رواية وعد عشقي لي كاملة جميع الفصول بقلم ايه محمد
رواية وعد عشقي لي كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ايه محمد رواية وعد عشقي لي كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية وعد عشقي لي كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية وعد عشقي لي كاملة جميع الفصول
رواية وعد عشقي لي كاملة جميع الفصول
سالم: قول إنهـا حامل يا مصطفي؟
مصطفي: لا للأسف.
ليلي بتأثر: بس دي كانت أخر محاولة.
مصطفي: أنا بعتذر، لكن أنا قولتلكم ان الأمل كان ضعيف..
سالم بضيق: يعني دلوقتي مفيش حـل!
مصطفي: لا..
ليلي: أوعي تطلقني يا سالم.
سالم: وأنتي فاكرة اني متجوزك ليه!
ليلي: أنت عندك الولاد والبنـات.. يعني قلبك مش ملهوف علي الخلفه زيي..
سالم بضيق: وهو حد من ولادي لسه بيكلمني، لا هما يلزموني ولا أنتي بقيتي تلزميني.. إنتي طالق..
ليلي بحزن: لا يا سالم.. استني متمشيش..
تحـرك غاضبا للخـارج وأخذ الباب خلفه بقـوة، ارتمت ليلي علي كرسيهـا بحزن تخبئ وجهها بين يديهـا..
مصطفي: خلاص مشي يا أوفر..
رفعت وجهها و هي تضحك بقوة تحـاول كتم ضحكاتهـا..
ليلي بضحك: بقولك اي يا واد يا صاصا، جمع العيـال كلهم وقولهم اني عزمـاهم علي أحلي أكلة كباب وكفته..
مصطفي بضحك: يا بت أصبري شوية وحافظي علي فلوسك، هتصرفيها علي العيال دي..
ليلي بضحك: مهو كله من خير ابـوهم..
خرج مصطفي قبلهـا بعدما ترك معطفـه الابيض بداخل عيادته، تحرك يؤمن لهـا الطريق كما يظهر عليه، يتحرك بخطـوات حذره خوفا من عودة ذلك السالم.. تحركت خلفه وهي تفتح يديها للحياة و للحرية مـرة أخري..
جـلس في سيـارته وهي بجـواره، حتي آتاها إتصالا من شخصا كان بيوم حبيبها، ليصبح اليوم محرما لها..
ليلي بإبتسامة: يرضيك أبوك يطلقني يا طاهر، مش اصول دي والله..
طاهر بضحك: أبويا وأنا عارفه، هو أصلا خدها حجه عشان زهق منك..
ليلي: اخس عليك تصدق جرحت احساسي!! المهم قول لأمك متعملش غداء علشان أنا عزماكم كلكم النهـاردة.. عاوزاك تنزل تجيب شوية بلالين وتكتب حفلة طلاق..
طاهر بضحك: يا بت مش كده عيب دا مهما كان أبويا..
ليلي: هجيبلكم طرب..
طاهر: اه اذا كان كدا ماشي.
ليلي بضحك: ماشي سلام يا طاهر..
اغلقت المكالمه وتنهـدت براحـه، وأخيرا تخلصت من ذلك الكـابوس، وأخيرا نجحـت مخططاتهـا..
فلاش باك..
طـاهر بضيق: مساء النور يا بابا، اتفضل..
سالم: ومالك بتكـلمني من تحت ضرسك كدا ليه!؟
طاهر: حضرتك ليه مقولتش انك جاي؟!
سالم: أنا أشوف عيالي في الوقت اللي أنا عاوزه، و بع..
كـانت تصعد الدرج لشقـة خالتهـا في الدور العلوي عندما رأها للمرة الأولي، ذلك البالغ من العمر الثلاثة وستون عاما..
نظرت لطاهر بإبتسامة خجـولة ثم أكملت طريقهـا للأعلي..
سالم: مين دي؟!
طاهر: دي جارتنا.. اتفضل ادخل يا بابا..
سالم: بس أنا أول مرة أشوفهـا هنا، أنت تعرفها؟!
طاهر بضيق: حضرتك عاوز اي بالظبط؟
سالم بضيق: مش عاوز حاجة من وشك انت وأمك، انا ماشي جتكم القرف..
تحـرك للأسفـل ثم أخرج هاتفـه...
سالم: بقولك اي يا شُهدي، عاوزك تيجي العمارة اللي قاعد فيها عيالي، في بنت قاعده في الشقة اللي فوقهم، تعرفلي عنهـا كل حاجه..
شُهدي: اعتبره حصل يا باشا..
في الأعـلي أخرج هاتفـه واتصل بهـا بغضب كبيـر وضيق..
طاهر: تلمي حـاجتك وترجعي علي بيت أبوكي حالا.. سمعتي!؟
ليلي بتعجب: اي اللي حصل يا طاهر؟!
طاهر بغضب: اعملي اللي بقولك عليه..
ليلي بضيق: متعليش صوتك..
طاهر: ليلي.. امشي دلوقتي وهفهمك كل حاجه بعدين..
ليلي بضيق: حاضر..
باااك..
فتحت عينيهـا علي صوته، رفيقهـا ومؤنس كل تلك الأيام السيئه التي مرت بهـا، أو ربما السنوات، خمس سنوات...
مصطفي: أنتي كويسه يا ليلو؟
ليلي: الحمد لله.. أنا النهـاردة أحسن من كل وقت.. شكـرا يا مصطفي علي كل حاجه، صدقني أنا من غيرك كنت هفضل في الجحيم دا عمري كله..
مصطفي: انتي فكراني عملت كدا علشانك ولا اي؟ لا طبعا انا عملت كدا علشان عيني عليكي و عاوز اتجوزك..
ليلي بضحك: والله لو مكناش اخوات في الرضاعة كنت انت هتبقي عريسي..
مصطفي: لا دا الحمد لله بقي اننا اخوات..
ليلي بضحك: كلامك متناقض، كالعادة طبعا..
خرجت من السيـارة لتجـد الجميع إمام المبني الذي يسكنـوه يستقبلونهـا بالأغاني والترحـاب وكأنه حفل حقا..
ركضت ليلي سـريعـا لخالتها "فاتن" وضمتهـا فأستقبلتهـا خالتها بحب كبيـر وراحـة، ثم تركتهـا وضمت المرآه بجوارها التي ضحكت وهي تربت علي رأسها بحنان...
ليلي: ضرتي حبيبتي..
فردوس بضحك: كفارة يا حبيبتي، يلا محدش بياكلها بالساهل..
طاهر بإبتسامة: يا مرحب بيكي..
ليلي: أهلا بالعقل المدبر..
طاهر بضحك: احنا جايين نهدي النفوس..
اقتـرب أخيه منهم وقد عـاد من جامعته لا يعـرف ما حدث...
معتصم: اي إفراج؟
ليلي بإبتسامة: أخيرا الحمد لله..
مصطفي بهدوء: المهم يا ليلي دلوقتي، تلات شهـور تعيشيهم بهدوء علشان ميفكرش ويردك تاني..
ليلي بقلق: لا ان شاء الله مش هيحصل..
بعـد شهرين...
ليلي بترقب: ها؟
مصطفي بضيق: البت أبوها دمه لزج.
ليلي بضيق: يا جدع هو أنت هتتجوزها هي ولا ابوها أما أنت رخم صحيح؟
فاتن بضيق: دا فضحني عند العروسه، وكل شوية يلا نمشي يا ماما، يلا نمشي..
ليلي بضحك: ليه كان بيضربوك هناك ولا اي!؟
مصطفي: معجبتنيش، لو سمحتي بقي يا ماما متحيبليش عرايس تاني، أنا لو عجبتني واحده هروح بنفسي اتقدملهـا..
فاتن بضيق: احسن بردو، ان شاء الله عنك مااتجـوزت..
مصطفي: أنا مش عـارف والله يا تـو... اي دا؟ اي صوت الخبط دا؟!
تحـرك مصطفي للخارج وخلفه السيدتيـن، كان الصوت من الأعلي فصعـد ليجـد بعض الأشخـاص..
مصطفي: مساء الخير..
نـادر: مساء النـور، بنعتذر علي الإزعاج احنا بس مش لاقيين المفتاح..
مصطفي بتعجب: الشقة دي بتاعتكم؟!
نادر: أيـوا، بتاعت والدي...
فاتن بإبتسامة وصدمه: نادر!!! حاج يوسف!!؟
نظروا تجـاه ذلك الرجـل الذي يقف بالخـلف مستندا علس عكـازه، وبمجرد ذكر اسمه وضع نظـارته ليري تلك التي نادتـه..
يوسف بإبتسامة: فاتن؟!
فاتن بسعادة: الحمد لله علي السلامة، اخباركم اي؟ أنتم رجعتوا!! بسم الله ما شاء الله يا نادر، أنت اكيد مش هتفتكرني أنت لما مشيتوا من هنا كنت 3 سنين..
نادر بإحترام: أهلا بحضرتك..
فاتن: وفين صفاء؟!
يوسف: هيروح نادر يجيبها كمان شوية، هي لسه في البيت، اومال فين عادل؟
فاتن بحزن: عادل تعيش أنت..
يوسف بحزن: لا حول ولا قوة الا بالله، ربنا يرحمه.. دول ولادك؟! أنا فاكر لما مشينا كنتي حامل..
فاتن: أيوا معايا الدكتور مصطفي، ودي ليلي بنت اختي..
يوسف: ما شاء الله..
تقدم مصطفـي يساعد نـادر في كسـر البـاب، كانت الشقـة مليئة بالأتربة فلم تُفتح منذ أكثر من عشرين عاما وأكثـر...
تحـركت فاتن وليلي للداخـل بينمـا ساعد مصطفي نادر في نقل الأغراض..
فاتـن: الشقـة مفيهاش حته نضيفـة، دي محتاجة شغل كتيـر، خلونا نبدأ من دلوقتي...
نادر: لا لا يا طنط كتير خيرك.. ميصحش والله..
فاتن بإبتسامة: يا ابني احنا الزمن فرق بينا بس أنا لا يمكن أنسي ايام زمان أبدا.. لسه جيران والجيران لبعضيهـا.. وبعدين ايد علي ايد تساعد.. انزلي يا ليلي هاتي عيالك..
ليلي بضحك: حاضر يا خالتي..
تحركت ليلي سريعـا للأسفـل ثم عادت بعد دقائق ومعـها طاهر ومعتصـم، نظر نادر بتعجـب ل " عيالها " كما قيل..
نادر بتعجب: دول ولادك ازاي!!
طاهر بضحك: ليه كدا بس يا ماما، مش قولت متقوليش تاني اننا عيالك محدش هيصدق..
ليلي بضحك: اعمل اي في شبابي الدايم يا ابني..
معتصم: أهلا بيك.. انا معتصم.. ابن جوزهـا السابق الاصغر..
قال طاهر بضحك: وأنا الإبن الأكبر..
نظروا لهم بعدم فهم فوضحت فاتن..
فاتن: طاهر و معتصم ولاد فردوس اللي ساكنه في الشقة اللي تحتي..اللي هي كانت دُرة ليلي بس الحمد لله ليلي اتطلقت..
ليلي بضيق: تو ماتش تفاصيل عن حياتي والله..
سألت فاتن: ها يا نادر انت كدا جبت كل حاجه من العربية؟!
نادر: أيـوا..
طاهر: طيب كويس، يلا يا خالتو فاتن، مسحاتك و جرادلك علشان يدوب هنلحق نظبط الصالة دي قبل صلاة الجمعة وبعد ما نصلي نرجع نكمـل..
فاتن: ماشي هنـزل أجيبلكم كل اللي هتحتاجـوه، وهجيب كمان الكاتل و حاجة الشاي..
تفاجأ نادر من هذا الجو العائلي ولكنه اندمج سريعـا وفي وقت قليل كانت أمامهم صالة المنزل نظيفة ومرتبـه..
فاتن: يلا يا ولاد، كلوا يروح يتوضي.. وم.... ليلي!! مالك؟
ليلي بتعب: مش عارفة والله يا خالتو تعبت فجأءة.. أصلا من ام..
صمتت ليلي ففهمتها فاتن وأخذتهـا للأسفل ولكن الجميـع بإستثناء يوسف تحرك خلفها..
كانت ليلي تنظـر لمصطفي بضيق وبعض الغضب وقالت بتوعد..
ليلي: عارف يا مصطفي لو اللي في دماغي طـلع صح!! اقسم برب العزة ما هخلي في ملامحك حته سليمـة، وهندمك علي اليوم اللي فكرت تدخل فيه كلية الطب..
فاتن بغضب: والله أنا اللي ما هخلي فيه حته سليمـة..
فهم طاهر ومعتصم وقالوا في صوت واحد.. حـامل!!!
وخـلال دقائق تركهـم مصطفي وذهب للخـارج ثم عـاد بعض دقائق، امسكي اعملي الاختبار..
نادر بحرج: طيب يا جماعة بعد اذنكم..
أخذت ليلي الإختبارات وهي تنظر له بشر، والجميع بالخارج ينتظـرها بترقب وخوف وقـلق..
وضع معتصم يده علي كتف طاهر وقال بتأثر..
معتصم: هتبقي اخ يا حبيبي..
طاهر بضيق: اخرس انت كمان مش ناقصاك..
خرجت ليلي بعد دقائق ونظر الجميـع لهـا بمشاعر مضطربة وقلقـه...
ليلي:.....
ويتبع..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
ليلي: عارف يا مصطفي لو اللي في دماغي طـلع صح!! اقسم برب العزة ما هخلي في ملامحك حته سليمـة، وهندمك علي اليوم اللي فكرت تدخل فيه كلية الطب..
فاتن بغضب: والله أنا اللي ما هخلي فيه حته سليمـة..
فهم طاهر ومعتصم وقالوا في صوت واحد.. حـامل!!!
وخـلال دقائق تركهـم مصطفي وذهب للخـارج ثم عـاد بعض دقائق، امسكي اعملي الاختبار..
نادر بحرج: طيب يا جماعة بعد اذنكم..
أخذت ليلي الإختبارات وهي تنظر له بشر، والجميع بالخارج ينتظـرها بترقب وخوف وقـلق..
وضع معتصم يده علي كتف طاهر وقال بتأثر..
معتصم: هتبقي اخ يا حبيبي..
طاهر بضيق: اخرس انت كمان مش ناقصاك..
خرجت ليلي بعد دقائق ونظر الجميـع لهـا بمشاعر مضطربة وقلقـه...
ليلي: هو أنا أصلا مينفعش أبقي حـامل.. لأن.. لأني البر.. بصوا أنا مش حـامل "..
سألها طـاهر بعدم فهم: يعني الاختبار سلبي يعني!؟ مش فاهم حاجه!!
اقترب منهـا مصطفي ببطئ عاقدا ذراعيه أمام صدره وسألهـا بضيق: جات الشهر اللي فات صح؟!
احمر وجهها خجـلا ونظرت أرضا، بينمـا هو رفع قدمـه وخلع حذائـه فنـظرت له بصدمه ثم ركضـت من أمامه وهي تصرخ، تختبئ خلف خالتها وخلف طاهـر و مصطفي يصيح بهـا غاضبـا...
مصطفي: دا أنا اللي مش هخـلي فيكي حتـه سليـمة يا مسطولة.. دا أنت الطلاق حلال فيكي.. دا ما زادك الطلاق الا غباء اقسم بالله.
قالت له من خـلف خالتها: حد يقول لأخته كدا!!"
مصطفي بغضب: كان يوم اسود يا اختي، يا رب كنت موت من الجوع ولا اني رضعت معـاكي يا شيخـه، وأنتي يا ماما؟ كان لازم يعني تتعبي وتسيبيني ابقي أخو دي!!
ضحكـت فاتـن وجلست تتنهـد براحـه وقالت:
_ يا حبيبي حتي لو مكنتوش اخـوات في الرضاعـة، مكانش هيكـون ليك اخت غيرهـا وهي مكانتش هتتسند علي اخ غيـرك، الحمد لله ان ربنا رزقكم ببعض..
كـان طـاهر لا زال علي صدمـته بالأساس، يحـاول تنظيم دقـات قلبـه هو وأخيـه بجـواره، يكاد يجزم بأنهم سمعوا دقات قلوب بعضـهم من القـلق...
تحـرك معتصم للخـارج بينمـا جلس طـاهر علي الأريكة يلتقط أنفـاسه، وبمجرد جلوسه سمـع الإثنيـن آذان الجمعـة يأتيهم من المسجد القريب من بنايتهـم، فنظر طاهر لمصطفي وسريـعا تحرك طـاهر لشقـته بالدور الأسفل وركض مصطفـي للداخـل..
توضـأ الإثنيـن وذهب معهم نـادر و معتصـم ويوسف للصـلاة..
بعـد صلاة الجمـعة، وضعـت ليلي و فردوس و فاتن الطـعام في شقـة يوسف للجميـع، فهي لم تنسي بعد مساعدات يوسف لها ولزوجها في بداية حياتهـم، هي لم تسألهم لماذا عادوا وماذا حـدث معهـم، ولكنها الآن تستطيـع مساعـدتهم حتي يستقـروا مرة أخـري..
جلسـوا جميـع الرجـال حول الطعـام علي الأرض بينمـا جلست فردوس و ليلي و فاتن علي الأريكة ووضعـوا طعامهم علي الطـاولة الصغيـرة أمامهم..
قال نادر بإمتنـان:
_ شكـرا يا طنط، حقيقي لولا مسـاعدتكم دي انا مكنتش هنجـز كل دا في الوقت القصيـر دا..
قالت بإبتسامة:
_ يا حبيبي العفـو، بس بطـل شكـر فيا بقي وكل علشان لسـه في حـاجات كتير عاوزة تخـلص..
قال معتصـم بضيق:
_ ليـه حاجات اي دي اللي عاوزة تخـلص! ما كفاية ما البيت نضيف أهـوه..
قالت فردوس بتهكم:
_ دا نضيف في قاموسك أنت يا منتـن، إنما البيت لسه ناقصـله كتيـر، بس خـلاص نكمل بكـرا..
قـلل مصطفي ونـادر و طاهر في نفس الوقت:
_ أنا عندي شغـل..
أكمل طـاهر:
_ لا احنا طالما بدأنا النهـاردة يبقي نخلص كـله، قوليلي يا ماما اي بس اللي ناقص وهنعمـله..
قال نادر:
_ أنا يا جماعة مش عاوز اتعبكـم اكتر من كـدا...
قال معتصـم:
_ تعبـك راحة والله وحاجة ساقعة وطبق حلويـات..
ضحك نادر وأجابه؛
_ حاضر عينيـا..
وبالفعـل بعد الطعـام والراحة انهمك الجميـع مرة أخري في تنظيـف البيت حتي انتهـوا و رضيت كلا من فاتن وفـردوس عن أعمـالهم...
لم يكـن هناك وقت حقا لينفذ نادر وعـده بالحلوي والمشـروب ففعـل باليوم التـالي عندما أكتملت العائلـة وأتت كـلا والدة نـادر وأختـه...
قالت صـفاء بلوم:
_ كدا يا نـادر؟ مقولتلهمش ليا اننا جـايين بكرا وهنظف كل حاجه.. كدا يا ابني تتعبهم!؟
كان سيجيبهـا نادر فتدخـلت فاتن قائلة:
_جرا اي يا صفاء هو انا غريبـة، وبعدين انتي موجوده أو لا هما الشباب اللي كانوا هيعملوا كـل حاجـه، هو احنا بقي فينـا صحـة!! سيبك أنتي قوليلي العروسة الحـلوة دي عندها كـام سنـه؟
قالت صفـاء بحب:
_ آية عندهـا 22 سنـه، قعدت كتير بعـد نادر مخلفتش لحد ما ربنا رزقني بيهـا، بتدرس دلوقتي في كلية الصيدلـة، حولنا الورق بتاعها جامعة القاهرة..
فاتن بإبتسامة:
_ ما شاء الله، ربنا يخليهـالك يا رب... تعـالي يا مصطفي سلم علي خـالتك صفـاء، وعلي الدكـتورة.. دا مصطفي يا صفاء أنا كنت حامل فيه لما مشيتـوا، ما شاء الله بقي دكـتور وعنده عيـادته، يدوب مش ناقصه غير العروسة..
مصطفي برسمية:
_ أهلا بيكم..
بعيـدا عنهم كانت تقف في المنتصف بين طـاهر و معتصم، مال عليها معتصم قائلا:
_ خالتك حطت عينيها علي عروسة جديدة..
قالت ليلي بتفكير:
_ لا بس حـلوة والله وشكلها كدا مؤدب، بقولك اي يا طاهر ما لو ما اتجوزهاش مصطفي اتجوزها انت!؟
قال معتصم بإعتراض:
_ ودي هتنفع طـاهر!! دا محتاج واحده ناشفـة كدا علشان تعرف تتعامل معاك، انما البسكوته دي حرام والله..
قال طاهر بضيق:
_ ليـه أنتم شايفيني ماشي اعض في الناس؟! وبعدين دي مش استايـلي أصلا!!
قالت ليلي بسخرية:
_ خليك قاعد تقول مش استايلي مش استايلي لحـد ما تعنس، مش عارفه انت مش واخد بالك انك عديت التـلاتين!! أنت بقيت باير!!
قال بصدمة:
_ بايـر!؟ أنا عندي 30 سنه!؟
قالت بجدية:
_ مش عديت التلاتين تبقي باير!! دا في نظام خالتي ومامتك...
سمع نـادر جملتهـا الأخيـرة فأقترب منهـم وسألها:
_أومال واحد عنـده 32 سنه بقي يبقي اي؟!
قال معتصم بسخرية:
_ يبقي فاتو القطر...
سأل نادر بتعجـب:
_ هو مش الكلام دا كان بيتقال علي البنات ولا بيتهيألي!!
قال طاهـر بضيق:
_ بقي يتقـال عن كـله، اي حد ميعملش اي حاجه زي ما المجتمـع عاوز يبقي شخص غريب، يعني انا عاق و مبخليش اخواتي يكلموا ابويا، واخواتي البنات اتجـوزوا و ابويا مشافش ولادهم، بس محدش شاف معاملته ليا أنا وأمي اي!؟
و بيتقال ان مفيش واحده راضيه بيـا، مع اني اساسا متقدمتش لحد علشان انا مش معايا حاجه تاني اتجوز بيهـا، كل اللي حوشته اتصرف علي جهاز اخواتي، بس الناس مش شايفه كدا..
ودي واحدة في الاول كانت متجـوزة راجل كبير علشان خاطر فلوسه ومحدش كان يعـرف انها متجوزة غصب عنهـا، ودلوقتي مطلقـة و الكل بردو هيبصلها بنظرة مترضيهاش بس محدش كان عايش معـاها ولا عارف اللي مرت بيه مـع أبويا..
قال معتصم بجدية:
_ المجتمع هيفضل عقيم، بالنسبة لينا ف إحنا بنهزر، احنا اساسا كلنا اتفـه من كدا..
ضحك الجميـع واتجـهوا ليجلسوا، أو لينقـذوا مصطفي من افعـال والدتـه، وبرغم فارق السن بيـن ليلي و آيـة فقد شعرا بالآلفـه تجاه بعضهـم البعض، وكان ذلك هو التعـارف الأول بين الثـلاث عائـلات في هذا المبني المكـون من أربعـة أدوار...
وبعـد شهـرين توطدت العلاقـات أكثـر بين الجميـع، واندمجت آية وايضا نـادر بينهم، افكارهم و روحهم وكـل ما بهـم...
بعـد شهرين...
قال بقلق:
_ اتوبيس اي اللي عمل حادثـه!! و.. معتصم كان فيـه!!
~ أيـوا، كله في المستشفي دلوقتـي، تعالا بسـرعة يا طاهر..
تحـرك طـاهر للخارج سريعـا وصعد للطابق الأعلي، فتحـت ليلي ورأت ملامحه فأنتقل القلق لها وسألته بتعجب:
_ مالك يا طاهر في اي!؟
قال بصوت خائف:
_ اتوبيس الرحـلة عمل حادثه، ومعتصم وكل زمايله في المستشفي..
صرخت ليلي:
_ اي!!!... م.. مصطفي، تعـالا بسـرعة..
تحـرك الثـلاثـة للمستشفي وتبعهـم نادر بسيارة والده عندما علم بالأمر، ركضوا الأربعـة يحـاولون معرفة مكـانه حتي اصبحـوا أمام غرف العنايـة بالمشفي و وجدوا العديد من الأُسـر..
_ لسه مش عارفين اي حاجه... بس قالوا في حالتيـن وفاة ولسه بيتعرفوا عليهـم...
دارت الأرض ب طـاهر عندما سمع ذلك فأستنـد بيده علي مصطفي و مسكـت ليلي يده الاخري ثم وقفت أمامه وقالت:
_ بالله عليك تقوي نفسك يا طـاهر...
قال بصوت باكي:
_ دا ضهري في الدنيا يا ليلي، أنا مش بستقوي غير بيـه، لو جراله حاجه امي هتموت..
" فيـن معتصم... ابني فين؟ "
التفت الجميـع ليجـدوه خلفهـم، " سالم " مسـح طاهر دمـوعه و وقف بعيدا عنـه فلا طاقـة له بجـدال والده، نظرت ليلي له بقلق و وقفت خلف مصطفي ونـادر..
خرج الطبيـب يحمـل ملف الحـالات، فوقف الجميـع ينظر له بترقب وخوف...
" يا ريت يا جماعة نهدي علشان نقدر نستوعب الموضوع، بالنسبـة للحـالات اللي جوا ف للأسف في حـالتيـن اتوفوا و هما.....
ويتبع..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
التفت الجميـع ليجـدوه خلفهـم، " سالم " مسـح طاهر دمـوعه و وقف بعيدا عنـه فلا طاقـة له بجـدال والده، نظرت ليلي له بقلق و وقفت خلف مصطفي ونـادر..
خرج الطبيـب يحمـل ملف الحـالات، فوقف الجميـع ينظر له بترقب وخوف...
" يا ريت يا جماعة نهدي علشان نقدر نستوعب الموضوع، بالنسبـة للحـالات اللي جوا ف للأسف في حـالتيـن اتوفوا و هما زيـاد و عبد الرحمن و أهلهم عرفوا و هما تحـت دلوقتي، وكل الحـالات اللي جوا دلوقتي مستقرة و في تلات حالات في العمليـات..
معتصم سالم، انس محمد، وعلا ياسر..
سأله طـاهر بصوت مرتجف:
_ معتصم حـالته اي!؟
قال الطبيب:
_ مقدرش أقول اي حاجه دلـوقتي، لسه قدامه شوية في العمـلية..
قال سالم بجدية:
_ أنا عاوز أنقل ابني من المستشفي دي..
قال الطبيب بضيق:
_ خطر علي حيـاته يا فندم... ابن حضرتك تحت التخدير العـام و بيتعمـله أكتر من عمليـة، صعب نقدر نخرجه من المستشفي...
تقدم مصطفـي من الطبيب:
_ لو سمحـت يادكـتور، أنا دكتور مصطفي عادل وعاوز ادخـل اوضة العمليات...
أجابه الطبيب:
_ هو صعب بس اتفضل مـعايا يا دكـتور..
تحـرك الطبيب وهم خـلفه حتي أصبحا علي الجهة الاخري من نفس الطـابق حيث غرف العمليـات، دلف مصطفي للداخـل بينمـا ظل الجميـع بالخـارج لا يدري احد ما يحـدث...
وصلت فـردوس وخلفها يوسف، ركضت بكل قوتهـا تبحث عن ابنهـا، رأها طاهر فمسح دمـوعه وأقتـرب منها، امسك بيدهـا، حاولت الحديث فلم تستطـع لم يمر الكلام من حلقهـا فقال هو:
_ هو هيبقي كويس، هيبقي كويس يا ماما متقلقيش..
بكـت وارتمت بين يديه فضمهـا طاهر بحـب وخوف و قلق، أجلسهـا فظلت بجـواره والجميـع ساكن ما بين خائف وداعِ، حتي خرج مصطفي:
_ الحمد لله، مفيش قلق علي حيـاته، هو بس خد كذا خبطه جامـده وعملولـه تغيير مفصـل الركبـه و شوية كدمات، غير كدا هو كويس...
سألت ليلي بصوت باكِ:
_ وهنقدر نشوفه امتي يا مصطفي؟!
أجابها:
_ أعتقد علي اخر اليوم، هو هيرجع دلوقتي العناية..
قال طاهـر لوالدته:
_ ماما خـليكي مع ليلي هنـا.. تعالي يا نادر انت ومصطفي...
تحرك الثلاثة بعيـدا عن الجميـع فسأله طاهر مجددا:
_ اخويا هيبقي كويس يا مصطفي؟
قال مصطفي بهدوء:
_ هيبقي كويس والله متقلقش، هو بس هياخد وقت علي ما يتعافي بس هو كويس، الحالات التانيه اللي معاه ما يعلم بيها الا ربنا.. احمد ربنا انها جت علي قد كدا..
قال طاهر:
_ الحمد لله... بصوا أنا كل اللي معايا 15 ألف جنيـه، و الموضوع هيصرف اكتر من كدا وأنا مش عاوز ابويا يدفع جنيـه واحد.. انا.. ممكن امضيلكم وصل امانه لو...
قال نادر بضيق:
_ والله انك عيل قليل الادب، وصل اي انت كمان!؟ متقلقش من ناحية الفلوس، انا معايا و بابا معاه..
قال مصطفي بجديه:
_ شوف اللي لسه جاي من شهرين قالك انك قليل الأدب، أنا لولا الظرف دا كنت قاطعتك علي الكلمة دي... دا اخويا اكتر منك اصلا، وبعدين انت اساسا مكنتش عارف تربيه وانا اللي ربيته...
آتت ليلي وكأنها تعـرف ما يُفكـر به طـاهر فنادته بعيدا عنهـم، ثم وضعت شيئا ما في يده، وقد كان خاتم واسورة ذهبية وقالت:
_ روح بسرعة بيعهم وخليهم معـاك، واوعي تقولي لا انا بحذرك، انا اساسا لا طايقاك ولا طايقة فرقع لوز اللي اسمه ابوك دا، انا قولتلك بلاش ام الرحلة دي بس دلوقتي مش وقت حساب يا طاهر..
قال طاهر بتأثر:
_ أنتي أصيلة والله يا ليلي، بس خلي دهبك معاكي، مصطفي ونادر هيساعدوني لو احتاجت حاجه، خليكي انتي بس جمب ماما..
رن هاتف طـاهر وقد كـانت فاتن فأجابها فصرخت به:
_ ساعة علشان حد يرد عليـا!!! لا اللي هنا سايبني اخرج ولا اللي عندك بيردو؟! ما انا عاوزة اتطمن انا كمان يا طاهر حرام عليكم حد يطمني!!
أجابها طاهر:
_ هو لسه مخلص عملية دلوقتي ومصطفي كان معاه علشان كدا مردش عليكي، بس هو قالي ان معتصم هيبقي كويس..
كـان يُجري العديد من الإتصـالات، بالشرطة والإعلام و الصحـافـة، عليه تصعيد الأمر لمحاسبـة كل المسئوليـن عن الحادث، فهذا ابنه الأصغـر ولن يُمرر الأمر بسـلام ولكن الجميع حـوله ينظروا لـه بضيق، لا أحد يرغب في وجوده ولا أحد يستطيع اجبـاره علي الذهـاب، وطاهر بنفسه يتسـأل ان كان هذا الرجل حقا يهتم لأمرهم، فكم من مرة كانت ضرباته لهـم مميته!!!
فلاش باك...
صرخت به قائلة:
_ ازاي ابوك عاوز يتجوزني!! ازاي وصل لأبويا يا طاهر!!! أبويا حابسني في شقة ابوك ادهاله و حـالف لأتجوزه، ابوك اشتراني من ابويا!!!!
كاد يفقد عقله وهو يتحـرك في مكتب عمله ذهابا وإيـابا وسألها:
_ انتي فين يا ليلي؟ انا هاجي اخدك وهنتجـوز..
بكت أكثر وقالت:
_ معرفش، انا صحيت لقيت نفسي هنا، ابويا كان متوقع ردة فعـلي، كتب الكتاب بعد العصر، يعني لو معرفتش توصلي هتجوزه غصب عني..
بـاك...
انتفض جسدهـا وكأنها هي من يتذكـر، ولكنها تحمـل بداخلهـا الكثيـر الذي لم تخبر به أحد، ما لن تستطيـع اخباره لهـم، كل تلك الأيام و السنوات المريرة بجوار ذلك العجـوز، سرق شبابها و حطم أحلامهـا فاصبحـت شاردة، بلا رسالة و بلا حلم...
اقتـرب نادر يعطيهـا زجـاجة ماء فأخذتهـا منه ونظرت أرضا تحـاول الخروج من حفرة ذكرياتها والعودة للحاضـر...
كان يومـا طويلا مُتعبـا، في المساء وقف طاهر وبجـواره والدته وليلي أمام الفراش الذي يعتليه جسد معتصم، كان شاحبـا ولكن عندما فتح عينيه ونظـر لهم، شعر بالحيـاة في جسده مرة أخري، قال بصوت خافت:
_ ماما..
اقتربت منه فردوس وقبلت يده و رأسه وقالت بلهفـة:
_ أنا جمبك يا حبيبي، معاك أهوه..
سأل بتعب:
_ كله كويس؟ صحابي؟ حد جراله حاجه!!
قال طاهر بهدوء:
_ كله كويس يا حبيبي، أنت اكتر واحد اتخرشمت بس الحمد لله دلوقتي كويس وهتبقي أحسن ان شاء الله..
قال معتصم بحسره:
_ ساندوتشات البانيه ضاعت يا ماما..
قالت بجديـة:
_ يا حبيبي هعملك عشرين ساندوتش ولا يهمك والله، قوم بس أنت بالسلامة وانا هعملك كل اللي انت بتحبـه..
ضحكت ليلي من بين دمـوعها وقالت له:
_ تصدق ان انت عيـل بصحيح، بقي احنا هنموت من الرعب عليك وانت بتفكر في الساندوتشات..
قال معتصم بألم:
_ بس انتي معرفش جبتي النكد دا منين، اي العياط دا دا شكلك وحش أوي دا انا أول ما شوفتك قولت انا دخلت النـار ولا اي..
نظرت لـه بغضب ترغب في ضربه ولكنـها لم تستطع بسبب وضعه بينما اكمل هو بحب:
_ بس لما شوفت مـاما قولت مش معقـول الملاك دي يكون ليها غير الجنـة، انا بحبك اوي يا ماما...
بكـت فردوس وضمته برفق فتركهـم طاهر متأثـرا ثم تركتهـم ليلي لتظل والدته بجواره لبعض الوقت.. جلست بالخـارج تلتقط أنفاسهـا فوجدت أمامها حقيبة بهـا طعام و مشروب فنظرت للأعلي فوجدته نادر، ضحكت بخفه وقالت:
_ اي يا نادر انت متبنيني النهـاردة ولا اي!!
ابتسم نادر و جلس بجـوارهـا وقال بتعب:
_ الكل تعبان ومحدش متمالك نفسه، انتي مع خالتو فردوس و طاهر مش متمالك أعصابـه ومصطفي....
قالت بسخرية:
_ عمال يجـري ورا الدكتور زي البطة الدايخـة علي عيالها..
ضحك ثم اكمل حديثـه:
_ من الصبح محدش اكل حاجه فجبت أكل للكل، طالما خلاص اطمنا علي معتصم يبقي ليه النكـد..
قالت بتعب:
_ مش نكد والله يا نادر، انت عارف اننا ابعد ما يكون عن النكد، بس الجرح كبيـر والله، صدمه كبيـرة لو كان راح مننا، كنا كلنا هنتكسر حقيقي..
_ الحمد لله ان ربنـا نجـاه، طب بالنسبـة لأبوة اللي بيحـارب بقاله ساعة علشان يشوفه!! مش حـرام.
ابتسمت ليلي بسخرية:
_ لما تشوف علامات الضرب اللي لسه معلمه في جسمـه لحد النهـاردة، هتعرف انه مش حرام، الراجل دا طاغيه يا نادر، هو عاوز يمتلك عياله مقدرش اقول بيحبهـم، هو عاوزهم وخلاص..
سألها بجدية:
_ بس أنتي بتخافي منه؟
أجابته:
_ ابقي كدابة لو قولت لا.. مهو نفس علامات الضرب معلمه عليـا... المهم سيبك منـه وقوم هات طاهر و مصطفي علشان ياكلوا هما كمـان..
فعـل كمـا قال وانتهـي اليـوم بعودة فردوس و ليلي و نادر للمنـزل وبقي طاهر و مصطفي بجـوار نـادر علي ان يتم التبـادل بينهم في اليوم التـالي...
كان الجميـع مرهق فذهب كلا منهم لفـراشه يحـاول النـوم...
أخذ يتقلب في فراشه، لا يعلم حقا متي حدث ذلك! لم يدرك بأنه يهتم لها سوي اليـوم، بكاؤهـا ولهفتهـا وخوفهـا، كل ذلك اصاب قلبـه، وكأنه يشعر به من خلالها هي، ولكنه لا يعلم حقيقة هذا الشعـور، الجميـع يحب وجـودها، وهل حقيقة مشاعره المفاجئة كتلك التي يحملها معتصم و طاهر ومصطفي تجـاهها، ام هي مشاعر من نـوع آخر...
_ صباح الخيـر يا طاهر.. اي منمتش شـوية!؟
قال طـاهر بتعب:
_ لا مقدرتش انام، خوفت يحصل حاجه، بس الحمد لله هو كويس و وضعه مستقـر، بصي يا ليلي انا قولتلك امبارح اني هروح الصبح وانتي تقعدي هنا بس أنا مش هقدر والله اسيبه...
قالت بإبتسامة:
_ عارفة، علشان كدا جبتلك فطـار و جبتلك هدوم، يلا غير هدومك وشوفلك بقي حته تنـام فيها وأنا هقعد هنا بدالك...
ابتسم بإمتنان:
_ شكرا يا ليلي..
قالت بضحكه حفيفة:
_ والله ما عارفه هيفضل خيري عليـكم العمر كله ولا اي!!
اقبل نـادر تجـاههم ثم سحـب طـاهر تجـاهه بعيدا عنهـا وقال بجدية:
_ أنا دفعت حساب العمليـة و حساب الليلة بتاعت امبـارح، انا شوفت ابوك تحت بيسأل علي الحسابات وغاب شوية فقولت اعمل كدا قبـله، وقولته يقول انك دفعتهم من امبـارح، عاوزك تنزل تسيب الفلوس اللي معاك تحت الحساب...
قال طاهر بإمتنان:
_ أنا متشكر أوي يا نـادر، والله انا مش عارف عملت اي في حياتي علشان ربنا يكرمني بيكم و بجيرتكم دي، وهردلك فلوسك في أقرب وقت.
بالفعـل، كان الجميـع وكأن قدم بالمشفي وقدم خارجـها، حتي تعافي معتصم قـليلا وعـاد لبيته بعد اسبـوع، تنهد الجميـع براحة وعاد كـلا منهـم الي شقته..
عاد طـاهر يحمـل أغراض لأخيـه حتي اصطدم بشخص ما وسمع صوت صارخ:
_ اي مش تفتح!! اتعميت علي المسا ولا اي انت كمان!!!
نظر لها بتعـجب وقال بضيق:
_ اي مالك! بتحرقي بنزين علي الفاضي ليه!؟ انتي مين أصـلا!!
قالت:
_انا خدت الشقة اللي في الدور الاخير.
سألها بتعجب:
_ ودا من امتي دا؟ الشقة اللي في الدور الرابع؟
قالت بصوت عالِ:
_ وأنت مالك؟ هتقف تحكي معـايا بتاع اي اصلا!! وسع..
تركتـه وخرجـت فتحرك هو للداخـل ينظر لاثرها بتعجب...
وفي الشقة بالدور الثـاني كانت تجـلس بجـواره وهو يشذب شعـره وقالت بحب:
_ مصطفي..اي رأيك في آية بنت صفاء..
سألها بتعجب:
_ رأيي فيها إزاي يعني؟
قالت بترقب:
_ رأيك فيها كعروسـة ليك.. اي رأيك لو تطلب ايديهـا..
أما في الشقة بالدور الثـالث كـان يجـلس بجـوار والدته وهو يحـاول الحديث:
_ ماما أنا عارف ان الموضوع اللي عاوزك فيه صعب، بصي أنا عارف انك مش هتوافقي بس أنا عاوزك تفهمي مشاعري...
سألته بقلق:
_ مالك يا نادر؟ عاوز تقول اي! واي كل المقدمات دي؟!
قال بتوتر:
_ ماما أنا عاوز أتجـوز ليلي..
ويتبع..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
_ ماما أنا عاوز أتجـوز ليلي، عاوز وخايف من ردة فعلك و ردة فعل بابا وردة فـعلها...
صمتت صفـاء قليلا ثم ابتسمت و ضمـت وجهه بكفيهـا و قالت:
_ ميعيبهـاش حاجه يا حبيبي، انا موافقـة، اتوكل علي الله...
سألها بتعجـب:
_ بجد!
ابتسمت واجابتـه:
_ اه بجـد، مالها يعنـي ليلي! اتجوزت قبل كدا و أنت لا، طب واي يعني هو أنا اي اللي يزعلني ان ابني يكـون عوض لواحـده عارفه انها هتحـافظ عليه.. يا ابني ليلي متتعايبش دي بنت أصول، مشوفتش وقفتها مع طـاهر و امه؟ ما بالك بقي لما تبقي أنت جوزها هتكون واقفه في ضهرك ازاي؟! وبالنسبة لأبوك عمره ما هيقولك لا صدقنـي.. اتوكل علي الله.
ضمهـا نادر وقال بحب:
_ شكرا يا احلي وأحن ست في الدنيـا، يا بختي بيكي والله يا ماما..
...............................................
قالت بإبتسامة:
_ طالما قولت محترمة وكويسه يبقي عجباك..
قال بسخـرية:
_ لا يا ماما، ابقي بقول الحقيقـة، أنا عمري ما حسيتهـا مهتمة بيا، او في حتي انجذاب..
قالت سريعا:
_ يا حبيبي آية بنت هاديـة وخجـولة، وكمان بترسم حدودها كويس مع اللي حـواليهـا، أنا هنا بسألك عن اهتمامك وإنجذابك أنت، انما هي هنعرف رأيهـا لما نطلع نقعد مع الناس ومعاها مرة واتنين، بصفتك عريس مش جـار... ها!! قولت اي يا مصطفي؟!
قبل مصطفي يدهـا وصمت قليلا يفكـر ثم أجابها:
_ قولت علي بركة الله..
قالت بسعـادة:
_ هطلع أقول لصفاء علشان تقول ليوسف وتحدد معاد نطلعلهم فيه..
فتح عينيه بصدمـه وقال بتعجب:
_ بالسرعة دي! اي يا ماما في اي!!
قالت بضيق:
_ يا اخويا، خير البر عاجـله..
تـركتـه بالفعـل وصعدت للأعلـي بينمـا هو ظل جالسا مكـانـه يضحك ويضرب كفا بكـف، توقف عن ضحكاته ثم ارتسمت بسمـة علي وجهه وهمس بهدوء:
_ آية..
في الطـابق العلوي، لم تبدأ فاتن بالمقدمـات، بل بدأت بموضوعهـا فور جلـوسهـا:
_ خدو وقتكـم و ابقي ردي عليـا..
قالت صفاء بإبتسـامة:
_ ماشي يا حبيبتي..
في الصبـاح التـالي علي طـاولة الإفطـار، كانت تنظر لهاتفهـا وهي تتنـاول فطورهـا فقالت صفاء بجـدية:
_ ممكن تسيبي التليفـون يا آيه، وركزي معايا، ركزوا كلكم مـعايا..
سألها يوسف:
_ في اي يا صفاء؟
قالت بإبتسامة:
_ آية جـايلهـا عريس..
نظروا جميعـا لها فأحمر وجههـا خجـلا وابتسمت بهـدوء فسألها نادر بجدية:
_ مين؟
فقالت بإبتسـامة:
_ مصطفي.. فاتن لما طلعت امبارح يا نادر كان علشان كدا، وقالتلي نتشاور وأرد عليهـا..
قال نادر بتفكير:
_ انا عن نفسي معنديش مشكـلة، ولو عاوزين رأيي فمصطفي محترم اوي و متربي وابن نـاس..
وافقـه يوسف في الرأي:
_ صحيح مصطفي محترم، بس المهم رأي آية..
قالت صفاء بجـدية:
_ أيوا يا حبيبتي، صحيح أنا اتمني مصطفي ليكي بس بردو كلنـا هنحترم رأيك..
صمتت لثواني ثم اضافت بخبث:
_ ولو ان يعني الجـواب باين من عنـوانه..
بالفعـل فكان خجلها وابتسـامتها خير دليل علي أن الامر يُعجبهـا، تركتهـم و ذهبت لغرفتهـا تلتقط انفاسها وتحرر نفسها من نظراتهـم لهـا، جلست علي فراشهـا وهي تفكر بعرضه، صحيح ان لا علاقة بينه وبينهـا، فهي منطوية دائما علي نفسها، تهتم بدراستهـا، ولكن حتي هذه الزيجـات الآتيه بهذا الشكل يكن لهـا مشاعر خاصه، خجل وتوتر وقلق، ولكنها عليها اتخاذ القرار بعقلهـا قبل قلبهـا...
تحـرك نادر للأسفل ليذهب لعمـله، توقف أمام شقـة مصطفي وتردد قليلا، هو يريد التحدث مع خالتها بمفردها في بداية الأمر، صعد لأعلي مرة أخري و قال لوالدته:
_ ماما ممكـن تيجي معايا تحت عند خالتو فاتن، عاوز اتكلم معاهـا و ما صدقت مصطفي وليلي عند معتصم تحت..
وافقت والدتـه وخرجت معه للأسفـل فرحبت بهـم فاتن بسعـادة وهي تظن أنهم سيتحـدثوا في أمر مصطفي وآية ولكن نادر خالف توقعاتهـا بسؤاله:
_ خالتو، هي ليلي اي رأيها في الجواز مرة تانيه!
تعجبت سؤالـه وقالت بحيره:
_ جواز تاني؟ مش عارفة انا مفتحتش معاها الموضوع دا ولا هي اتكلمت فيه... بس يعني بتسأل ليه يا نادر!
قال نادر بجدية:
_ أنا عاوز اتجـوزها..
ابتسمت فاتن بسعـادة وسألته بجدية:
_ بجد؟!
اومأ لهـا ثم قال بتفكير:
_ بس حاسس انها مش هتوافق بسهـولة، يا خالتو ليلي مش بتبين بس التجـربة اللي مرت بيها لسه مأثرة عليهـا وسايبه جروح في روحـها وقلبهـا.. علشان كدا انا عاوز حضرتك تسأليها عن رأيهـا في الجـواز مرة تانيه بس يكون قدامي، علشان عاوز اسمعهـا بنفسي..
قالت فاتن بتفهـم:
_ حاضر، بس خلي الموضوع يجي من نفسه، علشان ليلي ذكية وممكن تاخد بالهـا، لو اتجمعنا بليل كدا هحاول افتح السيرة..
ابتسم نـادر وقال:
_ يعني افهم ان حضرتك موافقة عليا..
قـالت بإبتسامة:
_ يا حبيبي ملاقيش أحسن منك ليهـا، بس الرأي دا يخص ليلي..
اتسعت ابتسامته وقال:
_ وأنا بتمني انهـا توافق..
لم يصل لمعنـي محدد لحقيقة شعـوره تجـاهها، أهو مجرد اعجـاب ام تطور الأمر، عزيزي القلب هلا تخبرنا بما يدور بداخـلك..
في المـساء كـان الجميـع مجتمـع بغرفـة معتصـم وقد كـان حزينـا يتذكر أصدقائـه فقـالت له والدته:
_ يا حبيبي دا عمرهم، هي الحادثة دي اختبار ليك انتي وباقي زمايلك، اختبار بالصبر و الحمد لربنا علي كل شيئ...
قال طاهر بجدية:
_ متزعلش نفسك علشان الأدوية تشتغل و تتحسن بسرعة...
كـانت سارة اخت طـاهر الكبري، وهي اكبرهم جميـعا تجلس بجواره وتضمه لهـا وتقبل رأسه من وقت لأخر، فهذا صغيرها قامت هي بتربيـته مع والدتهـا..
قالت له بحزن:
_ المهم أنت تبقي كويس يا حبيبي، وبعدين هنعملهم اللي أنت عاوزة، اي رأيك اعمل مصاحف علي روحهم وأوزعها!!
قال معتصم بخفوت:
_ لما افوق وأعرف اتحرك هشوف هعمل اي، ربنا يرحمهم...
قالت ليلي بحنان:
_ ايوا دي احسن حاجه تعملهـا، ادعيلهم دايما..
اقتربت رغد، الاخت الصغري لهم وهي اصغر من طاهر واكبر من معتصـم، تحمل الطعـام وجلست أمام معتصم وقالت بجدية:
_ ها هتاكل ولا هتزعلني وتزعل النونو اللي جاي في الطريق...
ابتسم معتصم بخفه:
_ انتي بقيتي عاملة زي البطريق كدا ليه!
فتحت عينيها بصدمه وسألته بتهكم:
_ بطريق يا قليل الأدب!! شوفتي يا ماما بيتنمر عليا!! انا بطريق يا ماما!؟؟
قالت فردوس بضحك:
_ يعني بطريق علي صغير كدا..
ضحك معتصم بإنتـصار ولكنه بعدما رأي حزن اخته قبل يدهـا ثم قال بحب:
_ انتي أحلي أم وأخت والله، يلا اكليني بقي قبل ما عيال اختك يجوا يخلصوا الأكل..
قالت سارة بثقـة:
_ يا ابني ولادي واكليـن قبل ما يجوا، مستحيل يجـوا دلوقتي...
حرك معتصم شفتيـه في حركة شعبيـه وبدأ يتنـاول طعامه حتي اقبل عليه احد الصغار..
_ خالو انا جعـان...
ضحك معتصـم وأجلسه أمامه واعطـاه الطعام في فمه فسأل الصغير:
_ اي دا؟
قال معتصم بتعجب:
_ دي فراخ يا ابني..
قال الصغير ببراءه:
_ الله دي حلوة اوي..
فـزع الجميـع علي صوت صـراخ سارة التي اقتربت من صغيرها تسأله بفزع:
_ وحياة امك!! انا يا ابني مش قعدت ساعة اجري وراك وأقولك كُل!! و اي دي يا خالو!! انت هتستعبط يلا انت كمان!!!
ضحـك الجمـيع عليها وعلي الصغير الذي ينظر لهـا ببراءه وهي تمسكـه من ثيـابه كقط مشاغـب وقال ببراءة:
_ اكلك وحش واكل تيتة حـلو...
ضحكت فردوس وأخذته تضمه بحـب وتقبل وجهه:
_ يا حبيب تيتـه، انا مبحبش حد قدك انت يا روحي..
دق البـاب فأتجهـت رغد لتفتحـه، صمتت عندما رأته أمامهـا وقالت بصوت خائف:
_ بابا.. اات.. اتفضل.
قـال سالم بضيق:
_ اي مالك؟ شوفتي عفريت؟
تحرك الجميـع للخـارج بإستثنـاء معتصم بقي بالداخل ومعه الصغير يُطعمهم ويطعمـوه..
قال سالم:
_ في اي مالكم؟ بتبصولي كدا ليه؟ جاي اشوف ابني..
قال طاهر بضيق:
_ معتصم بقي كويس، كتر خيرك.
سأله سالم بتهكم:
_ أنت بتكـلمني كدا ليـه؟ وبعدين انت ازاي تدفع فلوس المستشفي وابوك عايش! اي مش حقي حتي اصرف علي ابني..
قال طاهر بضيق:
_ لا ملكش، صدقني انا حتي موصيهم لو مُت انت متدفعش حتي تمن الكفن..فمتخيـل اني هخليك تدفع لأخويا جنيه!!
سأله سالم بسخرية:
_ وجبت الفلوس منين بقي يا فـالح!! دفعت 50 ألف جنيه منين!!؟
قالت سارة بضيق:
_ ليه يعني يا بابا مفكر ان طاهر مش معاه!! طاهر راجل و يجيب الجنيه من عين العفريت، طاهر هو اللي بني البيت دا، وهو اللي صرف علي جوازي و جواز رغد، تفتكر مش هيقدر يعالج معتصم!!!
وقف نـادر ومصطفي بالخـلف لم يتحدث احد حتي اقتـرب مصطفي وقال بجدية:
_ خلاص يا جمـاعة، خلوا والدكم يشوف معتصم شوية.. يلا معلشي..
قال طاهر بضيق:
_ والله نسأل معتصم، ان كان عاوز يقابل ضيوف ولا لا..
علا الضيق ملامح وجـه سالم ولكنـه جلس صامتـا، ودلف طـاهر لغرفة معتصم، وفردوس وبناتها وليلي وفـاتن ومعهم مصطفي و نادر جلسوا في غرفـة طاهر..
دلف طـاهر بعدهم بضيق وأغلق البـاب وقال بضيق:
_ هيقعد معاه عشر دقايق وهخرج..
قال فردوس بهدوء:
_ خلاص يا طاهر مهو ابوه بردو وحقه يشوفه، يمكن ربنا هـداه يا ابني..
قالت ليـلي بضيق:
_ لا لسه زي ما هو يا فيفي...
نظر نـادر لهـا ولاحظت فاتن ذلك فأستغـلت الأمر وقالت:
_ ربنا يعوضك باللي يستاهلك يا ليلي..
نظرت لهـا ليلي بفـزع وقالت بصوت مرتفع نسبيا:
_ قولي ربنـا يعوضك بنفسك، قولي ربنا يكرمني في حياتي اللي همشي فيها بطولي.. مفيش باللي يستاهلك دي..
سألتها فردوس بحزن:
_ ليه يا ليلي!! دا أنتي لسه صغيرة يا حبيبتي، ومش معاكي عيل ولا غيره...
قالت ليلي بجدية:
_ انتوا عاوزيني اتجـوز تاني بجد!! دا مستحيـل.. انا خدت نصيبي خلاص يا خالتي، خدته من الحب و خدته من الجـواز.. أنا نفسي مبقاش خلاص عندي اي مشاعر ممكن اعيشهـا بعد كدا..
قال طاهر بحده:
_ يعني اي الكلام دا يعني!! انتي مش اول واحدة تمر بتجربه وحشه، اكيد ربنا هيعوضك وانا اللي مش هسمحلك تقفي في وش نصيبك وتعاندي، ما انا واخواتي عدينـا بنفس اللي عديتي بيه وكمـلنا حياتنا ولسه هنكمل..
قالت بسخرية:
_ لا يا طـاهر، اللي انا مريت بيه معـاه مختلف عنـك أنت وأخواتك، بس عمتا يا جماعة اقفلوا الموضوع دا منتهي خلاص..
اقتربت منهـا فردوس وضمتهـا وقالت بحنان:
_بردو هنفضل ندعيلك بالعوض، ولو كان العوض دا هيبقي في جوازك من حد يحبك ويحترمك يبقي لازم تقبلي بيـه... انا أكتر واحده فاهماكي وحسيت باللي انتي حسـاه..
قالت ليلي:
_ طب ما أنتي ما اتجوزتيش يا فيفي..
قالت فردوس بإبتسامة:
_ يا حبيبتي انا كان عندي وقتها حاجة واربعين سنه، مش زيك لسه مكسرتيش التلاتين، وكمان انا كان في رقبتي اربع عيـال، انتي يا ليلي وضعك مختلف صدقيني، متقفليش باب قلبك يا ليلي..
صمتت ليلي وصمـت الجميـع للحظات حتي سمع الجميـع صوت الشقـة يُغلق بقـوة فخرجـوا جميعـا لغرفـة معتصم الذي قال ببراءه:
_ ماما، ممكن تسخنيلي الشربة تاني، علشان بردت..
سأله مصطفي بشك:
_ اي اللي حصل؟
قال معتصم بلا مبالاة:
_ مفيش ابويا كان جاي يشتريني، بيقولي اسيب امي واخواتي و اروح أعيش معاه وهيكتبلي كل فلوسه بإسمـه..
سأله طاهر بتعجب:
_ وأنت قولتله اي!؟
قال معتصم:
_ قولتله و ع ك..
سأله نادر بعدم فهم:
_ يعني اي!!
ضحكوا جميعـا وقالوا في صوت واحد:
_ وريني عرض كتافك..
ضحـك نادر بخـفه وعادوا لجلستهـم لبعض الوقت قبـل أن يستأذن الجميـع لشقتـه ليستريـح...
وعلي صـوت ضوضاء عاليـة تأتي من الدور العلـوي في منتصف الليـل صعد كـلا من مصطفي و نادر وطاهر للأعلي، فوجدوها تقف أمام باب شقتهـا وهي تضرب شخصـا ما، امسكـوه به وسألوها بصدمه:
_ مين دا!!!
قالت بغضـب:
_ دا حرامي خرع واهبـل، جاي يسرقني علشان عارف اني قاعدة لوحدي فاكرني برياله الأهبل..
ضحك طـاهر ولكنه قال بجدية:
_ بلغ المركز يا مصطفي خليه يتربي..
قال اللص بتعب:
_ اتربي اكتر من كدا، والله لو عميد في الشرطة ما هيضربني الضرب دا كلـه..
قالت غاضبه بعض الشيئ:
_ لا مفيش داعي للمركز، خلاص هو اتعلم الدرس، بس ورحمة امي وابويا لو شوفت خلقتك تاني لأكون مخلصه عليـك..
قال الحرامي بلهفة:
_ ربنا يكرمك، خلاص والله ما هعمل كدا تاني خلاص..
تركه طـاهر ليركض اللص للخـارج يستشعر حريتـه، بينما نظرت قالت هي بهدوء:
_ شكـرا يا رجـالة، نجاملكم في الأفراح..
نظروا لها بتعجب بينمـا زادت ضحكـات طاهر فدلفت هي لشقتهـا ولكن ناداها طـاهر:
_ يا استاذة، يا أنسه.. أنتي اسمك اي!؟
خرجت مرة أخري وقالت له بضيق:
_ وانت مالك!! عاوز اي بإسمي هتعملي بطـاقة..
ابتسم طاهر وقال:
_ هو انتي علطول بتتخانقي وتزعقي!! انا بسأل تن اسمك علشان اناديكي بيه علشان خـاطر اديكي العصاية بتاعتك..
اخذتها منـه وقالت بضيق:
_ وعد..
اغلقـت الباب وابتسم هو، التفت ليجد الإثنين ينظروا لـه بتعجب فغمزه مصطفي وسأله:
_ اي!؟ هو ضرب الحبيب زي أكل الزبيب ولا اي!!
قال طاهر بتعجب:
_ حبيب! أنتم عُبط ولا اي، وسع عديني خليني انزل أنام ورايا شُغـل بدري..
تركهـم طاهر عائدا لشقتـه بينمـا نظر نادر للاعلي وقال بضيق:
_ أنا هطلع علي السطـح أشم شوية هوا.. تيجي معايا..
_ ماشي يلا بس عشر دقايق وننزل..
اومأ له برأسـه فصعد الإثنين للأعلي، وقف نادر يلتقط أنفاسه بهـدوء فسأله مصطفي:
_ اي مالك؟!
قال نادر بهدوء:
_ مفيش... بس هو ممكن اسألك سؤال!!
قال مصطفي:
_ اه اتفضل..
سأله نادر بجدية:
_ ليلي كـانت بتقول انها أخدت نصيبهـا في الحب والجواز، بس اللي اعرفه انهـا اتجوزت غصب عنها..
سأله مصطفي:
_ وأنت مهتم بليلي ليه؟
قال نادر بجدية:
_ انا مهتم علشان عاوز اتجـوزها.. انا معجب بيهـا وبفكر فيهـا، انا مش عارف انت كأخوها ينفع اقولك كدا ولا لا، بس انا مرة واحده لقيت نفسي مبفكرش غير فيهـا، بس انا مش ناوي غير علي الخيـر..
اخذ مصطفي أنفـاسه وقال بهدوء:
_ ليلي وطاهر كانوا بيحبـوا بعض..
قال نادر بصدمة:
_ اي؟
ويتبع..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
_ ليلي وطاهر كانوا بيحبـوا بعض..
قال نادر بصدمة:
_ اي؟
استمر مصطفي مؤكدا حديثـه:
_ ليلي بنت خـالتي واصغر مني بسنة وأقل، علطـول كانت بتيجي عندنا هي وخالتي، وبحكم علاقة الجيـره هي اتعرفت بالعيـلة كلها، وحصل انجذاب بينها وبين طاهر وحبهـا وحبتـه هي كمـان، لحد ما ابوه شافهـا و ابوها اجبرها تتجـوز راجل كبير علشان خاطر الفلـوس، هما اتجـاوزوا الموضوع دلوقتي، صدقنـي ليلي مفيش في قلبها مشاعر من دي تاني ناحية طاهر، وهو كمان..
سأل نادر:
_ مبقاش في مشاعر ولا عشان حرام يكون في بينهم حاجه؟!
قال مصطفي بجدية:
_ لا يا نادر صدقني، أنا أكتر حد في الدنيا فاهم ليلي وعارفهـا، مشاعر ليلي ناحية طاهر انتهـت من فترة كبيـرة، و ان كان طاهر ساعدها علشان تطلق منـه فدا علشان خاطر بقي يعتبرهـا زي اخته..
سأله نادر بإهتمام:
_ وهي الخطـة كانت اي؟!
اجابه نادر:
_ بص ليلي اتجوزت وانا كنت لسه في الإمتياز، اخدت التكليف بتـاعي و سافرت سنتيـن بعدها كمان يعني 3 سنيـن، وبعد كدا رجعـت ومره واحده لقينا موضوع الخلفه ضرب في دمـاغه وليلي اصلا كانت بتاخد حبوب لمنع الحمل من نفسهـا بس هو كان عارف وموافق، لما منعها تاخدهم لجأت ليا وقالتلي انها مش عاوزة تخلف مـنه، طاهر عرف ان موضوع الخلفه اللي ابوه عاوزه دا كان عشان سالم خسر ولاده، فطاهر قالي انه هيكبر مشاكله مع ابوه وهيخلي موضوع الخلفه يكبر في مكانه، وفي نفس الوقت انا كدكتـور كنت حريص ان ليلي متحملش مـنه، بالأدوية وحساب الوقت اللي ممكن تحمل فيه وبأساليب تانيـه، لحد ما اقنعتـه انها مش هتحمل غير بالحقن المجهري و اوهمناه اني عملتلها عملية وفشلت وساعتهـا قالها انها لو محملتش هيطلقها فأقنعته نعمل عملية تانيه وقولتله ان دي الفرصة الاخيرة انها تخلف، وعملنا نفس القصة تاني و يومها كان مطلقها قدامي في العيادة..
قال نادر بإبتسامة سعيدة:
_ يعني ليلي معندهاش مشاكل في الخلفه؟!
قال مصطفي بضحك:
_ لا خالص، ليلي كويسه وتقدر تكون أم عادي..
أجلسه نادر ثم جلس أمامه وقال بجديه:
_ ساعدني علشان اتجـوزها يا مصطفي..
سأله مصطفي بإبتسامة:
_ هتعوضها؟!
قال بإبتسامة:
_ هعمل كـل حاجه علشان خاطر عينيهـا، صدقني هديهـا الحب اللي هي تستاهله..
قال مصطفي بتفكير:
_ الموضوع صعب و كمـان مقدرش اوعدك انها هتوافق، بس أنا هتكلم معـاها..
قال نادر بتفكير:
_ لا مش دلـوقتي...
سأله مصطفي بحيره:
_ طب وبالنسبـة لموضوعي انا اي دا انا عريس لُقطه والله..
ضحك نـادر وقال:
_ ماما هتقـول لمامتك علي معاد تيجي فيـه، ولو فيه نصيب هنتفق علطول..
سأله مصطفي بقلق:
_ يعني أنت شايف إن في موافقه مبدأيه حتي!!
اومأ برأسه وقال بهدوء:
_ ربنا يسهل..
ابتسـم مصطفـي ثم تحرك الإثنيـن للأسفـل كلا إلي شقـته، وفي الصبـاح الباكر دق بـاب بيت مصطفي ففتحـت ليلي وهي تضـع حجابها بعشوائيـة علي رأسهـا و وجدتـه نادر..
_ صباح الخيـر يا نادر، جاي بدري كدا ليه؟!
قـال نادر بإبتسـامة:
_ عـاوز منك طلب..
سألته بتعجب:
_ اي هو؟!
قال بجدية:
_ فاكـرة الرز بلبن اللي بالمكسرات اللي عملتيـه اول ما عدتك خلصت!! عاوز منـه، اصل بصراحـة نفسي فيه بقالي كام يوم وقولت مبدهاش بقي هقولك..
ابتسمت لـه واردفت:
_ حاضر، بس والله ما سبب تصحيني بدري كدا علشانه كنت ابعتلي رسـالة وأنا هعملك....
_ ما أنا بصراحـه كنت محروج..
_ محـروج من اي يا ابني احنا اخوات..
فتح عينيه بصدمه وعض علي شفتـه السفلي بضيق فسألته بريب:
_ اي يا نادر مالك؟
_ مين دول اللي اخوات!! ادخـلي جوا يا ليلي.. ادخلي..
سألته بخبث:
_ وأنت مش عاوزنا نبقي أخوات ليه بقي يا استاذ نادر!!
لم تكـن تقصد شيئـا بحديثهـا حقـا ولكن ملامحـه تحولت ولمعت عينـاه وقال بهدوء:
_ علشان أبقي عبيط لو دونً عن كل العلاقات اختارت أكون أخ ليكي..
اختفت ابتسامتهـا وشعرت بالتوتر يجتاحهـا، تحرك نادر للخـارج بينمـا نظرت في أثره تتردد جملتـه علي مسامعهـا، هل يمكن أن يحمـل تجـاهها مشاعر من نوع آخر..
لما لا فهي ليست أختـه، ولا يُمكن أن تُحدد العلاقة بين شاب وفتاة بإسم الأخوة أو الصداقـة، فهي علاقات حب مؤجله لحيـن بدء أحدهم بالخطوة الأولي..
ذهب النوم من عينيهـا ولا زالت تفكـر بالأمر وهي تتمني أن لا يحمـل نادر مشاعر تجاهها..
وتتمني اكثر ان لا تحمل هي مشاعر تجاهه، فهي تستطيع التحكم في قرارها وليس مشاعرهـا..
آتي لمصطفي الرد و سيذهب الليـلة لطلب يدهـا، صحيح أن تلك الزيجـه مرتبـه ولكنه يشعـر براحة كبيـرة، كان يبحث عنهـا كلما ذهب لفتاة مـا، برغم كونه شخص مرح وايضا اجتمـاعي بشكل كبير، يحبه الجميـع ويصادقونـه، إلا أنه كان يرغب في حياة عاطفيه هادئة، هدوء كالذي شعر به عندما رآها للمرة الأولي، وذلك السكون الذي يحـتل قلبه وكان يقـاومه...
في المسـاء..
كـانت تضع المكسـرات علي الأطباق وهي شاردة وانتفضت علي صوت مصطفي يدلف للمطبـخ وقال بسعادة:
_ الله عملالي رز بلبن!
قالت بجدية:
_ عملالك طبق هناك اهوه، الاربع أطباق دول للشقة اللي فوقينـا..
سأل بحيره:
_ هو من إمتي العريس بياخد رز بلبن وهو رايح يخطب..
قـالت بضيق:
_ دا ملوش علاقة بخطوبتك يا ناصح.. دا نادر طلبه مني وأنا عملتـه وقولت هطلعه بعد ما أنتم تنزلوا.. يلا بروته وريني لبسك...
دار مصطفي حول نفسـه وهو يعدل من ثيـابه ممسك بأنينه العطـر وكاد يضغط عليها فصرخت به:
_ لا مترشش في المطبخ هتكرف الأكـل، رش علي الباب وأنت خـارج، يلا روح ربنا معاك و يجعلها من نصيبك، ربنا يسعدك يا رب يا مصطفي..
اقترب منها مصطفي وسألها بجدية:
_ أنا حاسس ان فيكي حاجـه، هنتكلم بعدين..
ابتسمت وقالت:
_ وتفتكر لو في حاجه هخبيها عنك!؟ مفيش حاجه متشيلش همي.. يلا بقي روح..
تحـرك مصطفي للخـارج وكانت تنتظـره والدته في الخـارج ثم صعدوا للدور الأعلي، استقبلهـم نادر و والده ورحبـوا بهم في غرفة الإستقبـال...
قال يوسف:
_ منـورين يا جماعة والله..
قالت فاتن بإبتسامة:
_ البيت منور بأصحابه يا أبو نادر، أومال فين صفاء..
أتت صفـاء من الداخـل ورحبت بهـم بإبتسامة ودوده..
_ أنا موجـودة أهو، أهلا بيـكم..
اعتدل مـصطفي وبدأ في الأمر مباشرة بلا مقدمـات:
_ بص يا عمي، حضرتك عارفني كويـس فأنا هدخـل في الموضوع علطـول وأطلب من حضرتك إيد الآنسة آيـة..
ابتسم يوسف وقال بكل صراحـة وأريحيـه:
_ بص يا مصطفي أنت فعلا عندك حق، أنت مش محتاج مقدمات، اخلاقك وسمعتك الطيبة سابقـاك و علفكرا أنا لما حد بيجي لآيه مبقولش كدا علطـول بس أنا معنديش مانـع أبدا واسلمك بنتي وأنا مرتاح، بس انا رأيهـا أهم حاجه عندي...
قالت فاتن بإبتسـامة:
_ والله احنا يحصلنا الشرف بالنسب دا يا يوسف و أنا بصراحه عمري ما هلاقي أحسن من آيـه، خلاص احنا طالما متفقين و واقف علي رأي العروسه يبقي يتكلمـوا وبعدين علي مهلها تفكر و تردوا علينا..
قال يوسف بإبتسامة:
_ نادي لآية يا صفاء..
ذهبت صفـاء وأحضـرتها، كانت تنظر أرضا تشعر بالخـجل، ألقت السـلام ثم جلست بجـوار والدهـا الذي اندمج في الحديث لدقـائق أخري ثم قـال:
_ هنسيبـكم دقيقتيـن مع بعض...
خرج الجميـع فنظـر مصطفي لهـا بإبتسـامة وسألها:
_ مش عاوزة تسأليني في اي حـاجة يا آية!
هزت رأسهـا نفيا ونظرت له لثواني فأتسعت ابتسـامته وقال:
_ هي عامة القاعدة دي بتبقي تعـارف في حاجات بسيطة أعتقد انك عارفاهـا عني، وانا كمان عارف عنك اللي يكفيني، بس لو خطر في بالك اي سؤال أنا مستعد ليه..
سألته بهدوء:
_ عاوزة اسألك أنت شايف الجـواز اي؟!
قال بإبتسامة:
_ سكـون، يعنـي بالنسبالي هو الركن اللي مهما حصل فيه مشاكل بردو مش هلاقي راحتي غير فيـه، يعني راحتي تكون في بيتـي وتكون غيـر اي راحة بحسها..
سألت:
_ راحتك انت بس؟
قال بجدية:
_ ربنـا سبحـانه وتعـالي قال " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ﴾...
يعنـي بين اي زوجيـن المفروض بيكـون فيه مودة ورحمـة، علاقة متبادلـة بتتحقق في الاتنين مع بعض مش مع واحد بس، كمان حاجه أنا شخصيتي أيوا مش هادية أوي بس أنا بصـراحة حبيت هدوئك من أول يوم..
ابتسمت بخجـل وآتي نـادر يجـلس بجـوارها وخلفـه الجميـع، وبعد دقائق استأذن مصطفي و والدتـه فقال يوسف براحه:
_ أنا بصراحـة مرتاح للموضوع دا، ولا اي يا نادر؟!
_ مصطفي محترم وكويس يا بابا وهيحافظ علي آية، بس انا عاوزها تاخد قرارها بعد تفكير كويس...
قـالت صفاء بإبتسامة:
_ آيـة يا حبيبتي صلي استخـارة وفكري علشان نرد علي النـاس..
قالت آيـة بهدوء:
_ هو الدكتور مصطفي كويس وكل حاجه بس هو أنا حاسه ان لسه بدري بالنسبالي!؟
اجابتها صفاء:
_ يا بنتي لسه في خطـوبة مش هتتجوزي في يوم وليله يعني، دا عريس محترم وكويس ميترفضش بصراحه..
قالت بتفكير:
_ خلاص سيبـوني افكر..
قال نادر بخبث:
_ اه سيبـوها تفكر، مع ان دقني اهي لو مكنتش واخده قـرار أصلا..
ضحكـت صفـاء وهي تؤكد حديثـه:
_ معلشي هاودهـا زي ما أنا بعمـل كدا لحد ما تخرج علينا بفرمان الموافقـة..
ابتسـمت بخجـل وارتمت بحضن والدهـا الذي ضمهـا بحب يخبئهـا عن الجميـع....
في الأسفـل كان عائدا من عملـه يتحدث في الهاتف مع والدته:
_ جبتلك والله الخضار اللي أنتي عاوزاه..
قالت فردوس:
_ وهات فرخـة علشان أخوك..
قال بضحك:
_ اخويا دا شويـة وهياكـل دراعاتي..
صرخت به:
_ يا ساتر يا رب، مش اخوك عيان وبيعوض الد'م اللي خسـره يا ابني، يلا بقي بسرعة متتأخرش...
تحـرك للمجـزر يعبث بهـاتفـه وقـال بصوت عال:
_ شوفلنـا فرخة تلاته كيـلو يا كريم بس بسرعة..
سألت هي:
_ فرخه بيضـا؟
نظـر لها بتعجـب، فكيف يُخطـئ في هذا الصـوت، سألها بدهشه:
_ اي دا أنتي اشتغـلتي هنا؟!
أجابته وهي تُمسك السكيـن بيدها:
_ اه، عاوز فرخة بيضا ولا اي؟!
قال بحيرة:
_ انا عـارف بقي!! هي عاوزاها تأكلها لمعتصم عشان يتقوت ويعوض الد'م اللي خسره، يعني كالعادة مش هطـول منها دبوس...
صمتت قليـلا ثم دلفـت للداخـل عند أقفاص الدجـاج وأحضـرت ما يُريد، بدأت بأسم الله ثم قامت بذ'بحهـا وتنظيفهـا وهو يشاهدهـا بهدوء، كانت سريعـة فأنتهت بعد دقائق قليـلة...
قالت:
_ حسابك 360..
أعطـاها المبلغ فأخذتـه ووضعتـه في الدرج، نظرت له بتعجب وسألت:
_ في حاجه تاني؟!
هز رأسه نفيا وتراجـع للخلف ثم التفت بجسـده عائدا لبيتـه، وجد ليـلي تقف أمام بيته وتدق البـاب..
_ مساء الخير يا ليلو، اي دا رز بلبن؟!
ابتسمت:
_ يكش يطمر بس، انا عملت وقولت ازود ليكـم، يلا بالهنا والشفا...
سألها بتفكير:
_ طب ومفيش طبق زيـادة للشقـة اللي في الرابع..
رفعت حاجبهـا وسألته بخبث:
_ وعاوزني اعمـل طبق للي في الشقة اللي في الرابع ليه يا طـاهر!!
قال بضحك:
_ يا حبيبتي الرسول وصي علي سابع جار.. لما هي ترجع ابقي خدي طبق واطلعي اقعدي معاها واعرفيلي عنها اي حاجه بالله عليكي...
قالت بتفكير:
_ هفكر وارد عليك.. ابقي دخل دا جوا..
تركـت الأطباق علي صندوق بجوار الباب، تحركت للأعلي بضعة درجـات فسحب يدهـا لتعود مندفعه للخلف وكادت تسقط لولا أن تمسكت بـه، وعلي ذلك الوضع دلفـت وعد للمنزل فنظر لها طاهر بصدمه و ترك ليلي تسقط ارضا وقال بجدية:
_ وحياة أمي انها في مقام أمي..
قالت ليلي بضيق:
_ وعلشان كدا وربي لأقوم اشبشبلك دلوقتي..
قـالت وعد بضيق:
_ ممكن اعدي!!
تحـركت وعد للأعلي بعدما أفسح لهـا طاهر ونظر في اثرها بتعجب:
_ البت دي لوح تلج؟ انا عمري ما شوفتلها اي ريأكشن غير انها متعصبه او متضايقـه..
وقفت ليلي وقالت بجدية:
_ ربنا العـالم هي بتمر ب اي، بس انت بعيدا عن الموقف الزبالة اللي عملتوا دلوقتي بس لا ليك مواقف حلوة معايا، وعلشان كدا انا هطلعلهـا..
تحركـت ليلي للأعلي وأخذت الأطبـاق الباقيـة للأعلي، دقت البـاب ففتح لها نادر فكـان يتوقع مجيئهـا فقالت بإبتسامة:
_ مساء الخير يا نادر.. اتفضل الرز بلبن ويا رب يعجبك المره دي كمـان..
اخذه نـادر منهـا وتحرك ليسمح لها بالدخـول ولكنها استأذنت لترحل فقال:
_ رايحـة فين، تعالي اقعدي معانا شوية؟!
قالت بجدية:
_ مرة تانيه، أنا كدا كدا هاجي اقعد مع آية شوية بس دلوقتي هطلع الطبق دا فـوق..
سألها:
_ هتطلعيه وتنـزلي؟
هزت رأسها نفيـا وقالت:
_ لا، أنا هقعد مع وعد شوية وبعدين هنزل شقتي، تصبح علي خيـر..
تحركـت للأعلي سريـعا ودقـت باب شقة وعـد، فتحت لها بعد ثوانـي و نظرت لها بتعجب ولكن ليلي قالت بإبتسامة:
_ اتفضـلي دا ليـكي..
ابتسمت وعد ابتسامـة خافته وأخذته منهـا وشكرتهـا بهدوء فقالت ليلي:
_ ممكن نقعد شوية سوا..
_ اه طبعـا اتفضـلي..
جلست ليلي وهي تنظر حولها، كانت الشقة شبه خـاليه من الأثـاث، قالت وعد بهدوء:
_ تشربي اي؟!
_ ولا آي حاجه، انا كنت جاية أتعرف عليكي وأعرفك عليا وعلي كل اللي في البيت، أنتي جيتـي في وقت ما كنا تقريبا بايتين في المستشفي وملحقناش نتعرف..
ابتسمت وعد قائلة:
_ انا فعلا استغربت لأن البيت أغلب الوقت كان هادي، وبعدين بقيت اسمع اصوات ضحك و شوية خناق وزعيق، هو انتم عيلة؟
_ يعني تقريبا تقدري تقـولي كدا... الشقة اللي في الارضي عايش فيها فردوس و ولادها، معتصم و طاهر، و احنا فوقهـا، أنا وخالتي ومصطفي ابن خالتي واخويا في الرضاعة، وفوقنـا عايش الاستاذ يوسف و ولاده، وهما لسه جايين هنا من شهرين بس كانوا عايشين هنا من يجي 30 سنه ولا حاجه، والشقة الرابعة بقي؟ مين فيها؟
قالت وعد:
_ أنا لوحدي.. وعد، بس أنا قاعدة إيجار مش تمليك..
سألتها ليلي بإهتمام:
_ وعايشة لوحدك ليه؟!
_ علشان أنا مليش حد، بابا وماما متوفين ومليش اخوات..
لم تكن وعد ترغب في الحديث عن حياتهـا و شعرت ليلي بذلك فلم تسألهـا فقالت مُغيرة مجري الحديث:
_ تعرفي ان أنا في مقام ام طاهر بجد، مش هزار..
قالت بعدم اقتناع:
_ يا شيخه!!
قالت ليلي بضحك:
_ انا كنت متجـوزة ابوه..
_ اي!! بتهزري؟ دا عن اقتناع ولا اي!!
_ أكيد لا يعني، عن اجبار... هو راجل غني أوي و ابويا اللي اجبرني عليـه..
سألتها وعد:
_ ولما هو غني أوي، ليه عياله قاعدين هنا؟!
_ يا بنتي مهي فردوس بردو اتطلقت منه، وطاهر هو اللي شال المسئولية من وقتهـا، ليه اختين بنات واتجوزوا وباقي هو ومعتصم معاها..
_ ربنا يعينهم يا رب..
وقفت ليلي وهي تدعي لهـم وقالت لها بإبتسامة:
_ اتشرفت بمعرفتك يا وعد، واعملي حسابك احنا معندناش حد في البيت دا يقعد في شقته في حـاله، عاوزاكي تتعرفي علي الكل، وهعرفك علي آية بنت عمو يوسف.. و علي معتصم ومصطفي ونا.. وعلي نادر و فردوس و فاتن وصفاء..
قالت وعد بإبتسامة:
_ ان شاء الله..
تحركـت تجـاه الباب ولكنهـا وجدته يُدفع بعنف ودلف شابا مـا قال بغضب:
_ أخيـرا وصلتلك... فاكره نفسك هتهربي مني!! دا احنا حسابنا تقـل أوي يا وعد..
لم تتمكن ليلي من فعـل شيئ اذ سحبهـا فارس من يدهـا للخارج وأغلق الباب فركضت للأسفـل تدق باب نادر:
_ نـادر اطلع بسـرعة في واحد فوق دخل وشدني لبرا و تقريبا هيتهجم علي وعد!!
قال بصدمه:
_ اي!!
تحـرك للأعلي وجاء مصطفي علي صوتهـا ففكـرت لثواني ثم ركضت بالأسـفل لتخبر طاهر لعله يقوم بدورا بطوليا في هذه اللحـظه، نظر لها طاهر بصدمه لم يفهم كلماتها فركضت للأعلي وهو خلفـها ورأي مصطفي و نادر يحاولون دفع الباب الذي اغلقـه فارس من الداخـل.. ساعدهم طاهر فكسروا الباب واصبحـوا بالداخـل..
كـان ممسكـا بخصلات شعرها بين يديه، أما هي فكانت تنظر له بغضب، وعيناها لا تحمل ذرة خوف واحده، فمن هو لتخشـاه هي..
سألتها ليلي بقلق:
_ مين دا يا وعد؟!
قال فارس بغضب:
_ قوليلهم أنا ميـن!!
قال طاهر بغضب:
_ نزل ايدك الأول وبعد كدا نبقي نعرف أنت مين! ولا الحلو مبيعرفش يتكلم غير بإيده..
تركهـا فارس فدفعتـه بعيدا عنهـا و اخذت حجـابها من علي الأريكـة وقالت غاضبة:
_ لا، الباشا مبيعرفش يتكلم غير بإيده وبس...
سألها طاهر:
_ مين دا!؟
صرخ فارس غاضبا:
_ أنا جـوزها..
ويتبع..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
صرخ فارس غاضبا:
_ أنا جـوزها..
صمت طـاهر فلم يكـن يتوقع هذا الرد أبدا، قـال مصطفي يحـاول تدارك الموقف:
_ طيب حضرتك مينفعش كـدا!! التفاهم مش بالشكل دا وتلم الناس عليـك، فلو سمحت ياريت تتكلم بهدوء، لأنك حتي لو جوزها مش هنقدر نسمحلك تمد ايدك عليها...
قال فارس:
_ أنا مش عاوز حاجه غيـر انها تيجي معايا...
قالت وعد:
_ وأنا مش عاوزة الجوازة دي يا فارس ولا عاوزاك، أنت متستحقش ضفري حتي وأوعي تفكر اني ممكن أكمل معاك بعد اللي أنت عملتـه، وان كنت ضعفت في لحظه وسمعت كلام ابويا فهو دلوقتي مات خلاص...
قال بغضب:
_ يعني اي؟ هنفضل في لعبة القط والفار دي كتير؟!
تدخلت ليلي قائله:
_ يا أستاذ فارس الأمور مبتتحلش بالطريقـة دي، سيبهـا تهدي و كل حاجه هتكون كويسه بس بالعقل، عمر ما مد الإيد كان حل!
_وأنتي مالك أصلا أنتي كمان!! ما أنا حر مع مراتي وأتفضلوا بقي برا كلكم..
تدخـل نادر بغضب:
_ اتكـلم معاها عدل!! أنت باين عليك شخص همجي مبيفهمش، وعمتا منك لمراتك..
نظرت لها ليلي بشفقة وقالت:
_ لا يا نادر.. انا مش همشي واسيبه يضربهـا..
دلفـت وعد للداخـل وخرجت بعد ثواني تحمـل سكينـا في يدهـا وقالت بسخرية:
_ يمد ايده بس وأنا هفتحله كرشه، انا خلاص مبقيتش باقية علي حد، مبقيتش باقيه علي الدنيـا كلهـا، يا اخي يلعن الظروف اللي خلتني اتجـوزك بعد اللي أنت عملته، امشي من هنـا وتطلقني فـاهم!!!
تحـرك فارس للخارج فهو يعـلم مدي تهـورهـا، اقتربت منها ليلي وسحبت السكيـن منها و وضعتها علي الطـاوله ثم أجلست وعد وأعطتهـا كوبا من المـاء، قالت وعد:
_ انا مش ضعيفـه، لو هو فاكر اني ضعيفـه يبقي غلطـان..
ابتسمت ليلي:
_ بالعكس انتي قوية، يا ريتني كنت عرفت اعمل اللي أنتي عملتيه دا والله، كنت خلصت علي الراجـل اللي قرفني اربع سنين دا، لا مؤاخذه يا طاهر..
كـان طاهر في عالم أخر وانتبـه اخيرا عندما قالت اسمه فأبتسم وقال:
_ لا ولا يهمك.. المهم سيبي المدام وعد ترتاح و خلونا بقي ننزل كل واحد علي شقتـه، اقفلي الباب كويس عليكي..
قالت وعد بهدوء:
_ هعمل كدا.. متشكره ليكم..
تحـرك الجميـع للخـارج فقالت ليلي بآسي:
_ يا عيني عليك يا طاهر، مره ابوك يتجوزها و مره هي اصلا تطـلع متجوزة..
التفت الجميـع لها فسألها مصطفي:
_ بتقولي اي؟!
_ مقولتش حاجه بدعيلها ربنا يحميهـا، يلا يا جماعه عدوني هروح أنام علشان اليوم كان طـويل أوي بجد.. تصبحـوا علي خيـر..
تركتهـم وذهبت لشقتهـا وأقف نادر الإثنين وقال:
_ عاوزكم تساعـدوني اخليها تحبني، او حتي تفهم مشاعري ناحيتهـا..
ابتسم طاهر:
_ والله كنت حاسس انك معجب بيهـا، بس عاوزني اساعدك ازاي؟!
قال نادر بحيره:
_ معرفش يا طاهر، اي حاجه..
قـال مصطفي بتفكير:
_ هي بتحب أوي كافيـه كدا علي النيـل، كانت كل ما تيجي تقعد عندنا تقولي اوديهـا هناك، هي بتحب النيل عامة بس من وقت ما اتجوزت مشوفتهاش راحت..
قال طاهر:
_ ليلي مستحيـل تخرج مع نادر لوحدها..
قال مصطفي غاضبا:
_ ليه هو انت كنت فاكرني هوافق أصلا؟!
قال نادر بجدية:
_ اهدي يا مصطـفي أنا أصلا مكنتش هعمل كدا، أنا بردو عارف حدودي كويس..
قـال طاهر بحسره:
_ طيب يا اخويا، أنت روحت اتقدمت و انت عندك فرصـه وأنا هروح أنام.. والله مش بحسد أنا بقر عليكم يا ولاد المحظوظه..
نظر الإثنيـن له بتعجـب وهو يتحـرك لشقتـه، أغلق الباب خلفـه و جلس بالصـالة أمام التلفـاز، استيقظت والدته علي صوت التلفـاز فخرجت له..
_ اي يا طاهر أنت لسه صاحي؟ هتتأخر في الصحيان علي الشغـل..
جلست بجـوار فوضع رأسه علي كتفها دون أن يُجيبهـا فسألته بقلق:
_ مالك يا طـاهر؟!
قص لهـا طاهر كل ما حدث وكل ما كان يشعـر به، تنهد بتعب ثم قال بهدوء:
_ الحمد لله اني عرفت بدري واني متعلقتش بيهـا..
ابتسمت بأسي وهي تضم وجهه بكفيهـا وقالت بحزن:
_ طاهر يا حبيبي أنا أكتر واحده في الدنيا نفسي أشوفك بتحب و أشوفك عريس، بس الجواز محتاج مصاريف يا طاهر و احنا يا ابني خلاص مبقاش معانا..
وكأن طاهر استوعب الأمر الآن فنزلت دموعه:
_ انا عليـا لنادر 15 ألف و لمصطفي 20،ومبقاش في جيبي فلـوس، ومبقيتش عارف استلف من مين..
_ ليلي باعت الخاتم والاسورة وسابتلي فلوسهم، وحلفت عليا مرجعهاش بيهم، وقالتلي لما طاهر يسد كل ديونـه ومعتصم يقف علي رجله ويخلص كل علاجه يبقي يرجعهوملي اخر حـاجه...هي عارفه انك مش معاك تـاني وبتقولك اوعي تمد ايدك لسالم يبيع ويشتري فيك...
قال طاهر بحزن:
_ انا فعلا فكرت اطلب منه،ليلي زي ما تكـون حفظاني، تفتكري يا ماما هي لسه بتحبني؟!
_ طبعا بتحبك يا طاهر، بس مش الحب اللي كانت بتحبهولك زمان، ليلي شاركتنا وجعنا يا طاهر واكتر حد ممكن يحس باللي مرينا بيه، الحب مش بس بين اتنين، في انوع تانيه من الحب، بتكون أقوي وأنقي بكتير، علاقات بدون مقابل.. دا حب ليلي ليك أنت ومعتصم وليا وللبنات...
_ وأنا بحبها والله يا ماما ونفسي أشوفهـا مع اللي يستاهلها، نادر شكله فعلا بيحبهـا بس هي شكلها مش هتديه الفرصـه وانا مش عارف افضل ساكت، عاوز اساعدها تفتح قلبهـا تاني.. وبالنسبة للفلوس أنا قررت اخد قرض و ادفعه من مرتبي كل شهـر، نعيش علي قدنا احسن ما نبقي مديونين انا مش هقدر افضل كدا.. اي رأيك يا ماما؟! يعني لو المرتب نقص كل شهر الفين جنيه الدنيا هتزنق اوي معانا!!؟
قالت بتفكير:
_ انا هقولك حاجه، انت تاخد القرض بتاع ال 90 الف دا، وتسد دينك و بالباقي تفتحلك مشروع صغير..
_ طيب سيبيني افكر واسأل وأدرس الموضوع..
قالت بجدية:
_ حط في بالك ان مصطفي اتقدم لآية ولو وافقوا ودا غالبا هيحصل فمصطفي هيحتاج الفلوس عشان يجيب الدهب و نادر هيحتاج الفلوس عشان يعملولها خطوبة فلازم من نفسك يا حبيبي تردلهم الفلوس علشان مسئولياتهم..
_ معاكي حق يـا ماما..
بعـد مرور ثـلاثة أيـام أخبر يوسف مصطفي بالموافقـة علي أن يجتمع الجميع مساء اليوم للإتفاقيات وقراءه الفاتحـة..
قضت ليلي يـومها في منزل يـوسف مع آيـة لتختار ثيـابهـا وزينتهـا وهي سعيدة لأجل أخيها ورفيق عمرهـا سألتهـا صفاء:
_ ليلي أعمل حلويات ولا كفاية اللي اشتريناها من بره؟!
قالت ليلي بضحك:
_ ما كفاية يا طنط هو احنا وحوش، هتقضي وهتفيض دي كتير اوي أصلا، تعـالي بقي اقعدي وشوفي هتلبسي اي!!
قالت صفاء:
_ يا بنتي لسه هقوم أعمل عصاير و لسه هحط الفرش دا في الصالون علي الكراسي..
_ خلاص يا طنط روحي انتي اعمـلي العصير وهاتي الفرش أنا هوضب الصـالون..
_ مينفعش يا بنتي انتي من طرف العريس..
قالت آيه بإبتسامة:
_ لا والله دا انا حاسه ان ليلي اختي يعني اخت العروسة..
قالت ليلي:
_ والله اللي هيأكلني اكتر هبقي من طرفـه، انا ممكن ابيعكم في ثواني متثقوش فيا كدا..
ضحكت صفـاء و ذهبت لتُخرج المفارش ثم أعطتها ل ليلي وقالت بثقة:
_ يا بنتي عمرك ما تلاقي أحلي ولا أطعم من أكل خالتك صفاء..
دق طاهر باب الشقـة وهو يحمل كرتـونه بين يديه ويلهث بتعب وقال:
_ خالتو صفاء، ماما بتقولك طقم الصيني أهوه، وبتقولك لو عاوزة حاجة تاني قوليلها قبل ما تلبس وتطلع..
ابتسمت صفاء وقالت:
_ لا يا حبيبي كتر خيرها، أدخل حطه في المطبخ..
دقـت وعد باب الباب ونظرت للجميـع ثم قالت بإبتسامة:
_ مساء الخير، ألف مبروك..
ابتسمت صفاء:
_ الله يبارك فيكي يا حبيبتي، تعالي اتفضلي..
_ أنا قولت آجي بدري شوية لو حد محتاج حاجه اعملهـا..
_ كتر خيرك يا حبيبتي، تعـالي اقعدي مع البنـات هنا..
دلفت وعد وقالت بجدية:
_ لا انا مش جاية اقعد، انا جاية علشان اسـاعد، قوليلي بس اعمل اي انا مش غريبة..
خـرجت ليلي وقالت بإبتسامة:
_ هقولك أنا، هي لسه هتخرج الحلويات في الأطبـاق، ممكن تعملي انتي كدا، ممكن تساعدي طاهر..
نظر لهـا طاهر بصدمه، ما الذي تفعـله هذه الفتـاة، هو لا يريد الإختلاط أبدا بوعـد، دلف للمطبخ و وضع الكرتونه علي الطاولة و أخرج لها الأطبـاق وهي بصمت أخذت الحـلوي وبدأت بوضعها في الأطبـاق وهو يساعدهـا بلا حديث..
اما في الخـارج كانت تنظر بكـل شيئ برضا ولكنها فتحت عينيهـا بصدمه عندما وجدت نادر يدلف سريعا وصعد علي الكرسي بقدمه ممسكـا بعض الزينه يحـاول وضعهـا فصرخا به غاضبه:
_ نادر!! انا لسه حاطه الفرش وأنت بهدلتلي الدنيـا.. وبعدين اي الزينة اللي أنت جايبها دي هو عيد ميلاد!!
سألها بجديه:
_ وحشه بجد؟!
_ أيوا يا نادر دي عاوزة عيد ميـلاد، انا شايفة مفيش داعي للزينـة الموضوع مجرد قراية فاتحـة لسـه..
_ خلاص بـلاش.. صحيح يا ليلي، عقبـالك..
ضحكت ليلي وقالت:
_ عقبـالك أنت يا نـادر أنا خدت نصيبي في عمو ابيه سالم وخلاص..
_ وخلاص خلصتي منه قافـلة علي قلبك ليـه؟!
ابتسمت بألم وقالت:
_ انا مخلصتش منه ولا حاجه، ربنا العالم ان الكوابيس مستبتنيش في حـالي من يوم ما اتجوزته ولحد النهاردة، يوم ما أحس بالأمان يا نادر و محلمش بالكوابيس دي تاني وقتها هبقي صالحـه اني اتجوز تاني من غير ما اظلم الشخص دا معايا، انا مقدرش اظلم حد معايا و استناه يصلح اللي جوايا، ولو الشخص دا ليه معزه عندي مقدرش اعمل معاه كدا...
كان يعلم انها توجـه حديثها لـه، عيناها الحزينة أخبرته بكـل شيئ...
انتهوا جميعـا من أعمالهم و آتي الجميـع.. مصطفي و فاتن ومعتصم وفردوس، وأعمام و خالات آية فقط.. واقتصر الجمع عليـهم..
كان التفاق سلسا وتم سريعـا فأنطلقت الزغاريط من فم ليلي وصفق الجميـع بسعـادة..
جلس مصطفي بجـوار آية و مال قليلا تجـاهها وقال بهدوء:
_ مبروك..
_ الله يبـارك فيك..
_ علفكـرا انا عندي كلام كتير عاوز أقوله بس هأجله لحد ما نكتب الكتـاب علشان كل حاجه بينا تكون برضا ربنـا..
ابتسمت وأومأت برأسهـا توافقه في حديثـه.. وكما كانت هناك قلـوب مليئـة بالسعادة، وأخري تبحث عن الأمـان و أخري حزينـة وبداخلها جروح داميـة، فتح البـاب وصدع صوتا يعـرفه الجميـع:
_ يا أهلا بالكـل، أهلا بولادي و.. بطليقاتي..
كعـادتهـا تحركت تقف خلف طاهر و نـادر، تخشي أن يختطفهـا كالمرة الماضيـة فقد كان ذلك كابوسا بحق، و لكن عندما مر شخصا أخر خلفه علمت بأنها الآن ستعيش هذا الكابوس علي أرض الواقـع..
_ بابا!!!
قـال سالم بغضب:
_ بتضحكي عليا وبتزوري التحـاليل؟! وربي لأعلمك الأدب أنتي ودكتـور الغفله...
قال والدها:
_ انتي ازاي متقوليش انك اتطـلقتي؟ اربع شهور مش عارف انك اتطلقتي وقاعدالي هنا مع خالتك ولا كأن ليكي حـاكم!!؟
قالت فاتن بضيق:
_ اقصر الشر يا توفيق وسيب البت في حالهـا، مش كفاية ضيعتها وجوزتها لواحد اكبر منك أنت شخصيا علشان خاطر الفـلوس، وان ليلي ترجع عند واحد فيكم دا علي جثتـي...
قال توفيق بغضب:
_ لا.. ليلي هترجـع لجوزهـا و المأذون جـاي في الطريق..
ابتسم سالم وقـال بسخرية:
_ مستنيكـي تحت قدام باب البيت، يا تيجي بمزاجك يا إما أنتي عارفة هتيجي غصب إزاي...
تحرك للخـارج وشعـرت ليلي وكأن العالم حولها يتحرك في كل الاتجاهات، كل العالم يشاركها في نصيبها من الهواء واصبحت تختنق...
فلاش بـاك...
_ بـلاش علشان خاطري! علشان خاطري متضربنيش بالعصاية دي.. والله هعملك كل اللي أنت عاوزه..
~ اخر تحذير، لو مسمعتيش كلامي هكسرلك عضمك كـله...
_ خلاص والله هسمع كلامك...
تنفس بضيق وقال:
_ يلا ادخـلي جهزيلي الحمـام، وعاوز الماية سخنه مولعه فاهمه!!
اومأت برأسها وتحركت سريعـا للداخـل وفعلت كمـا أمرها، بعد دقائق سمعت صوته يصـرخ بهـا فركضت للداخـل وسألته:
_ اي اللي حصل؟!
قال بخبث:
_ دي الماية السخنه؟!
تحسست الماء بيدها ولم تتحمله حتي فقالت بتعجب:
_ الماية سخنه اوي اهي زي ما طلبت..
دفعهـا سالم بها فصـرخت متألمـه وجاهدت لتلتقط أنفاسها وترفـع جسدها من الماء السـاخن فنظر لها وضحك بسخريـة..
بـاك...
كـان جسدهـا يرتجف وأمامها يجلس نادر و طـاهر الذي يدرك معاناتها ونزلت دموعه رغما عنه، بينما اقترب مصطفي يضمها له وقال بحزن:
_ مش هسمحله، المرة اللي فاتت مكنتش موجود بس المرة دي علي جثتي يا ليلي..
نظرت ليلي لطاهر الباكي وقالت بألم:
_ هو عارف ان محدش يقدر علي أبوه.. صح! مفيش حل يا طاهر صح؟!
قال نادر بجدية:
_ أنا عندي الحـل..
نظروا له جميعـا فأكمل بجدية:
_ أنا هتجـوز ليلي...
نظـرت ليلي لـه بصدمة وبأعين باكيـة فأكمل حديثه:
_ ليلي أنا أصلا عاوزك، ولو انتي شايفة انك هتبقي ظلمتيني فأنا قابل بالظلم دا لو منك أنتي.. انا مش هسمحـله يا ليلي...
قـال طاهر بجدية:
_ وافقي، وأنا للأسف هاخد خطوة ضد أبويا كنت مأجلها لسنين، خدها يا نادر واتجـوزوا و ابعدوا لفترة..
اقترب يوسف وربت علي ظهر ابنه:
_ خلي بالك منها ومن نفسك..
قالت صفاء بحزن:
_ وافقي يا ليلي، والله مش علشان ابني بس انتي مش هتلاقي احسن من نادر....
قالت ليلي بإستسلام:
_ كتب الكتاب يكـون هنا قدام الكـل.. مش عارفة إزاي بس مصطفي هو اللي هيشهد علي عقد جوازي..
نظر لها الجميـع بصدمه فقـالت وعد بإبتسـامة:
_ أنا عندي الحـل..
وبالفـعل تم تنفيذ خطـة وعد وهي...صعد مصطفي وطاهر للأعلي وصعدوا للسطـح ومنه تحركوا لسطح جيرانهـم، كل الشكر للص الذي فعل ذلك من قبل، ركضوا الإثنيـن ليُحضـروا المأذون و صعد الجميع للأعلي لشقـة وعد بينما تحركت فاتن للأسفل لتُحضر أوراق ليلي وقسيمة طلاقها و ما يخصهـا..
حضـر طاهر و خلفه مصطفي والمأذون وصعدا لسطح المبني الأخر فقال طاهر:
_ يلا عم الشيخ، هننط للمبني التاني..
_ انط فين يا ابني انا راجـل كبير وليا احترامي وبعدين انا صحتي مش هتجيب المسافة دي..
قال مصطفي بإستعجـال:
_ يا عم الشيخ الموضوع ضـروري، يلا بسرعة الله يكرمك..
قال طـاهر:
_ أنا هسبق أنا وأنزل لأبويا أعطل فيه عشان ميشكش فينـا، وأنت خلص كل حاجه بسرعة، وأنت يا عم الشيخ انجز بالله عليـك ربنا يبارك يا رب دي ولية غلبـانه عندها سبع عيال وما صدقنا حد يرضي بيهـا..
_ لا حول ولا قوة الا بالله، خلاص شبكلي يا ابني..
_ شبكله يا مصطفي خلينا ننجـز...
قال مصطفي بضيق:
_ دا شكلها فاتحة الخير يا اية، ملحقناش نقول كلمتين علي بعض..
ركض طـاهر للأسفـل بينمـا ساعد مصطفي الشيخ ودلف بـه لشقة وعـد وجلس علي الأريكـة..
جلس مصطفي و نادر علي طرفيـه وقال:
_ بسرعة يا عم الشيخ الله يخليك..
قال الشيخ بهدوء:
_ بالراحـة يا ابني.. مش كدا هي العروسة هتطير..
قال معتصم بضيق:
_ مش هتطير والله ابويا هو اللي هيطيرنا كلنـا..
سأله الشيخ:
_ شكلك كدا واحد من السبعة..
سأله نادر بتعجب:
_ سبعة!!!!
قال الشيخ بجدية:
_ أيوا، الشاب التاني اللي كان موجود قال انها أم لسبعة أولاد...
فتحت ليلي عينهـا بصدمـه وتوعدت لطـاهر بالويـل، تنحنحت وقال بهدوء:
_ لا يا عم الشيخ، أنا معنديش أولاد... مطلقة من أربع شهـور..
قال الشيخ بإبتسامة:
_ اذا علي بركة الله.. أولا نبدأ بالتعريف عن الزواج و والواجبات والحقوق...
قاطعه نادر بضيق:
_ يا عم الشيخ احنا معندناش وقت، ادخل في الموضوع علطول..
_ حاضر يا ابني، قول ورايا.. اني استخرت الله العظيم..
ابتسم نـادر وهو يكرر خلف المأذون حـتي أنتهي الأمر و شهد كلا من مصطفي و يوسف علي العقـد و وضعت ليلي امضتهـا فقـال المأذون..
" بارك الله لكما، وبارك عليكما وجميع بينكمـا في خير ".
صعـد طاهر لهم بعدمـا اقنع والده انه سيذهب لإحضـارها وفعل ذلك ليبـارك لهـا، دلف للداخـل وابتسم بسعادة عندما علم ان الأمر تم، قال بحب:
_ ربنا يسعدك يا ليلي.. والله برغم كل العك دا الا اني بشكر الظرف اللي خلي الواد دا يتجوزك بالسرعة دي علشان خاطر كان لسه قدمنا موال وخطط بقي علشان نقنعك وحوارات.. بس الحمد لله..
قالت بهدوء:
_ هتكـون كويس؟ انا خايفه عليك منه؟!
قال بحزن:
_ هيعمل اي يعني يا ليلي؟! والله آخره يجيبه، ركزي أنتي في حياتك وأنا واثق في نـادر، وعاوزك تثقي فيه..
اقتربت منه وقالت بإبتسامة:
_ ممكن أقولك حاجه مهمه؟!
اقترب طاهر منها فهمست له ببعض الكلمات فاتسعت ابتسـامته ثم قال بسعادة:
_ طيب.. يلا خد مراتك يا ابني وأتكـل وأول ما قسيمة الجواز تطلع هبعتهالك.. يلا ربنا يحفظكم..
قال معتصم بإبتسامة:
_ خلي بالك منها يا نادر وافتكر ان عندها عيال يسدوا عين الشمس..
ودعهـم نادر وأمسك بيدهـا يصعدان للأعلي ليخرجـا بنفس الطريقـة، بينما في الداخل جـلس طاهر بأريحيه علي الأريكـة..
سأل مصطفي:
_ هنعمل اي مع أبوك يا طاهر؟!
قال طاهر براحه:
_ هنعمل اي يعني!!! ابويا يا مصطفي زمـانه وصل البيـت، المشكلة دلوقتي في ابو ليلي.. هو اللي معرفتش اتصرف معاه..
سألته فردوس بشك:
_ وابوك اتصرفت معاه ازااي يا طاهر؟!
.................................................
وصل الإثنيـن لمحطـة القطـر، قطع التذاكر لهما وجلسا بإنتظار القطـار فسألته بجدية:
_ احنا هنروح فين دلوقتي؟!
أجابها بإبتسامة:
_ هاخدك نقض اسبـوع في طنطا..
نظرت له بتعجب:
_ طنطا!!!!
ضحك وقال:
_ مهو احنا كنا عايشين فيها قبل ما نيجي القاهرة، وهنقعد فيها بس لحد ما طاهر يهدي ابوه، انما انا مش هفضل مستخبي العمر كله، انتي خلاص مراتي ومش هسمحـله يقرب منك، بس كله بالعقل بردو..
ابتسمت وقالت:
_ ماشي، طنطا طنطـا، جيالك يا سيد يا بدوي..
وصل القطـار للمحطـه فجلسـا به أمام بعضهم البعض فسألهـا نادر:
_ انتي مش زعلانه علشان اتجـوزنا!؟
_ لا زعلانـه ولا فرحـانه، انا كنت مسنودة في حيـاتي علي مصطفي وكمـان طاهر.. ودلوقتي هتسند عليك وعارفـة إنك مش هتسيبني أقـع... بس خليك فاكر يا نادر انك قبلت بالظلم بوضعـي... والمره دي أنا مش هعمل حاجه غصب عني ولـو أخرتها موتي..
عقد ذراعيه أمام صدره:
_ أنا بقي مبسـوط..
قالت بصراحه:
_ لا أنت عبيط يا نادر، اي يا ابني اللي يجبرك علي الرميه السودا دي.. نادر أنا بقايا أنثي، بكلمك كشخص بجد بيعـزك، ليه!! وأنت ممكن تاخد واحده تحبك و تكون سليمة نفسيا، أنا لا سليمـة نفسيا ولا جسديا، علامات الضرب اللي عندي هتفكرك كل يوم ان كان في قبلك حد في حياتي، احنا نتفق يا نادر بمجرد ما طاهر يحل الموضوع زي ما وعدني احنا نتطلق، وأنا والله هجيبلك عروسة محدش جاب زيهـا..
قال بهدوء:
_ وأنا مش عاوز غيرك يا ليلي..
قالت بسخرية:
_ مجـنون.
ابتسمـت بهدوء وشردت بالطـريق حتي غفت بينمـا هو كان شاردا بهـا هي....
........................................
_ يعني هتسيبـني لوحدي يا طاهر؟ وأعمل اي من غيرك!!؟
قال بحزن:
_ هرجـع في أقرب وقت صدقينـي، ماما انا مش هفضل ساكت عن عمايله دي كتيـر، لازم اتصرف معلشي خلينا نستحمـل..
قالت بآسي:
_ ماشي يا طـاهر اعمل اللي أنت شايفه منـاسب..
صمتوا عندما استمعـوا لصوت عالِ قادم من الشقة فوقهـم فصعد سريعـا ليجده والد ليلي ممسكا بمصطفي يحاول ضربه..
توفيق:
_ بنتي فين!!!؟
قال مصطفي ضاحكا:
_ بنتك راحت شهر العسل مع جـوزها...
اقترب طاهر يسحب مصطفي من بين يدي الرجل ثم قال بشماته:
_ بنتك اللي أنت بعتها مره علشان خـاطر الفلوس وكنت عاوز تبيعها تاني، دلوقتي جاي تسأل عنها!!! بنتك اللي بقالك أربع شهور متعرفش عنها حاجه!!، وأهو دلوقتي بمجـرد ما قولت لأبويا أني هرجع البيت مقابل ان يسيبها مفكرش ورماك انت وبنتك و وافق..
قالت فاتن غاضبه:
_ وخلاص يا توفيق، ليلي مبقتش تبعنا احنا، والله لو عاوزة روح خدها من جـوزها، ودلوقتي بقي.. الباب يفوت جمـل..
قال بصدمه:
_ أنتي بتطرديني يا فاتن!!!
_ اه بطردك.... يلا بقي مع السلامة..
تحرك للخـارج غاضبـا، صمت طاهر وتحرك خارج بيت مصطفي متعبـا ولكنه رأي وعد تنزل الدرج وتحمل طبق بيدهـا فقالت دون أن يسألها:
_ الطبق اللي كانت ليلي جايباه..
تحرك تجـاهها وقال بجدية:
_ أنا عرفت كـل حاجه..
هزت رأسها نفيا:
_ لا أنت متعرفش اي حاجه..
_ بس عـاوز أعرف، عرفيني النهـاردة قبل ما أمشي..
اومأت لها برأسها وقالت بجدية:
_ الحكـاية بدأت من شهر....
ويتبع..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
_ الطبق اللي كانت ليلي جايباه..
تحرك تجـاهها وقال بجدية:
_ أنا عرفت كـل حاجه..
هزت رأسها نفيا:
_ لا أنت متعرفش اي حاجه..
_ يبقي عـاوز أعرف، عرفيني النهـاردة قبل ما أمشي..
اومأت لها برأسها وقالت بجدية:
_ الحكـاية بدأت من شهر مش أكتر، بس الشهر دا كان كفيل يغيرلي حياتي..
قال بهدوء:
_ ممكن نتكلم علي السطـح..
صعد للأعلي وصعدت هي خـلفه تحـاول ترتيب الكـلام في عقلهـا حتي تسرده له لعل الأمر يُخفف عنهـا، هي لا تتوقـع منه شيئا وإنما تفعـل ذلك لأن ليلي أخبرتها أن تثق بها لمرة واحده وأن تُخبره...
جلست وعـد و أمامها طاهر علي مسافـة منها فبدأت حديثها:
_ أنا كنت مخطوبة لفـارس، خطوبة صالونات مكناش نعرف بعـض، انا والدتي متوفيـة من فترة و عمتي دايما بتيجي تقعد معايا لأن هي مش متجـوزة.. في يوم بابا مكـانش موجود في البيـت وفارس جه من غير معاد، طبعا رفضت ادخله واتكلمت بذوق وقولتله انه مينفعش يدخل البيت وبابا مش موجود، لقيته دخل وقفل الباب وراه.. طبعا اتصدمـت بس خدت الموضوع بهزار و ضحكت وقولتله يخرج ومينفعش بهزار لسه كل دا.. بعدين لقيتـه عمال يقولي انه كان نفسه نقعد مع بعض لوحدنـا و اني مقفله في علاقتنـا مع بعض و دي فرصه علشان نتكلم.. قولتله تمام هنتكلم بس مش هنا، حاول يقرب مني بس أنا صديتـه.. انا عامة قوية مبيهزنيش حاجه أو موقف، انا اه مكنتش متوقعه منه كدا بس تداركت الموقف وبعدته عني ولكن دا كان بيزيده اصرار انه يقرب منه و عمال يقول عادي واحنا هنبقي متجوزين و الكلام اللي بياكل دماغ البنات دا، ومن حيث لا تدري لقيت خالتي بتفتح الباب وتدخـل ولك أن تتخيل المنظر..
_ وطبعا مصدقتكيش..
قالت بحسرة:
_ دي شردتلي البعيدة.. جمعت اعمـامي وفضحتني قدامهم وقدام أبويا...
سألها بتعجب:
_ ايوا بس انتي شخصيتك مش شخصية واحده تسكت يعني..
قالت بألم:
_ لا وحياتك، أبويا هو اللي سكت.. كتكمله للسيناريو دا اللي طبعا حصل لبنات كتير جدا نصهم كانوا مظلومين زيي، ابويا جالة جلطه.. بص هي القصة دي اتهرست في مليون فيلم عربي و الف رواية، بس صدقني هي دي الحقيقـة.. انا وحيدة مليش اخوات، فكانت كل آمال أبويا متعلقه بيا وطبعا اللي حصل كان خذلان كبير ليـه.. أعمامي وعمتي صمموا اننا نتجـوز، وهو كان موافق، يعني كتب الكتاب ممكـن يتيح ليـه ما كان ممنوع قبل كدا.. دا كله ومعاد الفرح ثابت...
قال طاهر بهدوء:
_ طب بما انك كنتي هتاخدي الخطوة وتسامحيه، فأكيد بعد كتب الكتاب طبيعة العلاقة هتتغير، يعني دي حاجه مش هتزعلك..
تنهـدت بتعب:
_ لا يا طاهـر.. كتب الكتاب لوحده ميدلوش كل الصلاحيـات، وبعدين انا مسامحتوش وقتهـا ولا دلوقتـي، في الوقت اللي المفروض يقولي فيه انا معجب و بحب لقيت نظرته ليـا مش بريئـة، ودي حاجه متخلنيش أطمن، انا لو بقيت معاه عمري ما هملي عينيه يا طاهر..
قال بهدوء:
_ طيب كملي..
أكملت حديثهـا:
_ ولا اي حاجـه.. بعد كتب الكتاب، لميت هدومي وحاجتي وسيبت البيت ومشيت..
قال بتعجب:
_ وليه معملتيش كدا قبل كتب الكتاب!!؟
أجابته:
_ ابويا مات يوم كتب الكتـاب بليل.. انا عملت كدا علشانه، وافقت علشان يقوم منهـا.. غير ان قبـل كتب الكتاب عمتي فضلت قاعدة في شقتنا.. انما بعد دفنة ابويا كله كان مشغول و خلاص ادوني الأمان ما أنا مش هروح في حته ما أنا خلاص اتجوزت.. بس انا لا كان فارق معايا جواز ولا فارس ولا عمتي اصلا.. انا كان فارق معايا نفسي وبس، انا لا عاوزة اكمل معاه ولا افضل في وسطـهم، متوقعتش فارس يلاقيني بس هو وصلي بس عادي اللي هو عاوزه مش هيحصـل وهو عارف دماغي وعارف انه مش هيوصلي غصب عني، علشان كدا بعت ورقة الطلاق.. اللي ليلي قالتلك عليها..
قال بهدوء:
_ أول حاجه.. البقاء لله ربنا يصبرك..
قالت بحزن:
_ ونعم بالله..
أكمل بجدية:
_ ثانيـا يا وعد انا من اللحظة اللي شوفتك فيهـا اعجبت بيكـي، ودي حاجه محصلتش معايا غير مرة واحده، انا عارف حقيقي مشاعري كويس لاني مش مراهق، انا عندي 33 سنه، وشوفت من الحيـاة كتير، في نفس الوقت مش عارف مشاعري هتروح بيا لفين معـاكي، وأنا مش في ايدي حاجه اوعدك بيهـا، بس لو انتي بتبادليني حتي الإعجـاب دا ساعتهـا هيكون في كلام تاني...
نظرت له وقالت بحنق:
_ انا هعجب بيك ازاي وانا لسه مطلقة من يومين؟! ليلي هي اللي قالتلي اني اقعد معاك واقولك كل الكلام دا... وانا مستنيـة كلامك ورأيك، عمتا أنا مش بحكم قلبي... لو وعدتني يا طاهر هستناك...
ابتسم وقال بهدوء:
_ بس انا عاوز قلبك وعقلك... وعامة لما تخلصي عدتك نبقي نتكـلم تاني..
قالت بحيرة:
_ عدة اي!؟ أنا معنديش عده أصلا!!
وكأن استوعب الأمر للتو فأبتسم بسعـادة:
_ اي دا صحيح!! خلاص لما أخلص حوار أبويـا و ليلي ترجع البيت.. نبقي نتكلم وعلي وقتها تحددي موقفك.....
قالت بضيق:
_ علفكرا، حوار ابوك دا انا ممكن أخلصه في يومين..
_ وإزاي بقي يا ست الناصحه؟!
قالت بتفكير:
_ بما ان ابوك راجـل عينه زايغـه، خلاص انا هوقعه يومين ولو عاوزني امضيهمولك علي تعهد بعدم التعرض همضيه...
عض شفته السفليه ونظر أرضا ثم أشار لهـا بالخروج من السـطح:
_ انزلي يا وعد قبـل ما اقوم ارميكي من هنا.. اخلصي!!
تحـركت من أمامـه وهي تضحـك فنظر في أثرهـا بضـيق، وضع يده علي قلبـه وقال بتعب:
_ بس بقي... مش وقتك تحب دلوقتي، اصبر لما اشوف هعمل اي مع ابويا..
تحرك للأسفـل وذهب لشقتـه ليذهب للنوم بعد يوما شاقـا بالنسبة له..
اما في الحبيبة طنطـا كانت تدلف للشقـة خلفه وهي تشعـر بالرهبـة والقلق،تجـولت في المكـان حولها قليلا ثم جلست علي الأريكـة ونظرت له، كان يطالعها بإبتسامـة فسألته بتعجب:
_ بتبصلي كدا ليه؟!
أجاب بإبتسامة:
_ مبسوط..
قالت بجدية مغيره مجري الحديث:
_ أنا عاوزة أنام.. تصبح علي خير..
تحركـت للداخل تبحث عن غرفـة لتنام بهـا، دلفت لإحدي الغـرف و أغلقت الراب خلفهـا وارتمت بجسدها علي الفراش لتحـاول النوم، وذهب هو لغرفة أخري لينام متعبـا بعد يوم مرهق...
في الصبـاح التالي خرجـت من الغرفـة علي صوته بالمطبخ يتحـدث في الخـارج فوجدته يتحدث علي الهاتف...
_ وبعدين اي اللي حصل؟ طاهر مشي النهارده؟!
_ ايوا.. ربنا معاه..
_ ربنا يستر.. تمام يا ماما هبقي اكلمك تاني..
أكمـل ما يفعـل وهو تحضيـر الإفطـار فحمحمت ليلتفت لهـا وقال بإبتسامة:
_ صباح الخيـر يا ليلي..
_ صباح النـور.. انت بتعمل اي؟! اساعدك؟
_ لا أنا خلاص خلصت.. نزلت اشتريت شوية حاجات للبيت و كمـان جبتلك بيجامتين تلبسيهم احنا كدا كدا مش هنطول ان شاء الله...
_ والله؟ فين دول!!
اتجـهت للخارج و وجدتهم بالصـالة، أخذتهم بإبتسامة وقالت:
_ دول حلوين اوي يا نادر، لا طلع ذوقك حلو.. شكـرا علشان فكرت فيا...
_ لو هتشكـريني عشان تفكيري فيكي يبقي هتشكريني كتير أوي...
ابتسمت ببعض الخجـل وأخذت الثيـاب ودلفت للغرفـة لتُبدل ثيابهـا، ثم خرجت ترفع شعـرها وربطـته ثم همت لتساعده، بينما هو نظر لها قليلا ثم غمزها:
_ لا تصدقي فعلا ذوقي حلو؟
قالت بضحك:
_ انتي بتعاكسني ولا اي؟!
_ لا أنا بغازل... دا غزل يا عديمه الرومانسية..
_ واي الفرق بين الغزل والمعاكسه؟!
قال بعدم فهم:
_ ولا أعرف... بس أعتقد ان المغازلة دي بتكـون بين الواحد ومراته مثلا، انما المعاكسه لاي واحده معديه في الشارع..
_ وأنت بقي عاكست قبل كدا!؟
_ لا والله، لسه مغازل لأول مرة طازة اهوه..
ضحكـت ليلي وأخذت الطعـام و وضعته علي الطـاولة، تحرك خلفهـا و جلس ليبدأوا تناول الطعـام وأكملوا حديثهم:
_ هنعمل اي الفترة دي.. هنصرف منين؟!
قال بحاجب مرفوع:
_ يعني اي هنصرف منين؟ من مرتبي..
_ هو انت مرتبك مش هيقف دلوقتي!؟ علشان الأجازة دي!!
_ لا أنا هشتغل من البيت هنا.. وبعدين احنا لينا محل هنا في طنطا، وبابا قالي اخد انا الإيراد بتاعه الشهر دا، هبقي انزل اشوفه..
_ يبقي تاخدني معاك وتفسحني بقي..
_ حاضر عينيا هاخدك نلف شوية في شارع الاستاد و نتغدي ونتعشي برا..
_ عسل والله..
ضحك نادر علي عفويتهـا وجلس يستمتع بالطعـام معهـا، هو وهي وحبه لهـا فقط...
وان كـان للحب تعريف فأستحـوذ حبه لها علي كل الأسطـر، لم تكن تعلم أن الحيـاة برفقته مبهجـه لهذا الحـد، فبعد قضـاء أسبوع كـامل معه في بيته في مدينته التي تربي بهـا وقضاء وقتها معه هو فقط أدركـت أنه بالفعل يكن لها مشاعر حقيقـة لن تتغير عندما تُخبره كل يوم بأنها ستجـد له فتاة أخري بعد طلاقها، ولكن الآن أصبحت الغيرة تأكل قلبها عند ذكر اي فتاة و الخوف عند ذكر أمر الطـلاق...
_ هو أنت قولتلي البتاعة دي اسمها اي!!
_ متدلعه، عجبتك؟!
_ اه حلو أوي والله.. انت ذوق والله يا نادر بس أنا زهقت من الأكل كل يوم برا و تخنت تلاته كيلو في اسبوع معاك!! فعلشان كدا من بكرا أنا اللي هطبخ وهناكل أكل بيتي وهعمله خفيف علشان انا مش عاوزة أتخن...
_ عادي انا معتبر الموضوع شهر عسل.. مفيش عروسه بتطبخ في شهر العسل...
_ شهر عسل!! في طنطا؟! وفين الفرح بقي اللي عملناه! انت هتكروتني ولا اي!؟ لا انا عاوزة فرح وشهر عسل مش أقل من العين السخنه..
ضحك ثم صمت فجأه أنتبه لما قالته فنظرت هي بعيدا عنهـا وأخذت طبقـها ثم استدارت بكـامل جسدها فأتجه هو ليقف أمامها:
_ معقوله!! مقولتليش هنتطلق وتتجـوز واحده تانيه تستاهلك وتستاهلها..
تمتمت بخفوت:
_ تبقي تعملها كدا وأنا أطبق في زمارة رقبتك ورقبتها..
نظر لها بعدم فهـم فهو لم يسمع كلماتهـا فقال بسخرية:
_ لا والله!! هتسيبيني واقف كدا كتير؟ اتكلمي بقي يا بنتي انا اتشليت...
قالت بضيق:
_ للأسف الشديد، بعد محاولات عديده في مقاومة حنية قلبك وتلزيقك والأوفر دوز مشاعر... أنا حبيتك...
_ تلزيقي!!
تجـاهلته وقالت بجديـة:
_ أولا هتعملي فرح، وهشتري فستان، وهعمل سيشن كبير وهتشيلني في الفرح و لو وقعتني اقسم بالله ما هروح معاك...
ثانيا هنسافر شهـر عسل في مكان حلو وغالي واه انا مادية والأهم المكان مش اننا مع بعض...
ثالثا وضعنا دلوقتي هيبقي كما هو عليـه لحد ما تنفذ الشرط الأول والتالت.. ماشي يا حبيبي؟!
سألها بجديه:
_ وحبيبي دي اللي هي بعدها حضن ولا اللي بعدها هتسقفي بإيديك و نشد في شعور بعض في الشارع..
قالت بإبتسامة:
_ it can be both..
صمت قليـلا ثم تحرك وهي خلفـه، يسيـران في سعيد وهو أحد الشوارع المعروفـه في مدينة طنطـا، تنظر له بإبتسامـة و قلبها بمشاعر لا زالت حديثه العهد بقلبهـا، لا زال كل شيئ في بدايـته ويحتاج لوعد صادق لتثبيته فقط....
..........................................
الجميـع أعينهم مليئـة بالدمـوع، ها هو طاهر يأتي لوالدته بعد اسبـوع واحد، كان الجميع مجتمع لديها حتي وجدوه يدلف من بـاب المنزل..
ركض لوالدتـه فضمته بحب كبيـر واشتياق، ولم تكن هي الوحيـدة فهناك شخص ما لأول مرة يشعر بالسعادة، سعادة تنزل لأجلها دموع مليئة بالإشتياق والحب... مشاعر جديدة لم تستطـع وعد تجاهلها أبدا..
قال بحب:
_ وحشتيـني أوي يا ماما..
قال مصطفي بإبتسامة:
_ وأنت وحشتنا كلنـا.. كلنا ها..
ضحك طاهر لمصطفي وضمـه، ونظر لها لثواني فابتسمت بقلق وهي لا زالت متغبطه، مرتبكـه مما شعرت به...
قال طاهر بسعادة:
_ كلموا طاهر وليلي... انا خلاص عملت اللي وعدتكم بيه.. وليلي هترجع وسطنا ومش هيقدر يعملها حاجه، وقبل ما تسأل يا مصطفي.. محدش يسألني ازااي لأني مش هرد.. المهم ان الموضوع اتقفـل وخلص...
قال معتصم بفخر:
_ ما يجيبها الا رجـالتها بصحيح..
ضحك طاهر وضمه:
_ حبيب اخوك والله...
أخبـر طـاهر ليلي ونـادر بالأمر فأبلغـه نادر بعودتهـم في الصبـاح، كان المنزل بأكمله يستعد لعـودتهـم فقد تزامن ذلك مع اليـوم الأول لشهر رمضان الكـريم..
وبسبب الحزن الذي خيم علي الجميـع بسبب غياب ثلاثتهـم لم يقوموا بتعليق اي زينـة أو حتي الاستعداد للشهر الكـريم، ولكن طاهر لم ينم تلك الليلة قبل تزيين البيت بأكمـله بزينـة رمضـان واشتـري الياميش..
وعلي السطـح اجتمعوا وبيدهم صواريـخ كلا منهم يقف في صف وطاهر ممسك بالكبـريت يشعل لهم الصاروخ ورنت ضحكـاتهم مرة اخري مفتقديـن الثنائي المميز...
في الصبـاح التالي وضعت ليلي ثيابهم التي اشتروها في حقيبـة صغيـرة و اخذت ايضا بعض الأغراض من الشقـة ثم تأكدت من إغلاق الأضواء والغاز والمـاء قبل خـروجـها..
_ كل سنة وأنت طيب يا عسليه..
رفع نادر حاجـبه وسألها:
_ دي غزل ولا معـاكسه..
تعالت ضحكـاتها فنظر لها بغضـب فقد كان الإثنين بالشارع ولفتت ضحكاتهـا أنظار المره فقال بضيق:
_ لمي نفسك أحسنلك...
اختفت ضحكاتهـا ولكن لم يكـن ذلك بسبب نادر ولكنهـا وجدت أبيها يقف علي بُعد منهـا وينظر لها، كان يتحرك تجـاهها وهي تشعر بقلبهـا وقد سقط في قدمهـا، تحركت تجـاهه وقالت بجدية:
_ والله العظيم نادر جوزي و احنا متجوزين علي سنة الله ورسولـه قدام مصطفي وخالتي و كل الجيران اللي أنت عارفهـم...
_ أنا مش مسامحـك يا ليلي، زي ما أنتي مش هتسامحينـي، انا كنت عـاوز اجوزك لواحد غني ايوا بس انا مكنتش اعرف انه هيصبحك ويمسيكي بعلقه، الفلوس هي اللي كانت هتسندك... بس خلاص انتي حقك متسامحنيش وتقاطعيني لا وتلغيني من حياتك كمان، تطلقي بكيفك وتجـوزي نفسك كمان...
بس انا مش هنسي انك لغيتيني كـدا وبقيتي عليا مصطفي..
_ أنت مكنتش شايف غير الفلوس.. مكنتش شايف انك بتجوزني راجـل أكبر منك يا بابا!!!؟
انت اللي لغيتني يا بابا لما تاخد الفلوس و متسألش عني غير كل فين وفين لمدة خمس سنين.. لا وطـول الأربع شهور بعد طلاقي متصلتش مرة وأنت بنفسك عرفت بالصدفه منه...
بس دلوقتي يا بابا انا اللي اختـارت، اختارت راجل بيحترمني وبيحبـني، هو اه مش مليونير ولا حاجه بس انا عنده ثروته كلهـا وهو بالنسبالي النفس اللي بعيش عليه، مين بنت هتكـون عاوزة تلغي ابوها يا بابا؟! بس انا كان نفسي اتسند عليك مش تبقي أنت الإيد اللي تغدر بيـا!!!
بس لو علي غلطك انا مسامحـاك عليك، ولو انت شايف اني اخترت اعيش بدل ما اتدفن كل يوم بالحياة ودا غلط ومش هتسامحني فالقرار يرجع لحضرتك...
تحـركـت تجـاه التاكسي الذي أوقفـه نادر ورحـل الإثنيـن من أمامـه، جلست صامتـه ثم للحظات تنازلت عن قوتها وبكـت وهي تحاول اخفاء وجـهها عنه، ولكنه سحبهـا تجاهه وضمهـا بحنـان يمسـح دموعهـا...
_ خلاص بقي شكلك وحش وانتي بتعيطـي...
كل سنـه وأنتم طيبين يا جمـاعة... اي رمضان مجاش عندكم ولا اي!!!
نظر الإثنين للسائق بضـيق فخـرجت ليلي من حضن نادر وقالت بضيق:
_ مراته يا اخـويا.. مراته هو اي مفيش حسن ظن أبدا..
وضعـه نادر يده علي فمها ونظر لها بغضب وتحذير من أن تنطق بكـلمة أخري وقال بضيق:
_ خدنا علي محطة القطر و خليك في شغلك أحسن..
وصـل الإثنيـن لمحطـة القطـار، وغفت ليلي معظم الطـريق فجلس نادر بجـوارها صامتهـا يطـالعها بهدوء وقد اتيحت له الفرصه....
بعد ساعات قليلة رحب بهـم الجميع في منزلهـم مرة أخري، جلسـوا جميـعا في منزل مصطفي و قد اكتملت وأخيرا فرحتهم..
وقف نادر بالمنتصف ثم قال بإبتسـامة:
_ طيب يا جمـاعة... أنا قررت ان أنا وليلي هنعمـل فرحنا بعد العيـد...
نظر نـادر لهـا ثم جلس علي ركبـته أمامها وقال بحب:
_ ليلي! توافقي تكملي معايا!؟
وضعت يدها علي وجهها بخـجل فهي لم تتوقع أن يفعل هذا أمام الجميع، قالت بإبتسامة:
_ يلا، أهو أكسب فيك ثواب بدل ما تعنس...
ضحك نـادر و وقف يضمهـا بحب..فصفق الجميع لهما وتعالت الزغاريط وتصفير الشباب أيضـا...
قال مصطفي:
_ خلاص ونعمـل انا وآية خطوبتنـا معاكم بقي؟ ولا اي!! ولا نخليها فرح علطول؟!
قال نادر بضحك:
_ لا يا حبيبي مفيش جواز دلوقتي.. هي الشبكه بس.. "..
ابتسـمت فردوس بحب ودعت للجميـع في قلبهـا، ومعهم ابنهـا وهي تنظر له بحزن، بتلك اللحظة أدركت كم كانت كل المسئوليات التي حملها أكبر منه و ثقيـلة بشده....
وبمـرور الشهر الكريم و أيام العيد المبـاركة آتي أخيرا يوم الزفـاف، كان الجميع متألقا ومرتدي لأفضـل الثيـاب...
كان طـاهر يتحرك بسرعة كبيـرة في كل اتجـاه يحاول التأكد من أن كل شيئ كامل فهو لا يُريد ان يفسد اي شيئ يوم ليـلي المميـز..
توقفت أمامه وقالت بجدية:
_ أنا عارفة ان مسئوليـاتك كانت كتيـر.. بس أنا مش طالبة كتيـر يا طاهر، لو بتحبني مش عاوزة غير دبلة أقول بيها انك خطيبي وبينا وعد جواز، وان شاء الله حتي نتجوز بعد عشر سنين هستنـاك..
ابتسـم طاهر:
_ بس أنتي اللي زيك يتتاقل بالدهب مش بس دبلة يا وعد...
قالت بضحكه:
_ يعم انا راضيه ملكش دعـوة..
قال بجدية:
_ ودا اللي عاوزة منك معايا يا وعد، انك تكوني راضيه بحياتنا، راضيه ان انا ببدء من الصفر...
_ انا مش عاوزة غيرك يا طاهر..
قال بحب:
_ أنا اللي مش عاوز غيـرك.. ربنـا يكرمنا ويجمعنا سوا..
ابتسمت لـه بحب بينما هو ناداه بعض العمال وذهب ليحـل مشكـلتهم...
تألقـت ليلي بفسـتان أبيض كان أثقل منها حتي، ولكنها كانت رغبتهـا وسعدت بهـا، فشعورها بالحرمان من هذه اللحظة دفعها لتفعل ذلك ولم تندم لثانيـة...
أما آيه فهي طلت بفستان بسيـط وهادئ بشكل كبيـر باللون السمـاوي و معه حجـاب من نفس اللون..
قالت ليلي:
_ مبروك يا مصطـفي عقبـال الفرح يا رب...
_ الله يبارك فيكي يا أجمل عروسـة.. ربنا يسعدك يا رب يا ليـلي....
أخذ نـادر يد ليلي ولم ينتبـه لحديثهـا مع مصطفي، توقف في المنتصف والجميـع يصفق لهـم، وعند بدء الموسيقي بدأت الرقصه بين الإثنيـن و هي تضحك بسعـادة كبيـرة وهي سعيد لسعادتهـا...
وبالنهـاية حملها نـادر و دار بهـا في المكـان لدقيقة ثم تركهـا لتقف مرة أخري...
_ أنا نفذت أول شرط، والتـالت، وشهر العسل هنروحـه.. أنا كدا في السليم صح!؟؟
ضحكت ليلي وقالت بحب:
_ حتي لو مكانش دا كله حصل، كنت هفضل بحبك للاسف..
_ يا بنتي ليه للأسف؟! ليه!!!
~ بحبك يا نادر والله...
_ وانا كمـان يا ليلي.. بحبك..
تمت..