رواية رجل مختلف من نوعه كاملة جميع الفصول بقلم هدير محمد

رواية رجل مختلف من نوعه كاملة جميع الفصول بقلم هدير محمد

رواية رجل مختلف من نوعه كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة هدير محمد رواية رجل مختلف من نوعه كاملة جميع الفصول  صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية رجل مختلف من نوعه كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية رجل مختلف من نوعه كاملة جميع الفصول

رواية رجل مختلف من نوعه بقلم هدير محمد

رواية رجل مختلف من نوعه كاملة جميع الفصول

* بيقولوا إن مراته السابقة خا*نته... و كمان شافها و هي في حضن عشـ,ـيقها... 
' يلهوي... و هو عمل ايه ؟ 
* كان هيقـ,ـتلها و يقتـ,ـله... بس ابوه منعه و سجن مراته بس هربت من السجن و محدش يعرفلها طريق... اما عشـ,ـيقها هرب بره مصر... 
' اعوذ بالله... صعب اوي... 
* عشان كده مستر يحيي مضطرب حبتين... اللي مر بيه مش سهل... خصوصًا انه كان بيحب مراته أوي... 
' الحوار ده من امتى ؟ 
* من 3 سنين... يعني هو لحد الآن مش قادر يبقى كويس... مستر يحيى ده كان شخصية مرحة جدا و هادي... اللي حصله ده طفاه من جوه و من بره... بقا عصبي و ملامح وشه ثابته... بقا عبارة عن جسم من غير روح... المهم لو زعق فيكي عديها... 
' كويس انك قولتي... كنت لسه هتخانق معاه... 
رن هاتفها و كان هو.... 
' امشي انا عشان بيتصل بيا... سلام يا حبيبة 
* سلام يا رهف... 
ذهبت رهف الى مكتبه... طرقت الباب و دخلت... وقفت أمامه و شبكت يداها الاثنتين ببعضمها و قالت 
' حضرتك اتصلت عليا... تؤمر بإيه ؟ 
" طبعتي الملفات اللي بعتهملك ؟ 
' اه طبعتهم... عندي في المكتب... اجيبهم لحضرتك ؟ 
" اه هاتيهم... 
اومأت له و ذهبت... و بعد دقيقة أتت و بيدها تلك الملفات... وضعتهم له على المكتب... امسك الورق و قال 
" روحي اعمليلي قهوتي... 
' حاضر يا مستر يحيى... 
إلتفتت و ذهبت... اسند يحيى ضهره للخلف و راجع الملفات... و بعد دقائق جاءت رهف بالقهوة و وضعتها أمامه... 
" شكرا... 
' العفو... حضرتك تؤمر بحاجة تاني ؟ 
" لا... جهزي نفسك لان بالليل في اجتماع في الفندق... 
' جاهزة... 
" تقدري تمشي... 
اومأت له و إلتفتت لتخرج... شعر يحيى بإنزعاج شديد من صوت كعب حذائها 
" استني... 
وقفت مكانها و قالت في سرها 
' مش بيقول استني غير لما اكون عملت حاجة غلط... يا وقعتي السودة... 
إلتفتت له و قالت مبتسمة 
' في حاجة نسيتها ؟ 
" متلبسيش كعب تاني... 
' نعم ؟! 
" اظن انك سمعتي كلامي... ف مش محتاج اكرره كتير... فهمتي يا رهف ؟ 
' حضرتك ليه ملبسش كعب ؟ 
" اهو كده... في محل كوتشيات بعد الشركة بشارعين... اشتري منه كوتشي... 
' بس حضرتك انا برتاح في الكعب اكتر من الكوتشي... 
" ده أمر يا رهف... مش باخد رأيك... تمام ؟ 
' تمام... 
" تقدري تمشي... 
اومأت له و خرجت... و بمجرد ان دخلت مكتبها... ظهر الغضب على وجهها... و قالت و هي تقلد كلامه
' متلبسيش كعب تاني... نينينيني... فاكر نفسه مين ده... المشكلة اني مضطرة اسمع كلامه... لفيت على الشركات كلها محدش قِدر يديني ربع المرتب اللي بيدهولي هو... معلش يا رهف استحملي... 
اخذت رهف بعض المال و ذهبت لمحل الكوتشيات و اشترت واحد أبيض مناسب لها... دخلت الشركة و هي تمسك في يدها حذائها ذو الكعب الطويل و الرفيع... رأتها صديقتها و قالت و هي تضحك 
* ايه ده يا رهوف ؟ 
' بقيت قصيرة صح ؟ 
* لا انتي مش قصيرة و طولك حلو... بس حساكي غريبة بالكوتشي... كل الشركة اتعودت عليكي بالكعب... بس ليه التغيير ؟ 
' أوامر مستر يحيى... يارب صبرني عليه يارب... 
* والله مستر يحيى ده ملهوش حل... 
' يا عم اتلهي... ده حطني في مشكلة كبيرة... انا كل جزمي بكعب... مش بلبس الكوتشي غير لما اروح الجيم و لما اروح اشتري عيش من الفرن... 
* معلش... هتتعودي عليه... 
' اوووف... حاضر هتعود... اتغديتي ؟ 
* لا... كنت مستنياكي... 
' يلا على الكڤاتيريا... 
* يلاااا... 
في مكتب مستر يحيى... كان يراجع بعض الورق و يمضي عليه... رن هاتفه... رد و فتح الاسبيكر و وضعه على المكتب ليكمل الكتابة 
" نعم يا خالد ؟ 
* فينك انت ؟ 
" في الشركة... 
* فاضي ؟ 
" لا... في ملفات كتير لازم اراجعها بنفسي... 
* مفيش مجال نخرج شوية... 
" نخرج نروح فين ؟ 
* اي با*ر... نروق على نفسنا كده... 
" انت عارفني... مش بروح الاماكن دي... 
* نروح النادي ؟ 
" عندي شغل كتير... و عندي اجتماع مع الاداريين النهاردة... ياوب اخلص... ارجع للبيت و انام... 
* خلاص يا عم... كل مرة اقولك نتفسح بتقفلها في وشي... 
" مش عايز اتفسح يا خالد... وصلت كده ؟ 
* يا يحيي بطل تقفل على نفسك بالطريقة دي... ماشي انا عارف انك مش قادر تنسى و حاسس بيك... بس ده مش معناه انك تبقى قافل على نفسك كده... هتد*مر حياتك عشان وحدة متستاهلش ؟ 
" خالد... اقفل السيرة دي... 
* لا مش هقفلها... لانك اتغيرت... مش انت صاحبي اللي انا اعرفه... بقيت غريب أوي و كأني لسه عارفك من يومين... 
" المفروض اعملك ايه ؟ 
* تنساها... ارجع يحيى بتاع زمان اللي كلنا بنحبه... 
" مش عايز حد يحبني... و اقفل دلوقتي عشان عندي شغل... 
* يحيى... 
اغلق يحيي هاتفه... تأفف خالد و قال 
* مش عارف زعلان ليه... هي الأميرة ديانا !! يارب احر*قها مكان ما هي قاعدة... 
تذكر يحيى ذلك المشهد الذي لن ينساه أبداً... 
من 3 سنين... 
- متأكدة انه مش هيجي ؟ 
* اه متأكدة... قالي انه بايت في الشركة لان عنده شغل مهم لازم يخلصه... 
- كويس... وحشتيني... 
* انت أكتر... 
نظر لها بخُبث و قرّبها منه... قَبلها بين شفتاها و يداه تملس جسدها بجرائة و هي مستسلمة له... بعد قليل فُتح باب الغرفة 
" ريم انا جيت و جبتلك... 
لم يكمل جملته حينا رآها شبه عا*رية مع رجل غريب... في غرفته و على سريره... اتسعت عيناه من الصدمة و احمرت بشدة... وقع برواز الصورة على الأرض و انكـ,ـسر الذي صممها خصيصًا لها و كان سيهديه لها الآن... ابتعدت ريم عنه و اتصدمت عندما وجدت يحيى أمامها و بلعت ريقها بخوف... تغلغت الدموع في عيناه و نظر لها و قال بإنكسار 
" بتخو*نيني ؟ ليه ؟ انا عملتلك ايه ؟ 
خرج من تلك الذكرة السيئة التي دمر*ت حياته بالكامل... فهو احبها حُبًا صادق تتمناه أي مرأة... تعلق بها كثيرا... قدم لها كل مشاعره... اشمئز من نفسه لانه لمـ,ـسها و نامت في حضنه... احمرت عيناه غضبًا... جَزَ على أسنانه بغضب و ضغط بالقلم على الورق ف قُطعت الورقة... انتبه لِما فعله... و رجع بكرسيه للوراء... 
" اوووف بقا انا زهقت... انا عمري ما جر*حتها... عمري ما قسيت عليها... ازاي هي تعمل كده ؟ في حين اني اول ما اتجوزتها احترمتها و مبصتش لأي وحدة غيرها... ازاي هي سمحت لحد غيري انه يلـ,ـمسها ؟ ازااي بجد انا هتجنن !! انا غلطت في ايه عشان تعمل فيا كده ؟ 
ظل يكرر لنفسه نفس تلك الأسئلة التي لم يحصل على اجابتها حتى تلك اللحظة... فلتت اعصابه و انهارت... فتح دُرج المكتب و اخذ حبة مُهدئة للاعصاب... تناولها و شرب المياة بعدها... فَك الكارڤات خاصته عندما احس انه اختنق... ظل يأخذ شهيقًا و زفيرًا متتاليان حتى هدأ... نظر للورقة المقطوعة... امسك هاتفه و اتصل على رهف... و جاءت الى مكتبه... 
' نعم يا مستر يحيى ؟ 
" ملف الـ Hg... ورقة رقم 67... اتقطت مني... اطبعيلي وحدة غيرها... ياريت بسرعة 
' حاضر... 
نظرت له و لعيناه الحمراء و حالته تلك... إلتفتت و ذهبت... ذهبت رهف الى المطبعة الخاصة بالشركة... فتحت اللاب توب الخاص بها و اوصلته بمكنة التصوير... بحثت عن تلك الورقة و ضغطت على زر الطباعة... وجدت من يمرر لها القهوة و يقول 
* اتفضلي... 
نظرت له... وجدته زميلها مروان... 
' شكرا يا مروان... بس انا بشرب القهوة للضرورة بس... ساعات بتأثر عليا بطريقة وحشة... 
* عادي ولا يهمك... 
' بقولك... هو في اعشاب في الكڤاتيريا ؟ 
* اها... في كل المشاريب اللي تحتاجيها... 
' تمام شكرا... عن اذنك... 
اخذت الورقة من مكنة الطباعة و ذهبت... اخذ مروان رشفة من فنجان قهوته و قال 
* ليهم حق كل رجالة الشركة تكراش عليكي... جامدة أوي... 
طرقت رهف باب المكتب... 
" ادخل... 
دخلت رهف... وضعت له الورقة أمامه 
' اتفضل حضرتك الورقة اهي... 
" تمام... 
اخذ الورقة و بدأ يقرأها من جديد... نظر لها وجدها مازالت موجودة 
" مش لازم اقولك تمشي عشان تمشي... طالما متكلمتش يبقى مش عايز حاجة تاني... 
وضعت رهف الكوب على المكتب بجانب يده... نظر للكوب و قال 
" ضاقت الشركة بيكي عشان تيجي تشربي البتاع ده هنا ؟
' لا ده مش ليا... ده لحضرتك... 
" و ايه ده ؟  
' لمون بالنعناع و العسل الأبيض و الڤانيلا... بيهدي الأعصاب 
" بيهدي الأعصاب !! شيفاني بشد في شعري زي المجانين ولا ايه ؟ 
' لا حضرتك انا مقولتش كده... انا شايفة ان حضرتك مضغوط حبتين الأيام دي و الشغل زاد شوية و بتقعد لحد الفجر في الشركة... فقولت اجيبلك حاجة تروق اعصابك... 
" مش عايز... 
' صدقني حضرتك ده كويس جدا... و طعمه حلو اوي 
نظر يحيى للكوب ثم نظر لها 
' دي كوباية جديدة... محدش شِرب فيها قبل كده... عارفة ان حضرتك قروف شوية و مبتحبش حد يشرب مكانك ولا تشرب مكان حد... 
" تمام... يلا اخرجي... 
اومأت له و ذهبت... نظر يحيى للكوب و قال 
" شكله غريب... كأنها خالطة ملوخية في الخلاط... 
امسك يحيى الكوب و شمّه... شدته رائحته و اخذ رشفة منه... اعجبه مذاقه كثيرا و شرب بقية الكوب... هذه اول مرة يعجبه مشروب غير القهوة... 
رأت رهف الفتى صاحب الكڤاتيريا يخرج من مكتب مستر يحيى و يحمل كل الاكواب التي عنده 
' احمد... 
* نعم يا استاذة ؟ 
' هي الكوباية دي اخدتها من مكتب مستر يحيى مليانة و فضيتها في السلة ولا ايه ؟ 
* لا يا استاذة... اخدتها من عنده فاضية... 
' اخدته من عنده بالشكل ده ؟ 
* ايوة... 
' تمام... شكرا يا احمد... 
ذهب احمد... ابتسمت رهف و قالت 
' المشروب بتاعي عجبه... ده لحس الكوباية كلها ! 
* بخخخ... 
' بسم الله الرحمن الرحيم... مالك يا حبيبة ؟ 
* لقيتك واقفة هنا و بتتكلمي مع نفسك... فجيت خضيتك... 
' بطلي حركات العيال ده... احنا في شركة يا ماما... 
* عارفة اننا في شركة... قوليلي صح... اجتماع الفندق ده الساعة كام ؟ 
' الساعة 9 بالليل... 
* الساعة 7 دلوقتي... روحي اجهزي... 
' اجهز ؟ هو فرح صحبتي ؟ 
* هتلبسي ايه ؟ 
' هروح بلبسي ده... 
* ليه كده ؟ اسيستانت مستر يحيى اللي كانت قبلك... في الاجتماعات اللي زي دي... كانت بتبلس سواريه... 
' ايه الاوڤرة دي... ده اجتماع مش حِنة شيماء... 
* هتروحي كده يعني ؟
' ايوة هروح كده... مالها الجيبة الكافيه و البلوزة البيضة اللي انا لبساهم... ساعة كده هدخل الحمام اغسل وشي و اظبط الميكب بتاعي... 
* يا بت خليكي ذكية... الاجتماعات اللي زي دي بيحضرها ناس نضيفة كده و عسولة... مفروض تبقي ذكية و تشقطي واحد... 
' لا يا حبيبتي... انا مش جاية اشقط... انا جاية اشتغل و بس... و بركز في شغلي و بس... تعرفي ليه ؟ 
* ليه ؟ 
' لأن رهف اللي قدامك دي عدت على شركات كتير و اكبر مرتب اخدته 4000 بس و اخصمي منهم 2000 جنيه المواصلات بتاعتي طول الشهر و الألفين الباقيين كانوا مش بيشتروا طقم عِدل حتى... جيت هنا و اشتغلت الاسيستانت الخاصة بمستر يحيى و باخد 12 ألف... فتخيلي من 4000 الى 12 ألف... نقلة رهيبة في تاريخي... عشان كده همسك في الوظيفة دي بإيدي و أسناني... فحوارات الشقط و الحب دي انا صارفة النظر عنها... انا حاليا بحوش عشان اشتري عربية... 
* اوعااا يا جامد... 
' هنخرج بكره نشتري هدوم... اوعي تنسي... 
* حاضر يا قمر... اسيبك انا عشان استراحتي خلصت... 
اومأت لها و ذهبت... دخلت رهف مكتبها و اكملت شغلها المتبقي... رن المنبه... انها الساعة الثامنة... اغلقت الاب توب و ذهبت للحمام... غسلت وجهها بالماء و عادت لمكتبها... فتحت شنطتها و اخرجت منها مرآة صغيرة و بعض الميكب... 
نظر يحيى لساعته... ترك الذي بيده و نهض... ارتدى جاكت بدلته و أزاح شعره للخلف... اخذ هاتفه و مفاتيح سيارته و خرج متوجهًا لمكتب رهف... وجد الباب مفتوحًا قليلا... نظر منه و جدها تنظر للمرآة و تقول 
' قمر يا بت... لا بجد ايه الجمال ده ؟ ده انا يادوب خفيت الهالات السودة و رسمت ايلاينر و حطيت حبة روج... مش محتاجة فونديشن... بشرتي بتلمع وحدها... يخربيت جمالي... 
وضعت يدها في شنطتها 
' في ايه تاني احطه ؟ لينسيز ؟ لا انا بحب عيوني السود الجميلة دي... حتى رموشي مش محتاجة ماسكرا... يخربيت حلاوتي... اهو الامورة تستاهل ثري تركي كده... 
اخرجت من حقيبتها ازازة عِطر و رشت منها عليها و ازاحت شعرها للخلف و نظرت للمرآة مجددا 
' انفع موديل... يلهوي سكر كده يا انا... بموت فيكي... خدي بو*سة 
اعجب يحيى بثقتها العالية بنفسها... فهي حقًا جميلة من غير اي مجهود... رجع خطوتين و طرق الباب... انتبهت رهف و اعادت كل شيء داخل حقيبتها 
' ادخل... 
فتح يحيى الباب و قال 
" يلا تعالي... و هاتي اللي قولتلك عليه... 
اومأت له و هو سبقها للخارج... اخذت حقيبة مستر يحيى و اخذت حقيبتها و استخدمت الاسانسير لتنزل للاسفل... وجدت مستر يحيى يقف بجانب سيارته... وضعت حقيبته في السيارة... 
" امسكي... 
قالها يحيى ثم ألقى لها مفتاح السيارة و هي إلتقطته... 
' ايه ده حضرتك ؟ 
" مش واضح يعني ؟ انتي هتسوقي العربية... 
' بس... 
" بس ايه ؟ متعرفيش تسوقي ؟ 
' لا بعرف... 
" يبقى تنجزي... 
قالها ثم فتح باب السيارة و جلس.... جلست رهف في الكرسي المخصص للقيادة و شغلت السيارة و لكن لم تتحرك... 
" واقفة ليه ؟ 
' ثواني بس... 
نظر لها وجدها تخلع كوتشيها من رجلها 
" انتي بتعملي ايه ؟ 
' الكعب بينفع عشان الفرامل... مش بعرف اسوق و انا لابسة كوتشي...
" بتتصرفي على مزاجك يعني ؟ 
' حضرتك انا مش شايفة ان دي مشكلة... بعدين شرابي نضيف... انا لسه مشترياه مع الكوتشي... 
" بطلي كلام و اطلعي يلا... 
' حاضر... 
نظر من النافذة و ظل صامتًا كعادة... تحركت بالسيارة لوجهتهم... وقفت بالسيارة منتظرة إشارة المرور يتغير لونها... فتحت حقيبتها و اخرجت منها زجاجة مياة... مررتها ل يحيى 
' اتفضل... 
نظر لها و قال 
" مش عايز... 
' مقفولة بقفلتها يا مستر يحيى... الجو حر... خُد اشرب... 
عرف انه لم يستطيع ان يُسكتها لانها كثيرة الكلام... اخذ الزجاجة و شرب منها القليل... 
' ينفع افتح تكييف العربية ولا مينفعش ؟ 
" افتحيه... 
فتحت تكييف السيارة و بعد دقائق فتحت إشارة المرور و اكلمت طريقها 
' مستر يحيى... 
" نعم ؟ 
' ممكن اسأل سؤال... 
" سؤال واحد بس... 
' ماشي... حضرتك ليه طردت الاسيستانت اللي كانت قبلي ؟
" كانت مستهترة... عايزة تاخد المرتب من غير ما تعمل اي مجهود... كان عندي اجتماع مهم... و بصفتها الاسيستانت الخاصة بيا مفروض هي تبلغني بمواعيد الاجتماعات... مقالتش و فاتني الاجتماع... خرجت بحجة قوية قال ايه نسيت ! فطردتها... 
' اها... طب ايه رأيك فيا كـ اسيستانت ؟ 
" بالنسبة لسنة وحدة شغل معايا كويسة... 
' كويسة بس !! 
" هكتبلك قصيدة شعر ولا ايه ؟ 
' لا مقصدش... 
" انتي كويسة... بس لو تبطلي كلام كتير هتبقي احسن... 
' مقدرش... دي طبيعتي... 
" طبيعية الشغل مفروض تبقى رقم واحد في البند بتاعك يا رهف... 
' تمام يا مستر يحيى 
ادخلت رهف يدها في حقيبتها و قبل ان تسحب منها شيء قال 
" متاكليش في العربية... 
' حضرتك عرفت ازاي اني هطلع سنداوتش اكله ؟ 
" متاكليش في العربية... احنا مش رايحين رحلة... و انتي راجعة ابقي كُلي... 
' ماشي... 
اغلقت رهف حقيبتها و اكملت قيادة... وصلوا للفندق... ركنت رهف السيارة في موقف السيارات... نزلوا منها... ركبوا الاسانسير... يحيى يضع يداه الاثنتان في جيوبه و ينظر للامام و وجه ثابت ولا يتكلم... اما رهف تنظر له بإستغراب... منذ ان بدأت العمل مع و هو غريب هكذا... لم تراه مرة واحدة حتى يبتسم بالخطأ ! 
' مستر يحيى... 
" نعم ؟ 
قالها ثم نظر إليها... اقتربت منه و امسكت الكارڤات خاصته و ربطتها جيدا... تعجب يحيى من اقترابها منه... انتهت و ابتعدت عنه و قالت 
' الكارڤاتة مكنتش مظبوطة... قولت اعدلها لحضرتك... 
هز رأسه ثم عاد لنفس وضعه... وصل الاسانسير للدور ال 25 و فُتح... خرج يحيى و هي ذهبت ورائه... دخلا مكان واسع شبيه بالقاعة... وجدوا الكثير من الرجال التي بمجرد ما رأت مستر يحيى يدخل وقفوا جميعهم و رحبوا به... و بعد دقيقتين من الترحيب سمح لهم بالجلوس و هو جلس على كرسي في رأس الطاولة... و رهف تقف خلفه... شغلت رهف الشاشة كما طلب منها يحيى و بدأت الاجتماع و المناقشة على المشروع الجديد... و بعد 4 ساعات في ذلك الاجتماع
" و هكرر تاني عايز 3 سفن جديدة... و الشحنات تكون جاهزة... اي خطأ انا مش مسؤول عنه... لحد الدقيقة دي انا دوري خلص... الباقي عليكم... و بكده نكون وصلنا لنهاية اجتماعنا... و بشكرك كل واحد فيكم على حضوره و مشاركته في المناقشة... تقدروا تتفضلوا... 
سقفوا له و خرج واحد تلو الآخر حتى القاعة اصبحت فارغة... 
' العقود دي احطها فين ؟ 
" حطيها في الشنطة... و حطي الشنطة في الخزنة بتاعت الفندق... 
' ازاي احطها في الخزنة بتاعت الفندق ؟ دي عقود مهمة و ممكن تتسرق... 
" انا عندي خزنة في الفندق ده... محدش يقدر يقربلها... 
' مستر يحيى انا مش بوافقك في كده... انت بتخاطر بورق مهم... ممكن اللي بيشتغلوا هنا يفتحوا الخزنة دي... ازاي محدش يقربلها و الفندق بيدخله مليون واحد ؟ 
" يمكن عشان انا صاحب الفندق ده ؟  
قالها و هو يرخي ظهره على الكرسي و ينظر لها بحِدة... شعرت رهف بالحرج 
' مكنتش اعرف ان الفندق ده مِلك حضرتك... 
" قولتلك لو تبطلي كلام كتير هتبقي احسن... 
' آسفة... 
اومأ لها ببرود... اخذت رهف كل الورق وضعته في الحقيبة و توجهت للخزنة... لكن لم تكن خزنة عادية... بس انها غرفة على شكل خزنة و بابها من حديد و محصنة بتقنيات عالية...  وضعت رهف كارت مستر يحيى على الباب و فُتح الباب... دخلت و وجدت رفوف كثيرة بداخلها دولات و سبائك ذهب و ألماظ... وجدت خزنة ضغيرة في رفٍ ما... فتحتها بالمفتاح الذي اعطاه لها مستر يحيى... وضعت الحقيبة و اغلقتها... وقفت في نصف الغرفة تنظر حولها... في كل اتجاه يوجد مال و ذهب و ألماظ... اقتربت من رف سبائك الذهب و امسكت بيدها سبيكة منهم... 
كان مستر يحيى يراها من كاميرا المراقبة من هاتفه... و عندما رأى ان يدها تمسك احدى السبائك... غضب و كان سينهض و سيذهب لها... لكن وقف عندما وجدها تخرج هاتفها و تأخذ صورة سيلفي مع السبيكة الذهبية... وضعت السبيكة الذهبية مكانها و خرجت من الغرفة... و بمجرد ان قدمها خرجت من الغرفة... غُلق الباب الحديدي لوحده و شاشة الباب اصبحت حمراء 
' يلهوي على التكنولوجيا... 
قالتها رهف و هي تضحك... و رجعت لمستر يحيى... و لكن لم تجده في القاعة... 
' راح فين ده ؟ معقول سابني و مشي ؟ ازاااي يمشي ده الساعة 12 يعني مستحيل الاقي مواصلات !! انا كنت حاسة ان اليوم ده هيتقفل قفلة سودة... 
كانت تمشي في الفندق ولا تعرف اين هي و اين تذهب... صادفت الجرسون ف اوقفته و قالت 
' بقولك لو سمحت... شوفت واحد كده طويل و لابس بدلة رمادي... هو امور بس وشه مكشر و عامل كده... 
قالت آخر كلمة و هي تلقد تعابير وجهه العابسة... ضحك الجرسون و قال 
* قصدك مستر يحيى ؟ 
' اها... فينه ؟ 
* في مطعم الفندق بيتعشى... الدور ال 16... 
' اوك... شكرا... 
صعدت رهف للاسانسير و وصلت لذلك الطابق... وجدته جالس في آخر طاولة بجانب الزجاج المطل على البحر... تقدمت منه و قالت 
' طالما حضرتك هنا... مقولتش ليه ؟ 
" شششش... اسكتي... 
اخفضت صوتها و قالت 
' معلش نسيت ان حضرتك مبتحبش حد يضايقك أثناء الأكل... 
" جعانة ؟ 
' اه... بس هو ايه اللي بتاكله ده ؟ 
" Tereen and An Papyout ... 
' ايه دول ؟ 
" أكلات اجنبية بحبها... تاكلي ؟ 
' لا شكرا... شكلهم غريب... 
" براحتك... 
' طب معلش آخر حاجة... 
" قولي... 
' لما روحت الخزنة من شوية... متوقعتش انها هتكون بالشكل الرهيب ده... المهم انا اتصوت سيلفي مع سيبكة الدهب... ينفع انزلها انستا ولا لا ؟ مش قصدي حاجة هي مجرد صورة ترفيه و بس... ده بعد اذن حضرتك يعني... 
سعِد يحيى انها اخبرته بنفسها على تلك الصورة... فهو لم يخبرها بأنه رآها ليرى هل تكون صريحة معه او لا... 
" نزليها... 
سعدت رهف كثيرا و قالت 
' شكرا جدا يا مستر يحيى... هروح الحمام و جاية... 
اومأ لها و ذهبت... و اكمل هو طعامه و أثناء ما اهو يتناول عشائه... وصله إشعار على هاتفه... فتح الهاتف و وجد رهف نزلت صورة جديدة و كتبت عليها " شفتوني و انا غنية و مسكت سبيكة دهب مرة وحدة "... اغلق يحيى هاتفه و وضع الشوكة في الطبق و اكل 
" البنت دي مجنونة... عمري ما حسيتها طبيعية... المهم انها بتشتغل كويس... 
عادت له رهف و هي تحمل في يدها طبقان... وضعت طبق امامه و طبق امامها و جلست... 
" ايه ده ؟ 
' Baflofa 
" يعني ؟ 
' تحلية روسية بحبها... حضرتك مش الوحيد اللي تعرف حاجات من بره... فيها كريمة و شوية فواكه... اتفضل... هتعجبك... 
" مش عايز... 
' بس انا عملت حساب حضرتك في طبق... 
ترك الشو*كة و السكـ,ـين و مسح يديه بالمنديل... 
" كُلي انتي... 
قالها ثم نهض 
" هغسل ايدي و هستناكي تحت في العربية... انجزي... 
إلتفت و ذهب... قالت و هي تقلد كلامه
' انجزي نينيني... تصدق بالله انا غلطانة لاني بعزم عليك... و هاكل الطبقين لوحدي !! 
نزل يحيى للاسفل و خرج من الفندق... ركب سيارته و ظل ينتظر رهف... ظل يتذكر ذكرياته الجميلة مع ريم... ابتسم و نزلت دمعة من عينه... تذكر خيا*نتها له ف مسح دموعه و غضب كثيرا و رجع يتظاهر بالثبات... طرقت رهف على زجاج السيارة... نظر لها و فتح الزجاج 
' حضرتك هتسوق ولا انا اسوق ؟ 
" انتي هتسوقي... اركبي... 
اومأت له و ركبت... شغلت السيارة و ذهبوا... و طوال الطريق كان يحيى صامتًا كـ عادته... وجد رهف تمرر له زجاجة المياة... عرف ان هذه الفتاة تُصر دائمًا... اخذ منها الزجاجة و شرب منها لكي لا يدخل معها في حديث جديد... 
" بيتك فين ؟ 
' هو حضرتك متعرفش ؟ 
" ممكن تجاوبي على اد سؤالي ؟ 
' انا هوصل حضرتك للبيت الأول و بعد كده امشي انا... 
" بتركبي مواصلة ايه ؟ 
' مترو و ساعات اتوبيس... 
" لفي و ارجعي... 
' ليه ؟ 
" مش هتعرفي تروحي في الوقت ده... محطة المترو فاضية دلوقتي و الاتوبيسات وقفت...
' عادي... ابقا اوقف تاكسي... 
" في الوقت ده مينفعش ( نظر لساعته و اكمل ) الساعة 1 بالليل دلوقتي... 
' عادي... مش اول مرة ارجع فيها مواصلات في الوقت ده... هاخد تاكسي... 
" ضامنة سواق التاكسي ؟ 
' هو يعملي ايه يعني ؟ معايا الدولارات ولا ايه...
" انتي مفكرة ان طالما مش معاكي فلوس يسر*قها... يبقى كده هيسبك ؟! كلنا بندي الأمان لناس مستاهلش... كلنا بنثق في ناس مستاهلش ذرة ثقة... و من بناخد بالنا غير لما ناخد الطعـ,ـنة من الضهر... من اقرب شخص لينا... متثقيش في حد !! 
شعرت رهف ان هذا الكلام ليس موجهًا لها... بل لنفسه... كأنه يعاتب نفسه لأنه وثق بزوجته السابقة... أدرك يحيى ما قاله الآن... مسح وجهه بيديه و اخذ نفسًا عميق و قال 
" لفي و ارجعي... روحي على بيتك انتي الأول... و انا هاخد العربية و امشي... و قبل ما تعترضي ده أمر... متناقشنيش... تمام ؟ 
' تمام... 
لفت رهف بالسيارة متوجهة الى بيتها... و بعد نصف ساعة اوقفت السيارة أمام أحد العمارات السكنية... اعطته المفتاح و اخذت حقيبتها 
' شكرا يا مستر يحيي... 
" العفو... 
ابتسمت له و نزلت من السيارة... دخلت تلك العمارة و استخدمت الاسانسير... نزل يحيى من السيارة و ركب مكان كرسي القيادة و عاد لبيته... 
كانت رهف تقف أمام المرآة في الحمام... تغسل أسنانها بالفرشاة... انتهت من غسيل أسنانها... بدأت في وضع كريم للبشرة و تغني في ذات الوقت... فهي صاحبة صوت جميل... 
غسلت يداها و نظرت لنفسها في المرآة مجددا 
' ايه الجمدان ده يا رهوف ؟ قمر بجد... اللي هيتجوزني يابخته بيا... 
* فعلا اللي هيتجوزك يابخته بيكي... اقدر كده اقول يابختي بيكي... 
آتاها هذا الصوت من خلفها... اتسعت عيناها بصدمة فهي تعرف صاحب هذا الصوت جيدا... إنه عمر ابن صديق والدها ! 
إلتفتت له و قالت 
' أنت جيت هنا ازاي ؟ و دخلت ازاي ؟! 
* مش مهم جيت ازاي... المهم انتي ( نظر لها من فوق و تحت بخُبث ) ايه القمر ده ؟ 
انكمشت رهف في نفسها و فهي ترتدي ملابس قصيرة بما انها في بيتها لكن لم تعرف انه سيأتي... 
' اطلع بره... اطلع بره يا عمر بدل ما ألم اهل العمارة كلهم عليك ! 
* لا مش هطلع... انا طولت بالي كتير عليكي لاني بحبك... اما المرة دي مقدرش... خصوصًا و انا شيفاك كده و بالجمال ده... 
' اياك تعمل القذا*رة اللي في دماغك... اياك يا عمر... انا بحذرك اهو... 
* هتعملي ايه يعني ؟ 
قالها ثم بدأ يقترب منها... ظلت ترجع للوراء حتى وصلت للحائط... لم تعرف كيف تهرب منه... امسكت بإزازة العطر لتضر*به بها على رأسه لكن امسك يدها و اخذ منها الازازة و ألقاها بيعدا... حاوطها كي لا تهرب و اقترب من وجهها و قال
* المرة دي مش هتعرفي تفلتي مني... اسمعيني... انا بحبك و عايزك... تعالي نتجوز... 
' مش هتجوز واحد حيو*ان زيك و كل هَمُه في الدنيا انه يلاقي وحدة تبسطه... عمري ما هبقى شبه الأشكال الز*بالة اللي تعرفها... 
* ما انا عارف انك كويسة... عشان كده بقولك تعالي نتجوز... انا حابب اكون معاكي انتي وبس... و انتي هتكوني مِلكي انا وبس !!  
' مستحيل اتجوز واحد زا*ني زيك و نام مع مليون وحدة... عمر ابعد عني !! 
* حاولت ابعد مقدرتش... رفضك ليا بيشدني ليكي أكتر... انا عايزك و عايز تبقي قريبة مني... وافقي نتجوز و هحط العالم كله بين ايدك... كل طلباتك هتكون مُجابة... لو عايزة اكتبلك الشركة بتاعتي بإسمك هكتبها... تبقي المديرة بتاعتها بدل ما مديرك الز*فت ده تعابك في شركته و بيخليكي تشتغلي زي العبيد لوحدك... انا هخليكي ملكة... 
' مديري اللي بتتكلم عنه ده انت متساويش ضُفر منه... على الأقل هو محترم... عمره ما بصلي بطريقة مش كويسة... اما على طول بتضايقني... مفكرني هستسلم ليك زي البنات العا*هرات اللي تعرفهم... عمري ما هخضع لرغباتك القذ*رة !! 
* مش هاخدك بمزاجك... يبقى هاخدك غضب عنك... افتكري اني حاولت كتير معاكي اخدك بالطريقة اللي ترضيكي... بس انتي رفضتي... يبقى تستحملي نتيجة رفضك... 
' عمر ارجوك متأ*ذنيش و ابعد عني... 
* مش هقدر ابعد... أنا بحبك... 
قالها ثم قَبلها في شفتاها رغمًا عنها... ظلت تقاومه و تبعده عنها لكن لم تستطع... يضمها إليه أكثر و يُقبلها بعُنـ,ـف و تملك... ابتعد عنها لتأخذ انفاسها... أزاح شعرها للخلف و ابتسم 
* اديني فرصة... اثبتلك فيها اني بجد بحبك... استسلمي ليا احسن... محدش هيقدر يخلصك مني... 
كانت رهف تبكي و جسدها كله يرتعش و شفتاها تتخبط في بعضهما من الخوف 
' أرجوك سيبني... 
قالتها و هي تبكي و تترجاه ان يبتعد عنها... و لكن لم يصغِ لترجيها له... قَبَل رقبتها بعنف و يضع علامات امتلاكه عليها... لم تتحمل رهف و يجب ان تنقذ نفسها... و بكل قوتها ضر*بته بركبتها تحت الحزام... ابتعد عنها متألمًا و دفعته للارض و ركضت للخارج... امسكت مقبض الباب لتفتحه و تخرج... لكن لم يفتح... اتضح ان عمر اغلقه بعد دخوله لكي لا تهرب منه... 
* يا بنت ال ****... والله ما هسيبك النهاردة يا رهف !! 
سمعت صوته آتٍ من الحمام... اخذت هاتفها و دخلت غرفتها بسرعة... اغلقت الباب عليها بالمفتاح... فتحت الهاتف لتطلب النجدة... يداها ترتعشان من الخوف ولا ترى جيدا بسبب دموعها... طُرق الباب بقوة و قال عمر بغضب 
* افتحي يا رهف... افتحيييي 
حاولت رهف تمالك اعصابها لكن لم تستطع و صوت طَرقِه على الباب يذعرها اكثر ولا تعرف بمن تتصل... صرخت و قالت 
' أرجوك سيبني و امشي... 
* مش همشي بعد اللي عملتيه ده... انتي و جسمـ,ـك مِلكي انا و بس !! 
بدأ بضر*ب الباب بقوة بقدمه... تحرك اصبعها على رقم يحيى و اتصلت به و لكن لم يرد... اتصلت مجددا 
من الناحية الآخرى كان يحيى نائمًا... أيقظه صوت هاتفه الذي يرن بإستمرار.... فتح عينه بتثاقل و رأى اسم المتصل 
" الساعة 3 بالليل... بتتصل ليه دي ؟ 
رد عليها و قال 
" نعم يا رهف ؟ بتتصلي ليه في الوقت ده ؟ 
' الحقني بسرعة... 
قالتها بنبرة مرتجفة و هي تبكي بشدة 
" مال صوتك ؟ في ايه ؟ 
كانت ستتكلم لكن سمع صوت خربشة كأن أحد اوقع الهاتف على الأرض بقوة... رن عليها مجددا لكن الهاتف قد اُغلق ! 
* قولتلك مفيش حد هينقذك مني !! 
' ارجوك متعملش فيا حاجة... 
* انا هعمل... و هعمل كتير اوي... انتي بس استحملي !! 
قالها ثم خلع تيشيرته... اقترب منها و امسكها بشعرها بقوة و هي صرخت متألمة... ضر*بته في بطنه بقوة و ركضت للخارج و قبل ان تصل للباب امسكها من شعرها مجددا و ألقاها على الأرض... فقدت رهف قواها فقد اصطدمت بالأرض بقوة... نزل لمستواها و وضع يده على وجنتها 
* يمكن قسيت عليكي شوية... معلش بس المرة دي مش هتقدري تمنعيني عنك... 
كان صدرها يعلو و يهبط... حاولت أن تزحف على الأرض لكن منعها... اقترب منها و كانت ستصرخ لكن قَبلها مجددا... ظلت تضر*به على ظهره بيداها الضعيفتان التي انهالت قوتها منهما... لم تستطع ان تدافع عن نفسها...
- يا رهف... انتي كويسة ؟ 
قالت ذلك احدى الجيران من وراء باب الشقة.. ابتعد عمر عن رهف عندما سمع صوتها... طرقت على الباب و قالت 
- ايه صوت الصراخ اللي عندك ده ؟ انتي كويسة ؟ في حاجة حصلت ؟ 
' الحـ..قـ..يني أنا... 
قالتها رهف بتقطيع و قبل ان تكمل جملتها وضع عمر يده على فمه و اسكتها... ظلت جارتها تنادي عليها و عندما لم تجد ردًا منها ذهبت... 
* اي نعم انا بحبك... بس ده مش معناه إن انا اروح في دا*هية بسببك... 
قبلها مجددا ثم ابتعد عنها... بصقت رهف على الأرض و مسحت بيدها آثار شفاته من عليها... ظلت تلتقط انفاسها بصعوبة... ضحك و قال 
* ايه يا مُزة دي مكنتش بو*سة و كام علامة عملتها في جسمك... 
' هوديك في ستين دا*هية... اقسم بالله ما هسيبك و هسجنك يا عمر ! 
* اوووبااا... سجن مرة وحدة ؟ كده بدأت اخاف... 
' لازم تخاف... 
* و ايه اللي هيخوفني منك ؟ 
' هرفع عليك قضية... و مش كده و بس... فاكر البنت بتاعت الساحل اللي اغتـ,ـصبتها ؟ هجيبها و هفتح قضيتها من جديد... و ابقا شوف لو خليتك تشوف الشارع تاني يا و*سخ... 
* و انتي اد التهديد ده ؟ 
' ايوة اده... و هتشوف بنفسك !! 
* هشوف بنفسي !! كده اللي عملته فيكي دلوقتي جه بنتيجة عكسية... بس ماااشي... انا هربيكي !! 
اقترب منها ثم.... 
وصل يحيى الى شقتها... و كان بملابس البيت... يرتدي ترينج بيتي... طرق على الباب كذا مرة و ظل ينادي عليها 
" رهف... افتحي... في ايه حصل ؟ 
خرجت جارتها نرمين و قالت 
* مين حضرتك ؟ 
" انا ابقا قريب صاحبة الشقة دي... تعرفيها ؟ 
* ايوة انا اعرف رهف... سمعت صوت صراخ من عندها و جيت خبطت بس الصوت اختفى... و رنيت على بوليس النجدة من دقيقة... 
" حصلها حاجة... كان واضح من صوتها انها واقعة في مشكلة... 
* طب هنعمل ايه ؟ 
نظر يحيى للباب ثم ظل يضر*به بكتفه بقوة حتى كُسـ,ـر القفل... دخل الشقة... وجدها على الأرض و ثيابها مـ,ـمزقة و غارقة بين دمـ,ـائها... 
" رهف !! 
يتبع.... 
* ايه يا مُزة دي مكنتش بو*سة و كام علامة عملتها في جسمـ,ـك...
' هوديك في ستين دا*هية... اقسم بالله ما هسيبك و هسجـ,ـنك يا عمر ! 
* اوووبااا... سجـ,ـن مرة وحدة ؟ كده بدأت اخاف... 
' لازم تخاف... 
* و ايه اللي هيخوفني منك ؟ 
' هرفع عليك قضية... و مش كده و بس... فاكر البنت بتاعت الساحل اللي اغتـ,ـصبتها ؟ هجيبها و هفتح قضيتها من جديد... و ابقا شوف لو خليتك تشوف الشارع تاني يا و*سخ....
* و انتي اد التـ,ـهديد ده ؟ 
' ايوة اده... و هتشوف بنفسك !! 
* هشوف بنفسي !! كده اللي عملته فيكي دلوقتي جه بنتيجة عكسية... بس ماااشي... انا هربيكي !! 
اقترب منها ثم.... 
وصل يحيى الى شقتها... و كان بملابس البيت... يرتدي ترينج بيتي... طرق على الباب كذا مرة و ظل ينادي عليها 
" رهف... افتحي... في ايه حصل ؟ 
خرجت جارتها نرمين و قالت 
* مين حضرتك ؟ 
" انا ابقا قريب صاحبة الشقة دي... تعرفيها ؟ 
* ايوة انا اعرف رهف... سمعت صوت صراخ من عندها و جيت خبطت بس الصوت اختفى... و رنيت على بوليس النجدة من دقيقة... 
" حصلها حاجة... كان واضح من صوتها انها واقعة في مشكلة... 
* طب هنعمل ايه ؟ 
نظر يحيى للباب ثم ظل يضر*به بكتفه بقوة حتى كُسـ,ـر القفل... دخل الشقة... وجدها على الأرض و ثيابها مـ,ـمزقة و غارقة بين دمـ,ـائها... 
" رهف !! 
قالها يحيي بخوف عندما رآها هكذا... ركض إليها و جس على ركبتيه و امسك رأسها اسندها على قدمه و ظل يحركها و ينادي عليها 
" رهف اصحي... قومي يا رهف... 
خلع يحيى جاكته و وضعه عليها... شعرت نرمين بذعر عندما رأتها هكذا و ظلت تبكي... وضع يحيى يده على رقبتها ليستشعر نبضها و حرارتها و صرخ قائلًا 
" لسه عايشة... اطلبي الاسعاف بسرعة !! 
اومأت له و طلبت الاسعاف في الحال و بعد دقائق جاؤوا اخذوها للمستشفى... 
في المستشفى..... 
* انا هضطر امشي لان الوقت اتأخر اوي... بس امانة عليك اوعى تسيبها لوحدها... انا هجيلها الصبح و اقعد معاها لحد ما تخرج بس لازم امشي عشان سايية عيالي لوحدهم... 
اومأ لها يحيى ثم ذهبت نرمين و بقى هو بمفرده في المستشفى... نظر لثيابه التي تلطخت بدمائها و ظل يسأل نفسه كثيرا ماذا حدث... من فعل هذا بها... و كيف حدث كل هذا... 
قطع تفكيره خروج الدكتورة من الغرفة التي بها رهف... ركض إليها 
" رهف كويسة صح ؟ 
* حاليا بقت حالتها مستقرة... 
تنهد يحيى بإرتياح ثم قال 
" هو ايه اللي حصلها ؟ 
* رهف اتعرضت لمحاولة إعتـ,ـداء... 
" ايييه ؟! 
* في علامات اعتـ,ـداء على جسمـ,ـها... بس الحمد لله انه مش اعتـ,ـداء كامل... 
" و رأسها اتجر*حت ازاي ؟ 
* الظاهر كده لما رهف قاومته فبدأ يعنـ,ـف معاها عشان تخضعله... الست اللي كانت هنا هي سمعت صوت صراخها... و لما خبطت على باب شقتها اكيد خاف و مكملش جر*يمته... و خاف طبعا ليتكشف ف ضر*بها في رأسها بالشكل ده و هرب... يعني حاول يقـ,ـتلها عشان يفلت بجر*يمته... بلغت البوليس ؟ 
" اه بلغته... هي هترجع لوعيها امتى ؟ 
* بالكتير بكره... المهم لما تفوق متضغطش عليها اوي لان اكيد اللي حصل معاها ده هيأثر بالسلب على صحتها النفسية... و رجاءًا تنتبه لاكلها و تاخد ادويتها في معادها... 
" تمام يا دكتورة... اقدر ادخلها ؟ 
* اه اتفضل... 
دخل يحيى الغرفة وجدها مسطحة على السرير... سحب كُرسي و جلس بجانب سريرها و ظل ينظر اليها و الى وجهها الشاحب المتعب و رأسها الملفوفة بالقماش... فهو دائما كان يحسدها على روحها الجميلة و على ابتسامتها التي كانت تخرج من قلبها و يتمنى ان يصبح مثلها... في ظرف ساعات كل الامور انقلبت !! 
قرّب يده منها ليلمس وجنتها لكنه تراجع على اخر لحظة و ابعد يده عنها... جمع قبضته بغضب من نفسه... اخذ نفسًا عميقًا و رن هاتفه... كان والده ( ياسر )... ذهب يحيى للشرفة و رد عليه 
* خرجت من البيت ليه في الوقت ده ؟ في ايه يا يحيى ؟ انت كويس ؟ 
" انا كويس يا بابا متقلقش... بس في واحد صاحبي عمل حادث و انا بايت معاه في المستشفى... 
* خالد عمل حادث ؟! 
" لا يا بابا مش خالد... واحد تاني انت متعرفهوش... 
* لا حول ولا قوة الا بالله... خلاص خليك جمبه... بس الشركة... 
" متقلقش يا بابا... اول ما يصحى و اتطمن عليه هروح للشركة... 
* ربنا معاك يا ابني... لو احتاجت اي حاجة رن عليا... خلي بالك على نفسك... 
" حاضر يا بابا... 
اغلق يحيى هاتفه و عاد اليها... بعد ساعات كان يحيى نائمًا... استيقظ على صوتها... وجدها نائمة لكن تمتم بكلام غير مفهوم و تبكي... اقترب منها و حاول ايقاظها من ذلك الكابوس... 
' ابعد عني... ارجوك متأ*ذنيش... 
" رهف... اصحي... 
قال ذلك و هو يُحركها لكي تستيقظ... ظلت تكرر نفس الجملة مرارًا و تكرارًا... تصبب وجهها عرقًا و جسدها يرتعش من الخوف... قلق يحيى عليها... وضع يده على كتفها... فجأة نهضت بذعر و صرخت قائلة 
' ابعد عني !! 
نظرت له وجدته يحيى ليس عمر... نظرت حولها و صدرها يعلو و يهبط و تحاول التقاط انفاسها... 
" اهدي ده انا... 
نظرت له و الدموع انهمرت من عيناها كالشلال... و قبل ان يتحدث يحيى اقتربت منه رهف و عانقته... تفاجئ يحيى من عناقها له... ظلت رهف تبكي و تقول 
' كان هيغتـ,ـصبني... 
قالت ذلك بذعر و يداها تتشبث برقبته اكثر... ظلت يدا يحيى مكانهم و لم يبادلها العناق و لا يعرف ماذا يفعل لكي يُبعدها عنه... 
" رهف... 
' ارجوك متسبنيش... 
قالتها ثم عانقته اكثر و دفنت رأسها في عُنقه... ظل يحيى على وضعه... يداه معلقتان في الهواء... فهو يعرف جيدا انها عانقته بسبب خوفها لا اكثر ولا تعي الذي تفعله الآن... لم يبعدها عنه و ظلت في حضنه عشر دقائق... احس يحيى بأن نفسها قد ثقُلَ... و يداها المتشبثة به بدأت بالتراخي... نظر لها وجدها نامت... برفق اسندها على السرير و سحب الغطاء عليها... نظر لجهاز نبضات القلب وجده مستقرًا اي انها الآن بخير... جلس على الاريكة و ظل ينظر اليها لدقائق حتى غفى... 
في اليوم التالي.... 
استيقظ يحيي و رهف كانت مستيقظة و بجانبها الطبيبة
* جميع الفحوصات كويسة... يخلص المحلول بعدها تقدري تخرجي من هنا... و انتظمي على ادويتك و كُلي كويس... الف سلامة عليكي... 
' الله يسلمك يا دكتورة... 
ابتسمت لها الطبيبة و خرجت... مسح يحيى وجهه بكفيه ثم نظر الى الرهف التي كانت شاردة مع نفسها... نهض و تقدم منها و جلس على الكرسي الذي بجانب سريرها و قال 
" انتي كويسة ؟ 
لم ترد عليه و مازلت تنظر امامها بشرود... لاحظ يحيى نزول دمعة من عيناها... 
" رهف... 
لم ترد ايضا و هذا دفع يحيى ان يتقدم بيده و يضعها على كتفها... و لكن بمجرد ان يده لمست كتفها... جسدها اتنفض و ابعدت يده عنها في الحال و قالت بخوف 
' متلمـ,ـسنيش !
" اهدي يا رهف... 
' بقولك متلمـ,ـسنيش !! 
" تمام... تمام... اهدي... محدش هيعملك حاجة... انتي في امان هنا... 
نظرت له ثم غرقت عيناها بالدموع... انكمشت في نفسها و قالت 
' هو اغتـ,ـصبني... انا فقدت عذريتي !! 
" لا... يعني... الدكتورة قالت ان دي محاولة اعتـ,ـداء مش اعتـ,ـداء كامل... 
نظرت له و على وجهها بعض الامل
" ده كلام الدكتورة مش كلامي... عشان تتطمني بس... 
نظرت للامام مجددا و سكتت... 
" ممكن تقوليلي ايه اللي حصل... و مين عمل كده... 
' عايزة امشي من هنا... 
" انا بلغت الضابط يجي يحقق في كده و يساعدك في القبض عليه... 
' ظابط ايه ؟ لا متبلغش حد.... 
" مش انتي كده كده هترفعي قضية ؟ 
' لا مش هرفع حاجة... 
" نعم ؟! ده اللي هو ازاي ؟ 
ابعدت عيناها عنه و سكتت... تعجب يحيي كثيرا من كلامها... 
" يعني ايه مش هترفعي قضية ؟ 
' زي ما سمعت كده... 
غضب يحيى و قال 
" انتي مستوعبة انتي بتقولي ايه ؟ الو*سخ ده كان هيغتـ,ـصبك و يقتـ,ـلك... ولا انتي مش ملاحظة راسك المربوطة دي... و الجـ,ـروح اللي في جسـ,ـمك
' الموضوع ده يخصني انا... لو سمحت متتدخلش... ارفع قضية او لا... في الحالتين ميخصكش !! 
تفاجئ يحيى اكثر... ضحك بسخرية و اقترب منها و قال 
" انتي اتصلتي عليا عشان انقذك... روحت لقيتك مرمية على الأرض زي الجـ,ـثة وسط دمك... طالما مفروض مدخلش... اتصلتي ليه عليا ؟ 
' عشان انت كنت اخر رقم اتصلت عليه... اكيد مش هقعد افكر اتصل بمين ولا مين و انا في الموقف ده... معلش ازعجتك... تقدر تمشي... 
" لا والله ؟! بس كده ؟ بالبساطة دي ؟ 
' اه بالبساطة دي ! 
اخذ يحيى شهيقًا طويلا ليُهدأ اعصابه... 
" هـ,ـددك بإيه خلاكي مش عايزة ترفعي عليه قضية و تسجنيه ؟ 
' مفيش حد هـ,ـددني... و بكررها لتاني مرة... رجاءًا متتدخلش !! 
" انا مستغرب بجد... الكلام ده طالع منك انتي ؟ 
' اطلع بره... 
زاد غضب يحيى و جمب قبضته و يحاول ان يتمالك اعصابه بقدر المستطاع... اشار لها بإصبعه تحذيرًا لها و قال 
" لما دماغك ترجع لمكانها الطبيعي ابقي افتكري انتي كلمتي مين بالاسلوب ده... لولا انك في المستشفى و في الحالة دي... كان هيبقى ليا تعامل معاكي غير كده... 
بمجرد ما انهى جملته... اخذ معطفه و هاتفه و خرج و الغضب يجتاحه... رأته حبيبة صديقة رهف و هو خارج من الغرفة التي بها رهف و الغضب واضح عليه ف تسألت كيف جاء لهنا و لماذا غاضب هكذا ؟ 
دخلت حبيبة عند رهف... 
* رهف ! 
نظرت لها رهف ثم جاءت حبيبة جلست بجانبها و عانقتها رهف بقوة و ظلت تبكي... ربتت حبيبة على ظهرها و قالت 
* خلاص اهدي... بطلي عياط... 
' مش قادرة يا حبيبة... انا في مصـ,ـيبة كبيرة... 
* مصـ,ـيبة ايه ؟  
' خرجيني من هنا و تعالي نروح شقتك و هقولك كل حاجة... 
* ماشي... شوفت مستر يحيى خارج من اوضتك... شكله متعصب اوي... حصل حاجة ؟ و عرف ازاي انك هنا ؟ 
' ما انا اتصلت عليه لما حصل الحوار ده... 
* مش فاهمة حاجة... تعالي على شقتي... خديلك دش و كُلي و نتكلم على رواقة... 
اومأت لها رهف... من الجهة الثانية... وصل يحيى الى منزله... دخل البيت وجد والده ياسر و امه ناهد و اخته اسراء و اخاه عاصم... يجلسون على السفرة يتناولون وجبة الافطار... قال ياسر 
* كويس انك جيت... تعالى افطر معانا... الفطار ملهوش طعم من غيرك يا ابني... 
تقدم يحيى منه و امسك يده قَبلها و قال 
" حبيبي يا بابا... انا اكلت بره... هاخد دش و البس و اطلع على الشركة... 
* مش هيحصل حاجة لو اكلت لقمتين... 
" بجد مش عايز... 
* طب امسك من ايدي اشرب كوباية العصير دي... 
" يا بابا... 
* هتكسفني يعني ؟ 
" اكيد لا... انا مقدرش اكسفك... 
اخذ منه كوب العصير و شربه... وضعه على السفرة و قال 
" بالهنا و الشفا ليكم... 
صعد على الدرج متجهًا لغرفته... قال عاصم
- هتفضل لحد امتى تعامله كأنه طفل ؟ 
* لحد ما امو*ت... 
- مش شايف انك مبالغ شوية يا بابا... 
* لا مش ببالغ على يا عاصم... يحيى اكتر واحد اتظلم فيكم و مشافش مني الحنية اللي انتوا شفتوها... لما اتولد فرحت بيه يومين و بعد كده ركزت للشركة على حسابه هو... مهتمتش بيه زي ما اهتميت بيكم لان كل تركيزي كان على الفلوس و ازاي اكبرها... و لما ملقيش اهتمام مني راح دور عليه بره... وقع مع بنت الجـ,ـزمة اللي اتجوزها و في الآخر خا*نته... مر بفترة صعبة بسببها و اهو الحمد لله بقا كويس شوية... ف بحاول على اد ما اقدر احسسه بحناني شوية لحد ما تيجي بنت الحلال اللي تحبه بجد و تعوضه عن كل حاجة وحشة اتعرضلها... 
قالت اسراء 
• بس انا معتقدش يا بابا ان يحيى ممكن يحب او يتجوز بعد اللي حصله ده... يعني برضو مهما بيّن قدامنا انه كويس في جزء فيه من جوه مش كويس ابدا... الخيا*نة شىء مش سهل ابدا... 
* و ده اللي انا خايف منه... بس مسيره يلاقي نصه التاني... 
• حتى لو لقي نصه التاني... هيخاف يدخل في علاقة تاني... لانه حاليا معتقد انه ميستحقش يتحب... يعني هيخاف يتعرض للخيا*نة تاني... 
* منها لله هي السبب... كسـ,ـرت ثقته في نفسه و كسـ,ـرت قلبه... ربنا يا*خدها مكان ما هي قاعدة... 
• آمين... 
* مش خلصتوا اكل انتوا الاتنين ؟ يلا على جامعتكم... عااصم... 
- نعم يا بابا... 
* يلا اقوم اجهز على جامعتك و خُد اختك معاك و خلي بالك عليها... 
- حااضر... 
نهضت اسراء و عاصم... قالت ناهد 
- ايه رأيك نجوز يحيى ل بنت عمه رغد ؟ شيفاها مناسبة له و طيبة و جدعة و متأكدة انها هتسعده... 
* بس انتي عارفة كويس يا ناهد ان يحيى مش بيشوفها اكتر من اخته... و لو كان عايزها كان هيتجوزها... مش هقف في طريقه يعني... 
- طب يتخطبوا و يتعرفوا على بعض حتى... 
* بصي... سيبي يحيى في حاله... هو لما يعوز يتجوز او يخطب هيجي يقولنا بنفسه... بلاش نقنعه بوحدة مش في دماغه اصلا... 
- بس رغد... 
* نااهد معلش اقفلي السيرة دي... انا عارف ابني كويس... 
- طيب... 
في غرفة يحيى... خرج من الحمام بعد ما استحم... لبس بدلته و سرح شعره الأسود الكثيف و وضع عطره المميز برائحته الرجولية... خرج و ركب سيارته متجهًا لشركته... 
من الجهة الاخرى... استيقظت ريم ( زوجة يحيى السابقة التي خا*نته من 3 سنوات ) دخلت المطبخ و فتحت الكاتل لتُعد قهوتها... لم تنتبه و سُكبت المياه الساخنة على يدها و احتر*قت... احست بألم شديد و بسرعة فتحت صنبور المياه و وضعت يدها تحت الماء لتخفف من الالم الذي تشعر به... نظرت ليدها المحترقة و تذكرت شيئا ما... 
منذ 4 سنين... 
كانت تقف في المطبخ تُعد مكرونة بالوايت صوص... فجأة وجدت من يلف يداه حولها و يحتضنها من الخلف و قَبَل خدها بحُب... 
• يوووه يا يحيى... قولتلك بطل حركاتك دي... 
قبلها مجددا و قال 
" بتعملي ايه ؟ 
• اكتر اكلة بتحبها... مكرونة بالوايت صوص... 
" بس انا بحبك اكتر من المكرونة... 
• احلف كده ؟ 
" بحبكوا انتوا الاتنين... 
• ايوة كده اتعدل... قاعد ليه بالبنطلون بس ؟ 
" عشان اوريكي عضلاتي... 
• روح البس حاجة بدل ما تبرد... 
" حضنك موجود عشان يدفيني... 
• لو لقيتك بتكح بكره هضر*بك... 
" سيبك مني... انتي بقا لابسة ليه ؟ 
• الجو برد لو تلاحظ يعني... 
" نفتح الدفاية و يدفى... قولتلك مليون مرة... و احنا في البيت متلبسيش... 
• بس انا بتكسف... 
" بتتكسفي مني ؟ طب بصيلي كده... 
نظرت له و بسرعة شدها من وسطها اليه و اقفل عليها بيداها... 
• يحيي... 
" قلب يحيي... 
• بتعمل ايه ؟  
" ولا حاجة... مش من حقي يعني اتحر*ش بمراتي ؟ 
احمرت وجنتاها ف ضحك 
" ريم... 
• اها ؟ 
" انا بحبك اوي... 
قالها و عيناه تلمعان و تُقَطر حبًا لها... اخذ شفتاها في قُبلة طويلة حنونة... ثم حملها بين ذراعيه 
• طب المكرونة ؟ 
" طفيت عليها اهو... تعالي عشان عايزك في موضوع مهم... 
ضحكت و اخذها للغرفة و اغلق الباب... في الليل الساعة 3 فجرا... كانت ريم نائمة في حضن يحيي الذي غرق في نومٍ عميق... عيناها مفتوحتان و تفكر... وصلت رسالة على هاتفها... فتحت هاتفها في الحال و ارتسمت الإبتسامة على وجهها بعد ما قرأت الرسالة... نهضت من جانب يحيي بحذر... ارتدت الروب و فتحت باب الغرفة و خرجت... توجهت للاسفل عند الباب الخلفي... وجدت ايمن عشيقها ينتظرها... بمجرد ما رأته اندفعت عليه و حضنته بقوة و قبلته  
• وحشتني... 
* انتي اكتر... بس ايه الروب ده ؟ هو لمـ,ـسك ؟ 
• لا... قولتلك مبيعرفش اصلا... 
* انا زهقت من الوضع ده... امتى هتسرقيه عشان اخدك و نهرب سوا ؟ 
• لسه... المشكلة انه طول الوقت اللي بيقعده في البيت مش بيجبلي سيرة شغله خالص... النهاردة و هو في الشركة قلبت البيت على مفتاح الخزنة... ملقتش حاجة... 
* ابن الكلـ,ـب محصن نفسه... طب ايه... هتعملي ايه ؟ 
• هاخد منه 30 الف و اقوله دول سُلفة و ان في وحدة صحبتي محتاجهم... بمجرد ما يديني الفلوس هبعتهملك... خدهم ظبط بيهم امورك دلوقتي لحد ما اشوف هخلع منه ازاي... 
* هيرضى يديكي الفلوس ؟ 
• مش بيرفضلي طلب... اصله عبيط اوي و واثق فيا زيادة عن اللزوم... اي فلوس بصرفها من الڤيزا بتاعته مش بيسألني صرفتها في ايه... ساعات بيصعب عليا... 
* ناقص تحبيه كمان !! 
• لا احبه ايه... ده مجرد واحد اهبل هخرج بمصلحه من وراه... انا بحبك انت و بس... 
قالتها ثم إلتفت يداها حول عنقه... نظرت له و ابتسمت... ابتسم بخبث و انقض على شفتاها كالوحش... و هي مستسلمة له... ترك شفتاها و قبَل رقبتها و تمادى في لمـ,ـسه لها... 
• ابعد يا ايمن لحسن يصحى... 
* مش قادر... وحشتيني اوي... 
• انت كمان... 
* بكره اتصرفي و اتججي بأي حاجة و تعاليلي الشقة... 
• عيوني... يلا باي 
قلبها مجددا ثم تركها و ذهبت... 
عادت ريم لغرفتها... مازال يحيى نائمًا... استلقت جانبه... تحرك فتح عينيه بتثاقل و اخذ ريم في حضنه... 
" صاحية ليه ؟ 
• كنت في الحمام... 
" مالك ؟ تعبانة ؟ 
• لا... انا تمام... 
" انتي عارفة اني مش بستحمل اشوفك تعبانة... لو في حاجة قولي... 
• والله مفيش... انا كويسة... 
" و ده المطلوب... 
قَبل خدها و غطاها جيدا و ناما... 
عادت ريم من تلك الذكريات... شعرت بالحزن الشديد تجاه يحيى... ف بعد ما دمـ,ـرته و سر*قته تركها عشيقها عندما فُضح امرها امام الكل و هرب خارج البلاد... اصبحت وحيدة الآن و الكل يكر*هها... خاصًة يحيى... يحيى الرجل الذي احبها حُبًا صادقًا بريئًا و تعلق بها و فعل العديد لاجلها... و هي قامت بخيا*نته... دمـ,ـرته بالكامل... اصبح عبارة عن جسد دون روح... قلبه تفتت... فهو عشقها و هي فعلت له ذلك بدون مبرر !! 
قفلت صنبور المياه و امسكت هاتفها... دخلت على حساب الانستجرام الخاص ب يحيى... فتحت اخر صورة قام بتنزلها... ظلت تنظر له ل دقائق... وعدت يحيى انها لم و لن تندم على خيا*نتها له... و الآن هي في اشد درجات الندم... رأت بقية الصور... لاحظت انه مسح كل صورهم التي كانوا فيها سويًا... فهو كان يحب ان يتصور معها و ينزلها على حسابه ليعرف الجميع زوجته التي يعشقها... اما الآن مسح جميع الصور و يلعـ,ـن نفسه لانه احبها !! 
* مستر يحيى... رهف لحد الآن مجتش الشركة... 
" هتاخد اجازة اسبوع... ياريت تمسكي مكانها لحد ما ترجع... 
* حاضر... 
خرجت غادة... ارخى يحيى ظهره للخلف... و اخذ نفسًا عميقًا ثم اخرجه... اغمض عيناه ثم فتحهما عندما وجد صديقه خالد امامه... 
* برن عليك من امبارح و مش بترد... 
" كنت في المستشفى... 
* ليه ؟ حصل ايه ؟ 
تنهد يحيى و حكى له كل ما حدث... 
" في الآخر تكلمني بطريقة معفـ,ـنة كأني شغال عند اللي خلفوها و تقولي متتدخلش و اطلع بره... اقسم بالله لولا مسكت اعصابي كنت هجيبها من شعرها !! 
* يا عم اهدى... اعذرها لان اللي مرت بيه مش سهل برضو... بس في حاجة غريبة... ازاي مش هترفع قضية ؟ 
" ده نفس السؤال اللي سألته لنفسي... 
* ليكون هـ,ـددها بحاجة ؟ 
" قولتلها لو هـ,ـددك بحاجة اتكلمي... باجحت معايا في الكلام و عَلت صوتها عليا كأن انا اللي عملت كده فيها مش هو... نسيت اني مديرها... كلمتني كأني ابن اختها الصغير
* معلش يا يحيى... خلاص سيبها هي حرة... 
" في ستيـ,ـن داهية... انا غلطان اني قومت من سريري و روحتلها...
* خلاص يا يحيى اهدى... 
" بنت مستفزة و بنت ستيـ,ـن...... 
* يا يحيى !! 
" خرست اهو... 
* هتخلص شغلك امتى ؟ 
" الساعة 7... 
* حلو اوي... تلعب بوكس ؟ 
" بوكس ؟ ماشي مفيش مشكلة... 
* خلص شغلك و ارجع البيت خُد دش لطيف كده و هستناك في صالة الألعاب الشرقية الساعة 10... الحجز على حسابي عشان تعرف اني جدع...  
" تمام يا خالد... 
* اطير انا بقا... 
" سلام... 
خرج خالد... فتح يحيى الاب توب الخاص به و اكمل عمله.... 
* لا بجد انتي اتجننتي !! ازاي مش هترفعي قضية ؟؟؟ 
' يا حبيبة افهمي... بقولك لما عرف اني رنيت على يحيى هددني بيه... قالي هيقتـ,ـله لو رجلي عدت القسم... و هو زبـ,ـالة و يعملها 
* يعني ايه ؟ هتسبيه يفلت بعملته كده بسهولة ؟ انتي متخيلة انه كان ممكن يضيعك ؟؟ 
' انا مش هكون سبب في آذية مستر يحيى بأي شكل... غلطت اوي لما اتصلت عليه... دخلته في حوار هو ملهوش دعوة بيه... 
* طالما مش هترفعي قضية عليه... هيجيلك تاني... و الله اعلم ممكن يعمل ايه... انتي بسكوتك ده ف انتي في خطر على كده... 
' اعمل ايه يعني ؟ خلاص يا حبيبة انا مش قادرة اتكلم تاني... 
* اووووف... طب خلاص اهدي... المهم شقتك دي اياكي ترجيعها تاني... هبعت حد يجيب حاجتك منها... 
' هقعد فين يعني ؟ 
* تقعدي معايا... و اظن ان المكان هنا بعيد عن شقتك... اكيد مش هيعرف انك هنا... 
' افرض راقبني ؟ 
* ابن خالتي ضابط شرطة... هخليه يحط حراسة على البيت... متقلقيش مش هحكيله حاجة... هقوله حوار تاني... 
' هتقل عليكي... 
* انتي هبلة ؟ ده انا ما بصدق اشوفك... نورتي بيتي والله... 
' حبيبتي... 
* يلا قومي نعمل اكل... 
' طب و الشركة ؟ 
* اه نسيت اقولك ان مستر يحيى اداكي اسبوع اجازة و قالي النهاردة اقعد معاكي ف انا مش رايحة الشركة... 
' يعني مطردتنيش و كمان اداني اجازة حتى بعد ما عملت في كده ؟ 
* عملتي ايه ؟ 
' كلمته بطريقة وحشة اوي و زعقتله و كمان طردته... 
* يخربيتك يا رهف !! 
' عارفة اني غلطت في حقه... بس معرفتش افلت من اسئلته غير بالطريقة دي... 
* يلهوي... انتي ملقتيش غير ده و تزعقي فيه ؟ 
' هطرد صح ؟ 
* لو كان عايز يطردك كان عملها لما اتصل عليا من شوية... بس هو مطردكيش... ليه ؟ اوعااا ليكون مخطط ينتقم منك على طريقته لما تيجي الشركة ؟ 
' هيعمل ايه ؟ 
* هيحطك في دماغي زي ما عمل مع السكرتيرة اللي قلبك... هيقفلك على اقل غلطة... و هيحطك تحت المراقبة 
' و هو عمل ايه مع السكرتيرة اللي قبلي ؟ 
* طردها من الشركة بزفة حرفيا... مسح بكرامتها الأرض قدامنا كلنا... زعيقه فيها جلل الشركة... و رفع عليها قضية بعدم التزامها بقوانين العمل المشروعة و كسب القضية و اخد منها 100 الف جنيه من ورا القضية دي... 
بلعت رهف ريقها بخوف 
* ان شاء الله يلتمسلك العذر و يعرف انك كنتي تعبانة و اكيد مش قصدك تكلميه كده... و لما ترجعي الشركة لازم تعتذريله... 
' هعتذر طبعا... مش هستنى اتزف قدامكم يعني... 
* اسيبك تغيري هدومك و بعد كده تعاليلي المطبخ... 
' ماشي... 
بعد مرور اسبوع..... 
' ان شاء الله الكيكة تعجبه و يقبل اعتذاري... 
* ان شاء الله... 
قالت موظفة الاستقبال 
- نورتي الشركة يا رهف... 
' بنورك يا غادة... 
- مستر يحيى مستنيكي في مكتبه... 
' من اولها كده ؟ 
- قالي اول ما تيجي تروحيله المكتب... 
' ماشي... يا وقعة طين يا حبيبة... ده عدى اسبوع كامل... مفروض ينسى... 
* ده مستر يحيى يا رهف... يلا اقرأي الشهادة و ادخلي... 
ذهبت لمكتبه... طرقت على الباب 
" ادخل.... 
فتحت رهف الباب و دخلت... تقدمت منه و وضعت الكيكة على المكتب... نظر لها يحيى بطرف عينه ثم نظر للكيك 
" ايه ده ؟ 
شبكت رهف اصابعها في بعضهم و قالت 
' مستر يحيى... انا بعتذر جدا جدا على طريقة كلامي مع حضرتك في المستشفى... ده مش هيتكرر تاني... ياريت تقبل اعتذاري... 
" هقبل اعتذارك بكيكة يعني ؟ 
' طعمها حلو على فكرة و هتعجب حضرتك... 
" اممم... خدي الكيكة دي و اطلعي بره يا رهف... 
' بس... 
" بقولك خدي الكيكة و اطلعي بره يا رهف... ايه هتقولي كلام فوق كلامي ولا ايه ؟ 
' مقدرش حضرتك... 
" يلا وريني عرض كتافك... 
تنهدت بضيق و امسكت الكيكة و إلتفتت لتذهب ف وقفت حينما قال 
" اعملي حسابك انك هتتحطي تحت المراقبة لمدة شهر...
إلتفتت له ف اكمل كلامه 
" قسمًا بربي لو لقيت اي غلطة في شغلك... هتطردي بزفة زي اللي قبلك... و ابقي شوفي لو خليت اي شركة تقبلك عندها بعد ما اطردك هنا... 
نهض و وقف امامها و قال 
" المرتب اللي بدهولك حلو و ميتسابش... بس مقابل المرتب ده لازم تتعبي و تحترمي مديرك بدل ما اخليكي تكرهي اليوم اللي قررتي في تقدمي على وظيفة هنا... يبقا هتعملي ايه الفترة اللي جاية ؟ تشغلي دماغك و تفتحي عيونك كويس... و اتقي شري احسنلك... تمام يا... رهف ؟؟ 
' تمام يا مستر يحيى... 
اشار لها بيده بأن تخرج و خرجت... عادت لمكتبها... جاءت حبيبة عندها و قالت 
* قِبِل اعتذارك صح ؟ 
' اعتذار ايه اللي يقبله... ده حطني تحت المراقبة لمدة شهر كامل... و هددني بالطرد عيني عينك كده... يا وقعتي السووودة... ملقتش غير ده افتحله صوتي و ازعقله ؟ اهو دخلت في حوار اكبر مني بكتييير... و هطرد بزفة !! 
* لا لا بعد الشر عليكي متقوليش كده... حصل خير... المهم انتي انتبهي و اضغطي على نفسك لحد ما الشهر ده يعدي... 
' اوووف... ربنا يكون في عوني... 
خرجت حبيبة و اخذت رهف نفسًا عميقًا و جلست على الكرسي و بدأت في عملها... عدت ساعات و حان الآن وقت البريك... خرجت رهف متوجهة الكافتيريا... اخذت قطعتين كرواسون و فتحت ماكينه القهوة لتعِد لنفسها فنجانًا... 
* رهف... 
إلتفتت لذلك الصوت... انه مروان 
* ازيك عاملة ايه ؟ 
' انا تمام... 
* سمعت انك تعبانة ف اخدتي اجازة اسبوع... انتي كويسة ؟ 
' اها... بقيت احسن... 
* الحمد لله... لو مفيهاش رخامة هطلب منك طلب...
' اتفضل... 
* كتب كتاب اختي يوم الأحد الجاي... هستناكي... 
' والله مش هقدر اجي... 
* ليه ؟ 
' اصل مضغوطة في الشغل اوي اليومين دول... 
* بس ده هيكون بالليل... حتى تعالي ساعتين على الأقل... 
' ماشي يا مروان هشوف... 
ابتسم لها... وصلت رسالة على هاتفها... انها من مستر يحيى !! في الحال تركت رهف ما بيدها و نهضت متجهة الى مكتبه... دخلت المكتب بعد ان طرقت الباب و سمح لها بالدخول... وقفت امامه و قالت 
' نعم يا مستر يحيى ؟ اي أوامر ؟ 
" فين كشف الموظفين ؟ 
' عندي في المكتب 
" بيعمل ايه عندك ؟ 
' جيت ارجعه لحضرتك لقيتك مشيت و مسبتليش مفتاح المكتب زي العادة ف حطيته في مكتبي... 
" اممم... طب هاتيه هنا... في ارباح جات للشركة... ف عايز احسب الحسبة و ازود مرتب كل موظف هنا... 
ابتسمت ف اكمل 
" ما عدا انتي... 
اختفت ابتسامتها و قالت 
' ليه ؟ 
نهض من كرسيه و وضع يداه في جيوبه و قال وهو ينظر لها بحدة
" متنسيش انك تحت المراقبة... يعدي الشهر ده و اشوف هل تستحقي الزيادة ولا لا... بالعقل كده... ازود ليه مرتبك بعد ما هنتيني ؟ 
' بس انا اتأسفت لحضرتك... 
" والله ؟ على كده اللي بيسر*ق بنك ممكن يروح يعتذر لصحاب الخِزن و بس كده من غير ما يتعاقب ؟ 
' تمام... اللي حضرتك شايفه اعمله... 
" هاتي الكشف و القهوة بتاعتي في طريقك... 
' حاضر... 
ذهبت و هي تشعر بالإنزعاج الشديد من تصرفاته تجاهها... فهي لم تقصد ما فعلته له... اعدت قهوته و احضرت الكشف من مكتبها و عادت إليه... وضعت له القهوة على المكتب و كذلك الكشف... 
' حضرتك تؤمر بحاجة تاني ؟ 
" اطلعي بره... 
تضايقت من طريقته تلك... كأنه يرد لها نفس جملتها... ذهبت و هي تقلد طريقة كلامه المزعجة... 
* يوووه يا رهف... خلاص اهدي... 
' اهدى ازاي... انتي مشوفتنيش كان بيبصلي ازاي و ازاي كلمني...
* هو كده مستر يحيى... او الظروف اجبرته انه يبقى كده... 
' طب انا مال امي... مراته خا*نته... بجد انا مالي !! 
* شششش وطي صوتك... هتخليني اندم اني قولتلك... 
' هيزود مرتبكم لكام ؟ 
* بلغ الموظفين ب 4000 جنيه زيادة في المرتب لمدة شهر... 
' يعني بعد ما اخرج انا من المراقبة اللي انا فيها... هتكون الزيادة طارت عليا !! 
* النصيب بقا... 
' اووووف... طب سهيلة اختي بعتتلي رسالة و قالت عايزة 10 آلاف مصاريفها... و انا مرتبي 12 ألف بس... هكمل ازاي بقية الشهر ب 2000 بس !! 
* مشكلة دي... طب رأيك تاخدي الزيادة بتاعتي ؟ 
' لا يا حبيبة... دي من حقك انتي... 
* ابقي رجعيهم في اي وقت... مش هنختلف يعني... 
' لا انا هتصرف... 
* هتتصرفي ازاي ؟ 
نظرت الى ساعتها و قالت 
' وقت البريك خلص... اسبيك انا و اشوفك آخر اليوم... 
* اوك يا حبيبي... 
في الليل... في مكتب يحيى و معه رئيس الحسابات 
" و تتأكد كويس ان الزيادة وصلت لفيزا كل موظف هنا... حتى بتوع الكافتيريا و عمال النضافة... 
* تأكدت و وصلت للكل... بس 
" بس ايه ؟ 
* حضرتك اكدت عليا مضيفش الزيادة لحساب رهف السكرتيرة... لسه واقف عند قرارك ؟  
" اه و مش هغيره... 
* ليه ؟ 
" أمجد... اظن شغلك هنا خلص... 
* مقصدش ازعج حضرتك... اللي تشوفه... تؤمر بحاجة تاني ؟ 
" لا... شكرا... 
نهض أمجد و ذهب... ارخى يحيى رأسه للخلف و اغمض عينيه لوهلة... فتحهما وجدت رغد أمامه ( تلك تكون ابنة عمه ) 
* هااي يحيى... 
تنهد يحيى بإنزعاج و قال 
" مش قولتلك لما تدخلي المكتب تخبطي على الباب ؟ 
* اخبط ليه... انا بنت عمك... 
" رغد... هنا مكان شغل...
* اوووف يا يحيى ده انت ممل ( تركت شنطتها على المكتب و جلست أمامه على المكتب بملابسها الضيقة ) اخرج شوية من جو الشغل ده... انت عندك حياة غير الشغل... لازم تعيشها... 
" طيب... ايه اللي انتي لابساه ده ؟ 
* حلو صح ؟ 
" زي الزفت... 
* ليه ؟ ده انت قولت هيعجبك انت... 
" رغد... انتي زي اختي... اكيد مش هكون مبسوط لما تخرجي كده قدام الناس... 
* و فيها ايه يا يحيى ؟ ما كله بيلبس كده... حتى... ريم كانت بتلبس كده و مع ذلك اتجوزتها...
بمجرد ما نطقت اسمها غضب كثيرا و قال و هو بيجز على أسنانه 
" ازاي تنطقي اسمها قدامي !! 
* عشان دي حقيقة... معلقتش ليه على لبسها زي ما بتعمل معايا ؟ و مع انك كنت سايبها على كامل حريتها... خا*نتك !! 
" رغد اخرسي !! 
قال ذلك بغضب شديد... أشار لها بيده و قال 
" اطلعي بره... 
* مش عارفة ليه كل اللي يجيبلك سيرتها تتعصب بالشكل ده... اتقبل الحقيقة يا يحيى... انت اتغلفت من عَيِلة زيها... خا*نتك و اترمت في حضن راجل غيرك و اسمها كانت على ذِمتك يا سيد رجالة الكيلاني !! 
يتبع....... 
" ازاي تنطقي اسمها قدامي !! 
* عشان دي حقيقة... معلقتش ليه على لبسها زي ما بتعمل معايا ؟ و مع انك كنت سايبها على كامل حريتها... خا*نتك !! 
" رغد اخرسي !! 
قال ذلك بغضب شديد... أشار لها بيده و قال 
" اطلعي بره... 
* مش عارفة ليه كل اللي يجيبلك سيرتها تتعصب بالشكل ده... اتقبل الحقيقة يا يحيى... انت اتغلفت من عيلة زيها... خا*نتك و اترمت في حضن راجل غيرك و اسمها كانت على ذمتك يا سيد رجالة الكيلاني !! 
" بقولك اطلعي بررره !! 
* اوكي... باي يحيى... 
نهضت و اخذت شنطتها و خرجت و هي تضحك بسهرية عليه... غضب يحيى كثيرا و تذكر كلامها " اتقبل الحقيقة يا يحيى... انت اتغفلت من عَيلة زيها... خا*نتك و اترمت في حضن راجل غيرك " 
فَك يحيى ربطة العنق و وضع كلتا يداه على رأسه و ظل يأخذ شهيقًا و زفيرا متتاليًا... 
" فين البرشام ؟! 
قالها ثم اخذ يبحث بجنون عن حبوبه المهدئة... قلب كل ما على المكتب و فتح جميع الادراج... لم يجد تلك الحبوب... في تلك اللحظة دخلت رهف عندما سمعت ضجيجًا في مكتبه... تفاجئت عندما رأت حالة المكتب و رأته... عيونه حمراء بشكل مخيف و يتنفس بشده لدرجة ان نفسه مسموع... هذه اول مرة تراه هكذا 
' مستر يحيى... 
لم يرد عليها و استمر بالبحث... اقتربت منه و وضعت يدها على كتفه... بمجرد ما يدها لمـ,ـست كتفه... امسك يده بشدة و ضغط عليها كأنه سيكسـ,ـرها... 
" متلمـ,ـسنيش !! 
خافت من نبرة صوته تلك... 
' مستر يحيى انت مش كويس !! 
" و مش هكون كويس غير لما الاقي علبة الحبوب... 
' حبوب ايه ؟ 
" الحبوب اللي كانت في الدرج الاخير... راحت فين !! 
' والله ما اعرف ولا شوفتها... 
اشتد على يدها و قال بغضب جحيمي 
" انتي الوحيدة اللي بتدخلي مكتبي... اخدتي الحبوب فين ؟ 
كانت تتألم من مسكته تلك... صرخ بوجهها قائلا 
" انطقي !! 
في تلك اللحظة دخل صديقه خالد و بسرعة دفعه و ابعده عن رهف قبل ان يكسـ,ـر ذراعها بالفعل... 
* ايه اللي انت بتعمله ده... يحيى فوق لنفسك !! 
لم يسمعه و عاد ليبحث عنها و يكرر كثيرا " الحبوب فين " 
لم يجد خالد جدوى من ذلك... اخرج الحقـ,ـنة من حقيبته و غـ,ـرزها في كتفه... ارتخى جسد يحيى و اغلق عيناه تدريجيًا... اسنده خالد قبل ان يقع و وضعه على الانتريه... اما رهف كانت مذهولة مما حصل أمامها و لم تصدق ان هذا هو... فاقت على كلام خالد 
* انتي كويسة ؟  
اومأت له إيجابًا 
* هو ايه اللي حصل ؟ 
' معرفش... سمعت صوت حاجات بتتكـ,ـسر ف دخلت لقيته كده... 
نظر خالد للمكتب و الحالة الفوضاوية التي به... 
' هو ماله ؟ ايه اللي خلاه يتصرف كده ؟ 
* دخل في إنهيار عصبي... 
' ليه ؟ 
* أكيد حد جابله سيرتها... 
' هي مين ؟ 
* الزفتـ,ـة طلقيته... يحيى مكنش كده... بسببها بقا كده... بقا واحد غريب... انا ڪ صديق طفولته بقيت بحس اني لسه عرفاه من كام يوم مش من سنين طويلة... دمـ,ـرته... حر*قت قلبه... نوبات الانهيار دي بقت بتجيله بس لما حد يجيب سيرتها قدامه... مين كان عنده قبل ما تدخلي ؟ 
' آخر حد دخله كانت بنت و تقريبا اسمها رغد... 
* يا رغد يا بنت ال ******... مااااشي... انا هعرف احاسبها... 
' هو كويس ؟ 
* هيرجع لحالته الطبيعية لما يفوق من الحقنـ,ـة... هاخده على البيت... خلي حد ينضف المكتب ده و يشيل الازاز المكسـ,ـور... 
' تمام... 
اسنده خالد و اخذه خارج الشركة... ذهبت رهف للحمام و تستوعب ما حدث منذ قليل... كان مخيفًا جدا و هو على تلك الحالة... رفعت كُم الشيميز لتنظر ليدها مكان مسكته و ترى انها اصحبت زرقاء... ألهذه الدرجة كان شديدا عليها ؟ كانت رهف ما تزال مندهشة مما حدث... ف منذ ما عملت معه و هي لا ترى منه غير الهدوء المبالغ فيه... او بالاصح البرود !! كيف انقلب 180 درجة بهذا الشكل !! 
فاق يحيى و استيقظ... نظر حوله وجد نفسه في بيت صديقه و في غرفته... 
" انا جيت ازاي هنا ؟ 
دخل خالد و وجده مستيقظًا... 
* كويس انك صحيت... 
" جيت عندك ازاي ؟ انا فاكر كويس اني كنت في الشركة... و رغد جات و... 
* كمل يا يحيى... جات رغد و كالعادة استفزتك... دخلت في إنهيار عصبي... كسـ,ـرت مكتبك كله 
" اوووف... قولتلكم البت دي ابعدوها عني... في حد شافني غيرك ؟ 
* اه... السكرتيرة... كمان كنت هتكسـ,ـر ايدها... 
" نعم ؟!! 
قالها يحيى بتفاجئ ثم نهض و قال 
" ازاي ؟ 
* اه كنت هتكـ,ـسر ايدها... لولا انا دخلت و منعتك والله كان زمان ايدها متجبسة بسببك... يمكن لو انا مجتش كنت هتـ,ـقتلها... 
جلس يحيى و وضع رأسه بين يديه و قال 
" انا زهقت... بجد مش عارف اسيطر على نفسي... 
جلس خالد بجانبه و ربت على ظهره 
* خلاص عدت على خير... ياريت تحاول تمسك اعصابك بعد كده... 
" بحاول مش عارف... من غير المهدئ بفشل في التحكم في اعصابي... المهم... رهف... كويسة ولا اذ*يتها ؟ 
* لا الحمد لله كويسة... جبتك عندي عشان لو كنت رجعتك بيتك كان هيحصل حوار و اهلك يقلقوا... 
" تسلملي يا خالد... مش عارف من غيرك كنت هروح فين... 
* ولا يهمك... انا أكدت على رهف متقولش لحد على اللي حصل ده... يكون في علمك... هتبات عندي... جهزتلك الحمام... روح خُدلك دُش حلو كده... و بعد ما تخرج نلعب بلاستيشن... بقالي اسبوع مش عارف اقابلك 
عانقه يحيى و قال 
" كويس انك موجود... 
* انا موجود معاك في اي وقت... المهم انك تكون بخير...
ابتسم يحيى و في نفس الوقت يفكر... هل رهف حقًا بخير ام لا ؟ فهو يشعر بالندم الشديد انه كان سيؤ*ذيها و هو على تلك الحالة... 
* ايه يا بنتي... مبتاكليش ليه ؟ 
فاقت رهف من شرودها و قالت 
' لا باكل اهو... 
* بتحركي المعلقة جوه الطبق و خلاص... طبقك زي ما هو... ولا اكلي مش عاحبك ؟ 
' لا يا حبيبة بجد المكرونة تحفة... انا بس سرحت شوية... 
* طب كُلي... ايه العلامة الزرقة اللي في ايدك دي! 
' قصدك دي ؟ اتخبطت فيها و انا في الحمام... 
* يوووه... خدي بالك على نفسك اكتر من كده يا رهف... 
' حاضر... عايزة أسألك سؤال... 
* اسألي... 
' بدري في بنت جات الشركة... تقريبا قريبته... اسمها رغد... 
* يابوووي... البنت السمجة دي... 
' تعرفيها ؟ 
* ايوة... بنت عمه... بنت متكبرة كده و باردة ( اكلت ملعقة من المكرونة و اكملت ) حاطة عيونها على مستر يحيى... بس هو عمره ما اداها وش... 
' اه... 
* بيني و بينك كده... اول ما مستر يحيى طلق مراته... لاحظت ان رغد دايما بتتعمد انه تضايقه بيها... تقريبا بتنتقم منه لانه مبصلهاش من الأول... 
' اه فهمت... بقولك ايه... انتي شكلك عارفة كتير... ما تحكيلي عن طلقيته دي... 
* احكي ازاي ؟ 
' يعني اتعرفوا على بعض ازاي...
* الحقيقة انا معرفش هم اتعرفوا على بعض ازاي... لما جيت اشتلغت في شركته من 6 سنين... كان متجوزها جديد... 
' طب احكيلي من هنا... 
* الصراحة... قصة حبهم كان مفروض تتعمل رواية رومانسية... انا ڪ حبيبة كنت بتمنى اني اعيش زي قصة حبهم... مستر يحيى كان بيحبها اوي... كان روحه فيها حرفيا... مشوفتيش نظرته ليها... كلها حُب... كان دايما يجيبها في الشركة و يدخل بيها من باب الشركة و هو ماسك ايدها و يرغى معاها و يسمعها بإنصات... في اي مشروع يعمله ميطلعش على التليفزيون غير و هي معاه... و يتكلم عنها بكل بفخر... حرفيا كان بيحبها حُب اي بنت تتمنى انها تتحب بنفس الطريقة... 
' خا*نته فعلا ولا مجرد كلام ؟ 
* لا خا*نته فعلا... من اول ما شوفتها قولت انها بتاعتة فلوس... كانت متلبسش غير من اغلى البراندات من فرنسا... قولت ممكن عادي لان مستر يحيى غني و دي مراته ف طبيعي تلبس من براندات غالية... بس الموضوع كان مبالغ فيه شوية... لبسها كله غالي بطريقة أوڤر... مرة كانت لابسة فستان اي نعم شكله حلو... بحثت عنه لقيته ب 500 ألف دولار انتي متخيلة !! كان مبذرة بشكل غبي... كنت متابعاها على الانستا... 
' ايه ده... انتي عندك الاكونت بتاعها ؟ 
* كان عندي بس ما اتكشفت كده او بالاصح اتفضحت... قفلت كل اكوانتاتها... 
' طب متعرفيش خا*نته ليه ؟ 
* مش متأكدة بالضبط بس اللي عرفته انها كانت متجوزاه و راسمة عليه دور الحب ده مصلحة بالاتفاق مع واحد... ده نفس الشخص اللي خا*نته معاه... لما الحوار اتكشف الدنيا اتقلبت حرفيا... كله اتصدم... لان قصة حبهم كانت جميلة جدا... في الآخر ده كله كذب و هي كانت متجوزاه عشان تسر*قه... 
' بكره الناس المادية دي... 
* المهم يا اوختشي... انتهى حوارهم و جوازهم بالطلاق... و كل حاجة رجعت طبيعية ما عدا مستر يحيى... 
' حصله ايه ؟ 
* حياته اتد*مرت... حرفيا بقا شخص تاني... اللي بتشوفيه في الشركة ده مش مستر يحيى اللي انا شوفته زمان... اتغير اوي... بقا عبارة عن جسد من غير روح... اتصدم فيها... كسـ,ـرته اوي... تخيلي كده انك تحبي شخص و تقدميله كل مشاعرك في الآخر يخو*نك ؟ الخيا*نة وحشة اوي... تقريبا لو كانت سر*قته من غير ما تخو*نه مكنش هيتكسـ,ـر بسببها بالمنظر ده... تعرفي... بيتهم اللي كانوا عايشين فيه... بعد ما طلقها... مستر يحيى حر*ق البيت ده... البيت بقا عبارة عن فحمة... كل حاجة فيه اتحرقت حتى الجنينة... طبعا الاعلام مسكتش ف ابوه لَم الموضوع و قال ان البيت اتحرق بسبب مولد الكهرباء... لكن مستر يحيى هو اللي حر*ق البيت ده لاني سمعت انه قفشها مع عشيقها في بيته ده و انتهى الامر انه حر*ق بيته... و من ساعتها رجع مستر يحيى عاش مع اهله من تاني في قصرهم... عشان كده بقولك لو اتعصب عليكي عديها و خلاص... لان اللي حصله مش قادر ينساه ولا هينساه مع ان عدى 3 سنين على الكلام ده... 
شعرت رهف بالحزن الشديد عليه و صدقت أكثر كلام صديقه خالد... 
* بس تعرفي انا عندي أمل ان مستر يحيى يلاقي حُبه حقيقي... اي نعم تحسيه بارد اوي بس اللي حصله مش قليل و بإذن الله يلاقي البنت اللي تحبه بجد و ترجعه للحياة من تاني... 
' ان شاء الله يلاقيها... 
* قولتلك اهو كل اللي اعرفه... قوليلي بقا... كنتي بتسألي ليه ؟ 
' ولا حاجة... فضول مش اكتر... 
* اشمعنا فضولك جالك دلوقتي ؟ 
' عايزة طبق مكرونة تاني... 
ضحكت حبيبة و قالت 
* اتفضلي الحلة عندك في المطبخ... 
قامت رهف متوجهة للمطبخ... 
كان يحيى نائما على السرير... ينظر للسقف و يفكر... يفكر في رهف... اكيد ستخاف منه عندما رأته في تلك الحالة... هل آذا*ها و خالد يقول مجرد كلام حتى لا يقلق ؟ هل ستقدم استقالتها بعد ذلك الموقف ؟ اللعنة... كان يجب ان يتصل بها منذ ساعات ليتأسف على ما فعله دون قصد... 
نهض و امسك هاتفه و لكن تردد... ماذا سيقول لها ؟ لم يتصل بها و قرر ان يحادثها واتس افضل من المكالمة... وجدها وضعت حالة... رآها... كانت صورة لها برفقة حبيبة صديقتها... و كاتبة عليها " اتصورت معاها بس عشان عملت مكرونة حلوة " نظر يحيى للصورة و عمل زوم على يدها اليمين... وجد كدمة عليها... سبَ نفسه لانه سبب ذلك... 
" هو انا ازاي عملت كده ؟ والله ماشي يا رغد ال *****... بس ازاي انا خرجت عن اعصابي للدرجة دي... كنت هأ*ذيها !! 
شعر بالندم الشديد... اغلق هاتفه و خلد للنوم... 
على الجانب الآخر... فتحت رهف لترى من رأى الحالة الخاصة بها... 
' مريم... دينا... سلمى... منه... رنا... مستر يحيى... جنة... حبيبة... اسراء... فاتن... ايه ده ثواني... مستر يحيى شاف الاستوري بتاعتي ؟! غريبة دي... دي اول مرة من اول ما سجلت رقمه يشوف استوري تبعي... طالما شافها ده معناه انه بقا كويس... طب الحمد لله... ايه البرود ده... مش مفروض يعتذرلي ؟ اكيد خالد قاله كل حاجة... ايدي وجعاني من مسكته دي... يخربيته صحته مساعداه... هيعتذر ليه اصلا... ده مستر يحيى... اما انا مجرد سكرتيرة على باب الله... 
تاني يوم....... 
كان يحيى في مكتبه ينظر الى ساعته... نهض من على الكرسي و نظر من النافذة... 
" الساعة جات 9 و لسه مجتش... ولا هي جات بس مجتش عندي ؟! 
خرج من مكتبه و وقف امام مكتبها... مسك مقبض الباب وجده مقفلا... هذا يعني انها لم تأتي أساسا... ذهب لموظفة الاستقبال و قال
" غادة... 
* نعم يا مستر يحيى ؟ 
" هي رهف جات ؟ 
* لا لسه مجتش... اتصلك عليها ؟ 
" لا خلاص... لما تيجي بلغيني... 
* حاضر... 
عاد يحيى لمكتبه... جلس على كرسيه و ارخى ظهره للخلف... تنهد و قال 
" عمرها ما اتأخرت كده... تقريبا مش هتيجي بسبب الغباء اللي عملته امبارح... اوووف... 
فتح يحيى اللاب توب و ظل يقرأ الإيميلات التي وصلت إليه... بعد ساعة... اتصلت عليه غادة و ابلغته ان رهف وصلت الشركة... و هي الآن عند الكافتيريا... ابتسم و نهض في الحال... ذهب عند الكافتيريا... وجدها تتحدث مع صديقتها... فرح لانه رآها بخير... وقعت عيناها على يحيى و هو يشير لها ان تأتي خلفه... تركت صديقتها و ذهبت ورائه للمكتب... و هذه المرة لم تغلق الباب كما تفعل دائما... بل تركته مفتوحًا... و يحيى لاحظ ذلك... 
" اقفلي الباب... 
' لا... كده كده بعد ما اشوف حضرتك عايز ايه هخرج... 
فهم يحيى انها باتت تخاف بعد ما حدث ذلك... اقترب من الباب و اغلقه ثم نظر لها... اقترب منها و هي ظلت ترجع للوراء حتى اصطدمت بالحائط... توترت من اقترابه ذلك و قالت 
' في ايه حضرتك ؟؟ 
قالت ذلك بنبرة متوترة و خائفة... امسك يحيى يدها و فَك زرار المعصم و رفع الشيميز قليلا و رأى الكدمة... شعر بالندم 
" انا آسف... 
قالها ثم نظر لها و اكمل 
" مقصدتش اعمل كده... مكنتش عارف اتحكم في اعصابي... بجد آسف... 
تعجبت رهف مما تسمعه... يحيى ياسر الكيلاني بنفسه يعتذر منها !! 
ابتعد و إلتفت و اعطاها ظهره... وضع يده على وجهه لانه متضايق من نفسه كثيرا... فما ذنب تلك البنت بما مرَ هو به بالماضي ؟! 
' مستر يحيى... حضرتك كويس ؟ 
" كويس... 
قالها ثم نظر لها 
" انتي كويسة ؟ 
' اه انا تمام... 
" ايدك وجعاكي ؟ 
سكتت قليلا ولا تعرف ماذا تقول... ف يدها حقًا مازالت تؤلمها... فهم يحيى سبب سكوتها ذلك... فتح صندوق الاسعافات... اخرجه منه مرهم و مرره لها 
" خدي المرهم ده... كويس للكدمة... جبته من ايطاليا... مفعولة سريع... 
اخذت منه المرهم و قالت 
' شكرا لحضرتك... عايز حاجة قبل ما اخرج ؟ 
" اعتبري نفسك خرجتي من المراقبة و نجحتي بعلامة نهائية كمان... هتاخدي الزيادة زي كل موظف هنا... مقدرش احط عليكي قوانين بعد ما كنت هأذ*يكي... 
ابتسمت ابتسامة قد تصل لاذنها و قالت 
' بجد ؟ 
اومأ لها ايجابًا... قالت 
' بجد شكرا اوي لحضرتك... 
سعِد يحيى لانه فرحت بما قاله... قبل ان تخرج قالت 
' قبل ما اخرج... احب ابلغ حضرتك ان في اجتماع النهادرة بالليل الساعة 7 مع المهندسين كلهم... مناقشة للفرع الجديد اللي هيتم بناؤه قريب... 
" تمام... 
' عن اذنك... 
خرجت و بمجرد ما اغلقت الباب... اخذت نفسًا عميقًا بإرتياح 
' حاسة كأنه هَم كبيييييير اوي و انزاح من على قلبي... والله طلع جدع و بيفهم... هروح اقول لحبيبة اني المراقبة اتشالت من عليا و كمان هاخد الزيادة... الله... حاسة كأني في حلم... حلم جميل اوي... 
كان يحيى في الجيم... يفرغ غضبه في التمرين... رن هاتفه و كانت والدته... ترك الحديد و رد عليها 
* ايه يا حبيبي... فينك من امبارح ؟ 
" كويس... انا في الجيم دلوقتي... اخلص تمرين و هاجي اتعشى معاكم... 
* تيجي بالسلامة يا روحي... بس في مشكلة... 
" خير يا ماما ؟ 
* عاصم اخوك اتخانق مع واحد في الجامعة... طالبين ولي امره... و انت عارف ان ابوك هيضايق لو سمع حاجة زي دي... ممكن تروح انت بما انك اخوه الكبير ؟ 
تنهد و قال 
" حاضر يا ماما... اول ما اخلص تمرين هروحله الجامعة... 
* تسلم يا ابني... 
اغلق هاتفه و وضعه جانبًا و ارتدى الايربودز... و استمر في رفع الاثقال... كانت الفتيات بالجيم ينظرون اليه و يقولون
* هو المُز ده يحيى الكيلاني اللي مراته خا*نته ؟ 
- غبية اوي... مقدرتش النعمة اللي في ايدها 
* انا لو جوزي حلو كده هحطه في صندوق و اقفل عليه بالمفتاح... 
- على رأيك... ملامحه الحادة عجباني اوي... 
* تسريحة شعره تحفة... 
- هو كله قمر... حتى استايل لبسه رايق و شيك... 
* تفتكري هيتجوز تاني ؟ 
- اكيد... في الحالة دي انا هكون مراته... 
ضحكت الفتاة بشدة 
* طموحك عالي اوي... بعد الخازوق اللي اخده ده مستحيل يقع تاني... 
- يعني هيفضل طول عمره عازب كده و لوحده ؟ الرجالة مبتقدرش تعيش من غير جواز... 
* بس هو عاش اهو من غير جواز ل 3 سنين كاملين... 
- يمكن ملقيش لسه نصه التاني... 
* او خايف يدخل في علاقة تاني... 
- الله اعلم... خلصتي تدريب ؟ 
* ايوة... 
- مخلياني واقفة كل ده... طب يلا يما قومي ورانا شغل... 
* اديني قومت اهو... 
" سيادة العميد رضا السيد... ممكن افهم اللي حصل بالضبط... 
* قبل ما اتكلم... حضرتك تقرب ايه ل عاصم ياسر الكيلاني ؟ 
" اخوه الكبير... انا يحيى ياسر الكيلاني... 
* بس انا طلبت اشوف والده... 
" معلش حضرتك... والدي مريض سكري... لسه من قريب فايق من غيبوبة سكر... انا اخوه الكبير... ولو مش مصدقني اهي بطاقتي الشخصية ( اخرج بطاقته و وضعها امامه ) تقدر تتكلم معايا انا... 
رأى العميد بطاقته ثم قال 
* استاذ يحيى... الحقيقة مينفعش اللي بيعمله اخوك ده... كل مرة يتخانق مع نفس الولد... 
قال عاصم بإنفعال 
- انا اللي بتخانق معاه ولا هو اللي بيتخانق معايا ؟! انتوا مش شايفين الكدمات اللي في وشي دي ؟! 
" عاصم... اهدى... 
- اهدى ازاي يا يحيى ؟ قولي اهدى ازاي ؟ كل ما يتخانق معايا اطلع انا الغلطان !! 
" عاااصم... بقولك اهدى !! 
قالها يحيى بزعم... نفخ عاصم بضيق و سكت... نظر يحيى للعميد و قال 
" ممكن اشوف الولد ده ؟ 
* حاضر... 
استدعى المعيد ذلك الولد... وقف يحيى أمامه و رأى ان بوجهه كدمات اكثر من عاصم... نظر يحيى لعاصم و قال بغضب مكتوم 
" ايه اللي انت عملته ده ؟ 
- هو اللي عصبني و بيتعمد دايما اني اشتبك معاه... فيستحمل بقا... 
تكلم الولد و قال 
• سيادة العميد... لو مش عايزني اوصل الحوار لاهلي... يبقى عاصم ياخد فصل نهائي من الجامعة... 
نهض عاصم ليضر*به لكن منعه يحيى
- فصل نهائي مين يا ابن ال ******* 
" عاصم اخرس !! 
- انت مش سامع هو بيقول ايه !! 
" هتقعد على جمب ولا اتصل على بابا ؟ 
- قعدت اهو... 
قالها و هو يعدل ملابسه... تنهد يحيى و نظر للشاب و قال 
" ممكن نتكلم كلمتين لوحدنا ؟ 
نظر له الشاب و وافق على كلامه... ذهبوا للخارج ليتحدثوا... نظر العميد لعاصم و قال 
* منور يا عاصم... 
- بنورك يا سيادة العميد... 
بعد ان تحدثوا و حُلت المشكلة بكل هدوء بفضل يحيى... لم يفُصل عاصم و لكنه اخذ انذار... اخذ يحيى اخاه و ركبوا في السيارة متوجهين للبيت 
- الفضول هيقتـ,ـلني... ما تقولي قولتله ايه خليته يغير كلامه ؟ 
" مش مهم... المهم انها عدت على خير... ياريت تبطل مشاكل... 
- الصراحة يا يحيى انا لا بحب الكلية دي ولا بحب دفعتي... 
" ازاي ؟ انت في سنة تالتة... يعني خلاص فهمت الدنيا... 
- فهمتها بس انا نفسيًا مش مرتاح فيها... مش عايزها... و اظن بدون اسم الكيلاني مكنتش هنجح... لاني اصلا مش بذاكر ولا اعرف موادي فيها ايه اصلا... بنجح كده و خلاص... بعمل مشاكل مع دفعتي اللي هو بسلي وقتي في الكلية بخناقاتي معاهم... 
ركن يحيى سيارته بجانب الرصيف و نظر لعاصم و قال 
" و مقولتش ليه من الاول ؟ 
- لما نجحت في الثانوية العامة لقيت ان بابا عنده رغبة شديدة ان يبقى حد مننا دكتور... فقولت ادخل طب بشري بمجموعي عشان ينبسط... دخلت محبتش الدنيا نهائي... مش فاهم حاجة من الدكاترة... و مضايقني حوار ان إجابات الامتحانات بتوصلني على الجاهز كده من غير ما اعمل حاجة... 
" انت في سنة تالتة دلوقتي... مستوعب يعني ايه سنة تالتة ؟ قطعت نص الطريق... 
- الصراحة كده... طب بشري مش مكاني... 
" و جاي تكتشف كده دلوقتي ؟ 
- كنت خايف ان بابا يزعل... 
" عاصم... متبنيش حياتك لاجل سعادة حد تاني... حتى لو كان ابوك... لو كنت قولت الكلام ده و انا بقدملك للجامعة... كنت هتصرف و اخلي ابوك يقتنع بالكلية اللي انت بتحبها و عايزها... 
- يعني فات الآوان ؟ 
" لا مفاتش... قولي بقا... كنت عايز تدخل ايه ؟ 
- حسابات و معلومات... 
" فلاشة يعني ؟ 
- لا... هكر اد الدنيا... 
ضحك يحيى ثم سكت قليلا بعد سكوته ذلك قال 
" طب اسمع اللي انا هقوله ده... انت عديت 3 سنين في الكلية دي... لو حولت لكية تاني هيبقى ضاعوا منك 3 سنين في الهواء... 
- يعني هكمل برضو ؟ 
" اه هتكمل... بس هتفق مع حد اعرفه كده فاتح مركز معتمد مع بريطانية يديك كورسات بنفس مواد كلية حسابات و معلومات... و بعد ما تخلص الكورسات دي هتكون معاك نفس كل معلومة اللي بياخدوها طلبة حسابات في الكلية حاليا و كمان بتوسع اكتر... و كمان هتاخد شهادة معتمدة من مركزه تقدر بعد ما تخلص الكورسات عنده تسافر مستريح بره و تشتغل بيها... بس من بره هتبقى طالب في كلية طب بشري... بس من جوه هتبقى اكبر هكر... ايه رأيك؟ 
- بس الحوار ده مش مُكلف شوية ؟ 
" متشيلش هَم فلوس... انا هتصرف... 
- بجد يا يحيى ؟ 
" بجد يا حبيب اخوك... 
فرح عاصم كثيرا و عانق يحيى... ربت يحيى على ظهره و قال 
" بعد كده لما تكون مضايق من حاجة... تيجي تقولي... متكتمش في نفسك و تتصرف على انك كويس قدامنا... تمام ؟ 
- تمام يا يحيى... كويس انك جيت... 
" طب يلا عشان منتأخرش عليهم... 
- يلا... 
شغل سيارته و ذهب... 
' شكلي حلو يا حبيبة ؟ 
* قلب حبيبة ( عانقتها بحب ) شكلك قمر اوي... المُزة رايحة فين ؟ 
' في اجتماع النهادرة مع المهندسين... 
* رايحة تخطفي مهندس ولا ايه ؟ 
' مش عارفة... 
* يا بت... عارفة انا النظرة دي... ناوية تيجي بعريس... صح ؟ 
' ممكن اه و ممكن لا... 
* لما نشوف... 
' بعد الاجتماع ده هروح كتب كتاب اخت مروان اللي شغال معانا في الشركة... اصله عزمني و أكد عليا اجي 
* اممم... بقولك يا رهوف... انا حاسة ان الواد مروان ده عينه منك... 
' عينه مني ازاي ؟ 
* معجب يعني... اصلك مبتشوفيش بيبصلك ازاي طول الوقت... من الآخر الواد ده واقع في حبك... 
' اعمله ايه يعني ؟ مروان بالنسبالي زميل شغل و بس... 
* بس انا شايفة انه شاب محترم و جدع... 
' خلهولك... لسه مجاش ابو لهب اللي هيلبسني الدهب... 
ضحكت حبيبة و قالت 
* شكلك ناوية توقعي واحد ملياردير... 
' دعواتك بس ( امسكت حقيبتها الصغيرة و هاتفها ) استأذن انا بقا عشان متأخرش... سلام يا عثل 
* سلام يا قلبي... 
في بيت يحيى... بعد ما تناول العشاء مع عائلته... دخل الحمام ليستحم... بعد نصف ساعة خرج و هو عاري الصدر و  يرتدي بنطاله فقط... جفف شعره بجهاز التجفيف ثم وضع عليه كريم و مشطه... ثم وضع مرطب على يده و جسده... و بعض كريمات العناية بالبشرة... ارتدى قميصه الابيض الذي يظهر عضلات بطنه... و ارتدى حذائه الاسود... لبس ساعته السوداء... و رش عِطره نفاذ الرائحة... امسك هاتفه و إلتقط صورة له ثم خرج... 
نزل للاسفل وجد والدته تتكلم مع رهف... 
* متأكدة انك مش مخطوبة ؟ 
' لا والله يا طنط... مش مخطوبة... 
* طب مرتبطة ؟! 
' لا... 
* ازاااي ؟ ازاي وحدة قمر زيك مش مخطوبة... عيزاكي تقنعيني ازاااي ؟! 
' تقولي ايه يا طنط... رجالة معندهمش نظر... 
* على رأيك... في حد يسيب الغزال دي ؟ 
' قوليلهم... 
" ماما... 
نظرت له ناهد و قالت 
* تعالى يا يحيى... مش تقولي ان المُزة دي تبقى السكرتيرة... 
" اول مرة تشوفيها ؟ 
* ايوة... 
" اعرفك عليها... ماما دي رهف السكرتيرة بتاعتي... ماسكة تلت تربع شغلي... رهف دي مدام ناهد... امي 
' تشرفنا يا طنط... 
* ايه طنط دي ؟ ميغركيش اني مخلفة واحد طويل و شحط زي يحيى بس انا لسه صغيرة و قمر... 
' حصل... تحبي اقولك ايه ؟ 
* قوليلي ناهد... اصل انا نرجسية و بحب اسمي اوي... 
ضحكت رهف و قالت 
' مستر يحيى... مامت حضرتك إصدار حديث من الأمهات... دي عارفة معنى كلمة نرجسية... 
* اوماال ايه... ده انا جامدة و هعجبك... انا حبيتك و دخلتي قلبي... هاتي رقمك... 
' عيوني... 
اعطتها رهف رقمها و ايضا اخذت رقمها هي... و ظلوا يضحكون سويًا 
" احم... هنتأخر على كده... 
' اه صح الاجتماع !! طب عن اذنك يا ناهد... 
* هنتقابل تاني... 
' ده اكيد... اوعي تنسي تبعتيلي واتس... 
* متقلقيش... 
ذهب يحيى و رهف ذهبت ورائه... نزل ياسر و قال 
- ايه الدوشة دي ؟ 
* مش تقولي ان يحيى موظف عنده السكرتيرة الجامدة دي... احلى بكتير من المقشفة اللي كانت قبلها... 
- قولتلك انه وظف سكرتيرة جديدة من سنة... 
* بس البت جامدة موت... و دمها خفيف و روحها حلوة اوي... لايقة على يحيى... ايه رأيك نجوزهاله ؟ 
- هو اي بت في وشه يبقى نجوزهاله ؟ 
* انا بتكلم بجد... البت دي دخلت قلبي... احلى من رغد قلبًا و قالبًا... و حساها هتوقع يحيى... اصلك مشوفتهوش... كان بيتسم من تحت ل تحت كده و هي بتتكلم... 
- ياريت توقعه... اهو يخرج من جو الوحدة ده... 
* يارب يحبوا بعض... 
قفلت إشارة المرور و وقف يحيى بالسيارة... 
' مستر يحيى... احنا هنطول قي الاجتماع ولا ايه ؟ 
" هيستمر لساعتين او ساعتين و نص... بتسألي ليه ؟ 
' اصل رايحة كتب كتاب اخت مروان... 
" انا كمان رايح... 
' ايه ده بجد ؟ طب كويس... 
رن هاتفه ف مدت يدها لتأخذه و ترد و في نفس اللحظة مد هو ايضًا يده... فلمست يده بالخطأ... تراجعت بسرعة و قالت 
' بجد آسفة... قولت انا ارد لانك مشغول بالسواقة... 
اومأ لها و رد على هاتفه... تكلم مع ذلك الشخص ثم اغلق يحيى هاتفه... فتحت إشارة المرور و اكمل طريقه... وصلا الفندق... ثم ركبا الاسانسير... كانت رهف تنظر ليدها... لأن يعجبها كثيرا لون المناكير التي وضعته... وضعت يدها في وجه يحيى و قالت
' بصي يا حبيبة ايدي حلوة ازاي... 
نظر لها يحيى بتعجب مما قالته... استوعبت رهف ما فعتله الآن... و خبأت يدها خلف ظهرها 
' آسفة والله... اصل اتعودت ان حبيبة تبقى موجودة معايا اربعة و عشرين ساعة... 
" تمام... 
' نسيت اقول لحضرتك... شكرا اوي على المرهم... نفع معايا... 
" كويس... استمري عليه لحد ما تمشي... هو انتي قولتي لحد على اللي حصل ده ؟ 
' لا طبعا... بس الصراحة كنت هقول... لولا انك شلتني من تحت المراقبة ف انقذت نفسك مني... 
نظر لها ببرود 
' اه نسيت اتكلم برسمية... مش قادرة اثبت على وضع لان سننا قريب من بعض... 
" انتي عندك كام سنة ؟! 
' 25 سنة... 
" فرق خمس سنين و تقوليلي قريبين من بعض ؟! 
' اها... بقولك ايه يا مستر يحيى... ايه رأيك نبقى اصدقاء ؟ نخرج من مود الرئيس و السكرتيرة ده...( مدت يدها لتصافحه ) هااا ايه رأيك ؟ 
نظر يحيى ليدها ثم نظر لها... وضع يده في جيبه و قال 
" لا... 
فُتح الاسانسير و خرج امامها... احست رهف بالاحراج الشديد ثم ذهبت ورائه... دخلوا قاعة الاجتماعات الكبيرة و كل المهندسين حاضرين... جلس يحيى على رأس الطاولة... فتحت رهف شاشة العرض الكبيرة و بدأ الاجتماع... رهف كانت مُنصتة كثيرا و تسجل كل كلمة... و بعد انتهاء الاجتماع اتفقوا سويا على بناء الفرع الجديد في المكان الذي تم تحديده... صافحوا مستر يحيى و خرجوا... اخذت رهف الفلاشة و الرسوم وضعتها داخل الحقيبة و اقفلتها جيدا... 
' احط الشنطة في الخزنة ؟ 
نظر لها و اخذ منها الحقيبة... و أشار لها ان تأتي خلفه... ذهب للخزنة و فتحها و هي دخلت خلفه... اغلق الباب عليهم... وضع الشنطة في احد الارفف... فجأة ظل ساكتًا لوهلة... 
' مستر يحيى... في حاجة تاني هنعملها ؟ 
لم يرد عليها... بل كان شاردًا... نظرت اليه وجدته يُمسك انسيال فضي شكله جميل جداً و واضح انه غالي الثمن... نظر يحيى للانسيال و تذكر شيئًا ما.... 
" ايه رأيك ؟ 
نظرت ريم للانسيال الذي ألبسه لها يحيى... 
* شكله خطير اوي يا يحيى... 
" اول ما شوفته قولت مش هيليق غير على ايدك الجميلة دي... 
* انا مش عارفة اقولك ايه... انا بحبك... 
بمجرد ما قالت تلك الجملة اخذ شفتاها في قُبلة طويلة يملأها الحب 
عاد يحيى الى الواقع... شعر بالقرف من نفسه... كيف كان يلمسـ,ـها و هي تسمح لرجل آخر لا يَمُت لها بصلة ان يلمسـ,ـها ايضا... ألقى ذلك الانسيال على الارض و دهس عليه بجزمته حتى تفتت و غضب كثيرا و وجهه احمر من الغضب و رهف لاحظت ذلك... 
' مستر يحيى... حضرتك كويس ؟ 
" اخرجي استنيني بره عند العربية... 
اومأت له و خرجت... تسائلت هل تذكرها لذلك غضب... و ما علاقة الانسيال الذي دمـ,ـره و فتته... خرجت من ذلك المبنى و سندت على سيارته و تنتظر قدومه... 
كان يحيى في الحمام يغسل وجهه... اقفل الحنفية و اخذ المناديل جفف بها وجه... نظر لوجهه في المرآة و قال 
" دمـ,ـرتيني يا ريم... بسببك مش عارف ارجع يحيى بتاع زمان... خليتي حياتي كلها لون واحد... سودة و ملهاش طعم... ربنا يحر*قك مكان ما انتي موجودة... عمري ما هسامحك... 
رأت رهف يحيى يخرج من المبنى و وجهه عابس... 
' اسوق انا ؟ 
" لا... انا راجع البيت... 
' ازاي ؟ حضرتك قولت انك هتيجي كتب كتاب اخت مروان... 
" مصدع و مش عايز اشوف حد... 
قالها ثم ركب السيارة... ركبت رهف ايضا... 
' مستر يحيى... في حاجة ضايقتك ؟ انا ضايقتك في حاجة ؟ ليه غيرت قرارك... ليه مش هتروح ؟ 
" رهف... متسأليش الأسئلة دي... متدخليش... 
' انا مش بتدخل... بس انا معرفش حد هناك غير مروان... مش عايزة اروح لوحدي... 
" خلاص متروحيش... 
' مروان هيزعل... 
" انا مالي يا رهف ؟ 
' أرجوك تعالى معايا... حتى تغير جوه... 
" رهف... 
' عشان خاطري... 
" موظف عندي بنت اخويا الصغيرة مش سكرتيرة في شركة كبيرة... انضجي شوية... 
' ملهاش علاقة بالنضج... اول مرة اطلب من حضرتك طلب... ياريت متكسفنيش... 
وضع المفتاح في السيارة و شغلها... ف علمت انه لم يغير رأيه... 
' خلاص نزلني اول الشارع العمومي و هاخد تاكسي... 
لم يسمع كلامها و استمر بالسواقة 
' مستر يحيى... 
" هروح معاكي... 
ابتسمت بشدة و قالت 
' بجد ؟! 
اومأ لها ف قالت 
' شكرا اوي... 
لم يعرف يحيى لماذا وافق على كلامها من الأساس... بعد دقائق وصلا لمنزل مروان و دخلا المنزل... رأهم مروان و جاء استقبلهم و رحب بهم بلطف... 
" الف مبروك يا مروان... عبقالك... 
* الله يبارك فيك يا مستر يحيى... شكرا جدا لانك جيت... 
" العفو... 
' الف مبروك يا مروان... ربنا يتمم على خير... 
* الله يبارك فيكي يا رهف... انتوا داخلين سوا... اتقابلتوا في الطريق ؟ 
' لا... كان في اجتماع في الفندق ف عرفت ان مستر يحيى جاي برضو ف خلصنا الاجتماع و جينا... 
* منورين... 
' اوماال فين العروسة... عايزة اسلم عليها... 
* اهي هناك... تعالي ورايا... 
ذهبت ورائه و كذلك مستر يحيى... هم الاثنان باركوا للعروسين... ظلت رهف تحكي مع العروس أما مروان شارد في جمالها و جمال فستانها... جلس يحيى على احدى الطاولات بمفرده... في طاولة ما يجتمع عليها ثلاث فتيات 
* يلهواااي... بصوا مين هناك !! 
- مين ؟ 
• ما تقولي مين هناك ؟ 
* ده يحيى ياسر الكيلاني بشحمه و لحمه... 
- اووبااااا 
• هو ده يحيى الكيلاني !! 
* مُز صح ؟ 
- مُز اوي... 
• بقا هو ده اللي مراته خا*نته ؟ 
* معندهاش نظر... ربنا يحر*قها... 
- برضو القمر ده يتخا*ن... 
• على كده ارتبط تاني ولا لا ؟ 
* الله اعلم... بس اكيد لا... مفيش راجل هيأمن نفسه مع ست تاني خصوصا لو قصته زي يحيى الكيلاني كده... يحيى اتعقد من الصنف كله... 
- معتقدش انه اتعقد من الصنف كله... 
• قصدك ايه ؟ 
* معنى كلامك ايه ؟ مش فاهمة 
- بصوا هناك عنده و تعرفوا معنى كلامي... 
نظروا ثلاثتهم الى الطاولة التي بها يحيى... جاءت رهف معها كأس من العصير... مررته له و قالت 
' اتفضل... 
نظر للكأس ثم نظر لها 
' ده عصير فراولة فريش... و خليت مروان يخرجلي كوباية جديدة من الكرتونة... غسلتها كويس و حطيت جواها العصير... 
اخذ منها الكأس... الأول شمّه ثم اخذ رشفة منه... اعجبه مذاقه و قال 
" شكرا يا رهف... 
فرحت رهف لانه نال اعجابه... اكمل كأسه و هي كذلك اكملت كأسها
' مستر يحيى... ممكن اسألك سؤال ؟ 
" اسألي... 
' هو ليه حضرتك موسوس كده ؟ 
" بمعنى ؟ 
' يعني فنجان القهوة بتاعك لو حد شرب منه ترميه و تشتري واحد جديد... مش بتاخد اي حاجة استعملها حد قبلك حتى لو اتغسلت... حتى لاحظت ان فيه كرتونة كاملة كلها معقمات في العربية... و دلوقتي مكنتش هتاخد مني الكأس غير لما قولتلك ان مروان لسه مخرجه من الكرتونة... و شميت العصير و شربت حتة صغننة منه و مرضيتش تشربه كله غير لما اتأكدت انه كويس... ليه ده كله ؟ النضافة مطلوبة بس اللي حضرتك بتعمله ده مش أوڤر شوية ؟ الكورونا قلِت خالص على فكرة... 
" بصي عشان مبحبش الرغي الكتير و عارف اني لو مجاوبتش مش هتبطلي أسئلة... جاتلي سنة كده اتعرضت لكذا مرض مناعي... ليه بقا... لاني كنت مستهتر و بشرب مكان اي حد عادي... زيك كده 
نظرت له بشدة و قالت 
' بس الكوبيات مغسولين... 
" ولو... طالما متعقمتش تبقى مضرة... 
' اها... يعني جاتلك كورونا ؟ 
" مش كورونا... دي مجموعة أمراض دمروا خلايا التنفس عندي و مناعتي كانت زفت... قعدت سنة كاملة في البيت على جهاز التنفس... انتي متخيلة يعني ايه تقعدي سنة كاملة من غير ما تخرجي او حتى تخرجي في جنينة البيت... كنت محجوز في الأوضة كل ده... نفسيتي مكنتش احسن حاجة بسبب كده... خسيت 10 كيلو... مكنتش باكل... كنت عايش على الجلكوز و المية بس... حياتي اتعطلت اوي بسبب السنة اللي عشتها في الاوضة... 
' و خفيت ؟ 
" يعني انا لو مخفتش كنت هاجي كتب كتاب اخت مروان ؟! 
ضحكت رهف و استوعبت ما قالته... 
' طب خفيت ازاي ؟ 
" سافرت بره اتعاجلت هناك في 4 شهور و تخنت 15 كيلو ... ندمت اوي لاني مسافرتش من الأول و ضعيت سنة كاملة من عمري في الأوضة... لا بشوف حد ولا حد بيشوفني... و من ساعتها بقيت موسوس مع ان الدكتور قالي اني رجعت لطبيعتي... بس انا مش مستعد اضيع سنين تاني على السرير... 
' كنت قاعد لوحدك طول السنة دي ؟ 
قالت ذلك و هي تنظر لعيناه... تنهد يحيى و اومأ لها إيجابًا... حزنت كثيرا عليه... فوق الخذلان الذي تعرض له من حبيبته... مرَ أيضا بفترة مرض جعلته جليس الفراش وحيدا لمدة عامٍ كامل... 
' لما عديت بفترة المرض دي... كنت متجوز ولا قبلها ؟ 
نظر لها بحِده و قال بجدية 
" ايه رأيك اجيبلك ملفي من السجل المدني و بطاقتي بالمرة... عشان تعرفي قصة حياتي من اول ما اتولدت ؟؟ 
' مستر يحيى انا مقصدش حاجة بس كنت.... 
قام من على الكرسي... ذهب و تركها... 
' اوووف... الظاهر كده هببت الدنيا... فضولي ده هيوديني في دا*هية... 
رن هاتفها و كانت حبيبة صديقتها... ذهبت للحديقة بعيدا عن ضجيج الموسيقى... وقفت بجانب المسبح و ردت 
* ايه يا روحي... السهرة مطولة ولا ايه ؟ 
' مش عارفة... لما مستر يحيى يمشي همشي معاه... 
* هو مستر يحيى معاكي ؟! 
' ايوة... 
* ازاي ؟ 
' لقيته رايح زيي و روحت معاه... 
* اه... ايه اخبار مروان ؟ 
' اخباره ازاي يعني ؟ 
* يعني ايه اخباره يا رهف... 
' كويس... هااا ايه تاني ؟ 
* معترفلكيش بحبه ؟ 
' حب ايه يا حبيبة... مروان زي اخويا و انا زي اخته... 
* مفتكرش خالص انه بيعتبرك اخته... 
' يعتبرني اخته او لا... مفيش اي مشاعر ليا اتجاهه... هو بالنسبالي مجرد زميل عمل و اخ... مفيش حاجة تاني... مش هتنازل عن عريس ثري تركي... 
* ايه الطموح العالي ده ؟ 
' ما انا مش قليلة برضو... الاتراك رومانسين و انا بموت في الرومانسية... 
ضحكت حبيبة و كذلك رهف... فجأة الهاتف وقع منها و اصطدم بالأرض عندما وجدت عمر أمامها... احست انها تجمدت مكانها و تذكرت كيف كان يحاول ان يغتصـ,ـبها
* ازيك يا رهف ؟ 
إلتفت لتذهب لكنه امسك يدها و شدها اليه... نظر لشفاتها و قال 
* معقولة تشوفيني و متسلميش عليا ؟
' انت عايز ايه مني... ابعد عني... 
* عايزك يا رهف... صدقيني مهما لفيتي الدنيا مش هتلاقي حد بيحبك الحب اللي انا بحبهولك... 
' حب ؟ كنت هتغتـ,ـصبني و لما قاومتك حاولت تقـ,ـتلتني و تقولي حب ؟! 
* ما انتي لو مكنتيش قاومتيني و اتصلتي على مديرك ده مكنتش هعمل كده... 
' ابعد عني يا ز*بالة !! 
* طب و ليه الغلط ؟ 
' هددتني انك هتأذيه لو اتكلمت... و انا سكت... عايز ايه تاني مني ؟! 
* بقولك عايزك... في بيتي و على سريري... 
' سرير ايه يا ***** !! 
* لسانك بقا طويل اوي يا رهف... 
' بقولك سيب ايدي و ابعد عني بدل ما أصرخ و ألم الناس كلها عليك... 
* اصرخي يا رهف... حتى صوت صريخك وحشني اوي... 
' أرجوك ابعد عني... 
* حاضر هبعد... بس قبل ما ابعد احب اقولك اني قرأت الـ CV بتاعك... حلو اوي و مرتب و كله إنجازات جميلة زيك... بس في حاجة لاحظتها... في ركن المهارات الشخصية لقيتك حاطة السباحة في خانة حمرة 
بمجرد ما قال ذلك... و بقوة دفعها للمسبح و وقعت فيه... شهقت و هي تحاول ألا تغوض للاسفل و تطلب منه المساعدة
* كان نفسي انزلك بس للاسف انا برضو حطيت السباحة في الخانة الحمرة في الـ CV بتاعي... مش بعرف اعوم زيك... لو كان معايا عوامة كنت هنزلك بيها... خليكي كده طرطشي جوه المية يمكن لسانك الطويل ده يقصر شوية... و اعتبري ده تحذير تاني... سلام يا مُزة... 
' ع... عمر... خرج... خرجني من هنا... 
ضحك عليها و بسرعة ذهب و اختفى... حاولت رهف ان توازن جسدها بالماء و تتنفس بقدر الامكان حتى تستطيع الخروج... كانت تغوص للأسفل ولا تعرف ماذا تفعل... بمجرد ما تخرج رأسها من المياه... تغوص للأسفل مجددا... طلبت النجدة لكن لم يسمعها احد... دخل الكثير من المياة في جسدها... احست ان حركتها ارتخت و عيناها تُغمض رغمًا عنها و كفَت عن المقاومة و نزلت للأسفل... 
يتبع..... 
* بقولك عايزك... في بيتي و على سريري... 
' سرير ايه يا ***** !! 
* لسانك بقا طويل اوي يا رهف... 
' بقولك سيب ايدي و ابعد عني بدل ما أصرخ و ألم الناس كلها عليك... 
* اصرخي يا رهف... حتى صوت صريخك وحشني اوي... 
' أرجوك ابعد عني... 
* حاضر هبعد... بس قبل ما ابعد احب اقولك اني قرأت الـ CV بتاعك... حلو اوي و مرتب و كله إنجازات جميلة زيك... بس في حاجة لاحظتها... في ركن المهارات الشخصية لقيتك حاطة السباحة في خانة حمرة 
بمجرد ما قال ذلك... و بقوة دفعها للمسبح و وقعت فيه... شهقت و هي تحاول ألا تغوض للاسفل و تطلب منه المساعدة
* كان نفسي انزلك بس للاسف انا برضو حطيت السباحة في الخانة الحمرة في الـ CV بتاعي... مش بعرف اعوم زيك... لو كان معايا عوامة كنت هنزلك بيها... خليكي كده طرطشي جوه المية يمكن لسانك الطويل ده يقصر شوية... و اعتبري ده تحذير تاني... سلام يا مُزة... 
' ع... عمر... خرج... خرجني من هنا... 
ضحك عليها و بسرعة ذهب و اختفى... حاولت رهف ان توازن جسدها بالماء و تتنفس بقدر الامكان حتى تستطيع الخروج... كانت تغوص للأسفل ولا تعرف ماذا تفعل... بمجرد ما تخرج رأسها من المياه... تغوص للأسفل مجددا... طلبت النجدة لكن لم يسمعها احد... دخل الكثير من المياة في جسدها... احست ان حركتها ارتخت و عيناها تُغمض رغمًا عنها و كفَت عن المقاومة و نزلت للأسفل... 
ذهب يحيى للجنينة... 
" راحت فين دي ؟ اتصدعت من صوت الأغاني و عايز امشي... والله لو ملقتهاش خلال خمس دقايق همشي و ابقا ترجع مواصلات... اصل انا الدادة بتاعتها كل شوية ادور عليها... 
اخرج هاتفه من بنطاله... رن عليها... سمع صوت هاتفها قريب منه... تتبع الصوت... تعجب عندما رأى هاتفها مُلقى على الأرض بجانب المسبح... امسك هاتفها و قال 
" راحت فين دي ؟ و ازاي تليفونها هنا ؟ ولا ضاع منها ؟ 
نظر للهاتف و يسأل نفسه... ماذا حدث... لماذا هاتفها هنا و اين هي ؟ 
لاحظ يحيى شيء في المسبح... شيئًا أسود بداخله يُذكره بشيء او بشخص... تعمق في الرؤية... انه جسد انسان... اتسعت عيناه و قال بذعر 
" رهف !! 
ترك ما بيده و بدون تردد قفز بداخل المسبح... عامَ للاسفل حتى وصل اليها... وجد انها رهف بالفعل... قلق كثيرا كيف هذا حدث... ضمها إليه جيدا و اقفل يده عليها... سبح للأعلي و وضعها على حافة المسبح و خرج هو أيضا... ظل يأخذ شهيقًا و زفيرًا متتاليًا و يستنشق الاكسجين... أزاح شعره للخلف بعيدا عن عينيه... نظر لرهف و حاول إيقاظها... 
" رهف قومي... اصحي يا رهف... فتحي عيونك... 
و لكن لا جدوى فهي كالجثة الهامدة... اقترب يحيى منها ليسمع دقات قلبها التي كادت ان تكون معدومة... قلق أكثر... نبضها ليس مستقر... ماذا يفعل ؟ تمالك اعصابه و هدأ قليلا... ظل يضغط على صدرها بيديه لتخرج الماء الذي شربته... خرج بعض الماء من فمها ثم سعلت... ابتسم يحيى لانها تحاول ان تستعيد وعيها... فتحت عيناها بتعب و عندما اتضحت الرؤية رأت يحيى أمامها اطمأنت...
" انتي كويسة ؟ 
امسكت يده بشدة و قالت بتعب و هي تحاول إلتقاط انفاسها 
' مت... متسبنيش...
" هتبقي كويسة متقلقيش... 
احس بيدها ترتخي بين يده... اغمضت عيناها و فقدت وعيها 
" لا لا... رهف قومي... متغمضيش عيونك... 
لم ترد عليه... اقترب مجددا ليسمع دقات قلبها... اللعـ,ـنة... نبضها يقل... نظر لها بخوف و وضع وجهها بين يداه و قال و هو يلامس وجنتاها بيداه و يبعد شعرها الاسود الطويل عن عيناها 
" يا رهف قومي... متناميش... فتحي عيونك... 
لم يجد جدوى من ذلك... و في الحال حملها بين يديه ذهب عند سيارته... وضعها في الخلف و اقفل الباب جيدا ثم ركب و شغل السيارة... 
في احدى الفنادق الفخمة... بالتحديد الساعة 4 فجرًا 
استيقظت رهف لتجد نفسها وسط سرير كبير بداخل غرفة اكبر و فخمة التصميم... وجدت نفسها ترتدي بيجامة نوم عادية... 
' انا فين ؟! 
قالت ذلك بتساؤل ثم سمعت صوت داخل الحمام... صوت المياة مفتوحة... اللعـ,ـنة... اين هي الان و من الذي يستحم بالداخل ؟!!! 
' هو انا اتجوزت عُرفي ولا ايه ؟ انا فين و مين اللي بيستحمى جوه ده !! 
كانت مغطاه بالغطاء بعناية كأن احد تعمد ذلك لكي يدفأ جسدها... نزعت الغطاء من عليها... نزلت من السرير... وجدت شبشب... لبسته و تحركت بحذر ناحية باب الغرفة لتخرج... و لسه هتمسك مقبض الباب سمعت صوت من خلفها يقول 
" رايحة فين ؟ 
تسمرت في مكانها... هذا الصوت... انه صوت يحيى !! 
إلتفتت و رأته أمامها يرتدي ترينج رياضي يظهر عضلاته و يجفف شعره بالمنشفة... 
' مستر يحيى ؟ انت بتعمل ايه هنا ؟ في الأوضة دي ؟ 
" تقولي ايه بقا ما انا صاحب الأوضة دي بالفندق ده... 
' يعني دي اوضتك انت ؟ يعني دي مش أوضة اللي انا اتجوزته عُرفي ؟ 
" نعم ؟؟؟ 
' متاخدش في بالك... بس انا بعمل ايه هنا في اوضتك ؟ و كمان انا مكنتش لابسة البيجامة دي و مش فاكرة اني غيرت هدومي اصلا ( اتعست عيناها و اكملت ) ولا انت... 
" انا ايه ؟ 
' انت اللي غيرتلي هدومي... ده معناه انك اغتص... 
وضع يده على فمها و قال 
" قبل ما تكملي... أولًا انا لقيتك مرمية في البيسين في بيت مروان... 
تذكرت انها رأت عمر و هو من ألقى بها في المسبح
" ثانيًا انا لقيتك ف نطيت خرجتك من البيسين... كنت بتطلعي في الروح بس الحمد لله لحقتك... جبتك هنا و جبت الدكاترة اسعفوكي... ثالثًا و اهم حاجة لاني عارف دماغك الشما*ل دي... هدومك كانت مبلولة كلها ف خليت الممرضة تلبسك البيجامة دي... وضحت يا رهف ؟ 
احست رهف بالاحراج فكانت ستتهمه اتهام كبير لكن من الجيد انه منعها من الكلام قبل ان تلخبط الوسط تمامًا... نظرت ليده التي على فمها... فهم معنى نظرتها و ابعد يده عن فمها... 
وقف أمام المرآة فتح علبة الكريم و وضع منه على وجهه ثم على يديه 
' و حضرتك لقيتني ازاي ؟ 
" كنت بتصل عليكي عشان نمشي... لقيت تليفونك واقع جمب البيسين و شاشته مكسورة... بعدين لقيتك جوه المية... 
' اه... في حد عرف بكده ؟ 
" لا... بس هيعرفوا... 
' يعني ايه ؟ 
إلتفت لها و قال بحدة 
" مين اللي رماكي جوه المية ؟! 
كانت ستتكلم لكنه قاطعها بزعم 
" و متقوليش انك دوختي و وقعتي جوه البسين  لوحدك !! 
اللعـ,ـنة ما هذا... اخذ تلك الجملة من لسانها... بلعت ريقها و نظرت للارض 
" مين اللي رماكي جوه المية يا رهف ؟ 
' مفيش... 
" والله ؟! عبيط انا بقا عشان اصدق الهبل ده... 
' خلاص محصلش حاجة... انا كويسة اهو... 
اقترب منها و نظر لها بغضب 
" رهف... اتكلمي !! 
عضت على شفتاها و نزلت دمعة من عيناها و قالت بضعف 
' مقدرش اتكلم... 
" نعم ؟ يعني ايه متقدريش تتكلمي ؟ ( ضغط على اسنانه بغضب و اكمل ) اللي عمل كده كان عارف و متأكد انك مبتعرفيش تعومي... يعني كان قاصد يغرقك... ف متقعديش تلفي و تدوري في الكلام و اتكلمي... مين عمل كده ؟ 
لم تجيب فقال 
" شكله اللي عمل كده هو نفس الشخص اللي حاول يغتـ,ـصبك في شقتك... ده نفس الشخص اللي انتي مرضيتيش ترفعي قضية عليه و مش عايزة تقولي مين هو من ساعة الحادثة الأولى... 
قلقت كثيرا... الآن فهم كل شيء
" رهف انا هساعدك... بس قوليلي مين هو ده... 
' مقدرش... 
" ليه ؟ 
' هـ,ـددني... 
قالت ذلك ثم لم تستطع كبح دموعها اكثر من ذلك و بكت أمامه 
" هـ,ـددك بإيه ؟ 
صمتت و لم ترد عليه... نفذ صبر يحيى و صرخ في وجهها قائلا 
" انا بكلمك يا رهف... قوليلي هـ,ـددك بإيه... انطقي !! 
' متضغطش عليا أرجوك... 
قالتها و هي تترجاه بعيناها الغارقة في الدموع... تنهد يحيى و قال
" رهف... الشخص ده خطر على حياتك... ده حاول يقـ,ـتلك للمرة التانية... انتي مستوعبة ؟ لازم توقفيه عند حده... و انا هساعدك... يكفي بس تقوليلي اسمه... 
' والله ما اقدر... 
ضر*ب يحيى يده بالحائط بغضب و قال 
" اقسم بالله انتي غبية... غبية اوي و جبانة... يعني ايه يعني عشان هـ,ـددك تقومي تغطي عليه للمرة التانية ؟ انا بجد مش مصدق... انتي رهف اللي عاملة فيها المرأة القوية و الحديدية... حتة عيل زي ده خايفة منه ؟ 
' لازم اخاف لانه هـ,ـددني... 
" همو*ت و اعرف هـ,ـددك بإيه عشان تغطي على جر*ايمه بالشكل ده !! عـ,ـددك بإيه يا رهف ؟ 
' هـ,ـددني بشخص عزيز عليا !! 
قالت ذلك و هي تصرخ في وجهه ثم اكملت 
' شخص انا مقدرش اشوفه بيتأ*لم قدامي و بسببي لانه فيه اللي مكفيه... والله ما اقدر اتكلم... هعرف احمي نفسي بعد كده بس مش هقف على جمب و اشوف الشخص ده بيتأ*ذى بسببي... 
تنهد يحيى و حاول تهدئة نفسه 
" هـ,ـددك بحبيبك يعني ؟ 
تعجبت لوهلة... فهي تقصده هو بكلامها ذلك... عن اي حبيب يتحدث هذا... 
" يعني هو هـ,ـددك بإنه هيأ*ذي حبيبك لو اتكلمتي... فإنتي ساكتة عشان خايفة عليه... صح كده ؟ 
لم تعرف ماذا تقول... فقط اومأت له إيجابًا ليهدأ... 
" انتي خايفة على حبيبك... بس ده مش معناه انك تعرضي نفسك للخطر... تاخدي تليفوني تتصلي عليه تفهميه كل حاجة من الأول... و انا هساعدكوا... 
نظرت له بدهشه... حقًا انه اقتنع بكلامها !! 
" رهف... انا بكلمك... 
فاقت من شرودها 
' ايه ؟ 
" بقولك تاخدي تليفوني تتصلي على حبيبك... قوليله كل حاجة بهدوء كده... 
' لا... 
" ليه ؟ 
' عشان هو... نايم... حبيبي نايم في الوقت ده... اصله مش بيسهر و بينام بدري... 
" تمام... الصبح هاخدك لعنده... يعني لو خوفتي تتكلمي و كده انا اكلمه... 
' تاخدني فين ؟ 
" بيته... 
' بيت مين ؟ 
" حبيبك... 
' حبيب مين ؟ 
" في ايه يا رهف ؟ مالك ؟ 
' مفيش... 
" دماغك تاهت منك عشان مأكلتيش... جعانة ؟ 
' جعانة اوي... 
اومأ لها بتفهم و امسك هاتفه و طلب منهم ان يعدوا الطعام لهم... بعد دقائق وصل إليهم في الغرفة... 
' هو ليه الاكل متغطي بالناموسية ؟ 
" ناموسية ؟! 
' اه والله دي ناموسية... 
" ده غطى واقي بيمنع دخول الجراثيم... 
' ااااه فهمت... 
نزع يحيى ذلك الغطاء من على الطعام و وضع الاطباق على الطاولة... 
' ايه ده ؟ 
" جمبري... مش بتحبيه ولا ايه ؟ 
' لا بحبه بس شكله... 
" ماله شكله ؟ 
' شبه الكرواسون... 
" عشان كبير... كُلي هيعجبك... 
اومأت له بتفهم... امسك يحيى الشوكة و السكيـ,ـن و بدأ في الأكل... لاحظ انها لم تلمس الطعام 
" مبتاكليش ليه ؟ 
' انا هعمل حاجة بس متتضايقش... 
" هتعملي ايه ؟ 
امسكت السكيـ,ـن و رغيف الفينو... فتحته من الوسط... وضعت خس و الجمبري بداخل الساندويتش و القليل من المايونيز على وجهه... 
' كده احلى... 
قالتها ثم بدأت بأكل الساندويتش 
' بعرف اكل بالشوكة و السكيـ,ـن زيك بس ده في الاجتماعات مش هنا... 
ترك يحيى الشوكة و السكيـ,ـن من يده و نظر لها و هي تأكل بكل طبيعية... ليس بطريقة عشوائية لكن طبيعية و بسيطة...  
" عايز ساندويتش زيك... 
تفاجئت مما قاله 
' ما انت كنت بتاكل بالشوكة و السكيـ,ـن زي الفل اهو... 
" يعني مش هتعمليلي ساندويتش زيك ؟ 
' هعملك اصبر 🤌
اخذت ساندويتش آخر... فتحته من النصف و وضعت الخس و الجمبري 
" حطي معلقة طحينة... ولا اقولك... خليهم معلقتين... 
اومأت له و اضافت الطحين عليه 
' امسك... بالهنا و الشفا 
شكرها و اخذها منه اكله... و الغريب انه انهاه قلبها و طلب واحد آخر... 
' تعرف يا مستر يحيى... اول ما صحيت و لقيتني هنا... قولت اتجوزت عُرفي و انا مش في وعيي... بس لما لقيتك اطمنت 
" و دي حاجة حلوة ؟ 
' اكيد... 
نظر لها لوهلة ثم تجاهل كلامها كأنه لم يسمع شيء... و استمرا في الأكل في صمت... لاحظ يحيى ان يوجد بجانب فمها البعض من المايونيز... امسك المنديل و قرب يده منها و مسحه بنفسه... نظرت له فقال 
" كان في بقايا مايونيز جمب بۅقك... مسحتها... 
' اه... شكرا... 
في هذه اللحظة تذكر شيءٌ ما 
كان يأكل مع ريم نفس الاكلة... ينظر لها بحُب يقُطر من عنياه... فهو يحب ان يراقبها أثناء أكلها... 
* بتبصلي كده ليه ؟ 
بحركة سريعة قَبلها بجانب فمها 
* ايه يا يحيى اتلم شوية... 
" كان في حتة مايونيز جمب بوقك... قولت اشيلها... 
* تشيلها ولا انت ما بتصدق تقرب ؟ 
" الصراحة مش بقدر اقاومك... بحبك اوي... 
شعر يحيى بشيء ثقيل على قلبه... كيف كان مغفلا لهذه الدرجة... ترك الساندويتش و دخل الحمام... استغربت رهف... لماذا تضايق ؟ هل فعلت شيء ضايقه ؟ 
انتهت من اكلها و جاء الجرسون اخذ الاطباق... نظرت لباب الحمام... لِما لم يخرج حتى الآن ؟ 
طرقت على الباب و قالت
' مستر يحيى... انت كويس ؟ 
لم يصل لها ردًا... تشجعت و امسكت المقبض لتفتحه لكنه سبقها وفتح الباب... 
' آسفة والله... لقيت حضرتك اتأخرت جوه... 
اومأ لها و ذهب من أمامها... لاحظت رهف وجهه العابس... ماذا حدث ؟ ذهبت إليه و قالت 
' هو انا ضايقتك في حاجة ؟ 
نظر لها و قال 
" بتسألي ليه ؟ 
' اصل فجأة كده قومت و مكملتش اكلك... شكلي قولت حاجة ضايقتك و انا ما اخدتش... آسفة... 
" انتي مضايقتنيش... بالعكس
' بالعكس ايه ؟ 
لاحظ يحيى انه لو تحدث و اكمل كلامه سيعقد كل شيء... فإلتزم الصمت... وضع الوسادة على الاريكة و استلقى لينام... قفل نور الاباجورة و قال 
" روحي نامي... 
' انا مفروض ارجع البيت 
" هرجعك الصبح... نامي دلوقتي... 
اومأت له و تسطحت على السرير و نامت... الغريب انها نامت بسرعة... فهي تشعر بالأمان بوجوده... 
* يعني مستر يحيى انقذك للمرة التانية !! 
' ايوة... 
* شكل كده في حوار... 
' بمعنى ؟ 
* طالما صمم انه يعرف مين حاول يأ*ذيكي ده معناه انه مهتم... 
' لا استني بس... هو صمم يعرف لان دي تاني مرة و انا خبيت عليه... 
* بس هو خايف عليكي... و اضايق انك متكلمتيش... شكل كده عنده مشاعر تجاهك... 
احمرت وجنتاها بمجرد ما قالت صديقتها ذلك... لاحظت حبيبة ملامح الاحراج التي ظهرت على رهف... ابتسمت و قالت
* ولا انتي ايه رأيك يا رهوف ؟ 
' لا يا حبيبة... مشاعر ايه اللي اتجاهي... ده مستر يحيى... عارفة يعني ايه مستر يحيى ؟ عمره ما هيبصلي... 
* ليه بقا ؟ ما انتي زي الفل اهو ولا ناقصك ايد... متستقليش بنفسك... 
' مش بستقل بنفسي بس بجد عمره ما هيبصلي... 
* يا بنتي انتي قمر و ثكر كمان... مسيره يقع... لحظة بس... طالما بتقولي كده ده معناه انك... 
' مُعجبة بيه... 
تفاجئت حبيبة وسقفت بمرح 
* كنت عارفة... والله كنت عارفة... كلامك الزايد عنه كان بيوضحلي كده... 
' بس دي مصيبة... 
* ليه ؟ 
' خايفة الاعجاب ده يكبر و يبقى حب... في اللحظة دي هيبقى حب من طرف واحد... 
* ليه يبقى حب من طرف واحد ؟ 
' انتي عارفة اللي مَر بيه... مستحيل يدخل في علاقة تاني او يثق في حد تاني... حتى لو حس بمشاعر اتجاهي هيدفنها و عمره ما هيبوح بيها... بقولك امبارح كنا بناكل زي الفل... فجأة كده ساب الاكل و قعد نص ساعة في الحمام و لما خرج كان واضح على وشه انه زعلان و مضايق... شكله افتكرها... 
* اممم عندك حق... منها لله طليقته دي... 
' طب فكك من مستر يحيى دلوقتي... هتصرف ازاي مع عمر ؟ 
* عمر اتمادى اوي و بقا بيشكل خطر على حياتك... انا شايفة انك تروحي تقولي لمستر يحيى على كل حاجة... و هو هيساعدك... 
' هروح اقوله هيقولي طب روحي قولي ل حبيبك لانه لازم يعرف... 
* حبيب ايه ؟ انتي ارتبطي من ورايا ؟ 
' لا طبعا... بصي امبارح لما اتكلمنا ضغط عليا جامد عشان اقول اسمه... قولتله اني لو اتكلمت هتسبب في أذ*ى شخص عزيز عليا... مجرد ما سمع الكلمة دي اقتنع اقتناع تام ان عندي حبيب... و احنا في الطريق لشقتك قالي قوليلي عنوان حبيبك ده و اوصلك لعنده و تحكيله كل حاجة... معرفتش اقوله اني معنديش حبيب و اني اقصده هو بكلامي ده... مسبليش فرصة اوضح حاجة... 
* يا وقعتك السودة !! انتي بوظتي كل حاجة... طب هيقع في حبك ازاي و هو خلاص اقتنع انك مرتبطة ؟؟؟ 
غطت وجهها بيداها و قالت بضيق 
' اووووف مش عارفة... مش عارفة بجد يا حبيبة... 
ربتت حبيبة هلى ظهرها و قالت 
* كل حاجة هتتحل... دلوقتي خلينا نركز على حوار عمر... 
' ربنا يحرقه مكان ما هو قاعد... 
* يااااااارب 
كان يحيى في المنزل... مُستلقي على السرير... و بيده توكة على شكل فراولة... تلك مِلك رهف... وجدها في سيارته... ينظر لها و على شفتاه ارتسمت ابتسامة خفيفة... رن هاتفه و كان صديقه خالد... وضع التوكة تحت الوسادة و رد عليه 
" نعم يا خالد ؟ 
* طالما بترد بهدوء كده يبقى لسه مشوفتش الخبر... 
" خبر ايه ؟ 
* افتح الفيس و شوف... 
اغلق يحيى الخط و فتح الفيس... اتسعت عيناه بدهشة مما رآه !! 
* رهفففففف !! 
' ايه... في ايه ؟ 
* تعالي بسرعة... 
خرجت رهف من المطبخ و ذهبت إليها... 
' ايه مالك... بتصرخي ليه ؟ 
* خدي بُصي... 
اخذت منها الهاتف و نظرت إليه... اتسعت عيناه بصدمة مما قرأته... رأت صورة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة و عليها الكثير من التفاعل و الشير... تلك الصورة هي بها و يحيى يحملها بين يديه و مكتوب فوقها " رجل الاعمال الشهير يحيى ياسر الكيلاني يواعد فتاة عشرينية جميلة " 
' يا وقعتي السودة !! 
* دي لما انقذك من البيسين... شايفة كل ده شير... مين صوركم ؟ 
' معرفش... يلهوي... مستر يحيى هيمسحني من وش الأرض... 
* الآه ؟ ليه ؟ 
' لان ده بسببي... هتسببله بمشاكل كتيرة... الإعلام مش هيسكت... و هو مش بيحب الحاجات دي و حِذر اوي في الحتة دي... كل ده بسببي... 
* بسببك ليه ؟ انتي كنتي فاقدة وعيك و هو ساعدك مش اكتر... 
' و عشان محدش يشوفني معاه خلاني اقعد في الفندق الليلة دي... مين ابن الجز*مة اللي صوره !! 
* اهدي يا رهف... 
' انا انتهيت... خلاص مفيش رهف تاني... كل ده بسببي... 
* مستر يحيى عاقل و بيفكر كويس... اكيد مش هيرمي عليكي السبب و يرفدك مثلا... 
' الخبر نازل من ساعة... اكيد شافه من بدري... و متصلش عليا... طالما متصلش عليا ده معاه اني في دائرة الامان... 
رن هاتفها... نظرت للاسم انه يحيى !! 
' يا مصيبتي السودة ده بيتصل !!! 
* طب ردي... 
' ارد ايه... ارد عشان يرفدني... 
* يا بنتي ردي... 
تأفأفت رهف و تصنعت الهدوء و ردت عليه 
' نعم يا مستر يحيى ؟ 
" مستنيكي في البيت... نص ساعة و تكوني عندي... 
' مستر يحيى انا.... 
اغلق المكالمة... ألقت رهف الهاتف على الاريكة و قالت 
' انا انتهيت !!! 
" اقفلي الباب وراكي... 
اغلقت رهف الباب... و أشار لها بأن تجلس في الكرسي الذي مقابله... جلست عليه و شبكت يداها الاثنتين و هي تضغط بهما على بعض... انها متوترة كثيرا... 
" طبعا شوفتي الأخبار اللي نازلة على مواقع السوشيال و الجرايد... 
هزت رأسها بمعنى نعم ثم قالت 
' انا بجد آسفة... كل ده بسببي... 
" مش جايبك هنا عشان تتأسفي... 
' اوماال عشان ايه ؟ 
" بصي... انتي عارفة كويس اني مبحبش الأخبار اللي من النوع ده... و برضو الأخبار دي هتأثر عليكي بالسلب... في خلال ظرف 4 ساعات هقدر امسح الأخبار دي من الصفحات 
' طب كويس... 
" بس بشرط... 
' ايه هو ؟ 
" تقوليلي مين اللي رماكي جوه البيسين... 
تفاجئت رهف... نظرت له بصدمة و ظلت ساكتة... نظر يحيى في ساعته و قال 
" قدامك خمس دقايق... 
' مستر يحيى... احنا قفلنا الموضوع ده... 
" لا متقفلش... و الأخبار دي من تحت راسك انتي و سكوتك ده السبب فيها... 
' أنا آسفة و... 
" آسفك ده مش هينفع بحاجة... يستحسن تتكلمي... 
' حضرتك ليه مصمم تعرف !! 
اقترب منها و نظر في عيناها 
" عشان... انتي زي اختي... ف أكيد مش عايزك تتأ*ذي... انتي لحد الآن مش مستوعبة الخطر اللي انتي فيه لانك بتغطي على عمايله... بدري قعدتي تلفي و تدوري بالكلام و مرضتيش تديني عنوان حبيبك و صممتي ترجعي لصحبتك... قولي يا رهف و انا هساعدك... عايز اسمه بس... 
قالت رهف في سرها 
' انا زي اختك ؟!! يلهواااي... بقا انا معجبة بيك و انتي تقولي اني زي اختك ؟! 
" رهف... 
فاقت على صوته... 
' نعم ؟ 
" قرري يلا... 
' افرض انا متكلمتش... و الأخبار دي فضلت موجودة... الإعلام مش هيسيبك في حالك... 
" عادي... ضجة و هتعدي... أما انتي... اظن زمايلك في الشركة مش هيسبوكي في حالك... صح ولا ايه يا رهف ؟ 
كلامه بالفعل صحيح... ف الموظفين في الشركة ما يصدقوا عندما يجدوا مثل تلك المواضيع ليتحدثوا بها... لن يتركوها وشأنها أبداً... تنهدت رهف و قالت 
' تمام هقول... 
" اتكلمي... 
جلست فهو جلس أيضا... ظلت تفرك يدها بالآخرى و متوترة... تنهد يحيى بضيق و نظر لها بمعنى تحدثي 
' اللي عمل كده عمر محمد الصاوي... 
" مين ده ؟ 
' بابا قبل ما يتوفى... كان صديق والده... كان بينهم صداقة مقربة و كانوا ساكنين جمب بعض... المهم انا اول ما كبرت لاحظت ان عمر بيضايقني... 
" بيضايقك ازاي ؟ 
' بيعاكس و الكلام ده... المهم اول ما بابا اتوفى... نقلت لشقة تانية في منطقة تاني... لاني بخاف منه... بس هو مش سايبني في حالي... عرض عليا الجواز كذا مرة بس انا رفضت... 
" ليه رفضتي ؟ 
' لان انا مش عيزاه و لانه طايش و بتاع بنات... هَمه كله يشبع رغباته الو*سخة و بس... و عايزني لنفس الغرض... لما رفضت بقا مش سايبني في حالي ابدا... مش عارفة ازاي عرف عنوان شقتي و ازاي دخلها... ف اتهجـ,ـم عليا ساعتها... 
" و ازاي جه بيت مروان ؟ 
' طلع مراقبني... كنت مفكرة ان مروان يبقى صديقه و عزمه  في اليوم ده بس لما سألت مروان عنه قالي ميعرفش حد بالاسم ده... يعني عمر طلع مراقبني... 
" رماكي جوه البيسين ليه ؟ 
' كان عارف اني مش بعرف اعوم... ف عمل كده تحذير ليا لو اتكلمت... 
تنهد بغضب و قال 
" كل ده و ساكتة ؟ 
' بقولك هددني بشخص عزيز عليا... 
" ماشي بس برضو مكنش لازم تسكتي و تغطي عليه... بعدين انا قولتلك انا بنفسي هكلم حبيبك و اقوله بالتفصيل... لازم يعرف عشان يحميكي لان ده واجبه عليكي... 
صمتت رهف ولا تعرف ماذا تقول... 
" طب هاتي رقمه... 
' رقم مين ؟ 
" حبيبك... 
' ليه ؟ 
" عشان اكلمه... لازم يعرف... اكيد هيضايق لما يشوف الاخبار اللي نازلة دي... هاتي اكلمه و انا هوضحله كل حاجة و ان شاء الله يفهم و ميعملش مشكلة معاكي... 
' اه بس هو مسافر... 
" مسافر ؟ 
' ايوة... بيشتغل بره مصر... ف رقمه المصري مش شغال... 
" بس اكيد بيكلمك من رقم هناك... 
' اه بس مش دايما... كل شوية يكلمني من رقم مختلف... 
" طب هاتي آخر رقم اتصل عليكي منه... 
' مش حفظاه... 
" هاتيه من المكالمات... 
' ما انا عملت سوفت وير للتليفون... ف كله اتمسح... 
" و انا لما اتصلت عليكي بدري... اتصلت عليكي من رقمي التاني... عرفتي ازاي ان ده انا و انتي بتقولي إن كل الارقام عندك اتمسحت ؟ 
' ما انا حافظة الرقم... 
" انا ڪ صاحب الرقم مش حافظه... 
' انا بقا بحب احفظ الارقام... 
" بجد ؟ هايل والله... طب قوليلي رقمي... 
' ايه !! 
" هو ايه اللي ايه... مبتسمعيش ولا ايه... 
' لا لا بسمع عادي... استغربت بس... 
" طب يلا سمعيلي رقمي... بما انك حفظاه... 
' ءءءءا... لازم يعني ؟ 
" اه لازم... 
قالها بزعم و تحدي... لقد اوقعت رهف نفسها في مشكلة كبيرة... كيف ستخرج منها الآن... 
" رهف... 
' نعم ؟ 
" سكتي يعني ؟ 
لم تعرف بماذا تجيب... حان الآن وقت الهروب... وقفت رهف و ذهبت لتفتح الباب و تخرج... امسكت بالمقبض و فتحته لكنه اسند يده عليه و اغلقه... إلتفت رهف لتجده ورائها و حاوطها بذارعيه و يعقد حاجبيه بغضب و نظراته الغاضبة منها لا تبشر بخير أبداً... 
' مستر يحيى... عايزة امشي 
" بتكذبي عليا ليه ؟ شيفاني عيل ولا ايه... 
' كذبت في ايه ؟ 
" والله ؟ هتعملي فيها عبيطة دلوقتي... 
' ممكن امشي... 
" لا مش هتمشي... انتي عارفة كويس ان اكتر حاجة بكرها في حياتي هي الكذب... و انا بقولك هساعدك... تقومي تكذبي عليا !! 
' خلاص متساعدنيش... ممكن تبعد عشان امشي ؟ 
" رهف !! 
قالها بنبرة غاضبة ثم اكمل 
" بقولك لاخر مرة... مش هتمشي من هنا غير لما اعرف في ايه بالضبط... 
صرخت فيه قائلة 
' ايوة انا كذبت عليك... انا معنديش حبيب ولا بتاع... بطل تضغط عليا !! 
تفاجئ يحيى انها صرخت في وجهه... نظر لعيناها الغارقة في الدموع و لشفتاها الحمراء... وضع يده على وسطها و شدها و ضمها اليه... مسح دموعها بيده و ازاح شعرها للخلف و قال و هو ينظر لعيناها 
" خلاص اهدي... متعيطيش... 
' متزعقش فيا تاني... 
" حاضر... انا آسف... ( وضع يده على شفتاها ) انتي جميلة اوي... 
اتسعت عيناها و ابتسمت بخجل... ابتسم يحيى و اقترب منها و اخذ شفتاها في قُبلة حنونة... 
" رهف... 
فاقت رهف على صوته لتجد ان كل ما حدث الآن كانت تتخيله لا أكثر... 
" ازاي بتزعقي في وشي كده ؟ هو انا شغال عند اللي خلفوكي ولا ايه ؟ 
' انا زعقت فيك ؟ 
" ايوة زعقتي... تحمدي ربنا انك بنت... لانك لو ولد كنت هنزل فيكي ضر*ب اشوهلك وشك... 
' انا آسفة يا مستر يحيى... 
" انتي شكلك مش تمام و بتتصرفي بغرابة الايام دي... ارجعي لبيتك دلوقتي و نكمل كلامنا بعدين... 
' اه تمام.. بتأسف مرة تانية... 
" اتفضلي... 
اومأت له و ذهبت... تعجب يحيى من تصرفاتها تلك... 
" البنت دي غريبة... 
فتح الباب و دخل ياسر والده 
* يحيى... 
" نعم يا بابا ؟ 
* ايه اللي شوفته على النت ده ؟ مش تقريبا البنت السكرتيرة اللي جات هنا امبارح ؟ 
" ايوة هي... 
* ايه بينك و بينها ؟ 
" مفيش بيني و بينها اي حاجة... 
* ده اللي هو ازاي ؟ و الخبر المنتشر ده ايه ؟ 
" الخبر ده كذب... 
* متأكد يا يحيى ؟ 
" اه متأكد... هي اتعرضت لمحاولة قتـ,ـل... في حد حاول يغرقها... و انا انقذتها... معرفش مين صورنا... لكن مفيش اي حاجة بيني و بينها... 
تنهد ياسر و أشار ليحيى بالجلوس... جلس يحيى على الاريكة و جلس بجانبه والده... وضع يده على كتفه و قال 
* يحيى... انا مش بسألك الاسئلة عشان مش واثق فيك... بالعكس انا واثق انك عمرك ما هتعمل حاجة غلط سواء في حقي او في حق نفسك... على فكرة... هبقى سعيد اوي لو حبيت و اتجوزت و كونت عيلة... 
" أحب ؟ بابا... انت اكتر واحد عارف اللي مريت بيه... و برضو انت اكتر واحد عارف و متأكد اني مستحيل أحب تاني... 
* يعني مش هفرح بيك ؟ 
" لا... عندك عاصم و إسراء... افرح بيهم... 
* يحيى... متخليش اللي حصل ده يأثر فيك اكتر من كده... كلنا ملاحظين تغيرك ده... وحشنا يحيى القديم... 
" انا كده و هفضل كده... يستحسن تتعودوا عليا كده... ولو مضايقكم اروح اعيش في الفندق... 
* ده مش قصدي يا ابني... وجودك معانا مهم بالنسبالنا... اقصد يعني لو ترمي كل حاجة ورا ضهرك و تفتح صفحة جديد لنفسك... و تبدأ من تاني... 
" مفيش اي حاجة ممكن تطفي النار اللي جوايا غير حاجة وحدة بس... 
* ايه هي ؟ 
" تقلب الارض كده و تلاقي ريم و تجبهالي لحد عندي... 
* تاني يا يحيى ؟ 
" تاني و تالت و رابع... مش عايزيني ارجع يحيى القديم ؟ يبقى تلاقي ريم و تجبهالي... 
* و هيحصل ايه لو لقيتها ؟ 
" هقتـ,ـلها !! 
* مش هسمحلك تعمل كده... مش هسمحلك تبقى قا*تل عشان وحدة زبا*لة زي دي... انساها يا يحيى... 
" مش هنسى غير لما اخد حقي منها هي و الكلـ,ـب عشيقها... لولا انك جيت على آخر لحظة و منعتني كان زماني واخد حقي منها من زمان اوي... قولت هتاخد حقك بالقانون و بلاش تبقى قا*تل... سمعت كلامك لاجلك و أجل اخواتي و امي... في الاخر ايه اللي حصل ؟ هم الاتنين هربوا... و انا مش ههدى غير لما اشرب من دمهـ,ـم هم الاتنين و بالاخص ريم !! 
* هم هربوا فعلا بس خلاص في ربنا... هو ياخدلك حقك منهم... 
" مش هتساعدني اني ألاقيها... براحتك... كده كده انا كل يوم و كل ساعة بدور عليها... ألمح بس ضِلها... مش هرحمها... 
* يحيى فوق بقا... مش هسمحلك تو*سخ ايدك بد*م وحدة و*سخة زي دي... 
" عن اذنك... 
خرج يحيى... ضر*ب والده كف ب كف 
* و انا اقول بقيت كتوم ليه ؟ اتاريك بتخطط لقتـ,ـلها !! مش هسمحلك يا يحيى... طول ما فيا الروح مش هسمحلك تقتـ,ـلها... 
تاني يوم...... 
ذهبت رهف للشركة و ركبتاها تتخبط في بعضهما من الخوف... ف بعد انتشار ذلك الخبر لم و لن تسلم من كلام كل فرد في الشركة... 
' عمو ايمن... انا نسيت كارت الاسانسير عندك... ممكن تدهولي ؟ 
نظر لها من فوق و تحت بإشمزاز و اعطاها الكارت... لاحظت رهف نظرته تلك... اخذت الكارت و فتحت به الاسانسير و ذهبت للدور الخامس... كانوا كل الموظفين يتحدثون مع بعضهم... مجرد ما رأوها امامهم... منهم من ضحك بسخرية و الثاني يهمس للاخر... انهم يتحدثون عليها... تفادتهم رهف و ذهبت لسكرتيرة الاستقبال 
' غادة بقولك... هم شافوا الخبر ؟ 
* ده كله شافه... حتى عمال النضافة... 
' يلهوي... 
* بس ايه يا رهوف... ده انا افتكرت انك انتي و مروان على علاقة ببعض... اصطادتي صاحب الشركة مرة وحدة ! 
' ايه اصطادت دي... ما توضحي كلامك !! 
* قصدي مستر يحيى... يا بنت اللعيبة... عرفتي ازاي توقعيه ؟ 
' انا موقعتش حد و مفيش حاجة ما بينا... بعدين انا ببررلك ليه اصلا... 
تركتها رهف و ذهبت لمكتبها... اغلقت الباب و ألقت شنطتها على المكتب و امسكت رأسها بكلتا يداها 
' اوووف بجد... سيرتي بقت على كل لسان هنا... كلامهم مقر*ف... انا الضحية هنا... محدش هنا يقدر يكلمه بكلمة وحدة حتى لانه المدير و الرأس الكبيرة... اما انا كله بيتكلم عليا.... ياريته ما انقذني... 
طُرق الباب 
' ادخل... 
دخل مروان و اغلق الباب... كان غاضب كثيرا... وقف امامها و قال 
* اللي بيتقال ده صح ؟ 
' ايه اللي اتقال ؟ 
* انك انتي و مستر يحيى...( سكت قليلا ثم اكمل ) اووف مش قادر اقولها... هل فعلا انتوا الاتنين على علاقة ببعض ؟ 
' ايه اللي انت بتقوله ده يا مروان ؟ انتبه لكلامك... 
* ده مش كلامي... ده كلام كل موظف هنا... متعرفيش اد انا اتنرفزت و انا بسمع الكلام ده عنك... 
' يقولوا اللي يقولوه... مش مضطرة ابرر لحد... 
امسكها من كلتا يداها و قال 
* لا مضطرة تبرريلي انا... 
' ابررلك ايه يا مروان ؟ 
* انتي على علاقة مع مستر يحيى ولا لا ؟ 
' انت اتجننت رسمي... 
* اه اتجننت... ردي على سؤال... 
' هيفرق ردي يعني ؟ 
* اه هيفرق... 
' ليه هيفرق ؟ 
* لاني بحبك !! 
قالها بإنفعال وهو ينظر لعيناها... تفاجئت رهف كثيرا مما قاله 
' بتحبني ؟ 
* اه بحبك... و ده مش من دلوقتي... ده من زمان... و من فترة بحاول ألمحلك بس انتي ولا هنا... 
' انت فاجئتني... 
* رهف... انا عارف ان اللي بيتقال ده إشاعات... بس انا مش قادر اسمع عنك اي كلمة متعجبنيش... لمي حاجتك و يلا نمشي من هنا... 
' امشي ؟! 
* اه... و انا هكون معاكي و هجمعلك وظيفة احسن من دي بكتير... يلا نمشي... 
شدها من يدها لكنها لم تتحرك 
* رهف... 
تركت يده و قالت 
' انا مش عايزة امشي ولا عايزة اسيب الوظيفة دي... 
* انتي بتتكلمي بجد ؟ 
' اه بتكلم بجد... زهقت من اللف على الشركات... 
* عشان زهقتي من اللف على الشركات... هتقعدي هنا رغم كل الكلام المقرف اللي بيتقال عنك ؟ 
' مليش دعوة بكلام الناس... 
* رهف لو سمحتي ردي عليا بصراحة و بوضوح... الاخبار اللي نازلة دي صح ولا لا ؟ 
' لا طبعا مش صح... 
* طالما مش صح ايه اللي يخليكي تقعدي هنا تاني ؟ 
' مقدرش اسيب مستر يحيى... يعني كل اللي حصل ده بسببي انا... هو حاول يساعدني مش اكتر... مقدرش بعد مساعدته ليا اسيبه لوحده في الموقف ده... 
* طب و انا ؟ 
' انت ايه يا مروان ؟ 
* بقولك اني بحبك... ده مفرقش معاكي في حاجة ؟ 
' بُص يا مروان... انا بحترم مشاعرك اتجاهي بس انا و انت مينفعش... 
* مينفعش ليه ؟ 
' انا مش الانسانة اللي هتسعدك... 
* و ده معناه ايه ؟ 
' مقدرش ارتبط بيك... مفيش اي مشاعر عندي اتجاهك... انا اسفة... 
* مش تجربي بس عشان تشوفي في مشاعر او لا ؟ رهف انا مستعد اقدملك الدنيا كلها عشانك... هخليكي اسعد انسانة على وجه الارض... مش هتندمي على ارتباطك بيا... جربي بس... 
' مش عايزة اجرب... انا مش عايزة اجرحك.... بس انا مش بحبك يا مروان... انا اسفة
نزلت عليه تلك الجملة ڪ الصاعقة... نظر لها بحزن ثم اعطاها ظهره و ذهب في الحال... جلست رهف على الاريكة و تلعن نفسها لانها جر*حت قلبه لكن ماذا تفعل ؟ فليس لديها اي مشاعر اتجاهه 
كان يحيى في مكتبه... يشرب قهوته و يراقب كل الذي يحدث في مكتب رهف... رأى شجارها مع مروان من اوله الى آخره... شرب رشفة من الفنجان و قال 
" يعني حبيبك هو مروان عشان كده مخبياه عني ؟  
( طب يا جماعة اكيد كلنا اتشلينا من ذكاء يحيى الخارق حتى انا ڪ هدير اتشليت من ذكائه ) 
بعد 3 ساعات...... 
' اتفضل يا مستر يحيى... كل الملفات اللي حضرتك طلبتها... 
" تمام... حطيها عندك... 
' تؤمر بحاجة تاني ؟ 
" مضايقة صح ؟ 
' من ايه ؟ 
" من كلام الموظفين عليكي... 
' اي وحدة مكاني هتتضايق... 
" قولتلك قوليلي الحقيقة و امسح الخبر... كذبتي عليا... بس براحتك... انا اهو قاعد هنا... محدش قدر يرفع عينه في عيني و يقولي حتى لو ربع الكلام اللي اتقالك... 
' طبيعي ميقدروش يرفعوا عيونهم في عين حضرتك لانك المدير و صاحب الشركة اللي هي مصدر رزقهم... اما انا مين ؟ مجرد سكرتيرة عادي... يتداس عليا بالجز*مة عادي... 
لاحظ يحيى دموعها المتجمعة حول عيناها... اخفت وجهها عنه و ذهبت للخارج... 
طُرق الباب مكتب رهف... 
' ادخل... 
دخلت غادة و قالت 
* تعالي بره... 
' ليه ؟ 
* مستر يحيى عايزك... 
' ياربي !! هو في المكتب ؟ 
* لا... في ساحة الشركة... 
' تمام... 
خرجت غادة... تأفأت رهف و قالت و هو ترتدي معطفها 
' مستر يحيى عايزك... مستر يحيى بيقولك تعالي هنا... مستر يحيى بيقولك تعالي هناك... مستر يحيى بيقولك فين قهوته.... نينينيني... كل شوية أوامر... انا زهقت... و في الاخر يحطني في الموقف ده قدام الكل و بإيده يخلص كل حاجة بإتصال واحد... كل ده عشان كذبت عليه... كذبت على الملك هركليز يعني... شكلي هسيب الشركة دي بجد... 
خرجت رهف و ذهبت للساحة... وجدت جميع الموظفين موجودين بالساحة... ف استغربت... لماذا نادى على الكل ؟ 
' حبيبة... هو نادى علينا كلنا ليه ؟ 
* مش عارفة... بس شكله هيقول حاجة مهمة طالما جمعنا كلنا في نفس المكان... 
' هيقول انا رئيس و انا المتحكم في كل حاجة... انتوا من غيري ولا حاجة ف لازم تسمعوا كلامي بالحرف عشان مينتهيش الامر بطردكم من امبراطوريتي الخاصة... 
قالت ذلك و هي تقلد طريقة كلامه و حركات يداه... ضحكت حبيبة بشدة و قالت 
* يخربيتك يا رهف... ده انت قلدتيه بالضبط... 
' مش معاه غير البوقين دول... 
* شكلك شايلة منه جامد... 
' ده انا هولع منه... بقولك ايه... بفكر اسيب الشركة... 
* يلهوي... ليه يا رهف ؟ 
' منظري بقا بايخ هنا قدام الكل بسببه... مرضيش يمسح الخبر عِندًا فيا... بجد مضايقة اوي و كر*هته... 
* كر*هتيه ؟ مش هو ده اللي انتي معجبة بيه ؟ 
' اتطسيت في نظري بعيد عنك... بلا اعجاب بلا قر*ف... مش عارفة عقلي كان فين لما اُعجبت بيه... 
* بالسرعة دي بعتيه ؟ ده انقذك مرتين... 
' هيذ*لني يعني عشان انقذني ؟ خليه يغو*ر... 
* طب وطي صوتك لحد يسمعك و يروح يفتن عليكي... 
' خرست اهو... 
نفخت بضيق و نظرت أمامها وجدت مروان يرمقها بنظرات غاضبة و حزينة في ذات الوقت... تفادت نظراته تلك و عادت للحديث مع صديقتها... 
فُتح باب الاسانسير و خرج منه مستر يحيى... تقدم منهم و وقف في المنتصف... الجميع نظر إليه... حمحم بنبرته الرجولية الحادة و قال 
" الفترة الاخير انا و انتوا اضغطنا جامد في الشغل... و بالرغم كل الضغط ده شوفت منكم نتايج هايلة... سواء الموظفين او صحاب الكفاتيريا او عمال النضافة... كلكم ليكم دور مهم هنا... و حابب اشكركم فردًا فردًا على المجهود ده...انا عارف ان الشكر بالكلام بيرفع منعويات الموظف... لازم كل واحد يحس ان شغله مُقدر... بس طبعا انتوا عارفين اني مش بحب الشكر بالكلام اوي لاني يحيى ياسر الكيلاني... 
قالت رهف بصوت منخفض 
' بدأنا التكبر و الغرور... اتنـ,ـيل... 
نكزتها حبيبة على كتفها و قالت 
* بت اخرسي هتودينا في داهـ,ـية... 
' هو فيه داهـ,ـية اكتر من اللي انا فيها ؟ 
* معلش اعصري على نفسك لمونة و خلينا نسمع الكلمتين بتوعه دول عشان نشوف اللي ورانا... 
' قصدك اعصر على نفسي جردل لمون... لولا اني ذوق و كلي برستيج كنت خلعت الكوتشي اللي في رجلي و نزلت فيه ضر*ب عشان اطفي ناري منه... مدير نطـ,ـع... 
* يا بت اسكتي !! 
' سكت اهو.... 
اكمل يحيى كلامه و قال 
" بأسمي و بأسم شركة DRD... عندي خبر هيفرحكم كلكم... جات ارباح للشركة اكتر من الكَم الربح اللي اتعودنا عليه... ده طبعا بفضلكم انتوا... انا يحيى ياسر الكيلاني رئيس و مالِك شركة الـ DRD... قررت ازود مرتب كل واحد فيكم 4000 دولار الشهر ده ڪ مكافأة... و مش كده وبس... مرتباتكم هتزيد 1000 دولار لمدى الحياة... 
سعِد الجميع و ملامح الفرح اجتاحت وجوه كل منْ بالساحة و سقفوا له...
" شكرا ليكم لانكم تقدرتوا تتعايشوا في الضغط الفترة اللي عدت... ياريت تبقوا على نفس المستوى و انا هكافئكم... و بمناسبة اليوم اللطيف ده خدوا بقية اليوم إجازة... اللي عنده شيفت بالليل يعتبره ملغي... و اللي خلص شيفته دلوقتي يرجع بيته... ارتاحوا و نبدأ من جديد بكره... 
* بنحبك يا مستر يحيى... 
* هو ده المدير ولا بلاش... 
* ربنا يحفظكم لينا... 
* المكافأة جات في وقتها... شكرا جدا يا مستر يحيى... 
* ربنا يفتح ابواب الرزق في طريقك اكتر و اكتر... 
ابتسم لهم و فرح بمدحهم له... 
* مالك مش مبسوطة ليه ؟ 
' مين قال اني مش مبسوطة... ده انا هفرقع من الانبساط... بجد هتشل... كل واحد يبص عليا و يخبط كتف زميله و يتهامسوا و بيضحكوا... اكيد بيتكلموا عليا بسبب زفت ام الخبر اللي نزل ده... 
* فكك منهم... متركزيش اوي عشان متتعبيش... 
' اوووف... طيب... 
وسط كلام الجميع الجميل الموجه له نظر ل رهف... الكل سعيد ما عدا هي... تنهد و قال 
" حاجة اخيرة يا شباب... 
إلتفتوا له مجددا... 
" بمناسبة الخبر اللي نزل امبارح عني و عن زميلتكم رهف مصطفى... أحب اقولكم من غير لَف و دوران و بكل وضوع... الخبر ده كذب... مش هسمح لأي حد منكم يتكلم عليا او عليها بطريقة مش كويسة او يضايقها بأي طريقة... و اظن احنا كبار و عارفين عواقب كل حاجة... فبلاش جو تالتة ابتدائي ده اللي هو اسحب زميلي و اتكلم على ده و ده و مفروض اننا اكلنا عيش و ملح سوا... خلينا نبقى واضحين في وش بعض زي ما انا واضح معاكم... رهف موظفة زيكم و مش محتاج اعرف أي حد منكم انها بتشتغل اضعاف شغلكم... و مش محتاج اعرفكم انها شالت و حَلت مشاكلكم بتاعت يوليو اللي فات و الداتا اللي اتحذفت و هي اللي رجعتها... طبعا انتوا مفكرين اني نايم على ودني و معرفش المشكلة اللي حصلت في السيستم عندكم...  رهف اختكم... و اللي يتكلم عليها كلمة متعجبهاش... ميزعلش مني لما اطرده... اصل بالعقل كده... سهل اوظف موظف جديد... لكن صعب ألاقي سكرتير نائب عني في كل حاجة و شايل مسؤولية كبيرة فوق كتافه و مستحملني بكل أوامري و أمين على أسرار شغلي... ف زي ما بتحترموني و عاملين ليا حساب... هتحترموا رهف زميلتكم و تعملولها ألف حساب... و اللي مش عاجبه كلامي... عندك الباب اهو... افتحه و امشي... و من اللحظة دي سيرة الموضوع ده تتقفل... ولو اتفتحت تاني... براحتكم انتوا حُرين... اه صح... انا فتحت كل كاميرات الشركة من تاني بعد الصيانة... ف خلوا بالكم من كلامكم... اوكي ؟ 
قالوا في صوت واحد 
* تمام يا مستر يحيى... 
ارتدى نظارته و خرج لخارج الشركة... ركب سيارته و ذهب... امأ رهف في حالة ذهول مما قاله امام الجميع... سعدت كثيرا لانه وضع حدًا لذلك أمام الجميع... جاء زملائها اعتذروا منها... 
* بت يا رهف... 
' ايه ؟ 
* بصي... 
اخذت منها الهاتف و نظرت إليه و تفاجئت 
* الصفحة اللي نزلت الخبر اتقفلت خالص و جريدة اليوم منزلة اعتذار رسمي له... هو اللي عملها... مستر يحيى ده ملهوش حَل... طلع خطير و له نفوذ قوية... ( ضحكت ) يا عيني قفل الصفحة بتاعتهم خالص... 
' والله طلع جدع... 
* راجل و بيفهم... هو ده اللي انتي كنتي لسه شا*تمة عليه من كام دقيقة و عايزة تخلعي الكوتشي تضر*بيه بيه ؟ 
' انا قولت كده ؟ 
* ايوة قولتي كده... 
' لا مش انا... 
* اومال مين قال كده يا آخرة صبري ؟ 
' اللي قالت كده رهف الشريرة مش انا... 
* يا راااجل ؟ 
' الصراحة كنت متعصبة منه اوي... 
* و دلوقتي ؟ 
' عايزة اروح اشكره... 
* و مستنية ايه... روحي اشكريه... 
' بس هو مشي... و شكله مش جاي تاني لان خلى بقية اليوم إجازة... 
* اتصلي عليه ؟ 
' تفتكري هيرد ؟ 
* يلهواااي يا بت انا هتشل منك... اقولك ايه... هطلع اجيب شنطتي و شنطتك تكوني اتصلي عليه و شكرتيه عشان نروح سوا... يلا اتحركي... 
' حاضر... 
ذهبت حبيبة... وقفت رهف بجانب شجرة في الخارج و اخرجت هاتفها من معطفها و رنت على يحيى... 
" نعم يا رهف ؟ 
' مستر يحيى... ازيك و ازاي امك... 
" افندم ؟؟؟؟ 
استوعبت رهف ما قالته من لبختها... ابعدت الهاتف عن اذنها و قالت بصوت منخفض 
' يلهوي ايه اللي انا قولته ده !! 
" رهف... 
اخذت نفس عميق و اعادت الهاتف بجانب اذنها 
' نعم يا مستر يحيى ؟ 
" كنتي بتقولي ايه عشان مسمعتش كويس... ازيك و ازاي ايه... 
' لا متاخدش في بالك... 
" متصلة ليه ؟ 
' اتصلت عشان اقول لحضرتك شكرا بجد على عملته من شوية... و عرفت انك مسحت الخبر... ف شكرا اوي... 
" العفو... في حاجة تاني هتقوليها ؟ 
' لا... 
" سلام... 
انتهت المكالمة... جاءت حبيبة 
* يلا بينا... 
' يلاااا... 
في وسط البلد.... 
* مش فاهم انت جايبني ليه هنا ؟ 
" قولتلك يا خالد احنا جايين هنا نصطاد حمام... انت عارف ان هوايتي هي الصيد... 
* نصطاد حمام في وسط البلد ؟! يحيى انت كويس ولا حرارتك زادت ؟ 
" ايوة هنصطاد حمام في وسط البلد... 
* يحيى انت كويس ؟ 
" انا كويس اوي... 
قالها ثم اخرج من بنطاله مسد*س كاتم للصوت و وضع فيه 4 طلقـ,ـات و اخذ وضع الهجو*م 
* معلش استحمل اسألتي... انت دايما بتصطاد بالأسهم أو بالبند*قية... المسد*س ده بيعمل ايه هنا ؟ 
" هصطاد بيه... 
* مش مطمنلك... انت ناوي على مصيبة صح ؟ 
" ششش اسكت... الحمامة بتاعتي وصلت... 
* فينها ؟ 
" متبصش لفوق... اهي حمامتي قدامك... 
أشار له على شخص... نظر خالد و فتح فمه مترين 
* انا اعرف الولد ده... ده ابن عيلة الصاوي !! يحيى انت... 
قبل ان يكمل جملته... اطلق يحيى من مسد*سه طلقـ,ـة غرزت في جسد عمر !! 
" تمت العملية بنجاح ✅
يتبع....... 
* مش فاهم انت جايبني ليه هنا ؟ 
" قولتلك يا خالد احنا جايين هنا نصطاد حمام... انت عارف ان هوايتي هي الصيد... 
* نصطاد حمام في وسط البلد ؟! يحيى انت كويس ولا حرارتك زادت ؟ 
" ايوة هنصطاد حمام في وسط البلد... 
* يحيى انت كويس ؟ 
" انا كويس اوي... 
قالها ثم اخرج من بنطاله مسد*س كاتم للصوت و وضع فيه 4 طلقـ,ـات و اخذ وضع الهجو*م 
* معلش استحمل اسألتي... انت دايما بتصطاد بالأسهم أو بالبند*قية... المسد*س ده بيعمل ايه هنا ؟ 
" هصطاد بيه... 
* مش مطمنلك... انت ناوي على مصيبة صح ؟ 
" ششش اسكت... الحمامة بتاعتي وصلت... 
* فينها ؟ 
" متبصش لفوق... اهي حمامتي قدامك... 
أشار له على شخص... نظر خالد و فتح فمه مترين 
* انا اعرف الولد ده... ده ابن عيلة الصاوي !! يحيى انت... 
قبل ان يكمل جملته... اطلق يحيى من مسد*سه طلقـ,ـة غرزت في جسد عمر !! 
" تمت العملية بنجاح ✅
وقع عمر على الارض بين دمه و الناس اتلموا عليه... اما خالد في حالة ذهول 
* ايه اللي انت عملته ده يا يحيى !! 
" اصطادت حمامة... 
* حمام ايه... انت قـ,ـتلته !! 
" لا بجد ازعل منك... انا بتاع قتـ,ـل برضو ؟ 
* اوماال ايه اللي انت عملته ده ؟! 
" ده رصاصة في رجله... خليه يبطل جري وراء البنات و يتهد شوية... 
* انت تعرفه اصلا ؟ 
" عرفته من كام يوم... و ما شاء الله سُمعته الو*سخة مسمعة... 
* يحيى انت بتتكلم ببرود كده ليه ؟ عملك ايه اصلا عشان تضر*به بالمسد*س ؟! 
" اهو المرمي هناك هو ده اللي حاول يقتـ,ـل رهف مرتين... 
* انت بتقول ايه ؟ 
" انا مقدر حالة الذهول اللي انت فيها... شغل العربية و هقولك كل حاجة و احنا في الجيم... 
* لولا انك صاحبي كنت هبلغ عليك... تحمد ربنا اني بحبك... 
" يا عم اطلع بقا... ده انت قلبك خفيف... 
شغل خالد السيارة و ذهبوا... 
كانت حبيبة تشرب مشروبها الدافئ و تقلب في الهاتف... خرجت رهف من الحمام بعد ما استحمت و كانت ترتدي البورنص... وقفت بجانب المرآة تجفف شعرها بجهاز التجفيف... و بعد ما انتهت من تجفيفه فتحت علبة الكريم لكن وجدتها فارغة... 
' يوووه بقا... الكريم بتاعك خلص... 
* البركة فيكي بأم شعرك الطويل ده... يا بت ده العلبة كانت بتقعد معايا بالشهر... جيتي انتي يا هانم خلصتيها في اسبوع و كمان مش عاجب... اتفوووو... 
' خلاص يا ختي اكتمي... هحط زيت... 
وضعت زيت و وزعته على شعرها و مشطته ثم فتحت السيروم... 
' الآه ؟ حتى السيروم كمان خلص !! و اياكي تقوليلي ان انا اللي خلصته... 
* لا السيروم انا خلصته... 
' طب اهدي شوية ما انتي بشرتك زي الفل اهو... 
* خمسة في عينك... 
' نينيني..... 
فتحت رهف علبة مرطب الجلد 
' لا انا زهقت... حتى المرطب خلص... 
* اه المرطب انا خلصته... ما احنا في شتاء و بشرتي بتنشف من البرد بسرعة... 
' مينفعش الكلام ده... بقولك ايه... قومي إلبسي نشتري الحاجات اللي نقصانا... حتى عايزة اشتري جاكت صوف... 
* اتهدي يا رهف... مش عشان قابضين مكافأة يبقى نخلص فلوسنا من اول يوم... 
' النهاردة فرصة حلوة للخروج... لازم نستغلها... لان انا و انتي لما بنرجع من الشركة بنكون تعبانين و بنام على طول... ف يلا قومي إلبسي... 
* اوكي... 
نهضت حبيبة و فتحت الدولاب... فتشت في ملابس رهف 
* رهوف... 
' نعم ؟ 
* هلبس البلوڤر الاسود اللي في ورد أبيض ده... 
' ده بتاعي... 
* ما انا عارفة عشان كده بقولك... هلبسه 
' إلبسيه... بس لو وبر... همو*تك... 
* لا يا ختي متقلقيش... 
إلتفتت و اكملت اختيار الملابس 
* رهوف... 
' يادي النـ,ـيلة... هتسرقي مني ايه تاني ؟ 
* هلبس البنطلون الجينز الابيض الاوڤر سايز ده... و كمان هلبس الطاقية السودة الصوف دي... عندك شوية هدوم جامدة... 
' تحبي بالمرة تاخدي البوت الاسود بتاعي ؟ 
* تصدقي صح هيليق اوي على الطقم !! هلبسه معاهم... 
' بس بشرط... 
* اشرطي... 
' في جاكت صوف عندك لونه بيبي بلو... همو*ت عليه... 
* ده Don't touch ياما... بيشلني في غسيله... 
' على اساس هلعب بيه في الطين ؟ يا بت ده انتي مطقمة طقم كامل من عندي بالبوت بتاعي كمان... مستخسرة فيا حتة جاكت ؟! 
* يا ستي ربنا يخليكي ليا و اطقم من عندك كمان و كمان... إلبسي الجاكت بس فكريني نجيب مسحوق غسيل لما نخرج... 
' ماشي... 
* اطير انا بقا ألبس الطقم الجامد ده... 
' دي هدومي على فكرة... 
* خلاص يا ختي عرفنا انها هدومك... يلا اتحلحي و لمي شعرك ده و إلبسي... 
' اوكي... 
" بس يا سيدي... هو ده كل الحوار... 
* يا ابن ال ***** يا عمر... بقا كل الو*ساخة دي... تخرج من ورا العيل ده ؟! بس كنت بلغت عنه احسن من حوار انك تضر*به بالمسد*س... 
" لو بلغت الضابط هيقولي فين دليلك... فين شهودك... و رهف لو عملت ايه مش هتتكلم لاني حاولت معاها... 
* بتعمل ليه كده ؟ 
" بتحمي الواد اللي بتحبه... قصاد كده بتعرض نفسها للخطر... وحدة غبية... 
* اتمنى ميكونش حد شافك و انت بتضر*به... اكيد في كاميرات مراقبة في الشارع اللي كنا واقفين فيه... 
" عيب عليك كنت مأمن ضهري و عملت حساب النقطة دي... 
* حاسك بقيت بتميل للدم... مش انت يحيى الكيوتة اللي كنت اعرفه... 
" يخربيت ام الاسطوانة دي اللي بسمعها كتير... حتى ابويا قالي نفس الكلمتين دول... 
* عشان عنده حق... اتغيرت اوي... بقيت شخص تاني... لو تنسى بس و تبدأ من جديد... 
" مش هنسى يا خالد... و ريم هلاقيها يعني هلاقيها... 
* هتستفيد ايه لما تلاقيها تقتـ,ـلها و تدخل السجن في وحدة نجـ,ـسة زي دي ؟ 
" قلبي هيرتاح... 
* ده بيتهيألك... قلبك عمره ما هيرتاح بالشكل ده... انت بتوهم نفسك انك لو قـ,ـتلتها هترتاح... لكن لا... الحوار مش كده... انت مجر*وح و قلبك بينز*ف... و النز*يف ده مش هيقف غير لما تنسى... 
" انسى ازاي قولي ؟ انسى انها كانت بتجيبه بيتي و دخلته اوضتي و شوفتها بعيني و هي معاه... ولا انسى ان كل الفلوس اللي كانت بتسحبها مني تبعته له هو... ولا انسى انها رسمت عليا دور الحب و خلتني احبها و اتجوزها و في الاخر تنام مع راجل تاني... ولا انسى رجولتي و كرامتي اللي بقت في الارض بسبب كل عمايلها الو*سخة... ولا انسى انها لما كانت في حضني قلبها و جسمها مع واحد تاني... ده انا اول ما اتجوزتها احترمتها و مبصتش لأي وحدة تاني... وثقت فيها ثقة عامية... لا كنت بسألها انتي بتعملي ايه بالفلوس اللي بتسحبيها مني كل شوية ولا كنت بدور وراها هي بتصرف ده كله فين... في الاخر تسر*قني و تخو*ني !! يا اخي ده ابليـ,ـس بيخجل عنها... رغم كل الحب و الحنان اللي شافته مني برضو صممت تكمل هدفها الو*سخ... و بعد ده كله تقولي انسى يا يحيى !! قولي انسى ازاي ده كله ؟ قولي يا خالد ؟ 
* بس الامر مش هيتصلح انك تبقى قا*تل و تدخل السجن بسببها و تخلي عيلتك كلهم يمو*توا من الزعل و القهر عليك... 
" لا هيتصلح بكده... الحوار ده يخصني انا و بس... و مش هرتاح غير لما اقطـ,ـع رقبتها بإيدي... 
* يحيى متخليش غضبك يسطر عليك... 
" لو انت مكاني كنت هتعمل ايه ؟ 
سكت خالد قليلا 
" كنت عارف انك هتسكت... عشان تعرف ان الخيا*نة مش سهلة... متلومنيش بقا على اللي هعمله لاني عندي الحق في كل حاجة هعملها بعدين... 
* انا خايف عليك... 
" متخفش... وياريت تبطل شفقة عليا... انا مش عيل صغير... 
* انا عارف انك مجر*وح... انا حاسس بيك... 
امسك يحيى فقاز الملامكة و ارتداه بيده و قال وهو ينظر للأمام بجمود 
" مفيش حد حاسس بيا... مفيش حد حاسس بالنار اللي جوايا... كنت مغفل اوي و غبي... دمر*تني... بس ماااشي... كل شيء بأوانه... 
إلتفت لخالد و قال 
" تلعب بوكس ؟ 
* اكيد...
* كده اشترينا كل حاجة ؟ 
' استني اراجع الورقة... السمنة و الزيت ؟ 
* موجودين... 
' المكرونة و الرز ؟ 
* موجودين... 
' كيسين بسبوسة ؟ 
* موجودين... 
' 2 كيلو الكنافة ؟ 
* موجودين... 
' 3 كيلو لحمة و فرختين و كيس دبابيس الفراخ و الكبدة ؟
* موجودين...  
' الكريم شانتيه و الكراميل و السمسم و زبدة الفسدق و الشيكولاتة ؟ 
* موجودين... 
' بس كده تمام... اشترينا كله... 
* بس انتي نسيتي حاجة مهمة... 
' اه فعلا نسيت الفول السوداني و اللِب السوري !! 
* مش قصدي على الاكل يا رهف... قصدي نسيتي تشتري السكرين كير اللي نقصانا... 
' تصدقي صح ! 
* كفاية صَرف على البطن... بينا على الصيدلية... 
' يلا بينااااا.... 
' يعني الصن بلوك ده ب 600 جنيه ؟ 
• ايوة يا فندم ده ب 600
* ليه ان شاء الله... ده واقي شمس مش واقي ذنوب... مفيش خصم يا قطة ؟ 
• لا يا فندم... ده تمنه بعد الخصم... 
' كمااان... قولتلك يا زفتة بالراحة على الصن بلوك... خلصتيه اهو و تمنه غِلي... 
* انا مالي يا رهف... مكتبي دايما بيجي عليه شمس... يرضيكي وشي يتحر*ق ؟ 
' لا ميرضنيش يا عنيا... بقولك يا قطة طب بكام السيروم فيتامين C ؟ 
• ب 200 جنيه يا فندم... 
* لا بقاااا وسعيلي كده يا رهف... ايه مالك يا قطة... ده السيروم ده اشتريته من اسبوعين ب 80 حنيه... 200 ايه اللي بتقولي عليها دي... 
• سعر السيروم... 
* والله ؟ مالك بتقوليها بإنشكاح كده ؟ 
• دي اسعارنا يا فندم... لو مش قادرة تشتري عندك صيدليات كتير غير دي... 
* مين اللي مش قادرة تشتري ؟! ده انا اشتريكي انتي و الصيدلية دي كلها... يا قطة ده انا قابضة مكافأة و كمان قبضاها بالدولار... بتقبضي انتي بالدولار ولا جينهات فكة ؟
' حبيبة اتلمي... 
• كده عيب يا فندم و هطلب منكم بكل أدب تخرجوا بره انتوا الاتنين... 
' استني يا حبيبة... مين اللي يخرجوا بالضبط ؟ 
• حضرتك و حضرتها... 
' و عاملة نفسك كتكوتة و هتسوقي فيها عشان قولنالك يا قطة... بت انتي اتكلمي بأدب بدل ما اجيلك من ورا الازاز ده افر*تك دماغك !! 
• كده كتير اوي... هضطر ابلغ البوليس... 
' بلغي يا ختي مش هخاف... 
* يلهوي يا رهف... دي مسكت التليفون... شكلها هتبلغ البوليس بجد... 
' يا وقعة سودة... كان لازم نعمل فيها ستات قادرة... 
* هنعمل ايه ؟؟ 
' هو انتي لسه هتسألي ؟ كياسك و اجري لبره !! 
بعد ما انهى يحيى يومه مع صديقه... عاد للبيت... فتح الباب و وجد رغد تجلس مع والدته... تفادهم و ليذهب لغرفته ف قالت والدته 
- يحيى ! 
" نعم يا ماما ؟ 
- مش هتيجي تسلم على رغد ؟ 
نفخ بضيق و إلتفت و قال بإبتسامة اصطناعية
" ازيك يا رغد ؟ 
* تمام الحمد لله... و انت ايه اخبارك ؟ 
" تمام... 
قالها ثم صعد لغرفته... لاحظت ناهد طريقة رده على رغد 
- هو انتوا متخانقين ؟ 
* خلاف صغير... متقلقيش... انا هصالحه... 
وضع يحيى شنطة التدريب على الاريكة و خلع الكوتشي... قام بنزع الهودي الذي يرتديه ليبقى عا*ري الصدر... فتح الدولاب
* يحيوحي... 
إلتفت لذلك الصوت... انها رغد... تنهد بضيق و قال و هو يلبس مجددا نفس الهودي 
" قولتلك مليون مرة تخبطي على ام الباب... 
* على فكرة... انت كنت سايب الباب مفتوح... 
" بيتي و انا حُر... بعدين بتعملي ايه هنا ؟ 
اقتربت منه و لفت يداها حوالين رقبته و قالت 
* انت لسه زعلان مني ؟ 
نزع يداها من عليه و قال 
" رغد... عايزة ايه من الاخر ؟ 
* انت عارف كويس اني بحبك... مش معنى اني نرفزتك مرة ولا اتنين يبقى بكر*هك... بالعكس انا بحبك اوي...( وضعت يدها على ذقنه و نظرت داخل عيناه و اكملت ) لو تسمح بس اوضحلك اد ايه انا بحبك... 
اقتربت من شفتاه لتُقبله ف ابتسم بخبث و اقترب هو أيضا و قال على آخر لحظة
" مبحبش الصنف الساهل ده... 
قالها ثم ابعد يدها عنه... شاطت رغد غضبًا 
* قصدك ايه بكلامك ده ؟ 
" اظن ان كلامي واضح بما فيه الكفاية... مش عيبط انا عشان اغلط معاكي... 
* بقولك اني بحبك... و دي مش من دلوقتي... ده من زمان... 
" زمان عن دلوقتي مش هيفرق... انتي ولا حاجة بالنسبالي... مجرد صلة قرابة ما بينا اتمنى تتمسح... 
* يحيى لو مبطلتش تكبرك و غرورك ده عليا هوريك وشي التاني... 
" هتعملي ايه يعني ؟ 
* هقـ,ـطع هدومي و اصرخ و ألم البيت كله عليك و اقولهم انك حاولت تغتصـ,ـبني... و شوف بقا هيحصلك ايه بالذات من ابوك اللي هيتصدم فيك يا محترم... 
" اه و بعدين ؟ 
* مفكر اني بهزر ؟! انا بتكلم بجد... 
" المفروض اخاف يعني و اقولك انا تحت امرك يا ملكة ؟ المهم يا رغد... هتعرفي تقـ,ـطعي هدومك لوحدك ولا اساعدك ؟ 
تفاجئت رغد من جرائته و من نظرته لها التي ليس بها اي ذرة خوف...
* ماشي يا يحيى... هندمك ندم عمرك على رفضك ليا... 
" ايوة يعني هتعملي ايه ؟ هتغيري لون شعرك ولا ايه ؟ 
نظرت له بغضب و ذهبت... ضحك يحيى بسخرية عليها و اغلق باب غرفته بالمفتاح... تنهد بإرتياح ثم اشتم رائحة الهودي 
" هتخـ,ـنق من ريحة العرق... منك لله كان زماني غيرته و اخدت دُش من بدري... ربنا ياخدك انتي و ريم... لا ريم خليها... دي بقا هديها لعزرائيل بنفسي... 
ابتسم بشَر و اخذ ملابسه و دخل الحمام... 
' حلو كده ولا نعمل فيديو غيره ؟ 
* لا ده جامد... ابقي ابعتهولي انزله استوري... 
' والله احنا مكانا مش هنا... مفروض نبقى بلوجرز... 
* عندك حق... اشترينا الاكل و الاسكين كير و الهدوم و شربنا لاتيه و عملنا 8 فيديوهات تيك توك... يلا كفاية لَف... 
' رجلي وجعتني اصلا... يلا نمشي... 
امسكوا الاكياس و ذهبوا لمحطة المترو... 
' بت يا حبيبة... حبييييييبة... يا ولية ردي بدل ما اكسـ,ـرلك الايربودز اللي انتي مبسوطة بيها دي... 
* ايه مالك خرمتي ودني ! 
' بصي مين جاي علينا... 
نظرت حبيبة وجدت خالد يأتي نحوهم... 
- ازيك يا رهف ؟ 
' تمام يا استاذ خالد... و حضرتك ؟ 
- انا تمام ( نظر ل حبيبة ) ازيك يا آنسة حبيبة ؟ 
* انا ؟ انا زي الفل... و حضرتك ؟ 
- تمام الحمد لله 
تعجبت رهف... انه قال يا آنسة حبيبة... لماذا لم يقل لها يا آنسة مثل صديقتها ولا هي مُطلقة ولا تعلم هذا ؟! 
- شكلكم راجعين من شوبينج كبير... 
* اه انا و رهف اشترينا الحاجات اللي ناقصين البيت... 
- كل ده ؟ 
* حلاوة المكافأة بقا... 
- ربنا يذيكم اكتر و اكتر... على كده انتوا عايشين سوا ؟ 
* ايوة... 
- من غير راجل معاكم ؟ 
* لا لا عندك لو سمحت يا استاذ خالد... انا بنعرف نحمي نفسنا كويس اوي... ولا اقولك فكك من رهف دي بسكوتة انا اللي بحميها اصلا... 
' لا والله ؟ يلهوي على كَم المجر*مين اللي شافوني معاكي و راحوا استخبوا... 
* خافوا من هيبتي... 
' نينينيني... بعدين خدي هنا... ده انتي شنطتك مفيهاش غير حلاقة فلامنجو... لو طلع علينا حرامي كنتي هتعملي ايه ؟ 
* هعمله شنبه... و معايا فتلة كمان... هعمله حواجبه و اخليه حرامي نضيف... 
ضحك خالد بشدة من كلام حبيبة... 
' دمك سِم... 
- لا يا رهف... الحق لازم يتقال... دمها خفيف... 
* الله يسترك... انت جدع على فكرة... مش زي الاستاذة... محسوبة عليا صديقة عمري و خلاص... 
' شوف البت !! 
- انتوا مفروض متقعدوش سوا ابدا... ده ناقص تشدوا شعر بعض قدامي... 
* منك لله يا رهف انتي دايما كده فضحانا... 
' انا ؟!! 
* ايوة انتي... 
' حسابك في البيت... 
* قولي بقا يا استاذ خالد... حضرتك جاي من فين ؟ 
- جاي من الجيم... 
* مش وراك غير الجيم ؟! شكلك عاطل ولا ايه... 
رهف نكزت حبيبة في كتفها 
* كتفي يا متـ,ـخلفة !! 
ضحك خالد و قال 
- لا مش عاطل يا آنسة حبيبة... الجيم اللي جاي منه ده بتاعي... و فاتح كافيه و مطعم... بس معظم وقتي بقضيه في الجيم... 
قالت رهف 
' طب ازاي... مش حضرتك خريج صيدلية اصلا ؟ 
- اه خريج صيدلية و فاتح صيدلية عند مسجد نور الاسلام... 
' عند مسجد نور الاسلام امممم... ( اخفضت صوتها ) بت يا حبيبة انا حاسة اني عديت ناحية المسجد ده... 
* و انا كمان... اسأليه على اسم الصيدلية كده... 
' الصيدلية بتاعتك اسمها ايه يا استاذ خالد ؟ 
- صيدلية ( هُدى المنتصر ) مسميها على اسم امي الله يرحمها... 
' الله يرحمها... 
* الله يرحمها... 
مالت رهف على حبيبة و قالت 
' مش دي نفس الصيدلية اللي ردحنا فيها انا و انتي للبت الصيدلانية و كانت هتبلغ عننا البوليس ؟ 
* ايوة هي... 
' يا وقعتنا السودة اكيد هتقوله... 
* سيبيلي انا الطلعة دي... احم... استاذ خالد... 
- نعم ؟ 
* انا و رهف روحنا الصيدلية دي... بجد انا مستاءة... 
- الآه... ليه ؟؟
* اسعارك غالية اوي... يعني ايه صن بلوك ب 600 جنيه و سيروم ب 200... اسعار دي بذمتك ؟ 
- بحط السعر على حسب المنتج زي ما بستورده من بره... بس مش هخليكم تستاؤوا تاني ( اخرج من حقيبته كارت و مرره لهم ) ده كارت بخصم 60% على اي حاجة من الصيدلية بتاعتي... سواء أدوية أو منتجات للبشرة... خدوا و المرة الجاية لو عديتوا على الصيدلية بتاعتي خلوا الصيدلانية تشوف الكارت ده... 
* كنت فين من زمااان يا استاذ خالد...( اخذت منه الكارت ) شكرا اوي... 
' بس في مشكلة... 
* اخرسي يا رهف... 
' لا لازم يعرف... 
- ايه المشكلة ؟ 
' احنا لما روحنا اتخانقنا مع الصيدلانية و كانت هتطلب البوليس... بس احنا هربنا... لما نروح تاني هترضى تدخلنا ولا هنتطرد ؟ 
- لا متقلقيش... انا هكلمها و اقولها انكم تبعي... 
' تسلم اوي... 
* ربنا يكتر من امثالك... 
نظر لحبيبة مبتسمًا هذه اول مرة يتكلم معها خارج الشركة... و اعجب بعفويتها و رهف لاحظت نظراته لها و ابتسامته التي لم تفارق وجهه و هي أمامه... جاء اخيرا المترو... 
- عنكم يا بنات... 
قالها ثم حمل بعض الاكياس ليخفف عنهم ذلك الحِمل... و دخلوا المترو و جلسوا 
* والله انت ابن بلد... الاكياس كانت هتقـ,ـطع ايدي من تُقلها... 
- انا في الخدمة في اي وقت 
ابتسم لها و هي بادلته الابتسامة... اخرج خالد هاتفه و انشغل به... كانت حبيبة تنظر ليداه الاثنتين له من تحت ل تحت... قالت رهف في اذنها 
' متقلقيش... خالد اعزب... 
* و بتقوليلي ليه ؟ 
' اصل شيفاكي بتبصي على ايديه كتير... فاضية متقلقيش... 
* و انتي متأكدة كده ليه ؟ 
' سمعته من كام يوم و هو بيرغي مع مستر يحيى و قال انه زهق من العزوبية و بيدور على بنت الحلال... يا بنت الحلال يا حبيبة... 
* انا مبفكرش في كده.... بت اتلمي !! 
' عيوني... 
بعد 3 ساعات...... 
طُرق الباب و قال يحيى 
" ادخل... 
دخلت إسراء اخته و ركضت اليه و عانقته 
* وحشتني... 
ضمها إليه و ربت على ظهرها 
" انتي اكتر...( اخرجها من حضنه و لمس وجنتها ) اخبارك ايه في الجامعة ؟ 
* تمام اوي... داخلة على فاينال... 
" شدي حيلك و ركزي... عايز امتيازات... 
* عيب عليك... هو انا عمري خذ*لتك... 
" هي دي اختي... اي حد يضايقك هناك... 
* اقوله اني اخت يحيى ياسر الكيلاني 
" سيبي عليا انا الباقي... 
غمز لها و ضر*ب كفه بكفها 
* تعالى اتعشى معانا... 
" حاضر... روحي انتي و انا جاي وراكي... 
ذهبت و سبقته للاسفل... 
ارتدى يحيى جاكته... خرج من غرفته... نظر أمامه اذ بعاصم قال بصوت مرتفع
* يحيووووح... 
" خضتني يا عم... في ايه مالك ؟ 
* هو غلط اني اخض اخويا الكبير يا يحيوحي ؟ 
" اكبر شوية... بعدين متنادنيش بأم الاسم ده تاني... 
* الآه ليييه ؟ 
" بكر*هه... 
* يا يحيوحي... 
ضر*به يحيى على كتفه بالبوكس.. 
* ايييه يا عم ايدك تقيلة... هزار ده بذمتك ؟! 
" يعني تدريب البوكس جاب نتيجة ؟ 
* اه يا عم جاب نتيجة... خلعت كتفي من مكانه... 
" انا ؟ ده انا غلبان... 
* لا واضح... يلا ننزل عشان نتعشى... 
" بابا جه من بره ؟ 
* قال انه هيتأخر و قال متستنونيش... 
" ليه في حاجة ؟ 
* مش عارف... 
" طب يلا ننزل... 
نزلوا سويًا... جلس عاصم بجانب كرسي يحيى ڪ عادته... سحب يحيى كرسي من السفرة و جلس عليه... أخذ تفاحة من طبق الفواكه... فهو يحب التفاح كثيرا... قالت ناهد 
* بُص يا يحيى على الفرد الجديد الموجود معانا دلوقتي... 
رفع يحيى رأسه... تفاجئ عندما وجد رهف أمامه 
' هاي مستر يحيى... 
وقفت قطعة التفاح في حَلقِه و اختنق من تلك المفاجأة... 
* ابني بيمو*ت !! 
ضر*به عاصم على ظهره لكن مازال مختنقًا... 
* هاتوا مية بسرعة !! 
جاء إحدى الخدم و قدم له كأس به ماء... اخذه يحيى بسرعة و شربه... و اخيرا مرت قطعة التفاح من حَلقِه... إلتقط انفاسه اخيرا... نظر لرهف و قال 
" في حاجة حصلت في الشركة ؟ مين ما*ت ؟ 
' مفيش حد ما*ت و الشركة تمام... 
" يبقى جاية ليه ؟ 
قالت ناهد 
* انا عزمتها على العشاء و وافقت تيجي بالعافية... اصل اول ما اتعرفت عليها قلبي انفتحلها و بقالنا فترة بنتكلم واتس... ف حبيت نتقرب اكتر و جبتها تتعشى معانا... 
" اه... اذا كان كده هتعشى في اوضتي... بلغوا الخدم يجبولي الاكل فوق... 
* ليه تتعشى لوحدك يا يحيى ؟ 
" مبحبش اقعد مع حد بيبتسم في وشي و من ورا بيشتـ,ـمني... 
قالها و هو ينظر لرهف بحِدة... تعجبت رهف... معنى كلامه انه هناك أحد اوصل له كل الكلام الذي قالته عليه أثناء غضبها منه... قالت في سرها 
' يا وقعتي السودة... 
حمحمت رهف و نهضت من الكرسي و قالت و هي تنظر لساعة يدها... 
' طب بقولك يا ناهد... همشي عشان ممكن ملاقيش مترو شغال بعد شوية... 
* تمشي ايه... اقعدي يا بت... 
قالتها و هي تشدها من يدها و اجلستها على كرسيها مجددا... 
' بس... 
* مبسش يا رهف... الظاهر كده في خلاف ما بينكم... ده الخلاف ده في الشغل جوه الشركة... أما هنا غير... 
" عن اذنكم... 
قالها يحيى و إلتفت ليذهب لكن والدته شدته من يده و اجلسته مكانه... 
" يا ماما... 
* بلا ماما بلا زفت... اقعد ياض... 
" ياض ؟ ( نظر لرهف ) انتي السبب... خليتي امي سرسجية زيك... 
' والله ؟ انا اللي عملتها السرسجية ؟ ليه حضرتك شايفني ماشية بمـ,ـطوة و واخدة شبورة عند حاجبي ولا ايه ؟ 
" مش بعيدة عليكي... 
' نينينيني... ظريف اوي... 
" الظريف ده هيرفدك قريب... 
' ارفدني... مش بخاف... 
* بس اخرسوا انتوا الاتنين !! 
قالت ناهد ذلك بزعم... سكتوا هم الاثنان ثم اكملت كلامها و قالت 
* بُص يا يحيى... اخرج من جو الرئيس ده... انت هنا مش مستر يحيى... انت هنا ابني... و رهف هنا مش السكرتيرة بتاعتك... هي هنا ضيفتي انا... و من واجبك و غصب عنك تحترمها طول الوقت اللي هتقعده هنا... واضح ولا اوضح اكتر ؟ 
" واضح يا ماما... 
قالها و هو يجز على أسنانه بغضب و يرقمها بنظرته الحادة... 
* جدع يا يحيى... و انتي يا رهف... كلامي مفهوم ؟ 
' مفهوم بس لو سمحتي يا ناهد متخليش الكائن ده يتكلم معايا طول ما انا قاعدة هنا... 
امسك يحيى الشو*كة و نهض من كرسيه و قال 
" انا كائن ؟؟ 
امسك عاصم يده و قال 
- اهدى يا يحيى... 
" دي بتقول عليا كائن !! 
- معلش دي ضيفتنا برضو... 
قالها عاصم و هو يضحك... وجه يحيى الشو*كة عليه و قال بغضب
" بتضحك على ايه يا بتاع انت كمان...  
- مش بضحك ده بيتهيألك... اقعد بقا و اتهد و هات الشو*كة دي... 
اخذ عاصم منه الشو*كة... جلس يحيى مكانه... و عاصم و إسراء ينظرون لبعض و يضحكون على أخاهم و رهف... تأفأف يحيى و نظر لوالدته التي تتكلم مع رهف كثيرا و منسجمان سويًا... 
" معلش بقطع الحديث التافه ده... انتوا ازاي اتعودتوا على بعض كده بالسرعة دي ؟ 
' عادي... سِننا قريب سِن بعض ف اتفاهمنا بسرعة... 
" سِن ايه اللي قريب يا رهف... دي اد جدتك... 
* ولد !! 
" آسف يا امي بس استغربت... 
* قليـ,ـل الادب معرفتش اربيك... اقعد ساكت... إياك اسمع صوتك تاني... 
" حاضر... 
نظرت رهف ليحيى نظرات ساخرة ثم عادت للحديث مع والدته... جاء الخدم بالطعام 
* بصي بقا... البيت هنا بيتك و الاكل على السفرة ده كله اكلك... خدي راحتك كإنك في بيتك بالضبط... 
" ما هي لو اخدت راحتها كأنه بيتها يا أمي... هتمسح السفرة بكل الاطباق اللي عليها... مش هتخلي حاجة لينا... 
' على الاقل باكل كتير و مش بتخن... مش زي واحد يا عيني كل دقيقة رايح الجيم عشان خايف طبق الكشري يتخنه و يضيع الفورمة بتاعته... 
" ناوية على طردك صح ؟ 
* خلاص اسكتوا... ايه مبتزهقوش من الخناق ؟ 
صمتوا... نظرت رهف ليحيى من فوق لتحت و هو كذلك... امسكت ناهد الدجاجة و قطعت منها الدبوسين و ضعتهم في طبق رهف 
* بالهناء و الشفاء... 
' شكرا... 
" بس انا بحب دبوس الفرخة... ازاي تديها الدبوسين لوحدها ؟ 
* عشان هي ضيفتي... عندك البطة اهي... خُد منها الحتة اللي تعجبك... 
" بس انا عايز دبوس الفرخة ! 
' بموت في دبابيس الفراخ... هاكلهم كلهم... 
قالت ذلك و هي تتعمد ان تستفزه 
* بالهناء يا قلبي... يلا ابدأوا أكل يا حبايب قلبي... 
بدأوا جميعهم بالاكل... كان الجميع سعيد ما عدا يحيى... فهو لا يريدها ان تكون أمامه بعد ما عرف كل الذي قالته عليه وراء ظهره رغم كل شيء فعله لاجلها... انتهى العشاء و جاء الخدم اخذوا الاطباق... جلسوا سويًا في الصالون يشربون السحلب و القهوة 
* قوليلي يا رهوف... 
' اممم... 
* مفكرتيش تتجوزي ؟ 
' لا... 
* ليه يا بنتي ؟ 
' مش عارفة... لسه ملقتش ابن الحلال... 
* ربنا يرزقك بيه... 
تعجب يحيى من ردها... معنى كلامها ذلك انها تنكر علاقتها بمروان... لكن لماذا ؟! 
نظر يحيى للهاتف فهو ينتظر اتصال مهم على أحر من الجمر و يَعِد الدقائق و الثواني... 
' عايزة اشرب... 
* ثواني انادي على الخدم... 
' لا لا... الخدم تعبوا بما فيه الكفاية... المطبخ فين ؟ 
* عندك على اليمين... 
نهضت رهف و توجهت للمطبخ... بعد دقائق نهض ورائها يحيى... ضحكت ناهد و قالت 
* لايقين على بعض اوي... حِبوا بعض بقا... 
وجدت رهف شوب المياة على الطاولة التي بالمطبخ... اخذت كأس منه و شربت... إلتفت وجدت خلفها يحيى يقف كالحائط الغاضب 
' مستر يحيى !! ازيك و ازاي عيالك ؟ 
" كويسين... و اتتي جوزك عامل ايه ؟ 
' كويس... 
" رهف... 
نظر لها بحِدة و بدأ بالاقتراب منها خطوات متتالية... بلعت ريقها بخوف... حان الآن وقت الحساب... 
' مستر يحيى اسمعني... انا لما شتـ,ـمت على حضرتك و قولت الكلام اللي وصلك ده... كنت مضايقة من حضرتك لانك ممسحتش الخبر... فأنا بتأسف لحضرتك جدا جدا و ده مش هيتكرر تاني... بعدين عادي يعني... اضايقت و قولت كلام من ورا قلبي... اكيد حضرتك تتضايق مني بتشـ,ـتم عليا... 
" لا يا رهف مش بشـ,ـتم من ورا ضهرك... تعرفي ليه ؟
' ليه ؟  
" لاني مش بوشين زيك... اه سوري... قصدي 3 وشوش... 
' 3 وشوش ؟! ممكن توضح ؟ 
" بجد مصدوم فيكي... 
' يادي النيـ,ـلة... انا عملت ايه تاني ؟ 
" دلوقتي من كام دقيقة امي سألت و قالت مفكرتيش تتجوزي... 
' اه و بعدين ؟ 
" كان ردك عليها انك لسه ملقتيش ابن الحلال... 
' ايوة لاني لسه ملقتهوش فعلا... 
" والله ؟! عيبط انا عشان اصدقك ؟ 
' الصراحة مش فاهمة معنى كلامك... 
" لا فاهمة... و فاهمة كويس اوي... بس عاملة نفسك من بنها
' معلش استحملني... فهمني معنى تلميحات حضرتك دي... 
" خلاصة تلميحاتي دي انك مجرد وحدة كذابة... 
' انا كذبت في ايه ؟ 
" مش عارفة يعني كذبتي في ايه ؟ 
' اه والله مش عارفة... ياريت تعرفني و كفاية كلام مُبهم...
" ليه كذبتي على امي و قولتي ان مفيش حد في قلبك ؟ 
' دي حقيقة... 
" و حبيبك راح فين ؟  
' قولتلك معنديش حبيب... 
" بالسرعة دي بعـ,ـتيه و اتخليتي عنه ؟ 
' ياربي !! طب هو مين ده اللي انا بعـ,ـته و اتخليت عنه ؟ تقصد مين بكلامك ده ؟ 
" قصدي على حبيبك مروان...
مجرد ما سمعت منه تلك الجملة انفـ,ـجرت ضاحكة في وجهه 
' لا لا بجد جامدة... يلهوي هموووووت 
" بتضحكي ليه ؟ 
' آسفة والله كلامك مضحك اوي... ده شوية و كنت هقتنع من طريقتك اني متجوزة في السِر و معرفش... اه يا بطني هموووت بجد... 
" رهف... اتكلمي عِدل... 
' ثواني بس... 
ظلت تضحك بشدة ثم تمالكت نفسها عندما نظر لها بحِدة... شربت بعض الماء و هدأت 
" خلصتي ضحك ؟ 
' اه خلصت... 
" ردي على سؤالي... بتخفي ليه علاقتك بمروان ؟ 
' اممم... يا ترى بخفي ليه علاقتي بمروان ؟! يمكن مثلا عشان مفيش علاقة ما بينا اصلا... ف ليه اعترف بعلاقة مش موجودة من الاساس ؟ 
" ازاي ؟ انتوا اتخانقتوا... انا شوفتكم... 
' اه فعلا اتخانقنا شبه خناقة كده و هو من ساعتها متجنبني... 
" ليه ؟ 
' انا شايفة ان حضرتك مهتم بالحوار ده زيادة عن اللزوم... 
" رهف... جاوبي على اد سؤالي... 
' اوكي... كل الحوار ان مروان طلع بيحبني و اعترفلي بكده وسط ما بنتخانق يوم انتشار الخبر على النت... 
" بيحبك ؟! 
' اه... متفاجئ ليه ؟ انا قمر و اتحب بسرعة... 
قالت ذلك و هي تزيح شعرها للخلف بغرور... نزر داخل عيناها و قال 
" و انتي بتحبيه ؟ 
' لا... مقدرش اشوفه اكتر من اخويا و زميلي في الشركة... معنديش اي مشاعر اتجاهه... 
" و هو عارف بكده ؟ 
' اه قولتله كل حاجة بوضوح... اصل مقدرش اخليه يحبني و يتعلق بيا و انا مبحبهوش... مش عايزة اظلمه او اجر*حه بأي شكل لانه إنسان كويس و يستاهل كل خير... اي نعم زعل مني بس كام يوم و ينسى و يفهم ان اللي حصل ده هو الصح لينا احنا الاتنين... خلاصة كلامي اني مكذبتش في اي حاجة قولتها... حلو كده يا مستر يحيى ؟ 
كان صامتًا فقط ينظر لعيناها و هي كذلك... امسك ذقنها رفع رأسها إليه... 
' مستر يحيى... 
و بدون أن ينطق ببند كلمة... اقترب منها و اخذ شفتاها في قُبلة... اغمضت رهف عيناها و دقات قلبها ترتفع... شدها إليه و عانقها... 
" رهف... 
فتحت عيناها لتجد ان تتخيل لا أكثر ولا حدث اي شيء مما رسمه لها عقلها الباطن... 
" ايه... سرحتي فين ؟ 
' ءءء... مفيش حاجة... 
" على العموم تمام يعني... كنت بسألك بس عشان مروان زي اخويا الصغير... ف فكرت انك بتخلعي منه... 
' لا مفيش حاجة... مفيش حاجة ازيد من قولته لحضرتك... 
رن هاتفه... نظر و قرأ الاسم و ارتسمت ابتسامة شريرة على شفتاه ثم إلتفت و ذهب من باب الحديقة... شربت رهف كأس ماء آخر و اخذت رهف نفس عميق... قالت و هي تتحسس حرارة وجهها بيدها 
' انا مش كويسة خالص... دي تاني مرة اتخيله بيقرب مني... في ايه مالك يا رهف ؟ ده مستر يحيى... يعني مستحيل يحبك او يبصلك اصلا... فوقي بقااا... 
استعادت وعيها ثم عادت لوالدته... ودعتها و اخذت حقيبتها و ذهبت... 
* يحيى باشا... معلش اتأخرت عليك في الرد... 
" مش مهم... المهم... لقيتها ؟ 
* اه لقيتها... هي هي نفس اللي في الصورة... و هي دلوقتي عندي في المخزن... تحب اوجب معاها انا و رجالتي ؟ 
" لا توجب ايه بس... لحد هنا و مُهمتك انتهت... الباقي عليا... انا اللي هوجب معاها... 
* براحتك يا باشا... طب ايه يا باشا مش هتكا... 
" متقلقش... خلال ربع ساعة هتلاقي الـ 10 مليون في حسابك... ابعتلي عنوانك حالًا... 
* عنيا... 
اغلق يحيى هاتفه و ابتسم بشَر... اخرج سيارته من الجراج... ركب سيارته... اخذ نفس عميق ثم فتح تابلو السيارة... اخرج منه سـ,ـكين كبير و حاد... نظر للسـ,ـكين و قال 
" اخيرا جات اللحظة اللي بتمناها من 3 سنين... انا عند وعدي يا ريم... السـ,ـكينة دي هفصل بيها رأسك عن جسمك... و هدخل السجن و انا في قمة السعادة... المهم مو*تك يبقى على ايدي انا وبس !! 
وضع المفتاح في السيارة و دهس على الفرامل و انطلق... 
يتبع........ 
* يحيى باشا... معلش اتأخرت عليك في الرد... 
" مش مهم... المهم... لقيتها ؟ 
* اه لقيتها... هي هي نفس اللي في الصورة... و هي دلوقتي عندي في المخزن... تحب اوجب معاها انا و رجالتي ؟ 
" لا توجب ايه بس... لحد هنا و مُهمتك انتهت... الباقي عليا... انا اللي هوجب معاها... 
* براحتك يا باشا... طب ايه يا باشا مش هتكا... 
" متقلقش... خلال ربع ساعة هتلاقي الـ 10 مليون في حسابك... ابعتلي عنوانك حالًا... 
* عنيا... 
اغلق يحيى هاتفه و ابتسم بشَر... اخرج سيارته من الجراج... ركب سيارته... اخذ نفس عميق ثم فتح تابلو السيارة... اخرج منه سـ,ـكين كبير و حاد... نظر للسـ,ـكين و قال 
" اخيرا جات اللحظة اللي بتمناها من 3 سنين... انا عند وعدي يا ريم... السـ,ـكينة دي هفصل بيها رأسك عن جسمك... و هدخل السجن و انا في قمة السعادة... المهم مو*تك يبقى على ايدي انا وبس !! 
وضع المفتاح في السيارة و دهس على الفرامل و انطلق... 
في الطريق.... اتصل يحيى على والده 
* نعم يا يحيى ؟ 
" انت فين يا بابا ؟ 
* عند واحد صديقي... عمل عملية ف روحت زورته... نص ساعة و جاي... 
" ماشي... عايز اقولك حاجة... 
* قول يا ابني... 
" انا بحبك اوي يا بابا... 
* و انا كمان يا يحيى... بس ايه مناسبة الكلام ده ؟ للدرجة دي انا اتأخرت عن البيت ؟ 
" قولت اقولك كده... يمكن دي آخر مرة نتكلم فيها... 
* يحيى... في حاجة ؟ امك و اخواتك بخير ؟ 
" اه بخير... بلغهم اني بحبهم كلهم... كان نفسي احضنهم لآخر مرة بس مجتش فرصة... 
* في ايه يا يحيى ما توضح كلامك ؟! انت واقع في مشكلة ؟ اتكلم يا يحيى !! 
" اتمنى تسامحني على اللي هعمله... ياريت تفهم ان روحي مش هترتاح غير بالطريقة دي... انا آسف... 
* يحيى انت... 
انتهت المكالمة... صَعِد الخوف لقلب أبيه... رن عليه مجددا 
* الرقم الذي تطلبه غير مُتاح حاليًا * 
* لا يا يحيى... اوعى تعملها... ارجوك لا...
لم يعرف ياسر ماذا يفعل... تأكد من كلامه و توديعه له انه وجدها و سوف يقتـ,ـلها... ذلك الكابوس الذي يراوده كل ليلة... هذا الكابوس سوف يتحقق الآن... ابنه سيقـ,ـتلها و سيدخل السجن ! 
اسرع بالرن على صديقه خالد... لم يرد لكنه عاود الاتصال مرة و إثنان و ثلاث حتى رد عليه 
- نعم يا عمي ؟ 
* خالد... انت فين ؟! 
- انا في البيت و كنت نايم... و صحيت على رنك عليا... في حاجة ؟ يحيى بخير ؟ 
* كلمني من شوية بطريقة غريبة و يقولي سامحني على اللي هعمله... بعدها قفل تليفونه... يحيى لقى ريم... و هينفذ اللي في دماغه... إلحقه قبل ما يقتـ,ـلها !! 
- لحظة بس... هو لقيها ازاي اصلا ؟ 
* معرفش... قوم يا خالد إلحقه قبل ما يودي نفسه دا*هية... امنع اللي هيعمله ده
- حاضر يا عمي... 
اغلق خالد مع ياسر... رن على يحيى من كل أرقامه... لكن هاتفه مغلق... 
- طب هعرف مكانه ازاي ده ؟ يوووه يا يحيى برضو مُصر تضيع نفسك عشان بنت الكلـ,ـب دي... 
نهض خالد و غسل وجهه... ظل يلف ذهابًا و إيابًا في غرفته و يكرر " ماذا يفعل "... وسط ذلك التفكير وقف مكانه و قال بإستدراك 
- انا فاكر كويس اني حطيت جهاز تتبُع في عربية يحيى... عشان لما يعمل مصـ,ـيبة اعرف مكانه... هشغله من تليفوني و اعرف مكانه !! 
اخذ خالد جاكته و هاتفه و ذهب مسرعًا.... 
من الجهة الاخرى..... 
" اتأكذت ان الفلوس وصلت ليك ؟ 
* اه وصلت و تمام كله يا يحيى باشا... 
" فينها يا يونس ؟ 
* جوه... اتفضل... 
فتح له باب المخزن الحديدي... وجدها مربوطة على الكرسي و عيناها مغطاه بقماشة سوادء... ابتسم بشَر و قال 
" بس كده لغاية هنا... انت متعرفنيش ولا انا اعرفك... تمام يا يونس ؟ 
* ولا شوفتك اصلا... 
" المنطقة دي مهجورة صح ؟ 
* مفيهاش صنف مخلوق... اطمن... 
" تمام اوي... 
* تؤمر بحاجة تاني قبل ما امشي ؟ 
" لا... امشي يلا... 
* عنيا... 
اخذ يونس رجاله و ذهب... إلتفت يحيى لتلك البنت المربوطة على الكرسي... تحولت ملامحه لغضب شديد... اقترب منها و نزع العُصبة من عيناها... اتسعت عيناها بصدمة عندما وجدت يحيى أمامها 
" ازيك يا ريم ؟ مش لايق اسم ريم عليكي... تحبي اقولك يا زا*نية ولا يا خا*ينة ؟! 
حاولت ريم ان ترجع للوراء بعيدًا عنه لكنها مُقيدة بإحكام 
" مفيش هروب النهاردة... مش هتعرفي تهربي تاني ولا مفيش مخلوق هيبعدك عني... خلاص Game Over يا ريم...  دلوقتي وقت الحساب وبس !! 
قالها و هو يسحب السكـ,ـين من وراء ظهره... بلعت ريم ريقها بخوف و تبكي بشدة و تحاول ان تصرخ لكن فمها مُقيد أيضًا... سحب يحيى كرسي آخر و جلس مقابل وجهها... مَشَى اصبعه على السكـ,ـين و قال 
" السكـ,ـينة حادة اوي... تحبي اطير بيها رقبتك على طول ولا عندك كلمة اخيرة عايزة تقوليها قبل ما تروحي جهنم ؟
هزت رأسها بمعنى انها تريد ان تقول شيء... نزع الشريط اللاصق من فمها ف قالت 
- يحيى ارجوك متقـ,ـتلنيش... بلغ عني البوليس... اسجني مؤبد... لكن متقتـ,ـلنيش
" يومها لما قفشتك معاه قولتلك جملة اوعي تنسيها... قولتلك روحك دي انا هطلعها بإيدي... مفيش حد غيري هيقـ,ـتلك... انا مستني اللحظة دي من 3 سنين... مش متخيلة كَم السعادة اللي انا فيها حاليًا و انا شايفك مذ*لولة قدامي و خايفة من المو*ت... 
وضع السكين على رقبتها و هي تعتصر عيناها من شدة الخوف... اما هو لا يبالي لانه يريد ان يحقق انتقامه فقط... 
" ايه رأيك في السكـ,ـينة ؟ خطيرة صح ؟ 
- يحيى انا آسفة... بُص انا هصلح كل حاجة... 
" بجد ؟ ازاي بقا ؟ 
- كل الفلوس اللي اخدتها منك هرجعها والله... 
" لا خليهم... حلال عليكي انا مسامح فيهم... 
- طب اعمل ايه يرضيك و انا عمله فورا من غير ما افتح بوقي بكلمة وحدة حتى... 
" تعملي ايه يرضيني يا ترى ؟ اممممم... اه في حاجة لو عملتيها هرضى عنك رضى احلى من رضى الام... 
- قول و انا هنفذها فورا... 
" عايز شرفي اللي حضرتك دوستي عليه بالجز*مة... و عايز رجولتي و كرامتي اللي ب خا*ينتك القذ*رة دي رمتيهم في الز*بالة... طبعا هتقولي ازاي ارجعلك كل دول... بصي دول مش هيرجعوا غير لما افصل رأسك عن جسمك... 
ضغط بسِن السـ,ـكين على رقبتها... تألمت و قالت 
- لا يحيى... أرجوك لا... 
" بس فيه سؤال معلق معايا من 3 سنين... معرفتش أخد جوابه من حد لان الاجابة عندك انتي... بس انتي هربتي و معرفتش اوصلك... بما اننا في وش بعض... جاوبي على سؤالي... 
تحولت ملامح يحيى الغاضبة لملامح حزن 
" ليه ؟ ليه عملتي فيا كده ؟ 
نظرت له و عيناها غارقة في الدموع 
" بطلي العياط... مش هشفق عليكي زي ما انتي مشفقتيش عليا... ردي على سؤالي... ليه عملتي فيا كده ؟! و انتي نايمة في حضنه و اسمك مراتي انا... مصعبتش عليكي في مرة ؟ ضميرك مأنبكيش و قالك ليه بتعملي كده في يحيى ؟ يحيى اللي حَبك اكتر من نفسه... ( غلبته دموعه و اكمل ) ده انا قاطعت ابويا لما موافقش اني اتجوزك... اتجوزتك غصب عن الكل... لاني حبيتك... اختارتك انتي دونًا عن اي حد... 4 سنين كاملين عشتهم معاكي في نفس البيت و في نفس الاوضة... كل المدة دي بتخو*نيني معاه ؟!! 
- انا آسفة... 
" آسفة !! 
قالها ثم ضحك بسخرية 
" بالسهولة دي... آسفة !! اعملها ايه آسفة دي ؟ اصرفها من فين ؟ 
- يحيى انا... 
" انتي ايه ؟! انتي ايه يا ريم ؟ كمان عايزة تتكلمي و تبرري لنفسك و عندك قُدرة تردي عليا و تحطي عينك في عيني عادي بعد ما دمر*تيني بخا*ينتك الو*سخة دي... انتي بجحة بشكل مُقزز... كل ما ابصلك بكون عايز ارجع و اجيب كل اللي بطني... قرفت منك و مش طايق حتى اسمع صوتك...
- اسمعني بس... 
" اسمع ايه بالضبط ؟ ليكون عندك و مبرر قوي دفعك انك تخو*نيني ؟ سمعيني... يمكن اكون انا قصرت في حاجة في حقك... يمكن انا الغلطان في كل ده و معرفش و استاهل الخيا*نة... 
- اهدى يا يحيى ارجوك... انا ندمت على كل اللي عملته فيك و لسه ربنا هيعاقبني كمان... و مش بقولك متقـ,ـتلنيش عشاني... انا بقول كده عشانك انت... مش عيزاك تتأ*ذى بسببي... 
" على أساس بعد كل ده انا لسه متأ*ذتش ؟ بسببك انا اتغيرت... بقيت واحد غريب انا معرفهوش... اتجننت بسببك... تعرفي ليه ؟ لان لحد اللحظة دي بجمعلك سبب مقنع يدفعك انك تخو*نيني... بس مش لاقي... لأن معملتش اي حاجة وحشة ليكي... مشوفتيش مني غير خير و حُب... اخدت ايه مقابل قلبي اللي سلمتهولك غير الخيا*نة و القر*ف منك... تعرفي... بعد ما هربتي على ملى وشك... نسيتي تليفونك... اخدته و فتحته... و شوفت شاتك معاه... لقيتك ماسحة برجولتي و بكرامتي الارض... بقا انا يا وحشة مش قادرة اسعدك ڪ زوجة و مش مكفيكي و مبعرفش ؟ اخس عليكي يا ناكرة الجميل... 
- يحيى أرجوك اهدى... 
صفعـ,ـها بقوة على وجهها ثم امسك يده و ضغط عليها بشدة و قال بغضب يجتاح وجهه و الدموع حول عيناه 
" انتي دمر*تيني و دمر*تي كل حاجة كانت حلوة فيا... خلتيني امشي اكلم نفسي و اقول طب انا عملت ايه عشان تُغدر بيا بالشكل ده ؟ خلتيني اسأل نفسي هل انا وحش فعلا و مستحقش اتحب عشان كده خو*نتيني ؟... انا مغفل اوي صح ؟ وثقت فيكي ثقة غبية خلاتك تستخفي بيا و تخو*نيني ( ضغط على يدها أكثر ثم لواها للخلف حتى كُسـ,ـرت و صرخت متأ*لمة ) دخلتيه بيتي و اوضتي... لمسـ,ـك على سريري... و انا كل ده كنت فين ؟ كنت بشتغل زي الحـ,ـمار عشان مخلكيش تحتاجي لحد من عيلتك اللي مش معترفين بيكي اصلا... حبيتك و اخدتك في حضني و عوضتك عن غيابهم... لكن برضو مش عاجب... تعرفي لو كنتي اخدتي فلوسي كلها مكنش قلبي هيتحر*ق دقيقة وحدة حتى... لكن انتي خو*نتيني بدم بارد فوق ده كله... كسر*تيني... خلتيني اتجنن و افكر في الانتحا*ر و كنت هعملها يوم ما حر*قت بيتي حبست نفسي و قعدت وسط النار و الدخان دخل في جسمي كله... ده نفسه البيت اللي اتجوزتك فيه و عيشت قصة حُبي معاكي فيه و اللي كمان خو*نتيني فيه... لكن ربنا له حكمة تاني... عيشت بس عشان اللحظة دي... تعرفي اني رغبتي في قتـ,ـلك انتي بالذات اكتر من رغبتي في قتـ,ـل عشيقك ؟... اصل هو طبيعي يخو*ني لانه ميعرفنيش غير اسمًا بس... لكن انتي عرفتيني و عرفتي كل حاجة عني و نمتي في حضني و عيشتي معايا و شوفتي حنيتي عليكي و حُبي و اهتمامي بيكي... كل ده انكرتيه و نستيه ولا كأنه تعرفيني اصلا و خو*نتيني عادي جدا... هقتـ,ـلك و مش هقتـ,ـلك اي قتـ,ـل... انا هد*بحك يا ريم عشان اشوفك و انتي بتطلعي في روحك قدامي... ميهنيش اتسجن ولا اتعـ,ـدم... كل اللي يهمني ان مو*تك يبقى على ايدي انا و بس !! 
رفع رقبتها و ضع عليها السكيـ,ـن و لسه هيذ*بحها بالفعل... جاءت رهف ضر*بت يده بجذع الشجرة ف وقعت السـ,ـكين من يده على الارض... امسك يحيى معصم يده متأ*لما من تلك الضر*بة... نظر ل رهف الذي تنظر له بصدمة و لا تصدق ماذا كان سيحدث لولا انها سمعت حديثه مع يونس في الحديقة  و تتبعت سيارته و تدخلت على آخر لحظة... شكله غريب و مخيف و عيونه حمراء من الغضب... 
" انتي... جيتي ازاي هنا ؟ 
' جيت امنعك من المصـ,ـيبة اللي كنت هتعملها... 
قالتها ثم جست على ركبتها و لتفُك الحبال التي مُقيدة بها ريم... 
" انتي بتعملي اييه !! 
' بفُكها عشان تمشي... مش هسمحلك تقـ,ـتلها... 
ضحك يحيى بطريقة مريبة و مخيفة... لم تهتم به رهف و واصلت في فَك الحِبال... لكن وجدت يحيى يخرج مسد*سه من بنطاله و يوجهه على رأسها... وقفت رهف أمام ريم تحميها من شَر يحيى 
" امشي من هنا... 
' بتهـ,ـددني بالمسد*س ؟ 
" اه بهددك... امشي من هنا بقولك بدل ما اتهـ,ـور عليكي...
' اتهـ,ـور... مش خايفة منك... 
شَد زناد المسد*س و قال بجمود 
" بس لازم تخافي مني... 
' مستر يحيى ارجوك ارجع لوعيك... 
" ما انا وعيي و زي الفل اهو... 
' ده مش انت... مستحيل ده يكون انت... 
" لا ده انا بس آخر إصدار مني ( نغز كتفها بالمسد*س ) يلا بقا يا شطارة... امشي من هنا و روحي إلعبي بعيد... 
' امشي عشان تقتـ,ـلها و تبقى قا*تل ؟! 
" يا ستي انتي مالك ابقا قا*تل او لا... ميخصكيش... 
' فكر في عيلتك على الاقل... دول بيحبوك... لو قتـ,ـلتها و دخلت السجن او اتعـ,ـدمت... قلبهم هيتحر*ق من القهـ,ـر عليك... 
" هيزعلوا كام يوم و هينسوا... 
' بالسهولة دي ؟ طالما الحوار كام يوم و يتنسي... انت منستش ليه ؟ 
" لان اللي بتحميها دي طالما عايشة و بتتنفس... انا مش هنسى... لازم تمو*ت و انا اللي هقـ,ـتلها... 
' مش انت اللي تقرر مين يعيش و مين يمو*ت... غضبك و تفكيرك في الانتقام بس خلاك تنسى ان ربنا موجود... مستعِد تعمل حاجة من الكبـ,ـائر بس عشان تطفي غضبك... 
" يعني انا الوحيد اللي هبقى عملت حاجة من الكـ,ـبائر لو قتـ,ـلتها... و هي لما ز*نت معاه و هي على اسمي كده هي هتدخل الجنة و انا اروح النا*ر ؟! 
' ربنا موجود و شايف ده كله و هي هيحاسبها على غلطها... 
" معلش انا بحب الد*م... ابعدي انتي ملكيش دعوة... 
' انت ازاي كده ؟! لا فارق معاك ربنا ولا فارق معاك عيلتك و مُصمم تعمل القر*ف اللي دماغك... 
" تصدقي صح انا قلبي اسود و مش فارق معايا حد ؟ ممكن ابقا صهيـ,ـوني... في جميع الحالات الحوار ده يخصني و ابعدي عنها يا رهف... 
' مش هبعد... 
" ده آخر كلام عندك ؟ 
' اه ده آخر كلام عندي... 
" ماشي... 
ابعد المسد*س عنها ف اطمنت قليلا... لكن ما هذا... انه صوب المسد*س على رأسه !! 
" لو مبعتديش عنها حالًا... هقتـ,ـل نفسي... 
' انت اتجننت !! 
" اه اتجننت... الليلة دي و من المكان ده... واحد بس فينا هيخرج من هنا عايش... يا تسبيني اقـ,ـتلها عشان قلبي يرتاح... يا اقتـ,ـل نفسي و تغو*ر الحياة دي... 
' ارجوك اهدى... كل حاجة هتتصلح والله ! 
رد عليها باكيًا و مهزوزًا 
" بطلوا ام الاسطوانة دي... مفيش حاجة هتتصلح... من ساعة ما اكتشفت خيا*نتها ليا من 3 سنين... حتى اليوم ده كل حاجة رجعت لطبيعتها ما عدا انا... و مستحيل ارجع لطبيعتي... انا بقيت مر*يض... بسببها و بسبب كل القر*ف عملته فيا... انا مش عايز اعيش اصلا... انا عيشت بس عشان اخد حقي منها... يمكن اريح قلبي اللي ما*ت من القـ,ـهر بسببها... انا معملتش حاجة عشان تعمل فيا كده... والله ما عملت حاجة... انا حبيتها بس... غلطت يعني لما حبيتها ؟ ده انا مخو*نتهاش في خيالي حتى... طول ال 4 سنين كنت مُخلص ليها... ليه هي تخو*ني ؟... ليه هي ترد كل اللي عملته عشانها بالطريقة دي ؟! لو كانت قتـ,ـلتني كان أحسن والله... لكن هي ذكية... اختارت الطريقة دي عشان افضل اتعذ*ب كل يوم و كل دقيقة... عرفت تد*مرني كويس اوي و نجحت في كده... انا لحد الآن مش مصدق اللي بعشيه ده... بخيا*نتها دي خليني اعيش في نمط حياة أسود مفهوش اي ملامح الحياة... لا قادر انسى ولا قادر اكمل حياتي ولا قادر ابدأ من جديد... خلاص مبقاش فيا طاقة تاني لحياتي دي... عايز امشي من هنا و مش عايز اعيش اكتر من كده... بس مش عَدل ان انا امو*ت و هي تكمل حياتها عادي بعد ما دمرت حياتي... 
كان يتكلم و هو يبكي ڪالطفل شفتاه تتخبط في بعضهما و يتشنج في بكائه... متأ*لم و مجر*وح... فقط لانه أحبها... ألهذا الحَد يُجرح من أحب بصدق ؟ لم تصدق رهف ماذا يحدث أمامها الآن و بكت عليه... هذا الرجل الذي دائما كان قويًا و جامدًا و باردًا... يبكي الآن من قَهـ,ـره و يحتر*ق من داخله و قلبه يتآكل من الألم بسبب البنت الذي أحبها... 
اقتربت منه رهف بحَذر... لكنه لاحظ حركتها... 
" متتحركيش و إلا هقـ,ـتل نفسي... 
' تمام مش هتحرك... بس و النبي اهدى و نزل المسد*س ده... 
" امشي من هنا يا رهف... 
' انا خايفة عليك !! 
" متخافيش عليا !! 
قالها بإنفعال و غضب ثم اكمل 
" تخافي عليا قال... انتي مين اصلا ؟! امشي يا رهف من هنا و اتفي شَري احسنلك... 
رهف رأت خالد آتٍ من خلف يحيى... و أشار لها بأن لا تتحرك حتى يصل إليه من غير علمه و يسحب منه المسد*س... 
" بقولك امشي !! 
' مش همشي... 
" تمام... و انا مش ندمان على اللي هعمله... المهم ان انا مبقتش عايز اعيش... و حاولت انهي حياتي قبل كده بس للاسف فشلت... بس المرة دي محدش هيمنعني !! 
اصبعه تحرك و لسه هيضغط... جاء خالد و امسك يده و ضُر*بت الطلقة في السقف... اخذ منه المسد*س و دفعه بعيدا عنه... ضغط يحيى على أسنانه بغضب و انقض على خالد لكَمه على وجهه بقوة... ترنح خالد للخلف و هو يمسك فَك وجهه... غضب كثيرا منه ثم رد له اللَكمَة و صرخ فيه قائلًا 
- بتضر*بني عشان لحقتك من الغباء اللي كنت هتعمله في نفسك !! 
" انت بتدخل ليه اصلا ؟ خالد ابعد عني و اطلع منها احسنلك !! 
- و لو مطلعتش ايه اللي هيحصل ؟! 
لَكمه خالد مجددا... صرخت رهف 
' بس كفاااية !! 
- كفاية ايه... هو مش بيفوق غير بالطريقة دي... عيل مستهتر و غبي و عايز يضيع نفسه بأي طريقة !! 
مسح يحيى الدم الذي بجانب فمه و ضحك بشَر... نهض و بحركة سريعة ركل خالد في بطنه ثم امسكه من ملابسه و دفعه للجدار... نظر له بغضب و قبل ان يتكلم وضع يده على رقبته و ضغط عليها بقوة... انه يخنـ,ـقه !! ركضت رهف إليهم و حاولت منعه مما يفعله بدون وعي... لكنه اقوى منها ولا ينصت لها... كان شخصًا غريبًا... غاضبًا ڪ البركان و عيناه حمراء من الغضب الذي سيطر عليه ولا يرى منْ أمامه... رغبته في الانتقام جعلته وحشًا يفترس كل من يمنعه... اشتد عليه بقبضة يده القوية و حاول خالد ابعاده عنه لكن لم ينجح... احس ان روحه ستخرج بيده... و بسرعة اخرج الحقنـ,ـة من جيبه و غرزها في كتفه... يده ارتخت و أحس بالدوار ثم وقع على الارض فاقدًا لوعيه... 
ظل يسعُل خالد كثيرا و يستنشق الاكسجين الذي كُتِمَ عنه...
اما رهف في حالة ذهول مما حدث أمامها... كان سيقـ,ـتل صديقه !! 
' استاذ خالد حضرتك كويس ؟ 
- اه كويس... كويس انك وصلتي قبلي عطلتيه لحد ما جيت... 
نظر ليحيى النائم و قالت 
' هيبقى كويس صح ؟ 
- اه هيبقى كويس... بس انا مش مصدق... هو ده صاحبي ؟ ده كان هيقـ,ـتلني !! كله ده بسببها... فين بنت الكلـ,ـب ريم... والله ما تخرج من هنا غير لما افش غِلِي منها !!  
نظروا خلفهم وجدوا الحبال ملقاه على الارض و الكرسي فارغ... 
- هربت !! 
' كويس انها هربت... كنت هتقتـ,ـلها انت كمان ولا ايه ؟ 
- خليها تغور... يارب تمو*ت... خسرتني صاحبي... 
' مستر يحيى مش طبيعي... لازم يروح لدكتور نفسي... 
- راح لدكتور نفسي... كده اصلا يعتبر كويس عن زمان... 
' بالشكل ده ؟ 
- اه والله... اصلك مشوفتهوش زمان... كده هو احسن... المهم ساعديني اقومه خليني اخده و نمشي و نخلص من ام اليوم ده... 
اومأت له و امسكت ذراعه وضعته على كتفها و هو امسك ذراعه الآخر... خرجوا به من ذلك المكان و مشوا... وضعوه داخل السيارة و ذهبوا... 
* الساعة 12 بالليل... اتأخرتي ليه يا هانم ؟ ( نظرت لها بتفحص ) مال وشك مخطوف كده ليه ؟ 
تركتها رهف و دخلت الحمام... اغلقت الباب عليها و فتحت الصنبور و غسلت وجهها مرارًا و تكرارًا و تحاول ان تستوعب ما حدث اليوم... كانت في حالة صدمة مما رأته و عاشته منذ قليل... و تتسائل كيف يحيى يتحول من شخص بارد الاعصاب الى شخص غاضب ڪالشيـ,ـطان لا يرى منْ أمامه... طرقت حبيبة باب الحمام 
* يا رهف متخضنيش عليكي... في ايه ؟ 
فتحت رهف الباب 
* انتي كويسة ؟ 
اومأت لها و بسرعة دخلت في حضنها و عانقتها... ربتت حبيبة على ظهرها و قالت 
* متخوفنيش عليكي... حصل ايه ؟ 
' مستر يحيى... 
* ماله ؟ 
' لقي طليقته و انا عرفت و روحت وراه و كان هيقـ,ـتلها... 
* يلهوي !! اوعى يكون لمس شعرة منك ! 
' لا... خالد جه... و اتخانقوا خناقة كبيرة و كان هيقـ,ـتله هو كمان... 
* ايه اللي انتي بتقوليه ده ؟ 
' هو ده اللي حصل قدامي... 
اعادتها حبيبة الى حضنها و عانقتها مجددا 
* عشان كده جاية خايفة بالشكل ده... يا حبيبتي
' اصلك مشوفتهوش... كان شخص تاني... غريب و مخيف... 
* و قتـ,ـل طلقيته ؟ 
' لا... انا منعته... لما جه خالد و اتخانقوا... هربت و سبتهم ماسكين ف بعض ولا جات حتى تساعدني اني ابعدهم عن بعض... 
* الوا*طية الجبا*نة... ياريته كان قتلـ,ـها و خلص... 
' مستر يحيى مش كويس خالص... عيط قدامي و قعد يسألني يقولي ليه عملت فيا كده... صعِب عليا مع اني خوفت منه بعد ما شوفته وهو متعصب و مش شايف حد قدامه... 
* هو فيه اللي مكفيه الصراحة... بس شكله اتجنن... المهم انتي... اهدي يا حبيبتي... 
ظلت في حضنها لدقائق و حبيبة ترتب على ظهرها بحنان حتى تطمئن... 
* عايزة اقولك حاجة... 
' قولي... 
* الز*فت عمر في حد أصابه بالمسد*س في رجله... هو دلوقتي في المستشفى... 
' بتتكلمي بجد ؟ 
* اه والله... 
' احسن في دا*هية يكش يتحر*ق... بس مين عمل كده ؟ 
* ميعرفوش لسه... 
' حصل ازاي كده و امتى ؟ 
* بيقولوا كان في وسط البلد... واقف مع صحابه عادي... حد ضر*به بالمسد*س و وقع وسط دمـ,ـه
' تسلم ايد اللي عمل كده... يستاهل الو*سخ... 
* ربنا يحفظه... قومي يلا غيري هدومك... عملتلك مهلبية بالبندق اللي بتعشيقها... 
قَبلتها رهف في خدها بحُب 
' بحبك اوي... 
ابتسمت حبيبة لها و نهضت رهف غيرت ملابسها... 
تاني يوم..... في العصر.... 
استيقظ يحيى ليجد نفسه في غرفته... امسك رأسه بكلتا يديه لانه يشعر بالصداع الشديد... نظر لهاتفه وجد الساعة 3 العصر...
" انا ازاي نمت كل ده ؟ 
نهض من السرير و دخل الحمام غسل وجه حتى يفيق... خرج وهو يجفف بالمنشفة... وقف أمام المرآة... وجد كدمة زرقاء بجانب فمه 
" جات من فين دي ؟ 
في تلك اللحظة تذكر كل ما حدث ليلة البارحة... امسك هاتفه و رن على خالد 
* الرقم الذي تطلبه غير متاح حاليًا * 
" اوووف... ايه اللي انا عملته مع خالد ده... 
فتح الواتس و أرسل له ڤويس صوتي يقول فيه : 
" خالد اول تفتح تليفونك رد عليا... انا لازم اشوفك... والله اللي حصل امبارح ده مش بإيدي... مقصدش امد ايدي عليك... 
أرسله له لكنه مازال حزينًا... كيف يفعل ذلك بصديق طفولته ؟ 
قرر ان يذهب عنده... فتح الدولاب و غَيَر ملابسه... بعد ما انهى... اخذ هاتفه و نزل للاسفل... كانوا اخوته و امه حاضرين... تخطاهم بدون اي كلمة و قبل ان يفتح باب القصر... قال والده 
* يحيى... 
إلتفت له يحيى و قال 
" بعدين يا بابا... عندي مشوار مهم... 
* مش هتلاقيه... 
" ايه اللي مش هلاقيه ؟ 
* خالد صاحبك... مش هتلاقيه في بيته... 
" ليه ؟ راح فين ؟ 
* مش عارف... لما رجعك ليا امبارح... قالي انه مش عايز يعرفك تاني و ابعد عنه... 
" يعني ايه الكلام ده ؟ خالد عمره ما يقول كده !! 
* لا قال... ده كلام اي شخص طبيعي لما يلاقي صاحبه بيمد ايده عليه و عايز يقتلـ,ـه... 
" انا مكنتش في وعيي و هو عارف كده... 
* ايوة عارف... بس زهق و جاب آخره منك لانك لا بتسمع كلامه ولا كلامي... 
" الكلام ده كذب... خالد عمره ما يتخلى عني... 
* بس اتخلي اهو... اتخلى بسببك و بسبب افعالك الطايشة... 
" مش هصدق الكلام ده غير يقوله هو في وشي... 
* انت مفكر ايه يا يحيى ؟ مفكر انه بعد اللي عملته ده هيفضل معاك ؟ 
" اه هيفضل معايا... لو كان عايز يسيبني كان عمل كده من زمان... هو مضايق بس... كام ساعة كده هيتصل يطمن عليا... انا متأكد... 
* يطمن عليك ؟! ليه ان شاء الله ؟ هو اللي خنقك ولا ايه... اتقبل الحقيقة انت خسرت صاحب عمرك...
" لا مستحيل... 
* كام مرة طلبت منك تشيل ام فكرة الانتقام من رأسك دي... كنت هتضيع نفسك و كمان كنت هتضيع صاحبك... انت ايه يا يحيى ؟ مفكر ان الكل هيفضلوا جمبك و انت مش بتقدر وجودهم في حياتك... لا بتسمع كلام حد ولا بتسمع نصيحة من حد... حتى انا... دايما ماشي عكس كلامي... قولت معلش انا اللي محسيتهوش بحنيتي ف لجأ للغريب بره... حاولت اعوضك عن كل اللي مريت بيه... منفعش برضو... ليه ؟ لانك مش قادر تشيلها من رأسك... دفعت 10 مليون في وحدة و*سخة... كل ده عشان تنتقم ؟ 
" اه عشان انتقم !! انت مش حاسس باللي انا حاسه... محدش حاسس باللي حاسه... لانكم مش مكاني ف طبيعي تشوفوا تصرفاتي دي مجرد طيش و جنون... بابا... انا مش كويس... والله انا مش كويس... انا اتخدعت في الانسانة اللي حبيتها... مش قادر اتخطى بأي طريقة... 
* لو بتحبني و بتحب اخواتك... وقف كل ده يا يحيى... بطل اللي انت بتعمله ده !! 
" مقدرش !! انت ليه مش راضي تفهم ؟ انا مقدرش اعيش بالجر*ح ده بقية عمري !! 
* يوووه بقا انا زهقت من دلعك ده... استرجل شوية... مش ست اللي تعمل فيك ده كله !! 
" استرجل ؟! 
ضحك يحيى بسخرية و قال 
" اه طبعا انت شايف مشكلتي حاجة تافهة... لانك عمرك ما حبيت... حتى ماما عمرك ما حبيتها... لو انت نسيت انك كنت هتتجوز عليها بس خوفت لتطلب الطلاق منك و تخسر علاقتك مع شركة جدي... مش قادر تصدق ان انا حبيت و اتجر*حت لانك عمرك ما حبيت اصلا و كل اللي بتعمله معايا ده لانك خايف على سُمعتك و اسم العيلة و بس لانك مجرد واحد أناني... من زمان لحد اللحظة دي بتفكر في نفسك و اسمك بس !! 
صفـ,ـعه ياسر بقوة على وجهه... اتصدم يحيى و وضع يده على وجهه... نظر له ياسر بغضب 
* انت قلـ,ـيل الادب و متربتش... اطلع بره... إياك اشوف وشك هنا تاني !! 
قال عاصم 
- يا بابا... 
* اخرس !! ( فتح الباب و امسك يحيى من ذراعه ) امشي يلا... طول ما انا عايش... إياك اشوفك هنا... 
اغلق ياسر الباب بوجهه... و أشار لهم بتحذير 
* اللي عايز يروحله يتفضل... مجرد ما حد منكم يعدي الباب ده يعتبر انه ملهوش أب من اللحظة دي... 
- ايه اللي انت عملته ده يا بابا ؟ انت مش شايف حالته ؟ مينفعش يقعد لوحده... 
* ايه هتقول كلام فوق كلامي ؟ 
- مقصدش بس يحيى... 
* بقولك اخرس !! 
قالت ناهد 
- الكلام اللي بيقوله يحيى ده صح ؟ انت مبتحبنيش و كنت عايز تتجوز عليا ؟ 
* ناهد إياكي تصدقيه... 
- لا هصدقه... ده ابني و عمره ما هيقول كده غير لما يكون متأكد من اللي بيقوله... انت ازاي وحش كده ؟ انا قصرت معاك في ايه ؟ ده انا حبيتك و اتجوزتك و انت في بداية حياتك و عيشت معاك حياة بسيطة... مشيت معاك الطريق كله لحد ما وصلت... ازاي بعد ده كله تنسى وقفتي جمبك و تروح تلف من ورايا عشان تتجوز عليا !! 
* ناهد... 
- بلا ناهد بلا زفت... والله ما اقعدلك فيها تاني... اشبع بقصرك و بفلوسك لوحدك... 
ذهبت من أمامه و إسراء ذهبت ورائها... جلس ياسر على الانتريه و لا يصدق ما حدث الآن... خسر ابنه و زوجته !! 
ذهب يحيى الى العمارة التي يسكن بها خالد... صعد للدور الرابع... تفاجئ عندما وجد باب شقته مغلق بالقفل... 
" لا يا خالد... متسبنيش انا محتاجك !! 
جلس يحيى على السلم و رأسه بين يديه... كيف حدث هذا... خسر عائلته و صديقه في نفس اللحظة !! ندم كثيرا على تهوره... 
مَر اسبوعين... يحيى لم يأتي الى الآن... و رهف اضطرت ان تلغي الكثير من الاجتماعات لان وجوده مهم و حاولت في فترة غيابه ان تتحمل كل العمل بمفردها حتى يظهر... رنت عليه كثيرا لكن لا يجيب... قلقت عليه... ف من ذلك اليوم هو اختفى تمامًا... حتى خالد لم يأتي الشركة مجددا مثلما كان يفعل... هناك امرٌ ما... ذهبت لبيت يحيى... عملت من اخاه أنه تشاجر من والده و قام بطرده... حتى والدته عادت لبيت أبيها... 
كيف تغيرت الامور الى هذا الحَد منذ تلك الليلة ؟ 
في الليل.... في الفندق... 
كان يحيى في غرفته التي يتعاد ان ينام فيها في فندقه... يجلس على الاريكة و قارورة الخمـ,ـر بيد و سيجـ,ـارة بيد الأخرى... انه سكيرًا... فتح هاتفه و اتصل على خالد مجددا... لكن رقمه مغلق منذ ذلك اليوم... ألقى الهاتف على الارض بغضب... 
" ليه يا خالد ؟ انا غلطت في حقك... تعالى حاسبني في وشي... تعالى عاتبني... ليه تقفل تليفونك و تسيب شقتك و تخرج من حياتي في اكتر وقت انا محتاج دعمك ليا فيه...
اغمض عينيه و تذكر ذكرياته معه  
" افرض منجحتش ؟ 
* هتنجح يا يحيى... اياك تقول انك مش هتنجح... انا واثق فيك... عايزك تدخل تقطعـ,ـهم كلهم... يلا انطلق يا بطل !! 
* يحيى ياسر الكيلاني حصل على المركز الاول في الملاكمة على المستوى الافريقي * 
* قولتلك هتنجح... 
" شكرا لدعمك ليا... 
* ده واجبي... بعدين ايه شكرا دي... اعزمني على كُشري... 
" و بسبوسة كمان... 
* ايوة كده دلعنااااي... 
" لسه زعلان مني ؟ 
* مبزعلش منك يا يحيى... انت اخويا و صاحبي 
" هو ده العشم يا ابو الصحاب 
* بس لو عزمتني على فرخ مشوية... هرضى عنك 
" بس كده ؟ يلا بينا على اغلى و احسن مطعم عشان خاطرك... 
* كده كويس ؟ 
" اه بس جمبي وجعني... 
* قولتلك متتخانقش... 
" ده شتمـ,ـك قدامي... عايزني اسكت ؟ 
* لا طبعا متسكتش... كنت اتصلت عليا كنا ضر*بناه سوا
" المرة الجاية... 
* هو فيه مرة جاية ؟ يحيى اتهد انت لسه طالع من الخناقة دي متكـ,ـسر 
" المهم اني اخدت حقك... 
* اه منك يا مشاكس انت... 
سقطت دمعة من عيناه بعد ما تذكره... 
" مهما بعدت عني... هتفضل صاحبي لآخر العمر... ياريت بس تسامحني... 
استلقى على الاريكة و ضَمَ نفسه بكلتا يداه و دموعه غلبته... لقد تأ*لم كثيرا... مرة في حبيبته... مرة في صديقه... مرة في عائلته... لقد خسر كل شيء... لقد عَمَى الانتقام عيناه و خسر أحبته جميعهم... و الآن هو وحيد... 
تاني يوم........ 
عاد يحيى للشركة... ليس حُبًا في العمل... بس للهروب من وحدته قليلًا... 
رأته رهف و هو يدخل لمكتبه و سعدت كثيرا... حضرت قهوته و ذهبت لمكتبه... طارقت على الباب ف قال 
" ادخل... 
دخلت و وضعت الفنجان على المكتب و قالت و الابتسامة على وجهها 
' نورت الشركة يا مستر يحيى... قهوة حضرتك اهي... 
" ماشي... ايه اللي حصل في غيابي ؟ 
' كل الأمور تمام حضرتك... بس لغيت 3 إجتماعات لان حضور حضرتك كان مهم فيها... اتصل على التيم نتفق على معاد جديد ؟ 
" مش دلوقتي... لما اقولك 
' تمام... تؤمر بأي حاجة ؟ 
تعجب يحيى من طريقتها... هي كانت موجودة تلك الليلة و رأت كل ما فعله... لماذا لم تخاف منه و تبتعد عنه مثل صديقه ؟ لماذا ظلت بالشركة و اهتمت بها في غيابه ؟ 
' مستر يحيى ؟ 
" نعم ؟ 
' بقول لحضرتك تؤمر بأي حاجة ؟ 
" لا... اتفضلي على مكتبك... 
اومأت له و ذهبت... جلس يحيى على الكرسي و نزع الكارڤات لانها تخنقه... فتح اللاب توب الخاص به... ظل يعمل ما لديه... 
كانت رهف في مكتبها... تتسائل ماذا حدث له في الفترة الذي غابها... و هل هو بخير الآن أم لا... قطع تفكيرها صوت رنين هاتفها... انه يحيى 
' نعم يا مستر يحيى ؟ 
" تعاليلي المكتب... 
' حاضر... 
اغلقت هاتفها و ذهبت إليه 
' نعم يا مستر يا يحيى ؟ 
" في 60 مليون مسحوبة من السيولة... عملتي بيها ايه ؟ 
' 60 ايه ؟ 
" بقولك في 60 مليون مسحوبة من السيولة بتاعت الشركة... المبلغ اتسحب امبارح الساعة 9 بالليل... انا مكنتش موجود... انتي اللي كنتي موجودة... 
' انا مسحبتش حاجة... بعدين هعرف باسورد اللاب ازاي ؟ 
" الحساب اللي مسجل عليه كل السيولة انتي معاكي الباسورد بتاعه... رهف... قولي الحقيقة... 
' بقول لحضرتك مسحبتش حاجة... 
" مسحبتيش !! اممممم.... هاتي تليفونك... 
' ليه ؟ 
" بقولك هاتي تليفونك !! 
فتحت هاتفها و اعطته له... ظل يفتش فيه و هي تضايقت 
' انا مش حر*امية على فكرة... لو سحبت اي حاجة هقول لحضرتك طبعا و.... 
" اسكتي... 
صمتت رهف أما هو ظل يفتش في هاتفها... و بعد دقائق من الصمت... ضحك بسخرية... ثم وجه الهاتف لوجهه 
" تم إيدع البارحة في الساعة التاسعة مساءًا مبلغ 60 مليون دولار... 
تفاجئت رهف من تلك الرسالة... كيف وصل المال الى حسابها البنكي ؟! أشار يحيى لتلك الرسالة بيده و قال 
" عايز توضيح منك... ايه ده يا رهف ؟ 
' والله ما اعرف... معرفش ازاي المبلغ اتسحب و وصل حسابي... 
" والله ؟ يعني انتي متعرفيش ازاي المبلغ ده طلع من عندي وصلك انتي... انا اللي هعرف يعني ؟ كل أسرار شغلي معاكي انتي بأكونتات الشركة كلها... يعني استحالة حد يعمل كده غيري انا أو انتي... و طالما انا معملتهاش يبقى انتي اللي عملتيها... 
' عملت ايه ؟ انا معرفش ازاي ده حصل !! 
" احسنلك اعترفي... ولا ابلغ البوليس ؟ 
' اعترف بحاجة معملتهاش ؟ ده اسمه ظلم... 
" لا يا روح امك انا اللي هعترف !! 
غضبت كثيرا و صفعته على وجهه بقوة و قالت 
' متجبش سيرة أمي على لسانك ده بأي شكل... انت فاهم !!
غضب يحيى كثيرا و امسكها من ذراعها و نظر إليها بغضب... لم تخاف منه و نظرت إليه و داخل عيناه بدون اي ذرة خوف... 
" اد القلم ده انتي ؟! 
' اه اده... لانك اتماديت في كلامك معايا !! 
" اتمادى براحتي... انتي هنا في شركتي و الارض اللي وافقة عليها دي مِلكي... ف براحتي بقا... 
' ابعد عني !! 
" اوكي... قبل ما ابعد أحب اقولك انك مرفودة من الشركة... لِمي حاجتك من المكتب و مشوفش وشك هنا نهائي !! 
يتبع........ 
" احسنلك اعترفي... ولا ابلغ البوليس ؟ 
' اعترف بحاجة معملتهاش ؟ ده اسمه ظلم... 
" لا يا روح امك انا اللي هعترف !! 
غضبت كثيرا و صفعته على وجهه بقوة و قالت 
' متجبش سيرة أمي على لسانك ده بأي شكل... انت فاهم !!
غضب يحيى كثيرا و امسكها من ذراعها و نظر إليها بغضب... لم تخاف منه و نظرت إليه و داخل عيناه بدون اي ذرة خوف... 
" اد القلم ده انتي ؟! 
' اه اده... لانك اتماديت في كلامك معايا !! 
" اتمادى براحتي... انتي هنا في شركتي و الارض اللي وافقة عليها دي مِلكي... ف براحتي بقا... 
' ابعد عني !! 
" اوكي... قبل ما ابعد أحب اقولك انك مرفودة من الشركة... لِمي حاجتك من المكتب و مشوفش وشك هنا نهائي !! 
اتصدمت رهف مما سمعته منه الآن... تغلغت الدموع في عيناها و دفعته بعيدا عنها و خرجت من مكتبه في الحال... 
* يووووه بقا رهف... يا بنتي عايزة اتكلم معاكي زي الناس... شيلي ام البطانية دي من وشك... 
' لا... و قولتلك اخرجي من هنا يا حبيبة... مش عايزة اتكلم مع حد... 
* و انا مش حد... انا حبيبة صحبتك لو نسيتي... 
' معلش يا حبيبة نتكلم بعدين... والله ما هي طاقة اتكلم... 
* ما انا مش هسيبك بالمنظر ده... اخلصي اتكلمي عشان متبقي ساعة و الشيفت بتاعي يخلص... انتي جاية من بره تعيطي و تقولي انك اترفدتي... بعدها مستخبية مني تحت البطانية دي و مش عايزة تحكيلي اللي حصل ليه ؟!  
نزعت رهف الغطاء عن وجهها 
' ايوة اترفدت... اترفدت لان الباشا متهمـ,ـني بسر*قة 60 مليون من سيولة الشركة... 
* يلهوي !! انتي بتتكلمي بجد ؟! 
' ايوة بتكلم بجد... انا مسر*قتش حاجة و معرفش ازاي المبلغ ده وصل لعندي... 
* طب استني... نفترض انك سر*قتيهم فعلا... اكيد انتي مش غيبة عشان تحولي المبلغ لحسابك البنكي المعروف...
' ده كنت اللي عايزة اوضحوله... لو انا فعلا سر*قت الفلوس دي اكيد كنت هخفيها تحت الارض... مش احطها في حسابي في نفس الدقيقة اللي اتسحبت من حساب الشركة... 
* في حاجة غلط... دي اكيد تلبيسة... حد قاصد يعمل فيكي كده... 
' طب ازاي ؟ بسوردات حسابات الشركة معايا انا و هو بس... و انا حذرة اوي في كده و مش بقول حاجة خاصة بالحسابات لأي حد... يعني الحوار ده مش هيعمله غير حد مننا... يا أنا يا هو... 
* طالما انتي محولتيش الفلوس دي... ممكن هو عملها عشان يطردك ؟ يعملها والله اصله اتجنن الايام دي... 
' على رأيك... يعملها ابن ناهد القذ*ر... انا يقولي يا روح امك ؟! ماااشي يا مستر غرور... 
* ماخدتيش حقك منه ليه ؟ 
' ضر*بته بالقلم بس برضو محـ,ـروقة من جوايا... عايزة عـ,ـصاية حديد كبيرة و انزل فيه ضر*ب لحد ما تهدى اعصابي... 
* انتي ضر*بتي مستر يحيى بالقلم ؟! حاسبك تمشي عادي كده ؟ 
' كمان يقدر يتنفس بعد ما تمـ,ـادى في كلامه معايا... لو كان اتكلم تاني كنت هضر*ب تحت الحزام بعد كده... خليه يغو*ر 
* ده انتي طلعتي ولية قادرة يا رهف... 
' بلا قادرة بلا نيـ,ـلة... بقيت عاطلة اهو... لسه هرجع ألف على وظيفة... سهيلة امبارح بعتالي بتقولي اجهزلها مصاريف الشهر الجاي... طب انا اطردت اهو... و احتمال اقعد شهر كامل عاطلة لحد ما ألاقي وظيفة... اجبلها من فين الفلوس ؟! منك لله يا يحيى... إلهي ما تشوف صنف راحة في حياتك زي ما خليتني ارجع اشيل الهَم فوق دماغي تاني... 
* انا عايزة اقول حاجة يا رهف بس متزعليش مني... 
' قولي... 
* سهيلة اختك أنا*نية و رامية حِمل تعليمها كله عليكي و فوق كده بتتعلم بره يعني مصاريف اضعاف المصاريف اللي هنا... دي بتاخد اكتر من نص مرتبك لوحدها... الفلوس بتاعتك دي من حقك انتي... انتي اللي بتتعبي و هي بتاخدهم على الجاهز... 
' مش عايزة اخليها تعيش نفس مُعاناتي زمان... 
* بس مش على حساب نفسك يا رهف... ردي عليها قوليلها وظيفتي راحت و مفيش مرتب الشهر الجاي... خليها تصبر لحد ما نشوف هتستقري فين... 
' بس... 
* بصي انا هديكي الفلوس اللي بتديهالها من عندي انا و ابقي رجعيهم وقت ما تحبي... ادينا قاعدين في وش بعض... بس بشرط... 
' ايه هو ؟ 
* تكلميها و تقوليلها المرة الجاية مفيش فلوس... و قوليلها انك مشيتي من الشركة... خليها تتهد عليكي شوية... 
' و احتياجاتها هتجيبها ازاي ؟ 
* اختك عندها 20 سنة... يعني مش صغيرة... تقدر تشتغل اونلاين او اوفلاين و هناك الشغل ما كَتر الله منه... بعدين متنسيش ان هناك الاكل و اللبس رخيص اوي... يعني الحاجة اللي انتي بتشتريها هنا ب 600 هناك ب 10 دولار بس... مفيش غير مصاريف الدراسة هي اللي غالية شوية... لما تتصل عليكي قوليلها ظروفك و قوليلها بعد كده مش هبعتلك غير مصاريف الدراسة وبس... اكلها و شُربها و سكنها هي تتصرف فيه... مش كله ترميه عليكي... 
' ماشي هشوف... 
ربتت على شعرها بحنان ثم نهضت... دخلت حبيبة المطبخ و بعد دقائق عادت لها بكوب عصير 
* خدي عصير لمون بالنعناع... هَدِي اعصابك يا فنانة... 
ابتسمت رهف و اخذته منها و شربته... 
* يلا اطير انا ألحق الشيفت بتاعي بدل ما اطرد زيك و نبقى احنا الاتنين عواطلية... 
ضحكت رهف و كذلك حبيبة... حضنتها حبيبة و اخذت حقيبتها و ذهبت... امسكت رهف هاتفها و قالت و هي تقلب فيه 
' ماشي يا يحيى المغـ,ـرور... لما تعرف الحقيقة و تيجي تتحايل عليا ارجع شركتك... ابقا شوف لو عَبَرتك أو تفـ,ـيت على وشك حتى... انا اسر*ق قال... عيل نطـ,ـع... 
ذهبت للأسماء المسجلة على الهاتف 
' والله لأبكلك من كل حته... بلوك مكالمات اهو على كل أرقامك... بلوك واتس... بلوك فيس و انستا... و بلوك على بابجي كمان... د*م ياخدك... 
في الشركة.... 
كان يحيى يجلس على مكتبه... فاتح الاب توب أمامه و يراجع لقطات البارحة من كاميرات المراقبة... الساعة 9 أمسًا... كانت رهف داخل مكتبه... وجودها في ذلك الوقت أمس يُثبت التهمة عليها... لكن قلبه لا يصدق و يشعر انه تسرع بطردها... نادى بصوت عالي 
" غادة... يا غاااادة 
جاءت غادة بسرعة 
* نعم يا مستر يحيى ؟ 
" تروحي تناديلي محمد اللي ماسك التحكم بكل كاميرات الشركة... زودي الأمن على اوضة محمد...
* حاضر يا مستر يحيى... 
ذهبت غادة... أخذ آخر رشفة من فنجان قهوة... هذه آخر قهوة اعدتها له... لم و لن يتذوق قهوتها مجددا... 
" في خا*ين في الشركة... و انا هعرفه !! 
تذكر عندما طردها " لِمي حاجتك من المكتب و مشوفش وشك هنا نهائي !! "...  كيف تسرع لهذه الدرجة ؟ ألهذه الدرجة غضبه سَيطر عليه و دفعه لتفريغه بها دون أن يفهم أي شيء و دون ان يستمع إليها حتى ؟! وضع رأسه بين يديه و يحاول استيعاب كل ما يحدث هذه الفترة... شعر بالصداع الشديد و عروق جبهته برزت كأن رأسه سينفـ,ـجر من كثيرة التفكير... فتح الدرج و اخرج عُلبة الحبوب المُهدئة... فتحها و لسه سيضع حباتين في فمه... توقف للحظة... ماذا سيحدث اذا أخذ حبتين ؟ سيهدأ بِضع ساعات ثم يقوم ڪالثور الغاضب مثل كل مرة... سأل نفسه... ما فائدة تلك الحبوب المُهدئة طالما عندما ينفعل بوحشيه و يخسر أحبته... أصبحت مُدمن مُهدئات يا يحيى... لا تهدأ من نفسك... بس يجب ان تكون تلك العُلبة و الحُقن بجانبك... لماذا كل هذا يا يحيى ؟ في نهاية السطر لقد خسرت كل شيء... ستهدئ نفسك لمَن يا يحيى ؟ انظر حولك... كل شيء فارغ... انت اصبحت بمفردك... فلا فائدة من تلك الحبوب... 
نهض يحيى و ذهب للحمام... اغلق الباب بالمفتاح عليه... اخرج الحبوب المُهدئة من جيبه و فتحها... و قام برميها داخل الحوض ثم فتح عليها المياة حتى ذابت و تبخرت... ظل يأخذ شهيقًا و زفيرًا متتاليًا... نظر لنفسه في المرآة... منْ هذا ؟ هذا ليس هو... لماذا تحول لهذا الحَد ؟! لماذا أصبح شخصًا آخر ؟ تكلم إنعكاسه و قال 
" مبسوط بنفسك و انت كده ؟ 
" مبقتش كده بمزاجي... 
" لا بمزاجك... كل اللي حصل ده و كل اللي عملته ده كان بإرادتك... 
" لا مكنش بإرادتي... متتكلمش على حاجة انت متعرفهاش... محدش هيستحمل ربع اللي حصلي... 
" يحيى... بطل تَقمُس دور الضحـ,ـية اللي انت اتعودت عليه ده... ده مش أنت... و دي مش حياتك... 
" الشخص اللي قدامك اتحكم عليه يبقى بالمنظر ده... كَسـ,ـرة القلب وحشة و قِلة الحيلة اوحش... انت مش حاسس باللي انا حاسه دلوقتي... 
" يعني هتفضل كده لطول عمرك ؟ 
" مفيش حاجة بتتغير... 
" بإيدك تغير و تصلح كل ده... بس انت اتعودت تبقى كده... بتكابر مع نفسك و حاصر نفسك في نقطة سودة مش راضي تخرج منها... و نتيجة ده كله ايه ؟ بقيت وحيد... 
" هم اللي مشيوا... خالد مشي و سابني بإرادته... 
" مشي بإرداته عشان زهق منك... كام مرة نصحك و قالك يا يحيى اللي بتعمله ده تد*مير لحياتك... لكن انت مسمعتش له ولا سمعت لأي حد... حتى عِيلتك... بسببك اتفككوا... مش هتشوف لمتهم تاني سوا... 
" اخرس !! 
" لا مش هخرس... اخرج من دور الضحـ,ـية... ضيعت نفسك و ضعيت كل الناس اللي بيحبوك... فوق بقا لنفسك يا يحيى !! 
ضر*ب يحيى يده بالمرآة بقوة... انكـ,ـسرت المرآة و الزجاج غرز في يده.... نظر للد*م الذي ينز*ف من يده ڪ الشلال... جلس على الأرض و ضَمَ نفسه بيداه و انهمرت الدموع من عيناه... لم يهتم لجُر*ح يده... لأن قلبه مجر*وح أكثر !! 
كانت حبيبة في الكافتيريا... الآن وقت استراحتها... فتحت مكينة القهوة و اعدت قهوتها... سمعت إحدى الموظفات تقول 
- سمعت ان مستر يحيى طرد رهف النهاردة... 
• حتى انا كمان سمعت... يا خسارة كان دمها خفيف... 
- اه والله... بس نعمل ايه ؟ كله بسبب الطمع... دي بتاخد ضعِف مرتب كل موظف هنا... مش مكفيها ده كله على قلبها... 
• على رأيك... يلا اهي راحت... الشركة هادية من غير صداعها... 
ضغطت حبيبة على أسنانها بغضب و إلتفتت لهم و قالت 
* في ايه منك ليها ؟ 
- ايه ده حبيبة ! ازيك عاملة ايه يا حبيبتي ؟ 
* ايه الكلام اللي بتقولوه على رهف ده ؟ 
• ايه ده هو انتي متعرفيش ؟ ده انتي حتى صديقتها الصدوقة و لازقين في بعض 24 ساعة و كمان سمعت انكم ساكنين في نفس الشقة... 
* اه ساكنين سوا... عندك مانع ؟ 
- على كل الـ  60 مليون قسمتوهم سوا ؟! يا بنت المحظوظة يا حبيبة !! 
اقتربت منها حبيبة و أشارت لها بإصبعها تحذرها و تقول 
* اقسم بالله لو ملمتيش نفسك يا سلمى انتي و دينا لوريكم وشي التاني اللي محدش يعرفه... رهف مسر*قتش جنيه من لشركة دي و هي مش حرا*مية... رهف انضف منكم انتوا الاتنين... تلاقيكم انتوا اللي عملتوها و لبستوها فيها هي... مش بعيدة على اشكالكم يا عقا*رب !! 
اخذت هاتفها و ذهبت و هي حزينة على رهف... ف تلك الموظفتان يفترض انهن اصدقاء رهف... مجرد ما طُردت انقبلوا عليها و هذا الكلام خرج منهم هُن... ف ماذا يقول بقية المواظفين على رهف ؟! 
بعد 5 أيام....... 
' هااا... اتقبلت صح ؟ 
- لا للاسف يا استاذة... الـ CV بتاعك متقبلش... 
' ليه متقبلش ؟ الـ CV بتاعي في حاجة غلط ؟ 
- كنتي سكرتيرة في شركة الـ DRD ؟ 
' اه... 
- و اطردتي ليه ؟ 
' يعني... خلاف بيني و بين صاحب الشركة... 
- كده فهمت... استاذة رهف... اظن الخلاف اللي حصل بينك و بين صاحب شركة الـ DRD كان كبير اوي... جالي أمر منه مديري بعدم توظيفك هنا بأي شكل... 
' يعني تقصدي إن مستر يحيى خلى مديرك ميوظفنيش هنا ؟ 
- ايوة... آسفة... مش بإيدي اعمل حاجة... 
' تمام... 
أخذت رهف ملفها و خرجت من الشركة... كانت تتمشى في الشارع بلا هدف... الآن فهمت لماذا لم يتم قبولها في الشركات التي قدمت بها اليوم... فهي من الساعة 8 صباحًا حتى آتى الليل تلف على وظيفة جديدة و لكن لم يتم قبولها في أي مكان... لماذا يا يحيى ؟ لماذا تفعل هذا برهف ؟ اتهمتها بالسر*قة و طردتها و الآن تمنع توظيفها في أي مكان ؟ ألا يوجد في قبلك أي رحمة ؟ 
جلست رهف على الرصيف في الشارع... بكَت بحُرقة على نفسها... تشعر أن الدنيا ضاقت بها كثيرا... رنت حبيبة عليها لكن لم ترد و اغلقت هاتفها... ظلت تبكي بمفردها و تنظر لملفها... بعد وفاة والدتها عانت الكثير في حياتها لتُكمل تعليمها بمفردها و فوق كل ذلك كانت تهتم بأختها الصغرى... مرت بعاقبات كثيرة في حياتها... سعدت لانها نجحت في دراستها و تخرجت... ظنت ان الامور ستتحسن مجرد ما تُقبل في وظيفة... لكن لا... الأمور تتعقد أكثر من السابق !! 
مسحت دموعها بكف يدها الرقيق و ظلت تنظر لمفها لدقائق... 
' والله ماشي يا ابن ناهد !! 
نهضت من الرصيف... ركبت سيارة أجرة... و بعد نص ساعة وصلت شركة يحيى... 
' عمو أيمن ممكن كارت الاسانسير ؟ 
* بس انتي مبقتيش موظفة هنا... 
' رايحة اشوف صحبتي حبيبة 
* حبيبة مشيت من ساعتين... 
' والله ؟ يا سبحان الله... 
نظرت إليه وجدت كارت خاص بالاسانسير في جيب قميصه
سحبت منه الكارت و ركضت 
' انا آسفة يا عمو أيمن... بس حرام اركب السادس على رجلي... 
* بت انتي تعالي هنا !! 
ضحكت و اكملت ركض... فتحت على الاسانسير بالكارت و اغلقت الباب قبل ان يُمسكها أيمن... بعد دقيقة وصلت للسادس... مشت امام الموظفين كلهم و هم تفاجئوا من وجودها... وصلت لمكتبه... امسكت مقبض الباب و فتحته بدون ان تطرق على الباب... نظر الجميع للفتاة التي فتحت الباب بتلك الطريقة و بما فيهم يحيى تفاجئ من وجودها... 
" ازاي تدخلي بالشكل ده ؟ 
تقدمت منه نظرت له بغضب... أشار يحيى للجميع ان يخرج... و في لحظة خرجوا... 
" ايه الدخلة دي يا رهف ؟ 
' بدل ما تقولي نورتي... مفكر انك مش هتشوفني تاني ؟ 
" رهف... جاية ليه ؟ 
' ايوة صح انا جاية ليه ؟ امممم... يمكن مثلا عشان الاستاذ اللي قدامي طردني من هنا ظُلم و اتهمني بالسر*قة... و كمااان خلى كل الشركات ترفض توظيفي عندهم !! 
" قولتلك يا رهف اتقي شَري... 
' اعمل ايه يا عنيا ؟ 
" اتكلمي عِدل و بإحترام يا رهف بدل ما انادي على الأمن ياخدوكي من هنا... 
' انت خليت فيها احترام بعمايلك دي !! انت ايه يا اخي ؟ مبتفهمش !! طول الفترة اللي غبتها انا شيلت الشركة دي بقر*فها على كتفي انا لوحدي... كنت برجع البيت الساعة 4 الفجر كل يوم... انت مكنتش موجود... فايلات و راجعت و مضيت كمان... إشراف على السفن و اشرفت... الكارتين قفلتها بإيدي... صيانة المصنع تمت على ايدي انا... تعبت و جبت اخري... كنت فين انت هااا ؟ مكنتش موجود... و بعد ده كله مش عاجب و كماااان اطلع حرا*مية ( ضحكت بسخرية من نفسها ) انت وحش اوي... بحمد ربنا عشان طردتني... اصلا مكنتش طايقة وشك ده... لما تعرف الحقيقة ابقا شوف لو رجعت شركتك العِر*ه دي تاني... 
رمقته بنظرات غاضبة و ذهبت... أما يحيى على شكلها و هي غاضبة... 
بعد اسبوعين... في مكانٍ ما...
دخل يحيى بدون أن يطرق على الباب... رفع الطبيب يوسف رأسه و عندما رأى يحيى أمامه ابتسم... قالت السكرتيرة
* والله يا دكتور حاولت امنعه يدخل و يستنى دوره بس دخل برضو... 
* خلاص انتي اخرجي و اقفلي الباب... 
اومأت له و خرجت... أشار يوسف ل يحيى بالجلوس أمامه 
* اتفضل... 
جلس يحيى و قال يوسف 
* بقالك فترة مبتجيش... 
" كنت مفكر اني كويس... بس طلع العكس... 
* اممم... قولتلك انك لسه مخلصتش جلساتك كلهم... طبعا اعتمدت على كام جلسة و لما لقيت في تحسن خلعت بدل ما تكمل للآخر... 
" قولت اكمل بنفسي... ادور على الحاجة اللي تسعدني... بس انا عملت العكس... انا دورت على الحاجة اللي بتجر*حني... و فوق ده كله جر*حت كل الناس اللي بتحبني و بعدت عنهم... 
قال آخر جملة و هو ينظر للارض بحزن... تنهد يوسف و قال 
* اتفضل اقعد على السرير... 
اومأ له و اتكأ على السرير و نظر للسقف... جاء يوسف جلس على الكرسي الذي بجانب السرير... ارتدى نظارته و قال 
* قولي كل اللي حاسس بيه... 
" انا تايه... مش عارف بعمل ايه... بقيت بتهو*ر دايما... و قاصد التهو*ر ده خسرت صديقي... و عِيلتي... رجعت لاحساس الوحدة اللي كنت عايشه زمان... بس فيه فرق... وحدتي زمان كانت نمط حياة مفروض عليا... اتحكم عليا اني اعيشه... 
* و دلوقتي ؟ 
" دلوقتي انا رجعت للوحدة برجلي... كنت عارف انا بعمل ايه... بس مكنتش واعي لعواقب أفعالي و مع ذلك كملت... كأن عيوني مربوطين بشريط أسود... كنت اعمى... ليلة وحدة بس... ليلة وحدة بس و كل حاجة كنت بمكلها ضاعت مني... 
* ضاعت عشان ايه ؟ 
" عشان انتقـ,ـم... انتقـ,ـامي بدل ما يريحني... خلاني اتو*جع اكتر و أكتر... 
* عشان مش قادرة تنسى يا يحيى... 
" طب انسى ازاي ؟ ماشي انا غلطت بس الصدمة اللي عيشتها من 3 سنين لسه مأثرة فيا... مش عارف انسى ازاي اصلا... 
* ابدأ من جديد مع نفسك... ارمي كل حاجة ورا ضهرك... اسمع اللي هقوله ده... انت عندك 30 سنة صح ؟ 
" اه... هتم الـ 31 النهاردة الساعة 12 بالليل... 
* طب كل سنة و انت طيب مُقدمًا... عايزك تعمل اللي هقوله بالحرف... هتنفذ ولا هتخلع ؟ 
" هنفذ... 
* جدع... النهاردة الساعة 12 بالليل هيتولد يحيى جديد... ارمي الـ 30 اللي عدوا دول كأنك مش عشتهم ولا مريت بيهم اصلا... 
" مش فاهم... 
* انا افهمك... مش انت عايز تتغير و تبدأ من جديد بس عارف تاخد الخطوة دي ازاي...
" ايوة...
* عايزك اول ما تيجي الساعة 12 النهاردة... اعتبر نفسك لسه مولود... ابدأ من جديد في صفحة بيضة فاضية و نضيفة... خُد قرار لا رجعة فيه ان اول تدق الساعة 12 بالليل اول ما تِتم الـ 31 سنة هتبقى يحيى جديد بفِكر جديد و قَلب جديد... المهم تبقى اد القرار ده و متتهربش منه... 
" لو بدأت من جديد هبدأ لوحدي... كل اللي الناس اللي بيحبوني بعدوا عني... 
* بُص الساعة دلوقتي داخلة على 2 الضهر... يعني من 2 لحد 12 تقريبًا 10 ساعات... قدامك 10 ساعات يا يحيى قبل ما تتولد من جديد... في ال 10 ساعات دول حاول بقَدر الإمكان ترجع الناس اللي خسرتهم... عشان لما تتم سنة جديدة و تبدأ حياة جديدة متبقاش لوحدك... بما انك بتحبهم هتعرف ازاي تكسبهم تاني... 
" انت شايف كده ؟ 
* مش شايف غير كده... بس في الأول و الآخر... القرار ده هيبقى نابع منك انت... عايز تكسب نفسك من تاني... متقعدش تعيط على اللي عدى... لا... قوم أقوى من الأول... و مفيش حاجة مستحيلة... صدقني لو عملت اللي بقولك عليه ده... هترضي نفسك و تريح روحك و ترجع تحس بطعم السعادة من تاني... و تتخلص من إحساس الوحدة ده نهائيا... محدش هيقدر يغيرك غير نفسك... انت بس اللي تقدر تغير نفسك من الاوحش الى الاحسن بعلامة نهائية كمان... 
نهض يحيى و قال
" هغير نفسي... انا فعلا عايز اتغير... زهقت من يحيى الكئيب... عايز عيلتي تكون حواليا من تاني و صاحبي يكون معايا... ( عانق يوسف ) كلامك جه في وقته... مش هندم اني جيتلك... 
ربت على ظهره و قال 
* الساعة 2 إلا 3 دقايق... انطلق يلا... 
اومأ له و ذهب مسرعًا و هو مُفعم بالأمل... 
" بابا... 
تفاجئ ياسر عندما سمع صوت ابنه... فقد اشتاق له كثيرا و لكن مازال حزينًا مما فعله... لم يلتف له... تنهد يحيى و وقف أمامه 
" ممكن نتكلم ؟ 
* مفيش حاجة نتكلم فيها يا يحيى... 
" لا فيه... في كتير اوي كمان... بس أنت اسمعني... 
* اسمعك عشان تتطاول عليا في الكلام تاني ؟ 
جَسَ يحيى على ركبتيه و امسك يد والده و قَبلها... نظر له و قال 
" انا آسف على كل اللي عملته... والله انا كنت تايه... مكنتش واعي لأفعالي... بس خلاص انا أدركت كل حاجة... مش هزعلك مني تاني... 
صمَت ياسر و ابعد عيناه عن ابنه... حزن يحيى... ف قد تمادي كثيرا و الآن يتذوق نتيجة أفعاله... 
" يا بابا... 
* امشي يا يحيى... 
" ليه ؟ 
* انا غلطت زمان لما رميت تربيتك كلها على امك... و عارف ان ده كله حصل بسببي... حتى جوازك من ريم كان بسببي... يمكن لو كنت واعي ليك و اهتميت بيك زي ما عملت مع عاصم و إسراء... مكنش ده كله هيحصل... انت اتغيرت اوي... بقيت شخص معرفهوش... 
" هرجع يحيى اللي انت تعرفه... سامحني بس... و هتشوف بنفسك اني هتغير... رجاءًا اديني فرصة اثبتلك فيها كلامي ده... انا مش عايز امشي... انا عايز افضل وسطكم... 
* وسطنا ؟ شكلك متعرفش ان ناهد طالبة مني الطلاق... 
" محصلش... 
* هكذب يعني ؟ بعد ما مشيت من البيت خالك جه كلمني و قالي ساعتها انها عايزة تتطلق... 
- بس انا غيرت رأيي يا ياسر... 
إلتفت لذلك الصوت... رأى ناهد أمامه... ابتسم بسعادة كأن الحياة رجعت له من جديد 
* ناهد !! 
وقفت أمامه و قالت 
- وحشتني على فكرة... 
* انتي اكتر... انا كنت همو*ت من القهـ,ـر عليكي...والله يا ناهد كانت غلطة... وَزِة شيطـ,ـان و عدت لحالها... انا لو كنت فعلا مش بحبك كنت هسيبك... لكن مقدرش اجبلك دُرة هنا... ده بيتك انتي و بس... انتي مراتي و ام عيالي و انتي اللي وصتلي معايا لحد هنا و شجعتيني لحد ما نجحت... مقدرش اعيش من غيرك... متمشيش تاني... 
- مش همشي... 
ابتسم و قَبَل رأسها و عانقها... 
- كفاية عشان يحيى قاعد على فكرة... 
* و هو ماله ؟ انتي مراتي و من حقي احضنك... 
- على فكرة... يحيى هو اللي رجعني هنا... لولاه مكنتش هتشوف وشي تاني... عِرف يقنعني... 
نظر ياسر الى يحيى الذي يبتسم لأن ابيه و أمه تصالحا... فتح والده زراعاه له و قال 
* تعالى هنا... 
فرح يحيى كثيرا و دخل في حِضن والده... ربت ياسر عليه برفق ثم كَنش له شعره... 
" يا بابا قولتلك مبحبش حد ينكشلي شعري... ما بصدق ارتبه... 
* شعرك طالع كثيف لامك... حتى نفس درجة الاسود التقيل لشعرها... قمر زيها... 
" ايه خلاص... هتعاكسـ,ـها قدامي ؟ 
* اخرس يا ولد... 
" خرست اهو... خلاص اجيب هدومي من الفندق و ارجع هنا ولا ايه يا بابا ؟ 
* اه طبعا هاتهم... ده بيتك و متمشيش منه تاني... آسف لأني طردتك... 
" انا آسف على كل اللي عملته... اتمنى تسامحني... 
* سامحتك... 
ابتسم يحيى و ظل في حضن والده و يستشعر حنانه الذي افتقده... كان عاصم يتمَشى في الطُرقة... مَرَ بالصدفة من جانب غرفة أبيه... وجد أباه مع والدته و يحيى أيضا... 
• لا كده اسمها خيا*ينة... ازاي انتوا التلاتة قاعدين هنا تحضنوا في بعض... و انا و الغلبانة إسراء من صباحية ربنا بنذاكر عشان الامتحانات ؟ والله لافضحـ,ـكم ( عَلَى صوته ) يا بت يا اسراااااء.... 
ظل ينادي عليها حتى اتت إسراء
° فيه ايه ؟ 
• بصي... هم التلاتة هنا بيحضنوا بعض... و سايبنا انا و انتي عايمين وسط الكتب... 
° اخس عليكم... مكنش العَشم أبدًا... 
ضحكوا عليهم و أشارت ناهد لهم بالمجئ إليهم... ركضوا إليهم و دخلوا في ذلك العناق الاسري اللطيف الخُماسي... 
كانت رهف جالسة على السرير... رابطة إشارب على رأسها و تبكي و تَسِـ,ـب يحيى 
* والله يا رهف انا مقدرة الحالة اللي انتي فيها بس اهدي شوية دي رابع عِلبة مناديل تخلصيها يا عيوطة... انتي عارفة المناديل وصلت بكام !! 
' انا... انا رهف مصطفى... اطرد و كمان يمنع توظيفي في أي شركة تاني !! ابن ناهد الكلـ,ـب... 
* طب ايه ذنب مامته ؟ 
' انا مش بشتـ,ـم عليها... بشتـ,ـم على ام وشه اللي شبه الجوافة ده... والله ما عرفت تربيه... انا بستغرب ازاي ناهد السُكرة دي... تخلف النطـ,ـع ده... 
* انتي اهدي بس... كل حاجة هتتحل... و لما يعرف الحقيقة اديه فوق دماغه بالجز*مة... 
' انا مغـ,ـلولة منه... عايزة امسك كده ايده و اعضهـ,ـا عـ,ـضة اصعب من عـ,ـضة سمكة القر*ش... عايزة امسكه كده او*لع فيه... على فكرة يحيى ده لو اتجوز و خَلف هتبقى مصـ,ـيبة... ده كائن حقيـ,ـر مينفعش يتكاثر... لانه لو تكاثر و  بقى فيه منه نُسخ كتير هتبقى مدعكة و قر*ف على المجتمع... صنفه ده مفروض ينقر*ض... 
* انا مش عارفة اضحك ولا ازعل... بس خلاص يا حبيبتي اهدي... متاكليش في نفسك عشانه... ميستاهلش اصلا... 
' على رأيك... على العموم انا لقيت وظيفة و اتقبلت فيها... 
* بجد ؟ فرحتيني... في انهي شركة ؟ 
' مش في شركة... 
* اومال فين ؟ 
' كاشير في سوبر ماركت... 
* كاشير ؟! انتي مصدقة اللي بتقوليه ؟ يا بت ده انتي معاكي 6 لغات... اي شركة تتمناكي... ازاي تنزلي لوظيفة كاشير ؟ 
' اهو ده اللي لقيته... احسن ما ابقا عاطلة و قاعدة طول اليوم هنا في وش الحيط... بعدين الشغل مش عيب أيًا كان مُسمى الوظيفة... 
* و الكاشير ده مرتبه كام ؟ 
' 4000 جنيه... 
* يا ربي... من 13 ألف دولار... إلى 4000 جنيه ؟ بذمتك دول هينجزوا ايه ؟ خليكي عاطلة احسن... 
امسكت رهف الوسادة و وضعتها على وجهها و ظلت تصرخ بداخلها و تضر*ب السرير بقدماها... عانقتها حبيبة حتى تهدأ
- ده كل إيراد الصيدلية الشهر ده يا دكتور خالد... 
* خصمتي منهم مرتبك انتي و زميلك ؟ 
- اها... 
* تمام... شكرا... 
- العفو... تنور في اي وقت... 
ابتسم لها خالد ابتسامة خفيفة و أخذ المال وضعه في حقيبته... ثم خرج... وجد يحيى أمامه 
" طب بذمتك... انا موحشتكش ؟ 
تفاداه خالد و أكمل طريقه... و يحيى مشى بجانبه 
" للدرجة دي انت شايل مني ؟ 
لم يرد عليه... تنهد يحيى و امسكه من ذراعه 
" طب اضر*بني... لكن متقعدش ساكت كده... يعني انا لولا افتكرت ان آخر الشهر جه و اكيد هتعدي على الصيدلية و جيت هنا... لولا كده مكنتش هشوفك خالص ؟ 
* عايز ايه يا يحيى ؟ 
" مهما اتخانقنا... احنا لسه صحاب... 
* لا مش صحاب يا يحيى.... ابعد عن طريقي
" انت ازاي بتقول كده ؟ 
* واحد كان عايز يقـ,ـتلني عشان منعته من دخول السجن... هقوله ايه غير كده ؟ 
" انا عارف اني غلطت في حقك... مكنش لازم أمد ايدي عليك... انا آسف
* يحيى انت عمرك ما سمعتني... زمان كنت تفرح لما انصحك... أما دلوقتي مش انت مش طايق اي كلمة مني... 
" مين قال كده ؟ 
* افعالك... 
" انا آسف... والله هتغير... 
* معتقدش انك تتغير... عدى اكتر من 3 سنين... متغيرتش فيهم ليه ؟ 
" هتغير... و هتشوف بنفسك... هرجع يحيى اللي تعرفه... صحابك و اخوك الصغير... 
* امشي يا يحيى...
شد ذراعه من يده و ذهب... وقف يحيى مكانه ينظر له و هو يذهب... لـ,ـعِن نفسه لانه لم يستمع له من البداية... كيف خسر صديقه المقرب ؟ لقد تبعثرت صداقتهم للابد... ف يحيى يعرف خالد جيدًا... عندما يحزن بشدة من أحد يقرر الاختفاء و التخلي مثل ما فعله معه منذ فترة و الآن !! ظل ينظر لضِله حتى اختفى من مرأى اعينه... تنهد يحيى بحزن و نظر للأرض... إلتفت ورائه ليذهب... صُدم عندما وجد خالد بوجهه 
* بخ يا يحيى... 
" ازاي انت هنا ؟ انت مشيت قدامي... 
* اه فعلا... بس لفيت من الشارع التاني... 
" زعلان مني ؟ 
* لا... اظن اتربيت كويس و عرفت قيمتي في الايام اللي غبتها... صح ولا ايه ؟ 
" صح... انا كنت تايه من غيرك... مش عايز اخسرك... 
ابتسما لبعضهما ثم عانقه خالد... ثم ضر*به بمزاح 
* بس ايدك طلعت تقيلة...  مكنتش مفكر انك شديد كده... ده انا لحد الآن مناخيري وجعا*ني من البوكس بتاعك... 
" مش هعمل كده تاني... توبنا... 
* الاشاعات اللي سمعتها دي صح ؟ هترجع يحيى صاحبي ؟ 
" اه... 
* الشارع اللي وراه... 
ضحكا في صوت واحد... وضع خالد يده على كتفه و قال 
* نرجع نصـ,ـيع في المطاعم و نضر*ب بالعشر طباق كُشري ؟ 
" نرجع و ماله... بس خُد هنا... انا روحتلك شقتك... لقيت الباب مقفول بالقفل... كنت فين ؟ 
* ما أنا عزلت... 
" امتى الكلام ده ؟ 
* من كام شهر اشتريت شقة... و كنت هقولك اني هعزل من العمارة المعفـ,ـنة اللي كنت ساكن فيها... بس حضرتك اتخانقت معايا... فقولت اختفي فيها لحد ما تتربى
" مش هيحصل تاني... انا حرمت خلاص... هو انا عندي كام خالد... اتصالحنا خلاص ؟ 
* ايوة... كنت واحشني على فكرة... تعالى اوريك شقتي... 
" توريني الشقة ولا فيه شوية مواعين مزنوق فيهم و عايزني اغسلهملك ؟ 
* بحب غسيلك انت... اخلص يا يحيى تعالى ساعدني... المطبخ مليان مواعين... امشي يلاااا... 
ضحك و ذهب معه... 
الساعة 11 ليلًا....... 
كانت رهف عائدة لشقتها بعد ما انهت أول يوم عمل لها في السوبر ماركت... وقفت عند محطة الاتوبيس على أمل أن تجد أي وسيلة مواصلات لتعود للمنزل... كانت حزينة و معنواياتها النفسية محطـ,ـمة للغاية... فهي لا تصدق ولا تستوعب انها عادت لنفس ألايام التي عاشتها بالماضي بعد ما تعبت و بذلت مجهود كبير حتى تعيش حياتها مثل الباقي... هااا هي عادت لنقطة الصفر !! 
' كل ده بسبب الغتت يحيى اللي اد عمود النور ابو قفا طويل... 
" انا قفايا طويل ؟ 
هذا الصوت... انه صوت يحيى !! رفعت رأسها وجدته بالفعل أمامها... جلس بجانبها و قال 
" محدش عَلمك ان التنـ,ـمر حرام ؟ 
' كانوا علموك انت الأول يا فالح... 
قالتها بغضب ثم سحبت حقيبتها و نهضت... ضحك يحيى من رد فعلها... مشت رهف لكن يحيى جاء ورائها و امسك يدها 
" استني يا رهف... 
' عايز ايه !! 
" اول مرة اشوفك متعصبة بالشكل ده و بتردي بالأسلوب ده... اهدى شوية 
' ده أنسب أسلوب أرد عليك بيه يا بارد... 
" بارد ؟ 
' اه بارد... سيب ايدي كده... 
ضر*بته بكلتا يداها على صدره و دفعته بقوة 
" يخربيتك ايدك تقيلة... مين يصدق ان الكيوت دي بتضر*ب بالشكل ده... ( ذهب ورائها و ينادي ) استني يا رهف
لحقها مجددا و قال 
" عايز اتكلم معاكي... 
' لا متتكلمش... و اخفى من قدامي بدل ما اشو*هلك وشك المستـ,ـفز ده... 
" الآه ؟ مش ملاحظة ان لسانك بقا طويل ؟ 
' مش اطول من قفاك... 
" لا كده غلط كبير... عيب يا رهف انا قفايا طوله عادي !! 
' لا واضح... هتمشي من قدامي ولا اصرخ ألم الناس عليك ؟ 
" اهدي يا رهف... انا عايز اتكلم معاكي... 
' تتكلم ليه معايا ؟ مش انا حرا*مية ؟ ابعد عني بدل ما اعديك بمر*ض السر*قة اللي عندي... 
" اهو انا عايز اتكلم معاكي بخصوص كده... 
' ايوة ايوة قولي اني حرا*مية و سر*قتك تاني... 
" لا انتي مسر*قتيش حاجة... هو انا لسه معرفتش مين عمل كده... بس متأكد انك مسر*قتيش حاجة... 
' بجد يا صغننة ؟ جاي تتأكد بعد ما دمر*تلي حياتي ( دفعته بقوة ) ده انت طردتني... خليك سيرتي على لسان كل فرد في الشركة... و فوق ده كله قطعت رزقي من الشركات التانية... في الآخر بقيت كاشير في سوبر ماركت بقف على رجلي 12 ساعة و باخد 4000 جنيه بس !! 
" حلوة الـ 4000... 
' انت هتهزر معايا !! 
" اهدي و اسمعيني... 
' لا مش هسمع... و ابعد عني لانك لو اتقلبت قِرد من هنا للصبح انا لا هسامحك ولا هاجي تاني شركتك العِر*ه دي !! غو*ر ابعد من قدامي بقا... 
تركته لكنه أسرع بإمساك ذراعها و شدها إليه 
' ايه اللي انت بتعمله ده ؟! ابعد عني !! 
" مش هبعد... 
' ابعد يا يحيى احسنلك... 
" قولتلك مش هبعد... 
جاء رجل كبير في سن و قال 
* في حاجة معاكي يا بنتي ؟ 
دفعت يحيى و ابتعدت عنه... نظر الرجل المُسن ليحيى و كيف كان قريب من رهف 
* الشاب ده بيضايقك ؟ 
نظر يحيى لرهف و رهف نظرت ليحيى و قالت بسرعة 
' اه بيضايقني... ده كمان كان لسه بيتحر*ش بيا... 
" اتحر*ش بيكي ؟! 
' ايوة... كان بيعا*كسني و بيقول كلام قلـ,ـيل الأدب... 
" انا ؟! 
' ايوة انت... و عايزني اروحله الشقة... 
" انا ؟! 
' ايوة انت... و لما رفضت اروحله الشقة يا عمو كان عايز يبو*سني في بؤي بالعافية... 
" انا ؟! 
' ايوة انت... 
* ايه يا بني كل ده... دي زي اختك... ازاي تعمل معاها كده ؟ ملقتش يربيك ؟ محدش قالك ان ده غلط و حرام ؟ 
' عشان وحيدة و مليش حد عايز يتسلى بيا... مفكرني زي البنات الو*سخة اللي ماشي معاهم... 
* ليه يا ابني كده ؟ ترضى حد يعمل كده مع اختك ؟ 
" يا عمي دي قريبتي... في خلاف ما بينا و كنت بصالحها مش أكتر... 
' كذااااب... بُص يا عمو ( رفعت يدها ) قطعلي زُرار الشيمز بتاعي بسبب تحر*شه بيا... 
كان يحيى مذهولًا مما قالته رهف أمام ذلك الرجل... 
* لا كده كتير... انا هربهولك ( عَلى صوته ) يا رجالة... 
جاؤوا مجموعه من الرجال و سألوا عما يحدث هنا 
* الجدع ده كان بيتحر*ش بالنت الغلبانة دي... قطعلها زُرار الشميز و كان يبو*سها من بؤها بالعافية... عايزكم تعملوا الواجب معاه... 
نظروا ليحيى و انقضوا عليه في الحال... قالت رهف
' ايوة كده يا رجالة... اعملوه بوفتيك... تسلم ايدكم... 
ضحكت رهف و اخذت حقيبتها و ذهبت... 
" في سوء تفاهم... يا رجالة والله ما كنت بتحر*ش بيها...
- اهو كل المتحر*شين اللي زيك بيقولوا كده... 
• العالم مش هينضف غير لما اشكالكوا تختفي من وش الدنيا... 
" يا رجالة والله انا مظلوم !! 
ضر*بوه بالفعل و هو قاوم و استطاع الهروب منهم... كانت رهف تتمشى في الشارع و تغني و في غاية السعادة 
' هي الشماتة حرام بس انا شمتانة فيه... احسن يستاهل...
فجأة وجدت سيارة يحيى تقف في وجهها... نزل من السيارة و نظر لها بغضب... وجدت كدمة بوجهه... أشار لها بيده و قال 
" شايفة بسبب كذبك خلتيهم يعملوا في وشي ايه !!  
' مش مهم... المهم انك فعلا كنت محتاج العَلقـ,ـة دي... تعيش و تاخد غيرها يا مستر يحيى... تستاهل... 
" بقا كده ؟ 
' اه بقا كده... اتفلق... 
كانت ستذهب لكن وجدت يحيى يحملها بين يديه... شهقت بذعر و نظرت له و صرخت في وجه قائلة 
' انت بتعمل ايه ؟! نزلني !! 
ابتسم بشَر و قال 
" تصدقي وزنك حلو... 
' يحيى بقولك نزلني !! 
لم يستمع لها و مشى لحد سيارته... ظلت تقاومه لكي تذهب لكن لم يتركها و ادخلها في سيارته رغمًا عنها و اقفل الباب جيدا و ركب سيارته و ذهب بها... 
حاولت رهف فتح باب السيارة لكن لم تنجح... ركلت الباب بقدمها كذا مرة 
" بتضر*بي ازاي الباب برجلك يا متـ,ـخلفة... انتي عارفة العربية دي بكام ؟! 
' ده انت المتـ,ـخلف... ازاي تحسبني هنا ؟ نزلني من العربية دي يا يحيى بدل ما اكسـ,ـرها فوق دماغك... 
" مش هتنزلي قبل ما نتكلم... 
' مش عايزة اتكلم معاك... سيبني بقا... 
" مش هسيبك... عارف انك مضايقة مني و ليكي حق تتعصبي بالشكل ده... عشان كده نتكلم... 
' انا مش عايزة صوتك اصلا ولا اشوف خِلقتك دي... بعدين انت اخدني على فين ؟ 
" لأي مكان هادي نتكلم فيه... 
' مش هتكلم معاك يا يحيى... احسنلك نزلني... 
" مش هنزلك ولا اسيبك... افركي زي الفرخة في العربية براحتك... مش هسيبك النهاردة... 
' انت واحد بارد و متكـ,ـبر و مغـ,ـرور... اوعا تفكر اني هنسى اللي انت عملته... أنا بكر*هك !! 
اصدمت السيارة بشيء لكن يحيى ضغط على الفرامل و قبل أن تصطدم رهف بالزجاج... وضع يده عليها حتى لا تتحرك و حماها... 
" انتي كويسة ؟! 
نظرت له و هي في حالة ذهول مما حدث الآن... 
" رهف... انتي كويسة ؟ 
اومأت له إيجابًا على سؤال... 
" العربية خبطت في حاجة... هنزل اشوف في ايه... 
و بالفعل نزل من السيارة... وجد نفسه في طريق فارغ شبه مُعتم ولا يوجد به غير عمود إنارة واحد فقط ولا يوجد به ناس... لاحظ ان هناك جذع نخلة كبير على الارض و هذا ما اصطدمت به السيارة... نزلت رهف و رأت الجذع 
' العربية خبطت في ده ؟ 
" اه... 
' الشارع اللي وراه... 
" ههه دمك خفيف... 
' خفيف غصب عنك... منك لله... كنت هتمو*تني... 
" والله ؟ مش سيادتك شغالة تتخانقي معايا مخلتنيش اشوف قدامي... 
' إلزق السبب فيا انا دلوقتي... انت اللي خطفتني !! 
" كنت عايز اتكلم معاكي مش أكتر... و اضر*بت ظلم بسببك و دلوقتي العربية اتخبطت و قاعدين في حتة مقطوعة... 
' تستاهل كل اللي حصلك... بعدين انت اللي جبتنا هنا... 
" جبتنا هنا بسبب زعيقك و مشوفتش اصلا انا داخل قي انهي حته... 
' اقولك ايه انا متصدعة لوحدي... بطل رغي متتكلمش معايا و رجعني بيتي... 
" قصدك شقة حبيبة 
' انا و حبيبة واحد... ملكش دعوة... اخلص اركب ام عربيتك دي و رجعني البيت بخير... 
" طيب يا ختي اركبي... 
إلتفو هم الاثنان... وجدوا عُمر أمامها و معه مجموعة من الرجال... اتسعت عينا رهف و قالت بتفاجئ 
' عمر ! 
* ازيك يا رهف ؟ ليا مُدة مشوفتكيش... اصل كنت في المستشفى... 
" ألف سلامة يا عمر الصاوي... 
قالها يحيى بإبتسامة شريرة... ضحك عمر و قال 
* يحيى ياسر الكيلاني بنفسه قدامي... ياااه الدنيا طلعت صغيرة فعلا يا جدع... مين كان يفكر اننا هنتقابل في يوم... 
" يمكن اتقابلنا بسبب عمايلك الو*سخة... 
* بسبب عمايلي الو*سخة !! ( نظر لرهف و اكمل ) مش قولتلك يا رهف اللي بينا ده سِر و حذرتك انك متخليش ابن الكيلاني ده يعرف حاجة ؟ 
' ابعد عننا يا عمر و شيل رجالتك دول عن طريقنا... 
* وااو ده بقا في تطور و بقيتي تتكلمي بصيغة الجمع... زعلتيني بجد... ده حتى انا احلى منه... ازاي تفضليه عليا ؟
" كلامك يبقى معايا مش معاها... 
* ليه بقا ؟ انت مين اصلا عشان تتدخل بينا ؟ 
" بُص لرجلك اللي انت مش قادر تمشي عليها غير بالعكاز و تعرف انا مين... 
اجتاح الغضب وجه عمر و قال 
* رهف تعالى هنا... عشان مينفعش تشوفي اللي هيحصل ده... 
امسك عمر يد رهف... غَلى الغضب بداخل يحيى و ضغط على أسنانه بغضب... و في الحال ابعد يد عمر عن رهف و وقف أمامها ليحميها بظهره و قال بغضب مكتوم 
" لو قربت منها او لمـ,ـست شعرة وحدة منها... هقتـ,ـلك !! 
* يا ماما... مفروض اخاف لما تحمرلي عيونك و تفردلي كتافك ؟ 
" لازم تخاف... 
* ليه بقا ؟ 
" عشان كده... 
و بحركة سريعة ركله بركبته تحت الحزام... وقع عمر على الارض متألمًا... في تلك اللحظة إلتفو رجالة عمر حول يحيى و رهف و وجههوا مسد*ساتهم عليهم... صعَد الخوف لقلب رهف... تشبست بملابس يحيى من خوفها 
" اهدي متخافيش... 
صرخ عمر متألمًا من ركلة يحيى القوية... استند على عكازه و نهض بصعوبة... نظر ليحيى بكل غِل و غضب 
* والله لدفعك تمن اللي عملته ده !! 
" اوبس... شكلي كده ضعيت مستقبلك... 
* بس انا هضيعلك حياتك مقابل كده... 
أشار لرجاله بالهجوم و انقضوا عليه... دخلوا في مُشادة قوية دامت لدقائق لكن يحيى ضر*بهم جميعًا و تغلب عليهم و اوقعهم أرضًا و مازال مستمرًا في ضر*بهم... استغل عمر انشغال يحيى بضر*ب رجالة... امسك يد رهف و شدها إليه... 
* انتي هتيجي معايا... سيبتك حُرة كتير... 
' لا يا عمر... أرجوك سيبني... 
لم يستمع لها و هي ظلت تقاومه حتى تهرب لكن لم تنجح... اوقع يحيى آخر رجال عمر أرضًا و خافوا منه و تراجعوا هاربين... نظر الى رهف... وجد عمر يجرها لسيارته رغمًا عنها... ركض إليها مسرعًا و دفع عمر بعيدًا عن رهف ثم امسكه من ملابسه و ضر*به بالبوكس ثم بالروسية و وقع عمر على الارض يشعر بأن جمجمته قد كُسـ,ـرت... إلتفت الى رهف و قال و هي ينظر لها بتفحص 
" انتي كويسة ؟! 
اومأت له إيجابًا... لكن كانت خائفة مما حدث الآن أمامها و شفتاها تتخبط في بعضهما من الخوف و جسدها يرتعش... لاحظ يحيى انها خائفة كثيرا... لم يعرف ماذا يفعل حتى تهدأ... ف قام بضمها إليه و عانقها و ربت على شعرها برفق...  تفاجئت رهف من عانقها له و ظنت انها تتخيل مثل العادة... لكن لا... هذا العناق حقيقي... اغمضت عيناها و سندت رأسها على صدره حتى هدأ قلبها رويدًا رويدًا... 
كان عمر لا يستطيع النهوض لانه قوته نفذت... استشاط غضبًا عندما رأى يحيى يعانق رهف... نظر الى جانبه وجد مسد*س مُلقى على الارض سقط من احدى رجاله... زحف حتى وصل الى مسد*س ... شد الزناد و قال 
* يحيى... 
نظر له يحيى و بحركة سريعة ضغط على المسد*س و أصاب يحيى !! 
صرخت رهف قائلة 
' يحيى !! 
تنا*ثر الد*م من جسد يحيى و فقد توازنه و وقع على الارض !! 
يتبع........ 
" انتي كويسة ؟! 
اومأت له إيجابًا... لكن كانت خائفة مما حدث الآن أمامها و شفتاها تتخبط في بعضهما من الخوف و جسدها يرتعش... لاحظ يحيى انها خائفة كثيرا... لم يعرف ماذا يفعل حتى تهدأ... ف قام بضمها إليه و عانقها و ربت على شعرها برفق...  تفاجئت رهف من عانقه لها و ظنت انها تتخيل مثل العادة... لكن لا... هذا العناق حقيقي... اغمضت عيناها و سندت رأسها على صدره حتى هدأ قلبها رويدًا رويدًا... 
كان عمر لا يستطيع النهوض لانه قوته نفذت... استشاط غضبًا عندما رأى يحيى يعانق رهف... نظر الى جانبه وجد مسد*س مُلقى على الارض سقط من إحدى رجاله... زحف حتى وصل الى مسد*س ... شد الزناد و قال 
* يحيى... 
نظر له يحيى و بحركة سريعة ضغط على المسد*س و أصاب يحيى !! 
صرخت رهف قائلة 
' يحيى !! 
تنا*ثر الد*م من جسد يحيى و فقد توازنه و وقع على الارض !! 
وضعت رهف يدها على فمها ولا تصدق ما جرى الآن... و الدموع تغلغت في عيناها عندما رأته أُصيب أمامها... نهض عمر بصعوبة و اقترب من رهف... امسك يدها و قال 
* هتيجي معايا... مستحيل اسيبك للحيو*ان ده... 
غضبت رهف لانه امسك يدها... و بحركة سريعة سحبت المسد*س من بنطاله و دفعته بعيدا عنها و وجهت المسد*س عليه و قالت بغضب 
' لو ممشيش من هنا يا عمر.. هقـ,ـتلك... والله هقـ,ـتلك !! 
* نزلي المسد*س ده يارهف و اهدي... خلينا نتكلم بهدوء... 
' نتكلم ايييه ؟! انت قـ,ـتلته !! 
* كان لازم يمو*ت... قولتلك مفيش حد على الدنيا كلها هياخدك مني... 
' خَدك إبليـ,ـس يا *****.... بقولك ايه... لو مبعدتش عني هقـ,ـتلك !! 
* انتي تقـ,ـتلي ؟ ده انتي بسكوتة و بتخافي من ضِلك... 
' مفكرني بهزر ؟
ضر*بت طلقـ,ـة من المسد*س على الارض و كانت على وشك ان تصيبه بالفعل... ذعر عمر... انها فقدت صوابها بالفعل... رجع للوراء و قال 
* ماشي يا رهف... هنتقابل تاني... بس و رحمة أمي ما هرحمك !! 
تراجع و ركب سيارته و ذهب... أخرجت رهف منديل من جيبها و مسحت بصماتها من المسد*س ثم ألقته على الزرع... عادت ليحيى... جست على ركبتيها و امسكت رأسه اسندتها على رجلها... وضعت يدها على وجهه و قالت 
' يحيى... قوم... قوم و النبي... 
ضغط يحيى على جَرحه بيده حتى اصبحت كلها مليئة بد*مِه... لكن يحاول ان يسطر على نز*يفه... أصدر أنين متألمًا ف عرفت انه مستيقظ... 
' ثواني و جاية حالًا... 
ذهبت لسيارته... امسكت حقيبتها و اخرجت منها هاتفها لتتصل على الاسعاف... هنا كانت المشكلة... شبكة الاتصال معدومة في تلك المنطقة... اخذت هاتف يحيى لترى الشبكة... نفس الشيء... ليس هنا إرسال... 
ركبت السيارة و حاولت ان تشغلها... لكن لم تعمل... ظنت أن البنزين قد فرغ... فتحت تانك الوقود وجدت ان به وقود كثيرا ولا تحتاج السيارة لأي وقود... أدركت أن الاصطدام الذي حدث منذ قليل ضَرَ بالسيارة... كيف ستنقذه ؟! 
عادت إليه و ظلت تحركه 
' يحيى... مفيش شبكة هنا و العربية عطلت... هنخرج ازاي من هنا ؟ 
سمعت صوت عواء ذئاب... خافت كثيرا... فتح عينيه بصعوبة و يحاول إلتقاط أنفاسه
" مينف... مينفعش نقعد في الشارع كده... المن... المنطة دي خطر... 
' طب اعمل ايه ؟! 
" ساعديني اقوم... 
اومأت له و امسكت ذراعه اسندته على كتفها و ساعدته على النهوض... اخذته للسيارة... جلس على كُرسي القيادة و أشار لها أن تركب هي أيضا... ركبت و اغلقت الباب جيدًا... رغم ألمه لكن تحمل و حاول تشغيل السيارة لكن لم تعمل و ظل يحاول مراتٍ عِدة 
' يحيى مينفعش تتحرك كده... انت بتنز*ف ! 
ترك دراجة القيادة و اسند ظهره للخلف و ظل يأخذ شهيقًا و زفيرًا متتاليًا... رهف غلبتها دموعها ولا تعرف ماذا تفعل... نظر لها يحيى و قال بتعب
" متعيطيش... 
' انت نز*فت كتير و مازلت بتنز*ف... لازم تروح المستشفى... 
" شكلنا مش هنخرج من هنا... بصي... الرصاصة لو قعدت في جسمي اكتر من 40 دقيقة... دمي هيتصفى و همو*ت... 
' طب هنعمل ايه ؟! 
" انتي هتخرجي الرصاصة... 
' ايه !! 
" في الكنبة اللي ورا هتلاقي صندوق إسعافات... هاتيه و افتحيه و هتلاقي فيه كل اللي يساعدك... 
' مش هعرف... انا معرفش حاجة في الطِب... مش هعرف اخرج الرصاصة... 
" لازم تخرجيها... 
' مقدرش ! 
" يا رهف اسمعي... انا مش قادر اتكلم... اعملي اللي بقولك عليه... 
' افرض فشلت ؟ 
" انتي عايزة تساعديني ولا لا ؟ 
' اكيد عايزة اساعدك... 
" يبقى لازم تنجحي و تخرجيها من جسمي... 
' بس.... 
امسك يدها و قال بأ*لم 
" يا رهف أرجوكي... مفيش وقت للكلام... دمي بيتصفى !! 
اومأت له و مسحت دموعها... اخذت صندوق الاسعافات و فتحته و فتحت نور السيارة... ضغطت زِر كرسيه حتى يمسل قليلا للوراء... فتحت الصندوق و نظرت لكل الموجود فيه... 
' معقم الجر*وح فاضي و مفيش مخـ,ـدر... 
" مش مهم... المهم تخرجي الرصاصة... 
' طب لازم المخـ,ـدر... مش هتستحمل ألمـ,ـها... 
" هستحمل... 
لا تعرف كيف سيتحمل ألمهـ,ـا... لكن ليس بيدها شيء... فتحت زُرار قميصه برفق و ابعدته عن الجر*ح... رأت مكان الرصاصة... انها في صدره الأيمن... 
' انا مش عارفة اعمل ايه ! 
" المَلقاط الطبي اللي عندك... امسكي بيه الرصاصة و خرجيها... 
' معتقدش اني هعرف اعمل كده... 
" رهف اعملي اللي بقولك عليه و اخلصي ! 
لم تجد جدوى من التراجع و الخوف... يجب أن تنقذه و توقف ذلك النز*يف... أمسكت المُلقاط و اقترب منه... مجرد ما لمـ,ـس المُلقاط جر*حه... صرخ متألمًا... رجعت رهف للوراء و تركت المُلقاط من يدها 
' انا آسفة اوي... مقصدش او*جعك... قولتلك لازم المخـ,ـدر... 
" ملكيش دعوة يا رهف... خرجيها من جسمي... هاتي أي قُماشة اعـ,ـض فيها لحد ما تخرجيها... 
اومأت له و ظلت تبحث حولها عن أي قُماشة لكن لو تجد... فتحت حقيبتها و أخرجت منها شال صوف و مررته له... اخذه منها و وضعه في فمه ليكتم صوت صراخه... أشار لها بيده أن تبدأ... امسكت المُلقاط مجددا... و ظلت تمسح الدم بالقطن حتى ترى الرصاصة... رأتها أخيرا... قرّبت منه المُلقاط و دخل في جرحه... تحرك بأ*لم و يصرخ و هو يـ,ـعُض الشال الذي في فمه و عروق جبهته برزت من الأ*لم الذي يشعر به... تمالكت رهف اعصابها و لم تتراجع هذه المرة... ضغطت على جر*حه بيدها و حاولت قدر الإمكان أن لا تخطئ... بعد تدقيق الرؤية لدقائق اخيرا امسكت الرصاصة بالمُلقاط و اخرجتها من جسده برفق... نظر يحيى للسقف تصبب العرق من جبهته و صدره يعلو و يهبط... أحس ان روحه تُسحب من جسده في تلك اللحظة بسبب ما شعر به من الأ*لم... 
نظر لرهف بعيناه المتعبتان و قال 
" نجحتي... 
ابتسمت له رهف... هذه اللحظة الصعبة مرة اخيرا... اعادت كل شيء لمكانه... فتحت كيس قُطن آخر و مسحت كل الد*م مكان الرصاصة و حول جَر*حه... ربطت جَر*حه بالقُماش جيدًا حتى لا ينز*ف مجددا... و مسحت العرق من جبهته و على رقبته و فتحت زجاجة المياة و وضعت يدها تحت رأسه لتساعده في شُربها... 
' في حاجة تاني اعملها ؟! 
نفى برأسه بمعنى لا 
" شكرا يا رهف... 
' انا اللي مش عارفة اشكرك لانك حميتني منه ولا اتأسفلك لان كل ده حصل بسببي... 
" انتي ملكيش ذنب في أي حاجة... هحميكي منه دايما... سامحيني يا رهف !! 
سكتت قليلا ولا تعرف ماذا تقول... 
" أنا عارف اني غلطت في حقك... أنا آسف... سامحيني... 
' مش وقته الكلام ده... المهم انت كويس ؟ 
" كويس... و هبقى احسن لو سامحتيني... 
' الكلام الكتير غلط عليك... 
" رهف... متتهربيش مني... 
ابعدت عيناها عنه و مثَلت انها تبحث عن شيء بداخل حقيبتها 
" رهف... 
' كنت حطاه هنا... راح فين ؟ 
" يا رهف... 
' معقول نسيته عند حبيبة ؟ 
" رهف... بصيلي... 
' ولا ممكن اكون نسيته في السوبر ماركت ؟ يلهوي !! 
" رهف انا بكلمك !! 
' شكله كده وقع مني في الشارع... 
ضجِر من تجاهلها له... امسك يدها و شدها إليه... نظر لعيناها و قال 
" بتتجاهليني ليه ؟ 
' مش بتجاهلك... 
" والله ؟ واضح اوي... 
' جعان ؟ 
" رهف فكك مني... اديني إجابة واضحة... هتسامحيني ولا لا ؟ 
' لا... 
تعجب من سرعة إجابتها... 
' طول الشهر اللي عدى ده... انا عانيت كتير بسببك... مع اني مكنتش استحق كده... لكن انت مسمعتنيش... مدتنيش فرصة حتى ادافع عن نفسي... بقيت في نظر كل زمايلي وحدة حرا*مية و اطردت عشان مديت ايدي على فلوس مش فلوسي... 
" صدقيني... ساعتها انا كنت مخلبط و تايه و مش عارف انا بعمل ايه... 
' اه و تقوم تفرغ عصبيتك فيا انا بعمل كل اللي عملته معاك ؟ 
" عارف اني غلطت... انا رجعتلك عشان تسامحيني... اوعدك إني مش هعمل كده تاني... سامحيني و ارجعي الشركة... مكانك لسه موجود... 
' مش هرجع الشركة... مش هرجع لمكان متقدرش فيه تعبي و شغلي و كمان اطعـ,ـن فيه شرفي و اتهمت فيه بالسر*قة... 
" رهف انا... 
' انت لسه تعبان... كفاية كلام عشان متتعبش اكتر... 
عَرف انها لا تريد التحدث معه... تنهد بحزن و صمت... 
اخرجت من حقيبتها زجاجة عصير فراولة... مررتها له و قالت 
' يعوض شوية من الد*م اللي نز*فته... اتفضل اشرب... 
" مش عايز... 
' مش وقت تنا*كة و وسوسة حوار مش بشرب مكان حد... انت تعبان و لازم تستعيد قوتك من تاني... لسه هنقول إزازتك و إزازتي ؟ 
ابتسم من طريقتها... نظر إليها ف قالت 
' امسك... 
" يعني لسه قايم من عملية من غير مُخـ,ـدر و اتأ*لمت اوي... أكيد مش قادر اتحرك... لما اتصا*بت من شوية وقعت جامد عليها... ف وجعـ,ـتني... 
' و ايدك التانية ؟ 
" زعلت لما ايدي الاولى تعبت ف تعبت هي كمان... 
' والله ؟ 
" اه والله... 
' يحيى بطل تصرفات الاطفال دي... 
" انا ملاحظ انك شيلتي الرسميات... بقيتي تقولي يحيى على طول كده... 
' لأني مبقتش موظفة عندك... ف أقول اللي أقوله براحتي... هتشرب ولا لا ؟ 
" بقولك ايديا الاتنين وجـ,ـعِني... مفروض تحسي بيا شوية... 
' يعني اعمل ايه ؟ 
" شربيني انتي... 
' انت بتتكلم بجد ؟ 
" اه بتكلم بجد... 
' اشربك ليه ؟ شايفني الدادة بتاعتك ؟ 
" معلش استحمليني... ده هي مرة وحدة... 
' اوووف... طيب... 
فتحت الزجاجة و اقتربت منه و اشربته لها بنفسها... و هو طوال الوقت ينظر لعيناها السوداتين 
" ده معمول في البيت... 
' اه معمول في البيت... مستغرب ليه ؟ 
" انا بستدرك بس... طعمه حلو... 
' تمام... 
اغلقت الزجاجة و اخرجت من حقيبتها كرواسون محشو بالشيكولاتة... اكلت منه و هو كان ينظر لها و هي تأكل 
" بقولك يا رهف ؟ 
' نعم ؟ 
" ما تجيبي حتة من اللي بتاكليه ده... 
' مش كنت بتقر*ف تاكل مكان حد ؟... لسه ضا*ربة سجارتين حشيش.. اسكت لاحسن اضُرك... 
ضحك يحيى من كلامها و حاول التحرك لكن تأ*لم... لاحظت رهف و بسرعة تركت ما بيدها اقتربت منه و قالت بخوف 
' فيه ايه ؟ مالك ؟ 
" مفيش... بحاول اقعد كويس... 
' لا خليك مرتاح كده... 
اومأ لها و هي ساعدته أن يتكأ للوراء جيدا... نظر لعيناها و هي نظرت لعينيه... وجد يحيى حتة شيكولاتة بجانب فمِها... قرّب يده منها و مسحها... شعرت رهف بالحرج لانه لمـ,ـس وجهها... ابتعدت في الحال و عادت لتأكل... استغل يحيى انشغالها بالأكل... أكل قطعة الشيكولاتة التي مسحها من جانب فمها و ابتسم... نظرت له رهف و قطـ,ـعت نصف الكرواسون و اطعمته له بيدها و لم يرفض و أكله... و قبل ان تبعد يدها عنه امسكها و وضعها على وجهه... توترت رهف و قالت 
' ايدي... 
" ايدك دافية... 
حرّك وجهه على يدها كأنه يستشعر دفئها... لكن رهف سحبت يدها من على وجهه و قالت
' انت بردان ؟ 
" شوية يعني... 
جلبت معطفه من الخلف و كانت ستساعده على إرتدائه لكنه رفض 
" جمبي اليمين كله وا*جعني... مقدرش اتحرك و ألبسه... غطيني بيه... 
اومأت له و غَطته جيدا به 
' كده تمام ؟ 
" تمام... شكرا يا رهف... 
' العفو... هو احنا هنفضل هنا كتير ؟ 
" مش عارف... نستنى لحد بكره اكون بقيت احسن من كده عشان اشوف العربية مالها... 
' اه... ماشي 
" لو عايزة تنامي... نامي... 
' و انت هتفضل صاحي ؟ 
" لو جالي نوم هنام... 
' تمام... 
إلتفت رهف للجانب الآخر... اغمضت عيناها و هي تحاول النوم لانها تعبت كثيرا اليوم... أما يحيى لم يُنم... ظل مُستيقظًا... يراقبها... أو يشبع برؤيتها... فقد اشتاق لها كثيرا لكن قلبه لا يعترف بهذا... 
* اخوك فين يا عاصم ؟ 
- روحتله الشركة ملقتهوش... و كذلك الفندق... سألت خالد قالي انه مشي من عنده من الساعة 10... 
* الساعة 3 دلوقتي... و هو مش متعود يفضل لحد دلوقتي بره... مش بيتأخر غير لو كان عنده شغل كتير لسه مخلصهوش... طالما مش قاعد في الشركة ولا الفندق ولا عند خالد و تليفونه مقفول... هيكون راح فين ؟ 
- مش عارف يا بابا... 
قالت ناهد 
• طب اتصلوا برهف... هي السكرتيرة بتاعته و معظم وقتها معاه... ممكن حصلت مشكلة في الشركة و بيحلوها... 
* يحيى طرد رهف من الشركة... 
• اييه ؟! امتى ده ؟ 
* من شهر تقريبا... 
• طردها ليه ؟ 
* في فلوس اتسر*قت من الشركة... تقريباً هي عملت كده ف طردها... 
• مستحيل... رهف بنت طيوبة و غلبانة... بعدين هو موظفها عنده امبارح ؟ ده عدى سنتين و هي موجودة في الشركة... لو كانت هتسر*ق كانت عملت كده من زمان... 
* معرفش هو ده اللي عرفته... المهم يحيى فين دلوقتي ؟!
رن جرس القصر... فتحت إسراء الباب و كان خالد... 
* خالد... فين يحيى ؟ 
- معرفش... مشي من بدري من عندي... 
* طب مقالش رايح فين ؟ 
- لا... انا جيت لما عاصم قالي انه لحد الآن مرجعش البيت... اتصلتوا عليه ؟ 
* اه... تليفونه مقفول... 
- كده في مشكلة... يحيى مش متعود يقفل تليفونه... 
* عشان كده انا خوفت... اتأخر اوي... 
- إن شاء الله يرجع بخير... هروح اسأل صحابه عنه... تعالى معايا يا عاصم
اومأ له و ذهب خالد و عاصم ليبحثوا عند اصدقائه و في اي مكان يذهب إليه يحيى... 
* اووف بقا... برضو تليفونها مقفول... روحتي فين بس يا رهف ! متخوفنيش عليكي... يارب تكوني بخير... 
طُرق باب الشقة... منْ سيأتي في ذلك الوقت ؟ صَعِد الخوف لقبها... أيعقل عمر عرف مكان هذه الشقة ؟ امسكت حبيبة الطاسة الحديد الثقيلة... وقفت خلف الباب و قالت 
* مين على الباب ؟ 
- افتحي يا آنسة يا حبيبة... 
* استاذ خالد ؟ 
- ايوة انا... 
نزعت القفل و فتحت الباب وجدت خالد و عاصم
* استاذ خالد... خير في حاجة ؟ 
- معلش اني جيت في الوقت ده... جاي اسألك على رهف... 
* رهف ؟! انت شوفتها ؟! هي فين ؟! 
- هي فين ؟! هي مش موجودة ؟ 
* لا... مفروض تكون رجعت البيت من بدري اوي... بس اتأخرت... معرفش هي فين و تليفونها مقفول... خايفة ليكون الز*فت اللي اسمه عمر ده لقيها و عملها حاجة... 
- غريب... 
* ايه الغريب ؟! 
- يحيى برضو تليفونه مقفول و مش عارفين هو فين... انا كنت جاي اسألك اذا كانت رهف تعرف عنه أي حاجة... 
* ايه ؟! ييقى هو اللي خـ,ـطفها... والله لو عملها حاجة هقتـ,ـله... مش كفاية اللي عمله فيها... كان قلبي حاسس... هو سبب اختفائها ده... 
- اهدي و بالراحة كده... يحيى هيخـ,ـطف رهف ليه اصلا ؟ و قصدك ايه باللي عمله فيها ؟ 
* اتهمها بالسر*قة و طردها و مش كده و بس... قطع رزقها من الشركات التانية و في الآخر بقت كاشير في سوبر ماركت... و النهاردة كان اول يوم ليها في الوظيفة الجديدة... كلمتها و هي الشارع و قالت مستنية مواصلة ترجعها البيت... الساعة 3 اهو و لحد الآن مرجعتش... 
- يحيى كان عندي و مشي الساعة 10 و لحد الآن مرجعش بيته... و مش موجود في الشركة ولا الفندق ولا عند حد من صحابه... و رهف نفس الحوار... يمكن هم الاتنين واقعين بمشكلة ؟! 
* يلهوي... رهف لا... رجعولي رهف... 
- إن شاء الله تكون بخير... انا همشي هندور عليهم انا و عاصم... لو عرفت اي جديد... هبلغك... 
* ماشي... 
ذهبوا و حبيبة اغلقت الباب 
* يارب رهف تكون بخير... يارب احميها... 
" مش عارفة تنامي ؟ 
' و انت عرفت ازاي اني مش عارفة انام ؟ 
" بتتحركي كتير... 
' مبحبش اغير مكان نومي... 
" ولا انا... طب بقولك ايه... طالما احنا الاتنين مش عارفين ننام... تعالي نرغي... 
إلتفت و نظرت له 
' نرغي في ايه مثلا ؟ 
" اي حاجة... بتفكري في ايه دلوقتي ؟ 
' حبيبة... تلاقيها هتمو*ت من القلق عليا... كله بسببك انت... لو مكنتش طردتني كان زمانا لسه بنشتغل سوا ولا البهدلة دي... 
" الآه ؟ ما انا اتأسفتلك كذا مرة و قولتلك ارجعي الشركة... 
' بعد ايه ؟ مش راجعة... مبسوطة بوظيفتي الجديدة... 
" واضح الانبساط... 
' بقولك ايه... متتكلمش معايا... 
" انا قولتلك نرغي مش نتخانق... 
' اهو اللي زيك كده مينفعش معاه غير الخناق... متكـ,ـبر و مغـ,ـرور و كمان موسوس !! 
إلتفتت و اعطته ظهرها... ضحك يحيى على طريقتها... ساد الهدوء بينهما لبعض دقائق... يحيى ينظر لها و ينتظر ان تقول اي شيء... فهو لم يتعاد على هدوئها... فجأة إلتفتت له و قالت 
' اقولك سِر ؟ 
ابتسم و قال 
" قولي... 
' زمان و انا صغيرة... كنت في تالتة ابتدائي... عضيـ,ـت ايد المُدرسة بتاعتي... 
" اوبااا... ليه كده ؟ 
' لانها كانت مسـ,ـتفزة... كل ده عشان اخدت تليفون ماما المدرسة اوريه لصحابي... شافته و سحبته مني... عِندًا فيا مسحت الصور اللي اتصورتها مع صحابي... حتى صور اللي صورتها لزرع المدرسة مسحتها... اتعصبت اوي... قومت عضيـ,ـت ايدها عَـ,ـضة... سابت علامة حَمرة اد كده في ايدها... 
" يخربيتك... و هي عملت ايه ؟ 
' صرخت و لَمِت المدرسة كلها عليا... و المديرة كتبتلي استدعاء ولي أمر... و ماما جات المدرسة بهدلتني... مع اني كنت غلطانة بس مندمتش عشان هي مسحت كل الصور... و في الأخر لمِت كل الناس عليا كأني أكلت كِليتها مش عضيـ,ـتها بس... و بطلت تدرّس للفصل بتاعي بعد الحوار ده... مكنتش عَـ,ـضة يعني... دي هي مأڤورة... 
ضحك يحيى بشدة و رهف سرحت في ضحكته... فهذه اول تراه يضحك أمامها... ضَحك من قلبه ليس بتصنع مثلما كان يفعل دائما... ظل يضحك كثيرا لدرجة أنه دفع رهف أن تضحك مثله... 
" بطني وجعتني من الضحك... كل ده يطلع منك انتي ؟ و كمان بتقولي عليها انها مأڤورة ؟ 
' اه والله مأڤورة... 
" لا مش مأڤورة... 
' ليه بقا ؟ 
" بصي لأنياب سنانك الحـ,ـادة و تعرفي... 
' تحب اعـ,ـضك بيهم ؟ 
" لا يا عم اهدي عليا... انا لسه تعبان... 
' خلاص المرة الجاية... 
نظر لها مبتسمًا... 
" رهف... 
' اها ؟ 
" تسمحيلي اقولك حاجة ؟ 
' قول... 
" متتغيريش... 
' مش فاهمة قصدك ؟ 
" بقولك متتغيريش... مهما حصل في حياتك اوعي تغيري نفسك... احتفظي بروحك الحلوة دي لآخر نفس... متخليش الظروف تقـ,ـتلها... اتمسكي بيها عشان لو اتغيرتي هتبقي شخص تاني مش هيعجبك... خليكي زي ما انتي مهما حصل... 
' و ايه مناسية الكلام ده ؟ 
" عادي... اعتبريه نصيحة... 
' تمام... 
" على فكرة... انا يوم ميلادي النهاردة 
' بجد ؟ تميت كام سنة ؟ 
" 31 سنة... 
' كل سنة و انت طيب و بخير... 
" و انتي طيبة... بس انا عايز هدية... 
' محبوسين في ام العربية في منطقة مقطوعة و الاستاذ يقولي هدية !! حاضر لما نخرج من هنا هجبلك هدية... 
" لا انا عايزها دلوقتي... 
' اجبهالك من فين دي ؟ 
" اتصرفي... 
' ايه البرود ده ؟ 
" طب الاقل احتفليلي بيوم ميلادي... 
' و دي اعملها ازاي دي ؟ 
" هاتيلي تورتة عليها شمع... 
' و اجيبها من فين دي ؟ 
" اتصرفي... 
' اوووف... طيب اصبر 🤌
فتحت حقيبتها و أخرجت منها قطعة cap cake و شمعة صغيرة... وضعت الشمعة فوق الـ cap cake... 
' نعتبر إن دي تورتة... 
" و مالها مسخوطة كده ليه ؟ 
' هو جاية كده في الكيس... محتاجين كابر*يت أو ولاعـ,ـة نو*لع بيها الشمعة دي... 
" و انتي مش معاكي والعـ,ـة ؟ 
' لا والله يا بني... أصل توتب و بطلت حشيـ,ـش... انت هتهزر معايا ؟ ولاعـ,ـة ايه اللي تكون معايا ؟ شايفني بد*خن ولا ايه... 
" مش بعيدة عليكي... 
' بتقول حاجة ؟ 
" بقولك افتحي تابلو العربية... يمكن في كابر*يت أو ولاعـ,ـة هنا ولا هنا... 
فتحت تابلو السيارة و وجدت الولاعـ,ـة 
' ايه ده... هو انت بتد*خن ؟ 
" لا... انا تخصص مخـ,ـدرات بس...
' واضح عليك... 
ابتسم يحيى و قبل أن تشعِل رهف الشمعة... اوقفها و قال 
" استني !! 
' ايه ؟ 
ضغط على الزِر و اغلق نور السيارة 
" عشان يكمل الجو و كده... 
' اوكي... 
فتحت رهف الولاعة و أشعلت الشمعة... غَنت له أغنية يوم الميلاد... تفاجئ من صوتها الجميل و سرِح في جماله... هو سَعِد كثيرا بما فعلته لأجله... 
' كل سنة وانت طيب... اتمنى أمنية و اطفي الشمعة... 
ابتسم لها و بدأ في تمني أمنيته... لكن لم ينظر للشمعة بل نظر رهف و شفتاها تتحرك... بعد ما انهى من تمني أمنيته... اطفأ الشمعة... 
' يلا افتح نور العربية عشان بخاف من الضلمة... 
فتح النور... وجد رهف تفتح الـ cap cake و تأكله 
" النهاردة يوم ميلادي انا... مفروض انا اللي أكل الـ cap cake... 
' بس انا اللي مشترياها... 
" طب هاتي حتة... 
' ياربي... ما تبطل تسَول يا يحيى ! 
" تسَول ؟! 
' ايوة... ايه كل مرة اطلع حاجة من شنطتي تاكلها معايا ؟ اهدى عشان متتخنش... 
" ماشي... 
نظر للأمام و ظل صامتًا 
' ايه ده انت زعلت ؟  
" لو سمحتي متتكلميش معايا... 
' وه ؟! بقا عندك دم و بتحس ولا ايه... 
" اشبعي بالـ cap cake لوحدك... 
' طب خلاص متتقمص ( قسمتها لنصفين ) امسك نصها اهو... 
" مش عايز... 
' على فكرة... انت كبرت سنة مش صغرت عشر سنين... بطل حركات العيال دي... 
" كمان بتتريقي عليا ؟ متكلمنيش تاني... 
' يوووه... طب اعمل ايه ؟ 
" عايزاني أكلها... أكليهالي بنفسك... 
' بقا انت عامل ده كله عشان أكلك ؟ 
" اه... 
' الشارع اللي وراه... 
" متهزريش معايا... 
' طب خلاص متزعلش... 
مررتها له و أكلها من يدها... امسكت المنديل و مسحت بقايا الأكل من فمه... كان يحيى لا يستطيع إبعاد عينه من عليها... ينظر لها و يراقب كل حركاتها... كان سعيدا للغاية بوجودها معه... ولا يريد أن ينتهي ذلك اليوم 
" ارجعي الشركة... 
' لا 
" يا رهف... 
' لو سمحت متضغطش عليا... انا لو عايزة أرجع... هرجع من غير ما تقول... بس انا مش عايزة... 
" لسه مسامحتنيش ؟ 
صمت و إلتفتت للجانب الآخر و هو فهم معنى صمتها هذا... لن تسامحه... ألهذا الحَد جر*حها دون أن يعِي ماذا يفعل ؟
تاني يوم...... 
فتحت رهف عيناها بتثاقل... تشعر بصداع في رأسها... اعتدلت و قالت 
' صدقت ما عرفت انام كام ساعة... بس صحيت بصداع رهيب في دماغي... اوووف... 
نظرت الى جانبها وجدت يحيى مازال نائمًا... سرحت في شكله برئ و هو نائم 
' شايف شكلك بيبقى ازاي كيوت و طيوب لما تبقى نايم... عثول اوي... 
نظرت حوالها... حَلَ الصباح اخيرا... هكذا سيعرفون ان يخرجوا من تلك المنطقة... نادت على يحيى و قالت 
' يحيى... قوم... الشمس طلعت... قوم عشان نمشي من هنا... 
لم يرد عليها...
' يحيى بطل كسل... يلا عشان كل واحد يرجع بيته... تلاقي حبيبة ما*تت من القلق عليا... و انت كمان... اهلك اكيد حسوا بغيابك و قِلقوا عليك... يلا اصحى... 
لم يستيقظ... نظرت له و لاحظت أن لون شفتاه قد تغير و أصبح أزرقًا... تسلل الخوف لقلبها و وضعت يدها على يداه... وجدته بارد جدا... ظلت تحركه و تقول
' يحيى اصحى... يا يحيى ! 
لم تجد رد منه أو أي رد فعل منه... فقد برِد كثيرا... نزعت المعطف من عليه و فَكت الشريط لترى الجر*ح... صُدمت حين رأته... فقد انتفـ,ـخ و تعَفـ,ـن و نز*ف من جديد... اقتربت من صدره لتسمع دقات قلبه التي تكاد أن تنعِدم... وضعت يدها على فمها بصدمة و تغلغت الدموع في عيناها 
' لا... مستحيل... 
حاوطت وجهه بيداها و تبكي
' قوم يا يحيى... متمو*تش... اصحى أرجوك ! 
لم تجد جدوى من محاولتها تلك... فهو ڪالجثة النائمة... ظلت رهف تبكي و تتشنج في بكائها و تنادي عليه... 
' أرجوك قوم يا يحيى... متسبنيش لوحدي... 
ضمَته إليها و امسكت يده وضعتها على وجهها... لعلى يأخذ جسده بِضع من حرارتها و يدفأ قليلًا... نظر الى وجه الخالي من ملامح الحياة... تسأل نفسها كيف حدث ؟ كان جيدًا بالأمس... كيف برِد جسمه لهذا الحَد ؟! دمعتها وقعت على خده و ضمته إليها أكثر... اسندت رأسها على رأسه و قالت
' متسبنيش... أرجوك افتح عيونك... يحيى قوم ! 
شعرت بالذعر... أنه يترك هذه الحياة !! 
امسكت هاتفها و لكن اللعنـ,ـة... مجددا لا يوجد إرسال !! 
اسندت يحيى على الكرسي برفق... 
' متقلقش... هاجي تاني... هجيب حد يساعدك... انت هتعيش... مش هسمحلك تسيبني...
فتحت باب السيارة و نزلت منها... وقفت في منتصف الشارع تنظر في كل ركن ولا تعرف ماذا تفعل ولا أين ستذهب... ركضت بكل سرعتها على العُشب... تدخل في مناطق لا تعرفها... كانت تبكي بشدة و دموعها لا تسمح لها بالرؤية جيدًا... تعثرت بجحر و وقعت على الارض و انجر*حت يدها... صرخت متأ*لمة و نظرت للسماء 
' يارب لا... انا عيزاه... متاخدوش مني زي ما اخدت ماما مني... هيعيش... يحيى هيعيش !! 
نهضت رغم ألمـ,ـها... مسحت دموعها بيدها و اكملت ركض... ظلت تركض كثيرا حتى تعبت لكن لم تتوقف و واصلت طريقها... و لكن تعبت أكثر و اسندت يدها على شحرة لتأخذ نفسها قليلًا... نظرت أمامها وجدت طريق عمومي... أكيد هناك سيارات تمُر منه... ركضت حتى وصلت إليه... وجدت سيارة آتيه من بعيد ڪأمل سينقذها... ابتسمت وسط دموعها... مسحت دموعها و ركضت نحوها... وقفت أمام السيارة تشير لها بيدها حتى وقفت بالفعل... ذهبت للسائق و قالت و هي تلتقط أنفاسها و تبكي 
' تع... تعالى... إلح... إلحقه... 
نزل الرجل من السيارة و قال 
* في ايه يا بنتي ؟ و ايه جايبك في المنطقة المقطوعة دي لوحدك ؟ 
' انا مش لوحدي... بيمو*ت... تعالى إلحقه... 
* مين اللي بيموت ؟ 
' يحيى... ارجوك ساعدني... 
* متعيطيش... هساعدك... فينه يحيى ده ؟ 
' تعالى معايا... 
بالفعل ذهب معها و حتى وصلت مجددا عند سيارة يحيى... رآه الرجل و وضع يده على رقبته 
* فيه نبض بس قليل... و جسمه متلج و كمان مجر*وح... لازم يتنقل على المستشفى حالًا... ساعديني نقومه... 
اومأت له و ساعدته... اخذوا يحيى الى سيارة ذلك الرجل و ذهبا... طوال الطريق رهف تنظر إليه و خائفة جدا أن لا ينجو... 
' عمو... ممكن تسرع شوية ؟ خايفة اخسره... 
* حاضر يا بنتي... متقلقيش إن شاء الله خير... 
بعد دقائق وصلوا للمشفى... نادى الرجل على الممرضين بأن هناك حالة طارئة... أسرعوا الممرضين بإحضار السرير الناقل و وضعوا يحيى عليه و دخلوا به للمشفى... رهف كانت معه... فجأة وجدت منْ يُمسك بيدها... نظرت إليه... فتح نصف عيناه بصعوبة و قال بتعب 
" انا آسف على كل اللي عملته... سامحيني يا رهف... 
بمجرد ما قالها... يداه تركت يداها و فقد وعيه تمامًا... بكَت رهف و الطبيب قال
* دخلوه غرفة الطوارئ بسرعة !! 
اخذوه على الطوارئ و كانت رهف ستدخل معه لكن منعوها... ظلت بالخارج... اسندت ظهرها على الحائط... نظرت ليداها المُلطخة بد*مِه و بكت بشِدة... و تذكرت جملته الأخيرة... بالرغم من كَم الأ*لم الذي يشعر به... يريدها أن تسامحه !! 
' سامحتك يا يحيى... سامحتك والله بس ارجعلي بخير !! 
ذهبت رهف للحمام... غسلت يداها و وجهها جيدًا... ثم عادت للانتظام أمام غرفة الطوارئ... ظلت تتمشى ذهابًا و إيابًا بجانب الغرفة و تنتظر خروج الطبيب... مرت ساعة... خرج الطبيب و هي ركضت إليه 
' هااا يا دكتور ؟ يحيى كويس صح ؟ 
- الحمد لله لحقناه... اظن لو كان اتأخر عن كده كان هيبقى الوضع غير مُحتكم فيه... 
تنهدت رهف براحة كبيرة ف اكمل كلامه 
- مُصاب في صدره الأيمن برصاصة... بس الرصاصة مش موجودة... 
' ما انا خرجتها... بس معقمتش الجر*ح ولا عرفت اسيطر على النز*يف... 
- اه عشان كده... الجر*ح اتلو*ث جدا و جسمه برِد... احنا نضفنا الجر*ح و عمقناه و ربطناه كويس و عوضناه بد*م مكان اللي خسره... حالته استقرت... تدريجيًا هيرجع يستعيد حرارة جسمه... ألف سلامة عليه... 
' الله يسلمك... اقدر ادخله ؟ 
- ساعة كده هننقله من الطوارئ للاوضة اللي هيقعد فيها و تقدري تشوفيه 
' شكرا اوي يا دكتور... 
- العفو... 
ذهب الطيب و رهف ابتسمت و وضعت يدها على قلبها... 
' الحمد لله... اشكرك يارب... 
لم تعرف رهف اذا تتصل على عائلته أم لا... احتارت كثيرا و اتصلت على خالد صديقه و اعطته عنوان المشفى... مَر الوقت و تم نقل يحيى الى الغرفة... 
* علقتله المحلول... و ركبتله الكانولا... تؤمري بحاجة تاني ؟ 
' شكرا بس هو هيفوق امتى ؟ 
* بالكتير على الليل كده... متقلقيش هو كويس... 
شكرت الممرضة و خرجت... سحبت رهف كرسي و وضعته جانب سرير يحيى و جلست عليه... ظلت تنظر إليه... امسكت يده و وجدت أن حرارته الطبيعية عادت... 
' مبسوطة اوي لانك بقيت كويس... الحمد لله عدت على خير... 
ظلت تتأمله... وضعت يدها على شعره و مسدت عليه برفق و الابتسامة لم تفارق وجهها... 
' خلاص الكـ,ـابوس ده عدى... انت هنا بخير... 
وضعت يدها على وجهه لتلا*مس ملامحه 
' مش عارفة ازاي طلقيتك فرطت بيك بسهولة... لما لمسـ,ـت وشك بإيدي و استشعرت حرارتك و لقيتك ساقع و نبضك قليل... كان قلبي هيتخلع من مكانه... قلبي وجـ,ـعني نفس الو*جع اللي حسيته لما ماما ما*تت... جسمها كان ساقع زيك أو أكتر شوية... قعدت انادي عليها مردتش عليا و عرفت انها راحت مني... حسيت ان الدنيا ضاقت بيا اوي لما حسيت اني هخسرك... ازاي ريم قدرت تفرط فيك و تخو*نك بالشكل ده ؟ 
* لأن ريم مكنتش بتحبه يا رهف... 
إلتفت لذلك الصوت وجدت والد يحيى... ابتعدت عن يحيى و نهضت... 
' استاذ آسر ! 
* اقعدي... قومتي ليه ؟ 
' انا مقصدش... 
* بقولك اقعدي... 
جلست رهف و هو جلس أمامها 
* ريم محبتش يحيى... حتى يحيى مكنش بيحبها... 
' مش فاهمة... ازاي مكنش بيحبها ؟ 
* يحيى محبهاش... هو اقنع نفسه انه بيحبها... لأن في الوقت اللي ظهرت ريم فيه هو كان محتاج حد جمبه... يحسسه بالحنان و بالإهتمام... و هي استغلت الحتة دي و عرفت ترسم الدور عليه كويس و نجحت و اتجوزته... و هو افتكر ان كده خلاص... و اني دي حُب حياته و اللي هتكمل معاه... تعرفي ؟ اول ما يحيى عرفني عليها و قالي انه هيتجوزها... انا رفضت تمامًا... عمري ما استريحتلها... اتخانقنا انا و يحيى خناقات كوم من تحت راسها... عمل اللي في دماغه برضو و اتجوزها و قاطعني عشان مش متقبلها و عاش بعيد عني... في الآخر خا*نته... تعرفي لما يحيى اكتشف خيا*نتها... حاول ينتـ,ـحر... 
' ايه !! 
* ايوة... حاول ينتـ,ـحر... لما منعته انه يقـ,ـتلها و خليته يطلقها و يسجنها... هربت... ساعتها اتجنن... حر*ق بيته و قعد في وسط النار عشان يمو*ت... كان اصعب يوم عشته هو اليوم ده... لو كنت اتأخرت كان زمان يحيى ما*ت من 3 سنين... حسيت نفس الاحساس اللي انتي حستيه... حسيت اني هخسره في لحظة... ضميته لحضني و قعدت افوقه... الحمد لله ان اليوم ده عدى... بس اليوم ده عمري ما هنساه... عمري ما هنسى ان ريم دفعته يعمل كده في نفسه... عشان مهما عدت السنين... عمري ما هسامحها حتى لو شوفتها بتطلع الروح قدامي... 
نظرت رهف ل يحيى بحزن... أمازال قلبه مجر*وحًا ؟! 
' انا آسفة... المرة دي كان هيتأذى بسببي... 
* بتحبيه ؟ 
نظرت له بتفاجئ و عجز لسانها عن الرد 
* لو مش بتحبيه ابعدي عنه بهدوء و سبيه في حاله... مش هسمح لأي وحدة تكسـ,ـر قلبه تاني... 
' مش عارفة... 
* ابعدي عنه... ابني مش هيستحمل صدمة تاني... 
' انا مستحيل اجر*حه... 
* مستحيل تجر*حيه ؟ اومال هو نايم على السرير ده ليه ؟ يعني ريم سببتله أذ*ى نفسي... و انتي سببتيله أذ*ى جسدي ؟! 
خجلت رهف كثيرا و تمنت أن تنفتح الأرض و تبتلعها... فكلام والده صحيح... هي السبب في أن يدخل يحيى في تلك المشاكل مع عمر... 
* حاولي تفهميني... أنا أب و خايف على ابني... ابعدي عنه بهدوء... انا مقدرتش امنع ريم بسبب عِند يحيى... أظن مفيش حاجة بينكم عشان يتمسك بيكي... فرجاءًا... امشي و سبيه... 
' مش عايزة اسيبه ! 
قالتها و عيناها غارقتان في الدموع و اكملت
' ماشي انا معاك في اني سبب اللي حصله ده... بس أنا بحب يحيى... مش بإيدي... حبيته و مش عايزة اسيبه... لو تسمحلي بس اثبتلك اني بحبه بجد... هتفهم اني مش بقول مجرد كلام... 
* يا بنتي افهمي المُحب مش بيأ*ذي حبيبه بأي شكل... بسبب اللي اسمه عمر ده يحيى دخل في قتـ,ـل مشروع... 
' قتـ,ـل مشروع ؟! بس عمر هو اللي ضر*ب يحيى... 
* بس يحيى هو اللي بدأ معاه... صا*به في رجله و بسبب يحيى... عمر مش هيمشي على رجله تاني زي زمان... عشان كده عمر انتقـ,ـم منه و يحيى هنا... 
اتصدمت رهف مما سمعته 
* طبعا يحيى مقالكيش حاجة... كنت عارف انه مش هيقولك... بصي يا بنتي... اظن كفاية لحد هنا... انا محتاج ابني جمبي و وسط عيلته... كفاية مشاكل... ابعدي عنه... 
نظرت رهف ل يحيى و ظلت تبكي... تجاهل والده دموعها و قال 
* هعوضك عن كل اللي خسرتيه... هجبلك وظيفة احسن من الاولى بمليون مرة... و المبلغ اللي هتطلبيه هدهولك و كاش كمان... 
' مش عايزة حاجة... مش الوظيفة ولا الفلوس اللي هتعوضني عن يحيى... عن اذنك... 
فتحت باب الغرفة و خرجت... تركته و تركت قلبها معه... تركت روحها معه... تركته بإرداتها لانها تحبه... كلام والده صحيح..." المحُب لا يأ*ذي حبيبه بأي شكل " 
استيقظ يحيى و نزع جهاز التنفس من على وجهه و نهض... وجد خالد و ياسر بجانبه
* حمد على سلامتك يا بني... 
- حمد لله على سلامتك يا بطل... 
ابتسم لهم ابتسامة خفيفة... ظل ينظر في كل ركن في الغرفة يبحث عنها... لكن لم يجدها !! 
في الليل...... 
كان يحيى في غرفته... يمسك بهاتفه... رن على رهف لكن مازلت حاظرة رقمه... يسأل نفسه منذ الصباح... لِما ذهبت و تركته ؟! حتى لم تسأل عنه !
بعد 4 أيام....... 
* متأكدة من قرارك ؟ 
' اه... هستقر مع سهيلة و هشوف وظيفة هناك... 
* يعني مش هشوفك تاني ؟! 
دمعت عيناها و عانقتها بقوة 
' أنا آسفة بس ده احسن للكل... 
* مش احسن ليا... 
' لازم امشي... لازم انساه... و مش هنساه غير لما ابعد عن هنا... 
* ياريت متنسنيش انا كمان... 
' انتي عبيطة ؟ ده انتي صاحبة عمري... هكلمك على طول لحد ما تزهقي... 
* عمري ما بزهق منك... احلى أيام عشتها في الشقة دي لما انتي جيتي قعدتي معايا... 
' بحبك اوي... 
* انا أكتر... 
عانقوا بعضهم العناق الاخير... اخذت رهف حقيبتها و ابتسمت لها و ودعتها و ذهبت... 
* ممكن اشوف باسبور حضرتك ؟ 
' اتفضلي... 
اعطتها الباسبور و فحصته 
* تمام... تقدري تاخدي شنطتك و تستني في الطيارة... 
' شكرا... 
اخذت منها الباسبور و وضعته في حقيبتها... وضعت شنطة ثيابها على الأرض و قامت بجرّها ورائها... 
" رهف !! 
إلتفت وجدت يحيى ورائها... ابتسم لها و أسرع بضمها لحضنه... لم تصدق أنها آتى و كيف عرف انها ستذهب... لم تتحمل عذاب حُبها و بادلته العناق تشبست فيه بقوة ولا تريد أن تتركه... رَبت على شعرها و اشمته بإدمان... فقد إشتاق لرائحتها كثيرا... ظلا يعانقان بعضهم لدقائق... فجأة افاقت رهف لِما تفعله الآن و ابتعدت عنه في الحال... لم يفهم سبب ابتعادها عنه 
" بعدتي عني ليه ؟ و هتسافري ليه اصلا ؟ 
' ابعد عني زي ما انا بعدت... 
" ابعد ليه ؟ هو احنا قربنا من بعض اصلا ؟ انتي سبتيني في المستشفى و مشيتي و عملالي بلوك في كل حتة... و رافضة تقابليني... و في الآخر اعرف انك مسافرة ؟ بتعملي ليه ده كله ؟! 
' عشان ده الصح... 
" انا عملت حاجة ضا*يقتك ؟ 
' لا... 
" يبقى بتبعدي عني ليه ؟ 
' عشان تبقى كويس... 
" مش هبقى كويس ببُعدك عني... انتي مدتنيش فرصة لأي حاجة... تعالي نمشي من هنا و تفهميني كل حاجة بهدوء... 
امسك يدها لكن سرعان ما ابتعدت عنه
" انتي خايفة مني ؟ 
' امشي يا يحيى... 
أمسكت حقيبتها و إلتفتت لتذهب... لكن وقفت عندما قال 
" يا رهف انا بحبك !! 
لم تستطع كَبت دموعها أكثر من ذلك و نزلت ڪالشلال على وجهها... وضعت يدها على فمها حتى لا يسمع أنين بكائها... أحست أن روحها ستخرج من جسدها في تلك اللحظة... لا تصدق ما سمعته الآن... انه يبادلها نفس الشعور... كانت تريد أن تركض إليه و تختبئ في حِضنه الذي وجدت فيه الحُب و الأمان الذي افتقدته من سنين... لا تعرف أن تحزن ولا تفرح... لكن الذي تعرفه جيدا أن علاقتهم مستحيلة... لا يوجد رهف و يحيى في نفس الرواية... هذا الحُب لم و لن ينتصر على الظروف لأنه سيتسبب بحزنهم فقط... 
لم تلتف إليه حتى و ذهبت... لم يصدق يحيى أنها ذهبت رغم ما قاله... فكان يظن أن اعترافه لها سيغير الكثير... لكن لم يتغير شيء ! 
ركض ليلحقها لكن الأمن منعه 
* معلش يا استاذ المكان ده بيدخله ركاب الطيارة... لو سمحت ارجع لوراء... 
وقف يحيى ينظر لها و هي تذهب ولا تبالي له ولا لأي شيء مما قاله... خرج من المطار و هو لا يصدق انها تركته بإرداتها... وجد الطيارة حلقت في السماء و انطلقت... نظر لها و جمع قبضته بغضب و قال 
" مش هسامحك يا رهف !! 
يتبع....... 
" انا عملت حاجة ضا*يقتك ؟ 
' لا... 
" يبقى بتبعدي عني ليه ؟ 
' عشان تبقى كويس... 
" مش هبقى كويس ببُعدك عني... انتي مدتنيش فرصة لأي حاجة... تعالي نمشي من هنا و تفهميني كل حاجة بهدوء... 
امسك يدها لكن سرعان ما ابتعدت عنه
" انتي خايفة مني ؟ 
' امشي يا يحيى... 
أمسكت حقيبتها و إلتفتت لتذهب... لكن وقفت عندما قال 
" يا رهف انا بحبك !! 
لم تستطع كَبت دموعها أكثر من ذلك و نزلت ڪالشلال على وجهها... وضعت يدها على فمها حتى لا يسمع أنين بكائها... أحست أن روحها ستخرج من جسدها في تلك اللحظة... لا تصدق ما سمعته الآن... انه يبادلها نفس الشعور... كانت تريد أن تركض إليه و تختبئ في حِضنه الذي وجدت فيه الحُب و الأمان الذي افتقدته من سنين... لا تعرف أن تحزن ولا تفرح... لكن الذي تعرفه جيدا أن علاقتهم مستحيلة... لا يوجد رهف و يحيى في نفس الرواية... هذا الحُب لم و لن ينتصر على الظروف لأنه سيتسبب بحزنهم فقط... 
لم تلتف إليه حتى و ذهبت... لم يصدق يحيى أنها ذهبت رغم ما قاله... فكان يظن أن اعترافه لها سيغير الكثير... لكن لم يتغير شيء ! 
ركض ليلحقها لكن الأمن منعه 
* معلش يا استاذ المكان ده بيدخله ركاب الطيارة... لو سمحت ارجع لوراء... 
وقف يحيى ينظر لها و هي تذهب ولا تبالي له ولا لأي شيء مما قاله... خرج من المطار و هو لا يصدق انها تركته بإرداتها... وجد الطيارة حلقت في السماء و انطلقت... نظر لها و جمع قبضته بغضب و قال 
" مش هسامحك يا رهف !! 
تاني يوم...... 
* ده انا قولت هتنامي على طول بسبب مشوار الطيارة... ايه اللي مصحيكي ؟ 
جلست بجانبها وجدتها تُطرز ورة على قميص يحيى الذي أصيب به... انتهت من آخر خيط ثم قطعت الزائد و قالت 
' بس خلصت... 
* خلصتي ايه ؟ 
' ده الشميز بتاعي مسك في المسمار و اتخـ,ـرم... قولت خسارة ارميه ف طرزت عليه ورة مكان القطع... ايه رأيك ؟
* حلو اوي بس ده مش شميز يا رهف... ده قميص رجالي... 
* لا شميز... 
قالتها ثم نهضت ارتدته و نظرت لنفسها في المرآة و الابتسامة على وجهها... أي نعم لم تستطيع البقاء مع يحيى... لكنها احتفظت بقميصه و غسلته و أصلحته حتى تلبسه... نهضت سهيلة أيضا و أمسكت طرف القميص 
* متجننيش يا رهف... ده مش شميز... ده قميص رجالي و باين من قُماشته... ده حتى مقاسه واسع اوي عليكي... 
' عشان ده أوڤر سايز... 
* والله ؟ بت انتي بتكذبي عليا... ده قميص رجالي أنا متأكدة... بتاع مين القميص ده ؟ 
' ملكيش دعوة يا سهلية... ( ابعدت يدها على القميص ) سبيه كده... مش عليكي مذاكرة ؟ روحي ذاكري يلا...
* طالما انفعلتي بالمنظر ده... يبقى القميص ده وراه حوار...  شكله قميص الواد اللي بتحبيه... بس وقع ازاي في ايدك يا ذكية؟ اعترفي... 
' يا سهيلة بطلي غتاتة و روحي ذاكري... 
* شوف البت ! طب يا ختي هروح أذاكر... اخلص امتحانات و هعرف حوار القميص ده و مين صاحبه... والله لاعرف !!
' يا عم امشي !! ده انتي عيلة باردة... 
ضحكت سهيلة و ذهبت... عادت رهف للنظر لنفسها في المرآة و هي مرتدية قميصه 
' طبيعي يكون واسع عليا... ما أنا اد النملة و يحيى طويل و عريض... محتاج اظبطه عند الكتاف... و أضيق الكُمام شوية... هظبطه على مقاسي عشان ألبسه... 
كانت في غاية السعادة و هي تنظر لنفسها بالمرآة و هي مُرتديه قميصه... سعيدة لانها احتفظت بشيء يخُصه... قلبها حزين على ابتعادها عنها لكن سعادتها بالقميص هونت على قلبها مع تشعر به من حُزن... 
كان يحيى في بيت خالد... جالس على الاريكة... و مُمسك بيده شال رهف الصوف... وجده في سيارته و اخذه... كان ينظر إليه و على شفتاها ابتسامة صغيرة... جاء خالد إليه و مرر له كوب من الكابتشينو 
- امسك... 
اخذه منه و قال 
" شكرا... 
- العفو يا عم... 
جلس خالد بجانبه... أخذه رشفة من الكابتشينو و ينظر لشالها... ترك الكوب على المنضدة 
- مش هتكمله ؟ 
" مش قادر بس تسلم ايدك... 
- شكله معجبكش... 
" حاسه طعمه غريب... 
- ده عشان بس انت اتعودت على كابتشينو رهف... 
نظر له ف اكمل خالد 
- متبصليش كده... انا عارف اللي فيها... حتى عارف إن الشال اللي في ايدك ده بتاعها... الظاهر كده البنت دي أثرت فيك جامد... 
خبأ يحيى الشال خلف ظهره و حمحم بصوته الرجولي و قال 
" مفيش حاجة من اللي بتقول عليها دي... 
- لا فيه يا يحيى... يحيى انا صديق طفولتك... يعني اعرفك اكتر من نفسك... بتحبها ؟
" لا... 
- اممم... طب ليه روحت وراها المطار ؟ و ايه اللي حصل امبارح مخليك حزين كده ؟ 
" مفيش... 
- يحيى بطل مُكابرة... الحُب مش عيب ولا حاجة وحشة عشان تخبيها... 
" خالد... اقفل السيرة دي... 
- بُص يا يحيى... انا عارف كويس اللي مريت... عديت بفترة صعبة بس اهو زمان غير دلوقتي... بس انت خايف تحب او تدي نفسك فرصة انك تحب... خايف اللي حصل ده يتكرر... حقك والله انا عاذرك... بس يعني هتفضل خايف من انك تحب لحد امتى ؟ متقفلش على نفسك... و مش عشان تجربة فاشلة مريت بيها يبقى تقفل قلبك لآخر العمر... انت مُعجب برهف... و شايفك اتحسنت بسبب وجودها... 
" مقفلتش قلبي زي ما بتقول يا خالد... بالعكس قلبي زمان كان مقفول... كان اعمى... حاليًا حاسس اني أول مرة أحب في حياتي...
نظر له خالد بشدة ف اكمل
" ايوة انا بحب رهف... 
- يعني الحوار طلع من مَسار الإعجاب اصلا... بتحبها ! يا ابن اللعيبة... طب يلا اتصل عليها قولها و صارحها... 
" قولت... لكن مجبش نتيجة... 
- يعني انت... 
" اعترفتلها بحُبي... مفرقش معاها... مبصتش في وشي حتى و كملت طريقها عادي ولا كأني قولت حاجة... 
- ليه عملت كده ؟ 
" مش عارف... بجد مش عارف... كل اللي عرفته من صحبتها انها عندها اخت بتدرس في روسيا و هي راحت عندها تستقر معاها... 
- اشمعنا يعني قررت تستقر معاها دلوقتي ؟! 
" عشان تهرب مني... لما روحتلها المطار قالت ابعد عني زي ما انا بعدت... يعني كل تجاهلها ليا الايام اللي فاتت كانت قاصداه... كانت بتبعد بإرداتها و كانت عارفة كويس هي بتعمل ايه... مشيت خلاص... مش عارف اتعصب منها لانها سابتني حتى بعد ما اعترفتلها بحُبي... ولا اشكرها على الكام الشهر اللي قضيتهم معاها و خلتني أحس إحساس الحُب من جديد و احسن من الاول... كأن مفيش حاجة حصلت و هي اول وحدة تدخل قلبي...
أخذ الشال من خلف ظهره شَمُّه و نظر له مبتسمًا 
" معتقدش اني هنساها... معتقدش اني هنسى ريحتها ولا هنسى مَلمَس ايدها الدافي... ولا هنسى عيونها السود الواسعة و شعرها الطويل... و ابتسامتها... كل تفصيلة فيها علقت جوه دماغي... مش عارف مشيت ليه... حتى لما كنت في المستشفى فاقد الوعي كنت حاسس بوجودها جمبي... فتحت عيوني ملقتهاش... كان نفسي اشوفها هي أول وحدة... و تلمس على شعري زي ما عملت لما كنت فاقد وعي... أي نعم مكنتش شايف حاجة... بس كنت حاسس... كنت حاسس بوجودها جمبي !  
ربت خالد على ظهره و قال 
- مظنش ان حكايتكم انتهت... مش هتنتهي قبل ما تبدأ... يمكن ربنا مرتبلكم تتقابلوا تاني... 
" معتقدش اننا هنتقابل تاني... شوف دلوقتي هي فين و أنا فين ؟ بعُاد اوي... السؤال اللي محيرني... هي بعدت ليه ؟ مشيت ليه ؟ ولا انا مستحقش اتحب و فيا حاجة غلط عشان كده مشيت ؟ 
- متقولش كده... العيب مش فيك ولا فيها... 
" يبقى العيب في مين ؟ 
- الظروف يا يحيى... العيب في الظروف... 
تنهد يحيى بحزن و قام بلَف الشال على رقبته و ارخى ظهره للخلف و اغمض عينه...
بعد اسبوعين..... 
' انا لقيت وظيفة و قدمت فيها و اتقبلت... 
* كويس خالص... و المرتب كام ؟ 
' 8000 روبل... 
* تفتكري هيكفونا احنا الاتنين ؟! 
' معرفش... ده اللي لقيته... انتي خِفي صَرفك شوية و هيكفونا... 
* دلوقتي بقيت انا اللي بصرف الفلوس ؟ 
' اه... مصاريفك زادت عليا... 
* قولي بقا اني بقيت عِبء عليكي ! 
' مقصدش كده... بس انتي دايما بتحسبي مصاريفك و ناسية مصاريفي انا... انا إنسانة زيك على فكرة و ليا إحتياجات... 
* طب انتي كملتي تعليمك... انا لسه مكملتش... طبيعي تكون مصاريفي كتيرة... مش من حقي اتعلم زيك ؟ 
' لا حقك... و انا بشتغل عشانك و عشان تعيشي كويس... 
* يبقى بتذ*ليني ليه بالفلوس اللي بتصرفيها عليا ؟! 
' مش بذ*لك يا سهيلة... بالعكس انا عايزة اشوفك احسن وحدة في الدنيا... بس المسؤوليات بتكتر عليا... و انا ليا طاقتي... 
* ماشي يا رهف... عن اذنك... 
تركتها و ذهبت... لم تعرف سبب حزنها منها... لكن يجب أن تفهم أن رهف لها الحق أن تعيش مثلها... 
" مين ماسك ملف TiT ؟ 
* رهف كانت مسؤولة عنه... 
" و موارد الشركة ؟ 
* رهف كانت بتديرها... 
" طب الفرع الجديد ؟ 
* رهف كانت بتشرف على بناؤه... 
" و القناة الخاصة بالشركة ؟ 
* رهف كانت الرئيس التنفيذي عليها... 
" رهف رهف... كل حاجة رهف ! اومال بقية الموظفين بيعملوا ايه ؟ 
* كل واحد على رأس شغله... بس اغلبية المهام كانت رهف هي اللي مسؤولة عنها... 
" افتحي باب التوظيف يا غادة... و حطي في الإعلان كل المتطلبات... خلال اسبوعين يكون عندي سكرتير... 
* حاضر يا مستر يحيى... تؤمر بحاجة تاني ؟ 
" لا... 
* عن اذنك... 
خرجت غادة من مكتبه... وضع رأسه بين يديه و قال 
" رهف كانت شايلة عني كتير... مكنتش حاسس باللي كانت تعمله لان عمرها ما قالت انا بعمل كذا و كذا... كانت بتشتغل بصمت من غير ما تشتكي... و انت يا يحيى بدل ما تقدر ده... اتهـ,ـمتها بالسر*قة و طردتها... سابت البلد كلها بسببك انت... لا بجد برافو عليك... لسه هرجع لحوار البحث عن سكرتير... اوووف... 
في الليل..... 
كان يحيى يجلس مع عائلته و يتناولون العشاء سويًا... لاحظت ناهد أن يحيى ليس على ما يُرام... 
- مالك يا يحيى ؟ 
" ايه ؟ 
- بقولك مالك ؟ في حاجة مزعلاك ؟ 
" لا... 
- يبقى مش بتاكل ليه ؟ 
" باكل اهو... 
- واضح اوي... انت بتحرك المعلقة جوه طبقك و خلاص... 
" مليش نفس... اتعشوا انتوا... بالهناء و الشفاء... 
نهض من السفرة و توجه لغرفته... نظر ناهد ل ياسر و قالت 
- يحيى شكله غريب الايام دي... من اول ما رجع المستشفى و هو كده... في حاجة حصلت انا معرفهاش ؟ 
* لا... تلاقيه مضايق زي ما بيضايق على طول... 
- معتقدش... أكيد في حاجة... رهف كانت معاه يوم ما اتصا*ب... هي فين صح ؟ اختفت برضو... معقول مسألتش عنه من يومها ؟ 
* لا مسألتش... و اقفلي السيرة دي يا ناهد... 
- انا ملاحظة انك مش مستلطف رهف ولا حبيتها زي ما انا حبيتها... حتى لما عزمتها هنا على العشاء و قولتلك بعدها اتعصبت مني... هي رهف عملت حاجة ضايقتك ؟ 
* وجودها في وش يحيى بيضايقني... كويس انها مشيت... 
- تضايقك ليه ؟ دي بنت لطيفة اوي... ده انا كان نفسي اجوزها ليحيى... 
* عشان تخو*نه هي كمان ؟! 
- مين قالك انها هتخو*نه ؟ طب ريم كان اصلها مجهول و عمرها ما عرفتنا بعيلتها... رهف لا... و اظن لو سألت عليها زي ما انا سألت عليها هتعرف ان البنت كويسة و عليتها كمان كويسين... 
* لحقتي تجيبي تاريخها بالسرعة دي ؟ 
- ايوة لاني بجد عايزاها تكون مرات ابني... انت مشوفتش وش يحيى بيفتح ازاي لما يشوفها... اكيد في مشاعر من يحيى لرهف... و اكيد المشاعر دي هتكبر بينهم لو احنا قربناهم من بعض... و ده اللي انا حاولت اعمله و حضرتك موافقتش تشاركني فيه... 
* و مش هشارك فيه يا ناهد... لو قربت منه هتجر*حه... ابنك مش هيستحمل صدمة تاني... 
- مين قالك انها هتجر*حه ؟ 
* انا حاسس بكده... 
- انا برضو خايفة على يحيى زيك... بس مش شايفة أي غلطة في البنت و معتقدش انها هتجر*حه... 
* ناهد... انا قولت اللي عندي... يحيى و البنت دي لا... 
- طب فهمني ايه السبب ؟! 
* عشان يحيى مش بيحبها... 
- مين قالك انه مش بيحبها ؟ 
* انا عارف... 
- عرفت من فين ؟ هل دخلت جوه قلبه و شوفته بيحب مين و بيكر*ه مين ؟ 
* يوووه... خلاص يا ناهد كفاية اسئلة !! 
- لو رهف رجعت والله لجوزها يحيى بنفسي... 
* تاني يا ناهد ؟! 
- تاني و تالت و رابع... مش هسمح لابني انه يقفل على نفسه بسبب علاقة فاشلة مَر بيها... 
لم يجد فائدة من الكلام معها... صمت و أكمل عشاؤه... 
في غرفة يحيى... 
مسطح على السرير و ينظر للسقف... يتذكرها... فهي لم تغيب عن ذاكرته لحظة واحد منذ أن رحلت... تذكر ذلك اليوم حين كانت معه... و احتفلت له بيوم ميلاده بقطعة الكيك الصغيرة... تذكر الاغنية التي غنتها له... رغم أن هذا ليس بإحتفال لكن سعِد كثيرا لانها فعلت ذلك من اجله و اسعدته... لم و لن ينسى ذلك اليوم مُطلقّا... سيظل ذلك اليوم تارك في قلبه و عقله ذكريات لطيفة منها... 
طُرق الباب و دخلت والدته... جلست بجانبه و قالت 
- الكتكوت بتاعي حزين ليه ؟ 
" مفيش حاجة... 
- يا ولااا... ده انا لو خبيت عن الدنيا كلها مش هتعرف تخبي عني حاجة... انطق و قول في ايه مالك ؟ 
" يا ماما... 
- جاك مو... اتكلم ياولا... و اعتبر اللي هنتكلم فيه ده سِر و انا مش هقول لحد حاجة... 
" هيفضل سِر ما بينا ؟ 
- أكيد... عيب عليك يالا... مش هقول لحد... يلا اتكلم... 
تنهد و بدأ في التكلم... حكى لها كل ما حدث من البداية حتى النهاية... طوال الوقت الذي يتكلم فيه... الابتسامة لم تفارق وجه ناهد... 
- إحساسي طلع صح... انت بتحبها !! يلهوي همو*ت من الفرحة... فين رهف ؟ والله لاتصل عليها... لازم تعرف... 
امسكت هاتفها ف اوقفها يحيى 
" متتصليش... هي مشيت بإرداتها... 
- مشيت عشان متعرفش مشاعرك ناحيتها... 
" قولتلها... 
- قولت ايه ؟ 
" قولتلها اني بحبها... 
- و هي عملت ايه ؟ 
" مشيت برضو... عشان كده بقولك متتصليش عليها... 
- يعني ايه مشيت حتى ما عرفت انك بتحبها ؟ 
" ده اللي حصل... يمكن مش بتحبني... 
- مين قالك انها مش بتحبك ؟ 
" افعالها... بعدت و مشيت... ده معناه ايه ؟ معناه واضح اوي... انا وقعت في حب من طرف واحد للمرة التانية... 
- بلا طرف واحد بلا بتاع... بعدين ايه للمرة التانية دي ؟ هو انت حاسب الصر*صارة الصفـ,ـرة اللي كنت متجوزها دي حاسبها نفَر عليك ولا ايه ؟ 
" ما الصر*صارة الصـ,ـفرة دي حبيتها و خا*تني... 
- لا محبتهاش... كلنا عارفين سبب جوازك منها... انا حاسبها بس عشان تثبت لنفسك انك كل ما بتدخل علاقة بتفشل... 
" مش بثبت لنفسي... دي حقيقة... 
- بس انت لسه مدخلتش في علاقة مع رهف... لا اتخطابتوا ولا اتجوزتوا... يبقى فين الفشل ؟ 
" بقولك يا ماما بعدت عني بإرادتها... 
- اكيد في سبب دفعها تعمل كده... اللي فهمته من كلامك ان اختها دي بقالها 3 بتتعلم بره... ليه رهف مستقرش مع اختها من اول ما ابتدت تتعلم بره ؟ اشمعنا دلوقتي راحت لعندها ؟ والله العظيم الحوار ده فيه إنَّ... 
" لا مفهوش حاجة... كل الحوار انها مش بتبادلني نفس المشاعر... ف مشيت عادي... بس كده 
- انا شاكة في حاجة... 
" شاكة في ايه ؟ 
- شاكة ان يكون في حد هـ,ـددها تبعد عنك... 
" حد زي مين مثلا ؟ 
- مش يمكن الو*سخ اللي اسمه عمر ده هـ,ـددها انها تبعد عنك نهائي بدل يأ*ذيك تاني ؟ فهي خافت و اضطرت تبعد عنك ؟ ليه لا ؟ ممكن ده حصل فعلا... 
" معتقدش إن عمر هـ,ـددها... لانه عايز يتجوزها... أكيد مش هيسبها تمشي كده بسهولة... 
- طب بقولك ايه يا يحيى... بدل ما نقعد نخمن كده و نضيع وقت... خُد شنطة سفرك و سافر على روسيا غَيَر جو هناك... 
" روسيا ؟! ملقتيش غير روسيا أغير جو فيها و في الشتاء كمان عشان اتجمد هناك ؟! 
- مالها روسيا ؟ زي العثل و فيها الحبايب... 
" ااااه فهمتك... مش رايح روسيا... ابقا اغير جو في السويد... 
- يحيى... محدش هيفهم سبب بُعد رهف عنك غيرك انت... و مش هتلاقي إجابة على أسئلتك غير عندها هي... و رهف فين ؟ رهف في روسيا... روحلها... 
" افرض هي مش عيزاني و مش بتحبني فعلا... هعمل ايه في اللحظة دي ؟ 
- مين قالك انها مش عيزاك و مش بتحبك ؟! انا شوفتها... شوفت نظرتها ليك اللي توضح انها بتعشقك مش بتحبك بس... كانت شايلة الشركة عنك و بشتغل من غير ما حد يسمع شكوى منها... تفتكر ليه الوحدة تضغط نفسها في الشغل بالشكل ده ؟ هي بتحبك و مكنتش لاقية طريقة في التعبير عنها حبها ده غير انها تساعدك بزيادة من المطلوب منها عشانك... و كل اللي حكتهولي كان بيأكدلي انها بتحبك... صدقني... هي مش مشيت بإرداتها زي ما بتقول... هي اضطرت تمشي... ايه السبب ؟ محدش يعرف غيرها... و انت بدل ما تسيبها تضيع من ايدك لنهاية العُمر و تعيط عليها في اوضتك... حاول على الاقل تفهم هي سابتك ليه... حاول يا يحيى... هتخسر ايه لو حاولت ؟ 
" انتي شايفة ان ده الصح ؟ 
- ايوة ده الصح... انا مستعدة اجبلك قرارها هناك... بس القرار بإيدك انت... هتقعد هنا تعيط ولا تروحلها ؟ 
" هروحلها... 
قالها ثم عاتق والدته 
" كلامك ريحني اوي... انا كنت تايه و مش عارف اعمل ايه... شكرا اوي... 
- لو عايز تتجوزها هناك معنديش مانع... المهم انكم تبقوا سوا... احم... عايزة حفيد ألعب بيه... ياريت لو شعره يطلع زي شعرها... 
" انتي تؤمري... ربنا يخليكي ليا... 
- حبيب قلبي... 
" طب في مشكلة... 
- ايه المشكلة ؟ 
" افرض بابا موافقش اسافر ؟ 
- على ما اظن ان شركة ابوك ليها فرع في روسيا... صح ؟ 
" صح... 
- خلاص قوله في مشكلة هناك و انت رايح تشوف الدنيا...
" دماغك دي مفروض تتوزن دهب يا ناهد هانم... 
- عارفة اني عبقرية... 
" حصل... 
بعد شهر...... 
كانت رهف في المول... تشتري لاختها بعض الملابس... 
* شايفة الجاكت المعروض في المحل ده ؟ 
' اه ماله ؟ 
* شكله حلوة اوي... 
' بس شكله غالي... بعدين انتي مش مكفيكي كوم الكياس اللي انا مسكاهم دول ؟ 
* بس انا عيزاه... آخر حاجة و النبي يا رهوف... 
' طيب... روحي شوفيه بكام و قيسه و انا هستناكي هنا... 
* اوك يا حبيبي... 
دخلت سهيلة ذلك المحل... فتحت رهف شنطتها لترى ما تبقى من مال... 
' ياربي !! نص المرتب ضاع اهو و انا لسه في اول الشهر... و لما اقولها اهدي عليا تزعل... و انا مش عايزة ازعلها ولا احسسها انها اقل من حد من صحابها في الجامعة... بس بجد مصاريفها كترت !! 
- رهف... 
إلتفتت لذلك الصوت... رأت شخص غريب لكنه مألوفًا لها 
- مش انتي رهف مصطفى محمد ؟ 
' ايوة انا... حضرتك تعرفني ؟ حساني شوفتك قبل كده... 
- انا كريم... 
' كريم مين بالضبط ؟ 
- يا بت انا كريم ابن خالتك سهير... 
' احلف ! 
- والله.. حتى بصي ( نزع الكوفيّة الذي يرتديها ) الوَحمة اللي حضرتك بتعا*يريني بيها من صغري... 
ضحكت رهف و حضنته في الحال و هو بادلها العناق... ابتعدت عنه و قالت 
' ليا سنين كتير مشوفتكش... آخر مرة شوفتك فيها لما كنت تالتة إعدادي... 
- اه فعلا عدى زمن... انا عرفتك من شعرك... قعدت اقول دي رهف ولا لا... ف قولت أسألك... خوفت متكونيش رهف... كنت هاخد كَسفه حلوة... 
' لا انا رهف يا سيدي... بس ايه يا كريم الحلاوة دي... نفضت ياولا... اوعى تكون استحميت ! 
- انتي لسه بتقلشي بأم دمك ده... 
' والله وحشني التنمـ,ـر عليك... اقولها ؟ 
- اوعي تقوليها !! 
' وَحمة دي ولا بُقعة كلور... 
- يا رهف بقا... انتي لسه غتتة زي ما انتي... كرهتيني في أم الوَحمة دي... 
' والله من اول ما سافرت انت و والدك... ملقتش حد اتنمـ,ـر عليه... بس انتوا سافرتوا السعودية... ايه اللي جابك هنا ؟ 
- جالي عَقد عمل... 
' في الجو ده ؟ يا ابني انا من البرد اللي هنا لابسة الدولاب كله و بردانة... 
- بس انا اتعودت... 
' شكلك بقالك كتير هنا... 
- داخل في السنة... بقولك ايه... بمناسبة اننا شوفنا بعض بعد السنين دي كلها... تعالي اعزمك على أكلة سَمك... 
' ياااه انت لسه فاكر اني بحب السَمك... 
- اه و كنتي بتسر*قيه من أمي... 
' ابو قلبك الأسـ,ـود ده... انت لسه فاكر ؟! بعدين مامتك تبقى خالتي... اسر*ق سَمك منها هي أحسن مني أسر*ق من الغريب... 
- طب يا ختي... في مطعم اعرفه قريب من هنا... أكله خطير... هيعجبك اوي... تعالي... 
' ثواني سهيلة تيجي... 
- بحاول افتكر اسم اختك من اول ما شوفتك... ايه اخبارها ؟ 
' كبرت و دخلت الجامعة هنا... 
- والله ؟ كلية ايه ؟ 
' طب بشري... 
- حلو اوي و مستقبلها مضمون... ربنا يوفقها... 
' يارب... 
أتت سهيلة و معها الجاكت الذي اشترته 
* اشتريته... شكلها قمر و مظبوط عليا... 
' مبروك عليكي... بصي لقيت مين...( أشارت عليه ) ده كريم ابن خالتك سهير... 
نظرت له من فوق و تحت بتكَبـ,ـر... مدت يدها ف سلم عليها 
* ازيك يا كريم ؟ 
- تمام الحمد لله... و انتي ؟ 
* تمام ( نظرت لهاتفها ) طب سلام بقا يا رهف... صحابي مستنيني... 
' رايحة فين ؟ 
* صحابي عاملين سهرة في شقة مريان بمناسبة انتهاء الفاينال... هروح اقعد معاهم و احتمال أبات كمان... 
' تباتي فين ؟ بعدين مين مريان دي ؟ 
* صحبتي و معايا في الدفعة... 
' اه... اقعدي معاهم لكن متباتيش عند حَد... 
* يوووه بقا يا رهف... انتي قديمة اوي... 
' انا خايفة عليكي... 
* متخافيش... كلنا بنات في بعض... باي... 
' يا سهيلة... 
تركتها و ذهبت... انزعجت رهف من اختها... فهي لا تستمع لأي نصيحة منها... 
- احم... يلا بينا ؟ 
' يلا... 
' عمرك ما خيبت ظني يا كريم... الاكل تحفة... كنت محتاجة العزومة اللطيفة دي... خلاص غيرت فكرتي عن الاكل هنا... و حفظت مكان المطعم ده عشان اجي هنا على طول... 
- بالهناء و الشفاء يا رهف... فرحيني بقا و قولي انك اتجوزتي... 
' لا لسه... 
- اومال مين كانت قر*فاني في عيشتي زمان و تقولي أول ما هكبر هتجوز... 
' كان نفسي اتجوز بس عشان ألبس الفستان الابيض... الوضع اختلف... 
- اختلف ازاي ؟ 
' انت عارف ان اول ما مامتي اتوفت... انا مشوفتش صنف راحة... و بحاول على اد ما اقدر مخليش سهيلة تحس بغيابها ... بس الظاهر دلعتها اوي... زي ما انت شوفت... مش بتسمعلي كلمة... 
- طيـ,ـش مراهقين... كلنا مرينا بيه... 
' بس انا كنت هادية في فترة مراهقتي... 
- اه كنتي هادية موووت... 
ضحكت و هو كذلك ضحك... 
' طب امشي انا بقا... 
- ما تقعدي الوقت لسه بدري... 
' لا مش بدري... قُطاع الطرق بيظهروا من الساعة 10... 
- انتي شوفتيهم ؟ 
' لا... جارتي الروسية قالتلي و نبهتني منهم... 
- انتي بتتكلمي روسي ؟ 
' ايوة... اومال هنا ازاي ؟ 
- لا افتكرك بتكلمي الناس هنا انجلش... اصل انا اول ما جيت مكنش متعلم روسي... بس اغلبيتهم الروسيين بيتكلموا انجلش... بس اضطريت اتعلم روسي عشان محدش يضحك عليا... 
' اه طبعا... افرض مضوك على كمبيالات... 
- كمبيالات ؟! شيفاني عبيط ولا ايه ؟ 
' لا شيفاك ب بقُعة كلور... قصدي وَحمة... 
- يا باردة... 
' والله وحشني الخناق معاك... بس انت كبرت  و طولت و ربيت دقن... مكسوفة منك شوية... 
- كل ده و مكسوفة ؟! اوماال لو مكنتيش مكسوفة كنتي هتعملي ايه ؟ 
' كنت هضر*بك على قفاك زي زمان... فاكر ولا أحب افكرك ؟ 
- تقصدي خسارة فيكي العزومة دي... 
' اديك تمنها عادي... 
- ايدك على 200 روبل تمن الاكل ده...
' استهدى بالله يا كريم... ده احنا أهل و ما بينا عيش و ملح و سَمك... 
- على رأيك... طب هاتي رقمك عشان نبقى على تواصل... 
' مكناش ليه على تواصل السنين اللي عدت دي ؟ اه طبعا ما انت سافرت السعودية و القرش جِري في ايدك و نسيت رهف بنت خالتك اللي يعتبر مولود معاها... 
- والله حاولت اوصلك... بس لما اتوفت خالتي عرفت انك نقلتي من المنطقة و محدش يعرف انتي سكتني فين... فقطعنا الاتصال طول السنين دي... 
' حصل خير... تاخد انهي رقم ؟
- بقينا أغنية و معانا أرقام كتير اهو... 
' انا غنية ؟ اهو بسبب ام عينك دي انا مش عارفة اوصل لحد الآن و بتنقل من الوظيفة دي ل دي... بطل قَر يا كريم
- يا ستي إن جات على الوظيفة قوليلي و انا اتوسطلك... 
' مبحبش الوسايط و انت مفروض تكون عارف كده... انا عايزة اوصل بنفسي... مش مشلولة يعني عشان تتوسطلي... 
- اللي يريحك... بس لو احتاجتي اي حاجة انا موجود... 
' انت رجولة يا كريم والله... اكتب رقمي يلا عشان امشي... 
أخذ رقمها و سجله و هي سجلت رقمه... ودعته و ذهبت 
عادت رهف للشقة... فتحت الباب و وضعت الاكياس على الارض و اغلقت الباب جيدًا... 
' انا لسه متعودتش على المكان هنا... مفروض مكنتش راحت و سابتني لوحدي هنا في ام الشقة دي... هنام ازاي لوحدي اصلا ؟ 
" متخافيش... انا موجود... 
هذا الصوت !! إلتفتت وجدت يحيى يجلس على الاريكة... تفاجئت كثيرا... كيف جاء و كيف عَرِف مكانها ؟! 
' يحيى ! 
نهض من الاريكة... اقترب و وقف أمامها... نظر لها بإشتياق و لم يصدق أنها أمامه الآن 
" عاملة ايه يا رهف ؟ 
' انت ازاي دخلت هنا ؟ 
" لقيت المفتاح في الزرعة اللي قدام الباب... 
تذكرت انها من وضعت المفتاح في الزرعة اذا وصلت سهيلة قبلها ف تفتح الشقة... 
" كويس اني لقيته في الزرعة... كنت لسه هكـ,ـسر الباب و اقتحـ,ـم... بعدين انا ليا 3 ساعات مستنيكي... كنتي فين كل ده ؟ 
كانت تنظر له و هو يتكلم ولا تصدق أنه أمامها... أخيرًا رأته... كانت تود أن تدخل في حِضنه و تشعر بحنانه الذي افتقدته... لكن لا... هذا ممنوع... 
وضع يدها على وجنتها و نظر داخل عيناها 
" وحشتيني... 
تجمعت الدموع حول عيناها... ابعدت يده عنها و قالت 
' لو سمحت امشي... 
" مش همشي يا رهف... المرة دي مش همشي غير لما تجاوبيني على كل اسئلتي... 
' مفيش حاجة اجاوبك عليها... لو سمحت امشي !! 
" قولتلك مش ماشي !! ده انا قولت اول ما تشوفيني هتحضنيني... مالك يا رهف ؟ انتي خايفة مني ؟ 
' مش هكررها كتير... امشي يا يحيى... 
إلتفتت لتذهب لكنه أسرع و امسك يدها 
' انت بتعمل ايه ؟ ابعد عني !! 
" مش هبعد يا رهف... رهف انا مش فاهم انتي بتعملي كده ليه ؟ انا اهو قدامك... فهميني كل حاجة... 
' يعني انت عامل نفسك مش فاهم ؟ 
" انا مش فاهم بجد... و جيتلك لحد هنا عشان تفهميني... انا بسمعك اهو... اتكلمي... 
ابعدت عيناها عنه و صمتت ف قال
" يا رهف اتكلمي ! متبقيش ساكتة كده... مشيتي ليه ؟ مشيتي ليه بالرغم من اني قولتلك اني بحبك ؟ معقول اعترافي ده مفرقش معاكي بحاجة ؟ معقول انا بالنسبالك ولا حاجة عشان كده مهتمتيش بحُبي ليكي و سبتيني و بعدتي !! ردي عليا يا رهف... مشيتي ليه ؟! 
' عشان ده الصح و كان مفروض يحصل من زمان... و لو رجع بيا الزمن... همشي تاني !! 
قالتها بإنفعال ثم اكملت 
' مينفعش نحب بعض... علاقتنا غلط... انا و أنت في نفس السطر غلط... افهم بقا !! 
" ليه مينفعش نحب بعض ؟ 
' اهو كده... 
" ايه اللي اهو كده ؟ عايزة تفهميني انك معندكيش مشاعر ناحيتي ؟ 
' اه... معنديش... 
" بس عيونك بتقول عكس كده... و تصرفاتك... طالما معندكيش مشاعر ناحيتي... اتهربتي مني و مشيتي ليه ؟ 
' ممكن تمشي يا يحيى... لاني بجب تعبت... 
" مش همشي يا رهف... رهف اسمعي... قولي اللي مضايقك و هصلحه... قولي مشكلتك و انا هحلها... 
' يحيى أرجوك افهم... انا و انت المشكلة... ابعد عني زي ما بعدت... 
" مقدرش ابعد... انتي قدرتي تعمليها بس انا مقدرش... انا لما شوفتك دلوقتي حسيت روحي رجعلتي من تاني... أنا محتاجك جمبي... 
' و ده مش هيحصل... اتفضل من غير مطرود... 
غضب يحيى و اقترب منها... ظلت ترجع للوراء حتى اصطدمت بالحائط و حاوطها بجسده حتى لا تهرب... صرخت فيه قائلة 
' ابعد عني يا يحيى !! 
" مش هبعد !! 
قالها ثم اخذ شفتاها في قُبلة... تفاجئت رهف و ظلت تضر*به على صدره حتى يبتعد... رغم أنه تأ*لم لانها ضر*بته مكان الرصاصة لكن تَحمّل و لم يبتعد عنها... بل اقترب أكثر و ضمها إليه... ظل يُقبلها بشغف و رغبة ليشعرها بحُبه و حنانه... مع الوقت توقفت عن المقاومة و استسلمت لقُبلته التي عزلتها عن العالم و اندمجت معه و هنا تأكد انها تبادله نفس الشعور... استمر يُقبلها لدقائق... ابتعد لتأخذ أنفاسها... اسند جبهته على جبهتها و نظر لعيناها و صدره يعلو و يهبط و تأ*لم لكن الأمر استحق هذا الأ*لم... رهف لا تصدق أنه قَبلها لأول مرة... غضبت من نفسها لانها استسلمت لاحبها له... كانت ستتكلم لكنه وضع يده على شفتاها الحمراء و قال 
" تتجوزيني يا رهف ؟ 
يتبع.........
' يحيى أرجوك افهم... انا و انت المشكلة... ابعد عني زي ما بعدت... 
" مقدرش ابعد... انتي قدرتي تعمليها بس انا مقدرش... انا لما شوفتك دلوقتي حسيت روحي رجعلتي من تاني... أنا محتاجك جمبي... 
' و ده مش هيحصل... اتفضل من غير مطرود... 
غضب يحيى و اقترب منها... ظلت ترجع للوراء حتى اصطدمت بالحائط و حاوطها بجسده حتى لا تهرب... صرخت فيه قائلة 
' ابعد عني يا يحيى !! 
" مش هبعد !! 
قالها ثم اخذ شفتاها في قُبلة... تفاجئت رهف و ظلت تضر*به على صدره حتى يبتعد... رغم أنه تأ*لم لانها ضر*بته مكان الرصاصة لكن تَحمّل و لم يبتعد عنها... بل اقترب أكثر و ضمها إليه... ظل يُقبلها بشغف و رغبة ليشعرها بحُبه و حنانه... مع الوقت توقفت عن المقاومة و استسلمت لقُبلته التي عزلتها عن العالم و اندمجت معه و هنا تأكد انها تبادله نفس الشعور... استمر يُقبلها لدقائق... ابتعد لتأخذ أنفاسها... اسند جبهته على جبهتها و نظر لعيناها و صدره يعلو و يهبط و تأ*لم لكن الأمر استحق هذا الأ*لم... رهف لا تصدق أنه قَبلها لأول مرة... غضبت من نفسها لانها استسلمت لاحبها له... كانت ستتكلم لكنه وضع يده على شفتاها الحمراء و قال 
" تتجوزيني يا رهف ؟ 
اتسعت عيناها مما قاله... نزع يده من شفتاها ليسمع ردها
' انت بتقول ايه ! 
" اللي سمعتيه... تتجوزيني ؟ 
صمتت و ظلت تنظر إليه ولا تصدق ما قاله الآن... 
" رهف انا بتكلم بجد... انا عايزك... 
' لا... مينفعش... 
" هو ايه اللي مينفعش ؟ انتي هتجننيني !! 
' انا مقدرش اتجوزك... 
" ليه ؟ اديني سبب مقنع ؟! 
' عشان انا مش بحبك... 
" والله ؟ طالما مش بتحبيني لابسة قميصي ليه ؟ ليه تحتفظي بحاجة تبعي و انتي مش بتحبيني ؟ عبيط انا عشان اصدق كلامك ده و افعالك بتوضح العكس ؟! 
اللعـ,ـنة... كيف لاحظ انها ترتدي قميصه ؟ شعرت رهف بالحر*ج الشديد و اقفلت زِرار معطفها حتى تخبئ القميص... 
" رهف مش غلط انك تعترفي بحُبك ليا... انا اعترفلك بمشاعري اهو... ليه انتي لحد الآن خايفة و مُصرة تبعدي ؟ 
' يحيى أرجوك افهم... علاقتنا مش هتنجح... انا لو مشيت وراك في اللي بتقوله ده مش هناخد غير كَسـ,ـرة القلب انا و أنت... فأنا بحاول اتلاشى كل ده... لكن انت برضو مصمم تجر*ح نفسك و تجر*حني... 
" اجر*حك و اجر*حني ؟! ايه الكلام اللي بتقوليه ده ؟ انتي شايفة إن حُبي ليكي هيأ*ذيكي ؟ 
' اه هيأ*ذيني... يحيى انا مش عايزة قلبي يتكسـ,ـر عشان كده بعدت... علاقتنا دي هتأ*ذينا احنا الاتنين... مفيش حاجة اسمها رهف و يحيى... ف متحاولش معايا لاني مش هغير رأيي !!  
" رهف انتي فيكي حاجة... بُعدك عني من يوم المستشفى وراه سِر و من حقي اعرفه... من حقي اعرف ليه انتي رفضاني بالشكل ده ؟ في اليوم ده كان بابا و خالد موجودين بس... في حد قالك حاجة خلاتك تبعدي عني ؟ خالد مستحيل يقول حاجة تضايقك... يبقى بابا صح ؟ 
' انا قولت كل اللي عندي و مش هتكلم تاني لاني بجد تعبت !! 
كانت ستذهب لكنه امسك ذراعها و شدها إليه 
" كلامنا لسه مخلصش... مش هتمشي غير لما اعرف كل حاجة... اتكلمتي مع بابا ؟ قالك ايه ؟ 
' مقالش حاجة يا يحيى... لو سمحت ابعد عني... 
" مش هبعد يا رهف غير لما اعرف ايه حصل و انا فاقد وعيي في المستشفى... لانك من اليوم ده بتتهربي مني بكل الطرق... 
' مفيش حاجة يا يحيى... كل الحوار اني مش عايزة العلاقة دي... ف ابعد عني زي ما انا بعدت و انساني !! 
" انساكي ؟! 
قالها بنبرة حزينة ثم ضمها إليه و عانقها... حاولت رهف إبعاده لكنه لم يسمح لها بالابتعاد عنه... دفن رأسه في عنقها و اشتم رائحتها بإدمان 
" انساكي ازاي يا رهف ؟ مستحيل انساكي... طول الايام اللي فاتت و انت في محور تفكيري و صورتك مش بتخرج من عقلي... انتي قا*سية اوي على فكرة... عايزة تحرميني منك بكل الطرق... مش مدياني فرصة اثبتلك اني بحبك بجد و مستعد اعمل عشانك كتير... انتي عارفة اني محتاجك اوي... انتي الوحيدة اللي فتحتي قلبي من تاني و اتحسنت بسببك... عايزة تسبيني ليه ؟ بقولك من بدري لو عملت حاجة ضايقتك... قولي عشان معملهاش تاني... لكن انتي برضو ساكتة و مش معاكي غير كلمتين بس و بتكرريهم دايما... عيزاني افهم ان بُعدنا عن بعض صح... طب انا افهمك ازاي ان بُعدك عني هيد*مرني ؟! 
بكَت بشِدة و قلبها يحتر*ق كثيرا 
' أرجوك ابعد عني يا يحيى ! 
" مش هقدر ابعد... صدقيني مش هقدر... انتي مش راضية تدي علاقتنا أي فرصة... يمكن خايفة من اللي شوفتيه مني... بس انا والله اتغيرت... و الدليل على كده اني حبيتك و بطلت مُكابرة مع نفسي و اعترفلك بكل اللي حاسه ناحيتك... اديني فرصة اخليكي تعرفيني اكتر... مش طالب منك كتير... عايز فرصة بس ! 
اخرجها من حضنه... وجدها تبكي... مسح دموعها بيده و قال 
" متعيطيش... أنا مش عايز اكون سبب نزول دموعك دي... بالعكس... انا عايز افرحك... بس مش عارف ازاي اعمل كده و انتي رافضة إني اكون في حياتك ؟!... مترفضيش قبل ما تشوفي بعينك ان كلامي ده مش مجرد كلام... اهدي و فكري 
ابعدت عيناها عنه و هزت رأسها بمعنى لا... لم يصدق يحيى انها رفضته مجددا... غضب كثيرا و جمع قضبته بغضب... ضر*ب الكرسي بقدمه بقوة لدرجه أنه كُسـ,ـر... اقترب منها و حاوطها بجسده و قال و هو يضغط على أسنانه بغضب 
" انتي ايه يا رهف ؟! انتي ايه لاني مبقتش فاهمك !! بعد كل اللي قولته ده برضو مُصممة تبعدي ؟! طب انا فيا حاجة غلط انا مش شايفها ؟ ولا انتي بتقولي لنفسك طالما ريم خا*نته يبقى فيه حاجة غلط و مقدرش اعيش معاه... انتي بتفكري في كده صح ؟! قولي... اتكلمي... متبقيش ساكتة كده !! 
كانت تنظر للفراغ و الدموع تنزل من عيناها... سئِم يحيى من صمتها ذلك و جَنَ جنونه... صرخ فيها قائلًا 
" انطقي يا رهف !! 
فاقت على صراخه و نظرت له... حاول يحيى تهدِئة نفسه لكي لا يجر*حها بدون وعي... امسك يدها و وضعها على وجهه و نظر لها في عيناها و قال 
" متخافيش... اتكلمي... و مهما كان السبب انا هتقبله... بس اتكلمي و ريحيني... 
ظلت تنظر له و قلبه ينهشها من الأ*لم الذي تشعر به... و لكن ليس بوسعها فعل أي شيء سوى إبعاده عنها مهما تكلف الأمر... حتى لو كَلفها ذلك أن يكر*هها و يبتعد للأبد... بلعت ريقها بخوف و قالت 
' أنا مش بحبك أنت... أنا بحب واحد تاني... 
نزلت عليه تلك الجملة ڪالصاعقة على قلبه و فَتكت به في الحال... ترك يدها و ابتعد ولا يصدق ما سـمعه الآن... 
" انتي بتقولي الحقيقة ولا بتكذبي ؟ 
' بقول الحقيقة... بحاول ابعدك عني من غير ما اجر*حك... بس انت بتضغط عليا... ف هضطر اقولك الحقيقة دي عشان تفهم سبب اللي يخلي علاقتنا مستحيلة... انا مقدرش اخو*ن الشخص اللي بحبه تحت أي ظرف... و أنا جيت هنا عشانه لانه عايش هنا و هنتجوز انا و هو هنا و نستقر...  ف بما انك جيت لحد هنا لازم تعرف الحقيقة دي... 
دمعت عيناه ولا يصدق ما قيل له الآن... تحب شخصًا آخر ! لكن كيف و متى ؟!  لا يعرف ماذا يقول... و ماذا سيقول أساسا ؟ لا يوجد مكان له بداخل قلبها... إلى هنا و انتهى الأمر... صمت و أعطاها ظهره... وقف قليلا على أمل أن تتكلم و تقول له أن هذا كله كذب... نظرت له رهف و لهدوءه الغريب... فهي تعِي جيدا أنها اشعلت بداخله بـ,ـركان لم ينطفئ أبداً... وضعت يدها على فمها حتى لا يسمع أنين بكائها و كانت تود أن تركض إليه و تعانقه و تخبره الحقيقة و تخبره أنها لا تحب أي أحد سواه... لكن لم تستطع... فكلام والده صحيح... هي تسببت له بالأ*ذى و لم و لن تتحمل إن رأته يتأ*لم مجددا بسببها... قررت التخلي عنه للأبد على حساب قلبها الذي يعشقه حتى يبقى بخير... ودعت ذلك الحُب الذي لم تسمح له هذه الدنيا أن يعيش و ينمو... مسح يحيى دموعه و فتح الباب و ذهب... 
وقعت رهف على الارض و صرخت من شدة الأ*لم الذي تشعر به... ها هو فعل ما تريده... ذهب للأبد... وضعت يدها على قلبها... انه يؤ*لمها كثيرا... سألت نفسها.... لِمَا كل هذا ؟ لماذا عليها أن تتأ*لم بهذا الحَد فقط لأنها أحبته ؟! أليس هذا بكثير عليها ؟ ظلت تبكي بشِدة و شفتاها تتخبط في بعضمها و صدرها يعلو و يهبط من شدة الحزن الذي تشعر به الآن... اخست ان روحها ستنفصل عن جسدها في تلك اللحظة... لقد جر*حته و جر*حت نفسها و ضَحَت بحبها للأبد !! نهضت بصعوبة و تشعر أن رجلاها لم تَعُد تستطيع حملها... دخلت غرفتها و اغلقت الباب عليها... 
تسطحت على السرير و امسكت الوسادة عانقتها و ظلت تبكي... لقد ذهب كما كانت تريد منه أن يذهب... لكن ذهب و قلبه مجر*وح منها... وضعت يدها على شفتاها و تذكرت قُبلته لها التي كانت مليئة بالحُب... لكن هذه القُبلة لم تتكرر مجددا... قصتهم انتهى... و ستظل هذه القُبلة مجرد ذكرى جميلة تركها لها حتى تتأ*لم أكثر و أكثر من إبعاده عنها للأبد... ظلت تسأل نفسها... لِمَا الحُب مؤلم لهذه الدرجة ؟ 
وقف يحيى بسيارته في إحدى الشوارع الفارغة... كان ينظر للأمام بجمود و هادئ... تذكر كلامها " أنا مش بحبك أنت... أنا بحب واحد تاني " 
ضر*ب الدريكسيون بقوة و ظل يضر*به و يصرخ من شِدة النار المشتعلة بداخله... سند رأسه على الشباك و بَكَى ڪالطفل... 
" ليه كده يا رهف ؟ ليه ؟!! مين ده و ظهر ازاي و حبتيه امتى ؟! مش قادر استوعب كلامك... ليه مقولتيش انك بتحبي من الاول ؟ ليه تعرفيني بعد ما حبيتك ؟ ولا انتي قاصدة تجر*حيني و تكـ,ـسري قلبي ؟! معقول... معقول بعد كل ده مسحتيش بأي مشاعر اتجاهي ؟ 
نظر لشالها الذي بيده و اكمل 
" ليه تخليني اعيش حُب من طرف واحد لتاني مرة ؟ انا معملتش حاجة تأ*ذيكي... بالعكس انا حميتك و كنت مستعد اضحي بحياتك ولا اشوف شعرة منك تتأ*ذى... هو ده ردك على كل اللي عملته عشانك ؟! للدرجة دي انا مش فارق عندك و بالنسبالك ولا حاجة ؟ 
رجع بظهره للورا و دموعه لا تتوقف عن النزول... فجأة ضحك و ظل يضحك بسهتيرية و يقول 
" العيب مش عليها... العيب فيك انت يا يحيى... انت اللي ماخدتش اللي حصلك ده عِبرة و بدل ما تقفل قلبك... حبيتها... انت غبي اوي يا يحيى... مفروض مكنتش حبيتها ولا تحب غيرها... انت الشيء الوحيد الغلط في الحكاية دي كلها... انت متستاهلش تتحب ولا الحُب لايق عليك أساسًا ! 
' بقولك ايه خروجك اللي ملهوش معنى ده تبطليه يا سهيلة ! 
* ليه ابطله ؟ 
' لانه غلط... انا لا عرفاكي بتروحي فين و مين صحابك دول و ليه اصلا تباتي عندهم ؟ امتحانتك خلصت... مفيش خروج غير بأذني بعد كده... عايزة تتفسحي قولي و نخرج سوا... 
* اه قولي انك بتتحكمي فيا... 
' افهميها زي ما تفمهيها... 
* يعني اقعد اذاكر و اذاكر و اتعب... و لما اخد الاجازة عيزاني اقعد جمبك في البيت و لما اخرج اخدك في ايدي كأنك أمي ؟ ليه ان شاء الله ؟ 
' ده اللي عندي... انا اختك الكبيرة و خايفة عليكي... 
* متخافيش عليا يا رهف... مطلبتش منك تخافي عليك... بعدين انتي قر*فتيني بأم أوامرك دي... 
' قر*فتك ؟! 
* اه قر*فتيني... ياريتك ما جيتي أساسا... كنت قاعدة مرتاحة من غيرك... 
' كل ده عشان خايفة عليكي... بقيت انا الوحشة دلوقتي ؟! 
* رهف انا زهقت بجد... سبيني في حالي و ملكيش باللي بعمله... انا مش صغيرة... 
' مش هسيبك في حالك يا سهيلة... انتي غريبة و غامضة و انا حاسة انك بتعملي حاجة غلط من ورايا... اتكلمي قبل ما تحصل مشكلة... 
* مش بعمل حاجة يا رهف... و بطلي تفكيرك الشما*ل ده هو اللي جايبنا لورا... مش كفاية بتديني مصروف قليل و كل ما اجي اشتري حاجة تعترضي ؟! و انا ساكتة و بقول كتر خيرها و انتي مش عاجبك حاجة برضو... 
' انا بديكي مصروف قليل ؟! ده انتي مخلصة اكتر من نص مرتبي لحد الآن !! 
* هتذ*ليني يعني بمرتبك المعفـ,ـن ده اللي ميشتريش حاجة واحدة عِدلة ؟ بعدين انتي ليل نهار بتقولي انك الكبيرة و المسؤولة عني... و لما اجيب سيرة حاجة عيزاها بفلوس بترفضي ! 
' برفض عشان انتي طلباتك مش بتخلص... بتقلدي صحابك و خلاص من غير تفكير... مفروض تعرفي ان الوضع اختلف و ملناش حد يصرف علينا... و انا بعمل اللي بقدر عليه و اكتر كمان عشان محسسكيش بأي نقـ,ـص و في الآخر انتي بتنكري كل ده !! 
* انا مالي بالكلام ده ؟ مصاريفي زادت اوي عليكي... روحي اتجوزي واحد غَني يصرف علينا بدل ما انتي حلوة على الفاضي... ده انتي داخلة على الـ 26 سنة و لحد الآن مفيش صنف كلـ,ـب بَص في خلقتك... 
صفعـ,ـتها رهف على وجهها... وضعت سهيلة يدها على وجهها و نظرت لها بغضب و قالت 
* انا بكر*هك يا رهف... بكر*هك... اصلا عمري ما حبيتك ولا هحِبك اصلا !! 
دخلت سهيلة غرفتها و اغلقت الباب عليها... جلست رهف على الأريكة و وضعت يداها على وجهها و ظلت تبكي و تقول
' يارب انا تعبت... من و هي عندها 13 سنة انا شايلة مسؤليتها... عمري ما اشتكيت ولا حرمتها من الحاجة و عملت اللي بزيادة عشان اعوضها عن غياب ماما... منعت نفسي من اني احب او افكر اتجوز عشانها... عشان افضل جمبها... لانها الامانة اللي ماما سبتهالي... في الآخر يبقى ده ردها على كل اللي عملته عشانها !! 
- آنسة حبيبة... 
إلتفتت لذلك الصوت... انه خالد... ابتسمت و قالت 
* استاذ خالد ازيك ؟ 
- انا تمام... و انتي ؟ 
* تمام... بقولك مفيش اخبار عن مستر يحيى ؟ 
- لا... هو قالي هيجيب رهف و يرجع... 
* نفس اللي قالهولي... 
- هو فيه حاجة ؟ 
* انا بتصل على رهف بس مش بترد عليا... مش عارفة هي قاصدة كده ولا ده عيب شبكة... 
- طالما بيرن يبقى مفيش حاجة... تلاقيها مشغولة بأختها... 
* اهي اختها دي مش بتنزلي من زُور... مش قادرة اتقبلها... 
- ليه ؟ 
* متـ,ـكبرة كده و شايفة نفسها... مش عارفة ليه التكبـ,ـر ده و اصلا كل اللي هي فيه سببه رهف... مستلطفتش فكرة ان رهف تستقر معاها... عشان كده شجعت فكرة ان مستر يحيى يرجعها... 
- هم اخوات يعني و اكيد متافهمين مع بعض... 
* مظنش... أصل سهيلة دي شخصيتها عكس رهف تمامًا... ربنا يعينك يا رهف على البنت دي... 
- شكلك شايلة منها جامد... 
* آخر مرة شوفتها قبل ما تقدم للجامعة بره... اتخانقت معاها... 
- للدرجة دي ؟ اتخانقتي معاها ليه ؟ 
* كنت قاعدة عند رهف و هي كانت موجودة... طالعة من اوضتها تؤمر و تتحكم في رهف... عايزة ده و مش عايزة ده... حتى ياريت تطلب الحاجة بطريقة كويس... اسلوبها ز*فت مع رهف... و رهف بدل ما تديها بالشبشب بتعملها اللي هي عيزاها... اتنرفزت ف قومت متخانقة معاها... شر*شحنا... و من ساعتها انا بكر*ها و هي بتكر*هني... الصراحة رهف مدلعاها اوي... بس الكلام ده مش عليا... بلا دلع بلا ز*فت... 
- انتي خطـ,ـيرة... بقولك يا آنسة حبيبة... هو انتي مخطوبة ؟
* لا... لسه مجاش ابو لهـ,ـب اللي هيلبسني الدهب... 
- يمكن جه بس انتي مش واخدة بالك... 
* فينه ده ؟ و ازاي مش واخدة بالي ؟ هو انا عمـ,ـية ؟ 
- لا مقصدش كده... قصدي يعني ساعات يبقى حوالينا ناس بيحبونا بس مش بناخد بالنا... 
* ايوا ايوا ايوا فهمت قصدك... شكلك بتحبك و هي كرڤالك... 
- يعني شوية... 
* قولي مين هي و انا هصالحكم على بعض... 
- و تصالحينا ليه ؟ احنا مش متخاصمين اصلا... 
* قصدك اني حِشرية و بتدخل في اللي مليش فيه ؟ 
- مش قصدي كده... 
* لا قولها متتكسفش !! 
- هو انا اتكلمت اصلا ؟ 
* كلكم كده... صنف مش سالك... عن اذنك... 
تركته و ذهبت... ضحك خالد و قال 
- البنت دي عسل اوي... شكلي كده عرفت مين هي هتاخد لقب مدام خالد... 
في يومًا ما... بعد انتهاء الدوام في عمل رهف... و عائدة للمنزل... 
كانت حزينة للغاية... ف كل شيء تغير في حياتها... ابتعدت عن صديقتها المقربة التي كانت تهون عليها كل شيء... حتى لا تستطيع أن تبقى مع الذي أحبته... و اختها لا تحدثها منذ أيام... الشوق لوالدتها الذي لا ينتهي... بل يزيد يومًا بعد يوم... هذه هي حياتها ؟ سوداوية للغاية... 
أحست بدوار و رأسها يؤلمها... فهي لا تأكل جيدًا منذ أيام لأن نفسيتها ليست جيدة... سندت بيدها على عمود الإنارة و تحاول أن تقف جيدا... نظرت أمامها شعرت بأن الأرض تلف بها... تلاشت الرؤية تدريجيًا و سقطت فاقدة وعيها.... 
في المشفى.... 
* ركبتلها محلول تاني غير اللي خلص و اديتها حقـ,ـنة الفيتامين... لما تفوق تنتبه لأكلها كويس... الف سلامة... 
" تمام... الله يسلمك... 
خرج الطبيب... اقترب يحيى منها و نظر لها... وجهها شاحب و متعبة... أهذه رهف التي كان يحسدها على روحها المُفعمة بالحياة و الأمل ؟! تغيرت كثيرًا... حتى علاقتهم ببعض تغيرت... بل أصبحت معدومة و ليس لها وجود... 
قرّب يده منها ليُمسد على شعرها... لكنه تراجع... ف بأي حق يلمـ,ـسها و هي تحب رجل آخر ؟ 
" ياريتنا ما وصلنا لهنا... ياريت علاقتنا كانت مجرد رئيس الشركة و السكرتيرة و بس مش اكتر من كده... لا كنتي جر*حتيني ولا حصل اي حاجة من ده... 
تحركت رهف و فتحت عيناها بتثاقل... عندما اتضحت الرؤية وجدت يحيى أمامها... اعتدلت و قالت 
' انا جيت هنا ازاي ؟ 
" لقيتك واقعة في الشارع و الناس بيفوقوكي... اتصلت على الاسعاف و جيتي هنا... 
' فقدت وعيي ليه ؟ 
" إهمال بالاكل... 
' اه... و انت لسه قاعد هنا ليه ؟ ممشيتش ليه بعد ما وصلتني المستشفى ؟ 
" لاني مش زيك يا رهف... مش هسيبك هنا لوحدك وسط ناس غريبة متعرفهمش... مهما كان الخلاف بينا كبير اد ايه... مينفعش اسيبك هنا لوحدك... 
' خلاص انا فوقت... تقدر تمشي... 
اومأ لها و لسه هيمشي... فُتح الباب و دخل منه كريم... رأى رهف و بسرعة اقترب منها و عانقها 
* خوفت عليكي اوي... الحمد لله انك بخير... 
' انت عرفت ازاي اني هنا ؟ 
* واحد صاحبي شاف الاسعاف و هي بتاخدك ف اتصل عليا... معلش لو اتأخرت... المرور زحمة... 
' ولا يهمك... 
بادلته العناق و نظرت ليحيى الذي جمع قضبته بغضب و يقول لنفسه... بأي حق تعانقها و هي حبيبته هو... نظر له كريم و قال 
* شكرا اوي... انت انقذت روحي... 
روحك ؟! ماذا تقول يا هذا ؟ 
ابتسم يحيى ابتسامة خفيفة و ذهب... 
* بقيتي أحسن ؟ 
' اه... 
* انتبهي لاكلك كويس يا رهف... اللي حصل ده ميتكررش تاني... 
' حاضر... 
* هروح اجيب حاجة و جايلك تاني... 
' تمام... 
ابتسم لها و ذهب... 
* يا استاذ... 
إلتفت له و قال 
" نعم ؟ 
* كده تمشي من غير ما اعزمك على حاجة ؟ 
" مش عايز... شكرا... 
* طب استنى بس... 
" ايه ؟ 
* هو في حاجة بينك و بين رهف ؟ 
" لا مفيش... اتطمن... اختارتك أنت... المهم حافظ عليها كويس... 
* باين من كلامك ان في حاجة بينكم... 
" انا بقولك مفيش و سيبني في حالي عايز امشي... 
امسك ذراعه و قال 
* اسمع بس... واضح من نظراتكم ان في علاقة حُب ما بينكم... قولي بس... 
" هتستفيد ايه لما تعرف ؟ اه يا عم فيه... بس ده زمان... اشبع بيها... 
* شكلك اتضايقت جامد لما حضنتها... 
" لا مضايقتش و ألف مبروك... اقول ايه تاني ؟ اجي ار*قص في فرحكم ؟ 
* فرحنا ؟!  لا بجد ضحكتني... فرح مين ؟ 
" فرحك انت و رهف... 
* ايه الاشاعة دي ؟ 
" هو انت بتخلع منها ولا ايه بالضبط مش فاهمك... 
* اخلع من مين ؟ 
" هتعمل نفسك من بنها ؟ اخص عليك ده انا قولت شاب جدع و هتحطها في عيونك... خليك راجل و اد وعدك ليها و اتجوزها لانها بتحبك... متفرطش فيها... 
* اتجوز مين انت اتجننت ؟! 
" هتغلط هديك بالجز*مة... انا محترمك عشانها بس... 
* طب الراحة كده... مبدئيًا كده انا و رهف مينفعش نتجوز نهائي... 
" ليه ؟ ولا انت بتخو*نها ولا ايه حكايتك بالضبط ؟ 
* يا ابني افهم... رهف بنت خالتي... و انا و رهف اخوات في الرضاعة... بالبلدي كده انا راضع من امها و هي راضعة من امي... يعني رهف اختي... عشان كده بحضنها عادي... جواز ايه اللي انت بتقول عليه ده ؟
" اختك في الرضاعة ؟! 
* ايوة اختي في الرضاعة... مينفعش نتجوز... بعدين انا خاطب اصلا... 
" اصلا ؟! 
* اصلا... انا حسيت ان في بينكم حاجة من نظراتكم لبعض و قولت اضايقت لاني حضنتها قدامك ف جيت اوضحلك موقفي... 
" بس هي قالت انها بتحبك و جات هنا عشانك... 
* احنا اتقابلنا صدفة اصلا... لا انا كنت اعرف ان هي هنا ولا هي كانت تعرف اني هنا... 
" ازاي ؟ هي قالت بلسانها انها بتحب واحد تاني... و انا لقيتك بتقابلها كتير ف قولت انت الشخص اللي بتحبه... 
* يا عم انا اخوها و بس... و بنتقابل عشان صِلة قرابتنا ببعض... و معتقدش ان رهف تحبني حُب خارج إطار الإخوة... هي عارفة كويس ان انا و هي اخوات في الرضاعة... يعني مينفعش نتجوز أساسا... 
" بس هي قالت انها بحب حد تاني... 
* مش عارف مين ده... يمكن قالت كده لانك زعلتها ف حبت تضايقك مثلا ؟ بُص من الآخر كده... اللي انا اعرفه كويس إن مفيش راجل في حياة رهف... و لو فيه راجل في حياتها... يبقى ده انت... لان انا لاحظت نظرتها ليك... و انا عارف رهف... مش هتصبلك بالشكل ده غير لما تكون حاسة بحاجة ناحيتك... 
" انت بتتكلم بجد ؟ 
* ايوة... بقولك راضعين سوا... انا بمثابة اخوها التوأم... اعرفها كويس اوي... أكيد بتحور عليك... 
ابتسم يحيى بفرح و عانقه... ضحك كريم و قال 
* طب مش ناويين تتصالحوا ؟ 
" هروحلها حالًا... 
* يعني اطمن عليها و هي معاك ؟ 
" اطمن ! 
' انا مش فاهمة انت مفروض بتوصلني زي ما كريم قالي... انت واقف هنا بالعربية بقالك ربع ساعة و ساكت... 
" رهف... هسألك سؤال... انتي كذبتي عليا ليه ؟ 
' كذبت في ايه ؟ 
" لا متحوريش عليا... اعترفي احسنلك... 
' ايه اللي انت بتقوله ده ؟ بعدين انا بسمعك ليه اصلا ؟ 
ضغطت على زِر الباب لتذهب لكنه لم يفتح... نظرت ليحيى و قالت 
' افتح الباب ده... 
" مش هفتحه... 
' بقولك افتحه !! 
" و انا بقولك مش هفتحه يا رهف !! زعقي من هنا للصبح... ميهمنيش... كل اللي يهمني اننا نتكلم زي البني آدمين شوية... 
' مفيش حاجة اتكلم معاك فيها... 
" لا فيه !! فيه يا رهف... فيه بس انتي بتتهربي مني لدرجة انك كذبتي عليا و قولتي انك بتحبي حد تاني و فضلتي تتقابلي مع ابن خالتك ده عشان تقنعيني ان هو ده اللي بتحبيه لحد ما اقتنعت فعلا... في الآخر يطلع مش حبيبك و اصلا يبقى اخوكي في الرضاعة... 
تفاجئت رهف... كيف عرف كل شيء ! صمتت ولا تعرف ماذا تقول... 
" سكتي عشان كلامي صح ؟ رهف... اضايقت اوي لما كذبتي عليا...
' انت مسبتليش اختيار تاني... 
" ما انا عايز افهم... انتي ليه بتبعديني عنك ؟! لدرجة انك كذبتي و انا صدقتك و كنت بحاول انساكي... ليه كل ده ؟ 
' عشان ده الصح... قولتلك مليون مرة علاقتنا غلط... 
" و انا مش هقتنع انها غلط غير ما تتكلمي و تقولي كل حاجة انتي مخبياها عني... 
' مقدرش اتكلم... و متضغطش عليا ! 
" تمام... مش هضغط عليكي بس اتكلمي... 
' قولتلك مقدرش اتكلم !! 
" خايفة من مين ؟ 
' مش خايفة من حد... 
" لا خايفة و ده واضح من افعالك... عُمر هـ,ـددك تاني ولا ايه ؟ 
' مهددنيش و اصلا ميعرفش اني هنا... 
" طالما مش عُمر يبقى مين ؟ يا رهف اتكلمي... سكوتك ده هيجلطـ,ـني !! 
' لو اتكلمت هيحصل ما بينكم خلافات انا مش عيزاها تحصل... ف خليني ساكتة احسن... 
" لا اتكلمي و انا مش هعمل حاجة... 
' لا... 
" اوعدك اني مش هعمل حاجة... مهما كان اللي هتقوليه... انا لا هتعصب ولا هعمل حاجة بس اتكلمي و ريحيني ! 
' انت وعدتني اهو ! 
" و انا اد وعدي... 
' ابوك قالي ابعد عنك لما كنت في المستشفى... 
" ايه ! 
' عشان كده لما صحيت ملقتنيش جمبك... و لما حاولت تقابلني انا رفضت و مشيت... لان كلام والدك صح... 
" صح انه يبعدك عني و يحرمني منك ! 
' اه يا يحيى... ابوك خايف عليك... عشان كده هو اتصرف كده... انا لو كنت مكانه كنت هعمل كده... هو خايف يخسرك و انا كمان... ف مش هسمح تتأ*ذى بسببي بأي شكل... 
" بس... 
' يحيى انت وعدتني... انا مكنتش هقولك... اكيد مش عايزة علاقتك بأبوك تتشتت بس انت بتضغط عليا و انا مبقتش عارفة اعمل ايه... اعتبر نفسك مسمعتش حاجة... ممكن تسيبني امشي ؟ 
" مش هسيبك يا رهف... و مفيش حاجة هتبعدني عنك بأي شكل !! 
قالها ثم عانقها... 
' يا يحيى... 
" ششش... مش هنفترق تاني لأي سبب... انا بحبك... 
ابتسمت و بادلته العناق... 
بعد اسبوعين...
* منورة شقتي يا سهيلة... 
- بنورك... 
* ايه رأيك في شقتي يا سهيلة ؟ 
- مش بطالة... 
* يعني مش حلوة بذمتك ؟ 
- لا حلوة شوية... 
* اممم... لو تبطلي غرور بس... 
- بتقولي حاجة يا حبيبة ؟ 
* بقولك منورة يا سهيلة... 
- بنورك يا حبيبة... 
* هروح اشوف رهف تاكل عشان احط الغدا... 
- ايوة صح ايه الغدا ؟ 
* فول و طمعية... 
- اوميجاد... ايه ده ؟ 
* ده اللي عندي... 
- تسلم ايدك... 
* مش انا اللي عملاها... عبدو عاملهم... 
- مين عبدو ؟ 
* بتاع عربية الفول في الشارع الوراني... 
- اه... مش هاكل الكلام ده... هطلب اوردر بيتزا... 
* اطلبي و ماله... بس فلوس رهف انا اخدتها و حطيتها في الحصالة... و الحصالة بتاعتي حديد أصلي و مش بتتفتح ولا بتتكـ,ـسر غير بوجود الحداد... 
- معناه ايه الكلام ده ؟ 
* معناه عايزة تطلبي اوردر بيتزا... ادفعي من عندك... مش معاكي فلوس...اشتغلي ما انتي اخدتي الاجازة الطويلة... مرتب رهف خلاص دخل حصالتي و مش هيخرج... 
- انتي قلـ,ـيلة الذوق على فكرة... 
* بس عندي د*م لو سمحتي... انا مش معدومة الد*م زيك... 
- بقولك ايه احترمي نفسك !! 
* حاتشر... الفول عندك في المطبخ... مش هسخن حاجة لحد... 
ذهبت و تركتها و هي تستشيط غضبًا... رأت يحيى يخرج من غرفة رهف... اخيرا انتهى حديثهم... دخلت حبيبة لرهف الغرقة و اعلقت الباب عليهم... وجدت رهف مبتسمة و واضح على وجهها انها بحالٍ جيد 
* بقينا بنضحك اهو و وشنا نَوَر و خدودنا احمَرت كمان... ايه الحوار يا مُزة ؟ 
' تعالي اقعدي اقولك... 
جلست بجانبها... 
* يلا احكيلي... 
ابتسمت رهف و ظل يتحرك بؤبؤ عيناها يمينًا و يسارًا... 
* كده الحوار كبير طالما حركتي بؤبؤ عينك بالشكل ده... احكي... شوقتيني... 
' انا و يحيى... 
* هااا... انتي و يحيى ايه ؟ 
' اتجوزنا رسمي ! 
يتبع...... 
* بقينا بنضحك اهو و وشنا نَوَر و خدودنا احمَرت كمان... ايه الحوار يا مُز*ة ؟ 
' تعالي اقعدي اقولك... 
جلست بجانبها... 
* يلا احكيلي... 
ابتسمت رهف و ظل يتحرك بؤبؤ عيناها يمينًا و يسارًا... 
* كده الحوار كبير طالما حركتي بؤبؤ عينك بالشكل ده... احكي... شوقتيني... 
' انا و يحيى... 
* هااا... انتي و يحيى ايه ؟ 
' اتجوزنا رسمي ! 
فتحت حبيبة فمها مترين و اتسعت عيناها بتفاجئ
* احلفي ! 
' والله ! 
سقفت حبيبة بمرح و عانقت رهف 
* انا اتبسطتلك اوي... يحيى ده طلع راجل جدع والله... كنت مضايقة انه بيقابلك كده و مفيش بينكم حاجة... 
' غيرانة عليا ؟ 
* اه طبعا لازم اغير... انتي اختي يا رهف... أكيد مش هكون عيزاه يبقى طالع داخل عليكي كده... طالما متجوزك يجيلك براحتك... بس امتى ده حصل و ازاي ؟ 
' بقاله كتير بيقولي نتجوز... كنت رافضة في الاول... بس محاولاته معايا بدون مَلل خلتني اتأكد انه مش بيلعب بيا و عايزني بجد... ف وافقت بما اني يعني... احم... بحبه... 
* يا ولا يا جامد انت... كنتي خايفة حُبك يبقى من طرف واحد... افرحي... طلع الواد عينه عليكي و متهدش غير لما اتجوزك... لحظة بس... مش مفروض تعملوا فرح و تعلنوا جوازكم قدام الكل ؟ و كمان مفروض تعيشي معاه... 
' هنعمل كده... بس قالي جوازنا هيفضل سِر لفترة لحد ما يجيب الحوار بالراحة لوالده و يوافق عليا... انا قلقانة من الحتة دي لان والده واضح عليه انه غير متقبلني بالمرة بس يحيى طمني و قالي سيبي الحوار ده عليا و هتصرف... عشان كده انا هنا... حتى هرجع الشركة و اشتغل فيها كأن شيئًا لم يحدث... 
* هترجعي شركة يحيى ؟ 
' ايوة... 
* يعني هتشتغلي معاه و انتي مراته !! 
اومأت لها بإبتسامة 
* ايه العسل ده... يعني هتبقي معاه في الشركة و قدام كل انتي السكرتيرة و انتي اصلا مراته !! يارب عَجِِل بموافقة والده عشان ألبس فستان... 
' هتلبسي فستان و هنجهر كل حاجة سوا... 
* الله !! اختك... سهيلة عارفة ؟ 
' اه قولتلها... بس عاملة نفسها زعلانة مني و مش بتكلمني بسبب آخر خناقة... مع اني مفروض انا اللي ازعل... 
* اختك دي اقول عليها ايه بس... مش عايزة انكد عليكي فرحتك... بس انتي عارفة اني مش بطيق أختك... 
' انا هرجع شقتي نقعد فيها انا و هي... 
* عليا الطلاق ما يحصل الكلام ده... لا اقعدوا... مش قصدي بكلامي انك تمشي ده انا ما صدقت اشوفك... والله رجلك ما تعدي بره الشقة دي... 
' بس انا تقلت عليكي جامد... 
* يا ستي تقلي براحتك... هو انا اشتكيتلك ؟ بصي عشان كلامي يكون واضح... اختك سهيلة متربتش و متدلعة و مغرورة... و انتي السبب في كده... كتر خيرك انك شلتيها و شيلتي مسؤوليتها من و هي صغيرة... بس في النهاية انتي مش أم يا رهف... معنديش الخبرة الكاملة ف دلعتيها اوي و في الاخر اتطاولت عليكي بالشكل ده و كمااان هي اللي اتقمصت و زعلت منك... يعني كل اللي عملتيه عشانها جه فوق دماغك انتي في الآخر... و قدامك حَالين... الاول يا تسبيها كده و تفضل تتصرف بتعـ,ـجرف معاكي... 
' و الحل التاني ؟ 
* تسبيهالي انا... انا هربيهالك من اول و جديد و هخليها تعرف قيمتك و تيجي تعتذرلك لحد عندك... 
' بس... 
* متقلقيش... مش هضر*بها طبعا... خليكي واثقة فيا... 
' انتي كلامك صح... بعدين انا زعلت منها و من آخر موقف عملته معايا و نكَرت كل اللي عملته عشانها... اتقفلت منها جامد و مش طيقاها... لانها مقَدرِتش تعبي عشانها... ف هسبهيالك... واثقة فيكي انك تغيريها... 
* عين العقل يا صحبتي... طب ايه ؟ 
' ايه ؟ 
نهضت حبيبة و فتحت درج المكتب... اخرجت منه عُلبة البيتزا... جلست بجانب رهف و وضعتها في المنتصف 
* بيتزا بالسجق زي ما بتحبي... بس يارب متكونش بردت لانك انتي و جوزك بقالكم ساعة بترغوا و اتكسفت ادخل اخدها قدامه... كُلي... بالهناء و الشفاء يا قلبي... 
' تسلميلي... سهيلة بتحب البيتزا اوي... لو أمكن نسييلها كام قطعة كده... 
* لا يا اوختشي... بلا بتحب البيتزا ولا بتاع... انا جيباها عشانك انتي... 
' بس هي بتحبها... 
* ما تحبها يعني هعملها ايه ؟ قلبك الطيب ده اللي جايبك ورا... متقلقيش على سهيلة... عملتها طبق فول لا يُعلى عليه... بس تتلحلح و تقوم تسخنه لنفسها بس... 
' بس هي مش بتحب الفول ولا بتاكله اصلا... 
* من هنا و رايح هتاكله و تحبه... فول عبدو احلى فول في مصر كلها... بعدين يا حُنينة انتي لو سهيلة مأكلتش بيتزا نموها هيقف ولا ايه ؟ 
' اصل حر*ام احنا ناكل بيتزا و هي تاكل فول... 
* لا يا ختي حلال... حلال متقلقيش... كُلي يا رهف و بطلي رغي قبل ما اختك تيجي و تقفشنا... 
' حاضر... 
في تلك اللحظة فُتح الباب و دخلت سهيلة... وضعت حبيبة الغطاء على البيتزا و خبأتها و رهف بلعت ما في فمها بسرعة... لاحظت سهيلة حركتهم الغريبة تلك... 
- مالكم كده ؟ اتخضيتوا لما دخلت... في حاجة ؟ 
* لا مفيش... بعدين مي تخبطي على ام الباب ده قبل ما تدخلي ؟ 
- اخبط ليه ؟ انتوا بتعملوا حاجة غلط ؟ 
* غلط ايه اللي نعمله يا بت انتي ؟ كنا بنرغي في حاجات خاصة زي اي اتنين بنات... قومتي انتي دخلتي دَخلة زي دَخلة الحكومة... 
- ما ترغوا... شايفني ولد وسطكم ولا ايه ؟ 
* بصراحة اه... 
رهف نكزت حبيبة على كتفها... تأ*لمت حبيبة و قالت
* بقولك يا سهيلة... سخنتي الفول ؟ 
- اه سخنته... و كنت جاية اناديكم تاكلوا معايا... 
* خمس دقايق و جايين... 
- حبيبة بقولك... عايزة باسورد الواي الفاي... 
* كان نفسي والله بس الباقة بتاعتي خلصت... اصل امبارح طقت في دماغي اخلص 35 حقلة لمسلسل تركي و الحلقة الوحدة ساعتين و نص... ف الباقة طارت و خلصت... بس كان حتة مسلسل انما ايه... تحفة اوي... استني اول الشهر الجاي لما اجددها من تاني... 
- مش هعرف اقعد من غير نت... اتصرفي يا رهف... 
نظرت لها رهف بحِدة و لم ترد عليها 
* يا سهيلة النت مش كل حاجة... عندك التليفزيون اهو... قناة DMC عليها دلوقتي مسلسل لن أعيش في جلباب أبي... مسلسل خرافي... هيعجبك... 
- مبحبش الحاجات القديمة... انا عايزة واي فاي... اتصرفوا... 
* نتصرف اممم... و اتصرفلك و ماله... ده انتي سهيلة أخت صديقة عمري... هتصرفلك حاضر... 
نهضت حبيبة و فتحت الدرج و أخرجت منه ورقة صغيرة بيضاء... مررتها ل سهيلة و قالت 
* اتفضلي... 
- ايه ده ؟ 
* ده كارت فَكة اتصلات ب 13 جنيه... افتحي نت بيه... مش خسارة فيكي... 
- و يقعد معايا اد ايه ؟ 
* هو 450 مكساية... مفروض يقعد اسبوع... 
- اسبوع ؟! 
* ايوة زي ما بقولك كده... عشان انتي هوبااا و هاي و كده ممكن يقعد يومين بس معاكي... بس خلي بالك ! لو فتحتي فيديو واحد... الكارت هيخلص في ثواني... 
- طالما مش هفتح فيديوهات... هفتح ايه ؟ 
* افتحي فيس... شوفي بوستات... اقرأي روايات... كلمي صحابك واتس... متستقليش بالكارت ده... ده بيعمل حاجات كتيييرة اوي... 
- واضح اوي... 
اخذته من يدها و خرجت... 
* قلـ,ـيلة الذوق... حتى ما قالتلي شكرا على الكارت... ده ب 13 جنيه !! 
ضحكت رهف و حبيبة اغلقت الباب... عادوا يأكلون البيتزا و يدردشون... 
" انا قولتك قبل كده انشري الاعلان يا غادة ؟ 
* اه يا مستر يحيى... 
" خلاص امسحيه و اللي قَدم على الوظيفة قوليله تم التوظيف... 
* حاضر... بس حضرتك وظفت مين ؟ 
" رهف رجعت و هتبدأ شغل هنا من بكره... ابقي خلي عُمال النضافة يفتحوا مكتبها و ينضفوه... 
* طب كويس انها رجعت... ده انا كنت محتاسة من غيرها... تيجي تنور طبعا... في حاجة اقدر اعملها تاني ؟ 
" لا يا غادة... اتفضلي دلوقتي... 
* عن اذنك... 
خرجت غادة و جاء خالد بعدها و دخل... اندفع عليا بحماس و قال 
- حقيقي اللي قولته في التليفون ده ؟ 
" اه حقيقي... اتجوزنا... 
- كويس والله... ألف مبروك... بس ابوك... 
" متقلقش... هتصرف معاه... 
- و هتعلنوا جوازكم امتى ؟ 
" اول ما بابا يوافق... 
- افرض موافقش ؟ 
" هيوافق... 
- مش عايز احبطك... اكيد انت عارف ابوك اكتر مني... افرض نشف دماغه ؟ 
" هاخد رهف و نعيش بعيد... 
- يحيى... انت كده بتكرر نفس اللي حصل في حوار الوا*طية ريم... لما موافقش عليها... اخدتها و عيشت بعيد... هتكرر ده تاني ؟ 
" يعني اعمل ايه يا خالد ؟ لازم يوافق عليها... 
- لو رفض في الاول... حاول تاني و تالت لحد ما يوافق... 
" ده اللي هعمله... رهف شرطت عليا انها مش هتيجي هتعيش معايا غير لما يوافق... عشان كده جوازنا هيفضل سِر لفترة... هنرجع زي زمان... رئيس الشركة و السكرتيرة... محدش هيعرف حاجة... اوعى تقول لحد ! 
- لا طبعا مش هقول... انت قولت لحد من عيلتك ؟ 
" قولت لماما بس... طايرة الفرحة اول ما قولتلها كتبت عليها رسمي... مكنتش متوقع انها بتحب رهف للدرجة دي... خايف من فرحتها دي تقع بلسانها بالغلط قدام ابويا و توديني في دا*هية... 
- لا إن شاء الله متقوقعش... على العموم ألف مبروك يا عريس... رهف جدعة و طيبة مش زي غيرها و كلنا عارفينها... ربنا يهنيك بيها... 
" تسلملي يا برو... 
- معلش هغلس عليك بسؤالي المعتاد... تلعب بوكس ؟ 
" أكيد... اسبقني انت على الجيم... ساعتين كده اخلص اللي في ايدي و هجيلك... 
- تمام يا صاحبي... 
* رهف شوفي مين على الباب عشان ايدي مش فاضية... 
' حاضر... 
نهضت رهف و فتحت الباب... وجدت والدة يحيى 
' ناهد هانم ؟! 
- مش قولنا نشيل هانم دي يا رهوف... وحشتيني يا بت... 
قالتها ثم عانقتها... سعِدت رهف أنها رأتها.... ابتسمت و بادلتها العناق... 
' وافقة ليه ؟ اتفضلي... 
- حاضر ثواني بس ( عَلت صوتها قليلا ) تعالوا و دخلوا الاكياس... 
' أكياس ايه ؟ 
دخل مجموعة من الرجال و يحملون أكياسًا كثيرة... وضعوها على الارض و قالوا 
* تؤمري بحاجة تانية يا ناهد هانم ؟ 
- لا... امشوا انتوا دلوقتي و لما احتاجكم هتصل بيكم... 
اومأوا لها و ذهبوا... 
' ايه ده كله ؟ 
- برحب بمرات ابني على طريقتي... 
' بس ده كتير اوي... 
- دي حاجات بسيطة... بعدين مش انا زي مامتك ؟ 
' أكيد... 
- يبقى تقبلي الهدايا دول و مسمعش صوتك... 
' مش عارفة اقولك ايه... بجد احرجتيني... 
- احرجتك ايه يا هبلة... احنا بقينا أهل... اول ما يحيى قالي مقدرتش امسك نفسي و اخدت عنوانك منه و جيت هنا حالاً... 
' نورتي يا ناهد... اتفضلي اقعدي... 
جلست ف قالت رهف 
' تحبي تشربي ايه ؟ 
- عصير لمون... بحبه اوي... 
' احلى عصير لمون عشانك... ثواني و جاية... 
غابت بضع دقائق و جاءت لها بالعصير... و جاءت حبيبة رحبت بها... 
- انتوا الاتنين حلوين زي بعض... بقولك يا حبيبة... ايه رأيك اجوزك عاصم ابني ؟ 
* عاصم ايه يا طنط... انا اكبر منه ب 4 سنين... 
- طنط ؟! طب ايه رأيك خلاص لغيت الفكرة... خليني في رهف احسن... 
* انا قولت ايه غلط ؟ 
- متقوليش طنط دي تاني... 
* حاضر... تحبي اقولك ايه ؟ 
- قوليلي يا ناهد ( نظرت لرهف و اكملت ) أما رهف انا بقيت حماتها أم جوزها... ف تقولي يا ماما من هنا و رايح... 
' عيوني يا ماما... 
- مرات ابني شطورة و عسل و بتسمع الكلام... 
* انا حبيتك من كلام رهف عنك... و حبيتك أكتر لما شوفتك... والله لتتغدي معانا... 
- معنديش مانع... 
* والله انتي حظك حلو... عندي فرخة في الفريزر... اشويها ولا اعملها بانيه ؟ ولا اعملها نجرسكو بالمكرونة ؟ 
- ايوة نجرسكو... بحبها اوي... 
* ساعة كده و هعملكم حتة غدا انما ايه... مش هتنسيه أبدا في حياتك... 
- شكلك شاطرة في المطبخ... يا ترى رهف زيك ولا لا ؟ 
نظرت رهف للجانب الآخر و ظلت تضحك... 
* لا رهف دي على الله حكايتها... آخرها تسخن الاكل بس و ساعات بتحر*قه... 
- بتحر*ق الاكل و هي بتسخنه ؟! 
* ايوة... 
- دي مصيبة... يحيى بيحب الاكل البيتي أكتر من أكل بره... مش معقول يعني هيقضيها اوردرات من بره ! 
' اوعدك اني هتعلم أطبخ... 
- انتي لسه هتوعديني ؟ ( امسكت يدها و جعلتها تنهض ) تعالي نعلمك انا و حبيبة طريقة النجرسكو بالفراخ... 
* ايوة تعالي نعلمك... 
' اهدوا عليا انتوا الاتنين... يعني انا زيرو خبرة في الطبخ و يكون ما اتعلم اعمل نجرسكو مرة وحدة !! 
- ايوة تعملي نجرسكو و ماله... ليه ناقصك ايد عشان متعمليش ؟! 
' مش هعرف... اهي قالتلك اخري اسخن أكل و كمان بحر*قه... 
- مش عليا الكلام ده يا مرات ابني... قومي يا بت... شديها معايا يا حبيبة... 
* عنيا... 
شدوها هم الاثنتان و اخذوها على المطبخ... خرجت سهيلة من الغرفة و فتحت فمها مترين عندما رأت الاكياس الاي بها الهدايا... 
* ده القرش لعِب معاكي يا رهف !! 
اخذت الاكياس الغرفة و أخرجت الملابس منهم و ظلت تقسيهم عليها... اعجبتها الملابس كثيرا فهي جميلة و غالية... رأت ساعة يد وسط الاكياس... اخرجتها من عُلبتها و نظرت لها 
* شكلها تحفة اوي... 
ارتدها بيدها و ظلت تنظر لنفسها في المرآة... دخلت رهف الغرفة و اغلقت الباب... رفعت سهيلة يدها التي بها الساعة و قالت مبتسمة 
* ايه رأيك ؟ خطيرة صح ؟ 
نظرت لها رهف بغضب و أخذت الساعة من يدها... وضعتها في عُلبتها و اعادت الملابس داخل الاكياس
* انتي بتعملي ايه ؟! 
' ملكيش دعوة بالحاجات دي و متاخديش حاجة من الاكياس دي... فاهمة يا سهيلة ؟ 
* ماخدش ليه إن شاء الله ؟ 
' الحاجات دي جيالي انا... ليه ؟ لاني مرات ابنها... انتي مين يا سهيلة ؟ 
* انا اختك ولا نسيتي ؟ 
' دلوقتي لما شوفتي الهدايا دول و عجبوكي بقيت اختك في ثواني ؟! مش انتي بتكر*هيني و عمرك ما حبتيني ؟ 
* انا قولت كده في لحظة غضب لانك ضر*بتيني بالقلم... 
' ضر*بتك بالقلم عشان قليـ,ـتي أدبك عليا و انا أكبر منك و انتي محترمتنيش... 
* خلاص... أنا آسفة... 
' بتعتذري دلوقتي ؟ معتذرتيش ليه من ساعتها و عملتي نفسك الضحـ,ـية و بطلتي تكلميني ؟! دلوقتي رهف بقيت حلوة و لسه فاكرة تعتذري ؟ 
* عشان بصراحة اتعصبت منك جامد... بس خلاص انا بعتذرلك اهو... متبقيش باردة... 
' لا يا ستي انا باردة فعلا... و الحاجات دي إياكي تلمـ,ـسي حاجة منهم... و اي حاجة تجيلي من طرف يحيى أو من مامته... انتي ملكيش حق فيها... لان أنا مراته مش انتي... و مش معنى انك اختي يبقى هيحطك تحت جناحه و يصرف عليكي... ملكيش عندي غير نص المرتب بتاعي... مش عاجبك ؟ اشتغلي... اديكي اهو اخدتي 5 شهور إجازة... و انتي لا مشلولة ولا مكسحة عشان متشتغليش... تمام يا سهيلة ؟ 
* ماشي يا رهف... ابقي افتكريها... 
' هفتكرها متقلقيش... 
نظرت لها سهيلة بغضب و خرجت... ضحكت رهف و جلست لترتب الملابس داخل دولابها و تضع كل شيء في مكانه... 
' انت فين يا يحيى ؟ 
" في قلبك... 
' كلام يحترم و كل حاجة... بس مش وقته... انت فين ؟ 
" قطعتي اللحظة منك لله... انا تحت في العربية... انزلي... 
اغلقت هاتفها و ارتدت كنزتها... فتحت باب غرفتها بالراحة... لم تجد أحداً بالصالون... مشت بحَذر ناحية باب الشقة... لسه هتمسك مقبض الباب و تفتحه... جاءها صوت حبيبة من خلفها 
* على فين يا مُزة ؟ 
لقد كُشف أمرها ! إلتفتت لها و حمحمت و قالت 
' حبيبة ! مش معقول ! 
* رهف ! يا خبر أبيض ! 
' عاملة ايه يا حبيبة ؟ 
* تمام الحمد لله... و انتي عاملة ايه ؟ 
' بخير طول ما انتي بخير يا حبيبتي... 
* رايحة فين في الوقت ده ؟ 
' انا رايحة فين ؟ انا رايحة هخرّج كيس الزبا*لة عشان ميعملش ريحة وحشة في الشقة... عاملة عليكي عشان متتعبيش... 
* يا روحي عاملة عليا عشان متعبش ! هي دي الصحاب ولا بلاش... بس فين كيس الزبا*لة ده ؟ ايدك فاضية يعني... 
' تصدقي صح نسيته ! 
* يعني انتي ضحيتي بدفى البطانية عشان تخرجي كيس الزبا*لة بره الشقة... في الآخر نستيه ؟! 
' قولتلك لما مش بشرب قهوتي و افوق... بنسى كتير... 
* يا حبيبي كتر خيرك... بدل المسرحية دي و عاملة على تعبي و مش عاملة... قولي من الاول انك نازلة تقابليه... 
' يعني خلاص اتقفشت ؟! 
* من اول كلمة... 
' هو واضح عليا اوي ؟ 
* واضح اوي اوي... 
' اه... طب عن اذنك... عشان هو مستنيني تحت... 
* اتفضلي... المهم متتأخريش... معندناش بنات تقابل رجالة في الوقت ده... ابقي قوليله عايز تيجي... تعالى بدري... لكن يجي 2 بالليل و تنزليله ده ميصحش... لو اتأخرتي هقتـ,ـلك انتي و هو... 
' عُلِم و يُنفذ يا فندم ! 
فتحت رهف الباب و نزلت... اغلقت حبيبة الباب و ابتسمت بشَر 
* بما ان رهف نزلت لجوزها... ده معناه ان الشقة دي مفيهاش غيري انا و سهيلة... فرصة لا تتعوض بالمرة... هغـ,ـلس على سهيلة من غير ما رهف تكون موجودة و تعترض... والله لفقـ,ـع مرارتها ! انتي فيييين يا سهههيلة !! 
" اتأخرتي ليه ؟ 
' حبيبة قفشتني على الباب... 
" تقفشك ليه ؟ انا جوزك... 
' قالتلي معندهاش بنات بتخرج في الوقت ده... 
" لا تخرجي براحتك... فكك منها... المهم... انتي وحشتيني اوي... 
ابتسمت له بخجل... 
" طب ايه ؟ 
' ايه ؟ 
" مفيش حضن... بو*سة... اي حاجة... 
' عايزني احضنك ؟! ماشي... 
" الصراحة عايزك تحضنيني و تبو*سيني... 
' اختار حاجة وحدة... 
" البو*سة... ( أشار لشفتاه ) و عايزها هنا... 
' هنا امممم... يحيى... 
" قلبه... 
' انت تتلم... 
" اتلم ليه ؟ انتي مراتي... 
' بس مش وقته ده... 
" اومال امتى وقته ؟ 
' لما يتقفل علينا باب الاوضة مش في العربية... 
" يعني لو اتقفل علينا باب اوضة... هتوافقي تبو*سيني ؟ 
' اه... لا...
" الآه ؟! اثبتي على قرار... 
' بعدين نتكلم في كده... هااا كنت عايز تقابلني ليه ؟ 
" عشان تبو*سيني... 
' والله ؟! بقا انت مخرجني من تحت البطانية عشان كده ؟
" ايوة عشان كده... هجيبك لحد هنا ليه يعني ؟ 
'  يحيى... انت بارد... 
" و انتي قمر... 
' ياربي ! 
" هو انا كل ما اعـ,ـاكسك تزعلي ؟ 
' عشان انا بتوتر من كلامك ده... مش متعودة اسمع الكلام ده من حد... 
" هتتعودي عادي... بس البيجامة اللي انتي لابساها دي كيوت اوي عليكي... 
' بجد عجبتك ؟ 
" اها... بس يكون في عِلمك... لما نعلن جوازنا قدام الكل و تيجي تعيشي معايا... مش هخليكي تلبسي حاجة طول ما انا موجود... 
' يحيى !! 
" ايه ؟ 
' انت و*قح و قلـ,ـيل الادب... 
" عارف... 
' انا ماشية... الوقت اتأخر... 
قبل ان تفتح الباب امسك يدها 
" استني بس... 
' ايه ؟ 
وجدته قريب من وجهها... نظرت لعينيه و هو أيضًا نظر لعيناها... انه Eye contact ( تواصل العيون ) ظل ينظران لبعضمها لدقائق و صامتين... كأنهم اول مرة يرون فيها أعين بعض... 
' يحيى... 
" اها ؟ 
' أول مرة ألاحظ إن لون عيونك بني فاتح... 
" يمكن عشان دي اول مرة تبقي قريبة مني و تتأملي فيهم... 
' يمكن... بس شكلهم جُمال اوي... 
" و انتي عيونك السود بيلعموا بالليل زي ما النجوم بتلمع في السماء... 
' ماما كانت دايما بتقولي إن عيوني مش بيلمعوا بس في الليل... بيلعموا عشان قدامي شخص بحبه... 
ابتسم يحيى و مَسد على شعرها برفق... فاقت رهف من شرودها في عيناه و قالت 
' لازم امشي... 
قبل أن تذهب شدها إليه... قَبَل وجنتها قُبلة طويلة... 
' يحيى خلاص... الآه !! 
ابتعد و قال مبتسمًا 
" بشرتك ناعمة اوي... مكنتش عايز اسيبها... متيجي بو*سة تاني... 
' خلصنا خلاص... عايز حاجة قبل ما امشي ؟ 
" اه... استني جبتلك شوية حاجات كده... كويس انك فكرتيني... 
' جبت ايه تاني ؟ ما كفاية اللي جابته مامتك... 
" ده لسه هتجبلك تاني... 
' لا بجد مش عايزة اتعبها... كفاية كده... قولها متجبش تاني... 
" انتي و هي اختلصوا... استني بس
فتح تابلو السيارة و اخرج منه كيس 
' ايه ده ؟ 
" شوية تسالي... لِب سوري و فشار و كاجو و شيبسي فوكس و شوية شيكولاتات و فراولة فريش من سوبر ماركت... يعني لو ناوية تسهري على مسلسل... سِلي نفسك بيهم... 
' اذا كده ماشي... اخدهم و ماله... 
" بس أحب اقولك وفري سهرك الايام دي... أيامنا انا و انتي جاية... و هنسهر كتير اوي مع بعض... 
قال آخر جملة و هو يغمِز لها... شعرت رهف بالحر*ج و قالت 
' احم... يلا سلام... 
" استني بس... 
' ايه ؟ 
" مش هتشكريني على التسالي اللي جبتها ؟ 
' حاضر... شكرا يا يحيى... 
" بس كده ؟ 
' اه... في حاجة تاني اعملها ؟ 
" لا انا مبحبش الشُكر اللي بالكلام ده... 
' طب اعملك ايه ؟ 
" بو*سيني... 
' شكلنا كده مش هنخلص النهاردة... يحيى... الوقت اتأخر... 
" مش هتمشي غير لما تعملي اللي انا عايزه... 
' اوووف... بس البو*سة في خَدك ! 
" تمام... نمشيها في خَدي المرة دي... يلا بو*سيني... 
لَفَ وجهه و اعطاها خَدُه... اقتربت رهف لتُقبله على خَده لكنه أدار وجهه بسرعة قَبلته في شفتاه بالخطأ... ذعرت و لسه هتبتعد عنه... ضمها إليه و لم يسمح لها بالابتعاد و استمر في تقبليها بكل شغف و حُب و هي لم تجد اي مَفر و استسلمت لحُبه... ابتعد عنها وجد وجهها احمَر من كثرة الخجل... ابتسم و قال 
" شكرا على البو*سة... 
كانت خجولة كثيرا مما حدث الآن... 
' قليـ,ـل الادب... 
قالتها ثم ضر*بته على كتفه و اخذت الكيس و فتحت باب السيارة و نزلت... ضحك يحيى و قال 
" يخربيتك... ايدك تقيلة ! 
- هنام فين ؟ 
* بصي يا حبيبتي يا سهيلة... الشقة دي مفيهاش غير اوضتين... اوضة ليا مش بدخل حد فيها حتى رهف... و مبحبش حد ينام جمبي... و الاوضة التانية بتنام فيها رهف... و انتي و رهف متخانقين... ف استحالة تنيّمك عندها.... 
- ايوة يعني هنام فين ؟ على الانتريه هنا مثلا ؟ 
* لا انتريه ده ؟ ده ممنوع منعًا باتًا... الانتريه بتاعي للمنظر و بس... انتي عارفة الانتريه ده انا جيباه بكام ؟ 
- مش عايزة اعرف... اخلصي و قولي هنام فين ؟ 
* جهزتلك سريرك... 
- فين ده ؟ 
* لا متبصيش قدامك... بصي تحتك هتلاقي سريرك... 
نظرت سهيلة للأرض... وجدت مرتبة صغيرة و مخدة و غطاء... 
* المخدة قُطن اصلي 100% عشان تريحي راسك و تحلمي احلام وردية... اظن اكتر من كده إكرام للضيف مش هتلاقي... 
- لا بجد كتر خيرك... 
* والله بعمل خير على طول... بس الناس نا*كرة جميل و أنا*نية و مغر*ورين... 
- قصدك ايه يا حبيبة ؟ 
* مقصديش... تصبحي على خير... 
ابتسمت لها حبيبة إبتسامة مصطنعة و توجهت لغرفتها و اغلقت الباب... فُتح باب الشقة و دخلت رهف... اغلقت الباب بالمفتاح و لم تنظر لسهيلة و لم تُعيرها أي إهتمام كأنها ليست موجودة و دخلت غرفتها اغلقت الباب... لاحظت سهيلة الكيس الكبير الذي بيدها... غضبت و قالت 
- اه طبعا انتي ادلعي من خير جوزك المليونير و عيشي حياتك بفلوسه... و انا ركناني لأول الشهر مستنية مرتبك المعفـ,ـن و سايبة صحبتك تؤمر و تتحكم فيا و خلتني اغسل المواعين مكانكم... والله ماشي يا رهف... هدفعك تمَن كل اللي بتعمليه ده !! 
* يا سهييييلة ! 
- عايزة ايه يا حبيبة ؟ 
* بطلي رغي عشان اعرف انام على سريري المُريح في اوضتي المُريحة... 
- ناااامي يا حبيبة نااامي !! 
تاني يوم........ 
' يا حبيية انا مش شايفة حاجة... لو وقعت هقتـ,ـلك
* يا ستي متقلقيش... مش هتقعي انا ماسكة ايدك اهو... 
' انتي ليه رابطة عيني بالشريط ده ؟ 
* أوامر جوزك... 
' بت اخرسي ! احنا في الشركة... افرض حد سِمعك ؟ 
* متقلقيش محدش سِمع... على العموم وصلنا اهو... شيلي الشريط... 
فَكَت رهف الشريط... اتصدمت مما رأته... رأت الموظفين كلهم مُلتفين حولها و يسقفون لها... و قالوا في صوت واحد
* نورتي يا استاذة رهف * 
سعِدت رهف من ذلك الاستقبال الجميل... ابتسمت بسعادة الدموع تجمعت في عيناها... جاءت غادة و اعطتها باقة ورود و رحبت بها... استنشقت رائحتها الجميلة... تلك الورود التي تحبها... ظلوا الموظفين يرحبون برجوعها 
* نورتينا يا رهف... 
* متغبيش تاني... 
* انتي زي اختنا و كلنا بنحبك و بنقدر اللي بتعمليه و دورك المهم في الشركة... 
* كلنا مبسوطين بوجودك... 
* اهلا بيكي معانا من جديد... 
لا تصدق عيناها ما يحدث الآن... وسط ترحبيهم بيها إلتقطت عيناها يحيى من وسطهم... يبتسم لها و غَمز لها من بعيد... ابتسمت له و مشى نحوها... حمحم بصوته الرجولي ف نظر له الجميع 
" طبعا كلنا انبسطنا من رجوع رهف للشركة من جديد... و انا مبسوط زيكم برجوعها لاني الصراحة توهت في الفترة اللي مشَت فيها... كانت شايلة عني كتير... بس للاسف انا مشوفتش حجم مجهودها اللي بتبذله هنا غير لما مشيت... ف بإسمي انا يحيى ياسر الكيلاني و بإسم شركة الـ DRD و قدام الكُل... بعتذر لـ رهف لاني اتهمتها في نزاهتها و ولائها للشركة... و اهلا بيكي يا رهف وسطنا من التاني... 
سقفوا له و اكمل
" و اظن طالما انا اعتذرتلها بنفسي قدامكم... يبقى مشوفش صنف مخلوق هنا في الشركة يجيب سيرتها بحاجة متعجبنيش... رهف اختي الصغيرة ( اكمل في سِره ) سامحني يارب ( عاد بالتكلم بصوته العادي ) و هي اختكم انتوا كمان... و شايلة الشركة عني و عنكم و اللي بيطلب منها طلب مش بترفضه... ف مفروض ذوقيًا نشكرها على اللي بتعمله معانا بدل ما نخـ,ـزق عينا في مرتبها... ايوة هي بتاخد ضعفكم لان شغلها ضعفكم برضو... فبلاش نحقد على التاني و انا مش ظا*لم حد فيكم... من أكبر موظف لأصغر موظف كلكم واخدين حقكم و بزود مرتباتكم من غير ما تطلبوا مني... على العموم شكرا لك موظف بيشتغل بإخلاص و مش بيطعـ,ـن في شرف زميله من ورا ضهره... و للمرة التانية... اهلا بوجودك معانا يا رهف... 
سقفوا له مجددا و نظرت له رهف بسعادة... جاء المصور و اسطفوا الموظفين سويًا ليأخذوا صورة جامعية تذكارية بمناسبة رجوع رهف... وقفت رهف في المنتصف مُمسكة باقة الورود التي جلبتها لها غادة و على جانبها اليسار يحيى يقف على مسافة منها و على جانبها الايمن صديقتها حبيبة و غادة... و تم إلتقاط الصور ثم عاد كل موظف لمكانه... 
* بت يا رهف... تعالى نتصور كام صورة كده بآيفون غادة قبل ما الشيفت بتاعي يبدأ... يلا بسرعة... 
' عنيا... 
وقفوا سويًا و غادة صورتهم بهاتفها 
* جامدين اوي... قوليلي يا غادة... تليفونك ده بكام ؟ 
* ب 95 ألف... 
* انا اتصدعت... ايه المبلغ اللي يصدع ده... 
* ده آيفون أحدث إصدار... 
* آيفون على نفسه... السامسونج بتاعي احلى... 
* سامسونج اه... المهم ابقي فكريني ابعتلكم الصور... 
ضحكت و ذهبت... شاطت حبيبة غضبًا و قالت 
* شايفة ! شايفة يا رهف ؟ بتغيظني بالآيفون بتاعها ! 
' عندها حق الصراحة... شكله خطير... ده كفاية شكل الكڤر بتاعه... 
* طب والله لاشتغل بدل 2 شيفت... هشتغل 3 شيفتات و احوش و اجيبه ! 
' اتغطي و نامي يا حبيبة... قال 3 شيفتات قال... كان غيرك اشطر... 
* والله لاشتريه... و انا حلفت اهو ! 
' ادينا قاعدين و هنشوف... 
* ماشي يا غادة والله لوريكي ! 
ذهبت حبيبة و هي تتوعد لـ غادة... ضحكت رهف و استنشقت باقة الورود و ابتسمت... وصلتها رسالة على الواتس... فتحت هاتفها... انها مش يحيى... 
" تعاليلي المكتب... 
زادت ابتسامتها و توجهت لمكتبه... وجدت مروان عنده... لم ينظر لرهف و قال 
* تؤمر بحاجة تاني يا مستر يحيى ؟ 
" لا يا مروان... شكرا اوي لانك جمعلتي كل الداتا اللي محتاجها... لو حصل اي غلط بلغني على طول... 
* و انا في الخدمة في اي وقت... عن اذنك... 
" اتفضل... 
اخذ مروان الورق و خرج... نظر يحيى لرهف و ارتسمت ابتسامة جانبية على شفتاه... وقف و اقترب من الباب... اغلقه بالمفتاح... إلتفت لرهف و نفس الابتسامة مازالت موجودة 
' بتقفله ليه ؟ 
" عشان نقعد على راحتنا... 
' لا مفيش حاجة اسمها نقعد على راحتنا في الشركة... موظفينك ما شاء الله عليهم... عيونهم أكبر من البطيخة... 
ضحك يحيى و اخذ منها باقة الورود التي بيدها... اشتمها فقالت 
' ريحتها جميلة صح ؟ 
" مش اوي... 
' مش اوي ! دي ريحتها تجنن... 
" شكلهم حلو بس مش عارف ريحتها معجبتنيش اوي... 
' ليه بقا ؟ 
وضع باقة الورود على الطاولة و اقترب منها 
" معجبتنيش عشان مفيش ريحة أجمل من ريحتك انتي... بقيت بقيس كل الروايح و اقيم جمالها على أساس ريحتك انتي ( امسك خصلات شعرها و اشتمها بإد*مان ) و ريحة شعرك الجميلة... ادمنـ,ـتها... 
احمرت وجنتاها خجلًا... ابتسم و أزاح شعرها للوراء 
' نادتني ليه ؟ 
" هو عيب ان انا انادي على مراتي ؟ 
' بُص يا مستر يحيى... 
" مستر يحيى ! 
' اه مستر يحيى... بُص بقا يا مستر يحيى عشان مش هقعد افكرك كتير... احنا هنا في الشركة دي... مش متجوزين ولا نعرف بعض اصلا... انا هنا شغالة معاك و في شركتك بس مش أكتر... انا هنا مش مراتك... وصلت ؟ 
" عقلي بس مقتنع بكلامك ده... أما قلبي ( شدها إليه و اكمل ) قلبي مش مقتنع بالكلام ده... 
' خليه يقتنع يا مستر يحيى... 
" يوووه بقا... بقيت بضايق لما تقولي مستر يحيى... يحيى لوحدها احلى... 
' معلش مضطرين... 
" عايزة اقضي ليلة معاكي... لوحدنا... 
' ما تلم نفسك يا مستر يحيى ! 
" الآه ؟! غلطت في ايه ؟ انتي مراتي... 
' والله انا تعبت... مش كل دقيقة هعيد نفس الكلام... هااا قولي نادتني ليه ؟ 
" عايز اتصور معاكي... 
' ما احنا اتصورنا بره... 
" لا صورة بره دي كانت لمستر يحيى و سكرتيرته... انا عايز اتصور صورة يحيى الكيلاني و المدام بتاعته... عايز نتصور صورة لوحدنا... انا مليش صور معاكي لحد الآن... 
' و انا برضو كنت هقولك اني مش متصورة معاك... يلا نتصور... هات تليفونك... 
اخرج هاتفه من جيبه و فتحته و اعطاه لها 
' مش مفروض اعرف باسورد تليفونك بما اني مراتك ؟ 
" دلوقتي افتكرتي انك مراتي ؟ لا مش هديكي الباسورد... 
' نينيني... بارد... 
ضحك و وقف جانبها... شغلت رهف الكاميرا و رفعت الهاتف... لكن هناك مشكلة... وجه يحيى لم يظهر في كاميرا الهاتف لان رهف قصيرة 
' يوووه بقا انت طويل اوي... مهما ارفع ايدي مش قادرة اجيب وشك كله معايا في الصورة... 
" عشان انتي قصيرة... 
' لا انا مش قصيرة... انا طولي متوسط... انت طويل و زي النخلة... 
" نخلة ايه انا 190 سم بس... 
' طويل برضو... هااا قولي هنتصور ازاي ؟ 
" مش عارف... انادي غادة تصورنا ؟ 
' تصدق فكرة... غادة تصوريها تحفة... انت بتهزر يحيى ؟! ايه رأيك بالمرة نقولها اننا اتجوزنا عشان تعملنا سيشن سوا ؟! 
" طب انا مش عارف اعملك ايه بقُصرك ده !! 
' ولاااا احترم نفسك !! 
" طب هناخد ازاي أم صورة دي في يومك الباين ده ؟ 
' اقعد على المكتب و انا هفضل واقفة و نتصور عادي... 
" اقعد على المكتب عشان نعرف نتصور زي الخلق ؟ ماااشي... قعدت اهو... 
جلس يحيى على طرف المكتب و ثنَى رجليه قليلا حتى تضبط الصورة... ابتسما و أُلتقطت الصورة... نظرا لها
" حلوة... 
' حلوة بس ؟ دي جامدة... احنا كابلز تحفة على فكرة... وحدة تاني...
اخذوا صورة مرة ثانية... و ثالثة... و رابعة... إلتقطوا الكثير من الصور... صور غامضة بنظراتهم الشمسية... صور عفوية... صور و يحيى يعانقها... صور و هي متشبسة برقبته ڪالطفلة... 
' بس دول حلوين اوي... 
" بس في صورة معينة عايز اخدها معاكي... 
' هااا ايه الوضع ؟ 
" ولا حاجة... انا وراكي اهو و صوري... 
' ما تصورنا كده في الاول... اديني وضع جديد... 
" اعملي ايه بقولك عليه... 
' ايه الجديد في اللي قولته ؟ 
" اسمعي الكلام و انتي ساكتة... 
' اوووف... طيب... 
رفعت الهاتف لتلتقط سيلفي عادي... لكن قبل أن تضغط على زِر التصوير... قَبلها يحيى على وجنتها... أُلتقطت الصورة هكذا... تفاجئت رهف و وجهها احمَر 
" هي دي الصورة اللي بقولك عليها... بس كده... 
اخذ الهاتف من يدها و نظر لها مبتسمًا 
" دي احلى وحدة فيهم... 
' يحيى انت قلـ,ـيل الادب... 
" عارف... 
' لا بجد انت قلـ,ـيل الادب و متربتش كمان... ازاي تبو*سني فجأة كده ؟ 
" على اساس لو اخدت اذنك هتوافقي ؟ 
' لا... 
" يبقى خلاص... بس الصورة جامدة... 
' ماشي يا يحيى !! 
اخذت باقة الورود و خرجت... ضحك يحيى و قال و هو ينظر للصورة 
" والله الصورة قنر و في قمة الرومانسية... البت زيرو رومانسية... بس مضطر استحملها عشان بحبها... 
دخلت رهف مكتبها و وضعت الورود في المزهرية و وضعتها على مكتبها... كانت غاضبة من يحيى... وضعت يدها خَدها و تذكرت قُبلته... ابتسمت تلقائيا ثم اخفت ابتسامتها في الحال 
' هو رومانسي بس قـ,ـليل الادب برضو... 
مَرت بقية الايام عادية مثل ذي قَبل... رهف عادت لعملها التي تحبه وسط اصداقائها من جديد... كل شيء عاد لمكانه مثل السابق... لكن هناك شيئًا واحد اختلف... انها تجوزت به... رغم انهم يمثلون امام الجميع انهم مجرد صاحب الشركة و مساعدته... كانت هناك نظرات حُب لبعضمها في الخفاء... في الاجتماعات و غيرها... كان يحيى يركز في الذي أمامه... لكن عندما يجد رهف امام عينه... يتلعثم بالكلام أحيانًا... و يسرح بها أحيانًا... انه العِشق يا سادة... يجعل العاشق يتصرف بغرابه... 
كانوا في الفندق في قاعة الاجتماعات مثل العادة... انتهى الاجتماع و ذهب الجميع... 
' اخيرا خلص الاجتماع ده... انا نعست... هروح انام... 
" لا تروحي ايه... تعالي عايزك... 
' يا ربي في ايه تاني !! على فكرة حوارات شركتك دي كترت... و الاسبوع ده كله اخدته بريسنتيشن للموظفين الجُدد و تعبت... عايزة اروح انام... خلي الباقي بكره اعملهولك في البيت... 
" تعالي من غير شوشرة...
' اوووف... طيب... 
ذهبت ورائه و ركبوا الاسانسير... و كانت رهف تتاوب من كثرة النعاس... 
" ده انتي هتمو*تي و تنامي... 
' بقولك الاسبوع ده كان متعب بشكل لا يُطاق... متوظفش موظفين تاني... احمد ربنا على اللي عندك... غيرك مش لاقي... 
" حاضر... خلاص الاسبوع الغِتت ده خلص اهو... بكره الجمعة... نامي براحتك... 
' المهم اخلص انت عشان اروح انام... 
فُتُح الاسانسير... خرج يحيى و هي ذهبت ورائه... وصل لغرفته التي ينام بها دائمًا بهذا الفندق... فتح الباب و اشار لها بيده 
" ادخلي... 
' مش دي اوضتك هنا ؟ 
" ايوة... 
' طب احنا جايين ليه ؟ انا عايزة اروح و انام... 
" هتنامي متقلقيش... نخلص آخر حاجة... ادخلي بس... 
' يوووه... 
دخلت ف نظر في الطُرقة... لم يجد أحد ف إطمئن و دخل خلفها و اغلق الباب عليهم بالمفتاح... 
' بُص يا يحيى... السرير ده بيغريني... لو مقولتش هنخلص ايه... هسيبك و انام... 
" ما انا جايبك هنا عشان تنامي... 
قالها و هو ينزع جاكت بدلته و يفتح القميص... ارتبكت رهف و قالت 
' قصدك ايه ؟ 
" انا برضو تعبت زيك... اسبوع كان كله صداع... جايبك هنا نريح راسنا سوا... 
ألقى قميصه على الارض و بقى عا*ري الصدر أمامها... خجلت رهف كثيرا و إلتفتت للجهة المقابلة حتى لا تراه و هو هكذا... 
' يحيى إلبس قميصك... 
" ليه ؟ عضلاتي بتغريكي ؟ 
' ههه دمك خفيف... إلبسه يا يحيى... 
" انتي محسساني إن انا قاعد كده مع وحدة غريبة... انتي مراتي... من غير لَف و دوران... انا عايز اقضي ليلة معاكي ڪ راجل و مراته... 
' انت اتجننت... يحيى اتلم !! 
اقترب منها و شدها إليه... اصدمت بجسده و اقفل عليها بيده... 
' انت بتعمل ايه ؟ ابعد يا يحيى ! 
" ليه ؟ خايفة تضعفي و تستسلميلي ؟ 
' يحيى بطل غتاتة و ابعد... 
" حاضر... 
قَبَل وجنتها و ابتعد... نظرت له بصدمة من افعاله... فتح يحيى دولابه و اخذ بعض الملابس له 
" هروح أخد دُش سريع كده عشان افوقلك و نكمل ليلتنا... و انتي كمان اقعدي على راحتك... الشنطة اللي على الترابيزة دي فيها هدوم ليكي... غيري هدومك و ارتاحي... 
غَمز لها و دخل الحمام 
' يعني نطـ,ـع و كمان قلـ,ـيل الادب !! 
امسكت رهف هاتفها و ابلغت حبيبة انها لم تعود الليلة
* اه طبعا الراجل عايز مراته... اوعاا عليكي... 
' المهم انا بلغتك اهو عشان متتصليش عليا كتير... 
* اه طبعا... مينفعش ازعجك في ليلتكم... المهم اول طفل لازم يتسمى على اسمي... 
' حبيبة اتلمي !! غوري نامي... 
اعلقت في وجهها... ضحكت حبيبة و ابتسمت بخبث 
* ما انا مهما اروح و اجي مليش غير سهيلة روح قلبي... والله لاخليها تنضف البلكونة بدل ما هي عاطلة كده... يا بت يا سهههييلة... 
ظلت تنظر رهف لأرجاء الغرفة... حاولت فتح الباب لكنه مغلق... 
' شوف ابن ناهد حابسني هنا معاه... عيل بارد... 
لا مهرب هذه الليلة... خلعت كوتشيها... أردات ان تغير ثيابها ف الزي الفورمال اصبح ليس مريحًا بعد ان قضت به دوامًا كامل...اقتربت من الحقيبة التي على الطاولة... فتحتها... 
' ايه ده ؟! 
لم تجد بداخلها بيجامة نوم عادية... بل وجدت بها قُمصـ,ـان نوم قصيرة للغاية و جريئة... 
' شوف ابن ناهد مخطط لكل حاجة... طب انا عملت ايه عشان ربنا يبتليني ب قلـ,ـيل الادب ده... انا نعسانة بس و عايزة انام... 
لفت انتباهها قميص أسود من بينهم... امسكته و رفعته لتراه جيدًا... نال اعجابها... انه حقًا جميل... سمعت صوت صفير معا*كسة و جاءها صوت يحيى من الخلف 
" هيبقى جامد اوي عليكي... 
شهقت بذعر عندما سمعت صوته و اعادت القميص داخل الحقيبة بسرعة و اغلقتها... إلتفتت له وجدته يرتدي بنطاله فقط... حمحمت و قالت 
' مش هلبس من الحاجات اللي في الشنطة دي... 
" هتقعدي يعني بلبسك ده ؟ 
' اه هقعد بيه... ماله ؟ زي الفل... 
" رهف... متتكسفيش... انا جوزك مش واحد غريب... 
' ما انا عارفة... بس مش متعودة اني اقعد مع راجل في اوضة وحدة... ولا متعودة إلبس الهدوم دي... معلش بدل ما ابوظ مزاجك الرايق ده... افتحلي الباب و سيبني و امشي... خليني اروح انام... 
" ما تنامي هنا... هو انا منعتك ؟ 
' مش هعرف انام و في راجل في الاوضة... بالاخص اذا كان الراجل ده انت ف مستحيل اقعد معاك بنفس المكان... 
" ليه بقا ؟ خايفة مني ؟ 
قالها و هو يقترب منها... رجعت رهف للوراء حتى اصطدمت بالحائط... كانت ستهرب لكنه حاوطها بجسده... 
' يحيى... 
" قلبه... 
' لو سمحت ممكن تبعد ؟ 
" ليه ؟ 
' عشان قُربك مني بالطريقة دي بيوترني... 
" تعرفي اني بتعمد اقرب منك عشان اشوف وشك و هو مِحمِر زي الطماطم بسبب خجلك مني... يبقى شكلك عسل اوي لما اكسفك... 
' على فكرة انت بارد... ابعد يا يحيى... 
" مقدرش ابعد... 
قالها ثم دفن رأسه بعنقها و اشتم رائحتها بإدمان... توترت رهف كثيرا و حاولت إبعاده لكنه لم يبتعد بل اقترب أكثر و قَبل عنقها... 
' لا كده كتير... يحيى فوق كده و ابعد... 
نظر لها في عيناها و ابتسم 
' يحيى ابعد و بطل تحر*ش... 
" انا عايزك يا رهف... 
اتسعت عيناها بصدمة مما قاله... 
' يحيى انت... 
قبل أن تكمل جملتها اخذ شفتاها في قُبلة... ضمها إليه و ظل يُقبلها بكل رغبة و يتعمق في تقبليها... استسلمت رهف له و حاوطت رقبته بيداها وضمته إليه أكثر... سعِد يحيى لانها اندمجت معه... حملها بين ذراعيه و توجه بها للسرير... وضعها عليه برفق و استلقى بجانبها و مستمر في تقبيلها... استمرت قُبلتهم طويلًا... ابتعد لتأخذ انفاسها... ابتسم و ظل يمسد على شعرها و ينظر لعيناها و هي تنظر لعيناه و صدرها يعلو و يهبط... وضع يده على زُرار الشميز الذي ترتديه و نظر لها... اومأت له بأن يفعل ذلك... ابتسم و انقض على رقبتها يُقبلها و يضع علامات امتلاكه عليها و يفُك زرارًا من الشميز واحدًا تلو الآخر... 
فجأة طُرق باب الغرفة... 
ابتعد يحيى عن رهف و نظر للباب... منْ جاء الآن ؟ 
قبل ان تتكلم رهف... وضع يدها على شفتاها و قال بصوتٍ منخفض... 
" متعمليش صوت... ادخلي الحمام لحد ما اشوف مين على الباب... متقلقيش... أكيد الجرسون عشان قولته يحضرلي العشاء... المهم... اخفي انتي من هنا دلوقتي... 
لمس على انفها الصغير بمشاغبة... ابتسمت و اومأت له و نهضت... دخلت الحمام و اغلقت الباب... 
ارتدى يحيى قميصه و توجه للباب و فتح الباب... تفاجئ مما رأه... 
* ازيك يا يحيى ؟ كنت نايم لا ايه ؟ بقالي ساعة بخبط على الباب... 
" بابا !! 
يتبع....... 
ارتدى يحيى قميصه و توجه للباب و فتح الباب... تفاجئ مما رأه... 
* ازيك يا يحيى ؟ كنت نايم لا ايه ؟ بقالي ساعة بخبط على الباب... 
" بابا !! 
* اه بابا... اتخضيت ليه ؟ 
" لا متخضتش ولا حاجة بس اتفاجئت مش اكتر... 
نظر له والده و لقميصه المفتوح و شعره المبتل 
* ينفع ادخل ولا هفضل واقف كده كتير ؟ 
" تدخل ؟ اه اتفضل طبعا... 
ابتعد يحيى عن الباب و دخل والده... اغلق باب الغرفة... لاحظ يحيى حذاء رهف الذي بجانب السرير... بدون أن يلاحظه والده... أزاحه بقدمه لتحت السرير قبل أن يراه والده... إلتفت له والده و قال 
* مجتش ليه البيت ؟ 
" كسلت ارجع... قولت ابات هنا الليلة دي... 
* تبات اه... ايه الشنطة اللي على ترابيزة دي ؟ 
" دي ؟ دي بتاعتي... فيها هدومي... 
* يعني انت هتبات ليلة... جايب هدومك كلها عشان ليلة ؟ 
" لا طبعا... يعني انت عارف اني سايب شوية من هدومي هنا... كنت بشوف اللي محتاجه من هنا و اللي هسبيه هنا... 
* اممم... يحيى هو في حاجة ؟ 
" حاجة زي ايه ؟ 
* مش عارف... شكلك غريب و تصرفاتك اغرب... 
" لا ده بيتهيألك... 
* بيتهيألي اه... قعدت كتير اخبط على الباب و حضرتك لسه فاتح... 
" كنت في الحمام بستحمى... حتى شعري مبلول اهو... 
* اه لاحظت... 
" حضرتك عايزني في حاجة ؟ 
* لا... وحشتني قولت اجي اشوفك... بس الظاهر كده جيت في وقت غلط... 
" ولا يهمك... انت تنور في اي وقت... 
* اللي اسمها رهف دي... سمعت انك رجعتها الشركة... 
" اه رجعتها... 
* مش تاخد إذني الاول ؟ 
" من امتى انا باخد إذنك في اللي بعمله الشركة ؟ انت من زمان سايبلي حُرية التصرف في كل حاجة تخص الشركة... 
* فعلا عشان واثق فيك... بس في النقطة دي كان لازم تاخد إذني...
" ليه ؟ 
* لان البنت دي اتسببت في اذ*يتك... كنت هتمو*ت بسببها...
" يا بابا ما انا كويس اهو... 
* كويس عشان ربنا نجاك... مفروض بعد اللي حصلك ده مكنتش خليت رجلها تخطي الشركة تاني... البنت دي اتسببتلك بمشاكل انت ملكش دخل فيها اصلا... احنا كنا نعرف عيلة الصاوي بالاسم بس... لا لينا تعامل معاهم ولا شغل معاهم... بسببها دخلت في حوارات و مشاكل مش هتنتهي مع ابنهم... 
" بابا انا كبير و بعرف احمي نفسي كويس... لا عمر ولا عيلته كلها هيخوفوني... 
* انت مش خايف و مستبيع فيها... انا خايف... يحيى انا ايامي في الدنيا مش قليلة... عايز اطمن عليك انت و اخواتك و امك عشان امو*ت مرتاح... 
" بعد الشر عليك يا بابا... بس انت لو عرفت الحوار كله من الاول... مش هترمي السبب على رهف زي ما انت بتعمل دلوقتي... 
* انا عارف كل حاجة... انت اللي مش عارف ان وجود البنت دي حواليك... هيدخلك في مشاكل اكتر من اللي دخلت فيها... 
" طب و هي ذنبها ايه يعني ؟ هو الو*سخ حاطط عيونه عليها و عايزها بالعافية... و حاول يأ*ذيها اكتر من مرة... 
* و انت ايه علاقتك بكل ده ؟! بتدخل ليه ؟ هو عايزها بالعافية... سيبهاله... هم الاتنين يختلصوا سوا... انت مالك بهو عايزها ولا مش عايزها ؟ 
" بابا اعتبر انها بنتك أو اعتبرها مكان إسراء... هترضى ان حد يأ*ذي إسراء ؟ أكيد لا... انا مقدرش اسيبه يأ*ذيها بعد ما طلبت مساعدتي... 
* لا دي مش بنتي... اللي تتسبب بإذ*يتك و تحطنا كلنا في دايرة الخطر مع عيلة الصاوي تبقى مش بنتي... 
" بابا... رهف بقالها سنتين و أكتر بتساعدني في الشركة... وقت الفراغ اللي انا فيه ده هي السبب فيه... لان في غيابي بتشيل كل مسؤولياتي... مش بعد اللي بتعمله ده كله... لما تطلب مني مساعدة.. ارفض اساعدها... 
* يا ابني ده اسمه شغلها... مش جميل ولا فَضل انك تشيله فوق رأسك و عايز تردهولها بحياتك... يحيى... ابعد البنت دي عن حياتك... صعبانة عليك ؟ شوفلها وظيفة تانية بعيد عنك... و يبقى كده انت عملت اللي عليك بزيادة... 
" بس انا محتاجها... يعني... شغل الشركة وقف فترة لما مشيت... 
* محتاجها اه... يحيى... في حاجة بينك و بين رهف ؟ 
" حاجة زي ايه ؟ 
* مش عارف... انت فاهم معنى سؤالي كويس... 
" لا مفيش... 
* امممم... 
نهض والده و ظل ينظر لكل ركن في اركان الغرفة... 
" في حاجة يا بابا ؟ 
* لا... 
" يبقى ليه بتبص على كل حتة في الاوضة كأنك بتدور على حاجة مُعينة ؟ 
* ولا حاجة... ليه انت مخبي حاجة خايف اني اشوفها ؟ 
" مش مخبي حاجة... 
* لتكون مثلا جايب بنت هنا معاك في الاوضة... انا عارف ان الفراغ قا*تل... يمكن قولت تروق على نفسك... 
" انت عارف اني مش بتاع الكلام ده... 
* عارف انك متعملش كده ( ربت على كتفه ) هو ده ابني... 
ابتسم له يحيى إبتسامة خفيفة... اقترب من الباب و قال 
* هستناك بكره... متقعدش لوحدك كتير... 
" هاجي بكره متقلقش... اقعد نشرب حاجة... 
* لا... مرة تاني... سلام 
" سلام... 
فتح الباب و خرج... اغلق يحيى الباب بالمفتاح و وقف خلف الباب... تنهد بإرتياح 
" كويس انه مشي... كنت خايف يعرف انها هنا... كانت هتبقى مصـ,ـيبة... رهف... انا نسيت رهف... تلاقيها اتجمدت في الحمام ! 
توجه للحمام و فتح الباب... وجدها جالسة على الارض و ضامة نفسها... جسَّ على ركبتيه و ابعد شعرها عن عيناها... وجدها تبكي... 
" بتعيطي ليه ؟ 
لم ترد عليه... ف امسك يدها وجدها باردة جدا... 
" انتي بردتي... قومي نخرج من هنا... 
ساعدها على النهوض و خرجوا... اجلسها على السرير و سحب الغطاء عليها و جلس بجانبها... 
" رهف... مالك ؟ بتعيطي ليه ؟ 
نظرت له بعنياها الغارقة بالدموع 
' مكنش لازم نتجوز...
" ايه اللي انتي بتقوليه ده ؟ 
' دي الحقيقة يا يحيى... فعلا مكنش لازم نتجوز... باباك عنده حق في كل كلمة... انا دخلتك في حوارات و مشاكل مكنش لازم تدخل فيها... انا آسفة بجد... 
كانت تبكي و تتشنج في بكائها... أدرك يحيى انها سمعت كل الكلام الذي قاله والده عليها... ضمها إليه... اسندت رأسها على صدره و ظلت تبكي و ربت يحيى عليها حتى تهدأ... 
' احنا اتسرعنا في قرار الجواز ده يا يحيى... مكنش لازم نتجوز من غير عِلم ابوك... 
" رهف انا هكلمه... متقلقيش... 
' ماشي هتكلمه... أكيد هيرفض... هنعمل ايه احنا كده ؟ 
" هيوافق... 
' معتقدش انه هيوافق... 
" لازم يوافق... 
' مش هيوافق يا يحيى !! 
قالتها بإنفعال ثم اكملت 
' انا مش عارفة ايه الموقف اللي حطيت نفسي فيه... يعني انا استخبيت منه كأني عيشقتك مش مراتك... انا مش عايزة الموقف ده يتكرر تاني... انا مش بعمل حاجة غلط عشان استخبى منه... 
" رهف اهدي... 
' يحيى... انت لازم تقوله كل حاجة... لازم يعرف بجوازنا ده... 
" هقوله... 
' هتقوله امتى ؟ 
" في اقرب فرصة... 
' اللي هي امتى بالضبط ؟ 
" رهف قولتلك هكلمه... متسأليش كتير و متشيليش هَم... 
' يحيى... انا مش هسمح باللي حصل ده يتكرر تاني... مستحيل جوازنا يبقى حقيقي قبل ما يعرف ابوك... 
" يعني ايه ؟ 
' يعني متلمـ,ـسنيش... 
ابتعدت عنه و نظرت للجانب الآخر 
" رهف... 
' يحيى متجادلنيش أرجوك... 
" ماشي يا رهف... هسيبك على راحتك... مقدرش افرض نفسي عليكي... المهم ان ده يريحك... و انا هعمل المستحيل عشان يوافق على جوازنا و كله يعرف... و نعيش سوا من غير ما تخافي و تبعديني عنك... 
' كويس انك فهمتني... انا عايزة امشي... 
" مينفعش يا رهف... ممكن حد يشوفك و انتي ماشية من عندي في الوقت ده... خليكي بايتة هنا و في الصبح ابقي امشي احسن... 
' ماشي... هنام عشان تعبت... 
استلقت على السرير و شد يحيى الغطاء عليها و غطاها جيدا... قَبَل رأسها بحنان و ابتسم لها... اخذ وسادة و وضعها على الاريكة و استلقى عليها... نظرت له رهف و قالت 
' هتعرف تنام كده ؟ 
" اه... نامي انتي متشغليش بالك انا كويس كده... 
' تصبح على خير... 
" و انتي من اهل الخير... 
* عرفت مكانها ؟ 
- لا يا عمر باشا... آخر مرة شوفتها داخلة فندق عيلة الكيلاني... مشوفتهاش و هي خارجة... 
* يمكن لاحظت انك بتراقبها ف خرجت من باب تاني... 
- انا واخد حذري على اد ما اقدر... معتقدش انها اخدت بالها مني... 
* طالما ماخدتش بالها منك... ازاي مشوفتهاش و هي خارجة من الفندق ؟ ولا هي لسه هناك ؟ ازاي بس... ده الساعة 2 بالليل... هتكون بتعمل ايه هناك ؟ 
- ممكن اقول حاجة يا عمر باشا بس متتضايقش مني... 
* قول يا رفعت... 
- خلال مراقبتي ليها الايام اللي فاتت... لاحظت حاجة... 
* لاحظت ايه ؟ 
- هي و يحيى الكيلاني... في علاقة ما بينهم بره الشغل... 
* انت بتقول ايه ؟ يعني ايه علاقة بره الشغل ؟ 
- لاحظت نظراتهم لبعض بتوضح كده... 
* واخد بالك لسانك بيقول ايه ؟ 
- انا مقصدش حاجة بس ده اللي لاحظته... على العموم هبقى اصورهم و اوريك اللي انا شافته... 
* طيب... اخفى كده من قدامي... 
ذهب رفعت... أخذ عمر رشفة من كأس الخـ,ـمر الذي بيديه... 
* قولتلك على جثـ,ـتي لو سيبتك لغيري... لو كلام رفعت طلع حقيقي و فيه علاقة ما بينك و بين ابن الكيلاني... والله لقتـ,ـله قدامك !! 
- ايه ده ؟ 
* سلامة النظر يا سهيلة... مش عارفة ايه ده ؟ ده عَدس... 
- ما انا عارفة انه عَدس... اقصد ايه اللي جابه هنا ؟ فين العشاء اللي ليكي ساعة بتنادي عليا عشانه... 
* هو ده العشاء يا سهيلة... 
- لا انا مباكلش الكلام ده... 
* ليه ماله العدس يا نونو ؟ 
- مش حلو... 
* بس انا العدس بتاعي لا يُعلي عليه... 
- انا مش هاكل عدس... 
* براحتك... 
- في ايه في التلاجة ؟ 
* عندك جبنة قديمة... 
- جبنة ايه ؟؟ 
* هو انا قولت جبنة قديمة ؟ يقطعني... قصدي Old cheese... 
- اه فهمت... مش عيزاها برضو... 
* خلاص عندك فسيخ... 
- يععع... هو انتي معندكيش غير الحاجات المُقر*فة دي ؟! 
* ده اللي عندي... مش عاجبك ؟ خلاص نامي من غير عشاء... انا غلطانة اني بسأل فيكي اصلا... 
- انام من غير عشاء ؟! يعني انتي عملالي عدس و لما حماة رهف جات هنا... طلعتي الفرخة من الفريزر في ثواني... 
* عشان دي ضيفة... إكرام الضيف واجب... 
- طب ما انا ضيفة برضو ! 
* لا يا حبيبتي ضيفة على نفسك... رهف من اول جات الشقة دي بتاكل اللي بحطه و عمرها ما فتحت بؤها بكلمة و كمان بتشكرني على الاكل بكل حُب و لطافة... مش عارفة انتي اختها ازاي ؟ 
- حبيبة احترمي نفسك... انا محترماكي عشان انتي اكبر مني... لولا كده انا... 
خبطت حبيبة بيدها على السفرة و نهضت و قالت بغضب 
* كنتي هتعملي ايه لو مكنتش اكبر منك ؟ يا بت ميغركيش وشي الكيوت ده انا اصلا شرشوحة... ف اتلمي بدل ما امسك من شعرك ده اشرشح بيكي سراميك الشقة كلها... مش عاجبك الاكل متاكليش... بسيطة اهي... انا بشتغل و بصرف على نفسي و مش باخد جنيه من حد مع ان عيلتي موجودة عادي بس انا كبرت و بشيل نفسي اهو و رهف كذلك... لكن انتي متبقيش قاعدة زي الست الوالدة تؤمري و تتحكمي فيا كأني عبدة عندك... سهيلة انتي تحمدي ربنا انك اخت رهف... لولا كده كنت هقتـ,ـلك لان اصلا خُلقي اضيق من خُرم الإبرة لكن مع ذلك مطولة بالي عليكي... مش عاجبك الطفح هنا... روحي اشتغلي و اصرفي على نفسك بدل ما انتي قاعدة زي الجرجيرة كده كل شهر مستنية مرتب رهف... بلا وكسة... 
- هشتغل و هجيب كل عيزاها و مش هتذل ليكي ولا لرهف... والله لوريكم انتوا الاتنين !! 
قالتها سهيلة بغضب و دخلت الغرفة... ضحكت حبيبة و ظلت تغني... دخلت المطبخ و فتحت أحد الرفوف... اخرجت منه كبدة بلدي... سخنتها و سخنت الخبز و عادت للصالون... فتحت التلفاز و شاهدت مسلسلها المفضل... 
* والله غبية... لو كانت رضيت بالعدس من الاول كنت هجبلها طبق الكبدة ده لحد عندها... لكن نقول ايه... عيِلة مغـ,ـرورة... 
فتحت رهف عيناها... هي لم تنَم لكن غفوت قليلا... نظرت للاريكة لم تجد يحيى عليها... 
' راح فين ده ؟ 
وجدت باب الشُرفة مفتوح... نهضت و توجهت للشُرفة... وجدت يحيى بداخلها... لكن ما هذا ؟ إنه يدخن !! 
' يحيى... 
مجرد ما سمع صوتها... اطفأ السيـ,ـجارة و ألقاها من فوق و اخرج من جيبه حبة نعناع و أكلها... إلتفت لها و قال 
" رهف ؟ ايه اللي مصحيكي ؟ 
' مش عارفة... صحيت فجأة كده... يمكن صحيت عشان اقفشك و انت بتدخن... 
" ادخن ؟ ايه الإشاعات دي ؟ 
' يحيى... انا لسه شيفاك و انت بتشد نفس من السيـ,ـجارة و بتطلع من بؤك دخان اد كده و لما سمعت صوتي طفيتها و رميتها من فوق... 
" انا عملت كل ده ؟ 
' ايوة... 
" لا ده بيتهيألك عشان منمتيش كويس... 
' والله ؟ طب وريني ريحة بؤك كده... 
" تعالي شوفي... 
فتح فمُه و اقتربت منه شمَّته... رائحة فمُه نعناع... 
' ازاي ؟ انا شوفتك و انت بتشد نفس من السيـ,ـجارة... 
" قولتلك ده بيتهيألك عشان منمتيش كويس... 
' لا انا متأكدة اني شوفتك بتدخن... انا مش مجنونة عشان اتخيل كل ده... 
" قولتلك دي تهيؤات... 
' يحيى... 
" نعم ؟ 
' انت بتكذب عليا ؟ 
" لا... 
' طب ايه رأيك انت بتدخن... طالما انت مش بتدخن اتخضيت ليه لما سمعت صوتي ؟! 
" عشان صوتك وسط هدوء ده يخوف... 
' وحياة امك ؟! 
" الآه ؟ ما تحترمي نفسك ؟ 
' مقصدش... بس انت بتدخن... اوعا تكون كمان بتشرب خمـ,ـرة زي الناس اللي بشوفهم على التليفزيون ! 
" لا... الخـ,ـمرة كل فين و فين... 
' انت بتهزر صح ؟ 
" في ايه يا رهف ؟ 
' يعني انت بتدخن و كمان بتشرب خمـ,ـرة !! 
" لا يا ستي مبدخنش... هي تُهمـ,ـة و عايزة تلزقيها فيا بالعافية !! 
' بس انا شوفتك دلوقتي بتدخن !! 
" و فيها ايه لو دخنت ؟
' يعني انت بتعترف اهو انك بتدخن ؟! 
" اه يعني... كل فين و فين مش كتير... 
' كده هطلق منك... 
" ايه ؟! 
' بتكلم بجد... مبحبش الراجل المدخن... 
" ليه يا رهف ؟ 
' لأن التدخين هيضُر بيك... انا خايفة عليك... لازم تبطله... 
وضع وجهها بين يداه و قال 
" مع اني مبحبش حد يكلمني في الحتة دي... بس انتي مش حد... ماشي... هحاول ابطل تدخين... 
' ما انت امور و كيوت اهو... اومال كنت ليه زمان مصدرلي وش خشب ؟ 
" زمان يختلف عن دلوقتي... انتي دلوقتي مراتي... تعالي نقعد نرغي... 
جلسا على الاريكة الصغيرة التي بالشُرفة... 
" رهف... 
' اها ؟ 
" عمرك ما هتخو*نيني صح ؟ 
' ايه اللي انت بتقوله ده يا يحيى ؟ انت شايفني زيها ؟! 
" لا طبعا... انتي غيرها... ولو مكنتيش غيرها مكنتش هحبك... انا اقصد يعني مهما حصل عمرك ما هتجر*حيني ؟ 
' أكيد... عمري ما هتخلى عنك او عيني تبص لأي راجل غيرك مهما حصل... 
" و انا واثق فيكي... بس لو جه يوم حسيتي فيه انك زهقتي مني او مش عيزاني... امشي من غير ما تجر*حيني... 
' و انا هجر*حك ليه اصلا ؟ كلامك غريب... 
" يا رهف افهمي... انك تتخا*ني ده مش سهل... والله مش سهل... انا مش هستحمل صدمة تاني... عشان كده بقولك لو في يوم حسيتي انك مبقتيش عيزاني... امشي من غير تجر*حيني... 
' لا انا مش هسيبك مهما حصل و انت كذلك... و لو جه يوم اختلافنا فيه... نواجه بعض و نسمع بعض للآخر... يحيى... انت اول راجل يدخل حياتي... و آخر راجل... انا مستحيل احب غيرك أو اخلي حد غيرك يمسك ايدي... بُص يا يحيى انا عارفة ان تجربتك الاولى جر*حتك... بس انسى خلاص ده عدى و انت كويس دلوقتي... و اوعدك اني عمري ما هخذلك او اجر*حك بأي شكل... اطمن انك معايا... 
" مطمن... انا برضو مش هخذلك... بالعكس...( امسك يدها و قَبلها ) انا هعشيك معايا اجمل أيام... هتشوفي ده بنفسك... هو مش غرور بس يابختك انك كسبتي قلبي... مش هجر*حك ولا اخو*نك... عايز يبقى في ثقة ما بينا... تكون قوية اوي و محدش يبقى يكـ,ـسرها... اول ما نعلن علاقتنا ببعض... هنواجه مشاكل كتير... في ناس كتير هيحاولوا يبعدونا عن بعض بكل الطرق... عشان كده هنتفق إتفاق صغير... نسمع بعض قبل اي حد... اتفقنا ؟
' إتفقنا...
ابتسم لها و شدها لحِضنه و مسد على شعرها برفق... ظلوا صامتين لدقائق... 
' ساكت ليه ؟  
" مش عارف... 
' اتكلم... قول اي حاجة... 
" اممم... في مسلسل متابعه من فترة... حلو اوي... 
' وريني... 
" هو بوليسي... ممكن متحبهوش... 
' لا هحبه... وريني انت بس... 
اخرج يحيى هاتفه من جيبه و فتحه... 
' الابلكيشن ده مش بيشتغل غير بإشتراك شهري... فتح ازاي عندك ؟ 
" عشان انا عامل عليه اشتراك شهري... 
' وه !! 
" ايه مالك ؟! 
' آه منكم يا اغنياء انتوا حتى عشان تتفرجوا على مسلسل عاملين اشتراك شهري ؟! 
" اه... عادي... 
' ده بقعد ادور على ابلكيشن ببلاش عشان اعرف اشغل مسلسلاتي... 
" خلاص متدوريش... اتفرجي معايا... 
' وريني مسلسلك ده... 
امسكت رهف هاتفه و بدأت تشاهد و لا تزال بداخل حضنه... كانت مركزة كثيرا... يحيى لم يكن مركز في اي شيء غيرها هي... نظراتها و ريأكشانات وجهها اللطيفة و ردود فعلها... كيف أحب كل شيء بها و تعلق بها لهذه الدرجة ؟! 
شهقت رهف بذعر و قالت بصدمة 
' ده رمى اخوه التوأم من فوق العمارة !! ازاي هان عليه بالسهولة دي ؟! 
" عشان هو مر*يض نفسي و قا*تل متسلسل... مش هيفرق معاه اخوه او لا... 
' قا*تل قذ*ر... كمان انتحـ,ـل شخصية اخوه التوأم... عايش بإسم اخوه... بس النائب عرف انه قتـ,ـل اخوه و عايش بشخصيته... هيرميه في السجن... احسن يستاهل... 
" لا متفرحيش... ما هو لما يعرف ان النائب عرف حقيقته و هيحاول يسجنه... هيقـ,ـتل مراته و يخطـ,ـف بنته و يلبسه تُهـ,ـمة قتـ,ـل مراته... 
' يلهوي... ايه صنفه ايه ده... ده قتـ,ـل نص كاست المسلسل من اول حلقة !!  
" لسه هيكمل قتـ,ـل في الحلقات الجاية... 
' أعوذ بالله ربنا يحر*قه... 
" بس ايه رأيك ؟ 
' مسلسل جامد و عجبني ان تمثيلهم مقنع اوي... خلاص انا اقتنعت ان الواد ده قا*تل متسلسل فعلا... بيتذاع امتى المسلسل ده ؟ 
" بينزل منه حلقة كل اسبوع... 
' طب لما ينزل خليني اتفرج معاك... 
" ده أكيد... جعانة ؟ 
' اوي... فوق ما تتخيل... 
" شوية و الاكل هيجي... تعالي ندخل بقا لان الجو تلج... 
اومأت له و دخلوا... اغلق يحيى الشُرفة... طُرق بابا الغرفة ف نظرت رهف ليحيى التي قال لها 
" خليكي جمب الدولاب و انا هفتح اخد منه الاكل... 
' ماشي... 
وقفت رهف بجانب الدولاب... فتح يحيى الباب وجد الجرسون احضر كل ما طلبه... كان سيدخل الغرفة لكن يحيى منعه 
" لا خلاص شكرا انت كتر خيرك... انا هدخل الاكل... 
* زي ما تحب يا مستر يحيى... تؤمر بحاجة تاني ؟ 
" لا شكرا... تقدر تمشي... 
اومأ له و ذهب... ادخل يحيى الاكل و أشار لرهف ان تأتي و تجلس جانبه و جاءت... 
' طب فين طبقي ؟ 
" ما طلبت من كل صنف نوع واحد عشان محدش يُشك ان في حد معايا... 
' يا ربي... انا زهقت من الحوار ده... بستخبى كأني عاملة جر*يمة... 
" فترة و هتعدي... كُلي معايا... 
' لا... انت موسوس و قروف و مبتحبش حد ياكل معاك في نفس الطبق... 
" و انتي مش حد... انتي مراتي... 
قالها ثم خطف شفاتاها بقُبلة لطيفة... احمَر وجهها و نظرت له بإحراج
" مبقر*فش منك... كُلي معايا... أكيد مش هاكل ده لوحدي... 
ابتسمت له و قالت 
' طب قبل ما ناكل... انا مش مرتاحة و انا لابسة الهدوم دي... 
" خلاص اقلعـ,ـي... 
' ما تلم نفسك يا يحيى !!  
" الآه ؟ مش انتي بتقولي انك مضايقة من الهدوم اللي لبساها... خلاص اقلعـ,ـي و خدي راحتك... 
' طب ممكن يا قليـ,ـل الادب انت... ممكن تركن قِلـ,ـة ادبك لبعدين ؟ انا بجد مش مرتاحة كده... 
" طب غيريهم يا رهف... 
' لا تصدق جبت التايهة... طب لما اغيرهم... هلبس ايه ؟
" قميص النوم الاسود... عجبني اوي... 
' تصدق اني استاهل ضر*ب الجز*مة لاني بسأل واحد زيك مترباش خمس دقايق على بعض !!  
" طب اعملك ايه ؟ 
' هاخد اي حاجة من هدومك... 
" خُدي يا ختي... اخلصي قبل ما الاكل يبرد... 
' طيب اصبر... إياك تاكل من غيري... 
" انا مؤدب اهو... 
نهضت و فتحت دولابه... ظلت تبحث في ملابسه عن اي شيء يناسبها... وجدت سويت شيرت رمادي... دخلت الحمام و اغلقت الباب خلفها 
" بتقفلي الباب ليه ؟ للدرجة دي انتي مكسوفة مني ؟ 
' اه عشان انت متحر*ش و متربتش... 
" اخص عليكي... ده انا كنت هساعدك... 
' يا عم اتلهي... 
ضحك يحيى و ظل يقلب في هاتفه و ينتظر خروجها ليأكل معها... 
' يحيى... انا خلصت... 
رفع رأسه و رأها ترتدي السويت الشيرت خاصته على استريتش أسود... انه واسع جدا عليها و كبير... لم يقدر يحيى على إمساك نفسه ف ضحك بشدة على شكلها... 
' انت بتضحك ليه ؟ 
" شكلك مضحك موت... واسع عليكي اوي كأنت لابسة كيس كبير مش سويت شيرت... 
ظل يضحك عليها و نظرت لنفسها في المرآة... فعلا شكلها مضحك به... 
" شكلك شبه البطريق... لا شكلك شبه عِلبة الجبنة... 
' طب بطل ضحك يا خفيف بدل ما اعيط و ألِم الناس عليك... 
" خلاص خلاص... بطلت ضحك اهو... 
جلست بجانبه على الاريكةو كان ينظر لها و يضحك 
' يوووه بقا يا يحيى ما خلااااص بدل ما اخبطك بالطبق ده !! 
" خلاص سكت اهو... 
' يلا كُل... 
" كان نفسي والله بس مش قادر... 
' ليه تعبان ؟ 
" من البرد ايديا الاتنين تلجوا و مش حاسس بيهم... 
' انت هتحور عليا ؟ ده ايدك ادفى من ايدي... 
" بس مش قادر احركهم... خلاص كُلي انتي... 
' يحيى... بطل دلع... 
" مش بتدلع بس خلاص مش مهم... كُلي انتي... 
' بدل ما تتقمس دور الضحية ده... قول انك عايزني أكلك بنفسي... 
" طب يلا أكليني... 
' يارب صبرني متجوزة طفل مش شحط طويل... 
قطعت دبوس الدجاجة و بدأت تُأكله له... و كذلك تأكل هي 
' طعمها جامد... 
" بس مش جامد زيك... 
' كُل و انت ساكت... 
" انتي زيرو رومانسية... 
' و انت مسمي التحر*ش ده رومانسية ؟ 
" اه طبعا رومانسية... 
' تعرف لولا انك جوزي كنت هرفع عليك قواضي تحر*ش مش قضية... 
" قلبك اسود على فكرة... 
' نينينيني... 
ضحك و اطعمها هو بنفسه كأنها ابنته... كانت تنظر له و مبتسمة... انتهيا من الاكل و جاء الجرسون اخذ الاطباق... جلسوا سويًا على السرير يأكلون فولا سودانيًا و يشاهدون الحلقة الجديدة من المسلسل بوليسي... 
" رهف تعرفي لو رميتي قِشر الفول على الارض تاني... هطردك بره... مش كل مرة اقوم ألِم وراكي القِشر اللي بتوقعيه... 
' اهو مر*ض الوسوسة اشتغل... 
" رهف الحركة دي بتستفزني اوي... 
' والله مش باخد بالي من القِشر اللي بيقع ده... 
" خُدي بالك عشان خُلقي ضيق شوية... 
' و انت هتتخلقن عليا ولا ايه ؟ و من الصبح بتقولي انتي مراتي و انا بحبك و بتاع... و لما وقعت 43813845 قِشرة على الارض و انت لميتهم ورايا... نسيت اني مراتك و بتتعصب عليا عشان القِشر !! 
" لا تصدقي مليش حق اتعصب... 
' اه طبعا ملكش حق... اسكت بقا خليني اتفرج... 
" اتفرجي... 
' الواد ده مع انه قا*تل بس مراته مُزة... خسارة في واحد قذ*ر زيه... 
" اه فعلا مراته مُزة... 
اخذ يحيى حبة فول سوداني و اكلها... وضع قِشرتها بالطبق ف وجد رهف تنظر له نظرة غاضبة 
" في ايه ؟ 
' مين اللي مُزة ؟ 
" مرات الواد القا*تل... 
' بتقولها كده عادي ؟!
" الصراحة تتقال... البت جامدة... 
' ده مامتك اللي جامدة يا ابن ناهد !! 
" بت احترمي نفسك !! 
' لا احترام ايه... انت مبتتعدلش غير بقِلـ,ـة الادب... 
امسكت رهف يده و عضتـ,ـها... حاول يحيى إبعادها لكنها لم تبتعد و عَضتـ,ـه بقوة... كتم يحيى صوته حتى لا يسمعه أحد... تأ*لم حقًا... تركت يده بعد ما عَضتـ,ـه بشدة لدرجة ان اسنانها تركت علامة بيده... تفاجئ يحيى عندما رأى العلامة و قال غاضبًا 
" ايه اللي عملتيه ده !! 
' ده اقل رد على اللي قولته قدامي يا ابو عين زا*يغة يا نسوانجي...  
" دي مش عَـ,ـضة بني آدم... دي عَـ,ـضة كلـ,ـب !! 
' تستاهل... قولتلك قبل كده اتقي شَر عَضتـ,ـي...
ضغط يحيى على أسنانه بغضب و امسك الوسادة ضر*بها بها... 
" بقا انا في السِن ده وحدة قصيرة زيك تُعـ,ـضني !! 
' انتي اللي عصبتني !! بتقول على مرات القا*تل مُزة و انا قاعدة جمبك ياللي ما عندك صنف الد*م... 
" ما انتي قولتي عليها نفس الكلمة ! 
' انا بنت و اقول براحتي... أما أنت راجل يا نسوانجي يا ابو عين زا*يغة... ازاي تعا*كسها قدامي ؟! 
" انتي مالك ؟! 
' مالي ازاي ؟! انا مراتك يا بأف... ازاي تبص لوحدة غير مراتك !! 
" و انتي ازاي تُعـ,ـضيني بالمنظر ده ؟! شو*هتي ايدي ما انا متجوز حيوان مفتر*س !! 
' اهو الحيوان ده انت !! 
" يا بت اخرسي بدل ما اطلقك... 
' طلقني... مفكرني همسك في رجلك و اتوسل إليك يا حَضرة الامبراطور يحيى إياك تطلقني ؟! طلقني يلا... 
" المشكلة اني بحبك و مقدرش اطلقك... بس هحسابك على العَـ,ـضة دي !! 
نزل ضر*ب فيها بالوسادة و هي اختبأت منه تحت الغطاء 
' اهدي يا يحيى احنا أهل... 
" أهل ايه ده انا هفطـ,ـسك يا باردة... اطلعيلي... 
' خلاص يا يحيى ده أنت قماص... 
" شيلي البطانية دي من على وشك... 
' لا... هتضر*بني انا عارفة... 
" لا... 
' احلف انك مش هتضر*ب ! 
" مش هضر*ب والله... رميت المخدة اهو... 
' انت حلفت اهو... خليك اد حلفانك... 
" ماشي يا ستي... شيلي البطانية دي... 
نزعت الغطاء من عيناها فقط و قالت 
' لسه متعصب مني ؟  
" ايوة... بجد العَـ,ـضة و*جعتني... 
' و*جعتك بجد ؟ 
" ايوة... حتى اهي احمَرت و شكلها هتزرق كمان... 
' يا حبيبي... 
" دلوقتي حبيبك ؟ 
' ما انت عصبتني... 
" غِيرتي ؟ 
' ينفع انا اعا*كس راجل قدامك ؟ طبعا لا... و انت عا*كستها قدامي... طبعا غِيرت... 
" طب شيلي البطانية دي... 
' طيب و متكلمنيش... انا زعلانة منك... 
" مين اللي مفروض يزعل بالضبط ؟ 
' انت اللي بدأت على فكرة... 
" طب اخلصي شيلي البطانية دي... 
نزعت الغطاء تدريجيًا... و حركت بؤبؤ عيناها يمينًا و يسارًا... ضحك يحيى و مال عليها و حاوطها بجسده 
" ازاي بتبقي بريئة كده بعد ما عملتي ساعة بسنانك على ايدك  ؟ 
' يحيى خلاص قفلنا الحوار ده... ابعد كده عشان اتخمد... 
" شايفة اهو... انتي اللي اتقمصتي... 
' مفيش زوج يقول اللي قولته ده... 
" بس انا قولت كده عشان اعصبك و تِغيري... مكنتش مفكر إن غِيرتك صعبة كده... 
' عشان بعد كده تعيد حساباتك قبل ما تستفزني... 
" عيوني... خلاص متزعليش... انتي مُزة و جامدة... 
' نينيني... طبال درجة اولى... 
" خلاص يا عم... انتي اجمد منها بكتير... حلو كده ؟ 
' مفيش حد اجمد مني... 
" مش شايفة ان حضرتك متواضعة اوي ؟ 
' ابعد كده عشان اتخمد في يومك الابيض ده... 
دفعته لكنه شدها إليه و قَبلها... ضر*بته لكنه امسك يداها و ثبتهم على السرير و ظل يُقبلها كأنه اول مرة يُقبلها... و هذا ما يعجبه انه لا يَمل أبداً... ابتعد و نظر لعيناها... وجهها احمَر كثيرا... ابتسم و قال 
" رهف... انا بحبك انتي... و مستحيل أفضل اي وحدة عليكي... انتي جميلة جداً... جميلة في جميع حالاتك... لو بصيت لوحدة غيرك هبقى غبي... غبي اوي كمان...
' يعني انا اجمل منها ؟ 
" طبعا... 
' اقنعني... 
" هي معندهاش خدود القمر دي... 
قَبل وجنتها و ضحكت رهف 
" ولا عندها المناخير الصغننة دي... 
قَبَل أنفها الصغير 
" ولا عندها العيون السود الواسعين اللي بيلمعوا زي النجوم في السما... 
قَبَل عيناها بلُطف... 
' يحيى انت بتدغدني... 
امسك خصلات شعرها و اشتمها 
" ولا عندها الشعر الطويل الناعم ده... 
غَمز لها 
" ولا قوامها جامد زيك يا بطل... 
' خلاص كفاية تحر*ش... 
" اقتنعتي ؟ 
' اه... 
قالتها و هي تضحك... قَبلها مجددا و قال 
" تعرفي اللي عملتيه ده لو كان خرج من شخص تاني كنت همسحه من وش الارض... بس انتي مش حد... للاسف بحبك... مُضطر استحمل عَضتـ,ـك بس ياريت متتكرريهاش تاني عشان صعبة بجد... 
' حاضر... مش هـ,ـعُضك تاني... 
قالتها و هي تضحك و هو كذلك ضحك... صمتا و ظلا ينظران داخل أعينهما بحُب... 
" رهف... 
' اها ؟ 
" انتي متعلقة بمامتك صح ؟ 
' اه اوي... مفتقداها بجد... 
" لما كانت عايشة... قبل ما تنامي... كانت بتعملك ايه ؟ 
' كانت بتسرحلي شعري و تربطه ديل حصان... 
" طب قومي اسرحلك شعرك... 
' انت بتتكلم بجد ؟ 
" اه... ههزر ليه ؟ 
ابتسمت بسعادة تغمر وجهها و نهضت بسرعة لتبحث عن المِشط... وجدته و عادت له به... اخذه منها و جلست اعطته ظهرها... امسك يحيى المِشط و امسك شعرها و بدأ يمشُطه لها... 
" بتروحي البيوتي سنتر تعملي شعرك صح ؟ 
' اها... 
" طب لو المقـ,ـص قرب ناحية شعرك... هو*لع فيكي... 
' ليه بقا ؟! 
همس في اذنها قائلًا 
" لاني وقعت رسمي في غرام شعرك... اصل انا بحب الشعر الطويل و الاسود و الناعم... و سبحان الله شعرك جمع الصفات دي كلها... عشان كده بقولك لو المـ,ـقص قرب ناحية شعرك.... هو*لع فيكي... 
' مش هقـ,ـصه عشانك... 
" ولا تصبغيه حتى... خليه بلونه حلو كده... 
' و انت تبطل تدخين... 
" هبطل... والله هبطل... 
' بالسهولة دي ؟ 
" ما هتساعديني... 
' اذا كان كده ماشي... 
" سرحته و ربطته ديل حصان اهو... 
إلتفتت إليه و عانقته بقوة ڪالطفلة... و هو سعِد لسعادتها تلك و بادلها العناق
' اشكرك اوي لانك خليتني اعيش الإحساس ده تاني بعد وفاتها... 
" كل يوم قوليلي حاجة هي كانت بتعملهالك و انا هعملها...
' يحيى انت جميل اوي... 
" انتي اجمل... مش هنسيب بعض صح ؟ 
' مستحيل... مش هنبعد عن بعض أبداً... انا بحبك اوي... 
" انا كمان بحبك... يلا الوقت اتأخر جامد... يلا ننام... 
' يلا... انا نعست اوي اصلا... 
استلقت على السرير و غطاها بالغطاء جيدا و قَبَل جبينها بحُب... كان سيقوم لكنها امسكت يده 
' رايح فين ؟ 
" هرجع لمكاني على الكنبة... 
' لا مترجعش... الكنبة مش مريحة اصلا... 
" طب هنام فين ؟ على الارض مثلا في الجو ده ! 
' تعالى نام جمبي... 
قالتها و هي تُفسح له مكان بجانبها... سعِد لانها سمحت له بالنوم جانبها و استلقى على السرير و شدت عليه الغطاء 
' كده متغطي كويس ؟ 
" اها... 
وضعت رهف يدها تحت وجنتها و ظلت تنظر له... و هو اسند رأسه على يده و ينظر لها... و الابتسامة على وجوههما... 
" شكلك مش ناوية تنامي... 
' مش عارفة... كل ما ابصلك بسرح... 
" من جمالي انا عارف... دايما انا مدوخ كل البنات... 
' جمال ايه ؟ اتنـ,ـيل يا يحيى... 
" تنكري ان انا وسيم ؟ 
' الصراحة لا مقدرش انكر النقطة دي... بس بطل تكَبر بدل ما تتسخط فار... 
" حاضر... غمضي عيونك و نامي... 
' احضني... 
" متأكدة ؟ 
' بس حُضن اخوي من غير تحر*ش... 
" دايما ظلماني... ده انا غلبان... 
' لا واضح اوي... من غير تحر*ش يا يحيى ! 
" حاضر... 
ضمها إليه و اسندت رأسها على صدره و قَبَل رأسها بلُطف و ظل يمسد على شعرها حتى غفوت... اغلق نور الاباجورة و نام هو أيضًا... 
تاني يوم..... 
* ايه اخبارك يا رهوف ؟ 
' ما انا تمام اهو... 
* يعني مش حاسة ان الاكل تقيل عليكي مثلا او عايزة ترجعي أو دايخة أو مصدعة... 
' و ليه هحس بكده ؟ 
* يعني... لازم نتأكد... ابعت اجيب إختبار حَمل من الصيدلية ؟ 
' إختبار حَمل ايه ؟! 
* لازم تتأكدي... انا همو*ت و ابقا خالتو... 
' لا يا حبيبة مش هتبقي خالتو... 
* الآه ليه ؟! 
' محصلش حاجة ما بينا... 
* يوووه ليه كده ؟! يا رهف ده جوزك... يعني حلالك... فيها ايه لو قربتوا من بعض ؟ ما تبطلي كسوفك ده... 
' المشكلة مش فيا... 
* المشكلة فيه هو ؟ يعني مستر يحيى طلع مش.... 
' عندك اوعي تكملي !! يخربيتك اتهدي شوية... 
* طب ايه اللي حصل خلاكم متقربوش من بعض ؟ 
' باباه جه كَبس علينا... 
* يابوووي... قطع اللحظة منه لله... 
' لا كويس انه جه و محصلش اللي كان هيحصل ده... 
* ليه بتقولي كده ؟ 
' لما جه استخبيت منه كأني عشـ,ـيقة يحيى مش مراته... مش عاجبني الوضع ده... لازم جوازنا يعرفه الكل بدل ما احنا بنتقابل بالسر و مش عارفين نعيش حُبنا بالشكل ده... 
* طب و مستر يحيى عمل ايه ؟ 
' احترم قراري و قالي متقلقيش انا هكلمه...
* يارب ابوه يوافق و يخلص بقا انا عايزة ألبس فستان... 
' هتلبسي متقلقيش... اومال فين سهيلة ؟ 
* نايمة يا ختي... داخلين على العصر و نايمة الاستاذة... رهف متأكدة ان دي اختك فعلا ؟ 
' اه اختي... 
* للاسف مش شبهك و كل هَمها الفلوس و الراحة... ما تخليها تشتغل احسن و تعرف قيمة القِرش و تبدأ تشيل نفسها... 
' طب ما هي لسه مخلصتش دراسة... صعب تلاقي شغل... 
* اممم... مش هي في كلية طب بشري ؟ 
' ايوة... خلصت سنة تالتة... 
* طب كويس يعني فهمت الدنيا شوية... ايه رأيك أكلم استاذ خالد و اقوله يشغلها في الصيدلية بتاعته... اكيد بتفهم في الحاجات التجميلية و هكذا... 
' مش عارفة هيوافق ولا لا... 
* انا هخلهولك يوافق... 
' ازاي بقا ؟ 
* متشغليش بالك... 
' على فكرة حساه معجب بيكي... 
* معجب بمين ؟ انا ؟ بطلي هبل... 
' اومال هيوافق على كلامك ده ازاي غير لو كان معجب ؟ 
* مش كله بيفكر زيك كده يا استاذة... عادي... هيوافق من باب الخدمة... 
' هعمل نفسي عبيطة و مش شايفة حاجة... 
* يا عم اتلهي... 
بعد اسبوع...... 
كان يحيى في مكتبه يعمل على اللاب توب... طُرق الباب 
" ادخل... 
فُتح الباب و دخلت منه رغد... 
* شوفت اني بسمع الكلام اهو و خبطت قبل ما ادخل... 
نظر لها بطرف عينه ثم عاد للنظر في اللاب توب... جلست رغد على المكتب أمامه و كانت ترتدي جيبة قصيرة لفوق ركبتها و ارتفعت الجيبة اكثر عندما جلست... نظر يحيى لرجلاها ثم نظر لها... ضحكت بمياعة و قالت 
* وحشتني يا يحيى... 
" بس انتي موحشتنيش... 
* كذاب... طالما موحشتكش بتبص عليا كده ليه ؟ 
" مش ببص... 
* والله ؟! يحيى لو تبطل مُكابرة و تحبني زي ما بحبك كده... هبسطك اوي...( وضعت يدها على صدره مشَتها عليه بجرائة و اكملت بهمس ) انا عارفة محتاج بنت في حياتك... حرام تقعد عازب اكتر من كده... انتوا الرجالة مستحيل تعيشوا من غير جواز... انا حاسة بيك... سيبلي نفسك... مش هتلاقي وحدة زيي تبسطك... 
ابتسم يحيى بخُبث و قال
" عندك حق... الرجالة مبتعرفش تعيش من غير جواز... لازم يبقى في حتة طرية في حياة الراجل و ينبسط... عشان كده انا قررت اتجوز... 
* عين العقل يا يحيوحي... اكلم بابا و اقوله انك هتتقدم ؟ 
" تكلميه ليه ؟ 
* عشان تتقدملي... 
" و مين قال ان انا هتقدملك ؟ 
* انت... 
" الامر اختلط عليكي حبتين...( همس في اذنها ) قولتلك قبل كده اني مبحبش النوع السهل ده... مش عشان لبستي قصير قدامي و نعمتي في صوتك و على كام حركة من حركاتك دي كده هتغريني ؟ تبقي غلطانة... انا مبجيش بالطريقة دي... 
ابتعد عنها و نهض... غضبت رغد كثيرا و قالت 
* هتتجوز مين ؟ 
" هتجوز متقلقيش... و اللي هتجوزها دي مش انتي... 
غضبت رغد أكثر و قالت 
* هتتجوزني يا يحيى... هتتجوزني انا بقولك اهو... 
" ده في احلامك... و لو اللي بتعمليه ده اتكرر تاني هروح لعمي اقوله... 
* هيهيهي... ضحكتني... على اساس هيصدقك يعني ؟ 
" اه هيصدقني... ميصدقنيش ليه ؟ 
* جايب من فين الثقة دي ؟ 
أشار لها بيده على كاميرا المراقبة و ابتسم بشَر 
" حظك بقا اني عملت صيانة لكل كاميرات الشركة و استبدلت القديمة بالجديدة... بتسجل صوت و صورة احسن جودة... ايه رأيك اخد الكاميرا النونو دي اوريها لعمي و نتفرج انا و هو سوا على اللي جواها ؟! 
اتسعت عيناها بصدمة... 
* تعرف لو عملت كده انا هد*مرك يا يحيى !! 
" المفروض اخاف يعني ؟ اطلعي بره يا رغد... 
* انت كده اشتريت عداوتي... والله ما هسيبك في حالك ! 
" هتطلعي بره بنفسك ولا انادي الأمن ياخدك بطريقته ؟ 
اخذت حقيبتها و نظرت له بكل غِل و قالت قبل ان تفتح الباب 
* مخلصتش كده يا يحيى... بالعكس... دي لسه هتبدأ... والله لوريك من هي رغد الكيلاني !! 
فتحت الباب و خرجت... ضحك يحيى و امسك فنجان قهوته... شرب رشفة منه 
" تسلم ايدك يا رهف على القهوة دي... 
* بعد كده إسلام سابها يوم خطوبتها... مقولكيش يا رهف... البت انها*رت و دخلت في اكتـ,ـئاب شديد دَمـ,ـر نفسيتها... 
' شوف الكلـ,ـب و انا اللي قولت جدع... طلع وا*طي... 
* على رأيك... الرجالة دول عِرر... مفهومش واحد عِدل... 
' عندك حق... بس في واحد فيهم كويس... 
* مين ده ؟ اه خلاص فهمت... 
ضحكت رهف و كذلك حبيبة... مرت رغد من جانبهم و اصدمت برهف 
' ايه مش تاخدي بالك يا بتاع انتي !! 
لم تسمعها و اكملت طريقها و كان الغضب واضح عليها... 
* مالها دي ؟ ماشية متعصبة كأن حد أكل ورثها... 
' بت يا حبيبة... مش دي رغد بنت عمه ؟ 
* ايوة هي... 
' و ايه اللي جايبها هنا ؟ 
* غتا*تة بعيد عنك... بت سمجة و زيرو قبول 
' على رأيك... 
شربت رهف رشفة من الكابتشبنو... رن هاتفها و كان يحيى... تركت ما بيدها في الحال و ذهبت... ضحكت حبيبة و قالت 
* الحُب و عمايله... يارب يجي واحد يحبني زي ما مستر يحيى بيحبها... 
طُرق الباب 
" ادخل... 
دخلت رهف و اغلقت الباب... وقفت أمامه و شبكت يداها الاثنتين ببعضهما... 
' تؤمر بإيه يا مستر يحيى ؟ 
ابتسم يحيى و نهض... وقف امامها و قال 
" في عُطل عندي حصل في اللاب بتاعي... 
' هاته... اخده على مكتبي و اشوف... 
" لا ما انا محتاجه ضروري... لو معرفتيش تصلحيه ابعته للصيانة... 
' ورهولي... 
" تعالي... 
أشار لها بالجلوس على كُرسيه... جلست و هو وقف بجانبها 
' هااا فين العُطل ؟ 
" هنا... 
' ايوة هنا فين ؟ 
" بصيلي و هتعرفي... 
نظرت له وجدته يشير لقلبه... 
' ياربي !! مش وقت نحنحتك دلوقتي... فين العُطل اللي في اللاب ده ؟ 
" نحنحة ؟! 
' اخلص قولي فين العُطل ؟ 
" انتي زيرو رومانسية... عندك اهو معلِق على الملف ده من بدري... 
' عملتله ريفريش ؟ 
" سبع مرات... و برضو واقف كده... شكله اتحر*ق... 
' لا متحر*قش... لو اتحر*ق كان جاب شاشة زرقة... هو معَلق بس... 
" طب وريني هتشغليه ازاي ؟ يلا بسرعة عشان عندي شغل كتير لسه مخلصتهوش... 
' استني بحاول اهو... 
ظلت تغلقه و تفتحه و تكتب شفرات خاصة بتلك الحالة لكن لم يتغير شيء... وضعت يدها على وجنتها و ظلت تفكر... نظرت ليحيى وجدته يضع تحت وجنته و يُقلد حركتها... ضحكت و نكزته على كتفه 
' بطل تنـ,ـمر بدل ما تتسخط... 
" سكت اهو... طب ايه... هنعمل ايه ؟ ابعته للصيانة يتصرفوا فيه ؟ 
' لا استنى انا بفكر اهو... 
" بقالك كتير بتفكري و تحاولي و اهو لسه زي ما هو... 
' و اسكت و هفتحه... متبصليش كده... 
" وريني... 
ظلت تفكر لدقائق في كل جهة على اللاب... وجدت الفلاشة موصلة به... نزعتها من عليه ف اُغلق و فُتح من جديد... فتحت رهف فمها مترين 
' الفلاشة كانت معلقاه ! 
" تصدقي صح... مخطرتش في بالي دي... الله عليكي... 
' يا ابني ده انا لا يُعلى عليا... ذكية موووت... 
" ابنك ؟! ده انا اقطع منك تلاتة... 
' هههه ظريف اوي... طب انا اهو صلحتلك العُطل بتاعك... عايزة مكافأة... 
" عيوني... 
قالها ثم قَبلها على وجنتها... خجلت رهف و نظرت له بصدمة 
' ايه اللي انت عملته ده !! 
" كافئتك... 
' انا كان قصدي فلوس... 
" يا ما*دية البو*سة احلى... 
' بارد... على العموم اوعى كده عشان ارجع لشغلي... 
دفعته و ذهبت... ضحك يحيى و قال 
" كنتي فين يا رهف من زمان... ياريتني عرفتك بدري... يلا مش مهم... المهم انك مراتي و مِلكي انا و بس ! 
في الليل....... 
- آنسة حبيبة... 
ذلك صوته انه صوت خالد... ابتسمت فهي اشتاقت له ولا تراه منذ مدة... نظرت له و قالت 
* اها ؟ 
- ايه الاخبار ؟ 
* انا تمام... و انت ؟ 
- تمام... مستنية الاتوبيس ؟ 
* اه... 
- ماخدتيش المترو ليه ؟ 
* لقيته زحمة و اصلا ملحقتش الحقه و مشي... ف مستنية الاتوبيس... 
- طب كويس اني قابلتك... اصل كنت رايح لمحطة المترو... هستنى الاتوبيس... 
جلس على نفس المقعد و ترك مسافة كبيرة بينهما... 
- راجعة من الشركة ؟  
* لا... كنت بشتري شوية حاجات كده... 
- مش شايف رهف معاكي... 
* رهف تعبانة شوية ف سيبتها ترتاح...
- انا لسه راجع من الجيم و يحيى كان معايا... 
* اه... 
سكتا و لم يتكلما... عَمَ الصمت بينهم لدقائق... خالد يريد ان يتحدث معها اكثر فهو أحَبَّ كلامها لكن لا يعرف كيف يفتح الحديث بينهما 
* هو انا ممكن اطلب منك من حضرتك طلب ؟ 
- أكيد...
* انت عارف اخت رهف الصغيرة... اللي اسمها سهيلة... جات معاها من روسيا... 
- اه عارفها... 
* هي متكبرة و مغرورة شوية... رامية كل احتياجتها على رهف و في الآخر انكرت فضل رهف عليها... بحاول اربيها بس عيزاها تشيل مسؤولية نفسها و تبطل تعتمد على مرتب رهف... 
- عيزاها تشتغل ؟ 
* بالضبط كده... هي خلصت سنة تالتة طب بشري... و انت معاك صيدلية... ايه رأيك تشغلها فيها ؟ 
- اممم... ماشي هشوف و ارد عليكي... 
* شكرا مقدمًا... 
- طب هاتي رقمك... 
* افندم ؟ 
- قصدي يعني هاتي رقمك عشان لما اظبط الدنيا كده ارد عليكي... 
* اه فهمت... اكتب عندك 011*****
- سجلته... انتظري مني ردي... 
* خُد راحتك... هو حضرتك ساكن فين ؟ 
- عند 6 أكتوبر... 
* ياااه و كل يوم بتيجي من 6 اكتوبر للقاهرة ! بتاخد ساعة مواصلات صح ؟ 
- اه... عرفتي ازاي ؟ 
* خالي ساكن هناك... 
- اه فهمت...
اخرج خالد من حقيبته برتقالتين... مرر لها واحدة 
- اتفضلي... 
نظرت له لوهلة ثم اخذتها منه و قشرتها... 
* شكرا... 
- العفو... 
بدأت تأكلها و هو كذلك... حبيبة تنظر للطريق و شاردة... أما خالد ينظر لها هي... فقد اُعجب بها حقًا و يريد ان يتقرب منها لكن لا يعرف كيف يفعل هذا... 
" بابا... 
* نعم يا يحيى ؟ 
" ممكن اتكلم معاك ؟ 
* اتفضل... 
" نتكلم في الصالون احسن... عايزكم كلكم تكونوا حاضرين... 
* شكل كده الحوار كبير... 
" مستنيك تحت... 
اومأ له و ذهب... بعد دقائق نزل ياسر للأسفل... وجد ناهد و أبناؤه جميعهم حاضرين... جلس ياسر بجانب ناهد... قال عاصم 
* هااا جمعتنا ليه ؟ 
" جمعتكم لانكم عيلتي و لازم تعرفوا كل حاجة... 
كانت ناهد تعرف من يدور في رأسه... ابتسمت و قالت 
- اتكلم يا حبيبي... 
نظر لها مبتسمًا ثم نظر لوالده الذي يرمقه بنظرات مريبة ولا يعرف ما الذي سوف يقوله ابنه... 
" انا قررت اتجوز... 
اتسعت عينا كل من عاصم و إسراء 
* يا ابن اللعيبة... مين وقعتك ؟ 
* مين البنوتة الخطيرة اللي قدرت توقع اخويا ؟ 
- فكك منهم يا يحيى... كمل كلامك يا حبيب امك... 
وضع ياسر قدم على قدم و نظر له بحِدة و قال 
* و هتتجوز مين يا مستر يحيى ؟ 
" هتجوز رهف... 
مجرد ما نطق اسمها... اتسعت عينا والده بصدمة و نهض
* أنت بتقول ايه ؟!!  
" اللي سمعته يا بابا... لو مسمعتش أقول تاني عادي... انا هتجوز رهف... 
استشاط والده غضبًا و امسكه من ملابسه و صرخ فيه قائلًا
* مش انا قولتلك ابعد عن البنت دي... تقوم تيجي تقولي انك هتتجوزها !! 
" بحبها و هتجوزها... و رغم اني عارف انك هتبقى مُعارض قراري ده... مع ذلك جيت ابلغك... 
* تبلغني ؟! 
" انا آسف على اللي هقوله ده بس محدش يقدر يمنع جوازي منها... 
* لا هنمع جوازك منها... معرفتش امنعك من الاولى بس همنعك المرة دي... يا أنا يا انت يا يحيى !! 
- ياسر اهدى... بعدين هو قال ايه غلط ؟ قال اني هيتجوزها... محسسني قال انه هيمشي معاها في الحر*ام و اتعصبت بالشكل ده... 
* انتي تسكتي خاااالص يا ناهد !! انتي كده دايما ؟ دايما كده جاية في صفه حتى على قراره الاسود ده موافقة ؟! 
- اه موافقة لان لو تفتكر عند ريم انا كنت مُعارضة فكرة جوازه منها زيك بالضبط... لكن انا موافقة على رهف لانه بيحبها و انا شوفت حبهم بعيني... بعدين رهف مش وحشة و بنت متربية و كويسة... 
* ناهد اسكتي خليني اشوف المـ,ـصيبة دي ( نظر ليحيى ) بتحبها قال... يحيى انت بتكذب !! 
" هكذب عليك عليه ؟ انا بحبها فعلا و عايز اتجوزها... 
* انت غلطت معاها صح ؟ يوم ما جيتلك الفندق كنت سامع صوت بنت عندك و لما دخلت خبيتها مني... غلطت معاها و طبعا اقنعتك تتجوزها عشان الفـ,ـضيحة و جاي تقولي انك بتحبها !! 
" غلطت معاها ؟! انت مستوعب اللي بتقوله ؟! 
* اه مستوعب... يا ابني انت غبي لدرجة انها ضحكت عليك و وقعتك عشان تتجوزها !! 
" الظاهر كده انت ثقتك فيا اتمسحت خالص... رهف متربية و عارفة حدودها و مش النوع اللي ترمي نفسها عليا عشان اتجوزها !! انا حبيتها و انت بعدتها عني بس رجعتها... و من غير لف أو دوران جيت قولتلك اني عايزها و هتجوزها... 
* يا ابني انت مبتفهمش ولا ايه حكايتك بالضبط ؟! انت دخلت في قضية قتـ,ـل مشروع لما اصابت ابن الصاوي بسببها... و هو كان هيقتـ,ـلك !! دخلت في مشاكل مع العيلة دي كل ده بسببها هي... عايز تدخل نفسك في مشاكل أكبر و تتجوزها ؟! انت اتجننت صح ؟! 
" انت ليه مش راضي تدي نفسك فرصة تعرف كل حاجة من الاول و تحسبها من جديد ؟ عمر حاول يغتـ,ـصبها و حاول يقـ,ـتلها مرتين... و بما اني بحبها مش هخليه يملس شعره منها... هتجوزها و ميقدرش يقرب منها و هي على ذمتي... 
* لا بجد ضحكتني... احنا مالنا اذا حاول يقتلـ,ـها او لا ؟ انت مالك اصلا ؟ بتدخل ليه في اللي ملكش فيه !! 
" بدخل لانها تخُصني... مش هسمح لعمر او غيره انه يأ*ذيها بأي شكل !! 
* يحيى... مش هتتجوزها... مش هسمحلك تتجوزها... و مش هعمل زي زمان ساعة ريم لما عارضتك و انت اخدتها و مشيت... لا انت هتقعد هنا غصب عنك و مش هتتجوزها... عايز تتجوز انا معاك... اتجوز اي بنت تعجبك حتى لو را*قصة انا هوافق عليها لكن رهف لا و ألف و مليون لا !! 
" براحتك... انا جيت ابلغك بس عشان متعرفش خبر جوازي منها زيك زي الغريب... عن اذنك... 
إلتفت يحيى ليذهب و والده في حالة ذهول انه يكسـ,ـر كلامه للمرة الثانية بنفس الطريقة
* يحيى استنى... 
نظر له يحيى فقال ياسر 
* لو رجلك عدت بره الباب... اعتبر مفيش حاجة اسمها شركة... هسحبك من رئاستها و مش كده و بس... مش هيبقى ليك اي جنيه في ثروتي... هخليك على الحديدة لو متراجعتش عن قرارك ده !! 
" و انا موافق... مبيهمنيش الفلوس... انا عايزها هي وبس... ف متعتقدش ان بكلامك اني خاف و هرجع لورا... هتجوز رهف يعني هتجوزها !! 
مجرد ما ياسر سمع رده ذاك... شعر ان الارض تدور به و وقع على الارض فاقد الوعي تمامًا... ركض إليه يحيى صارخًا
" بابا !! 
يتبع...... 
* يحيى... مش هتتجوزها... مش هسمحلك تتجوزها... و مش هعمل زي زمان ساعة ريم لما عارضتك و انت اخدتها و مشيت... لا انت هتقعد هنا غصب عنك و مش هتتجوزها... عايز تتجوز انا معاك... اتجوز اي بنت تعجبك حتى لو را*قصة انا هوافق عليها لكن رهف لا و ألف و مليون لا !! 
" براحتك... انا جيت ابلغك بس عشان متعرفش خبر جوازي منها زيك زي الغريب... عن اذنك... 
إلتفت يحيى ليذهب و والده في حالة ذهول انه يكسـ,ـر كلامه للمرة الثانية بنفس الطريقة
* يحيى استنى... 
نظر له يحيى فقال ياسر 
* لو رجلك عدت بره الباب... اعتبر مفيش حاجة اسمها شركة... هسحبك من رئاستها و مش كده و بس... مش هيبقى ليك اي جنيه في ثروتي... هخليك على الحديدة لو متراجعتش عن قرارك ده !! 
" و انا موافق... مبيهمنيش الفلوس... انا عايزها هي وبس... ف متعتقدش ان بكلامك اني خاف و هرجع لورا... هتجوز رهف يعني هتجوزها !! 
مجرد ما ياسر سمع رده ذاك... شعر ان الارض تدور به و وقع على الارض فاقد الوعي تمامًا... ركض إليه يحيى صارخًا
" بابا !! 
في المستشفى........ 
" ايه الاخبار يا دكتور ؟ 
* متقلقوش... السكر بتاعه وطي... اديته حقـ,ـنة الانسولين... شوية و هيرجع لوعيه... الف سلامة... 
" الله يسلمك يا ابني... عن اذنك... 
نهض الطبيب و خرج و تبعه عاصم لكي يوصله لبوابة القصر...
جلس يحيى بجانب والده و قَبَل يده... أشارت له ناهد أن يأتي خلفها... اومأ لها و خرج من غرفته... دخلا غرفة اخرى و اغلقت ناهد الباب... 
- هتعمل ايه يا يحيى ؟ 
" مش عارف... بجد مش عارف... 
- يحيى ارجوك متسبش البيت... خليك وسطنا... متكررش اللي حصل زمان... 
" اكيد انا مش عايز يتكرر اللي حصل زمان... بس هو بيجبرني اكـ,ـسر كلامه... 
- معلش ده ابوك... و خايف عليك... مش عايزك تمُر باللي حصل زمان ده... 
" بس مش بالطريقة دي... ده بيقولي غلطت معاها !! لو يدي نفسه فرصة يعرف فيها رهف مكنش هيقول كده عليها... ليه معملش زيك و شافها و اتكلم معاها و اتعرف عليها... لكن هو مش عايز يعمل كده... عايز يمشي اللي في دماغه و خلاص... انا زهقت و عايز كله يعرف انها مراتي... عايز اعيش معاها زي اي راجل عايش مع البنت اللي بيحبها... و هو واقف في طريقي و رافض تمامًا و انا مش عيل صغير عشان يتخاف عليا بالشكل ده... ماما... ارجوكي كلميه... اقنعيه بأي طريقة...  
- حاضر يا ابني هحاول اخليه يوافق... بس انت متسبش البيت ولا الشركة... 
" مش هسيب حاجة... بس جوازنا بالسِر مش لازم يستمر اكتر من كده... 
- عندك حق... خلاص انا هكلمه... ان شاء الله يوافق... 
طُرق الباب و دخل عاصم 
* بابا صحي و عايزك يا يحيى... 
اومأ له و ناهد كانت ستذهب معه لكن عاصم قال 
* هو قال عايز يحيى لوحده... 
- ليه ؟ 
* مش عارف... هو قال كده... 
" خلاص يا ماما خليكي هنا و انا هروح اشوفه... 
- و النبي يا يحيى ما تتخانق معاه... مهما قال معلش استحمل... 
" حاضر... متقلقيش... 
خرج يحيى و توجه لغرفةابيه... طرق باب غرفة والده 
* ادخل... 
دخل يحيى و اغلق الباب 
" بقيت كويس صح ؟ 
* اه كويس... 
قالها و هو ينظر له بحِدة و أشار له ياسر بالجلوس جانبه... جلس يحيى بجانبه و قال 
* انت بتعمل ليه كده يا يحيى ؟ 
" بعمل ايه ؟ 
* ليه بتعا*قبني ؟ انا عارف ان انا غلطت لما اهملتك في طفولتك و اهتميت بالفلوس اكتر... اي نعم ناهد اهتمت بيك بس برضو اهتمامي انا بيك كان هيفرق معاك اوي... لو اهتميت بيك مكنتش هتدخل في علاقة حُب سا*مة مع ريم انا حاولت و لسه بحاول اصلح دوري اللي اختفى و مكنش موجود زمان... بس برضو انت بتعاندني كأني عدوك و مش عايز تسمع كلامي في اي حاجة و مُصر تعمل اللي في دماغك برضو... انت ليه بتعا*قبني لحد دلوقتي ؟ 
"ايه اللي انت بتقوله ده يا بابا ؟ انا مش بعا*قبك ولا بعمل حاجة من اللي قولتها دي... 
* يبقى ليه كنت هتكرر اللي عملته زمان ؟ عايز تسيب البيت و الشركة كمان ؟! 
"  مكنتش هسيب البيت... انا كنت خارج عادي لاني لقيتك اتعصبت مني بعدها انت جيت قولتلي انك هتشيلني من رئاسة الشركة... و انا يا بابا والله لا الفلوس ولا الشركة تهمني... مش الفلوس هي اللي هتبني سعادتي... 
* عايز تفهمني ان هي اللي هتبنيلك سعادتك ؟!  
" ايوة يا بابا... رهف مش وحشة زي ما انت مفكر كده... رهف لو فيها بس 1% من ريم مكنتش هاخد قرار اني اتجوزها ولا كنت هحبها... 
* يحيى انا خايف عليك افهم بقا ! 
" و انا والله مقدر خوفك عليا... بس انا عايزها... 
* برضو يا يحيى ؟! 
" ارجوك يا بابا افهمني... رهف قلبي اختارها... مرتاحلها و هكون سعيد معاها... عايز اعيش معاها و اكون اُسرتي معاها هي...
* يحيى لو اتجوزتها عمر مش هيسيبك... هتدخل معاه في مشاكل أكتر... ارجوك سبهاله... 
" لا يا بابا مش هسيبها... لانها تخُصني انا... انا اللي بحبها و انا اللي استحقها... بابا... أرجوك مترفضش... فكر الاول.. عشان خاطري فكر... مش هتخسر حاجة لو فكرت... 
* و لو رفضت ؟ 
" و ترفض ليه ؟ 
* لاني عارف و متأكد انك جوازك منها هيتسبب في مشاكل فوق دماغك انت... 
" بابا... متقوفش في طريق سعادتي... انا عايز اكمل مع حياتي... 
* نفس اللي قولته لما عارضتك على ريم... 
" بس الإحساس مختلف... انا اتجوزت ريم لان زي ما انت قولت اني كنت ناقص حنان ف دورت عليه بره... كان جوازي منها عبارة عن احتياج لحنية و اهتمام بس مكنش حُب... اول مرة احس بالحُب... حسيته مع رهف و عايزها بجد... مش هكون سعيد الإ بوجودها معايا... 
نظر له والده و لاحظ لمعة عيونه و هو يتكلم عنها... تنهد بضيق و قال 
* ماشي يا يحيى... هفكر... 
ابتسم يحيى و قَبَل يده 
" اشكرك اوي... 
* بس على شرط... 
" اشرط براحتك... 
* إياك تسيب البيت ولا تسيب عيلتك بأي شكل... انا محتاجك و اخواتك كمان محتاجينك... 
" مش هسيب البيت والله بس ياريت توافق عليها... موافقتك بالنسبالي مهمة اوي... 
* تمام... هفكر في اللي قولته... 
ابتسم له و عانقه... بادله ياسر العناق و قلبه ليس مرتاحًا لكن لا يريد أن يخسره... 
تاني يوم....... 
رن غريب على هاتف حبيبة... نظرت للرقم و تسائلت من يكون هذا ؟ تذكرت شيئًا ف غضبت و امسكت الهاتف ردت بإنفعال 
* تعرف يا ز*فت انت انا زهقت منك يا حيو*ان... لو رنيت على رقمي تاني والله لرفع عليك محضر إزعاج و هلبسك قضية تاني و تترمي في السجن يا معـ,ـفن !! 
كانت ستغلق لكنها سمعت صوت شخص يضحك... هذا الصوت يبدو مألوفًا عليها... 
- آنسة حبيبة... مالك في ايه ؟ 
* استاذ خالد ؟! 
- ايوة انا... 
احست حبيبة ان لسانها عجز عن الكلام... كيف فعلت ذلك ؟
- آنسة حبيبة... سكتي ليه ؟  
* هقول ايه يعني بعد اللي هببته ده... 
- كنتي مفكرة اني واحد بيعـ,ـاكسك ؟! 
* اه... اصل في رقم كده من اربع ايام بيضايقني... كل ما اعمله بلوك... يرجع يتصل برقم تاني... ف لما رنيت و لقيت الرقم مش متسجل فكرتك هو... أنا آسفة... 
- ولا يهمك... بس شكلك نسيتي اني اخدت رقمك ؟ 
* لا منستش... بس متوقعتش ترن دلوقتي... قولت هترد عليا بعدها بأسبوع و كده... 
- مقدرش اطنشك انتي بالذات... 
* ليه ؟ 
احس خالد انه سيخلبط الوسط لو تكلم اكثر... حمحم و قال 
- كنت متصل عليكي اقولك ان انا وافقت على كلامك... تجيبي سهيلة على الصيدلية بكره... كده كده الصيدلانية كانت عايزة حد يشتغل معاها... 
* والله فرحتني... شكرا اوي يا استاذ خالد... 
- العفو... تؤمري بحاجة تاني ؟ 
* لا... تسلم... 
- سلام... 
* سلام... 
اغلقت حبيبة الهاتف و سجلت رقمه في الحال... ذهبت عند سهيلة في الغرفة 
- ايه الدخلة دي ؟ مش تخبطي ؟ 
* الشقة شقتي لو تاخدي بالك... على العموم انا مش جيالك عشان نتخانق... 
- يبقى جاية ليه ؟ 
* مش بقالك كذا يوم بتصيحي زي الديك و هشتغل و هعمل و... و... 
- اه هشتغل... بدور على شغل اونلاين اهو... 
* و لقيتي ؟ 
- لا... لسه بدور... 
* خلاص فكك من شغل الاونلاين ده نصهم نصا*بين اصلا... انا لقيتك شغل... 
- شغل ايه و فين ؟ 
* شغل في صيدلية... 
- نعم ؟! 
* نعمين عليكي يا روحي... مش انتي بتدرسي طب بشري ؟ 
- ايوة... 
* خلاص هتقفي على قسم المنتجات التجميلية... 
- و بكام في الشهر ؟ 
* لسه معرفتش... 
- معرفتيش ازاي ؟ 
* هتيجي معايا الصيدلية بتاعت استاذ خالد... هيعرفك تعملي ايه و اكيد هيقولك على المرتب... 
- ماشي... 
* تعرفي لو عملتي اي تصرف ضايقتي بيه استاذ خالد او البت الصيدلانية... في اللحظة دي لا رهف ولا غيرها هيقدروا هيمنعوني عنك... لولايا انا مكنتيش هتتشغلي في وظيفة زي دي... و خلي بالك العالم بره مش بيرحم الشخصيات المتكبرة و المغرورة زيك... مش كل الناس زي حبيبة و هيقدروا يستحملوكي... 
- خلاص عرفت ياللي فضلك مغرقني... 
* شطورة... يلا نامي ارتاحي... 
- لسه الوقت بدري... 
* عندك حق... اسهري لأخر مرة في حياتك لان بعد ما تشتغلي هتبقي زيي انا و رهف...نصحى بدري اوي و لما نرجع من بره ننام على طول... ودعي حياة العاطلين دي... سلاموز بالموز يا مُزة... 
غمزت لها حبيبة و خرجت... تأفأفت سهيلة و قالت 
- اهو ده احسن اني استنى مرتب رهف... هيبقى معايا مرتب في ايدي و ليا انا بس... يعني انا هرجع لأيام ابتدائي اصحى بدري عشان الشغل ؟ اوووف... يارتني كنت وقعت مع واحد مستريح و غني زي زوج رهف... 
* يحيى... 
" نعم يا بابا ؟ 
* انا موافق تتجوز رهف... 
اتسعت عينا يحيى بتفاجئ و ناهد كذلك... 
" بجد يا بابا ؟ 
* اه بجد... 
" انت بسطتني اوي... 
* بس بشرط... 
" اتفضل... 
* لما تتجوزها... تجيبها و تعيش هنا... 
" هو انا معنديش مشكلة في كده... بس رهف ممكن متوافقش... 
* ده اللي عندي يا يحيى... لو هي موافقتش يبقى المشكلة فيها مش فيا... انت طلبت مني افكر و انا فكرت و اخدت قرار... و وافقت على جوازك منها زي ما انت عايز... 
" خلاص متقلقش... انا هتصرف...( عانقه ) شكرا يا بابا... 
* العفو يا ابني... الف مبروك... 
" الله يبارك فيك... 
فرحت ناهد و كذلك اخويه... و انضموا لذلك العناق... 
وضع الجرسون مشوربهما على الطاولة و قال 
* اتفضل الآيس كوفي يا فندم... 
" شكرا... 
* منورين... لو احتاجتوا اي حاجة تانية انا في الخدمة... 
" تسلم... 
ذهب الجرسون... 
' هااا يا يحيى... طلبت تقابلني... 
" وحشتيني... 
' و انت كمان وحشتني... بس احنا ازاي قاعدين في الكافيه كده عادي... مش انت قولت قبل كده مينفعش حد يشوفنا سوا بره الشغل ؟ 
" اه قولت... بس ده زمان... دلوقتي يختلف... 
' يختلف في ايه ؟ 
" فتحت مع بابا حوار جوازنا... اتخانقنا كام خناقة كده بس بالنهاية وافق... 
' احلف ! 
" والله وافق !! 
' يلهوي... فرحتني اوي... اخيرا 
" مش هضطر اخبيكي من حد تاني...( امسك يدها و قَبلها ) كلها كام يوم و نعلن خبر ارتباطنا و الكل يعرف انك مراتي... هعملك فرح خطير... مش هخليكي تنسيه ابدا... 
' انا بحبك... 
" انا اكتر... 
ظلوا مبتسمين لبعضهما... شربوا الآيس كوفي 
" قبل ما انسى... بابا شَرط عليا اني لما اتجوزك... هتيجي تعيشي معايا في القصر... 
' ده اللي عايش فيه باباك و مامتك و اخواتك ؟ 
" اه... بصي هتبقى مدة مؤقتة... يعني لحد ما تلين دماغه... بعدها هشتري بيت لينا احنا الاتنين بس... 
' بس انا معنديش مشكلة اعيش مع عيلتك حتى لو العُمر كله... 
" بجد ؟ 
' اه بجد يا يحيى... انا مش عايزة ابعدك عنهم... بعدين يعني انت عارف ان بابا اتوفى و انا صغيرة و لما كبرت شوية ماما اتوفت... يعني انا مفتقدة شوية ان يكون ليا عِيلة و وحشني اني اعيش جوه أجواء عائلية دافية وسط لَمة... باباك و مامتك هم بابا و ماما بالنسبالي و اخواتك هم اخواتي... مش هضايق لو عيشت معاك... بالعكس هنبسط... 
" رهف... انتي كل مرة بتثبتيلي اني اختارت صح... قلبك طيب و ابيض... تحبي امتى يكون الفرح ؟ 
' اي معاد يناسبك... 
" متأكدة ؟ 
' اه... متأكدة... 
" خلاص بعد شهر... 
' مش سريع شوية ؟ 
" سريع ايه ؟ انا بقالي شهرين متجوزك مش عارف اقعد معاكي زي اي اتنين متجوزين... عايزك في اوضتي لوحدنا... 
' خلاص يا يحيى اتلم... تمام يا عم... يلا اطير انا بقا اروح ابلغ حبيبة... 
" طب هتمشي كده من غير ما تجيبي بو*سة لجوزك ؟ 
' ياربي !! اتلهي يا يحيى... اتلهي !! 
اخذت حقيبتها و ذهبت... ضحك يحيى و تنهد بإرتياح 
" اخيرا هتبقي معايا... الايام الوردية على ابواب... اخلف منها 5 ولا 7 ؟ انا اقول 10 و يا سلام لو كانوا كلهم توائم ! 
- زي ما فهمتك يا دكتورة سهيلة... انتي هتقفي على قسم المنتجات التجميلية... هتبقي مسؤولة عنه في كل حاجة... ترتيب اللمنتجات و استلامها و ترتيبها و بيعها و تقدمي الاستشارة الطبية للزباين و هكذا... و كل حاجة تبعيها او تستلميها تسجليها في الدفتر ده... و نُها زميتلك هتفهمك اكتر... لو حصلت اي مشكلة بلغي نُها... 
- تمام يا دكتور خالد... 
- نورتي... بالتوفيق... 
* تعرفي يا بت يا سهيلة لو عملتي مشاكل... هاكلك عَدس !! 
- لا متقلقيش مش هعمل مشاكل... 
* جدعة... امسكي سندويتشاتك... 
- سندويتشات ايه يا حبيبة ؟ هو انا في حضانة !! 
* دي سندويتشات فراخ بانيه... مش عايزة ؟ احسن... انا غلطانة لاني بهتم بيكي... 
- بانيه ؟ لا هاتي طبعا... 
* مش كانت من كام ثانية السندويتشات دي لبتوع حضانة ؟  خلاص يا ستي انا هاكلهم... 
- لا هاتيهم يا حبيبة... 
* ما كان من الاول يا ختي... 
اخذتهم منها و خالد يقف من بعيد يضحك من تصرافاتها التلقائية تلك و سعيد برؤيتها... ودعت سهيلة و خرجت... 
* انا مش عارفة اشكرك ازاي يا استاذ خالد... 
- لا شُكر ولا حاجة... انا في الخدمة في اي وقت... بس انا زعلان منك... 
* ليه ؟ 
- كده اسأل نُها و تقولي انك مبتجيش تشتري من عندي... يعني انا ولا الغريب ؟ 
* اخص عليا طلعت وا*طية... بس ان جيت للحق اسعارك غالية حبتين... 
- ما انا اديتك الكارت... طب لو عايزة اي خصم يريحك قولي و انا هعملهولك على اي منتج عيزاه... 
* والله انت لطيف اوي و بتحرجني بذوقك ده... خلاص اطمن هاجي اشتري... كده كده سهيلة بقت هنا ف هاجي اغتت عليها كل شوية... 
- تيجي تنوري في اي وقت... 
* شكرا اوي... تشرب قصب ؟ 
- قصب ؟! ماشي مفيش مشكلة... 
* هعزمك على حسابي... تعالى عند عصارة عمو محمد... 
- مين عمو محمد ؟ 
* صاحب العصارة اللي بشتري من عنده قصب دايما... عليه عصير قصب انما ايه خطير اوي يُظبط الدماغ... و عنده كمان تمر و سوبيا و آيس كريم بجميع النكهات... 
- كويس اوي... بس مش ملاحظة اننا في الشتاء ؟ 
* اه ملاحظة... بس تعرف الحاجات الساقعة في الشتاء حلوة اوي... تدي مزاج كده للواحد... 
- بس خلي بالك انا لسه خارج من دور برد مُقر*ف... صدقت ما مشي اخيرا... 
* هتشرب قصب برضو... متقلقش... تشرب بعده سحلب يدفيك... تعالى يلا ! 
من حماسها امسكت بيده... تفاجئ خالد و نظر ليدها المُمسكة بيده... لاحظت حبيبة انها امسكت بيده بدون أن تلحظ ذلك... فتركت يده على الحال 
* انا آسفة اوي... ما اخدتش بالي... 
- ولا يهمك... 
نظرت للأرض و هو مُحرجة جدا منه و ظلت صامتة بضع دقائق... لاحظ خالد انها خجلت... ابتسم و مَدَ يده لها... 
- هاتي ايدك... 
نظرت حبيبة ليده ثم نظرت إليه فقال خالد
- متخافيش... هاتي ايدك...
قربت حبيبة يدها من يده حتى امسكتها... امسك خالد يدها إحكام و قال مبتسمًا 
- يلا نروح لعمو محمد ؟ 
* يلا... 
قالتها و هي مبتسمة له... ابتسم هو أيضًا و مشيا سويًا... 
طُرق باب مكتب رهف... 
' ادخل... 
دخل ياسر... رفعت رهف رأسها و تفاجئت حين رأته... 
' استاذ ياسر ؟! اتفضل... 
اغلق ياسر الباب و جلس على الكرسي... 
' تحب حضرتك تشرب ايه ؟ 
* مش عايز... شكرا... 
' بس لازم تشرب... انت مش غريب هنا و... 
* قولتلك مش عايز... 
قالها و هو يقاطع كلامها بزعم... صمتت رهف و تركت سماعة الهاتف... 
* انا جاي اتكلم معاكي مش جاي اشرب... تعالي اقعدي هنا... 
أشار لها بيده على الكرسي الذي بجانبه... اومأت له و جلست عليه... نظرت للأرض و هي محرجة منه... اي نعم هو وافق على زواج يحيى منها لكن هذا لا يعني انه سيتقبلها... 
* رهف... 
' نعم يا استاذ ياسر ؟ 
* قولتلك قبل كده ابعدي عن ابني...
' و انا سمعت كلام حضرتك و بعدت... 
* يبقى رجعتي ليه ؟ 
' يحيى هو اللي جالي هناك... قالي انه بيحبني... 
* أول ما قالك انه بيحبك روحتي رجعتي حالًا... لا والله ؟ كأني مقولتش حاجة ولا كأني اتكلمت معاكي قبل كده !! 
' انا قولت لحضرتك قبل ما امشي اني بحب يحيى... بس مكنتش اعرف انه بيبادلني نفس الشعور... ف سيبته بالرغم اني بحبه... بس لما جالي و قالي انه بيحبني و عايز يتجوزني... لقيت ان مفيش مشكلة في علاقتنا طالما مشاعرنا متبادلة... 
* كلام جميل والله... بس انا هستفيد ايه منك لما يحيى يتأ*ذى بسببك ؟ 
' حضرتك انا مقدرة انك أب و خايف على ابنك... متقلقش... اول ما هنتجوز عمر ميقدرش يقرب مني بأي شكل...
* انا مش خايف عليكي انتي... انا خايف على ابني.. طالما انتي عارفة ان انا خايف عليه... رجعتي ليه ؟ 
' عشان بحبه... 
* يادي ام الكلمة دي... بصي يا رهف... انا كده كده وافقت على جوازكم... جيت احذرك تحذير صريح و واضح... لو ابني حصله اي حاجة حتى لو اتخدش خَدش صغير من ورا عمر الصاوي او غيره... مش هلوم غيرك انتي... و في الحالة دي هخليكي تبعدي عنه غصب عنك حتى لو كَلفني الامر اني ارحلك من البلد دي... 
نهض فهي نهضت أيضا 
* و خليكي فاكرة تحذيري ده... لو شعرة وحدة اتأ*ذت من ابني... استحملي اللي هيجرالك مني... عمري ما كنت هقبل بيكي ڪ زوجة ل يحيى... وافقت بس عشان شوفت حُبه ليكي في عيونه و طريقة كلامه و تصرفاته... يعني وافقت بس لأجل سعادته مش عشانك انتي... وصلت يا رهف ؟ 
اومأت له ف نظر لها من تحت و فوق بغضب مكتوم و خرج... جلست رهف على الكرسي و نهارت في البكاء ولا تعرف ماذا تفعل... هل اخطأت عندما أحبته و تزوجته ؟! 
طُرق الباب و دخل يحيى... مسحت رهف دموعها في الحال... 
" رهف... 
' نعم يا مستر يحيى ؟ 
" خلصتي شغلك عشان نروح نشتري الفستان ؟ 
' لا مخلصتش... بلاش النهاردة... خليها آخر الاسبوع... 
" بس احنا اتفقنا نخرج نشتريه النهاردة... 
' مينفعش النهاردة... 
" ليه ؟ 
' مش عايزة اخرج... 
" ايوة برضو ليه ؟ غيرتي رأيك ليه ؟ 
' مفيش بس مليش نفس... 
" شكلك معيطة... مالك ؟ 
' لا مفيش... 
" لا فيه... رهف... فيه ايه ؟ 
' قولتلك مفيش حاجة يا يحيى ! 
" يبقى بتعيطي ليه ؟ 
' مش بعيط... 
" لا بتعيطي... و واضح اوي انك بتعيطي... متقلقنيش يا رهف... قولي في ايه ؟ 
' مفيش... كل الحوار ان انا افتكرت ماما ف عيطت... كان نفسي تبقي معايا في الايام دي... 
اقترب منها يحيى و مسح دموعها بيده... 
" و انا كمان نفسي اشوفها... كان ننفسي اتعرف على أم مراتي الجامدة دي... 
' مش وقت هزارك ده... 
" خلاص متزعليش... بس هي موجودة على فكرة... 
' موجودة ازاي ؟ 
" في السماء...( أشار لقلبها ) و موجودة هنا... هي شايفة و عارفة كل اللي بيحصل ده و اكيد مبسوطة اوي بيكي... ف انتي بدل ما تعيطي و تزعليها معاكي... افرحي يا رهوف عشان تفرح كمان... أكيد مامتك مش هتبقى مبسوطة لو شافتك بتعيطي كده... 
' خلاص مش هعيط تاني... 
" شطورة... هي دي رهوفتي... 
قالها ثم عانقها... بادلته رهف العناق و تشبثت به بقوة فهي تحتاج لعناقه الدافئ و الحنون... و لكن مع ذلك كلام والده لم يخرج من عقلها للحظة و كانت تخاف كثيرا مما سيواجها في المستقبل...
بعد أيام... أنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي موعد زواجهم... و الجميع عرِف من هي الحبيبة و الزوجة المستقبلية لرجل الاعمال الشهر يحيى ياسر الكيلاني... انتشرت صورة لهمها سويًا... الجميع فرح لأجلهما... لكن بالطبع لم يفرح الجميع... ف عُمر عندما قرأ ذلك الخبر جَن جنونه... و ظل يبحث عنها بإستمرار... لكن يحيى سبقه و كان يعرف انه سيبحث عنها عندما يعرف انه سيتزوجها... وضع حراسة على شقة حبيبة و رهف لا تذهب لأي بدون حراسة كما أمر يحيى... ولا ننسى رغد التي الغضب اجتاحها منذ ان عرفت ذلك و تأكدت من كلام يحيى السابق عندما قال انه سيتزوج قريبًا... كان يقصد رهف... 
• عمر باشا... ضيفتك وصلت... 
* دخلها... 
• أوامرك... 
أشار لها رفعت بالدخول... جاءت رغد و جلست أمامه... امسك عمر كأس الخمـ,ـرة و أخذ منه رشفة ثم نظر لها و لملابسها و ابتسم بخُبث
* اتأخرتي يعني... 
- وقفت في كمين و كان حوار... كويس ان خرجت منه... 
* نورتي... 
- بنورك يا عمر الصاوي... عمري ما تخيلت اني هيبقى ليا تعامل معاك... 
* ليه ؟ مش اد المقام ولا ايه ؟ 
- لا اده... بس اللي بيتقال عنك مش لطيف... 
* ايه اللي بيتقال عني ؟ 
- انك لاموخذة شما*ل و بتاع حريم و كا*بريهات... 
* الشقاوة و كده... اصلي راجل مزازنجي و بمو*ت في الانبساط و الفرفشة... 
- واضح عليك من الكأس... بس للأمانة انت وسيم اوي... 
* قوليلها... قوليلها اني وسيم و متسابش... 
- ماخدتش بالها منك لانها طموحها عِلي حبتين و حطت عيونها على حبيبي لحد ما وقعته... 
* مسمحلكيش تقولي عنها كده... رهف محترمة و مش بتاعت الكلام ده... 
- قال يعني انا بتاعت الكلام ده ؟ 
* لا طبعا يا حلوة... حتى انتي كمان مُزة و جسمـ,ـك جامد... ازاي ابن الكيلاني ده سابك كده ؟ 
- معندهوش نظر... المهم... نتكلم ف اللي جينا عشانه... 
* نتكلم و ماله... 
- انت عايز رهف ؟ 
* اه... عايزها اوي فوق ما تتخيلي... 
- و انا عايزة يحيى يجيلي زاحف حد عندي... هدفنا واحد يا عمر الصاوي... كل واحد فينا عايز اللي يخُصه... و انا معاك في اي حاجة تعملها و هساعدك بما اني عِيلة الكيلاني... يعني هكون وسطهم الايام الجاية...( مدت يده إليه و اكملت ) هااا قولت ايه ؟ 
صافحها و قال بشَر 
* اتفقنا !! 
يتبع...... 
- انت عايز رهف ؟ 
* اه... عايزها اوي فوق ما تتخيلي... 
- و انا عايزة يحيى يجيلي زاحف حد عندي... هدفنا واحد يا عمر الصاوي... كل واحد فينا عايز اللي يخُصه... و انا معاك في اي حاجة تعملها و هساعدك بما اني عِيلة الكيلاني... يعني هكون وسطهم الايام الجاية...( مدت يده إليه و اكملت ) هااا قولت ايه ؟ 
صافحها و قال بشَر 
* اتفقنا !! 
في حفل الزفاف........ 
* الف مبروك يا يحيى.... 
" الله يبارك فيك يا أحمد... 
* الف مبروك يا عروسة... خدي بالك منه... 
' الله يبارك فيك يا استاذ أحمد... في عنيا متقلقش
* ربنا يحفظكم... عن اذنكم... 
ذهب صديقه و قالت رهف 
' يحيى... 
" نعم يا عيوني ؟ 
' هو صحابك كُتار كده ليه ؟ ده صاحبك رقم 35895 جه بارك لينا... 
" ربنا زارع فيا حُب الناس... 
' ههه نينيني... بس دول كتير اوڤر... لو خرجتوا كلكم سوا بتقعدوا في مكان واحد ازاي ؟ 
" بيتهيألك انهم كتير... نصهم صحابي و النص التاني معرفة عمل... 
' و النص التالت اللي هناك ده ؟ 
" صحاب ثانوي... 
' و النص الرابع اللي على اليمين ده ؟ 
" صحاب ابتدائي... 
' كل دول صحابك في الآخر تقولي بيتهيألك انهم كُتار ! 
" طب ما انتي صحابك كتير برضو... تلت تربع البنات اللي هنا كلهم تبعك انتي... 
' و انت مالك ؟ صحابي و جايين يفرحوا بيا... انت مالك ؟
" هو اللي انا اعرفه ان العروسة يوم فرحها بتكون خجولة... بسم الله ما شاء الله عليكي... مفيش ذرة خجل... 
' بحب اتعامل بطبيعتي... 
" قصدك بتحبي تتعاملي ببجا*حتك... ده انتي ناقصك تطلعي السكـ,ـينة و تضر*بيني بيها... 
' طب اسكت يا يحيى بدل ما اقلب الفرح ده فوق دماغك... 
" خرست اهو... 
' نكدتني... 
" انا اللي نكدت عليكي ؟ 
' ايوة أنت... اوعى كده شيل ايدك دي... 
" رايحة فين ؟ 
' رايحة الحمام اظبط الميكب... 
" اجي معاكي و اظبطلك الروج ؟ 
' يحيى اتلم... 
" نروح بس و انا هعمل... 
' كل شوية تهددني ؟ لا يا حبيبي انا مبخافش... اترزع مكانك لحد ما اجي... 
" اترزع ؟! 
' ايوة اترزع... آه منكم انتوا الرجالة... قٕنبلة نكد... همشي بدل ما احدفك باللي في رجلي ده... 
ذهبت و تعجب يحيى منها 
" هي دي رهف الخجولة ؟ ولا انا اتجوزت وحدة غلط ولا ايه ؟ 
- آنسة حبيبة... 
* بالله عليك سيبني في حالي... 
- مالك ؟ ايه ده... انتي بتعيطي ؟! 
* اه بعيط... عندك مانع ؟ 
- لا معنديش... 
شد كُرسي و جلس عليه بجانبها 
- ايه اللي مزعلك ؟ ده حتى النهاردة فرح صديقة عمرك... مفروض تبقي أكتر حد فرحان هنا... 
* ما انا فرحنالها اهو... 
- اه ملاحظ... شوية و هتنفـ,ـجري من الانبساط... 
* بقولك ايه... انا فيا اللي مكفيني... هتقعد تتريق عليا... امشي احسن... مش نقصاك... 
امسك نفسه من الضحك و اخرج منديل من جيبه... مرره لها ف شدته من يده و مسحت دموعها
* بتضحك على ايه ؟؟ 
- مش بضحك... ده بيتهيألك... 
* طب شكرا على المنديل... تقدر تمشي... 
- لا ما انا مش همشي... 
* ليه بقا ؟ 
- مقدرش اشوفك بتعيطي و امشي عادي كده... 
* والله كلك ذوق... 
- طب احكيلي... ايه اللي مزعلك ؟ 
* بُص يا سيدي... كل الحكاية ان انا فرحانة و زعلانة في نفس الوقت... فرحانة لأن النهاردة فرح صديقة عمري و مبسوطة اوي لانها لقيت انسان بيحبها و عارف قيمتها و اتجوزها... يارب يعيشوا في سعادة و يخلفوا و ابقا خالتو... 
- يارب... و زعلانة ليه ؟ 
* زعلانة عشان مستر يحيى اخدها مني... مش قادرة استوعب ان بعد كام ساعة هرجع الشقة من غير رهف... مش قادرة اصدق انها اتجوزت و هتعيش معاه... 
- والله انتي أصيلة... هي دي الصداقة الحقيقية... 
* يا عم تغو*ر الصداقة ما كده كده هشوفها غصب عنه... بس انا محتارة مين هيغسلي المواعين بعد ما رهف اتجوزت ؟ اصلك متعرفش رهف عليها غسيل مواعين انما ايه تحفة... كنت اشوف انعكاسي في الطبق بسبب انها بتغسل حلو اوي و بضمير... اهي اتجوزت و هتمشي معاه... مين هيغلسي المواعين ؟ 
- انتي بتتكلمي بجد ؟! 
* ايوة بتكلم بجد... ههزر معاك ليه يعني ؟ 
- انا فكرت انك بتعيطي عشان هيبقى ليها حياة جديدة مع يحيى و ممكن تنشغل عنك شوية... 
* التليفون موجود... ابقا اكلمها... 
- يعني بتعيطي لأن رهف مش هتغسلك المواعين تاني ؟! 
* ايوة... آخر مرة غسلت فيها المواعين من اسبوع... مش ساعتها انا مفتقدة اوي غسيلها... 
- قصة مؤثرة فعلا... 
* اه مؤثرة... اوعي تعيط زيي... انا مش عارفة اوقف عياط... يعنى مش هيبقى انا و انت نعيط و الهَم يبقى اتنين... 
- لا مش هعيط... هاتي المنديل بتاعي... 
* ليه ؟ 
- اصل خسارة تمسحي بيه دموعك لان انا فكرتها نازلة عشان صحبتك هتوحشك و طلع في الآخر غسيلها هي اللي هيوحشك... هاتي المنديل... 
* لا مش هدهولك... خلاص استعملته... اوووف منكم انتوا الرجالة... نكدين بشكل لا يُطاق... 
- انا برضو النكدي ؟ ده انا كنت شوية و هعيط معاكي... 
* متعيطش يا اخويا... خلي دموعك لمراتك... لما تيجي تمثل عليها انك وردة مغمضة... هتحتاج دموعك دي... ف خليهم لوقت عوزة... 
- و انا همثل عليها ليه ؟ 
* معرفش... بس انتوا الرجالة ممثلين لدرجة انكم تاخدوا الاوسكار قصاد تمثيلكم العظمة... 
- يعني انا جاي اواسيكي و في الاخر الحوار اتقلب ضدي انا ؟! تعرفي لحد الآن مندمتش اني متجوزتش... كل ما اجي اندم بيظهرلي مليون سبب يوضحوا اد ايه انا صح... 
* شوف الواد الجامد عامل الفيلسوف ؟! الحمد لله انك متجوزتش... مين هتطيقك اصلا ؟ زيرو رومانسية... 
- مين قالك اني زيرو رومانسية ؟ 
* واضح من تصرفاتك... قال ايه جاي اواسيكي !! و انت مستخصر فيا منديل بجنيه ؟ طب والله مش هدهولك... و هرجع فيه كمان... 
- خلهولك يا ختي... انتوا صنف لا يُعاشر بجد... كل دقيقة بهرمونات مختلفة... 
* خُد هنا يا عنيا... قال يعني انتوا اللي تتعاشروا ؟ ده انتوا تلت تربعكم خا*ينين و عنيهم زا*يغة... و انت مالك بهرموناتي ؟
- لا يا ختي... انا مش خا*ين... و لما هتجوز هكون مُخلص لمراتي... بس خلاص لغيت الفكرة من دماغي... 
* لا و النبي اتجوز... وحياتك لتتجوز ! عنك ما اتجوزت... محسسني انك محور الكون و العالم هيقف لو متجوزتش ! خليك كده شبه الزعافة... 
- انتي لسانك طويل و عايز قَصُه... انا غلطان لاني سألتك اصلا... 
* متسألنيش و تعمل نفسك مهتم ! 
- بس انا مُتهم بيكي فعلا... 
اخرستها الجملة و نظرت له بصدمة 
* انت قولت ايه دلوقتي ؟ 
- مقولتش حاجة... 
* لا قولت... 
- مقولتش... 
* والله العظيم قولت... 
- يا بنتي مقولتش حاجة ده انتي اللي بتتخيلي... 
* بنتك ؟! طب حسبي الله و نعم الوكيل فيكم كلكم واحد واحد... و مش مسامحة صاحبك اللي سر*ق صحبتي مني... 
اخذت هاتفها و نظرت له بغضب و ذهبت... ضحك خالد من افعالها تلك و ذهب خلفها...
* لو سمحتي... 
إلتفتت سهيلة و جدت عاصم امامها... 
- افندم ؟ 
* انتي سهيلة أخت رهف صح ؟ 
- ايوة انا... ملاحظة بسيطة و مُهمة... اسمي دكتورة سهيلة... 
* اه انتي هتمشيها بالألقاب ؟ انا برضو دكتور بس لسه متخرجتش... 
- والله ؟ طِب ايه ؟ 
* طِب بشري القاهرة... 
- انا برضو طِب بشري... بس في روسيا... 
* اه... حلو التعليم بره ؟ 
- حلو اوي... 
* بفكر اكمل دراستي بره... 
- منصحكش... 
* ليه ؟ 
- مصاريف التعليم بره غالية حبتين... 
* احم... نسيت اقولك انا عاصم ياسر الكيلاني... 
- ما انا عارفة يا اغنى اغنياء البلد... 
* شوفتك من اسبوع بس مجتش فرصة نتكلم...( مد يده و اكمل ) نورتي... 
صافحته و قالت بإبتسامة مصطنعة 
- بنورك... عن اذنك عشان مش فاضية لكلام المراهقين ده... 
إلتفتت لتذهب لكنه اوقفها عندما قال 
* هتمشي من غير تليفونك ؟! 
إلتفتت له و رأت بيده هاتفها بالفعل... 
- تليفوني ! 
* نسيتيه على الترابيزة جوه... 
- هاته... 
اقتربت منه لتأخذه لكنه خبأه وراء ظهره و نظر لعيناها فهي كانت قريبة منه جدا و سرح في جمالها
- لو سمحت هات تليفوني... 
* هتاخديه... بس بشرط... 
- و انت مين عشان تفرض عليا شروط ؟ 
* مش هفكرك كل دقيقة انا ابقا مين... المهم... عايزة تليفونك ؟... يبقى تسمعي شرطي و توافقي عليه... 
- اسمع اللي هقوله ده عشان نكون واضحين... 
* بمو*ت انا في الوضوح... بالمناسبة... فستانك جامد اوي...
- احترم نفسك يا عاصم... 
* الآه ؟! عاصم حاف كده من غير يا دكتور ؟ 
- بُص... متختبرش صبري... هات تليفوني بهدوء كده... مش عايزة اعمل مشكلة مع واحد تافه زيك و ابوظ فرحة اختي... 
* تافه ؟! 
- اه تافه... الصراحة فعلا بتو*جع بس لازم تسمعها... على فكرة... لقَب الدكتور مش لايق عليك أبداً... 
* على أساس لايق عليكي انتي ؟! 
- اه لايق... و لايق جدا كمان.... 
* جايبة من فين الغرور ده ؟ 
- من عند بتاع الغرور يا خفيف... 
* هتغلطي فيا انا هعمل... 
- هتعمل ايه ؟ هتعيط و تروح لباباك تقوله البنت دي زعلتني يا بابا خدلي حقي منها !! هات التليفون احسنلك... 
* مش قبل ما توافقي على شرطي... 
- مش عايزة اسمعه... خليه معاك... كده كده لو اتقلبت قرد من هنا للسنة الجاية... مش هتعرف تفتحه... 
* تراهني اني مقدرش افتحه ؟! 
- اه اراهن... مش هتقدر تفتحه... 
* ثواني كده... 
اخرج هاتفه من جيبه و وضعه بجانب هاتفها... ظل يضغط كذا زِر و يكتب شيفرات كثيرة... و المفاجأة انه استطاع فتحه بالفعل !!  اتسعت عيناه و قالت 
- فتحته ازاي ؟ 
* باخد كورسات برمجة من فترة... ممكن اقدر اشيل بصمتك من عليه و احط بصمتي انا و يبقى بتاعي... 
- طب خلاص يا شبح... هات التليفون... 
* انا فتحته قدامك اهو... لو موافقتيش على شرطي... هاخده و امشي اتسلى بيه... ايه رأيك افتح الجاليري الاول ولا الانستا ؟! 
- طب حاول تعمل كده و انا همسحك من وش الارض !! 
* اهدي يا حلوة... ادينا بنتساوم... اسمعي شرطي و وافقي عليه... و تليفونك يرجعلك...
- اتكلم... ايه شرطك ؟ 
* شرطي بسيط اوي... عشان تاخدي التليفون... تعالى اعزمك على لاتيه... 
- والله ؟ لا سوري انا مبشربش لاتيه... 
* يبقى ليه شربتيه لما كنتي عندنا من اسبوع ؟ عيب دكتورة زيك تكذب... 
- ده انت مركز معايا بقا !! 
* افهميها زي ما تفهميها... ده اللي عندي... قولتي ايه ؟ 
- اووف... ماشي موافقة... اخد منك التليفون بس و هدفعك تمن اللي عملته ده... 
* لما نشوف يا دكتورة ! 
* بت... يا إسراء... يا بت... 
- ايه في ايه ؟ 
* الكراش بتاعك اهو... 
أشارت لها صديقتها على شاب طويل و رياضي و وسيم... انه مروان... ابتسمت إسراء و سرحت فيه 
* الحُب بينط من عيونك... طب ما تقربي البعيد يا إسراء ؟ 
- بمعنى ؟ 
* يعني روحي اتكلمي معاه... 
- لا مستحيل... مقدرش... 
* ليه بقا ؟ يا بت افهمي مش هتلاقي فرصة احسن من دي انك تتكلمي معاه... 
- لا فكك منه... 
* شوف البت ! هتفرحي لما وحدة غيرك تشقطه ؟ 
- يعني اشقطه انا ؟ 
* المفروض... 
- يا لميس انا مش بتاعة الكلام ده... 
* يا بنتي خليكي ناصحة... مين قال انك هتشقطيه و تقوليله نتعرف و هات رقمك و الكلام ده... انا قصدي روحي اتكلمي معاه بصفتك اخت العريس عادي و بترحبي بالمعازيم و هو ضمن المعازيم... 
- انتي شايفة كده ؟ 
* مش شايفة غير كده... 
- ماشي هروح... خلي بالك على حاجتي... 
* متقلقيش... ربنا معاكي يا قمر... 
كان مروان واقف بمفرده... عيناه على يحيى الذي يقف وسط اصدقاء يحدثهم و يضحك معهم... يراه سعيدًا جدا اليوم... و هذا الطبيعي لانه تزوج رهف و اليوم زفافه عليها... اخذ رشفة من كأس العصير و قال 
* جه اليوم اللي كنت خايف منه... اخدها مني و اتجوزها... و هي حبته هو... محبتنيش انا ! يمكن محبتنيش لاني مجرد موظف بسيط... بس انا كنت مستعد أكل التراب و اسعدك و اخليكي ملكة يا رهف... ليه محبتنيش انا ؟! بس كويس انك محبتنيش... لاني كنت هحاول معاكي على الفاضي ! 
ترك كأس العصير و ظل شاردًا مع نفسه لدقائق... قطع شروده صوت إسراء 
- لو سمحت... 
إلتفت و وجد إسراء شقيقة يحيى... 
* نعم ؟ 
- انا اعرفك... انت استاذ مروان موظف البرمجة في شركة يحيى ؟ 
* اه انا... 
- منور حضرتك... لو متعرفنيش فأنا... 
* لا اعرفك... انتي أستاذة إسراء... اخت مستر يحيى... كنت بشوفك في الشركة... 
قالت إسراء في سرها 
- ما كنت باجي عمًدا عشان اشوفك... يعني انا هعمل ايه في الشركة اصلا ؟ 
- منور حضرتك... تشرب عصير ؟ 
* بشرب اهو... ألف مبروك لمستر يحيى... عبقالك... 
- الله يبارك فيك... عقبالك انت كمان... 
* لا عقبالي ايه... خلاص خلصنا... 
- قصدك ايه ؟ 
* حبيت بس متحبتش... 
- امتى ده ؟ 
* افندم ؟! 
- اقصد يعني حضرتك لسه شباب و العمر قدامك... بلاش تقفل على قلبك من دلوقتي... 
* على أساس لو مقفلتش قلبي هتيجي اللي تحبني ؟ ههه نكتة حلوة... 
- و ليه لا ؟ ممكن تيجي... او ممكن جات و انت مش واخد بالك... 
* جات أو مجتش... في الحالتين ميهمنيش... انتوا البنات مش بيهمكم غير الظهور... و المستوى... و اسم العيلة... لو غابت حاجة من الـ 3 دول... بتمشوا و تدروا على التاني اللي عنده الحاجة الناقصة اللي ملقتوهاش في الاول... مش بيهمكم غير اذا كان الراجل بيحب بجد و هيصون ولا لا... طالما الراجل بسيط و على اده...يتركن على الجمب و تدوروا على اللامع و اللي معاه الشهرة... عشان كده بقولك... جات او مجتش... مش هيفرق معايا... لانها هتمشي لما تعرف اني مستوايا عادي... ف خلاص خلصنا... 
- مين قالك ان البنات كده ؟ 
* تصرفاتكم بتوضح كده... 
- مش كل البنات كده... صوابع ايدك مش زي بعضها... 
* اثبتيلي... 
- حضرتك بتقول ان البنات لما تيجي تختار شريك حياتها... بتبص على المستوى و اسم العيلة و الفلوس و هكذا... 
* و دي حقيقة... 
- لا غلط... 
* تقدري تجبيلي وحدة اختارت شريك حياتها من غير ما تبص على مستواه ؟ 
- اه اقدر... 
* و مين هي دي ؟ 
- انا... اي نعم انا لسه متجوزتش او اتخطبت... بس لما هختار شريك حياتي... آخر حاجة هبص عليها او ممكن مبصش عليها اصلا هي مستواه... أول حاجة هبص عليها هي اخلاقه و شخصيته و حنيته و طباعه... و هيقدر يصوني و يحافظ عليا ولا لا...
* بنت الكيلاني بتقول الكلام ده ؟ مش معقول... مستحيل اصدقك... 
- براحتك... يمكن انت مريت بتجربة حُب فشلت... ف اعتقدت ان البنات كلهم كده... انا وحدة من البنات و بقولك متعممش تجربتك علينا و تقول اننا بتوع فلوس و كده... 
* كلام جميل و احترمك عشانه... بس برضو مش مصدق... و عشان انا مش مصدق... هستنى جوازك انتي بالذات و هشوف هتتجوزي مين في الآخر... 
- اد كلامك ده ؟ 
* اه اده... ادينا قاعدين و الأيام هتثبت كلام من فينا اللي صح... 
- اوك... المهم متتصدمش في الآخر... 
* مش هتصدم... لأن انا عارف و متأكد ان وجهة نظري هتطلع صح... 
- حلوة الثقة بالنفس دي... 
* و هتعجبك اكتر لما الاقيكي متجوزة ابن ملك ألمانيا... ساعتها هضحك اوي...
- هتضحك و ماله....
* متنسيش تعزميني على فرحك... 
- مش هنسىى... عن اذنك... 
* اتفضلي... 
ذهبت إسراء و هي تقول 
- بلا فلوس بلا قر*ف... يخربيتك انت ازاي حلو كده و كمان شخصية و عليه ثقة رهيبة و حركات عيونه و ابتسامته... قطعة سكر... و كمان متأكد من كلامه و يقولي هشوف هتتجوزي مين في الآخر... والله هيتصدم لما يتجوزني !! 
' امسكي كده يا غادة شنطة الميكب و اخرجي قدامي... هظبط شعري و جاية... 
* تمام يا رهوف... 
خرجت غادة... و ظلت رهف تنظر للمرآة و تساوي خصلات شعرها بيدها بكل خِفة و تغني اغاني رومانسية... 
' قمر يا بت يا رهوف... الفستان خطير عليا... يحيى ده قمر و اختياراته كمان قمر زيه... كلها كام ساعة و هنبقى سوا لوحدنا... يلهوي... انا كده هتوتر !! مفروض اكون رومانسية معاه و انا لسه شـ,ـتماه من كام دقيقة... عنده حق لما قال اني زيرو رومانسية... مفروض ادلعه الليلة دي... طب ادلعه ازاي ؟ حتى مبعرفش ارقص غير شعبي.. طب ارقصله عبقاوي ؟! لا لا لا... دي يطلقني فيها... طب اعمل ايه ؟ يوووه بقا الجواز طلع مُحير كده... مش هعمل حاجة... هو اختارني و اتجوزني يبقى يستحمل... لسه هبحث على جوجل كيف ار*قص ر*قص شرقي لزوجي... كده هاخد شهرين عبقال ما اتعلم... خلاص مش مهم الر*قص... ابقا اعمله صنية مكرونة... ايوة كده... ماما ناهد قالتلي اقرب طريق للراجل هي مِعدته... صنية المكرونة و يبقى كده آخر دلع و عدايا العيب و قزح... 
لَفت بفستانها أمام المرآة... ألقت قُبلة لانعكاسها في المرآة تعبيرًا لاعجابها بنفسها بفستان زفافها الابيض و الرقيق... 
' بس كده خلصت... 
امسكت هاتفها و لسه هتخرج... دخلت رغد... نظرت لها من تحت لفوق و غارت من جمالها بالفستان الابيض... ابتسمت بطريقة مستفزة و قالت 
* ألف مبروك يا عروسة... 
لم ترد عليها رهف لانها تعرف ان عيناها على يحيى زوجها و تحاول بقدر الإمكان ان تتجاهلها 
* مردتيش يعني ؟ 
' عايزة ايه يا رغد ؟ 
* انا بحب البنات الجامدة اللي تفهمها و هي طايرة... بصي يا رهف... متفكريش انك عشان بقيتي على اسمه يبقى كده خلاص... 
' قصدك ايه ؟ 
اقتربت منها و قالت 
* يعني مش معنى انك اتجوزتيه يبقى اسكت و اقعد على جنب اعيط و اسبهولك... اقدر بسهولة اوي افرقكم و انتوا متجوزين... 
' انتي مُختـ,ـلة عقليًا يا رغد... 
* انا فعلا انا مُختـ,ـلة... الحُب يا رهف... الحُب يعمل اكتر من كده... 
' خلي حُبك ده لنفسك... بدل ما انتي بتحر*قي في نفسك و هتو*لعي من الغيرة لأن للمرة التانية مبصلكيش و اختار غيرك... روحي شوفيلك حاجة مفيدة تعمليها... 
غضبت رغد كثيرا من كلامها و قبل ان تذهب رهف امسكت بيدها بشِدة
' انتي بتعملي ايه ؟ سيبي ايدي... 
* مش هسيبك قبل ما تسمعي اللي هقوله ده يا قُطة... لو خليتي يحيى يلمـ,ـسك و ينام معاكي الليلة دي... اتفرجي و فتحي عيونك كويس و شوفي اللي هيحصل... 
' انتي مالك ؟ بتدخلي ليه ؟ يحيى جوزي انا و يلمـ,ـسني براحته... و مش عشان معرفتيش توقعيه تجيلي انا و تهدديني... اناي شكلك شا*ربة ولا ايه ؟ 
* اللي عندي قولته... لو لمـ,ـسك... اتحملي نتيجة افعالك... 
' ههه ضحكتيني... هتعملي ايه يعني ؟ 
* هقتـ,ـلهولك !! 
' متقدريش !! 
* لا اقدر يا رهف... و عمر بس مستني إشارة مني عشان يهجـ,ـم عليه... 
' عُمر ؟! انتي عرفتيه من فين ؟ 
* مش مهم عرفته من فين... المهم ان عمر مش عايز راجل غيره يلمـ,ـسك... و انا مش عايزة اي بنت تنام في حضن يحيى... هدفنا واحد يعني... عشان كده بقولك... لو لمـ,ـسك... هخلي عمر يقـ,ـتله... 
' مش انتي بتحبيه ؟ هتستفيدي ايه لما تأ*ذي ؟ 
* تصدقي عندك حق ! صحيح هستفاد ايه لما اتسبب بأ*ذيته و اسمي بعشقه ؟ بصي لانك كيوتة و مش هتفهمي اللي هقوله... هجبلك مَثل بسيط هيوضح كل حاجة... المَثل ده بيقول... ادفنه جوه المقبرة ولا اشوفه في حُضن مرا...( نظرت لها بغضب شديد و اكملت ) انا استحملت اشوفه في حضن ريم لان كنت قليلة الحيلة و معرفتش ابعده عنها و سيبتهم يعيشوا قصة حُبهم اللي فشلت دي... أما دلوقتي... مش هسبهولك... بالعكس... ده انا هعمل و هعمل و هعمل... حتى لو كلفني الامر اني اقتـ,ـله عشان يبعد عنك... هعملها... هتقوليلي طيب ازاي اخليه يبعد عني و ميلمـ,ـسنيش ؟ اتصرفي يا قُطة... المهم انا قولت اللي عندي... لو سمحتي ليحيى انه يلمـ,ـسك... هشرب من دمه هو قبلك انتي... مفهوم يا رهوف ؟!
تغلغت الدموع في عيون رهف و نظرت لها بغضب... ضحكت رغد و قالت 
* الف مبروك يا عروسة... 
خرجت رغد و حاولت رهف أن تتمالك نفسها ولا تبكي حتى لا يظهر عليها شيء... خرجت و عادت ليحيى 
" اتأخرتي ليه ؟ كنت لسه هجيلك... قلقت عليكي... 
' انا كويسة... كنت بعدل حاجة تحت الفستان ف اخدت وقت... 
" اه... ( همس في اذنها ) مش قادر اصبر اكتر عن كده... عايز اخدك و امشي... 
' ايه يعني هسيب فرحي عشان سيادتك ؟ 
" و في ايه... ما انا جوزك... تعالي على نفسك شوية عشاني... 
' اتلهي يا يحيى... مش هتحرك من هنا غير لما يأذن الفجر... 
" تحبي نقعد للصبح بالمرة و نخرج انا و انتي الساعة 5 الصبح نبيع لبن ؟ فجر ايه يا رهف... ده حتى انتي فقرية و مش بتسهري... 
' هضطر اسهر عشانك... 
" والله العظيم اختارت صح... عايز ابو*سك و ماسك نفسي بالعافية... 
' اتلم... ايه ده... متعرفش تبقى محترم خمس دقايق على بعض ؟ 
" مسمحلكيش... انا محترم مع الكل... بس معاكي لا... 
' ياريت تحاول تبقى محترم معايا حتى لو دقيقة... 
" حاضر يا حبيبتي هبقى محترم معاكي... لغاية ما نمشي بس و يتقفل علينا باب الاوضة... مش هتشوفي غير قِلـ,ـة ادب... 
' اقولك ايه... اسكت عشان ممدش ايدي عليك... 
" سكت اهو... و انتي اتلمي عشان ماما جاية علينا... 
جاءت ناهد و وقفت وسط يحيى و رهف 
* شكلكم قمر اوي يا ولاد... خايفة احسدكم بالغلط... 
' لا انتي احسدي براحتك يا ماما... مسمحاكي... 
" ماما ؟! طب هي أم مين فينا بالضبط ؟ 
* ولا تزعلوا... انا أمكم انتوا الاتنين... 
" ما اناي لو أمنا احنا الاتنين كده انا و هي هنبقى اخوات... مينفعش الكلام ده... اومال انا متجوز مين يعني ؟ 
* مش بالمعنى الحرفي يا ذكي... قصدي اني بعتبركم انتوا الاتنين ولادي... اكيد مش اخوات... اوماال هتجبولي ازاي حفيد صغنن ألعب بيه ؟ 
" قصدك تلعبي معاه... 
* لا قصدي ألعب بيه... تجبولي الحفيد بس و انا هنتقـ,ـم منك فيه هو يا يحيى... 
" انا عملت ايه ؟! 
* مش عارف عملت ايه ؟ ده انت شلتني في طفولتك... كنت نشيط بشكل مش طبيعي... عملت كوووم مصـ,ـايب ملهاش عدد... بحمد ربنا انك كبرت و اني لسه عايشة بعقلي... 
' شَلِك ازاي ؟ 
" اوعي تتكلمي يا ماما ! 
' لا قولي انا عايزة اعرف... 
" انتي مالك ؟ اتهدي يا رهف... 
' مليش دعوة انا عايزة اعرف... قولي يا ماما... يحيى عمل ايه ؟  
* اقول يا يحيى ؟ 
" بلاش يا ماما... 
* والله لاقول... بصي يا رهوف... مـ,ـصيبة من ضمن مصـ,ـايب يحيى أثناء طفولته... يحيى و هو خامسة ابتدائي با*س زميتله في الفصل من بؤها... 
' با*سها من بؤها !! يا ليلتك السو*دة يا يحيى !! 
" ملقتيش غير دي و تقوليها !! 
* اللي جات في بالي... بت يا رهوف... على الفكرة البنت دي موجودة هنا... اهي هناك اللي لابسة فستان فِضي دي... 
نظرت لها رهف و فتحت فمها مترين... 
" انتي لو ناوية تطلقينا يا ماما مش هتعملي كده ! 
' زميتلك اللي بو*ستها من بؤها عزمتها في فرحنا !! يا بجح...
" يا رهف مش انا اللي عزمتها... 
' لا انا اللي عزمتها يا روح امك ! سوري يا ماما... 
* ولا يهمك يا بنتي... عيزاكي تربيه... 
' هربيه... هربيه متقلقيش... 
* اطير انا بقا اشوف ابو العيال... عن اذنكم يا ولاد... 
" ابو العيال بعد ما ولعتيها ؟! 
ذهبت ناهد و كان سيذهب يحيى ورائها لكن رهف امسكت يده و اوقفته 
' و عاملي نفسك ملاك و ماضيك ابيض من ورق الكشكول ابو 7 جنيه... و انت بو*ست المُزة اللي هناك دي من بؤها !! 
" كنت طفل يا رهف... 
' قصدك كنت طفل صا*يع !! و عزمتها ليه على الفرح ؟ 
" ابوها صاحب ابويا... ف أكيد عزمه و هو عيلته... 
' و ابوها ليه مخلكش تصلح غلطتك و تكتب عليها ؟ 
" اكتب عليها ايه... بقولك كنت طفل... انتي محسساني اني نمت معاها مش بو*ستها... 
' اعملها كده و شوف اللي هيجرالك مني... 
" و انا هعملها ليه ؟ البت نسيت اصلا لاننا كنا اطفال... 
' حلوة البو*سة ؟! 
" مش فاكر... 
' ليه كمان انت عايز تفتكر اذا كانت حلوة ولا لا ؟! 
" اهدي يا رهف... 
' حسابك في البيت... 
" خلاص يا رهف... حقك عليا انا آسف... 
' لا اوعى كده... انا زعلانة منك... 
" طب اصالحك ازاي ؟ 
' هتعمل اي حاجة اقولها ؟ 
" اي حاجة... قولي بس... 
' لما نروح البيت... إياك تطلب مني اني ار*قصلك... 
" ليه ؟ ده مستني اللحظة دي على نا*ر... 
' اكفي نا*رك دي... انا مبعرفش ار*قص... بعرف اعقب بس... 
" يعني ايه تعقبي ؟ تقولي رأيك يعني ؟ 
' اعقب يا يحيى... عبقاوي... 
" اااه فهمتك... مش مشكلة... قلبي مُرحب بيكي في جميع الحالات... 
' يا حبيبي... 
" يلا نمشي... 
' نفسي افهم بس... ده فرحك انت ولا لا... ده انت لو مغصوب عليا مش كل شوية هتقول نمشي... 
" خلاص يا ختي اهو قاعدين... 
جاء عاصم و إسراء 
" جيتوا ليه ؟ 
* بابا و ماما جايين و بقية العيلة عشان ناخد الصور العائلية... ايوة صح... احنا هنبات في الفندق... 
" ليه ؟ 
* بابا قال كده... يعني... عشان يسيبك انت و عروستك براحتكم في القصر... 
" والله بابا ده عسل و بيفهم... 
ضحك عاصم و إسراء... أما رهف احمرت وجنتاها... ضمها يحيى إليه و ظلوا يغنون و ير*قصون سويًا... جاء المصور و اسطفت العائلة بجانب بعضهم... و رهف بجانب يحيى و معها حبيبة و اختها و خالاتها و باقي اصدقائها... بجانب يحيى والدته و الده و إخوته و خالد... تم إلتقاط الصور و انتهى الزفاف... 
في القصر...... 
كانت رهف تجلس على طرف السرير بفستانها الابيض و تنظر لكل ركن في الغرفة... فقد اعجبتها كثيرا غرفة يحيى... فُتح الباب و دخل يحيى... ابتسم لها بحُب و اغلق الباب... جلس بجانبها و امسك يدها قَبلها... 
" اللحظة اللي مستنيها بقالي كتير اهي جات... نورتي اوضتي... غيرت الديكور شوية ڪ نوع من التجديد عشانك... ايه رأيك ؟  
' حلوة اوي... 
" مفيش حاجة احلى منك... استأذنك بس يا عروستي ادخل أخد دُش عشان افوق لليلة القمر دي... 
قبلها من وجنتها و اكمل بهمس
" قميص النوم الاسود هتلاقيه في الدولاب... و شيلي الميكب ده عشان بحبك على طبيعتك اكتر... انتي قمر اصلا و مش محتاجة ميكب... 
غَمز لها و ابتسمت بخجل... نهض و فتح الدولاب و اخذ ملابسه و دخل الحمام... وقفت رهف امام المرآة تنظر لفستانها التي اغرمت به نظرة اخيرة... ابتسمت بفرح و نزعت الفستان... ارتدت القميص الاسود... و جلست تزيل المكياج بمُزيل المكياج... فردت شعرها و مشطته... 
خرج يحيى و هو يرتدي بنطاله فقط و يجفف شعره بالمنشفة...نهضت رهف و شعرت بالخجل قليلا بسبب ما ترتديه... رفع يحيى رأسه و رآها... كَم شكلها جميل جداً و هي ترتدي ذلك القميص الاسود القصير و المُثير... ترك يحيى المنشفة و اقترب منها... 
شدها إليه حتى اصطدمت بجسده و اقفل عليها بيده... وضع يده على ذقنها و رفع رأسها إليه... نظرت لعيناه و هو نظر داخل عيناها 
" انتي ازاي جميلة كده ؟ 
خجلت اكثر ف ابتسم يحيى... ابتعد عنها و امسك هاتفه و شغل عليه اغنية رومانسية هادئة... تقدم منها و مَدَ يده إليها 
" تسمحيلي بالر*قصة دي ؟ 
ابتسمت رهف و امسكت بيدها... شدها يحيى من خصرها حتى اصطدمت بجسده و ظلا ير*قصان سويًا وسط هذا الهدوء... اسندت رهف رأسها على صدره و عانقته... ابتسم يحيى و ضمها إليه أكثر... 
" رهف... 
' اها ؟ 
" بُصيلي... 
رفعت رأسها إليه و نظرت له... نظر يحيى لها داخل عيناها و قال 
" مش هنبعد عن بعض مهما حصل ؟ 
' مش هنبعد... 
" رهف... انتي مِلكي انا و بس... 
' انا مِلكك لنهاية العُمر... انا بحبك اوي... 
بمجرد ما قالتها اخذ شفتاها في قُبلة حنونة... حملها بين ذراعيه و وضعها على السرير برفق و حاوطها بجسده و ظل يُقبلها بكل شغف و حُب و هي مندمجة معه... ابتعد عنها لتأخذ انفاسها... نظرت له و صدرها يعلو و يهبط... ابتسم لها و قل هامسًا في اذنها 
" ثقي فيا... 
' واثقة فيك... 
تعجب من إجابتها السريعة و سعِد كثيرا... انقض على شفتاها يُقبلها برغبة و يُقبل عنقها بعنف و يضع علامات امتلاكه عليها و هي مستسلمة له تمامًا... فجأة تذكرت كلامهم 
" طالما انتي عارفة ان انا خايف عليه… رجعتي ليه ؟ "
" لو لمـ,ـسك... اتحملي نتيجة افعالك "
" لو ابني حصله اي حاجة حتى لو اتخدش خَدش صغير من ورا عمر الصاوي او غيره… مش هلوم غيرك انتي… و في الحالة دي هخليكي تبعدي عنه غصب عنك حتى لو كَلفني الامر اني ارحلك من البلد دي "
" حتى لو كلفني الامر اني اقتـ,ـله عشان يبعد عنك... هعملها !! "
فاقت رهف و دفعت يحيى بعيدا عنها... تفاجئ يحيى من ردة فعلها تلك 
" مالك يا رهف ؟ 
' متلمـ,ـسنيش ! 
قالتها و الدموع في عينها و شدت الغطاء عليها لتغطي جسـ,ـدها... و يحيى لا يفهم لماذا ابعدته عنها 
" في ايه يا رهف ؟ 
قالها و هو يقترب منها ف رجعت للورا و قالت بخوف 
' لا... متلمـ,ـسنيش... ابعد... 
" مالك ؟ حصل ايه ؟ 
' انا خايفة... 
" خايفة من ايه ؟ 
' خايفة منك... متقربش...
" رهف انا جوزك... 
' عشان انت جوزي متقربش مني... 
" ليه مقربش ؟ اديني سبب مقنع يخليني ابعد عنك... 
' قولتلك انا خايفة... 
" عادي... عشان اول مرة... بعد كده هتتعودي... 
قالها ثم نزع الغطاء من عليها و اقترب منها... لا تعرف رهف كيف تبعده عنها... قبلها مجددا و يده تلمـ,ـس جسدها بجرائة... امسك حما*لة القميص بيده و على وشك ان يقطعها و ينزعه من عليها ف صرخت قائلة 
' انا عندي عُذر... متلمـ,ـسنيش !!
يتبع...... 
فاقت رهف و دفعت يحيى بعيدا عنها... تفاجئ يحيى من ردة فعلها تلك 
" مالك يا رهف ؟ 
' متلمـ,ـسنيش ! 
قالتها و الدموع في عينها و شدت الغطاء عليها لتغطي جسـ,ـدها... و يحيى لا يفهم لماذا ابعدته عنها 
" في ايه يا رهف ؟ 
قالها و هو يقترب منها ف رجعت للورا و قالت بخوف 
' لا... متلمـ,ـسنيش... ابعد... 
" مالك ؟ حصل ايه ؟ 
' انا خايفة... 
" خايفة من ايه ؟ 
' خايفة منك... متقربش...
" رهف انا جوزك... 
' عشان انت جوزي متقربش مني... 
" ليه مقربش ؟ اديني سبب مقنع يخليني ابعد عنك... 
' قولتلك انا خايفة... 
" عادي... عشان اول مرة... بعد كده هتتعودي... 
قالها ثم نزع الغطاء من عليها و اقترب منها... لا تعرف رهف كيف تبعده عنها... قبلها مجددا و يده تلمـ,ـس جسدها بجرائة... امسك حما*لة القميص بيده و على وشك ان يقطعها و ينزعه من عليها ف صرخت قائلة 
' انا عندي عُذر... متلمـ,ـسنيش !!
فاق يحيى على تلك الجملة و توقف 
" يعني ايه ؟ 
' بقولك عندي عُذر... مينفعش تلمـ,ـسني... 
" ليه مقولتيش من الاول ؟ امتى حصل الكلام ده ؟ 
' لما بطني وجعتني و روحت الحمام... لقيتها جات فجأة... و مرضيتش اقولك عشان متتضايقش... 
ابتعد عنها يحيى و نهض... اعتدلت رهف و نظرت له... واضح انه تضايق كثيرا... 
' يحيى... 
" كان لازم تقولي الاول... 
' لقيتك مبسوط... خوفت اقولك و معرفتش اجبهالك ازاي... 
" خلاص ولا يهمك... 
' انا آسفة بس غصب عني... 
ضمها إليه و قَبَل رأسها بحنان و ربت على ضهرها 
" خلاص محصلش حاجة... المهم انتي كويسة ؟ 
' اه... شوية... 
" ثواني و جاي... 
' رايح فين ؟ 
" ثواني بس... 
تركها و خرج... امسكت رهف الوسادة و وضعتها على وجهها و ظلت تصرخ بداخلها... ألقتها بعيدا و هي متضايقة كثيرا لانها كذبت عليه 
' آسفة يا يحيى... بجد آسفة لاني كذبت عليك و انت عشان واثق فيا صدقتني... بس أنا خايفة منه... مش هقدر اشوفك بتتأ*لم بسببي... يارب سامحني على اللي عملته ده... 
ذهب يحيى للمطبخ و أعَد لها مشروب ساخن... لكن تفكيره مشتت بعض... و يتسأل عما حدث الآن و الطريقة التي ابعدته عنها... هناك شيئًا غريبًا لا يعلمه 
" معقول بتكذب عليا ؟ طب ليه تكذب اصلا ؟ طب انا فيا حاجة غلط ولا هي خايفة مني ؟ طب تخاف مني ليه انا جوزها و من حقي اقرب منها... لا مستحيل.... رهف مش بتكذب عليا... أكيد ده حصل فجأة و هي اتكسفت تقولي... 
صَب المشروب في الكوب و أخذ من الثلاجة بعض الطعام... وضعهم على الصنية و ذهب... عاد لها... وضع الصنية على السرير... نظر لها وجدها تبكي... 
" بتعيطي ليه ؟ 
' انا آسفة يا يحيى... 
" يا بنتي خلاص مفيش حاجة تستاهل ان تعيطي... اهدي... 
مسح دموعها بيده و ابتسم بحُب 
" انا عارف ان في الفترة دي بيحصلك تقلبات في المزاج... بس متعيطيش... النهاردة ليلتنا... 
' بس انا بوظتها ! 
" لا مفيش حاجة... مش معنى ان محصلش علاقة بينا يبقى ليلتنا راحت... لا... هنسهر مع بعض عادي... 
جلس بجانبها و امسك قطعة البانيه و اطعمها في فمها... و امسك معلقة المكرونة و اطمعها كأنها طفلته و ظل يمازحها حتى يرحل عنها الحزن الذي تشعر به و نجح في ذلك و استطاع ان يرسم البسمة على شفتاها و جعل قلبها يطمئن بوجوده معها... 
" اشربي... 
' ايه ده ؟ 
" ده نعناع مغلي... حلو للمعدة... 
اخذت منه الكوب و شربته... 
" بقيتي احسن ؟ 
' احسن اوي... 
قالتها ثم اندفعت عليه و عانقته بقوة... 
' انت حنين اوي يا يحيى... 
" حنين معاكي بس... تعرفي ليه ؟ 
' ليه ؟ 
" لأن انتي الوحيدة اللي قدرتي ترجعيني لطبيعتي... انتي الوحيدة اللي قلبي نَبض عشانها... بحبك و مش عايز احب غيرك... 
ابتسمت بحُب و لمس وجنتها و ثم لمس شفتاها بيده و نظر لها... اومأت له ف قَبلها بحُب و حنان و ضمها لحِضنه و ظل يحكي معاها حتى غفى و هو يعانقها... نظرت له و ابتسمت... كيف ينام بشكل جميل و برئ... اسندت رأسها على صدره و تحاول النوم... لكن عقلها لا يُكف عن التفكير... كيف ستبعده عنها الايام المُقبلة ؟ أكيد سيلاحظ انها تتعمد الابتعاد عنه... سيظن انها لا تريده... ابعدت افكارها تلك عن رأسها و تشبثت بقميصه و نامت...
تاني يوم........ 
- حبايبي لسه نايمين... يارب الحفيد يجي... لو ولد يارب يطلع شبه يحيى طويل و وسيم... ولو بنت يارب تطلع نسخة من رهف... 
* شايفك مبسوطة بجوازته دي يا ناهد... 
- مبسوطة اوي يا ياسر... بدعيلهم من قلبي... والله خايفة يتحسدوا... اصلك مشوفتش الناس امبارح قالوا ايه... 
* قالوا ايه ؟ 
- قالوا الواد قمر و اتجوز وحدة قمورة زيه... يارب ما يتحسدوا... ربنا يحفظهم... 
* انتي ازاي مبسوطة بجوازته منها ؟ 
- لازم انبسط... رهف جدعة و بنت حلال و رجعتلي ابني اللي اعرفه... وشه نَور و اتغير اوي على ايديها... و فيها ايه لما انبسط بجوازهم ؟ ولا انت عايزني اقعد مكَشرة زيك كده ؟! 
* ادينا قاعدين و هنشوف... هيفرح بيها كام يوم و بعد كده يظهر المستخبي... يتخانقوا و يتطلقوا... و هيجي لحد عندي يقولي كلامك كان صح... 
- هو لسه عاش معاها عشان يطلقها !! مالك يا ياسر ليه بتكر*ه رهف كده ؟ 
* لا بكر*ها ولا بتكر*هني... لكن طول ما البنت دي معاه انا قلبي عمره ما هيطمن...
- ياربي عليك نكدي... انا مبسوطة برهف و هي الزوجة المناسبة لابني... لو لفيت الكرة الارضية مش هلاقي زيها... 
* محسساني انها بنتك... 
- اه بنتي... بعتبرها زي إسراء بالضبط... بحبها لانها طيبة و نضيفة من جواها و بتعشق ابني بجد... 
* لما نشوف عِشقها ده هيوديه لفين... 
- ياربي عليك مبتعرفش تفرح ؟ هروح اخلي الخدم يجهزوا الفطار عبقال ما يكون ولادي صحيوا... 
* طيب... 
استيقظ يحيى... وجد رهف بحِضنه و غارقة في النوم... ابتسم و قَبَل رأسها و نهض بحَذر حتى لا تستيقظ... دخل الحمام و غسل وجهه جيدا و جففه بالمنشفة ثم مشط شعره... فتح الباب ليخرج... وجد رهف أمامه
" صحيتي امتى ؟ 
' اول ما قومت من جمبي... 
" آسف لو ازعجتك... 
' انت مش بتزعجني... بالعكس...( قامت بإحتضانه و اكملت )  بطمن بوجودك معايا... 
ابتسم و بادلها العناق... اخرجها من حضنه و قال 
" يلا اغسلي وشك و انا مستنيكي هنا عشان نفطر سوا... 
' هنا في الاوضة ؟ 
" عيلتي جم الصبح... هنفطر معاهم... 
' ماشي... 
دخلت الحمام و جلس يحيى ينتظر خروجها... 
- فين اخوكي يا إسراء ؟ 
* مش عارفة... اول ما جينا طلع على اوضته... 
- طب اطلعي ناديه... 
* حاضر... 
ذهبت إسراء لغرفة اخيها... فتحت الباب برفق... وجدته نائم على السرير و يضع السماعات بأذنه و يدندن مع الاغنية... رآها على الباب ف اعتدل و اغلق هاتفه و نزع السماعات من اذنيه... 
- انتي هنا من امتى ؟ 
* من اول حتة " شكلي لقيت الحُب " حُب ايه لقيته يا اخويا ؟ 
- ملكيش دعوة... بعدين امك علماتك تتصنتي عليا بالشكل ده ؟ 
* ولا بتصنت ولا حاجة... انا جاية اناديك تفطر معانا... لقيت واخد وضع تامر حسني و بتغني... شكلك وقعت... مين بقا اللي وقعتك ؟ 
- انتي مالك ؟ اطلعي يا بت من هنا !! 
قالها و هو يُلقي عليها الوسادة... تفادتها إسراء و ذهبت و هي تضحك... 
- ايه ام البيت ده ! مفيش خصوصية أبدا !! 
- برضو جيتي من غير اخوكي ؟ 
* جاي ورايا اهو... 
جاء عاصم بالفعل و جلس بجانب كرسي يحيى ڪالعادة ف ناهد قالت 
- لا متقعدش هنا... خلاص ده مبقاش مكانك... 
- ليه ؟ 
- يحيى اتجوز و مراته هتقعد جمبه من هنا و رايح... 
- طب انا هقعد فين ؟ 
- يا ابني ما السفرة طويلة اهي... تعالي اقعد إسراء... 
* تعالي اقعد جمبي يا اخويا الواقع... 
- بت انتي متكلمنيش... 
- مالكم يا ولاد... متخانقين ولا ايه ؟ 
* مفيش حاجة يا ماما... كل الحكاية ان عاصم... 
- إسراء اخرسي ! 
* خلاص يا ماما هحكيلك بعدين... 
- طب بطلوا خناق عشان ابوكم جاي... 
* هو انا اتكلمت ؟ ده عاصم هو اللي بيجُر شَكلي... 
- حسابك بعدين !! 
ضحكت إسراء و جاء ياسر... جلس على رأس الطاولة... 
* فين يحيى ؟ 
- قصدك يحيى و عروسته ؟ هروح اناديهم... 
قبل ان تتحرك ناهد... وجدا يحيى و رهف على السُلم... رهف ترتدي عبائة سُكرية تليق بها كثيرا... و يحيى مُمسك بيدها... نزلا سويًا و جلسا على السفرة... 
- ايه العسل ده يا مرات ابني ؟ 
' ده من ذوقك والله... 
* العباية عليكي تجنن يا رهف... اخويا عِرف يختار... 
' تسلميلي يا إسراء... 
- هااا يا ولاد... ايه الاخبار ؟ ليلتكم كانت حلوة امبارح ؟ 
خجلت رهف ولا تعرف بماذا ترد... امسك يحيى يدها و نظر لها و قال 
" كله تمام يا أمي... متقلقيش... 
- انا في انتظار الحفيد على نار... 
" هجبلك دستة عيال تلعبي بيهم... 
- حبيبي يا يحيى... ربنا يحفظكم و يسعدكم... 
" يارب يا أمي... 
ظلوا يدردشون بمرح و يضحكون و يأكلون... ما عدا ياسر الذي إلتزم الصمت منذ ان جاءت رهف... و طوال الوقت يرمقها بنظرات حادة ولا يطيق اي كلمة تخرج من فمها و يشعر بالثِقل بسبب وجودها مع ابنه و بين عائلته... لاحظت رهف نظراته لها التي توحي بعدم تقبله لها وسط عائلته... حاولت لا تهتم به لكن هي لا تحب ان تجلس في مكان يوجد فيه شخص لا يطيق وجودها و كَفت عن الكلام و صمتت... لاحظ يحيى هدوئها ف مال على كتفها و قال 
" مالك ؟ ساكتة ليه ؟ 
' مفيش حاجة... 
" متأكدة ؟ 
' اه... يعني... بطني و*جعاني شوية... 
" طالما تعبانة يبقى نرجع لاوضتنا ترتاحي فيها ؟ 
' لا انا تمام... هبقى تمام... متقلقش انت... 
" لو التعب زاد عليكي... قوليلي فورًا... 
' ماشي يا يحيى... 
بعد شهر.... في المطبخ.... 
* بس يا ستي... قولتله انت من طريق و انا من طريق... بذمتك انا غلطت في حاجة ؟ 
' لا مغلطتيش يا إسراء... بالعكس ده التصرف الصح... 
* مش عارفة اوصلهاله ازاي... كل شوية ينزل بوستس حزينة على الفيس و الانستا... حساه بيلقح عليا... هو اوردي بيلقح عليا... بس اعمل ايه ؟ هو متجوز و انا اصلا مبحبهوش و مستحيل ابقا ضُرة لحد... 
' لا متعمليش فكك منه... خليه يتفلق بدل ما بيدور على زوجة تانية... خليه ينتبه ل بيته و مراته... 
* لو شوفتي مراته عبارة عن حتة سكرة و شخصيتها حلوة و لَبِقة في الكلام و عندها برستيج عالي... مش عارفة ازاي و ليه يتجوز عليها اصلا و عايزني انا ابقا ضُرتها و اخرب حياتها و بيتها... مش عارفة الرجالة مالهم... كل ما الواحد ربنا يكرمه بفلوس... اول حاجة يعملها يطير يتجوز على مراته... مش فالحين غير في جملة الشرع حلل اربعة... ماشي الشرع حلل اربعة بس ده في حالة ان مراتك مثلا فيها عيب... مش بتخلف او مش نضيفة... 
' عندك حق... كويس انك قفلتي الموضوع ده بالذوق و بهدوء و مين غير مشاكل... 
* اي نعم شكلي يوحي اني صغيرة... بس عقلي يوزن بلد... 
' حصل... 
ضحكا في صوت واحد... وضعت إسراء لها السكر في كوب الكابتشينو... مررته له و اخذته رهف 
' شكرا... 
* اشربي و قوليلي رأيك... 
' هو باين من الوش انه جامد... 
* ليا اكتر من سنتين بحاول اظبط الوش ده و الحمد لله جات معايا... 
' بتعرفي تطبخي ؟ 
* حبيبتي... انا اصلا اسمي الشيف إسراء... تعرفي الفطير اللي كان على السفرة ؟ انا اللي خبزته... 
' واو... ده كان طعمه خطير و طبقاته مترتبه... طب خلاص علميني...
* وه ! انتي مبتعرفيش تطبخي ؟! 
' اه... الشغل كان ساحلني ف ملقتش فرصة اتعلم... 
* و يحيى ساكت على كده ؟ 
' هو انا قولتله قالي مفيش مشكلة... بس انا عايزة اتعلم بجد... 
* والله اخويا ده غلبان... تعرفي... عمرك ما هتلاقي زي يحيى و قلبه الحنين... اي نعم يبان من بره انه شرير بس طيب اوي من جوه و يا بختك لانك عرفتي تكسبي قلبه... و انا مش بشكر فيه لانه اخويا و الكلام ده... انا بشهد الحق... يحيى ده راجل بمعنى الكلمة و بيعرف يشيل المسؤولية و شهم و لو قصدتيه في حاجة مش بيرفض... عيبه الوحيد انه قر*وف بزيادة... زي ما شوفتي على الغدا النهاردة... مرضيش يشرب الشوربة لما عرف ان عاصم شرب من نفس الطبق... بيشلني في الحتة و بيحسسني اننا جراثيم عايشن معاه مش اخواته...
ضحكت رهف و قالت 
' اه لاحظت... قالي قبل كده انه اتعرض لكذا مرض مناعي... و من ساعتها بقا موسوس... 
* وسوسته دي هتشلني... ببقا عاملة الكيكة عالية و ريحتها تجنن... اجبله طبق منها عشان يدوق... يقولي الصنية اللي عملتي فيها الكيكة اتغسلت و اتعقمت ولا لا... اقعد ساعتين احلف اني غسلت الصنية قبل ما اعمل فيها لحد ما بيصدق... و بعد كده يقولي الشوكة اتغسلت ولا لا... بصي بيشلني بجد... 
' فظيع اوي... بقولك... هو يحيى بيحب الاطفال ؟ 
* بيحب الاطفال اوي... فوق ما تتخيلي... أيام ما كان متجوز ريم كان عايز يخلف منها و هي تقريبا كانت بتاخد حبوب منع الحمل عشان متخلفش منه... الحمد لله انه مخلفش منها... مش عايزين اي حاجة تربطنا بالعره دي تاني... المهم انتوا شدوا حيلكم هاتولنا حفيد الكيلاني الصغير... 
' إن شاء الله...( اخذت رشفة من الكوب ) طمعه خطير... 
* الحمد لله اتظبط... اللي بيتعب بيلاقي فعلا... 
' حصل... هو عمو ياسر بيحب القهوة ؟ 
* بابا ده مد*من قهوة... و كلنا طالعين له... 
' طب كويس... كام معلقة سكر ؟ 
* معلقتين و نص... 
تركت رهف ما بيدها و اشعلت النا*ر و اعدت له فنجان قهوة... اخذت الفنجان و توجهت لمكتبه... طرقت على الباب 
* ادخل... 
دخلت رهف... اول ما رآها عبس وجهه و تأفأف... تقدمت منه و وضعت الفنجان على المكتب 
* ايه ده ؟ 
' قهوة لحضرتك... 
* مش عايز... 
' بس انا عملتها عشانك... 
* و انا مش عايز يا رهف... و مش بالقهوة يعني هتخليني اتقبل وجودك مع ابني... انتي هنا عشان انا مش عايز اكـ,ـسر قلبه و بس... غير كده لا... ف متحاوليش معايا تمام ؟ 
' حضرتك انا مغلطتش في حاجة... انا بعتبرك في مقام والدي الله يرحمه... قولت مفيش مانع لو عملتلك قهوة... 
* و انتي مش بنتي يا رهف و عمرك ما هتكوني بنتي اصلا... هو هينبسط بيكي كام يوم و بعد كده هيعرف ان كلامي صح و يطلقك... 
' انت ليه بتكر*هني للدرجة دي ؟ انا عملت ايه عشان تعاملني بالشكل ده و تتمنى ان علاقتي انا و يحيى تنتهي ؟!
* اللي تخليني انام كل ليلة و انا خايف و قلقان اصحى تاني يوم خايف ان يحيى يحصله حاجة بسببك... يبقى اكر*هها... انا أساسا مستني اقل مشكلة تحصل ما بينكم... و يحيى يتخنق من وجودك معاه و يطلقك قريب... اطلعي بره و متجيش الاوضة دي تاني... 
تغلغت الدموع في عيناها و خرجت و هي تبكي... يحيى كان موجودا و سمع كل كلمة قالها اباه لزوجته... دخل الغرفة و اغلق الباب 
* نعم يا يحيى ؟ 
" ايه اللي انت قولته لرهف ده ؟ 
* انا قولتلها قبل كده متتكلمش معايا ولا تحتك بيا... مفكرة ان بفنجان قهوة كده هحبها... 
" بابا بجد انا مصدق اللي انت بتعمله معاها ده ؟! يعني انا لو مكنتش سمعت بنفسب كلامك السِم ده... مكنتش هصدقها لو جات اشتكتلي...
* خليها تشتكيلك... هخاف منك يعني ولا ايه ؟ 
" لا رهف مبتشتكيش يا بابا... بالرغم اني حاسس انك بتضايقها بكلامك من اول يوم عاشت فيه هنا... مع ذلك متكلمتش ولا فتحت بؤها كلمة لانها مش عايزة علاقة الاب بإبنه تتشتت... 
* والله ؟ طلعت طيبة اوي... شكلي ظلمتها... مش مهم... كده كده مهما عملت انا مش هقبل بيها في البيت ده تحت اي مُسمى !! 
اقترب منه يحيى و نظر له بحِده و قال بغضب 
" مضطر تقبلها... ليه ؟ لانها مراتي... لما تضايقها بتضاقيني انا كمان... من واجبك تعاملها كويس و تحترمها... 
* بتهـ,ـددني يعني ؟ 
" افهمها زي ما تفهمها... 
* و لو محترمتهاش... هيحصل ايه مثلا ؟ 
" هاخدها من هنا و امشي... انا عارف و متأكد انها مش واخدة حريتها هنا لا في التصرف ولا الكلام مع ذلك قاعدة... قاعدة عشاني... ف مقدرش بعد اللي بتعمله عشاني اسيبك كده تضايقها في الرايحة و الجاية و تقولها كلام يسم البدن زي اللي قولتله من شوية كده... عشان كده بقولك لو محترمتهاش... هاخدها و امشي... 
* بتفرض كلامك على ابوك ؟ 
" لا... لا سمح الله... بس انا مش هقعد في مكان في شخص مبيحترمش مراتي... وصلت يا بابا ؟ 
نظر له ياسر بغضب... تركه يحيى و ذهب.... 
دخل يحيى غرفته... لم يجد رهف بالغرفة... كان سينادي عليها لكنه لمح ظِلها في الشُرفة... اغلق باب غرفته و دخل الشُرفة... وجدها تسقي الورد... ابتسم و اقترب منها... همس في اذنها قائلا 
" ازاي الورد بيسقي الورد ؟ 
تركت ما بيدها و عانقته في الحال 
' الساعة 10... اتأخرت ليه ؟ 
" كان في شوية شغل كده متراكم عليا... خلصته و جيت... 
' وحشتني... 
" انتي اكتر... 
' اجهزلك العشا ؟ 
" لا... 
' ليه ؟ 
" مش جعان... لو جوعت ابقا اقولك... المهم... متزعليش من كلام بابا... 
' كلام ايه ؟ 
" رهف... متتعامليش معايا كأني مش عارف... انا سمعته و هو بيكلمك... بجد اضايقت... 
' عادي... هو خايف عليك... 
" و انا مش طفل عشان يخاف عليا... لو هو خايف عليا فعلا ده برضو ميدلهوش الحق يكلمك بالاسلوب ده... انتي مراتي... و اللي يزعلك كأنه زعلني انا بالضبط... خلاص انا كلمته و مش هيكلمك بالطريقة دي تاني... 
' انتوا اتخانقتوا بسببي ؟ 
" يا بنتي لا متخانقناش... بس لو ضايقك تاني... ياريت تقوليلي... 
' انا مش عايزة اكون سبب تشتت علاقتكم ببعض... 
" رهف... مفيش حاجة... اللي ضايقك قوليلي... 
' تمام... 
قَبَل وجنتها بحنان 
" ثواني و جايلك... 
ابتسم لها و ذهب... وضعت رهف يدها على وجنتها مكان قُبلته و ابتسمت... 
" وصلت لأنهي مستوى ؟ 
* خلصت مستوى A2 و بعد ساعتين همتحن الاختبار الشامل عليه... 
" والله هايل يا عاصم... قطعت شوط كبير في فترة صغيرة... و مبسوط منك لان الاختبار اللي فات انت طلعت الاول... 
* قولتلك من زمان انا جوايا هَكر كبير... و انت ساعدتني اخرج الهَكر اللي جوايا... بجد مش عارف اشكرك ازاي... تعابي احضنك... 
نهض و عانقه بمرح... ربت يحيى على ظهره 
" اوعى بعد ده كله تقوم تهكرني... 
* لا عيب عليك... بس معلش لو مفيهاش غتاتة... عايز اطلب منك طلب... انا عارف ان طلباتي مش بتخلص... بس آخر طلب والله... 
" يا عم اطلب براحتك... هااا اتكلم... عايز ايه ؟  
* يعني بفضلك انا بحقق حلمي حاليًا و بدرس برمجة و كل شيء تمام التمام... انت عارف اني اخدت الاجازة الكبيرة و بجانب كورسات البرمجة و الجيم... عندي وقت فاضي... 
" و بعدين ؟ 
* عايز استثمر الوقت ده و اتعلم كل اللي فاتني... 
" مش فاهم... تتعلم ايه ؟ 
* كل اللي فاتني في الـ 3 سنين اللي عدوا في كُليتي... 
" كلية الطِب البشري ؟ 
* ايوة الطِب البشري... 
" اللي فهمته من كلامك انك عايز تستمر و تذاكر للجامعة... 
* بالضبط... 
" طب و كورسات البرمجة ؟ 
* هستمر فيها بجانب كُليتي... 
" هتقدر ؟ 
* هقدر... مقدرش ليه ؟ ان شاء الله اقدر... 
" يعني انت بدل ما هتقضي أجازتك في السفر و اللعب و كده... هتقيضها تذاكر كل اللي فاتك في الـ سنين اللي 3 اللي فاتوا في كُليتك... صح كده ؟ 
* بالضبط... 
" و ايه المطلوب مني ؟ 
* بص انا اخدت القرار ده من فترة... جمعت كل كُتبي و كل حاجة تخُص الـ 3 اللي فاتوا... حاولت اذاكر... لقيتني مش فاهم حاجة... تقدر تجمعلي حد يشرحلي كل اللي فات ده ؟ 
" اقدر و ماله... بس حاسس ان ده هيبقى عبء عليك... 
* يكون عبء عليا دلوقتي... احسن ما اتخرج كده و اتعين و انا معرفش حاجة و اخد مكان غيري في التعيين على الفاضي... 
" انا مستغرب... مش كلية الطِب البشري دي انت بتكرهها و مش عايزها ؟ 
* مش معنى اني بكرها يبقى اهملها كده... كفاية 3 سنين راحوا... عايز ابدأ جَد و اذاكر كل اللي فاتني... حتى لو ملحقتش هيبقى برضو معايا كَم معلومات يساعدني اكمل بيه لحد ما اتخرج... قولت ايه ؟ 
" قولت عين العقل يا اخويا... بجد بسطتني... حاضر هجبلك حد يساعدك في المذاكرة... اسبوع كده و هرد عليك... 
* بس انا اعرف حد ممكن يساعدني... 
" تبقى وفرت عليا اني ادور... هاا مين هو و اديني رقمه عشان اظبط معاه... 
* مبدئيًا كده هي بنت... 
" الآه ؟! أكيد من جامعتك... 
* لا... 
" اومال فين ؟ مين دي ؟ 
* اقول بس متتصدمش ؟ 
" قول... 
* سهيلة أخت رهف... 
" احلف كده... 
* والله... هي اللي تقدر تذاكرلي كل اللي فاتني... 
" بس دي جامعتها غير جامعتك... 
* بس هي واخدة تقدير ممتاز على مدار الـ 3 سنين... يعني مجرد ما تشوف كُتبي هتعرف تشرحلي... بعدين المنهج هنا زي هناك... يادوب يبقى في اختلافات بسيطة... غير كده انا لما كلمتها عن الجامعة في فرحك... لقيت عندها معلومات حلوة اكدتلي انها تستاهل التقدير ده و اخدته عن جدراة مش بواسطة زيي... ف قولت بدل ما تتعب نفسك و تدور على حد يلم كل اللي فاتني ده... هي موجودة... 
" هي بتشتغل في صيدلية خالد و قالي كمان انها مجتهدة... طب كويس... روح كَلِم رهف و هي تقولها... 
* لا كلمها انت... 
" ليه بقا ؟ 
* الصراحة محرج منها... ممكن تفهمني غلط... 
" تفهمك غلط ليه ؟ دي اختك يا اهبل و هتنبسط لما تطلب منها مساعدة و مش هتتأخر عن مساعدتك... 
* ما انا عارف والله... بس محرج حبتين... 
" طب خلاص يا عم المحرج... انا هكلمها و تشوف اختها و اقولك... 
* والله انت أخ جامد... ربنا يخليك ليا... 
" حبيبي يا عاصم... 
* اسيبك بقا... ادعيلي اعدي اختبار النهاردة... 
" هتعدي... ربنا يوفقك... 
اخذ عاصم حقيبته و خرج... عاد يحيى لغرفته... اغلق الباب خلع حذائه و نزع الجاكت... فتح الدولاب و اخذ ملابسه... امسك مقبض باب الحمام... وجده مغلقًا... طرق الباب و قال 
" رهف... 
' نعم يا يحيى ؟ 
" انتي جوه ؟ 
' لا العفريت... 
" بتستحمي ؟ 
' اومال نايمة هنا ؟ ما تسأل اسئلة منطقية شوية... 
" طب انا عايز اخد دُش و اغير هدومي... 
' ماشي... عشر دقايق و هطلع... 
" مبقولش كده عشان تطلعي... دخليني معاكي... 
' يحيى... 
" نعم يا روحي ؟ 
' لو متلمـ,ـتش هو*لع فيك... شوية و خارجة... 
" فيها ايه لو استثمرنا الوقت و استحمينا سوا... 
' يحيى... امشي من هنا... 
" على فكرة انا محترم... 
' وااضح... 
" اقدر بسهولة اكسـ,ـر الباب و ادخل... بس احترامي منعني... 
' طب خُد احترامك ده و امشي... قولتلك شوية و خارجة... 
" بعد كده هشيل مفتاح الحمام ده عشان ادخل براحتي و مسيبش اللحظة الجميلة دي تفوتني... 
' طب ممكن يا استاذ متحر*ش تمشي تستنى بعيد لحد ما اتز*فت اخلص ؟ 
" ماشي يا عم... بس خلي بالك اللي بيستحمى لوحده بيروح النا*ر... 
' يا عم اتلهي... 
ضحك يحيى و جلس على طرف السرير... وضع يده على رقبته فهو يشعر بأ*لم في رقبته... مرت دقائق و خرجت رهف و هي ترتدي البورنص و قدماها الجميلتان ظاهرة... وقفت رهف امام المرآة و امسكت مجفف الشعر و فتحه تجفف شعرها به... 
" ايه الجمدان ده... 
' بتقول حاجة ؟ 
" بقولك هاخد دُش سريع كده و جايلك... 
' اوك... 
دخل يحيى الحمام... وضعت رهف جهاز التجفيف مكانه و فتحت عُلبة الكريم... وضعته على وجهها و يداها... ثم فتحت علبة كريم الشعر وضعته على شعرها و مشطته جيدا... فتحت الدولاب لتختار ما تلبسه... فجأة وجدت يدان تلتف عليها و تضمها من الوراء... 
' يحيى... 
" قلب يحيى... 
' انت خلصت بسرعة كده ليه ؟ 
" انا بقالي نص ساعة جوه... 
' والله ؟  شكلي سرحت و انا بسرح شعري... 
لفها إليه و أزاح شعرها للخلف و دفن رأسه في عنقها و يشتم رائحتها بإدمان و انفاسه الساخنة تصتدم بعنقها... 
' يحيى... 
حمحم بمعنى نعم 
' هتفضل حاضني كده كتير ؟ 
" عايزك... 
قبل ان ترد اخذ شفتاها في قُبلة و ضمها إليه... فجأة رهف ابتعدت عنه و هو تعجب من تصرفها ذلك... 
" مالك ؟ 
' ممكن متقربليش ؟ 
" انا زهقت من الكلمة دي... افهمي... انا جوزك مش واحد غريب... و اللي بطلبه منك ده مش عيب و لا حرام... ده حقي الشرعي اللي انتي بقالك شهر كامل مش راضية تدهولي... مرة عندي عُذر... مرة تعبانة... مرة مش فايقة للكلام ده... مرة خايفة... في ايه يا رهف مالك ؟ 
' مفيش حاجة يا يحيى... 
" يبقى بتبعدي عني ليه ؟ 
قالها و يقترب منها و هي ترجع للوراء... دفعها يحيى على السرير و قبل ان تنهض حاوطها بجسده و حاول ان يلمـ,ـسها مجددا لكنها دفعته بقوة بعيدا عنها... تفاجئ يحيى من رد فعلها... امسك يدها و شدها إليه و قال 
" ليه مش عيزاني ألمـ,ـسك ؟ 
' مش كده... انا خايفة... 
" خايفة مني ليه ؟ 
' يحيى... أرجوك متضغطش عليا... 
" كل مرة بتقولي أم الجملة دي و بسكت... لكن الأمر زاد عن حَده... احنا اخوات بقالنا شهر كامل عايشين في نفس الاوضة... اسمنا متجوزين بعض عن حُب مش عن غصب... يبقى ليه مش سمحالي ألمـ,ـسك و ليه بتتهربي مني ؟ 
' مش بتهرب... 
" اومال اللي بتعمليه ده اسمه ايه ؟ الز*فت اللي اسمه عمر... عمل حاجة فيكي لما حاول يتعـ,ـدي عليكي و خايفة تقولي ؟ رهف قولي و متسبنيش لأفكاري و اتخيل حاجات غلط... 
' مفيش حاجة انا بس خايفة و متوترة... و مش متعودة حد يقرب مني للدرجة دي... 
" رهف انتي ليه بتحسسيني اني راجل و*سخ و بجري ورا شهو*اتي ؟ انتي مراتي قدام ربنا و قدام الكل... و بحبك... طبيعي اكون عايزك قريبة مني... 
' يا يحيى افهم انا مش جاهزة... 
" يادي ام الكلمة دي... رهف انتي بجد مبتزهقيش من تكرار نفس الكلام ؟ أعذارك بقت بايخة... و انا زهقت بجد... اهدي كده و قوليلي ايه المشكلة و هسمعك للآخر و اساعدك... 
' مفيش حاجة يا يحيى... 
" يبقى مالك ؟ ليه كل ما اقرب منك تقاوميني كأني بغتـ,ـصبك و تبعدي عني... في ايه ؟ 
' لو سمحت ابعد و نتكلم في كده بعدين... 
" لا مش هبعد... و هنتكلم دلوقتي... 
' مش عايزة اتكلم !! 
" هتتكلمي !! يا رهف انا جوزك مش عدوك... ليه الخوف ده ؟ ولا انا فيا حاجة غلط ولا انتي مش عيزاني ؟ هاا في ايه ؟ اتكلمي... 
' ايوة انا مش عيزاك و مش عيزاك تلـ,ـمسني بأي شكل و بقر*ف من قُربك مني !! وصلت يا يحيى ؟! 
يتبع........ 
' يا يحيى افهم انا مش جاهزة... 
" يادي ام الكلمة دي... رهف انتي بجد مبتزهقيش من تكرار نفس الكلام ؟ أعذارك بقت بايخة... و انا زهقت بجد... اهدي كده و قوليلي ايه المشكلة و هسمعك للآخر و اساعدك... 
' مفيش حاجة يا يحيى... 
" يبقى مالك ؟ ليه كل ما اقرب منك تقاوميني كأني بغتـ,ـصبك و تبعدي عني... في ايه ؟ 
' لو سمحت ابعد و نتكلم في كده بعدين... 
" لا مش هبعد... و هنتكلم دلوقتي... 
' مش عايزة اتكلم !! 
" هتتكلمي !! يا رهف انا جوزك مش عدوك... ليه الخوف ده ؟ ولا انا فيا حاجة غلط ولا انتي مش عيزاني ؟ هاا في ايه ؟ اتكلمي... 
' ايوة انا مش عيزاك و مش عيزاك تلـ,ـمسني بأي شكل و بقر*ف من قُربك مني !! وصلت يا يحيى ؟! 
قالتها بإنفعال عليه... اتصدم يحيى مما سمعه منها الآن... لا تعرف رهف كيف خرج منها ذلك الكلام... كان ينظر لعيناها بمعنى انفي ما قولته الآن... قولي انك تمزحين معي... قولي انك تكذبين ولا تقصدي ما قولته في وجهي الآن... لكن لم يجد منها غير الصمت... ابتعد عنها بهدوء و لبس قميصه... اعتدلت رهف ولا تعرف ماذا تقول له... 
' يحيى... 
لم يرد عليها... كان هادئًا لكن تعلم جيدا انها ايقظت بداخله بركا*ن لا يمكن إخماده... اخذ مفاتيح سيارته... امسك مقبض الباب و لسه هيفتحه... امسكت يده و قالت 
' يحيى... متمشيش... 
دفع يدها بعيدًا عن يده و فتح الباب و خرج... امسكت رهف رأسها بكلتا يداها و قالت 
' ياربي... انا قولت ازاي كده !!
ركضت للشُرفة و رأته و يركب السيارة و يشغلها و ذهب... نزلت الدموع من عيناها 
' انا ازاي عملت كده... ازاي قولت في وشه كده ؟! 
عادت للداخل و ظلت تبكي ولا تعرف ماذا تفعل... امسكت هاتفها و اتصلت عليه... رن قليلا ثم كنسل عليها... رنت مجددا ف اغلق هاتفه... جلست رهف على طرف السرير... و عيناها غرقت في الدموع 
' أكيد كلامي كسـ,ـر قلبك... والله ما اقصد... انا اتوترت اوي و معرفتش اقول ايه... في لحظة قولت كده من غير إدراك... متمشيش... أرجوك ارجع !! 
و لكن لا فائدة من هذا الكلام... فقد ذهب... تركها بسببها... هي كانت تريد ابعاده عنها و عندما غُلقت في وجهها كل الطرق... جر*حته بذلك الكلام الذي لم و لن ينساه أبدًا... تلك الجملة الصغيرة ستخلق بينهم فجوة كبيرة ! 
* الفيلم كان خطير... شوفت حتة لما ضر*بته بالقلم و لسه هيرد عليها قامت راسه اتخبطت في دولاب المطبخ... يلهوي فطست ضحك 
- طب شوفتي حتة لما اتزحلقت في الحمام و مسكت فيه عشان متوقعش... قاموا هم الاتنين وقعوا... 
* صريخ ضحك... يلهوي مش قادرة... 
- لو نزل فيلم حلو تاني... نتفرج عليه سوا... اتفقنا يا حبيبة ؟ 
* اتفقنا يا استاذ خالد... 
- قولتلك بلاش استاذ دي... بتحسسيني اني اد جدك... 
* انت تطول تبقى زي جدي اصلا ؟ 
- يادي ام الهرمونات دي... معلش احنا خارجين من السينما و الفيلم كان لذيذ و لطَف جو اليوم... بلاش تعكيره و خلي كل واحد فينا يرجع بيته مبسوط... 
* قصدك اني بعكر يومك لو اتكلمت ؟! 
- بدأنا اهو... بقولك ايه... ممكن متتكلميش ؟ 
* ليه كلامي بقا يضايقك للدرجة دي ؟! طب ماشي... اوعى كده ( تركت يده ) روح لوحدك... 
- يا حبيبة استني ( امسك يدها و شدها إليه ) والله ما اقصد اللي فهمتيه ده... 
* يبقى قصدك ايه ؟! 
- مقصديش حاجة... كنت بهزر معاكي بس... اتكلمي براحتك... انا أساسا بحب كلامك... 
نظرت له و احست بضربات قلبها تتسارع بمجرد ما سمعت تلك الجملة... نظر لعيناها و ابتسم... 
- متسبنيش لوحدي... نروح سوا... ماشي ؟ 
* ماشي... 
امسك يدها مجددا و مشيا... ظلا صامتين لدقائق... وجه حبيبة مبتسم لا إراديًا... نظر لها و ابتسم لانها سعيدة... هو أيضًا سعيد للغاية لانها ظهرت في حياته... 
- حبيبة... 
* اها ؟ 
- عايز اقولك حاجة من زمان بس متردد... 
* قول... في مشكلة ؟ حصل ايه ؟ مين ما*ت ؟ 
- يا بنتي اهدي... مفيش حد ما*ت... اهدي... 
* عايز تقول ايه ؟ 
- عايز اقول حاجة حاسس بيها من فترة بس متردد... 
* انت تعبان ؟
- ما انا كويس اهو قدامك... 
* طب اخلص قول اللي عايز تقوله... 
- اخلص ؟! 
* ايوة... اومال هقول ايه ؟ 
- و نعم الذوق بصراحة... 
* بتقول حاجة ؟ 
- بقولك قولي اللي عايزة تقوليه...
* على فكرة... قربنا نوصل محطة المترو و بعد كده كل واحد فينا هيكمل طريقه... ف قول اللي عايز تقوله بسرعة... 
- انتي كده هتخليني اتوتر اكتر ما انا متوتر... 
* ليه متوتر ؟ 
- يعني... ساعات الانسان بيحس بحاجات كده... بيخاف يبوح بيها... يمكن عشان دي أول مرة يحس فيها الاحساس ده... 
* ليه بيخاف ؟ 
- يمكن الطرف التاني ميتقبلهاش... 
* طب هو انا اتكلمت ؟ ما انا بتحايل عليك من صباحية ربنا تتكلم و انت شغال تتكلم بشيفرات... 
- طب اهدي عليا... هتكلم اهو...( اخذ نفس عميق و اخرجه )  حبيبة انا... 
و قبل ان يكمل جملته... رن هاتفه... و كان يحيى 
- استأذنك دقيقة ارد على يحيى... 
اومأت له... فتح خالد هاتفه و رد عليه
- ألو يا يحيى ؟ 
" فينك يا خالد ؟ 
- انا في الشارع... 
" مش راجع شقتك ولا لا ؟ 
- راجع طبعا... اومال هبات في الشارع ؟ 
" طب انا مستنيك... 
- انت فين ؟ 
" قدام شقتك... مستنيك... 
- في حاجة يا يحيى ؟ 
" قولتلك مستنيك... سلام... 
انتهت المكالمة... نظر خالد لحبيبة بعدم فهم 
* في ايه ؟ 
- يحيى مستنيني عند شقتي... باين على صوته انه مضايق... شكل كده اتخانق مع رهف... 
* هرن عليها اشوف... 
اخرجت هاتفها من الحقيبة... و قبل ان ترن عليها... وجدتها رهف هي من ترن عليها... ردت عليها في الحال 
* نعم يا رهف ؟ 
' حبيبة إلحقيني... 
* مالك ؟ بتعيطي ليه ؟! 
' انا عملت حاجة غلط في حق يحيى... جر*حته اوي... و مشي سابني... 
* طب اهدي... ربع ساعة ارجع البيت و هرن عليكي... 
' بسرعة... انا مخنوقة من نفسي اوي و حاسة ان روحي بتخرج من جسمي... محتجاكي جمبي... 
* اهدي يا رهف... هرجع البيت و ارن عليكي... 
' ماشي... متنسيش... 
* مش هنسى... اهدي بس... 
اغلقت حبيبة الهاتف 
* شكلهم اتخانقوا خناقة كبيرة... رهف صوتها مش كويس أبداً... 
- طب حصل ايه ؟ احنا لسه سايبنهم من يومين و كانوا زي الفُل... 
* مش عارفة... طب انا لازم امشي... سلام يا خالد... 
- استني يا حبيبة انا لسه... 
تركته و ذهبت... تنهد خالد بضيق و اكمل 
- انا لسه مخلصتش كلامي... صدقت ما الشجاعة جاتني عشان اتكلم !! 
اخذ خالد تاكسي و عاد لشقته... وجد يحيى جالس على السلم... واضح جدا انه متضايق... 
- يحيى... 
رفع رأسه و نظر اليه 
- معلش اتأخرت عليك... 
" مفيش مشكلة... 
اخرج خالد مفتاح الشقة و فتح الباب...
- ادخل... 
دخل يحيى و ورائه خالد و اغلق الباب... خلع يحيى سُترته و جلس على الاريكة و اسند رأسه على الخلف و اغمض عينيه... و كان يسعُل كثيرا... أصابه البرد من جلسته على السلم... غَيَر خالد ملابسه و توجه للمطبخ... أعد كوبين سحلب ساخن... توجه له و مرر له الكوب... 
- اشرب عشان البرد اللي عندك... 
اخذ منه الكوب و شرب رشفة منه... جلس خالد جانبه و قال 
- هااا... احكي... في ايه ؟ 
" مليش مزاج احكي... انا جاي اريح راسي... بكره احكيلك... 
- انت بايت ؟ 
" اه... عندك مانع ؟ 
- لا طبعا معنديش بس... بس انت متجوز... 
" يعني عشان انا متجوز يبقى مباتش عندك زي زمان... لو مش عايزني ابات... قولي امشي... و انا مش هزعل... 
- يا ابني تمشي ايه... ده انا مصدقت جيت... انا بقول كده عشان رهف متتضايقش... 
" متجبليش سيرتها...
- اممم... شكل كده الحوار كبير... ممكن تحكيلي ؟ 
" مش عايز احكي... 
- تمام انا فاهم ان دي مشكلة بينك و بين رهف مراتك... مهما علاقتك بيا قريبة و احنا صحاب... أكيد مش عايز اعرف... لان دي خصوصية و كده... 
" الحمد لله انك فهمت... 
- على الاقل قولي انت حاسس بإيه دلوقتي ؟ 
رجع يحيى بظهره للوراء و نظر للسقف... تنهد و قال 
" حاسس إن انا اتسرعت في جوازي من رهف... 
- ليه ؟ مش انت بتحبها ؟ 
" اه بحبها... بس النهاردة خلتني افكر في كده... هي مش بتحبني زي ما حبيتها... 
- يحيى... اي اتنين متجوزين بيحصل معاهم مشاكل... متخليش المشكلة اللي حصلت دي تعمل فجوة ما بينكم... 
" هي اللي عملت الفجوة دي... هي اللي بعدتني عنها و قالت بلسانها انها مش عيزاني... 
- رهف قالت كده ؟ 
" اه... مستغرب ليه ؟ 
- طبيعي استغرب... كلنا عارفين انها بتحبك... 
" كانت بتحبني... 
- قصدك ايه ؟ 
" هي مبتحبنيش... كانت بتحبني من بره... و لما عاشت معايا لقيت عكس تواقعاتها... بطلت تحبني... 
- طب انت ضايقتها في حاجة ؟ يمكن قالت كده في وقت غضب و متقصدش... 
" مش عارف... بجد مش عارف... كل اللي عارفه ان العيب فيا... انا انسان لا يصلح للحب نهائيًا... 
- يحيى متقولش كده... 
" اومال اقول ايه ؟ كل حاجة من زمان بتوضحلي كده... هفضل لحد امتى اهرب من الحقيقة ؟ 
- يحيى اهدى... اكيد في حاجة غلط... ممكن في حاجة دفعتها تقول كده... 
" اه فعلا... في حاجة دفعتها تقول كده... و الحاجة دي ان هي مش عيزاني... 
* يحيى... 
" معلش يا خالد انا مصدع... هنام... 
* طب تعالى نام جوه... الاوض كتير... 
" لا... انا تمام هنا... 
* زي ما تحب... هقول اجبلك بطانية... 
" ماشي... 
دخل خالد غرفته و احضر الغطاء ليحيى... خلع يحيى حذائه و تمدد على الاريكة و شد الغطاء عليه... 
- عايز حاجة تاني ؟ 
" لا... شكرا يا خالد... 
- مفيش شكر ما بينا... هروح انام انا كمان... و مش محتاج اقولك البيت بيتك... خُد راحتك... 
" تسلملي يا ابو الصحاب... 
* والله انتي خليتي لساني عاجز عن الكلام... يعني ايه بقالكم اكتر من شهر متجوزين و انتي لحد الآن لسه عذراء... و فوق ده كله تقوليله مش عيزاك في وشه !! انتي بتهزري يا رهف ؟ 
' يا حبيبة افهمي انا خايفة من عمر.... 
* عشان انتي خايفة من عمر تقومي تخربي جوازك... مين عمر ده اصلا عشان يتدخل ما بينكم للدرجة و يخليكي تمنعى جوزك انه يقربلك ؟ 
' بقولك انا خايفة... و عمر متـ,ـخلف و ممكن يأ*ذيه بجد... 
* ماشي و بعدين ؟ هتفضلي طول عمرك عايشة مع جوزك من غير ما يلـ,ـمسك ؟ رهف انتي اتجننتي ؟ اللي بتعمليه ده حرام اصلا و غلط كبير... و ايه الكلام اللي قولتيه ل يحيى ده ؟ في وحدة عاقلة تقول لجوزها كده ؟ و اسمك بتحبيه... اومال لو مش بتحبيه كنتي عملتي ايه ؟! 
' عارفة اني غلطت في حقه... بحاول ارن عليه مش بيرد أبداً... أكيد زعل مني... 
* ده الأكيد يا رهف... أكتر حاجة بتو*جع الراجل انه يحس انه مش مرغوب من حبيبته... هيحس انه فيه حاجة غلط... و افتكري كويس... هو حس كده لما ريم خا*نته... و انتي خلتيه يحس نفس الاحساس لتاني مرة بعد ما قولتي كلامك السِم ده في وشه... في وحدة تقول لجوزها انا قر*فانة منك ؟! ياربي عليكي يا رهف... مش عارفة الاقيلك عذر من كل اللي عملتيه ده... 
' خلاص يا كفاية يا حبيبة انا مش ناقصة و فيا اللي مكفيني ! 
* انا مش بقول كده عشان او*جعك اكتر... انا بقولك كده عشان تعرفي انك كسر*تي قلب الراجل اللي بيحبك بسبب خوفك ده... بجد صعبة في حقه ڪراجل... أكيد اضايق اوي منك... ممكن بسبب الكلمتين دول يبص لوحده تانية عايزاه... 
' قصدك انه ممكن يميل ل رغد ؟! 
* و ليه لا ؟ رغد مستنية بس تأشيرة منه... لأنك انتي بعدتيه عنك... و لو هو اداها وش... هيجر*حك زي ما جر*حتيه بيها هي... 
' لا مستحيل... مستحيل يحيى يخو*ني... مستحيل يعمل كده !! 
* رهف... اركني خوفك على جمب و صلحي اللي انتي عملتيه ده بأسرع وقت قبل ما الحوار يطول... لان لو الحوار اخد وقت... يحيى هياخد منك موقف و هو اللي يبعد عنك مش انتي اللي تبعديه... 
' طب انا مش عارفة هو فين دلوقتي ؟ 
* خالد بعتلي رسالة على الواتس و قالي ان يحيى بايت عنده... 
' الحمد لله طمنتيني... اروحله دلوقتي ؟ 
* لا الوقت اتأخر اوي... و غير كده أكيد مضايق دلوقتي... سيبيه يهدى شوية و روحيله بكره... و لما تروحله ارجوكي يا رهف مهما قال و مهما عمل... متزعليش منه و إياكي تيأسي و تسبيه كده... 
' ماشي يا حبيبة... 
* اسيبك انا عشان اعمل الاكل ل سهيلة لانها لسه راجعة من الصيدلية... 
' سهيلة كويسة ؟ 
* اه تمام اوي و مبسوطة بمرتبها و بقت حريصة على فلوسها و بتنام بدري... بقيت تمام متقلقيش... 
' سلميلي عليها... 
* عيوني... يلا سلام... 
اغلقت رهف هاتفها و استلقت على السرير تريح رأسها الذي لا يهدأ من كثرة التفكير... قلبها يحتر*ق لانها جر*حته دون وعي... تتمنى أن يأتي و يحتضنها قبل ان ينام مثل كل يوم... تنظر للجانب الذي ينام عليه و تتخيله نائم أمامها و تتأمله أثناء نومه... امسكت الوسادة التي ينام عليها... رائحته لا تزال فيها... عانقتها لتزيل شوقها... لعل حر*يق قلبها يهدأ قليلا... 
كان يحيى في الحمام يغسل وجهه... اغلق الصنبور و امسك المنشفة و جفف وجهه... نظر للمرآة و تذكر كلامها الذي فَتَك بقلبه..." ايوة انا مش عيزاك و مش عيزاك تلـ,ـمسني بأي شكل و بقر*ف من قُربك مني !! وصلت يا يحيى ؟! " 
ألقي يحيى المنشفة بعيدًا بغضب و قال 
" طالما انتي مش عيزاني و بتقر*في مني... اتجوزتيني ليه و حبتيني ليه اذا كنتي بتحبيني أساسا !! ليه كده يا رهف ؟ انا جوزك... غلطت يعني لما قربتلك عشان اخد حقي الشرعي منك ؟ تقومي تسمعيني الكلمتين دول اللي عمري ما هنساهم !! 
خرج من الحمام و شرب بعض الماء و عاد للأريكة... استلقى عليها... نظر للسقف و ظل صامتًا شاردًا حزينًا... و تذكر الطريقة التي دفعته بها ليبتعد عنها كأنه مُجر*م يعتـ,ـدي عليها و تذكر جملتها التي لا تخرج من رأسه أبداً... سقطعت دمعة من عينيه... 
" انا مستهلش منك قِلة القيمة دي و الرفض المُقر*ف ده يا رهف... ليه تعملي كده فيا ؟ 
بداخله الكثير من الاسئلة... رأسه سينفجـ,ـر من كثرة التفكير... اغمض عينيه محاولًا النوم... 
تاني يوم........ 
* الرقم الذي تطلبه غير متاح حاليًا *
' يوووه بقا رد يا يحيى... على الاقل اسمع صوتك و قلبي يرتاح عليك... 
طُرق الباب ف قالت رهف 
' مين ؟ 
* انا الشغالة يا رهف هانم... مدام ناهد بتناديكي عشان الفطار جهز... 
' ماشي... دقيقتين و جاية... 
ذهبت الخادمة...
طب دلوقتي لو نزلت لوحدي اهله هيسألوني عليه... هقولهم ايه ؟ اتخانقت معاه و ساب البيت و بات عند صاحبه... أكيد مش هقول كده... ياربي على الحيرة دي !! 
* منزلوش يعني ؟ 
- مالك يا ياسر كل شوية تقول منزلوش يعني... دول عرسان جُداد... سيبهم براحتهم... 
* انا حاسس ان في حاجة... قولتلك البنت دي هتتعس ابني مش هتسعده... و شكلها بدأت النكد... 
- انا مش عارفة مالك و مالها... ليه واقفلها على الوحدة كده ؟ 
* عشان مش عايزها تكون هنا ولا عايزها تكون جمب يحيى بأي شكل... 
- انت ليه بتكر*هها كده ؟ يحيى بيحبها... و هيزعل لو سمعك بتقول كده... 
* بيحبها اه... لما نشوف حُبه ليها هيوديه لفين... 
- طب بس خلاص عشان رهف جاية... 
نزلت رهف و سحبت كرسي السفرة و جلست عليه... 
- صباح الخير يا رهوف... 
' صباح النور يا ماما ناهد... 
عاصم و إسراء ألقوا عليها تحية الصباح... ما عدا ياسر الذي لا يعيرها اي إهتمام ولا ينظر إليها حتى... 
- فين يحيى ؟ 
توترت رهف كثيرا و ضغطت على يدها بالاخرى و قبل ان ترد سبقها ياسر و قال 
* ساكتة ليه ؟ ما تردي... 
- بالراحة على البت يا ياسر... 
* ناهد متدخليش... ها قوليلي... نازلة لوحدك يعني.. فين يحيى ؟ 
' يحيى بره... 
* بره فين ؟ 
' معرفش... 
* والله ؟ مش عارفة جوزك فين ؟ اتخانقتوا و ساب البيت صح ؟ 
' لا متخنقناش... 
* واضح... كنت عارف و متأكد ان ده هيحصل... قولتلك انتي متناسبيش زوجة ل يحيى... قولتلك ابعدي عنه بهدوء بس مبعدتيش و قعدتي و اتجوزتيه... و النتيجة ايه ؟ قرفتيه في عيشته و خلتيه يسيب البيت و يمشي !! 
- يا ياسر اهدى... 
* قولتلك متدخليش يا ناهد... جوزك فين يا مدام رهف ؟ 
طريقة كلامه معها و نظراته الغاضبة لها زادت من توترها كثيرا... خافت ان تقول له انه عند صديقه لكي لا يسألها عن سبب بياته عنده... 
* انا بكلمك يا رهف... ردي عليا... يحيى فين ؟؟ 
" انا هنا يا بابا... 
إلتفتوا جميعهم لذلك الصوت... انه يحيى يقف عند باب القصر... اغلق الباب و توجه عندهم... 
* كنت فين ؟ 
" كنت في الشركة... 
* مش متعود يعني تروح بدري كده... ده لسه الساعة 10 الصبح... 
" كنت بايت في الشركة... 
* غريبة... امبارح شوفتك جيت منها على البيت و كنت بتحكي مع عاصم... خرجت امتى ؟ 
" بالليل خالص... حصلت مشكلة ف اضطريت اروح... 
* مشكلة ايه ؟ 
" اتحلت خلاص... متقلقش... كل حاجة تمام... 
* و مقولتش ليه ؟ 
" محبتش اقلقك... 
* اممم... يحيى... متأكد انك كنت في الشركة ؟ 
" اه متأكد... 
* لما سألت عنك مراتك قالت انها متعرفس انت فين... معقول مقولتش ليها حاجة او اتصلت بلغتها على الاقل ؟ 
" قولت اني خرجت بالليل... كانت نايمة و محستش... و هي رنت عليا و مقدرتش ارد... و بعد ما خلصت لقيت تليفوني فصل شحن و نسيت الباور بنك هنا... خلصت التحقيق ده ولا لسه ؟ 
* كنت بطمن بس... بعد كده لما تحصل حاجة في الشركة... ياريت تلغني... 
" تمام... 
* تعالى افطر معانا... 
" لا... 
* ليه ؟ 
" لما تحترم مراتي ابقا اقعد افطر معاكم...
* يا ابني انا كنت بسألها عليك و هي بتنقطني بالكلمة ف اتعصبت مش اكتر...
" طب ما انا قولتلك انها معرفتش ترد لانها اصلا مكنتش تعرف انا فين... و انت طبعا ما صدقت اني مش موجود... ف اخدت راحتك في الزعيق فيها... 
* يحيى انا ابوك و خوفت عليك... 
" انا مش صغير عشان تخاف عليا و لا تسألني كل الاسئلة دي... ثم ده مش سبب ولا مبرر يديلك الحق انك تعلي صوتك عليها أثناء غيابي... 
* متكبرش الموضوع يا يحيى...
" صوتك العالي عليها كان واضح من و انا عند البوابة... و بعد كده تقولي متكبرش الموضوع ؟ لو سمحت يا بابا متستغلش غيابي و تقعد تزعق فيها... و ده ميتكررش تاني لا في اثناء غيابي ولا أثناء وجودي... تمام ؟ 
نظر له والده بغضب و توجه يحيى لغرفته... تعجبت رهف من كلامه... رغم غضبه منها دافع عنها و رد كرامتها أمام جميع عائلته... نهضت رهف و قالت 
' عن اذنكم... 
تركتهم رهف و ذهبت لغرفتها... ضر*ب ياسر يده على السفرة بغضب 
* شوف الواد بيتحداني عيني عينك كده عشانها !! 
- عشان دي مراته و عنده حق في اللي قاله... مكنش لازم تزعق فيها بالشكل ده... قولتلك اهدى... 
* ناهد انتي معايا ولا معاها ؟ 
- ياسر احنا مش في حر*ب عشان نتقسم مع ده و مع دي... يحيى مش طفل و كبير و فاهم... طبيعي يضايق لما يشوفك بتزعق لمراته... 
* يعني ابوه ولا مراته ؟ 
- ليه بتحط نفسك في المقارنة دي ؟ دي حاجة و دي حاجة... يحيى طول عمرك بيحترمك... من واجبك تحترمها لانها مراته... 
* مااااشي يا ناهد... انا ماشي... اطفحوا انتوا... 
نهض ياسر و تركهم... 
كانت رهف جالسة على الاريكة... تنتظر خروج يحيى من الحمام... بعد دقائق... خرج يحيى من الحمام بعد ان غَيَر ملابسه... وقفت رهف و قالت 
' جعان ؟ اجبلك الاكل هنا ؟ 
لم يرد عليها و لم ينظر لها حتى... فتح الدولاب و امسك الشماعة لكي يعلق عليها سُترته... اقتربت منه رهف و قالت 
' عارفة انك مضايق مني و ... 
" مضايق بس ؟ 
' بُص يا يحيى... انا عارفة اني جر*حتك... بس اسمعني... 
" و بعد ما اسمعك... هيحصل ايه ؟ هااا قوليلي هيحصل ايه ؟  هل هترجعيلي كرامتي اللي دوستي عليها ؟! 
' يحيى انا.... 
" انتي ايه ؟ انتي ايه يا رهف ؟ 
' اهدى و اسمعني بس... 
" مش عايز اسمع... و مش طايق اسمع صوتك اصلا... طالما انتي جدعة و بتعرفي تقولي كلام يسِم البدن زي اللي قولتيه ليا ده ابقي ردي على ابويا اللي كل ما يشوف وشك يسمح بكرامتك الارض... 
نظرت رهف للأرض و حاولت كبت دموعها 
' انا آسفة... 
" ههه آسفة اه... رهف... انا مصدع بجد... ابعدي عني... 
تركها و خرج... ظلت رهف مكانها ولا تعرف ماذا تفعل... 
في الليل........ 
دخلت رهف الغرفة... وجدت يحيى نائم... اغلقت الباب برفق... اقتربت منه و جلست على طرف السرير بحذر حتى لا يستيقظ... نائم بعمق... بالتأكيد لم يستطيع النوم جيدا عند صديقه... فهو لا يحب ان يغير مكان نومه... ظلت تنظر إليه و تتأمله ... قربت يدها منه و وضعتها على ذقنه... فهي دائما تحب ان تداعب ذقنه اللطيفة بأنمالها... و ارتسمت الابتسامة على شفتاها... تحرك يحيى ف ابعدت يدها عنه فورا و نهضت... حمدت ربها انه لم يستيقظ... ذهبت تغير ملابسها...
خرجت من الحمام بعد ان ارتدت بيجامة النوم خاصتها... نظرت له... مازال نائمًا... هي أيضا تريد النوم و لا تريد ان تبقى بعيدة عنه و اعتادت ان تنام في حضنه... 
كان يحيى نائمًا على جانبه الايسر... لفت من الجانب الآخر... استلقت على السرير بحَذر... اقتربت منه برفق... عانقته من الخلف و اسندت رأسها على ظهره... نظرت له لتتأكد انه مازال نائمًا أم لا... لم يشعر بها... عانقته أكثر و ابتسمت ثم اغمضت عيناها... 
كان يحيى مستيقظًا و عيناه مفتوحتان... ينظر ليدي رهف المُلتفة عليه و يشعر برأسها على ظهره و نائمة... قال في سره 
" دلوقتي بتقربي بعد ما انتي بعدتي عني بمزاجك ؟!! 
امسك يداها و نزعها من عليه و نهض... نهضت رهف أيضًا
' يحيى... 
" متناميش جمبي تاني... 
' ليه ؟ 
" عشان انتي بتقر*في مني... 
' يحيى انا مقصدتش اقول كده... 
" اومال قصدتي ايه ؟ 
' انا قولت كده في لحظة انفعال لما لقيتك بتقرب مني بالعافية... 
" عندك حق... انا مين اصلا عشان اقرب منك... 
' يحيى ممكن تهدى و تسمعني ؟ 
نظر لها بحِدة و اخذ الوسادة من السرير و وضعها على الاريكة... 
' انت بتعمل ايه ؟ 
" مش واضح انا بعمل ايه ؟ هنام على الكنبة... 
' لا مينفعش... تعالى مكانك... 
" انام جمب وحدة مش عيزاني ليه ؟ 
' يحيى أرجوك متعملش كده... 
" يبقى اعمل ايه ؟ قوليلي... 
اقتربت منه و امسكت يده 
' لو سمحت اسمعني... 
" اسمعك ليه و عشان ايه ؟ هل هتبرريلي ليه رفضتيني بالطريقة الز*بالة دي ؟ 
' انا مقصدتش... 
" مقصدتيش ايه بالضبط ؟ في ايه يا رهف مالك ؟ ليه مش عيزاني اقربلك ؟ في حاجة انتي مخبياها عني... قولي... اتكلمي... ليه خايفة ألمـ,ـسك ؟! في ايه ؟! ولا انتي مش بنت و مانعة اني اقربلك عشان معرفش ؟ عمر لمسـ,ـك ؟ 
' ايه اللي بتقوله ده ؟ سامع نفسك بتقول ايه في وشي ؟! ازاي تسمح لعقلك انه يفكر فيا بالطريقة دي ؟! 
" يبقى افكر ازاي ؟ فهميني... وحدة محرمة عليا اني اخد حقي الشرعي منها من ليلة الفرح لحد دلوقتي... يبقى أكيد في حاجة كبيرة... 
' يعني لو انا مش بنت و خايفة انك تعرف كده... هتجوزك ليه اصلا ؟ 
" و ايه اللي يثبتلي انك بنت ؟ 
خلعت رهف سُترتها و بقت أمامه هكذا ولا يغطي جسدها إلا قليل... 
' عايز تتأكد و تعرف اني مش بخدعك... اتفضل... 
" عشان تهنيني تاني ؟ 
' مستحيل اهينك او اقلل منك بأي شكل... و انا بقولك اهو بنفسي... خُد حقك الشرعي مني... 
" متأكدة ؟ 
' اه متأكدة... 
اقترب يحيى منها و امسك ذقنها بيده و رفع رأسها بإتجاه عينيه... نظر لها ف اومأت له أن يفعل ذلك... اقترب من شفتاها ليُقبلها... اغمضت رهف عيناها و ضربات قلبها تتسارع و تشعر بأنفاسه الساخنة بالقرب منها... نظر يحيى لشفتاها و توقف قبل أن يُقبلها و قال بالقرب من شفتاها 
" مفكرة انك اول ما تقولي كده... هضعـ,ـف انا و اقرب منك في الحال... ليه شيفاني حيو*ان للدرجة دي ؟! 
تفاجئت رهف من كلامه و نظرت له و قالت 
' يعني ايه ؟ 
" يعني مش بمزاجك تبعدي ولا بمزاجك تقربي... انا اتقفلت منك لدرجة اني بقيت مش طايق قُربك مني بأي شكل ! 
تغلغت الدموع في عيناها ولا تصدق ما سمعته الآن... أخذ يحيى سُترتها من الارض و وضعها على أكتافها 
" زي ما في راجل مرغوب و مش مرغوب.... فيه ست مرغوبة و مش مرغوبة... يا ترى انتي انهي نوع يا رهف ؟ قبل ما تجاوبي انا هقولك... اممممم... انتي طبعا مفكرة انك مرغوبة و اول ما تعرضيلي جسمـ,ـك مش هقدر أقاومك و اقرب منك... لا... بالعكس... انتي مش مرغوبة بالنسبالي... بس من الجهة التانية انتي مرغوبة بالنسبة لعُمر... أكيد نفسه تعرضيله جسمـ,ـك زي ما عملتي معايا و هو مش هيتأخر و هيقوم بالواجب... ليه ؟ لان ده كلـ,ـب و بيجري وراء شهو*اته زي الحيوانات بالضبط... أما انا لا... انا مجرد راجل غلبان كنت حابب اقرب بس من مراتي... و هي رفضت حوالي ألف مرة تحت أسباب تافهة... و انا تفهمت الرفض و بعدت... يبقى ايه لزمته انك تعملي النِمرة دي قدامي ؟ انا مش كده يا رهف... مش هقع في حضنك بالطريقة الرخيـ,ـصة دي...
غضبت رهف كثيرا و صفعته بقوة على وجهه... لبست سُترتها و قالت بغضب و هي تبكي 
' منكرش اني غلطت لما بعدتك عني بالطريقة دي... بس انت غلطت و لسه بتغلط فيا... بتتهمني في شرفي و تقول اني مش بنت و اني بعرضلك جسمـ,ـي بطريقة رخيـ,ـصة... انت ايه يا يحيى ؟! واعي للكلام اللي بتقوله ده ؟ 
وضع يحيى على وجهه و ضحك... انقلبت ملامحه لشَر واضح في عينيه... امسك يدها و شدها إليه و قال بإبتسامة مستفزة 
" ضايقك كلامي صح ؟ ياريت تكوني حسيتي نفس الاحساس اللي انا حسيته لما رفضتيني بالشكل ده... 
' بس انا عملت كده غصب عني... انت بتقول كده بإرادتك ! 
" و هقول أكتر كمان اصبري... انتي لسه شوفتي حاجة ؟ 
' أرجوك متعملش كده !  
" رهف... احنا الاتنين مثلنا دور الحُب على بعض بما فيه الكفاية... آن الاوان نوري بعض وشنا الحقيقي... بس انا وشي الحقيقي صعب شوية و بعرف اجر*ح اوي... ياريتك كنتي قدرتي نعمة وشي الطيب... 
' مثلنا دور الحُب ؟! يعني ايه ؟ 
" يعني ابعدي عني و اتقي شري احسنلك !! مش همو*ت اوي عليكي كده... ولا تفرقيلي بحاجة... غيرك يتمنى اني ابصله بس... و اعتبري اني كنت عايز منك نفس الغرض اللي عمر كان عايزه منك... 
' يعني انت كنت عايز تتسلى بيا ؟ 
" ايوة... بس الظاهر كده اختياري كان غلط... بس يلا مش مهم... 
' كلامك ده بيجر*حني !  
" زي ما كلامك بالضبط جر*حني... 
' اطمن... انت جر*حتني... عرفت تكسـ,ـر قلبي كويس... انت كسبت... اتمنى تكون مبسوط... 
" مبسوط اوي... مبسوط فوق ما تتخيلي ! 
نظرت له بكَسـ,ـرة و اعطته ظهرها و هي تضم سُترتها بكلتا يداها... دخلت الحمام و اغلقت الباب عليها بالمفتاح... وقفت خلف الباب... جلست على الارض و اسندت ظهرها على الباب... تنظر في كل ركن و صدرها يعلو و يهبط و تشعر ان قلبها يضيق بها بسبب كلامه الذي فَتَك بقلبها و قطعه إربًا... شفتاها تتخبط في بعضهما و تتشنج في بكائها... لقد جر*حها و كسـ,ـر قلبها البرئ الذي أحبه... لم يسمعها... لم يعطيها اي فرصة لتوضح أي شيء.. فقط... انتقـ,ـم لنفسه و لكبريائه... الآن هو سعيد بما فعله بها... صدقت كلام والده أكثر في تلك اللحظة... " الحبيب لا يؤذي حبيبه بأي شكل " هذه حقيقة... هو لم يحبها... لو أحبها لم و لن يستجرأ ان يجر*حها بهذه الطريقة... هي لم تؤذيه... فقط قالت كلمة في لحظة انفعال من وراء قلبها... أما هو قال كل ذلك و هو واعي جيدًا ما ينطق به لسانه... لم يعيرها أي اهتمام... شَكَ بها... نعتها بالرخيـ,ـصة... و فوق كل ذلك... اعترف أخيرا انه كان يريد ان يتسلى بها لا أكثر... لا يوجد حُب... لا يوجد حنان... كل هذا كان كذب... كذب عليها لتقع في مصيدته... و عندما لم تقع انتقـ,ـم منها شَر انتقـ,ـام... رهف التي فقدت والدتها و فقدت معها طعم الحنان و الحُب... بحثت عن ذلك الحُب و وجدته معه... لكن لا... لم يحدث... امسكت رهف السلسلة التي على رقبتها... هذه السلسلة آخر هدية جلبتها لها والدتها قبل رحيلها... نظرت رهف للسلسلة و دموعها إزدادت... 
' كفاية... كفاية بجد انا تعبت... تعاليلي... نفسي احضنك ولو لمرة وحدة بس... لمرة وحدة بس خليني احضنك و احس بوجودك... خليني انسى كل ده في عشر ثواني جوه حضنك... ماما... انا اتجر*حت اوي بعد ما مشيتي... مش عارفة اشكي لمين... أرجوكي تعالي... وحشتيني ! 
سقطت دمعة من دموعها على السلسلة... مسحت رهف دموعها بكف يدها الصغير... وضعت السلسلة على قلبها و اغمضت عيناها لتتخيل أن والدتها تعانقها ليهدأ قلبها... هذا ما تفعله رهف دائما عندما تشعر بالضيق من الدنيا... تغمض عيناها و تتخيل والدتها بجانبها... ليس بمقدورها فعل شيء غير التخيل فقط !! 
مرت الايام و الاسابيع و الشهور... منذ تلك الليلة اختفى الحُب... لم يوجد شيء يُدعى بالحُب في علاقتهما... أصبحا غريبان عن بعضمها... لا يتكلمان ولا يمزحان معًا مثل السابق... رهف لا تتكلم ولا تحتك ب يحيى بأي شكل... كلامها معه قليل للغاية و هو كذلك... لكن من داخلة انه لا يريد كل هذا البُعد... ولا يعرف كيف يعتذر او كيف يتغلب على غروره و يأخذها في حضنه... كل ليلة يسمعها تبكي في الشُرفة تنادي على والدتها... لا يعرف كيف يحاول ان يُصلح هذا الوضع الذي هما فيه الآن... 
' يحيى هنا في الفندق ؟ 
* نعم يا مدام... مستر يحيى موجود هنا من امبارح... تحبي أبلغه بوجودك ؟ 
' لا... انا هطلعله... 
* زي ما تحبي يا مدام... 
' شكرا...
ضغطت رهف على زِر الاسانسير... فُتح و دخلت... طلع للطابق المطلوب... خرجت منه و تمشي بإتجاه غرفته 
' اظن كفاية كده... انا مش عايزة ابعد كده ولا عايزة تكون نهايتنا كده... انا بحب يحيى و مش عايزة اعيش مع راجل غيره... اي نعم هو غِلط اوي بس حسيته في الايام الاخيرة بيحاول يكلمني و عايز يصالحني... ده معناه انه بيحبني و انا مهمة بالنسباله... و ماما دايما كانت بتقولي طالما الشخص ده بيحبك اوعي تخسريه لأي سبب... فأنا هبدأ الاول ( نظرت لباقة الورود التي بيدها و شمّتها ) بيحب اوي نوع الورد ده... هيفرح اوي بالورد... أكيد اول ما يشوف الورد و نقوله نبدأ من جديد و ننسى اللي فات... هياخدني في حضنه... و انا وحشني اوي حضنه... و كمان هبو*سه بالروج اللي انا حطاه... 
وصلت للغرفة المطلوبة... نظرت لنفسها في شاشة الهاتف لتتأكد من ان شكلها لا يوجد فيه شيء... ابتسمت بسعادة و اعادت هاتفها داخل الحقيبة... نظرت للورد بحُب و طرقت على الباب... 
فُتح الباب و هنا كانت المفاجأة... التي فتحت لها الباب هي رغد... كانت ترتدي قميص نوم قصير للغاية و مفتوح... 
* في حد يصحي حد في الوقت ده ؟ ايه ده ؟ رهوف ؟! كنت مفكرة انك جرسون... 
' انتي بتعملي ايه هنا ؟ و في اوضة يحيى... انتي ايه اللي جابك ؟ 
* لقيتك اهملتي جوزك... قولت انا اعوضه... 
اتصدمت رهف مما سمعته... دفعتها بقوة و دخلت... تفاجئت مما رأته... رأت الغرفة مليئة بالشموع و الورود و هناك زجاجتين خمـ,ـرة على الطاولة... وجدت يحيى نائم على السرير و هو عا*ري الصدر... سقطت باقة الورد من يدها و وقعت على الارض... لم تبعد عيناها من عليه و سقطت دمعة من عيناها... ولا تصدق ما تراه... تقدمت منها رغد نظرت لها بسخرية و قالت 
* زي ما انتي شايفة اهو... نايم زي القتـ,ـيل... أصل ليلة امبارح كانت متعبة اوي بس خطيرة... و هو عمل مجهود كبير ف اهو رايح في النوم... شكله كيوت و هو نايم... لكن جواه وحش كبير... تعبني اوي يا رهف... قومت بالعافية من جمبه عشان افتحلك... 
' مستحيل... مستحيل يحيى يعمل فيا كده ! 
* بس اهو عمل... بجد انبسطت معاه اوي... و هو كمان انبسط مني اوي... تعرفي قالي ايه امبارح و انا في حضنه ؟ ( همست في اذنها و اكملت ) قالي ياريت رهف تتعلم منك و يبقى فيها انوثة زيك... اصل في غيابك انا راضيته اوي...
نظرت لها بغضب و بحركة سريعة صفعـ,ـتها بقوة على وجهها !! 
يتبع........

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-