رواية سراب المشاعر كاملة جميع الفصول بقلم ديانا ماريا
رواية سراب المشاعر كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ديانا ماريا رواية سراب المشاعر كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية سراب المشاعر كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية سراب المشاعر كاملة جميع الفصول
رواية سراب المشاعر كاملة جميع الفصول
يا بنى حرام عليك ليه تعمل كدة؟ ليه عايز تتجوز
على مراتك؟
يا أمى مانا من حقى اتجوز تانى أنا بحب البنت
دى ولازم اتجوزها.
والدته بضيق: ايوا لو كانت مراتك مش بتخلف كنا
قولنا ماشي حقك بس أنت عندك بنت ومراتك حامل.
أيمن بإصرار: ولا خلفة ولا غيره أنا قولتلك عايز اتجوزها
لأنى بحبها وأنا هقول الكلام ده لدنيا.
والدته بقلق: طب استني شوية مراتك حامل
ممكن تتعب.
أيمن بعناد: لا علشان رشا متزعلش ونتجوز بسرعة.
رفعت حاجبها و اتسعت عينيها بذهول، هل هى
ساحرة تلك الفتاة حتى يكون أبنها هكذا.
قالت بحسرة: هى المحروسة إسمها رشا؟ ومين دى اللى لفت عليك وعايزة تخرب بيتك؟
نظر لها بغضب: متقوليش كدة على رشا يا أمى،
دى اللى هتسعدني وكفاية دنيا بقا مبقتش مهتمة بيا
ولا حاسس معاها بحاجة.
ومن شفتيها وقالت وهى تنظر له بقوة: هقول وأقول
أكتر من كدة كمان، اللى تلف على رجل متجوز
ومخلف ومراته حامل تبقى ملهاش أمان ومش هتصونك
أسمع كلامى، ومراتك يعيني عليها الحمل والبنت الصغيرة كفاية عليها ، مراتك بنت أصول شايلاك وشايلانى
ليه تكسر"ها كدة؟
تأفف بضيق: يووه مفيش فايدة فى الكلام معاكِ
أنا قولت أقولك بس، أنا ماشى سلام.
خرج وهى تناظره بقلق، وضعت يدها على خدها
وهمست: ربنا يهديك ويفوقك قبل فوات الأوان
يا أبن بطنى!
صعد إلى شقته ودلف ليجد حالة فوضى فى الصالة
و أبنته الصغيرة تلعب ف ظهر الضيق على وجهه
وناداها بصوت عالى.
أيمن : يا دنيااااا فينك ؟
أتت له من المطبخ بسرعة وهى تقول
بإبتسامة باهتة: أنت جيت يا حبيبة حمدا لله على السلامة.
أيمن بإنزعاج: ليه البيت مكركب كدة، هو مش المفروض
أرجع من الشغل ألاقي كل حاجة نضيفة وارتاح ؟
دنيا بإرتباك: معلش يا حبيبى ما أنت عارف حلا
كل أما اروق البيت تكركبه تانى وأنا كنت بعملك الغداء
جوا والحمل تعبني أوى .
أيمن بتوبيخ: وهو ده عذر مثلا؟ مش ده بيتك وبنتك
ولا نجيب حد يعمل مكانك؟
دنيا بإحراج: خلاص يا أيمن محصلش حاجة.
قال ببرود: أنا داخل أغير هدومى حطيلي الغداء
علشان بعدها عايزك فى حاجة مهمة.
وضعت الغداء بهدوء وهى تتحامل على نفسها
ف الحمل هذه المرة يتعبها كثيرا .
تناولا الطعام بصمت ثم ذهب يجلس ينتظرها.
دنيا بإبتسامة: عايز تقولى ايه يا حبيبى؟
أيمن بتوتر: أنا هتجوز.
ظلت تنظر له والإبتسامة على شفتيها كأنها لم تسمع
ما قاله ثم اختفت الإبتسامة شيئا ف شئ
وعينيها تتوسع من الصدمة.
دنيا بصدمة: ت..تتجوز؟
أيمن ببرود : اه هتجوز أنا قولت أقولك.
تجمعت الدموع فى عينيها وهى تنظر حولها بعدم
تصديق: طب ليه ؟ ليه تتجوز عليا بعد كل ده؟
أيمن وهى يشيح بوجهه عنها : أظن ده حقى .
دنيا بحرقة: حقك! طب ليه هو أنا قصرت معاك
فى حاجة؟
أيمن بجمود: مفيش داعى للكلام ده كله، أنا قولتلك
علشان تبقي عارفة وبس.
ثم نهض وتركها مكانها تبكى بقهر، أتت إليها ابنتها
تناظرها ببراءة وحيرة ف عانقتها وهى تبكى أكثر.
بعد قليل مسحت دموعها و هبطت السلم إلى منزل حماتها.
فتحت لها و فُزعت من مظهرها وعينيها المنتفختين
من أثر البكاء: مالك يا بنتى بتعيطي ليه؟
دنيا ببكاء: أيمن هيتجوز عليا يا ماما .
احتضنتها بقلة حيلة وهى تتنهد: معلش يا حبيبتى
مش عارفة أقولك إيه والله.
دينا بإستغراب: هو حضرتك كنتِ عارفة .
والدته بضيق : قالى من شوية و حاولت ارجعه عن
اللى فى دماغه بس و كأن البت دى ساحراله.
دنيا بضعف: وأنا هعمل إيه يا ماما دلوقتى؟
والدته بقلة حيلة: مش عارفة يا بنتى والله
العمل عمل ربنا، ربنا يهديه.
لم يعد إلى البيت فى المساء وحتى اليوم التالى
ورغم إتصالات والدته ودنيا نفسها لم يجب عليهم.
كانتا جالستين فى الصالة بقلق حينما دلف ومع فتاة
جميلة و لكن الخبث يطلع من عينيها.
والدته بخوف: كنت فين يا بنى كل ده؟ وين دى؟
أيمن بإبتسامة وهو ينظر للفتاة: دى رشا مراتى
اتجوزنا امبارح .
سقطت دنيا جالسة على الأريكة بصدمة بينما
ضر*بت والدته بيدها على صدرها : عملتها يا أيمن!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
أمه بصدمة: عملتها يا أيمن!
أيمن بإنزعاج: أنا سبق وقولتلكم يا أمى ومكنتش هتراجع.
ثم نظر للفتاة التى معه بإبتسامة: دى رشا مراتى
وهتعيش معانا هنا.
والدته بعدم تصديق: كمان!
كانت دنيا جالسة تنظر بصمت كأنها لا تعي شيئا مما
يحدث أو كأنها انفصلت عن العالم بأكمله.
أفاقت على غضب والدته و معاندة أيمن معها.
والدته بغضب: أنا لا يمكن أوافق أنه البنت دى تقعد
فى بيتى .
أيمن بثورة: والقرار مش فى أيدك يا أمى، ده بيتى.
والدته بذهول: أنت بتكلمني أنا كدة يا أيمن؟
أيمن بضيق: لازم تعرفى أنه رشا مراتى وليها
احترامها ومش هسمح لحد يقلل منها.
أمسك بيد رشا ثم نظر لدنيا المصدومة: أنا ورشا
هناخد الاوضة الكبيرة، ابقي تعالى خدى حاجتك
وانقليها لأوضة الأطفال مع حلا.
ثم صعدا لأعلى بينما جلست والدته بعدم تصديق.
والدته بحسرة: معقول ده أيمن أبنى اللى كان بيسمع
كلامى وشايلني بعد أبوه الله يرحمه.
انفجرت دنيا فجأة بالبكاء وهى تكتم شهقاتها بيدها،
نظرت لها حماتها بحزن ثم ضمتها وهى تواسيها.
والدة أيمن: معلش يا بنتى، هقولك إيه بس!
دنيا ببكاء: بعد كل ده يا ماما يعمل معايا كدة!
هو مستقوى عليا علشان مليش ظهر وسند صح؟
مليش أب اتحامي فيه ولا يجبلي حقى.
والدته بحزن: متقوليش كدة يا بنتى سندنا ربنا
ربنا يهديه.
ابتعدت عنها ومسحت دموعها بعنف : أنا بقا مبقاش
يهمني وبعد كدة هعيش لبنتي واللى فى بطنى وبس
و هعتبره مي"ت .
حماتها: معاكِ حق يا بنتى و استحملي علشان خاطر
ولادك، خليكِ بعيدة عنهم خالص.
هزت رأسها إيجابيا ثم صعدت لأعلى لتجد صغيرتها
واقفة بحزن أمام رشا التى توبخها بشدة.
أسرعت دنيا تضم الطفلة إليها وقالت بحدة: أنتِ
مين أداكِ الحق تتكلمي مع بنتى كدة؟
رشا بخبث: والله أنا مش محتاجة حق لما ألاقي بنت
شقية زيها ومش متربية.
دنيا بغضب: احترمى نفسك أنا بنتى متربية أحسن
تربية، الدور والباقى على ناس تانية.
تجهم وجه رشا وصاحت: قصدك إيه؟
كانت دنيا على وشك الرد عندما أتى أيمن: فى إيه؟
مال صوتكم عالى.
أسرعت إليه رشا تذرف الدموع المزيفة:يا حبيبى
علشان بس كنت واقفة عايزة أشوف بنتك والعب معاها، زعقتلي وبعدت عنى البنت و قالتلى مقربش ليها خالص
و أنه أنا واحدة غربية ومليش أي حق.
نظر أيمن بحدة إلى دنيا: أنت إزاي تسمحي لنفسك
بكدة؟ دى بنتى وهى مش هتأ"كلها يعنى، إيه تصرفات
الأطفال دى!
كانت دنيا مأخوذة من كذب رشا الواضح وتصديق
أيمن لها.
حاولت الكلام ولكن أسكتها بيده: لآخر مرة هقولك
عاملي رشا كويس وإلا مش مش هيحصل خير.
ثم ذهب وهو ممسك بها إلى غرفة النوم ودنيا
تقف وهى تغمض عينيها بألم و ابنتها ممسكة بساقها
من الرهبة والخوف.
بعد عدة أيام كانت رشا تحاول افتعال المشاكل
ولكن دنيا أغلب الوقت تتجنبها و أحيانا تنجح رشا فى مسعاها وأيمن دائما يعاتبها.
أتت رشا سعيدة من الخارج: أيمن أنا حامل.
نهض أيمن واحتضنها بسعادة تحت نظرات دنيا
المتألمة.
أبتعد أيمن وهو يقول: أنتِ بعد كدة مش هتتحركِ
خالص ترتاحى ومتعمليش حاجة؟
رشا بدلال: آمال مين اللى هيعمل يا حبيبى؟
أيمن بتأكيد: دنيا طبعا .
اتسعت عينيها من الذهول والظلم البين.
أكمل أيمن بثقة: هى دلوقتى حملها بقا فى أمان
وعدى تلت شهور إنما أنتِ لسة .
ثم ذهب إلى الحمام بينما رشا ابتسمت لها بخبث
والانتصار يطل من عينيها.
لم تتحمل دنيا ف دلفت لغرفة الأطفال وهى تبكى
بقهر .
بعدها كانت تنظف المكان أمام شقتها حينما وقفت
رشا أمامها وهى تضع يدها على حاجز السُلم .
ف نظرت دنيا لها بإحتقار: نعم؟
رشا بدلع: مش هتباركيلي على البيبى الجديد يا دنيا؟
دنيا بقر*ف: أبعدى عن وشى أنا مش طايقاكِ.
أمسكتها رشا من ذراعها بقوة: لا بقولك إيه
اتعدلى معايا وإلا أنتِ مش عارفة أنا ممكن أعمل إيه؟
دنيا بحنق: اللى عندك اعمليه و وريني.
ابتسمت بمكر ثم فجأة أوقعت نفسها على السلالم
وهى تصرخ ودنيا تنظر لها بصدمة.
رشا بصراخ:ليه يا دنيا تعملي كدة، أنا حامل حرام عليكِ
الحقنيييي يا أيمن، دنيا وقعتنى
من على السلالم عايزة تسقطني
الحقني!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
أتى أيمن راكضا لينظر إلى رشا الواقعة على الأرض
ودنيا الواقفة بجانبها.
ركع إلى جانب رشا بقلق: مالك يا رشا فى إيه؟
رشا ببكاء مصطنع: دنيا علشان بكلمها أقولها مش
هتباركيلي على البيبى الجديد، قالتلي أنى بغيظها
وأنها مش هتخليني اتهني بيه و زقتني وقعتني
زى ما أنت شايف.
دنيا بسرعة: والله يا أيمن....
قاطعها بصراخ: مش عايز أسمع منك حاجة حسابك
معايا بعدين .
التفت إلى رشا : طب يلا نروح المستشفى بسرعة.
تصنعت التعب: لا مش قادرة، بنتى عمى دكتورة
أتصل عليها تيجي أحسن.
حملها بسرعة ثم دلف بها إلى غرفة النوم ودنيا تلحق
بهما.
وضعها على السرير ثم استقام فقالت له: هاتلي
موبايلي بسرعة اتصل عليها.
أسرع يبحث عن هاتفها بتوتر ثم أعطاه لها ف اتصلت
على ابنة عمها أثناء ذلك انتبه أيمن لوجود
دنيا فقال بغضب: أنتِ واقفة بتعملي إيه هنا؟
دنيا بتبرير: يا أيمن عايزة افهمك..
قاطعها باقتضاب: متفهمنيش حاجة اطلعي برة يلا.
خرجت بقلة حيلة وهى تجلس على الأريكة تفكر
كيف تستطيع أن تشرح له بأنها حيلة خبيثة من رشا
و أن لا يد لها، تنهدت لو تستطيع فقط أن تبتعد
عنه وعن كل شئ ولكن ليس لديها غيره
كمان أنها حامل ولا تستطيع أن تعمل لتعيل نفسها
وطفلتها.
أتت ابنة عمها الطبيبة بعد وقت وطلبت من أيمن
الخروج حتى تفحصها بعناية .
بعد قليل خرجت وعلى وجهها علامات الحزن: للأسف
رشا أجهضت.
صُدم كلا من أيمن ودنيا التى تقف على مقربة منهما.
أيمن بحزن: طب هى عاملة ايه دلوقتى؟
الطبيبة: هى كويسة أنا ادتها حقنة منومة هتفضل
نايمة كتير.
ذهبت الطبيبة ونظر أيمن إلى دنيا بخيبة أمل: مكنتش
أتوقع فى يوم أنك تعملي حاجة زى كدة.
دنيا بنفاذ صبر: أنت ليه مش راضي تسمعني حتى؟
أيمن بتهكم: أسمع إيه ما كل حاجة واضحة زى الشمس
على العموم لازم نهاية لكل ده؟
دنيا بتوجس: قصدك ايه؟
أيمن بقسوة: أنتِ طالق يا دنيا .
شهقت من الصدمة ثم سيطرت على انفعالها وهى
تواجهه.
أيمن بجفاء: أنا هطلع وأرجع ألاقيكِ لميتي هدومك و
هدوم البنت.
ثم ذهب بينما دنيا واقفة مكانها لا تقدر على استيعاب
كم المشاكل التى لحقت بها فى فترة قصيرة
تنهدت وهى تسمح دمعة انهمرت على خدها ثم
ذهبت حتى تعد حقيبتها وحقيبة ابنتها، أنها
لاتريد البقاء حتى لو لم يطردها، لم تعد تتحمل
هذه الحياة المستحيلة.
أسرعت توضب حقيبتها وحقيبة ابنتها ثم ألبستها
ثيابها وارتدت ثيابها وحجابها.
قبل أن تغادر دلفت الغرفة الرئيسية بهدوء لتجد
رشا مستيقظة.
نظرت لها بمكر لتصرخ بها دنيا: ارتحتي كدة ؟
رشا بمكر: طبعا يا حبيبتى.
دنيا بقهر: أنا ماشية وسايباها لك بس أنا متأكدة أنه ربنا
هيجبلي حقى قريب منك ومن كل اللى ظلمنى.
ضحكت رشا بسخرية ف نظرت لها دنيا بإحتقار وغادرت.
دلف أيمن المنزل عندما كانت على وشك الخروج.
أيمن وهو يخرج ورقة من جيبه: دى ورقة طلاقك.
أمسكتها بيد ارتعشت رغما عنها وقالت بكبرياء: وأنا
ماشية.
مد يده بنقود: خدى دول هتحتاجيهم.
دنيا بسخرية: لا كتر خيرك مش محتاجة منك حاجة .
ثم أمسكت ابنتها بيد و اليد الأخرى حقائبهم.
كانت حماتها تنتظرها فى الأسفل وهتفت بحزن: هتمشي
يا بنتى؟
دنيا بصوت خافت: ايوا يا ماما عايزة حاجة؟
بكت حماتها وعانقتها: متمشيش يا بنتى طب تعالى
عيشي معايا طيب بالله عليكِ.
تنهدت دنيا وهى تضمها بيد واحدة: مينفعش يا ماما
وأنتِ عارفة .
حماتها بقلق: طب هتعيشي فين و حلا ؟
بقلم ديانا ماريا.
دنيا بتهكم: تصدقني هو مقلقش ولا سأل هنعيش
أنا و بنته فين! متقلقيش يا ماما أنا هروح شقة
أهلى القديمة لسة موجودة ودى ورثي منهم.
عانقت حماتها حفيدتها وبكت بحرقة: ربنا على الظالم
يا بنتى، حسبى الله ونعم الوكيل، امتى هيعرف
أنه فرط فى بنت الأصول علشان يجري ورا وهم.
تجمعت الدموع فى عينيها ولكن لم تبكِ.
مشت فى الطرقات مع ابنتها لأنها لم تجد أتوبيس
والنقود التى معها لا تكفى أجرة تاكسى.
وصلت أمام العمارة و العرق يسيل على وجهها
ثم شعرت بالدوار والسواد يسيطر عليها و وقعت
على الأرض مغشيا عليها وابنتها تناديها بلا إجابة!
فتحت عينيها ببطء وهى تشعر بألم شديد فى معدتها
تلفتت حولها لتدرك أنها فى مستشفى.
نهضت فجأة بخوف أين هى ابنتها وماذا حدث لها؟
فى تلك اللحظة دلف رجل إلى الغرفة يبدو من هيئته
أنه طبيب.
الطبيب: حمدا لله على سلامتك حاسة بأيه دلوقتى؟
دينا بخوف: بنتى، بنتى فين؟
الطبيب بإبتسامة: أهدى بنتك بخير ومعانا.
تنهدت بإرتياح: طب هى فين عايزة أشوفها.
قال بجدية أقلقتها: هنجيبها لك بس فى حاجة الأول
عايزة أقولها لك .
دنيا بقلق: هى إيه؟
الطبيب بأسف: للأسف مقدرناش ننقذ الجنين.
نظرت له بعدم استيعاب ثم بكت رغما عنها
ولكن قالت بصبر: الحمد لله على كل حال.
نظر لها الطبيب بتعجب، فقالت: يمكن ربنا عمل كدة
علشان مشيلش الهم أكتر من كدة ومفيش حاجة
تربطني بيه غير البنت .
بقلم ديانا ماريا.
حمحم الطبيب ثم قال : ممكن أعرف قصدك مين
وليه كنتِ لوحدك مع بنتك من غير حد؟
ده لو مش هيتطفل على خصوصياتك.
دنيا بألم: قصدي جوزى اللى راح اتجوز عليا وصدق
كدي وافتراء مراته التانية وطلقني ورمانى أنا
وبنته واللى فى بطنى من غير ما يقلق علينا.
الطبيب بأسف: لا حول ولا قوة إلا بالله.
الطبيب : على فكرة أنا لقيتك قدام العمارة اللى
ساكن فيها، أنتِ ساكنة هناك؟
دنيا بتأكيد: اه بيت أهلى القديم هناك.
الطبيب بإبتسامة: طب ده كويس؟
دنيا بشك: ليه؟
الطبيب بإحراج: قصدي يعنى علشان نبقى جيران
ومتبقيش لوحدك وكمان أنتِ تعبانة.
دنيا بإبتسامة باهتة: كتر خيرك يا دكتور شكرا جدا.
الطبيب بإبتسامة خفيفة: الشكر لله.
خرجت فى اليوم التالى من المستشفى ومع طفلتها
وقد أصر الطبيب التى عرفت إسمه وهو (على) على أن يوصلها إلى شقتها.
بقلم ديانا ماريا.
فتحت الشقة وهى تنظر لها بحنين، كانت متعبة
ف أرجأت التنظيف لليوم التالى واكتفت بتنظيف
الغرفة التى سينامون بها.
فى المساء طرق الباب ف فتحته لتجد على
يقف هناك .
دنيا بإستغراب: دكتور على، فى حاجة؟
قال بهدوء وهو يمد يده بأكياس لها: اتفضلي دول.
دنيا بحيرة: ايه دول؟
الطبيب : ده عشا أنا جيبته من مطعم ليكم.
دنيا بكبرياء: بس أنا مش باخد حاجة من حد يا دكتور.
الدكتور بصرامة: متفهمنيش غلط أنا مش بعطف عليكِ
أنا بس حبيت أعمل كدة علشان أنتِ تعبانة ومش هتقدري
تعملي اكل ولسة مشترتيش حاجة للبيت وده أول يوم
ليكِ هنا وكمان علشان البنت الصغيرة .
دنيا بإحراج: أنا آسفة مش قصدي بس....
على بإبتسامة: ولا يهمك المهم خديه بس ودى كمان.
ومد يده ب كيس من الحلويات والشيكولاتة والعصائر.
على : دى للبنت الصغيرة.
دنيا بإمتنان: مش عارفة أقولك إيه بجد.
على برقة: متقوليش حاجة ولو احتاجتي أي حاجة
أنا فى الدور اللى تحتك علطول.
دنيا بصوت منخفض: شكرا يا دكتور .
ذهب بينما هى أغلقت الباب وابتسمت بسبب كرمه
ولطفه وذهبت لتأكل هى وابنتها.
كانت ممتنة له حقا لأنه فكر بما نسيته هى، كانت
جائعة هى وابنتها ولم تعرف من أي ستحضر طعام
ولكنه فكر بها وأحضر طعاما كثيرا لهما.
كان الطبيب ينهى تقريرا فى وقت متأخر.
انتهى ثم خلع نظاراته وهو ينظر فى الساعة
ليجدها الواحدة صباحا.
كان على وشك الذهاب للنوم حينما سمع طرقا
قويا على بابه، ف ذهب يفتحه بإستغراب.
وجد دنيا أمامه تبكى : الحقني بسرعة يا دكتور!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
دنيا ببكاء: الحقني بسرعة يا دكتور!
على بقلق: حصل إيه؟
دنيا : حلا حرارتها عالية أوى ومش راضية تنزل
وبترتعش.
على : ثانية واحدة.
ذهب للداخل وأحضر حقيبته ثم صعد معها و وجد
الطفلة وجهها أحمر وترتعش كما يتصبب العرق منها.
فحصها سريعا : هاتي طبق مية ساقعة بسرعة
علشان نعملها كمادات.
حاول خفض الحرارة ولكن لم يفلح ف حمل الطفلة
ثم دلف إلى الحمام و فتح المياه الباردة فى مكان الإستحمام و وقف تحتها وهو يحمل الطفلة لمدة
وهى تراقبهم بقلق.
خرج بعدها : هاتى هدوم نضيفة ليها بسرعة وفوطة.
أسرعت تحضر ما طلبه وكان أثناء ذلك مدد الطفلة
و هو يحضر حقنة خافضة للحرارة لها .
بعد أن أعطاها الحقنة قال لدنيا: أنا هطلع لحد ما تغيري لها.
نظرت إلى ثيابه المبللة: طب يا دكتور روح غير هدومك
دى على ما أغير لها هدومها.
نظر لنفسه ثم قال: تمام .
ذهب بسرعة وعاد ثم اطمئن على الطفلة مجددا.
قال ل دنيا بإبتسامة: أهدى الحرارة بدأت تنزل دلوقتى
وهى هتبقي بخير.
تنهدت بإرتياح كبير وهى ترتعش من الفرحة .
قال على وهو يلاحظ إرهاقها: اتفضلي روحى ارتاحى
وأنا هقعد جنبها.
نفت بقوة: لا طبعا مش هسيبها، هفضل قاعدة معاها.
جلس على كرسى بجانب السرير بينما
هى جلست على الناحية الأخرى على السرير
بجانب ابنتها النائمة.
كانت تمسح على وجه ابنتها بحزن ف قال لها على بلطف:
متخافيش عليها هى بقت كويسة دلوقتى وأن شاء الله
هتخف بسرعة.
دنيا بحزن وهى تناظر ابنتها: مبقاش ليا غيرها فى الدنيا
دى، خوفت اخسرها.
على بفضول: ممكن أسألك سؤال؟
دنيا : اتفضل.
على : هو فين أهلك؟
دنيا بحزن: بابا توفى أول ما اتجوزت و ماما من سنة
بالضبط ومعنديش قرايب.
على بتريث: طب إيه خلاكِ تتجوزي طليقك ده؟
نظرت له دنيا ف قال بسرعة : لو مش عايزة تجاوبي
براحتك.
أذن الفجر ف نهض على وهو يقول: أنا هروح أصلي
الفجر و أن شاء الله هبقي اجى أشوفها وقت
تانى.
نهضت معه بسرعة : كتر خيرك يا دكتور، أرتاح أنت
بالله عليك.
أبتسم بلطف: لو عايزة أي حاجة قوليلي.
وقفت بتردد لا تعرف تخبره أم لا ف قال: قولى
لو سمحتِ من غير تردد.
دنيا بتوتر: هو...لو يعنى حضرتك تشوفيلي أي
شغلانة علشان أعرف أصرف على نفسى وبنتى.
قطب على: بس طليقك المُلزم بيكم شرعيا وقانونيا.
دنيا بحدة: أنا مش عايزة منه حاجة أبدا حتى بنته
رماها من غير ما يقلق عليها.
على بهدوء: طب أهدى، أنا السكرتيرة بتاعتي هتتجوز
وهتسيب الشغل أي رأيك تيجي مكانها.
دنيا بلهفة: بجد يا دكتور؟
على بنبرة متمهلة: ايوا بجد وتقدري تبدئي من الوقت
اللى تحبيه وكمان هتاخدي المرتب مقدم.
دنيا بفرح و تأثر: أنا مش عارفة أقولك إيه ربنا يجازيك
كل خير.
أبتسم ببشاشة: يارب، السلام عليكم.
دنيا : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ذهب ثم جلست وهى تحمد الله أن حياتها تبدأ
فى التحسن من جديد وكأنه أرسل لها على حتى لا
تعانى المزيد .
ثم نامت دون أن تشعر، استيقظت مع استيقاظ
صغيرتها.
قبلتها: حبيبى بقا كويس دلوقتى؟
ضحكت الفتاة لها ف حملتها ثم حممتها وعندما كانت
تمشط لها شعرها رن جرس الباب ف ارتدت حجابها
و ذهبت لتفتح.
كان الطبيب ومعه أكياس كثيرة: حلوتنا عاملة إيه
النهاردة؟
دنيا بإبتسامة: الحمد لله بقت أحسن، هى صاحية جوا.
على : ممكن أدخل؟
دنيا بسرعة: اه طبعا اتفضل.
دلف إلى الداخل و وضع الأكياس على الطاولة.
دنيا بإستفهام: الأكياس دى فيها إيه يا دكتور؟
على بإبتسامة: اصلى ملحقتش اتغدى ف قولت أجيب
نأكل كلنا مع بعض و حاجات صحية عصاير وفواكه
علشان صحة البنت.
هزت رأسها بقلة حيلة وامتنان: أقولك إيه بس!
على بهدوء: متقوليش حاجة، أنا هروح أشوفها.
ذهب لفحصها والصغيرة تبتسم له لأنه كان يلاعبها
ويضحك لها.
على بإبتسامة: لا ده صحتنا بقت عال العال بس فى حاجة
كدة.
دنيا بقلق: حاجة إيه؟
على : متقلقيش ده بس تحليل د*م صغير عايز
أعرف عندها أنيميا ولا لا.
دنيا : طب معاده أمتي؟
أقترح عليها: إيه رأيك نتغدي و نروح نعمله؟
دنيا باعتراض: يا دكتور أنا مش عايز اعطلك...
قاطعها على بحزم: مفيش تعطيل ولا حاجة
إحنا هنروح المستشفى وناخد النتيجة فورا علشان
نطمن.
تنهدت وكانت على وشك الكلام حينما رفع يده
ليوفقها وهو يقول : عارف عارف مش عارفة تقوليلي
إيه، خلاص متقوليش حاجة خالص.
ضحكت برقة و تناولوا الغداء معا ثم ذهبوا
بسيارة على إلى المستشفى.
لم تتحمل رؤية ابنتها تتألم ف خرجت حتى ينتهوا
و حاول على إلهاء الطفلة حتى ينتهى الممرض من
أخذ العينة.
ثم خرج وهو يحملها، حاولت دنيا أخذها منه ولكن
الطفلة تعلقت به .
قال على بإبتسامة: سيبيها لو سمحتِ
ثم خاطب الطفلة : إيه رأيك يا حلا لو بعد ما نخلص
نجيب حاجة حلوة؟
هزت رأسها إيجابيا بحماس وهى تضحك ف ابتسمت دنيا
على سعادة ابنتها الواضحة.
كانوا عائدين وحلا تنام فى حضن دنيا ثم توقفوا فى إشارة مرور .
أتت فتاة تبيع ورود عند شباك على تقول بتوسل: بالله
عليك يا بيه خد مني ربنا يخلي لك مراتك
وبنتك يارب.
أبتسم على ودنيا وجهها يتورد من الإحراج و الخجل.
أخرج نقود وأعطاها لها: خدى دول و هاتى الورد
كله .
الفتاة بفرح: ربنا يكرمك يا بيه، ربنا يبارك لك.
وذهبت بسعادة بينما التفت على إلى دنيا : أنا معنديش
حد اديله الورد ده، ممكن تقبليه منى.
توردت خجلا وسعادة لأنه لم يهديها أحد ورودا
من قبل .
قالت بإرتباك: اا شكرا ليك.
على بإبتسامة: العفو.
ثم عادوا إلى المنزل وفى اليوم التالى
ذهبت إلى العمل فى عيادة الطبيب على فى نفس
الدور الذى يعيش فيه، فهو يمتلك الشقتين وقد
حول واحدة إلى عيادة.
دلفت وجلست وبدأت عملها فى حجز المواعيد و
إدخال المرضى ولكن كان يلفت انتباهها المكتبة
الموجودة أمامها وتمنت لو تستطيع استعارة كتاب
والقراءة ف دائما ما كانت تهوى القراءة و لكن
لم يشاركها أيمن هذا أبدا ولم يشجعها وانشغلت
بمسؤوليات الزواج والأمومة.
بعد أن أدخلت آخر مريض تشجعت و نهضت واقتربت
من المكتبة وهى تتلمس الكتب بشوق.
لم تشعر بخروج المريض واقتراب على منها .
قال بهدوء: بتحبي الكتب؟
فُزعت لأنها كانت شاردة ف اخذت نفسا عميقا
وقالت له بحنين و حزن: اه بحب الكتب والقراءة جدا
بس للأسف مقرأتش من سنين .
قال بإيجاز: تقدري تاخدي اللى عايزاه منها.
دينا بتلهف: بجد؟ شكرا يا دكتور .
كانت ابنتها معها طوال الوقت تلعب حولها، اقتربت
الطفلة من على تتعلق بساقه ثم رفعت
وجهها له وهى تقول ببراءة: بابا.
صُدم كل من على و دنيا التى أحمر وجهها من
الإحراج و أسرعت تحمل ابنتها.
دنيا بإحراج: أنا آسفة جدا يا دكتور.
كانت على وشك الذهاب عندما ناداها: دنيا.
التفتت له: نعم يا دكتور.
وقف أمامها وقال بنبرة غريبة: فى حاجة كنت عايز
أكلمك فيها.
دنيا بتعجب: خير ؟
تحول وجهه لقناع من الجمود وقال بجدية: أنا
بطلب أيديك للجواز، تتجوزيني؟
دنيا بصدمة: ها؟
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
أعاد قوله مرة أخرى: بقولك تتجوزيني؟
بدأت أنفاسها تتسارع وهى لا تصدق ما تسمعه
ثم لاحظت أنه ينتظر إجابتها على آحر من الجمر
بسبب التوتر الذى لم يستطع أن يخفيه .
دنيا بعدم تصديق: دكتور على، حضرتك بتقول ايه؟
مش معقول!
رفع حاجبه : مش معقول ليه؟
دنيا بإرتباك: يعنى ...هو ..ثم صمتت من شدة إرتباكِها.
على بهدوء: فكرى براحتك وردي عليا ومش عايزك
تشعري بأي ارتباك أو قلق و لو رفضتي من هزعل
هنفضل زى ما إحنا عادى .
أومأت برأسها ثم ذهبت من أمامه بسرعة ومعها إبنتها.
دلفت إلى شقتها وحاولت ألا تفكر فى شئ حتى تنفرد
بنفسها.
حممت ابنتها وتناولوا الطعام ثم وضعتها فى السرير
ف نامت على الفور.
بقلم ديانا ماريا.
بعدها جلست تفكر فى ما طلبه منها، لا تنكر أنه كان
شهم ولطيف للغاية معها ومع إبنتها حتى أنه وسيم و لبق، ولكن الزواج هذا شئ آخر تماما!
لا تستطيع أن تخوض تلك التجربة مرة أخرى،
لن تتحمل خيبة الأمل هذه المرة!
ستخبره برفضها التام لتلك الزيجة حالما تراه، عزمت
أمرها على ذلك.
تبخرت كل تلك الإرادة حينما رأته فى اليوم التالى،
لم تستطع حمل لسانها على النطق بالرفض.
بعد إنتهاء الدوام قال بهدوء: فكرتي يا دنيا؟
بقلم ديانا ماريا.
دنيا بتوتر: ايوا.
نظر لها نظرة ثاقبة : و ردك؟
دنيا بتردد: أنا اا..
قال بثبات: هترفضي صح؟
أحمر وجهها ولم تجيب.
قال بتساؤل: ممكن أعرف ليه؟
تنهدت بقلة حيلة: يا دكتور أنت تستاهل أحسن مني
وأنا مش مستعدة لتجربة زى دى تانى.
هز رأسه بتفهم: أنا متفهم ده بس أنا أستاهلك تماما
يمكن أنتِ اللى تستاهلي أحسن مني.
فجأة بدأت تبكى مما أثار فزع على الذى قال بقلق: مالك
بتعيطي ليه؟
دنيا ببكاء: علشان أنا رفضتك وحساك زعلان.
أبتسم إبتسامة صغيرة: لا مش زعلان ممكن
متعيطيش، اقعدى و أهدى.
مسحت دموعها وجلست بينما هو أحضر لها كوب
ماء ف شربت قليلا و هدأت.
حدق بها وقال بصوت عميق ولطيف: لو عايزة تحكى حاجة أنا موجود أسمعك.
نظرت إلى إبنتها التى تلعب قريبة منهما ثم تنهدت
بتعب: أنا يا دكتور اتولدت و اتربيت فى بيئة بسيطة
أوى، بيئة فيها الرجل هو المُعيل والسند الوحيد
للست ومن غيره متقدرش تعيش، أمى ربتني وكبرتني
على كدة، الرجل دايما صح مهما عمل ولازم نسمع
الكلام
يمكن علشان أبويا كان كدة، مكنش أحسن أب فى العالم
بس كان حنين شوية بس أنا اتربيت على مبدأ أقول
نعم وحاضر من غير نقاش، كنت شاطرة أوى وبحب
المدرسة بس بسبب قلة الفلوس ومبدأ البنت
ملهاش فى الآخر غير بيتها وجوزها دخلت
ثانوى تجارى علشان لما أخلص أقعد فى البيت.
نظرت له بألم: مكنتش عايزة أتقل عليهم ف واقفت
و دخلت وأنا ساكتة،بعدها أيمن أتقدم لى و وافقت
علشان أبويا و أمى كانوا موافقين عليه، مكنوش
شايفين فيه أي عيب ف ليه الرفض !
اتخطبنا سنتين و اتجوزنا، محبتوش بس تقدر
تقول العشرة أو التعود ساعات كانت الحياة حلوة
وساعات كان فى مشاكل بس كنت بقول مفيش حال
دايم والحياة مش دايما حلوة وطبيعى يحصل مشاكل
أو خلاف، لما حصلت مرة و غضبت، أمى زعقتلي
وقالت لي مهما حصل متسبيش بيت جوزك
مهما عمل هو سندك فى الآخر وهو كمان كان دايما
يقولي أنا معاكِ و أنتِ من غيري ولا حاجة
يمكن مش بالكلام لكن بالفعل أكتر لحد ما آمنت
بكدة، لما اتجوز على أد ما توجعت ونفسي أهرب
بس فى نفس الوقت خايفة، خايفة من الدنيا
اللى عمرى ما كنت مستعدة أواجهها وخايفة
بنتى تتربي من غير أب و كنت جبانة وخايفة
أنى مقدرش أحقق حاجة لوحدى، مش هقدر
أشتغل بمؤهلي وأنا براعي بنت .
نظرت له بدموع: ولحد دلوقتى جبانة وخايفة
أنا وبنتى يا دكتور شوفنا من الوجع يكفينا العمر
كله، مش هنستحمل حاجة تانى.
كان يستمع لها بهدوء و قد ظهر التأثر عليه أثناء
حديثها والحياة القاسية المكبوتة التى عاشتها
تكتم كل رغباتها و أحلامها لأجل الآخرين و أبوين
بتفكير ساذج و معقد .
قال بهدوء: بس ده كان غلط و وهم يا دنيا؟
دنيا بحيرة : وهم؟
قال على بذكاء: ايوا كل ده وهم، وهم أهلك عيشوكي
فيه طول عمرك، حاولوا يخلوه حقيقة جواكِ
لحد ما صدقتيها، بس ده كان غلط كبير و غلطك
أنت كمان يا دنيا أنك استسلمتي ليهم وخلتيهم
يشكلوا شخصيتك ويعملوها زى ما هم عايزين
و دفنتي ذاتك الحقيقة جواكِ، كل الوقت ده بتعافر
ونفسها تطلع، دنيا الحقيقة مش جبانة ولا ضعيفة
بالعكس قوية وشجاعة جدا و تقدر تواجه العالم
كله لوحدها
مامتك فضلت تزرع فيكِ ده لحد ما بقي طبع فيكِ
و أقنعتك بيه بس فى النهاية مش حقيقتك
وغلطك الأكبر أنك قبلتي ده، قبلتي بالهزيمة
من غير ما حتى تحاول تخوضي الحرب
علشان نفسك أو حريتك أو اختياراتك
أنا بقولك أهو دلوقتى هو الوقت الصح يا دنيا
كل التجارب اللى مريتي بيها المفروض تعلمك
وتقويكِ مش تضعفك أكتر لازم تبقي
قوية علشان نفسك وعلشان بنتك وأنا متأكدة
أنك من جواكِ كدة بالضبط.
كانت تنظر له بدهشة، كيف استطاع أن يحلل الأمر
بتلك الطريقة، ويواجهها بأمور طالما رفضت التفكير
بها أو مواجهتها.
أكمل بحكمة: لازم تفوقي من الوهم ده، حتى جوزك
جري ورا وهم، فوقي وعيشي حياتك، وأنا مش
بقولك كدة علشان توافقي عليا بالعكس تقدري
ترفضيني و تقفي وتعيشي وربنا سندك من غير أي حد
بس مش هعتبر رفضك ده قرارك النهائي وهستني
ردك ومهما كان هتفهمه و أقدره.
ثم أخذ نفسا عميقا : بس فى حاجة لازم تعرفيها عنى.
نظرت له باهتمام ف أكمل: أنا كنت متجوز قبل كدة.
نظرت له بدهشة ف قال على بإبتسامة باهتة: بس
دلوقتى أنا مطلق، لأنه أنا مش بخلف، احتمال أنه أنا أخلف ضعيف جدا، هى بنت أصول بس مقدرتش تستحمل ف انفصلنا بهدوء وأنا مقدرش الومها لأنه ده حقها، دى حاجة أساسية لازم تعرفيها عنى علشان تفكري صح فى كل حاجة.
هزت رأسها ببطء ثم نهضت دون أن ترد وحملت
ابنتها وعادت إلى شقتها وبعد نوم إبنتها، ظلت تفكر
طوال الليل حتى أنها لم تستطع أن تنم ولو لدقيقة.
فى اليوم التالى عندما كانت تفتح العيادة أتى رجل
كبير فى السن جارهم يسأل عن على.
عم أنور: فين دكتور على يا بنتى؟
دنيا بإبتسامة: لسة مجاش من المستشفى، اتفضل
حضرتك استناه مش هيتأخر.
بقلم ديانا ماريا.
عم أنور ببشاشة: لا أنا كنت جاي أعزمه على الغدا عندى
بس شكله مش فاضي هاجي له وقت تانى.
دنيا بلطف: طب أتفضل استناه لو سمحت.
جلس وهو يحادث دنيا ببساطة شديدة: تعرفي يا بنتى
على ده إبن حلال أوى، من ساعة ما ولادى كلهم
اتجوزوا وسابوني لوحدى بعد ما مراتى ماتت
دايما بيزورني ويسأل عليا، بيونس وحدتى ربنا يكرمه
يارب ببنت الحلال ويعوضه خير .
بقلم ديانا ماريا.
ابتسمت له ثم حضر على الذى أبتسم إبتسامة عريضة
حينما رأي عن أنور الذى نهض ليحييه.
على بإبتسامة: عم أنور عامل ايه؟
عم أنور بسعادة: الحمد لله يا دكتور على أخبارك؟
على بحزم خفيف: قولتلك قبل كدة أنا على وبس
متقوليش دكتور تانى أنا إبنك.
عم أنور برضي: ربنا يكرمك يا بنى، أما كنت جاي أعزمك
على الغدا النهاردة و هات الحلوة دى معاك.
نظر على بإبتسامة إلى دنيا التى ارتبكت: تمام هنيجي
أن شاء الله.
ربت على كتفه ثم غادر بينما قالت دنيا بتعجب: بس
يا دكتور أنت مشغول أوى النهاردة.
رد عليها بثقة: مفيش حد ينشغل عن جبر الخواطر.
ازداد احترامها له وفى لحظة قالت له بتهور: أنا موافقة.
على بإستيعاب: على جوازنا.
هزت رأسها ببطء وهى تستوعب ما قالته ف انتشرت
إبتسامة سعادة بطيئة على وجهه جعلتها تشعر
بصوابية قرارها.
على بسعادة: أنا مبسوط أنك وافقتي، عايزانا
نكتب الكتاب امتى؟
دنيا بخجل : أي وقت.
أقترح عليها: إيه رأيك نكتب الكتاب بكرة وعم أنور
يكون وكيلك؟
دنيا بإبتسامة صغيرة: موافقة.
ارتدت فستان بسيط وعقدا القرآن فى شقة على بحضور
صديقيه ك شاهدين و عم أنور ك وكيل لدنيا.
ثم بعدما انتهى ذهبوا بينما بقوا مع الطفلة التى نامت
ف دلفت دنيا إلى غرفة الأطفال و مددت حلا على
السرير ثم خرجت بهدوء.
كانت مرتبكة ومتوترة كثيرا كأنها أول مرة تتزوج
بها، وقف أمامها بصمت وقبل جبينها ف شعرت
بنبضات قلبها تتسارع حتى تكاد تصم أذُنها.
قال بصوت رخيم: مش عايزك تتوتري، مفيش حاجة
هتتم من غير إرادتك أو لما تكونِ مستعدة.
ابتسمت له بإمتنان بينما ضمها إليه بلطف وحنان.
مرت الأيام بينهم لطيفة هادئة وبدأت تشعر دنيا
وكأنها تحيا حياة جديدة والله يعوضها بعدما عانت
كثيرا حتى أن ابنتها حلا أصبحت متعلقة كثيرا
ب على و تعتبره والدها.
فى مرة عندما كانوا عائدين من نزهة و قبل أن يدلفوا
سمعوا طرق على باب شقة أهل دنيا فى الطابق العلوى.
دنيا : بقولك يا على خد حلا وأنا هشوف من بيخبط
على باب بيتنا.
أخذ على حلا التى أسرعت له بحماس: تمام شوفي
مين و لو عوزتيني اندهي عليا.
صعدت لتتفاجئ: ماما سماح؟
والدة أيمن بلهفة: دنيا حبيبتى بقالي كتير بخبط
محدش بيرد.
عانقتها دنيا بحب: وحشتيني أوى عاملة إيه؟
والدة أيمن: الحمد لله يا حبيبتى أخبارك؟
دنيا بإبتسامة: أنا الحمد لله بخير، أنتِ جاية تزوريني؟
تغضن جبينها بحزن : لا كنت جاية أشوف لو ينفع
أعيش معاكِ يا بنتى.
دنيا بصدمة: أوعى تقولي؟
وضعت يدها على فمها من صدمتها ثم قالت: طردك؟
والدة أيمن بحزن: ربنا يجازي اللى كان السبب، فضلت
تعمل مشاكل بيني وبينه لحد ما خليته يمشيني
النهاردة .
دنيا بعدم تصديق: أنا مش مصدقة بجد.
صعد على فى تلك الأثناء: مين يا دنيا؟
نظرت له والدة أيمن ثم عادت ببصرها إلى دنيا
بتساؤل.
قالت دنيا : ده على جوزى.
والدة أيمن بدهشة: اتجوزتي!
ابتسمت بسعادة: ربنا يهنيكِ و يعوضك كل خير
يا بنتى .
نظرت دنيا إلى على بتردد: دى ماما سماح أم أيمن.
أبتسم على بترحيب: أهلا بحضرتك.
والدة أيمن بإحراج: أهلا بيك يا بنى، طب أنا همشي أنا.
دنيا برفض: تمشي فين لا اقعدي هنا.
التفتت إلى على بتوسل: أيمن طردها من البيت
بسبب رشا، ممكن تعيش معانا، كانت كويسة معايا
أوى أكتر من ماما كمان.
على بغضب: يطرد أمه علشان مراته؟ إزاي يقدر
يعمل كدة!
زفر بعمق ثم قال بصرامة: طبعا هتعيش معانا مفيش
كلام.
والدة أيمن بإعتراض: لا طبعا يا بنى مش عايزة أبقي
تقيلة عليكم .
على بحزم: مش تقيلة ولا حاجة تنورى ده بيتك
واعتبريني إبنك.
دمعت عيناها ثم قالت: ربنا يجازيك كل خير يابنى
ويرزقك الذرية الصالحة.
أبتسم بحزن على دعوتها التى جرحته دون قصد.
بقلم ديانا ماريا.
عادوا إلى الشقة وقد مكثت معهم وكان على يعاملها
بإحترام حتى أنها أحبته كثيرا و أصبحت تدعى له كثيرا
وتعتبره إبنها.
فى يوم كانوا يتناولون الغداء و رن هاتف والدة
أيمن ف نهضت لتجيب ورفضت أن يحضر لها أحد
الهاتف .
كانت تتكلم وفجأة صرخت بصدمة و وقع الهاتف
من يدها ف ركضوا لها.
دنيا بقلق: فى إيه يا ماما ؟
والدة أيمن ببكاء: أيمن أبني عمل حادثة و اتشل!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
والدة أيمن ببكاء: أبني أيمن عمل حادثة و اتشل!
دنيا بصدمة : إيه؟
على بسرعة بديهة: أنا هنزل أجهز العربية على ما تلبسوا.
أومأت له دنيا ف ذهب بينما هى حاولت مواساة
والدة أيمن التى كانت تبكى بشدة.
دنيا بعطف: أهدى يا ماما بالله عليكِ .
نظرت لها : سامحيه يا دنيا بالله عليكِ، ده ذنبك
ذنبك و ذنب ولادك سامحيه.
دنيا بتأثر وحكمة: المهم تكوني أنتِ مسمحاه يا ماما
اللى عمله معاكِ مش شوية .
والدته بطيبة: أنا مسمحاه، هو مهما كان أبني ومقدرش
أكره ولا أقسي عليه، قلب الأم يا بنتى مش
بيعرف غير أنه يسامح .
ساعدتها على النزول فقد كانت غير قادرة على السير
بمفردها بسبب الخوف وبعدها وصلوا إلى المستشفى
بعد أن أتصل على بالرقم الذى أبلغها بالحادث
مجددا وأخبره إسم المستشفى.
وصلوا ف أسرعت والدة أيمن تخرج من السيارة
بينما نظرت دنيا بتردد إلى على.
دنيا بتردد : ممكن أروح؟
على بجمود: ليه؟
دنيا بتوتر: معلش يا على لازم أروح مرة أخيرة
وكمان علشان البنت.
على ببرود: تمام أنا هستني تحت.
خرجت من السيارة مع حلا ثم أسرعت إلى حيث والدة
أيمن واقفة عند الإستقبال تسأل عن غرفة أيمن
ف صعدوا إليه .
حينما وصلوا قالت دنيا: أدخلي أنتِ الأول يا ماما .
والدة أيمن بإستعجال: تمام يا حبيبتى .
ودلفت إلى أيمن الذى دُهش من رؤيتها.
قال بدهشة: أمى، أنتِ جيتي!
والدتها بحنان: عامل ايه يا حبيبى؟
نظر لها بندم ثم بدأ يبكى ف ضمته إليها: سامحيني
يا أمى أنا آسف حقك عليا، كنت غلطان.
بقلم ديانا ماريا
تنهدت والدته بقلة حيلة: ربنا يسامحك يا بنى
ثم بحثت بعينيها : أمال فين المحروسة مراتك؟
أيمن بسخرية: رشا! كان معاكي حق مصنتنيش.
والدته بفضول: حصل إيه؟
تذكر أيمن بحزن عندما أتت له فى المستشفى.
ولجت إليه وهى تنظر له ببرود: حصلك إيه؟
أيمن بحزن: عملت حادثة بالعربية و دلوقتى
مش هقدر أمشي على رجلي يا رشا.
رشا ببرود: تمام هتطلقني أمتي بقا؟
أيمن بصدمة: أطلقك؟ رشا أنتِ مستوعبة اللى أنتِ
بتقوليه؟
رفعت حاجبها بسخرية: ايوا طبعا آمال هعيش معاك
وأنت مشلول لا طبعا أنا عايزة أتمتع بحياتى
يا حبيبى هستني ورقة طلاقي تجيلي علشان
اتجوز من حبيبى هو رجل أحلى منك وغنى جدا كمان.
أيمن بعدم تصديق: أنا مش مصدق، بعد ما عملت
كل ده علشانك! ده أنا حبيتك!
رشا بتهكم: لا وأنت كريم أوى، أنا مضربتكش على
أيدك تعملي حاجة ومتقولش حبيتك دى أنت محبتنيش
أنت مش بتحب غير نفسك وبس
التفتت لتغادر ولكن عادت له وهى تقول : اه وعلى فكرة
أنا مكنتش حامل أصلا، دى لعبة مني علشان كنت
عايزة دنيا تمشي و أنت كنت مغفل أوى وصدقتني
مسكينة دنيا والله من ناحية أنا ومن ناحية أنت
يلا باي باي .
ثم غادرت و تركته فى صدمته وندمه العميق.
عاد بعينيه إلى أمه: وده اللى حصل يا أمى.
أمه بحرقة: ربنا ينتقم منها ويوقعها فى شر أعمالها
ثم نظرت له بعتاب: مش قولتلك دى مش هتصونك
اللى تجري ورا رجل متجوز و تعمل كدة وتوقع
بينه وبين أمه هتصونه إزاي .
أيمن بندم: معاكِ حق فى كل حاجة أنا كنت غلطان.
والدته بتوبيخ: كنت غلطان ومعمى عن الحقيقة
جريت ورا وهم ملوش لازمة عامل زى اللى بيحاول
يمسك الهوا بالضبط وسيبت مراتك الغالية وبنتك
رشا كانت وهم وحذرتك قولتلي مراتى مش مهتمة
بيا والمسكينة محتارة بينك وبين بنتها وحملها وشغل
البيت، كان لازم تتكلم معاها وتراعيها وتشيل عنها
شوية وأكيد أنت اللى فتحت الباب لرشا علشان
تلف عليك و شوف الآخر يا بنى.
بكى بحسرة: آمال دنيا وبنتى فين يا أمى عايزة
أشوفهم.
والدته : دنيا برة مع بنتك.
أيمن بلهفة : بجد، خليهم يدخلوا.
والدته بتردد: بس ...
أيمن بإستغراب: بس إيه؟
والدته بحزم خفيف: متقدرش تطول علشان جوزها.
بقلم ديانا ماريا.
أيمن بذهول: جوزها؟ هى دنيا اتجوزت؟
ازاي وهى حامل فى أبني؟
والدته بحزن: ماهى سقطت بسبب الهم والضغط
سقطت وخلاص عدتها خلصت لما سقطت واتجوزت
جدع شهم وابن حلال.
أيمن بغضب: ازاي تتجوز واحد غيري ؟ وبنتى؟
وبخته والدته بحدة: آمال عايزها تعيش طول عمرها
لوحدها ولا ايه؟ بطل أنانية بقا يا بنى
وبنتك؟ أفتكرتها دلوقتى مفكترتهاش لا هى ولا إبنك
لما رميتهم فى الشارع ؟
أنا هدخلها دلوقتى أوعى تضايقها بكلمة.
ثم نادت لدنيا التى دلفت بثقة أول مرة تشعر بها
ومعها ابنتها حلا .
أيمن بلهفة: إزيك يا دنيا عاملة ايه؟
دنيا بإقتضاب: الحمد لله.
نظر إلى حلا التى كانت تدارى نفسها وراء ساق
أمها: حلا حبيبتى تعالى هنا .
نظرت إلى أمها بخوف ف قالت دنيا بهدوء: ده بابا
يا حبيبتى عايزة تروحي له؟
هزت الطفلة رأسها بالنفي: بابا على .
تألم أيمن بشدة من أبنته تخاف منه وترغب فى رجل
آخر ك أب لها .
أيمن بندم: سامحيني يا دنيا، أنا غلطت فى حقك كتير.
دنيا ببرود: ربنا اللى يسامحك، أنا معرفش إذا كنت
أقدر أسامحك ولا لا بس أنا كمان غلطت لما اتنازلت
عن حقى بس الحمد لله ربنا بعت لى اللى يفوقنى
ويكون عوض ليا و لبنتي.
نظر لها بحسرة ولم يتكلم بينما قالت دنيا لوالدته: ماما
أنا همشي دلوقتى، عايزة حاجة ؟
والدة أيمن بحنان: ربنا معاكٍ يا بنتى أنا هفضل مع أيمن.
هزت دنيا رأسها بصمت ثم أخذت حلا وغادروا
وعيون أيمن تودعها بحزن وحسرة و ندم.
عادت لتجد على ينتظرها فى السيارة أمام المستشفى
ف دلفت لتجلس بجانبه ومعها حلا.
وجدته عابس الوجه قال دون أن ينظر لها: نمشي؟
فجأة وضعت يدها على يده التى على المقود وقالت
بإبتسامة: أنا بحبك.
ظهرت الصدمة على وجهه ثم التفت لها بعدها أبتسم
وقال بصوت رخيم : وأنا كمان.
تفاجأت هى أيضا ودق قلبها من السعادة: بجد؟
هز رأسه إيجابيا وقال بعاطفة كبيرة: بجد حبيتك
وحبيت حلا كأنها بنتى بالضبط .
ابتسمت شعرت أنها تحلق من السعادة وعوض
الله أخيرا تحظى به: ربنا بعتك ليا ك عوضى، أقولك
حاجة؟
على : قولى.
دنيا بحب: أنا مستعدة أعيش كل حاجة حصلت
فى حياتى لو فى الآخر هقابلك تانى.
نظر المشاعر عميقة فى عينيه : أنا دلوقتى فى أقصى
حالات سعادتى أنتِ كمان كنتِ العوض ليا.
عاشا أيام غاية فى السعادة خصوصا مع تغير
شخصية دنيا للأفضل و تعرفت على أصدقاء
كُثر، وفى يوم شكت فى أمر ف طلبت
من صديقة لها أن تعتنى بابنتها وهى تذهب للمستشفى وأخبرت على أنها ستخرج لأمر ضروري.
بقلم ديانا ماريا.
بعد أن خرجت من عند الطبيب كانت فى ممر المستشفى
عندما لمحت مريضة على مقعد الإنتظار كانت
مألوفة بدلها عندما قالت بصدمة: رشا؟
رفعت بصرها بها بدهشة: دنيا؟
نظرت لها دنيا بصدمة فقد كانت مشوهة و هناك
ضمادات على وجهها و يدها.
دنيا بتعجب: إيه اللى حصلك؟
رشا بحزن : ربنا خد حقك منى، بعدما ما اتجوزت
لما اتطلقت من أيمن حصل حريق و اتشوهت، جوزى رمانى وطلقني ده ذنبك يا دنيا، سامحيني.
دنيا بحزن: ربنا يسامحك يا رشا.
ثم ذهبت وهو تهمس: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله القوى العظيم.
عادت إلى المنزل بعد أن أخذت حلا من صديقتها
وعاد على ف تناولوا الغداء .
بقلم ديانا ماريا.
كانت شاردة ف سألها على عن السبب ف حكت له ماحدث.
على بهدوء: طب و أنتِ زعلانة؟
دنيا بحيرة : مش عارفة، بس مش فرحانة فيها
دى حاجة متمنهاش حتى لو عدوى.
أمسك بيدها: علشان أنتِ أصيلة وطيبة بس يا دنيا
ربنا يتولاها.
كان على يلعب مع حلا عندما أحضرت لهم دنيا
التحلية .
على بمرح وهو يمسك حلا: يلا يا لولى نأكل بطيخ.
هزت رأسها وهى تضحك ف قالت دنيا بإبتسامة:
على فكرة بقا بطنى هى كمان هتبقي بطيخة كمان كام شهر.
على بحيرة: يعنى إيه؟
دنيا بحب: يعنى أنا حامل يا حبيبى.
نهض فجأة وهو يمسك بحلا ف ضربت قدمها
بصينية البطيخ ف وقعت على الأرض
لتقول دنيا وهو تضع يدها على رأسها: وقعت البطيخ
يا على!
على ببراءة وهو ينظر إلى الفوضى بإرتباك: متخافيش يا حبيبتى هجيب لك غيرها.
انتبها إلى حلا التى تضحك بسعادة عليهما
ف ابتسمت دنيا واقتربت منهما .
بقلم ديانا ماريا.
ضمها على إليه بذراعه وهى تساعد التأثر يسيطر عليه.
رأت دموع صامتة فى عينيه ف وضعت يدها على
وجهه : ربنا كبير يا دكتور و عوضه وكرمه
أكبر من استيعابنا بكتير أوى.
قبل رأسها: الحمد لله أنا مش مصدق، الحمد لله
ربنا كريم أوى.
سألت: هتحبه أكتر من حلا؟