

ضحكت السيده بخفه وقالت:ليه بس دا الراجل هو اللى المفروض ينزل مش الست دا يبختها بيك والله شكلها مسيطره جامد

جعفر بخفوت:دى بتسخن بس

السيده بأبتسامه:شكلك واد جدع وأبن أصول خدها نصيحه والله يا ابنى الراجل اللى يساعد مراته وينزل يجيب طلبات البيت وايديه فى أيدها دا انا بستجدعه أوى وهو دا الراجل الصح انا مربيه أبنى على كدا لحد ما بقى زيك كدا بينزل يجيب ويعمل ويشيل عن مراته لو تعبت ونصيحه تانيه أوعى تخلى بياع يضحك عليك عشان بيستغلوا اللى مش عارف اى حاجه فى اى حاجه لا تجيب غالى ولا قليل هات فى النص خير الأمور الوسط أصل هنا أستغلاليين خلى بالك خليك ناصح وفاصل معاه

شرد جعفر بحديثها قليلًا حتى قاطعه رنين هاتفه أخرجه من جيبه وأجاب قائلًا:عاجبك كدا انا واقف عامل زى العبيط مش عارف أى حاجه فى أى حاجه

بيلا:ليه يعنى الناس كلها حواليك بتشترى

جعفر:المشكله فى الأسعار انا مش عارف أجيب ايه

حركت رأسها بقله حيله وهى تُنظف المنزل قائله:ليه يا جعفر متجيب السعر الوسط والحاجه الصابحه مش البايته البهتانه دى هيضحك عليك ويديهالك بسعر قُليل خليك أنصح منه وفاصل كدا أومال عمال تقول جعفر البلطجى اللى ليه هيبه ومحدش بيضحك عليه فى الحاره كل دا كان مجرد كلام ولا ايه

صق على أسنانه بغيظ شديد وهو يقول:البركة فى سعتك

بيلا بأبتسامه:اه دبسها فيا بقى بقولك ايه يا جعفر إنجز عشان ألحق أعمل الأكل

جعفر:خلاص يا بيلا أقفلى انا هتصرف

أغلق معها ونظرت هى للهاتف بأبتسامه وهى تقول:أتقل عليا يا ابن جميله إن ما خليتك تلف حوالين نفسك وتحس بالمسئوليه مبقاش انا

بعد مرور الوقت

عده طراقات ورنين على باب المنزل تليها تقدم بيلا التى فتحت الباب ورأت جعفر واقفًا ويحمل حقائب كثيره للغايه فى يديه وأخرى على رأسه وأثنان يعقدهما ببعضهما ويضعهما على كتفيه ، عندما رأته بهذه الهيئة ظلت تضحك وهى لا تُصدق ما تراه بينما نظر هو لها بضيق وقال:هتدخلينى ولا هتفضلى واقفه بتضحكى كدا كتير

أفسحت لهُ الطريق وهى مازالت تضحك فدلف هو بضيق وأغلقت الباب خلفه وتقدمت منه ، وضع هو الحقائب على الطاولة ووقفت هى بجانبه وهى تضحك قائله:شكلك فظيع بجد فكرتنى بستى يخربيتك

نظر لها وهو يقول بغيظ:أسكُتى خالص انا مش طايقك بسبب المرمطه اللى شوفتها بسببك

ضحكت أكثر وهى تضع يدها على بطنها وأدمعت عيناها من كثره الضحك قائله:عشت وشوفتك بتتمرمطى يا بيضه لازم تشيلى مسئوليه بقى

صق على أسنانه بقوه وهو ينظر لها قائلًا:بتضحكى

وضعت رأسها على كتفه وهى تضحك ، مر القليل من الوقت وهدأت نظرت لهُ وقالت وهى تمسح دموعها:اول مره أضحك بالشكل دا بجد

نظرت لهُ وقالت بأبتسامه:عارف بقالى كتير مضحكتش بالطريقه دى

حرك رأسه برفق وهو يقول:مره ومش هتتكرر تانى

ضحكت بخفه وقالت بمرح:يختى جميله كبرتى وشيلتى مسئوليه

جعفر:انا يتقالى جميله انا عارف إن هيبتى فى ذمه الله معاكى باينه من أولها

بيلا بأبتسامه:خلاص ورينى جبت ايه ياللى منيم الحاره من المغرب

نظر لها بطرف عينه وأبتسمت هى وهى تنظر لهُ فحرك رأسه بقله حيله وهو يبتسم بخفه ويقول:أدى الفراخ

بيلا:قولتله

قاطعها جعفر وهو يقول:مليته القصيده اللى قولتيهالى متقلقيش

بيلا:هنشوف

جعفر:وادى الأربع سمكات اللى طلبتيهم


نظرت بيلا لما بداخل الحقيبه وقالت بأبتسامه:براڤو عليك طلعت شاطر

حرك شفتيه يمينًا ويسارًا وهو يقول:شاطر اه بلا وكسه الست اللى كانت واقفه بتشترى جنبى هى اللى نقتهوملى وقعدت تنصح فيا

نظرت لهُ قائله:سحبت كلامى

أبتسم وجعلها ترى ما جلبه حتى قالت فجأه بتذكر:الكنافه يا جعفر والله لو نسيتها لزعل

أخذ الحقيبه التى كان يُخبئها خلفه وهو يقول بأبتسامه:مقدرش على زعلك يا جميل

أبتسمت برضا وقالت بسعاده:بجد تسلملى انا مش عارفه أقولك ايه

أبتسم بخفه وقال:انا جعان جدًا أنجدينى بقى عشان مش قادر

بيلا بأبتسامه سعيده ومرح:عنيا يا جميل

أخذت الأغراض ودلفت للمطبخ بحماس تحت نظراته وأبتسامته وهو يقول بداخله:والله ما حد جميل هنا غيرك

فى منزل فايزه

فايزه بأبتسامه:تعرفى يا هناء

نظرت لها هناء بينما أكملت فايزه قائله:الواد جوز بنتك قمور أوى ما شاء الله عليه

أبتسمت هناء بينما قالت فايزه:اه والله تحسيه كدا ليه هيبه ولايقين على بعض ما شاء الله ربنا يخليهم لبعض ونفرح بيهم قُريب ونشوفك تيتا صغنونه كدا

تحدثت هناء بداخلها وهى تقول بحسره:تيتا اه طيبه اوى يا فايزه متعرفيش اللى فيها

جاء بسام وهو يقول:انا رايح الشغل يا ماما محتاجه حاجه

نظرت لهُ فايزه وهى تقول بأبتسامه:لا يا حبيبى سلامتك

نظر لخالته وهو يقول:عايزه حاجه يا خالتى

هناء بأبتسامه:خلى بالك من نفسك يا بسام

بسام بأبتسامه:عنيا عن أذنكوا


خرج من المنزل تحت نظراتهما وبعدما خرج نظرت هناء لفايزه وهى تقول:عاوزين نفرح بيه قريب خليه يتلحلح شويه

فايزه:والله يا هناء لسه مجاتش بدعيله يرزقه بواحده تتقى ربنا فيه

هناء بأبتسامه:هتيجى يا هناء متقلقيش بسام محترم وربنا شايله رزقه

فايزه:يارب يا هناء … المهم هتعملى ايه فى موضوع فارس

هناء:مش عارفه يا فايزه والله سيباها على ربنا … عارفه اللى مستغرباله متصلش بيا يجى بقاله شهر لا قال فين مراته وبنته مفيش تقوليش ما صدق

فايزه:غلطان يا اختى أول مرة يعنى يعملها دا كان بيتصل لو أتأخرتى دقيقه واحده

هناء بقله حيله وحسره:كان بقى

أثناء حديثهما قاطعهما صوت رنين هاتفها فنظرت للهاتف ورأت أخيها عبد المعز أخذت الهاتف وهى تنظر للأسم بتعجب فقالت فايزه:مالك فى ايه

نظرت لها هناء وهى تقول:أخوكى عبد المعز بيتصل

فايزه:طيب شوفيه

أجابت هناء وهى تقول:الو … الحمد لله … لا فى ايه …. ايييييه

فى منزل جعفر فى الحاره

جلست مها أمام والدتها وهى تقول:كلتى يا ماما

جميله:الحمد لله

صمتت مها قليلًا وهى لا تعلم كيف ستُخبرها بشئٍ كهذا ولكنها حاولت أن تهدء ونظرت لوالدتها وقالت:بقولك ايه يا ماما

نظرت لها جميله فقالت مها بتوتر:انا … انا … انا شوفت جعفر

نظرت لها جميله وهى تقول بصدمه:شوفتيه فين


قصت عليها مها ما حدث بالتفصيل دون أن تذكر زواجه وعندما أنتهت قالت:وبصراحه هو قالى عرفيها ومتخبيش عليها حاجه وأدانى مبلغ يعنى نمشى بيه نفسنا وقالى لو علاج أمك خلص هاتيهولها ومتقلقيش دى فلوس حلال قالى انا عمرى ما هأكلكوا بالحرام كل الفلوس دى حلال وانا بصراحه مصدقاه

جميله:ومجاش يشوف أمه ليه

مها:بصراحه هو مش عايز حد من الحاره يعرف انه جه حتى قابلته على ناصيه مُنصف بعيد عن الناس قالى مش عايز حد يعرف أنى جيت معرفش ليه بس هو قالى كدا وبيقولك أتطمنى وخدى علاجك أول بأول ومتهمليش نفسك عشان ميزعلش

شعرت جميله بالحنين تجاهه وهى تقول:ربنا يخليك ليا يا ابنى وميحرمنيش منك ولا من حنيتك عليا

ربتت مها على يدها وهى تقول:يلا بقى خُدى علاجك وبلاش تهملى فيه

حركت رأسها برفق فنهضت مها وهى مُبتسمه وذهبت كى تجلب لها دوائها

فى منزل جعفر

دلف جعفر المطبخ ورأى بيلا تُعد الطعام فأقترب منها وهو يقول:ريحه الأكل فظيعه انا جوعت أكتر على فكرة

أبتسمت بيلا وقالت:خلاص قربت أخلص

جلس جعفر على المقعد وهو يقول:أتمنى تكونى مرتاحه

أجابته بهدوء وهى تقول:الحمد لله كل اللى يجيبه ربنا كويس

كان سيتحدث ولكن أوقفه عده طرقات متتاليه على الباب ورنين متواصل ، نظرت بيلا لهُ وهى تقول بقلق:ايه دا فى ايه

نهض وهو يقول بجهل:مش عارف

خرج وخرجت ورأه وأقترب هو من الباب وفتحه وجد هناء تقف وتبكى بشده نظر لها وهو يقول بصدمه:مالك يا خالتى فى ايه

أقتربت بيلا سريعًا ورأت حاله والدتها الصعبه هذه وقالت بصدمه:ماما مالك فى ايه

أقتربت منها هناء وأحتضنتها وهى تبكى أكثر فمسدّت بيلا على ظهرها وهى تُحاول تهدئتها بينما دلفت فايزه خلفها وهى تنظر لها بحزن شديد

بعد مرور الوقت

جعفر بصدمه:يعنى ايه الكلام دا يا خالتى انتِ متأكده

حركت رأسها برفق ودموعها تسقط على خديها بغزاره فنظر لبيلا التى كانت شارده والدموع متحجره بعينيها فمسح على وجهه وهو لا يصدق ما سمعه ولا يعلم ماذا عليه أن يفعل فهو فى صدمه ، لحظات من الصمت قطعته بيلا وهى تقول بشرود:أتطلقى يا ماما

نظر لها جعفر وكأنه لا يُصدق ما تفوهت بهِ بينما توقفت هناء عن البكاء وأبتعدت عنها بهدوء وهى تنظر لها بهيئتها تلك فنظرت لها بيلا بدموع وهى تقول:ايوه اللى انا قولته صح … أتطلقى منه

جعفر:بس يا بيلا

قاطعته بيلا بأنفعال وهى تنظر لهُ قائله:مفيش بس يا جعفر الخيانه مفيهاش بس

نظر للأسفل مره أخرى وصمت بينما قالت بيلا:يعنى متجوز بقاله خمس شهور على ماما وهى متعرفش حاجه وبيتعامل عادى جدًا ولما كان بيتأخر ويبات بره كان بيتحجج بالشغل اللى انا كنت بصدقه زى الهبله … الخيانه يا جعفر مفيهاش معلش ولا أفهميه … انا من رأيى تروحى وترفعى عليه قضيه خُلع

تحدث جعفر بحده خفيفه وهو ينظر لها قائلًا:لا يا بيلا وألف لا تفكيرك غلط انتِ كدا بتتصرفى بطريقه غلط

بيلا بحده:على الأقل هيطلقها من غير شوشره وعناد

جعفر:لا المفروض تروح وتجس نبضه تتأكد أكتر لو أتلجلج فى الكلام وأتوتر هتفهم إن اللى أتقالها دا صح تاخد التليفون بحجة إنها عايزه تكلم أختها أى حاجه وتفتش بنفسها لو الكلام دا صح تواجهه وتطلب الطلاق مباشرًا لو رفض هنتجه للطريق اللى بتقولى عليه لكن نتجه على طول للطريق دا انا شايفُه غلط

نظرت بيلا لوالدتها بدموع وأحتضنتها وهى تُربت على ذراعها بمواساه وهى تقول:متزعليش حقك عليا انا

بكت هناء أكثر فشعر جعفر بأنه يجب أن يفعل شئ لا يستطيع الجلوس هكذا وهو يرى هناء بهذه الحاله المحزنه ، نهض وخرج للشُرفه وتركهما ، وضع الهاتف على أذنه قليلًا ثم قال:ركز معايا كويس أوى فى اللى هقوله

فى الحاره

كان سراج واقفًا وهو ينظر حوله حتى أقترب منه مُنصف وهو يقول:عرفت هنعمل ايه

سراج بهدوء:عارف

مُنصف:مش عايزين لغبطه يا سراج … لؤى زمانه خلص دلوقتى وجاى

لحظات وأقترب لؤى وهو يقول:انا عملت اللى عليا الدور عليكوا

نظر مُنصف لسراج الذى فهم نظرته وتحركا وتركا لؤى ينظر لهما

فى منزل جعفر

دلفت بيلا إلى الغرفه وأغلقت الباب خلفها وتقدمت من جعفر وهى تقول بهدوء:نعم

نظر لها وقال:خليكى جنبها ومتسبيهاش لحظه واحده وانا هتصرف

بيلا بتساؤل:هتعمل ايه ؟

جعفر:هتصرف

بيلا:ايوه هتتصرف أزاى يعنى فهمنى متسبنيش كدا

نظر لها وقال:هتعرفى بعدين

تركها وخرج فخرجت هى خلفه وكان هو متجهًا لباب المنزل ولكن أوقفته بيلا وهى تقول:أستنى مش هتاكل

حرك رأسه نافيًا وخرج ، نظرت لأثره وهى لا تعلم لما إنقلب كل شئ هكذا رأسًا على عقب فى ثانيه واحده ، عادت لوالدتها مره أخرى ورأتها مازالت تبكى بصمت فقررت أن تُكمل إعداد الطعام كى تجعلها تأكل ولكى يأتى جعفر من الخارج أيضًا ويتناول طعامه

فى الحاره

أقترب سراج من فارس وهو يقول:أزيك يا عم فارس

نظر لهُ فارس وهو يقول:أزيك يا سراج

سراج:الحمد لله … كنت محتاج منك طلب

فارس:طبعًا قول

سراج:بصراحه انا رصيدى خلص وكنت محتاج أكلم أمى عشان أقولها أنى هبات برا فى الشغل عشان متقلقش عليا

أعطاه الهاتف وهو يقول:طبعًا خد كلمها ولما تخلص انا فى المحل عند عمك عبده أبقى هاتهولى

حرك سراج رأسه برفق وهو ينظر لهُ ويراه يبتعد عنه ، نظر بهاتفه وفتح الهاتف ودلف على الواتساب ولكن يحتاج إلى الرقم السرى زفر سراج بضيق وهو يقول:هعرفه منين انا دلوقتى

كتب أسم بيلا ولكنه كان خاطئ كتب أسم أكرم ولكنه كان خاطئ أيضًا لم يعُد لديه سوى أسم هناء الذى كان خاطئ أيضًا ، زفر وهو ينظر حوله ولا يعلم ماذا عليه أن يفعل كى يُفتح معه من جديد ، رأى سميحه وهى تقف مع فارس وتضحك بمياعه كعادتها فلا يعلم لما وجد نفسه يكتب أسمها ولحسن حظه فُتح معه لم يُصدق نفسه حاول سريعًا إيجاد أى شئ وظل يبحث ويبحث حتى رأى صورتها فدلف للمحادثه بينهما ونظر بها للحظات قبل أن يُصدم وتتسع عيناه بصدمه وهو يقول بعدم تصديق:سميحه مرات فارس

فى مكان أخر مهجور

كان جعفر يدور حول نفسه بهدوء وهو يُفكر ويُحاول ربط الأحداث ببعضها البعض ، سمع صوت هاتفه يُعلنه عن أتصال من سراج فأجابه قائلًا:ايه يا سراج … انا فى المكان بتاعنا اللى بنتقابل فيه دايمًا تعالى

أغلق معه مره أخرى وهو ينظر أمامه بشرود ونظره تحمل العديد والعديد خلفها ولا تنُم على خير أبدًا

بعد مرور الوقت

دلف سراج وأقترب من جعفر الذى ألتفت إليه ونظر لهُ قائلًا:عملت ايه

وقف سراج أمامه ومدّ يده بهاتفه وهو يقول:شوف بنفسك

أخذه منه جعفر ونظر بهِ وهو يرى المحادثه التى بينه وبين سميحه التى ما إن رأى أسمها نظر لسراج وهو يقول بتعجب:سميحه !

سراج بهدوء:متستغربش كمل

أكمل جعفر وهو يقول:انا مش فاهم حاجه

سراج:فارس متجوز سميحه فى السر

نظر جعفر لهُ وأتسعت عيناه بصدمه وهو يقول:أزاى … انتَ متأكد

حرك رأسه برفق وهو ينظر لهُ فقال جعفر بأنفعال:أزاى سميحه متجوزه

سراج:انتَ متأكد أنها متجوزه

صمت جعفر فجأه وتحولت معالم وجهه للدهشه وهو يقول:قصدك ايه

مسح سراج على خصلاته وهو لا يعلم ماذا يقول ونظر لجعفر الذى فهم نظرته ومسح على وجهه وهو يقول بصدمه:انا مش مصدق لو اللى فى دماغى صح تبقى كارثه كبيره

سراج:الكارثه دلوقتى أنه متجوزها فى السر من غير ما حد يعرف

شرد جعفر وهو ينظر للجهه الأخرى بينما قال سراج:بتفكر فى ايه

العاشره والنصف مساءًا

فى منزل جعفر

تحدثت هناء وهى تنظر لبيلا بهدوء قائله:جعفر مرجعش لحد دلوقتى ليه يا بيلا أتطمنى على جوزك

نظرت لها بيلا بهدوء ثم مدّت يدها وأخذت هاتفها ونهضت بهدوء وخرجت للشرفه وهى تضع الهاتف على أذنها للحظات قبل أن تسمع صوته يُجيبها فتحدثت قائله بصوتٍ هادئ:انتَ فين أتأخرت أوى

أجابها قائلًا:جاى دلوقتى

بيلا:ماشى

أغلقت معه وهى تنظر أمامها بهدوء بعدما شعرت بنبره صوته التى تُخفى خلفها الكثير والكثير ، خرجت لوالدتها التى نظرت لها وقالت:ايه ردّ عليكى

حركت رأسها برفق وهى تقول:اه هو قالى أنه جاى دلوقتى

حركت رأسها بتفهم وقالت:يرجع بالسلامه

سمعت فايزه صوت رنين هاتفها أخرجته من الحقيبه وهى تنظر لشاشه الهاتف التى كانت تُضئ بأسم بسام فأجابته بهدوء وقالت:ايه يا بسام … انا عند بيلا انا وخالتك … لا مفيش حاجه كله زى الفل متخافش كنا بس بنزورها والوقت سرقنا … انتَ روحت ولا لسه … طيب يا حبيبى خلى بالك من نفسك … مع السلامة

أغلقت معه ونظرت لبيلا وهناء وقالت بأبتسامه:بسام بيسلم عليكوا

هناء بتساؤل:هو روح ولا ايه

فايزه:اه ملقاش حد فينا فقلق قالى أنه جاى ياخدنا

نظرت بيلا لهناء بهدوء وقالت:ماما … روحى مع خالتو وانا هشوف جعفر لما يرجع عمل ايه

أخفضت هناء رأسها بحزن بينما هى وقفت بجانبها وربتت على كتفيها بحنان ومواساه

فى الصعيد

عزيزه:يا مُرى جولتلها يا عبد المعز

عبد المعز بضيق:كان لازم تعرف يا عزيزه أنى مش هسيبها أكده وأنى عارف وساكت أكده انا غلط

عزيزه بقلق:وبعدين حوصل ايه

عبد المعز بجهل:معرفش يا عزيزه من وجتها وهى جافله تليفونها وبيلا مبتردش

عزيزه بحزن:كان مستخبيلك فين كُل دا بس يا هناء

عبد المعز بجديه:لازم أتصرف أنى مهاسبهاش أكده مهما حوصل دى مهما كان خيتى لازم أجف چارها

عزيزه:ربنا يُسترها وتعدى على خير بالذات بعد اللى حوصل آخر مره

دلف صلاح من الخارج وهو يقول:سلام عليكوا

ردّ كل منهما السلام بينما نظر لهما صلاح وهو يقول:فى ايه يا بوى

عزيزه:شوفت اللى حوصل يا صلاح

شعر صلاح بالقلق فقال:خير حد جرب من الأرض ولا إيه

قصت عليه عزيزه ما حدث تحت صدمته وعدم تصديقه ، نظر لوالده وهو يقول:حوصل ميته الكلام دا يا بوى

عبد المعز:من وجت جُريب أكده

صلاح بعدم رضا وضيق:وه يعنى عارف حاچه زى أكده يا بوى وساكت ليه

عبد المعز:چواز بيلا واللى حوصل معاها خلانى مجدرش أجولها حاچه زى أكده يا صلاح عمتك تروح فيها

مسح صلاح على وجهه بينما سمع والدته تقول:تاكل يا ولدى

نظر لها وقال:ياريت ياما أنى چعان جوى على لحم بطنى من الصبح

نهضت عزيزه وهى تذهب للمطبخ قائله:من عنيا يا ضنايا

جلس صلاح أمام والده الذى نظر لهُ وقال:جولى يا صلاح أخبار الأرض ايه

نظر لهُ صلاح وقال:متجلجش يا بوى كل حاچه زينه وواد الهوارى مجربش منِها واصل

عبد المعز بأطمئنان:زين … عاوزك تاخد بالك زين يا ولدى هو وعياله مش ساهلين

أبتسم صلاح وقال:متجلجش يا بوى الأرض فى أيد أمينه

أبتسم عبد المعز وهو يقول:وأنى واثق فيك

فى منزل صغير يطل على الأراضى الزراعيه فى القرى الفقيره

كانت أزهار جالسه على الأريكة البسيطه وتضع يدها اليُسرى على رأسها وبجانبها النافذه مفتوحه وصوت صرصور الحقل هو الذى يُسمع ، أقتربت منها ميادة وجلست أمامها على الأريكة وهى تقول:مالك يا حزينه حاطه يدك على راسك كيف اللى شايله همها وهم الدنيا على راسها أكده

تحدثت أزهار بهدوء وقالت:سبينى فى حالى ميادة أبوس يدك أنى منجصاش

ميادة:مالك يا بت فى ايه

نظرت لها وقالت:مفيش .. مخنوجه كالعاده ايه الچديد

ميادة:يا بت فُكى شويه انتِ من ساعه ما چيتى بجالك سبوعين وأكتر وانتِ أكده

لم تتحدث أزهار فقالت ميادة:طب جوليلى حوصل ايه انتِ ساكته من ساعتها وأنى سيباكى براحتك

ألتمعت عينان أزهار وهى تقول:وحشنى ابويا يا ميادة چيت أشوفه

زفرت ميادة وقالت:بصى يا أزهار أنى عارفه زين أنك معوزاش تتكلمى لأن دى حياتك انتِ وچوزك ومينفعش حد يتدخل بس يا بت الناس لازم تعرفى أن كيف ما فى حاچات بنعديها فى حاچات مينفعش نعديها واصل وانتِ الوحيدة اللى لازم تبجى عارفه إذا كانت ينفع تعديها ولا لا

سقطت دموع أزهار بحزن ومن ثم بدأت تبكى فنظرت لها ميادة وهى تقول بحزن:طب وبعدين يا أزهار هتفضلى أكده أبوكى جلجان عليكى وجالى خشى شوفيها چايز تحكيلك

تحدثت أزهار وهى تبكى بقلة حيلة قائله:أنى تعبت جوى يا ميادة ومبجتش جادره أتحمل

ربتت ميادة على يدها وهى تقول بتهدئه:أستهدى بالله أكده وجوليلى حوصل إيه هو صلاح مزعلك للدرچادى

أزهار ببكاء:جوى يا ميادة

ضمتها ميادة لأحضانها وهى تُربت على ظهرها بحنان ومواساه وهى تقول:أهدى طيب وكل حاچه هتتصلح صدجينى … أهدى

فى منزل جعفر

عده طرقات على الباب يليها رنين الجرس ، ذهبت بيلا وفتحت الباب ورأت بسام أمامها والذى نظر لها وقال بأبتسامه:أزيك يا بيلا

أبتسمت بيلا وقالت:الحمد لله أتفضل

دلف بسام وأتجه لوالدته وأغلقت بيلا الباب وذهبت خلفه ولكنها توقفت بعدما سارت خطوتان وعادت للباب مره أخرى والذى دق من جديد ، فتحته وكان جعفر أمامه أبتسمت بخفه وقالت:حمدلله على السلامه

دلف جعفر وهو ينظر لبسام قائلًا بهدوء:الله يسلمك

أغلقت بيلا الباب وتقدمت منه وهى تقول:مالك وقفت ليه

نظر لبسام وفهمت نظرته فقالت بخفوت:دا بسام أبن خالتى فايزه اللى قاعده دى

حرك رأسه بتفهم ودلف وهى خلفه وأقترب منهم وهو يقول:مساء الخير

نظرت لهُ هناء وقالت بأبتسامه خفيفه:مساء النور حمدلله على السلامه

أبتسم جعفر بخفه وقال:الله يسلمك

نظر لبسام الذى كان يقف بجانب والدته فحمحمت بيلا وقالت:جعفر دا بسام أبن خالتى فايزه ودا جعفر جوزى يا بسام

حرك بسام رأسه برفق ومدّ يده لهُ وهو يقول بهدوء:أتشرفت بمعرفتك

نظر جعفر ليده الممدوده للحظات ثم مدّ يده وحرك رأسه برفق وقال بعدها وهو ينظر لهم:عن أذنكوا

تركهم ودلف للغرفه وأغلق الباب خلفه بينما نظروا هم لأثره بتعجب ثم نظرت هناء لبيلا وهى تقول بخفوت:جوزك ماله

حركت كتفيها بجهل وشعرت بنظرات بسام فأعادت خصله خلف أذنها وقالت بهدوء:عن أذنكوا

تركتهم وذهبت للغرفه وأغلقت الباب خلفها تحت نظرات بسام التى كانت تُتابعها ، أقتربت بيلا منه وجلست أمامه على الفراش وهو كان شارد الذهن ، مدّت يدها ووضعتها على يده جعلته يستفيق على لمسه يدها ، نظر لها وقالت هى بتساؤل:مالك فى ايه ؟

حرك رأسه برفق وهو يقول:مفيش حاجه

بيلا بتعجب:يعنى ايه مفيش حاجه عاوز تقنعنى انا بالكلام دا !

زفر جعفر وقال:خالتى أخبارها ايه دلوقتى

فهمت بأنه يتهرب منها فقالت:الحمد لله شويه كدا وشويه كدا

حرك رأسه برفق فقالت بيلا بعدما نظرت لهُ قليلًا:جعفر مالك بجد انا أول مرة أشوفك كدا

نظر لها قليلًا ثم قال بضيق:انا جعان وعايز أرتاح ممكن

نظرت لهُ قليلًا ثم قالت بهدوء:حاضر يا جعفر

تركته وخرجت تحت نظراته التى تُتابعها ، نظرت لها هناء وقالت:كويس أنك جيتى انا همشى انا وخالتك بقى

حركت رأسها برفق وقالت:هبقى أتطمن عليكى كمان شويه خدى بالك من نفسك

حركت رأسها برفق وهى تنظر لها بأبتسامه بينما قالت فايزه:هو جوزك ماله يا بيلا هو مدايق من وجودنا

نفت سريعًا وهى تنظر لها قائله:لا خالص يا خالتو هو بس جاى تعبان ومش قادر طول اليوم برا

حركت رأسها بتفهم وقالت:سلامته يا حبيبتى

توجهوا للباب وخرجوا بعدما ودعتهم بأبتسامه وأغلقت الباب خلفهم ، دلفت للمطبخ وبدأت بتسخين الطعام لجعفر والعديد من الأسئله تدور برأسها تبحث عن أجابه مُقنعه ولكنها لا تستطيع التوصل إلى أجابه ، دلف للمطبخ وجلس بهدوء على المقعد بعدما أبدل ملابسه وهو يستند بمرفقه الأيمن على الطاوله وبيده على رأسه بينما هى نظرت لهُ وحركت رأسها بقله حيله وعادت تنظر للطعام مره أخرى حتى أنتهت ووضعت الصحون على الطاولة أمامه وكوب ماء وجلست أمامه وهى تضع يدها اليُمنى على خدها الأيمن وتنظر لهُ بهدوء بينما بدء بتناول الطعام بهدوء وهو يقول:مش هتاكلى

نظرت لهُ وقالت:كلت خفيف خالتى كانت قاعده وانا كنت مُحرجه وكمان ماما كانت بتعيط كل ما تفتكر

أزاح الصحون نحوها وهو يقول:كُلى معايا عشان مبحبش أكل لوحدى

حركت رأسها برفق وبدأت بتناول الطعام معه بهدوء وهى صامته لا تود أن تضغط عليه ستتركه حتى يتحدث من تلقاء نفسه

بعد مرور يومان

دلفت بيلا الغرفه وهى ترى جعفر يرتدى قميصه وقالت:مش هتفطر

تحدث وهو يُغلق أزرار قميصه قائلًا:لا أفطرى انتِ

بيلا:فى ايه يا جعفر متغير بقالك يومين ومبتتكلمش معايا

تحدث جعفر وهو مازال يوليها ظهره قائلًا:مفيش

عقدت يديها أمام صدرها وقالت بعدم رضا:والله انتَ شايف أن مفيش حاجه

زفر جعفر بنفاذ صبر وهو يأخذ أغراضه ويخرج من الغرفه تحت نظراتها التى كانت تُتابعه قائله:طب هتتأخر النهارده

تحدث وهو يخرج من المنزل قائلًا:لا

أغلق الباب خلفه تاركًا إياها تنظر لأثره بهدوء ، أعادت خصلاتها للخلف وهى لا تعلم ما حل بهِ وماذا يُخفى عنها ، سمعت صوت رنين هاتفها يُعلنها عن أتصال من هنا ، أقتربت من الطاوله ومالت بجزعها وأخذت الهاتف وأجابتها قائله:ايوه يا هنا

هنا:فاضيه أجى أقعد معاكى شويه ولا جوزك موجود

بيلا بهدوء:لا مش موجود لسه نازل تعالى

هنا:ماشى ساعه بالكتير وأكون عندك

بيلا:ماشى

أغلقت معها وعقدت يديها أمام صدرها بهدوء وهى تُفكر ماذا ستفعل حتى تصل هنا

فى مكان آخر

أقترب سراج منه وهو يقول:قالب وشك كدا ليه يا جعفر

جلس على المقعد بجانبه بينما كان جعفر ينظر أمامه بهدوء فتحدث سراج وقال:بقولك ايه انا على أخرى قسمًا بالله تكه كمان وهخلص على فتحى

جعفر:بقولك ايه … انا عايز أنتقم

نظر لهُ سراج وهو يعتدل بجلسته ويقول:ايه دا من مين وليه

جعفر:عايز أصفى حسابى مع عصفوره

سراج:يادى النيله هو لسه بيهوش عليك

ثنى جعفر يد القميص الخاص بهِ وهو يكشف عن تلك الندبة التى سببها لهُ عصفوره وتركت أثر على ذراعه قائلًا بعدما أحتدت عيناه:هصفى حسابى معاه من الأول … للأخر … وأعرفه أزاى يهدد جعفر

سراج:أفهم من كدا أننا المفروض نجبهولك على المكان بتاعنا اللى بنتقابل فيه

جعفر بأبتسامه ونظره لا تنُم على خير:ومين قال أنكوا هتجيبوه … انا اللى هطلع الطلعه دى

فى مكان آخر

_يا معلم عصفوره وبعدين يا معلم بقالنا كتير حالنا واقف كدا ما تتصرف يا معلم

نفخ الهواء من رئتيه وهو يُمسك سيجارته ويضع قدم فوق أخرى وقال بأبتسامه حتى ظهرت أسنانه الصفراء البشعه:ومين قالك أنى مبتصرفش

نظر لهُ وهو يقول:أتقل تاخد حاجه حلوه ونضيفه

_فى حاجه معينه فى دماغك يا معلم ولا بتسكتنى

ضحك عصفوره وهو يقول:لا عيب عليك فيه واحده فى دماغى متقلقش وعشان تعرف أن انا مبكدبش عليك هثبتلك

أخذ هاتفه وكتب عده أرقام ثم وضع الهاتف على أذنه قليلًا وهو ينتظر حتى أجابه قائلًا بأبتسامه واسعه:حبيب قلبى وحشتنى

أعتدل جعفر بجلسته وأحتدت عيناه وهو يُزمجر قائلًا:وحش ما يلهفك ويريحنا منك

ضحك بملئ فاهه وهو يضع قدم فوق أخرى ويقول:ليه كدا بس دا انا حتى حبيبك ترضاها عليا

جعفر بغضب مكتوم:وعلى عيلتك كلها

عصفوره بأبتسامه:مش مهم مش موضوعنا خلينا فى الأهم … سمعت أنك أتجوزت … ومش أى واحده … واحده جامده

صرخ جعفر ونهض كالإعصار وهو يقول:أخرس ومتجبش سيرتها على لسانك الزفر دا عشان مقطعهوش

ضحك عصفوره وهو يقول:ايه يا مان مالك دمك حمى فجأه كدا ليه براحه مش كدا

تحدث جعفر بصوتٍ خشن وأحتدت عيناه أكثر وهو يصق على أسنانه قائلًا:وربى وما أعبد لو ذكرتها تانى عندى أستعداد أدفنك حى وانتَ عارفنى كويس .. أظن مش محتاج أفكرك بعلامتى اللى معلمه فى وشك

ضحك عصفوره وقال:وانا مش محتاج أفكرك يا مان بعلامتى اللى معلمه على دراعك

نظر عصفوره للرجُل الخاص بهِ بأبتسامه وفهم الآخر مُراده وأبتسم هو الآخر بشر ، فتحدث عصفوره وهو يقول:حبيت أصبح عليك بطريقتى … وخلى بالك من ممتلكاتك .. لحسن تضيع

أغلق دون أن يُعطيه فرصه للردّ وضحك هو والرجُل الخاص بهِ بعدما فهم ما يُخطط إليه رئيسه ، بينما على الجهه الأخرى أنزل جعفر الهاتف وهو ينظر أمامه بهدوء بعدما فهم معنى حديثه ، أقترب منه سراج وهو يقول:فى ايه يا جعفر مين كان بيكلمك

نظر لهُ جعفر نظره حاده يُغلفه هالة من الهدوء وهذا ما يسمونه بـ “الهدوء ما قبل العاصفة”

فى منزل الحاج حسنى

كانت أزهار تُنظف المنزل الصغير البسيط وحدها بعدما خرج الحاج حسنى وميادة منذ ساعه ، أستقامت بوقفتها وهى مُتعبه وتمسح على جبينها وهى تنظر حولها ، كانت النافذة مفتوحه على مصرعيها والباب مُغلق رأت صباح تقف تنظر لها من النافذه وهى تضع صينيه كبيره على رأسها وتقول بأبتسامه:صباح الورد عليك يا چميل

نظرت لها أزهار وقالت بأبتسامه:صباح الفل … چايه منين أكده

صباح:كنت بچيب عيش ما انتِ عارفه أعبال ما بچيبه يكون الضهر أذن ويادوبك چبته وچبت فطار وعديت على البت سمر چبت منِها حزمتين چرچير اه صحيح يا بت يا أزهار چبت من الواد اللى بجولك عليه أتنين كيلو لبن

أزهار:بچد يا بت هو فين طيب

صباح:هتلاجيه چاى على أهنه متجلجيش بيعدى على كله خُديلك أتنين كيلو دا لبن چاموسى حلو جوى ومعاه سمنه بلدى زينه چربيها فى الوكل وهتدعيلى

أزهار بأبتسامه:عنيا

صباح:هلحج أروح بجى عشان أشوف حالى وأبجى تعالى

ذهبت وهى تقول جملتها الأخيرة فأبتسمت أزهار وقالت بصوتٍ عالِ قليلًا:عنيا يا بت سيد

دلفت للمطبخ البسيط للغايه وأخذت الملوخيه وخرجت ، وضعت الطاولة الخشبيه المستديره وجلست على الأرض ووضعت الملوخيه وبدأت بتقطيفها كى تقوم بطبخها على العشاء وهى تُشاهد التلفاز

فى منزل عبد المعز

_بت يا بهيرة تعالى شوفى أبوكى عاوز ايه

جاءت بهيرة وهى تقول:أيوه يا بوى

عبد المعز:أعمليلى كوبايه جهوه يا بهيرة

بهيرة:حاضر

ذهبت بهيرة وخرج عبد المعز وهو يجلس بالخارج كعادته وهو يُفكر فى أمر شقيقته

فى منزل جعفر

كانت هنا وبيلا تتحدثان مع بعضهما

هنا:مش عارفه بجد بس تعرفى هو جدع أوى وحاسه أن مش دى الشخصية الحقيقيه بتاعته

بيلا بعدم أقتناع:يا سلام

هنا:اه والله وبكرا تقولى هنا قالت .. المهم مش انتِ بتقولى أنه مدايق وانتِ مش عارفه من ايه وبيتعامل معاكى بطريقه غريبه

حركت بيلا رأسها برفق فقالت هى بحماس:انا هقولك تعملى ايه

فى منزل جعفر بالحارة

عده طرقات متتاليه على الباب ، ذهبت مها وقالت:مين

فتحت الباب ورأت جعفر أمامها ظهرت أبتسامه واسعه على ثغرها وهى تقول بسعاده:جعفر

أحتضنته بسعاده وبادلها هو عناقها بأبتسامه ، نظرت لهُ بأبتسامه وقالت:أدخل ايه المفاجئه الحلوه دى

دلف جعفر وأغلقت الباب خلفها ونظر هو لها وقال بصوتٍ خافت:امك فين

مها:فى أوضتها

فى غرفه جميله

دلفت مها لجميله التى قالت بتساؤل:مين اللى بيخبط يا مها

دلف جعفر وهو يقول بأبتسامه:انا

نظرت لهُ جميله وهى مصدومه بينما أقترب هو منها وجلس أمامها على الفراش بينما سقطت دموعها وهى تنظر لهُ وأحتضنها هو وهو يُربت على ظهرها بحنان بينما قالت هى بدموع:كنت فين يا جعفر كل دا معقوله هونت عليك عشان تسيبنى وتمشى كدا

ربت على ظهرها وهو يقول:حقك عليا يا حبيبتى

أبتعد عنها ومسح دموعها بأطراف أصابعه بحنان بينما قالت هى بدموع:حمدلله على سلامتك يا حبيبى

مها بأبتسامه:شوفتى بقى حب يعملهالك مفاجئه وجه

جميله بأبتسامه:احلى مفاجئه والله

نظر جعفر لمها وهو يقول:يلا يا بت انتِ روحى أعمليلى كوبايه شاى

نظرت لهُ مها وقالت:طب مش عامله حاجه

نظر لوالدته وهو يقول:يلا يا مها عشان مقوملكيش

شعرت مها بالضيق فضربته بكتفه وركضت للخارج مُسرعه بينما نظر لأثرها وهو يقول بضيق:ولما بقوملها بتزعل

ضحكت جميله بخفه وقالت:سيبك منها وقولى كنت فين كل دا وايه اللى حصل

زفر جعفر وهو ينظر للأسفل بهدوء وهو لا يعلم ماذا يقول لها بينما هى قالت:ايه يا جعفر فى ايه

نظر لها جعفر وهو يقول:مفيش حاجه

نظرت ليده ورأت خاتم الزواج تزامنًا مع أسترداد حديثه قائلًا بهدوء:انا أتجوزت
 زفر جعفر وهو ينظر للأسفل بهدوء وهو لا يعلم ماذا يقول لها بينما هى قالت:ايه يا جعفر فى ايه

نظر لها جعفر وهو يقول:مفيش حاجه

نظرت ليده ورأت خاتم الزواج تزامنًا مع أسترداد حديثه قائلًا بهدوء:انا أتجوزت

جميله بصدمه:ايه

نظر لها جعفر وهو يقول:أهدى وهفهمك كل حاجه

جميله بغضب:تفهمنى .. تفهمنى ايه أنك روحت أتجوزت من ورايا

جعفر:مش زى ما انتِ فاهمه أسمعى

جميله بغضب:أسمع ايه أبنى جايلى بعد ايه بيقولى انا أتجوزت انتَ ايه عايز ايه انا تعبت معاك مبقتش قادره أناهد معاك تعبتنى حرام عليك كفاية

جعفر بحده:أفهمى الأول بلاش أندفاعك دا اللى مخليكى مش مديانا فُرصه نتكلم معاكى

جميله بغضب:وانا مش عايزه أسمع حاجه خالص مش أتجوزت من ورايا روح بقى كمل معاها وأنسى أنى أمك

مها بذهول:ايه يا ماما اللى بتقوليه دا

جميله بحده:دا اللى عندى

نظر لها جعفر دون أن يتحدث وأشاحت هى بنظرها للجهه الأخرى ، حاول للمره الأخيره وهو يُمسك يدها ولكنها سحبت يدها بعنف وهى تقول:أعتبر أمك ماتت يا جعفر من النهارده

أتسعت عيناه وهو ينظر لها بصدمه وكذلك مها التى لم تقل صدمتها عنه وهى تنظر لها ، نظر لمها التى ألتمعت عيناها وهى تنظر لهُ ، فعاد بنظره لجميله مره أخرى وهو يقول بهدوء:يعنى ايه

جميله:يعنى انا معنديش أبن أسمه جعفر من النهارده وفلوسك وفرها لنفسك مش عايزه منك حاجه … انتَ ميت بالنسبالى من اللحظة دى

ألقت قُنبلتها الموقوته التى سببت لهُ إنفجارًا عظيمًا ، نهض جعفر وخرج من الغُرفه بل من المنزل بأكمله ويليه مها التى كانت تُناديه وتأمره بالتوقف ، خرجت خلفه وذهب هو مُسرعًا ولحقت بهِ وهى تصيح بهِ قائله بصوتٍ عالِ مهزوز ودموعها تتساقط على خديها:جعفر … جعفر أستنى انا عايزه أتكلم معاك … يا جعفر

أختفى من أمامها ووقفت هى مكانها وهى تنظر لأثره بدموع وعدم تصديق وبدأت تبكى ، سقطت على الأرض وهى تضع يدها على رأسها وتبكى

فى منزل جميله

دلفت إمرأة عمياء إليها وعلى ثغرها أبتسامه سعيده وهى تقول:براڤو عليكى يا جميله … انا كدا مبسوطه منك وطول ما انتِ بتسمعى الكلام انا مش هفضحك وأكشف الحقيقه

فى منزل جعفر

كانت بيلا قد أنتهت من تزيين الكيك ونظرت لهُ بأبتسامه وهى تقول برضا:كدا حلو أوى كل حاجه خلصت وبقت جاهزه .. ناقص بس جعفر ييجى وأخليه يدوقها

فى مكان آخر مظلم

كان جعفر غاضبًا بشده وهو يدور حول نفسه ويُحاول التحكم بغضبه بشتى الطرق وهو لا يُصدق ما حدث اليوم فبالتأكيد هو يعيش الآن فى كابوس وسيستيقظ منه ، سمع رنين هاتفه يعلنه عن أتصال ولكنه تجاهله فهو لا يُريد أن يتحدث مع أحد الآن وإلا سيقوم بخسارته بالتأكيد

تحدث بنبره حاده مُشبعه بالغضب قائلًا:ليه كل حاجه ضدى دايمًا مفيش حاجه كانت فى يوم من الأيام معايا كله ضدى .. الظروف ضدى التعليم ضدى الشغل ضدى حتى الأنسانه اللى حبيتها وكنت عايز أكمل معاها بقيت حياتى ضدى … أمى ضدى العالم كله ضدى ليه انا مش بنى آدم وبحس

صرخ فى نهايه حديثه وهو يُلقى بالكوب بعنف فى الجدار والذى إنكسر بعنف وتناثر زجاجه بكل مكان ، كان صدره يعلو ويهبط بعنف بسبب إنفعالاته وغضبه ، مسح على خصلاته للخلف وهو يشعر بأن رأسه ستنفجر فى أى وقت ، جلس على رُكبتيه وهو يُمسك برأسه

دقت الثانية عشر منتصف الليل

كانت بيلا تأخذ الغرفه ذهابًا وإيابًا وهى تشعر بالقلق على جعفر بعدما دقت الساعه الثانيه عشر منتصف الليل فهذه أول مرة يتأخر هكذا بالخارج دون أن يُخبرها ، نظرت من النافذه وهى ترى الشارع هادئ للغايه ولا يوجد أحد فزفرت بقلق وهى تقول:روحت فين يا جعفر كل دا من غير ما تعرفنى

سمعت صوت الباب يُفتح بالخارج فنظرت بلهفه وخرجت عندما رأت جعفر يدلف ويُغلق الباب خلفه ، أقتربت منه وهى تقول بلهفه:كنت فين يا جعفر كل دا قلقتنى عليك

نظر لها ولم يتحدث فعقدت هى حاجبيها وقالت بتعجب:مالك فى ايه بتبصلى كدا ليه وايه اللى مبهدلك بالشكل دا !

تركها ودلف بهيئته المبعثره تلك بينما نظرت هى لهُ بتعجب وهى لا تفهم شئ وذهبت خلفه للغرفه ، رأته جالسًا على طرف الفراش وقفت أمامه وهى تنظر لهُ وقالت بهدوء:انتَ كويس

لم يتحدث أيضًا فشعرت بالقلق وقالت:طب انتَ تعبان … ساكت ليه طيب … يا جعفر

نهض فجأه كالإعصار جعلها تشهق بخوف وتفاجئ ومن ثم عادت خطوتان للخلف وهى تنظر لهيئته المتعبه تلك وصرخ بها قائلًا:مش عايز منك حاجه أبعدى عنى بقى انا اللى فيا مكفينى

نظرت لهُ وهى لا تُصدق ما تسمعه ، فقالت بهدوء:أهدى طيب وفهمنى

صرخ من جديد بغضب وهو يقول:تفهمى ايه مش هتفهمينى أصلًا

بيلا بتهدئه:لا هفهمك صدقنى

جعفر بصراخ:لا مش هصدقك عشان مبقاش عندى ثقه فى أى حد خلاص خلصت مشاكل من كل حته وانا مش عارف أعمل حاجه عشان حاسس أن عليا حِمل أكبر منى لأول مره مبقاش قادر على حاجه لأول مره أقع الوقعه دى كله ضدى ومش هتحسى بيا عشان انتِ مش مكانى

أقتربت منه وهى تُحاول تهدئته فأكمل جعفر وعينيه دامعه وحمراء قائلًا:أمى أعتبرتنى ميت من النهارده عارفه يعنى ايه أمى أتخلت عنى لمجرد أنها عرفت أنى متجوز من غير ما أقولها وهى كالعاده مسمعتش ومدتش فرصه لنفسها تسمعنى ولو لمره واحده وهى اللى كونت شخصيتى ووصلتنى للى انا فيه دا وصلتلى أفكار كتير أوى منهم أن انا شخصيه متتحبش ومش مقبوله فى المجتمع انا متحبش يا بيلا انا متحبش

تركها وخرج وهو بالكاد لا يشعر بنفسه بينما ألتفتت هى ونظرت لهُ بعينان لامعتان وخرجت ورأه كاد سيخرج من المنزل أسرعت هى ووقفت أمامه تمنعه من الخروج وهى تنظر لهُ بعينان دامعتان بينما نظر هو لها ومسح على وجهه وهو ينظر للجهه الأخرى ، نظرت لهُ لحظات قبل أن تقول:متتهربش وواجه ولو لمره واحده

نظر لها فقالت هى:انا معرفكش ومعرفش ايه هى شخصيتك … بس زى ما متعود تواجه يا جعفر الأصعب من كدا لازم تتعود تواجه مشاكلك الخاصه … متتهربش يا جعفر ومتبقاش ضعيف كدا … أهدى وانا معاك … لو العالم كله كان ضدك فانا هكون معاك وهدعمك … انا عارفه إن جواك جزء نقى وشخصيه تانيه مدفونه جوه شخصيتك الحاليه واللى انا متأكده أنها مش شخصيتك الحقيقيه

لأول مره يبكى أمام أحد ، لأول مره يُصبح بهذا الضُعف وخيبه الأمل بينما تفاجئت هى ببكاءه ، جلس على رُكبتيه وهو يبكى فتخلى الأم عن أبنها ليس بالشئ الهين حتى وإن كان قلبه من حجر ، نظرت لهُ ولا تعلم لما ألمها قلبها وهى تراه هكذا فلأول مره تراه بهذه الحالة ، جلست أمامه ومدّت يدها وهى تُربت على كتفه ولم تشعر بدموعها التى سقطت على خديها تأثرًا بحالته تلك ، نظر لها بحالته المحزنه تلك ونظرته تُخبرها بأن تتحرك وتفعل شيئًا يُداوى روحه المتهالكة تلك ، وكأنها

سمعت نداءه ، أقتربت منه وضمته لأحضانها وهى تُربت على ظهره بمواساه بينما ضمها هو وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة مُنذ زمن وأكمل بكاءه بأحضانها ، ربتت على ظهره بمواساه وهى لا تعلم ماذا تفعل من أجله ، سمعته يقول بصوته الباكي الحزين:انا محتاجك جنبى أوى يا بيلا … مليش غيرك دلوقتى … مش عايز أخسرك انتِ كمان

مسحت دموعها بأطراف أصابعها وهى تقول بنبره مهزوزه وأبتسامه:هفضل جنبك حتى لو انتَ مطلبتش منى دا لأن دا واجبى … بس طول ما انا جنبك عيزاك تفضل واقف على رجليك ومتقعش مهما حصل … انتَ فى وقت مينفعش تقع فيه يا جعفر ولازم تواجه مهما حصل

أبتعد قليلًا ونظر لها فقالت هى:لو وقعت صدقنى مش هتبقى عايز تقوم تانى … الضربات بتجيلنا ورا بعضها عشان تفوقنا وتقوينا يا جعفر مش عشان توقعنا وتضعفنا .. انا دلوقتى مسنوده عليك ومعتمده عليك بشكل كبير … ولما بكون معاك بكون متطمنه لأن انا عارفه انا مع مين واللى معاه دا قادر يعمل ايه … محتاجين دلوقتى نفوق من الضربات دى كلها بأننا نحط أيدينا فى أيد بعض ونقوم نواجه كل دا سوى … أتفقنا ياللى منيم الحاره من سته المغرب

أبتسم جعفر بخفه وضحكت هى بخفه ومسحت دموعه بأطراف أصابعها وهى تقول بأبتسامه:يلا قوم أغسل وشك وغير هدومك وتعالى عشان عملالك مفاجئه

حرك رأسه برفق وهو ينظر لها قائلًا:ايه هى بقى

بيلا بأبتسامه:لا قوم أعمل اللى قولتلك عليه الأول وتعالى

نهضت بيلا ونهض معها وقال بعدما دفعها بخفه وذهب للغرفه:أوعى كدا سدّه الطريق عنى

نظرت لهُ وضحكت بخفه وهى تُحرك رأسه بقله حيله ومن ثم ذهبت كى تقوم بتجهيز الأغراض

بعد مرور يومان

صاح جعفر بصوتٍ عالِ وهو يُغلق أزرار قميصه قائلًا:يلا يا بيلا كل دا

أتاه صوتها من الداخل وهى تقول:خلصت خلاص

لحظات وخرجت بيلا وتقدمت منه وهى تقول:ايه رأيك

نظر لها وأبتسم قائلًا بغمزه:ايه يا جامد ما براحه عليا شويه قلبى ميتحملش الجمال دا كله كل شويه

ضحكت بيلا وعقدت يديها أمام صدرها وهى تقول:بتاعكسنى عينى عينك يا جعفر

جعفر بأبتسامه:وهو انا بعاكس حد غريب … انا بعاكس مراتى

أقتربت منه وأخذت أغراضها من على الأريكة التى كانت خلفه وهى تقول بأبتسامه:طيب يلا يا حلو عشان متأخرش على الأمتحان


خرجت من المنزل وخرج خلفها بعدما أخذ أغراضه وأغلق الباب خلفه

فى مكان آخر

كانت هنا تقود سيارتها وهى متجهه لجامعتها ، وضعت سماعات الأذن بأذنيها وقالت:ايه يا بنتى انتِ فين … طيب كويس وانا كمان انتِ جايه لوحدك … ماشى انا قدامى نص ساعه وأوصل … ماشى أشوفك هناك

أغلقت معها ونظرت للطريق مره أخرى

على الجهه الأخرى

جعفر بتساؤل:بيلا هو انتِ مرتاحه معايا ؟

تفاجئت بيلا بسؤاله ووجدت نفسها تقول:لو مش مرتاحه معاك مكنتش أستعنت بيك من الأول

صمت جعفر وهو يسير بجانبها وينظر أمامه بهدوء ، لحظات وعاد يسألها قائلًا:طب هو انتِ مش مدايقه يعنى على أختيار شريك حياتك بالطريقه دى

بيلا بهدوء:أوقات الظروف بتخلينا نرضى باللى بيجيلنا يا جعفر ونشكر ربنا بعدها لأن أكيد بيكون خير لينا

جعفر بهدوء:عندك حق … أسف لو مش قادر أجيبلك اللى انتِ عيزاه وأسف أنى موديكى الامتحان مشى بس انا حقيقى كل اللى كان معايا أدتهولها

أمسكت بيده ونظر هو لها ثم نظر لعينيها ورأها تنظر لهُ بأبتسامه وقالت:متعرفش أن انا بحب المشى جدًا ولا ايه

نظر أمامه وشعر بالإحراج فقالت هى بأبتسامه:مفيش أحلى من المشى مع شخص انتَ مرتاحله

جعفر:يعنى انتِ …

حركت رأسها نافيه وهى تقول بأبتسامه:خالص بالعكس مبسوطه جدًا

ظهرت أبتسامه خفيفه على ثغره وأكمل سيره بهدوء وهو يُفكر

فى مكان آخر

مُنصف:جعفر مكلمش حد فيكوا

لؤي:ولا نعرف عنه حاجه من ساعه آخر مره

مُنصف بتعجب:غريبه دى أول مرة يعملها يعنى !

سراج:عادى جايز مشغول هو مش فتح بيت وبقى مسئول مش معقوله يعنى هيكون فاضيلنا زى الأول

مُنصف:منطقى

لؤي:المهم دلوقتى انا مسافر بورسعيد

نظر لهُ مُنصف بطرف عينه وهو يقول:هتعملها ولا ايه

لؤي:أما أشوف الأول مرتاحه ولا لا

سراج بمرح وأبتسامه:لازم تكون مرتاحه أبننا ميترفضش

أبتسم لؤي وقال:أدعى بس أبوها يوافق وربنا ييسرها معايا

مُنصف بأبتسامه:متقلقش خير أن شاء الله شدّ حيلك انتَ بس ولو رفض أرزعه بأى حاجه فى دماغه

ضحك لؤي بخفه وقال:انا متفائل أن شاء الله

سراج بأبتسامه:ودا أهم حاجه

كانت مها تسير حتى رأها سراج وهى تمر من أمامهم ويبدو عليها الحزن فتعجب كثيرًا وظل يُتابعها تحت نظرات لؤي ومُنصف لهُ ، رأى سراج بأن فتوح يسير خلفها بعدما ألقى بسيجارته فى الأرض ولا يعلم لما شعر بالغضب ولم يشعر بنفسه إلا وهو يأخذ أغراضه ويسير خلفهما ، بينما نظر لؤي لمُنصف الذى قال:قوم معايا نلحقه

نهضا وذهبا خلفهم ، بينما كانت مها تسير حتى قاطع فتوح طريقها وهو يقول بأبتسامه:على فين يا ست البنات

توقفت مها فجأه بخوف وهى تنظر لهُ ولكنها تمالكت نفسها وقالت بحده:وانتَ ايه اللى دخلك

فتوح بأبتسامه:بنت حتتى

مها بحده:لم دورك يا فتوح أحسنلك انتَ واكل علقتين سُخنين من جعفر متخليهومش يبقوا تلاته

أوقفها من جديد بعدما حاولت الأبتعاد وهو يقول:ليه كدا بس يا ست البنات دا انا حتى بتطمن ليكون واحد كدا ولا كدا دايقك خصوصًا يعنى أن فى واحد كدا عنيه عليكى

رفعت حاجبها الأيمن وصقت على أسنانها وهى ترفع سبابتها بوجهه قائله بنبره تحذيريه:أبعد عن وشى يا فتوح السعادى عشان انا عفاريت الدنيا بتتنطط فى وشى دلوقتى متخلنيش أطلعهم عليك

تركته وذهبت بعدما نظرت لهُ بغضب وهى تُتمتم بحنق قائله:ناقصه قرف هى

نظر لأثرها ولم يكتفى وذهب خلفها ، كانت هى تقف أسفل منزلها تقوم بشراء الطماطم من البائعه فجاء هو ووقف خلفها وكأنه يُحاول الشراء نظرًا للأزدحام الذى كان على تلك البائعه والذى أستغله لصالحه ووضع يده على كتفها فشعرت هى بيد غريبه عليها ورأته من إنعكاس المرآة التى كانت أمامها وسريعًا ألتفتت إليه بعدما أزاحت يده بعنف عنها وضربته بحقيبتها الثقيله بوجهه جعلته يتألم وهو يضع يده على وجهه فأكملت عليه وهى تضربه بغضب حتى سقط أرضًا وظلت تضربه بها وهى تقول بغضب:انتَ اللى جبته لنفسك يا زباله

أجتمع أهل الحاره حولهما وهم يشاهدون ما يحدث وأعتدلت هى بوقفتها وهى تلهث فخلعت حذائها أيضًا وبدأت تضربه بهِ وهى تراه يُحاول الأبتعاد قائله بغضب:انا هوريك يا سافل يا عديم التربيه يا واطى إن ما خليتك تحرم تمدّ أيدك تانى مبقاش انا فاكرنى من الزباله اللى تعرفهم يا حقير

تدخل سراج سريعًا وهو يُبعدها عنه فصرخت بهِ وهى تقول:أوعى سيبنى عليه الحيوان دا

أبعدها سراج وهو يقول بحده:أهدى وقولى عمل ايه

نظرت لهُ وهى تقول بغضب:مدّ أيده

أحتدت عيناه وتبدلت معالم وجهه وهو يُعيد حديثه مره أخرى بحذر قائلًا بنبره هادئه:قولتيلى عمل ايه

ألتفت إليه وهو ينظر لهُ بعينان يملئهما الغضب وهدوء غير طبيعى وهو ما يسمونه بالهدوء ما قبل العاصفة ، أقترب منه سراج بهدوء حتى كان يفصلهما سنتيمترات ، نظر لهُ قليلًا وجذبه فجأه من تلابيب قميصه وهو يقول بنبره تحذيريه متوعده:مدّ أيده

فى مكان آخر

وصل جعفر وبيلا إلى الجامعه وقالت بيلا وهى تقف مكانها:أستنى يا جعفر

وقف جعفر ونظر لها بعدما عاد خطوتان للخلف ووقف أمامها وقال:فى حاجه ولا ايه

حركت رأسها نافيه وهى تقول:لا هتصل بهنا أشوفها فين

ما إن أنهت جُملتها حتى سمعت هنا تقول من خلفها بأبتسامه:انا جيت

ألتفتت بيلا إليها وقالت بأبتسامه وهى تُعانقها:حمدلله على سلامتك

هنا بأبتسامه:الله يسلمك

نظرت لجعفر وقالت بأبتسامه:أزيك يا جعفر

جعفر بأبتسامه خفيفه:كويس

بيلا بتساؤل:ذاكرتى ؟

هنا بقله حيله:اللى قدرت أعمله عملته

بيلا بأبتسامه:حاسه أنها سهله أن شاء الله

هنا بتمنى:يارب .. طب ايه مش هندخل

ألتفتت بيلا لجعفر وسمعت هنا تقول:هستناكى جوه

تركتهما هنا ودلفت كى تُعطيهما مساحتهما فى الحديث فسمعته يقول:مش عايزك تقلقى من حاجه وأن شاء الله هتطلعى مبسوطه ومتوتريش نفسك على الفاضى

بيلا بتوتر:خايفه أوى يا جعفر … حاسه أن قلبى هيقف من الخوف

ضمها جعفر وهو يُربت على ظهرها بحنان قائلًا:مش عايزك تقلقى من حاجه انتِ عملتى اللى عليكى وانا فخور بيكى مهما كانت النتيجة فى الآخر

أبتعد قليلًا ومسدّ على خصلاتها وأكمل قائلًا:مهما كانت الأجواء جوه حاولى تخرجى نفسك منها وتهدى وتقنعى نفسك أن كل حاجه هتبقى سهله وبسيطه انا معرفش ايه اللى بيحصل جوه بس بسمع كتير من الناس بس مش عاوزك تخافى من أى حاجه وأن شاء الله ربنا هيكون جنبك عشان انتِ مريتى بظروف صعبه فى وقت صعب وهيعوضك صدقينى

أبتسمت بيلا وعانقته وهى تقول بأبتسامه:شكرًا بجد يا جعفر

أبتسم بخفه وقال:يلا عشان الوقت بيعدى

أبتعدت عنه وقالت بتساؤل:هتمشى صح

حرك رأسه برفق وهو يقول بأبتسامه:لا هقعد أستناكى لحد ما تخلصى

بيلا بذهول:ليه يا جعفر انا هقعد ساعتين

أدارها جعفر ودفعها برفق وهو يقول:يلا يا بيلا عشان الوقت

ألتفتت إليه وهى تقول بغيظ:ماشى لما أخلص

دلفت للجامعة بعدما أشهرت الكارت الخاص بها لرجُل الأمن ووقف هو ينظر لأثرها بأبتسامه ، أقتربت من هنا التى قالت بتوتر:بقولك ايه انا خايفه أوى

بيلا بأبتسامه:جعفر لسه مدينى شويه بوستيف إنرجى مقولكيش

نظرت لها هنا بضيق وقالت:بتغيظينى أكمن عابد معبرنيش النهارده … والله لوريه

سمعت صوت هاتفها يُعلنها عن أتصال نظرت بهِ هى وبيلا التى نظرت لها نظره ذات معنى فنظرت لها هنا وهى تقول بتوتر:شكلى بقى وحش أوى مش كدا

حركت رأسها برفق قائله:ظالمه

تركتها وذهبت وأجابت هنا على الهاتف وهى تلحق بها

فى الخارج

كان جعفر واقفًا وهو ينظر أمامه بشرود ويُفكر ماذا سيفعل ومن أين سيجلب المال ليُكفيهما فيما بعد فالمال الذى يملكه الآن ليس كثيرًا ويجب أن يبحث عن عمل كى يتوفر لهُ المال ، نظر للسماء بقله حيله وهو يدعو بأن يوفقه الله ويكون بجانبه دائمًا فلو سيموت جوعًا لن يطلب نقود من أحد ، زفر بعمق وأستند على الجدار الذى كان خلفه بعدما شعر بأن رأسه ستنفجر من كثره التفكير

فى الداخل

نظرت هنا لبيلا وهى تقول:ايه دا هنطلع دلوقتى

نظرت لها بيلا وقالت:متقلقيش خير أن شاء الله

هنا بتوتر خفى:انتِ هتبقى فين

أشارت بيلا على المبنى خلفها وهى تقول:هكون هنا

هنا:طب بُصى هنتقابل مكان ما احنا واقفين ماشى

حركت رأسها برفق فقالت هنا بتوتر:يلا باى

ودعتها وكل واحده ذهبت لمكانها ، دلفت بيلا للقاعة وهى تنظر حولها تبحث عن مكانها حتى وجدته ، جلست على مقعدها بهدوء وهى تنظر حولها ، بدأت تتوتر وتشعر بالخوف من جديد ولكنها تذكرت حديث جعفر لها وبدأت تهدء قليلًا ، أخرجت أدواتها ووضعتها أمامها ووضعت حقيبتها أرضًا وأنتظرت قليلًا حتى أصبحت ورقة الأسئلة بين يديها شعرت ببادئ الأمر بالرهبة ولكنها

طمئنت نفسها وأستغفرت ربها وبدأت تنظر لورقة الأسئلة بتركيز ، بينما على الجهه الأخرى كانت هنا تنظر لورقة الأسئلة وعلى ثغرها أبتسامه وهى تقول بنفسها:بقى هى دى المادة اللى عملالى رُعب بقالها أسبوع

بدأت بحل الأمتحان بهدوء وهى تتجاهل الأصوات التى حولها

فى الصعيد

دلفت بهيرة إلى الغرفه وأغلقت الباب خلفها وسمعت حاتم يقول بأبتسامه:وه شفاف أنى ولا ايه مش تعبرينا بكلمة

لم تُعيره أيا أهمية فأقترب هو منها ووقف أمامها وهو يستند بيده على الجدار الذى كان بجانبه وهو ينظر لها ، فنظرت هى للجهه الأخرى وجاءت كى تذهب أوقفها وهو يُمسك بذراعها ويُقربها منه قائلًا بعدم رضا:ايه المعامله الجاسيه دى بس أنى متحملهاش منك يا جلب وروح حاتم

تحدثت بهيرة وهى تنظر للجهه الأخرى قائله بضيق:بعد يدك يا حاتم خلينى أشوف اللى ورايا

حاتم:لا مهبعدش غير لما تكونى مرضية وانى وانتِ كيف الجشطه على العسل وميهمنيش أشغال والكلام العبيط اللى بتتهربى منى بيه دا

زفرت بهيرة فقربها إليه وهو يقول بأبتسامه:إيه مكانوش شخطتين يعنى وجت خنجه …. خلاص حجك عليا متزعليش زعلك غالى عليا جوى يا بهيرة لدرچه إن أنى مش عارف أنام يرضيكى أكده تبجى انتِ نايمه فى سابع نومه وانى عمال أتجلب طول اليل چارك كيف الفرخة المشوية

ضحكت بهيرة بخفه وهى تنظر للجهه الأخرى بينما أكمل هو قائلًا بأبتسامه ومرح:كل شويه أصبر نفسى وأجول هتنام يا حاتم خلاص النوم چاى أهو وهغمض عينى فچأة يچي الكلب أبن الكلب يجعد يهوهو ساعتين من غير ما يسكت النوم يطير من عين اللى خلفونى بعدها بعشر دجايج الفچر يأذن أجوم أتوضى وأصلى وأطلع أشوف الدنيا أخبارها ايه يرضيكى أكده بجالى يومين مدوجتش طعم النوم

ضحكت بهيرة أكثر عندما كان يتحدث ومسحت دموعها بأطراف أصابعها ونظرت لهُ عندما أقترب منها ووضع قُبله على رأسها وهو يتحدث بأعتذار قائلًا:حجك عليا يا بنت الناس زعلك وحش جوى وميهونش عليا واصل أسيبك تنامى چارى وانتِ زعلانه منى أكده دا حتى اليوم بجى ماسخ من غير بهيرة

نظرت لهُ بأبتسامه وعينان دامعتان وقالت:خلاص عفونا عنك

حاتم بسعاده:صوح الصوح

حركت رأسها برفق فأخذها بأحضانه وهو يقول بسعاده:أنى مش مصدج والله دوختى اللى خلفونى

ضحكت بهيرة فنظر لها بأبتسامه وطبع قُبلة على جبينها وقال:خلاص أكده مفيش حاچه

حركت رأسها برفق فقال هو:متوكدة يا بهيرة أنى خابرك زين

بهيرة بأبتسامه:لا خلاص مفيش حاچه

أبتسم هو برضا وقال:طب يلا أعمليلى كوبايه جهوه عشان أفوج للى ورايا

بهيرة بتساؤل:هو صلاح مهواش ناوى يرچع أزهار تانى

زفر حاتم وجلس على طرف الفراش وهو يقول:والله يا بهيرة معارفش حاچه صلاح دماغه ناشفه ومحدش يجدر يتحكم فيه

جلست بهيرة بجانبه وهى تقول بقله حيله:والله البت دى صعبانه عليا جوى مبهدلها معاه بطريجه محدش يتحملها يعنى ينفع البت تروح لأبوها كل شويه مضروبه ومتهانه أكده

حاتم:أنى كحاتم مدايج بصراحه معرفش بيفكر فى ايه وهيستفاد ايه لما يفضل يغضبها كل شويه عند أبوها أكده

زفرت بهيرة وهى تقول:لو عاوز الصوح من غير زعل أزهار مترچعلهوش

نظر لها وهو يقول بحده:كيف يعنى يا بهيرة عايزه بيتها يتخرب

بهيرة:مجصديش أكده يا حاتم أجصد يعنى تاخد موجف أكده مش كل ما ييچى يجولها أنى أسف وأنى بحبك ومجدرش أجعد من غيرك تسامحه أكده وترچع وتنسى كل حاچه هى بردوا غلطانه عشان من أول مرة سامحت ومخادتش موجف عارف لو كانت خدت موجف وجتها مكانش دا هيبجى حالهم

زفر حاتم وهو ينظر أمامه قائلًا:ربنا يهدى سرهم ويرچعوا منتمناش لحد حاجه عفشه دا مهما كان بردوا واد عمى

بهيرة:أكيد طبعًا ربنا يهديهم … هجوم أچهزلك الجهوه

نهضت بهيرة وخرجت من الغرفة وتركته شارد الذهن

فى منزل حسنى

عادت ميادة من الخارج ودلفت وهى تُنادى على أزهار وهى تُغلق الباب خلفها قائله:يا أزهار

جاء صوتها من الداخل وهى تقول:أيوه يا ميادة فى المطبخ

ذهبت ميادة إليها ووقفت وهى تقول:خبيتى عليا ليه يا أزهار

ألتفتت إليها أزهار وهى تنظر لها وهى تعقد حاجبيها قائله:خبيت عليكى ايه يا ميادة

ميادة:خبيتى ليه أن صلاح مدّ يده عليكى

توترت أزهار وألتفتت مره أخرى وأعطتها ظهرها وهى تقول بنبره متوتره:مين اللى جالك الكلام العبيط دا

ميادة بجديه:أزهار … أنى خابره زين أن انتِ جاصده تخبى بحچه أن أبوكى أتوحشك

أزهار بتوتر:لا هو زعلنى بس

أقتربت منها ميادة وهى تقول بحده:أزهار بطلى تكدبى وجولى الحجيجه مره واحده … واد عبد المعز مدّ يده عليكى ؟!

نظرت لها بترقب وهى تنتظر ردّها ، بينما كانت أزهار متوتره كثيرًا ولا تستطيع التحدث وإخبارها الحقيقيه فسمعت ميادة تقول بحده وتوعد:يبجى مدّ يده عليكى ودينى ما هسيبه النهارده

أوقفتها أزهار وهى تقول بفزع:انتِ رايحه فين

نظرت لها ميادة وهى تقول بحده:هجول لأبوكى يعنى ايه يمدّ يده عليكى انتِ ملكيش رچاله توجفله ولا ايه دا كفايه أخوكى شداد لو عرف ليكسره

أزهار بدموع:أهدى يا ميادة بالله عليكى أنى معوزاش الموضوع يكبر أكتر من أكده أنى اللى هتأذى فى الآخر

نظرت لها ميادة بترقب وهى تقول:دى أول مرة يمدّ يده ولا عملها جبل أكده

تحدثت أزهار بهدوء بعد صمت دام للحظات قائله:عملها مرتين جبل أكده

ضربت ميادة على صدرها وهى تقول بصدمه:يا مُرى يا بت حسنى

أزهار بدموع:سايج عليكى النبى ما تجولى لابويا

ميادة بصدمه:مجلهوش .. انتِ مخبوله يا بت انتِ يعنى ايه مجلهوش كيف سمحتيله يمدّ يده عليكى انتِ ملكيش شخصيه

أزهار بدموع:لا ليا يا ميادة ليا لدرچه لما واچهته جبل أكده وهددته زود عليا أكتر لحد ما چسمى كله شبع ضرب

ميادة بضيق:أنى جولت من الأول لابوكى أنى مش مرتاحه للچوازه دى مسمعش الكلام أدى النتيچه أهى راچعه تلات مرات غضبانه … بس انتِ غلطانه

نظرت لها أزهار بذهول فقالت ميادة:أيوه غلطانه عشان لما چه أول مره كان مغضبك فيها سامحتيه ووافجتى ترچعى معاه من غير ما تاخدى ردّ فعل وهو لما ملجاش منك ردّ فعل بجى سايج العوج

نظرت أزهار للجهه الأخرى وهى تقول بدموع:انتِ عرفتى منين

ميادة:شوفت بهيرة كانت فى السوج وحكيتلى كل حاچه … يا أزهار إن ما أدبتيه وخليتيه يمشى صوح هتتعبى أكتر

أزهار بحيرة:أعمل ايه بس أنى معرفاش

ميادة:أنى هجولك

فى مكان آخر

كان سراج واقفًا أمام مها وينظر لها قائلًا بجديه:قسمًا بالله ما هسيب حته سليمه فيه

مها بأبتسامه:انا مش عارفه أقولك ايه بجد يا سراج

سراج:انا معملتش حاجه يا مها انا لقيت واحد بيدايق بنت حتتى هسيبها يعنى … بس فاجئتينى الواد مكانش عارف يسحف على الأرض بسبب اللى عملتيه فيه

أردف بجملته الأخيره وهو يبتسم فقالت مها:لولا بس انتَ حوشتنى انا كنت كسرت رجليه

سراج بأبتسامه:طلعتى قاسيه أوى كنت فاكرك طيبه

مها بأبتسامه خفيفه:لا انا طيبه … بس فى غياب جعفر لازم أبقى كدا عشان محدش يدايقنى

سراج:كنت عايز أسألك عليه مشوفتهوش بقالى كتير متعرفيش حاجه عنه

ظهر الحزن جليًا على معالم وجهها وأكتسى عينيها جعل لمعه عينها تظهر فانتبه لها سراج وقال بتساؤل:مالك يا مها انتِ كويسه؟

حركت رأسها برفق وهى تُخفى دموعها قائله بأبتسامه:كويسه انا بس سرحت شويه فعنيا دمعت غصب عنى

نظر لها سراج نظره ذات معنى وهو يقول بتساؤل:مها … انتِ تعرفى حاجه عن جعفر ومخبيه ؟

نظرت مها للجهه الأخرى وهى لا تعلم ماذا عليها أن تقول فقالت بنبره متوتره:هخبى ايه يعنى

سراج:متنسيش أن انا صديقه المقرب .. جعفر كويس يا مها

نظرت لهُ مها هذه المره وحركت رأسها نافيه وهى تقول بنبره مهزوزه:جعفر مش كويس يا سراج

على الجهه الأخرى

_قدرت تلعبها صح وتخلى الخطه ماشيه زى ما أحنا عايزين … وطول ما هى ماشيه صح من غير غلطه ومن غير ما تسيب وراها دليل هنقدر نوصل للى أحنا عاوزينه فى أسرع وقت

أقتربت منها غزالة وهى تقول بسعادة:وكدا أحنا بعيد عن الشك

_مش بيقولك أقطع الشك باليقين … وطول ما أحنا بعيد عن الأنظار هنقدر نعمل اللى عاوزينه فى أسرع وقت وأول حاجه جعفر لازم ميعرفهاش هى حقيقه أن جميله مش أمه الحقيقيه … وأن الست اللى أتربى وكبر على أيديها هو وأخته هى نفسها اللى قتلت أمه زمان … من لما كان عنده تلات سنين … وبالرغم من صغر سنه إلا إن دا جاى فى صالحنا أحنا

غزالة بأبتسامه وشفقه مزيفة:يا حرام قصه مثيره للشفقة

_لازم نكمل اللى ماشيين عليه … لازم أقضى عليه بأى طريقه وجوده قدامى بالنسبالى عائق كبير أوى صعب أنفذ أى حاجه وهو قدامى لأنه ببساطه هيبوظ اللى هخططله … لازم نخطط كويس أوى عشان نخلص منه من غير شوشره … كل اللى هطلبه منك يا غزالة دلوقتى انتِ وهادى أنكوا تدوروا عليه وتعرفولى معلومات عنه تقدر تساعدنا فى تخطيطنا الجاى

غزالة بأبتسامه:متقلقيش يا هانم كل حاجه انتِ عيزاها هتكون عندك فى أقرب وقت

زفرت براحه ونظرها مصوب فى إتجاه واحد فقط وبالرغم من أنها عمياء إلا أن الخبث يُغلف عينيها ومعالم وجهها

فى مكان آخر

كانت بيلا قد أنتهت وتقف فى المكان التى أتفقت مع هنا عليه وتنتظرها ، تنظر هُنا وهُناك وتبحث عنها بعينيها حتى رأتها تقترب منها فلانت معالم وجهها وقالت بقلق:ايه كل دا يا هنا قلقتينى عليكى

أقتربت منها هنا وقالت بأبتسامه:كنت بغشش البت اللى جنبى عملتى ايه

بيلا بسعاده:طلع الأمتحان عبيط أوى انا مكنتش مصدقه بجد

هنا بأبتسامه:وانا انا فضلت متنحه فى الورقه مش مصدقه بجد

بيلا براحه:الحمد لله عدت على خير

هنا:طمنينى عملتى ايه

بيلا بأبتسامه:الحمد لله عدت على خير أن شاء الله تقدير كويس

هنا:انا جعانه أوى تعالى ناكل

بيلا:هطلع أشوف جعفر الأول وأطمنه

عقدت هنا حاجبيها وقالت بتساؤل:هو برا ؟

بيلا:اه قال أنه هيستنانى

هنا:ماشى يلا بينا بالمره أتصل بعابد أطمنه

خرجت بيلا وهنا من الجامعه وكانت بيلا تبحث عن جعفر بعينيها وهنا بجانبها تُحاول مهاتفه عابد ، تحدثت بيلا وهى تنظر حولها تبحث عنه قائله:غريبه هيكون راح فين قالى هستناكى معقوله يكون مشى

سارت بيلا قليلًا وهى تبحث عنه حتى رأته جالسًا على إحدى الأرصف وبجانبه شاب يتحدث معه ، نظرت لهنا وقالت:تعالى

نظرت هنا لها وهى تسير خلفها قائله:لقتيه

بيلا:ايوه

أقتربت بيلا منه وأنتبه هو لها فنهض ونظر لها بأبتسامه فقالت بيلا:ينفع كدا قاعده أدور عليك وانتَ قاعد هنا

جعفر بأبتسامه:قولت أقعد أستناكى لحد ما تخلصى

هنا بذهول:عابد

نظر لها عابد بأبتسامه وقال:مفاجئه مش كدا

هنا بذهول:بتهزر طب ردّ عليا انا عماله أتصل بيك على أمل أنك تردّ عليا

عابد بأبتسامه:ما انا قولت أعملهالك مفاجئه المهم طمنينى

هنا بسعادة:زى الفل

بيلا بأبتسامه:مش هتصدقنى يا جعفر لو قولتلك الماده اللى مكنتش فاهمه فيها ولا كلمه دخلت قفلتها وخرجت

جعفر بأبتسامه:ما انا عارف شغل الخبث دا لا انا مش عارفه حاجه وانتِ أصلًا مذاكره المادة ست مرات قبل كدا

هنا بأبتسامه:لا والله يا جعفر هى كانت معقده فعلًا … بس انا بجد مش مصدقه لحد دلوقتى

جعفر براحه:الحمد لله طمنتينى

هنا بتذمر:بيلا على فكره انتِ معندكيش دم عشان قولتلك انا جعانه

عابد:جبتلك آكل يا مفجوعه أهدى

هنا بلهفه:بجد فين

وقفت بجانبه وهى تنظر للحقيبه وتتفحصها ، بينما نظرت بيلا لجعفر بأبتسامه الذى نظر لها وأبتسم بخفه ، نظرت هنا لبيلا وقالت بتساؤل:ايه يا بيلا مش هتاكلى ولا ايه ؟

نظرت لها بيلا وقالت نافيه:لا مليش نفس يادوبك هلحق أروح عشان أرتاح شويه عشان مش قادره

هنا:ليه يا بنتى دا احنا خارجين من أمتحان يعنى طبيعى نكون جاعنين

نظرت بيلا لجعفر الذى نظر لهنا وقال:هتاكل

تفاجئت بيلا ونظرت لجعفر الذى حرك رأسه برفق وأخذ حقيبه وأعطاها لبيلا التى كانت تحت تأثير الصدمه ، أبتسمت هنا وقالت:أيوه يا جعفر شدّ عليها كدا عشان دى مدلعه

نظرت لها بيلا بغضب فقالت هنا:طب يلا بينا يا عابد ولا ايه

ضحك عابد بخفه ونظر لجعفر وهو يمدّ يده لهُ مصافحًا إياه قائلًا بأبتسامه:مبسوط أن انا أتعرفت عليك يا جعفر

صافحه جعفر وهو يقول بأبتسامه:وانا كمان

هنا بأبتسامه:وكمان أتعرفتوا على بعض … عارفه دا معناه ايه يا بيلا

نظرت لهُ بيلا وهى تقول بأبتسامه:عارفه طبعًا

نظر عابد لجعفر وهو يقول:لا تأمن لمكر الستات

جعفر بأبتسامه:يبقى انتَ لسه متعرفنيش

عابد:لا خالص انا عرفتك من الساعتين اللى قعدتهم معاك عيب عليك

هنا:بيلا خدى جعفر وامشى عشان هما الاتنين خطر أصلًا

تحدث عابد بأبتسامه وهو ينظر لجعفر وقال:هنتقابل تانى

جعفر بأبتسامه:أكيد

ذهبت هنا بصُحبة عابد ونظرت بيلا لجعفر الذى قال:يلا بينا

حركت رأسها برفق وهى تنظر لهُ بأبتسامه خفيفه فأخذها وذهبا

بيلا:ساكت ليه

تحدث جعفر وهو ينظر أمامه وهو يعقد حاجبيه ويُغمض عيناه قليلًا بسبب أشعه الشمس قائلًا:عادى

نظرت بيلا للحقيبه وقالت:هو انتَ جبت الأكل دا منين

جعفر:هجيبه منين يعنى

بيلا:مش قصدى بس انتَ كنت قايلى الصبح إنك ممعكش فلوس

جعفر:كنت شايل قرشين على جنب لوقت الشدة

نظرت لهُ بيلا بأبتسامه خفيفه ولا تعلم لما شعرت بشعور جديد ينمو بداخلها تجاهه ، نظرت لهُ مره أخرى وقالت:جعفر ما تيجى نقعد فى أى حته انا جعانه أوى ومش هتحمل لحد ما نروح

نظر لها وقال وهو ينظر حوله:طب هنقعد فين

أمسكت بيده وهى تقول:تعالى وانا هقولك

سحبته خلفها وهى تتجه لأحدى الأرصف والتى جلست عليها وهى تنظر لهُ قائله:أقعد واقف ليه

جلس بجانبها وأخد نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء وهو ينظر أمامه بينما أخرجت بيلا الطعام وهى تنظر لهُ قائله:ليه كل دا يا جعفر كنت جبت حاجات خفيفه عشان الفلوس تكفى

نظر لها جعفر وهو يقول:مش كتير عليكى ولا حاجه الفلوس بتروح وتيجى يا بيلا إنما الإنسان لا … كُلي وملكيش دعوه انا هتصرف بعدين

مدّت يدها بساندوتش وهى تقول:كُل معايا

حرك رأسه نافيًا وهو يقول:لا مش عايز كُلي انتِ

زفرت بيلا وأمسكت بيده وأعطته الساندوتش وهى تقول:مش هاكل لوحدى يلا متبقاش رخم بقى

نظر لها جعفر فأبتسمت هى بخفه وقالت:يلا بقى

خضع لها فى النهاية وتناوله كى لا تنزعج منه ولأنه أيضًا كان جائع ولكن بالرغم من ذلك ترك طعامه لها لأنه يعلم بأنها لم تتناول شيئًا مُنذ البارحة ، كان الصمت هو سيد المكان حتى قطعته بيلا وهى تقول:ساكت ليه فين جعفر اللى كان صوته مسمع فى الحاره طول اليوم

جعفر بهدوء:هقول ايه يعنى يا بيلا … معنديش حاجه أقولها

بيلا:جعفر هو انا لو خيرتك ما بينى وما بين حاجه بتحبها مثلًا هتختار ايه

جعفر بهدوء:الحاجه اللى بحبها

نظرت لهُ بهدوء ولم تتحدث بينما نظر هو لها وأكمل حديثه بهدوء قائلًا:عشان انتِ الحاجه اللى بحبها أصلًا

لا تعلم لما شعرت بالسعادة فجأه وظهرت أبتسامه سعيده على ثغرها فقالت:طب انا ولا عصير القصب

ضحك جعفر ونظر للسماء وهو يقول:جيتى على نقطه ضعفى

وضعت بيلا يدها على خدها ونظرت لهُ بأبتسامه وقالت:هتختار مين بقى أكيد عصير القصب

نظر لها وقال بأبتسامه:مش محتاجه تفكير أكيد انتِ

للمره الثانية يجعلها عاجزه عن الحديث فنظرت أمامها كى تتهرب من نظراته وهى لا تُنكر بأنها سعيده من داخلها لرؤيتها أيضًا لنظره الحب النابعة من عيناه الخضراء الصافية لها لتُرسل لها مدى حُبه لها ولو وضِعت فى مقارنه مع أى شئ فبالتأكيد سيختارها هى ، عاد يتناول طعامه من جديد وعاد الصمت بينهما من جديد

فى مكان آخر

هادى:يعنى هنعمل ايه دلوقتى

ضربت غزالة على رأسها وهى تقول بضيق:يا ربى على الغباء … الهانم طالبة أننا ندور على اللى أسمه جعفر دا ونجبلها معلومات عنه فهمت

هادى:اااه

نظرت للجهه الأخرى وهى تقول بضيق:الحمد لله أن البعيد فهم

هادى:بس عشان نلاقيه هنحتاج وقت كبير دا مش سهل أبدًا

نظرت لهُ غزالة وقالت بأبتسامه سمجه:والله مش شغلانتها دى بتاعتنا أحنا فى أيدينا نلاقيه حتى لو كان فى سابع أرض … لو قدرنا نلاقيه ونخلص منه كل حاجه هتتغير وهتفرق معانا كتير الهانم حياتها هتتغير تُلتُمية وخمسين درجه

هادى:كدا محتاجه خطه

وقفت غزالة بجانبه وهى تقول بأبتسامه:أيوه طبعًا والخطه دى لازمها روقان وهدوء عشان تتحط صح

هادى بشرود:بالظبط كدا

فى منزل عبد المعز

_هى أزهار مهتعاودش تانى أكده

نظرت لها بهيرة وهى تقول بقله حيله:والله يا ثُريا ما عارفه أدينا جاعدين

ثُريا:البيت وحش جوى من غيرها

بهيرة:انتِ عايزه بعد العلجه اللى خدتها دى ترچع تانى

ثُريا بحيرة:معرفاش بجى بس حاسه بملل أكده كانت بتخلى البيت ليه روح

بهيرة:ربنا ييسرها من عنده يا ثُريا

أقتربت منهما فوزية وهى تقول:بجى يا مخبله منك ليها جاعدين ومدريانينش باللى بيحصل

بهيرة:فى ايه يا فوزيه

فوزيه:أزهار طالبة الطلاج وصلاح مبهدل الدنيا ومش مجعدها

نظرت بهيرة لثُريا التى نظرت لها وهى لا تُصدق ما سمعته

فى منزل حسنى

حسنى:دا أنسب حل يا بنتى أنى مهخلكيش على ذمته لحظه واحده أنى كنت غلطان من الأول لما چوزتهولك

ميادة:مش جولتلك دى چوازه سوده

حسنى:وانى مهسبهاش على ذمته لحظه واحده

ميادة:يا بوى لا أحنا هنچس نبضُه لازم يتعلم الأدب ويحس بجيمتها عشان ميعاودش يضربها تانى لو حس أنها بتضيع منِه هيتربى صدجنى وهيعمل أى حاچه عشانها

لحظات وسمعوا طرقات على الباب فنظرت ميادة لحسنى الذى نظر لها ثم نهض وذهب كى يفتح الباب وربتت ميادة على يدها وقالت:جومى بينا على چوه

نهضت أزهار بقله حيله وذهبت مع ميادة للداخل بينما فتح حسنى الباب ورأى صلاح وعبد المعز أمامه فقال:أهلًا وسهلًا نورتوا

صلاح بحده:أزهار فين يا عم حسنى

نظر لهُ حسنى وقال:وانتَ عاوز أزهار ليه يا صلاح

صلاح بجديه:أزهار مرتى يا عم حسنى

حسنى:مش هتبجى من اللحظه دى عشان هتطلجها

صرخ بهِ صلاح بغضب شديد بوجهه وهو يقول:مفيش طلاج وأزهار مرتى غصب عنها وعنك يا عم حسنى
 صلاح بحده:أزهار فين يا عم حسني

نظر لهُ حسني وقال:وانتَ عاوز أزهار ليه يا صلاح

صلاح بجديه:أزهار مرتي يا عم حسني

حسني:مش هتبجى من اللحظه دي عشان هتطلجها

صرخ بهِ صلاح بغضب شديد بوجهه وهو يقول:مفيش طلاج وأزهار مرتي غصب عنها وعنك يا عم حسني

حسني بحده:ودا مش بمزاچك يا صلاح

تدخل عبد المعز وهو يقول بتهدئه:أهدوا وصلوا على النبى الأمور اللي زي دي متتاخدش أكده

صلاح بغضب:مانتاش سامع يا بوي عاوزني أطلجها

عبد المعز بحده:أهدى يا صلاح بجول وهنتكلم متجعدش تزعج

زفر صلاح بغضب ونظر للجهه الأخرى فنظر عبد المعز لحسني الذي أفسح الطريق وهو يقول:أتفضل يا عبد المعز

دلف عبد المعز وخلفه صلاح وأغلق حسني الباب وأقترب من الأريكة قائلًا:تشربوا ايه

عبد المعز:كتر خيرك يا حسني

حسني:لا لازم جول بس

عبد المعز:شاي

صاح حسني وهو يجلس على الأريكة وقال:بت يا ميادة أعملي كوبايتين شاي

أجابته ميادة قائله:حاضر يا بوي

نظرت لأزهار ثم ذهبت بينما نظرت أزهار لأثرها قليلًا ثم أقتربت من باب الغرفه ووقفت على مقدمة الغرفه وهي تختلس النظر إليه ، كالعادة يجلس بهيبته المعتادة يرتدي جلبابه المفضل لهما وهو الجلباب ذو اللون الرمادي والعِمة على رأسه وذلك الوشاح الأسود والعصا ، تفاصيل صغيرة للغاية تجعل قلبها يطرق كالطبول من الصعب إيقافه ، تلك الهيبة والجدية والصرامة الظاهرين على معالم وجهه وأسلوبه بالحديث يجعلونها تُحبه أكثر وأكثر ، لا تعلم ماذا يحدث فبات الشك يتسلل لقلبها ليُخبرها بأنه بالتأكيد قد سبق بسحرها فتعلقها بهِ رغم ما يفعله غير عادي ، خرجت ميادة ووضعت أكواب الشاي على الطاولة ودلفت من جديد وهي تنظر لصلاح نظره مُفعمة بالغضب


حسني:شوف يا عبد المعز عشان نبجى على نور من أولها ومنلفش وندور حوالين بعض … چواز أزهار من صلاح ولدك مكانش لازم يحصل

عبد المعز:وه .. ليه يا حسني

حسني:تجبلها على بهيرة تچيلك كل شويه غضبانه يا عبد المعز … تجبل چوزها يمدّ يده عليها ويلطش فيها كيف ما هو عاوز وبعد أكده عاوزها تجوله حاضر وتطيعه … ترضاها على بنتك

عبد المعز بهدوء:بصراحه لا مجبلهاش

حسني:دي تالت مره أزهار تچيلي فيها يا عبد المعز ومتجوليش أنها غضبانه لعلمك … قسمًا بالله ما بتجولي أنها غضبانه عارف تجولي ايه چايه أزورك يا بوي چايه أتطمن عليك يا بوي عمرها ما چت أشتكت أجولها عامله ايه مع چوزك تجولي زين يابا مرتاحه يا أزهار تجولي أيوه يابا بيعاملني زين ومبيزعلنيش … بذمتك يا صلاح مانتاش مكسوف من نفسك أني مأمنك على بنتي وموصيك عليها تعمل فيها أكده هتستفاد ايه لما تصبحها بعلجه وتمسيها بعلجه أني لو كنت عرفت من الأول أقسم بالله كنت ما خليتها على ذمتك لحظه واحده … لما تديها ضربه غلط دلوج ويحصلها حاچه لجدر الله هتستفاد ايه … ردّ عليا كيف ما بكلمك أكده لا عمرها أشتكت منِك ولا خبرتنا عن علاجتكوا مع بعض وكاتمه چواها … هتستفاد ايه يا صلاح من كل دا يا ابني صوتها عليّ عليك مره زعقت وشتمت … ليه يا ولدي تبهدلها أكده

عبد المعز:كلامك زين يا حسني ومجدرش اجول حاچه صلاح غلطان فعلًا واللي حصل دا ميرضنيش … أني زعجت معاه يوم ما ضربها ومشاها من البيت وبهدلت الدنيا … أني عارف أزهار زين وكلنا بنحبها دا حتى الحاچه عزيزه عماله تزنّ عليه وتتحايل عليه يرچعها مش جادر أوصفلك بيحبوها جد ايه … أني معاوزش الأمور توصل بينا للطلاج يا حسني .. فى يدنا نحل كل دا

حسني:نحل ايه يا عبد المعز بس أني مجدرش أرچعها عن جرارها هي عاوزه تطلج همنعها ليه

صلاح:عشان أني مهطلجش يا عمي وهي عارفه

خرجت ميادة وهي تقول بغضب:يعني ايه مهطلجش هو بمزاچك

نظر لها صلاح بغضب فقال حسني:خشي چوه يا ميادة


ميادة بغضب:يعني ايه خشي چوه لا مهدخلش ورچوع أزهار مهياش راچعه كفايه چسمها المزرج بسببك حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا شيخ على اللي عامله فيها

حسني بحده:خشي چوه يا ميادة جولت ومتدخليش واصل مش فيه رچاله جاعده ولا ايه

نظرت لهُ ميادة ثم نظرت لصلاح بغضب وكراهية ودلفت مره أخرى فأسطرد حسني حديثه قائلًا بأعتذار:معلش يا ولدي حجك عليا

تحدث صلاح والحده تكسو معالم وجهه قائلًا:حصل خير يا عمي

عبد المعز:اللي يرضيها أحنا هنعمله بس نبعد عن الطلاج

حسني:والله دي حياتها هي ملياش صالح

فى الداخل نظرت ميادة لأزهار وقالت بتحذير:عالله يا أزهار أني متفجه مع عم عبد المعز وهو عارف كل حاچه متچيش انتِ على آخر لحظة تضعفي بسبب عيونه السود اللي ساحله اللي خلفوكي دي

حركت أزهار رأسها برفق ونظرت لهم بهدوء

فى منزل جعفر

دلف جعفر وخلفه بيلا التي أغلقت الباب خلفها وهي تقول بتعب:مش قادره بجد

جلس جعفر على الأريكة بهدوء وهو ينظر بهاتفه ، جلست بيلا بجانبه وهي تنظر لهُ قائله:بتعمل ايه

جعفر بهدوء:مبعملش

رأى فيديو أمامه فوقه بعض الكلمات فعقد جعفر حاجبيه وهو يقول:ايه دا … مش دا شارعنا !

نظرت بيلا للهاتف وقالت بذهول:ايه دا

نظر لها جعفر وهو يقول:في ايه


قرأت بيلا المكتوب فوق الفيديو وهي تقول:مكتوب مشاجرة حاده تنتهي بحبس شاب من قِبل ثلاث شباب بسبب تطاوله على فتاه حارته أثناء الظهيرة

فتح جعفر الفيديو ورأى مها وفتوح الذي كان يقوم بالتطاول عليها بالأيد ومن ثم ضربها لهُ دون توقف وتدخل سراج السريع لإبعادها عنه ، أتسعت عينان جعفر وهو ينظر للفيديو وبجانبه بيلا التي كانت لا تُصدق ما تراه ، أنتهى الفيديو ونظرت بيلا لجعفر الذي مسح على وجهه بغضب ثم هاتف سراج تحت نظرات بيلا القلقه والمترقبة ، نهض جعفر وخرج للشرفه وهو يتحدث مع سراج والغضب يظهر على صوته تحت أعينها التي كانت تُتابعه حتى رأته يُغلق معه بعدما صرخ بهِ بغضب ودلف ، نهضت وهي تنظر لهُ قائله:في ايه يا جعفر

أوقفته وهي تمنعه من الذهاب قائله:هتعمل ايه ردّ عليا

نظر لها وهو يقول بغضب:هقطع أيده اللي أتمدت على أختي يا بيلا لازم أأدبه هو فاكرها ايه

بيلا:طب هاجى معاك انا مش عايزه أقعد لوحدي ولا عيزاك تروح لوحدك

ليس لديه الوقت للمجادلة فتحدث جعفر قائلًا:يلا

أرتدت حذائها سريعًا وخرجت خلفه بعدما أخذت حقيبتها وأغلقت الباب خلفها

فى الحاره

لؤي بتساؤل:في ايه ؟

سراج:جعفر عرف اللي عمله فتوح مع مها وشكله كدا هييجي يقومها

مُنصف بذهول:ايه دا عرف منين ؟!

سراج بجهل:معرفش عرف منين


كان فتوح جالسًا وهو يضع قدم فوق أخرى ببرود فنظروا ثلاثتهم لهُ ثم نظروا لبعضهم ولم يتحدث أحد ، بعد مرور القليل من الوقت وصل جعفر أخيرًا ودلف الحاره ومعالم وجهه لا تنُم على خير وبجانبه بيلا التي كانت تتشبث بذراعه خوفًا من فتحي ومن فارس وسط أنظار أهل الحاره المتعجبه والسعيده وبدأوا يقتربون كي يروا ماذا سيحدث ، وقف جعفر بجانب أصدقائه ونظر لهم وهو يقول بنبره حاده تحذيريه:بيلا أمانه في رقبتكوا عنيكوا متغبش عنها ثانيه واحده

تركهم وترك بيلا معهم والتي كانت تُتابعه بقلق ، بينما أقترب جعفر من فتوح وهو يقوم بثنى أكمام القميص الخاص بهِ بينما كان فتوح جالسًا ببرود وهو يضحك حتى تلاشت أبتسامته سريعًا ونظر لجعفر بصدمه الذي أقترب منه ، تملك الرعب منه ونهض وهو ينوي الهروب ولكن كان جعفر أسرع منه ليجذبه من قميصه بقوه ويلكمه بعنف بوجهه تألم فتوح وهو يضع يده على وجهه بينما أكمل جعفر سير لكماته العنيفه حتى بدء فتوح يترنح ولم يستطع جسده كل ما تعرض لهُ فأختل توازنه وسقط أرضًا تحت نظرات جعفر الغاضبه والذي كان يلهث بعنف وقطرات العرق تتصبب من جبينه ، كانت مها تُتابع كل ذلك وهي مصدومه حتى أنها تركت المنزل ونزلت سريعًا فأوقفها سراج وهو يراها تتقدم من جعفر وهو يُمسك ذراعها قائلًا:تعالي رايحه فين

نظرت لهُ مها ثم لبيلا التي أقتربت منها ووقفت بجانبها وهي تُتابع جعفر الذي شعر بحراره جسده ترتفع شيئًا فشئ بسبب غضبه المتصاعد ويُتابع فتوح الذي كان يتألم ولا يقدر على الحركه فركله بمعدته في حركة مباغته منه تألم فتوح أكثر وهو يضرب على الأرض من شِدة الألم ، تحدث جعفر وهو ينظر لهُ قائلًا بحده:أتلوى أكتر يا فتوح … عايزك تتوجع أكتر

مال بجزعه وهو يُمسك بخصلاته ورفع رأسه قليلًا وهو ينظر لهُ بعينان متوعدتان قائلًا بهدوء:عشان انا لسه بسخن

تركه وأعتدل بوقفته وهو ينظر لهُ بينما كان فتوح يلهث بتعب ، لحظات وسمعه يقول بصوتٍ متألم:وديني لتدفع التمن غالي أوي يا جعفر … وربي ما هسيبك عايش

أبتسم جعفر بسخريه ومال بجزعه وهو ينظر لهُ قائلًا:دا انا اللي هدفعك التمن غالي أوي يا فتوح .. هكون كابوسك الأسود اللي كل ما تنام تشوفه وتكره اليوم اللي عرفتنى فيه … انتَ لسه متعرفش الوش التانى

تحدث فتوح بتعب وهو يقول:هو لسه فيه وش تاني


تحدث جعفر بنبره حاده متوعده:للأسف … شوفت وشي الأول قاسي أزاي … ميجيش حاجه جنب قسوه وشي التاني اللي هتشوفه عشان تعديت على أختي بالسوء

فتوح:بدل ما تضربني شوف أختك اللي…

لم يستطع أن يُكمل حديثه ليتفاجئ بضربه عنيفه يستقر موضع ألمها بمعدته وأصبح يتألم بقوه وهو يتحرك بعشوائية على الأرض

صاح جعفر بهِ بغضب قائلًا:أختي شريفه يا أقذر خلق الله … أختي ميتجابش سيرتها غير بالحلو بس … متعلقش قرفك على شرف غيرك عشان الحاره كلها عارفه انتَ ايه وسبق وحذرت اللي يأذى واحده هعيشه أسود أيام حياته … مع أختي يبقى فتحت باب قبرك بأيدك وجنيت على نفسك

أنهى حديثه وتحولت عيناه للون الأحمر مع شحوب بشرته وبروز أنيابه وصدمه فتوح الكُبرى الذي أتسعت عيناه بخوف وهلع وبدء يُحرك رأسه بعشوائية وهو يزحف على الأرض للخلف برعب وهو ينظر لجعفر تحت تعجب الجميع وتفاجئهم فجعفر لم يفعل شئ ليُصيبه حالة الهلع تلك ، ظل يزحف حتى أصتدم بشئ خلفه نظر ورأى فتحي واقفًا وينظر لجعفر بغضب الذى أبتسم لهُ وهو واقفًا أمامه ، تحدث فتوح بخوف وهو يقول:ألحق يا معلم جعفر … عنيه … عنيه أتحولت للون الأحمر وطلعله أنياب ولون بشرته أتغير

ضحكوا بخفه وهم يسخرون من ما يقوله فتوح بينما أبتسم جعفر بسخريه وهو يعقد يديه أمام صدره وهو ينظر لهُ ، تحدثت سيده وهي تقول:سلامه النظر يا فتوح جعفر واقف محصلهوش حاجه

نظر فتوح لجعفر ورأى من جديد عيناه الحمراء وأنيابه وشحوب بشرته فعاد يصرخ من جديد وهو يقول:أهو والله يا معلم شوف

نظر فتحى لجعفر الذي كان واقفًا على طبيعته وهو يعلم بأن فتوح لا يكذُب مُطلقًا فكيف يحدث هذا إذًا ، أقترب فتحي من جعفر الذي كان واقفًا وخلفه بيلا التي كانت تقف مع أصدقائه الثلاثه ، وقف فتحى أمامه ونظر لبيلا نظره ذات معنى جعل الرعب يدب بأوصالها ، نظر لجعفر وهو يقول بأبتسامه:مش قولتلك عندي ليك أمانه لازم تاخدها


فهم جعفر مقصده بينما أكمل فتحي وهو ينظر لبيلا بشر قائلًا:وشكلي هاخذ أمانتي انا كمان

جعفر بحده:ملكش حاجه عندي يا فتحي

فتحي بعبوس:لا يا راجل متقولش كدا أزاى … لازم تخاف على أختك بردوا زي ما بتخاف على ناس

أقترب فارس وهو يقول بغضب:حمدلله على سلامه الغندوره أخيرًا ظهرتي

أقتربت بيلا من جعفر سريعًا وأختبأت خلفه وهي تُمسك قميصه بقوه وهلع عندما رأت أبغض أثنان على وجه البشريه يقفان أمامها وأيضًا رجال فتحي الذين حاوطوهم من كل مكان وجعفر ثابتًا مكانه لم يتحرك خطوه واحدة ، أبتسم جعفر وهو ينظر لهما قائلًا:دا الحبايب متجمعه كلها

فارس بغضب:هات بنتي

علق جعفر على كلمته بسخريه قائلًا بأبتسامه:بنتي … مش هتاخدها

فارس بغضب:يعني ايه

جعفر:يعني أنسى أنك خلفت بت يا فارس

فارس بذهول:فارس … دا انتَ بقيت عربجي درجه أولى وأحنا منعرفش وشكلنا هنتعلم منك

أبتسم جعفر بسخريه ولم يتحدث ببنت شفه ، على الجهه الآخرى كانت غزالة وهادي يختبئان وهما ينظران في التخفي ، أشار هادي وهو يقول:تقريبًا هو دا مش كدا

نظرت غزالة لهُ ثم نظرت للصورة وأبتسمت بخبث وقالت:هو

أخرجت هاتفها وألتقطت لهُ عده صور ، أبتسم هادي وهو يقول:حلو أوي لازم نراقبه

وضعت غزالة سبّابتها على فمها وهي تقول:ششش أستني خلينا نسمع بيقولوا ايه

فتحي:سلمنا بيلا يا جعفر عشان تخرج من هنا سليم مفكش خدشايه واحده

جعفر:ولو مسلمتهاش


فتحى:هنتجه انا وانتَ لطريق تاني وبردوا هاخدها

حرك جعفر رأسه برفق وهو صامت ثم نظر لبيلا التي كانت تختبئ خلفه وتتمسك بهِ بقوه وتنظر لهُ بعينان لامعتان ، نظر لهُ من جديد وهو يقول:مينفعش تاخدها يا فتحي للأسف

فتحي بحده:ودا ليه أن شاء الله

جعفر:يمكن عشان مراتي مثلًا

صدمه ألجمت الجميع بما فيهم فتحي وفارس الذي صاح بغضب قائلًا:مراتك أزاى يعني

نظر لهُ جعفر وهو يقول:ايه اللي مراتي أزاي … مراتي على سُنه الله ورسوله

صاح فارس بغضب وقال:اه أكيد ضحكت عليها بكلمتين حلوين

جعفر بأبتسامه:طب أسمع كدا

تحدثت بيلا وهي تنظر لهُ بتحدي وهي تقول بنبره قويه:انا متجوزه جعفر برضايا ومغصبنيش على حاجه وعلى سُنه الله ورسوله وعن حُب كمان

صُدم كُلًا من غزالة وهادي اللذان كانا ينظران لهم وأفواههما مفتوحه من هول الصدمه بينما نظرا كُلًا من فتحي وفارس لها وهما لا يُصدقان ما يسمعانه ولكن صاح فتحي فجأه وهو يقول بغضب:يعني ايه انتَ عملت ايه يا جعفر

أبتسم جعفر وهو يقول بسعاده وبراءة:زي ما سمعت كدا يا توحه … انا وبيلا متجوزين … الصدمه وحشه انا عارف وكمان نسيت أعزمك وقتها انا بجد أسف بس هي جت فجأه عماله تزن عليا وتقولي يلا نتجوز يا بيبي وانا أقولها أستني نعزم المعازيم زعلت وانا بصراحة مقدرش على زعل بيلا حبيبتي فكتبنا الكتاب على طول بس وعد هتكون أول حد أعزمه على الفرح شوفت انا طيب أزاي

أنهى حديثه وهو يضم بيلا لأحضانه ويُقبل خدها وهو ينظر لهُ بأبتسامه ، بينما نظرت غزالة لهادي وهي تقول بصدمه:جعفر طلع متجوز

نظر هادي لها وقال:عارفه دا معناه ايه

غزالة بأبتسامه وخبث:دي باينلها هتحلو على الأخر خالص

لم يستطع فتحي التحكم بأنفعالاته فصرخ برجاله قائلًا:هاتوهم

ركض جعفر وهو يُمسك بيد بيلا وركض ورأهما رجال فتحي وركض كلًا من لؤي ومُنصف خلفهم ونظر سراج لمها وقال:أطلعي دلوقتي ومش عايزك تخافي على جعفر

حركت رأسها برفق ولكن رأت فتحي يقترب منهما وعلِمت بأنه سيأخذها كرهينة حتى يُجبر جعفر على العودة من جديد فنظرت لسراج وقالت بهمس:فتحي وراك

في حركه سريعه من سراج كانت لكمته تستقر بوجهه ليرتد على أثرها عده خطوات للخلف ، نظر لها سراج وقال:بتعرفي تجري

ركضت مها سريعًا وخلفها سراج ، بينما على الجهه الأخرى كان جعفر يركض وهو مُمسكًا بيدّ بيلا التي كانت تنظر خلفها من الحين للأخر ، نظرت لجعفر وقالت وهي تلهث:انتَ ناوي على ايه انا مش فهماك بجد

نظر لها وهو يقول:هتعرفي متقلقيش

دلفا لشارع جانبي وهو يقول:بقولك ايه مستعده نقضي مغامرة دلوقتي

نظرت لهُ وقالت بأبتسامه:مستعده

جعفر:هسيبك دلوقتي هتدخلى يمين وانا هدخل شمال وهنتقابل في نهاية الشارع بشرط ميكونش بيجري ورا حد فينا واحد من رجاله فتحي

بيلا بأبتسامه:موافقه وقدها كمان

نظر لها وأبتسم قائلًا:بالتوفيق

ترك يدها ودلف هو يسارًا ودلفت هي يمينًا مثلما قال بينما نصفًا من رجال فتحي ذهب خلف جعفر والنصف الأخر خلف بيلا ، كانت بيلا تركض وهي تنظر خلفها وترى رجال فتحي يركضون خلفها ويأمرونها بالتوقف وسط نظرات الناس لهم وتعجبهم مما يحدث ، كانت تركض وهي لا تعلم كيف ستتخلص منهم ، بينما على الجهه الأخرى كان جعفر يركض وهم ورأه ويأمرونه بالتوقف ، توقف جعفر بالفعل عندما لمح الطريق مسدود أمامه ثم ألتفت إليهم وهو يرى نظرات الشماته والأبتسامه بأعينهم ، أقترب رجلًا منه وهو يُمسك بعصا حديديه قائلًا:الطريق مسدود … للأسف ملكش نصيب بقى لأن بمسافه ما انتَ تتمسك …

الكتكوته بتاعتك هتكون أتمسكت هي كمان ووقتها مش هتعرفوا تهربوا من المعلم يا هفأ

كان جعفر واقفًا وهو يعقد يديه أمام صدره وخصلاته مبعثره والعرق يتصبب من جبينه وينظر لهُ ببرود وملل ، نظر لهُ وقال ببرود:خلصت صدعتني على فكره لو عايز تمسكني وتوديني للعبيط بتاعك أخلص

نظر الرجال لبعضهم البعض بتعجب وتساؤل تحت نظراته المبتسمه فأستغل تشوش عقولهم وركض دالفًا للعمارة التي كانت بوابتها ذات اللون الأحمر الحديدي تحت ذهولهم ، أستفاقوا ونظروا لبعضهم وركضوا خلفه وهم يتوعدون لهُ ، بينما صعد جعفر على الدرج ركضًا حتى أصبح على سطح المنزل ، نظر حوله وهو يلهث وأتجه راكضًا إلى سطح المنزل الآخر الذى كان ملتصقًا بهِ ، ركض رجلًا منهم خلفه ولكنه أختفى فجأه من أمامه فتعجب الرجل كثيرًا ونظر حوله وهو يبحث عنه وهو يُحدث نفسه قائلًا:هيكون راح فين دا

كان جعفر يختبئ خلف جدار وهو ينظر لهُ بترقب ، سمع الرجُل صوت خلفه فألتفت سريعًا وأختبئ جعفر وهو يلهث ويسمع صوت أقدامه تقترب منه بينما كان الرجُل ينظر للجدار بترقب وهو يقترب منه حتى نظر لهُ فجأه وهو يقول بأنتصار:وقعت خلاص

لم يجد أحد فعقد حاجبيه وكان سيلتفت ولكن باغته جعفر وهو يضع منديلًا مخدرًا على وجهه جعله يفقد وعيه سريعًا ويسقط أرضًا ، نظر لهُ ثم أكمل ركضًا بعدما رأى بقية الرجال يلحقون بهِ

كان فتحي يضع الهاتف على أذنه وهو يستمع لكلمات أحد رجاله وهو يقول:مش قادرين نمسكهم يا معلم لحد دلوقتي شكلهم مربطينها مع بعض

صاح فتحي بهِ بقوه وهو يقول:تجيبوهم بأي تمن حتى لو متكسرين … المهم يكونوا عايشين

على الجهه الأخرى

كان سراج يركض خلف رجال فتحي الذين كانوا يركضون خلف بيلا كي يُساعدها قليلًا وأثناء ما كانت هي تركض ظهرت مها من الشارع الجانبي الذي تخطته بيلا وهي تُمسك بدلوًا مليئًا بالماء والذي سكبته عليهم ، توقفت بيلا وهي تنظر لهم بينما نظرت لها مها وأقتربت منها سريعًا وهي تقول بقلق:انتِ كويسه

حركت رأسها برفق وهي تلهث وتنظر لهم ، نظرت حولها سريعًا وبدأت بتجميع الحجارة ونظرت مها لها وهي تقول:بتعملي ايه يا بيلا

تحدثت بيلا وهي تقوم بتجميع الحجارة قائله:بجمع طوب يكش واحده فيهم ترشق في دماغ واحد فيهم تخلصنا منه

أستقامت بوقفتها ونظرت لها وصرخت مها فجأه وهي تقول:خلي بالك

كان ردّ فعل بيلا أسرع والتي ألقت الحجارة عليه أصابته برأسه جعلته يتألم ركضت من جديد وركضت مها من طريق أخر

فى مكان آخر

دلفت غزالة وخلفها هادي وهي تقول بأبتسامه سعيده:يا هانم يا هانم جيبالك أخبار زي اللوز من جمالها هتموتي من الفرحه

تحدثت بترقب وهي تقول:عرفتي ايه

غزالة بأبتسامه:شوفنا جعفر

تبدلت معالم وجهها إلى السعادة وعدم التصديق وهي تقول:شوفتيه … شوفتيه فين

غزالة بسعاده:كان في الحاره فعلًا زي ما قولتي وواقف وسط مجموعه رجاله كتيره ورئيسهم كان بيهدده والظاهر كدا إن فى مشاكل تانيه وخفايا أحنا منعرفهاش

هادي:قدرنا نصوره كذا صوره كمان ونحتفظ بيها

غزالة:بس يا هانم كان معاه واحده كدا قموره أوي كانت بتتحامي فيه ولما راقبناه عرفنا أنها مراته

تفاجئت هي كثيرًا وقالت بعدم تصديق:متجوز … دا حلو أوي كدا … عارفين إن مراته دي لو أستغلناها لصالحنا هتسهل الطريق أكتر وأكتر لأن أكيد هي دي نقطه ضعفه الوحيده دلوقتي والوتر الحساس اللي هنلعب عليه الفتره الجايه

غزالة بأبتسامه:بس تعرفي يا هانم انا كنت راسمه مخيلة في دماغي كدا أول ما ورتيني صورته خالف كل توقعاتي بسم الله ما شاء الله عليه واخد الحلاوه كلها لوحده

_مش دا المهم دلوقتي يا غزالة … المهم أنه يموت زي ما أتفقنا … بس طالما مراته ظهرت فاللعبة هتطول معانا وهتتعقد أكتر

غزالة:بس يا هانم بصراحه لو ناويه أنك تخلصي من مراته فللأسف مش هتعرفي لأنه واخد باله منها أوي ومبيسبهاش لحظة واحده

_هنتصرف يا غزالة أكيد في خطه هتتحط … المهم دلوقتي تراقبوه وتعرفوا قاعد فين وبيسيب البيت أمتى كل المعلومات تبقى عندي مفهوم

غزالة بأبتسامه:مفهوم يا هانم مفهوم

على الجهه الأخرى

وقف جعفر في المكان الذي أتفق عليه مع بيلا وهو ينتظرها وبالكاد لا يستطيع أخذ أنفاسه الهاربة ، مسح على خصلاته المبعثره للخلف وحبات العرق تتصبب من وجهه وجسده ، نظر حوله وهو يبحث عنها بعينيه فقد تأخرت وبات يقلق وظن بأنهم أستطاعوا الإمساك بها وكان سيتحرك ويبحث عنها رآها تقترب منه بتعب وأرهاق وخصلاتها مبعثره ، وقفت مكانها بتعب وهي تلهث وتُشير لهُ بأبتسامه وبأنها أستطاعت التخلص منهم ، أبتسم هو وأقترب منها مسرعًا وعانقها وبادلته عناقه بأبتسامه وقالت:تمت متأخر شويه

نظر لها بأبتسامه سعيده وأعاد خصلاتها خلف أذنها وقال:وانا مبسوط أنك قدرتي تعمليها

زفرت بهدوء وقالت:هنعمل ايه دلوقتي أكيد مش هيسكت وهيحط ناس تراقبنا ومش بعيد يكون عرف أحنا قاعدين فين دلوقتي

جعفر:متشغليش بالك بكل دا انتِ من اللحظة دي انتِ برا الموضوع

بيلا:أزاي وانا السبب الرئيسي

جعفر:من دلوقتي مبقتيش … لأني هغير محور اللعبة كله وهفاجئه

نظرت لهُ وقالت بترقب:حاسه من كلامك أنك هتعمل حاجه انا مش هبقى راضيه عنها

أبتسم بخفه وقال:التغير اللي هيحصل دا صدقيني هيكون سبب من ضمن الأسباب اللي كفيله تدمر فتحي وفارس … بس شكلي كدا هستعين بيكى كتير الفتره الجايه

أبتسمت بحماس وقالت:وانا مستعده لأي حاجه وفي أي وقت

طبع قُبلة على رأسها وعانقها من جديد وهو يُفكر في أولى خطواته القادمه

بعد مرور الوقت

عاد رجال فتحي وهم يسحبون خيبتهم خلفهم ، نظر فتحي لهم ووقف وهو ينظر لهم بينما وقفوا هم أمامه وهم متكئين برؤسهم فتحدث بنبره حاده وقال:مسكتوهم

عم الصمت المكان وكان أهل الحاره يقفون بنوافذهم وينتظرون سماع أجابتهم على سؤال فتحي الذي أعاده مره أخرى بنبره حاده فتحدث رجلًا منهم بهدوء قائلًا:هربوا يا معلم

صاح فتحي بغضب وهو يقول:نعم يا ننوس عين ماما

نظر أهل الحاره لبعضهم البعض بأبتسامه سعيده بينما حطم فتحى المقعد بعنف وغضب وهو يصرخ بهم قائلًا:أزاي هربوا منكوا طب هو وهنقول ماشي وارد ميتمسكش إنما هي أزاي تهرب منكوا دي الوحيده اللي المفروض ترجعوا بيها

تحدث رجُلًا من رجاله بترقب وهو يقول:صعب نمسكها يا معلم … شكلهم كانوا مربطينها مع بعض

صاح فتحي بقوه وهو يقول:يا حلاوة … على آخر الزمن واحده تعلم عليكوا بالمنظر دا لا راحت ولا جت

تحدث رجُلًا آخر وهو يقول:يا معلم مكانش سهل نمسكها البت كانت عندها طاقه غير طبيعيه عامله زي القرده ومش قادرين نلحقها وظهرت بت تانيه في طريقنا بوظت كل حاجه يا معلم صدقني متفقين سوى ومخططينها صح

حرك فتحي رأسه برفق وهو يقول بتوعد:حلو أوي … طالما الزوق منفعش يبقى نتجه للطريق التاني وهو اللي فتح على نفسه باب جهنم … مش أختار يلعب بالنار انا كمان هلاعبه بالنار ونشوف هتحرق مين الأول

فى الصعيد

خرجت أزهار ووقفت أمامه وهي تعقد يديها أمام صدرها وتنظر لهُ دون أن تتحدث بينما نهض هو ونظر لها بهدوء دون أن يتحدث أيضًا ، أقترب منها قليلًا حتى وقف أمامها وعيناه مازالت مصوبه على عينيها التي تتهرب من نظراته بشتى الطرق ، لحظات وسمعته وهو يقول:طالبة الطلاج ليه يا أزهار لحجتي تزهجي مني

لم تتحدث أزهار وفضلت الصمت فقال هو:بُصيلي يا أزهار وكلميني

نظرت لهُ أزهار وقالت بنبره تملئها الضيق:نعم يا صلاح

عقد حاجبيه من نبره صوتها التي يسمعها ولأول مرة فتحدث وهو ينظر لها قائلًا:ايه الأسلوب دا … أول مرة تتكلمي أكده

أزهار:ومش آخر مرة يا صلاح … من النهارده هو دا أسلوبي لو كان عاچبك لأن الظاهر أكده أن الطيبة والطاعة مهماش چايين معاك سكة فنتچه للطريج التاني بجي من غير زعل

صلاح بترقب:جصدك ايه ؟!

أزهار ببرود:جصدي أني مبجتش أزهار اللي تعرفها يا صلاح … أزهار العبيطة اللي كانت بتاخد على راسها كل يوم بسبب ومن غير وتجفل خشمها خلاص ماتت مبجتش موچوده اللي موچوده دلوج أزهار تانيه خالص … أزهار چديده دي بجي من هنا ورايح مهتسكتش على حجها معاك انتَ خصوصًا

صلاح بحده:وه شكلك چنيتي عاد وهتلبخي بالكلام

أزهار بحده:لا يا صلاح مچنيتش لسه … لسه بعجلي … مش عاچبك يا ابن الناس طلجني … معنديش أكتر من اكده خلاص خلصت متفتكرش عاد أنك شاريني بفلوسك لا يا واد عبد المعز فوج أني غالية وغالية جوي كمان معتشترنيش بفلوسك لا خليهالك يا خوي مش أزهار بت حسني اللي راچل يشتريها ويتحكم فيها فوج يا صلاح متعيش دور مش دورك چو التملُك والتحكم بتاعك دا خنجني خلاص ولو فاكر يعني أننا عشان ناس فجيرة وعلى جد حالها وانتَ بتصرف علينا أننا هنموت من غيرك لا يا حبيبي ممحتاچينش فلوسك خليهالك أني جادره أصرف على البيت دا وأشيله فوج راسي ولا الحوچه لراچل وأبجى ست بعشر رچاله ميهزهاش حاچه … ومهما تجول مهرچعش في جراري يا صلاح ومصممة على الطلاج وروح يا حبيبي شوفلك واحده تانيه تستحملك بعصبيتك وزعيجك وبجرفك أني ميلزمنيشي خلاص چبت أخري منك ووريني عرض كتافك يا واد عبد المعز

تركته ودلفت للداخل مره أخرى بعدما أنهت حديثها تحت صدمته ودهشته الشديده وعدم تصديقه لما حدث منذ لحظات وشيئًا واحد يدور بعقله فقط “أهذه أزهار التي أحبها” نظر لهُ عبد المعز وهو يرى صدمته وشروده هو وحسني الذي نظر لهُ ، بينما بالداخل دلفت أزهار وأغلقت ميادة الباب سريعًا ونظرت لها وهي تقول بصوتٍ خافت وسعاده:أني مش مصدجه بچد معجوله يا أزهار أني هاين عليا دلوج أزغرط ايه يا بت الحلاوه دي

جلست أزهار على طرف الفراش ووضعت يديها على وجهها وهي تبكي فجلست ميادة على رُكبتيها أمامها وهي تقول:بتعيطي ليه دلوج

نظرت لها أزهار ودموعها تتساقط على خديها بحزن دفين بعدما تبخر قناع البرود والقسوة وهي تقول بصوتٍ باكِ:معرفاش يا ميادة چبت الجسوة والبرود دا كله منين … أني معرفاش لحد دلوج كيف جدرت أعملها

ميادة:يا بت أفهمي … كان لازم تعملي أكده وطبيعي هتلاجيكي بتنفذي من غير ما تمهدي لحالك حاچه كفاية اللي دوجتيه معاه دا لوحده كفاية يخليكي تتكلمي بالأسلوب دا

أزهار ببكاء:مش جادره أنسى نظرته يا ميادة وصدمته وأني واجفه جدامه ببچح فيه وبطلب منه الطلاج … صدمته في طريجتي وأسلوبي في الكلام مهاتچيش حاچه چنب صدمته لما جولتله أني عاوزه أتطلج … مخبراش جلبي محروج أزاي دلوج يا ميادة

حزنت ميادة كثيرًا وتأثرت بشده وهى ترى حزن أزهار وقهرتها الكبيرة ، أحتضنتها ميادة وهي تُربت على ظهرها في محاولة منها لتهدئتها وهي تسمعها تبكي أكثر وتقول بقهرة:أني بحبه جوي يا ميادة ومجدرش أعيش من غيره حبيته غصب عني ومجدرتش أمنع نفسي وعايشه على أمل أنه يجبني رُبع حُبي ليه بس أني مش شايفه منه غير الجسوة والچبروت والتحكم … عمري ما شوفت لمعة الحب دي في عيونه واصل … أوجات ببجى عايزه الأرض تتشج وتبلعني أندفاعاتي وحبي ولهفتي وخوفي عليه دايمًا فاضحيني وعشان أني بسكت ومبتكلمش هو زود في جسوته أكتر وأكتر … أني تعبت ومبجتش طايجه حالي ولا طايجه حاچه … أني أنطفيت خلاص ومبجتش أزهار اللي تعرفيها انتِ وابوكي … من ورده مفتحه وبتبروء لورده دبلانه معوزاش تعيش خلاص

ربتت ميادة على ظهرها بمواساه ودموعها تتساقط على خديها بسبب حديثها الذي ألم قلبها كثيرًا ، بينما كان حسني واقفًا أمام الغرفه بعدما ذهب عبد المعز وصلاح ودموعه تتساقط على خديه وكم ألمه حديث أزهار وظل يُعنف نفسه طوال اليوم على ما أرتكبه في حق أبنته

في منزل جعفر

دلف جعفر أخيرًا ومعه بيلا بعد يوم طويل وشاق ، أغلق الباب خلفه وأرتمى على الأريكة بأرهاق شديد بينما أتجهت بيلا للمرحاض مباشرًا بتعب وهي بالكاد لا ترى أمامها ، زفر جعفر بهدوء وهو يستند برأسه على الجدار الذي كان خلفه وهو يُغمض عيناه حتى سمع صوت بيلا بعد مرور القليل من الوقت وهي تقول لهُ:قوم خُد شاور عشان تفوق شويه

نظر لها وقال:هي الساعه كام دلوقتي

نظرت بيلا لساعه الحائط وقالت:سته ونص

حرك رأسه برفق ونهض وهو يتجه للمرحاض بينما قالت هي:هجهزلك الأكل لحد ما تخلص

حرك رأسه برفق وقال:لا انا هنام على طول عشان مش شايف قدامي

أغلق الباب خلفه ونظرت هي لأثره وشعرت بالكسل وبألم جسدها فتوجهت للغرفه ومن ثم أستلقت على الفراش وهي تنظر أمامها بشرود وتتذكر أحداث اليوم وكيف أنقلب كل شئ في غمضه عين وخالف كل توقعاتها وتذكرت حديث جعفر عندما كان يقوم بإغاظه فتحي ولمعه عيناه التي رأتها حينها والتي شتت تفكيرها وجعلت مشاعر جديده تنمو بداخلها لتُجبرها على حُبه وتقبله ، أبتسمت عندما تذكرت وهو يُنهي حديثه بعناق وقُبله على خدها وكان ينظر لفتحي بأغاظه حينها ، زفرت بهدوء وابتسامه بسيطه ولطيفه تُزين ثغرها حتى أغمضت عينيها وذهبت في ثُبات عميق دون أن تشعر بمن حولها ، بعد لحظات دلف جعفر ورأها نائمه فأبتسم بخفه وترك المنشفه واستلقى بجانبها بهدوء على ظهره وهو ينظر لسقف الغرفه بشرود حتى ذهب هو أيضًا في ثُبات عميق

بعد مرور يومان

تحدث جعفر وهو يستعد للذهاب قائلًا:بيلا انا همشي محتاجه حاجه

خرجت بيلا من الغرفه وهي تقول:لا عايزه سلامتك … هتتأخر

جعفر بجهل:مش عارف لسه هبقى أكلمك وأقولك

حركت رأسها برفق وهي تبتسم أبتسامه خفيفه بينما أبتسم هو لها وقال:خلي بالك من نفسك

بيلا بأبتسامه:متقلقش خلي بالك انتَ من نفسك لأن فتحي أكيد مراقبك

جعفر:يراقبني .. مش فارقه بالنسبالي

بيلا:ليه واخد الموضوع بالسهوله دي

جعفر:عشان هو مش صعب يا بيلا

بيلا بذهول:أزاي مش صعب انتَ واخد حاجات كتير أوي بسهوله وهي مش سهله أساسًا

جعفر:عشان لو خدت كل حاجه بصعوبة مش هعمل حاجه وهفضل محلك سر … لازم تتعلمي تواجهي العالم مهما كان شره .. مش كل الناس طيبه زيك يا بيلا ونصيحه مني ليكي .. بلاش تتخدعي في المظاهر عشان المظاهر خداعه … أتفقنا

طبع قُبله على جبينها ثم ودعها وخرج تحت نظراتها الهادئه التي كانت تُتابعه حتى أغلق الباب وذهب ، جلست على الأريكة بهدوء وهي تُفكر بحديثه بشرود

في مكان آخر

كان أكرم واقفًا وهو ينظر حوله بهدوء حتى أقترب منه جعفر الذي قال:عاش من شافك

أبتسم أكرم وصافحه قائلًا:طمني عليك

جعفر:كله زي الفل طمني انتَ الدنيا ماشيه أزاي

أكرم:والعه

جعفر بتساؤل:قدرت توصل لحاجه ؟

مدّ أكرم يده بالورقه لهُ وهو يقول:عيب عليك يا برنس … مش صعبه عليا

أخذها منه جعفر وهو ينظر لها بأبتسامه وعدم تصديق بينما سمع أكرم يقول:طول ما الموضوع متعلق بعيلتي يا جعفر انا هعمل أي حاجه عشانهم

جعفر بأبتسامه:عارف من غير ما تقولي يا أكرم .. انتَ صاحبي ومش جديد عليا … انا مبسوط أنك جبتها مكنتش متوقع أنك تجيبها بالسهولة دي

أكرم:لازم اخد كل حاجه بسهوله … دي لعبتي من زمان وانتَ عارف

جعفر بأبتسامه:متربيين مع بعض طبيعي نبقى شبه بعض

نظر للورقه وهو يقول بأبتسامه:وبكدا أول خطوه في خطتي نجحت والورقه بقت في أيدي واللي هتساعدني كتير في مشواري الجاي

أكرم بغضب:انا مش مصدق لحد دلوقتي … يعني ايه سميحه تبقى مرات أبويا

نظر لهُ جعفر وقال:متستغربش أوي … أبوك بوشين بس محدش يعرف غيري

أكرم:قصدك ايه

جعفر:انا مبتعاملش معاه كدا من فراغ … انا شوفت منه كتير وعرفت هو ايه يبقى رايح جاي على المسجد وعاملي فيها شيخ وفي نفس الوقت بيعمل العكس

أكرم بحده:جعفر انا مش هسكت لولا أنك مانعني انا كنت زماني دافن سميحه حية دلوقتي وفي نفس الوقت مخلص عليه

جعفر:لا يا أكرم أحنا مش هنعمل كدا … انا اعمل أي حاجه عقلك ممكن يتخيلها … إلا القتل … خليه يفرح ويتبسط ويتفق مع فتحي كمان عادي جدًا بس أنهم يفكروا يلمسوا شعره من بيلا فدا انا مش هسمح بيه مهما حصل

أكرم بقلق:طمني عليها يا جعفر هي كويسه

أبتسم جعفر وربت على كتفه برفق وهو يقول:متقلقش … بيلا كويسه وزي الفل

أكرم براحه:الحمد لله … خطوتك الجايه ايه

نظر لهُ جعفر وهو يقول بهدوء:خطوتي الجايه مفيش أسهل منها … واحده واحده وبشويش بشويش … ألعب على نار هاديه تحس بمتعة أكتر وانتَ شايف ضحيتك بتتعذب

تبدلت نظراته لنظرات تحمل شر كبير وتوعد مدفون حتى الآن لم يفيق بعد وهو يتوعد للجميع بالهلاك المُميت

على الجهه الأخرى

أشهرت غزالة الصوره بوجه الرجُل وهي تقول:تعرف الواد دا

نظر الرجُل للصوره قليلًا تحت نظرات غزالة وهادي فنظر لها من جديد وقال:لا معرفهوش أول مره أشوفه

ذهبت غزالة لمحل أخر ودلفت وهي تُشهر بالصوره في وجه الرجُل قائله:تعرف الواد دا

نظر للصوره ورأى بأنه جعفر نظر لها وقال:دا المعلم جعفر كبير المنطقه

غزالة بترقب:هو فين بقى

الرجُل بجهل:لا صدقيني معرفش من ساعه خناقه فتوح وفتحي آخر مره ومشوفتهوش تاني

غزالة:بيحب يقعد فين ولا بيروح عند مين كتير أكيد عارف

الرجُل:محدش يعرف عن المعلم جعفر حاجه حياته الشخصية محتفظ بيها لنفسه

زفرت غزالة بضيق وهي تنظر لهادي ، خرجا من المحل وتحدثت غزالة بضيق قائله:ليه كان ابن الوزير واحنا منعرفش

هادي:قولتلك مش سهله مسمعتيش الكلام هنعمل ايه دلوقتي

غزالة:لا لازم نسأل وندور أكيد هيرجع هنا تاني في أي وقت فلازم نيجي هنا كل شويه لحد ما نعرفله طريق … شكله هيتعبنا معاه ومن وشه باين أنه مش سهل يتلعب معاه

هادي:بس مع الهانم لا تختلف

نظرت لهُ قليلًا قبل أن تقول:تصدق عندك حق … أحنا لسه في أولها والأيام بينا تثبت

ذهبا وغادرا الحاره بينما في الداخل هاتف الرجُل جعفر وانتظر لحظات قبل أن يقول:ايوه يا معلم في واحد وواحده جم من شويه ومعاهم صورتك وبيسألوا عليك

جعفر بتعجب:واحد وواحده ! … مقالوش هما مين

الرجُل بنفي:لا مقالوش حاجه بس شكلهم كدا يعني مش مُريح وشكله كمين ومعمولك

نظر جعفر لأكرم الذي كان ينظر لهُ وقال:لو معاك صورتهم ابعتهالي

الرجُل:حظك حلو كاميرا المراقبه لسه متصلحه إمبارح وأكيد جابتهم أقفل وهبعتلك صورتهم

أغلق معه وهو ينظر لشاشه الحاسوب وهو يقوم بمراجعه الكاميرا من جديد بينما تحدث أكرم وهو ينظر لهُ قائلًا:في ايه

نظر لهُ جعفر وقال:في واحد وواحده بيدوروا عليا

عقد أكرم حاجبيه وقال:بيدوروا عليك ليه

جعفر بجهل:معرفش … عمومًا هنشوف

لحظات ووصلت لهُ رسالة فتحها بهدوء تحت نظرات أكرم ورأى صوره غزالة وهادي التي كانت واضحه أمامه وضوح الشمس تحت نظرات جعفر المُريبة ونظرات الشك من أكرم الذي قال:انا أول مرة أشوفهم … دول مش من الحاره عندنا

تحدث جعفر بهدوء وهو ينظر للهاتف قائلًا:عارف … وشكلهم كدا مش سهلين ووراهم حاجه … بس مش على جعفر … أول ما تشوفهم في الحاره تاني تبلغني يا أكرم … أما اشوف وراهم ايه هما كمان
 نظر لهُ جعفر وقال:في واحد وواحده بيدوروا عليا

عقد أكرم حاجبيه وقال:بيدوروا عليك ليه

جعفر بجهل:معرفش … عمومًا هنشوف

لحظات ووصلت لهُ رسالة فتحها بهدوء تحت نظرات أكرم ورأى صوره غزالة وهادي التي كانت واضحه أمامه وضوح الشمس تحت نظرات جعفر المُريبة ونظرات الشك من أكرم الذي قال:انا أول مرة أشوفهم … دول مش من الحاره عندنا

تحدث جعفر بهدوء وهو ينظر للهاتف قائلًا:عارف … وشكلهم كدا مش سهلين ووراهم حاجه … بس مش على جعفر … أول ما تشوفهم في الحاره تاني تبلغني يا أكرم … أما اشوف وراهم ايه هما كمان

أكرم:حاسس أنها هتتقلب عليك فجأه من غير ما تكون عامل حسابك وهتلاقي كله ضدك

نظر لهُ جعفر وهو يقول:متسودهاش في وشي كدا تاني

أكرم:مش بسودها بس دي الحقيقه يعني فتحي وبابا ودلوقتي الاتنين اللي منعرف حتى أساميهم ايه مش واخد بالك من كل دا

جعفر:مش هتفرق … انا واخد على كدا من زمان المهم دلوقتي مخليش فتحي ولا فارس يوصلوا لبيلا حتى لو كان فيها موتي

أكرم:ناخد الخطوه التانيه

نظر لهُ جعفر نظره ذات معنى وقال:ناخد الخطوه التانيه … يا انا يا هما

في منزل جعفر

أقتربت بيلا من باب المنزل الذي كان يدق وفتحته رأت هنا أمامها فقالت:تعالي

دلفت هنا وأغلقت بيلا الباب ودلفت للداخل وهي تقول:أدخلي انتِ غريبه يا هنا

جلست هنا على المقعد وأمامها بيلا التي نظرت لها وقالت:مالك يا هنا انتِ كويسه

نظرت لها هنا وقالت:عندي أخبار وحشه

بيلا بترقب:في ايه ؟!

نظرت لها هنا بحزن وقالت:انا هخلص أمتحانات وهرجع أسكندريه تاني

بيلا بذهول:متهزريش … هنا انتِ بتتكلمي بجد ؟!

حركت هنا رأسها بعينان دامعتان وقالت:للأسف … أهلي عاوزين يرجعوا أسكندريه تاني معرفش ايه اللي قوم الفكره في دماغهم بس انا حاسه إني مش عايزه أرجع انا خدت على العيشه هنا يا بيلا صعب أسيب صحابي واللي بحبهم وأمشي

بيلا بترقب:وعابد عرف


حركت رأسها برفق وهي تقول بحزن:عرف كلمته وقولتله كل حاجه وهو زعلان ومش متقبل الفكره عشان ييجي يزورني في اسكندريه صعبه يا بيلا وخصوصًا أننا متعودين كل كام يوم نخرج ونتقابل ونروح هنا وهنا … معنى إني أسيب القاهره وأمشي كدا انا مش هشوفه غير على الجواز … بيني وبينك أهلي رافضين أنه ييجي اسكندريه من الوقت للتاني زياره بس انا مرضتش أقوله ومش هقوله حاجه زي دي أكيد عشان ميتجرحش

زفرت بيلا ومسحت على خصلاتها وهي لا تصدق ما تسمعه ، نظرت لها هنا وقالت بحزن:انا حقيقي أسفه يا بيلا بس بابا وماما مش هيخلوني أعيش لوحدي هنا

بيلا:والجامعه

هنا:مش هنزل غير على الأمتحانات وهذاكر في البيت

تجمعت الدموع بعينان بيلا وهي تنظر أرضًا فمسحت هنا دموعها وقالت:انا أسفه والله مكنتش عايزه أزعلك بجد … حقك عليا انا لو عليا ما عايزه أروح بجد عشانك وعشان عابد وعشان كل صحابنا

سقطت دموع بيلا حزنًا فهذه هي صديقتها المقربه والتي لا تستطيع العيش بدونها كيف ستتركها وترحل للأبد هكذا دون مقدمات ، وضعت هنا يدها على جبينها وهي تستند بمرفقها على قدمها وهي لا تعلم ماذا عليها أن تفعل فالأمر صعب بالنسبه إليها ، نظرت لها هنا وقالت بعدما مسحت دموعها:بُصي انا هحاول معاهم تاني أكيد مش هسكت

بيلا بدموع:مش هيقتنعوا يا هنا

هنا:لا أن شاء الله هيقتنعوا … المهم أن انا مش عيزاكي تزعلي

بيلا بحزن:مزعلش أزاي بس يا هنا وانتِ أكتر حد قُريب مني … حتى في حاجات مبحكيهاش لجعفر أو يعتبر ميعرفش عني حاجه أصلًا وبحكيلك انتِ

نظرت لها وهي تقول:بيلا … انا عيزاكي تديله فرصه وتدي لنفسك فرصه … حاولي تتقبلي فكره أنه خلاص مبقاش إبن الجيران بتاع زمان .. جعفر دلوقتي بقى جوزك الوضع أختلف عن زمان يا بيلا أنتوا عايشين تحت سقف واحد حاولي تتكلمي معاه تخليه يعرفك أكتر وانتِ تعرفيه اكتر لازم تتعايشوا خلاص أنتوا أتحطيتوا قدام الأمر الواقع

بيلا:بس دا جواز مؤقت وهينتهي يا هنا في أي وقت

هنا:أفرضي طول ؟! … بيلا بلاش تمشي بمبدأ غلط الموضوع شكله مطول بدليل أن لحد دلوقتي جعفر مخدش موقف مع فتحي ودا ليه لأنه مستنيكي تخلصي أمتحاناتك الأول وبعدين هيبدء ياخد خطوه على الأقل يكون أتطمن عليكي الأول … جعفر أتورط معاكي يا بيلا وهو ملهوش ذنب لو ناسيه مفكرتيش قبل كدا في حاجه زي دي ليه

بيلا:مش عشان كدا يا هنا

هنا بحده:لا عشان كدا يا بيلا عشان هو بيحبك وحبه باين أوي دا الأعمى هيحس بحبه ليكي من غير ما يشوفه … انتِ وانا وطنط وكله عارف أنك بتحبي جعفر … بس بتحاولي تكدبي على نفسك وتوهمي نفسك بحاجه مش موجوده … جعفر بيحبك وباين عليه أوي على فكره حتى تصرفاته عابد لاحظها

نظرت لها بيلا وقالت:عابد عرف

هنا بنفي:لا معرفش بس انا بكلمك أنه واخد باله … بيلا صدقيني لازم تاخدي موقف معاه جعفر لو ضاع منك صدقيني مش هتعرفي ترجعيه تاني دا ناقص يجيبلك لبن العصفور عشان تتجاوبي معاه

زفرت بيلا وعقدت حاجبيها وهي تنظر للجهه الأخرى وهي لا تعلم ماذا عليها أن تفعل فالأمر معقد بالنسبة إليها ، تحدثت هنا وقالت:انا عارفه إنك مكنتيش بتفكري في الجواز دلوقتي ولا كنتي حطاه في دماغك أصلا بس انتِ محطوطه قدام الأمر الواقع دلوقتي ولازم تتقبليه … وانا عارفه إنك هتتقبليه وهتحبي جعفر … دا إذا مكنتيش بدأتي تتقبليه

نهضت بيلا وأقتربت من الشرفه وقالت بضيق:خلاص يا هنا أقفلي على الموضوع دا

نظرت لها هنا للحظات ثم نهضت وأخذت حقيبتها ونظرت لها قائله:ماشي يا بيلا … عمومًا انا ماشيه هبقى أكلمك وأعرفك أخر الأخبار

تركتها هنا وخرجت من المنزل وأغلقت الباب خلفها بينما شردت بيلا وهي تستند برأسها على النافذه وهي تُفكر بحديث هنا ، لحظات وسمعت صوت دقات على باب المنزل خرجت من شرودها ونظرت للباب ثم أقتربت منه بهدوء وقالت:مين برا

لم يأتيها الرد فأعادت السؤال مره أخرى وهي تقول:مين برا بقول

نظرت من العين السحرية ورأت رجل قبيح المظهر واقفًا وبجانبه واحد آخر فشعرت بالقلق عندما سمعته يقول بصوته القبيح:أفتحي يا أموره انا بتاع النور

شعرت بيلا بالخوف منه فعادت للخلف وأخذت هاتفها سريعًا وهي تُهاتف جعفر ، وضعت الهاتف على أذنها ونظرت للباب بخوف وهي تسمع الرجُل يقول:أفتحي

بيلا بحده:لو ممشيتش دلوقتي هبلغ البوليس يا حرامي

نظر عصفوره للرجُل الخاص بهِ وقال:حرامي ايه وبوليس ايه دا أفتحي بقولك

أقتربت بيلا سريعًا وأغلقت الباب بالقفل الحديدي فسمعا الصوت من الخارج فقال الرجُل:قفلت الباب بالترباس

عصفوره بسخريه:فاكره نفسك ذكيه كدا طب ايه رأيك بقى أن انا هكسره وهجيبك بردوا

بالفعل بدء هو والرجُل الخاص بهِ بكسر الباب وشهقت هي بخوف وهي تنظر للباب بدموع وقلق وركضت سريعًا للغرفه وأغلقت الباب خلفها جيدًا وهي تُهاتف جعفر من جديد وهي تقول بخوف شديد:ردّ بقى مش وقتك

لحظات وسمعت صوته وهو يقول:ايوه يا بيلا محتاجه حاجه

بيلا بلهفه وخوف:جعفر ألحقني عشان خاطري في اتنين برا بيكسروا الباب وعاوزين ياخدوني الحقني يا جعفر أرجوك

نهض جعفر وتحرك سريعًا في طريقه إليها وهو يقول:أهدي يا بيلا متخافيش محدش هيأذيكي

بيلا بدموع:جعفر انا خايفه أوي شكلهم وحش وحاسه أني مشلوله ومش قادره اعمل حاجه

سمعت تكسير الباب ومن ثم صوتهما وهما يبحثان عنها فنظرت هي لباب الغرفه بعينان متسعتان وأنزلت الهاتف سريعًا عن أذنها ونظرت حولها ، بينما كان عصفوره بالخارج ومعه الرجُل الخاص بهِ يبحثان عنها وهو يقول:أكيد موجوده في الأوضه دي

توجه إلى الباب وجاء كي يفتحه وجده مغلق فأغمض عيناه وهو يأخذ نفسًا عميقًا ثم بدء بكسره عده مرات حتى كُسر بالفعل ودلف للغرفه التي كانت فارغه ، نظرا حولهما وهما يبحثان عنها فقال الرجُل:أكيد هي هنا يا معلم عصفوره

عصفوره:ما انا عارف فكراني عبيط

وضعت يدها على فمها وهي تختبئ بخزانه الملابس وجعفر معها على الخط يسمع كل شئ والذي غضب أيضًا وتوعد لهُ بشده عندما علم بهويته ، وضعت بيلا الهاتف على أذنها من جديد وهي تسمع جعفر يتحدث معها قائلًا:بيلا لو سمعاني عاوزك تدافعي عن نفسك وتقاوميه عصفوره مش سهل وراجل مش كويس حاولي على قد ما تقدري تنفدي منه هو واللي معاه لحد ما أوصل أتفقنا

يعلم بأنها تسمعه فركض سريعًا وهو يُحاول اللحاق بها قبل أن يفعل هذا الحقير شئ يندم عليه طوال العمر ، بينما على الجهه الأخرى كانت بيلا تنظر لهما من الداخل بخوف وفجأه فُتح باب الخزانه ونظر لها الرجُل وهو يقول بأبتسامه:أهلًا بالكتكوته اللي مدوخانا وراها



ضربته بقدميها بعنف وأبتعد وهو يتألم بينما نظرت هي لعصفوره ثم ركلته هو الآخر وخرجت من الخزانه سريعًا وهي تنظر لهما بخوف ثم ركضت للخارج ولكنها تعثرت قدمها وسقطت أرضًا وهي تتألم وشعرت بهِ يجذبها من قدمها فنظرت لهُ وكان هذا عصفوره الذي قال بتوعد:بتهربي دا انا هوريكي إن ما خليته يتحسر عليكي مبقاش عصفوره

ركلته بعنف بقدمها الأخرى وأبتعد هو ونهضت هي مره أخرى للخارج فخرج الرجُل الخاص بهِ ورأى عصفوره ساقطًا على الأرض وهو يتألم فذهب إليه وهو يقول:انتَ كويس يا معلم

عصفوره بغضب:هاتلي البت دي من تحت الأرض سامع

نهض الرجُل وركض للخارج وهو يقوم باللحاق بها بينما حاول عصفوره النهوض وهو يتوعد لها بشده

على الجهه الأخرى

كانت بيلا تركض بالشوارع بخوف وهي تنظر للرجُل من الحين للأخر الذي كان يركض خلفها ويأمرها بالتوقف ، دلفت لشارع جانبي وهو يلحق بها ومازالت تركض ، ألقت سله النُفايات كي تُعركل طريقه وأكملت ركضها وهي تُلقي بألواح الخشب أرضًا وكل ما يُقابلها في الطريق ، بينما تعثر طريقه وهو يقوم بشتمها بغضب بعدما أضاعها

على الجهه الأخرى

وصل جعفر أخيرًا وصعد مسرعًا حتى دلف للمنزل وهو ينظر حوله ويبحث عنها وهو يقوم بمناداتها قائلًا:بيلا … بيلا

دلف للغرفه ولكنها كانت فارغه نظر لخزانه الملابس المبعثره وللفراش المبعثر وفجأه شعر بعصفوره يقوم بلف ذراعه حول عنقه من الخلف وهو يقول بأبتسامه سعيده:أهلًا وسهلًا بالزعيم يا ترى شعورك ايه دلوقتي وانتَ متكتف كدا وحبيبتك بعد شويه هتتجاب وتبقى تحت أيدي وتشوفها وهي بتتعذب وتشوفك وانتَ بتتعذب بعد ما تعرف حقيقتك اللي مخبيها ومش عاوز تعترف بيها

صق جعفر على أسنانه وهو يقول:صدقني مش هيهمني وقتها غير حاجه واحده بس … وانتَ عارفها كويس أوي

ضحك عصفوره وقال:لو قولتلك قد ايه بستمتع وانا شايفك متكتف كدا مش هتصدقني مش كدا

جعفر بغضب مكتوم:صدقني يا عصفوره هتندم أوي … ولو بيلا حصل فيها حاجه او لقيت فيها خدشايه انا معنديش مانع أكون انا اللي واخد روحك هتكون متعة بالنسبالي

ضحك عصفوره وهو يقول:بس بعيده دي يا جعفر … انا المتحكم هنا

جعفر بأبتسامه:مش لوقت طويل

في حركه سريعه منه كان يقوم بإمساك ذراعه ويقوم بإلوائها عاكسًا الدور ليُصبح هو المُتحكم بزمام الأمور وهو يقول بأبتسامه:سواء عرفت أو لا فمش هتكون فارقه بالنسبالي لأن بيلا مراتي وبتحبني وأي حاجه من دول مش هيأثروا على علاقتي بيها مهما حصل …. للأسف يا عصفوره محاولتك فاشله ويؤسفني أقولك كمان أن انا مش هرحمك وهعذبك عذاب وحش أوي تبقى انتَ بتتوجع وتصرخ وانا مُستمتع بعذابك وصريخك

أبتسم عصفوره وتبدلت معالم وجهه فجأه وهو يدفعه بقوه للحائط ويُزمجر بغضب ، بينما أُصتدم جعفر بالحائط بعنف وسقط أرضًا ، نظر لعصفوره الذي أقترب منه سريعًا ونهض بلمح البصر ودفعه بقوه وتبدلت معالم وجهه هو الآخر وظهر الوجه الآخر لجعفر وهو الوجه “الخفي” الذي يُخفيه عن الجميع ، وقف عصفوره أمامه بأبتسامه وهو ينظر لهُ ببرود قائلًا:كنت أتمنى وجودها في اللحظه دي … عشان تشوف الوش البرئ دا وراه ايه … بس على كل حال هنروح من بعض فين … مسيرها تعرف الحقيقه ووقتها مش هتتردد ثانيه واحده أنها تبعد عنك … لأنها متجوزه “وحش”

تحدث جعفر بحده وهو يُزمجر بهِ قائلًا:لا يا عصفوره … كلامك غلط للأسف بيلا حاسه بالأمان معايا وصعب تسيبني مهما حصل … ومش هديك فرصه أنك تأذيها وتبعدني عنها

أبتسم عصفوره أبتسامه واسعه أظهرت أسنانه المقززه تلك وهو يقول:أووووه … بقت نقطه ضعفك دلوقتي واللي بقت مخلياك ضعيف ومش قادر تبعد عنها … معقوله

نظر لهُ بعينيه ذات اللون الغريب والفريد من نوعه وهو يقول:بس شكلك كدا هتودعها فعلًا

لم ينتظر جعفر سماع شئٍ أخر وركض للخارج كالإعصار تحت نظرات عصفوره المتهمكه والساخره والذي قال بأبتسامه واسعه:كدا بقينا نلعب على المكشوف … وهنشوف جعفر هيقع امتى .. وازاي

على الجهه الأخرى

جلست بيلا على رُكبتيها بتعب وهي تلهث بقوه وتضع يدها على قلبها الذي كان ينبض بقوه وشعرت أيضًا بحراره غير طبيعيه كالبركان الذي سينفجر في أي وقت ، نظرت لجعفر الذي أقترب منها سريعًا وجلس على رُكبتيه أمامها وأخذها بأحضانه وهو يقول بقلق:بيلا انتِ كويسه

حركت رأسها برفق وهي مازالت تلهث فأبتعد قليلًا وأعاد خصلاتها للخلف وهو ينظر لها قائلًا:بيلا

تحدث وهو يضع يده على عنقها وجبينها وهو يشعر بأرتفاع حرارة جسدها قائلًا بلهفة وقلق:بيلا حرارتك عالية … متأكده أنك كويسه

حركت رأسها برفق وهي تقول بأرهاق:شكلي ضيعته … جايز بسبب المسافه اللي جريتها مش أكتر

ضمها لأحضانه وهو يقول براحه:الحمد لله أنك كويسه … كنت خايف عليكي أوي

نظرت لهُ وهي تقول:أتأخرت أوي على فكره

نظر لها ومسدّ على خصلاتها بيديه وهو يقول بأعتذار:حقك عليا يا حبيبتي انا حقيقي مكنتش دريان بنفسي وكل اللي شاغل تفكيري هو انتِ … بس أحسن حاجه حصلت أنك عرفتي تتصرفي وتهربي منه ومتستسلميش … انا بجد مبسوط منك

أنهى حديثه بأبتسامه وهو يطبع قُبله على جبينها فنظرت لهُ وأبتسمت بخفه وقالت:بجد

حرك رأسه برفق وهو ينظر لها بحب ورأت لمعه عينه التي ظهرت أمامها الآن والتي شعرت بها أيضًا عندما شعرت بشئ غريب وهي تنظر لها ، تأملت عينيه لأول مره عن قرب وهي ترى جمالها الذي لم تراه من قبل ، تحدثت بيلا وهي تنظر لهُ بشرود وقالت:جعفر

نظر لها وقالت هي:عينيك

عقد حاجبيه وهو ينظر لها قائلًا:مالها

بيلا:لونها غريب … مش دا لون عينيك من بعيد

أبتسم جعفر وقال:أكيد من بعيد غير وانتِ قريبه مني … زي لو عيونك كدا … من بعيد شايفها أسود … إنما وانتِ قريبة مني دلوقتي شايفها بُني غامق … منطقي جدًا

بيلا بتعجب:أيوه بس انتَ بجد عينيك متغيره !

جعفر بأبتسامه:بيلا الصدمة أه هتأثر عليكي بس مش للدرجادي يا حبيبتي

شردت بيلا ولكنها أستفاقت سريعًا على صوت هذا الرجُل الذي كان واقفًا خلفها ويُشهر بسلاحه تجاههما وهو يقول:أخيرًا لقيتيك يا كتكوته مش عيب تفرهدي الأكبر منك بالشكل دا

نظرت لهُ بيلا بتوتر ونظرت لجعفر الذي كان ينظر لهُ ويصق على أسنانه بقوه ولاحظت تبدل معالم وجهه للحده والتوعد فقال الرجُل:وكمان جعفر باشا بنفسه هنا … حلو عشان تشوفها وهي بتتعذب بطريقتنا اللي عارفها

حاوطها جعفر بذراعه وشعرت هي بالقلق من حديثه وسمعت جعفر يقول بصوتٍ مكتوم:تفتكر هتلحق

الرجُل بأبتسامه:ويا ترى ناوي على اللي انا وانتَ عارفينه ولا لسه مخدتش القرار

عقدت بيلا حاجبيها بتعجب وهي تنظر لجعفر الذي كان مازال ينظر لهُ وأزداد غضبه عن ذي قبل ، تحدثت بيلا وهي تنظر لهُ بصوتٍ خافت وقالت:هو يقصد ايه انا مش فاهمه حاجه

تحدث جعفر وهو ينظر لهُ وقال بهدوء مزيف:متركزيش معاه وسيبيه … قومي معايا ونفذي اللي هقوله بالحرف

نهض جعفر ونهضت بمساعدته ونظرت لهُ بتعجب وهي لا تفهم شئ وقالت:انا مش فاهمه حاجه

مدّ جعفر يده اليُمنى تجاه الرجُل تحت تعجب بيلا التي نظرت لذراعه ولكنه أدار وجهها إليه من جديد بيده الأخرى وهو ينظر لها قائلًا:ركزي معايا

بيلا بتساؤل:طب فارد دراعك وعامل أيدك كدا ليه ؟

تحدث جعفر بهدوء وبصوتٍ خافت وهو ينظر لها قائلًا:نفذي اللي هقولك عليه من غير نقاش يا بيلا .. لازم تمشي حالًا من غير ما حد ياخد باله منك لأن الوضع مش هيبقى لطيف بعد شويه وانا مش عايزك تشوفي اللي هيحصل

بيلا:لا يا جعفر انا مش هسيبك وامشي انا هفضل معاك

جعفر:لا يا بيلا … لازم تمشي لأن في رجاله تانيه جايه دلوقتي وانا مش عايزك هنا عشان ميستغلوش أن انا لوحدي ويأذوكي … سراج خُد بيلا للمكان اللي أتفقنا عليه وخليها معاهم وارجعلي تاني

نظرت لهُ بيلا بذهول وهي تقول:انتَ عرفت منين أن سراج موجود

كان سراج واقفًا خلف جعفر والذي لا تعلم أيضًا كيف جاء فتحدث جعفر وهو ينظر أمامه بهدوء:يلا يا بيلا

بيلا بتوتر:جعفر

نظر لها فجأه جعلها تصمت فتحدث هو بخفوت وقال بإصرار:يلا يا بيلا … خدها يا سراج

أقترب سراج ونظر لها ، فنظرت هي لجعفر وهي لا تفهم شئ ولكنها تحركت مع سراج بقله حيله وهي تنظر للرجُل الذي كان صامدًا مكانه والذي لم يفعل شئ ومن ثم لجعفر الذي كان مازال يمُدّ يده أمامه وينظر لهُ ، أخذها سراج وذهبا سريعًا وأبتعدا عن المكان وعندما شعر جعفر بأبتعادهما أبتسم فجأه وتبدلت معالم وجهه وهو ينظر لهُ وقال:أهلًا بيك في جحيمي أتمنالك عذاب سعيد

وسريعًا هجم عليه جعفر دون أن يُعطيه الفرصة وصرخ الرجُل بأعلى صوت حتى وصل لمسامع بيلا التي توقفت وهي تنظر خلفها بخوف وهي لا تعلم ماذا فعل جعفر فتوقف سراج ونظر لها عندما شعر بأنها ليست بجانبه وقال:وقفتي ليه

نظرت لهُ وهي تعقد حاجبيها بعدم فهم ، صمتت للحظات قبل أن تقول:سمعت صوت

سراج:بيتهيقلك

بيلا:لا مش بيتهيقلي أكيد جعفر أتأذى لازم مسبهوش لوحده

منعها سراج وهو يُمسك بيدها قائلًا:مينفعش ترجعي المكان خطر دلوقتي

نظرت لهُ ثم ليده الذي أبعدها وهو يقول بأعتذار:اسف

نظرت للجهه الأخرى ولم تتحدث فقال سراج:لازم تنفذي كلامه يا بيلا ومتقلقيش هو كويس يادوبك خليني ألحق أوصلك للمكان اللي هتكوني فيه عشان أرجعله تاني

بيلا بتساؤل:هو بعيد

حرك رأسه برفق وعقدت هي حاجبيها وقالت:قد ايه

أقترب منها سراج وهو يقول:هو انا ممكن أطلب منك طلب

نظرت لهُ وقالت:أتفضل

وضع يده على عنقها وبحركه سريعه كانت بيلا قد سقطت أرضًا فاقده الوعي ، نظر لها وحملها وذهب سريعًا لمكان بعيد

في مكان بعيد للغاية

في منزلٍ كبير يقع بين الغابات التي يكسوها الثلوج

عده طرقات على باب المنزل جعلت فتاه تتقدم منه وتفتحه قائله:سراج ؟!

“الحوار مترجم”

دلف سراج وهو يحمل بيلا ودلفت هي ورأه ونظروا هم لهُ وقال رجُلًا ليس كبيرًا في السن بل في عقده الرابع وهو يقول:من هذه الفتاة

نظر لهم سراج وهو يقول:بيلا

عقدت الفتاه حاجبيها وهي تنظر لهُ فقالت إمرأة ذات معالم وجه لطيفه:بيلا من

سراج:بيلا .. إنها حبيبه جعفر

الرجُل:نعم تذكرت الآن … حسنًا دعها بغرفته في الأعلى بينما إيميلي ستبقى بجانبها

حرك رأسه برفق وصعد للأعلى وخلفه إيميلي وتركوهم ينظرون لهم بهدوء ، دلف سراج ووضع بيلا على الفراش ووقفت إيميلي بجانبه وهي تنظر لها ، نظر لها سراج وقال:إيميلي .. أعتني بها

إيميلي بأبتسامه:أهذه إذًا حبيبته

سراج:بل أكثر من ذلك … إنها أيضًا زوجته

إيميلي:أهذه التي كان يتحدث عنها دائمًا

سراج:نعم إنها كذلك … عندما تستيقظ أخبريني

أوقفته وهي تقول:أين هو الآن

توقف سراج وهو يوليها ظهره وكذلك هي بينما تحدث هو بهدوء وقال:هُناك … يتعارك كعادته .. تعلمين لا يستطيع التوقف عندما تتأذى بيلا أو يتعلق الأمر بها … إنه مهووس بها

تحدثت إيميلي وقالت:دعه يتوقف هذه مكيدة

ألتفت سراج وهو ينظر لها قائلًا بتعجب: ماذا !

ألتفتت إيميلي لهُ وقالت:إنها مكيدة ولن يتوقف فهو الآن في أسوء حالاته إن لن يتوقف ويرحل سريعًا سيتأذى

خرج سراج مُسرعًا تحت نظرات إيميلي التي كانت تنظر إليه ثم عادت ونظرت لبيلا النائمة بهدوء

على الجهه الأخرى

كان جعفر يُمسك بالرجُل وهو يقول:عندي رغبة كبيره دلوقتي بتخليني عايز أقتلك بأي طريقه بس للأسف في حاجه منعاني

كان الرجُل مُستلقي على الأرض وجعفر يُقيده ويمنع حركته ، فأبتسم وهو يلهث قائلًا:أكيد الحلوه بتاعتك

أغمض جعفر عيناه وعاد غضبه يتصاعد من جديد فقام بكسر يده وهو يسمع صرخات الرجُل التي دوت بأنحاء المكان وهو يقول بنبره غاضبه:قولت سيرتها متتجابش على لسانك ولا لا

قاطعه سراج وهو يقول:كفايه يا جعفر لازم نمشي المكان خطر وبعد شويه كلهم هيكونوا هنا واحنا مش مستعدين خالص لأي حاجه دلوقتي .. سيبه وتعالى معايا عشان تطمن على بيلا

نظر لهُ جعفر للحظات بهيئته المبعثره ثم نظر للرجُل مره أخرى وقال:تمام بس لازم أعمل حاجه مهمه

فهم سراج مغزى حديثه وهو يراه يفعل ما يجعله دائمًا يشعر بالراحة ثم نهض بعد لحظات وهندم ملابسه وهو يقول:يلا

تحركا سريعًا وتركا الرجُل فاقد الوعي مكانه

في منزل فايزه

فايزه:الا قوليلي يا هناء … أخبار بيلا مع جوزها ايه

هناء بهدوء:الحمد لله … ربنا يهديهم ويصلحلهم الحال

بسام بمرح:مش كنت زمان لو عندك بنت تانيه كنت أتجوزتها

ضحكت هناء بخفه وأبتسمت فايزه فنظرت لهُ هناء وقالت:لو كان عندي مكنتش سيبتك عازب لحد دلوقتي

بسام بأبتسامه:خالتي هي بيلا مبسوطه معاه

نظرت لهُ وقالت بأبتسامه:اه الحمد لله ادعيلهم ربنا يهدي سرهم

بسام بأبتسامه:يارب

نظرت فايزه نظره ذات معنى لبسام الذي نظر لها وتلاشت أبتسامته بهدوء

في مكان آخر

دلف جعفر خلف سراج الذي نظر لهم وقال بأبتسامه:أنظروا من عاد

السيده بأبتسامه:مرحبًا

نظر جعفر لسراج الذي قال:بترحب بيك

حرك جعفر رأسه برفق فقالت إيميلي:لا أُريدك أن تقلق على بيلا إنها بغرفتك بالأعلى

تحدث سراج وهو ينظر لهُ وقال:بتقولك متقلقش على بيلا موجوده في أوضتك فوق

تحدث جعفر وهو ينظر لها بأبتسامه وقال:شكرًا

نظر لها سراج وهو يقول:إنه يشكرك

ابتسمت إيميلي بينما نظر جعفر لسراج وقال:انا هطلع أتطمن عليها

حرك سراج رأسه برفق وصعد جعفر سريعًا كى يطمئن عليها ونظر لهم سراج بأبتسامه ، دلف جعفر للغرفه وأغلق الباب خلفه واقترب من الفراش ورأها جالسه ويبدوا عليها الخوف الشديد ولكنها عندما رأته نهضت بلهفه وأقتربت منه وعانقته بقوه وبادلها هو عناقها وهو يُمسدّ على ظهرها بحنان فسمعها تقول بخوف:انتَ كنت فين وسيبتني لوحدي ليه مع الناس الغريبه دي انا كنت مرعوبه ومش عارفة أعمل حاجه والبت اللي كانت هنا دي غريبه أوي ومخوفاني

تحدث جعفر بهدوء وهو ينظر لها قائلًا:أهدي يا بيلا مفيش أي حاجه انا جنبك أهو أهدي كل حاجه رجعت لطبيعتها وانا اللي طلبت من سراج يجيبك هنا عشان أمان ليكي

بيلا بدموع وخوف:انا كنت هموت من الرعب عليك بجد … الموضوع طلع صعب أوي فوق ما كنت أتخيل

مسح دموعها بأطراف أصابعه وهو يقول بصوتٍ هادئ:انا مكانش ينفع أعرفك وأخوفك عشان عارف أنك متتحمليش .. بس طول ما انا جنبك تأكدي أني عمري ما هسمح لأي حد أنه يأذيكي مهما حصل … انا أتصرفت خلاص وهو مش هيرجع يضايقك تاني خلاص انا عملت اللازم

نظرت بيلا لهُ بعينان لامعتان وقالت:جعفر هو أحنا فين ومين الناس الغريبه دي تعرفهم منين

جعفر:دول سراج يعرفهم وعارفيني عن طريقه

بيلا بعدم فهم:لا أزاي مش فاهمه هو مش سراج

قاطعها جعفر وهو يقول بهدوء:لا يا بيلا … سراج متعلم مش زيي

نظرت لهُ للحظات بينما أكمل هو وقال:سراج متعلم كويس ومعاه لغات وبيشتغل شغلانه كويسه

بيلا بتعجب:غريبه … أومال أزاي يبقى بشكل تاني في الحاره

أبتسم جعفر بخفه وهو ينظر أرضًا وقال:هو دايمًا كدا … مش عايز يحسسني أني … الوحيد فيهم اللي جاهل

أوقفته بيلا عن الحديث وهي تقول بنفي:لا يا جعفر متقولش كدا … انتَ مش كدا

جعفر:لا يا بيلا … يمكن دا العيب الوحيد اللي لو مكانش فيا كان زمانك دلوقتي مبسوطه بيا ومشرفك وسط صحابك … وكنتي زمانك بتحبيني .. زي ما انا بحبك

بيلا:بس انا بحبك يا جعفر

حرك رأسه بنفي وهو يقول:لا يا بيلا … انتِ مبتحبنيش … انا حاسس أنك مش متقبلاني يا بيلا … انا بحبك أوي … فوق ما تتصوري … كنت نفسي أبقى فتى أحلامك اللي بتدوري عليه … مش انا الشخص اللي كان في خيالك … ولا انا الشخص اللي يشرفك ويليق بيكي … ولا انا الشخص اللي انتِ بتحبيه … ولا انا الشخص اللي كان المفروض يعيشك في مستوى يليق بيكي ويكون مرتاح ماديًا ونفس مستواكي .. انا مش أي حاجه من دي .. ولا صفة منهم فيا تخليكي على الأقل تتقبليني … انا يمكن حلمت حلم أكبر مني مش ليا … بس انا مش عارف أبطل أحبك يا بيلا مش هعرف حتى لو انتِ مش ليا … انا بحبك من زمان أوي … وكان نفسي الاقيكي بتحبيني زي ما بحبك … عارفه لما عرضتي عليا أني أتجوزك بدافع الحماية لفترة معينه انا كنت مبسوط أوي وطاير من الفرحه وكأنك هتكملي معايا لحد آخر العمر … حبيتك بجد ومبقتش عارف أتخيل حياتي من غيرك يا بيلا .. صعب أبعد عنك أو تبعدي انتِ … جعفر يعمل عشانك أي حاجه لو قولتيلي عايزه نجمه من السما هجبهالك … أي حاجه نفسك فيها هجبهالك مقابل أنك تفضلي جنبي ومتسبنيش وتمشي انا بجد هيحصلي حاحه لو صحيت ولقيت كل دا حلم صدقيني انا معاكي عرفت يعني ايه حياة انتِ غيرتي فيا حاجات كتير أوي يا بيلا وانتِ مش واخده بالك … انا عندي استعداد أعملك أي حاجه تخليكي تفضلي جنبي ومتسبنيش صدقيني قولي أي حاجه عيزاني أغيرها وانا هغيرها لأجل أنك تفضلي جنبي ومتسبنيش

كانت تنظر لهُ وهي لا تصدق ما تسمعه وتراه ، بالتأكيد هذا حُلم وليس حقيقه إنه يترجاها بأن تبقى بجانبه دائمًا وأن لا تتركه وترحل ، إنها لا تصدق

سقطت دموعه من عينه اليُمنى فقط وهو يقول:انا مخترتش أني اكون كدا صدقيني انا حقيقي محرج لأنى الوحيد اللي جاهل وسطكوا ومبفهمش حاجه

أسكتته وهي تحتضنه وتقول بدموع:كفاية يا جعفر أرجوك … كفاية عشان خاطري

وضع رأسه على كتفها وهو يبكي بينما ربتت هي على ظهره بحنان وهي حزينه من أجله كثيرًا وكم ألمها حديثه ولامس قلبها فعيناه بالتأكيد لا تكذُب ، خوفه ودموعه لا يكذُبان ، الحب الصادق النابع من عيناه لا يكذُبان أيضًا ، إنها مصدر قوته ، تذكرت حديث هنا صديقتها في الصباح لها وتذكرت حديث والدتها من قبل ، سقطت دموعها وهي لا تعلم ماذا عليها أن تفعل فهي أيضًا تُحبه لا تُنكر بأنها تهابه قليلًا ولكنها قد أكتشفت مؤخرًا بأنها أحبته بالفعل ولاحظت تصرفاته التي تغيرت أيضًا فلم يعُد جعفر ذو الأخلاق السيئه التي كانت تراها دائمًا رأت بهِ جانبًا أخر مدفون يرفض إظهاره ولكنها لا يُهمها لأنها في النهاية قد “أحبته”

مسدّت على خصلاته وقالت:انا أسفه يا جعفر انا السبب في كل دا

شدد من احتضانه لها فهو يخشى ما هو قادم الآن بينما أكملت هي وقالت:تعرف … انا اكتشفت حاجه مهمه أوي مكنتش أتوقع أن هي تحصل في يوم من الأيام

أبتعد هو قليلًا وهو ينظر لها ودموعه تسقط من عين واحده فقط بينما نظرت هي لهُ ومدّت هي يدها ومسحت دموعه بأطراف أصابعها وهي تقول:عارف ايه هي ؟!

حرك رأسه نافيًا وهو ينظر لها بترقب بينما أبتسمت وقالت وهي تنظر لعيناه بحب:أن انا كمان بحبك أوي وأكتشفت أن انا كنت غبيه أوي لما كنت عايزه أبعد عنك … انا ملقتش نفسي غير فيك .. كنت معجبه بيك قبل ما يحصل بينا كلام أيام ما كنت بتضايقني شخصيتك كانت عجباني وشداني أوي .. كنت بقاوح مع نفسي وأكدب نفسي واقنع نفسي اني مبحبكش بس الحقيقه هي أن انا … قد أحببتُك فوق حُب المُحبين حُبًا
 حرك رأسه نافيًا وهو ينظر لها بترقب بينما أبتسمت وقالت وهي تنظر لعيناه بحب:أن انا كمان بحبك أوي وأكتشفت أن انا كنت غبيه أوي لما كنت عايزه أبعد عنك … انا ملقتش نفسي غير فيك .. كنت معجبه بيك قبل ما يحصل بينا كلام أيام ما كنت بتضايقني شخصيتك كانت عجباني وشداني أوي .. كنت بقاوح مع نفسي وأكدب نفسي واقنع نفسي اني مبحبكش بس الحقيقه هي أن انا … قد أحببتُك فوق حُب المُحبين حُبًا

نظر لها وهو لا يُصدق ما يسمعه بينما نظرت هي لهُ بأبتسامه وحركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ قائله:أيوه زي ما سمعت … انا بحبك ومش عايزه أبعد عنك يا جعفر انا حبيتك بجد

مسح على خصلاته للخلف وهو لا يصدق وهو ينظر لها بذهولٍ تام بينما أبتسمت هي أكثر وقالت:جعفر انتَ كويس

نظر لها وهو مازال على صدمته بينما لم تتحمل هي وظلت تضحك عليه لوقتٍ قصير ، تحدث أخيرًا وهو يقول:دا بجد ولا بحلم

أبتسمت بيلا وقالت:بجد

وضع يديه على كلا ذراعيها وهو ينظر لعينيها قائلًا:بيلا … انتِ واعيه بجد للي بتقوليه … انتِ مش مجبوره صح

ضحكت بخفه ونظرت لهُ وقالت بحب:لا يا جعفر انا مش مجبوره … انا بقول اللي حاسه بيه للشخص اللي بحبه وحياتي من غيره أكيد هتكون وحشه … انا عايزه أكمل حياتي معاك يا جعفر الوقت اللي قضيته معاك خلاني أغير وجهه نظري فيك تمامًا … انا هفضل معاك ومش هسيبك لحظه واحده من دلوقتي وهنتحدى كل دا سوى مش كدا

حرك رأسه برفق وهو ينظر لها بأبتسامه سعيده ومن ثم أحتضنها بشده وهو يقول بسعاده:انا مش مصدق نفسي … حاسس أني بحلم

نظرت لهُ بأبتسامه وقالت:لا صدق … انتَ نصيبي من الدنيا دي يا جعفر

ثم أردفت بعتاب وقالت:ومش عيزاك تقول الكلام اللي قولته دا تاني

نظر للأسفل بهدوء وحزن بينما قالت هي:انتَ مش جاهل يا جعفر ولا هتكون كل الحكاية أنك أتظلمت وأتحرمت من التعليم مش أكتر … وبعدين انا أتشرف بيك في أي حتة … كفاية أنك راجل بجد ومبتقبلش حاجه عليا أو على مها

أبتسم بخفه ونظر لها وقال:النهارده أسعد يوم في حياتي

أبتسمت بيلا وقالت:جعفر هو انتَ بتفكر في ايه … يعني انا لحد دلوقتي مش عارفة انتَ عاوز تعمل ايه

نظر لها وقال:بفكر في حاجات كتير أوي … الفتره الجايه صعبه أوي يا بيلا … سواء عليا أو عليكي

بيلا بقلق:ليه

جعفر:عصفوره اللي أتهجم عليكي مش هيسكت وهيحاول ياخدك مني

بيلا بذهول:ليه انا معرفهوش ولا هو يعرفني

ثنى يد قميصه وهو ينظر لذراعه وقال:بصي

نظرت ليده ورأت تلك الندبة البارزه على يده فقالت بذهول وهي تتفحص ذراعه:ايه دا يا جعفر … مين عمل فيك كدا

تحدث جعفر وهو ينظر ليده قائلًا:دي علامه عصفوره ليا … مره تمادى معايا وأذى مها وقتها مكنتش شايف قدامي وربيته من جديد .. وقتها علمت على وشه .. العلامة اللي انتِ شوفتيها على وشه دي انا اللي عاملها … وهو من غِله قام وساب علامته على أيدي … عشان كل ما ابصلها أفتكره ويفتكرني

بيلا بقلق:جعفر … لازم تاخد حذرك دلوقتي انا بقيت مراتك يعني كل خطوه انتَ هتاخدها بحساب .. أديك شوفت وصلي بكل سهوله وفي لمح البصر ممكن متكونش لاقيتني … لازم تاخد بالك وتعمل حساب كل خطوه هتاخدها بعد كدا لو مش عشانك فهو عشاني

نظر لها وقال:مش عايزك تخافي … انا عارف كويس أوي انا بعمل ايه وعايز ايه … وهعمل أكيد حسابك في كل خطوة هاخدها انتِ أهم حاجه بالنسبالي دلوقتي يا بيلا

أبتسمت بخفه وعانقته وعانقها هو بهدوء ، عده طرقات على الباب ، خرجت بيلا من أحضانه ونظرا للباب وقال جعفر:أدخل

دلف سراج وخلفه إيميلي المبتسمه وقال:أتطمنت عليها

حرك جعفر رأسه برفق وهو ينظر لبيلا فسمع سراج يُكمل حديثه وهو ينظر لبيلا قائلًا:انا آسف يا بيلا بس كان لازم أعمل كدا

حركت رأسها برفق وهي تقول:حصل خير … شكرًا

نظر لهما جعفر وهو يقول بعدم فهم:هو في ايه انا مش فاهم حاجه

نظر لهُ سراج وقال:كانت عايزه تجيلك بعد ما خدتها ومشيت لما الراجل فضل يصرخ أفتكرت أن فيك حاجه فعشان كدا انا أضطريت أضغط على العرق دا عشان تنام

أنهى حديثه وهو يُشير على عنقها فنظر لها جعفر ثم لهُ وقال:كويس أنك عملت كدا … لو كنت سبتها معرفش ايه اللي كان ممكن يحصل خصوصًا أن عصفوره مش هيسكت

سراج:بالظبط عشان كدا جبتها هنا وخليت إيميلي معاها

نظرت بيلا لإيميلي بقلق وأختبأت خلف جعفر فنظروا لإيميلي ثم نظر سراج لجعفر نظره ذات معنى وقال جعفر بهدوء:متخافيش يا بيلا … مش هتعملك حاجه

تحدثت بيلا بخوف وهي تنظر لهُ قائله:لا مش شايف عنيها عامله أزاي شكلها يخوف انا أول مرة أشوف حد عنيه بالمنظر دا

نظرت إيميلي لسراج وقالت:أهي تفهم اللغة الانجليزية

حرك سراج رأسه برفق فنقلت هي نظرها لها وقالت:لا تخافي عزيزتي هذا هو لون عيناي لم أفعل بها شئ … أعلم بأنكِ خائفه ولكن لا تخافي انا لن أأوذيك انا هنا فقط لحمايتك مثلما طلب مننا زوجك … انتِ الآن في خطر كبير ويجب أن نكون حذرين قدر الإمكان حتى لا تتأذي … انتِ زوجه شخص عزيز علينا فلما نؤذيكِ انتِ من الآن فرد من أفراد هذه العائله ويجب علينا حماية عائلتنا … بالمناسبة انا أُدعى إيميلي

قالت جملتها الأخيرة وهي تمُدّ يدها لها فنظرت لها بيلا قليلًا ثم لجعفر الذي حرك رأسه برفق وهو ينظر لها فأقتربت هي بحذر ومدّت يدها بهدوء وصافحتها وهي تنظر لها قائله:وأنا بيلا

إيميلي بأبتسامه:سُررت بمعرفتك أيتها الجميلة

أبتسمت بيلا وقالت:وأنا كذلك

سراج بأبتسامه:حسنًا يبدوا بأنكما الآن أصبحتما صديقتين

إيميلي بأبتسامه:بالتأكيد

_إيميلي أين انتِ

نظرت لهم إيميلي وقالت:المعذرة

تركتهم وخرجت من الغرفه ونظروا هم لها ثم نظر سراج لجعفر وقال:ببساطة بقوا صحاب

جعفر:المهم الباقي انا هسيب بيلا هنا

بيلا:لا انا مش عايزه أفضل هنا انا معرفش حد

جعفر:مينفعش يا بيلا هنا أمان ليكي ومحدش هيفكر أنك ممكن تبقى هنا أصلًا

سراج:جعفر معاه حق … هنا أمان ليكي وكلهم هنا كويسين وهيخلوا بالهم منك انا وصتهم عليكي وطالما انتِ مراته فخلاص هما هنا كلهم بيحبوه ولما قولنالهم أننا هنجيبك هنا رحبوا بالفكرة جدًا … جعفر أهم حاجه عنده دلوقتي هو أنك تبقي في أمان عشان يقدر يكمل وهو متطمن عليكي يا بيلا

نظرت بيلا لجعفر الذي كان هادئًا وينظر أمامه ، فتحدثت هي وقالت:طيب مين الناس دي انا مش فاهمه حاجه وتعرفوهم منين انا حاسه أني تايهه ومش فاهمه أي حاجه

جعفر:هتعرفي … بس مش دلوقتي

بيلا:ليه

جعفر:عشان مش دا الوقت المناسب يا بيلا في حاجات أهم من دا كله

زفرت بيلا وهي تنظر للجهه الأخرى فنظر سراج لجعفر نظره ذات معنى ثم قال:أي حاجه هتعوزي تعرفيها هتعرفيها بس مش دلوقتي كل حاجه بمعاد … ودلوقتي هاتها وتعالى عشان نعرفها عليهم

تركهما سراج وخرج بينما نظرت بيلا لجعفر الذي قال:يلا

أمسك يدها وخرجا من الغرفه ونظروا هم لهما بعدما نزلا من الأعلى ووقفا أمامهم ، نظرت لهم بيلا بهدوء ونظروا هم أيضًا لها ، تحدث سراج وقطع هذا الصمت وهو يقول:حسنًا أود أن أُعرفكم … بيلا زوجه جعفر … بيلا هذا السيد كيڤن وهذه زوجته السيدة روزلين زوجته .. هذا سميث وهذه حبيبته كاثرين .. أما هذا فهو يُدعى كين إنه فرد جديد بالعائله هو شخص هادئ بعض الشئ .. وهذه إيميلي التي تعرفتِ عليها بالأعلى

نظرت لهم وقالت بهدوء وتوتر:مرحبًا

أبتسموا بخفه وقال السيد كيڤن:مرحبًا بكِ في عائلتنا بيلا

روزلين بأبتسامه:سُررت بمعرفتك بيلا

أبتسمت بيلا بهدوء وحركت رأسها برفق بينما نظرت لكين الذي كان ينظر لها نظره ذات معنى فتوترت هي ونظرت لجعفر الذي حاوط كتفها وأبتسم بخفه وهو يُطمئنها ، تحدثت إيميلي وقالت:حسنًا سراج … ماذا سيحدث بعد ذلك

سراج:يجب علينا حماية بيلا منهم كما تعلمون هم يبحثون عن جعفر حتى يؤذوه بها

سميث:أهو مازال يبحث عنا سراج

نظر لهُ وهو يقول:كان يبحث عنا … الآن هو يبحث عن بيلا

روزلين:يجب علينا حمايتها … الآن الخطر يحوم حولها ولا بُد أن نفعل شيئًا من أجلها

بيلا:أيمكنني المساعدة

سراج:بالطبع لا بيلا انتِ ستُعرضين نفسك للخطر أكثر

بيلا:أعلم ولكن…

قاطعها سراج وهو يقول:لا عليكِ سنعتني بالأمر أبقي بعيده عنه حتى لا يؤذيكِ

صمتت بيلا وزفرت بهدوء ونظرت لجعفر بهدوء

بعد مرور الوقت “في منزل كيڤن مساءًا”

جلس جعفر بجانب بيلا على طرف الفراش بهدوء فنظرت لهُ ونظر هو لها وقال بهدوء:مالك

تحدثت بيلا بهدوء وهي تقول:محتاجه أفهم اللي بيحصل حواليا … محتاجه أعرف انتَ ايه بالظبط انا مش فهماك ومش عارفه أحدد شخصيتك خالص … حساك غامض وصعب حد يفهمك … جعفر انا مش غريبة عشان تكون واخد الحذر دا كله

وضع يده على يديها ونظر لها وقال بهدوء:لا يا بيلا الموضوع مش زي ما انتِ بتقولي … انا فعلًا مش لازم أقولك حاجه عشان حاجات كتير أوي

بيلا:أيوه قولي على الأقل سبب واحد يخليك متحكليش يا جعفر

زفر جعفر بهدوء ونظر لها وقال:عيلة كيڤن هيقدروا يساعدونا

بيلا بتعجب:أزاي مش فاهمه ويعرفوا الموضوع منين !

جعفر:سراج حكالهم كل حاجه والراجل دا هما بيدوروا عليه

بيلا بتعجب:فتحي ! … جعفر انتَ بتقول ايه انا مش فهماك انا حاسه أنك بتضحك عليا أو بتشتتني انا بجد مش فهماك مش جايه معايا قولي الحقيقة

زفر جعفر وهو يمسح على وجهه تحت نظراتها فنظر لها من جديد وقال بهدوء بعدما أعتدل بجلسته:بيلا انا مش عارف أبدء منين … بصي دول الناس اللي شغال معاهم سراج زي ما عرفتك .. وهما سمعوه لما كان بيتكلم معايا كان وقتها بيتكلم بصوت عالي فهما سألوه لأنهم شكوا إن في حاجه في الشغل فهو حكالهم بحكم أنهم سألوه وهو مينفعش يكدب … فلما عرفهم هما أقترحوا عليه أنهم يساعدوني بما أني صاحبه أوي يعني فعرفني وقالي إنهم هيساعدوني ولأنهم بيعزوا سراج جدًا فخدتها فرصه خصوصًا بعد ما عصفوره عرف مكانك ووارد يتهجم عليكي تاني في أي وقت انا مش موجود فيه فلما حصل اللي حصل انا كلمت سراج وانا جايلك وعرفته المكان اللي انا هكون فيه وقت ما أستغربتي وقولتيلي عرفت منين أن سراج واقف ورايا وجه أزاي قبلها كان متفق مع كيڤن أنه هيجيبك والباقي انتِ عرفاه

شردت بيلا وهي تنظر للأسفل بهدوء بينما تحدث جعفر وهو ينظر لها قائلًا:انا مقدرش أفوت فرصه زي دي يا بيلا انا عندي أستعداد أعمل أي حاجه عشانك

نظرت لهُ بينما أكمل هو وقال:وبحكم إني على قد حالي … معنديش مكان تاني اخبيكي فيه

حركت رأسها برفق وهي تقول بتفهم:عارفه … بس حسيت أن فيه حاجه غلط وبعدين المكان غريب وناس غريبه … طبيعي أستغرب

جعفر:بيلا لازم تعرفي إني مش هستهون بأي حركة منهم تقدر أنها تكون سبب في أذيتك … انا أي فرصه هتجيلي هستغلها مهما كانت ايه هي انا عايزك بعيده عن كل حاجه عشان وقت ما أظهر أبقى متطمن عليكي … بس صدقيني انا اللي قدرت أعمله عملته وللأسف مفيش أي وسيلة مسعداني غير سراج والناس دي

بيلا بهدوء:عايزه أسألك سؤال أهم

نظر لعينيها وقال:سؤال ايه

نظرت لهُ وهي تقول بترقب:فتوح كان يقصد ايه وقت ما كنت بتضربه وهو خاف منك ورجع

أبتسم جعفر وحرك رأسه بقله حيله وقال:انتِ مصدقه اللي قاله

بيلا بهدوء:انا بسألك على فكره متتهربش وجاوب وقول الصراحه

أتسعت أبتسامته وقال:سراج كان متفق مع القهوجي وخلاه يحطله حبوب هلوسة يشوف حاجات مش موجوده أصلًا … وبعدين بالعقل كدا أزاي … وحتى لو هو شاف صح هل دا هيحصل قدام الناس كدا وسط النهار أكيد لا بس انا كنت قاصد الحركة دي وعارف أنها هتشكك فتحي فيا وهتخليه يراقبني عشان يتأكد أن فتوح مبيقولش أي حاجه وخصوصًا أنه بيثق فيه جدًا وعارف أنه مبيكدبش

شردت بيلا فقال هو:بيلا … بلاش تفكري كتير وركزي في مستقبلك وبس … وسيبي الباقي عليا انا عارف كويس انا بعمل ايه

حركت رأسها برفق وهي تنظر للجهه الأخرى فأعاد خصله شارده خلف أذنها وقال:أحب أعرفك إنك في مكان أمن وهما ناس كويسين ومش هيضايقوكي بس أبعدي عن اللي أسمه كين دا لأنه غريب شويه وليه شخصيه غريبه

بيلا:لاحظت … نظرته خوفتني

مسدّ على يدها بحنان وقال بأبتسامه:مش عايزك تخافي طول ما انا معاكي … انا بحاول أعمل أي حاجه ترضيكي وعشان مكونش مأثر ومستهون بيهم انا مش كدا يا بيلا

وضعت يدها على يده وقالت بهدوء:انا عارفه يا جعفر … بس حتت أنك تأمن لناس أحنا منعرفهاش ولا هما يعرفونا دي مخوفاني شويه ومخلياني متوتره

جعفر:مكانا أتكشف يا بيلا وهيراقبوني لازم أشتتهم ومعنديش حلول تانيه لو فيه انا مش هأثر بس الدنيا متقفله في وشي وخايف عليكي … على العموم من هنا لحد ما أخلص منه هو ورجالته عاوزك تطمني خالص ومتخافيش من حاجه … أتفقنا

حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ فأبتسم هو وأبتسمت هي أيضًا وفتح ذراعيه لها فأقتربت دون تردد وعانقته بينما عانقها هو وطبع قُبله على رأسها وهو ينظر أمامه بهدوء وهو يُفكر فيما سيحدث فحتى الآن لا يعلم ماذا يُخطط لهُ فتحي وعلى ماذا ينوي


في منزل فارس

صاح فارس بغضب وهو يقول:يعني ايه يا فتحي أزاي

فتحي بحده:خدها وخلع بقولك أعمل ايه انا اللي فيا مكفيني

فارس بسخريه:وفالح تفرد جناحاتك علينا وتقعد تهلل ليل ونهار في الحاره وعاملي فيها سبع رجاله في بعض

صاح فتحي بهِ وهو يقول بغضب:لم نفسك يا فارس أحسنلك انا اللي فيا مكفيني

خرجت سميحة وهي تقول بتهكم:مش عارفه حارق نفسك عليها أوي كدا ليه مقصوفه الرقبة دي

فتحي بتحذير:سميحة .. لمي الدور

تدخل فارس وهو يقول بحده:أهدى على نفسك يا فتحي متنساش أنك بتتكلم مع مراتي

ضحك فتحي بسخريه تحت نظرات التعجب منهما بينما نهض هو وخرج من المنزل وهو مازال يضحك بسخريه ويقول:مراتك ايوه

نظرت سميحة بقلق لفارس الذي نظر لأثره بهدوء وهو يُفكر في شئٍ ما

في مكان آخر

كان أكرم جالسًا في غرفه فوق السطح بعدما قام فارس بطرده من أجل سميحة وهو مستلقي على الأرض البارده وينظر للسقف بشرود وحزن ، أبتسم بسخريه وهو يُحدث نفسه قائلًا:زعلان على ايه يعني مكنتش متوقعها منه … عادي اللي خلاه مسألش على أمك وأختك هتكون انتَ غالي عليه يعني … لحد دلوقتي مش عارف قدر يعملها أزاي بس مش هتفرق في كل الأحوال … انا عرفت اللي فيها خلاص … جعفر كان عنده حق … وعشان كدا انا خدت القرار

بعد مرور يومان

في الصعيد

عبد المعز:يعني هتيچي

هناء بهدوء:أيوه .. انا خدت القرار خلاص

عبد المعز بأبتسامه:عين العجل يا بنت ابوي … هاتي بنتك معاكي عشان تبجوا في أمان

هناء بهدوء:معرفش هترضى ولا لا ومعرفش جعفر هيوافق ولا لا هي بقت على ذمة راجل دلوقتي

عبد المعز:انتِ مش جولتي الدنيا مهياش أمان وفارس بيدور على البت هاتيها معاكي يا هناء مهتخسريش حاچه

زفرت هناء بهدوء وقالت:يا عبد المعز مش هينفع بيلا عندها أمتحانات لازم تمتحن وبعدين جعفر معاها

زفر عبد المعز وقال:طيب شوفي هتعملي ايه وجوليلي عشان أبعت حاتم ييچي ياخدك

هناء بهدوء:حاضر يا عبد المعز

أغلقت معه ونظر هو أمامه بقلة حيلة وهو يقول:منك لله يا فارس ربنا ينتجم منك أشد أنتجام


في منزل كيڤن

عده طرقات على باب المنزل ، ذهبت إيميلي وفتحت الباب ودلف جعفر وخلفه أكرم الذي ما إن رأى بيلا ذهب إليها سريعًا بينما نهضت بيلا وركضت إليه وأرتمت بأحضانه وهي لا تصدق بأنه أمامها ، شدد أكرم من أحتضانه لها وهو يقول بنبره تملئها الشوق:وحشتيني أوي يا بيلا … وحشتيني يا نور عيني

شددت بيلا من أحتضانها لهُ وقالت بأبتسامه ودموع:وحشتني أوي يا أكرم حاسه إني مشوفتكش بقالي كتير أوي

طبع قُبلة على رأسها وهو يقول بأبتسامه:طمنيني عليكي يا بيلا انتِ كويسه يا حبيبتي

خرجت بيلا من أحضانه ونظرت لهُ وقالت بأبتسامه:انا كويسه يا حبيبي متخافش

نظرت لهُ قليلًا ثم قالت:بس انتَ مش كويس يا أكرم

نظر لها أكرم وأبتسم قائلًا:انا كويس يا بيلا

بيلا بحده:لا يا أكرم مش كويس متحاولش تضحك عليا

نظر لها أكرم ولم يتحدث بينما نظر لجعفر الذي كان يعقد يديه أمام صدره وينظر لهُ بهدوء

في غرفه بيلا وجعفر

وقفت بيلا أمام أكرم وعقدت يديها أمام صدرها وهي تنظر لهُ قائله:من غير كدب يا أكرم لو سمحت

نظر لها أكرم قليلًا ثم أبتلع تلك الغصه وهو يقول بهدوء:بيلا انا

قاطعته بيلا وهي تقول بحده:من غير كدب يا أكرم لو سمحت

صمت أكرم وزفر بهدوء ونظر لجعفر الذي قال:مقدامكش حل تاني للأسف كدا كدا هتعرف الحقيقه

نظر لها أكرم قليلًا ثم قال:بيلا … انتِ ليه مش عايزه تصدقيني

بيلا:عشان انتَ بتكدب يا أكرم

أكرم:مش عايز أقولك عشان انتِ فيكي اللي مكفيكي

بيلا:وانا مشتكتش يا أكرم وبعدين انتَ أخويا مين هيسمعك غيري

صمت أكرم ونظر للأسفل وظهر الحزن جليًا على معالم وجهه بينما أقتربت هي منه ونظرت لهُ وهي تقول بترقب:ايه اللي حصل مخليك كدا يا أكرم

أبتعد أكرم وهو يسعل بشدة وظهر عليه الأعياء الشديد فتحدثت بيلا وهي تنظر لهُ بقلق قائله:انتَ تعبان

حرك رأسه نافيًا وهو يقول:انا كويس صدقيني

تحدثت بيلا بضيق شديد وهي تقول:يا أكرم قول الحقيقه أبوس أيدك انا بكره الكدب

تحدث جعفر وهو يقول:فارس طرد أكرم من الشقة عشان خاطر مراته التانيه

أتسعت عينان بيلا ونظرت لأكرم وهي تقول:الكلام دا صح

لم يفعل أكرم أي ردّ فعل فصاحت بهِ قائله:ردّ عليا بقولك الكلام دا صح يا أكرم

لحظات ونظر لها أكرم وهو يُحرك رأسه برفق وهو يؤكد حديث جعفر فصاحت بهِ بيلا بقوه وهي تقول:ليه يا أكرم ليه ممنعتهوش ليه معاندتش معاه وقولتله لا مش هخرج ليه أديتله الفرصه وسمحتله يطردك

صاح أكرم أيضًا بغضب وهو ينظر لها بعينان دامعتان وقال:عشان مش هيسمعني يا بيلا .. ما هو مسمعكيش وطردك هيسمعني انا دلوقتي

صمتت بيلا وهي تنظر لهُ بينما أكمل هو قائلًا:لو كان سمعك كان هيسمعني بس هو كأنه مصدق وخدها فرصه وقال يلا البت وأمها وابنها معاهم بالمره هي جت عليه وكل دا ليه عشان خاطر سميحة

صُعقت بيلا ونظرت لهُ بصدمه وهي تقول بترقب:ايه

نظر لها أكرم ولانت معالم وجهه وهو يُدرك بأنه قد وقع بالحديث ووضع جعفر يده على وجهه وهو لا يعلم ماذا يفعل بعد خطأ أكرم الذي كان بالتأكيد غير مقصود ، أقتربت منه بيلا ونظرت لعيناه وهي تقول بحده:انتَ قولت ايه من ثوانِ

أبتلع أكرم تلك الغصه وهو يقول بنبره متوتره:مقولتش حاجه

نظرت لهُ بيلا للحظات وهي تقول:سميحة … أبوك طلع متجوز سميحة

تحركت بيلا ولكن أوقفتها يد أكرم وهو يقول:رايحه فين

أفلتت يدها من قبضته وهي تقول بحده:أوعى يا أكرم

أكملت سيرها ولكن أوقفتها يد جعفر التي أمسكت بذراعها يمنعها من الذهاب قائلًا:بلاش جنان يا بيلا

تحدثت بيلا بحده وهي تقول:سيبني يا جعفر

نظر لها جعفر وقال:مفيش مرواح في حته أهدي

أخذت نفسًا عميقًا ثم زفرته وهي تقول بحده:سيبني يا جعفر بقولك

تحدث جعفر بنبره حاده وهو يقول:مفيش مرواح في حته قولت بطلي جنان بقى

بيلا بغضب:ما انتَ مش حاسس بالنار اللي جوايا يا جعفر

جعفر بحده:حاسس وعارف بس متاخديش قرار يودينا في داهية انتِ عارفه انتِ رايحه لمين وبرجليكي … بترمي نفسك للهلاك وانتِ مش دريانه بنفسك على فكره ودا غلط وأكبر غلط

سقطت دموعها وهي تنظر لهُ وقالت بحرقة:وانا مش هسكت غير لما أطفي النار اللي جوايا من ناحيتها يا جعفر انا مش ههدى

أستغل أكرم الوضع وهو يقول:ياريت … أصلها بتبص لجعفر كتير وبتستظرف معاه

نظرت بيلا لأكرم ثم نظرت لجعفر بنظرات حارقه وهي تقول بحده:سميحة بتتلزق فيك

جعفر:بيلا

قاطعته بيلا وهي تُمسكه من ياقه قميصه وتقول بغضب وغيرة:سميحة بتتلزق فيك يا جعفر ردّ عليا

زفر جعفر ومسح على وجهه ونظر لأكرم بحده والذي أبتسم قائلًا:أشوف واحده بتتلزق في جوز أختي وأسكت مينفعش

نظر لبيلا وقال بعدما زفر بهدوء:ايوه

نظرت لهُ قليلًا والغضب يظهر جليًا على معالم وجهها

في الحارة

في منزل جميله

تحدثت جميله بخفوت وحده وقالت:انتِ مش ناويه تتهدي وتسكتي

أبتسمت قائله:متعرفيش قد ايه بستمتع وانتِ خايفه أربعه وعشرين ساعه من أني أفضحك … بس مش عيزاكي تخافي .. طول ما انتِ ماشيه صح مش عيزاكي تخافي خالص … بس مسموحلك تخافي في حاله واحده بس … لما تخالفي كلامي أو تعارضيني في حاجه وقتها تقدري تترحمي على نفسك عشان هيكون الخبر واصله في ساعتها ومين يعرف ممكن يعمل ايه ساعتها فيكي

أبتلعت جميله تلك الغصه بخوف وقالت:ملهوش داعي تهديدك … انا عارفه كويس أوي انا بعمل ايه

أبتسمت قائله:براڤو عليكي … ودلوقتي زي الشاطره كدا تنفذي اللي قولتلك عليه … في التوقيت اللي أتفقنا عليه

أغلقت معها ونظرت جميله للهاتف بضيق بينما كانت مها تقف بجانب باب الغرفه وهي تستمع لحديث جميله الغامض

بعد مرور القليل من الوقت

وصلوا إلى الحارة ونظر لهما أكرم وقال:متتحركوش قبل ما أديكوا الإشارة تتحركوا

حركت بيلا رأسها برفق وذهب أكرم وتركهما بينما نظر جعفر لبيلا وقال:متأكده من قرارك يا بيلا

تحدثت بيلا وهي تنظر أمامها وقالت بتوعد:عارفه … ومش هرتاح غير لما أنفذه

حرك رأسه برفق ووضع يده على كتفها ونظر أمامه ينتظران حتى يُعطيهما أكرم الإشارة ، بينما على الجهه الأخرى كان أكرم قد صعد للمنزل ودق على الباب وأنتظر للحظات ثم وجد الباب يُفتح وتقف سميحة أمامه وهي تضع يدها اليُسرى على خصرها وتستند بالأخرى على الباب قائله بضيق:خير

نظر لها أكرم وشعر بالضيق منها ولكنه تمالك نفسه وقال:بابا موجود

أبتسمت بتهكم وقالت بسخريه:لا يا ننوس عين ماما مش موجود ويلا من هنا

أغلقت الباب بوجهه بينما أغمض هو عيناه وهو يضغط على قبضه يده بغضب ثم أخذ نفسًا عميقًا وزفره بهدوء وذهب ، كانت بيلا تقف وبجانبها جعفر ينتظران حتى رأوه بعد لحظات يُشير لهما فنظرت بيلا لجعفر الذي نظر لها ، بينما كانت سميحة جالسة وتُشاهد التلفاز وهي تضع قدم فوق الأخرى حتى سمعت بعد لحظات عده طرقات على الباب من جديد فنظرت لهُ وزفرت وأتجهت إليه وهي تفتحه وتقول بغضب:هو أحنا مش قولنا مش موجود ايه القرف دا

رأت بيلا أمامها تنظر لها بغضب والتي قالت وهي تدفعها للداخل ومن ثم دلفت وأغلقت الباب خلفها وبدأت بثني أكمام قميصها تحت نظرات الصدمه النابعه من عينان سميحة قائله بحده:قرف ما يقرفك انتِ وأهلك يا عديمة التربية

ما إن أنتهت حتى فاجئتها بيلا وهي تصفعها بقوه جعلتها تصرخ وتسقط أرضًا من شدّه صفعتها ، نظرت لها سميحة بصدمه ومالت بيلا بجزعها وأمسكتها من خصلاتها وهي تقول بتوعد:كدا يا مرات أبويا متقوليش أنك أتجوزتي أبويا بعد ما لفيتي على جعفر يا حرباية وملقتيش منه ريق

هجمت عليها بيلا وهي تقول بغضب:خليني بقى أرحب بيكي على طريقتي

صرخت سميحة وهي تضع يديها أمام وجهها كي لا تتأذي ولكن لم تدع بيلا مكانًا إلا وقد تركت أثارها عليه ، تصدت سميحة العديد من الضربات حتى دفعتها فجأه وأسقطتها أرضًا وهي تنهض وتهجم عليها أيضًا بالضرب قائله بغضب:إن ما عرفتك مقامك يا زبالة انتِ مبقاش انا

نهضت سميحة سريعًا ودلفت للغرفة للحظات بينما تركت بيلا تتألم على الأرض بسبب العنف التي تعرضت إليه من سميحة ، لحظات وأقتربت سميحة وهي تقول بتوعد:نهايتك على أيدي

نظرت لها بيلا بعدما رأتها تُمسك بالسكين وأتسعت عينيها ولم تدع لها الفرصة وأقتربت منها سريعًا وهي ترفعها للأعلى كي تقوم بضربها بها ولكن كانت بيلا أسرع وضربتها بعنف بقدمها في بطنها تألمت على أثرها سميحة وتركت السكين وسقطت أرضًا وهي تُمسك ببطنها وتتألم ، بينما نهضت بيلا وزحفت تجاهها وأمسكتها من خصلاتها ونظرت لها وهي تقول بحده:بقى انتِ يا سميحة يطلع منك كل دا … خلي بالك دا بمناسبة أنك أتجوزتي أبويا في السر يا عديمة التربية … بس لسه محاسبتكيش على تلزيقك في جوزي يا محترمة

نظرت لها سميحة وقالت بحقد وهي تصق على أسنانها:بكرهك يا بيلا … بكرهك

أبتسمت بيلا وهي تنظر لها قائله:مش أكتر مني … القلوب عند بعضها يا روحي

تركت خصلاتها تحت نظراتها بينما نظرت لها بيلا بأبتسامه غير مفهومه ومن ثم صفعتها بشده تألمت سميحة للغاية بسبب شدة الصفعه بينما نظرت لها بيلا وابتسمت قائله:القلم اللي طرقع دا هيحرمك تبصي على جوزي مره تانيه وهتفتكريه قدام

أقتربت منها بيلا ونظرت لها وهي تُمسك بوجهها وقالت بتحذير:جوزي خط أحمر … لو عينك دي أترفعت على جعفر ولو بالغلط هتاخدي بدل العلقة علقتين … ماشي يا قموره

تركتها بيلا بقرف ونظرت لها سميحة بحقد دفين وهي تصق على أسنانها بقوه بسبب غضبها المتصاعد بينما نهضت بيلا وهي تُهندم من ثيابها وخصلاتها ببرود وألقت نظره أخيره على سميحة قبل أن تخرج ، بينما كان جعفر وأكرم واقفان على الدرج في الأسفل ينتظرانها ولكن فجأه سمعا صوت صراخ بيلا بالأعلى فصعد جعفر سريعًا وخلفه أكرم ، بينما كانت بيلا ساقطه على الأرض وتتألم بقوه والجيران يقفون ويشاهدون ما يحدث بصدمه وهم يتحدثون ، كانت سميحة قد أمسكت بها وأسقطتها أرضًا وقامت بغرز السكين بقدمها بحقد وهي تنظر لها وهي تراها تتألم وتُعاني ، صعد جعفر ووقف بالأسفل ونظر لهذا المشهد الذي لم يكن بالحسبان وخلفه أكرم الذي صرخ بأسم بيلا وهو ينظر لها ، صعد جعفر سريعًا ودفع سميحة بعيدًا وخلفه أكرم الذي صرخ بسميحة وهو يقول بغضب:انتِ عملتي ايه

أخذ جعفر بيلا بأحضانه ونظر لها وهو يقول بدموع وصوتٍ خافت:ليه كدا يا بيلا … ليه كدا

سقطت دموعها وهي تقول بألم:الوجع وحش أوي يا جعفر … انا مش قادره

ضمها لأحضانه وطبع قُبلة على جبينها ونظر لأكرم وقال:يلا يا أكرم بسرعه سيبها وتعالى ورايا

نهض جعفر وأقترب من أكرم الذي كان يقف أمامها وينظر لها بحقد وقال:أخلص يا أكرم بيلا الأهم دلوقتي

تحرك أكرم رغمًا عنه عندما سمع صوت بيلا تتألم وذهب تجاهها ومال بجزعه وحملها وذهب بينما نظر جعفر لسميحة نظره تعلمها جيدًا وذهب خلفه ، خرجا من العمارة تحت أنظار الجميع الذين شهقوا بصدمه وهم يرون بيلا بهذه الحالة بينما وقف جعفر وهو ينظر لهم جميعًا ومن ثم تحدث بصوتٍ عالِ وغاضب قائلًا:ياريت تبلغوا فارس أن اللي مراته عملته دا مش هيعدي بالساهل وعرفوه أن جعفر مش هيسكت على اللي حصل لبيلا وقولوله إني هيطربقها فوق دماغه وهوديه ورا الشمس ودا تحذير مني ليه لحد ما يلاقيني على قلبه في أي لحظه … مراته أذت مراتي يبقى يتحمل اللي هيحصل فيها وفيه اللهم بلغت

نظر لهم ومن ثم ذهب خلف أكرم والغضب يعمي عيناه عن كل شئ وتحركوا بالسيارة سريعًا

في الصعيد

ميادة:أزهار بجولك ايه أني نسيت أچيب اللبن ما تروحي لصباح وتچيبي منِها

نظرت لها أزهار وقالت:انتِ عوزاني أخطي عتبة سيد العچوز .. شكلك نسيتي اللي حوصل

ميادة:انتِ هتچيبي شويه لبن انتِ هتتحدتي معاها

أزهار:لا يا ميادة چوزي حالف عليا معتبش عتبة البيت دا عايزه تچيبي منِها روحي انتِ إنما اني لاع منجصاشي وحياة أبوكي

ميادة بقله حيله:خلاص هروح أچيب أني … مكتوب عليكي الشجى يا بت يا ميادة طول عمرك

وضعت الحجاب على رأسها وخرجت من المنزل تحت نظرات أزهار التي كانت تنظر لها بأبتسامه وقله حيله

في التاسعة مساءًا

في منزل كيڤن

كان جعفر جالسًا بجانب بيلا على الفراش وهو ينظر لها وقال بعتاب:ينفع اللي حصل دا … عاجبك كدا

ألتمعت عيناها فقال هو بدموع حبيسة وهدوء وهو ينظر لها:انا قولتلك بلاش يا بيلا وبلاش تسرع بس كالعادة بتاخدي قرارات وقت غضبك وعدم إدراكك بتوديكي ورا الشمس … تقدري تقوليلي لو اللي حصل دا والضربة دي كانت في مكان تاني انا كنت هعمل ايه … حتى مقعدتيش تتكلمي معايا يا بيلا ولا تستشيريني في أي حاجه انتِ خدتي القرار ومعملتيش حساب نتايجه في الآخر … لمجرد أنك عرفتي أن سميحة تبقى مرات ابوكي فجأه بقيتي عامله زي المجنونه ومش هترتاحي غير لما تنفذي اللي في دماغك وانا حذرتك وقولتلك بلاش تستقلي بسميحة عشان انتِ متعرفيهاش … بس مسمعتيش مني وكنتي هتروحي مني بسبب قرار أتاخد في وقت غضب … المفروض أعمل ايه دلوقتي … أخد موقف منك يعلمك متتسرعيش في أتخاذ قراراتك وتفكري الأول … ولا أسكت … انا حتى مش عايز أضغط عليكي ومراعي مشاعرك في موقف صعب زي دا ودا اللي مخليني على فكره ساكت ومش عايز أكلمك … بس أنك تخسري حاجه منك دي فكره مرعبة

نهض وجلس على رُكبتيه أمامها وأمسك بذراعيها وهو ينظر لها ودموعه تملئ عينيه بينما نظرت هي لهُ بدموع حبيسة وقال هو بهدوء وحزن:انتِ متعرفيش انا كنت مرعوب عليكي أزاي … انا أول ما سمعت صريخك محستش بنفسي … معرفش انا طلعت أزاي كل الأحداث اللي حصلت انا معرفش حصلت أزاي … انا واحد كان مُعرض يخسر مراته في أي لحظة … بيلا دا مش تفكير ناس عاقله يا حبيبتي … ربنا خلقلنا مخ عشان نفكر قبل ما نعمل أي حاجه … انتِ مقهورة ومتعصبه ومش مصدقه اللي بيحصل بس انا مش مجبور أرمي نفسي للتهلُكة يا بيلا … لازم تفكري قبل أي حاجه وتشوفي غلطاتك هتوصلك لفين خصوصًا مع الناس دي لأنهم مبيتفاهموش … انتِ مراتي يا بيلا وروحي مينفعش أضحي بيكي تحت أي سبب من الأسباب حتى لو كان على حساب سعادتي … انتِ الحاجه الوحيدة اللي بحارب الدنيا دي عشانها … وعشان تفضلي جنبي ومتسبنيش انا حبي ليكي مش من إمبارح … انا بحبك من زمان بيني وبين نفسي وساكت عشان عارف أن انا في الآخر شخص غير مرغوب فيه … ولما الدنيا أتغيرت للأحسن وبقى في أمل لقيتك فجأه بتضيعي من أيدي بكل سهوله ومتعرفيش أن انا بتقطع من جوايا

سقطت دموعه وهو ينظر لعينيها وسقطت دموعها أيضًا وهي تنظر لهُ وتسمعه يقول:انا طول ما انا عايش مش عايز أشوفك بتضيعي مني تحت أي ظرف يا بيلا … انا من غيرك ولا حاجه صدقيني انا بقيت كدا بسبب بعدك عني … ولما بقى فيه أمل وبقينا مع بعض بدأت أصحى من اللي انا فيه وأرجع جعفر اللي مدفون من زمان … بس انا مش عارف أرجع زي الأول يا بيلا … انا عمري ما ضعفت قدام حد .. بس النهارده انتِ خلتيني أضعف قدام الكل

عانقته بيلا وسقطت دموعها بغزاره وهي تبكي بينما بادلها جعفر عناقها وهو يُشدد من عناقه وسقطت دموعه أكثر بحزن وقال بصوتٍ باكِ:انتِ اللي بتتحكمي في شخصيه جعفر يا بيلا … انتِ اللي بتحركيني … مش عايز ييجي اليوم اللي أصحى فيه والاقي كل دا حلم

شددت من أحتضانها لهُ وقالت بدموع وصوتٍ باكِ:لو طلع كل دا حلم يا جعفر هتعمل ايه

أبتعد جعفر قليلًا ونظر لها بعينان باكيتان وقال:هتمنى أنه يبقى حقيقه .. ولو مبقاش … فأكيد معاده هيكون لسه مجاش … بيلا

ربت على ظهرها بحنان ومسدّ على خصلاتها وقال:حصل خير خلاص انا هتصرف

بيلا بدموع:جعفر

أسكتها جعفر وهو يقول بنبره هادئه:خلاص يا بيلا أهدي يا حبيبتي انا هتصرف

صمتت بيلا وجلس هو من جديد أمامها على الفراش وشددت من عناقها لهُ ووضعت رأسها على كتفه بهدوء بينما حاوطها هو بذراعيه وهو يُمسد على ظهرها بحنان ويعلم بأن الأمر لن يمر مرور الكرام ، لحظات وسمع صوت هاتفه يعلنه عن أتصال وعلم من المتصل فسمع بيلا تقول بهدوء:ردّ يا جعفر

حرك رأسه برفق وهو يقول بهدوء:مش مهم … المهم دلوقتي ترتاحي شويه

دثرها جيدًا وهو يشعر بأرتعاش جسدها بسبب بروده الطقس في الخارج وعانقته هي ووضعت رأسها على كتفه وأغمضت عينيها بهدوء بينما عانقها هو وأستند برأسه للخلف على ظهر الفراش ، لحظات وسمع صوت هاتفه يعلنه عن أتصال من جديد فأجابه ووضع الهاتف على أذنه دون أن يتحدث وسمع فارس يصرخ بغضب وتوعد قائلًا:فاكرني مش هعرف باللي حصل ومش هعرف أجيبك … لو راجل تعلالي ونتصافى راجل لراجل ومتهربش

أبتسم جعفر ونظر لبيلا النائمه بأحضانه وطبع قُبلة على رأسها ونظر أمامه من جديد وقال بنبره حاده متوعده:أستعد للعياط عشان الليلة دي مش هعديها على خير … ومتهربش عشان الحفلة هتعجبك أوي

أغلق بوجهه دون سماع الردّ وعلى شفتيه أبتسامه متوعده
 أبتسم جعفر ونظر لبيلا النائمه بأحضانه وطبع قُبلة على رأسها ونظر أمامه من جديد وقال بنبره حاده متوعده:أستعد للعياط عشان الليلة دي مش هعديها على خير … ومتهربش عشان الحفلة هتعجبك أوي

أغلق بوجهه دون سماع الردّ وعلى شفتيه أبتسامه متوعده ، عاد جعفر ينظر لها وهو يتوعد بشدة لفارس

على الجهه الأخرى

نظر فارس للهاتف وهو يبتلع تلك الغصه وشعر بالتوتر وهو لا يعلم على ماذا ينوي جعفر ولكنه سيواجهه مهما حدث وينتقم منه

في منزل كيڤن

نزل جعفر على الدرج واقترب من سراج وقال:عايزك في طالعه

نظر لهُ سراج قليلًا قبل أن يقول:في حاجه حصلت ولا ايه

حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول بهدوء:فارس أتصل بيا وبيهددني بخصوص اللي حصل

اعتدل سراج بوقفته ونظر لهُ بأهتمام وقال:وانتَ قولتله ايه

جعفر بهدوء:هقابله … ومش أي مقابله … لازم استضيف ضيفي ضيافه حلوه ولا ايه

أنهى حديثه وهو يخطف من يده كوب العصير وأرتشفه مره واحده ، عقد يديه على الطاولة أمامه ونظر لهُ وقال:من كلامك أفهم أنك هتعمل ليلة من لياليك الحلوة … زي ليالي أم كلثوم كدا

ضحك جعفر بخفه وأستند بذراعيه على الطاولة ونظر لسراج المبتسم وقال بأبتسامه:الليلة دي بالذات … هتبقى برقبة سلسلة ألف ليلة وليلة بطلها فارس العجوز وشركاءه .. شوفلي مقدمة حلوة أحطها للملحمة دي

نظر سراج حوله وهو يقول بتفكير:مقدمة حلوة … لا خساره فيهم تتعب دماغك عشانهم أحنا ناس مش بتاعت مقدمات أحنا بندخل في الجد على طول

جعفر بأبتسامه:عندك حق … بس انا ناوي أبدأها بمقدمة فريدة من نوعها

شرد سراج للحظات قبل أن يقول:مش جاي لوحده خلي بالك

نظر لهُ وأبتسم أبتسامه واسعه وقال:وات إيفر

نظر لهُ سراج بذهول وقال:ايه يا مان ما انتَ جامد أهو ووات إيفر ايه محبكها ليه كدا

جعفر بأبتسامه:لقطتها وبيلا عرفتني معناها

سراج بأبتسامه وحماس:قولي بقى ناوي على ايه

نظر لهُ جعفر بأبتسامه شيطانية وقال:مفاجئة

سراج بأبتسامه:تبًا لمفاجئاتك عزيزي

زفر جعفر بعمق ونظر حوله وقال:أومال فين الباقي

سراج:سميث وكاثرين برا كالعادة والأستاذ كيڤن ومراته فوق وإيميلي هتلاقيها هنا في أي لحظة كالعادة وكين مع نفسه

حرك جعفر رأسه برفق وهو ينظر للخارج فقال سراج:أتطمنت على بيلا

حرك رأسه برفق وهو يقول:اه الحمد لله نايمه فوق

سراج بأبتسامه:اكيد شرشحت لسميحة

أبتسم جعفر وقال:سميحة بقت عبارة عن سوابق … بيلا متوصتش من ناحيتها

ضحك سراج وقال:تخيلت شكلها … إن جيت للحق … هي صعبانه عليا

جعفر بهدوء:ومين سمعك … اللي بتمر فيه برضوا مش قليل .. حقها

زفر جعفر ونظر للخارج بشرود وقال:تعرف يا سراج … انا من ساعه ما جيت على الدنيا وانا مشوفتش يوم حلو فيها … بكلمك بأمانة مش أڤوره مني … اللي مريت بيه مكانش قليل … شوفت كتير أوي واتحرمت من أبسط حقوقي … انا كنت دايمًا شخص وحش غير مرغوب فيه من الكل … مقابلتي ليكوا كانت صدفه وعمرها ما هتتنسي … حسيت أن الدنيا بدأت تضحكلي من جديد وقربت افرح … ييجي مرض أمي يدمر كل حاجه من جديد … وارجع لنقطه الصفر من جديد … كبرت وخدت علي الشارع وزي ما بيقولوا بقيت تربية شوارع مش تربية جميلة بس محدش بصلها من جهه تانيه وقال ليه هو بقى كدا أكيد في سبب … محدش حس بيا صدقني ولا حاول يغيرني … لحد ما قابلتها وشوفتها أول مرة … كانت عادية خالص لا هي ملكة جمال ولا هي وحشه جمالها كان عادي … بس فيها حاجه شدتني … قولت جرب مش هتخسر حاجه يا جعفر دي البت اللي حبيتها من أول مرة بس في نفس الوقت يا سراج كنت خايف وجوايا شعور محيرني وصوت تحذير … مكنتش عارف أعمل ايه بس مش هخسر حاجه وموقف بيجر التاني وعدم تقبلي مستمر وغير مرغوب فيا لحد ما أقتنعت فعلًا أن انا شخصية متتحبش

تحدث سراج بهدوء وهو يقول:متقولش كدا يا جعفر كفاية رجولتك وجدعنتك مع الكل ودي شهادة من الكل انتَ جدع وشهم ومفيش منك صدقني ودي ميزة حلوه أوي ويمكن دي اللي خلت بيلا تبتدي تحبك وتقرب منك أنك شديد وشخصية أي بنت تتمناها … ساعات يا صاحبي الإنسان بيكون مليان عيوب ومعندهوش غير ميزه واحده بس كفيلة تغطي عيوبه كلها … والعكس … انتَ محطوط تحت أختبارات لازم تنجح فيها بأي تمن المهم أنك تنجح وانا مش هسيبك لحظه واحده مهما حصل انتَ اخويا يا جعفر اللي مجابتهوش امي يا جدع … المهم دلوقتي تنسى كل دا وتركز في اللي جاي وتركز في مراتك وتخلي بالك منها إبن الجزم دا مش هيهدي صدقني

أبتسم جعفر بخفه وضحك سراج بخفه وربت على يده وقال بأبتسامه:أضحك يا عم محدش واخد منها حاجه وسيبها على ربنا … المهم دلوقتي مستعد تقابل كرومبو دا ولا ايه دنيتك

حرك رأسه برفق وهو يقول بهدوء:اه طبعًا … هو مش بيقولي لو راجل واجهني اشطا انا هوريه ليله حلوه بس كدا غالي والطلب رخيص

أبتسم سراج وقال:شكلك هتعملها حفلة فعلًا على كدا أجي بقى

جعفر بأبتسامه:دا برضاك أو غصب عنك على فكرة يعني في كلتا الحالتين هتيجي يعني هتيجي

سراج بأبتسامه:ولو رفضت

نظر لهُ جعفر وقال:بلاش عشان متزعلش

ضحك سراج بخفه وخرجا من المنزل وهو يقول بأبتسامه:قاسي يا جعفر طول عمرك

جعفر بأبتسامه:مع ناس معينة بس خلي بالك

سراج بمرح:اموت في صراحتك

ذهبا وهما يتحدثان ويضحكان من الحين للأخر

في الحارة

كان أكرم واقفًا وهو يُراقب غزالة وهادي وخلفه منصف ولؤي الذي قال:هما دول اللي قالبين الدنيا على جعفر

أكرم بهدوء:هما بعينهم

منصف:وناوي تعمل ايه معاهم

أكرم:هناخدهم زي ما جعفر كان عاوز

لؤي:حاسس أنه أتسرع

أكرم:لا طبعًا نمسكهم أحنا بدل ما يمسكونا هما ونتبهدل يا عالم مين وراهم

منصف:نتحرك ؟!

لحظات من الصمت قطعها أكرم وهو يقول:أتحركوا

تحركوا ثلاثتهم كي يقوما بإمساك غزالة وهادي وإلقاءهما بالمخزن

في مكان آخر

كانت مها نائمة بهدوء والغرفه يملئها الظلام الدامس ، لحظات وفُتح الباب ودلفت جميلة وهي تسير على قدميها وتُمسك بوسادة بيدها وتنظر لمها النائمة بعمق لا تعي لشئ ، وقفت بجانب الفراش ونظرت قليلًا لها ومن ثم وضعت الوسادة على وجهها وهي تقوم بخنقها ، بينما أستفاقت مها بفزع وبدء صوتها المختنق يطلب الأستغاثه في محاولة فاشله منها وهي تُخاول إبعادها عنها وهي تتحرك بعشوائية وتصرخ بصوتٍ مكتوم ، تملصت مها منها دفعتها بقدمها بعيدًا وهي تشهق بقوه وكأنها كانت في أعماق البحار لا نجاة من أذمتها وقد حُسب الأمر ، نظرت لها ونهضت سريعًا وخرجت خارج الغرفة وفتحت باب المنزل بخوف شديد وركضت مبتعدة وهي تنظر خلفها وترى جميلة تلحق بها وهي تركض خلفها ، سقطت دموعها بخوف وهي تركض بالشوارع المظلمه وتنظر خلفها بخوف شديد

في مكان آخر

فُتح باب المخزن الذي أصدر صوت صرير هادئ ولكنه مزعج بنفس الوقت ، دلف جعفر بهيبته وشموخه المعتاد واقترب من فارس ورجاله الذي يعلم بأنه لا يستطيع أتخاذ خطوه بدونهم ووقف أمامه وهو يعقد يديه أمام صدره وينظر لهُ بابتسامه بارده بينما نظر لهُ فارس نظره ذات معنى ، نظره تحمل الشر والحقد والتوعد الشديد ، أقترب سراج بهدوء تحت هذا الظلام ونظروا هم لهُ وكلما أقترب أتضحت الرؤية وظهر وجهه بوضوح شديد أمام أعينهم ، وقف بجانب جعفر الذي كان واقفًا وينظر لفارس الذي أبتسم بتهكم وقال:جاي مع سراج بس ولا العكس

لم يجيبه جعفر وظل ينظر لهُ للحظات ، خمس دقائق قد فاتوا على جملة فارس دون أن يُعلق عليها جعفر الذي أخذ نفسًا عميقًا وزفره بهدوء وهو يتحدث قائلًا بهدوء:قولتلك بلاش رجاله يا فارس


أبتسم فارس وهو يقول:ودا ميوحيش بحاجه ولا البعيد كمان مبيفهمش

نظر جعفر للأرض قليلًا ثم تحدث من جديد وهو يحتفظ بهدوءه قائلًا:بلاش تخبط في الكلام عشان انا عصبي وغبي دا أولًا … ثانيًا انا طالما أديتك كلمه تنفذها وتاخدها ثقه … بس كالعادة مخوني .. تالت حاجه انا كنت عارف أنك هتخوني وتجيب رجالتك معاك

قام بطرقعه أصبعيه ورأى فارس رجال جعفر يتقدمون ويقفون خلفه وهم ينظرون لهُ فنقل فارس نظره لجعفر بحقد الذي كان ينظر لهُ بأبتسامه واسعه وهو يقول:ايه يا فاروسه ظهر عليك غضب ربنا فجأه ليه

ضرب بخفه على جبينه وهو يظهر عليه معالم الدهشه والتي تحولت إلى عده ضحكات متتالية وهو يقول:نسيت أني غدار … وهغدر بيك في أي وقت … فحبيت تأمن نفسك مش كدا … بس في كل الأحوال دا مش هيمنعنا من أننا هنتناقش بكل هدوء .. من رئيس عصابة مجرم لرئيس عصابه أجرم منه لا رجالتك تدخل ولا رجالتي تدخل وعشان أكون صادق معاك انا هديهم أشاره بعدم التدخل مهما حصل بيني وبينك

نظر لهم جعفر وفهموا هم نظرته وتراجعوا خطوه للخلف بينما نظر لفارس من جديد الذي نظر لهُ للحظات ثم نظر لرجاله وقال:محدش يتدخل

تراجعوا خطوه للخلف ونظر فارس لهُ من جديد وهو يقول:أديني أديتهم أمر بعدم التحرك كدا نلتزم بأتفاقنا للأخر

جعفر:أكيد وانتَ عارفني كويس

أبتسم فارس وهو يقول بسخريه:طبعًا عارفك يا جعفر مش جديد عليا

تقدم جعفر خطوه للأمام ووقف وهو ينظر لهُ قائلًا:نتكلم بقى

تقدم فارس أيضًا خطوه ووقف أمام جعفر الذي نظر لهُ بأبتسامه وقال:حلو أوي نتكلم من راجل لست

فارس بحده:قولت ايه

جعفر بأبتسامه وتذكر:من راجل لراجل يا فارس معلش أصل انا ومراتي حبيبتي بنتناقش كدا فأيه يعني لما أقولهالك دون قصد مش نهاية الدنيا

نظر لهُ فارس نظره حاده تحمل التوعد فأسطرد جعفر حديثه وهو يقول:نتكلم جد بقى … يا شيخ فارس

نظر لهُ فارس نظره شك بينما أكمل جعفر وقال:يرضيك يا راجل يا كُباره يالي رايح جاي تقطم فيا وتقول قال الله وقال الرسول تبقى شيخ رايح جاي على المسجد وفي نفس الوقت من ورانا كدا يعني ينفع .. انا مش هحاسبك لأن ربنا هو اللي هيحاسبك فانا مليش دخل بس متجيش تبقى انتَ كدا وتيجي تنصحني بالصح تيجي أزاي دي … انتَ طالما كدا من ورا الكل فأكيد انتَ هتتجوز وكدا يعني بس ليا تعليق صغير على حاجه كدا … أن انا لما أجي أتجوز بنتك انتَ ملكش دعوه خالص

رأي تعابير وجهه تبدلت فتحدث جعفر قبل أن يتحدث هو وقال:قبل ما تجعر وتصدعني … حابب أعرفك حاجه كدا صغنونه … بيلا مراتي دلوقتي … يعني هتغلط فيها كأنك غلطت فيا انا وعشان تعرف انا مقبلش عليها كلمه متعجبنيش أو أحس أنها من ضمن تخبيطات الكلام … بيلا أتهجمت على سميحة دا اللي واجعك أوي وايه يعني مراتي حبيبتي أضايقت منها ومراتك عنيها عليا وبتتلزق فيا فمراتي حبيبتي بتغير عليا فحبت تأدبها يعني تأديب حريم مع بعضهم وخلي بالك انا شجعتها على دا عشان مكدبش عليك انا بموت في الصراحه وانا في نفس الوقت مدخلتش سبتهم مع بعض براحتهم خالص وانتَ لو كنت موجود ساعتها كنت أتدخلت وبعدت بيلا عن حبيبت القلب ليه عشان انتَ حُرمة زيهم لكن لو انتَ واثق في مراتك مش هتدخل فبترجع في الآخر برضوا لثقتك في مراتك ثم أن انا مستحقرك أوي بصراحه … بس على العموم يا برنس انا مراتي مش غلطانه ومراتك الحرباية تستاهل أكتر من كدا ولو معترض وريني عرض كتافك

أنهى حديثه وهو يضرب بخفه على ذراع فارس الذي أمسك بيده فجأه وهو ينظر لهُ نظره ذات معنى ، نظره تملئها الغضب والتوعد فنظر لهُ جعفر للحظات قبل أن يمُدّ يده هو الآخر ويُمسك بيده ويُبعدها عن قبضته وهو مازال يُمسك بيده فضغط جعفر على قبضته بينما أنكمشت معالم وجه فارس قليلًا وهو ينظر لهُ فقال جعفر بصوتٍ يُشبه فحيح الأفعى:أي حركه غدر كدا أو كدا منك هيكون قصادها ردّ فعل مني وحش أوي

ترك جعفر يده ونظر لهُ للحظات قبل أن يدفعه بعيدًا عنه وهو ينظر لهُ بأستحقار ومن ثم نظر ليديه وأخرج منديلًا معطرًا من جيبه ومسح يديه وهو يقول ببرود عندما شعر بنظرات فارس لهُ:أصل انا نسيت أقولك ميزة فيا … أن انا نضيف وبقرف أوسخ أيدي في ناس شبهك بس أنتوا عليكوا حركات بتخلي الواحد يعني يخرج عن شعوره ويعمل حاجات هو رافض يعملها … بس على كُلٍ … حابب تضيف حاجه يا مهزق ولا معندكش كلام تقوله وقبل ما لسانك يفلت وتعبط في الكلام حابب أقولك حاجه انتَ متعرفهاش لحد دلوقتي وانا متأكد أنك مسافه ما هتسمعها هتجيلك جلطة في ساعتها

نظر لهُ بطرف عينه وعلى ثغره أبتسامه جانبيه فتحدث فارس بترقب وهو ينظر لهُ قائلًا:حاجه ايه دي

اتسعت أبتسامه جعفر وقال:أو بلاش أعرفك دلوقتي .. خليها وقت يكون مولع عن دا أكتر عشان أشوفها والعة من كله وانتَ بتولع معاهم

أعطاه جعفر ظهره وهو يقول:دا كان مجرد تمهيد مش أكتر يا فارس … لو العركة بدأت هتخسرها انتَ ورجالتك … بلاش تنكش فيا عشان لما هصحى … مش هعرف أنام تاني

خرج جعفر ولكن لحق بهِ فارس وأوقفه بحديثه قائلًا:على فين يا بلطجي كلامنا لسه مخلصش

تحدث جعفر بنبره بارده وهو يُعطيه ظهره قائلًا:كلامي خلص ومعنديش حاجه أقولها تاني … مات الكلام يا فارس

أقترب منه فارس حتي أوقفه وهو يجذبه من قميصه وقال بغضب شديد:انا بكلمك يعني تقف عدل احسنلك

ضحك جعفر بخفه وهو يسخر منه وهو يقول:والله وبقى للجاموس صوت … مات الكلام يا فارس وأسكت عشان مزعلكش وانا مش عاوز أوصل للمرحله دي دلوقتي تمام

كان سيذهب ولكن أوقفه حديث فارس مره أخرى وهو يقول:وانا لسه مخلصتش يا جعفر ولما الكبار يتكلموا تقف تسمع يا محترم

تركه جعفر وذهب وهو يبتسم بخفه ولكن سمع صوت هاتفه يعلنه عن أتصال أخرج هاتفه ورأى مها تهاتفه وبهذا الوقت المتأخر ، عقد حاجبيه متعجبًا وأجابها قائلًا:أيوه يا مها غريبة تتصلي بيا في الوقت المتأخر دا

تحدثت مها بصوتٍ باكِ وهي تلهث قائله:جعفر ألحقني عشان خاطري

شعر جعفر بالقلق عليها وقال:في ايه يا مها مالك في ايه انتِ كويسه

مها:انا في الشارع ومش عارفة هروح فين انا تعبانة أوي ومحتاجاك أوي يا جعفر

تحرك جعفر وخرج من المكان وهو يقول بجديه:انتِ فين في التوقيت دا

نظرت مها حولها وهي تقول:هبعتلك المكان دلوقتي عشان خاطري تعالى بسرعه انا في الشارع لوحدي

تحدث جعفر وهو يتحرك بالسيارة الخاصه بسراج قائلًا:طيب انا جايلك حالًا

أغلق معها وتحدث سراج وهو ينظر لهُ قائلًا:في ايه يا جعفر مها كويسه

تحدث جعفر وهو ينظر للطريق قائلًا:معرفش بس اكيد في حاجه كبيره لأنها في الشارع دلوقتي وصوتها معيط

عقد سراج حاجبيه ونظر للطريق وهو يقول بتعجب:في حاجه … وصوتها معيط …. وفي الشارع

نظر للهاتف وهو يرى الساعه تدق الثانية عشر وقال:ودلوقتي … انتَ عارف الساعه كام دلوقتي أحنا في نص الليل

جعفر:ربنا يستر وميكونش اللي في دماغي صح

سراج بعدم فهم:ايه اللي في دماغك بالظبط مش فاهمك

تحدث جعفر وهو ينظر للطريق قائلًا:لا متاخدش في بالك مفيش حاجه

صمت سراج ونظر للطريق مره أخرى فعلم بأن الموضوع خاص لذلك تجنب الحديث فيه معه وصمت هو أحترامًا لهُ

في مكان آخر

كانت غزالة جالسه وبجانبها هادي وهما يستندان على هذا العمود الخشبي ويلتف حولها حبل متين وقطعه القماش موضوعه على أعينهما

تألمت غزالة وهي تقول:اه يا راسي اه … راسي بتدق زي الطبول

تألم هادي وهو يقول:راسي عامله زي القنبلة اللي قربت تنفجر

غزالة:هو احنا فين ومين اللي جابنا هنا

تحدث لؤي وهو يقف أمامهما وعلى يمينه أكرم وعلى يساره منصف وقال:أحنا

عقدا حاجبيهما وقالت غزالة:ايه دا مين انتَ

لؤي:يخصك في حاجه … هتطلعيلي بطاقه ولا ايه

ضحكت غزالة وقالت ساخرة:دمك خفيف … انا بتكلم بجد

لؤي:انا اللي هسألكوا أنتوا مين

غزالة:ايه دا هو مين فينا الخاطف

هادي:انتَ عايز ايه مننا أحنا منعرفكش

لؤي بأبتسامه:صحيح أنتوا متعرفونيش … بس انا عارفكوا أو بمعنى أصح أحنا عارفينكوا

غزالة بتعجب:أحنا .. ليه أنتوا كام واحد بالظبط !

منصف بأبتسامه:تلاته

غزالة بأبتسامه بلهاء وسعادة:الله صوتك حلو أوي انتَ أسمك ايه

نظروا لبعضهم وأشار أكرم بأنها بالكاد مجنونه فنظر منصف لها بعدما سمعها تقول بأبتسامه:استنى هخمن انا … رؤوف أو مهند صوتك شبه مهند الممثل التركي دا تعرفه صوتك شبه صوته أوي أسمك مهند وأكيد بقى أشقر وعيون زرقاء وأبيض منور كدا وعضلات

منصف:انتِ شكلك عايشه في عالم الروايات والمسلسلات العبيطة تخيلك أوڤر

اختفت أبتسامتها وقالت:ايه دا انتَ مش زي ما قولت

منصف:لا انا مش كدا خالص

غزالة:بجد … طب ما تخلينا حبايب وشيل القماشه اللي على عيني دي عشان أشوفك وناخد وندي مع بعض بدل جو التنشنة دا

نظر منصف لهم بقلة حيلة وأقترب منها ونزع قطعة القماشه عن عينيها وابتعد بينما فتحت عينيها واغلقتها عدّه مرات قبل أن تنظر لهُ وتُصدم مما هي تراه حتى أنها فتحت فمها ببلاهة وهي تنظر لهُ بذهول ، بينما وقف هو مكانه وهو ينظر لها وقال:أرتاحتي كدا

غزالة بذهول:دا بجد … خالفت كل توقعاتي

أبتسم بجانبيه حتى ظهرت غمازته فقالت غزالة بهيام:وكمان عندك غمازه الله

أشار أكرم للذي يجلس بجانبها وقال:في لطع قاعد جنبك لو ناسيه

تحدثت غزالة بعدم أهتمام وهي تنظر لمنصف قائله بأبتسامه:مش مهم دلوقتي قولي بقى أسمك ايه يا حليوه

منصف:هو أحنا جايين نتعرف انتِ مخطوفه

غزالة بأبتسامه وهيام:مش مشكله المهم هتعمل زي أبطال المسلسلات والروايات اللي بيخطفوا ويعذبوا البطلة وهي تحبه وبعد كدا يحصل مشاكل تفصلهم عن بعض وبعدها يكتشف أنها بتضيع منه ويدور عليها بس يكون فات الأوان بقى وتتخطف وينقذها ويموت الأشرار كلهم لوحده وهي تكون وحشته بقى وتقوله إنها بتحبه من أول مره شافته فيها وهو طلع عينها وبهدلها ويحس ساعتها بالندم بعد ما مرمطها وهانها ويعتذرلها ويقولها إنه كان بيحبها برضوا بس مرضاش يقول ويعيشوا في تبات ونبات بعدها صح

كانوا ينظرون لها بذهول وعدم أستيعاب ، نظر أكرم للؤي الذي نظر لهُ وتحدث منصف بتقزز وهو يقول:لا طبعًا ايه القرف دا انتِ دماغك مسحوله للدرجادي دا عبط يا ماما مش قصه حب روميو وچوليت

غزالة بأبتسامه:صدقني حلوه أوي جربها ومش هتندم وهتدعيلي

نظر لها بذهول ورمش بعينيه عدة مرات ثم قال:بقولك ايه أسكتي خالص

غزالة بأبتسامه:مقولتليش بقى أسمك ايه

زفر منصف وقال:أسمي زفت منصف

غزالة بسعادة:بجد الله حلو أوي ولايق عليك جدًا انتَ قمور أوي وملامحك رجولية .. ملامح راجل مصري أصيل .. بقولك ايه تتجوزني

مسح منصف على خصلاته بنفاذ صبر وقال:بقولك ايه متجننيش معاكي واسكتي شويه

غزالة بحزن مصطنع:أخس عليك يا منصف كدا تزعق لحبيبتك وتزعلها بالشكل دا انا زعلانه منك

نظر لهما منصف وقال بنفاذ صبر:انا برا لحد ما تخلصوا عشان ضغطي عليّ ومش قادر

تركهم منصف وخرج ونظرت لهُ غزالة وقالت بصوتٍ عالِ قليلًا:منصف أحنا لسه مخلصناش كلامنا أخس عليك

نظرا لها بينما زفرت هي ونظرت لهما ولكنها نظرت للؤي مطولًا ثم قالت بأبتسامه:خلاص منصف زعل انتَ شكلك زيه بس بالك طويل … ها اسمك ايه يا قمر

أقترب منها لؤي حتى وقف أمامها ونظر لها وقال بأبتسامه:عايزه نتعرف مش كدا

حركت رأسها ببلاهة وهي تنظر لهُ بأبتسامه فأبتسم وهو ينظر لها قائلًا:أكيد

ما إن أنهى حديثه حتى أخرج المخدر وقام بالرش أمام وجهها جعلها تفقد الوعي سريعًا وفعل المثل مع هادي الذي فقد الوعي أيضًا ونظر لهما بقرف وقال:جتكوا القرف فيكوا … ولية رغاية

تركوهما وذهبوا بعدما أغلقوا الباب خلفهم جيدًا وذهبوا

على الجهه الأخرى

كانت مها جالسة على الرصيف وتضم نفسها وتنظر أمامها بشرود ، صف جعفر السيارة وترجل منها ومعه سراج واقترب من مها وهو يقول:مها

أستفاقت مها من شرودها ونظرت لهُ ووقفت سريعًا وأقتربت منه وعانقته بقوه وهي تلف يدها حول عنقه بينما بادلها هو عناقها وهو يُربت على ظهرها بحنان وشعر بها وهي تبكي بصوتٍ مكتوم فتحدث هو بقلق وقال:في ايه يا مها ايه اللي مقعدك كدا في نص الليل وازاي خرجتي من البيت في ايه

نظرت لهُ مها وهي تبكي قائله:انا مش عايزه أرجع البيت يا جعفر خدني معاك لو بتحبني

مسح دموعها بأطراف أصابعه وهو يقول:ايه اللي حصل طيب فهميني

بكت مها من جديد فسمع سراج يقول:متضغطش عليها دلوقتي يا جعفر وسيبها تهدى الأول

نظر لها جعفر ومسدّ على خصلاته وقال:تعالى معايا

حاوط كتفها وأخذها وعادا للسياره من جديد وجلست هي بالخلف وجلس جعفر على مقعد السائق وبجانبه سراج وتحرك بالسيارة

في الصعيد

وصلت هناء بوقتٍ متأخر لمنزل أخيها عبد المعز برفقة أبنه حليم ، دلفت للداخل وأستقبلها عبد المعز بترحاب شديد وهو يقول:يا مرحب يا مرحب نورتي الصعيد يا بت ابوي

أبتسمت هناء وعانقها هو بحب أخوي وهو يقول:أتوحشتك جوي جوي جوي يا هناء

هناء بأبتسامه:وانتَ كمان أوي يا عبد المعز

أقتربت عزيزة وقالت بأبتسامه سعيده:يا مرحب بالغالية نورتي الصعيد

أحتضنتها هناء وهي تقول بأبتسامه:وانتِ كمان أوي يا عزيزه أوي

أقترب صلاح وهو يقول بأبتسامه:حمدلله على سلامتك يا عمتي

هناء بأبتسامه:الله يسلمك يا صلاح

عزيزه بأبتسامه:معلش بجى كلهم ناموا عشان مصالحهم الصبح

هناء بأبتسامه:عادي يا عزيزه هو انا غريبه يعني

عبد المعز:يلا روحي أرتاحي بجى عشان السفر أكيد تعبك عجبال ما عزيزه تچهزلك الوكل

رفضت هناء وهي تقول:لا مش عايزه أكل انا هنام على طول عشان عايزه أنام

عبد المعز:وه كيف بس يا هناء

هناء:صدقني انا مش عايزه هنام عشان مش قادره

عزيزه:خلاص لو دا هيريحك خلاص المهم راحتك .. وريها أوضتها يا حليم

حرك رأسه برفق وهو يقول:أتفضلي يا عمتي

هناء بأبتسامه:عن أذنكوا

عبد المعز بأبتسامه:أتفضلي

ذهبت هناء لغرفتها برفقه حليم تحت نظراتهم الهادئة

في منزل كيڤن

أستيقظت بيلا من نومها بتكاسل وهي تنظر حولها بهدوء وهي ترى الغرفة فارغة ، نهضت بهدوء وجلست على الفراش وهي تبحث عن جعفر بعينان ناعستان ، نظرت للساعه بهاتفها ووجدتها الواحده والنصف بعد منتصف الليل ، عقدت حاجبيها وهي تتسأل إلى أين ذهب ، نهضت بهدوء وخرجت من الغرفة وهي تبحث عنه ، نزلت للطابق السُفلي وهي تبحث عنه وبدأت تشعر بالقلق حتى سمعت صوته بالقرب منها فوقفت وهي تنظر يسارها ورأته جالسًا بغرفه الأستقبال ومعه مها وسراج يتحدثون ، أعادت خصلاتها للخلف وأقتربت منهم بهدوء حتى وقفت بالخارج وهي تنظر لهم بهدوء ، أنتبهت لها مها وقالت:بيلا

نظر لها كلًا من سراج وجعفر الذي تحدث بصوتٍ هادئ وقال:تعالى واقفه كدا ليه

أقتربت بيلا بهدوء وهي تعقد حاجبيها بخفه ووقفت بجانبه فكان هو جالسًا على المقعد العالي بعض الشئ ، نظر لها وقال:مالك يا بيلا مخدتيش بالك من مها ولا ايه

نظرت لهُ بيلا وهي تشعر بأنها تائهه فتحدث جعفر بصوتٍ عالِ قليلًا وقال:بيلا

أستفاقت بيلا ونظرت لهُ وقالت بهدوء:نعم

جعفر بتساؤل:في ايه ؟

بيلا بهدوء:مفيش حاجه

سراج بأبتسامه:شكلها لسه صاحيه عشان كدا مش مركزه

نظرت لهُ بيلا ثم نظرت لجعفر الذي قال:انتِ كويسه بجد

حركت رأسها برفق وهي تقول:أيوه

نظرت لمها وقالت:أزيك يا مها

أبتسمت مها بخفه وقالت:كويسه الحمد لله

بيلا بهدوء:معلش مخدتش بالي أنك موجوده سرحت شويه

مها بأبتسامه خفيفه:ولا يهمك

نظر جعفر لمها وقال:ملكيش دعوه وانا هتصرف في الموضوع دا وهتفضلي معايا مش هسيبك معاها … أتفقنا

حركت رأسها برفق وهي تقول:أتفقنا

نهض جعفر وهو يقول:تعالي معايا يلا عشان ترتاحي شويه

نظر لسراج وقال:سراج وريها أوضتي انا وبيلا … هتبقي مع بيلا وانا هنام مع سراج

سراج بأبتسامه:لا انا مش عايزك

نظر لهُ جعفر نظره ذات معنى وقال:يلا ياض اخلص

ضحك سراج وقال:خلاص متقلبش وشك كدا

نظر لمها وقال:تعالي اوريكي الاوضه بدل ما نمسك في بعض دلوقتي

تحرك سراج وتحركت مها معه بينما نظر جعفر لبيلا بعدما وقف أمامها ورآها شاردة من جديد فطرقع أصبعيه أمام وجهها وهو يقول:صباح الخير

أستفاقت بيلا بفزع وهي تنظر لهُ فقال جعفر بتساؤل:في ايه يا بيلا سرحانه لتاني مره ومعداش دقيقتين على بعض ورجعتي سرحتي تاني مالك بجد

حركت رأسها برفق وهي تقول:مفيش

مدّ يده وأعاد تلك الخصلة الشاردة خلف أذنها وهو يقول:متأكده أن مفيش حاجه

حركت رأسها برفق وهي تقول:أيوه

صمت جعفر للحظات ثم قال:أمتحانك الجاي أمتى

نظرت لهُ بيلا بهدوء وقالت:بعد يومين

حرك رأسه برفق ولم يتحدث ونظرت هي لهُ بهدوء دون أن تقول شئ

بعد مرور شهر

أنهت بيلا آخر أمتحان لها وخرجت من الجامعة وكان جعفر واقفًا ينتظرها ، أقتربت منه بهدوء وأخذها هو بأحضانه وهو يُربت على ظهرها بحنان وهو يقول:انا عارف أنك زعلانه بس مش في أيدك حاجه تعمليها يا بيلا

لم يصدر منها ردود أفعال فمسدّ على خصلاتها بحنان غير عادي تشعر بهِ بيلا ولأول مرة وسمعته يقول بهدوء:مسيرك تشوفيها تاني دي مش أول ولا آخر مرة

لم تتحدث فصمت هو للحظات قبل أن يقول:بقولك ايه

رفعت رأسها ونظرت لهُ بهدوء فقال هو:عصير قصب

حركت رأسها فورًا برفق وقال هو:بصي انا عايز أكل كشري بأي طريقه وبعدها نشرب قصب

بيلا بترقب:ونتمشى شويه وتجيبلي درة

نظر لها جعفر وقال:لا الكلام دا بليل بقى بيكون روعة أحنا دلوقتي هناكل كشري ونشرب عصير قصب وبليل ننزل نتمشى زي ما انتِ عاوزه وناكل درة ونعمل كل حاجه انتِ عوزاها

بيلا بترقب:وعد

أبتسم جعفر وقال:وعد

بيلا:مش هتنام قبلها بساعه واجي أصحيك تقولي لا مش قادر

حرك رأسه نافيًا وهو يقول بأبتسامه:لا مش هعمل كدا

نظرت لهُ وقالت:حلو انا سجلتلك الكلام دا عشان انا واثقه أني هسمعهولك

ضحك جعفر بملئ فاهه وقال:انتِ زوجة مش جدعة على فكره

بيلا بأبتسامه:وانتَ زوج كسول بتاع نوم على فكره

ضحك جعفر مره أخرى بخفه وقال:طب بقولك ايه يلا عشان نلحق نستغل اليوم ونقضيه مع بعض سوى

في الصعيد

هناء:يعني مش ناوي ترجعها يا صلاح عدى شهر وشويه على آخر قاعدة كانت بينكوا

صلاح بهدوء:عايزها يا عمتي بس هي مُصرة على الطلاج

هناء:طب حاول تشوف ايه اللي بيضايقها منك يا صلاح وتبطل تعمله أو تغيره

صلاح:معرفش يا عمتي صدجيني

هناء:انتَ صعبان عليا يا صلاح بس هي معذورة هي شافت منك كتير يا ابن اخويا ومبقاش عندها طاقه تتحمل حاجه أكبر منها

صلاح بهدوء:انا عارف أن اني غلط وعارف أن چوازنا أحنا الاتنين مچبورين عليه ويعتبر إكده باطل

هناء:طب انا هسألك سؤال وتفكر فيه قبل ما تجاوب … انتَ بتحبها

صمت صلاح قليلًا وهو يُفكر ووجد حقًا بأنه يُحبها ولكنه لا يُريد الأعتراف يشعر بأنه سيفعل جريمة إن أعترف لها ، تحدث بعد صراع دام للحظات وقال:لاع

هناء بيأس:برضوا لسه مُصر تعند يا صلاح

صلاح بضيق:مش عارف يا عمتي

هناء:خلاص طلقها وسيبها تشوف حياتها ومستقبلها

صلاح بحده وغضب:لاع معطلجهاش اني

هناء بتفاجئ:يوه طب تيجي أزاي

زفر صلاح ومسح على وجهه بضيق فقالت هناء:أبسط مثال عندك بيلا بنتي أهي كانت زيك مش حباه ومكانش في دماغها أصلًا بس مع مرور الوقت بدأت تتقبله وأعترفتله أنها بتحبه هو برضوا مأثرش من ناحيتها على الرغم من أنه بيحبها حب غير طبيعي وميقدرش يعيش من غيرها بس شوف دلوقتي عايشين أزاي .. يا صلاح الوقت بيعدي ويا عالم تكون معاك النهارده بكرا متلاقيهاش وتندم ندم عمرك … أتخلى عن مبادئك شويه وقولها حقك عليا يا أزهار انا بحبك طايب بخاطرها ورجعها وعوضها وغيرّ من نفسك هتلاقي نفسك بني آدم تاني خالص وهتعيش مبسوط … أزهار غلبانه وبتحبك أوي يا صلاح انا عارفه … فكر في كلامي وهتلاقيني بتكلم صح

نظر لها صلاح للحظات ثم نظر أمامه مره أخرى بهدوء وهو يُفكر في حديثها

في مكان آخر

كانا يجلسان على الطاولة ويتناولان الطعام وكانت بيلا سعيده

تحدث جعفر وهو ينظر لها قائلًا:مبسوطه

حركت رأسها برفق وهي تقول بأبتسامه:مبسوطه أوي يا جعفر … مش عارفه اوصفلك سعادتي بجد

أبتسم جعفر وقال:مش محتاجه توصفيها عشان انا شايفها في عنيكي ودا اللي انا عايز أشوفه .. فرحتك وضحكتك بس وهحاول أعملك أي حاجه نفسك فيها لأجل أشوف فرحتك دي

أبتسمت بيلا أكثر وقالت:كُل انتَ مبتاكلش ليه

أخذ جعفر نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء وهو يقول بأبتسامه:مش عارف .. يمكن عشان سرحت فيكي شويه شويتين كدا

أتسعت أبتسامتها وعادت تنظر للطعام مره أخرى بهدوء ولم تفارق الأبتسامه شفتيها ، بعد مرور القليل من الوقت كانا يسيران بجانب بعضهما وهو يُمسك بيدها ويشربان العصير ويتحدثان سويًا ، كان جعفر ينظر لها طوال الوقت وهو يبتسم ويستمع إليها طوال الوقت دون ملل ، كانا يجلسان على المقعد ويستمع إليها وهو يتحدث معها بشغف كبير

جعفر:بيلا عايز أسألك سؤال

نظرت لهُ وقالت:ايه هو

جعفر:هو انا لو حصلي حاجه هتزعلي عليا

تحدثت بيلا بلهفة وهي تُمسك بيده وتقول:بعد الشر عليك متقولش كدا

جعفر:انا عايز إجابه يا بيلا

تحدثت دون تفكير وهي تقول:أكيد يا جعفر … انا حتى مش متخيله الفكرة انا من غيرك ولا حاجه … انا طول ما انا جنبك ومعاك بحس بالأمان … من غيرك مبحسش بيه … انا خدت على وجودك في حياتي أزاي عايزني أتأقلم على حياتي وأرجع أعيش عادي وانتَ مش فيها … انا بحبك وبخاف عليك أوي ومش متخيله حياتي من غيرك … ببساطة مش هرجع بيلا اللي انتَ تعرفها وهبقى واحده محدش يعرفها ولا هي حتى هتبقى عارفه نفسها

كان ينظر لها بهدوء ويستمع إليها حتى أنتهت هي ونظرت لهُ بعينان لامعتان ، عينان يملئهما العشق والحزن فضمها لأحضانه برفق وعانقته هي بحب ووضعت رأسها على كتفه بهدوء بينما طبع هو قُبلة على رأسها وقال بحنان:انا مش بحبك بس يا بيلا … انا بعشقك ومش قادر أشوف حياتي من غيرك

أنهى حديثه وهو ينظر أمامه بهدوء وهو مازال يضمها لأحضانه

في الصعيد

بعد مرور يومان

عده طرقات على باب منزل أزهار ، تقدمت أزهار وفتحت الباب بهدوء ورأت صلاح يقف أمامها وينظر لها وهو يرتدي بدلة سوداء ويُمسك بباقة ورد دلف وعادت هي خطوتان للخلف وهي تنظر لهُ بذهول أغلق الباب خلفه وتحدث بأبتسامه وهو يقترب منها قائلًا بغمزة:وحشتيني أوي يا بنت العبيطة
 في الصعيد

بعد مرور يومان

عده طرقات على باب منزل أزهار ، تقدمت أزهار وفتحت الباب بهدوء ورأت صلاح يقف أمامها وينظر لها وهو يرتدي بدلة سوداء ويُمسك بباقة ورد دلف وعادت هي خطوتان للخلف وهي تنظر لهُ بذهول أغلق الباب خلفه وتحدث بأبتسامه وهو يقترب منها قائلًا بغمزة:وحشتيني أوي يا بنت العبيطة

نظرت لهُ ببلاهة وفم مفتوح وهي لا تصدق ما تراه أمامها بينما أقترب منها هو أكثر وطبع قُبلة على جبينها وهو يقول بأبتسامه:مالك مبحلقه كدا ليه قمور مش كدا

نظرت لهُ وهي مازالت صدمتها التي ألجمتها وجعلتها عاجزه عن التحدث بينما نظر هو لها بتفحص وهو يقول:خسيتي شويه شويتين … وحاسس وشك باهت والهالات ظهرت تحت عنيكي وأهملتي نفسك … بس أقسم بالله لسه شايفك قمر

نظرت للجهه الأخرى وعقدت يديها أمام صدرها ولم تتحدث ولكنها سعيدة من داخلها بينما مدّ هو يده وأدار رأسها إليه برفق وجعلها تنظر لهُ رغمًا عنها فقال:مالك

أبعدت يده وقالت:چاي ليه يا صلاح نويت تتچوز عليا وچاي تجولي


نظر لها وقال بعبوس:أتجوز عليكي … يا شيخة تبًا لكي يا شيخة

نظرت للجهه الأخرى مره أخرى فجعلها تنظر لهُ مجددًا وقال:يا ولية بُصيلي انا واقف هنا مش الناحية التانية

نظرت لهُ بضيق فقال هو مُبتسمًا:انا جايلك انتَ يا جميل هاجي لمين يعني وأجيبله الورد دا لعم حسني يعني أجي للراجل ببدلة وبوكية ورد هتفهم غلط على طول

أبتسمت رغمًا عنها بينما ضحك هو بخفه ومدّ يده بباقة الورد وقال بلطف:تقبليه مني

نظرت لباقة الورد الحمراء ومدّت يدها وأخذتها بأبتسامه وقالت:شكرًا

نظر لها وتلاشت أبتسامته وقال بنفسه بغيظ شديد:انا تعملي معايا كدا وتعامليني المعامله القذرة دي والله لوريكي يا أزهار

أقترب منها وتراجعت قليلًا ولكنه أوقفها وهو يُمسك يدها قائلًا بأبتسامه:على فين يا قطة لسه مبدأناش كلام عشان تتسحبي كدا

تحدثت أزهار وهي تنظر لهُ قائله:عاوز ايه يا واد عبد المعز

غمز صلاح بمرح وهو يقول بأبتسامه:عايزك انتَ يا جميل

أزهار بحده:وه أختشي عاد

صلاح:لا بقولك ايه أتكلمي عدل محدش هنا

زفرت أزهار وقالت:عاوز ايه يا صلاح حلو كدا

نظر لها صلاح وقال برضا:حلو … ها مش ناويه

فهمت مغزى حديثه ولكنها تصنعت عدم الفهم وقالت:مش فاهمه ناويه على ايه

صلاح بترقب:لا يا زوزو مش عليا الحركات دي انتِ عارفه انا قصدي ايه

نظرت للجهه الأخرى وقالت بهدوء:لا يا صلاح خلصت انتَ من طريق وانا من طريق

صلاح:لا ما انا اكتشفت أن طريقي مسدود للأسف ومهواش نافع فهمشي في طريقك غصب عنك للأخر لأن طريقي دوره أنتهى ومينفعش يرجع يفتح تاني فلازق فيكي

أبتسمت ولكنها تلاشت سريعًا وتصنعت الجديه وقالت:لا يا حبيبي صلحه وافتحه تاني عشان طريقي دلوقتي لشخص واحد

صلاح بأبتسامه:مش هينفع صدقيني دا أبن رخمه وانا عارفُه وبعدين ميصحش يعني يا جامد نسيبك ماشي في طريق لوحدك كدا لازملك راجل كدا يعني ولا ايه الدنيا

نظرت لهُ أزهار وهي لا تعلم على ماذا ينوي فرأته يقترب وهو يقول بأبتسامه:شامم ريحة أكل عارفُه كويس أوي وعارف اللي عامله كويس … ما تدوقنا يا كوكب المجرة عمايلك اللي سحلاني

دلفت أزهار للمطبخ وهي في قمة سعادتها فبأبسط الكلمات تجعلها تطير في السماء بسعادة ، دلف خلفها وهو يشتم الرائحة بصدر رحب وقال بأبتسامه:يا وعدي على الريحة يخربيت كدا أومال الطعم ايه شكله أتطور جدًا

وقف وهو يتناول الطعام وقال بنهم وتلذذ:الله يخربيت نفسك في الأكل يجنن … وحشني أوي المحشي من أيدك

أبتسمت بتلقائه وتناول هو قطعة من الدجاج وقال بأستمتاع:يخربيت كدا متجوز الشيف بوراك يا جدعان

تحدثت بتلقائية وأبتسامه وهي تقول:عامله حلو كمان

نظر لها وقال بأبتسامه:والله ما حد حلو هنا غيرك يا كوكبنا

أبتسمت رغمًا عنها وأقترب هو من الحلويات وقال بأبتسامه:صوابع زينب وكنافه محشيه وبسبوسه وجلاش بالشيكولاتة شكلك عارفه أني جاي دا انتِ عامله كل حاجه بحبها

تناول قطعه صغيره من الكنافة وقال بأبتسامه:حلوه أوي أوي بموت في الكنافة المحشية دي

تحدثت أزهار بأبتسامه وهي تقول:بالهنا والشفا على قلبك

غسل يديه وفمه واقترب منها من جديد وهو يقول بأبتسامه:بقولك ايه في كلمه من أربع حروف تعرفيها

عقدت حاجبيها وقالت:ودي هعرفها منين

صلاح بأبتسامه:هتعرفيها

أزهار:جعان ؟!

صلاح:لا

أزهار:عطشان

حرك رأسه نافيًا وقال:لا من ضمن كلمات الرومانسية

قالت بأندفاع وحماس:بحبك

حرك رأسه نافيًا فتلاشت أبتسامتها وسعادتها وهي تنظر لهُ فرأى تلك اللمعة ونظره الأنكسار بعينيها فأقترب منها ومسح هذه الدمعة من على جفنها برفق وقال:في كلمة على وزن أفعل لو جبتيها هقولك حاجه مهمه جدًا بعدها ولو مجبتيهاش هقولهالك برضوا

رمشت بعينيها عده مرات وهي تُفكر في هذه الكلمة وهو ينظر لها بأبتسامه وينتظرها ، لحظات ونظرت لهُ وقالت:أعشق

اتسعت أبتسامته وقال:صح شوفي بقى وركزي في اللي هقوله لو شيلت الألف في الأول وحطيت باء وزودت في الآخر كاف هتبقى بعشقك يا أزهار

أنهى حديثه وهو ينظر لها بأبتسامه واسعه ونظرة تملئها الحب الجارف والنابع من صميم قلبه لها بينما أستغرقت هي لحظات كي تفهم ما قاله حتى نظرت لهُ بعينان متسعتان وعدم تصديق وهي تنظر لهُ بصدمه فضحك وهو ينظر لها ويقول مؤكدًا ما فهمته:أيوه انتِ سمعتي صح فعلًا

ألتمعت عيناها وهي لا تصدق وتنظر لهُ بينما أقترب هو منها بأبتسامه ومدّ يديه ومسح دموعها بأطراف أصابعه وطبع قُبلة على جبينها وهو يقول بحب:أهي بعشقك دي أحلى بكتير من بحبك وبتوصفلك مدى مراحل حبي ليكي العشق حاجه والحب حاجه وانا أختار العشق مش الحب وسبب مجيتي النهاردة هي أن انا أصالحك وأصلح كل حاجه حصلت ونرجع لبعض تاني انا غلطت وعرفت غلطي وندمت عليه جدًا وعرفت أن انتِ فعلًا مش أي واحده لا انتِ أزهار اللي قدرت تخلي صلاح اللي عايز رصاصتين في دماغه يحبها ويبقى عايزها جنبه طول الوقت

قاطعته وهي تضع يدها على فمه وتقول بلهفه:بعد الشر عليك متقولش كدا

صلاح:خايفه عليا

حركت رأسها برفق وهي تقول:أكيد

طبع قُبلة على يدها تلك وقال:حقك عليا يا أزهار مش عايزك تزعلي مني ولا تكوني شايله مني انا بحبك ومقدرش أبعد عنك ودا مخليني معاند معاكي ومش عايز أطلقك لأني مش قادر أتخيل حياتي من غيرك عامله أزاي انا عندي أستعداد أعملك أي حاجه نفسك فيها لأجل أنك تسامحيني وتنسي أي حاجه حصلت ونرجع لبعض ونفتح صفحه جديده ونبدء من أول وجديد وهعملك الفرح اللي نفسك فيه كمان واللي أتحرمتي منه صدقيني


أزهار بهدوء ودموع:انتَ مزعلني جامد أوي يا صلاح لدرجه أن جسمي لسه واجعني لحد دلوقتي

أقترب منها وضمها لأحضانه برفق وطبع قُبلة على كتفها وقال بندم شديد:حقك عليا انا آسف … مش عارف أعتذر أزاي بجد انا ندمان أوي والله يا أزهار متزعليش أي حاجه هتطلبيها هعملها والله بس تسامحيني انا بحبك أوي والله

تجمعت الدموع بعينيها وقالت بصوتٍ مائل للبكاء:وعد مش هتعمل أي حاجه تزعلني ولا تمدّ أيدك عليا

حرك رأسه بلهفه وهو ينظر لها قائلًا:وعد أي حاجه بتزعلك مش هعملها صدقيني ومش همدّ أيدي عليكي تاني مهما حصل

رأت الصدق بعينيه فحركت رأسها برفق وهي تقول بأبتسامه:وحشتني يا صلاح

نظر لها صلاح للحظات وهو لا يصدق وعانقها بشده وهو يقول بسعاده كبيره وعدم تصديق:انتِ اللي وحشتيني أوي يا أزهار فوق ما تتصوري

أنهى حديثه وهو يطبع قُبلة عميقه على خدها وهو يُشدد من أحتضانه لها

في منزل كيڤن

دلف جعفر الغرفه وهو ينظر لهما بأبتسامه:ايه الجمال والحلاوة دي كلها

نظرت مها لهُ وقالت بأبتسامه:أنهي واحده فينا

أقترب منهما وهو يقول بأبتسامه:أنتوا الأتنين … حد ياخد قلبي كدا

نظرت لهُ بيلا بطرف عينها وقالت بأبتسامه:طول عمري حلوه على فكره

ضحك جعفر وقال وهو يجلس على طرف الفراش:مش عاجبني فيكي غير ثقتك في نفسك

مها بأبتسامه:أصلنا بنغير من بعض فتلاقي كل واحده بتحاول تخلي نفسها أحلى من التانيه

حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول بقله حيله:ايه المعاناة دي دا أنتوا حقوديين أوي

بيلا:ما المشكله فيكوا

جعفر بتعجب:ليه مش فاهم !

بيلا:عشان عنيكوا بتزوغ دايمًا

مها بقرف:مجتمع ذكوري حقير

نظر لها جعفر وقال:أصمالله عليكوا أنتوا القمامير

بيلا بدلع:أيوه طبعًا هو احنا في زينا

نظر لها جعفر نظره مطوله وقال:لولا أن مها هنا … كنت خدت ردّ فعل كدا

ضحكت مها وقالت:أخرج عادي

نظرت لها بيلا وقالت بضيق:يا بياعه

مها بأبتسامه:أخويا يا بيلا

أبتسم جعفر وحاوطها بذراعه وقال بأبتسامه:قلب أخوها مبحبكيش من فراغ انا يا مها

نظرت لهما بيلا قليلًا ثم عادت تنظر أمامها بهدوء فنظر جعفر لمها التي نظرت لهُ وأبتسم قائلًا:بتغير يا مها شوفتي

مها بأبتسامه:عارفه شامه ريحه شياط

جعفر بأبتسامه وغيظ:وانا كمان بس معرفش جايه منين هو حد مولع ؟

أغلقت بيلا الدرج بعنف وأتسعت أبتسامتهما فقالت مها بأغاظه:جعفر كنت عايزه أخرج انا وانتَ شويه أصل انا مضايقه أوي ومحتاجه أتكلم مع حد

ألتفتت بيلا إليهما وهي تنظر لهما بعينان ينبعان منها الغضب والشر وقالت:وبعدين بقى

نظر لها جعفر ورفع حاجبه الأيمن وقال:في ايه

مها ببراءة:أحنا كلمناكي يا بنتي مالك

بيلا بسخريه:لا والله بقيتوا ملايكة دلوقتي ومعملتوش حاجه

أبتسم جعفر وقال:لا بتكلم مع روح قلبي أصلها وحشتني أوي

صقت بيلا على أسنانها بغضب وقالت بصوتٍ خافت وغاضب:ضربة فقلبك يا عديم الأحساس

نظر لها جعفر وقال:بتقولي حاجه يا روحي سامعك بتبرطمي وشكلك كدا هتزعلي مني

أبتسمت رغمًا عنها وقالت بغيظ شديد:لا يا روح قلبي بقول ربنا يخليكوا لبعض

أبتسم بجانبيه وترك مها وأقترب منها بهدوء وهو ينظر لها بينما نظرت لهُ هي بترقب وهي تراه يقترب أكثر وبدأت تتوتر هي وتُحاول أن تتلاشى كل ذلك وهي تنظر للجهه الأخرى بينما ظل يقترب هو وعلى شفتيه أبتسامه جانبيه حتى توقف أمامها مباشرًا لا يفصلهما إلا خطوه ، وضع يديه خلف ظهره وأشار لمها بالخروج وتحركت هي بالفعل وتركتهما وخرجت وأغلقت الباب خلفها وذهبت بينما تابعتها عينان بيلا وهي لا تعلم ماذا عليها أن تفعل كي تهرُب منه نظرت لهُ رغمًا عنها ورأته ينظر لها نظره غير عادية جعلتها تتوتر أكثر فتلاشت النظر إليه وقالت بصوتٍ متوتر:في ايه بتبصلي كدا ليه

لم يتحدث وظل ينظر لها فقط فأبتلعت تلك الغصه بتوتر شديد وقالت بحده وهي تنظر لهُ:انا بكلمك على فكره

وضع يده اليُمني على الجدار الذي كان خلفها فجأه دون إنذار وهو مازال ينظر لها فنظرت هي لهُ بتعجب وهي تعقد حاجبيها وقالت:والله فاكرني هخاف كدا

نظر للجهه الأخرى وهو يرفع حاجبيه قليلًا ويضم شفتيه فقالت هي بعناد:لعلمك انا مبيدخلش عليا الشغل دا ومتحاولش تخوفني عشان مش هخاف منك ها انا عرفاك كويس

ضرب بيده الأخرى على الجدار وقام بمحاصرتها وهو ينظر لها بينما شعرت هي بالخوف فجأه والذي ظهر بعينيها بينما أقترب هو قليلًا برأسه وهو ينظر لها قائلًا بهدوء غير عادي:قولتي حاجه يا روحي … أصل انا سمعت حاجه كدا

أبتلعت تلك الغصه وهي تنظر لهُ قائله بخوف:لا مقولتش حاجه دي واحده متخلفه راحت لحال سبيلها مش انا لا انتَ تلاقيك سمعت غلط بس

ضيق عيناه قليلًا وهو ينظر لها بينما نظرت لهُ وهي لا تعلم ماذا عليها أن تفعل كي تهرب منه وتجنبه قدر الإمكان ، بينما تحدث هو وقال:مشيت

حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ فحرك رأسه برفق وقال وهو ينظر لعينيها:لما ترجع تاني أبقي قوللها جعفر بيسلم عليكي واستنيه عشان عايزك في كلمتين … ماشي يا كتكوته

لم تفعل شئ وأبتعد هو وعينيه مصوبه تجاهها بينما كان هو يتابعها بعيناه حتى أصبحت المسافه بينها وجيزة ، أعطاها ظهره وهو يبتسم بشده قائلًا:ودا كان درس ليكي يا نور عيني عشان لسانك ميطولش تاني

نظرت لهُ بعينان متسعتان وبذهول وهي لا تصدق بأنها قد تم خداعها منه ، تحرك هو وعلى شفتيه أبتسامه جانبيه بينما أستفاقت هي من صدمتها وقبل أن يخرج شعر بِالتي تهجم عليه من الخلف وهي تقفز وتلف ذراعيها حول عنقه وتفاجئ هو وقال وهو يُمسك بذراعيها:انتِ بتعملي ايه يا مجنونه

تحدثت بغيظ وهي تصق على أسنانها:انا بتهوش عليا يا جعفر انا

ضحك جعفر وقالت بتوعد:والله لوريك

قامت بعضه بغيظ شديد من وجهه فحاول هو إبعادها دون أن يؤذيها وهو يقول بألم خفيف:أوعي يا متخلفه بتعملي ايه

شددت بيلا من عضتها لهُ فتألم هو أكثر وقام بقرص ذراعها بشده فأبتعدت هي وتركته وهي تُمسك ذراعها بألم بينما وضع هو يده على وجهه وهو يتألم وينظر لها بمعالم وجه منكمشه مثلما نظرت هي لهُ بمعالم وجه منكمشه ، فتحدثت هي بألم بسيط وهي تقول:انتَ غبي أوي يا جعفر انا أيدي وجعتني

نظر لها جعفر وقال بضيق:انا برضوا اللي غبي

نظرت لهُ وقالت بحده وهي تضع يدها على خصرها:قصدك ايه يا جعفر بكلامك دا

تركها وتقدم من المرآة ووقف أمامها وهو ينظر لوجهه بذهول تام فكانت عضتها لها أثر واضح على خده فنظر لها من المرآة بعينان متسعتان يملئهما الصدمه فأبتسمت هي بسماجه وقالت:حلوه أوي … أبقى أفتكرني بيها يا روحي

أنهت حديثها وهي تُرسل لهُ قُبلة هوائية ومن ثم تركته وخرجت وهي تضحك وظل هو واقفًا مكانه مصدومًا وبشده مما فعلته لا يستطيع عقله تصديق ما حدث منذ قليل فعاد ينظر للمرآة مجددًا وهو يقول:هعمل ايه دلوقتي فيها دي

أنهى حديثه وهو ينظر لنفسه وهو يتوعد بشدة لبيلا ويتعهد على أن يأخذ حقه منها

في مكان آخر

كانت تتحدث بغضب شديد وهي تقول:ياربي هيكونوا راحوا فين الأغبية دول متغيبين بقالهم شهر وشويه وتليفوناتهم مقفوله ومعرفش عنهم حاجه

زفرت بغضب وضيق وهي تجلس على المقعد بعدما تحسست المكان وهي تضع يدها على جبينها وتُفكر فيما حدث معهما وتُفكر ماذا ستفعل حتى تتواصل معهما

في الصعيد

عده طرقات على باب منزل عبد المعز ، ذهبت بهيرة وفتحت الباب ورأت صلاح أمامها وخلفه أزهار التي كانت تحمل حقيبتها وتنظر لها بأبتسامه سعيده ، لم تصدق بهيرة عينيها ومن سعادتها بدأت تُزغرط وهي تقول بصوتٍ عالِ:يا ألف نهار أبيض دا بچد والله يا بوي ياما يا حاتم تعالوا بسرعه

نظرت لهما بأبتسامه ودلفا هما وأغلقت بهيرة الباب وهي تنظر لهما بينما أقتربوا هم منهما وهم لا يصدقون أعينهم فقال عبد المعز بذهول:أزهار … حمدلله على سلامتك يا بنتي نورتي بيتك

أقتربت منها عزيزه بأبتسامه سعيده وعانقتها وهي تقول:حمدلله على سلامتك يا بنتي أتوحشتك جوي جوي يا حبيبتي نورتي بيتك من چديد يا ضنايا

عانقتها أزهار وهي تقول بأبتسامه:الله يسلمك ياما واني كمان أتوحشتك جوي

حاتم بأبتسامه ومشاكسه:وه وه وه يا ألف نهار أبيض دا أني على أكده أجرأ عليك وأرجيك وأطلع بعدها أطوخ طلجتين أحتفالًا بالخبر المفاجئ دا

ضحك صلاح على كلماته فقال حاتم بذهول وعدم تصديق:وه … وكمان بتضحك لا أكده انتَ أتلبست مرچعتش أزهار

ضحك صلاح بخفه ونظر لأزهار التي كانت تقف بجانبه ونظرت لهُ بأبتسامه فحاوطها بذراعه وقربها منه وهو يقول بأبتسامه:أزهار دي روحي

وضع حاتم يده على خده وهو يقول بأبتسامه وتأثر:وايه كمان يا خوي أشجيني

صلاح بأبتسامه:أختشي عاد ياض

حاتم بأبتسامه:لحظة رومانسية معتتكررش تاني صدجني

صلاح بأبتسامه:لاع هتتكرر كتير متخافش … دي مرتي وحبيبتي ملكش دعوه انتَ بس أهم حاچه أطلع منِها

نظر لهم وهو يقول:شوفتوا جله الأدب شوفتوا عشان لما أمد يدي عليه محدش يزعل

صلاح:عشان تلاجيك بتتنجل للمستشفي على نجاله أن شاء الله

وضع حاتم يده على وجهه وهو يقول بأبتسامه ومرح:يا بوي عليك يا واد عمي هتفضل غشيم اكده لحد ما ندفنوك

نظروا لهُ جميعهم وقال عبد المعز:وه ايه اللي بتجوله دا يا حاتم بعد الشر عليه بتفول على الواد ياض

نظر حاتم لصلاح الذي كان ينظر لهُ بأبتسامه واسعه وهو يراقص لهُ حاجبيه ويُخرج لسانه بإغاظه فضيق هو عيناه وهو ينظر لهُ بضيق وقال:اهو يا عمي شوف بيستفزني من ورا ضهرك أزاي

ألتفت عبد المعز لصلاح الذي كان يقف كما كان لم يفعل شئ فعاد ينظر لحاتم نظره ذات معنى فقال حاتم:والله العظيم كان بيستفزني ويخرچ لسانه هو اللي مستفز

عبد المعز:صلاح واجف معملش حاچه يا حاتم

نظر حاتم لصلاح الذي عاد بإغاظته من جديد بسعاده وهو يتوعد لهُ

في غرفه صلاح

دلفت أزهار وخلفها صلاح الذي كان يحمل حقيبتها وأغلق الباب خلفه ووضع الحقيبة ونظر لأزهار التي كانت تنظر للغرفة وتتفحصها فسمعته يقول:الأوضه وحشتك ولا ايه

ألتفتت إليه وهي تنظر لهُ قائله:أوي … حاسه إني مدخلتهاش بقالي كتير أوي

أبتسم هو وأقترب منها وهو يقول:وانا حسيت دلوقتي نفس الأحساس … البيت كان وحش أوي من غيرك … وبابا وماما وبهيرة والكل مكانوش كدا

أبتسمت أزهار وقالت:ليا معزّة عندهم بيحبوني

صلاح بأبتسامه:وانا كمان على فكرة

عقدت أزهار يديها أمام صدرها وهي تنظر لهُ قائله بمكر:وانتَ ايه

أقترب منها وهو يقول بأبتسامه:على أساس إنك مخدتيش بالك من اللي قولتيه

حركت رأسها نافية وهي تقول:لا مخدتش بالي نسيت

أتسعت أبتسامته وقال:وانا كمان بعزّك وبحبك

أتسعت أبتسامتها وهي تنظر لهُ فأقترب هو وقال:بقولك ايه ما تيجي نرجع القاهرة

أزهار بتعجب:ليه !

صلاح:عشان أرجع أشوف شغلي مش مبطلين زن

حركت رأسها برفق وهي تقول:خلاص شوف عايز تمشي أمتى

صلاح:بفكر نتحرك بليل

حركت رأسها من جديد بتفهم وهي تقول:أجهز الشنط يعني

حرك رأسه برفق وهو يقول:اه

أزهار بهدوء:ماشي

تركته وذهبت ونظر هو لها حتى أختفت من أمامه وظل مكانه يُفكر بهدوء

في منزل كيڤن

جعفر بتعجب:تقتلك … أزاي !

مها بدموع:والله زي ما بقولك يا جعفر والكارثه الأكبر إنها بتمشي

حرك رأسه بعدم أستيعاب وهو يقول:لا لا بيتهيقلك يا مها مستحيل

مها بغضب ودموع:خلاص روح أتأكد بنفسك عشان انا بكدب

حرك رأسه نافيًا وهو يقول بهدوء:لا انا مقصدش كدا انا عارف أنك صادقة بس أزاي … انا مش قادر أصدق بجد

مها بدموع:انا بجد خايفه أوي معرفش لو مكنتش حسيت بيها كان ايه اللي هيحصل

ضمها لأحضانه برفق وهو يقول:الحمد لله أن انتِ أدركتي اللي حصل ساعتها وقاومتي … انا مش قادر أصدق بجد معقوله

نظر لها وهو يسمعها تقول بدموع ورجاء:متسبنيش يا جعفر عشان خاطري انا عايزه أبقى جنبك على طول انا حاسه معاك بالأمان اكتر منها

طبع قُبلة على جبينها وهو يقول بحنان:متخافيش انا في ضهرك ومش هسيبك أبدًا … انتِ أختي يا مها مفيش أخ بيسيب أخته … وبعدين انا كنت حاسس أن فيه حاجه سايبه البيت شهر وهي عماله تتصل انا حسيت أن في حاجه بس انتِ اللي مكنتيش راضيه تحكي

مها بدموع:حبيت أخد وقتي وارتاح وافوق من الصدمة اللي أتعرضتلها .. وعشان تقدر تقضي وقت أكبر مع بيلا وتقرب منها أكتر مكنتش حابه أضايقك بمشاكلي

عانقها ودفنت هي وجهها بعنقه وسمعته يقول:انتِ عبيطه أوي وساذجه فوق ما تصورت دا هبل يا مها … عارفه يعني ايه انتِ مدركه للي بتقوليه انتِ أختي وبعدين يعني ايه محبتيش تضايقيني بمشاكلك أومال انا لازمتي ايه في حياتك صحتك عندي أهم بكتير من سعادتي انتِ بجد أزاي سكتي انا مش مصدقك

مها:جعفر … زي ما تهمك صحتي انا كمان يهمني سعادتك … انتَ كنت بتحاول تقرب اكتر من بيلا وانا سيبتك عشان عارفه أن انتَ لما بتلاقيها بتتجاوب معاك وتتكلم وتضحك وتهزر بتفرح ومكنتش عايزه أجي أبوظ كل دا وراعيت مشاعرها لأنها هتضايق أكيد حتى لو هي مش كدا بس أسمها في الآخر كدا

رفعت رأسها ونظرت لهُ وقالت:هتقف جنبي صح

نظر لها وقال:انتِ بتسألي مش كدا

حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ فقال:أديني أيدك كدا

عقدت حاجبيها وهي تنظر لهُ ولكنها قامت بتلبية طلبه ومدت يدها فأمسكها هو وقام بعضها فتألمت هي وتفاجئت بنفس الوقت فتركها جعفر ونظر لها بغيظ وقال:أتمنى الأجابة تكون وصلت

ضحكت مها وهي تنظر لهُ بينما نظر جعفر لها وقال:بتضحكي .. دا انتِ عايزة الضرب أقسم بالله انا مش طايقك

ضحكت أكثر وقالت:خلاص حقك عليا متزعلش

نظر لها فطبعت قُبلة على خده وقالت بلطف:بهزر معاك وحشني الهزار معاك

أبتسم جعفر ونظر لها بطرف عينه وداعب أنفها وقال:والله وانا كمان … تعالى نشوف الهبلة دي راحت فين

على الجهه الأخرى

كانت بيلا تسير بهدوء في الخارج بعيدًا عن المنزل وهي تنظر حولها حتى توقفت فجأه وأستفاقت من شرودها وهي تنظر حولها وقالت بقلق:ايه دا انا فين

عادت مثلما جاءت وهي تقول بقلق:هو البيت راح فين ياربي انا ايه اللي خلاني سرحت دلوقتي

بينما على الجهه الأخرى

خرج جعفر وهو يبحث عنها بينما خرج سراج خلفه وهو يقول:لقيتها

حرك رأسه نافيًا وهو يقول بقلق:لا .. أزاي تخرج من البيت لوحدها

سراج بتهدئة:أهدى يا جعفر هنلاقيها أن شاء الله

زفر جعفر وأعاد خصلاته للخلف وهو يشعر بالخوف عليها ، لحظات وعاد سراج وهو يقول:تعالى ورايا

تحرك جعفر سريعًا خلفه وقال:عرفت

سراج:حاجه شبه كدا

جعفر بتساؤل:أزاي

سراج:سميث قالي أن هنا في كاميرات مراقبة بتدي إنذارات أن في حد في الغابة والكاميرا أدت إنذار فعلًا

عقد جعفر حاجبيه ولكنه لم يهتم كل ما يريده هو أن يجد بيلا ، بينما على الجهه الأخرى كانت تجلس وهي تضم قدميها لصدرها وتنظر أمامها بشرود حتى شعرت بصوت أقدام يقترب منها فعقدت حاجبيها ونظرت يسارها وهي تستمع لأصوات تقارب منها نهضت سريعًا وأبتلعت تلك الغصه بخوف وهي تنظر أمامها حتى رأت جعفر أمامها ، نظر لها وشعر بالراحة وأقترب منها سريعًا وكذلك هي ، عانقته بقوه ودفنت وجهها بكتفه فزفر براحه وهو يقول:انتِ ايه اللي جابك هنا من غير ما تعرفيني

شددت من أحتضانها لهُ فأخذ نفسًا عميقًا ومسدّ على ظهرها بحنان وطبع قُبلة على رأسها بينما كان سراج ينظر حوله وهو لا يعلم لما يشعر بشئ سئ فسمع جعفر يقول:في ايه يا سراج

ألتفت إليه ونظر لهُ وقال:مش عارف ليه مش مطمن

جعفر بجديه:نتحرك

حرك رأسه برفق وهو يقول:نتحرك

تحرك سراج وأمسك جعفر بيد بيلا وذهبوا إلى المنزل من جديد

في مكان آخر

_يعني ايه … متأكدة إنها شافتك ؟

أردفت بها المرآة العمياء صاحبه الستة وعشرون عامًا فقالت جميله:أيوه ياختي شافتني

صرخت الأخرى وهي تقول:يا غبية … ليه

جميلة بحده:هو انا كنت هعرف يعني أنها هتشوفني انتِ كمان

أعادت الأخرى خصلاتها للخلف بيديها الأثنتين وقالت بحقد:ومختفيه بقالها شهر وهو مختفي وأكيد تواصلت معاه وقالتله كل حاجه ومش بعيد تكون قالتله أن انتِ مش قعيدة أصلًا .. انا بعتمد على ناس أغبية مبيفهموش انا اللي غلطانة

جميله بحده:لا يا قموره حاسبي على كلامك عشان هدفنا انا وانتِ واحد في الآخر يعني انتِ من غيري ولا حاجه

جحظت عينان الأخرى بغضب وهي تزفر بقوه وقالت وهي تُشهر سبّابتها أمام وجهها وقالت:أسمعيني كويس أوي لازم تاخدي بالك من أي حركه هتحصل انا معرفش هو ناوي على ايه ولا بيفكر في ايه بس أحنا الاتنين بنلعب مع خصم بمقامنا انا وانتِ صعب نغلبه فياريت تصحصحيلي كدا عشان ورانا شغل كبير أوي

نظرت لها جميلة بعينان ماكرتان وقالت:ناوية على ايه

_جعفر مش لازم يعرف الحقيقة اللي مخبياها عليه من سنين … في حقايق كتير أوي مستخبيه لو شم حقيقه واحده منهم مش بعيد يخلص علينا كلنا في لمح البصر … عيزاكي تسمعيني كويس أوي وتنفذي اللي هقولك عليه بالحرف الواحد

في منزل كيڤن

كانت بيلا جالسة على الفراش وتستند برأسها على النافذه الزجاجية الكبيرة وتنظر لتلك اللُعبة التي قد أهداها لها جدها قبل أن يختفي من حياتها فجأه دون أن تعلم عنه شئ وهي تنظر لها بدموع وتذكرت آخر مره قد رأته بها

Flash back

أبتسم بحب وقال:تعالي يا بيلا

أقتربت منه وهي تقول بحب وأبتسامه:جدو حبيبي وحشتني أوي

عانقها صابر وهو يقول بأبتسامه وحنان:وانتِ كمان يا روح قلب جدو وحشتيني أوي

نظرت لهُ بأبتسامه وأخرج هو هذه اللُعبة وهو يقول بأبتسامه:شوفتي انا جايبلك ايه

نظرت بيلا للُعبة بسعاده وقالت:الله يا جدو دي حلوه أوي جبتها منين شكلها حلو أوي

أبتسم صابر وقال:من مكان بحبه أوي … خليها معاكي واوعي تفرطي فيها يا بيلا مهما حصل

بيلا بأبتسامه:لا طبعًا يا جدو مستحيل انا أي حاجه بتجيبهالي بحتفظ بيها ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش من حنانك

عانقها صابر بحب وطبع قُبلة على رأسها وقال بعد لحظات:بيلا كنت عاوز أقولك حاجه

رفعت رأسها ونظرت لهُ وقالت بأبتسامه:ايه هي يا جدو

كان صابر سيتحدث ولكن قاطعه مجئ فارس وهو يقول بأبتسامه:ايه يا بيلا مش يلا بقى ولا ايه

نظرت لهُ وقالت:حاضر بس ثوانِ جدو عايز يقولي حاجه

فارس بأبتسامه:بعدين يا حبيبتي

كانت بيلا ستعترض ولكن قاطعها نداء والدتها فنظرت لصابر بحزن وقالت:هجيلك تاني يا جدو

أنهت حديثها وطبعت قُبلة على خده وذهبت بينما نظرا لها حتى أختفت ثم نظرا لبعضهما ، نظر فارس لهُ نظره شر وقال بتحذير وتوعد:لو فكرت تفتح بوقك انا همحيك من على وش الأرض … بيلا لو عرفت يا صابر أي حاجه أعتبر نفسك وقتها ميت .. فاهم

نظر لهُ وذهب بينما تابعته عينان صابر بضيق وحزن وهو يقول:روح يا شيخ يكش ربنا ياخدك ويريحنا من شرك قادر يا كريم ويكشفك قدام بنتك وتعرف الحقيقه وتكتشف أنك مخبي عليها أن ليها اخت توأم … ربنا على الظالم والمفتري يا بعيد منك لله

Back

زفرت بيلا بضيق وهي تنظر للُعبة وهي تُفكر ، تحدثت مع نفسها وهي تقول بحيرة:يا ترى جدو كان عايز يقولي ايه ساعتها وبابا جه ومنعه انا لحد دلوقتي مش عارفه ايه اللي جدو كان نفسه يقولهولي … حتى جدو أختفى فجأه ومبقتش عارفه عنه حاجه ولا ماما تعرف عنه حاجه … انا معرفش بابا كان خايف منه ليه ومش عايزُه يتكلم

زفرت بضيق وأستندت برأسها على النافذة من جديد وهى تنظر للخارج ، لحظات وشعرت بهِ يجلس أمامها وهو يستند برأسه على النافذة وينظر للخارج ولم يتحدث ، نظرت لهُ ولكنها لم تتحدث فقطع هو هذا الصمت بعد دقائق معدودة وهو يقول:ايه اللي وداكي مكان زي دا من غير ما تعرفيني يا بيلا

نظرت لهُ بينما نظر هو لها وأنتظر أجابه منها فأخذت هي نفسًا عميقًا ثم زفرته بهدوء وهي تقول:عادي كنت بتمشى شوية محصلش حاجه

جعفر بهدوء:على الأقل أديني خبر … متمشيش من طلقاء نفسك كدا يا بيلا انا خوفت عليكي على فكره

أبتسمت بيلا وقالت:مش للدرجادي يا جعفر

جعفر:لا يا بيلا للدرجادي انتِ متعرفيش حاجه هنا وانتِ بذات نفسك خوفتي عشان معرفتيش ترجعي

بيلا بشرود:انا زهقت يا جعفر .. حاسه أني هفضل محبوسه هنا ومش هخرج تاني

جعفر:لا مين قالك كدا … انا بس بتطمن عليكي الأول لأنك أهم حاجه دلوقتي بالنسبالي .. مسافه ما أتطمن عليكي هكون منفذ أول خطواتي

ليلا بتساؤل:مش خايف يا جعفر

نظر لها وأبتسم بخفه وقال:لا مش خايف يا بيلا … انا معرفش يعني ايه خوف أصلًا … انا عارف يعني ايه أخد حقي .. يعني ايه أخد بالي من أختي وأحطها في عنيا … عارف كل حاجه ما عدا الخوف يا بيلا انا من صغري كدا

مدّ يده ومسح تلك الدمعة العالقة على أهدابها بحنان وهو يقول:والله هبقى كويس خايفه كدا ليه يا بيلا ما انا زي الفل أهو دا هما اللي خايفين مني مش انا انتِ مُدركة

ضحكت بخفه ونظرت لهُ بدموع وأبتسم هو وطبع قُبلة على يدها وقال بحنان:متخافيش كل حاجه زي الفل ومفيش حاجه

حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بأبتسامه فسمع هو صوت هاتفه يعلنه عن أتصال من لؤي فأجابه قائلًا بجديه:ايوه يا لؤي … تمام … حلو أوي الباقي دا لعبتي انا .. لا لا انا جاي حالًا … تمام

أغلق معه ونظرت لهُ بيلا وعقدت حاجبيها وهي تنظر لهُ وقالت:في ايه يا جعفر حصل حاجه ولا ايه

نظر لها جعفر وقال بأبتسامه:شكلها بدأت بدري وهتحلو أوي
 مدّ يده ومسح تلك الدمعة العالقة على أهدابها بحنان وهو يقول:والله هبقى كويس خايفه كدا ليه يا بيلا ما انا زي الفل أهو دا هما اللي خايفين مني مش انا انتَ مُدركة
ضحكت بخفه ونظرت لهُ بدموع وأبتسم هو وطبع قُبلة على يدها وقال بحنان:متخافيش كل حاجه زي الفل ومفيش حاجه
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بأبتسامه فسمع هو صوت هاتفه يعلنه عن أتصال من لؤي فأجابه قائلًا بجديه:ايوه يا لؤي … تمام … حلو أوي الباقي دا لعبتي انا .. لا لا انا جاي حالًا … تمام
أغلق معه ونظرت لهُ بيلا وعقدت حاجبيها وهي تنظر لهُ وقالت:في ايه يا جعفر حصل حاجه ولا ايه
نظر لها جعفر وقال بأبتسامه:شكلها بدأت بدري وهتحلو أوي
عقدت حاجبيها وهي تنظر لهُ وتقول بعدم فهم:لا مش فاهمه قصدك ايه
نظر أمامه بأبتسامه وهو يقول:هتعرفي كل حاجه بس مش دلوقتي .. انا لازم أمشي دلوقتي
نهض جعفر ونهضت هي ورآه وقالت:هتروح فين طيب
نظر لها وهو يقول:الحارة
نظرت لهُ بهدوء دون أن تتحدث بينما تركها هو وخرج من الغرفة تحت نظراتها التي تتبعته بهدوء
في الحارة
كان لؤي جالسًا وهو ينظر لفتحي وفارس بأبتسامه خبيثة وهو ينظر لمنصف من الحين للأخر أيضًا ويقول بصوتٍ عالِ:أستغفر الله العظيم يارب على الصبح الجو كاتم أوي النهاردة
نظر لؤي لمنصف الذي نظر لهما وقال بأبتسامه وصوتٍ عالِ:معاك حق … والجو عفن فجأه كدا تقولش ريحتهم طفحت
نهض فارس بحده وغضب وكان سيتحدث ولكن أوقفته يد فتحي الذي كان جالسًا ببرود ويضع ساق فوق أخرى وينظر لهما نظره بارده ، نظر فارس لهُ وجلس من جديد على مضض بينما نظر لؤي لمنصف وضرب على كفه وهما يضحكان بسخرية ، بينما نظر فارس لفتحي وقال بصوتٍ مكتوم وغاضب:انتَ منعتني ليه انتَ مش سامع بيقولوا ايه
تحدث فتحي ببرود وهو ينظر لهما قائلًا:سامع … بس مش عايزك ترّد عليهم دلوقتي … الرّد هييجي بعد شويه متقلقش
نظرا لهما من جديد وكان فتحي يتوعد لهما بالأنتقام الشديد ولكنه يعلم بأن جعفر سيأتي في أيا وقت فهو يعلم بأنه لن يهدء وسينتقم من الجميع
على الجهة الأخرى
فُتح باب المخزن المتواجد بهِ كلًا من غزالة وهادي ودلف أكرم وورأه جعفر الذي دلف وكان الظلام يحجب رؤيتهما لهُ بينما كانا هما يُحاولان أن ينظرا لهُ فكان الظلام يسود المكان ولا يوجد إلا نور القمر هو الذي يُنير جزء بسيط من المكان ، أقترب جعفر بخطوات ثابته وعيناه مُسلطة عليهما فوقف فجأه أمامهما وأظهر ضوء القمر عيناه فقط التي كانت تُطالعهما بأهتمام في محاولة التعرف عليهما ولكنه لم يسبق لهُ وأن رأهما فتحدث بصوته الرجولي الجاد وهو يقول:أنتوا مين
نظرا لبعضهما ثم لهُ وتحدثت غزالة وهي تقول بضيق:والله أنتوا اللي خاطفينا مش العكس يعني انا اللي المفروض أسألك انتَ مين
جعفر ببرود:وانا مزاجي كدا … أنتوا مين وكنتوا بتعملوا ايه في الحارة بقالكوا شويه رايحين جايين عليها ليه خير في حاجه
هادي:اه فيه وحتى لو مفيش يخصك في ايه
نظر لهُ جعفر وقال ببرود:ميخصكش
غزالة:أسمع يا أستاذ انتَ أحنا مش جايين حُبًا في الحارة اللي عاملي عليها موال ولا كأننا دخلنا كومباوند الوزير أحنا جايين عشان بندور على واحد وهنمشي أول ما نلاقيه
جعفر بهدوء:ومين هو بقى اللي بتدوروا عليه
هادي:ودا يخصك في حاجه ملكش فيه
جعفر ببرود:براحتكوا … كنت ناوي أساعدكوا
أستدار جعفر وأعطاهما ظهره وكان سيُغادر ولكن أوقفه صوت غزالة وهي تقول بلهفه:لا لا أستنى رايح فين
هادي بضيق:سيبيه هنعوز منه ايه يعني
نظرت لهُ غزالة نظرات نارية وقالت:ملكش دعوه انتَ
ثم نقلت نظرها لجعفر وقالت بأبتسامه بلهاء:رايح فين بس يا أستاذ الكلام أخد وعطا برضوا ولا ايه
جعفر:وانا مبكررش كلامي مرتين
غزالة بتوتر:لا لا ومين قال كدا بس طبعًا محتاجين مساعدتك تقدر تساعدنا
جعفر بهدوء:أكيد
ألتفت إليهما من جديد وقال:مين الشخص اللي بتدوروا عليه في الحارة دا
غزالة بتلقائية وأبتسامه بلهاء:واحد كدا أسمه جعفر
جعفر بهدوء:جعفر … ودا عايزين منه ايه دا
غزالة بتلقائية:هنتكلم معاه شويه
جعفر:كدابة
نظرت لهُ غزالة وهي تعقد حاجبيها بتعجب وقالت:وهكدب ليه … وبعدين هكدب أزاي يعني
نظر لها جعفر وقال:عنيكي فضحاكي وانا بعرف الكداب من الصادق وطول ما انتِ بتكدبي انا مش هساعدك
غزالة بلهفه:لا لا خلاص انا هقولك كل حاجه عشان تساعدنا وهنديك كمان اللي انتَ عاوزُه
أبتسم بجانبيه ونظر لها قليلًا قبل أن يقول:وانا موافق … عايزين جعفر دا ليه وتعرفوه منين
غزالة:بص هو مش أحنا اللي عاوزينه حد تاني والحد التاني دا أدانا صورته وقالنا إنه هنا فأحنا جينا عشان ناخده معانا
حرك رأسه برفق ثم قال:الحد التاني دا مين
هادي بحده:انتَ مش واخد بالك أنك بتسأل في حاجات متخصكش
نظر لهُ جعفر نظره حاده وقال:انتَ لو مسكتش وحطيت جزمه قديمه في بوقك انا هكتمك لأخر العُمر فاهم
غزالة:بُص يا أستاذ انتَ دي أسرار ومينفعش تطلع لحد زي ما بيقولوا بالبلدي كدا يعني أسرار شغل
نظر لها جعفر وقال:ودا شغلي … أظنّ الكلام واضح دا لو عوزاني أساعدكوا في انكوا تمسكوه وعلى فكرة .. مسافة ما أخد المعلومات كلها اللي تخصه في نص دقيقة هيكون قدامك
نظرت لهُ غزالة بعدما عقدت حاجبيها وقالت بتعجب:دا اللي هو أزاي يعني مش فاهمه تكونش ساحر يعني ولا عفريت المصباح السحري وهتحققلي أمنياتي انتَ عبيط يا جدع انتَ ولا انا اللي مهبولة
عضّ جعفر على شفته السُفلي وهو يُشدد على قبضة يده وقال بهدوء مصطنع:بقولك ايه يا غزالة هتيجي معايا سكة ودوغري من غير وجع دماغ وقلة أدب أهلًا وسهلًا لكن شغل الهبل وطوله اللسان دي فانا منصحكيش تشوفيني وانا في أسوء حالاتي عشان غبي أوي وانتِ واحده ست مستحيل أمدّ أيدي عليها يعني فجوزك القمور دا هو اللي هيعاني كل ما تغلطي
أبتلع هادي تلك الغصه بخوف وهو ينظر لغزالة بعينان متوترتان بينما نظرت هي أيضًا لهُ ثم نظرت لجعفر الذي قال:ها … سامعك
أبتلعت غزالة تلك الغصه التي سببت لها أختناق قبل أن تتحدث ونظرت لجعفر بتوتر الذي كان ينظر لها بترقب وهو على يقين تام بأنها خافت من نظرته التي أصبحت أكثر حده وأكملت حديثها وقالت بقلق وخوف:الشخص اللي طلب مننا كدا واحده ست عندها سته وعشرين سنه عاميه كدا وعنيها خضرا بس متسألنيش بقى على أسمها
شرد جعفر بعيدًا وهو يقول بنفسه:واحده ست .. وعاميه … وعنيها خضرا .. بس انا معرفش حد بالمواصفات دي هعرفها أزاي والأهم هو أزاي تعرفني وبتحرض ناس عليا ؟! … لا الموضوع في غموض لازم أعرف مين الست دي وعايزه مني ايه بالظبط
نظر لغزالة وقال بترقب:مكانها فين
شعرت غزالة بالرعب فإذا أخبرته فبالتأكيد ستكون نهايتها فقالت بفزع وتوتر:لا لا معرفش معرفش … مش لازم تعرف كفايه لحد هنا
شعر جعفر من نبره حديثها بالخوف والقلق وعدم الأمان فيبدوا بأن هذه المرأة خطيرة للغاية وصعب اللعب معها مهما حدث فبالتأكيد ستفوز هي بالنهاية … ولكن هل سينتصر الشر على الخير ؟! … بالتأكيد لا لذلك سوف يكتفي بهذا القدر واعتدل بوقفته وهما ينظران لهُ بينما نظر لهما جعفر وقال:لينا معاد تاني يا قطقوطه
خرج جعفر تحت نظرات الصدمه النابعة من عينيها وهي تُنادي عليه وتُحاول إيقافه ولكنه لم يستجيب لها وأكمل سيره تحت نظرات الضيق النابعة من عيناهما، كان سراج واقفًا بالخارج ينتظره حتى رآه يقترب منه وهو شارد فأقترب منه ووقف أمامه وهو يقول:ايه اللي حصل عرفت حاجه
نظر لهُ جعفر دون أن يتحدث وهذا ما جعل الآخر يقلق من شأنه ويُدرك بأن هُناك شيئًا قد حدث بالفعل
على الجهه الأخرى
كانت بيلا تتحدث مع هناء في الهاتف وهي تقول بنفاذ صبر ودموع:يا ماما صدقيني انا معرفش لحد دلوقتي جعفر ناوي على ايه وبعدين انا مبحبش قاعده الصعيد وانتِ عارفه كدا كويس بلاش تغصبيني على حاجه انا مش عوزاها
هناء بقله حيله:أعمل ايه بس يا بنتي خالك مُصر ومش واثق في جعفر مع أني قولتله أنه كويس وابن ناس لسه مخونه ومش مرتحاله
زفرت بيلا بضيق وهي تمسح على خصلاتها للخلف وهي تنظر حولها بعينان دامعتان، فتحدثت بإصرار وهي تقول:قوليله بيلا مش هتتحرك من مكانها وهتفضل مع جعفر … انا واثقه في جوزي وعارفه أنه قادر يحميني وإلا مكانش كل دا حصل من الأول … انا هضطر أقفل معاكي دلوقتي لأني محتاجه أرتاح شويه وأنام عن أذنك
أنهت حديثها ثم قُطع الخط ونظرت والدتها للهاتف بعينان حزينتان ودموع وهي تشعر بخيبة الأمل، بينما وضعت الهاتف هي الأخرى على الفراش بإهمال ودفنت وجهها بالوساده وهي تصرخ بعلو صوتها بصوتٍ مكتوم فمنذ صغرها وهي دائمًا تفعل هكذا، تشعر بأنها ترتاح قليلًا عندما تقوم بفعلها
في مخزن كبير يسوده الظلام الدامس كُل ما يُسمع صوت الكهرباء التي كانت تخرج من بعض الأسلاك المسئولة عن الضوء، يقف جعفر بالقرب منها وخلفه سراج الذي كان لا يعلم على ماذا ينوي صديقه، بينما كان جعفر ينظر لهذا الشرار الذي كان أمام عينيه بهدوء غير عادي، تحدث أخيرًا بعد مرور القليل من الوقت وهو يقول عله يجد حلًا لفك تلك الشفرة:ست عندها ستة وعشرين … عاميه … عنيها خضرا
سراج:بتتخيل شكلها ولا ايه مش قادر أفهمك
كان جعفر ينظر أمامه بهدوء وتركيز وكأنه يراها أمامه وقال:تخيلها معايا … في أسباب كتير أوي لسه منعرفش عنها حاجه … زي ايه اللي خلاها عاميه هل هي حادثة ولا هي مولودة كدا ولو هي حادثة مين السبب فيها وليه أتعمت … ولون عنيها خضرا فأكيد شبه لون عيوني لأن هو دا اللون الوحيد اللي أول ما حد يقولك عليه ييجي في دماغك أوتوماتيكيًا … حكايه أنها عندها سته وعشرين سنه غريبه شويه … انا معنديش غير أمي واختي … يا تري مين تاني موجود عاوز ينتقم مني والأهم من دا كله
ألتفت إليه وهو ينظر لهُ قائلًا:ليه … انا فاكر كويس أوي أني مأذتش حد انا أه كدا بس مفكرتش أأذي حد … حتى بيلا وأكرم … سميحة وفتحي وفارس وفتوح وعصفوره … انا يمكن أذيتهم عشان هما بيأذوني لكن انا مقدرش أأذي حد من غير ما يعملي حاجه بس انا حقيقي مفيش أي واحده في حياتي غير بيلا إذًا مين الست دي … يعني دي من دوري … مستغرب أوي وحاسس في حلقه لسه مفقوده
سراج:هي غريبه شويه فعلًا بس لو ركزت فيها يا جعفر انتَ مجرد شخص عادي مش بتاع بزنس ولا راجل سيرته مسمعه في العالم كله انتَ حيالله على باب الله منين هيتجمعوا كل دول على أذيتك وتدميرك هنا في نقطه غامضة
حرك رأسه بقله حيله وهو يمسح على خصلاته وتحدث قائلًا:معرفش في ايه ومعرفش أذيت الناس دي كلها أمتى … بس تمام انا مستعد لكل دا وأي حد أذاني وأذى اختي ومراتي انا مش هرحمه وهعيشه في جحيم … كل ساقِ سيُسقى بما سقى ولو بعد حين .. الصبر … محتاج شويه هدوء وصبر عشان أقدر أوصل للبت دي وأعرف مين هي وعايزه ايه وفي نفس اللحظة اللي هكون لاقيت فيها البت دي هكون ضربت عصفورين بحجر على الناحية التانية وخلصت منهم
أبتسم سراج بخفه وقال:حاسك ناوي على شر وتخطيط شيطاني هيبهرني
نظر لهُ جعفر بطرف عينه وعلى ثغره أبتسامه جانبيه وهو يقول:مسألة وقت ومسرحية الجحيم الأبدي هتبتدي … هتكون تحت رعاية جعفر البلطجي وشركاءه
ضحك سراج قائلًا:لقد عاد الشيطان من جديد أيها السادة الأعزاء
جعفر بأبتسامه وحقد:يبقوا كلهم بيصرخوا من الوجع وانا واقف بتفرج وانا مبسوط بوجعهم … وحق كل دمعه حُزن نزلت من عيون مراتي واختي لأندمهم أشد ندم … من يتعدى على نسائى فقد خط أولى خطواته إلى الجحيم الأبدي … وانا جحيمي غير .. أخد حق مراتي الأول وبعدها أفوق لنفسي ولمها
أبتسم سراج الذي أقترب منه وربت على كتفه برفق وهو يقول:وانا في ضهرك يا صاحبي .. معاك على خط الموت
نظر لهُ جعفر بعيناه الخضراء الصافيه وأبتسم لهُ وهو يقول:أوفى حد في حياتي هو انتَ يا سراج … مش هلاقي زيك يا صاحبي مهما لفيت الدنيا دي كلها
عانقه سراج وهو يبتسم قائلًا:انا بحبك يا صاحبي ومستعد أعمل أي حاجه في سبيل أشوف ضحكتك مرسومه على وشك … انتَ تستحق كل حاجه حلوه انا عارف بس الإنسان مبياخدش كل حاجه هو عاوزها … لازم الحياة تقسى عليه في حاجه معينه بس انتَ كشخصيه جدع ونضيف من جواك … انتَ بس مش عارف تاخد حقك من الدنيا ومن اللي أتحرمت منه … بس انا واثق أن العوض كله هي مراتك … هي الشخص الوحيد اللي هيقدر يداوي جروحك كلها ويبدء معاك من نقطه الصفر … جوايا حاجه بتقولي أنك معاها هتبقى جعفر تاني خالص جديد عليا أول مرة أشوفه … خليك واثق في ربنا وفي نفسك ومن توكل على الله فهو حسبه … توكل على ربنا وسلمهاله ربنا عمره ما هيخذلك جرب وهتفهم معنى كلامي كويس قدام
أبتسم جعفر وربت على ظهره ثم أبتعد بعد لحظات وهو ينظر لسراج الذي حرك رأسه برفق وهو يقول:جرب يا صاحبي … جرب ترمي حِمل من حمولك على ربنا وشوف اللي هيحصل … هتلاقيلها حل من عنده هو مكانش في دماغك ولا كان هيبقى موجود … انتَ بتعشق التجارب .. جرب ولو لمره واحده وهتفهم كل حاجه حصلت بعدين
حرك جعفر رأسه بتفهم وهو ينظر لهُ بأبتسامه، ربت على كتفه ثم شدد عليه وفهم سراج بأنه سيفعل ما قاله لهُ فببعض الحركات التي تُصدر من جعفر يكون لها معنى لا يفهمه أحد سوى سراج، أبتسم سراج وربت على يده وهو يقول:نبدء
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول بهدوء:نبدء
على الجهه الأخرى
_بقالها قد ايه في الغيبوبة ؟!
_تسع سنين
نظرت لها من الخارج إنها توأم بيلا، هي نسخه مصغرة منها، هي في غيبوبة منذ تسع سنوات ولم تستيقظ بعد … لقد أستغرقت وقت طويل للغاية ولكن لا يوجد دافع تستيقظ من أجله لذلك هي لا تُريد الأستيقاظ وبنفس الوقت لا أحد يعلم أين أهلها فمنذ تسع سنوات حتى الآن لم يسأل عنها أحد، زفرت السيدة بحزن وهي تقول:لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يقومها بالسلامة دي لسه شابه صغيره عمرها ضاع في غمضه عين كدا
كانت تتحدث مع نفسها وهي تنظر لها من النافذه الزجاجية بشفقه وهي تراها نائمة مستسلمه تمامًا لما يحدث حولها
في منزل كيڤن
كانت بيلا جالسة على الفراش وتنظر بهاتفها وهي تُشاهد صورها مع جعفر وهي تبتسم من الحين للأخر فكانت بعض الصور قد أُلتُقطت عشوائيًا ولكنها جميله للغاية، لقد أحبه قلبها وتقبله بصدر رحب وأصبح هو ونيسها الوحيد ودواء يشفي جروحها الدامية، لقد أصبح شيئًا أساسيًا في حياتها لا تستطيع أن تمتنع عنه، شردت للحظات وهي تتذكر كيف كانت تنفر منه وتحتقره، تتذكر حينما كانت تضحك ساخره وهي تتخيل بأنه زوجها وفي يوم من الأيام ستكون بين ضلوعه، تذكرت سخريتها ومضايقتها لهُ بالحديث وكم جرحته ولكنه كان لا يُظهر شئ وهي على يقين بأنه يتقطع لأجزاء صغيره حزنًا فهو لم يختار بأن تكون هذه هي حياته، والآن هي زوجته التي لا تحبه فقط بل تعشقه ولا تستطيع الأبتعاد عنه فقد أصبح أمنًا وأمانًا، البيت الذي تركض إليه تبكي وتشكو وتصرخ بهِ، لقد أصبح ملاذها الوحيد، زوجها وحبيبها ومن عشقه قلبها، زفرت براحه وعلى ثغرها أبتسامه حالمة ثم سمعته يقول:تخيلتي ايه مخليكي مبسوطه أوي كدا
فزعت بيلا وألتفتت خلفها وهي تشهق بخوف وعندما رأته وضعت يدها على قلبها وزفرت الهواء براحه فأتسعت أبتسامته وأقترب منها وجلس أمامها مباشرًا وهو ينظر لها، فنظرت لعينيه التي رأت فيهما الحب والحنان والشوق، نظره عاشق يتطلع لمحبوبته دون ملل، عاشق قد أستطاع ربح هذه الحرب من أجلها، قررت الحديث كي تجذب أنتباهه وهي تقول بأبتسامه:انتَ اللي سرحان دلوقتي مش انا
ظل على حاله لم يتحدث ولم يتحرك وكأنه مُغيب، فأبتسمت هي وأخرجته من شروده وهي تُحرك يدها أمام وجهه فأستفاق هو من شروده ونظر لها فضحكت هي بخفه وقالت:سرحان في ايه كدا انتَ مش معايا خالص
أبتسم هو وأمسك يدها وقربها منه وطبع قُبله عليها ثم نظر لها وقال:فيكي
نظرت لهُ دون أن تتحدث فقال هو بأبتسامه:ملامحك بتسحرني بطريقه غريبه بس عجباني وجايه على هوايا
ضحكت بيلا بخفه ونظرت لهُ بأبتسامه وقالت:بس انا مش حلوه للدرجه دي عشان تقول كدا أو تفضل مركز في ملامحي
تحدث جعفر دون تفكير وقال:انتِ في نظري أجمل واحده في العالم كله ميهمنيش كلام أي حد طالما انا شايفك كدا حتى لو انتِ مش حلوه ووحشة … انا عارف أنك في كل الأحوال هتبقي حلوه وهتخطفي الأنظار
أبتسمت بيلا وهي تنظر لهُ فقالت بنبره ماكره:دا على كدا بقى كل الشباب هتُعجب بيا وهيعاكسوني وانا معاك
تبدلت نظراته فجأه وظهرت الغيرة في عينيه وقال بنبره لا تنُم على خير:ليه يا روحي وانتي شيفاني ايه عشان أسمح بحاجه زي دي تحصل دا مجرد التخيل جنني مبالك لو حصل مش بعيد اعمل حاجه نندم سوا عليها
أبتسمت أكثر وأحبت أن تُلاعبه قليلًا وقالت:مش عارفه مش حساك … عارف قبل ما تيجي سميث كان بيعاكسني وقالي إني حلوه أوي النهارده عن كل يوم ايه رأيك انا حلوه فعلًا زي ما بيقول ولا هو بيضحك عليا
صق على أسنانه بقوه وهو ينظر لها نظره حاده غاضبه تقسم بأنه سيقتله فى الحال ولم ينتظر كثيرًا حتى نهض وهو ينوي الذهاب لسميث كي يُبرحهُ ضربًا بينما شهقت هي بذهول عندما رأته ذاهبًا إليه بالفعل فنهضت سريعًا واقتربت منه سريعًا ووقفت أمام الباب وهي تنظر لهُ وتقول:رايح فين
نظر لها وقال بصوتٍ كتوم:أبعدي
حركت رأسها نافية فأعاد كلمته من جديد بنفس الوتيرة وهو يقول:أبعدي عشان انا قسمًا بالله عفاريت الدنيا بتتنطط في وشي ومش طايق نفسي أبعدي عشان متغاباش عليكي بجد
ضحكت بيلا وهي تنظر لهُ بينما نظر هو للجهه الأخرى وهو يزفر بغضب بينما ظلت تضحك وهي تنظر لهُ فنظر لها وقال بغضب:ممكن اعرف بتضحكي على ايه دلوقتي انا مقولتش حاجه تضحك
أمسكت بذراعه وحاولت السيطرة على ضحكاتها فزفر هو بنفاذ صبر وأمسك بيدها وأبعدها عن طريقه ولكنها منعته من جديد وقالت ضاحكة:أستنى انتَ صدقت بجد انا كنت بضحك عليك أصلًا
نظر لها فجأه وضحكت هي أكثر وحركت رأسها برفق وهي تقول:اه والله كنت بضحك عليك هو ولا شافني ولا انا خرجت من الأوضة أصلًا انا كنت بلاعبك وبشوف ردّ فعلك ايه مش أكتر
نظر جعفر للجهه الأخرى وهو يصق على أسنانه وهي تنظر لهُ وتضع يدها على فمها وهي تُحاول كبت ضحكاتها بشتى الطرق بينما نظر هو لها وقال بضيق:بتضحكي يا مستفزه
لم تستطع تحمل تعابير وجهه المضحكه فبدأت تضحك وهي تقول:انتَ فظيع انا مش قادرة أمسك نفسي بجد شكلك بيضحك أوي
زفر جعفر وحرك رأسه بقله حيله وهو يقول:عوض عليا عوض الصابرين يارب
نظر لها ورأها تضحك بصوتٍ مكتوم وهي تضع يديها على فمها وتضحك عليه كي لا يسمعها وهي تضحك ولكنها كالعادة فشلت فصق هو على أسنانه وقال بغيظ:يا شيخه بقى دا انتِ مستفزه صحيح
تركها ودلف من جديد بينما دلفت هي أيضًا خلفه وهي تراه يجلس على الفراش ويمسح على وجهه وهو يستغفر ربه بخفوت فجلست أمامه وأبتسمت بشدة وهي تنظر لهُ بينما نظر هو لها ومن ثم ضرب بكفيه وهو يقول:لا إله إلا الله ايه اللي مضحكك أوي كدا نفسي أعرف
بيلا بضحك:شكلك
زفر بقوه ومسح على وجهه ونظر لها من جديد وقال:بيلا بطلي أستفزاز بجد انا دمي محروق سبحان من مخليني هادي كدا
بيلا بأبتسامه:ايه يا جعفر مضحكش يعني وبعدين انتَ اللي مبتصدق أعملك ايه يعني
نظر لها وهو يقول بغيظ:عشان انا مغفل وحمار
بيلا بأبتسامه:بتغير بجد
نظر لها نظره ذات معنى ومن ثم نهض وخرج للشرفه بغيظ شديد بينما تابعته هي بأبتسامه وهي تراه يمسح على خصلاته وينظر أمامه بهدوء فقالت بنفسها:لازم أتأكد بنفسي اه تصرفاتك وردودك وتعاملك بيقولوا كدا بس انا برضوا لازم أتأكد وأتطمن مع أني واثقه بس معلش التأكيد مطلوب
بعد مرور أسبوع
كان جعفر واقفًا أمام سراج ومعه بيلا وهو يتحدث معه
سراج:لازم تمشي يا جعفر الموضوع بيتطور وأحنا مش واخدين بالنا
جعفر بتساؤل:أزاي هو مش مكان أمن على حسب كلامك ؟
سراج:كان … دلوقتي فتحي عرف وفارس عرف وهدفهم الرئيسي بيلا يعني بيلا دلوقتي في خطر وكمان …
نظر لهُ جعفر وعقد حاجبيه وهو يقول بترقب:وكمان ايه وقفت ليه
نظر لهُ سراج وأبتلع تلك الغصة وقال:ناويين يموتوها
شعر ببرودة أطرافها وتجمد جسدها فنظر لها ونظرت لهُ هي بعينان متسعتان وخوف وصدمه فضمها لأحضانه وحاوطها بذراعيه وهو يُمسد على خصلاتها وحاول طمئنتها قائلًا:أهدي مفيش حاجه خالص متخافيش
تحدثت بيلا برعب وهي تقول بتقطع:هموت
رفع رأسها إليه ونظر لعينيها وقال بإصرار:لا يا بيلا انا مش هسمح لحد فيهم يقرب منك لو كان فيها موتي … محدش هيأذيكي طول ما انا عايش وفيا نفس انا مش هسمح بكدا أكيد
نظرت لهُ وسقطت دموعها بخوف فضمها لأحضانه وهو يُمسدّ على ظهرها وخصلاتها بحنان وهو يقول:والله العظيم ما هسمح لحد يلمسك مهما حصل … انا حلفت وهنفذ كلامي حتى لو كان فيها موتي بس المهم انتِ
نظرت لهُ وحركت رأسها برعب وقالت:لا لا يا جعفر عشان خاطري انا مش عايزه أبعد عنك لا بالله عليك متسبنيش وتمشي
مسدّ على خصلاتها بلطف وقال:متخافيش مش هسيبك انتِ هتفضلي معايا مهما عملوا محدش هيقدر ياخدك مني
ضمته بقوه وتمسكت بقميصه من الخلف بشدة بينما نظر هو لسراج نظره تحمل الكثير والكثير، بالتأكيد تحمل الشر والتوعد لهؤلاء الأوغاد الذين بالتأكيد لن يصمتوا إلا بجريمة بشعة ستنتهي عند موت واحدٍ منهم، مسح سراج على خصلاته وقال:لازم تمشي يا صاحبي في أي حته انا هقلق عليك لو فضلت هنا لازم ييجوا ميلاقوش حد هنا
حرك جعفر رأسه برفق وتفهم ونظر لبيلا وهو لا يعلم إلى أين سيذهب بها فليس لديه أحد، نظر لسراج الذي قال:تعالى معايا انا هوديك مكان ميخطرش على بال حد
جعفر بتساؤل:ومها ؟ … انا مش هسيب أختي هنا يا سراج
سراج:متخافش على أختك
جعفر بإصرار:لا يا سراج انا مش هسيب أختي هنا وأمشي انا هاخد مها معايا مش هسمحلهم يستغلوا أي نقطه عشان يضعفوني بيها ويجبروني أظهر وبيلا معايا لا انا هاخد أختي معايا
حرك سراج رأسه برفق وهو يقول بأستسلام:خلاص براحتك اللي يريحك أعمله انا مش هجبرك على حاجه
ذهب للحظات وتركه مع بيلا التي هدأت قليلًا وطبع قُبلة على رأسها وهو يُفكر فيما سيحدث فأهم شئ بالنسبة إليه شقيقته وزوجته، لحظات وعاد سراج ومعه مها التي أقتربت من جعفر الذي ضمها لأحضانه ونظر لسراج وقال:ييجوا وقت ما ييجوا انا خدتهم وهمشي
سراج بقلق:ربنا يستر وتعدي على خير يا صاحبي انا مقلق
جعفر:لا أن شاء الله تعدي على خير أتطمن عليهم بس وانا مش هعتق حد فيهم
سراج:خير … يلا بينا
في الصعيد
عبد المعز:وه كيف يا ولدي أكده
صلاح بهدوء:معلش يا بوي لازم أمشي كفاية أكده
حاتم:انتَ لحجت يا ابني خليك شويه كمان
صلاح:تتعوض مره تانيه يا واد عمي لازم أمشي عشان الشغل
عزيزه:روح يا ابني ربنا يسترها معاك جادر يا كريم ويرزجك من حيث لا تحتسب ويرزجك بالذُرية الصالحة يارب
طبع صلاح قُبلة على رأسها ويدها وهو يقول بأبتسامه:ربنا يخليكي ليا يا ست الكل ومتحرمش من دعواتك دي
أبتسمت عزيزه وربتت على ظهره بحنان وقالت بحب:ربنا يحفظك ويستر طريجك يا حبيبي خلي بالك من مرتك وأهتم بيها عشان هفتانة حبتين
أبتسم صلاح ونظر لأزهار ثم قال:متخافيش عليها ياما
أبتعد عنهم وأقترب من أزهار وأخذ الحقائب ونظر لهم وقال:أستودعتكم الله سلام عليكوا
خرج صلاح وخلفه أزهار وأقترب من سيارته ووقفوا هم ينظرون لهُ وردّوا السلام، وبعد لحظات أشار صلاح لهم وذهب تحت نظراتهم لهُ حتى أختفى من أمامهم ودلفوا هم من جديد
في الحارة
فارس:وأفرض حصل عكس كدا
فتحي بحده:انا مش هسكت مش عايز تيجي وتوفر صحتك يا حبيبي خليك
زفر فارس ونظر لهُ وكان هو يستعد للمغادرة وهو يأخذ أغراضه، ظل فارس في صراع عنيف للحظات قبل أن يتركه فتحي ويذهب ولكن عادت سموم فتحي تضرب عقله ليستفيق فجأه من دوامه مشاعره وحرك رأسه يمينًا ويسارًا وهو يقول:لا لا مش هضعف هي قليله الأدب حطت راسي في الطين وانا لازم أغسل عاري بأيدي
خرج خلف فتحي وهو يُناديه بقوه قائلًا:فتحي
توقف فتحي وألتفت إليه فأقترب هو منه وهو يقول:انا خذت قراري الأخير .. انا جاي معاك
علت أبتسامه سعيده على ثغر الأخر قبل أن يقول:براڤو عليك يا فارس … كدا انا احبك
في مكان آخر بعيد
دلف سراج إلى ذلك الكوخ الخشبي الصغير وخلفه جعفر الذي كان معه مها وبيلا وهو ينظر حوله، ألتفت إليه سراج ونظر لهُ وقال:هنا أمان أكتر انا عارف أن الموضوع مش ولا بُد أن انتَ تقعد في كوخ صغير بس أحسن من قاعده الشارع
حرك جعفر رأسه بتفهم وهو يقول بهدوء:الحمد لله على كل حال كتر خيرك يا صاحبي
أبتسم سراج وقال:عيب عليك متقولش كدا أحنا أخوات أهم حاجه تخلي بالك من أختك ومراتك
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول بأبتسامه خفيفه:متقلقش كله خير
سراج بتمني:أتمنى والله يا جعفر الموضوع رخم حبتين بس فرجه قريب أن شاء الله .. انا هضطر أمشي انا بقى كفايه لحد كدا عشان ترتاحوا شويه لو عوزت حاجه كلمني أتفقنا
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول:تُشكر يا صاحبي
أبتسم سراج لهُ ومن ثم تركه وخرج وأغلق الباب خلفه بينما نظر جعفر حوله بتفحص
بعد مرور القليل من الوقت
كان جعفر جالسًا وعلى يمينه مها التي كان يضمها لأحضانه وعلى يساره بيلا التي كان يضمها لأحضانه أيضًا والتي كانت تتمسك بقميصه بقوه وكأنها تخشى ضياعه بينما كان هو مستيقظًا وهما نائمتان بأحضانه وكان يستند بظهره على الجدار خلفه وهو يلعب بخصلاتهما كي تطمئنا بأنه معهما، نظر لساعه الهاتف وجدها الواحده بعد منتصف الليل فشعر بالنعاس يسيطر على جفنيه فتثائب ونظر للتان كانتا تشعران بالبرودة فحاول تدفئتهما وهو يُمسدّ على ذراعهما ويشدد من أحتضانه لهما، ولم يستطع هو التحمل أكثر وغفلت عيناه في ثُباتٍ عميق رغمًا عنه
في منزل كيڤن
كان سراج يدور حول نفسه وهو لا يعلم إذا كان قد علم بأنه هنا أم لا فهو يعلم حيل فتحي الكاذبة ولكنه لا يعلم بأنه يساعدهم بنفس الوقت بالتهرب منه، نظر لساعه يده وهو يقول بنفسه:يا ترى بتفكر في ايه يا فتحي دلوقتي وناوي على ايه
زفر سراج وهو يشعر بأن عقله سيتوقف عن التفكير، لحظات وسمع صوت بالخارج فخرج سريعًا من المنزل وهو ينظر حوله فسار قليلًا تجاه الصوت حتى رأى فتحي امامه ومعه فارس وفتوح ورجاله فوقف وهو ينظر لهم وسمع فتحي يتحدث قائلًا بصوتٍ حاد:يا مرحب بالدراع اليمين للبلطجي بتاعنا
تجاهل سراج سخريته وهو يقول بجديه:جاي عاوز ايه يا فتحي مش هتبطل شغل العيال دا بقى وتعقل ولا ايه
فتحي بصرامه:بص ياض انتَ .. من الاخر كدا .. هتقول فين مكان المحروس ولا نجيبه أحنا بمعرفتنا وساعتها مش هنسمي عليه
سراج:وانتَ فاكر نفسك بتهديدك دا أن انا هخاف وأقولك هو فين .. في أحلامك يا فتحي
فارس بغضب:بقولك ايه هتقول مكانه فين ولا تستحمل اللي هيحصله فيك انتَ
سراج:انا عندي أستعداد أتحمل أي حاجه تحصل فيا … بس برضوا مش هعترف على صاحبي مهما حصل
حرك فتحي رأسه برفق وهو يقول:بتضطرني أستعمل أسلوب انا مش عاوز أوصله يا سراج … انتَ برا الموضوع أعترف عليه وملكش دعوه حسابنا معاه مش معاك انتَ
سراج بإصرار:وانا مش هعترف برضوا وأعلى ما في خيلك أركبه يا فتحي يا جزار
حرك فتحي رأسه برفق وهو يمسح على وجهه وقال:يبقى تستحمل اللي هيحصلك
أقترب منه فتحي وهو ينوي على الشر وقبل أن يلكمه كان سراج يمنعه ويردّها أثنتان فعاد فتحي للخلف وهو يضع يده على وجهه وجاء رجال فتحي بالتدخل كي يردّوا لهُ الصاع صاعين تحدث سراج وهو يقول بحده:لو رجالتك أتدخلت يا فتحي متبقاش رجوله منك
أوقفهم فتحي وهو يُشير بيده فتوقفوا هم ونظروا لهُ بحده فتحدث فتحي بنبره هادئه وهو ينظر لسراج قائلًا:محدش يتحرك … كله مكانه
نظر لسراج نظره تملئها الحقد والكراهيه والشر وهو يقول بفحيح كالأفعى:خلينا راجل لراجل … بس متعيطش في الآخر
أبتسم سراج بسخريه وجانبيه ونظر لهُ بينما نظر لهُ فتحي وهو يتوعد لهُ بالدمار
في منزل فارس
فتح أكرم الباب ودلف بعدما علم بأن سميحه ليست بهِ وأغلق الباب خلفه ودلف سريعًا وهو يبحث بكل مكان عن أي شئ ضد والده، أخرج هاتفه وهاتف جعفر ووضع الهاتف على أذنه وهو يسنده بكتفه ويبحث بكل مكان وهو يدعوا بأن يُجيبه، بحث في الأدرج ولكن لا يوجد شئ فدلف للغرفه ولم يُجيبه جعفر فأعاد مهاتفته ووضعه كما كان وعاد يبحث من جديد في الخزانه الخاصه بهِ، بين ثيابه، في الأدرج الخاصه بهِ، سمع صوت جعفر الناعس يُجيبه قائلًا:أيوه يا أكرم
أكرم بتعجب:انتَ نايم !
جعفر بنعاس:اه صحيت على تليفونك في حاجه ولا ايه
أكرم:الدنيا والعه يا معلم وانتَ نايملي في العسل
عقد جعفر حاجبيه وهو يقول:ليه في ايه
أكرم:فتحي واخد فتوح وفارس ورجالته وطلعوا على سراج وانا في شقه أبويا دلوقتي بدور على أي حاجه ضده
أعتدل بجلسته وتألم بسبب ظهره وقال:لا أستنى عشان توهت منك … هو فتحي هناك دلوقتي
أكرم:أيوه
جعفر:وسراج لوحده هناك … معرفتنيش ليه من بدري سايبني كدا
أردف بها وهو ينهض ولكنه تألم وهو يستند بيده على الجدار فقال أكرم بقلق:مالك في ايه
تحدث جعفر بصوتٍ متألم وقال:مفيش حاجه انا كويس … المهم دلوقتي … انتَ فين
أكرم:في شقه أبويا
عقد جعفر حاجبيه وقال:وسميحه سمحتلك كدا عادي
ضحك أكرم بخفه وقال:صباح الخير يا معلم سميحه مش هنا أصلًا
مسح جعفر على وجهه وهو يقول:بتعمل ايه دلوقتي عندك
أكرم:بدور على أي ورق ضده نفسي أمسك عليه حاجه بس مش عارف
جعفر:دور في حاجات سميحه اكيد هتلاقي حاجه
أكرم بقلق:انا حاسس أن بابا مخبي حاجه يا جعفر قلبي مش مطمن وحاسس إني هلاقي فعلًا
ما إن أنهى حديثه حتى رأى ورقه ملتصقةً بها شهادة ميلاد فنظر بها وهو يتفحصها ويقرأ ما بها “كايلا فارس حسام” صُعق أكرم وهو يرى أسم والده ووالدته وتاريخ الميلاد “16/7/2002”
تحدث أكرم بصدمه وهو يقول بتذكر:16/7/2002 … دا تاريخ ميلاد بيلا … معقوله تكون … أختي وتوأم بيلا
نظر للشهادة من جديد وهو مازال مصدومًا ولكن أخرجه من صدمته صوت جعفر وهو يقول:يا أكرم انا بكلمك في ايه
أستفاق أكرم من صدمته ورمش بعينيه وهو يمسح على وجهه وقال:انا عايز أقابلك ضروري بعد ساعه هشوفك
أغلق معه دون سماع شئ منه وتعجب جعفر كثيرًا من تحوله المفاجئ ولكنه لم يُعلق ولكن عقله منشغل بسراج فهو لا يُريده أن يتأذى بسببه، مسح على خصلاته ونظر لشقيقته وزوجته النائمتان وهو يُفكر ماذا سيفعل فهو لا يستطيع أن يتركهما وحدهما هنا ويذهب سيظل عقله أيضًا منشغلًا بهما، خرج من الكوخ الصغير ووقف بالخارج وهو يُشعل سيجارته ويُدخن بشراهه ويزفر الهواء بقوه وهو ينظر حوله
على الجهه الأخرى
خرج أكرم من المنزل وأغلق الباب خلفه ونزل للأسفل وخرج من العمارة بأكملها ولكن أوقفه صوتًا مألوفًا، صوت أنثى، بحث عن مصدر الصوت حتى رأى عُلا تقف وهي خائفة أقترب منها سريعًا وقال بصدمه:عُلا انتِ كويسه مالك يا حبيبتي ايه اللي حصل
نظرت لهُ عُلا وقالت بدموع:أكرم
أرتمت بأحضانه وهي تبكي بينما عانقها هو وهو لا يعلم ماذا حدث لها فنظر لها وقال بقلق:في ايه يا عُلا انتِ كويسه ايه اللي حصل
عُلا بدموع:سميحه
عقد حاجبيه وقال بخوف:مالها عملتلك حاجه في ايه أتكلمي عملتلك حاجه
تحدثت عُلا بصوتٍ باكِ وقالت:سميحه أتهجمت عليا ومعاها واحد وانا لوحدي
على الجهه الأخرى
خرج أكرم من المنزل وأغلق الباب خلفه ونزل للأسفل وخرج من العمارة بأكملها ولكن أوقفه صوتًا مألوفًا، صوت أنثى، بحث عن مصدر الصوت حتى رأى عُلا تقف وهي خائفة أقترب منها سريعًا وقال بصدمه:عُلا انتِ كويسه مالك يا حبيبتي ايه اللي حصل
نظرت لهُ عُلا وقالت بدموع:أكرم
أرتمت بأحضانه وهي تبكي بينما عانقها هو وهو لا يعلم ماذا حدث لها فنظر لها وقال بقلق:في ايه يا عُلا انتِ كويسه ايه اللي حصل
عُلا بدموع:سميحه
عقد حاجبيه وقال بخوف:مالها عملتلك حاجه في ايه أتكلمي عملتلك حاجه
تحدثت عُلا بصوتٍ باكِ وقالت:سميحه أتهجمت عليا ومعاها واحد وانا لوحدي
نظر لها أكرم بعينان متسعتان وصدمه وقال:سميحة .. انتِ متأكدة
تحدثت عُلا بصوتٍ باكِ وهي تقول:والله العظيم أتهجمت عليا هي وواحد عشان ….
صمتت فجأه فنظر لها بعينان متسعتان وقال بصدمه:اللي في دماغي صح
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بدموع فأحمرت عيناه وعانقها بقوه وهو ينظر أمامه بغضب شديد وعينان حمراوتان بينما عانقته هي بخوف وهي تقول:متسبنيش لوحدي تاني يا أكرم انا بخاف
شدد من أحتضانه لها وطبع قُبلة على رأسها وقال بنبره غاضبة لا تنم سوى على الشر قائلًا:حلو أوي … كدا نهايتها على أيدي
نظر لها ومسح دموعها وهو يقول:خلاص متعيطيش انا هجيبلك حقك من الحيوانة دي … نهايتها بتقرب وانا مش هسيبها في حالها … توصل بيها لمراتي دا انا مش هسمح بيه مهما حصل
في الكوخ
أيقظ جعفر بيلا بخفوت دون أن يُيقظ شقيقته أيضًا، فتحت بيلا عينيها ونظرت لجعفر وهي تقول بصوتٍ ناعس:في ايه يا جعفر حصل حاجه
وضع سبّابته على فمه وهو يقول بصوتٍ خافت:وطي صوتك عشان مها متصحاش
نظرت بيلا لمها التي كانت نائمه فنهض جعفر ومدّ يده لها فنهضت معه وأخذها وخرج
في الخارج
كانت بيلا تقف أمام جعفر وهي تستمع إليه وهو يقول بتشتت:مش عارف أعمل ايه وخايف أمشي وأسيبكوا لوحدكوا
تحدثت بيلا وهي تنظر لهُ قائله:روح يا جعفر ومتخافش علينا
نظر لها جعفر وشعر بالحيرة ومسح على خصلاته للخلف فقالت هي:هكون معاك على التليفون بس روح لأكرم أكيد عايزك في حاجه مهمه خليك معاه جايز يكون جابلك معلومه تقدر تساعدك
حرك رأسه برفق وعلى مضض فهو لا يُريد الذهاب ولكنه في كل الأحول مضطر إلى ذلك، نظر لها وأقترب منها حتى وقف أمامها مباشرًا مدّ يده وأعاد خصلة خلف أذنها وقال:متأكدة يا بيلا
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بأبتسامه لطيفة وهي تقول:متأكدة يا جعفر
زفر بقله حيله وهو ينظر للجهه الأخرى تحت نظراتها التي كانت تُراقبه فعاود النظر لها وقال مره أخرى في محاولة منه لتتراجع عما برأسها:متأكدة
أبتسمت بيلا أكثر وقالت:مش هنفذلك اللي في دماغك
أبتسم بخفه وقال بعدم رضا:أصل انا بصراحه مش قادر أسيبكوا وأمشي
بيلا بأبتسامه:وانا بقولك يلا عشان الوقت وعشان صاحبك محتاجك جنبه دلوقتي ومتخافش عليا مش أحنا أتفقنا أننا هنواجه كل حاجه سوى مهما كانت ايه هي
حرك رأسه برفق وهو ينظر لها فقالت هي مُبتسمه:يبقى روح وانتَ متطمن علينا بس قبل ما تروح أوعدني أنك هتخلي بالك من نفسك ومش هتستهر بأي حاجه تحصل وتعمل حساب كل خطوة هتاخدها
حرك رأسه برفق وهو ينظر لها بأبتسامه وقال:أوعدك
أبتسمت برضا فأقترب هو منها وطبع قُبلة على جبينها ثم نظر لها وقال:خلي بالك من نفسك ومن مها
بيلا بأبتسامه:حاضر
نظر لها نظره أخيره ثم تركها وذهب وهو مضطر إلى ذلك ولكن لا يستطيع أن يترك صديقه وحده يواجه هذا الوغد فليس لهُ ذنب بأي شئ، بينما وقفت بيلا تنظر لهُ وهي تراه يبتعد حتى أختفى من أمامها فزفرت بهدوء ودلفت مره أخرى
على الجهه الأخرى
كان أكرم واقفًا ومعه عُلا بمكان شبه مقطوع وهو ينتظر جعفر، نظرت لهُ عُلا وقالت:انتَ مستني مين
تحدث بهدوء وهو ينظر أمامه وقال:جعفر
عقدت حاجبيها وقالت بتعجب:غريبة هو انتَ ليك كلام معاه !
نظر لها وقال:مش جوز أختي وصاحبي في نفس الوقت
صمتت عُلا ونظرت للجهة الأخرى فسمع صوت هاتفه يعلنه عن أتصال من جعفر فأجابه قائلًا:أيوه يا جعفر
جعفر:انتَ فين
نظر أكرم حوله وقال:واقف مستنيك زي ما عرفتك
نظر جعفر حوله حتى رآه فقال:خلاص أقفل شوفتك
أغلق معه وأقترب جعفر منه بهدوء حتى وقف أمامه وهو يصافحه قائلًا:في ايه يا أكرم قلقتني
زفر أكرم ومسح على وجهه فقال جعفر بعدما نظر لعُلا بترقب:حصل حاجه صح
حرك أكرم رأسه برفق ومدّ يده لهُ بالورقه فعقد حاجبيه وقال وهو يأخذها منه:ورقة ايه دي
نظر جعفر بها وهو لا يعلم ما مكتوب بها فسمع أكرم يقول:خليها معاك دلوقتي
نظر لهُ جعفر وفهم قصده فوضع الورقة بجيب بنطاله ونظر لهُ مجددًا فقال:حاسس أن في حاجه تاني مش كدا
نظر أكرم لهُ وقال بحده:اه … وشكلي كدا داخل السجن قريب
في منزل كيڤن
خرج كين إلى سراج وهو يقول بتساؤل:ماذا يحدث سراج من هؤلاء
نظر لهُ فتحي وقال بتهكم:عاملي فيها أجنبي وكدا هتتشرح زيه أن شاء الله
نظر كين لسراج وهو يقول بعدم فهم:ماذا يقول انا لا أفهمه
نظر لهُ سراج وقال بصوتٍ خافت وحاد:عليك أن تتحرك وتعاونني فهذا عدونا ويُريد الأنتقام منّا ونحن في أرضك
نظر كين لفتحي الذي كان لا يفهم شئ بالتأكيد بغضب ونظر لهُ سراج بأبتسامه وقال:كدا انا كسبان
هجم كين عليه بسرعه البرق وركض سراج تجاه فارس ودفعه بقوه أسقطه أرضًا وبدء بلكمه، أقتربت روزلين وسميث ووقفا يُشاهدان ما يحدث
تحدثت روزلين بأبتسامه جانبية وهي تقول:واو … هذه هي مشاهدي المفضلة
سميث:وكأنكي ترين هذا ولأول مره
نظرت لهُ وهي تقول بابتسامه:عزيزي أنت تعلم جيدًا بأنني أُحب هذه المشاهد العنيفة … فهي تُحسن من حالتي النفسية كثيرًا
أبتسم سميث بجانبيه وقال:أعلم هذا فأنتِ لستِ غريبة بالنسبة لي
نظرت روزلين لهم وهي تُشاهد ما يحدث بأستمتاع، أقتربت إيميلي وهي تقول:لماذا لا تتعاركان أيضًا هذه فرصة ذهبية لما قد تفوتانها
روزلين بأبتسامه جانبية:أُفضل المشاهدة إيميلي فلا يروق لي العراك الآن
تلقى سراج ضربة مفاجئة من فارس الذي دفعه بعيدًا وأسقطه أرضًا، وضع سراج يده على وجهه وهو يأخذ أنفاسه بسرعه كبيره بينما نهض فارس وأقترب منه وأخرج سلاح أبيض وهو ينظر لهُ بشر بينما رآه سراج وعاد للخلف بظهره ولكن جاء جعفر من خلفه دون أن يعلم وكبله بقوه وهو يقول:أنسى يا فارس
حاول فارس تحرير يده من قبضته ولكنه فشل فضغط جعفر على قبضته أكثر ونظر لسراج الذي نهض بعدما قل الألم ونظر لهُ ولكن جاء في هذه اللحظة رجل من رجال فتحي وضرب جعفر على رأسه بالعصا، صرخ جعفر بألم وترك فارس الذي ألتفت إليه بينما وضع جعفر يده على رأسه وهو ينظر لفارس الذي كان يقف وينظر لهُ بأبتسامه ونصر بينما شعر جعفر بدوار عنيف يجتاح رأسه ولكنه حاول المقاومة وعدم الأستسلام، فهجم سراج على فارس من جديد وقد أعطاه ضربه قويه أسقطته أرضًا بينما نظر جعفر لذلك الرجل الذي كان يسخر منه وأمسك بعنقه فجأه وهو يضغط عليها بقوه وهو ينظر لهُ وقد تحكم بهِ شيطان غضبه في هذه اللحظة، ترك الرجل سلاحه وبدء يختنق بالفعل فشدد جعفر على قبضته أكثر ولكن تدخل لؤي في هذه اللحظة وأبعده عنه قبل أن يقتله بالفعل وسقط الرجل أرضًا بينما نظر لؤي لجعفر وهو يُعنفه قائلًا:انتَ مجنون انتَ أزاي تسمح لشيطانك يستحوذ عليك بالشكل دا انتَ كنت هتقتله
نظر جعفر للرجل الملقى على الأرض بغضب وقال:يستاهل الموت حي كمان انا كدا يعتبر بريحه
لؤي بعتاب:أحنا مش جايين نموت حد أحنا جايين ناخد حقنا وفوق وافتكر أختك ومراتك
وكأنه نسي كل هذا أمام غضبه وشيطانه الذي دائمًا هو الذي يتولى زمام الأمور، مسح على وجهه وألتفت لسراج الذي كان يتولى أمر فارس، أقترب منه سريعًا وأخرج مخدر وقام بتخديره بها جعله يستكين للحظات قبل أن يسقط أرضًا ويفقد الوعي بينما ألتفت لفتحي الذي كان وجهه ملئ بالكدمات أثر ضربات كين لهُ والذي وقف بجانب جعفر ونظرا لبعضهما ثم نظر جعفر لفتحي من جديد وأقترب منه بهدوء وهو يراه مستلقي على الأرض ويأخذ أنفاسه بسرعه كبيره وينظر لهُ، مال جعفر بجزعه ونظر لهُ نظره لا تنُم على خير وباغته فجأه بلكمه قويه جعلته يتألم أكثر وهو يضع يده على وجهه فأمسكه من ياقه قميصه ونظر لهُ وهو يقول بغضب:فاكرني هخاف منك يا روح أمك دا انتَ حشره بالنسبالي .. انا اللي مخليني ببعد عنك بس مراتي اللي خايف عليها من شيطان زيك لكن غير كدا انا مكنتش رحمتك وانتَ عارف أن انا مستبيع ومش فارقه معايا …
بس انا دلوقتي واحد متجوز … ومراتي بتخاف عليا وانا بخاف عليها وهي دلوقتي محتاجاني فليه أضيع نفسي عشان واحد قذر زيك
تركه جعفر ونهض وهو ينظر لهُ بقرف وهو يمسح يديه ويقول:مصمم تفضل أنسان قذر … وانا مش عايز أوسخ أيدي بيك يا جزار بس تمام … طالما انتَ لسه مُصر يبقى معنديش مشاكل … نتجه لأبشع طريق … بس قبل ما نتجه ليه هستضيفك في مكاني المفضل
مال بجزعه قليلًا وهو ينظر لهُ قائلًا:كومباوند الحبايب … خمس نجوم اللي بيدخله مبيبقاش عايز يخرج منه أو بيبقى عايز بس انا اللي مفتري عارف ليه .. عشان مبسمعش لحد وبتبل على الناس .. انا واحد معندهوش رحمة يا فتحي وعشان كدا انا هعذبك … إن ما خليتك عبرة للحارة كلها مبقاش انا
نظر لهُ فتحي وهو يلهث وقال:هتندم يا جعفر … والمره دي بجد مش مجرد كلام … هتندم
أبتسم جعفر وقال:وانا من أمتى بندم … انا معرفش يعني ايه ندم أصلًا
مال بجزعه قليلًا ونظر لهُ وهو يقول بصوتٍ خافت:جعفر أبن جميلة اللي شوهت سُمعته قُدام الحارة كلها عارف كويس أوي أزاي ياخد حقه من أمثالك من غير تفكير كتير ووجع قلب … من عاب في شئ أبتلى بهِ … مبروك عليك يا معلم أبتلاءك العظيم وأهلًا بيك في جحيم البلطجي يا جزار
أستقام جعفر بوقفته من جديد بعدما رمقه نظره تملئها الشر ونظر لسراج وقال:جهزله أوضه مية وسبعة يا سراج … دي مبتتفتحش غير للحبايب
حرك سراج رأسه برفق وهو يُبادله نظراته الغامضة تحت نظرات فتحي القلقة، نظر سراج لكين نظره فهمها ومن ثم نظر لفتحي
ألقى فتحي بداخل الغرفة وسقط الآخر ونظر لهُ وهو يشعر بالقلق منه بينما وقف كين على باب الغرفة وأبتسم أبتسامه خبيثة وهو يقول:مرحبًا بك بغرفة مئة وسبعة أيها الوافد الجديد أتمنى لك وقتًا سعيدًا
وقف سراج وجعفر خلفه بينما نظر فتحي لهم وهو لا يعلم ماذا يحدث فيشعر بأن هناك شئ غير عادي يحدث لا يستطيع أن يفهمه، نظر جعفر لسراج الذي نظر لهُ وقال:كين
ألتفت كين برأسه وهو ينظر لهُ بينما نظر لهُ سراج وقال بأبتسامه:انا أُعطيك الأشارة الخضراء الآن وأسمح لك بالترحيب به مثلما شئت
أبتسم كين أبتسامه شيطانية ونظر لفتحي الذي قال بخوف:هتعملوا ايه أبعدوه عني
أبتسم جعفر بجانبيه وقال:متخافش أوي كدا يا راجل دا مش هيعمل حاجه غير أنه هيرحب بيك لا أكتر ولا أقل
نظر لكين وقال:كين
نظر كين لجعفر الذي أشار لهُ فحرك رأسه ودلف للداخل ومن ثم أغلق الباب خلفه ليسمعا بعدها صراخ فتحي الذي أسعد جعفر كثيرًا وتحدث قائلًا بأبتسامه:هي دي المتعة … أنك تسمع صوت عدوك بيصرخ من الوجع والخوف دا في حد ذاته عظيييييم أوي
نظر لهُ سراج بطرف عينه وهو يبتسم بجانبيه بينما بادله جعفر نظراته ثم نظر لباب الغرفة المُغلق
في الكوخ
كانت بيلا جالسة وهي تنظر للفراغ ومها نائمة، تذكرت الماضي المؤلم الذي لا يدعها تسعد ليُجبرها على تذكر أسوء أيام حياتها، حركت رأسها يمينًا ويسارًا وهي تُحاول تجاهل هذه الأفكار السوداء ونظرت لمها ثم نهضت وهي تدور حول نفسها وشعرت بالملل يجتاحها، نظرت بساعة هاتفها وجدتها الثانية والنصف صباحًا، تحدثت بقلق وهي تقول:يا ترى بتعمل ايه يا جعفر دلوقتي انا مش مرتحالك وحاسه أنك عملت مصيبة زي ما بتعمل دايمًا
عضت أظافرها وهي تُفكر في الكارثه الجديده الذي قد فعلها كعادته وهي تقول:يا ترى ممكن يكون عمل ايه … هو قال أنه رايح لأكرم وأكرم مبيكلمهوش إلا لو في مصيبة حصلت … بيستعين بواحد بيعمل كوارث في أي حته وطول ما هو ماشي … أكيد جعفر دلوقتي بيعذب حد أه انا عرفاه ما شاء الله عليه بيعذب في الناس ولا كأنه بيسلخ خروف … هنروح من بعض فين يا ابن جميله مسيري أعرف برضوا بتعمل ايه
على الجهه الأخرى
جعفر بعدم فهم:لا أستنى عشان انا دماغي لفت منك دا ورق ايه
أكرم:انا ليا اخت تاني واللي هي توأم بيلا اللي شهادتها في أيدك
جحظت عينان جعفر بذهول وهو يقول:نعم يا خويا
مسح أكرم على وجهه وهو يقول بضيق:يعني ايه يخبي أن لينا اخت
جعفر:انتَ عبيط يالا دا كل اللي هامك ومش هامك هو ليه عمل كدا ولا غرضه ايه من كل دا والأهم من دا كله هي فين دلوقتي وايه اللي حصلها وهل مازالت عايشه ولا ميته
ادمعت عينان أكرم ومسح على وجهه وهو يزفر بقوه بينما مسح جعفر على خصلاته ونظر لهُ وقال:كدا معانا تلات ورقات ضد فارس … واحده بجوازه من سميحة عُرفي والاتنين دول لبنته اللي مخبيها أو بمعنى أصح اللي رماها لسبب غير معلوم
صمت دام المكان للحظات قطعه جعفر وهو ينظر لهُ نظره ذات معنى وقال:بقولك ايه
نظر لهُ أكرم وقال جعفر بنظره ذات معني:روح أفتح قيد العيلة
عقد أكرم حاجبيه وقال:أشمعنى
تحدث جعفر وهو ينظر لهُ قائلًا بترقب:حاسس بحاجه لو طلعت صح هاخد منك مية جنيه
أكرم:انتَ بتقلبني كمان عيني عينك كدا … ماشي يا عم هديهالك بس ايه اللي في دماغك
أبتسم جعفر وقال:نفذ اللي قولتهولك الأول وتعالى وقولي عملت ايه ولو طلع صح هقولك
نظر لهُ أكرم نظره شك وقال بعدم راحه:بعد النظره والنبرة دي انا مش مرتاح
اتسعت أبتسامه جعفر وقال:يفصلنا ساعات وهتعرف كل حاجه بس وقت ما أقولك ايوه اللي في دماغي كان صح مش عاوز أسئلة ساعتها عشان مش هجاوبك
حرك رأسه برفق وهو يقول:ربنا يستر
نظر جعفر لعُلا ثم لهُ وقال:يلا عشان مراتك واقفه مستنياك … على تليفون
حرك أكرم رأسه برفق وهو يقول:تمام أهم حاجه بيلا متعرفش حاجه عن موضوع كايلا دا خالص لحد ما نتأكد
حرك رأسه برفق وهو يقول:متقلقش الكلام دا بيني وبينك محدش تالت هيعرف بيه مهما حصل ومهما كان مين هو
ربت أكرم على ذراعه وقال:تسلم يا صاحبي .. خلي بالك من بيلا
جعفر بأبتسامه خفيفه:بيلا في عنيا مش محتاج توصيني عليها
أبتسم أكرم وتركه وذهب بينما تابعه جعفر بعيناه وهو يراه يأخذ عُلا ويذهب وظل مكانه ينظر للفراغ بهدوء
في الكوخ
كانت بيلا تجلس وهي تستند بظهرها على الجدار خلفها وتستند برأسها عليه وهي مُغمضه العينين، لحظات وشعرت بالذي يطبع قُبلة على خدها، فتحت عيناها ونظرت لهُ ورأته ينظر لها بأبتسامه فزفرت هي ونظرت لهُ نظره ذات معنى فهمها هو مما جعله يبتسم وهو ينظر لها وقال بصوتٍ هادئ وخافت:خلصت وجيتلك على طول ملهاش داعي النظره دي
تحدثت وهي تنظر لهُ وقالت:كنت فين بقى
جعفر بهدوء:مع أكرم
بيلا بترقب:ليه
نظر لها جعفر نظره ذات معنى وهو يعتدل بجلسته واقترب منها قليلًا وقال بترقب:وكأنك بتستجوبيني وعاوزه تتأكدي من حاجه كدا لو طلعت صح ساعتها مقولكيش ردّ فعلي وقتها هيبقى عامل أزاي
عقدت يديها أمام صدرها وهي تنظر لهُ وقالت:جاوب
جعفر:حاجه شخصية
رفعت حاجبيها وقالت:لا والله .. وايه هي الحاجه الشخصية دي أن شاء الله
نظر لها جعفر وصق على أسنانه وقال بخفوت وضيق:وانتِ لازم تعرفي يعني
صقت هي الأخرى على أسنانها وقالت بخفوت وضيق مماثل:أيوه يا جعفر لازم أعرف من أمتى وانتوا الاتنين بينكوا حاجه شخصية
أبتسم جعفر أبتسامه سمجه وقال:من النهاردة
تلاشت أبتسامته فجأه واحتل العبوس وجهه وابتعد هو عنها واستلقى بجانبها على الأرض وهو يوليها ظهره، بينما نظرت هي لهُ بضيق شديد وضربته بغضب على كتفه وقالت بغضب وخفوت:ماشي يا جعفر براحتك أوي
أستلقت هي الأخرى وولته ظهرها والضيق يحتل معالم وجهها بينما ألتفت هو برأسه ونظر لها وعلت أبتسامه خفيفه على شفتيه ثم عاد كما كان وحرك رأسه بقله حيله واغمض عيناه مستسلمًا للنوم
في اليوم التالي “في الصعيد”
عبد المعز بحده:يعني ايه يا هناء انتِ ملكيش حُكم عليها ولا ايه
هناء بتوتر:ومين قال كدا بس يا عبد المعز انا قولتلها وهي رفضت
عبد المعز بضيق:وه يعني ايه ترفض طلب خالها
حاولت هناء تهدأته وهي تقول:يا عبد المعز أفهم هي مش عايزه تسيب جعفر هي متعلقه بيه وبتحبه وهي مرتاحه معاه مقدرش أغصبها على حاجه هي مش عيزاها
عبد المعز بضيق:اني هتكلم معاها
أخرج هاتفه ونظر بهِ قليلًا تحت نظراتها وقلقها مما هو قادم
في الكوخ
أستيقظ جعفر على هاتف بيلا الذي كان لا يكُف عن الرنين بأنزعاج، جلس نصف جلسه ومسح على وجهه والنعاس يحتل معالم وجهه وعيناه نظر حوله لم يجد بيلا ومها ولكنه سمع صوتهما يأتي من الخارج وهما تتحدثان فنظر بجانبه ورأى هاتف بيلا يُعلنه عن أتصال من خالها فنظر للهاتف ثم زفر بضيق وقال:يا فتاح يا عليم على الصبح
أجابه وقال:أيوه
عبد المعز بضيق:وه فين بيلا
جعفر ببرود:برا
عبد المعز بحنق:وانتَ كيف ترد على تليفونها ايه جله الذوج دي
وضعت هناء يدها على فمها وهي تشعر بالقلق مما هو قادم فسمعت جعفر يُجيب قائلًا:هو مش تليفون مراتي برضوا ولا ايه
عبد المعز:لا مهتبجاش عشان هتطلجها
جعفر ببرود:نعم بتقول حاجه مش سامعك
عبد المعز بحده:هتطلجها ومتعملش فيها أطرش مبعدش كلامي مرتين
جعفر ببرود:انا مش مُلزم أسمعك على فكره وكل اللي بتقوله دا تبله وتشرب مايته عشان مش هطلق
عبد المعز بغضب:لا يا جلب أمك هتطلج ورچلك فوج رجبتك كمان بينا محاكم يا حبيبي متنساش أنك متچوزها كدا وكدا
ضغط جعفر بقبضته على الهاتف وعلت صوت أنفاسه لتعلنهم على غضبه الذي تصاعد فجأه ولكنه حاول التحدث بهدوء وعدم الصراخ وقال:ممكن أفهم انتَ ليه بتعمل كدا وهتستفاد ايه
عبد المعز بسخريه:لا ملكش فيه حاچه متخصكش سامع وفوج لنفسك وأعرف مجامك ايه .. البت هتطلج وتتچوز واحد من مستواها المادي والثقافي يكون ابن ناس وليه مكانه وشغلانه زينه نتشرف بيه في أي مكان … مش صايع وچاهل وفلوسه كلها حرام أني مجبلش يخش في بطنها لجمه حرام أبدًا وهطلج ورچلك فوج رجبتك بدل ما أبهدلك في المحاكم واحبسك
وصل غضبه لذروته وشدد على قبضته وتشنجت عضلات وجهه واحمرت عيناه، أنزل الهاتف من على أذنه وصرخ بقوه وهو يقول:بيلا
ثوانِ ودلفت بيلا على صراخه بفزع واقتربت منه سريعًا وجلست أمامه وهي تتفحصه بقلق وتقول بتوتر:مالك يا جعفر في ايه انتَ كويس حاجه تعباك
لم يشعر بنفسه إلا وهو يقول بغضب:انتِ طالق
نظرت لهُ بيلا بصدمه وهي لا تصدق ما سمعته، أدمعت عيناها بشده وهي تنظر لهُ وتصنمت مكانها كالتمثال بينما كان هو ينظر لها والغضب يعمي عيناه ولكنها أستفاقت فجأه وظلت تضربه بغضب بقبضتيها وهي تصرخ بهِ قائله:ليه ليه ليه … ليه انتَ طلعت مش قد الأختبار ومبقتش راجل انا بكرهك بكرهك
نهض بفزع وهو يقول بصراخ:لااااااااا
نظر أمامه وصدره يعلو ويهبط بقوه وجسده يتصبب عرقًا وكذلك وجهه ونظر حوله بعينان دامعتان وهو يأخذ نفسًا عميقًا ثم زفره براحه وهو يُغمض عيناه الدامعه والتي تساقطت منها دموعه وهو يحمد الله بأنه أصبح كابوسًا في النهاية، دلفت بيلا سريعًا وأقتربت منه وهي تقول بقلق شديد وهي تجلس أمامه وتتفحصه:مالك يا جعفر في ايه يا حبيبي انتَ كويس … مالك بتنهج كدا ليه وعرقان … انتَ كويس
كان ينظر لها وهو مازال على هيئته تلك ولكنه في لحظة كان يُعانقها بقوه لأحضانه بينما تعجبت هي كثيرًا وهي لا تعلم ماذا حدث لهُ فجأه فهذه أول مرة تراه بهذه الحالة، عانقته أيضًا وربتت على ظهره وهي لا تفهم شئ، فتحدثت بهدوء وقالت:انتَ كويس يا جعفر حاسس بتعب
شعرت بجسده الذي بدء يرتجف وأزدادت وتيرته علوًا فلم تُصدق نفسها وقالت بعدم تصديق:جعفر انتَ بتعيط
شدد من أحتضانه لها وهو يقول بصوتٍ باكِ:متسبنيش يا بيلا عشان خاطري انا هيحصلي حاجه لو بعدتي عني
ربتت على ظهره وهي تقول بعدم فهم:أهدى طيب انا مش فاهمه حاجه
أبتعد عنها قليلًا ونظر لها وهو يلهث وقال بصوتٍ باكِ:كابوس وحش أوي يا بيلا وحش أوي من وحشته مش قادر أتخطاه
مسدّت على خصلاته وقالت بصوتٍ هادئ وهي تمسح حبات العرق من على جبينه:أهدى خالص وخد نفسك الأول انا جنبك أهو مش هروح في حتة
مسح على وجهه وأخذ نفسًا عميقًا ثم زفره بقوه وهو يُحاول أن يهدء، سمعت صوت هاتفها يعلنها عن أتصال فنظرت بهِ ونظر جعفر لها ورأى معالم وجهها التي تبدلت على الفور عندما رأت المتصل فأبلتع تلك الغصه وقال بترقب وهدوء:مين
نظرت لهُ بيلا وقالت:خالو
وكأن دلو ماء بارد سُكب عليه، لم يشعر بنفسه إلا وهو يأخذ الهاتف منها ويُغلقه فتعجبت كثيرًا وحاولت منعه وهي تقول:لا يا جعفر بتعمل ايه
نظر لها وقال بحده وأنفعال:أنسي
نظرت لهُ وجحظت عيناها قليلًا بينما أكمل هو وقال:مش هتردي عليه سواء قدامي أو من ورايا دا اللي أسمه خالك بيحاول يبعدك عني ويشوه صورتي قدامك … دا راجل شراني عشان بيبعدك عني
حركت رأسها بعدم تصديق وهي تنظر لهُ بذهول بينما نهض جعفر فرفعت رأسها لهُ وهي تنظر لهُ ثم نهضت أيضًا ووقفت أمامه وهي مازالت مصدومه، جاء كي يخرج أوقفته هي وهي تقف أمامه تمنعه من الذهاب وهي تنظر لهُ قائله:ايه اللي انتَ بتقوله دا يا جعفر مين قالك كدا
تحدث بحده وهو ينظر لها قائلًا:انا عارف كل حاجه كويس أوي انا مش عيل عشان يضحك عليه انا فاهم دماغ خالك كويس أوي وعارف هو عاوز ايه بس انا مش هناويله اللي في دماغه مهما حصل
كانت تنظر لهُ بعدم تصديق وبالكاد تقسم بأنه فقد عقله فقالت بعدم فهم:انتَ بتقول ايه … انتَ مُدرك للي بتقوله
جعفر بحده:أيوه مُدرك .. هيفضل يحرب زي الحرباية كدا لحد ما يخليني أطلقك انا فاهم دماغه من أول مره شوفته فيها … عاوز يجوزك لأبنه الملزق دا فهيحاول يمسك عليا أي حاجه حتى لو كلفه أنه يخطط ويحطني في موقف وحش عشان تقفشيني وانا بخونك هما كلهم كدا صدقيني
كانت تستمع إليه وهي لا تصدق ما تسمعه منه أنه بالتأكيد جُن، كانت ستتحدث ولكن أوقفها وهو يُجيب على هاتفها ويفتح مُكبر الصوت ويسمعا عبد المعز وهو يقول:ايه يا بيلا معترديش عليا ليه
تحدثت بيلا بهدوء وهي تنظر لجعفر قائله:معلش يا خالو غصب عني
عبد المعز بسخريه:غصب عنك ولا المحروس مخلكيش تردي على خالك
نظرت لجعفر الذي كان ينظر لها فقالت بتوتر:لا يا خالو بالعكس جعفر مش زي ما انتَ فاهم خالص
عبد المعز بغضب:طبعًا بأمارة بأنه مقعدك في كوخ مش اكده يا بت خيتي
نظرت بيلا لجعفر بصدمه وهي لا تعلم من أين علم شيئًا كهذا، سمعته يقول:مش انا صح ولا ايه يا بت هناء
تحدث جعفر هذه المره وهو يقول بحده:أيوه مقعدها في كوخ وبعذبها كل يوم وبضربها وبطفي سجاير في جسمها ومشغلها خدامه عندي ها عاوز حاجه
عبد المعز بغضب:دا انتَ ليلتك سوده أني مكنتش مرتاحلك من الأول والله لحبسك
بيلا بصدمه:لا يا خالو
وضع جعفر يده على فمها وهو ينظر لها قائلًا:أعلى ما في خيلك أركبه بس طلاق مش هطلق … واه حاجه كمان … ولا بلاش خليهالك مفاجئة
أغلق بوجهه تحت نظرات بيلا المصدومه والتي كانت تنظر لهُ بعدم تصديق فنظر لها وقال بحده:يعمل اللي هو عاوزُه انا مبيهمنيش انا عايزه يقدم بلاغ كاذب عشان يتربى انا مش عيل مع حد فيهم عشان يتداس عليا واسكت لا انا قادر أرد على كل واحد وأخرسه … جوزك بيتقل منه وبيتهدد من عيلتك اللي انا محترمها عشان خاطر خالتي مش أكتر لولاها كان هيبقى ردّ أوحش من دا بس سكت عشانك
أبتعد عنها، بل تركها وخرج بينما وقفت هي وحيده تنظر للفراغ بشرود، تعلم لماذا يفعل عبد المعز هذا، كي تتزوج حليم ولكن بأحلامهم فلو وصلت بها المركب لعمق البحر وتوقفت عن العمل فلن تُفكر مرتان وستقفز لأعماق البحار التي ستبتلعها بالتأكيد، وهذه حياتها الآن جعفر هو هذه السفينة التي لو توقفت فجأه ولم تعد تعمل ستسقط في أعماق البحار ويلتهمها حليم، حركت رأسها بعدم تصديق وأعادت خصلاتها للخلف ونظرت لأثر جعفر وذهبت ورآه
في الصعيد
هناء بحزن:ليه كدا يا عبد المعز … ليه كدا يا خويا
نظر لها عبد المعز وقال:لازم أعمل اكده يا خيتي .. لازم أختبره وأحطه تحت ضغط عاوز أشوف ردود أفعاله عاوز أتطمن على بنت خيتي
هناء بدموع:والله جعفر كويس وراجل دا تربيتي
عبد المعز:حرص ولا تخون يا خيتي .. معلش لازم انتِ واثقه آني مش واثق
زفرت هناء بقله حيله وقالت بقلق:ربنا يسترها
في الغابة
أمسك جعفر الفأس ونظر للشجره العملاقه التي كانت أمامه وبدء بضربها بعنف وهو يتذكر حديث عبد المعز الذي يتردد برأسه وكل ما يمر الوقت ضربته تُصبح قويه، ضرب بعنف شديد ومن ثم أسقط الفأس ونظر للشجرة الضخمة وصدره يعلو ويهبط بعنف وقد تحولت عيناه وتلونت باللون الأحمر وهو يقول بغضب:كل حاجه ضدي ليه هو انا حرام أعيش مبسوط ولو لمره واحده هيحصل ايه الكواكب هتبطل تتحرك الشمس هتبطل دورانها حول الأرض … عاوزني أطلقها هه بيحلم مش هطلقها لو كل حاجه بقت ضدي … حتى لو هي نفسها ضدي … انا بحبها ومصدقت بقت معايا مش هفرط فيها بالسهولة دي وخالها دا انا هعرف أتصرف معاه … كل دا عشان خاطر أبنه الحرباية دا … المشكلة أنهم ميعرفوش حاجه … محدش يعرف حاجه غيري انا عارف مين الشراني من العبيط مين الطيب من الخبيث … انا تعبت بقى كفاية
صرخ بجملته الأخيرة وهو يضرب الشجرة بعنف، سمع صوت بيلا يأتي من خلفه وهي تقول:ومين قالك إني هبعد عنك او هسمح لحد أصلًا أنه يبعدني عنك
ألتفت إليها ونظر لها بينما أقتربت هي منه حتى وقفت أمامه وقالت:تفتكر هسمح بكدا
لم يتحدث فنظرت هي للأسفل وأمسكت يده ونظرت لهُ مره أخرى وقالت:مستحيل … انا وانتَ بنكمل بعض وانا نصيبك وانتَ قسمتي .. ومينفعش نبعد حتى لو العالم كله كان ضدنا … انا بحبك وعارفه أنك مش هتسمح بحاجه زي دي تحصل مهما حصل … وزي ما قولت قبل كدا وهفضل أقولهالك … انا وانتَ أيدينا في أيد بعض نتحدى كل دول .. الحياة لا تخلو من المشاكل يا جعفر ولازم نحلها سوى بهدوء اه في مشاكل مبتتحلش بهدوء بس هنحاول في أيدينا نثبتلهم كلهم قد ايه حبنا لبعض كبير وأقوى من أي حاجه … مش انا بتكلم صح
أردفت بها بتساؤل وهي تنتظر أجابته عليها والتي ستُريحها، ولكنه لم يتحدث بل أقترب منها وعانقها بقوه وهو يطبع قُبلة على رأسها بينما بادلته عناقه بأبتسامه وحب وأبتسامه بسيطة تُزين ثغرها، بينما نظر هو أمامه وهو يتوعد للجميع بالهلاك المُميت
على الجهة الأخرى
كانت هذه العمياء تسير وتُشهر بعصاتها أمامها حتى لا تتعركل بشئ وتسقط وسط الناس حتى وصلت للمخزن ووضعت يدها على بابه وهي تتلمسه ومن ثم ظهرت أبتسامه نصر على شفتيها فقالت بداخلها:كدا أحلوت أوي … جميلة فشلت بس انا نجحت والذكي اللي يبقى عارف مُراده فين ويجري عليه يمسك فيه بأيديه وسنانه وانا بالرغم إني عمياء بس قدرت أوصل وأحقق أول خطوه في خطتي وبكدا نقدر نلعب على المكشوف ونزود بنزين زي ما أحنا عاوزين لحد ما البنزين دا هييجي عليه وقت وهيخلص وساعتها هنراهن على مين اللي النار بتاعته هتطفي الأول وأكيد نارك هي اللي هتطفي يا جعفر الأول … مش هتفضل قايده كتير ومسيري انا اللي هفوز والنار بتاعتي هتفضل شغاله وناركوا كلكوا هتطفي وتحرقكوا كلكوا … ودا وعد مني ليكوا كلكوا
علت أبتسامه خبيثه ثغرها وهي تتخيل نهاية المعركة التي ستكون لصالحها وسيكون القدر حليفها في النهاية، أخرجت هاتفها وهي تتلمس شاشه الهاتف وتسمع صوت الفتاة وهي تتحدث وتُخبرها على ماذا تضغط، وضعت الهاتف على أذنها وعلت أبتسامه خبيثه على ثغرها وعينيها وهي تقول:خلينا ندخل الجيم على طول بدون دور تمهيدي ونشوف مين هيكسب أول ليڤل
على الجهة الأخرى
كان جعفر يقف خارج الكوخ وبجانبه بيلا التي كانت تنظر للفراغ بشرود، سمعت صوت هاتفه يعلنه عن أتصال من رقم مجهول فنظر للرقم وهو يعقد حاجبيه بتعجب بينما نظر لبيلا التي قالت بتساؤل:في ايه بتبصلي ليه ؟
تحدث وهو ينظر لها بهدوء وقال:رقم غريب
بيلا:طيب ردّ يمكن حد من صحابك عايزك وبيكلمك من عند أي حد
حرك رأسه نافيًا وهو يقول:لا مش حد منهم دا رقم واحده ست
عقدت حاجبيها وقالت بتساؤل:وانتَ عرفت منين ؟
نهض جعفر الذي كان مستلقى ورأسه على قدمها وأقترب منها بشدة ونظر لعينيها وقال:تحبي أثبتلك
نظرت لهُ وأجاب هو وفتح مُكبر الصوت لها وسمعت صوت أنوثي يُغلفه الحقد والشر، إنها المرأة العمياء التي تتحدث الآن وهي تقول:أهلًا جعفر باشا … أو خلينا نقول جعفر البلطجي اللي منيم حارة درويش من المغرب
نظرت بيلا لجعفر بصدمه والذي كان ينظر لها نظره ذات معنى بينما علت أبتسامه خبيثه منتصره على ثغر العمياء التي كانت تعلم بصدمتهما، بينما كانت بيلا تنظر لجعفر وهي لا تصدق ما تسمعه فبالتأكيد هذا ليس طبيعيًا بينما أبتسم جعفر بجانبيه وهو ينظر لها وهو يعلم ما يدور برأسها الآن، نظر للهاتف بتهكم ثم نظر لبيلا وقال:أهلًا بالمرأة العمياء صاحبه الذكاء والتخطيط العالي جعفر بيرحب بيكي في جحيمه يا عزيزتي
أبتسمت بجانبيه وهي تقول بخبث وحقد:أهلًا بيك في هلاكي انتَ والقمورة بتاعتك
نظرت بيلا لجعفر بصدمه والذي كان ينظر لها نظره ذات معنى بينما علت أبتسامه خبيثه منتصره على ثغر العمياء التي كانت تعلم بصدمتهما، بينما كانت بيلا تنظر لجعفر وهي لا تصدق ما تسمعه فبالتأكيد هذا ليس طبيعيًا بينما أبتسم جعفر بجانبيه وهو ينظر لها وهو يعلم ما يدور برأسها الآن، نظر للهاتف بتهكم ثم نظر لبيلا وقال:أهلًا بالمرأة العمياء صاحبه الذكاء والتخطيط العالي جعفر بيرحب بيكي في جحيمه يا عزيزتي
أبتسمت بجانبيه وهي تقول بخبث وحقد:أهلًا بيك في هلاكي انتَ والقمورة بتاعتك
أتسعت أبتسامه جعفر ليردف قائلًا:شكلنا هنتبسط جامد أوي
نظرت لهُ بيلا بغضب بينما تحدثت العمياء وهي تقول بأبتسامه:أكيد … عرفت أنك مش سهل وذكي جدًا … بالرغم أنك مش مُتعلم بس ما علينا … خلينا نشوف مين هيكسب أول ليڤل … بس نصيحة مني بلاش تهوش على النار كتير عشان هتغدر بيك في مره وتحرقك
أتسعت أبتسامه جعفر ليقول:لا متقلقيش انا مبتحرقش بسهولة … بس خافي على نفسك عشان ضربتي مفيهاش معلش
أتسعت أبتسامتها وقالت:عارفه … وعارفه أنك مش سهل تقع ولا انا عمومًا … فشكلنا كدا هنحارب حبة حلوين … خليني أباركلك على جوازك قبل ما نبدء حربنا أه انتَ ملحقتش بس معلش هي الحياة كدا … بتفضل تديك في خبطات كتير ورا بعض لحد ما تساوي وشك بالأسفلت بس الجدع اللي يتحمل ويديها الضربة القاضية … المهم .. خدّ حذرك عشان انا هبدء في أي وقت … بالتوفيق يا بلطجي
أغلقت معه ونظر هو للهاتف ثم لبيلا التي كانت تنظر لهُ، أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء وسمع بيلا تقول بهدوء:عرفت كل دا أزاي … هو انتَ تعرفها ؟!
نظر لها جعفر وقال:أكيد لا هعرفها منين
بيلا:أومال عرفت كل دا منين … شمت على ضهر أيديها
جعفر بحده خفيفه:بيلا … قولتلك قبل كدا بلاش أسلوبك دا عشان بيضايقني … هعرفها منين انا أول مرة أسمع صوتها ومعرفش شكلها وحكاية أنها تعرفني منين فمعرفش بصراحه لما أبقى أعرف هبقى أقولك
نهض جعفر بضيق ونظرت هي لهُ وقالت:انا مبقتش فهماك
توقف جعفر مكانه بينما أكملت هي وهي تنظر لهُ قائله:كل ما أحاول أفهمك وأحلل شخصيتك ألاقي عقدة مختلفة عن كل عقدة … انتَ ليه غامض كدا وكل حاجه عندك هتعرفي بعدين انا عاوزه اعرف دلوقتي حالًا ايه اللي بيحصل انا مش هفضل عامله زي الهبلة كدا
ألتفت إليها ونظر لها بينما كانت هي تُطالعه بضيق فقال هو:مش هتفهمي حاجه … أحسنلك متعرفيش حاجه
نهضت بيلا وأقتربت منه حتى وقفت أمامه وألتقتط كتفيه بين راحتيها وقالت بصوتٍ حاد:لا انا عاوزه أعرف دلوقتي بس يكون عندي خلفيه انا مش هفضل عايشه معاك طول العمر وانا مش فاهمه انتَ ايه أحكي يا جعفر مسيري هعرف
كان سيتحدث ولكن قاطعه رنين هاتفه فجذبته منه وقالت:مفيش تليفونات دلوقتي مش كل مره هتتهرب مني انا عاوزه أعرف في ايه ريحني
أنهت حديثها وهي تنظر لهُ بعينان لامعتان وعبوس، بينما أردف هو ببرود وقال:انتِ في أيدك تعرفي كل حاجه لوحدك من غير ما أعرفك حاجه
أمسك براحتيها وأبعدهما عنه وهو ينظر لها بهدوء بينما كانت هي تنظر لهُ بعينان دامعتان وعدم رضا، فتركها وخرج بينما تابعته عيناها ثم سقطت على رُكبتيها ونظرت لأثره بعينان دامعتان ومن ثم وضعت يدها على جبينها وهي تُعيد خصلاتها للخلف وتحدثت بصوتٍ مختنق ودموع قائله:ياربي حاسه أن راسي هتنفجر من التفكير الزايد عن اللزوم دا
في منزل راقي
كانت أزهار تقف بالمطبخ وهي تُعد الغداء وتقوم بتقطيع الجزر بأنهماك، بينما دلف صلاح وأقترب منها بهدوء وعلى ثغره أبتسامه خفيفه، وقف خلفها ورأها تُقطع الجزر فأقترب من أذنها وقال بصوتٍ خافت:بسرعه بقى عشان جعان أوي
شهقت أزهار بخوف وألتفتت إليه وسقط الصحن الفارغ الذي كان بجانبها أرضًا، بينما نظر هو لها وقال بتهدئه:بس أهدي محصلش حاجه لدا كله
زفرت براحه وهي تضع يدها على صدرها ثم تنفست الصعداء، نظرت لهُ بغيظ شديد عندما سمعته يقول بأبتسامه واسعة وهو ينظر لها:بط ولا وز
أزهار بحنق:يا سلام دا كل اللي فارق معاك
مالت بجزعها وأخذت الصحن ووضعته كما كان بينما قال هو بأبتسامه:جعان يا زوزو ألحقيني بصُباعين محشي وكوسيتين وصُباعين ورق عنب وفلفلاية وحتة بطة قد كدا
نظرت لهُ وقالت بأستنكار:انتَ كدا بتتعشى مش بتفطر انا لسه معملتش حاجه !
أحتل العبوس وجهه قائلًا:مليش فيه دا فطاري النهارده
نظرت لهُ بذهول فقال هو:انا عاوز أفطر بط
ضحكت أزهار وقالت وهي تلتفت مره أخرى وولته ظهرها:عندك التوست والمربى والشاي هناك روح أفطر يا صلاح
أمسك ذراعها وأدارها إليه قائلًا:انا طالبة معايا أفطر بط على الصبح أتصرفي
ضحكت أزهار بملئ فاهها وهي تقول:بطل هبل يا صلاح بط ومحشي ايه دول اللي عاوز تفطر بيهم على الصبح دول وبعدها تروح الشغل لا بجد أبهرتني
صق على أسنانه وقال:أزهار أتصرفي بجد والله ما بهزر
حركت رأسها بقله حيله وولته ظهرها من جديد فأغتاظ هو وجذبها من ذراعها أبعدها عن ما كانت تفعله ووقف أمامها مانعًا إياها من أستكمال إعداد الطعام وهو يقول بعدم رضا:جعان يا أزهار
أزهار:وانا قولتلك الفطار عندك أهو
صلاح برفض وضيق:لا انا عاوز أفطر بالعشا اللي هتعشا بيه بليل
زفرت أزهار ثم قالت بمهاوده:ولما تفطر بالعشا اللي هتتعشا بيه بليل هتتعشا بأيه بليل توست ومربى وشاي !
صلاح:ملكيش دعوه هتصرف انا بليل بس أعملي اللي بقولك عليه عشان شامم ريحة الأكل وهموت واكله بجد
رفعت حاجبها وقالت بأبتسامه وتلاعب:ليه يا بيضة بتتوحمي ولا ايه
نظر لها صلاح وقال بضيق:أزهار
أزهار بأبتسامه وبراءة:نعم
صلاح:بطلي وإخلصي
حركت رأسها برفض وقالت:برا يا صلاح
صلاح بضيق:أزهار
أزهار بجدية:برا يا صلاح متعطلنيش خليني أخلص لسه ورايا حاجات تانيه
حرك صلاح رأسه برفق وهو يقول:تمام … هروح أطلبهم من مراتي التانيه تعملهوملي ولا الحوجة لناس
تركت السكين فجأه من يدها أصدرت صوت إصتدام بالرخام وضربت بيديها على الرخام وألتفتت إليه كمن لدغتها حية وقالت وهي تصق على أسنانها بحقد:انتَ قولت ايه
صلاح ببرود:هخلي مراتي حبيبتي التانيه تعملهوملي
أقتربت منه سريعًا وجذبته من تلابيب قميصه وقالت بغضب وبأسلوب سوقي:حبك برص وعشرة خُرس مرات مين يا خويا
صلاح:مراتي
تحدثت أزهار بترقب وهي تنظر لهُ نظره لا تنُم على خير قائلة:اااه قول كدا بقى … وهي فين القمورة عشان أباركلها
صلاح:مباركتك وصلت
أزهار بعتاب:لا أزاي وهو دا ينفع لازم أروح وأباركلها بنفسي دي أختارت زينة الرجالة وفي نفس الوقت بقت ضُرتي
أبعد صلاح يديها وهو يقول:لا يا حبيبتي شكرًا واجبك وصل
ربت على وجهها بخفه وقال بسخرية:كملي يا روحي اللي كنتي بتعمليه مش عاوز حاجه
أعطاها ظهره وقبل أن يذهب رأى أزهار تقطع طريقه وهي تضع يديها على خصرها وهي تقول بغضب:لم الدور يا صلاح انا عارفه حركاتك دي كويس أوي بطل تقول كلام يضايقني
ألتمعت عيناها وهي تنظر لهُ وسريعًا خانتها عينيها لتتجمع الدموع بهما وهي تحدق بهِ بينما نظر هو لها وقال:انا متأخر على فكرة مش وقتك خالص
خرج صلاح تاركًا إياها تنظر لأثره بعينان دامعتان، وعندما سمعت صوت الباب يُغلق سقطت دموعها بألم فرغم معرفتها بأنه يمزح معها ولكن لتخيلها بأن هذا حقيقي يؤلمها قلبها ويرفض عقلها تقبل الفكرة بأن تكون هناك إمرأة أخرى في حياته وتكون زوجة ثانية لا تستطيع تخيل بأن هناك أخرى تُشاركها زوجها إنها فكرة لعينة ومؤلمة بشدة، أستفاقت من دوامتها ونظرت حولها وهي تبحث عن هاتفها الذي أعلنها عن وصول رسالة، أقتربت من الطاولة وأخذته ونظرت لرسالة صلاح الذي كان يقول فيها “أتعشي انتِ بقى النهاردة لوحدك أصل انا هتعشى مع مراتي التانية” أنهى حديثه بأيموجي يغمز فشعرت هي بنيران الغيرة تتأكلها من الداخل لتُشعل النيران بصدرها لتشعر بعدها بأنها تود الصراخ بغضب وتسديد العديد من الضربات لهُ حتى تنطفئ نيرانها، أغلقت الهاتف ووضعته على الطاولة وقالت بغضب وتوعد:ماشي يا صلاح … أبقى أرجع أتحايل عليا عشان أسامحك
في الكوخ
مها:معلش يا بيلا متزعليش منه بس هو لما بيكون مضايق مبيتكلمش وبيقعد لوحده هو طبعه كدا
تحدثت بيلا بهدوء وهي تلعب بأصابع يدها وهي تنظر لهن قائلة:عادي يا مها انا مش زعلانه
مها بأبتسامه:عليا انا برضوا يا بيلي
نظرت لها بيلا وقالت:صدقيني عادي انا بس مش عايزه أضغط عليه وأغصبه يتكلم … خليه وقت ما يهدي ووقتها هنشوف
سمعتا صوت جعفر يقترب وهو يتحدث مع سراج وفي هذه اللحظة نظرت بيلا لمها لترى ردود أفعالها عندما ترى سراج، بينما أقتربا هما منهما ونظرت مها لسراج الذي نظر لها للحظات وكانت بيلا تُتابعهما وهي تنظر لهما بهدوء وترقب، أبتعد جعفر وهو يسير بهدوء بينما تحدثت بيلا بعدما أبتعد جعفر قائلة بأبتسامه ومرح:أجيب شجرة وأتنين ليمون للعشاق
شعرت مها بالإحراج ونظرت للجهة الأخرى بتوتر بينما نظر لها سراج وقال بأبتسامه:داري على أخوكي بقى
عقدت بيلا يديها أمام صدرها وقالت بأبتسامه:ما انا معرفتكش
قال بأبتسامه:طب عرفيني
بيلا بأبتسامه:مبدئيًا أيدك على خمسين جنية
ضحك سراج بملئ فاهه وهو يقول:مش معقول بجد هو جعفر عداكي ولا ايه دي أول حاجه بيقولها لو عايزني أعرف حاجه
بيلا بأبتسامه:وبتديهاله
حرك رأسه نافيًا وقال:لا طبعًا
بيلا بلطف:طب وانا
أبتسم سراج ووضع يده بجيب بنطاله وأخرج خمسون جنيه ومدّ يده بها قائلًا:أدي الخمسين جنيه أهي يا ستي
حركت بيلا رأسها برفض وهي تقول:لا انا كنت بهزر انتَ صدقت بجد
سراج:خديها يا بيلا يلا
حركت رأسها برفض وقالت:مش هاخد حاجه انتَ صدقت بجد
سراج:والله العظيم لتاخديها مش هترجع جيبي تاني
نظرت لهُ بيلا فقال هو:يلا أعتبري نفسك لقيتيها أو هدية مني ليكي أي حاجه بس المهم تاخديها لأن انا حلفت
نظرت بيلا لمها التي قالت بأبتسامه:خديها يا بيلا هو مش هيرجعها مهما عملتي
مدّت بيلا يدها بتردد وهي تنظر لهُ وأخذتها فقال هو بأبتسامه:حصل حاجه بقى لما خدتيها
تحدثت بيلا وهي تنظر لهُ قائله بهدوء:انا كنت بهزر على فكرة
سراج بأبتسامه:خلاص بقى متكبريهاش كدا انا مدتكيش مليون جنيه يعني
أبتسمت بيلا وقالت:انتَ شخص لطيف أوي يا سراج
أتسعت أبتسامه سراج وقال بغرور وتفاخر:عارف على فكرة الجامد دايمًا واثق من نفسه
نظرت بيلا لمها وقالت بأبتسامه:مغرور درجة أولى
مها بأبتسامه:قرة عيني يعمل اللي هو عاوزُه
نظرت لها بيلا بخبث ورفعت حاجبها الأيمن قائله:حلو أوي ننادي على جعفر يسمع الكلام الجميل دا
كانت ستُناديه ولكن أوقفها كلًا منهما وتحدث سراج قائلًا بلهفة:لا جعفر ايه دلوقتي خليكي محضر خير
نظرت لهُ بيلا وأبتسمت قائله:حتى انتَ بتخاف منه
نظر لها سراج وهو يقول بأسلوب سوقي ويُحرك يده بالهواء:أخاف من مين دا أن شاء الله دا هو اللي يخاف مني
أبتسمت بيلا وعقدت يديها أمام صدرها وقالت:لا بتخاف
سراج:دا هو اللي بيخاف مني انتِ بتهزري دا مبيعرفش يعمل خطوه غير بأذني ولو رفضت وعارضني بديله تبريقه بتجيبه لورا وبيمشي زي الجزمة بعدها
أتاه صوت جعفر من خلفه وهو يعقد يديه أمام صدره قائلًا:وايه كمان
ألتفت سراج إليه سريعًا وهو يقول بصدمه وخوف:أحيه لا مش انتَ أقسم بالله
نظر لهُ جعفر ببرود وقال:انا بمشي زي الجزمة ومبعرفش أعمل خطوه من غير أذنك وبتبرقلي
أنهى حديثه وجحظت عيناه وهو ينظر لهُ مكملًا حديثه قائلًا:طب انا ممكن أعديلك كل الهري اللي قولته دا لكن جزمة دي اللي مش هعديهالك يا حيوان
أقترب منه جعفر بهدوء وأبتعد سراج سريعًا وأختبئ خلف بيلا قائلًا:حركة غبية كدا ولا كدا انا مش مسئول عن ردّ فعلي اللي هيخرج ساعتها
تحدث جعفر بهدوء وهو يقترب من بيلا قائلًا:طب أبعد عن مراتي الأول كدا عشان انتَ اهبل وهتعمل حركة هندمك عليها عمرك كله أبعد عن مراتي
سراج:لا ما انا هتحامى فيها مش كفاية مقلباني في خمسين جنيه
نظرت لهُ بيلا وقالت بذهول:انا برضوا
نظر لها سراج وقال بخوف:اه ايه هنكدب
بيلا بذهول:وهو مش انتَ اللي حالف عليا أخدها ولا انا بتبل عليك وقعدت عملتلي فيها الراجل الشهم الملياردير اللي لما بيخرج فلوس مبيرجعهاش جيبه
أقترب جعفر منها واستغل أنشغال سراج، وقف أمام بيلا مباشرًا ثم وقف بزاوية ونظر لسراج نظره الفهد الذي يستعد للأنقضاض على فريسته، وفي لمح البصر كان مُمسكًا بيده وينظر لهُ بعينان لامعتان وأبتسامه شر تُزين ثغره بينما نظر سراج لهُ بصدمه وجحظت عيناه وقال بخوف:يا نهار أسود ومنيل
سحبه جعفر بقوه مبتعدًا عن بيلا وحاوط عنقه بذراعه وهو يضغط عليه قائلًا وهو يصق على أسنانه بغيظ:انا ها … انا بتغلط فيا على أساس أني مش هعرف مثلًا … دا انا هطلع عين أهلك دلوقتي تعالى معايا
حاول سراج الأبتعاد وهو يقول:على فين
شدد جعفر على قبضته أكثر وقال:لا يا معلم خليها مفاجئة
أبتعد سراج بعدما دفعه ونظر لهُ قائلًا:مش هيحصل يا حلو مش معايا انا الكلام دا
نظر لهُ جعفر وقال بنظرة حاده:ماشي … هعديهالك المره دي … بس المره الجايه مش هسيبك غير وانا مكسرك
أبتسم سراج وقال وهو يُهندم من ثيابه:خلصانة يا مان كدا خالصين
أعطاه جعفر نظره حاده ثم قال:يلا امشي شكرًا على الزياره اللي ملهاش أي تلاتين لازمه دي
نظر لهُ سراج بذهول وقال:اه من حقك ما انتَ مقلبتنيش النهارده فجاي متعكنن
تركهم ودلف للكوخ دون أن يقوم بالرّد عليه تحت نظراتهم المذهوله ونظرات بيلا المنزعجة
في مكان آخر
نظرت عُلا لأكرم وقالت:مالك يا أكرم
نظر لها أكرم وقال بهدوء:مفيش حاجه انا سرحت بس شويه
عُلا:مش هتاكل طيب انا جعانه ومش عايزه آكل لوحدي
نظر لها أكرم وقال بهدوء:هاكل معاكي لقمتين وهنزل عشان أشوف هعمل ايه
حركت رأسها برفق ثم نهضت وأتجهت للمطبخ ثم شرد هو وهو يُفكر ماذا سيفعل وكيف سيجد كايلا
في الصعيد
كانت هناء تجلس وهي تستند برأسها على الجدار جانبها وهي شارده في صوره بيلا وأكرم فقد أشتاقت لهما كثيرًا وأشتاقت السماع لهما والحديث معهما، أخرجها من شرودها عده طرقات على باب الغرفه نظرت هي لهُ ومسحت دموعها وقالت:أدخل
دلفت عزيزه وأغلقت الباب خلفها وتقدمت منها ثم جلست على الفراش أمامها وهي تقول:مالك جاعده لحالك أكده
هناء بهدوء:محتاجه أقعد مع نفسي شويه
نظرت عزيزه للصوره ثم مدّت يدها وربتت على يد هناء وهي تقول:هتشوفيها جريب أن شاء الله متخافيش
نظرت لها هناء وقالت:وحشوني أوي يا عزيزه … وحشني أكرم ورخامته عليا طول اليوم … ووحشتني بيلا وحكاويها كل يوم .. فاكره كل مره كانت بترجع فيها من الكلية وكانت معاها شكوى جديده بسبب جعفر
أبتسمت قائله:كنت اقولها ماله يا بيلا عمل ايه تقولي بيرخم عليا يا ماما وبيعاكسني … مره بعد مره قررت أنزله واتكلم معاه … قولتله ينفع يا جعفر تقعد تضايق فيها كل شويه كدا وتعاكسها … رّد عليا رّد ساعتها .. قالي يا خالتي انا مش واحد نيته وحشه عشان خاطر ابص عليها كل شويه وأعاكس فيها دي مُحرمة عليا وانا عمري ما اعاكس واحده وأضايقها بكلامي … ساعتها كلامه خلاني في حالة ذهول … جعفر بيقول كدا … قولتله بس هي قالتلي أن انتَ بتعاكسها وتضايق فيها كل شويه حلف ساعتها أنه مكلمهاش .. أضايقت من بيلا أوي ساعتها أنها أتهمته بحاجه هو معملهاش وانا عارفه جعفر كويس أوي دا تربيتي برضوا … ساعتها طلعت زعقتلها عشان قالت حاجه هو معملهاش ونزلت كليتها تاني يوم وأعتذرتله وهو قبل أعتذارها من غير عتاب أو أي حاجه … انا عارفه جعفر كويس أوي يا عزيزه .. راجل بجد وشهم وابن بلد عشان كدا سلمته بيلا وانا متطمنه عليها وعارفه أني أديتها لواحد عنده أستعداد يشرب من دم اللي قدامه لو رفع عينه بس عليها
عزيزه:كلمة الحج تتجال يا هناء واني مبجولش اكده عشان انتِ جاعده لاع بس الواد دا أول ما شوفته أرتحتله … انتِ ليكي نظرة محدش جادر يشوفه بيها غيرك والواد دا دخل جلبي والله … هو عبد المعز حكم عليه من المظهر الخارچي … بس مشافش اللي چواه وبيلا هي اللي عايشه معاه وشايفه وعارفه ولو كانت لجت حاچه معچبتهاش كانت جالت بس لحد دلوج أني شايفه أنها مبسوطه معاه
هناء:نفسي عبد المعز يشوفه زي ما انتِ شيفاه يا عزيزه ساعتها هيعتبره أبنه وأكتر وهيحبه والله جعفر غلبان بس لازم يستقوى عشان الناس مش عايزه غير المفتري
عزيزه بتفهم:عارفه … متجلجيش كل حاچه هتبجى زينة
هناء بحزن:بتمنى يا عزيزه والله
في الكوخ
كان جعفر يرتدي حذائه ويقوم بربطه بهدوء والعبوس يحتل معالم وجهه، دلفت بيلا بهدوء ونظرت لهُ ثم أغلقت الباب خلفها وأقتربت منه حتى وقفت أمامه بينما كان هو مازال يقوم بربط حذائه، أعادت خصله خلف أذنها وهي لا تعلم ماذا تقول وكيف تبدء الحديث معه، رفع رأسه ناظرًا إليها بعدما انتهى قائلًا بتساؤل:في حاجه ؟
نظرت لهُ بيلا وقالت:ايه شغل أبتدائي دا
نهض جعفر ولم يعيرها أهتمام وتركها وذهب ولكنها أوقفته وهي تُمسك بيده وتقف أمامه تمنعه من الذهاب، زفر هو بضيق ونظر للجهة الأخرى فقالت هي بهدوء:حقك عليا متزعلش … انا أسلوبي كان مش لطيف معاك من البداية بس غصب عني لما لقيتها عرفاك وبتتكلم كأنها قريبتك انا غيرّت عليك … متزعلش يا جعفر انا أسفه بس انتَ دايمًا بتقرر لوحدك وبتعمل كل حاجه لوحدك وانا لاغيني من حياتك كأني مش فيها
وضعت راحتيها على كلا ذراعيه وقالت:جعفر انا مراتك … يعني شريكة حياتك ونصك التاني يعني انا ليا حق أعرف كل حاجه زي ما انا بعرفك كل حاجه وبتساعدني أحنا لازم نكون سند لبعض … نخاف على بعض … انا مش متطفلة والله ولا انا بتحكم فيك وبمشي كلمتي عليك انا مش كدا خالص صدقني انا أبسط من كدا بكتير … انا كنت حابه أساعدك وأقف في ضهرك … بس الظاهر كدا أن وجودي غير مرغوب فيه
كانت تنظر لهُ بعينان ملتمعتان وهي تتحدث معه بينما نظر هو لها بعدما أنهت حديثها ورأى تلك اللمعة التي يعلمها عن ظهر قلب، لا يعلم ماذا يفعل ولكنه وجد نفسه يضمها ويُربت على ظهرها بحنان فسقطت دموعها بعدما أغمضت عيناها، لحظات من الصمت قطعها جعفر وهو يقول بهدوء:انا عارف أنه غصب عنك … بس اللي زعلني منك طريقتك معايا انتِ أول مرة تتكلمي معايا بالأسلوب دا وكأني مأهملك ومش شايفك .. انا مبحبش حد يضغط عليا يا بيلا ويكون مُصِر يعرف في نفس اللحظة بتعصب أوي وبضايق لأني ببقى بفكر في اللحظة دي في حل للي انا فيه مش عشان انتِ متطفلة زي ما بتقولي خالص … بالعكس أحنا متفقين أننا هنحل كل حاجه مع بعض انا عارف دا كويس بس لما تلاقيني مقفول كدا ومبتكلمش يا بيلا أعرفي أني مش هتكلم طول ما انا مخنوق كدا ممكن تسيبيني أرتاح وأهدى وبعدين تعالي وهتلاقيني بتكلم وبحكيلك كل حاجه بالتفصيل الممل كمان بس عشان خاطري متضغطيش عليا ممكن!
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بدموع فطبع هو قُبلة على جبينها وقال:انا المفروض دلوقتي هطلع على المخزن عشان أشوف الست المتخلفة دي هي وجوزها هعمل معاهم ايه
عقدت حاجبيها وقالت:مين دول!
جعفر بهدوء:أتنين كانوا بيدوروا عليا عشان يسلموني للست اللي أتصلت بيا دي
نظرت لهُ بذهول بينما زفر هو وقطع حديثها رنين هاتفه، نظر جعفر بهِ ثم أجاب قائلًا:ايوه
أكرم:بيلا عرفت حاجه
جعفر بهدوء:لا
أكرم بجديه:كويس تعلالي على مكانا
جعفر بهدوء:تمام نص ساعة وأكون عندك
أغلق جعفر معه ونظر لبيلا بعدما وضع هاتفه بجيب بنطاله من جديد وقال:معلش يا بيلا مضطر أمشي دلوقتي يا حبيبتي لما ارجع أن شاء الله نكمل كلامنا أتفقنا!
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ فأبتسم لها بخفه وتركها وذهب تحت نظراتها التي كانت تتابعه حتى خرج وأغلق الباب خلفه فأخذت هي نفسًا عميقًا ثم زفرته بهدوء
على الجهة الأخرى
كان أكرم يأخذ المكان ذهابًا وإيابًا وهو يضع يده خلف رأسه ويشعر بأنه سيجن من كثره التفكير في الأمر، مرت نصف ساعة ووصل جعفر في الوقت المناسب، أقترب منه بهدوء وهو يقول:عرفت مش كدا
وقف جعفر أمامه بينما نظر لهُ أكرم وأخذ نفسًا عميقًا ثم زفره وهو يُحاول أن يتمالك أعصابه قائلًا:انا عاوز أعرف دلوقتي اللي حصل دا واللي انا عرفته دا كان في دماغك
أبتسم جعفر بجانبيه ووضع يديه خلف ظهره قائلًا وهو ينظر لهُ:شوفت بلاوي طبعًا … أبوك الشريف الكُبارا خاربها على الآخر من وراكوا
أكرم بحده:انتَ كنت تعرف منين يا جعفر
جعفر بأبتسامه:متجوز على أمك تلاته ومخلف من كل واحده مش أقل من تلاته وكانت سميحة الرابعة بتاعتهم بس لسه مقررش يخلف منها ولا لا وكمان أخواتك في أعمار مختلفه … مستغرب ليه … ولا الصدمة جت معاك بنتجية عكسية … متستغربش قولتلك لما تعرف أن سميحة هتعيش ملكة قدام عشان أبوك دلوقتي شغال شغلانه جباره هتكسبه دهب وشويه وهيكتب لسميحة شقة التجمع بأسمها … دا غير العربية الأخر موديل اللي هتبقى مفاتيحها في أيديها خلال أيام
ركل أكرم المقعد بعنف ونظر لجعفر وصرخ بهِ بغضب قائلًا:عرفت كل دا منين يا جعفر رّد عليا
جعفر ببرود:أظن أن انا قولتلك إمبارح أنك مسافه ما تعرف وتيجي تعرفني ولو قولتلك ايوه مش من حقك تسألني عرفت منين وازاي … المهم أنك عرفت
مسح أكرم على خصلاته وهو يشعر بالغضب يزداد بداخله ويود إخراجه بأي شئ، سقط أرضًا أمامه وهو يشعر بالحيرة والتوهان والصدمة، جميع المشاعر السلبية تتحكم بهِ في لحظة واحده وشيئًا واحدًا بعقله الآن، ماذا سيحدث لهناء إن علمت بشئٍ كهذا فبالتأكيد لن يمر الوضع بسلام وسيحدث لها شيئًا لن يسامح والده عليه مدى الحياة
تحدث جعفر ببرود وهو يدور في المكان بهدوء قائلًا:أبوك دا جبار أوي … واحد في سنه المفروض سنانه تقع ويبدء يعجز … بس هو مش كدا خالص بصراحه دا لسه بيتجوز ويخلف يا راجل دا فيه صحة اكتر مني ومنك
أبتسم بسخرية وقال:قال ايه اتقي الله يا جعفر وقرب من ربنا … هو مين فينا اللي المفروض يقرب من ربنا طب على الأقل يا راجل انا محترم نفسي وواحده ماليا عنيا ومكفياني … معقوله الأربعة مش ماليين عنيه!، دا زي ما بيقولوا مقطع السمكة وديلها … عالمي وانا كجعفر منبهر بيه والله عشان خالف توقعاتي … بس معلش في الكلمة يا أكرم انا عارف أنها هتجرحك بس هيجرالي حاجه لو مقولتلهالكش … أبوك بتاع حريم … صدقني … في الحقيقه هو كان فيه كلمة تانيه بس مش هتطلع مني مهما حصل … انا أسف يا أكرم بس أبوك دا انا لو مكانك أتبر منه عادي من غير ما يصعب عليا وينزل دمعتين التماسيح دي … والحقيقة أن في كارثة تانيه وهي أن بيلا متعرفش أي حاجه وانا واثق أنها لو عرفت هيحصلها حاجه وانا مش عايزها تعرف أي حاجه عن الموضوع دا الحاجه الوحيدة اللي ممكن تعرفها موضوع أختها دا أينعم هتتعب وهتخش في دوامة بس أرحم وأهونّ من أنها تعرف الباقي … كفاية على أمك سميحة مش حِمل تعرف أن في أتنين تاني عليها … لو هتعرف تتصرف أتصرف وانا من رأيي ترفع عليه قضية خُلع لأن فارس مش هيطلق بسهولة
أنهى جعفر حديثه وعم الصمت المكان لوقتٍ ليس بطويل، قطعه أكرم وهو يرفع رأسه برفق وينظر لجعفر الذي كان ينظر لهُ بعينان حمراوتان بهدوء، تحدث أكرم بهدوء والعرق يتصبب من جبينه قائلًا:هو فين دلوقتي
عقد جعفر يديه أمام صدره وقال:عايز تعرف ليه
أكرم بحده:جاوب من غير ما ترّد عليا بسؤال
جعفر ببرود:معرفش هو أبويا انا ولا أبوك انتَ ؟!
مسح أكرم وجهه وخصلاته بغضب ونهض تحت نظرات جعفر المترقبة لهُ، أقترب أكرم منه ووقف أمامه ونظر لهُ وقال بترقب:أسمع يا جعفر عشان مخسركش في لحظة غضب … هتقولي أبويا فين ولا أتصرف انا بمعرفتي
جعفر ببرود:وانا قولتلك معرفش ولو حتى أعرف مش هقولك عشان متوديش نفسك في داهيه
حرك أكرم رأسه برفق ونظر للجهة الأخرى وفي لمح البصر سدد لكمة قوية لجعفر الذي توقعها منه ومنعه من لكمه، نظر لهُ جعفر بحده بينما نظر لهُ أكرم بغضب ساحق وهو يتنفس بسرعه، تحدث جعفر بصوتٍ خافت وحاد قائلًا وهو ينظر لهُ:انا مقدر الموقف اللي انتَ فيه دلوقتي فعشان كدا هعديهالك وكأنك معملتش حاجه
تركه جعفر وهو مازال ينظر لهُ وأكرم يُبادله نظراته، تحدث جعفر بحده قائلًا:لو أتكررت تاني يا أكرم هتزعل مني جامد أوي صدقني
أبتعد جعفر للخلف عده خطوات ثم أعطاه ظهره وخرج من المكان دون التفوه بحرف واحد تحت نظرات الغضب المنبعثه من عينان أكرم والذي لا يستطيع تمالك نفسه
في مكانٍ بعيد آخر
وصل إلى فتوح الذي كان جالسًا وينتظره بفارغ الصبر، وقف أمامه وقال:في ظرف أربعه وعشرين ساعه يكون قدامي وهي معاه عشان تشوفه وتتحسر عليه لما تشوفه بيتعذب مفهوم
_متقلقش يا برنس انا هتصرف بمعرفتي بس متنساش حلاوتي
أبتسم فتوح ومدّ يده بمبلغ من النقود وهو يقول:أعتبر دول حلاوتك … هتاخذ النص التاني لما تجيبه
_ماشي … على بكرا زي دلوقتي هيكون قدامك
أبتسم فتوح وقال بشر:هستناك
مر اليوم سريعًا وحل المساء
دلف جعفر للكوخ وأغلق الباب خلفه بهدوء، نظر حوله واقترب من بيلا التي كانت جالسة على الأرض وتستند برأسها على الجدار ومغمضه العينين، جلس أمامها على رُكبتيه بهدوء ووضع راحته على يدها وهو يقول بصوتٍ هادئ:بيلا انتِ نايمة
فتحت بيلا عينيها بهدوء ونظرت لهُ قائله:جيت
جعفر:لسه داخل حالًا
أخفض رأسه وهو يُغمض عيناه فنظرت لهُ وقالت:مالك يا جعفر انتَ كويس
لم يتحدث جعفر فوضعت يدها على رأسه بعدما أستند برأسه على رُكبتيها وقالت:جعفر
شدد على يدها دون أن يتحدث فزفرت هي وقالت بقلق:انتَ تعبان طيب
حرك رأسه نافيًا وقال:انا كويس يا بيلا مفيش حاجه
زفرت براحه عندما سمعت صوته الهادئ ثم قالت:مسألتش على مها يعني
رفع رأسه برفق ونظر لها وقال:ما انا عارف
عقدت حاجبيها وهي تنظر لهُ بعدم فهم فقال هو:انا كلمت سراج وخليته يوديها عند والدته أمان
بيلا:طب وانا ؟!
نظر لها نظره ذات معنى وقال:انا مش هأمنلك غير وانتِ قدام عيني لو شموا خبر أنك بعيده عني هيستغلوا الموضوع ويا يروحوا ياخدوكي ويهددوني بيكي عشان اظهرلهم يا أما هيجولي انا وفي نفس الوقت هتكوني في خطر مينفعش أجازف في الموضوع ولازم أكون عارف حساب كل خطوه باخدها عشان متأذنيش وتأذيكي معايا يا بيلا انا قادر أحميكي لكن لو مها معانا هيكون صعب عليا فعشان كدا انا ودتها هناك لحد ما الموضوع يعدي على خير
مسحت على وجهها بهدوء وهي لا تعلم ماذا يحدث معهما فكل شئ ضدهما، ربت جعفر على يدها وقال:متشغليش بالك كله هيعدي
وقبل أن تتحدث بيلا سمعا صوت أقدام بالخارج، نظرت لهُ بيلا بصدمه وخوف بينما نظر لها بترقب وعم الصمت المكان فجأه، وضع جعفر سبّابته أمام فمه لبيلا التي كانت تنظر لهُ بخوف، نهض جعفر بهدوء شديد وترقب وهو ينظر للخارج من النافذه الصغيرة ورأى رجلًا غريبًا قبيح للغاية يقترب من الكوخ وهو يُشهر بسلاحه، نظر لبيلا التي نهضت ونظرت للرجل بخوف وصدمه وهي تراه يُشهر بسلاحه فنظرت لجعفر بعينان دامعتان يملئهما الخوف وقالت بخفوت بعدما ضمها جعفر لأحضانه وهو ينظر للرجل نظره لا تنُم على خير:هنعمل ايه يا جعفر أحنا كدا هنموت خلاص
تحدث جعفر وهو ينظر لهُ قائلًا بجديه وهدوء:أن شاء الله لا … هنحارب
عقدت حاجبيها وهي تنظر لهُ فنظر لها وقال:الأكيد أن واحد فينا دلوقتي هيكون سابق التاني وعشان كدا انا هخليكي تهربي الأول وانا هحصلك بعدها بدقايق وخلي تليفونك مفتوح عشان اعرف أوصلك والعكس بعد ما تهربي الأول ويمر تلت ساعة وملقتنيش أتصلت أعرفي ساعتها أني مبقتش موجود
حركت رأسها برفض وسقطت دموعها بخوف وهي تقول بلهفة:لا يا جعفر انا مستحيل أسيبك لا عشان خاطري انا هفضل جنبك
نظر لها وقال بحده:مش وقته عِندّ يا بيلا مفيش وقت يا إما نموت أحنا الاتنين
حركت رأسها بلهفه وهي تقول:وانا موافقه صدقني انا موافقه
اردفت بها بصوتٍ باكِ وسقطت دموعها أكثر فنظر للخارج ورأى الرجُل أقترب بشدة فنظر لبيلا وحاوط وجهها بيديه وقال بحزم:أسمعيني كويس تنفذي اللي قولتلك عليه ومن غير نقاش كتير مفيش وقت انا مش هضحي بيكي مهما حصل
تحدث بيلا وهي تبكي قائله:ولا انا هضحي بيك عشان خاطري أفهمني
سمعا صوته يقطع حديث بيلا قائلًا:وتضحوا ببعض ليه ما انا ممكن أريحكوا أنتوا الاتنين في نفس الثانية
أنهى حديثه وهو يُشهر بسلاحه بوجههما فجحظت عينان بيلا بصدمه وهي تراه يُصوب سلاحه تجاه جعفر الذي كان صامتًا ينظر لهُ بهدوء، وفي غمضه عين كانت رصاصته أنطلقت من مسدسه تزامنًا مع وقوف بيلا أمام جعفر
أنهى حديثه وهو يُشهر بسلاحه بوجههما فجحظت عينان بيلا بصدمه وهي تراه يُصوب سلاحه تجاه جعفر الذي كان صامتًا ينظر لهُ بهدوء، وفي غمضه عين كانت رصاصته أنطلقت من مسدسه تزامنًا مع وقوف بيلا أمام جعفر، دفعها جعفر بعيدًا بسرعه سقطت أرضًا وهو بجانبها، نظرت لهُ سريعًا ونهضت قائله بلهفه وخوف:جعفر انتَ كويس يا حبيبي حصلك حاجه
نهض جعفر ونظر لها قائلًا بتهدئه:أهدي انا كويس والله المهم قومي بسرعه
نهضت سريعًا بمساعدته فنظر هو حوله ولم يجده فضمها جعفر وقال بقلق:بيلا خليكي معايا دلوقتي أوعي تبعدي المكان مش أمان
ضمته سريعًا وكأنها كانت تنتظرها منه بفارغ الصبر بينما نظر هو حوله وهو لا يعلم من هذا الرجُل وماذا يُريد منه فهو لا يعرفه ولم يره من قبل، نظر حوله ثم لبيلا وقال:يلا بينا
خرجا سريعًا من الكوخ وركض جعفر سريعًا وهو يُمسك بيد بيلا التي كانت تركض بجانبه وهي تنظر خلفها، في الحقيقة لا يعلم جعفر إلى أين هو ذاهب ولكنه يُحاول الهروب منه خوفًا على بيلا وليس منه، وقف جعفر وبجانبه بيلا التي كانت تُمسك بيده وهما يلهثان، نظر جعفر حوله بترقب فهو يشعر بقربه، نظر لبيلا وقال:قُريب مننا دلوقتي
نظرت بيلا حولها بقلق وقالت:هنعمل ايه دلوقتي
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول:مش عارف
مسح حبات العرق من على جبينه وهو ينظر حوله بإرهاق، ترك بيلا وسار بهدوء وهو ينظر حوله يبحث عنه بينما كانت بيلا تنظر خلفها وهي تشعر بالخوف ولكن عندما ألتفتت كي تنظر لجعفر شعرت بالذي يضع المنديل المخدر على أنفها وفقدت الوعي سريعًا
في منزل صلاح
كانت أزهار مستلقية على الفراش وهي تضع يدها أسفل رأسها وتنظر أمامها بشرود، لحظات وسمعت صوت باب المنزل يُغلق فعلمت بأن صلاح عاد من الخارج فأغمضت عينيها وأدعت النوم، ثوانِ ودلف صلاح بهدوء وأغلق الباب خلفه، نظر لها وأبتسم بخفه، أقترب منها بهدوء ونظر لها وهو يعلم بأنها مستيقظه، حرك رأسه برفق ووضع الوردة بجانبها على الطاولة وذهب لتبديل ملابسه، بينما فتحت هي عينيها بعد لحظات ورأت الوردة موضوعة على الطاولة وبجانبها شيكولاته، علت أبتسامه رضا على ثغرها ونظرت لأثره بحب
في مخزن مُظلم
كان جعفر مُكبلًا بالعمود خلفه ورأسه تدلى للأسفل ومغمض العينين، أقترب منه ومعه دلو ماء بارد سكبه بوجهه وأستفاق جعفر وهو يشهق بفزع ومن ثم بدء يسعل بينما ترك الآخر الدلو ووقف أمامه وهو يعقد يديه أمام صدره وينظر لهُ ببرود
وأبتسامه باردة تعلو ثغره، لحظات ورفع جعفر رأسه بهدوء ليتفاجئ بهِ أمامه، علت أبتسامه سعيدة ثغره وهو ينظر لهُ قائلًا:منور مكاني يا بلطجي … أتفاجئت مش كدا … أومال لما تعرف المفاجئة الأكبر
أبتعد فتوح من أمامه لتظهر بيلا التي كانت جالسة على المقعد ومُكبلة بإحكام ورأسها تدلى على الجهة اليسرى، جحظت عيناه ونظر لفتوح بعينان تطل شرار وهو يصق على أسنانه قائلًا بغضب:عملت فيها ايه ياللي تتشل في أيدك
لكمه فتوح بوجهه وهو يقول بغضب:حاسب على كلامك انتَ صباعك دلوقتي تحت درسي كلمة كدا ولا رّد فعل كدا الحلوة دي هتتحمل نتايج تهوراتك
نظر لهُ جعفر نظرات نارية وهو يتنفس بغضب ويتوعد لهُ بداخله بأشد أنتقام، أقترب فتوح منها وسكب عليها دلو ماء آخر بارد فشهقت بقوه وهي تنظر حولها بخوف حتى وقعت عيناها على جعفر الذي كان ينظر لهُ نظرات ساحقة لولا ذلك الحبل اللعين لكان نهض وجعله يندم بشدة في ذات اللحظة، نظرت لفتوح بخوف وابتلعت تلك الغصة وهي لا تعلم ماذا سيفعل بهما فهي تعلم فتوح وشره، نظرت لجعفر الذي قال بحده وهو يصق على أسنانه:أبعد عنها أحسنلك
ألتفت فتوح برأسه وهو ينظر لهُ بطرف عينه وقال بأبتسامه مستفزه:بتغيرّ عليها ولا ايه يا روميو
زمجر جعفر بغضب وهو يقول:أبعد بقولك مبعدش كلمتي مرتين
أستدار فتوح بكامل جسده وقال:عندي هتكررها مرتين وألف … انتَ دلوقتي في مكاني … ملكي … يعني من حقي أعمل اللي انا عاوزُه من غير أذّن من حد … وانتَ هنا تقول حاضر
ضحك جعفر وقال:خيالك واسع أوي لدرجة أنه مخليك متخيل إني ممكن أقولك حاضر يا فتوح بيه … ضحكتني بصراحه
فتوح بغضب:أيوه تقول ومتقولش ليه عندي طُرق كتير تخليك تقول غصب عنك انا مش هغلب معاك وبعدين المفروض تفكر … انا معايا مراتك قصاد فتحي اللي معاك دلوقتي يعني لو أتأذي هي كمان هتتأذي خلي بالك
نظر لهُ جعفر بغضب وحقد بينما أبتسم فتوح وقال:من هنا لحد ما دماغك الناشفه دي تفكر تخرج فتحي مش هتشوفوا الشمس ولا حد هيعرفلك طريق حتى
نظر لهما فتوح نظره ساخره ثم تركهما وخرج وورأه رجاله، أغلق الباب خلفه وزفر جعفر بغضب وهو ينظر أرضًا، نظرت لهُ بيلا ولم تتحدث فهي تعلم بأنه غاضب بشده وإن تحدثت معه سيصرخ بها ففضلت الصمت
في الصعيد
كانت هناء تُحاول مهاتفه بيلا التي كان هاتفها مُغلق طوال الوقت مما جعلها تشعر بالقلق عليها، هاتفت جعفر عله يُجيب عليها وهي تدعو بأن يُجيب عليها ويُطمئنها ولكنه مُغلق أيضًا، أنزلت الهاتف وزفرت بخوف وهي تشعر بأن حدث لهما شئ وإن كان شعورها صادق فستُحمل فارس المسئولية وستنتقم منه، دلف عبد المعز ورأها بهذه الحالة فأقترب منها وهو يقول بتعجب:مالك يا هناء !
أنتفض جسد هناء بفزع وألتفتت إليه وهي تقول بخوف:مفيش حاجه
نظر لها عبد المعز نظره ذات معنى وقال بأستنكار:أكده ومفيش حاچه أومال لو كان فيه ؟!
زفرت هناء وجلست على المقعد وهي تضع يدها على جبينها فجلس هو أمامها وقال:مالك يا خيتي في حاچه بيلا زينة
حركت رأسها برفق ولم تتحدث فقال هو:أومال خايفه أكده ليه
هناء بتوتر:مفيش يا عبد المعز دايخه شويه وانتَ خضتني
ربت على يدها وقال:طب مخلتيش بهيرة تعملك مياه بسكر ليه … يا بهيرة .. بهيرة
جاءت بهيرة وهي تقول:أيوه يا بوي
نظر لها عبد المعز وقال:أعملي لعمتك مياه بسكر عشان دايخة
حركت رأسها برفق وقالت:حاضر
تركته وخرجت مره أخرى بينما نظر هو لهناء وهو يُربت على ذراعها برفق
في اليوم التالي
كان جعفر يستند برأسه على الجدار الذي كان خلفه وهو نائمًا وبيلا التي كانت رأسها تدلى على كتفها وهي نائمة، سقطت أشعه الشمس على عيناه جعلته يعقد حاجبيه ويبتعد برأسه عن أشعه الشمس بأنزعاج ولكن كانت أشعه الشمس بكل مكان حوله، ففتح عينيه وأغلقها مره أخرى ثم أخفض رأسه وهو يفتح عينيه، رفع رأسه مره أخرى ونظر حوله ولكن بسبب قوه أشعه الشمس لم يستطع أن يرى بيلا فقام بشتم فتوح بداخله بغضب فبالتأكيد متعمدًا وضعه بهذا المكان، نظر خلفه وهو يرى أن الجهه الأخرى مُظلمه ولم تكن سوى أنها كانت خلف العمود، بينما كانت بيلا نائمة ولكنها أستيقظت بأنزعاج بسبب ألم جسدها، فتحت عينيها وهي تنظر حولها بهدوء، نظرت لجعفر وعقدت حاجبيها قائله:في ايه يا جعفر
نظر لها جعفر وهو يُضيق عيناه مع إنعقاد حاجبيه بسبب أشعه الشمس المصوبه تجاهه وقال بغضب:الشمس هتعميني بسبب اللي يتشك في قلبه
رأته حقًا لا يستطيع فتح عيناه فنظرت للباب وهي تعلم بأنها إن طلبت منه نقله لمكان مُظلم لن يوافق وسيتركه هكذا ففكرت ماذا ستفعل من أجل إبعاده عنها، نظرت لنفسها وقامت بتحريك قدميها فقد طلبت منه عدم تقييد قدميها ولكنه قام بالعِناد وقيدها وبقوه، شعرت بألم قدميها وفكرت بالتحرك بالمقعد حتى تصل لهُ وهذا بالفعل ما فعلته، بينما كان هو جالسًا وسمع صوت تحرك المقعد فنظر تجاهها ولكنه لم يرى شئ فأغمض عيناه بقوه وقال:بتعملي ايه يا بيلا
لم تجيبه وأكملت ما كانت تفعله بالرغم من صعوبه الوصول إليه وهي مقيدة بالمقعد ولكنها ستتحامل من أجله
في منزل صلاح
كان صلاح جالسًا ويتناول الفطور برفقه أزهار وهو يتحدث معها حتى قاطعه رنين هاتفه فنظر لها ثم أجاب على المتصل وهو يقول بهدوء:صباح الخير يا عمتي
تحدثت هناء قائله:صباح النور يا صلاح عامل ايه يا حبيبي طمني عليك
تعجب صلاح من نبرة صوتها وقال:بخير الحمد لله مالك يا عمتي صوتك ماله
هناء بدموع:مفيش حاجه
ترك صلاح الكوب وقال:لا أزاي صوتك باين أوي مالك يا عمتي انتِ كويسه
هناء بدموع:صلاح لو طلبت منك طلب تقدر تساعدني
صلاح بوِد:اه طبعًا خير يا عمتي
في منزل كيڤن
كان سراج جالسًا بهدوء حينما أقتربت منه إيميلي ومعها كين وهي تقول:سراج
نظر لها سراج ونهض بهدوء وهو ينظر لها بتعجب، وقفا أمامه وقالت إيميلي:أأنت جالس هُنا وصديقك مقيد بإحدى القيود بإحدي الأمكان هو وزوجته
نظر لها سراج وعقد حاجبيه قائلًا:ماذا تقصدين
إيميلي:صديقك الذي كان معنا هُنا هو وزوجته
نظر لها سراج بذهول وقال:جعفر
إيميلي:نعم أنه هو لقد تم الهجوم عليه من قِبل رجل مجهول الهوية مساء البارحة هو وزوجته وقد كان يود قتلهما حاول الهروب منه بها ولكنه فشل بالنهاية وتم قيدهما ووضعهما بإحدى المخازن والآن يرفض تحريره دون إخراج زعيمه
نظر لها سراج بصدمه وهو لا يصدق، تحدث كين وقال:يجب علينا تحريرهما منهم لأن الخاطف سيقوم بقتله في أي وقت إن رفض هو إخلاء سبيل زعيمه وبذلك ستُقتل زوجته أيضًا أو سيأخذونها لأشياء كلانا نعلمها
مسح سراج على وجهه وهو يقول:إذًا إيميلي أيمكنك معرفة أين هما الآن
أبتسمت إيميلي وقالت:انا أعلم بالفعل ولكن أن كنا سنذهب لتحريرهما علينا أن نُسرع لأنه الآن مُعرض لخسارة بصره لأن العدو يضعه بموضع أشعه الشمس وطقس اليوم شديد الحرارة فعلينا أن نُسرع
سراج:حسنًا هيا بنا
في المخزن
تحركت بيلا بالمقعد للمره الأخيره حتى أصبحت أمامه تحجب عنه أشعه الشمس الضارة، بينما فتح هو عيناه ثم أغلقها وحاول فتحها مرات عديده حتى بدأت الرؤية تضح أمامه مره أخرى، فرفع عيناه ونظر لبيلا التي كانت أمامه فقال:بيلا
قاطعته قائله:متقلقش
جعفر:الشمس شديده وهتاخدي ضربه شمس مقلقش أزاي
بيلا:لازم حد فينا يضحي وعشان كدا انا قررت أضحي المره دي لأني مش هسيبك قدام الشمس طول الوقت بالشكل دا من غير ما أتصرف ومش هقدر في نفس الوقت أشوفك وانتَ….
بترت حديثها فلم تستطع إكمال حديثها فزفر هو ونظر لها وقال:بيلا عشان خاطري لو بتحبيني أبعدي
حركت رأسها برفض وهي تنظر لهُ بحزن فأغمض عيناه وأخذ نفسًا عميقًا فهو يعلم بأنها ستقوم بالعِناد معه، نظر حوله وهو يود فك قيوده، نظر يساره ورأى مشرط مُلقى فقال بإبتسامه شر:ريحتك بدأت تطلع يا فتوح
نظرت لهُ بيلا وعقدت حاجبيها وهي لا تفهم ماذا يقصد فرأته يتحرك بجسده فنظرت لما ينظر لهُ ورأت مشرط تعجبت من وجود مشرط هُنا ولكنها لم تهتم، بينما حاول جعفر الوصول إليه، مدّ قدمه اليُسرى وهو يُحاول الوصول إليه فقالت بيلا:حاول تتحرك بجسمك شويه كمان لقدام
تقدم جعفر بجسده بالفعل مثلما قالت وهو يُحاول معها جلبه، شعر بهِ فجذبه وعاد بجسده مثلما كان وقربه منه، زفر جعفر وهو ينظر لبيلا وعلت أبتسامه خفيفه ثغره، أخذه وبدء بقطع الحبل بصعوبه فلم يكن الأمر بالشئ الهين، نظرت بيلا حولها بقلق وكان جعفر مازال مستمر في قطعه بقوه وهو ينظر للباب من الحين للأخر حتى قُطع أول حبل، بدء بقطع الثاني بسرعه عن ذي قبل حتى لا يدلف هذا اللعين ويُفسد كل شئ، نظرت لهُ بيلا وقالت بقلق وخوف بعدما سمعت صوت أقدام تقترب من المكان:بسرعه يا جعفر
أسرع جعفر حتى قُطع الحبل، ترك المشرط ونظر لها بأبتسامه وشعرت بالأمل يعود مره أخرى، نهض جعفر سريعًا وبدء بفك قيودها ولكنها كانت معقدة فعاد وأخذ المشرط سريعًا كي يقطعه فقالت بيلا بخفوت وخوف:مش هتلحق يا جعفر
سمعا صوت رنين هاتف الرجل يعلنه عن أتصال فسمعاه يُجيب ويبتعد قليلًا عن الغرفة فأستغل جعفر الفرصة وبدء بقطع الحبل، تحدثت بيلا بتوتر وقالت وخوف:خلي بالك يا جعفر
نظر لها وقال بأبتسامه:مش هأذيكي متخافيش انا متحكم فيه عيب عليكي انا ياما شيلت واتعاملت بيهم ولا ناسية
علت أبتسامه على ثغرها وقالت:لا مش ناسيه
قطع الحبل يليله الآخر حتي أنتهى من الجزء العلوي، نزل لقدميها وبدء بفك قيودها وأعتدلت بجسدها ونظرت لهُ وسمعته يقول وهو يقوم بقطعه بالمشرط:الحيوان عامل تلات عقد فوق بعض عشان ميتفكش بسهولة
نظرت لهُ وقالت بخوف:يا جعفر عشان خاطري انا حاسه إنك هتفتح بيه رجلي
نظر لها جعفر وهو مازال مستمر بقطعه فنظرت هي لهُ وقالت بذهول:انتَ بتبصلي ليه بص للي بتعمله
جعفر:أصل ملامحك وحشتني
بيلا بخوف:يا جعفر بطل رخامه وشوف بتعمل ايه
قطع الحبلان دون النظر إلى ما يفعله وقال:حصلك حاجه يا بسكوته
نظرت لهُ بضيق وقالت:متتريقش
نهض جعفر ونهضت معه وقالت:هنهرب أزاي دلوقتي
نظر جعفر حوله ورأي النافذة التي كانت لا تعلو كثيرًا فأقترب منها وبجانبه بيلا التي نظرت للنافذه ثم لهُ بعدما سمعته يقول:عرفتي أكيد انا بفكر في ايه
بيلا:بس مش عالية
حرك رأسه نافيًا وهو يقول:لا مش زي ما انتِ متخيلة
جلب العديد من الصناديق الحديده ووضعهم فوق بعضهم كَشكل السُلم ثم نظر لبيلا وقال:يلا انتِ الأول
بيلا بقلق:انا خايفه ليكون في حاجه برا ونتقفش
صعد جعفر أولًا ونظر للخارج ولم يكن المكان سوى غابة كثيفة الأشجار نظر للأسفل ورأى المسافة قصيرة للغاية فنزل مره أخرى ونظر لبيلا وقال:يلا متخافيش الدنيا أمان برا مفيش وقت
صعدت بيلا وهي تُمسك بيده حتى لا تسقط ثم خرجت من النافذة بهدوء وحذر ويليها جعفر الذي قبل أن يسقط للخارج رأى الرجل يدلف وينظر لهُ قائلًا بغضب وصوتٍ عالِ:هربوا .. هرب…
لم يستطع إكمال حديثه بسبب جعفر الذي أمسك الصندوق الحديدي “الصفيح” وألقاه عليه أصتدم برأسه جعله يفقد الوعي ومعها مُصدرًا صوت إرتطام الصندوق بالأرض، نزل جعفر سريعًا وقالت بيلا بخوف وقلق:أتكشفنا يا جعفر مش قولتلك
سمع صوت الرجال وفتوح بالداخل فركض إلي بوابة المخزن تاركًا بيلا خلفه واقترب من الباب سريعًا وأغلقه من الخارج بقطعه حديد، نظر للباب بأبتسامه وقال:تعيش وتاخد غيرها يا فتوح .. مش جعفر البلطجي اللي تلعب معاه لعبة زي دي
عاد لبيلا مره أخرى وهو يُفكر ماذا سيفعل حتى يمنعهم من الخروج من النافذة وأثناء عودته رأى ثُعبان طويل يسير بهدوء على الأرض وهو يُخرج لسانه السام، فوقف وهو ينظر لهُ، بينما كانت بيلا واقفه وهي تنظر حولها وتشعر بالخوف وتنظر للنافذه كل ثانيه وهي تقول بداخلها:روحت فين يا جعفر كل دا وسايبني لوحدي كدا
لحظات وعاد جعفر مره أخرى، ألتفتت إليه بيلا ورأته مُمسكًا بثُعبان كبير فشهقت بفزع وجحظت عيناها بصدمه وهي تنظر لهُ، أبتعدت للخلف ووقف جعفر أسفل النافذة ونظر لها، بينما صعد فتوح بالداخل على تلك الصناديق وهو ينوي قتل جعفر وتقطيعه إلى قطع صغيرة ورميه للكلاب الضالة، صعد على آخر صندوق ورأى الثُعبان أمامه يُخرج لسانه السام وقام بفرد نفسه بينما نظر لهُ فتوح بصدمه واختل توازنه وسقط ارضًا وهو يشعر بالفزع، بينما ظهر جعفر لهُ وهو ينظر لهُ بأبتسامه وقال وهو مُمسكًا بهِ:بقى انا تلعب معايا لعبة حقيره زي دي يا فتوح
شعر فتوح بالفزع وارتجف جسده وهو ينظر لهُ فقال جعفر وهو يستند بذراعيه على النافذه ومُمسكًا بالثُعبان:اللي يلعب مع البلطجي … يستحمل نتيجه لعبه في الأخر
أنهى حديثه وألقى بالثُعبان عليه ببرود شديد جعل الآخر يصرخ برعب وهو يعود بجسده سريعًا للخلف ومعه رجاله بينما علت أبتسامه ساخره ثغره وقال:سلم على فتحي جبتهولك لحد عندك
أنهى حديثه وأمسك الصناديق وألقاها بالخارج ثم نظر لهُ ببرود ونزل، مسح يديه وهو يسمع صراخهم بالداخل فنظر لبيلا وقال:يلا
أخذها وذهب من هذا المكان سريعًا وهما يركضان في الغابة ويبتعدان عن المكان واثناء ركضهما تحدثت بيلا التي مازالت مصدومه وقالت:انتَ عملت ايه
نظر لها جعفر ثم نظر أمامه وقال:متعود … بيني وبين التعابين علاقه … زي التعابين اللي بتعامل معاها دلوقتي
لم تتحدث بيلا فقد كانت مصدومه ولا تعلم ماذا يفعل وماذا سيفعل فباتت لا تفهمه حقًا
في منزل صلاح
أزهار:هتعمل ايه يا صلاح
نظر لها صلاح وقال:هتصرف أكيد في حل
أزهار بتساؤل:هي كويسه ؟
حرك رأسه نافيًا وهو يقول:للأسف … خليكي وراها لو رّدت اعرفي هما فين وايه اللي بيحصل خدي منها أكبر كم من المعلومات … وانا هحاول مع جوزها
حركت رأسها برفق وهي تقول:ماشي
ودعها صلاح وغادر وأغلق الباب خلفه بينما ألتفتت هي بهدوء وهي تُفكر بها وماذا حدث معها
في مكانٍ آخر
توقفت إيميلي وهي تنظر حولها وبجانبها كين وعلى الجهه الأخرى سراج
نظر لها سراج وقال:ماذا يحدث لما توقفتي هل ترين شيئًا !
تحدث إيميلي وهي تنظر أمامها وقالت:لا أعلم ولكن أنتابني شعور بأنه بخير الآن
كين:ولكن لنضع أحتمالًا آخر ونقول بأنه يقوم بتشتيتكِ الآن
تحدثت إيميلي وهي تقول:لا أعلم ولكن شعوري قوي تلك المره
نظرت أمامها وقالت بلهفه:توقفا
توقفا كلًا منهما ونظرا لها فنظرت لهما وقالت:ثُعبان وعدو وصناديق حديدية ماذا يعني هذا
نظرا لبعضهما بينما تحدث كين وهو ينظر لها قائلًا:ومن أين جاءوا !
إيميلي:رفيقتي أخبرتني بأن هُناك ثُعبان وعدو وصناديق حديدية
سراج بهدوء:هذا بالتأكيد يخص جعفر … عدو وصناديق وثُعبان يعني بأنه أستطاع الهرب والانتقام منه
كين:وكيف سينتقم منه
نظر لهُ سراج وقال:الثُعبان … لقد خدعهم جعفر واستطاع الهرب
نظرت لهُ إيميلي وقالت:هل رأيت ما حدث
نظر لها سراج وقال:نعم … أستطاع جعفر فك قيوده عن طريق مشرط وجده مُلقى بجانبه ومن ثم فك قيود زوجته حاول الهرب فوجد صناديق حديدية وضعهم فوق بعضهم كي يستطيعا الهرب من النافذه المُطلة على هذه الغابه التي نحن بها الأن ولكن رآه رجل من رجال عدوه فأسكته جعفر بإلقاء صندوقًا منهم بوجهه وبعدها دلف عدوه وجميع رجاله ليتفاجئوا بهروبه فأسرع هو وأغلق باب المخزن بقطعه حديد كبيره ثم أثناء عودته وجد ثُعبان ضخم سام أخذه وعاد من جديد ليُفاجئ عدوه بأبتسامه واسعة ومن ثم قام بإلقاءه للداخل ليأخذ بعدها الصناديق وإلقاءها بالخارج والهروب تاركًا عدوه يصرخ
نظرت إيميلي لكين الذي كان ينظر لهُ وقال:واو إنه منطقي للغاية
إيميلي:حسنًا يبدوا كذلك لقد قام أحد بإصابي بعمى جزئي لجعلي لا أرى ما حدث
كين:قُلت لكي ذلك لم تصدقيني
سراج:الآن إيميلي تستطيعين رؤيته
نظرت إيميلي أمامها للحظات قبل أن تقول:نعم … إنه قريب منا
أخذ كين نفسًا عميقًا قبل أن يقول:نعم وانا أستطيع أشتمام رائحتها كذلك
سراج:أنصتا جيدًا يجب أن لا تعلم بيلا بحقيقتنا مهما حدث حاولا السيطرة على أنفسكما
كين بأبتسامه جانبية:كنت أود إخبارك بـ أجل ولكني لا أستطيع التحكم بنفسي
سراج:يجب عليك أن تُحاول كين تحكم بنفسك أمامها لأنك إن حاولت أذيتها فلن يُفكر جعفر مرتان وسيفصل رأسك عن جسدك لا تستقل بهِ فهو خطير أيضًا
إيميلي:الآن يا رفاق هيا بنا علينا اللحاق بهما
ذهبت إيميلي سريعًا بينما نظر كين لسراج الذي لحق بها فحرك كين رأسه برفق ولحق بهما هو الآخر
في مكان آخر
وقف جعفر واستند على الشجرة بيده وهو يلهث والعرق يتصبب من جبينه بينما جلست بيلا أرضًا وهي تضع يدها على جانبها وهي تتألم، نظر جعفر حوله ومسح حبات العرق من على جبينه ونظر لبيلا التي كانت تنظر لهُ وتتألم فجلس على ركبتيه أمامها ومسدّ على خصلاتها ثم جذبها لأحضانه وهو يُمسدّ على ظهرها ويشعر بحرارة جسدها المرتفعة، سمع صوت سراج وإيميلي بالقرب منهما فنظر حوله وهو يبحث عنهما بعينيه، لحظات وأقتربوا منهما سريعًا، جلس سراج بجانبه وهو يقول:في ايه يا جعفر … أنتوا كويسين
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول:تمام
جلست إيميلي بجانب بيلا وهي تنظر لها وتراها بهذه الحالة الصعبة فقالت:إنها متعبة بشدة
نظروا لها وقال سراج:ماذا أصابها
إيميلي:أعني بأنها مرهقة بشده وتحتاج لتناول الطعام
نظر سراج لجعفر وقال:قوم معايا وسيب بيلا مع إيميلي
نظر جعفر لسراج ثم لإيميلي التي قالت:لا تقلق ستكون بخير
نظر جعفر لبيلا وأقتربت إيميلي وأخذتها منه وهي تنظر لها قائله بهدوء:لا تقلقي ستكونين بخير
نهضت إيميلي ومعها بيلا وقامت بمساندتها وذهبت بينما لحقوا هم بهما، ربت سراج على ظهره برفق وأبتسم بوجهه وذهبوا
في منزل صلاح
كانت أزهار تتحدث في الهاتف مع بهيرة وتقول:بس يا بهيرة أكده چنان
بهيرة:چنان بس … أني معارفش بيفكر في ايه
أزهار:بهيرة … چوزها لو عرف حاچه زي أكده هيبهدل الدنيا
بهيرة بتوتر:وبعدين طيب معارفش أعمل ايه ولا أمها عارفه تتصرف معاه أزاي
أزهار:أستني صلاح يرچع من برا ونشوف الدنيا فيها ايه لأنه بيحاول يوصله
بهيرة بتفهم:تمام يا أزهار شوفي هتعملي ايه وعرفيني بس متعجويش
أزهار:أن شاء الله يا بهيرة خير … يلا أجفلي وشوفي حالك واني هچهز الوكل
بهيرة:ماشي يا أزهار بالسلامة يا خيتي
أغلقت معها وانزلت أزهار الهاتف من على أذنها وهي تنظر أمامها بهدوء وهي تُفكر بحديث بهيرة وما ينوي عليه حليم وهي لا تعلم كيف ستأخذ خطوه جريئة في هذا الموضوع لوضع حل مناسب
في مكان أخر
دلف لؤي وهو يتحدث بالهاتف قائلًا:وبعدين يا مُنصف ايه اللي حصل
مُنصف:معرفش أي جديد لحد دلوقتي والله يا لؤي بس هنشوف حل أكيد مش هنسيبه
لؤي:طب بقولك ايه هنعمل ايه مع المتخلفين دول صدعوني
مُنصف:لحد دلوقتي مجاتش أشارة من جعفر
لؤي:خلاص هتصرف بمعرفتي وحاول توصله ولو عرفت حاجه عنه عرفني
مُنصف بتفهم:تمام
أغلق لؤي معه ونظر للباب المغلق بهدوء وهو يُفكر في حديثه وبجعفر الذي لا يعلم عنه شئ حتى الآن ولا يعلم إن كان بخير أم لا
في مكان آخر
تحدث سراج الذي كان يقف أمام جعفر قائلًا:وانتَ أيش ضمنك إنه عايش
نظر لهُ جعفر وقال:دا عفريت يطلعلك من تحت الأرض
مسح سراج على وجهه وقال:طب الأهم أنك كويس وعرفت تتصرف
جعفر:انا مش هسكتله طبعًا يا سراج انا طالما قادر أهرب ههرب واستغل الفرصة
أقترب منهما كلًا من كين وسميث الذي قال:مرحبًا يا رفاق
نظرا لهما وقال سراج:مرحبًا أيها الوحش كيف حالك
نظر لهُ سميث بطرف عينه وقال:أفضّل مِنك
نظر لهُ سراج وسدد لهُ ضربة عنيفة وقال:كُف عن إزعاجي أيها الرجُل لا تُجبرني على مهاجمتك
أبتسم سميث وقال كين:والآن ماذا علينا أن نفعل تجاه صديقك
نظر لهُ سراج وقال:انا لا أعلم ماذا سيفعل ولكنني أُحاول معه
كين:حسنًا بما أنه لا يفهمنا تحدث معه ثم أخبرنا ماذا سيفعل .. فقد قررنا بأن نكون بجانبه أنه يستحق هذا
نظر سراج لهُ بأبتسامه وقال:أرى بأنك قد بدأت تتقبله
نظر لهُ كين وقال:أعلم
نظر سراج لسميث الذي قال:انا مُتقبله مُنذُ البداية وأنت تعلم ذلك
أبتسم سراج وقال:حسنًا
نظر سراج لجعفر وقال:جعفر … كين وسميث معاك وفي ضهرك .. وانا كمان برضوا … هما بيحبوك وناويين يقفوا في ضهرك ويساعدوك
أبتسم جعفر بخفه وقال:عرفهم أن انا عنيف بس ومبشفقش على حد
ضحك سراج وقال:لا متقلقش كين لو طال يشرح هيشرح
أبتسم جعفر وقال بمرح:لا لو كدا فانتَ حبيبي بقى
ضحك كلًا منهما بينما قال كين:أشعر وكأن الحديث عليّ
نظر لهُ سراج وقال:نعم أخبره بأنك عنيف مثله
نظر كين لجعفر بأعجاب وقال:واو … يبدوا أننا متشابهين .. لقد أحببتك أكثر يا رجُل
غمز سراج لجعفر الذي فهمّ وابتسم، بينما في الداخل كانت إيميلي بجانب بيلا ترعاها، تحدث قائله:حسنًا أستلقي قليلًا فحسب
استلقت بيلا ودثرتها إيميلي جيدًا وقالت:حسنًا هذا أفضّل … أسترخي قليلًا وإن أحتجتي شئ ناديني فحسب
حركت بيلا رأسها برفق ثم قالت بهدوء:أين زوجي
نظرت لها إيميلي وقالت:إنه بالخارج مع صديقه
صمتت بيلا بينما نهضت إيميلي وقالت:والآن سأترككِ وأذهب وكما أخبرتكِ إن أحتجتي لشئ أخبريني
حركت بيلا رأسها برفق بينما أبتسمت إيميلي لها وتركتها وخرجت بهدوء وأغلقت الباب خلفها، بينما أستلقت بيلا على جانبها الأيمن ونظرت أمامها بهدوء وهي تُفكر، لحظات وشعرت بهِ بالمكان، نظرت حولها ولكنها لم تجده فعقدت حاجبيها بتعجب ولكنها لم تهتم
بعد مرور الوقت
في المساء كانوا جميعهم مجتمعون ويخططون لهم، كان جعفر واقفًا وهو يعقد يديه أمام صدره ويضم حاجبيه وهو ينظر لهم، تحدث سراج وقال:ودلوقتي يا جعفر القرار في أيدك … هتكمل معايا
نظر لهُ جعفر وقال دون تفكير:اكيد موافق أكمل معاك انتَ عبيط … مش معنى إني عرفت حقيقتك إني كدا خلاص
أبتسم سراج وقال:كنت عارف أن الرّد دا هيطلع منك … طب ها ناوي على ايه يا صاحبي
نظر جعفر لهم ثم قال:طيب مبدئيًا وقبل ما أقول أي حاجه انا مش هنفذ أي حاجه غير ما أتطمن على بيلا
سراج بهدوء:يُريد التأمين على زوجته أولًا
تحدث سميث قائلًا:أخبره أن لا يقلق زوجته في أمان
نظر لهُ سراج وقال:مراتك في أمان متقلقش … بس ناوي على ايه عرفني
أخذ جعفر نفسًا عميقًا ثم زفره وقال:تمام … ركزوا معايا
بعد مرور الوقت
دلف للغرفة بهدوء وأغلق الباب خلفه واقترب منها وجلس على ركبتيه أمامها وهو ينظر لها، بينما كانت هي نائمه بعمق، مدّ يده بهدوء وأعاد خصلة متمردة خلف أذنها وهو يتمعن بوجهها، لا يعلم ماذا تُخبئ لهُ الساعات القادمة وماذا سيحدث، أستيقظت بيلا على حركة يده بأنزعاج وفتحت عينيها ونظرت لهُ وهي تعقد حاجبيه، تحدثت بصوتٍ ناعس وقالت:جعفر … في حاجه
نظر لها جعفر وقال:حاليًا مفيش
عقدت حاجبيها أكثر وقالت:انتَ كويس
حرك رأسه برفق وقال:كويس … بس مش عارف هكون كويس قدام ولا لا
أخذّت نفسًا عميقًا ثم زفرته وقالت بهدوء وهي تنظر لهُ:حساك خايف
نظر لها قليلًا ثم قال:مش بالمعنى … انا بس خايف أسيبك … خايف أبعد عنك ومعرفش أشوفك تاني … خوفي كله عليكي مش حاجه تانيه
بيلا بهدوء:بس هما قالولك أنهم هياخدوا بالهم منيّ وهيحموني … مش كدا
حرك رأسه برفق وقال:بالظبط
بيلا بتساؤل:حاسس بأيه دلوقتي
صمت جعفر للحظات ثم قال:مشاعر كتير أوي مش عارف أوصفها … أول مرة مفهمش نفسي
بيلا:دا شئ طبيعي يا جعفر
مدّت يدها وأمسكت يده وقالت بهدوء وهي تنظر لعينيه:انا مش عيزاك خايف … ومش عيزاك ضعيف … مش عايزه أي حاجه سلبيه تأثر عليك عشان اللي قدامك ميستغلكش ويستحوذ عليك … انا كويسه
نظر لها قليلًا بهدوء قبل أن يتحدث قائلًا:جعفر قوي بيكي يا بيلا … لو شافك ضعيفة هيضعف … ولو شافك زعلانه ومدمعة هيزعل ويدمع زيك … لكن طول ما بيلا كويسه وبتدعمني وفي ضهري … فانا هكون قوي بيها وهقف قدّام أي حد مهما كان مين هو
أبتسمت بيلا بلطف وأبتسم هو كذلك، نظرت لهُ وقالت:انا بحبك
جعفر بأبتسامه وهدوء:وانا كمان بحبك
مسدّت على يده التي كانت تُمسك بيدها بلطف فسمعته يقول:بيلا
نظرت لهُ بهدوء بينما قال هو وهو ينظر لعينيها:توعديني تاخدي بالك من نفسك وتدافعي عن نفسك مهما حصل
حركت رأسها برفق وهي تقول بهدوء وأبتسامه:أوعدك
أبتسم جعفر واقترب منها بهدوء وطبع قُبلة على جبينها ثم أبتعد وقال:انا همشي
حركت رأسها برفق وقالت:خلي بالك من نفسك يا جعفر
حرك رأسه برفق وقال:حاضر … باي
بيلا بأبتسامه:باي
أبتسم جعفر ونهض بهدوء وهو ينظر لها بينما كانت هي تنظر لهُ، أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره وتركها وخرج، أغلق الباب خلفه ونظرت هي لأثره قليلًا ثم عادت كما كانت ونظرت أمامها بهدوء، بينما خرج جعفر وهو يمسح على وجهه واقترب منهم وكانوا هم يتحدثون وعندما أقترب منهم صمتوا ونظروا لهُ، تحدث سراج وهو ينظر لجعفر الذي وقف بجانبه وقال:مستعد
حرك رأسه برفق وقال:يلا
تركهم وخرج بينما نظر سراج لهم وتحركوا خلفه بهدوء
في مكان بعيد
كانت تتحدث بالهاتف قائلة:عرفت هتعمل ايه
_تمام يا هانم متقلقيش من حاجه كله هيتنفذّ بالحرف الواحد
أبتسمت قائلة:هستنى مكالمتك تقولي خلصت
أغلقت معه وعلى ثغرها أبتسامه جانبيه، تحدثت بعدما أخذت نفسًا عميقًا وقالت:كدا انا بدأت الجيم يا جعفر … يا ترى هتاخد الضربة ولا هيكون في رّد فعل تاني … دا اللي هعرفه بعد شويه
على الجهة الأخرى
كان جعفر يسير بهدوء وسط الأشجار في تلك الغابة المُظلمة وخلفه سراج والرجال يسيرون بهدوء، تحدث كين بهدوء وهو ينظر أمامه قائلًا:لما هذا الهدوء
سراج:أنه جعفر … هادئ في مثل هذه المواضيع … لا تعلم على ماذا ينوي وبماذا يُفكر … فقط يتحلى بالهدوء وحسب
سميث:ولكنه صعب للغاية فقد حللت شخصيته ورأيت بأنه صعب بعض الشئ … لا يستطيع أحد فهم ما يدور برأسه أليس كذلك
سراج:نعم … هكذا هو جعفر … ولكنه يُعجبُني
كين بأبتسامه جانبيه:وانا كذلك
وقف جعفر فجأه وهو ينظر حوله بينما أقتربوا هم منه ووقف سراج بجانبه قائلًا:في ايه
نظر لهُ جعفر للحظات قبل أن يُحرك رأسه برفق وقال:لا مفيش
نظر لهُ سراج نظره ذات معنى وقال:بتكدب
نظر لهُ جعفر وقال:لا مبكدبش
سراج:لا بتكدب يا جعفر وانا عارف
جعفر بعِناد:وانا مبكدبش يا سراج
تركه جعفر وأكمل طريقه بضيق بينما نظر لهُ سراج قليلًا قبل أن يتحرك خلفه من جديد، وبعد مرور وقت قليل أقترب جعفر من البوابة الضخمة وفتحها مُصدرةً صوت صرير عالِ يليها دلوف جعفر وهم ورآه، سار في ذلك الممر المظلم بعض الشئ وتبدلت معالم وجهه كلما أقترب من موقعه، فُتح باب آخر ودلف جعفر وسار قليلًا حتى رأى فتحي مُلقى على الأرض أمامه وعلى الجهة الأخرى رجاله، وقف جعفر وهم بجانبه وعقد يديه أمام صدره وهو ينظر لفتحي بجدية وحقد والذي كان يُبادله نظراته أيضًا، أخذ كين نفسًا عميقًا ثم قال بأستمتاع:لذيذ
تحدث جعفر بجديه وهو ينظر لهُ قائلًا:أتلميت وعقلت ولا لسه يا فتحي … أه صح هتعقل أزاي وانتَ مكلف فتوح يبعتلي عربجي يموتني انا ومراتي … كل ما أحاول أديك فُرصة يا فتحي تضيعها من أيدك بكل سذاجة … هتفضل غبي فعلًا … فطبعًا بما أنك بتحب التعذيب والكلام دا كله انا هوجب معاك بزيادة … طبعًا فاكر كين
نظر فتحي لكين الذي أبتسم أبتسامه شيطانية لهُ وعاد ينظر لهُ من جديد فتحدث جعفر وقال:انا لو سلمتك ليه تاني مش هتطلع تاني من تحت أيده … انا قولتله يروق عليك بس على فكره انا لو سيبته يضايفك مش هنشوفك تاني وبصراحه انا مش عايز كدا … انا عايز أستمتع بصوتك الكروان دا وهو بيلحنّ أهاتك … لا يا فتحي مش هقدر أريحك لا مبقاش جعفر فعشان كدا انا حابب أقولك على عاملة سوده عملتها مع فتوح ومش ندمان خالص أني عملتها … تحب تعرف انا عملت ايه
أردف الأخيرة بتساؤل وهو ينظر لهُ بينما كان فتحي ينظر لهُ بترقب فأبتسم جعفر وقال:هقولك … أكيد انتَ عارف أن فتوح بعتلي واحد عشان يخلص عليا انا وبيلا بس رجع في كلامه وقال لا انا هجيبه وأعذبه شويه قدام بيلا وأمرمطه … وبعد كدا أخلص عليه لما تجيلي أشارة من الهفأ فعشان كدا هو عمل حركة غبية وقعته في شر أعماله ووقع في ناري اللي متأخرتش ثانيه وحرقته
جلس جعفر على رُكبة واحده ونظر لهُ وأكمل قائلًا:عارف ايه هي الغلطة اللي وقعته
حرك فتحي رأسه نافيًا فأبتسم جعفر وقال:البروفيسير الجامد اللي مفيش منه أتنين وقع من جيبه مشرط … والمشرط دا انا شوفته … أسيبه ؟! … أكيد لا قومت واخده بس دا بعد عذاب طبعًا … وفكيت نفسي وفكيت مراتي وهربنا من الشباك طبعًا الراجل شافني وانا بهرب بس مش هيسكت وهيفضحني وانا مش فارقه معايا … بس مينفعش أسكت لازم أرضي السرسجي بتاعي فخدت الصندق الحديد الصفيح دا عارفُه بتاع السمنة وكدا وقومت حادفه بيه قام طب واقع
نظر لهُ فتحي بصدمه فقال جعفر بلهفة:بس انا مكانش قصدي أنه يقع وميقومش
ثم أكمل بهدوء وقال:بس دا نصيب … المهم حبيبك دخل فغفلته وجريت قفلت باب المخزن من برا بحديد وانا راجع بقى ايه اللي حصل … لقيت تعبان كبير وضخم أسكت وأمشي لا طبعًا مبقاش جعفر فخدته ورجعت تاني سلمت على صاحبك وحدفتك عليه عشان تلدغه وخدت الصفايح كلها رميتها برا يعني ميت ميت
أقترب بوجهه منه ونظر لهُ بقوه وقال بفحيح كالأفعى:ما هو زي ما بتلدغوني دلوقتي وكلكوا عاملين حِزب ضدي … أنتوا كمان هتلدغوا بعض في الأخر فلما عديتكوا لقيتكوا كتير وفي واحد زيادة قولت لا ياض يا جعفر كدا مش صح … ألدغ واحد فيهم عشان لما ييجوا يلدغوا بعض ميبقاش في حد زايد … فلدغت فتوح
جحظت عينان فتحي بشدة وهو ينظر لهُ ولا يصدق ما فعله بينما أبتسم جعفر بشدة وهو ينظر لهُ فصرخ فتحي بوجهه فجأه فأسكته جعفر على الفور بصفعة قوية، نهض من جديد وهو ينظر لهُ بقرف وغضب بينما عاد فتحي ينظر لهُ بغضب وهو يلهث فقال جعفر وهو يضع قدمه على قدم فتحي ومن ثم دهس عليها بقوه صرخ الآخر ألمًا بينما أبتسم كين وهو ينظر لجعفر وقد أعجبته شخصيته كثيرًا، بينما صرخ جعفر بهِ وقال:أصرخ أكتر يا فتحي سمعني صوتك وهو بيتوجع أكتر دا لسه مش حاجه جنب اللي هتشوفه بعد شويه
ثم نظر لهُ بخبث وأبتسم بجانبيه وقال بفحيح كالأفعى:اللي جاي دمار درجة أولى … أستعد دا بالنسبالي مش وجع … اللي بعد شويه دا وجع تاني خالص … هعيشك جميع أنواع الوجع مش هحرمك من حاجه يا ضيفي العزيز
أنهى حديثه وهو ينظر لهُ بأبتسامه جانبيه ونظره غاضبه مليئة بالحقد والتوعد وخلفه سراج وكين وسميث ينظرون لهُ نظره لا تنُم على خير
جحظت عينان فتحي بشدة وهو ينظر لهُ ولا يصدق ما فعله بينما أبتسم جعفر بشدة وهو ينظر لهُ فصرخ فتحي بوجهه فجأه فأسكته جعفر على الفور بصفعة قوية، نهض من جديد وهو ينظر لهُ بقرف وغضب بينما عاد فتحي ينظر لهُ بغضب وهو يلهث فقال جعفر وهو يضع قدمه على قدم فتحي ومن ثم دهس عليها بقوه صرخ الآخر ألمًا بينما أبتسم كين وهو ينظر لجعفر وقد أعجبته شخصيته كثيرًا، بينما صرخ جعفر بهِ وقال:أصرخ أكتر يا فتحي سمعني صوتك وهو بيتوجع أكتر دا لسه مش حاجه جنب اللي هتشوفه بعد شويه
ثم نظر لهُ بخبث وأبتسم بجانبيه وقال بفحيح كالأفعى:اللي جاي دمار درجة أولى … أستعد دا بالنسبالي مش وجع … اللي بعد شويه دا وجع تاني خالص … هعيشك جميع أنواع الوجع مش هحرمك من حاجه يا ضيفي العزيز
أنهى حديثه وهو ينظر لهُ بأبتسامه جانبيه ونظره غاضبه مليئة بالحقد والتوعد وخلفه سراج وكين وسميث ينظرون لهُ نظره لا تنُم على خير، أعتدل جعفر من جديد ونظر لهم فنظر لهُ سراج وقال:نتعامل
نظر لهُ جعفر للحظات ثم نظر لفتحي الذي كان ينظر لهُ نظره لم يستطع فهمها ثم عاود النظر لهم وقال بهدوء:أتعاملوا
تركهم جعفر وخرج بينما نظر سراج لكين وسميث اللذان نظرا لهُ وفهما نظرته، خرج جعفر ووقف مكانه وأشعل سيجاره وبدء يُدخن وهو ينظر أمامه بهدوء، أخرج هاتفه بهدوء ونظر بهِ وأجاب على المتصل قائلًا:نويتي تبدأي
_شكلك عارف أني هتصل
أبتسم جعفر وقال:بقيتي مُميزة
_حلو … حبيت بس أديك تنبيه صغير … أستعد
أغلقت معه ونظر جعفر للهاتف ثم وضعه مره أخرى بجيب بنطاله وأخذ نفسًا عميقًا من سيجارته ثم زفره مره أخرى وهو يُفكر فيما ستفعله هذه المرأة العمياء، سمع صوت هاتفه يعلنه عن أتصال من جديد لينظر بهِ ويرى رقمًا مجهول آخر فعقد حاجبيه وقال بتأفف:وبعدين بقى
أجاب على المتصل وهو يقول:أيوه
تحدث صلاح قائلًا بتساؤل:جعفر معايا مش كدا ؟
جعفر بهدوء:أيوه … بس مين معايا
صلاح:انا صلاح أبن عبد المعز خال بيلا لو تفتكر
صمت دام للحظات قبل أن يقول:اه أفتكرتك … أهلًا بيك
حك صلاح مؤخره أنفه وهو لا يعلم من أين يبدء ولكنه قال:جعفر كنت محتاج أقابلك وأتكلم معاك شويه … فاضي
صمت دام مره أخرى للحظات قبل أن يقطعه جعفر قائلًا:تمام … بس انا حاليًا مشغول
صلاح:وقت ما تكون فاضي عرفني وقولي وانا هكون مستني منك مكالمة
جعفر بهدوء:تمام
صلاح بهدوء:مع السلامة
أغلق معه صلاح ونظر جعفر لهاتفه للحظات قبل أن ينظر أمامه مجددًا وهو يُفكر فيما يُريده، بينما وضع صلاح الهاتف على سطح المكتب ونظر أمامه بهدوء وهو لا يعلم كيف سيتحدث معه وكيف سيراه جعفر بعد هذا الحديث
في الصعيد
أقتربت بهيرة من حاتم الذي كان واقفًا في المزرعة ووقفت خلفه وقالت:حاتم
ألتفت حاتم لها ونظر لها قائلًا:بهيرة!، ايه اللي چابك أهنه
بهيرة:كنت محتاچه أتحدت معاك في موضوع ضروري بعيد عن الدوار
أخذ حاتم نفسًا عميقًا ثم زفره ونظر لها، كانا يسيران بين الزرع بهدوء حتى قطعه حاتم قائلًا:خير يا بهيرة ايه الموضوع اللي عاوزه تتحدتي معايا فيه
لحظات وتحدثت بهيرة بعدما وقفت وهو معها وهي تنظر لهُ قائلة:الموضوع يخُص حليم أخوي
عقد حاتم حاجبيه وقال:حليم … ماله!
نظرت لهُ وقالت:أخوي عاوز يسافر مصر … عاوز ينتجم من چوز بنت عمتي
عقد حاتم حاجبيه وقال:مش دا اللي كانوا معترضين عليه
حركت رأسها برفق وهي تقول:هو … عمتي بتجول أن بيلا بتحبه جوي ومرتاحه معاه والدنيا زينة بس حليم معاوزش يسكت وبجى عامل كيف المچنون كل ما يفتكر أنه چوزها وحاچات من دي يعني انتَ فاهم
حاتم بأهتمام:أيوه بس خلاص هي أتچوزته وعمتي مأمناله والدنيا زينة معاهم ليه مينسهاش
بهيرة:حليم بيحب بيلا من زمان وكان عاوز يتچوزها بس هي كانت صغيرة وعمتي رفضت هي وعمي فارس وجالوله أن هي لسه صغيرة وجدامها مستجبلها معاوزينش يربطوها بواحد هي مش حباه وفي نفس الوجت لسه هتجابل ناس كتير وهي اللي تختار ولما حصل اللي حصل دا وبيلا أتچوزته حليم أخوي هيتچنن وبيني وبينك يعني يا حاتم أني خايفه على حليم من چوز بيلا حساه مش سهل خالص وعصبي ولو حليم وجع تحت يده مهيسبهوش واصل وممكن يأذيه
حاتم:متأخذنيش يا بهيرة بس أخوكي غلطان يعني هي أتچوزت أيًا كان اللي أتچوزته خلاص هي مبسوطة معاه ومرتاحه يبجى يسيبها لحال سبيلها بس أكده هو غلط ومش حلوه لما واحد يچبر واحده تعيش معاه وهي مرضياش يعني مش رچوله دي
بهيرة:أني عارفه انا عوزاك تتحدت معاه توعيه تعمل أي حاچه وأني كلمت أزهار وحكيتلها وكمان هي جالتلي أنها هتحاول توصلها هي وصلاح عشان تلفوناتهم مجفوله وصلاح هيتكلم مع چوزها وهي هتفهمها برضوا وتوعيها لأن حليم ممكن يلچأ لحاچات تانيه وساعتها هيخرب بيتها وهتكون مظلومه
صمت حاتم للحظات وهو يُفكر فيعلم بأن حليم مجنون وسيفعل أي شئ حتى تكون لهُ حتى وإن وصل بهِ الحال بأن يُشوه صورتها أمام الجميع، نظر لها مجددًا وقال بهدوء بعدما فكر:ماشي … أني ممكن أتكلم معاه وأوعيه مع أني عارف أنه مهيسمعش وهتيچي بنتيچه عكسية بس تمام … وفي نفس الوجت عاوزين نتواصل مع چوزها
بهيرة:أني هتحدت مع أزهار دلوج بس يا حاتم معاوزينش أبوي يعرف حاچه لأن أبوي كاره چوزها وعشان ميبوظش الدنيا
حرك حاتم رأسه بتفهم وقال:متجلجيش … عمي مهيعرفش حاچه واصل … أتصلي بأزهار وشوفيها عملت ايه يلا
حركت رأسها برفق ونظرت بهاتفها للحظات ثم وضعت الهاتف على أذنها وأنتظرت أزهار كي تُجيب عليها، مرت دقيقة ولم تتحدث بهيرة فقال حاتم:مبتردش
سمعت صوت أزهار تُجيبها قائلة:أيوه يا بهيرة
فتحت بهيرة مُكبر الصوت وقالت وهي تنظر لحاتم:أيوه يا خيتي طمنيني عليكي
أزهار بهدوء:الحمد لله طمنيني انتِ
بهيرة:زينة يا حبيبتي … ها عملتي ايه عرفتي توصلي لبيلا
أزهار بهدوء:اه لسه جافله معاها دلوج
نظرت بهيرة لحاتم وقالت:طب عملتي ايه عرفتيها
أزهار:اه فهمتها كل حاچه ونبهت عليها
بهيرة بتساؤل:طب وچوزها ؟
أزهار بهدوء:صلاح جدر يوصله وجاله إنه محتاچ يجابله عشان يتحدت معاه لأنه مهيعرفش يتحدت معاه في التليفون فجاله إنه مشغول دلوج أول ما يكون فاضي هيكلم صلاح ويتجابلوا
بهيرة براحه:زين بس أهم حاچه ميتأخرش عشان حليم ميعملش حاچه
أزهار:لا هو جاله جُريب يعني مهيطولش
بهيرة:حلو … انا كمان أتكلمت مع حاتم وهو هيحاول يتحدت مع حليم
أزهار:بلاش دلوج يا بهيرة أستنوا لما صلاح يجابل چوزها ويفهمه عشان حليم هيتهور وهيوجع نفسه وچوزها صعب ومهيسبهوش
بهيرة بقلق:هو مهيسبهوش في كلتا الحالتين يا أزهار
أزهار:لا خير أن شاء الله من أهنه لحد ما يتجابلوا يكون الوضع أتحسن
بهيرة بهدوء:ماشي يا حبيبتي أبجي طمنيني
أزهار:حاضر … مع السلامة
بهيرة:سلام
أغلقت معها ونظرت لحاتم الذي قال:خلاص هنستنى لحد ما يجابل چوزها
بهيرة بهدوء وقلق:ربنا يستر
في منزل كيڤن
كانت بيلا جالسة وهي تُفكر في حديث أزهار وهي تشعر بالأشمئزاز من حليم الذي يسعى ورأها منذ وقتٍ طويل ورفضته في كل مره ولكنه كان لا يهتم ويُحاول التقرب منها بشتى الطرق، عده طرقات على باب غرفتها أخرجتها من تفكيرها لتنظر للباب وتقول:تفضل
دلفت روزلين ومعها بعض الطعام ونظرت لها بأبتسامه فأبتسمت بيلا لها ودلفت خلفها كاثرين التي أغلقت الباب وأقترب منها، أعتدلت بيلا بجلستها وقالت بهدوء وأبتسامه:لم يكن هُناك داعي أن تُرهقي نفسكِ كنتِ ناديني فحسب
وضعت روزلين الطعام أمامها وجلست وهي تقول بأبتسامه ودوده:ولما … أنتِ فرد منّا الآن بيلا وكنت أود الجلوس معكِ أنا وكاثرين فقد تركها سميث وذهب
ضحكت بيلا بخفه هي وروزلين وهما تنظران لها فأبتسمت كاثرين وقالت:ليس كذلك أردت فقط التعرف عليكِ وحسب فمنذ مجيئك لم نتحدث
نظرت روزلين لها بأبتسامه وقالت:نعم هي محقة أردت فقط إغضابها وحسب
أبتسمت بيلا وقالت وهي تُشير لها:لما تقفين أجلسي بجانبي
أقتربت كاثرين وهي تقول بأبتسامه ومرّح:لكي ذلك عزيزتي
جلست بجانبها وقالت روزلين بوِد:بيلا لقد أعدت لكي الطعام في الواقع لا أعلم ماذا تُحبين وماذا تكرهين لذلك هاتفت زوجك وأخبرني ماذا تُحبين أن تأكُلي لذلك أُريدك أن تتناولي الطعام وتُخبريني إن كان جيد أم لا
تحدثت بيلا بأبتسامه وهي تستعد لتناول الطعام قائلة:لقد جاء بوقته فقد كنت أتدور جوعًا
قامت بثني أكمام بلوزتها وبدأت بتناول الطعام تحت نظرات روزلين المُبتسمة، بدأت بيلا بتذوق الطعام ثم نظرت بعد لحظات لروزلين وقالت بأبتسامه:إنه رائع للغاية سيدة روزلين
أبتسمت روزلين وقالت:أأعجبك حقًا
بيلا بأبتسامه:كثيرًا شكرًا لكي
عده طرقات على الباب سمحت روزلين للطارق بالدلوف ونظرت لكيڤن الذي قال:معذرةً
روزلين:ماذا حدث
كيڤن:سأذهب
روزلين بتساؤل:لماذا ؟
كيڤن:في الواقع حادثني سراج وأخبرني بأن شون قريب … كما تعلمين
حركت رأسها بتفهم وقالت:حسنًا أذهب
كيڤن:أردت أن أُخبركِ فحسب
ثم نظر لبيلا وأشار لها بأبتسامه وقال:وجودكِ يزيد للمنزل إضاءة وبهجة أكثر
ضحكت روزلين وكاثرين وأبتسمت بيلا وقالت بخجل:شكرًا
كيڤن بأبتسامه:حسنًا سأذهب المنزل فارغ الآن
حركت روزلين رأسها برفق وذهب كيڤن بعدما أغلق الباب خلفه، نظرت روزلين لبيلا من جديد وقالت:بأستطعاتك أن تجلسي كما تُحبين قبل أن يعودوا سيُخبروننا
حركت بيلا رأسها برفق وهي تنظر لها بأبتسامه ثم عادت تتناول الطعام من جديد
على الجهة الأخرى
خرج كلًا من سراج وسميث وأقتربا من جعفر الذي كان واقفًا ويستند على الجدار خلفه ببرود، وقفا أمامه ونظر جعفر لهما وقال:أومال فين كين
أقترب منهم كين وقال بعدما فهم أن الحديث عليه:أنا هُنا عزيزي
ألتفت جعفر برأسه ونظر لهُ وقال بأبتسامه:انتَ جبت من الآخر.
سراج بأبتسامه:اه لا دا متوصاش انا بقولك أديله واحد وسيبه هيعمل فيه عجايب الدنيا
تحدث جعفر بأبتسامه وهو ينظر لهُ قائلًا:طب سبتّلي حاجه أعملها ولا ايه الدنيا
نظر سراج لكين الذي نظر لهُ بأبتسامه وهو يمسح يديه قائلًا:يقول لك هل تركت لهُ شيئًا ليفعله
حرك كين رأسه نافيًا وهو ينظر لجعفر بأبتسامه فحرك جعفر رأسه بتفهم وربت على كتفه وهو يقول:عاش بس كدا مش جدعنه
سراج بضحك:انا قعدت أقوله يسبهولك بس دا كان في عالم تاني خالص
جعفر بأبتسامه:ما انا عارف انتَ هتعرفني عليه
ضحك سراج وقال كين:على ماذا تتحدثان هل تضحكان عليّ
حرك سراج رأسه برفق وهو يضحك فحرك كين رأسه برفق وأقترب من جعفر وهو يقول بخبث:وإن تعاركنا الآن
سراج بأبتسامه:لا أنصحك بذلك
نظر لهُ كين وهو يقترب من جعفر الذي بدء يعود للخلف وقال:ولما هل سأقتله أم أنه خائف
سراج بخبث:بيستقل بيك يا جعفر وبيقول عليك جبان
توقف جعفر فجأه وهو ينظر لكين الذي نظر لهُ بأبتسامه وبدء هو يقترب منه وأبتسم بجانبيه وهو يقول بخبث:وقعت وانا كنت مستنيك تقع من بدري
نظر كين لسراج وقال:ماذا يقول
أقترب جعفر سريعًا منه وهجم عليه فأبتعد سراج وسميث للخلف وتحدث قائلًا:لقد وضعت البنزين بجوار النيران سراج
تحدث سراج وهو ينظر لهما بأبتسامه وقال:أُحب ذلك
دفع جعفر كين بعيدًا عنه والذي حافظ على توازن جسده حتى لا يسقط ونظر لهُ وقال بخبث:أيها الجرئ سترى
هجم عليه كين سريعًا وبدء العراك بينهما فقال سميث بصوتٍ عالِ:هيا كين ستفعلها
تحدث سراج بصوتٍ عالِ أيضًا وهو يقول:يلا يا جعفر متسبهوش
كان كين يتحكم بحركات جعفر الذي كان مُقيد ولا يستطيع الحركة ولكنه شعر فجأه بتراخي قبضه كين الذي لم ينتبه لهُ وفي لمح البصر كان كين مكانه وجعفر هو المُسيطر والذي قال بأبتسامه ونصر:لو عقلك أتشتت ثانيه هتخسر كل حاجه
وفي لمح البصر كان كين أرضًا وجعفر يقف وينظر لهُ بأبتسامه ونصر والذي أبتعد قليلًا ونظر لسراج وسميث اللذان سفقا لهُ، نظر جعفر لكين ومدّ يده لهُ فنظر لهُ كين للحظات ثم مدّ يده أيضًا وأمسك بيده ونهض، نظر لجعفر وقال بأبتسامه وإعجاب:لقد أبهرتني بشدة … لقد أعجبت بشخصيتك أكثر
أقترب سراج منهما وقال بأبتسامه:أبهرتنه وعجبته شخصيتك أكتر
أبتسم جعفر بغرور ونظر لهُ بطرف عينه فقال كين:يا صاح لا تكن مغرورًا هكذا
أستطاع جعفر أن يُفسر حديثه بُناءًا عن ما صدر منه فضحك فأبتسم كين ونظر لسراج الذي قال:هل ستعود أم ماذا
كين بأبتسامه:لا لدي موعد
ضحك سميث وقال:نعم أعلم ذلك لقد أخبرني
سراج بأبتسامه:أخبرني من تكون فأنا مثل أخيك
رفض كين قائلًا بأبتسامه:لا رفيقي لن أُخبرك
نظر لهُ سراج بطرف عينه ثم حرك رأسه برفق وقال:حسنًا ولكن لا تلومني على ما سيحدث
أبتسم كين بجانبيه وتركه وذهب وهو يقول:لا تبكي مثل الرضيع
تحدث سراج وهو ينظر لهُ قائلًا:سنري من الباكي أيها الأحمق
ذهب كين ونظر سراج لجعفر مره أخرى وسمع سميث يقول:حسنًا هل سنذهب أم ماذا
سراج:نعم سنعود
نظر سراج لجعفر وقال:يلا
في منزل صلاح
عاد صلاح مساءًا إلى المنزل، دلف وأغلق الباب خلفه وسار للداخل وهو يبحث عن أزهار بعينيه وقال:أزهار
جلس صلاح على الأريكة ونزع جوربه وهو يقول:يا أزهار
لحظات وخرجت أزهار من الغرفة واقتربت منه وهي تقول بنعاس:ايوه يا صلاح
نظر لها وقال:ايه دا انتِ كنتي نايمة
جلست بجانبه وأستندت بمرفقها على يد الأريكة ثم أسندت رأسها بيدها وهي تقول بنعاس:عيني غفلت ومحستش بنفسي غير وانتَ بتنادي
نظر لها صلاح ونهض قائلًا:دقيقه وراجعلك
حركت رأسها برفق وهي تُغمض عينيها بنعاس من جديد، لحظات وعاد صلاح من جديد ونظر لها وجدها نعست من جديد ليقوم برش القليل من المياه بوجهها وهو يقول:صحصحي يا ولية نوم ايه دلوقتي
فتحت أزهار عينيها بأرهاق ونظرت لهُ وهي تمسح المياه من على وجهها وقالت:بطل رخامه يا صلاح
جلس من جديد بجانبها ونظر لها وقال:قومي أغسلي وشك ولا أوفر المشوار وأدلق الكوبايه دي في وشك
نظرت لهُ بطرف عينها ثم قالت بعبوس:لا انا فوقت أهو
أعتدل صلاح بجلسته وقال:حلو فوقي بقى أكتر عشان انا عاوز أخد رأيك في موضوع بيلا
نظرت لهُ أزهار وقالت بهدوء:قول
صلاح:دلوقتي المفروض جوزها هيكلمني في أي وقت عشان نتقابل زي ما عرفتك فانا مش عارف أفتح معاه الموضوع أزاي وحاسس بالتشتت يعني لسه أول مرة أقعد معاه وكدا فمش عارف هفاتحه في الموضوع أزاي
أزهار:ممكن تتعرفوا على بعض الأول وتتكلموا شويه عادي بعد كدا هو طبيعي هيسألك عن الموضوع اللي عايز تتكلم معاه فيه فحاول تمهدله الموضوع واحده واحده بلاش تديهاله في وشه مره واحده
صلاح:ما انا خايف يتهور ويعمل حاجه هو شكله متهور أصلًا
أزهار:جايز يطلع عكس كدا ويكون ليه رّد فعل تاني يعني مُهتم يعرف أكتر … هو انا ممكن أسألك بيلا وهي ممكن تساعدنا
صلاح:اه يا ريت كلميها هي كدا كدا عارفه الموضوع فممكن تقولنا نقوله أزاي
حركت رأسها برفق وقالت:أستنى هكلمها
على الجهة الأخرى
كانت بيلا تنظر بهاتفها وتُشاهد إحدى أفلامها المفضلة حتى رأت هاتفها يعلنها عن أتصال من أزهار، عقدت حاجبيها ولكنها أجابتها قائله:الو
أزهار:أزيك يا بيلا عامله ايه يا حبيبتي طمنيني عليكي
بيلا بهدوء:كويسه الحمد لله طمنيني عليكي
أزهار:انا كويسه الحمد لله
بيلا بأبتسامه خفيفه:صلاح أتعدل ولا لسه زي ما هو مدّب
صلاح بأبتسامه:مقبولة منك يا بنت عمتي
تفاجئت بيلا التي قالت بذهول:ايه دا هو سمعني أزاي انتِ فاتحه الاسبيكر
أزهار بضحك:لا والله هو اللي قاعد جنبي وسمعك
صلاح:سمعتك عشان بتجيبي في سيرتي بالشر
بيلا بأبتسامه:أسكت يا صلاح وخليك في حالك
أخذ صلاح الهاتف من أزهار ووضعه على أذنه وهو يقول:خدتي عليا أوي يا بيلا على فكرة
بيلا بأستفزاز وأبتسامه:براحتي يا صلاح
صلاح بأبتسامه:لا ياختي مش براحتك انا مش هسكت
ضحكت بيلا وقالت:لا أتغيرّت يا صلاح
صلاح بأبتسامه:اه شوفتي … طمنيني عليكي
بيلا بأبتسامه:الحمد لله كويسه
صلاح:مبسوطه يعني
فهمّت بيلا مقصده فقالت بهدوء:أكيد يا صلاح … انا مرتاحه مع جعفر
صلاح بأبتسامه وراحة:طب الحمد لله لو ضايقك ولا قال كلمة كدا أو كدا عرفيني
بيلا بأبتسامه:لا جعفر بيصالح على طول مبيطولش متقلقش
صلاح بأبتسامه:طب خُدي موقف طيب
بيلا بأبتسامه ونفي:لا مقدرش قرة عيني
صلاح بضحك:كنت عارف أنك واقعه الواقعه المنيلة دي … بس بصراحه من حقك عينك عليه بقى
أزهار:هو انا ليه حساك بتسخن الدنيا من تحت لتحت
ضحكت بيلا وقالت:كنت لسه هقول نفس الكلمة
ضحك صلاح وقال:لا مش بسخن الدنيا انا بس بحذرها
أزهار:ملكش دعوة يا حبيبي متولعش الدنيا
صلاح بأبتسامه:خلاص يا ستي انا غلطان حقك عليا المهم يا بيلا كنت عاوز أفاتح جوزك في الموضوع ومش عارف تفتكري لو أدتهاله على طول هيعمل حاجه
بيلا بأبتسامه ونفي:لا خالص هو بس هيكسر المكان عليك عشان هو مبيتفاهمش خصوصًا لو الموضوع يخصني
حرك صلاح شفتيه يمينًا ويسارًا وهو يقول:ما انا مش مستغني عن روحي برضوا يعني نلم نفسنا شويه
بيلا:بُص انتَ ممكن تلمحله في الأول فاهم وبعدها أبدء أفتح الموضوع واحده واحده وبهدوء لأن انا مش متخيلة رّد فعل جعفر عشان هو مش مضمون بصراحه وردود أفعاله محدش يتوقعها خالص
زفر صلاح وقال:انا متوتر من دلوقتي أقسم بالله وبفكر
بيلا بتساؤل:هو هيقابلك أمتى ؟
صلاح بجهل:معرفش معرفنيش قالي أنه مشغول دلوقتي وأول ما يكون فاضي هيكلمني ونتقابل
صمتت بيلا للحظات ثم قالت:هو ممكن ميقوليش إنك طلبت تقابله بس من هنا لحد ما يعدي كام يوم هشوف هو هيقولي ولا لا هو حاليًا مشغول فعلًا فهتكلم معاه برضوا وهستنى أشوفه هيفتح الموضوع معايا ولا لا وبناءًا عليه ساعتها هشوف وأكلم أزهار أعرفها
صلاح بتفهم:خلاص ماشي وانا هستنى مكالمة منه وأتمنى ميطولش عشان حليم مش هيسكت وهيحاول يعمل أي حاجه
بيلا بقلق:ربنا يستر يا صلاح انا مقلقه أوي
صلاح بهدوء:خير أن شاء الله متقلقيش هنوصل لحل في أسرع وقت
زفرت بيلا وقالت بهدوء:ماشي أي جديد هبلغ أزهار بيه … باي
أغلقت معه وشردت وهي لا تعلم ماذا عليها أن تفعل كي يتفهم جعفر الموضوع ويعلم مدى حساسيته، لحظات من الصمت قطعه جعفر الذي دلف وأغلق الباب خلفه واقترب منها، نظرت لهُ حتى جلس بجانبها ونظر لها وقال بهدوء:مالك
نظرت لهُ وقالت:مفيش كنت سرحانه شويه … انتَ كويس!
حرك رأسه برفق وهو يقول بترقب وهدوء:انا كويس … بس حاسس إنك مخبية حاجه … حد هنا ضايقك
حركت رأسها سريعًا نافيه وهي تقول:لا خالص هما ناس لطيفة جدًا … انا اللي دماغي مشغوله بيك دايمًا ومش قادره أبطل تفكير فيك
أبتسم جعفر بجانبيه وقال:واكل عقلك بحلاوة زي ما بيقولوا
أبتسمت بيلا وقالت:لا مش أوي كدا متتغرش انتَ مين يعني
نظر لها جعفر بطرف عينه وعلت أبتسامه جانبيه صغيره وقال:جوزك حبيبك اللي مبتحبيش حد قده
ضحكت بيلا ونظر لها بأبتسامه، بينما نظرت لهُ وقالت بضحك:وايه الثقة دي كلها
نظر لها جعفر وقال بهدوء:ما بلاش انتِ معايا خلينا حلوين مع بعض
نظرت لهُ بأبتسامه وحركت رأسها نافية فزفر هو بهدوء واقترب منها وطبع قُبلة رقيقة على خدها الأيسر ثم نظر لها وقال:مش هقدر أعملك حاجه برضوا عارفه ليه
حركت رأسها نافية وهي تنظر لهُ فقال هو بهدوء وهو ينظر لعينيها:عشان انا مبحبش أزعلك ومبيهونش عليا زعلك مني … زعلك غالي عليا أوي
أبتسمت بيلا بحب وهي تنظر لهُ بينما مدّ هو يده وأبعد خصلة متمردة خلف أذنها وقالت:انا مهما أوصفلك انا بحبك قد ايه مش هتصدقني
جعفر بأبتسامه مشاكسة:لا هصدقك عادي
نظرت لهُ بعبوس فضحك هو وقال:بهزر معاكي … كنت عايز أقولك حاجه كدا
فهمّت بيلا ماذا سيقول ولكنها أدعت عدم الفهم وقالت:حاجه ايه
صمت جعفر للحظات ثم نظر لها وقال:صلاح أبن عمك كلمني وطلب أنه يشوفني
عقدت حاجبيها وقالت:ليه
حرك رأسه بجهل وقال:مش عارف … فكرت في السبب بس مش عارف وانتِ عارفه أن انا محتكتش بيه قبل كدا مفيش غير عمك دا لما شدّيت معاه يوم كتب الكتاب وابنه الملزق دا لما كان بيبصلك بصات ملزقه زيه … بس صلاح دا اللي متعاملتش معاه قبل كدا
بيلا:صلاح وحاتم غيرهم خالص طيبين وبيحبوا يقولوا الحق دايمًا واللي في قلبهم على لسانهم … انا واثقه أنك لما تتكلم معاه هترتاحله وهتحبه
جعفر بهدوء:الأهم من دا كله الموضوع اللي عاوزني فيه دا ايه
بيلا بهدوء:مش عارفه بصراحه
زفر جعفر ومسح على خصلاته للخلف وهو ينظر للأسفل بينما نظرت لهُ بيلا بحذر وهي تقول بداخلها:كان نفسي أقولك ومخبيش عليك حاجه بس مش هقدر أقولك
وضعت يدها على كتفه وقالت بهدوء:ناوي على ايه
رفع رأسه ونظر لها وقال بهدوء:مش عارف … بيلا انا تايه ومش عارف أبدء منين كله عليا وانا حاسس بضعف وحش أوي مضايقني … فكرة أن الناس كلها ضدك وعايزين يأذوكي وحشه أوي خصوصًا لو انتِ لوحدك … حتى أمي زيهم
قالها بحزن فربتت على كتفه بمواساه وقالت بهدوء:بس انا معاك … ومهما يحصل مستحيل أكون ضدك
نظر لها بعينان لامعتان وقال:مش عارف أخد قرار
بيلا بتحفيز:انتَ قادر على كل حاجه … جعفر مبيقعش … جعفر اللي حارة درويش تشهد بيه اللي مخلي أجدعها راجل تحت طوعه … انتَ واحد مهم لكل واحد فينا انتَ ليك تأثير عليا وعلى مها وعلى صحابك وحبايبك متسمحش لحد أقل منك يوقعك ويضحك عليك انتَ أقوى من الظروف ولازم تواجهها عشان بعدها لما تفتكر تقول انا أزاي عديت كل دا وانا بطولي … وارد تقع مره والتانيه … بس التالته لا يا جعفر … انا عارفه أنه غصب عنك وأنك تعبت بس لو عاوزني أعمل أي حاجه قول وانا مش هتأخر عليك ثانيه واحده وهعمل أي حاجه مهما كان ايه هي
أنهت حديثها وهي تنظر لهُ على أمل بأن تكون قد أستطاعت التأثير عليه بينما شرد هو قليلًا مع نفسه وهو يُفكر، حتى الآن لم يسقط ولكنه وارد أن يسقط بأي لحظة، مسح على وجهه وهو يزفر بهدوء ويُفكر ماذا عليه أن يفعل، بينما نظرت لهُ بيلا وقالت بهدوء:ناوي على ايه يا جعفر … السكوت دا مش مريحني وانتَ لسه مخدتش خطوه في أي حاجه وانا مش مرتاحه ولا فاهمه أي حاجه
نظر لها جعفر للحظات قبل أن يقول:بفكر أقابل صلاح وأشوف عاوزني في ايه … وبعدها أشوف حوار الست اللي مش شيلاني من دماغها دي
بيلا بتساؤل:وفتحي ؟
نظر لها وقال:لا سيبيه دلوقتي جايب أخره ومش هياخد أقل من شهر على ما يفوق من اللي حصله
عقدت بيلا حاجبيها وقالت بتساؤل:حصل ايه ؟
نظر لها وقال:نفخته هو واللي معاه
بيلا بعدم رضا:يا جعفر مش هينفع كدا
جعفر بتعجب:انا بجد مش عارف ليه كل ما أقرب منه تعترضي بالشكل دا !
بيلا:مش قصدي … قصدي إنك تاخد خطوه حاسمة
جعفر:لا مش بالسهولة دي … إن ما عيشته أيام سوده وعذاب مبقاش انا … انتِ طيبة أوي يا بيلا والله وسهل يضحك عليكي
زفرت بيلا ونظرت للجهة الأخرى فنهض هو واتجه للنافذه وهو ينظر بهاتفه تحت نظرات بيلا التي تراقبه بهدوء
في منزل بعيد
كانت مها تجلس بغرفه سراج على الفراش وهي تنظر بهاتفها وتتصفح على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” بهدوء وبأندماج، مر ظِل سريعًا من أمامها جذب أنتباهها وجعلها تنظر حولها وهي تعقد حاجبيها بتعجب، نظرت أمامها مره أخرى وهي تظن بأن هذه تهيؤات فحركت رأسها برفق ثم عادت لوضعيتها مره أخرى ونظرت بهاتفها، لحظات وعاد الظِل من جديد يركض بسرعه فائقة فنظرت هي لأثره بترقب وأعتدلت بجلستها ووضعت الهاتف بجانبها وهي تقول بترقب:مين هنا
كان الصمت هو الأجابة على سؤالها فأعتدلت بجلستها وهي تنظر حولها، نهضت واقتربت من الشرفة ونظرت للخارج وهي تعقد حاجبيها بتعجب فكان المكان هادئ ولا يوجد أحد، سمعت صوت أرتطام بالداخل فألتفتت سريعًا ونظرت للداخل وبدأت
دقات قلبها تتعالى، شعرت بالخوف يدب بأوصالها لتقف مكانها متجمدة وهي تنظر للزجاجه الساقطه على الأرض لتشعر بأن هناك شخصًا ما معها بالغرفة، أبتلعت تلك الغصه ودلفت للغرفة مره أخرى بهدوء وحذر وهي تنظر حولها، أقتربت من الزجاجه ومالت بجزعها وأخذتها ووضعتها مره أخرى على الطاولة الصغيرة الموضوعه بجانب الفراش وأستقامت بوقفتها مره أخرى وكان هو يقف خلفها وينظر لها بهدوء بينما شعرت بدقات قلبها ترتفع رغمًا عنها وشعورٍ ما بداخلها يُخبرها بأن هُناك شخصًا ما معها، ألتفتت مها بهدوء وحذر وصدرها يعلو ويهبط بخوف وتوتر، نظرت لهُ عندما أستدارت بكامل جسدها وجحظت عيناها بشدة وهي تنظر لهُ وقبل أن تصرخ وضع هو يده على فمّها وهو يقول بهدوء:ششششش … ولا نفس ولا حركة أهدي
نظرت لهُ مها بتوتر ومازال صدرها يعلو ويهبط وكان هو ينظر لها بتمعن ويده مازالت موضوعه على فمها، جحظت عينيها قليلًا وهي لا تصدق بأنه يقف أمامها وينظر لها، أبتسم قائلًا:ينفع كدا كنتي هتفضحينا وتوديني في داهية
أبعد يده عن فمها بينما كانت هي مازالت تنظر لهُ بدموع وهي لا تصدق بينما أبتسم هو وقال:ايه مبحلقه فيا كدا ليه مش مصدقه صح
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ والدموع متراكمة بملقتيها تأبى السقوط، فأبتسم هو وقال:انا جايلك من وراه … وحشتيني وقولت أجي أشوفك وأتطمن عليكي
شعرت وكأن لسانها قد شُل عن الحديث بينما أبتسم هو أكثر وقال:انا مقدّر الصدمة اللي سببتهالك بس مش معقولة هتفضلي بصالي كدا من غير ما تتكلمي وتقولي حاجه … ولا ايه
القليل من الصمت قطعته مها وهي تنظر لهُ وتقول:دا بجد … انتَ بجد
ضحك بخفة ونظر لها وقال:لا خيال … أكيد بجد
سقطت دموعها وهي تنظر لهُ ولم تتحدث بينما قال هو:بصراحة حسيت أنك وحشاني وبعيدة عني ومش عارف أشوفك زي الأول واتكلم معاكي فقولت أجيلك انا واتطمن عليكي … صعبه أوي إنك تفضلي بعيدة كل الوقت دا وانا مش عارف عنك حاجه … حاسس أن حياتي مش كاملة عشان انتِ بعيدة … قولت أجي أشوفك قبل ما جعفر يستعين بيا ووقتها مش هعرف أشوفك تاني
مها بهدوء ودموع:ليه
نظر لها سراج قليلًا قبل أن يقول:عشان مش ضامن اللي جاي هيخليني أشوفك تاني ولا دي ممكن تكون أخر مرة
سقطت دموعها وهي تنظر لهُ وتُحرك رأسها نافية وهي تقول:لا … ليه بتقول كدا … هو في حاجه مخبيها عليا
حرك رأسه نافيًا وهو يقول:انا مش مخبي حاجه … انا بقولك اللي حاسس بيه
نفت مها بغضب وهي تقول بأنفعال:كدب .. أحساسك دا كدب يا سراج
حرك رأسه برفق وهو يقول:لا يا مها مش كدب … أحساسي قوي المره دي
مها بغضب ودموع:لا كدب انا عارفه … انتَ بتجس نبضي مش كدا انا عرفاك كويس أوي دي مش أول مرة يا سراج
زفر سراج ونظر للجهة الأخرى بينما نظرت هي لهُ قليلًا ثم قالت بهدوء:ايه دا ؟!
نظر لها سراج وقال:في ايه
أقتربت منه مها وهي تنظر لوجهه بتدقيق قليلًا قبل أن تقول:فيك حاجه متغيرة … عنيك مالها يا سراج
فهمّ سراج ولذلك قال:مالها
مها:انا اللي بسألك مالها
سراج:عادية يا مها مفيهاش حاجه بيتهيقلك
أمسكت ذراعه وأقتربت من الضوء ووقفت وهو أمامها ونظرت لعينيه بتدقيق ثم قالت:لا مش عادية يا سراج … عنيك مش طبيعية انا عارفه انا بقول ايه كويس متجننيش
نظر لها سراج قليلًا قبل أن يقول:يعني انتِ شايفه أن في أختلاف
مها:اه
حرك رأسه برفق ثم قال:ماشي … هوريكي حاجه بس تمسكي نفسك كويس ومتعمليش أي رّد فعل مجنون
حركت رأسها برفق وقالت بفضول:وريني
نظر لها قليلًا وهو لا يعلم كيف سيفعل ذلك ويُريها شيئًا كهذا
في مكانٍ هادئ
يجلس صلاح وينتظر جعفر الذي هاتفه وأخبره بأنه سيُقابله، نظر لساعه يده ثم نظر حوله حتى رآه يدلف ويبحث عنه بعينيه، فرفع صلاح يده قليلًا وهو يُشير لهُ فأنتبه لهُ واقترب منه بينما نهض صلاح وهو يُهندم بدلته، أقترب جعفر منه ومدّ يده مُصافحًا إياه فقال صلاح بأبتسامه:أزيك يا جعفر أتمنى تكون فاكرني
أبتسم جعفر بخفه وقال:صلاح مش كدا
حرك صلاح رأسه برفق وهو يقول بأبتسامه:أيوه انا أتفضل
أشار لهُ فجلس جعفر بهدوء وجلس صلاح أمامه وقال:أزيك يا جعفر
جعفر بهدوء:الحمد لله كويس انتَ أخبارك ايه
صلاح بأبتسامه:الحمد لله
جعفر:كنت عاوز تتكلم معايا في ايه
صلاح بأبتسامه:على طول كدا طب أستنى نطلب حاجه نشربها حتى … تشرب ايه
جعفر:لا مش هشرب
صلاح:ليه
جعفر:متأخذنيش انا مش بشرب حاجه في أماكن انا مش مرتاح فيها يعني مش متعود أدخل أماكن بتاعت ناس أغنيه
صلاح:بس دا أي حد بيدخله مش ناس مُعينة
استند جعفر بذراعيه على الطاولة ونظر لصلاح وقال:انا متربي على البسيط … مش بتاع كافيهات انا عايش في حارة مش في أماكن راقية وفخمة … أعرف القهوة .. تعرفها ولا ملكش فيها
تحدث صلاح وهو ينظر لهُ وقال بهدوء:أعرفها طبعًا … لو دا هيريحك معنديش مانع
جعفر:تؤ … مش هتفرق معايا انا جاي أعرف اللي عاوز تعرفهولي وهمشي مش هبّات هنا يعني
فهمّ صلاح بأنه صعب التعامل معه ولكنه قال:براحتك يا عم … أكيد بيلا حكيتلك عني انا وحاتم
جعفر:مش أوي
صلاح:تمام … انا صلاح أبن عمها وابويا يبقى عبد المعز اللي شدّ معاك في الكلام قبل كدا
جعفر:عارف … بيلا عرفتني إمبارح
صلاح بأبتسامه:ماشي يا سيدي … كنت جاي أتعرف عليك يمكن نبقى صحاب في يوم من الأيام ولا ايه رأيك
جعفر:أكيد
حك صلاح ذقنه بخفه ثم قال:بُص يا جعفر بما أنك زي أخويا يعني فحابب أنصحك وأوعيك
عقد جعفر حاجبيه وقال:من ايه مش فاهم
صلاح بهدوء:من حليم أخويا
تبدلت تعابير وجه جعفر وقال بحده:الملزق اللي كان بيبُص لبيلا يوم كتب الكتاب وكان بيستفزني بالكلام
حرك رأسه برفق وهو يقول:أيوه … حليم أخويا بيحب بيلا من زمان وأتقدملها كتير أوي بس عمتي وجوز عمتي كانوا بيرفضوا عشان بيلا لسه صغيرة … بس الموضوع مخلصش بعد ما بيلا كبرت وحليم ركب دماغه اكتر وعاند وأصر يتجوز بيلا سواء برضاها أو غصب عنها بحجة أنه بيحبها زي ما بيقول بس بيلا رفضت وقتها عشان هي مبتحبهوش ولسه عايزه تكمل دراستها بس حليم سكت مؤقتًا لحد ما تنسى يعنى لفترة معينة وبعد كدا هيجرب تاني … بس معملش حساب إنك هتظهر في حياتها في المدة دي وفجأه تكون جوزها … يوم ما جينا كتب الكتاب وهو مستحلفلها … يمكن مقدرش يعمل حاجه عشان انا وحاتم هد”دناه أنه لو عمل حاجه هنفضـ.ـحه … هو يمكن سكت عشان ميتفـ.ـضحش بس جوازها اللي مش هيعديه على خير .. فسكت لحد ما تجيله فرصة مناسبة يقدر ياخدها ويقنعها بأي طريقة بس للأسف الفرصة مجتش وعشان كدا قرر يلجأ لحل تاني
تحدث جعفر بأهتمام وهو ينظر لهُ قائلًا بترقب وحِده:ايه هو ؟!
نظر لهُ صلاح قليلًا ثم قال بهدوء:أنه يدخل يكلمك ويبعتلك صور ومحادثات متفبركة بينه وبين بيلا عشان يقولك إنها بتخونك من وراك معاه وبتكلمه وتبعتله صورها وانتَ تصدقه وتنفعل والأدرينالين يعلى عندك فتقوم مطلقها عشان يقدر بعدها ياخدها زي ما هو عايز ويكون ساعتها كسرها وضحك عليك وضرب عصفورين بحجر واحد
جحظت عينان جعفر بصدمه وعدم تصديق وغضب أيضًا وهو ينظر لهُ ولا يستطيع أن يُصدق بأن هذا حقيقي، ظل شارد يُفكر فيما قاله لهُ صلاح لهُ وهو يشعر بحرارة جسده ترتفع مع شعوره بالغضب الشديد تجاه حليم الذي إن رآه سيسحقه من على الأرض، لم يستفيق إلا على صوت صلاح الذي قال:جعفر انتَ معايا
أستفاق جعفر من شروده لينظر لهُ نظره غير مفهومه وغامضه ليتعجب صلاح ويقول:بتبصلي كدا ليه مالك
نظر لهُ جعفر ليقول بهدوء غير عادي وهو يصق على أسنانه بقوه:دا انا هشرب من د”مه هو وأبوه مره واحده
جحظت عينان جعفر بصدمه وعدم تصديق وغضب أيضًا وهو ينظر لهُ ولا يستطيع أن يُصدق بأن هذا حقيقي، ظل شارد يُفكر فيما قاله لهُ صلاح وهو يشعر بحرارة جسده ترتفع مع شعوره بالغضب الشديد تجاه حليم الذي إن رآه سيسحقه من على الأرض، لم يستفيق إلا على صوت صلاح الذي قال:جعفر انتَ معايا
أستفاق جعفر من شروده لينظر لهُ نظره غير مفهومه وغامضه ليتعجب صلاح ويقول:بتبصلي كدا ليه مالك
نظر لهُ جعفر ليقول بهدوء غير عادي وهو يصق على أسنانه بقوه:دا انا هشرب من دمه هو وأبوه مره واحده
صلاح بتهدئه:أهدى يا جعفر هو لسه معملش حاجه
جعفر بحده وغضب:وانا لسه هستناه لما يعمل
صلاح:مش في صالحنا لو بدأنا إحنا الأول حليم مجنون وطايش وانا عارف كدا كويس … لازم نستنى شويه لحد ما ياخد قرار التنفيذ عشان ميتقلبش كل دا ضدنا انا عايز أساعدك يا جعفر
زفر جعفر بغضب ومسح على وجهه بينما كان صلاح ينظر لهُ بهدوء وهو يعلم بأنه غاضب الآن وبشده، ولكنه في النهاية سيترك لهُ حُرية الأختيار
في منزل والده سراج
كانت مها تنظر لسراج بعينان متسعتان وصدمه وهي لا تصدق ما رأته منذُ لحظات بينما كان سراج ينظر لها بهدوء وهو يعلم الأسئلة التي تدور بعقلها الآن ويعلم بأنها مصدومه أيضًا فقرر أن يتحدث قائلًا:مها انتِ كويسه ؟!
نظرت لهُ مها بذهول وعدم تصديق وهي مازالت تشعر بالصدمه، فأقترب قليلًا وقال:انتِ كويسه متخافيش
ظلت صامده لم تتحرك وهذا ما أدهشه كثيرًا ولكن أسعده في نفس الوقت لأنه تأكد بأنها لا تخاف منه، وقف أمامها مباشرًا ونظر لها بينما نظرت هي لهُ للحظات قبل أن تمُدّ يدها وتضعها على وجهه وهي مازالت تنظر إليه بدهشه وذهول، بينما أبتسم هو وقال:هتفضلي مبحلقه فيا كدا كتير
رمشت مها بعينيها عده مرات وكأنها أستفاقت من دوامه أفكارها وهي تقول:انا مش مصدقه بجد يا سراج … دا حقيقي ولا انا بتخيل
سراج بأبتسامه:حقيقي مش تهيؤات
مها بأبتسامه:يا لهوي بجد … انتَ صدمتني يا سراج والله العظيم انا مش مصدقه نفسي … عارف كأني بحلم أو حد ضربني على دماغي خلاني بشوف حاجات مش موجوده مش عارفه بجد أقولك ايه
سراج بأبتسامه:يعني ايه برضوا مفهمتش مبسوطه ولا مصدومه ولا دُنيتك ايه
مها بأبتسامه:الاتنين
ثم أردفت بتساؤل وترقب:سراج دا بجد ولا بتضحك عليا ؟
نظر لها سراج نظره ذات معنى وقال:انتِ هبله يا مها دا بجد
مها:يعني موجود منهم هنا مش برا بس ؟!
سراج:اه انتِ الصدمه جت معاكي بذهول وبعدها بضحك وبعدها بتخلف
مها:انا بتكلم جد والله
سراج:دول في كل حته يا بنتي
رمشت مها بعينيها عدة مرات وهي تنظر لهُ ومن ثم قالت:وجعفر يعرف
حرك رأسه برفق وهو يقول:عِرف
نظرت مها لهُ بتمعن وهي لا تصدق وتظن أنها مزحة، بينما قال سراج وهو ينظر لها:هتعرفي الأجابة قدام مش دلوقتي
نظرت لهُ بذهول بينما غمز هو لها بعينه اليُمنى وقال:بقرأ الأفكار خلّي بالك
أزداد ذهولها وهي تنظر لهُ وشُل لسانها عن التحدث مره أخرى وهي لا تُصدق، أبتسم سراج بجانبيه ثم قال:أمشي طيب
لم يصدر منها رّد فعل فتحرك سراج تجاه النافذه تحت نظراتها المترقبة وسُرعان ما أستفاقت وأقتربت منه سريعًا تمنعه من الذهاب وهي تقول بلهفه:لا أستنى
نظر لها سراج بينما قالت هي:هتمشي تروح فين
سراج:هرجع مكان ما جيت
مها بترقب:جعفر كويس ؟!
حرك رأسه برفق وهو يقول:كويس متخافيش
مها بتساؤل:وبيلا ؟
سراج:متخافيش عليها طول ما هي مع جعفر
أبتسمت مها بخفه وأبتسم هو أيضًا لها فقالت:هتمشي
حرك رأسه برفق وهو يقول:هجيلك مرة تانية
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ قائله:خلّي بالك من نفسك
سراج بهدوء:متخافيش عليا خافي على اللي هيقع تحت أيدي
أبتسمت مها وقالت:مقلب من مقالبك على فكرة
نظر لها قليلًا وعلم بأنها مازالت مصدومة وتظن أنه يمزح فأقترب منها مره أخرى وقال:مش مقلب صدقيني
حركت رأسها نافية وقالت بإصرار:مقلب
حرك رأسه برفق ثم تحول مره أخرى ونظر لها وقال:لسه مُصممة
نظرت لهُ مها بهدوء وهي لا تعلم ماذا عليها أن تفعل أو تقول بينما كان هو ينظر لها بهدوء، أقترب منها قليلًا مره أخرى بهدوء وحذر وهو يقول:ليه مش قادره تصدقي … انا محبتش أخدعك وأخبي حاجه زي دي وفضلت أنك تعرفي قبل ما ناخد أي خطوة في علاقتنا … يعني مش أناني ولا بستغل عدم معرفتك بحاجه زي دي لأن هييجي يوم وكل دا هيتكشف فقولت أعرفك أحسن … ولا انتِ شايفه ايه
لم تتحدث مها وظلت تنظر لهُ فقط بينما زفر هو وقال:انا هسيبك دلوقتي عشان ترتاحي وتهدي وهجيلك مره تانيه خلّي بالك من نفسك
أبتعد سراج عنها وهو ينظر لها بهدوء وهي مازالت تنظر لهُ بذهول، خرج من النافذة كما فعل تحت نظراتها ثم قفز وذهب بسرعه البرق بينما أقتربت هي من النافذة سريعًا ونظرت للخارج ولكنها لم تجده فمسحت على خصلاتها للخلف وهي تشعر بالصدمة التي قد لجمتها وجعلت لسانها شُل عن الحركة
في منزل كيڤن
دلف جعفر للغرفة وأغلق الباب خلفه واقترب من الشرفة حيث كانت تجلس بيلا وهي تنظر للخارج بشرود، أقترب منها بهدوء وجلس بجانبها وقال:هتفضلي قاعده في الأوضه على طول كدا
أستفاقت من شرودها ونظرت لهُ وقالت:انتَ جيت أمتى انا محستش بيك
زفر جعفر وقال:عشان بقيتي بتسرحي كتير ومش معايا
نظرت بيلا للجهة الأخرى مره أخرى وقالت:غصب عني
أعتدل جعفر بجلسته ونظر لها وقال:بيلا
نظرت لهُ مره أخرى بهدوء بينما قال هو:انا قابلت صلاح وحكالي على اللي كان عاوز يعرفهولي
بيلا:واللي هو
جعفر:حليم الملزق هيحاول يوقع بينا
لم يصدر منها رّد فعل وأكتفت بالنظر إليه بينما قال جعفر:بس انا مش هسكت ولا هسيبه انا المفروض كنت خلصت عليه من أول مره شوفته فيها … واد سمج كدا وملزق ومش مرتاحله
بيلا:عندك حق
نظر لها وقال:هو انتِ زعلانه من حاجه
حركت رأسها نافية فقال هو:انا بتكلم بجد … طب انا زعلتك في حاجه أو عملت حاجه وانا مش واخد بالي
حركت رأسها نافية أيضًا وقالت بأبتسامه:لا والله خالص انا بس بسرح كتير معرفش ليه
فتح جعفر ذراعه الأيسر لها فضمته ووضعت رأسها على كتفه بينما حاوطها هو بذراعه مره أخرى ومسدّ على خصلاتها بيده الأخرى وهو يقول:بيلا زعلانه ومش راضيه تقول السبب وفكراني عبيط وهصدقها بس دا عند الحاجة
أبتسمت بيلا وقالت:حاسه بملل وزهق مضايقني أوي … خايفه أخرج يحصل حاجه تاخدني منك في ثانية
جعفر بهدوء:صدقيني هنا أمان ووقت ما بيكون في حاجه بيعرفوا على طول وبيتصرفوا لو المكان مكانش أمان انا مكنتش سيبتك ومشيت ورحت هنا وهنا صح ولا لا
حركت رأسها برفق وهي تنظر أمامها بينما قال هو:تحبي نخرج نتمشى شويه
أردف بها وهو ينظر لها فرفعت هي رأسها قليلًا ونظرت لهُ وحركت رأسها برفق فأبتعدت هي ونهض هو ونظر لها وقال:تعالي معايا
نهضت معه وحاوطها هو بذراعه وخرجا من الشرفه ثم من الغرفة وتوجها للأسفل
في الخارج
كانت إيميلي وكين بالخارج ويتدربان، تفادى كين ضربتها بسهوله وهو ينظر لها ويقول بأبتسامه:أوه عزيزتي يجب أن يكون تركيزك أقوى من ذلك بكثير
نظرت لهُ إيميلي وقالت:حقًا أأنا التي يجب عليها التركيز أم هُناك شخصًا ما ليس من السهل خداعه
أبتسم كين بجانبيه وقال:ماذا تظنين أنا لستُ كذلك أنتِ مُخطئة
حركت رأسها برفق وهي تنظر للجهه الأخرى لحظات قبل أن تعاود الهجوم عليه مره أخرى ليتفادى هو الهجمة مره أخرى وهو يضحك قائلًا:توقفي فأنتِ تُضحكيني كثيرًا إيميلي
نظرت لهُ إيميلي وقالت بتوعد:حسنًا أيها الأحمق ولكن ستبكي في نهاية المطاف حينما أتركك وأذهب بلى عودة
نظر لها وتوقف عن الضحك وأقترب منها بهدوء وهو يقول:عزيزتي توقفي عن قول هذه الأشياء فأنا أكرهها بشدة
إيميلي:لا … فهذه ستكون الحقيقة في يوم من الأيام كين ويجب عليك تقبلها
بدء كين يغضب من حديثها فقال:توقفي إيميلي
نظرت لهُ إيميلي للحظات وكانت ستتحدث ولكن قاطعها أقتراب جعفر وبيلا فنظرت لهُ بهدوء ثم لهما وأبتسمت وكأن لم يحدث شئ، أقتربا منهما وقالت بيلا بأبتسامه:كيف حالك إيميلي
أيميلي بأبتسامه:بخير وأنتِ
بيلا بأبتسامه:بخير أيضًا
نظرت لهما إيميلي وقالت:هل أنتما ذاهبان
بيلا:مازلت لم أقرر بعد
حركت إيميلي رأسها بتفهم وأبتسامه خفيفه تعلو ثغرها فقالت بيلا وهي تنظر لهما بترقب:ماذا يحدث هل أنتما بخير
أبتسمت إيميلي وقالت بتوتر:نعم نحن بخير … هل تُريدين الذهاب إلى مكانٍ أم ماذا
بيلا بحيرة:لا أعلم إيميلي لم أقرر بعد ولكن سأسير مع جعفر قليلًا
حركت إيميلي رأسها برفق وتفهم وهي تنظر لها بأبتسامه ثم قالت:حسنًا أحظيا بوقت رائع
أبتسمت بيلا ونظرت لجعفر وقالت بأبتسامه:يلا بينا
حرك رأسه برفق وسار برفقتها ونظر لكين وهو يمر من جانبه بطرف عينه بأبتسامه جانبيه بينما بادله كين نظرته ثم وكزه بذراعه فتوقف جعفر وألتفت برأسه ينظر لهُ ووكزه أيضًا وهو يقول:مستفز
تركه وذهب بينما أبتسم كين وقال:أحمق
نظر لإيميلي وقال بهدوء:يبدوا بأنني سأقوم بمصالحة أحدٍا ما يبدوا غاضبًا الآن
نظرت لهُ بطرف عينها وهي تعقد يديها أمام صدرها ثم نظرت للجهة الأخرى فأقترب منها وعلى ثغره أبتسامه جانبيه وهو يقول:هيا عزيزتي لا تكوني بكل هذا العبوس كوني لطيفة مثلما أُحبك
حاوط كتفها بأبتسامه بينما نظرت هي لهُ بطرف عينها بغضب ثم قامت بحركة سريعه وثنت ذراعه وهي تقول بغيظ:لن تتوقف عن إغضابي أليس كذلك تُعجبك شخصيتي اللطيفة هذه أليس كذلك
ضحك كين وقال:كثيرًا رغم أنكِ لطيفة كثيرًا في تعامُلكِ معي ولكن لا بأس
تركته إيميلي واعتدل هو بوقفته ونظر لها وقال:حسنًا يبدوا بأنكِ أصبحتِ مرضية إلى نوعًا ما فقد قل عبوسكِ قليلًا
نظرت لهُ بطرف عينها بضيق وذهبت بينما تتبعها وهو يضحك ويقوم بمضايقتها
على الجهة الأخرى
كان جعفر يسير بين أشجار الغابة وبجانبه بيلا التي كانت تُمسك بيده وتسير بهدوء، لحظات من الصمت قطعها جعفر الذي قال:بتحبي مين اكتر انا ولا عصير القصب
علّت أبتسامه لطيفه ثغرها وهي تنظر للأسفل قائله:انتَ طبعًا
جعفر بأبتسامه مشاكسة:ولا عصير القصب
ضحكت بخفه ونظرت لهُ وقالت:أنتوا الاتنين … بس انتَ أكتر
أتسعت أبتسامه جعفر ونظر لها وقال:مش ندمانة
نظرت لهُ وقالت:سألتني السؤال دا قبل كدا وقولتلك لا مش ندمانة ومش مجبورة على العيشة معاك كل دا برضايا يا جعفر
جعفر بهدوء:ساعات بحس عكس كدا … معرفش دا غلط ولا صح بس انا بحبك ومش عايز ألاقي نفسي في يوم من الأيام بعيد عنك أو حد فرّق بينا
بيلا:طول ما بينا ثقه وكل واحد عارف التاني ومبنخبيش عن بعض حاجه فخلاص … أضمن وجودي عشان الفترة اللي عيشتها معاك أثبتتلي عكس الصورة اللي كنت شيفاك بيها ولقيت شخص تاني خالص غير اللي في دماغي … انتَ بطل حكايتي مهما كنت يا جعفر
نظر لها جعفر وقال:متقبلاني وانا جاهل
زفرت بيلا وحركت رأسها بقله حيله ونظرت لهُ وقالت:يا جعفر مسمهاش كدا ليه مُصمم على أنك جاهل
جعفر:بيلا مبحبش المجاملة أو تزويق الكلام انا مش هزعل لو قولتيلي الحقيقه عشان هي الحقيقه أصلًا مهما حاولتي تقولي هي واحده في النهاية
نظرت للجهة الأخرى وهي حزينة فحتى وإن أخبرها بأنه لن يحزن هي تعلم بأنه سيحزن بكل الأحوال فهي صعبة للغاية وصعب تقبل حقيقه مثل هذه، نظرت لهُ عندما سمعته يقول:انتِ لسه قدامك قد ايه عشان تخلصي تعليم
بيلا:الترم دا آخر ترم ليا
نظر لها جعفر نظره ذات معنى فضحكت هي وقالت:انتَ متعرفش أن انا في سنة رابعة ولا ايه
جعفر بذهول:بتتكلمي بجد
بيلا بضحك:أومال بهزر
رمش جعفر بعينيه عده مرات قبل أن يقول بذهول:لا أستني بجد انتِ مش بتهزري
حركت رأسها نافية وهي تقول:لا والله
جعفر بعدم تصديق:مش باين عليكي خالص يا بيلا
أبتسمت بغرور وهي تقوم بلف خصلة حول إصبعها وقالت:عشان تعرف أنك واخد واحده مفيش منها أتنين كبيرة ومش باين عليها
نظر لها جعفر قليلًا بذهول ثم قال بضحك:انا مش قادر أصدق بجد يا نهار أبيض يا بيلا انتِ بجد صدمتيني … يعني كلها ترم وتتخرجي وتبقي أحلى مصممة ديكور في الدنيا
أبتسمت بيلا وقالت:مش هكون مبسوطة قد أنك هتكون معايا ومشاركني نجاحي … انا هكون مبسوطة أوي وانتَ معايا هفتخر بيك وسط الناس كلها وأحكيلهم قد ايه أن انا خدت راجل بجد مشرفني من غير أي حاجه … انا متحمسة أوي يا جعفر لليوم دا بجد
أبتسم جعفر بحزن ونظر لها نظره مليئة بالألم ولكنه بنفس الوقت سعيد من أجلها فستصبح إمرأته أفضل مُصممة ديكور، لم يشعر بنفسه إلا وهو بأحضانها وهي تُعانقه بحب وتبتسم فأبتسم وحاوطها بذراعيه وربت على ظهرها بحنان وهدوء، لحظات وخرجت بيلا من أحضانه ونظرت لهُ بأبتسامه وقالت:ناوي على ايه انا نفسي أغامر معاك
أبتسم جعفر وقال:في أحلامك يا بيلا مش هيحصل
عبست بيلا وقالت:لا يا جعفر متبقاش رخم مره واحده بس على الأقل عشان خاطري وانا والله هبقى ضلّك مش هبعد عنك لحظة واحده مهما حصل
زفر جعفر ونظر للجهة الأخرى بينما قالت هي بإصرار:عشان خاطري يا جعفر لو بتحبني بجد خدني معاك مره واحده بس
فكر جعفر قليلًا بينما كانت هي تنظر لهُ وتنتظر أجابته، نظر لها بطرف عينه ورأها تنظر لهُ وتنتظر أجابته فزفر بقلة حيلة وقال:ماشي يا بيلا موافق
سعدت بيلا كثيرًا وتهللت أساريرها وقالت بفرحة:انا مش مصدقه انتَ وافقت بجد صح
حرك رأسه برفق وهو ينظر لها بأبتسامه فسقفت بسعاده ثم عانقته وهي تقول:بحبك أوي والله انا عارفه إنك هتوافق ومش هتزعلني
جعفر:على قد ما انا خايف عليكي ومش مرتاح بس أضطريت عشان انا عارف اللي هيحصل لو عملت عكس كدا
ضحكت بيلا وقالت بأبتسامه:شطور يا حبيبي
زفر جعفر ونظر لهاتفه وقال:طيب انا المفروض دلوقتي عندي مشوار هتسبيني أطلع المشوار دا ولا ايه النظام
حركت رأسها نافية وهي تقول:لا انا رجلي على رجلك أفرض واحده كدا ولا كدا بصتلك ولا عاكستك يعني
أبتسم جعفر ونظر لها نظره ذات معنى وقال:شامم ريحة غيّرة في الموضوع
بيلا بضيق:أيوه بغيّر يا جعفر انتَ اه بلطجي وكدا بس حلو برضوا وانا مش هسيبك وعلى قلبك
جعفر بأبتسامه ومرّح:زي العسل والله
نظرت لهُ بيلا بطرف عينها وهي تقول:أه ثبتني وألحق نفسك يا حبيبي
ضحك جعفر بملئ فاهه وهو لا يستطيع السيطرة على نفسه بينما كانت بيلا تنظر لهُ وهي متعجبة ولا تعلم على ماذا يضحك بهذه الطريقة فهي لم تقل شيئًا يُضحكه هكذا فقالت:انتَ بتضحك على ايه هو انا قولت حاجه
ضحك أكثر وهذه المرة كانت من قلبه فنظرت لهُ وأبتسمت قائلة:في ايه يا جعفر هو انا عملت حاجه
نظر لها بعينان دامعتان وهو يُحاول السيطرة على نفسه ولكن رغمًا عنه عندما تذكر أسلوبها في الحديث يضحك أكثر، أختل توازن جسده وأسرعت بيلا وأمسكت بهِ وهي تقول:هتقع يا جعفر في ايه
تمسك بها حتى لا يسقط ونظر لها وقال بصوتٍ ضاحك:أسلوبك وشكلك وانتِ بتتكلمي خلاني مش قادر أبطل ضحك انتِ كنتي محتاجه تتصوري بجد يا بيلا شكلك بيضحك بطريقة غبية انا عمري ما ضحكت بالشكل دا بجد
أبتسمت بيلا وهي تنظر لهُ وشعرت بالرضا ولو قليلًا لجعله يضحك بهذه الطريقة حتى وإن كانت لا تقصد ولكنها سعيده، نظر لها وهو يمسح دموعه وقال بأبتسامه:متتكلميش تاني بقى
أبتسمت بيلا وقالت:خلاص حاضر
أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره بأبتسامه وهو ينظر حوله تحت نظراتها التي تتابعه، نظر لها من جديد وقال:هتيجي معايا يعني مفيش أي كلام
حركت رأسها برفق وهي تقول:ياس
نظر لها جعفر نظره ذات وقال بتساؤل:يعني ايه أول مره اسمعها ؟
أبتسمت بيلا وقالت:يعني أيوه دي كلمة أنجليزي
رددها جعفر وهو يقول:لا استني انتِ قولتي ايه
بيلا بأبتسامه:ياس
رددها جعفر بهدوء وهو يقول:ياس … ياس … دي تتقال أمتى بقى
بيلا:لما حد ياخد رأيك مثلًا في حاجه تقوله ياس أو لما حد يسألك برضوا وانتَ موافق قوله ياس
صمت جعفر لبُرهة ثم قال:حلوه وسهله .. صمت لبُرهة أيضًا ثم قال بخبث:طب لو رفضت مثلًا
ضحكت بيلا على نظرته وشكله وقالت:نو
عكص شفتيه ورفع حاجبه الأيمن وهو يقول بنبرة بها الأستنكار والتهكم:مين ياختي ؟!
ضحكت بيلا مره أخرى وقالت:نو .. إن أو
أردفت بها وهي ترسم الحرفان بالهواء فقال جعفر بتساؤل:دي يعني لا ؟
بيلا بأبتسامه وتشجيع:شاطر طب ما انتَ عارف أهو
أبتسم جعفر بسخريه وقال:جت معايا صُدفه والله
بيلا بأبتسامه:مش مشكله اللي خلاها تيجي صُدفه هييجي غيرها صُدفه برضوا انتَ دماغك حلوه وبتلقط
جعفر:لو في كلمه تانيه بقى أبقي عرفيني
بيلا بأبتسامه:حاضر
نظر لها وقال:طب لو عاوز أقولك يلا بينا بالإنجليزي أقولها أزاي
بيلا بأبتسامه:ليتس جو
نظر لها نظره ذات معنى وقال:مين
ضحكت مره اخرى وقالت:ليتس جو يعني يلا بينا
جعفر:لا مش مستلطفها عارفه أنهي أحلي
بيلا بتساؤل:ايه ؟
أشار جعفر بيده وهو يقول:أنجرّي يا بت
ضحكت بيلا وقالت:يا دكري
نظر لها جعفر بذهول وأبتسامه وسارت بيلا أمامه ونظر هو لها يُتابعها بنظراته وقال:دكري … بنتطور يا بيلا انا عايز بيلا الرقيقه الكيوت يا بت انتِ خُدي
لحق بها جعفر وهو يُحرك رأسه يمينًا ويسارًا بهدوء
في المخزن
كان مازال كلًا من غزالة وهادي محبوسان بهذا المخزن حتى تملك الإرهاق والتعب منهما، تحدث هادي قائلًا بتعب:انا تعبت بقى بجد مبقتش قادر
غزالة بتعب:ومين سمعك … انا مش متحمله ضربه واحده حتى جسمي كأنه متخدر
هادي:بقولك ايه يا غزالة … انا بفكر نعترف بقى ونترحم من اللي أحنا فيه دا
نظرت لهُ غزالة وقالت بضيق:انتَ أهبل نقول ايه انتَ عاوز ترمينا في النار ولا ايه
هادي بحده:مش أحسن من العذاب دا أحنا لو عرفناه كل حاجه هيسيبنا وبكدا نكون ساعدناه وساعدنا نفسنا بدل الحبسه السوده دي
غزالة بضيق:مش عارفه … يعني انتَ شايف كدا
هادي:هو حابسنا عشان يعرف مين الست اللي ورانا دي
غزالة:وأفرض يا سيدي وقعنا تحت أيديها
هادي:لازم نعترف بكل حاجه جايز دا يشفعلنا ونكسب فيه ثواب ونتوب أحنا بقى بقالنا شهر ونص محبوسين هنا محدش يعرف عننا حاجه ولعلمك هو بيعمل كدا عشان يجبرنا أننا نتكلم فناخدها فرصة بقى أهو نار جعفر ولا نارها هي
فكرت غزالة بحديثه وهي ترى بأنه مُحق فقد سئمت من هذه الجلسة التي تجلسها منذ شهر ونصف يجب الأعتراف بكل شئ كي يتم الإفراج عنهما، لحظات أخرى مرت بصمت حتى قطعته غزالة وقالت:بس بشرط
هادي:انتِ هتتشرطي كمان
غزالة بضيق:أسمع وانتَ ساكت
هادي:قولي
غزالة:يضمنلنا مكان بعيد نعيش فيه ويضمنلنا أنها مش هتعرف أننا اللي عملنا كدا ونكون بعيد عن الموضوع
هادي:ماشي ييجي هو بس أهم حاجه
ما إن أنهى حديثه حتى دلف جعفر المخزن وأقترب منهما وبيلا بجواره تنظر لهما بتعجب، أبتسم جعفر وقال وهو يقترب منهما:عاش من شافكوا وحشتوني والله أتمنى تكون الإقامة كويسه
غزالة بضيق:زفت ومنيلة
أبتسم جعفر بجانبيه وقال:مش مهم المهم أن هي عجباني انا
غزالة:بقولك ايه يا جعفر قول اللي عندك من الآخر
جعفر ببرود وأبتسامه:ايه تعبتي ولا ايه طب انا لسه متعبتش ومستمتع أوي باللعبة دي
هادي:خلينا واضحين مع بعض وقول اللي عندك إحنا تعبنا
جعفر ببرود شديد:مين الست اللي محرضاكوا عليا وعايزه مني ايه وتعرفني منين
غزالة:أحنا مستعدين نعرفك كل حاجه بس قبل ما نقولك الحقيقة عندنا شرطين
جعفر بهدوء:ايه هما
غزالة:الشرط الأول والأهم أنها متعرفش أننا قولنالك حاجه وأعترفنا عليها
جعفر:طالما هتساعدوني مش هأذيكوا مهما حصل بس لو شميت ريحة غدر هتتأذوا أذى وحش أوي
هادي:متقلقش مش هيحصل إحنا فوقنا ونوينا نتوب
جعفر:حلو ودا حاجه كويسه أوي … الشرط التاني
غزالة:تضمنلنا سكن بعيد وأمِن ومش عايزين حاجه تاني وهننسى أننا أتقابلنا قبل كدا
جعفر بأبتسامه ساخره:موعدكيش … انا مش لاقي سكن ليا انا ومراتي هلاقيلكوا أنتوا
غزالة:خلاص أحنا مستغنيين عن الشرط دا أهم حاجه الشرط التاني ولما توعد تنفذ زي ما بتقول الناس عليك كدا
جعفر ببرود:متقلقيش لما بوعد بنفذ وأهم حاجه أنكوا تكونوا توبتوا وحرمتوا
غزالة:متقلقش حرمنّا وأتعلمنا الأدب
صمت جعفر لوقتٍ قصير وهو يُفكر، نظر لبيلا التي كانت تقف بجانبه وتنظر لهُ بهدوء ثم نظر لهما وقال:حلو … أحكوا اللي عندكوا وانا سامعكوا وعاوز الحقيقة كاملة مش ناقص منها كلمة واحده
نظرت غزالة لهادي الذي نظر لها ولا يعلمان من الذي سيبدء الحديث فصمت دام لوقتٍ قصير قررت أن تقطعه غزالة وهي تقول بهدوء:الحكاية بدأت لما كانت الهانم لسه مفقدتش نظرها … كانت تعرف واحده صحبتها أوي كانوا أخوات … كانوا كل حاجه يعملوها سوى يعني اللي يشوفهم يقول أنهم أخوات مش صحاب … لحد ما جه يوم وأتقلبت الدنيا مقعدتش
جعفر بهدوء وتساؤل:الست العامية دي أسمها ايه ؟
غزالة:علياء … علياء الست العامية اللي عندها سبعه وعشرين سنة واللي بتحاول توصلك من سنين وتدمرك
تعجب جعفر كثيرًا ولكنه جعلها تُكمل حديثها قائلة:علياء أبوها أجنبي أصلًا بس أمها مصريه … عاشوا قصة حُب لطيفة وخلفوا علياء حياتهم كانت كويسه لحد ما ظهرت في القصة واحده أسمها شاهي … شاهي كان عندها ولد وبنت برضوا بس أبوهم مكانش معروف مين هو … وقتها أم علياء رحبت بيها في بيتها بحُكم أنها كانت صديقتها واختها يعني شاهي وأم علياء هما أصحاب القصة لحد دلوقتي … عدى الوقت لحد ما في مرة أم علياء شكت في جوزها إنه مُمكن يكون بيخونها فقررت تراقبه من بعيد وتعرف بنفسها … لحد ما جه اليوم اللي عرفت فيه أم علياء الصدمة واكتشفت أن جوزها بيخونها مع أقرب صديقه ليها واللي هي شاهي … وقتها مكانتش شايفه نفسها ولا شايفه قدامها كل اللي هي شايفاه أن جوزها مع صديقه عمرها كانت علياء معاها وشايفه وفاهمه كل حاجه بالرغم أنها كانت لسه صغيره عندها أربع سنين بس فاهمه … أم علياء أتهجمت عليهم وعملت أكبر غلطه في عمرها
Flash back
نظرت أم علياء لزوجها وهي تراه مع صديقتها التي أستأمنتها على بيتها وهي تراها تخون ثقتها وهو يخون ثقتها بهِ وبيدها علياء التي كانت ترى ما يحدث
_انتِ مراتي يا شاهي ولازم أوفرلك حقوقك وحقوق ولادنا … انا عارف أني عملت غلطه كبيره واتجوزتك بدون علمها بس هي مش عارفه حاجه هي مكانتش بتخلف وعشان كدا انا قررت أتجوز انا كنت عايز أسرة ومش ذنبي اتحرم منها … بس صدقيني هي مش هتعرف أي حاجه عايزك تتعاملي عادي خالص وكفاية إنك مفهمه الولاد عشان ميقعوش بلسانهم … انا قولت أجي أتطمن عليكي وانا فهمتها أني في الشغل ومتعرفش إني هنا أصلًا فعايزك تقللي زياره شويه عشان متشكش في حاجه وانا هاخد حظري برضوا
شاهي بتوتر:خايفه أوي معرفش لو عرفت هتعمل ايه بجد انا مش مستوعبه أصلًا اللي ممكن يحصل لو عرفت
_متقلقيش مفيش حاجه
أنهى حديثه وهو يُمسدّ على خصلاتها بحنان بينما كانت أم علياء تُتابع كل ذلك وهي لا تصدق بأنها تم خداعها من قِبل زوجها وصديقتها المقربة، كانت تنظر لهما من خلف الباب بعينان دامعتان وغضب ولم تشعر بنفسها إلا وهي تُخرج السـ.ـكين من حقيبتها بهدوء وهي تنظر لهما تحت نظرات علياء التي كانت تنظر لها، نظرت للسـ.ـكين بحقد وشددت عليها ثم نظرت لهما وهي تتوعد لهما بداخلها، نظرت للصغيره ومالت بجزعها وقالت وهي تُنمي بداخلها روح من الحـ.ـقد والشر قائلة:أظن إنك فاهمه كل حاجه بتحصل يا علياء وعرفتي أن بابا خاين ومتجوز عليا وانا عشان كدا قررت أنتـ.ـقم منهم هما الاتنين وقبل ما أعمل كدا عيزاكي تدوري على ولادها وتنتـ.ـقمي منهم عشان خدوا بابا مننا هما دلوقتي أكبر منك بكام سنه بس يعني هيكونوا معروفين أوي لازم تنتـ.ـقمي يا علياء عندك أخ وأخت من أم تانيه لازم تمحيهم عشان انا عارفه أني مش هعيش بعدها لازم تكبري وتدوري عليهم وتاخدي حقي وحقك هما يستاهلوا الموت عشان هما خاينين … فاهمه
حركت علياء رأسها برفق وهي تنظر لوالدتها التي قد أعمى الشر والحـ.ـقد عينيها وعقلها ليتحكما بها ليجعلانها تفعل جريمة كبيرة عقابها شديد، نظرت لهما بعدما اعتدلت بوقفتها وهي تراه يحتضنها ولم تنتظر كثيرًا وهجمت عليهما مقتحمة الغرفة وهي تراهما ينظران لها بفزع وهلع فوقفت مكانها ونظرت لهما وضحكت قائلة:ايه خوفتوا كدا ليه .. ايه يا حنين ياللي عمرك ما طبطبت عليا ولا خدتني في حضنك زي ما واخد السنيورة كدا
شاهي بخوف وتوتر:استني بس انتِ مش فاهمه حاجه انا هفهمك
ضحكت هي قائله:لا لا مش عايزه أسمع منك حرف واحد انا سمعت وعرفت كل حاجه … انا … بتخونيني وواخده جوزي مني …. وانتَ يا اللي عنيك زايغه
_انتِ اللي مكنتيش بتخلفي أعملك ايه من حقي أتجوز وأخلف واعمل أسرة انا صبرت عليكي كتير وأظنّ دا حقي
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ قائله بأبتسامه:اه طبعًا حقك … حقك
رفعت السـ.ـكين بوجههما بينما نظرت شاهي لها بصدمه وخوف وهي لا تعلم ماذا عليها أن تفعل حتى توقفها عن ما ستفعله فتحدث هو بقلق وخوف وقال:بطلي جنان وأرمي السـ.ـكينة دي من أيدك
ضحكت قائله:لا يا حبيبي … مش قبل ما أعمل اللي ناويه عليه
أقتربت منهما سريعًا وهي ترفع يدها بالسـ.ـكين وقبل أن تسقط مستقره بجسده كان هو مُمسكًا بيدها يمنعها من إرتكاب هذه الجريمة ولكن لا تعلم ماذا حدث لها وقتها ولم تشعر بنفسها إلا وهي تدفعه بقوه بعيدًا سقط هو على أثرها أرضًا فأقتربت منه سريعًا ورفعت يدها بالسـ.ـكين لتستقر موضعها بمنتصف ظهره، أخرجت السـ.ـكين مره أخرى ثم ضربته بها مره أخرى ليكون عاجزًا عن الحركة ثم أخرجتها ودفعته بقوه وهي تنظر لهُ بحقد ثم نظرت لشاهي التي شُل جسدها عن الحركة والتي كانت تنظر لها بصدمه وخوف وهي لا تعلم ماذا عليها أن تفعل، ولكن أقتربت منها الأخرى سريعًا وأمسكت بها قبل أن تهرُب طالبة النجدة وأنهت حياتها على الفور، سقط جسد شاهي مفارقه للحياه ويليها زوجها الذي قتـ.ـلته أيضًا بطريقه غير طبيعيه لتنظر لهما بعدما أستقامت بوقفتها بحقد وهي تراهما جثتان يتدفق منهما الد”ماء، ألقت السـ.ـكين أرضًا ووجهها ويدها يملئهما الد”ماء، نظرت لعلياء التي ركضت هاربه والتي لم تتحمل ما حدث ونظرت مره أخرى لهما وقالت بحـ.ـقد:أتفو عليكوا خاينين تستاهلوا الموت
تركتهما وخرجت راكضه وهي تنوي الهروب، خرجت من المنزل وركضت وهي تنظر خلفها ولم تنتبه لتلك السيارة التي كانت تسير بسرعه وأصتدمتها بقوه ليطير جسدها بعنف في الهواء وتسقط مفارقه للحياه أيضًا بعدما قتـ.ـلت روحان بريئتان لم يفعلان شيئًا ومعها هربت علياء الصغيره وهي لا تعلم ماذا ستفعل والى أين ستذهب
Back
غزالة:قبل ما أم علياء تموت كانت تعرف واحده كانت مربطه معاها وتعرف أن علياء بنتها … ست شرانية برضوا وحـ.ـقد الدنيا كله فيها
جعفر:ومين الولد والبنت دول اللي كانوا ولادها تعرفيهم
غزالة بسخريه:انا كنت فكراك لماح معقوله معرفتش
صمت جعفر للحظات وهو يربط الأحداث ببعضها حتى صُعق بشده، نظر لغزالة وقال بترقب:الولد والبت كانوا أكبر منها بكام سنه … مستحيل … اللي أتقتلوا دول يبقوا أبويا وأمي
حركت غزالة رأسها برفق وهي تقول:أيوه … شاهي وعدنان أبوك وأمك اللي أتقتـ.ـلوا … واللي السبب في موتهم أم علياء … يعني علياء العامية تبقى أختك من الأب يا جعفر … وعلياء دلوقتي عرفت عنك كل حاجه بمساعدة جميله اللي أمها كانت متفقه معاها واللي كانت بعتالها صورتك انتَ واختك عشان تاخدكوا وتربيكوا عشان يمر الزمن ويبدء الإنتقام الأعظم … وأهو الزمن عدى وبيحصل وعلياء مش ساكته رغم أن عدى سنين على الحادثه اللي هزت العالم ساعتها بس هي منستش وفضلت فاكره وتدور عليك عشان خاطر تنتـ.ـقم لأمها زي ما كانت قيلالها … جميله مش أمك الحقيقه يا جعفر جميله رئيسة عصابه كبيره أوي لولاها انتَ كنت زمانك هتبقى في حتة تانيه خالص … مهندس … دكتور … السبب في اللي انتَ فيه دا هو جميله وأم علياء اللي قدرت تحرمك من أبوك وأمك وانتَ لسه صغير مش واعي ولا تعرف حاجه … أمك وأبوك معملوش حاجه غلط بالعكس هو كان من حقه أنه يتجوز واتجوز أمك على سُنه الله ورسوله … بس غلطته الوحيده إنه معرفش أم علياء … يمكن لو كان عرفها كان الوضع هيختلف مية وتمانين درجة … بس دي الحقيقة المُره … ودا لسه مش حاجه جنب اللي مستخبي يا جعفر … حابب أكمل وتعرف أكتر … ولا كفاية عليك كدا
كان جعفر في عالمٍ آخر، الصدمة جعلته يصمت وكأنه في إحدى الأفلام الدرامية، وضعت بيلا يديها على فمها بصدمه وهي تنظر لهُ وسقطت دموعه واحده تلو الأخرى ثم أصبحت كالشلالات المنهمرة وصدره يعلو ويهبط بقوه وصوت أنفاسه عالية … لم يشعر بنفسه إلا وهو يسقط أرضًا ويصرخ صرخه عالية للغاية هزّت المكان، صرخه مؤلمة مليئة بالجروح والوجع
   كان جعفر في عالمٍ آخر، الصدمة جعلته يصمت وكأنه في إحدى الأفلام الدرامية، وضعت بيلا يديها على فمها بصدمه وهي تنظر لهُ وسقطت دموعه واحده تلو الأخرى ثم أصبحت كالشلالات المنهمرة وصدره يعلو ويهبط بقوه وصوت أنفاسه عالية … لم يشعر بنفسه إلا وهو يسقط أرضًا ويصرخ صرخه عالية للغاية هزّت المكان، صرخه مؤلمة مليئة بالجروح والوجع، شعر بنيران تنهش قلبه بكل وحشية وهو مازال يصرخ بحرقه فلم يكن يتوقع بأن يكون متورطًا في هذه الحقيقة القاسية، جلست بيلا على رُكبتيها ووضعت راحتيها على كتفيه وهي تنظر لهُ بدموع وحزن، بدء يبكي بقوه فهو لا يعلم ماذا فعل حتى يُعاقب هكذا فقد دُمر جعفر من كل جهة، نهشت الحيوانات المفترسة لحمه بصعر ودون رحمة لتجعله في النهاية عبارة عن بقايا عظام، تحدثت بيلا بدموع وصوتٍ مهزوز وهي تقول بحزن شديد:وحد الله يا جعفر دا نصيبهم وخدوه مش هتقدر ترجعهم تاني
أزداد بكاء جعفر وأصبح يبكي بصوتٍ عالِ وهو يرفض الأستماع لمن حوله، نظرت بيلا لغزالة التي كانت تنظر لهُ بحزن وتأثر ودموع حبيسة بملقتيها، دلف مُنصف ولؤي وخلفهما بثوانِ سراج الذي أقترب منهم وهو لا يعلم ماذا حدث، جلس مُنصف على رُكبتيه من الجهة الأخرى ووضع راحته على كتف جعفر وهو يقول بتساؤل وقلق:في ايه جعفر ماله ؟
نظر لهُ ومال برأسه قليلًا وهو يقول:أهدى يا جعفر مالك ؟!
نظر سراج لغزالة وهادي وعلم بأنهما أخبرانه الحقيقة، تحدثت بيلا بدموع وحزن وهي تنظر لمُنصف قائلة:جعفر عرف الحقيقة … غزالة وهادي قالوله كل حاجه
نظروا لهما بصدمه فلم يكونوا يتوقعون بأن يخبرانه بالحقيقة، نظر مُنصف لهما وهو يشعر بالعجز ولا يعلم ماذا يفعل، نظر لؤي لبيلا وقال:قالوله ايه بالظبط خلاه بالحالة دي
نظرت لهُ بيلا وهي لا تُريد أن تقول شيئًا كهذا أمام جعفر حتى لا تزيد وجعه ولكن قال لؤي بإصرار:بيلا جعفر عرف ايه عشان نعرف نتعامل معاه
نظر سراج لهما وقال:تعالوا ورايا
خرج سراج ونظرا هما لهُ ثم ذهب لؤي خلفه ونهض مُنصف وذهب خلفهما بينما نظرت بيلا لجعفر وربتت على ظهره بمواساه وهي تقول بحزن:عشان خاطري يا جعفر أهدى انتَ بتأذي نفسك وانتَ مش حاسس
كان جعفر يستند بذراعيه على الأرض ورأسه عليهما ويبكي فمالت بيلا برأسها نحوه وهي تتحدث معه عله يهدء وهي تعلم بأنه لا يستمع إليها ولكن لا بأس فلتُحاول فحسب
في الخارج
لؤي بصدمه:انتَ عرفت منين
نظر لهُ سراج وقال:مش وقته يا لؤي المهم دلوقتي هنهدي جعفر أزاي دا مش هيهديه حاجه غير الأنتقام … جعفر لو فاق هيفوق على الكل ومش هيرحم حد
مُنصف:والحل دلوقتي لازم نهديه ونمشيه من هنا مينفعش يسمع أكتر من كدا هيجراله حاجه
سراج بضيق:بعد الشر متقولش كدا … لازم نحاول ولو مكانش كدا هلجأ لحل تاني
مُنصف بتساؤل:واللي هو ؟
نظر لهما وقال:يتخدر
في الداخل
عادوا مره أخرى وكان هو مازال كما هو فأقترب سراج وجلس على رُكبتيه بجانبه وهو يقول بصوتٍ عالِ حتى يسمعه ويستجيب لهُ:جعفر لازم تفوق يا صاحبي متدخلش نفسك في الدوامة دي انتَ مش قدها صدقني لازم تفوق يا جعفر
وضع جعفر يديه على أذنيه وهو يضغط عليهما حتى لا يسمعه فحاول معه أصدقائه ولكنه أصر على ما هو عليه فنظر لهما سراج وقال:للأسف هنلجأ للحل التاني
نظرت لهُ بيلا وقالت بعدم فهم:حل ايه
نظر لها سراج وقال:هيتخدر
جحظت عينان بيلا بصدمه فقال سراج:مفيش حل تاني جعفر لازم يتخدر لو سبناه كدا هيودي نفسه في داهيه
صمتت بيلا قليلًا وهي لا تعلم ماذا تقول فهي تشعر بالقلق والخوف فأخرجها سراج من دوامتها وهو يقول:يلا يا بيلا أكيد انتِ مش عايزه تشوفيه في حالة أسوء من دي ولا إحنا كمان
نظرت بيلا لجعفر بدموع ثم نظرت لهُ وحركت رأسها برفق رغمًا عنها وهي تقول:ماشي
أخرج سراج حقنة التخدير من جيب چاكته وقام بتجهيزها تحت نظرات بيلا الخائفة والتي قالت:ركز عشان متديهوش جُرعه زيادة بالغلط يا سراج
تحدث سراج بتركيز وهو ينظر للحقنة قائلًا:متخافيش
قام سراج بتجهيزها ونظر لمُنصف ولؤي اللذان تحركا ووقف كل واحدٍ منهما بجهة وحملا نصفه العلوي بقوه وقال سراج:ثبتوه عشان ميتحركش
حاوطه مُنصف بقوه وقام لؤي بتثبيت ذراعه وحقنه سراج بها سريعًا تحت نظرات بيلا التي كانت تنظر لهم بحزن ودموع ثم نظرت لجعفر الذي كان ينظر لها بعينيه الباكية والحمراء من يراه يُشفق عليه، لحظات وبدء جعفر يغيب عن الوعي تدريجيًا ونظره مُسلط على بيلا وكأنه يطلب منها عدم التخلّي عنه، تراخى جسده بأحضان مُنصف وفقد الوعي تحت نظراتهم، وقف سراج وقال:دا أنسب حل
سقطت دموع بيلا وهي تنظر لهُ بينما نظر سراج لغزالة وهادي للحظات ثم نظر لمُنصف وقال:انا هاخد جعفر معايا عنيكوا تكون مفتحه كويس أوي لأي حاجه تحصل لحد ما أتصرف انا معاه
لؤي:أي جديد تبلغنا
نظر لهُ وحرك رأسه برفق ثم أقترب من جعفر ومال بجزعه وهو يقول:قومه معايا يا مُنصف
لؤي بتساؤل:انتَ هتاخده أزاي ؟
سراج:انا عامل حسابي متقلقش
حمله سراج على كتفه فقال مُنصف:على مهلك وأبقى طمني عليه
حرك سراج رأسه برفق ونظر لبيلا وقال:يلا ؟!
ألقت بيلا نظره أخيره على غزالة وهادي ثم نظرت لسراج بهدوء وعينان باكيتان وذهبت معه وتركوا غزالة وهادي كما هما
في منزل كيڤن
كانت كاثرين تجلس وهي شارده للحظات حتى أخرجها من شرودها أقتراب سميث منها وهو يقول:أتُفكرين في الطعام
نظرت لهُ كاثرين وأبتسمت قائلة:نعم … أشعر بالجوع
سميث:حسنًا … الطعام بالداخل لقد جلبته هذا الصباح
أبتسمت كاثرين بجانبيه وهي تنظر لهُ قائلة:لمَ لم تُخبرني سميث أنت تعلم بأنني جائعة وبشده
نهضت وتركته وذهبت للمطبخ فنهض هو أيضًا ودلف خلفها وهو يقول:لا أعلم عزيزتي بأنكِ بكل هذا الجوع
لم تُعيره أيا أهميه فأبتسم هو بجانبيه ونظر للخارج ورأى سراج يدلف ويحمل جعفر على كتفه وخلفه بيلا، خرج سميث من المطبخ إلى الخارج ورأى سراج يدلف فعقد حاجبيه وقال:ماذا يحدث ما الذي أصابه
صعد سراج للأعلى وخلفه بيلا التي كانت تُجفف دموعها دون أن يتحدث فصعد خلفه كي يفهم ماذا حدث، بينما وضعه سراج على الفراش ودثرته بيلا جيدًا فدلف سميث وهو يقول:ماذا حدث يا رفاق هل هو بخير
نظر سراج لبيلا وقال:متقلقيش ساعه ساعتين بالكتير أوي ويفوق
حركت رأسها برفق وهي تنظر لجعفر بحزن فقال سراج:لو أحتاجتي حاجه ياريت تعرفيني
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ وقالت بهدوء:شكرًا يا سراج مش عارفه أقولك ايه
سراج بأبتسامه:متشكرنيش دا أخويا المهم خلّي بالك منه وانا هاجي شويه كدا وأتطمن عليه
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بأبتسامه بينما نظر سراج لسميث وتحرك متجهًا للخارج وجذبه معه وهو يقول:هيا معي
أخذه وخرجا من الغرفة وأغلق الباب خلفه وترك بيلا مع جعفر الذي كان لا يعي لمن حوله، جلست بجانبه وهي تنظر لهُ بهدوء ورغمًا عنها تذكرت ما حدث وسمعت صوت بكاءه وصراخه بأذنيها وكأنه يُعاد أمامها مره أخرى، زفرت بهدوء ثم نظرت لهُ لثوانِ قبل أن تنهض وتذهب
في الأسفل
كانوا جميعهم مجتمعون ويستمعون لهُ بحزن، تحدثت روزلين بتأثر قائلة:يا إللهي … لقد أشفقت عليه كثيرًا
كين بتساؤل:وهل هو بخير الآن ؟
حرك سراج رأسه نافيًا وهو يقول:لا إنه ليس بأفضل حال
كيڤن:هذا يعني بأنه وحيد في هذا العالم
سراج:نعم … مقتل أبويه سيُسبب لهُ مشاكل نفسية كثيرة صعب التعافي منها بسهولة
روزلين:إن إحتاج لشئ سراج أخبرني فحسب .. أنا أحببته منذُ أول مرة جاء فيها إلى هُنا شعرت بأنني أتعامل مع أبني وليس رفيقك … صديقك بداخله شئ يجذبني إليه دائمًا سراج … لا أعلم ما هذا الشئ ولكن عندما أراه أشعر بشئٍ ما يجذبني تجاهه وأود أن أراه بخير دائمًا … يبدوا لأنني فقدت أبني منذُ سنوات عديدة كُلما رأيته أمامي أردت أن أُعانقه … ولذلك أُريد منك عندما يستفيق تُخبرُني
حرك سراج رأسه برفق وهو يقول:حسنًا … عندما يستفيق ستُخبرنا زوجته
في الأعلى
عادت بيلا مره أخرى وبيدها صحن بهِ مياه ومعها قطعه قماش، جلست على طرف الفراش ووضعت الصحن وقطعه القماش بهِ ثم جففتها جيدًا وبدأت تمسح بها على وجهه برفق وهي تُزيل الأتربة من على وجهه ثم ذراعيه وراحتيه وهي شارده تُفكر فيما سمعته من غزالة فهي تعلم بأن الحقيقة صعبة للغاية وعدم تقبلها ليس بالشئ الهين، ولكن تقبُل جعفر لها ليس بالشئ الهين فهي تعلم بأنه متهور ودائمًا يفعل ما يُطيح بهِ إلى الهلاك، زفرت بهدوء ونظرت لهُ بشرود وهي تشعر بأنها يجب عليها أن تفعل شيئًا ما من أجله فيجب عليها مساندته ودعمه حتى وإن كان صعبًا عليها ستتحمل من أجله الصعاب، أنتهت بيلا ودثرته مره أخرى وأخذت الصحن وذهبت وتركته حتى يستفيق
في الحارة
نظر لؤي حوله بهدوء بينما كان مُنصف جالسًا بجواره ويُمسك بسيجارته وينظر بهاتفه، تحدث لؤي وهو ينظر للمارين قائلًا:ملهاش طعم من غيره
تحدث مُنصف بعد ثوانِ وهو يقول:ومين سمعك … وحشني صوته اللي كان مسمع في الحارة أربعة وعشرين ساعة
تحدث لؤي وهو يبتسم بجانبيه ويقول بسخريه:أتمنى يكونوا أرتاحوا … أهو سابها خالص وبقى لا حول بيه ولا قوة … المصايب نازله على دماغه من كل مكان وكأن الدنيا بتعاند معاه
مُنصف:تعرف … لو جعفر أتغير هتتغير حاجات كتير أوي وحياته هتبقى أفضل بكتير
نظر لهُ لؤي وقال:تقصد ايه يا مُنصف
نظر لهُ مُنصف وقال:يا عم لا مش قصدي … قصدي أنه بعد ما عرف الحقيقة أكيد مش هيسيب نفسه كدا
لؤي:وانتَ فكرك جعفر هيقتنع بالسهولة دي … جعفر عنيد وانا وانتَ عارفين كدا … صعب تقنعه بأي حاجه يا مُنصف
مُنصف:حبة ضغط مننا ومن مراته هيخليه يعيد تفكيره مره تانيه ويشوفها من زاوية تانيه
أعتدل لؤي بجلسته وأستند بظهره على ظهر المقعد الخشبي وقال:أتمنى يحصل … انا هتمناله كل خير والله دا أخويا قبل ما يكون صاحبي واكلين مع بعض عيش وملح من صغرنا دا الناس بتحسدنا على صداقتنا
مُنصف:هي كدا دايمًا يا لؤي … شويه تبقى معاك … وشويه تبقى عليك … مش ثابته على قرار للأسف وهو أكيد ربنا هيعوضه وهيرزقه جايز يلاقي شغلانة كويسه … أو ربنا يهديه … أو يرزقه بالذرية الصالحة هو ونصيبه اللي مكتوب هياخده
زفر لؤي وهو أمامه بهدوء وقال:على رأيك … ربنا ييسرله الحال
مر اليوم سريعًا حتى حل المساء
دلفت بيلا الغرفة ورأته مستيقظًا … يجلس على الفراش وينظر أمامه بشرود حتى أنه لم يشعر بها وهي تقترب منه وتجلس أمامه على طرف الفراش، نظرت لهُ بهدوء وهو ينظر أمامه فزفرت بهدوء ومدّت يدها ووضعتها على ذراعه وهي تقول بصوتٍ هادئ:كويس
نظرت لهُ تنتظر أجابته عليها ولكن قابلها الهدوء فقالت من جديد:انتَ على لحم بطنك من الصبح ومكلتش حاجه والساعة دلوقتي حداشر ونص بليل أجيبلك حاجه تاكلها !
لم يصدر منه رّد فعل أيضًا فأقتربت منه بجسدها حتى أصبحت قريبة منه وعانقته وهي تُمسدّ على ظهره بحنان دون أن تتحدث، أدمعت عيناه حاول جاهدًا أن لا يبكي ولكن خانته دموعه لتسقط على كتفها كالشلالات المنهمرة وحاوطها بذراعيه وهو يضع رأسه على كتفها فأدمعت عيناها وربتت على ظهرها بمواساة، القليل من الوقت مروا كان هو يبكي بهدوء وهي تواسيه، حتى سمعته يقول بصوتٍ باكِ:طلعت يتيم بعد العمر دا كله يا بيلا … الست اللي عيشت معاها عمري كله دمرتني أشد تدمير ممكن الإنسان يدمر بيه إنسان … عايش طول العمر دا مخدوع ومضحوك عليا طب ذنبي ايه … طب انا بتعاقب على اللي عملوه دلوقتي … وياريتهم ماتوا موته ربنا … ماتوا مقتولين … ذنبي ايه يارب وذنب أختي ايه … عملنا ايه عشان يحصل فينا كدا … عصيتك في ايه يارب عشان أتعاقب العقاب دا انا معملتش حاجه تغضبك مني … حاسس أحساس وحش أوي … عارفه لما تتفرجي على فيلم وتشوفي واحد بيشيل قلب واحد من مكانه بعزم ما فيه … انا قلبي أتشال بنفس النظام بس أتعذب قبل ما يترحم … غلطته اللي عملها اللي ممكن كانت هتغير كل حاجه مفكرش في عواقبها قدام … مفكرش فيا ولا في مها … عايش مع ناس مش أهلي ولا من دمي … كل واحد يحرك فيا شويه زي اللعبة … انا أمك يا جعفر … انا اللي بطني شالتك جاي بعد دا كله تزعلني منك بالشكل دا … تضرب في بطنها بسيف البعيدة اللي دمرتني … أبسط حقوقي مخدتهاش … لو كنت حتى معايا أعدادية كانت هتبقى أهون من مفيش على الأقل هعرف أقرألي كلمتين … انا مليان جروح يا بيلا متداواش حتى لو مر عليها سنين … بس انا أتظلمت في كل حاجه وأتحرمت من كل حاجه … ياريتها كانت قتلتني معاهم ولا عيشت لحد اليوم دا
تحدثت بيلا وهي تُعنفه قائلة:بعد الشر عليك ايه اللي بتقوله دا يا جعفر لا متقولش كدا أبدًا انتَ مكتوبلك عُمر هتعيشه لو كان عمرك خلص كان وجب قضاء ربنا بس ربنا لسه مديك عُمر … اللي ربنا بيبتليه كدا يا جعفر بيكون بيحبه أوي وليه مكانة كبيره أوي عنده … ممكن تتظلم في الدنيا دي كتير أوي … بس يوم القيامة لما تقف قدام اللي ظلمك هتلاقي حاجه تانيه خالص … هتلاقي أن ربنا خدلك حقك منه … لو دعيت دلوقتي هيستجاب عشان دعوة المظلوم دايمًا مستجابة … انا عارفه قد ايه الأمتحان دا صعب عليك ومش سهل بس انا واثقه أن ربنا هيعوضك خير عن كل حاجه وحشه حصلت في حياتك وهياخدلك حقك … بس لازم تديله حقه هو كمان ومتنساهوش ووقت ما يرزقك بنعمة حلوة قول الحمد لله يارب على نعمتك التي أنعمت عليّ بها … صدقني حياتك هتتغير بطريقه غير طبيعيه لو خدت خطوه صح لقدام
شدد جعفر من أحتضانه لها وهو يقول بصوتٍ باكِ ودموع:انتِ النعمة الحلوة الوحيدة اللي في حياتي يا بيلا واللي بشكر ربنا عليها كل يوم … انا مش عايزك تسيبيني انا محتاجك أوي الفترة دي … محتاج أترمي في حضنك وتعرفيني الصح من الغلط … مش عايز أكمل حياتي على نفس النمط انا مش حابب نفسي
مسدّت على ظهره بحنان وقالت بحب:انا جنبك وقت ما تيجي هتلاقيني مستنياك بصدر رحب حتى لو هتتكلم كلام مش مفهوم … انا معاك في أي حاجه وقت ما تقول حاجه هقولك عنيا ليك
أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء وقال:ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي
أبتسمت بيلا وقالت بمرح:ويخليك ليا يا دكري
أبتسم جعفر بخفه وأبتعد عنها فنظرت لهُ بأبتسامه ثم مدّت يدها ومسحت دموعه بأطراف أصابعها وهي تقول:كفاية دموع بقى اللي حصل حصل خلاص نقفل الماضي ونبص للمستقبل … أتفقنا
حرك رأسه برفق فقالت هي:قولي بقى يا ترى هتاكل ولا لسه مُصمم متاكلش
أبتسم جعفر وقال:لا هاكل عشان جعان
أبتسمت بيلا وقالت:ماشي يا سيدي أستنى هروح أجيبلك الأكل وأجي بس أوعى تنام ها انتَ حُر
أردفت بها بتحذير وهي ترفع سبّابتها وتتجه للخارج وعلى ثغرها أبتسامه خفيفه فأبتسم هو وحرك رأسه برفق وقال:حاضر
أتسعت أبتسامه بيلا وتركته وخرجت بينما نظر هو لأثرها ثم زفر وعاد بظهره يستند على ظهر الفراش وهو ينظر للسقف بشرود
بعد مرور أسبوع
كان جعفر واقفًا بالخارج وهو يستند بنصفه الأيمن على الشجرة وينظر حوله بهدوء حتى أقتربت منه بيلا بهدوء ووقفت بجانبه وهي تقول:انتَ ناسي حاجه مهمة أوي يا باشا
نظر لها جعفر نظره ذات معنى فقالت هي:انا منزلتش الجامعة وفات أسبوعين
أغمض جعفر عيناه فقد نسي تمامًا أمرها، فتح عينيه مره أخرى ونظر لها وقال:فاتك كتير
أغمضت عينيها قليلًا وهي تقول:مش أوي يعني
حرك رأسه برفق ونظر أمامه قائلًا:هوديكي حاضر
بيلا:طب كنت عايزه أسألك سؤال كدا يعني بس مش عارفه أقولهولك أزاي
نظر لها جعفر وقال بهدوء:متقلقيش انا هتصرف
نظرت بيلا للأسفل بحرج فقال هو:المهم جهزي نفسك … هتروحي أمتى بقى
بيلا بهدوء:بكرا
حرك رأسه بتفهم وقال:جهزي نفسك وسيبي الباقي عليا وأي حاجه نفسك فيها متحرميش نفسك منها ومتخبيش عليا برضوا عشان هضايق أوي ساعتها … انا المسئول عن مصاريفك مهما كانت
حركت رأسها برفق ولم تتحدث فأعتدل هو بوقفته وقال:انا هروح مشوار كدا وراجع
بيلا بهدوء:هتروحلهم
نظر لها ولم يتحدث فقالت هي:ناوي تاخد خطوه
حرك رأسه برفق وهو ينظر لها بهدوء وقال:مش هينفع أفضل ساكت كدا … عايز أعرف أكتر
بيلا:وهتواجه البت دي أزاي ممكن تعمل أي حاجه من غير ما تاخد بالك يا جعفر
جعفر:خير أن شاء الله مش عايزك تخافي انا هتصرف بس عايزك تدعيلي
مدّ يده وأمسك بيدها ووضعها على موضع قلبه وهو يقول:مدمر
نظرت لهُ بيلا وقالت:هيتصلح ويرجع زي الأول … حتى لو كان فتافيت … في أيدك ترجعه أحسنّ من الأول كمان
حرك رأسه نافيًا وهو يقول:مظنش … اللي بيتكسر عمره ما بيتصلح يا بيلا … انا عيشت بيه مشروخ طول السنين اللي فاتت دي … لحد ما جه اليوم اللي كان زي النهارده من أسبوع وأتكسر … مش هيرجع صدقيني … انا عارف انا بقولك ايه وعارف نفسي كويس أوي
زفرت بهدوء ونظرت لهُ بعينان لامعتان بينما كان هو ينظر لها بهدوء، ربتت على موضع قلبه وهي تقول:هيرجع عشان خاطر بيلا … هيرجع صدقني
نظر جعفر للأسفل واكتسى الحزن وجهه فأقتربت هي منه وعانقته قائلة:انا متفائلة خير صدقني
عانقها جعفر وهو ينظر للفراغ دون أن يتحدث بحرفٍ واحد
في منزل والده سراج
كانت مها تُحاول الوصول إلى جعفر على مدار الأيام التي مضت في محاولة فاشلة منها مما جعلها تحزن كثيرًا، كانت تجلس على الأريكة وهي تنظر للفراغ حتى فُتح الباب ودلف جعفر وهو ينظر لها بأبتسامه قائلًا:قالولي أني واحشك
نظرت لهُ مها ولم تصدق عينيها فقال هو بأبتسامه وهو يفتح ذراعيه لها:مستنيه ايه
أدمعت عينان مها ولم تنتظر كثيرًا حتى نهضت وأقتربت منه سريعًا وأرتمت بأحضانه، عانقها جعفر بحب وبادلته مها ذلك وأكثر فقد أشتاقت لهُ كثيرًا وسعدت عندما رأته أمامها مره أخرى، طبع جعفر قُبلة على خدها وهو يقول:وحشتيني أوي يا مها
شددت مها من عناقها لهُ وهي تقول:وانتَ أكتر يا جعفر … وحشتني فوق ما تتصور
ربت جعفر على ظهرها بحنان ثم أبتعدت هي عنه بهدوء وهي تنظر لهُ فنظر لها جعفر قليلًا ثم قال:حاسك متغيره
مها:عشان مبقتش جنب جعفر … بعدت عن الشخص اللي عايشه معاه حياتي كلها لظروف معرفهاش … بقيت أشوف أخويا صُدفه مُتخيل بعد ما كان قدامي أربعة وعشرين ساعه
نظر لها جعفر بحزن وقالت هي:انا مش فاهمه حاجه ومعرفش انتَ بتعمل ايه ومبعدني ليه عنك انا عملت ايه عشان تحرمني من وجودك وانتَ لسه عايش … بتعمل كدا ليه بجد يا جعفر انا مش فهماك
أردفت بجملتها الأخيرة وهي تنظر لهُ بعينان دامعتان بينما نظر هو لها بتأثر وقال بنبره حزينه:عشان خايف عليكي يا مها … انتِ اللي بقيالي في الدنيا دي مش عايز أخسرك في أي وقت … كل اللي بعمله دا عشان خايف عليكي صدقيني انتِ مش عارفه حاجه
مها:طيب عرفني … انا قدامك أهو وبقولك عرفني يا جعفر انا محتاجه أعرف
نظر لها للحظات وادمعت عيناه بينما كانت هي تنظر لهُ بتعجب وهي تقول:في ايه يا جعفر انتَ هتعيط
أغمض جعفر عيناه وهو يزفر بقوه فهو لا يعلم ماذا سيقول لها فهو يشعر بالحيرة ولا يعلم ماذا ستفعل هي عندما تعلم شيئًا كهذا، نظر لها جعفر وعندما جاء كي يتحدث شعر بأن شيئًا قد ألجم لسانه ليمنعه عن الحديث لسبب غير معلوم، بينما نظرت لهُ مها وقالت:قول يا جعفر كنت هتقول ايه ورجعت في كلامك فيه
مسح جعفر على وجهه وهو يزفر قائلًا بحيرة:مش عارف يا مها … مش عارف أتكلم ومش عارف أقولك ايه
مها بتشجيع:قول حتى لو الكلام مش داخل في بعضه انا هفهمك بس أتكلم
عده طرقات على باب الغرفة قطعت جعفر عن الحديث، نظرا للطارق ولم تكن سوى بيلا التي دلفت وأغلقت الباب خلفها وتقدمت منهما، نظرت لها مها وقالت:أزيك يا بيلا
عانقتها بيلا وهي تقول بهدوء:الحمد لله طمنيني عليكي
ابتعدت عنها ونظرت لها قائلة:كويسه الحمد لله
نظرت بيلا لجعفر الذي نظر لها وقالت:جيت في وقت مش مناسب ولا ايه
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول:لا بالعكس جيتي في أنسب وقت … انا مش عارف أفاتحها أزاي
نظرت مها لهما وقالت:في ايه حصل حاجه انتَ تعبان … ماله يا بيلا
نظرت بيلا لجعفر الذي مسح على خصلاته للخلف وهو لا يعلم كيف سيقول ذلك فسمع مها تقول:في ايه يا جماعه انا خوفت على فكره
ثم نظرت لبيلا وقالت:في ايه يا بيلا جعفر في حاجه وجعاه صح عشان كدا خايف يقول
سقطت دموع جعفر وهو ينظر لها وشعر بألم قلبه يعود من جديد فمهما حدث لا يملُك الشجاعه الكافيه لإخبارها بهذا الخبر القاسي فنظر لبيلا علها تنقذه هي وفهمت هي نظرته فنظرت لمها بقلق وضغطت على يديها وهي تقول بترقب:بُصي يا مها بصراحه هو حصل حاجه كدا … جعفر خايف يقولهالك عشان خايف عليكي بعدها … وفي نفس الوقت الحاجه دي وجعاه ومعلمة جواه لسنين قدام
مها بترقب:في ايه … تعبان طيب وخايف يقول صح
بيلا بترقب:هو الموضوع أكبر من التعب بكتير … في الحقيقة اليومين اللي فاتوا مكانوش أحسن حاجه بالنسبة لجعفر … جعفر كان مبعدك عنه لسبب جه الوقت إنك تعرفيه
نظرت لها مها بأهتمام وقالت:واللي هو
أبتلعت بيلا تلك الغصه ونظرت لها وقالت بترقب:جعفر عرف الحقيقة
عقدت مها حاجبيها وهي تقول بعدم فهم:حقيقة ايه معلش ؟!
نظرت بيلا لجعفر بتوتر ثم نظرت لها وقالت:في ناس كتير أوي ضد جعفر وبيحاولوا زي ما بيقولوا ينتقموا منه لسبب أحنا مش عارفينه لحد دلوقتي … وجعفر ضغط على اتنين منهم وقالوله الحقيقة … قالولوا أن جميله مش أمكوا الحقيقة ووخداكوا كأنتقام منكوا وباباكوا ومامتكوا في الأصل ميتين من زمان … من أيام ما كنتوا صغيرين لسه والسبب في دا مراته الأولانيه .. باباكي أتجوز مامتك على مراته الأولانيه من غير ما تعرف وهي أكتشفت بالصُدفة إنه متجوز بعد ما شكت فيه وفيها لأنهم كانوا صحاب أوي … والموضوع أتطور وطلع ليكوا أخت من الست الأولانية دي أسمها علياء … اللي هي بتهدد جعفر كل شويه بأنها هتنتقم منه
جحطت عينان مها وهي تنظر لها بصدمه وعدم تصديق بينما نظرت لها بيلا بحزن ثم نظرت لجعفر وقالت بعدم تصديق وصدمه:الكلام دا بجد
نظر لها جعفر بحزن شديد وعينان دامعتان وهو لا يستطيع أن يُجيبها فقالت مها بحده ودموع:الكلام دا بجد يا جعفر … أتكلم متسكُتش … قولي لا يا مها مش صح وإن بيلا بتحور وبتعمل فيكي مقلب … قولي مش صح … قول أن جميله أمّنا يا جعفر وأن بيلا بتكدب
عندما لم تجد منه رّد صرخت بهِ قائله ببكاء:رّد يا جعفر ساكت ليه رّد وقولي ايوه يا مها كدب وبعمل فيكي مقلب ولا بتهزر معايا زي ما متعود تهزر معايا سكوتك بيأكدلي كلامها
سقطت دموعه الحارقة على وجنتيه لتحرقه مثلما تُحرق قلبه من الداخل، هي لا تعلم كيف يتم تعذيبه الآن، لا تسمع صراعاته العنيفة وصراخته الداخلية، لا تعلم كم المعارك التي تطوح بداخله، لا ترى سوى الهدوء فقط، لكن لا ترى ما خلفه، فخلفه براكين متفجره، أقترب منها وضمها لأحضانه وسقطت دموعه رغمًا عنه بينما كانت هي في حاله من الصدمه والذهول الشديد، شدد هو من أحتضانه لها وهو يقول بصوتٍ باكِ:يعز عليا أقولك كدا … بس للأسف هي دي الحقيقة … جميلة لا هي أمّنا ولا أحنا من لحمها ودمها … أحنا منعرفهاش غير أنها أمّنا زي ما كانت عاوزه تقولنا … حقك عليا بس انتِ لازم تعرفي زي ما انا كان لازم أعرف الحقيقة … أنا عارف أن الحقيقة مُره بس لازم نتقبلها يا مها … انا مجروح زي ما انتِ مجروحه برضوا ومقهور أكتر منك … بس لازم نتقبل الحقيقة مهما كانت ايه هي
تحدثت مها وهي تبكي قائلة:وانا ذنبي ايه أتحرم من أمي … ذنبي ايه أتيتم
نظر لها جعفر ومسح دموعها بيديه وحاوط وجهها بيديه وهو ينظر لها بعينان باكيتان وقال:مش ذنبك لوحدك يا مها … انا محروق زيي زيك وأكتر … انا دلوقتي يُعتبر هادي انا أول ما عرفت كل حاجه مسكتش غير بحقنة مُخدر … متخيلة انا عملت ايه يا مها يوميها … بيلا مسابتنيش وفضلت جنبي وقعدت تهون عليا وتواسيني … عشان أقدر أواسيكي انا كمان دلوقتي وأهون عليكي … انا جيت أعرفك عشان انتِ لازم تعرفي الحقيقة
سقطت دموعها أكثر وهي تبكي بحرقه فعانقها هو وربت على ظهرها بحنان وسقطت دموعه أكثر بينما كانت تنظر لهما بيلا بعينان دامعتان وحزن وهي تشعر بالعجز
في الخارج
تحدثت والده سراج بتأثر وهي تقول:لا حول ولا قوة إلا بالله صعبان عليا والله … طب أقف جنبه يا سراج ومتسبهوش يا حبيبي لوحده
سراج:عيب عليكي يا أمي … انا مش هسيبه مهما حصل دا اخويا
والده سراج بحزن:دي أخته اللي بتعيط كدا
حرك سراج رأسه برفق وهو يقول بهدوء:للأسف
زفرت والده سراج بحزن وقالت:خليه ييجي يا ابني ويجيب أخته معاه … انا عايزه أتكلم معاهم
حرك رأسه بتفهم ونهض وتركها وذهب لهم، بينما كان جعفر مازال يضم مها ويُحاول تهدئتها بشتى الطرق، دلف سراج لهم ونظر لجعفر ومها بهدوء وقال:جعفر
ألتفت جعفر إليه ونظر لهُ بينما قال سراج:هات مها وتعالى … ماما طالبة تقعد معاكوا
نظر جعفر لمها للحظات بهدوء ولم يتحدث، خرجوا لوالده سراج التي كانت تجلس بهدوء على المقعد وتنظر لهم بأبتسامه، وقف جعفر الذي كان يضم مها لأحضانه وبجانبه بيلا وسراج ونظر لها، أتسعت أبتسامه والده سراج ومدّت يدها لمها وهي تقول:تعالي يا بنتي
نظرت لها مها ولم يصدر منها رّد فعل، شعرت بيد جعفر التي ضغطت بخفه على ذراعها، رفعت رأسها ونظرت لهُ ثم أقتربت من والده سراج وأرتمت بأحضانها، ربتت والده سراج على ظهرها بحنان وهي تقول:الوجع والحقيقة صعبين أوي انا عارفه … وعارفه أن فراق الأم صعب بس هي دي سُنة الحياة ومنقدرش نعمل حاجه غير أننا نتقبل الحقيقة … انا مش هعرف أعوضك عنها بس هحاول ولو حاجه بسيطة
نظرت لجعفر وفردت ذراعها الأيسر لهُ فربت سراج على ظهره برفق وأقترب جعفر منها وجلس بجانبها أيضًا، ربتت هي على ظهره بحنان وقالت:انتَ إبن حلال وطيب وجدع وشهم … سراج دايمًا بيحكيلي عنك وبيقعد يمدح فيك وبيحبك أوي … سراج عمره ما بيتكلم عليك غير بالخير … وعشان كدا حبيت أشوفك واعرف مين جعفر دا اللي سراج عمال يحكيلي عليه دا … وطلع بسم الله ما شاء الله عليه … شاب زي القمر … انا عارفه أن الأيام جت عليك زيادة عن اللزوم … بس ربنا هيعوضك أن شاء الله صدقني … وانا أعتبروني أمكوا .. انا اه مش قد المقام بس نمشيها
أردفت بجملتها الأخيرة بمرح وهي تنظر لهما بأبتسامه فأبتسم جعفر وهو ينظر لها وطبع قُبلة على رأسها وهو يقول:ولو … قد المقام وزيادة … كفاية أنك هتكسبي في أتنين أيتام ثواب
والده سراج بأبتسامه:أنتوا ولادي زيكوا زي سراج بالظبط
سراج:لا معلش انا معترض
نظروا لهُ فأكمل هو وقال:انا مبتعاملش المعاملة دي الست دي بتضحك عليكوا
أبتسم كلًا من جعفر ومها وبيلا بينما نظرت لهُ والدته وقالت:هي بقت كدا يا سراج طب مفيش عشا ليك بقى انا هعشي جعفر ومها والبت العسل دي وانتَ روح شوفلك حاجه تاكلها بقى
نظر لها جعفر وقال بأبتسامه:طب دا هيوفر كتير أوي
نظرت لهُ والده سراج وقالت بأبتسامه:وانا بقول كدا برضوا
ضحكوا بخفه فقالت هي:بالمناسبة الحلوة دي وبكرا أن شاء الله أول يوم رمضان انا عاملالكوا فطار بصوا مصروف عليه وبزيادة
نظرت لها مها وقالت:ليه فطار ايه دا
نظرت لها والده سراج وقالت:أصل دا سر بس هقولهولك برضوا انا قولت بما أن بكرا أول يوم فلازم الفطار الرئيسي بتاع كل بيت مصري فعملت بقى جريمة
نظرت لهم جميعًا وقالت بخفوت:انا جبت فراخ بس أوعوا تقولوا لحد
ضحكوا جميعًا عليها بينما قالت هي:دا سر أنتوا عارفين الفراخ وصلت لكام النهاردة
جعفر بأبتسامه:عارفين بس مش كله هيجازف
والده سراج بأبتسامه:انا قولت أجازف بقى وأهو فرصة فهغذيكوا بكرا بقى لحد ما تقولوا حرام عليكي أرحمينا
ربت جعفر على يدها بحنان وقال بأبتسامه:ربنا يخليكي لينا ولسراج
والده سراج بأبتسامه:حبايبي أنتوا شباب زي الورد ما شاء الله عليكوا … هو الزمن كدا بس ربنا هيعوضكوا والله
حرك رأسه برفق وهو يقول بهدوء:الحمد لله
سراج:طب بمناسبة أن بكرا أول يوم رمضان تعالى ننزل نقعد شويه على القهوة
تحدثت بيلا بتساؤل وهي تقول:وايه علاقة القهوة برمضان ؟
نظر لها سراج وقال:ما احنا بنقعد عليها بالنهار هو عارف بقى
نظرت بيلا لجعفر نظره ذات معنى والذي نظر لها وقال:لا مش اللي في دماغك دا بيودي الواحد في داهية وهو قاعد
والده سراج:متاخديش بكلام سراج عشان بيوقع الدنيا في بعض
نظرت بيلا لسراج بطرف عينها وقالت:شكلك مش هتسكت غير لما جعفر يتدخل
نظر سراج لجعفر الذي كان ينظر لهُ نظره ذات معنى فقال:لا وعلى ايه خلينا كدا حلوين أحسن
ضحكوا بخفه وضمت والده سراج مها وجعفر لأحضانها وربتت على ظهرهما بحنان وحب
بعد مرور القليل من الوقت
كان جعفر يسير برفقة سراج في الشوارع المليئة بالزينة والأطفال يركضون هُنا وهُناك وصوت المفرقعات يدوى بالمكان، هُنا صوت أغاني رمضان تنبع من الراديو والتلفاز لتُطبطب على قلبك وهُنا صوت ضحكات نابعة من القلب مع العودة للخلف بالذاكرة وتذكر المواقف الطريفة، تحدث سراج وهو ينظر أمامه قائلًا:وحشتك الأيام دي
جعفر:انا وحشاني الحارة أوي
سراج:هننزلها قُريب يا صاحبي ونعيد على أهل حتتنا بطريقتنا
أبتسم جعفر وهو ينظر حوله وهو يسير بجواره، جلسا على القهوة وثنى اكمام قميصه الأبيض وهو ينظر للمارين، نظر لهُ سراج وقال:تشرب ايه يا معلم
نظر لهُ جعفر وقال:قهوة عشان محتاج أفوق
حرك سراج رأسه برفق ثم طلب الشاب الذي جاء وهو يقول:حمدلله على السلامة يا معلم سراج عاش من شافك
سراج بأبتسامه:عامل ايه
الشاب بأبتسامه:الحمد لله بخير يا معلم
نقل نظره لجعفر وقال بذهول:معلم جعفر بنفسه هنا يادي النور يادي النور
أبتسم جعفر وهو ينظر لهُ بينما قال سراج:دا ايه الأستقبال الجامد دا
الشاب بأبتسامه:دا المعلم جعفر سيد المعلمين دا انا أتعلمت الرجولة والشهامة منه دا كل اللي انا فيه دا بفضلة خيره عليا
جعفر بأبتسامه:ايه الكلام الحلو دا … انا حاسس إني معملتش كل دا
الشاب:ممكن متحسش بس انا حاسس … انا شوفت بصراحه منك كتير … وانتَ طيب وتستاهل يتقال في حقك كلمة حلوه
سعد جعفر من داخله رغم هذا الدمار الذي يُحاوطه ولكن يبقى عوض الله موجود، والأهم من ذلك هو جبر الخواطر
الشاب بأبتسامه:تشرب ايه يا سيد المعلمين
جعفر بأبتسامه:هات أتنين قهوة
نظر لهما الشاب وقال بأبتسامه:عنيا
تركهما الشاب وذهب بينما نظر سراج لجعفر بأبتسامه وقال:أيوه يا جامد سيرتك مسمعة في كل حته أهو بالحلو أفرح بقى
أبتسم جعفر بخفه وقال:الحمد لله
ربت سراج على يده بمواساه وهو ينظر لهُ بأبتسامه وأبتسم جعفر بخفه وهو ينظر لهُ
في منزل والده سراج
كانت بيلا تجلس مع مها وهي تنظر لها قائلة:كان لازم تعرفي يا مها … انا عارفه أن الموضوع صعب ويوجع بس لازم نتقبله … دي سُنة الحياة … أدعيلهم في الأيام المباركة دي … هما محتاجين دُعاكي
نظرت لها مها بدموع وقالت:تعرفي يا بيلا … أول مرة أحس إني مكسوره بجد … جعفر مكانش بيحسسني بالأحساس دا أبدًا … كان هو عنده أستعداد يتحمل الوجع دا ولا يخليني أتحمله انا … جعفر ضهري وسندي … والراجل بتاعي اللي بتحامى فيه وأجري عليه … جعفر عيلتي وعزوتي … كان يتحمل كلام الناس عليه … انتَ فاشل … انتَ جاهل … انتَ مبتفهمش … كان بيتحمل كل الكلام المؤذي دا ويفضل ساكت وكاتم جواه ويشوفك كأن متقالهوش حاجه ويبتسم في وشك ويضحك ويهزر بعدها … انا يمكن بعد كلام كتير معايا ومع الست اللي أتضحك علينا منها وافقت إني أتعلم … نزل شُغل عشان يوفر مصاريف تعليمي … عشان مبقاش زيه … كان بيشتغل كذا شغلانه مع بعض ويتذل لدا ويتهان من دا ويتحوج لدا عشان خاطر يوفر مصاريف تعليمي … كان دايمًا يقولي عايز أشوفك أحسن مني يا مها … عايز أتشرف بيكي وسط الناس إنك تبقي حاجه كويسه … جعفر شاف كل الوحش اللي في الدنيا … ومعرفش يشوف الحلو غير وهو معاكي … يوم ما أتجوزك كان طاير من الفرحة … كنت أول مرة أشوفه بالسعادة دي … وانا فرحت لفرحته ساعتها أكيد مش هتمنى لأخويا الشر وأكرهله الخير … ودلوقتي انا وهو بنتجرح سوى ومش عارفين نواسي بعض ونطبطب على بعض … صعبان عليا أوي وحاسه إني مش عارفه أعمله حاجه تبينله قد ايه زعله فارق معايا وواجعني … مش عايزاه يشوفني بصوره انا مش عايزاه يشوفني بيها
ربتت بيلا على يدها وهي تنظر لها قائله بأبتسامه خفيفه ودموع:لا يا مها متقوليش كدا … جعفر عمره ما كان كدا ولا هيكون … جعفر أطيب من كدا بكتير وعمره ما يفكر كدا … كلنا بنمر بظروف صعبه ومحدش فينا مرتاح كلنا تعبانين بس تعب كل واحد مش زي التاني … جعفر راجل بمعنى الكلمة … كل مدى بتثبتيلي إني خدت الإنسان الصح … وهو بيكبر في نظري كل شويه وبشوفه الراجل الوحيد اللي على الكوكب ومفيش منه أتنين … الفلوس مش كل حاجه … المواقف والأفعال بتبين معادن الناس وانا مبسوطه أنه جوزي زي ما انتِ مبسوطه إنه أخوكي … ربنا يخليه لينا لأننا فعلًا من غيره ولا حاجه وهو
الضهر اللي انا وانتِ ساندين عليه … أدعيله يا مها … أدعيله كتير
نظرت مها ليديها وهي تقول بدموع:بدعيله على طول … هو يستاهل أكتر من كدا بكتير … وانا هفضل أدعيله لحد ما ربنا يعوضه عن كل الصعب اللي شافه في الدنيا دي
ربتت بيلا على يديها وهي تنظر لها بأبتسامه ثم عانقتها بحب وبادلتها مها عناقها
بعد مرور الوقت
دقت الساعة الثانية عشر منتصف الليل
دلف جعفر من الخارج وأغلق الباب خلفه بعدما أعطاه سراج مفاتيح منزل كان يمتلكه ولكن أعطاه لهُ حتى يتحسن وضعه قليلًا، دلف الغرفة وأغلق الباب خلفه وألتفت ووقف مكانه وهو ينظر لها بصدمه وعدم تصديق
بعد مرور الوقت
دقت الساعة الثانية عشر منتصف الليل
دلف جعفر من الخارج وأغلق الباب خلفه بعدما أعطاه سراج مفاتيح منزل كان يمتلكه ولكن أعطاه لهُ حتى بتحسن وضعه قليلًا، دلف الغرفة وأغلق الباب خلفه وألتفت ووقف مكانه وهو ينظر لها بصدمه وعدم تصديق، أقترب منها وكانت هي تنظر لهُ بأبتسامه دون أن يتحدث أحدًا منهما، وقف جعفر أمامها وهو ينظر لها فكانت ترتدي الحجاب على فستان واسع لطيف، تحدث جعفر وهو ينظر لها وهو مازال لا يصدق قائلًا:اللي انا شايفُه دا بجد … ولا دا تهيؤات
أتسعت أبتسامتها وهي تنظر لهُ وقالت:هسألك سؤال … لو بجد رّدك هيبقى ايه ولو تهيؤات رّدك هيبقى ايه
جعفر:رّدي في الحالتين هيكونوا مُختلفين
بيلا بتساؤل:بمعنى ؟
جعفر:يعني لو بجد هفرح جدًا طبعًا … ولو تهيؤات هزعل جدًا
بيلا:ولو مجرد تجربة
جعفر:هشجعك على إنها متبقاش مجرد تجربة وتبقى خطوة جديدة ليكي
بيلا:مش هتزعل
ضحك جعفر بخفه ونظر لها وقال:هزعل ليه لما مراتي تقرر تلبس الحجاب … انا هكون مبسوط جدًا لأنها بتحسن من نفسها ودي حاجه حلوه أوي انا أتمناها تحصل بجد ومتبقاش مجرد تجربة ولو طلعت مش مجرد تجربة ودا كان القرار الأخير عندي أستعداد أفرشلك الأرض ورد حالًا … مش هزعل خالص من أن مراتي تتحجب دا لو طالت ميبقاش باين منها حاجه هتبسط أكتر طالما هتعمل حاجه كويسه وفارقه في حياتها وهتقربها من ربنا انا اكيد هكون معاها
أبتسمت بيلا وقالت:ولو قولتلك أن دا حقيقي مش مجرد تجربة
أتسعت أبتسامه جعفر وهو ينظر لها وهو مُعجب كثيرًا بشكلها بهِ فقد زادها جمالًا ورُقي وفوق ذلك الأحتشام، لم يُجيبها قولًا بل أجابها فعلًا عندما أقترب منها وطبع قُبلة على رأسها ثم يدها ثم عانقها بعد ذلك والأبتسامه لم تفارق وجهه بينما ربتت بيلا على ظهره برفق وهي سعيده برّده فعله تلك، شدد من أحتضانه لها وهو يقول بأبتسامه سعيده ودموع:انا مبسوط أوي يا بيلا انتِ فرحتيني وفاجئتيني في نفس الوقت
أتسعت أبتسامه بيلا وقالت:وانا مش عايزه حاجه قد إني أكون شيفاك مبسوط وبس … فرحتك عندي بالدنيا يا جعفر
طبع قُبلة أخرى على رأسها وقال بأبتسامه:مُبارك عليكي يا حبيبتي خطوة كويسه انا واثق أنها هتفرق معاكي
ربتت على ظهره وقالت:وانتَ
أبتعد عنها قليلًا ونظر لها وقال:وانا ايه
نظرت لهُ بيلا وقالت:مش ناوي تاخد خطوه انتَ كمان تفرق معاك زيي … أكيد جواك حاجه عيزاك تاخد خطوه صح بس مش قادر تاخدها … قولي ممكن أشجعك ونتغير سوى مع بعض
صمت جعفر لوقتٍ قصير وكان الهدوء هو سيد المكان حتى قرر جعفر أن يقطعه قائلًا:بُصي … هو انا من ساعه اللي حصلي دا وانا حسيت أني فوقت … فوقت من حاجات كتير أوي حابب أغير من نفسي … حابب أبقى واحد تاني خالص … عارفه أكتر حاجة نفسي أغيرها في نفسي ايه
نظرت لهُ بأهتمام وقالت:ايه
نظر لها جعفر وقال:أني مبقاش جاهل واعرف أقرالي على الأقل كلمتين مش أكتر … وعايز أبقى شخصيه تانيه … بس دا انا هأجله شويه .. بعد ما أنتقم من كل واحد خلاني بالمنظر اللي انا فيه دا … وقت ما أنتقامي يخلص انا هكون واخد خطوة أني أتغير
بيلا:لو على أول طلب انا هساعدك فيه ومش هسيبك غير وانتَ أحسن مني كمان … إنما الطلب التاني … انا مش عارفه بصراحه يا جعفر
جعفر:مش ههدى صدقيني غير لما أخد حقي انا سكت كتير أوي … بس جه الوقت اللي أصفي فيه حساباتي كلها … مبقاش جعفر لو مخدت حقي من كل واحد أذاني
بيلا:من غير أذى يا جعفر انا مش عيزاك تأذي نفسك وتبعد عني عشان خاطري
نظر لها جعفر ومسد على خصلاتها بعدما نزعت الحجاب وقال:انا مش عايزك تخافي من أي حاجه يا بيلا .. انا عارف كويس أوي انا بعمل ايه
بيلا:بس ساعات مبتبقاش عارف يا جعفر … انا خايفه عليك صدقني ومش عايزه أشوفك بعيد عني
نظر لعينيها وقال:متقلقيش عليا انا كويس
نظرت لهُ بيلا بقلة حيلة ولم تتحدث فالجدال معه لن يُغير شئ أبدًا
في اليوم التالي
خرجت بيلا من الغرفة وهي تعقد شعرها وتستعد لبداية يوم جديد، وقبل أن تبدء في شئ سمعت هاتفها يعلنها عن أتصال من جعفر فذهبت وأخذت الهاتف من على الطاولة وأجابته قائلة:كنت لسه هتصل بيك
أبتسم جعفر وقال:سبقتك
أبتسمت بيلا وقالت:انتَ فين بقى
جعفر:لقيت شغلانه يعني مش قد كدا بس أهو أي حاجه عشان مصاريفك
عقدت بيلا حاجبيها وقالت بتعجب:شغل ايه دا انتَ معرفتنيش حاجه وأحنا بنتسحر ليه !
جعفر:انا مكنتش أعرف سراج كلمني الصبح وقالي فمحبتش أصحيكي وسيبتك لحد ما تصحي انتِ
توجهت بيلا للمطبخ وهي تقول:ودا شغل ايه بقى
جعفر:نقاشة
بيلا:انتَ متقبلها
جعفر:أي حاجه يا بيلا هتلاقيني ماشي فيها انا عارف في كل حاجه
فهمت مقصده فقالت:طب كويس … ليك معاد مُعين هترجع فيه ولا ملهاش مواعيد
جعفر:هخلص على أربعه أن شاء الله وباليومية
بيلا بأبتسامه:طب كويس أوي عشان تيجي ترتاح شويه قبل الفطار
جعفر:انتِ منزلتيش ليه صحيح النهاردة انتِ مش قيلالي من إمبارح أنك نازله
عضت على شفتيها وهي لا تعلم ماذا تقول لهُ بينما كان هو صامتًا ينتظر أجابه منها والتي كان يعلمها جيدًا وهي الصمت، زفر جعفر وقال:بيلا انا أتكلمت معاكي إمبارح في ايه
لا تعلم ماذا تقول ولذلك حاولت تبرير عدم ذهابها قائلة:راحت عليا نومه
جعفر:متضحكيش عليا انا عارف كويس أنك مُتعمده متروحيش ومتعرفيش أنك كدا بتحسسيني بالعجز
نفت سريعًا ما قاله وهي تقول بلهفه:لا خالص يا جعفر مش كدا انا
قاطعها جعفر بهدوء وقال:خلاص يا بيلا
صمتت بيلا وسمعته يُكمل حديثه قائلًا:هضطر أقفل دلوقتي
قُطع الخط دون سماع رّدها بينما أنزلت هي الهاتف من على أذنها ومسحت على وجهها وهي تعلم بأن بعملتها تلك لن ينسى بسهوله هذا السبب الذي يؤلمه في كل مره لا تذهب فيها بحجة جديده قد أطلقتها لتوهمه عن السبب الحقيقي، وضعت الهاتف على الطاولة وأستندت عليها براحتيها وهي تنظر أمامها بهدوء، زفرت بيلا واعتدلت بوقفتها من جديد، سمعت صوت رسالة على هاتفها فنظرت لهُ ودلفت تقرأ رسالة مها لها وهي تقول (مامت سراج بتأكد عليكي أن الفطار عندها النهارده متنسيش)
أجابتها برسالة تقول فيها (انا فعلًا كنت ناسيه وناويه أعمل الفطار بس حاسه إني مش هبقى مرتاحه)
أرسلتها ورأت مها تكتُب بعدما رأتها، أرسلت لها رسالة تقول بها (مش مرتاحه ليه ؟!)
لا تعلم بيلا ماذا تقول وكيف ستقول هذا ولكنها أرسلت لها قائلة (باكل في بيت غريب أول مرة أدخله كان إمبارح والنهارده بفطر فيه وغير كدا جعفر مش هيرضى ياكل من أيد حد غيري)
شردت مها بعدما قرأت رسالة بيلا وتذكرت بأن أخيها لا يأكل من يد أحد غيرها هي وزوجته، قرأت بيلا رسالة مها والتي كانت تقول بها (ايوه صح انا نسيت … طب هتعملي ايه)
أرسلت لها بيلا رسالة تقول بها (مش عارفه أتصلي بجعفر وعرفيه وشوفي رّده عليكي)
أرسلت لها مها وهي تقول (وانا مالي هو مش جوزك ما تكلميه انتِ)
نظرت بيلا للرسالة بذهول وهي لا تصدق ما تراه، فتحدثت قائلة:هي بقت كدا يا مها دلوقتي بقى جوزي
أرسلت لها قائلة (والله ؟! … ماشي يا مها)
أبتسمت مها عندما قرأت رسالتها ثم أغلقت الهاتف ووضعته على الطاولة وهي تنظر أمامها بأبتسامه وهدوء، بينما زفرت بيلا وقالت:لو أتصلت بيه مش هيرّد عليا أصلًا … ولو رّد هيكلمني بقرف وهنبقى انا وهو عاملين زي الضراير الدقيقتين دول
أمسكت هاتفها وهاتفت جعفر ووضعت الهاتف على أذنها وانتظرته حتى يُجيب عليها، لحظات وسمعته يقول بضيق:نعم
لقد صدق حديثها فرفعت حاجبها بخفه وقالت:ايه نعم دي
جعفر:أخلصي
رفعت حاحبيها معًا في ذهول وهي تقول:انتَ مش طايقلي كلمة ليه وبتتكلم معايا كدا ليه أصلًا
زفر جعفر وقال بأستفزاز:دا اللي عندي واخلصي
غضبت بيلا وقالت وهي تتوعد لهُ بداخلها:هخلص طبعًا أوعى تفتكر بس أن انا بتصل بيك عشان خاطر أحب فيك ولا عشان خاطر خضار عيونك لا يا حبيبي انا بس متصله أقولك أن مها بتقولي أن والده سراج بتأكد علينا أننا نفطر عندها
جعفر:قوللها لا وأخترعي بقى أي حجة زي ما بتخترعيلي كُل يوم حجة
شعرت بيلا بالذهول الشديد فقالت:ايه المعاملة دي انا مراتك على فكرة مش جايه من الشارع
جعفر:بيلا قصري بعد أذنك واخلصي قولت لا خلاص خدتي الأجابه
بيلا بضيق:سلام يا جعفر
أغلقت معه ووضعت الهاتف على الطاولة بغضب وهو تزفر بقوة ومن ثم مسحت على جبينها وهي تقول بضيق:لازم ننهي كل مكالمة وحد فينا حارق دم التاني مفيش في مره ننهى المكالمة زي أي اتنين لازم نضايق في بعض
أخذت نفسًا عميقًا بعد لحظات ثم ثنت أكمام بلوزتها المنزلية وذهبت إلى الثلاجة فتحتها وأخرجت الطعام منها كي تبدء بطهيه
على الجهة الأخرى
كان جعفر يعمل بمحل للنقاشة كعامل مؤقت حتى تتثنى لهُ فرصة عمل أفضل وبمرتب أفضل حتى تتحسن الحياة قليلًا معه، حاول جاهدًا عدم التفكير في أي شئ وإصفاء ذهنه من أي شئ لبضعه أيام حتى يستطيع إتخاذ خطوة جادة يكون قد درسها جيدًا حتى لا تؤثر على بيلا بنفس الوقت
في منزل صلاح
كانت أزهار تقف في المطبخ وتُعد الطعام بأنهماك شديد حتى سمعت صوت جرس البيت يرن بالخارج، خرج صلاح وأقترب من الباب وفتحه ورأى طفل صغير يقول:حضرتك عمو صلاح عبد المعز
أجابه صلاح بهدوء وهو يقول:أيوه انا
رفع الصغير يده بالمحفظة خاصته وهو يقول:المحفظة دي بتاعتك
نظر صلاح لها وقال وهو يأخذها منه:أيوه … انتَ لقيتها فين
تحدث الصغير وقال:تحت كنت بلعب بالكورة وكانت واقعة على الأرض
نظر صلاح بها وتأكد بأن كل شئ يخصه بها ثم نظر للصغير وقال:شكرًا أوي ليك
أبتسم الصغير وقال:العفو
وقبل أن يذهب الصغير أوقفه صلاح قائلًا:أستنى
وقف الصغير ونظر لهُ بينما أخرج صلاح ورقه نقدية ومدّ يده لهُ بها وهو يقول:خُد دي ليك
نظر الصغير لهُ وقال:بس انا معملتش حاجه يا عمو صلاح عشان تديني فلوس
مال صلاح بجزعه قليلًا ونظر لهُ وقال:لا عملت … لقيت محفظتي وجبتهالي لحد عندي قبل ما تضيع أو تقع في أيد حد مش كويس … ولازم تاخد الفلوس دي عشان انتَ أمين وجبتلي المحفظة دي مكافئتك
نظر لهُ الصغير قليلًا ثم مدّ يده وأخذها منه بعدما ضغط عليه صلاح الذي أبتسم وطبع قُبلة على رأسه وقال:يلا روح
تركه الصغير وذهب بينما أغلق صلاح الباب خلفه ودلف للداخل، دلف للمطبخ ونظرت لهُ أزهار وقالت:مين اللي على الباب
نظر لها صلاح وقال:دا أبن شهاب جارنا لقى محفظتي واقعة تحت وجبهالي
أزهار بذهول:انتَ محستش بيها يا صلاح
حرك رأسه نافيًا وهو يقول:والله ولا بأي حاجه
أزهار بقله حيله:إحمد ربنا بقى أنها وقعت في أيده وجبهالك أحسن ما كانت وقعت في أيد حد تاني وكان أذاك بالورق اللي فيها
صلاح:الحمد لله
أقترب منها بعدما وضع محفظته على الطاولة وزفر بهدوء ووقف خلفها وهو يقول:تحبي أساعدك في حاجه
أزهار:اه يا صلاح ياريت
نظر لها وأبتسم قائلًا:ايه حسستيني إني قولتلك أعمل اللي ميتعملش
أزهار:ما انا لوحدي يا صلاح ممعيش حد
وقف صلاح بجانبها ونظر لما تفعله وقال بأبتسامه:وانا أهو معاكي يا ستي وأيدي في أيدك
نظرت لهُ أزهار بأبتسامه وبادلها هو أبتسامتها وبدء يُساعدها في تحضير الفطور
في الحارة
دلف للحارة وهو يسير بهدوء، معالم وجهه تكادُ لا تُرى، وجهه مشوه، نحف كثيرًا، من يراه يُصعق، وهذا ما حدث، كان يسير وسط أهل الحارة الذين كانوا ينظرون لهُ بصدمه وعدم تصديق وهم يتهامسون، ذهب للمحل ودلف دون النظر إلى أحد تحت نظراتهم وحديثهم وسؤالهم الذي يُطرح دومًا، أين هو جعفر ؟
بعد مرور الوقت
دلف جعفر للمنزل وأغلق الباب خلفه ونزع حذائه واشتم رائحة الطعام الطيبة الذي تُعده زوجته بحب لهُ، دلف جعفر للمطبخ ورأها مشغولة بإعداد الطعام فأقترب منها حتى وقف خلفها مباشرًا، مدّ يده لها بوردة حمراء فنظرت هي للوردة ثم ألتفتت سريعًا لهُ ورأته يستقبلها بأبتسامه وهو يقول:حبيت أفرحك بأي حاجه نظرًا إني يعني مجبتلكيش حاجه قبل كدا فممكن تاخديها
نظرت للوردة ثم لهُ وأبتسمت أبتسامه لطيفة وأخذتها قائلة:ممكن طبعًا
أبتسم جعفر ونظرت هي للوردة ثم أشتمتها تحت نظراته التي كانت تتابعها، نظرت لهُ بيلا ورأته ينظر لها فقال بعدما نظر لها قليلًا:بيلا … كنت عايز أقولك حاجه
نظرت لهُ بيلا بأهتمام فقال هو:انتِ حلوه أوي من غير حاجه
فهمت بيلا ما يقصده بينما أكمل هو وقال:بلاش تبوظي جمالك الرباني دا باللي انتِ بتحطيه دا … جمالك الرباني أحلى بكتير من الحاجات اللي بتحطيها دي .. بالذات البتاع الفاقع اللي بتحطيه تحت عنيكي دا
عقدت بيلا حاجبيها وقالت بتعجب:ايه دا !
أشار جعفر تحت عينه وقال:بتحطيه هنا يا بيلا
بيلا:اه تقصد الكونسيلر
عقد جعفر حاجبيه وهو يقول:هو أسمه كدا ؟!
حركت رأسها وقالت:اه
جعفر بتساؤل:بتحطيه ليه بقى ؟
ولته بيلا ظهرها وقالت وهي تُكمل إعداد الفطور:عشان يداري هالاتي السوده
أمسك جعفر ذراعها وأدارها برفق إليه مره أخرى ونظر لها قليلًا وقال:بس انا مش شايف الهالات دي
نظرت لهُ نظره ذات معنى وقالت:مش شايف ايه يا جعفر دي منوره تحت عنيا أهي
نظر لها جعفر وقال:مالها يعني
نظرت لهُ بيلا قليلًا وهي تشعر بأنها لا تفهم شئ فعقدت حاجبيها وقالت:جعفر هو مين فينا اللي مش فاهم … انتَ لغبطتني
جعفر:انا بحبك وانتِ على طبيعتك … بحب هالاتك … بحب شكلك الباهت … انتِ جميله أوي وانتِ على طبيعتك وبتظلمي جمالك لما تحطي حاجه على وشك
نظرت لهُ وقالت:أيوه يا جعفر بس انا مستغربة شكلي من غير أي حاجه
جعفر:عشان أتعودتي على شكلك بيه للأسف … حاولي تبطلي تحطي شويه وهتتعودي على شكلك الطبيعي تاني … انا هفضل مشجعك وعشان تكوني عارفه يا بيلا مش هخليكي تحطي نقطه واحده في وشك … لازم تتعودي
نظرت لهُ بيلا وأبتسمت ثم قالت:حاضر يا بلطجي
أبتسم جعفر وقال:ريحة الأكل تجنن تسلم أيدك
أبتسمت بيلا وقالت:عجبك
عانقها جعفر وقال بأبتسامه:انا مكنتش جعان بس أول ما شميت ريحة الأكل جوعت أوي … شكله هيبقى حلو أوي زي ريحته كدا
صمت للحظات قبل أن يقول:تحبي أساعدك في حاجه
حركت رأسها نافية وهي تقول:لا انتَ تروح زي الشاطر كدا تغير هدومك وتغسل وشك وترتاح كدا لحد المغرب
حرك رأسه نافيًا وهو يقول:لا انا هروح أغير فعلًا وأغسل وشي وافوق كدا واجي أساعدك … مش عايز أسيبك تايهه كدا فهاجي أساعدك ونخلص كل حاجه سوى وبعد الفطار كدا ممكن أرتاح شويه
رفضت بيلا وهي تقول:عشان متتعبش يا جعفر انتَ من الصبح شغال
طبع قُبلة على يدها وقال:ما انا دايمًا تعبان … مش هتيجي على الشويه دول أحنا الاتنين تعبانين وحاسين ببعض وهتصعب عليا نفسي وانا داخل أرتاح على السرير وسايبك كدا … نتعب سوى ونرتاح سوى
أبتسمت بيلا وهمس هو وقال:خمس دقايق مش هتأخر
حركت رأسها برفق فتركها هو وذهب تحت نظراتها التي كانت تتابعه بأبتسامه ثم عادت تُكمل وعلى ثغرها أبتسامه جميله
في منزل والده سراج
كانت مها تُساعد والده سراج في إعداد الفطور وهي تتحدث معها حتى دلف سراج وقطع حديثهما قائلًا بأبتسامه:ايه الجمال دا كله انا جوعت
أبتسمت والدته وقالت:خلاص المغرب مفاضلهوش كتير ساعه بالكتير ويأذن
نظر سراج للطعام وقال:ويا ترى بقى مين عامل الأكل دا كله
والدته بأبتسامه:بصراحه كدا مها … مخلتنيش أعمل حاجه خالص هي اللي عامله الفطار والحلو كله
أبتسم سراج وهو ينظر لمها التي نظرت لهُ وأبتسمت بخفه ثم عادت تُكمل ما تفعله
مر الوقت سريعًا على أبطالنا حتى جاء وقت الإفطار
تحدثت أزهار وهي تضع آخر صحن على الطاولة وهي تقول:يلا يا صلاح بقى المغرب هيأذن أهو
خرج صلاح وهو يفرك عيناه بنعاس قائلًا:مش قادر هموت وانام يا أزهار
نظرت لهُ أزهار وقالت:أفطر وأدخل نام شويه
جلس صلاح على المقعد وهو يتثائب وعاد يُغمض عيناه مره أخرى بنعاس ولكن أيقظته سريعًا يد أزهار التي قالت:أصحى مش وقت نوم دلوقتي صحصح يلا
زفر صلاح وأغمض عينيه مره أخرى وهو يعقد حاجبيه قائلًا بصوتٍ ناعس:أن شاء الله ماشي
نظرت لهُ أزهار بقله حيله وهي لا تعلم ماذا تفعل أكثر من ذلك فقد سئمت منه ومن المناقشه معه
في منزل جعفر
كان جالسًا وهو يستند بمرفقه على سطح الطاولة ويستند رأسه براحته وهو ينتظر المدفع الذي سيضرب بعد لحظات، جلست بيلا أمامه وسكبت القليل من المياه في الكوب ونظرت لهُ وقالت:صحصح يا جعفر آذان المغرب قرب خلاص
نظر لها جعفر بنصف عين، تكاد لا تظهر لها، حركت رأسها بقله حيله وقالت:فوق يا جعفر خلاص هانت
زفر جعفر ونهض قائلًا:هروح أغسل وشي
ذهب جعفر ونظرت هي لهُ بأبتسامه وحركت رأسها بقله حيله، سمعت صوت هاتفه يعلنه عن أتصال فنظرت بيلا لهُ وهي تعقد حاجبيها عندما رأت رقم مجهول، نظرت لجعفر ثم نظرت للهاتف وقالت:جعفر في رقم بيرن عليك
لم يسمعها فقررت أن تُجيب وهذا ما حدث بالفعل، وعندما أجابت ووضعت الهاتف على أذنها سمعت صوت أنوثي يُجيب:أخيرًا رديت دا انتَ جننتني وراك يا راجل ايه للدرجادي مراتك شغلاك
صُدمت بيلا وشعرت بأن لسانها شُل عن التحدث سمعت الأخرى تُكمل حديثها قائلة:على العموم مش دا موضوعنا على معادنا ومتنساش انا قولت أتصل أأكد عليك
أغلقت الهاتف وكانت بيلا مازالت في حالة من الصدمة وعدم التصديق، لم تشعر بنفسها إلا على يد جعفر التي وضعها على كتفها كي تنتبه إليه، ألتفتت إليه بعدما أنزلت الهاتف من على أذنها ونظرت لهُ دون أن تتحدث بينما عقد هو حاجبيه وقال بتعجب:مالك يا بيلا انتِ كويسه كنتي بتكلمي مين !
لم تتحدث بحرفٍ واحد وإنما ظلت تنظر لهُ نظره أتهام وعتاب بينما كان هو ينظر لها وهو لا يعلم لما تلك النظرات مصوبه تجاهه فتحدث وقال بتساؤل:مين كان بيتصل ؟
مدّ يده بعدما علِم بأن الصمت سيكون الأجابه على سؤاله ونظر بالهاتف ورأى الرقم وعلم من يكون صاحبه، نظر لبيلا نظره ترقب وقال:انتِ رديتي مش كدا
سقطت دموعها وهي تنظر لهُ وتُحاول جاهدًا أن تبقى هادئة بينما كان ينظر لها وينتظر إجابتها التي يعلمها أيضًا، سقطت دموعها بغزارة فشعرت بأنها إن ظلت هكذا فستموت فتركت نفسها تفعل ما تشاء، تحدثت بعد ثوانٍ بصوتِ هادئ بهِ نبرة البكاء وهي تنظر لهُ قائلة:يعني عارف مين دي
جعفر:بيلا
أوقفته عن الحديث وهي تشهر بيدها أمام وجهه تمنعه عن إكمال حديثه تحت نظرات العتاب والإتهام النابعان من عينيها، تحدثت بهدوء وهي تنظر لهُ قائلة بدموع:مش عايزه أسمع مُبررات ملهاش لازمة ومتحاولش تبرر لنفسك عشان مش هصدقك
جعفر:بلاش تحكُمي عليا واسمعيني
بيلا بحده:أسمع ايه … أسمع تبريراتك البايخة … دي بتقولك مستنياك على معادنا … يعني بتروحلها من ورايا وانا الهبلة نايمه على وداني ومش دريانة بأي حاجه … كأنك منيمني مغناطيسيًا ولا كأني عامله زي اللعبة بتحركها زي ما انتَ عايز وبتستهين بمشاعرها زي ما انتَ عايز ونفس الكلمة اللي كلكوا بتقولوها حجة … أصل انا راجل … انا براحتي انتِ مش براحتك انا حُر انتِ مش حُره انا أكلم ستات انتِ متكلميش رجاله انا حلال ليا وحرام ليكي … دا اللي كلنا بنسمعه منكوا … ويا ترى بقى مع الهانم من بدري ولا لسه جديده
أخذ. جعفر نفسًا عميقًا ثم زفره ونظر لها بهدوء أراد أن يتركها تبوح عما بداخلها كله حتى تهدء ويتحدث هو بعدها ولكنها في الواقع لم تمهله فرصة وقررت أن تتركه وتذهب للغرفة ولكن منعتها يد جعفر التي أمسكت بذراعها أوقفها مكانها، بينما وقف هو أمامها وهو ينظر لها قائلًا بنبرة هادئه:أظن أني سيبتك تتكلمي وتخرجي كل اللي جواكي ودلوقتي جه الدور عليا أني أقولك أن كل اللي أتقال دا غلط … انا مع أول نظره منك عرفت أنك هتتهميني بالخيانة اللي انا أصلًا معملتهاش أظاهر أنك نسيتي انا ايه ومين
نظرت لهُ وقالت بحده:لا منستش بس مين يعرف جايز دي لعبة هتلعبها عليا
جعفر بهدوء:انا مش مضطر أضحك عليكي عشان انا مش هستفيد بحاجه أصلًا … انا بقولك اللي انتِ مش شيفاه واللي انا كنت هفاتحك فيه بعد الفطار
صمت للحظات ثم قال بعدما سمع صوت آذان المغرب يصدح بالخارج:تعالي نفطر الأول وهفهمك كل حاجه
نفضت يدها من قبضته وهي تنظر لهُ بحده وتوجهت لمائدة الطعام أخذت طعامها تحت نظراته وتركته ودلفت للمطبخ، وضعت الصحون على سطح الرخام وجلست على المقعد بينما كان هو يقف بالخارج وينظر لها، لحظات ودلف وهو يحمل صحونه، أقترب منها ووضعها بجانب صحونها وجلب المقعد وجلس بجانبها، زفرت هي بضيق وجاءت كي تنهض منعها هو وهو ينظر لها، جلست مره أخرى ولم تنظر إليه فتحدث بهدوء وهو ينظر لها قائلًا:مينفعش كل واحد فينا ياكل لوحده … انا حابب أفطر معاكي … ممكن
شعر بها قد تراجعت عما كانت ستفعله وأنصتت إليه وجلست، بينما ترك هو يدها بهدوء وزفر بهدوء فهذا ما كان ينقصه
بعد مرور الوقت
كانت أزهار تجلس وتتحدث في هاتفها وعلى الجهه الأخرى كان صلاح يتحدث في الهاتف ويُنهي بعض أعماله، أغلقت أزهار الهاتف ونظرت لصلاح الجالس بجانبها ثم للأوراق التي بيده، أعتدلت بجلستها ووضعت أذنها على الهاتف بعدما أستمعت لصوت أنوثي يتحدث للحظات ثم نظرت بحده لصلاح الذي نظر لها بطرف عينه نظره ذات معنى وقال:أكيد طبعًا … تمام هاتيهوملي بكرا … مع السلامة
أغلق معها ونظر لأزهار التي كانت تنظر لهُ بحده فحمحم هو وقال:يا ستار يارب
وضعت راحتها على كتفه وهي تنظر لهُ بحده وقالت بترقب:مين الحلوه
نظر لها صلاح وقال:دي السكرتيرة
رفعت حاجبها الأيمن وقالت:وعايزه ايه
صلاح:بعزم عليها نتمشى سوى .. هتعوز ايه يعني يا أزهار شغل
حركت رأسها برفق وهي تُردد بخفوت قائلة:شغل اه
نظر لها صلاح وقال:مش عاوز نكد أبوس أيدك أحنا حلوين مع بعض وزي السمنة على العسل بلاش جو المنفسنين دا
نظرت لهُ وقالت:معلش يا حبيبي مبنتعلمش ببلاش أحنا
صلاح:دا انتِ قلبك أسود بطريقه
أزهار:أسود … انا اللي بقى قلبي أسود دلوقتي
نظر صلاح أمامه وهو يتظاهر البراءة قائلًا:طبعًا … طول عمرك ظلماني وجايه عليا يا قاسيه
نظرت لهُ أزهار بطرف عينها ومن ثم رفعت حاجبها وهي تقول:انا قاسيه يا سيدي ماشي
نظرت أمامها بهدوء بينما نظر هو لها بطرف عينه بعد لحظات ثم أبتسم وحاوط كتفها وهو يقول بأبتسامه:لا يا زهورتي ميهونش عليا زعلك دي انا في الأصل مبتعاملش معاها في بينا طرف تاني بيوصل المعلومات لكن دي أول مرة أكلمها لأنه حصله ظرف معرفش ييجي بس دي كل الحكاية
نظرت لهُ بطرف عينها وقالت:مفيش حاجه يعني
نظر لها نظره ذات معنى وقال:كدا هقلب
حركت رأسها برفق وقالت:ماشي … وانا مصدقاك
حرك رأسه بقله حيله وقال:ولية دماغها ناشفة
نظر لها بطرف عينه ورأها تنظر لهُ بطرف عينها نظره ذات معنى فأبتسم وطبع قُبلة على خدها وأبتسمت هي بخفه وهي تنظر لهُ
في منزل جعفر
خرج جعفر للشرفة ووقف بجانب بيلا التي كانت واقفة وتستند بمرفقيها على السور الحديدي، أستند هو أيضًا عليه بمرفقيه ولم يتحدث ونظر أمامه بهدوء حيث كان الهدوء ما يقابله، القليل من الهدوء والصمت سادا المكان حتى قرر جعفر أن يقطعهما وهو يقول:أحلفلك بأيه إن انا عنيا مترفعتش على أي واحده غيرك … طول عمرك شيفاني بجري وراكي أزاي … زي العيل المُراهق اللي هيموت وياخد نظره من حبيبته … انا حاولت كتير أوي عشان أخليكي حلالي … ياما حاولت مع ابوكي عشان يوافق عليا … كنت خايف ترفضيني في لحظة لأسباب كتير أوي ومش عارف لو دا حصل هعمل ايه وهحاول أقنعك أزاي … انتِ عرفاني كويس أوي وأظن الفترة اللي عيشتيها معايا عرفتك مين جعفر كويس … انا مفيش واحده بتلفت نظري بسهولة … مفيش غيرك حبيتك وشوفتك مراتي وحبيبتي … والحضن اللي أترمي فيه أول ما أرجع من برا … مش من السهل أضيعك من أيدي ولا سهل عليا أكسرك .. يعني شوفي انتِ عامله أزاي دلوقتي من غير سبب والسبب اللي هتقوليلي عليه أقسم بالله كدب … لا انا أعرفها ولا عمري شوفتها قبل كدا … مفكرتيش أنها ممكن تكون نمرة من ابن خالك الملزق دا عشان يوقع بينا … مع أول مشكلة صدقتيها … ونسيتي جعفر وحُبه ليكي
مدّ يده وأمسك بيدها ونظر لها وقال:بذمتك انتِ عندك سبب يخليكي تصدقي الهبل دا … شيفاني هيرو في القراية والكتابة … شيفاني واحد عنيه بتروح على كل واحده
أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره ونظر أمامه مره أخرى وصمت، لحظات ونظرت لهُ بيلا بطرف عينها قبل أن تمسح على خصلاتها للخلف ولا تستطيع أن تُنكر أنها أقتنعت، مسحت على وجهها ثم أعتدلت بوقفتها ونظرت لجعفر وقالت:وهي هتستفاد ايه
نظر لها جعفر وقال:هتستفاد أنها تبعدنا عن بعض … ولو دا حصل هيحصل كتير أوي يا بيلا
بيلا بهدوء:زي ايه … هنتفرق … دا هياخدني وهي هتاخدك
زفر جعفر ونظر أمامه بينما أكملت هي وقالت:انا عايزه أسأل سؤال واحد بس … ايه الأستفادة من دا كله … هو انا كتير عليك او انتَ كتير عليا عشان يفرقوا بينا … طب دا كل اللي بيحصل مشاكل عائلية هنا وهنا … هما يادوبك الكام مشكلة اللي بينك وبين رجاله الحارة وخلاص يعني الحكاية مش مستاهلة كل دا
جعفر:دا فنظرك انتِ
نظر لها وأكمل قائلًا:إنما في نظرهم هما لا … عشان كدا بقعد أقولك مش أي حد يقولك حاجه عليا تصدقيه محدش مضمون
لحظات من الصمت قطعتها بيلا التي وضعت يدها على ذراعه قائلة بهدوء:يعني اللي حصل دا كانت لعبة
نظر لها وقال:للأسف … وانتِ صدقتي
شعرت أنه يقوم بمعاتبتها فشعرت بالأستياء من نفسها ولكن رغمًا عنها يجب أن تصدقها فكل شئ ضده، نظرت لهُ وأقتربت منه قليلًا وقالت:انتَ مضايق مني
نظر لها جعفر نظره ذات معنى وقال:للأسف اه … مضايق لأنك عملتي رّد فعل زعلني … بينا مشكلة … أتنين … تلاته متاخديش أكلك وتروحي تقعدي بعيد وتسبيني قاعد لوحدي … الحركة تزعل يا بيلا
ضغطت على شفتيها للحظات ثم قالت:حقك عليا … انا حسيت أنك أتضايقت أوي ودا حقك … بس انا خايفه بجد نبعد انا مش عايزه أبعد يا جعفر انا خدت على وجودك وعلى الأمان اللي بحسه معاك … خايفه أضيعك من أيدي وانا مش واخده بالي
زفر بهدوء وهو يقول:تعرفي تديني حضن
نظرت لهُ بتفاجئ وكان هو ينظر لها ففرد ذراعيه وأبتسم بخفه، وقفت للحظات تستوعب ما قاله بينما أشار لها بعينيه وهو مُبتسم فأقتربت هي منه وعانقته وهي تقوم بلف يديها حول عنقه فعانقها هو بأبتسامه وقال:بلاش تصدقي أي حاجه عشان خاطري يا بيلا لو عوزانا نكمل فعلًا مع بعض
أبتسمت بخفه وحركت رأسها برفق وهي تقول:حاضر يا جعفر
شرد جعفر قليلًا وهو يقول:وانا هشوف حكاية البت دي ايه .. لو متصلتش تاني يبقى كدا في حاجه
نظرت لهُ بيلا وقالت:حاجه زي ايه
نظر لها جعفر وأبتسم بخفه وقال:متشغليش بالك … المهم عايزك تركزي في حاجه واحده وبس
أندفعت بيلا وقالت:فيك مش كدا
ضحك جعفر بخفه وقال:لا يا بيلا مش فيا في مذاكرتك
بيلا بأبتسامه:لا انتَ أحلى من المذاكرة طبعًا على الأقل سهل كدا وسلس إنما المذاكرة دي حاجه مكلكعه كدا ومعقربه دا انا بحسدك والله طول عمري أقول لماما خير متاع الدنيا زوج صالح تقولي لا تعليمك أقولها الست ملهاش إلا بيت جوزها تقولي لا تعليمك وفي الآخر أتجوزت ولسه مخلصتش تعليم رضيتها ورضيت نفسي
ضحك جعفر بخفه وقال:طب ما هي عندها حق يا بيلا … تتعلمي وبعدين تتجوزي
أشارت لهُ وهي تقول بمرح:ياخويا يعني اللي أتعلم خد ايه
تحدث جعفر بأبتسامه ومرح قائلًا:خد لماضتك وطوله لسانك ياختي
ضحكت بخفه وقالت:طب بقولك ايه ما تيجي نتمشى شويه
كان سيتحدث ولكن قطعه رنين هاتفه نظر للداخل ثم لها ودلف، نظر للهاتف وأجاب بهدوء قائلًا:ايوه
_جعفر معايا مش كدا
عقد جعفر حاجبيه ونظر لبيلا وقال:أيوه انا مين معايا
فتح مكبر الصوت واقتربت منه بيلا وهي تسمعها تقول:أرجوك قبل ما تقفل السكة انا والله ما قصداك في شر انا عايزه أساعدك
عقد جعفر حاجبيه أكثر وهو ينظر لبيلا وقال:تساعديني أزاي مش فاهم
_مش هينفع في التليفون ممكن نتقابل
نظر لبيلا التي نظرت لهُ وشعر بأنه مُكتف لا يعلم ماذا يقول ولكن أخرجته بيلا من كل ذلك وهي تُشير برأسها قبل أن تُبعد الهاتف عنه وهي تنظر لهُ وتقول بخفوت:رجلي على رجلك
نظر لها جعفر ثم حرك رأسه بتفهم وقرب الهاتف منه وقال:نتقابل فين
_بعيد عن أي حد عشان الموضوع دا مينفعش حد تاني يسمعه
جعفر:تمام
_حلو … هنتقابل في منطقة أسمها الجبلايا … تعرفها
عقد جعفر حاجبيه وقال:انا حاسس أني سمعت الإسم دا قبل كدا
_أيوه هو دا … هستناك على أتنين بليل
أغلقت معه بينما نظر هو لبيلا التي نظرت لهُ وقالت:هو في ايه
حرك رأسه برفق وهو يقول:مش عارف … هنعرف لما نروح
نظرت لهُ وقالت بهدوء:تفتكر هتساعدك بجد
شرد جعفر قليلًا تحت نظراتها التي كانت تُتابعه، حركته بخفه وهي تقول:جعفر
نظر لها جعفر وقال:هتساعدنا
بيلا بتساؤل:عرفت منين
جعفر:انا عارف … يارب تدلني على أي حاجه جديده … مش عارف ليه كل شويه شخصيه جديده تظهر في حياتي
بيلا:يمكن يا جعفر هيساعدوك ويقفوا جنبك
جعفر:مش عارف يا بيلا … بس هنشوف
ربتت على كتفه وهي تقول:خير أن شاء الله
زفر جعفر واستند برأسه على كتفها وهو يقول:انا تعبت من كل حاجه عايز أخلص بجد
ربتت على ظهره بمواساه ولم تتحدث ولكنها تُفكر فيما ينتظرهما
في منزل كيڤن
سميث بحده:ما الذي جاء بك إلى هُنا شون
أقترب شون قليلًا ثم وقف مكانه وقال:جئت من أجل أن أُذكركم بالمعاهدة التي بيننا
كين:نتذكرها جيدًا … عليكم أنتم تذكرها
شون:نحن ملتزمون بها ولكن أنتم من تُخالفون القواعد
كيڤن:أنصت إليّ جيدًا شون … نحن لا نُخالف شيء وجميعنا يعلم ذلك يجب أن تُحذر عائلتك أنت وليس العكس
أقترب سراج في هذه اللحظة وقال:واو … أنظروا من جاء
نظر لهُ شون وقال:مرحبًا بك … من الجيد أنك جئت في الوقت المناسب حتى تستمع لما أقوله
وقف سراج أمامه ووضع يديه بجيب چاكته وقال:وما الذي تقوله
شون:عليك الألتزام بالقواعد وعدم مخالفتها
سراج:أيا قواعد
شون:صديقك الذي تجلبه كل يوم هُنا يُثير أفراد عائلتي
ضحك سراج بخفه وقال:يا صاح لا تقول ذلك … أنتم من تقتربون حدودنا وليس العكس … أنت لا تعلم ما يحدث لذلك لا تتحدث
شون:وما هو الشئ الذي لا أعلمه أنا سراج
سراج:أسألهم هم … الأجابة ستكون عندهم هم وليس عندي
حرك رأسه برفق ثم قال:حسنًا على أيا حال لقد قمت بتحذيركم
تركهم شون وذهب سريعًا تحت نظراتهم التي كانت تتابعه، بينما ألتفت سراج لهم ونظر لهم بهدوء دون أن يتحدث وشرد قليلًا فيما سيفعله شون ومن معه
بعد مرور الوقت
كان جعفر واقفًا في المكان الذي أتفقا عليه وبجانبه بيلا تنظر حولها وجسدها يرتعش من برودة الطقس، نظر جعفر حوله وقال:هي مش جايه ولا ايه
نظر لبيلا التي قالت:مش عارفه … المكان فاضي ويخوف والجو سقعه
ضمها جعفر وهو ينظر حوله حتى مرت ثوانِ ورأها تقترب منه، فتاة بنفس عمره تقريبًا، نظرا لها بينما أقتربت هي منهما وهي مبتسمه، وقفت أمامهما على مسافه وجيزه وقالت:انتَ بقى جعفر البلطجي … اللي سيرته مسمعه في كل مكان
جعفر بهدوء:خير … طلبتي تشوفيني في موضوع مهم
_فعلًا
نظرت لبيلا وقالت:مراتك مش كدا
تفاجئت بيلا ونظرت لهُ ونظر هو أيضًا لها وهو يشعر بأنه لا يفهم شئ فقالت هي:انتِ قمورة أوي
حركت بيلا رأسها برفق وهي تنظر لها نظره ذات معنى وقالت:شكرًا
نظرت لجعفر بأبتسامه وقالت:انا واحده جايه تساعدك تعرف كل الحقايق والأسرار اللي محتاج تعرفها واللي لسه مستخبيه ومعرفتهاش من غزالة وهادي .. من أول فتحي وعصفورة … لحد علياء والأنتقام الأعظم
نظر لها جعفر بصدمه وذهول وقال:انتِ عرفتي كل دا منين
أبتسمت هي وقالت:مش مهم عرفت منين … الأهم دلوقتي هتحط أيدك في أيدي ونغلبهم كلهم وتاخد حقك وتنتقم … ولا تستنى الأنتقام الأعظم لما يظهر ويبدء … بس حابه أحذرك تحذير صغير … الإنتقام الأعظم لو بدء … صعب تتغلب عليه ففكر قبل ما تاخد قرار انتَ بتحدد مصيرك دلوقتي … تعيش … ولا تموت
نظرت لجعفر بأبتسامه وقالت:انا واحده جايه تساعدك تعرف كل الحقايق والأسرار اللي محتاج تعرفها واللي لسه مستخبيه ومعرفتهاش من غزالة وهادي .. من أول فتحي وعصفورة … لحد علياء والأنتقام الأعظم
نظر لها جعفر بصدمه وذهول وقال:انتِ عرفتي كل دا منين
أبتسمت هي وقالت:مش مهم عرفت منين … الأهم دلوقتي هتحط أيدك في أيدي ونغلبهم كلهم وتاخد حقك وتنتقم … ولا تستنى الأنتقام الأعظم لما يظهر ويبدء … بس حابه أحذرك تحذير صغير … الإنتقام الأعظم لو بدء … صعب تتغلب عليه ففكر قبل ما تاخد قرار انتَ بتحدد مصيرك دلوقتي … تعيش … ولا تموت
عقد جعفر حاجبيه أكثر وقال بإنفعال:انتِ عرفتي كل دا منين … محدش يعرف أي حاجه من اللي قولتيها دي غير مراتي وأختي … وبعدين ايه حكاية الإنتقام الأعظم اللي كلكوا عمالين تتكلموا عليها دي انا مش فاهم حاجه
أبتسمت بخفه وقالت:هتعرف كل حاجه بس مش دلوقتي
جعفر بحده:لا انا عايز أعرف دلوقتي كل حاجه
_عايز تعرف ايه
جعفر:عايز أعرف عرفتي كل دا منين وتعرفيني منين وجايه عايزه تساعديني
_مع أني مش عايزه أجاوبك دلوقتي
جعفر:بس مسيري هعرف
_بس تفرق
جعفر:بس مش هتفرق معايا دلوقتي من بعدين
أبتسمت بخفه وقالت:طيب … انا جنة عدنان أختك
شعر بالصدمة تلجمه وجحظت عيناه وهو ينظر لها وبجانبه بيلا التي صُدمت أيضًا، بينما أبتسمت هي وأقتربت منه وهي تنظر لهُ وتقول:انا عارفه أن الصدمة وحشة … بس دي الحقيقة
كان مازال ينظر لها وهو لا يُصدق، وفي لحظة إدراك إنفعل قائلًا:كدابة … هي أي واحده هتيجي تقولي انا أختك هصدقها
جنة بأبتسامه وثقه:عندك سته وعشرين سنه للأسف كنت ضحية اللي حصل ومتعلمتش عندك أخت أصغر منك أسمها مها كنت عايش مع جميلة أكبر رئيسة لعشيرة كبيره أوي خدتك بدافع الإنتقام
نظرت لبيلا وأكملت بأبتسامه وقالت:بيلا فارس … تلاته وعشرين سنه فاضلها ترم وتتخرج أبوها مش كويس وشراني عندها إبن خال أسمه حليم شر العالم متجمع جواه بيحاول ياخدك من جعفر بأي طريقة … مش كدا
نظرت بيلا لجعفر بصدمه وعدم تصديق والذي كان ينظر لجنة وهو مازال مصدوم، وبحركة لا إرادية منه ضم بيلا لأحضانه أكثر وعاد خطوتان للخلف وهو مازال ينظر لها، بينما نظرت هي لهُ بأبتسامه وقالت:مالك … متخافش أوي كدا انا لو كنت عايزه أأذيكوا كنت عملت كدا من بدري … انا جايه أساعد أخويا
تحدث جعفر بإنفعال وقال:وانا مش مصدقك ودا بالنسبالي مش دليل قوي يقدر يخليني أقتنع
جنة:انا مش هستفاد حاجه لما أضحك عليك … تقدر تبصلي أوي وتركز في ملامحي … وقولي هتحس وهتشوف ايه
لا يعلم ماذا تُريد منه ولكنه نظر لها قليلًا وكانت هي تنظر لعيناه وشعر هو بأنه يرى شيئًا ما في الماضي، هذه هي جنة الطفلة الصغيرة التي كان يعشقها منذُ الصغر، هذه جنة التي بحث عنها منذُ سنوات ولم يجدها، هذه هي حقًا، فهي تُشبهه كثيرًا، لديها نفس الأبتسامه ونفس لمعه العين، شعر بالصدمة تلجمه وهو يشعر بالحيرة وعدم التصديق بينما علمت هي بأنه صدقها ولذلك أبتسمت لهُ، ترك بيلا وأقترب منها تحت نظرات بيلا التي لا تفهم شئ، بينما كانت هي تُتابعه بأبتسامه حتى وقف هو أمامها ونظر لها، ملامحها لم تتغير كثيرًا بالنسبة إليه، أخرجت هاتفها ونظرت بهِ للحظات قبل أن تُشهره بوجهه وهي تقول:مين دول
نظر جعفر للهاتف ورأى صورة بها فتاتان وولدان، مدّ يده وأخذ منها الهاتف وهو ينظر للصورة للحظات قبل أن يقول:دا انا … ودي مها
أشارت جنة بأبتسامه وقالت:ودي أنا … ودا أخوك
نظر لها جعفر بصدمه فنظرت هي لهُ وقالت:أخوك الأصغر منك بسنة … هاشم … بيدور عليك من زمان وهيتجنن عليك … زي ما انا كنت بدور عليك
ألتفت جعفر برأسه لبيلا وهو ينظر لها وكأن عقله عجز عن الأستيعاب، والتي كانت تنظر لهُ بهدوء وهي تعلم بأنه مصدوم وبشدة، عاد ينظر لجنة التي قالت بعينان لامعتان ونبرة مهزوزه:وحشتني أوي يا خويا
قام بإخراج تنهيدة قوية وهو لا يعلم لما يحدث كل ذلك، سمعها تقول وهي توريه بعض الأوراق:بُص دي شهادة ميلادنا حتى بُص دي بتاعتك ودي بتاعتي نفس أسم الأب والأم ونفس العنوان كل حاجه موجوده عندك لو عايز تتأكد أكتر انا عندي أستعداد أعمل تحليل D N A عشان تقتنع أكتر وتصدق
أقتربت بيلا بعدما نظر لها ووقفت بجانبه وهي تنظر للأوراق التي بين يديه تحت نظرات جنة، لحظات ونظرت بيلا لجعفر لتؤكد لهُ صدق حديثها، فنظر هو لها من جديد وأدمعت عيناه، أقترب من جنة وعانقها بحب أخوي وشدد من أحتضانه لها وقال:مش قادر أصدق بجد … لو تعرفي انا دورت عليكوا قد ايه مش هتصدقيني
شددت هي من عناقها لهُ وقالت بدموع وسعادة:واحنا كمان يا جعفر … دورنا عليك كتير لحد ما يأسنا … انا كنت محتاجاك جنبي أوي
ربت على ظهرها بحنان وقال:أنسي كل اللي فات خلاص ماضي وانتهى أهم حاجه أننا لاقينا بعض في الأخر
نظر لها ولمعالم وجهها وقال بأبتسامه:متغيرتيش … ملامحك لسه زي ما هي
جنة بأبتسامه:بجد أومال هاشم بيقولي يا عجوزه ليه كل ما يشوفني يقولي كبرتي أوي
أبتسم جعفر وقال:بيضحك عليكي انتِ لسه صغيره
جنة بمرح:لا انا كدا هحبك أكتر منه
ضحك جعفر بخفه وابتسمت بيلا التي كانت تتابعهما بهدوء بينما نظرت لها جنة وأقتربت منها بأبتسامه وقالت:انا عارفه إني صدمتك مش كدا
نظرت لجعفر الذي كان ينظر لها ثم إلى جنة وقالت وهي مازالت تحت تأثير الصدمة:اه .. دا حقيقه
ضحكت جنة بخفه وقالت:انا عارفه … بس بعيدًا عن كل اللي حصل دا انا مبسوطه إني شوفتك انتِ قمورة فعلًا وفيكي شبه من جعفر تعرفي كدا
تفاجئت بيلا ونظرت لجعفر الذي قال:لا مش هتوصل لكدا
ضحكت جنة عندما فهمت مقصده وقالت:لا مش هتوصل أنكوا تبقوا أخوات يعني لا … قصدي أنكوا لايقين على بعض وملامحكوا قريبة من بعض … طبعًا عرفتي أسمي خلاص
حركت بيلا رأسها برفق وهي تنظر لها بأبتسامه فأبتسمت جنة وقالت:حبيبتي يا مرات اخويا
عانقتها جنة بأبتسامه بينما نظرت بيلا لجعفر الذي كان ينظر لهما بأبتسامه فأبتسمت هي وعانقتها أيضًا، لحظات وأبتعدت جنة ونظرت لجعفر وقالت بحماس:هاشم لما يعرف هيفرح أوي وهيفتكرني بضحك عليك
عقد جعفر حاجبيه وقال بتساؤل:ليه ؟
تحدثت جنة بأبتسامه وهي تفتح مكبر الصوت وقالت:عشان كل مره بضحك عليه وأقوله لقيت جعفر وكان بيفرح أوي ساعتها وفي الآخر بيكتشف إني بضحك عليه فمش هيصدقني المرة دي
سمعته يُجيبها قائلًا:ايه يا جنة
شعر جعفر بشئٍ ما يتحرك بداخله عندما سمع صوت أخيه الذي لم يسمعه منذُ سنوات عديدة منذُ أن كانوا أطفال صغار، بينما تحدثت جنة بأبتسامه وقالت:محضرالك مفاجئة
هاشم:لا مش عايز أعرف عشان انتِ مفاجئاتك كدابة أصلًا
جنة بضحك:كدابة أزاي يعني
هاشم:بتقولي على حاجه وبتحمسيني جامد وأكتشف أنها كدب أصلًا
جنة:بس المره دي بجد مش كدب
هاشم:لا مش هديكي الأمان
جنة بأبتسامه:والله بجد مش كدب صدقني
صمت هاشم للحظات قبل أن يقول:أثبتيلي
جنة:بحلفلك ومش هحلف كدب أكيد يعني وانتَ عارف
صمت أيضًا للحظات قبل أن يقول:ماشي قوليلي
جنة بحماس:لقيت جعفر
صمت دام للحظات قطعه هاشم وقال:لا مش مصدقك
جنة:لقيته والله
هاشم:متحلفيش بس عشان كل مره بيحصل نفس الحوار وبتضحكي عليا في الآخر وبتضايقيني
جنة بصدق:والله العظيم يا ابني لقيته وواقفه معاه كمان
تحدث جعفر وقال:وكدا هتصدق ولا هتنكر برضوا
صمت أقتحم المكان فجأه ليجعل الآخر عاجز عن الحديث وهو يشعر بالصدمة وعدم التصديق، تحدث جعفر وقال:سمعت أنك عمال تدور عليا وقالب الدنيا وكدا يعني فكنت حابب أعرف يعني إذا كان حقيقي الكلام دا ولا لا
لحظات من الصمت قطعها هاشم وهو يقول بهدوء:ايه دا دا بجد
جعفر:لا بنضحك عليك ودي الكاميرا الخفية
جنة:هو يا هاشم صدقني … جعفر لسه عايش وواقف قدامي هو ومراته … انتَ مش مصدق صح تعالى الجبلايا وهتتأكد بنفسك
هاشم:انتِ قولتي أنتوا فين
بعد مرور القليل من الوقت
أقترب بسيارته ووقف على مسافه وجيزه ثم نزل وهو ينظر لجعفر الذي كان واقفًا وهو يضع يديه بجيب چاكته، أغلق باب السيارة وأقترب منهم بخطوات هادئة وهو ينظر لهُ وهو لا يُصدق بأنه واقفًا أمامه بعد هذه السنوات الطويلة، يشعر بالخوف والقلق ويخشى بأن يكون كل ذلك مجرد حُلم بالنهاية وسيستيقظ منه، وقف أمامه وهو مازال ينظر لهُ ويشعر بالكثير والكثير وهو يرى أخيه ولأول مرة منذُ سنوات أمامه ينظر لهُ نظره سعيده، تحدث هاشم وهو ينظر لهُ قائلًا:جعفر
حرك جعفر رأسه برفق وهو ينظر لهُ بأبتسامه وقال:العصفوره قالتلي أنك قالب الدنيا عليا بقالك سنين … حصل الكلام دا
نظر هاشم لجنة التي كانت تقف بجانب بيلا ثم نظر لهُ مره أخرى وقال:حصل … انا قالب الدنيا عليك على أمل الاقيك
فرد جعفر ذراعيه بالهواء وهو يقول:وأديني قدامك اهو … مش هترحب بأخوك
أقترب منه هاشم وعانقه وبادله جعفر عناقه، تحدث هاشم وهو يقول بشوق:وحشتني أوي يا خويا … انا مش مصدق نفسي حاسس إني بحلم
أبتسم جعفر وربت على ظهره برفق وهو يقول:وأديني قدامك أهو يا عم
أبتسم هاشم وربت على ظهره وهو يقول:حمدلله على سلامتك يا جدع واحشني
أبتعد جعفر ونظر لهُ بأبتسامه وقال:كبرت يا هاشم وبقيت راجل بشنبات
هاشم بأبتسامه:أومال هفضل زي ما انا يعني وبعدين الفرق بينا سنة مش حاجه يعني
أبتسم جعفر وربت على كتفه بينما نظر هاشم لبيلا ثم نظر لهُ وقال:متعرفناش
نظر جعفر لبيلا وقال:بيلا … مراتي
هاشم بذهول:مين … مراتك بجد
جعفر:أومال كدا وكدا
هاشم:بتتكلم بجد … دا انا أفتكرتها بنتك
ضحكت جنة وضحك معها جعفر رغمًا عنه وضربه بخفه على كتفه وهو يقول:بنتي ايه يا أبو دماغ مفوته انتَ
نظرت جنة لبيلا وقالت بأبتسامه:معلش يا بيلا هاشم بيحب يهزر مع أي حد مش قصده حاجه
أبتسمت بيلا بخفة وقالت بهدوء:لا عادي مفيش حاجه
نظر هاشم لها وقال:بهزر معاكي مش قصدي إساءة .. وبعدين جوزك انا مش قده باين أنه ما شاء الله يعني
ربت جعفر على كتفه وهو يقول:طب كويس أنك عارف منصحكش بالتجربة بقى
ضحك هاشم وربت على ذراعه وقال:خلصانة يا قلب أخوك
ثم نظر لجنة وقال:ها … عرفتيه اللي عاوزه تعرفيهولوا
نظر لهُ جعفر وعقد حاجبيه وقال:تعرفني ايه
في مكان أشبه بالأماكن المهجورة بالجبلايا
يجلس جعفر وبجانبه بيلا وهو ينظر لشقيقه وشقيقته
جعفر:انا عايز أعرف في ايه
نظر لهُ هاشم وقال:في شر ليك يا خويا
جعفر:وايه الجديد … ما انا مفيش خير بيجيلي .. مباخدش غير الشر وبس
جنة:بس المره دي غير يا جعفر
نظر لها جعفر وقال بتساؤل:بمعنى ؟
هاشم:الشر المره دي كبير .. وكبير أوي وانتَ مش قده
جعفر:في ايه بالظبط
ثم نظر لجنة وقال:انتِ لسه معرفتنيش عرفتي كل دا منين
هاشم:عرفنا وخلاص
جعفر:لا انا عاوز أعرف … محتاج أفهم ايه اللي بيحصل
هاشم:مش هتصدق
نظر لهُ جعفر نظره ذات معنى وهو يقوم بتضييق عيناه تحت نظرات بيلا وجنة اللتان كانتا تنظران لهُ، تحدث جعفر وقال:اللي في دماغي دا صح
جنة:انتَ فهمت
نظر جعفر لها وقال:فهمت
بيلا بعدم فهم:هو في ايه … أنتوا بتتكلموا بالألغاز ليه ؟!
جعفر:هو عارف كويس أوي انا قصدي ايه
بيلا:وانا محتاجه أفهم
نظر جعفر لهاشم الذي فهم نظرته، نهض هاشم ووقف مكانه وهو ينظر لها بينما كان جعفر وجنة يُتابعان ما سيحدث، تحدثت جنة وهي تقول بتحذير بعدما فهمت ما سيفعله:بلاش يا هاشم
تحدث جعفر وهو ينظر لهُ نظره ذات معنى قائلًا:خليه يا جنة
نظرت لهُ جنة وقالت بذهول:ايوه يا جعفر بس
أوقفها جعفر بإشارة من يده جعلها تصمت بينما نظر لهاشم الذي فهم نظرته، شحبت بشرته وظهرت عروق أسفل عينه وتحولت عيناه للون الأحمر وبرزت أنيابه، تمسكت بيلا بذراع جعفر بخوف وهلع وهي لا تُصدق ما تراه بينما كان جعفر ينظر لهُ وهو مازال كما هو لم يهتز، أقترب هاشم منهما وشعر جعفر بتشبث بيلا بهِ أكثر ومن ثم أختبأت بأحضانه وهي تقول برعب:خليه يبعد عني متقربش أبعده عني
حاوطها جعفر بذراعه وهو يقول:متخافيش مش هيأذيكي
لمحته بيلا قريبًا منها فصرخت بهلع بأحضان جعفر الذي نظر لهُ وقال:خلاص يا هاشم إبعد
نظر لهُ هاشم بعينيه الحمراء للحظات ثم إبتعد عنهما وبقي جعفر يُحاول تهدئه بيلا التي كانت مرعوبة بأحضانه، عاد هاشم لطبيعته ونظر لها بينما تحدثت جنة بعتاب وقالت:قولتلك بلاش يا هاشم هي مش هتتحمل
نظر هاشم لها وسمعا جعفر يقول:خلاص انا ههديها محصلش حاجه
نظر لبيلا التي كانت تتمسك بهِ بعزمِ ما بها والخوف مازال يُسيطر عليها
في منزل كيڤن
سراج:وماذا بعد … شون لن يصمت سيجلب قطيعه بالتأكيد
نظر لهُ كين بنظراته الحاده وقال:لا يستطيع أن يفعل ذلك فبيننا معاهدة إن خالفها سيجلب الخطر لهُ ولقطيعه بالكامل
سميث:وماذا إن خالفوا هم المعاهدة … أنت تعلم أنهم ينتظرون أيا إشارة مهما كانت سيقومون بأستغلالها ويُهاجموننا
سراج:إن حدث شئ كهذا فهم المخطئون … هم من سيُحاسبون وليس نحن
كين:تعلمان … لا أُطيق الأنتظار لأدخل في عراك حاد معهم … أود أن تحدث فسوف أستمتع كثيرًا بذلك
سراج:سيقعون في هذا الخطأ قريبًا ماداموا يضعونا برؤسهم فتأكد مئة بالمئة أنهم سيقعون قريبًا
حرك كين رأسه بتفهم وقال:حسنًا … سننتظر
في منزل جعفر
دلف جعفر وهو يُحاوط بيلا بذراعه الأيسر والتي كانت تحتضنه بخوف، أغلق الباب خلفه وأخذها وتوجها للأريكة بهدوء، أبعدها جعفر عنه وأجلسها عليها وهو يقول:أرتاحي
جلست بيلا وهي تنظر حولها بخوف تتأكد بأن لا يوجد أحدًا ما معهما تحت نظرات جعفر الذي كان ينظر لها، سقط الحجاب من على رأسها بعدما قام بتحريره وهي تنظر بكل مكان، جلس جعفر على رُكبتيه أمامها وهو ينظر لها، مدّ يده ومسح على خصلاتها وقال:بيلا … مفيش حاجه صدقيني
نظرت لهُ بيلا وقالت بخوف وهدوء:يعني ايه مفيش حاجه .. انتَ مشوفتش اللي انا شوفته ولا ايه
جعفر:شوفت … وانا عارف إنه
قاطعته بيلا وهي تقول:عارف إنه مصاص دماء وساكت
جعفر:انا محبتش أعرفك … عشان عارف الحاله اللي هتدخلي فيها … واللي يعتبر دخلتيها أصلًا … يا حبيبتي هو مش هيأذيكي صدقيني
بيلا بحده وخوف:وانا أضمن منين … انا بخاف ومبتحملش يعني تحمد ربنا إني مطبتش ساكته منك
صمت جعفر ونظر للجهة الأخرى وهو لا يعلم ماذا يقول بينما كانت هي تنظر للجهة الأخرى بخوف وكانت تضغط على يديها اللتان كانتا ترتعشان، نظر لها جعفر ثم نهض وجلس بجانبها وضمها لأحضانه وهو يُمسد على ذراعها ويُربت على ظهرها بيده الأخرى وهو يقول:انا جنبك مش عايزك تخافي من حاجه خالص … أهدي
وضعت رأسها على كتفه وهي تنظر أمامها بشرود
الثالثة والنصف بعد منتصف الليل
كان جعفر نائمًا على الفراش وبجانبه بيلا التي كانت مستيقظه وجالسه تنظر أمامها فهي لا تستطيع النوم بسبب خوفها مما حدث حينها، نظرت لهاتفها وأخذته وهي تنظر بهِ، دلفت لجوجل وقررت أن تبحث عنهم بهدوء وهي تشعر بالقلق، كانت تكتُب بأيدي مرتعشه وهي تنظر للشاشه بعينان لامعتان، دلفت على إحدى الصفحات وبدأت تقرأ بتركيز شديد ما هو مكتوب وهي لا تصدق ما تقرأه وحينما أنتهت بعد مرور القليل من الوقت أغلقت الهاتف ونظرت أمامها بصدمه وهي لا تُصدق ما قرأته، تحدثت بداخلها وهي تقول:يعني ايه … طلع ليهم وجود فعلًا ومطلعتش خُرافات زي ما بيقولوا .. طب أزاي دا العالم كله عارف بأنها خُرافات ومفيش الكلام دا … طب ممكن يكونوا كدابين بس أزاي وكذا صفحة مأكدة الموضوع دا … معقوله مطلعتش مجرد أسطورة وموجودين في كل مكان زي ما بيقولوا … يعني هما بيشوفوني كل شويه وحواليا وانا مش دريانه … لا لا أكيد مش حقيقه أكيد كل دا عبط … بس أزاي وانا شوفته قدامي
شعرت بأن رأسها ستنفجر من كثره التفكير فتركت هاتفها ومسحت على خصلاتها وشردت قليلًا مع نفسها ثم عاودت تُحدث نفسها قائلة:بس لو كدا هو مش هيأذيني زي ما مكتوب وزي ما جعفر قالي … هما مش بيضروا حد غير اللي بيأذيهم … وبعدين دول طلعوا سُلالات كتير … في اللي عينه حمراء واللي عينه زرقا … واللي عينه مديه على أصفر مايل للخضار شويه … وكل واحد قوته تختلف عن التاني ومش كلهم زي بعض … خارقين للطبيعه … طب هو ممكن جعفر ممكن يبقى زيهم ومخبي عليا … جعفر بيكون عارف حاجات معرفش بيبقى عارفها منين وعنده قدره أستيعاب غير طبيعيه … بس هو معندهوش أي عرض من الأعراض بتاعتهم دي
شعرت بأن رأسها ستنفجر من كثره التفكير في الموضوع، مسحت على خصلاتها للخلف ونظرت لهُ، تحرك جعفر لينام على الجهة اليُمنى تجاه بيلا، نظرت أمامها بهدوء وبشرود
بعد مرور يومان
كانت مها تجلس بمكان هادئ وهي تحتسي قهوتها، كانت تنظر بالكتاب وتقرأه بعينيها، ثوانِ وسمعته يقول من خلفها:مساء الخير عليك يا جميل يا اللي مدوب قلبي في حُبك
نهضت مها بفزع وألتفتت إليه وهي تنظر لهُ بينما كان هو ينظر لها بأبتسامه وعندما رأته زفرت براحه وهي تقول:حرام عليك يا سراج خضتني
أبتسم سراج وقال:سلامتك من الخضة يا قلب سراج
عقدت مها يديها أمام صدرها وقالت بتحذير:لم نفسك يا سراج
أتسعت أبتسامه سراج وقال:ولو متلمتش هتعملي ايه
نظرت لهُ بتحدي وقالت بأبتسامه جانبيه:هقول لجعفر
نظر لها سراج وقال بتوتر:ليه كدا طيب ما احنا ماشيين حلو
أبتسمت مها وقالت:انتَ شايف كدا … انتَ عارف جعفر لو شك فيك بس مجرد شك هيعمل فيك ايه
مسح سراج على وجهه ونظر لها وقال:وبعدين … انا بحبك وانتِ بتحبيني ايه العائق
مها:اللي انتَ فيه دا العائق … لو على جعفر فانا متأكدة أنه مش هيتأخر في حاجه وهيوافق … بس اللي انتَ فيه دا مخوفني مش منك بس من قدام … صعب أوي يا سراج
كان سراج ينظر لها بهدوء وهو يستمع إليها وعندما أنتهت ظل صامتًا للحظات ثم قال:انا مش بأيدي إني أكون كدا وفي أسباب تخليني أوصل للي انا فيه دا دلوقتي بس لو في حل أكيد هعمله لأجل إني أكون معاكي … مها انتِ عارفه إني بحبك ومش عاوز حاجه غير إنك تكوني معايا انا عشان أعمل اللي عوزاه مني صعب … مش سهل زي ما انتِ مُتخيلة
نظرت مها للجهة الأخرى ولم تتحدث بينما زفر هو وقال:على الأقل نديه خبر لازم يكون عارف يا مها … وأكيد هيكون في حل
مها:ماشي يا سراج
نظر لها سراج وقال:تيجي نتمشى شويه
نظرت لهُ وقالت بهدوء:بُص يا سراج .. بصراحه … انا حاسه بالذنب وتأنيب الضمير عشان جعفر ميعرفش
حرك رأسه بتفهم وصمت للحظات قبل أن يقول:انا فهمت قصدك من غير ما تكملي … على العموم محصلش حاجه دا الصح وأكيد مش هزعل يعني بالعكس
أبتسمت مها بخفه وهي تنظر لهُ بينما نظر هو لها أيضًا وقال:من هنا لحد ما أفاتحه في الموضوع مش هتكلم معاكي … ويارب يوافق
حركت رأسها برفق وهي تقول:هيوافق إن شاء الله
أبتسم سراج بخفه وهو ينظر لها ولم يتحدث بينما بادلته هي ابتسامته بهدوء ولم تتحدث أيضًا
في منزل جعفر
كان جعفر يستعد للذهاب تحت نظرات بيلا التي كانت تتابعه بهدوء وتردد، بينما كان هو جالسًا ويرتدي حذائه غافلًا عن نظراتها التي تتابعه، أنتهى جعفر ونهض وهو يهندم ملابسه ونظر لبيلا التي كانت تنظر إليه وقال:مالك بتبصيلي كدا ليه … حاسك متغيره من ساعه آخر مره
أستفاقت بيلا من شرودها لتنظر لجعفر الذي كان ينتظر أجابه منها وتحدثت قائله:جعفر … ممكن يعنى تقعد شويه معايا قبل ما تمشي
عقد جعفر حاجبيه بتعجب وقال:أشمعنى المره دي
تحدثت بيلا بهدوء وهي تنظر لهُ قائله:عايزه أكلمك في موضوع كدا يعني
نظر لها جعفر للحظات ثم جلس بهدوء بينما أقتربت هي منه وجلست أمامه على المقعد تحت نظراته التي تتابعها بهدوء، نظرت لهُ بيلا من جديد وسمعته يقول:ها يا ستي ايه هو الموضوع اللي عايزه تكلميني فيه
فركت بيلا يديها بتوتر وهي لا تعلم كيف ستفاتحه في هذا الموضوع الهام، قررت أن تتشجع وتُخبره وتأخذ أجابات على أسئلتها التي لا تنتهي، نظرت لهُ وقالت بهدوء وتوتر:الموضوع بخصوص … آخر مرة كنا فيها مع بعض برا … لما روحنا وشوفنا أخواتك
جعفر:انا عارف الأسئلة اللي في دماغك واللي دايمًا شغلاكي بس انا معنديش إجابه يا بيلا الإجابة هتلاقيها عندهم هما مش عندي انا انا زيي زيك بالظبط
زفرت بيلا وعقدت يديها أمام صدرها وهي تنظر للجهة الأخرى بينما زفر هو ونظر لها وقال:بيلا يا حبيبتي انا مش عايزك تفكري كتير في الموضوع دا … ومش عايزك برضوا توقعي بلسانك قُدام حد عن اللي شوفتيه عشان هتحصل مشاكل كتير أوي وهتأذيهم هما
حركت رأسها برفق وهي تقول:متقلقش يا جعفر … انا أكيد مش هرضالهم الأذية … على العموم .. كأني مشوفتش حاجه وهتعامل عادي خالص
أبتسم جعفر وهو ينظر لها، مدّ يده ومسدّ على ذراعها برفق وقال بأبتسامه:وانا واثق فيكي يا بيلا … على العموم الحقيقة مش هتفضل مستخبيه كتير .. مسيرها في يوم من الأيام هتبان ومسيرنا نرتاح من دا كله ونعيش حياتنا كويس مرتاحين وزايدين
نظرت لهُ بيلا وكان هو ينظر لها بأبتسامه فأبتسمت بخفه ثم قالت بهدوء:هتروح فين دلوقتي
جعفر:هروح لسراج ونطلع على الحارة
بيلا بترقب وتساؤل:هتسيبني لوحدي هنا ؟
جعفر:اه … بيلا بلاش تسيبي عقلك للحاجات دي مفيش حاجه
لم تتحدث بيلا ونظرت للجهة الأخرى فزفر هو وقال:على العموم انا مش هتأخر عليكي .. لو أحتاجتي حاجه كلميني وخليّ بالك من نفسك
حركت رأسها برفق ونظرت لهُ وقالت:خلّي بالك انتَ من نفسك
أبتسم جعفر وقال:انا أسد يا مرات الأسد
أبتسمت بيلا وقالت وهي تنظر لهُ:ماشي يا أسد يلا روح شوف وراك إيه عشان معطلكش
أقترب منها جعفر وطبع قُبلة على خدها وقال بأبتسامه:باي يا جميل
أبتسمت بيلا وظلت تنظر لهُ حتى خرج من المنزل وأغلق الباب خلفه، جلست بهدوء وشردت مع نفسها
في الصعيد
كان حليم جالسًا في مكان هادئ بعيد عن المنزل وهو يتحدث في الهاتف بحقد دفين قائلًا:لا يا رفاعي مهنسهاش واصل .. دي اللي حبيتها وأتعلجت بيها مهنسهاش بالسهوله دي لازم أنتجم .. سابتني وراحت أتچوزت واحد تاني .. أتچوزت بلطچي يا رفاعي … سابتني انا عشانه بجى هي تفضله عني فيه ايه ملجتهوش فيا … أني مهسيبهاش تتهنى لحظة واحده معاه وإن ما فرجتهمش ورچعتها تاني مبجاش وِلد عبد المعز
أردف بجملته الأخيرة بتوعد وهو ينظر أمامه وهو يتعهد بداخله على أن يقوم بتدمير حياتها بالكامل وجعلها تندم أشد ندم على ما فعلته بهِ
في مكان آخر
أقترب جعفر من سراج وتحدث وهو يقوم بمصافحته قائلًا:عاش من شافك يا خويا فينك
أبتسم سراج وتحدث وهو ينظر لهُ قائلًا:موجود أهو يا خويا هروح فين يعني … طمني انتَ ايه الأخبار معاك
جعفر بهدوء:لحد دلوقتي كويسه … الله أعلم هيحصل ايه قدام
سراج:جاتلي أخبار جديده
أردف بها وهو ينظر لهُ نظره خبيثه وهو يبتسم بجانبيه، بينما تعجب جعفر وقال بتساؤل:أخبار ايه مش فاهم ؟
سراج:شوف انتَ بقى .. يا لماح
أردف بكلماته الأخيرة وهو يسخر منه فنظر لهُ جعفر نظره ذات معنى تحمل الحِده والغضب بينما أستقبلها سراج بأبتسامه وهو يغمز لهُ بطرف عينه اليُمنى، بينما فكر جعفر للحظات وهو يتسأل بداخله ما الذي قد وصل إليه وعلمهُ وهو لم يُخبره بهِ، كان سراج يتابعه وقرر أن يُخرجه من حيرته هذه وهو يقول:حد تبعنا جه وقالنا أنه لقاك
نظر لهُ جعفر للحظات ثم قال:جنة وهاشم
أتسعت أبتسامه سراج وقال:الله ينور ايه يا عم انتَ أتحسدت ولا ايه دا انتَ بتلقطها وهي طايره ايه اللي حصلك المره دي
مسح جعفر على وجهه وهو يقول:مش عارف يا سراج متلغبط ومبقتش فاهم أي حاجه في أي حاجه كل ما أقرر أخد خطوه أرجع عشره لورا
سراج:هي كدا يا صاحبي بس هتتحل صدقني كل حاجه بتاخد وقتها الكافي وبتنتهي لما عمرها يخلص … بقولك ايه انا عايزك تبدء تصحصح كدا وتفوق عشان ناخد خطوة لقدام
شرد جعفر وهو ينظر للجهة الأخرى وهو يقول:عندي أحساس وحش مش عارف ليه … حاسس أن هيحصل معايا حاجه توديني في داهيه وعايز أأمن نفسي ومش عارف
عنفه سراج وهو يقول بحده:ايه يا عم انتَ اللي بتقوله دا بطل عبط مفيش حاجه من دي هتحصل انا مش هسمح لأي حاجه تأذيك وانتَ عارف دا كويس أوي
زفر جعفر بقوه وقال وهو ينظر لهُ:فتوح مش هيسكت وهيحاول يلبسني مُصيبه كبيره
تحدث سراج بأسلوب سوقي وهو يقول:ميقدرش يا صاحبي دا انا أخلي الحارة كلها تصلي عليه انتَ بتقول ايه أقسم بالله لو حصلت لقلبها مجزرة هي سايبه ولعلمك لا انا ولا لؤي ولا مُنصف ولا باقي صحابنا هنسمح بدا لو تخيلها مُجرد تخيل في دماغه أظبطهاله انا لو هو عربجي فانا عربجي أكتر منه ومن عشره زيه قول كلام يتعقل يا عم
أبتسم جعفر ونظر بعيدًا وصمت للحظات قبل أن يتحدث مره أخرى ويقول:كل مدى بتثبتلي أنك صاحب جدع وراجل وصاحب صاحبه … مش عارف أقولك ولا أشكرك أزاي بس انتَ عارف كويس انا عايز أقول ايه مش كدا
سراج:يابا من غير ما تقول ولا تعمل أحنا كلنا عارفين وبعدين متشكرنيش يا جعفر عشان مقطعش وشك
ضحك جعفر بخفه وربت على كتفه برفق وهو يقول:متقلقش يا سراج … خير إن شاء الله اللي يحصل يحصل
زفر سراج ونظر للجهة الأخرى للحظات ثم تحدث بعد أن نظر لهُ مره أخرى وقال:طب بقولك ايه في واحد كدا تقيل وليه أسم وشهرة وجدع يعني لو روحت وحكيتله هيساعدك من غير ما يردك مكسور الخاطر راجل معروف أوي وطيب كدا وأي حد بيستعين بيه بيساعده لو في مقدرته ولو روحت وحكيتله على اللي حصل واللي بينك وبين فتوح والناس دي يمكن يلاقيلك حل
نظر لهُ جعفر بأهتمام وقال:انتَ تعرف أتعاملت معاه يعني قبل كدا
سراج:لا هو واحد معرفه كان عنده مشكلة وكانت شبه هتوديه في داهيه فراحله وهو مكسفهوش بصراحه وخلصله الحوار فروحله جايز يقدر يخفف من عليك شويه عشان انتَ مش هتلاحق على دول كلهم دفعة واحده وانا معاك يعني
شرد جعفر وهو يُفكر في حديثه وشعر بأنها أشاره من الله عله يستطيع مساعدته وإنقاذه من هذا الشعور الذي يُراوده دومًا، نظر لسراج بعد مرور القليل من الوقت وقال:انا عايز عنوانه
في المساء
كانت بيلا تجلس وهي تُشاهد التلفاز بهدوء، دلف جعفر من الخارج واغلق الباب خلفه واقترب من بيلا بعدما وضع أغراضه على الطاولة وهو يقول:مساء الخير
نظرت لهُ بيلا وقالت وهي تنظر لهُ بعدما جلس بجانبها:مساء النور يا جعفر
نظر لها جعفر وقال:مالك
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ قائلة:مفيش انتَ اللي مالك
زفر جعفر بهدوء وقال:مش كويس
نظرت لهُ بقلق وقالت وهي تعتدل بجلستها:ليه مالك في ايه انتَ كويس في حاجه تعباك
أوقفها جعفر وهو يُمسك بيدها وينظر لها قائلًا:لا خالص انا كويس مفيش حاجه
بيلا بقلق:أزاي انتَ مش لسه قايل أنك مش كويس
جعفر:مش بمعنى تعب جسدي .. انا مش هخبي عليكي بصراحه انا حاسس إن هيحصل معايا حاجه وحشه قدام … الإحساس دا مسيطر عليا بقاله فترة وبحاول أكدبه بس مش عارف … فتوح والجماعة دي مش هيسكتوا يا بيلا وهيحاولوا يلبسوني مُصيبه … انا مش خايف على نفسي … انا خايف عليكي انتِ .. خايف إحساسي دا يبقى صادق فعلًا ويحصل ساعتها انا هنسى كل حاجه وهفكر فيكي انتِ … بالي هيبقى مشغول بيكي طول الوقت
نظرت لهُ بيلا وقالت بترقب:قصدك ايه … إن انتَ تدخل السجن
نظر لها جعفر للحظات قبل أن يُحرك رأسه ويؤكد لها ذلك فشهقت هي بصدمه وهي لا تصدق وتنظر لهُ، تحدثت بقلق وهي تنظر لهُ قائلة:لا يا جعفر … انا مش عايزه كدا لا … انتَ معملتش حاجه تدخلك السجن
زفر جعفر ونظر أمامه وهو يقول بهدوء:بس هيبقى عندهم أستعداد يدخلوني حتى لو هاخد فيها مؤبد
تحدثت بلهفة وهي تقول:ايه هو
جعفر:في واحد معروف أوي وليه إسم تقيل يعني وأي حد بيقصده مبيكسفهمش وبيساعدهم
بيلا بلهفة:طب كويس مين دا ومكانه فين
جعفر:خدت منه الإسم والعنوان وهروحله بكرا ويارب يكون خير ويقدر يساعدني حتى لو هيبعد فتوح والناس دي عني أحتياطي لحد ما أخلص من اللي هنا
تحدثت بيلا بعدما شعرت بالتفاؤل وقالت:أن شاء الله خير انا حاسه أنه هيساعدك بجد ومش هيبخل عليك لو في أيده يعمل كدا هيعمل ومش هيرد أخوه اللي لجأله
زفر جعفر ونظر للأعلى وهو يقول بتمني:يارب
في اليوم التالي
دلف جعفر للداخل وهو يسأل عنه حتى دله واحدٍا على مكتبه، ذهب جعفر إلى مكتبه وطرق عده طرقات على باب المكتب، سمع صوته يسمح لهُ بالدلوف على الفور، فُتِح الباب ودلف جعفر بهدوء وأغلق الباب خلفه واقترب من مكتبه ووقف أمامه وهو يَمُدّ يده ويصافحه قائلًا:صباح الخير
تعجب الآخر كثيرًا ولكنه مدّ يده وصافحه قائلًا:صباح النور
تحدث جعفر بهدوء وابتسامه خفيفه تُزين ثغره وهو ينظر لهُ قائلًا:جعفر عدنان
تذكر هو وقال بأبتسامه:أهلًا وسهلًا نورت أتفضل
جلس هو وجلس جعفر أيضًا ونظر لهُ وهو يبتسم بخفه بينما تحدث هو وقال بأبتسامه:انا عارف إن اللي بعتك ليا عرفك عليا بس أحب أعرفك بنفسي تاني قبل ما نبدء كلامنا الطويل .. انا اللواء ليل سالم الدمنهوري
دلف جعفر للداخل وهو يسأل عنه حتى دله واحدًا على مكتبه، ذهب جعفر إلى مكتبه وطرق عده طرقات على باب المكتب، سمع صوته يسمح لهُ بالدلوف على الفور، فُتِح الباب ودلف جعفر بهدوء وأغلق الباب خلفه واقترب من مكتبه ووقف أمامه وهو يَمُدّ يده ويصافحه قائلًا:صباح الخير
تعجب الآخر كثيرًا ولكنه مدّ يده وصافحه قائلًا:صباح النور
تحدث جعفر بهدوء وابتسامه خفيفه تُزين ثغره وهو ينظر لهُ قائلًا:جعفر عدنان
تذكر هو وقال بأبتسامه:أهلًا وسهلًا نورت أتفضل
جلس هو وجلس جعفر أيضًا ونظر لهُ وهو يبتسم بخفه بينما تحدث هو وقال بأبتسامه:انا عارف إن اللي بعتك ليا عرفك عليا بس أحب أعرفك بنفسي تاني قبل ما نبدء كلامنا الطويل .. انا اللواء ليل سالم الدمنهوري … قبل أي حاجه انا إنسان زيي زيك .. بحس باللي قدامي وبقدره وبعمل معاه اللي أقدر عليه .. طالما لجألي حتى لو أول مرة أشوفه زيك باستقبله بصدر رحب … زميلك سراج كلمني في الحقيقة ومكنش متوقع أني هرّد عليه وحكالي عنك وعن المشاكل اللي نازله على دماغك مبتخلصش فعشان كدا يا جعفر انا حابب أسمع منك أكتر وقبل ما تبدء كلام بلاش الرسميات انتَ قد أحفادي
تحدث جعفر بهدوء وهو يقول بأبتسامه خفيفه:أيوه بس حضرتك ليك مقامك
ليل:زي ما قولتلك انا إنسان زيي زيك في الآخر انا مبحبش اتكبر على حد ولا أتغر ولا أحسسه أنه قُليل … أحنا اللي بنعمل للحاجه قيمة يا جعفر مش هي … انتَ شكلك ابن ناس بس الأيام جت عليك زيادة عن اللزوم .. وفي سؤال بيدور في دماغك دلوقتي حالًا ومش لاقيله إجابه مش كدا
أردف بها وهو ينظر لهُ نظره ذات معنى وهو يستند بمرفقيه على سطح المكتب، بينما صُدم جعفر وهو لا يعلم كيف عَلِم ذلك فأبتسم ليل وقال:انا بفهم الناس من أول نظره .. وبعرف هما بيفكروا في ايه حسب طبيعه الموقف اللي هما فيه … جعفر البلطجي سته وعشرين سنه متجوز وعندك أخت أصغر منك وساكن في حارة درويش غير مُتعلم لأسباب خاصة بيك … مش كدا برضوا ولا غلطت في حاجه
لم يتحدث جعفر من هول الصدمة بينما أبتسم ليل أكثر وقال:انا عارف عنك كل حاجه يا جعفر … عارف أنك مش بأيدك تبقى في الحال اللي انتَ فيه دلوقتي، عارف أنك أتحرمت من حاجات كتير أوي في حياتك واشتغلت من صغرك في كل حاجه عشان تصرف على تعليم أختك عشان تبقى أحسنّ منك … في الحقيقة انتَ بتفكرني بنفسي لما كنت في سنك … كنت مسئول عن ولدين وبنت بعد وفاة أبويا … بس حابب أقولك حاجه يا جعفر .. الظروف اللي الواحد بيمر بيها وتجبره على
العيشه فيها والشدة والأزمات والضغوطات كل دول مع الأيام بيعلموك حاجات كتير أوي .. الفلوس يا ابني مش كل حاجه انتَ معاك الأحسن منها صدقني … ظروفك دي اللي خلتك راجل بجد بيخاف على مراته واخته وهما دايمًا رقم واحد قدامه .. بعد ما تمر الشدة والأزمات وكل المشاكل اللي انتَ فيها هترتاح وهتعيش مبسوط هي فترة صعبه انا عارف بس هتعدي وطول ما انتَ كويس مع الكل ومحبوب من الناس هما مش هيسيبوك في حالك
تحدث جعفر بهدوء وهو ينظر لهُ قائلًا:انا تعبت أوي … مبقتش قادر بعد ما كنت عامل زي الجبل مفيش حاجه قادرة تهزّه … كل اللي عيشته كان كدب في كدب … وأهو الواحد متحمل لحد ما يشوف أخرتها ايه
ليل:تأكد يا جعفر أنك جيت للشخص الصح ويمكن ربنا حطني في طريقك عشان أعملك حاجه .. سراج قالي على واحد أسمه فتحي معاه دراعه اليمين زي ما بيقولوا أسمه فتوح مش سايبينك في حالك
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول:بالظبط
ليل:أحكيلي بالتفصيل
في منزل كيڤن
روزلين:لدينا الكثير من الأعمال الهامة يا رفاق
كاثرين بأبتسامه جانبيه:هل سنذهب في رحلة صيد الفرائس أم ماذا
روزلين:لا .. سوف نذهب إلى مكانٍ ما ألم تشتاقين للتدريبات العنيفة
نظرت كاثرين لأيميلي التي كانت تنظر أمامها وهي تقول بصدمه:يا إللهي
روزلين بتساؤل:ماذا يحدث ؟
إيميلي:لقد أعتقل الزعيم كين
روزلين بصدمه:ماذا
نظرت لهما إيميلي وقالت:عليّ الذهاب لهُ على الفور
خرجت إيميلي من المنزل وهما خلفها ومن ثم ركضن بسرعه فائقه إلى محكمة مصاصي الدماء، أثناء ركضهن تحدثت كاثرين وهي تقول:لما قد يعتقلوه
إيميلي بحده:لا أعلم ولكني لن أتركه وحده
روزلين:انتِ تُعرضين نفسكِ للخطر إيميلي
إيميلي:لا يَهُم كُل ما يَهُم الآن هو كين
في منزل جعفر
كانت بيلا تُرتب ثياب جعفر بهدوء، لحظات ودلف جعفر من الخارج وهو يقول:مساء الخير يا اللي هنا
ألتفتت برأسها ونظرت لهُ وقالت:مساء النور
دلف جعفر وجلس بجانبها بينما تحدثت هي قائله:عملت ايه طمني
جعفر:الحمد لله … قرر يُقف جنبي
نظرت لهُ وقالت:بجد
حرك رأسه برفق وهو ينظر لها بأبتسامه وقال:بجد
بيلا بأبتسامه وفرحة:طب كويس أنه وافق انا كنت مقلقه أوي من اللحظة دي .. قولتوا ايه بقى ومين دا
زفر جعفر وقال بأبتسامه وهو يستند بيده اليُمني على الفراش:دا يا ستي اللواء ليل سالم الدمنهوري راجل مُحترم أوي وطيب بطريقه انا مكنتش مُتخيلها لما أتكلمت معاه أرتحت وهو من النوع اللي بيحب يسمع أوي حكيتله على كل حاجه بخصوص فتوح والناس دي .. خد مني المعلومات اللي تخصهم كلها وحط حراسة علينا عشان لو حد منهم قرر يعمل أو يقرّب مننا يتحركوا هما .. هو عايز يمسكهم من غير ما يحسوا بأي حاجه
بيلا:عاملهم كَمين يعني
جعفر:بالظبط عشان يوم ما يحصل حاجه يتمسكوا مُتلبسين
بيلا:كويس ياريتك كُنت روحتله من بدري يا جعفر
جعفر:كُل حاجه بمعاد يا بيلا
بيلا:طب انتَ ناوي على ايه دلوقتي
جعفر:عايز أشوف جميلة … عايز أندّمها على كل لحظة عيشتها معاها وجع ومُر وقرف وشقى
وضعت يدها على كتفه وهي تقول:فكر كويس قبل ما تروح وتواجه يا جعفر
جعفر:فكرت ودا هو الصح .. بيلا الست دي خطر عليا وعليكي وعلى كل اللي حواليها … دي واحده الشر ماليها
كانت بيلا ستتحدث ولكن قاطعها صوت أرتطام بالخارج فنظرت للخارج ومعها جعفر ودلف في هذه اللحظة هاشم وخلفه جنة، صُدمت بيلا ونظرت لجعفر الذي نظر لهما ثم عاودت النظر إليهما وقالت بصدمه:أنتوا دخلتوا هنا أزاي
هاشم:أخاف أقولك تطُبي ساكته مننا بس هقولك برضوا
جعفر:ايه يا عم انتَ انا مش مستغني عنها
نظر لهُ هاشم بتحدي وقال:دخلنا من شباك الصالة
شهقت بيلا بصدمه وصفع جعفر رأسه وهو يُتمتم بغضب بينما نظرت لهُ بيلا وأردفت بصدمه:انا قفلاه والله العظيم
نظرت لهاشم وقالت:انتَ فتحته أزاي
هاشم بأبتسامه:عيب عليكي يا مرات اخويا انا مصاص دماء طب بُصي الحركة دي
قام بالإنتقال بسرعته الفائقة إلى الخارج تحت صدمه بيلا فأبتسم هو ونظرت هي لجعفر الذي نظر لها وقال:حقك عليا انا هربيه
قام هاشم بمُناداتها قائلًا:بيلا
نظرت لهُ بيلا وأبتسم هو وأنتقل مره أخرى بسرعته الفائقة ووقف أمامها وهو يقول بأبتسامه وعينان حمراوتان:مرحبًا زوجة أخي
صرخت بيلا بفزع وضحك هو بملئ فاهه وعاد للخلف تحت نظرات جعفر الذي كان ينظر لهُ بغضب والذي نهض واقترب منه سريعًا وامسكه قائلًا:انا قولت ايه انتَ مُستفز ليه ياض
ضحك هاشم أكثر وقال:بهزر معاها يا عم
صق جعفر على أسنانه قائلًا:وانا قولتلك بتخاف يا مُستفز مُصمم تعند معايا ليه
أبعده هاشم عنه بأبتسامه وقال:أديك قولتها … عشان انا مُستفز
نظر لهُ جعفر بضيق وتحدث وهو يرفع سبّابتها أمام وجهه وهو يقول:أنا بحذرك للمره التانيه يا هاشم … كله إلا بيلا عندي
غمز هاشم بطرف عينه اليُمنى وقال:أيوه … من حقك طبعًا واخد بالك انتَ
جنة:لم نفسك بقى
حرك جعفر رأسه بقله حيله ونظر لجنة مره أخرى وقال:نورتي
أبتسمت جنة وقالت:منور بناسُه
جلس جعفر مره أخرى وقال:كنت عايز أتكلم معاكوا شويه وافهم شويه حاجات كدا مش عارف أفهمها
جنة:عارفه
نظر لها جعفر قليلًا ثم قال:لا كدا كتير بقى
ضحكت جنة وقالت:بنقرأ الأفكار يعني حضرتك دلوقتي كتاب مفتوح لينا
جلس هاشم أمامه وهو يقول:بالظبط يعني لو بتفكر في واحده كدا ولا كدا بيلا هتكون عارفه
أردف بكلماته الأخيره وهو يُشير لبيلا فنظر لهُ نظره ذات معنى وأبتسم بجانبيه وقال:مراتي عارفه انا ايه كويس وللأسف مبندخلش الشياطين ما بينا
أنهى حديثه وهو يبتسم أبتسامه سمجه بينما قال هاشم:انتَ رخم أوي يا زوول
جعفر بأستفزاز:عارف
نظر لجنة وقال:ها يا جنة
هاشم:ايه قلة القيمة دي ؟!
جعفر:يلا يا جنة
ضحكت جنة بخفه وقالت:ماشي يا سيدي .. عايز تعرف أزاي بقينا مصا.صين د.ماء مش كدا
حرك جعفر رأسه برفق فقالت هي:كُنا عايشين مع مصا.صين د.ماء من الأصل بس مكانوش بيبينولنا حاجه … ناس عادية زينا زيهم يعني … في مره هجم علينا ناس كتير أوي كانوا متحو.لين ساعتها وحصلت معركة كبيرة أوي بينهم أنتهت بأن واحد عضني انا وهاشم بعد ما عرف أننا مش منهم … العضة كانت قويه وطالما أتعضيت يبقى كدا خلاص بقينا منهم … مره بعد مره بقينا متعطشين للد.م أكتر وأكتر والناس اللي كنا عايشين معاهم دول كانوا جنبنا وعملوا اللي عليهم لأنهم مينفعش يسيبونا واحنا في الحالة دي لأننا هنعمل كوارث لو أتسابنا … زي أننا هننزل هنا وأي واحد هنسحبه ونخلص عليه … هناخده حي ونسيبه جثة … فمكانش ينفع يخلونا كدا وأتغذينا على د.م الحيوانات لفترة لحد ما ظهرت طاقتنا وقدرنا نسيطر على تعطشنا للد.م وقدرنا نتحكم في نفسنا لو شمينا ريحة أي د.م بشري
جعفر:وازاي تتعافوا من اللي أنتوا فيه دا ؟!
هاشم:لو عايزين نتعافى هنستعين بيهم عشان يقدروا يرجعونا بشر تاني … هما مصا.صين د.ماء أصليين لكن انا وجنة نص بشري ونص مصا.ص د.ماء يعني نعرف نكون دا في أوقات ونعرف نكون دا في أوقات … العضة منهم بجون دي مفيهاش معلش
جنة:أحنا نقدر نحس بيكوا وبوجعكوا
نظرت لجعفر وهي تقول:زي ما جعفر موجوع دلوقتي
نظر جعفر للجهة الأخرى بينما قالت هي:على العموم … أحنا مش هنأذيكوا بس نقدر نأذي أي حد يأذيكوا … جعفر
نظر لها جعفر بينما نظرت هي لهُ وقالت:انا حاسه بالطاقة اللي جواك
عقد جعفر حاجبيه وقال:مش فاهم طاقة ايه اللي بتتكلمي عليها
نظرت لهُ جنة بعينيها الحادة وقالت:طاقتك اللي بتحضر لما تكون قوي وجبار ومحدش يقدر عليك … في حد مقويك من غير ما تحس يا جعفر .. والشخص دا انا عرفاه كويس أوي
نظر جعفر لبيلا ثم نظر لها مره أخرى وقال بتساؤل:مين ؟
جنة:شوف انتَ
جعفر:سراج
أبتسمت جنة بجانبيه وقالت:براڤو عليك .. هو
جعفر:بس أزاي انا مبحسش بحاجه
جنة:لو حسيت هتتعب … شِبه بينيمك مغناطيسيًا عشان متحسش بأي وجع جسدي هتحس بيه … دي حاجه خاصة بينا نقدر نعملها في أي بشري .. نقدر نخليك نسخه من مصا.ص الد.ماء مع إنك مش هو انتَ واحد بشري عادي … بس دي قوة مش عند أي حد يعني قوة نادرة … والظاهر أنها موجوده عند سراج … عدوك يقدر يشوفك بالهيئة دي غيره لا وسراج هو المُتحكم في كل دا
نظر جعفر لبيلا وهو يتذكر المره التي هلع فيها فتوح عندما قال بأنه مصا.ص د.ماء، نظرت جنة لبيلا وقالت:متخافيش من جعفر … جعفر مفيهوش حاجه كل دا تحكُم من سراج عشان ميخليش حد يأذي جعفر
نظر جعفر لها وقال بأهتمام:يعني لو معنى كلامك كدا فعلًا لو حصل هجوم من أي مصا.ص د.ماء تاني عدو ليه يقدر يخليني أحارب معاهم
جنة:طبعًا ويوم ما ييجي زعيم مصا.صين الد.ماء عشان يتأكد إن مفيش بشري بينهم هيخليك تتجسد في صورة مصا.ص الد.ماء مش شرط انتَ لوحدك بيلا ممكن تبقى معاك وعشان يمنعه أنه يشم ريحه د.مكوا هتشربوا عصير قرع … لأنه بيمنع أي مصا.ص د.ماء يشم ريحه البشريين مهما كانت قوته … دا عالم كبير أوي يا جعفر حاول تبقى بعيد عنه على قد ما تقدر عشانك وعشان بيلا
هاشم:جنة بتتكلم صح حاول تاخد حظرك على قد ما تقدر ممكن حد فيكوا يتأذي في أي لحظه ودول شبه الوحوش
بيلا:هو انا قريت أن قواكوا كتير وكلكوا مش زي بعض وعنيكوا ألوانها مختلفة دا بجد
هاشم:بالظبط .. أي حاجه قريتيها عننا صح
نظرت بيلا لجعفر الذي نظر لها وشرد، تحدثت جنة وهي تقول بأبتسامه:طيب هنسيبكوا أحنا بقى وهنروح وزي ما قولنالك يا جعفر خُد حظرك
نظرت لهاشم وقالت:يلا يا هاشم
نهضا وذهبا تحت نظرات بيلا التي كانت تُتابعها وشرود جعفر فيما قالته شقيقته
في اليوم التالي
صلاح:أزهار انا رايح الشغل محتاجه حاجه أجيبهالك وانا راجع
تحدثت أزهار من الداخل وهي تقول:لا يا صلاح ترجع بالسلامة
خرج صلاح بهدوء وأغلق باب المنزل خلفه بينما خرجت أزهار بعدما خرج هو وذهبت إلى الغرفة سريعًا وأبدلت ثيابها وخرجت مره أخرى أخذت هاتفها وحقيبتها وخرجت من المنزل
في منزل جعفر
كانت بيلا تجلس وتنظر لجعفر الذي كان ينوي الخروج بهدوء، تحدثت قائلًا بهدوء:هتعمل اللي قالك عليه
نظر لها جعفر وحرك رأسه برفق قائلًا:أيوه … طالما دي حاجه في مصلحتنا يبقى هعملها مهما كانت ايه هي
بيلا:وبعدها هتعمل ايه
جعفر:مش انا اللي هعمل … هو اللي هيعمل انا دوري هنا شبه أنتهى خلاص دوره هو هيبدء من بعد ما أعمل اللي قالي عليه
بيلا:عامل حساب أي غدر ممكن يحصل في أي لحظه
نظر لها جعفر وقال:من ناحية مين اللواء
حركت رأسها نافيًا وفهم هو مقصدها وقال:اه عامل حساب الغدر اللي هتغدر بيه .. عامل حساب كل خطوة وعارف نتايجها ايه كويس قدام … انا هخلص وهكلمك عشان هعدي أخدك ونرجع الحارة تاني
أردف بكلماته الأخيرة وهو ينظر لإنعكاس صورته بالمرآه واحتدت نظرته وهو ينوي على دمار شديد اليوم، نهضت بيلا واقتربت منه بهدوء ووقفت بجانبه وهي تنظر لهُ وتقول بهدوء:انا قلقانه من غموضك دا
نظر لها جعفر وقال بعدما أستدار بجسده:الخوف والقلق دول حاجه طبيعيه ومش هلومك .. من حقك تقلقي … بس مش من حقك تقلقي من خسارتي … عشان انا لما بحط حد في دماغي مبسيبهوش غير وانا واخد حقي منه بزيادة … وانا راهنت على مكسبي النهارده وهاخد حقي وحق أخواتي الليلة دي .. ويا قاتل يا مقتول
أزداد خوفها وقلقها بعد حديثه ونظرت للجهة الأخرى والخوف يحتل معالم وجهها، وضع جعفر راحتيه على ذراعيها ونظر لها وقال:بيلا صدقيني النهاردة مهم أوي بالنسبالي لازم أخد حقي مهما كان التمن في النهاية
نظرت لهُ بيلا وهي تقول بخوف:حتى لو كنت انا التمن دا
حرك رأسه نافيًا وهو يقول:لو انتِ التمن فمش هعمل أي حاجه ممكن تكون سبب في بُعدك عني … انا مش هسمح لأي حد يفكر يأذيني فيكي ولو للحظة … انا مش عايزك تقلقي من حاجه انا عامل حسابي في كل حاجه … أتفقنا
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بينما قال هو:هروح أخلص المشوار دا وأجي أخدك ونمشي … أتفقنا
حركت رأسها برفق وقالت:خلّي بالك من نفسك يا جعفر
حرك رأسه برفق وقال بأبتسامه خفيفه:متخافيش عليا
تركها جعفر وذهب أخذ هاتفه وأغراضه تحت نظراتها وخرج، زفرت بيلا وهي تنظر لأثره وقالت بقلق:ربنا معاك ويبعد عنك الشر وترجعلي بالسلامة
خرج جعفر وسار في طريقه إليهم وهاتف لؤي وانتظر قليلًا حتى سمعه يُجيبه قائلًا:عم الناس واحشني يا راجل
جعفر:متقلقش هتشوفني كمان ربع ساعه عايزك تاخد مُنصف وتحصلني على المكان اللي أتفقنا عليه
لؤي:خدت القرار ولا ايه
جعفر:أيوه خدت القرار والنهاردة الزفة .. أخلص من غير رغي كتير مش عايز أصدع من دلوقتي
أغلق بوجهه بينما تحدث لؤي بعدما أنزل الهاتف من على أذنه وهو يقول:طول عمرك قليل الذوق ومش متربي … يا مُنصف يلا عندنا طالعه
في مكان آخر
خرجت أزهار وهي تحمل حقيبة بلاستيكية صغيره وفي طريقها للعودة إلى المنزل مره أخرى
في مكان آخر
كان صلاح يقود سيارته في طريقه لمقر عمله في حين سمع صوت هاتفه يعلنه عن أتصال، مدّ يده وأخذه وكان المتصل جعفر، تعجب صلاح ولكنه أجاب قائلًا:الو
جعفر:صباح الخير
صلاح:صباح النور عامل ايه
جعفر:تمام … لو فاضي تقدر تجيلي بليل
صلاح:على الساعه كام كدا
جعفر:على عشرة كدا
صلاح:تمام أبعتلي مكانك فين بالظبط وانا هخلص شُغلي على طول واجيلك
جعفر بهدوء:تمام
أغلق معه وتعجب صلاح كثيرًا ولكنه سيعلم على أيا حال، بينما أغلق معه جعفر وهو ينوي على الكثير اليوم
على الجهة الأخرى
وصلن ثلاثتهن وقالت روزلين وهي تنظر لها:أأنتِ مُتأكدة من ما ستفعلينه إيميلي
تركتها إيميلي ودلفت بينما نظرت كاثرين لروزلين ثم دلفت خلفها
دلفت إيميلي بغضب ولكن أوقفها أحد رجال الزعيم الذي أشار لها فتوقفت إيميلي وتحولت عيناها للون الأحمر ونظرت للذي كان يمنعها والذي كان ينظر لها أيضًا بعينيه الحمراء، أبعدت يده عنها بعنف وهي تقول:لن يستطيع أحد أن يمنعني
أوقفها مره أخرى وهو يقول:ولكن أنتِ تعلمين القواعد جيدًا
صرخت بهِ إيميلي وهي تقول بغضب:سأدلف رغمًا عنك
دفعته عن طريقها وهي تقول:أبتعد عني
دلفت إيميلي وخلفها كاثرين وروزلين إلى القاعه الضخمة والرجال خلفهن، أقترب منها الرجُل وكان سيمنعها ولكن أوقفه راچ حاكم مصا.صي الد.ماء وهو يقول:توقف
توقف الرجُل ونظر لهُ بينما نظر راچ لأيميلي ببرود وقال بأبتسامه:مرحبًا إيميلي
نظرت لهُ إيميلي بحده وقالت بغضب:أين كين
راچ:آه .. كين … معي
إيميلي:أُريد أن أراه
راچ:بالطبع
نظر لإحدى رجاله وفهموا هم وذهبوا تحت أعين إيميلي التي كانت تنظر لراچ بغضب وخلفها كاثرين وروزلين، تحدث راچ بأبتسامه وهو يقول:يبدوا أنكِ تُحبينه كثيرًا
إيميلي بحده:ماذا ترى
راچ بأبتسامه:أرى أُنثى ستحرق العالم أجمعه من أجل الرجُل الذي تُحبه
أقتربت إيميلي قليلًا وهي تقول بحده:سأسحق من يؤذيه ولو كان بالخطأ … كين بالنسبة إلي خط أحمر لا يُمكن لأحد أن يتخطاه مهما حدث
راچ بأبتسامه:لا أُريدك أن تنسي إيميلي بأنني زعيم مصا.صي الد.ماء … لا تنسي شيئًا كهذا يجب عليكِ أن تتذكري طوال الوقت هذا الشئ
جاء رجال الزعيم ومعهم كين الذي نظر لها وقال:إيميلي
ألتفتت إليه إيميلي وركضت إليه وعانقته بقوه وهي تقول:ماذا حدث كين لما أنت هُنا
راچ:لقد قام بمخالفة قاعدة من قواعد مصا.صي الد.ماء
نظرا لهُ بينما أكمل هو وقال:لقد جلب بشريان هُنا وهذا مُخالف لقواعدنا
كين:هُما لم يفعلان شيئًا ويعلمان جيدًا قواعدنا وماذا عليهما أن يفعلا
إيميلي:نحن نعلم القواعد جيدًا ولكن مثلما تضع قواعدك أنت وضعت أيضًا بأنهم ماداموا ليسوا خطر علينا فلا يوجد شئ ليمنعهم من البقاء … أليست هذه هي ليحتك أيها الزعيم أم ماذا
راچ بأبتسامه:يُعجبُوني كثيرًا ثقتكِ بنفسك وأنتِ تتحدثين … أنت ستأخذ فتاة لا مثيل لها كين .. أُحييك كثيرًا … تهانينا عزيزي
إيميلي بحده:أظن بأن لا يوجد لديك سبب لأعتقاله الآن لذلك أتركه
شبك راچ أصابعه وهو يقول:بالطبع سأتركه يذهب … ولكن يلزمه عقاب صغير للغاية
إيميلي بحده:لا لن أسمح لك بذلك
أشار راچ لرجاله الذين تحركوا وأمسكوا بِإيميلي وأبعدوها عنه تحت أعتراضها وصراخها بهم
في مكانٍ آخر
فُتح الباب الضخم ليُصدر صوت صرير مُزعج ويدلف بعدها جعفر الذي كانت معالمه جاده وصارمه، دلف بهدوء وهو ينظر أمامه بجمود ودلف خلفه لؤي ومُنصف بهدوء وهما يلحقان بهِ، لحظات من السير حتى وقف فجأه أمامهم وهو ينظر لهُ بجمود وخلفه صديقاه، رفع رأسه ونظر لهُ بهدوء بينما كان جعفر ينظر لهُ بجمود، لحظات من الصمت قطعها جعفر وهو يقول:حرمت ولا لسه يا فتحي
تحدث فتحي وهو ينظر لهُ قائلًا:عايز ايه تاني مني يا جعفر … انتَ مكفكش اللي عملته معايا جاي تكمل عليا
جعفر بجديه:لا يا فتحي … انا مش جاي أكمل عليك ولا حاجه … انا جاي أقولك إني هسيبك تخرج انتَ ورجالتك
رفع سبّابته وهو يقول بتحذير:بس حذاري يا فتحي تفكر تعمل حاجه كدا ولا كدا … انا هسيبك تمشي عشان انتَ أتربيت بزيادة بس قسمًا بالله لو شيطانك لعب في دماغك بحاجه كدا ولا كدا انا مش هسيبك … والمره دي بجد مش أي كلام … مش هعمل زي ما عملت فيك دلوقتي لا … أوحش وأشد من اللي بعمله فيك دلوقتي .. ياريت تتلم بقى وتحرّم
نظر جعفر لصديقاه اللذان فهما نظرته وتحركا كي يُحررا قيودهم أمام عينان جعفر الذي كان يُتابعهم بهدوء، حررا قيودهم بعد مرور القليل من الوقت ووقف فتحي وهو يترنح وينظر لجعفر الذي كان ينظر لهُ بهدوء، تحدث فتحي وهو ينظر لهُ قائلًا:لا يا جعفر .. بيتهيقلك … انا مش هتبهدل واتحبس كل دا وأسكت … لا ومين مين منك انتَ … لا يا جعفر بتحلم انا مش هسكت ولا هسيب حقي ومسيري أنتقم منك واخد حقي … منك انتَ واللي معاك
لؤي بحده:ايه دا انتَ لسه مخرجتش بتهدده قدامنا
نظر فتحي بحقد لجعفر الذي كان ينظر لهُ بحده وجمود، أبتسم جعفر أبتسامه جانبيه لم يفهمها فتحي الذي كان ينظر لهُ بقلق، أفسح جعفر الطريق لهُ وهو يُشير لهُ قائلًا:مبروك عليك الإفراج المؤقت يا فتحي .. أتفضل انتَ ورجالتك
أردف بكلماته الأخيرة وهو ينظر لرجال فتحي بينما تحدث لؤي وهو يقول:يلا يا فتحي بدل ما نرجع في كلامنا أخلص
نظر لهم فتحي للحظات قبل أن يتركهم ويخرج من المكان بأكمله هو ورجاله، نظر لهم جعفر وأصدقائه بهدوء وتحدث مُنصف وهو ينظر لجعفر قائلًا:اللي انتَ كنت عايزُه حصل ممكن أعرف بقى بتفكر في ايه وليه جاي تخرجه دلوقتي
تحدث جعفر وهو ينظر لأثره قائلًا:انا عارف كويس انا بعمل ايه … كل اللي عايزُه منكوا تكونوا ورايا وعنيكوا مفتحه لأي حركة كدا أو كدا
لؤي:انتَ عارف هتعمل ايه يعني ولا ايه انا خايف عليك يا صاحبي
نظر لهُ جعفر وقال بنبره جادة:متخافش … انا مخطط لكل حاجه ودلوقتي يلا عشان نشوف اللي بعده
في منزل جعفر
كانت بيلا تجلس وهي تقطف الملوخية بهدوء وهي تُشاهد التلفاز وتبتسم بخفه، عدة طرقات على باب المنزل أخرجتها مما كانت تفعله، نظرت للباب ثم وضعت الملوخية جانبًا ونهضت بهدوء واقتربت من الباب بهدوء ووضعت الحجاب على رأسها ووقفت خلف الباب وهي تقول:مين برا
أجابها صوت أنوثي وهي تقول:انا أنهار جارتك اللي قصداك
فتحت بيلا الباب ونظرت لها وقالت بهدوء:أتفضلي
أنهار بأبتسامه وحرج:معلش يعني لو مفيهاش إزعاج ممكن بصلتين لأن البصل خلص عندي وانا لوحدي وزي ما انتِ شايفه في شهور حملي الأخيرة ومش قادره أنزل واطلع
بيلا بأبتسامه ودودة:لا ولا إزعاج ولا حاجه ثواني
حركت رأسها برفق ودلفت وتركتها تقف تنتظرها بالخارج، دلفت بيلا للمطبخ وأخذت القليل من البصل والقليل من الطماطم، كانت أنهار تقف وتستند بيدها على الجدار بجانبها وتنتظرها، رأت بيلا تقترب منها وهي تنظر لها بأبتسامه، وقفت أمامها ومدّت يدها لها بهم وهي تقول بلُطف:أتفضلي
نظرت أنهار للبصل والطماطم وقالت:بس انا مطلبتش غير بصلتين بس
بيلا بأبتسامه:خليهم لأي وقت متضمنيش
أنهار برفض:أيوه بس يعني عشان انتِ تشوفي حالك معلش
بيلا:خُديهم يا أنهار انا عندي جوه الحمد لله خليهم عندك للضرورة
وبعد إلحاح بيلا عليها خضعت أنهار لها وأخذتهم منها وهي تقول بإبتسامه:شكرًا أوي انا والله ما عارفه أقولك ايه
بيلا بأبتسامه:متقوليش حاجه الجيران عند بعضها برضوا ربنا يقومك بالسلامة
أنهار بأبتسامه:تسلميلي يا …
بيلا بأبتسامه:بيلا
أتسعت أبتسامه أنهار وقالت:شكرًا يا بيلا كتر خيرك
جاء جعفر في هذه اللحظة ورأى أنهار تقف وتتحدث مع بيلا وبيدها صحن بهِ بصل وطماطم فأقترب منهما وأنتبهت لهُ أنهار وأبتعدت فرأته بيلا وقال هو وهو ينظر بعيدًا:مساء الخير
أنهار بهدوء:مساء النور
أفسحت لهُ بيلا الطريق ودلف هو وعادت هي ونظرت لأنهار التي قالت:تسلمي كتر خيرك
بيلا بأبتسامه:العفو
ذهبت أنهار لمنزلها مره أخرى وأغلقت بيلا الباب ودلفت، أقتربت من جعفر الجالس على الأريكة وجلست بجانبه وقالت:عملت ايه
حرك رأسه برفق وهو يقول:عملت اللي لازم يتعمل
وضعت يدها على كتفه وهي تقول:دا الأحسن والصح ليك انتَ .. هو دلوقتي تحت عينه وأي حركة كدا أو كدا هيتمسك وانتَ الكسبان في الآخر
حرك رأسه برفق دون أن يتحدث فصمتت هي قليلًا ثم قالت:ناوي على ايه بعد كدا يا جعفر
جعفر:معادنا بليل .. جهزي الشنط
بيلا:أخر قرار
حرك رأسه برفق وهو يقول:أيوه … هلّم أخواتي في حضني مره تانيه .. كفاية أوي لحد كدا كل واحد لازم ياخد حقه وزيادة
ربتت على كتفه وهي تقول بمواساة:خير إن شاء الله متقلقش
زفر جعفر بهدوء وقال:يارب … مين اللي كُنتي واقفه معاها دي
بيلا:دي أنهار اللي ساكنه قدامنّا كانت عايزه بصلتين وصعبت عليا مش قادرة تنزل ولوحدها فأديتها اللي شوفته
نظر لها جعفر وأبتسم قائلًا:بحب طيبتك وحنيتك مع الناس … مش بخيلة ولا تعرفي تقولي لحد لا
بيلا بأبتسامه وهدوء:لو كانوا آخر حاجه عندي وانا محتاجاهم هديهوملها … انا أقدر أروح واجي وأطلع وأنزل لكن هي لا .. مسيري هكون مكانها وأهو الاقي اللي يساعدني
نظر لها جعفر نظره ذات معنى بينما نظرت هي لهُ بأبتسامه ووضعت رأسها على كتفه بينما كان جعفر ينظر لها وهو لا يعلم بماذا يشعر بينما رفعت رأسها ونظرت لهُ بأبتسامه وقالت:مالك
نظر لها جعفر قليلًا قبل أن يستفيق من شروده ويقول:لا مفيش حاجه انا سرحت شويه
بيلا بأبتسامه:ايه مصدوم … مش عايز تبقى أب ولا ايه
نظر لها جعفر وقال:لا طبعًا أكيد عايز بس فاجئتيني
ضحكت بيلا بخفه وقالت:دا مسيرنا في الآخر مش كدا ولا ايه انتَ تقعد تزعق أكتر من الأول لدا ولدا عشان صوتهم العالي وانا أزعق عشان دا معملش الواجب ودا مبيسمعش الكلام وفي وسط الزعيق دا كله جعفر يشخط في الكل جامد والكل يسكت ويقوم عامل فيها بقى الراجل المصري وكلمتي تمشي زي الساعة في الوقت اللي أقول عليه
ضحكت بيلا وهي تُكمل حديثها قائلة:مش مُتخيلة بجد انا في وسط حالة الزعيق دي هبقى كل اللي بعمله هو إني أضحك وبس .. بضحك على جنان جعفر وهو مش عارف يسكت مين ولا مين
ضحكت أكثر وقالت:بجد مش مُتخيلة ومُتحمسة أوي للأيام دي
كان جعفر يُتابعها طوال الوقت وهو مُبتسم وتتسع أبتسامته عندما تتخيل موقفًا كوميديًا لهُ، وعندما أنتهت نظرت لهُ بأبتسامه وحاوطها هو بذراعه وضمها لأحضانه وهو مُبتسم ويتخيل حديثها وكأنها حقيقه أمام عينيه الآن والأبتسامه لا تُفارق ثغره
في المساء
أنهت بيلا تجهيز الحقائب وأخذتهم وخرجت لجعفر الذي كان يتحدث في الهاتف ويقف بالنافذة، وقفت بيلا خلفه تنتظره وبيدها الحقائب، سمعت عده طرقات على باب المنزل فذهبت كي تفتح الباب وكان جعفر مندمجًا بالحديث في الهاتف، فتحت الباب ورأت سراج أمامها فنظرت لهُ وقالت:أتفضل يا سراج
دلف سراج وهو يقول:خلاص كدا
حركت رأسها برفق وهي تقول:اه جهزت الشنط وجعفر هيخلص المكالمة اللي معاه ونتحرك
نظرت للخارج بعدما سمعت صوت أنهار وهي تقول:مساء الخير
بيلا بأبتسامه:مساء النور
مدّت يدها بالصحن وهي تقول بأبتسامه وشُكر:أتفضلي شكرًا جدًا لزوقك
أبتسمت بيلا وقالت:بقى دا أسمه كلام برضوا
أنهار بأبتسامه:كتر خيرك يا حبيبتي كُلك زوق تسلمي
أخذته بيلا وقالت أنهار بأبتسامه:عن أذنك
بيلا بأبتسامه:أتفضلي
عادت أنهار لمنزلها وأغلقت بيلا الباب خلفها وذهبت للمطبخ وضعت الصحن وخرجت مره أخرى، بينما أنهى جعفر مكالمته وألتفت وهو ينظر لسراج وقال:جيت أمتى
سراج:بقالي دقيقتين
حرك جعفر رأسه واقترب منه وهو يقول:تمام
سراج:خلاص كدا
نظر لهُ جعفر وحرك رأسه برفق وهو يقول:مسيرها هتخلص يا سراج … عاوز ألمّ أخواتي حواليا … كفاية فُراق لحد كدا
سراج:عندك حق
جعفر بتساؤل:مها فين ؟
سراج:تحت مستنياك
أقترب جعفر من بيلا ومال بجزعه وحمل الحقائب وقال:يلا
كانت ستميل وتأخذ الحقيبة ولكن سبقها جعفر الذي ترك الحقيبة التي كانت بيده وأعطاها لها، أخذتها منه وعاد هو وحمل الحقيبة وخرجت أمامه وهو خلفها وخلفه سراج الذي أغلق باب المنزل ورأه، نزلوا من الأعلى ورأتهم مها التي أقتربت منهم وقالت بأبتسامه:عاش من شافكوا حاسه إني مشوفتكوش بقالي كتير
أبتسم جعفر وقال بمشاكسه:هترجعي تشوفيني أربعه وعشرين ساعه تاني متخافيش
خرجوا في طريقهم للحارة سارت مها بجانب بيلا وسراج بجانب جعفر الذي قال:ناوي على ايه يا صاحبي
تحدث جعفر وهو ينظر أمامه بهدوء وقال:ناوي على كل حاجه … ناوي أصفي حساباتي واخد حقي وحق أخواتي … كفايه أوي لحد كدا يا سراج … لازم كل واحد يشوف حالُه ويرجع مطرح ما جه
سراج:مع إني مقلق شويه بس ماشي … خير إن شاء الله
جعفر:عرفت آخر الأخبار
سراج:اه عرفت .. شوفتهم في المنطقة الصبح قولت جعفر عملها
جعفر:خلينا ماشيين ورا كلام اللواء ليل الدمنهوري … أما نشوف أخرتها ايه
نظر لهُ سراج وقال:أخرتها فُل وياسمين … خليك واثق في ربنا ثم فيه وانا بقولك مش هيخيب ظنك فيه
جعفر:انا بعمل كل دا عشان خاطر أخواتي وبيلا … واكترهم مها … مها اللي كانت معايا طول السنين اللي فاتت دي كلها تستحق تعيش عيشه كويسه وتشوف نفسها … عايز مأثرش من ناحيتها في حاجه
سراج:انتَ اللي بتقول كدا يا صاحبي … دا اللي هي وصلتله دلوقتي دا بفضل ربنا ثم بيك .. انتَ اللي صرفت عليها وأشتغلت في كل حاجه مسبتش مكان مشتغلتش فيه … انا شاهد على كل دا وكلمة الحق تتقال انتَ راجل شهم وجدع وصاحب صاحبه وتستاهل يتعمل عشانك أي حاجه … انتَ لو مش كويس وبتساعد الناس يا صاحبي مكانش ربنا حبب فيك خلقُه دي كلها دا الصغير بيحبك قبل الكبير عاوز ايه تاني أكتر من كدا
جعفر برضا وأبتسامه خفيفه:الحمد لله … المهم مش عايز أي تهور خليك في ضهري عشان لما أحتاجك الاقيك
سراج:سداد يا معلم
دلفوا للحارة وساروا وسط أهل الحارة الذين بدأوا بالأنتباه لهُ وبدأت النساء يُزغرطن والرجال تُهلل بعودته مره أخرى
_يا ألف نهار أبيض دا الحارة نورت بيك يا بلطجي
_نورت حتتك يا ابني
كان أهل الحارة يُرحبون بهِ بسعادة كبيرة وهم لا يُصدقون بأنه قد عاد مره أخرى، ألتفتت إليه بيلا وهي تنظر لهُ بأبتسامه بينما بادلها هو أبتسامته، وصلوا إلى المنزل ووقفوا وجعفر ينظر لهُ، أقترب طفل وهو يقول:حمدلله على سلامتك يا بلطجي الحاره كانت وحشه من غيرك أوي
نظر لهُ جعفر وصافحه كما أعتاد في كل مره يراه فيها وهو يقول:ايه يا أسمر الدنيا كانت عامله ايه من غيري
تحدث الطفل ذو الثانية عشر عام وهو يقول:عيب عليك يا صاحبي أسد وكأنك موجود بس برضوا كنا مفتقدينك وخصوصًا انا
ضحك جعفر وقال:وأديني رجعت يا سيدي أهو أوعى بس تكون عملت مشاكل زي عوايدك
_عيب عليك يا عم دا انا تربيتك أحنا مش بتوع مشاكل أحنا بننادي عليها بس من بعيد لبعيد لو هنسلك فيها خلصانه لو معقربه مش سكتنا
ربت على خصلاته وهو يقول بأبتسامه:جدع يا أسمر تربيتي
سراج بأبتسامه:أهو أسمر بقى كان منيم الحتة من المغرب كأن جعفر موجود
أبتسم جعفر لهُ وقال:أبقى تعلالي بُكرا بقى عشان عايزك في كام حوار كدا محدش هيعملهم غيرك
أبتسم هو وقال وهو يُحرك يديه في الهواء ويقول:خلصانه يا زميلي
ذهب أسمر وحرك جعفر رأسه بقله حيله وهو مُبتسم، نظر لهُ سراج وقال:ها … هتطلع
نظر جعفر للأعلى وزفر بهدوء وهو يقول:هطلع
في الأعلى
كانت جميلة تجلس ويبدوا بأنها تقوم بتحضير الجان، عده طرقات على الباب أخرجتها من ما تفعله، فتحت عينيها ونظرت للباب نظره غير عادية، فتحت جميلة الباب وجحظت عيناها بشده وهي ترى جعفر أمامها ينظر لها بأبتسامه جانبيه ونظره خبيثه تحمل الكثير والكثير
في الأعلى
كانت جميلة تجلس ويبدوا بأنها تقوم بتحضير الجان، عده طرقات على الباب أخرجتها من ما تفعله فتحت عينيها ونظرت للباب نظره غير عادية، فتحت جميلة الباب وجحظت عيناها بشده وهي ترى جعفر أمامها ينظر لها بأبتسامه جانبيه ونظره خبيثه تحمل الكثير والكثير، تحدث جعفر وهو ينظر لها قائلًا:ايه .. مكنتيش عامله حسابك إنك هتشوفيني تاني ولا ايه
عادت للخلف وكادت أن تُغلق الباب بوجهه ولكنه منعها وهو ينظر لها بغضب وقال بنبرة حاده:مش المره دي يا جميلة
دفعها جعفر وفتح الباب ودلف تحت نظراتها، نظر للمنزل بأكمله ثم لما تفعله وأبتسم بسخريه وقال:القعيدة طلعت بتاعت دجل وشعوذة وسحر … دا انتِ عامله حفلة شياطين وجن في شقتي
شهقت جميلة وهي تُلوح بيدها في الهواء وقالت بأسلوب سوقي:شقة مين يا عنيا دي شقتي يا روح أمك
ضرب على باب المنزل عدة مرات وهو يقول بصوتٍ عالِ وبأسلوب سوقي لا يليق إلا بجعفر البلطجي:لا يا روح أمك سيرة أمي متجيش على لسانك عشان مقطعهوش وتبقي حُرمة من غير لسان الشقة دي شقتي وعقدها بأسمي يعني شنطة هدومك وبرا
ضحكت جميلة ووضعت يديها على خصرها وقالت:لا يا بلطجي لو في حد هيطلع برا فهو انتَ ايه هتيجي تعمل عليا انا دكر
جعفر بغضب:انا أعمل دكر عليكي انتِ واللي يتشددلي يا بتاعت الأعمال والشعوذة .. بقولك ايه يا ولية انتِ من غير كلام كتير
روحي للي مشغلاكي يا روح أمك وقوليلها جعفر بيقولك أمك في العِش ولا طارت
ظهر القلق جليًا على معالم وجهها ولكنها أنقذت نفسها سريعًا وهي تقول بوقاحة:انا مبشتغلش عند حد هما اللي يشتغلوا عندي
أبتسم بتهكم وقال:ليه شغالين مع السفيرة دا انتِ سحارة متعمليش نفسك الشيخه عشان الحارة كلها هتعرف قذرتك وأبقي قابليني لو خرجتي من هنا سليمة قسمًا بالله لاخلي حريم الحارة تزفك وانتِ عارفه مبيتأخروش على البلطجي في حاجه
رفعت حاجبها الأيسر وقالت بحده:وريني الجاهل هيعمل ايه .. اه انا آسفه نسيت إنك بتضايق من كلمة جاهل تمشي معاك أُمي
تحدثت جنة من خلفه وهي تنظر لها بعينيها الحمراء وقالت:لا يا روح أمك ميمشيش بس يمشي معاكي انتِ لقب المرحومة مقدمًا
أقتربت منها ووقفت بجانب جعفر وقالت:أزيك يا جميلة وحشتني يا بنت الجزمة
نظرت لها جميلة وقالت بصدمه:جنة
جنة بأبتسامه:أيوه … جنة اللي لا هتطوليها دُنيا ولا أخرى
مدّت جنة يدها اليُمنى تجاه جميلة التي نظرت لها وقالت بقلق:هتعملي ايه
أبتسمت جنة بجانبيه وقالت:هوري جعفر حقيقتك يا سحارة
عادت جميلة للخلف وهي تقول برُعب:لا
أبتسمت جنة وقالت:مستعدة
جميلة برُعب:لا
لم تستمع إليها جنة وحولتها في لمح البصر ليظهر وجهها الحقيقي لجعفر الذي صُدم، أبتسمت جنة بجانبيه وقالت:مصغره نفسها بالسحر وهي واحده كركوبه
نظرت جميلة لنفسها بصدمه ثم نظرت لجنة بحقد وقالت:بكرهكوا
جنة بأبتسامه:ومصا.صين الد.ماء مبيكرهوش حاجه قد السحرة … حاجتك وبرا … عشان هنستلمك بعد ما جعفر يشوف شُغله معاكي
نظرت جنة لجعفر وقالت:مستنياك تحت
أوقفها جعفر وهو يقول:أستني
توقفت جنة وألتفتت برأسها تنظر إليه بينما تحدث هو وهو ينظر لجميلة قائلًا:خُديها معاكي على تحت
نظرت لجميلة بأبتسامه بعدما علمت ما سيفعله جعفر بها، في الأسفل خرجت جنة وهي تُمسك بجميلة إلى الشارع وألقتها على الأرض أمام الجميع وهي تنظر لها بقرف بينما خرج جعفر خلفها وهو ينظر لها بحقد وتوعد
تحدثت سيدة كبيرة وهي تنظر لجعفر وتقول:ليه كدا بس يا ابني تعمل في أمك كدا دي ست كبيرة
جعفر:مش أمّي … دي مستحيل تكون أمّ … دي قا.تله
صُدم الجميع بينما أكمل جعفر بصراخ وهو يقول بغضب:دي تقـ.ـتل القتـ.ـيل وتمشي في جنازته … الست دي كانت شريكة في قتـ.ـل أمي وأبويا في يوم واحد … اللي بتدعيّ المسكنة دي قا.تلة … خطفتني انا واختي وفرقت بين أربع أخوات .. اللي
قدامكوا دي قا.تلة وسحارة .. بتاعت أعما.ل وتحضير جا.ن … الشقه فوق أهي اللي جواها يثبتلكوا وقال ايه جايه بكل بجاحه تقولي الشقه شقتي … الست دي هي السبب الرئيسي في اللي انا فيه دلوقتي … حرمتني من التعليم ومن كل حاجه من أبسط حقوقي كإنسان … وبدل ما تطلع واحد محترم على الأقل طلعت بني آدم انا مش عايزُه … خلتني واحد غير اللي انا كنت عايزُه وكل اللي انا واخواتي فيه هي السبب الرئيسي فيه
حركت رأسها برفق وهي تقول نافية ما قاله:محصلش
صرخ بها جعفر وقال:كدابة … حصل والناس كلها شاهدة على كدا وأعترفوا عليكي … تعرفي الحاجه الصح اللي علمتيهاني ايه هي
أقترب منها قليلًا وقال:إني ممدش أيدي على حُرمة
تحدثت السيدة بعتاب وهي تقول:إخس عليكي صدمتينا فيكي
مسح جعفر على وجهه وبدء الجميع يتهمها وأصبح الجميع ضدها في أقل من دقيقة، تحدثت مها وهي تقترب وتقف بجانب جعفر قائلة:انا عايزه الحريم اللي واقفه دي كُلها تشوف شُغلها … عيزاكوا تزفوها … عشان الحكومة زمانها في الطريق دلوقتي
أقتربت النساء منها وهن يقومن بثني أكمام جلبابهن ومن ثم هجمن عليها تحت أعينهم، نظر جعفر حوله وللأعلى وهو يرى سعادة أهل حارته بهِ ونظرات الرضا النابعة من أعينهم لهُ
العاشرة مساءًا
عدة طرقات على باب المنزل، لحظات واقترب جعفر وفتح الباب وكان الطارق صلاح، تحدث صلاح بعدما جلس معه وقال:خير يا جعفر طلبت تشوفني ليه
نظر لهُ جعفر وقال:تشرب ايه الأول
صلاح:لا مش عاوز
جعفر:وانتَ ضيف في بيتي يا صلاح
زفر صلاح وقال:قهوة
نهض جعفر وقال:دقيقه وراجعلك
تركه جعفر ودلف للداخل وظل صلاح جالسًا ينتظره، دلف جعفر للمطبخ وقال:أعملي قهوة لصلاح
نظرت لهُ بيلا وقالت بعدما أستدارت بكامل جسدها إليه:مالك يا جعفر … متغير من ساعة ما جينا في ايه
جعفر بهدوء:مفيش حاجه
بيلا:لا فيه … مخبي عليا ليه طيب
نظر لها جعفر وقال بهدوء:حليم
تبدلت معالم وجهها في لمح البصر وصمتت بينما كان هو ينظر لها بهدوء دون أن يتحدث، تحدثت بيلا بترقب وقالت:عمل حاجه مش كدا
حرك جعفر رأسه برفق ولم يتحدث ولكن تركها وخرج إلى صلاح تحت هدوء بيلا وصدمتها وخوفها مما هو قادم، بينما خرج جعفر لصلاح وجلس مره أخرى وقال:منور يا صلاح
نظر لهُ صالح وقال:خير يا جعفر صوتك مش مريحني
أمسك جعفر هاتفه ونظر بهِ قليلًا قبل أن يُعطيه لصلاح الذي أخذه منه وقرأ الرسائل بذهول وصدمه تحت نظرات جعفر الهادئة، نظر لهُ صلاح بعد لحظات وقال بهدوء وصدمه:دا حليم … يعني اللي كنت خايف منه حصل
جعفر:انتَ عارف طبعًا ايه اللي ورا هدوءي دا
صلاح:حقك … مفيش واحد هيقبل الكلام دا لا على نفسه ولا على مراته
نظر جعفر أمامه بحده وغضب بينما وضع صلاح الهاتف على الطاولة أمامه ونظر لجعفر وقال:دا بس اللي بعتُه ولا بعت صور
جعفر:دا بس اللي بعتُه … وانتَ عارف كويس أوي إن مهما حصل مينفعش أقول لبيلا الكلام دا
صلاح بهدوء:دا أكيد طبعًا … انا اخويا غلطان وغلطُه كبير وانتَ من حقك تعمل اللي انتَ عاوزُه
نظر لهُ جعفر وقال:حلو أوي الكلام دا … يبقى محدش يزعل من اللي هيحصل
صلاح:وانا مش هزعل … انا شخصيًا لو مكانك مش هسكوت مهما حصل
زفر جعفر دخان سيجارته وقال:حلو … هتيجي معايا الصعيد بكرا
صلاح بصدمه:بكرا
حرك جعفر رأسه برفق ونظر لهُ وقال:على الفجر تكون جاهز … عشان انا مش هحل الموضوع دا من هنا … انا هعمل بالأصول واروح لكبيرُه … ولو الكبير معملش حاجه أعمل انا
صمت صلاح قليلًا ثم قال:ماشي … ولو أبويا معملش حاجه انا هوديك للكبير التاني دا بقى أشد من أبويا وحقاني جدًا ولو ليك حق هيجبهولك من عين التخين
حرك جعفر رأسه برفق وقال:حلو أوي … معادنا الفجر
حرك صلاح رأسه برفق وخرجت بيلا في هذه اللحظة وهي تحمل صينيه متوسطه الحجم ووضعتها على الطاولة ونظرت لصلاح وقالت:أزيك يا صلاح
جلست بجانب جعفر ونظر لها صلاح وقال:الحمد لله طمنيني عليكي
حركت رأسها برفق وهي تقول بأبتسامه خفيفه:كويسه الحمد لله أزهار أخبارها ايه معرفش عنها حاجه بقالي فترة
صلاح:كويسه الحمد لله
بيلا بأبتسامه:إوعى تكون لسه بتضايقها
أبتسم صلاح وقال:لا خلاص بقى اللي فات مات
بيلا بأبتسامه:ربنا يهدي سركوا
أبتسم صلاح ونظر لجعفر ثم لها وقال:سيبك من كلام الناس يا بيلا وخليكي مع جوزك … شوفي الشويه اللي قعدتهم معاه دول بينولي إنه راجل بجد وجدع ويسلك في أي حاجه متديش راسك للناس طالما انتِ مرتاحه معاه ومبسوطه خلاص … وبعدين ما المكان حلو أهو والشقة ما شاء الله حلوه
بيلا:زي ما في ناس هنا كويسين يا صلاح في ناس وحشين وخرابين بيوت
صلاح:أديكي قولتيها … وبعدين طول ما أنتوا مش مدينهم وش هما هيتضايقوا أكتر ويسكتوا
جعفر:اللي هنا يا صاحبي مبيجوش غير بالعين الحمراء
خرج هاشم وهو يقول:بتناديني يا زوول
تحدث جعفر وهو ينظر أمامه قائلًا:مش انتَ يا ابن الجزمة وادخل جوه
هاشم:ما انتَ ابن جزمة زيي
ألتفت إليه جعفر بحده فدلف هاشم سريعًا وضحك صلاح بخفه ونظر لجعفر الذي اعتدل بجلسته وقال:دا أخوك
حرك جعفر رأسه برفق فخرج هاشم مره أخرى وهو يقول بأبتسامه:أصغر منه بسنة وانتَ مين بقى صاحبه
أغمض جعفر عيناه وهو يصق على أسنانه بينما نظر لهُ صلاح بأبتسامه وقال:لا انا إبن عم بيلا
هاشم بأبتسامه:بجد … شبه بعض تعرف لو كنتوا أتجوزتوا كنتوا هتبقوا كابل هايل
نهض جعفر وهو يُطفئ سيجارته واقترب من هاشم الذي دلف سريعًا وقبل أن يُغلق الباب منعه جعفر وابتعد هاشم سريعًا ونظر لهُ جعفر بعدما أقترب منه وتحدث بهدوء ونبرة تحمل الغضب وهو يصق على أسنانه بقوه قائلًا:يمين بالله لو ما أتلميت وقعدت زي الجزمة لوريك سواد
هاشم:طب مش بذمتك لو كانوا أتجوزوا كانوا هيبقوا حلوين
جعفر بحده وغضب:هاشم … أتلم أحسنلك وحط لسانك جوه بوقك عشان انا مش طايق نفسي
هاشم:ليه بس يا زوول مين زعلك قولي
نظر لهُ جعفر للحظات قبل أن يتركه ويخرج بضيق تحت نظرات هاشم الذي كان مُتعجبًا للغاية
مر الوقت حتى دقت الواحدة بعد منتصف الليل
خرجت مها من غرفتها وذهبت للمطبخ كي تُعد لهم السحور بنفسها، خرج جعفر من غرفته وأغلق الباب خلفه وذهب للمطبخ ورأى مها تُقطع الخضراوات فدلف وهو يقول:هنتسحر من أيدك النهاردة ولا ايه
ألتفتت إليه مها وأبتسمت وعادت تُكمل تقطيع الخضراوات وهي تقول:اه موحشكش أكلي ولا خلاص خدت على أكل بيلا
وقف جعفر بجانبها وارتشف القليل من الماء ووضع الكوب أمامه ونظر لها وقال بأبتسامه:وانا أقدر برضوا … دا انا فرحت
نظرت لهُ بطرف عينها وابتسمت قائلة:مش عاجبني من ساعه ما شوفتك يا جعفر … حساك متغير ومش جعفر اللي انا عرفاه … جعفر اللي كان أول ما يشوفني يضحك على طول … كان كل ما يشوفني يرخم عليا ويضايقني … جعفر كان بيعمل حاجات كتير أوي مش شيفاها دلوقتي … مالك يا جعفر
نظر جعفر للجهة الأخرى ولم يتحدث بينما قالت هي:أول مره أسألك السؤال دا … ايه اللي مزعلك أوي كدا دا انتَ مكنتش كدا جعفر كانت أي حاجه تزعله يضحك وكأن مفيش حاجه … ايه اللي حصلك دلوقتي يا جعفر … ايه اللي مزعلك كدا
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول بهدوء:مفيش حاجه
نظرت لهُ مها وقالت:لا في … في وبتكدب عليا وانا متعودتش عليك وانتَ بتكدب … انا مش غريبه يا جعفر انا أختك يعني مفيهاش حاجه لما تحكيلي اللي مضايقك متخافش .. مش هطلع سرك برا يعني
أردفت بجملتها الأخيرة وهي تنظر لما تفعله وتبتسم بخفه بينما نظر هو لها وقال:مش حكاية كدا انتِ فهمتي غلط … انا اللي مش عارف أحكي يا مها … على قد زعلي على قد ما انا حاسس بالحيرة لأول مره مش عارف أعمل ايه ولا ايه ولا ايه … وحاسس إني مأثر مع بيلا لا بتنزل الجامعة ودي أخر سنة مش عايز أضيعها وكل دا بسبب الزفت الفلوس
مها:حاول تهدى وتفكر واحده واحده وتلاقي حل لكل مشكلة … يعني دور على شُغل مش كل الشُغل بيتطلب شهادة أشتغل أي حاجه يا سيدي الشُغل كتير أوي بس انتَ مدورتش … شوف انتَ شاطر في ايه وأبدأ أشتغل فيه بس تكون فلوسها حلوه عشان تكفي مراتك ومصاريفها ومتشغلش بالك بيا انا واخواتك
نظر لها وقال بعدم رضا:أزاي يعني أنتوا مش أخواتي برضوا
نظرت لهُ مها وقالت:ياض أسمع للآخر وبلاش همجيه .. لو فكرت فيها لا جنة ولا هاشم بيقعدوا هنا كتير وطول الوقت برا زي ما انتَ عارف ومش زينا متنساش حاجه زي دي وانا التدريب اللي بنزله كل أسبوع دا باخد عليه مرتب بسيط يكفيني يعني محلوله بس انتَ اللي مش شايف دا وبعدين انا معتمدة على نفسي متقلقش وحاسه بقيمة الجنية اللي بصرفه … لازم كلنا نشتغل ونتعب ونطور من نفسنا انتَ يا حبيبي بكرا ربنا يرزقك بعيل واتنين هيبقى محتاج مصاريف برضوا ومسير بيلا تشتغل وتساعدك في مصاريف البيت ومتقوليش لا مش هخليها تشتغل
جعفر:لا طبعًا مين قالك كدا … حرام برضوا هي تتعلم طول السنين دي وأهلها يصرفوا عليها عشان أجي انا في الآخر واقولها لا مفيش شغل لا طبعًا … من حقها تشتغل على الأقل شغلانتها مضمونه
مها:بالظبط كدا وأيدك في أيديها تعيشوا عيشه حلوه ومرتاحه وتأمنوا مستقبل طفل قدام … بُص يا جعفر نصيحة من أختك ليك يا حبيبي … اليوم اللي تحمد ربنا عليه وتنساه خالص كأنك متعرفهوش وفكر في بكرا بكرا أهم من النهاردة
زفر جعفر بهدوء واستند بيديه على سطح الرخام وصمت للحظات بينما نظرت لهُ مها بطرف عينها وعلمت بأنه يُفكر في حديثها
في منزل صلاح
كان صلاح يُعد السحور بدلًا من أزهار التي دلفت وهي تقول بصوتٍ ناعس:مصحتنيش ليه يا صلاح عشان أقوم أحضر السحور
نظر لها صلاح وأبتسم قائلًا:مرضتش أصحيكي مخصوص يعني عشان تقومي تحضري السحور قولت بما إن انا صاحي أحضره انا
أبتسمت أزهار ووضعت يدها على بطنها عندما شعرت ببعض الألم بينما لاحظ صلاح وقال:في ايه يا أزهار انتِ كويسه
أزهار بألم:بطني وجعاني من الصبح معرفش في ايه
صلاح:طب مخدتيش مُسكن بعد ما فطرتي ليه
أزهار:مينفعش يا صلاح
نظر لها صلاح وهو يقول:هو ايه اللي مينفعش انتِ عبيطة يا بنتي
تحرك صلاح كي يجلب المُسكن ولكن أوقفته أزهار وهي تقول:ما انا عارفه السبب
وقف صلاح ينظر لها للحظات قبل أن يقول:اه … خلاص فهمت
نظرت لهُ أزهار وقالت:لا طبعًا مش السبب دا
عقد صلاح حاجبيه وقال بعدم فهم:أومال ايه السبب
نظرت لهُ أزهار بعدما أبتسمت ووقفت أمامه وقالت:عايز تعرف
صلاح:أيوه ما انتِ بتقولي مش السبب اللي جه في دماغي أومال ايه بقى
أخرجت الجهاز الصغير من جيبها ورفعته أمام وجهه وهي تقول بأبتسامه:مفاجئه
نظر لهُ صلاح وسمعها تقول بأبتسامه وسعادة:حامل
نظر لها صلاح للحظات وهو لا يستطيع أن يستوعب شئ مما حدث منذ لحظات، تحدث صلاح بذهول وهو يقول:حامل أزاي
نظرت لهُ أزهار وقالت بذهول:يعني ايه حامل أزاي
صلاح:حامل أزاي انا كنت ناوي أخدك ونسافر الصعيد
نظرت لهُ للحظات قبل أن تتلاشى أبتسامتها وقالت:أمتى الكلام دا
صلاح:بعد الفجر
أزهار:متهزرش يا صلاح
صلاح:مبهزرش والله … مسافر الصعيد مع جعفر .. حليم أخويا عملها وجعفر شايط على الآخر وماسك نفسه بالعافية وناوي يقعد يتكلم مع بابا ولو ملقاش منه رّد فعل هوديه للكبير
أزهار بقلق:يا ستار يارب … يارب يعديها على خير
صلاح:ربنا يستر … المهم خلي بالك من نفسك
ثم أبتسم بسعادة وقال:حامل بجد ولا بتضحكي عليا
نظرت لهُ أزهار وقالت:وهو تيست الحمل هيهزر … مكدبش عليك انا لازم أتأكد أكتر بتحليل الدم .. التيست دا مش كفاية
صلاح:طب وبعدين
فكر قليلًا قبل أن يقول:هقولك على حاجه
نظرت لهُ بإهتمام وقال هو:انا ممكن أخلي أخت جعفر تروح معاكي
أزهار برفض:لا يا صلاح مش لازم انا هروح لوحدي
صلاح:لا يا أزهار انا هفضل قلقان عليكي وانتِ لوحدك .. هو أكيد مش هيقول حاجه وهي كويسه جدًا بيلا بتشكر فيها … لازم يا أزهار صدقيني مش هيقولوا حاجه
صمتت أزهار للحظات ثم نظرت لهُ وقالت بهدوء:ماشي
في منزل جعفر
سمع جعفر رنين هاتفه من الخارج أثناء ما كان يُساعد شقيقته بوضع الصحون فذهب للغرفة واقترب من الطاولة ورأى المتصل صلاح فأخذ الهاتف وأجابه وهو يخرج للشرفة قائلًا:أيوه يا صلاح
صلاح:أزيك يا جعفر
جعفر:تمام خير في حاجه ولا ايه
صلاح:انا كنت عايز أطلب منك طلب بس مُحرج
جعفر:ليه يا عم أحنا مش أغراب يعني انتَ في مقام أخويا يعني
صلاح:تسلملي والله … انا كنت عايز بس مها أختك تقعد مع أزهار الكام يوم اللي هكون معاك فيها في الصعيد لأنها حامل والمفروض هتروح الصبح تعمل تحليل دم عشان تتأكد من الحمل ومش عايز أسيبها لوحدها بقلق عليها
جعفر:تمام مفيش مشكلة هقولها واجيبها معايا وانا جايلك
صلاح بأبتسامه وإحراج:انا مش عارف أقولك ايه والله انا مُحرج جدًا
جعفر بأبتسامه:متقولش كدا يا عم وأهو يسلوا بعض كدا كدا مها قاعدة لوحدها
أبتسم صلاح وقال:خلاص طالما كدا يبقى مفيش مشاكل هستناك
جعفر:تمام
أغلق معه صلاح ونظر لأزهار وقال بأبتسامه:مش قولتلك مش هيقول حاجه … هيجيبها وييجي على الفجر عشان نتحرك
حركت رأسها برفق وقالت:طب جهز السحور بقى الوقت بيعدي
نظر لها صلاح وقال بأبتسامه:طيب يا ستي متزوقيش كدا
خرج صلاح ونظرت هي لهُ بأبتسامه وحركت رأسها بقله حيله
الرابعة والنصف فجرًا
تحدث جعفر وهو يُمسك بيد الحقيبة قائلًا:ما يلا يا بيلا انتِ ومها
خرجت مها ويليها بيلا بينما نظر لهما جعفر وقال:طول ما أنتوا الاتنين مع بعض مش هنعمل حاجه
مها:ونعمة الأخوة يا ابن أمي وأبويا
جعفر:يلا بقى بطلي رغي
دفعها برفق فنظرت هي لهُ وقالت:قليل الذوق
نظر لها جعفر بعدما خرجت بيلا وقال بهدوء وهو يصق على أسنانه:لولا الناس نايمة كنت دعكتك دلوقتي
مها:انتَ بوق ياض انتَ
خرج جعفر وأغلق الباب خلفه وهو يقول:صبرني يارب
سارت بيلا بجانب مها وكان جعفر خلفهما وتحدثت بيلا قائلة:أنتوا الاتنين قط وفار
مها بأبتسامه:انا وهو كدا دايمًا لو محدش فينا ضايق التاني يبقى زعلان منه
نظرت لها بيلا وقالت بأبتسامه:بتحبيه أوي كدا
أتسعت أبتسامه مها وألتفتت لجعفر تنظر لهُ والذي كان يسير خلفهما بهدوء وهو ينظر للأرض ثم عادت ونظرت لبيلا وقالت:جعفر مش بس أخويا الكبير يا بيلا … جعفر أب ليا عمل معايا حاجات كتير أوي مقدرش أنساها … طيب أوي والله وحنين فوق ما تتخيلي بس اللي مر بيه مكانش قُليل … والظروف اللي اتحط فيها خلته جعفر تاني خالص .. بيحبك أوي على فكرة عُمره ما حب حد قد ما حبك ومش بقولك كدا عشان انا أخته وهو أخويا وهحليه في عيونك بس انا بقول اللي شوفته منه … كل اللي بيعمله عشانك كفيل يبينلك حُبه ليكي انا عايزه واحد زيه وبس نسخة منه
نظرت بيلا أمامها وقالت:رغم أن كل اللي حواليا بيحاولوا يخلوني اشوفه بصوره تانيه بس بحس أن في حاجه منعاني … يمكن عشان كنت حاطه إني هاخد واحد شبهي ونفس مقامي ودا مش تقليل من جعفر … انا يمكن دلوقتي أكتشفت أن تفكيري كان غلط … جعفر طلع أحسن من مليون راجل وانا فخورة بيه وميهمنيش كلام الناس … أكتشفت أن كلام الناس مؤذي وبيبوظ بيوت كتير أوي وعشان كدا أول خطوة خدتها مسمعش لكلام الناس واللي أسمع منه بس هو جعفر لأن الحقيقة عنده ومش هيقدر يكدب عليا لكن هما يقدروا
نظرت لها بيلا وقالت بأبتسامه:انتِ يا يختك بيه عشان أخوكي … وانا يا بختي بيه عشان جوزي
مها بأبتسامه:طب مبتقوليش الكلام دا قدامه ليه مكسوفه ولا ايه
نظرت لها بيلا وحركت رأسها برفق وهي تقول بأبتسامه:أكيد لا هو اللي حظه وحش
سمعته وهو يسير بجانبها ويقول:سمعت كل حاجه متقلقيش
نظرت لهُ بيلا ومعها مها التي أبتسمت أكثر وقال جعفر بعدما نظر لهما بأبتسامه:وانا يا بختي بيكوا عشان أنتوا في حياتي
أبتسمت كُلًا منهما وساد الصمت بينهم للحظات قبل أن تقطعه مها قائلة:هما ساكنين بعيد
حركت بيلا رأسها نافية وهي تنظر لها وقالت:لا نص ساعة ونكون عندهم
في إحدى الغابات المليئة بالأشجار
كانت جنة تقف خلف شجرة من الأشجار الضخمة وهاشم على الجهة الأخرى ينظران حولهما بعينان حمراوتان وبشرة شاحبة وأنيا.ب بارزه ينتظران فريستهما، نظر هاشم حوله بهدوء وركض بسرعته الفائقة ووقف بجانب جنة وقال:سامع صوت الفريسة بتقرب
تحدثت جنة وهي تنظر حولها بترقب وهي تقول:بعيدة ولا قريبة
تحدث هاشم وهو يستمع لصوت خطواتها قائلًا بأبتسامه جانبيه خبيثة:بتقرب
نظر هاشم للجهة الأخرى ورأى غزالة صغيرة تسير بهدوء بين الشچيرات فنظر لجنة بسعادة ثم نظرا لها وقال هاشم بهمس وهو ينظر لها:فريستنا وقعت تحت أيدينا خلاص
أشتمت جنة رائحة الد.ماء وأصبحت عيناها أكثر دكونة وقالت بعدما لم تعُد تُسيطر على نفسها:مش قادرة أستنى أكتر من كدا
ما إن أنهت حديثها هجمت عليها بسرعتها الفائقة ويليها هاشم الذي قال:مش هسيبهالك المره دي يا جنة
هجما كلًا منهما على الغزالة التي شعرت بحركة غير عادية ومن ثم ركضت سريعًا هاربه منهما بينما لحقا بها وتحدثت جنة وهي تركض خلفها بسرعتها الفائقة وهي تقول:مش هتفلتي من أيدي المره دي
سبقها هاشم تحت نظراتها وأستطاع أصطياد الغزالة الصغيرة المسكينة ونظر لجنة التي وقفت أمامه وهي تنظر لهُ وقال بأبتسامه بعدما أحكم قبضته على الغزالة:مش هسيبهالك المره دي يا جنة
جنة:دي بتاعتنا
هاشم:بتاعتي انا بس … أحنا متفقناش على أننا هنتقاسمها
أصبحت عيناه أكثر دكونة ومن ثم أبتسم بجانبيه وغرز أنيا.به بها تحت عينان جنة التي حركت رأسها يمينًا ويسارًا وهي ترى الد.ماء تدفق منها وقالت:وانا مش هسيبهالك يا هاشم
هجمت عليه جنة ودفعته بقوة أبعدته عنها وهي تنظر لهُ ومن ثم غرزت أنيا.بها بعنقها وهي ترتشف الد.ماء بشراهه
كان هاشم سيقترب منها ويُبعدها ولكنه توقف فجأه عندما سمع صوت خطوات قريبة منهم وعلم بأنها فريسة جديدة، سار بهدوء وهو يترقب خطواتها بهدوء، بينما أنتهت جنة ونهضت وفمها مُلطخ بالد.ماء نظرت لهاشم الذي كان ينظر بمكان مُعين واقتربت منه وهي تمسح الد.ماء من على فمها وهي تقول:شامه ريحة الفريسه الجديدة
نظر لها هاشم وقال:دي بتاعتي المره دي
نظر للجهة الأخرى مره أخرى وهو يستمع لصوت الخطوات يقترب وقال:فريستين مش فريسه واحده
نظرت لهُ جنة وقالت بسعادة وخبث:كدا أحلوت أوي
نظر لها هاشم وقال:للي يلحق
ركض بسرعته الفائقه بينما نظرت هي لهُ ومن ثم ركضت خلفه سريعًا وهي تقول:مش هسيبهوملك يا هاشم بتحلم
في منزل صلاح
دق الباب وذهب صلاح وفتحه وقال:تعالوا
دلف جعفر وخلفه بيلا ومها وهو يقول:جاهز ولا لسه
صلاح:جاهز وقاعد مستنيك
خرجت أزهار من الغرفة واقتربت منهم وهي تقول بأبتسامه:أهلًا وسهلًا نورتوا
اقتربت من بيلا وعانقتها وهي تقول بسعادة:وحشتيني أوي يا بيلا
عانقتها بيلا أيضًا وقالت بأبتسامه:وانتِ أكتر يا حبيبتي والله مشوفتكيش بقالي كتير
أبتعدت أزهار وهي تنظر لها بأبتسامه وقالت:نعمل ايه بقى البركة في صلاح حابسني طول اليوم ومانعني أنزل
نظر لها صلاح بذهول وأشار على نفسه وهو يقول:انا
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ وقالت:أكدب قدامهم بقى بُصي يا بيلا الكدب باين في عنيه أزاي
نظر صلاح لجعفر وهو مازال مصدومًا وقال:يا نهار اسود على كدب الستات ولؤمُهم قسمًا بالله كدابة
أزهار:لا هي هتصدقني عشان عارفه
صلاح:عارفه ايه يا ولية يا سوسه انتِ عايزه تلبسيني مصيبة وخلاص
أزهار:اه هو انا كيفي كدا يا صلاح
بيلا:خلاص أهدوا وصلوا على النبي انتَ كداب يا صلاح
نظرت لهُ أزهار بأبتسامه نصر بينما نظر صلاح لبيلا التي غمزت لهُ وقالت:أي خدمة يا ستي أديني واقفه في صفك أهو
ضمتها أزهار وهي تقول بأبتسامه:حبيبتي تسلميلي
أبتعدت أزهار مره أخرى وقالت بيلا وهي تنظر لها:دي بقى مها أخت جعفر
مدّت يدها لها وهي تنظر لها وقالت بأبتسامه:عامله ايه
مدّت مها يدها وهي تُصافحها قائلة بأبتسامه:تمام الحمد لله
صلاح:مها هتفضل معاكي لحد ما نرجع يعني نكون عاقلين ومنتعبش الناس معانا ها
أردف بكلماته الأخيرة بتحذير وهو ينظر لها بينما تلاشت أبتسامتها وألتفتت إليه ونظرت لهُ قائلة:قصدك ايه يا صلاح
أبتسمت مها وهي تنظر لهما بينما قال صلاح وهو يأخذ حقيبته وينظر لها:مقصديش حاجه … يلا يا جعفر عشان نمشي
اقترب جعفر من مها وقال:تعالي عايزك
أخذها جعفر وخرج للشُرفة برفقتها ووقف أمامها ونظر لها قائلًا:انا مش محتاج أوصيكي طبعًا
نظرت مها للجهة الآخرى وهي تقول بحزن:بس بجد عشان انا مضايقه ومخنوقه
جعفر بحنان:انا عارف إنك زعلانه مني عشان مقعدتش معاكي الوقت الكافي بس وعد والله أول ما أرجع هفضل على قلبك ليل نهار لحد ما تزهقي مني
مها بدموع:انا بجد محتاجاك جنبي يا جعفر كل ما الاقيك تمشي
مدّ يديه ومسح دموعها بأطراف أصابعه وقال بحنان:انا عارف بس المره دي غصب عني والله الموضوع كبير يا مها انتِ عارفه يعني ايه كلام زي دا على مراتي يتبعتلي واسكت عليه … لازم أروح عشان دا مهما كان شرفها وشرفي في نفس الوقت وانتِ عارفه أنا مبسكوتش مهما حصل الموضوع أكبر من ما تتخيلي … انا هسافر كام يوم وهاخدها معايا هحاول أخلص الموضوع دا بسرعه واجيلك بس ادعيلي عشان حاسس إنها هتعقرب معايا
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ وقالت:انتَ من غير ما تقولي أكيد هدعيلك … انا فاهمه وعارفه أن الموضوع حساس وفارق بالنسبالك … طول عمرك مبتقبلش كلمه على حد يخُصك
جعفر:أديكي قولتيها … عشان يخُصني واللي يخُص جعفر ميتجابش سيرته بكلمه متعجبهوش
نظرت لهُ مها بدموع وقالت:خلي بالك من نفسك يا جعفر
مسح دموعها بأطراف أصابعه وأبتسم وهو ينظر لها وقال:متخافيش عليا انا هبقى كويس .. أهم حاجه تخلي انتِ بالك من نفسك ولو أحتاجتي حاجه عرفيني وانا هبعتلك هاشم وجنة
حركت رأسها برفق وسمع هو صلاح يتعجله من الخارج فنظر لها وقالت هي بأبتسامه وهي تفرد ذراعيها بالهواء:هات حضن طيب
أبتسم جعفر وضمها لأحضانه وبادلته هي عناقه وطبع هو قُبلة على رأسها وقال:هتوحشيني أوي يا مها
أغمضت عينيها كي لا تسقط دموعها من جديد وقالت بأبتسامه:وانتَ كمان هتوحشني أوي يا قلب مها
أبتسم جعفر وربت على ظهرها بحنان وقال:انا لازم أمشي دلوقتي
رفعت رأسها ونظرت لهُ وقالت:حاسه إني مش عايزه أسيبك
طبع قُبلة على جبينها وقال:والله ولا انا بس لازم … هخلص الموضوع بسرعه واجيلك على طول ووعد هفضل جنبك على طول بعدها مش هسيبك تاني … اتفقنا
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بأبتسامه، خرج جعفر وخلفه مها واقترب من صلاح وبيلا وقال:يلا بينا
صلاح:انا فهمت أزهار كل حاجه ومتقلقيش يا مها أزهار طيبة وهتحبيها بسرعه
بيلا بأبتسامه:وانا كمان بأكد كلام صلاح
أبتسمت مها ونظرت لأزهار التي نظرت لها وأبتسمت أيضًا بينما ودعوهما وذهبوا، جلس صلاح بمقعد السائق وأغلق باب السيارة وأدار سيارته وتحرك في طريقه إلى الصعيد، تحدث صلاح وهو ينظر للطريق قائلًا:هي عمتي هناء تعرف إن أحنا رايحين
جعفر:لا … حبيت أعملهالها مفاجئة
زفر صلاح بهدوء وقال:علي البركة
في اليوم التالي
دقت الساعة الثامنة مساءًا
كانت هناء تجلس وهي تضع يدها على خدها وعزيزه تجلس معها تُشاهد التلفاز وعبد المعز وحاتم يُراجعان حسابات الأرض، اقتربت منهم بهيرة وهي تقول:محدش عاوز يشرب حاچه
عبد المعز:تسلمي يا بتي أجعدي أرتاحي كفاية عليكي أكده
كانت ستجلس بهيرة ولكن سمعت طرقات على باب المنزل فوضعت الحجاب على رأسها واقتربت من الباب وفتحته وشهقت بصدمة وقالت:صلاح
أرتمت بأحضانه بسعادة بينما ضحك هو وضمها لأحضانه وهو يقول:براحه عليا عاد يا بت هتموتيني
نهضت عزيزه ومعها هناء وعبد المعز وحاتم وهم ينظرون لهُ، نظرت هناء لبيلا بصدمه ودموع واقتربت منها سريعًا وعانقتها بقوه وهي تقول بسعادة كبيره:بيلا … وحشتيني أوي يا حبيبتي
عانقتها بيلا بسعاده وأدمعت عيناها وهي تقول:وحشتيني أوي يا ماما
طبعت هناء قُبلة على خدها وهي تُربت على ظهرها بحنان وتقول:انتِ أكتر يا قلب ماما فرحتيني أوي يا نور عيني
طبعت بيلا قُبلة على رأسها بينما نظرت هناء لجعفر وقالت بأبتسامه سعيده:حبيبي
اقترب منها جعفر وعانقها بعدما إبتعدت بيلا بينما ربتت هي على ظهره وهي تقول:وحشتني أوي يا حبيبي عامل ايه يا ضنايا طمني عليك
ربت جعفر على ظهرها بحنان وقال بأبتسامه:وانتِ كمان يا هنون وحشتيني أوي
إبتعد جعفر وهو ينظر لها بأبتسامه بينما نظرت لهما هناء وقالت بنبرة سعيده:فرحتوني أوي انا مش مصدقة والله حاسه إني في حلم
هناء بأبتسامه:أحلى مفاجئة يا حبايب قلبي تعالوا
رحبوا بهم ودلفوا وجلست هناء وأجلست بيلا على يمينها وجعفر على يسارها ونظرت لهما بأبتسامه، عبد المعز بأبتسامه:نورتوا يا حبايبي
بيلا بأبتسامه:بنورك يا خالو
عبد المعز بأبتسامه:حبيبت خالها
جعفر بأبتسامه:بنورك يا عمي
تجاهله عبد المعز ووجه حديثه لصلاح وقال:الله انتَ مش جولتلي إنك چاي انتَ وبيلا
نظر جعفر لهُ قليلًا نظره ذات معنى ثم نظر لبيلا التي شعرت بالإحراج ونظرت لوالدتها التي لا تعلم ماذا تفعل، تحدثت بيلا بعدما حمحمت بحرج وقالت وهي تنظر لخالها:لا يا خالو صلاح قالك إن انا وهو وجعفر جايين
أعتدل عبد المعز بجلسته ونظر لها وقال:مسمعتش يا بت خيتي
تمنت لو الأرض تنشق وتبتلعها من قمة إحراجها، نظرت لهناء التي نظرت لها ثم لجعفر الذي ربتت على قدمه برفق وهي تقول بخفوت:معلش أمسحها فيا انا حقك عليا
زفر جعفر ونظر للجهة الأخرى وهو يُحاول التحكم بغضبه، نزل حليم من الأعلى وهو ينظر لبيلا التي كانت جالسة وتنظر بعيدًا، لمحه جعفر ونظر لهُ وتفاجئ حليم ولكنه أنقذ نفسه وأكمل، بينما نظروا لهُ جميعًا وقالت عزيزه وهي تنظر لهُ:ايه يا ولدي مهتچيش تسلم على أخوك وبت عمتك وچوزها
نظروا لهُ بينما صق هو على أسنانه بغضب وهو ينظر بحقد لجعفر الذي كان جالسًا وهو يستند بمرفقيه على قدميه وينظر لهُ نظره ذئب لفريسته، أقترب من جعفر ووقف أمامه ومدّ يده لهُ دون أن يتحدث ولكن ينظر لهُ فقط بينما رفع جعفر رأسه برفق وهو ينظر لهُ نظره غاضبه ومتوعده، نهض وهو ينظر لهُ وكان الجميع ينظر لهما وفهم صلاح سبب إمتناع جعفر عن مصافحته لشقيقه وكذلك بيلا التي كانت تشعر بالقلق، تحدثت هناء وهي تنظر لجعفر قائلًا:يا جعفر … سلم على حليم يا ابني ماددلك أيده
عبد المعز:معاوزش كمان يسلم على ولدي ايه يا هناء في ايه
نظرت هناء لهُ بتوتر وهي لا تعلم ماذا تقول بينما تحدث جعفر وهو ينظر لحليم قائلًا:عيزاني أمد أيدي اسلم على واحد بيشكك في شرف مراتي
نظرت لهُ هناء بصدمه وهي تقول:ايه … حليم
تحدثت هناء وهي تنظر لجعفر قائلًا:يا جعفر … سلم على حليم يا ابني ماددلك أيده
عبد المعز:معاوزش كمان يسلم على ولدي ايه يا هناء في ايه
نظرت هناء لهُ بتوتر وهي لا تعلم ماذا تقول بينما تحدث جعفر وهو ينظر لحليم قائلًا:عيزاني أمد أيدي اسلم على واحد بيشكك في شرف مراتي
نظرت لهُ هناء بصدمه وهي تقول:ايه … حليم
تحدث جعفر بحده وهو ينظر لحليم قائلًا:أيوه حليم … حليم اللي مش راجل ومشافش ريحة التربية
صرخ بهِ حليم بغضب وهو يُمسكه من ياقه قميصه قائلًا:مين دا اللي مش راچل طلاج تلاته ما حد يعرف يعني ايه رچوله غيرك
تدخل حاتم وصلاح وبيلا وهم يبعدون حليم عنه، أبعد صلاح وحاتم حليم عنه وهما يُعنفانه بينما بقيت بيلا مع جعفر تمنعه من إرتكاب خطأ كبير سيندم عليه فيما بعد وهي تنظر لهم وتوترت الأجواء، تدخل عبد المعز وهو يقول بحده وصرامه:أني ولدي زينة الرچاله ومتربي زين الدور والباجي على الناس اللي چايه من ورا الچاموسه إياها
تدخلت هناء وهي تقف أمام جعفر وقالت بحده وغضب:لا يا عبد المعز انا مسمحلكش جعفر دا خط أحمر محدش ينفع يتخطاه .. جعفر دا أبني اللي مخلفتهوش ومتربي أحسن تربية وانا اللي مربياه متغلطش فيه بعد إذنك مهما حصل دا أبني قبل ما يبقى جوز بنتي يعني كرامته من كرامتي يا ابن ابويا وامي وبعدين قبل ما تغلطه غلط إبنك
عبد المعز بغضب:وه انتِ هتصدجي الواد دا ولا إيه أني ولدي متربي زين وفاهم في الأصول كويس جوي وميعملش أكده واصل
تحدث جعفر بأنفعال وهو يقول:لا يعمل ويعمل أكتر من كدا كمان عشان دا مترباش جيت عنده وقصرت في تربيته
صرخ حليم بغضب وهو يقول:راچل غصب عنك وعن اللي خلفوك چرى ايه ياض يمين بالله لو ما حطيت لسانك چوه خاشمك لجطعهولك
جعفر بغضب:دا انا أقطعك انتَ واللي خلفوك وأعبيك في شنط سوده وارميك لكلاب الشوارع ينهشوا في لحمك زي الصعرانين … فاكر شنبك دا مخليك راجل تبقى فاهم الرجولة غلط يا حبيبي
حليم بتوعد:وحياه أمي ما هتخرچ من أهنه سليم
هجم عليه حليم وذهب إليه صلاح سريعًا ومعه حاتم وهما يُبعدانه بينما جذبه حليم من ياقه قميصه وهو يُقسم بأنه لن يتركه بينما كانت بيلا تُمسك بجعفر وتُحاول إبعاده عنه وهي تصرخ بهِ وكان صوتهم عالِ، دفع صلاح حليم بقوه وصمت الجميع فجأه وصرخ بهِ صلاح بقوه وهو يقول:اييييه چرى ايه يا ولد أبوي هتضرب الراچل الغريب في بيتك ولا ايه هي الأصول بتجول أكده برضوا
حليم بحده:يعني انتَ تيچي تركبني أني الغلط وتسيبه هو يغلط عادي
حاتم:خلاص يا صلاح خلاص يا حليم وحدوا الله وصلوا على النبي أكده
مسح صلاح على وجهه وهو يزفر وعم الصمت المكان لحظات قبل أن يسمعوا عبد المعز يتحدث قائلًا وهو يوجه حديثه لجعفر الذي كان واقفًا والغضب يظهر جليًا على معالم وجهه وبيلا تقف بجواره وتمنعه من التحرك:بجولك ايه ياض انتَ من الآخر أكده أني ولدي مبيغلُطش واصل وعُمر ما حد چه أشتكى منِه واصل مهتچيش انتَ تولعها وتمشي أني بجولك أهه روح شوف مين اللي بعتلك الرسايل دي بعيد عن ولدي لأنك مهما تجول أني مهصدجكش خابر ليه عشان انتَ سحنتك دي متطمنش وشكلك مش سهل وحربوء أكده في نفسك
هناء بحده:للدرجادي بنت أختك مش فارقه معاك بيقولك بيتقال على بنت أختك كلام مش كويس
تحدثت بيلا وهي تنظر لخالها بدموع وخذلان وهي تقول:وانا جوزي مش كداب وصادق وانا مصدقاه
ضرب عبد المعز بعصاته على الأرض بقوه وهو يقول بحده:وه وكأنك صدجتيه واشمعنى الرسايل دي هتتبعت دلوج ها بجولك ايه يا هناء الواد دا كداب وبيحور وبيجول أي كلام … خلص الكلام يا خيتي
نظر لهُ جعفر بغضب وحقد وهو يُحرك رأسه برفق عده مرات وبتوعد قبل أن يُبعد يد بيلا عنه ويخرج تاركًا إياهم، نظرت لهُ بيلا وقالت بحزن وخوف وصوتٍ مهزوز:جعفر … أستنى يا جعفر
ركضت بيلا خلفه سريعًا وهي تلحق بهِ تحت نظرات صلاح وهناء وحاتم وبهيرة الحزينة، ألتفتت هناء ونظرت لعبد المعز بدموع، نظره مليئة بالخذلان والحزن وخيبة الأمل، تركتهم وذهبت إلى غرفتها تحت نظراتهم التي كانت تُتابعها بهدوء وحزن بينما خرجت بيلا وركضت خلف جعفر ومن ثم أوقفته وهي تقف أمامه وتُمسك بذراعيه تمنعه من الذهاب وهي تنظر لهُ وتلهث قائلة:سايبني ورايح على فين
نظر لها جعفر وقال بحده وهو يصق على أسنانه:رايح في ستين داهيه تاخدني يكش ترتاحوا
كان سيذهب ولكنها منعته وهي تنظر لهُ وتقول:بعد الشر عليك يا جعفر متقولش كدا انا مقدرش أبعد عنك
نظر لها جعفر وقال:لا تقدري
منعته من جديد وهي تقول:لا مش هقدر انا بحبك ومبحسش بالأمان غير وانا معاك … عشان خاطري انا متزعلش حقك عليا انا
زفر جعفر بقوه وقال وهو ينظر بعيدًا:إبعدي يا بيلا
رفضت بيلا وهي تقول:لا يا جعفر مش هقدر
أغمض عيناه وصق على أسنانه بقوه وقال:إبعدي
حركت رأسها نافيةً وهي تنظر لهُ بدموع وحزن فصرخ هو بها بقوه وغضب وقال:إبعدي بقولك انتِ مبتسمعيش الكلام من أول مرة ليه
دفعها جعفر وأبعدها عن طريقه وذهب بينما تفاجئت هي والتفتت تنظر لهُ بعينان دامعتان وحزن وهي تراه يبتعد تاركًا إياها وحيدة بمفردها تنظر لهُ بعدما سقطت دموعها على خديها بحزن وألم، سقطت على رُكبتيها وجلست على الأرض وهي تبكي بحزن وحُرقة وهي لا تُصدق ما رأته وسمعته وشعرت بالغضب من حليم وعبد المعز الذي بدأت تمقته بشده
في اليوم التالي
كانت تجلس والدموع تسقط بحزن على خديها وهي تضُم قدميها لصدرها وتنظر للفراغ، دلفت بهيرة وأغلقت الباب خلفها وتقدمت منها بهدوء ثم جلست أمامها ونظرت لها للحظات قبل أن تقول:وبعدين يا بيلا … أكده عاچبك يعني لا اتسحرتي ولا نمتي حتى
لم تتحدث بيلا وظلت تنظر أمامها بشرود ودموع فقالت بهيرة:عشان خاطري يا بيلا بلاش تعملي في روحك أكده
نظرت لها بيلا وقالت بغضب:وهو اللي أبوكي عملُه دا ايه … دا هو السبب هو وأخوكي في كل دا وغير دا كله انا مش فارقه معاه … بنت اخته مبعوت لجوزها حاجات مينفعش تتبعت يا بهيرة انتِ فاهمه يعني ايه
بهيرة:انا عارفه والله .. عارفه إن الموضوع حساس جوي ومينفعش أبوي يجول أكده … انا عارفه إن كل اللي أتعمل دا غلط وچوزك على راسنا والله
تحدثت بيلا وهي تبكي وتنظر أمامها قائلة بصوتٍ باكِ:جوزي أتشتم وأتقل منه من الاتنين وحط جزمة في بوقه مع أن جعفر مبيسكوتش وبيقدر يرّد وياخد حقه من أي حد … بس سكت وبلع إهانته عشان خاطري انا وأمي وعشان خاطر دول أهلي .. هو عمل بالأصول وجه لحد هنا عشان يحل الموضوع وهما عاملوه أوسخ معامله أبوكي معملش الأصول وجه علينا يا بهيرة … إكرام الضيف واجب دا واحد غريب داخل بيتك لأول مره دا يبقى أستقبالك ليه يبرء حليم منها ويلبسه هو الليلة … ايه يا جدعان دا دا شرفي
أردفت جُملتها الأخيرة بصراخ وغضب وهي تنظر لها بينما كانت بهيرة عاجزه عن قول شئ فهي مُحقة بكل شئ تقوله وتعلم بأن والدها أرتكب خطأ كبير، نظرت لبيلا التي بكت أكثر فشعرت بالحزن كثيرًا من أجلها ولذلك نهضت وجلست بجانبها وضمتها لأحضانها وهي تُربت على ظهرها بحنان وهي تقول:حجك تزعلي وتعملي أكتر من أكده … لا حول ولا جوة إلا بالله
في مكان آخر
أقترب منه صلاح وهو يقول:ايه يا جعفر
نظر لهُ جعفر بينما وقف صلاح أمامه وهو يقول:ايه اللي عملته دا
غضب جعفر وقال:انتَ جاي تلومني انا
صلاح:لا انا مبتكلمش على اللي حصل مع ابويا وحليم … انا بكلمك في اللي حصل مع بيلا
زفر جعفر ونظر للجهة الأخرى وأكمل صلاح قائلًا:بتبعدها عنك ليه يا صاحبي
جعفر بضيق:انا مببعدهاش يا صلاح … انا كنت في وقت خنقه ومضايق وجت فيها يعني غصب عني
صلاح:معلش هي برضوا ملهاش ذنب هي أتصدمت من رّد ابويا زي ما انا وكل اللي واقفين أتصدموا … انا مش عارف أودي وشي منك فين بعد اللي حصل دا
أردف جملته الأخيرة وهو ينظر للجهة الأخرى بينما نظر لهُ جعفر وربت على كتفه وهو يقول:انتَ ملكش ذنب … انتَ حاولت تصلح وهو خربها أكتر
زفر صلاح ونظر لهُ بعد مرور القليل من الوقت وقال:انتَ بَيت فين
نظر جعفر أمامه وقال:في الشارع
جحظت عينان صلاح بصدمه وقال بعدم تصديق:نعم
نظر لهُ جعفر ولم يتحدث بينما أعتدل صلاح بوقفته وقال:انتَ بتهزر ولا بتتكلم بجد … بَيت في الشارع أزاي وليه
جعفر:الأجابة واضحة .. انا عندي عِزة نفس … ومبنساش اللي غلط فيا .. جعفر البلطجي كابوس لأي حد يزعله أو يغلط فيه .. وانا مش هعديها
صلاح:أهدى دلوقتي وخليك جنب مراتك … لحد ما أكلم حاتم ونشوف هنعمل ايه … بيلا هاريه نفسها من العياط يا جعفر من ساعه اللي حصل
نظر جعفر أمامه ومسح على خصلاته للخلف وهو يزفر بهدوء بينما كان صلاح ينظر لهُ ولم يتحدث
في منزل ناصر
كان الحاج ناصر جالسًا على الأريكة رجُل كبير ذو هيبة ووقار ذو لحية بيضاء يرتدي جلبابه الأبيض والعِمة البيضاء ويُمسك بعصاته ويتحدث بالهاتف قائلًا بحده وعدم رضا:وه كيف يعني … حُصل ميته الكلام دا … لا حول ولا قوة إلا بالله … طب أسمعني زين أني عاوز أشوفه وأجعد معاه .. هاته وتعالى بعد صلاة العشا … أيوه .. وأني هستناكوا … مع السلامة
أغلق معه ووضع الهاتف جنبًا وزفر بهدوء وهو يقول:لا حول ولا قوة إلا بالله
نظر أمامه وقال:يا حسين … يا حسين
خرج حسين وهو يرتدي جلبابه البُني وهو يقول:أيوه يا بوي
نظر لهُ ناصر وقال:چهز الرچاله وجولهم عندينا جاعده بليل بعد صلاة العشا
عقد حسين حاجبيه وقال:خير يا بوي
زفر ناصر ونظر لهُ وقال:جاعده من طرف عبد المعز … أعمل بس اللي جولتلك عليه وبليل هتعرفوا كل حاچه
حرك حسين رأسه برفق وهو يقول:ماشي يا بوي .. أعتبره حُصل
في منزل عبد المعز
عدة طرقات على باب غرفتها يليها دلوف صلاح الذي قال:لساتك زي ما انتِ
وقفت بيلا ونظرت لهُ بعينان متورمتان دامعتان وهي تقول بصوتٍ باكِ:عشان خاطري يا صلاح سيبني انا فيا اللي مكفيني مش ناقصة
أخذ صلاح نفسًا عميقًا ثم زفره وقال:انا مقدر اللي انتِ فيه والله العظيم بس انا بحاول أساعدك انا ميهونش عليا أشوفك كدا ومعملش حاجه
بيلا:كان جعفر عمل … ما هو أطرد وأتهان بسبب أبوك
نظر صلاح للأرض بينما نظرت هي للجهة الأخرى وعضت على شفتها السُفلي قائلة بصوتٍ مهزوز:سيبني يا صلاح لوحدي
نظر لها صلاح وألمه قلبه وهو يراها بهذه الحالة ولذلك أخذ قراره وقال:طب تعالي معايا
نظرت لهُ بيلا وقال هو:عايز أوريكي حاجه
خرج صلاح من المنزل ومعه بيلا التي كانت لا تعلم إلى أين هي ذاهبة فلم يُخبرها صلاح شئ، ظلت تسير معه وهي تبتعد عن المنزل رويدًا رويدًا، نظرت لهُ قائلة:انتَ موديني على فين يا صلاح انا معرفش حد هنا
نظر لها صلاح وقال:متخافيش … قربنا خلاص
سارا لمدة خمس دقائق أخرى ورأت بيلا جعفر أمامها على بُعد أمتار، لم تُصدق نفسها وعلت أبتسامه سعيده على شفتيها وهي تراه واقفًا ينظر لها وهو يفرد ذراعيه بالهواء فلم تتردد ثانية واحدة وركضت إليه سريعًا وأرتمت بأحضانه وهي تُعانقه بقوة بينما ضمها جعفر وربت على ظهرها بحنان وشعر بها تبكي بأحضانه، نظر لصلاح الذي أقترب منهما ونظر لهُ وقال:انا نفذتلك اللي انتَ عاوزُه أهو يا جعفر … دورك انتَ بقى تنفذ
نظر لهُ جعفر نظره ذات معنى وهو يُشدد من أحتضانه لبيلا وقال:وانا جاهز
نظر لهُ صلاح وقال جعفر بحسم وهو ينظر لهُ:بيلا مش هتقعد في البيت دا دقيقة واحده .. هتفضلي معايا … وفي حضني … كدا انا هبقى متطمن أكتر ومش هخاف من حاجه طالما هي معايا
صلاح:يا جعفر مش هينفع
قاطعه جعفر وهو يقول بحده:لا ينفع … دي مراتي على سُنة الله ورسوله مش خاطفها ولا هربانه معايا عشان عملت حاجه كدا ولا كدا .. واللي يقول يقول لو بتتكلم على الناس … اللي يفتح بوقه هكتمه طول عُمره طالما محدش شاف حاجه يبقى يخرس خالص
صلاح:يا ابني انتَ أفهم انا خايف عليك انتَ انتَ اللي هتتأذي في الآخر أبويا دماغه سم وانا عارفُه كويس طول ما هو ماشي ورا عم فارس
صمت صلاح فجأه ونظر لهُ جعفر نظره ذات معنى بينما أدرك صلاح بأنه قد ألقى البنزين بالنيران لتشتعل أكثر وأكثر، أقترب منه جعفر وهو يقول بترقب:هو أبوك ليه علاقة بفارس أصلًا
أستدارت بيلا برأسها ونظرت لهُ نظرة ذات معنى وهي مازالت بأحضانه بينما نظر صلاح لجعفر بعدما أبتلع تلك الغصة ومسح على وجهه وهو يعلم بأن لا محال من الهرب فقد كُشف
في منزل كيڤن
عده طرقات على باب المنزل يليها الصمت للحظات لتقترب إيميلي وتفتح الباب وترى جنة وهاشم أمامها، نظرت لهما قليلًا بهدوء ثم قالت:تفضلا
دلفت جنة وخلفها هاشم، أغلقت إيميلي الباب خلفها واقتربت منهما ونظرت لهما وقالت:هل هُناك أيا أخبار جديدة
جنة بترقب:نعم
نظرت لها وقالت بأهتمام:ماذا
جنة:شيراز … الساحرة الملعونة
ألتمعت عينان إيميلي وقالت بترقب:هل رأيتيها
جنة:نعم … إنها معي
ألتمعت عينان إيميلي بسعادة وقالت:عظيم .. أُريد رؤيتها
جنة:ولكن هُناك شيئًا آخر
إيميلي بتساؤل:ما هو ؟
جنة:إنها قامت بإيذاء جعفر وزوجته … ومعهما انا وهاشم وشقيقتي … لقد دمرت حياتنا ومن لهُ الحق في الأنتقام منها هو نحن … ثم تأتون بعدنا لتُكملوا أنتقامكم
أبتسمت إيميلي بجانبيه وقالت:لا تقلقي .. سننتقم وبشدة .. ثم تأتي بعدها رفيقتنا العزيزة
أبتسمت جنة بجانبيه ونظرت لهاشم الذي كان ينظر لها بعينان حمراوتان ثم عادت ونظرت لإيميلي ومدت يدها لها وصافحتها قائلة بأبتسامه:أتفقنا … عندما ننتهي سنُخبركم ومن بعدها تبدءون أنتم
حركت إيميلي رأسها برفق وهي تنظر لها بأبتسامه
على الجهة الأخرى
كان جعفر جالسًا وهو ينظر للأراضي الزراعية ويستند بظهره على الجدار خلفه وبجانبه بيلا التي كانت تضع رأسها على كتفه وهو يُحاوطها بذراعه والصمت سيد المكان، لحظات ورفعت رأسها تنظر لهُ بينما كان هو ينظر أمامه بهدوء، عادت كما كانت وقالت:هونت عليك يا جعفر تعمل فيا كدا … بذمتك انا أستاهل منك المعاملة دي
لحظات من الصمت دامت ليقطعها جعفر قائلًا:حقك عليا … انا كنت مخنوق ومش طايق نفسي بعد اللي حصل
شددت من عناقها لهُ وقالت:حقك انتَ عليا … انا مش عارفه أبص في عنيك بعد اللي حصل
رفع رأسها ونظر لها وقال:انتِ ملكيش ذنب يا بيلا … انتِ مهما كان مراتي انتِ كل اللي كنتي بتعمليه إنك بتدافعي عني وضده ودي حاجه تتحسبلك
بيلا بعتاب:انتَ كنت عايزني أقف ضدك … طب أزاي … مقدرتش أسكوت ولو عليا كنت عملت أكتر من كدا بس اللي منعني كتير أوي … انتَ وماما … وواقفه في بيته
نظر أمامه مره أخرى بعدما زفر وقال:كنت عامل حساب حاجه زي دي تحصل … مكانتش بعيده انا عارف إنه مش هيغلط أبنه … مفيش حد بيغلط أبنه أصلًا … بس اللي مستغربله أزاي يسكت على حاجه زي دي من نحيتك انتِ .. يعني معقوله محطش بنته مكانك
سقطت دموعها من جديد بهدوء وقالت:انتَ روحت فين بعد ما سبتني ومشيت
لم يتحدث جعفر بينما نظرت هي لهُ وقالت:انا بسألك يا جعفر … روحت فين بعد ما سيبتي
جعفر:روحت مكان ما روحت يا بيلا … المهم دلوقتي نفكر هنعمل ايه
بيلا بقلق:جعفر انا خايفه أوي
جعفر بهدوء:من ايه
بيلا:خالو
نظر لها جعفر بينما أكملت هي بعدما نظرت لهُ وقالت:خايفه يعمل حاجه … خالو عصبي أوي ولو دخل الأوضة وملقانيش .. هيقلب الدنيا وانتَ عارف إنه مستني يمسك عليك غلطة واحدة من أول جوازنا
شدد من عناقه لها وطبع قُبلة على جبينها وقال:محدش هيقدر يعمل حاجه سواء هو أو غيره … انتِ مراتي يا بيلا وفي شهود على جوازنا هو محضرش مش ذنبي … المهم أن في شهود … حته أتجوزتي مين وهو ايه متخصهوش .. دي تخُصك انتِ وبس وانا وانتِ مش مجبورين على الجواز دا … كل واحد فينا محتاج التاني جنبه … وانا محتاجك جنبي يا بيلا … مش عايز أبعد عنك
نظرت لهُ بدموع وأبتسمت قائلة:وانا محدش هيقدر يبعدني عنك يا جعفر … ولا انا هسمح لحد إنه يبعدك عني … مش هنسمح لأي حد مهما كان مين هو
جعفر:أكيد … خليكي جنبي يا بيلا … انا حاسس بأحساس وحش أوي مش عايزُه يحصل مهما حصل
وضعت يدها على خده وقالت وهي تنظر لهُ بأبتسامه:مش عيزاك تخاف من حاجه يا بلطجي .. هما اللي المفروض يخافوا منك مش العكس … انتَ الكُل في الكُل دلوقتي انتَ وسط ناس غريبة لوحدك … وبيتهموك وجايين عليك ومش ناويين يسيبوك وانا متقال عليا كلام ومتاخده رهينة … تفتكر هتعمل ايه
شرد جعفر بينما قالت هي:هتعمل ايه وانتَ جعفر البلطجي اللي معندهوش عزيز ولا قريب … مش وانتَ جعفر اللي بيحب
تبدلت معالم وجهه وهو يُفكر في حديثها بينما كانت هي تُتابعه بهدوء، يُمكننا أن نقول الآن بأن جعفر قد عاد مرة أخرى، جعفر الذي لا يهتم لأحد والذي لا يخاف على عزيز لهُ، بكلماتها تلك أستطاعت أن تُحيي جعفر البلطجي مرة أخرى ليعود أقوى من ذي قبل بعد أن دُفن منذ وقتٍ ليس بطويل
_ايه دا أنتوا مين وقاعدين كدا ليه وأزاي أصلًا هو للدرجادي مفيش حياء ولا خجل في عز النهار وسط الناس كدا
نظر جعفر للأعلى هو وبيلا ليُقابله وجه تلك المرأة التي كانت تنظر لهما من النافذة، نهض جعفر وأنهض معه بيلا ووقفا ينظران لها، نظر جعفر حوله ثم لها وقال:وهو فين الناس دي أن شاء الله دا أنتوا قرية ميتة كلكوا على بعضكوا متتعدوش المية وخمسين بني آدم
نظرت لهُ وقالت بقرف:بقولك ايه متصدعنيش خد البت دي من هنا مش ناقصين قلة أدب وقرف هنا يلا
صاح بها جعفر بأسلوبه السوقي الذي اعتادت عليه بيلا وهو يقول:ما تظبُطي كلامك يا ولية انتِ وتحترمي نفسك دي مراتي
شهقت بتهكم وقالت:مراتك اه
رفعت بيلا يدها اليُسرى لها وهي تقول بحده:الدبلة أهي ومش مُضطرين نبررلك أصلًا انتِ مالك قاعدين ولا نايمين
نظرت لها وقالت بأسلوب سوقي:لا يا روح أمك بعيد عن بيتي هي ناقصه أما صحيح ولاد الحرام كتير روحوا من هنا يلا عندنا ولايا وخايفين عليها يلا
نظر جعفر حوله وترك بيلا وذهب، مال بجزعه وأمسك بطوبة وعاد مرة أخرى وهو يرفع يده بها لها وهو يقول بتوعد:يمين بالله لو ما دخلتي جوه يا ولية يا خرفانه انتِ لأكون فاتحلك راسك بيها
شعرت الأخرى بالخوف ودلفت سريعًا وأغلقت النافذة خلفها، بينما كان جعفر ينظر للنافذة وألقى الطوبة وهو يقول بقرف:ناس مبتجيش غير بالعين الحمرا صحيح
ألتفت جعفر وقال:يلا يا بيلا من هنا
أخذها وسار خطوة واحده فقط ولم يُكمل وشعر بالذي يُلقى عليه من الخلف، ألتفت سريعًا ورأى هذه المرأة تقف وتنظر لهُ بتحدي وتقول:الناس اللي زيكوا مش عايزه شبشب يتحدف عليها عايزه جزمة نعلها تقيل ينزل على دماغها يجيب أجلها وأجل اللي خلفوها
صق جعفر على أسنانه بقوه ومال بجزعه وأمسك بالشبشب وألقاه عليها وهو يقول:يلا يا معفنة دا انتِ اللي مولد أمك يا إما كان دكتور لسان أمه مترين زيك عشان كدا طلعاله يا إما هو سحبك من لسانك لما ملقاش رجلك … جتك نيلة فيكي وفي أهلك ولية ببوز بومة
ضحكت بيلا واقتربت منه وهي تقول:خلاص يا جعفر دي تعبانه في دماغها سيبها
نظر لها وهو لا يُريد أن يذهب فقالت هي:يلا الناس اللي زي دي مينفعش ترّد عليها
أستدار جعفر وحرك رأسه بقله حيله وقبل أن يذهبا شعرت بيلا بكيس قمامة يُلقى عليها فشهقت بصدمه وألتفتت هي وجعفر لينظرا لهذه الملعونة التي لا تصمت والتي قالت بأسلوب سوقي:بقى انا ولية تعبانه في دماغها يا قليلة الذوق يا رمه دا انا أعقل منك انتِ والجحش اللي جنبك دا يلا يا عالم تعبانه من هنا
صقت بيلا على أسنانها وقالت بتوعد:تصدقي أن انتِ ولية مشافتش تربية صحيح وحياة أمي ما هرحمك
أردفت بها وهي تميل بجزعها وتنزع حذائها وتقترب من المرأة التي دلفت للداخل سريعًا، حاولت بيلا الوصول إليه ولكنها كانت قصيرة القامة فأستدارت لجعفر وقالت:تعالى أرفعني يا جعفر
لم يستطع جعفر الصمود ولذلك ضحك بخفة ومال بجزعه وأخذ كيس القمامة واقترب من بيلا وهو يقول بأبتسامه:يا روحي الأشكال القذرة اللي زي الولية دي ميتردش عليهم
أكمل حديثه بعدما ألقى كيس القمامة بالداخل وهو يقول:دول تسيبيهم يخرفوا بالكلام من غير ما ترّدي مش بيقولك الكلب لما بيهوهو مبنردش عليه
نظر لها وقال:خليها جنب أخوها
حاوطها بذراعه وقال:يلا عشان قسمًا بالله لو عملت حاجه تاني لدخل أجيبها من شعرها وهي متعرفنيش
أخذها وذهبا، كانا يسيران بهدوء بجانب بعضهما والصمت هو سيد المكان، قطعته بيلا وهي تقول:جعفر
نظر لها جعفر بينما ضحكت هي بخفه ونظر هو أمامه مره أخرى وقال:أفتكرتي اللي عملته في بوز الأخس دي
ضحكت أكثر وقالت:انتَ بجد ضحكتني شكلك فظيع بجد يارتني كنت صورتك على الأقل تضحك على نفسك
حرك رأسه بقله حيلة وقال:ماشي يا ستي … مقبولة منك
نظرت لهُ بأبتسامه وقالت:ايه يا بيضة زعلتي ولا ايه
نظر لها بطرف عينه وقال:كنتي بتقولي حاجه
حركت رأسها نافية وهي تنظر لهُ بأبتسامه فنظر لها وحاوط كتفيها وقال:تعالي نقعد هنا
في منزل عبد المعز
عبد المعز بغضب:يعني ايه مش موچوده في أوضتها راحت فين
بهيرة بخوف:والله ما اعرف
حليم بحقد:أكيد راحتله … ومحدش في البلد يعرف أنها متچوزة وهتفضحنا … وديني لجتلها
هناء بغضب:تقتل مين دا انا أقتلك قبل ما تفكر فيها انتَ أتهبلت ولا ايه وبعدين انا بنتي مبتعملش حاجه غلط وانتوا عارفين أنه جوزها على سُنة الله ورسوله
حليم:وفاكرة أتچوزها كيف يا عمتي ولا نسيتي
هناء بغضب عارم:لم نفسك يا حليم انا ساكتة عشان خاطر أبوك بس يمين بالله لو فكرت تاني بالطريقة الشمال دي لاخرسك خالص واللي هيجيب سيرتها أو سيرته كدا أو كدا انا هيكون ليا تصرف معاه وانتَ يا عبد المعز يا اخويا يا سندي تُشكر أوي على ضيافتك ومش قعدالك فيها تاني كفاية أوي لحد كدا
عزيزه بتهدئه:أستهدي بالله يا هناء دا شيطان ودخل بينكوا يا حبيبتي
هناء بغضب:انتِ مش سامعه جوزك وأبنك بيقولوا ايه تقبليها على بهيرة انا لما هربت من فارس انتَ أول واحد فكرت فيه عشان هتحميني منه .. بس لما شوفت تصرفك مع بنتي وجوزها أكدتلي إني كنت غلط لما فكرت أتحامى فيك … شكرًا أوي على كرم ضيافتك يا ابن أمي وابويا
تركتهم هناء وذهبت لغرفتها بينما مسح حليم على وجهه بغضب وحقد ومن ثم تركهم وخرج من المنزل بأكمله، وقف أمام المنزل ووضع الهاتف على أذنه للحظات ثم قال:أيوه يا عباس .. لو لمحته تچبهولي من جفاه يمين بالله لجتله … سلام
أغلق معه ثم وضع هاتفه بجيب جلبابه وذهب
في الحارة
كان لؤي جالسًا وهو يشرب سيجارته وينظر للمارين، أقتربت سماح منه وهي تقول بدلع:أومال الكبير مش ناوي يرجع ولا ايه دا الحارة مضلمه من غيرُه
زفر لؤي دخان سيجارته ونظر لها نظره ذات معنى وقال:الكبير مشغول يا سماح دلوقتي مش فاضي لأشكالك
شهقت سماح ووضعت يدها على خصرها وقالت:وليه أن شاء الله مش قد المقام ولا ايه دا انا أحلى واحدة في الحارة المعفنة دي كلها
تحدثت ثُريا إمرأة كبيرة بالسن تجلس أمام منزلها وقالت بتهكم:نضيفة أوي يا سماح من حلاوتك رجالة الحارة مقطعين بعض عليكي
أبتسمت سماح بتهكم وأستدارت تنظر لها وقالت بأستفزاز:اه يا حبيبتي هو انا في زيي
ثُريا:اه في … بيلا … بيلا اللي جت أدتك على عينك عميتك
شهقت سماح مره أخرى وقالت بقرف:البت المسخوطة دي دي غيرانة مني ومن جمالي هي تطول تبقى زيي وبعدين سماح واحدة وبس مبتتكررش مرتين
ثُريا بتهكم وضحك:والحمد لله إنها واحدة بس مفيش منها نُسخ عشان لو في منها نُسخ هتلملنا الدبان أكتر ما هو ملموم أصل الدبان مبيتلمش غير على العفانة .. واخده بالك انتِ يا سماح
نظرت لها سماح بغضب وقالت:حارة معفنة صحيح
ذهبت سماح بغضب بينما قالت ثُريا وهي تنظر لها بأبتسامه وصوت عالِ:براحة على نفسك لحسن تتقطمي يا بت وانتِ ماشيه … جتك البلى في شكلك انتِ واللي خلفوكي
أقترب لؤي منها ووقف بجانبها وقال بأبتسامه:على وضعك يا أم حسن البت شايطه على الآخر
أبتسمت ثُريا وقالت:أحسن خليها تاكل في نفسها أم صورم دي مش عارفه ياخويا ماشيه تجر في شكَل الناس كدا ليه
أبتسم لؤي وقال:عايزك تمتعيني كل مرة بقى بتهزيق شكل
نظرت لهُ ثُريا وابتسمت وهي تقول:عنيا
بعد مرور الوقت وفي تمام الساعة السابعة والنصف
كان جعفر مازال جالسًا ومعه بيلا وهو ينتظر ويُفكر، عقله منشغل وبداخله شعور سئ لا يُريد الأقتناع بهِ وتصديقه لأنه يعلم ما سيحدث، لحظات وشعر بحركة غريبة فنظر حوله وهو يبحث عنه فنظرت لهُ بيلا وقالت بتساؤل:في ايه يا جعفر ؟
نظر لها جعفر وقال بقلق:حاسس بحركة غريبة .. في حد قريب مننا وبيراقبنا
أعتدلت بجلستها وقالت بخوف:أزاي يعني أكيد بيتهيقلك يا جعفر
نظر لها جعفر وحرك رأسه نافيًا وهو يقول:لا يا بيلا .. في حد فعلًا بيراقبنا انا حاسس صدقيني انتِ عارفه إن انا لما بحس بحاجه بتطلع صح
تذكرت بيلا ما قاله صباحًا عن خوفه وقلقه وشعوره بأنه سيُصيبه شئ سئ، نظرت لهُ ورأته ينهض وهو يقول:قومي معايا يا بيلا بسرعة
نهضت بيلا وحاوطها هو بذراعه ونظر حوله وقال:لازم نمشي من هنا
بيلا بخوف:انتَ خوفتني أكتر يا جعفر
نظر لها جعفر وقال:متخافيش … لو حصل حاجه انا مش هسمح لأي حد يأذيكي مهما حصل … يلا نمشي
أخدها وذهبا، كانا يسيران في الظلام وجعفر يضمها وينظر حوله يتأكد من أن لا أحد يسير خلفهما، وأثناء سيرهما توقف فجأه وهو ينظر لهُ وشهقت بيلا بصدمه وهي تنظر لهُ ولا تصدق ما تراه بينما أبتسم هو وكان هناك ضوء خافت يُنير المكان الذي يقفون فيه، نظر لهُ جعفر بغضب وقال:اه قول كدا بقى … بقى انتَ اللي بتراقبني وماشي ورايا
حليم:أيوه أني اللي ماشي وراك وبراجبك يا واطي … يمين بالله لجتلك
أردف بكلماته تلك وهو يُشهر بمسدسه في وجهه تحت نظرات جعفر الباردة والصادمة من بيلا التي وقفت أمامه وهي تنظر لهُ وتقول:أضرب يا حليم … أضرب عشان تروح في داهيه … موتني
حليم:متجلجيش جوي أكده هتموتي بس مش جبل ما تشوفيه وهو بيموت الأول
أبعد جعفر بيلا عنه وهي ينظر لهُ قائلًا بحده:وانا قدامك أهو أضرب … متبقاش جبان كدا متقلقش كل اللي هيحصل إنك هتحصلني مش أكتر من كدا وبكدا محدش فينا طال الهدف .. بس عاوز أقولك حاجه واحده بس … بيلا مراتي وهتفضل مراتي وعلى ذمتي يعني حتى انتَ لو قتلتني فعلًا وهربت ورجعت هي هتكون رفضاك ومش بعيد برضوا تقع يعني حتى لو لقيت حل نهايته حارة سد
أنهى حديثه وهو يبتسم وينظر لهُ بتحدي بينما كان حليم واقفًا ويُشهر مسدسه بوجهه تحت نظرات بيلا الخائفة، وقفت بيلا خلف جعفر وولته ظهرها وهي تنظر بهاتفها وتعبث بهِ، تواصلت مع صلاح عبر الواتساب وهي تكتُب لهُ “ألحقنا يا صلاح حليم موجود ورافع سلاح على جعفر وبيهدده بالقتل” لحسن حظها رأها صلاح وأرسل لها قائلًا “أنتوا فين وانا أجيلكوا”
نظرت بيلا حولها وقالت “مش عارفه مكان كله أراضي زراعيه وبيوت صغيرة كتير” أرسل لها قائلًا “خلاص عرفت مكانكوا دقيقتين واكون عندكوا عطلوه”
أغلقت بيلا الهاتف ونظرت أمامها وهي تُفكر ماذا ستفعل، تحدث حليم وهو يقول:ها … جولي بجي عاوز الرصاصة تبجى فين … في جلبك عشان تخلص بسرعة ولا في صدرك … ولا في الرئة عشان تترحم على طول من غير وچع
أبتسم جعفر بتهكم وقال:وهي هتفرق
حليم:طبعًا تفرج … حابب تتعذب وتتوچع ولا تموت على طول
جعفر:مش فارقه بالنسبالي كلها موته واحدة
حليم بأبتسامه:لا عچبتني شچاعتك دي … راچل صوح
وقفت بيلا بجانب جعفر وهي تقول:عشان خاطري يا حليم .. نزل المسدس
حليم:لا مهنزلهوش جبل ما أجتله
بيلا:وأهون عليك أعيش موجوعه عليه العمر كله
حليم:لا مهتتوچعيش متخافيش جوي أكده .. هو أول سبوعين أكده ومحدش هيفتكره بعدها دا لو حد أفتكره أولاني
أبتسم جعفر وقال:لا متخافش حبايبي كتير ومستحيل ينسوني عارف ليه .. عشان هما منسيونيش أولاني
صق حليم على أسنانه بغضب وهو يقول بحقد:تصدج وتؤمن بالله أني مشوفتش واحد مستفز وسمج جدك
ضحك جعفر بخفه وقال:ودا اللي بيميز جعفر البلطجي
حليم:لا متجلجش مهيبقاش فيه چعفر خلاص عشان هو الله يرحمه
جاء صلاح في هذه اللحظة ومعه حاتم وهو يقول بحده:أرمي السلاح يا ولد أبوي
نظر لهُ حليم ومعه جعفر وبيلا بينما قال حليم:آه جولوا أكده عاملين كمين
حليم بعناد:واني مهرميش السلاح جبل ما أجتله
حاتم بحده:يمين بالله يا حليم لو مرميتش السلاح اللي في يدك دا لبلغ عنك وتبجي فضيحة بفضيحة
حليم بتفاجئ:الله الله … بتهددني يا واد عمي
حاتم بصرامة:أيوه بهددك يا حليم وارمي السلاح مهجولهاش تاني
عانده حليم وهو يقول:واني مهرميش السلاح جبل ما أجتله ووريني كلمه مين فينا هتمشي يا واد عمي
نظر حاتم لصلاح الذي كان ينظر لحليم بغضب، بينما نظر حليم لجعفر واقترب صلاح منهم ولكن اوقفه حليم وهو يُعمر سلاحه ويشهره بوجه جعفر وتوقف على أثرها صلاح، حليم بحقد:يمين بالله خطوة تانيه لاكون جاتله
نظر صلاح لهُ بتوعد ووضع يده اليُمنى خلف ظهره وأشار لحاتم بالتحرك والذي فهم ما سيفعله وتحرك، نظر صلاح لبيلا التي كانت تنظر لهُ وتستنجد بهِ بنظراتها، تحدث صلاح وهو يُطمئنها قائلًا:متخافيش … مهيجدرش يعمل حاچه
أبتسم حليم بسخرية بينما نظرت هي لجعفر بدموع وخوف بينما على الجهة الأخرى أقترب حاتم من حليم دون أن يشعر بهِ من الخلف ثم أمسك بهِ وهو يقول:سيب السلاح يا حليم هتودي روحك في داهية
حليم:بعد يا حاتم
حاتم بغضب:أرمي السلاح بجولك
اقترب صلاح في هذه اللحظة حتى يأخذ المسدس منه ولمحه حليم وحرك رأسه يمينًا ويسارًا وفي أقل من ثانيتين خرجت الرصاصة الحاسمة لتستقر بجسده ويسقط أرضًا ومعه بيلا التي صرخت بأسمه وهي تقول برعب:جعفر
أقترب حاتم من حليم دون أن يشعر بهِ من الخلف ثم أمسك بهِ وهو يقول:سيب السلاح يا حليم هتودي روحك في داهية
حليم:بعد يا حاتم
حاتم بغضب:أرمي السلاح بجولك
اقترب صلاح في هذه اللحظة حتى يأخذ المسدس منه ولمحه حليم وحرك رأسه يمينًا ويسارًا وفي أقل من ثانيتين خرجت الرصاصة الحاسمة لتستقر بجسده ويسقط أرضًا ومعه بيلا التي صرخت بأسمه وهي تقول برعب:جعفر
نظر لهُ كلًا من صلاح وحاتم بصدمة وهما لا يُصدقان بينما بكت بيلا وهي لا تُصدق ما رأته، نظر صلاح لحاتم وضربه برأسه سقط حليم على أثرها فاقد الوعي بينما نظر صلاح لحاتم وقال:كلم الأسعاف بسرعة وبعدها أطلب البوليس
ذهب صلاح إليهما وجلس على رُكبتيه وهو يقول:متخافيش هيبقى كويس
سقطت دموعها أكثر وهي تحتضنه بينما كان صلاح عاجزًا عن مواساتها ولا يعلم ماذا سيفعل مع حليم وماذا سيقول لوالديه وللجميع، أقترب حاتم وهو يقول:أني كلمت الأسعاف وچايين في الطريج بس .. انتَ متوكد من حكاية البوليس دي
نظر لهُ صلاح وكان سيتحدث ولكن قاطعته بيلا وهي تنظر لهُ بدموع وقالت بصوتٍ باكِ وحاد:انا مش هضيع حق جوزي يا حاتم انتَ فاهم … اللي زي حليم دا مكانه السجن
حاتم:أيوه بس يعني
صلاح بحده:خلاص يا حاتم نفذ اللي جولتلك عليه
بيلا بحده:انا مش هتنازل عن حق جوزي .. وفي الآخر دي حاجه ترجعله يا يسامح يا لا
أنهت حديثها وهي تنظر لجعفر والخوف يُسيطر على قلبها ويُراودها شعور سئ تتمنى بأن يكون كاذب
في منزل عبد المعز
ذهبت هناء وأخذت هاتفها الذي كان لا يكُف عن الرنين وأجابت قائلة:الو
بيلا بدموع:ماما
شعرت هناء بالفزع على أبنتها وقالت:في ايه يا بيلا مالك يا بنتي
بيلا ببكاء:حاتم ضرب نار على جعفر يا ماما … ألحقيني أبوس أيدك
هناء بصدمة:يا نهار أسود أمتى الكلام دا انتِ فين ومين معاكي
بيلا:معايا حاتم وصلاح ورايحين على المستشفى دلوقتي
هناء:أديني صلاح يا بيلا
أخذ صلاح الهاتف من بيلا ووضعه على أذنه وقال:تعالي يا عمتي بأي طريقة بيلا حالتها وحشة أوي ومش راضية تسيبه
هناء:أديني العنوان وانا هجيلكوا على طول
في القاهرة
دلفت أزهار وخلفها مها وهي تقول:أخيرًا الواحد روح
وضعت مها الحقائب على الطاولة وهي تقول:تعبتي ولا ايه
جلست أزهار وهي تقول:اه والله
جلست مها أمامها على الأريكة بينما تحدثت أزهار وهي تعبث بهاتفها قائلة:صلاح مكلمنيش من إمبارح لحق ينساني الغدار
أبتسمت مها وهي تنظر بهاتفها وقالت:ولا جعفر كلمني شكلهم متفقين مع بعض
أزهار:هجرب أتصل بيه انا وأضحي المره دي مع أن المفروض هو اللي يتصل يقولي عملتي ايه يا زهورتي بس ماشي كل دا هيطلع على دماغه لما يرجعلي
أتسعت أبتسامه مها ورأت هاتفها يُعلنها عن أتصال من سراج، نظرت للهاتف قليلًا وتركته دون أن تُجيب عليه، تحدثت أزهار وهي تقول:مبيردش عليا برضوا
مها:ممكن يكون مشغول
أزهار:انا هتصل ببهيرة أخته دلوقتي وهعرف في ايه
هاتفت أزهار بهيرة وأنتظرتها تُجيب تحت نظرات مها التي كانت تشعر بالقلق، سمعت أزهار وهي تقول:ايه يا بهيرة في ايه يا بنتي انا عماله أتصل بصلاح مبيردش عليا
نظرت لها مها وانتظرتها كي تعلم ما سبب عدم مهاتفتهم لهم فرأت معالم وجه أزهار تغيرت فجأه وهي تنظر لمها التي علمت على الفور بأن شيئًا ما حدث لجعفر، أنهت مكالمتها معها لتنظر لمها التي أدمعت عيناها وقالت:قالتلك ايه يا أزهار
لا تعلم أزهار ماذا تقول لها بينما كانت مها تنظر لها وتنتظر أجابتها، بينما ضغطت أزهار على يديها وهي تنظر لمها وقالت:انتِ عارفه إن دا نصيب صح
سقطت دموع مها وهي تنظر لها وقالت:جعفر حصله حاجه مش كدا
أزهار بحزن:هيبقى كويس صدقيني
بكت مها وسقطت دموعها أكثر وهي تنظر لأزهار وقالت:أخويا حصله ايه يا أزهار
لا تعلم أزهار كيف ستقول شيئًا كهذا ولكنها قالت:جعفر أضرب عليه نار واتنقل المستشفي دلوقتي
وضعت مها يديها على وجهها وهي تبكي ولا تُصدق بينما حزنت أزهار من أجلها كثيرًا ولذلك تركت هاتفها ونهضت بهدوء وهي تقترب منها وتجلس بجانبها وهي تُمسد على ذراعيها بمواساه قائلة:هيبقى كويس صدقيني الدكاترة هيخرجوها وهيبقى كويس متخافيش
سمعت صوت جرس الباب يرن لتنظر أزهار للباب ثم ربتت على ذراعيها وتركتها وذهبت لتفتح الباب بينما كانت مها تبكي، فتحت أزهار الباب لتنظر لهما وتقول:أيوه
جنة:انا جنة ودا هاشم أخوات جعفر ومها
نظرت لهما أزهار وقالت:أتفضلوا
دلف هاشم وخلفه جنة وأغلقت أزهار الباب وأشارت لهما قائلة:أتفضلوا
دلفوا للداخل واقتربت جنة من مها وهي تقول:أهدي يا مها محصلش حاجه
نظرت لها مها ونهضت ومن ثم أرتمت بأحضانها وهي تبكي بينما ربتت جنة على ظهرها بمواساه وسمعتها تقول:أخويا يا جنة
ربتت جنة على ظهرها وهي تقول:هيبقى كويس صدقيني … جعفر قوي ومش رصاصة اللي هتأثر عليه مش كدا ولا ايه
أبتعدت مها قليلًا وهي تنظر لها بدموع بينما مسدت جنة على خصلاتها وقالت:والله هيبقى كويس وهيرجع تاني وسطنا متخافيش انا عارفه جعفر كويس
نظرت مها لهاشم الذي أبتسم بخفه وضمها لأحضانه وهو يقول:كُلنا خايفين عليه وقلقانين بس انا واثق إنه هيعدي منها وهيقوم عشانا وعشان بيلا وعشان كل الناس اللي بتحبه
مها بدموع:انا كنت حاسه إنه هيحصله حاجه بس مكنتش قادرة أقوله حاجه .. مكنتش عايزه أقلقه على الفاضي وقولت مُجرد إحساس وهيروح لوحده بس شكله مكانش كدا خالص
ربت على ظهرها بحنان وقال:هيقوم والله انا حاسس وعارف جعفر مش ضعيف ومش بيستسلم بسهولة انا عارف كدا كويس وواثق إنه هيعدي منها … متخافيش يا حبيبتي
أنهى حديثه وهو يُربت على ظهرها وطبع قُبلة على رأسها، نظرت لهما مها وقالت بأبتسامه:وحشتوني أوي
أبتسم كلًا منهما وقالت جنة:وانتِ كمان كنتي وحشانا أوي
مها بتساؤل:أنتوا عرفتوا منين ؟
نظرا لبعضهما وقالت جنة:بيلا أتصلت بينا وعرفتنا … حالتها وحشه أوي صعبت عليا
مسحت مها دموعها وهي تقول:ربنا يهون عليها ويطمن قلبها ونتطمن أحنا كمان
تحدثت أزهار وهي تقول بأبتسامه:أرتاحوا وانا هروح أجيبلكوا حاجه تشربوها
نظرت لها جنة وقالت بأبتسامه:ملهوش لزوم
أزهار بأبتسامه:لا ولو أنتوا ضيوف عندي خمس دقايق مش هتأخر وعشان أسيبكوا مع بعض شويه براحتكوا
تركتهم أزهار ودلفت للداخل بينما جلست مها وعلى يمينها جنة وعلى يسارها هاشم الذي قال:مجيتيش عندنا ليه
مها:جعفر محبش يقولكوا حاجه عشان أنتوا يعنى مش في البيت دايمًا
هاشم:بس هو لو كان عرفنا أحنا أكيد مكناش هنروح في حتة وهنفضل معاكي
مها:اللي حصل بقى وبعدين أزهار طيبة أوي وغلبانة وانا قاعدة معاها عشان هي حامل ولسه في شهورها الأولى وجوزها خاف يروح مع جعفر ويسيبها لوحدها
جنة:هي تقرب ايه لجعفر
مها:لا دي مرات إبن عم بيلا
حركت جنة رأسها بتفهم وجلسا يتحدثان معها قليلًا حتى يجعلانها تنسى قليلًا
في المستشفي
أقتربت هناء من بيلا سريعًا وهي تسمعها تصرخ على الجميع بغضب وهي تقول:في ايه بتزعقي كدا ليه وجعفر مدخلش العمليات ليه
صلاح:مش عايزه تسيبه يا عمتي أتصرفي أبوس يدك
نظرت هناء لبيلا وقالت:يا بنتي يا حبيبتي سيبيهم يشوفوا شغلهم انتِ كدا بتأذيه أكتر
نظرت لها بيلا بعينان باكيتان وقالت بصوتٍ باكِ:جعفر أضرب بالنار يا ماما انا مش هسيبه عشان هيضربه تاني
ربتت على ظهرها بمواساه وهي تقول:متخافيش يا حبيبتي هما هيخرجوله الرصاصة مش أكتر سيبيه يدخل العمليات يا بيلا سيبيه يا حبيبتي
أشار الطبيب للممرضان اللذان أخذاه ودلفا لغرفة العمليات تحت نظرات بيلا التائهة والتي ضمتها هناء لأحضانها وهي تُربت على ذراعها بحنان وهي تقول بحزن وقلة حيلة:لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يسترها معاك يا ابني
سقطت دموع بيلا من جديد ووضعت يدها على وجهها وهي تبكي مره أخرى بينما زفر صلاح واستند بجسده على الجدار المتواجد خلفه وهو ينظر لحاتم الذي نظر لهُ ولم يتحدث
في الداخل
بدء الطبيب بفتح مكان الرصاصة ومعه الممرضين بعدما أعطوه المُخدر لإخراج هذه الرصاصة، كان الطبيب حريصًا في إخراجها ومعه طاقمه الطبي المتواجد لمساعدته، كانت الساعات تمُر ببُطء شديد على الجميع سواء عليهم بالخارج أو على الطبيب ومن معه، كانت نبضات قلبه تسير على ما يرام حتى بدأت تضطرب
_نبضات القلب بدأت تضعف يا دكتور
أصبح تركيز الطبيب في كيفية إخراج الرصاصة التي كانت عميقة وقريبة من موضع القلب والتي بدأت تؤثر عليه بالسلب تحت أنظار من بالغرفة
_النبض كل مدى بيضعف يا دكتور الرصاصة في موضع خطر دلوقتي ولازم نكون حريصين أكتر من كدا
في الخارج
كانت بيلا تأخذ الممر ذهابًا وإيابًا وهي تشعر بالخوف الشديد عليه ولسانها لم يتوقف عن الدعاء لهُ منذ أن دلف، نظرت بهيرة لصلاح الذي كان في عالمٍ آخر لا يعلم ماذا يحدث بالداخل وإلى أين توصلوا
تحدثت بيلا والخوف والقلق ينهشان قلبها قائلة:يارب ايه اللي حصل بقاله تلات ساعات جوه ومحدش خرج طمنا
تحدث حاتم وهو يقول:متجلجيش طالما لسه مخرچوش يبجى لسه مخلصوش
صلاح:موضع الرصاصة أكيد خطر وعشان أكده خدت وجت كبير
تحدثت بيلا وقلبها يحترق على حبيبها قائلة:منه لله حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا حليم ربنا ينتقم منك
هناء:ايه اللي حصل يا صلاح
صلاح:الرائد كلمني وجالي أنه هيتحبس أربع أيام على ذمة التحجيج بعد ما لجوا بصماته على المسدس وبعدها هيتحول للنيابة العامة
حركت هناء رأسها برفق وسمع حاتم هاتفه يعلنه عن أتصال من الحاج ناصر فأبتعد عنهم وهو يُجيب عليه
مرت الساعات وكأنها سنين طويلة كانت بيلا تجلس وهي على أعصابها لا تستطيع أن تنتظر أكثر من ذلك بينما كانوا هم لا يقلون عنها شيئًا، ولرحمة ربهم خرج الطبيب أخيرًا ونهضوا جميعهم وأولهم بيلا التي أقتربت من الطبيب سريعًا وهي تقول بلهفه ودموع:طمني يا دكتور جعفر كويس مش كدا
تحدث الطبيب بعدما نزع الكمامة ونظر لهم وقال:أحب أطمنكوا إنه كويس الحمد لله وقدرنا نخرج الرصاصة
حمدوا جميعهم ربهم وأولهم بيلا التي تنفست براحة وهي تشكر ربها بدموع لم تتوقف بينما أكمل الطبيب وقال:الرصاصة
كانت في موضع صعب وخطر كانت قريبة جدًا من القلب وكل ما الوقت بيعدي الخطر بيزيد ونسبة نجاته بتقل ونبضات القلب كل مدى عماله تضعف ودا بصراحه اللي خلانا طولنا جوه بالشكل دا كنا خايفين أي حركة أو موضع غلط يقضوا عليه وكان في حرص شديد في الموضوع والحمد لله خرجناها من غير ما تأذي القلب … هو بس هيتحط في العناية المركزة لحد ما يعدي مرحلة الخطر أول ما نتطمن أنه تخطاها هننقله أوضه عادية وتقدروا بعدها تشوفوه
هناء بأبتسامه سعيدة:الله يطمن قلبك يا دكتور زي ما طمنت قلبنا شكرًا
أبتسم الطبيب وقال:العفو يا أمي دا شغلي ربنا يطمنكوا عليه عن إذنكم
تركهم الطبيب وذهب بينما شكرت بيلا ربها وعينيها تزرف الدموع بسعادة وراحة كبيرة، ربتت هناء على كتفها برفق وهي تقول بأبتسامه:الحمد لله يا بنتي ربنا نجاه وأتطمنتي عليه أهو
نظرت لها بيلا بعينان متورمتان دامعتان وقالت بأبتسامه سعيدة:الحمد لله يا ماما … الحمد لله
حاتم:طب بما إنك أتطمنتي عليه يلا عشان تروحي
حركت بيلا رأسها برفض وهي تقول:لا مش هروح في حته انا هقعد معاه هنا
حاتم:تجعدي فين يا بنت الحلال أسمعي الكلام الله يرضى عنك
بيلا بحده:وانا قولت مش هروح في حته يا حاتم انا هفضل جنب جوزي لحد ما ربنا يكرمه ويقوم بالسلامة انا مش هسيب جوزي وهفضل جنبه واللي يحصل يحصل مش فارقه بالنسبالي خلاص مبقتش باقيه على حاجه
بهيرة:أسمعي الكلام يا بنت الناس الله لا يسيقك متخليهاش تخرب من كل حته أكده
نظرت لها بيلا وقالت بحده وصرامة:وانا قولت مش رايحة في حته … تقدروا تمشوا أنتوا وشكرًا أوي لحد كدا كتر خيركوا جوزي محتاجني جنبه دلوقتي وانا مش هسيبه
صلاح:خلاص يا چماعه محدش يضغط عليها أكتر من أكده سيبوها على راحتها واني هفضل چارها أهنه مهسيبهاش .. روحوا أنتوا عشان ترتاحوا كفاية عليكوا لحد أكده أول ما يفوج هجولكوا وتيچوا تطمنوا عليه يلا
أخذهم حاتم معه وذهبوا وبقي صلاح برفقة بيلا كي لا تبقى وحدها، نظر لها وقال:انا عارف إنك بتحبيه أوي عشان كدا مخلتكيش تروحي مع إني عارف إن حاتم عنيد
أبتسمت بيلا وقالت:شكرًا بجد يا صلاح انا مش عارفه أقولك ايه على وقفتك معانا
صلاح بأبتسامه:متقوليش كدا انتِ أختي وهو أخويا ودا واجبي تجاه أخواتي المهم دلوقتي تروحي ترتاحي وانا هفضل هنا ولو أحتاجتي أي حاجه عرفيني
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بأبتسامه ومن ثم تركته وذهبت ليجلس هو على مقعد من المقاعد المتواجده أمام غرفة العناية المركزة ليظل مستيقظًا طوال الليل لا يغفل لهُ جفن
في اليوم التالي
أستيقظ صلاح بفزع على يد الطبيب الذي كان يقف أمامه وينظر لهُ قائلًا بأعتذار:انا آسف لو خضيتك
مسح صلاح على وجهه ونهض قائلًا بصوتٍ ناعس:لا ولا يهمك
الطبيب:انا بس حبيت أطمنك أنه عدى مرحلة الخطر الحمد لله وأتنقل لأوضة عادية وتقدر تشوفه هو حاليًا لسه نايم بس هيبدء يفوق دلوقتي
صلاح:شكرًا يا دكتور تعبناك معانا انا عارف
أبتسم الطبيب وقال:متشكرنيش دا واجبي والحمد لله إنه خرج منها بالسلامة ربنا يتمم شفاءه على خير
أنهى حديثه وهو يُربت على كتفه بخفه ومن ثم تركه وذهب بينما أقتربت بيلا من صلاح بقلق بعدما رأت الطبيب يقف معه ووقفت أمامه وهي تنظر لهُ قائلة بقلق:في أي يا صلاح الدكتور قالك حاجه جعفر كويس
أبتسم صلاح وقال:جعفر عدى مرحلة الخطر الحمد لله واتنقل أوضه عاديه وشويه ويفوق
علت أبتسامه سعيده ثغرها وهي لا تُصدق وقالت بفرحة عارمة:بجد يا صلاح الدكتور قالك كدا بجد
حرك رأسه برفق وهو ينظر لها بأبتسامه بينما سقطت دموعها أكثر وهي تقول:طب هو فين
تحرك صلاح وهو يقول بأبتسامه:تعالي معايا
تحركت معه على الفور وهي متحمسة للغاية لرؤيته، صعدا للطابق الذي يليه وسارا قليلًا حتى وصلا غرفة سبعون، أمسك صلاح بمقبض الباب وفتحه بهدوء ودلف ويليه بيلا وهما ينظران لهُ بينما كان هو مازال نائمًا لم يستفيق أغلق صلاح الباب خلفه واقتربت بيلا منه ونظرت لصلاح الذي قال:متخافيش هيفوق
نظرت بيلا لجعفر مره أخرى وجلست على المقعد الموضوع بجانب الفراش وأنتظرته حتى يستفيق بينما وقف صلاح بجانب مقعدها وقال بتذكر:اه صح انا نسيت أزهار وزمانها نويالي على سواد
نظرت لهُ وأبتسمت بينما أخرج هو هاتفه ونظر لها وقال:هروح أكلمها وأتطمن عليها وأجيلك يكون جعفر فاق
حركت رأسها برفق وتركها صلاح وخرج وهو يعبث بهاتفه وأغلق الباب خلفه بينما نظرت بيلا لجعفر والأبتسامه لم تفارق ثغرها، مدّت يدها وأمسكت بيده ومسدّت عليها بحنان وهي تنظر لهُ وتنتظره حتى يستفيق ونظرت للغرفة بهدوء وهي تتفحصها
في الخارج
صلاح:يا صباح العناب على الناس الأحباب قسمًا بالله غصب عني
أبتسمت أزهار وقالت:متخافش مش هعملك حاجه
تفاجئ صلاح وقال:قولي أقسم بالله كدا دا انا قولت هتسمعني مُرشح عنب
ضحكت أزهار وقالت:لا انا مقدرة اللي حصل اه صحيح جعفر أخباره ايه دلوقتي أخته قلقانه عليه أوي
صلاح:الحمد لله زي الفل طمنيها أحنا مستنيينه يفوق دلوقتي عشان نتطمن أكتر
أزهار براحه:الحمد لله بيلا كويسه دلوقتي
صلاح:اه الحمد لله مستنيه جعفر يفوق
أبتسمت أزهار وقالت براحه:الحمد لله ربنا يطمنها عليه
صلاح:يارب … قوليلي بقى عملتي ايه روحتي عملتي التحاليل ولا لا
أتسعت أبتسامه أزهار لتقول:اه عملتها … حامل بجد
شعر صلاح بالسعادة تغمره وقال:قولي والله … انا مبسوط أوي انا هبيع جعفر وبيلا وجاي حالًا
ضحكت أزهار قائلة:لا مش للدرجه دي عيب يا صلاح الناس تقول علينا ايه متربناش لا يا حبيبي لما تيجي معاهم بالسلامة أن شاء الله نبقى نشوف الحوار دا
صلاح:يا بنت الناس أسمعي الكلام هاجي انا مش هصبر
أزهار بضحك:يا صلاح بس يوه هو انا هطير يعني .. أديني قاعدة مستنية
صلاح بسعادة:فرحتيني أوي أقسم بالله وشك حلو عليا يا جعفر
ضحكت أزهار وقالت:لما يبقى يقوم بالسلامة بقى نبقى نفرحه
ظل يتحدث معها حتى مرت خمس دقائق وأكثر، بينما كانت بيلا تستند برأسها على المقعد وهي شاردة ولكن اخرجها من شرودها تأوهات وأنين جعفر الخافت، نظرت لهُ بيلا وأعتدلت بجلستها سريعًا وهي تنظر لهُ وتُربت على يده بحنان بينما فتح هو عينيه ببطء وهو يُغمضها عدة مرات كي يعتاد على ضوء الغرفة، فتح عينيه أخيرًا ونظر حوله حتى وقعت عيناه على محبوبته فقال بصوتٍ ضعيف:بيلا
أقتربت بيلا بمقعدها من الفراش وهي تنظر لهُ وتقول بأبتسامه واسعة سعيدة:عيون بيلا من جوه
تحدث جعفر وهو مازال لم يستعيد وعيه كاملًا وهو يقول بوهن:انا فين .. وايه اللي حصل انا مش فاكر حاجه
مسدّت على خصلاته بحنان وهي تقول:انتَ أتضربت بالنار وجبناك على هنا على طول ودخلت العمليات
جعفر بوهن:هو انا كنت هموت مش كدا
بيلا بعتاب:بعد الشر عليك متقولش كدا الحمد لله ربنا سترها وعديت منها على خير وأن شاء الله كام يوم وتبقى زي الفل وترجع تروح هنا وتروح هنا وتسمعني صوتك تاني في كل مكان .. وبعدين قبل دا كله عايزه أروح للولية التعبانة في دماغها دي أربيها
أبتسم جعفر بينما أبتسمت هي ومسدّت على خصلاته بحنان وهي تقول:حمد لله على سلامتك يا نور عيني أن شاء الله اللي يكرهك يارب وانتَ لا
جعفر بخفوت:الله يسلمك يا حبيبتي … هو انتِ هنا لوحدك
بيلا:لا صلاح موجود بس برا بيكلم أزهار تعرف يا جعفر فضل معايا مسابنيش لحظة واحده وهو اللي بات قدام الرعاية المركزة طول الليل
دلف صلاح في هذه اللحظة ونظر لهُ وتحدث بأبتسامه بعدما دلف واغلق الباب خلفه واقترب منهما قائلًا:حمد لله على السلامة يا عم رعبتنا عليك يا راجل
نظر لهُ جعفر وقال بأبتسامه:الله يسلمك يا صلاح
صلاح:حاسس بأي وجع أو حاجه
بيلا:لا لسه البينج مخلصش
صلاح:أوعا هنسمع آهات بعد شوية قد كدا
أغمض جعفر عيناه وهو يقول:بتفكرني ليه يا صلاح انا بحاول أنسى وانتَ تفكرني
صلاح:مش دي الحقيقة هتتوجع يعني هتتوجع لا مفر
نظر جعفر لبيلا وقال بتعب:خرجيه من هنا
ضحك صلاح بخفه وقال:بقولك ايه شد حيلك وفوق عشان حبايبك هنا مرعوبين عليك
جعفر بتساؤل:هي مها واخواتي عرفوا ؟
ضحك صلاح بخفه وهو يقول:اختك مبهدله الدنيا هناك عليك
بيلا:كفاية يا جعفر أرتاح شوية عشان متتعبش
صلاح بأبتسامه:وشك حلو علينا يا باشا أزهار حامل فعلًا
سعدت بيلا كثيرًا ونظرت لهُ وقالت:بجد
أبتسم جعفر وقال:الف مبروك يا صاحبي
صلاح بأبتسامه:الله يبارك فيك يا باشا عقبالكوا
في المساء
كان الجميع جالسون معه عدا عبد المعز الذي لم يأتي ولم يهتم جعفر، تحدثت هناء بأبتسامه وهي تنظر لجعفر قائلة:في ناس عيطت عليك عياط يختاي مش قادرة أوصفلك
حاتم بأبتسامه:عياط من نوع آخر دي مفصلتش
نظر جعفر لبيلا التي نظرت لهما وقالت:اه هو مش جوزي وخايفه عليه
أبتسم ونظر لهم مره أخرى وقال:مش قرة عينها ولا ايه
حاتم:لا بأمانة بتحبك جوي أني متخيلتش إنها تعمل اللي عملته دا عيطت كتير بچد دي مكانتش راضيه تخليهم ياخدوك اوضه العمليات يا راچل لولا عمتي هناء حاشتها بالعافية
نظر جعفر لبيلا بأبتسامه ونظرة مليئة بالحب والدفء بينما كانت هي تنظر لهُ بأبتسامه وقال:ربنا يخليها ليا وتعيش وتخاف عليا
بهيرة بأبتسامه:والله لايجين على بعض ربنا يخليكوا لبعض ويسعدكوا
حاتم:جعفر … في حد أكده چاي يزورك
عقد جعفر حاجبيه وقال:مين
عدة طرقات على الباب يليها دلوف رجل كبير بالسن ويليه شاب بعُمر جعفر، صافحه حاتم وهو يقول:أهلًا يا حاچ ناصر نورت والله
صافحه ناصر وهو يقول:بنورك يا ولدي
أقترب من فراش جعفر وهو يقول:حمد لله على سلامتك يا ولدي
نظر جعفر لحاتم الذي قال:دا الحاچ ناصر كبير البلد اللي حكيتلك عليه
جعفر:أتفضل يا حاج
جلس الحاج ناصر مكان بيلا التي وقفت على الجهة الأخرى بجانب فراش جعفر، تحدث الحاج ناصر وهو ينظر لهُ قائلًا:في الحجيجة يا ولدي أني لما عرفت زعلت جوي … كنت جاعد مستنيك بس ملجتاكش چيت على واحدة بليل أكده چالي تليفون من حاتم لجيته بيجولي أنك في العمليات وأضرب عليك نار من اللي يتخفي أسمه حليم جولت أچيلك بعد ما تفوج عشان أتطمن عليك بنفسي
جعفر بوهن:كتر خيرك يا راجل يا طيب … مكانش ليه لزوم انا كنت هجيلك
الحاج ناصر:لا يا ولدي ميصوحش الأصول بتجول زيارة المريض واچب أني اللي أچيلك يا ولدي … جولي بجى حاسس بأيه
جعفر:مش حاسس بأي حاجه … مش عارف ايه اللي حصل انا فوقت لقيت نفسي خارج من عمليات وموال كبير انا مكنتش دريان بيه آخر حاجه فاكرها أن انا أضرب عليا نار .. بعدها معرفش حصل ايه
زفر الحاج ناصر بهدوء ونظر لبيلا وقال:انتِ مَرته مش أكده برضوا
حركت بيلا رأسها برفق وهي تنظر لهُ بأبتسامه خفيفه فنظر لجعفر مره أخرى وقال بأبتسامه:لساتها صغيره يا ولدي
صلاح:مين دي يا حاچ ناصر بيلا جربت تتخرچ خلاص
تفاجئ الحاج ناصر وقال:ما شاء الله … ربنا يخليكوا لبعض المهم دلوج تاخد بالك من روحك زين وتهتم بوكلك ومَرتك چارك مهتسيبكش واصل ولا ايه
نظر لبيلا التي أبتسمت وقالت:أكيد يا حاج ناصر … لو أطول أديله عنيا هديهاله
الحاج ناصر بأبتسامه:ربنا يخليكوا لبعض
نهض وهو يُكمل حديثه قائلًا:أني هجوم دلوج وهسيبك ترتاح كام يوم أكده لحد ما تفوج وتبجى زين وبعدها نبجى نتحدتوا
هناء بأبتسامه:نورت يا حاج ناصر مجيتك على راسنا
نظر لها الحاج ناصر قليلًا ثم قال بأبتسامه:انتِ هناء مش أكده
حركت رأسها برفق وهي تقول بأبتسامه:أيوه
الحاج ناصر:متغيرتيش يا هناء زي ما انتِ … خلي بالك من بتك وچوزها لحد ما ربنا يكرمها ويخرچ من اللي هو فيه
هناء:يارب يا حاج ناصر أدعيلهم
الحاج ناصر:خير إن شاء الله
في القاهرة
كان هاتف مها يرن للمرة الثالثة دون أن تُجيب فنظرت أزهار للهاتف ثم لها وقالت:مبترديش ليه يا مها
زفرت مها وقالت:مش عايزه أرّد
أزهار:بس أكيد التليفون مهم
مها:لا مش مهم
صمتت أزهار بينما زفرت مها بضيق وأغلقت الهاتف، بينما زفر سراج وهو لا يعلم لما لا تُجيب على هاتفها
في منزل كيڤن
فتحت روزلين الباب ورأت سراج أمامها يقول:مرحبًا
روزلين:مرحبًا سراج
سراج:جئت لأخبركم بأنني سأذهب
عقدت حاجبيها وهي تقول:لماذا هل حدث شيئًا آخر
سراج:سأذهب لأطمئن على جعفر
حركت رأسها برفق وقالت:حسنًا .. هل يُمكنك أن تُطمئنني
حرك رأسه برفق وهو يقول:سأفعل ذلك … أنتبهوا على أنفسكم
ربتت على كتفه وهي تقول:لا تقلق نحن سنكون بخير
سراج:وداعًا
أبتسمت روزلين وقالت:وداعًا
ذهب سراج وأغلقت الباب خلفه بهدوء ودلفت للداخل مره أخرى
بعد مرور أسبوع
دلفت بيلا الغرفة وهي تحمل حقيبة الطعام واقتربت من فراشه وهي تقول بأبتسامه:يلا بقى عشان تاكل
نظر لها جعفر وقال بأبتسامه خفيفه:انا مبحبش أكل المستشفيات يا بيلا وانتِ عارفه كدا
بيلا بأبتسامه:لا مش أكل المستشفى دا انا اللي عملاهولك
جعفر بأبتسامه:لا لو كدا ماشي
أخرجت الطعام من الحقيبة وهي تقول:عيزاك تاكل بقى عشان شويه كدا وصلاح ييجي يخلص إجراءات الخروج
نظر جعفر للطعام وقال بضيق:يوووه بقى
نظرت لهُ بيلا نظره ذات معنى بينما نظر هو لها وقال:انا مبحبش الأكل المسلوق دا يا بيلا
بيلا:معلش دا مش بمزاجك
جعفر بضيق:مكانتش رصاصة هي محسسني أني عامل عملية في القلب
بيلا بعتاب:بعد الشر عليك ايه اللي بتقوله دا يا جعفر
جعفر:ما انتوا مأڤورينها عدى أسبوع
بيلا:خلاص وعد الدكتور أول ما يقول خلاص ونتطمن هعملك كل الأكل اللي بتحبه
بدء جعفر بتناول الطعام بضيق تحت نظرات بيلا التي كانت تنظر لهُ، عده طرقات على باب الغرفة يليها دلوف سراج الذي قال بأبتسامه:حبيبي
أقترب من فراشه وهو يقول:ايه يا معلم قالب وشك كدا ليه
زفر جعفر بغضب وقالت بيلا بهدوء:متنرفز بسبب الأكل المسلوق
سراج:معلش يا صاحبي هانت مجتش على الشوية دول
بعد مرور القليل من الوقت
دلف صلاح وهو يقول:سلام عليكم
بيلا:وعليكم السلام
صلاح:انا خلصت إجراءات الخروج
نظر لهُ جعفر نظره ذات معنى وقال:عملت اللي قولت عليه
صلاح:أيوه مع أني مش عارف مستعجل على ايه
بيلا بعدم فهم:لا ثواني أنتوا بتتكلموا على ايه
صلاح:جعفر ناوي يخرج ويطلع على الحاج ناصر
نظرت بيلا لجعفر وقالت:دا بجد … انتَ بتهزر
جعفر:انا مش هستنى عايز أخلص عشان أمشي
صلاح:ايوه يا جعفر بس أتسرعت
جعفر:لا أتسرعت ولا حاجه انا عايز أخلص عشان أتخنقت
صلاح:عمومًا اللي يريحك هيحصل خليه يعمل اللي يريحه يا بيلا
صمتت بيلا ولم تتحدث بينما كان جعفر يتناول الطعام بهدوء وصلاح صامتًا
في منزل عبد المعز
كان عبد المعز يتحدث في الهاتف وهو يقول:بجولك ايه يا فارس أني عملت اللي عليا واللي جولتلي عليه حصل طلبت نجتله بس هو لسه في عُمر يعيش أعملك ايه
فارس بغضب:معرفش انا قولتلك يتقتل مش يتصاب ويرجع تاني انا عايز امحيه من على وش الدنيا
عبد المعز:وانا عملت أكده ذنبي ايه أنها مچاتش والواد راح فيها
فارس:مش مُهم … الأهم تنفذ اللي هقولك عليه بالحرف الواحد من غير غلط
عبد المعز بضيق:ماشي يا فارس أما نشوف أخرتها ايه
في المساء
عدة طرقات على باب المنزل فُتح على أثرها الباب من قِبل حسين الذي قال:يا مرحب أتفضلوا
دلف صلاح ويليه جعفر وحاتم الذين رحب بهم الحاج ناصر وهو يقول:يا أهلًا وسهلًا نورتوا الدوار أتفضلوا
جلسوا وجلس الحاج ناصر والرجال وهو يقول:يا مرحب يا مرحب .. جبل ما نبدء كلام تشربوا ايه
صلاح:الله يعزك يا حاچ ناصر تسلم
الحاج ناصر:لا أكده أزعل جوي وانتَ عارف زعلي زين يا صلاح
صلاح:واني ميهونش عليا زعلك يا حاچ ناصر نشرب شاي
تحدث الحاج ناصر بصوتٍ عالِ وهو يقول:الشاي للرچالة أهنه يا ام حسين … ها يا رچالة .. ايه اللي مزعلك يا ولدي وايه اللي حُصل
جعفر:يا حاج ناصر يرضيك يتشكك في شرف بنتك
الحاچ ناصر بغضب:لا طبعًا أني أجطع لسان اللي يجول عليها كلمة عفشه
جعفر:أهو انا مراتي اتشكك في شرفها الرسايل وكل اللي اتقال عليها معايا لما يوصلي كلام عليها وعليا بالمنظر دا يا حاج ناصر يبقى من حقي أعمل اللي انا عايزُه ولا ايه
الحاج ناصر:طبعًا يا ولدي .. حجك .. وهو واطي ومترباش عشان يبعت كلام زي أكده ليك ومفكرش أنها بت عمته جبل أي حاچه … أني مصدوم يعني ميصوحش أكده
صلاح:دا غير أنه أتهچم على چعفر في بيته يا حاچ ناصر وحلف يجتله وچعفر بيت في الشارع اليوم دا
ضرب الحاج ناصر بعصاته على الأرض وهو يقول بحده وصرامة:انتَ بتجول ايه يا ولدي
حاتم:بيجول اللي حُصل يا حاچ … حليم چن على الآخر وبجى شايف حاله … دا عاوز يتچوزها وهي على ذمة الراچل يا حاچ في أكتر من أكده چنان
حرك الحاج ناصر رأسه برفق وهو يقول:لا أكده الموضوع كبر جوي … وأبوك فين من دا كله يا صلاح
أبتسم جعفر بسخرية بينما قال صلاح:أبوي واجف مع حليم وچاي على چعفر جوي ومعملش حساب أن دا راچل غريب أول مرة يدخل بيته غلط فيه وشتمه وجل منه جوي يا حاچ ناصر انتَ متعرفش حاچه دي كانت مچزرة
نظر الحاج ناصر لجعفر وهو يقول:جولي يا ولدي … انا اه معرفكش وأول مرة أجعد معاك بس انتَ راچل وشهم وچدع وبتحب مرتك جوي وعندك أستعداد تشرب من دم اللي جدامك عشانها … مشكتش فيه يا ولدي يعني ملاحظتش عليه حاچه أكده ولا أكده انا بتكلم على حليم خلي بالك
جعفر:لا لاحظت … لما كان عمال يهددني بالقتل كان في خوف وتردد في عنيه وكأن حد جابره على كدا
الحاج ناصر:وعبد المعز
جعفر:عبد المعز جاحد … ودا داء فيه مش مبخوخلوا سم من حد
حسين:حليم دا معروف من زمان جوي بچحوده وحجده … دا يحب ياخد حاچه مش بتاعته كيف ما بتجول أنه عايز يتچوز مرتك بحچة إنه بيحبها كيف ما بيجول
جعفر بحده:وانا مش هخليه يفكر فيها بس مجرد تفكير .. دا انا أطلعله في كابوسه وكابوس اللي جابوه انا سكت وبلعت إهانتي وشتيمتي عشان خاطر مراتي وحماتي وعملت أحترام للست الكبيرة اللي كانت واقفه بس يمين بالله غير كدا انا كنت سيبت نفسي واللي يحصل يحصل
الحاج ناصر:لا يا ولدي متركبشي نفسك غلط … انتَ لچأت لعبد المعز عشان هو الكبير ومعملش حاچه وانتَ لچأتلي دلوج وبجولك اهه جدام الكل أني مهخيبش ظنك أبدًا وأسال عليا
جعفر:وانا عارف يا حاج سيرتك مسمعه ما شاء الله
الحاج ناصر:الله يخليك يا ولدي .. انا كنت عاوز أجولك حاچه أكده عشان نكون حلينا أول عجده في الموضوع
جعفر بتساؤل:خير يا حاج ناصر
خرج هو ووقف أمامهم بينما أشار الحاج ناصر وهو يقول:شوف أكده
نظر جعفر لمكان ما أشار إليه الحاج ناصر ثم نهض بحده وهو ينظر لحليم وأقترب منه سريعًا وهو يجذبه من جلبابه وهو يقول بغضب:انتَ ايه اللي جابك هنا ورحمة أمي ما هسيبك قبل ما أكون قاتلك
أقترب صلاح وحاتم وحسين منه وهم يُبعدونه عنه بينما صرخ جعفر بغضب وهو يقول:أوعوا مش هسيبوه
حاتم بتهدئه:أهدى يا چعفر ميصحش أكده
صلاح:أهدى يا چعفر عشان چرحك ميفتحش
كانت بيلا تُتابع ما يحدث من الداخل وهي تشعر بالخوف الشديد على جعفر، تحدث حليم بحده وهو يقول:بعد يدك ياض انتَ بدل وديني وما أعبد لجطعهالك
لكمه جعفر بقوة في وجهه وهو يقول بغضب:تمد أيدك على مين دا انا أقطعهالك قبل ما تفكر فيها يا واطي
وضع حليم يده مكان لكمته ونظر لهُ بغضب وهجم عليه ولكن منعه الشباب وشعرت بيلا بالهلع على جعفر بعدما رأته يضع يده على جرحه فركضت سريعًا للخارج ووقفت أمامه وهي تقول بخوف شديد:مالك يا جعفر حاسس بأيه
أستند جعفر بيده على كتفها وهو يضع يده الأخرى على الجرح وانكمشت معالم وجهه فضمته بيلا بهدوء وحذر وهي تنظر لهم وهي ترى حليم غاضب، ضرب الحاج ناصر بعصاته على الأرض بقوه وهو يقول بغضب:بس
صمت الجميع فجأه ونظروا لهُ بينما قال الحاج ناصر بحده:برا يا حليم … شكلي أتسرعت لما خليتهم يخرچوك عشان نحل الموضوع … خدوه تاني بس دجيجه
نظر لجعفر الذي كان يستند على بيلا وينظر لهم بألم وقال:هتتنازل يا ولدي ولا لاع
حرك جعفر رأسه برفض وهو يقول بصوتٍ مُتألم:مش هتنازل عن حقي
حرك الحاج ناصر رأسه برفق ونظر للضابط وقال:خده يا ولدي
أخذه الضابط من جديد وذهب بينما أسندت بيلا جعفر وأجلسته على الأريكة بحذر وهي تُمسد على ظهره بحنان ورفق وهي تشعر بالقلق عليه، أقترب الحاج ناصر منهما ووقف أمام جعفر وهو يقول:انتَ زين يا ولدي حاسس بحاچه
حرك رأسه نافيًا وهو يقول بهدوء:لا انا كويس مفيش حاجه
زفر الحاج ناصر وهو يقول:لا حول ولا قوة إلا بالله
جلسوا جميعهم من جديد وجلست بيلا بجانب جعفر وهي تُمسد على ظهره فقال الحاج ناصر:أسمع يا ولدي حجك من حليم راچع قانونًا بس حجك من عبد المعز أني اللي هچيبهولك وإن ما أعتذرلك جدام الكل مبجاش الحاچ ناصر … هيعتذرلك وهيعتذر لمرتك وأخته بعد ما أخلص معاه أني والكلام اللي أتجالك من حليم دا أتحول على النيابة واتعمله محضر يعني أكده حجك رچع وفوجيه بوسه كمان مَرضي أكده
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول بهدوء:مَرضي يا حاج ناصر … اللي تشوفه
الحاج ناصر:على البركة يبجى أتفجنا والرچالة اهه شاهده ولا ايه يا رچالة
صلاح:عداك العيب يا حاچ ناصر … يسلموا يا راچل يا طيب
بعد مرور شهر
تحدث جعفر بصوتٍ عالِ وهو يقول:يا بيلا يلا عايز أنزل
أقتربت منه بيلا وهي تقول:حاضر انا جيت أهو يلا
نظرت لهُ وقالت:خايفه أوي
مدّ يده ومسح تلك الدمعة العالقة على جفنها وهو يقول:متخافيش هتعدي وهتتخرجي وتفرحيني بيكي
أبتسمت بيلا وقالت:محدش بيقدر يطمني غيرك
جعفر بأبتسامه ومرح:وهو انا أي حد برضوا
ضحكت بخفه وقالت:طب يلا بينا عشان منتأخرش
أخذها وخرجا، كانا يسيران بالحارة فرأتهما أم حسن وقالت:ربنا معاكي يا بنتي وينجحك وتفرحي قلوبنا كلنا
نظر لها جعفر وقال بأبتسامه:يسمع من بوقك ربنا يا أم حسن
لمحت بيلا سماح وهي تنظر لجعفر فأمسكت بذراعه وهي تنظر لها بغيظ شديد فنظر لها جعفر وقال:كام مره هقولك مش شايفها
نظرت لهُ بيلا وصقت على أسنانها وقالت بغيظ شديد:انتَ مش شايفها بس انا شيفاها
ضحك جعفر بخفه وحرك رأسه برفق وحاوطها بذراعه تحت نظرات سماح الغاضبه وهو يقول:اه منك يا بنت هناء … أتعلمي لما تكيدي حد تعملي أكتر حاجه بتعصب أمه معقوله كل دا لسه متعلمتيش انتِ لما ترجعيلي هستلمك
نظرت لهُ وأبتسمت رغمًا عنها وحركت رأسها برفق وذهبا، سمع فتحي وهو يُتمتم بحنق وهو ينظر لهُ بحقد فألتفت جعفر برأسه ونظر لهُ بأبتسامه واسعة مستفزة ثم نظر أمامه مره أخرى بينما أمسك فتحي كوب الماء وألقاه بقوه على الأرض بغضب وكُسر وهو يقول بضيق:سمج
لمحت بيلا سماح وهي تنظر لجعفر فأمسكت بذراعه وهي تنظر لها بغيظ شديد فنظر لها جعفر وقال:كام مره هقولك مش شايفها
نظرت لهُ بيلا وصقت على أسنانها وقالت بغيظ شديد:انتَ مش شايفها بس انا شيفاها
ضحك جعفر بخفه وحرك رأسه برفق وحاوطها بذراعه تحت نظرات سماح الغاضبه وهو يقول:اه منك يا بنت هناء … أتعلمي لما تكيدي حد تعملي أكتر حاجه بتعصب أمه معقوله كل دا لسه متعلمتيش انتِ لما ترجعيلي هستلمك
نظرت لهُ وأبتسمت رغمًا عنها وحركت رأسها برفق وذهبا، سمع فتحي وهو يُتمتم بحنق وهو ينظر لهُ بحقد فألتفت جعفر برأسه ونظر لهُ بأبتسامه واسعة مستفزة ثم نظر أمامه مره أخرى بينما أمسك فتحي كوب الماء وألقاه بقوه على الأرض بغضب وكُسر وهو يقول بضيق:سمج
وصل جعفر برفقة بيلا إلى الجامعة أخيرًا بعد مرور الوقت وقبل أن تدلف وقف أمامها يمنع طريقها وهو ينظر لها قائلًا:مبدئيًا كدا اللجنة صعبه، الدكتور رخم أبن رخمة، المشرف ملبوس، صحبتك بتستموت جنبك، واحده خدت الورقه قبلك ولطمت، العميد عليه تار من أيام الهكسوس ملكيش دعوة بكل دا وخليكي ثابته كدا وعلى وضعك طول ما انتِ واثقه في نفسك ومذاكرة
ميهزكيش الهيلمان دا كله ميخصكيش ايه
رددت بيلا وكأنه يُملي عليها قواعده السبع قائلة:الهيلمان دا كله
جعفر:شاطرة .. وحاجه كمان المادة اللي تخلص وتلاقي اللي جاي عليكي عشان يراجع معاكي ويقولك عملتي دي ايه ولا دي غلط دي صح تتعاملي معاه بمبدأ شلح واجري
نظرت لهُ بيلا بذهول وهي تقول بأستنكار:شلح واجري ؟!
جعفر:ايوه اللي يقرب ومعاه الورقه شلحي واجري على طول معندناش وقت ياما صحصحي معايا انتِ لسه نايمه ولا ايه .. ولا أقولك حل تاني أحلى بقى وهيجيب من الآخر
دفعها فضولها لمعرفة الحل الآخر لذلك قالت بتساؤل وأهتمام:ايه هو بقى أنجدني بيه ؟
نظر لها جعفر نظره ذات معنى وهو يسحب قدرًا كافي من سيجارته ليزفر الدخان من فمه وهو ينظر لها قائلًا:أول ما تدخلي اللجنة تلمي اللي تعرفيه وتعملوا مُعاهدة اللي يراجع بعد الامتحان أمه رقاصه
جحظت عينان بيلا بصدمه وهي لا تصدق ما تسمعه وهي من ظنت بأنه سيقول شيئًا لم يخطر على بالها مفيدًا ولكن يبدوا بأنه يودها أن ترسب بأخر يوم لها أو تُرفد من الجامعة يبدوا بأنه شيئًا من هذا القبيل، نظرت لهُ بعدما أقتربت منه خطوة واحده وهي تنظر لخضراوتيه الصافية وهي تقول بصوتٍ خافت:انتً عايزني أعمل اللي بتقول عليه دا بجد
جعفر:أومال انتِ فكراني بهزر ؟!
نظرت لهُ نظره ذات معنى قبل أن تقول:ياريتك كنت بتهزر والله بقولك ايه يا جعفر شكرًا على نصايحك اللي هتوديني في داهية مش عيزاها
جعفر:انتِ بتستقلي بيا وبنصايحي
نظرت لهُ بتحدي وقالت:أيوه بستقل بنصايحك يا جعفر
نظر جعفر حوله ثم أقترب منها قليلًا ومال بجزعه قليلًا وتحدث بنبرة هادئة يُغلفها خبث وتوعد كبير قائلًا:ليلتك سوده يا بيبي لما نرجع لينا شقة تلمنا
أبتسمت أبتسامه جانبيه وهي تنظر لهُ بسخرية واضحة بينما نظر هو لها قليلًا قبل أن يُبادلها نظراتها بأخرى مليئة بالتحدي، نظرت هي حولها ثم نظرت لهُ وقالت:انا لازم أدخل عشان ألحق
حرك رأسه برفق وهو يقول مُحذرًا إياها:متنسيش اللي قولتلك عليه
أقتربت منه بيلا وهمست بجانب أذنه قائلة:بِلُه واشرب مايته يا قرة عيني
أبتعدت وهي تنظر لهُ بأبتسامه ومن ثم تركته ودلفت سريعًا وهي تنظر لهُ وتُلوح بيدها في الهواء بينما كان هو واقفًا ينظر لها وهو لا يُصدق ما سمعه منذ لحظات، تحدث وهو ينظر لأثرها قائلًا بتوعد:ليلتك مش معدية النهاردة معايا يا بنت هناء
سمع رنين هاتفه يعلنه عن أتصال من شقيقه، أجابه قائلًا:يارب تكون جايبلي أخبار حلوه زيك
هاشم بغرور:انا طول عُمري حلو ومسمسم
صق جعفر على أسنانه بغضب وهو يقول بصوتٍ مكتوم:أخلص بدل ما أجي انا أخلص عليك وارتاح
جحظت عينان هاشم ليفتح فمه ويصرخ بهِ عبر الهاتف جاعلًا جعفر يُبعد الهاتف عن أذنه قائلًا:تخلص على مين يا عربجي انتَ دا انا أشرب من دمك انتَ عبيط ولا ايه
وضع الهاتف على أذنه مره أخرى بعدما أنتهى هاشم وتحدث بنبرة هادئة بعدما أحتدت عيناه قائلًا:مكانك فين دلوقتى
عقد هاشم حاجبيه وهو يقول:وانتَ عاوز تعرف مكاني ليه أن شاء الله عشان تيجي تخلص عليا
إبتسم جعفر أبتسامه جانبية وقال:هات اللي عندك عشان وربي وما أعبد يا هاشم لو جيتلك ما هسيب فيك حتة سليمة
سمع هاشم يُجيبه بنبرة تملئُها الأستفزاز قائلًا:وريني هتعرف مكاني أزاي يا عبيط
أغلق جعفر الهاتف بوجهه وهو يُحرك رأسه برفق وهو يقول بنبرة هادئة:ماشي … انا هوريك هعرف أزاي يا واطي
ذهب جعفر بعدما هندم من ثيابه لمدة ساعتين ليعود مره أخرى ويصطحب بيلا للمنزل مجددًا
على الجهة الأخرى
أقتربت جنة من هاشم وهي تقول:معرفتهوش ليه
نظر لها هاشم وقال:حابب ألاعبه شويه
جنة:انتَ مش هتهدى غير لما تجيب أخرُه وساعتها متستنجدش بيا
نظر لها هاشم نظره بريئة ليقول:أهون عليكي يا جنة
جنة:متعملش فيها برئ عشان مش لايق عليك
تركته وذهبت لينظر لها بعدما جحظت عيناه قليلًا ليقول بصدمة:في وشي كدا .. طب أستني وقوليها في ضهري ليه دشمله الخواطر دي فعلًا … أخوات غدارة
في مكان آخر
عدة طرقات على باب منزله يتبعها الصمت لتعود الطرقات تتعالى مره أخرى ليقترب الآخر بهدوء ويفتح الباب ليُقابله وجه جعفر الذي نظر لهُ بهدوء وقال:شكلك نسيت إن ليك أهل
نظر لهُ أكرم قليلًا قبل أن يقول بنبرة هادئة:أدخل
دلف جعفر وأغلق أكرم الباب خلفه وأشار لهُ قائلًا:أدخل يا عم انتَ غريب
دلف جعفر وهو يقول:البيوت ليها حُرمتها يا أكرم
أكرم:عند أمها
جلس جعفر على الأريكة وجلس أكرم على المقعد المجاور بهدوء، نظر لهُ جعفر وقال:في ايه حالك مش عاجبني
زفر أكرم بهدوء ليقول:عادي … ايه الجديد
أعتدل جعفر بجلسته ليستند بمرفقيه على قدميه وهو يميل بنصفه العلوي قليلًا وهو ينظر لهُ نظرة ذات معنى وقال:في إنك مخبي حاجه عليا يا أكرم … في ايه
نظر لهُ أكرم وقال:انا عرفت مكان كايلا أختي
تبدلت معالم وجه جعفر ليقول بأهتمام:أزاي ومين قالك
نظر أكرم لهُ وقال بهدوء:فضلت أدور وراها على أي خيط يوصلني ليها … سألت في الأقسام والمستشفيات كلها لحد ما لقيتها
جعفر:لقيتها فين
أكرم:أختي في غيبوبة بقالها تسع سنين يا جعفر وأحنا منعرفش عنها حاجه وأفتكرناها ميته كل السنين دي … ولما قعدت مع الدكتور حكالي كل حاجه قالي إنها أتعرضت لحادثه شديده من تسع سنين جت على المستشفى وقتها وللأسف دخلت في غيبوبة من ساعتها ومفيش أمل أنها تصحى
مسح جعفر على وجهه وخصلاته وهو لا يُصدق ما سمعه بينما وضع أكرم يديه على جبينه وهو يُكمل حديثه قائلًا:شبه بيلا أوي … فيها ملامح مني … خدوا منها عينة دم وسحبوا مني عينة وطلعت مطابقة … صعبانه عليا أوي يا جعفر الأجهزة حواليها وهي مش في الدنيا
نظر لهُ جعفر وقال:كويس إنك لقيتها يا أكرم … وخدها مني كلمة لو أختك فاقت هتحل كل العُقد اللي أحنا فيها دلوقتي
أكرم:هتفوق أزاي
نظر لهُ جعفر نظره ذات معنى وقال:هو مش الدكتور قالك إنها محتاجه حد يقعد ويتكلم معاها برضوا
نظر لهُ أكرم وقال:اه
أبتسم جعفر أبتسامه خفيفه وقال:بس .. محلولة
في منزل كيڤن
صاح كين بعلو صوته وهو يقول:أيها المعتوه أين أنت
خرج سميث وهو ينظر لهُ قائلًا:لماذا تصرخ هكذا ماذا تُريد
أقترب منه كين وهو يقول:أين سراج
أقترب منه سراج وهو يقول:ماذا تُريد
كين بحده:هل ستذهب حقًا
سراج:نعم
صاح كين بصوتٍ حاد بهِ وهو يقول:كيف هل ستذهب بعد أن خططنا لكل شئ
سراج:ليس بيدي صدقني
كين:لا يجب أن تجعل هذا بيدك الحرب ستقوم مساء اليوم كيف ستذهب نحن بحاجه إليك
سراج:أنصت إلي كين جيدًا شون وقطيعه ضعفاء عضة واحده منّا ستقضي على ذئب … لكن إن قتلنا واحدٍ منهم … سيقتلون في المقابل الضعف منّا … لا يجب علينا قتل أحدٍ منهم معركة عادية للغاية
تحدث كين وهو يصق على أسنانه بضيق قائلًا:لا سراج أنت مُخطئ هذا ليس صحيحًا
زفر سراج وقال:حسنًا دعني أذهب حتى أذهب لجعفر كي أحضره معي فسوف نحتاج إليه
كين:جعفر ليس مصاص د”ماء
سراج:أنا سأجعله كذلك
سميث:ولكن ماذا سيفعل سراج نحن معنا إخوته
سراج:لن يكفي … أنصتوا إلي وكل شئ سيكون على ما يرام
نظر لهما للحظات قبل أن يتركهما ويذهب تتابعه نظرات كين وسميث لهُ
في القاهرة
وصل جعفر برفقه أكرم إلى غرفة كايلا ودلفا بهدوء وأغلق أكرم الباب خلفه، أقترب جعفر من فراشها وهو ينظر لها بهدوء أتبعه أكرم الذي قال:صدقت
توقف جعفر بجانب فراشها وهو ينظر لها قليلًا قبل أن يقول:فيها شبه كبير من بيلا فعلًا
أكرم:انا عايزها تفوق بأي طريقة يا جعفر … كايلا لازم تفوق مهما حصل لو فاقت هتساعدنا كتير في اللي عاوزين نعرفه
جذب جعفر المقعد بجوار فراشها وجلس عليه ونظر لها قليلًا قبل أن يتحدث جعفر قائلًا:كايلا … انا عارف إنك سمعاني الدكتور قالي إنك سامعه اللي حواليكي … كايلا انا مش عايزك تخافي انا مش جاي أأذيكي بالعكس انا عايز أساعدك … انا أعرفك كويس أوي انا جوز أختك بيلا أكيد فكراها .. توأمك .. بيلا بتدور عليكي من زمان وهتتجنن عليكي يا كايلا .. وأكرم عافر عشان يوصلك لحد ما جه من كام يوم وشافك … أحنا عاوزين نساعدك تقومي من الغيبوبة دي بأي طريقة وعشان كدا محدش فينا هيأثر معاكي وهنحاول كتير أوي بس انتِ برضوا لازم تحاولي معانا .. حاولي تفوقي من التعب والضلمة اللي انتِ فيها دي … لو خايفه من حد مُعين انا مش عايزك تخافي منه أيًا كان مين هو انتِ في حمايتي انا وأكرم ومهما يحصل مش هنسمح لحد إنه يأذيكي بس حاولي … عمومًا أنا هسيبك دلوقتي وهجيلك تاني بس حاولي عشان خاطري يا كايلا وانا في ضهرك
رفع رأسه بهدوء وهو ينظر لأكرم الذي كان واقفًا على الجهة الأخرى وقال:متنساش ها
أكرم:انا قعدت أتكلم معاها وأطمنها ومطلعتش لوحدي اللي بيحاول يفوقها الدكاترة هنا والممرضين بيحاولوا بس بيقولوا مفيش أستجابة خالص ورافضة تقوم … لعل وجودك هنا يكون في نسبة كبيرة لأنها تقوم
نظر جعفر لها مره أخرى يُلقي نظرة أخيرة عليها قبل أن ينهض وينظر لأكرم قائلًا:يلا يا أكرم
تحرك أكرم ومعه جعفر الذي توقف مره أخرى وهو يستمع لهمهمات كايلا الخافتة، ألتفت بجسده إليها ببطء وهو ينظر لها ورأها تُجاهد للأستيقاظ فأستدار بكامل جسده واقترب منها مره أخرى وهو ينظر لها بينما أستغرقت هي بضع دقائق حتى تستيقظ وتفتح عينيها البُنية الفاتحة لتنظر لجعفر وتقابلها خضراوتيه، ظل جعفر ينظر لها وشعر ببعض الألم بجسده عندما وقعت عيناها على خضراوتيه لا يعلم ما مصدره وللحظة شعر بأنه كالمغيب عن الواقع وليس هو، أستفاق على يد أكرم الذي كان يُحركه بعنف حتى يستفيق وهو يصيح بهِ قائلًا:جعفر فوق مالك
أستفاق جعفر لينظر لأكرم الذي نظر لهُ وقال:في ايه سرحت في ايه
نظر جعفر لكايلا التي كانت مازالت على وضعيتها وهو لا يعلم ماذا حدث في هذه الدقائق المعدودة التي شعر بها أنه مُغيب بها عن الواقع، خرج من المستشفى برفقه أكرم وهو شارد الذهن يتذكر ما حدث لا يعلم كيف أستطاع أن يراها مستيقظه وهي بالواقع مازالت نائمة، سمع هاتفه يعلنه عن أتصال من سراج فأجابه قائلًا:ايوه … فين … اه … طيب انا جايلك أهو
أغلق معه ونظر لأكرم قائلًا:معلش يا أكرم هضطر أسيبك دلوقتي وأمشي
أكرم:طيب لو وصلت لحاجه هبلغك
حرك جعفر رأسه برفق وهو يشعر بالتوهان ومن ثم تركه وذهب تتبعته نظرات أكرم لهُ الذي لم ينتبه لأي شئ وذهب
في مكان آخر بعيد
أقترب جعفر من سراج الذي كان ينظر لهُ دون أن يتحدث، وقف جعفر أمامه وهو ينظر لهُ فقط وكان الصمت هو المُسيطر لبضع دقائق قبل أن يُقرر سراج أن يقطعه قائلًا:شوفت مش كدا
نظر لهُ جعفر نظره ذات معنى وقال:وانتَ عرفت منين
صمت سراج للحظات قبل أن يقول:عشان انا حاسس بيك … أو بمعنى أصح وأدق وعشان محورش عليك واحد مننا كان بيراقبك وانا اللي قولتله يراقبك عشان أتطمن أكتر عليك خصوصًا أن الحرب بينا النهاردة إحنا والمستذئبين هتفضل دايره ومش هتنتهي غير بفوز حد فينا … جعفر انا جاي وعايزك تبقى معانا
عقد جعفر حاجبيه وقال:أبقى معاكوا أزاي يعني
سراج:معانا في الحرب دي
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول:اه … قصدك إنك تتحكم فيا وتجسدني في صورة مصاص الد”ماء مش كدا
سراج:جنة اللي قالتلك مش كدا
جعفر:هيفرق معاك في حاجه … مسيري هعرف
سراج:حقك عليا انا كان لازم أعرفك بس معرفتش … انا كنت خايف عليك وعايزك تساعدني
جعفر:تقوم تعمل كدا يا سراج
صمت سراج ونظر للأرض للحظات قبل أن يرفع رأسه مجددًا وينظر لجعفر قائلًا:حقك عليا انا عارف إني غلطت لما معرفتكش .. بس والله إحنا محتاجينك النهاردة انتَ شايف أن وجودك ملهوش لازمه بس إحنا لا
جعفر:وأفترضنا أن انا وافقت هيحصل ايه إفرض أتصابت من أي حد فيكوا هتعمل ايه ساعتها
سراج:مش عايزك تخاف محدش هيقدر يأذيك مهما حصل … بس انتَ توافق يا جعفر وجودك مُهم صدقني
جعفر بجدية:مش قبل ما اعرف أزاي شوفت كايلا فايقه وهي لسه نايمه
سراج:دا إيميلي اللي عملته مش انا … ولا نسيت إن إيميلي بتشوف كل واحد فينا انتَ مبقتش غريب علينا أي حاجه بتحصلك مبنستغربهاش عشان انتَ شخصيتك غريبه لوحدها بتحصلك حاجات ومشاكل وحوارات ورغم إنك كدا بس قادر تحلها ولا اكنك أينشتاين
ابتسم جعفر أبتسامه جانبية وهو ينظر حوله عدا سراج الذي كان ينظر لهُ، تحدث جعفر بعدما نظر لهُ وقال:ربنا مبياخدش كل حاجه يا سراج … بيحرمك من حاجه وبيديك الأحسن منها … وانا أداني الأحسن من التعليم ويمكن دا اللي مكره الناس فيا ومخليهم مغلولين مني .. بس دا مش بأيدي … ربانية … على العموم النهاردة آخر يوم لبيلا هسيبك وأعدي أخدها وهروح هظبط الدنيا في الحارة وعلى بليل هكلمك ونشوف الحوار دا
سراج:أكيد
نظر لهُ جعفر وقال معاتبًا إياه:وانا من أمتى ضحكت عليك ولا اتخليت عنك
أقترب منه سراج معانقًا إياه قائلًا:متزعلش مني يا صاحبي
ربت جعفر على ظهره برفق وهو يقول:وانا مش زعلان
أبتعد سراج قليلًا لينظر لعينيه قائلًا:لا زعلان
حرك جعفر رأسه نافيًا وهو يقول:يا عم مش زعلان
سراج بإصرار:لا زعلان
نظر جعفر لهُ وقال:ما قولنا مش زعلان يا ابن الرخمة متضايقنيش بقى
ضحك سراج بخفه وربت على كتفه قائلًا:بس طالما الجُملة دي طلعت منك يبقى مش زعلان
حرك جعفر رأسه بقله حيله وقال:يلا روح شوف هتعمل ايه وانا هروح لبيلا وزي ما قولتلك
حرك سراج رأسه برفق وهو يقول:تمام يا زميلي على معادنا
في الجامعة
خرجت بيلا وهي تبحث عن جعفر بعينيها وهي تسير وتنظر حولها وهي تتسأل لِمَ لم يعود حتى الآن، وقفت في المكان الذي كانا يقفان فيه صباحًا وعبثت في الهاتف وهي تكتب عده أرقام ومن ثم وضعت الهاتف على أذنها وهي تنظر حولها تبحث
بعينيها علها تراه ولكنه لا يُجيب على هاتفه زفرت الهواء من فمها وهي تتسأل إلى أين ذهب، وقف خلفها وقال:بتكلمي مين
أنتفض جسدها بفزع وألتفتت بيلا سريعًا وهي تنظر لهُ ورأته ينظر لها بأبتسامه واسعة، وضعت يدها على قلبها الذي كان ينبض بعنف يكاد يخترق قفصها الصدري لتنكمش معالم وجهها في ضيق منه ومن ثم سددت لهُ العديد من الضربات على صدره بقبضتيها وهي تقول:انتَ مش هترتاح والله العظيم غير لما تموتني بجد
أردف هو متأثرًا وهو ينظر لها قائلًا ببراءة:لا يا روحي ميهونش عليا طبعًا أموت انا قبلك
نظرت لهُ بيلا نظره ذات معنى وضيقت عينيها قائلة:انا مش مرتحالك يا جعفر مش عارفه ليه
أتسعت أبتسامه جعفر لتبدوا أبتسامه سمجة في نظرها ولكن ليس في نظر البعض الآخر وأقصد بالبعض الآخر هُنا هؤلاء الفتايات يقفن على بُعد بضع خطوات منهما وينظرن لجعفر ويتهامسن عليه ولسوء الحظ سمعت بيلا واحدة منهن وهي تهمس بصوتٍ خافت قائلة:
“يا خرابي عليه بُصي قمر أزاي”
“يا بختها وقعته أزاي دا أكيد طلع عنيها لحد ما وقعته”
“سيبكوا من دا كله أمه كانت بتتوحم على ايه عشان تخلف واحد بالحلاوة دي كلها دا اللي يشوفه ميقولش إنه مصري دا أبن بلاد برا أكيد”
شعرت بيلا بالنيران تنهش صدرها وهي تسمعهن يتغزلن بزوجها أمام أعينها وهي فقط صامته ولكنها نقلت نظرها سريعًا لجعفر الذي قال بأبتسامه لعوبة:سامعه البنات بتقول عليا ايه .. وقعتهم بأبتسامه بس ما بالك لو قولتلهم هاي هيترموا تحت رجلي في ثانية
جذبته بيلا سريعًا من تلابيب قميصه وهي تنظر لهُ بغضب وقد أعمت الغيرة عينها لتصق على أسنانها وتقول بغضب:انتَ بتلاعبني يا جعفر مش كدا بتستغل غيرتي عليك لصالحك
أتسعت أبتسامته أكثر لتسمع الفتاة تقول بأنهيار وهي تسقط من بين صديقاتها:
“يخربيت حلاوته مش قادرة ألحقوني”
أكتسى وجهها حُمرة لتنظر للفتاة التي سقطت فاقده الوعي بأحتقار لتقول بضيق:أوڤر أوي يا مدلعة دا معفن مش عارفه عاجبك على ايه
نظرت لجعفر الذي قال وهو ينظر لها بعينيه الخضراء اللامعة كالزجاج والأبتسامه تشق ثغره:ولما انا معفن أوي كدا هتموتي من الغيرة كدا ليه وهتولعي
أقتربت منه بيلا لتنظر لهُ بغضب شديد لتقول بصوتٍ خافت:أديك جاوبت على نفسك … عشان انتَ معفن وانا مبغيرش غير على المعفنين
تركته وذهبت وهو يكاد يُقسم بأنه يرى الشرار يخرج من كل مكان حولها، وضع يديه بجيب بنطاله بغرور لينظر للفتايات بأبتسامه جانبية بينما شردن هن بهِ بذهول ليضحك هو بخفة ليشعر بالتي تجذبه فجأه بعنف وتصرخ بالفتايات قائلة:ما تبُصي ياختي منك ليها قدامك بدل وربي لاقلع اللي في رجلي وانزل على واحده واحده فيكوا بيه
ألتفتت لجعفر لتجذبه خلفها والغضب يعمي عينيها ويضحك هو بملئ فاهه وهو لا يُصدق ما يراه
في منزل جعفر
كانت مها تجلس بغرفتها وهي تنظر بهاتفها حتى وصلت لها رسالة ورأت أسمه يُضئ شاشة هاتفها لتنظر للرسالة للحظات قبل أن ترى الكلمات القابعة خلف أسمه “أنتِ وحشتيني أوي على فكرة وفكرة البُعد دي مش عجباني ولا مريحاني انا مش عارف ليه بتبعديني وانا عايز أكون قُريب منك دايمًا يا مها انا بحبك خليكي جنبي انا محتاجك جنبي ولو على جعفر انا هفتح الموضوع معاه انا بحبك ومش عايز أفضل بعيد عنك مهما حصل”
علت أبتسامه صغيره على ثغرها وشردت قليلًا دون أن تُرسل لهُ أيا رسالة، سمعت صوت بالخارج فعلمت بأن أخيها قد عاد مره أخرى وضعت الهاتف على الفراش ونهضت متجهة للخارج، دلفت بيلا بغضب للغرفة وخلفها جعفر وخرج على صوته والدتها وشقيقته اللتان وقفتا ينظران لهما وهما لا تفهمان شئ، قبل أن يدلف جعفر خلفها رأها تصفع الباب خلفها بغضب شديد فوقف ينظر للباب وسمع صوت والدتها تقول متسائلة:في ايه يا جعفر يا ابني مالكوا ؟
ألتفت جعفر بجسده ينظر لها وقال:مفيش حاجه يا ماما متقلقيش
فتح الباب ودلف مُغلقًا إياه خلفه وبدء يقترب منها بخطوات هادئة للغاية وهو يراها تقف أمام المرآة تنزع أكسسواراتها بغضب ومعالم وجه متجهمة، وقف جعفر خلفها ينظر لها من المرآة ومن ثم عانقها وزفرت هي بغضب ليمنعها من التحدث عندما رآها تفتح فمها كي توبخه قائلًا:بقيتي قاسية معايا اليومين دول وانتِ مش واخده بالك
نظرت لهُ من إنعكاس صورته في المرآة ونظر هو أيضًا لها من المرآة بعدما أستند بذقنه على كتفها وقال:صح ولا انا غلطان
تحدثت بيلا وهي تنظر لهُ قائلة:يا سلام دلوقتي انا اللي غلطانه
حرك جعفر رأسه بكل وقاحة وهو يقول:بالظبط
تململت بيلا بين ذراعيه وهي تقول بصوت يملئه الضيق:طب إبعد انا كلبة إني مضايقه نفسي وواكلة نفسي أوي كدا روح شوف هتعمل ايه
نظر لها جعفر للحظات قبل أن يشعر بالغيظ الشديد منها لكنه يُخفي ذلك ببراعة شديدة ليَمُدّ يده اليُسرى ويُبعد خصلاتها للخلف بعيدًا عن وجهها ليهمس بجانب أذنها وقد أرتسمت أبتسامه خبيثه على ثغره قائلًا:وانا ميرضنيش أسيبك زعلانه مني كدا من غير ما أرضيكي وأصالحك
أقترب من وجهها ظنًا منها أنه سيُقبلها وهذا بالفعل ما حدث وظهرت على ثغرها أبتسامه لطيفة وطبع قُبلة على خدها دامت لثوانِ قبل أن يُلقي بقنبلته وهو يقوم بعضّها بغيظ شديد لتفتح هي عينيها سريعًا بتفاجئ وهي تشعر بهِ يزيد من عضتهُ لها لتفتح فمها في أستعداد منها للصراخ ولكنه كان أسرع منها واضعًا يده على فمها وهو يُشدد أكثر من عضتهُ لتبدء هي تتململ بعنف أرتدا للخلف بسبب حركاتها المتواصلة للإبتعاد عنه ولكنه لا يهمُه كل ذلك فقط يُريد التخلص من غيظه الشديد تجاهها بأية طريقة مهما كانت الطريقة وقد أصبح الأمر أشبه بأسد قد أصطاد فريسته وغرز أنيابه بعنقها كي يستطيع تناولها بعد خروج روحها، تململت بيلا وأصدرت صوت مُتألم مكتوم، قامت بغرز أظافرها بيده بكل قوة تملُك ومن ثم بدأت بخربشة يده التي أبعدها بعدما شعر بألم أشبه بالحريق بها تاركًا إياها ثم دفعها لتسقط هي أرضًا واضعة يدها على خدها تتأوه وهي تشعر بألم شديد بهِ وذلك لا يمنع صوت جعفر المُتألم أيضًا الذي كان يضع يده اليُسرى على يده اليُمنى وهو يقف أمامها ينظر لها بعينان يملئهما الشر والتوعد، سمعا عدة طرقات على باب غرفتهما يتبعها صوت هناء التي قالت بنبرة قلقة:أنتوا كويسين يا ولاد
نظرت بيلا لجعفر بتوعد وغضب قائلة:لا يا ماما ألحقيني جعفر هيمو”تني
دلفت هناء سريعًا بفزع وخلفها مها التي وقفت بجانب هناء وهما تنظران لهما بصدمة وفم مفتوح هول الصدمة، كانت بيلا تقبع أرضًا وتُمسك بخدها الذي كان يشتعل وجعفر فوقها يُمسك بعنقها، نظرت هناء لمها بصدمة وأقتربت منهما سريعًا وهي تقول:يخربيتك يا مجنون بتعمل ايه إبعد عن البت
رفع جعفر رأسه سريعًا ينظر لها قائلًا بنبرة مليئة بالشر والتهديد:إبعدي يا خالتي بدل ما أخلص عليها
وضعت هناء يدها على خديها وهي تقول بفزع:تخلص على مين يا مجنون يا أبن المجنونة إبعد عن البت هتمو”تها
أبتسم جعفر أبتسامه واسعه ليقول بنبرة أشبه بالجنون:ما انا عايز كدا
نقل نظره لبيلا التي كانت تقبع أسفله تُمسك بيديه قائلة:إبعد يا صعران هو انا مجوعاك وانا مش واخده بالي
أقترب بوجهه قليلًا من وجهها ومعالم الإجرام بادية على وجهه ليقول:سمعيني كدا يا قطة قولتي ايه تاني عشان مسمعتش
نظرت لهُ لتقول بغيظ شديد:انا لسه هقول تاني
أبتسم جعفر أبتسامه واسعه مُخيفة ليقول:اه هتعيدي يا بيبي تاني وايه يعني أصل انا عندي طرش من وانا صغير بعيد عنك
بيلا:وانا مش هعيد كلامي تاني
نظر لها جعفر نظرة ذات معنى وقال:انتِ شايفه كدا يعني
حركت رأسها برفق وهي تقول:اه
نظر جعفر لهناء ومها وقال:سيبونا لوحدنا
نظرتا لهُ وكأن على رأسهما الطير ليقول جعفر بنبرة أفزعتهما:برا
خرجت هناء سريعًا ويليها مها التي أغلقت الباب خلفها، ألتفتت مها تنظر لهناء التي كانت تقف وهي تشعر بالخوف على أبنتها من ذلك المُختل، نظر جعفر لبيلا مره أخرى بعدما أبعد نظره عن الباب وقال:تحبي أخد حقي أزاي بقى يا بيبي أكمل على الخد دا ولا أشوه أخوه
وضعت بيلا يديها على خديها وهي تنظر لهُ قائلة:عالله يا جعفر تقرب هشوهلك وشك
رفع حاجبيه بتفاجئ ليقول:وأهون عليكي برضوا يا روحي
بيلا بأستفزاز:اه عادي زي ما انا هونت عليك وشوهت وشي يا صعران وبعدين عشان محدش يبُصلك تاني ويعاكسك
عض جعفر على شفته السُفلى بقوه وهو ينظر لها نظرة لا تنُم على خير البتة، نظر جعفر حوله تحت نظرات بيلا التي لا تعلم على ماذا يبحث، نظر لها مجددًا بعدما سمعها تقول:بتفكر في ايه يا مجنون انتَ
أرتسمت أبتسامه مجنونة على ثغره ليقول:دا انا همتع نفسي شويه بيكي دلوقتي
في الخارج
نظرت هناء لمها وهي تقول بنبرة تملئها القلق:خير يارب انا مش سامعه صوتهم بقالنا خمس دقايق لحد دلوقتي … يكونش مو”تها بجد
أردفت بجملتها الأخيرة بنبرة تملئها الخوف والتوتر لتُجيبُها مها وهي تُطمئنها قائلة:لا يا خالتو مش للدرجادي جعفر مش بالجنان دا أكيد
هناء بخوف:بقولك ساكتين بقالهم خمس دقايق موتها أكيد دا مجنون والله
قاطع حديثهما المتوتر ذلك صوت باب غرفتهما يُفتح لتنظران للباب سريعًا وتُصعقان بشدة حيث خرج جعفر وهو يحمل بيلا على كتفه ورأسها تتدلى للأسفل خلف ظهره وتُسدد لهُ عدة ضربات ولكنه لم يهتم بل وقف أمامهما وهو ينظر لهما بأتساع ويقول:مساء الخير
نظرت هناء لمها بصدمة والتي كانت تنظر لهُ بفم مفتوح، نظرت لجعفر مره أخرى وقالت:ايه اللي عاملُه في البت دا
أتسعت أبتسامته ليقول:ايه رأيك شبه المكروناية الأسباجتي وهي مدلدلة من على الشوكة
حركت بيلا قدميها في الهواء وهي تُسدد لهُ العديد من الضربات تتحدث بأنفعال قائلة:بقى انا بتشبهني بالمكرونة الأسباجتي يا تور يا عديم الدم والإحساس والمشاعر نزلني وانا هوريك المكرونة الأسباجتي اللي بتتريق عليها دي هتعمل فيك ايه
تحدث جعفر وهو رفع حاجبيه متحدثًا بنبرة أَمرة مُحذرة:لو أتحركتي تاني أو عملتي أي حاجه هتطلع مني حركة هتخليكي تتمني الأرض تتشق وتبلعك
لم تهتم لحديثه ليتمالك هو أعصابه ويضغط على قبضة يده ويسمعها تقول:بتهددني يا بلطجي انتَ لا يا حبيبي مش انا اللي أتهدد نزلني ياض انتَ أحسنلك
جعفر:هنزلك بس بشرط
بيلا:ايه هو
جعفر:عاوز ولد
بيلا:وانا أجيبهولك منين دا يا عين أمك من جيبي !!
جعفر:أهي بتستظرف وانا لو أستظرفت معاها هتزعل مني
مها:قصده إنه عايز يخلف يا متخلفة
صرخت بيلا فجأه وهي تُسدد لهُ العديد من الضربات على ظهره وهي تقول:تـ ايه يا عين خالتك تـ ايه يا عنيا اه انتَ عمال ترسم بقى وتلمح بقالك كام يوم وفاكرني عبيطة مش فاهمه دماغك النتنة دي بترمي ايه نزلني ياض انتَ بدل ما أروح أشتكيك للحكومة عايز واد روح هاته من السوبر ماركت ولا أقولك هاته من كارفور عليه عرض اليومين دول عشان موسم التخفيض بدء أعبال ما نبيعك في سوق المافيا
زفر جعفر الهواء من فمه ليقو بعبوس:لا كدا جعفر زعلان
ألقت بيلا قنبلتها بوجهه لتقول:ما تزعل ولا تتفلق انا مالي
تفاجئ جعفر كثيرًا وجحظت عيناه قليلًا ليقول:انتِ بقيتي قليلة الأدب ولسانك طول وانتِ مش واخده بالك على فكرة
بيلا:ما البركة فيك عايشه مع واحد بلطجي عاوزني أبقى ايه
أنزلها جعفر ووقفت هي أمامه تنظر لهُ بضيق شديد ليقول هو ناظرًا إليها ببرود:طب أسمعي بقى يا حلوة يا مرات البلطجي عشان هي تربست في دماغ أمي انا بس ساكت عليكي عشان خاطر عايزه فرح ودي حاجه سبق ووعدتك إني هعملها وعشان كدا الفرح الشهر الجاي حلو الكلام بعدها بشهر هفاجئك
جحظت عيناها وهي تنظر لهُ ليقول هو:من غير نقاش مفيش حِجج وأعذار ولا ايه يا خالتي
هناء:حقك بصراحة
رفع جعفر يداه للأعلى قليلًا وينظر لها بينما كانت هي تنظر لهُ وهي لا تُصدق
في المساء
أقتربت مها من جعفر الذي كان يقف بالشُرفة وينظر أمامه وهو يحتسي قهوته بهدوء ووقفت بجانبه، نظر لها جعفر بطرف عينه ليقول بنبرة هادئه:فاكرة لما كنا بنقف الواقفة دي زمان
أبتسمت مها فور تذكرها لتقول:فاكرة كل تفصيلة وكل ذكرى بينا منستش حاجه يا جعفر ولا هنسى
ألتفت برأسه قليلًا وهو ينظر لها وأبتسم أبتسامه لطيفة ليفرد ذراعه الأيسر لها لتُسرع هي وتدخل لأحضانه ليطبع هو قُبلة على رأسها ويقول:وحشتني قعدتي معاكي يا بنت أمي وأبويا
رفعت رأسها تنظر لهُ بأبتسامه لتقول:وانا موحشنيش حاجه قد جعفر أخويا بتاع زمان واللي لسه موجود لحد دلوقتي متغيرش رغم كل اللي حصله
أبتسم جعفر ليطبع قُبلة أخرى على جبينها ومن ثم ينظر لعينيها ويقول:وجعفر مش هيتغير مهما حصل وهيفضل يحب مها وتكون رقم واحد في حياته … انتِ غالية عليا أوي يا مها ومبحبش أشوفك زعلانه أو معيطه مجرد الفكرة لوحدها بتخنُقني … ببقى عايز أعملك أي حاجه عشان مشوفش دموعك دي وعشان محرمكيش من حاجه نفسك فيها
شقت أبتسامه واسعه ثغرها لتنظر لخضراوتيه وتقول بنبرة مُحبة حنونة:وانا لو خيروني ما بين كنوز العالم وانتَ هختارك انتَ تعرف ليه
تحدث متسائلًا وهو ينظر لها قائلًا:ليه ؟
أقتربت منه مها وطبعت قُبلة على خده لتنظر لهُ بأبتسامه من جديد وتقول:عشان انتَ متتعوضش يا جعفر
أتسعت أبتسامته أكثر ليقول:ولا أنتوا تتعوضوا انا بعمل كل دا ليه مش عشانكوا
أبتسمت مها وصمتت للحظات قبل أن تنظر لهُ مره أخرى وتقول:جعفر كنت عايزه أقولك حاجه يعني بس خايفه
نظر لها جعفر وقال:ليه هعضّك
نظرت لهُ نظره ذات معنى ليضحك هو ويقول:لا بيلا حاجه وانتِ حاجه تانيه لا أوعي تاخدي الفكرة دي عني
نظرت لهُ بطرف عينها وقالت:اه ما انا واخده بالي
أبتسم ونظر لها وقال بنبرة هادئة:قولي عاوزة تتكلمي معايا في ايه من غير خوف انا لا هعذبك ولا هلسعك بالشمعة
مها:ما انا غصب عني يا جعفر أول مرة يعني أكلمك في حاجه زي دي وحاسه بخوف
أجلسها جعفر على المقعد وجذب هو المقعد الآخر ووضعه أمامها وجلس وهو ينظر لها وقال بنبرة هادئة عكس طبيعته:بُصي يا مها .. انا جعفر اللي انتِ بتشوفيه قدامك في الحارة دا حاجه … واللي قاعد مع أخته دلوقتي دا حاجه تانيه … أتكلمي براحتك خالص وانا سامعك للآخر
نظرت لهُ ورأته ينظر لها بأبتسامه لطيفة وشعرت هي بالصدق النابع من عيناه لتبدء تتحدث بتحفظ في بادئ الأمر ولكن عندما رأت الأهتمام والإنصات الشديد منه تخلت عن تحفظها لتتحدث براحه أكبر وكأنها تتحدث مع رفيقها وليس بشقيقها
مر الوقت على الجميع حتى جاء الوقت الحاسم
في منزل كيڤن
كين:حسنًا أنا جاهز
أقترب سميث وهو يقول:وأنا أيضًا وسراج على وصول الآن
كيڤن:وكذلك شون وقطيعه
تحدثت روزلين وهي تنظر لهم قائلة:مهما حدث لن نسمح لهم بالإنتصار حتى لو كان الثمن مو”ت واحدٍ منّا
تحدث كين وهو يقترب منهم وينظر للجميع بعيناه الحادة قائلًا بنبرة باردة:لن يمُثنا ضر نحن منذ متى ونسمح للخِصم بالسيطرة علينا الرهان محسوم قبل أن يبدء أفيقوا
تركهم كين وخرج تتبعه نظرات إيميلي التي تركتهم وخرجت سريعًا، ركضت إليه ووقفت أمامه تمنعه عن الذهاب قائلة:توقف كين ماذا تفعل
نظر لها كين وقال:سأُفرغ غضبي الذي سيحر”قك الآن إن ظللتي هُنا ثانية أُخرى
منعته من الذهاب وهي تقول:توقف كين عن القـ.ـتل قليلًا … تمالك أعصابك لمرة واحدة فقط .. سراج أنا أراه يقترب ومعه جعفر وبيلا .. ويبدوا بأن شخصًا أخر سينضم لعائلة كيڤن آلبرت
لحظات واقترب سراج برفقه جعفر وبيلا منهما وهو يتحدث قائلًا بتساؤل:ماذا يحدث أراكما تتشاجران ؟
حركت إيميلي رأسها نافية وهي تنظر لهُ وقالت:لا هو فقط غاضب قليلًا وأنت تعلم جيدًا ماذا يحدث بعدها
نظر سراج لكين وقال:تمالك نفسك عزيزي قليلًا ستبدء اللُعبة بعد القليل من الوقت .. هيا كي نستعد
في منزل كيڤن
نظرت بيلا لجعفر وقالت بنبرة متوترة:انا خايفه يا جعفر
ألتفت جعفر بجسده إليها وهو ينظر لها وقال وهو يرتدي تيشيرته:متخافيش … هتعدي
أقترب منها بعدما أنتهى ووقف أمامها ووضع راحتيه على كلا ذراعيها ونظر لها وقال بنبرة هادئة:انا هبقى كويس … انا لحد دلوقتي مش عارف دا هيحصل أزاي يعني انا كان أخرى أقف قصاد فتحي وفتوح وعصفورة الأشكال القذرة دي بس أقف قصاد ذ”ئاب ومصا”صين د”ماء جديدة عليا بس مُتحمس ليها أوي
بيلا:وانا خايفه أوي منها
أبتسم جعفر أبتسامه خفيفه ليستند بذراعيه على كتفيها وينظر لعينيها وقال بنبرة أشبه بالهمس:وانا بقولك متخافيش انا هبقى كويس صدقيني
نظرت لهُ بيلا لتقول بنبرة هادئة:وانتَ قولت كدا قبل كدا وحصل العكس
جعفر:هناك كان حاجه وهنا حاجه تانيه خالص
ظهر القلق على معالم وجهها أكثر لتقول:لا هنا أخطر بكتير من هناك يا جعفر انتَ مش بتضحك على عيلة صغيرة هتصدقك
زفر جعفر الهواء من فمه وهو ينظر للجهة الأخرى بينما تحدثت بيلا بنبرة حاده مُشبعة بالخوف قائلة:كلمني يا جعفر وفهمني انا خايفه عليك بطريقة انتَ مش قادر تشوفها ولا تحس بيها
نظر لها مُجددًا ليُقابل عينيها المُشبعة بالخوف والقلق ليقول مُحاولًا بث الأمل والطُمأنينة لها:انا عارف بس انا بقولك متخافيش انا كويس وهبقى كويس خليكي واثقه فيا … أتفقنا
نظرت لهُ قليلًا لتخضع لهُ بالنهاية وتُحرك رأسها برفق وهي تقول:ماشي يا جعفر .. هصدقك
علت أبتسامه لطيفة ثغره وقبل أن يتحدث سمع سراج يُناديه ويُخبره بأن يذهب لهم، نظر لبيلا وقال:خليكي هنا متتحركيش عشان محدش يحس بيكي أتفقنا
حركت رأسها برفق ليطبع هو قُبلة على جبينها وينظر لها بأبتسامه ثم غمز لها وهو يقول:فكري في موضوعنا كويس أوي لحد ما أجيلك تاني .. تفكير عاقلين ها
أبتعد عنها ليرفع سبّابته كتحذير صغير منه وهو يبتسم لها ومن ثم خرج مُغلقًا الباب خلفه لتتابع بيلا أثره بأبتسامه
أقترب منهم بهدوء وتحفظ ووقف بجانب سراج الذي نظر لهُ وقال:مُستعد
حرك جعفر رأسه برفق ولم يتحدث، ولكن مرت الساعات يليها ساعات حتى أصبح الوقت مُتأخر وهذا هو وقت المعركة الحاسمة الفاصلة بينهما هذه العداوة التي ستنتهي اليوم، كانوا يقفون بجانب بعضهم البعض وهم ينظرون لشون وقطيعه الذين أقتربوا منهم بهدوء شون بهيئته العادية وقطيعه خلفه والذين لم يكونوا سوى مجموعة كبيرة من الذئاب، وقفوا أمامهم وهم ينظرون لهُ، تحدث كيڤن وهو ينظر لشون وقال:ألن ننتهي شون من لُعبة القط والفأر تلك
أردف شون بنبرة باردة:نعم ستنتهي اليوم كيڤن أنتم من بدأتم لذا عليكم تحمل ما أرتكبتوه للتو
نظر كيڤن لجيشه الذي تكاثر عدده توًا أثناء حديثه مع شون ليفوق توقعات شون، نظر لهُ كيڤن مره أخرى بأبتسامه ليقول:ماذا .. هل أنت مُستعد أنت وجيشك
تحدث شون بغضب قائلًا:اللعنة
أخذ قطيعه وضع الإستعداد ليتحول الاخرين على الجهة الأخرى ويأخذون وضع الهجوم أيضًا وهم ينظرون لهم، نظر كيڤن لهُ ليرى هذه الحركة التي فعلها شون كي لا ينتبه لهُ ولكن أنتبه لهُ كيڤن وأبتسم بجانبيه لينظر لهم وتبدء المعركة الشرسة التي لا يعلم أحد من سيفوز بها بالنهاية، هجم كل واحدٍ منهم على ذئب معين ليبقى جعفر واقفًا مكانه ينظر لهم بهدوء وبرود لا مثيل لهُ وكأنه يرى مجموعة من الرجال يتشاجرون وليست حربًا دائرة بين مصاصين الدماء ومستذئبين ليشعر بالملل الشديد وهو يُتابعهم وعلى الجهة الأخرى يقف شون وهو ينظر لهم ببرود شديد أيضًا ولكن عندما وقعت عيناه على جعفر ظهرت أبتسامه جانبيه خبيثه على ثغره ليقترب رويدًا رويدًا منه دون أن يشعر بهِ الآخر بينما كانت إيميلي تُصارع الذئب ذو اللون الأبيض الذي كان ينظر لها بشراسة وغضب وبجانبها كين يُصارع الذئبان والجميع يُصارع بعضهم البعض، ركض شون تجاه جعفر وأثناء ركضه تحول لذئب أسود لينقض على جعفر الذي سقط أرضًا بعنف بسبب شون الذي كان يُحاول إفتراسه ولكن قوه جعفر التي منحها إياه سراج قد منعته ليُمسك بعنقه ويدفعه بعيدًا عنه بقوه ليرتطم شون بالجدار خلفه وينهض من جديد ويقوم بالهجوم عليه مره أخرى
في المستشفى
_مؤشرات المريضة أتحسنت يا دكتور في أمل تصحى
نظر لها الطبيب وهو يتأكد بذلك من نفسه ورأى بأن الممرضة معها حق لينظر لها مره أخرى ويقول:دي حاجه كويسه جدًا كدا في أحتمال كبير أوي تفوق من الغيبوبة دي في أي وقت
_شكل الأستاذ اللي جه دا كان ليه تأثير عليها
خرج الطبيب وتركها معها بينما نظرت لها الممرضة قليلًا قبل أن تتركها وتذهب
في منزل صلاح
كانت أزهار تجلس بجانب صلاح النائم بعمق على الفراش وهي في صراع عنيف مع نفسها في أن تُيقظه أم لا وظل هذا الصراع دائم بينها وبين نفسها حتى أخذت قرارها الأخير ومدّت يدها توقظه قائلة بصوتٍ هادئ:صلاح .. صلاح فوق بسرعه
همهم صلاح بصوتٍ ناعس وهمست أزهار بالقرب من أذنه قائلة:أصحى بسرعه
لم تجد منه ردّ فعل لتُحاول مره وأثنان وثلاثه ولكن النتيجة كسابقها لتشعر باليأس الشديد ولكنها لم تستسلم ونظرت لهُ نظرات حادة متوعدة ومن ثم صرخت بعلو صوتها وهي تقول:ألحقني يا صلاح انا بولد آاااه
نهض صلاح مفزوعًا من نومه ليجلس سريعًا وهو ينظر لها قائلًا بصوتٍ ناعس:ايه في ايه مين مات
صرخت بهِ وهي تقول:ألحقني انا بولد
نهض سريعًا دون أن يشعر بما يحدث وهو يقول بصدمة كبيره:يا نهار أسود دلوقتي انا هلبس بسرعه واجي
أخذ ثيابه من الخزانة وركض سريعًا للمرحاض مُغلقًا الباب خلفه تحت نظرات أزهار التي كانت تُتابعه وهي تُحاول كبح ضحكاتها حتى لا ينكشف أمرها وهي ترى لهفة وفزع صلاح الذي لا يُدرك أي شئ
في منزل كيڤن
أستمرت المعركة بينهما لوقتٍ ليس بقصير ليكون الإنتصار حليف مصاصي الدماء، دفع الذئب سراج بقوه تجاه جعفر الذي دفع شون بعيدًا عنه وأصتدم بهِ ليندفع جعفر بهِ للخلف ويرتطم بالجدار لتُغرز أنيا”ب سراج بذراع جعفر الذي صرخ بألم ويبتعد سراج سريعًا عنه وهو ينظر لهُ بصدمة
في منزل كيڤن
أستمرت المعركة بينهما لوقتٍ ليس بقصير ليكون الإنتصار حليف مصاصي الدماء، دفع الذئب سراج بقوه تجاه جعفر الذي دفع شون بعيدًا عنه وأصتدم بهِ ليندفع جعفر بهِ للخلف ويرتطم بالجدار لتُغرز أنياب سراج بذراع جعفر الذي صرخ بألم ويبتعد سراج سريعًا عنه وهو ينظر لهُ بصدمة، وضع جعفر يده على ذراعه الذي بدأ يتزُف وأثار أنيابه ظاهره وبشدة على ذراعه ليتوقف الجميع فجأه عما كانوا يفعلونه لينظروا لهُ بصدمة ولكن صدمة الأخرى تُضاهي صدمتهم لتكون هي أول الراكضين إليه لتجلس أمامه وتُحاوط وجهه بيديها ودموعها تتساقط على خديها قائلة بشهقات متتالية:حصل اللي كنت خايفة منه يا جعفر … قولتلك بلاش عشان انا مش متطمنه وحاسه بحاجه وحشه هتحصل مسمعتش كلامي
ضرب جعفر رأسه بالحائط خلفه عده مرات وهو يُغمض عيناه بقوه وهو يئن وجعًا ويشعر بجسده وكأنه يُضرب بكُرباج أو ما شابه ليستفيق أخران منهم ليقتربا سريعًا منه ويجلسان على ركبتهم أمامه ولم يكونا سوى هاشم وجنة
هاشم:أهدى خالص مفيش أي حاجه
نظر لهُ جعفر بعينان حمراوتان وهو يصيح بهِ بغضب عارم وهو يضغط على جرحه ليقول:مفيش حاجه أزاي انا أتعضيت يا غبي منكوا
حاولت جنة تهدئته لتقول:مش هيحصل حاجه صدقني هنلحقك قبل ما تحولك يكتمل
أغمض عيناه بقوه ليسبّهم جميعًا بغضب عارم فهو كان لا يُريد حدوث شيئًا كهذا لا يود أن يعيش معها وهو وحش يُريد أن يعيش معها وهو ذلك اللطيف الذي تعرفه هي، أقترب سراج أخيرًا بعدما أدرك فعلته تلك ووقف أمامه بهدوء وتحفظ ليقول بنبرة هادئة للغاية:انا مكانش قصدي أأذيك والله
رفع جعفر رأسه ينظر لهُ وصدره يعلو ويهبط بعنف ومعالم وجهه تحمل غضبًا يُقسم بأنه سيحرق الجميع ليصرخ بهم جميعًا قائلًا:أتصرفوا
أستفاقت سريعًا من رؤيتها تلك لتنظر حولها سريعًا وتلمح سراج يتعارك مع الذئب وجعفر يتعارك مع شون وها هو يتكرر المشهد أمامها لتركض بسرعتها الفائقة تدفع سراج بعيدًا عن جعفر قبل أن تُغرز أنيابه بهِ ليرتطم جعفر بالجدار خلفه وسراج بالحائط المنزلي الزُجاجي خلفه لتلتفت سريعًا تنظر لشون وميشيل اللذان كانا يقفان وينظران لها بشراسه وغضب شديد ليتقدم كين ويقف بجانبها وهو ينظر لهما بعينان لا تحمل خيرًا لتفيق إيميلي من شرودها لتقول:والان شون لقد حُسمت المعركة لتكون لصالحنا نحن وبهذا ينتهي هذا الخلاف بيننا للأبد
كين بضيق:هذا صحيح .. يكفي هذا فلقد مللت من تلك المعارك الحمقاء
عاد شون لهيئته الطبيعية ليرى بيلا تندفع لجعفر وهي تتفحصه بلهفة وخوف ليعقد حاجبيه وينظر لإيميلي نظره ذات معنى لتلتفت هي الأخرى لترى بيلا بجانب جعفر
نظرت لهُ بيلا لتقول بنبرة مليئة بالخوف والقلق:انتَ كويس يا جعفر حاسس بحاجه وجعاك
أعتدل جعفر بجلسته وهو ينظر لها قائلًا بنبرة هادئة:متخافيش انا كويس مفيش حاجه
أرتمت بأحضانه وهي تشعر حقًا بأن هذا ليس بعالمهم ولا يمث لعالمهم بِصلة، حاوطها جعفر بعدما نهض ليضمن بأن لا أحد سيمثها بسوء فهو يعلم أن البعض هُنا الغدر يسير بعروقهم كالدم لتنظر إيميلي لشون من جديد وتقول:لا تشغل رأسك بها ودعنا نُنهي هذا الأمر الآن
شون بترقب:ماذا تقصدين؟؟؟؟
تقدم سميث ليقف بجوار كين وهو يقول بنبرة باردة:نُريد أن نكون يد واحدة فكلانا يحتاج الآخر وهذا الوقت صالح للغاية لأن نُخبركم بشئ كهذا
تدخل ميشيل وهو يتحدث بتلك النبرة المرعبة وهو يقول:ونحن نرفض ذلك العرض
نظروا جميعهم لبعضهم البعض ليتحدث شون والذي هو شاب بعمره السادس والعشرون وهو قائدهم قائلًا:أنتظر ميشيل … ماذا يعني حديثك هذا
تقدم كين ليقف أمامه على بُعد خطوات ليقول:هُناك مملكة عريقة جميعنا نعلم عنها .. مملكة سيزوريس
أنصب تركيز الجميع ليقول شون بنبرة هادئة:ما بها
علت أبتسامه جانبية على ثغره ليقول:يُحاولون مرارًا وتكرارًا في الدخول معنا في معركة عنيفة لأخذ أراضينا ولمخالفتنا بعض القواعد الخاصة بنا .. لذلك علينا التعاون مع بعضنا البعض لهدم هذه المملكة اللعينة
صمت دام لبعض الوقت بعد جُملة كين لتبدء العقول في التفكير مرارًا وتكرارًا فأتخاذ قرار كهذا صعب على الجميع وليس بالشئ الهين فأتحادهما سويًا ضد مملكة مصاصي الدماء صعب لأنها ليست بالشئ الهين فهي مملكة كبيرة للغاية ويحرصها مجموعة كبيرة من مصاصي الدماء وهم أشد شراسة وليسوا بالشئ الهين
“هذا يلزم لإجراء إجتماع طويل للمناقشة في هذا الموضوع”
أردف بها سراج الذي كسر هذا الصمت لينظروا جميعهم لهُ ويجدوا بأنه مُحق ليتحدث شون مؤيدًا لهُ قائلًا:حسنًا أنت مُحق … يُمكنكم إخبارنا عندما تُحددوا الوقت لنُفكر جيدًا في الأمر بشكل أكثر جدية
حركوا رؤسهم بخفة لينسحبوا بعدما صافح شون كين وسراج تحت نظرات جعفر وبيلا الهادئة
بعد مرور أسبوع
أقترب جعفر من بيلا التي كانت تجلس وهي شاردة ليجلس بجانبها دون أن يتحدث ليستند برأسه على الجدار خلفه ويقول بنبرة هادئة:ساكته ليه من ساعة ما جينا
لم تتحدث بيلا وظلت تنظر للفراغ وكأنها مُغيبة عن الجميع لينظر هو لها عندما لم يتلقى منها أجابه ليعقد حاجبيه فهي منذ قرابة الساعتان وهي على هذا الوضع لا ردّ فعل على ما يقوله أو يفعله وهذا بات يُقلقه بشدة ليعتدل بجلسته وينظر لها بأهتمام شديد ليقول:بيلا انتِ سمعاني
لم يتغير شئ لتبقى كما هي وهذا جعله يقلق وبشدة ليَمُدّ يده ويُحركها برفق وتمهُل ليقول:بيلا فوقي
أستفاقت بيلا لتنظر لهُ بعدما أنتفض جسدها في حركة لا إرادية منها ليقول هو:مالك يا بيلا في ايه انا بدأت أقلق عليكي
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ لتقول بنبرة هادئة:مفيش يا جعفر انا كويسه … انا بس سرحانه مع نفسي شويه بحاول أفصل عن العالم دا
جلس أمامها واقترب منها للغاية ونظر لعينيها ليقول بأبتسامه لطيفة:بتفصلي عن العالم من غير ما تاخديني معاكي ها
نظرت لهُ ليعلوا ثغرها أبتسامه لطيفة لتقول:لا خدتك معايا في دماغي انتَ الشخص الوحيد في حياتي اللي مقدرش أبعد عنه لحظة واحدة … كل حاجه علقتني بيك بطريقة غريبة … زي السحر مش قادره أبعد ولا أتخلص منه بالعكس … بنجذب ليك أكتر وأكتر زي المغناطيس
أبتسم جعفر ليقول بثقة وغرور:أيوه طبعًا عارف مش محتاجه تتكلمي عني كتير انا غني عن التعريف
ضحكت بيلا بخفة وهي تراه يهندم قميصه بغرور وهو يرفع رأسه للأعلى قليلًا، أقتربت منه لتقوم بلف يديها حول عنقه تُعانقه بهدوء ليبتسم هو ويُقربها لأحضانه أكثر وهو مُبتسم فهو يُدرك كم هي باتت تُحبه وتود البقاء معه أينما ذهب حتى لو كان إلى الجحيم ستفعل ذلك فقط من أجله، سمع صوت هاتفه يعلنه عن أتصال من أكرم لينظر جعفر للهاتف لحظات ثم يُجيب وهو مازال يضم بيلا قائلًا:في جديد
أكرم:أيوه في كايلا بتستجيب من ساعة آخر مرة كنت فيها عندها والدكتور بيقول بتحاول تقوم بكل قوتها بس محتاجه دفعة كمان عشان تقدر تخرج من اللي هي فيه دا
تحدث جعفر بهدوء وهو يقول:أفهم من كدا إني أجي
أكرم:ياريت لو فاضي تعالى انا في المستشفى أصلًا
حرك جعفر رأسه برفق ليقول بنبرة هادئة:ماشي انا جاي
أغلق معه جعفر ليضع الهاتف جانبًا وتبتعد بيلا قليلًا لتنظر لهُ قائلة:في ايه حصل حاجه ولا ايه
حرك رأسه برفق ليقول بنبرة هادئة:لا ورايا مشوار هخلصه بسرعة واجي تاني
عقدت بيلا حاجبيها لتراه ينهض ويأخذ أغراضه في أستعداد منه للرحيل لتقول متسائلة:هتتأخر برا ؟
ألتفت جعفر برأسه ونظر لها قائلًا:لا هخلص على طول واجي
حركت رأسها برفق ليتركها هو ويخرج من الغرفة غالقًا الباب خلفه تحت نظراتها وهدوئها
سار جعفر وسط أهل حارته ليسمع أم حسن تقول:على فين يا واد
توقف جعفر لينظر لها ثم أقترب منها ليقف أمامها يقول:مفيش يوم بيعدي غير لما تصطادي أمي يا أم حسن
أبتسمت أم حسن تُجيبه قائلة:أموت واعرف يا واد بتروح فين وتسيب الحلوة اللي فوق دي لوحدها كدا
أبتسم جعفر أبتسامه جانبية ليقول:مشاوير مهمه يا أم حسن … أصل انا مُهم أوي
ضحكت أم حسن لتقول:طول عُمرك مُهم يا واد بس خف شويه عشان بدأت أقلق عليك
ضحك جعفر بخفه ليقول:تخافي عليا انا … طب خافي على حد تاني غيري يا أم حسن أو تخافي على اللي هيقع في إيدي
ضحكت أم حسن لتقول:يا واد أفهم انا أخاف عليك من غدر الدنيا مش من غدر الناس
أبتسم جعفر أبتسامه جانبية ساخرة لينظر لها ويقول:كام مره الدنيا بطلت تغدر بيا يا أم حسن … ياما غدرت بيا وطفحتني اللقمة مُر ورغم دا كله خدتها بحب وقولت هتبقى قاسية في الأول معايا بس لما أخدها بحب هتلين وتضحكلي .. بس مطلعتش كدا خالص
نظرت لهُ أم حسن لتقول بنبرة هادئة محذرة وهي ترمقه أسفل رموشها:انتَ مش محتاج تركز مع أي حاجه غير مراتك وبس … أينعم انتَ غريب عننا بس انتَ متربي وسطنا في الآخر ومن أهلنا وحتتنا وانا عشان بحبك وبعزّك بحذرك من سموم العقارب اللي حواليك … أحذر يا جعفر من السموم اللي بتتحطلك في العسل وانتَ بتدوقه وانتَ مش دريان .. خليك مصحصح ومتغيرش جعفر اللي كل المنطقة عرفاه تحت أي ظرف عشان متتقلبش عليك انتَ في الآخر وتخسر الرهان … الرهان على
عرش الملك … يا تبقى انتَ كبير الحارة هنا يا منافسك والصراع للأقوى هتقابل في طريقك مطبات وحُفر كبيرة وصغيرة بس كل دا ميهمكش عشان انتَ سبق وعديت منه قبل كدا فمش جديده عليك المطبات دي .. بس المره دي المطب دا قوي أوي وهيبقى ليك انتَ ومراتك … سماح بتلف وتحوم حواليك زي الحية مستنية تشوف فريستها لوحدها عشان تلف حوالين رقبتها تموتها … وفارس تحذر منه على قد ما تقدر لأنه مش ناوي خير أبدًا ونفس الكلام مع فتوح وفتحي … انتَ مسحول في الدنيا ومش دريان باللي بيحصل خلي بالك من مراتك وخليها تحت عنيك عشان تبقى متطمن عليها ومتسمحش لسماح تبعدها عن حضنك مهما حصل … فاهم يا جعفر
أنهت حديثها وهي تنظر لهُ نظره ذات معنى لينظر لها جعفر نظره مطولة غامضه تخفي خلفها الكثير والكثير ليتركها دون أن يتحدث بحرفٍ واحد ويذهب وأثناء سيره أشار لأسمر الذي أقترب منه يقف أمامه قائلًا:أيوه يا بلطجي
نظر لهُ جعفر ليجلس القرفصاء أمامه ونظره مُسلط عليه بهدوء ليقول بحده:عايزك يا أسمر عنيك مفتحة كويس أوي على بيتي … مراتي … أختي … حماتي … دول ميغيبوش عن عينك لحظة واحده يا أسمر كأن جعفر هو اللي موجود بالظبط مش أسمر سامع
تحدث أسمر بجدية قائلًا:متقلقش يا بلطجي في عنيا انتَ مش واثق فيا ولا ايه يا عم
نظر لهُ جعفر للحظات قبل أن يقول:واثق فيك طبعًا … بدليل إني بأمنك على أهل بيتي دلوقتي
أبتسم أسمر ليقول:روح يا صاحبي مشوارك وبيتك في رقابتي وأي حاجه هتحصل خارجه عن إرادتي هكلمك تيجي على طول
أبتسم جعفر ليُمسد على رأسه برفق قبل أن يتركه ويذهب تحت نظرات أسمر
في مكانٍ ما
“هو فاكر نفسه ايه عشان يرفض ييجي؟؟؟؟؟”
أردف بها فارس الذي نهض فجأه من على المقعد لينتفض أجساد الواقفين أمامه وبجواره عبد المعز الذي كان يُتابع بهدوء، أقترب فارس منهم جميعًا ليقف أمامهم في مظهر أثار رعب الآخرين فهم يعلمون كم الشر النابع من داخله، تحدث بنبرة مميتة وهو ينظر لهم قائلًا:يتجاب تحت رجلي في أسرع وقت وإلا…..
ترك جملته مُعلقة لينظروا لهُ في زعر قبل أن يتحدث واحدٍ منهم بخوف:هيتجاب يا ريس والله أدينا وقت وهتلاقيه تحت رجليك زي الكلب
نظر لهُ فارس للحظات قبل أن يُحرك رأسه برفق وهو يقول بنبرة باردة:أربعه وعشرين ساعه ويبقى تحت رجلي
حركوا رؤسهم جميعًا بسرعه شديدة ليُشير لهم بالخروج وكأنهم كانوا ينتظرون أشارته تلك ليهرعوا جميعًا خارج المخزن ليلتفت فارس لعبد المعز الذي غمز لهُ وفهم الآخر ما وراء تلك الغمزه ليُحرك رأسه برفق وهو ينظر لهُ
في المستشفى
وصل جعفر أخيرًا ليدلف بهدوء الغرفة بعدما طرق عدة طرقات على الباب ورأى أكرم قابعًا بجوار فراشها ليُغلق الباب خلفه بهدوء ومن ثم أقترب منه وهو يقول بنبرة هادئة:في أي جديد
نهض أكرم لينظر لها ويقول بنبرة هادئة:اه … من شويه حاولت تفوق بس مقدرتش قعدت أتكلم معاها شويه لعل جسمها يستجيب ويقوم
تحدث جعفر وهو ينظر لها بهدوء قائلًا:هي واعية للي حواليها كويس وعارفه مين معاها ومين عليها … بس عشان تقوم جسمها رافض ودا لازم انتَ اللي تعمله يا أكرم مش انا
عقد أكرم حاجبيه ليقول متسائلًا:أعمل ايه بالظبط ؟
جعفر:طبطب عليها … خدها في حضنك وكلمها الحركة الجسدية مطلوبة جسمها لازم ياخد أشارة القوم من اللي هو فيه دا
نظر أكرم لكايلا النائمة ليقترب منها دون تفكير ويجلس على طرف الفراش وهو ينظر لها ويضم يدها بين راحتيه بحنان شديد، رفع يدها وطبع قُبلة عليه ثم قال:يلا يا كايلا … هتفوقي منها صدقيني وانا عارف انتِ قويه ومبتستسلميش بسهولة … حاربي عشان خاطري وخاطر ماما وبيلا … متعرفيش لما يعرفوا هيفرحوا أزاي عشان انتِ رجعتي وسطنا تاني … متخافيش محدش هيقدر يلمس شعره منك طول ما انا عايش وفي ضهرك واللي يفكر في كدا أقطعه بسناني … قومي يا حبيبتي ومتخافيش من أي حاجه … أكرم وجعفر في ضهرك
أكمل جعفر وهو يرى أستجابة منها ليقول:وعد مني ليكي مش هسمح لحد يفكر يأذيكي مهما حصل حتى لو فكر فيها مجرد تفكير بس انتِ ساعديني وقومي صدقيني خروجك من الغيبوبة هيحل مشاكل كتير أوي دلوقتي من غير ما تحسي … قومي ولو عاوزه بيلا جنبك هجيبهالك انا عارف إنك بتحبيها وبتطمني وهي جنبك … أختك محتاجاكي جنبك يا كايلا قومي عشان خاطرها وخاطر مامتك
لحظات، لحظات من الصمت دامت حينما أنتهى جعفر من حديثه لينظر أكرم لهُ في سؤال منه “ماذا بعد” نظر جعفر لها وشعر بها تُحاول النهوض ليتنصب جميع حواسه معها وهو يُراقبها على أمل أن تنهض وتُساعده في حل تلك المشاكل اللعينة التي تسقط فوق رأسه دون توقف تكاد تُصيبه بذبحه صدريه، همهمات وصوت خافت يخرج من فمها ليقترب أكرم منها سريعًا أكثر ليستطيع سماع أي شئ منها وبجانبه جعفر يُتابع
“بابا … بابا”
عقد أكرم حاجبيه ليتسلل لهُ الشك ليقترب أكثر وهو يسمع همسات خافته للغاية منها
“هيموتني … هو السبب”
صعقه نزلت عليه لتُصيب جسده بعنف شديد لينظر لها وهو لا يُصدق بينما سمع جعفر همساتها الخافتة للغاية وتبدلت معالم وجهه للإجرام وهو ينظر لها بهدوء شديد، حاوط أكرم وجهها بيديه بعدما رأى بأن هذا هو أنسب وقت للتحدث أكثر وبث الأمان لها ليقول بنبرة حنونة وهو ينظر لها:مبقاش ليه وجود خلاص … البوليس عرف كل حاجه وأتقبض عليه وخلصنا منه وأتحكم عليه خلاص … قومي يا كايلا قومي يلا بلاش ضُعف
ومع أنتهاء حديثه شعر بها تُحاول المقاومة والنهوض لتبدء تعلوا تأوهاتها لينظر لجعفر سريعًا ويقول:نادي الدكتور بسرعه يا جعفر
تركه جعفر وخرج كي يجلب الطبيب ونظر هو مره أخرى لها وقال:يلا يا حبيبتي حاولي أكتر .. جه الوقت اللي تقومي فيه خلاص مفيش هروب تاني طول ما انا جنبك يلا
لحظات ودلف الطبيب وخلفه جعفر الذي أقترب منهما وهو يقول:سيبها يا أكرم الدكتور جه
أبتعد أكرم عنها ليبدء الطبيب في فحصها تحت نظرات أكرم المشتعلة بعدما تأكد بأن والده خلف كل ذلك ليسمع جعفر يهمس بجانبه قائلًا:عداد موته في النازل ونهايته بتقرب بشويش … أتمنى يموت قبل ما نوصله عشان لو وصلناله انا مش هخليه يرتاح بالسهولة دي
شدد أكرم على قبضة يده ليهمس بخفوت بنبرة غاضبة قائلًا:هقتله
نظر لهُ جعفر بطرف عينه ليقول أكرم بتوعد وشر:بس قبل ما أقتله هعذبه شويه حلوين
لم يُعلق جعفر فهو يعلم بأن شياطين أكرم تحوم حوله الآن وتُسيطر عليه ليغفل عن ما يقول، قاطع شرود كلًا منهما صوت الطبيب وهو يقول بأبتسامه واسعة:دا حاجه عظيمه جدًا لو نعرف أن وجودكوا هيعمل كل دا كنا جيبناكوا من زمان … الحمد لله بنسبة مية في المية فاقت من غيبوبتها ودلوقتي بقت واعية أوي لكل اللي حواليها بفضل ربنا أولًا ثم أنتوا
شعر أكرم بنبضات قلبه التي أزدادت بشكل غير عادي عند سماعه ما تفوه بهِ الطبيب الذي أبتسم وتركهما معها كي يُعطيهم مساحتهم في الحديث معها ليُغلق الباب خلفه ويجلس أكرم على طرف الفراش ينظر لها ليقول بنبرة هادئة ليتأكد من حديث الطبيب:كايلا … سمعاني
فتحت كايلا عينيها بهدوء شديد ليقع نظرها عليه، أول شخص تراه بعد كل تلك السنوات هو وجهه لتظل تنظر لهُ دون أي ردود أفعال ليشعر الآخر بالقلق لينظر لجعفر الذي كان ينظر لها بهدوء ثم عاد ونظر لها وقال بنبرة هادئة:انتِ كويسه
كان جعفر واقفًا وهو لا يُصدق فهي نسخة مصغرة من محبوبته، تشبهها في كل شئ لدرجة أرعبته بأن يُخطئ بينهما في يوم من الأيام دون قصد منه ليُخرجه من دوامته صوتها وهي تنظر لأكرم قائلة بنبرة يملئها الشوق والحنين لهُ:وحشتني أوي يا أكرم
علت أبتسامه سعيده ثغره ليجذبها سريعًا لأحضانه وهو يضمها بشوق وحب كبير فمنذ تسع سنوات لم يأخذها لأحضانه ولم يستمع لصوتها المُحبب لهُ، لقد أشتاق لكل شئ بها، طبع قُبلة عميقه على رأسها وهو يُشدد من أحتضانه لها لا يُصدق بأنها تُعانقه الآن، سقطت دموعها لتقول بنبرة مهزورة باكية:وحشتني أوي يا أكرم
أدمعت عينان أكرم ليقول بنبرة حنونة:وانتِ أكتر يا روح أكرم … انتِ وحشتيني بطريقة غبية ومش قادر أصدق لحد دلوقتي أن اللي بيحصل دا حقيقي
أبعدها قليلًا عنه لينظر لها يتأمل معالم وجهها التي تغيرت كثيرًا وأصبحت نسخة مصغرة من بيلا ليمسح دموعها بحنان وهو ينظر لها قائلًا:الحياة رجعت تضحكلي تاني أول ما شوفت عيونك … كنت مفتقد النظرة دي جدًا ومش عارف أزاي كل دا حصل وأمتى حصل وليه … بس الأهم عندي دلوقتي أنك بقيتي في حضني تاني والمره دي انا مش هسمح لمخلوق أنه يأذيكي مهما حصل حتى لو كان فيها موتي انا شخصيًا … المهم أنك تفضلي كويسه قدامي
سقطت دموعها وتشعر بمشاعر كثيره مضطربه، كل شعور وعكسه ليضمها مره أخرى ويُمسدّ على خصلاتها بحنان قائلًا:متتصوريش شعورهم ايه أول ما يشوفوكي بعد السنين دي كلها
نظرت لهُ كايلا لتقول:بيلا
أبتسم أكرم ليقول:بيلا لوحدها ليها ردّ فعل غير متوقع بس الإحتمال الأكبر إنها مش هتسيبك وهتفضل لازقه فيكي لحد ما تكرهك في نفسك
ضحكت كايلا بخفه ليقع نظرها عليه فكان يقف بجوار أكرم بهدوء وينظر لهما، نظرت لأكرم مره أخرى وهي تتسأل عن هويته ليقول أكرم بعدما فهم نظرتها:دا جعفر … جوز بيلا أختك وأحد الأسباب اللي خليتك تقومي من غيبوبتك
لم تصدق كايلا لتنظر لجعفر الذي أبتسم بخفه لها ثم أعادت نظرها لأكرم تقول:هي بيلا أتجوزت أمتى ومن غيري .. ليه انا بقالي قد ايه نايمه
أعاد أكرم خصلاتها للخلف ليقول بنبرة حنونة:اه يا ستي شوفتي بيلا أتجوزت أخيرًا أتجوزت بسرعه مفيش حاجه كانت مترتبة
تحدث جعفر وهو ينظر لها قائلًا:انا اه أتجوزتها بس لسه معملناش الفرح … الفرح الشهر الجاي ووجودك هيبقى فارق كتير أوي معاها
أبتسم ليقول:لما عرفت أنك لسه عايشه انا خدت قرار إني هأجل الفرح في حين أستمرت غيبوبتك بس الحمد لله حصل عكس المتوقع وحكاية بقالك قد ايه نايمه فالدكتور قال إنك بقالك تسع سنين من ساعه الحادثة اللي أتعرضتيلها
نظرت لأكرم بتشوش وهي تسمعه يقول:متشغليش بالك بأي حاجه دلوقتي خالص كل اللي محتاجه منك تهدي وترتاحي شويه عشان نرجع البيت مع بعض
كايلا بتوهان:ماما … ماما كويسه ولا
قاطعها أكرم وهو يقول بحنان أخوي:لا يا حبيبتي ماما كويسه وزي الفُل متخافيش عليها
كايلا:بجد
حرك رأسه برفق وهو يقول بنبرة حنونة:بجد
كايلا:طب انا عاوزه أشوفها يا أكرم خُدني ليها
حرك رأسه برفق وهو يقول بهدوء:حاضر أرتاحي بس شويه وهاخدك
جعفر:انا هروح مشوار على السريع كدا وهكلمك وانا جاي عشان نروح
نظر لهُ أكرم ليقول:ماشي متتأخرش بس
حرك جعفر رأسه برفق ليتركهما ويخرج تاركًا أكرم الذي ضم كايلا لأحضانه وهو يُمسد على ظهرها بحنان
في منزل جعفر
عدة طرقات على باب المنزل فُتح الباب على أثرها من قِبل بيلا التي قالت بأبتسامه:ايه يا جعفر انتَ لحقت…
بترتب جملتها وهي ترى سماح تقف أمامها ترمقها بنظرات حاقدة ساخرة لتتبدل معالم وجه بيلا وتختفي أبتسامتها قائلة:خير
دلفت سماح بكل وقاحة وهي تنظر حولها قائلة:الله الله … دا بيت جعفر طلع حلو أهو … ما عدا انتِ
أبتسمت بيلا أبتسامه جانبية متهكمة لتقول:مش فارقه معايا … هو شايفني حلوه فميهمنش رأي حد غيره على الأقل انا رباني مش صناعي
رمقتها سماح بنزق بينما أبتسمت بيلا فهي تعلم بأنها وحدها في المنزل بعدما ذهبت مها برفقة هناء للسوق تاركتان بيلا وحدها في المنزل، سمعت بيلا صوت خلفها يقول:في حاجه يا بيلا
ألتفتت بيلا تنظر لأسمر الذي كان يقف على باب المنزل لتنظر لسماح مره أخرى وقالت:لا يا أسمر متخافش
أبتسمت سماح بتهكم وهي تضرب يدها اليُسرى ظهر بدها اليُمنئ لتقول:الله الله وكمان حاطط حراسه عليكي ومين العيل دا
أقترب أسمر ليقف بجانب بيلا وهو ينظر لسماح بحده وغضب لتجلس سماح على المقعد وهي تضع قدم فوق أختها بكل وقاحة لتشعر بيلا بالنيران تشتعل بجسدها وهي ترى سماح تُمسك بتيشيرت جعفر تضعه على أنفها تشتم عطره بهيام لتنقض بيلا عليها تنزع التيشيرت من يدها بعنف وهي تنظر لها بشر لتنظر لها سماح وعلت أبتسامه أستفزازية شفتي سماح التي حركت رأسها يمينًا ويسارًا وهي تقول بنبرة باردة:تؤ تؤ تؤ تؤ تؤ ايه يا بيلا العنف دا … كل دا عشان خاطر التيشيرت أومال لو كنت مسكت أيده كنتي عملتي ايه
زمجرت بيلا بحقد وغضب وهي ترمقها قائلة:كنت قطعتهالك قبل ما تتمد عليه
أبتسمت سماح وهي حقًا مستمتعه وهي ترى بيلا بهذه الحالة أمامها لتنهض مرة أخرى تقترب منها بمياعه لتقف أمامها وهي تمدغ تلك العلكة بطريقه جعلت بيلا تشمئز منها وهي تسمعها تقول:ايه يا بيلا براحه على نفسك يختي لحسن يطقلك عرق ولا حاجه وتقولي سماح السبب … انا بس بقولك أن يعني جعفر اللي انتِ شيفاه رايح جاي دا بحجة المشاوير المهمة دي وراها سر … والسر دا انا عرفاه كويس أوي وعارفه هو بيروح فين … وبيقابل مين
ضغطت على حروف كلماتها الأخيرة وهي ترمقها نظره جعلت جسد بيلا يرتعش عندما أدركت مقصدها لتنظر لها وقد فهمت ما ترمي إليه سماح ولكن بأحلامها فلن تدعها تأخذه مهما حدث، أخذت بيلا نفسًا عميقًا ثم زفرته لتنظر لها بأبتسامه وقالت بنبرة باردة:بقولك يا سماح … أو يا مرات أبويا ياللي من دوري … جعفر حبيبي انا عارفه عنه كل كبيره وصغيره وعارفه بيروح فين ومع مين وبيعمل ايه في اللحظة اللي انا وانتِ واقفين فيها دلوقتي وعارفه أنه مبيرفعش عينه على واحده تانيه زي ما انتِ بترمي الكلام كدا لأن ببساطة جعفر مش شايف غيري هنا مش فاكرة لما كنتي بتتكادي وتتحرقي وانتِ شيفاه مطنشك
وبيجري عليا … انا كسبانه جعفر من زمان أوي … من أيام ما كنت في ثانوي وانتِ يعيني كنتي عاجزه ومش عارفه تعملي ايه عشان تلفتي نظره بس هنقول ايه بقى … القلوب اللي شبه بعض بتدور على بعضها متقنعنيش أن قلب طيب هيدور على قلب مليان حقد وشر … مش لايقه خالص خصوصًا لو جايه من واحده ست … جعفر مبيحبش الخيانة ولا أي حد في العالم دا كله بيحب الخيانة بس لما يتجوز واحده زيي سايبها في بيتها وسط أهل حتته وهو عارف هي ايه وواثق فيها غير لما يتجوز واحده مبتصدق جوزها ينزل عشان تنزل تحوم حوالين الرجالة المتجوزه تلف حوالين رقبتهم … بس قوليلي يا سماح هو فين ورقه جوازك من أبويا صحيح
ألقت بيلا بقنبلتها الموقوته بوجه سماح التي شحب وجهها فجأه وهي تنظر لها لتنظر لها بيلا نظره ذات معنى وقد علت أبتسامه جانبية ثغرها بعدما وصلت لها الإجابة لتبتعد عن طريق سماح وهي تُشير لها بيدها تجاه الباب قائلة:شرفتي يا سماح أتمنى من كل قلبي متتكررش تاني
أنهت حديثها وهي ترمقها نظره تملئها الشر لتخرج سماح سريعًا من المنزل وتذهب بيلا خلفها تُغلق الباب خلفها واستندت عليه بظهرها وهي تُعيد خصلاتها للخلف تزفر بهدوء لتنظر بعد لحظات بتيشيرت جعفر الذي كانت ماتزال تُمسك بهِ لتعلوا أبتسامه لطيفة ثغرها وهي تضع التيشيرت على أنفها تشتم رائحته العبقة
على الجهة الأخرى
“خلصت فقرة الهطل اللي كل ما تشوف خلقة أمي تعملها”
أردف بها جعفر وهو يرمق هذا المدعو “شطة” الذي وقف أمامه وهو يقول:ايه يا معلم دا انا قولت هتعجبك
رمقه جعفر بطرف عينه ليقول بضيق:لا متزفتش وبطل تعرض الفقرات التعبانة دي عليا انا مش ناقص
شطة:براحتك انتَ الخسران
سحب جعفر قدر كافِ من سيجارته وهو يقول:بقولك ايه عايزك في طالعة
شطة:أؤمر يا برنس
نظر لهُ جعفر وقال:عايزك تحط عينك على عصفورة
شطة:عصفورة دا يتضرب بقناصة يا عم مش أحط عيني عليه دا الشر ماليه وعارف كويس أوي مين معاه ومين ضده
جعفر ببرود:وانا بقولك خلص عليه بمعرفتك كفاية عليه لحد كدا معايا انا راجل فرحه الشهر الجاي عايز يخلص من كل الأشكال القذرة دي عشان يفرح على نضافة ولا ايه الدنيا
شطة:عندك حق
جعفر:نفذ من غير نقاش كتير يا شطة انا مبتفاهمش وهو خلاها تبقى كُحل وانا هخليها أسود يلا
شطة:خلصانه أعتبره حصل
نظر لهُ جعفر نظره ذات معنى ولم يتحدث ببنت شفه ولكن أتاه صوت هاتفه الذي أعلنه عن أتصال لينظر لهُ قبل أن يُجيب قائلًا:الو جعفر عدنان مين معايا
“انا واخد على جعفر البلطجي ولا ايه قررت تغيّر لقبك”
أبتسم جعفر وقال:لا جعفر البلطجي ثابت مش هيتغير
ليل بأبتسامه:طيب يا سيدي انا حبيت أتصل بيك وأباركلك على حاجتين أولهم طبعًا فرحك أتمنالك حياة زوجية سعيدة ونسمع أنك بقيت أب وتتشغل بيه وتبطل تناكش في خلق الله
ضحك جعفر بعدما ترك شطة وذهب ليقول:لا يا باشا انتَ خدت عني فكرة وحشة خالص وجعفر كدا هيزعل
أبتسم ليل ليقول:لا يا عم ربنا ما يجيب زعل بس أهو دا مصيرك في النهاية … المباركة التانيه بقى بخصوص فتوح وفتحي
جعفر:ليه هما هيتجوزوا معايا ولا ايه ؟؟!!
ضحك ليل بملئ فاهه ليقول:يخرب عقلك دماغك وديتك لفين لا طبعًا … حبيت أباركلك عشان أتقبض عليهم خلاص مُتلبسين في قضية مخدرات حد بلغنا أنه بيتاجر فيها وأحنا أتحركنا للموقع وأتقبض عليه
كان جعفر يسير وهو يضع الهاتف على أذنه اليُمنى ويضع يده اليُسرى بجيب بنطاله ليقول بتساؤل:ودي فيها كام سنة سجن ؟؟
ليل:يعني قول كدا سبع سنين سجن غير القضايا اللي عليه يعني تأبيدة بإذن الله
جعفر بتمني:يسمع من بوقك ربنا يارب
ضحك ليل مره أخرى ليقول:مش بقولك انتَ غريب … مبروك خلصت من حِمل كبير عليك أهو
أبتسم جعفر ليزفر الهواء الساخن من فمه ليقول:الحمد لله … انا مش عارف أقولك ايه بصراحه على وقفتك جنبي ومساعدتك ليا
أبتسم ليل ليقول:وانا سبق وقولتلك دا واجبي وانتَ طالما أستعنت بيا أكيد مش هخيب ظنك فيا ولا انتَ شايف ايه
أبتسم جعفر أكثر ليقول:طبعًا … شكرًا لوقفتك جنبي
ليل بأبتسامه:متشكرنيش تاني يا جعفر انا معملتش عمل خارق يعني انا ساعدت واحد من دور أحفادي
جعفر بأبتسامه:مش عارف حاسس إني مُحرج لأول مرة
ليل بأبتسامه:ولا إحراج ولا حاجه لو أحتاجتني تاني في أي وقت قولي
جعفر:هو انا في الحقيقة جهزتلك هدية كدا هتوصلك بليل أول ما توصلك هكلمك أخد رأيك فيها
ليل بأبتسامه:تمام مفيش مشكلة .. مع السلامة
أنهى جعفر مكالمته معه وشرد قليلًا قبل أن يذهب، أقترب من عمارته ليرى سماح تخرج منها والغضب يحتل معالم وجهها وكأنها فعلت جريمة ما للتو ليرى أسمر يقترب منه يقول بجدية:جعفر
نظر لهُ جعفر ليقول بتساؤل:ايه حصل حاجه ولا ايه ؟
أسمر بجدية:سماح كانت عند بيلا فوق وعملت نِمرها على بيلا بس بيلا مسكتتش ورزعتها كلمتين خلوها زي ما انتَ شايف كدا
سمع أم حسن من خلفه تقول:مش قولتلك
ألتفت جعفر بجسده ينظر لها وهو يقول بذهول:جرا ايه يا ولية انتِ طلعالي في كل حته زي العفريت اللي في المصباح السحري كدا ليه
أم حسن بتحذير:إبعد سماح قبل ما تبعدك هي خالص
عقد جعفر حاجبيه وهو لا يفهم معنى حديثها ولكنه صمت للحظات قبل أن يفهم مغزى حديثها الغامض في الآونة الأخيرة بالنسبة إليه
دلف بهدوء مُغلقًا باب المنزل خلفه لينظر حوله في نظرة خاطفة يبحث عنها حتى لمح طيفها بالمطبخ لتعلو أبتسامة جانبية ثغره ويدلف للمطبخ ليجدها منهمكة بشدة في إعداد الحلويات لهم غير منتبهة لذلك القابع على مقدمة المطبخ ينظر لها وهو يستند بنصفه الأيسر على الجدار بجانبه يعقد يديه أمام صدره والأبتسامه تُزين ثغره وهو يراها تتحرك هُنا وهُناك ليخطو أولى خطواته تجاهها وبداخل عقله العديد من السيناريوهات لبيلا وهي تنقض على سماح كالشرار، وقف خلفها ورأها تُمسك بصحن ملئ بالشيكولاته الغامقة تُزين الكعكة التي أنهتها توًا وهي تضع لمساتها الأخيرة عليها لينظر لها نظرة خبيثة للغاية لا تنُم على خير ثم صارع في خطف الصحن منها بشكل أثار رعبها لتلتفت سريعًا وخرجت منها صرخة عالية بعض الشئ لترى جعفر يُمسك بالملعقة بعدم أهتمام ويتناول الشيكولاته وهو يرمقها ببرود شديد كالثلج لتعقد هي حاجبيها وهي لا تعلم ما بهِ لترى معالم وجهه تنكمش وهو يترك الصحن جانبًا وهو يقول بقرف:يع طعمها وحش أوي
تعجبت بيلا كثيرًا لتقول:طعمها وحش أزاي !!!
جعفر بقرف:مقرفة أوي أول مرة تعملي حاجه وحشة بالمنظر دا يا بيلا من بشاعتها بطني وجعتني انتِ أتحسدتي ولا ايه
ظنت بيلا بأن هذه مزحة منه لتبتسم قائلة:بطل رخامه انا عارفه إنها عجبتك
حرك رأسه سريعًا ينفي ذلك ليقول:انا مبهزرش على فكرة طعمها وحش بطريقة خلت نفسي أتسدت يا بيلا وأكيد الكيكة اللي ضيعتي مجهودك وتعبك كله عليها معفنه هي كمان بقولك ايه أرميها لأن انا مش هاكل منها
تركها وخرج لتنظر هي لأثره وهي لا تصدق ما تسمعه وتراه فهو لا يمزح، هذه النظرات وتعبيرات الوجه لا توحي بالمزاح شيئًا، شعرت بتلك الغصة بحلقها وكأنها تختنقها ودموعها تجمعت بعينيها بشكل سريع لتلتفت بيلا للكعكة التي بذلك فيها قصارى جهدها حتى تكون في حال جيد ولكي لا ينعتها بالفاشلة ولكنها دفعتها بغضب ومن ثم خرجت وذهبت للغرفة كالإعصار صافعة الباب خلفها بقوة، بينما كان بعدما أن ألقى بقنبلته الموقوتة بوجهها وخرج ألقى نظرة خاطفة لها ورأى حزنها ودموعها التي تكاثرت مُسببة لها في غمامة لا ترى منها شئ ليراها تلتفت ترمق الكعكة ثم دفعتها وخرجت في نفس اللحظة التي ألتفت هو بها سريعًا يدعي عدم الاهتمام لينظر للباب عندما سمع صوت إنغلاقه القوي، جلست بيلا على الفراش هادئة لدقائق قبل أن تدخل في نوبة بكاء حادة وهي تدفن وجهها بيديها فهي لسوء حظنها علمت بأنه لا يمزح لأنها تعلمه جيدًا عندما لا يُعجبه شيئًا يُصارح من أمامه بالحقيقة دون مراعاة لشعوره، مرت عشر دقائق حتى سمعت صوت الباب يُفتح ويدلف جعفر الذي رآها، أغلق الباب خلفه واقترب منها بينما كانت هي تجلس وتضم ساقيها لصدرها وتدف رأسها بها ليجلس هو بتمهل أمامها واضعًا راحته على يدها يُمسد على يدها بلطف وهو يقول بالأنجليزية:لما تلك الدموع حبيبتي
لم تجيبه وهي تزيد في بكائها ليقول هو وكأنه يُفيقها مما هي بهِ قائلًا:أنظري إلي فحسب أُريد رؤية هاتان البُنيتان اللامعتان فقد أشتقت لهن
سمعها تقول بصوتٍ حاد وباكي:إبعد عني يا جعفر انا مش طيقاك ولا عايزه أشوفك قدامي
أبتسم جعفر بلُطف ليقول:ولكنني أُريد رؤيتك طوال الوقت عزيزتي ثم أنني لا أستطيع أن أبتعد عنكِ فأنتِ روحي كيف لي أن أبتعد عن روحي بكل هذا البرود والقسوة أليس لديكِ قلب يا فتاة؟؟؟؟؟؟
بدأت تهدء بيلا شيئًا فشئ لترفع رأسها ويظهر لهُ وجهها الباكي بحق الله يقسم بأنها كادت تقتل نفسها دون أن تشعر، لهثانها المرعب ذلك جعله يقلق بعض الشئ وشهقاتها السريعة التي لا تتوقف مع سقوط دموعها الساخنة التي تحرق وجنتيها وكأنه قام بخيانتها مع فتاة أخرى وليس لأنه قال لها بأن الشيكولاته سيئة لتتحدث هي بصوتٍ باكي وهي تنظر لهُ قائلة:انتَ قولت ايه
عقد جعفر حاجبيه وقال:قولت ايه في ايه مش فاهم؟؟؟؟
تحدثت بيلا وهي مازالت تنظر لهُ قائلة:انتَ كنت بتتكلم من شويه بس انا مخدتش بالي حاسه إني سمعت حد لا حد ايه دا كان صوتك كنت بتتكلم أنجليزي
عقد جعفر حاجبيه وقد أعجبته تلك اللعبة ليبتسم بخبث ويقول:أنجليزي ايه دا يا بيلا اللي أتكلم بيه صباح الخير يا روحي شكلك نسيتي
شعرت بيلا بالتشتت وهي تقول:أيوه بس انا متأكدة انتَ كنت بتتكلم أنجليزي دلوقتي كان صوتك صدقني
حرك جعفر رأسه نافيًا وهو يقول بصدق زائف:صدقيني مش انا
ثم أردف بحزن مصطنع وهو ينظر للجهة الأخرى يدعي أنه سيبكي قائلًا:ياريتني يا بيلا كنت أعرف … كل ما بنسى بتفكريني ليه بس غاوية توجعي قلبي
نظرت لهُ بيلا وألمها قلبها وهي تُعنف نفسها بشدة عما بدر منها لتنقلب الطاولة عليها فبدلًا بأن يقوم هو بمصالحتها يراها الآن تضمه وهي تقوم بلف ذراعيها حول عنقه تُربت على ظهره بحنان وتقوم هي بمصالحته والأعتذار منه لتعلو أبتسامه جانبية خبيثة ثغره وهو يقوم بلف ذراعيه حولها وهو لا يُصدق بأنها أقتنعت بهذه السهولة يا لها من حمقاء يسهل خداعها بكل سذاجة ليَمُدّ يده ويُمسد على خصلاتها وظهرها بحنان ليقول:أنتِ بخير الآن
حركت رأسها برفق دون أن تنتبه لما قاله ليبتسم على غبائها وعدم قدرتها على الأستيعاب لما يقوله ليقول هذه المره بصوت حنون دافئ:لا تغضبي مني فأنا أحببت تلك الشيكولاتة كثيرًا
رفعت بيلا رأسها برفق وترقب وهي تنظر لهُ ليقول هو بأبتسامه وهو ينظر لعينيها:كل ما تصعنه يداكِ الجميلتان تلك هو جميل بالنسبة لي … كل ما تصنعه يداكِ فهو لذيذ بالنسبة إليّ جميلتي
كانت بيلا تنظر لهُ وهي لا تُصدق ما تسمعه فقط كل ما تفعله هو النظر إليه فقط بذهول وعدم تصديق لينظر هو لها بأبتسامه واسعة ليسمعها تقول بذهول شديد:انا سمعت صح مش كدا
حرك رأسه برفق وفلتت منه ضحكة صغيره لتقول هي كي تُثبت لنفسها بأن ما سمعته صحيح:أتكلم كدا تاني
طبع قُبلة على خدها ليقول بنبرة هادئة:كل ما تصنعه هاتان اليدين فهو ما لذّ وطاب بالنسبة لي … أُحبك أيتها اللطيفة
رمشت بعينيها عدة مرات تُريد الأستيعاب بأن ذلك حقيقي ليقول هو مؤكدًا ما يدور برأسها وكأنه قراء أفكارها للتو وهو يقول بنبرة هادئة:نعم عزيزتي هذا صحيح … أنا أتحدث الأنجليزية
رفعت بيلا رأسها برفق وترقب وهي تنظر لهُ ليقول هو بأبتسامه وهو ينظر لعينيها:كل ما تصعنه يداكِ الجميلتان تلك هو جميل بالنسبة لي … كل ما تصنعه يداكِ فهو لذيذ بالنسبة إلي جميلتي
كانت بيلا تنظر لهُ وهي لا تُصدق ما تسمعه فقط كل ما تفعله هو النظر إليه فقط بذهول وعدم تصديق لينظر هو لها بأبتسامه واسعة ليسمعها تقول بذهول شديد:انا سمعت صح مش كدا
حرك رأسه برفق وفلتت منه ضحكة صغيره لتقول هي كي تُثبت لنفسها بأن ما سمعته صحيح:أتكلم كدا تاني
طبع قُبلة على خدها ليقول بنبرة هادئة:كل ما تصنعه هاتان اليدين فهو ما لذّ وطاب بالنسبة لي … أُحبك أيتها اللطيفة
رمشت بعينيها عدة مرات تُريد الأستيعاب بأن ذلك حقيقي ليقول هو مؤكدًا ما يدور برأسها وكأنه قراء أفكارها للتو وهو يقول بنبرة هادئة:نعم عزيزتي هذا صحيح … أنا أتحدث الأنجليزية
نظرت لهُ بيلا للحظات وهي مازالت مصدومة لتقول:أزاي
أبتسم جعفر ليقول بعدما أقترب قليلًا منها:بصراحة من ساعة ما عرفتك وكتبنا الكتاب وانا خدت القرار إني هتعلم مش عارف ليه مع إن الموضوع مكانش في دماغي حتى لما كنتي بتقعدي معايا بليل تعلميني كنت فاهم كل حاجه بتقوليها بس كنت بعمل نفسي مش فاهم حاجه عشان مبوظش اللي بخططله ولما جيت في مرة عاندت معاكي وقولتلك لا مش هكمل بحجة إني مش فاهم منك حرف ولأني بضيع وقتي كنت بكمل برا مع ناس موثوق فيها كنت حاسس إني بظلمك وفكرت لو أتحطيت في موقف في يوم من الأيام معاكي وانا مطلوب مني أقرأ أو أمضي على حاجه شكلك هيبقى ايه
بيلا:بس انا مش شيفاها كدا يا جعفر
جعفر:بس انا شايفها كدا … كنت بدوس على نفسي عشان خاطرك وعشان خاطر مبقاش بالصورة الجاهلة دي تاني ولحد ما خلصت خالص وبقيت كويس في القراية والكتابة وقتها انا قولت هعملها مفاجئة يوم تخرجك بس لقيت نفسي بستفزك بدون سبب وبحاول أقول أي كلام يزعل عشان تزعلي مني واجي أصالحك بالمفاجئة نفسها … انا طول الوقت دا كنت بفهم كين وسميث كنت بفهم معظم كلامهم بس كنت بعمل نفسي مش فاهم حاجه … ومؤخرًا لقيت شغل كويس يعني وبمرتب كويس حسيت أن ربنا بيعوضني عن اللي شوفته عشان الاقي نفسي من وقت ما كتبنا الكتاب لحد دلوقتي بعمل إنجازات وانا مش واخد بالي مع أنها حاجه عبيطة بس هي بالنسبالي مش كدا
وضعت يديها على وجهه لتنظر لهُ بعينان لامعتان والابتسامة تزين ثغرها لتقول بنبرة حنونة مُحبة:وانا شيفاه أعظم إنجاز وفرحانة أوي عشانك …. انتَ مش بس فاجئتني لا انتَ خليتني طايرة في السماء وبقيت شيفاك بجد أعظم راجل في الدنيا كلها
أبتسم جعفر ليقول بنبرة حنونة وهو ينظر لها قائلًا:عايز أقولك على حاجه كمان
تسألت بيلا بإبتسامه وهي تقول:قول ؟
جعفر بأبتسامه:انا حجزتلك الفستان اللي كان نفسك فيه
جحظت عيناها وهي تقول بترقب:أنهي دا … أوعى تقول الغالي
حرك رأسه برفق وهو ينظر لها بأبتسامه لتشهق بيلا بصدمة وتقول:متهزرش يا جعفر
ضحك جعفر على ردّه فعلها تلك ليقول:مبهزرش والله انا فعلًا حجزته وظبطت كل حاجه من حيث الفستان والبدلة والقاعة والسيشن مسيبتش حاجه ألا وعملتها ولكنه لأجل عيونك يا جميل … انا سبق ووعدتك إني هعملك فرح يليق بيكي ودلوقتي انا بنفذ وعدي ليكي
سقطت دموعها من جديد بسعادة كبيره وهي لا تُصدق حقًا ما تسمعه لترتمي بأحضانه تضمه بكل سعادة وحُب ليتفاجئ جعفر ويضمها وهو يضحك بخفه قائلًا:انتِ يا تزعلي أوي يا تفرحي أوي مفيش وسّط خالص
حركت رأسها نافيًا لتُشدد من أحتضانها لهُ ليبتسم هو ويطبع قُبلة على رأسها بكل حُب وهو سعيد لسعادتها تلك ولأنه صارحها بالحقيقة ليقول وهو يُمسد على خصلاتها:فرحانة
أتاه صوتها وهي تقول:أوي
جعفر بأبتسامه:وبتحبيني
حركت رأسها برفق وهي تقول:أوي
شدد جعفن من عناقه لها وهو يقول بأبتسامه:وانا بموت فيكي … وبالمناسبة انا عندي مفاجئة ليكي
أبتعدت بيلا قليلًا لتنظر لهُ قائلة بترقب:ايه
نهض جعفر وأمسك بيدها ونظر لها وقال:تعالي معايا
نهضت بيلا وذهبت معه للخارج وهي لا تعلم ما المفاجئة القادمة التي تنتظرها، وقف فجأه ونظر لها وقال:المفاجئة برا قدام الباب
عقدت حاجبيها وقالت:انتَ جايب حاجه يعني
حرك رأسه نافيًا ليقول:لا هو في حد جه وحابب يفاجئك … روحي وشوفي بنفسك
نظرت لهُ بيلا قليلًا قبل أن تذهب إلى الباب تحت نظرات جعفر المترقبة، مدّت يدها وأمسكت المقبض وفتحت الباب بهدوء لتشهق بقوة بعدها وهي تضع يديها على فمها وعادت خطوتان للخلف وهي تنظر لها، أبتسم أكرم لأنها عرفت من تكون دون أن يتحدث أحد بحرف ويُخبرها لتبتسم كايلا لها وألتمعت عينيها لتلتفت بيلا إلى جعفر الذي كان ينظر لها والابتسامة تُزين ثغره لتعود وتنظر لأكرم المُبتسم ثم نظرت لها وأستفاقت أخيرًا من صدمتها لتقترب منها وترتمي بأحضانها وهي تُعانقها بقوة وسمحت لدموعها لأتخاذ مجرى سيرها على وجنتيها لتُعانقها كايلا وسقطت دموعها أيضًا على وجنتيها لتتحدث بيلا وكأنها تتأكد من أنها أمامها وهي تُشدد من عناقها لها قائلة بدموع وصوتٍ مهزوز:أختي … كايلا أختي
شددت كايلا من عناقها لها لتقول بدموع هي الأخرى:وحشتيني أوي يا بيلا … وحشتيني ووحشني حضنك أوي يا حبيبتي
بكت بيلا أخيرًا بعدما لم تستطع كتمان بكائها أكثر من ذلك وهي تدفن رأسها بكتفها وتقول بنبرة يملئها الألم تبوح عما بداخلها والذي يكمُن بداخلها مُسببًا لها في ضيق شديد:تسع سنين معرفش عنك حاجه … تسع سنين وانتِ بعيدة عني معرفش ايه اللي حصلك … تسع سنين بدعي ربنا كل يوم يظهرك لو انتِ عايشة ويرجعك لحضني تاني … تسع سنين بقول يارب يكون حلم طويل وهفوق منه الاقيكي جنبي تطبطبي عليا وتطمنيني وتقوليلي متزعليش يا بيلا كل حاجه هتبقى كويسة … تسع سنين قلبي محروق ومش قادرة أكتم وجعي أكتر من كدا وأقول بكرا تلاقيها قدامك بس كل دا كان مجرد كدب … كنت بهونّ على نفسي بكلام كدب ووهم عشان أعرف أعيش … ولما شوفتك قدامي دلوقتي حسيت بوحع وحش أوي في قلبي مبقتش عارفه أقول ايه ازغرط وانزل أجري في الشارع واقول يا ناس كايلا أختي رجعت … كايلا النسمة البريئة
الحنينة رجعت لحضن أختها تاني ولا أزعل على السنين اللي ضاعت وانا معرفش عنك حاجه … آاااااااه قلبي واجعني أوي يا كايلا
شددت كايلا من عناقها لها أكثر ودموعها تتساقط بغزارة لتُمسد على ظهرها وهي لا تستطيع التحدث فحديث ونبرة بيلا آلمانها بشدة وبجانبهما أكرم يُتابع بصمت ودموعه لم تتوقف عن السقوط وجعفر ينظر لها وألمه قلبه لسماعه حديثها وشعوره بذلك الوجع الذي تشعر بهِ بيلا الآن فقد ذاق مُره ويعلم كم هو مؤلم لكن لا يعلم بأن كل هذا الحديث وهذا الوجع يقبع داخلها منذ تسع سنوات حتى الآن فيقسم بأن لو كان أحدًا آخر مكانها لما تحمل سنة واحدة فقط، أبتعدت كايلا عنها لتنظر لها وتمُدّ يدها تمسح لها دموعها بأطراف أصابعه تنظر لها بأبتسامه وقالت:كنت عارفه إن كل دا هيطلع منك … كنت عارفه إنك موجوعه بالشكل دا ومش هتتحملي … كنت عارفه اللي هيحصل ورد فعلك اللي مفاجئنيش عشان انا عارفه إنه هيطلع منك … بس دا مكتوب وحصل ورجعت تاني أهو عشان أبقى جنبك
مدّت يدها وأعادت خصلة خلف أذنها وهي تُكمل حديثها قائلة:واحضر فرحك واشوفك أحلى عروسة في الدنيا كلها … كل دا مكتوب إنه يحصل وكان لازم يحصل … المهم إنك بقيتي جنبي تاني وفي حضني
مسحت كايلا دموعها تنظر لبيلا قائلة:على فكرة بقى انا راجعه ومش هسيبك وهفضل على قلبك
أبتسمت بيلا بخفة لتعانقها من جديد بحب شديد لتُربت كايلا على ظهرها بحنان لتخرج هناء وتنظر لها لتدمع عيناها وتقول بسعادة وعدم تصديق:كايلا … بنتي ضنايا
نظرت لها كايلا وابتعدت بيلا تنظر لها لتركض كايلا إليها ترتمي بأحضانها لتُعانقها هناء بقوة وهي تطبع عدة قُبل على خدها وجبينها بينما أقترب جعفر من بيلا ليُحاوطها بذراعه ويضمها لأحضانه ليطبع قُبلة على جبينها بحب وهو يمسح أثار دموعها لتنظر لهُ بيلا وتبتسم ويبتسم جعفر لها ويرون أستقبال هناء لأبنتها بعد مرور تلك السنوات الطويلة ليبتسم بتأثر ويعود لضم بيلا مجددًا
في المساء
أبتسم جعفر وهو يقول:ايه رأيك في المفاجئة بتاعتي عجبتك صح
ضحك ليل بملئ فاهه ليقول:مش بقولك انتَ بني آدم غريب … باعتلي عصفورة متشلفط ولافه بشريط هداية موڤ وتقولي ايه رأيك في هديتي
جعفر بأبتسامه:اه طبعًا مش متعوب فيها دي
ضحك ليل مجددًا ليقول:على العموم هدية مقبولة يا سيدي
ضحك جعفر ليقول:أظن انا كدا عداني العيب وأزح باعتلك تلات بلطجية يفتحوا نفسك على الشغل
حرك ليل رأسه بقله حيله وهو يقول بأبتسامه:ربنا يخليك مكانش ليه لزوم يا راجل
جعفر بأبتسامه:ولو أحنا أصحاب واجب وكرم يا باشا عمومًا انا مش هوصيك
ليل بأبتسامه:متقلقش مش محتاج توصيني انا هتصرف بمعرفتي وتشكر على الهدية يا سيدي
بعد مرور أسبوع
صاح أسمر وهو يقترب سريعًا من جعفر وهو يقول:يا بلطجي يا بلطجي
توقف جعفر عن السير ليلتفت لأسمر الذي وقف أمامه وهو يقول:ايه يا أسمر في ايه
نظر لهُ أسمر ليقول بتساؤل:سمعت عن أغنية ودا عينه مني؟؟؟؟؟؟
عقد جعفر حاجبيه ليقول:اه مالها
أسمر:أعكسها بصيغة المؤنث
صمت جعفر للحظات وهو لا يفهم شئ ولكنه قال:ودي عينها مني
أبتسم أسمر ليغمز لهُ ويذهب دون أن يقول شئ لينظر جعفر لأثره وهو لا يفهم شئ منه ليلتفت ويرى سماح تقف بالقرب منه وتنظر لهُ بأبتسامه وهيام ليفهم الآن مقصد أسمر ليغمض جعفر عيناه وهو يقول بخفوت:يارب صبرني
لم يُعيرها أهمية وتركها وذهب لتذهب هي سريعًا خلفه وهي تقول بمياعه:جعفر أستنى يا جعفر انتَ بتجري كدا ليه
اقتربت منه بخطوات سريعًا ثم وقفت أمامه تمنعه من الذهاب وهي تنظر لهُ بهيام قائلة:ايه يا راجل عامل نفسك مش سامعني ايه التُقل دا كله
زفر جعفر ليقول وهو ينظر أمامه دون النظر إليها:هاتي اللي عندك انا راجل مشغول دلوقتي ومش فاضيلك
أبتسمت سماح لتقترب منه بخطوات بطيئة وهي تنظر لهُ قائلة:ايه المعامله الناشفة دي نسيت سماح حبيبتك
جعفر ببرود:انا معنديش غير حبيبة واحدة وهي مراتي وبعدين انتِ مين عشان تقربي مني بالشكل دا وتوقفي تتكلمي معايا بالأسلوب دا انتِ للدرجادي معندكيش دم
سماح بهيام:قدامك انتَ لا
شعر بلمسة على يده ليرتجف جسده أشمئزازًا ليدفع يدها بعيدًا عنه وكأنها حية ولدغته لتحتد نظراته وهو يرمقها بها تكاد تحترقها ليقول وهو يصق على أسنانه بغضب:لو أيدك دي أتمدت تاني انا عندي أستعداد أقطعها وقدام عينك وساعتها مش هيهمني صريخك ووجعك عشان ساعتها هبقى شخص مش لطيف ومتمناش إنك تشوفي وشي التاني يا سماح عشان لو ظهر هيحرقك مكانك وهتكرهي تتعاملي معايا تاني … انا راجل متجوز ومراتي برقبتك ومعنديش أستعداد أجرحها بدون قصد بسببك … آخر تحذير والمرة الجايه انا مش هتكلم سامعه
صرخ بكلمته الأخيره في وجهها بغضب شديد بينما كان الجميع يقفون ويُشاهدون ما يحدث بينما كانت بيلا تقف في الشرفة وبجانبها كايلا وهناء ومها وأكرم يُشاهدون ما يحدث وهم يبتسمون بسعادة لتتحدث أم حسن بأبتسامه وبراءة وهي تقول:أما بنات آخر زمن صحيح … عجبًا عليك يا زمن دلوقتي بقيت أشوف البنات هي اللي بتجري ورا الرجالة مش العكس
لؤي بأستحقار:بتجري على رجالة متجوزة … بذمتك مش مكسوفة من نفسك وانتِ ماشية تخطفي كل واحد من مراته
كان الجميع يلومونها وينظرون لها بنظرات لا يتحملها شخصًا لتنظر لجعفر بغضب والدموع متحجرة بعينيها التي أحمرت بسبب كتمانها لدموعها والذي كان ينظر لها ببرود شديد فهذه الطريقة هي الوحيدة التي ستُبعدها عنه نهائيًا وبأقل مجهود منه وفي لحظة اختفت سماح تمامًا من أمامه لينظر هو لأثرها ببرود ثم نظر لأهل حارته بهدوء قبل أن يتركهم ويصعد للمنزل
أقترب أكرم وفتح الباب ليدلف جعفر ويقول أكرم بأبتسامه واسعة وهو يُغلق الباب خلفه:الله يفتح عليك يا معلم هو دا الكلام المظبوط
نظر لهُ جعفر وقال:طبعًا بيلا شافت وسمعت كل حاجه
حرك أكرم رأسه مؤيدًا لحديثه وهو يقول بأبتسامه واسعة:أكيد
نظر لهُ جعفر وقال:ومالك فرحان كدا ليه
أكرم بسعادة:انا هطير من الفرحة يا معلم خوش لحبيبة القلب بقى
ضيق جعفر عيناه قليلًا وهو ينظر لهُ بشك ليُقابله فقط أبتسامه أكرم ليُحرك جعفر رأسه بقله حيله ويذهب للغرفة دون أن يتحدث بحرف واحد مُغلقًا الباب خلفه ليدلف أكرم للمطبخ حيث كانت كايلا ومها وهناء واقفات وهو يقول بسعادة كبيرة:هياخد حتت صدمة دلوقتي تفقده النطق
عنفته مها وهي تقول:بعد الشر عليه متقولش كدا
أكرم بأبتسامه:هتشوفي
_________________________
أقترب جعفر منها بهدوء حتى وقف أمامها ونظر لها وكاد يفتح فمه ويتحدث تفاجئ بالتي تقفز تجاهه ترتمي بأحضانه وهي تُعانقه بسعادة وتضحك ليتفاجئ هو كثيرًا وتُجحظ عيناه قليلًا ليسمعها تقول:انا مبسوطة أوي بيك وأخيرًا بعدت عنك وسابتك ليا لوحدي
نظر جعفر لها وقال:هو انتِ يا حبيبتي متأكدة أنك كويسه
نظرت لهُ بعدما أبتعدت برأسها وهي تُحرك رأسها بسعادة لهُ بنعم ليقول هو في محاولة منه لإغضابها وتوعيتها بأنها لامست يده:أيوه بس دي لمست أيدي وكانت بتتقرب مني
نظرت لهُ بأبتسامه وقالت:عارفه
نظر لها بذهول تام لتضحك هي قائلة:يا حبيبي انا متابعة من أول ما أسمر كان واقف معاك .. بس انا مش هتعصب عشان جعفور حبيبي عمل الصح اللي انا مستنياه منه من بدري
طبعت قُبلة على خده وعادت تُعانقه قائلة بأبتسامه سعيدة:I Love You
ردد جعفر ببلاهة وهو مازال تحت تأثير الصدمة قائلًا:I Love You؟؟؟؟؟؟؟؟؟
_______________________
بعد مرور شهر كان جعفر يقف أمام المرآة يُهندم بدلته السوداء وخلفه أصدقائه وأحبائه ينظرون لهُ بأبتسامه مُحبة سعيدة وهم يرون السعادة في عينه تكاد تقفز منها ليقترب هاشم وهو يقف بجانبه ويُعانقه قائلًا بأبتسامه:أحلى عريس في الدنيا كلها بدون مجهود
أبتسم جعفر ليقول وهو مازال نظره مُثبت في المرآة:كُل بعقلي حلاوة يا هاشم وأضحك عليا بكلمتين
نظر لهُ هاشم وقال بأبتسامه:والله ما بضحك عليك انا بكلمك بجد … انتَ زي القمر من غير حاجه يا جعفر من غير مُجاملة
ألتفت جعفر لهُ بنصف جسده لينظر لهُ وارتسمت أبتسامه مُحبة ثغره ليقول:انا مبسوط عشان انتَ جنبي في يوم زي دا
أتسعت أبتسامه هاشم ليقول:وانا مبسوطلك يا خويا … ألف مبروك يا أحلى عريس في الدنيا
أنهى حديثه بعناق ليُبادله جعفر عناقه وهو يقول بأبتسامه:الله يبارك فيك يا حبيبي عقبال ما أفرح بيك وأشهد على جوازك
ربت هاشم على ظهره بحنان أخوي وحُب ليبتعد جعفر عنه وينظر لهاتفه الذي كان يعلنه عن أتصال ليُجيب بأبتسامه مُشرقة:أكيد مش قادرة تصبر
ضحك الطرف الآخر ولم تكن سوى مها التي نظرت لبيلا التي كانت تنظر لنفسها في المرآة بسعادة وقالت:مش قادرة أوصفلك فرحتها يا جعفر عامله أزاي … وهي بسم الله ما شاء الله عليها زي القمر الفستان هياكُل منها حِتة انا هسيبك تيجي وتتفاجئ بنفسك
أبتسم جعفر لينظر بساعة يده وقال:انا عمومًا جاي في الطريق رُبع ساعة واكون عندكوا
مها بأبتسامه:ماشي توصل بالسلامة يا حبيبي
__________________________
دلفت للقاعة المفتوحة والتي تطل على البحر وهي تسير بهدوء وهو بجانبها ورأت بأنها لم تصل بعد لتجلس على إحدى الطاولات الذهبية التي تطل على البحر ويجلس هو أمامها وصوت الموسيقى الهادئ يصدح بالمكان لتتحرك خصلاتها بخفه على نسمات الهواء وهي تقول:انا مبسوطة أوي
أبتسم لها قائلًا:وانا مبسوطلهم أوي … ربنا يخليهم لبعض ويسعدهم … عقبالنا
نظرت لهُ بأبتسامه لطيفة لتقول:قُريب أن شاء الله
________________________
تقدمت منه بيلا وهي تُمسك بفستانها حيث كانا يقفان في المكان الذي سيلتقطون فيه صور زفافهم وهي تنظر لجعفر الذي كان يوليها ظهره يقف ينتظرها لتقف هي خلفه والأبتسامه تُزين ثغرها لتَمُدّ هي يدها تُربت على كتفه بخفه ليخطف هو عدة نظرات خاطفة والأبتسامه تُزين ثغره حتى ألتفت لها ليتفاجئ الأثنان في نفس الوقت وهما ينظران لبعضهما البعض وكانت صدمة جعفر تُضاهي صدمتها لتراه يُلقي بباقة الورد ويجذبها لأحضانه وهو يضمها بقوة لتتفاجئ هي وتضحك على ردة فعله وهي تُعانقه ليختل توازنها وتعود للخلف وهي تقول ضاحكة:هنقع يا جعفر
أستند جعفر بيده اليُسرى على السور الخشبي خلفها والذي يطل على بُحيرة صغيرة وهو مازال يضمها بقوه لأحضانه، ليعود للخلف برأسه ينظر لها لتنظر هي أيضًا لهُ وتقول بأبتسامه:مالك يا جعفر
عاد ليضمها لأحضانه مره أخرى ليسمع سراج يقول وهو يضحك:أخوها يا جعفر أهدى
تحدث جعفر وهو يُشدد من أحتضانه لها بعدما طبع قُبلة على أذنها ليقول:أعمله ايه دي مراتي من بدري يعمل اللي هو عايزُه
لحظات وأبتعد عنها لتنظر لهُ وتقول بأبتسامه:وديت البوكيه فين
نظر جعفر حوله ليقترب سراج ويميل بجذعه يلتقط باقة الورد ويَمُدّ يده بها لجعفر الذي أخذه منه وأعطاه لبيلا التي أخذته والأبتسامه تُزين ثغرها لتقربه من أنفها وتشتم رائحته العبقة بحب، وقف جعفر وبجانبه بيلا كي تبدء جلسة التصوير بواسطة رفيقتها التي كانت تقوم بعملها وهي تلتقط لهما العديد من الصور في أوضاع مُختلفة وأماكن مُختلفة تحت أنظار الجميع من هم أصدقائهم وعائلتهم لتنتهي جلسة التصوير بصورة عائلية الشباب على اليسار والفتايات على اليمين، صورة مليئة بالحُب والدفء وأيضًا السعادة
_______________________
كانت تُتابعها من بعيد وهي تراها ترقص بسعادة كبيرة وحولها صديقاتها وعائلتها يرقصن معها والفرحة واضحة بأعينهن لتأخذ قرارها الأخير وتقترب منها بهدوء تتجنب البعض وتُزيح البعض الآخر حتى وصلت إليها والآن تقف خلفها والأخرى ترقص بسعادة لتَمُدّ يدها وتُربت على كتفها بخفة لتلتفت بيلا والابتسامة تُزين ثغرها لتراها تستقبلها بأبتسامه وتقول:الف مبروك يا حبيبت قلبي
تفاجئت بيلا لتقول بسعادة كبيرة:هنا
عانقتها وهي تقول بسعادة:وحشتيني أوي يا هنا
عانقتها هنا لتقول بأبتسامه:انتِ اللي وحشتيني أوي يا بيلا انا مش مصدقة نفسي بجد
ابتعدت بيلا عنها لتنظر لها بأبتسامه قائلة:انا كنت خايفة متجيش
حركت هنا رأسها برفق وهي تقول بأبتسامه:مقدرش … أول ما قولتيلي وعزمتيني عرفت عابد على طول وجينا نفرحلكوا دا فِرح كأنه فرحه هو
ضحكت بيلا بخفه وقالت:عقبالكوا يارب يلا تعالي أرقصي معايا بقى
أخذتها بيلا وعادت ترقص برفقتها من جديد ومعها كايلا التي تُصفق بسعادة وهي تنظر لها بحُب طوال الوقت ليمر القليل من الوقت ويقترب جعفر منها ليرقص معها والسعادة واضحة للغاية بعينه وهذا لأنه عاشق لها، عاشق حد النخاع فالجميع يعلم حُبه الشديد لها مُنذ طفولتهما لتكبُر قصة الحُب تلك من طرف واحد فقط لسنوات حتى يشاء القدر وتُبادله حُبه الذي كان يراه بعيدًا بسبب تجاهلها لهُ رغم محاولاته العديدة في التحدث معها لينتصر حُبه لها في النهاية وتخضع هي عاشقة لعيناه التي تُجبرها على الخضوع في كل مره تراها فيها لترفع رايات أستسلامها لهذا الخبيث الماكر تُخبره أنها قد خسرت في هذه المعركة لتفوز أنت بها عزيزي
ضمها لأحضانه وهو يرقص بها والضحكة نابعة من القلب لتُشاركه سعادته وتُحاوط عنقه بذراعيها وتُبادله حُبه وضحكاته وسعادته وعشقه لها وَسّط أنظار الجميع الذين كانوا يُحاوطونهم والأبتسامه تُزين أفواههم ويُصفقون ويرقصون ويُغنون ليقسم كلًا منهما بأن هذا اليوم هو أسعد يوم في حياة كلًا منهما ولن يتكرر مجددًا
_______________________
“عملت اللي قولتلك عليه”
“بالحرف يا معلم”
“والأكل مين خده؟؟؟؟؟؟؟؟”
“هو يا باشا”
علت أبتسامه خبيثه ثغره ليقول بنبرة خبيثه:حلو أوي أول ما تسمع الخبر تبلغني فورًا
“هيحصل يا باشا”
أغلق معه لينظر أمامه وهو يقول بحقد:مع السلامة يا بلطجي … نتقابل في الجنة … هتوحشني أوي
_________________________
في صباح يوم جديد
أقترب جعفر من طاولة الطعام وهو يتثائب فكان اليوم مُرهقًا بالنسبة إليه ولكنه أسعد يوم في حياته، جلس على المقعد ورأى بيلا تضع الصحون وهي تقول بأبتسامه مُشرقة:صباح الخير
أبتسم جعفر فور رؤيته أبتسامتها وقال:صباح الجمال والحلاوة والدلال يا جميل
ضحكت بيلا بخفة وقالت بعدما جلست أمامه:يلا أفطر بقى وصحصح كدا
نظر لها وقال بأبتسامه:انا مبسوط أوي يا بيلا
نظرت لهُ بيلا وقالت بأبتسامه:وانا طايرة من الفرحة
جعفر بأبتسامه:وأخيرًا بجد … أول مرة أكون مبسوط بالشكل دا
أتسعت أبتسامه بيلا لتقول:وانا مبسوطة عشان فرحتك دي
زفر جعفر الهواء من فمه ليقول بنبرة هادئة:انا هفطر وهروح مشوار كدا بسرعة واجيلك
تبدلت معالم وجهها للحزن لتقول برفض:لا يا جعفر مفيش خروج متهزرش
جعفر بهدوء:مشوار مُهم
حركت رأسها في رفض شديد لتقول بحده:لا مليش دعوة النهاردة الصباحية وعايز تنزل انتَ بتهزر
صمت جعفر قليلًا لينظر لها للحظات وهو يرى الحزن والغضب يكسوان معالم وجهها ليزفر بهدوء ويقول وهو يضع يده على يدها الممدودة على سطح الطاولة قائلًا:خلاص متزعليش مش هنزل
نظرت لهُ بيلا وقالت:بعد ايه بقى
أبتسم جعفر وقال:خلاص بقى ميبقاش قلبك أسود كدا
نظرت لهُ بطرف عينها لتراه ينهض ويتجه للمطبخ تحت نظراتها المتعجبة ليغيب لثوانِ ويعود وهو يحمل صينية الكعكة التي أعدتها أمس ليجلس مجددًا أمامها ويضعها أمامه لتقول بيلا بتعجب:انتَ هتاكل منها !!!!
نظر لها جعفر وقال بأبتسامه:أيوه
بيلا بترقب:هي مش كانت معفنة وطعمها وحش
أبتسم جعفر بأتساع ليقول وهو يأكل منها بتلذذ:جامدة أوي … انتِ صدقتي انا كنت بضايقك مش أكتر انا اللي خلصتها المره اللي فاتت على فكرة وللعلم انتِ مبتعمليش حاجه وحشه أكلك كله جميل زيك كدا
أبتسمت بيلا وقالت:تصدق أنك رخم بجد يعني عاجبك لما نكدت عليا ساعتها
أمسك يدها بين راحتيه وطبع قُبلة عليها ليقول بأتساع:مقدرش على زعلك بس معرفش ليه بحب أضايقك يا بيلا بحس بمُتعة
حركت رأسها بقلة حيلة ليتناول الفطور وهما يتبادلان الأحاديث بشغف ليشعر كل واحدٍ منهما بأكتمال نصفه الفارغ وشعور الكمال هو المسيطر
_________________________
بعد مرور يومان
دلف جعفر بوقار وهو يقترب منه ومعالم وجهه لا تنُم على خير وخلفه أكرم وكايلا وبيلا التي كانت تسير بجانب شقيقتها وهي تنظر حولها بتعجب وقلق ليقفوا أمامه، كانت رأسه تتدلى للأسفل ومعالم وجهه غير واضحة ليقترب جعفر منه ويُمسك بذقنه وبرفع رأسه بعنف وهو يقول بقوة:أرفع راسك عِدل
رفع رأسه لينظر لهُ بوهن ولتُصعق بيلا وكايلا وهما تظران لهُ بصدمة، عاد جعفر للخلف مره أخرى كما كان بالسابق ليقول بقرف:أرفع راسك يا قذر … انتَ ملكش أحترام عندي انتَ زيك زي الأوساخ اللي كانوا في حياتي وانا وصلتهم لمكانهم المناسب ونضفت حياتي منهم … ومبقاش في غيرك يا فارس اللي فاضل بينهم انتَ وعبد المعز الحرباية اللي أتفقت وخططت معاه عشان تموتوني وانا مش واخد بالي … فاكرني مش هعرف
نظرت لهُ بيلا بصدمة وهي لا تصدق ما تسمعه لتقترب منه وتقف جانبه تضع يدها على ذراعه قائلة بصدمة:يموتك أزاي
نظر جعفر لفارس وهو يُشير تجاهه قائلًا:قوليله … قوليله وخليه يجاوبك هو ويعرفك أنه أتفق مع عبد المعز خالك عشان يحطوا سم في أكلنا اللي جالنا بليل واللي خالتي هناء عملاهولنا عشان لما آكل منه واتسمم تلبس هي الليلة … تفكير شياطين
نظرت بيلا بصدمة لأبيها والدموع متحجرة بملقتيها وهي لا تستوعب كم الشر والحقد النابعان منه لينظر فارس للجميع بهدوء حتى جحظت عيناه بشدة وهو ينظر لكايلا التي كانت تقف وتنظر لهُ بمعالم وجه خالية من أي تعبير ليقول هو بصدمة ودون شعور منه:أزاي … انا … انا متأكد أنها ماتت رجعت أزاي … لا انا شوفتها بعيني
أقترب منه جعفر خطوة وهو ينظر لهُ نظرة ذات معنى ليقول بترقب:يعني حاولت تقتلها
سقطت دموع بيلا لتنظر لكايلا التي كانت جامدة لا تفعل شئ تُراقب بصمت ما يحدث ليميل جعفر بجذعه ويجذبه من تلابيب قميصه فجأه وهو يصق على أسنانه بحقد ليقول:انتَ كدا أعترفت على نفسك من غير ما تحس واعترافك دا وِصل للبوليس خلاص
جحظت عينان فارس بشدة ليبتسم جعفر بإتساع وهو يقول:أيوه يا فارس انا بتكلم صح الإعتراف بتاعك وِصل للبوليس اللي هو معانا أصلًا دلوقتي في المكان
تجمدت الدماء بعروقه ليشحب وجهه وهو ينظر لجعفر الذي أتسعت أبتسامته وقال:مفاجئة مش كدا … انا عرفت أنك نزلت مصر مخصوص انتَ وعبد المعز وناوي على موتي عشان تنتقم إني أتجوزت بنتك بس انا عيني شايفه كل حاجه يا فارس وبعدين انا هعتب عليك يعني يا راجل عايشين في حارة واحده مع بعض بقالنا كام سنه ولسه متعرفنيش عيب عليك يا راجل دا انا جعفر اللي مبتغفلهوش عين وعارف كل واحد بيعمل ايه وبيفكر في ايه ولو عايز تعرف مين عِرف وقالي هقولك صلاح … أصله أتصل بيا بعد ما روحنا من الفرح وقالي كل حاجه بعد ما شافك بتحطلي السم في الأكل اللي عاملاه مدام هناء مراتك الست المحترمة … ورجالتك صحيح اللي زقيتهم عليا عشان يجيبوني تحت رجلك دول في الأصل رجالتي بس انا خليتهم يشتغلوا معاك عشان اعرف انتَ عاوز ايه وبتفكر في ايه واديك اهو حاولت تخلص مني بس ربنا أراد إنه يكشفك عشان تبقى عِبرة لأي حد بيفكر يعمل اللي انتَ عملته دا
دلف ليل في هذه وخلفه عبد الله واقتربا منهم تحت نظرات الصدمة النابعة من عينان فارس الذي نظر لهُ ورأى أبتسامه جعفر الجانبية الساخرة إليه ليقول:انتَ بتعمل ايه يا جعفر … هتسلمني للبوليس … بعد دا كله يا جعفر بتغدر بيا
ضحك جعفر ساخرًا وهو يقول:انا برضوا اللي غدرت بيك … تصدق انا راجل واطي عشان واقف قدام واحد خَرفان زيك … انتَ لو هتحاول تتمسكن وتدخل عليا بجَو الصعبنيات وأصل انا قد أبوك عيب عليك يا ابني والحركات دي فانا آسف يا فارس … انا واحد عديم المشاعر مش هيحس بيك … شوف شُغلك يا ليل باشا
نظر ليل لعبد الله الذي فهم نظرته واقترب منه ليُقيد يديه من الخلف تحت نظرات الفتاتان وأكرم لهُ لتبكي بيلا رغمًا عنها وها هي تنخدع من أقرب الأشخاص إليها، إنه والدها، لتبكي كايلا وكأنها كانت تنتظر هذا الدافع لتبكي على ما تراه وتسمعه ليحتضنها أكرم بحب وهو يُربت على ظهرها بحنان ليقول:متعيطيش .. كفاية عياط ونكد لحد كدا خلاص
عانقته كايلا ليُربت على ظهرها برفق، أقترب جعفر من بيلا ليضمها بحنان لأحضانه وهو يُمسد على ظهرها بحنان ليقول بنبرة هادئة بعدما نظر لفارس وهو يتجه للخارج برفقه عبد الله:خلاص يا بيلا … كفاية نكد لحد كدا من النهاردة مفيش دموع … مفيش زعل … مفيش نكد … كل واحد أذانا خد جزاته … كل واحد أتعاقب وراح المكان اللي يستحقه ومن النهاردة كل اللي جاي فرحة … فرحة وبس
أنهى حديثه وهو يبتسم وينظر لها ليطبع قُبلة على جبينها ثم عانقها من جديد لينظر لأكرم الذي أبتسم لهُ أبتسامه سعيدة
________________________
يقف وينظر لها والأبتسامه واسعة على فمه تُخبرها كم هو سعيد وفخور بها يراها ترتدي ثياب تخرجها وتُمسك بشهادة تخرجها وتنظر لأحبتها بأبتسامه مُشرقة ليكون أول الراكضين إليه هي والدتها التي عانقتها بسعادة وفرحه كبيرة لتسقط دموع هناء وهي تقول بسعادة كبيرة:انا مبسوطة أوي يا بيلا … مبسوطة أوي بيكي يا نور عيني حققتي حلمي وفرحتيني بيكي
شددت بيلا من عناقها لوالدتها وهي تقول بأبتسامه واسعة:وانا ميهمنيش غير فرحتك ورضاكي عليا
طبعت هناء قُبلة على خدها ونظرت لها لتقول بنبرة خافته والأبتسامه تُزين ثغرها:ايه مش ناوية تقوليله بقى ولا ايه
أبتسمت بيلا بخفه لتنظر لجعفر الذي كان يقف بعيدًا عنهما لتراه يبتسم لها بحُب لتعود وتنظر لهناء قائلة:هقوله
أبتسمت هناء لتُربت على كتفها لتتركها بيلا وتقترب من أخيها وشقيقتها ليستقبلانها الأثنان بعناق حنون، طبع أكرم قُبلة على رأسها وهو يقول بأبتسامه سعيدة:ألف مبروك يا نور عيني انا مبسوط بيكي أوي
كايلا بأبتسامه:مبروك يا حبيبت قلبي تالت فرحتنا دي وكدا أحنا لازم نفرحك مرة بقى
ضحكت بيلا لتنظر لها وتقول:هتفرحيني وانتِ داخله عليا بعريس
ضحكت كايلا قائلة:لا يا ستار يارب مش للدرجادي يا بيلا انتِ عايزه تخلصي مني بالسرعة دي
حركت بيلا رأسها نافية وهي تقول بأبتسامه:لا يا حبيبتي انا عايزة أفرح بيكي مش أكتر
كايلا بأبتسامه:خلاص لو دا هيبسطك عنيا هدور على عريس عشان أرضي الست بيلا
ضحكت بيلا لتتركهما وتذهب لجعفر الذي كان يتطلع إليها طوال الوقت والأبتسامه لا تُفارق وجهه لتقف أمامه ويُعانقها هو بحب وهو يقول بصوت هادئ رخيم:انا أكتر واحد فرحان بيكي دلوقتي وفخور بيكي
ضمته بيلا والأبتسامه تُزين ثغرها ليطبع هو قُبلة على رأسها لتطبع هي أيضًا قُبلة على خده تزامنًا مع همسها بالقرب من أذنه قائلة:انا حامل
نظر لها جعفر بصدمه ليراها تبتسم بأتساع لهُ ليرمش بعيناه عدة مرات وهو يقول بهدوء:أحلفي
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ قائلة:والله العظيم
ضحك جعفر وهو لا يُصدق ليحملها ويدور بها بسعادة كبيرة وهو يهتف بعلو صوته قائلًا:مراتي حامل … مراتي حامل
أنتبه الجميع لتعلو التصقيفات من حولهما ليتوقف جعفر بها وهو مازال يضمها لأحضانه ليسمع صوت ضحكاتها السعيدة لينظر هو لها ويقول:أُمنيتي أتحققت يا بيلا … هبقى أب أخيرًا
مدّت يديها تمسح دموعه بأطراف أصابعها بحنان وهي تنظر لهُ بأبتسامه ليضحك جعفر مُجددًا ويضمها بحنان لأحضانه وينظر للجميع بدموع سعيدة وهو يشكُر ربه من كل قلبه وقد أيقن عوّض الله لهُ الآن بعد تلك السنوات
__________________________
“بعد مرور عام ونصف”
خرج وهو يحمل صغيرته على ذراعه ليجلس بها على الأريكة وهو يُلاعبها بحب وأبتسامه ليرى أستجابتها السريعة لهُ ليضحك ويطبع قُبلة على رأسها لتقترب أزهار وتضع آخر صحن على الطاولة وهي تقول بأبتسامه:ايه مش ناوي تسيبها بقى ولا ايه الأكل هيبرد
أبتسم صلاح ونظر لصغيرته قائلًا:مش عايز أسيبها بصراحة
أبتسمت أزهار بحُب وهي ترى تعلُّق صلاح بطفلتها وحُبه الشديد لها لتسمع عِدة طرقات على الباب لتقترب بهدوء وتفتحه وترى هاشم وكايلا أمامها لتبتسم قائلة:أهلًا وسهلًا تعالوا
دلفا لتُغلق أزهار الباب وتقول:أتأخرتوا خمس دقايق
نظر لها هاشم ليقول:هي اللي أخرتنا على فكرة قاعدة تلبس في ساعة وتظبط شعرها في ساعة ونص وتحط ميك أب في ساعتين
ضحكت أزهار ومعها صلاح وهي ترى كايلا تنظر بحقد وغضب لهاشم الذي نظر لها بطرف عينه وهو يدعي البراءة لينهض صلاح ويقترب منهما وهو يحمل صغيرته قائلًا بأبتسامه:طب حاسب على نفسك عشان كايلا مبتتفاهمش وأيديها تقيلة
عكص هاشم شفتيه ليقول ببرود:على نفسها مش عليا
نظرت لهُ بشراسة ليقول بوقاحة:ها فين الأكل بقى عشان انا جعان ومكلتش من بدري
________________________
“يعني عرفت جعفر وفهمته وأتخطبنا عشان ميبقاش عندك مُبرر ليه بقى ضاربة بوز الإخس دا ومصدرالي الوش الخشب؟؟؟؟؟؟؟”
نظرت لهُ مها بغضب لتنهض كالإعصار تقف أمامه قائلة بنبرة حادة:مين الملزقة اللي جت تجري عليك زي البهيمة دي؟؟؟؟؟؟؟
فهِم سراج سبب غضبها الآن لتعلو أبتسامه جانبية ثغره وهو يقول:آاااااااه قولي كدا بقى … لاويه وشك عشان كدا؟؟؟؟؟
جحظت عيناها لتنظر لهُ بشر قائلة:وانتَ شايف أن دي حاجه عادية أعديها عادي؟؟؟؟؟
سراج ببرود:هو مش انتِ مش معبراني ولا طيقاني وقالبة وشك خلاص زعلانه ليه بقى لما أسلم عليها
جذبته من تلابيب قميصه لتقول وهي تصق على أسنانها بغضب قائلة:وحياة أمك .. انتَ شكلك ناوي على موتك وانا بدأت أفكر في الموضوع
ضحك سراج ليقول:طب ما تعمليها يلا مستنيه ايه
نظرت لهُ في ضيق شديد لتتركه وتبتعد عنه قائلة بغضب:انتَ إنسان مستفز صحيح أمشي مش عايزه أشوفك وانا هكلم جعفر عشان يشوفله حل معاك عشان انا زهقت
ذهبت في طريقها للمنزل لينظر سراج لأثرها بذهول وهو لا يُصدق إلى أي مرحلة جنون قد وصلت الآن
__________________________
طبع قُبلة على خدها الصغير وهو ينظر لها بحُب شديد ليضمها لأحضانه بحنو وهو يسير بها ذهابًا وإيابًا في المكان وهو يُهدهدها بخفة لتنظر لهُ بيلا من الداخل والأبتسامه تُزين ثغرها لتأخذ رضعة الصغيرة وتخرج من المطبخ تقترب منه قائلة بأبتسامه:معلماك الأدب
نظر لها جعفر وأبتسم قائلًا:أفهم إنك فرحانة فيا؟؟؟؟
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بأبتسامه وفلتت منها ضحكة رغمًا عنها ليضحك جعفر بخفة ويُحرك رأسه بقلة حيلة وهو يقول:ماشي بس هي بتحبني أكتر منك
فهمت بأنه يقوم بإغاظتها لتقول بأبتسامه واسعة:وايه يعنى يا حبيبي ما انتَ باباها على الأقل نزولك الكتير قل دلوقتي
أقترب منها جعفر وهو ينظر لها ويقوم بتضييق عيناه قائلًا:بتستفزيني ها
مدّ يده اليُمنى وهو يُمسك بأذنها ويحمل صغيرته بالذراع الآخر قائلًا:بتستفزيني يا بيلا
تألمت بيلا بخفه لتنظر لهُ بعناد كبير وتقول:اه انا بستفزك فعلًا عشان بتبسط أوي لما أشوفك متعصب
حرك جعفر رأسه بقله حيله لينظر لصغيرته التي رفعت رأسها تنظر لهُ ببراءة ليطبع قُبلة على خدها الصغير بحب وتضحك الصغيرة بسعادة ليبتسم جعفر ويسمع صوت طرقات على الباب لتذهب بيلا وتفتح الباب لتدلف مها كالإعصار إلى غرفتها تصفع الباب خلفها تحت نظرات كلاهما المتعجبة لتنظر بيلا لجعفر وتقول متسائلة:هي مالها؟؟؟؟؟؟؟؟
تحدث جعفر وهو ينظر للباب قائلًا:أكيد سراج المتخلف دا زعلها
“وربنا ما عملت حاجه”
كان هذا صوت سراج الذي كان يقف على الباب لينظر جعفر لهُ ويقترب منه سراج قائلًا:أختك هي اللي قماصة
نظر لهُ جعفر وهو يقوم بتضييق عيناه قائلًا بخبث:هي برضوا ولا انتَ اللي أستفزيتها يا سراج
سراج ببراءة:هي اللي قماصة
جعفر بأبتسامه:ياض دا انا عارفك أكتر من نفسك بطل شغل الخبث دا وتعلالي سكة ودوغري
خرجت مها كالإعصار لتقترب منهم وتقف أمام جعفر قائلة بغضب:البيه لاقيت واحدة بتتلزق فيه وهو مستسلم خالص ولا كأن في كلبة واقفة جنبه
نظر جعفر لهُ ليقول:انتَ ياض مبتعرفش تحرج اللي قدامك يعني أحترم على الأقل اللي واقفة جنبك وأسمها خطيبتك مش قعدت تزنّ على دماغ اللي جابوني أديني خطبتهالك وحالك مش عاجبني من أولها وشكلي كدا هقولها ترمي الدبلة في وشك
سراج بذهول:ايه يا عم انتَ بتهديها ولا بتشعللها مقدرتش أحرجها
سخِر منه جعفر وهو يقول:ليه يا بيضة خايف على مشاعرها
سراج بأستفزاز:عشان انا مسميش جعفر
حرك جعفر رأسه برفق ليرفع سبّابته بوجهه ليقول مُحذرًا إياه:طب أسمع يا سراج عشان انا مها دموعها غالية عندي لو أتعوجت تاني انا هظبطك وهخليك تمشي زي الألف عشان مها زعلها غالي على قلبي ومبحبش أشوفها مدمعة لو كررتها تاني يا سراج وزعلتها انا هيكون ليا كلام تاني معاك
نظر لها سراج ليراها تنظر لهُ بتفشي ليضيق عيناه وهو ينظر لها وهو يتوعد لها بداخله ليُظهر عكس ذلك أمامهم ليقول بأبتسامه وإعتذار:حقك عليا يا حبيبت قلبي متزعليش مش هتتكرر تاني
نظرت مها لجعفر الذي حرك رأسه برفق وهو ينظر لها لتنظر هي لسراج وتقول:ماشي وانا سامحتك بس لو أتكررت تاني انتَ حُر
سراج بأبتسامه:طب يلا بقى نكمل الخروجه اللي دمرتيها دي
حركت رأسها برفق لتقترب من جعفر وتطبع قُبلة على خده ليبتسم هو لها وتسير أمامه لينظر سراج لها ويسير خلفها بعدما غمز لجعفر الذي أبتسم بجانبيه وأغلق الباب خلفه لتلتفت بيلا لهُ تنظر لهُ بأبتسامه وهي تُحرك رأسها بقلة حيلة ليجلس جعفر على الأريكة ويُجلس طفلته بأحضانه وتقترب بيلا وتجلس بجانبه وهي تُطعم صغيرتها وتتحدث مع جعفر بأندماج ليضحكا تارة ويُلاعبا الصغيرة تارة أُخرى ليُشكلا لوحة جميلة لطيفة مليئة بالحُب والحنان والدفء الأُسري.
__________________________
لقد وجد كل واحدٍ من أبطالنا طريقه الصحيح ونصفه الآخر، لقد وقع كُل واحدٍ منهم في الحُب بطريقة مُختلفة منهم من عانى وتعذب وتألم ولكن جاء الدواء الذي يُدعى الحُب ليُداوي جروح الماضي وتُربت تلك اليد الناعمة على قلبه وكأنها تُهونّ عليه ما مر بهِ من صِعاب وعذاب لتمنحه في نهاية المطاف حياة وردية لطيفة مليئة بالحُب والأحلام السعيدة بعدما مرّت تلك الأيام الصعبة ليشهد هو على وقوعه صريعًا لها ليُعلن للجميع على أنتصارها عليه وخضوعه لها لتكون حياتهما سعيدة في نهاية المطاف كما تمناها كلاهما.
____________________
النهاية

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-