رواية قلبان متحدان كاملة جميع الفصول بقلم اسماء العمري

رواية قلبان متحدان كاملة جميع الفصول بقلم اسماء العمري

رواية قلبان متحدان كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة اسماء العمري رواية قلبان متحدان كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية قلبان متحدان كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية قلبان متحدان كاملة جميع الفصول

رواية قلبان متحدان بقلم اسماء العمري

رواية قلبان متحدان كاملة جميع الفصول

دخلت البنك وهي بتمشي بسرعة هي عارفة إنها اتأخرت النهاردة جدا
ماشية و تليفونها مش مبطل رن بس هي متجاهلا تماما لأنها عارفة هو مين بالظبط أو علي الاغلب مفيش وقت ترد لأنها اتأخرت بما فيه الكفاية إنها هتاخد تهزيق النهاردة
بصت حواليها بإستغراب لقيت البنك شبه فاضي والموظفين في توتر هو فيه إيه واستغربت النظام وقلة العملاء دا البنك مش بيفضى من العملا
لاحت ضحكة سخرية وهي بتفكر هو فيه سطو مسلح علي البنك ولا إيه ؟ دي حتة النملة ماشية بنظام هو فيه إيه ؟ شكل في مصيبة وهي آخر من يعلم
قدمت رجليها بسرعة و وصلت ادام الاسانصير بس لقيته متعطل شتمت في سرها : هو دا وقته هتجازى يخرب بيوتكم النهاردة
مستنتش آكتر من كدا واخدتها جري علي السلم تلت أدوار وصلت الدور التالت وهي بتاخد نفسها بالعافيه ونفس إللي شافته في الدور الأول لقيته في الدور التالت
خافت يكون إللي في دماغها حقيقي وفيه سطو بس إيه الهبل ده سطو والبنك عادي كدا و الباب تحت مفتوح عادي ؟
دخلت مكتبها بسرعة اتفاجئت بالمدير مستنيها ووشه مش مبشر ضحكت بسماجة وهي نوعا ما توقعت إيه إللي هيحصل دلوقتي ابتسمت بسماجة : صباح الخير يا أستاذ عصمت ؟
بصلها بهدوء غاضب : مش خير أبدا يا أستاذة زينب إيه التأخير ده ؟ يعني لسه مترقية من كام يوم تبدأي تخبصي كدا ؟ دا آنتي مثال للإلتزام إيه فيه إيه ؟
زينب بتوتر : تأخيري والله خارج عن إرادتي
قاطعها بحدة : مش عايز اسمع مبرر معادك في البنك ٨ بالكتير ٨ ونص انما إيه ١٠ دي؟ أول واخر تحذير إحنا مش بنهزر
بصتله بضيق : حاضر يا أستاذ عصمت
اتنهد وبصلها : اتفضلي شوفي شغلك
افتكرت وبصتله : إيه الحكاية ؟ هو إيه الهدوء ده ؟ هو فيه مناسبة أو اجازة ولا إيه ؟ أول مرة أشوف البنك في الهدوء ده
اتنهد : ما آنتي لو جاية في ميعادك هتعرفي إيه السبب ،عمتا أنا حذرتك ،المهم فيه ضيف مهم جاي النهاردة يعني رجل أعمال تقيل والله مدير أعماله بلغني إنه هو لسة راجع من أوروبا وناوي يستقر في بلده هنا ويكمل بيزنس هنا وناوي يتعامل معانا ونكون وكلاء أعماله ،المهم عاوزين ترحيب يليق بيه لأن دا هيزيد الاعتماد علينا وعليكي بالخصوص
بصتله بدهشة : عليا ؟
عصمت : أيوة أنا بديكي مسؤولية التعامل مع الباشمهندس إلياس نافع عاوزك تكوني اد الثقة إللي اديهالك
حاولت تكون طبيعية : حاضر يا فندم إن شاء الله أكون عند حسن ظن حضرتك بيا
عصمت : أتمنى ، ملف الباشمهندس علي مكتبك عاوزك تدرسيه كويس وتشوفي إيه اللازم وتخلصيه لحد ما الباشمهندس يوصل ويشرفنا كمان ساعة
سابها ومشي وهي رمت نفسها علي الكرسي وهي بتشتم في سرها
لمحت ملف كبير باللون الازرق علي مكتبها بلعت ريقها وهي أصلا مش ناقصة شغل النهاردة بالذات يكفي الدراما إللي حصلتلها النهاردة وكانت سبب تأخيرها
رجعت دماغها علي الكنبة وهي بتفكر في المهم إللي هيشرف ده وبين المغرور إللي قابلته وكان سبب في تكسير فوانيس عربيتها غضبت لما فكرت فيه
قامت وهي علي مضض ولبست لبسها الموحد وعلقت كارنيهها علي صدرها
زينب فهمي مديرة خدمة عملاء في أشهر بنك في القاهرة ،بنوتة مجتهدة خريجة كلية تجارة انجلش عمرها ٢٤ سنة شغالة في البنك بقالها سنة و٧ شهور مجتهدة في شغلها ودا خلي مديرها يرقيها ويخليها مديرة خدمة العملا
وليها مكتب خاص متفرد عن بقية الموظفين
دخلت عليها مروة صاحبتها الأنتيم وإللي شغالة معاها هنا وهي اتعرفت عليها هنا لأن مروة لسة شغالة هنا قريب
مروة بضحك : خدتي مخالفة ولا لسة ؟
بصتلها زينب بغضب : اصطبحي علي الصبح آنتي التانية مش فاهمة يعني طالما الشخص دا مهم كدا مخلصش هو معاه ليه هو مش شخصية مهمة زي ما بيقول ؟ أنا أصلا عليا شغل متلتل عشان يرمي عليا دا كمان ،قال وايه كنت هموت عشان اترقى يا شيخة يا ريتني فضلت زي ما أنا
مروة بضحك : تيجي نبدل ؟ يا شيخة حد يطول بلا نيلة علي الاقل مرتبك زاد الضعف
زينب : آنتي بصالي في المرتب وانا لسة مشفتوش ؟
دا جاي علي اد الحياة إللي أنا عايشاها
مروة : بأمارة التليفون الجديد إللي بيلمع أهو
بصت زينب لتليفونها إللي حقيقي لسة مدفعتش تمنه ونفخت بضيق : آنتي عاوزة إيه علي الصبح يا مروة
مروة : جاية اهون عليكي يا ستي الحق عليا ؟
نفخت زينب بضيق : والله ما أنا ناقصة يا مروة مشاكلي متلتلة أبويا وأمي صحوني علي مشاكلهم
مروة بإنتباه : خير ؟ حصل إيه ؟
زينب بحزن : أمي كلمتني الصبح وعاوزاني أسافرلها البلد بتقول أبويا حرنان عليها وناوي يتجوز وقال إيه قرر يطلقها
بصت لمروة وعنيها بتلمع بالدموع : بعد العمر دا كله عاوز يطلقها يا مروة قوليلي أعمل إيه ؟
لفت مروة ونزلت مستواها وحضنتها لحد ما هديت
زينب حاولت تضحك : عارفة المثل إللي بيقولك المشاكل لا تأتي فرادى ؟
مروة بتصحيح : المصائب إسمها المصائب
زينب بغضب هادئ : غلطت في البخاري ؟ وات ايفر أيا كان المهم وأنا جاية الصبح فيه إنسان سمج خبط عربيتي كسرلي الفوانيس تخيلي ؟ وقال إيه إنتي إللي عامية مش بتعرفي تسوقي وأني طلعت ادامه فجأة
ضحكت مروة وبصتلها زينب بغضب : بتضحكي والله هعيط بعني تليفوني مسددتش تمنه بالقسط يعني وجات مشكلة العربية والله أعلم مشكلة أبويا وأمي هتوصل لفين ؟ أنا اتخنقت والمدير جاي يزودها ويديني مهمة زي دي ؟ دا زي ما يكون كله متفق عليا النهاردة
ضحكت مروة وزينب بتبصلها بغضب اعتذرت مروة وهي مش قادرة تبطل ضحك
أخيرا هديت وبصتلها تبرر : لو أنا مش عارفاكي كنت قولت إنك هتقعى في قصة حب قريب ،بس آنتي شخصية جعفر إللي جواكي اعتقد طفشتي الراجل من قبل ما يقرب أصلا
بصتلها زينب آوي هي مش وقته خالص تهزر كدا لانها فعلا مضغوطة ومش عارفة تفكر
قامت مرة واحدة ومروة بصتلها بتوتر من وشها وتعابيرها
ومرة واحدة مسكتها زينب من دراعها طلعتها برا المكتب : آنتي رخمة النهاردة وأنا مش فاضيالك
قفلت المكتب ومروة خرجت تشوف شغلها هي التانية أحسن المدير يشوفها يعنفها أو يخصملها
قعدت زينب تفكر وهي مش عارفة تعمل حاجة ومرة واحدة ضحكت بهيستيريا وتفتكر كلام مروة وتضحك
زي ما تكون بتفضي الطاقة السلبية إللي جواها بالضحك
وفضيت لشغلها
دخل البنك مجموعة مسلحة وانشروا في الرجاء البنك وبيتعاملوا بجدية مبالغ فيها ودا سبب زعر للموجودين
وكل واحد خد جنب و المجموعة بتفتح المكان وفجأة بيظهر شخص من وسطهم ويظهر هو دا الضيف المهم إللي مستنينه
كان الكل رغم انبهارهم بيه بس خايفين وواخدين جمب بيتفرجوا من بعيد
نزل الاسانصير بعد ما كان متوقف ويظهر إنه متوقف عمدا
كان مدير الفرع الرئيسي بيستقبله بنفسه السيد عصمت
وهو بيستقبله وهو هايبه جدا و بكلمات معسولة ومبالغ فيها بيرحب بيه لدرجة إن إلياس بصله مرة واحدة بسخرية
دخله مكتبه وقعده وهو لسة بيرحب بيه بكل كلمات الترحيب كل ده إلياس ساكت ما اتكلمش ولا كلمة والحرس الخاص بيه انتشر في كل ارجاء البنك مما سبب خوف للكل حتي العاملين والكل بقا واقف خايف
وبعد آيات الترحيب المعسولة أخيرا بدأ إلياس ينطق بفراغ صبره : أستاذ عصمت كفاية مبالغة ،واظن حضرتك عارف أنا جاي ليه ؟
قعد عصمت بتوتر ادامه : طبعا يا فندم وإحنا يزيدنا شرف
مدير أعماله أتكلم : المفروض حضرتك تكون فخور اننا اخترنا البنك بتاعكم عن غيره عشان نتعامل معاه في البيزنس بتاع الباشمهندس
عصمت لسعادة : طبعا ودا يزيدنا سعادة ومن حسن حظنا
شاور إلياس لمدير أعماله اللي فهم فورا وبص للمدير : يا ريت نخلص بسرعة عشان ورانا اشغال كتير
المدير بسرعة : طبعا طبعا ،دلوقتي هبعت لمديرة شاطرة جدا هي هتتعامل مع حضراتكم وهتعمل كل اللازم تأكدوا إنها من اكفأ الموجودين هنا بس دقايق وهديها خبر ،هي عندها خلفية
ورفع التليفون وبعت لزينب إللي قالتله دقايق وتيجي
المدير : جاية حالا ،حضراتكم تشرفونا للمرة الاولي ،قهوة حضراتكم إيه ؟
وقف إلياس : سادة وابعتهالي علي مكتب المديرة دلوقتي عرفني مكتبها وأنا هدخلها نكسب وقت عشان مستعجل
وقف المدير عشان يدله وفتح الباب في نفس الوقت فتحت زينب الباب وفي أيديها الملف واللاب الخاص بيها في نفس اللحظة وحصل التصادم
اتصدمت زينب لما شافته وهو اتصدم جدا لما شافها ووقف متنح شوية دي بتعمل إيه هنا ؟ وهي بتفكر معقول دا الضيف المهم ؟ دا إللي كسر عربيتها غضبت عليه وبلا مبالاه
قررت ترجع مكتبها وتعتذر لمديرها يشوف حد غيرها لمساعدة الإنسان ده
بصلها المدير : كويس إنك جيتي يا أستاذة زينب ،دا الضيف إللي بلغتك بيه دا الباشمهندس إلياس نافع هو كان جاي لحضرتك
كانوا بيبصوا لبعض بتحدي غريب وفي لحظة بصت للمدير : أنا إسفة يا عصمت بيه انا عمري ما رفضتلك طلب بس اعفيني من المهمة دي
هنا إلياس بصلها بغضب إنها إنسانة أنانية بتخلط الشغل بمسائل تآنية ورفع أيده عشان يحزرها في لحظة خبط فيها من غير قصد وقع اللاب والملف من أيدها واللاب وقع جامد واتدشش علي السيراميك
ومع صوت اصطدامه الأرض كانت صوت شهقة زينب العالية
وهي بتبص للاب علي الارض بذهول ورجعت بصت لإلياس
وكانت هتعيط من المفاجأة ومن المشاكل إللي بدأت كدا وهي يدوب لسه مقبضتش مرتب الترقيه
بصتله وهي مش قادرة تحدد إيه رد الفعل المناسب لليوم ده
يتبع…
بصت زينب بصدمة وصمت للاب علي الأرض واللي اتكسر ودموعها لمعت في عيونها بأسف
فضلت وقت متنحة ادامه وإلياس بصلها بأسف حقيقي : اسف حقيقي انا اسف
وبص للمدير : أنا اسف وانا جاهز لأي تعويض
المدير بصله بسرعة : تعويض إيه يا فندم هي اكيد غلطانة فيه حد يمسك اللاب بإستهتار وشغلها هتعوضه ازاي ؟
رفعت وشها بصدمة بصتله وكانت عينيها مليانة دموع سكتت ومسحت دموعها
اتنهد إلياس وبص لمدير أعماله خالد سميح فهو فهمه وهز دماغه وراح طلع من شنطته دفتر الشيكات
نزل إلياس لمستواها : أنا اسف يا انسة
بصتله بسخرية : كتر خيرك يا باشا
ولمت اللاب المكسور بحسرة وخيبة امل
وقفها خالد : استني يا انسة
اخد الياس منه الشيك : اتفضلي
بصت للشيك كتير وبصتله ومشيت من غير ولا كلمة وجواها غضب رهيب مش قادرة تسيطر عليه من البنيأدم ده كل حاجة في حياته حلها الفلوس ؟ يا ترى هو دا الحل اللي كانت عايزاه فلوس ؟
صحيح هي محتاجه فلوس ويمكن دا هدفها بس فيه حاجات الفلوس متقدرش تعوضها زي اللاب ده عمره سنين معاها وله ذكريات دا غير شغلها وكل حاجة متسجلة عليه دي رفضت الكمبيوتر اللي اداهولها المدير لما اترقت وقررت تشتغل باللاب
بصت بحزن للقطع المكسورة وغصب عنها دموعها نزلت يظهر ان فيه حاجة تانية غير انه معاها من زمان
شكله ذكرى غالية من حد غالي عليها
اتنهدت وهي حاسة بغضب لان اليوم بدايته مش مبشرة مشكلة مامتها والعربية واللاب وكمان الانسان المستفز ده
خدت نفس طويل طلعته علي مراحل بتحاول تهدي نفسها بدل ما تروح تتخانق مع البنيأدم ده
المشكلة مش في شغلها عادي بسهولة هتسترجع كل البيانات بس المشكلة انها حاسة بضيق رهيب واتنهدت تنهيدة غضب من رسايل اليوم اللي مش مبشرة
يعني الترقية جابت في رجليها خراب ليها ضحكت بسخرية وهي بتمتم : دي شكلها عين مروة المدورة
صحيح الترقية دي صعب حد يوصلها بيفضلوا سنين عشان يوصلولها لكن من فضل ربنا واجتهادها واخلاصها وصلتلها في مدة قصيرة
وعشان كدا الكل بيحسدها علي ده
خرج إلياس من عند المدير اللي أقنعه إنه يعوض زينب عن خسارة زي دي
والمدير اقتنع لإن زينب مش اي حد دي أكفأ بنت في البنك عنده رغم انها مش الوحيدة بس برغم انها هنا من مدة مش طويلة ومع ذلك شغلها كان بيتكلم عنها وهو عارف انها كفاءة لانه جربها كتير فإقتنع مش خسارة انه يعوضها وبعدين هي ليها كمبيوتر ولما رفضته ركنه لكن بما انها بتحب اللاب والتعامل معاه فأوكي مش خسارة
اتفاجأ بخالد مدير اعمال إلياس بيحط ادامه شيك فإعتذر : يا خالد بيه احنا مش بنقبل عوض وبعدين هي ليها في ذمتي واحد انا المسؤول عن اي حاجة تخص موظفيني
خالد : إلياس باشا مصمم ان اللي غلط يدفع تمن غلطه ودا مبدأه انت لسه متعرفوش
عصمت : يا فندم كتر الف خيره بس دا مينفعش
قاطعه خالد : انت زي ما بقولك لسه ما تعرفش مين إلياس نافع بس قريبا هتعرفه انه لما بيقول كلمة بتبقي سيف لازم تقبل لانه مش بيتراجع
كان هيتكلم بس خالد بصله : ارجوك بلاش تضايقه هو اصلا علطول جد ومش بيعيد كلامه كتير
اتنهد المدير واخده منه
عند زينب كانت قاعدة علي المكتب وحاطة وشها بين ايديها وساكتة
خبط الباب مردتش خبط كذا مرة دخل إلياس بغضب وشافها ساكتة ومتجاهله الباب تماما ودا اكتر شئ بيغضبه التجاهل
بصلها بغضب : مش سامعة الباب
مبصتش ليه ودا عصبه : كل دا عشان حتة لاب ؟ في داهية انتي حسستيني ان ماتلك ميت
برضه مردتش
قرب إلياس منها وهزها بغضب عشان ترد عليه لاحظ دموعها استغرب ان حد بيزعل عشان شئ يقدر يتعوض الحزن دا كله هو عادي تحزن دا شئ يزعل برضه بس مش بالأفورة اللي هي فيها دي
دي زي اللي ماتلها ميت
اتفاجئ إلياس بقلم علي وشه من حيث لا يدري
وقف لحظة مكانه يستوعب ان فيه حد اتجرأ ومد ايده طول عمر الكل يخاف منه لانه صارم ومش بيهمه اي حاجة دي المفروض تحمد ربها انه اهتم واعتذر وقرر يعوضها وهو عمره ما عملها حتي وهو حتة ميكانيكي في ورشة دا كان بيطرد كتير بس غروره ده
تيجي هي بكل بساطة تعاقبه بعد ما اتكرم عليها
بصلها بغضب : انتي ؟ انتي اتجرأتي وعملتي كدا ؟
بصتله بسخرية : وجعتك يا نغة ؟ يا ريت بقا تلزم حدودك
بصلها بغضب : انتي اتجننتي باين ؟ انتي الظاهر عشان اتعاطفت معاكي فاكراني سهل
وقفت قصاده بدورها وبسخرية : ياني تصدق خفت شايف ركبي بتخبط في بعضها ازاي ؟
جز علي أسنانه وهو بيحاول يتمالك نفسه
بصتله بتحدي وضحكت بس ضحكتها اختفت وهي شايفاه بيقرب منها وعيونه غضب ومش مبشرة أبدا
خافت وعنيها علي الباب مستنية حد يدخل
اتوترت من قربه وهو شايف إنه يعملها قرصة ودن عشان تعرف تتعامل كويس وتعرف هو مين كويس آوي لأنها شكلها لسانها طويل وهيغلب معاها
حط أيده مكان ضربتها الغضب زاد في عيونه وهو بيفتكر إن لولا إنها ست كان زمانها في خبر كان
لزقت في الحيطة بخوف وعيونه غامضة مش فاهمة منها حاجة تحسها غويطة زي البحر وبتقلب زي الموج
بلعت ريقها وهي خايفة من قربه إللي وترها جدا
حاولت تتحلى بشوية شجاعة وقالتله : إنت إنسان مش محترم
بصلها بدهشة وابتسامة سخرية باينة علي وشه يظهر إنه عجبه دورها آوي شايف في عينيها خوف كبير وهي بتحاول تثبتله إنها مش خايفة عجبه دور القطة الشرسة ده بس مش لايق عليها لأن منظرها زي إللي لادغها عقرب متخدرة وعاملة زي السكرانة رغم إنها بتحاول تثبت عكس ده
أما زينب فهي حاسة إنها متوترة دايخة ومش مظبطة وبتحاول تتماسك وتبان أقوى لأن باين جدا إنها هتقع من طولها من كتر الخوف دي أول مرة تحس بقرب راجل قريب منها
جسمها اترعش حست بكهربا من قربه وشوية كمان ومش هتلاقي نفسها لازم تتصرف تعمل حاجة هي مش ضعيفة بس قربه مخليها مش طبيعية خالص
بصت له بحدة ورفعت أيديها لو فكرت تقرب
مسك صباعها وهو مثبت عينه علي عينها وبسخرية : هتعملي إيه ؟ هتدبحيني ؟ تصدقي خفت شفتي ركبي بتخبط في بعضها إزاي ؟
حست بالغضب وهي شايفاه بيعيد كلامها وبيتريق عليها
زقته بكل قوتها وهو ضحك علي منظرها وهي جريت بغضب واخدت الطرقة جري لحد الحمام وقفلت الباب بسرعة
ومجرد ما قفلت الباب إنهارت من العياط إنهارت وهي بتفتكر أحداث اليوم ومع كل حاجة حصلت في اليوم ودموعها بتزيد
وغضبها بيتضاعف
بصت لنفسها في المراية بغضب : فاكر نفسه مين ده ؟ دا إنسان مريض بس آنتي اهدي كدا يا زينو مش تكشي كدا آنتي بنت بمية راجل مش تهديدات فارغة وحركات رخيصة هتهزك كنتي اتهزيتي من زمان ،لا اهدي كدا وفوقي لنفسك آنتي بقالك سنين لوحدك في المدينة الكبيرة دي ولا حد قدر يهزك ولا يضعفك مش واحد زي دا بقي إللي هيهدك
خدت نفس كذا مرة وغسلت وشها وحاولت تبان طبيعية
في المكتب لما جريت زينب ضحك وهو كان حاسس بأنفاسها المتوترة وقربه إللي سكرها وخلاها تخاف وتكش وتجري ودا كان باين في عنيها
ضحك بغرور وراح قعد علي الكرسي يستناها خد نفس طويل
وحاول يعيد طبيعته وهدوئه
أتفرج علي المكتب وأعجب بزوقها في ترتيبه يظهر إنها فعلا مختلفة ودا في طريقة كلامها توترها لخبطتها في ذوقها يعني شخصية متركبة كذا شخصية في شخصية واحدة يعني تبقي خايفة وفجأة تبقي قوية تبقي بتتكلم وفجأة تسكت أو تعيط أو زي ما شافها من شوية
ياه معقولة الكام دقيقة إللي شافها فيهم قدر يعرف كل ده ؟
لا وكمان يستمتع كإنه بيتفرج علي مسرحية ؟ حاسس بإختلاف فعلا
ماشفش فيها إنبهار ليه زي كل إللي حواليه ما بيعملوا شاف فيها شراسة شاف فيها شخصية منفردة ودا شئ خلاه يستمتع بوجود شئ مختلف عن كل الأشياء إللي أتعود عليها وكل البنات إللي شافها يعني مش هي الوحيدة بس تحسها فريدة
وفجأة عينه وقعت علي حاجة علي مكتبها خلته يقف زي إللي عضه حيوان وقف وبص ادامه بصدمة
شاف صورة في برواز علي مكتبها صورة ليها وكان معاها آتنين غيرها من الصورة يبدو أبوها وامها
مسك البرواز بقوة وهو بيتأكد إنه مش بيتهيأله أيوة دي طلعت هي وهو نفس الشخص إللي بيدور عليه من سنين
صرخت جواه كل ذكريات السنين إللي فاتت وصحيت كإن ما فاتش عليها سنين كإنه كانت إمبارح وذكرى كل حاجة مرت في حياته دموعه لمعت وصرخ صرخة وجع
هي إللي كان بيدور عليها عشان ينتقم منها بص حواليه علي المكتب وشاف إسمها بالكامل أيوة هي
زينب صادق غنيم هو أيوة هو وهي نفسها معقول ؟
ملاحظش إنه بيضغط علي أيده جامد وعروقه نافرة لدرجة إن ضوافره جرحته وايده بتنزف
دخلت زينب في الوقت ده وهي بتحاول تجمع قوتها عشان تعرف ترد عليه وتواجه غضبه ووقاحته معاها بس إستغربت لما لقاته واقف مصدوم ودموعه نازلة وماسك صورتها هي وباباها ومامتها إستغربت هو يعرفهم ؟ لسه هتتكلم شافت الدم نازل من أيده بصتله بخوف وفزع : إنت بتنزف ؟ اوعي كدا فك أيدك ،أنت يا بنيأدم ،أنت مش بترد عليا ليه ؟ أيدك بتنزف يا بنيأدم
في مكتب المدير
خالد بص للمدير بملل : يا ترى اتأخروا كدا ليه ؟ هو طلب مني مجيش وراه ،قال إنه هيتكلم معاها
المدير : صبرك بس يا خالد بيه ،دلوقتي يدخلوا آلأتنين
خالد بإستغراب : أنا مع إلياس باشا بقالي سنة أو آكتر وتقريبا عرفت طباعه وعرفته بس إللي مستغربه هو موقفه وإنه مصمم يعتذر مع إنه اتحط في مواقف شبيهه كتير بس عمره ما ادي لأي موضوع أهمية
ضحك عصمت : يعني اعتبر إن موظفتي محظوظة عشان بقت حالة خاصة
خالد بصله : شئ باين أكيد من الموقف إللي إحنا فيه
خالد : يا مسهل ونخلص ورانا اشغال كتير
عصمت : صبرك بالله وإن شاء الله خير
ابتسم عصمت لإنه عارف زينب وبقي خايف لأنها زمانها دلوقتي بتديله درس في المواعظ والاحترام ربنا يستر وميجيش علي دماغه هو في الاخر لأن دا عميل تقيل ومش عايز يخسره وفي نفس الوقت مبتسم لإنه بيعتبر زينب زي بنته وبيشجعها بس خايف لأنها ساعات بتهرب منها آوي
تمتم : ربنا يستر منك يا زينب،مش عارف بس بقيت بخاف منك
نادت زينب علي الساعي جابلها علبة الاسعافات وبسرعة حاولت تساعده لكنها اتفاجئت بيه بيبصلها بصة غريبة وشد أيده مرة واحدة وطلع ماشي ومش بيبص لحد وحتى ساب خالد في المكتب بتاع المدير ومشي خد عربيته وطلع لوجهه غير معروفة بس وشه مش مبشر
أما زينب بصت ادامها بإستغراب منه ومن موقفه إللي حصل فجأة بصت لصورتها هي وعيلتها بإستغراب يا ترى فيها إيه ؟ يا ترى يعرف أمها أو أبوها ؟ غريبة جدا تصرفاته ورد فعله بس يا ترى رايح فين ؟ وناوي علي إيه؟
يتبع…
بسم الله الرحمن الرحيم
مكانش عارف هو رايح فين ؟ سايق وخلاص التليفون بتاعه كل شوية يرن بس ولا كإنه سامعه عينيه فيها لمعة غريبة دموعه مخلوطة بغضبه ودماغه بتفتكر ذكريات سنين حاول ينساها بس دايما بتظهر ادامه زي ما تكون امبارح مش قادر ينسى
وفي مكان فاضي مقدرش يعرف هو فين قرر ينزل وهنا ساب العنان لدموعه تنهار وصوته يصرخ بقوة كإنه بينازع كابوس نفسه يتخلص منه
بعد شوية هدي وبص ادامه بنظرة غضب وبدأ يكلم نفسه كإنه بيكلم حد ويعاتبه : أنا رجعتلك يا فهمي , أنا رجعتلك بس أقوى , رجعتلك ياريت تجهز للي هتقابله
سكت شوية وضحك بسخرية : كنت مفكر انك هتهرب مني ؟ ادي القدر يا سيدي وفر عليا تدوير مع اني كنت واثق اني هوصلك بنفسي بس دلوقتي القدر سهلها عليا والعد التنازلي هيبدأ من اللحظادي
سكت وهو بيحاول يمنع دموعه : انا قتلتها بسببك قتلتها عشان العار بسببك يبقي زي ماهي اتعاقبت انت كمان تتعاقب
معرفش هو بقاله اد ايه في المكان بص حواليه كانت شمس الغروب بتودع اليوم
غمض عينيه بيتنسم هوا المغرب ويملا صدره أكسجين بيحاول يرجع لقوته وجبروته من تاني
بس جه علي باله فجأة زينب لقي نفسه بيفكر فيها وفي الكام لحظة اللي جمعتهم الاول لما ظهرت بعربيتها فجأة ادامه علي الطريق السريع وخد فرامل فجأة بس حصل اصطدام وغضبها وخناقتها معاه ورجع لما كسرلها اللاب غصب عنه وضربها ليه وخوفها منه وهو بيحاول يقرب منها عشان يخوفها
وختمت بحقيقتها اللي شافها في البرواز هي بنت فهمي وعمته صباح حقيقة فرحته بس لجمته لما عرف انها بنته ومبقاش قادر يسيطر علي نفسه حس انه لو كان فضل لحظة كمان كان قتلها هي كمان زي ما قتل فريدة حس انه ممكن في لحظة يتهور ويضيع حقه بموتها
فكر للحظة هل ممكن تكون عارفاه ؟ بس لو كانت عارفاه مكنتش اتعاملت معاه كدا بس فكر ايه الضمان ممكن تكون عارفاه بس بتمثل ما هي بنت فهمي السيوفي من شابه أباه فما ظلم !
حس ان طاقته التفكير بيهلكها فقرر انه يوقف تفكير ويقرر بس اللي عمل كل دا عشانه
ايوة ايه هيهمه تعرفه ولا متعرفوش المهم انه يعالج الموقف اللي حصل بحكمة لحد ما ياخد اللي هو عاوزه
ضحك بخبث ورجع عربيته مسك التليفون لقي مكالمات فايتة كتير من خالد
خالد : إلياس باشا , قلقتني عليك حضرتك فين ؟
إلياس : خلصت ؟
خالد : ايوة يا باشا عالجت الوضع متقلقش بس لسه محتاجينك في كام حاجة كدا
إلياس : بعدين، انا دلوقتي راجع الاوتيل
خالد بإستغراب : والفيلا يا باشا ؟أنا خلصت كل إجراءاتها وجاهزة لإستقبال حضرتك
إلياس بتجاهل : عاوز منك تخلي رجالتك عينيهم علي المديرة اياها
خالد : مديرة مين ؟
إلياس زعق : مالك يا خالد صحصح معايا كدا ،اللي اسمها زينب فهمي عاوز رجالتك تفتح عينيها كويس وتجيبلي كل صغيرة وكبيرة عنها مش عايز هفوة تعدي منكم هحاسبك انت
خالد بخوف : امرك يا باشا متقلقش كله هيبقي تمام
إلياس : يلا شوف هتبدأ منين ؟
قفل إلياس ولف تاني حاول يشغل الجي بي اس ويطلع من المكان اللي مش عارف هو فين اصلا
رجع الاوتيل بس اتفاجئ لما لقاها مستنياه : بيبي !
إلياس : جوليا ؟
جوليا : surprise
جريت عليه وحضنته وهو ضحك وحضنها : miss you baby
بصتله بحب : miss you too
فضلوا يتكلموا وهو فرح انها جت لانه ممكن يحتاجلها ويعتمد عليها
فضلت معاه في الجناح وقررت تبات معاه
زينب بعد ما إلياس مشي ما اهتمتش ورجعت شغلها وحاولت تشتغل بالكمبيوتر علي مضض لأنها مش متعودة عليه بس حاولت تمشي أمورها وتابعت مع خالد بس كان فيه حاجات ناقصة محتاجة لإلياس نفسه فقرر يكمل بعدين ورجعت لشغلها
اخر النهار قامت بتعب من علي المكتب ودخلت غيرت وخرجت لقت مروة مستنياها
مروة : ايه اللي انا سمعته ده ؟
زينب وهي بتلم حاجتها من علي المكتب وبتاخد مفتاح عربيتها : ايه اللي سمعتيه ؟
وكملت وهي بتبصلها : يلا بس ننزل ونكمل رغي في العربية
مروة : اوكي
مشيو وراحت مروة ناحية الأسانصير لقت زينب بتقولها : عطلان يا مارو ولا اتصلح ؟
مروة بصتلها : هو مش عطلان عشان يتصلح
زينب : انا الصبح لقيته عطلان
رجعت بصت بتهكم : قصدك انه موقوف بقصد ؟ يمكن عشان
سكتت وهي بتحاول تكون هادية لانها محتاجة بس ترتاح مش أكتر محتاجة إنها تتجاهل أحداث اليوم عشان تعديه علي خير
نزلوا الاتنين وكان معاد انصراف الموظفين مشيو بصمت ناحية الجراج وبهدوء ركبت العربية وجمبها مروة
بعد شوية بصتلها مروة بإستغراب : ساكتة ليه ؟
خدت نفس وطلعته علي مراحل : هقول إيه ؟
مروة بإستغراب : إللي حصل
زينب بتجاهل : وهو إيه اللي حصل ؟
مروة بصتلها وعارفة إنها بتتجاهل ترد عليها بس هي محتاجة تعرف مالها : عليا شافتك وإنتي منهارة في الحمام ،تفسري دا بإيه ؟
بصت زينب للطريق ادامها : هو حرام اعيط اخرج الطاقة إللي جوايا ؟
مروة : زينب آنتي عارفة إني مقصدش كدا
زينب بتهكم : عارفة آنتي عايزة تعرفي إيه السبب إللي وصلني إني أعمل كدا ؟
هزت رأسها بدون ما تنطق فردت زينب بضيق وبلمعة : لابي اتكسر
بصتلها للحظة ببلاهة : اللاب ؟ يعني إنهارت عشان اللاب ؟
سكتت وما اتكلمتش ومروة فجأة افتكرت وبصتلها : آسفة والله يا زينو بس مجمعتش حقك عليا
مردتش زينب وكانت باصة للطريق ادامها حطت مروة أيديها علي كتف زينب بإعتذار : حقك عليا والله ، بس إيه إللي خلاه يقع ؟
اتنهدت زينب وخدت نفس طويل وبصتلها : آنتي مش هترتاحي الا ما تعرفي كل حاجة
ضحكت مروة : مش جديد عليا
ضحكت زينب هي التانية وبصتلها : بصي يا ستي الحكاية
وحكتلها كل حاجة من ساعة ما وقع اللاب لحد ما سابها إلياس ومشى
مروة : غريب الإنسان ده آوي
زينب أخدت نفس : ينفع بقي نقفل كلام في اليوم ده ،لاحسن اتقفلت منه جامد
مروة حاولت تخرجها من مودها : ايه رأيك لو نروح ناكل أكلة معتبرة
بصتلها زينب بطرف عنيها فضحكت مروة : علي حسابي والمصحف
ضحكت زينب : آنتي بتحوشي من ورايا ؟
حركت مروة راسها بطريقة كوميدية : محصلش ،دول سمسرة من الحاج جايباله عدة جديدة وسمسرت الباقي
ضحكت زينب : آه منك ،نص عمايلك
بصتلها زينب : أمك عاملة أكل إيه ؟ ولا لا فكرة عندك بتروحي تاكلي وتمسكى أمي بعدها رغي ومسخرة لحد نص الليل
لوت شفايفها : شوف مين بيتكلم ،زينو!
زينب : امم
مروة : أنا قررت افتح مشروع
بصتلها زينب ومرة واحدة فتحت في الضحك ودا غاظ مروة جدا : عاوزة أعرف بتضحكي علي إيه ؟
زينب بضحك : علي النكتة إللي قولتيها من شوية. ؟ مشروع إيه يا قلبي ؟ مشروع تعالي اشحت معانا ،لما تلاقي تاكلي ابقي افتحي مشروع
ضربتها مروة في كتفها : حد قالك إنك رخمة قبل كدا ؟
زينب : كتشييير
مروة : آنتي فعلا رخمة
وقفت زينب العربية : طيب يلا يا قلب الرخمة وصلنا بيتك أهو ،تحبي اجي اوصلك لعند خالتي نعمة ؟ واهو بالمرة أقولها علي المشروع يمكن تدخل معانا شركة ما إحنا هنبقي صاحب مال مش هنشحت ؟
سابتها ونزلت وهي متغاظة منها شاورتلها بإيديها وطلعت شقتهم
وزينب سكتت شوية تستجمع بعض الشجاعة وتاخد نفس وتطلعه وبعدين دورت عربيتها ولسة هتمشي سمعت صوت صريخ جاي من شقة مروة
اتصنمت مكانها والدم هرب من عروقها ولقت شقة مروة اتفتحت مرة واحدة وبعدين…….
خرجت جوليا من الحمام وهي لافة البرنص علي جسمها وبتجفف شعرها لقت إلياس قاعد علي الكنبة وشغال علي اللاب بتاعه سرحان جامد لدرجة إنه محسش بيها لما قعدت جمبه : بيبي!
أخيرا فاق إلياس وبصلها : بيبي.
جوليا جاستن يونانية من اب أمريكي وام يونانية عاشت حياتها في اليونان وهي عارضة أزياء و موديل معروفة اتعرفت علي إلياس في اليونان ومن لحظتها وهي رفيقته المقربة وتقريبا عارفة عنه حاجات كتير
جوليا بتتكلم عربي بس سوري مكسر لأنها عاشت فترة في سوريا
جوليا : بيبي ليش قررت فجأة تنزل مصر ؟ حياتنا كانت كتير مستقرة وشغلك كان كتير شو بتقولوا فل
ضحك إلياس : آنتي عرفتي فل دي منين ؟
جوليا ضحكت : بحاول أتعلم
إلياس بإعجاب : برافو عليكي ،بعشق حبك للتعلم وطموحك للرقي أنا هحبك آكتر من كدا إيه ؟
جوليا : جد؟
إلياس غمز : تحبي أثبتلك ؟
جوليا : أكيد
قلعت البرنص وهو بصلها : لا كدا الاثبات عملي أفضل
زينب بصت لمروة بفزع : فيه إيه ؟ مين إللي صرخ ؟
مروة بعياط : معلش يازينب عايزين عربيتك يلا بينا
زينب بصتلها بفزع : فيه إيه ؟ نشفتي دمي
مروة : أختي يا زينب
زينب بخوف : نهال مالها ؟
مروة :……..
يتبع…
زينب بصت لمروة بفزع : فيه إيه ؟ مين إللي صرخ ؟
مروة بعياط : معلش يازينب عايزين عربيتك يلا بينا
زينب بصتلها بفزع : فيه إيه ؟ نشفتي دمي
مروة : أختي يا زينب
زينب بخوف : نهال مالها ؟
مروة :……..
زينب : ما تقولي يا بنتي فيه إيه أعصابي مش ناقصة
مروة ببكاء : أول ما سبتك ودخلت لقيت جارتنا بتقولي إن ماما وبابا مش هنا وأخدو نهال علي مستشفى القصر العيني نهال وقعت من سطح الدور التالت وما بتنطقش يلا بينا أبوس أيدك
حضنتها زينب ودموعها هي كمان بقيت مش قادرة تسيطر عليهم
جريت علي العربية بسرعة وركبت هي ومروة وطلعوا علي المستشفى وطول الطريق بتحاول تهدي مروة إللي مش مبطلة عياط
زينب : كفاية بقي يا مروة إن شاء الله هتبقي بخير
مروة : مش قادرة يا زينب قلبي بيتقطع ،كان مستخبيلنا فين بس يارب دا كله يارب يارب كون معاها يارب ملناش غيرك يا كريم
زينب : أيوة ادعيلها ،ادعيلها إن شاء الله هتبقي بخير
زينب بصت للطريق ادامها وهي مش عارفة هتلاقيها منين ولا منين تليفونها رن كانت مامتها خدت نفس طويل عشان تقدر تكون طبيعية وبصت لمروة إللي محتاجاها آكتر دلوقتي
وقفلت تليفونها
أخيرا وصلوا المستشفى وزينب ركنت وبصت لمروة إللي مش مبطلة عياط بصتلها اد إيه متعلقة بأختها نهال واد ايه صعب عليها تشوف أختها كدا ومتنهارش افتكرت في اللحظة دي منة أختها بس مقارنة بنهال ومروة دول أخواتها الحقيقين مش منة
لاحت لها ضحكة سخرية وهي بتفتكر كل الذكريات إللي جمعتها بمنة واد إيه هي ندمانة علي كل لحظة هي قضتها معاها
فاقت وبصت لمروة وشافت إنها أفضل أخت من أختها الحقيقية صحيح مبقالهمش سنين مع بعض بس حست معاها وكإنها تعرفها من سنين ميولها وحبها وإخلاصها ليها حتي أهلها كانوا أفضل ناس ليها
أبوها وامها واختها نهال واخوها عمرو رغم إنها مش بترتاح له لكنه عمل معاها مواقف إنسانية كتير ودا خلاها تعيط هي كمان علي حالة نهال رغم إنهم لسه ميعرفوش الحالة بالظبط إيه واستقرت ولا لا بس
قررت إنها تفضي مخزون الطاقة السلبية هنا قبل ما تدخل لأنها لازم تقوي نفسها وتقوي مروة عشان يقدروا يواسو ويقفوا جمب العيلة الجميلة دي
فضلت شوية مكانها وبعدين أخدت مروة وداخلين بصت لمروة : مروة زي ما اتفقنا مش عايزة انهيار جوا أنا عارفة إنه صعب بس مامتك وباباكي محتاجينك أقوى مينفعشي تضعفى خليكي قوية عشان يستمدوا منك القوة
مروة والدموع مالية وشها : مش عارفة يا زينب ،مش عارفة أكون طبيعية واكون عكس إللي جوايا ،إللي جوا دي أختي توأمتي يعني إللي يجرالها كإنه جرالي بالظبط
زينب : مروة! آنتي مصدر قوتي ،آنتي صحبة عمري عايزة شخصيتك القوية إللي بتساعدني اتخطى أصعب المواقف تكون موجودة مع اغلي الناس ليها
رمت نفسها في حضن زينب : هحاول بس ما اوعدكيش
مسكت أيديها عشان تستمد منها القوة بصتلها : متسيبنيش يا زينب مليش غيرك
حاولت زينب تضحك : أنا مش ههرب آنتي مكتفاني ليه ؟ يلا ندخل
دخلوا وايديهم في ايدين بعض ومروة بتحاول تمشي بالعافية وصلوا الاستقبال : نهال صادق موجودة فين دلوقتي ؟
الموظفة : ثواني يا فندم
وفضلت تدور علي الكمبيوتر وبصت لهم : نهال صادق موجودة دلوقتي حضرتك في الدور الثالث عند أوضة الأشعة
كتمت مروة دموعها وخدتها زينب الاوضة
في قرية من قري الريف المصري
قاعدة ست في الأربعينات من عمرها إسمها صباح وماسكة تليفونها وبتحاول ترن علي بنتها ودموعها نازلة مش قادرة تمنع نفسها
وهي بتحاول ترن وكل مرة يديها مغلق لأن زينب قفلت التليفون
صباح بلوم وهي بتعيط : ليه كدا يا بنتي ؟ بتقفلي تليفونك ليه ؟ اوصلك أنا إزاي دلوقتي ؟
دخل عليها فهمي مرة واحدة فهي اتخضت والتليفون وقع من أيديها اتوترت جامد وبصتله وبتدعي إنه ميكونش عرف حاجة
فهمي شاف توترها وبصلها بغضب : مالك يا ولية ؟ متوترة كدا ليه ؟ آنتي عاملة عاملة ولا إيه ؟
صباح بتوتر : عاملة إيه يخويا ؟ ربنا يكفينا شر العمايل
فهمي بشك : اومال مالك مش علي بعضك ليه ؟ فيه إيه ؟
صباح : والله أبدا يا أخويا مفيش حاجة
فهمي تحذير : لو عرفت بالصدفة إنك بتدبري لحاجة ولا ناوية تبوظيلي خطتي أنا هنسفك ومش هخلي حد يعرفلك طريق جره ،مش علي آخر الزمن أخطط وكل ما قرب لهدفي يطلعلي مية عفريت يبوظلي كل إللي خططتله
صباح بتبرطم : مية عفريت يركبك يا بعيد
بصلها بقوة : بتقولي إيه يا ولية ؟ سمعيني صوتك
اتلجلجت وبصتله : بقول لا إله إلا الله يا أبو منة
بصلها : داهية في سحنتك إللي تقطع الخميرة من الدار كدا ،وإنتي وشك وبطنك شوم علي الصبيان جايبالي بنتين واستنى سنين تجيبي العيل إللي بترجاه يشيل إسمي بعد عمر طويل ليا وإنتي كل ما تشيلي ويطلع ولد تسقطي ،سقطوكي في بير غويط ملوش ارار
نفخت صباح بقلة حيلة : عاوز مني إيه دلوقتي ؟ ولا جاي تسمعني الكلمتين دول ؟ إللي مبسمعش غيرهم طول سنيني معاك
بصلها بغضب : نعم نعم سنينك ؟ آنتي إللي شوم الله يرحم إللي خلفك دا آنتي كنتي هتموتي عليا
لمعت الدموع في عينيها : كان يوم عار يوم ما عرفتك ياريتني سمعت كلام أخويا لسة بيتردد في وداني لحد دلوقتي كإنه إمبارح حسبي الله ونعم الوكيل
مسكها من الايشارب إللي مغطي شعرها وبقوة : بتحسبنى عليا في وشي يا مرة ؟ دا أنا أقتلك واتاويكي مكانك ولا حد يعرفلك طريق جره ولو نسيتي افكرك بإللي حصل زمان
كانت بتتألم من مسكة أيده وهي بتعيط وبتقول : ودي أيام تتنسي أخويا مات بقهرته وشغلت ابنه مرمطون تحت أمرك و
كانت لسه هتكمل بس قاطعها بقلم جامد هزها ونزل ضرب فيها وهي بتصرخ تحت أيده وهو بيشتمها بأفظع الألفاظ وهي بتبكي تحت أيده
دخلت منة وهي بتعيط وهي شايفة أمها بتتذل وتتهان خايفة تدخل تدافع عنها تتضرب معاها وبقت نفسها تخلص أمها من الهم إللي هي فيه وبقت تقول في سرها وهي بتعيط : بقي هي إللي باعت نفسها عشانك ودنيتها ونست نفسها عشان بتحبك وكانت طوع أمرك طول الوقت دي جزاتها ؟
وفكرت في جوزها إن هي بتعمل زي ما أمها كانت بتعمل وهو أصلا مش طايقها لأنها عارفة إنها متجوزاه غصب عنه مش بيحبها ودا إللي مخليها مستحمله وبتفكر هل ممكن يجي يوم ويستقوى زي أبوها كدا ؟
مشيت ومعملتش حاجة لأنها عارفة إنها لا هتسد ولا هتدافع
بس هي عارفة مين السبب في تغيير أبوهم وبقي الراجل الغريب ده
راحت بيتها وفضلت تعيط علي تغير أبوها وحياتهم إللي اتقلبت بسبب العالمة إللي أبوها كل يوم سهران عندها ومصمم يتجوزها وبيهدد أمها بالطلاق بعد كل إللي عملته عشانه
أذنت العشا وهي علي حالها ده قررت تتصل بأمها تتطمن عليها وتشوف أبوها لسة في البيت ولا مشي
منة : أيوة يا ماما
صباح بتحاول تكون قوية رغم الام جسمها : روحتي أمتي يا حبيبتي ؟
منة عيطت : بابا إيه إللي جراله يا ماما ؟ مكانش كدا أبدا
صباح بحزن : اهدي يا حبيبتي كله مقدر ومكتوب وإللي مكتوب علي الجبين هتشوفه العين يا حبيبتي
خدت نفس : وأنا دا قدري ومكتوبلي ههرب منه فين ؟ يلا الحمدلله ،المهم طمنيني عنك ملحقتش أقعد معاكي يا حبيبتي أصلي دخلت اكلم أختك
قطعت كلمتها ولكن بعد فوات الاوان ومنة أول ما سمعت كدا اتنفضت وبغضب : آنتي لسه بتكلميها؟لسه مستنيه منها أمل أو رجا ؟ ليه ؟ عايزة منها إيه ؟ متسيبيها في حياتها وإحنا في حياتنا خلينا نحل مشاكلنا بهدوء ليه بتزودي مشاكلنا؟ مكفكيش كل إللي عملته ؟
صباح : افهميني يا منة
منة بغضب إعمي : كنتي عايزة منها إيه ؟ ها ؟ عايزاها ترجع ؟ بعد ما فضحتنا وحطت راسنا في الارض ؟ لسه عايزاها ترجع تربية الشوارع ؟
صباح بحدة : منة! إلزمي حدودك ،ومتنسيش نفسك يا بنت بطني ومتنسيش إن إللي بتتكلمي عنها دي أختك متنسيش
منة بغضب : عمري ما هنسي بس لو شفتها إدامي مش هضمن ردة فعلي
صباح : أنا سكتلك كتير يا بت آنتي وبقول بكرا تعقل وتفكر دي مهما كانت أختها والدم إللي بيمشي في عروقها هو نفس دمك دي أختك يعني ما تهونش وإن كنتي مفكرة إني أنا إللي بفتح يبقي غلطانة لأنك كدا لسة خايفة ل
قاطعتها منة : لو سمحتي يا ماما ،اقفلي السيرة إن كنتي عاوزاني أهدى لو بتحبيني بلاش كل شوية تدافعي عنها أدامى
صباح : يبقي تتكلمي عن أختك بإحترام
منة بتعيط : غصب عني غصب عني يا ماما مش قادرة انسي إللي حصل ،خايفة رجوعها يرجع النار من تآني
صباح : أنا هقفل دلوقتي وإنتي اهدي وبطلي تفكري في إللي فات لأن طول ما آنتي خايفة كدا مش هتعرفي تبصي لادام
وعاوزة اقلك حاجة قبل ما اقفل ، ياريت تراجعي نفسك وتصلحي إللي آنتي كسرتيه في قلب أختك
كانت هتقاطعها بس صباح كملت : خليني أكمل بما إنك آنتي إللي اتفجرتي : الايام مش مضمونة ومحدش عارف بكرا فيه إيه؟ ابوكي خسرني أخواتي وبقيت اتغاضى عشان بحبه اتعلمي بقا الرجالة ملهمش أمان تبقي بتضحي بعمرك وعيلتك وحياتك عشانه ودا كله قصاد نزوة بيتنسي وقصاد غلطة تغلطيها بس ساعتها عشان ترجعي لعزوتك وناسك إللي دوستي عليهم بيكون الاوان فات وبيفضل إللي حصل بينكم حتي لو سمحوكي متنسيش كدا الاخوات مش بيتعوضوا حاولي تفهمي كلامي وتوزنيه وياريت لو ترجعي لعقلك قبل فوات الاوان
قفلت معاها وهي بتفكر في كلام امها وتفتكر إللي حصلها بسبب أختها زمان وإللي حصل بينهم وبتحاول تفتكر ذكرياتهم سوا لكنها بتلاقي نفسها بترجح جوزها وحياتها وتتجاهل أختها لأنها مش قادرة تسامحها
في المستشفى
زينب مع مروة وعيلتها والدكتور طمنها إنها كدمات وكسور بسيطة في رجليها و دراعها ومش مضطرين يدخلوها العمليات
دخلوا يتطمنوا عليها ومروة ومقدرتش تسيطر علي نفسها لما شافت منظرها المدشش وامها هي كمان فتحت في العياط
زينب كانت زعلانة جدا علي حالة نهال بس حاولت تكون قوية عشان تساند مروة ومامتها هما محتاجينها دلوقتي
مروة اترمت في حضنها وفضلت تعيط وهي تواسيها
لحد ما هديت وقعدت جنبها
جت الممرضة بعد وقت طلبت منهم يروحوا وواحد بس يبات مع المريضة
مروة : أنا هبات معاها ،ما هو أنا مستحيل أروح واسيبها كدا
مامتها (نها) : لا يامروة آنتي عندك شغل الصبح روحي ارتاحي أنا هبات معاها روحي آنتي عشان ابوكي
الاب(محمد) : أنا هروح بس هفضل سهران لو فيه أي حاجة كلموني أنا مش هعرف أنام
نها بحزن : متقلقش يا أبو محمود كله هيبقي بخير الحمد لله إنها جت علي اد كدا
مروة : ماما أنا مش هنام روحي آنتي عشان بابا أنا مش هبقي طبيعية عايزة أكون جمبها
زينب : إيه رأيكم كلنا نرتاح وأنا هكلم الممرضة إللي هنا تسهر معاها لو احتاجت حاجة لحد الصبح كلنا محتاجين نرتاح لأنها دلوقتي نايمة ومش هتفوق إلا بكرا يبقي نرتاح كلنا وهي هنا مش لوحدها
نها : لا أنا مش هرتاح وأنا بعيدة عنها افرض صحيت بالليل تروح الحمام ولا عازت حاجة أنا هنا أهو مش مروحة
محمد : زينب معاها حق يا أم محمود الدكتور نفسه قال إنها مش هتفوق إلا الصبح لأنها متخدرة عشان متتألمش
نها بإصرار : ريحوا نفسكم أنا هبات يعني هبات
زينب : خلاص يا عمي سيبوها علي راحتها بس هتيجي معانا دلوقتي ناكل أي حاجة من الكافتيريا إللي برا
لسه هتتكلم قاطعتها : كلنا ملناش نفس بس هنحاول ناكل عشان مش ضمناكي يا حبيبتي كدا هتنسي نفسك من غير أكل الصبح نهال هتفتح عينيها هتدور عليكي هتكوني مش قادرة تقفي علي رجلك ولا قادرة تشوفيها ولا إيه ؟يبقي يلا بالذوق بدل ما نكتفك وناخدك عافية
حاولوا يضحكوا بس مش قادرين مشيوا معاها فعلا وهي ومروة خدوهم علي كافيتيريا جمب المستشفى وصدفة قابلهم محمود وكان في أيديه أكل بصلهم : علي فين كدا ؟ دا أنا كنت جايب أكل
محمد : كنت فين يا أستاذ سيبتنا وروحت فين ؟
محمود : أنا هنا يا بابا بس روحت القهوة إللي برا فضلت عليها بعد ما اتطمنت من الدكتور إن نهلة كويسة ومفيش حاجة خطيرة لقدر الله
محمد : طيب تعالي نقعد ناكل سوا
بصلهم : يلا
راحو قعدوا في كافتيريا وكانوا كلهم ساكتين السكون مخيم عليهم حاسين إن الكلام صعب وبياخد مجهود وحتى مش قادرين يتكلموا عن إللي حصل وأزاي نهال وقعت
وزينب رغم إن كان عندها فضول تعرف إيه إللي حصلها وإزاي بس سكتت لما لاقيتهم مش عايزين يتكلموا خلاص الكلام والسؤال ملهمش معني التزمت الصمت وفضلوا ياكلوا وهما ساكتين
وصلتهم زينب عند البيت وطلعت معاهم و اتطمنت عليهم وخرجت عشان تروح بس محمود وقفها : أنا متشكر جدا يا زينب علي وقفتك معانا
زينب ابتسمت بمجاملة وملامحها كلها حزن : ولا أي حاجة يا محمود آنتو أهلي ربنا يعدي إللي حصل علي خير وازمة وتعدي إن شاء الله
محمود : إن شاء الله
ومكنتش مستريحة لنظراته إللي محوطاها وحست بقبضة في قلبها وهي نازلة مع مروة وعيون مراقباها بس حاولت تتجاهل ده وبصت لمروة بإبتسامة خفيفة : مارو زي ما اتفقنا خلاص الحمد لله اتطمنا قضا أخف من قضا حاولي تنامي كويس نهال محتاجاكي تشجعيها متنسيش نفسيتها لما تصحي وتعرف إللي حصل خليكي قوية وأنا هاخدلك اجازة بمرتب متقلقيش هحلها إن شاء الله بس خليكي جمبهم وكوني قوية
مروة : ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش من وجودك إللي بقي بمثابة حياتي
ضحكت زينب : هقولك نفس الكلام يلا يا هبلة دا آنتي أختي اسيبك بقي ترتاحي واروح ارتاح بعد اليوم الطويل ده وربنا يستر من إللي مستنينا بكرا
حاولت تضحكها : ادي آخرة عينك إللي رشقت في الترقية
ضحكت مروة فعلا : هتلاقي بتقولي دلوقتي يا ريتني فضلت زي ما أنا
بصت ادامها : بتقولي فيها ما هي جاية بمشاكلها يلا ربنا يعينا
سلام
ودعتها وركبت عربيتها ومشيت بس ومقدرتش تتجاهل قبضة قلبها وهي حاسة إن فيه حد مترصدلها وإن اليوم لسه هيختم بحاجة أسوء
وفجأة فقدت سيطرتها علي العربية صرخت وهي مش حاسة بأي حاجة غير……. ظهورها ادامها من حيث لا تدري وطلع توقعها صح
يتبع…
مشيت زينب بس مقدرتش تتجاهل قبضة قلبها وهي حاسة إن فيه حد مترصدلها وإن اليوم لسه هيختم بحاجة أسوء
وفجأة فقدت سيطرتها علي العربية صرخت وهي مش حاسة بأي حاجة غير……. ظهوره المفاجئ ادامها من حيث لا تدري وطلع توقعها صح
بس الوقت مكانش في صالحها ومجرد ثواني كانت بتغيب عن الدنيا فقدت وعيها
صحيت زينب وهي حاسة بألام شديدة في جسمها مش عارفة هي فين ولا إيه إللي بيحصل غير إنها في المستشفى ودراعها ملفوف في الجبس وراسها ملفوفة بالشاش وحاسة بألام شديدة فيها
بصت حواليها تفهم إللي بيحصل بس ملقتش حد حواليها نادت الممرضة إللي جات تجري عليها : آنتي صحيتي حمدلله ع سلامتك
بصت لها بتشوش : هو إيه إللي حصل ؟
الممرضة : اتعرضتي لحادثة وفيه حد جابك هنا ومشي
زينب بتتألم: آخر حاجة فاكراها إن العربية فقدت السيطرة عليها ووقفت مرة واحدة بس دا إللي فاكراه
ابتسمت الممرضة : اتكتبلك عمر جديد ،خليكي مرتاحة، شوية والدكتور ييجي يطمنك بسيطة متقلقيش حمدلله علي سلامتك
ابتسمت زينب بمجاملة ومجرد ما الممرضة خرجت هي إنهارت في العياط وهي بتردد : كنت حاسة إن اليوم مش هينتهي علي خير ؟ أنا قلبي اتقبض وكنت عارفة إن حاجة هتحصل تختم اليوم
حاولت تعرف الوقت إمتى ؟ بس مش عارفة تليفونها فين ؟
زينب نادت الممرضة تآني وتسألها عن متعلقاتها الشخصية بس الممرضة قالت إن هي ما تعرفش أي حاجة عنها وإن الشخص إللي جابها مكانش معاه حاجة
مشيت الممرضة وزينب فضلت محتارة طب عربيتها فين ؟
وجرالها إيه ؟ و حاجتها موبايلها وشنطتها فيها الفيز بتاعها
رجعت رأسها لورا بتفكير ياترى مين الشخص إللي أنقذها
وفجأة جه في دماغها إلياس هو آخر حاجة شافتها قبل ما يغمى عليها إلياس وهو بيقرب بعربيته معقول هو إللي جابها هنا ؟ أكيد هو كان معدي صدفة وشافها وجابها بس يبقي إن فين حاجتها ؟ عربيتها فين دلوقتي ؟
شوية والباب أتفتح ودخل الدكتور ابتسم لزينب : صباح الخير ، حمدلله ع سلامتك
ابتسمت زينب : الله يسلم حضرتك
الدكتور : قدر الله وما شاء فعل ،ربنا بيحبك لسه ليكي عمر
زينب : الحمد لله رحمة شملتني فالحمد لله والشكر لله
الدكتور فحصها فحص شامل وبصلها : الحمد لله جات بسيطة كسر في الدراع وكدمات في مقدمة الراس الحمد لله
بصلها : سوقي علي مهلك بعد كدا
بصتله : أنا طول عمر سواقتي بطيئة بس هو العمر بقي
الدكتور : قدر الله وما شاء فعل
الدكتور : هكتبلك علي خروج بس هيلزمك شوية راحة عشان كدمات جسمك تفك بسرعة
زينب : وشغلي يا دكتور
الدكتور : المرض بتبقي حاجة خارجة عن إرادة الإنسان واحمدي ربنا إنها جات سليمة تخيلي لو الحادثة أثرت علي أي مكان حيوي في جسمك كنتي هتعملي إيه ؟ هتفكري في الشغل برضه ؟ ولا هتفكري في صحتك وانك تكوني كويسة ؟ أتمنى الأولوية تبقي لصحتك
زينب : حاضر إللي تشوفه يا دكتور
الدكتور : عن اذنك
زينب بعد ما الدكتور مشي نادت الممرضة إللي جاتلها : لو سمحتي ممكن أعمل تليفون ؟
الممرضة : طبعا اتفضلي
زينب : شكرا
في الفندق
دخل إلياس لجناحه إرهاق رمي نفسه علي أقرب كرسي كانت جوليا لسة نايمة بس مجرد ما سمعت صوته صحيت
اتعدلت وبصتله : إلياس! كنت فين لدلوقتي ؟
اتعدل ربع عدله وبصلها بنعاس : كنت بقضي مصلحة
جوليا : لدلوقتي ؟ بتعرف أديش الساعة ؟ أنا ضليت ناطرتك طول الليل
اتعدل إلياس وبصلها بأسف حقيقي : أسف حبيبتي كان لازم أروح بنفسي
قربت منه وقعدت علي رجله بدلع : ما رح تقلي وين كنت ؟ وشو هي المصلحة ؟
ابتسم وبصلها شوية بيوزن حاجة في دماغه وبعدين ابتسم : حبيبتي إيه رأيك لو اشركك في حاجة كدا
بصتله بحب : أعرف شو بتكون وبعدين بحكم
إلياس : تعجبيني ، فاكرة اليوم إللي شوفتيني فيه منهار لما كنا في اليونان وأصريتي يومها تعرفي إيه الحكاية ؟
اتعدلت وبصتله بجدية : إيه بفتكر ها اليوم كتير منيح يعني اليوم هايدا كان خطوة كبيرة بحياتك من بعدا أتفتحلك أبواب الشهرة والمصاري
اتنهد وكمل : قلتلك يوميها إيه إللي حصل معايا وأنا لسه صبي ومن يومها وكان كل همي إني اجمع نفوذ وشهرة ومال عشان ارجع وانتقم
زفرت بضيق : لسة هالموضوع ببالك إلياس ؟ أنا فكرتك نسيته
إلياس بكره: عمري بحاله ضاع بسببه وأنا عايش علي إللي حصل وأني كنت سبب إني ناهيت حياة اغلي الناس عندي وفضلت شايل دمها بسببه عايزاني أنسى ؟ مستحيل أنا عمري ما بنسى الأسية ،أنا رجعت مخصوص عشان أخد بتاري وارجع أعيش في بلدي رافع راسي
بصتله بحزن : حبيبي أنا بعرف أديش هاد صعب عليك ومافى أي حدا بيقدر يتحمل ذنب ما كان إله فيه أي حيلة بس هيك قدرك وإنت فيك تغيره ،يعني حياتنا راح تضل هيك خوف وعيشة علي الماضي ؟ أديش هاد صعب إلياس
سكتت شوية بتحاول تكون في صفه : حبيبي بعتذر ،بس أنا جد بحبك وما فيني بلاك أنا هيك رح ضل مرعوبة عليك
قاطعها : أنا بس برد الأسية ،بحاول ادوقه من نفس الكاس إللي دوقهولي مش آكتر مش هفتحها مدبحة يعني أنا مش قتال قتلة ،متقلقيش
بصلها بحب : اوعدك هنخلص المهمة دي وانتقم لأهلي بس وساعتها هاخدك ونرجع اليونان ونعيش باقي حياتنا بسعادة ومتخافيش عليا
لمعت الدموع في عنيها : كنت بتمنى لو تنسى ونعيش طبيعي متل البشر ما بحب القتل وتتحول القصة لسلسال دم وما بتنتهي
إلياس : متخافيش عليا أنا مبقتش كدا من شوية ،أنا عاوزك بس جمبي مش عايز نتكلم في الموضوع ده كتير
سكتت وبعدين : طيب وين كنت طول الليل لدلوقتي ؟ يعني شو نوع المهمة؟
بصلها وبدأ يحكيلها إللي حصل في البنك وإللي كان ناوي عليه من البداية وبعدين الحكاية اتقلبت من جديد لما عرف إن البنت دي بتكون بنت فهمي عدوه اللدود
حكالها بالظبط إللي حصل بالليل من غير تفاصيل وحكالها إللي ناوي عليه
فجأة شهقت جوليا بخوف وبصتله : لا لا لا إلياس بلاها البنت شكلا مسكينة حرام تنتقم من الاب ببنته
صرخ فيها : وأنا كان ذنبي إيه ؟ ذنبي إيه إني اشيل ذنب وخطيئة إني قاتل ؟ زي ما أنا مكانش ليا ذنب وشيلت خطيئة مش بتاعتي هي كمان تشيل عشان يدوق الذل والقهره واشوفه بيموت ادام عيني وأنا بردله الصاع مرتين تلاتة محدش بيتولد قابيل بس لازم إللي غلط يدفع تمن غلطه حتي لو كانت الوسيلة حد وملوش ذنب يعني العلية تبرر الوسيلة
أشفقت جوليا علي زينب من قبل ما تشوفها وحست إن قلبها وجعها عليها وكإنها حد من أهلها هي كدا اتربت علي الخير وإن ما تتمناش لحد الأذى
جوليا : يعني إنت بدك تنتقم بأبوها فيها تنقذها من الموت وقبل ما السيارة تنفجر لا وعم تفكر تهاديها سيارة بدل إللي انفجرت ؟
بص بمكر : حبيبتي عشان توصلي لهدفك لازم بالبداية تكوني سخية وأنا جاهز لكدة ومستعد إني افرط في ثروتي كلها في سبيل إني أحقق انتقامي
جوليا بصتله وبتفكر إنها بدأت تخاف منه وإن مش ده الإنسان المسكين إللي قابلته أول مرة بميناء اليونان وكان مسكين ومش بيملك حاجة وحبته وساعدته وسخرتله معارفها عشان تأهله وتساعده ووقعت بحبه لإنه بيملك مواصفات الإنسان إللي بتتمناه بس بقي إنسان غريب حاسة إنها مبقتش عارفاه بعد ما كانت هي محطة اسراره وتعرفه بس كان متهيألها أول مرة تحس إن هي جهلته انتقامه خوفها إنسان حاسة إنه غريب وحست بالشفقة علي زينب من دلوقتي
إلياس : أنا أسف يا حبيبتي ،أنا عارف إنك متلخبطة لأنك أول مرة تشوفيني مؤمن بحقى و
قاطعته : هاد مو حق هاي جريمة بدك تقتل بنت ما إلها ذنب بإنتقام اعمي
إلياس : جوليا! لو مش عايزة تبقي معايا المطار ادامك ديتها طيارة علي أثينا وتقعدي معززة مكرمة لحد ما أخلص مهمتي وهرجع علي أثينا طوالي
جوليا قربت منه وحاولت تقول عكس إللي جواها : أنا ما قصدت اجرحك بس أنا بقصد إن البنت ما إلا ذنب
إلياس : ذنبها إن فهمي السيوفي يبقي أبوها
جوليا : خلاص ما تزعل نفسك ،أنا ريحك مني أنا هسافر واستناك تيجي وتخلص مهمتك بعيد عني بس تفضل على وعدك معي وترجع لإلي
ارتمت في احضانه وهي تتمنى إن يحدث شيء وتنزاح تلك الغمة ويتخلى عن الانتقام الذي سيعود عليه بالهم والدم والتار وفتاة ليس لها أي ذنب غير إنها طلعت بنت عدوه
صحيت مروة من النوم لقت والدتها بتحضر فطار وبتجهزه عشان تروح المستشفى بصت في الساعة كانت ١٠
مش عارفة هتعمل إيه ؟ هتروح الشغل ولا تاخد اجازة بس الغريبة زينب ما اتصلتش ولا قالت حاجة هي اخدتلها اجازة ولا لا ؟ دي حتة ما اتصلتش سألت عليها
قلبها اتقبض وهي حاسة إن ممكن تكون زينب في ورطة أيوة هي عمرها ما تفوتها وهما بقالهم فترة مع بعض كل حاجة بيعملوها مع بعض
بدأت تقلق فعلا فقررت تتصل هي وتعرف مكانها وتعرف هي راحت الشغل ولا لا وعملت إيه ؟ وما اتصلتش ليه ؟
دخلت اتوضت وصلت وفضلت شوية تدعي لاختها تقوم بالسلامة وترجع زي الأول لأنها مش هتستحمل تشوفها كدا دي أختها وطول عمرهم روحهم في بعض مش هتستحمل تشوف أختها كدا
أمها دخلت عليها : حرما يا حبيبتي
مروة ببسمة : جمعا إن شاء الله
نها : ها هتروحي الشغل ؟
مروة بحيرة : مش عارفة المفروض إن زينب هتمضيلي علي اجازة بمرتب بس لحد دلوقتي ما اتصلتش ومعرفتنيش أي حاجة
سكتت وهي قلقانة أمها قربت منها وقعدت جنبها واخدتها في حضنها هي حاسة إن أعصابها مشدودة وقلقانة من ساعة الخضة لما عرفت إن أختها في المستشفى ودلوقتي صاحبتها ما تعرفش عنها حاجة
طبطبت عليها بحب وباست راسها: عايزاكي تطمني كل حاجة بخير أختك بخير وزينب بخير وإحنا بخير وربنا ساترنا الحمد لله الحمد لله علي كل حال يا حبيبتي
ابتسمتلها : الحمد لله يماما ، بس حاسة إن قلبي مقبوض حاسة إن فيه حاجة حصلت قلقانة ومش عارفة أصلا ليه صدري واجعني زي إللي حاجة كاتمة علي نفسي
ابتسمت نها مامتها وبحب : دا لإنك حساسة وبتتمنى الخير لكل الناس عشان كدا آنتي خايفة إن حد قريب منك سواء أختك أو صاحبتك أو حد قريب منك جراله حاجة بس أنا عايزاكي تطمني ربنا معانا ومش هيورينا في حبايبنا حاجة وحشة أبدا
مروة : يا ريت ياماما يا ريت
نها : ربنا شاملنا برحمته ومفيش رحمة بعد رحمة الله تخيلي إن أختك الحمد لله نجت من وقعة كانت بعد الشر
سكتت ومرضتش تكمل
بصت لمروة : ابوكي واخوكي راحوا من بدري لنهال وأنا خلصت إللي ورايا وعملت لقمة كدا عشان يتقوتوا وعملت لقمة لاختك بدل أكل المستشفى يلا اومي البسي وسيبيها على الله ربك هيحلها وشوية ما هتلاقيها غير بتتصل
وكملت كلمتها وتليفون مروة رن بصت لمامتها بفرحة :أهي بتتصل ربنا يخليكي ليا
وقامت جري بس احبطت وبصت لمامتها : رقم غريب
ورانن كذا مرة بس انا مردتش
أمها : طب ردي يمكن من البنك ولا حاجة
مروة : طيب
مروة : آلو! مين ؟ زينب! فينك يا بنتي ؟ آنتي إللي بترني من بدري ؟ أمال رقم مين؟ آنتي جبتي خط جديد ؟ لتقولي إيه ؟ طب آنتي فين دلوقتي ؟ طيب طيب أنا جايالك حالا
وقفلت معاها وبصت لمامتها القلقانة : زينب في المستشفى من إمبارح بتقول حادثة بعربيتها
نها بخضة : حادثة ؟لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم وهي جرالها إيه ؟
مروة بخوف : مقالتش تفاصيل بس قالت إنها بقت كويسة والدكتور كتبلها علي خروج وعايزة حد معاها لأن معهاش فلوس وعشان ندفع فلوس المستشفي
دخل أخوها علي كلمتها : مين في المستشفى تاني؟
مروة : محمود تعالي معايا زينب عملت حادثة وهي في مستشفى وتقريبا مش عارفة إيه حصل معاها وفلوسها مش معاها ولا تليفونها
محمود بصدمة : ايه ؟ زينب ؟يلا حالا
مروة وقفت : هلبس هدومي وهستناك ادام البيت وصل ماما الأول عند نهال وبابا وتعالالي بس متتأخرش بالله عليك
نها : أنا جاية معاكم عشان اشوفها ولو احتاجت حاجه
قاطعتها مروة : نهال محتاجاكي دلوقتي تلاقيها بتسأل عليكي. أنا هبقي اطمنك علي زينب متقلقيش يلا يا محمود
محمود : طب ما تلبسي وناخدها في سكتنا نوقف أي تاكسي
مروة : فكرة برضه ،استنوني دقايق وهكون عندكم
راحت زينب تدفع فلوس المستشفى بصت الموظفة : أنا ممكن ادفع بنكي ؟ معايا رقم الحساب بتاعي ينفع ؟
الموظفة بعملية : طبعا يا فندم ،اتفضلي قوليلي رقم الحساب واسمك وبياناتك
ابتدت تمليها رقم الحساب وطبعا لأنها حافظاه ولأنها مش عارفة فلوسها راحت فين ؟ ولا حتي الفيزا البنكية ولا تليفونها ولا العربية ومش فاكرة حتي مكان الحادثة كان فين
الموظفة ابتدت تكتب بياناتها علي الكمبيوتر بعملية بس فجأة بصتلها : الحساب بتاع حضرتك اتدفع
بصتلها زينب بصدمة : اتدفع ؟إزاي ؟مين دفعه ؟
الموظفة : أهو يا فندم واضح عندي انسة زينب فهمي السيوفي الحساب خالص وادفع
فضلت ساكتة شوية مش عارفة هنتصرف إزاي ولا هتعمل إيه ؟وبعدين بصت للموظفة : متعرفيش مين دفعه ؟ إسمه إيه ولا مين جابني أصلا هنا ؟
للموظفة وهي بتقلب ادامها علي الكمبيوتر وبتجيب استمارة الدخول بصت لزينب بعملية : متسجل عندي هنا بإسم زينب فهمي السيوفي هي إللي دفعت
بصتلها بصدمة : أنا ؟طب إزاي ؟ مين جابني ؟ مين دفع ؟ وكمان مش عارفة مين ده ؟ وليه مش عاوز يظهر هويته ؟
بتفكر هتعمل إيه ؟ ولا إيه الخطوة الجاية أصلا شكرت الموظفة وخرجت تنتظر مروة هي قالت إنها جاية هي هتساعدها إن شاء الله
في الريف
كانت منة في شقتها بتجهز الفطار دخل جوزها صبح عليها
مجدي : صباح الخير يا أم فرحة
منة سابت إللي في أيديها وبصت له بحب : صباح الفل والياسمين على عيونك يا احلي أبو فرحة في حياتي
اتنهد وبصلها : أنا عاوز افطر ولا انزل ؟
منة بهدوء وحزن : خلاص خلصت أقعد دقايق وهجيب الأكل ومتنزلش من غير فطار
طلع : ماشي
بص حواليه : فين فرحة ؟
منة : فرحة لسة نايمة
مجدي : طيب صحيهالي مشفتهاش من إمبارح الضهر عاوز أصبح عليها وتفطر معايا
منة : حاضر
سابته ودخلت وهو بقي يبص ادامه بحزن مش هي دي الحياة إللي كان بيتمناها مش دا الحب إللي حابه وفضل يعد الايام عشان تبقي في حضنه وله للأبد بس أخد واحدة واحدة مش بيحبها محسش غير بدمعة هربانة علي الماضي القريب
استغل إن منة دخلت تصحي بنته وجري علي أوضة في آخر الشقة علطول قافلها وبيدخلها لخلوته
قفل الباب عليه و…….
يتبع…
استغل إن منة دخلت تصحي بنته وجري علي أوضة في آخر الشقة علطول قافلها وبيدخلها لخلوته
قفل الباب عليه ولقي روحه كإنها ضايعة منه
فتح درج الكومود وطلع ألبوم صور قديم فضل يقلب فيه بشوق كبير أيوة هي صور زينب حبيبة قلبه إللي هتفضل في قلبه لأخر العمر
كان دايما بيحب يتصور معاها كتير وهي من النوع إللي مش بيحب الصور كتير بس كان دايما يغافلها بصورة وكانت بتبقي أجمل صورة لأن تلقائيتها كانت بتخليه في قمة جنون الحب
كان بيحرك أيده علي الصورة كإنه بيحسس علي ملامحها إللي حاسس بالشوق ليها ورغم غضبه الكبير منها إلى إن شوقه وحبه ليها أكبر من غضبه لأنها بقلبها النقي ده علقته بيها من سنين طويلة
هربت دموعه إللي حابسها دايما وبيدعي القوة ادامهم
جه وقت يسيب نفسه لذكرياته وشوقه وعذابه
إتحمل سنين فوق طاقته بس لاجلها هي كان ساكت عشان بس تضحيتها ما تروحش علي الفاضي
اتنهد وهو بيفتكر ذكرياتهم وحياتهم سوا وضحكهم وغيرته الدايمة عليها ودلالها عليه
ضحك وهو بيفتكر الذكريات دي
اد إيه الايام قاسية وهي بتسرق مننا الايام الحلوة والضحكة اللي كانت مالية عليه الحياة مسابتش غير حاجة واحدة الذكريات أيوة هي الذكريات الحلوة هي إللي سابتها الحياة
صحيح منة بتحاول تعمل أي حاجة عشان يرضى ويحبها وينسى أختها لكن السنين عمرها ما محت ولا ذكرى
ولا قدرت منة تزيح ذكرى واحدة من ذكريات زينب
خرجت منة بعد ما صحت فرحة بس ملقتش مجدي واستغربت راح فين ؟ بس لما بصت ولقت الاوضة منورة عرفت إنه لسة بيختلي بذكرياته
حست بكمية غضب وغيرة في قلبها مش قادرة تمحيها
قدرت زمان تزيح زينب من طريقها وحياتها بس مقدرش ينساها واكتشفت خيانته وانهم لسة بيتقابلوا وكانت دي نقطة البنزين إللي زادت النار شراره وقررت تطفشها تماما
رغم إن زينب أختها وكان فيه بينهم حب وأخوة بس مجرد ما دخل مجدي حياتهم وهم اتبدلوا وخصوصا منة إللي كانت غيرانة من زينب لأنها وقعت مجدي في حبها
إنتهت منة من تجهيز السفرة الصغيرة ودمعة هاربة مسحتها بغل وهي بتفتكر كل الإهانات من مجدي وغضبه علي أتفه الاسباب ونفوره الدايم منها رغم إنها خلفت منه وكانت مفكرة إن الخلفة هتغيره وهو فعلا أتغير بس مع فرحة بس وبيشوف فيها دايما حبه لزينب وتعلقه بيها لأنها بتشبه زينب في حركاتها وشقاوتها وحتى واخدة ملامحها
هي بتحبها هي أختها بس مش قادرة تتجاهل إللي هي عملته معاها مش قادرة تتجاهل إنها دخلت بينها وبين مجدي لأن هي إللي كانت في حياة مجدي الأول
فاقت علي صوت فرحة بتنادي مجدي
خرج مجدي لما سمع صوت فرحة بتناديله وابتسم بسعادة وهو بيحضنها : حبيبة قلبي إللي وحشاني
فرحة : بابا ليه مش شفتك إمبارح ؟
مجدي باس رأسها : حبيبة قلب بابا ،بابا كان عنده شغل كتير إمبارح عشان كدا جيت متأخر كنتي نمتي
فرحة : ليه مش صحتني أنا فضلت مستنياك كتير عشان تحكيلي القصص الجميلة بتاع كل يوم
بصلها بسعادة : روح قلبي مهنتيش عليا
فرحة : خلاص تيجي بدري النهاردة بحب أنام في حضنك
ماما نيمتني من غير قصص ولا حدوتة حتي
مجدي : خلاص يا فرحة بابا اوعدك هاجي بدري
قربت منه منهم بحزن : الفطار جاهز
قام مجدي عشان يفطر ولكنه لاحظ إن عيون منة مدمعين
اتنهد : بتعيطي ليه ؟
منة بسرعة وهي بتمسح عينيها : أبدا أنا بس عيوني دمعت وأنا بقطع بصل
مجدي بتجاهل : طيب يلا نفطر عشان مستعجل
بص لفرحة ورجع بصلها : هاخد فرحة معايا أمي عاوزة تشوفها وتجنبا للمشاكل مع مرات أخويا وأمي قولت أخدها في سكتي تشوفها وتلعب مع ولاد عمها
منة : ماشي وأنا هروح عند أمي
مجدي : براحتك
اتنهدت وهي بتغالب دموعها : ابقي رن عليا لما ترجع
مجدي : إن شاء الله
وفطر في صمت تام وفرحة كانت زعلانة إن مامتها بتعيط وباباها مش بيواسيها زي ما بيعمل معاها وكل لما تقوله ماما بتعيط يقولها حاضر هشوفها وتسمع خناقهم الدايم وبتبقي زعلانة كتير وهي شايفة باباها ومامتها مش كويسين علي عكس بتشوف أهالي أصحابها في الروضة حلوين وكويسين خصوصا ادام اطفالهم
تابعت أكلها في صمت وهي نفسها تشوف باباها ومامتها زي باقي الأهالي
منة طبعا كالعادة بتكتم جواها غضبها لإنه من غير رجا مش هينتج عنه غير خناقة جديدة هتنضاف لقايمة خناقاتهم الدايمة وبقت تدعي في صمت علي إللي كان السبب
ادام المستشفى كانت زينب واقفة مستنية مروة توصل عندها اتفاجئت براجل في منتصف العمر قرب منها
: آنتي يا انسة
بصتله زينب بإنتباه : حضرتك بتكلمني أنا ؟
: أيوة ،مش آنتي انسة زينب فهمي السيوفي ؟
زينب بإستغراب : حضرتك تعرفني ؟
: أنا عمك صبري يا بنتي مسؤول الجراج
زينب ابتسمت : خير ؟ أقدر أساعدك في حاجة ؟
صبري : فيه حد جه من ساعة وصل عربية هنا وقاللي اديهالك ووراني صورتك واتأكد إني وصلتلك العربية
ردت بسرعة : عربيتي ؟
صبري : أيوة يا بنتي هو قاللي كدا
ضحكت بسعادة وهي بتهمس : الحمد لله أكيد متعلقاتي فيها
صبري : بتقولي حاجة يا بنتي ؟
زينب بإبتسامة : ممكن تودينى عندها هي مركونة فين ؟
صبري : تعالي معايا وأنا هوديكي عندها
مشيت معاه وهي مبسوطة وبتحمد ربنا إن عربيتها سليمة حاجتها أكيد فيها هي أكيد محتاجة صيانة بعد الحادثة بس مش مشكلة هي هتوديها للصيانة بس المهم إن حاجتها رجعت ،ماشية وهي بتدعي للشهم إللي رجعلها عربيتها وحاجتها بتدعيله بظهر الغيب أيا كان هو مين
وصلوا الجراج ووقفت تبص حواليها بس الغريبة إنها ملقتش العربية ولا ليها أي أثر
بصت لعم صبري بدهشة : اومال هي فين العربية يا عم صبري ؟
هنا شاور صبري علي عربية مركونة شكلها شيك جدا ومش عربيتها خالص عربيتها متبهدلة من الصدمات إللي خدتها
ودي شكلها جديدة وشيك آوي يبقي بتاعها إزاي ؟
حست إن فيه سوء تفاهم وإن دي مش عربيتها وبعد ما كانت فرحانة حاسة إنها دلوقتي احبطت جدا وضيقت عينيها بغيظ
صبري قاطع تفكيرها : المفتاح يا بنتي
مد أيده يديها المفتاح بس رفضت وهي بتقول : إستنى بس يا عم كدا ،ياعمي دي مش عربيتي
صبري : إزاي ؟ إللي جه جاب العربية ووراني صورتك اداني المفتاح وقالي اركنها واول ما الانسة تخرج اديلها المفتاح ووريها العربية
وقفت ادام العربية بزهول : بس دي مش عربيتي
بصت للعربية بتقييم : دي مش عربية عادية ،دي تحفة وبصت لشعار الشركة BMW
بصت بذهول : دي مش عربيتي أنا عربيتي kIA العادية ومحتاجة صيانة
صبري : يا بنتي أنا بنفذ إللي اتطلب مني مش أكتر
زينب : لا أنا مش هقدر أخد حاجة مش بتاعي
سكتت شوية بخيبة أمل وهي حاسة بألم شديد اجتاح جسمها ودراعها بقت حاسة إنها مش طايقة الألم بس اتحاملت علي نفسها لأنها نفسها بس دلوقتي ترجع شقتها وتنام بعمق وترمي أي حاجة ورا ضهرها
نفسها بس ترتاح وترمي همومها وتحاول تمحي ذاكرة اليوم ده من دماغها
زينب بصت للراجل الطيب ابتسمت : بلغ إللي طلب منك كدا إني مش بقبل العوض وإن عوضي علي الله
مشيت من غير ما تسمع رده حتي أو اعتراضه
زاد الألم لدرجة مقدرتش تتحملها رجعت المستشفى تآني ودخلت للدكتور إللي إداها مسكن عشان تقضي علي الألم حتى لو لمدة معينة المهم الألم يهدا
الدكتور : المسكن إللي اخدتيها أنا اديهولك عشان الاصرار لكن أنصحك بلاش كل ما تحسي بالألم تاخديه دا نوع من المخدرات فاهماني ؟
زينب : طيب لو حسيت بالألم في أي وقت أعمل إيه ؟
الدكتور : انسة زينب آنتي تعرضتي لحادثة هي الحمد لله إن ربنا نجاكي بس الألم دا شئ طبيعي آنتي دراعك مكسور مدركة الأمر ؟
اتنهدت زينب : طب والعمل يا دكتور ؟ أنا من النوع إللي مش بيتحمل الوجع أو أي الم
الدكتور : فهمتك آنتي معندكيش جهد تتحملي أي الام وعشان كدا هكتبلك أنواع مسكنات هي مش هتقوم بالواجب كامل يعني بس هتخفف الألم شوية يعني مفعول أقل من نوع المسكن ده
زينب : مفيش حاجة تقتل الألم زي ده وتكون كدا وملهاش اثر أو إدمان ؟
ضحك الدكتور وبصلها : للدرجادي ؟ للدرجادي مش قادرة تستحملي شوية وجع؟ هي أيام والوجع هيقل تدريجي
بصت ادامها شرود : الايام قست عليا ومش محتاجة أتألم من تآني و
قاطعها بعد ما حس إن هي فيها إللي مكفيها مسك القلم وكتبلها أنواع أدوية تمشي عليها وبصلها : الأدوية دي تمشي عليها بإنتظام وربنا يجعل فيها الشفا اتفضلي وخدي بالك من صحتك ونصيحة بلاش تفكري بسلبية خليكي متفائلة دا بيأثر علي الصحة برضة
عشق_القاسي بقلم #أسماء_العمري
خرجت من عند الدكتور وهي مش عارفة هتعمل إيه ؟
اتفاجئت بمروة عند الاستقبال بتسأل عليها ومعاها حد أيوة
بصت جمبها كان محمود أخوها
نادت علي مروة إللي كانت خارجة يظهر الموظفة قالتلها إنها مشيت
اتلفتت مروة وبصتلها بفرحة وجريت عليها بلهفة : زينو ؟
وحضنتها بلهفة : زينب ،إيه إللي حصل ؟ فيه إيه ؟
بعدت وبصتلها بلهفة وصدق : إيه إللي حصلك فيه إيه ؟
محمود بصلها. : بالراحة عليها يا مارو ، آنتي داخلة حامية عليها كدا ليه ؟
بص لزينب بلهفة : الف حمدلله ع سلامتك
زينب برسمية : تسلم يا محمود ما تحرمش من سؤالك
أخدتهم زينب وخرجت وطلبوا تاكسي وكل ده وهي ساكتة
بعد شوية زينب بصتلها : أنا هنا من إمبارح يعني اختفائنا المفاجئ دا هيجنن أستاذ عصمت
بصتلها مروة وابتسمت بحب : إحنا عدينا علي البنك أنا ومحمود وجبنا اجازة من أستاذ عصمت ليا وليكى وهو بعد ما عرف إنك عملتي حادثة عذرك وبعتلك السلام
تنهدت زينب : طمنتيني أنا كنت خايفة إنه ينفجر فيا خاصة بعد موشح إمبارح
مروة : الحمد لله بقي قوليلي بقي إيه إللي حصل؟
زينب : ماشي هحكيلك…..
وقف إلياس مع مدير اعماله خالد وكان معاها جوليا كانوا واقفين ادام فيلا جميلة جدا وراقية
خالد : إيه رأيك يا باشا ؟ حاجة فخمة من الاخر
بص إلياس الفيلا بتقييم : كويسة
بص لجوليا : رأيك إيه يا جولي؟
جوليا بصت للفيلا ومش مبسوطة بس قالت بإقتضاب : منيحة
بصلها شوية : متأكدة ؟
هزت رأسها : إيه متأكدة
حاولت تبتسم وتكون طبيعية بس ملامحها خانتها واظهرت عكس كدا واظهرت خوفها واحساسها بعدم الراحة وتتمني أي حاجة تحصل تشغل إلياس عن مهمته الدموية دي إللي ممكن تستنزف أرواح حبها ليه بيحتم عليها تخاف من المستقبل المجهول بالنسبالها خايفة كتير علي إلياس مش علي حد تآني
خرجها إلياس من شرودها : عجبتك بجد ؟ نشتريها ؟
جوليا : هو إنت علي شو ناوي؟ إنت بتنوي نستقر ؟
إلياس إبتسم وهمس لها : لزوم الخطة يعني لازم نبسطها علي الاخر وكمان الاحتياط واجب خلينا جاهزين عشان ادخلها دخلة تنعش ،أنا عاوزها تنبهر تحب تعشق إلياس الطيب المعطاء العاشق إللي وقع في عشقها من أول نظرة مش بس كدا عاوزها تتوهم بالحب دا وإن هي مكتوبلها قدر الاميرات في النهاية السعيدة
بصتله بحزن : كتير خايفة عليك وعليها عليك لأني بحبك والشي إذا زاد عن حده قلب ضده ما هيك بتقولوا ؟ وخايفة عليها لأنها بنت متلي وما بتمنى لنفسي ها الشئ كيف فيني كون جزء من خطة لإيذائها وإنت بتعرف إنها ما بتعرفك ولا حتي تعرف أي شئ ولا الها ذنب
إلياس بخبث : بس هي عارفاني
بصتله بصدمة : تعرفك ؟ من وين ؟ بس هاد ما كان حكيك عنها
إلياس : من مراقبتي ليها عرفت إنها عرفاني بس كانت بتمثل لأنها خايفة أكون لسة فاكرها هي وعيلتها بس مريحتهاش وعشان كدا بتعامل كإني مش فاكرها مشفتيش آنتي توترها إمبارح لما شافتني وأنا ماسك صورة عيلتها خافت أكون عرفتها
جوليا : طيب ليش
قاطعها : إحنا اتناقشنا كتير يا ريت نركز في مهمتنا عشان نخلص ونرجع تستمتع بحياتنا
جوليا بسعادة : صحيح ها نخلص ونرجع نعيش مطمنين بعيد عن المشاكل ؟
إلياس : عمري كدبت عليكي ؟
نفت برأسها ومشيت معاه لجوه الفيلا وخالد معاهم : السمسار مستنينا جوا سيادتك ،متقلقش زوقى إن شاء الله هيعجبك ومن جوا أجمل من برا بكتير
إلياس : أتمنى
رجع إلياس خطوتين وبصله : اخبار المهمة إيه ؟
خالد :…….
شوية ودخل إلياس ومعاه جوليا بس من غير خالد وقابلوا السمسار وبيتكلموا معاه عن الفيلا وجوليا عجبتها الفيلا جدا وقررت تتجول فيها شوية
وإلياس واقف بيتكلم مع السمسار بس بص فجأة على……
يتبع…
نفت برأسها ومشيت معاه لجوه الفيلا وخالد معاهم : السمسار مستنينا جوا سيادتك ،متقلقش زوقى إن شاء الله هيعجبك ومن جوا أجمل من برا بكتير
إلياس : أتمنى
رجع إلياس خطوتين وبصله : اخبار المهمة إيه ؟
سكت وبص ناحية جوليا : جولي يا حبيبتي اسبقيني
ابتسمتله : اوعاك تتأخر رح انطرك جوا
ضمها : قلبي ثواني وهلحقك
حاولت متشغلش بالها بأي تفكير وبتحاول تكون متفائلة كتير إن المهمة هتنتهي وهيرجعوا من مكان ما جم
مشيت وهو رجع انتبه له : أنا انقذتها
وبينت ادام الناس إني انقذتها قبل ما العربية تتحرق
خالد كمل : ورجالتي نفذت إللي اتطلب بالظبط علي ما بال ما وصلت صاحبتها إمبارح وطلعت معاها كان رجالتي بوظوا الفرامل وشوشو علي أي كاميرا في المنطقة
ابتسم بتشفي : اخبارها أي دلوقتي؟
خالد بصله بإستغراب ولضحكته : عندها كسر في دراعها وشوية كدمات ورضوض في رأسها
بصله وكشر : بس ؟
بصله خالد بإستغراب آكتر : أيوة
أتكلم بضيق : تتعوض المهم نفذت بقية الخطة ؟
بص خالد في ساعته : المفروض حد يكلمني ويديني الاوكي
إلياس بتحذير : أهم حاجة عندي إني أفضل شخص غامض بالنسبالها شخص فضولها لازم يتعبها عشان تعرف مين إللي دايما ينقذها ويساعدها عشان ساعتها تشوف الاهتمام دا بصورة تخليها مش بس تحبني لا تهيم فيا مفهوم وساعتها أبدا النص الاهم في الخطة وإللي هيبرد ناري
خالد نقدرش يمنع فضوله : هو أنا ليه مستغرب حضرتك يعني اقصد عايز تإذيها وفي نفس الوقت روحت انقذتها ودلوقتي زعلان إن متجرحتش كتير هو أنا مش فاهم حضرتك صراحة إنت بتحبها ولا بتكرهها؟
اتفاجئ بالسؤال بس بصله بإيجاز : أتعود أللى مقولش عليه متسألش فيه مفهوم ، كل شئ وله مقابل أنا عينتك مدير أعمالي لفترة لكن الفترة دي هتطول شوية فأحب أعرفك مين إلياس نافع الغلطة عندي بفورة ومعنديش أعذار ولا مشاعر لحد ولا استحمل فضول حد أنا إللي أقوله يتنفذ من غير اسأله أعاني ربنا وقولت من نفسي أي حاجة متخرجش برا مقولتش متسألش أظن كلامي واضح
خالد خاف منه ومن نبرة صوته إللي كلها تخوف خاصة نظرة عينيه إللي تحسها كلها غموض وغضب مش معروف إيه سببهم ودايما بتلمع لما بيكون الكلام بيخص فهمي السيوفي
سابه إلياس ودخل : عاوز كل شوية يبقي عندي علم مش أسألك لا عاوز كل خطوة تبقي بعلمي ومن غير أخطاء لأن الخطأ عندي ملوش عذر أيا كان تافه أو ملوش لازمة
دخل إلياس وخالد فضل واقف مش عارف يحدد شخصية البنيأدم ده كل إللي عرفه إنه مصري من أصول صعيدية وسافر من كام سنة علي باخرة وجه خبر إن كل إللي علي الباخرة ماتوا بدون استثناء والخبر انتشر
ورجع بعد كام سنة يقول إنه بقي رجل اعمال كبير في وقت قصير بس عادي الناس عدتها وبقت تهابه جدا وهو منهم بس
هو كشخصية تحسه مختل شوية خايف وشوية غضبان وفي نفس اللحظة يبقي عصبي وخبيث
شوية ودخل إلياس ومعاه جوليا بس من غير خالد وقابلوا السمسار وبيتكلموا معاه عن الفيلا وجوليا عجبتها الفيلا جدا وقررت تتجول فيها شوية
وإلياس واقف بيتكلم مع السمسار إللي أتكلم : ها يا فندم الفيلا عجبتكم ؟
جت جوليا على سؤاله وبصتله بحماس : كتير منيحة ما فيها غلطة
ابتسم إلياس بحب : عجبتك بجد ؟ أهم حاجة تكون عجبتك آنتي إللي هتعيشي فيها آنتي و لوجي
بصتله بعدم فهم شوية ورجعت بصتله تآني : عنجد ؟ لوجي جاية مصر ؟
إلياس : أسبوع وهتكون في مصر
جوليا : تمام أنا رح جهز الفيلا وخليها مستعدة تستقبل اميرتنا الصغيرة
إلياس : براحتك يا اميرتي
سابتهم جوليا وراحت تشوف الفيلا تآني واشيك عليها
إلياس بص للسمسار : هناخدها شوف إيه الإجراءات وأنا معاك
ولسة هيمشي رجع بصله تآني بس بتدقيق شوية وحاول يفتكر كإنه عارفة والراجل بصله مش فاهم هو بيبصله ليه ؟
ابتسم بمجاملة : حضرتك بتشبه عليا ؟
إلياس فجأة ضحك : أحمد خلف! إنت مش فاكرني ؟
بصله : لا مؤاخذة إللي ما يعرفك يجهلك ،معلش مش وأخد بالي حضرتك
إلياس بحماس : أنا إلياس! إلياس زميل الورشة لحقت تنسي بالسرعة دي ؟
فجأة أحمد ضحك وكإنه إفتكر : إلي! إنت ؟ إنت فينك يا عم ؟
أحمد : إنت فينك ؟ كنت فين السنين دي ؟
وفجإة إفتكر : هو إنت مش كنت م
قاطعه إلياس : أني أدامك أهو صاغ سليم زي ما بيقولوا ،إنما إنت إيه اخبارك ؟
أحمد : الحمد لله علي كل حال! انما إنت بقيت حاجة تآنية شكلك بقيت حاجة أبهة واخر ألاجه
إلياس سكت فجأة وحاول يكون طبيعي ومش عارف يقول حتي الحمد لله
إلياس : اومال إنت إيه إللي رماك علي الشغلانة دي ؟
أحمد : دا موضوع طويل والحمد لله كمان حتى عشان بنتي متحسش بالحاجة
إلياس بتفاجؤ : إنت اتجوزت ؟ أمتي ؟
أحمد بحزن : من ٧ سنين
إلياس : مبروك يا جدع
أحمد ودموعه لمعت : تعيش إنت
بصله بعدم فهم : هو إيه إللي تعيش إنت ؟
أحمد بحزن : مراتي ؟
ودي كانت صدمة وجات جوليا وبصتلهم بتفاجؤ : شو عم بيصير ؟ ليش واقفين هيك ؟
محدش ركز معاها بس احمد كمل : بعد سنة جواز ماتت وهي بتجيبلي نيللي حبيبة عمري إللي عوضتني عن غيابها
جوليا لاحظت دموعه واتفاجئت إن إلياس يعرفه : معلش يا صاحبي البقاء لله
ابتسم : الدوام لله
حضنه إلياس وهو بيقوله : حمدلله علي سلامتك رجوعك ليا يا أعز الناس متقلقش أني عارف إن الايام فرقتنا بس الحمد لله أنا رجعت
إبتسم : إن شاء الله
دخلت مروة مع زينب الشقة وهي حاسة بريحها إللي كإنها بعدت عنها سنين مش يوم واحد ،تعلقها بالمكان دا زي تعلقها والدتها وهي صغيرة وصعب عليها فراقها
بقت داخله تتنسم هواها وابتسمت براحة إنها أخيرا رجعت وهترتاح بجد مش بتعرف ترتاح راحة تامة إلا في بيتها في المكان إللي عاشت فيه سنين وشافت فيه الحياة المرة قبل الحلوة ،المكان دا معلم جواها فإكيد هو مكان هدوئها و راحتها
دخلتها مروة اوضتها وارتاحت على السرير وقعدت جنبها علي طرف السرير وهي بتبصلها بحب : الف حمدلله ع سلامتك ، روحي اتردتلي لما شفتك لما سمعت إنك عملتي حادثة كإنك شيلتي قلبي وخدتيه معاكي في الحادثة ومع إنك طمنتيني بس محسيتش إني روحي اتردتلي غير لما شفتك…..
ابتسمت زينب وهي مريحة ضهرها لورا : يسلملي قلبك يا مارو ، آنتي ونعم الاخت ربنا ما يحرمنى منك
مروة : ولا منك يا أحلي زينو في حياتي
زينب وكإنها إفتكرت : يا خبر! دا أنا نسيت نهال عاملة إيه ؟
ابتسمت مروة : ماما كلمتنا وقالت إن كل شئ تمام زي ما سمعتي إمبارح وماما بتقول إنها بقت أحسن كتير وبتتكلم وتضحك معاهم هي مكلماني متقلقيش
زينب ابتسمت : اتصلت بيكي ونسيت إنك المفروض عند نهال بس مش حافظة غير رقمك ورقم مج
قطعت كلمتها وهي بتحاول تداري نبرة صوتها إللي كانت هتفضح ضعفها
ربتت مروة علي كتفها وزينب ابتسمت وهي بتحاول تمسك دموعها متنزلش حاولت تضحك : أنا جعانة تصدقي بالله أنا بطني بتزغرط
مروة ضحكت : ماشي هقوم أعملك أحلى أكل ،عندك تموين في الشقة ولا هتحوسيني ؟
ضحكت زينب : لا يا ستي هتلاقي الاكل في التلاجة كل إللي آنتي محتاجاه والمطبخ ادامك برضه فيه كل حاجة
سكتت شوية وهي بتفكر وبتحك مناخيرها بجوع : عاوزة توست بالبيض تعمليه ؟
وقفت مروة وحطت أيديها في وسطها : نععععم ؟ بيض ؟ دا أنا مش بطيق ريحة البيض أقوم الوس أيدي واعملك توست بالبيض ؟ أنا أجيبلك أكل جاهز احلي وعلى حسابي كمان ولا أعمل أي حاجة بالبيض
كتمت ضحكتها وشاورت بدراعها الملفوف في الجبس ومحطوط في الحمالة : كان علي عيني اعمله بس بصي دا أنا تقريبا هترفد من الشغل بسبب دراعي
مروة دبدبت في الارض زي الاطفال : مليش دعوة أنا مالي أنا مش هعمل بيض ولا هلمسه حتي دا أنا بدب خناقة في البيت لو حد عمل بيض أقوم أنا أعمله بإيدي ؟
زينب بإستفزاز : ما هو صحبتك عيانة وادامها شهر علي الاقل لحد ما أبدا أخف
شهقت مقاطعة : شهر؟
ضحكت زينب ومقدرتش تمنع ضحكها : شوفتي
عضت أيديها بغيظ ورفعت أيديها بس افتكرت إن أيديها ملفوفة في الجبس رجعتها تآني وخلعت حجابها بغيظ
زينب بصتلها بحذر وهي مش متوقعة رد فعلها : هتعمليلي ؟
خرجت وهي بتبرطم : صبرني يا رب ، يصبرني ربنا دا أنا هفضل سنة ادام متغاظة من إللي هعمله……
ضحكت زينب بعد ما خرجت مروة وبعدها مروة واحدة كشرت ودمعتها نزلت بصت بره ملقتش مروة سامعة صوتها بتبرطم من المطبخ
فتحت أول درج الكومود إللي جمب سريرها وطلعت صورته إللي مخبياها بصتلها بشوق ،هي وهمت للكل إنها معدتش بتفكر فيه عشان مش عايزة تشغل حد بس مش قادرة تنساه
بتحاول بكل جهدها هو دلوقتي أتجوز أختها وأكيد زمانه خلف ولد ولا آتنين دول سنين لما سابت البلد
المفروض تنسا وهو أكيد نساها وبقت حياته هي الأهم ♥️♥️بس هي مش قادرة بتحاول تصبر نفسها وتشغل نفسها دايما بالشغل ودا كان سبب مكانتها وترقيتها لأنها كانت بتدي الشغل أولوية في حياتها
قدرت تتنفس بصدق وهي بتبتسم وهي بتفتكر ذكرياتها معاه وحياتها واليوم المشؤوم إللي بسببه قررت تمشي وخاصة إللي أبوها عمله لأن إللي أبوها عمله نهى كل حاجة أبوها ده مسببلها عقد في حياتها و مخليها دايما خايفة
في المطبخ مروة حطت طبق مليان توست علي السفرة وراحت جابت سلطانية صغيرة وفتحت التلاجة ووقفت ادامها وهي شايفة البيض وقفت تنحت شوية ودمعتها بتهددها : طب هلمسك إزاي بقي ؟ دا إنت ريحتك بتقرفني عيشتي كلها
مروة : ادعي عليكي بإيه يا أم بطن مدودة؟ شوفي بتفكر في إيه ؟ يعني خارجة من حادثة ومستشفى يبقي عايزة أكلة حلوة ترم عضمها مش توست بالبيض ؟
مسحت دمعتها وضحكت : ومكنتش أعرف إن الموضوع قلب بفوبيا للدرجادي!
اتخضت مروة وهي بتقول : بسم الله الحفيظ آنتي هنا من إمتى ؟
زينب بضحك : من أول ادعي عليكي بإيه ؟
مروة بغيظ : روحي يا ست البرنسيسات دقايق وهيكون الاكل جاهز
زينب ضحكت وهي بتقعد على السفرة : وادي قاعدة
مروة بغيظ : آنتي الحادثة دي ضغطت علي مخك ،وبقيتي مستفزة آوي
زينب : دا أنا طيوبة وكيوتة واتحط علي الجرح يطيب
مسكت مروة السكينة وبتشهر ليها بيها وهي بتقول : اومال! علي يدي
زينب : عيب عليكي
وكملوا قعدتهم وضحكوا سوا وهما شوية مروة تغيظ زينب وهي بتضغط علي نقط ضعف زينب عشان تستفزها شوية وتقلبها زينب عليها وتستفزها وكان يوم فل اتضاف لقايمة ذكرياتهم…….
يتبع…
رجع البيت لقي منة قاعدة بتتفرج علي التليفزيون أو شبه بتتفرج لإنها سرحانة ودي حتى ما أخدتش بالها من دخوله
كان مزاجه هادي عكس الايام قصده السنين إللي فاتت فقرب منها وقعد جمبها وكل ما يحاول يكلمها إلى إنها مش معاه مش سامعاه أصلا
زعق وهي إتخضت : بابا ؟
بصلها : مالك يا منة ؟ قاعدة كدا ليه ؟ سرحانة في إيه ؟
إستغربت منة طريقته عمره ما سأل علي حد ولا كان بيتعامل معاهم إلا في أضيق الحدود حست بتغيير وفجأة قررت تثير عاطفته : سلامتك يا بابا أنا كويسة
فهم إن هي بتحاول تخبي عنه لكنه مش عارف إنها بتستدرجه وبتستدرج عواطفه إللي حست بتغيير منه وهو مش واخد باله من طريقتها
قرب منها وخدها في حضنه ودي كانت أول صدمة لمنة عمره ما عملها ولا حتى مع زينب ولا كان عاطفي مع حد شكله أتغير بجد كان دايما عامل زي إللي مجبور علي وجودهم لإنه طبعا كان نفسه يخلف الولد مش بنتين
رغم صدمتها بس عجبها التغيير وحست إنها لو لعبت شوية هيبقي في صالحها
إنفجرت في العياط ودا خلى باباها يستغرب طريقتها وبيفكر هو ليه مقدرش يفهم بناته كان زمان زينب معاهم ويمكن ما كانتش علاقة الاختين توصل لكدا حس إنه أكبر غلطان مش هما إللي غلطانين لإنه دايما موجود في حياتهم بالإسم
طبطب عليها : مالك يا منة ؟
منة : أصل دي آول مرة حضرتك تحضني فيها في حياتي
فهم وبصلها بحزن : يمكن لو كنت كدا من زمان مكنش دا بقي الحال ، عارف إني أكبر غلطان في قصتك آنتي واختك وكنت دايما قاسي عليكم وكنت معترض إن معنديش ولد وموجود بنتين مع إني نفسي في الولد بس ربنا هو إللي بيرزق الولاد والبنات
بصلها تآني : صحيح أمك فين ؟
منة : راحت تقضي مصلحة وراجعه
أول مرة يسأل عليها دايما بيتجنبها وبيختلق مشاكل معاها وقرر إنه يعاقبها عشان مجبتلوش ولد فقرر إنه يتجوز ،شكله كان هيغلط غلطة عمره
فهمي : بنتك فين ؟
هنا ما إستغربتش سؤاله عن فرحه بنتها لإنه بيحبها ودايما يسأل عليها ودي الحاجة الوحيدة إللي يعرفها عنهم لكن سابهم ويقسي عليهم وملوش حسنة واحدة في حياتهم ليه
منة فاهمة هو بيفكر في إيه ؟ فقررت تلعب بمشاعره إللي صحيت دي ومتأكدة إنه آكتر واحد هيساعدها
منة بحزن : مجدي أخد فرحة لمامته وأهله انت عارف مش بروح هناك
كملت بخبث :أو بمعنى أصح الحاجز أللى زرعته زينب بيني أنا ومجدي وبيني وبين عيلته خلاهم لحد دلوقتي رغم السنين دي كلها مش قادرين يقبلوني في حياتهم وكإنى مش موجودة ،زينب هي السبب
ذكر إسم زينب كان له وقع خاص علي أبوها إللي فكرت إنه هيساعدها تخلص من زينب ونسيت إن مهما كانت الغشاوة مستحيل اب يفكر يتخلص من بنته أو يإذيها رغم إنه سبب لزينب عقدة من الحياة بتخليها مش قادرة ترتبط لحد دلوقتي وخصوصا بعد مجدي وإللي حصل رغم إنه ميعرفش فعلا هي عايشة حياتها إزاي واتجوزت واتخطت أحزانها فعلا ولا لا ؟ هو مش عارف شكل حياتها إيه ؟
كان مانع أي حد في البيت يجيب سيرتها ونساها السنين إللي فاتت دي بس هل هو نساها بجد زي ما كان دايما بيقول للي حواليه لدرجة خلاهم يصدقوه؟ ويصدقوا إن اب يعمل كدا؟
فكرت سرحانه ده إنها كدا بدأ تإثيرها يجيب مفعوله : شوفت بقي اد إيه هي اذتني ؟ شوف بقالي اد إيه متجوزة مجدي وخلفت فرحة رغم إنه كان ممانع أصلا بس ومع وجود فرحة بنتك زينب لسة في حياتنا
كلمة بنتك أثرت فيه جامد وصحت حاجات كتير جواها موتها بإيديه من سنين السنين
لقي نفسه بيدافع عنها : آنتي إللي في حياتها ،مش هي إللي في حياتك سبتلك مجدي والبلد بقالها سنين طويلة فوق ال ٧ سنين شوفتي إنه عمر كبير ؟
اتصدمت من رده وهي إللي فكرت إنه اتأثر هيساعدها ونست إنه اب لزينب هي كمان
دي كانت تآني مفاجأة لمنة بعد المفاجأة الاولي إنه يدافع عن زينب ادامها وهو عارف اد إيه بتكره سيرتها وإللي يحبها دا كان مش بيطيق حد يجيب سيرتها
منة : أنا ليه حاسة من نبرة صوتك إنك متحيز ليها وكإن إللي عملته دا مش جريمة ولا حاجة
اتنهد فهمي : عارفة يا منة أنا دلوقتي متأكد إن آنتي حقوده مش كان كل املك تتجوزي مجدي وعملتي الاعيب ووسختي سمعة أختك عشانه واتجوزتيه بس مش بسبب الاعيبك لأن الاعيبك كرهته آكتر فيكي ودا السبب الاهم مشاكلكم إللي مش بتنتهي
كانت بتبصله بصدمة ودموعها نزلت وهو كمل : أنا آه كنت بعمل مشاكل مع زينب عشان سمعتي وإللي هي بتعمله ده بتبوظ مكانتي بس أنا مش نايم علي ودني وسط ادعاءاتك إنها شيطان وإنتي الملاك البرئ
فهمي : اتجوزتي مجدي بسبب زينب إللي اجبرته يتجوزك ويضحي زي ما هي ضحت عشانك وعشان تحافظ علي سمعتك و سمعتها وسكتت
منة بغضب ومقدرتش تمنع نفسها : وهو مين إللي جابه من الأول ؟ مش هي ؟ دلوقتي هي الملاك البرئ المضحية وأنا الشيطان الرجيم مش كدا ؟ مش هي إللي خطفت مجدي ووقعته في شباكها وهي عارفة إنه متقدملي أنا ؟
فهمي سكت وهي بصتله بسخرية : مش كنت بتدافع عنها ما تكمل دفاع ساكت ليه ؟ قلي الملاك البرئ معملتش كدا دلوقتي بتدافع عنها وهي سبب كل المشاكل ؟
ضحت مش كدا ؟ ماشي وبعد ما ضحت رجعت تقابله تآني ليه؟ خلقت مشاكل وقفتنى علي الطلاق ليه ؟ ليه ؟
هي إللي عملت الفضيحة وهي السبب وجاي النهاردة بعد كل ده تدافع عنها ؟
فهمي : مش هجاوبك اشمعنى النهاردة لأني فعلا مش عارف السبب ،بس زينب أختك الصغيرة وغلطت آه غلطت كلنا بنغلط هي مش ملاك ولا إحنا ملايكة إحنا بشر ولازم نغلط عشان نتوب أنا يمكن كان لازم أعلمكم كدا وكان لازم أكون في حياتكم حقيقي مش إسم وبس
زينب آه غلطت أنا نفسي لحد النهاردة كلي غلط ومليان اغلاط بس راجع أصلح حتي لو متأخر هسألك سؤال زينب غلطانة عارفين بس لو هي غوت مجدي ووقعته ليه مجدي يعني رغم بعدها عننا السنين دي مش قادر ينساها ومش قادر يقبلك لا في قلبه ولا حتي في حياته انا عارف إن فيه بنكم مسافة كبيرة خلف منك ومع ذلك زينب في قلبه وأهي زينب فايتانا من سنين ؟ وكمان عيلته بقالهم سنين مشافوش زينب ولا نفسي أعرف هي عامله إيه وعايشة إزاي ؟ واتجوزت وخلفت ولا لا ؟ هما كمان وميعرفوش عنها حاجة بس فيه حاجز بينكم لأنك معرفتيش تكوني زيها ولا تعملي إللي كانت بتعمله واللي خلاهم يتمنوها لابنهم بدالك ،زينب عايشة لوحدها عايشة ناقصة ويمكن أكون أنا أكبر سبب في نقصها ده بس آنتي أنانية عندك كل حاجة وهي معندهاش ولا حاجة
صقفت بقوة ودموعها مش مسيطرة عليها وكل غضب وحقدها عاميها : هايل! دا النهاردة كلي صدمات النهاردة ،فينك يا ماما اوام تعالي شوفي الراجل إللي علطول خايفة منه وبتدعي عليه
إمبارح بالظبط كنت ماسك أمي ضرب وشتيمة واهانة والنهاردة شخص تآني بتدافع عن واحدة إنت كنت شايفها بنت من بتوع التلت ورقات واتبريت منها و
قاطعها بغضب وضربها قلم يمكن يفوقها قبل فوات الاوان
بصلها بغضب وهي لسة تستوعب إنه ضربها : أنا آكتر واحد غلطان لأن بسبب اهمالي بقيتي واحدة انتهازية وأنانية فعلا أنا السبب وعملت في الاخوات كدا
سكت شوية بيغالب دموعه : أنا عملتها زمان وفرقت بين الاخوات والايام بتردلي ده في ذريتي والاخوات بقوا أعداء بس أنا النفس إللي باقي في عمري هصلح فيه إللي اتكسر ومش هسمح إن الماضي يظهرلي تآني بأي تمن
سابها ومشي وهو بيقرر هيعمل إيه ؟
فضلت مصدومة بعد ما كانت بتحاول تجره في صفها عشان تخلص من شبح أختها أللى مطاردها في حياتها بس نسيت إنه اب حتي لو كان إيه إللي حصل هو اب وهي أخت
بس شيطانها غالبها ومسيطر علي تفكيرها واوهملها أفكار إن ممكن يكون لسة مجدي وزينب علي تواصل أيوة ليه لا ؟ عملوها زمان ،ويمكن هي سابت البلد ومشيت عشان ميتشكش فيهم وهي زي العبيطة فرحت ببعدها السنين دي لا وكمان ممكن يكونوا متجوزين بالسر
شيطانها صورلها أبشع السيناريوهات ورغم إنها بتحاول تنفس وتقول أختها مستحيل تعمل كدا بس شيطانها بيوهمها إنه حصل قبل كدا وفضحتهم
صرخت وايدها على ودنها بتحاول تهدي تفكيرها إللي هيخنقها وممكن توصل إنها تقرر تقتل أختها
بصت ادامها بعيون حمرا من العياط الممزوج بالغضب : ماشي يا زينب وأنا بقي هخلي حياتك زي الجحيم لا الجحيم نفسه عشان أنا بعاني بسببك أنا وأمي وبنتي ومش هسمح لبابا يوصلك ويقف في صفك ويرجعك تآني لا أنا لازم أتصرف وانهيكي بأي طريقة ،وايه يعني أختي بس عدوتي
بصت ادامها وهي بتضحك بخبث : أختي حبيبتي وحشتيني قولت اصالحك أنا بعد السنين دي كلها كفاية بعاد بقي كل حاجة هديت واتصلحت يا حبيبتي يا زينب
وفضلت منة تضحك بهيستيريا وهي بتتخيل السيناريوهات إللي هتعملها في حياة زينب وإللي هتعمله في حياتها وتخربهالها
زينب أخدت اجازة فترة من البنك بسبب دراعها وانها محتاجة فترة راحة وطبعا مكنتش بتخرج برا شقتها
والايام بتمر علي الحال ده ومروة ملازماها بتروح شغلها في البنك الصبح وبعدين تعدي علي أهلها تطمن عليهم وتطمن علي نهال إللي خرجت هي كمان وواخدة راحة هي التانية واهلها كلهم حواليها وبعدين بترجع مروة علي زينب تساعدها وتفضل معاها اليوم كله زي إللي مقيمة معاها بالظبط أو هي فعلا كدا بيسهروا سوا ينكتوا ويزعلوا ويتصالحوا ويعملوا ذكريات كتير محدش ضامن إيه الايام هتعمله لسه فيهم
مروة في البنك بتشتغل وأصدقائها هي وزينب سألوا عليها بلا إستثناء وقرروا يزوروها يتطمنوا عليها واتفقوا يتجمعوا ويروحولها ومروة بلغت زينب
زينب في الشقة كانت بتحاول تشغل نفسها بدل الملل إللي بيلازمها ومش عاوزة تختلي بنفسها عشان ما تفكرش وتوجع نفسها بنفسها
نضفت الشقة علي اد ما قدرتها وحذر عشان دراعها وكلمت مروة وقالتلها علي قايمة النواقص تنزل المول إللي هي متعودة تتسوق منه تجيبها وهي راجعة
خلصت تنضيف وشغلت التليفزيون وجابت مسلسل تركي بتابعه الفترة دي وجابت شوية تسالي وقعدت تسلي نفسها لحد ما مروة ترجع
حست إن مامتها وحشتها بس مش عارفة تكلمها لأن الأرقام معدتش موجودة لإنهم كانوا متسجلين علي التليفون والتليفون الله يرحمه مع انفجار العربية إللي زعلت عليها جدا لأنها تعبت وهي بتحوش فلوسها آوي والتليفون إللي لسه اقساطه متسددتش فقررت تمشي نفسها بعدة صغيرة لحد ما تسدد أقساط الاولاني وتجيب واحد جديد
اليوم كان ممل بس كانت بتصبر نفسها وحست إن فيه حاجة ناقصة فجأة الباب خبط قامت فتحت وقلبها بيدق وابتسمت لما لقت الورد بتاع كل يوم محطوط علي الارض ادام الباب
ابتسمت وقلبها بيدق وشالته وبتبص حوالين الدور بس مفيش حد نفسها لو يظهر بس وتلمحه هي خلاص اتأكدت إن هو بس مظهرش من آخر مرة شافته فيها
قفلت الباب ودخلت واول حاجة عملتها فتحت الورقة بس حست بخيبة الأمل مفيش غير كلمة صباح الخير
جابت مزهرية من البوفيه وحطت الورد فيها وراحت تكمل المسلسل
بس دماغها بتفكر فيه وتفتكر أول يوم ومن بعدها كدا الحال كل يوم رسالة فيها كلام يدوخ وورد كل يوم الصبح
مروة دايما بتحذرها بلاش تنجرف ورا أي كلام ولازم تتعلم من كل إللي حصلها لأنها عاشت سنين مقدرش تنسي يبقي تحذر من الدخول في أي علاقة جديدة وهي إللي كانت رافضة طول السنين دي حد يدخل حياتها يبقي اشمعنا دلوقتي
بس هي مش حاسة غير وهي بتنجرف ورا مشاعرها
مروة خرجت من البنك وراحت اتطمنت علي عيلتها وبعد ساعة خرجت وقررت تتسوق وراحت المول إللي زينب متعودة تروحه وتتسوق فيه
قررت تاخد لفة سريعة في المول وعجبتها المحلات
راحت عند محل موبايلات خدت لفة وكانت بتتفرج علي الموبايلات فيه وقفت عند واحد عجبها وبقت معجبة ومبهورة بيه
جات البنت المسؤولة عن المحل ووقفت بإبتسامة وعملية : أساعد حضرتك في حاجة ؟
مروة مسكت الموبايل وبصت ليها : الموبايل دا عامل كام ؟
البنت بصتلها بعملية ومسكت الموبايل وشافت سعره علي الكمبيوتر ورجعت بصتلها : عامل ١٨ الف يا أفندم
بصتلها مروة بصدمة : ١٨ الف ؟
وقفت مش عارفة تقول إيه ؟ بصتلها تاني بأمل : هو ينفع اقسط تمنه ؟
بصتلها بإعتذار : للأسف معندناش نظام التقسيط عندنا كاش بس
قلبت في الموبايل نظرة أخيرة بحزن ورجعته تآني للبنت : مليش نصيب فيه
البنت بعملية. : كان نفسي أساعد حضرتك بس مش في أيدي أي حاجة
قاطعتها مروة بإبتسامة : كفاية ذوقك معايا ،مليش نصيب فيه
مشيت مروة وراحت الهايبر ماركت إللي في المول وبدأت تتسوق وتجيب كل اللي ناقص وجابت شوية تسالي وجاتوهات وتورتات لزوم السهرة
راحت للكاشير حاسبت وخرجت برا المول وكانت هتمشي بس اتفاجئت بالبنت إللي في محل الموبايلات بتناديلها وقفت وهي قريت منها وكان في أيديها شنطة قطيفة شكلها شيك بصتلها وادتهالها بصتلها مروة وهي مش فاهمة ومستنياها تبررلها
مروة : إيه ده. ؟
البنت : دا الموبايل بكل مستلزماته
مروة : بس مش آنتي قلتي إن مفيش تقسيط ؟
البنت : أيوة حضرتك حصل وفعلا مفيش تقسيط
مروة بحيرة : طيب أنا مش معايا تمنه ومش بتقسطوا يبقي جايباهولي ليه ؟
البنت :فيه حد طلب إني الفه بكل إكسسواراته وطلب موبايل كمان بكل إكسسواراته بس دا كان اغلي وحاسب عليهم وقالي أقدمه لحضرتك وشاورلي على مكانك
مروة بدهشة : حد مين ده ؟
البنت : معرفش أي تفاصيل دا كل إللي اعرفه بس هو كان شاب شيك وجنتل مان وكمان طويل وله هيبة
مروة فكرت في إلياس إن هو نفس المواصفات دايما جنتل غير إنه طويل وهيبته طاغية عليه هي فاكرة شكله من يوم البنك بس ليه بيعمل معاها كدا يعني زينب وقالت معجب انما هي ؟
فضلت تفكر مش عارفة تلاقي إجابة لأسألة كتير جواها
خدت الشنطة منها والبنت مشيت لمحلها وهي فتحت الشنطة لقيت الموبايل فعلا وإكسسواراته إللي كانت متتقية بعناية شديدة والموبايل التاني كان ملفوف بطريقة اشيك
لقت ورقة مكتوب فيها : هدية لزينب والتاني لصاحبتها آنتي يا انسة مروة
كمان عارف إسمها ؟ لا هو بيراقبها ولا إيه ؟ هو بيراقبها ولا بيراقب زينب ؟
بصت حواليها تتأكد فيه حد بيراقبها ولا لا ؟ إستغربت بس صبرت نفسها لما ترجع هتتناقش مع زينب
مستنية تاكسي حد وقف ادامها وكان معاه مفتاح عربية مبقتش عارفة تقول إيه ؟هو إلياس بيعمل كل دا ليه ؟ ماهي زينب رفضت العربية في اليوم إللي خرجت فيه من. المستشفى رجع بيها تآني ليه ؟ فكر إن هي هتقبل تاخدها وتلين دماغ زينب عشان تاخدها
أصبح إلياس لغز في حياة زينب ومروة في نفس الوقت وبقي سؤال بيطرح نفسه في نفس كل واحدة : هو ليه بيعمل كدا ؟ هل إللي تفكيرها وصله وعجب تفكيرها كمان ؟
مشيت وسابت الشاب بعد ما رفضت وطلبت يقول للي باعته إن هما عايزين يواجهوه بدل ما هو مستخبي كدا
خدت نفس بعد وقت وقفت توقف تاكسي الاكياس تقيلة علي أيديها
بس اتفاجئت بالشاب وراها لاحقها بصتله بغضب : إنت لاحقني ليه ؟
الشاب : آنتي مش عايزة تسمعيني ،أنا بنفذ أوامر وبس ارجوكي ومتقطعيش عيشي
بصتله بغضب : أنا مالي ميخصنيش سيبنى امشي وإلا والله العظيم أصوت وألم عليك خلق الله وأقول بيتحرش بيا
الشاب بسخرية : عيب عليكي الحجاب بتاعك ده وتتبلي عليا ؟
لقت حجرة صغيرة رفعتها في وشه بغضب : سيبني في حالي يا سيدي ،إيه المصايب إللي بتتحدف علينا دي؟
بصلها ببرود : وايه كمان ؟
بصتله بغيظ وكانت هتخبطه عشان تمشي بس أيد منعتها : مينفعش تودي نفسك في داهية كدا
بصتله : وإنت عاوز إيه إنت كمان ؟
بصلها : بدافع عنك ،المفروض إن حضرتك متقفيش تردحي كدا عندك أمن المول ورا كام خطوة
بصت : أهو إللي حصل
الشاب إللي كان بيجري وراها خاف من منظر الشاب وهيبته ومش عاوز يتعارك مع حد هو يكلم رئيسه يبلغ بإللي حصل من غير أي خساير
وقفت مروة بصتله وابتسمت : أنا متشكرة جدا
أحرجت من وقفتهم سوا في وسط الشارع ولسة هتمشي
جه حد من وراها رش عليها حاجة محستش بنفسها غير والدنيا بتغيم في وشها
قفل التليفون وهو بيضحك بإنتصار بعد الاخبار الجميلة دي
دوره جه عشان يظهر بنص الخطة إللي في النور
ياترى إيه إللي هيحصل ؟
يتبع…
الساعة جت ٧ وزينب قلقانة ومتوترة من غير سبب وكل شوية تمسك موبايلها وتحاول تتصل علي مروة إلى إنها مش بترد
زينب لنفسها : يا ترى إيه إللي أخرك يا مروة ؟ كل دا في المول ؟ لا وكمان مش بتردي على الموبايل يا ترى أنا ليه قلقانة وحاسة إن فيه حاجة حصلت ؟
كانت بتفكر تتصل بالبيت عند مروة يمكن راحت تطل عليهم واتأخرت شوية بس عندها إحساس إن فيه حاجة غلط
وخايفة تتصل متلاقيهاش وتقلقهم معاها ويمكن هي فعلا في المول عادي إيه المشكلة لما تتأخر شوية
بس لا إحساسها بيقول إن فيه حاجة مش مظبوطة وإن فيه حاجة حصلت لمروة وإلا كانت علي الاقل ردت عليها يعني هي ما شافتش كل المكالمات دي ؟
حست إن هي ممكن تكون بتبالغ إحساسها ده والوضع ممكن يكون عادي بس هي تفكيرها وقلقها مش مخلينه عادي
حاولت تشغل نفسها بأي حاجة يمكن الخوف والقلق دول عادي من ضغط التفكير
حاولت تشغل نفسها وتقلب في الرسايل إللي بيبعتها إلياس على مدار أيام فاتت وبدأت تتعلق بيها وتستناها ويبدأ مودها عليها ،حست إنها ممكن تكون بداية جديدة ومؤشر حيوي يخدم تقدمها وتنسى الماضي على أساسه بس يا ترى واحد زيه فش شغله ومركزه ليه هيبصلها وهي يدوب حتة موظفة في بنك أينعم هي مديرة بس في الأول والاخر مجرد موظفة وبتقبض مرتب آخر شهر مرتب يصرفه هو في عشوة مش تمشي بيه حياتها طول شهر ؟
ليه هي ؟ يعني كل واحد بيدور علي إللي من توبه آه بتسمع إن دا بيحصل ومتأكدة بس مش الغالب بيكون كدا
بتشوف الكلام دا في الروايات في الافلام واحيانا بيصادف في الواقع لكن إن هي تعيشه حسته حلم وناوبها إحساس بالخوف ليكون فعلا مجرد حلم تصحي منه علي أبشع كابوس يمكن أبشع من معاناتها مع حب مات من سنين
ودارت معركة شرسة بين القلب والعقل ،القلب بيحاول يصدق أي كلمة عشان تداوي جراح إللي فات والعقل بيحذرها إنها تمشي ورا مشاعرها ،بيقولها تكمل بس مع إنسان طبيعي يمكن الطبيعي دا إللي هو إنسان من مستواها هو آه مش اي إنسان والسلام بس يكون من مستواها الاجتماعي متحلمش لفوق آوي كدا
نامت علي الكنبة مكانها من كتر الارهاق يعني بتهرب من القلق والخوف علي صحبتها تقوم تشغل نفسها بالأقوى وإللي بيرهقها نفسيا وجسديا دايما ؟
شافت كابوس فظيع شافت إن هي في أوضة ضلمة جدا مفيش أي بصيص نور حتي ودقات قلبها مخوفاها لأنها حاسة بالخطر وهي واقفة خايفة وبتدور علي أي مخرج فجأة حد حط أيده علي كتفها اتفزعت وبقت تبص حواليها بس مش شايفة حاجة سامعة خطوات حد حواليها بقت خايفة وبتصرخ مين ؟ مين هنا ؟ أنا فين ؟
فجأة المكان وسع عليها والضلمة حاوطتها من كل مكان وانفاس الشخص دا بتقرب منها وهي مش عارفة هي فين ؟ ولا إيه إللي بيحصل فجأة أيد المجهول قربت من رقبتها ولف حبل حوالين رقبتها صرخت وهي مفزوعة وبتحاول تتفادى نفسها وتنقذ روحها من أيد المجهول ده
بس هو مش بيسمع صوتها كإن صوتها مش طالع ولا سامعه
والحبل بيخنقها آكتر وحست إن روحها خلاص بتطلع
اتفزعت زينب وقامت علي صوت التليفون بيرن بصت حواليها تتأكد إن دا كان كابوس اتنهدت براحة وهي ماسكة رقبتها بتطمن إنها بخير كانت عرقانة جدا وهي بتطارد الكابوس عشان تمحي صورته من بالها ومش عارفة إيه سبب أو تفسير الكابوس الفظيع ده ؟ بس طمنت نفسها إنه مجرد كابوس التليفون رجع يرن تآني
كانت تسنيم صاحبتها هي ومروة ومعاها أصدقائهم الموظفين قالولها إن هم في الطريق قفلت معاها وبصت حواليها ولمحت الساعة إللي كانت ٨ ونص إستغربت إنها نامت كل ده والغريبة إن مروة لحد دلوقتي مرجعتش
إستغربت والقلق المرادي بقي لا يطاق بقت قلقانة وخايفة الكابوس دا يكون له علاقة بحاجة هتحصلها هي أو صاحبتها
مبقتش عارفة تعمل إيه ؟ بس الخوف بيزيد ورعب إن يكون حصلها حاجة مسيطر عليها
شوية والباب خبط فكرت إن مروة والبنات جم معاها وبتدعي إن مروة تكون هي اللي علي الباب
احبطت لما لقت أصدقائهم بس وإللي عددهم ٤ بنات آتنين محجبات و٢ مش محجبات
رسمت ابتسامة علي وشها القلقان ورحبت بيهم ودخلتهم
ملك : حمدلله ع سلامتك يا زينو ، قلقتينا عليكي ،ومعلش بقي هي متأخرة حبتين بس والله إحنا مش سبب التأخير ريم هي سبب التأخير
ابتسمت زينب ومبسوطة بيهم : مجيكم دا فرحني واكدلي إني غالية عندكم
بصت لريم وكانت خجولة شوية وكانت بنوتة محجبة : لسة زي ما آنتي يا ريم ، يا بنتي اجمدي شوية آنتي في منصب ميتفعش فيه خجلك ده
اتكلمت بنوتة تآنية واسمها سلمى : والله مش آنتي لوحدك كلنا غلبنا كلام معاها شوفي بقالها كام سنة في القاهرة ومش قادرة تتخطى إللي حصل معاها
بصت زينب بحزن لريم لأنها تقريبا عايشة في الماضي زيها وبتحاول تتخطاه الحال من بعضه والماضي زي حاجز بينها وبين المستقبل
تسنيم بصت لزينب : هي مش قصدها آنتي يا زينو
ابتسمت زينب بحزن : عادي يا بنات آنتو واخدين الموضوع علي قلبكم كدا ليه ؟ اتكلموا عادي الماضي يعني جزء من تاريخ حياتنا مينفعش نتجاهله لازم نبصله ونتعلم منه مش نخاف منه ونفضل عايشن جواه هو آه مش هيسيبنا زي ما قولتلكم هو جزء مننا بس نبصله بتفاؤل عشان نلاقي المستقبل أفضل ونصلح فيه الماضي إللي مش عاجبنا مش كدا يا ريم ؟
ريم بحزن : صعب يا زينب
ابتسمت زينب : يمكن صعب بس مش مستحيل
ملك : هو إحنا هنقلبها مناحة ؟ إحنا جايين نطمن عليكي ونفرفشك مش نقلبها غم وحصة تفاؤل وامل ،يختي آنتي وهي جايين نغير نفسيتها غيروا الموضوع ده وخلونا نتكلم في حاجة تآنية
تسنيم : أمال مارو فين ؟ هي مش مقيمة معاكي ؟
حاولت تخبي قلقها وابتسمت : آنتو عارفين أختها نهال تعبانة هي كمان وبتمر عليا أنا وهي المهم نسيت أسألكم اشربوا إيه ؟ ولا لا تاكلوا معايا أنا مكلتش
حاولت فعلا تلهي نفسها عن أي تفكير دلوقتي عشان متسببش قلق للي حواليها وكمان يمكن يكون قلقها بلا داعي لكن بعد الكابوس ده مبقتش مرتاحة وحاسة إن حصل حاجة لمروة بس شوية كدا وهتتصل تآني وتشوف إيه إللي حصل ؟
في أوضة واسعة وفاضيه إلا من كرسي وحيد كانت مرمية عليه مروة أيديها ورجليها مربوطين وكمان كاتمين فمها بشريط لاصق وهي كانت فاقدة الوعي لسه مفاقتش
كانت الاوضة شبه ضلمة وفيه بصيص نور جاي من ناحية شباك صغير ونور القمر عامل خط مستقيم ومنور حتة صغيرة من الاوضة
بعد شوية بدأت مروة تفوق وهي حاسة بصداع وجسمها عامل زي الخشب بالظبط بصت حواليها ومش فاكرة أي حاجة ولا إيه إللي حصل
بصت حواليها وشافت الاوضة والمكان إللي هي فيه وبدأت تستوعب بسرعة ايه إللي حصل ،اتعرضت للخطف معقولة؟
بس مين ؟ وعاوزين منها إيه ؟ دي طول عمرها جمب الحيط وملهاش دعوة بحد وفي حالها بس يا ترى ليه تتخطف ومن مين ؟
بصت للشباك إللي كان جاي النور من خلاله لاحظت إن الدنيا ليل ونور القمر هو إللي عامل النور ده بدأت تخاف حرفيا وتفتكر صاحبتها وأكيد قلقانة عليها دلوقتي بدأت تدور حواليها علي الاكياس والحاجة إللي اشترتها بس لقت الاوضة فاضية وهي أصلا متربطة وجسمها بيوجعها ومصدعة جامد لدرجة الدوخة حاولت تصرخ عشان تعرف مين دول وعاوزين منها إيه ؟ بس معرفتش بسبب اللصق
بدأت تدبدب بالكرسي وتحاول تعمل صوت أو تلاقي طريقة إنها تفك نفسها بس مفيش فايدة
وساعة ورا ساعة محدش عبرها وهي قوتها بدأت تضعف وحاسة إن الدنيا بدأت تلف بيها ومش فاهمة أي حاجه
وحست إن الدنيا بتضلم في عنيها وفجأة بتشوف كابوس هو تقريبا نفس كابوس زينب بس يا ترى الكابوس ده له علاقة بيهم هم آلأتنين بس ليه شايفة زينب هي إللي بتتخنق في الحلم مش هي ؟ ودموعها نزلت وهي بدأت تترعش واحساس راودها إن صاحبتها في خطر
قبل ما تفقد الوعي بتحس بحد بيفتح الباب وهو بيتكلم مع حد ويقوله : إنت إنسان غبي لأنك جبت الشخص الغلط مش هي دي إللي عايزينها
دي صاحبتها
اتصدمت وحست فعلا إن زينب في خطر والخطف كان مقصود وزينب هي المقصودة بس هما إيه علاقتهم بزينب وبعدين اشمعنا خطفوها من ادام المول والموضوع ببساطة خالص إن زينب بقالها آكتر من أسبوع ما بتنزلش من البيت ؟
الكلام دا مريب والمريب آكتر هي حياة زينب
بس إيه إللي هيحصل ؟
في المطار كانت جوليا واقفة في صالة الانتظار مستنيا طيارة أثينا توصل وهي لوحدها منتظرة لوجي صديقتها
وبعد شوية سمعت حد بيناديلها باليوناني وكانت لوجي فعلا
جريت عليها وحضنتها بحب وسعادة : كاليميرا جولي!
جوليا : كاليميرا لوجي!
وكانت فرحة جوليا بوجود صديقتها جمبها وإللي هتهون عليها الايام القاتلة إللي جاية وممكن يكون ليها التأثير الأقوى علي إلياس لأنها قريبة منه آوي يمكن هو مش سامع من جوليا لكن لوجي وضع خاص لعل وعسى تأثر عليه بس طبعا مش هتقحمها في أي حاجة دلوقتي هي يدوب واصلة مصر على الاقل تاخد فترة نقاهة وتتعرف علي البلد آكتر
ركبت لوجي السيارة مع جوليا وكانت السواق الخصوصي ليها وبدأو يضحكوا ويدردشوا طول الطريق وكان معظم كلامهم بالفرنسية لأن دي اللغة الام للوجي
لوجي بنوتة جميلة عندها ٢٢ سنة عاشت حياتها في فرنسا واتعرفت علي جوليا من خلال إلياس
يظهر إن حياة إلياس لسه معقدة ويمكن آكتر من الأول الأسرار إللي في حياته آكتر وغموضه ورأس ماله وعلاقته باليونان وعمق علاقته بلوجي كل ده لسه ملغم بالأسرار والغموض
وصلت لوجي وجوليا علي الفيلا إللي غيرتها جوليا وغيرت ديكورها وغيرت كتير فيها وخلتها معاصرة للحياة في أوروبا ممزوجة بالثقافات الشرقية
لوجي : ماي جاد إنها جميلة كثيرا ،أكثر مما توقعت
جوليا : إنها أفكاري الخاصة
لوجي سعيدة : سررت جدا إني سأعيش معاكي آنتي وسولي وأتمنى كثيرا إن اشهد ما نتمناه قريبا
سرحت جوليا بحزن في إلياس وإنتقامه إللي عاميه وفعلا في الفترة الأخيرة بقي شاغل نفسه بالتخطيط والمؤامرات إللي بيحاول يدخل بيها علي حياة زينب البنت المسكينة في نظرها
كتير بتفكر تروح تقابل زينب وتحكيلها علي كل حاجة بس ساعات قلبها بيوجعها على إلياس لأن حلم حياته إنه ينتقم عشان يعرف يكمل حياته وهو مرتاح بس هي مش مرتاحة إن فيه طرف ملوش علاقة في القصة نفسها إنه يتإذي يعني أقل تقدير كانت زينب صغيرة وقت إللي حصل ده
دايما جوليا عايشة في حرب جواها بين إحساسها بالذنب تجاه زينب وإللي بيحصل في حياتها من ورا إلياس وبين حبها لإلياس وتمنيها وجوده جنبها من غير ما يكون فيه سبب لتعكير مزاجهم وحياتهم
نفسها زينب تختفي من حياة إلياس علشان أهم سبب إن هي تنقذ حياتها لأن كدا زينب بتكتب تاريخ وفاتها بإيديها من غير ما تعرف
إلياس مش بيهزر من الفترة إللي عرفت إلياس فيها وحبته شافت شخصيته وشافت عيوبه الكتير ومميزاته القليلة بس حبته وبتحاول وهي جمبه تكتر مميزاته وتقلل عيوبه ،مش تمحيها لإنه لو إنسان يبقي لازم يبقي فيه عيوب وإلا كدا هيفقد هويته الحقيقية كإنسان من نسل أدم
لوجي كانت مستغربة صديقتها جدا وإللي رفضت تقولها أي حاجة أو أي مستجدات
خافت علي لوجى وانها تفقد برائتها لو عرفت خطة إلياس وهدفه ، خافت إن هي تتأثر بوجود إلياس يفقدها برائتها إللي اتعودت إنها متشوفش غيرها لإنه مش هيكون لها معني لو البراءة دي اختفت
غيرت لوجي هدومها وخدت شاور و عجبتها اوضتها الجديدة جدا سابتها جوليا تاخد وقت راحة من السفر
ونزلت المطبخ طلبت من الطباخين علي الأصناف إللي بتحبها لوجي وبعدين خرجت تكلم إلياس
زينب وإصحابها قضوا وقت ممتع معاها بس هي تعتبر كانت في وادي تآني وش بيبتسم وعقل شارد قلقان الوقت بيمر والخوف بيزيد الساعة بقت ١٠ بليل ومفيش أي اثر أو اخبار عنها
خوفها أتحكم فيها وبعد ما أصحابها مشيو مسكت تليفونها بسرعة ورنت علي محمود أخو مروة
محمود بسعادة : أنا مش مصدق نفسي آنتي بترني عليا بجد ولا بيتهيألي ؟
حاولت تكون طبيعية قصاد سماجة أخوها وبقت نتعجب إزاي البسكوتة دي تبقي أخو الإنسان ده سبحان الله فعلا البطن قلابة وفعلا ينطبق عليها الكلام ده هي واختها لأن علطول مش بيتمنوا الخير لبعض ولا بيتمنوا وجودهم سوا
يمكن هيفضل مجدي حاجز بينهم مجدي حب عمر آلأتنين يمكن زينب خطفته منها بس هتفضل هي ومجدي ثنائي اتكتب عليهم ميبقوش لبعض زي ناس كتير اتفرقت
فاقت علي طول ومحمود أتكلم : ساكتة ليه ؟ آنتي بجد أول مرة تطلبيني ،بس تعرفي دي أسعد لحظة في حياتي
حاولت تتفادى كلامه لأنها مش مسؤولة عن أي كلمة هتطلع منها وهي في الحالة دي
زينب : محمود
محمود : إسمي طعم آوي منك يا زينب بحس إني طاير من الفرحة وأنا بسمعك بتكلميني بالشجن ده
زينب : محمود لو سمحت إسمعني
محمود : اسمع أي حاجة إلا إنك ترفضي عزومتي علي الغدا بكرا عاوز أتكلم معاكي شوية وارجوكى بلاش تصديني زي كل مرة
بصت للتليفون بغضب وقفلت في وشه وهي مش عارفة ليه مش بتحب تتكلم معاه عادي ليه بتصد أي حاجة من طرفه ؟ بتحس بغضب رهيب يمكن عشان هي نفسها يعتبرها زي أخته مروة
وهنا هي رجعت لتفكيرها : محمود بيتكلم زي ما يكون الموضوع عادي يعني يمكن مروة عندهم بس هي لازم تطمن وتسمع الكلام بنفسها بس هتنزل بنفسها تروح لأن أرقام بقية العيلة مش بتعلق معاها
قررت ولاول مرة من بعد الحادثة تنزل وتشوف الشارع واقفة مستنية تاكسي شردت بحزن وهي بتفكر في مصير عربيتها إللي مكنتش بتحوجها للمواصلات
مسحت دمعتها بسرعة هي مش عايزة تزعل كدا ولازم تتفائل عشان نفسيتها وايامها تبقي تمام
وفجأة جالها إتصال رقم خاص اترددت ترد بس قالت يمكن مروة ولا حد من طرفها وفجأة القلق ساورها وبقت خايفة مش عارفة إيه السبب
بس المكالمة بجد صدمتها ولجمت لسانها……. ؟
في الفيلا عند جوليا
دخلت صحتها عشان تاكل معاها وهي فاقت وغيرت هدومها ونزلت وهي مبسوطة من غير سبب وجود جوليا بيديها حيوية وهي أصلا حاسة بشعور حلو
فنزلت وهي مبهورة بذوق جوليا في اختيار الديكورات وموقع الفيلا وكمان اللمسات الرقيقة إللي بتضيفها جوليا وبتضفي نوع من الرقي والبساطة في نفس الوقت
ابتسمت جوليا : مساء الخير في بلدك الاجمل مصر
لوجي بحب : على الرحب والسعة سيدتي
جوليا : حصلتي علي قسطك المناسب من الراحة أليس كذلك ؟
لوجي : أعتقد ذلك لأن مودي جيد نوعا ما
لوجي : ماهذا أنواعي المفضلة ؟ هذا كثير
جوليا : تستحقين أكثر من ذلك يا صديقتي العزيزة
لوجي : آنتي أفضل من حصلت عليها في رحلتي الطويلة في أوروبا ضحكت : بعد إلياس بالطبع
ضحكت جوليا ومعاها لوجي وبعدها بدأو أكل في جو سعيد ومبهج وهما بيفتكروا ذكرياتهم ووقوف جوليا جمبها هي وإلياس كتير وانها تستحق إن هي تكون زوجة لإلياس بكل الحب والصدق إللي جواها
لوجي : أين إلياس ؟ لأراه منذ أن عدت ، كان يعرف موعد رحلتي ومع ذلك لم يستقبلني ،أين هو ؟ وما الشئ الاهم من قدومي ؟
شردت جوليا ولوجي بتتابع تعابير وشها وكشرت : علمت شرودك يؤكد لي أين هو الان ؟
بصتلها جوليا بسرعة وعدم فهم : ما ذا علمتى ؟
لوجي بإبتسامة : يطارد فريسته ، ما إسمها ؟ نعم زينب
حست جوليا بالصدمة وبصتلها ودموعها لمعت ولوجي ضحكت : ليس لهذه الدرجة عزيزتي ، لا تنصدمي هكذا وأنا صاحبة الفكرة
بصتلها ومش فاهمة قصدها إيه ؟
لوجي ساخرة : أنا صاحبة فكرة الانتقام الرئيسية من موظفة البنك هذه عقابا للماضي
بصت جوليا والصدمة عقدت لسانها وهي بتفكر أي براءة كانت بتفكر فيها جوليا وهي إللي طلعت بالنسبالهم كدا بريئة
كانت خايفة علي براءة لوجي لو عرفت بمخطط إلياس
وتطلع هي المدبر الحقيقي زي البنزين إللي بيشعل النار الراكدة
لوجي بتعاطف : عزيزتي لا أريد أن ارى تعاطف لأحد لا تعرفيه للتعاطف ينبغي أن يكون لنا والسبب اننا أصحاب حق ألسنا كذلك ؟
جوليا بصدمة : لكن آنتي
سكتت وهي مش عارفة تتكلم من الصدمة
لوجي بحقد : لكني صاحبة الحق في الانتقام ،أنا ابنة من قتلها عزيزي إلياس ولهذا اشعلت بداخله رغبتي في الانتقام لأمي أليس حقي ؟
بصتلها جوليا وهي تايهه وبقت حاسة بالخطر الاكبر ولازم تختار يا تنقذ البنت إللي ملهاش ذنب يا تسكت وتخرج نفسها برا الحكاية وهما يتصرفوا وساعتها هتلعب دور المتفرج ودا مش هيعجبها وهي لازم تسافر وتستناهم بس مش هنا في أثينا
وهو دا القرار الافضل عشان تبعد عن إللي هيحصل……
يتبع…
مسحت دمعتها بسرعة هي مش عايزة تزعل كدا ولازم تتفائل عشان نفسيتها وايامها تبقي تمام
وفجأة جالها إتصال رقم خاص اترددت ترد بس قالت يمكن مروة ولا حد من طرفها وفجأة القلق ساورها وبقت خايفة مش عارفة إيه السبب
بس المكالمة بجد صدمتها ولجمت لسانها……. ؟
وكان آخر حد توقعت تكلمه في الوقت ده ويمكن بعد كل إللي حصل دا كله
: إزيك يا زينب!
زينب :…..
:ساكتة ليه ؟
الصدمة لجماها ومش عارفة تقول إيه : جبت رقمي منين ؟
: دا إللي قدرتي تقوليه ؟
عنيها دمعت وفضلت ساكتة هي أصلا مش مستوعبة إنها تكلمه بعد كل السنين دي
قال بصوت مخنوق : مكنتش أعرف إني مش مرغوب فيا للدرجادي وانك خلاص نستيني
زينب بتوتر : مجدي ،أنت جبت رقمي منين ؟
مجدي بغيظ منها وشوق ليها في نفس الوقت وحاسس إن صوتها وحشه حس بروحه ردت فيه : وحشتيني
زينب بخوف : لو سمحت متكلمنيش تآني
مجدي بغضب : آنتي للدرجادي قلبك قاسي ؟ للدرجادي مش فارق معاكي؟
زينب مثلت القوة : أظن إنت راجل متجوز ولازم تحترم الست إللي إنت متجوزها وكمان أنا ست متجوزة وياريت مترنش عليا تآني وإلا جوزي هيفهم غلط
صرخ فيها بعصبية : اتجوزتي ؟ إزاي ؟
زينب بعدم فهم : هو إيه إللي اتجوزت إزاي ؟ مفكر يعني هعيش حياتي مستنياك هعيش حياتي إستنى حضرتك ونعيده تآني وأختي تعاني في النص ؟ أختي ضحية يا أستاذ
لمعت دموعه واتكلم بسخرية : أختك ؟ ياه تصدقي أختك أختك إللي آنتي اخدتيني منها ووقعتيني فيكي لدرجة مش قادر امحى صورتك من خيالي لحد الان مش قادر انسي إللي فات مش قادر أكمل آنتي دمرتيني نسفتي كل سنيني ومستقبلي و….
زينب وهي بتكتم دموعها : مجدي لو سمحت أنا ست متجوزة خاف عليا جوزي يعرفش حاجة أنا هقفل سلام
قبل ما تقفل صدمها : ميعرفش ؟ اومال ضحكتي عليه إزاي ؟
زينب برعب : إنت بتقول إيه ؟
مجدي بغضب : إيه اتصدمتي ؟ نسيتي إللي بينا ؟ نسيتي جوازنا ؟ يا ترى قدرتي تضحكي عليه فهمتيه إيه بالظبط حابب أعرف
وكانت دي صدمة ليها لأن كدبتها قلبت عليها كان لازم تقوله اتجوزت ؟ بس كانت بتحاول تبعده عنها ماصدقت بعدت عن المشاكل السنين دي هترجع تعيدها تآني ؟
بس فعلا لو هي اتجوزت هتقول إيه ؟ هل هتقول الحقيقة وانها اتجوزت في السر قبل كدا ؟ ولا هتخبي بس ليه ؟
خايفة يجي يوم اسرار حياتها دي تتكشف وهي إللي كانت عاملة هالة حوالين نفسها عشان محدش يدخل حياتها ؟
مجدي : شايفك ساكتة يا ترى ايه السبب ؟ والمغفل إللي اتجوزتيه عرف إيه بالظبط ؟
زينب بترجي : مجدي! أرجوك فاتت سنين كتير أنا وإنت استحملنا كتير يبقي ليه متكملش حياتنا علي الاساس ده نكمل هنقدر
مجدي بحزن : مش قادر مش قادر يا زينب أنا ما صدقت وصلت لحاجة توصلني بيكي ،أنا نازل بكرا القاهرة وعاوز أشوفك
زينب بصدمة : نعم ؟ جاي القاهرة وعاوز تقابلني ؟ إنت جرالك إيه ؟
مجدي : عليا وعلي أعدائي أنا خلاص جبت أخري منك ومن أختك إللي صبرني عليها السنين إللي فاتت فرحة بنتي لكن طاقتي نفذت ومش هقدر استحمل آكتر من كدا يا تكوني ليا يا هموتك واموت نفسي
كانت مصدومة مش مصدقة إن الشخص إللي بيكلمها ده مجدي حب عمرها معقول هو وهي مكنتش تعرفه كانت مراية الحب عامية فعلا ؟ بس مستحيل مجدي لا لا مجدي مش كدا خالص دا اعقل الناس وحكيم ورومانسي إزاى بس كدا أكيد في حاجة غلط
مجدي : آنتي ساكتة ليه ؟
زينب ببكاء : أرجوك حياتي أنا وأختي اتدمرت بلاش تدخل حياتي تآني أنا مصدقت وبعدين أنا في مصيبة دلوقتي ومش عارفة أفكر أرجوك سبني في حالي كمل علشان خاطر بنتك إفتكر إنها ملهاش ذنب في المثلث إللي إحنا فيه وشلني أنا كمان من المثلث ده شلني منه ومن حياتك وعيش زي ما كنت عايش السنين إللي فاتت
مجدي بكي بحرقة : آنتي لعنة دخلتي حياتي دمرتيها ،معرفش إزاي وإمتى حبيتك ،معرفش ليه أصلا دخلت حياتك آنتي واختك ياريتنى ما كنت عرفتها ولا عرفتك أنا لحد دلوقتي مش عارف ارجع مجدي غانم بتاع زمان ،آنتي أنانية وقعتيني في حبك ورجعتي جيتي تعيطي وقال إيه مشاعر الاخوة صحيت فيكي وعاوزة ترجعي لاختك حبها عشان متبقيش أنانية بقيتي بتشقطيني زي الكورة وقدرت تضحيتك ورجعتي وقعتيني تآني وأنا زي الغبي اتجوزتك عشان بحبك وانقذك من الورطة إللي اتحطيت فيها أنا وإنتي رجعتي تآني قولتيلي أختي هتموت نفسها وخايفة جوازنا يتكشف رحت عشان اطلقك واتجوزها
آنتي إيه ؟ آنتي شيطان علي رأي منة ،منة أختك اعتقد إنها أفضل كتير منك علي الاقل بتدافع عن حبها بكل الطرق وإنتي آنتي بتمثلي البراءة والطيبه وإنتي عكس كدا خالص
كانت بتسمع كلامه وقلبها بيتقطع مع كل كلمة هو بيقولها لأنها مش عارفة إذا كانت تنتطبق عليها ولا هي دايما بتتفهم غلط ؟
زينب : طيب روح للي بتحبك وبتعمل أي حاجة عشان تكون معاك
مجدي مرة واحدة ضحك بطريقة صدمت زينب : لا آنتي بتحلمي ،أنا كنت حاطط أمال كبيرة آوي علي المكالمة دي كنت متوقع الاقيكي لسة مستنياني لسة قلبك بينبض بحبك ليا لسه بتمثلي الملاك البرئ وأنا فاهم إنك بتضحي
زينب صرخت : أرجوك يا مجدي كفاية وحياة إللي كان بينا عيش حياتك وانساني كمل زي ما كنت مكمل
مجدي بقوة سخرية : بالموت؟ أيوة ما أنا كنت عايش ميت
أتكلم بنبرة أول مرة تسمعها منه : بكرة الساعة ٤ هكون في مطعم إسمه *** في وسط البلد هستناكي وجربي كدا تتذاكي أو متجيش أو تعملي أي حركة من حركاتك صدقيني هتشوفي مجدي عمرك ما شفتيه في حياتك
وقفل الخط وقفت زينب جامدة مكانها مش عارفة تفكر في إيه ؟ ولا حتي تقول إيه ؟
مشيت وهي مش عارفة رايحة فين أو تعمل إيه ؟ بتعيط وهي منهارة علي إللي حصل زمان ويا ترى هي كانت ضحية عشان حبت مجدي ؟ رغم إنها عارفة إنه متقدم لاختها ؟ صحيح هي غلطانة صحيح المفروض كانت تحترم أختها الكبيرة وتقدر إنها أختها وتوقعه في حبها وتتجوزه في السر وهي مفكرتش حتى في عيلتها كل همها هو وبس بتحبه ولازم تكون معاه طبعا أهلها رفضوا عارضوا إنها تبني سعادتها علي حساب سعادة أختها ومع ذلك اتجوزته من وراهم سنة كاملة من غير ما حد يعرف حاجة وشايفة أختها بتتعذب ادامها ومش عارفة تقولها حاجة لأنها عارفة إن هي عملت جريمة
حست بالخنقة وهي بتفتكر السنين إللي فاتت وهي بتتعذب وبتوهم نفسها إنها ضحت عشان خاطر أختها وهي السبب من البداية بس مفيش إنسان بيقول علي نفسه إنه غلط بس تفسيرها إيه للي عملته في نفسها واختها ودلوقتي هي مش عارفة تعمل إيه ؟
كل الماضي ومشاكل السنين هترجع تآني بمجرد موافقتها إنها تخون أختها من تآني والمرادي فيه بنت هتتعذب يعني الدايرة بتزيد بس هي مش عايزة ده ومش عايزة مجدي أصلا هي بتفكر في غيره وعايزه غيره بس لا غيره نافع ولا هو نافع مينفعش حد هي عايزة تبعد وبس بس هتهرب فين تآني ؟ هتروح فين ؟ طيب المرا إللي فاتت هربت لأنها كانت صغيرة المرا دي هتهرب إزاي وهي ما صدقت لقت شغلانة عدلة عمرها ما هتعرف تلاقي زيها
مشيت وهي سرحانة مش عارفة رايحة فين ؟ أو هتعمل إيه ؟ دي حتى نسيت هي خارجة ليه ؟ ولا حتى إنها كانت بتدور علي مروة
وحتى ما أخدتش بالها من العربية إللي جاية ناحيتها بسرعة ومحستش غير بإيد بتشدها بصت كان هو إلياس إللي أول مرة تشوفه من آخر شافته فيها
بصتله بتشوش ومش مركزة كان وسيم جدا حست برجليها مش شايلاها ضحكت بضعف وبعدها فقدت وعيها ووقعت بين ايديه
لأول مرة إلياس يحس إنها شخص تآني ، شخص تايه وحزين حاسس إنه حزين عليها آوي مش عارف ليه ؟ حاسس بقلبه بيوجعه إنه سببلها وجع كدا
شالها وحطها في العربية ورجع قعد مكانه ودور العربية وبص ناحيتها مش عارف يحدد إحساسه ناحيتها هل هي مظلومة فعلا ؟ هل هي بتعاني زيه ؟ يا ترى كان قرار غلط يوم ما قرر إنه يسببلها كل الأذى ده عشان خاطر انتقامه من أبوها ؟
مش عارف يعمل إيه ؟ بقي أول مرة يحس إنه محتار كدا لإنه أول مرة يشوفها بالشكل ده
وقف العربية ادام الفيلا ونزل شال زينب ودخل بيها
كان البيت كله نايم ،فتح أوضة من اوض الفيلا ودخلها نيمها علي السرير وشد عليها الغطة ودخل اوضته غير هدومه وأخد شاور وفرد نفسه علي السرير وهو بيفكر في حل لأفكاره دي
ليه قلبه واجعه وحاسس بالندم إنه عمل فيها كدا ؟ هي صح بنت فهمي السيوفي ولكن إللي شافه عكس كدا
الصبح في محطة قطر رمسيس نزلت من القطر وهي شايلة شنطتها وبتبص حواليها بتوجس وزي إللي خايفة من حاجة بقت خايفة ليكون حد قاطرها
خرجت من المحطة وبصت للورقة في أيديها بحزن وقربتها من قلبها وخرجت من المحطة وقفت تاكسي وسألته علي العنوان إللي في الورقة يوصلها ليه
مروة صحيت علي صداع رهيب وجسمها متكسر كانت الشمس عاملة ضوء في المكان عرفت إن النهار طلع بس صاحية حاسة بالخوف مش عارفة إيه هيحصل وبقت خايفة يكون زينب جرالها حاجة
افتكرت الكلام إللي سمعته إمبارح وإن زينب المقصودة خافت جدا عليها ،زينب صاحبتها من فترة قصيرة ومع ذلك حست إنها تعرفها من سنين وبالنسبالها بمثابة أخت ليها زي أختها نهال واكتر
وهي تقريبا عارفة اسرار كتير في حياة زينب وعارفة اللي عملته في حق أختها ورغم إنها عارفة إن هي إللي غلطت في حق أختها بس هي مش ملاك هي غلطت وكان دا سبب لكسر علاقتها بأختها بس هي لما شافت زينب كانت وحيدة ضعيفة رغم القوة إللي متظاهرة بيها دايما شايفاها جدية شغلها رقم واحد الحب والغراميات دي ولا ليها لازمة في حياتها يعني كانت بتصحح الخطأ إللي وقعت فيه وكدا هي بتحسن نفسها بنفسها وبتصلح غلط الماضي وهو دا إللي قوى علاقتها بيها إنها استمدت القوة منها يعني مش حرام نغلط الحرام اننا منصلحش الغلط ونستمر فيه
قربت من زينب عرفتها وحبتها واتعلمت منها وبقت تخاف عليها آكتر من نفسها
مروة طول عمرها كانت بتدور علي صاحبة تكون أخت وأكتر
ولقت ضالتها في زينب وزينب لقيت فيها عيلتها إللي سابتها ومشيت وعاشت لوحدها فكانوا عوض لبعض فعلا
حست بفتحة الباب اتحمست أخيرا حد عبرها ؟ عاوزة تسأل عن صاحبتها عاوزة تعرف هما عملوا فيها حاجة ولا موصلولهاش أصلا
بس إللي شافه كان ………
صحي من النوم علي صوت تليفونه وكان واحد من رجالته بيكلمه
اتعدل ورد عليه : إيه ؟ فيه جديد ؟ بتقول إيه ؟ متعرفش مين دي ؟ طيب إبعتلي صورتها لو ممكن
قفل معاه وهو بيفكر : مين دي يا ترى ؟ ست كبيرة ؟ يا ترى مين ؟
وفجأة فكر : معقول هي ؟
اتعدل بسرعة وهو بيردد : عمتي صباح ؟
شوية و رجالة خالد إللي كانوا واقفين بيراقبوا بيت زينب بأمر من إلياس بعتوله الصورة واتأكد إنها عمته
كلمهم وطلب يجيبوها علي هنا من غير ما يقولولها حاجة
قفل التليفون ودخل ياخد شاور سريع يستعد بيه ليومه الجديد
وفجأة وهو تحت المية سمع صوت صرخة هزت المكان
اتخض لبس البرنص بسرعة وخرج وكان……
يتبع…
وصلت علي العنوان إللي في الورقة ووقفت ادام العمارة إللي زينب ساكنة فيها بس وقفت محتارة لأنها متعرفش بنتها في أي شقة
بصت حواليها يمكن تلاقي أي شخص تسأله بس مين هيعرفها ؟ مسكت التليفون وحاولت ترن علي زينب تآني بس مش بترد ودا قلقها جدا عليها لأن دي المرة الخامسة إللي ترن عليها وبنتها متردش دا غير إنها من إمبارح وهي حاسة بقبضة في قلبها ودا كان السبب الرئيسي إللي خلاها تيجي
قلقها زاد علي بنتها وخافت يكون حصلها حاجة
البواب جه من وراها يسألها : بتدوري علي حد هنا يا حاجة ؟
بصتله بسرعة : فيه واحدة ساكنة هنا إسمها زينب السيوفي أنا بقي أمها
البواب رحب بيها جدا : يا أهلا وسهلا يا تلتمية مرحبا يا أهلا يا ست الكل
من طريقة ترحيبه بيها عرفت إن العنوان صح وإن بنتها ساكنة هنا
صباح : لامؤاخذة هي في انهي شقة ؟
البواب : شقة الدور الرابع إللي في وش الأسانصير
ابتسمت وشكرته وطلعت وهو مش عارف يقولها ولا ؟ يقولها إن بنتها مش موجودة من إمبارح ولا لا ؟
ركبت الأسانصير ووصلت للدور وخبطت فضلت وقت طويل ادام الباب ومحدش بيرد
إستغربت وقلقها زاد لأن دا معناه إن فعلا بنتها وقعة في مشكلة بس هي فين ؟ معقولة جرالها حاجة جوا ومحدش يعرف ؟
نزلت بسرعة عند البواب وقالتله : محدش بيرد يا إبني ،معقول يكون جرالها حاجة ومحدش يعرف لأنها عايشة لوحدها و
قاطعها البواب : اهدي يا ست الكل ،متقلقيش أكيد بخير
صباح وبدأت دموعها تخنق صوتها : اومال مفتحتش ليه ؟ أنا خبطت علي الشقة إللي قلتلي عليها بالظبط والله
البواب : أصل صراحة انسة زينب مش فوق
نوعا ما ارتاحت إنها مش في الشقة ومش جرالها حاجة بس رجعت بصتله : اومال راحت فين؟
البواب بتوتر : انسة زينب خرجت من إمبارح ومرجعتش
ودي كانت صدمة لأمها لأن دي اقوي خرجت ومرجعتش يبقي بنتها جرالها حاجة يبقي حصل حاجة
جه شاب قرب منهم وبعملية : آنتي والدة زينب ؟
قامت بلهفة تسأله : إنت تعرف بنتي فين ؟
بصلها :عندي أوامر إن أخدك معايا
صباح بتوجس : على فين ؟
الشاب : معنديش أوامر أتكلم اتفضلي معايا وهتعرفي كل حاجة
ونفس قلق وخوف صباح والدة زينب كانت نها عندها نفس الإحساس من وقت ما بنتها اتخطفت ،خايفة متوترة مش مركزة حاسة بقبضة في قلبها مش مركزة في أي حاجة بتعملها
نهال دخلت المطبخ لقت والدتها سرحانة ومش مركزة وكل ما تحاول تكلمها إلا إنها ساكتة ومش سامعاها أصلا
مسكت أيديها فنها اتخضت والاطباق إللي كانت بتغسلها وقعت من أيديها اتكسرت فصرخت بخوف : مروة!
نهال خافت علي مامتها آوي وحست إن فيه حاجة مش طبيعية وقلقت علي مروة جدا
سندتها نهال وقعدتها ترتاح وحاولت تطمنها بس هي نفسها قلقانة وحاسة إن أختها في ورطة علي الاقل لو مكنتش جت كانت اتصلت هي ميمنعهاش غير الشديد القوي وهمست : يا ارى إيه هو الشديد القوي أللى مانعك يا مروة ؟
قعدت هي كمان علي أقرب كرسي لأن لسه رجليها تعبانة ومش بتستحمل الوقفة عليها كتير
جابت تليفونها وحاولت ترن علي مروة مرة بعد مرة بس مفيش فايدة مش بترد
برضه رنت علي زينب بس زينب تليفونها مغلق القلق زاد عندها جدا
بصت لقت والدتها مركزة معاها حاولت تبتسم عشان تطمنها : متقلقيش يا ست الكل هتلاقيهم مشغولين وبعدين جا لسه بدري بنتك لسه في البنك وأكيد مشغولة مش عارفة ترد
نها : طب وزينب رنيتي عليها ؟
نهال بقلق : تلاقيها نايمة وقافلة تليفونها
نها : هما آلأتنين في وقت واحد ؟
نهال قربت منها وقعدت جمبها : آنتي قلقانة ليه يا ست الكل آلأتنين دول من ساعة ما عرفوا بعض وهما مع بعض في كل حاجة
نها لسه قلقانة : يا نهال من إمبارح واختك مبتردش قلت يمكن مشغولة مع زينب أو فيه حاجة بس كمان النهاردة لا كدا كتير أختك جرالها حاجة مستحيل يكون الوضع طبيعي
وقفت مرة واحدة نهال بصتلها بإستغراب : على فين ؟
نها : هلبس هدومي وانزل أروح لزينب
نهال بصتلها بقلق : يا ماما الغايب حجته معاه آنتي قلقانة ليه؟
نها : أختك يا نهال أنا مش قادرة وأنا قلقانة كدا حتى لو عملتي إيه ؟أنا قلبي مش مطمن
زي ما حسيت بإللي حصلك كمان حاسة إن أختك في خطر ،قلب الام مبيغلطش أختك فيها حاجة وحاسة إن زينب برضه معاها لأن الاتنين كدا يبقي هما في مشكلة ولازم أعرف راسي من رجلي واطمن عليهم
دخلت لبست بسرعة وبصت لنهال : أنا هكلم أم محمد جارتنا تيجي تطل عليكي كل شوية ووقت دواكي هتجيلك والاكل جاهز مفيش أي حاجة ولما ابوكي يرجع اوعي تقلقيه لو فيه حاجة هكلم محمود وهبقي اطمنك
وماشية نهال وقفتها : لا أنا جاية معاكي
زعقت نها : تيجي معايا فين ؟ آنتي لسه خارجة من المستشفى آنتي تروحي ترتاحي ومتجهديش نفسك عشان رجلك تخف بسرعة ودراعك كمان
نهال : يا ماما
نها : إسمعي الكلام ابوس أيدك أنا مش حمل خبطة تآنية ارجوكي يا نونا بلاش تقومي روحي ارتاحي عشان خاطر ماما
سكتت نهال وابتسمت نها : ربنا يخليكوا ليا ،يلا ارتاحي وأنا هبقي اطمنك بس اطمن إن مفيش حاجة إن شاء الله
مشيت نها ومرت علي جارتها وصتها علي نهال وركبت تاكسي
قفل التليفون ودخل ياخد شاور سريع يستعد بيه ليومه الجديد
وفجأة وهو تحت المية سمع صوت صرخة هزت المكان
اتخض لبس البرنص بسرعة وخرج
كان الكل صحي والصوت جاي من الاوضة إللي فيها زينب اتخض وقلبه اتنفض مرة واحدة
دخل بحذر يشوف فيه إيه ؟ لقي زينب في حالة هيجان وهي مش حاسة بحاجة حواليها وكانت زي إللي بيطارد شبح أو كابوس
شكلها كان غني عن أي تعريف كانت بتبكي بخوف وخصوصا لما قامت من النوم لقت نفسها في مكان غريب لا هي شقتها ولا المستشفى هو صحيح مكان أكبر من خيالها بس يبقي مكان غريب مجهول بالنسبالها غير الكوابيس إللي كانت بتطاردها زي ما يكون أشباح بتطاردها
كانت خايفة الاوضة كلها متكسرة وهي مش حاسة غير بالخوف وتأنيب الضمير والماضي إللي دايما ملاحقها
ودايما حاسة إن إللي فيه ده عقاب ربنا عشان إللي عملته زمان فبقت تصرخ بهيستيريا وهي بتردد : أنا آسفة أنا آسفة يارب هون العقاب يا رب
اتخض إلياس جدا عليها وعلي منظرها جري بسرعة عليها ومن غير ما يوعى هو بيعمل إيه شدها في حضنه حاول يطمنها
بس يطمن إيه ؟ دي كانت خايفة منه هو كمان وبتحاول تبعد عنه وتقاومه لكنه مسمحلهاش هو بس بيحاول يسكتها ويطمنها
وهي واستسلمت وبقيت تبكي بقوة حط أيده علي وشها كانت عرقانة جدا وباين إنها في حالة ذعر مش عارف ليه حس في اللحظة دي إن قراره كان كله غلط وإنه بيعاقب الشخص الغلط
الإنسانة إللي شافها إمبارح تايهه وماشيه بلا هدف وكانت زي المدمرة بالظبط وإللي شايفها دلوقتي بيأكدله إنها بتعاني آكتر منه واخيرا قرر إنه ينهي أي قرار خده لأن هو مكنش دا هدفه ،هدفه هو فهمي السيوفي إللي كان السبب في موت أبوه وكان سبب إنه قتل أخته وتشريد بنتها وكان السبب في كل مشكلة في حياة إلياس ولوجي بنت أخته
بس هو كدا مش بيأذي فهمي زي ما كان متوهم لإنه فهم إن فهمي مش عايش معاها ولا حتي بيزورها وأكيد من شخصية فهمي عرف إن هي فيه مشاكل بينها وبين عيلتها يبقي لازم ينهي المهزلة دي والبنت ترجع لحياتها الطبيعية
من يوم ما شافته وهي المشاكل ملاحقاها يبقي يسيبها تعيش حياتها وهو هيتصرف وهيعرف ينتقم من فهمي كويس بس المهم يبقي بعيد عن زينب إللي شاكلها طالته قذارة أبوها وبتعاني منها
كانت جوليا واقفة علي الباب وهي في حالة صدمة شايفة إلياس حاضن زينب أيوة هي دي البنت بس جابها أمتي ؟وليه ؟ حست بشعور الغيرة وهي شايفاه في حضن بنت تآنية حتي لو كانت بتشفق علي البنت دي وخايفة عليها من إلياس وبنت أخته بس إحساسها بالغيرة سيطر علي إحساسها بالشفقة ناحية أي حد أو ناحية زينب
في منزل فهمي السيوفي
خبطت منة علي أوضة أمها وهي بتنادي عليها بس مردتش ومش سامعة صوتها أصلا حست بالخوف تكون أمها جرالها حاجة خصوصا إن هي مستغربة صمتها في الفترة الأخيرة أصلا
وابوها بقاله فترة مختفي وإللي جننها إنها بتفكر إنه يكون سافر لزينب وكإن السنين إللي فاتت دي اتمحت من خياله أو فقد الذاكرة ونسي هو عمل إيه في زينب
دخلت بس اتفاجئت إن الاوضة فاضية ومترتبة إستغربت أمها راحت فين دلوقتي
كانت خارجة بس لمحت ورقة محطوطة بإهمال جمب التليفزيون
قرأتها وعرفت من محتواها إن أمها سابت البيت بس يا تري راحت فين ؟ دي
سكتت ورددت مرة واحدة : عند زينب
متعرفش ليه الحقد سيطر عليها مرة واحدة وغضبها أتحكم فيها ومهمتها إنها تنتقم من زينب وتخلص من وجودها في حياتها سيطر عليها
زينب استرخت وهي بين ايدين إلياس ونامت من تآني فهو رجع رأسها علي المخدة وغطاها وفضل يتأملها شوية مش عارف ليه حاسس بشئ لا شعوري بيغزو قلبه
قام بسرعة وهو بيبص عليها نظرة سريعة وقام حاول يهرب بنفسه ومن الافكار أللى جت في دماغه في الوقت ده وساعتها حس بتهديد
لسه هيخرج اتفاجئ جوليا واقفة نظراتها غامضة مش فاهمة بس ساكتة
لسه هيتكلم سابته ومشيت من غير ولا كلمة وهو استغرب رد فعلها ده طول عمرها عارفة علاقاته حتي من وقت ما قربوا من بعض وهو كان يعرف بنات ومكنتش بتعارض ودلوقتي نظرتها غريبة وخصوصا إنه بس كان بيهديها يعني مفيش أي حاجة توصل الأمر النقطة دي
كان هيروح وراها بس وقف ورجع اوضته ودخل يكمل شاور
بس كان شارد تماما مش عارف أصلا ليه بدأ يفكر فيها وإحساسه وهو حاضنها كإنه في دنيا تآنية إحساسه وهو بيفتكر خوفها وعياطها في حضنه ومنظرها كله جننه وحسسه إن قراره صح البنت دي خطر عليه نفس الاحساس إللي حاسه أول مرة لسه فاكره كان بينكره لحد كام ساعة بس عنده شعور إنها مميزة حط أيده علي شعره بغضب وهو بيتمني يمحي اللحظة دي من راسه بأي شكل وحس بالخطر وإنه لازم ينهي مهزلة للإنتقام دي
جوليا في اوضتها حاسة بالغيرة الشديدة وانهارت في العياط بصت علي إلياس إللي حتي معبرهاش ولا جه وراها ولا حتي فهمها هو جابها هنا ليه ؟ ولا إيه حتي إللي في دماغه
هي صحيح طلبت منه كذا مرة يطلعها من الخطة بس مش لدرجة إنه يبطل يحكيلها أو يجي يراضيها زي ما كان متعود لما تزعل منه
كانت بتفكر إنها ترجع أثينا لأنها مش هتقدر تستحمل خططه الانتقامية وإن هي كل شوية تتفاجئ كل شوية تأجل موضوع سفر متأملة إن في أي لحظة هتنتهي المهزلة دي والبنت في حياتها وإلياس يرجعلها صافي الذهن ويرجعوا لحياتهم الطبيعية
بس قلبها وجعها من إلياس وحست بالعياط خنقها وانهارت وهي حاسة بشئ غريب وإن إلياس بيفقد حبه ليها وخطر في بالها إللي شافته من شوية
واسترجعت كل ذكرياتها مع إلياس وكل شوية تفتكر إلياس وهو حاضن زينب وتبكي وهي حاسة إن قريبا هتفقد مكانتها في قلبه وهي إللي فكرت إن إلياس ليها وعمره ما هيسيبها ولا يتخلى عنها وهتكون ليه في النهاية
وصل الشاب إللي كلفه إلياس إنه يجيب عمته علي هنا
وقف ادام أمن الفيلا وطلب يقابل إلياس باشا
الحارس طلب يستني وفرد الامن دخل ومسك سماعة تليفون في الحيطة وطلب الفيلا جوا ردت عليه رئيسة الخدم إللي بسرعة طلعت لإلياس بس كان في الحمام فراحت لجوليا
إللي إستغربت ست مين دي إللي إلياس طلبها
خرجت وطلبت تشوفها
دخل معاه والدة زينب إللي كانت مستغربة جدا البيت الفخم ده والعز والهنا دا كله بس إستغربت إيه إللي جابها هنا
فضلت ساكتة وداخلة وهي مبهورة بكل حاجة حواليها
كانت في استقبالهم رئيسة الخدم إللي طلبت منها تنتظر لحد ما مدام جوليا تنزل والشاب مشي وبعت رسالة لإلياس يتمم علي عمله
قعدت صباح في الصالون الكبير مستنية تفهم في إيه ؟ وإيه إللي جابها هنا ؟ بدل ما تدور علي بنتها وتشوفها راحت فين من إمبارح
فضلت تتأمل المكان وعنيها مش مصدقة إنها في مكان زي ده
بس لسانها اتلجم لما شافته ادامها أيوة هو بصت للصورة بصدمة وهي بتردد : نافع ؟ نافع أخويا ؟
بصت حواليها وقلبها بيدق ولسانها مش مصدق المفاجأة دي
بس كشرت صورة أخوها هنا ؟ يا ترى إللي جه في دماغها حقيقي ؟ بس إزاي إلياس أبن أخوها مات من كام سنة علي السفينة إللي كان مهاجر عليها يمكن ما ماتش أو هي حقيقي مش فاهمة
بس ضوء صغير من الامل سيطر عليها إن ممكن إلياس عايش بس كشرت لما لقت بنت في استقبالها وكانت جميلة جدا إللي هي باين عليها إنها أجنبية
جوليا حاولت تبتسم : أهلين فيكي
بصتلها صباح بإستغراب وهي مش فاهمة منها حاجة
صباح : آنتي مين ؟
بصتلها جوليا بإستغراب : أنا ؟ أنا يلي بدي إسألك مين بتكوني ؟وشو بدك
صباح : إني مش فاهماكي يا بنتي ؟
حست صباح بصعوبة التواصل معاها وحست جوليا إن هي برضة مش فاهماها يعني هي عارفة كلامها بس مش عارفة تتواصل معاها فعلا لأن دي لغتها العربية إللي مش بتعرف تتكلم غيرها
إلياس خرج من الحمام ووقف يختار لبسه ومسك موبايله وعرف إن عمته تحت
حس برعشة في جسمه مش عارف سببها وبيحاول يهدي دقات قلبه مش عارف هو هيواجها إزاي ؟ وفي لحظات مر ادامه ذكرياته معاها وطفولته ومش عارف إزاى تجاهل ده وعمل كدا في بنتها
نزل بحذر وبخطوات بطيئة بيقدم رجل ويأخر التانية غمض عينيه وهو بيحاول يهدا ليه حاسس كدا مع إنه طلبها عشان عشان إيه ؟ هو فعلا مش عارف إيه إللي حصله من إمبارح للنهاردة بقي عاطفي آوي وبقي يتجاهل حاجات كتير قعد سنين يدرب نفسه عليها وعلي القسوة
سمع صوتها مع جوليا استمتع صوتها إللي وحشه بس خايف مش عارف إيه إللي هيحصل وهي زي ما هي ولا اتغيرت
وقف أخد نفس طويل واستجمع بعض شجاعته ودخل
وقف ادامها ومقدرش يمنع دمعة عينه وهو شايف منظرها ادامه واد إيه التغيير إللي حصل في حياتها ده اتصدم فعلا لأن دي مش عمته أيوة دي عمته مكنش فيه أجمل منها وكانت دايما محافظة علي نفسها وجمالها واناقتها ويمكن دا لفت انتباهه في زينب بس صدمة أطاحت بيه تغييرها ده ،ياه كل دا حصل في غيابه وكإنه إستنتج وجع السنين إللي عايشة فيها عمته وإتألم عليها وغضبه علي فهمي السيوفي بيزيد
محسش بنفسه وهو بيكز علي أسنانه ومكور أيده بيحاول يسيطر علي نفسه وغضبه
كانت بصاله مستغرباه بتشبه عليه كتير دمعتها لمعت وبصتله وهي بتردد : إلياس ؟
ابتسم إلياس وبصلها هي أمه الحقيقية أمه إللي مخلفتوش أمه إللي عاش معها آكتر من أمه بس ليه فهمي عمل كدا وحرمه منها زي ما حرمه من كل حقوقه
بعد الاحضان واللحظة الحميمية كل ده كان تحت عيون جوليا إللي صدمها تغيير إلياس فجأة هو دا إلياس إمبارح كان بيتوعد ويغضب ويبكي ؟ دا جانب مفاجئ لجوليا هي عارفة إنه قوي وغاضب بس حنون وعاطفي بس للدرجادي ما كانتش متوقعه صدمها فعلا يظهر إن رغم كل إللي مفكرة إن هي تعرفه عن إلياس مجرد سراب لإنه كل شوية يفاجئها برد وشخصية متوقعتهاش
لمعت عنيها وافتكرت إلياس وهو حاضن زينب وكان بيهديها بتدب فيها الغيرة كانت هتبكي بس مسكت نفسها
وحاولت تبتسم اتعرفت علي صباح بإصطناع وسابتهم : رح انطرك جوا إلياس
إلياس : وقوليلهم يجهزوا الغدا
سابتهم ومشيت وصباح قعدت وهي مش مصدقة إن إبن أخوها عايش
إلياس باس أيديها : عمتي! إشتقتلك بحب السنين إللي فاتت
ابتسمت وبصتله بحب وهي بتتأمل ملامحه : كبرت يا إلياس ،كإني شايفة نافع أدامي وحشتني يا إبن الغالي ولما سمعت بإللي حصل اتقهرت،أنت عارف معزتك عندي
إلياس أتكلم بتأثر : عارف يا عمتي عارف
بصتله : إنت عارف إني مليش ذنب مش كدا ؟
بصلها وهي كملت : أنا عارفة إنه مش وقته وأنا شايفاك بعد السنين دي بس إنت عارف الخدع إللي عيشنى فيها فهمي وكنت مضطرة اقبل واكمل
إلياس فجأة : لا يا عمتي لو اتكلمنا في الحق مكنتيش مضطرة
بصتله بصدمة وهو بصلها : عارف إن كلامي هيوجعك بس لا آنتي إللي اختارتي اخواتك حذروكي منه بس مراية الحب عامية وإنتي مكنتيش شايفة إلا هو ومع اكتشافك حقيقته برضه قبلتي تكملي معاه
كانت هتتكلم بس قاطعها : هتقوليلي بناتي هقولك إحنا بقينا في عصر مختلف يعني تقدري تربي بناتك بعيد عنه لإنه ميصلحش إنه يكون اب ، اتسبب في موت اخوكي ومع ذلك كملتي معاه خلاني قتلت أختي ومع ذلك كملتي وإنتي عارفة كل ده ، بنت أختي طفشت بسببه خافت يقتلها زي ما قتل أمها عاشت متشردة سنين وكله بسببه وأنا كنت عايش تحت رحمته وكله في قلبي وساكت مستني اليوم إللي هنتقم منه فيه وإنتي شايفة وساكتة
كانت بتعيط مع كل كلمة بيقولها لأنها للأسف حقيقة
اتأثر وبصلها : حقك عليا بس مقدرتش أسكت وأنا كل دا في قلبي
صباح : أنا غلطانة عارفة بس سكتت واستحملت لإنه هددني بحياة ولادي أنا صح خدتها حجة بس والله يآبنى ماكنتش أتمنى إن دا كله يحصل انا مهما كان قصاد جبروته ولا شئ
بصلها : سبتي نفسك واهملتي جمالك وحياتك هي دي عمتي صباح لا لا أنا مصدوم
صباح : العمر راح خلاص يا بني ،أنا كاتمة في قلبي وساكتة ودلوقتي الاختين بقوا أعداء وكله بسببه وأنا كنت بتفرج بقلة حيلة
لاحظ نبرتها وكلامها الاخير وحاول يربطه بإنهيار زينب وإللي يدل إن ماضيها مليان بالألام والخيبات مش من كام يوم يعني دخل حياتها فيهم حس بغباؤه إنه بدل ما ينقذهم من أيد الإنسان ده حاول ينتقم منه فيها حس بغباؤه وإنه بيفتح جروح ليه ملتئمتش
صباح فرحتها بلقاء إلياس كانت هتنسيها بنتها فوقفت مرة واحدة وبصتله : إنت أنا قصدي لازم امشي
إلياس : فيه إيه ؟
صباح اترددت تقوله فهو تقريبا فهم فبصلها : تعالي معايا
أخدها وطالع علي فوق وهي مش فاهمة حاجة بس مشيت معاه ودخلها أوضة زينب واول ما أمها شافتها اتصدمت بس فرحانة إنها لقتها مستغربة وجودها هنا علي مصدومة من شكلها إللي بيدل إنها تعرضت لنوبة عياط وشافت منظر الاوضة المبهدلة
إلياس وضح : إمبارح لقتها ماشية في الشارع وهي بتبكي ومنهارة وكانت مش واخدة بالها إن عربية جاية وراها لحقتها وجبتها هنا
اتصدمت وهي بتسمع إللي حصل لبنتها يا تري إيه إللي حصلها ؟
صباح بصتله : إنت عارف دي تبقي مين ؟
بصلها وهز راسه : زينب
إستغربت إنه عارفها بس بصتله : بما إنك عارف هي مين
تعالا معايا
خدته وطلعوا البلكونة بصلها : فيه إيه ؟
صباح استجمعت شجاعتها وبصتله : أنا هقولك على حاجة اعتبره طلب اعتبره رجاء من عمتك إللي أول مرة تشوفك من سنين وبردت قلبها برجوعك وكحلت عنيها بشوفتك
باس إلياس أيديها : أؤمريني
صباح : اوعدني تتجوز زينب
إلياس بصدمة : إيه ؟
صباح بدموع : عاوزاك تتجوز بنتي
بصلها إلياس ورجع بص لزينب إللي غرقانة في النوم ورجع بصلها وسكت
يتبع…
مروة مصدومة ومش مصدقة إنها بكل بساطة بقيت حرة ،والخاطفين فكوا أسرها بالسهولة دي يعني عمرها ما تخيلت الموضوع يكون بالسهولة دي
حست إن الخطر لسه قائم وطبعا لأنها عارفة إن مش هي إللي كانت مقصودة أو ده إللي سمعته فكانت حاسة إن الموضوع أكبر من إنها نجت من العصابة وهما بنفسهم إللي فكوا أسرها كدا
وفكرت إن معني إن هي بكل سهولة بقت حرة يبقي زينب بقت في الخطر نفسه يعني زينب اتخطفت ،أو هما ساوموها بخطة حقيرة عشان ياخدوا زينب مكانها زي ما سمعت
واقفة مصدومة ومش مصدقة نفسها يعني هي وصاحبتها عايشين حاليا في خطر وحياة صحبتها علي المحك
بصلها واحد منهم بإستغراب إن هي لسه واقفة ومصدومة
: آنتي واقفة مصدومة كدا ليه ؟ مش مصدقة اننا أطلقنا سراحك ؟
واحد تآني بصلها لكنه كان بيقيمها : بصراحة لو علينا مكناش سبناكي بسهولة كدا ،آنتي أصلا متتسابيش ،وكنا هنقون بأحلى واجب معاكي
ضحكوا كلهم وهما بيأكدوا كلامه بصتلهم بخوف حقيقي
بس كل إللي هاممها دلوقتي إن هي تعرف صاحبتها فين ؟
بصتلهم وهي بترتجف وقربت منهم بحذر وهما كانوا مستغربين أصلا إللي هي بتعمله بس هما معملوش حساب إن هي أصلا ممكن تفكر بكلمة واحدة تعترف عليهم يا تري فكروا في إيه ؟
مسكت حديدة وقربت بتهديد وهما المفاجأة لجمتهم وقالت بشجاعة مزيفة : لو مقلتوش دلوقتي حالا وديتوا زينب فين ؟ هيبقي آخر يوم في عمركم
حاول واحد فيهم يقرب بس خدت بالها وبصتله : أنا مش بهزر والله لو ما إتكلمتوش أنا هنفذ تهديدي وهموتكم حقيقي
: آنتي بتتكلمي عن إيه ؟ مين دي إللي آنتي بتتكلمي عنها
التاني رد عليها بإستهزاء : مفكرة إن البتاعة دي هتخوفنا ؟ نزلي بطلي هبل بدل ما الموضوع يقلب جد ،خدي بعضك وانفدي بجلدك وإلا هنغير رأينا وساعتها متلوميناش لإننا هنموت ونعمل كدا
رجفت مروة وهي خايفة بس هي لو معملتش كدا مش هتعرف مكان صحبتها لازم تبقي قوية ومتتهزش بسهولة حتى لو كانت دي الحقيقة بس هي لازم تعرف فين صاحبتها ومين دا إللي عاوز يإذيها بالشكل ده
هرج ومرج في المكان ومروة هتموت من الخوف بتحفظ وشوشهم كويس وهي لازم تنسى الخوف عشان تعرف تخرج بنتيجة بدل ما تطلع جثة من هنا
ما حستش بيه وهو بيشد الحديدة من أيديها بغضب وإنه استغل ضعفها وانها لوحدها وقدر يشتتها
وهنا اللعبة فعلا قلبت جد ومروة بقت محاصرة منهم وهما بيبصولها بكل جراة وبيضحكوا بصوت عالي
كانت بتحاول انها تدور علي أي حاجة تدافع بيها عن نفسها لكن حصارهم بيزيد بيقربوا منها
هتصرخ بس أيد واحد فيهم كانت أقوي منعتها من إنها تطلع أي صوت
وفجأة لقت نفسها محاصرة وفي لحظة كان سن الحديدة علي رقبتها بتهديد : أي صوت هيطلع روحك هتكون التمن
بلعت ريقها بخوف ودموعها لألأت لأنها بدل ما كانت تنفد بنفسها وقعت نفسها
رددت في نفسها : غبية ،مكنتش دي الطريقة إللي تواجهي بيها مجرمين ؟ آنتي غبية يا مروة ،دلوقتي ولا هتعرفي تنقذي زينب ولا حتي نفسك من إللي هيحصل وهتفضلي طول عمرك ميتة بعد إللي هيحصل دلوقتي
الشباب بصوا لبعضهم وضحكوا وكإنهم بيتفقوا هيعملوا إيه
بكت مروة وعي بتحاول تفلت منهم بس كان وجودهم أقوى منها
هي عارفة انها مش هتعرف تطلع من هنا زي ما دخلت لازم هتخسر حاجة بس مستحيل يحصل ببصاتهم دي هي عرفت هما هيعملوا إيه ؟
حاولت تستعطفهم وتترجاهم : أنا آسفة والله همشي ومش هتشوفوا وشي أرجوكم اعتبروني اختكم
كانوا أربع شباب وخرج واحد منهم يأمن المكان ومروة كانت حاسة إن روحها بتطلع
قرب واحد منهم وبصلها بصات مقرفة : إحنا هنقضي ليلة حلوة ،إحنا اديناكي فرصة تنفدي بروحك آنتي بقي شكلك إللي عايزة آكتر منا وأنا بصراحة هموت عليك من ساعة ما شوفتك وكنت بصبر نفسي بس الفرصة جات لعندى هقول لا ؟ أنا استمتع واملي نفسي وإللي يحصل بعد كدا يحصل
بص لأصحابه : مش كدا يا شباب ؟
ضحكوا كلهم والسكون عم المكان وقلب مروة هيخرج من مكانه وحست إن هي نفسها تموت ولا تشوف اللحظة دي في حياتها
قرب منها وفي لحظة كان شادد طرحتها خلعهالها
شهقت بخضة من المفاجأة صرخت بخوف : لااااااا
قلم نزل علي وشها من كل جهة لأن صوتها طلع وممكن ينفضحوا وهما عايزين يستمتعوا في هدوء
خارت قوتها وهي بتقاوم فيهم واتقلب الموضوع جد وحست إن دي نهايتها
والدقايق مرت ساعات وهما بيدوسوا علي شرفها وكرامتها وحياتها روحها بتطلع حرفيا
جسمها مقدرش يستحمل الألم والضرب إللي اتعرضتله بسبب المقاومة الشرسة حست إن الدنيا بتضلم في عنيها
وحست إن روحها بتطلع وإن ده آخر يوم هتشوف فيه الحياة
صرخت بضعف : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
واسودت الدنيا في عنيها……
كانوا بيهجموا عليها زي الأسد إللي بيهجم علي فريسته واتمكن منها
وقف مصدوم وهو بيبصلهم فجأة : إنتو عملتم إيه ؟ ليييه؟
صحيت زينب بخضة وبدأت تصرخ تآني بخوف بس المرا دي الكابوس كان بخصوص صحبتها إللي كانت شايفاها بتغرق وبتصرخ وتنادي إن حد ينقذها أو يساعدها بس هي كانت عاجزة هي واقفة شايفاها قريبة جدا منها بس بعيدة كل البعد عنها حست إن هي متيبسة مكانها مش قادرة لا تتحرك لقدام او حتى لورا وصاحبتها غرقت
كانت أمها جمبها مذهولة من الإنهيار إللي بنتها فيه وياترى إيه إللي وصلها لكل ده
حضنتها جامد وزينب لا شايفاها ولا حاسة بوجودها هي بتصرخ وتبكي ومش حاسة بإي حاجة بس بتردد : مروة! يا مروة! أنا آسفة حقك عليا مش بإيدي ، انا السبب ،أنا السبب آنتي فين يا مروة ،ارجوكي متسبنيش لوحدي أنا مصدقت لقيت عوض السنين في أخت مش أختي مروة
صباح كانت مذهولة ومش قادرة تعمل أي حاجة ولا تنقذ بنتها من الكابوس ده
حطت أيديها علي جبينها : يا نهار آنتي مولعة كدا ليه ؟
فجأة سكتت زينب زي ما إنهارت فجأة سكتت فجأة بس بصت لأمها بتشوش وابتسمت بضعف : ماما!
صباح بلهفة : عيون أمك يا قلب أمك ،زينب يا حبيبتي ؟ مالك يا قلبي ؟
ابتسمت زينب بألم : ماما! آنتي بجد ولا بيتهيألي ؟
بكت : أنا بقي بيتهيألي حاجات كتير اليومين دول ،انا فيه إيه في حياتي ،ليه العقاب ده ؟
صباح زعلانة جدا علي بنتها وبصتلها ودموعها نازلة : مالك يا قلبي ؟ فيكي إيه ؟ أنا ماما يا زينب قوليلي يا حبيبة أمك إيه إللي صايبك ؟
بصتلها كتير بضعف وافتكرت : مروة
صباح : مين مروة ؟
افتكرت وبعدين بصتلها : آه صحبتك إللي كلمتيني عنها قبل كدا إن ربنا عوضك بيها
وسكتت مكملتش إللي كانت هتقوله بس بصت لزينب الشاردة : مالها مروة ؟
زينب بضعف: عاوزة اشوفها ، مروة في مشكلة وعاوزة اشوفها
صباح بصتلها وحست إنها بتخطرف ومش واعية لحاجة
واخيرا لمحت دراعها إللي مكنتش عارفة تحركه ولاحظت إنه ملفوف في جبس شهقت صباح بخضة : إيه دا يا زينب ؟
دراعك ماله يا نن عيني ؟
مردتش زينب وفعلا كانت بتخطرف وبتجيب كلمة من الشرق علي كلمة من الغرب
قامت صباح بسرعة خرجت بره قابلت جوليا في طريقها وشايفة خضتها : شو صار خالة ؟
صباح ببكاء : أنا مش فاهمة كلامك يا بنتي ،بس زينب جسمها مولع حرارتها عالية وبتخطرف دا غير إن دراعها متجبس وأنا مش عارفة إيه إللي حصلها بالظبط
جوليا مكنتش فاهمه كلامها من عياطها لكنها فهمت إن حرارة زينب عالية بصتلها : رح ساعدك وجيب خافض حرارة ثواني بجيب الاسعافات الأولية وبجيلك
صباح بعدم فهم : هاه
في نفس اللحظة طلعت لوجي إللي كانت من ملامحها إنها كانت برا من بدري وشكلها متعرفش أي حاجة
بصت لصباح بإستغراب وسألت بلكنة فرنسية : من هذه ؟
جوليا : عمة إلياس
لوجي وكانت تحاول تذكر لحظات عابرة من طفولتها لكنها لم تتذكر أي شئ فنظرت لها بلا مبالاة ونظرت لجوليا : هل عاد إلياس ؟
جوليا : في غرفته
تركتهم لوجي ودخلت لإلياس الغرفة بينما جوليا : لا تواخذيها هي ما بتتكلم عربي أبدا لسه بتتعلم عربي جديد
ورغم إن صباح مكنتش فاهمة ولا واحدة فيهم بس كان بينهم عامل مشترك وهي رئيسة الخدم إللي طلعت تسأل جوليا علي شئ ووقفتها جوليا عشان تكون عامل وسط بينها وبين صباح
وإللي بدورها فهمتها كلام جوليا وصباح بصتلها بإبتسامة وافقتها وراحت رئيسة الخدم تجيب الاسعافات الأولية وجوليا رغم إن هي هتموت من الغيرة لوجود زينب هنا وتقرب إلياس ليها حتي لو لمجرد شفقة أو أي شئ تآني
متعرفش ليه حاولت تحسس صباح إن هي هنا ست البيت مع إن دي مش عادتها ودي مش رغبتها إنها تكون ست بيت لكن جاتلها رغبة تعمل كدا ودا لمعرفتها بعض أساليب الستات الشرقية وزي ما بتحاول تدرس الراجل الشرقي لازم تحاول قبله تعرف من هي الست الشرقية
صباح كانت مستغربة من دي ونفسها لو تسأل إلياس عنها وبتعمل إيه هنا ؟ وفجأة خطرلها إنها ممكن تكون مراته واستغبت نفسها إنها طلبت إنه يتجوز زينب ومعملتش حساب إنه يمكن يكون متجوز وبيحب مراته كمان وإن هي تزود همومه بالشكل ده عشان كدا سابها متعلقة بطلبها ومشي
حست بسخافة طلبها وإن البنت لطيفة معاهم وإزاي تطلب من جوزها يتجوز بنتها لمجرد إنها تحمي بنتها من الماضي إللي لسه شايفاه في عنيها وحساه في صوتها حتي لما كانت بتكلمها ودلوقتي اتعرضت لإيه مش عارفة وصلها للإنهيار ده
كانت بتبص لزينب بحب وخوف وشوق سنين كتير كان نفسها تاخد الخطوة دي من سنين ،ياما زينب اترجتها تتحرر بس هي كان نفسها فهمي هو كمان بس للأسف كل ده وهم
خايفة علي زينب من أبوها آكتر من أي حاجة تآنية
جات رئيسة الخدم واخدت جوليا منها الاسعافات وكانت هتتعامل هي بس صباح بصتلها : كتر خيرك يا بنتي ،بس أنا حابة أعمل إني لبنتي
جوليا سابتها وادتها مساحتها مع بنتها وسابتها وخرجت وهي بتدعي مش عارفة إيه إللي هيحصل في الايام الجاية
عند إلياس كان قاعد بيشتغل علي اللاب و بيظبط شغله الجديد إللي هيعمله هنا في مصر
دخلت لوجي بهدوء وقعدت جمبه وهو أخد باله من وجودها وبحماس : لوجى! متى عدتي؟
لوجي سخرية : تتكلم علي أساس إنك لاتعلم منذ مدة بموعد عودتي
إلياس ضحك : حقا أسف مشغول حقا لوجي
لوجي : عذرك مقبول ،جوليا كانت مكانك واستقبلتني بسخاء
إلياس فكر بجوليا وابتسم : نعم الحبيبة هي!
لوجي : حقا حبيبة ؟
إلياس : نعم
اعتدل في جلسته ونظر لها بجدية : لوجي! انتبهي قليلا ،أود إن أخبرك إني تراجعت عن تدمير حياة زينب
نظرت له لوجي بصدمة : ماذا ؟ ماذا قلت ؟ أتمزح معي إلياس ؟ ببساطة هكذا تطلب مني أن تمحو سنوات عمري في الشقاء
تلألأت الدموع وبصتله : إنها أمي إلياس ،أختك الكبيرة ،أمي التي حرمت منها وحرمت طفولتي التي عشتها مشردة في الشوارع لسنوات بسببه هذا الظالم المدعو فهمي ،أكل تلك السنوات بلا قيمة ،ومعاناتي بلا قيمة ؟
إلياس بصلها بحزن وهو مقدر كل دمعة وألم بيشق صدرها من التعب والذكريات
إلياس : لكن كل حكايتنا وإنتقامنا مع فهمي ،ما دخل تلك المسكينة بذلك الحوار لا دخل لها ،ابسطها كانت صغيرة حينما دب كل ذلك
نظرت له لوجي بقوة وهي صامتة ودموعها تعبر عنها
وبعد صمت : ما ذا تريدني إن افعل إلياس ؟ أوافقك وأقول نعم معك حق هيا انهي انتقامك من المسكينة كما تقول ؟
قامت وقفت بقوة وحدة : لا إلياس هذا غير مقبول لسبب بسيط أتعرفه ؟ المسكينة كما تقول لا ذنب لها أنا أيضا لا ذنب لي ،أنا تضررت أكثر عشت بلا أم وتشردت وعشت خائفة إن تطولني يد ذلك الحقير يقتلني مثلما جعلك تقتل أمي عشت متبناه واهل بشفقون علي نعم عشت السنوات الأخيرة في رفاهية وحياة لم اكن احلم بها لكن بعد سنوات عجاف سنوات كنت أتمنى الموت فيها من حياة التشرد والخوف وكان يساورني إحساس الخوف دائما وأقول لنفسي بين الحين والاخر ليتني أعود فيقتلني هذا الوغد ولا القي هذا الخوف الذي أعانيه
أنا تضررت أمي ماتت وأنا مت لكن بطريقة أخرى أكل تلك السنوات تذهب سدى هذا برأيك ؟ مثلما لم يكن لي ذنب وتعذبت هي ليس لها ذنب وأريد إن تتعذب حتى لو لم يتعذب هو لأن شخص مثله لا اعتقد لديه قلب حتي لو كان لابنته اوكد ذلك
كل ما إلياس يحاول يتكلم تقاطعه وبصتله والدموع لسه في عنيها : أريد إن أنتقم حتى لو كلفني ذلك أي شئ
نظرت له بتأكيد : أي شئ أتفهمني ؟ وهذا ابسط شئ تعوضني فيه خسارة أمي ولياليا الماضية المعذبة ولا أريد أي عذر ولا حتي شفقة
سابته وماشية بس رجعت تآنية وقفت قصاده : تذكرت ،من هذه المرأة بالخارج كانت تقف مع جوليا بالممر وقالت إنها نعم انها عمتك وتسمى صباح من تلك ؟
سكت شوية وبصلها : مامت زينب وعمتي
بصتله ومش فاهمة إيه سبب زيارتها فكرت إنه إلياس حن
لكنه قاطع افكارها وحكالها لقائه بزينب إمبارح ولحقها قبل ما تعمل حادثة لحد انهيارها وتكسير الأوضة واخرها عرض عمته إنه يتجوز من زينب
سكتت شوية وبعدين بصتله : وما المانع ؟ إنها فكرة جيدة ،أليس كذلك يا عزيزي ؟
إلياس بيحاول يفهمها ولكنه مش قادر يحدد هي بتفكر في إيه ؟
سابته ومشيت وهو وقف تايه في أفكاره هي معاها كل الحق وهو برضه معاه كل الحق بس مش عارف يعمل إيه ؟ نفسه يوصل لارض وسط لأن لوجى أكيد ما شافتش حالة زينب وإلا كانت فهمت قصده أكيد
زياد بصلهم بصدمة ومروة غرقانه في دمها ووشها متعور وحالتها شبه الميتة تعتبر جثة تحت أيديهم وهما راحت منهم الرحمة والشفقة
طبعا هم اتفاجئوا بوجوده وبصو لبعضهم بصدمة
وزياد بص للبنت بصدمة قرب منهم : إيه إللي بيحصل هنا ده ؟ أنا مش مصدق
بصوا لبعضهم وكإنهم بيتفقوا علي حاجة وفي لحظة كانوا مكتفين زياد واخدوه علي خونة وبصوله بشر لأنه لو خرج من هنا بعد اللي شافه مش هيعرفوا يعيشوا لإنهم عارفين صاحبهم كويس
يا ترى إيه إللي هيحصل ؟ ومصير مروة وزينب إيه ؟
يتبع…
دائما نبني أحلامًا وردية توقعات خيالية في مخيلتنا الصغيرة ونتجاهل الواقع فنتفاجئ به يهدم كل ما بنيناه منذ لحظة الحلم الأولى ولا يبقى سوى مجرد فتات نبكي عليه أبد الدهر ونحن نلعن الواقع بكل ذلاته المهينة ونكون من البداية نحن المخطئين لأننا نبكي على سراب……
فاقت مروة وهي بتئن بضعف وألام مضاعفة في كل مكان بجسدها ،مفيش مكان من غير ذكرى مهينة لليوم الأليم ده
غمضت عينيها بضعف وألم ودموعها ولعناتها بتندب غباء نتيجته هتعيش معاه سنين عمرها إللي باقية
خلاص هي بقت مجرد جثة فيها روح بتئن وتندب لحظة غباء فكرت نفسها فيها بطلة وهي بتواجه وحوش بشرية مشافوش فيها غير فريسة وحيدة بتواجه لوحدها وبتحاول تتشجع وتنقذ صحبتها بس بقت هي مكانها
ضحكت بسخرية لإن زمان زينب هي كمان بقت زيها مجرد روح في جسم ميت
بكت مروة بصمت وهي حاسة بكل عضلة في جسمها بتلعن دماغها والغباء
هي فعلا مش عارفة إزاي فكرت كدا ،يعني جاتلها الفرصة وهي بغبائها رفصتها أيوة إزاي هتواجه وكر ملئ بالأفاعي وهي جواه ونسيت حقيقتها المجردة إللي دايما الزمان بينسيه لأي واحدة إنها حواء يعني مجرد ست
إن كان حد غلط في إللي هي فيه فالحد ده مروة لأنها فكرت أو نفسها سولتلها إنها هتنفذ نفسها وصحبتها وتطلع سليمة
مكنتش عارفة هي فين ؟ وما إهتمتش لأن إيه إللي هيفيد معادش حاجة في الدنيا تفيد بعد إللي خسرته ويخليها تتمنى الموت كل لحظة وكل ساعة وفي كل ركعة لأن نفسها مش هتقدر تستحمل اللوم ده طول حياتها دا إن فضل فيها حاجة أصلا
مكنتش عارفة الوقت إمتي بس كل إللي جه في بالها أهلها وصحبتها ايه مصيرهم
بصت حواليها وحاولت تتعدل وكانت في مكان غريب لكنه نضيف جدا زي ما تكون في شقة حد بس مين ده ؟ وعرف مكانها منين ؟
ليه هتقوم دخلت بنوتة شابة دخلت تطمئن عليها ولقتها صحيت
ابتسمت وعي بتقولها : حمدلله علي سلامتك ،قلقتينا عليكي
مروة : آنتي مين ؟
: إسمي هاجر ممرضة في المستشفى إللي آنتي كنتي فيها
مروة مش فاهمة : أنا كنت في مستشفى ؟
هاجر : آنتي بقالك يومين
شهقت مروة بخضة : يومين بحالهم ؟ ليه أنا حصلي إيه ؟
هاجر : اطمني آنتي بخير بس
مروة عقدت حواجبها : بس ؟ بس إيه ؟ أنا حصلي حاجة ؟ فيه إيه ؟
هاجر : آنتي أكيد عارفة إنك تعرضتي لحالة واعتداء عنيفة و
قاطعتها مروة ودموعها اتجمعت في عيونها : فهمت أنا فهمت
وانهارت وهي بتقولها : أنا إللي عملت في نفسي كدا ،أنا إللي وصلت نفسي للي أنا فيه ده
هاجر قربت منها وحضنتها : طب اهدي الحمد لله إنك بخير
مروة : بخير ؟ وهو فين الخير ؟ إيه الخير إللي ورا إللي حصلي ؟ أنا ضعت ضعت يا هاجر ،أهلي هيوطوا راسهم في الارض
هاجر بإعتراض : وهو إللي حصل بمزاجك ؟
مروة بسخرية : وايه الفرق ؟ مش النتيجة واحد في الاخر إني بقيت سلعة مستعملة مبقتش تصلح لأي حاجة في الحياة غير إن هي تروح تموت نفسها اريحلها من نظرات المجتمع ؟
هاجر : لا تفرق والفرق هنا إنك آنتي الضحية مرحتيش رميتي نفسك في الحرام دا وضع آنتي اتجبرتي عليه
مروة : يا تري الناس بتفكر بنفس الطريقة ؟
هاجر : المهم آنتي
مروة : لا الناس أهم ، لأن أنا مش عايشة في الدنيا لوحدي ،أنا في مجتمع هيغلطني ويعملني خاطية
هاجر : ربك مطلع وعارف قولي يارب قويني وهو مش بس هيقويكي دا هيوريكي الخير إللي لسه مخبيهولك ، متنسيهوش مفيش أكبر منه ، مفيش أكبر من رب عارف ومطلع علي القلوب مش ناس بتاخد باللسان وتنقل وتجود عليه
مروة بصتلها : عاوزة أكلم ماما
هاجر : ثواني
خرجت هاجر ورجعت علطوول ومعاها موبايل : حافظة رقم حد من أهلك ؟
مروة : نهال أختي وزينب صاحبتي أي واحدة فيهم هتوصلك لأهلي بس ما اعتقدش زينب تصلح ان أرن عليها لأنها في الوضع إللي أنا فيه ويمكن أسوء ،أنا معرفش عنها حاجة ومعرفش وصلولها هي كمان ولا ربنا نجاها
هاجر : مالها ؟
مروة : اكتبي الرقم ***********
عند زينب قاعدة في الجنينة في بيت إلياس كانت قاعدة وكان شكلها غني عن أي كلام فقط قاعدة سرحانة وساكتة مش بتتكلم مع حد ولا بتبكي ولا أي حاجة زي ما يكون ما عدش عندها طاقة لا تبكي ولا تتكلم ففضلت السكوت
جات والدتها ابتسمت وهي شايلة الاكل وقعدت جمبها وحطت الاكل ادامها ابتسمت صباح : بقالك سنين ماكلتيش من أيدي فدخلت المطبخ النهاردة وعملتلك كل الاكل إللي آنتي بتحبيه
طبعا صباح عارفة إنها بتكلم نفسها لأن زينب مش مركزة ولا مع أي حرف قالته حاولت تأكلها بس هي بصالها وبس
سمعت زمارة عربية فكرت إنه إلياس وفعلا ثواني وكان بيركن العربية وفي دخلته شافها قاعدة مع مامتها في الجنينة وقعد يفكر هل دي البنت إللي شافها في البنك أول مرة وإللي كانت بتدعي ادامه الشجاعة وبتحاول تتشارس معاه وكانت حيوية حتى لو كانت خايفة وحزينة لكن دي سرحانة ووشها شاحب وكإنها جسد بلا روح
قرب منهم إلياس : صباح الخير!
صباح بحب : صباحك فل يا حبيبي ،أقعد أفطر معايا ،يمكن تفتح نفسها دي ما بتنطقش حتى
إلياس : ما أكلتش ؟
بصتله زينب وإتأملته ولاول مرة من لحظة انهيارها الأخيرة إنها تاخد بالها من وجوده بصتله بهدوء : إنت ؟ بتعمل إيه هنا ؟
ابتسم إلياس وقلبه وجعه علي حالتها وحس لأول مرة في حياته بتأنيب الضمير وبيبصلها خايف عليها لإنه لسه هيعمل فيها جوازه بيها هيكون بمثابة خنجر في قلبها
صباح ضحكت : إحنا إللي عنده يا حبيبتي ،هو مستقبلنا في بيته
زينب وكإنها انتبهت : وإنتي كمان يا ماما ؟ أنا مش فاهمة أي حاجة هو إيه إللي حصل بالظبط ؟
قرب إلياس من كرسيها وبصلها : آنتي بجد مش فاكرة أي حاجة ؟
زينب بدأت ترجع بدماغها للمكالمة بينها وبين مجدي وشهقت : ماما هو إيه إللي حصل ؟
إلياس : مفيش مجرد إنهيار وذكريات في عقلك الباطن خرجت للسطح متبقيش تكبتي جواكي تآني ، لازم تتابعي مع دكتور وأنا هكون معاكي
قعد وبص لعمته : المأذون هييجي بعد العصر هنكتب الكتاب النهاردة
زينب أخدت بالها : ممكن تفهموني فيه إيه ؟
صباح : إلياس طلب أيدك للجواز وأنا وافقت
زينب : كدا من غير ما أعرف ؟ من غير ما تقوليلي حاجة ؟ ولا تقوليلي آنتي جيتي إمتى وليه ؟
إلياس قام : عند ميعادنا يا عمتو اتكلمي معاها بهدوء
سابهم ومشي وزينب بصت لمامتها : آنتي هنا من أمتي ؟ عملتيها ازاي ؟
سكتت بتفكر رجعت سألتها : بابا عارف مكاني ؟ ساكتة ليه ؟
صباح بصتلها ولعنت نفسها إن حياة بناتها اتدمرت و وصلت للمرحلة دي وكل واحدة فيهم بتواجه مصير أسوء من التانية
صباح : أنا عارفة إني كان لازم أعمل الخطوة دي من زمان يا زينب ،يمكن آنتي واختك مكنتش هيوصل الحال بيكم لكدا أنا إللي الغلطانة لأني ضعيفة وساكتة وبستسهل
زينب : الخطوة متأخرة بس السؤال بابا عارف مكاني ؟
صباح : اطمني باباكي مختفي بقاله أسبوع اعتقد كدا إنه نفذ تهديده واتجوز وأنا لحقت كرامتي بدل ما بيجي ويطلقني يطردنى بعد العمر ده كله امشي واجيلك عنوانك كنت ليه محتفظة بيه ،ومتقلقيش محدش يعرف عنه أي حاجة ،أختك مع جوزها وابوكي لقي إللي شبهه قلت اجي أحط همي علي همك
زينب : متأكدة إن منة مع جوزها
صباح : هما طلعوا من حياتك خلاص يا زينب ،كل واحد حد نصيبه وسيبي الماضي للماضي يا حبيبتي و وافقي علي إلياس ،إلياس هيحافظ عليكي ويسعدك وهيحميكي ودا الاهم وهيكون ضهرك وسندك في الدنيا واموت وأنا مطمنة عليكي آنتي واختك خلاص الماضي بقي للماضي
زينب بشرود ودموعها لمعت : معرفش إذا كلامك صح ولا غلط بس تتمنى إن كلام مجدي يكون مجرد تهديد وإنه ميكونش مستنيها زي ما قالها ويا ترى ناوي علي إيه ؟
زينب بصت لمامتها : آنتي تعرفي إلياس منين يا ماما ؟
صباح بصتلها بتوتر : أيوة اعرفه
زينب : أيوة تعرفيه منين ؟
وفجأة زينب افتكرت أول يوم قابلته فيه في البنك لما دخلت ولقيته ماسك صورتها هي وابوها وامها وكأنه عارفهم وخدش نفسه بقوة وقتها وساعتها مفهمتش ردة فعله لما سابها ومشي وكإنه يعرفها
صباح سكتت وطال سكوتها وزينب بصتلها : ياه كل ده حصل وأنا معرفش
بصتلها صباح بإستغراب فكملت زينب بسخرية : علي أساس إنك تتكلمي آنتي ساكتة ليه ؟
صباح : مش عارفة اقولك إيه ؟
سابتها صباح وقامت : جهزى نفسك ، آنتي وكيلة نفسك وزي ما إلياس قالك الجواز النهاردة
زينب وقفت بسخرية : أمم دا علي أساس أي ؟ إني مليش وجود ؟ مليش رأي ؟
صباح : آنتي أكيد عمرك ما حلمتي بواحد زي إلياس كامل مكمل يعني مثالي زي ما بيقولوا
زينب سابتها وطلعت لفوق ووقفت ادام الاوض مش عارفة أي أوضة هي قاعدة فيها هي أصلا مش فاكرة أي حاجة فيه حلقة مفقودة في النص هي مربط الأحداث لأنها مش فاكرة هي جرالها إيه بعد المكالمة
دخل إلياس الاوضة وخلع جاكت البدلة والقميص وفضل صدره عاري ورمي نفسه علي السرير ودموعه لمعت وهو حاسس إنه محاصر
بين لوجي وجوليا وزينب
لوجي عاوزة تنتقم لأمها وخوفها السنين إللي فاتت وتشردها وعندها حق هي المشكلة إن عندها حق بس في مين ؟ في أللى كان السبب هو كمان له حق ويمكن أكبر من لوجي بس من إللي كان السبب ومين كان السبب ؟ فهمي السيوفي دخول زينب جوا الدايره دي غلط بيزود الغلط آكتر بإنتقامهم من الشخص الغلط إيه هيفيد لو انتقموا منها والهدف ينتقموا من أبوها واذا كان أبوها مش فارقاله بنته ولا غيرها أصلا يبقي لازمته إيه الانتقام
جوليا البنت إللي وقفت جمبه وهو بيواجه الموت وضحت بشغلها وفضلت وراه ومعاه بتحاول تساعده وتعليه وتوفرله الحب و السكينة بغض النظر عن أفكارها وافكار المجتمع إللي عايشة فيه إللي بالنسباله عادي بنت تعيش مع واحد من غير جواز لأن اعتقد أوروبا اكترها بيفكر كدا ، جوليا عملت كتير عشانه ووقفت جمبه وساعدته وبقت تتأقلم علي حاجات كتير عكس طبيعتها لأنها حبته أكيد لأن الست متعملش كدا لأي راجل غريب إلا إذا حبته ومكافئته ليها بعد كل ده يتجوز
فكان يستاهل رد فعلها ده
إفتكر الحوار إللي دار بينهم من يومين لما عرض عليها كلام صباح ورد لوجي
بصتله والدموع في عنيها : وأنا شو يخصني ؟
اتفاجئ برد فعلها متوقعش إنها تقول كدا توقع تهد الدنيا وتتمسك بيه
إلياس : يعني إيه ؟
حاولت تتماسك وهي بتخبي وشها ودموعها : يعني هي حياتك إنت حر فيها نعيشها متل ما بدك مو متل ما بدي ،انا عادي صديقة
إلياس : آنتي مش صديقة آنتي آكتر من كدا ،آنتى حبيبة
ضحكت جوليا بسخرية : لا لا لا تقول هيك ،لا تحاول تجبر خاطري أنا مو زعلانة ،أنا رضيانة بمجرد صديقة لا تخاف
وهاي حياتك بتختار فيها ما بدك
مسك أيديها وحاول يواجه عيونه بعيونها : آنتى حبيبتي ،فاهمة ،زينب في حياتي مجرد مرحلة وهتعدي ،جولي! أنا مليش غيرك وبسمعك تآني زينب مرحلة أيا كان الوقت إللي هتاخده المرحلة دي لكنها ليها نهاية فاهماني ؟
جوليا : أوكي براحتك بس أنا راجعة أثينا واليوم
كانت صدمة لإلياس : راجعة ؟ ليه ؟ يعنى بقولك عشان ترجعي ؟ أنا بقولك عشان تكوني جمبي عشان متخافيش لمجرد إن بنت دخلت حياتي بس وتعرفي إن مهما حصل آنتي الأولي والأخيرة في حياتي
جوليا : هاد الافضل إنت بتعرف إني ما بتحمل شوفك مع غيري بس بما إنه هاد مهم يبقي مشان الكل الافضل إني سافر ماتخاف ما راح روح للأبد أنا ما بتركك أنا بس رح روح فترة وبرجع
إلياس : لو مصممة يبقي هاجي معاكي والدنيا تولع مش هاممني غيرك
حست طمأنينة من كلامه ومشاعره الصادقة ناحيتها وحست بثقة اطمنت شوية وبصتله : هيك أفضل اتركنى كلها فترة بنتحملها وساعتها حياتنا حتكون هادية بلا أي دراما أو خوف من شي وقلبك بيكون صافي وهادي معي وننسي كل الماضي أوكي ؟
ابتسم إلياس وحضنها وقرر إنه يوصلها المطار وبعدها رفض يرجع البيت وشبه قضى اليومين برا البيت ولسه راجع
زينب بقي حاسس بالذنب لسبب إن حياتها مليانة بالجروح وأكيد سببها الاكبر أبوها إللي تقريبا ما سابش حد في حياته من غير ذكرى يتلعن بسببها
مش عارف يعمل إيه ؟ جوازه منها لعنة ليها لإنه أكيد مش خير طول ما هو مشاعره بتحركه ومش هيشوف فيها غير بنت الراجل إللي بيكرهه وعيشه أسوء الايام
بس إللي لازم يحصل هو الجواز أيوة هو لآبد منه
راح في النوم من غير ما يحس وصحي علي صوت تليفونه وكان صاحبه وكان متفق معاه يكلمه عشان ميعاد المأذون والترتيبات إللي هتحصل
قام بس كان مصدع جدا أخد حباية مسكنة ودخل أخد شاور واشيك وهو بيبص لنفسه بسخرية لإنه آكتر واحد فاهم وحافظ نفسه وعارف إيه أللى هيحصل
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
يتبع…
أحيانا تجبرنا الحياة على خوض تجاربها المخيفة ولا نعلم منها شئ ولكن تجرفنا مشاعر الحماس ويظل عالقا في مخيلتنا كل لحظة بها ويا أسفاه لو قابلتنا خيباتنا ونثرت حماسنا لأشلاء! ونظل بقية العمر نداوي جراح تلك الخيبات
زينب كانت كالمسلوبة لسه خارجة من نوبة انهيار ومش فاهمة أي حاجة حواليها ، تتفاجئ إن أمها بتقدمها علي طبق من دهب لواحد هو بالنسبالها غامض
هي مش هتنكر الانجذاب إللي بتحسه ناحيته وإن من جواها فرحانة لكن متخوفة لأن دي تجربة جديدة بس مش هتمحي التجربة القديمة
فيه تساؤلات كتير جواها مش لاقية اي إجابة عليها هي عرفت إن بقالها يومين علي شبه الغيبوبة إللي كانت فيها بس إزاي صحبتها اختفت ؟ وراحت فين ؟ دي حتى جالها رسالة من البنك واصحابها قالولها علي اختفائها هي ومروة
هي ومعروف إنها واخدة اجازة مرضية طيب مروة دي حتى ما أخدتش اجازة وممكن تترفد هتكون راحت فين ؟
قلبها اتقبض وحست إن صحبتها في خطر لأن اختفائها دا مش طبيعي ومن غير أي إشارة توصلها لمكانها وإزاي أصلا دلوقتي هتتجوز وصحبتها مش هنا وكمان حاسة إن الكابوس إللي شافته لمروة رجع يراودها تآني بس المرادي وهي صاحية بس إللي شايفاه المرادي إن مروة استسلمت للفرق وسابت نفسها لتيار المية ياخدها لبعيد
اتنفضت مرة واحدة وجسمها بيصب عرق كالعادة بس إن هي تشوف كوابيس وهي صاحية ؟
تسنيم واصحابها إللي كانوا حواليها جريو عليها لما شافو انتفاضها
ملك بخضة : مالك يا زينو ؟ بتترعشي كدا ليه ؟ لسه حاسة نفسك تعبانة ؟
بصت لها زينب بتوهان وحاولت تهدا وابتسمت بلا روح : سلامتك يا ملك أنا كويسة
سكتت شوية ورجعت بصت لهم : تليفوني فين ؟
مشيت تسنيم ناحية الكومود وشالت موبايل جميل وشكله شيك جدا وادتهولها بصتلها زينب بإستغراب : إيه ده ؟
تسنيم : تليفونك مش آنتي عايزاه ؟
زينب بإستغراب : بس دا مش تليفوني
تسنيم : طنط صباح قالتلي إنه بتاعك وإن خطيبك إللي جايبه
زينب فهمت إن إلياس جايبلها موبايل بدل العدة إللي شايلاها وزي ما حاول يعوضها بعربية وهي رفضتها هي متأكدة إنه كان إلياس لأنها متعرفش حد ممكن يهديها هدايا بالشكل ده
دخلت صباح وشايفاهم بيتكلموا : المأذون وصل يا بنات ،آنتو لسه مجهزتوش ؟ يلا يا زينب
دخلت بصتلها ودموعها علي خدها وزينب بصت لأصحابها : سيبوني معاها شوية يا بنات لو سمحتم
خرجوا وسابوهم سوا وزينب بصت لمامتها : آنتي بتعيطي ليه دلوقتي ؟
صباح : دي دموع الفرح يا حبيبتي ،فرحانة إن ربنا عوضك
زينب بحزن : تفتكري ؟
صباح : هو إيه إللي إفتكر ،أنا متأكدة إن دا عوض ربنا
زينب : اومال ليه قلبي مقبوض ؟
صباح : رهبة أكيد رهبة الموضوع ،زينب يا حبيبتي ،أنا أمك ومفيش أم في الدنيا بتتمنى الشر لعيالها آنتي مش هتفهمي شعور الام ولا خوفها إلا لما تبقي أم
مسكت أيديها إللي كانت ساقعة بصتلها : أنا عارفة إنك خايفة ومش مرتاحة بس خدي وعد مني إن هيجي يوم هتشكريني فيه علي اليوم ده
زينب : مش قادرة امنع خوفي ، ومش قادرة افرح وأنا مش عارفة مصير صحبتي إيه ؟ مروة دي يماما عوض السنين إللي عشتها لوحدي. ،عوضي في منة إللي مقدرتش تسامحني لأني إنسانة وبضعف ،أنا ندمانة إن دا حصل بس حصل
صباح مسحتلها دموعها : إللي فات مات انسيه من النهاردة فكري في إلياس وبس
زينب : مش هتقوليلي تعرفي إلياس دا منين ؟ وايه علاقتكم ببعض وليه واثقة فيه آوي كدا رغم إن قلبي مقبوض ؟
صباح وقفت : المأذون وصل وإحنا هنتأخر وإنتي لسة مجهزتيش هنادي البنات يجهزوكي
هتمشي مسكتها زينب : آنتي ليه بتتهربي مع إن الإجابة بسيطة كلمة تقوليلي إللي بيحصل حواليا وبس
صباح : كله في وقته حلو خلينا في اللحظة الحاسمه دي
زينب : أنا مش عايزة أتجوز
وفجأة افتكرت مجدي المكالمة وتهديده ليها وتغيره إللي فاجئها فسكتت
وساد الصمت لحظات قبل ما الباب يخبط وتدخل لوجي
بإبتسامة وهي في نيتها حاجة تآنية خالص
لوجي : كاليميرا
زينب مكنتش فاهماها لأنها بتتكلم يوناني وهي ما تعرفش يوناني بس هي تعرف إن كلمة كاليميرا كلمة ترحيبية
فبصتلها زينب واتكلمت بالإنجليزي : من تكوني ؟
لوجي ساخرة : حماتك المستقبلية
زينب بذهول : حماتي ؟
لوجي : اقصد بمثابة حماتك أنا ابنة أخت زوجك
زينب : أهلا
لوجي مدت أيديها بشنطة كبيرة مغلفة وادتها لزينب : فستانك هيا دعيني أساعدك المأذون قد وصل وعلينا الإسراع
لوجي ما إدتهاش فرصة تعترض ودخلوا البنات يساعدوها
وفي أقل من نص ساعة كانت لابسة الفستان وحطولها ميكب وعملولها تسريحة شعر برايد للعروس
كانت زينب مخنوقة من كل ده ومش سعيدة رغم كل إللي حواليها سعداء
كانت جميلة جدا في الفستان إللي كان مفتوح وبارز حسنها ودا ضايقها إللي هو مش معني إنها مش محجبة إنها تبقي متبرجة للدرجادي
كل شوية تتنهد وتاخد نفس طويل وهي حاسة إن هي مش مستعدة خالص ليوم زي ده ولا ليلة زي دي ،وكل إللي بتفكر فيه لو تهرب من هنا
حاسة إن هي مخنوقة ومش مرتاحة رغم إن اليوم دا أسعد يوم لها لأنها واخيرا هتدخل عش الزوجية بس حاسة بعدم رضا باليوم دا وعندها رغبة في العياط
الباب خبط وكان إلياس إللي كان وسيم جدا ابتسم رغم إنه برضه حاسس إنه مجبور وإن اليوم دا مش أسعد يوم له
وكمان عنده إحساس إن اليوم مش هيمر مرور الكرام كدا
غصب ابتسامة وبص للبنات إللي كانوا مداريين علي زينب وهي كانت هتموت من القلق والتوتر ومامتها متبعاها وهي خايفة عليها جدا من أفكارها بس تتمنى اليوم يعدي بسرعة وزينب تكون علي ذمة إلياس لكنها متعرفش إن دا هيبقي أسوء حاجة وإن هي سبب في جحيم جديد لبنتها وإن إحساس بنتها في محله
إلياس : المأذون مستني ومش عايزين نتأخر عليه
جاهزة يا زينب ؟
زينب كانت متوترة علي خايفة علي مشاعر كتير جواها ملخبطاها وكان نفسها تعيط حقيقي وحتى إن هي مأخدتش نفسها كان الزمن بيسابقها
وسعوله البنات وهو دخل وبص عليها في المراية وعلي شكلها أللى كان زي القمر وعقد لسانه من المفاجأة بس لاحظ دموعها إللي غاصبة عليهم ما ينزلوش وبتجاهد عشان تكون طبيعية قلبه وجعه وحس إن مش بس هو مجبور ويمكن هي كمان الأحداث اللي هي فيها وإللي كانت فيها اجبرتها زيه بس المستقبل لازم يبقي في أيده هو سمع الكلام وهيتجوزها لكن لا مش هيكون سبب عذابها ودا وعد إنه هيحاول يحميها من الجحيم إللي هو فيه
نزلت معاه وهي خايفة لا دي مرعوبة نفسها تقف وبكل قوة وشجاعة وتنهي الوجع إللي هي فيه وتقول لا ونمشي من هنا لأنها مش مرتاحة
بعد السلام والصلاة علي محمد وخطبة زواج سريعة وإجراءات القسيمة تم الزواج علي كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير إن شاء الله
وهنا بصت زينب لكل حاجة حواليها وقلبها بيوجعها مشاعر كتير متلخبطة جواها ما بين فرحة وحزن كبير وخطر قلبها بيستشفه وسط الفرحة
حزن إن باباها واختها مش معاها وان هي اتجوزت إنسان مجهول الهوية بالنسبالها أحاسيس كتير جواها خوف من المستقبل وخوف أكبر من الماضي وخوف من دلوقتي حتي
خوف على صاحبتها وخطر كبير بيحوم حواليها هي شخصيا وحست إن هي إنسانة منحوسة كل ما تقرب من الفرحة يجري الحزن ويلاحقها وكإنها مش من حقها تفرح بيوم حلو زي ده زيها زي أي بنت
المأذون مشي وبدأت الحفلة الصغيرة إللي هما عاملينها والجو مشحون بالتوتر
صباح حست إن هي سعيدة وإن هي كدا اتطمنت علي بنتها ولو جه فهمي في يوم عرف مكانها واتعرضلها فيه إلياس موجود ومش هيسمح بده خلاص وقت السماح راح
كدا صباح هتموت وهي مطمنة علي بناتها إن كل واحدة اتجوزت ورغم إنها عارفة منة كويس لكن هي بنتها وتتمنالها السعادة وبتدعيلها ربنا يهديها والاخوات يصفوا لبعض في يوم وترجع الايام الحلوة من تآني
راحت لإلياس وحضنته جامد والدموع في عنيها : عايزاك ما تزعلش مني إني كنت أنا السبب في الجوازة دي بس أنا أم يا إلياس ومش شايفة راجل هيناسب ولا هيحمي بنتي ويحافظ عليها أدك يا إبن أخويا يا ريحة الغالي.
إلياس فرح بكلام عمته بس زعلان علي مصير زينب وإن عمته تقريبا فاهمة إن هي السبب في الجوازة بس متعرفش
إن الموضوع أكبر من كدا بكتير
باركت لزينب وطمنتها وزينب قعدت شوية و استأذنت تطلع لفوق
لوجي في نفسها وهي حاسة بسعادة غامرة ومش فارق ولا هاممها أي حاجة غير سعادتها باليوم ده وقررت تدونه كأول خطوة ليها في رحلة انتقامها وإن هي مش هتعتمد على إلياس لأنها شافته ضعف وبدأ يكون مشاعر ناحيتها لأن خوفه واحساسه بالذنب علي كام قرصة ودن عملها معاها
قررت إن هي إللي هتتحكم في اللعبة كلها وفي حياة زينب من هنا ورايح وهتنتقم فيها علي كل لحظة اتحرمت فيها من حق من حقوقها
كانت زينب في اوضتها مخنوقة ومش سعيدة خالص لأن خوفها قضي علي أي فرصة ليها إنها تفرح زي أي بنت في مكانها
أصحابها كانوا حواليها بيحاولوا يضحكوا يهزروا معاها بس هي في دنيا تآنية
سلمى : يا سعدك يا هناكي يا زينو ، آنتي بجد محظوظة إلياس دا أنا بكرش عليه من أول يوم شفته في البنك وكنت عايزة حجة اجي أتكلم معاه لكن اتكتب ليكي آنتي وفي أقل من شهر بقيتي مراته وعلي زمته
ملك : يا ساتر يا رب على القر ،بت يا زينب ابقي بخري نفسك كويس واطمني علي جسمك علطول لاحسن عنيها بترشق
بصتلها سلمى بغيظ وملك كملت بضحك : ما هو البنت لسه دراعها مخفش وإنتي نازلة فيها حسد هترشقي البنت عين وهي لسة داخلة دنيا
سلمى بغيظ : أنا مش بحسد يا لزجة
تسنيم بضحك : آنتي مش بتحسدي آنتي بتقري
ضحكوا كلهم وزينب تايهة ولا كإنها معاهم ودموعها غزت عينيها
كانت ريم ساكتة ومتابعة زينب وحاسة إنها مش فرحانة شافت دموعها إللي بتحاول تخبيهم
ريم : أنا عاوزة أتكلم معاكي في حاجة يا زينب
زينب أخدت بالها وبصتلها وحاولت تبان طبيعية : خير؟
ريم للبنات : بقولها عاوزاها طرقونا شوية ، دي فرصة مين عارف هعرف أتكلم معاها تآني ولا لا
سلمى : أيوة بقي ما هي مش بعيد تتبرى مننا وتقولنا ولا أعرفكم
زينب : طب يلا سيبونا قبل ما أعمل كدا فعلا
ضحكوا وخرجوا
زينب مسحت دموعها وحاولت تكون طبيعية والتفتت لريم وغصبت ابتسامة : خير يا حبيبتي ؟
بصتلها ريم بصة سريعة وهي حزينة عليها لأنها حاسة بيها وحاسة إن هي مش سعيدة
وقفت ريم وبصت لزينب : آنتي زعلانة ليه ؟
ضحكت زينب بس دموعها خانتها وبدل ما تضحك عيطت
وكإن قلبها مش سامحلها تكدب علي نفسها آكتر من كدا وهي بتحاول تظهر إنها عادي
ريم : كان عندي إحساس ،شفتي قلبك مش مستحمل تضحكي عليه آكتر من كدا
فضلت وقت منهارة فيه من العياط لحد ما طاقتها خلصت خدت نفس
قربت ريم وشدت منديل من علي الكومود وقربت منها مسحتلها دموعها : أنا مش هسألك آنتي مالك ،يمكن لأننا مش قريبين من بعض لدرجة إنك تأمنيني وتقوليلي ،وأنا موصلتش لمكانة مروة عندك ،أنا بس حسيت إنك مش معانا وفي دنيا تآنية ودموعك بتكبتيها ودا غلط وعبط آنتي إللي معلماني كدا
عشان كدا طلعتهم وسبتك تطلعي في قلبك وتعيطي عشان لو جوزك دخل في أي لحظة ميحصلش ميس أندر استاند واول ليلة ليكم تبتدوها عياط وخوف
ضحكت زينب وريم هي كمان : شفتي بقي ؟ كان لازم تفضي مخزون الطاقة السلبية قبل بداية حياتك الجديدة
زينب أخدت نفس وضحكت : آنتي خسارة في العيال إللي برا دي
ضحكت ريم : أيوة كدا اضحكي وانسي أي حاجة ،بلاش نحمل القلب فوق طاقته ومش كل كلمة نكبتها جوانا لأننا في الأول والاخر المتضررين الوحيدين
يعني قوليلي هنستفيد إيه لو القلب دا جراله حاجة ،ولا
سكتت : أنا هخرج وإنتي غيري هدومك و فرفشي واطلعي نقضي يوم حلو وارمي أي حاجة في دماغك لبعدين العمر مش بنعيشه مرتين فاهماني بلاش الهموم والوش ده ،آنتي عروسة جوزك هيدعي علينا عيطناكي وبهدلنا عروسته في أول ليلة
سابتها وخرجت وهي فكرت في كلام ريم فيها إيه لو نسيت أي حاجة لمدة كام ساعة علي الاقل تقلل الضغط علي تفكيرها وقلبها شوية وتهدا وتحاول تحل كل مشاكلها وماضيها بعقلها وعواطفها تيجي بعدين كفاية ضعف وإنهيار وقلة حيلة وخوف من المواجهة
غيرت الفستان واخدت شاور سخن سريع وخرجت بس وقفت محتارة هتلبس إيه ؟ دي ملهاش هدوم هنا خرجت برا أوضة اللبس وقررت تلبس إللي كانت لابساه
إلياس كان تحت مع الضيوف وقعد مع صاحبه احمد يفتكروا ذكرياتهم ويتكلموا ويحاول يلهي نفسه شوية وصاحبه كان فرحان بيه وكان سعيد برجوعه وعلاقتهم سوا
وقرروا يحتفلوا باليوم سوا
طبعا الكل منتظر منه حاجات كتير في اليوم ده بس تجاهل الافكار دي وقرر ينهي الحفلة واليوم وطلع علي اوضته واستغرب إنها مش هنا
راح ناحية اوضتها وهو مضطر يجيبها اوضته عشان الرسميات والعيون إللي عليهم
بص علي اوضته نظرة سريعة واتضايق لإنه إفتكر جوليا وإن الأوضة دي بتاعتهم سوا وإن هي عملت فيها ذكريات في فترة قصيرة مش عاوز غيرها فيها
فطلب من رئيسة الخدم تجهزله اوضه جديدة وتنقل هدومه وحاجته فيها وتنقل حاجتها هي كمان
وخرج في التراس يشم هوا وهو متضايق علي جوليا وعلى إللي هتعانيه معاه لحد ما يخلص من إللي هو فيه
شوية وقرر يروح لزينب اوضتها ويتكلم معاها شوية ويتفق معاها من الأول بكل هدوء ولازم يتعامل بحذر عشان برضه ميتكشفش ادامها
كانوا البنات أصحابها قاعدين وبيهزروا ويضحكوا بس زينب مش معاهم
قرب عليهم وسلم عليهم برسمية وكلهم اتكلموا كويس وبرسمية
بس سلمى قامت وقربت منه مدت أيديها : الف مبروك يا بشمهندس إلياس ،بشمهندس مش كدا ؟
إلياس ابتسم : مهندس ميكانيكا
بصتله بفخر : ما شاء الله ، يا بخت زينب
كانت بتبصله بإعجاب ومش قادرة تمنع نفسها انها تتمناه في داخلها
شدتها تسنيم وهي مبتسمه برسمية : الف مبروك يا بشمهندس
باركوله وهو بصلهم : فين زينب ؟ فكرتها معاكم
سلمى وهي لسه بصاله : في الاوضة جوا
ريم : هي بتغير
وقامت والبنات قامو معاها : عن اذنك بقي والف مبروك
إلياس : علي فين ؟
ملك : هنمشي بقي وهتيجي نشوف زينب بعدين ،دا يومكم وبدايتكم
إلياس : لا لا براحتكم أنا بس كنت هقولها حاجة وانزل ،آنتي منورينا خليكم علي راحتكم
سلمى : ميرسي علي ذوقك خلاص خلينا شوية يا بنات
سابهم ودخل لزينب
والبنات بصوا لسلمي بغضب إن طلع منها الاسلوب دا وهما كانوا مفكرين إنها كانت بتهزر مع زينب أتاريها كانت فعلا بتتكلم جد وباصة لجوز صاحبتهم من أول يوم
ملك : إيه الهبل إللي آنتي عملتيه ده ؟
تسنيم : مكنتش متوقعة دا منك يا سلمى
اما ريم كانت ساكتة وبس
سلمى مردتش عليهم بس متغاظة منهم وهي فعلا حاسة إنها زودتها يعني الراجل لسة متجوز تقوم تتمايع قصاده ؟ بس تعمل إيه ؟ هي حاسة نفسها مشدوداله وحاسة نفسها مش قادرة تمنع نفسها عنه
سكتت وهي مش عارفة إيه إللي هيحصل الايام الجاية
دخل إلياس الاوضة وهو متضايق من صاحبتها دي وإللي طبعا فاهم حركاتها واستغرب إن دي مش عاملة اعتبار لصاحبتها خالص بس هيعديها عشان هو مش في المود ومش عاوز يعكر دمه زيادة وإنه لو في وقت غير كان زمانه أتصرف تصرف يليق بيها بالموقف كله
خرجت زينب وهي شبه عريانة بتدور علي لبسها إللي كانت لابساه وكانت لابسة شورت قصير وقميص مقفول نوعا ما
اتخضت لما لقت إلياس واقف ومبلم وهو فعلا مكنش متوقع إنها تخرج كدا
إلياس حس بنفسه ضاق وإنه مش علي بعضه وحس بالإحراج
هي وقفت ادامه وهي نفسها الارض تنشق وتبلعها وانها في موقف محرج آوي
جريت علي الحمام لفت البرنص عليها وخرجت إحراج : معرفش إن حضرتك هنا أنا آسفة
إلياس بهدوء : في أوضة لبس ليه خارجة كدا ؟
وقفت بتوتر : معنديش هدوم هنا
هو نسي خالص الموضوع ده واتوتر بس محلولة
زينب : تسمحلي أروح شقتي أجيب حاجتي ؟
إلياس : مفيش داعي ،نشتري جديد
زينب : لا أنا عايزة حاجتي وكمان مروحتش شقتي من زمان وكمان عاوزة أروح أشوف صحبتي مروة اطمن عليها بقالي كتير معرفش عنها حاجة
إلياس إفتكر إنه طلب من رجالته يفرجوا عنها لإنه اتراجع وقرر ينهي الموضوع
واستغرب لإنه مشافهاش النهاردة بما إن مامتها عزمت دول ليه معزمتش صحبتها المقربة حس إن فيه حاجة غلط
بصتله : مالك سرحت في إيه ؟
إلياس : مفيش
زينب حست إنه بيتكلم معاها برسمية وشكت في حاجة
هو ماله زي إللي مجبور علي الجوازة
هيمشي وقفت أدامه وسألته : عايزة أسألك ،أنت ليه عملت كدا ؟
إلياس بعدم فهم : كدا إللي هو إزاي ؟
زينب بشك : إنت تعرف أمي ؟ يعني إنك وافقت علي طلبها كدا عادي بسهولة ، ولما اسإلها ليه ؟ تعرفيه منين بتتهرب مني
سكتت بتراقب رد فعله لكنه جامد مفيش أي رد فعل
فكملت : فاكر أول يوم اتقابلنا فيه ؟ لما إنت اتغابيت عليا في المكتب واستفزتني أنا رحت الحمام ورجعت لقيتك ماسك صورتي أنا وبابا وماما وكنت متأثر زي إللي تعرفهم كويس وبعدها تسيبني وتمشي من غير ما تخلص حتى الشغل إللي إنت جاي عشانه دا تسميه إيه ؟ وبعدين بقيت حاسة إنك عامل زي خيالي وحتى لما عملت الحادثة وعربيتي انفجرت تليفوني ومتعلقاتي وأنا كنت متعلقة بعربيتي آوي اتفاجئ إنت تنقذني من الانفجار ودا لأن إنت آخر شخص شفته قبل ما أفقد الوعي والحمد لله جات سليمة كسر في الدراع وشوية كدمات بتخف مع الوقت وبقيت حاسة إنك تعرفني لأني بحسك ورايا في كل خطوة أقدر أعرف تفسير كل الاسألة دي ؟ لأن بسبب كل ده أنا مش عارفة اتعايش ولا أفكر ،وحتى بقيت تبعتلي رسايل يوميا وورود لمدة أسبوعين
إلياس : آنتي عاوزة إيه يعني ؟
زينب.. .
إلياس : كل دا مزعلك يعني ؟
زينب : عاوزة تفسير منطقي لأن حياتي متلخبطة
إلياس : هبعتلك هدوم تلبسيها من عند لوجي لحد ما ننزل نشتري كل إللي يلزمك وسعيدة ( رئيسة الخدم) هتعرفك اوضتك الجديدة قصدي اوضتنا
سابها ومشي وهي جريت وراه ونسيت إللي هي لابساه
وجريت وهي متغاظة وحاسة إنها عايزة تخبطه بحاجة علي بروده ده
بس اتفاجئت بيه والبوليس داخل يدور عليه وكانوا طبعا أصحابها مشيت
وقفت تتابع من فوق وهي سامعة الضابط : إلياس نافع ؟
إلياس : خير ؟
الضابط : حضرتك مطلوب للتحقيق
إلياس بصدمة : تحقيق إيه ؟
الضابط : قضية اغتصاب
شهقت زينب : اغتصاب ؟
وبصت لإلياس وهي مش فاهمة أي حاجة
هو أخد باله منها وكان لبسها مضايقه وإن حد يشوفها كدا
إلياس : طيب دقايق هغير هدومي وراجع
الضابط : ياريت متتأخرش علينا حضرتك دي أوامر ولازم ننفذها
إلياس : أكيد مش هضحك عليك واهرب لو إني أعرف بس إيه التهمة دي ومن مين ؟
الضابط : هتعرف كل حاجة لما تيجي معانا
طلع إلياس عشان يغير هدومه بس قبل ما يدخل الاوضة مسك زينب بغضب ودخلها الاوضة
إلياس بغضب : آنتي اتجننتي ؟ إنت ناسية إنك بقيتي مراتي ؟ آنتي نسيتي نفسك ؟ طالعة بإيه ده ؟
زينب بصت لمنظرها واخدت بالها وعضت شفتها بإحراج بس بصتله : أنا كنت طالعة عشان إنت مجاوبتنيش
إلياس : مش عاوز أعرف السبب إيه أيا كان اهميته ميسمحلكيش إنك تعملي كدا لو حد شافك كان هيتقال عليا إيه ؟
راح لاوضة اللبس وطلع هدومه وبصلها : أنا راجل شرقي وايا كان مسمحش لمراتي تخرج باللبس ده ،اللبس دا آخره باب الاوضة دي براها لا بصي لمنظرك والبرنص عليكي بطريقة
سكت وهي سكتت ولبس وخرج سريعا وهي التساؤلات زادت في دماغها وعاوزة تفسيرات لكل حاجة هي فيها وخصوصا لوضعها الجديد
ويا ترى إيه إللي حصل مع إلياس ؟ وايه إللي لسه مستخبي لزينب وزوجها إلياس وهل هتكتشف حقيقته ولا لسه يفكر يخدعها ؟
يتبع…
سكت وهي سكتت ولبس وخرج سريعا وهي التساؤلات زادت في دماغها وعاوزة تفسيرات لكل حاجة هي فيها وخصوصا لوضعها الجديد
الوضع مربك لحد دلوقتي هي مش فاهمة أي حاجة حواليها فجأة كدا ومن غير مقدمات بقيت زوجة لراجل غامض دول حتي مكلفوش نفسهم يسألوها وياخدوا رأيها
الماضي بتاعها دا أصبح لعنة وفعلا بدأت تفكر يا ترى هو عرف أي حاجة عن ماضيها ؟ بس دي من سابع المستحيلات إن راجل يعرف حاجة زي دي ويسكت عليها ويكمل عادي وكإن شئ لم يكن ممكن فعلا يحصل لكن مش بسهولة كدا ودا نادر إنه يحصل من غير ما الواحد يسأل عن الإنسانة إللي هيرتبط بيها ويعرف فعلا ماضيها ويسأل ويا يقبل يا يرفض
فضلت رايحة جاية في الأوضة بتفكر يا ترى إلياس ده حكايته إيه ؟ وإيه إللي رماها في سكته ؟ معقولة يكون هو قدرها بعد السنين دي كلها ؟
يمكن هي كانت فرحانة بالرسايل والورد بتاع كل يوم إللي كان بيبعته وكإنها كانت بتعيش مراهقتها
ضحكت بسخرية علي نفسها
حاسة بالملل الأفكار مش راحماها وهي نفسها بس تفضل يوم كامل من غير تفكير ومن غير وجع الماضي ده إللي عامل زي نقطة سودا في حياتها
لفت في الاوضة وفضلت تتفرج عليها وعلي كل ركن فيها وقررت تتجول في الفيلا وتشغل بالها عن أي أفكار تآنية
كانت الفيلا خيالية بالنسبالها محلمتش يوم إنها تعيش في مكان زي ده يا ترى هو حلم جميل ولا كابوس مفزع ؟
كانت بتتفرج وهي مبهورة بكل ركن فيها وجواها سعادة غريبة إن هي بقت ست البيت دا ،هي إنسانة أكيد وجواها مشاعر حتي لو أنانية بس هي جواها فرحة إن مستواها هيتغير من النهاردة خليها تتفرج وتملي عنيها شوية
وتتأمل مستقبلها شويتين وبلاش سلبية حتي لو حلم ليوم
إزاي هنعيش من غير أحلام ،خليها تستمتع شوية
في مديرية الأمن
كان إلياس بكل برود بيسمع للظابط عن إللي حصل وكإنه مش فارق معاه
كل شويه يبص في ساعته وبتأفف : حضرتك أنا إيه علاقتي بكل إللي بيحصل ده ؟
الظابط مستغرب بروده وبصله بضيق من طريقته : المدعو زياد حسن صالح بيتهمك إنك إديت أمر بخطف المجني عليها مروة محمد إبراهيم
إلياس : وايه الدليل علي كلامه ؟ ويعرفنى منين أصلا ؟
الظابط : بيقول إنه كان واحد من الخاطفين وإنه بناء علي الأمر ده عملوا خطة وخطفوها من ادام المول إللي كانت فيه من ٣ أيام
بصله إلياس بثقة : يا سلام ؟ وأنا هعمل كدا ليه ؟
الظابط بصله بغضب لأسلوبه واتكلم : ما أنا بسألك أهو ؟
إلياس بنفس البرود ونبرة السخرية : وايه إللي حصل ؟
الظابط هنا جاب أخره وقف وبصله بغضب : إنت يا بني أدم بطل البرود ده واتكلم بأدب ادامي وإلا والله هتصرف تصرف مش هيعجبك وهلبسك قضية حالا
وقف إلياس بغضب هو التاني : الظاهر إنك متعرفش بتتكلم مع مين ؟ إنت متعرفش أنا بتليفون واحد للسفارة هسوحك
بصله الظابط بإستغراب رد عليه إلياس بتهكم : متستغربش كدا ،أنا مش أي شاب يحمل جنسية يوناني بالعكس أنا إشارة مني صدقني مش هتعرف راسك من رجلك ،أقف حلو كدا واتكلم عدل أنا مش بينفع معايا النبرة دي
بصله بسخرية والظابط بصله بتحدي وضحك : حاسس إني خايف وركبي بتخبط من الخوف لا والنبي اوعي دا أنا غلبان وفي حالي
تحولت نبرته للجد : لا فوق إن كنت إنت مهم وتقدر تعمل المستحيلات زي ما بتتفاخر فأنا مبتهدش ومش بخاف ماشي ،فا اهدا كدا واظن لو إنت برئ من كل الادعاءات هيبان معانا
إلياس سكت بغيظ : إيه المطلوب مني دلوقتي ؟
الظابط ابتسم بسخرية : نستجوب ساعتك ونقارن ده بأقوال المتهم إللي هو أصلا معترف بده وناخد أقوال المجني عليها
إلياس : طيب ممكن تأجل أي حاجة دلوقتي ؟ واظن مش ههرب منك يعني ؟
الظابط : عندك حاجة مهمة ؟ أهم من إثبات براءة إسمك إللي اشك في ده ؟
إلياس بغضب : ميهمنيش لأني صدقني ،أنا مش حد ضعيف ،أنا حد جابها من الصفر آوي و أمثالك وقعوني كتير بس معرفتش معني الإستسلام أبدا فمتجيش تهددني تمام ؟
قرب منه الظابط وبنبرته البوليسية : وهو دا محل التحقيق
إلياس : يعني إيه ؟
الظابط : يعني أنا متابعك بقالي فترة وعارف عنك حاجات مش بس هتأكد عليك تهمة الخطف وهتك العرض لا دي هتلف حوالين رقبتك حبل المشنقة أو اقلها تأبيدة
إلياس : إنت بتخرف تقول إيه ؟
الظابط قعد وحط رجل علي رجل بثقة : يعني إنت تحت إيدي ولازم استغل الفرصة
إلياس : برضه مش فاهم
الظابط بسخرية : ولو إني اشك بس هفهمك
وقف وقرب منه وهمس : مصدر الفلوس والثروة السريعة مش من هندسة السيارات ،هي العربيات تكسب صحيح وخصوصا لو إنت في المجال ده بس متعملش ربع ثروتك بالسرعة دي ، أو علي الاقل تعملها بس بتاخد وقت ومجهود وإنت يدوب إللي اعرفه إن إنت عندك ٣٦ سنة مش كدا ولا إيه ؟
إلياس بصله بصدمة ومش مصدق إن هو متراقب وهو إللي فكر إنه نمس ومحدش عاد يقدر عليه وإنه متحكم في الكل بس لا دا طلع فيه عيون وراه وورا رجالته
الظابط : تحب اقول كمان ولا الصدمة لجمت لسانك مش عارف تدافع عن نفسك
إلياس بصله وبيحاول يلاقي تفسير مناسب يخرج من هنا وبعدها هيعرف هو هيعمل إيه ؟
الظابط : أنا مقدر إن تجارة السلاح مربحة آوي بس هتبقي مربحة فعلا وإنت واقف ادام ربنا
إلياس بغضب : إنت مش فاهم أي حاجة والعيون إللي الداخلية مسلطاها عليا مش فاهمة أي حاجة ولا عندها غير قصر نظر حضرتك
الظابط : خلينا نتفرج علي قصر النظر الحقيقي
إلياس : المطلوب مني إيه ؟
الظابط : السبب ،الاعتراف الهدف كل دي حاجات عاوز أعرفها إنت مين ؟. وليه سافرت اتقال إنك مت وبعد كام سنة راجع شخصية وثروة ومعارف محدش يقدر يوصلهم لو قعد سنين عمره يعمل ده ،وايه هدفك من إللي عملته مع المجني عليها
إلياس : لو قلتلك هتطلق سراحي ؟ وتجبلي محامي ؟
الظابط : اسمع الأول
يا ترى إلياس فعلا هيحكي الحقيقة ؟ وهيعترف علي نفسه إنه قتل أخته زمان ؟ الظاهر إن لسه الغموض بيغلف إلياس
السكوت مغلف البيت ،محستش بالوقت وهو بيمر من حواليها ،دخلت الاوضة وهي محتارة إيه سبب تأخيره فكرت تروح تقعد مع أمها لحد ما النوم يلهيها بس أمها تلاقيها بترتاح ،فكرت بحماس تروح تقعد مع لوجي وتتعرف عليها يمكن تقدر تتكلم معاها وتتعرف علي إلياس آكتر منها
بس يا ترى هي فكرة حلوة ؟
حست بملل تآني وقعدت مع نفسها تآني بس شوية وبصت في الساعة كانت ٨ فكرت إن لسه بدري وفجأة ضربت في دماغها فكرة لحد ما إلياس يبقي يرجع
لبست هدومها بسرعة ونزلت كانت الفيلا ساكتة خالص
خرجت وكانوا الحرس واقفين وقفوها : علي فين يا هانم ؟
بصتله بإستغراب : هو انتو بجد بتسألوني علي فين ؟ أنا هستني أقولكم علي تحركاتي ؟
بصولها بأسف : العفو يا هانم بس دي أوامر إلياس باشا لينا إن محدش يخرج ويدخل إلا ما نستجوبه ونعرف رايح فين وجاي منين. ؟ دي أوامر ولازم ننفذها فبعد إذنك عرفينا علي الاقل رايحة فين للأمان ليكي وعشان الباشا لما يرجع
بصتلهم وبغيظ جواها من إلياس وبيعاملها زي السجينة وهيتحكم فيها من أولها وهي مش بتحب كدا
هاجر أخدت مروة إللي كانت تعبانة جدا للمستشفى عشان تغير علي الجرح
وبعدين خرجوا من المستشفى ومروة بصتلها : عاوزة ارجع بيتي
هاجر بصتلها : حاضر بس نروح الاسم الأول
مروة بصتلها بخوف : قسم ليه تآني ؟ هو أنا مش رحت مرة وقولت أقوالي ؟
هاجر : الظابط طلب إنك تتواجهي مع واحد من إللي خطفوكي و
قاطعتها مروة بخوف واتشبثت فيها : لا لا لا أبدا ،ارجوكي أنا ممكن أموت فيها ،آنتي متعرفيش أنا ممكن أموت نفسي ولا أشوف واحد فيهم تآني ،آنتي متعرفيش إللي عشته ولا إللي شفته في اللحظة إللي مرت عليا وكإنها عجزتني فجأة ارجوكي يا هاجر بلاش ،أنا كل إللي عايزاه اطمن علي أهلي زمانهم قالبين الدنيا عليا الافكار بتقتلهم والعار لاحقهم حرام آكتر من كدا وأمي أمي زمانها لا لا ارجوكي ،وزينب معرفش مصيرها بقي إيه ؟
هاجر بصتلها بتعاطف وخوف عليها فعلا إنها تنهار دا سبحان من قواها وخلاها صامدة للحظة دي
خافت فعلا تنهار منها وهاجر بصتلها : طيب هعملك إللي آنتي عايزاه خليكي واقفة هنا هروح أوقف تاكسي ونروح لأهلك حاضر
سابتها هاجر وراحت توقف تاكسي ومروة فجأة حست بخوف وبقت تبص حواليها برعب والناس ماشية حواليها خايفة منهم عاوزة تصرخ روحها بتطلع كل لحظة بتشوف فيها حد بيمشي من جمبها حست بالعار من روحها والخوف مالي قلبها
بكت بصوت مكتوم ودموعها بتزيد والخوف جواها بيكبر وحاجة واحدة لاحت ليها فجأة إنها بقت عار وجابت العار فمتستحقش عيلتها ولا الحب إللي كانوا بيحبوهولها ولا زينب تستاهل تبقي صاحبة واحدة مومس زيها ما هو هيتقال عليها إيه ؟ هل هيتصدق إنها بريئة فعلا وإن إللي حصلها ده في نظر المجتمع ظلم ولا جريمة ؟ وإن هي في نظرهم الجاني مش المجني عليها ؟
هل الناس هتصدقها ؟ وهل المجتمع ؟ واهلها حتي لو صدقوها هيثقوا فيها وتاخد فرصة تعيش حياتها زي ما كانت قبل كدا. ؟
بصت حواليها اد إيه محكمة الدنيا واسعة وهي بقت فيها الجاني وبسبب بس لحظة غادرة خانها فيها عقلها بقت في المكان ده وفي الحياة دي……
أهلها ميستاهلوش نظرة العار المرة إللي الناس هتبصلهم بيها بعد كدا ،وزينب عانت كتير في حياتها متستاهلش إنها تصاحب واحدة زيها ، هي انضف من إنها تعاني من صحبة زيها
هي عانت بما فيه الكفاية في ماضيها إللي كان متعب آوي وبصعوبة تخطت ده يبقي لازم تسيبها تعيش بسلام ويمكن لما تبعد الكل يرتاح ويتخطى مشاكله بسهولة
سابت نفسها للريح تمشيها توديها لمصيرها وأي مصير هيكون…..
سلمى روحت بيتها ودخلت اوضتها علطوول من غير حتى ما تتكلم مع أي حد من عيلتها قفلت الباب كويس وخلعت حجابها بسرعة ورمت نفسها علي السرير وهي زي السكرانة إللي بتحلم بتتخيل أحلام اليقظة بتضحك وابتسم وتكشر وتعيط وتبني أحلام وردية كل ده في دماغها بمجرد بس ما فكرت في مستقبلها لو بنته بإيديها يا ترى إيه إللي هيحصل ؟
قامت بسرعة فتحت شنطتها وطلعت صورته إللي عرفت تسلتها (تسرقها) من الفيلا وقعدت تتأمل فيه بتتخيل نفسها مكان زينب واول مرة تبص لزينب بحسد
وكانت بتتخيل القصر إللي هتعيش فيه زينب وتتخيل نفسها مكانها وإنها تبقي سيدة القصر
ضحكت وهي تتأمل الصورة : شكلي وقعت ومحدش سمى عليا بس أنا همد أيدي وهاخد من الدنيا إللي مش عايزة تديهولي
يا ترى إيه إللي هيحصل ؟ يظهر إن الحياة بدأت تتعقد
يا ترى إيه مصير مروة وزينب من كل إللي بيحصل حواليهم ده ؟ إلياس بدأ يقع ولا دي بداية جديدة هو إللي هيكتبها ؟
يتبع…
هاجر رجعت ملقتش مروة إستغربت اختفائها وبدأت تدور عليها وهي مش عارفة ممكن تكون راحت فين لوحدها كدا ؟ معقول تكون اتعرضت الخطف تآني ؟ لا لا يا هاجر خلي تفكيرك إيجابي شوية وبعدين مروة مش عيلة صغيرة أكيد لازم هتاخد حذرها يكفي إللي خسرتها وإللي هيعيشها عمرها كله وحيدة ومكسورة ،بس المفروض إنها كانت مصممة وهتتجنن عشان تقابل أهلها وتعرفهم هي راحت فين ؟
بعد وقت رجعت وقفت مكانها ادام المستشفى تآني وحست إنها خسرت مروة ،يومين بحق معاها بس حستهم سنين قضتها مع البنت دي ،كانت ضعيفة ومكسورة بس كلها حنان ووفاء إنها تشوف صحبتها وتخاف إن تكون اتعرضت لنفس إللي اتعرضتله
راحت القسم وحاولت تعمل محضر اختفاء بس منفعش لأن لازم يمر ٢٤ ساعة عشان الحكومة تبدأ تتحرك هي دي لاوايح وقوانين 😏
إلياس ركب عربيته وحاسس بالضيق ومش عارف هيعمل إيه ولا هيروح فين ؟
جاتله مكالمة ابتسم : مستر أليكس ،أنت ملهمي ،أتشكرك علي إنقاذك لي في اللحظة الحاسمة من اليوم سيبدأ الجميع يفكرون آلاف المرات قبل أن يقتربوا مني
حسنا حسنا سأنتبه المرة القادمة إلى اللقاء سيدي
إنتهت المكالمة وإلياس أخد عربيته ومشي بس مش في اتجاه الفيلا لكن اتجاه النيل اختار مكان هادي وشبه خالي من المارة ونزل وقف قصاد النيل علي الكورنيش في مكان هادي
حس بالضيق والضعف والخوف والغضب والحقد ومشاعر متلخبطة كتير وحس إنه غلط غلطة كبيرة ولوجي كان معاها حق عواطفه بتتحكم فيه ودايما بينسى هدفه وبيضعف مع إنه العكس هو الراجل والمفروض يتحكم في مشاعره إللي قتلها دي مش فرخة دي روح ومش أي روح دي أخته ،أخته إللي ربته
لاح في خياله كل ذكريات طفل مع أخته الكبيرة وهي بتهتم بيه وبتحبه يمكن آكتر من بنتها إللي كانت لسة مولودة
بس الحظ السئ إللي لازمه وإللي بيتمثل في جوز عمته فهمي السيوفي كان زي الوسواس وكان عاوز بس ياخد كل حاجة وخصوصا ورشة أبوه المريض وكان بيتحكم في عمته وهي كانت بتسمع له لأن الحب اعمي
أيوة الحب اعمي ومش هيسمح لنفسه إنه يقع في غلطة عمته وإنه يمشي ورا قلبه ورا الحب الكلمة التافهه إللي وملهاش أي معني غير الضعف والذل
الحب ضعف وهزيمة الحب معاني وشعارات مزيفة والقلب بيبقي مسلوب الإرادة وهو لا يمكن يقع في نفس الغلطة إللي كلفت الكل عذاب
أكبر غلطة إنه سمح لمشاعره تتحكم فيه ونسي مين هو فهمي وعمل فيه إيه ؟ وعمته إللي أول ما شافها عاطفته هزته وسمع لها وسامحها رغم إن المفروض هي كمان شايلة نفس الذنب إنها محاولتش لمرة إنها تكون جنبه بأي شكل من الاشكال وفضلته فهمي وعيالها عليه وعلي أخواتها
إتكلم بغضب : إلياس نافع مش راجل ضعيف ولا تقدر تهزه الريح أو تحبطه عن هدفه ، زينب فهمي سواء كان ليكي ذنب أو ملكيش آنتي ضحيتي ،هدفي هو عذاب فهمي بس ميهمش لو كان حد من ريحته شافك أو مشفكيش حبك أو محبكيش المهم إنك بنته وشايله إسمه أنا عشت في عذاب وماضي مفيش زيه ودوقت كل درجات الظلم وجه الوقت ابيض قلبي واغير مستقبلي علي حساب مستقبلك لأن إللي هعمله فيكي هيخليكي متنفعيش لأي حاجة ولا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل هتكوني جثة عايشة وخلاص وأي حد هيقف في وشي ويمنعني أي حاجة أعملها هنسفه أيا كان مين
صرخ بغضب وهو نفسه لو يرتاح وغضبه يهدا لكن مفيش حاجة هتهديه ولا هتريحه غير إنه ياخد بتاره وبس ودا المهم
دخلت زينب شقتها واحساس الانتماء ليها بيملي كيانها ،المكان دا كإن روحها بترفرف فيه ،ركنها الامن من الحياة إللي برا ،ضعفها ،خوفها ،انهيارها ،وفرحتها هنا بين الحيطان دي ،المكان دا ليها سنين عايشة فيه لازم يكون جزء منها وانها تمشي منه بمثابة إنها تخرج من جلدها
الشقة زي ما سابتها من يومين مفيش حاجة اتغيرت هي ملكيتها وبس قررت إنها تهرب من العالم جواها وتنسى أي حد وأي حاجة براها
دخلت اوضتها طلعت هدوم ودخلت أخدت شاور منعش وخرجت غيرت هدومها وعملت سيشوار لشعرها وبسترجع كل ذكرى جميلة كانت بتسمتع بيها في المكان دا
كانت مبسوطة جدا وقارنت بينها وبين الفيلا لقت إن الفيلا اشيك وجميلة وراقية انما الشقة دي قديمة وعادية وبسيطة جدا بس بالنسبالها أأمن مكان ممكن تلجأله وتحس فيه بالراحة والحنين
مر الوقت وهي مش عارفة بقالها اد إيه ؟ لكنها قررت إنها هتكون هنا ومش هترجع البيت دا تآني مامتها اجبرتها من غير ما تسمع كلمة منها ولا رأيها حتي ؟ وهي حست إن الموضوع فيه تسرع كبير هي فرحانة إنها ممكن تكون بداية جديدة بس قلبها مقبوض وذكريات الماضي دايما بتفكرها إن مستقبلها محاط بالمخاطر
افتكرت مجدي وتهديده وفضلت تبكي يمكن هي إللي وصلته لكده أيوة هي أنانية ومكنتش بتفكر غير إزاي تاخد مجدي ليها من غير أختها ما تحس بأي خيانة في الموضوع هي كانت شايفة إنها الأحق بيها لأنها حبته انما أختها كان مجرد عريس صالونات جالها وكانت فرحانة بيه لإنه هينقذها من خطر العنوسة متعرفش إن أختها كانت عاوزاه وحبته وبعدين حست بالذنب ناحية أختها فطلبت منه يتجوز أختها لأن حالة منة كانت خطيرة ورغم معاناة مجدي بين الاختين لكن بسبب حبه لزينب قدر تضحيتها وحبها آكتر وقرر يرجع يطلب أختها ويتجوزها عشان خاطر زينب بس رجعوا تآني لبعض وساعتها بقوا رسميا سوا بس في السر
افتكرت اليوم ده بكل احزانه وإنهياره وخوفها ومشاعرها كانت بتفكر فيه كإنه إمبارح بالظبط كإن معداش سنين
فلاش باك
زينب بصت في اختبار الحمل ادامها بصدمة وعيونها لمعت من الخوف : يلهوي أنا حامل ؟ يلهوي هعمل إيه ؟
واقفة منهارة من الخوف ومش عارفة تتصرف إزاي ؟
باب الحمام خبط اتوترت وسمعت صوت أختها من برا بتناديها : زينب! يلا يا بنتي بقالك وقت في الحمام أنا واقفة برا يلا
حاولت تكون طبيعية : ح حاضر يا منة أنا خارجة ثواني بس
رمت الاختبار في السلة ادامها وغسلت وشها وخرجت حاولت تبتسم وتكون طبيعية
منة بصتلها وكان وشها اصفر فإتخضت عليها : مالك يا زينب؟
زينب : ها ؟ مالي ؟ أنا كويسة بس بطني وجعاني شوية
بصتلها منة محاولتش تعرف السبب مفيش بينهم المودة والخوف ده سابتها علي راحتها
منة بصتلها : زينب! أنا فرحي قرب أتمنى بلاش مشاكل كفاية إللي حصل بسببك قبل كدا ، مجدي حبي الأول والاخير يا زينب أتمنى تكوني طلعتيه من دماغك
زينب بصتلها بتأنيب ضمير : حاضر
خرجت زينب من البيت في محاولة للوصول لمجدي وراحت استنته في المكان إللي بيتقابلوا فيه وكانت شقة في أول البلد لواحد صاحبه
ورجع إتفاجئ بيها مستنياه : مساء الخير يا روحي
بس كان التعب باين عليها والاجهاد اتخض قرب منها : مالك يا زينو ؟
زينب وقفت : أنا في مصيبة يا مجدي
مجدي اتخض : خير ؟
زينب : مش خير ؟ مجدي أنا في نظر عيلتي بقيت خاينة أنا إللي لسة متمتش ١٨ بقيت خاينة ومش بعيد يقتلوني المرادي
مجدي بغضب : إيه الكلام الاهبل ده ؟ هي سايبه ؟ أنا احميكى بروحي يا زينب
زينب بصتله بحب : بس دي مش أول مرة ،أنا مش عارفة هواجهم إزاي لو عرفوا إللي بينا ؟
مجدي قرب منها وحضنها : آنتي معايا وفي حمايتي ومراتي ادام ربنا ولو علي الناس أنا مستعد انزل دلوقتي وأقول للعالن كله إنك مراتي وحبيبتي وحياتي كلها بس مشوفش نظرة عنيكي دي ؟
بصتله : أنا حامل
بصلها بفرحة بيحاول يستوعب اللي قالته : حامل ؟ حامل بجد ؟ الحمد لله
إستغربت حماسه وخوفها زاد وضميرها وجعها وبصتله : إنت فرحان ؟
مجدي والفرحة مش سايعاه : طبعا ، أنا بحبك بحبك آوي يا زينب
زينب صرخت : بس أنا ما استاهلش ،لا يا مجدي ، لا مستحيل أنا حاسة إني عاملة عاملة ،ولو في لحظة حد عرف حاجة هبقي خاطية صح أنا مشيت ورا مشاعري بس أنا إللي هدفع التمن في المستقبل
مجدي بصلها بصدمة علي كلامها وإللي شايف فيه نبرة الندم
بصلها : يعني إيه يا زينب ؟ ندمانة إنك اتجوزتيني ؟
قربت منه بعياط : مجدي أنا بحبك ومعرفتش الحب إلا بيك ويمكن هو إللي خلاني معرفش أتحكم في مشاعري بس أنا خنت ثقة عيلتي مرتين بعملتي دي،أنا حبيتك إنت وفضلت قلبي علي عقلي بس كان حلمي إللي منة بتخططله
مجدي بصلها : قصدك إيه؟
زينب : منة ادام كل العالم مخطوبالك وهتتجوزك والدنيا كلها عارفة واختها متجوزة خطيب أختها في السر وبتموت في جلدها لو حد خد باله من حاجة ،أنا غلطت أكبر غلطة في حياتي
مجدي بصدمة : حبك ليا غلطة ؟
هوت رأسها : أيوة ، الحب أكبر ضعف وبيخلي البنيأدم يعمل حاجات مكنش يتخيل إنه يوصلها في يوم من الايام ،أنا فهمت الحب غلط وطبقته غلط وخايفة دلوقتي من العقاب لو حد عرف حاجة
دموعه لمعت وهو شايف اهاناتها الغير مباشرة لحبه ليها وتفانيه لحبها وبيفكر إزاي يواجه العالم جوازه ليها من غير ما يأذيها
مجدي قرب منها ونوعا ما قدر خوفها : عندي حل هيخلينا نخرج بأقل الخساير
بصتله بأمل : إيه هو ؟ الحقني بيه
مجدي : تعالي نفوت الدنيا والبلد ونهرب في أي حتة تآنية
زينب بصدمة : نطفش ؟ هي وصلت لكده ؟
مجدي : دا حل كويس هنفوت كل حاجة ،أختك هتزعل شوية وعيلتك كمان بس مش هيفضلوا العمر كله كدا ، واهو نبدأ في حتة تآنية حد وميكونش يعرفنا ونأسس حياتنا سوا وقبل ما ترفضي فكري في مصير إللي في بطنك دا قبل أي كلمة
سابته ولفت وشها بعيد بتهور : أنا هجهض الجنين ، وإنت ارمي عليا اليمين وطلقني بشكل ودي وأنا هتصرف كان شئ لم يكن أنا كدا بسلب كل حاجة من أختي تآني بس المرادي أنا همشي عشان أبطل أضعف وعشان أختي تعيش حياتها طلقني لأن مينفعش تجمع بين أختين ،حرام
مجدي بزهول : حرام ،صح هو حرام ،وحرام كمان إني حييت واحدة أنانية مش هاممها غير نفسها وبس مصلحتها رقم واحد آنتي إنسانة أنانية ، وأنا راجل حيوان لا أنا مش راجل لأن سمحت مشاعري تحركني وصدقت واحدة زيك ،بانت على حقيقتنا ،دلوقتي أختك أهم مني ومن جوازنا ومن حملك كانت حركة بسيطة والامور هتتحل لكن لا عاوزة تطلعي بطلة من تآني فاكرة لما الكل مدحك أول مرة إنك قوية في السن الصغير ده إنك فضلتي أختك علي حبيبك ؟
آنتي آنتي ،أنا مش عارف ازاي حبيتك وتجاهلت أكبر عيب فيكي انانيتك إزاي اتعميت بحبك ؟
بس أنا للأسف هبقي أناني ومش هطلقك
كانت دموعها بتعبر عنها وعن حقيقة بتحاول تتجاهلها
بصتله بصدمة : ليه ؟ مش عاوز تطلقني ليه ؟
مجدي بصلها : لأني مش لعبة في ايديكي تحركيها زي ما آنتي عايزة وعلي كيف كيفك كدا ،أنا بقي إللي هاخد القرار وأنا مش هطلقك والاهم إللي في بطنك برضه مش هيكون جزء من انانيتك فاهمة ،مش هسمح يدفع تمن غلطة أم أنانية
وأنا هواجه وهنزل دلوقتي أعرف عيلتك كلها إللي بينا والتخين يواجهني ، لازم كل حاجة تبقي في النور زي ما كان لازم يتم من الأول
سابها ومشي ومقدرتش تمنعه فضلت بس تصرخ وتعيط علي نفسها وعلى إللي دايما بتوصله بسبب التهور
فضلت تبكي منهارة الماضي عمره ما هيتنسى بيفضل علقان في الذاكرة وكإنه جزء من المستقبل
إزاي دلوقتي هي متجوزة علنا ومش فرحانة حاسة إن هي دابت وبقت موضة قديمة ،هي مبسوطة إن حياتها بقت ماشيه لقدام بس اتفاجئت إنها بتتوهم لأنها بترجع لورا وطيف الماضي وذكرياتها بتلوح لها كإنها بتقولها أنا مش ناسياكي أنا معاكي
أنا الماضي إللي جزء منك ومش هيفارقك وهو علامة مش هاتخلصي منها إلا بموتك
محدش أخد رأيها ولا استنوا يسألوها موافقة ولا لا؟ وايه سبب خوفها ، وحتى ما اخدتش فرصة تقول إلياس علي ماضيها ويا عالم هيقبله ولا لا ؟ مش أي حد يقبل ماضي مراته ويسيبه ويمشي لقدام معاها بالعكس هتفضل نقطة سودا وزلة بينهم واكبر حاجز
وهي كان لازم تقول إلياس كان ادامها وقت لا مكنش ادامها هم كام ساعة محدش أداها فرصة تقول حاجة
بس هل يا ترى هو عارف وقابل ؟ ولا عارف بس ولا وميعرفش أي حاجة ؟ ورد فعله هيكون إيه لما يعرف ؟ أكيد هيحتقرها بسبب إللي عملته في أختها وإنها في نظر أي حد هي الغلطانة
بكت بخوف وإنهيار بكت علي الماضي وعلي حاضرها وعلى المستقبل إللي لسه مشافتوش ولا تعرفه
انهيار زينب وإنهيار إلياس في نفس الوقت بيعقد حكايتهم إلياس إللي صمم إنه ينتقم حتي لو حد ملوش ذنب وزينب خايفة من الماضي ومستقبلها المجهول إللي الماضي بيجري وراه يعكره……
يا ترى إيه مستنيهم لسه ؟
في ملهى ليلي كانت لوجي بتحتفل بأول انتصار أتحقق ليها واول خطوة قدرت تجتازها في خطتها وهي إللي قررت إنها لو محدش ساعدها هتكمل لوحدها وهدفها هي زينب مش فهمي ،فهمي كان وزينب إللي جاي ،فهمي دمرها ومن قبلها دمر والدتها وخلي إلياس يقتلها لذنب معملتوش بحجة العار وهو إللي وقعها في الفخ وقرر يخلص منها هي كمان لكن ربنا انقذها عشان ييجي الوقت إللي ترد فيه عليه وتعرفه لا تعرف بنته ذريته مدى معاناتها السنين إللي فاتت دي وهي بتحاول تحافظ على نفسها قوية سليمة لحد ما تحقق أكبر هدف في حياتها انتقامها ليها هي وامها
كانت بتشرب وترقص بجنون في جو مشحون بالحماس والأغاني الأسبانية والإنجليزية
قرب منها شاب وملس علي جسمها بطريقة مقرفة بس الغريبة إنها ممنعتوش ولا عملت رد فعل ودا خلى الشاب ياخد باله إنه عربون محبة وقرب منها بمجون
وبدأت تنسجم معاه في الرقص بيرقصوا سوا علي أنغام الموسيقي
واتعرفت عليه بلغة مشتركة الإنجليزية وكانت من هنا البداية
لوجي : أنت مرح كثيرا ولطيف أحببت ذلك
فرح الشاب جدا بكلامها وكان مفتون بيها وبجسمها إللي تقريبا عريان
بصلها : أنا سامي ،نادينى سام أحب ذلك ، أنا مالك الملهي عزيزتي لوجي
لوجي ابتسمت : أهلا عزيزي سام أحببت المكان كثيرا وأنا سعيدة وجودي هنا اليوم ،ومزاجي حماسي للغاية
سام : إذا اردتي نرتاح قليلا من الرقص ونتعرف أكثرا
لوجي : هل تعبت بهذه السرعة ؟
سام : لا عزيزتي أنا لا اتعب أبدا آنتي لآبد إنك مازلتي لا تعرفيني جيدا ،كل ما في الأمر إني مللت من الحديث معك ونحن نرقص ،وددت الحديث بشكل آخر
اقترب منها وهمس في ودنها : بعيدا عن أعين المتطفلين
ضحكت بصخب وهي توافقه وذهبت معه حيث أراد
في الفيلا
صحيت صباح بدري ونزلت وطلبت فطار للعرسان ووقفت تتفنن في العمايل وهي الفرحة مش سايعاها لأنها بدأت حياتها من جديد أيوة هي فرحانة جدا
بس إللي حصل كان صدمة…….
يتبع…
في الفيلا
صحيت صباح بدري ونزلت وطلبت فطار للعرسان ووقفت تتفنن في العمايل وهي الفرحة مش سايعاها لأنها بدأت حياتها من جديد أيوة هي فرحانة جدا
بس إللي حصل كان صدمة…….
كانت زينب قاعدة لوحدها في البلكونة سرحانة ووشها باهت وعيونها منفخة من قلة النوم والبكا
صباح قربت منها بإبتسامة : صباح الخير يا حبيبتي ،صباحية مباركة
اتلفتت حواليها تشوف إلياس في الاوضة ولا لسة في الحمام
زينب بهدوء : ما تدوريش كتير ، ما رجعش من إمبارح
صباح : يعني إيه ما رجعتش من إمبارح ؟ يعني هو سابك ونزل إمبارح ؟
دخلت زينب وقربت من والدتها بحزن : البوليس قبض عليه أمبارح
اتخضت صباح وجريت عليها : ليه خير إللي حصل ؟
بصت ليها وشافت ملامحها الدبلانة بخضة : وإنتي مالك وشك اصفر ومخطوف كدا ليه ؟ إيه إللي حصل يا حبيبتي في إيه.؟ طمنيني عليكي يا بت
زينب ساكتة سرحانة في نفسها وذكرياتها والهيستيريا والإنهيار إللي عاشتهم إمبارح في شقتها
صباح حضنتها بخوف وزينب أول ما اترمت في حضنها إنهارت في العياط وامها اتخضت عليها آوي
بصتلها : مالك يا قلب أمك ، آنتي لسة إمبارح فايقة وكنتي حلوة وزي الفل إيه إللي حصل بس ؟ وإلياس إيه إللي حصله؟
زينب مسحت دموعها وبصتلها
وقف القطر في محطة المنصورة ونزلت مروة وهي مش عارفة إيه المكان الجديد إللي داخله عليه لكنها قررت إن هي هتندمج هنا وهتنسي وتتنسي ،أيوة الكل يستاهل يعيش حياة هادية ونضيفة ،حياة بعيدة عن المشاكل والعار إللي هي ممكن تسببه بوجودها
بس هي مش عارفة هتروح فين ؟ ملهاش حد هنا ولا تعرف حاجة خالص بلد جديدة أول مرة تروحها تفتكر إيه العمل المناسب في البلد دي
خرجت من المحطة وهي بتبص حواليها بتتفقد الأماكن حواليها ونوعا ما اتسحرت بجمال المدينة دي
ابتسمت وهي بتدعى جواها : يارب انصفني وانصرني وارزقني الستر من عندك وأنا هكون في حالي مش هعمل مشاكل ولا عاوزة ادخل حياة حد ولا حد في حياتي
أخدتها رجليها ولقت نفسها ادام بحر المنصورة بجماله وسحره الخاص
ابتسمت وقعدت قصاد البحر وهي سرحانة وتفتكر عيلتها وامها وذكرياتها الجميلة إللي سابتها معاها في القاهرة ومن هنا ورايح تنسى أي حاجة إسمها مروة
أيوة هي لازم تنسى حياتها وذكرياتها عشان تعرف تكمل
فضلت ماشية بتتفرج علي جمال وسحر المنصورة لحد ما خدتها رجليها لمنطقة عشوائية نوعا ما
خافت ووشها بهت بس إللي فات هيتعاد تآني ؟ هتدخل الاماكن دي تآني ؟ هتدوس علي نفسها تآني ؟
قابلتها ست كبيرة ابتسمتلها بس وهي خايفة منها لأنها حست إن هي مش كويسة
: عايزة مين ؟ بتدوري علي حد ؟
مروة : لا يا خالة تسلمي ،أنا كنت بدور علي مكان بس ابات فيه لحد ما أموري تتحسن وبعدين
: أنا نفيسة صاحبة الدار أللى آنتي قصادها دي ، وإنتي إسمك إيه ؟
سكتت مروة شوية وبعدين بصتلها : أنا أمل إسمي أمل يا خالة
الست بنبرة شك : وإنتي بقي بتدوري علي مكان ليه ؟ هربانة من أهلك ؟ ولا
مروة بصتلها : من غير أسئلة هتسكنيني ؟
نفيسة ابتسمت: إيجار الشهر ٢٠٠ جنية
فتحت مروة الشنطة الصغيرة إللي في أيدها بس مكانش فيها غير ٧٠ جنيه بس
بصتلها بأسف : مليش في الطيب نصيب ،يلا معلش بالإذن بقي
نفيسة : إستني بس مستعجلة ليه. ؟
مروة : مش معايا أجرة الشقة ،معلش ربك هيصرفها من عنده
نفيسة : تعالي بس
مروة بقلق : علي فين؟
خافت منها مروة بس نفيسة شدتها بهدوء : تعالي
زينب مسحت دموعها وبصتلها : ماما هو آنتي ليه عملتي فيا كدا ؟
أمها : خايفة عليكي
زينب : خايفة عليا من إيه ؟ أعيد نفس الغلطة تآني ؟ أتجوز في السر تآني ؟
الأم : أنا واثقة إن دا بقي ماضي وانك كنتي لسه صغيرة مش واعية لتصرفاتك
زينب : يبقي ليه اتخذتي القرار دا من غير موافقتي ، زي إللي استغليتي ضعفي
بصتلها تآني : آنتي إيه إللي جابك ؟ اشمعنى أنا بتحايل عليكي تسيبي البلد من سنين وتيجي تكوني جمبي ونسي وأماني بس آنتي إللي بترفضي اشمعني دلوقتي ايه أللى اتغير
صباح : السنين بتمشي وتعدي وروحي ناقصة طول ما آنتي بعيدة عني ،صحيح إللي حصل بينك آنتي واختك كسرني بس هروبك كسرني اكتر بكتير وكنت عايشة ولا الميتة وتفكيري شاغلني يا ترى عاملة إيه ؟ ياتري كويسة ولا جرالك حاجة ؟ وكل ما قلبي يتقبض أحس إنك واقعة في مشكلة
وكنت بستحمل الخناق وتعصيب ابوكي لو خالفته في أي حاجة ولا جبت سيرتك ودا بيعصبه ويخليه يتنطط
زينب بحزن : عمره ما كان أب لينا ،طول عمره قاسي علينا
صباح : عشان كدا يا بنتي كان لازم احميكي من جنانه وانك تكوني في حما راجل بجد ولقيتها فرصة أول ما نزلت مصر وعرفت إنك في الحالة دي واول ما شفت إلياس عرفت إنه هيكون امانك وسندك ما تقلقيش منه يا حبيبتي
زينب : جينا عند أهم نقطة لما شفتي إلياس، أنا شايفة إنك مش أي حد بالنسباله يعني مش أي حد هيقوله أتجوز دي ولا أعمل دي هيفذ وخصوصا مسألة مهمة زي دي أكيد يعني إلا إذا كنتي تعرفيه وليكى دلالة عليه ،أنا عاوزة أعرف بقي تعرفيه منين ؟
صباح بحزن : عايزة تعرفي مصممة تعرفي ؟
زينب : لازم أعرف
صباح : إلياس يبقي إبن أخويا
زينب بصتلها بصدمة : يعني إيه ؟ مش فاهمة يعني إيه ؟ لا بجد فهميني
سكتت لحظة وبعدين سألتها : إلياس.. إلياس ؟ أيوة صح أنا إزاي راح عن بالي إن ليا قريب بالإسم ده ؟
بدأت تربط الأحداث ببعض من الذاكرة وفتحت عنيها من الصدمة : إلياس أخو نرمين مش كدا ؟ نرمين إللي كانت بتحب واحد وبابا قتلها ؟
صباح بصتلها بنفي : لا إلياس أخوها إللي قتلها
زينب بحزن : لا بابا إللي قتلها ،أنا عارفة إللي حصل بس مجاش في بالي إن هو نفس الشخص
بصتلها : أنا انتهيت ،أنا وقعت في أيده بعد السنين دي ليه مفكرتيش إنه عاوز ينتقم مني
صباح خافت بس كدبت حدسها : وهينتم منك ليه كنتي أذيتيه ؟
زينب بخوف : لا بس أنا بنت إللي دمرله حياته ،إللي لو البوليس شم خبر يبقي فيها إعدام
صباح حضنتها وهي قلبها اتقبض : لا يمكن لا ،مش هسمح إن يحصلك حاجة ،أنا معاكي وربك يقدم إللي فيه الخير
مرت الأيام تلاها الأيام
في يوم كانت زينب سهرانة وبتقرأ رواية ومستنية الغايب يعود ،إلياس من ساعة ما أخدوه البوليس وهو مرجعش بس هي عارفة إن الامور عدت علي خير وخرج في نفس الليلة هو كلمها تآني يوم وبلغها إنه كان سوء فهم واعتذروله وفهمها إن كل شئ تمام ومتقلقش بس مقالش رايح فين ولا هيرجع أمتي وهي قلقانة لأن من ساعة ما عرفت هويته وهي بقي ملازمها إحساس الخوف لأن عندها يقين إنه اتجوزها ينتقم منها بس لدلوقتي مرجعش وما حصلش أي حاجة ودا إللي مخوفها
اندمجت بالعافيه وسط أحداث الرواية بس فجأة حست بحاجة غريبة كهربة الفيلا قطعت اتخضت بس قالت الديزل بيشتغل بعدها بثوانى بس الغريبة إن مفيش حاجة حصلت ولا النور رجع والضلمة مالية المكان مش باين منها أي حاجة ولا شايفة تحتها حتي
دق الخوف قلبها وحست بالقلق وإن فيه حاجة مش طبيعية هتحصل
أمها كانت قالتلها إنها هتنام من شوية هتروح تصحيها عشان تحس بالونس ومتقلقش
بس مهما تنادي مش عارفة توصلها كإنها في صحراء مفيش حد يرد عليها حتي وصوتها بيتكرر صدى صوت وبيرج قلبها
لحظات من الخوف بتمر عليها مش بس بترعبها دي هتخليها يجيلها نوبة فزع هي مش خايفة من حاجة في حد ذاتها لكن قطع الكهربا في الوقت دا ومفيش حد حواليها والوقت نفسه مخلي الدنيا عتمة يا ترى ممكن تشوف حاجة في الضلمة ؟
صرخت يمكن حد يسمعها أو حد من الامن إللي برا يدخل يشوف إيه الحكاية ؟ بس مر الوقت ومحدش حتى دخل ولا سمعت صوت حد ولا حتى حشرة معدية تعمل صوت
الوضع مقلق حاولت تدور علي التليفون أو أي كشاف تنور لنفسها بيه بس الدنيا عتمة صوت عياطها كان عالي والحزن مالي صوتها وهي بتستنجد بأي حد بس حست إن ممكن يكون فيه حرامي عايزه مساعدة
الافكار الوحشة كلها بتهاجمها وجه في دماغها ألف سيناريو لأفلام الرعب إللي تعرفها وإللي ممكن ما تكونش عرفتها
صرخت بإسم إلياس كذا مرة بس ولا حياة لمن تنادي
شوية وبقت تسمع أصوات معينة زي أصوات رعد وشبه كدا وصوت زي أصوات الاشباح حست إنها جوه فلم رعب
بس أعصابها تلفت ومبقتش مستحملة
وفي غرفة التحكم كانت قاعدة لوجي وجهاز الكمبيوتر ادامها بتتحكم فيه في الأصوات وحطت ميكروفونات في أركان معينة من الفيلا عشان الأصوات تكون عالية وعاملة صدى كإنها حقيقة
ضحكت بصخب وكان جمبها صاحبها سام إللي اتعرفت عليه من فترة في الملهي الليلي
لوجي : اعتقد إنها ضعيفة لدرجة إنها خافت من مجرد لعبة صغيرة يفهمها طفل صغير ومثلت عدة مرات في أفلام الرعب
سام بص ادامه وهو مستمتع زيها بالإنهيار إللي وصلتله زينب وكانوا متابعينها من الكاميرات
سام بص للوجي : ممكن أزود مشاهد للسيناريو الجميل ؟
لوجي : إذا كانت هذه المشاهد ستخدم هدفي وتزيد رعبها أوافق بشدة والاهم إن تلك مجرد أول خطوة في رحلة انتقامي وعذابها قبل أن أخطط لقتلها أليس كذلك يا عزيزي ؟
سام ضحك : ليس قبل أن أخذ ما سأموت لأخذه من هذه الجميلة
بصتله لوجي بغيظ وسكتت
زينب بتردد بضعف وانهار كل قوة فيها تقدر تعافر رددت بضعف : إلياس! ساعدني إلياس
فل يا بيه! ورد! اشتري مني يا باشا
كانت مروة بتجري في الاشارات وهي معاها ورد وفل وبتلف علي العربيات بتحاول تبيع حصتها وتجمع الغلة المطلوبة منها
وقفت ادام عربية : اشتري مني فل يا بيه ، انشالله يخليك ،يارب تتجوز الهانم القمر دي
بصتلها بقرف : امشي من هنا يا متسولة آنتي
مروة بصتلها : الله يسامحك يا هانم
زعقت : آنتي كمان بتردي عليا ،طب غوري من وشي بدل ما ارميكي في أقرب بحر
مروة……..
يتبع…
صحيت زينب الصبح وكانت منهارة جدا و بتفتكر إللي حصل معاها وتبكي مش عارفة إذا إللي حصل معاها حقيقة ولا مجرد هلاوس من الخوف إللي كان مسيطر عليها
بقالها كتير في الخوف ده بس لحد دلوقتي قلبها بيرجف من الخوف ،هي ليه دايما كدا بتقع في مطبات كل شوية بس المؤلم إن محدش بيساعدها ولا يخفف عنها كانت واحدة بس إللي بتخفف عنها وللأسف اختفت كإن الأرض إنشقت وبلعتها
إلياس رجع البيت بعد ما أخيرا هدي شوية بقاله أيام بعيد عن البيت مكانش طايق وجودها وإحساس إنه بيخون أخته مسيطر عليه جدا لإنه عاطفته اتحكمت فيه وإتجوز بنت قاتل أخته طبعا لهي نفسه بالشغل وافتتاح مقر عمله الجديد ولهي نفسه عن التفكير في أي حاجة في الوقت نفسه
كان جواه نار ولهيب بيحرقوا قلبه كل ما يفتكر إنه قتل أخته والسبب في كل ده هو فهمي السيوفي ، أكيد جه وقت الحساب والمواجهة عشان يدفع تمن غلطاته وأكيد لازم يتخلص كمان من إللي اتحسبت عليه زوجة وشالت إسمه في لحظة ضعف منه
دخل أوضته إفتكر إن كل حاجة اتنقلت الأوضة التانية إللي المفروض أوضة الزوجية
راح وقف ادام باب الاوضة كتير وحاسس بأحاسيس كتير متضاربة جواه إحساس إن جواه حرب عالمية بين خير وشر مش عارف النتيجة لصالح مين هو كل إللي عارفة إن هو المتضرر من الحرب دي أيوة هو سبب الحرب دي من الأول
فكر كتير و اتردد يدخل لكن في الاخر دخل
كانت زينب رجعت نامت تآني بس كان الخوف والتعب اتملكوا منها وجسمها بيرتعش مع كل ذكرى ولحظة خوف وضعف عدوا عليها وإحساس إن هي بقت وحيدة آكتر من الأول
الساعة كانت ١٠ وهو دخل عشان ياخد شاور ويغير هدومه ويروح شغله من تآني
لمحها نايمة وشعللت النار جواه كان عنده شك إنها ممكن تستناه بما إنها عروسة ما تعرفش حاجة عن عريسها إللي اختفي إلا إذا كانت عارفة كويس علاقة الجواز من الأول مبنية علي إيه ؟ وهو إللي كان مديها أهمية
مش عارف ليه دلوقتي حس بغباءه إنه انقذها من انفجار العربية في اليوم ده ،رغم إنه عمل كدا عشان بخدم انتقامه بس كان هيبقي أكبر انتقام واكبر خسارة إنها كان لازم تموت
التعلب هيجيب إيه.؟تعالب زيه وشكلها بريئة بس إللي يعيش ياما يشوف
أيوة كان لازم تموت مكانش لازم يورط نفسه ولا حتي يزعل جوليا منه وتسيب وترجع أثينا
سابها ودخل الحمام وهو بيغلي من الغضب ووشها بالنسباله بقاش طايق يشوفه لإنه بيشوف فيه أخته إللي كانت بتستنجد بيه من فهمي وحبسه ليها وفي الاخر فهمي يضغط علي طفل إنه يقتل أخته
عروق جسمه برزت من كتر كبت الغضب جواه ونفسه لو يصرخ للعالم كله مع إن صرخة واحدة هتحرق العالم من كتر النار إللي جواه
خرج ولبس هدومه بسرعة ورمي عليها نظرة أخيرة بلا مشاعر وضحكة سخرية لاحت ليه إنها عروسة نحس دي حتى كل دا نوم محستش بوجوده وحتى مفيش أي اعتبار ليه ؟
كان هيمشي بس لاحظ إن جسمها بيتنفض ،استغرب إنه مأخدش باله من هزت جسمها
جري بسرعة عليها واستغرب دي بتتنفض جامد
حاول يصحيها : زينب! آنتي يا زينب ؟ زينب اصحي آنتي جسمك بيتنفض زينب!
بس مكنتش بترد عليه حط أيده علي جبينها وكانت سخنة جدا وهنا بدأت الرؤية توضح وهو ياخد باله إنها بتهرتل بكلام مش طالع أصلا كل إللي شايفه هي حركة شفايفها واهه بين كل نفضة والتانية
الظاهر إنها تعبانة من بدري
وقف وخاف جدا عليها وفضل رايح جاي في الاوضة يدور علي علبة الاسعافات بس مش عارف أي حاجة ومن الخوف مبقاش قادر يركز في حاجة
كلم دكتور بسرعة يجيله واداله عنوان الفيلا وحاول يعمل أي حاجة علبال ما الدكتور ييجي
نزل تحت وطلب من واحدة من الخدم تيجي معاه وفعلا بدأت تعرفه يعمل إيه عشان ينزل الحرارة وهو طلب إن هو يعمل هو دا ومحدش يعمل حاجة لمراته غيره
استأذنت الخادمة وهو طلب منها لو الدكتور وصل تطلعه علي هنا علطوول
وهو قعد بلهفة ومسك منديل صغير وبلله مية وفضل يحاول يعملها كمدات مية ساقعة بس وبعد وقت طويل مش شايف أي تجاوب ودا قلقه زيادة وبقي محتاس مش عارف يعمل إيه ؟
فجأة جاتله فكرة شالها مرة واحدة وحطها في البانيو وفتح عليها مية ساقعة عشان الحرارة تنزل وهي كانت بتشهق من برودة المية
حس بالخوف عليها بصلها : استحملي شوية بس عشان السخونة تنزل عن جسمك
هي مكنتش حاسة بيه ولا بحاجة حواليها
زينب كانت شايفة نفسها في مكان واسع ملوش آخر وفيه أصوات حواليها بتنادي عليها وصوت واحد منهم كان بينادي عليها بلهفة خايف عليها بس الصوت دا بعيد آوي مش قادرة تعرف صاحبه ومن كتر الأصوات حواليها كانت فيه حرب فيها كل ذكرياتها بتتعاد ادامها من لحظة ما كانت طفلة لابسة نضارة والكل بيتنمر عليها لحد ما بدأت تكبر وبقت تستخدم جمالها كسلاح لحل مشاكلها وبعدين خناقاتها المستمرة مع أي حد يعترض رغبتها وبعدين تتعرف علي مجدي عريس جاي يتقدم لاختها عريس وسيم ونسب يشرف وبقلب مراهقة وقعت في حبه وبعقل مراهقة اتفننت إزاي تلفت انتباهه وتاخده ليها. وتبعده عن أختها دي كمان لعبت علي أهله لعبت البنوتة المثالية لحد جوازها من ورا أهلها وبعدين دور الضحية إللي عيشت نفسها فيه وبعدين هروبها وبعدين شغلها وبدأت تعقل وتتغير واحدة واحدة هي غلطت كتير وبهروبها عيشتها لوحدها كانت بتكفر وتعاقب نفسها علي غلطات وذلات الماضي
لكن المعاناة والعقاب لسة في بدايتهم كان السنين إللي فاتت دي ما هي إلا أول فصل في رواية بعنوان عقاب ما إكتنفت
أو عقاب ما فعلت
كانت أصوات ذكرياتها عنيفة وواضحة جدا بس فجأة بيظهر وسطهم صوت بدأ يبقي مألوف صوت مليان خوف ولهفة يا ترى صوت قلب ولا عقل؟ صوت الخير ولا الشر ؟ صوت النهاية ولا البداية الجديدة ؟
البداية صوت بداية جديدة هل دا معناه إن فترة العذاب إنتهت ؟ ولا ؟
شهقت زينب مرة واحدة وفتحت عينيها بضعف وشافت واحد ادامها هو مين ده ؟آه دكتور أخدت بالها من كل إللي حواليها
مامتها والدكتور وإلياس إيه ده هو رجع ؟ كشرت تآني بس إمتى ؟ وياترى ليه كان بعد أصلا هي كانت محتاجاله جدا أكيد هو لبى ندائها لما استغاثت بيه إمبارح
الدكتور كتبلها على أدوية وبص لإلياس : الطريقة إللي استخدمتها عشان تنزل الحرارة كانت مفيدة جدا وشكرا إنك قدرت تعمل كدا وكويس إنها نزلت شوية وإلا كانت هتضطرنا تنقلها مستشفى
أمها شهقت : مستشفى ؟هي حالتها صعبة للدرجادي يا دكتور ؟
الدكتور بصلها : لا أبدا يا حجة هي زي الفل ولما تاخد الدوا هتبقي أفضل إن شاء الله بس المهم تاخد الدوا في وقته
خده إلياس علي برا بس الدكتور وقفه في جمب : أنا مرضتش أقول ادامهم
إلياس بقلق : تقول إيه ؟ خير يا دكتور ؟
الدكتور : المريضة بتعاني من نوبات فزع
إلياس : مش فاهم
الدكتور : تقريبا هي خايفة من حاجة بتعانى من حاجة ودا رفع عندها الهرمونات
بدأ الدكتور يشرحله حالتها بالتفصيل وإلياس مكنش مستوعب إللي حصل لزينب
مشي الدكتور وإلياس دخل عندهم وهو بيتأملها نايمة بعد الحقنة إللي أخدتها ومامتها جمبها بتعيط
وكان جواه قرار وأكيد كانت هي دي البداية………
مجدي دخل بيته بعد يأس تام سيطر عليه وحس كإنه لازم يمحي جزء الماضي دا من حياته تماما وكإنه بيتمنى إنه يفقد الذاكرة أو حاجة من القبيل ده يمكن ينسى فيه أي شئ
مجدي أتأكد إنه اتخدع من الأختين واحدة كانت عايزة تعيش البطولة وواحدة كان بالنسبالها مجرد مكسب حصلت عليه في النهاية أو إنه كان مهرب ليها من خطر إنها متلحقش تتجوز وتكون أسرة
بس هو السبب في كل إللي حصل ده وكان لازم يكون عقابه الحيرة والوجع
هو اتوجع آكتر لما إفتكر إنه كلم زينب بالطريقة دي واسمعها كلام قاسي من تحليله ليها لكن مكنش له داعي هي ما اعترضتش الطريق من تآني ولكن هو من حرقة قلبه قال كدا لكنها بعدت وكان لازم يحترم ده
هي غلطت ؟ ما كلنا بنغلط لكن نصلح غلط بغلط تآني أكبر ؟ يا ترى فعلا لو كان كلامها جد ومتجوزة المفروض يفرحلها إنها قدرت تنجح وتتخطى فترة اختيار راجل مناسب هيقبل حياتها إللي فاتت كجزء من حياتها إللي جاية
يعني يسيبها تعيش حياتها وهو يعيش حياته أيوة هو خلاص أتجوز أختها وبقالها سنين معاه وبتعاني لإنه مش معاها بقلبه ودا بيوجع أي ست
هو لازم بقي يدي فرصة للمستقبل يقلل وجع الماضي ويدي فرصة لنفسه يعيش حياته لأن الإنسان بيعيش حياة واحدة خليه يستمتع بيها وينسى أي حاجة حصلت كإنه فقد الذاكرة زي ما بيتمنى ويبدأ من جديد يقطع ورقة الماضي ويفتح ورقة المستقبل
كانت منة في المطبخ كعادتها بتدفن نفسها وسط أفكارها ووسط مملكتها الصغيرة إللي تقدر تتحكم فيها بس دايما سرحانة أحيانا حزينة وبتغيط واحيانا متغاظة ومتكادة و بتخطط واحيانا منهارة بين كل ده وده واحيانا تآنية ساكتة ومش عارفة لا تفكر ولا حتى تتكلم
كانت زعلانة إن أمها فضلت أختها عليها وسبتها ورمت كل حاجة ورا ضهرها في لحظة وسافرتلها مش عارفة هي ليه بتكره أختها كدا ؟ هي صحيح كسرتها وخانتها بس مشت وسابتلها الجمل بما حمل بس للأسف سابته جسد بلا روح وهل دا يرضيها ؟ انه يكون جوزها أبو بنتها جسد خالي ؟ جيد عايش بيتحرك وبيقوم بروتين عادي وكلام قليل جدا معاها وكإنه بيعاقبها على حبها ليه ؟
بس يا ترى هي فعلا حبته ولا زي ما أختها وصفتها زمان إنها خايفة علي نفسها من الوحدة والعنوسة أيوة هي كانت زي أي بنت تتجوز وتعيش حياتها وتكون أسرة بس كانت بتشوف البنات من حواليها أدها واصغر منها بيتجوزوا ويخلفوا وهي محدش حتى بيعبرها أو يعملها حتى قيمة وما صدقت إن واحد زي مجدي قرر يطلبها ليه ويكون أسرة وبسرعة بنت أحلام كبيرة وتخيلته جمبها في الكوشه وماسك أيديها وبيقولها شبيكي لبيكي حبيبك بين ايديكي
وبتتخيل حياة الزوجية الجميلة وولد وبنت يكحلوا حياتها دي بس فجأة فاقت بعديها علي كابوس أختها بتحب خطيبها وبعدين تتفاجئ إن أختها اتجوزته وحامل منه يعني إللي كانت شايفاها في احلامها جنبه في الكوشة وبتخلفله الولد والبنت هي زينب أختها
بس يا ترى بعد ما أختها فارقت بسنين هل العيب عليها هي ولا علي أختها إللي سابتهولها مجرد سلعة مستخدمة
ما أخدتش بالها من غيظها والسكين مرت علي أيديها جرحتها أو كانت بمثابة إنها رجعت من سفرها السريع بإحلامها وتحليلاتها الدم إللي بينزل من أيديها اثر الجرح
وكإنه بمثابة روحها إللي بتنزف دم من اثر جراح الماضي
اتفاجئت بمجدي واقف ادامها لكنها مش قادرة تحدد دا مين دا إللي اتجوزته جسد بلا روح ولا الإنسان إللي اتقدملها من سبع سنين ؟ ولا إنسان تآني خالص لسه ما اتعرفتش عليه والايام لازم هتعرفها عليه ؟ هو مين فيهم يا ترى ؟
كان السكوت هو مفتاح وبداية لكلام كان لآبد منه بعد البعد والجفا دا كله بس هل يا ترى دي بداية جديدة للكل ؟
لكن ما خفي كان أعظم
يتبع…
كانت زينب قاعدة في التراس لكنها كانت شاردة وحزينة وهي بتفتكر كل اللي حصلها واللي جنته بإيديها وحياتها اللي اتبدلت بعد ما أعجبت بخطيب اختها لغاية هروبها وهي حامل بطفل اكيد في نظر الناس غير شرعي رغم أنها متجوزة على سنة الله ورسوله لكنه كان في السر ودا كان بالنسبالها اول واكبر غلطة في حياتها
وبعدين دراستها وشغلها، اشتغلت حاجات كتير في حياتها عشان تدرس وتعاقب قلبها على الحركات الطفولية اللي هدمت حياتها في غمضة عين ولأنها كانت مستنية حد يدعمها ومع ذلك محدش دعمها لأنها كانت علي غلط ومع ذلك احتاجت لدعم ملقتش لكن اتعلمت واشتغلت وكافحت زي ما بيقولوا لحد ما اتخرجت واشتغلت في أكبر بنك ويوم ورا يوم بتثبت للمدير انها كفاءة لغاية لما اترقت وكإن قدرها كان مستني ترقيتها وبدأ عذابها الحقيقي على أفعالها وكانت اقتنعت ان دا عقابها علي حاجات كتير سواء كانت فاكراها او عوامل الزمن نستهالها من كتر ما الذاكرة مليانة ليها
إلياس كان واقف يراقبها من بعيد وهو شايفها حزينة وسرحانة دايما وافتكر اهتمامه بيها لما كانت الحمى شديدة عليها وسهره جمبها كام ليلة لحد ما ربنا امر بشفائها
مشاعره في الفترة دي كانت مشتتة ما بين القسوة واللين الحب والكره وبين الحين والآخر لازم واحد فيهم ينتصر احيانا القسوة وأحيانا اللين وكثيرا الكره لكن الحب لم يبدأ بعد أو محتمل بدا لكن لم يرى إلى الآن ماذا يكن قلبه
لأول مرة يستكشف زينب من بعيد ويشوفها كإنسانة تانية انسانة ضعيفة هشة كانت بتصدر قناع القوة لكن دوام الحال من المحال ولأن ضعفها أكبر من قوتها انزاحت أقنعة القوة وقشرة التمرد اللي كان شايفها في عنيها اول مرة وحل محلها ضعفها الانثوي الحقيقي اللي بيثبت ان حواء أضعف من ادم وأقوى تأثرا بما حولها
إلياس : صباح الخير!
استشعرت صوته بنبرة غريبة جواها بصتله وابتسمت شبه إبتسامه : صباح النور
إلياس : ممكن اقعد معاكي اذا مش هيضايقك
ابتسمت بحزن : دا بيتك انت بتستأذني؟
إلياس قعد قريب منها وابتسم : ودا بيتك برضه متنسيش انك مراتي وعلى إسمي دا غير اننا قرايب برضه أظن كدا ولا إيه؟
زينب : اه طبعا ابن خالي اكيد بس دا ابعد ما يكون عن القرابة اللي بينا
إلياس بصلها بإستفهام : يا ترى قصدك ايه ؟
زينب : يعني اننا زي الاغراب بالظبط وعايشين في بيت واحد ومنعرفش بعض غير بالأسامي وبحسك دايما غريب زي اللي بتقاوم حاجة جواك احيانا بحس انك قاسي وغامض وأحيانا بحسك مرح وطيب وبشوش وحنون زي الايام اللي فاتت واهتمامك بيا وبكل حاجة لما كنت تعبانة وزي دلوقتي كدا برضه
إلياس اتنهد : حياة الإنسان متخليش من كل اللي قولتيه وإلا هيكون انسان مثالي ودا مش موجود ولا إيه؟
زينب : معاك حق
إلياس :زي ما نا شايفك بالظبط
زينب : اللي هو ازاي؟ عاوزة اعرف شايفني ازاي؟
إلياس : مش شايف حاجة، انا شايف شبح إنسانة، يعني تعبانة سرحانة غامضة برضه وانهياراتك المتكررة دي بتدل انك شبح او انك ضعيفة لدرجة انك مش قادرة تتخطي موقف حصل معاكي الحادثة مثلا، يعني اول مرة شفتك فيها شدتيني اني اعرفك متمردة وعنيدة وانتي نازلة تشتمي اللي كسرلك فوانيس عربيتك وبعدين كسرلك اللاب بتاعك فاكرة؟ بعدها كل دا اختفي من بعد الحادثة
زينب : زي ما انت قلت احنا مش مثالين بس اكيد عارف ان كل إنسان فينا له ماضي عاشه وزي ما عاش فيه الحلو والأحلام شاف فيه اللي يوجع ويكسر
إلياس : معاكي حق
وكإن الاتنين متفقين في نقط كتير مشتركة بينهم ودا كان الإحساس المسيطر عليهم
حاولت تخرج من المود ده وهو كمان بصلها : ايه رايك نغير المود ده، أو نبدل الماضي ونكتب صفحة جديدة تغطي علي الوجع ده
زينب : ياريت
إلياس ابتسم : ايه رايك اعزمك برا علي العشا؟
زينب بصتله : بس انا سامعاك ببتكلم في الفون وبتقول انك عندك عشا عمل النهاردة
إلياس : وايه المانع؟ يتأجل الدنيا متهدتش
زينب : الايام جاية كتير ممكن نخرج فيها بلاش شغلك يتأثر انت لسه جديد في الساحة هنا
إلياس ابتسم لاهتمامه ودا زاده اصرار انه يصحح اللي عمله واللي كان ناوي يعمله
إلياس : انتي شكلك بتتهربي لو مش قابلة اننا نبقي صحاب او حتي مش عاوزاني خالص
وكإن دي إشارة تهديد ليها انها اخر فرصة عشان تتخلص من احبال الماضي، خافت الفرصة تختفي منها تاني فبصتله بترجي : لا لا انا موافقة، اتمنى بس مكونش انا معطلاك
إلياس : في ايدينا كل حاجة، وفي ايدينا نصلح اللي كسرناه، والعشا المهم يتعوض لكن ساعة الصفا والقلب الخالي متتعوضش
وكإنها دعوة صريحة لحياة جديدة وانتعش الأمل جواها حتي لو لحظات لكنه انتشلها من آلام نهشت قلبها وعيشتها في دوامة لسنين
عند منة ومجدي
رجع من الشغل لقي منة جهزت العشا دخل غير هدومه وأخد شاور ورجع من سكات قعد ياكل وكانت الحياة كدا بينهم الكلام قليل جدا وفي أضيق الحدود، كإن مجدي بيراجع نفسه وسنينه وظلمه لمنه ووقوعه بين فك اختين بينزعه على مزاجهم
قلبه مع واحدة لكنه في الواقع مع اختها اللي كان المفروض هي اول بخته لكنه إتفاجأ بالصغيرة بتعترفله بمشاعر طفولية وانها بتحبه لكن في الواقع هي كانت لسه مراهقة مش فاهمة اي حاجة وان مشاعرها دي مش مستقرة
لكنه مشي ورا غريزته وكذب اي منطق بيقول غير اللي هي قالته وكان زي الكورة في إيديها ومشاعرها
اتجوزها وحبها بس ملحقش يحدد هي زوجة مناسبة ولا مازالت عيلة بتلعب بيها المشاعر ما بين الإيجاب والسلب وما بين الإنجذاب والنفور
وانقطع الخيط اللي بينهم في لحظة بس هيفضل الحال كدا لإمتى؟ وايه المصير اللي لسه منتظره؟
ومنة من جهتها ساكتة وسرحانة ما بين غيرتها عليه السنين اللي فاتت وما بين كرهها لأختها اللي اتسببت في النتيجة دي، متجوزة شخص بيعاملها زي الأغراب
قعدت قصاده تتعشى هي كمان من سكات لكن جواها احساس ان مجدي مش طبيعي وبتفكر يا ترى ايه اللي ممكن يكون حصل، مجدي خناقاته معاها قلت بقي بيتعامل معاها بهدوء وكتير بيتجاهل الكلام وانه يقعد في البيت
كان الجو مشحون توتر ومجدي حاسس ان هدوئها هي كمان مش طبيعي يعني غير طريقته وبطل يتخانق وبيراجع نفسه وقراراته زي اللي واخد فترة راحة بس رد فعلها هو الهدوء فحاسس انها يمكن تكون بتخطط لحاجة ولا يمكن تكون تعبت من طلب حقوقها وطلب الاهتمام ومعاها حق في كلا الحالتين
قطع الصمت ده : انا نازل القاهرة بكرة
بصتله بإستغراب ومازالت ساكتة : ساكتة يعني؟
بصتله بهدوء : هقول ايه؟ مستنيني أمنعك ؟
مجدي : بس طريقتك جديدة عليا، يعني مش متعود عليكي ساكتة
سألته : تحب اقولك ايه؟
مجدي : مالك يا منة؟
منة : سلامتك انا كويسة
مجدي : معندكيش اعتراض المرا دي لما بقولك رايح القاهرة
منة : براحتك
مجدي : مش شاكة فيا؟ ولا خلاص وثقتي اخيرا
منة بتهكم : معدتش بعرف ادي امان لحد، امي الوحيدة اللي كانت اماني في لحظة اختارتها ونسيت اللي حصل وراحتلها يبقي تبقي مين عشان اثق فيه. ابويا اللي كان يكرهنا انا وزينب يقف في وشي ويدافع عنها وتلاقيه عايش معاها دلوقتي
مجدي : ايش عرفك أن ابوكي حن مرة واحدة وكمان عايش معاها؟ تفتكري هتسامحه بسهولة؟
منة بهدوء : كل حاجة بتتغير في غمضة عين ولا عندك رأي تاني؟ كان ليا وفي لحظة بقي لاختي
بصلها : بس اخذتيه في الاخر حتي لو راح اختك، في الاخر سابتهولك
منة بضحكة سخرية : مستعمل؟ سابتهولي مستعمل ومستهلك، استخدامه ضعف ده (بتشاور علي قلبه) مشغول ومبقاش فاضي وأعتقد معادش مكان فيه
بصتله : هتفضل اد ايه في القاهرة؟
مجدي : معرفش هيفرق؟
منة : لا ولا هيفرق ولا حاجة
وقفت : الحمدلله شبعت
بصلها وهي كملت : هروح احضرلك شنطة عشان تسافر بيها
مجدي : ماشي وانا هبات مع فرحة النهاردة
ابتسمت بجمود : اللي يريحك
دخلت تحضرله شنطة للسفر وهي دماغها بتفكر هي رجعت لشكها القديم وحاسة ان سفره القاهرة اخر فترة مش طبيعي وأنهم ممكن يكونو رجعوا يتواصلوا تاني ولانها ما تعرفش عنها أي حاجة من يوم اللي سابت البلد وراحت القاهرة بقت متيقنة ان نزول جوزها القاهرة وغيابه من غير مبرر بيخليها تشك فيهم الاتنين في الاخر هي مبقتش تثق في حد
وقررت ان الهدوء والصبر مفتاحها لرد حقها
في الفيلا
كانت زينب بتجهز نفسها عشان معادها مع إلياس دخلت عليها مامتها وشافتها بتجهز وكانت حيوية ومتغيرة كتير والتعب كإنه بدأ يختفي منها
ابتسمت براحة وهي حاسة ان حمل من علي اكتافها اتشال
وان مراقبتها لإلياس واهتمامه بنتها أكدلها ان القرار اللي أخذته مكانش من فراغ وان ابن اخوها متغيرش وواخد طباع اخوها ودا اللي عشمها في البداية تسلمه بنتها ورجعت ندمت علي قرارها لما تهيأتلها كل الام الماضي واللي كان بيعمله فهمي في إلياس واخته وتهيألها ان إلياس وافق عشان ينتقم منها ودا كانت الايام إثبتته بعد اللي حصل وبعد إلياس عن البيت كإنه بيخطط لحاجة ولكن كل دا اتبخر وهي شايفاه بيهتم بيها وبدواها ويسهر جمبها ويهتم لأجلها وفي كل حاجة حمدت ربها ان الخوف زال وان إلياس راجل يعتمد عليه وسلمتله أمانة هي واثقة انه هيحافظ عليها ويحميها من كل المخاوف اللي جواها وأولهم فهمي اللي لحد دلوقتي محدش عارف هو راح فين؟
راقبت زينب شرود والدتها في المراية التفتتلها : ماما!
صباح…..
زينب هزتها فإتخضت : فيه إيه؟
زينب هدتها : اهدي يا ماما، انتي مالك فيه ايه؟
صباح ابتسمت : انا كويسة طول ما بنتي حبيبتي حياتها بتتحسن وبتخرج من المود اللي حطت نفسها فيه
زينب : حاجات كتير يا ماما السبب في اللي حصلي الفترة الأخيرة بس الحمدلله بقيت احسن وبحاول اتخطى أي أزمة مريت بيها
صباح : اهم حاجة تتأكدي منها اني عاوزاكي بخير واللي انا عملته كان في مصلحتك والايام هتثبتلك كلامي
زينب : ان شاء الله بس انا لحد دلوقتي مش فاهمة
صباح : مش فاهمة ايه؟
زينب :إلياس ليه بيعمل معايا كدا، وهو اصلا بحسه غامض كدا
صباح : هو لا غامض ولا حاجة انتي بس لسه مش فاهماه
زينب أكدت : بالظبط، انا مش فاهماه احيانا بيكون ساكت وغامض وأحيانا احسه حنين وطيب ودا ظهر معايا كتير وكتير بحسه عايز ينتقم مني انا مش فاهمة هو ازاي كدا؟
صباح : اللي حصل زمان يمكن هو السبب
زينب : انا برضه مش فاهمة تفاصيل اللي حصل زمان
صباح : ودي مهمتك، وانا مش هقولك عاوزاكي تقربي منه، افهميه خففي عنه قربي مني يا زينب ولو فهمتيه تتعرفي تتعاملي معاه وتكملي حياتك بطريقة تريحك وتريحه بالأكتر ويقربه منك وانا واثقة انه هيكونلك ونعم الزوج بس قربي منه ومتيأسيش لو صدك مرة الراجل مش زي الست لازم تفهميه وحسسيه انك جمبه، إلياس انحرم من صالحة امه وهو صغير وكانت اخته مكانها لكن اتجوزت صغيرة فده خلق جواه مشاعر كتير يمكن عكس بعضها ومفتقد لمشاعر كتير حاولي تديه جزء منها حاولي تشيلي الغمامة اللي علي عنيه
زينب بحزن : فكرك هقدر علي دا كله؟ صعب يا ماما عليا، انا خسرت كتير في حياتي
صباح قربت منها وحضنتها : هتقدري، وفي كل مرة اسألي قلبك هيكون دليلك
زينب : فكرك قلبي لسه هيصلح لحاجة؟ ولا انا أصلح لحاجة
صباح : ليه يا بنتي، كلنا بشر
زينب : انا لازم امشي إلياس مستنيني
مشيت وامها فضلت تدعيلها هي وإلياس
ومشيت زينب لعند إلياس وراحو للمطعم
وكان في عيون بتراقبهم والحقد ماليها وعقلها بيخطط في اللحظة دي لخطة النهاية
يتبع…
حياتنا مليئة بالصراعات منذ بدايتنا إلى نهايتنا قليل من يمر منها بسلام
في المطعم
كانت زينب من جواها بالتغيير اللي طرأ على حياتها وكإنها بداية جديدة بتنير طريقها
إلياس : عجبك المكان؟
زينب بصتله بفرحة طفل : تحفه المكان جميل جدا
فرح لفرحتها وحس انها مسؤولة منه وانه كان هيرتكب غلطة لو كان مشي في نفس الطريق اللي كان بيخططله هو خلاص هدفه قرب جدا لانه مش ساكت ومش هيسكت لكن لازم في النهاية الهدف ده يبقي بعيد بعيد جدا عن زينب ولأنه حقق تقدم كبير في حلم سنين قرر يبدأ من جديد
بصلها إلياس وهي الفرحة باينة عليها فضل يتأملها وهو مستغرب ان زينب دي مخاطرة كبيرة ليه لكنه ومن لطف ربنا بيه حكايته بيها لازم تفضل عند نقطة معينة، زينب ملهاش ذنب تعيش معاه وهو محاط بالمخاطر ماضيها كفاية عليها وعشان كدا لازم يدي زينب حريتها وتعيش مع الإنسان اللي تتمناه ويحافظ عليها ويسعدها هي تهمه اكيد
قلبه وجعه وحس انه اللي جاي مش بإرادته لكنه هيعمل اللي يقدر عليه
ابتسم وهو بيراقبها بهدوء وهي حاسة ان هي تحت الملاحظة
وقفت اكل وبصتله : مالك بتبصلي كدا ليه؟ اكون عجباك؟
بصلها بتفاجؤ وعجبه المسمى ده ايوة عجباه يمكن عشان كدا بتصرف علي أساس كدا؟ بس عجباه وعايز يحررها منه؟
إلياس : بتأمل بتعرف عليكي بمعني أصح مش معقول متجوزين اسما ومنعرفش غير اسامي بعض
زينب بهت لونها وكإن جملته دي فكرتها بالقرار اللي ناوته بس في نفس الوقت هي مش قادرة تخطي خطوة زي دي هي حاساها صعبة هتقولوا ايه؟ انا كنت متجوزة؟ طب عادي لكن هتجيبله ازاي موضوع انها متجوزة في السر لسنة كاملة من غير ما حد يعرف؟
إلياس : مالك؟ وشك قلب ليه؟ فيه حاجة؟
شبح ابتسامة : ابدا، انا برضه حاسة زيك اني معرفش عنك اي حاجة
احساس جواه انها بتتهرب من حقيقة جواها مش عايزاها يعرفها او يعرفها لكن مش واثقة فيه وفي ردة فعله ودا قلقه جدا لكنه استدعى الصبر وقرر يستناها تاخد خطوة وتقوله في نفس الوقت لازم يعرف بشكل او بآخر ايه الموضوع عشان يفكر ورد فعله ما يستدعيش الندم
حاول هو كمان يبعد عن أي شئ من ماضيه يمكن دا مش وقته وحتي بلاش تعرفه دلوقتي
بدأوا يتطرقوا لمواضيع سطحية بعيدة جدا عن المغزى الأساسي لحواراتهم وحاولوا يخلوها سهرة لطيفة بما إنها أول ليلة بينهم وكإنهم بيتعرفوا علي بعض من جديد
لوجي كانت حياتها خالية من اي مظهر من النضوج وكلها مبنية علي حقد وتراهات من الماضي وكل اللي شاغلها حقدها علي ماضيها واللي اتسبب في كل اللي حصلها وبناء عليه كان لازم حد يشيل الليلة وتطلع كل مشاعرها السلبية الدفين فيه وكانت فرصة دهبية وقعت عليها وهي زينب
بقالها فترة مخنوقة من إلياس وتصرفاته وكل ما تعمل مقلب في زينب عشان تخوفها تلاقي إلياس ملجأها وحضنها الأمن ومشاعر الغيظ بتزيد جواها والحقد بيتبني بشكل أسرع لزينب والإستسلام مش في صالح زينب لان قسم لوجي غالي عليها جدا وهي أقسمت ان انتقامها هيكون أضعاف اللي حصلها ويا أسفاه على زينب واللي مستنيها وقدرها انها تمشي في طريق كله أشواك
كانت بتراقب إلياس وإهتمامه بزينب والاتنين بيقربوا من بعض بالتدريج ودا بيخنقها لان إلياس نسي أكيد نسي لانه معاشي اللي هي عاشته وبالتالي الموضوع مش مهم الكلام مش هيفيد معاه لأنها اتكلمت كتير وكانت بتاخد منه وعود طلعت كذب في الاخر ودا واضح انها مش هتثق في حد إلا في نفسها وهتاخد حقها بنفسها ودا وعد لازم يتنفذ لو على موتها
خرجت لوكرها اللي علطول مستقرة فيه بعيد عن العيون ورمت نفسها في أحضان الثعلب الماكر وكل اللي بيعمله انه بيحط بنزين على جراحها عشان تولع وهو ينفذ من خلالها حلم بناه على خطاها
قضوا ليلة حميمية في شقة بعيدة عن العيون وهو بينفث سمه ليها
ولعت سيجار تنفث بيه عن غضبها وفجأة لمعت في عنيها فكرة وبصت لسام اللي حاضنها : لقد أتتني فكرة للتو فكرة ليست فقط الوحيدة ولكنها ستنهي زينب تلك للأبد وليس فقط ذلك وإنما ستخمد نيران قلبي وهي تتألم
أخد منها السيجارة واخد نفس وبصلها : أي فكرة؟
بصتله وعيونها بتلمع بمكر : سأستخدمك معي في تلك اللعبة او تأتي لي بأحد ثقة كي يقوم بتلك المهمة
بصلها : ما هي اخبريني لأعلم كيف أساعدك ومن من رجالي قادر على مساعدتك
رجع بصلها بمكر : ولكن لكل شئ ثمن
بصتله بغيط : لا تقلق يا رجل لست أنا من تنسى ذلك لك ما تريد لكني أريد انجاز هذه الخطة سريعا لعل ناري تخمد وأشعر بلذة الانتصار هذه المرة للأبد، أتستطيع ؟
سام : بالطبع أخبريني بالمزيد
قالتله كل الخطة وهو عيونه لمعت وكإنها بتقدمله خدمة وعلى طبق من ذهب من اليوم اللي شافها فيه وهو مش عارف يوصلها او مش قادر لان فيه حواجز كتير منعاه منها وخطتها تقربها منه وهو وشطارته في الباقي هو الجزء بتاعه هقوم بيه علي اكمل وجه والجزء الاخير لا يعنيه لكنه هيعمله المهم يوصلها ويمتلكها وخصوصا انها صعبة المنال لكن لوجي معاه وهتقرب البعيد ودا يسعده
إلياس : انتي شاطرة جدا انا مزهول درستي كل ده بجانب دراستك الأساسية؟
جيت بنوع من الفخر من مدحه : طبعا كنت بعمل المستحيل عشان اوصل لمنصب زي منصب مديرة خدمة العملا ده
إلياس : انتي أثبتيلي ان الطموح ملوش حدود ودا شئ أسعدني والمفروض تبقي فخورة بحاجة زي دي
زينب بتمثيل : مش بحب اتكلم عن نفسي كتير
ضحك إلياس : هايل يا زينب بجد انا مبسوطلك اوي
زينب : وانت دراستك كانت صعبة؟
مكانش عايز يتطرق لحاجة زي دي وحاول يتكلم بسطحية : مش اوي لاني كنت في مجال السيارات ولأن عندي خبرة فيها فكان الموضوع عادي بالنسبالي
زينب : هايل انت كمان حياتك تحسها غامضة ومحتاجة اكتشاف
بصتله وكملت : تحب تتكلم؟
إلياس : لا
رد قاطع خلاها تحس بغموضه وحست بقبضة قوية جواها منعتها انها تكمل بصتله برسمية وبعد ما كانت السهرة مرحة ولذيذة ولكنها كتفت نفسها وغلفها السكوت
فضلت تتابع في صمت وهو حاسس انه زودها يعني مش بالطريقة دي حاول يخفف الحوار : انتي زعلتي؟
زينب : هزعل ليه؟
إلياس : انا اللي بسألك
زينب شبح ابتسامة ظهر علي ملامحها وغيرت مجرى الحديث
زينب : إلياس! ينفع أطلب طلب؟
إلياس :طبعا تؤمري
زينب : ميرسي، حابة ارجع البنك انا بقيت تمام والجبس فكيته من زمان وكمان ايدي الحمدلله احسن من الاول بكتير ينفع ارجع لحياتي الطبيعية؟
إلياس بصلها : ناقصك حاجة؟ ليه عاوزة ترجعي؟ انتي فيه حاجة ناقصاكي؟
زينب : لا بس الموضوع بالنسبالي بقي مسألة حماس وتعود وكمان انا حابة البنك بقالي فيه مدة وحبيت الحياة وسط زمايلي وشغلي اللي سعيت ليه وعملت عشانه كل ده وفي الاخر اتخلى عنه؟
إلياس بغموض : ماشي
استغربت موافقته واقتناعه بكلامها وكانت مجهزة كلام وقناعات كتير عشان يوافق سخرت من نفسها انه هقولها لا ويتمسك برفضه وانه يكون
لا لا هي بتفكر في ايه؟ لأن الأمل اتسرب جواها؟ دي احلام وردية ومحدش بيعيش كدا في الواقع غير
جاتله مكالمة اتوتر جدا ادامها وهي لاحظت التوتر دا لكنها خافت يكون فيه حاجة واستغربت نفسها ازاي هي متوترة كدا وخايفة منه لكنها هتحاول تعمل بكلام مامتها لازم تقرب منه وتحاول معاه رغم أنها عارفة انها هتتعب كتير معاه لكن هتحاول وتعمل اللي عليها
إلياس : نمشي؟
اكتفت بهزة راسها وابتسمت وهو بادلها الإبتسام وقرر جواه هو كمان يدي لنفسه فرصة معاها ومشي معاها على أمل جديد
حقيقي اختلفت الحياة بين إلياس وزينب وكإنها اتبدلت فجأة ما بين واحد قاسي كل همه الإنتقام وبس ومش شايف غيره حتي لو هيدوس على حد برئ زي اللي حصل وخطف صاحبتها ودمرلها حياتها من غير ما يعرف او يحس انه عمل حاجة زي كدا في اتنين ملهمش علاقة بإنتقامه
قفل موبايله وعيونه بتلمع من الغضب والغيظ لما اكتشف انه عاجز يلاقي مروة ولا يعرف حتي اختفت فين؟ ياترى لو زينب عرفت انه سبب في اختفاء صحبتها او حتى طرف في اللي حصلها هيحصلها ايه؟
بس مش هييأس وهيلاقيها وكل حاجة هترجع زي الاول زينب هترجع لحياتها الطبيعية هي وصاحبتها وهو هيرجع اليونان ويكمل مشاريعه وشغله من هناك
هيطلب زينب ويديها حريتها بس في الوقت المناسب ولإنه قرر انهم يبقوا صحاب لازم ما يخلفش بده ابدا بس لما كل واحد. يرجع لحياته الطبيعية هيكون كل شئ افضل من الاول وهيكون كسب صديقة حقيقية وهيدي فرصة لنفسه انه يعوض اللي فات مع صديقة زي زينب بس لازم يخرجوا بتجربة قوية تقوي الصداقة علشان لما ترجع الحياة طبيعية لكل واحد بأقل خساير بس يا تري هيقدر يعوضها خسارتها لصاحبتها ولا اللي مروة خسرته بسببها وجهله باللي هي عايشاه؟
يا ترى إيه اللي هيحصل؟
يتبع…
صحيت زينب بدري وكانت الساعة 6 الصبح
بصت على الكنبة كان طبعا إلياس غرقان في النوم
قربت منه كان مرهق جدا، حاولت تصحيه عشان ينام علي السرير لكنها خافت تقلقه وهي شايفة الإرهاق باين علي ملامحه جدا
قلبها مش مطاوعها تسيبه نايم كدا، هي عارفة انه اكيد مش متعود ينام كدا، لكنه بيحاول يحترم سكوتها ورفضها
ومع دقات قلبها من قربه بدأت تحس ان هي ملخبطة وهي شايفاه ادامها أد إيه هادي ولين جدا ويبدو لطيف ووسيم وهو نايم كدا لكن هي اللي عملت في نفسها كدا وبدل ما تكون فرحانة مع جوزها وان هو يكون أول راجل في حياتها عايشة حزينة وهي شايفة الحب بيكبر للإنسان الغلط
ايوة هي بتكن الحب لإلياس لكنها شايفة انها متستحقش حبه وحاجز الماضي هيفضل يفكرها دايما بعذابها وان هي مش هطول جنة الحب دا خالص لأنها هي اللي خطت غلط
كانت بتتأمله بحزن شديد لكنها عنفت نفسها ورفضت انها اعشم نفسها بأحلام كانت هتبقي من حقها لو كانت الظروف مش هي الظروف
اتنهدت وراحت علي الحمام وقررت تبدأ يومها بحمام منعش يمكن يحسن مزاجها ونفسيتها من اول النهار
بدأت تعاتب نفسها علي كل لحظة في الماضي ولكنها استغربت ان هي دايما بتعاقب نفسها كما لو إنها عملت جريمة اه هي غلطت لكن مفيش حياة من غير غلط المهم اننا منستمرش في الغلط واول ما ندرك خطأنا نصححه فورا طول ما في إيدينا نغيره قبل ما يسيطر الندم علينا ويبقي لا طولنا جنة ولا حتى طيفها
اه اتجوزت من ورا أهلها وخطفت خطيب أختها لكن الجانب الايجابي انها اتعلمت لكن هي مكانتش غلط هو كان جوزها امام الله وعلى سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
ايا كان نوع الغلط لكنها معاها قسيمة طلاقها وقسيمة جوازها يعني إثبات للجواز الشرعي والطلاق الشرعي
حسمت أمرها وقررت تقول لجوزها حقيقة ماضيها هي معملتش حاجة حرام هي غلطت صح بس صححت غلطها اول ما أدركت ده
حست ان دا القرار الصح
خلصت حمام وخرجت لبست إسدال ووقفت تصلي فرضها بقالها كتير مهملة فرضها، بقالها كتير موقفتش بين إيدين ربنا وفضفضفت باللي جواها كانت بتستسلم لخوفها وهواجسها دي لكن هتحاول تغير الروتين ده وتكسره أيوة اللجوء لله أول خطوة في طريق إصلاح الذات
فضلت تدعي تفضفض بكل اللي مضايقها مش لأي حد دا لربها وخالق الأكوان مين غيره يقدر يعفوا ويصفح عما بدر منا، بنغلط كتير وبتوصل غلطتنا قمم الجبال وبدعوة واحدة صادقة بتزاح كل الأخطاء دي وكإنها لم تكن موجودة من الأساس، ما أرحمك وألطفك بعبادك يا الله!
غيرت هدومها سريعا ونزلت جهزت فطار كان الجو يغلب عليه السكون والكل نايم
بدأت تسترجع ذكرياتها في الأيام الخوالي لما كانت بتصحي قبل الوقت وتخلص شغلها وتجهيز الأكل وبعدين تروح البنك أو حتي جامعتها قبل البنك
محستش بالعيون اللي كانت بتراقبها وكلها تمني وضحكة إنتصار مغلفة محياه
قرب منها بتملك وحضنها فإتخضت وغمضت عينيها تنطم أنفاسها بهدوء وتتمنى اللحظة دي تكون حقيقية لكنها انتفضت فجأة هو إلياس ماله؟ حصل إيه فجأة كدا؟
حاولت تبعد لكنه كان عايش اللحظة وحاضنها جامد زي اللي خايف تهرب منه
اتضايقت زينب وفي نفس الوقت مش قادرة تنطق
: إلياس! انت صاحي من امتي؟ وبعدين انت عمرك ما كنت بالتهور ده، لو سمحت ابعد شوية
ما ردش لكنها شمت ريحة خلتها اتنفضت اكتر وبصتله ودا خلاه إجباري يبعد عنها وبقي مواجهتها اتصدمت لما بصتله : انت؟ انت بتعمل ايه هنا؟ وفي الوقت ده؟
بصتله بقرف من فوق لتحت : وبعدين مش مكسوف وانت ريحتك فايحة منها الخمرة؟ ليك حق ما تركزش وما تعرفش لوجي من غيرها ، انا مش عارفة لوجي متمسكة بيك علي ايه؟ بتحب فيك ايه مش عارفة؟
كانت هتمشي لكنه مسك دراعها بحب وتمني أكتر وكل ما تحاول تبعده بيستميت وبيتمناها اكتر
بصت لإيده اللي ماسكة دراعها وبصتله بغيظ : انت يا انت ابعد عني
كان المشروب مأثر عليه أو زي اللي بيدعي ان المشروب مأثر عليه ومش واعي وقرب منها وحاول يشم ريحتها زي اللي بيحفظها وبيتنسمها
وهي كل ما تحاول تبعد عنه او تفلت يقرب اكتر وهي كارها وجوده وريحته المقرفة وبقت ندعي ربها انه عادل كريم ينقذها من الإنسان ده
كان قريب منها جدا بطريقة تخلي اي حد يحس انهم في حضن بعض وزينب مهما تحاول تفلت لكنها بتفشل وبدأت تشك انه سكران لأنها حاسة انه واعي وقبل ما تعمل الحركة يكون فاهم ويعطلها
زينب! سام!
منة جهزت شنطة لمجدي عشان يسافر لكنه اتفاجئ بشنطة اضافية….
بصلها بإستفهام كانت بتجهز فرحة الصغيرة اللي اتفاجئ انها صاحية بدري معاه وأول ما فرحة شافته جريت عليه حضنته بفرحة وحماس
ومجدي بدوره حضنها بحب أبوي : أميرتي الصغيرة صاحية بدري ليه؟ رايحة الحضانة النهاردة؟
رجع بص لمنة : مش قلتي انها مش رايحة الفترة دي عشان الدكتور قايل مناعتها متحسسة ومش لازم تروح الفترة دي؟
فرحة بصت لباباها بحب : لا يا بابي، ماما بتقول ان انت هتاخدنا مصر وتفسحنا
بصلها بصدمة ورجع بص لمنة وهو في دماغه سؤال ياترى منة بتفكر في ايه؟ ببرودها وغموضها الغير طبيعيين؟
ومنة بدورها بادلته ببإبتسامة باردة خوفته، لأن حرفيا حس ان منة بتخطط لحاجة
منة اتعمدت تسأل مجدي أدام بنتها بإستفزاز : عندك مانع نسافر معاك يا بابا؟
فرحة بحماس : انا فرحانة جدا يا بابا، انا بجد بحبك اوي وبحب ماما كمان
ابتسم مجدي شبه إبتسامة : أكيد يا قلبي وانا كمان بحبك
بص لمنة : لازم نتحرك خلال ربع ساعة، عشان مواعيد القطر قبل ما يتزحم
منة ببرود : مش هتأخر استنوني انت وفرحة لحظات انا جاهزة اصلا
سابته وراحت تجهز وهو واقف عاجز عن التفكير مش عارف يحدد هي بتفكر ازاي؟ او بتخطط لإيه وهي استخدمت طريقة جديدة معاه يا ترى هي بتخطط تقرب ولا تبعد ما هو طريقتها غريبة عليه شوية هي علطول بتطلب حقوقها وبتطلب انه يحبها علطول عيشتهم كانت في عراك مستمر لكن الهدوء ده هو مش متعود عليه بس أكيد لازم ياخد حذره منه أكيد مبقتش سهلة وطريقتها دي هتجي علي دماغه هو عارف
دخلت البنك وهي متوترة وحاسة ان جسمها متيبس من الخوف والتوتر حاولت تبان طبيعية لكن لغة جسمها خانتها المرادي
البنك كان في حالته الروتينية وكإن ما فاتش اكتر من شهر سايبه البنك مفيش حاجة اتغيرت كل حاجة فيه ماشيه بشكل روتيني بإستثناء اليوم اللي كان يعتبر اخر يوم قضته في البنك قبل الحادثة لكن غير كدا كل حاجة فيه ماشيه بشكل روتيني حتي الموظفين والموظفات روتينين جدا بإستثناء الوجوه الجديدة الموظفين الجدد
طلبت الأسانصير ومسافة ما دخلت كانت كإنها إستخبت وكإن العيون كلها كانت عليها حاولت تاخد نفسها وتستجمع شجاعتها وقوتها ولعنت الخوف ده اللي سيطر عليها
بس مش عارفة ليه البدايات كدا كإن دي إشارة ان شغلها ده منظور
ضحكت بسخرية وهي بتفتكر مروة وذكرياتهم سوا وذكريات مروة الجميلة معاها……
اول حد قابلها كانت ملك اللي استقبلتها بسعادة وباركتلها رجوعها وكمان ريم وتسنيم قربوا منها وهنوها على رجوعها وسطهم
ابتسمت وشكرتهم لدعمها فعلا كانت محتاجة دفعة لقدام
سابتهم وكله رجع شغله وهي طبعا دخلت لمديرها اللي اتفاجئ بوجودها و……
مروة في المنصورة حياتها من سئ لأسوء، فكرت انها هتقدر تدبر نفسها بنفسها لكن اللي حصلها كان غير التوقعات
عايشة في حياة مليانة بالبلطجة والخوف حياة أشبه بحياة العصابات
ولكن لم تكن هي النهاية فقد كانت بداية جديدة لحياة جديدة………
يتبع…

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-